Achamal n° 833 le 19 avril 2016

Page 1

‫مجموعة «أكوم» الفرنسية تفتح‬ ‫مصنعا بطنجة األول بإفريقيا‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 833‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 11‬رجـب ‪� 19 / 1437‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2016‬‬

‫أعلنت بعض الصحف الوطنية أن شركة «أكوم»‬ ‫الفرنسية‪ ،‬المتخصصة في صناعة الكابالج للسيارات‬ ‫واأللياف البصرية تستعد لتفتح مصنع لها بمنطقة‬ ‫طنجة الحرة‪ ،‬داخل مركب الميناء المتوسط‪ .‬وكانت‬ ‫جريدة «ليكونوميست» قد أعلنت في اتصال لها‬ ‫بمدير الشركة محمد علي النيفر‪ ،‬عن فتح مصنع لهذه‬ ‫الشركة بطنجة‪ ،‬وهو األول بإفريقيا‪ ،‬وذلك باستثمار‬ ‫‪ 25‬مليون أورو في إطار خطة القرب التي اعتمدتها في‬ ‫عالقاتها مع زبنائها ‪ .‬وقد تم اإلعالن عن توفير ‪150‬‬ ‫فرصة شغل جديدة في مصنعها المقام على مساحة‬ ‫‪ 18‬ألف متر مربع‪.‬‬ ‫ومن بين أسباب توجه المجموعة الفرنسية «أكوم» إلى المغرب‪ ،‬وجود يد عاملة مدربة ومؤهلة‬ ‫بشكل كبير على المستوى التقني‪ .‬كما أن المجموعة ستعمل على تلبية حاجيات صناعة السيارات‬ ‫بطنجة من هذه الكابالت‪ ،‬خاصة وأن شركة رونو ـ نيسان قررت دعم مصانعها بطنجة بعد اإلعالن‬ ‫عن إطالق مصانع جديدة باستثمار ‪ 10‬ماليير درهم‪.‬‬

‫المعرض الجهوي األول للبناء والعقار‪:‬‬

‫الوزير بنعبد اهلل ‪ :‬المطلوب عرض سكني لفائدة مختلف الفئات االجتماعية‪ ،‬خاصة‬ ‫الهشة وذات الدخل المحدود‪ ،‬مع احترام معايير الجودة المطلوبة‬ ‫مطلوب‪ ،‬ولكن ما هي مساهمات الدولة من أجل تشجيع المنعشين العقاريين‬ ‫على إنتاج سكن الئق وفي مستوى «المدينة الذكية»؟‬

‫حين يتحرك البناء‪ ،‬يتحرك كل شيء‬ ‫«‪»QUAND LE BATIMENT VA, TOUT VA‬‬

‫تصوير ‪ :‬حمودة‬

‫هذه المقولة‪ ،‬هي لعامل بناء فرنسي‪ ،‬أصبح نائبا برلمانيا‪ ،‬بعد فترات اضطهاد ونفي‪ ،‬ليعود إلى بلده‪ ،‬مناضال جمهوريا‪ ،‬ولينجح في الفوز بمقعد‬ ‫بمجلس النواب‪ .‬وبالضبط‪ ،‬من منصة هذا المجلس‪ ،‬صدح‪ ،‬في اجتماع ‪ 7‬ماي‪ ،‬سنة ‪ ،1850‬بمقولته الشهيرة‪:‬‬ ‫»‪« Quand le bâtiment va, tout va ! ‬‬ ‫إنه مارتان بادو (‪ 1815‬ـ ‪ )1898‬عامل بناء لحسابه‪ ،‬الذي شغل معاصريه بهذه الفكرة‪« :‬هل البناء يجر االقتصاد‪ ،‬أم االقتصاد هو الذي يجر البناء»‪.‬‬ ‫ال ليست هذه لعبة الدجاجة والبيضة‪ ،‬إنها نظرية اقتصادية مبنية على التحليل الدقيق‪ .‬ففي الظاهر‪ ،‬البناء يوجد في قلب الحركة االقتصادية‪ ،‬كمحرك‬ ‫للعديد من القطاعات التي تنتج االزدهار االقتصادي وتخلق مناصب شغل عديدة‪ ،‬وتحقق االستقرار االقتصادي والسياسي‪.‬‬

‫(�ص ‪)4‬‬


‫‪2‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2016‬‬

‫العدد ‪833‬‬

‫طنجة تستعد الحتضان الصيغة الثانية‬ ‫لمؤتمر المناخ المتوسطي «ميد كوب»‬

‫الرميد يطلب من الوكيل العام الستئنافية‬ ‫طنجة االستماع للنقيب البقيوي‬

‫تمهيدا لمؤتمر مراكش «كوب ‪»22‬‬

‫ت�صوير حمودة‬

‫تقـرر تنظــيـم النسخــة الثانيــة لمؤتمر‬ ‫المناخ المتوسطــي «ميد كوب ‪ »22‬في ‪11‬‬ ‫و‪ 12‬يوليوز المقبل‪ ،‬بعد النسخة السابقة التي‬ ‫انعقدت بمرسيليا السنة الماضية‪.‬‬ ‫وينتظـر أن يحضــر هذا المؤتمـر الذي‬ ‫ستشـرف على تنظيمـه جهـة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة‪ ،‬فوق ‪ 2000‬مشارك ومشاركة‪ ،‬من‬ ‫خبراء واقتصاديين وصناع القرار ومهتمين من‬ ‫مختلف بلدان ضفتي األبيض المتوسط‪.‬‬ ‫وتندرج «ميد كوب ‪ »22‬في إطار التحضير‬ ‫لمؤتمر األطراف العالمي حول المناخ «كوب ‪»22‬‬ ‫الذي ستستضيفه مدينة مراكش ما بين ‪ 7‬و ‪18‬‬ ‫نوفمير المقبل‪ .‬وفي هذا الصدد علم أن مجلس‬ ‫جهة طنجة صادق خالل دورته االستثنائية ليناير‬ ‫الماضي على مشروع اتفاقية شراكة بين مجلس‬ ‫الجهة ووزارة الخارجية والوزارة المكلفة بالبيئة‬ ‫من أجل تنظيم مؤتمر األطراف لدول البحر‬ ‫األبيض المتوسط حول التغييرات المناخية‬ ‫«ميد كوب ‪.»22‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬نظم‪ ‬مجلس جهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة‪ ،‬األسبوع الماضي‪ ،‬بمدينة‬ ‫طنجة‪ ،‬لقاء دراسيا مع الهيئات والمنظمات‬ ‫األهلية‪ ،‬بهدف التحضير للدورة الثانية لمؤتمر‬ ‫األطراف المتوسطية حول المناخ «ميدكوب»‪،‬‬ ‫في صيغته الثانية‪ ،‬الذي يندرج في إطار مؤتمر‬ ‫مراكش‪ ،‬المزمع تنظيمه في نونبرا لمقبل‪.‬‬ ‫بالمناسبة‪ ،‬أكد‪ ‬رئيس مجلس جهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة ‪ ،‬إلياس العماري‪ ،‬أن تنظيم‬ ‫«ميد كوب» يعتبر محطة أساسية في التحضير‬ ‫لمؤتمر األطراف العالمي‪ ،‬في نسخته الثانية‬ ‫والعشرين‪ ،‬نظرا لما يمثله من رهانات على‬ ‫المستوى الوطني واإلقليمي والدولي وألهمية‬ ‫الدور الذي تضطلع به البيئة‪ ،‬في تحقيق التنمية‬ ‫وضمان األمن الغذائي واالستقرار االجتماعي‬ ‫والسياسي‪.‬‬

‫وأشــار من جهــة أخــرى إلى ضــرورة‬ ‫مساهمة كافة األطراف المتدخلة من جامعيين‬ ‫وأكاديميين وخبراء وباحثين ومنظمات أهلية‪،‬‬ ‫في إنجاح مؤتمري «ميد كوب ‪ »2‬و «كوب ‪»22‬‬ ‫عبر تقديم مبادرات ومقترحات ومشاريع بهدف‬ ‫مواجهة مختلف اإلشكاليات التي تطرحها‬ ‫التغيرات المناخية‪ ،‬من أجل بيئة عادلة ومنصفة‬ ‫لفائدة البشرية قاطبة‪.‬‬ ‫وأشير خالل هذا اللقاء إلى أن المنظمات‬ ‫األهلية مدعوة إلى اإللمام بمختلف الرهانات‬ ‫المطروحة واإلسهام في إيجاد الحلول المناسبة‬ ‫لمواجهة تحدي التغيرات المناخية‪ ،‬الذي يواجه‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫كما أن مؤتمر «ميد كوب» سوف يسلط‬ ‫األضواء حول مساهمات األطراف المتوسطية‬ ‫المعنية‪ ،‬من جماعات محلية ومنظمات غير‬ ‫حكومية‪ ،‬ومقاوالت بيئية‪ ،‬هيئات أهلية ‪ ،‬في‬ ‫الحد من مخاطر التغيرات المناخية في إطار‬ ‫التعاون والتفاهم وتضافر الجهود‪ ،‬عبر تعبئة‬ ‫كافة المعنيين بالمناخ والبيئة‪ ،‬في بلدان محيط‬

‫األبيض المتوسط‪ ،‬من أجل إبداء الرأي وتقديم‬ ‫حلول عملية على المستوى المحلي والجهوي‪،‬‬ ‫في إطار مجهودات مشتركة من أجل التخفيض‬ ‫من انبعاثات الغازات‪ ،‬ودراسة إمكانات تمويل‬ ‫مشترك للمشاريع بهدف الحيلولة دون تأثير‬ ‫التقلبات المناخية على األوساط الطبيعية‬ ‫والموارد السطحية والباطنية للكرة األرضية‪،‬‬ ‫وما يترتب عن ذلك من انعكاسات سلبية على‬ ‫األنشطة اإلنسانية األساسية‪ ،‬مع اعتبار الحاجة‬ ‫إلى تغيير أنماط العيش من أجل المحافظة على‬ ‫البيئةوحمايتها‪.‬‬ ‫ومن المتوقع أن يتم تقديم العديد من‬ ‫المقترحات‪ ،‬ووضع رؤى موحدة خالل مؤتمر‬ ‫«ميد كوب»‪ ،‬أتعكس توجهات دول حوض‬ ‫البحر األبيض المتوسط‪ ،‬لمواجهة التحديات‬ ‫الكبرى في ما يخص المشاكل المناخية‪ ،‬األمر‬ ‫الذي يفترض تشكيل شبكات متوسطية بهدف‬ ‫معالجة التغيرات المناخية إن على المستوى‬ ‫المحلي أو الكوني‪.‬‬

‫التعليميــة بما يليـق ورسالتهـا التربوية في‬ ‫تكريس القيم اإلنسانيـة النبيلة‪ ،‬واستعـداداً‬ ‫للمشاركـة في المسابقـة اإلقليمية في مجال‬ ‫البيئة حول أحسن حجرة دراسية ‪ ..‬وأحسن فضاء‬ ‫مدرسي داخلي‪...‬‬ ‫عملـت مدرســة اإلخـالص العموميـــة‬ ‫المتواجدة قرب مرجان طريق تطوان‪ ،‬على‬ ‫االستعـداد الجيــد للمشاركــة في المسابقة‬ ‫اإلقليمية ألحسن حجرة دراسية‪ ،‬حيث أبان‬

‫م‪ .‬العمراني‬

‫أصيلة تصيح ‪ :‬وا والياه !؟‬

‫ع‪ .‬ك‬

‫طنجة ‪ :‬مدرسة اإلخالص العمومية تنخرط‬ ‫في مسابقة أحسن حجرة دراسية‬

‫تحــت شعــار ‪« :‬التربية البيئية دعامة‬ ‫لالرتقاء بالتلميذ» وتفاعال مع مشاريع طنجة‬ ‫الكبرى التي تروم تعزيز اإلشعاع الثقافي والفني‬ ‫والرياضي لمدينة طنجة‪ ،‬وخلق دينامية وحركية‬ ‫تنموية تجعلها في مصاف الحواضر العالمية‪،‬‬ ‫وتعزيزا للتدابير والبرامج التي وضعتها الوزارة‬ ‫من أجل االرتقاء بالحياة المدرسية كفضاء‬ ‫للتربية على المواطنة والنزاهة واإلنصاف‪ ،‬وتحت‬ ‫إشراف والية جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬تنظم‬ ‫المديرية اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية‬ ‫بطنجة‪-‬أصيلة بتنسيق مع فيدراليتي آباء‬ ‫وأمهات تالميذ المؤسسات االبتدائية والثانوية‬ ‫اإلعدادية « برنامج مدرستي قيم وإبداع» خالل‬ ‫الفترة الممتدة من ‪ 13‬فبراير إلى ‪ 14‬ماي‬ ‫‪.2016‬‬ ‫وفي هذا اإلطار ونظراً الهتمام فعاليات‬ ‫برنامج التنشيط المدرســي «مدرستي قيم‬ ‫وإبداع» في دورته األولى بالمجال البيئي لما‬ ‫تكتسيه البيئة من أهمية كبيرة بغية تعزيز وعي‬ ‫تالميذ المؤسسات التعليمية بالقضايا البيئية‪،‬‬ ‫وتماشياً مع أهداف البرنامج الذي يرمي إلى‬ ‫إرساء دينامية للتنافس من أجل تشجيع التميز‬ ‫في صفوف التالميذ وبين المؤسسات التعليمية‪،‬‬ ‫وإيالء عناية خاصة بفضاءات المؤسسات‬

‫كشف النقيب عبد السالم البقيوي‪ ،‬في‬ ‫تدوينة له على صفحته الفيسبوكية‪ ،‬أن نقيب‬ ‫هيئة المحامين بطنجة‪ ،‬األستاذ أحمد الطاهري‪،‬‬ ‫اتصل به مخبرا إياه أن وزير العدل طلب من‬ ‫الوكيل العام االستماع إليه‪ ،‬على خلفية تدوينة‬ ‫سابقة للنقيب البقيوي‪ ،‬اتهم فيها قاضيين‬ ‫باستئنافية طنجة باالرتشاء‪.‬‬ ‫البقيوي وفق تدوينته‪ ،‬أخبر النقيب‬ ‫الطاهري بأنه سلم للوكيل العام جميع التفاصيل‬

‫والمعطيات المتعلقة بالقضيــة‪ ،‬وله كامل‬ ‫الصالحية في فتح تحقيق بشأنها من عدمه‪.‬‬ ‫المثير في النازلة‪ ،‬هو أن القاضيين اللذين‬ ‫ذكرهما النقيب في تدوينته لم يتقدما بأي‬ ‫شكاية ال مكتوبة وال شفهية ضد البقيوي‪،‬‬ ‫رغم أنهما صاحبي المصلحة‪ ،‬مما يطرح أكثر‬ ‫من سؤال حول النوايا الحقيقية لوزير العدل‬ ‫والحريات مصطفى الرميد‪.‬‬

‫األساتذة العاملون بحجراتها عن ميوالت فنية‬ ‫تربوية‪ ،‬وذائقة جمالية واضحة‪ ،‬وعن أدائهم‬ ‫لعملهم بروح المسؤولية المقدرة لقيمة‬ ‫التضحية‪ ،‬يكشف عن هذا مشاركتهم المباشرة‬ ‫في عملية االعتناء وتزيين الحجرات الدراسية ما‬ ‫يترجم بصدق حرصهم على التمسك بغايات‬ ‫وأهداف التعليم المدرسي ومراعاتهــم آلداب‬ ‫وقيـم المهنة التربويــة التعليمية النبيلة‪.‬‬

‫دعــــــوة‬

‫كان قد كثر الحديث في اآلونة األخيرة‬ ‫في مختلف المحافل الرسمية والهيئات األخرى‬ ‫الموازية على تشجيع وإعادة إحياء القطاع‬ ‫السياحي‪ ،‬إال أنه‪ ،‬وكما يبدو جليا للعيان‪ ،‬أن‬ ‫اإلجراءات المتخذة لحد اآلن لم ترق بعد إلى‬ ‫الشعارات الفاقعة والجذابة لآلذان‪ ،‬خصوصا‬ ‫في مدينتنا الحبلى بالعراقيل المثبطة والقاتلة‬ ‫للسياحة‪ ،‬ذلك أن مدينة أصيلة‪ ،‬رغم مؤهالتها‬ ‫السياحية الطبيعية وموقعها الجغرافي المتميز‬ ‫ووجود بنية سياحية مهمة بها‪ ،‬تعرف أوضاعا‬ ‫مؤسفة‪ ،‬منذ مدة ليست بالوجيزة‪ ،‬فإنها الزالت‬ ‫تعاني كسادا سياحيا مقلقا‪ ،‬حيث يناشد أرباب‬ ‫الفنادق وزارة السياحة‪ ،‬إن كانت توجد فعال‬ ‫هذه األخيرة‪ ،‬بينما تجد في الدول األخرى وزارات‬ ‫السياحة التتردد لحظة واحدة‪ ،‬كي تكون عند‬ ‫حسن ظن المهنييين بها‪ ،‬ألنها تعرف دور‬ ‫وقيمة السياحة‪ ،‬خاصة إذا كان اقتصاد هذه‬ ‫الدول يعتمد باألساس على السياحة‪ ،‬كما هو‬ ‫الشأن بالنسبة لمصر‪ ،‬حيث تعرض شاشاتها‬ ‫التلفزيونية ـ يوميا ـ المنتوج السياحي للبالد‪.‬‬ ‫غيرأننا كأصيليين‪ ،‬نالحظ أن االستثمار يمنع‬ ‫على المدينة‪ ،‬بحكم أنها سياحية‪ ،‬لكن ماذا‬ ‫أعد للسائح ؟ ال أحد يدري! ذلك أن المدينة‬ ‫التتوفر حتى على بيت الخالء‪ ،‬ناهيك عن مالعب‬ ‫الكولف وكرة المضرب والفروسية والعلب الليلية‬ ‫وداراألوبيرا‪ ،‬فضال عن «التياترو» وحديقة‬ ‫األطفال‪...‬لقد تغيرالمنهاج‪ ،‬فالزائرألصيلة‪ ،‬أول‬ ‫مايثيره أمام أبوابها الرئيسية القديمة نشاط‬

‫مستهلكي السياحة الجنسية‪ ،‬وهكذا أصبحت‬ ‫المدينة القديمة تعج بالبيوت المفروشة‪،‬‬ ‫رهن إشارة السياح‪ ،‬موفرة لهم كل ماتشتهيه‬ ‫األنفس‪ ،‬ويثير األعين‪ ،‬من فتيان وغلمان في‬ ‫مقتبل العمر‪ ،‬وذلك لتلبية رغباتهم الجنسية‬ ‫الشاذة‪ ،‬أما إذا كان السائح غيرشاذ جنسيا‪،‬‬ ‫فالبديل له يتمثل في فتيات في ربيعهن الرابع‬ ‫أو الخامس عشر‪ ،‬مقابل العمولة واألجر الموازي‬ ‫ألجرهذه البيوت التي أصبحت أوكارا لدعارة‬ ‫القاصرات والشاذين جنسيا‪.‬وهذا هو سبب‬ ‫غياب المرافق األخرى‪ ،‬فأمام كل هذه المآسي‬ ‫األخالقية‪ ،‬تبرح فنادق المدينة فارغة من السياح‪،‬‬ ‫بسبب احتكار كل سائح يفد على أصيلة‪ ،‬وذلك‬ ‫من طرف هؤالء الوسطاء الجنسيين (القوادة)‪.‬‬ ‫وما تكاد الفنادق تلتقط أنفاسها حتى تلوح لها‬ ‫القباضة بالضربة تلو الضربة‪ ،‬من خالل شتى‬ ‫أنواع وألوان الضرائب‪ ،‬في غياب أو تستر الجهات‬ ‫المنوط بها أمرحماية السياحة والسهر على‬ ‫راحة السائح‪.‬‬ ‫وخالصة القول‪ ،‬أن الفنادق بهذه المدينة‬ ‫أضحت مشيدة ـ فقط ـ لدفع الضرائب‪ ،‬ألن‬ ‫حقوق الدولة محمية ومحفوظة‪ ،‬بينما حقوق‬ ‫المستثمريُداس عليها باألقدام‪ ،‬وهذه هي‬ ‫الديمقراطية بمفهومها األمريكي‪ ،‬وهنيئا لنا‬ ‫بالكراسي‪.‬‬

‫أبو صالح‬

‫حضانة طنجة تنظم حفالً خيرياً‬

‫تنظم لجنة التنسيق اإلقليمية لحزب البديل الديمقراطي بطنجة – أصيلة ‪ ،‬لقاء تواصليا يؤطره كل من األستاذين‪:‬‬

‫الحبيب الطالب و علي اليازغي‬ ‫تحت عنوان‪“ :‬من نحن وما نريد؟”‬

‫وذلك يوم األربعاء ‪ 20‬أبريل الجاري‪ ،‬على الساعة السابعة مساء (‪ ،)19h‬بقاعة نادي التعليم إبن بطوطة‪،‬‬ ‫قرب مسجد محمد الخامس بطنجة‪.‬‬

‫تنظم جمعية «حضانة طنجة للرضع واألطفال المتخلى عنهم «حفال خيريا‪ ،‬وذلك بتاريخ‬ ‫‪ 29‬أبريل الجاري‪ ،‬على الساعة السابعة(‪ )00h19‬مساء‪ ،‬بقاعة الحفالت «ماالباطا مول»‪ ،‬الكائنة‬ ‫بالرقم ‪ 12‬تجزئة طنجيس بطنجة البالية والذي ستنشطه نخبة من الفنانين‪.‬‬ ‫ويراهن المنظمون على دعم ومؤازرة هؤالء النزالء الذين هم في أمس الحاجة إلى‬ ‫الرعاية والعطف‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2016‬‬

‫العدد ‪833‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬

‫شة‬

‫النبش في الذاكرة‪ ،‬قد تكون له نتائج طيبة‪ ،‬إذا كان الباحث في سن األربعين‪ ،‬أو ما دونها‬ ‫ّ‬ ‫المتعذر عليه‪ ،‬أن يَخرج من أدراج‬ ‫بقليل‪ .‬أما إذا كان على عتبة السبعين‪ ،‬أو تجاوزها بسنين‪ ،‬فمن‬ ‫الذاكرة بشيء ذي بال‪ ،‬خصوصا إذا كانت المسافة الزمنية بينه وبين ما يود استخالصه‪ ،‬أو التأكد‬ ‫منه‪ ،‬تقارب الخمسين سنة أو تزيد‪.‬‬ ‫هذا ما قلتُه بالحرف‪ ،‬لرفيق الدراسة‪ ،‬الذي جمعني وإياه فصل من فصول المعهد الديني‪،‬‬ ‫حين التمس مني أن أسعفه ببعض المعلومات‪ ،‬التي يعتزم االستعانة بها في بحثه الخاص بالفترة‬ ‫الممتدة بين منتصف الخمسينات‪ ،‬ومنتصف الستينات من القرن الماضي‪.‬‬ ‫ومع هذا حاولت وحاولت‪ ،‬فلم أظفر إال ببعض الومضات‪ ،‬التي ال تسمن وال تغني من جوع‪.‬‬ ‫تذكرتُ مثال الرحلة التي قطعها التعليم الديني من مهده بالجامع الكبير إلى مستقره بثانوية‬ ‫القاضي ابن العربي‪ ،‬فقد انتقل من الحُصُر إلى المقاعد الدراسية‪ ،‬ومن الطريقة التقليدية التي‬ ‫كانت عبارة عن حلقات شبيهة بدروس الوعظ واإلرشاد‪ ،‬إلى النمط العصري المتمثل في األقسام‬ ‫والفصول‪ ،‬ولكنه لم يبارح المدينة العتيقة‪ ،‬وكانت دار بوهالل أول محطة‪ ،‬ثم انتقل إلى «دار‬ ‫الضياف» أو الضيوف بالمطامير‪ ،‬ثم انتقل إلى دار ابن عبود بالمالح البالي‪.‬‬ ‫ويوم قرر المسؤولون إخراجه إلى المدينة العصرية‪ ،‬احتضنتْه «دار الكباص» المجاورة لمقر‬ ‫العمالة القديم‪ ،‬ثم جيء به إلى الجناح المالصق لمندوبية وزارة التربية الوطنية‪ ،‬ثم استقر لفترة‬ ‫طويلة بالثكنة العسكرية بباب النوادر‪ ،‬وكانت نهاية المطاف أن استكان بمقره الحالي جوار مسجد‬ ‫الحسن الثاني تحت الفتة القاضي ابن العربي‪.‬‬ ‫وأثناء هذه الرحلة الشاقة المضنية‪ ،‬ف َقدَ التعليم الديني شِقه االبتدائي‪ ،‬ورافده األساسي‪.‬‬ ‫ولحد الساعة‪ ،‬ال أدري مَن تربص به الدوائر‪ ،‬أو مَن قطع عليه الطريق‪.‬‬ ‫أكيد أنهم أعداء العربية‪ ،‬فقد استأصلوا هذا الشق من جسم التعليم الديني‪ ،‬ليظل لهم‬ ‫المجال رحبا واسعا لفرنسة أبنائنا حسب خطة مدروسة‪ ،‬ومؤامرة محبوكة‪.‬‬ ‫وقد كان أساتذتنا رضوان اهلل عليهم يتوقعون هذا‪ ،‬ويحسبون له الحساب‪ .‬على رأس هؤالء‬ ‫المرحوم برحمة اهلل األستاذ سيدي أحمد بن تاويت الذي كان يدرسنا مادتي التفسير واألصول‪،‬‬ ‫والمرحوم برحمة اهلل األستاذ الباحث سعيد أعراب الذي درّسنا األدب والبالغة‪.‬‬ ‫وحين أتذكر أستاذنا جلول النقاشي –بارك اهلل في عمره‪ -‬أذكر حبه للعربية وتفننه في‬ ‫استعمال الغريب منها‪ ،‬كما أذكر مادة الفرائض التي استعصى علينا فهمها على مقاعد الدراسة‪،‬‬ ‫وكيف أسْـلست لنا قيادها لما اضطلعنا بمهمة التدريس‪.‬‬ ‫يُجمع على هذا وذاك‪ ،‬الطلبة الذين رافقوني في مشواري‪ ،‬كالمرحوم األستاذ عبد اهلل‬ ‫المرابط الترغي رحمه اهلل‪ ،‬واألستاذ محمد السكاكي‪ ،‬متعه اهلل بالصحة والعافية‪،‬واألستاذ عبد اهلل‬ ‫بوزرهون طيب اهلل ثراه‪ ،‬وآخرون وآخرون‪.‬‬ ‫وأعود ثانية إلى أخينا األستاذ المفتوحي‪ ،‬الذي فتح عليّ وعليكم هذا الباب ألقول‪ :‬كم نندم‬ ‫على المراحل التي قطعناها في هذه الحياة الدنيا‪ ،‬دون أن نُدون أو نسجل ولو شذرات مما مر بنا‪.‬‬ ‫وها نحن نحك رؤوسنا‪ ،‬فال نظفر بما يفيد‪ ،‬وبما يشفي الغليل‪.‬‬ ‫فليغفر اهلل لنا‪ ،‬وليسامحنا‪.‬‬

‫تطوان ‪ :‬تخرج الدفعة األولى إلعداد المحكمين الدوليين‬

‫في ضيافة‬ ‫أستاذ كبير‬ ‫ومالذ خبير‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫في هذه الظرفية الحرجة والموسومة بأشكال‬ ‫عنفية رهيبة‪..‬تشتد حاجة الناس لتأثيث وجدانهم‬ ‫بثقافة الرحمة التي أقام بنيانها عروس الحضرات‬ ‫ومحروس النظرات ؛ نبي الرحمة الذي جعل اهلل في‬ ‫صالتنا عليه صالتنا‪..‬‬ ‫الندوة العلمية الجهوية المباركة التي نظمها‬ ‫المجلسان العلميان المحليان للعرائش وطنجة‬ ‫بعنوان ‪« :‬اإلمام القطب عبد السالم بن مشيش؛‬ ‫شيخ مقام اإلحسان ومرجع العلم والعرفان» يومي‬ ‫خامس وسادس رجب ‪ 1437‬ـ ثالث عشر ورابع عشر‬ ‫أبريل ‪ 2016‬بمدينة العرائش وجبل العلم تخدم هذا‬ ‫المسعى التخليقي النبيل ‪ ،‬وهو أعز ما يطلب ‪.‬‬ ‫توزعت محاورهذه الندوة المباركة على دراسات‬ ‫في السياق والمصادر‪ ..‬ثم الشخصية والمكان‪..‬‬ ‫فالتصلية المشيشية‪..‬‬ ‫جلى علماء وباحثون في التراث الصوفي المشيشي‬ ‫ينابيعه الثرة‪..‬وأشكال حضوره‪ ..‬وعمق امتداداته‬ ‫في األدب الجغرافي‪..‬وفي المدونات الصوفية‪ ..‬وفي‬ ‫غميس اآلثار الموريسكية‪ ..‬وفي الخطاب السياسي‬ ‫والفكري المغربي الحديث والمعاصر‪..‬وفي الكم‬ ‫الهائل من الشروح المقامة على التصلية المشيشية؛‬ ‫شرحا ومزجا وتعليقا وتحشية منذ انبثاق الوعي بقيمة‬ ‫النص المشيشي في أوائل المئة العاشرة للهجرة‬ ‫حتى زمننا الراهن‪..‬منتهجا طرائق فريدة في البيان‬ ‫والتبيين عن جوهر كثيف الدالالت‪ ..‬مستبطنا عوالم‬ ‫عرفانية تفتح منا األسماع ليحسن االستماع‪ ..‬وتفتح‬ ‫منا البصائر متحققين ببالغة أستاذ كبير ومالذ خبير؛‬ ‫هو أبو محمد عبد السالم بن مشيش رضي اهلل عنه ؛‬ ‫زهد موالي عبد السالم بن مشيش رضي اهلل عنه‬ ‫في الكتابة والتأليف منصرفا ـ كما هو مألوف عادة أهل‬ ‫اهلل ـ نحوالتعبير عن تجربة تعاش وال تنقال‪ ..‬مستكنها‬ ‫صور حقائق كبرى‪ ..‬متحليا بأسرار نبوءات عظمى‪..‬‬ ‫مصاغة في هيئات مجازية‪ ..‬وأثواب استعارية‪..‬وأنسجة‬ ‫تخييلية‪..‬‬

‫طبقا لبرنامج التكوين الذي وضعه المعهد ومؤسسة العدل الدولية‬ ‫للدراسات القضائية والدبلوماسية برسم سنة ‪ ،2016‬نظم المعهد الدولي‬ ‫للتحكيم والدراسات القانونية بتطوان‪ ،‬حفل تخرج الدفعة األولى إلعداد‬ ‫المحكمين الدوليين بالمغرب‪ ،‬بعد اجتيازهم مرحلة التكوين والتدريب‬ ‫التي نُظمت بأحد فنادق تطوان‪ ،‬مابين ‪ 8‬و ‪ 10‬أبريل ‪ 2016‬أطرها‬ ‫المعهد الدولي‪ ،‬بتعاون مع مؤسسة العدل الدولية للدراسات القضائية‬ ‫والدبلوماسية‪ ،‬وبرعاية المجلس األمريكى للقانون الدولي‪ ،‬وجامعة الدول‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫‪ ‬حفل اختتام الدورة التكوينية حضره إلى جانب رئيس المعهد‬ ‫الدولي الخاص للتحكيم والدراسات القانونية‪ ،‬عدد من الدارسين من‬

‫قضاة ومحامين وأطباء ومدراء المؤسسات المهتمة بالقانون‪ .‬بعد‬ ‫أداء المستفيدين‪ ،‬لالمتحان التقييمي في أضخم تدريب مهني لتأهيل‬ ‫المحكمين ‪.‬‬ ‫ولإلشارة فإن المعهد يعتزم تنظيم عدد من الدورات التكوينية في‬ ‫جميع أنحاء المملكة المغربية‪ ،‬في مجال التحكيم التجاري الدولي والعالقات‬ ‫الدبلوماسية‪ ،‬والقنصلية‪ ،‬وإدارة األعمال والعقود الدولية‪ ،‬واالستثمار‬ ‫والتجارة اإللكترونية‪ ،‬وذلك طبقا لمعايير جودة التعليم واعتماد الدولية‬ ‫كمناهج فريدة معتمدة‪.‬‬

‫المجلس األعلى للحسابات‬ ‫في ضيافة جامعة عبد الملك السعدي بتطوان‬ ‫الستكمال بحثها الخاص بتطبيق الشق البيداغوجي‪ ،‬و ليس المالي‪،‬‬ ‫وبعد زيارتها لكليات طنجة التي استغرقت أربعة أيام‪ ،‬حلت اللجنة المنبثقة‬ ‫عن المجلس األعلى للحسابات مؤخرا بمدينة تطوان‪ ،‬حيث حطت الرحال‬ ‫بجامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬وذلك الفتحاص الشق البيداغوجي المتعلق‬ ‫بمنظومة اإلصالح الجامعي‪.‬‬ ‫هذه اللجنة‪ ،‬التي تتكون من قضاة المجلس األعلى للحسابات‪،‬‬ ‫حلت بتطوان من أجل تقييم المساطير البيداغوجية للمسالك المعتمدة‬ ‫بالمؤسسات الجامعية التابعة لجامعة عبد المالك السعدي‪.‬‬ ‫وقد خرجت اللجنة بانطباع إيجابي خالل هذه الزيارة‪ ،‬حيث تطرقت في‬ ‫تقريرها بشكل دقيق‪ ،‬لتقييم فترة البرنامج االستعجالي للتعليم العالي الذي‬ ‫امتد من سنة ‪ 2009‬إلى ‪.2013‬‬

‫م‪.‬ح‬

‫م‪ .‬الحراق‬

‫ولعل في هذا بعض ما يترجم القوة التداولية‬ ‫لتصلية مشيشية عابرة لألزمنة واألمكنة ببالغتها‬ ‫الربانية ‪ ..‬وبشروحها الجاللية الجمالية ‪..‬وقد فاقت‬ ‫الثمانين شرحا‪ ..‬فضال عن مئات الدراسات ‪..‬وما زال‬ ‫البحث قائما بحول اهلل‪..‬‬ ‫قبل قراءة حديث كنت أعددته في موضوع‬ ‫التصلية المشيشية إللقائه في الندوة المذكورة‪.‬‬ ‫أنصت باهتمام لكلمة السيد األمين العام للمجلس‬ ‫العلمي األعلى‪ ..‬كانت كلمة تلقائية مطبوعة بنفس‬ ‫استرجاعي لتجربته مع الحرم المشيشي ‪ ..‬مع مسحة‬ ‫تأملية مقرونة بمؤشرات تربوية موجهة بمحمول‬ ‫زخار بالعبر‪..‬منبه لالستمساك بعروة القيم‪..‬وذكر‬ ‫السيد يسف أن جدته شدت الرحال لزيارة حرم ابن‬ ‫مشيش ثالثين مرة مشيا على األقدام‪..‬وأما بالنسبة‬ ‫له فزيارته لم تتأت حتى اليوم السادس من رجب‬ ‫الجاري ‪ ..‬ثم استرسل في الكالم عن بالغة جبل العلم‬ ‫وما أنتجه ‪ ..‬بل ما أنتجته الجغرافية الجبلية من رموز‬ ‫الشموخ ‪ ..‬أصوال وامتدادات ‪..‬‬ ‫كانت ندوة اإلمام القطب موالي عبد السالم بن‬ ‫مشيش مساهمة رفيعة من حيث تأصيالتها العلمية‬ ‫لتراث صوفي مشيشي راسخ في المعرفة والعرفان ‪..‬‬ ‫صادق في صفاء الوجدان‪ ..‬قريب من مناهل البستان‪..‬‬ ‫تذكرت صديقين عزيزين ‪ :‬سيدي عبد الصمد‬ ‫العشاب وسيدي عبد اهلل المرابط الترغي اللذين قدما‬ ‫خدمات جليلة للتراث المشيشي ‪ ،‬ولنا عودة بحول اهلل‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2016‬‬

‫العدد ‪833‬‬

‫المعرض الجهوي األول للبناء والعقار‪:‬‬

‫الوزير بنعبد اهلل ‪ :‬المطلوب عرض سكني لفائدة مختلف الفئات االجتماعية‪ ،‬خاصة‬ ‫الهشة وذات الدخل المحدود‪ ،‬مع احترام معايير الجودة المطلوبة‬ ‫مطلوب‪ ،‬ولكن ما هي مساهمات الدولة من أجل تشجيع المنعشين العقاريين‬ ‫على إنتاج سكن الئق وفي مستوى «المدينة الذكية»؟‬

