Achamal n° 827 le 08 mars 2016

Page 1

‫حقوق اإلنسان في طنجة‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 827‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 29‬جمادى الأولى ‪� 08 / 1437‬إلى ‪ 14‬مار�س ‪2016‬‬

‫احتضنت مدينـة طنجـة‪ ،‬السبـت الماضي‪ ،‬نـدوة‬ ‫حول دور المجتمع المدني في نشر وإشاعة ثقافة حقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬أشرفت على تنظيمه االعصبة المغربية للدفاع‬ ‫عن حقوق اإلنسان‪ .‬تحت شعـار «ملتزمون بالدفاع عن‬ ‫حقوق اإلنسان»‪ .‬وستشهـد‪ ،‬بعد طنجـة‪ ،‬مدن الصويرة‬ ‫وزاكورة وفاس واألقاليم الجنوبية‪ ،‬عقد ندوات مماثلة‪،‬‬ ‫من أجل العمل على تكريس ثقافة حقوق اإلنسان وقيمها‬ ‫النبيلة داخل المجتمع المغربي بشكل عام‪ ،‬عبر إشراك‬ ‫منظمات المجتمع المدني بهدف تعزيز البناء الديمقراطي‬ ‫وفق مقتضيات الدستور الجديد‪.‬‬ ‫وتطمح العصبة المغربية للدفاع عن حقوق اإلنسان‬ ‫إلى االنخراط مع مكونات العمل الحقوقي من أجل ضمان‬ ‫التنسيق والتكامل بين المؤسسات الحقوقية‪ ،‬وضمان‬ ‫المكتسبات المحققة في المجال‪ ،‬كخيار استراتيجي تعزز‬ ‫بوثيقة دستورية ضامنة للحريات والحقوق‪.‬‬ ‫وتضمنت الندوة محاور اهتمت ب «القيم اإلنسانية‬ ‫وعالقاتها بالتشريعات الدولية المنظمة لمجال حقوق اإلنسان»‪ ،‬و «آليات المجتمع المدني الترافعية في مجال‬ ‫حقوق اإلنسان»‪ ،‬إضافة إلى ورشتين اتصل موضوعهما بقضايا ذات الصلة بحقوق اإلنسان ‪.‬‬

‫ملعب مرشان البلدي‪ ...‬وداعاً‪! ‬‬ ‫دقت ساعة الهدم‬

‫‪« ‬مشروع ساحة مرشان» ‪ :‬أهالي طنجة أمام «األمر الواقع»‬ ‫هذه اللوحة تنذر بأن‬ ‫«شيئا فظيعا»‪ ‬يلوح في األفق‬ ‫القريب‪ .‬كل من «لمحها»‬ ‫من بعيد‪ ،‬انقبضت عليه‬ ‫نفسه واكفهر وجهه وأيقن‬ ‫أن ما كان يخشى وقوعه صار‬ ‫اليوم أمرا مقضيا‪ ،‬وأن ملعب‬ ‫مرشان سوف يلحق بمنارة‬ ‫الشاطئ وأشجار البوليفار‬ ‫ومحطة القطار‪ ،‬وكلها محطات‬ ‫في تاريخ طنجة العريق‪ ،‬وكلها‬ ‫منارات كانت تضيء للغافلين‬ ‫الطريق‪.....‬‬ ‫(�ص ‪)4‬‬

‫إلياس العماري‬

‫رئيس جهة طنجة‬ ‫ـ تطوان ـ الحسيمة‬ ‫الغائب المغيب‬ ‫(�ص ‪)2‬‬

‫هذا إلى وزير النقل‬

‫أسطول من السيارات يجوب طرق‬ ‫المملكة بأوراق رمادية مؤقتة منذ‬ ‫أزيد من عقد من الزمن!‬ ‫(�ص ‪)10‬‬


‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬مار�س ‪2016‬‬

‫العدد ‪826‬‬

‫إلياس العماري رئيس جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬ ‫الغائب المغيب‬

‫ال يخفى على الجميع أن تمكين الصحافة‬ ‫من االطالع على كل ما يسري بمجالس الجهة‬ ‫والمدينة هو حق مكفول للجسم اإلعالمي‪ ،‬حيث‬ ‫أن تمكينه من الولوج إلى المعلومة وتوفير‬ ‫الظروف المناسبة لعمله والتواصل معه‪ ‬مقرر‬ ‫ومكفول دستوريا وال يعتبر من كماليات العمل‬ ‫الصحفي ‪ ،‬بل هو عمقه وقلبه‪ ،‬لذلك ‪ ‬فالتغيرات‬ ‫السياسية تصحبها متغيرات إعالمية ‪ ،‬األمر الذي‬ ‫يضع مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة أمام‬ ‫تحديات تستلزم المزيد من التعاون والتكاثف‬ ‫ووضوح الرؤية‪.‬‬ ‫ما يتم مالحظته اآلن وبعد مدة ليست‬ ‫بالهينة على اعتالء الياس العماري رئاسة‬ ‫مجلس الجهة‪ ،‬أنه ال يأبه كثيرا وال يبالي‬ ‫بالتواصل اإلعالمي مع مختلف المنابر اإلعالمية‬ ‫المحلية ‪ ،‬لتستطيع هذه األخيرة أن تنقل الواقع‬ ‫إلى المواطن الذي ينتظر ما سيتم تقديمه له‬ ‫من طرف المجلس‪ ،‬نعم يحاول العماري البروز‬ ‫إعالميا لكن ما يتناسب ومخططاته لمستقبله‬ ‫الحزبي ربما ‪ ،‬ونرى أنه ‪ ‬قام مؤخرا بزيارة تفقدية‬ ‫لمركز باب برد التابع إلقليم شفشاون‪ ،‬في إطار‬ ‫سلسلة اللقاءات التواصلية مع ساكنة األقاليم‬ ‫بالجهة بهدف االستماع لمشاكلها والعمل على‬ ‫إيجاد الحلول لها من خالل المجهود المشترك‬ ‫مع باقي المؤسسات والفاعلين‪ ،‬وعن عمله‬ ‫على المشاركة في عملية ‪ ‬إزاحة الثلوج من على‬ ‫الطريق ببعض المناطق ‪ ‬و اطالعه على ‪ ‬مختلف‬ ‫اآلليات واألدوات الخاصة بالتعامل مع كل أشكال‬ ‫االضطرابات الجوية وخاصة منها المرتبطة‬ ‫بالتساقطات الثلجية بالجهة ‪ ،‬نعم هو بالفعل‬ ‫يقوم بهذه المبادرات ويحضر ضيفا على العديد‬ ‫من القنوات الوطنية واإلذاعات الخاصة مع‬ ‫التجاهل التام لإلعالم المحلي الذي لن يسأله‬ ‫عن حياته الشخصية أو قيادته لحزبه إنما هو‬ ‫يريد أن يسأله عما يعمل فيه اآلن من مشاريع‬ ‫وملفات خاصة بالجهة لنعلم ما لنا وما علينا من‬ ‫المجلس الجديد ‪.‬‬

‫من المفروض على مجلس الجهة ‪ ‬تسهيل‬ ‫عمل الصحافي من خالل تمكينه من االطالع‬ ‫على مختلف القضايا التي تدخل في إطار عمله‬ ‫والمساهمة في التكوين المستمر للصحافي‬ ‫خاصة في مجال قضايا الجهة بإقامة شراكات مع‬ ‫مهنيي قطاع الصحافة المحلية لتطوير قدرات‬ ‫الصحافيين في المجال وتمكينهم من التحكم‬ ‫في آليات تتبع األنواع المختلفة من القضايا‬ ‫وإشكالياتهااآلنيةوالمستقبلية‪.‬‬ ‫اإلعالم هو العامل األساسي والمشترك‬ ‫في تحقيق التنمية في كافة المجاالت السياسية‬ ‫واالقتصادية واالجتماعية والثقافية والتعليمية‪،‬‬ ‫فهو يعدّ إحدى أهم آليات تقدم الشعوب ورقيها‬ ‫وعامال محوريا من عوامل ازدياد الوعي العام‬ ‫لدى المواطن واليمكن تصور إصالح سياسي‬ ‫بدون وسائل إعالم مواكبة ‪ ،‬كمـا أنه الجهوية‬ ‫موسعة بدون إعالم مرتبط بالحدث‪.‬‬

‫لذلك نأمل وساكنة مدينة طنجة أن يكون‬ ‫لرئيس الجهة حضور فعلي وليس شرفي‪،‬‬ ‫وأن يتواصل مع اإلعالم المحلي إسوة برئيس‬ ‫المجلس الحضري محمد البشير العبدالوي‬ ‫الذي يعمل عن قرب على االهتمام بالمواطن‬ ‫ومالمسة احتياجاته حتى يكون على اطالع‬ ‫مباشر بمتطلباته واقتراحاته‪ ،‬والذي دائما‬ ‫يستجيب لدعوات اإلعالميين ويبادر بالتواصل‬ ‫مع األجهزة اإلعالمية إيمانا منه أن السياسي‬ ‫المنتخب لن ينجح بالتكتم والتعتيم‪ ،‬فالشعب‬ ‫هو من وضعه في منصبه الحالي ليمثله ويسمع‬ ‫بأذنيه ويتكلم بلسانه‪ ،‬وبالتالي فالتواصل مع‬ ‫اإلعالم المحلي والساكنة المحلية لهو من‬ ‫أولويات وواجبات رؤساء الجهة والمدن ليس منا‬ ‫بل حقا مكتسبا‪.‬‬

‫ج‪.‬ط‬

‫العراش ‪:‬‬

‫“جمعية رواد مكتبة وادي المخازن للكتاب ودعم‬ ‫القراءة العمومية”‬

‫انعقد يوم الجمعة الماضي بفضاء مكتبة‬ ‫وادي المخازن بالعرائش‪ ،‬جمع تأسيسي عام‬ ‫لجمعية ثقافية أطلق عليها اسم “جمعية رواد‬ ‫مكتبة وادي المخازن للكتاب ودعم القراءة‬ ‫العمومية”‪ ،‬وذلك بهدف النهوض بالفضاء‬ ‫التاريخي للقراءة والبحث العلمي لمكتبة وادي‬ ‫المخازن التابعة للملحقة اإلقليمية للثقافة‪ ،‬و‬ ‫المساهمة الجادة والهادفة في تدعيم وتعزيز‬ ‫عالقة الناشئة بالكتاب‪ ،‬ورغبة من عدد من‬ ‫ممثلي هيئات المجتمع المدني االنخراط في‬ ‫رد االعتبار لفضاء يختزن بين طياته الذاكرة‬ ‫الدراسية للعديد من أبناء مدينة العرائش‪،‬‬ ‫و العمل على بعث روح العمل التشاركي بين‬ ‫مختلف الفاعلين بالمدينة لما له من األهمية‬ ‫البالغة والنتائج المضمونــة على مختلــف‬ ‫القطاعات الثقافيـــة والعلمية واالجتماعيــة‬ ‫واالقتصادية‪.‬‬ ‫وق��د تم االجتماع التأسيسي بحضور‬ ‫رئيس ملحقة الثقافة‪ ،‬ومحافظ المكتبة إدريس‬ ‫الشاكري وعدد من المهتمين والمتتبعين‪،‬‬ ‫حيث فتح نقاش جاد حول الكتاب ووضعية‬ ‫التعاطي معه من قبل الناشئة ودور المكتبة‬ ‫العمومية في نشر الوعي بأهمية تعزيز عالقة‬ ‫األجيال الصاعدة بالقراءة لما لها من عظيم األثر‬ ‫على مستقبلهم ومختلف توجهاتهم الدراسية‪.‬‬ ‫وخالل هذا اللقاء تمن التقدم بعدد من‬ ‫التوصيات بخصوص المشاريع الثقافية التي‬ ‫تجمل برمجتها وضمان إشعاع أكثر لمكتبة وادي‬ ‫المخازن‪ ،‬والعمل على تحويلها مستقبال لخزانة‬ ‫تضم مجموعة من المخطوطات والمراجع‬ ‫العلمية ألمهات الكتب ومنشورات مختلف‬ ‫المنابر األكاديمية وتنويع أكثر لمخزونها خاصة‬ ‫فيما يتعلق باللغات العالمية ‪ ،‬فضال عن إحداث‬ ‫قسم خاصة بالمكتبة اإللكترونية لتسهيل سبل‬ ‫البحثالعلميعلىالطلبةالجامعيينوتمكينهم‬ ‫من المادة العلمية التي تساعدهم على إنجاز‬ ‫بحوثهم وتطوير معارفهم‪ ،‬باإلضافة لتدخالت‬ ‫تهم في مرحلة أولى‪ ،‬ناشئة المدينة العتيقة‬ ‫سواء المتمدرسين أو الشباب الذين انقطعوا‬ ‫عن الدراسة‪ ،‬وغيرها من المقترحات التي تبين‬ ‫من خاللها عزم المشاركين االنخراط اإليجابي‬ ‫والجاد في العملية‪.‬‬ ‫وبعد المصادقة على مشروع قوانين‬ ‫الجمعية‪ ،‬تم تشكيل مكتب إداري مكون من‬

‫‪2‬‬ ‫غرفة الصيد البحري المتوسطية‬

‫لقاء رؤساء الغرف وجامعة‬ ‫غرف الصيد البحري بالمغرب‬ ‫وكنفدراليتي الصيد الساحلي مع وزير‬ ‫الفالحة والصيد البحري بالرباط‬

‫عقد وزي��ر الفالحة والصيد البحري‬ ‫يوم الخميس ‪ 25‬فبراير ‪ 2016‬بالرباط‬ ‫لقاءا مع رؤساء غرف الصيد البحري وجامعة‬ ‫غرف الصيد البحري بالمغرب وكنفدراليتي‬ ‫الصيد الساحلي‪ ،‬بحضور الكاتبة العامة‬ ‫لقطاع الصيد البحري‪ ،‬وج��اء هذا اللقاء‬ ‫لمناقشة بعض القضايا المتعلقة بقطاع‬ ‫الصيد البحري‪ ،‬و يندرج هذا اللقاء في إطار‬ ‫نهج مقاربة تشاركية للتنسيق من أجل‬ ‫تنفيذ برامج ومخططات تخدم قطاع الصيد‬ ‫البحري تماشيا مع التوجهات اإلستراتيجية‬ ‫لمخططأليوتيس‪.‬‬

‫وكان هذا اللقاء تتمة لنهج التواصل‬ ‫واالنفتاح على اإلدارة لمناقشة اإلشكاالت‬ ‫الكبرى‪ ،‬من أج��ل تحصين المكتسبات‬ ‫وتقييم األهداف السامية لمخطط أليوتيس‬ ‫بما يحفـظ ويحمي مصالــح المهنييــن‬ ‫في قطاع الصيد البحري بجميع أصنافه‪،‬‬ ‫وعرضت على الوزير في هذا اللقاء مواضيع‬ ‫مختلفة تهم مصلحة المهنيين بالقطاع‬ ‫من بينها تمديد برنامج إبحار‪ ،‬الصناديق‬ ‫البالستيكية‪ ،‬مشكل التسويق‪ ،‬األسماك‬ ‫السطحية‪ ،‬الوقود‪ ،‬الموارد البشرية للقطاع‪،‬‬ ‫‪ ،VMS‬والبنية التحتية للموانئ‪.‬‬

‫عبد اللطيف الغلبزوري‬ ‫أميناً عاماً للبام‬

‫تولى عبد اللطيف الغلبزوري مهام األمانة‬ ‫العامة الجهوية لحزب األصالة و المعاصرة‬ ‫بطنجة‪ ،‬وذلك إثر استقالة األمين السابق عبد‬ ‫المنعم البري قبيل االستحقاقات الجماعية‬ ‫والجهوية السابقة و قبولها من طرف الهياكل‬ ‫الم ُقرِّرة داخل التنظيم‪.‬‬ ‫و يعتبـــر عبد اللطيف الغلبـــزوري أحد‬ ‫القيادات الجهوية و الوطنية البارزة في الحزب‪،‬‬ ‫إذ ناضل في صفوف الحركة الطالبية بموقع‬ ‫جامعة محمد بن عبد اهلل بفاس داخل صفوف‬ ‫الطلبة القاعديين قبل التحاقه بعد ذلك بحركة‬

‫الديموقراطيين المستقلين و من بعدها باليسار‬ ‫االشتراكي الموحد‪ ،‬وذلك قبل انضمامه لحزب‬ ‫“األصالة و المعاصرة” خالل مرحلة تأسيسه‪.‬‬ ‫هذا ويعتبر الغلبزوري‪ ،‬الذي يحظى بثقة‬ ‫القواعد الحزبية و األمانة العامة للتنظيم‪ ،‬أيضا‬ ‫فاعال مدنيا ينشط في العديد من اإلطارات‬ ‫الجمعوية الفنية و الثقافية كما راكم تجارب‬ ‫معتبرة في مهام التسيير و اإلدارة السياسية‬ ‫فضال عن تكوينه النظري العالي في مجال‬ ‫القانون العام و العلوم السياسية‪.‬‬

‫م‪ .‬العطالتي‬

‫جمعية أوكسجين شباب طنجة‪ ‬‬

‫السادة اآلتية اسماؤهم وزعت المهام فيما‬ ‫بينهم على الشكل التالي‪:‬‬ ‫ محمد شكيب الفليالح (الرئيس)‪ -‬آمنة‬‫الحر‪ :‬النائبة األول��ى للرئيس ـ عبد الحميد‬ ‫البريري‪ :‬النائب الثاني للرئيس‪ -‬عبد اإلله‬ ‫الروسي الحسني‪ :‬النائب الثالث للرئيس‪ -‬هناء‬ ‫النجار‪ :‬الكاتب العام‪ -‬محمد المرابط بن جلون‪:‬‬ ‫النائب األول للكاتب العام‪ -‬ندى البكوري‪:‬‬

‫النائب الثاني للكاتب العام‪ -‬رشيد البريوقي‪:‬‬ ‫أمين المال‪ -‬رضوان الزياتي‪ :‬نائب أمين المال‪-‬‬ ‫مستشارون مكلفون بمهام‪ - :‬ياسين العمري‪-‬‬ ‫خليل العولة‪ -‬لبنى الفاسي‪ -‬فاطمة الدرقاوي‪-‬‬ ‫الهاشمي الجباري‪ -‬يوسف المالكي‪ -‬الفاضل‬ ‫عبد العزيز‪ -‬عزيز الحبيب‬ ‫ منسق اللجنة العلمية‪ :‬األستاذ الدكتور‬‫إدريس شهبون‪.‬‬

‫طالمـــا راودتـنـا أفـكـار تغييــر الذات‪ ،‬وطالما‬ ‫أحسسنـــا برغبـــة جامحـة فـي االرتقــــاء نحو أعلى‬ ‫المستويات‪ ..‬تحقيق األح�لام و الوصول ألقصـــى‬ ‫التطلعات‪ ،‬هاجس أضحى يشغل بال الجميع لدرجة أن‬ ‫بعضا منا لم يعد يدرك حتى من هو و ما هي قدراته‬ ‫وميوالته ‪ .‬و ألننا في مجال التنمية الذاتية نؤمن‬ ‫بمبدإ “الفرصة” ؛ أي أن كال منا له فرصة قد تغير‬ ‫مجرى حياته لألحسن‪ .‬لذا قررنا نحن جمعية أوكسجين‬ ‫شباب طنجة مشاركة الناس و باألخص شباب المدينة‬ ‫في هذه الفرصة التي ال تتكرر عبر حدث كبير يضم‬ ‫خيرة الخبراء والعاملين في مجال التنمية الذاتية‬ ‫أمثال‪ :‬الكوتش فيصل الحافظــي والعالم المصري‬ ‫محمود أمين صبــري مؤسس علم “الديانتولوجـــي”‬ ‫وذلك يوم السبت ‪ 12‬مارس بقاعة قصـر البلديــة بطنجـة على الساعة الثالثــة زواال ‪.‬‬ ‫ال تضيعوا “الفرصة” ‪ ..‬كونوا في الموعد‪..‬‬

‫يحيى سوالم‬

‫رئيس جمعية‬


‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬مار�س ‪2016‬‬

‫العدد ‪827‬‬

‫درد شة‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫لم تعد تربطه بقنواته الوطنية إال نشرة األخبار‪ ،‬يتابعها على عجل أو يكتفي‬ ‫بموجزها‪ ،‬ثم يغير االتجاه إلى قنوات أخرى‪ ،‬يجد فيها اللذة والمتاع‪ ،‬ويجد فيها‬ ‫كل ما تشتهيه األنفس وتلذ األعين من الفائدة والفرجة‪.‬‬ ‫وهذا أمر يتأسف له غاية األسف‪ .‬فماذا ينقصنا حتى تكون لدينا قنوات‬ ‫وطنية‪ ،‬تعكس أفراحنا وأتراحنا‪ ،‬وتترجم آمالنا وأحالمنا؟‬ ‫ماذا ينقصنا حتى تكون لدينا برامج في مستوى تطلعات المشاهدين؟‬ ‫تصوروا أننـا نعرف نتائج كرة القدم األوربية في وقتها وإبانها‪ ،‬بل ونتابـع‬ ‫أغلبها على الشاشات الدولية‪ ،‬وال يعرف الواحد منا نتيجة فريق مدينته الذي‬ ‫يلعب على بعد أمتار منه‪.‬‬ ‫تصوروا أننا نشاهد المؤذنين وهم يدعون الناس إلى الصلوات المفروضة‬ ‫على جل الشاشات العربية واإلسالمية‪ ،‬وال نشاهدهم على شاشاتنا على قلتها‪.‬‬ ‫تصوروا أننا نشاهد زخما من البرامج الدينية على الفضائيات األخرى‪ ،‬وال‬ ‫نشاهد إال مبادرات محتشمة على شاشاتنا‪.‬‬ ‫كان لنا في وقت من األوقات بقناتنا األولى برنامج يدعى «برامجنا في‬ ‫الميزان» كان يربط االتصال بالمشاهدين‪ ،‬ويحاول أن يستقرئ آراءهم‪،‬‬ ‫ويسجل اقتراحاتهم حول ما يُبث على هذه القناة‪ ،‬ويعمل على تلبية بعضها‬ ‫في حدود اإلمكانيات المتوفرة آنذاك‪.‬‬ ‫وكان هذا البرنامج ترمومترا يقيس حرارة المشاهدين‪ ،‬ومقدار تفاعلهم‬ ‫مع ما يُقدّم‪.‬‬ ‫أين هذا البرنامج؟ بل أين البرامج التي تربط الصلة بالمشاهدين‪ ،‬وتحاول‬ ‫وضعهم في صورة ما يُبرمَج‪ ،‬وصورة ما يُنجَز أو يُخطط له؟‬ ‫إن صاحبنا يتطلع إلى تلفزة وطنية تبرز هويتنا‪ ،‬وتتمسك بثوابتنا‪ ،‬وتغرينا‬ ‫بتتبع برامجها‪.‬‬ ‫فهل يمني النفس بهذا؟‬

‫عبد اهلل البقالي أمام المحكمة و خلفه أزيد من ‪150‬‬

‫محامي و اآلالف من الزمالء و الحقوقيين‬

‫ق��ررت المحكمة اإلبتدائية‬ ‫بالرباط صبــاح الثالثــاء فاتــح‬ ‫مارس الجـــاري ‪ ،‬تأجيل قضيـة‬ ‫الزميــل الصحــافـي عبد اهلل‬ ‫البقالي الذي آزره أزيد من ‪150‬‬ ‫محاميا‪ ،‬إل��ى غاية ‪ 19‬أبريل‪،‬‬ ‫ويتابع البقالـــي على ‪ ‬خلفيــــة‬ ‫مقال نشره بجريدة العلم حول‬ ‫انتخاب مجلـــس المستشارين‪،‬‬ ‫من جملة ما قال فيه ”‪ ‬إن عمال‬ ‫ووالة وزارة الداخلية يعلمون‬ ‫علم اليقين أن الغالبية الساحقة‬ ‫من الذين ترشحوا النتخابات‬ ‫مجلس المستشارين سخروا‬ ‫أمواال طائلة للظفر بالمقعد وأن‬ ‫ج��زء من ه��ذه األم���وال دخلت‬ ‫جيوب العمال والوالة أنفسهم”‪،‬‬ ‫مضيفا أن “هذه حقيقة يعرفها‬ ‫القاصـي والدانـي‪ ،‬ولذاك‪ ‬كان‬ ‫الواجب والقانون يحتمان على‬ ‫النيابة العامة فتح تحقيق في‬ ‫هذه االنتخابات برمتها ال أن‬ ‫تقتصر وزارت��ا الداخلية والعدل‬ ‫على تقديم عينة القتراف جريمة‬ ‫أخطر تتمثل في محاولة إضفاء‬ ‫الشرعية والمصداقية على عمل أصله باطل وفاسد”‪. ”.‬‬ ‫نقيب الصحفيين فوجئ ببرمجة ملف آخر في نفس اليوم لم‬ ‫يُبلغ به‪ ،‬ويتعلق األمر بدعوى رفعها مدير األحياء الجامعية ادريس‬ ‫البوعناني ‪ ،‬بدعم ومساندة وزير التعليم العالي لحسن‪ ‬الدوادي‪،‬‬ ‫ضد البقالي بعد أن نشرت جريدة العلم تدخال لألخير بوصفه نائبا‬ ‫برلمانيا حول تقرير للمجلس األعلى للحسابات يتهم البوعناني‬ ‫بعدد من التجاوزات‪.‬‬ ‫البقالي في تصريح له‪ ،‬أكد أنه إنسحب من الجلسة المخصصة‬ ‫لملف مدير األحياء الجامعية بسبب عدم توصله بأي تبليغ رسمي‬ ‫بخصوص هذه القضية ‪ ،‬معتبرا أن محاكمته محاكمة سياسية‪.‬‬ ‫يشـار إلى أن جلسـة المحاكمـة عرفـت تنظيم وقفة تضامنية‬ ‫شاركت فيها قيادة حزب اإلستقالل على رأسها‪ ،‬حميد شباط‪ ،‬األمين‬

‫العام للحـزب‪ ،‬والعديـد من‬ ‫الجمعيات الحقوقية والنقابــة‬ ‫الوطنية للصحافة وشخصيات‬ ‫سياسية‪ ،‬وت��م خ�لال الوقفة‬ ‫ترديد شعارات تستنكر محاكمة‬ ‫الزميل عبد اهلل البقالي‪.‬‬ ‫‪ ‬واعتبرت مختلــف فــروع‬ ‫النقابة الوطنية للصحافـــــة‬ ‫المغربيــة‪ ‬هـــذه المحاكمــة‬ ‫تضييقا على حريـــة التعبيـــر‬ ‫والصحافـــة‪ ،‬ومساسـا بالـدور‬ ‫الريادي الذي تلعبه النقابة في‬ ‫الدفاع عن الحريات النقابية‬ ‫وحرية التعبير‪.‬‬ ‫كما اعتبرت مكاتب الفروع‬ ‫هذه المحاكمة محاولة للضغط‬ ‫على نقيب الصحافيين وكافة‬ ‫الصحافييـن في ظل النقــاش‬ ‫الدائر حول مدونة الصحافة‬ ‫وال��ن��ش��ـ��ر‪ ،‬م��ط��ال��ب��ي��ن وزي��ر‬ ‫الداخليـة بالتراجع عن المتابعة‬ ‫المذكورة‪ ،‬منددين في السياق‬ ‫ذاته بـ “الحملة العدائية ضد‬ ‫الزميل عبد اهلل البقالي وضد‬ ‫الصحافةالمغربية”‪.‬‬ ‫وأعرب حقوقيون و سياسيون و نقابيون عن استعدادهم التام‬ ‫للقيام بكافة األشكال النضالية للدفاع عن حرية التعبير والتصدي‬ ‫لكل الممارسات التي من شأنها التضييق على حرية الصحافة‬ ‫واإلعالم‪.‬‬ ‫‪ ‬وعكس ماتدعي الحكومة بأن محاكمات الصحافيين تقلصت‬ ‫في عهدها العكس هو الذي حصل‪ ،‬حيث ال يتردد رئيس الحكومة‬ ‫عبد اإلله بنكيران في إعطاء اإلذن لوزرائه لجر الصحافيين إلى‬ ‫المحاكمات على إثر مقاالت رأي أو نشر أخبار جلها تدخل في إطار‬ ‫حرية التعبير‪.‬‬ ‫لقد ظل عبد اإلله بنكيران منذ تولى تدبير الشأن العام ‪ ،‬يخبط‬ ‫خبط عشواء‪ ،‬وينال من سمعة هذا الوطن‪ ،‬الذي ساهم في بنائه‬ ‫رجال أفذاذ ضحوا بالغالي والنفيس في سبيل عزة هذا الوطن‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫حول قبر‬ ‫ابن بطوطة‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫«ال تبحثوا عن قبري‬ ‫في التراب‪ ،‬بل في قلوبكم»‬ ‫منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي‪ ،‬اهتممت باألدب‬ ‫الجغرافي زمن المرينيين‪..‬وقرأت أهم منجز األدب الرحلي لتلك‬ ‫الفترة التاريخية التي أشرت على تحول سياسي وفكري وثقافي‬ ‫في المغرب‪ ،‬بل في الغرب اإلسالمي بعد هزيمة موقعة العقاب‪..‬‬ ‫والشك أن األدب الجغرافي المريني ذو صلة قوية بتلك‬ ‫التحوالت‪..‬‬ ‫قرأت رحالت‪ :‬ملء العيبة فيما جمع بطول الغيبة البن رشيد‬ ‫السبتي‪ ،‬ومستفاد الرحلة واالغتراب للتجيبي السبتي‪ ،‬ونفاضة‬ ‫الجراب في عاللة االغتراب البن الخطيب‪ ،‬ورحلة العبدري‪..‬‬ ‫وقرأت قبل ذلك بسنوات رحلة ابن بطوطة‪ ،‬لكني عمقت‬ ‫النظر والبحث فيها بفضل دروس أستاذي البحاثة عبد القادر زمامة‬ ‫حفظه اهلل‪ ،‬وبحوث صديقي العزيز الدكتور عبد السالم شقور‬ ‫حفظه اهلل‪..‬وأما إشكال قبر ابن بطوطة‪ ،‬فقد حسمه العلماء منذ‬ ‫قرون‪ ،‬حيث فصل ابن حجر في كتابه عن ابن بطوطة أن الرجل لم‬ ‫يدفن بطنجة‪ ،‬وأكد ذلك ابن الخطيب في رسالته التي وجهها إلى‬ ‫قاضي تامسنا ابن بطوطة ( والرسالة موجودة في كتابه ‪ :‬نفاضة‬ ‫الجراب) ملتمسا منه مساعدته لتملك أرض بالمنطقة (وقد كان‬ ‫ابن الخطيب مياال إلى حب التملك على عادة الغرناطيين)‪.‬‬ ‫وفي عصر السلطان الحسن األول‪ ،‬وقع االهتمام بموضوع‬ ‫قبر ابن بطوطة‪ ..‬وتمت عملية الحسم العلمي في هذا الموضوع‬ ‫من طرف العالمين الجليلين‪ :‬السكيرج وكنون‪..‬‬ ‫وفي فترة تدويل طنجة‪ ،‬اهتم باحثون إنجليز بالموضوع‬ ‫العتقادهم بأن قبر ابن بطوطة في طنجة هو ضرب من الوهم أو‬ ‫الشائعة أو أكاذيب التاريخ‪ ..‬ولد ابن بطوطة في طنجة وليس من‬ ‫الضرورة أن يموت بها «وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري‬ ‫نفس بأي أرض تموت إن اهلل عليم خبير» (لقمان‪.)34 -‬‬ ‫وفي منتصف تسعينيات القرن الماضي‪ ،‬قدر لي أن أشارك‬ ‫في ندوة دولية حول ابن بطوطة بمدينة الدار البيضاء‪ ،‬إلى جانب‬ ‫أساتذة علماء (المؤرخ والديبلوماسي المرحوم عبد الهادي التازي‬ ‫واألستاذان أحمد التوفيق وعبد الفتاح كيليطو‪ ،‬وهذا األخير قدم‬ ‫قراءة علمية حول رحلة ابن بطوطة وسمها ب‪( :‬نص برأسين)‬ ‫تحصل لدى المشاركين في هذه الندوة العلمية الوطنية اقتناع‬ ‫بأن ما يسمى راهنا بقبر أو ضريح أو مزارة ابن بطوطة التتضمن‬ ‫بقايا جسده‪ ،‬فالرجل أنهى حياته قاضيا بتامسنا‪.‬‬ ‫لماذا أقول كل هذا الكالم؟‬ ‫ ألن مدينة طنجة تحتاج إلى مشروع ثقافي كبير يحمل اسم‬‫المواطن العالمي ابن بطوطة‪ ،‬وهذا المشروع البد أن يهتم به‬ ‫المختصون المنزهون عن الفصول والغايات الظرفية‪.‬‬ ‫ ابن بطوطة شخصية عالمية جابت أطراف المعمور بدءا‬‫من المغرب فمصر فالسودان فالشام فالحجاز فالعراق‪ ،‬ففارس‬ ‫فتهامة فاليمن‪ ،‬فعمان فالبحرين فتركستان فما وراء النهر‪،‬‬ ‫فالهند فالصين فبالد التتار فأواسط إفريقيا؛ أال تستحق هذه‬ ‫الشخصية العالمية متحفا يضم مواد فنية وأثرية وخطية ورمزية‬ ‫من كل البالد التي عاش فيها مدة سبع وعشرين سنة‪ ،‬على غرار‬ ‫ماقام به اإلسبان في إقليم ويلبا تجاه كريستوفال كولون وتحديدا‬ ‫ب‪ :‬الرابطة ؟‬ ‫أعتقد أن هذا المتحف هو الكفيل بأن يكون منطلقا لمشروع‬ ‫أكبر هو مركز ابن بطوطة الدولي للتربية على قيم التسامح‪ ،‬وقد‬ ‫يشكل رافدا للسياحة الثقافية المنشودة‪.‬‬ ‫ طنجة الكبرى ال تحتاج إلى ترميمات لفضاءات وهمية‪ ،‬بل‬‫تحتاج إلى مشاريع قائمة بقوة الكم والكيف على غرارما يغرس بها‬ ‫اآلن من أشجار النخيل‪.‬‬ ‫كفـى من استغالل أكاذيب التاريخ‪ ،‬ومزيدا من االعتبار‬ ‫بالتاريخ الحقيقي‪..‬‬


‫العدد ‪827‬‬

‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬مار�س ‪2016‬‬

‫ملعب مرشان البلدي‪ ...‬وداعاً‪! ‬‬ ‫دقت ساعة الهدم‬

‫‪« ‬مشروع ساحة مرشان»‪ :‬أهالي طنجة أمام «األمر الواقع»‬

‫هذه اللوحة تنذر بأن «شيئا فظيعا»‪ ‬يلوح‬ ‫في األفق القريب‪ .‬كل من «لمحها» من بعيد‪،‬‬ ‫انقبضت عليه نفسه واكفهر وجهه وأيقن أن ما‬ ‫كان يخشى وقوعه صار اليوم أمرا مقضيا‪ ،‬وأن‬ ‫ملعب مرشان سوف يلحق بمنارة الشاطئ وأشجار‬ ‫البوليفار ومحطة القطار‪ ،‬وكلها محطات في تاريخ‬ ‫طنجة العريق‪ ،‬وكلها منارات كانت تضيء للغافلين‬ ‫الطريق‪.....‬‬ ‫تلك اللوحة ‪ ‬التي تقطر حزنا وأسى ‪ ،‬وتضمر‬ ‫الكثير من معاني االستهتار بمعالم مدينة التاريخ‬ ‫والنبوغ‪ ،‬فاجأت أهالي طنجة‪ ،‬وعشاقها والمفتونين‬ ‫بها وبفضاءاتها الجميلة‪ ،‬والحالمين بغدها الذي‬ ‫صار «يفصل» على مزاج من ال «غيرة» لهم‬ ‫عليها ‪ ‬وال نخوة وال حمية‪ ،‬كل من وقف عند‬ ‫«اللوحة» واستوعب ما بها‪ ،‬التفت يمينا صوب‬ ‫الملعب‪ ،‬وفي حلقه غصة‪ ،‬وفي عينه دمعة‪ ،‬وهو‬ ‫يرى معلمة أخرى تنهار‪ ،‬بقرار ولوحة‪ ،‬تماما كما‬ ‫حزن أهالي طنجة يوم جرفت «طراكسات» العمالة‪ ‬‬ ‫رفات مقابر طنجة‪ ،‬ورمت بها في شاحنات يعلم‬ ‫اهلل حالها ومآلها‪ ،‬يومها رأيت شيوخا داخل مقبرة‬ ‫«المندوبية» وهم يذرفون الدموع ‪ ‬في صمت‪ ،‬كلما‬ ‫أفرغ الطراكس قبرا ورفع جمجمة أو بقايا عظام‪ ‬‬ ‫كما تفرغ المزابل ‪ ،‬و»هلل األمر من قبل ومن بعد»‬ ‫كذلك حالنا ونحن نشهد اليوم «تحامال» غريبا‬ ‫على بعض معالم المدينة التي تشكل جزءا من‬ ‫ذاكرتها وذاكرتنا وترتبط ارتباطا وثيقا بذكريات‬ ‫طفولتنا وبدايات نشاطنا‪ ،‬شبابا وكهوال‪ ،‬في‬ ‫شتى مجاالت النشاط الثقافي والرياضي والوطني‬ ‫والترفيهي‪....‬إنه ملعب مرشان الذي أهداه ‪ ‬النظام‬ ‫الدولي ألبناء الوطن‪ ،‬وتنتظره ‪ ‬اليوم معاول الوطن‬ ‫لتهدمه‪ ......‬بقرار ولوحة‪..... !!! ‬‬ ‫ما ذا على اللوحة ؟‬ ‫كالم‪ ‬يفيد بأن القوم «قرروا» «تأهيل»‬ ‫ساحة مرشان وأعدوا لذلك مشروعا يدمج فيه‬ ‫فضاء الملعب بكامله ‪ .‬هذا ما تفتقت عنه عبقرية‬ ‫«المؤهلين» (بكسر الهاء طبعا)‪ ‬إلعدام هذه‬ ‫المعلمة الرياضية التي يعود تاريخ بنائها ‪ ‬إلى‬ ‫نهاية ثالثينات القرن ‪ ‬الماضي‪ 14 ،‬سنة فقط‪ ،‬على‬ ‫دخول النظام الدولي لطنجة حيز التنفيذ‪ ،‬في فاتح‬ ‫يونيه ‪.1925‬‬ ‫يالحظ قارئ اللوحة أن معدي المشروع أخطأوا‬ ‫حتى في كتابة اسم منطقة «مرشان» بالفرنسية‪،‬‬ ‫إذ استعانوا بحرف السين الموجود في بداية اسم‬ ‫«كازا» لتركيب حرف الشين في (مر«شا»ن)‪ ،‬بدل‬ ‫حرف السين الموجود في كلمة «حكمة» الفرنسية‬ ‫وهي «ال ساجيس»‪.... La sagesse‬وهو ما‬ ‫نفهم منه أن صانعي اللوحة والمشروع الذي تعلن‬ ‫عنه‪ ،‬من غير المتمرسين بشؤون مدينة ‪ ‬طنجة‬ ‫كذاك المنتخب المحلي الذي «تلعثم» يوما في‬ ‫نطق بعض أحياء المدينة‪ ،‬النطق السليم‪ .‬أتعلمون‬ ‫لماذا؟‪ ‬أعلم أنكم تعلمون وإذا ظهر المعنى ‪!!!.......‬‬ ‫وبقدر ما كانت المفاجأة كبيرة بلوحة الوالية‬ ‫المعلنة عن «إقبار ملعب مرشان» البلدي‪ ،‬كانت‬ ‫مفاجأتنا أكبر بموقف العمدة ‪« ‬المتفعفع» الذي‬ ‫ترك لدينا خالل ندوة صحافية‪ ،‬األسبوع الماضي‪،‬‬ ‫االنطباع بأن الملعب لن «يتزعزع» من مكانه‬ ‫وأنه ‪ ‬شخصيا‪« ،‬أعجب» بتصميم تهيئة الساحة‬ ‫الذي يحافظ على الملعب إال ما كان من أسواره‬ ‫الخارجية‪.....‬والحال أن تصميم «اللوحة» يدك‬ ‫الملعب دكا ويكبسه كبسا ويحوله وما بجواره إلى‬ ‫ساحة عمومية بجوار القصر الملكي المقابل‪.‬‬ ‫جميل أن تتحول فضاءات خالية أو شبه‬ ‫خالية ‪ ‬بالمدينة إلى ساحات عمومية ‪ ‬يستفيد‬ ‫منها المواطنون ‪ .‬ولكن‪ ،‬ما ال يقبله المواطنون أن‬ ‫يواجهوا بـ «األمر الواقع»‪ ،‬والحال أن األمر يعنيهم‬