‫حين يتحرك البناء‪ ،‬يتحرك كل شيء‬ ‫«‪»QUAND LE BATIMENT VA, TOUT VA‬‬

‫هذه المقولة‪ ،‬هي لعامل بناء فرنسي‪ ،‬أصبح‬ ‫نائبا برلمانيا‪ ،‬بعد فترات اضطهاد ونفي‪ ،‬ليعود‬ ‫إلى بلده‪ ،‬مناضال جمهوريا‪ ،‬ولينجح في الفوز‬ ‫بمقعد بمجلس النواب‪ .‬وبالضبط‪ ،‬من منصة هذا‬ ‫المجلس‪ ،‬صدح‪ ،‬في اجتماع ‪ 7‬ماي‪ ،‬سنة ‪،1850‬‬ ‫بمقولته الشهيرة‪:‬‬ ‫»‪« Quand le bâtiment va, tout va ! ‬‬ ‫إنه مارتان بادو (‪ 1815‬ـ ‪ )1898‬عامل بناء‬ ‫لحسابه‪ ،‬الذي شغل معاصريه بهذه الفكرة‪« :‬هل‬ ‫البناء يجر االقتصاد‪ ،‬أم االقتصاد هو الذي يجر‬ ‫البناء؟» ال‪ ،‬ليست هذه لعبة الدجاجة والبيضة‪ ،‬إنها‬ ‫نظرية اقتصادية مبنية على التحليل الدقيق‪ .‬ففي‬ ‫الظاهر‪ ،‬البناء يوجد في قلب الحركة االقتصادية‪،‬‬ ‫كمحرك للعديد من القطاعات التي تنتج االزدهار‬ ‫االقتصادي وتخلق مناصب شغل عديدة‪ ،‬وتحقق‬ ‫االستقرار االقتصادي والسياسي‪.‬‬ ‫وفي الشطر المقابل داخل هذه المقولة‬ ‫الحكيمة‪ ،‬يبدو أن االقتصاد هو الذي يحرك قطاع‬ ‫البناء‪ ،‬ذلك أن المستثمر في البناء «المنعش‬ ‫العقاري بلغتنا اليوم»‪ ،‬يحتاج إلى المال وإلى‬ ‫تدابير تحفيزية عديدة وأيضا إلى دعم مصادر‬ ‫التمويل‪ ،‬البنوك‪ ،‬التي بها يتحول‪ ،‬في النهاية‬ ‫زبون العقار إلى زبون البنوك ولسنوات طويلة‪.‬‬ ‫فهل العقار يوجد في مقدمة السلسة االقتصادية‬ ‫أم في مؤخرتها ؟‬ ‫هذا السؤال لم يقع التطرق إليه‪ ،‬بهذا المعنى‪،‬‬ ‫خالل المعرض الجهوي األول المنظم‪ ،‬نهاية‬ ‫األسبوع الماضي بطنجة‪ ،‬من طرف غرفة الجهة‪،‬‬ ‫التجارية والصناعية بشراكة مع وزارة السكنى‬ ‫وسياسة المدينة‪ ،‬والمركز الجهوي لالستثمار‪،‬‬ ‫تحت شعار «جميعا من أجل بناء الجهة»‪ .‬هذا‬ ‫المعرض اعتبر فرصة إلبرار خصوصيات الجهة‬ ‫ودور السكن في الدفع باالستثمار في هذا القطاع‬ ‫والقطاعات الموازية‪ ،‬ومواكبة النمو الديمغرافي‬ ‫‪ ،‬وبالتالي في توفير فرص الشغل لأليد العاطلة‪،‬‬ ‫وتعد بمئات اآلالف في هذه الجهة‪.‬‬ ‫كما أنه اعتبر حدثا مهما بالنسبة لتنشيط‬ ‫الحركة االقتصادية واستشراف المستقبل فيما‬ ‫يخص احتياجات المواطنين المتصلة بالسكن‬ ‫«الالئق» والكريم‪.‬‬ ‫هذا المعرض‪ ،‬تميز بحضور واسع للمؤسسات‬ ‫العامة والخاصة من قطاعات صناعة مواد البناء‪،‬‬ ‫ومؤسسات التمويل ومقاوالت اإلنعاش العقاري‪،‬‬ ‫ومطوري الطاقات المتجددة ‪ ،‬إضافة إلى مكاتب‬ ‫الهندسة المعمارية والتوثيق والدراسات التقنية‬ ‫ومكاتب الخبرة واالستشارات وغيرها‪.‬‬ ‫وقد ربط الكثيرون بين إطالق هذا المعرض‬ ‫ودينامية العقار بطنجة والجهة‪ ،‬وما يسجل‬ ‫باستمرار من تدمر وسط زبناء شقق «ال ‪25‬‬ ‫مليون» التي كثيرا ما يأتي ذكرها في بعض‬ ‫وسائل اإلعالم كأقفاص في بنايات هي أشبه‬ ‫بصناديق علب كبريت منها إلى عمارات سكنية‬ ‫بني آدمية‪ ....‬هذا فضال عن مآخذ زبناء بعض‬ ‫البنايات على الجودة والسالمة بخصوص «األشغال‬ ‫النهائية»‪....! ‬‬ ‫إ ال أن المنعشين العقاريين يؤكدون أنه من‬ ‫بين أهم أسباب نجاح مقاوالتهم حرصهم على‬ ‫احترام مواصفات الجودة وهي مواصفات أساسية‬ ‫من أجل تعزيز التنافسية في السوق‪ ،‬وكسب‬ ‫ثقة الزبناء وربط المقاولة بزبنائها‪ .‬وتلك عناصر‬ ‫تساعد ‪ ،‬في نظرهم‪ ،‬على نجاح المقاوالت الجادة‬ ‫في مجال تسويق المنتوجات العقارية وتطويرها‪.‬‬ ‫ومما يالحظ أيضا‪ ،‬أن مشاريع المخطط‬ ‫الملكي لـ «طنجة الكبرى»‪ ،‬ساهمت بقسط وفير‬ ‫في الرفع من جودة المشاريع العقارية بطنجة‪،‬‬

‫ت�صوير حمودة‬ ‫حيث إن المنعشين العقاريين تعمدوا أن تكون‬ ‫مشاريعهم منسجمة مع مشاريع المخطط الملكي‬ ‫‪ ،‬األمر الذي دفع بهم إلى تحقيق تقدم ملموس‬ ‫في مجال جودة البناء والوصول إلى قدر كبير‬ ‫من ثقة الزبناء في طنجة وخارجها ناهيك عن‬ ‫قوة تأثير التنافسية في مجال اإلنعاش العقاري ‪،‬‬ ‫األمر الذي فرض حدودا واضحة في كل ما يتعلق‬ ‫بالجودة والسالمة التي يتطلبها سوق العقار‪،‬‬ ‫هذه السوق التي اجتاحتها مقاوالت عمالقة‪،‬‬ ‫في مواجهة مقاوالت محلية بإمكانات محدودة‪،‬‬ ‫ولكنها «صامدة» بفضل ثقة زبنائها‪ ،‬وتستحق‬ ‫كل دعم على المستوى المحلي‪ ،‬خاصة‪.‬‬ ‫وقد الحظ المهتمون والمتتبعون وجود‬ ‫حوالي مائة مقاولة وشركة عقارية في معرض‬ ‫طنجة الجهوي األول للبناء والعقار‪ ،‬بهدف‬ ‫تقريب عروض السكن والخدمات المرتبطة به‪،‬‬ ‫من المواطنين وفتح حوار مباشر بين أصحاب‬ ‫المشاريع العقارية وزبنائهم‪ ،‬وتنشيط التعاون‬ ‫بين مختلف المتدخلين ‪ ،‬خاصة بعد ما تم إقحام‬ ‫الجامعة ومعاهد التكوين في هذا القطاع بهدف‬ ‫تحقيق عنصري الجودة والسالمة في مختلف‬ ‫مشاريع ومخططات البناء والعقار بطنجة والجهة‪.‬‬ ‫والمالحظ أن المعرض قدم عرضا قويا‬ ‫ومتنوعا للبناء والعقار بطنجة‪ ،‬هذا القطاع الذي‬ ‫يشهد دفعة قوية بفضل مشاريع «طنجة الكبرى»‬ ‫األمر الذي دفع بالمنعشين العقاريين إلى االنخراط‬ ‫كلية في هذه التظاهرة التي اعتبروها موعدا‬ ‫واعدا لتقديم بيانات ضافية حول المشاريع التي‬ ‫أنجزوها أو التي توجد في طريق اإلنجاز وأيضا‬ ‫لالستماع إلى زبنائهم وللترويج لمنتوجاتهم‬ ‫المتعددة والمتنوعة‪.‬‬ ‫ومن المشاركات المتميزة في هذا المعرض‪،‬‬ ‫حضور الشركة المكلفة بإعادة تهيئة ميناء طنجة‬

‫المدينة‪ ،‬حيث قدم المدير العام للشركة المكلفة‬ ‫بهذا المشروع الضخم‪ ،‬بيانات حول مخطط إعادة‬ ‫التهيئة الذي يهدف إلى جعل طنجة من بين‬ ‫العواصم السياحية الكبرى على ضفتي األبيض‬ ‫المتوسط‪ ،‬خاصة في ما يتعلق بالرحالت السياحية‬ ‫الطويلة والسياحة الترفيهية‪ ،‬بعد أن يكتمل‬ ‫بناء مارينا طنجة خالل فصل الصيف القادم‬ ‫والتي ينتظر أن تكون من بين كبريات مارينات‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫ومعلوم أن هذا المشروع يشمل أيضا ترميم‬ ‫أسوار المدينة العتيقة البرتغالية والبريطانية‬ ‫واإلسماعيلية وترميم مآثر طنجة التاريخية وإنجاز‬ ‫خط تيليفيري معلق‪ ،‬بطول ستة كيلومترات‪،‬‬ ‫ينطلق من ساحة فارو‪ ،‬بوسط المدينة (ساحة‬ ‫فرنسا) ليحلق فوق منشآت ميناء طنجة المدينة‪،‬‬ ‫ثم يقوم برحلة سياحية فوق المدينة العتيقة‬ ‫والشواطيء لتنتهي الرحلة بمحطة القصبة‪ .‬هذا‬ ‫أول تيليفيري بالمغرب سوف يتكون أسطوله من‬ ‫‪ 90‬عربة معلقة يمكن كل واحدة منها أن تحمل‬ ‫‪ 12‬راكبا في جولة سياحية جوية رائعة‪.‬‬ ‫وعلى ذكر المدينة العتيقة‪ ،‬يجب لفت‬ ‫االنتباه إلى أن معظم أحياء ومآثر هذا المدينة‬ ‫توجد في حالة «تعفن» متقدم‪ ،‬بعد أن هجرها‬ ‫أهلها واستوطنها من ال يعرفون قدرها ممن ال‬ ‫فرق لديهم بين سور تاريخي ومرحاض مفتوح‬ ‫على الهواء الطلق‪.....!!! ‬‬ ‫ولعل الذين «يحكمـــون» ويخططـــون‬ ‫للمستقبــل‪ ،‬أدركوا أن التقــدم ليس في بناء‬ ‫ناطحات السحاب أو طرق سيارة‪ ،‬على أهميتها‪ ،‬بل‬ ‫في بناء اإلنسان‪ ،‬ولهذا «بدؤوا» يتوجهون إلى‬ ‫اإلنسان‪ ،‬الذي هو‪ ،‬أوال وأخيرا‪ ،‬الغاية من كل عمل‬ ‫تنموي‪ ،‬متحضر‪ ،‬يهدف إلى صيانة الماضي ودعم‬ ‫الحاضر وبناء المستقبل‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار لوحظ أن كافة المتدخلين في‬ ‫معرض البناء والعقار أجمعوا على أن الجودة مفتاح‬ ‫النجاح‪ ،‬بل وسر االستمرار بالنسبة لمقاوالتهم‪،‬‬ ‫ووعدوا بتحقيق المزيد من الجودة في مشاريعهم‬ ‫المقبلة‪ ،‬اعتبارا لمتطلبات وتطلعات المواطنين‬ ‫الراغبين في العيش في سكن بجودة عالية‪ ،‬سواء‬ ‫داخل الفضاءات الخصوصية أو العامة‪ ،‬تستجيب‬ ‫لمواصفات «المدينة الذكية» التي كانت موضوع‬ ‫إحدى ندوات المعرض ‪.‬‬ ‫المداخالت في هذه الندوة انصبت‪ ،‬باألساس‬ ‫على الجهود المبذولة في إطار مفهوم المدينة‬ ‫«الذكية» التي بدأ المغرب يسير في اتجاه‬ ‫تحقيقها وفق المفهوم العالمي لهذا الوصف‬ ‫ومقوماته‪.‬‬ ‫ويرى البعض أن من مقومات المدينة‬ ‫الذكية تحقيق توازن شامل في مجال السكن بين‬ ‫مختلف جهات المغرب وداخل كل جهة‪ ،‬يستجيب‬ ‫الحتياجات المواطنين بشرائحهم المختلفة‪ ،‬على‬ ‫أساس رؤية شمولية في مجال «سياسة المدينة»‪.‬‬ ‫بيد أن المطلوب سياسات تشجيعية‬ ‫وتحفيزية ومكاسب حقيقية للمنعشين العقاريين‬ ‫الجادين والملتزمين بتحقيق برامج «السكن‬ ‫المنخفض التكلفة»‪ ،‬ولكن على أساس الجودة‬ ‫والسالمة في إطار الوضوح والمسؤولية‪ .‬إذ ال‬ ‫يمكن أن يطلب من المنعش العقاري أن يعطي‬ ‫فوق ما يملك أو ما يستطيع‪ ،‬وهنا يكمن دور‬ ‫الدولة في تنشيط السلسة االقتصادية المرتبطة‬ ‫بالبناء والعقار وفق نظرية مارتين بادو « حين‬ ‫يتحرك البناء‪ ،‬يتحرك كل شيء»‪...!!! ‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪833‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2016‬‬

‫ف�شل التعلي��م‪ ‬باملغرب و �ضي��اع ال�شباب‪...‬‬ ‫هل ميكن مداواة اجل�س��د والدماغ مري�ض؟‬ ‫المشاكل االجتماعية التي أصبح يعيشها مجتمعنا اليوم تدعو إلى إعادة النظر في النظام التربوي‬ ‫التعليمي السائد ببالدنا‪ ،‬والذي يعاني لعقود طويلة من تخبط في محاوالت اإلصالح الفاشلة التي‬ ‫تبقى مبادرات شكلية ال تمس لبّ اإلشكال وال قلب األزمة التربوية التعليمية‪ ،‬و بالتالي يبقى تخلفنا‬ ‫عن ركب األمم التي حققت إنجازات حضارية وثقافية وعلمية في النصف األخير من القرن العشرين‬ ‫وبداية القرن الحادي والعشرين سببه األساسي والمباشر هو نظامنا التربوي الذي أصبح اليوم غير‬ ‫قادر على مسايرة األنظمة التعليمية المتطورة التي سمت بالعقل‬ ‫البشري من مرتبة التلقين إلى مرتبة الخلق واإلبداع ‪ ،‬حيث أصبحت‬ ‫أنظمتنا التعليمية مراكز لتخريج آالت بشرية مفرغة الشخصية‬ ‫والهوية ومشحونة عصبيا ال فكريا‪.‬‬ ‫‪ ‬إذن ما هي أسباب هذا الفشل التربوي ؟ وما هي نتائجه ؟وأي‬ ‫عالقة للمشاكل االجتماعية ببالدنا بواقع التعليم بها ؟وكيف يمكن‬ ‫لألسرة أن تلعب دور المكمّل في النظام التربوي ؟وما هو سر‬ ‫نجاح األنظمة التربوية المتطورة ؟وكيف يمكن استغالل التطور‬ ‫التكنولوجي في خلق نظام تربوي سليم ؟‬ ‫إن حاجتنا للتربية اليوم أكبر من حاجتنا للتعليم‪ ،‬ألن هذا األخير‬ ‫مرتبط أشد االرتباط بتلقين المعلومة التي أصبحت بفضل التطور‬ ‫التكنولوجي والمعلوماتي والتواصلي متوفرة للجميع‪ ،‬وأصبحت ال‬ ‫تتعدى نقرة فأرة‪ ،‬لذا وجب تجاوز هده المقررات الطويلة والمم ّلة‬ ‫المثقلة بمعلومات ال يحتاجها تلميذ القرن الحادي والعشرين‬ ‫المعتمد في تواصله على رسائل قصيرة ومختصرة تجدها في غالب‬ ‫األحيان ال تتجاوز ثالث أو أربع كلمات تحمل هدفه ومبتغاه‪،‬و لذلك‬ ‫نجد غيابا لقناة التواصل بين األستاذ وتالميذه‪ ،‬هذا األستاذ المكره‬ ‫على إكمال المقرر الطويل المليء بمقدمات تشوش انتباه التلميذ عن هدف الدرس‪ ،‬فنجد أن أكثر من‬ ‫‪ % 60‬من التالميذ يكونون شاردي الذهن داخل القسم ‪،‬هذا كله يؤدي إلى قصور في التواصل والتعبير‬ ‫عند الغالبية العظمى من التالميذ‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬أضحت إشكالية الهوية تطرح ذاتها من خالل االنتقال الذي يعيشه هؤالء الشباب‬ ‫بفكرهم ومخيلتهم بين عالمين‪ ،‬عالم واقعي مفروض ومعلوماته متجاوزة ومستهلكة والوصول إليها‬ ‫ممل ‪ ،‬وعالم آخر افتراضي بسيط وسهل الولوج ويحصلون فيه على المعلومة دون أدنى جهد‪ ،‬والخطير‬ ‫في األمر أنه عالم يستطيعون فيه تكوين صور عن ذواتهم كما يتخيلونها‪ ،‬لذا نجد هؤالء الشباب‬ ‫يطرحون سؤال «من نحن؟» وهو السؤال الهوياتي الذي يحاول إنزال صورهم النرجسية التي كونت‬ ‫في عالمهم االفتراضي إلى أرض الواقع‪ ،‬مما يؤدي بدون شك إلى التصادم مع الواقع ومحاولة فرض‬ ‫الذات بالقوة وهنا نصبح أمام ظواهر اجتماعية شاذة تتميز بالعنف‬ ‫والتطرف بكل أشكاله ‪.‬‬ ‫هذه األزمة ال يمكن حلها إال عبر نظام تربوي يرعى المصالحة‬ ‫الذاتية ‪ ‬للتالميذ مع ذواتهم وتاريخهم ولغتهم وانتمائهم‪ ،‬وهذه‬ ‫المصالحة لن تأتي إال عبر عمل األطر التربوية على صقل شخصية‬ ‫الطفل منذ أول يوم له بالمدرسة‪ ،‬عبر تعريفه بتاريخنا العربي‬ ‫اإلسالمي الذي يزخر بشخصيات كاريزمية قيادية بدأ بالرسول‬ ‫الكريم صلى اهلل عليه وسلم وعمر ابن الخطاب باني الحضارة‬ ‫اإلسالمية العربية وصوال لطارق بن زياد ويوسف بن تاشفين…‬ ‫هذا التعريف سيمكن من خلق مثال عليا عند األطفال‪ ،‬وبالتالي سوف‬ ‫يكون توجههم للمعارف توجها ذاتيا يضمن الصدق في تحصيل‬ ‫المعلومة ‪ ،‬كما سيضمن بناء سليما لشخصية التلميذ عبر اقتدائه‬ ‫باألخالق الحميدة لمثله األعلى‪ ،‬وفي هذه الحالة سوف تكون أمتنا‬ ‫وشعبنا مطمئنة على مستقبل شبابها وازدهارها الثقافي وحفاظها‬ ‫على إرثها الثقافي‪ ،‬كما ال يجب وضع امتحانات أو مراقبة مستمرة‬ ‫في التعليم االبتدائي‪ ،‬ألن هذا النوع من النظام يحسّس التالميذ‬ ‫بالطبقية‪ ،‬الشيء الذي يدفع بعضهم إلى االنطواء بعد فشلهم في‬ ‫أول اختبار كتابي مما يحدّ من إبداعهم و قدراتهم‪ ،‬وفي غالب األحيان ما يدفنون مواهبهم إلى األبد‬ ‫ويصبحون يؤمنون بالفشل كقاعدة ويصبح اإلبداع والنجاح عندهم هو االستثناء‪ ،‬لذا نجد أن أغلب‬ ‫الدول األوربية اتخذت نفس النهج أي إلغاء االمتحانات بالسلك االبتدائي لحين وصول التالميذ لسن‬ ‫‪ 14‬وعلى رأسهم فنلندا التي قامت أيضا بخفض ساعات الدراسة اليومية إلى ‪ 6‬ساعات وذلك احتراما‬ ‫لقدرة التحمل عند التالميذ‪ ،‬لكن هذا الخيار غير ممكن في المغرب بحكم أن بالدنا تفتقر لمرافق‬ ‫تهم الشباب و تهتم بهم ‪ ،‬كدور الشباب ومعاهد الموسيقى ومركبات رياضية وثقافية يمكن أن‬ ‫تمأل وقت فراغ التلميذ وتساهم في تكوين شخصيته ومعارفه المجتمعية بدل من أن يكون وقت‬ ‫فراغ الشباب كله بالشارع ونحن نعلم نوع المعارف التي تأخذ منه‪ ،‬و بالتالي وجب على الدولة أن‬ ‫تقوم بمجهودات مضاعفة لتطوير بنية تحتية حاضنة للثقافة والعلوم واإلبداع في مختلف المجاالت‪،‬‬ ‫لكي تكون المحرك الفعلي لبنية فوقية قادرة على وضع أمتنا بين‬ ‫مصاف األمم المتحضرة والرائدة في البحث العلمي والتكنولوجي‪.‬‬ ‫‪ ‬يتوجب اليوم على الوزارة الوصية على التعليم أن تضع رؤية‬ ‫مستقبلية لتالميذ الغد من حيث شخصيتهم ال معارفهم‪ ،‬وأن‬ ‫تحاول قدر اإلمكان الولوج لعالم الشباب االفتراضي وتأطيرهم‬ ‫بطريقة ال تظهر لهم التحكم في حرياتهم كي ال تقع في خطأ‬ ‫صراع األجيال‪ ،‬وأن تتخلى عن هذه المقررات المليئة بالمعلومات‬ ‫المستهلكة أحيانا وفي أحيان أخرى معلومات أكبر من المستوى‬ ‫التعليمي للتالميذ‪ ،‬وأن تتبنى مقاربة التدريس باألهداف لكون‬ ‫كما أسلفنا الذكر أن القرن الحادي والعشرين عصر السرعة حيث‬ ‫أنه طبقا لدراسة أجراها باحثون ألمان فإن المعلومات والحقائق‬ ‫التي يحصل عليها األشخاص خالل ‪ 4‬سنوات من المدرسة تعادل‬ ‫نظيرتها خالل أسبوع واحد فقط من محرك البحث «غوغل» ومن‬ ‫هنا يظهر جليا أن رهان التعليم رهان متجاوز‪ ،‬بل الرهان الوحيد‬ ‫الفعلي والواقعي هو رهان التربية لتنشئة جيل المستقبل جيل‬ ‫يحمل عبء بناء الحضارة بكل مقوماتها الثقافية والعلمية وأن‬ ‫يكون جيال معتزا بانتمائه وثقافته وتاريخه ولغته أي معتزا كل‬ ‫االعتزاز بهويته ‪،‬أما بالنسبة لتكوين األساتذة والمعلمين فعلى‬ ‫البدولة أن ترعى جانبين مهمين األول الجانب التكنولوجي بحيث يجب على األستاذ أن يكون ملما‬ ‫بكل التطورات التكنولوجية وأن تكون أول حصة له مع تالمذته حصة للتعارف وأن يعرفهم على بريده‬ ‫اإللكتروني وموقعه في الفيسبوك مثال كي يكسر الحاجز النفسي بينه وبين تالميذه وذلك القتناعهم‬ ‫بأن أستاذهم من نفس جيلهم‪ ،‬اهتمامه من اهتمامهم وأن تكون صفحته هذه منبرا لإلطالع على‬ ‫شخصية كل واحد منهم بما فيها من إيجابيات أو سلبيات‪ ،‬أما الجانب الثاني أن يكون األستاذ ملما‬ ‫أشد اإللمام بعلم النفس‪ ،‬بل حبذا لو يخضع األستاذ لفترة تدريب عند طبيب نفسي يتعلم من خاللها‬ ‫فن اإلنصات لهموم الشخص وقراءة ما ال ينطق به اللسان ‪،‬باإلضافة إلى هدذا كله‪ ،‬يجب على الدولة‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫أن تنشئ مراكز أسرية تعلم اآلباء كيفية التعامل مع األبناء سواء كانوا أطفاال أو مراهقين وكيف يمكن‬ ‫أن نحبب لهم الدراسة والتحصيل و كيف نبني شخصياتهم العارفة والمسؤولة‪ ،‬ألن إصالح التعليم هو‬ ‫عملية تشاركية وإدماجية لكل األوساط‪.‬‬ ‫لقد فشلنا في التعليم‪ ،‬وحينما وقعت الكارثة عمت آثارها كل القطاعات وسقطت كل القيم ونبت‬ ‫في الوطن من ال وطنية له وال دين وال ملة له‪ ،‬فانتشر الجراد في كل‬ ‫مكان وأتى على كل شيء‬

‫انهيار التعليم و البطالة بعد التعليم و ضياع الشباب‬ ‫المتعلم ‪.‬‬

‫إن أغلب الدول المتقدمة في العالم سمت لمراتب متقدمة‬ ‫بسمو أنظمتها التربوية وذلك إليمانها الراسخ بأن أكبر تنمية هي‬ ‫تنمية العقول وأن أكبر استثمار هو استثمار في البشرية فكيف‬ ‫يمكن تصور مشروع مجتمعي تنموي ونظامنا التربوي غائب ؟ هل‬ ‫يمكن مداواة الجسد والدماغ مريض ؟‬ ‫ال تمر من حي أو زقاق في طنجة و في المغرب عامة إال وتجد‬ ‫الشباب المغلوب على أمره يتسكع ويجلس أمام أبواب المساكن‪،‬‬ ‫فال تطرق منزال إال وعثرت به عن شاب عاطل عن العمل من بعد ما‬ ‫كدّ واجتهد وبالعامية «حفى عينيه مع الدفاتر والمقررات» فتكون‬ ‫الوجهة الشارع‪ ...‬المدرسة رقم واحد في جامعة النسيان ‪ ...‬جامعة‬ ‫التخرج النهائي وبشهادة مدمن ‪...‬الجامعة التي ترفع شعار «نسى‬ ‫أخويا راه الدنيا هذه»‪.‬‬ ‫لألسف شباب يضيع في الطرقات وبالد حائرة‪ ،‬فمن سيحمل مشعل الرقي ‪ ،‬ومن سيحرر سبتة‬ ‫ومليلية ‪ ،‬ومن سيتصدى ألطماع الجيران والحساد في التوسع‪...‬فالشباب بالمغرب أصبح إما مدمنا أو‬ ‫متشددا ‪ ...‬إما فكر منحل أو فكر متطرف ‪ ،‬إال من رحم ربك‪.‬‬ ‫واقعنا مر وكئيب ‪...‬حشيش ومخدرات ‪...‬قرقوبي ومسكرات ‪...‬ماحية و معجون‪...‬لواط وسهرات‬ ‫والالئحة طويلة جدا ‪ ،‬عبارات أصبحت عادية داخل مجتمعنا المضحك‪ ،‬الذي يفتقد ألبسط صور التعقل‬ ‫واالعتدال‪ ،‬شباب ال حول له وال قوة‪ ،‬تتالعب به موجات الحقد والتطرف من جهة وأفكار موسادية من‬ ‫جهة أخرى لينتج لنا في النهاية إما قنبلة بشرية أو فردا يعيش في عالم غير عالمنا يجلس معك كهيئة‬ ‫فقط بدون تفكير ‪...‬‬ ‫إننا اآلن وبتواجد إرادة ملكية صادقة في التغيير يجب علينا وكشباب متعقل أن نقوم بأدوارنا‬ ‫الحقيقية‪ ،‬هذا ان استحت الوزارات الوصية و عملت عملها الحقيقي‪ ،‬‬ ‫تجب المشاركة في إخراج البالد من ورطتها ومساعدة شبابها على‬ ‫تغيير منظوره التافه والمتحجر لألمور من قبيل اإلرهاب والمخدرات‬ ‫والهجرة السرية‪ ...‬واالنخراط جميعا في بناء مغرب الغد ‪...‬المغرب‬ ‫القوي بشبابه قبل شيابه الكاتمين على أنفسنا على رؤوس األحزاب‬ ‫المغربية‪.‬‬ ‫صورة مأساة الشباب ومعاناتهم وضياعهم ‪ ،‬تنسجها خيوط‬ ‫مشاكل وتجاوزات أسرية‪ ،‬بألوان القمع والجهل والفقر‪ ،‬أطفال‬ ‫وشباب يصارعون الواقع‪ ،‬سالحهم المخدرات الحقيرة‪ ،‬يفرشون‬ ‫األرض ويلتحفون السماء‪ ،‬وينتظرون المساعدة كما ينتظر الضمآن‬ ‫في الصحاري ما يجلبه اإلناء من قعر البئر‪.‬‬ ‫أصبحنا كثيرا ما نالحظ تواجد أطفال وشباب بوجوه بائسة‬ ‫متسخة‪ ،‬ومالبس بالية‪ ،‬وتمتمة بكلمات غير مفهومة‪ ،‬تعبر عن‬ ‫اعتراض ورفض للعالم كله‪ ،‬استعطاف واستجداء بهدف الوصول‬ ‫إلى صدقة قليلة‪ ،‬وأظافر طويلة تجمع من األوساخ ما جادت به‬ ‫سنوات الضياع‪ ،‬وتقاسيم وجوه تختزل قصصا وحكايات وتجارب‪،‬‬ ‫تحمل من المآسي والظلم واإلقصاء ما تلخصه عبارات “أطفال الشوارع” أو”األطفال المتشردين”‪ ،‬و هم‬ ‫لو كانوا وجدوا الرعاية األسرية و التعليمية لما كانوا بهذ الحال‪.‬‬ ‫أستحضر هنا مقولة السيدة نبيلة منيب‪ ،‬األمينة العامة للحزب االشتراكي الموحد‪« :‬الشباب‬ ‫المغربي ضائع بين المساجد و القرقوبي»‪.‬‬

‫لماذا فشل التعليم بالمغرب ؟؟؟‬

‫إن الجواب عن هذا السؤال يقتضي محاكمة خمسين سنة من التعليم في المغرب وكل من أشرف‬ ‫عليه من قريب أو بعيد‪ ،‬ولإلجابة عن هذا السؤال يجب أن توضع النقط على حروفها‪ ،‬وتتم تسمية‬ ‫األشياء بأسمائها ووضع تقييم شامل لهذه المرحلة التي قادت‬ ‫الشعب المغربي إلى الكارثة التي يمكن تشبيهها بتبعات كارثة‬ ‫إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما‪ ..‬إن المجتمع المغربي سيعاني‬ ‫لسنوات طويلة من فشل التعليم‪ ،‬فقد أفسدنا شعبا بكامله وقدناه‬ ‫إلى جهنم وإلى الخراب‪ ..‬فشلت المدرسة وفشلت اإلعدادية وفشلت‬ ‫الثانوية وفشلت الجامعة‪ ،‬وصار كل شيء يباع ويشترى‪..‬‬ ‫كنا ننتظر‪ ،‬كما ينتظر جميع المغاربة‪ ،‬وكما قال الخبراء‬ ‫بالميدان‪ ،‬أن توضع استراتيجية تبنى على دراسة عميقة ألسباب‬ ‫ومسببات فشل التعليم في المغرب‪ ،‬ثم بعد ذلك يتم الشروع في‬ ‫تطبيق االقتراحات والحلول التي تجعل نصب أعينها خصوصية‬ ‫المجتمع المغربي في إطار مدة زمنية محددة ومضبوطة‪ .‬هذا هو‬ ‫ما كان ينتظره وال يزال ينتظره المغاربة‪ .‬لكن يبدو أن األمور تسير‬ ‫إلى وجهة «طاحت الصمعا علقو الحجام»‪.‬‬ ‫إن فشل التعليم ال يمكن أن نرجعه إلى طرف واحد أو اثنين‪،‬‬ ‫إن هناك أطرافا كثيرة تتحمل المسؤولية‪ ،‬وأعتقد أن من يقوم‬ ‫بخرجة هنا أو هناك كمن يحارب طواحين الهواء‪ ..‬إن األمر يحتاج‬ ‫إلى وضوح وليس إلى تسويق صور وكالم ال معنى له‪ ،‬فهذا القطاع‬ ‫هو روح المجتمع‪ ،‬وعلى ذلك كانت عيون الدول المتحضرة عليه ولم تتركه لقمة في يد المضاربين‬ ‫والسماسرة والمزايدين عليه سياسيا‪.‬‬ ‫ال يعقل أن ندخل في خمسينية أخرى بدون أن تكون لنا خطة واضحة ووصفة ناجعة إلصالح ما‬ ‫يمكن إصالحه في مدة محددة‪ ،‬تخضع للتقييم بعد ذلك‪.‬‬ ‫إن معالجة مشكل التعليم تحتاج إلى شجاعة وإلى نقد ذاتي صريح حد السيف وإلى روح وطنية تسع‬ ‫ما بين السماء واألرض وليس إلى تسويق كالم لحظيّ يذهب كما يذهب الغبار مع الريح‪..‬‬


‫العدد ‪833‬‬

‫دفاتري‬

‫من‬

‫عزيـز‬

‫لن تستطيعوا ولو عدلتم‬ ‫و عدّلتم‪! ‬‬

‫علم أن العدالة والتنمية الحاكم قد سحب‬ ‫مشروعه المطالب بإغالق مقاهي الشيشة‬ ‫التي اكتسحت المغرب بشكل مرعب‪ .‬والغريب‬ ‫أن سحب المشروع من البرلمان كان «حسي‬ ‫مسي» وبدون تقديم أي تفسير‪ ،‬األمر الذي‬ ‫أطلق العنان ل��رواج العديد من التفسيرات‬ ‫«االستنتاجية» معظمها يدخل في إطار «التفكه»‬ ‫و «التندر» على بنكيران وحزبه وحكومته‪....‬في‬ ‫حين تنامى غضب المواطنين من هذه المقاهي‬ ‫التي يعتبرونها‪« ‬أوكار فساد» ‪ ‬و «تحريض على‬ ‫تعاطي المخدرات‪ ،‬بالنسبة للشباب واألطفال‪،‬‬ ‫بوجه خاص‪.‬‬ ‫ما ذا حدث ؟‬ ‫مشروع قانون البيجيدي وقع‪ ‬سحبه‪ .‬مقاهي‬ ‫الشيشة عادت لعاداتها القديمة‪ ،‬بل إن منها ما‬ ‫وقع إصالحها وتوسعتها و «إع��ادة هيكلتها»‬ ‫الستيعاب المزيد من المستهلكين (بفتح الالم‬ ‫وكسره )‪....!!! ‬‬ ‫والعوض على اهلل‪! ‬‬ ‫‪rrrrr ‬‬

‫وما أدراك ما «العتبة»‪! ‬‬

‫يحتد النقاش‪ ،‬ه��ذه األي��ام ح��ول العتبة‬ ‫بين من يريدون خفضها حتى يسهل «القفز»‬ ‫عليها بالنسبة لألحزاب الصغيرة‪ ،‬وبين األحزاب‬ ‫«المهيمنة»‪،‬التي تريد أن «تتحصن» داخل‬ ‫عتبة «عالية» «تعجيزية» ‪ ‬ال يقوى عليها إال‬ ‫من أتى «االنتخابات برصيد قوي شديد»‪ .‬إنها‬ ‫إذن معركة «اإلقصاء» في مفهوم «الضعفاء»‬ ‫و«محاربة بلقنة المشهد السياسي» من منظور‬ ‫«األقـويــاء»‪ .‬لهذه «البلقنــة» التي تعتبرها‪ ‬‬ ‫األح��زاب الصغيـرة «تمييــزا» وضربا لمبـدأ‬ ‫المساواة ‪ ‬السياسية وللديمقراطية «السليمة»‪.‬‬ ‫وزير الداخليـة حسم في الموضوع ولكن‬ ‫األح��زاب المهيمنة تواجه بشدة ق��رار الوزير‬ ‫بخفض العتبـــة‪ ،‬من ‪ 6‬إلى ‪ 3‬في المائة‪ ،‬األمــر‪ ‬‬ ‫الذي ينذر بتطورات‪ ‬غير متوقعة في عالقات‬ ‫حصاد بالبيجيدي والمتحالفين معه‪ .‬اهلل يحفظ‪ ‬‬ ‫والسالم‪....! ‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫مفاوضات «الوقت الضائع»‬

‫على بعد بضعة أيام ‪ ‬من عيد الشغل‪ ،‬قبلت‬ ‫الحكومة بالعودة إلى طاولة «الحوار االجتماعي»‬ ‫حيث اتفقت الحكومة والنقابات وأرباب العمل‪،‬‬ ‫بعد سويعات من المفاوضات‪ ،‬على تشكيل لجنة‪ ‬‬ ‫ثالثية‪ ‬لتعميق دراسة ‪ 13‬مطلبا‪ ‬قبل فاتح ماي‬ ‫المقبل‪ .‬من هذه المطالب‪ ،‬من جانب النقابات‪،‬‬ ‫الزيادة في األج��ور‪ ،‬والحريات النقابية ‪ ‬ومن‬ ‫جهة الباطرونا‪ ،‬إخراج قانون النقابات‪ ‬و قانون‬ ‫اإلض��راب‪ ‬وعقود التكوين‪ ‬المستمر وتعديل‬ ‫مدونة الشغل‪ ‬والمرونة في الشغل‪.‬‬ ‫نتمنى أال يصدق على هذا االجتماع الذي‬ ‫طال انتظاره‪ ،‬القول الفرنسي المأثور ‪ :‬إذا أردت‬ ‫إقبار ملف‪ ،‬شكل له لجنة‪....! ‬‬ ‫‪rrrrr ‬‬

‫بنكيران وبلمختار مطلوبان‬ ‫للمحكمة‬

‫ول��م ال؟ إنهما مواطنان ع��ادي��ان يسري‬ ‫عليهما ما يســري على ‪ 35‬مليــون مغربـي‬ ‫ومغربية‪ .‬بنكيران‪ ،‬بسبـب تطبيقات واتساب‬ ‫التي منعها على المواطنين‪ ،‬مجلس يرأسه‬ ‫رئيس الحكومة‪ ،‬والثاني‪ ،‬بسبب قضية التوأم‬ ‫سلمى وسمية‪ ،‬اللتين أسقطهما بلمختار في‬ ‫امتحــان البكالوريــا بتهمــة «الغش» وبرأهما‬ ‫القضاء‪ ‬وأمر بلمختار بإعالن فوزهما وتمكينهما‬ ‫من شهـادة نهايـة الدروس الثانويـة‪ ،‬ولكن‬ ‫الوزير رفض حكم المحكمة وامتنع عن تنفيذه‪ ‬‬ ‫وهي جريمة يعاقب عليها القانون‪.‬‬ ‫ولذا فقد حددت المحكمة يوم ‪ 26‬أبريل‬ ‫ال��ج��اري‪ ‬للنظر ف��ي القضية وف��ي ال��دع��وى‬ ‫الجديدة التي تقدمت بها سلمى وسمية ضد‬ ‫بلمختار ‪ ‬لدى المحكمة اإلدارية بوجدة‪ ،‬يطالبان‬ ‫فيها بتعويض ‪ 140‬مليون سنتيم عن الضرر‬ ‫ال��ذي لحق بهما وع��ن المبالغ التي قدماها‬ ‫كمستحقات لصالح المؤسسة التعليمية الخاصة‬ ‫التي ‪ ‬تابعا بها دراستهما الثانوية‪ .‬‬ ‫المجد للقضاء‪.....! ‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2016‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫مسيرة من المضيق إلى غابة «كدية الطيفور» احتجاجا على تحويلها‬ ‫إلى تجمعات سكنية‬ ‫نظمت مجموعة نشطاء البيئة بالمضيق مسيرة شعبية‬ ‫انطلقت من وسط المدينة إلى غاية المنطقة الغابوية‬ ‫«كدية الطيفور»‪ ،‬مطالبة بإدراجها ضمن المحميات الطبيعية‬ ‫الوطنية‪ ،‬بعدما فشلت مساعيهم في ذلك‪ ،‬خصوصا بعد ورود‬ ‫أبنأ عن قرب تشييد إقامة صيفية فاخرة بها‪.‬‬ ‫وشاركت فعاليات مدنية وحقوقية مهتمة بالحقل‬ ‫اإليكولوجي والتنوع البيولوجي في المسيرة‪ ،‬رافعين الفتات‬ ‫تشدد على ضرورالحفاظ على الغابة باعتبارها إرثا طبيعيا‪،‬‬ ‫باعتبارات تعتبر المكسب البيئي الوحيد المتبقي لساكنة‬ ‫المدينة بعدما أجهز العقار على الفضاءات الطبيعية التي‬ ‫كانت تزخر بها قرية الصيادين‪.‬‬ ‫وقال المشاركون في المسيرة لـ «أخبار اليوم» إن «الغابة‬ ‫تشكل منتفسا لساكنة المضيق والمناطق المجاورة من أجل‬ ‫االستجمام والتمتع بلحظات من الهدوء بعيدا عن ضوضاء‬ ‫المدينة وصخبها‪ ،‬كما يستغلها البعض اآلخر لممارسة‬ ‫الرياضة»‪ ،‬معربين عن تخوفهم الشديد من تحويلها إلى‬ ‫تجمعات سكنية‪ ،‬وهو األمر الذي أرغمهم‪ ،‬حسب قولهم‪،‬‬ ‫على تسريع تحركاتهم ومراسلة العديد من المؤسسات‬ ‫والمسؤولين من أجل الوقوف على حقيقة الوضع قبل فوات‬ ‫األوان‪.‬‬ ‫وأجمع المشاركون في المسيرة على ضرورة التفاف كل‬

‫ساكنة المضيق والنواحي حول هذا الملف‪ ،‬وطالبوا بتصنيف‬ ‫هذه المنطقة الغابوية ضمن المحميات أو المنتزهات‬ ‫الطبيعية الوطنية واستقطاب أنواع أخرى من الحيوانات عوض‬ ‫استنزاف ما هو موجود‪.‬‬ ‫وطالب نشطاء مهتمون بالبيئة بمدينة المضيق من‬ ‫عمالة المدينة بتفعيل فصول قانون التعمير التي تخول‬ ‫الهدم المباشر والفوري للبنايات المقامة داخل غابة الدولة‪،‬‬ ‫وإرجاع الحال إلى ما كان عليه سابقا‪ ،‬وتسريع وثيرة تحديد‬ ‫الملك الغابوي بالمنطقة تفاديا ألطماع لوبي العقار‪ ،‬وذلك‬ ‫خالل ندوة إقليمية نظمتها «جمعية قرية الصيادين»‬ ‫ومجموعة نشطاء البيئة بالمضيق‪ ،‬وعرفت مداخالت مهتمين‬ ‫وخبراء إيكولوجيين‪ ،‬فيما رفض المشاركة فيها كل من ممثل‬ ‫اللجنة اإلقليمية لمحاربة ظاهرة االعتداء على الثروات الغابوية‬ ‫بالعمالة‪ ،‬وممثل المديرية اإلقليمية للمياه والغابات بتطوان‪.‬‬ ‫وجاءت المسيرة أياما بعد عقد «نشطاء البيئة بالمضيق»‪،‬‬ ‫اجتماعا مع عامل عمالة المضيق ـ الفنيدق السابق‪ ،‬أسفر عن‬ ‫إقرار العمالة بوجود تقصير في حماية الغطاء النباتي‪ ،‬كما‬ ‫تعهدت بتجنيد جميع المصالح المعنية من أجل منع تدميره‪.‬‬ ‫وكشف بالغ لمجموعة نشطاء البيئة بالمضيق تم‬ ‫إصداره بعد اللقاء المذكور‪ ،‬أن السلطات اإلدارية تعهدت‬ ‫بمباشرتها لعمليات المداهمات في حق المخالفين‪ ،‬وعرض‬

‫الملفات على العدالة‪ ،‬كما التزمت بإعادة تشجير ما تم أجتثاثه‬ ‫في أقرب اآلجال‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر أن عامل المدينة اعترف بمحدودية‬ ‫اإلجراءات المتخذة‪ ،‬نظرا إلى شساعة الشريط الغابوي‬ ‫الساحلي وقلة الموارد البشرية‪ ،‬فيما تعهد بالتوقف عن‬ ‫تحديد التجول بغابة «كدية الطيفور» من جهة البحر‪ ،‬ووصول‬ ‫عملية مد قنوات المياه المعالجة أو العادمة التي ستستعمل‬ ‫في سقي المساحات الخضراء إلى مراحلها األخيرة‪ ،‬وهي‬ ‫القرارات التي تنتظر من العامل الجديد تفعيلها على أرض‬ ‫الواقع والتعجيل بها‪.‬‬ ‫وأشار بالغ إخباري للمجموعة ذاتها‪ ،‬والذي تتوفر الجريدة‬ ‫على نسخة منه‪ ،‬إلى استمرارها في عمليات الرصد والتتبع‬ ‫الدقيق لكل الخرقات‪ ،‬ومدى تجسيد تلك االلتزامات فوق أرض‬ ‫الواقع‪ ،‬كما شددت على رفضها ألي عمليات معالجة جزئية‬ ‫ترتكز على تقديم بعض الموظفين كأكباش فداء‪ ،‬والتغاضي‬ ‫عن اللوبيات‪ ‬والمافيات المنظمة‪ ،‬مع تشبثها بمطلبها‬ ‫بخصوص إعالن غابة «كدية الطيفور» محمية طبيعية وطنية‪،‬‬ ‫مشددة على رفضها القاطع الستنزاف رمال الشاطئ في إطار‬ ‫رخص «قانونية» تعزز اقتصاد الريع‪ ،‬وتكرس التفاوتات‬ ‫االجتماعية الصارخة‪ ،‬عبر استفادة أقلية محظوظة من ثروات‬ ‫المنطقة على حساب فئات عريضة محرومة‪.‬‬

‫جمال وهبي‬

‫حقوقيون يحذرون من تطورات قضية طلبة كلية العلوم بتطوان‬ ‫عبر حقوقيو المركز المغربي لحقوق اإلنسان عن‬ ‫قلقهم الشديد إزاء قضية طلبة كلية العلوم بتطوان‪ ،‬بسبب‬ ‫االحتجاجات والمظاهرات التي خاضوها أخيرا وذلك بعدما تم‬ ‫قمع تلك االحتجاجات بتدخل أمني وصفه بـ «العنيف» في‬ ‫حق الطلبة الذين يطالبون إدارة الجامعة بمطالب تكتسي‬ ‫طابعا اجتماعيا من قبيل توفير النقل العمومي وحل مشكل‬ ‫االكتظاظ وتخصيص مطعم ومستوصف للطلبة‪.‬‬ ‫وكانت التطورات واألبعاد التي اتخذتها القضية‪ ،‬سببا‬ ‫يضيف الحقوقيون‪ ،‬في تأجيح الغضب واالحتقان لدى عائالت‬ ‫الطلبة خاصة بعدما تم اعتقال عدد كبير منهم‪ ،‬حيث تم‬ ‫اإلفراج عن ‪ 67‬معتقال ومتابعة ثمانية من الطلبة بأحكام‬ ‫تراوحت بين سنة سجنا نافدا وستة أشهر نافذة‪.‬‬

‫هذا الوضع جعل حقوقيي المركز يطلقون إنذار التحذير‬ ‫من مغبة االنزالق في «التعسف القضائي»‪ ،‬الذي يقولون لحق‬ ‫الطلبة الثمانية المعتقلين‪ ،‬بعد تعريضهم ألشبع صنوف‬ ‫الضرب‪ ،‬حسب تصريحات متواترة‪ ،‬توصل بها المركز‪.‬‬ ‫واعتبـــر الحقـــوقيـــون‪ ،‬أن المنحى الـــذي اتخذتــــه‬ ‫احتجاجات‪ ‬طلبة كلية العلوم بتطوان‪ ،‬يعد سلوكا «رجعيا»‬ ‫اعتمد المقاربة األمنية‪ ،‬في مواجهة مطالب حقوقية كان على‬ ‫المشرفين على الجامعة أن يتفاعلوا معها إنسانيا بما يكفل‬ ‫الحوار والتواصل‪ ،‬محملين إدارة كلية العلوم بتطوان كامل‬ ‫المسؤولية اإلدارية والقانونية والسياسية‪ ،‬إزاء فشل سياسة‬ ‫التعاطي مع مطالب الطلبة‪ ،‬التي كان من بينها إلغاء النقطة‬ ‫اإلقصائية وإلغاء الطرد إال بمصوغ قانوني سليم‪...‬‬

‫ويأمل الحقوقيون بأن ينصف القضاء المغربي تعرض‬ ‫الطلبة في مرحلة االستئناف خاصة بعدما تعرض بعضهم‬ ‫لتلفيق تهم «زائفة»‪ ،‬حيث توصل المركز بمعلومات تفيد‬ ‫أن بعض الموقوفين لم يكونوا حاضرين وقت االحتجاجات‪،‬‬ ‫التي أفضت إلى تخريب بعض الممتلكات العمومية بالكلية‪،‬‬ ‫ملتمسا مراعاة مستقبل وحياة الطلبة الثمانية‪.‬‬ ‫وطلب المركز المغربي لحقوق اإلنسان بضرورة إعادة‬ ‫النظر في سياسة «التهميش» التي تتعرض لها الجامعة‪،‬‬ ‫من خالل تبني سياسة عمومية إيجابية تحقق العدل والكرامة‬ ‫للطلبة بدل زرع «الياس واإلحباط» حسب تعبيره‪.‬‬

‫هيام بحراوي‬

‫عمدة طنجة يختفي بسبب احتجاجات الموظفين على االقتطاعات‬ ‫اضطر عمدة طنجة محمد البشير العبدالوي‪ ،‬إلى‬ ‫تجنب الدخول إلى المجلس الجماعي‪ ،‬يوم الخميس‬ ‫الفارط‪ ،‬بفعل االحتجاجات العارمة التي خاضتها شغيلة‬ ‫المجلس‪ ،‬المنضوية تحت لواء عدد من اإلطارات النقابية‪،‬‬ ‫وتأتي هذه االحتجاجات التي وصفت باألولى من نوعها‬ ‫منذ تسيير المجلس من طرف حزب العدالة والتنمية‪،‬‬ ‫بفعل اقتطاعات من أجور حوالي ‪ 700‬موظف وعامل‪ ،‬فيما‬ ‫تراوحت قيمة االقتطاع ما بين ‪ 200‬و‪ 700‬درهم للفرد‪،‬‬ ‫بعد خوضهم إضرابا سابقا‪ ،‬وفق مصادر من المحتجين‪،‬‬ ‫الذين رفعوا‪ ،‬ألزيد من ساعة ونصف‪ ،‬شعارات في وجه‬ ‫المجلس الجديد‪ ،‬كما عاينت ذلك «األخبار»‪ ،‬في الوقت‬ ‫الذي فضل عدد من نواب الرئيس تجنب الدخول إلى‬ ‫المؤسسة بفعل األجواء «المكهربة»‪ ،‬وعاش محيط‬

‫المجلس حالة استنفار أمني‪ ،‬خصوصا أن وقفة احتجاجية‬ ‫أخرى خاضتها إحدى تنسيقيات المعطلين‪ ،‬خالل الصباح‪.‬‬ ‫وكشفت مصادر من المحتجين‪ ،‬أن المجلس الجديد‬ ‫تفاجأ بهذا اإلضراب‪ ،‬بحكم أول تجربة له في التسيير‪،‬‬ ‫في حين فشل في التعامل مع الوضع‪ ،‬خصوصا أن رسائل‬ ‫قبلية وجهت له في هذا الصدد حول هذا األمر‪ .‬وأكدت‬ ‫المصادر ذاتها‪ ،‬أن العمدة فضل الهروب إلى األمام‪،‬‬ ‫وعدم تبليغ الموظفين أي جواب حيال هذه الرسائل‬ ‫ما دفع بها إلى خوض هذا االحتجاج في قلب الجماعة‬ ‫الحضرية‪.‬‬ ‫جدير بالذكر‪ ،‬أن بالغا صدر عن خمس هيئات نقابية‬ ‫وهي الكونفدرالية الديمقراطية للشغل‪ ،‬واالتحاد المغربي‬

‫للشغل‪ ،‬الفيدراليـــة الديمقراطيـة للشغـل‪ ،‬والمنظمــة‬ ‫الديمقراطية للشغل واالتحاد العام للشغالين بالمغرب‪،‬‬ ‫شدد على أن هذه االقتطاعات غير مبررة‪ ،‬كما وصف ما‬ ‫تم اتخاذه بـ «عدم اإلحساس بالقيمة المعنوية للعمال‬ ‫والموظفين في ظل غيـاب تـام للمسـؤول المباشر عن‬ ‫الموظفين والموظفات طبقا ألحكام القانون التنظيمي‬ ‫الجديد»‪ .‬ووفق المصدر ذاته فإن اجتماعا سابقا للهيئات‬ ‫النقابية خلص إلى تنظيم الوقفة االحتجاجية‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫«تشكيل لجنة تنسيق مكونة من الكتاب العامين للمكاتب‬ ‫النقابية القطاعية‪ ،‬من أجل التشاور والتنسيق بخصوص‬ ‫المعارك»‬

‫محمد أبطاش‬

‫منشور للرميد يوصل جماعة طنجة إلى حافة اإلفالس بسبب فقدانها‬ ‫‪ 52‬مليون درهم‬ ‫أدى المنشور الوزاري الذي سبق أن أصدرته وزارة العدل‬ ‫والحريات‪ ،‬في ما يتعلق بالحجز على حسابات الجماعات‬ ‫المحلية‪ ،‬إلى وصول المجلس الجماعي لمدينة طنجة‪ ،‬إلى‬ ‫حافة اإلفالس‪ ،‬بعدما وصلت قيمة االقتطاعات البنكية من‬ ‫حساب هذه الجماعة لدى بنك المغرب‪ ،‬منذ أخر شهر أكتوبر‬ ‫من السنة الماضية إلى حدود الشهر الجاري‪ ،‬حوالي ‪52‬‬ ‫مليون درهم‪ ،‬وذلك في أطار األحكام القضائية التي يؤدي‬ ‫المجلس الحالي ثمنها‪ ،‬نتيجة مطالبة مشتكين بحقوقهم‬ ‫التي يخولها لهم المنشور السالف ذكره‪.‬‬ ‫هذا وكشفت مصادر متطابقة أن المجلس الجماعي‬ ‫للمدينة أضحى يدق ناقوس الخطر بشكل غير مسبوق‪ ،‬نتيجة‬ ‫تخوفه من اإلفالس‪ ،‬والعجز عن تسديد بقية الديون التي في‬

‫ذمته‪ ،‬ومن ضمنها أجور الموظفين في ظل صمت المصالح‬ ‫الوصية‪ ،‬رغم أن المؤسسة مرفق عمومي بالدرجة األولى‪،‬‬ ‫ومن شأن تعرضه لألزمة أن يصيب بقية القطاعات والمرافق‬ ‫الحساسة المرتبطة به‪ ،‬في الوقت الذي يسود الصمت في‬ ‫أوساط المصالح المركزية لوزارة العدل والحريات أمام نزيف‬ ‫االقتطاعات المتواصلة‪ ،‬التي من المرتقب أن تستمر خصوصا‬ ‫وأن العقار الذي شيدت عليه مقاطعة بني مكادة يطالب‬ ‫أصحابه لوحدهم ‪ 150‬كليون درهم‪ ،‬فيما تشجع هذه األحكام‬ ‫بقية أصحاب الحقوق على اللجوء إلى البنك المشار إليه قصد‬ ‫الحجز على أموال الجماعة من أجل التوصل بمستحقاتهم التي‬ ‫ظلت‪ ،‬طيلة السنوات الماضية‪ ،‬شبه ممنوعة عليهم نتيجة‬ ‫غياب القوانين التي تخولهم هذا األمر‪.‬‬

‫وكان عمدة مدينة طنجة محمد البشير العبدالوي‪،‬‬ ‫عن حزب العدالة والتنمية المسير للشأن المحلي‪ ،‬قد‬ ‫كشف في وقت سابق‪ ،‬في حديث للجريدة‪ ،‬أن منشور وزارة‬ ‫العدل‪ ‬والحريات أصبح يهدد المجالس الجماعية بشكل عام‬ ‫باإلفالس التام نتيجة غياب البديل القانوني‪ ،‬كما سبق له أن‬ ‫شدد على أن هذا المنشور أضحى يستنزف الميزانيات ما يجعل‬ ‫هذه المجالس تقف عاجزة أمام مشكل حقيقي قد يدفعها إلى‬ ‫إغالق أبوابها على حد تعبيره‪ ،‬على اعتبار أن ميزانية جماعة‬ ‫طنجة محدودة‪ ،‬وال تلبي طلبات أصحاب الحقوق بأكملهم‪،‬‬ ‫وهو األمر الذي ينذر بأزمة مالية خالل األشهر القليلة المقبلة‪.‬‬

‫م‪.‬أ‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2016‬‬

‫العدد ‪833‬‬

‫إقتصاد‬ ‫المغرب يحافظ على تصنيفه رغم ضعف النمو االقتصادي‬ ‫حافظت «وكالة ستاندرد أند بورز» األمريكية للتصنيف االئتماني‪ ،‬على تصنيف االقتصاد المغربي في درجة‬ ‫«‪ »BBB-/A-3‬رغم بعض التوقعات التي تشير إلى تراجع نسبة النمو االقتصادي في المملكة‪ ،‬خالل السنة الجارية‪،‬‬ ‫إلى أقل نسبة سجلت منذ أزيد من عشر سنوات‪ ،‬كما أن الوكالة منحت لالقتصاد الوطني درجة «‪ »BBB-/A-3‬ومنحته‬ ‫كذلك نظرة مستقبلية مستقرة‪.‬‬ ‫وكشف التقريز الحديث للوكالة األمريكية أن االقتصاد المغربي حصل هذه السنة على نفس التنقيط الذي منحته‬ ‫الوكالة خالل تقريرها السابق‪ ،‬باعتباره الحد األدنى المطلوب الذي تنصح به الوكالة المستثمرين العالميين بتوجيه‬ ‫استثماراتهم إلى المغرب‪.‬‬ ‫وعزت الوكالة األمريكية للتصنيف تعديل النظرة المستقبلية لتنقيط المغرب إلى تراجع العجز المالي والخارجي‪ ،‬الذي‬ ‫عززته اإلصالحات الرامية إلى تحسين النمو والتنافسية واإلنتاجية‪.‬‬

‫صندوق النقد الدولي‪ :‬معدل النمو في المغرب‬ ‫في حدود ‪ 2،3‬في المائة‬ ‫توقع صندوق النقد الدولي أن ينحسر معدل النمو في المغرب خالل السنة الجارية في حدود ‪ 2،3‬في المائة‪ ،‬مقارنة‬ ‫بـ ‪ 4،5‬في المائة التي سجلت سنة ‪ ،2015‬كما توقع في تقريره حول آفاق االقتصاد العالمي‪ ،‬أن يعاود معدل النمو االرتفاع‬ ‫ليستقر في حدود ‪ 4،1‬في المائة خالل السنة المقبلة ‪.2017‬‬ ‫التقرير الخاص بشهر أبريل أشار أيضا إلى أن توقعات خبراء الصندوق تفيد بأن معدل البطالة في المملكة سيشهد‬ ‫تراجعا إلى حدود ‪ 9،7‬في المائة بعدما بلغ ‪ 9،8‬في المائة سنة ‪ ،2015‬وسيستمر في االنخفاض أيضا خالل سنة ‪2017‬‬ ‫ليتراجع إلى حدود‪ 9،6‬في المائة‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق بالحساب الجاري (الفرق بين الصادرات والواردات)‪ ،‬يتوقع التقرير أن يشهد بعض االنتعاش ليصل‬ ‫إلى ‪ 0,4‬في المائة سنة ‪ ،2016‬بدل ناقص ‪ 1،4‬في المائة السنة الماضية‪ ،‬لكنه سيعاود التراجع سنة ‪ 2017‬ليستقر في‬ ‫حدود ‪ 0،1‬في المائة‪.‬‬ ‫مؤشر أسعار المستهلك بدوره‪ ،‬سيعرف انخفاضا في ‪ 2016‬ليصل إلى ‪ 1،5‬في المائة عوض ‪ 1،6‬في المائة المسجلة‬ ‫سنة ‪ ،2015‬لكنه سيرتفع بحدة ليصل إلى ‪ 2‬في المائة السنة المقبلة‪.‬‬ ‫وخصص التقرير في إحدى فقراته حيزا للحديث عن الطاقات المتجددة‪ ،‬وفي هذا الصدد قال أنه مما يثير االهتمام‬ ‫أن المغرب‪ ،‬الدولة المضيفة لمؤتمر األمم المتحدة المقبل بشأن تغير المناخ (‪ ،)COP22‬كشف حديثا المرحلة األولى من‬ ‫محطة للطاقة الشمسية الضخمة‪ ،‬التي من المتوقع أن تكون لها قدرة إنتاج ‪ 2‬جيغاوات من الكهرباء بحلول ‪ ،2020‬ما‬ ‫يجعل منها أكبر منشأة إلنتاج الطاقة الشمسية في العالم‪.‬‬

‫‪ 900‬مليار سنتيم أرباح ‪ 3‬أبناك سنة ‪2015‬‬ ‫كشفت اإلحصائيات الرسمية عن األرباح الكبيرة التي تجنيها المؤسسات المصرفية كل سنة‪ ،‬حيث بلغ الرقم ‪900‬‬ ‫مليار سنتيم كأرباح لـ ‪ 3‬أبناك تعتبر الكبرى بالمغرب ‪ ،‬والتي تنشط أيضا في إفريقيا وببعض دول أوروبا‪.‬‬ ‫أول البنوك التي ربحت أكبر حصة هي مجموعة «التجاري وفابنك»‪ ،‬والتي بلغ صافي أرباحها لسنة ‪ ،2015‬أزيد من‬ ‫‪ 4،5‬مليار درهم بالمقارنة مع السنة ‪ ،2014‬يليها البنك الشعبي ‪ ،‬حيث قفزت قيمة األرباح الصافية التي حققتها المجموعة‬ ‫التي يرأسها محمد بنشعبون‪ ‬خالل السنة الماضية‪ ،‬إلى حدود ‪ 2،5‬مليار درهم‪ ،‬أي ما يعادل ‪ 250‬مليار سنتيم‪ ،‬مؤشرة‬ ‫على حدوث ارتفاع نسبته ‪ 14،4‬في المائة مقارنة بنسبة ‪.2014‬‬ ‫بينما احتل بنك الملياردير عثمان بنجلون ‪ BMCE‬الرتبة الثالثة من حيث جني األرباح‪ ،‬حيث سجلت قيمة األرباح‬ ‫الصافية التي حققتها مجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية خالل سنة ‪ ،2015‬ارتفاعا بحدود ‪ 1،95‬مليار درهم (نحو‬ ‫‪ 200‬مليار سنتيم)‪.‬‬ ‫ومن المتوقع أن تنخرط البنوك الثالث في ما يسمى بالبنوك التشاركية حال ما تحصل على الترخيص بذلك‪.‬‬

‫اتفاقيات تمويل بين المغرب والسعودية‬ ‫بـ ‪ 230‬مليون دوالر‬ ‫وقع وزير االقتصاد والمالية‪ ،‬محمد بوسعيد‪ ،‬ووزير مالية المملكة العربية السعودية‪ ،‬إبراهيم بن عبد العزيز العساف‪،‬‬ ‫مؤخرا بمملكة البحرين‪ ،‬على ثالث اتفاقيات تمويل بمبلغ ‪ 230‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫يتعلق األمر بهبة ال تسترد للمساهمة في تمويل الشطر األول من مشروع الري الفالحي بسهل سايس بجهة فاس‬ ‫ومكناس (‪ 80‬مليون دوالر)‪ ،‬ومشروع توفير التجهيزات الطبية للمستشفيات العمومية (‪ 50‬مليون دوالر)‪ ،‬ومشروع دعم‬ ‫برنامج تمويل المقاوالت المتوسطة والصغرى (‪ 100‬مليون دوالر)‬ ‫تتعلق االتفاقيتان األولى والثانية بمبلغ ‪ 130‬باستكمال االتفاقيات موضوع منح دول مجلس التعاون الخليجي‪،‬‬ ‫بالنسبة للمملكة العربية السعودية‪ ،‬فيما تهم االتفاقية الثالثة بمبلغ ‪ 100‬مليون دوالر هبة خارج إطار هذه المنح‪ ،‬وهي‬ ‫مرصودة لتمويل المقاوالت المتوسطة والصغرى عبر برامج الضمان وبرامج تسهيل التمويالت بالنسبة لهذه المقاوالت‪.‬‬ ‫وزير المالية السعودي أشار إلى أن هذه االتفاقيات تندرج ضمن برنامج واسع للتعاون المتين والمتميز بين‬ ‫المملكتين في شتى القطاعات‪ ،‬وبالذات في الجانب التنموي‪ ،‬مبرزا االهتمام المستمر لبالده بتمويل المشاريع المغربية‬ ‫ذات الطابع اإلنمائي واالقتصادي واالجتماعي‪.‬‬ ‫وكان الوزير المغربي قد ترأس الوفد المغربي في االجتماعات السنوية المشتركة للهيئات المالية العربية‪ ،‬التي‬ ‫انعقدت على مدى يومين‪ ،‬أجرى على هامشها لقاءات مع عدد من نظرائه العرب تم خاللها بحث سبل تفعيل عالقات‬ ‫التعاون الثنائي‪ .‬كما أجرى مباحثات مع رؤساء ومديري بعض المؤسسات التمويلية تمحورت حول المشاريع اإلنمائية التي‬ ‫سيتم تمويلها بالمغرب‪.‬‬ ‫وحضر الوزير‪ ،‬أيضا‪ ،‬اجتماع مجلس وزراء المالية‪ ،‬ووزراء االقتصاد والمالية العرب بصفتهم محافظين عن بلدانهم‬ ‫في الهيئات المالية العربية (الصندوق العربي إلنماء االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وصندوق النقد العربي‪ ،‬والمصرف العربي‬ ‫للتنمية االقتصادية في إفريقيا‪ ،‬الهيئة العربية لالستثمار واإلنماء الزاعي‪ ،‬والمؤسسة العربية لضمان االستثمار)‪ ،‬ومحافظو‬ ‫البنوك المركزية في الدول العربية‪ ،‬وعدد من ممثلي المنظمات اإلقليمية والدولية‪.‬‬

‫األوروبيون يساهمون بمليوني أورو لتنظيم «كوب ‪»22‬‬ ‫أعلن االتحاد ااألوربي تقديمه مساهمة بقية مليوني أورو في تنظيم مؤتمر المناخ بالمغرب‪ ،‬فيما الزالت المفاوضات‬ ‫جارية لضخ ‪ 5‬ماليين أورو إضافية‪ ،‬من أجل إنتاج هذه الدورة التي ستحتضنها مدينة مراكش شهر نونبر المقبل‪.‬‬ ‫وأكد ممثل االتحاد األوربي‪ ،‬خالل لقاء إعالمي عقدته لجنة‪ ،‬قيادة «كوب ‪ »22‬بمقر وزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬مؤخرا في‬ ‫الرباط‪ ،‬عن التزام االتحاد بتقديم هذه المساهمات المالية‪ ،‬فيما أعلن ممثل برنامج األمم المتحدة اإلنمائي عن مساهمة‬ ‫بقيمة ‪ 2‬مليون دوالر‪ .‬وفي هذا اإلطار أوضح ممثل الصندوق الدولي للتنمية الفالحية تقديم الصندوق لمساهمة تقدر‬ ‫بـ ‪ 450‬ألف أورو‪.‬‬ ‫هذا اللقاء الذي شهد حضور عدد من الشركاء التقنيين والماليين للمؤتمر وممثلي التمثيليات الدبلوماسية المعتمدة‬ ‫بالمغرب‪،‬عرف التزام عدد من المؤسسات الدولية بدعم المغرب تقنيا وماليا‪ ،‬ومنها البنك الدولي والبنك اإلفريقي للتنمية‬ ‫والبنك األوروبي لالستثمار والوكالة األمريكية للتنمية الدولية والبنك اإلسالمي للتنمية والوكالة اليابانية للتعاون الدولي‬ ‫والوكالة اإلسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية والبنك األوروبي إلعادة اإلعمار والتنميةة والبنكك التجاري الدولي‬ ‫والوكالة الكورية للتعاونن الدولي والوكالة األلمانية للتعاون الدولي‪.‬‬ ‫وخصصت الحكومة المغربية ميزانية تصل إلى ‪ 300‬مليون درهم إلنتاج تنظيم المؤتمر في مختلف جوانبه‪ ،‬ووضعت‬ ‫حكومة بنكيران آليات قانونية لحسن صرف هذه االعتمادات‪ ،‬خاصة على مستوى الصفقات العمومية التي وضعت من‬ ‫أجلها بعض االستثناءات‪.‬‬

‫ْ�س مْ ُ‬ ‫ا�ض َي ًة َم ْر ِ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ال ْط َم ِئ َن ُّة ْارجِ عِي �إِ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫اد ُخلِي‬ ‫�ض ّ َي ًة َف ْ‬ ‫} َيا �أَ ّ َيت َُها ال ّ َنف ُ‬ ‫اد ُخلِي َج ّ َنتِي‬ ‫يِف عِ َبادِ ي َو ْ‬

‫{‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫الشركة الدولية للخدمات المعلوماتية‬ ‫(إفريس) تفتح فرعا لها بتطوان‬

‫انتقلت إلى المإل األعلى ملبية نداء ربها راضية مرضية يوم اإلثنين‬ ‫‪ 3‬رجب ‪1437‬هـ موافق ‪ 11‬أبريل‪2015‬م‪،‬‬

‫السيدة الفاضلة الحاجة الزهرة‬ ‫بنت الفقيه محمد الحنوني‬ ‫حرم المشمول بعفو اهلل‬ ‫السيد الحاج أحمد السماللي‬

‫وقد شيعتها إلى مثواها األخير جموع غفيرة من أهلها وذويها‬ ‫ومحبـي األسـرة‪ .‬ووري جثمانها الثرى بعد ظهر يوم اإلثنين بمقبرة‬ ‫المجاهدين‪.‬‬ ‫تغمد اهلل الفقيدة الجليلة بواسع رحمته وأسكنها فسيح جنانه‪،‬‬ ‫وأسدل عليها رداء رضاه ورضوانه‪ ،‬وجعل لها مقعد صدق مع الصالحين‬ ‫والصالحات األبرار وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة نتقدم بأصدق التعازي والمواساة إلى‬ ‫كافة أنجالها الكرام البررة السادة‪ :‬الطيب‪ ،‬عبدالحميد‪ ،‬محمد‪ ،‬عبدالكبير‪ ،‬مصطفى‪ ،‬فريدة‪ ،‬رشيدة‪ .‬سائلين‬ ‫المولى تعالى أن يلهمم جميل الصبر والسلوان وأن يؤجرهم في مصيبتهم‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫بالمنطقة الصناعية للخدمات عن بعد‬ ‫(تطوان ش��ور)‪ ،‬تم مؤخرا فتح ف��رع للشركة‬ ‫الدولية للخدمات المعلوماتية‪ ،‬يعد األول من‬ ‫نوعه بشمال افريقيا‪ ،‬وهي شركة مختصة‬ ‫في تقديم الخدمات المعلوماتية واإلعالمية‬ ‫والتكنولوجية عن بعد لتغطية العديد من الدول‬ ‫الواقعة بقارتي آسيا وأفريقيا خاصة على مستوى‬ ‫شمال افريقيا والشرق اآلوسط‪ ،‬في أفق آن توسع‬ ‫خدماتها خالل السنتين القادمتين لتشمل دوال‬ ‫أخرى‪ ،‬وتتوفر على إحدى وعشرين مركزا عالميا‬ ‫على مستوى سبعة عشر دولة‪ ،‬وتعد إحدى فروع‬ ‫الهولدينغ العالمي (إن تي تي داتا كومباني)‪،‬‬ ‫وهي من بين الشركات العشر األوائ��ل على‬ ‫الصعيد العالمي المختصة في تقديم الخدمات‬ ‫المعلوماتية بواسطة ‪ 70‬ألف مستخدم‪ ،‬برقم‬ ‫معامالت يصل إلى ‪ 700‬مليون أورو سنويا ‪.‬‬ ‫ويأتي افتتاح الفرع الجديد بتطوان‬ ‫لمواكبة التحوالت االقتصادية للمغرب واإلشعاع‬ ‫الكبير الذي حققه على صعيد منطقة شمال‬ ‫إفريقيا‪ ،‬وكذا لتوفر الموارد البشرية الكفأة التي‬ ‫تستجيب لمتطلبات الشركات العاملة في مجال‬ ‫الخدمات عن بعد‪،‬كما أن االستثمار الجديد‬ ‫للشركة‪ ،‬سيستفيد من الموقع االستراتيجي‬