‫بالدرجة األولى‪ ،‬وأنهم على اقتناع راسخ ‪ ‬بأنهم‬ ‫أقدر على تصور مشاريع مدينتهم من بعض‬ ‫المسؤولين اإلداريين والتقنيين‪ ،‬ومن العديد من‬ ‫«المنتخبين البلديين ‪ ‬الذين تنعدم لديهم التجربة‬ ‫والخبرة‪« ‬والغيرة» ‪ ،‬ألن المشروع الناجح هو الذي‬ ‫يحترم مشاعر السكان ويكرم ‪ ‬ماضيهم وثقافتهم‬ ‫وليس ذاك الذي يفرض عليهم من أعلى فيتعرض‬ ‫للرفض أو إلى االنتقاد أو إلى الالمباالة في أحسن‬ ‫األحوال‪...! ‬‬ ‫وبالتالي‪ ،‬فلم لم يفعـل المسؤولون مبدأ‬ ‫«التشارك» العزيز على الجيل الجديد من سياسيي‬ ‫ما بعد دستور ‪ 2011‬؟ ولم لم يطلب رأي‬ ‫«المنظمات األهلية»‪ ،‬أو ما يسمى‪ ،‬نقال عن ترجمة‬ ‫فرنسية بـ «هيئات المجتمع المدني»‪ ‬التي جعل لها‬ ‫الدستور نصف وزارة ‪ ‬ودورا اقتراحيا‪ ‬في المنظومة‬ ‫المدنية الجديدة ؟‬ ‫وهل كان بعض مسؤولي ‪ ‬الوالية ‪ ‬والبلدية‬ ‫يعتقدون أن السكان سيتقبلون‪ ،‬بسهولة‪ ،‬مشروع‬ ‫«هدم» ملعب مرشان الذي يشكل جزءا من‬ ‫ذاكرتهم الرياضية‪ ‬ومعلمة من معالم تاريخهم‬ ‫الحافل؟‪ ‬‬ ‫إن كان األمر كذلك‪ ،‬فهم مخطئون من قبة‬ ‫رؤوسهم إلى أخمص أقدامهم ‪ ،‬ألن األمر الواقع‬ ‫مرفوض‪ ،‬ولعبــة ‪« ‬آألخيار واألشرار» مرفوضــة‪،‬‬ ‫والتشاور والتفاهــم أمر مطلوب ‪ ‬ومرغــوب فيه‪،‬‬ ‫لتفادي االصطدام والتصعيد‪ ،‬ودرء الفتنة التي لعن‬ ‫اهلل موقظها‪....‬وهل من فتنة أشد على الناس من‬ ‫أن يفاجأوا بلوحة تنصب‪ ،‬فجأة وبدون سابق إعالم‪،‬‬ ‫بساحة عمومية‪ ،‬تعلن أن ملعبا رياضيا «بلديا» من‬ ‫فضلكم‪ ،‬يعني أنه ‪ ‬ملك لك أنت وأنا وجميع ‪ ‬أهالي‬ ‫المدينة ‪ ،‬بحجة القانون‪ ،‬سوف يتم هدمه في‬ ‫إطار مشروع تم إعداده تحت ستة وستين قدما‪،‬‬ ‫دون استشارة أصحاب الملك وأخذ رأيهم ‪ ،‬وطلب‬ ‫مساندتهم‪ .‬لنفاجأ به ‪ ،‬في نهاية المطاف‪ ،‬جاهزا ال‬ ‫ينقصه إال‪ ‬الطابع والتنبر‪ .....! ‬ما رأيكم ؟‬

‫الصورة المرافقـة هي للمهنـدس اإلسبانـي‬ ‫‪ ،Jose Ochoa BENJUMEA‬الذي أشرف على‬ ‫بناء‪ ‬الملعب البلدي بطنجة ليتم تدشينه سنة‬ ‫‪ ،1939‬وكان قد حل بالمدينة «الدولية» سنة‬ ‫‪ ،1933‬مهندسا مساعدا في اإلدارة الدولية ‪ ‬بعد‬ ‫أن اجتاز بنجاح اختبار االلتحاق بهذه اإلدارة‪ ‬ليترقى‬ ‫سنة بعد ذلك إلى رتبة مهندس رئيس مصالح‬ ‫األشغالالعمومية‪.‬‬ ‫وأمام افتقار طنجة ‪ ‬آنذاك‪ ،‬إلى ملعب رياضي‬ ‫حديث‪ ،‬قررت اإلدارة الدولية‪ ،‬خالل السنوات األولى‬ ‫لدخول «النظام» حيز التنفيذ‪ ،‬بناء ملعب بلدي‪،‬‬ ‫تكلف المهندس خوسي أوشوا بنخوميا بتشييده‬ ‫على هضبة مرشان التي يحمل اسمها‪.‬‬ ‫إلى اآلن‪ ،‬كما كلف ببناء مقر شركة االتصاالت‬ ‫«ال تيليفونيكا’ وكذا المستشفى اإلسباني بطنجة‬ ‫بإشراف اإلقامة العامة اإلسبانية بالمنطقة الخليفية‬ ‫بالشمال‪.‬‬

‫وقد شهدت االحتفاالت بتدشين الملعب‪ ،‬في‬ ‫سنة ‪ ،1939‬مشاركة العديد من الفرق الرياضية‬ ‫المغربية واألجنبية‪ ،‬خاصة اإلسبانية التي كان لها‬ ‫حضور قوي بطنجة‪ ،‬واألجواق الموسيقية وألعاب‬ ‫رياضية‪ ‬مختلفة‪ ،‬وحضور شخصيات بارزة في‬ ‫النظام الدولي والسلك الدبلوماسي الذي كان‬ ‫مستقرا بهذه المدينة‪.‬‬ ‫وقد واظب الملعب ‪ ‬إلى ما بعد تدشين الملعب‬ ‫الكبير‪ ،‬على االضطالع بدوره كامال كفضاء رياضي‬ ‫ممتاز ارتبط منذ أربعينات القرن الماضي بمباريات‬ ‫الفرق المحلية وفرق االتحاد ‪ ‬الرياضي االسباني‬ ‫الذي كان يلعب بالقسم الثاني لليغا‪ .‬وللملعب‬ ‫حضور قوي في المباريات الوطنية بعد االستقالل‬ ‫حيث إنه احتضن لقاءت اتحاد طنجة ‪ ‬في صيغته‬ ‫النهائية‪ ،‬كما احتضن نهاية كأس العرش‪ .‬وكان‬ ‫الملعب أيضا فضاء ‪ ‬ثقافيا ووطنيا وسياسيا بامتياز‬ ‫شهد العديد من التظاهرات الفنية والتجمعات‬ ‫الجماهيرية التي كانت تدعو إليها األحزاب الوطنية‪،‬‬ ‫خاصة بعد تشكيل الجبهة الوطنية سنة ‪،1951‬‬ ‫من األحزاب الوطنية الكبرى ‪ :‬االستقالل والشورى‬ ‫واالستقالل‪ ،‬والوحدة واالستقالل واإلصالح الوطني‪،‬‬ ‫كما كانت تنطلق منه المظاهرات السياسية‪ ،‬خاصة‬ ‫بعد أحداث ‪ 20‬غشت سنة ‪ 1953‬وما تالها من‬ ‫أحداث كان ملعب مرشان يوجد في قلبها‪ ،‬كما كان‬ ‫الشأن بالنسبة لمسرح سيرفانطيس‪.‬‬ ‫في سنة ‪ 1940‬عين المهندس ‪Jose Ochoa‬‬ ‫‪ Benjomea‬مديرا لميناء مليلية لينتقل بعد ذلك‬ ‫إلى عدد من الموانئ االسبانية‪ ،‬قبل أن يعين سنة‬ ‫‪ 1957‬رئيس قسم باإلدارة العامة للموانئ بوزارة‬ ‫األشغال العمومية بمدريد‪ .‬وفي سنة ‪ 1964‬استفاد‬ ‫من تقاعده ليتوفى عاما بعد ذلك‪.‬‬ ‫ملعب مرشان البلدي‪....‬وداعا‪....!!! ‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪827‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬مار�س ‪2016‬‬

‫?‬

‫عيد ب�أيّ حال عدت يا عيد‪ ...‬مبا م�ضى‪� ..‬أم ب�أمر فيك جتديد‬

‫من يحرر المرأة من المرأة التي تدمرها‬ ‫تحت ستار توعيتها وتحريرها‬ ‫تحل هذه المناسبة المجيدة‪ ،‬فنروح نسمع الزعيمات‬ ‫والزعماء دعاة تحرير المرأة والدفاع عنها يخطبون في‬ ‫أهمية النساء ودوره��نّ‪ ،‬ونرى األزواج واآلب��اء واألبناء‬ ‫يكرّمون المرأة‪ :‬هذا يهدي إليها وردة‪ ،‬وذاك يكتب لها‬ ‫قصيدة‪ ،‬والثالث يقبّلها في جبينها ويظن أنه يمدحها‬ ‫قائ ً‬ ‫ال‪« :‬وراء كل رجل عظيم امرأة»‬ ‫لكنها‪،‬أي المرأة‪ ،‬تستحق أكثر من أن تكون «وراء‬ ‫رجل عظيم»‪ ،‬تستحق أن يتم االعتراف بعظمتها هي أيضاً‪،‬‬ ‫بعظمتها المرتبطة بكيانها‪ ،‬بطموحاتها‪ ،‬بجهودها‪،‬‬ ‫بتعبها‪ ،‬بأحالمها‪ ،‬تستحق أن تصدق عظمتها هذه‪ ،‬وأال‬ ‫تحصر أهميتها في كونها المح ّفز وراء رجل عظيم فحسب‪.‬‬ ‫أجل‪ ،‬تستحق أكثر من أن تكون ظ ً‬ ‫ال‪ ،‬وداعماً‪ ،‬وسنداً‪،‬‬ ‫وتستحق خصوصاً أكثر من أن يتذكرها العالم ويتذكر‬ ‫معاناتها في يوم واحد في السنة‪ ،‬هو هذا اليوم العالمي‬ ‫الغبي للمرأة‪.‬‬ ‫صدقاً‪ ،‬ينبغي كل يوم أن يكون يوماً للمرأة‪ ،‬كيف ال‪،‬‬ ‫وثمة كل يوم أعداد هائلة من النساء اللواتي يتعرضن‬ ‫للعنف‪ ،‬والقمع‪ ،‬والتهميش‪ ،‬والتحجيم‪ ،‬والقتل المعنوي‬ ‫والجسدي؟‬ ‫كيف ال‪ ،‬ول��م تتوقف حتى اآلن ممارسات مرعبة‬ ‫كجرائم الشرف وتزويج القاصرات‪ ،‬بل بيعهنّ لمن يملك‬ ‫الثمن المناسب؟‬ ‫ماض من سيء إلى اسوأ‪ ،‬ومثله‬ ‫والتمييز‬ ‫كيف ال‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫احتقار الحقوق والكرامات؟‬ ‫كيف ال‪ ،‬ولم تزل المرأة ملحقة بأب أو أخ أو زوج أو‬ ‫ابن‪ ،‬وال يكاد يعرَّف عنها إال كابنة فوالن أو زوجة ع ّ‬ ‫الن؟‬ ‫ال أري��د أن أتهم أح��داً‪ ،‬جميعنا متهمون‪ ،‬جميعنا‬ ‫مسؤولون‪ ،‬جميعنا شركاء في الجريمة‪.‬‬ ‫تقولون إن وراء كل رجل عظيم امرأة؟‬ ‫حسناً إذن‪ .‬لنطرح على أنفسنا‪ ،‬نساء ورجا ًال‪ ،‬السؤال اآلتي‪:‬‬ ‫منْ وراء كل امرأة معذبة يا ترى؟‬ ‫خضم تغوص فيه الفتاة المغربية والعربية العصرية‪ ،‬والعاصفة‬ ‫تلوكها والزلزال يتقاذفها‪ ،‬يأتي صوت يمعن في ترويعها من الرجل‬ ‫بد ًال من توعيتها على جذور ذلك االضطراب كله في حياته وحياتها…‬ ‫صوت امرأة يدّعي تحريرها‪ ،‬ويوهمها بأن الرجل العربي هو أصل‬ ‫بالئها…وتتعزز مخاوفهـا‪ ،‬وتتكرس عزلتها عن الصديق الوحيـد‬ ‫الممكن‪ ،‬والقادر على أن يمد إليها يد المساعدة… فمن يحرر المرأة‬ ‫العربية من المرأة التي تدمرها تحت ستار توعيتها‪ ،‬وتفسد حياتها ‪-‬‬ ‫ربما بحسن نية ‪ -‬بحجة إنقاذها من الرجل «العدو»‪ ،‬المسيطر‪ ،‬األناني‪،‬‬ ‫القاسي‪ ،‬المتسلط… إلى آخر المعزوفة؟‪ ‬ثمة خلل ‪ - ‬بالتأكيد ‪ -‬تعاني‬ ‫منه المرأة العربية الطامحة ‪ ‬إلى انتزاع حقوقها العادلة للمشاركة في‬ ‫الحياة العامة وخدمة الوطن‪ ،‬لكنني لم أستطع يوماً حمل نفسي‬ ‫على الوقوف ضد الرجل ‪ -‬بوجه عام ‪ -‬واعتباره البالء األوحد‪،‬‬ ‫ال من باب «حسن األخالق»‪ ،‬بل بفضل الوعي الفني بحقيقة‬ ‫األشياء‪ .‬وكصحافية‪ ،‬أرى بوضوح أننا نؤذي المرأة واألدب‬ ‫معاً حين نرسم صورة ساذجة عن حقيقـة الوضـع اإلنساني‪،‬‬ ‫ونوهم المـرأة بأن الدنيا منقسمـة إلى أسود وأبيض فقط‪،‬‬ ‫وأن الرجل هو الشرير المجرم والمرأة هي الضحية البريئة…‬ ‫‪ ‬والخطر أن نفعل ذلك بحجة تحرير المرأة‪ ،‬بحيث تتسلل‬ ‫تلك النظرة الساذجة لألمور إلى الوعيها‪ ،‬ويترسخ حقدها على‬ ‫الرجل حين تتوهمه المسؤول األوحد عن مصائبها‪ ،‬ألنني‬ ‫أؤم��ن بعمق أن قضية المرأة ‪ ‬ج��زء من قضايا مظلومي‬ ‫المجتمع جميعاً رجا ًال ونساء‪ ،‬لم أنجرف يوماً إلى الشوفينية في‬ ‫نظرتي للتحرر‪ ،‬وكنت موقنة من ‪ ‬أن مأساة المرأة العربية هي‬ ‫من بعض مأساة وطننا العربي مع التخلف‪ ،‬وأن خصم المرأة‬ ‫والرجل هو ذلك التخلف الجاثم على الصدور‪.‬‬ ‫هناك جمعيات نسائية ترى أنه من حق المراة العمل في‬ ‫البغاء إذا كان االختيار شخصيا‪ ،‬في حين هناك جمعيات نسائية‬ ‫تطالب بمنع ممارسة مهنة البغاء ألنها تمثل صورة الضطهاد‬ ‫المراة‪.‬‬ ‫وهناك جمعيات نسائية ترى بأن الحجاب اإلسالمي يعكس صورة‬ ‫الضطهاد المرأة ‪ ,‬في حين أن هناك جمعيات نسائية أخرى ترى أن من‬ ‫حق المراة أن ترتدي ماتشاء وأن الحجاب لن يعيق المرأة من ممارسة‬ ‫دورها في المجتمع ‪.‬‬ ‫و هناك جمعيات نسائية تدافع عن حق الفتاة في التمدرس وحق‬ ‫المرأة في العمل وحقها في العيش الكريم‪ ،‬وينسين تماما أن المرأة‬ ‫القروية مثال هي بدورها امرأة وليست كائنا شا ّذا ‪.‬‬ ‫يبدو أن العالم ال يعلم عن المرأة القروية وما تكابده من هموم إال‬ ‫اإلسم فقط والصور غنية عن كل تعريف‪ ،‬إننا نرى أن الكثير من مناطق‬ ‫العالم تحتفي كل سنة فقط بالمرأة المثقفة والمرأة الموظفة‪ ،‬والوزيرة‪،‬‬ ‫لكن ال أحد أعطى للمرأة القروية حقها في هذا اليوم العالمي‪،‬على الرغم‬ ‫من التبجح بالحديث عن معاناة المرأة القروية واالهتمام بها‪ ..‬في وقت‬ ‫أن فتيات في عالمنا القروي تعشن أوضاعا مزرية‪ ،‬منها من ترعى الغنم‪،‬‬ ‫ومنها من تجلب الحطب ومنها من تقود أباها المتسول‪ ،‬و‪....‬و‪....‬و‪،‬‬ ‫منها المحرومة من حظها في التعليم‪ ،‬الصحة‪ ،‬السكن وغير ذلك من‬ ‫الحقوق التي يكفلها لها اهلل قبل أي دستور أو قانون‪.‬‬ ‫‪ ‬ناهيك عن متاعب أخرى تكابدها المرأة في العالم القروي وبالمدن أيضا بحيث هناك العشرات بل المئات‬ ‫بل اآلالف من نساء المدن اللواتي‪،‬تستغللن في مهن غير إنسانية‪،‬بمقابل مادي جد هزيل‪ ،‬فدائما نتابع حوادث‬ ‫تهز ‪ ‬أركان البيوت المغربية‪ ،‬نساء يضعن حملهن على قارعة الطريق‪ ..‬نساء يتعرضن للعنف األسري ويقعن‬ ‫ضحايا النعدام الرحمة في قلوب البشر حتى المقربين واألحباب ‪ ...‬نساء ونساء ونساء ‪....‬أين حماة المرأة المغربية‬ ‫التي تمتهن الدعارة من أجل كسب قوتها اليومي‪،‬؟‪..‬لقد ثبت وبجالء أن المرأة المغربية الفقيرة ربما األمية‬ ‫أضحت تتعرض لإلهانة والتعنيف النفسي والبدني من بنت جلدتها أي المرأة المتعلمة األرستقراطية‪،‬باستغاللها‬ ‫في أبشع صور االحتقار والمهانة ‪ ‬في مهن هابطة‪...‬‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫بعض الجمعيات النسائيـة باتـت تكرس الفرقـة داخل‬ ‫المجتمع‪ ،‬وتحول المرأة من مواطن نافع إلى عائل يحتاج‬ ‫التحدي والتضامن والجمعيات واأليام العالمية ليثبت وجوده!!‬ ‫الماليين تبذر سنويا على جمعيـات فاشلـة لم تفعل‬ ‫شيئا للمرأة وال للرجل ولم تحدث أي تغيير في المجتمع‪،‬‬ ‫كلما شككت في مصداقيتهم تبجحوا بأن حرية التعبير التي‬ ‫نملك اليوم كنساء هي ثمار مجهوداتهم‪ ،‬والحقيقة أنها‬ ‫جمعيات عمل رؤساؤها على النهب لتوفير الفلل والسيارات‬ ‫والسفريات‪ ..‬واذهبوا وانظروا أرصدتهم وأماكن عطلهم‪..‬‬ ‫وانظروا إلى المعنفين والمعنفات من المفقرين والمفقرات‬ ‫لتعرفوا أي عمل يتحدثون عنه‪ .‬وكلنا نعلم في نهاية األمر أننا‬ ‫ال نحتاج أيام عالمية وال جمعيات‪ ..‬وإنما وألجل المرأة وألجل‬ ‫الرجل وألجل األسرة وألجل الكل‪ ..‬ال نحتاج إال يوما واحدا ال‬ ‫غير‪ ..‬يوم لتكريس فكرة يجب أن تطبق على طول العالم‪،‬‬ ‫وهو اليوم العالمي لقضاء عادل‪.‬‬ ‫ذاك القضاء الذي يمكن أن تلجأ إليه المرأة ليحميها من‬ ‫عنف زوج ظالم ويعاقبه‪ ،‬ذاك القضاء الذي يمكن أن يلجأ إليه‬ ‫الرجل ليحميه من عنف رب عمل جائر ويمنعه‪ ،‬ذاك القضاء‬ ‫الذي يمكن أن تلجأ إليه أم من ابن مدمن عاق‪ ،‬ويمكن أن‬ ‫يلجأ إليه فالح من إقطاعي متجبر‪ ،‬وتلجأ إليه طفلة لمسها‬ ‫مجرم منحرف‪ ،،‬وتلجأ إليه امرأة قروية تعاني الفقر المدقع‬ ‫من مسؤولين فاحشي الثراء‪ ..‬ويلجأ إليه زوج مظلوم من‬ ‫زوجة عنيفة‪ ..‬ومن يدري‪ ،‬فلله في خلقه شؤون‪ ،‬ذاك القضاء‪،‬‬ ‫الذي يجب أن نلجأ إليه جميعا ليفتح تحقيقات في ميزانيات‬ ‫الجمعيات النسائية التي نهبت أموال المواطنين من رجال‬ ‫ونساء‪.‬‬ ‫لقد قاوم الشعب المغربي خاصة‪ ،‬والشعوب ذات المرجعية اإلسالمية‬ ‫عامة فكرة المساواة بمفهومها الغربي‪ ،‬لعقود وعقود‪ ..‬وجمعياتها الشفارة‪،‬‬ ‫التي حصرت الظلم في الرجل‪ ،‬وجعلت الضحية المرأة‪ ..‬وأرادت تحويل الزوج‬ ‫والزوجة إلى متصارعين في حلبة قتال‪ ..‬يسترزقون على طالقهم وعلى‬ ‫قصصهم لمزيد من االسترزاق‪ ..‬بدل إصالح ذات البين حفاظا على األسرة‪.‬‬ ‫وال عجب‪ ،‬فنفس الذين يروجون للمساواة الحرفية بين الرجل والمرأة هم‬ ‫أنفسهم من يروجون للفردانية‪ ،‬لنفهم غرضهم الحقيقي من مساواتهم‬ ‫تلك‪.‬‬ ‫ولو الحظنا أن المرأة المظلومة «الضحية» ال تتجسد إال في المجتمعات‬ ‫التي يعاني فيها الرجل من الظلم‪ ..‬التي يعاني فيها المواطن من قلة‬ ‫الكرامة ومن التهميش والفقر‪ ،‬ومن ظلم السلطة وقلة العدل‪ ،‬بينما تكاد‬ ‫تختفي في المجتمعات التي تعيش العدالة االجتماعية‪ ،‬برجالها وشيوخها‬ ‫وأطفالها ومرضاها ومعاقيها وسجنائها وأقلياتها‪ ..‬لفهمنا أن المرأة جزء ال‬ ‫يتجزأ من المجتمع‪ ،‬ظلمها من ظلم الكل وارتياحها من ارتياح الكل‬ ‫حيث القضاء منصف‪ ،‬حيث رؤساء الجمعيات النسوية وراء القضبان‬ ‫بسبب النهب‪ ..‬بل حيث العدل فوق الكل‪.‬‬ ‫لقد رفع اإلسالم مكانة المرأة‪ ،‬وأكرمها بما لم يكرمها به‬ ‫دين سواه؛ فالنساء في اإلسالم شقائق الرجال‪ ،‬وخير الناس خيرهم‬ ‫ألهله؛ فالمسلمة في طفولتها لها حق الرضاع‪ ،‬والرعاية‪ ،‬وإحسان‬ ‫التربية‪ ،‬وهي في ذلك الوقت قرة العين‪ ،‬وثمرة الفؤاد لوالديها‬ ‫وإخوانها‪.‬‬ ‫وإذا كبرت فهي المعززة المكرمة‪ ،‬التي يغار عليها وليها‪،‬‬ ‫ويحوطها برعايته‪ ،‬فال يرضى أن تمتد إليها أيد بسوء‪ ،‬وال ألسنة‬ ‫بأذى‪ ،‬وال أعين بخيانة‪.‬‬ ‫وإذا تزوجت كان ذلك بكلمة اهلل‪ ،‬وميثاقه الغليظ؛ فتكون في‬ ‫بيت الزوج بأعز جوار‪ ،‬وواجب على زوجها إكرامها‪ ،‬واإلحسان إليها‪،‬‬ ‫وكف األذى عنها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وإذا كانت أما كان برُّها مقرونا بحق اهلل‪-‬تعالى‪-‬وعقوقها‬ ‫واإلساءة إليها مقروناً بالشرك باهلل‪ ،‬والفساد في األرض‪.‬‬ ‫وإذا كانت أختاً فهي التي أُمر المسلم بصلتها‪ ،‬وإكرامها‪،‬‬ ‫والغيرة عليها‪.‬‬ ‫وإذا كانت خالة كانت بمنزلة األم في البر والصلة‪.‬‬ ‫وإذا كانت ج��دة‪ ،‬أو كبيرة في السن زادت قيمتها لدى أوالده��ا‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫يُسَفه لها رأي‪.‬‬ ‫وأحفادها‪ ،‬وجميع أقاربها؛ فال يكاد يرد لها طلب‪ ،‬وال‬ ‫فأين النظم األرضية من نظم اإلسالم العادلة السماوية‪ ،‬فالنظم‬ ‫األرضية ال ترعى للمرأة كرامتها‪ ،‬حيث يتبرأ األب من ابنته حين تبلغ سن‬ ‫الثامنة عشرة أو أقل؛ لتخرج هائمة على وجهها تبحث عن مأوى يسترها‪،‬‬ ‫ولقمة تسد جوعتها‪ ،‬وربما كان ذلك على حساب الشرف‪ ،‬ونبيل األخالق‪.‬‬ ‫وأين إكرامُ اإلسالم للمرأة‪ ،‬وجَعْ ُلها إنساناً مكرماً من األنظمة التي‬ ‫تعدها مصدر الخطيئة‪ ،‬وتسلبها حقها في الملكية والمسؤولية‪ ،‬وتجعلها‬ ‫تعيش في إذالل واحتقار‪ ،‬وتعدها مخلوقاً نجساً؟‪.‬‬ ‫وأين إك��رام اإلس�لام للمرأة ممن يجعلون المرأة سلعة يتاجرون‬ ‫بجسدها في الدعايات واإلعالنات؟‪.‬‬ ‫وأين إكرام اإلسالم لها من األنظمة التي تعد الزواج صفقة مبايعة تنتقل فيه الزوجة؛ لتكون إحدى ممتلكات‬ ‫الزوج؟ حتى إن بعض مجامعهم انعقدت؛ لتنظر في حقيقة المرأة وروحها أهي من البشر أو ال؟‬ ‫وهكذا نرى أن المرأة المسلمة تسعد في دنياها مع أسرتها وفي كنف والديها‪ ،‬ورعاية زوجها‪ ،‬وبر أبنائها‬ ‫سواء في حال طفولتها‪ ،‬أو شبابها‪ ،‬أو هرمها‪ ،‬وفي حال فقرها أو غناها‪ ،‬أو صحتها أو مرضها‪.‬‬ ‫أين نحن من كل هذا اآلن ‪ ...‬كرّمنا اهلل وأذلنا عبيده ‪ ....‬وال يزالون في ذ ّلهم لنا يتفننون ‪ ...‬فاتركونا من‬ ‫الجمعيات النسائية والذكورية بحق حبكم هلل‪ ...‬ولنكرّم نساءنا كما أراد اهلل ورسوله لهن ولكم‪...‬‬


‫العدد ‪827‬‬

‫دفاتري‬

‫من‬

‫عزيـز‬

‫حالل على الرؤساء حرام‬ ‫على “األفيسيونادوس”‬ ‫“األفيسيونادوس” غاضبون‪ ،‬يتساءلون‬ ‫لم منعوا من حضور “كالسيكو” الشمال‪،‬‬ ‫وتحملوا الكثير من التعسفات واإلكراهات‬ ‫للوصول إلى سانية الرمل ليواجهوا بالكثير‬ ‫من مظاهر العنف واالستفزاز‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫كان عمدة طنجة وأخ��وه في اهلل والعقيدة‬ ‫والتنظيم‪ ،‬يتوسطان المنصة الشرفية صحبة‬ ‫أنجالهم بارك اهلل فيهم‪..‬‬ ‫وكان على عشاق “الجلدة الملعونة” أن‬ ‫يعلموا أن في البشر عامة وخاصة‪ ،‬وما يجوز‬ ‫للخاصة ال يجوز‪ ،‬بالضرورة للعامة‪ ،‬إال إذا‪!.....‬‬

‫مطلوب فتوى شرعية‬ ‫ما قول الشرع في من “يقذف” السحاب‬ ‫بسالح كيماوي‪ ،‬بواسطة الطائرات‪ ،‬ليرغمها‬ ‫على إطالق ما تحبسه من “غيث” متمنع !‬ ‫أوليس الغيث الذي ينزله اهلل من السماء‪ ،‬آية‬ ‫من آيات اهلل لقوم يعقلون‪ ،‬وأنه دليل على‬ ‫رضا الخالق سبحانه وتعالى على المتقين من‬ ‫عباده؟‬

‫الجرأة والشجاعة‬ ‫دعا بنكيران العالم إلى “التحلي بنوع من‬ ‫الجرأة والشجاعة” لمعالجة قضايا التشغيل‬ ‫وامتصاص البطالة” ‪ .‬حدث ذلك في منتدى‬ ‫دولي حول التشغيل بمراكش‪ .‬فهل تدهور‬ ‫واق��ع التشغيل بالمغرب‪ ،‬ناتج عن افتقاد‬ ‫الحكومة المغربية للجرأة والشجاعة لمعالجة‬ ‫الوضع؟! ‪.‬‬ ‫رئيس الحكومة “ت��دارك” ليعلن للعالم‬ ‫أن الحكومة المغربية “حققت إنجازات مهمة‬ ‫في مجال محاربة البطالة‪ ،‬خاصة في صفوف‬ ‫الشباب”‪ ...‬والدليل‪ ،‬ي��رد المكتوون بنار‬ ‫العطالة المزمنة‪ ،‬ازدهار حركات “الحريك” رغم‬ ‫مخاطره‪ ،‬وجحافل المحتجين والمعتصمين‬ ‫من آالف حاملي الشهادات العليا التي ال يحلم‬ ‫بها جل أعضاء الحكومة ممن يستفيدون‬ ‫من رواتب مليونية كل شهر‪...‬وما خفي كان‬ ‫أعظم!‪.....‬‬

‫للوزير الوفا نظر !‪...‬‬ ‫ليس فحسب في “أوب��ام��ا بباه”‪ ،‬وفي‬ ‫“المدير وصاحبته” وفي حكاية “التلميذة‬ ‫التي ال ينقصها إلى العريس”‪ ...‬وفي العديد‬ ‫من “النوازل” التي كان يخرج بها على البالد‬ ‫“خفت” في اآلونة األخيرة‪ ،‬إال أنه طلع على‬ ‫الشعب‪ ،‬خالل لقاء للصيادلة‪ ،‬عقد مؤخرا‪،‬‬ ‫بالجنوب‪ ،‬بما يفيد أن “الحكومة “لم تعد قادرة‬ ‫على تحمل أعباء قطاعي التعليم والصحة”‬ ‫األعباء المالية أم األعباء التنظيمية ؟ الوزير‬ ‫الهمام لم يحدد‪ ،‬ولكن جميع من سمع بهذا‬ ‫القول فهم أن الحكومة‪ ،‬وهي “تودع”‪ ،‬ربما‬ ‫أعدت مخططات لـ رفع يدها “القصيرة” عن‬ ‫التعليم والصحة‪ ،‬والتخلص منها لفائدة‬ ‫الخوصصة‪ ،‬أو لربما لـ “التدبير المفوض”‪،‬‬ ‫وهو أخف الضررين‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬مار�س ‪2016‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫فوضى وانتظار بال نهاية في مندوبية التجهيز والنقل بطنجة‬ ‫تحول الحصول على البطاقة النهائية لرخصة السياقة‬ ‫في مركز تسجيل السيارات بوزارة التجهيز والنقل بطنجة‬ ‫إلى ما يشبه اإلنجاز الكبير‪ ،‬في ظل فوضى وارتباك غير‬ ‫مسبوقين في هذه المصلحة‪.‬‬ ‫ويقف كل يوم‪ ،‬العشرات من المواطنين أمام مقر‬ ‫مركز تسجيل السيارات من أجل استبدال رخص السياقة‬ ‫المؤقتة برخص نهائية‪ ،‬غير أنهم يواجهون بعبارة تتكرر‬ ‫باستمرار وهي التأجيل‪.‬‬ ‫وقال مواطنون إنهم قدموا ملفات تجديد رخص‬ ‫السياقة منذ قرابة عام‪ ،‬ولم يتوصلوا إلى حد اآلن برخص‬ ‫السياقة الجديدة‪.‬‬ ‫وأبرز هؤالء نسخا من رخص السياقة المؤقتة‬ ‫وعليها عدة أختام‪ ،‬عدد منها تالشى بفعل مرور الزمن‪،‬‬ ‫بعضها يحمل عدة أختام وكل خاتم يحدد مدة االنتظار‬ ‫في شهرين أو شهر‪ ،‬والغريب أن أصحاب هذه الرخص‬ ‫المؤقتة عادة ما يعمدون إلى تغليفها من أجل حفظها من‬ ‫التلف في ظل التأخر غير المفهوم للرخص النهائية‪.‬‬ ‫وأشار مواطنون إلى أنهم يواجهون بال مباالة من‬ ‫طرف موظفين بهذه المصلحة‪ ،‬خصوصا في ظل الفوضى‬ ‫الموجودة داخل هذه المصلحة وخارجها‪.‬‬ ‫وقالت جريدة “المساء” إنه يوجد عشرات من‬ ‫السماسرة في محيط مصلحة مركز تسجيل السيارات‪،‬‬

‫والذين أصبح لهم نفوذ كبير حتى على الموظفين‪ ،‬الذين‬ ‫يعمدون إلى إعطاء األولوية للملفات التي يضعها هؤالء‪،‬‬ ‫وهو ما صار يتطلب تدخال عاجال من وزير التجهيز‪ ،‬عبد‬ ‫العزيز الرباح‪ ،‬من أجل إعادة بعض المصداقية إلى هذه‬ ‫المصلحة‪.‬‬ ‫وفي الوقت الذي تستقبل هذه المصلحة المئات‬

‫من المواطنين يوميا‪ ،‬سواء من أجل اجتياز امتحان‬ ‫السياقة أو من أجل أغراض أخرى‪ ،‬فإن النظام شبه‬ ‫منعدم‪ ،‬حيث تعطلت األجهزة التقنية التي تنظم‬ ‫تراتبية الخدمات‪ ،‬كما يقــوم حــراس عاديون بعملية‬ ‫التنظيم‪ ،‬والغريـب أن هؤالء يرتدون معاطف عليها‬ ‫عبارة “جارديناج” (بسْتنة)‪.‬‬

‫تقارب بين الحسيمة ومالقا اإلسبانية‬ ‫تعززت العالقات بين بلديتي الحسيمة ومالقا بزيارة‬ ‫لرئيس المجلس الجماعي للمدينة اإلسبانية للحسيمة‬ ‫حيث عقد لقاءات مع المسؤولين على مستوى المدينة‬ ‫التي تتقاسم والحسيمة انتماءهما المتوسطي والعالقات‬ ‫التاريخية والقرب والجوار الجغرافي‪.‬‬ ‫وتداول محمد بودرا رئيس المجلس الجماعي‬ ‫للحسيمة وعمدة مالقا حول مستقبل عالقات التعاون‬ ‫والشراكة بين المدينتين‪ ،‬كما وضع محمد بودرا الجانب‬

‫اإلسباني أمام المستجدات االقتصادية والسياسية بمدينة‬ ‫الحسيمة ‪ ،‬خاصة المبادرة الملكية في إطار مشروع‬ ‫مخطط «الحسيمة منارة المتوسط» الذي يعتبر مشروعا‬ ‫متكامال سيغير ال محالة من وجه الحسيمة ويرفع أكثر من‬ ‫جاذبيتها االقتصادية‪.‬‬ ‫كما تطرق الجانبان إلى إمكانية التعاون والتنسيق في‬ ‫مجال تدبير الكوارث الطبيعية والتعاون الثقافي والصحة‬ ‫والشباب والرياضة وتنمية السياحة‪ ،‬إذ ستسهر لجنة من‬

‫بلدتي المدينتين على بلورة إمكانيات التعاون ليتعزز بقوة‬ ‫العالقات بين المدينتين والتي تعود لسنوات خلت‪.‬‬

‫وعقد بودرا خالل هذه الزيارة لقاءات مع العديد من‬ ‫مسؤولي بلدية مالقا على رأسهم خوان رامون نائب‬ ‫كاتب بلدية مالقا كما قام أعضاء الوفد اإلسباني‬ ‫بزيارات لمجموعــة من المآثر والمعالـم التاريخيــة‬ ‫بالمدينة‪.‬‬

‫حرب مقالع الرمال تشتد بقرية رأس الماء بإقليم الناظور‬ ‫شهت بلدية رأس الماء التابعة عمالة الناظور خالل‬ ‫األسبوع الماضي حادث اعتداء على نائب رئيس البلدية‬ ‫أثناء عملية استخراج الرمال من أحد المقالع الواقعـة‬ ‫بضواحي المدينة وأكد المعتدى عليه في شكاية وجهها‬ ‫للمصالح القضائيــة‪ ،‬تسخير مجموعــة من األشخاص‬ ‫قصد االعتداء عليه أثناء وقوفه على عدة خروقات تهم‬ ‫عملية استخراج الرمال من أحد المقالع في إطار المهام‬ ‫المنوطة به باعتباره النائــب األول للرئيــس‪ ،‬حيث‬ ‫دعا صاحب المشروع إلى احترام الضوابط القانونية‬ ‫المنصوص عليها في كناش التحمـالت األمر الذي لم‬ ‫يرقه ودفعه إلى االستعانة بمجموعة من األشخاص‬ ‫قصد االعتداء عليه أمام المستوصف الصحي للقرية‬ ‫وهي القضية التي تتم فيها متابعة المتهمين في حالة‬ ‫سراح‪.‬‬ ‫ولقد استأثر الموضوع باهتمام واسع من طرف الرأي‬

‫العام المحلي ووصل األمر حد تنظيم وقفة احتجاجية‬ ‫تضامنا مع المعتدى عليه رفعت خاللها عدة شعارات تندد‬ ‫بما أسمته استفحال ظاهرة الريع االقتصادي بالمنطقة‬ ‫من خالل االستغالل البشع لخيرات األرض دون احترام‬ ‫للمعايير المطلوبة بكناش التحمالت لما في ذلك من‬ ‫تأثير سلبي على البيئة جراء االستنزاف المبالغ فيه للرمال‬ ‫واألحجار وغيرها من المواد األخرى التي تلقى رواجا مهما‬ ‫في قطاع البناء وتدر أرباحا طائلة على أصحابها‪.‬‬ ‫يذكر أنه سبق لعدة جمعيات بيئية أن دقت ناقوس‬ ‫الخطر في مرات عديدة محذرة من استنزاف الثروات‬ ‫الطبيعية خاصة في ظل تسجيل وضبط مجموعة من‬ ‫الحاالت تهم عملية سرقة رمال الشاطئ‪.‬‬

‫إدريس العولة‬

‫مسلحان يهاجمـان حافـالت لنقل العامـالت بالعرائـش ويستوليـان‬ ‫على هواتفهن‬ ‫هاجم شابان مسلحان‪ ،‬األسبوع المنصرم‪ ،‬حافلة لنقل‬ ‫عامالت معمل األحذية بالعرائش‪ ،‬حيث استغل الجانحان‬ ‫إيقاف السائق للحافلة من أجل ركوب بعض العامالت‬ ‫اللواتي كن ينتظرن قدوم وسيلة النقل‪ ،‬فاستوليا على‬ ‫حاجيات العامالت تحت التهديد والترهيب‪.‬‬ ‫وحسب شهود عيان‪ ،‬فبينما توقفت حافلة‪ ،‬حوالي‬ ‫الساعة الخامسة و‪ 50‬دقيقة صباحا‪ ،‬بشارع حي المنار ‪1‬‬ ‫قادمة من حي المنار ‪ 3‬بمدينة العرائش‪ ،‬لنقل العامالت‬ ‫اللواتي يعملن بمعمل األحذية األلماني الكائن بالمنطقة‬ ‫الصناعية “الهيايضة” المحاذية للمدينة‪ ،‬فوجئ السائق‬ ‫بالمسلحين اللذين كانا مدججين بأسلحة خطيرة “زبارة”‬ ‫وهي أداة معدة من عصا يتم تثبيت آلة حادة في مقدمتها‬

‫تستعمل في الهجوم واالعتداء‪ ،‬وهما يهاجمان الحافلة‪،‬‬ ‫حيث هشما زجاجها لترهيب السائق والعامالت‪ ،‬وإرغامه‬ ‫على عدم التحرك والفرار‪ ،‬قبل أن يداهما الحافلة ويشهرا‬ ‫أسلحتهما في وجه العامالت‪ ،‬اللواتي أصبن بهلع كبير‬ ‫وهن يصرخن‪ ،‬حيث أرغم الجانحان كل عاملة على تسليم‬ ‫هاتفها النقال‪ ،‬لتنصاع كل العامالت إلى رغبة المهاجمين‪،‬‬ ‫اللذين استوليا على كل الهواتف وغادرا الحافلة‪.‬‬ ‫وكاد أن يتكرر نفس المشهد بمدينة القصر الكبير‪،‬‬ ‫حيث هاجم شابان كانا في حالة سكر طافح‪ ،‬حوالي الساعة‬ ‫الخامسة و‪ 40‬دقيقة من صباح يوم الثالثاء الفارط‪ ،‬حافلة‬ ‫كانت متوقفة بالشارع المؤدي إلى حي السالم‪ ،‬وبالضبط‬ ‫بالقرب من مسجد روافة العليا‪ ،‬حيث كانت مملوءة‬

‫بالعامالت وتنتظرن قدوم أخريات لنقلهن إلى نفس معمل‬ ‫األحذية‪ ،‬لكن السائق وشاب آخر اعتاد إيصال شقيقته‬ ‫لحمايتها من أي اعتداء‪ ،‬هاجما السكيرين ومنعاهما من‬ ‫إشهار سكينيهما‪ ،‬حيث فر الجانحان بعيدا عن الحافلة‪.‬‬ ‫وتعزو مصادر من العامالت اللواتي يعشن قصص‬ ‫الرعب كل صباح وباستمرار‪ ،‬بسبب اعتراض سبيلهن‪،‬‬ ‫وهجوم الجانحين والمسلحين للحافالت التي تقلهن إلى‬ ‫مكان عملهن‪ ،‬إلى انعدام دوريات األمن أثناء توجههن‬ ‫إلى عملهن لتوفير لقمة العيش حيث يطالبن بتعزيز‬ ‫األمن بكل من العرائش والقصر الكبير لتوفير الحماية‬ ‫لهن ولممتلكاتهن‪.‬‬

‫العربي الجوخ‬


‫العدد ‪827‬‬

‫إقتصاد‬

‫مغربيان ضمن قائمة أغنى أغنياء العالم لسنة ‪2016‬‬ ‫عثمان بنجلون وعزيز أخنوش‬ ‫أعلنت مجلة «فوربيس» األمريكية‪ ،‬التي تعنى بإحصاء الثروات ومراقبة‬ ‫نمو المؤسسات والشركات المالية حول العالم‪ ،‬قائمتها السنوية ألثرياء العالم‬ ‫لسنة ‪ .2016‬الالئحة الميلياردية تضمنت اسمين شهيرين من المغرب من‬ ‫بين ‪ 1810‬إسما‪ ،‬بلغت ثروتهم مجتمعة ‪ 6480‬مليار دوالر مسجلة تراجعا عن‬ ‫السنة الماضية الذي بلغت فيه ‪ 7.05‬مليار دوالر‪ .‬وأرجعت المجلة الشهيرة‬ ‫هذا التراجع النسبي إلى عدم استقرار البورصة وانخفاض سعر النفط وارتفاع‬ ‫قيمة الدوالر‪.‬‬ ‫وقد كان الثري المغربي ميلود الشعب‪ ،‬قد صنف السنة الماضية ضمن‬ ‫أغنى أغنياء العالم على الئحة ‘فوربيس» غير أن هذا األخير غادر القائمة هذه‬ ‫السنة‪.‬‬ ‫وهكذا فقد احتل المليادير عثمان بنجلون‪ ،‬المتخصص في االستثمارات البنكية وقطاع التأمينات‪ ،‬المرتبة األولى على الصعيد الوطني و‪959‬‬ ‫عالميا بثروة قدرتها المجلة بـ‪ 1.9‬مليار دوالر‪ ،‬علما أنه كان يحتل في قائمة السنة الماضية ‪ 810‬عالميا بـ ‪ 2,3‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫وحل ثانيا وزير الفالحة والصيد البحري في حكومة بنكيران عزيز أخنوش‪ ،‬الذي جاء في المرتبة ‪ 1367‬عالميا‪ ،‬بثروة بلغت ‪ 1.25‬مليار دوالر‪،‬‬ ‫مسجال تراجعا عن تصنيف السنة الماضية التي احتل خاللها المرتبة ‪.1118‬‬ ‫عالميا حل مؤسس شركة «مايكروسوفت» بيل جيتس‪ ،‬على رأس القائمة بثروة تقدر بـ ‪ 76‬مليار دوالر‪ ،‬أما المركز الثاني فكان من نصيب‬ ‫صاحب محالت «زارا» أمانسيو أورتيغا‪ ،‬فيما احتل المركز الثالث وارن الرئيس التنفيذي وأكبر مساهم في شركة بيركشاير هاثاواي‪ ،‬وجاء اللبناني‬ ‫كارلوس سليم رابعا‪.‬‬ ‫وقد تداولت بعض الصحف‪ ،‬بخصوص الملياردير عثمان بنجلون‪ ،‬أن هذا األخير يستعد لبناء برج بالرباط‪ ،‬يكون األعلى بإفريقيا‪.‬‬ ‫وعلم أن عددا من مكاتب الدراسة والهندسة بالمغرب وبالخارج‪ ،‬تشتغل في الوقت الراهن على رعداد تصاميم هذا البرج الذي سيتم تشييده‬ ‫على ضفاف وادي أبي رقراق والذي من المنتظر أن يبلغ طوله ‪ 200‬مترا وأنه سوف يشتمل على ‪ 46‬طابقا تخصص لمكاتب وإقامات‪ ،‬وقد تبلغ‬ ‫كلفة المشروع الضخم فوق الملياري درهم‪.‬‬

‫تحسن أداء قطاع الصيد الساحلي خالل سنة ‪2015‬‬ ‫في تقريره عن السنة الماضية‪ ،‬أعلن مكتب الصيد البحري أن حجم الكميات المفرغة‬ ‫من منتوجات الصيد الساحلي والتقليدي حقق ما قيمته ‪ 6.58‬ماليير درهم عند نهاية سنة‬ ‫‪ ،2015‬وهو ما يمثل مليون و‪ 288‬ألف و‪ 948‬طن‪ ،‬مسجال بذلك ارتفاعا من حيث الحجم‬ ‫بنسبة ‪ 9‬في المائة وشبه استقرار من حيث القيمة مقارنة بسنة ‪.2014‬‬ ‫وأوضح المكتب في إحصائيات حديثة أصدرها برسم سنة ‪ ،2015‬أن الكميات المصطادة‬ ‫من األسماك السطحية بلغت ‪ 2.71‬مليار درهم في نهاية ‪ ،2015‬مقابل أزيد من ‪ 2.60‬مليار‬ ‫درهم سنة قبل ذلك‪ ،‬وهو ما يمثل زيادة بنسبة ‪ 4‬في المائة من حيث القيمة وتراجعا بنسبة‬ ‫‪ 2‬في المائة من حيث الوزن‪.‬‬ ‫وعزا المكتب هذا األداء إلى ارتفاع حجم إنتاج أسماك السردين‪ ،‬وسمك أبو سيف‪،‬‬ ‫والماكريل واألنشوجة على التوالي بنسبة ‪ 10‬في المائة و‪ 24‬في المائة و‪ 79‬في المائة‪.‬‬ ‫وعالوة على ذلك‪ ،‬سجلت قيمة السمك األبيض زيادة قدرها ‪ 2‬في المائة‪ ،‬في حين ارتفع حجم الكميات المصطادة منها بنسبة ‪ 7‬في المائة‪،‬‬ ‫لتحقق ما قيمته ‪ 1.43‬مليار درهم في نهاية سنة ‪ .2015‬كما تم تسجيل نمو قوي في ما يخص الطحالب بنسبة ‪ 167‬في المائة من حيث القيمة‬ ‫و‪ 97‬في المائة من حيث الوزن‪ ،‬أي ما يعادل ‪ 64.32‬مليون درهم في متم سنة ‪ ،2015‬مقابل ‪ 24.05‬مليون درهم في نهاية ‪.2014‬‬ ‫على مستوى الموانئ‪ ،‬سجلت الكميات المفرغة بالواجهة المتوسطية تراجعا بنسبة ‪ 17‬في المائة من حيث القيمة وب ‪ 15‬في المائة من‬ ‫حيث الوزن نهاية سنة ‪ ،2015‬مقارنة بالسنة التي قبلها‪ ،‬أي نحو ‪ 404.82‬مليون درهم مقابل حوالي ‪ 489.79‬مليون درهم‪.‬‬ ‫وبالمقابل ارتفعت كميات تفريغ الصيد الساحلي والتقليدي بالمحيط األطلسي بنسبة ‪ 11‬في المائة من حيث القيمة وب ‪ 1‬في المائة من‬ ‫حيث الوزن أي إلى أزيد من ‪ 6,18‬مليار درهم‪.‬‬

‫البصل‪ ...‬مذكور في القرآن‬

‫إلى أن البصل‪ ،‬كاإلضراب‪ ،‬مذكور في القرآن‪.‬‬

‫أكدت بعض المصادر اإلعالمية‪ ،‬أن عجز المحصول الزراعي تسبب في االرتفاع المهول‬ ‫ألثمان البصل «الوطني» ما دعا الحكومة المتبصرة إلى استيراد هذه «النعمة» من اسبانيا‬ ‫وكندا‪ ،‬حتى ينعم المغاربة بالبصل الضروري لطواجينهم التي ال غنى لها عن البصل‪.‬‬ ‫وقد أبدت الحكومة حماسا كبيرا لحل مشكلة البصل العويصة‪ ،‬التي قد تتسبب في خلل‬ ‫كبير على مستوى المطبخ المغربي حيث سارعت إلى دراسة أوضاع البصل بالعالم وتبين‬ ‫لها أن أسواق الجارة إسبانيا والجارة البعيدة كندا تتوفر على مخزون هائل من البصل األحمر‬ ‫المطلوب عندنا فغرفت منه باألطنان الضرورية وضمنا للكوزينات الوطنية استمرار الروائح‬ ‫الزكية التي يضمنها البصل خالل «التعريقة» بالبصل والتوابل المتنوعة قبل أن تستقبل‬ ‫الطواجين أصناف اللحوم الحمراء والبيضاء الفتاكة‪ ،‬في صمت‪ ،‬بصحة المعافين منا‪.‬‬ ‫ويبدو أن السرعة الفائقة التي أظهرتها الحكومة‪ ،‬كانت نتيجة أن رئيس الحكومة انتبه‬

‫عام العدس والحمص‬ ‫صادق مجلس الحكومة‪ ،‬هذا األسبوع‪ ،‬على مشروع مرسوم يتعلق بوقف استيفاء رسم‬ ‫االستيراد المطبق على العدس والحمص‪ ،‬وذلك إلى غاية ‪ 15‬يوليوز ‪ ،2016‬في حدود ‪13‬‬ ‫ألف طن بالنسبة للعدس و ‪ 18‬ألف طن بالنسبة للحمص‪ ،‬تقدم به وزير الفالحة والصيد‬ ‫البحري‪....‬مشكورا !‬ ‫وقال وزير االتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي‪ ،‬في بالغ تاله خالل‬ ‫لقاء صحفي‪ ،‬عقب انعقاد االجتماع األسبوعي لمجلس الحكومة‪ ،‬إن هذا القرار يأتي في ظل‬ ‫المالحظات التي سجلت على مستوى انخفاض في المخزون بنسبة ‪ 25‬بالمائة بالنسبة‬ ‫للعدس و‪ 26‬بالمائة بالنسبة للحمص‪ ،‬مقارنة بسنة ‪.2015‬‬ ‫وذكر أنه بناء على التقديرات التي وضعت للمدة الممتدة من فاتح مارس إلى ‪ 15‬يوليوز‬ ‫‪ ،2016‬فإن الحاجيات من المادتين تقدر بحسب المقادير المذكورة بالخصوص في ظل ارتفاع‬ ‫مستوى أسعار العدس والحمص في السوق الداخلية مقارنة بالسنة الماضية‪.‬‬ ‫وعزا الخلفي ارتفاع مستوى أسعار المادتين إلى ارتفاع الطلب الداخلي على بذور القطاني واالحتكار الذي يمارسه بعض التجار‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫التطورات الجارية على مستوى السوق الدولية‪ ،‬وخاصة السوق الكندي الذي يعتبر أكبر منتج ومصدر للقطاني والممون الرئيسي للمغرب من‬ ‫هذه المنتوجات‪ ،‬بنسبة ‪ 90‬بالمائة من العدس و‪ 50‬بالمائة من الحمص‪ ،‬موضحا أن هذه السوق عرفت ارتفاعا في كلفة اإلنتاج وانخفاضا حادا‬ ‫في المخزون‪.‬‬ ‫يذكر أن هذا المرسوم جاء لتلبية الحاجيات الغذائية األساسية لماليين المغاربة الذين أصبحت كل أمانيهم أن يأخذوا صورا تذكارية مع‬ ‫لحوم البقر أو الغنم أو بيبي‪ ،‬بعد ما شهدت أثمان اللحوم ارتفاعا صاروخيا‪ ،‬بالنسبة لدخل العامة من الشعب‪ ،‬كما أنه جاء لتفادي اضطرابات‬ ‫التموين خالل رمضان المقبل حيث إن مزاج عدد من الصائمين يجعلهم يفقدون القدرة على تقبل تبريرات من قبيل «ارتفاع تكلفة االنتاج»‬ ‫و»ارتفاع الطلب بالنسبة للعرض» ‪ ،‬و»اختالالت البورصة» واضطراب أحوال النفط» !!!‪....‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬مار�س ‪2016‬‬

‫‪7‬‬

‫�أيقونة‬ ‫نائية‬

‫�شعـر ‪:‬‬

‫ر�شيدة بوحمو�ش‬

‫و حينَ يمسي اللي ُل ‪...‬‬ ‫شاكياً ‪...‬متوجعاً‪...‬‬ ‫و حين يزفرُ الوردُ‪...‬‬ ‫أريجَهُ ‪ ..‬متذمراً‪...‬‬ ‫و حينَ يُبكي الطيرُ‪..‬‬ ‫أف َقهُ‪ ....‬متحسراً‪...‬‬ ‫السما ُء تنحني إجالل‬ ‫للحزن المرتسم‬ ‫صليباً و محراباً‪...‬في محيا‬ ‫من ناء به القهرُ لم يُفصحُ‬ ‫لهُ ‪ ...‬اعتذاراً‪...‬‬ ‫من ينو ُء بحلم أيقونة‬ ‫نائية‪...‬شاردة‪...‬‬ ‫تنزعُ عن ضفتيه‬ ‫أسْراً‪ ...‬و أغاللاً ‪...‬‬ ‫من تطرقُ قدماهُ األرضَ منـا‬ ‫و قد صافحَ الثرى‪....‬‬ ‫احتياجاً و ُفقرا‪...‬‬ ‫هذا الهزيمُ ‪...‬ألهُ صبحٌ قريبٌ؟‬ ‫أال تشرقُ الشمسُ و يدفنَ الجحيمُ؟‬ ‫أال تحيا الطفولة ‪...‬‬ ‫في هذا ال َكنَف السرْمدي‪..‬‬ ‫من الخوف و الظلمة؟‬ ‫أال‪.............‬؟‬ ‫و األعينُ تلهجُ ‪...‬‬ ‫متى الفيالقُ تركبُ الصبحَ؟‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬مار�س ‪2016‬‬

‫العدد ‪827‬‬

‫الغارة على بالد نفطستان‬ ‫(رواية)‬

‫• محمد الحافظ الروسي‬

‫الفصل الثاالث ‪:‬‬

‫واستغنم الوقت واحضر دائما معهم‬ ‫واعلم بأن الرضى يخص من حضرا‬ ‫ـق ْ‬ ‫والزم الـصـمـتَ َّ‬ ‫إال إن سئ ْلـتَ َف ُ‬ ‫ـل‬ ‫ال علم عندي‪ ،‬وكن بالجهل مستترا‬

‫فتح الباب‬ ‫ـ‪1‬ـ‬

‫كيف قامت حرب االنفصال؟‪..‬ولماذا قامت؟‪..‬‬ ‫وألية غاية قامت؟!‪..‬‬ ‫صدقوني‪ ،‬لم أجد‪ ،‬على طول البحث والتقصي‬ ‫والسؤال‪ ،‬طوال هذه السنوات العديدة‪ ،‬من يعرف‬ ‫أجوبة هذه األسئلة الثالثة‪..‬‬ ‫لقد عرفت كيف قامت حرب داحس والغبراء‪،‬‬ ‫ولماذا قامت‪ ،‬وعرفت نتائجها؛ وعرفت كل ما يتعلق‬ ‫بحرب البسوس‪ ،‬وحفظت أشعارها‪ ،‬وأسماء أبطالها‪،‬‬ ‫أو قل رجاالتها‪ ،‬فليس كل من يقيم حربا أو يشارك‬ ‫فيها ببطل‪ ..‬أقول هذا بعد أن خبرت حروبا ال عد لها‪،‬‬ ‫كلها بين نفطستان الشمالية ونفطستان الجنوبية‪..‬‬ ‫فنحن ال نحارب إال عدوا نعرفه ويعرفنا‪..‬فأول مبادئ‬ ‫الحرب‪ ،‬كما هو معروف‪ :‬اعرف عدوك‪ .‬يجب أن ال‬ ‫تقاتل عدوا تجهله‪ ،‬وتجهل قدراته‪..‬ونحن بحمد‬ ‫اهلل نعرف قدرات نفطستان الشمالية معرفة تفوق‬ ‫الوصف‪ .‬سببها طول االختالط‪ ،‬ووحدة التفكير‪،‬‬ ‫وتمام التجربة‪ ،‬والمنافسة على المعالي‪..‬‬ ‫وحفظتُ أيام العرب والعجم‪ ،‬وعرفت عدد القتلى‬ ‫في حروب الردة‪ ،‬ويوم كالب ربيعة‪ ،‬ويوم جبلة‪ ،‬ويوم‬ ‫ذي قار‪ ،‬ويوم حليمة‪ ،‬ويوم رحرحان‪ ،‬ويوم المريقب‪،‬‬ ‫ويوم الهباءة‪ ،‬ويوم فزارة‪ ،‬ويوم ذي الطلوح‪..‬‬ ‫وأيام”تشاكو”المريرة‪ ..1‬وتتبعت أخبار حروب قبائل‬ ‫نفطستان كلها‪ ،‬وحروب البروتستانت والكاثوليك في‬ ‫أوربا انطالقا من مؤامرة ”أمبواز” على عهد”فرانسوا‬ ‫الثاني”بفرنسا‪ ،‬إلى عهد ميليشيات ”األوستاشي”‬ ‫بكرواتيا‪ ..‬وبالجملة فإنه ما رُفِعَ سيفٌ إال كان لي‬ ‫به علم‪ ،‬وعندي منه خبر‪..‬ومع ذلك فإني إلى اليوم‬ ‫ال أعرف سببا أجمع عليه الناس لقيام هذه الحرب‪..‬‬ ‫بل أكثر من ذلك فقد وجدتُ أن أسباب الحرب‬ ‫تتعدد بتعدد مواطني دولتنا‪..‬فعند كل فرد منا‬ ‫حكاية ينفرد بها‪ ،‬ويزعم أن غيرها لغوٌ ال صحة‬ ‫فيه‪ .‬وقد جمعتُ ما استطعتُ من هذه الحكايات‪،‬‬ ‫وصنفتها‪ ،‬وأدمنت النظر فيها‪ ،‬وسألت أهل التاريخ‬ ‫والعلم والحكمة‪ ،‬وأهل السياسة والحرب‪ ،‬وأهل الفقه‬ ‫والفتوى‪ ،‬وأهل صناعة الكالم‪ .‬فأجابتني كل طائفة‬ ‫بجواب‪.‬‬

‫ـ‪2‬ـ‬

‫فأما أهل الحرب فذكروا لي أن الحق الذي ال مراء‬ ‫فيه هو ما وقع في حدودنا الشمالية‪ ،‬وكانت تحميها‬ ‫الفرقة السابعة المدرعة‪ .‬وفي الحقيقة ال يوجد في‬ ‫جيشنا إال هذه الفرقة‪ ،‬وأيضا فهي ليست مدرعة‪.‬‬ ‫ولكننا أطلقنا عليها هذا اإلسم بإشارة من الحاكم‬ ‫شيركويه السابع‪ ،‬تبركا برقم سبعة أوال‪ ،‬وتخليدا‬ ‫للحاكم ثانيا‪ ،‬وتهويال على األعداء ثالثا‪.‬‬ ‫ففي صباح يوم من األيام حضر قائد الفرقة‬ ‫متأخرا‪ ،‬وتوجه نحو مكتبه‪ ،‬وكان من عادته أنه يحمل‬ ‫مفتاح المكتب معه ال يفارقه‪ ،‬فقد كان عسكريا حازما‬ ‫يقدر المسؤولية الملقاة على عاتقه‪ ،‬فال يثق بأحد‬ ‫من الناس‪ ،‬خاصة أن خزانة مكتبه كانت تضم من‬ ‫األسرار العسكرية البالغة الخطورة ما ال يعرفه إال اهلل‬ ‫تعالى ثم قائد الفرقة‪ .‬فلما وصل ذلك الصباحَ وجد‬ ‫باب مكتبه مفتوحا‪ ،‬ووجد الخزانة فارغة‪ .‬فاستدعى‬ ‫مساعده‪ ،‬وكان جنوبيا‪ ،‬بينما كان القائد شماليا‪،‬‬ ‫وسأله عن باب المكتب‪ :‬كيف ُفتِح؟!‪ .‬فأجابه المساعد‬ ‫بأنه‪ :‬كان في األصل مفتوحا بسبب أن القائد نسي‬ ‫إغالقه في الليلة السابقة‪ ،‬وذلك أن زوجته كانت قد‬ ‫اتصلت به تستعجله بعد أن انتظرت حضوره طويال‬ ‫ليستقبل ضيوف عيد ميالد ابنتها الكبرى‪ ،‬فخرج‬ ‫القائد مسرعا‪ ،‬بعد أن خانه حسه األمني‪ ،‬ولم يغلق‬ ‫الباب كما هو منصوص عليه في التعاليم العسكرية‬ ‫الخاصة بدولة نفطستان‪ .‬واعتبـــر القائــد هذا‬ ‫االستطراد في الجواب مسا بشرفه العسكري‪ ،‬وطعنا‬ ‫في الصالحيات التي تخولها له رتبته العسكرية‬ ‫الرفيعة‪ ،‬وأنه كان يكفي في الجواب أن يقول‬ ‫المساعد‪ :‬إن الباب لم يكن مغلقا في األصل‪ .‬ثم سأل‬ ‫عن الوثائق التي كانت في الخزانة‪ .‬فأجابه المساعد‪:‬‬ ‫إنه وجد الخزانة فارغة إال من بعض الصور الخاصة‪،‬‬ ‫ومن بعض قنينات الخمر‪ ،‬وجهاز ال سلكي متطور‪.‬‬ ‫وكان هذا الجواب كافيا لكي يصرخ القائد آمرا بعض‬ ‫ضباط الفرقة بالقبض على هذا المتمرد الكذاب إلى‬ ‫حين تقديمه للمحاكمة العسكرية التي كان يزمع‬ ‫أن يترأس جلساتها بنفسه حرصا على ما سماه‪:‬‬ ‫السير العادي للمحاكمة‪ .‬واعتبر الضباط الجنوبيون‬ ‫ُ‬ ‫سكان الجنوب‬ ‫وجنودُهم أن المقصودَ بهذا األمر‬ ‫وقبائ ُله بدون استثناء‪ ،‬وتذكروا أن هذا األمر قد تكرر‬ ‫للمرة العاشرة‪ ،‬وأنهم كانوا يتلقونه كل مرة‪ ،‬حرصا‬ ‫على الوحدة الوطنية‪ ،‬بمزيد من التغاضي والتسامح‪.‬‬ ‫غير أن صبرهم قد نفد هذه المرة‪ ،‬والوحدة الوطنية‬

‫فلما انتهينا من اإلنشاد حصل لنا من الفهم عن‬ ‫الشيخ ما ذهب معه أثر كالم ذلك الشاب‪ ،‬وقذف اهلل‬ ‫في قلوبنا من األنوار المتدفقة من قلب الشيخ ما‬ ‫ظهر لنا به معنى قول القائل‪:‬‬ ‫عـائـب قـوال صـحـيـحــــا‬ ‫وكـم مـن‬ ‫ٍ‬ ‫الـسّقـيــم‬ ‫وآفـتـه مـن الـفـهــم‬ ‫ِ‬

‫ال تتم بحرص طرف عليها دون طرف‪ ،‬فتنادوا إلى‬ ‫السالح وأسرعوا إليه‪ .‬وأطلقت أول قذيفة في هذه‬ ‫الحرب‪ .‬أطلقها ضابط مساعد من الجنوب يقال له‪:‬‬ ‫فتح الباب‪.‬‬

‫ـ‪3‬ـ‬

‫وأما أهل الفقه والفتوى فذكروا لي غير هذا‪.‬‬ ‫قالوا‪ :‬إن العساكر يقومون بالحرب‪ ،‬ولكنه ال يوثق‬ ‫بتفسيرهم لها‪ .‬فإن السبب الحقيقي الذي أدى‬ ‫ٌ‬ ‫متداوَل ال يشك فيه إال من‬ ‫إلى االنفصال معروفٌ‬ ‫كانت على قلبه غشاوة‪ ،‬وعلى عقله حجاب يمنعه‬ ‫من معرفة الحقائق الواضحة‪ .‬وهل يشك أحد في‬ ‫الشمس إذا كانت في كبد السماء؟ أو في القمر البدر‬ ‫إذا أنار الظلماء؟ وهل تقوم الحرب لهذا السبب التافه‬ ‫الذي ذكره العساكر؟ فإنه لو كان لمثل هذا السبب‬ ‫تقوم الحروب‪ ،‬لما خال مكان من حرب‪ ،‬ولكثر الطعن‬ ‫والضرب‪ .‬وكيف ونحن إلى ذلك كنا آلالف السنين‬ ‫على كلمة سواء‪ ،‬إخوانا في السراء والضراء؟!‬ ‫اعذروني‪ ،‬إذا كنت أنقل أقوالهم بألفاظهم‪ ،‬فقد‬ ‫خشيت أن ال أحسن النقل عنهم إذا كتبت حكمهم‬ ‫َّ‬ ‫المتكلفة‪.‬‬ ‫البعيدة الغور بألفاظي القاصرة‬ ‫ُ‬ ‫حقيقة ما وقع كان في الجنوب ال في‬ ‫قالوا‪:‬‬ ‫الشمال‪ .‬فقد كان للجنوبيين مقام مقدس لولي‬ ‫صالح‪ ،‬يزورونه مرة في السنة‪ ،‬ويتبركون به‪،‬‬ ‫ويقدمون له األموال والهدايا‪ .‬وكانت هذه األموال‬ ‫والهدايا تجمع في صندوق يقوم عليه طائفة من‬ ‫أحفاد هذا الولي المبارك‪ ،‬ثم تصرف هذه األموال‬ ‫خَتْن الصبيان‪ ،‬وتزويج‬ ‫في وجوه البر العديدة من‬ ‫ِ‬ ‫العوانس‪ ،‬وإقامة المواسم‪ ،‬وتأليف القلوب‪ ،‬والصلح‬ ‫بين الناس‪ .‬فلما كان ذلك الموعد من السنة الذي‬ ‫يجتمع فيه الناس للزيارة قدم وفد الشماليين‪،‬‬ ‫فاستقبل بغاية الحفاوة‪ ،‬وأكرم غاية اإلكرام‪ ،‬وقدمت‬ ‫الذبائح‪ ،‬وطعم الناس؛ ثم تهيأ الجمع‪ ،‬على العادة‬ ‫المشهورة‪ ،‬للذكر‪ ،‬وانتظروا إشارة الشيخ للشروع في‬ ‫ذلك‪ .‬فتشوفت العيون لإلشارة‪ ،‬وانتظرت اإلذن من‬ ‫صاحب اإلذن‪ .‬فلما أشار الشيخ بيديه الكريمتين إلى‬ ‫الجمع الغائب عن الخلق بشهود الحق‪ ،‬وإلى القوم‬ ‫الذين ظاهرهم الصحو‪ ،‬وباطنهم الغيبة‪ ،‬انطلقت‬ ‫األصوات بالذكر‪ ،‬وعم المجلسَ األنسُ‪ ،‬وحفت‬ ‫بالقوم المالئكة‪َ ،‬‬ ‫وذ َكرَ بذكرهم ُّ‬ ‫كل شيء‪ .‬ثم ارتقوا‬ ‫فإذا هم سكارى من كثرة شرب أقداح حسن التجلي‪.‬‬ ‫وهذا مقام أعلى من األول‪ .‬ثم عادت إليهم أنفسهم‬ ‫بعد غيبة العقل واإلحساس فعادوا إلى مقام الصحو‬ ‫والحضور‪ .‬ونظروا إلى الشيخ فإذا هو غريق األنوار‪،‬‬ ‫مطموس اآلثار‪ .‬قد غلب سكره على صحوه‪ ،‬وجمعه‬ ‫على فرقه‪ ،‬وفناؤه على بقائه‪ ،‬وغيبته على حضوره‪.‬‬ ‫فأنشد منشدهم حينذاك‪:‬‬ ‫فيفنى ثم يفنى ثم يفنى‬ ‫فكان فناؤه عينَ البقا ِء‬ ‫وما زال يرددها حتى عاد الشيخ إلى مقام الحضور‪،‬‬ ‫وأشار بيده أن صلوا على الحضرة المحمدية‪ .‬فأكثرنا‬ ‫من الصالة والتسليم على النور األول الساري في‬ ‫العوالم العلوية والسفلية‪ ،‬واستمددنا من فيوض‬ ‫علومه ومعارفه وأسراره وأنواره وتجلياته وحقائقه ما‬ ‫ال يدرك كنهه إال اهلل تعالى‪ .‬ثم كان الصمت بعد‬ ‫الذكر‪ .‬وتطلعنا إلى الشيخ ننتظر ما يقول‪ ،‬حيث كنا‬ ‫ال نتكلم إال بإذنه‪ ،‬تأدبا معه‪.‬‬ ‫قال الشيخ‪ :‬خالف هواك وإعجابك بنفسك‪.‬‬ ‫قال أكثرنا دالة على الشيخ‪ :‬وكيف يكون ذلك‬ ‫يا سيدي؟!‬ ‫قال الشيخ‪ :‬من أعجبه الحديث فليسكت‪ ،‬ومن‬ ‫أعجبه السكوت فليحدث‪.‬‬ ‫كبر أحد المريدين إعجابا‪ .‬فقال شاب طرير من‬ ‫أهل الشمال‪ ،‬يبدو عليه العُجب وادعاء العلم‪:‬ــ رحم‬ ‫اهلل تعالى عبيد اهلل بن أبي جعفر‪ ،‬فقيهَ أهل مصر‬ ‫في وقته‪ ،‬فهذا من كالمه نقله عنه الشيخ‪.‬‬

‫كان كالم الشاب محرجا للشيخ‪ ،‬فعم الصمتُ‬ ‫المجلسَ‪ ،‬إلى أن استدرك األمرَ أحدُ النبهاء فقال‪:‬‬ ‫ــ يا سيدي الشيخ‪ .‬هذا شاب من إخواننا‬ ‫الشماليين يحب أهل العلم واإلرادة‪ ،‬ويرجو منك‬ ‫توجيها أو دعاء أو حكمة ينتفع بها‪ ،‬وتصلح له‪ ،‬وتليق‬ ‫به‪.‬‬ ‫قال الشيخ‪ ،‬وقد ظهرت له الفرصة واضحة لكي‬ ‫يعيد الشاب إلى صوابه‪:‬‬ ‫ــ مما قرأناه في كتاب‪“ :‬الوصايا” للحارث‬ ‫المحاسبي أن العبادة عشرة أجزاء‪ ،‬واحد منها في‬ ‫الصمت‪ ،‬وتسعة في مجانبة الناس‪ .‬جانب الناس يا‬ ‫بني واحفظ عليك لسانك‪ ،‬يرفع اهلل قدرك‪ ،‬ويعلمك‬ ‫األدب‪ ،‬ويهدك سبيل الرشاد‪.‬‬ ‫عاد بعض المريدين إلى التكبير‪ ،‬فأغاظ هذا‬ ‫ذلك الشابَّ وأراد أن يتكلم‪ ،‬فلم يترك له الشيخ‬ ‫الفرصة‪ ،‬ونظر إلى أهل المجلس وقال‪ ،‬كأنه يقصد‬ ‫الجميع بقوله ال الشاب خاصة‪:‬‬ ‫ــ الصمت عبادة من غير عناء‪ ،‬وحلية للعالم‪،‬‬ ‫وستر للجاهل المدعي‪ .‬قال تعالى‪{:‬ما يَلفظ من‬ ‫قول إال لديه رقيب عتيد}‪.‬وقال أبو العتاهية‪:‬‬ ‫إن كان يعجبك السكوت فإنه ‬ ‫قد كان يعجب قبلك األخيارا‬ ‫ولئن ندمتَ على سكوتكَ مرة‬ ‫فلقد ندمتَ على الكالم مرارا‬ ‫وقال لقمان البنه‪ :‬أي بني‪ ،‬إني قد ندمت على‬ ‫الكالم‪ ،‬ولم أندم على السكوت‪.‬‬ ‫لم يستطع الشيخ إتمام بقية حديثه‪ ،‬ألن ذلك‬ ‫الشاب األرعن وقف فجأة وقال‪ ،‬وقد تملكه الغضب‬ ‫الشديد‪:‬‬ ‫ــ هذه ثقافة االستبداد‪ ،‬ولغة القمع‪ ،‬وأسلوب‬ ‫من أساليب التسلط على الرقاب‪ ،‬ومحاربة الحرية‪،‬‬ ‫وتكريس التخلف والرجعية‪ ،‬وتخدير العقول‪.‬‬ ‫قال رئيس الوفد الشمالي بسرعة‪:‬‬ ‫ــ أيها السادة‪ ،‬هذا الشاب علماني متهور‪ ،‬عاد‬ ‫قبل شهر من أوربا‪ ،‬فهو يتابع دراسته هناك‪ .‬وقد‬ ‫صحبناه معنا نرجو له الصالح‪ .‬أما بعد سوء أدبه مع‬ ‫الشيخ فإنا نتبرأ منه‪ ،‬وال نقره على فعله‪.‬‬ ‫لم يلتفت المريدون إلى ما قاله رئيس الوفد‬ ‫الشمالي‪ ،‬وهموا بالشاب يريدون ضربه‪ ،‬فنهاهم‬ ‫الشيخ عن ذلك بحكمة بالغة‪ ،‬واكتفى بأن دعاه‬ ‫للخروج من المجلس‪..‬‬ ‫خرج الشاب متثاقال‪ ،‬وبحث عن حذائه فلم يجده‬ ‫إال بعد مدة‪ .‬هذا والمجلس كله ينظر إليه ينتظر‬ ‫خروجه‪ .‬فلما اقترب من الباب نظر طويال خلفه‬ ‫كأنه يريد أن يقول شيئا هو متردد بين قوله وبين‬ ‫السكوت عنه‪ ،‬ثم قال‪:‬‬ ‫ــ الصمت‪..‬نعم‪ ،‬الصمت‪..‬دعكم في صمتكم‬ ‫األبدي‪..‬‬ ‫لم يلتفت الشيخ إلى كالم الشاب‪ ،‬وبادر المنشدَ‬ ‫بقوله أنشدنا‪:‬‬ ‫سلم األمرَ إن خفِي عنك واصمت‬ ‫تجد الصمت للنفوس زمامـــــا‬ ‫ِ‬ ‫كـل مـن لـم يـر الـهـالل عِيَانــــا‬ ‫َّ‬ ‫سَلمَ األمر للـبـصـيـر اعتصاما‬ ‫فأنشد المنشد وأحسن ما شاء‪ .‬فلما أتم إنشاده‬ ‫أشار علينا الشيخ بأن ننشد جميعا من شعر أبي‬ ‫مدين‪:‬‬ ‫الـف َ‬ ‫صـحـبة ُ‬ ‫ُ‬ ‫ما َّ‬ ‫ـقـرَا‬ ‫الـعيش إال‬ ‫لـذ ُة‬ ‫ِ‬ ‫هم السـالطـيـن والسـادات واألمـرا‬ ‫فـاصحـبـهم وتأدب فـي مـجالـسهم‬ ‫ِّ‬ ‫وخَـل حـظـكَ مـهـما َّ‬ ‫خـل ُ‬ ‫ـفـوك وَرَا‬

‫ثم انتهـــى المجلـــس على هذه الحال من‬ ‫المكاشفة الذوقية‪ ،‬واألمارة الحدسية‪ .‬وصحبنا‬ ‫ضيوفنا إلى دار الضيافة‪ ،‬فباتوا فيها مكرمين‬ ‫منعمين‪ ،‬وودعونا صباحا‪ ،‬بعد أن أفطرنا جميعا‪ ،‬وهم‬ ‫على غاية الرضى والسرور‪ ،‬ببركة ذلك المجلس‪،‬‬ ‫وفضل الشيخ الموفور‪ ،‬وعلمه الذي هو نور على نور‪،‬‬ ‫رضي اهلل عنه وأرضاه‪.‬‬ ‫فلما كان بعد أسبوع نشرت صحيفة “صوت‬ ‫الحق” الشمالية مقاال لبعض العلماء قال فيه‪“ :‬نظم‬ ‫في األسبوع الماضي في جنوبي نفطستان موسم‬ ‫لتقديس األشخاص‪ ،‬وعبادة األضرحة‪ ،‬حضره وفد‬ ‫من الشمال‪ .‬وقد كان سبق لنا في هذه الجريدة أن‬ ‫بينا أن هذه األمورَ فيها مخالف ٌة واضح ٌة للشريعة‬ ‫المطهرة‪ ،‬وأنها بدعة من وسائل الشرك‪ .‬ولهذا‬ ‫قال النبي صلى اهلل عليه وسلم‪“ :‬لعن اهلل اليهود‬ ‫والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد”‪ .‬ونهى صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم “أن يجصص القبر‪ ،‬وأن يقعد عليه‪،‬‬ ‫وأن يبنى عليه”‪ ،‬كما في حديث جابر‪ ،‬رضي اهلل عنه‪،‬‬ ‫الوارد في صحيح مسلم‪ .‬وقد تعود طائفة من أهل‬ ‫بلدنا أن يزوروا هذا القبر في الجنوب‪ ،‬طالبين منه‬ ‫الحفظ والمدد والغوث زاعمين أن صاحبه يتصرف‬ ‫في الكون‪ .‬وهذا كله من الشرك األكبر‪ .‬فيجب على‬ ‫حكومة دولتنا أن تتصدى لهذا المنكر العظيم‪ ،‬وأن‬ ‫تعلم أن الزيارة الشرعية ال تكون بالصالة عند قبر‪ ،‬أو‬ ‫القراءة عنده‪ ،‬أو الطواف به‪ ،‬أو سؤاله قضاء الحاجات‬ ‫وما إلى ذلك‪ ،‬وإنما تكون بالدعاء لصاحبه‪ ،‬والتسليم‬ ‫عليه ال غير‪ .‬وقد علمنا النبي صلى اهلل عليه وسلم أن‬ ‫نقول‪“ :‬السالم عليكم دار قوم مؤمنين‪ ،‬وإنا إن شاء‬ ‫اهلل بكم الحقون‪ ،‬نسأل اهلل لنا ولكم العافية‪ ،‬يرحم‬ ‫اهلل منا المستقدمين والمستأخرين”‪.‬‬ ‫وقد أضيف إلى هذا المنكر الكبير استعباد الناس‬ ‫وتسخيرهم‪ .‬فإن لهذا الضريح سادنا يسمونه شيخا‬ ‫ينشر في أتباعه ومريديه كل ما ينهى عنه الشرع‬ ‫ويحرمه‪ .‬وقد قام في مجلسه بعض الغيورين على‬ ‫الدين بتبيين موقف الشرع الحكيم من هذه المناكر‬ ‫البغيضة‪ ،‬واستدل على ما يقوله بصريح اآليات‪،‬‬ ‫وصحيح اآلثار‪ ،‬فقام الشيخ بطرده من المجلس‬ ‫على أقبح صورة‪ .‬وكاد أتباعه يفتكون بهذا الشاب‬ ‫المؤمن الغيور‪ ،‬لوال تدخل بعض إخواننا الشماليين‪.‬‬ ‫وقد أهمل الوفد الشمالي بعد هذه الواقعة‪ ،‬وعاد‬ ‫شبه مطرود من هذا الموسم الذي أعد للشرك‬ ‫واإلفك ومخالفة الشريعة وتضليل العوام‪ .‬وال حول‬ ‫وال قوة إال باهلل العلي العظيم”‪.‬‬ ‫قالوا‪ :‬ولقد انتشر هذا المقال الذي ذكرنا جزءا‬ ‫منه وسكتنا عن باقيه‪ ،‬لما فيه من السب والشتم‬ ‫والتعريض مما نترفع عن ذكره لكم‪ ،‬إلى أن وقع‬ ‫في يد بعض جنود الفرقة السابعة المدرعة‪ ،‬وكان‬ ‫أغلبهم من مريدي الشيخ‪ ،‬فتعصبوا له‪ ،‬وسبوا‬ ‫إخوانهم الشماليين‪ .‬وشهد بعض من حضر‬ ‫المجلس أن القصة لم تكن على هذا الوجه‪ .‬وتعصب‬ ‫الشماليون لعالمهم‪ ،‬وزعموا أنه ال يُنظر في هذا‬ ‫األمر إلى التفاصيل‪ ،‬وإنما ينظر إليه في جوهره‪،‬‬ ‫حيث وجب تنقية الدين من الخرافات والبدع‪ ،‬ومن‬ ‫الشيخ أيضا‪.‬‬ ‫وألن الوسيلة المفضلة عند العسكر في الشرح‬ ‫والبيان هي السالح‪ ،‬فقد أطلق أحد مريدي الشيخ أول‬ ‫قذيفة في هذه الحرب‪ ،‬وهو ضابط مساعد يقال له‪:‬‬ ‫فتح الباب‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫‪ 1‬ـ جرت حرب «تشاكو» بين بوليفيا والباراغواي‬ ‫من أجل السيطرة على الجزء الشمالي من منطقة «غران‬ ‫تشاكو» سعيا للحصول على النفط الذي فيها‪..‬والواقع أنه‬ ‫لم يكن فيها نفط!!‬


‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬مار�س ‪2016‬‬

‫العدد ‪827‬‬

‫أخرجونا من هذا اليمّ‪! ‬‬

‫حروب اختلط فيها “الحابل بالنابل”‬

‫“اإلذاعات والتلفزات المستقلة”‬ ‫ترفض التعامل مع مشروع قانون‬ ‫الصحافة الجديد‬

‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪...‬ثمة حاالت نشاز لقضية الربيع العربي‪،‬‬ ‫وعلى غرار ثورة الياسمين‪ ،‬كتب أطفال درعة‬ ‫إشارات سياسية مطالبة بإسقاط النظام‪ ،‬علقوها‬ ‫على الجدران‪ .‬لجأت أجهزة األمن العسكري إلى‬ ‫تعذيبهم‪َّ .‬‬ ‫فنكل بهم وعذبوا واقتلعت أظفارهم‪.‬‬ ‫فكانت آثار التعذيب على أجسامهم‪ .‬وقد أوذي‬ ‫العالم العربي “ بأنظمة عثت في األرض فسادا “‬ ‫؟ كان هذا النظام يريد قمع الثورة قبل أن تبدأ‪.‬‬ ‫خرج ذويهم لالحتجاج سلميا وتبعتهم‬ ‫درعة التي خرجت هي أيضا عن صمتها‪ ،‬فتبعها‬ ‫الشعب العربي السوري الباحث عن الحرية‬ ‫والكرامة أسوة بالثورة التونسية‪ .‬نتيجة ظلم‬ ‫النظام من إفقار الطبقة الفقيرة التي عانت‬ ‫من العجز والقهر والمعتقالت من أجل امتيازات‬ ‫رجال األعمال “اللوبي “ الباحثين عن الهروب‬ ‫من الضرائب على حساب الطبقات الكادحة‬ ‫بمعية الحكام‪ .‬انطلقت المظاهرات‪َّ ،‬‬ ‫ألن الشعب‬ ‫كان يريد منظومة اإلصالح‪ .‬فال يمكن تجريم‬ ‫األطفال‪ ،‬حينها وواجهوا‪ ،‬وبأوامر صادرة من‬ ‫أعلى الجهات بـ “القتل“‪ .‬وفتح “الجيش“ النار‬ ‫عليهم بالدبابات والمدرعات‪ ،‬فكانت القشة التي‬ ‫قسمت ظهر البعير ‪.‬‬ ‫اضطر الشعب لحمل السالح للدفاع عن‬ ‫نفسه‪ .‬فكانت الشرارة األولى التي ذهب ضحيتها‬ ‫الطفالن “ حسام “ و“ حسام “ قتال بالرصاص‬ ‫الحي‪ .‬فانتفض قسم ضدَّ النظام واحتمى قسم‬ ‫بالنظام‪ ،‬تحولت إذاك من ثورة سلمية إلى حرب‬ ‫إبادة بدعوى مكافحة اإلرهاب! ثم انشقّ بعض‬ ‫الضباط عن الجيش غداة تأسيس معارضة‬ ‫من االئتالف الوطني‪ .‬تدخلت إيران مع حزب‬ ‫اهلل لصالح النظام الذي يزعم حجة “ اإلرهاب“‬ ‫كذريعة يستخدمها لقمع شعبه‪ .‬كانت بعض‬ ‫الظروف الدولية مواتية للنظام‪ ،‬ليس على‬ ‫سبيل التحليل أو االستنتاج‪ ،‬من أجل أن يستخدم‬ ‫كذبة اإلرهاب شماعة للمجتمع الدولي‪ .‬فالدولة‬ ‫السورية شيء والنظام شيء آخر‪ .‬ليس هنا‬ ‫إمكانية للحديث عن الشرعية في سوريا “لنظام‬ ‫قمعي”‪ .‬وهو يبحث عن الحجج إلبقاء مصالح‬ ‫الطغمة النظامية للحفاظ على “أجهزة الدولة‬ ‫األمنية“ في سوريا لكي يبرر القتل‪ .‬ارتكب جرائم‬ ‫ضد اإلنسانية باستخدام السالح الكيماوي‬ ‫والبراميل المتفجرة‪ .‬ال غرو في ذلك ْ‬ ‫إن كانت‬ ‫طبيعة العقد الذي يقوم عليه النظام السوري‬ ‫الطائفي‪ ،‬لألكثرية يجب ْ‬ ‫أن تكون لها التمثيلية‬ ‫األكثرية‪ .‬إذ للنظام مواطنون من الدرجة األولى‬ ‫والدرجة الثانية ! هي دولة قائمة على عقد‬ ‫اجتماعي طائفي‪ .‬هذا العقد هو الذي تدور‬ ‫حوله الحروب بانتهاكات لمبادئ حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫فكل الدول التي كانت تقوم على أجهزة القمع‬ ‫تنعدم فيها الحرية والكرامة واالستقالل‪ .‬فحين‬ ‫طالت روسيا (نوع من االستعمار) بطائراتها‬ ‫المعارضة المعتدلة والمستشفيات‪ ،‬أصبحت‬ ‫صاحبة الكلمة العليا في سوريا‪ ،‬جزاء ( لروسيا‬ ‫) لها بإبادة شعبها‪ .‬هل لروسيا ْ‬ ‫أن تبني سوريا‬ ‫ديمقراطيا ؟ هي ديمقراطية على أساس ( صفقة‬ ‫) ْ‬ ‫أن تستدعي دولة أجنبية لقتل شعبها للحفاظ‬ ‫على عدم إزالة “ الدولة “ أم النظام ؟ الالعب‬ ‫األبرز الذي ال يمكن لروسيا إال أن تكون عرّابا‬ ‫؟ إذا ذهب األسد من يضمن ْ‬ ‫أن يحمل الناس‬ ‫السالح ؟ فبقاء األسد موقف روسي وال يشكل‬

‫‪9‬‬

‫مشكلة لها ؟ فجيشه وهو يقتل “شعبه”‪ ،‬هل هو‬ ‫وطني شرعي ؟ أم هو مليشيات ؟ دمّر مصحات‬ ‫ومدارس ومساجد وكنائس وآالف السنين من‬ ‫الحضارة اإلنسانية‪ .‬فأما القتلى فحدث وال حرج‪.‬‬ ‫ثمَّ المناطق المحاصرة ( من ‪8،1‬مليون شخص‬ ‫و‪5،4‬مليون يعيشون في مناطق يصعب أن‬ ‫تصل إليها المعونات‪ُّ ،‬‬ ‫وكل ذلك من أجل شخص‬ ‫واحد ( وهو ربهم األعلى ) ؟ ومازال الشعب يؤمن‬ ‫بالثورة حتى ينتهي إليها ‪....‬‬ ‫هي جرائم لعقاب جماعي “ماركة مسجلة“‬ ‫إسرائيلية أق��دم عليها النظام السوري في‬ ‫درع��ة وحلب وعلى ط��ول وع��رض خريطة‬ ‫الشام‪ ،‬تسببت في أبشع جرائم القرن الواحد‬ ‫والعشرين‪ ،‬إذ بجثث األطفال والصبيان تطفو‬ ‫على سطح البحر “ األسود “ المتوسط‪ .‬لجوء‬ ‫المهاجرين من جرائم النظام إلى البالد االروبية‬ ‫عبر البحار‪ .‬مما زاد الطين بلة َّ‬ ‫أن عدد من الدول‬ ‫األروبية لها موقف متشدد وعدائي من الالجئين‬ ‫من بينهم النمسا التي ترغب في إقصاء اليونان‬ ‫من معاهدة “ شينكين “ إن هي لم تغلــق‬ ‫أبواب بحارها في وجه السوريين والعرب‪ ،‬وهم‬ ‫يشكلون خطرا على أروب��ا ! فكل من ارتكب‬ ‫جرائم في حق السوريين والعرب‪ ،‬يجب أن‬

‫يحاسب ويحاكم ْ‬ ‫إن عاجال أم آجال‪ .‬وقد أسلموا‬ ‫أمرهم هلل‪ .‬فيومئذ ال ينفع للذاكرة سباتا شتويا‬ ‫من استحضار أحداث سوداء للطغمة العسكرية‬ ‫النقالبها سنة ‪1966‬م برئاسة المدعو “بوكاسا“‬ ‫على دولة إفريقيا الوسطى بتنصيب نفسه‬ ‫إمبراطورا على شعبها في مسلسل تراجيدي من‬ ‫مسرحية‪ ،‬سخرية القدر‪ .‬أسوة بهؤالء الطغاة‬ ‫المارقين أجهز سنة ‪1973‬م بانقالب عسكري‬ ‫الجينرال “أكوستو بينوشي“ على صناديق‬ ‫اإلقتراع وشرعية الرئيس المنتخب الدكتور‬ ‫“أييندي“‪ ،‬حيث تعرض لجريمة قتل في عقر‬ ‫رئاسة الجمهورية بقصر “ ال مونيضا “‪ .‬أعقبه‬ ‫انقالب عسكري سنة ‪1976‬م أطاح الجينرال‬ ‫“ فيديال “بالرئيس الشرعي “ بيرون “‪ ،‬وعلق‬ ‫الدستور وحل البرلمان‪ ،‬ثمّ أعدم الديمقراطيين‬ ‫والوطنيين من المعارضة‪ .‬فكانت عاقبة‬ ‫المنذرين أحكام باإلعدام أو المؤبد بعد حين‪.‬‬ ‫فالثائر الحق هو الذي يهدم الفساد ويرد الظلم‬ ‫ألصحابه‪ .‬ندافع عن أغالطنا ونعلم أننا لسنا‬ ‫على حق‪ .‬قال رسول اهلل –صلعم‪ : -‬لوال عباد‬ ‫ل�ص َّب‬ ‫الله ُّركع و�صبية ُر�ضع وبهائم ُرتع ُ‬ ‫عليكم �ص ّبا ث َّم ل َ‬ ‫َ�صنَّ َر ّ�صا ‪.‬‬ ‫رت ُ‬

‫دور ضمانات المحاكمة العادلة في تكريس‬ ‫العدالة الجنائية من خالل مرحلتي البحث‬ ‫التمهيدي والتحقيق القضائي‬

‫عممت الوكالة المغربية لألنباء خبرا مفاده‬ ‫أن جمعية “اإلذاع���ات والتلفزات المستقلة”‬ ‫طالبت‪ ،‬في رسالة وجهتها إلى وزير االتصال‪،‬‬ ‫ب��إخ��راج وسائل اإلع�لام السمعية البصرية‬ ‫ومختلف المتدخلين فيها من مجال تطبيق‬ ‫مشروع قانون الصحافة‪.‬‬ ‫وأوضحت الجمعية‪ ،‬أنها توصي “بإخراج‬ ‫وسائل اإلع�لام السمعية البصرية ومختلف‬ ‫المتدخلين فيها بشكل صريح‪ ،‬من مجال تطبيق‬ ‫مشروع قانون الصحافة‪ ،‬بما أنه لم يتم التفكير‬ ‫بشكل توافقي بشأنه مع اإلطار الفعال المحدد‬ ‫من طرف القانون رقم ‪ 77.03‬الذي يقنن سلفا‬ ‫هذا المجال على نحو أكثر مالءمة وتخصصا”‪.‬‬ ‫وفي االتجاه ذاته‪ ،‬اقترحت الجمعية على‬ ‫الحكومة وخصوصا المشرع “إخ��راج مسلسل‬ ‫مراجعة قانون الصحافة من هذه الدوامة‬ ‫الظرفية التي يتعثر فيها اليوم‪ ،‬إلعطائه فرصة‬ ‫للتفكير على مستوى العرض واالستشراف”‪.‬‬ ‫ومع تنويه الجمعية بالموقف الحالي للحكومة‬ ‫الذي يأخذ بعين االعتبار دعوة مهنيي القطاع‬ ‫إلى ضرورة حذف غالبية المقتضيات الجنائية‬ ‫السالبة للحرية واعتبرته “مكتسبا كبيرا”‪ ،‬فإنها‬ ‫أكدت “اعتراضها القوي” على أن يتم تحقيق هذا‬ ‫اإلنجاز الوحيد “مقابل تقديم تضحيات مفرطة‬ ‫وغير ذات جدوى”‪.‬‬ ‫وسجلت الجمعية ما وصفته بـ”األثر السلبي‬ ‫الناتج عن الطبيعة الموجهة واإلقصائية من‬ ‫حين آلخر‪ ،‬لمسلسل االستشارات العمومية‬ ‫المتعلق بهذا المشروع”‪.‬‬ ‫وبخصوص مشروع القانون كنص رأت‬ ‫الجمعية أنه جاء نتيجة “التفكيك المتسرع‬

‫والشامل لروح ونص قانون الصحافة لسنة‬ ‫‪ ،1958‬والذي يعد بمثابة حلقة أساسية في‬ ‫منظومة القانون العام‪ ،‬والمتمفصل تاريخيا مع‬ ‫عدد من تخصصاته القانونية األخرى‪ ،‬مما من‬ ‫شأنه أن يؤدي غالبا‪ ،‬إلى التحريض على إعادة‬ ‫إحياء التوجه نحو االحتواء الميكانيكي المحض‬ ‫للسمعي البصري واألنترنيت”‪.‬‬ ‫كما أبدت الجمعية “قلقها الشديد إزاء‬ ‫كون أحد األه��داف الرئيسية لهذا المشروع‬ ‫الجديد‪ ،‬والتي تم إبرازها حين فترة إعداده‪ ،‬على‬ ‫أنها جاءت لتشجيع حرية التعبير بكل أشكاله‬ ‫في إطار احترام المراجع الدستورية‪ ،‬من شأنها‬ ‫أن تؤدي في نهاية المطاف‪ ،‬إلى خلق نوع من‬ ‫التداخل غير المتوقع وغير البناء بين عدة أنظمة‬ ‫قانونية عامة ومختصة”‪.‬‬ ‫واعتبرت الجمعية أن الفصل ‪ 8‬من مشروع‬ ‫قانون الصحافة “يفرض معايير رأسمالية على‬ ‫جميع المؤسسات الصحافية دون تمييز من‬ ‫حيث وسيلة البث (وبدون تعريف قبلي)‪ ،‬محدثا‬ ‫بذلك تداخالت متعارضة مع الفصل ‪ 20‬وما‬ ‫يليه من القانون رقم ‪ 77.03‬المتعلق باالتصال‬ ‫السمعي البصري‪ ،‬ال سيما في المجال الرقمي”‪.‬‬ ‫وحذرت الجمعية بالخصوص من االتجاه‬ ‫نحو تفضيل تحميل المسؤولية الجنائية‬ ‫لألشخاص الذاتيين ممن يتولون مهنة‬ ‫الصحافة في وسائل اإلعالم السمعية البصرية‬ ‫“على حساب منطق الحرية الذي يشجع أوال‬ ‫على تحميل الخروقات اإلداري���ة لألشخاص‬ ‫االعتباريين (أو المتعهدين) كما نص على ذلك‬ ‫المشرع بشجاعة‪ ،‬سنة ‪ 2005‬من خالل القانون‬ ‫رقم ‪.”77.03.‬‬

‫ْ�س مْ ُ‬ ‫ا�ض َي ًة َم ْر ِ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ال ْط َم ِئ َن ُّة ْارجِ عِي �إِ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫�ض ّ َي ًة‬ ‫} َيا �أَ ّ َيت َُها ال ّ َنف ُ‬ ‫َف ْاد ُخلِي يِف عِ َبادِ ي َو ْاد ُخلِي َج َّنتِي {‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫ببالغ الحزن واألسـى تلقينا نبـأ‬ ‫وفاة المشمول بعفو اهلل تعالىالفقيد‬ ‫احتضنت الكلية المتعددة التخصصات‬ ‫التابعة لجامعة عبد المالك السعدي بتطوان‬ ‫مؤخرا‪ ،‬ندوة علمية حول دور ضمانات المحاكمة‬ ‫العادلة من خالل مرحلتي البحث التمهيدي‬ ‫والتحقيقالقضائي‪.‬‬ ‫الندوة قام بتأطيرها كل من األمين العام‬ ‫للمجلس الوطني لحقوق اإلنسان األستاذ محمد‬ ‫الصبار‪ ،‬والوكيل العام للملك بمحكمة االستئناف‬ ‫بتطوان األستاذ عبد العزيز بن زيدة‪ ،‬وقاضي‬ ‫بمحكمة الرباط األستاذ عبد اهلل الكرحي‪،‬‬ ‫والمحامي بهيئة تطوان األستاذ جمال الدين‬ ‫الشعبي‪ /‬رئيس فرع جهة تطوان للمنظمة‬ ‫المغربية لحقوق اإلنسان‪ .‬وقد تطرق األساتذة‬ ‫في هذه الندوة إلىالعديد من المواضيع على‬ ‫شكل مداخالت‪ ،‬حول قانون المسطرة الجنائية‬ ‫الجديد‪ ،‬ودور المحاكمة العادلة في تكريس‬ ‫مبادئ حقوق اإلنسان‪ ،‬وصعوبات إثبات التعذيب‬ ‫بين القانون والعمل القضائي‪ ،‬والبروتوكول‬ ‫االختياري الملحق باالتفاقية المتعلقة بمناهضة‬

‫التعذيب خلفيته وأسباب إقراره وأثره في إبرامه‪.‬‬ ‫الندوة نظمت في إطار مواكبة كلية العلوم‬ ‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية بتطوان‪،‬‬ ‫والمعهد المتوسطي لحقوق اإلنسان ‪ ‬لمبادرة‬ ‫الحكومة في إصدار مسودات مشروعي قانون‬ ‫المسطرة الجنائية والقانون الجنائي‪ ،‬وذلك‬ ‫من أجل فتح باب الحوار وتدارس وجهات النظر‬ ‫حول إصالح القانون الجنائي وقانون المسطرة‬ ‫الجنائية‪ ،‬مع إبراز جوانب االختالالت منها غياب‬ ‫وضع قانوني متكامل للضحايا في منظومة‬ ‫السياسة الجنائية‪ ،‬وضعف آليات البحث الجنائي ‪.‬‬ ‫حضر ال��ن��دوة إل��ى جانب عميد الكلية‬ ‫المتعددة االختصاصات بتطوان‪ ،‬عدد من‬ ‫القضاة والمحامين‪ ،‬والهيئات الحقوقية ورئيس‬ ‫المختبر الوطني للتحليالت الجينية للدرك‬ ‫الملكي بالرباط‪ ،‬ورؤس��اء الشعب واألساتذة‬ ‫وطلبة الكلية‪ ،‬وممثلي بعض الجمعيات‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫عبد ال�سالم بخات‬

‫وذلك يوم ‪ 27‬فبراير ‪،2016‬‬ ‫عن عمــر يناهــز ‪ 87‬سنـة‪ ،‬وفـي‬ ‫محفــل جنائــزي مهيــب‪ ،‬حضـره‬ ‫األهــل واألقارب وأصدقاء الفقيــد‪،‬‬ ‫وووري جثمانـه الثــرى بعد صالة‬ ‫الظهر بمقبـرة سيـــدي الفرجاني‬ ‫بمدشر بنديبان‪.‬‬ ‫وبهـذه المناسبـــة األليمــــة‬ ‫نتقــدم بالتعازي الحارة إلى أرملــة‬ ‫الفقيد السيدة الزهرة الشنوالي‪ ،‬وأوالدهما محمد‪ ،‬ارحيمو وفاطة‪ ،‬وإلى‬ ‫عائلة بخات‪ ،‬الشنوالي‪ ،‬مرون‪ ،‬برهوم‪ ،‬بربر‪ ،‬وكافة أفراد أسرهم‪ ،‬سائلين‬ ‫اهلل تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته‪ ،‬وأن يسكنه فسيح جناته‪ ،‬وأن يلهم‬ ‫ذويه الصبر والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬


‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬مار�س ‪2016‬‬

‫العدد ‪827‬‬

‫تطوان ‪:‬‬

‫هذا إلى وزير النقل‬ ‫أسطول من السيارات يجوب طرق المملكة بأوراق‬ ‫رمادية مؤقتة منذ أزيد من عقد من الزمن!‬ ‫لماذا عجز كل الوزراء الذين تربعوا على‬ ‫عرش وزارة النقل منذ نهاية القرن الماضي‬ ‫وإلى اليوم عن معالجة ملف “ البطاقة الرمادية‬ ‫المؤقتة “‪ ،‬بل ظلوا يتقاذفونها من وزير إلى‬ ‫آخر غير عابئين بمعاناة مستعمليها‪ ،‬وبالمخاطر‬ ‫الناتجة عنها في حرب الطرق التي تعرفها بالدنا؟‬ ‫المعطيات المتعلقة بالموضوع كما سردها‬ ‫للجريدة أكثر من سائق‪ ،‬تفيد بأن أسطوال كبيرا‬ ‫من السيارات يجوب طرق المملكة ببطاقات‬ ‫رمادية مؤقتة االستعمال‪ -‬تتوفر الجريدة على‬ ‫نسخ منها ‪ ،-‬وأن هذا المؤقت أصبح دائما بعد‬ ‫أن تجاوز عقدا من الزمن من دون أن يعرف‬ ‫الملف طريقه نحو الحل ‪ .‬وأض��اف واحد من‬ ‫بعض المتضررين التقت بهم الجريدة بوزان‪،‬‬ ‫بأن مديرية سالمة السير على الطرقات التابعة‬ ‫ل��وزارة النقل التي يتوافدوا عليها لسنين‪،‬‬ ‫اختارت شعار التسويف في التعاطي مع هذا‬ ‫الملف الذي ال مسؤولية لهم فيه‪ ،‬مما ضاعف‬ ‫من معاناتهم ‪.‬‬ ‫من بين المعاناة التي يشتكي منها هؤالء‬ ‫المتضررون والمتضررات‪ ،‬اضطرارهم مرة كل‬ ‫شهرين االنتقال من حيث هم قاطنون‪ ،‬إلى‬ ‫مركز تسجيل السيارات بالمدينة التي سبق‬ ‫وسجلوا به سيارتهم ( مثال من وج��دة إلى‬ ‫وزان ) ‪ ‬وذلك قصد ختم البطاقة الرمادية ‪.‬‬

‫هذا باإلضافة إلى عملية السين والجيم التي‬ ‫يخضعون لها من طرف رج��ال ونساء األمن‬ ‫والدرك المكلفين بمراقبة طرق المملكة ضمانا‬ ‫لسالمة مستعمليها ‪ .‬لكن الخطير في قضية‬ ‫البطاقات الرمادية هذه‪ ،‬هو إمكانية كل حامل‬ ‫لها اإلفالت من االعتقال والمتابعة القانونية‬ ‫إن هو ارتكب حادثة سير والذ بالفرار‪ ،‬كما‬ ‫شدد على ذلك ملمون بتفاصيل هذه القضية‬ ‫متضررون التقت بهم الجريدة ‪.‬‬

‫إن وزير النقل في الحكومة الحالية‪ ،‬وقبل‬ ‫جمع حقائبه لمغادرة رأس ال��وزارة‪ ،‬مطالب‬ ‫بتسوية أسطول السيارات التي تجوب طرق‬ ‫المملكة ببطاقات رمادية مؤقتة‪ ،‬درءا للكوارث‬ ‫التي ترافقها على طول الطريق‪ ،‬وحماية لمالكي‬ ‫هذه السيارات من االبتزاز الذي يتعرض له‬ ‫البعض منهم بمراكز تسجيل السيارات وعلى‬ ‫الطرق ‪....‬‬

‫محمد حمضي‪ ‬‬

‫منتخبون يغتصبون سيارات الجماعات الترابية‬ ‫بإقليم وزان!‬ ‫نحن اآلن نعيش أجواء الحملة االنتخابية‬ ‫المنظمة على طول المجال الترابي إلقليم‬ ‫وزان بمناسبة استحقاق ‪ 4‬شتنبر ‪.... 2015‬‬ ‫البرامج الحزبية المكتوب منها والشفاهي وهو‬ ‫الكثير‪ ،‬ال صوت في مضمونها يعلو صوت‬ ‫االلتزام المطلق بمبادئ الحكامة الرشيدة كما‬ ‫يعرفها دستور يوليوز ‪ 2011‬في فصله ‪154‬‬ ‫الذي جاء في فقرته الثانية “ تخضع المرافق‬ ‫العمومية لمعايير الجودة والشفافية والمحاسبة‬ ‫والمسؤولية‪ ،‬وتخضع في تسييرها للمبادئ‬ ‫والقيم الديمقراطية ألتي أقرها الدستور “ ‪.....‬‬ ‫‪ ‬نحن اآلن نعيش أجواء ما بعد تشكيل‬ ‫مكاتب الجماعات ال��ت��راب��ي��ة‪ ،‬وم��ا صاحب‬ ‫هذا التشكيل من تحالفـــات بين مكونات‬ ‫الطيف الحزبـي ‪ ‬ال��ذي حسم الكثيــر منها‬ ‫(التحالفات) ‪ ‬بالمعايير المتعارف عليها مغربيا‪.....‬‬ ‫حليمة تنفض يدها من االلتزامات الواردة في‬ ‫دفتر التحمالت المتعاقد عليها مع الهيأة الناخبة‪،‬‬ ‫وتعود لعادتها القديمة ‪ .....‬العودة إلى السيبة‬ ‫في تدبير المال العام‪ ،‬باستباحة كل محظور‬ ‫دستوريا وقانونيا وأخالقيا ‪...‬‬ ‫‪ ‬أول بند من بنود كناش التحالفات‬ ‫الموقع عليه في جنح الظالم بين المكونات‬ ‫الحزبية لجل الجماعات الترابية باإلقليم‪ ،‬هو‬ ‫شرعنة خطف أسطول سيارات الكثير من‬ ‫هذه الجماعات‪ ،‬وافتضاض بكارة ‪ ‬االعتمادات‬ ‫المالية الواردة بميزانيتها ذات العالقة بهذا‬ ‫األسطول ‪....‬‬

‫‪ ‬دورة تكوينية للفاحصين‬ ‫التقنيين بالشمال‬

‫أمام تكاثر عدد الدراجات النارية ببالدنا‪،‬‬ ‫وفي غياب ضوابط قانونية تؤطرها‪ ،‬ارتأت‬ ‫جمعية منتدى السالمة الطرقية والمحافظة على‬ ‫البيئة‪ ،‬وبتنسيق مع وزارة النقل واللوجستيك‪،‬‬ ‫تنظيم دورة تكوينيــة بتطــوان لصالـــح‪ ‬‬ ‫الفاحصين التقنيين بالشمال‪ ،‬همت مراكز‪ ‬‬ ‫الفحصالتقني‪.‬‬ ‫‪ ‬وقد‪ ‬أطر‪ ‬الدورة التكوينية‪ ‬التي اتخذ‬ ‫لها موضوع “ سند الملكية الخاصة بالدراجات‬ ‫النارية” كل‪ ‬من عبد‪ ‬السالم البوقديدي أستاذ‬ ‫المعهد‪ ‬الوطني للتكوين‪ ‬في مهن‪ ‬النقل‬ ‫التابع لمركز‪ ‬التكوين‪ ‬المهني‪ ،‬الذي تطرق‬ ‫إلىالمذكرة المتعلقة بتسليم محضر المراقبة‪ ‬‬ ‫التقنية‪ ‬الضرورية لتسجيل أو‪ ‬لمنح‪ ‬الترقيم‬ ‫وتحرير سند‪ ‬الملكية‪ ،‬مشيرا إلى ارتفاع‪ ‬نسبة‬ ‫بيع‪ ‬الدراجات ‪ ‬خالل‪ ‬العشر سنوات‪ ‬األخيرة‪،‬‬ ‫حيث وصل‪ ‬عدد‪ ‬المبيعات حاليا إلى أكثر من‬ ‫أربعة‪ ‬ماليين دراجة نارية مستوردة‪ ‬بطرق‬ ‫مختلفة ومن دول‪ ‬عديدة‪ ،‬خاصة‪ ‬الصين‪ ‬‬ ‫لتستعمل‪ ‬في غياب‪ ‬أي‪ ‬إطار قانوني منظم‪ ،‬مما‪ ‬‬ ‫ساعد على تنامي ظاهرة البيع الغير مهيكل‪،‬‬ ‫واالستعمال العشوائي للمركبات وعدد‪ ‬الركاب‬

‫المسموح بحملهم‪ ،‬مما تسبب‪ ‬في عرقلة‬ ‫حركة السير‪ ،‬مع غياب أي آلية للمراقبة‪ ،‬مما‬ ‫ساعد في انتشار عملية السرقة واالعتداءات‬ ‫بواسطتها‪.‬‬ ‫‪ ‬ولم يخف ‪ ‬حسن أحجان مؤطر بشبكة‬ ‫“ذك��رى”‪ ،‬وج��ود عشوائية كبيرة في‪ ‬ضبط‬ ‫اإلجراءات المرتبطة‪ ‬بالدراجات النارية‪ ،‬بسبب‬ ‫وجود شبكات‪ ‬تنشط‪ ‬في‪ ‬هذا المجال‪ ،‬الشيء‪ ‬‬ ‫الذي‪ ‬ساعد‪ ‬على تواجد أكثر من‪ ‬أربعين ألف‪ ‬‬ ‫دراجة نارية‪ ،‬تدخل ‪ ‬المغرب ‪ ‬مفككة عن‪ ‬طريق‪ ‬‬ ‫التهريب‪ ،‬أمام أعين رجال الجمارك‪ ،‬ليعاد‪ ‬‬ ‫تركيبها وتسجيلها‪ ‬باسم معين ‪.‬‬ ‫‪ ‬اللقاء يهدف إلى مد الفاحصين التقنيين‬ ‫بالشمال‪ ،‬ببعض‪ ‬المستجدات المرتبطة‪ ‬‬ ‫بالمهنة‪ ،‬خاصة سند‪ ‬الملكية‪ ‬للدراجات‬ ‫النارية‪ ،‬المخول‪ ‬للمراكز منحها في حدود‬ ‫تسعة‪ ‬وأربعين أسطوانة‪ ،‬وما فوق ذلك يحال‪ ‬‬ ‫على مصلحة‪ ‬تسجيل‪ ‬السيارات التابع لمديرية‬ ‫التجهيز والنقل‪ ،‬وكذا‪ ‬للبائعين‪ ‬باعتبارهم‬ ‫عناصر مهمة في المنظومة‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫المملكة المغربية‬ ‫جامعة عبد المالك السعدي‬ ‫كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‬ ‫تطوان‬ ‫‪ ‬تعددت مظاهر السيبة واالستغالل البشع‬ ‫لسيارات الجماعات الترابية ‪ ....‬رئيس جماعة‬ ‫خطف سيارة ‪ ‬بكل توابلها إلى الرباط حيث‬ ‫يقيم ‪ ....‬رؤساء آخرون وبعض نوابهم يجوبون‬ ‫بها أرض المملكة الواسعة رفقة األصدقاء‬ ‫وغيرهم ‪ ‬كثير ‪.....‬وألن الحفاظ على التحالف‬ ‫قائم بهذه الجماعة أو تلك يقتضي اإلبداع في‬ ‫هتك عرض المال العام‪ ،‬فلم يكن من مخرج‬ ‫لذلك غير توزيع السيارات المتوفرة بين أركان‬ ‫التحالف الذي منهم من خصصها لإلشراف‬ ‫على متابعة أحوال ضيعاته الفالحية‪ ...... ‬وألن‬ ‫الطلب يفوق العرض‪ ،‬فقد اختار البعض تحويل‬ ‫سيارة اإلسعاف لنقل األسمدة وغيرها كثير ‪.....‬‬

‫هل كان رؤساء هذه الجماعات الترابية‬ ‫سيسمحون ألن��ف��س��ه��م ال��ع��ب��ث بالمال‬ ‫العام ‪( ‬استغالل السيارات واحد من تمظهراته)‪، ‬‬ ‫غير عابئين بالقانون وبالساهرين على تنفيذه‪،‬‬ ‫إذا لم يلمسوا بأن هناك سلطة فوق سلطة‬ ‫القانون‪ ،‬ودليلهم على ذل��ك هو أن هناك‬ ‫من ترأس جماعات ترابية في تجارب جماعية‬ ‫سابقة ولم تكن ثروته تتجاوز “ سبسي ديال‬ ‫الطحين “‪ ،‬فغادر المسؤولية وهو مالك لعقارات‬ ‫وحسابات بنكية منتفخة‪ ،‬مستهزئا بمبدأ “ ربط‬ ‫المسؤولية بالمحاسبة “ كما هو وارد في الفصل‬ ‫‪ 1‬من الدستور ‪.‬‬

‫اللصوصية تقلق راحة‪ ‬ساكنة وزان‬ ‫عرف شهر فبراير األخير سلسلة من عمليات السطو على متاجر ومساكن بمختلف األحياء بمدينة‬ ‫دار الضمانة من طرف ذوي السوابق أو عصابة منظمة‪ ،‬مما نتج عن ذلك توسع دائرة القلق في صفوف‬ ‫الساكنة ‪.‬‬ ‫آخر األخبار تفيد بأن محطة للبنزين تقع على مدخل دار الضمانة من جهة الرباط‪ ،‬تعرضت نهاية‬ ‫األسبوع األخير لشهر فبراير لسرقة من نوع غريب‪ ،‬تم فيها وفي غفلة من عمالها‪ ،‬اقتحام مكتب‪ ،‬والسطو‬ ‫على صندوق حديدي كان يضع فيه مالك محطة البنزين رزمة من الوثائق والشيكات ومبلغا ماليا قدرته‪ ‬‬ ‫بعض المصادر بالماليين ‪.‬‬ ‫عملية السطو التي قام بعض المواطنين بالتبليغ عنها لدى المصالح األمنية المختصة‪ ،‬طالت‬ ‫مجموعة من المنازل والمتاجر‪ ،‬ومؤسسة للقروض الصغرى‪ ،‬ولم ينج منها أشخاص تعرضوا للنشل في‬ ‫الفضاء العام ‪.‬‬ ‫مصادر جد مقربة أكدت للجريدة بأن المنطقة اإلقليمية لألمن الوطني بوزان‪ ،‬وضمانا لحماية حق‬ ‫المواطنين والمواطنات في األمن والطمأنينة‪ ،‬وحماية لممتلكاتهم‪ ،‬استنفرت عناصرها ‪ ‬بما سيسمح لها‬ ‫لوضع يدها على مقترفي هذه الجرائم‪. ‬‬

‫م‪ .‬حمضي‪ ‬‬

‫ينظم مختبر حوار الثقافات واألبحاث المتوسطية بتعاون‬ ‫مع منتدى التراث والثقافات‬

‫يوما درا�سياً حول‪:‬‬

‫األسر العلمية بشمال المغرب‬ ‫ً‬ ‫نموذجا ـ‬ ‫ـ األسرة البقالية‬ ‫وذلك يوم األربعاء ‪ 09‬مارس ‪ 2016‬على الساعة ‪ 9‬و‪ 30‬صباحا‬ ‫بقاعة العميد الدكتور محمد الكتاني‬ ‫برنامج اليوم الدراسي‬

‫‪ 9‬و‪ 30‬صباحا‪ :‬الجلسة االفتتاحية‪:‬‬

‫كلمة السيد عميد الكلية‬ ‫اللجنة المنظمة‬ ‫كلمة منتدى التراث والثقافات (ذ‪ .‬مصطفى البقالي الطاهري نائب رئيس المنتدى)‬ ‫حفلة شاي على شرف المدعوين‬ ‫‪ 10‬و‪ 30‬صباحا‪ :‬الجلسة األولى ‪ :‬رئيس الجلسة‪ :‬د‪ .‬مصطفى حنفي‬ ‫• المداخلة األولى‪ :‬د‪ .‬محمد كنون الحسني‬ ‫• المداخلة الثانية‪ :‬د عبد اللطيف شهبون‬ ‫• المداخلة الثالثة‪ :‬د‪ .‬مصطفى الغاشي‬ ‫المناقشة‬ ‫*******‬ ‫‪ 11‬و‪ 30‬صباحا‪ :‬الجلسة الثانية ‪ :‬رئيس الجلسة‪ :‬د‪ .‬عبد اللطيف شهبون‬ ‫• المداخلة األولى‪ :‬د‪ .‬رشيد العفاقي‬ ‫• المداخلة الثانية‪ :‬د‪ .‬محمد البقالي‬ ‫• المداخلة الثالثة‪ :‬ذ‪ .‬بالل الداهية‬ ‫قصيدة شعرية يلقيها ذ‪ .‬عمر البقالي محافظ منتدى التراث والثقافات‬ ‫• المناقشة‬

‫الجلسة الختامية‪ :‬التوصيات‬

‫_______‬ ‫اللجنة المنظمة‬ ‫د‪ .‬محمد سعد الزموري ـ د‪ .‬مصطفى الغاشي ـ د‪.‬مصطفى حنفي ـ د‪ .‬عبد الهادي‬ ‫أمحرف ـ د‪ .‬محمد الراجي ـ ذ‪ .‬عمر البقالي ـ د‪ .‬محمد البقالي‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬مار�س ‪2016‬‬

‫العدد ‪827‬‬

‫ندوة علمية في ‪ ‬موضوع ‪:‬‬

‫العدالة االنتقالية‬ ‫والنوع االجتماعي‬ ‫بالنكهة املغربية‬

‫ينظـم ماستـر تدبيـر الشأن العام المحلي‪ :‬ندوة علميـة حول موضـوع “تخليـق الحيـاة‬ ‫السياسية و رهان تأهيل المشهد السياسي بالمغرب”‪ ،‬يوم السبت ‪ 12‬مارس ‪ 2016‬برحاب‬ ‫كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية بطنجة – الملحقة األولى‪ ،‬ابتداء من الساعة‬ ‫التاسعة و النصف صباحا‪.‬‬ ‫ورقة تقديمية‬

‫‪11‬‬

‫يعتبر موضوع تخليق الحياة السياسية من‬ ‫أبرز المواضيع التي من خاللها يقاس تقدم‬ ‫الدول وكذلك سير مؤسساتها بشكل طبيعي‬ ‫وع��ادي ومنتظم‪ ،‬إذ ال��دول الغربية لم تبن‬ ‫ديمقراطيتها من فراغ وإنما بلغتها بعد صراع‬ ‫مرير مع الكنيسة واإلقطاع والنبالء والعبودية‪،‬‬ ‫حيث ترسّخت مبادئ وأخالق سياسية أصبحت‬ ‫معها قواعد اللعبة جد واضحة يحترمها الجميع‪،‬‬ ‫والتي أسست لمفاهيم وقيم كالتوافق‪ ،‬التراضي‪،‬‬ ‫الشفافية‪،‬النزاهة‪.....‬‬ ‫و على النقيض من ذلك‪ ،‬فإن كل البلدان‬ ‫التي تخ ّلفت عن ركب انتقالها الديمقراطي‪ ،‬إنما‬ ‫كان ذلك بسبب عدم نضج تجاربها وغياب رسوخ‬ ‫ثقافة سياسية واضحة المعالم بين كل األطراف‬ ‫المتنافسة داخل الحلبة السياسية من حكام‬ ‫ومحكومين‪ ،‬منتخبين وناخبين‪ .....‬و المملكة‬ ‫المغربية ال تخرج عن هذا النموذج األخير‪،‬‬ ‫حيث يمكن الجزم أنها منذ االستقالل وحتى‬ ‫اليوم‪ ،‬فشلت في تحدِّي تمتين ديمقراطيتها‬ ‫الناشئة لغياب «أو باألحرى تغييب» تخليق‬ ‫الحياة السياسية في كل المحطات االنتخابية‬ ‫واالستشارات التي شهدتها بالدنا‪ .....‬ولقد‬ ‫استبشر المغاربة خيرا بصدور دستور ‪ 2011‬لِما‬ ‫حمله من مبادئ هامة ستساعد على االرتقاء‬ ‫بالعمل السياسي وبناء قواعد رصينة تؤدي بنا‬ ‫إلى تخليق سياسي حقيقي قائم على الحياد‬ ‫والنزاهة والشفافية والتراضي وتقودنا نحو‬ ‫تأهيل المشهد السياسي ببالدنا‪.‬‬ ‫و عليه يكون تخليق الحياة السياسية‬ ‫مسؤولية الجميع‪ ،‬فالدولة من جهة بكافة‬ ‫مؤسساتها هي المعنية األولى بوضع اإلطار‬ ‫القانوني الميسِّر لتخليق الحياة السياسية‬ ‫وتجسيده على أرض الواقع تنفيذا وتطبيقا‪.‬‬ ‫وفي الجانب اآلخر يكون دور األحزاب السياسية‬ ‫محوريا في التعجيل بأن يكون التخليق منزَّال‪،‬‬ ‫وذلك بأن تبدأ بنفسها عند تأسيسها وعند‬ ‫بداية عملها وفي تنفيذ برامجها‪ ،‬ابتداء من‬