‫للمغرب‪ ،‬كجسر اقتصادي مهم‪ ،‬يربط بين‬ ‫دول آوروبا وافريقيا وآسيا‪ ،‬وكذا لالستفادة من‬ ‫التراكمات اإليجابية التي حققها المغرب على‬ ‫صعيد البنيات التحتية المخصصة لهذا النوع من‬ ‫الخدمات‪ .‬كما آن الشركة انفتحت على محيطها‬ ‫الجامعي‪ ،‬خاصة على جامعة عبد المالك السعدي‬ ‫والمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية‪ ،‬عن طريق‬ ‫استقطاب العديد من خريجي هذه المؤسسات‬ ‫الجامعية المعنية‪ ،‬باعتبار توفر ها على هذا‬ ‫النوع من الكفاءات يغطي حاجيات الشركة من‬ ‫اآلطر حاليا ومستقبال‪.‬‬ ‫افتتاح فرع لهذه الشركة الكبرى ببالدنا‬ ‫يعكس ثقة الشركات الدولية للعمل في‬ ‫المغرب خاصة بجهة طنجة تطوان الحسيمة‪،‬‬ ‫لتوفر المنطقة على بنيات تحتية ذات جودة‬ ‫عالية ‪ ،‬تمنح للمستثمرين امتيازات هامة‪ ،‬وهو‬ ‫ما يثبته إقبال العديد من المؤسسات الدولية‬ ‫سواء العاملة في المجال الصناعي أو الخدماتي‬ ‫أو اللوجستيكي‪ ،‬مما يجعل من المغرب قبلة‬ ‫للمستثمرين ومنصة لتوسيع االستثمارات‬ ‫واآلنشطة االقتصادية على اختالف الواجهات‬ ‫االقتصادية التي تشتغل عليها ‪.‬‬

‫م‪ .‬ح‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2016‬‬

‫العدد ‪833‬‬

‫الغارة على بالد نفطستان‬ ‫(رواية)‬

‫• محمد الحافظ الروسي‬ ‫الفصل التاسع ‪:‬‬

‫هكذا أيها السادة كان لقائي بشيخي‪ .‬كان ذلك‬ ‫في شهر رجب‪ ،‬وقد مكثت عنده بقية هذا الشهر‪،‬‬ ‫وشهور شعبان‪ ،‬ورمضان‪ ،‬وشوال‪ ،‬وذي القعدة‪ ،‬وعشر‬ ‫ذي الحجة‪ .‬فلما كان اليوم الثالث من أيام العيد جاءني‬ ‫شيخي بعد أن صلى الـضحى فلما رأيته مقبال قمت من‬ ‫مكاني‪ ،‬فأشار إلي أن اقعد‪ ،‬فقعدت بين يديه أنظر إلى‬ ‫سبحته بين أصابعه‪ ،‬وهو يحركها‪ ،‬ثم وضعها في جيبه‪،‬‬ ‫ونظر إلي طويال‪ ،‬وقال‪“ :‬فتح الباب”‪ ،‬هل قرأت وردك‬ ‫من القرآن اليوم؟‪.‬‬ ‫قلت‪ ،‬صادقا‪ :‬نعم‪ ،‬سيدي‪ ،‬لقد قرأته‪.‬‬ ‫قال‪ :‬وأين وصلت في قراءتك؟‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬أنا في آخر سورة الحشر عند قوله تعالى‪“ :‬لو‬

‫�أنزلنا هذا القر�آن على جبل لر�أيته خا�شعا مت�صدعا‬

‫من خ�شية اهلل‪ ،‬وتلك الأمثال ن�رضبها للنا�س لعلهم‬

‫يتفكرون”‪.‬‬

‫قال‪ :‬اجعل القرآن بينك وبين الناس حاجزا‪ ،‬ولذ به‬ ‫عند الشدائد‪ ،‬وامش مطمئنا بين الخالئق ال يروعك‬ ‫شيء‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬اشتقت إلى بالدي‪.‬‬ ‫قال‪ :‬هذا أوان رحيلك‪ ،‬غير أن كل بالد اهلل للمؤمن‬ ‫بالد‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬ما خبر أهلي في نفطستان يا سيدي؟‪.‬‬ ‫قال‪ :‬نكصوا عن الحق فسالت بينهم الدماء‪ ،‬وطال‬ ‫عليهم األمد فقست قلوبهم‪ ،‬وأصبح بأسهم بينهم‬ ‫شديدا‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬أهم اليوم في حرب؟‪.‬‬ ‫قال‪ :‬هم اليوم في الحرب السابعة‪ ،‬ولو َطهُرَتْ‬ ‫قلوبهم‪ ،‬ما كان فيهم اليوم من ينتظر قتال‪ ،‬أو يطلب‬ ‫َذحْ ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬سيدي‪ ،‬أدن منهم‪ ،‬وانزل إليهم‪ ،‬وأصلح ما‬ ‫بينهم‪.‬‬ ‫قال‪ :‬هيهات‪ ،‬هيهات‪ .‬ال يمكن للشيخ أن ينزل إال‬ ‫إذا صعد المريد إليه‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬سيدي‪ ،‬في صدري بكاء مخزون‪َ ،‬ف َ‬ ‫اذ ْن لي أن‬ ‫أخرجه‪.‬‬ ‫قال‪ :‬دونك الجبل‪ ،‬لعل اهلل يصنع بك خيرا‪ ،‬أو‬ ‫يدلك على خير‪.‬‬ ‫قبلت يد الشيخ‪ ،‬وانطلقت نحو ُقنَّةِ الجبل‪ ،‬ثم‬ ‫صرخت صرخة سمعتها الكائنات كلها‪ ،‬حتى الحيتان‬ ‫في البحر المؤدي إلى “ينكي دنيا”‪ ،‬ودوابه‪ ،‬والسباع‪،‬‬ ‫وطير الماء‪ ،‬إال الثقلين لم يسمعني منهم أحد‪ .‬فلما‬ ‫علمت أن صرختي قد استقرت في مسامع الكون‪،‬‬ ‫وقفت على صخرة هناك‪ ،‬والتفت نحو بالد نفطستان‪،‬‬ ‫وخطبت خطبة طويلة‪ ،‬أذكر منها اليوم قولي‪“ :‬يا أهل‬ ‫نفطستان‪ ،‬من عرفني‪ ،‬فقد عرفني‪ ،‬ومن لم يعرفني‬ ‫فأنا “فتح الباب”‪ .‬كل كنز في الدنيا‪ ،‬وكل معدن فضة‬ ‫فهو من عروق هذا الجبل‪ .‬وكل ذهب في األرض‬ ‫فهو من نصاب هذا الجبل‪ .‬من جاءنا في هذا الجبل‬ ‫أطعمناه القرص األبيض الذي أطعمه الحوتُ األعظم‬ ‫“بلوقيا” فظل أربعين سنة ال يجوع‪ ،‬وال يعطش‪ .‬يا أهل‬ ‫نفطستان في هذا الجبل طائر رأسه من ذهب‪ ،‬وعيناه‬ ‫من ياقوت‪ ،‬ومنقاره من لؤلؤ‪ ،‬وبدنه من زعفران‪،‬‬ ‫وقوائمه من زمرد‪ ،‬يطعمكم متى شئتم من مائدة‬ ‫يقوم عليها‪ ،‬هو أمين عليها إلى يوم القيامة‪ ،‬فاتركوا‬ ‫حروبكم‪ ،‬واتبعوني‪.‬‬ ‫يا أهل نفطستان‪ ،‬في هذا الجبل‪ ،‬أبو العباس‪.‬‬ ‫وأنتم ال تعرفون أبا العباس‪ .‬أقول لكم‪ :‬هو الخضر‪،‬‬ ‫عليه ثياب بيض‪ .‬ال يخطو خطوة إال نبت الحشيش‬ ‫تحت قدميه‪ .‬قد طالت غيبته عنكم‪ .‬فاتركوا حروبكم‬ ‫تجدوه في محاريب مساجدكم‪ ،‬وفوق منابرها‪.‬‬ ‫يا أهل نفطستان في هذا الجبل فاكهة في غير‬ ‫وقتها‪ .‬وإن رازق هذه الفواكه لقادر على أن يرزق من‬ ‫العجوز العقيم‪ ،‬والشيخ الكبير‪ ،‬ولدا ال يعرف الحرب وال‬ ‫يشتهيها‪ .‬فاتركوا حروبكم واتبعوني‪.‬‬ ‫يا أهل نفطستان لست أقدر على الكالم بعد ثالث‬ ‫فاسمعوا مني اآلن‪ ،‬واكتبوا عني‪ ،‬إلى أن يرجع إلي‬ ‫صوتي‪.‬‬ ‫يا أهل نفطستان هذا زمان سياحتي‪ ،‬فاشهدوا‬

‫أني بعد اليوم ال أعرفكم‪ .‬إني أتبرأ منكم‪ .‬كبيركم‬ ‫وصغيركم‪ .‬أنثاكم وذكركم‪ .‬شيخكم وطفلكم‪ .‬أتبرأ من‬ ‫جرب نوقكم‪ ،‬ومن بئر نفطكم‪ ،‬ومن أعشاب أرضكم‪ ،‬ما‬ ‫ناحت على األرض نائحة‪ ،‬وصرخت فوقها صارخة‪ ،‬وما‬ ‫سجعت الحمائم في أجواف النسور‪ِّ ،‬‬ ‫وعُلق على األطفال‬ ‫التمائم بين يدي القبور‪ .‬فوداعا يا أهل هذه األرض‪،‬‬ ‫فإن أرض اهلل واسعة‪ ،‬وإني قد نويت الهجرة فيها”‪.‬‬ ‫وبعد هذه الخطبة عدتُ إلى شيخي‪ ،‬وقد استقر‬ ‫في خلدي أن أبلغ أرض “ينكي دنيا” أو أهلك دونها‪.‬‬

‫{الفصل الثالث}‬ ‫رجع الكالم إلى ما كان عليه‬ ‫اعذروني‪ ،‬أيها السادة الكرام‪ ،‬فأنا مضطر أن ال‬ ‫أورد لكم بقية ما في أوراق “فتح الباب” إلى أن أشرح‬ ‫لكم حديث “الحروب السبعة” التي أشار إليها “فتح‬ ‫الباب” ولم يبسط القول فيها‪ .‬فأنا قد شهدتها‪،‬‬ ‫وهو قد سمع بأخبارها مختصرة من شيخه‪ .‬فدعوني‬ ‫أحدثكم بأخبارها‪ ،‬قبل أن أعود إلى سرد ما في أوراق‬ ‫هذا الضابط الغامض‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫بدأت الحرب بمعركة الثكنَةِ‪ ،‬وانتهت بعد خمسة‬ ‫عشر يوما‪ ،‬بإعالن دولتين‪ :‬شمالية وجنوبية‪ ،‬ومع‬ ‫أن الجنوب لم تكن فيه بئر نفط واحدة‪ ،‬فقد أصرت‬ ‫قبائل الجنوب على االحتفاظ باسم دولة نفطستان‬ ‫المجيدة اسما للدولة الجديدة‪ ،‬لما يحمله هذا االسم‬ ‫من إيحاءات تاريخية ال يمكن التنازل عنها بحال من‬ ‫األحوال‪.‬‬ ‫وقد امتدت حدود دولة نفطستان الشمالية من‬ ‫قبر أبي رافع الخدجي المقتول غيلة سنة سبع‪ ،‬إلى‬ ‫مضارب قبيلة بني الفتان شرقا‪ ،‬ثم إلى نخلة أبي أسيد‬ ‫األبرص جنوبا‪ ،‬التي كانت محاولة قطعها سببا في‬ ‫الحرب السابعة بين نفطستان الشمالية ونفطستان‬ ‫الجنوبية‪ ،‬فإلى بركة البط غربا‪ ،‬ويحدها جنوبا بيت‬ ‫القاضي‪ ،‬وذلك لحكمة‪ ،‬وهي أنه ال قاضي سواه في‬ ‫الدولة‪ ،‬فاقتضى الرأي السديد أن تكون حديقته بدولة‬ ‫الشمال‪ ،‬وباب البيت الخلفي بأرض الجنوبيين‪ ،‬حتى‬ ‫يتسنى له إقامة األحكام في الحديقة‪ ،‬والتملي بمظاهر‬ ‫التمدن من خالل شرفة بيته الخلفية‪ .‬وهذا رأي وقع‬ ‫عليه اإلجماع وال سبيل إلى تغييره‪.‬‬ ‫وبعد هذا االتفاق عم السلم أرجاء البلدين‪ ،‬وظن‬ ‫الناس أن األحوال قد استقرت‪ ،‬وتفرغ بعض تالمذة‬ ‫“محجوب األحذ” ممن برعوا في الطب على يديه‪،‬‬ ‫لبناء بيمارستان في الشمال يضاهي ذلك الذي يديره‬ ‫“محجوب” في الجنوب‪ ،‬واتصلوا بأستاذهم يستشيرونه‬ ‫في بعض تفاصيل المشروع‪ ،‬وشاع أن مسألة الوحدة‬ ‫َ‬ ‫تُوُصِّل فيها إلى‬ ‫قد طرحت في االجتماعات‪ ،‬وأنه قد‬ ‫حل نهائي لقضية نخلة أبي أسيد األبرص‪ ،‬ولغيرها‬ ‫من القضايا المستعصية‪ ،‬وابتهج عموم الناس بهذه‬ ‫األخبار‪ ،‬حتى كانت حرب البيوض األولى‪.‬‬

‫البَيُّوض األولى}‬ ‫{حربُ‬ ‫ِ‬

‫وكان من خبر حرب البيوض األولى بين دولة‬ ‫نفطستان الشمالية وبين دولة نفطستان الجنوبية‪،‬‬ ‫أنه لما تمت الهدنة بين الدولتين‪ ،‬بعد ترسيم الحدود‪،‬‬ ‫على االستفادة من بركات النخلة الفاصلة بينهما‪،‬‬ ‫الواقعة جنوبا‪ ،‬حددت االستفادة أوال من ظل النخلة‪،‬‬

‫ثم اكتشف نبهاء الدولتين أن الظل متحرك‪َ ،‬فغُيِّرَ‬ ‫البند إلى االستفادة من ثمر النخلة‪ .‬تستفيد نفطستان‬ ‫الشمالية منه عاما‪ ،‬وتستفيد نفطستان الجنوبية منه‬ ‫عاما آخر‪ .‬فلما كان العام الذي تستفيد منه نفطستان‬ ‫َ‬ ‫النخلة دا ُء البيوض‪ ،‬وهو داء ال دواء له‪.‬‬ ‫الجنوبية أصاب‬ ‫فأصر الجنوبيون على أن تبدأ استفادتهم من النخلة‬ ‫بعد هذا العام‪ ،‬وأصر الشماليون على مضمون االتفاق‪،‬‬ ‫وأن الخطأ خطأ الجنوبيين لجهلهم بزراعة النخل‪ ،‬حيث‬ ‫أكثروا من الماء في السقي‪ ،‬ولهذا فهم إلى جانب‬ ‫تشبثهم بمضمون االتفاق طالبوا بتعويض مناسب‬ ‫عن إتالف الجنوبيين للنخلة‪ ،‬وتنادى القوم إلى السالح‪،‬‬ ‫فنشبت حرب ضروس‪ ،‬استشهد فيها عم والدي “عباس‬ ‫األكحل”‪ ،‬المشهور بشهيد النخلة‪ .‬مات‪ ،‬رحمه اهلل‬ ‫تعالى‪ ،‬مقبال غير مدبر‪ ،‬وهو يقول‪ ،‬غفر اهلل له‪ :‬ال نخلة‬ ‫إال أنت!‪.‬‬ ‫وفي هذه الحرب عظم أمر “حماد”‪ ،‬وكان شماليا ال‬ ‫يرى بأسا أن يقاتل مع الجنوبيين‪ .‬فكان مرة مع هؤالء‪،‬‬ ‫ومرة مع هؤالء‪ .‬وهو مع ذلك إذا قاتل صدق‪ .‬انغمس‬ ‫في حرب البيوض األولى ثالث مرات‪ ،‬وكان يومها مع‬ ‫الشماليين‪ ،‬ثم بدا له فقاتل مع الجنوبيين في حرب‬ ‫الرقعة وما بعدها‪.‬‬ ‫واعتزل الحرب في أيامها األولى أبو حازم‪ ،‬ثم عاد‬ ‫فكان أشد رجالها فتكا‪ ،‬وأقلهم رحمة‪ ،‬وأجرأهم على‬ ‫فتوى‪.‬‬ ‫وقيل بأن عباسا األقرع عاش إلى أن قاتل في حرب‬ ‫البيوض الثانية‪ ،‬وقيل بأنه خرج يطلب “فتح الباب”‪.‬‬ ‫ولم يصح عندي في هذه المسألة شيء‪ .‬وأغرب األقوال‪،‬‬ ‫وأبعدها عن التصديق قول من قال بأنه قد غلبه السكر‬ ‫يوما‪ ،‬فلبس ثيابا صفرا‪ ،‬وخرج يختال بين الصفين‪ ،‬يوم‬ ‫وقعة “بركة البط”‪ ،‬فسمع قائال يقول‪ :‬أحسنت يا بقرة‬ ‫بني إسرائيل‪ ،‬غير أنك ال تسر الناظرين‪ .‬فمد يده إلى‬ ‫مسدسه‪ ،‬وقد أثقله السكر‪ ،‬فلم يشعر إال وقد رُمي به‬ ‫في البركة‪ ،‬ولم يكن يعرف السباحة‪ ،‬فمات فيها غرقا‪.‬‬

‫{حرب العَلم}‬ ‫بعد حرب البيوض األولى‪ ،‬وتخليدا لذكرى انتصار‬ ‫نفطستان الجنوبية على نفطستان الشمالية‪ ،‬اقترح‬ ‫أهل الرأي في الجنوب أن يضاف رسم نخلة إلى العلم‬ ‫الوطني المؤلف من خط أصفر يرمز إلى شساعة‬ ‫الصحراء وامتدادها‪ ،‬وخط أحمر يرمز إلى الدماء التي‬ ‫سالت على هذه الصحراء دفاعا عنها‪ ،‬وأخذا بثأر من قتل‬ ‫ظلما من أبنائها‪ .‬وعددهم منذ أن كانت نفطستان إلى‬ ‫اليوم الذي أحدثكم فيه ال يزيد عن ثالثة آالف شهيد‪.‬‬ ‫غير أن مصالحنا المعنوية الحظت أن هذا الرقم غير‬ ‫مناسب‪ ،‬فغيرته إلى رقم اعتبرته مقبوال‪ ،‬وهو‪ :‬خمسون‬ ‫شهيدا ومائة ألف شهيد‪ ،‬رحمهم اهلل جميعا‪.‬‬ ‫واختارت نفطستان الجنوبية بعد االنفصال أن‬ ‫تجعل الخط األصفر تحت الخط األحمر‪ ،‬وحافظ أهل‬ ‫الشمال على شكل العلم األصلي وهو خط أحمر فوقه‬ ‫خط أصفر‪ .‬وألنهم اعتبروا أنفسهم منتصرين فقد‬ ‫رسموا فوق رايتهم قطرة ماء‪ ،‬إشارة إلى الخطأ الذي‬ ‫ارتكبه الجنوبيون في سقي النخلة‪.‬‬ ‫ولما علمت وزارة الدفاع في الجنوب بهذا القرار‬ ‫المستفز من أعدائهم التاريخيين‪ ،‬كتبت مذكرة للدول‬ ‫الكبرى‪ ،‬تعلمها بهذه المستجدات البالغة الخطورة‪،‬‬

‫وتحمل الشماليين عواقب أفعالهم‪ ،‬ثم ألفت لجنة‬ ‫لتتبع هذا الملف‪ ،‬تحت اسم‪ :‬لجنة القطرة‪ .‬وبلغنا أن‬ ‫قرارا أمميا صدر بضبط النفس‪ ،‬وهو القرار الذي اعتبره‬ ‫الجنوبيون غير كاف‪ ،‬فتحركت قواتهم نحو الحدود‪،‬‬ ‫فكانت معارك حرب العلم‪ .‬وفيها أُسِر أحد القادة‬ ‫الشماليين‪ ،‬وافتدي‪ ،‬على عادتنا القديمة‪ ،‬بزق خمر‬ ‫وشاة‪ .‬وهو الفداء الذي ُفدِي به قديما جدنا الحارث‬ ‫بن ظالم‪ ،‬كما هو معروف متداول‪ ،‬ثم أصبح سنة بين‬ ‫قبائلنا في فداء أسرى الحرب‪.‬‬

‫{حرب الرُّقعة}‬

‫وكان من خبر هذه الحرب أن “حمادا صدر الصورة”‬ ‫حمل راية الشماليين يوم حرب العلم‪ ،‬ثم بدا له أن‬ ‫القوم بخسوه حقه‪ ،‬ومنعوه نصيبه‪ ،‬واستأثروا بغنائم‬ ‫المعارك دونه‪ ،‬فغضب‪ ،‬وأخذته الحمية‪ ،‬وعزم على أن‬ ‫ال يقاتل تحت رايتهم قط‪ .‬ثم إنه حملها بليل حتى‬ ‫لحق بالجنوبيين‪ ،‬فلم يشعر القوم إال وحماد بينهم‪،‬‬ ‫وقد رمى الراية تحت أقدامهم‪ ،‬وهو يقول‪ :‬اشهدوا‬ ‫أن هذه الراية ليست اليوم إال رقعة‪ .‬أو قال‪ :‬خرقة‪.‬‬ ‫الشك مني‪ .‬فما هو إال أن سمع الشماليون بالخبر‪ ،‬حتى‬ ‫جمعوا من المقاتلة ما لم يكونوا قد جمعوا من قبل‪،‬‬ ‫وغضب لهم ما لم يكن قد غضب من أهل الشمال‪،‬‬ ‫ولحق بهم من المتطوعة‪ ،‬والمرتزقة زهاء عشرين‬ ‫ألفا‪ ،‬واستُنْفِر الكبير والصغير‪ ،‬وجاؤوا يجرون الشوك‬ ‫والحجر‪ ،‬واستعدوا بالمال والسالح‪ ،‬ورهنوا بئر نفطهم‬ ‫في نفقات الحرب‪ ،‬ونُدِب للمقاتلة من يحرضهم‬ ‫حتى استسهلوا الشهادة في سبيل الراية‪ .‬ثم خرجوا‬ ‫فجرا يريدون أهل الجنوب‪ ،‬فلما تراءى الناس‪ ،‬وهيئت‬ ‫المدافع‪ ،‬وحُركت الدبابات‪ ،‬خطب قائد جيش الشمال‬ ‫في من معه خطبة عصماء‪ ،‬كانت سببا مباشرا في‬ ‫َ‬ ‫حُفِظ منها عنه قوله‪ ”:‬يا معشر‬ ‫نصر ذلك اليوم‪.‬‬ ‫أهل الشمال‪ ،‬هذا يوم له ما بعده‪ ،‬هذا يوم مشهود‪،‬‬ ‫وعز مردود‪ .‬هذا يوم خفق البنود‪ .‬ال يغرنكم ما أنتم‬ ‫عليه من الحق‪ ،‬وما هم عليه من الباطل‪ ،‬فتطمئن‬ ‫قلوبكم إلى نصر يبعثه الحق‪ ،‬ويضمنه العدل‪ .‬إنما‬ ‫النصر بالصبر‪ ،‬والفوز بالفتك‪ ،‬والغلبة لمن خاف العار‪،‬‬ ‫فكره الفرار‪ .‬وهذا عدوكم قد خبركم وخبرتموه‪،‬‬ ‫وعرفكم وعرفتموه‪ ،‬وشهد معكم المشاهد قبل أن‬ ‫ينكص على عقبيه‪ ،‬ويعض اليد التي مدت إليه‪ .‬فهو‬ ‫إن ِّ‬ ‫مُكنَ من رقابكم رَوَّى منها رماحَه غير هياب‪،‬‬ ‫وال وجل‪ ،‬وال راحم‪ .‬وإن يُنْصَرْ عليكم اليومَ يستعبد‬ ‫أسيركم‪َ ،‬‬ ‫ويُذ ِّففْ على جريحكم‪ .‬فاهلل اهلل في أنفسكم‪،‬‬ ‫وفي أوالدكم‪ ،‬وفي ذراريكم ونسائكم‪ .‬ال أراكم اليوم‬ ‫تفرون‪ .‬فإن نجاتكم في حتفكم‪ ،‬وحياتكم في موتكم‪.‬‬ ‫الدماء‪ .‬الدماء‪ .‬حتى أرى صفرة هذه األرض قد عجنت‬ ‫بماء هذه األجساد‪ ،‬فاحمرت غضبا لما لحق رايتكم‪،‬‬ ‫وانطلق منها الشرار المحرق‪ ،‬والموت المحدق‪ .‬وإني‬ ‫اليوم منغمس في عدوكم‪ ،‬فإن رأيتموني خلفكم فقد‬ ‫أحللت لكم دمي‪ ،‬وإن التفت فلم أركم خلفي جميعا‬ ‫فقد أحللت لورثتي دماءكم‪ .‬إيها إلى الحرب ُقدُماً غير‬ ‫ناكصين”‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2016‬‬

‫العدد ‪833‬‬

‫إعطاء انطالقة الملتقى األول لإلعالم‬ ‫والمساعدة على التوجيه بطنجة‬

‫نكبة أنوال و اإلبداع المسرحي‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪...‬و قد سعد الصالون األدبي لنادي اإلتحاد‬ ‫بحضور أدبي متميِّز‪ ،‬إذ استضافت مجلة الروافد‬ ‫األدبية األساتيذ ‪ :‬الدكتور حسن الطريبق‪ ،‬من‬ ‫أجل تقديم وتوقيع إصداره الجديد “أنوال‪...‬‬ ‫في مواكب اإلشراق “‪ ،‬بمعية الكاتب المسرحي‬ ‫األديب رضوان احدادو والناقد األديب محمد‬ ‫أهواري‪ ،‬الذين ربطتهم متانة طبيعة لغة الضاد‬ ‫ًّ‬ ‫كال واحدا‪ .‬والذي تتهددها الكلمات األعجمية‬ ‫مع استخدام الحروف الالتينية في كتابة اللغة‬ ‫العربية‪ ،‬وكتابة األعجمية بالحروف العربية‪.‬‬ ‫هناك جهات غربية غريبة تقوم بتمويل أي عمل‬ ‫“فني” يروم إلى عدم استعمال اللغة العربية‬ ‫وتعويضها بالعامية بالقدر الذي يدخلها في ليل‬ ‫سرمدي‪.‬‬ ‫نمتلك حرية الكلمة في المجال األدبي‬ ‫لندق ناقوس الخطر‪َّ .‬‬ ‫إن األمة التي ال تحافظ‬ ‫على لغة ثديها لجديرة بأنِ تنال من اإلذالل‬ ‫ِّ‬ ‫وال��ذل بكل أصنافه‪ .‬فالخطاب الثقافي ليس‬ ‫حكرا على طبقة معينة‪ ،‬بل هو للجميع يستأثر به‬ ‫المنتجون له من بينهم مجلة الروافد الغراء‪...‬‬ ‫القوة والنفوذ على قدر األمة وهويتها أدبيا‬ ‫وعلميا لإلنتاج الفكري‪ .‬وهل تنحدر اللغة بانحدار‬ ‫أممها ؟ ما قولنا في األدب والشعر والمسرح إنِ‬ ‫َّ‬ ‫حكمنا زمانه ؟ هل يكون منحطا كزمانه ؟ ك ّال‬ ‫ثمَّ كال‪ ،‬بل افتراء عليه‪ .‬هوية اللغة نسق يؤثر‬ ‫ويتأثر بتفاعل عناصر الزمان والمكان‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫كل األدب��اء كانوا يتمنون سجاال أدبيا‬ ‫بين العقاد حين كتب عن الخيال في رسالة‬ ‫الغفران للمعرّي‪ ،‬األمر الذي استفزَّ الدكتور طه‬ ‫إنِ‬ ‫حسين‪ ،‬مخالفا العقاد في رأيه‪“ .‬المعركة “ ِْ‬ ‫ْ‬ ‫حصلتِ ألعطتْ ثمارا لألدب العربي‪ .‬مدلول‬ ‫األدب ثمرة القريحة وصدى اإلبداع واإللهام‬ ‫تتناقله األجيال‪ .‬إيمان العيان والبيان َّ‬ ‫أن طه‬ ‫حسين أديب عالمي‪ .‬وحتى لما انتقد ديوان‬ ‫إيليا أبو ماضي في “ الجداول “‪ .‬وعلى صورة‬ ‫المعارك األدبية بين العقاد وبنت الشاطئ في‬ ‫مسابقة القصة القصيرة ‪ .‬على ضوء السجال‬ ‫األدبي في المشرق العربي‪ ،‬كان الدفاع عن‬ ‫األدب بين محمد بن تاويت والدكتور عبد‬ ‫السالم الهراس‪ ،‬ومساجالت نقدية بين عبد‬ ‫اهلل كنون وعبد الرحمان الفاسي‪ .‬كان أيضا‬ ‫الدكتور حسن الطريبق ناقدا لمحمد بنيس‬ ‫في ملفه النقدي “ المسألة النقدية من جديد “‬ ‫القائمة على إيديولوجية معينة والتساند الحزبي‬ ‫الضيق‪ ،‬ألجل قهر الخصم السياسي ! هل كانت‬ ‫التهمة‪ ،‬تمازح بين القيم النقدية والتقليدية‬ ‫وبين المصطلحات والقيم النقدية السائدة في‬ ‫المنهج التأثري ؟ واجه األديب حسن الطريبق‬ ‫“كوكبة” من األدب��اء األج�لاء‪ ،‬أطلق عليهم‬ ‫صفة “ التعاونية النقدية االشتراكية “‪ .‬انطلقت‬ ‫“المعركة” على صفحات الجرائد الوطنية‪ ،‬العلم‬ ‫والمحرر‪ ،‬بين األدباء والخصوم األدبي المنتمين‬ ‫إلى إيديولوجية معينة بنقد معرفي‪ .‬كانت تلك‬ ‫المشاكسة األدبية‪ ،‬ونحن نحسن الظنَّ بأدبائنا‪.‬‬ ‫أمّا التوصيف الدقيق لطبيعة العالقة بين اللغة‪،‬‬ ‫لغة البيان وتوظيفها في النص المسرحي‪ ،‬وهل‬ ‫تأثرت بالتراكمية المعرفية التي نفتقدها في‬

‫فكرنا العربي ولها بصمات على ثقافتنا؟ القيمة‬ ‫الجمالية في الكتابة للدكتور حسن الطريبق‪،‬‬ ‫انبجستْ مياهها في الصنيع الشعري للمسرح‬ ‫األدبي في حرب الريف‪ ،‬لتوحيد الوطن‪ ،‬دعما‬ ‫للفكرة الوطنية ضد نذالة االستعمار‪ ،‬من‬ ‫اإلشراق لرجال “شهداء” يدافعون عن أرضهم‬ ‫من المحتل الغاصب عند نظمه ألبيات ‪:‬‬ ‫شعارنا زمن لــــه تسميـة أزليــة‬ ‫نجملها في كلمات أربع قدسيــــة‬ ‫إسالمية عربيـــة مغربية وطنية‬ ‫فلن يكون موطنا للقوة األجنبية‬ ‫و رصدا للتحـوالت التاريخيـة‪ ،‬وتكالـب‬ ‫االستعمار‪ ،‬ولدحض استراتيجية تمزيق بالد‬ ‫المغرب‪ ،‬يبدع عقل األديب من الخلق أبياتا ‪:‬‬ ‫المغرب الموحد‬ ‫هو الشعار المفرد‬ ‫ال فرق بين البربري‬ ‫في المغرب المعتبر‬ ‫ْ‬ ‫األصيل‬ ‫وبين العربي‬ ‫في العزم والمجد األثيلْ‬ ‫تأتي فكرة اإليمان‪ ،‬وقد قذف العلي القدير‬ ‫الرعب في قلوب المستمرئين في غيِّهم‪ ،‬عند‬ ‫نظم ما اختلجته قريحة الشاعر لمسرحيته ‪:‬‬ ‫لم أر الثأر كيف يؤخذ من غا‬ ‫صب أرض كما رأيته في الريف‬ ‫قدرة اهلل مكنتنا من النص‬ ‫ر عليهم بكل عز وتشريف‬ ‫ثمَّ شهد شاهد من أهلها قائال ‪:‬‬ ‫هذه نكبة سنفقد فيها‬ ‫البعض من أهلنا‬ ‫قد تهاوت جيوشنا وتداعت‬

‫كلها في مواقع التتريك‬ ‫يالحقنا الثوار من كل جانب‬ ‫فما وهنوا من طول المتاعب‬ ‫يحكي شاهــد عيان َّ‬ ‫أن ام��رأة ريفيـــة‪،‬‬ ‫لالستحواذ على السالح من يد العدوّ‪ ،‬كانت‬ ‫تعتكف في خلوة من العرائش‪ ،‬تتربص عند‬ ‫منبع عين من المياه الجارية وقد انحسر الماء‬ ‫عن بقاع كثيرة‪ ،‬مستأنسة بنقيق الضفادع‪،‬‬ ‫لمدة قد تطول‪ ،‬إلى أن تستضيف (العين)‬ ‫عسكريا غاصبا لالرتواء والسقاية‪ ،‬فيضع بندقيته‬ ‫على قارعة البركة‪ ،‬ثمّ حين تالمس شفتاه الماء‬ ‫الطاهر وهو على صورة القرفصاء‪ ،‬تنقضُّ‬ ‫المجاهدة عليه بمنجلها‪ ،‬فترديه قتيال‪ .‬فحينئذ‬ ‫تصبح الغنيمة سالح العسكري(اللفيف)‪ .‬تلك‬ ‫كانت إحدى مناهج حرب العصابات من إبداع‬ ‫البطل األمير محمد بن عبد الكريم الخطابي‬ ‫(وهي ماركة مسجلة) ‪.‬‬ ‫كانت األغ�لال في عنق المجرمين‪ ،‬لمّا‬ ‫استعجلوا باغتصاب أرض بكر طاهرة‪ .‬فأبدع‬ ‫األديب في تشخيص المقام عند نظمه ‪:‬‬ ‫لقد دفعوا مهر عدوانهم‬ ‫وقد كان أكبر من ّ‬ ‫كل مهر‬ ‫هناك حانت قيامتهم‬ ‫وحان على عجل يومُ حشر‬ ‫على لعلعات الرصاص ترامى‬ ‫حديث الجهاد إلى ّ‬ ‫كل برّ‬ ‫الصورة المكتملة التي تعبر عن اإلنسان‬ ‫المغربي تتجسد في مختبر المسرح الشعري‬ ‫الكبير تتألأل في ثرية المبدع لخيال متعدد‬ ‫األبعاد‪ ،‬في تشخيصه للحدث ‪:‬‬ ‫قطعنا رأس األفعى لما أتتنا تسعــى‬ ‫هذي هي المكارم التي ما بعدها مكارم‬ ‫تحققتْ بعـد التجلد المرير و المالحم ‪.‬‬

‫أشرف مدير األكاديمية الجهوية للتربية‬ ‫والتكوين لجهة طنجة تطوان الحسيمة السيد‬ ‫محمد عواج يوم الخميس ‪ 14‬أبريل على الساعة‬ ‫الخامسة مساء بفضاء ثانوية موالي الحسن‬ ‫لألقسام التحضيرية على إعطاء انطالقة الملتقى‬ ‫األول لإلعالم والمساعدة على التوجيه بطنجة‪،‬‬ ‫بمعية كل من المدير اإلقليمي لمديرية وزارة‬ ‫التربية الوطنية طنجة أصيلة السيد محمد‬ ‫بركان ‪ ،‬والمدير اإلقليمي لمديرية وزارة التربية‬ ‫الوطنية الفحص آنجرة السيد عزوز بنعزوز ‪ ،‬إلى‬ ‫جانب رئيس الجمعية المغربية ألطر التوجيه‬ ‫والتخطيط التربوي – فرع طنجة السيد عبد‬ ‫اللطيف البختي ‪ ،‬بحضور رئيس مصلحة الشؤون‬ ‫التربوية والمكلف بالتأطير والتوجيه السيد عبد‬ ‫اإلله الفزازي باإلضافة إلى رؤس��اء المصالح‬ ‫والمكاتب بالمديرية اإلقليمية طنجة أصيلة‬ ‫‪،‬و أطر هيئة التوجيه والتخطيط ومديري وأطر‬ ‫وتالميذالمؤسساتالتعليمية‪.‬‬ ‫و قد قام مدير األكاديمية الجهوية رفقة‬ ‫المدير اإلقليمي لمديرية طنجة أصيلة والوفد‬ ‫المرافق لهما بزيارة ألروق��ة المعرض التي‬ ‫تجاوزت ‪ 25‬رواقا يمثل مختلف المعاهد والكليات‬ ‫العمومية والخاصة ‪.‬‬ ‫و ب��ال��م��وازاة م��ع المعرض ت��م تنظيم‬ ‫لقاء لتكريم خيرة أطر التوجيه والتخطيط‬ ‫المتقاعدين‪ ،‬وق��د تقدم مدير األكاديمية‬ ‫الجهوية السيد محمد عواج بكلمة افتتح بها‬ ‫الملتقى األول واعتبره انطالقة جديدة وفرصة‬ ‫ليتعرف التالميذ عن قرب على اآلفاق الدراسية‬