‫خالل تكريس الديمقراطية داخلها ‪ -‬دوران‬ ‫النخب – الشفافيــة – النزاهــة – الحياد – منع‬ ‫الترحيل‪ .....‬مرورا بممارسة سياسية حقيقية‬ ‫تقرِّب‪ ‬للتخليق وانتهاء بالمشاركة اإليجابية‬ ‫في المؤسسات التمثيلية “ أغلبية ومعارضة” أو‬ ‫التنفيذية لتدبير حكامتي للشأن العام‪.‬‬ ‫ومن خالل ما سبق‪ ،‬يكون موضوع تخليق‬ ‫الحياة السياسية ذا أهمية قصوى وذ جدوى‬ ‫عظيمة السيما والمملكة تستعد في أواخر سنة‬ ‫‪ 2016‬لالنتخابات التشريعية‪ ،‬مما ارتأت معه‬ ‫كلية الحقوق بطنجة كعادتها أن يكون هذا‬ ‫الموضوع هدفا للدراسة والبحث والتنقيب‪...‬‬ ‫وذلك لما يثيره من إشكاالت وأسئلة منها على‬ ‫سبيل المثال ال الحصر‪:‬‬ ‫ ما هي األسباب والعوائق التي تحيدُ بنا‬‫عن سكة تخليق الحياة السياسية؟‬ ‫ م��اه��ي ال��وس��ائ��ل ال��ت��ي م��ن خاللها‬‫يمكن ضمان تخليق حقيقي للحياة السياسية‬ ‫بالمملكة؟‬ ‫ هل يمكن اعتبار دستور ‪ – 2011‬بما‬‫ضمّه من حقوق وحريات ومبادئ – أداة كافية‬ ‫للتأسيس لتخليق الحياة السياسية ببالدنا؟ أم أن‬ ‫ذلك متوقف أكثر على القوانين التحتية المكملة‬ ‫له والمفسّرة؟‬ ‫ هل إصالح‪ ‬القوانين ‪ ‬االنتخابية لوحده‬‫كفيل بضمان أداء سياسي إيجابي من طرف‬ ‫النخب السياسية المغربية؟‬ ‫ ما هي آفاق الممارسة السياسية ورهانات‬‫العمل السياسي ببالدنا بعد دستور ‪2011 ‬‬ ‫وبعد استحقاقات ‪ 25‬نونبر ‪ 2011‬وكذا ‪ 4‬شتنبر‬ ‫‪2015‬؟‬ ‫ أمام الواقع المتردّي وغير الصحي للحياة‬‫السياسية بالمغرب‪ ،‬كيف يمكن ربح رهان‬ ‫االنتخابات التشريعية ل‪ 7‬أكتوبر ‪2016‬؟‪ ‬‬ ‫‪ ‬يجيب عن هذه االسئلة وغيرها ثلة من‬ ‫األساتذة‪ ‬الباحثين والمتخصصين من بينهم‪:‬‬

‫‪ ‬ذ‪ ..‬محمد الساسي‬‫‪ ‬ذ‪ .‬محمد العمراني بوخبزة‬‫‪ ‬ذ‪ .‬محمد ضريف‬‫‪ ‬ذ‪ .‬محمد منار باسك‬‫‪ ‬ذ‪ .‬عبد الصمد بلكبير‬‫تختتم الندوة بتكريم بعض رموز تخليق‬ ‫الحياة السياسية بالمغرب‬ ‫األستاذ محمد بنسعيد أيت يدر – االستاذ‬ ‫عبد الواحد الراضي – األستاذ إسماعيل العلوي‪.‬‬

‫البرنامج‬ ‫• الجلسة االفتتاحية ‪:‬‬

‫ــ كلمة رئيــس جامعـة عبد الملك‬ ‫السعدي‪ ،‬األستاذ حذيفة أمزيان‪ .‬‬ ‫ــ كلمـة عميــد كليـــة العلــوم‬ ‫القانونيـــة واالقتصادية واالجتماعية‬ ‫بطنجة‪ ،‬االستاذ محمد يحيا‪ . ‬‬ ‫ــ كلمة منسق ماستر تدبير الشأن‬ ‫العام المحلي‪ ،‬االستاذ محمد العمراني‬ ‫بوخبزة‪.‬‬ ‫‪ ‬رئيس الجلسة ‪ :‬ذ محمد غربي‬ ‫ ذ‪ .‬محمد بنسعيد أيت يدر‬‫ ذ‪ .‬عبد الواحد الراضي‬‫ ذ‪ .‬إسماعيل العلوي‬‫ ذ‪ .‬عبد الصمد بلكبير‬‫ ذ‪ .‬محمد ضريف‬‫ ذ‪ .‬محمد الساسي‬‫ ذ‪ .‬محمد منار باسك‬‫ ذ‪ .‬محمد العمراني بوخبزة‪ ‬‬‫• حفل تكريم‬ ‫• حفل شاي‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلـم ‪ :‬فاطمة �أح�سني‬

‫لم تستطع األحزاب المغربية بجميع إيديولوجياتها إلى يومنا هذا تنظيم‬ ‫وترتيب بيتها الداخلي من أجل العمل على االنتقال من «العدالة االنتقالية»‬ ‫بخصوص موضوع النوع االجتماعي إلى «العدالة االجتماعية» والتي هي أحد‬ ‫أسس البناء الديمقراطي قوامه المساواة وتكافؤ الفرص والحرية واحترام حقوق‬ ‫اإلنسان؛ ليبقى موضوع تمكين المرأة من الممارسة السياسية مجرد شعار‬ ‫أخالقي ولكنه بعيد كل البعد عن الممارسة السياسية السوية‪.‬‬ ‫و إذ ال أحد يمكنه أن ينكر اإلرادة السياسية للدولة من أجل إشراك المرأة‬ ‫في تسيير كل الميادين الحيوية‪ ,‬هذه اإلرادة التي تم دسترتها بنصوص واضحة)‬ ‫الفصل ‪ 19‬من دستور ‪)2011‬؛ فإن تعامل األحزاب مع الدستور بخصوص قضية‬ ‫النوع االجتماعي بقي تعامال غير جدي وهذا كان واضحا على مستوى نتائج‬ ‫االنتخابات الجماعية والجهوية من ناحية النوع االجتماعي‪ .‬ففي الوقت الذي‬ ‫ساهمت نضاالت الحركة النسوية ببالدنا في رفع نسبة الكوطا من ‪ % 12‬إلى‬ ‫‪ % 27‬من أجل تحسين تمثيلية المرأة داخل المجالس الجماعية وبالفعل حصلن‬ ‫على ‪ 6673‬مقعدا من أصل ‪ 31508‬مقعد‪ ،‬مع اإلشارة طبعا أن هذه النتيجة أتت‬ ‫بفعل «اإلكراه القانوني» بخصوص الكوطا وال تعكس إرادة األحزاب بخصوص‬ ‫إشراك المرأة في الحقل السياسي‪ ،‬سواء في ما يتعلق بشبه غيابها كوكيالت‬ ‫اللوائح االنتخابية الرئيسية‪ ،‬أو ما أظهرته نتائج العملية االنتخابية كحجة وبرهان‬ ‫قاطع‪ ،‬حيث حصلت النساء على قيادة ‪ 12‬جماعة فقط وكلها جماعات صغيرة من‬ ‫بين ‪ 1503‬بلدية ومقاطعة‪ ،‬دون أن ننسى النكسة الكبرى بخصوص طغيان‬ ‫النزعة الذكورية في ترشيح رؤساء الجهة بحيث لم تحظ وال امرأة واحدة بمنصب‬ ‫رئاسة الجهة‪ ،‬وهذا يدل على أن أحزابنا‬ ‫لم تستحضـــر المسؤولية السياسية‬ ‫التاريخية بخصوص وضــع ل ِبنــــات‬ ‫تأسيس لمرحلة المناصفة التي أتى بها‬ ‫الدستور‪ ،‬ويمكننا أن نقول بخصوص‬ ‫هذا الموضوع أنهـــا انقلبـــت على‬ ‫مضامين دستور ‪.2011‬‬ ‫و رغم أهمية حصيلة النساء في‬ ‫العملية االنتخابية من حيث الكم فهي‬ ‫تبقى مجرد أرقام تُستخدم في عملية‬ ‫ترجيح كفة مرشح ذكر من أجل الظفر بمركز القرار؛ وأن اختيار مسار العدالة‬ ‫االنتقالية في انتظار تحقيق مبدأ المناصفة هو غير مجدي في ظل غياب قوانين‬ ‫تلزم األحزاب على تقديم مرشحات نسائية لتحمل المسؤولية عوض تغول العقلية‬ ‫الذكورية في هذا المجال‪.‬‬ ‫إن بعد هذه النتائج المخيبة لآلمال والتي تعكس من جهة أن األحزاب تعاملت‬ ‫مع نتائج «كوطا» النساء بنوع من الخداع والمكر السياسي وعرت بالتالي عدم‬ ‫امتثالها للشعارات األخالقية التي ترفعها بخصوص مشاركة المرأة في الحقل‬ ‫السياسي‪ ،‬ومن جهة أخرى أن العدالة االنتقالية لم تخدم الهدف الرئيسي من‬ ‫تبنيها في هذه المرحلة والذي هو تحقيق العدالة االجتماعية بمعنى المساواة‬ ‫وتكافؤ الفرص في ظل عقلية ذكورية تستأسد بالمشهد السياسي وتعيد ترتيبه‬ ‫بنفس النمطية بعيدا عن التمكين السياسي الحقيقي للمرأة؛ لتبقى الخصوصية‬ ‫المغربية حاضرة بتوابلها لطبخ كل اآلليات التي استخدمتها الشعوب الديمقراطية‬ ‫والتي من بينها العدالة االنتقالية‪ .‬وهكذا كانت النتيجة عبارة عن مقلب مغربي‬ ‫بامتياز يؤكد مرة أخرى أن أحزابنا ال تمتلك اإلرادة وال الجرأة بخصوص إشراك‬ ‫المرأة في الحقل السياسي ببالدنا !‬ ‫و في انتظار ما ستخرج به األحزاب في االنتخابات التشريعية القادمة فما‬ ‫على النساء المناضالت سوى أن يتشبثن باألمل وأن يستمرن في النضال على‬ ‫واجهتين‪ :‬واجهة خلخلة النزعة الذكورية السائدة في بيوت األحزاب وواجهة‬ ‫النضال واالنشغال بهموم المواطنات والمواطنين‪.‬‬

‫رئيس الشبكة المتوسطية للمدن‬ ‫العتيقة يعلن من إشبيليا عن شروع‬ ‫المغرب في أجرأة التشبيك‬ ‫أعلن محمد السفياني‬ ‫رئيس الشبكة المتوسطية‬ ‫للمدنالعتيقة‪/‬رئيسبلدية‬ ‫شفشاون عن الشروع في‬ ‫أج���رأة التشبيك بمدننا‬ ‫العتيقة‪ ،‬وذل���ك لتجاوز‬ ‫مكامن الخلل‪ ،‬والعمل على‬ ‫ش��يء غير م���ادي‪ ،‬وإتاحة‬ ‫الفرصة للتدبير المحلي‬ ‫بعدد من المدن المغربية‪،‬‬ ‫واالشتغال بعيدا عن مختلف‬ ‫األط��ي��اف السياسية‪ ،‬جاء‬ ‫إعالن رئيس الشكبة خالل‬ ‫منتدى التنمية‪ ،‬الذي نظمته مؤخرا بمدينة‬ ‫إشبيليا اإلسبانية مؤسسة ثالث ثقافات‪ ،‬بشراكة‬ ‫مع الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج‬ ‫وشؤون الهجرة‪.‬‬ ‫السفياني استعرض بالمناسبة أنشطة‬ ‫الشبكة‪ ،‬مشير إلى لقاء وزان سنة ‪ 2014‬الذي‬ ‫جمع ‪ 34‬دولة من بينها دول جنوب الصحراء‪،‬‬ ‫تمخض عنه توقيع عدة اتفاقيات‪ ،‬أضيفت إلى‬ ‫االتفاقيات األخرى‪ ،‬باعتبار أن المنتديات تعد‬ ‫وسيلة للتشبيك‪ ،‬ووضع استراتيجيات‪ ،‬عمادها‬ ‫التحسين والتكوين‪ ،‬وأش��ار السفياني إلى‬ ‫أن سكان المدن العتيقة بالمغرب بما فيها‬ ‫شفشاون‪ ،‬لها دور مفصلي في مساعي إعادة‬

‫التأهيل‪ ،‬مؤكدا أن ‪ 35‬بالمائة‬ ‫منهم يستقرون في المدينة‬ ‫القديمة التي يراهن عليها‬ ‫لحماية األثري منها‪ ،‬والمساهمة‬ ‫في إرساء التنمية‪.‬‬ ‫المدينة العتيقة تتوفر‬ ‫على مقومات النهضة‪ ،‬ذلك ما‬ ‫أكدته أيضا الناشطة اإلسبانية‬ ‫(ماريا دياز رودريغيس)‪ ،‬فالمدن‬ ‫العتيقة يمكن أن تراهن على‬ ‫السياحة الثقافية‪ ،‬باعتبارها‬ ‫تزخر بمعمار ومآثر تاريخية‪،‬‬ ‫وصناع تقليديين‪ ،‬ومتاحف‪ ،‬وعن‬ ‫طريق السياحة يمكن تحقيق نهضة شاملة‪ ،‬إذا‬ ‫ما واكبتها رعاية من باقي المجاالت الموفرة‬ ‫للدخل‪.‬‬ ‫وكانت تجربة تونس حاضرة في منتدى‬ ‫إشبيليا للتنمية من خالل تدخالت كل من رئيس‬ ‫بلدية جربة‪ ،‬ورئيس بلدية سيدي بوسعيد الذي‬ ‫قال عنها أنه تم إع��داد رؤية شاملة لتجويد‬ ‫العرض السياحي‪ ،‬بغية إرساء آلية للتطور الدائم‪،‬‬ ‫باعتبار أن مدينة سيدي بوسعيد في طريقها‬ ‫لتصنف ضمن تراث اليونسكو‪ ،‬وأن الثقافة هي‬ ‫محور تطور هذه المدينة‪.‬‬ ‫م‪.‬ح‬


‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬مار�س ‪2016‬‬

‫العدد ‪827‬‬

‫نفس جديد للتربية على المواطنة‬ ‫وحقوق اإلنسان بالمدرسة العمومية‬ ‫بوزان‬

‫مطبخ وصحة‬

‫‪-‬‬

‫إعداد ‪ :‬سميرة أنكوري‬

‫جولة في المطبخ العربي والعالمي‬ ‫فطائر الخضروات‬ ‫التركية‬ ‫مقادير ‪:‬‬

‫‪ ‬في إطـار سلسلة اللقــاءات التواصليـة‬ ‫التي أطلقها المدير اإلقليمي الجديد الذي تم‬ ‫تنصيبه مطلع شهر فبراير األخير على رأس‬ ‫المديرية اإلقليمية ل��وزارة التربية الوطنية‬ ‫والتكوين المهني ب��وزان‪ ،‬التي جمعته مع‬ ‫الفرقاء االجتماعيين وشركاء المدرسة وباقي‬ ‫المتدخلين من فاعلين تربويين ومدنيين‪،‬‬ ‫بغاية حشد كل الطاقات واستنفارها ضمانا‬ ‫النخراطها المواطن في تنزيـــل ‪ ‬التدابيــر‬ ‫ذات األولوية كما سبق ورسمتها ‪ ‬ال��وزارة‬ ‫الوصية‪ ،‬والعمل على وضعها على سكة‬ ‫الرؤيا اإلستراتيجية إلصالح منظومة التربية‬ ‫والتكوين‪ ،‬من أجل ربح رهان مدرسة اإلنصاف‬ ‫وتكافؤ الفرص‪ ( ،‬في هذا اإلطار ) ‪ ‬احتضن مقر‬ ‫المديرية اإلقليمية مساء يوم الثالثاء فاتح‬ ‫مارس‪ ،‬لقاء ذي راهنية خاصة‪ ،‬جمع حول نفس‬ ‫المائدة كال من ممثل اللجنة الجهوية لحقوق‬ ‫اإلنسان بالشمال‪ ،‬والمدير اإلقليمي للتربية‬ ‫والتكوين فؤاد أرواضي‪ ،‬القادم لهذه المديرية‬ ‫اإلقليمية من اإلدارة المركزية للوزارة الوصية‬ ‫التي اشتغل بها لسنوات ‪.‬‬ ‫‪ ‬اللقاء بكل تشعباته الحقوقية‪ ،‬وبعد‬ ‫استعراض أهم ما جاءت به ‪ ‬اتفاقية الشراكة‬ ‫الموقعة بين اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان‬ ‫بالشمال وأكاديمية التربية والتكوين بنفس‬ ‫الجهة بتاريخ ‪ 9‬أكتوبر ‪ ،2012‬في مجال‬ ‫النهوض بثقافة حقوق اإلنسان والتربية‬

‫على المواطنة بالوسط المدرسي‪ ،‬باعتبار‬ ‫المدرسة تشكل أهم مشتل لغرس المشترك‬ ‫من القيم الكونية في شرايين مغاربة الغد‬ ‫الذين يشكل تشربهم لقيم من مثل التسامح‪،‬‬ ‫والتعايش‪ ،‬والحق في االختالف‪ ،‬والمساواة‪،‬‬ ‫ونبذ كل أشكال التمييز مهما كان جنسه‬ ‫ونوعه‪ .......‬صمام أمان لوطن اسمه المملكة‬ ‫المغربية‪ ،‬من كل محاولة لتلويث فضائه‬ ‫بسموم تنفثها جماعات التطرف بكل أشكاله‪، ‬‬ ‫(اللقاء) توقف عند غزارة األنشطة المشتركة‬ ‫التي نظمها طرفا االتفاقية في عهد النائبة‬ ‫اإلقليمية السابقة‪ ،‬استفـــاد منها ‪ ‬تالميذ‬ ‫من مؤسسات تعليمية بالعالمين الحضري‬ ‫والقروي‪ ،‬ومنسقي ومنسقات أندية المواطنة‬ ‫وحقوق اإلنسان‪ ،‬ومدرسات وإداري��ات وذلك‬ ‫دعما العتماد مقاربة ال��ن��وع االجتماعي‪،‬‬ ‫باإلضافة ‪ ‬إلى المشاركة في تظاهرات جهوية‬ ‫ودولية ‪.....‬‬ ‫‪ ‬اللقاء وقبل أن يخلص إلى االلتزام‬ ‫بإعطاء نفس قوي التفاقية الشراكة التي تجمع‬ ‫الوزارة الوصية بالمؤسسة الحقوقية الوطنية‬ ‫المنصوص عليها في الفصل ‪ 161‬لدستور‬ ‫يوليوز ‪ ،2011‬ك��ان ق��د استعرض جملة‬ ‫من الصعوبات التي تعترض تمتع التالميذ‬ ‫بالحق في التعليم الجيد والناجع‪ ،‬مما يخل‬ ‫بتكافؤ ‪ ‬الفرص بينهم ‪.‬‬

‫محمد حمضي‬

‫نتألم ثم ننسى‬ ‫• جيهان البغدادي‬

‫أين ذلك الذي يضمد الجراح‪ ،‬ويس ّلي‬ ‫الـروح‪ ،‬ويربـت على القلوب الحزينة‬ ‫الملتاعة؟‬ ‫فما من امرئ إال ولديه ما يحتاج إلى‬ ‫نسيان‪ ..‬كلنا نمتلك ملفات في صندوق‬ ‫ذاكرتنا‪ ،‬يجب أن تُحرق تماماً‪ :‬عالقة‬ ‫مُحطمة‪ ..‬كبوة قاسية‪ ..‬فشل ذريع‪ ..‬أمل‬ ‫لم نبلغه‪..‬غاية لم ندركها‪..‬أشياء وأشياء‬ ‫يكفي تذكرها كي يلتاع الفؤاد وتهيج‬ ‫الروح‪.‬‬ ‫ويبقى السؤال المطروح ‪ :‬كيف‬ ‫ننسى؟‪ ،‬كيف ننطلق إلى األمام غير‬ ‫عابئين بالماضي وآالمه‪ ،‬متخطين أحزانه وجزعه وأهواله؟‬ ‫النسيان أمر صعب‪ ...‬لكننا نستطيع تجاوزه بالقفز فوق آالمنا وأحزاننا‪.‬‬ ‫فنحن بني البشر‪ ،‬نلعن الحزن وفي قلوبنا هوى وعشقاً‪ ،‬ومعظم من قابلتهم من البشر‬ ‫يدمن الحزن‪ ،‬ويتلذذ بدقائق الشجن ولحظات اجترار األحزان‪ ..‬إننا نهوى إقامة المآتم في‬ ‫قلوبنا؛ فنبكي على حبيب قد غدر‪ ،‬وصديق قد خان‪ ،‬ودهر يتقلب فتتقلب معه أحوالنا‪ ،‬نذرف‬ ‫الدمعة تلو األخرى‪ ،‬ونتذكر ما كان كل دقيقة وثانية‪ ،‬دون أن نحاول غلق باب التذكر‪.‬‬ ‫يا فالن‪ ...‬إذا ما أحببت أن تعلو فوق أحزانك؛ فاهدم ذلك المأتم الذي أقمته بداخلك‪،‬‬ ‫ولن يكون ذلك إال بالكفّ عن الدوران حول الموقف أو الحدث المؤلم الحزين‪ ،‬واسترجاع ما‬ ‫من شأنه أن يعيدك في ثانية إلى ما يحزنك‪ ،‬شغل القلب والنفس والروح بما يستنهض عزمك‬ ‫وطموحك وأمانيك‪ ،‬أعليك ن تؤمن بأن أفضل ما في الحياة لم يأت بعد فتنطلق إليه‪ ،‬وبأن‬ ‫أحزانك الماضية ليست سوى ضريبة تدفعها نظير العيش في عالم ُكتب عليك أن نعيشها‬ ‫في كمد وكبد‪...‬‬ ‫ثق بربك‪ ..‬فمن غير اهلل يعين المرء على نسيان آالمه وأحزانه؟‬ ‫ثبت عن نبينا صلى اهلل عليه وسلم أنه كان يستعيذ باهلل من «الهم والحزَن»؛ فالدعاء‬ ‫وااللتجاء إلى اهلل يذهب عنا الهموم واألحزان‪ ،‬والتفاؤل جزء من طبيعة المسلم‪ ،‬يقول صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم‪« :‬تفاءلوا بالخير تجدوه»‪ ،‬ويقول ربنا جل اسمه في الحديث القدسي‪« :‬أنا عند‬ ‫ظن عبدي بي؛ فليظن بي ما يشاء»؛ فجعل ثقتنا به‪ ،‬وحسن ظننا بتقديره أول درجات الراحة‬ ‫والهناء‪ ،‬وفي المقابل فإن تشاؤمنا وحزننا‪ ،‬وتزعزع ثقتنا بحوله وقوته بداية السوء والهالك‪.‬‬ ‫فالتسليم بالمشيئة أحد أفضل ما يقوم به العقالء؛ بينما العويل والشكوى داللة على‬ ‫اهتزاز العقل واضطرابه‪ ،‬وهو أيضاً دليل على ضعف اإليمان واهترائه‪.‬‬

‫‪ 1‬زالف���ة جبن مبشور ( ال��ن��وع ال��ذي‬ ‫تفضلونه)‪.‬‬ ‫‪ 1‬بيضة‪.‬‬ ‫‪ 2‬طماطم مقـشرة ومقطــعة مربعات‬ ‫صغيرة‪.‬‬ ‫‪ 1‬فلفل مقطع صغير ( حلو أو حار حسب‬ ‫الذوق)‪.‬‬ ‫حزمة صغيرة من المعدنوس المفروم‪.‬‬ ‫قليل من دوائر الزيتون األسود أو األبيض‪.‬‬ ‫مربعات الخبز المحمص‬

‫طريقة التحضير ‪:‬‬ ‫في وعاء نخفق البيضة قليال‪ ،‬نضيف إليها‬ ‫الجبن ونقوم بمزج المكونين جيدا‪ ،‬ثم نضيف‬ ‫قطع الطماطم وقطع الفلفل والمعدنوس‬ ‫ونخلط الكل جيدا‪ .‬ناخذ قطع الخبز ندهنها‬ ‫بقليل م��ن ال��زب��دة ون���وزع فوقها خليط‬ ‫الخضروات والجبن حتى تغطى كليا‪ ،‬نزينها‬

‫بالزيتون‪ ،‬ثم نضعها في صينية مدهونة‬ ‫وندخلها إلى فرن مسخن على ‪ 180‬درجة‪،‬‬

‫ونتركها حتى تنضج قليال ويذوب الجبن‪ ،‬وفي‬ ‫النهاية نقدمها ساخنة‪ ،‬وبالصحة والراحة‪.‬‬

‫حلوى مكعبات الليمون‬ ‫اللذيذة‬ ‫المقادير‪:‬‬ ‫الطبقة األولى ‪:‬‬ ‫‪ 2‬كأس دقيق أبيض‬ ‫½ كأس سكر‪.‬‬ ‫‪ 100‬غ زبدة مربعات‬ ‫قبصة ملح – كيس فانيال‪.‬‬ ‫الطبقة الثانية ‪:‬‬ ‫‪ 1‬كأس ونصف سكر‬ ‫¼ كأس دقيق‪.‬‬ ‫بيضتان ‪.‬‬ ‫ملعقة كبيرة قشرة ليمون محكوكة‪.‬‬ ‫‪ 1‬كأس كبير عصير ليمون طبيعي‪.‬‬ ‫للتزيين ‪ :‬قليل من السكر الصقيل (بودرة)‪.‬‬

‫طريقةالتحضير‪:‬‬ ‫نمزج الدقيق والسكر والملح والفانيال‬ ‫بالزبدة جيدا حتى نحصل على عجينة متماسكة‪،‬‬ ‫ثم نقوم ببسطها داخ��ل صينية مستطيلة‬ ‫الشكل وعميقة‪ ،‬مدهونة بالزيت والدقيق‬ ‫وندخلها إلى فرن مسخن على ‪ 180‬درجة‪،‬‬ ‫ونتركها مدة ‪ 25‬دقيقة‪ .‬وفي انتظار ذلك‪ ،‬نقوم‬

‫بإعداد الطبقة الثانية وذلك بمزج السكر مع‬ ‫الدقيق والبيضة والحليب‪ ،‬باإلضافة إلى قشرة‬ ‫وعصير الليمون ونحرك الكل جيدا حتى نحصل‬ ‫على خليط خاثر‪ .‬وعند إخراج الطبقة األولى‬ ‫من الفرن‪ ،‬نسكب فوقها الخليط ونعيدها إلى‬ ‫الفرن‪ ،‬مرة أخرى‪ ،‬لمدة ‪ 25‬دقيقة‪ ،‬حتى تنضج‬

‫عصائر صحية‬

‫عصير الموز والفراولة ‪:‬‬ ‫إنه العصير المثالي واألفضل لحصول‬ ‫الجسم على كمية محترمة من الفيتامينات‬ ‫الالزمة‪ ،‬ليحظى بمزيد من الطاقة والنشاط‪،‬‬ ‫خ�لال ال��ي��وم‪ ،‬كونه يحتوي على عنصرين‬ ‫جد غنيين بالمعادن الطبيعية كالكالسيوم‪،‬‬ ‫البوتاسيوم‪ ،‬الحديد والمغنيزيوم التي تعمل‬

‫على تنظيم نسبة تدفق الدم في الشرايين‬ ‫وتنظم التفاعالت الكيميائية في الجسم‪ .‬كما‬ ‫يعتبر مصدرا جيدا لمضادات األكسدة التي‬ ‫تحمي ج��دران الشرايين من التلف وتمنع‬ ‫تجلط الدم‪ .‬وباإلضافة إلى طعمه اللذيذ‪ ،‬فإن‬ ‫هذا العصير يخفف من إنتاج الهوموسيستين‪،‬‬ ‫الهرمون المسؤول عن زيادة معدل االكتئاب‪،‬‬ ‫كما يساعد على تنظيم معدل السكر في الدم‪.‬‬

‫الستفساراتكم‪ ،‬واقتراحاتكم المرجو مراسلتنا على البريد اإللكتروني التالي‪:‬‬

‫‪Samiraankouri press@gmail.com‬‬

‫وتتماسك الطبقة الثانية‪ ،‬نخرجها ونتركها تبرد‬ ‫لمدة ساعة ونصف على األقل‪ ،‬ثم نقطعها إلى‬ ‫مربعات كبيرة ونرشها بالسكر بودرة‪ ،‬ونقدمها‬ ‫ب��اردة مرفوقة بالشاي أو العصير‪ ،‬وبالصحة‬ ‫والراحة‪.‬‬ ‫(ملحوظة ‪ :‬لتسهيل عملية التقطيع‪ ،‬نمرر‬ ‫السكين في الماء المغلى ونمسحه جيدا)‪.‬‬

‫نصيحة‬ ‫األسبوع‬

‫ينصح معظـم خبراء التغذيــة حـول‬ ‫العالم‪ ،‬بعدم إضافة السكر أو أي نوع من‬ ‫مشتقاته إلى العصائر الطبيعية‪ ،‬وذلك‬ ‫تفاديا ألي تفاعل كيميائي‪ ،‬غير مرغوب فيه‪،‬‬ ‫قد يحدث بين مكونات هذه العصائر‪ ،‬وكذا‬ ‫لتجنب المزيد من السعرات الحرارية التي‬ ‫يتسبب فيها السكر‪ ،‬وبالتالي االستفادة‬ ‫الكاملة من فوائدها واالبتعاد عن أضرارها‪.‬‬ ‫وبالنسبة لألشخاص المصابين بأحد‬ ‫األمراض المزمنة‪ ،‬فيتوجب عليهم استشارة‬ ‫الطبيب المشرف على حالتهم الصحية‪ ،‬قبل‬ ‫إدخال أحد العصائر في نظامهم الغذائي‪،‬‬ ‫لربما قد تتضارب وبعض األدوي��ة التي‬ ‫يستعملونها‪.‬‬


‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬مار�س ‪2016‬‬

‫العدد ‪827‬‬

‫متاهات التحليل في قراءة د‪ .‬الحسن الغشتول‬ ‫لكتاب «إيميليو غارثيا غوميث»‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫‪ 7‬ـ �إطاللة على امل�رسح املغربي‬

‫مسرح الفرجة‬ ‫‪-‬‬

‫ت�أليف‪ :‬د‪ .‬محمد العمارتي‬ ‫• بقلم ‪� :‬إ�سمــاعيـل �شـاريـة‬ ‫طالعتنا مؤخرا بعـــض دور النشــر‬ ‫السعودية بكتاب يحمل عنوان «إيميليو‬ ‫غارثيا غوميث»‪ ،‬الذي حاز الرتبة الثانية في‬ ‫سلسلة إصدارات الباحث المغربي التطواني‬ ‫الدكتور محمد العمارتي‪ ،‬بعدما كان قد‬ ‫أتحفنا من قبل بكتابه الفذ « األندلس برؤى‬ ‫استعرابية‪ ،‬دراسة في جهود المستعربين‬ ‫اإلسبان المهتمين بالتراث األندلسي»‬ ‫الصادر عن دار الكتب العلمية‪ ،‬بلبنان ‪.‬‬ ‫من المعروف عن كتابات الدكتور‬ ‫العمارتي أنها تمتاز بخاصية التركيز الشديد‬ ‫والتأطير المنهجي المفرط لطبيعة البحث‬ ‫المتداول‪ ،‬عالوة على الغوص العميق في‬ ‫قرار الموضوع المعالج قصد اكتناه مكنون‬ ‫الحقيقة العلمية وسبر أغوارها وهوهدف‬ ‫كل باحث متمكن وديدنه‪ ،‬الشيء الذي‬ ‫منح ألعماله العلمية طابع الجدية والرصانة‬ ‫الموضوعية والتفوق على الكثير من البحوث‬ ‫والدراسات التي تناولت بالدرس والتحليل‬ ‫جانب االستعراب اإلسباني في مستوى‬ ‫عالقته الجدلية مع الثقافة العربية اإلسالمية‬ ‫األندلسية‪ ،‬وهي قليلة في مجملها‪.‬‬ ‫من هذا المنظور نقرر بأن التطرق‬ ‫بالنقد والتحليل لمصنفات الدكتور العمارتي‬ ‫يتطلب منا التسليح بمقاربات وأدوات‬ ‫منهجية ناجعة‪ ،‬حتى نتمكن من استجالء‬ ‫صورة االستعراب اإلسباني‬ ‫وتقريبها إلى ذهن القارئ‪،‬‬ ‫في منأى عن أي مزايدات‬ ‫إيديولوجية أو سياسية أو‬ ‫تاريخية أو مذهبية أو حتى‬ ‫منهجية‪.‬‬ ‫هذه المعطيات المذكورة‬ ‫أعاله غابت كليا وليس جزئيا‬ ‫خالل القراءة غير المتأنية‬ ‫التي قدمها صديقنا الدكتور‬ ‫الحسن الغشتـــول لكتــــاب‬ ‫د‪ .‬محمد العمارتي «إيميليو‬ ‫غارسيا غوميث» في إطار‬ ‫فعاليات الدورة الثامنة عشرة‬ ‫لعيد الكتاب المنعقدة بمدينة‬ ‫تطوان من ‪ 9‬إلى ‪ 16‬دجنبر‬ ‫‪ . 2016‬مما جعل الكتاب‬ ‫المقروء يفقد وزنه العلمي‬ ‫الذي أشرنا إليه أعاله‪ ،‬بسبب‬ ‫التسرع في إصدار األحكام‬ ‫والتي اعتبرتها في حينها بأنها‬ ‫جاهزة وتفتقد إلى التجانس‬ ‫الموضوعي الذي يظل السبيل‬ ‫الوحيد لنجاح أي قراءة جدية‬ ‫وناجعة وهادفة‪ .‬حيث نستشف‬ ‫من هذا الطرح بأن المحلل لم‬ ‫يستطع أو لم يقو على تفكيك‬ ‫طبيعة الموضوع وإعادة بنائه‬ ‫وصياغته من جديد‪ .‬إيمانا‬ ‫منا بأن القراءة المنهجية‬ ‫المضبوطة ألي نص من النصوص هي في‬ ‫جوهرها مكملة للنص األصلي ومعضدة له‪.‬‬ ‫ومن ضمن الهنات التي كنت سجلتها‬ ‫على القراءة المذكورة‪ ،‬أنها تاهت بين‬ ‫ثنايا تحليل مجمل المدارس االستشراقية‬ ‫على مختلف مشاربها وأنواعها‪ ،‬وجعلتها‬ ‫في سلة واحدة‪ ،‬وذلك راجع إلى عدم‬ ‫رسم حدود فاصلة بين هذه المدارس‪،‬‬ ‫مما أدى بالمتلقي إلى التيهان هو اآلخر‬ ‫في تحديده للخيط الناظم بين مفهوم‬ ‫االستشراق ومفهوم االستعراب والخلفيات‬ ‫اإليديولوجية المؤطرة لهما‪ ،‬وما بين‬ ‫المفهومين ضاع التحليل القويم والنظرة‬ ‫العميقةالمركزة‪.‬‬ ‫تطرق الدكتور الغشتول في قراءته‬ ‫للكتاب إلى فكر مكسيم رودنسون بدون‬ ‫أي مسوغ فكري أوعلمي يتطلب ذلك‪،‬‬ ‫مما جعلني أشك بقوة بعدم قدرة المحلل‬ ‫على ربط أفكار وتصورات ومشاريع إيمليو‬ ‫غارثيا غوميث العلمية الضخمة‪ ،‬بمشاريع‬ ‫رودنسون‪ .‬فهذا األخير كان ينطلق‬ ‫في دراساته الشرقية من منطلق الفكر‬ ‫الماركسي المعتمد كما هو معروف على‬ ‫أسس المادية التاريخية‪ ،‬وعلى أسس الصراع‬

‫الطبقي‪ ،‬وعلى النظرة الواحدية للتاريخ‬ ‫بخالف إيميليو غوميث‪ .....‬وقد ارتأيت‬ ‫أن يكون من المفيد جدا التعريف بصورة‬ ‫مبتسرة بهذه الشخصية حتى نتمكن في‬ ‫نهاية المطاف أن نثبت مخالفتها تماما‬ ‫في بعدها المعرفي ورصيدها الثقافي‪ ،‬خط‬ ‫المستعرب غوميث‪ ،‬وبالتالي إقحامها في‬ ‫ثنايا قراءة الغشتول كان من باب التعسف‬ ‫على النص المقروء ليس إال‪.‬‬ ‫فقد انضم مكسيـم رودنسـون إلى‬ ‫الحزب الشيوعي الفرنسي في عام ‪1937‬‬ ‫ألسباب أخالقية‪ ،‬تحولت في وقت الحق‬ ‫بعيدا بعد انجراف الحزب إلى الستالينية‪،‬‬ ‫تم طرده من الحزب في عام ‪ ،1958‬وقد‬ ‫اشتهر في فرنسا عندما أبدى انتقادات حادة‬ ‫إلى إسرائيل ومعارضة سياسات استيطان‬ ‫الدولة اليهودية‪.‬‬

‫من آثاره‪:‬‬

‫« مباحث في فن الطبخ عند العرب»سنة‬ ‫‪« 1949‬محمد» سنة ‪.1961‬‬ ‫« الرأسمالية واإلسالم» سنة ‪،1966‬‬ ‫« الماركسية والعالم اإلسالمي»‪ « ،‬عظمة‬ ‫اإلسالم» سنة ‪.1980‬‬ ‫وهنا نتساءل عن السبب الحقيقي‬ ‫الذي جعل الدكتور الحسن الغشتول قيامه‬

‫بمقارنة بين فكر رجلين ينطلقان من‬ ‫مرجعيات مختلفة في دراستهما للتراث‬ ‫العربي اإلسالمي األندلسي خاصة‪.‬‬ ‫كما تطرق د‪ .‬الغشتول إلى أعمال‬ ‫المستشرقة مانويال مارين ( سبق لألستاذ‬ ‫مصطفى بنسباع ترجمة بعض نصوصها‬ ‫إلى اللغة العربية )‪ .‬مع ذكر باعها الطويل‬ ‫في دراستها للفكر الصوفي األندلسي‪...‬إال‬ ‫أنه تعذر عليه أن يجد لها موطئ قدم داخل‬ ‫المنظومة الفكرية إليمليو غارسيا غوميث‪،‬‬ ‫فتركت على هامش هذه المنظومة‪.‬‬ ‫أما األدهى واألمر في هذه القراءة هو‬ ‫إقحام المستشرق الروسي الكبير وصاحب‬ ‫أهم كتاب في األدب الجغرافي العربي‬ ‫«إغناطيوس كراتشوفسكي» في ثنايا‬ ‫التحليل بصورة تثير الدهشة واالستغراب‪،‬‬ ‫فالرجل ال محل له من اإلعراب داخل نسق‬ ‫االستعراب اإلسباني‪ .‬فلو تمعن المحلل‬ ‫قليال في تراث هذا المستشرق وقارنه‬ ‫مقارنة علمية بتراث إيميليو غارسيا غوميث‬ ‫لخلص إلى نتيجة واضحة متمثلة في تشابه‬ ‫المقدمات واختالف النتائج ‪.‬‬ ‫حيث تاه وصال وجال الدكتور الغشتول‬