‫المتنوعة المتاحة وتعدد الشعب والمعاهد العليا‬ ‫المفتوحة في وجههم ‪ ،‬وأشاد بأطر التوجيه‬ ‫والتخطيط خاصة المتقاعدين منهم واعتبرهم‬ ‫قدوة للجيل الحالي الذي يجتهد بدوره ‪.‬‬ ‫وبعد ذلك تقدم المدير اإلقليمي للمديرية‬ ‫اإلقليمية طنجة أصيلة السيد محمد بركان‬ ‫بكلمة شكر فيها األطر المنظمة لهذا الملتقى‬ ‫وثمن العمل التنظيمي والتعبئة إلنجاحه‪ ،‬واعتبر‬ ‫التوجيه أساسي لتحديد اختيارات التالميذ‬ ‫ويرسم آفاق مستقبلهم الدراسي والعملي‪.‬‬ ‫وبالمناسبة فقـــد تم تكريــم السادة‬ ‫المفتشين السيد الماحي مصطفى والسيد‬ ‫محمد ال��دراوي والسيد محمد قصارة والسيد‬ ‫ابراهيم اليديني والسيد عمر المسة ‪ ،‬لما بذلوه‬ ‫من عطاءات مهنية وتفان في العمل خدمة‬ ‫للمنظومة التعليمية ‪.‬‬ ‫هذا ويسهر على تنظيم هذا الملتقى‬ ‫الجمعية المغربية ألطر التوجيه والتخطيط‬ ‫التربوي –فرع طنجة بشراكة مع األكاديمية‬ ‫الجهوية لطنجة‪ -‬تطوان‪-‬الحسيمة وبتعاون مع‬ ‫المديرية اإلقليمية لطنجة‪-‬أصيلة وذلك خالل‬ ‫أيام ‪ 14‬و‪15‬و‪ 16‬أبريل ‪ ،2016‬وطيلة هذه‬ ‫األيام هناك زيارة منظمة لصالح المئات من‬ ‫التالميذ يوميا من مختلف المؤسسات التعليمية‬ ‫العمومية والخصوصية لالطالع والتواصل‬ ‫والتفاعل مع األطر الحاضرة في مختلف األروقة‬ ‫التي تمثل المعاهد والكليات المشاركة ‪.‬‬

‫مكتب االتصال – المديرية اإلقليمية لوزارة‬ ‫التربية الوطنية طنجة ‪ -‬أصيلة‬

‫من يقف وراء عدم تمكين قوارب‬ ‫صيد العرائش وطنجة من تفريغ‬ ‫أسماكها بميناء أصيلة؟‬

‫عمال وعامالت النظافة بوزان ينتفضون‬

‫‪ ‬األرب��ع��ة وع��ش��رون ساعة التي توقفت‬ ‫فيها شغيلة قطاع النظافة عن العمل مطالبة‬ ‫بحقوقها‪ ،‬كانت كافية لتغرق مدينة وزان في‬ ‫النفايات المنزلية‪ ،‬ويتلوث فضاؤها‪ ،‬واألهم من‬ ‫كل ما سبق كان هذا التوقف االضطراري بمثابة‬ ‫رسالة قوية موجهة ألكثر من جهة‪ ،‬ومنها‬ ‫الساكنة نفسها‪ ،‬من أجل المصالحة مع عامالت‬ ‫وعمال النظافة‪ ،‬وذلك بردم الصور النمطية‬ ‫البئيسة المتكلسة في أذهان البعض عن طبيعة‬ ‫العمل الذي ينجزونه بتفان على مدار اليوم‪،‬‬ ‫واالنتقال إلى نسج عالقة معهم ومعهن قوامها‬ ‫احترام كرامتهم ‪ /‬ه��ن‪ ،‬وتسييج ‪ ‬حقوقهم‬ ‫وحقوقهن بجدار القانون‪ ،‬واالعتراف المواطن‬ ‫بالخدمات التي يقدمونها للمجتمع‪ ،‬وللبيئة‪،‬‬ ‫ولالقتصاد المحلي ‪.‬‬ ‫وألن الشركة صاحبة التدبير المفوض‬ ‫لقطاع النظافة لم تتجاوب مع دفتر المطالب‬ ‫ال��ذي سبق ووضعته نقابة عمال وعامالت‬ ‫النظافة‪ ،‬وألن ‪ ‬تجريب أكثر من شكل نضالي‬ ‫خفيف لعل آذان من يهمهم األمر تلتقط دقات‬ ‫جرس اإلنذار‪ ،‬فتنخرط في الحوار باعتباره أهم‬ ‫آلية لمعالجة المشاكل‪ ،‬لم تنفع مع مقاولة‬ ‫محصنة ضد فيروس المواطنة‪ ،‬فقد تم االنتقال‬ ‫يوم الثالثاء ‪ 5‬أبريل إلى خوض إضراب لمدة‬ ‫يوم واحد‪ ،‬مصحوبا بمسيرة عمالية في اتجاه‬ ‫مقر العمالة ‪.‬‬ ‫‪ ‬مطالب النقابة المؤطرة للعمال والعامالت‬ ‫الذين انخرطوا بشكل قوي في المحطة النضالية‬ ‫األخيرة‪ ،‬والتي على أساسها شهد مقر الجماعة‬ ‫صباح يوم األربعاء ‪ 6‬أبريل اجتماعا طارئا‪ ،‬حضره‬

‫باإلضافة إلى رئيس الجماعة‪ ،‬ممثل السلطة‬ ‫المحلية‪ ،‬وممثل مندوبية الشغل‪ ،‬وممثل وكالة‬ ‫الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪ ،‬وممثل‬ ‫الشركة صاحبة التدبير المفوض للقطاع‪،‬‬ ‫وممثل عن النقابة المعنية‪ ،‬حيث يقول مصدر‬ ‫موثوق تابع أشغال االجتماع‪ ،‬بأن الحوار انصب‬ ‫على مطالبة الشركة بتسوية وضعية العمال‬ ‫والعامالت مع الصندوق الوطني للضمان‬ ‫االجتماعي الذي ألسباب مجهولة لم تضخ‪ ‬به‬ ‫المقاولة المعنية لشهور مستحقاتهم ‪ /‬هن‬ ‫المحددة بقوة القانون‪ ،‬كما أفرد اللقاء حصة‬ ‫زمنية للمطالبة بتسوية الساعات اإلضافية‪،‬‬ ‫والتعويض عن األعياد‪ ،‬وتوفير بذلة العمل طبقا‬ ‫للمواصفات والكمية المحددتين في كناش‬ ‫التحمالت‪ ،‬وأسدل الستار على اللقاء بمدارسة‬

‫األسباب المحيطة بتوقيــف ثـــالثة عمال عن‬ ‫العمل‪.‬‬ ‫يذكر ب��أن ساكنة وزان التي كانت قد‬ ‫سجلت تقدما محسوسا في نظافة المدينة‬ ‫عند بداية انطالق الشركة المعنية في تدبير‬ ‫القطاع‪ ،‬وصفقت لهذا الحضور االيجابي‪ ، ‬سرعان‬ ‫ما ستقف على التراجع الكبير الذي لحق نظافة‬ ‫شوارعها وأزقتها‪ ،‬والتأخر الحاصل في جمع‬ ‫النفايات المنزلية‪ ،‬وحسب ما أفاد به الجريدة‬ ‫أكثر من مصدر ف��إن كناش التحمالت غير‬ ‫محترم‪ ،‬وأن المصلحة الجماعية المكلفة بتتبع‬ ‫نشاط الشركة‪ ،‬متهاونة لغرض في نفس‬ ‫يعقوب ‪.‬‬

‫محمد حمضي‬

‫يعيش مهنيو صيد السمك‪ ،‬بالمنطقة الشمالية الغربية وخاصة الصيد التقليدي‪ ،‬حالة من‬ ‫عدم الالمبالة من طرف المسؤولين عن هذا القطاع الذي يعتبر قطاعا اقتصاديا حيويا بالنسبة‬ ‫للمنطقة‪ ،‬حيث يشغل أيدي عاملة مهمة‪ ،‬مهنيو هذه المنطقة راسلوا الجهات المعنية كي‬ ‫يسمحوا لقوارب الصيد البحري بتفريغ أسماكهم بميناء أصيلة الذي يعتبر الميناء األقرب لتفريغ‬ ‫السمك والتصريح بمصطاداته وبيع جميع أنواع السمك بأصيلة‪ ،‬وهو المطلب الذي تقدم به‬ ‫رئيس تعاونية الليكسوس وعضو الكنفيدرالية الوطنية للصيد التقليدي موجه لغرفة الصيد‬ ‫البحري المتوسطية‪ ،‬للتدخل لدى المسؤولين عن قطاع الصيد بأصيلة لتمكين قوارب الصيد‬ ‫البحري المسجلة بميناء العرائش أن تقوم بكافة نشاطها بميناء أصيلة‪.‬‬ ‫ويأتي طلب مهنيــي قطاع الصيــد التقليدي بالعرائش باعتبـــار أن ميناء أصيلة بحكم‬ ‫قربـــه من مصاييد مهمة في المنطقة‪ ،‬يجعلها أقرب نقطة أيضا للتفريغ بالنسبة لميناء‬ ‫العرائش‪ ،‬ما يتسبب في هدر زمني في االبحار عند عودة إلى ميناء العرائش‪ ،‬وبالتالي تحميل‬ ‫الصيادين تكاليف إنتاج إضافية واإلضرار بجودة المصطادات ولو بشكل نسبي‪.‬‬ ‫ولإلشارة فإن قانون رخص صيد السمك تمنع تفريغ قوارب الصيد من األسماك في غير‬ ‫الموانئ المسجلة‪ ،‬وقد سبقق في عدة اجتماعات سواء في الغرفة المتوسطية‪ ،‬أوفي اجتماعات‬ ‫الجمعيات المهنية أن طرح المهنيون سواء من طنجة أو العرائش أهمية تجهيز ميناء أصيلة‪،‬‬ ‫وجعله ميناءا لتفريغ األسماك‪ ،‬باعتبار أن ميناء أصيلة أقرب حيث يوجد بها أهم مصايد المنطقة‪،‬‬ ‫وتصطادفيه مجموعة من المراكب األجنبية المتطورة‪ ،‬الشيء الذي يخلق عدم تكافؤ الفرص‬ ‫بين مراكب الصيد األجنبية وقوارب الصيد التقليدي‪ .‬ويبقى السؤال مطروحا ‪ :‬من يقف وراء‬ ‫عدم تمكين قوارب صيد العرائش من تفريغ األسماك بمينا أصيلة ؟‪.‬‬

‫م‪ .‬الحراق‬


‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2016‬‬

‫العدد ‪833‬‬

‫من ذكرى الزيارة الملكية في أبريل ‪1956‬‬ ‫لشمال المغرب والقصر الكبير خاصة‬ ‫إلى ذاكرة الكفاح من أجل استقالل‬ ‫المغرب ووحدته‪...‬‬ ‫ بقلم ‪ :‬عبد القادر أحمد بن قدور‬‫إذا ك��ان الشعب المغربي ومعه أسرة‬ ‫الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير خلد‬ ‫يوم اإلثنين ‪ 11‬يناير ‪ ،2016‬الذكرى ‪ 72‬لتقديم‬ ‫وثيقة المطالبة باالستقالل وهي ذكرى مجيدة‬ ‫في الكفاح الوطني من أجل الحرية واالستقالل‬ ‫وتحقيق الوحدة الترابية والسيادة الوطنية‬ ‫والتي تستحضرها الناشئة واألجيال الجديدة‬ ‫بمعانيها وداللتها‪ ،‬وتحتفظ بها كذلك الذاكرة‬ ‫الوطنية وبمعانيها وأبعادها الوطنية العميقة‬ ‫والتي تجسد سمو الوعي الوطني المتجذر وقوة‬ ‫التحام العرش بالشعب دفاعا مستميتا عن‬ ‫المقدسات الدينية والثوابت الوطنية مستشرفة‬ ‫آلفاقالمستقبل‪......‬‬ ‫وإذا كان المغرب قد وقف عبر تاريخه‬ ‫المجيد بإصرار وعزم‪ ،‬فواجه أطماع الطامعين‬ ‫مدافعا عن مقوماته ووجوده ووحدته بتحمل‬ ‫جسيم التضحيات خالل مواجهته لالستعمار‬ ‫الغاشم بقواه الحية منذ بداية القرن ‪ 20‬الذي‬ ‫قسم البالد إلى مناطق نفوذ والتي وزعتها‬ ‫الحماية الفرنسية بوسط المغرب‪ ،‬والحماية‬ ‫اإلسبانية بشماله وجنوبه‪ ،‬كما خضعت منطقة‬ ‫طنجة لنظام دولي‪ ،‬هذا الوضع جعل مهمة‬ ‫التحرير الوطني صعبة‪ ،‬لهذا فقد بدل العرش‬ ‫والشعب المغربي من أجلها التضحيات الجسام‬ ‫بكفاح مضطرد ومتواصل‪ ،‬من أجل الحرية‬ ‫واالنعتاق من كيد االستعمار‬ ‫بمختلف صوره‪ ،‬باالنتفاضات‬ ‫الشعبية العديدة األشكال‬ ‫باألطلس المتوسط وبالشمال‬ ‫والجنوب‪ ،‬كما قدم مطالب‬ ‫الشعب المغربي اإلصالحية‬ ‫والعاجلة في سنوات ‪1934‬و‬ ‫‪ ،1936‬ث��م تقديم وثيقة‬ ‫المطالبة باالستقالل من‬ ‫طرف الوطنيين األقحاح في‬ ‫‪ 11‬يناير ‪ 1944‬باتفاق مع رائد‬ ‫ث��ورة الملك والشعب جاللة‬ ‫المغفور له محمد الخامس‬ ‫ال����ذي ع��م��ل ع��ل��ى تفعيل‬ ‫جذوتها وتوجهاتها منذ أن‬ ‫تولى ال��ع��رش العلوي يوم‬ ‫‪ 18‬نونبر سنة ‪ ،1927‬وبهذا‬ ‫جسد الملك المجاهد والثائر‬ ‫ضد االستعمار رمز المقاومة‬ ‫وال��ف��داء بقناعة راسخة مع‬ ‫شعبه في التحرير واالستقالل‪،‬‬ ‫حيث عبر في خطاباته السامية‬ ‫والتاريخية عن كل مطالب‬ ‫الشعب المغربي في هاته‬ ‫الحرية واالستقالل وواص��ل‬ ‫مسيرة ال��ك��ف��اح والنضال‬ ‫الوطني بقيادته ومشاوراته‪...‬‬ ‫وبعد نفي المرحوم برحمة‬ ‫اهلل الواسعة الملك محمد‬ ‫الخامس طيب اهلل ت��راه في‬ ‫‪ 20‬غشت ‪ 1953‬ازداد الكفاح‬ ‫المرير للمقاومين األف��ذاذ‬ ‫والوطنيين األحرار والشهداء‬ ‫األب��رار بقيادته الكبيرة كما سلف وحنكته‬ ‫الوطنية الجليلة‪ ،‬وبعد عودته إلى الوطن في‬ ‫‪ 16‬نونبر ‪ 1955‬ومنذ ‪ 23‬من نفس الشهر‬ ‫‪ 1955‬وجاللة الملك يواصل استشاراته لتأليف‬ ‫الحكومة األولى بعد االستقالل‪ ،‬حتى تكونت في‬ ‫فاتح دجنبر‪ ،‬وفي يوم ‪ 7‬دجنبر ‪ 1955‬أعلن عنها‬ ‫من طرف السيد امبارك البكاي بإعالن حكومة‬ ‫مغربية وطنية ائتالفية‪ ...‬تضم ‪ 9‬وزراء من حزب‬ ‫االستقالل و ‪ 6‬من حزب الشورى واالستقالل و ‪5‬‬ ‫منالمستقلين‪...‬‬ ‫‪ ‬وفي يوم ‪ 12‬فبراير سافر الوفد المغربي‬ ‫المفاوض وهو المتكون من الحكومة المغربية‪،‬‬ ‫وفي ‪ 13‬من نفس الشهر سافر جاللته إلى‬ ‫باريس ليدشن المفاوضات المغربية الفرنسية‬ ‫الستقالل بالدنا‪...‬‬ ‫وكانت المفاوضات المغربية بين البلدين‬ ‫التي دام��ت حتى ‪ 2‬م��ارس والتي بذل فيها‬ ‫صاحب الجاللة جهودا جبارة حاسمة‪ ،‬وكان‬ ‫له الفضل الكبير في الوصول إلى التصريح‬ ‫المشترك الذي أعلن في يوم الجمعة ‪ 2‬مارس‬ ‫‪ ،1956‬والذي كان في نفس الوقت هو وثيقة‬ ‫استقالل المغرب وحريته‪...‬‬ ‫وفي ‪ 2‬مارس المذكور وقعت مظاهرة‬ ‫شعبية كبيرة وعارمة بعد التجمع الحاشد أمام‬ ‫المسجد األعظم بمدينة القصر الكبير التاريخية‬ ‫والمناضلة والمجاهدة برجاالتها ونسائها‬

‫‪10‬‬

‫وشبابها وكل فئاتها‪ ،‬وبعد خطابات حماسية‬ ‫لشباب ورج��ال وطنيين وغيرهم لتحميس‬ ‫وتقوية كل الحاضرين والحاضرات في هذا‬ ‫التجمع وذلك بمناشدتها لتحرير واستقالل‬ ‫شمال المغرب بدوره‪ ،‬هذه المظاهرة الكبرى‬ ‫التي وصلت من المسجد المذكور مارة بشوارع‬ ‫المدينة حتى أمام ضريح موالي علي بوغالب‬ ‫فقابلها االستعمار وجنوده‪ ‬بوابل من قدفات‬ ‫رصاص بنادقه ورشاشاته حيث استشهد من‬ ‫جراء ذلك العديد من الوطنيين في ذلك اليوم‪،‬‬ ‫ومنهم ولد عمتي الشهيد المرحوم عبد اهلل‬ ‫اليعقوبي الذي أصابه الرصاص المتواصل في‬ ‫جبهة رأسه وتهشم بألم كبير وحاد ال يتصور‪،‬‬ ‫وقطعت لبعض المتظاهرين أرجلهم وأصابتهم‬ ‫جروح غائرة وغيرها‪ ،‬وقد كنت مشاركا في هذه‬ ‫المظاهرة الحاسمة مع بعض األطفال اآلخرين‬ ‫والشباب والشيوخ وأنا بعد طفل كذلك وتحسرت‬ ‫كثيرا على هذا الظلم والقهر‪ ،‬وذلك كان من‬ ‫أجل الحصول على حريتنا واستقاللنا الذي كنا‬ ‫عازمين على تحقيقه كامال وعاجال‪.‬‬ ‫‪ ‬وبهذا فقد تلقى جاللته دعوة رسمية‬ ‫من الجنرال فرانكو لزيارة إسبانيا في ‪ 12‬مارس‬ ‫‪ ،1956‬ويوم الخميس ‪ 4‬أبريل سافر جاللته إلى‬ ‫مدريد عاصمة إسبانيا لتدشين مراسيم افتتاح‬ ‫المفاوضات المغربية اإلسبانية‪...‬‬

‫وفي ‪ 7‬أبريل بنفس السنة انتهى الوفدان‬ ‫المغربي واإلسباني إلى االتفاق على تصريح‬ ‫مشترك يعلن وح��دة المغرب الشاملة في‬ ‫ظل االستقالل والسيادة‪ ،‬كما صدر في نفس‬ ‫اليوم البرتوكول الملحق بهذا التصريح وفيه‬ ‫بند يقضي بإلغاء الحواجز بين شمال المغرب‬ ‫وجنوبه ابتداءا من هذا اليوم‪ ،‬وفي يوم ‪ 9‬أبريل‬ ‫المذكور رجع صاحب الجاللة إلى هذا الوطن‬ ‫وعاد إلى تطوان‪ ،‬حيث وجد في استقباله بحرارة‬ ‫كبيرة شخصيات مغربية وإسبانية و ‪ 500‬ألف‬ ‫من المواطنين هبوا الستقبال بطل الوحدة‬ ‫المغربية واستقاللها الملك المعظم المرحوم‬ ‫محمد الخامس‪ ،‬حيث ألقى خطابا ساميا وخالدا‬ ‫بالملعب البلدي المحتشد‪ ،‬بآالف المواطنين‬ ‫الذين رفعوا هتافاتهم الحارة المتواصلة والحادة‬ ‫من المواطنين الواردين عليها احتفاء بجاللته‬ ‫المحقق لوحدة واستقالل المغرب وتحطيم‬ ‫القيود في ليلة مملوءة بالرقص والغناء والفرح‬ ‫الشديد‪...‬‬ ‫وفي ‪ 10‬أبريل ‪ 1956‬توجه الملك إلى‬ ‫الرباط ومر بكل من مدينتي العرائش والقصر‬ ‫الكبير المجيدتين‪ ،‬وف��ي إح��دى المناسبات‬ ‫الوطنية لهذه الذكرى سنة ‪ 1993‬ردد شاعر‬ ‫القصر الكبير الفذ ـ وهو من مؤرخي مدينة‬ ‫القصر الكبيرـبالعرائش قصيدة له والتي كانت‬ ‫وليدة هذا الحدث العظيم‪ :،‬‬

‫فاسألـــوا التاريخ عنـا نقبوا ‪ ‬‬ ‫فينا هذا الثرى يفتخـــــر‬ ‫مجدنا‪ ‬صبح مشع بالسنـــا‪ ‬‬ ‫يتألأل في الدنى ينتشــــر‬ ‫قد ضممناه تليـــدا وطريـ‬ ‫فا ومنا كم يغار البشــــر‬ ‫هذه األرض مألناها هــــدى‬ ‫في شمال وجنوب يذكـر‬ ‫هذه افريقيا فإنـــا جندهـا‪ ‬‬ ‫وسنبقى ما تمادى العمـــر‬ ‫إلى أن يقول‪:‬‬ ‫فرعـــاه اهلل شهما رائـــدا‬ ‫إنه فينـــا النهـى والنظـــر‬ ‫وفي مدينة القصر الكبير بعرباوة بالذات‬ ‫تفضل ملك الوحدة واالنتصار فقطع شريط‬ ‫التجزئة لبلدنا إعالنا وإيذانا بفتح الحدود‬ ‫وتحطيمها إلى أبد الدهر‪ ،‬وبعد قطع الشريط‬ ‫الوهمي وزوال الستار االستعماري بين شمال‬ ‫المغرب وجنوبه همس جاللة الملك في أذن‬ ‫الجنرال (فالينو) «اآلن وفي هذا المكان تأكدت‬ ‫الصداقة المغربية ـ اإلسبانية‬ ‫إل��ى األب����د» وب��داف��ع الفرحة‬ ‫العارمة التي عمت قلوب الجميع‬ ‫نهض ولي العهد آنذاك الراحل‬ ‫المغفور له الحسن الثاني والوزراء‬ ‫ب��أداء رقصة الحدود واالبتهاج‬ ‫والغبطة الكبيرة رقصه رفع الستار‬ ‫االستعماري الجائر الذي جثم بين‬ ‫اإلخوة ما يقرب من نصف قرن‬ ‫من الزمن رقصة انتهاء عهد‬ ‫التفرقة واالستعمار‪ ،‬وبروز عهد‬ ‫الوحدة والكرامة والعزة والسؤدد‪،‬‬ ‫وك���ان جاللته ب���دوره يرقص‬ ‫مع الراقصين والفرحة الكبيرة‬ ‫والعظيمة تغمرنا جميعا بنشوة‬ ‫النصر‪...‬‬ ‫وع���اد جاللته إل��ى شعبه‬ ‫العظيم وإلى عاصمة ملكه ليجد‬ ‫الجميع في استقباله بحماس‬ ‫منقطع النظير‪ ،‬ألنه عاد حبيبهم‬ ‫من منفاه السحيق في (كورسيكا)‬ ‫و (مدغشقر) بعد م��دة طويلة‬ ‫شاقة وح��زن كبير على أصناف‬ ‫العذاب الذي داقوه بسبب منفى‬ ‫جاللته وط��ول غيابه والنضال‬ ‫والصمـــود للمقاومــة الشعبية‬ ‫الكبيرة لتحرير البالد‪.‬‬ ‫وبمناسبة ذكــرى الحريــة‬ ‫واالستقالل الذي قاده المغفور‬ ‫له جاللة الملك المفدى محمد‬ ‫الخامس تسلمت األميرة لالحسناء‪ ‬يوم األحد‬ ‫‪ 20‬دجنبر ‪ ،2015‬بنيويورك باسم جاللة الملك‬ ‫محمد السادس‪ ،‬جائزة الحرية « مارتن لوثر‬ ‫كينج إبراهيم جوشوا هيشل» من دعاة التحرر‬ ‫والحرية الممنوحة للراحل جاللة الملك محمد‬ ‫الخامس قدس اهلل روحه‪ ،‬وتميز حفل تسليم‬ ‫هذه الجائزة الذي أقيم خالل احتفال فخم بقلب‬ ‫نيويورك برسالة جاللة الملك المفدى محمد‬ ‫السادس‪ ،‬والتي ألقاها أندري أزوالي مستشار‬ ‫جاللته‪ ،‬حيث أكد جاللته في رسالته أن المغفور‬ ‫له محمد الخامس « بطل المغاربة الخالد‬ ‫وملهم كل الشعوب التواقة للحرية والكرامة‬ ‫المتجذرة في أعماق هويتنا العريقة»‪ ‬وأوضح‬ ‫جاللة الملك أن « هذا هو بالضبط المغرب‪،‬‬ ‫مغرب الشجاعة والتشبث بأسمى القيم‪ ،‬الذي‬ ‫اخترتم تكريمه هذا المساء‪ ،‬من خالل تذكيركم‬ ‫من مدينة نيويورك‪ ...‬إلخ‪» ...‬‬ ‫هذا مثال مهم وعظيم لشعب يقدر كثيرا‬ ‫دعاة الحرية والمضحين من أجلها بالنفس‬ ‫والنفيس والمدافعين عن استقالل بلدانهم‬ ‫مهما كان الثمن‪ .‬وسيبقى نبراسا وهاجا ومثاال‬ ‫يحتدى به في كل مكان من أجل الدفاع عن‬ ‫الشعوب وحقوقها واإلنسانية كافة وذات دالالت‬ ‫باهرة وأساسية‪.‬‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫‪ 13‬ـ �إطاللة على امل�رسح املغربي‬

‫التمثيل اإلذاعي‬ ‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫شهد النصف األول من سنة ‪ 1949‬نهضة ثقافية في المغرب‪،‬‬ ‫وكان ال بد أن يشمل هذا التحول عموم برامج اإلذاعة‪ ،‬وبذلك‬ ‫اقتضى نظر المسؤولين على قطاع التمثيل اإلذاعي بإذاعة راديو‬ ‫المغرب إلى ضرورة االنتقال من التمثيليات القصيرة التي ال تكاد‬ ‫تصل نصف الساعة‪ ،‬إلى روايات تتعدى في بعض األحيان الساعة‪،‬‬ ‫وبمعدل رواية واحدة في األسبوع‪ ،‬حيث كانت تذاع‪ ،‬مساء كل‬ ‫يوم أحد‪.‬‬ ‫في بداية الخمسينات من القرن الماضي‪ ،‬انتقلت إذاعة هذه‬ ‫الروايات من حصة أسبوعية إلى حصتين‪ ،‬حيث أضيفت حصة يوم‬ ‫الخميس‪ ،‬وظل العمل جاريا بهذا النظام لمدة طويلة‪.‬‬ ‫خالل هذه الفترة‪ ،‬تعددت التمثيليات باللهجة المغربية‬ ‫الدارجة‪ ،‬وتحول بعضها إلى روايات باللغة العربية الفصحى‪.‬وأمام‬ ‫هذا الكم من التمثيليات‪ ،‬اشتدت الرغبة في النهوض بالتمثيليات‬ ‫بالدارجة المغربية‪ ،‬وبدا اإلقبال عليها ملفتا‪ ،‬بخالف ما كان يطرح‬ ‫من قبل‪ ،‬من معارضة فئة من المثقفين ‪ ،‬بدعوى الحفاظ على‬ ‫اللغة العربية‪ ،‬لغة القرآن الكريم‪ ،‬وقد وجد المستمعون في‬ ‫اللهجة الدارجة المغربية تبليغا مباشرا‪ ،‬وتمثيال ال يختلف عن‬ ‫الواقع المعاش‪ ،‬وال سيما أن الروايات المكتوبة بها كانت من‬ ‫صميم الموضوعات التي يعيشها المواطن المغربي‪ ،‬ويتعايش‬ ‫معها يوميا‪ ،‬بكل إيجابياتها وسلبياتها‪ ،‬كانت تخاطب العقل‬ ‫لتنفذ مباشرة إلى القلب‪ ،‬حيث كان المستمع يحتضنها بلهفة‪،‬‬ ‫ألنها تحكي مشاكله‪ ،‬وتحاول التخفيف عن همومه‪ ،‬تنتقد مظاهر‬ ‫وتقاليد بالية‪ ،‬وتتشوق للحياة العصرية‪ ،‬تنهي عن ضرورة اإلقالع‬ ‫عن المعتقدات الفاسدة‪ ،‬مع االلتزام بالتحلي بقواعد األخالق‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬وبالمروؤة اإلنسانية‪ ،‬مع إبراز الموعظة الحسنة‪،‬‬ ‫واالبتعاد عن تجريح الشعور‪ ،‬وكان كل هذا يمر في قالب تمثيلي‬ ‫هزلي تارة‪ ،‬وجدي تارة أخرى‪ .‬وقد عرف هذا النوع من التمثيل‪،‬‬ ‫آنذاك‪ ،‬من طرف العديد من المستمعين ب (التمثيل الشعبي)‪.‬‬ ‫وقد نهج التمثيل الشعبي هذا نهجا توجيهيا إلبراز طرق‬ ‫الحياة العصرية‪ ،‬ومحاربة الرجعية الفكرية‪ ،‬للسمو بالمستوى‬ ‫الفكري والذهني للمستمع المتلقي‪ ،‬في محاولة لتحييد النظرة‬ ‫البالية لألشياء‪ ،‬وكانت أغلب المسرحيات التي تمرر مثل هذه‬ ‫المواضيع واألفكار‪ ،‬كانت تمر بأسلوب هزلي‪ ،‬وكانت أجنداتها ‪،‬‬ ‫ومواضيعها ظرفية‪ ،‬حيث تكون معالجتها في وقتها المناسب‪،‬‬ ‫بحيث كانت مواضيعها في بعض األحيان تثير نقاشا وتعاليق‬ ‫المستمعين‪ ،‬مما يبرهن على الوقع الذي تخلفه هذه المسرحيات‬ ‫وخاصة في أوساط الشباب الذين بدؤوا في هذه الفترة يهتمون‬ ‫بالتمثيل‪.‬‬ ‫وقد حظيت جل التمثيليات التي أذيعت على أمواج إذاعة راديو‬ ‫المغرب‪ ،‬خالل الموسم اإلذاعي ‪ 1950 - 1949‬باهتمام كبير من‬ ‫طرف المستمعين‪ ،‬حيث كانوا يعلقون عليها باإليجاب‪ ،‬وعبروا عن‬ ‫استحسانهم لمثل هذه التمثيليات‪ ،‬مطالبين المسؤولين على‬ ‫إدارة برامج إذاعة راديو المغرب باإلكثار من مثل تلك التمثيليات‪،‬‬ ‫الروايات والسكيتشات الهزلية‪.‬‬ ‫وكان في تلك الفترة قد اختص عبد اهلل شقرون في تأليف‬ ‫التمثيليات باللهجة المغربية الدارجة‪ ،‬كان قد وضعها إما في‬ ‫قالب تمثيلي إذاعي‪ ،‬أو في قالب مسرحي‪ ،‬ولقد لقيت العديد من‬ ‫تمثيلياته سواء المسرحية‪ ،‬أو اإلذاعية إقباال‪ ،‬وال سيما التمثيليات‬ ‫التي أذيعت سنة ‪ ،1950‬ومن بينها (المستضعفون‪ ،‬سوسة‬ ‫المجتمع‪ ،‬السعادة المغصوبة‪ ،‬انسيب امي فطومة ‪ ...‬وغيرها)‬ ‫وهي من أنواع التمثيل الشعبي‪ ،‬وتقع كل تمثيلية في ثالثة‬ ‫فصول‪.‬‬ ‫أما تمثيلية (المعلم دهرو الكيايفي) التي تتكون من فصلين‪،‬‬ ‫فقد كانت تمثيلية كوميدية خفيفة‪ ،‬أذيعت أكثر من مرة‪ ،‬بناء‬ ‫على طلب العديد من المستمعين‪ ،‬وكانت هذه التمثيلية اإلذاعية‬ ‫قد أذيعت ‪ -‬حسب الباحثين ‪ -‬يوم ‪ 11‬مايو من سنة ‪،1950‬‬ ‫وأظهر فيها عبد اهلل شقرون قوة اللهجة المغربية الدارجة في‬ ‫التبليغ‪ ،‬مما جعل العديد من المتتبعين يحبذون هذه اللهجة‪،‬‬ ‫حيث انهالت على اإلذاعة رسائل كثيرة من طرف المستمعين‬ ‫والمتتبعين لتلك التمثيليات‪ ،‬التي وردت على برنامج كان يذاع‬ ‫في تلك الفترة يسمى «بريد المستمعين»‪ ،‬يعبرون فيها عن‬ ‫إعجابهم‪ ،‬مع مطالبتهم بإعادة تمثيلية (المعلم دهروالكيايفي)‪،‬‬ ‫التمثيلية التي تضمنت عبرا ومواعظ للذين يتعاطون تدخين‬ ‫«الكيف»‪ ،‬بطريقة كوميدية هزلية‪ ،‬وقد عملت إدارة راديو المغرب‬ ‫على تلبية رغبة المستمعين‪ ،‬بأن برمجت هذه التمثيلية في شهر‬ ‫غشت من نفس السنة‪ ،‬حيث لقيت إقباال منقطع النظير‪ .‬ومع‬ ‫بداية نشأة المركز السينمائي المغربي‪ ،‬قام هذا األخير بتصوير‬ ‫هذه المسرحية التي كانت من بطولة الممثل القدير المرحوم‬ ‫العربي الدغمي إلى جانب نخبة من الممثلين الكبار‪ ،‬كان المركز‬ ‫السينمائي المغربي يعرضها‪ ،‬خالل جولة القوافل السينمائية‪،‬‬ ‫عبر مدن وقرى المملكة‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2016‬‬