‫بين ثنايا الفكر االستشراقي العالمي‪ ،‬مما‬ ‫جعل حيز قراءة كتاب الدكتور العمارتي‬ ‫تنحصر وتتقلص إلى الحد الذي خيل‬ ‫للمتلقي أنها كانت محاضرة في تحليل‬ ‫مدارس االستشــراق العالمــي وليـس‬ ‫مخصصة لدراسة تراث إيميليو غارسيا‬ ‫غوميث كما هو مسطر في الكتاب موضوع‬ ‫القراءة‪.‬‬ ‫كما أجدني هنا مضطرا نظرا لضيق‬ ‫المقام أن أستعرض على وجه اإلجمال‬ ‫مجموعة من المالحظات التي غفلها‬ ‫المحلل‪ ،‬حيث كان من المفروض أن تكون‬ ‫من الركائز األساسية والثوابت الضرورية‬ ‫في قراءة المتدخل للكتاب‪.‬‬ ‫• تجنب الحديث عن تسلسل مدارس‬ ‫االستعراب اإلسباني انطالقا من مدرسة‬ ‫بني كوديرا إلى حدود عصر إيميليو غارثيا‬ ‫غوميث‪.‬‬ ‫• عدم تفصيل المحلل القول في‬ ‫الرصيد الثقافي العلمي لغارثيا غوميث‬ ‫والذي يعد عمدة الفكر االستعرابي‬ ‫اإلسباني في جميع أطواره وحقبه التاريخية‪.‬‬ ‫• المحلل لم يشر بصورة تفصيلية‬ ‫لحياة إيمليو غارسيا غوميث في جميع‬ ‫تجلياتها وأطوارها ‪،‬مع العلم أن صاحب‬ ‫الكتاب بذل في معالجتها‬ ‫وسبر أغوارها مجهودا جبارا‪،‬‬ ‫يشكر عليه في التنقيب عليها‬ ‫واستجالء مكامنها ومعالمها‬ ‫وتحليل أبعادها مع محاولة قراءة‬ ‫خيطها الناظم بين مشاربها‬ ‫العلمية المتعددة االتجاهات‬ ‫واالختصاصات‪.‬‬ ‫• عدم تطرق الباحث إلى‬ ‫بعض الشعراء الذين كان لهم‬ ‫في بعض مؤلفات غوميث‬ ‫الحضور القوي‪ ،‬وعلى رأسهم‬ ‫الشاعر الزجال األندلسي ابن‬ ‫قزمان‪.‬‬ ‫• اإلشارة ولو بصورة‬ ‫مختزلة وعابرة لمترجمات‬ ‫إيميليو غارسيا غوميث‪ ،‬مثل‬ ‫كتاب «رايات المبرزين وغايات‬ ‫المميزين» البن سعيد‬ ‫المغربي‪ ،‬ورسالة الشقندي في‬ ‫فضل أهل األندلس الواردة‬ ‫في كتاب نفح الطيب للمقري‪،‬‬ ‫وكتاب األيام لطه حسين‪ ،‬وكان‬ ‫على رأس هذه المترجمات كتاب‬ ‫طوق الحمامة البن حزم‪ .‬ونقل‬ ‫هذه الكتب من لغتها األصلية‬ ‫العربية إلى اللغة اإلسبانية‪،‬‬ ‫يوضح لنا بالملموس مدى قدرة‬ ‫غوميث على امتالك ناصية اللغة‬ ‫العربية وتطويع معانيها الشاقة والصعبة‬ ‫حتى على أصحابها األصليين‪.‬‬ ‫• كان من المفيد جدا أن يحدثنا‬ ‫المحلل عن الظروف التي جمعت بين‬ ‫العالمة غوميث والدكتور طه حسين‪،‬‬ ‫وكذلك عن مالبسات إحداث المعهد‬ ‫المصري للدراسات اإلسالمية بمدريد سنة‬ ‫‪Instituto Egipcio de Estu� ،19500‬‬ ‫‪ . )dios Islámicos en Madrid‬وألجل‬ ‫إنجاح هذا المعهد تضافرت جهود العديد‬ ‫من الباحثين والمستشرقين اإلسبان وعلى‬ ‫رأسهم العالمة غارثيا غوميث‪ ،‬الذي كان‬ ‫آنذاك مديرا لمدرسة الدراسات العربية‬ ‫أيضا وعلما من أعالمها المبرزين‪.‬‬ ‫• جل هذه المعطيات التي تجنب‬ ‫الخوض في ثناياها المتدخل‪ ،‬هي مستقاة‬ ‫من كتاب الدكتور العمارتي الذي يعد بحق‬ ‫فريدا في بابه‪ ،‬ولهذا كان يتطلب قراءة هي‬ ‫األخرى فريدة في بابها‪.‬‬ ‫نكتفي بهذا القدر من الرد السريع على‬ ‫مداخلة الدكتور الحسن الغشتول على أن‬ ‫نستأنف نقد ما فضل من المالحظات في‬ ‫الجزء الثاني إن شاء اهلل‪.‬‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫في نهاية الحلقة الماضية تحدثنا عن فرقة المسرح العمالي وفرقة المسرح‬ ‫البلدي للمرحوم الطيب الصديقي‪ ،‬الذي سلك بهما سبل االبتعاد عن الفرقة‬ ‫الوطنية األولى ومدرسة التمثيل‪ ،‬والمركز المغربي لألبحاث المسرحية‪ ،‬وقلنا أنه‬ ‫كان احتجاجا نقابيا‪ ،‬ومظهرا من مظاهر التمرد على نوايا الفكر االستعماري فيما‬ ‫يخص مستقبل المسرح المغربي في ذلك الوقت‪ ،‬هذا التمرد الذي طبع اإلبداع‬ ‫المغربي بطابع الجرأة والتجديد‪ ،‬ونواصل ‪-‬في هده الحلقة‪ -‬الحديث عن مسرح‬ ‫الصديقي‪ ،‬فمسرحية «مجتمع المجانين» حسب الصديقي تدور حول السفود‬ ‫الذي ينخر دماغ أمة ال تغيب عنها الشمس‪ ،‬وليست الراية الزرقاء ذات األكثر من‬ ‫خمسة نجوم التي تنشر ظال ملغوما على عدة كواكب من بينها الهندصينية‪،‬‬ ‫بقدر ما هي شيء يرقد في ذاتيتها المتوثبة كخيط جد رفيع بين الماشوسية‬ ‫والسادية‪.‬‬ ‫ومن خالل مسرحياته (سيدي عبد الرحمان المجدوب‪ ،‬الحراز‪ ،‬مقامات بديع‬ ‫الزمان الهمداني والغفران ألبي العالء المعري) كان الصديقي يبحث عن روافد‬ ‫حقيقية لمسرح مغربي‪ ،‬وقد تفتقت عبقرية الصديقي على أكبر تحد للنموذج‬ ‫المسرحي الغربي‪ ،‬وهو تحد تقبلته األوساط الفنية في كل أنحاء العالم العربي‬ ‫ودول أوروبا بكثير من اإلعجاب المشوب من جهة باالندهاش‪ ،‬ومن جهة أخرى‬ ‫بالتحفظ‪ ،‬لدرجة أن الناقد المسرحي المصري (علي الراعي) أكد غير ما مرة‪ ،‬أن‬ ‫العرب جميعهم‪ ،‬كان عليهم أن ينتظروا ريح التجديد المسرحي لتهب من الغرب‬ ‫العربي‪ ،‬ومن المغرب بالذات‪.‬‬ ‫إن المقامات على ما بها من غموض إديولوجي‪ ،‬فهي أشكال مسرحية‪ ،‬تجمع‬ ‫بين جانبين اثنين‪ ،‬جانب سياسي اجتماعي‪ ،‬ألنه حسب رأي الصديقي «ليس‬ ‫هناك أي مسرحية غير سياسية»‪ ،‬وجانب تأصيلي يتجلى في عملية بحث عميقة‬ ‫وذكية‪ ،‬عن أسلوب التعامل مع تراث قابل للمسرحية‪ ،‬ويؤسس قاعدة تقليد‬ ‫مسرحي أصيل‪ ،‬تقبل عليه الجماهير كي تجد فيه‪ ،‬نفسها وماضيها وتطلعاتها‪.‬‬ ‫إن المقامات محاولة الستلهام التراث العربي‪ ،‬عن طريق تبني هيكل بعض‬ ‫المقامات الهمدانية‪ ،‬وإعطائها شكال مسرحيا معاصرا‪ ،‬يمزج حصيلة المسرح‬ ‫االشتراكي بالتجارب األوروبية واألمريكية‪ ،‬لكن هذا ال ينسي الطيب الصديقي‬ ‫هويته‪ ،‬فهو يوظف هذا الموضوع‪ ،‬مستخدما وسائل الغناء والرقص واإليماء‪،‬‬ ‫وديكورا مبتكرا‪ ،‬سهل الحركة‪ ،‬غريب التكوينات‪ ،‬بحيث يتحول العرض إلى احتفال‬ ‫شعبي‪ ،‬يعيد أمجاد المسرح‪ ،‬ويخلق انسجاما‪ ،‬وصلة وصل بين الصالة والمسرح‪،‬‬ ‫دون أن يلهي المتفرج عن التأمل والتفكير في األعماق السياسيةللعمل المسرحي‪،‬‬ ‫ويمكن اعتباره كالمسرح الياباني‪ ،‬الذي يمتزج فيه التهريج بالفن‪ ،‬وفنون السيرك‬ ‫بالمسرح المعاصر‪ ،‬حيث تتحطم فيه جميع القواعد والتأطير الكالسيكي‪ ،‬حيث‬ ‫ال نجد أمامنا نصامحددا‪ ،‬بل هيكال لنصوص من المقامات‪ ،‬اختارها الصديقي‬ ‫نموذجا‪ ،‬يعرض من خالله جوانب من سلبيات اإلنسان‪ ،‬محاوال أن يسقط هذه‬ ‫السلبيات نفسها على إنسان العصر في العالم العربي بشكل خاص‪ ،‬إنه نص‬ ‫يأخذ تكوينه من نصتيه‪ ،‬ومن جمهوره‪ ،‬لكنه اليتخذ االرتجال المطلق سبيال‪.‬‬

‫ندوة ‪:‬‬

‫صورة المرأة في القصةضمن فعاليات‬ ‫المنتدى الجهوي األول للقراءة‬ ‫والكتاب بالقنيطرة‬

‫اختتمت مؤخرا فعاليات المنتدى األول‬ ‫للقراءة واإلبداع الذي نظمه “الراصد الوطني‬ ‫للنشر وال��ق��راءة” بمشرع بلقصيري‪ ،‬سيدي‬ ‫قاسم‪ ،‬سيدي سليمان‪ ،‬القنيطرة‪ ،‬بندوة دراسية‬ ‫بالمركب الثقافي – القنيطرة‪ ،‬في موضوع‬ ‫“ص��ورة المرأة في القصة “م��اذا تحكي أيها‬ ‫البحر” و”انكسار السراب” نموذجا” مع توقيع‬ ‫المجموعتين القصصيتين موضوع الندوة‪.‬‬ ‫وقد عرفت الندوة مشاركة الناقد‪/‬القاص‬ ‫حسن اليمالحي (تطوان) بورقة تحدث فيها‬ ‫عن سمات المرأة في المجموعة القصصية‬ ‫“ماذا تحكي أيها البحر” للقاصة فاطمة الزهراء‬ ‫المرابط من خالل تناولها لمواضيع الزواج‪،‬‬ ‫الطالق‪ ،‬الحلم‪ ،‬الحنين‪ ،‬حيث سعت المجموعة‬ ‫إلى حشد مجموعة من المواقف واآلراء التي‬ ‫تخص المرأة في سياق تفاعلها مع أسئلة‬ ‫الحياة وال��ذات والمجتمع وال��وج��ود‪ ،‬مشيرا‬ ‫إلى صورة المرأة من خالل المتن الحكائي‬ ‫للمجموعة‪:‬‬ ‫‪ - 1‬صورة المرأة بين الحلم والواقع‪:‬‬ ‫‪ - 2‬جمال المرأة بين الواقع والتخييل‪:‬‬ ‫‪ - 3‬صورة المرأة المتأملة‪:‬‬ ‫‪ - 4‬صورة الرجل لدى المرأة‪ ،‬وهي صور‬ ‫تمتح من الثقافة المغربية واإلنسانية‪ ،‬ومن‬ ‫خالل بعض نماذج المجموعة وتسعى إلى‬ ‫تعرية الواقع وما يتخلله من أعطاب واختالالت‬

‫وتعرية العقلية الذكورية للرجل والتأكيد على‬ ‫الواقع المرير الذي تعيشه المرأة في ظل مجتمع‬ ‫ذكوري‪.‬‬ ‫في حين ق��دم القاص‪/‬الناقد األستاذ‬ ‫الميلودي الوريدي (القصر الكبير) ورقة حول‬ ‫المجموعة القصصية “انكسار السراب” للقاصة‬ ‫زكية الحداد‪ ،‬تطرق فيها إلى بعض النماذج‬ ‫القصصية التي تجسد حضور المرأة (ن��زوة‪،‬‬ ‫انكسار‪ ،‬هاوية‪ ،‬عاصفة‪ ،‬جحود‪ )...‬وهي نصوص‬ ‫قصصية تشخص واقع المرأة المحرومة الحالمة‬ ‫بكسرة خبز‪ ،‬والمتصيدة التي لم تجد إال بحورا‬ ‫ملوثة لصنارتها والمستكينة لمعين اآلخر‪،‬‬ ‫والثائرة المشرعة آلالمها في وجه التسلط‬ ‫والتحكم ال��ذك��وري والمصدقة والمكافحة‬ ‫الزاهدة واألرملة المخلصة والواهبة لنفسها‬ ‫في سبيل اآلخرين‪ ،‬اللعوب‪ ،‬العنيدة‪ ،‬الملغية‪،‬‬ ‫المثقف ّة‪ ،‬المكبوتة‪ ،‬المسترجلة‪ ،‬مختتما ورقته‬ ‫بأن قصص المجموعة تعبر عن صوت المرأة‬ ‫ومعاناتها الخاصة ومحاولة نسج عالم خاص‬ ‫بها‪.‬‬ ‫وبعد االستماع إلى المداخلتين تناولت‬ ‫الكلمة القاصة فاطمة الزهراء المرابط للحديث‬ ‫عن تجربتها اإلبداعية تلتها كلمة القاصة‬ ‫زكية الحداد في السياق نفسه‪ ،‬وقد عرفت‬ ‫الندوة حضورا نوعيا من مبدعين ونقاد وطلبة‬ ‫ومهتمين بالشأن الثقافي ساهموا في النقاش‬ ‫ما شكل إضافة نوعية لموضوع الندوة‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬مار�س ‪2016‬‬

‫العدد ‪827‬‬

‫مبنا�سبة اليوم العاملي للمر�أة‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫نساء لهن دور في الدعوة اإلسالمية‬

‫‪ -‬د‪ .‬محمد كنون احل�سني‬

‫ـ‪2‬ـ‬ ‫تحدثنا في العدد الماضي عن خديجة بنت خويلد زوجة الرسول صلى اهلل عليه وسلم ووقفنا‬ ‫على دورها الريادي في نصرة اإلسالم ورسوله‪ ،‬ونقف اليوم على أسماء أخرى لنساء مسلمات رائدات‬ ‫كان لهن فضل الدفاع عن هذا الدين والنضال من أجل نشره‪ ،‬منهن أم المؤمنين عائشة بنت أبي‬ ‫بكر الصديق‪ ،‬زوج النبي صلى اهلل عليه وسلم ولدت ‪-‬رضي اهلل عنها‪ -‬سنة تسع قبل الهجرة‪ ،‬وُل ِّقبت‬ ‫بالصِّدِّيقة‪ ،‬واشتهرت بأم المؤمنين‪ ،‬وبالحميراء لغلبة البياض على لونها‪.‬‬ ‫عرفت بعلمها وكثرة األحاديث التي روتها عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فقد كان أكابر‬ ‫الصحابة يسألونها ويستفتونها‪ ،‬قال عطاء بن أبي رباح‪ :‬كانت عائشة ‪-‬رضي اهلل عنها‪ -‬من أفقه‬ ‫الناس‪ ،‬وأحسن الناس رأيًا في العامة‪ .‬وقال أبو موسى األشعري‪ :‬ما أشكل علينا حديث َق ُّ‬ ‫ط‪ ،‬فسألنا‬ ‫عنه عائشة ‪-‬رضي اهلل عنها‪ -‬إال وجدنا عندها منه علمًا‪ .‬وقال عروة بن الزبير بن العوام‪ :‬ما رأيت‬ ‫أحدًا أعلم بالحالل والحرام‪ ،‬والعلم‪ ،‬والشعر‪ ،‬والطب من عائشة أم المؤمنين رضي اهلل عنها‪.‬‬ ‫فقد قصد الناس بعد وفاة الرسول صلى اهلل عليه وسلم صحابته وأحفظ الناس لكتاب اهلل‬ ‫وحديث نبيه يستفتونهم في أمور دينهم‪ ،‬غير أن أعظم‬ ‫مدرسة شهدتها المدينة المنورة في ذلك الوقت هي‬ ‫زاوية المسجد النبوي التي كانت قريبة من الحجرة‬ ‫النبوية ومالصقة لمسكن زوج النبي صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم‪ ،‬كانت هذه المدرسة مثابة للناس‪ ،‬يقصدونها‬ ‫متعلمين ومستفتين حتى غدت أول مدارس اإلسالم‬ ‫وأعظمها أثرًا في تاريخ الفكر اإلسالمي‪ِّ ،‬‬ ‫ومعلمة هذه‬ ‫المدرسة كانت أم المؤمنين عائشة رضي اهلل عنها‪ .‬فقد‬ ‫تخرج من مدرسة أم المؤمنين عائشة ‪-‬رضي اهلل عنها‪-‬‬ ‫عددٌ كبير من سادة العلماء ومشاهير التابعين‪ ،‬ويضم‬ ‫مسند اإلمام أحمد بن حنبل بين طياته أكبر عدد من‬ ‫مروياتها رضي اهلل عنها‪ .‬توفيت رضي اهلل عنها سنة‬ ‫ثمانٍ وخمسين‪ ،‬ليلة الثالثاء لسبع عشرة ليلة خلت من‬ ‫رمضان‪.‬‬ ‫ومن هؤالء النساء الفاضالت أيضا أم المؤمنين زينب‬ ‫بنت صفية بنت عبد المطلب زوجة الرسول صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬التي كانت من اللواتي أسرعن في الدخول‬ ‫في اإلسالم‪ ،‬وكانت تحمل قلبا نقيا مخلصا هلل ورسوله‪،‬‬ ‫فأخلصت في إسالمها‪ ،‬وقد تحملت أذى قريش وعذابها‪،‬‬ ‫إلى أن هاجرت إلى المدينة المنورة مع إخوانها المهاجرين‪ ،‬وقد أكرمهم األنصار وقاسموهم‬ ‫منازلهم وناصفوهم أموالهم وديارهم ‪.‬‬ ‫وقد تميزت رضي اهلل عنها بمكانة عاليةوأخالق فاضلة‪ ،‬كانت سيدة صوامة قوامة‪ ،‬تتصدق بكل‬ ‫ما تجود بها يدها على الفقراء والمحتاجين والمساكين‪ ،‬وكانت تصنع وتدبغ وتخرز وتبيع ما تصنعه‬ ‫وتتصدق به‪ ،‬وهي امرأة مؤمنة تقية أمينة تصل الرحم ‪ .‬وهنالك العديد من المواقف التي تشهد‬ ‫على عطاء أم المؤمنين زينب‪ ،‬وتؤكد على جودها وكرمها‪ ،‬فعن عائشة – رضي اهلل عنها – قالت‪ :‬قال‬ ‫رسول اهلل‪ « :‬أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا» قالت ‪ :‬فكن (أمهات المؤمنين ) يتطاولن أيتهن أطول‬ ‫يدا‪ ،‬قالت ‪ :‬وكانت أطولنا يدا زينب ؛ ألنها تعمل بيدها وتتصدق ‪.‬وفي رواية أخرى‪ :‬قالت عائشة‪ :‬فكنا‬ ‫إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعد وفاة الرسول صلى اهلل عليه وسلم نمد أيدينا في الجدار نتطاول‪ ،‬فلم‬ ‫نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش ‪،‬وكانت امرأة قصيرة ولم تكن بأطولنا‪ ،‬فعرفنا حينئذ‬ ‫أن النبي صلى اهلل عليه وسلم إنما أراد طول اليد بالصدقة‪ ،‬وكانت زينب امرأة صناع اليدين‪ ،‬فكانت‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫تدبغ وتخرز وتتصدق به في سبيل اهلل‪ .‬وعن عائشة – رضي اهلل عنها – أيضا قالت‪ :‬كانت زينب‬ ‫تغزل الغزل وتعطيه سرايا النبي صلى اهلل عليه وسلم يخيطون به ويستعينون به في مغازيهم»‪.‬‬ ‫وحدثت برزة بنت رافع فقالت ‪ :‬لما خرج العطاء‪ ،‬أرسل عمر إلى زينب بنت جحش بالذي لها‪ ،‬فلما‬ ‫أدخل إليها قالت ‪ :‬غفر اهلل لعمر بن الخطاب‪ ،‬غيري من أخواتي كانت أقوى على قسم هذا مني‪ ،‬قالوا‪:‬‬ ‫هذا كله لك‪ ،‬قالت‪ :‬سبحان اهلل واستترت منه بثوب ثم قالت ‪ :‬صبوه واطرحوا عليه ثوبا‪ ،‬ثم قالت‬ ‫لي ‪ :‬ادخلي يديك واقبضي منه قبضة فاذهبي بها إلى بني فالن وبني فالن من ذوي رحمها وأيتام‬ ‫لها‪ ،‬فقسمته حتى بقيت منه بقية تحت الثوب فقالت برزة لها‪ :‬غفر اهلل لك يا أم المؤمنين واهلل لقد‬ ‫كان لنا في هذا المال حق‪ ،‬قالت زينب‪ :‬فلكم ما تحت الثوب فوجدنا تحته خمسمائة وثمانين درهما‪،‬‬ ‫ثم رفعت يدها إلى السماء فقالت ‪ :‬اللهم ال يدركني عطاء لعمر بعد عامي هذا ‪ .‬قالت عائشة فيها ‪:‬‬ ‫«لقد ذهبت حميدة‪ ،‬متعبدة‪ ،‬مفزع اليتامى واألرامل»‪ .‬قال ابن سعد – رحمه اهلل‪« : -‬ما تركت زينب‬ ‫بنت جحش – رضي اهلل عنها – درهما وال دينارا‪ ،‬وكانت تتصدق بكل ما قدرت عليه‪ ،‬وكانت مأوى‬ ‫المساكين »‪.‬‬ ‫ومن هؤالء النساء الفاضالت خولة بنت ثعلبة‪،‬‬ ‫إحدى النساء المؤمنات العارفات باهلل تعالى‪،‬كانت ً‬ ‫قوية‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ويُحكى أنها قابلت سيدَنا عمر بن‬ ‫وشجاعة‪،‬‬ ‫في الحق‬ ‫الخطاب‪ -‬رضي اهلل عنه‪ -‬بعد أن تولى خالفة المسلمين‬ ‫ولم تستدِر لتغادر طريق أمير المؤمنين‪ ،‬رغم أن الشيطان‬ ‫كان يستدير ويسلك طري ًقا آخر لو رأى في طريقه األول‬ ‫سيدنا عمر‪ ،‬ولما اعترضت طري َقه قالت له إنها شاهدته‬ ‫وهو صبي ثم وهو أحد أعالم اإلسالم ثم وهو أمير‬ ‫المؤمنين‪ ،‬وكانت بذلك ِّ‬ ‫ً‬ ‫بسيطا فال يدع‬ ‫تذكره بأنه كان‬ ‫الغرور يدخل قلبه‪ ،‬وطالبتْه بأن يتقيَ َ‬ ‫اهلل في الرعية وأن‬ ‫يعدل بينها‪ ،‬وفي ذلك الموقف ما يوضح جرأتَها في الحق‬ ‫ومعرفتَها بتعاليم الدين اإلسالمي التي ال تفرق بين‬ ‫المسؤول وبين الرعية وتعطي الرعية الحقَّ في توجيه‬ ‫رعاتهم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حريصة على بيتها وزوجها أكثر من‬ ‫كما كانت‬ ‫حرصها على أي شيء آخر‪ ،‬عم ً‬ ‫ال بالتعاليم اإلسالمية التي‬ ‫تدعو الرجل والمرأة إلى حماية الحياة األسرية‪ ،‬فلما كبُر‬ ‫زوجُها أوس بن الصامت في السن ضاق خل ُقه بفعل أمراض الشيخوخة‪ ،‬فكانت تعاشره بالحسنى‬ ‫وتتحمل كل ما يصدر منه‪ ،‬وقد أخبرت الرسول بذلك‪ ،‬لكنه ذات مرة بلغ به الضيق مبلغَه َّ‬ ‫فطلقها‬ ‫على طريقة الجاهلية في الظهار‪ ،‬وقال‪« :‬أنت عليَّ كظهر أمي»‪ .‬فتوجَّهت من تلقاء نفسها إلى‬ ‫الرسول صلى اهلل عليه وسلم وقصَّت عليه القصة كلها فأنزل اهلل تعالى على رسوله الكريم قرآنًا‬ ‫تادِ لُكَ يِف زَ ْو ِج َها َوت َْ�ش َتكِ ي‬ ‫يُتلى في أول سورة المجادلة؛ حيث قال تعالى‪َ « :‬ق ْد َ�سمِ َع الل َُّه َق ْولَ ا َّلتِي جُ َ‬ ‫ري» وأمرَها الرسول الكريم بأن تدفع زوجَها‬ ‫�إِلَى اللَّهِ َوالل َُّه َي ْ�س َم ُع حَ َ‬ ‫او َركُ َما �إ َِّن الل َ​َّه َ�سمِ ٌ‬ ‫يع َب ِ�ص ٌ‬ ‫ت ُ‬ ‫لعتق رقبة‪ ،‬لكنها قالت بأنه ال يملك‪ ،‬فأمرها بإطعام ‪ 60‬مسكينًا‪ ،‬فأخبرته بأنهما ال يملكان‪ ،‬حتى‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫تمسُّكها ببيتها‬ ‫أمرها بالتصدق بالتمر‪ ،‬وهنا تتضح سم ٌة أخرى من سمات خولة بنت ثعلبة‪ ،‬وهي‬ ‫وزوجها إلى النهاية وعدم تفريطها فيهما‪ ،‬حتى بعد أن شاخ زوجها واضطربت سلوكياته للدرجة‬ ‫التي ظاهرها فيها على أخالق الجاهلية دون أن يدرك أنه على الدين اإلسالمي‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫العلماء المعاصرون‪ :‬الشريعة اإلسالمية السبيل الوحيد لخالص البشرية‬

‫يقول الدكتور م‪.‬أهنو القنصل السابق لليبان في مصر‪( :‬إن المسلمين في مشارق األرض ومغاربها إذا‬ ‫مسّكوا بما جاء في القرآن الكريم من تعاليم‪ ،‬إن هذا سيكون سبباً في تقدمهم في نواحي الحياة اإلجتماعية‬ ‫واألدبية والدينية والسياسية‪ ،‬ألن القرآن الكريم قد جمع المدنيات قديمها وحديثها‪ ،‬وهو كتاب جامع شامل‪،‬‬ ‫ولقد طالعت فيه كثيراً ُ‬ ‫فأعجبت بما جاء فيه من حكم بالغات وتنظيم المعامالت‪ ،‬إني معجب كل اإلعجاب‬ ‫باهتمام المسلمين بأمر دينهم والعمل على رفعته‪ ،‬وهو إذا ساروا على هذا فإنهم ال شكّ واصلون إلى‬ ‫غايتهم التي يرجونها)‪.‬‬ ‫ويقول المستشرق اإلنكليزي البروفيسور نويل ج‪ .‬كولسون‪ ،‬أستاذ الفقه اإلسالمي بجامعة لندن‪( :‬ويصح‬ ‫النظر إلى الشريعة على أنها نظام قانوني متطور‪ ،‬ويتميز هذا النوع من القوانين السماوية عند مقارنتها‬ ‫بالقوانين المعتمدة على العقل اإلنساني بخاصيتين أساسيتين‪:‬‬ ‫ثمَ فإن معاييره ثابت ٌة ثبوتاً مطلقاً وليس ألي سلطة قانونية حق‬ ‫أوالهما‪ :‬أنه نظام ثابت ال يتبدل‪ ،‬ومن ّ‬ ‫تغييرها‪.‬‬ ‫ثانيهما‪ :‬أن الشريعة اإلسالمية المنزلة تمثل السمت الموحد لجميع الشعوب اإلسالمية‪ ،‬على حين أن‬ ‫االختالف سيكون هو النتيجة الحتمية لقوانين من العقل اإلنساني المتأثر بالظروف المحلية الخاصة والمعبّر‬ ‫عن احتياجات مجتمع معين‪.‬‬ ‫ويقول البروفيسور اإليطالي ـ إنريكو إنساياتو (‪1879‬ـ‪)1963‬م في كتابه (اإلسالم وسياسة الخلفاء)‪( :‬إذا‬ ‫كان اإلسالم في شكله ثابتا ال يتغيّر‪ ،‬فإنه مع ذلك يُساير مقتضى الظروف ويستطيع أن يتطور معها دون‬ ‫أن يتضاءل مهما مرت عليه األزمان لذلك فهو محتفظ بحيويته ومرونته وال يجوز قط أن يُهدم هذا الصرح‬ ‫العظيم من العلوم وال أن يُغفل شأنه أو تمسه يد بسوء‪ ،‬إنه أوجد للعالم أرسخ الشرائع ثباتًا وإنها لشريعة‬ ‫تفوق الشرائع األوروبية في كثير من التفاصيل)‪.‬‬ ‫ويقول األستاذ اإلنجليزي روم الندو‪ ،‬أستاذ الدراسات اإلسالمية في األكاديمية األمريكية للدراسات‬ ‫األسيوية وغيرها من الجامعات األمريكية (‪ ،)1899-1974‬في كتابه (اإلسالم والعرب)‪( :‬الواقع أن مجموعة‬ ‫الشرائع التي نشأت من طريق النظام والتنظيم اللذين أحدثهما اإلسالم‪ ،‬ليس لها ما يقابلها في القوانين‬ ‫الغربية التي انبثقت عن أنماط من السلوك متعارف عليها‪ ،‬ذلك بأن القانون في اإلسالم أُسس ‪ -‬منذ البدء‬

‫ تأسيساً مباشراً على الوحي اإللهي الذي تلقاه محمد‪ ،‬ومن هنا لم يكن في حاجة إلى االقتران بموافقة‬‫ً‬ ‫منزهة عن‬ ‫الجماعة‪ ،‬وبسبب من طبيعته اإللهية ‪ -‬وبالتالي المعصومة عن الخطأ ‪ -‬سنّ القرآن شرائع‬ ‫الضالل‪ ،‬مفروضاً في المؤمنين أن يعملوا بموجبها‪ ،‬ال كواجب اجتماعي ‪ -‬كما هي الحال في الغرب ‪ -‬لكن‬ ‫كجزء من اإليمان باهلل)‪.‬‬ ‫ويقول الدكتور روبرت د‪.‬كرين ‪ Robert d.Crane‬أستاذ القانون الدولي والمقارن ورئيس جمعية‬ ‫هارفارد للقانون الدولي ومستشار الرئيس األمريكي نكسون للشؤون الخارجية ونائب مدير مجلس األمن‬ ‫القومي في البيت األبيض سابقا وأحد أكبر الخبراء السياسيين في أمريكا (مواليد ‪1929‬م) في كتابه (نموذج‬ ‫للسياسة اإلسالمية)‪( :‬إن اإلسالم يحقق الحرية والعدل معاً وهما ما ينقص العالم وما تريده كل الشعوب)‬ ‫ويقول في كتابه (االستراتيجية الكاملة للعدل‪( :‬إن العدل وحقوق اإلنسان في الغرب تضيع‪ ،‬إنها مجرد شعارات‬ ‫زائفة وتمثيلية هزلية‪ ،‬وذلك ألن المبدأ الحاكم في الغرب هو النسبة والمصلحة التي تتضارب‪ ،‬بذلك يتم‬ ‫الكيل بمكيالين في داخل المجتمعات الغربية حقوق لطبقة األثرياء بينما ال عدل وحقوق للفقراء المسحوقين‪،‬‬ ‫أما في الخارج فهو عدل والحقوق لدول الغرب فقط وليس لشعوب العالم الثالث‪ ،‬أما اإلسالم فهو وحده الذي‬ ‫يحقق بالفعل حقوق اإلنسان والعدل‪ ،‬ألنه عدل مطلق وواحد وذلك ألنه زمر إلهي واهلل مطلق وواحد)‪.‬‬ ‫قال المستشرق النمساوي ألفرد فون كريمر ‪ -‬القنصل السابق للنمسا في مصر وبيروت (‪1928 - 1889‬م)‬ ‫ في فضل الفقه اإلسالمي وخصائصه من الناحية القانونية‪( :‬إن الفقه اإلسالمي هو أعظم عمل قانوني في‬‫تاريخ العالم‪ ،‬يفوق القانون الروماني وقانون حمورابي؛ نظراً لما فيه من حكمة إالهية وبناء منطقي هائل‪،‬‬ ‫لكن الفقه لم يسجل الشريعة في مواد قانونية محددة حتى ال يصيبها الجمود وتحتاج إلى تغيير‪ ،‬وإنما‬ ‫أبقى على مبادئ وأحكام عامة؛ ولذلك فهي صالحة لكل البشر في كل زمان ومكان) وقال‪( :‬إن اإلسالم ليس‬ ‫مجرد رسالة أخالقية وقيم روحية في الفراغ وإنما ال بد من تفعيلها وتحقيقها في المجتمع والدولة ألن وجود‬ ‫العقيدة في عقل وقلب مسلم بدون وجود دولة معناه الوقوع في الفوضوية‪ ،‬وبدون تحقيق اإلسالم في سلوك‬ ‫األفراد داخل المجتمع تصبح الحياة غابة‪ ،‬وإن فصل الدين عن الدنيا وعن السياسة والدولة هو قضاء على‬ ‫اإلسالم وعلى الدنيا وعلى الدولة)‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬مار�س ‪2016‬‬

‫العدد ‪827‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache7@hotmail.com‬‬

‫نوادر وطرائف من التراث العربي األصيل (‪)23‬‬ ‫ما أحوج المرء‪ ،‬في هذا الزمن الرهيب ذي الوجه الكئيب‪ ،‬إلى ما يبدد ظلمات غمه ويشع نورالبهجة في صدره‪ ،‬وهو يستمتع بقراءة ما سجله السابقون من مستملحات‬ ‫ونوادر وطرائف تعيد للنفس بعض االتزان‪.‬‬ ‫ومما يحفز القارئ على اقتناص فرصة شافية لتصفية المزاج‪ ،‬ما تزخر به خزانة الثقافة العربية من أمهات كتب أدبية وفكرية تتضمن كما هائال من النوادر والطرائف‪،‬‬ ‫المجسدة بشكل فني ساخر للحظات مشرقة تنطوي على فوائد ترفيهية ونقدية (اجتماعية‪ ،‬أدبية وسيا سية‪ ،)...‬ككتاب «األغاني» ألبي فرج اإلصفهاني‪ ،‬وكتاب «العقد‬ ‫الفريد» البن عبدربه‪ ،‬و«يتيمة الدهر» للثعالبي‪ ،‬و«المستطرف» لألشبيهي‪ ،‬و«نفح الطيب» للمقري‪ ،‬و«مروج الذهب» للمسعودي‪ ،‬و«المحاسن والمساويء» للبيهقي‪،‬‬ ‫و«عيون األخبار» البن قتيبة‪ ،‬و«صبح األعشى» للقلقشندي‪ ،‬وكتاب «األذكياء» البن الجوزي والجاحظيات عامة‪ ،‬وغيرها من الكتب والتراجم التي اليسع المجال لذكرها‪.‬‬ ‫وإحياء لهذا التراث الطريف التليد الذي يشخص لحظات عابرة عاشتها أقوام غابرة‪ ،‬نقدم للقارئ الكريم‪ ،‬وعبرسلسلة حلقات‪ ،‬باقة منتقاة من الطرائف والنوادرالتي‬ ‫اقتطفناها بعناية من حقل كتاب «أحلى الحكايا» وهو ـ من منشورات دارالكتب اللبنانية ـ لمؤلفه الباحث عبد األميرعلي مهنا‪ ،‬الذي يقول في مسك ختام مقدمة كتابه‬ ‫الذي أعده بأسلوب فكاهي ‪:‬‬ ‫«وتراثنا العربي مليء بالكتب التي تتناول الشخصيات الطريفة التي تدخل إلى األوساط الغنية المترفة واألوساط الفقيرة وقصور الملوك ومجالس الخلفاء والقادة‪،‬‬ ‫هذه الشخصيات التي وهبها الخالق البديهة والحساسية النقدية المرهفة التي تجعلها تلتقط أحداث الحياة وأحوالها العادية فتتحول على يديها إلى ضحك ونوادر مفعمة‬ ‫بروح النقد االجتماعي والخلقي واألدبي والسياسي‪.‬‬ ‫هذه الطرائف تصورلنا جوانب من الحياة االجتماعية عند العرب‪ ،‬أعددتها بأسلوب فكاهي شيق وممتع‪ ،‬آمال أن أكون وفقت إلى بعض مانشدت ومااجتهدت‪ ،‬واهلل‬ ‫الموفق»‪ .‬وأملنا أن يستفيد الالحقون مما خلفه السابقون من نوادر وطرائف التخلومن فائدة‪.‬‬ ‫فقراءة ممتعة ومفيدة‪.‬‬

‫�أخطب النا�س‬ ‫قال زياد يوماً لحارثة بن بدر‪ :‬من أخطب الناس؟ أنا أم أنت؟‬ ‫فقال‪ :‬األمير أخطب مني إذا ترعد ووعد‪ ،‬وأعطى ومنع‪ ،‬وبرق ورعد‪ ،‬وأنا أخطب منه في الوفادة وفي الثناء والتجير‪ ،‬وأنا‬ ‫أكذب إذا خطبتُ‪ ،‬فأحشو كالمي بزيادة مليحةٍ شهيّة‪ ،‬واألمير يقصد إلى الحقّ وميزان العدل‪ ،‬وال يزيد فيه شعيرة وال‬ ‫ينقص منه‪.‬‬ ‫فقال له زياد‪ :‬قاتلك اللهّ ‪ ،‬لقد أجدّت تخليص صفتك وصفتي من حيث أعطيت لنفسك الخطابة ك ّلها وأرضيتني‬ ‫وتخ ّلصت‪.‬‬ ‫ثم التفت إلى أوالده وقال‪ :‬هذا لعمركم البيان الصريح‪.‬‬

‫�أقنع احلما َر‬ ‫قال أحدهم‪ :‬سافرت مرّة إلى الشام عن طريق البرّ ومعي أعرابي استأجرت منه مركبي(‪ )1‬ومضّني طول السّفر‪ ،‬وبطء‬ ‫الدابة فأخذت أس ّلي نفسي بقول القطامي‪:‬‬ ‫قد يدلك المتأنّي بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الزلل‬ ‫فقال األعرابي‪ :‬ما زاد قائل هذا الشعر على أن يثبّط الناس عن الحزم وكان أولى به أن يزيد‪:‬‬ ‫وربّما ضرّ بعض الناس بطؤهم وكان خيراً لهم لو أنهم عجلوا‬ ‫فقلت‪ :‬أناشدك اللهّ أن تقنع حمارك بهذا الرأي لع ّله يسرع‪.‬‬

‫دمامة احلريري‬ ‫كان الحريري دميماً قبيح المنظر‪ ،‬وجاءه رجل يوما ليأخذ عنه‪ ،‬فاستزرى ما رأى من حقارة شكله ودمامة وجهه‪ ،‬ولمّا‬ ‫التمس منه أن يملي عليه‪ ،‬وقد أدرك الحريري ما كان يدور في خلده قال له‪ :‬أكتب‪:‬‬

‫ســار غــرّة قمـــر‬ ‫ما أنــت أول‬ ‫ٍ‬ ‫فاختر لنفسك غيري إنني رجــلٌ‬

‫فخجل الرجل وانصرف‪.‬‬

‫ورائـد أعجبتــه خضـــرة الدّمـــن‬ ‫مثل المعيديّ فاسمع بي وال ترني‬

‫لثغة ابن ُمقلة‬

‫كان في لسان ابن مُقلة الكاتب لثغة بالراء كلثغة واصل بن عطاء‪ ،‬وأراد أحدهم مرّة أن يُحرجه فطلب منه أن يقرأ‬ ‫أمام أحد األمراء الرّقعة التالية‪:‬‬ ‫«أمر أمير األمراء بأن تحفر بئر على قارعة الطريق ليشرب منها الشارب والوارد» فكره أن يظهر ما في لفظه من عيب‬ ‫فقرأ كما يلي‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫حكم حاكم الحكام بأن يجعل جُبّ على حافة الوادي ليستقي منه الغادي والبادي‪.‬‬

‫قال‪ :‬إذا ولدت من مثلك‪.‬‬ ‫قال‪ :‬كنت شؤوماً على أخوتك دفنتهم وبقيت‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أعجبني كثرة عمومتي‪.‬‬ ‫قال‪ :‬ال يجنى من الشوك العنب‬

‫خرج حاتم الطائي في الشهر الحرام يطلب حاج ًة‪ ،‬فلما كان في أرض عنزة ناداه أسير لهم‪ :‬يا أبا سفانة‪ ،‬أكلني اإلسار‬ ‫والقمل‪.‬‬ ‫للهّ‬ ‫قال‪ :‬ويلك‪ ،‬وا ما أنا في بالد قومي‪ ،‬وما معي شيء‪ ،‬وقد أسأت إليّ إذ نوّهت باسمي‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وساوم العنزيين فاشتراه منهم وقال‪ :‬خ ّلوا سبيله وأنا أقيم مكانه في قيده حتى أُؤدي فداءه‪ .‬ففعلوا‪ ،‬فأتيَ بفدائه‪.‬‬

‫(‪)1‬‬

‫هذا وال ذاك‬ ‫قال األصمعي‪ :‬بينما أنا في طرف البصرة رأيت كنّاسا يعمل وهو يردّد‪:‬‬

‫فإيـاك والسكنـــى بمسكن ذ ّلـةٍ‬ ‫فنفسك أكرمها وإن ضاق مسكنٌ‬

‫ابن عاق‬ ‫كان لحنظلة النميري ابن عاق يقال له مرّة‪ .‬فقال له يوماً‪ :‬إنك لمرّ يا مرّة‪ ،‬قال‪ :‬أعجبتني حالوتك يا حنظلة‪.‬‬ ‫قال إنك خبيث كاسمك‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أخبث منّي من سمّاني‪.‬‬ ‫قال‪ :‬كأنك لست من الناس‪.‬‬ ‫قال‪ :‬من اشابه أباه فما ظلم‪.‬‬ ‫قال‪ :‬ما أحوجك إلى أدب‪.‬‬ ‫قال‪ :‬الذي رباني أحوج منّي‪.‬‬ ‫قال‪ :‬عقمت أم ولدتك‪.‬‬

‫تعدّ مسيئ ًا فيه إن كنت مُحسنا‬ ‫عليك بها فاطلب لنفسك مسكنا‬

‫فقلت له‪ :‬واللهّ ما بقي عليك من الهوان شيء إ ّال وقد أهنتها فيه‪ .‬فماذا أبقيت لها من الكرامة وأنت كنّاس؟‬ ‫فنظر إليّ نظرة المنكر وقال‪ :‬واللهّ لكنسُ ألف كنيفٍ أحسن من القيام ساع ًة على باب مثلك‪.‬‬

‫�سواء‬ ‫ليت عينيه ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بثوب ليقطع منه قميصاً‪ ،‬فقال له‪ :‬واللهّ ُألفضلنه لك تفصي ًال ال يدرى أقميص هو أم قباء‪ .‬ففعل‬ ‫رُوي أن رجال جاء خياطا ٍ‬ ‫للهّ‬ ‫ً‬ ‫ذلك‪ ،‬فقال له صاحب الثوب‪ :‬وأنا وا ألدعون لك دُعا ًء ال يدرى ألك هو أم عليك‪ .‬وكان الخيّاط أعور ويُدعى ِبشرا‪ ،‬قال‪:‬‬

‫خاط لي بشرٌ قبا ْء ليت عينيه سوا ْء‬

‫فقال له بشر‪ :‬ولكل امرئ ما نوى‪.‬‬

‫للعرب يف الغيالن �أخبار طريفة‪.‬‬ ‫العرب يزعمون أن الغول يتغوّل لهم في الخلوات‪ ،‬ويظهر لخواصهم في أنواع من الصور‪ ،‬فيخاطبونها وربما ضيفوها‪،‬‬ ‫قد أكثروا من ذلك في أشعارهم وباألخص تأبط شراً‪ .‬ويزعمون أن رجليها رجال عنز‪ ،‬وكانوا إذا اعترضتهم الغول في الفيافي‬ ‫يرتجزون ويقولون‪:‬‬

‫يا رجل عنز انهقي نهيقا‬

‫�إن مل يكن بال ّلني كان بغريه‬ ‫أقبل الحطيئة الشاعر في ركب من بني عبس حتى بلغ المدينة‪ ،‬فأقام فيها مدّة‪ ،‬فقال له أصحابه يوماً‪ :‬لقد أملقنا‪،‬‬ ‫فلو وجدت لناشريفاً في هذه البلدة يقرينا‪ ،‬فأتى خالد بن سعيد بن العاص‪ ،‬فاعتذر‪ ،‬فتركه ولم يعد الكالم فارتاب به خالد‪،‬‬ ‫فأرسل يسأل عنه‪ ،‬فأخبر أنه الحطيئة‪ ،‬فاستعاده‪ ،‬فقعد الحطيئة ال يتك ّلم‪ ،‬فأراد خالد أن يستفتحه الكالم فقال له‪:‬‬ ‫من أشعر الناس؟‬ ‫قال‪ :‬الذي يقول‪:‬‬ ‫ومن يجعل المعروف من دون عرضه يفره ومن ال يتّق الشتم يشتم‬ ‫فقال خالد لبعض جلسائه‪« :‬هذه بعض عقاربه»‪ ،‬وأمر للحطيئة بما أرضاه‪.‬‬

‫مروءة حامت‬

‫لن نترك السبسب والطريقا‬

‫الغول تتلون وت�ضلل‪:‬‬ ‫وذلك أنها كانت تتراءى لهم في الليالي وأوقات الخلوات‪ ،‬فيتوهمون أنها إنسان فيتبعونها‪ ،‬فتزيلهم عن الطريق التي‬ ‫هم عليها‪ ،‬وتتيههم‪ .‬وكان ذلك قد اشتهر عندهم وعرفوه‪ ،‬فلم يكونوا يزولون عما كانوا عليه من القصد‪ ،‬فإذا صيح بها‬ ‫على ما وصفنا شردت عنهم في بطون األودية ورؤوس الجبال‪.‬‬ ‫وقد ذكر جماعة من الصحابة ذلك‪ ،‬منهم عمر بن ّ‬ ‫الخطاب‪ ،‬رضي اهلل عنه أنه شاهد ذلك في بعض أسفاره إلى الشام‪،‬‬ ‫وأن الغول كانت تتغول له‪ ،‬وأنه ضربها بسيفه‪ ،‬وذلك قبل ظهور اإلسالم‪ ،‬وهذا مشهور عندهم في أخبارهم‪.‬‬ ‫وقد حكي عن بعض المتفلسفين أن الغول حيوان شاذ من جنس الحيوان مُشَوَّه لم تحكمه الطبيعة‪ ،‬وأنه لما خرج‬ ‫منفرداً في نفسه وهيئته توحش في مسكنه‪ ،‬فطلب القفار‪ ،‬وهو يناسب اإلنسان والحيوان في الشكل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ويتمثل في ضروب من الصور‪ ،‬ذكراً كان أو‬ ‫وزعمت طائفة من الناس أن الغول اسم لكل شيء يعرض للمسافرين‪،‬‬ ‫أنثى‪ ،‬إال أن أكثر كالمهم على أنه أنثى‪.‬‬ ‫وكانت العرب قبل اإلسالم تزعم أن الغيالن توقد بالليل النيران للعبث والتحيّل وإخالل السابلة‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ )1‬اإلسار‪ :‬األسر‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪827‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)733‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬مار�س ‪2016‬‬

‫«اإلدارة االستعمارية اإلسبانية‬ ‫بالمغرب الخليفي»‬

‫تابع األستاذ خالد بويقران سلسلة إصداراته المتخصصة‬ ‫في تحوالت األوضاع العامة بمنطقة المغرب الخليفي خالل‬ ‫عهد االستعمار اإلسباني‪ ،‬بإصدار كتاب «اإلدارة االستعمارية‬ ‫اإلسبانية بالمغرب الخليفي ‪ :‬بين التطور وخدمة المصالح‬ ‫االستعمارية ( ‪ ،») 1956 – 1912‬وذلك سنة ‪ ،2015‬في ما‬ ‫مجموعه ‪ 111‬من الصفحات ذات الحجم المتوسط‪ .‬ويمكن‬ ‫القول إن هذا العمل يعتبر امتدادا لألفق العام الشتغال الباحث‬ ‫بويقران‪ ،‬حسب ما جسده إصداره األول الذي رأى النور تحت‬ ‫عنوان «االستعمار اإلسباني بالمنطقة الخليفية ‪ :‬بين آليات‬ ‫التدخل ومخطط الهيمنة» ( ‪ ،) 2015‬وهو اإلصدار الذي رسم‬ ‫سقف االشتغال لدى الباحث بويقران وحدود التجديد في مجال‬ ‫التعاطي مع واقع االستعمار اإلسباني للمغرب‪ .‬ولقد لخص‬ ‫المؤلف األبعاد العامة لهذا السقف‪ ،‬عندما قال في كلمته‬ ‫التقديمية ‪ « :‬تطرقنا في هذه الدراسة إلى أهمية الظاهرة‬ ‫اإلصالحية التطورية للهيكلة اإلدارية االستعمارية‪ ،‬حيث‬ ‫توقفنا عند العالقة بين المغرب وإسبانيا خالل فترة الحماية‬ ‫‪ .1956 – 1912‬حيث لم تكن سنوات الحماية فترة تحول‬ ‫عادي في تاريخ إسبانيا ومعها المغرب‪ ،‬عبر العالقة بالعمل‬ ‫االستعماري‪ .‬فالزمة التحول التي كانت لصيقة باألوضاع‬ ‫الداخلية اإلسبانية لم تترك المجال مفتوحا ألي خيار للمغرب‬ ‫الخليفي إال الخضوع لسنة التأثر بالخصوصية القانونية من‬ ‫جهة أولى‪ ،‬ومن جهة ثانية بمظاهر التناقض الذي طبع نية‬ ‫اإلدارة االستعمارية المركزية والمحلية بشمال المغرب ‪...‬‬ ‫طورت مؤسسة الحماية اإلسبانية جهاز المفوضية السامية‬ ‫ومعه جهاز المخزن الخليفي‪ ،‬وربطت اإلدارة المركزية بالشأن‬ ‫االستعماري‪ ...‬تحولت اإلدارة العامة للمستعمرات خالل هذه‬ ‫الفترة إلى سكرتارية تقنية للمغرب‪ ،‬وهو ما عكس ضعف‬ ‫االهتمام به خالل المرحلة التي عمر فيها هذا الجهاز ارتباطا بتحوالت النظام السياسي بإسبانيا‪،‬‬ ‫وبالضبط مع وصول الجنرال فرانكو إلى السلطة ‪ ( »...‬ص ص‪.) 7 – 6 .‬‬ ‫ولالستجابة لهذا األفق العام في الدراسة وفي التجميع‪ ،‬حرص المؤلف على توزيع مضامين‬ ‫بحثه بين بابين متكاملين‪ ،‬اهتم أولهما بالبحث في تحوالت بنية اإلدارة االستعمارية اإلسبانية‪،‬‬ ‫مبرزا الحيثيات المرتبطة بإنشاء مؤسسات مركزية في تصريف هذه السياسة االستعمارية‬ ‫على األرض المغربية‪ ،‬وعلى رأسها «اإلدارة العامة للمغرب والمستعمرات» ثم «السكرتارية‬ ‫التقنية للمغرب»‪ .‬وفي الباب الثاني‪ ،‬استفاض المؤلف في تجميع الوقائع والنصوص القانونية‬ ‫المؤطرة للجهاز اإلداري االستعماري المحلي بالمغرب الخليفي‪ ،‬وعلى رأسه المفوضية السامية‬ ‫أوال ثم جهاز المخزن الخليفي ثانيا‪ .‬وفي كل هذه التفرعات اإلدارية للموضوع‪ ،‬ظل المؤلف‬ ‫وفيا لنهجه في تجميع النصوص التشريعية وفي تصنيفها في إطار الفصول المركزية المؤطرة‬

‫العدد ‪ 25‬من مجلة روافد ثقافية المغربية‬

‫ما جدوى األدب اليوم؟‪!! ‬‬ ‫صدر مؤخرا العدد ‪ 25‬من مجلة روافد ثقافية المغربية التي‬ ‫تديرها الشاعرة فاطمة الميموني‪.‬‬ ‫وقد تضمن العدد ملفا يضم بعض كتابات الراحل محمد‬ ‫العربي المساري التي سبق أن نشرها بالمجلة ـ ورسالة مهمة‪ ،‬لم‬ ‫يسبق نشرها‪ ،‬كتبها الراحل للزعيم عالل الفاسي‪.‬‬ ‫وتمحور ملف العدد حول موضوع « ما جدوى األدب اليوم؟‪»!! ‬‬ ‫قدم الملف السوسيولوجي المغربي أحمد شراك وشارك‬ ‫فيه كل من األكاديمي جمال بوطيب من خالل حوار أجرته معه‬ ‫مديرة المجلة فاطمة الميموني وثلة من الباحثين والمبدعين‬ ‫واألكايدميين المغاربة‪ :‬محمد أمنصور وعبد الرحيم جيران ويحيى‬ ‫عمارة وزهرة زيراوي ومحمد يحيى قاسمي ‪.‬‬ ‫وفي مقاالت كتب الباحث محمد الصبان « مالحظات أولية‬ ‫حول سلطة الصورة‪».‬‬ ‫و في الرافد األدبي نقرأ للمبدعين محمد علي الرباوي وأحمد‬ ‫بوزفور وأمينة المريني ومحمد عز الدين التازي وقيصر عفيف وعبد‬ ‫الحميد الغرباوي وحميد ركاطة‪ ،‬كما يستضيف الناقد عبد اللطيف‬ ‫الوراري الشاعر المغربي عبد الكريم الطبال مستعيدا أطرافا من‬ ‫سيرته الذاتية ‪.‬‬ ‫كما تضمن العدد حوارا أجراه القاص إدريس الواغيش مع المبدع أحمد بوزفور ‪.‬‬ ‫وفي خارج النسيان كتب الباحث أسامة الزكاري عن الراحل عبد الصمد العشاب ‪.‬‬ ‫وفي الرافد الفني‪ ،‬استضاف الفنان سعيد الشقيري التشكيلي محمد أحمد العمراني‪ ،‬كما شارك كل الناقد عبد‬ ‫اللطيف البازي والباحث سليمان الحقيوي بكتابات نقدية حول بعض األعمال السينمائية ‪.‬‬ ‫وفي باب تجارب استضافت فاطمة الميموني الشاعرة مليكة العاصمي في حوار مطول كشفت فيه الضيفة عن‬ ‫بعض مسارب تجربتها الغنية والمتعددة‪ ،‬كما احتفى العدد بتجربتها احتفاء ساهم فيه كل من الباحثين عبد القادر‬ ‫اإلدريسي‪ ،‬ويحيى بن الوليد‪ ،‬وكنزة الغالي‪ ،‬وعبد الرحمن مجيد الربيعي‪.‬‬ ‫هذا باإلضافة إلى « أصوات» المخصصة إلبداعات الشباب واألعمدة الثابتة لكل من االسوسيولوجي أحمد‬ ‫شراك والناقد محمد مشبال والتشكيلي بوعبيد بوزيد‪.‬والمسرحي رضوان احدادو واألديب عبد اهلل بن أحمد الفيفي‪.‬‬ ‫وتغطية لبعض أنشطة منتدى روافد‪.‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫لمتن الكتاب‪ .‬وبذلك استطاع تقديم متن توثيقي يقدم‬ ‫غزارة استثنائية في المعطيات التقنية‪ ،‬مع غياب بعد تحليلي‬ ‫أو تركيبي لتداخل الرؤى اإلسبانية مع نظيراتها المغربية‬ ‫بخصوص قراءة واقع هذه الرؤى وإمكانيات استغاللها كأرضية‬ ‫لتقديم قراءة تاريخية تركيبية وتحليلية ونقدية تتجاوز منطق‬ ‫التجميع التقني حسب ما حددنا معالمه في تقديمنا السابق‬ ‫لكتاب «االستعمار اإلسباني بالمنطقة الخليفية»‪ .‬ومرة أخرى‪،‬‬ ‫نجد أنفسنا أمام حقيقة غير علمية‪ ،‬تتمثل في الغياب الكلي‬ ‫للوثائق الخام الضرورية لتشريح األجهزة اإلدارية الكولونيالية‬ ‫اإلسبانية للمرحلة المعنية بالدراسة‪ ،‬إلى جانب غياب كلي‬ ‫للوثائق المغربية ذات الصلة والموزعة بين األفراد والقبائل‬ ‫والزوايا وبعض الجمعيات واإلطارات المدنية‪ .‬ويتعلق األمر –‬ ‫أساسا – بالمراسالت اإلدارية اإلسبانية والمخزنية‪ ،‬إلى جانب‬ ‫المؤسسات المغربية غير الرسمية مثل األحزاب والجمعيات‬ ‫ومعاهد التعليم والمجالس المحلية والمحاكم والمستشفيات‬ ‫‪ ...‬أضف إلى ذلك‪ ،‬الغياب الكبير للكتابات المغربية التي‬ ‫اهتمت بالموضوع‪ ،‬إما بشكل جزئي أو كلي‪ ،‬حيث ال نقف –‬ ‫إطالقا – في كتاب األستاذ بويقران على نتائج تنقيبات الرواد‬ ‫المؤسسين من أمثال محمد بن عزوز حكيم وعبد العزيز خلوق‬ ‫التمسماني ومحمد داود ‪ ...‬وهي المالحظة التي ال شك وأنها‬ ‫تمس بالمصداقية العلمية للعمل‪ ،‬حسب ما سبق أن أوضحنا‬ ‫أبعاده في تقديمنا لإلصدار «اآلخر» لألستاذ خالد بويقران‪.‬‬ ‫ باختصار‪ ،‬ال يمكن للكتابة التاريخية أن تتحول إلى‬ ‫سجل تقني أو إحصائي للوقائع وللظواهر المدروسة‪ ،‬بل هي‬ ‫تركيب وتحليل في إطار تفاعلي‪ ،‬يجعل المعرفة التاريخية‬ ‫تتأسس على قواعد النقد التاريخي في مستوياته الداخلية‬ ‫والخارجية المتداخلة‪ .‬وال يمكن ألي عمل تجميعي تقني أو‬ ‫إحصائي أن يغني الباحث عن جهود التحليل والتفكيك ثم إعادة تركيب الخالصات في إطار‬ ‫نسقي يحترم مكتسبات البحث العلمي وشروطه اإلجرائية المؤطرة‪ .‬بمعنى‪ ،‬أنه ال مجال للحديث‬ ‫عن كتابة تاريخية محكمة بدون استغالل التجديد المنهجي الواسع الذي حققته ‪ /‬وتحققه‬ ‫المدارس التاريخية العالمية الراهنة‪ .‬أما االدعاء بتواري اإلطار المنهجي‪ ،‬وبنزوع كل موضوع‬ ‫بحث نحو وضع منهجه الخاص به كما يتضح من خالل إصداري األستاذ بويقران‪ ،‬فذاك أمر ال‬ ‫يعمل إال على غض االنتباه عن نتائج الطفرات الهائلة التي حققها مجال علم التاريخ‪ ،‬داخل‬ ‫المغرب وخارجه‪ .‬فالتاريخ‪ ،‬على األقل منذ عهد ابن خلدون‪ ،‬لم يعد مجرد تجميع إخباري خالص‪،‬‬ ‫بل تحول إلى تحليل تركيبي قادر على تفسير ميكانزمات التحول في الزمان وفي المكان‪ ،‬من‬ ‫أجل وضع جسور التحليل الناظم للممكنات الثالث للدراسة التاريخية النسقية‪ ،‬استثمارا لغنى‬ ‫الماضي‪ ،‬ورصدا لتحوالت الحاضر‪ ،‬واستشرافا إلمكانيات المستقبل‪.‬‬

‫مجلة الصقيلة في عددها الثاني‬ ‫عن منشورات «الراصد الوطني للنشر‬ ‫والقراءة»‪ ،‬صدر العدد الثاني من مجلة‬ ‫«الصقيلة» (مجلة أدبية شهرية تعنى‬ ‫باإلبداع والنقد)‪ ،‬وهي خطوة ثانية – كما‬ ‫جاء في افتتاحية العدد ‪ -‬تؤشر على المنحى‬ ‫الذي ارتضيناه في «الصقيلة» باقة إبداعية‬ ‫نسعى من خاللها إلى ردم الفجوة الغائرة‬ ‫بين المبدع للجمال والمتلقي المتحفز له‪،‬‬ ‫معيارنا الوحيد في ذلك انتسابه إلى اإلبداع‬ ‫بما هو خلق وابتكار واندفاع نحو األجمل‬ ‫واألعمق‪.‬‬ ‫توزعت صفحاتها بين اإلبداع والنقد‪،‬‬ ‫حيث نجد في اإلبداع‪« :‬مقام الجرح» (نجاح‬ ‫إبراهيم)‪« ،‬الجمعة ‪( »13‬علي الوكيلي)‪،‬‬ ‫«رأسي علبة كبريت» (سميرة بورزيق)‪،‬‬ ‫«مقامُ البوح‪ :‬ال ْ‬ ‫تَذهَبي بَعيدا» ( الحسن‬ ‫كامح)‪« ،‬اإلعالن األخير عن توبة ال تلزم»‬ ‫(عبد الرحيم هري)‪« ،‬قناع» ( ياسين الحراق)‪،‬‬ ‫وفي النقد‪« :‬سيميوطيقا الفن العالمة‬ ‫بين اآللـة والجسـد» (محمد الكرافس)‪،‬‬ ‫«الخطاب‪ ..‬المصطلح والمفهوم» (د‪.‬‬ ‫بوطيبان آسية)‪« ،‬مورفولوجية الحكاية‬ ‫الشعبية الدرعية» (عبد الكريم الفزني)‪،‬‬ ‫كما نجد ضمن مواد العدد حوار مع‬ ‫القاص يوسف أبو طه‪ ،‬وفي الترجمة‪« :‬هل‬ ‫بإمكاننا الكتابة عن معاناة اآلخرين؟»‬ ‫(محمد الجرطي)‪ ،‬وفي مشاتل – نصوص‬ ‫إبداعية لألقالم الناشئة – «بصمة أمل»‬ ‫(كلثوم بن الشتوي)‪« ،‬السجين» (هدى أبو‬ ‫النور)‪« ،‬وضعية» (إسماعيل الفغلومي)‪،‬‬ ‫«السرمدي» (المهدي العلوي)‪ ،‬ومبدعون‬ ‫في الذاكرة مع المبدع الراحل أحمد غيالن‪،‬‬ ‫إضافة إلى متابعات وإصدارات جديدة‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬مار�س ‪2016‬‬

‫العدد ‪827‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)298‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫من يوقف هذا المقاول عند حدّه ؟‬

‫توصلت الجريدة بشكاية مشتركة موجهة إلى رئيس المجلس البلدي بالعرائش‪ ،‬تحمل توقيع‬ ‫كل من السيد السعيد أبا حسين البائع المتجول ‪ -‬حي الناظور بالعرائش‪ ،‬والسيد البشير النقموش‬ ‫منظف األواني بالمقهى ‪ -‬حي الناظور بالعرائش‪ ،‬يطالبان فيها المسؤول األول عن الجماعة الحضرية‬ ‫بالعرائـش بالتدخـل الفـوري‪ ،‬لرفع الحيف والظلم الذي يطالهـم‪ ،‬من المقـاول صاحب المشاريــع‬ ‫بالعرائـش المدعو (إ‪ .‬ب) الذي يمنعهم بالقوة من اإلستفادة من حقهما في بناء مسكنهما في الملك‬ ‫المسمى “الدولة الع ‪ ”1215 -‬ذي الرسم العقاري عدد ‪ 36/22021‬الكائن بمدينة العرائش حي الناظور‪،‬‬ ‫استفاد منها ومجموعة من ساكني دور الصفيح في إطار البرنامج الوطني لمحاربة دور الصفيح‪ ،‬حيث‬ ‫قامت السلطات بهدم تلك البراريك التي كانت موجودة لمدة أكثر من ‪ 50‬سنة حسب الشكاية‪ ،‬حيث‬ ‫قام المستفيدون بجميع اإلجراءات‪ ،‬ورغم توفرهم على الوثائق‪ ،‬منذ أزيد من سنة‪ ،‬لم يتمكنا من الشروع‬ ‫في بناء مسكنهما نظرا العتراض المقاول المذكور بمنعهما من البناء‪ ،‬مستعمال القوة ‪-‬حسب الشكاية‪-‬‬ ‫منصبا بذلك نفسه كسلطة وصية‪ ،‬ورغم أنهما يتوفران على جميع الوثائق ‪ :‬شهادة االستفادة‪ ،‬وشهادة‬ ‫الهدم‪ ،‬وتصاميم البناء‪ ،‬ورخص البناء‪ ،‬وشهادة الملكية من المحافظة العقارية‪ ،‬والتي تتوفر الجريدة‬ ‫على نسخ منها‪ ،‬لم يستطيعا لحد اآلن أن يبنيا مسكنيهما بفعل اعتراض سبيلهما المقاول المذكور‪.‬‬ ‫ومن هذا المنبر يلتمس المتضرران من رئيس المجلس البلدي لمدينة العرائش بالوقوف إلى‬ ‫جانبهما‪،‬إلحقاق الحق وتمكينهما من قطعتهما األرضية التي لهما الحق في بنائها بعد هدم براكتيهما‪،‬‬ ‫وأصبحا في العراء هما وأسرتهما‪.‬‬ ‫ولإلشارة فقد تم بعث عدة شكايات بالترامي على أرض الدولة بحي الناظور من طرف مستفيدين‬ ‫آخرين من دور الصفيح في هذا الحي‪ ،‬ضد المقاول المذكور ‪ ،‬وال من مجيب‪ ،‬مما يطرح عدة تساؤالت‬ ‫حول من يحمي هذا المنعش العقاري؟‪ .‬ومن سيوقفه عند حده؟‪.‬‬

‫م‪ .‬الحراق‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫قضية غريبة لعون سلطة بطنجة‪ :‬‬ ‫من يمنع رسائله من الوصول‬ ‫إلى يد السيد الوالي ؟‬

‫في ظروف غامضة‪ ،‬تم توقيف عون سلطة (مقـدم حضري ) متــزوج وأب لطفلين‪ ،‬كان تم تعيينه‬ ‫بالملحقـة اإلدارية الثانية‪ ،‬بتاريخ ‪ 01‬دجنبر من سنة ‪ ،2010‬قبل أن يجد نفسه متخلى عنه‪ ،‬دون موجب‬ ‫قانوني‪ ،‬إذ لم يتوصل إلى حد كتابة هذه السطور بأي قرار أو وثيقة‪ ،‬تثبت سبب فصله عن العمل‪ ،‬رغم‬ ‫مرور حوالي ثالث سنوات على “المشكل اللغز” الذي اختلقه له مسؤولون‪ ،‬إذ عانى خاللها كثيرا‪ ،‬فهو‬ ‫كان موقوفا‪ ،‬بالشفوي‪ ،‬في نظر بعضهم‪ ،‬ومحسوبا على اإلدارة‪ ،‬بقوة القانون‪ ،‬في نظر البعض اآلخر‬ ‫الذي كان يعطي له تعليمات بخصوص التحاقه بمكان معين وقيامه بمهمة ما!‬ ‫وعن تفاصيل القصة‪ ،‬يتذكر الضحية “كريم اليعقوبي “أنه خالل أواخر سنة ‪ ،2012‬وفي إطار‬ ‫الحركة المعمول بها في صفوف رجال السلطة‪ ،‬تم تعيين قائد جديد على رأس الملحقة اإلدارية‬ ‫المذكورة‪ ،‬رحب به جميع الموظفين واألعوان‪ ،‬حيث حدد المسؤول الجديد موعدا لالجتماع بهم في‬ ‫اليوم الموالي‪ ،‬قبل أن يحصل منه الضحية على إذن بإمكانية تأخره شيئا ما عن االجتماع‪ ،‬بسبب ظروف‬ ‫له‪ ،‬خاصة وطارئة‪ ،‬األمر الذي استجاب له المسؤول‪.‬‬ ‫وفي يوم االجتماع‪ ،‬حضر عون السلطة المعني‪ ،‬متأخرا شيئا ما‪ ،‬كما تم االتفاق على ذلك‪ ،‬لكن‬ ‫بمجرد دخوله مكتب القائد‪ ،‬حتى طرده هذا األخير‪.‬وبعد انتهاء االجتماع‪ ،‬يقول العون أنه حاول الدخول‬ ‫عنده من جديد‪ ،‬ليسمع من هذا المسؤول وابال من الشتائم والسباب‪ ،‬طالبا منه ‪ « :‬أن يغيّب عنه‬ ‫وجهه وأن اليريه إياه‪ ،‬ال في مكتبه وال بداخل بناية هذه الملحقة ‪ » !.‬هذا هو أصل المشكل واللغز‬ ‫المحير‪ ،‬يضيف العون في تصريحه للجريدة‪ ،‬والذي تساءل يومها في حيرة من أمره‪ « :‬لماذا عاملني بهذا‬ ‫الشكل‪ ،‬بيد أنه مسؤول حديث العهد بهذه الملحقة‪ ،‬ولم يسبق له التحدث معي‪ ،‬بل ولم أعمل تحت‬ ‫إمرته‪ ،‬ولو ليوم واحد‪.‬؟ » بعد هذه الواقعة‪ ،‬غاب الضحية عن األنظار‪ ،‬لفترة معينة‪ ،‬لم يتخل خاللها عن‬ ‫تكليف من يتدخل له‪ ،‬بين الفينة واألخرى‪ ،‬وذلك من أجل إصالح ذات البين‪ ،‬ولمعرفة سبب هذا العداء‬ ‫المجاني‪ ،‬غير أن جواب المسؤول المعني كان مفاده ـ دائما ـ هو أنه اليريد رؤية وجه الضحية‪ ،‬فمابالك‬ ‫أن يسمح له بالعمل تحت إمرته‪.‬؟ والمثيرفي األمر‪ ،‬يشير الضحية إلى أنه بتاريخ ‪ 29‬أبريل ‪ 2013‬عاد‬ ‫مجددا إلى الملحقة اإلدارية‪ ،‬من أجل معرفة سبب الطرد الذي حيره‪ ،‬وبينما هو واقف في انتظار اإلذن‬ ‫بدخوله إلىمكتب القائد‪ ،‬خرج هذا األخير وباغته بالضرب والصفع‪ ،‬قبل أن يجرجره من مالبسه‪ ،‬أمام‬ ‫المأل‪ ،‬صائحا في وجهه ‪«:‬اخرج من هنا يا‪ .»...‬بعد هذا الحادث‪ ،‬مباشرة‪ ،‬اتجه الضحية صوب مكتب‬ ‫رئيس الدائرة‪ ،‬ليضعه في صورة ما يحدث له‪ ،‬وأثناء سيره في الطريق‪ ،‬رن هاتفه المحمول‪ ،‬وإذا بالقائد‬ ‫يطلب حضوره باستعجال‪ ،‬ولما عاد إليه قال له القائد أنه سيسامحه‪ ،‬ثم طلب منه أن يعمل بوابا بمكتبه‪،‬‬ ‫األمر الذي قبل به الضحية‪ ،‬على اعتبار أن الرئيس هو من يقرر‪ ،‬وما على األعوان إال التنفيذ الحرفي‬ ‫ألوامره‪ ،‬خاصة وأن البواب الفعلي لمكتب القائد كان يتهيأ ألخذ إجازة‪ .‬لكن األحداث لم تقف عند هذا‬ ‫الحد‪ ،‬فالضحية الذي واصل عمله بكل جد ومسؤولية‪ ،‬حتى إن العديد من السكان المحسوبين على‬ ‫الملحقة ذاتها‪ ،‬يشهدون له بذلك‪ ،‬اطلعت الجريدة على المئات من أسمائهم وتوقيعاتهم وأرقام بطائق‬ ‫هوياتهم‪.‬وهكذا ظل يعمل فيما بعد‪ ،‬ملبيا أمر المشاركة في دورية‪ ،‬مهمتها إيقاف المتسولين واألفارقة‬ ‫من الشوارع‪.‬كما عمل ـ كذلك ـ يوم عيد الشغل من الساعة السابعة صباحا إلى الساعة الخامسة مساء‪،‬‬ ‫وكان يوصل التقارير إلى الوالية‪ ،‬كما عمل طيلة يوم عيد الفطر(غشت ‪ ،)2013‬حيث يتوفر على دالئل‬ ‫وثبوتات‪ ،‬تؤكد ذلك‪ ،‬قبل أن يفاجأ بمجلس تأديبي‪ ،‬أعد له على غفلة منه‪ ،‬دون منحه وقتا كافيا‪ ،‬كي‬ ‫يستعد من قبل‪ ،‬للدفاع عن نفسه‪ ،‬باعتباره متهما بكونه ترك عمله شاغرا‪ ،‬حيث وجد نفسه في نهاية‬ ‫المطاف‪ ،‬بعد انعقاد هذا المجلس موقوفا عن العمل‪ ،‬ومحروما من راتبه الشهري‪ ،‬من غير أن يتوصل‬ ‫بأي قرار رسمي وقانوني في الموضوع‪ ،‬مما خلق له مشاكل أسرية‪ ،‬إذ كانت زوجته على وشك الوضع‪،‬‬ ‫وليس معه ماينفقه على أمور المعيشة‪ ،‬وبالتالي ليدخل في نوبة أزمة نفسية‪ ،‬كادت أن تعصف بحياته‬ ‫إلى األبد‪!.‬‬ ‫أكثر من هذا أن الضحية كان بعث بحوالي ثماني رساالت‪ ،‬حول الموضوع‪ ،‬إلى السيد الوالي‪،‬‬ ‫دون أن يتوصل برد واحد عنها‪ ،‬األمر الذي جعله يشك ويتساءل ‪«:‬من يمنع رسائلي من وصولها إلى‬ ‫يد السيد الوالي ؟»‬

‫م‪.‬إ‬

‫‪ANNONCES LEGALE ET ADMINISTRATIVE‬‬ ‫‪«DIAMONDS BEAUTY & SPA» SARL‬‬ ‫‪Société à responsabilite limitée‬‬ ‫‪Au capital de 100.000, 00 dirhams‬‬ ‫‪Siège social : Tanger, Avenue Marrakech,‬‬ ‫‪Résidence Siham, N°55‬‬

‫‪MODIFICATIONS STATUTAIRES‬‬

‫‪• Aux termes du Procès-Verbal de l’Assemblée Générale‬‬ ‫& ‪Extraordinaire du 15/02/2016 de la société dite « DIAMONDS BEAUTY‬‬ ‫‪SPA » SARL, les associés :‬‬ ‫‪• 1) Ont Accepté le mandat de Mme Sabah CHERKAOUI, (Expert‬‬ ‫‪comptable, membre de l’ordre des experts comptables du Maroc), en‬‬ ‫;‪qualité de commissaire aux apports‬‬ ‫‪• 2) Ont approuvé l’apport en nature effectué par les associées Mme‬‬ ‫‪Saloua KAISSA et Mme Nadia DOUBIANY ainsi que son évaluation‬‬ ‫‪• 3) Ont décide d’augmenter le capital social actuellement fixé à‬‬ ‫‪100.000,00 d’une somme de 4.900.000,00 Dirhams divisée en 49.000 parts‬‬ ‫‪de 100,00 dirhams chacune, apportées par les associées Mme Saloua‬‬ ‫‪KAISSA et Mme Nadia DOUBIANY pour le porter à 5.000.000,00 dirhams.‬‬ ‫‪Les parts nouvelles, qui seront soumises à toutes les dispositions‬‬ ‫‪statutaires, seront assimilées aux parts anciennes à compter du‬‬ ‫‪15/02/2016.‬‬ ‫‪• 4) Ont décidé de modifier, en conséquence, les articles 6 et 7 des‬‬ ‫;‪statuts‬‬ ‫‪• 5) Questions diverses pour l’accomplissement des formalités.‬‬ ‫‪II- Le dépôt légal a été effectué au secrétariat – Greffe du Tribunal de‬‬ ‫‪Commerce de TANGER en date du : 07/03/2016.‬‬ ‫‪Extrait pour la publicité‬‬

‫‪La cogérante‬‬

‫‪17‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪298‬‬


‫الرياضي‬ ‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 827‬ـ الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬مار�س ‪2016‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫كلمة العدد‬

‫فتحت‬

‫والية أمن تطوان تحقيقا مع الخلية األمنية التي أشرفت على التدبير األمني لمباراة‬ ‫المغرب التطواني واتحاد طنجة‪ ،‬حول سر تسرب الفتات محظورة‪ ،‬كما نبهت‬ ‫المديرية العامة لألمن الوطني أمن تطوان لخطورة هذا الفعل سيما وصف مدينة‬ ‫من حجم طنجة بالعاهرة‪ ،‬وهو ما أشعل لهيب الشغب بعد انتهاء المباراة وكاد أن يؤدي إلى ما ال تحمد‬ ‫عقباه‪ .‬لكن ظروف التخفيف التي متعت بها الجامعة الفريق التطواني اثارت الجدل بمدينة طنجة‪ ،‬ألنها‬ ‫كانت رحيمة وتساهلت بكثير مع الفريق التطواني لكونه يتوفر على مظلة (أبرون)‪ .‬سيما أن الخطأ‬ ‫أو األخطاء كانت جسيمة خالل هذا الديربي الشمالي بفعل قوة مضمون الالفتات المسيئة لطنجة‪،‬‬ ‫والسكوت عن اقتحام أرضية ملعب سانية الرمل من طرف بعض العناصر من الجمهور التطواني خالل‬ ‫المباراة وحودث اشتباك مع رجال األمن‪ ،‬ما أدى إلى توقيف المباراة من طرف الحكم ألكثر من خمس‬ ‫دقائق‪ .‬علما أن الجامعة كانت قاسية في أحكام سابقة على اتحاد طنجة وأعضائه‪ ،‬كتوقيف ملعب اتحاد‬ ‫طنجة ألربع مباريات‪ ،‬ثالثة نافذة حرمت الفريق من موارد مالية هامة فاقت ‪ 4‬مليون درهم‪ .‬وتوقيف‬ ‫كاتبه العام لعامين وتغريره‪ ،‬رغم أن مسيرين آخرين سبقوه في انتقاد الجامعة‪ ،‬بل كانت انتقاداتهم‬ ‫الذعة وبتهم ثقيلة ولم تجرأ الجامعة على إصدار عقوبات في حقهم بالحجم الذي نزلت به على الكاتب‬ ‫العام التحاد طنجة‪ .‬ترى ماذا تنتظر هذه الجامعة من اتحاد طنجة وجمهوره‪ .‬بل من مدينة طنجة‬ ‫وساكنتها؟‪.‬‬

‫عبد اللطيف العافية‪...‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫الريا�ضة بني املا�ضي واحلا�ضر‬

‫رئي�س ع�صبة ال�شمال لكرة القدم‬

‫• وقعتم اتفاقية شراكة مع الجامعة األندلسية‬ ‫لكرة القدم أخيرا‪ .‬ما هي طبيعة بنوذ هذه‬ ‫الشراكة؟‬ ‫• • بالفعل‪ .‬واالتفاقية تم توقيعها يوم الخميس ‪18‬‬

‫تاريخ رياضة الصقور في شبه‬ ‫الجزيرة العربية ‪2 / 1‬‬ ‫ارتبطت منطقــة قواســــم‬ ‫دكالـة بمدينــة‪ ‬الجديدة برياضة‬ ‫الصيد بالصقور منذ زمن طويل‪،‬‬ ‫وأصبح ذكـر الصقـــر بالمنطقة‬ ‫مرتبطا ارتباطـــا شديــدا بهذا‬ ‫الطائر‪ ،‬في هذه الحلــقات التي‬ ‫نقدمها بين أيديكــم‪ ،‬حاولنـــا‬ ‫تقريب قراء الجريدة من عوالم هذا‬ ‫«الطائر الحر»‪ ،‬وطقوس رياضة‬ ‫الصيد بمنطقة القواسم الممتدة‬ ‫إلى أوالد عمران‪ .‬كما حاولنا تتبع‬ ‫جزء من المسار التاريخي لرياضة‬ ‫الصيد بالصقور من شبه الجزيرة‬ ‫العربية إلى المغرب ومنطقة قواسم دكالة بالخصوص‪ .‬وقد اعتمدنا في إنجاز هذه‬ ‫الحلقات على بعض الكتب والوثائق التاريخية‪ ،‬التي تطرقت لموضوع رياضة الصيد‬ ‫بالصقور‪ ،‬كما حاولنا االقتراب أكثر من الصقر والصقارين بمنطقة القواسم القريبة‬ ‫من أوالد افرج‪ ،‬واستقينا رواياتهم المباشرة حول هذا الطائر ورياضة الصيد به‪ .‬قبل‬ ‫أن نخلص إلى المشاكل التي تتخبط فيها هذه الرياضة بالمنطقة وسبل تجاوزها‬ ‫مستقبال‪.‬‬ ‫تذهب بعض الدراسات والكتب إلى أن رياضة الصيد بالصقور تمتد إلى الفترة‬ ‫اليونانية وعهد الفرس الذين دافعوا في بعض كتاباتهم عن فكرة مفادها أن ملك‬ ‫الفرس الثالث هو أول من صاد بالصقر‪ ،‬وهناك دراسات أخرى ترجع تاريخ رياضة‬ ‫الصيد بالصقور إلى القرن السابع عشر قبل الميالد‪ ،‬وهي كلها نظريات ‪-‬على قلتها‪-‬‬ ‫تؤكد امتداد هذه الرياضة في دول آسيا‪ ،‬خاصة في صفوف بعض القبائل المتجولة‪،‬‬ ‫كما تؤكد على عراقة تاريخ تعامل اإلنسان مع الصقور‪ ،‬لكننا قررنا في هذه الحلقات‬ ‫التركيز على تاريخ الصيد بالصقور بمنطقة شبه الجزيرة العربية‪.‬‬ ‫وتؤكد كتب التاريخ أن في فترة الجاهلية كان القوم يروضون الطيور‬ ‫ويصارعونهم ويستعملونهم في الصيد إذ لم يكن الصيد عند أهل الجاهلية وسيلة‬ ‫من وسائل الرزق فحسب وإنما كان متعة من متع النفس وضربا من ضروب الحرب‬ ‫أيام السلم‪ .‬وكان العرب أيام الجاهلية في أمس الحاجة إلى الرزق والمتعة‪ ،‬والتدريب‬ ‫والتباري الدائم؛ لذلك أقبلوا على رياضة الصيد بالطيور إقباال كبيرا‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫فبراير بمدينة اشبيلية االسبانية‪ .‬وهي ثمرة اجتماعات‬ ‫ولقاءات تمهيدية وتشاوريه سابقة جمعتنا بممثلين عن‬ ‫الجامعة األندلسية لكرة القدم وضعنا خاللها اللبنات‬ ‫والخطوط العريضة لبنود االتفاقية التي‬ ‫أصبت بنودها اليوم سارية المفعول‪ .‬كما‬ ‫كانت مناسبة من أجل اطالع المدير التقني‬ ‫الوطني ناصر الركيط‪ ،‬الذي حضر مراسيم‬ ‫التوقيع‪ ،‬عن قرب على ظروف تكوين األطر‬ ‫المغربية لنيل شهادة التدريب من الجامعة‬ ‫اإلسبانية‪ ،‬سيما أن حاملي هذه الشواهد‬ ‫عاشوا مشاكل مع الجامعة المغربية‪،‬‬ ‫وإداراتها التقنية السابقة على مستوى‬ ‫االعتراف بشواهدهم‪ .‬وسبق هذه الزيارة‬ ‫إلى إشبيلية اجتماع تم بمقر عصبة‬ ‫الشمال بطنجة يوم االربعاء ‪ 17‬فبراي‬ ‫جمع الرغيط بالمدربين الحاصلين على‬ ‫شواهد التدريب من المدرسة اإلسبانية‪.‬‬ ‫من أجل البحث عن حل لمعادلة الشواهد‬ ‫والدبلومات التي حصلوا عليها‪ .‬ونشكر‬ ‫بالمناسبة رشيد يسري رئيس جمعية‬ ‫الصداقة والتعاون بطنجة‪ ،‬منسق الجامعة األندلسية لكرة القدم بشمال‬ ‫المغرب على الدور الكبير الذي يلعبه‪ ،‬والذي ساهم في هذه المبادرة‪.‬‬ ‫وأختم بالتذكير ببنود التفاقية التي تتضمن تعزيز التعاون في مجال‬ ‫التكوين واستكمال التكوين في ميادين التدريب والتحكيم وتكوين‬ ‫الالعبين الناشئين والطب الرياضي‪ .‬وتبادل الخبرات والتجارب في مجاالت‬ ‫التنظيم والتدبير اإلداري والتقني لكرة القدم بجميع انواعها بين الطرفين‪.‬‬ ‫واستفادة االطر المغربية من حضور دورات تدريبية في األندلس‪ .‬وتنظيم‬ ‫دورات محلية يشارك فيها محاضرون من الجامعة األندلسية بمجال كرة‬ ‫القدم ‪ 11‬وكرة القدم ‪ 7‬وكرة القدم بالقاعة وكرة القدم الشاطئية‪.‬‬ ‫وتبادل الخبرات والمعارف في اعداد المنتخبات الجهوية للعصبة والجامعة‬ ‫االندلسية بكل فئاتها‪ .‬والمشاركة في الدوريات المنظمة من الطرفين‬ ‫وتبادل زيارة منتخبات الطرفين‪ . ‬وتنظيم مباريات سنوية (ذهابا وايابا) بين‬ ‫االندية البطلة اذا توفرت الظروف المناسبة‪ .‬والتعاون في مجال التحكيم‬ ‫واالهتمام ببرامج التطوير والدورات الخاصة بالحكام‪ ،‬مع االستفادة من‬ ‫الجوانب المتعلقة بالتكنولوجيا وتقنية المعلومات وإدارة المباريات‪.‬‬ ‫والتنسيق والتشاور في كل القضايا ذات االهتمام المشترك من اجل فتح‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫افاق واعدة للتعاون بين البلدين وتوسيع قاعدة المشاركة للرقي‬ ‫الى االفضل‪.‬‬