‫العدد ‪833‬‬

‫بين‬

‫ين (‬

‫زمن‬

‫فضاء األنثـى ‪:‬‬

‫السلوك الشخصي و البناء الحضاري‬

‫قانون ال ُعنف ّ‬ ‫�ضد الن�ساء‬ ‫م ّرة �أخرى‬

‫‪ -‬الزهرة حمودان‬

‫يدعو المفكر اإلسالمي ‪ ،‬مالك بن نبي ‪،‬‬ ‫في كتابه “ شروط النهضة”‪ ،‬إلى ما يسميه هو‬ ‫بـ” التصفية”‪.‬‬ ‫يقول بهذا الخصوص‪ ”:‬وإنه ليجب بادئ‬ ‫األمر‪ ،‬تصفية عاداتنا وتقاليدنا‪ ،‬وإطارنا الخلقي‬ ‫واالجتماعي‪ ،‬مما فيه من عوامل قتالة‪ ،‬ورمم‬ ‫ال فائدة منها حتى يصفو الجو للعوامل الحية‬ ‫والداعية إلى الحياة”‪....‬ثم يفصل كيف أن الثقافة‬ ‫هي الحاملة للفكر المنتج لكل سلبيات وإيجابيات‬ ‫الحضارة‪ .‬ثم يضرب مثال بالغرب عندما بدا دعاة‬ ‫النهضة ابتداء من توماس اإلكويني‪ ،‬لما بدأ‬ ‫ينقي الثقافة الغربية ـ ولو عن غير قصد يقول‬ ‫مالك بن نبي ـ من أفكار ابن رشد‪ ،‬والقديس‬ ‫اوغسطين ‪،‬حتى يستطيع تصفية ثقافته ـمن‬ ‫الفكر اإلسالمي والميراث الميتافيزيقي للكنيسة‬ ‫البيزنطية‪.‬و بعده جاء هيغل ‪ ،‬لكن هذه المرة‬ ‫بمنهج تجريبي‪،‬رسم الخطوط العريضة للمدنية‬ ‫الغربية الحديثة‪ .‬كما عرف التاريخ اإلسالمي‪،‬‬ ‫مرحلة التصفية هذه‪ ،‬التي انطلقت من القرآن‪،‬‬ ‫من أجل تنقية الثقافة اإلسالمية الحديثة آنذاك‪،‬‬ ‫من أفكار الجاهلية‪ ،‬وخلق ثقافة إسالمية صافية‪،‬‬ ‫من اجل بناء حضارة إسالمية‪.‬‬ ‫يشرح مؤلف كتاب شروط النهضة‪ ،‬ركائز‬ ‫مشروعه النهضوي‪ ،‬ويشير إلى اختالفه عن‬ ‫المنهج الغربي‪ ،‬وذلك لكون هذا األخير يعرف‬ ‫الثقافة‪ ،‬إما أنها “فلسفة اإلنسان”‪ ،‬انطالقا من‬ ‫تراث المعارف اإلغريقية الالتينية‪ .‬أو هي “فلسفة‬ ‫المجتمع”‪ ،‬كما عرفتها البالد التي تعتنق المذهب‬ ‫االشتراكي‪.‬ألن هذين التعريفين‪ ،‬ينطلقان من‬ ‫فكرة عامة عن الثقافة‪ ،‬ولم يأخذا في اعتبارهما‪،‬‬ ‫سلوك الفرد وأسلوب الحياة في المجتمع‪.‬ثم‬ ‫يقول ‪ “ :‬وهذا ما نريد أن نحاوله هنا‪ ،‬حين نربط‬ ‫ربطا وثيقا بين الثقلفة والحضارة‪ .‬وفي ضوء هذ‬ ‫الربط‪ ،‬تصبح الثقافة نظرية في السلوك‪ ،‬أكثر‬ ‫من أن تكون نظرية المعرفة‪”...‬‬ ‫رجعت آلراء مالك بن نبي‪ ،‬كمفكر إسالمي‬ ‫نهضوي مجدد‪ ،‬في تعريف الثقافة والحضارة‬ ‫وعالقتهما بالسلوكي ألسباب ذاتية وموضوعية‪.‬‬ ‫الذاتية تتعلق بحلمي العنيد‪ ،‬بعصر نهضة‬ ‫عربي‪/‬إسالمي‪ ،‬متصالح مع ذاته‪ ،‬متكافئ ثقافيا‬ ‫وحضاريا‪ ،‬مع باقي تلوينات اإلنسان الكوني‪،‬‬ ‫الذي نقتسم معه كل أسباب الحياة فوق كوكب‬ ‫االرض‪ .‬والسبب الموضوعي‪ ،‬أثارته ثالثة تجارب‬ ‫عايشتها مباشرة‪ ،‬وعبر اإلعالم‪ ،‬في هذه األيام‬ ‫األخيرة‪ ،‬وكلها تتعلق بسلوك فئة من الناس‪،‬‬ ‫المفروض أنها تمثل النخبة من الشعب ‪ :‬شاعر‬ ‫وعالم وفنانة‪.‬‬ ‫ذات زمن‪ ،‬وأنا أتلقى أبجديتي التربوية‪،‬‬ ‫من البيت والمجتمع‪ ،‬ثم من بعض المقروءات‬ ‫في القصص الديني‪ ،‬أو قصص األطفال العالمية‬ ‫المترجمة‪ ،‬أو التي هي عربية التأليف في األصل‪.‬‬ ‫كنت واألطفال من جيلي‪ ،‬مستأنسين دائما‬ ‫بالقدوة‪ .‬في بيوتنا‪ ،‬يدور كالم‪ ،‬يشيد بسلوك‬ ‫فالن‪ ،‬إنه ابن عائلة‪ ،‬فنفهم أنه إنسان محترم‪.‬‬ ‫أو متعلم وقارئ‪ ،‬فنفهم أيضا أنه ينتمي إلى فئة‬ ‫المحترمين‪ .‬وإذا كان دكتورا في تخصص ما‪ ،‬أو‬ ‫نجما سينمائيا أو تلفزيونيا‪ ،‬فأولئك كانوا هم‬ ‫الصفوة‪ .‬أما أبطال قصصنا فتلك قصة أخرى‪.‬‬ ‫في زمننا ه��ذا‪ ،‬س��وف لن أتكلم عن‬ ‫العموميات ومشاهداتنا اليومية‪ ،‬عن ما نشاهده‬ ‫من سلوكات‪ ،‬تفسر مدى الحضيض والتفسخ‬ ‫في السلوك‪ ،‬الذي يسد كل باب للنهضة‪ ،‬يمكن‬ ‫أن تفتحه الثقافة‪ .‬سأحكي لكم بالملموس‬ ‫عن شاعر‪ ،‬استدعي ليساهم بقراءة نماذج من‬ ‫قصائده‪ ،‬في إحدى اللقاءات الثقافية‪ ،‬داخل الحرم‬ ‫الجامعي‪ ،‬الذي احتضن الحدث‪...‬‬ ‫لسبب من األسباب‪ ،‬كان شاعرنا هو آخر‬ ‫قارئ ـ أنا شخصيا حمدت اهلل وشكرته ـ على هذا‬ ‫الترتيب‪ ،‬وإال كنا فقدنا متعة االستماع إلى باقي‬ ‫الشعراء‪.‬احتج الشاعر عند صعوده بالمرموز‪،‬‬ ‫فجاء وقعه مقبوال بعض الشيء‪ .‬والحضور ما‬ ‫زال منشغال بكيفية التخلص من ذلك “ البعض‬ ‫الشيء”‪ ،‬فإذا بصوت الشاعر يعلو صاخبا‪ ،‬مصاحبا‬ ‫بخبطة من يده فوق منصة القراءة ‪ ،‬ارتعب‬ ‫الحضور‪...‬انتشر منطوق الشاعر‪،‬المحسوب على‬ ‫الشعر‪ ،‬سهاما من “ األنا” الفاحشة‪ ،‬يؤلم بها‬ ‫سمعنا ومشاعرنا‪ ،‬ألن مخاطبيه في شعره ال‬ ‫وجود لهم بين الحضور‪ .‬قيل إنه شاعر هذا هو‬ ‫أسلوبه‪ .‬صفقت له القاعة رغم أنفها‪ .‬وانفض‬ ‫الجمع وقد غادرته أصداء مدارج اإلشراق‪ ،‬التي‬ ‫أتت بها القصائد الذي سبقته‪..‬و قال الجميع‬ ‫عوضنا على اهلل‪.‬‬ ‫المناسبة الثانية‪ ،‬كانت ن��دوة فكرية‪،‬‬ ‫تجمع بين اإلشراق الروحي‪ ،‬واإلب��داع األدبي‪،‬‬

‫‪11‬‬

‫غلب على مداخالت الحضور جمالية الجوهر في‬ ‫القيم الروحية‪ ،‬فخاضوا في التعاريف والتجليات‬ ‫والمدارك والمنزلقات‪...‬كل المتدخلين كانوا من‬ ‫أعلى المراتب العلمية‪ .‬وكذلك الدكتور المسير‬ ‫للجلسة‪.‬انسجمت أراؤه��م‪ ،‬وكادت أن تتوحد‬ ‫رؤاهم‪ ،‬لوال أن أحدهم ‪ ،‬وهو يغلب عليه طابع‬ ‫األدب‪ ،‬ألنه روائي‪ ،‬كان أسلوب كالمه مطعم‬ ‫بمفردات عن الحداثة والحرية‪ ،‬وربما شطح قليال‬ ‫عن سرب المنصة‪ ،‬مما فجر زوبعة “ األنا” ‪ ،‬مرة‬ ‫أخرى بأسلوب فج‪ ،‬ال يليق بقيمة صاحبه‪ ،‬وأدائه‬ ‫الثقافي والفكري أثناء مداخلته‪.‬صدمة سلوكية‬ ‫أخرى أقلقتني‪...‬كيف ينقلب سلوك المفكر العالم‬ ‫والمبدع والشاعر‪ ،‬مائة وثمانين درجة في رمشة‬ ‫عين‪..‬أبهذا السلوك نكرس ثقافة من المفروض‬ ‫أن تبني نهضة حضارية؟ أليست هذه خسارة‬

‫كبيرة للفرد المعني‪ ،‬وللمجتمع الذي يبحث عن‬ ‫قادة يقتدي بهم؟!‪.‬‬ ‫كان هذان المثاالن‪ ،‬على مستوى النخبة‬ ‫المثقفة‪ .‬لنمر إلى عموم الناس ‪ ،‬وما فعل بهم‬ ‫اإلعالم‪ ،‬ونجومه‪ ،‬حين انصدم جمهور نجمة في‬ ‫الفن الدرامي واإلشهار‪ ،‬بسلوكها العدواني تجاه‬ ‫أبناء شعبها‪ ،‬ففجرت عدوانية مضادة‪،‬انحاز إلى‬ ‫جانبها جل المغاربة‪ ،‬حتى ال نقول الكل‪.‬‬ ‫لماذا تستبد ه��ذه “األن���ا” المتغولة‪،‬‬ ‫بمفكرينا‪،‬ومبدعينا‪..‬وفنانينا‪...‬؟‬ ‫ما ال��ذي يجعل سياسيا يعتلي هرم‬ ‫المسؤولية ببالدنا‪ ،‬يقحم “أناه” بقسم ‪ ،‬يرفضه‬ ‫اهلل من فوق سبع سموات‪ ،‬ألنها تمس كرامة‬ ‫فئة من عباده ؟‬ ‫أهؤالء هم نموذج اإلنسان الذي خلقه‬ ‫اهلل‪ ،‬ليقود الوجود فوق األرض؟‬ ‫أال يذكرنا هذا بقوله تعالى ‪..”:‬أرأيت من‬ ‫اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيال” { سورة‬ ‫الفرقان}‪..‬؟‬ ‫أين لنا بتناسق الفكر مع السلوك‪ .‬ذلك‬ ‫التناسق الذي يستطيع أن يبلور ثقافة‪ ،‬تخلق‬ ‫نهضة ‪ .‬إن النقاء والتصفية التي ينشدها مالك‬ ‫بن نبي‪ ،‬لبناء نهضة ‪ ،‬تقتضي تخلص رموز‬ ‫الفكر واإلبداع‪ ،‬والمسؤولين في كافة مواقعهم‪.‬‬ ‫بما فيهم اآلب��اء‪ ،‬وأطر التربية والتعليم‪ ،‬من‬ ‫االن��ف��ع��االت الشخصية‪ ،‬واأله���واء النفسية‬ ‫والشهوية‪ ،‬و كظم الغيظ‪ ..‬فالسلوك الحضاري‬ ‫ـ كما يعبر عنه الدارسون ـ هو سلوك يتعارض‬ ‫مع السلوك الطبيعي ال ّالواعي‪ .‬وأن السلوك‬ ‫الحضاري هو سلوك ذو أبعاد إنسانية‪ ،‬يصدر عن‬ ‫وعي ذاتي‪ ،‬يجعل صاحبه يقتنع بضرورة السلوك‬ ‫الحضاري‪.‬‬ ‫وبصفة عامة ـ وحتى ال تدخلني إشارتي‬ ‫آلفة اجتماعية‪ ،‬تبعدنا عن كل أمل في التطور‬ ‫اإلنساني‪ ،‬في مغبة الوعظ واإلرش��اد ـ فإن‬ ‫السلوك الحضاري ـ في أبسط وجوهه ـ أن ال‬ ‫نتوقف عن تربية أنفسنا‪.‬‬

‫‪ ‬عمالة إقليم وزان تستقبل‬ ‫كاتبها العام الجديد‬

‫‪ ‬تابعت الجريدة يوم األربعاء ‪ 14‬أبريل‬ ‫أجواء حفل تنصيب الكاتب العام الجديد لعمالة‬ ‫وزان‪ ،‬الذي جاء ليمأل الفراغ الذي خلفه سلفه‬ ‫الذي أحيل على التقاعد بعد مشوار إداري طويل ‪.‬‬ ‫‪ ‬حفل التنصيب تميز بالكلمة الهامة التي‬ ‫ألقاها السيد عامل دار الضمانة جمال العطاري‪،‬‬ ‫التي استهلها بدعوة رج��ال ونساء السلطة‬ ‫ومختلف المصالح األمنية‪ ،‬لكي يستمروا في‬ ‫التسلح باليقظة والحذر ‪ ‬حتى تظل بالدنا ‪ -‬التي‬ ‫يشكل إقليم وزان جزءا منها ‪ -‬تنعم باالستقرار‪،‬‬ ‫ويتمتع به أبناؤها وبناتها‪ .‬وألن أمن الوطن‬ ‫وسالمة مفاصله وتجنيبه أطماع اإلرهاب الذي‬ ‫ال وطن وال لون له‪ ،‬ليست مسؤولية جهات‬ ‫أمنية لوحدها‪ ،‬فقد دعا رئيس اإلدارة الترابية‬ ‫اإلقليمية جميع المواطنين والمواطنات للمزيد‬ ‫من التعبئة والتعاون مع عيون الدولة التي ال‬ ‫تنام ‪ .‬وفي معرض كلمته عن جبر ضرر اإلقليم‬ ‫الفتي‪ ،‬وبعد أن أشاد “بالمجهود الجبار” المنجز‬ ‫على أرض الواقع‪ ،‬انتقل إلى مطالبة مختلف‬ ‫المسؤولين بالقطاعات الحكومية باالنخراط‬ ‫الواعي في دينامية البناء واإلق�لاع‪ ،‬والعمل‬

‫على ‪ ‬تنزيل المخططات الحكومية وتجويد‬ ‫عرضها‪ ،‬وذلك بغاية توفير الخدمات االجتماعية‬ ‫األساسية يستفيد منها المواطن والمواطنة‬ ‫الذي يشكل قطب رحى‪ ‬مخططات التنمية في‬ ‫مختلف مجاالتها المجالية المحلية واإلقليمية‬ ‫والجهوية ‪.‬‬ ‫‪ ‬مباشرة بعد كلمة عامل اإلقليم ( وجد‬ ‫الحضور صعوبة في تتبعها‪ ،‬نظرا للعطب الذي‬ ‫أصاب الصوتيات )‪ ،‬وبعد تقديم الملمح اإلداري‬ ‫للكاتب العام الجديد محمد عشير والترحيب به‬ ‫بدار الضمانة‪ ،‬تم االنتقال وفي جو مؤثر‪ ،‬إلى‬ ‫تكريم الكاتب العام السابق محمد بلمليح ‪.‬‬ ‫‪ ‬يذكر بأن حفل التكريم الذي ترأسه عامل‬ ‫اإلقليم حضر فقراته كل من رئيس المحكمة‬ ‫االبتدائية بوزان‪ ،‬ورجال ونساء السلطة باإلقليم‪،‬‬ ‫ورؤساء الجماعات الترابية‪ ،‬ورؤساء القطاعات‬ ‫الحكومية‪ ،‬وممثلي األحزاب السياسية والنقابية‪،‬‬ ‫وممثل اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫والطيف المدني وفعاليات اقتصادية وشخصيات‬ ‫مستقلة‪ .‬‬

‫م‪ .‬حمضي‬

‫‪ -‬بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬

‫أطنبت الوزيرة الحقاوي في مدح مشروع قانونـ «ها» المتعلق‬ ‫بمحاربة العنف ضد النساء‪ ،‬والثناء عليه‪ ،‬وعلى الحكومة التي صادقت‬ ‫عليه ‪ ،‬يوم الخميس ‪ 17‬مارس المنصرم‪ ،‬في صيغته الثانية‪ ‬المعدلة‬ ‫داخل لجنة وزارية برئاسة بنكيران ووفق مزاجه «المعلوم» كلما تعلق‬ ‫األمر بالمرأة‪.‬‬ ‫بسيمة الحقاوي اعتبرت‪ ،‬في حوار مع «أخبار اليوم»‪ ،‬أن ‪ ‬مشروع‬ ‫القانون ‪ ‬هذا‪ ،‬الذي تقدمت به يتضمن «جميع عناصر حماية المرأة‬ ‫من العنف» ‪ ،‬حيث إنه يتعرض للجانب الوقائي و الحمائي و الزجري‪ ‬‬ ‫باإلضافة إلى الجانب التكفلي‪ .‬كما أن هذا المشروع ‪ ‬يتضمن مجموعة‬ ‫من اإلجراءات «المتقدمة»‪ ‬و «الجريئة» تقف دونها «مزايدات» من‬ ‫«يزايدون» عليها‪..... !!! ‬‬ ‫الوزيرة أرجعت التأخر لسنوات‪ ،‬في تقديم هذا المشروع‪ ،‬إلى وجود‬ ‫«عقليات ذكورية لدى الرجال والنساء والمؤسسات»‪ ،‬ما تسبب في‬ ‫«بلوكاج» استطاعت أن تتخطاه ‪ ‬بمجرد ما تولت مسؤولية القطاع‪،‬‬ ‫ونجحت في إخراجه «والكرة اآلن في ملعب البرلمان»‪ ،‬تقول‪....‬‬ ‫وحول تقصير المشروع في تعريف العنف‪ ،‬بشكل واضح وصريح‪ ،‬قالت‬ ‫الوزيرة إن مشروع القانون جاء بـ «المطلوب منه»‪ ،‬وهو توضيح‪ ‬ما‬ ‫تعنيه الحكومة بالعنف‪ ،‬والمقصود العنف الجسدي والنفسي والجنسي‬ ‫واالقتصادي‪ .‬واعترفت الوزيرة أن ال فائدة في الدخول في مجاالت‬ ‫التعريف الذي قد يتطلب «مدونة كاملة»‪ ،‬بينما القوانين تتطلب‬ ‫تعريفات «مقتضبة» تمكن من فهم النص كامال من المحاولة األولى‪،‬‬ ‫وهو ما حصل‪ .‬أما العنف الزوجي فهو معني باألشكال األربعة للعنف‬ ‫بما فيه العنف الجنسي ‪ ،‬ما يعني ضمنيا تجريم «االغتصاب الزوجي»‪،‬‬ ‫وبالتالي فاألمر واضح‪ .... ،‬و «تفسير الواضحات من المفضحات»‪....!!!! ‬‬ ‫تقول الوزيرة العالمة‪.‬‬ ‫«المزايدون» الذين أشارت إليهم الوزيرة‪ ،‬في تصريحاتها‬ ‫الصحافية‪ ،‬هم أعضاء وعضوات المنظمات األهلية المرتبطة بالدفاع‬ ‫عن قضايا المرأة ‪ ،‬وهي كثيرة ومتنوعة ومنتشرة في أطراف البالد‪،‬‬ ‫طوال وعرضا‪ ،‬وتمارس «نضالها» منذ عشرات السنين‪ ،‬دفاعا عن إنسية‬ ‫المرأة والنهوض بأوضاعها وتحقيق مساواتها الكاملة ‪ ‬بالرجل في كافة‬ ‫مجاالت ‪ ‬الحقوق والواجبات ‪ ‬وتوفير الحماية الالزمة لها من كل أشكال‬ ‫التمييز والعنف‪ ،‬سواء داخل األسرة أو في الفضاءات العامة‪.‬‬ ‫معظم هذه الجمعيات والمنظمــات اعتبرت أن مشــروع القانـون‬ ‫‪ 13‬ـ ‪ 103‬المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء‪ ،‬يعتبر «تراجعا»‪ ‬عن‬ ‫سابقه و «انتكاسة» حقيقية بالنسبة النتظارات النساء المغربيات‪.‬‬ ‫«فيدراليـــة رابطة حقــوق‪ ‬النساء»‪ ‬سجلت في بيان ‪« ‬خيبة أملها»‬ ‫من المسار والمضمون التشريعي الذي تشهده مشاريع القوانين‬ ‫المتعلقة بالحقوق اإلنسانية للمرأة‪ ،‬وأكدت أن المشروع في صيغته‬ ‫الثانية‪ ،‬ال يعدو أن يكون «استنساخا ضعيفا» ‪ ‬لمقتضيات قانونية‬ ‫تتصل بالقانون الجنائي وأن هذا القانون ‪ ‬غيب الجوانب الوقائية وجبر‬ ‫الضرر والتعويض‪ .‬كما أنه «تراجع» في تعريف ‪« ‬العنف» الوارد في‬ ‫صيغة نوفمبر ‪ 2013‬وربط العنف‪ ‬ضد المرأة بوقوع الضرر‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫أن المشروع «تراجع» أيضا في «تجريم» السرقة والنصب‪ ‬بين األزواج‬ ‫حيث تم حذف هذا النص و تعويضه‪ ‬بـ «تبديد الممتلكات الزوجية»‬ ‫والفرق بين التعبيرين كبير‪.‬‬ ‫ثم إن المشروع المصادق عليه في مجلس حكومي‪ ،‬تغافل عن‬ ‫إدراج االغتصاب الزوجي‪ ‬وجبر الضرر والتعويض‪ ‬كما سكت عن الجرائم‬ ‫الجنسية‪ ‬الناتج عنها حمل من حيث ترتيب آثارها‪.‬‬ ‫وذكر بيان الفيدرالية بتنامي ظاهرة العنف‪ ‬واستفحالها حيث إنها‬ ‫سجلت آالف الحاالت ما بين ‪ 2012‬و ‪ ،2015‬ووفرت فوق ‪ 33‬ألف ليلة‬ ‫مبيت‪ ‬للناجيات وأطفالهن‪ ‬كما سجلت أزيد من ‪ 36‬ألف اعتداء منها‬ ‫حاالت وصلت إلى قتل وانتحار‪ ‬بسبب العنف واليأس‪ ‬وغياب أو قصور‬ ‫آليات الحماية‪.....‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬عبر «تحالــف ربيــع الكرامـة» عن استيائه ورفضه‬ ‫لمضمون مشروع قانون الحقاوي لمخالفته للتوجه الذي رسمه دستور‬ ‫‪ 2011‬وألنه يعاكس المواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب‪.‬‬ ‫والحظ «التحالف» أن المشروع المعدل لم يأت بجديد في ما يتعلق‬ ‫بإشكالية اإلثبات والسلطة التقديرية للقضاء ‪ ،‬كما أنه سجل عددا من‬ ‫«التراجعات» منها ما تعلق بتعريف العنف ضد النساء‪ ‬وتجريم الكثير‬ ‫من أفعال‪ ‬العنف‪ ‬ضد النساء التي كانت موجودة في الصيغة األولى‪،‬‬ ‫مثل السرقة والنصب واالحتيال‪ ‬وخيانة األمانة بين الزوجين‪ ،‬وتشديد‬ ‫العقوبة في جرائم اإليذاء التي تمس المرأة بسبب جنسها والمس‬ ‫بحرمة جسد المرأة ‪ ‬وأيضا التراجع عن كثير من األفعال المتعلقة‬ ‫بالعنف واالغتصاب‪ ‬الزوجي‪.‬‬ ‫هذه «عينتان» من ردود الفعل الصادرة عن منظمات نسائية‪،‬‬ ‫بعد اإلعالن عن مشروع الصيغة الثانية لقانون مناهضة العنف ضد‬ ‫النساء‪ ،‬حيث يتضح أن هذا المشروع الذي وصل ‪ ‬اآلن إلى البرلمان‪ ،‬ال‬ ‫يستجيب لطموحات النساء الالئي خلصن ‪ ‬إلى القول إنه بعد ‪ ‬سنوات‬ ‫من االنتظار‪ ،‬اكتشفن أن المولود «ولد ميتا»‪ ‬و «مشوها»‪... !!! ‬‬


‫العدد ‪833‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2016‬‬

‫هل تعود هوية تماثيل اغيل امدغار لديانة‬ ‫الكبش عمون رع الفرعوني؟‬

‫• بحث وحتقيق جمال البوطيبي‬

‫الزال الغموض يكتنف هوية وداللة التماثيل الحجرية المكتشفة باغيل امدغار بتاريخ أواخر ‪2013‬م‪.‬‬ ‫ولكن بعد بحث في اجزاءه الحظنا بعض الرسوم الغريبة تمت من اول وهلة تحت أنظار العالم حينما‬ ‫أنجز أول روبورطاج وصورت تلك الرسوم وشملت عدد من المواقع االنترنت بتاريخ‪ .2014‬حول إطالع‬ ‫بعض األساتذة في مجال تاريخ المنطقة اللذين قامو باالطالع على حيثيات هذا االكتشاف المبهر لتاريخ‬ ‫الريف والمغرب كله‪.‬‬ ‫فكان لزاما من دراسة تاريخ المغرب القديم التي الزالت لم تتضح معالمها بعد وانها تحتاج إلى‬ ‫مزيد من األبحاث الجادة وإلى توحيد وجهة المختصين‬ ‫والباحثين في مجال االثار حتى يتم التوصل إلى ربط‬ ‫حلقات االنتقال من عصر إلى عصربصفة تدريجية محليا‬ ‫دون ربط باحداث عالمية طارئة ان تكون هي السبب في‬ ‫هذا االنتقال التاريخي‪.‬‬ ‫وهذا اليجـوز أن تربط التاريـخ المغربــي القديم‬ ‫بتاسيس المدن واألنظمـة السياسيــة بنزول التجار‬ ‫الفنيقيين إلى سواحلنا كذالك اليمكن ان نربط ظهور‬ ‫الزراعات المنتظمة واستغالل االرض ببالد المغرب‬ ‫القديم ببداية االستعمار الروماني واليوناني فقط النه‬ ‫بذالك سيلغي حلقات االتصال التاريخية السابقة التي‬ ‫تمت قبل ذالك بين جنوب غربي آسيا وبالد المغرب‬ ‫القديم عن طريق مصر القديمة وهوافيتح بليبيا‪.‬‬ ‫والبد من كل ماسبق بان تكون دراسة تاريخية جادة‬ ‫شاملة لتاريخ المغرب القديم‪.‬‬ ‫التركيز على دراسة الحضارات أو الثقافات الحجرية‬ ‫التي تم العثور عليها في المغرب القديم وتماثيل اغيل‬ ‫امدغار جزء منها والتطورات التي توالت عليها منذ العصر‬ ‫الحجري والميكاليتي والباليوليتي وحتى نهاية فترة‬ ‫ماقبل التاريخ‪,‬ثم ربط الكل عن طريق االبحاث االثرية بالمغرب والمنطقة هذه االضائعة في ربط فجر‬ ‫التاريخ القديم‪.‬‬ ‫والسيما أن التاريخ القديم لبالدنا قد تاثر بدرجة كبيرة بدراسة الحضارات الوافدة إلى المتوسط‬ ‫السيما االغريقية والرومانية والبزنطية دون مراعات تاريخنا االصلي ودراسته ومعرفة االتصال الحضاري‬ ‫بين الحضارات المغربية واالفريقية وعلى اساس مناخ‬ ‫الصحراء كان مغايرا لما نراه اليوم وأن هذه األخيرة‬ ‫كانت من بين مناطق العالم التي يحتمل ظهور االنسان‬ ‫فيها الول مرة وقد هاجرها متتبعا مجاري االنهار والوديان‬ ‫والمراعي نحو الشمال والجنوب بعد الجفاف اللذي بدا‬ ‫ينتاب منذ الزمن الجيولوجي الرابع وما يعرف فترة عصر‬ ‫البليستوسين وهذه الطريقة يمكن ان توفر لنا االنطالق‬ ‫من الداخل نحو السواحل وبالتالي دراسة بقايا الثقافات‬ ‫المغربية القديمة بالمتوسط التي تعتبر عنصر أساسيا‬ ‫مهما حول رجوح التمثال المكتشف باغيل امدغار إلى تلك‬ ‫الثقافة المغربية ‪ .‬واللذي يشبه الى حد كبير وجه كبش‬ ‫أو تمثال ابي الهول المصري وهنا يقتبس نص من (كتاب‬ ‫الوجود الفنيقي والبوني بالجزائر لمؤلفه د‪.‬محمد غانم‪.‬‬ ‫صفحة ‪).252‬والذي حاول إيجاد العالقة بين [الكبش‬ ‫المغربي اللذي يحمل فوق رأسه قرص الشمس وبين‬ ‫عبادة[ الكبش المصري آمون رع] في الرسوم المصرية‬ ‫‪.‬قبل ان يربط الرسوم المغربية برسوم كهوف[ التاميرا]‬ ‫في شمال شرق اسبانيا‪( .‬راس التمثال المكتشف باغيل‬ ‫امدغار يشبه صورة الكبش واسفله رسوم عدة من بينها وجه متوج يمثل اإلله عند الفراعنة أهرامات‬ ‫الجيزة الثالثة ورسم مربع يحمل عينين الشك انه يمثل رمز الحياة المصرية والمعروفة بالهيروغريفية‬ ‫[حورس] او الغ ينخ ومنذ سنتين اخبرني احد االصدقاء عن رواية شفهية حكاها احد الشيوخ القدماء عن‬ ‫رواية سمعها عن ابناء جيله ان اغيل امطغار كانت مدينة في زمن‬ ‫الفراعنة قبل العثور على التماثيل المكتشفة بها (المصدر ميمون‬ ‫شعبوشي احد ابناء اغيل امدغار كما سمعها عن الشيخ)‪.‬‬ ‫فيرى معظم الباحثين على أن اإلله آمون اإلفريقي المصري‬ ‫مما جعل االنسجام بينه وبين بعل وتانيث فيرو فيهم األمازيغ أنهم‬ ‫إالهين سماويين من بيئة افريقية فاإللهة تانيث قد عبدت في‬ ‫قرطاج وحاميتها وكانت السيدة األولى وحامية قرطاج‪ .‬وأما اإلله‬ ‫آمون المصري فقد وضع على راس صغار اآللهة وهم أعوان لقيت‬ ‫عبادته اتساعا ببالد الفراعنة ووصل حتى غرب المتوسط من شمال‬ ‫المغرب‪.‬كما انتقل سكان المغرب القديم بعده الى تقديس وعبادة‬ ‫الكبش منذ عهد الدولة الفرعونية الوسطى اللذي هو في غالب من‬ ‫األحيان تجمع اإللهة في شكل ثالوث برأسه إاله رئيسي وكان كل‬ ‫اسم لهته اإللهة مغطى حسب كل مدينة كمثل من تلك (امون‪-‬رع)‬ ‫في ثيبة (واوزريس في عبيدوس)‪.‬‬ ‫وقد قامت محاوالت للتوحد فادمج االلهان االخيران في عهد‬ ‫الدولة الوسطى منذ الفرعون خفرع مؤسس المملكة الفرعونية‬ ‫ومنشأ أهرام الجيزة وتمثال أبي الهول اللذي يمثل الملك ( خفرع‬ ‫أو خوفو) سيما وأن على رأسه تاج الملك والشعار المزدوج للمملكة‪.‬‬ ‫فصارا الها مزدوجا هو امون رع وهو يتراس مجموعة االلهة وسمي‬ ‫بسيد االلهة وقرر الفرعون الفرعون اخناتون الغاء عبادة امون بعبادة‬ ‫االله الواحد اتون اي( اله الشمس) ولكن محاولتة باءت بالفشل ‪.‬‬ ‫التاريخ القديم ‪ .‬حياة المصريين القدماء ص‪.48.49.‬مطابع دار‬ ‫الكتب البيضاء ‪.‬‬ ‫وفيما يقتبس من نص ابراهيم حركات في كتابه المغرب عبر‬ ‫التاريخ الجزء االول دار الرشاد الحديثة الدارالبيضاء المغرب ‪2009‬م‪.‬‬ ‫صفحة‪. 16‬‬ ‫اللذي قال مادام األمازيغ يسكنون منطقة تامزغا أو مايسمى‬ ‫الشمال اإلفريقي المحاذي للبحر االبيض المتوسط فقد كان من‬

‫الطبيعي أن يتشربوا بمعتقدات الشعوب المصرية المجاورة لهم تأثرا وتأثيرا‪.‬لذا فقد تاثرو بالمعتقدات‬ ‫الفارسية والفنيقية والمصرية واليونانية في الشعوب المجاورة من حيث المعتقد والدين والطقس‬ ‫وكانت عالقة األمازيغي باليونان وثيقة جدا فقد عبد اإلغريق اإلله بوصيدون األمازيغي المحض وفي هذا‬ ‫يقول هيرودوت ‪ :‬لقد جاءت أسماء األرباب كلها من مصر إلى بالد اليونان ‪.‬‬ ‫أما هذه األسماء قد جائتنا من الخارج فهذه قضية وصلت إلى معرفتها اثناء بحثي واعتقد أنها جاءت‬ ‫من مصر على الخصوص فإذا استثنينا اسمي بوصيدون والديرسكوري فإن أسماء هيرا وهيستا وثميس‬ ‫وكارتيس ونيريد وجدت دائما في مصر القديمة وهنا مايفيد‬ ‫قوله عند المصريين أنفسهم ويبدو لي أن البالسجيين هم‬ ‫اقدم شعب سكن هيالس وهم اللذين اطلقوا هذه االسماء‬ ‫على ارباب مصر التي يعلن المصريون معرفتها ماعدا اإلله‬ ‫األمازيغي بوصيدون الذي لم يكن موجودا عند أي شعب من‬ ‫الشعوب والذي ظل يعظم على الدوام‪.‬‬ ‫هيرودوت صفحة ‪.30‬‬ ‫وقد تأثر األمازيغ تأثرا بمعتقدات الفنيقيين والقرطاجيين‬ ‫في يخص بالديانة والطقس المتبع والذين كانوا يشكلون‬ ‫مجتمعا واحدا وديانة واحدة ومعتقدات واعراف واحدة وفي‬ ‫هذا الصدد يقول محمد محيي الدين المشرفي‪« :‬هذا ولم يحذ‬ ‫المغاربة حذو القرطاجيين في الشؤون المادية واالقتصادية‬ ‫فحسب‪ ،‬بل اقتفوا أثرهم في سائر الميادين األخرى فأخذوا‬ ‫عنهم ماكانوا يتحلون به من أخالق‪ ،‬وقلدوهم حتى في‬ ‫وثنيتهم فجعلوا يعبدون الكبش عمون كما كان يعبده‬ ‫القرطاجيون من قبلهم قلدوهم في كل شيء وأخذوا عنهم‬ ‫حتى كادت أن تبتلعهم الحياة الجديدة»‪.‬‬ ‫محمد محي الدين المشرفي ‪ :‬إفريقيـــا الشماليـــة في‬ ‫العصر القديم دار الكتب العربية الطبعة الرابعة سنة‪1969‬م‪.‬‬ ‫صفحة ‪.46‬‬ ‫وأضاف هيرودوت أن األمازيغ تاثرو باإللهة المصرية وديانتهم وقد عبدوا معبوداتهم واعتقدوا‬ ‫بمعتقدهم (كاإلله الكبش آمون رع أو كبش عمون رع ) والربة إيرزيس لذا فقد كانوايمتثلون الوامر‬ ‫هذين اإللهين وخاصة للربة إيزيس يمتنعون عن اكل لحم‬ ‫البقر وامتنعوا بتربية الخنازير طاعة للربة ايزيس واحتراما‬ ‫لها ‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق يقول هيرودوت‪ :‬فمن مصر على بحيرة‬ ‫تريطونيوس يعيش الليبيون الرحل اللذين ياكلون اللحم‬ ‫ويشربون اللبن وللسبب نفسه امتنع المصريون عن اكل‬ ‫لحم البقر وتربية الخنازير بل وان نساء قورينة يعتبرون اكل‬ ‫لحم البقرة نوعا من االثم امتثاال ألوامر الربة إيزيس التي‬ ‫كانوا يكرمنها بالصيام واالحتفاالت كذالك نساء برقة( تونس‬ ‫الحالية) تبعن هذا المتثال طاعة للربة ايزيس ‪.‬‬ ‫المؤرخ اليوناني هيرودوت صفحة ‪68‬‬ ‫ويضيف المؤرخ اليوناني هيرودوت ‪ :‬والذي يشير الى بعض‬ ‫القبائل األمازيغية التي كانت تستقر بتامزغا بقوله فهناك في‬ ‫الداخل صحراء ليبيا وعلى ارض القفار تقوم مساحات واسعة‬ ‫من الرمال تمتد من طيبة بمصرالى اعمدة هرقل (او اعمدة‬ ‫ملقارت نسبة لالله االمازيغي االله بعل ملقارت والتي سميت‬ ‫عليه قرطاج واصبح يعرف بعد الفتح االسالمي بمضيق جبل‬ ‫طارق) ويكمل هيرودوت ‪:‬ان مابين هذه المساحات الشاشعة‬ ‫بين طيبة واعمدة هرقل كانت تعيش قبائل امازيغية يسمون( االمونيون )ربما تسمية الى الديانة االمونية‬ ‫التي كانوا يتدينون بها والنسامون وشعب عظيم يدعى القارامونتوهذا الشعب كان يغطي األرض بالملح‬ ‫ليزرع القمح !!!!‪ .‬وهناك تعيش الثيران ترعى الكال وهي تسير إلى الوراء‬ ‫للسبب التالي فقرونها ملوية إلى االمام ولذا فهي تضطر إلى المسير‬ ‫إلى الخلف عندما ترعى الكأل ويطارد القارامونت األحباش اللذين‬ ‫يسكنون الكهوف أسرع عدوا ياكلون األفاعي والسحالي وعيرها من‬ ‫الحيوانات الزاحفة والتشبه لغتهم التي يتحدثون بها اي لغة اخرى‬ ‫من اي شعب آخر فهم يهذرون مثل الوطواط ‪.‬‬ ‫هيرودوت صص‪ 59 .‬إلى‪.62‬‬ ‫وللذكر فإن الرسوم التي يحتوي عليها جزء من التمثال المتجزء‬ ‫الزال بعض من أجزاء مندثرا يتضمن شعار الديانة المصرية وهم‬ ‫اهرام الجيزة الثالثة المقدسة واولها يسمى هرم خوفو الملك‬ ‫األول للفراعنة وهو اللذي انشا الدولة المصرية القديمة ووجه االله‬ ‫آمون رع الملك ومربع تضم العين المقدسة عند الفراعنة المعروفة‬ ‫بالهيلوغريفية الحوروس او الغينخ المصرية ولالشارة من بين رموز‬ ‫شعار الدولة الفرعونية تمثال ابوالهول المقام على هيئة أسد رابض‬ ‫برأس إنسانية وعلى رأسه تاج الملك المزدوج للمملكة الفرعونية ‪.‬‬ ‫وبالنظر عند سكان مصر القديمة فنجد أنهم امتزجوا منذ أقدم‬ ‫العصور بمن هاجر اليهم من النوبيين والساميين والليبيين واالرمن‬ ‫ومن هؤالء تشكل الشعب المصري القديم المعروفون بالفراعنة‬ ‫وصانعوا الحضارة العريقة‪.‬‬ ‫وختاما أريد أن أنوه بقريتي هته اغيل امدغار األثرية واألصح إغير‬ ‫امطغار أي ذراع مطغار ال نعلم سبب التسمية تاريخيا حتى اآلن ماعدا‬ ‫ماذكره ابن خلدون في العبر صص‪.90.91.‬‬ ‫عندما تكلم عن القبائل االمازيغية التسعة والتي تنقسم‬ ‫إلى البرانس وجعل من بينها مطغرة ولكن يبقى التاريخ منعدم‬ ‫عن وجهة هذه القبيلة لربما تكشفها هوية وزمن هذه التماثيل‬ ‫المكتشفة وختاما نطالب وزارة الثقافة بفتح باب البحث والتنقيب في‬ ‫هذه المنطقة واالطالع على حيثيات هذا االكتشاف اللذي هو مفخرة‬ ‫لتاريخنا القديم وللريف والمغرب كله‪.‬‬


‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2016‬‬

‫العدد ‪833‬‬

‫تطوان‪ :‬وطني ومناضل من الرعيل األول النقيب‬ ‫محمد التيجاني الدردابي يلتحق بدار البقاء‬

‫بقلم ‪ :‬ذ محمد طارق حيون‬

‫إطار باألكاديمية الجهوية للتربية والتكوين‬ ‫لجهة طنجة تطوان الحسيمة‬

‫ودعت مدينة تطوان األسبوع الماضي‪ ،‬وفي جنازة مهيبة‪ ،‬وطني‬ ‫ومناضال فذا من الرعيل األول وأحد أعضاء أول مجلس علمي بتطوان‬ ‫لسنة ‪ ،1956‬ونقيب النقباء بتطوان الفقيد محمد التيجاني الدردابي‪.‬‬ ‫فعن عمر يناهز ‪ 87‬سنة ودع أبناء تطوان ابن شيخ الطريقة التيجانية‬ ‫الحاج محمد الدردابي الفاطمي الحسني‪ ،‬بعد مسيرة نضالية وسياسية‬ ‫وحقوقية وعلمية طويلة حافلة بالعطاء‪.‬‬ ‫حيث كان عضوا بارزا في حزب اإلصالح الوطني أواخر األربعينيات من‬ ‫القرن الماضي‪ ،‬وكان عضوا فعاال في اللجنة اإلدارية للحزب‪ ،‬إلى جانب‬ ‫مجموعة من الوطنيين أمثال الزعيم عبد الخالق الطريس والطيب بنونة‬ ‫والفقيه محمد طنانة وعبد السالم بنونة والفقيه الطنجي ومحمد العربي‬ ‫الشاوش وغيرهم‪.‬‬ ‫و كان الفقيد أصغر طالب بتطوان يحصل على الشهادة العالمية من‬ ‫المعهد الديني بتطوان‪.‬‬ ‫كما كان من أوائل الطلبة الذين التحقوا بجامعة محمد الخامس‬ ‫بالرباط (الفوج األول سنة ‪ )1957‬حيث تابع دراسته الجامعية بشعبة‬ ‫القانون‪ ،‬إلى أن تخرج منها سنة ‪ ،1960‬ثم التحق بالنيابة العامة بتطوان‬ ‫في نفس السنة لقضاء سنتين من التدريب‪،‬‬ ‫قبل أن يصبح محاميا مسجال بالئحة المحامين‬ ‫بهيئة تطوان سنة ‪ 1961‬دون أن ينهي فترة‬ ‫تدريبه‪.‬‬ ‫ثم أحرز على شهادة الدرجة األولى في‬ ‫مهنة العدالة سنة ‪. 1960‬‬ ‫و التحق النقيب في أوائل الستينيات بجامعة‬ ‫القرويين بفاس إلى أن حصل على الشهادة‬ ‫الجامعية بتخصصه في الشريعة اإلسالمية‬ ‫وشعبة الفقه وأصوله‪ ،‬وفي سنة ‪ 1963‬انتخب‬ ‫األستاذ النقيب عضوا بهيئة المحامين بتطوان‬ ‫وظل عضوا لعدة واليات‪ ،‬قبل أن يصبح نقيبا‬ ‫للمحامين بتطوان سنة ‪.1968‬‬ ‫وفي بدايــة االستقـالل عيـــن أستـــاذا‬ ‫بالمعهد الرسمي بتطــوان (ثانوية القاضي‬ ‫عياض حاليا) وأستاذا بالمعهد والمدرسة‬ ‫العليا لألساتذة بنفس المدينة‪ ،‬وقد تخرج‬ ‫على يديه العديد من األطر التي تقلدت‬ ‫مناصب عليا في الدولة‪.‬‬

‫وفي المجال السياسي‪ ،‬وبعد اندماج حزبي اإلصالح الوطني واالستقالل‪،‬‬ ‫انخرط بقوة في العمل السياسي‪ ،‬حيث انتخب كاتبا لفرع حزب االستقالل‬ ‫بتطوان سنة ‪ 1968‬وعضوا بمجلسه الوطني‪ ،‬وأعيدت فيه الثقة لهذه‬ ‫المهمة عدة مرات‪.‬‬ ‫وفي سنة ‪ 1972‬انتخب عضوا باللجنة المركزية لحزب االستقالل ‪ ،‬كما‬ ‫انتخب رئيسا للجنة التحكيم والتأديب‪.‬‬ ‫و لقد ألقى المرحوم العديد من المحاضرات والندوات وشارك في العديد‬ ‫من المؤتمرات الوطنية‪.‬‬ ‫كما كان من المؤسسين للهيئة المحلية لمساندة الكفاح الفلسطيني‪.‬‬ ‫وفي المجال االجتماعي‪ ،‬كان عضوا بارزا في لجنة الهالل األحمر المغربي‪..‬‬ ‫كما عرف المرحوم بمبادراته المتعددة للدفاع عن المظلومين‪ ،‬كقضية‬ ‫المؤامرة المدبرة ضد بعض الوطنيين بإقليم تطوان بشأن تزوير الجوازات‪،‬‬ ‫وأحداث سنة ‪ 1984‬وغيرها كثير‪.‬‬ ‫وفي يوم ‪ 22‬مارس من سنة ‪ 2013‬تم تكريمه من طرف هيئة المحامين‬ ‫بتطوان بالوسام األكبر وبدرع الوفاء والتقدير‪،‬‬ ‫بحضور وزير العدل والعديد من الشخصيات‬ ‫ورجال القضاء والنقباء والمحامين وفعاليات‬ ‫المجتمع المدني بتطوان‪.‬‬ ‫وعرف منزله بتطوان باحتضان العديد من‬ ‫االجتماعات واللقاءات وحضور بارز للقيادات‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫لقد ظل المرحوم النقيب محمد التيجاني‬ ‫الدردابي مخلصا ووطنيا صادقا وملتزما بقضايا‬ ‫المواطنين وهموم الوطن‪ ،‬إلى أن ودع دار‬ ‫الفناء‪.‬‬ ‫و ال يسعنا في الختام‪ ،‬إال أن نتقدم بتعازينا‬ ‫الحارة لزوجته الحاجة مليكة أقلعي وأوالده‬ ‫يحيى وحافظ وطه وعزيز وعزة ‪ ،‬ولكل عائلته‬ ‫وأصهاره من آل الدردابي وأقلعي والفرطاخ‬ ‫وبنعبد الوهاب واللبادي وبنتاويت والسعود‪.‬‬ ‫رحم اهلل الفقيد وأسكنه فسيح جناته وألهم‬ ‫ذويه الصبر والسلوان‪.‬‬

‫إنا هلل وإنا إليه راجعون‪.‬‬

‫وكان ختام عرسها التربوي ورش بيئي بأم ثانويات وزان‬

‫«هذا هو العرس الذي ال ينتهي‪ ،‬في ساحة ال تنتهي‪،‬‬ ‫في ليلة ال تنتهي‪ ،‬هذا هو العرس التربوي»‪ .‬على إيقاع‬ ‫هذه الوصلة الغنائية ‪ ‬التي رددتها الحناجر الرقيقة‬ ‫للعشرات من تالميذ ‪ ‬أم ثانويات وزان وتموجت‬ ‫برحابها‪ ،‬أسدل الستار صباح يوم األحد ‪ 11‬أبريل على‬ ‫العرس الثقافي الذي مأل فضاءها ضجيج جميل ‪....‬‬ ‫ضجيج ‪ ‬يربي على المواطنة‪ ،‬وينتصر للقيم اإلنسانية‬ ‫المشتركة ‪....‬ضجيج انساب من ينبوعه شالل من‬ ‫اإلبداعات واللوحات الفنية في اتجاه مجرى بناء‬ ‫مواطن الغد ‪ /‬تلميذ اليوم‪ ،‬المنخرط بوعي ومسؤولية‬ ‫في ترسيخ مكتسبات المشروع الديمقراطي الحداثي‪،‬‬ ‫وتوسيع مساحتها ‪.‬‬ ‫إن الوعي بأن من بين أسباب االختالالت الداخلية‬ ‫للمدرسة يكمن في حصر ممارسة نشاطها األساسي‬ ‫داخل القسم‪ ،‬واختزال دور اإلدارة التربوية في الحفاظ‬ ‫على التدبير اليومي‪ ،‬وترنح التأطير التربوي بين‬ ‫الزيارات واللقاءات التربوية‪ ،‬هذا الوعي قاد حفنة‬ ‫من فعاليات أم ثانويات وزان ومحيطها‪ ،‬إلى ردم‬ ‫أركان هذه المقاربة التي تجعل الحياة بها متصحرة‪،‬‬ ‫واالصطفاف خلف المقاربة التي تضخ حقنا من‬ ‫األوكسجين في شرايين المؤسسة التربوية‪ ،‬التي من‬ ‫فضائلها تجويد حياة ساكنتها ( الثانوية ) ‪ ‬المتنوعة ‪.‬‬ ‫‪ ‬في هذا السياق وعلى هذا المنحى‪ ،‬صيغت‬ ‫األنشطة التربوية الموازية والمندمجة التي غطت‬ ‫الحياة المدرسية لثانوية موالي عبد اهلل الشريف ‪ ‬منذ‬ ‫مطلع الموسم الدراسي الجاري الذي يشارف على‬ ‫النهاية‪ ،‬وصوال إلى محطة األسبوع الربيعي المنظم‬

‫من ‪ 4 ‬أبريل إلى ‪ 11‬منه تحت شعار « تفعيل أدوار الحياة المدرسية ‪،‬دعامة للرفع من جودة التعلمات»‪.‬‬ ‫فقرات هذا العرس الثقافي الجميل في إخراجه والعميق في مضامينه‪ ،‬سافرت بالمتعلمين والمتعلمات‬ ‫فوق تضاريس اهتماماتهم وانشغاالتهم المتنوعة ‪ .‬وهكذا المست الورشات المفتوحة التي أشرفت عليها‬ ‫األندية التربوية وتفاعل معها التالميذ‪ ،‬مواضيع من قبيل ‪« ،‬مناهضة العنف بالوسط المدرسي‪ ،‬األمراض‬ ‫المنقولة جنسيا‪ ،‬البيدوفيليا وحرمة الجسد‪ ،‬التغيرات المناخية ‪ . »......‬كما تميز هذا الحفل التربوي الذي‬

‫شد انتباه محيط المؤسسة والمجتمع المدني الفاعل‬ ‫بغنى أنشطته اإلبداعية من مسرح وغناء وسينما‬ ‫وتشكيل (الطبيعة الجامدة بالزهور) ومسابقات ثقافية‬ ‫ورياضية‪ ،‬انتهاء بالورش البيئي الذي تجندت فيه‬ ‫عشرات من أدرع وأنامل فتية لمتعلمي ومتعلمات‬ ‫الثانوية صالحتها نسبيا مع ابتسامة الربيع‪ ،‬بعد أن حفر‬ ‫أكثر من عامل أخاديد من األلم فوق تضاريس فضائها‬ ‫الذي شوهت النظرة اإلسمنتية للوزارة‪ ‬معماره ‪.‬‬ ‫من بين نقط الضوء األخرى التي ميزت األسبوع‬ ‫الربيعي‪ ،‬اللقاء التواصلي الذي جمع حول نفس‬ ‫المائدة‪ ،‬ممثلي األندية التربوية وثلة من أمهات وآباء‬ ‫التالميذ ‪ ‬وأطر إدارية وتربوية‪ ،‬بغاية البحث الهادئ‬ ‫والقانوني عن أنجع السبل إليجاد مخرج للفراغ الذي‬ ‫خلفه غياب جمعية أمهات وآباء التالميذ منذ حوالي‬ ‫سنتين‪ ،‬وتضرر منه المتعلمون والمتعلمات بعد‬ ‫أن لم ‪ ‬يعد يسجل لمكتبها أدنى حضور في حياة‬ ‫ثانويتهم‪ . ‬وأرجعت مصادر متعددة هذا الغياب إلى‬ ‫عدم ‪ ‬حصول الجمعية على وصل اإليداع القانوني‬ ‫النهائي‪ ،‬وذلك بسبب األزمة الداخلية التي وجد‬ ‫مكتبها نفسه يتخبط فيها منذ عملية التجديد التي مر‬ ‫عليها أكثر من سنتين‪ ،‬وهي المدة التي لم يتواصل‬ ‫فيها «مكتب الجمعية» ولو مرة واحدة مع أمهات وآباء‬ ‫التالميذ‪ ،‬وهو ما يخالف القانون األساسي للجمعية‪.‬‬

‫محمد حمضي‬


‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2016‬‬

‫العدد ‪833‬‬

‫اإليمان بالرسل‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫إن من أسس العقيدة اإلسالمية اإليمان بجميع الرسل واألنبياء عليهم السالم فالمؤمن يعتقد‬ ‫ ‬ ‫إيماناً راسخاً ثابتاً ال يتزعزع بأن اهلل تعالى بعث إلى خلقه رسال ( مبشرين ومنذرين لئال يكون للناس على اهلل‬ ‫حجة بعد الرسل) النساء ‪ .164‬وال يفرق بين أحدٍ من رسل اهلل في ذات الرسالة أو بين أحد من أنبيائه في‬ ‫ذات النبوة‪ ،‬فهو يؤمن بهم جميعاً دون تفريق ويعظمهم جميعاً كما وصف ذلك القرآن الكريم في قوله‪(.:‬‬ ‫با �أُنزِ لَ �إِل َْيهِ مِ ْن َر ِّبهِ َو مْ ُ‬ ‫ي �أَ َح ٍد مِ ْن‬ ‫ال�ؤْمِ ن َ‬ ‫ُون كُ لٌّ � َآم َن بِاللَّهِ َو َمال ِئكَ تِهِ َوكُ ُتبِهِ َو ُر ُ�سلِهِ ال ُنف َِّر ُق َب نْ َ‬ ‫الر ُ�سولُ مِ َ‬ ‫�آمن َّ‬ ‫فْرا َنكَ َر َّبنَا َو�إِل َْيكَ مْال ِ‬ ‫ري) (البقرة‪.)284 :‬وفي قوله مخاطبا سيدنا محمد صلى‬ ‫َ�ص ُ‬ ‫ُر ُ�سلِهِ َو َقالُوا َ�سمِ ْعنَا َو�أَ َط ْعنَا ُغ َ‬ ‫وسلم ومن آمن معه ‪ُ :‬‬ ‫اهلل عليه َّ‬ ‫يم َو�إ ِْ�س َم ِ‬ ‫اق‬ ‫اعيلَ َو إِ� ْ�س َح َ‬ ‫(قلْ � َآمنَّا بِاللَّهِ َو َما �أُنْ زِ لَ َعل َْينَا َو َما �أُنْ زِ لَ َعلَى �إ ِْب َراهِ َ‬ ‫ُوب َوالأَ ْ�س َب ِ‬ ‫ون)‬ ‫ي �أَ َح ٍد مِ ن ُْه ْم َون َْح ُن َلهُ ُم ْ�سل ُِم َ‬ ‫ي�سى َوال َّنب ُِّي َ‬ ‫ئون مِ ْن َر ِّبهِ ْم ال ُنف َِّر ُق َب نْ َ‬ ‫َو َي ْعق َ‬ ‫و�سى َو ِع َ‬ ‫اط َو َما �أُوت َِي ُم َ‬ ‫آل عمران‪.83 :‬‬ ‫ويؤمن بأن جميع الرسل هم عبيد من عباد اهلل أكرمهم بالرسالة ووصفهم بالعبودية في أعلى مقاماتها‬ ‫في باب الثناء عليهم‪ ,‬فقال في حق أولهم نوح عليه السالم‪ ( :‬ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا)‬ ‫اإلسراء ‪ ,3‬وقال في آخرهم وخاتمهم سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬تبارك الذي نزل الفرقان على عبده‬ ‫ليكون للعالمين نذيرا) الفرقان ‪.1‬‬ ‫ويؤمن بأن النبوة فضل واصطفاء من اهلل تبارك وتعالى ألفضل خلقه وصفوة عباده‪ ،‬اختارهم اهلل‬ ‫لحمل الرسالة وتبليغ األمانة‪ ,‬قال تعالى‪( :‬ال َّلهُ َي ْ�ص َطفِي مِ ْن مْالَال ِئكَ ةِ ُر ُ�س اًل َومِ ْن الن ِ‬ ‫ري)‬ ‫َّا�س �إ َِّن ال َّلهَ َ�سمِ ٌ‬ ‫يع َب ِ�ص ٌ‬ ‫الحج‪.73:‬وهي هبة ربانية يهبها لمن يشاء من عباده ويخص بها من يشاء من خلقه‪ ،‬ال تنال بالجهد والتعب‬ ‫اء َوال َّلهُ ُذو‬ ‫َ�ص ب َِر ْح َمتِهِ َم ْن َي َ�ش ُ‬ ‫(وال َّلهُ َي ْخت ُّ‬ ‫وال تدرك بالمجاهدة والطاعات بل هي فضل اإللهي‪ ,‬قال تعالى‪َ :‬‬ ‫يم) البقرة ‪.104‬‬ ‫ا ْلف ْ‬ ‫َ�ضلِ ال َْعظِ ِ‬ ‫ويؤمن بأن جميع الرسل بشر مخلوقون كسائر البشر ليس لهم من خصائص الربوبية شيء‪ ,‬‬ ‫يجوز في حقهم األعراض البشرية التي ال تنافي أصل مهمتهم كاألمراض غير المنفرة واألكل والشرب والنكاح‬ ‫وغير ذلك‪ .‬قال تعالى عن سيدنا نوح عليه السالم وهو أولهم‪ ( :‬وال أقول لكم عندي خزائن اهلل وال أعلم الغيب‬ ‫وال أقول إني ملك)هود ‪ ,31‬وأمر سبحانه سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم وهو خاتم النبيئين أن يقول‪( :‬قل‬ ‫ال �أملك لنف�سي نفعا وال �رضا �إال ما �شاء الله) األعراف ‪.188‬‬ ‫ويؤمن بأن اهلل سبحانه وتعالى قد خصهم بمجموعة من الخصائص منها‪:‬‬ ‫• الصدق‪ :‬وهو صفة مالزمة لجميع الرسل عليهم السالم‪ ،‬ومن الصفات الفطرية فيهم‪ ،‬فال يمكن أن‬ ‫تصدر من رسول صفة قبيحة أو ما ّ‬ ‫يخل بمروءته‪.‬‬ ‫• األمانة‪ :‬فكل رسول أمين على الوحي‪ ،‬يبلغ أوامر اهلل ونواهيه إلى الناس دون زيادة أو نقص‪ ،‬ودون‬ ‫تحريف أو تبديل‪.‬‬ ‫• العصمة‪:‬من الوقوع في الذنوب والمعاصي وارتكاب المنكرات والمحرمات‪.‬قال اهلل تعالى‪�( :‬أولئك الذين‬ ‫هدى الله فبهداهم اقتده) األنعام‪ .90‬وقال أيضا في حق رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم (لقد كان لكم في رسول‬ ‫اهلل أسوة حسنة لمن كان يرجو اهلل واليوم اآلخِر وذكر اهلل كثيراً) األحزاب‪.21 :‬‬ ‫• التبليغ‪ :‬وهي أن يبلغوا الوحي الذي نزل اهلل عليهم‪ ،‬وال يكتموا منه شيئاً ‪ ،‬ولو كانت لهم في تبليغه‬ ‫نوح عليه السالم‪( :‬قال يا قوم لي�س بي �ضاللة ولكني ر�سول‬ ‫للناس مشقة وإذاية‪ ,‬قال تعالى عن أول األنبياء ٍ‬ ‫من رب العاملني �أبلغكم ر�ساالت ربي و�أن�صح لكم‪ ،‬و�أعلم من الله ما ال تعلمون) األعراف‪ .61 - 60:‬وقال في‬ ‫شأن سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬يا أيها الرسول ب ّلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت‬ ‫رسالته واهلل يعصمك من الناس) المائدة‪.69 :‬‬ ‫ويؤمن بأن اهلل سبحانه وتعالى كلفهم بمهمة محددة تتلخص معالمها الرئيسة في‪:‬‬ ‫(و َما �أَ ْر َ�س ْلنَا مِ ْن َق ْبلِكَ‬ ‫• دعوة الخلق إلى عبادة اهلل الواحد الذي ال إله غيره‪ ،‬واإليمان بوحدانيته ‪.‬قال تعالى‪َ :‬‬ ‫مِ ْن َر ُ�سولٍ �إِال ن ِ‬ ‫اع ُب ُد ِ‬ ‫ون) الأنبياء‪.25 :‬وقال �أي�ضا‪َ (:‬و َلق َْد َب َع ْثنَا يِف كُ لِّ �أُ َّمةٍ َر ُ�سوال �أَ ْن‬ ‫ُوحى �إِل َْيهِ َ�أنَّهُ ال �إِ َلهَ �إِال �أَنَا َف ْ‬ ‫اج َتن ُِبوا َّ‬ ‫الط ُ‬ ‫ريوا يِف الأَ ْر ِ‬ ‫�ض َفانْ ُظ ُروا‬ ‫وت َفمِ ن ُْه ْم َم ْن َه َدى ال َّلهُ َومِ ن ُْه ْم َم ْن َحق َّْت َعل َْيهِ َّ‬ ‫اغ َ‬ ‫ُا ْع ُب ُدوا ال َّلهَ َو ْ‬ ‫ال�ضالل َُة َف ِ�س ُ‬ ‫اقِب ُة مْ ُ‬ ‫ِني) النحل‪.36 :‬‬ ‫كَ ْي َف كَ َ‬ ‫الكَ ِّذب َ‬ ‫ان َع َ‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬محمد كنون احل�سني‬

‫وجل ونواهيه إلى البشر‪ .‬فالشريعة الربانية البد لها من ِّ‬ ‫• تبليغ الشريعة الربانية وأوامر اهلل عزّ ّ‬ ‫مبلغ‪،‬‬ ‫الر ُ�سولُ َبلِّغْ َما �أُنزِ لَ‬ ‫والمبلغون للشريعة هم الرسل عليهم السالم الذين هم من البشر ‪.‬قال تعالى‪َ :‬‬ ‫(يا �أَ ُّي َها َّ‬ ‫�إِل َْيكَ مِ ْن َر ِّبكَ َو�إ ِْن مَ ْ‬ ‫َفْعلْ َف َما َبلَّغْ َت رِ َ�سا َلتَهُ َوال َّلهُ َي ْع ِ�ص ُمكَ مِ ْن الن ِ‬ ‫ين)المائدة‪:‬‬ ‫َّا�س �إ َِّن ال َّلهَ ال َي ْهدِي ا ْلق َْو َم الْكَ افِرِ َ‬ ‫لت َ‬ ‫‪.69‬‬ ‫• هداية الناس وإرشادهم إلى الصراط المستقيم وتذكيرهم بالحساب واليوم اآلخر ‪ ،‬قال اهلل تعالى‪:‬‬ ‫و�سى ِب� َآيا ِتنَا �أَ ْن �أَ ْخرِ ْج َق ْو َمكَ مِ ْن ُّ‬ ‫ات لِكُ لِّ‬ ‫ات إِ�لَى النُّورِ َو َذكِّ ْر ُه ْم ِب َ�أ َّي ِام اللَّهِ �إ َِّن يِف َذلِكَ ل َآي ٍ‬ ‫الظل َُم ِ‬ ‫َ‬ ‫(و َلق َْد �أَ ْر َ�س ْلنَا ُم َ‬ ‫َ�ص َّبارٍ َ�شكُ ورٍ ) إبراهيم‪.7:‬‬ ‫(و�أَنزَ ْلنَا ِ�إل َْيكَ ِّ‬ ‫ي لِلن ِ‬ ‫َّا�س َما نُزِّ لَ ِ�إل َْيهِ ْم‬ ‫الذكْ َر ِلت َُب نِّ َ‬ ‫• توضيح وتبيين معاني ما أنزل على رسله‪ ,‬قال اهلل تعالى‪َ :‬‬ ‫ون) النحل‪.44 :‬‬ ‫َول َ​َعل َُّه ْم َي َت َفك َُّر َ‬ ‫• إعطاء القدوة واألسوة الحسنة للناس في السلوك واألخالق الحميدة والطريق المستقيم على هدى اهلل‪.‬‬ ‫ان‬ ‫ان لَكُ ْم يِف َر ُ�سولِ اللَّهِ �أُ ْ�س َو ٌة َح َ�سن ٌَة مِل َْن كَ َ‬ ‫قال اهلل تعالى في حق نبينا محمد صلى اهلل عليه وسلم‪َ ( :‬لق َْد كَ َ‬ ‫َي ْر ُجو ال َّلهَ َوال َْي ْو َم ال ِآخ َر َو َذكَ َر ال َّلهَ كَ ِثريًا) األحزاب‪.21 :‬‬ ‫• ليبشروا المؤمنين بما أعدَّ لهم من النعيم الدائم جزا ًء لطاعتهم‪ ،‬ولينذروا الكافرين بعواقب كفرهم‬ ‫وإقامة الحجة على الناس من ربهم وإسقاط ِّ‬ ‫ين َلأال‬ ‫ِين َو ُمنذِرِ َ‬ ‫(ر ُ�سال ُم َب�شرِّ َ‬ ‫كل عذر‪ .‬قال اهلل تبارك وتعالى‪ُ :‬‬ ‫كِ‬ ‫ون لِلن ِ‬ ‫زِ‬ ‫يما) النساء‪164 :‬‬ ‫ح‬ ‫ًا‬ ‫ز‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫ان ال َّل‬ ‫هُ‬ ‫الر ُ�سلِ َوكَ َ‬ ‫َيكُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َّا�س َعلَى اللَّهِ ُح َّج ٌة َب ْع َد ُّ‬ ‫وجل َّ‬ ‫ويؤمن بأن اهلل عزَّ َّ‬ ‫فضل بعض الرسل على بعض‪ ،‬وخصَّ بعضهم بخصائص لم توجد في غيرهم‬ ‫الر ُ�سلُ َف َّ�ض ْلنَا َب ْع َ�ض ُه ْم َعلَى َب ْع ٍ‬ ‫�ض‬ ‫ورفع رتبة بعضهم فوق رتبة اآلخرين من الرسل قال اهلل تبارك وتعالى‪ِ ( :‬تلْكَ ُّ‬ ‫مِ ن ُْه ْم َم ْن كَ ل َ​َّم ال َّلهُ َو َر َف َع َب ْع َ�ض ُه ْم َد َر َج ٍ‬ ‫ي ال َْب ِّين ِ‬ ‫وح ا ْلق ُ​ُد ِ‬ ‫�س) البقرة‪.251 :‬‬ ‫َات َو�أَ َّي ْدن ُ‬ ‫َاه ب ُِر ِ‬ ‫ي�سى ْاب َن َم ْر مَ َ‬ ‫ات َو�آت َْينَا ِع َ‬ ‫ويؤمن بأن أولهم نوح عليه السالم وآخرهم سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم‪ ,‬مصداقا لقوله تعالى‪:‬‬ ‫(�إنا �أوحينا �إليك كما �أوحينا �إلى نوح والنبئني من بعده) النساء ‪ ,162‬وقوله‪ ( :‬ما كان محمد أبا أحد من رجالكم‬ ‫ولكن رسول اهلل وخاتم النبئين)األحزاب ‪.40‬‬ ‫ويؤمن بأن أفضلهم سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم‪ ,‬ثم إبراهيم ثم موسى ثم نوح وعيسى ابن مريم‬ ‫‪ ،‬حيث قال سبحانه وتعالى‪ ( :‬و�إذ �أخذنا من النبيئني ميثاقهم ومنك ومن نوح و�إبراهيم ومو�سى وعي�سى ابن‬ ‫مرمي‪ ,‬و�أخذنا منهم ميثاقا غليظا) األحزاب ‪.7‬‬ ‫ويؤمن بأن شريعة نبينا محمد صلى اهلل عليه وسلم حاوية لفضائل جميع شرائع الرسل السابقين‬ ‫المخصوصين بالفضل لقوله سبحانه وتعالى) شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما‬ ‫وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن اقيموا الدين وال تتفرقوا فيه) الشورى ‪.11‬‬ ‫ونؤمن بأن اهلل سبحانه وتعالى ختم الرساالت برسالة سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم وأرسله إلى‬ ‫جميع الناس‪ ,‬لقوله تعالى‪ ( :‬قل ي�أيها النا�س �إين ر�سول الله �إليكم جميعا‪ ,‬الذي له ملك ال�سماوات واالر�ض‬ ‫ال�إله �إال هو يحيي ومييت ‪ ,‬ف�آمنوا بالله ور�سوله النبيء االمي الذي ي�ؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم‬ ‫تهتدون)األعراف ‪.158‬‬ ‫ويؤمن بأن شريعته صلى اهلل عليه وسلم هي دين اإلسالم الذي ارتضاه اهلل سبحانه وتعالى لعباده وال‬ ‫يقبل من أحد دينا سواه‪ ،‬لقوله تعالى‪ (:‬إن الدين عند اهلل االسالم)آل عمران ‪.19‬‬ ‫ويؤمن بأن من كفر برسالة محمد صلى اهلل عليه وسلم فقد كفر بجميع الرسل حتى برسوله الذي يزعم‬ ‫بأنه مؤمن به متبع له‪ ,‬وبأنه النبي بعد سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم ‪ ,‬ومن ادعى النبوة بعده أو صدق‬ ‫من ادعاها فهو كافر‪.‬‬ ‫ومن ثمرات هذا اإليمان والتصديق شكر نعمة اهلل على خلقه وعنايته بهم إذ بعث لهم رسال كراما‬ ‫لهدايتهم وإرشادهم إلى سبل الرشاد‪ .‬ومحبة هؤالء الرسل وتوقيرهم والثناء عليهم بما يليق بمقامهم‪ ,‬فهم‬ ‫عباد اهلل اصطفاهم لتبليغ رسالته فجاهدوا واجتهدوا في تبليغ ما أمروا به‪ ,‬وتحملوا الهجر واإلذاية من قومهم‬ ‫من أجل النصح واإلرشاد للعباد‪.‬‬

‫الشيخوخة حالة متدرجة ال مفرّ منها (‪)4‬‬

‫(و َمن ُن َّع ّمِ ْر ُه ُنن َِّك ْ�سهُ فِ ى خْ َ‬ ‫الل ِْق �أَ َفال َي ْع ِقلُون)‬ ‫قوله تعالى‪َ :‬‬

‫(يسن‪ )68 :‬يتضمن التعبير اإلخبار بأسلوب معجز بليغ‬ ‫عن حالة عامة من التدهور واالرتداد تتسع لتشمل كافة‬ ‫التغيرات الخفية للشيخوخة التي لم يعرف أحد عنها شي ًئا‬ ‫ً‬ ‫حديثا‪ ،‬والنص‬ ‫عند التنزيل وكشفتها الدراسات العلمية‬ ‫الكريم ورد ضمن منظومة من النصوص تعالج موضوع‬ ‫مراحل العمر عامة أو الشيخوخة خاصة في تكامل وائتالف‬ ‫بال اختالف‪ .‬وفي قوله سبحانه وتعالى‪«:‬ال َّلهُ ا َّلذِى َخ َل َقكُ م‬ ‫ّمِ ن َ�ض ْع ٍف ُث َّم َج َعلَ مِ ن َب ْع ِد َ�ض ْع ٍف ُق َّوةً ُث َّم َج َعلَ مِ ن َب ْع ِد ُق َّوةٍ‬ ‫َ�ض ْعفًا َو َ�ش ْي َب ًة َي ْخل ُ​ُق َما َي َ�ش� ُآء َو ُه َو ال َْعل ُِيم ا ْل َقدِير» (الروم‪.)54:‬‬