‫• ما هــي أسبــاب التقسيم الجديــد الذي‬ ‫اعتمدتموه في نظام بطولة القسم الثالث؟‬

‫• • السبب يعود لمشكل أزمة البنيات التحتية بطنجة‪ .‬لألسف‬ ‫أن مدينة من حجم طنجة‪ ،‬بمكانتها‪ ،‬سمعتها وقيمتها تفتقر إلى‬ ‫مالعب تفي بمتطلبات األندية الرياضية وفئاتها‬ ‫الصغرى‪ .‬واليعقل أن نجد ملعبا واحدا هو ملعب‬ ‫الزياتن ويوضع بجميع مرافقه رهن إشارة فريق‬ ‫اتحاد طنجة وفئاته‪ ،‬وكأن باقي فرق مدينة‬ ‫طنجة بدون هوية‪ ،‬علما أنها تشكل القاعدة‬ ‫والنواة الحقيقية لمستقبل كرة القدم‬ ‫بالمدينة والمنطقة‪ .‬ومن هنا كان ال بد من‬ ‫التفكير في خلق نظام جديد إلعالن انطالق‬ ‫بطولة القسم الثالث بعدما كانت مهددة‬ ‫بسنة بيضاء‪ .‬فقمنا بتقسيم الفرق على‬ ‫محاور لتسهيل إجراء البطولة وبالتالي‬ ‫افادي المشاكل األخرى المرتبطة‬ ‫باألزمات المادية التي تعاني منها الفرق‬ ‫في غياب منح المجالس المنتخبة‪ ،‬سيما‬ ‫منحتي الجهة والجماعة الحضرية‪،‬‬ ‫وبعدما كانت جميع الفرق تفكر في‬ ‫تجميدأنشطتها‪.‬‬

‫• هل تقومــون باتصاالت‬ ‫مع الجهــات المسؤولــة والمعنية بالتجهيز؟‬

‫• • لجأنا لشتى األساليب‪ .‬تلقينا وعودا تلوى األخرى‪ .‬بل أننا جالسنا‬ ‫مجموعة من الوزراء المتعاقبين على وزارة الشباب والرياضة‪ ،‬من نوال‬ ‫المتوكل‪ ،‬منصف بلخياط‪ ،‬محمد أوزين الذين حضروا جميعهم إلى‬ ‫مدينة طنجة‪ ،‬واتفقوا جميعا على شيء واحد هي الوعود بدون تنفيذ‪،‬‬ ‫سيما في مشكلة ملعب التحرير الذي اطلعوا جميع على وضعيته الكارثية‬ ‫عن قرب ووعدوا بإيجاد حل لهذا الملعب الذي اصبح اليوم في خبر كان‪.‬‬ ‫في نهاية المطاف تلقينا وعودا من سلطات مدينة طنجة ببناء ملعب في‬ ‫إطار مشروع طنجة الكبرى‪ ،‬بالقرية الرياضية بمنطقة الزياتن‪ .‬وعدونا‬ ‫بانتهاء األشغال به منذ حوالي اربعة اشهر‪ ،‬ال شيء تحقق لحد الساعة‬ ‫ألن األشغال وبكل بساطة تسير ببطئ شديد‪ .‬ومن شأن هذا الملعب أن‬ ‫يخفف من أعباء أندية طنجة وأملنا في المستقبل‪ ،‬سيما بعدما وجدت‬ ‫بعض مالعب العصبة حال‪ ،‬خاصة بكل من وزان‪ ،‬شفشاون‪ ،‬العرائش‪،‬‬ ‫القصر الكبير واصيال‪ ،‬ونأمل أن يكون ملعب طنجة جاهز في السنة‬ ‫المقبل إن شاء اهلل‪.‬‬

‫الئحة بيريز السوداء‪:‬‬ ‫‪ 10‬أسماء كبيرة على أبواب الرحيل‬

‫يبدو أن رئيس نادي ريال مدريد‪ ‬فلرونتينو بيريز وجد خليفاً قويا‬ ‫له في النادي وهو المدرب ‪ ‬زين الدين زيدان‪ ،‬إذ نقلت الخسارة أمام‬ ‫أتلتيكو مدريد‪ ،‬هي الفيصل الذي حكم لصالح هذا القرار الراديكالي‬ ‫من قبل اإلدارة‪ ،‬وهذه البوادر ظهرت عبر تصريحات زيدان التي أعقبت‬ ‫خسارة «الديربي» والتي اعلن من خالها ان التغييرات في الفريق‬ ‫قادمة ال محالة الموسم المقبل‪ .‬وفيما يلي األسماء الـ‪ 10‬الوازنة التي‬ ‫اتفق بيريز وزيدان‪:‬‬

‫كريستيانو رونالدو وسيرخيو راموس‪:‬‬

‫أشيع في الصحف اإلسبانية مؤخرا أن الرجلين طلبا من اإلدارة‬ ‫أن تبيعهما في سوق االنتقاالت القادمة إال أن الريال لن يرضى‬ ‫بالتخلي عنهما بعروض أقل من ‪ 60‬مليون يورو للبرتغالي و‪ 20‬مليون‬ ‫لألندلسي‪ .‬‬

‫بيبي وأربيلوا‪:‬‬

‫حالهما كحال رونالدو وراموس إذ طالب هذا الثنائي أن يتم التخ ّلي عنهما في سوق االنتقال الصيفي القادم وأن يتم االستماع إلى‬ ‫العروض المقدمة لهما‪ .‬‬

‫إيسكو وخاميس رودريغيز‪:‬‬

‫حالة هذا الثنائي البدنية بدأت ّ‬ ‫تشكل حالة قلق في البيت المدريدي‪ ،‬فالمستوى المتذبذب الذي يقجماه والمردود الضعيف دفعت‬ ‫باإلدارة الى التفكير جدياً في التخلي عنهما الصيف المقبل‪.‬‬

‫توني كروس‪:‬‬

‫تشير التقارير االسبانية الى ان كروس وبالرغم من عدم توظشبف مجهوداته في المركز المالئم له اال ان االدارة فتحت لهه باب‬ ‫العودة الى الدوري األلماني بسبب عدم تأقلمه هذا الموسم كما يجب! ‪ ‬‬

‫كاسيميرو‪ ،‬دانيلو وخيسي‪:‬‬

‫هؤالء الشبان الـ‪ 3‬الذين لم يُثبتوا ايضاً افضليتهم في القائمة الرئيسية لريال مدريد مباراة تلو األخرى‪ ،‬قرر فلورنتينو بيريز ان‬ ‫يسبتدلهم بالعبين أكثر فعالية‪ ،‬واالستفادة من األموال التي قد تتأتى عن بيعهم لتمويل صفقة كبيرة كشراء إيدين هازارد أو بول بوغبا‪.‬‬


‫العدد ‪827‬‬

‫أخبـار‬ ‫اتحـاد طنجـة‬

‫مكتب اتحاد طنجة يستنكر تيفو‬ ‫الذل‬ ‫خلف تيفو رفعه الفصيل المشجع للمغرب‬ ‫التطواني “ سيمبري بالوما” بمدرجات ملعب‬ ‫سانية الرمل بتطوان‪ ،‬يحمل عبارة قدحية‬ ‫في حق طنجة‪ ،‬خالل مباراة دربي الشمال يوم‬ ‫األحد ‪ 28‬فبراير ‪ ،2016‬لحساب الجولة ‪ 18‬من‬ ‫البطولة الوطنية “اتصاالت المغرب”‪،‬القسم‬ ‫األول‪ ،‬استياء لدى جميع الطنجاويين‪ .‬سيما أن‬ ‫مثل هذه التصرفات تتسبب في الشغب والعداء‬ ‫بين جماهير المدينتين‪ .‬وأصدر مكتب اتحاد‬ ‫طنجة بيانا استنكاري‪ ،‬نبه فيه إلى ما وصفه‬ ‫بالالفتات العنصرية التي استقبل بها الفريق‬ ‫الطنجي وجماهيره عند دخولهم الملعب‪.‬‬ ‫وإلى الطريقة غير اإلنسانية التي عوملت‬ ‫بها الجماهير الطنجية التي انتقلت لتطوان‪،‬‬ ‫والتي حرمت من حقها الدستوري في التنقل‪،‬‬ ‫كما منعت من حقها في متابعة المباراة رغم‬ ‫اقتنائها التذاكر بشكل قانوني وابتعادها عن‬ ‫كل أشكال الشغب‪ .‬وأعلن مكتب اتحاد طنجة‬ ‫في البيان ذاته استنكاره للشعارات العدائية‬ ‫والالفتات المرفوعة في ملعب سانية الرمل‬ ‫التي تسيء لمدينة طنجة وساكناتها‪ ،‬والتي‬ ‫هي بعيدة عن األخالق الرياضية التي يجب أن‬ ‫تسود في مثل هذه المباريات‪..‬‬

‫اعتداءات على الجمهور‬ ‫كما استنكر اتحاد طنجة ما تعرضت له‬ ‫جماهير الفريق من اعتداءات رغم امتثالها‬ ‫لقرار منع التنقل الجماعي المنظم‪ ،‬ولم يسلموا‬ ‫من االنتهاكات رغم تنقلهم الفردي بشكل‬ ‫قانوني ورغم توفرهم على تذاكر الدخول إلى‬ ‫الملعب‪ .‬وطالب مكتب اتحاد طنجة بإلحاح‬ ‫من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‬ ‫بفتح تحقيق عاجل ونزيه حول الممارسات‬ ‫التي تعرض لها الفريق وجمهور الفريق داخل‬ ‫وخارج الملعب‪ ،‬سيما‪ ،‬التجاوزات التي دفعت‬ ‫الحكم لتوقيف المبارة إلى حين استتباب األمن‬ ‫داخل الملعب‪ ،‬وإخراج الالفتات التي رفعت ضد‬ ‫الفريق ومدينته من قبل األمن‪ .‬‬

‫ألف دعوة للمرأة في مباراة اتحاد‬ ‫طنجة والجيش الملكي‬ ‫خصص المكتب المسير التحاد طنجة لكرة‬ ‫القدم ألف دعوة للعنصر النسوي خالل المباراة‬ ‫التي جمعت الفريق الطنجاوي بالجيش الملكي‬ ‫لحساب الدورة ‪ 19‬من البطولة االحترافية‬ ‫األحد الماضي بالملعب الكبير بطنجة‪ .‬وجاءت‬ ‫مبادرة اتحاد طنجة تأكيدا لدعم المرأة‬ ‫بمناسبة احتفائها باليوم العالمي الذي يصادف‬ ‫الثامن من مارس من كل عام‪ ،‬وتجسيدا للدور‬ ‫المميز الذي تقوم به كقيادة تربوية في‬ ‫تأهيل أبنائها‪ ،‬وتكوين شخصيتهم‪ ،‬ودورها‬ ‫الفاعل على المستوى السياسي واإلقتصادي‬ ‫والرياضي وإسهاماتها الواضحة والملموسة‬ ‫في مسيرة التنمية المستدامة بجميع أنواعها‪،‬‬ ‫بحسب ما جاء في بالغ للنادي‪ ،‬الذي كان قد‬ ‫وجه الدعوة قبل المباراة إلى جميع النساء‬ ‫الراغبات في متابعة المباراة من الملعب الكبير‬ ‫التوجه إلى مقر الفريق بمركز الزياتن لحجز‬ ‫الدعوة‪.‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬مار�س ‪2016‬‬

‫عصبة الشمال تحرز دوري وطني بفاس‬ ‫(مواليد ‪)2004‬‬ ‫أحرز منتخـب عصبة الشمال‬ ‫لكرة القــدم الدوري الوطنــي‬ ‫(مواليد ‪ )2004‬الذي نظمتـــه‬ ‫عصبة الوسط الشمالي بمدينة‬ ‫فاس يـوم األحــد ‪ 28‬فبرايـــر‬ ‫الماضي ‪ .‬وعرف الدوري مشاركة‬ ‫خمس منتخبات عصب جهوية‬ ‫باإلضافة إلى فريــق المغـــرب‬ ‫الفاسـي لنفس الفئــة العمرية‪.‬‬ ‫وتدخل مشاركــة منتخب عصبة‬ ‫الشمـال في هذا الدوري تماشيا‬ ‫مع برنامــج المديرية التقنية‬ ‫الوطنيــة‪ ،‬واستعدادا للبطولـــة‬ ‫الوطنية لمنتخبـــات العصـــب‬ ‫التي ستنظم شهر ماي المقبل‪.‬‬ ‫وخاللها سيتم تعزيز المنتخب بالعبين آخرين‪ .‬وأكد‬ ‫مصدر مقرب من الطاقم التقني المشرف على منتخب‬ ‫العصبة‪ ،‬أن الفوز بهذا الدوري الوطني لم يتحقق‬ ‫بالصدفة‪ ،‬بل نتيجة مجهودات مشتركة من قبل جميع‬ ‫مكونات العصبة واللجنة التقنية التي سطرت برنامجا‬ ‫لتطوير مؤهالت الممارسين ومنحهم الفرصة لالحتكاك‬ ‫والتنافس من خالل المباريات الرسمية وخلق بطولة‬ ‫جهوية للبراعم والكتاكيت مند العام الماضي بتأطير‬ ‫من مدربين وأطر المدارس الرياضية ألندية عصبة‬ ‫الشمال الذين يسهرون على تكوين وصقل مواهب‬ ‫هؤالء الالعبين ومنحهم العناية الالزمة‪ .‬دون إغفال دور‬

‫أخبـار‬ ‫المغرب التطواني‬

‫إيقاف ملعب المغرب التطواني‬ ‫مبارتين واحدة موقوفة التنفيذ‬ ‫األطر التقنية للعصبة التي تتميز بالكفاءة ونبل االخالق‪،‬‬ ‫والتي تسهر على انتقاء وتكوين هذا المنتخب‪ ،‬وكذلك‬ ‫جميع االباء واألمهات الذين وجهت لهم العصبة كل‬ ‫الشكر التقدير‪.‬‬ ‫وتسعى العصبة من خالل هذه المشاركات إلى‬ ‫تحقيقي هدف أساسي يكمن في تكوين جيل من‬ ‫الالعبين للمستقبل‪ .‬وشكرت عصبة الشمال لكرة القدم‪،‬‬ ‫نظيرتها عصبة الوسط الشمالي في شخص رئيسها‬ ‫محمد الرابحي وكاتبها العام عبد الغني االبيض على‬ ‫حسن االستقبال والسهر على توفير ظروف الراحة لجميع‬ ‫أفراد منتخب العصبة خالل هذا الدوري‪.‬‬

‫الخليفي تأهلت إلى بطولة العالم باليابان‬ ‫في التنس على الكرسي المتحرك‬ ‫أثبتت البطلة الرياضية‪،‬‬ ‫مليكة الخليفي‪ ،‬أن التألق في‬ ‫المحافل الرياضية غير مقرون‬ ‫باألسوياء فقط‪ ،‬واستطاعت‬ ‫هذه الرياضية الواعدة تحقيق‬ ‫النجاح في مسارها الرياضي‬ ‫والتألق في رياضة التنــس‬ ‫على الكرسي المتحرك من‬ ‫خالل تحقيق مجموعة من‬ ‫اإلنجازات بوأتها مراكز هامة‬ ‫على المستوى القاري والعربي‬ ‫وبالتالي التأهل إلى بطولة‬ ‫العام في هذه الرياضة التي‬ ‫ستجرى باليابان خالل شهر‬ ‫ماي المقبل بعد اجتيازها‬ ‫بنجاح لألدوار التمهيدية على‬ ‫مستوى القارة اإلفريقية ما‬ ‫بين ‪ 18‬و‪ 21‬فبراير ‪.2016‬‬ ‫كما منحت مليكة أخيرا‬ ‫ميدالية ذهبية للمغرب بعد‬ ‫إحرازها دوري دولي للتنس على الكرسي المتحرك الذي دار‬ ‫رحاه ما بين ‪ 14‬و‪ 17‬من فبراير الماضي بنايروبي‪ ،‬عاصمة‬ ‫كينيا‪.‬‬ ‫هذه البطلة بدون شك تستحق الدعم لمواكبة إنجازاتها‬ ‫التي يتشرف مدينة طنجة والمغرب‪ .‬واستنادا إلى مصادر‬ ‫مقربة‪ ،‬فإن الجماعة الحضرية بطنجة تجاوبت مع برنامج‬ ‫«صباح الخير طنجة» الرياضي الذي يعده الزميل محمد‬ ‫الصمدي‪ ،‬والذي اثار قضية هذه البطلة وبعض معاناتها‬

‫‪19‬‬

‫اوقفت الجامعـة الملكية المغربية لكرة‬ ‫القدم ملعب تطوان مبارتين‪ ،‬واحدة موقوفة‬ ‫التنفيذ‪ .‬وجـاء هذا القـرار بسبب الالفتـات‬ ‫التي رفعها جمهور الفريق التطواني أمام‬ ‫اتحاد طنجة‪ ،‬الذي اقيم األحد الماضي‪ ،‬حيث‬ ‫حملت هذه الالفتات عبارات عنصرية ومسيئة‬ ‫لجمهور المنافس وللمدينة ككل‪ .‬فور نهاية‬ ‫المباراة‪ ،‬رفع مسؤولو اتحاد طنجة شكوى‬ ‫للجامعة طالبوا فيها فتح تحقيق حول هذه‬ ‫الالفتات واتخاذ كافة اإلجراءات لمنع مثل‬ ‫هذا السلوك في المالعب‪ .‬وأضيف المغرب‬ ‫التطواني لألندية التي ذهبت ضحية شغب‬ ‫جمهورها بإجراء عدد من مبارياتها أمام‬ ‫مدرجات فارغة‪ ،‬على غرار الجيش والوداد‬ ‫واتحاد طنجة‪ .‬وهددت اللجنة التأديبية المغرب‬ ‫التطواني بخسارة مباراة في حال أعاد جمهوره‬ ‫نفس السلوك‪.‬‬

‫الجمهـــور التطواني وسحابـــة‬ ‫مباراة طنجة العابرة‬

‫في ظل تألقها‪ ،‬سيما افتقارها لكرسي متحرك بمواصفات‬ ‫الممارسة االحترافية‪ .‬وأكد ذات المصدر أن هناك وعود من‬ ‫الجماعة الحضرية للتكفل باحتضان هذه البطلة ودعمها ماديا‬ ‫ومعنويا‪ ،‬وهذا ما نتمناه‪.‬‬ ‫جدير بالذكر أن البطلة مليكة الخليفي تخوض تداريبها‬ ‫بالنادي البلدي لكرة المضرب بطنجة‪ ،‬ويشرف على تدريبها‬ ‫المدرب الفنيزويلي بابلو باريا‪.‬‬

‫البرنامج العام للدوري الممتاز لكرة السلة‬ ‫لموسم (‪)2016 / 2015‬‬

‫جاء في الموقع الرسمي للمغرب التطواني‬ ‫أن قرار الجامعة من خالل لجنتها التاديبية‪،‬‬ ‫حرمان الفريق من جمهوره في مباراة قادمة‪،‬‬ ‫ووقف التنفيذ بالنسبة ألخرى‪ ،‬مناسبة للوقوف‬ ‫على بعض التصرفات المشينة التي يقوم بها‬ ‫بعض األشخاص‪ ،‬وليست الجماهير التطوانية‬ ‫العريقة‪ ،‬التي عودت الجميع داخل ملعب سانية‬ ‫الرمل أو خارجه بمدن مختلفة‪ ،‬أن تكون‬ ‫نموذجا لإلنضباط وحسن الخلق‪ .‬وأضاف‬ ‫المقال أن الجماهير التطوانية ولمدة سنوات‬ ‫تنقلت مع فريقها في مجموعات صغيرة‪،‬‬ ‫وجماعات كبيرة أكبر مما يمكن تصوره‪ ،‬ولم‬ ‫يسجل عليها أبدا أنها كانت سببا في شغب أو‬ ‫في أي مشاكل وبشهادة الكثير من مسؤولي‬ ‫التنظيم بمالعب مختلفة‪ ،‬بحيث كان الجمهور‬ ‫التطواني دائما منكب على تشجيع فريقه وغير‬ ‫مبال بأي شيء آخر‪ ،‬ولم يهدر ال مجهوداته‬ ‫وال طاقاته في إثارة الشغب‪ ،‬او اإلنشغال‬ ‫بالتشويش على فرق أخرى مهما كان الوضع‪.‬‬ ‫إال أن مباراة الفريق ضد اتحاد طنجة األخيرة‪،‬‬ ‫أبانت عن وجود بعض المندسين داخل‬ ‫الجمهور التطواني العريق‪ ،‬ممن تسببوا في‬ ‫اإلساءة للمدينة ككل ولفريقهم بالخصوص‪،‬‬ ‫وكذلك لصورة المشجعين النموذجيين الذين‬ ‫كتبت عنهم العديد من الصحف الوطنية‬ ‫والدولية وتحدثت عنهم القنوات التلفزية‬ ‫واإلذاعية المختلفة‪ .‬وهو ما سيكون في صالح‬ ‫بعض المتربصين بالفريق‪.‬‬

‫اتحـاد الصحفييـــن الرياضيين‬ ‫المغاربة يكرم عبد المالك أبرون‬ ‫كرم اتحاد الصحفيين الرياضيين المغاربة‬ ‫نهاية األسبوع الماضي بمدينة الدار البيضاء‪،‬‬ ‫العديد من الفعاليات الرياضية ببالدنا‪ ،‬اعترافا‬ ‫بما قدمته للرياضة المغربية‪ ،‬وذلك في إطار‬ ‫إحتفائها بالذكرى العاشرة لتأسيس االتحاد‪.‬‬ ‫ومن بين األسماء المكرمة في الحفل الذي‬ ‫نظمه اتحاد الصحافيين تحت شعار “ثقافة‬ ‫التكريم بين نضال العمل الصحفي واالنجازات‬ ‫الرياضية”‪ ،‬نجد عبد المالك أبرون‪ ،‬رئيس‬ ‫المغرب التطواني لكرة القدم‪.‬‬


‫العدد ‪827‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬مار�س ‪2016‬‬

‫عبد‪ ‬الحق المريني‬

‫كلمة رئي�س التحرير ‪:‬‬ ‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫البشير العبدالوي يتخلى‬ ‫عن بوابة «العدالة والتنمية»‬

‫في ضيافة بيت الصحافة بطنجة‪...‬‬

‫شريط ذكريات وشهادات في حق مؤرخ المملكة‬ ‫احتفى بيت الصحافة بطنجة يوم الخميس‬ ‫تحت رئاسة سعيد كوبريت بالمسار األدبي‬ ‫الزاخر لمؤرخ المملكة والناطق الرسمي باسم‬ ‫القصر الملكي ‪ ‬السيد عبد الحق المريني‪،‬‬ ‫بحضور شخصيات علمية وإعالمية وفكرية‬ ‫وسياسية وأكاديمية ‪.‬‬ ‫وثق األستاذ عبد الحـق المريني‪ ،‬مسار‬ ‫حياته المهنية واإلنسانية بشكل تلقائي‬ ‫خالل هذا الحفل التكريمي‪ ،‬مسترجعا شريط‬ ‫الذكريات‪ ،‬ومستحضرا جوانب خفية ومنسية‬ ‫من حياته الشخصية والعملية‪ ،‬ومقدما تفاصيل‬ ‫دقيقة متعلقة بأمور عدة من تاريخ حياته‬ ‫الخصبة بأحداثها والثرية بتجاربها وخبراتها‪. ‬‬ ‫و تحدث “ امحمـد الشرقي عبد الحـق‬ ‫المريني “ ‪ -‬كما هو مدون في وثائقه اإلدارية‬ ‫ عن طفولته وعن بيت جده األمين محمد‬‫المريني‪ ،‬خاصة وأنه كان الحفيد المدلل لدى‬ ‫جده واإلبن األثير لدى والده‪ . ‬‬ ‫و استفاض ضيف بيـت الصحافـة “‬ ‫مذكرات “ في الحديث عن طفولته الموسومة‬ ‫بتربية في بيت جد محافظ‪ ،‬كانت تتوج دائما‬ ‫بفرحة األب العارمة بإنجازات الطفل الصغير‬ ‫وقتها الذي ختم حفظ القرآن الكريم في سن‬ ‫مبكرة‪ ،‬بل إنه نسخ الستين حزبا كاملة بخط‬ ‫يده‪ ،‬وهي نسخة يحتفظ بها عبد الحق المريني‪،‬‬ ‫ويحلو له دائما التأمل في صفحاتها‪ ،‬وفي تغير‬ ‫خطه وطريقة كتابته للحروف‪ ،‬التي كانت تتغير‬ ‫مع مر السنين ومع تقدمه في حفظ القرآن‬ ‫الكريم واستظهاره وتدوينه‪. ‬‬ ‫ه��ذه بعض مالمح سيرة عبد الحق‬ ‫المريني‪ ،‬الرجل العصامي المتدين والنزيه‪،‬‬ ‫ال��ذي حافظ على نزاهته واستقامته وسمو‬ ‫أخالقه حتى في أحلك لحظات حياته‪ ..‬فتح‬ ‫قلبه وصندوق أسراره وفتش في رفوف الذاكرة‬ ‫عن أقدم الذكريات ليتقاسمها بطيبة وصدق‬ ‫وتواضع ورحابة صدر ‪ ‬مع الحاضرين‪.‬‬ ‫واس��ت��ع��رض المتدخلون خ�لال هذه‬ ‫المناسبة‪ ،‬أهم المحطات الوطنية والفكرية‬ ‫التي أثرت في المسار األدبي لعبد الحق المريني‬ ‫وحضوره األدبي واإلبداعي المتنوع واهتماماته‬ ‫المعرفية وسيرته اإلنسانية وحدسه الفكري‬ ‫الناضج‪ ،‬وبعد أن أجمعت مختلف الشهادات‬ ‫المقدمة في حق المحتفى به على أن المريني‬ ‫بشخصيته الموسوعية ومعارفه الكثيرة‬ ‫وحضوره الفكري المتنوع‪ ،‬يعد مفردا في صيغة‬ ‫الجمع‪ ،‬أبرزت أن المريني يعد أيضا ذاكرة حية‬ ‫لتاريخ المغرب الحديث بكتاباته التي تناولت‬ ‫مختلف مناحي الحياة‪ ،‬والمست قضايا المجتمع‬ ‫بمختلف تجلياتها وقضايا المرأة والجهاد‬ ‫المغربي ضد فكر االستيالب وضد االستعمار‬ ‫وتاريخ ملوك الدولة العلوية والتقاليد المغربية‬ ‫وخصوصياتها‪.‬‬ ‫وأوضحت الشهادات أن كتابات عبد الحق‬ ‫المريني‪ ،‬باإلضافة إلى أنها استنطقت تاريخ‬ ‫المغرب بمحطاته الوضاءة ورجاالته االفذاذ‪،‬‬ ‫ج��اءت شاملة وجامعة وغنية تعكس أصالة‬ ‫الرجل وعمقه الفكري وشخصيته المتعددة‬ ‫األبعاد‪ ،‬مما أهله بأن يكون‪ ،‬بحق‪ ،‬رمزا شامخا‬ ‫من رموز النبوغ المغربي الحديث البارزين ورمزا‬ ‫من رموز الكتاب المغاربة المتألقين‪ ،‬الذين‬ ‫تحملوا عبء الكتابة بنبلها وعمقها وداللتها‬ ‫وتفردوا بعشقهم العميق للوطن والوطنية‬ ‫الصادقة‪.‬‬ ‫وبخصوص شخصية عبد الحق المريني‪،‬‬ ‫أجمع المتدخلون كذلك على أنه بقدر ما تميز‬

‫ِ‬

‫يقدم هذا اإلصدار‬ ‫عين‬ ‫مادّة لمسير ٍ‬ ‫من أعيان تطوان‬ ‫الشهيد امحمد أحمد‬ ‫بن عبود في ارتباطها‬ ‫بالدّينامية السياسية‬ ‫والفكرية وطنياً وقومياً‬ ‫وإسالمياً‪..‬‬

‫• عبد اللطيف �شهبون‬

‫ت�صوير ‪ :‬حمودة‬

‫بعد أن كان يطل علينا‪ ،‬نحن «الرعية» من بوابة حزبه‪« ،‬العدالة‬ ‫والتنمية»‪ ،‬الذي لم تجتمع عليه كلمتنا بالرغم مما اعتبره مناضلو هذا‬ ‫الحزب «اكتساحا» للساحة السياسية‪ .....،‬طلع علينا البشير العبدالوي‬ ‫رئيس الجماعة الحضرية‪ ،‬بـ «لوك» سياسي جديد‪ ،‬ال شك‪ ،‬تحت ضغط‬ ‫«الحــراك» المجتمعــي بسبب تراكم «مآخــذ» المواطنين على أسلوب‬ ‫«الرئيس» و«جوكيره» الشهير‪ ،‬ومن معهما من األصفياء‪ ،‬في تدبير الشأن‬ ‫العام المحلي‪.‬‬ ‫العبدالوي فضل‪ ،‬هذه المرة‪ ،‬مخاطبة الرأي العام «الطنجاوي»‪ ،‬مباشرة‬ ‫عبر وسائل اإلعالم المحلية‪ ،‬ليعلن موقفه مما يروج في الساحة حول‬ ‫مشـروع تحويـل طنجة إلى «واحة نخيل» وذلك عبر بث أشجـار النخيل‬ ‫في شوارعها الكبرى وساحاتها الرئيسية‪ ،‬كما حاول مسؤول سابق‪ ،‬صباغة‬ ‫جدران مؤسسات عمومية‪ ،‬ومنها فضاء ساحة ‪ 9‬أبريل وبعض أسوار المدينة‪،‬‬ ‫باللون األصفر‪ ،‬وتبليط بعض الساحات والشوارع‪ ،‬بمربعات أحجار قيل‬ ‫إنه تم استيرادها من مراكش‪ .‬الرأي العام المحلي واجه الصباغة باألصفر‪،‬‬ ‫بنوع من التنديد واالستنكار‪ ،‬وحين لم ينفع‪ ،‬أطلق سلسلة من النكت‬ ‫الالذعة‪ ،‬أحدثت رجة في األوساط الشعبية ‪،‬و أطلقت موجة من «اإلبداعات»‬ ‫«التنكيتية‪ ،‬ما دفع إلى وقف المشروع‪ ،‬و»تهنت المدينة»‪......‬‬ ‫ولم يكن هينا على أهل طنجة أن يشهدوا عملية «قلع»‪ ،‬ال‪ ،‬بل «قتل»‬ ‫أشجار مخضرة صاحبت طفولتهم وكهولتهم‪ ،‬وال تزال على قدر كبير من‬ ‫القدرة على اإلنتاج والعطاء‪ ،‬واستبدالها بأشجار نخل معمرة‪ ،‬جيء بها‬ ‫من واحات الجنوب‪ ،‬في تناف تام وشامل مع فضاء مدينة شاطئية تقف‬ ‫بين بحرين وليس بين واحتين‪ ،‬تهيمن عليها زرقة البحر وخضرة األشجار‬ ‫الباسقة‪ ،‬التي صاحبتها من أيام ما قبل الغزو األجنبي‪ ‬الصليبي !‪....‬‬ ‫البشير لم يقتنع بهذا الدفع‪ ،‬بل إنه أبدى استغرابه من «ردود الفعل»‬ ‫المستنكرة والغاضبة‪ ،‬الصادرة عن منظمات أهلية‪ ،‬وهيئات متخصصة في‬ ‫المآثر والبيئة‪ ،‬مستدال على «معايشته» هو‪ ،‬في طفولته ألشجار النخيل‬ ‫التي تشكل جزءا من نباتات الزينة لمدينة طنجة‪ ،‬ال شك حين كان يقطع‬ ‫شارع اسبانيا لينضم إلى فرق األحياء لكرة القدم التي كانت تتخذ من رمال‬ ‫الشاطئ فضاء لمقابالتها الرياضية‪ ...! ‬ربما‪....‬‬ ‫على أي‪ ،‬لم تتأخر االستجابة لندءات أهالي طنجة بوقف هذه المجزرة‬ ‫في حق أشجار طنجة العالية‪ ،‬ولو وقعت استشارة المواطنين عبر منظمات‬ ‫المجتمع المدني‪ ،‬استباقا‪ ،‬كما يقتضي ذلك مبدأ «التشارك» لتم توفير‬ ‫جهد ومال وفير‪ .‬بدل «فرض األمر الواقع» في زمن لم يعد «يطاوع» من‬ ‫يحاولون فرض األمر الواقع ضدا على إرادة المواطنين الذين أصبحوا‬ ‫يتوفرون على «وسائل» جديدة و«قوية» وسريعة‪ ،‬وذات قدرة فائقة على‬ ‫االنتشار السريع العابر للحدود‪ ،‬والقارات‪ ،‬للتعبير عن رفضهم لما يفرض‬ ‫عليهم من قرارات يعتبرون أنها تضر بمصالحهم المادية والمعنوية ‪.‬‬ ‫البشير العبـدالوي استغـل لقاءه «التواصلـي» كما تقتضي «موضة‬ ‫التواصل»‪ ،‬لينوه بوالي الجهة محمد اليعقوبي الذي أثنى على صدقه‬ ‫وجديته وعلى تفانيه في خدمة الصالح العام‪ ،‬وحسن تعامله مع المجالس‬ ‫المنتخبة ومعه بشكل خاص‪ ،‬وأكد أنه حصل من الوالي على كل الوثائق‬ ‫والتفاصيل التي تهم مساهمة جماعة طنجة في المخطط الملكي لــ‬ ‫«طنجة الكبرى» والتي تجاور مليار وثالثمائة مليون درهم‪.‬‬ ‫وكان ملفتا لالنتباه‪ ،‬ما فاه به البشير العبدالوي بخصوص «خطاب‬ ‫المعارضة» و«خطاب التسيير والمسؤولية» من كون األول يركز على‬ ‫السلبيات والثاني‪ ،‬على اإليجابيات‪ ،‬والحال‪ ،‬أن المنطق هو أن يتضمن‬ ‫الخطابان معا‪ ،‬نقد السلبيات وإشهار اإليجابيات بصدق وأمانة‪ ،‬لما في‬ ‫ذلك من إنصاف واستقامة‪ ،‬وبر بالحقيقة التي يجب أن تطبع عمل من انبروا‬ ‫لتحمل المسؤولية في تدبير الشأن العام‪.‬‬ ‫باقي تصريحات البشير ارتكزت على قضية « سوق بئر الشعيري» وسوق‬ ‫«كاساباراطا» واعتراض تجار السوقين على قرار الترحيل «القسري» قبل‬ ‫وجود البديل‪ ،‬وهو موقف صائب وعادل‪ .‬كما تضمنت تصريحاته تقييمه‬ ‫الشخصي ولربما الحزبي‪ ،‬لعالقاته مع أكبر خصوم العدالة والتنمية‪ ،‬الذي‬ ‫ال حاجة لذكره باإلسم‪ ،‬و«اإلكس ــ عمدة»‪ ،‬سمير عبد المولى الذي تسبب‬ ‫في «كارثة القرن» بالنسبة للمغرب بعد فشله في تدبير أسطول النقل‬ ‫البحري المغربي وانهيار اإلمبراطورية البحرية التي أراد أن يشيدها على‬ ‫أنقاض شركات «ليماديت» و« كوماريت» و«كوماناف»‪ ،‬هذه األخيرة كانت‬ ‫توجد في «صحة» جيدة قبل أن تصل إليها يد عائلة عبد المولى‪.....‬والقصة‬ ‫معروفة‪..! ‬‬ ‫كما أعلن في رده على استفسارات الصحافيين‪ ،‬عن بدء عملية‬ ‫«المراجعة» لعقود شركات التدبير المفوض وعن أداء بلدية طنجة ما‬ ‫تأخر عليها من ديون لفائدة بلدية «فيتوريا» اإلسبانية لتحتفظ مدينة‬ ‫طنجة بالقصر الذي أهداه الدوق دي طوفار‪ ،‬النبيل اإلسباني‪ ،‬مع هبات‬ ‫أخرى نفيسة‪ ،‬إلى مدينة طنجة التي استقر بها وأحبها حبا لم تصله مشاعر‬ ‫العديد ممن استوطنوها في ما بعد‪ ،‬وتهافتوا على مجالسها ومراكز النفوذ‬ ‫بها‪ ،‬استرزاقا وقضاء لمنافع أخرى‪......‬‬ ‫نتمنى أن ال يكون اللقا َء اليتيم مع رئيس الجماعة و«جوكيراته»‪،‬‬ ‫لمعالجة قضايا المدينة‪ ،‬على الساحة‪ ،‬ففي ذلك تطبيق عملي لمبدأ التشاور‬ ‫والتشارك الذي نص عليه الدستور‪....‬‬ ‫ونبقى نحن في الخدمة من أجل طنجة‪ ،‬وطنجة فوق كل اعتبار‪..... ! ‬‬

‫األخيرة‬

‫المحتفى به بروح الرخالص للوطن والنهل‬ ‫الدائم من المعرفة واإلقدام المسترسل على‬ ‫اإلنتاج والتأليف رغم انشغاالته المهنية الكثيرة‬ ‫ومهامه الجسام‪ ،‬فإنه تميز بهدوئه ورصانته‬ ‫ودعمه لكل من ينشد العلم والمعرفة برؤية‬ ‫تفاعلية بين الماضي والحاضر‪.‬‬ ‫كما تتميز شخصية المحتفى به‪ ،‬حسب‬ ‫الشهادات المقدمة في حقه من طرف رجال‬ ‫األدب والفكر واإلع�لام‪ ،‬برزانة رجل الدولة‬ ‫وبساطة المربي المحنك وجدية ورصانة‬ ‫العارفين بخبايا األمور وتواضع العلماء وبساطة‬ ‫الزهاد وجدية وحزم ذوي السلوك المهني الرفيع‬ ‫‪،‬إضافة إلى سمة التعفف وحفظ المقامـات‬ ‫والحكمة في أوقات الشدة والتريث والتبصر‬ ‫واالنضباط وال��ه��وس بالقراءة وال��دق��ة في‬ ‫المواعيدالشخصيةوالمهنية‪.‬‬

‫وخلصت الشهادات إلى أنه يمكن اختزال‬ ‫شخصية عبد الحق المريني في كونه الرجل‬ ‫الذي اجتمع فيه ما تفرق في غيره وجمع بين‬ ‫العلم والفكر والمهام الكبيرة والمواطنة الحقة‬ ‫والتشبث بالهوية األصيلة والمنفتحة‪. ‬‬ ‫وفي كلمة بالمناسبة‪ ،‬أعرب عبد الحق‬ ‫المريني عن امتنانه وشكره لمن ساهم في هذا‬ ‫التكريم لالحتفاء بتجربته الزدبية والتاريخية‬ ‫والفكرية والعلمية‪ ،‬مبرزا أن ما أنتجه من إبداع‬ ‫فكري متنوع ما هو إال نقطة في بحر زاخر من‬ ‫الفكر المغربي المعطاء ومساهمته في نشر‬ ‫المعرفة وإفادة المتعطشين لمعرفة خبايا تاريخ‬ ‫المغرب ومحاولة الجمع بين األدب والتاريخ‬ ‫بتداخلهماوتكاملهما‪.‬‬

‫سعيد كوبريت يصادق‬ ‫قلبه وحيداً‪ ...‬في عزلته‬ ‫األبدية‬ ‫صدر‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬للزميل سعيد كوبريت ديوان شعري‪ ،‬تحت‬ ‫عنوان “ مثل عشق يالحق الريح “‪.‬الكتاب (من الحجم المتوسط‬ ‫في ‪ 75‬صفحة ) الذي يضم بين دفتيه ترجمة إلى اللغة اإلسبانية‬ ‫لصاحبها ذ‪.‬عبد اللطيف الزنان‪ ،‬ورسومات معبرة للشاعرة وداد‬ ‫بنموسى‪ ،‬يشمل مجموعة من قصائد قصيرة جدا‪ ،‬هي عبارة عن‬ ‫ومضات شعرية‪ ،‬نابعة من أعماق لغة الروح والوجــدان والبوح‪.‬‬ ‫ذلك أن كل قصيـدة‪ ،‬رغم قصرها‪ ،‬تجعل من القارئ المهتم مسافرا‬ ‫على متن كلماتها المختارة بعناية‪ ،‬وخيالها الجامح بال نهاية‪،‬‬ ‫وصورها الشعرية‪ ،‬الغنية الداللة‪ ،‬العاكسة لما يختمر في الخبايا‪!.‬‬

‫م‪.‬إمغران‬

‫ل‪ .‬السالوي‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.