‫وصف القرآن التغير في القوة على طول العمر مع‬ ‫التذكير بأن اإلنسان قد خلق ضعي ًفا ابتداء‪ ،‬وكأنه بهذا‬ ‫قد رسم منحنىً تصويريٌّا تستبين فيه درجة القوة في‬ ‫مختلف مراحل العمر قبل أن يُستخدَم ذلك األسلوب في‬ ‫الدراسات العلمية الحديثة‪ ،‬والقوة تبلغ أوْجها في مرحلة‬ ‫الشباب ثم يُعكس االتجاه ويبدأ االرتداد واالنقالب واالنتكاس ليكون سمة مرحلة الشيخوخة‪ ،‬ولذا‬ ‫وصفها القرآن بالضعف‪ ،‬والعجيب أنه التزم بتمييزه عن الضعف األول بإضافة الشيب‪ ،‬كما قال تعالى‪:‬‬ ‫« ُث َّم َج َعلَ مِ ن َب ْع ِد ُق َّوةٍ َ�ض ْعفًا َو َ�ش ْيبة» (لروم‪ .)54‬وقال تعالى ـ حكاية عن زكريا ـ عليه السالم‪«:‬قالَ َر ِّب‬ ‫�إِ ِنّى َو َه َن ال َْع ْظ ُم مِ ِنّي َو ْ‬ ‫�س َ�ش ْيباً» (مريم‪.)4:‬‬ ‫ا�شت َ​َعلَ َّ‬ ‫الر ْ�أ ُ‬ ‫التدرج في الشيب يجعل ضعف الشيخوخة في تَنَام مع انعدام األمل في استرداد قوة الشباب‬ ‫ٍ‬ ‫وذلك مقابل تدرج الضعف األول نحو القوة‪ ،‬والتصوير في وصف الشيب بالنيران المشتعلة لبيان‬ ‫استيعابه ألغلب الرأس يفيد أن المقام للمبالغة واالستيعاب؛ وهكذا يجعل نسبة الوهن للعظم كذلك‬ ‫وليست لقصر الوهن عليه‪ ،‬وكأنه قال‪( :‬نال الوهن مني أصلب شيء)‪ ،‬فمن باب أولى كل ما دونه‬ ‫صالبة‪ ،‬وبذلك يعم الوصف بالوهن أغلب البدن‪ ،‬فتأمل الدقة في التعبير وغاية البيان باعتماد هذا‬ ‫أسلوب التصويري‪.‬‬ ‫قال المفسرون‪ :‬قوله تعالى‪« :‬ال َّلهُ ا َّلذِى َخ َل َقكُ م ّمِ ن َ�ض ْع ٍف»‪ ،‬يعني أنه خلقكم ضعفاء‪ ،‬ثم جعلكم‬ ‫أقوياء‪ ،‬ثم جعلكم ضعفاء في حال الشيخوخة‪ ،‬حيث‪( :‬تتغير الصفات الظاهرة والباطنة) ومعنى من‬ ‫ضعف‪ :‬من نطفة ضعيفة‪ ،‬وقيل من ضعف أي في حال ضعف‪ ،‬وقوله سبحانه تعالى‪َ :‬‬ ‫«قالَ َر ِّب �إِ ِنّى َو َه َن‬ ‫ْ‬ ‫لَ‬ ‫ْ‬ ‫ال َْع ْظ ُم مِ ِنّى َو ْ‬ ‫�س‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫الر‬ ‫َع‬ ‫ت‬ ‫ا�ش‬ ‫و‬ ‫«‬ ‫�س َ�ش ْي ًبا» ‪ :‬أي ضَعُفَ‪ ،‬وأراد أن قوة عظامه قد ذهبت لكبره؛‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ا�شت َ​َعلَ َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫الر ْ�أ ُ‬ ‫َ�ش ْي ًبا» يعني انتشر الشيب فيه كما ينتشر شعاع النار في الحطب وهذا من أحسن االستعارات‪ ،‬وال‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫ترى كالمًا أفصح من هذا‪ ،‬وفيه من فنون البالغة وكمال الجزالة‬ ‫ما ال يخفى‪،‬وتخصيص العظم ألنه دعامة البدن وأصل بنائه وألنه‬ ‫أصلب ما فيه فإذا وهن كان ما وراءه أوهن‪ ،‬واشتعل الرأس شيبًا‬ ‫شَبَّهَ الشيب في بياضه وإنارته بشواظ النار وانتشاره وَ ُفشُ ِّوه‬ ‫في الشعر باشتعالها‪ ،‬وأسند االشتعال إلى الرأس الذي هو مكان‬ ‫الشيب مبالغة والمراد من هذا اإلخبار عن الضعف والكبر ودالئله‬ ‫الظاهرة والباطنة‪ ،‬والمراد من هذا اإلخبار عن الضعف والكبر‬ ‫«ه َو ا َّلذِى َخ َل َقكُ م ّمِ ن‬ ‫ودالئله الظاهرة والباطنة وفي قوله تعالى‪ُ :‬‬

‫ت َُر ٍ‬ ‫اب ُث َّم مِ ن ُن ّْطفَةٍ ُث َّم مِ ْن َع َلقَةٍ ُث َّم ُي ْخرِ ُجكُ ْم ِطفْ ًال ُث َّم ِلت َْبلُغُ و�آ �أَ ُ�ش َّدكُ ْم ُث َّم‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وخا َومِ نكُ م َّمن ُيت َ​َوفى مِ ن ق ْبلُ َو ِلت َْبلُغُ و�آ �أ َج ًال ُّم َ�س ٌّمى َول َ​َع َّلكُ ْم‬ ‫ِلتَكُ ونُوا ُ�ش ُي ً‬ ‫ت َْع ِقلُون» (غافر‪.)67 :‬‬

‫عبَّرَ القرآن عن بلوغ اإلنسان مرحلة الشباب بلفظ (األشُدّ)‬ ‫ويعني هنا غاية القوة‪ ،‬وفي مقام مرحلة الضعف التي تلي حالة‬ ‫األشد أتى باللفظ (شيوخًا) المشتق من مادة (الشيخوخة)‪ ،‬وهو‬ ‫بهذا الترتيب والتمييز بعد حالة (األشد) قد وصف مرحلة الشيخوخة‬ ‫ضمنًا بالضعف بالنسبة لمرحلة الشباب أو قمة منحنى القوة بالنسبة للعمر‪ ،‬والقوى تتزايد مع النمو‬ ‫وعند بلوغ األشد يقف تصاعد المنحنى ويستوي بينما تستمر القدرة العقلية والخبرة في تزايد حتى‬ ‫«و مَ َّ‬ ‫لا َبلَغَ‬ ‫يكتمل االستواء عند األربعين قبل أن يرتد المنحنى وينعكس االتجاه‪ ،‬وفي قوله تعالى‪َ :‬‬

‫ني َ�سن ًَة َقالَ َر ِّب‬ ‫(ح َتّى �إ َِذا َبلَغَ َ�أ ُ�ش َّد ُه َو َبلَغَ َ�أ ْر َبعِ َ‬ ‫ا�ست َ​َوى َءات َْين ُ‬ ‫َاه ُحكْ ًما َو ِعل ًْم) (الق�ص�ص‪ ،)14‬وقوله‪َ :‬‬ ‫�أَ ُ�ش َّد ُه َو ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫�أَ ْوزِ ْعنِى �أ ْن �أ ْ�شكُ َر ن ِْع َمتَك» األحقاف ‪15‬؛ أضاف القرآن إلى بلوغ (األشد) بلوغ االكتمال وذلك بلفظ‬

‫(االستواء) وجعل حده (أربعين) سنة لتحقق الحكم السديد واإلمامة في العلم‪ ،‬فكأنه بهذا التقرير قد‬ ‫اختار التعبير بالغالب وهو األسلوب المعتبر علميا اليوم‪.‬‬ ‫«و مَ َّ‬ ‫ا�ست َ​َوى»‬ ‫لا َبلَغَ �أَ ُ�ش َّده» أي المبلغ الذي ال يزيد عليه نشؤه‪ ،‬وقوله تعالى‪َ :‬‬ ‫قال المفسرون‪َ :‬‬ ‫«و ْ‬ ‫معنا كمل‪ ،‬و(بلوغ األشد) في األصل هو االنتهاء إلى حد القوة وذلك وقت انتهاء النمو وغايته وهذا‬ ‫ني َ�سنَة»؛‬ ‫«ح َتّى �إ َِذا َبلَغَ �أَ ُ�ش َّد ُه َو َبلَغَ �أَ ْر َبعِ َ‬ ‫مما يختلف باختالف األقاليم والعصور واألحوال‪ .‬يقول ربّ العزّة‪َ :‬‬ ‫فهو أقصى نهاية بلوغ األشد‪ ،‬في األغلب‪ ،‬وفي األربعين يتناهى العقل‪ ،‬فإذا زاد على األربعين أخذ‬ ‫في النقصان‪ ،‬ومن الناس من يموت قبل أن يخرج طفال وآخرون قبل األشد وآخرون قبل الشيخوخة‪،‬‬ ‫«ومِ نكُ م َّمن ُيت َ​َو َّفى مِ ن َق ْبلُ » أن يبلغ الشيخوخة‪َ ،‬و ِلت َْبلُغُ و�آ �أَ َج ًال ُّم َ�س ٌّمى يقول‪ :‬ولتبلغوا ميقاتًا مؤقتًا‬ ‫أي‪َ :‬‬ ‫لحياتكم وأج ًال محدودًا ال تجاوزونه‪ ،‬يريد أجل الحياة‪.‬‬


‫العدد ‪833‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2016‬‬

‫الذكرى األولى لرحيل المرحوم العالمة الموسوعي‬ ‫الدكتور عبد الهادي التازي (‪)4/3‬‬

‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫في‬

‫يوم ثاني أبريل‪/‬نيسان من سنة ألفين وخمسة عشر‪ ،‬فقدت األمة علما من أعالمها األفذاذ‪ ،‬فقدت الفقيه المؤرخ»عميد المؤرخين المغاربة»‪،‬المترجم المحقق‪،‬‬ ‫الدبلوماسي الرحالة‪،‬العضو بأكاديمية المملكة المغربية‪،‬والعضو بمجمع اللغة العربية‪ ،‬العالمة الموسوعي‪ ،‬الدكتورعبد الهادي التازي ‪.‬عام يدورعلى رحيل روح‬ ‫مرشدنا على جناح مالك الموت إلى دار البقاء ملبية نداء ربها‪ »:‬يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية‪،‬فادخلي في عبادي وادخلي جنتي»‪.‬‬ ‫وتزكية لوشائج المحبة األزلية الرابطة بين مهجتنا وروح الفقيد العزيز‪،‬ارتأينا أن نستحضر‪-‬في الذكرى األولى لرحيله إلى دار البقاء‪ -‬باقة من الرسائل العطرة التي بعث‬ ‫بها إلينا رحمه اهلل‪،‬في مناسبات معينة‪،‬دعما و تشجيعا وتعقيبا على بعض ما نشرناه من مقاالت عبرسلسلة حلقات ضمن ركن» نبش في الذاكرة‪ »...‬بجريدتي طنجة والشمال‬ ‫؛ وهي رسائل لطيفة التخلومن متعة وفائدة‪ ..‬كما كان سعادته ال يتقاعس عن مراسلتنا ولو كان على سفرأوحل به سقم ‪،‬حيث راسلنا رحمه اهلل من أرض الكنانة في أوج‬ ‫ربيعها‪،‬وكذا بعد عودته من مسقط (عمان)وإثرعدد من الرحالت العلمية قادته إلى بعض بلدان الخليج‪ ،‬كما راسلنا ‪ -‬رحمه اهلل‪ -‬وهو طريح الفراش بالمستشفى العسكري‬ ‫بالرباط‪.‬‬ ‫وإنه لشرف عظيم أن يحظى شخصنا المتواضع بصفة «النباش»من لدن هذا الرجل العظيم الذي ستظل محبته متجذرة في أعماق وجداننا إلى يوم تحشرفيه أجسادنا‪،‬‬ ‫فتتعانق أرواحنا بفرحة اللقاء بعد حرقة فراق ولوعة اشياق ‪.‬‬

‫و تنويرا لرأي الجمهور نورد ما أقره عزيزنا التازي حول ذاك الجسر المذكور ‪:‬‬

‫رسائل حظى بها المرحوم التازي محبه النباش (‪)3‬‬ ‫“هل رصيف اإلسكندر كان صرحه قائما بين طنجة وساحل‬ ‫األندلس أم أنه مجرد وهم صراح؟!”‪.‬‬ ‫كان هذا السؤال الصريح المفتقر إلى توضيح‪ ،‬عنوانا إلحدى‬ ‫مقاالتنا السابقة ضمن هذا الركن “نبش في الذاكرة‪ ”..‬حيث‬ ‫وقفنا على ماذكره مرشدنا الدكتور عبد الهادي التازي في شرحه‬ ‫وتعليقه على كتاب “المن باإلمامة”البن صاحب الصالة‪ ،‬بقوله‬ ‫المسطور‪”:‬إن رصيف اإلسكندر الذي كان يمتد من طنجة إلى ساحل‬ ‫األندلس كان قد تهدم قبل الفتح اإلسالمي بمائتي سنة”‪.‬‬ ‫وكان األستاذ عبد العزيز الرفاعي رحمه اهلل‪ ،‬قد علق هذا القول‬ ‫في مقال بمجلة اللسان العربي‪-‬المجلد الثالث عشر لسنة‪1976-‬‬ ‫تحت عنوان”أعمدة هرقل” متسائال ‪...”:‬هل كان الرصيف ممتدا بين‬ ‫الساحلين ليصل جسرا بينهما‪،‬أم أنه كان على كل شاطئ رصيف‬ ‫وبينهما بحر!؟” ثم أضاف قائال‪”:‬لعل الدكتور التازي‪،‬وهو غزير‬ ‫العلم والفضل‪،‬أن يشارك برأيه في هذا البحث”‪.‬وقد خامر شخصنا‬ ‫“النباش “نفس الشعور‪،‬آملين أن يزودنا مرشدنا الدبلوماسي‬ ‫الودود بخريطة تحدد لنا معالم الطريق نحو رصيف اإلسكندر‬ ‫الوارد ذكره في عدد من المصنفات والمتون العربية واألخبار‬ ‫المروية ‪،‬خاصة و أن من الباحثين المحدثين من استبعد وجود‬ ‫هذا الجسر ‪،‬بل اعتبره مجرد وهم‪،‬كالمرحوم عبد الحق فاضل حين‬ ‫أقر بقوله‪”:‬وأما قول القائلين أن جسرا كان يقوم على مضيق جبل‬ ‫طارق فوهم صُراح‪!”...‬‬ ‫هكذا ظلت “القضية في الطاقية”والبال مشغول بهذا الجسر‬ ‫المذكور في انتظار كالم معقول يكشف عن المستور ‪ ،‬وبعد مضي‬ ‫بضعة أسابيع على المقال المشار إليه كما هو منشور ‪..‬وافانا‬ ‫مرشدنا الدكتور عبد الهادي التازي الذي تربطنا بسعادته جسور‬ ‫محبة عميقة الجذور برسالة تنويرية ‪،‬إثر عودته الميمونة من أرض‬ ‫الكنانة بالفور‪ ،‬أشعت في دواخلنا نور الغبطة والسرور‪ ،‬موضحة لنا‬ ‫مسالك ومتاهات ماخفي عنا من أمور‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2016‬‬

‫العدد ‪833‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)739‬‬

‫‪16‬‬

‫“ مجلة دار النيابة “ ( ‪) 10‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫تاريخية»‪ ،‬قدم عبد العزيز خلوق التمسماني ثالث دراسات تصنيفية‪ ،‬اهتم‬ ‫صدر العدد العاشر من دورية « دار النيابة» خالل ربيع سنة ‪ ،1986‬وذلك‬ ‫في أوالها برصد وضعية المدينة من خالل المصادر التاريخية اإلسالمية خالل‬ ‫في ما مجموعه ‪ 100‬من الصفحات ذات الحجم الكبير‪ ،‬حافظت على نفس‬ ‫مرحلة ( ‪ 672 – 62‬ه ‪ 1274 – 681 /‬م)‪ ،‬وتوقف في ثانيها لتقديم كتاب «إيضاح‬ ‫التبويب التقني الذي اعتمدته المجلة منذ انطالق أولى أعدادها سنة ‪.1984‬‬ ‫البرهان والحجة في تفضيل ثغر طنجة» للفقيه الحسن بن محمد الغسال‪،‬‬ ‫وإذا كان هذا العدد قد ظل وفيا لألفق العام الذي اختطته المجلة لنفسها منذ‬ ‫وقدم في ثالثتها معلومات غير معروفة عن المدينة استقاها من نصوص غير‬ ‫بداية التفكير ثم التأسيس للخطوات األولى لهذا المشروع العلمي والثقافي‬ ‫منشورة عن طنجة وردت في كتاب «رياض البهجة في أخبار طنجة» للفقيه‬ ‫المتميز‪ ،‬فإن الجديد الذي انفرد به العدد العاشر يتمثل – أساسا – في تخصيص‬ ‫محمد سكيرج‪ .‬وفي نفس الباب كذلك‪ ،‬نجد دراسة لعبد القادر العافية في شكل‬ ‫كل المواد المنشورة لمحور واحد مركزي‪ ،‬على غرار العادة التي دأبت كبريات‬ ‫تقديم لمخطوطة «المعرف الفصيح» لمؤلفها عبد اهلل الهبطي الطنجي‪ ،‬إلى‬ ‫المجالت العلمية المتخصصة على االلتزام بها بين الفينة واألخرى‪ .‬والحقيقة‪،‬‬ ‫جانب مادة استرجاعية لحيثيات زيارة األمير شكيب أرسالن لطنجة‪ ،‬ثم نص‬ ‫إن هذا التوجه يعتبر تطويرا ألداء «مجلة دار النيابة»‪ ،‬وتبلورا رصينا لتراكم غزير‬ ‫الخطاب الذي ألقاه ولي العهد موالي الحسن في معهد موالي المهدي بطنجة‬ ‫من التنقيبات الرفيعة المستوى‪ ،‬وتجميعا لرصيد ال بأس به من نتائج اجتهادات‬ ‫في ‪ 10‬أبريل ‪ ،1947‬وأخيرا دراسة المحمد بنعبود اختزلت إحدى الرؤى الطنجية‬ ‫أكاديمية متعددة المشارب حول المحور موضوع هذا العدد‪ ،‬وتقييما شامال لما‬ ‫المحلية لفكرة تحرير المغرب العربي‪ ،‬وذلك استنادا إلى تقرير لمدير مكتب‬ ‫أنجز في نفس اإلطار‪ ،‬بشكل ساهم في تيسير االطالع بالنسبة للباحثين على‬ ‫المغرب العربي بالقاهرة أنجزه بعد عودته من طنجة سنة ‪.1948‬‬ ‫مجمل ما أنجز بهذا الخصوص والتحول إلى نقطة ارتكاز يمكن أن تصبح أرضية‬ ‫لما يمكن أن ينجز مستقبال بشكل أكثر عمقا وتوسعا مما هو سائد حتى اآلن‪.‬‬ ‫وفي باب «أبحاث ودراسات»‪ ،‬قدمت المجلة دراسة للمصطفى موالي رشيد‬ ‫حول عالقة طنجيس بالمسالك الرومانية‪ ،‬ودراستين لمحمد األمين البزاز‪،‬‬ ‫واعتبارا لعدة شروط علمية وثقافية فصلنا الحديث عنها عند تقديمنا‬ ‫أوالهما حول االحتالل البرتغالي لطنجة خالل القرن ‪ 15‬م‪ ،‬وثانيهما حول ظروف‬ ‫ألول عدد من أعداد المجلة‪ ،‬فقد قر عزم القائمين على هذا المنبر العلمي‬ ‫تأسيس المجلس الصحي الدولي بطنجة‪ .‬أما عبد اهلل كنون‪ ،‬فقد عاد للتأمل في‬ ‫المتميز على تخصيص مواد أول عدد خاص للنبش في مختلف جوانب تاريخ‬ ‫سيرة الملك محمد الخامس وذلك بمناسبة الحديث عن رحلته التاريخية إلى‬ ‫مدينة طنجة‪ ،‬وللتعريف برصيد البحث الكالسيكي والوطني والكولونيالي حول‬ ‫طنجة‪ ،‬وقدمت أمينة عوشار أهراي دراسة ( بالفرنسية ) عن الصحافة الطنجية‬ ‫المدينة‪ ،‬وكذا لتقريب عموم الباحثين والمهتمين من ذخائر الوثائق الدفينة‬ ‫المعارضة للحماية‪ ،‬وتوقف رامون لوريدو دياث في دراسته ( باإلسبانية ) عند‬ ‫الموزعة بين العديد من مكتبات األسر المحلية والمراكز المتخصصة الموجودة‬ ‫غـالف الكتاب‬ ‫موضوع الحركية الديموغرافية للمستوطنين األوربيين بطنجة‪ ،‬في حين اهتم محمد‬ ‫داخل المغرب وخارجه‪ .‬ولقد كان اختيار المجلة موفقا في هذا الباب‪ ،‬فطنجة هي عاصمة‬ ‫المرابط في مساهمته ( بالفرنسية ) برصد الخصوصيات السكانية لمدينة طنجة من‬ ‫المغرب الديبلوماسية وهي «وجهنا الحضاري» الذي تالقحت فيه تجارب وثقافات على‬ ‫امتداد قرون طويلة‪ ،‬كما أن تاريخها العريق ظل نقطة توهج مستمر أضاء بوقائعه عتمات تحوالت خالل إحصاء سنة ‪ .1982‬وفي باب «قضية ووثائق»‪ ،‬احتوت مادة مصطفى بوشعراء على نبش وثائقي‬ ‫ماضية حاسمة شملت في تأثيراتها كل أجزاء التراب الوطني‪ .‬ولعل هذا ما انتبه إليه الفريق المشرف هام حول بعض الجوانب من المشاكل الديبلوماسية بطنجة‪ .‬أما في باب « ببليوغرافيا»‪ ،‬فقد ختم عبد‬ ‫على المجلة عندما اختزل – في افتتاحية العدد العاشر – المسار التطوري العام لماضي المدينة‪ ،‬خاصة المجيد بن يوسف مواد المجلة بتقديم ببليوغرافيا عامة عن مدينة طنجة وناحيتها حسب ما خلفه‬ ‫على مستوى تكامل خصوصياته المحلية مع أبعاده الوطنية الواسعة ‪ ...« :‬والواقع أن تاريخ طنجة من رصيد الكتابات األجنبية حول المدينة‪.‬‬ ‫تلك المواضيع التي تفيض مادتها وتتسع آفاقها لتجاوز حدود مجلة بل مجلدات بكاملها‪ .‬فللمدينة‬ ‫وبذلك‪ ،‬قدمت المجلة موادا متنوعة وخصبة‪ ،‬ال شك وأنها قد ساهمت في الكشف عن الكثير من‬ ‫تاريخ عريق ومجيد يضرب بجذوره في العهد الروماني حيث كانت عاصمة لموريطانيا الطنجية‪ .‬كما خبايا ماضي طنجة‪ ،‬وفي تسهيل اطالع الباحثين على أهم األرصدة الببليوغرافية والوثائقية المنجزة‬ ‫تألق نجمها في الحقبة اإلسالمية فأصبحت عاصمة للمغرب‪ ،‬أو لما كان يسمى بالسوس األدنى‪ ،‬يقيم حتى سنة ‪ ،1986‬تاريخ صدور العدد العاشر من «مجلة دار النيابة»‪ .‬وعلى الرغم من قيمة محتويات‬ ‫بها عامل من قبل والي القيروان الذي كانت واليته تشمل مجموع الغرب اإلسالمي بما فيه األندلس‪ ...‬هذا العدد‪ ،‬فإن القائمين على المجلة قد سعوا إلى بث مزيد من الحماس في الباحثين والمهتمين‪،‬‬ ‫وبعد أن نكبت المدينة باالحتالل البرتغالي ثم اإلنجليزي‪ ،‬استرجعت دورها المجيد بالتدريج في ظل من خالل التأكيد على أن مضامين العدد العاشر ما هي – في نهاية المطاف – إال بداية مسار تنقيبي‬ ‫العلويين إلى أن أصبحت في القرن التاسع عشر عاصمة ديبلوماسية للمملكة يقيم بها نائب سلطاني طويل البد أن يتعزز بالمزيد من األعمال التوثيقية والتصنيفية ذات الصلة‪ .‬ولقد لخصت افتتاحية‬ ‫مكلف بمفاوضة سفراء الدول األجنبية المقيمين بالمدينة‪ .‬كما أن ميناءها التجاري لم ينفك ينمو المجلة هذا التوجه العلمي الرفيع عندما قالت ‪ ... « :‬إن مدينة بهذا التاريخ الحافل والعريق لكافية‬ ‫باطراد إلى أن احتل المقام األول في تجارة المغرب الخارجية في نهاية القرن الماضي‪ .‬وعلى الرغم لتبرير اختيارها موضوعا لهذا العدد‪ .‬على أن محاولتنا محاولة متواضعة‪ ،‬فنحن ال ندعي سد ثغرة‬ ‫من أن المدينة خضعت للنظام الدولي‪ ،‬فإنها حافظت على أصالتها وهويتها الوطنية واإلسالمية ‪ »...‬أو ملء فراغ كما يقال‪ ،‬وإنما هدفنا لفت انتباه الباحثين إلى أن موضوع تاريخ طنجة‪ ،‬في مختلف‬ ‫( ص‪.) 3 .‬‬ ‫أدواره‪ ،‬مازال ينتظر مؤرخه‪ ،‬ومن ثم فإن مواد هذا العدد‪ ،‬على أهميتها وجديتها التي ال تنكر‪ ،‬ما‬ ‫تتوزع مواد العدد العاشر من «مجلة دار النيابة» بين قسمين متكاملين‪ ،‬كتبت دراسات أوالهما هي إال إضاءات التزال تحتمل مزيدا من بحوث متأنية‪ ،‬متعمقة فاحصة‪ ،‬انطالقا من المخطوطات‬ ‫باللغة العربية واعتمد في ثانيهما على بعض اللغات األجنبية‪ .‬وقد غطت مجموع هذه المواد محاور المحفوظة لدى األسر‪ ،‬وبخاصة من المادة الوثائقية الواسعة المودعة في مختلف األرشيفات‬ ‫متراتبة‪ ،‬كانت المجلة قد اعتمدتها – بشكل عام – منذ صدور أولى أعدادها‪ .‬هكذا‪ ،‬وفي باب «نصوص األجنبية والوطنية» ( ص‪.) 3 .‬‬

‫إمنزا تطلق النسخة األولى للمهرجان الوطني لفنون العيش بالريف‬ ‫في إطار فعاليات الدورة األولى من مهرجان التراث‬ ‫وفنون العيش بالريف الذي تنظمه جمعية إمنزا للمسرح‬ ‫والتراث بالحسيمة احتضنت “قلعة أربعاء تاوريرت” يوم‬ ‫األحد ‪ 03‬أبريل ‪ 2016‬ورشة تحسيسية وتكوينية في‬ ‫ذات الوقت حول أهمية تثمين التراث وتوظيفه في‬ ‫التسويق السياحي للمنطقة حيث شارك فيها العديد من‬ ‫ممثلي الجمعيات والتعاونيات من منطقة جماعة أربعاء‬ ‫تاوريرت وجماعة شقران‪.‬‬ ‫وقبل انطالق أشغال الورشة قدم مسؤولو الجمعية‬ ‫المنظمة للمهرجان لفائدة الزوار المغاربة واألجانب‬ ‫شروحات حول قلعة أربعاء تاوريرت وتفاصيل حول تاريخ‬ ‫بنائها والمهندس الذي أشرف عليها بداية أربعينيات‬ ‫القرن الماضي مستوحيا إياها من الشكل المعماري‬ ‫لقصبات الجنوب المغربي‪ ،‬وهو المهندس الذي كان نفذ‬ ‫العديد من المشاريع المعمارية بالمنطقة خالل الفترة‬ ‫االستعمارية اإلسبانية‪.‬‬ ‫وخالل الورشة أشار سميــر أفقير رئيس الجمعية‬ ‫المنظمة للمهرجان إلى هذه استراتيجية المهرجان‬ ‫األول للتراث وفنون العيش بالريف هو االنتقال بمعية‬ ‫العديد من الفاعلين إلى المناطق القروية التي تحتضن‬ ‫جملة من المواقع األثرية ورصيدا غنيا في مجال التراث‬ ‫وكذا المنتجات المجالية أو المحليـة‪ ،‬في استهــداف‬ ‫مؤسس ــ يضيف نفس المتحدث ــ للتنشيط الثقافي‬ ‫واالقتصادي لتلك المناطق‪.‬‬ ‫ومن جهته ذكر محمــود المسناوي‪ ،‬عن إدارة‬ ‫المهرجان‪ ،‬أن الورشة كان الهدف منها هو االنتقال إلى‬ ‫عين المكان ومجالسة التعاونيات والجمعيات وساكنة‬ ‫المنطقة‪ ،‬ليس للتكوين الذي طالما يرفع البعض شعاره‬ ‫من غير أن يكون هناك التكوين‪ ،‬بل لتبادل المعرفة‬ ‫والبحث عن السبل الممكنة للحفاظ على هذا التراث‪،‬‬ ‫المعماري والبيئي وتثمينه‪ ،‬وأساس التعرف على رأي‬ ‫الساكنة والفاعلين المحليين في مشاريع قد تكون قاطرة‬ ‫للتنمية بعد سنوات من التهميش والعزلة واإلقصاء‪.‬‬ ‫وخالل أشغال الورشــة أشــار الغبــزوري السكناوي‬

‫بصفته مؤطرا لها أن التراث ال يجب أن نعتمد تجاهه‬ ‫المقاربة التاريخية والرمزية فقط‪ ،‬بل يجب أن تكون أداة‬ ‫الستقطاب مشاريع للتنمية االقتصادية وبالخصوص في‬ ‫النشاط السياحي الذي يعرف اليوم تزايد الطلب على‬ ‫المنتوجات السياحية ذات الطابع الثقافي والتاريخي‪،‬‬ ‫مؤكدا كذلك على أهمية فنون العيش في هذا اإلطار لما‬ ‫تشكله من وجه حضاري لتاريخ الشعوب‪.‬‬ ‫وأوضح للمشاركين في هذه الورشة أنه يجب البحث‬ ‫عن مسارات جديدة للتنمية من خالل مشاريع مندمجة‬ ‫في محيطها السيوسيوثقافي‪ ،‬وتكون الساكنة من‬ ‫خالل الجمعيات والتعاونيات فاعال أساسيا في االقتراح‬ ‫والتنفيذ‪ ،‬مثيرا االنتباه إلى أهمية اعتماد تقنيات حديثة‬ ‫في مجال التسويق ونشر المعلومات الصحيحة‪ ،‬ووضع‬ ‫هذه المشاريع في سياقها الصحيح االقتصادي والثقافي‪،‬‬ ‫والدور الذي يلعبه اإلشهار في توجيه الناس وتحويلهم‬ ‫إلى زبناء‪.‬‬ ‫السيد الغبزوري السكناوي أكد على أهمية التمكن‬ ‫من مجموعة من المعارف واآلليات التي يمكن من‬ ‫خالل إشاعة ثقافة استهالكية جديدة‪ ،‬حيث اإلستجابة‬ ‫لحاجيات ورغبات الزبناء تتم بداية عن تحويلها إلى‬ ‫استهالك‪ ،‬مقترحا إطالق حملة ” ‪”consommer local‬‬ ‫في محاولة لتحسيس الناس بأهمية المنتوج المحلي‬ ‫كيفيما كان نوعه وطبيعته‪ ،‬وهي الحملة التي سوف‬ ‫تركز على مختلف الجوانب المهمة في المنتجات المحلية‬ ‫وتعريف الناس عليها‪.‬‬ ‫وأكد المشاركون على أهمية هذه المبادرة التي‬ ‫قامت بها جمعية إمنزا للتراث والمسرح‪ ،‬خاصة أنها‬ ‫األولى من نوعها سواء على مستوى البرمجة أو التنظيم‪،‬‬ ‫حيث جر اللقاء في محيط القلعة وفي جلسة يلفها التراث‬ ‫من كل جهة بعيدا عن األضواء الساطعة لمقرات الفنادق‬ ‫والقاعات المكيفة‪ ،‬وهو االتجاه الصحيح في تقريب‬ ‫الكثير من المفاهيم المرتبطة بالسياحة الثقافية وكيفية‬ ‫مساهمة التراث في التنمية حتى ال تبقى هذه المواضيع‬ ‫حبيسة اللقاءات األكاديمية فقط‪.‬‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2016‬‬

‫العدد ‪833‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)303‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫هذا إلى وزير التربية الوطنية !‬ ‫متابعة الدراسة بشعبة التكنولوجيا‬ ‫في غياب األشغال التطبيقية‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫التدبير العشوائي للشأن التربوي يجعل كل حديث عن إرساء دعائم مدرسة اإلنصاف‬ ‫وتكافؤ الفرص وتجويد العرض التربوي ‪ ،‬حديثا أجوفا ‪ ،‬وفاقدا لكل مصداقية أمام الواقع‬ ‫الذي يعلو وال يعال عليه ‪.‬‬ ‫واحدة من صور هذا الواقع الموبوء للتعلمات نلمسها في معاناة تالميذ وتلميذات‬ ‫شعبة التكنولوجيا الذين يتابعون دراستهم بثانوية ابن زهر التأهيلية ‪ .‬فحسب ما وقفت‬ ‫عليه الجريدة ‪ ،‬وما توفر لها ‪ ‬من معطيات من أكثر من مصدر ‪ ، ‬فإن متابعة الدراسة‬ ‫بشعبة التكنولوجيا ‪ ( ،‬العلوم الكهربائية ‪ ،‬العلوم الميكانيكية ) لم ‪ ‬تتخط عتبة الدروس‬ ‫النظرية منذ ثالث سنوات ‪ ،‬تاريخ فتح هذه الشعبة أبوابها في وجه التالميذ والتلميذات‬ ‫الذين يقع اختيارهم على هذا المسار ‪ ،‬بينما األشغال التطبيقية التي تعتبر أساسية في‬ ‫هذه الشعبة لم يسبق أن استفادوا منها ‪ ،‬وذلك يضيف عضو بمكتب جمعية آباء وأمهات‬ ‫التالميذ راجع إلى عدم توفر اآلليات واألدوات والحجرات الخاصة بذلك ‪ .‬ولمواجهة هذه‬ ‫الوضعية التي يشتكي منها المتعلمون والمتعلمات ‪ ،‬وتنعكس سلبا على تعلماتهم‬ ‫اختارت األكاديمية الجهوية ‪ ‬في نسختها السابقة التفرج على الوضعية ‪ ،‬تاركة الطاقم‬ ‫اإلداري والتربوي وجمعية أمهات وآباء التالميذ بثانوية ابن زهر يتدبرون أمر التالميذ ‪.‬‬ ‫والتدبر لم يكن أكثر من تنظيم “ زيارة دراسية “ ‪ ‬يوما في السنة ‪ ،‬إلى الثانوية التقنية‬ ‫بشفشاون ‪ ،‬حيث يتبرك التالميذ ببركة اآلليات التي يسمعون بها ‪ ،‬ويعودون إلى حال‬ ‫سبيلهم ‪.‬‬ ‫السؤال الذي يطرحه كل متتبع لهذا الملف ‪ ،‬هو هل كانت الضرورة التربوية تقتضي‬ ‫التعجيل بتعزيز شبكة الشعب العلمية واألدبية المدرسة بالثانويات التأهيلية ‪ ‬بوزان‬ ‫بشعبة التكنولوجيا قبل توفير البنية التحتية األساسية حيث تجري األشغال التطبيقية ‪،‬‬ ‫وتعزيزها بالتجهيزات وأدوات العمل الضرورية والكافية ؟‬

‫محمد حمضي‬

‫شارع البصيري ‪:‬‬ ‫عربة لبيع عصير الفواكه تثير قلق‬ ‫أصحاب المقشدات والملبنات‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫َ‬ ‫لوحظ‪ ،‬منذ مدّة‪ ،‬بائع يعرض منتوجاته على متن عربة مجرورة‪ ،‬بشارع البصيري بطنجة‪،‬‬ ‫حيث يعصر جميع أنواع الفواكه‪ ،‬ويقدّمها لزبنائـه‪ ،‬أمام المأل‪ ،‬وكأنه يزاول نشاطه داخل‬ ‫ّ‬ ‫ترخيص‪ ،‬يخول له القيام بذلك!‬ ‫محل‪ ،‬ويتو ّفر على‬ ‫ٍ‬ ‫أكثر من هذا‪ّ ،‬‬ ‫أن المعني باألمر‪ ،‬يتسببُ في تلويث المكان‪ ،‬معرضاً أرضيــة الشارع للبلل‬ ‫واألوساخ‪ ،‬مما قد يتسبب ـ كذلك ـ في إلحاق ألذى بالمارة‪ ،‬وخاصة المسنين‪ ،‬ألنهم مرشّحون‬ ‫لفقدان توازنهم والسقوط أرضاً‪ ،‬نتيجة بلل وانحدار المكان ذاته!‬ ‫ولإلشارة‪ ،‬وفي ّ‬ ‫ظل ما يقوم به هذا البائع في ممارسته لهذا النوع من التجارة‪ ،‬بمنتهى‬ ‫الحرية‪ ،‬في الوقت الذي يمنع ذلك على العديد من البائعين الجائلين‪ّ ،‬‬ ‫فإن ما يتبادر إلى الذهن‬ ‫هو ّ‬ ‫أن المعني باألمر يتمتعُ بمعاملة خاصة من طرف المفترض فيهم أن يطبقوا القانون في‬ ‫ح ّقه‪ ،‬ونعني بذلك بالدّرجة األولى الملحقة اإلدارية الرابعة‪ ،‬بحكم ّ‬ ‫أن عربة الفواكه‪ ،‬علماً أنها‬ ‫ممدودة بسلك كهربائي‪ ،‬توجد تحت نفوذها‪.‬‬ ‫ولهذه األسباب وغيرها‪ ،‬وجه تجار شكاية في الموضوع إلى الملحقة المذكورة‪ ،‬تتو ّفر‬ ‫الجريدة على نسخة منها‪ ،‬يلتمسـون من خاللها التدخل العاجـل لرفع الضرر عنهم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫المتمثل في تعــريض مقشــدات وملبنات للكساد‪ ،‬فيما يخصّ العصائر‪ ،‬لكن مرت مدة‬ ‫ليست بالقصيرة‪ ،‬دون أن ّ‬ ‫يحل المشكل المطروح‪ ،‬بل ازداد العصيرُ عصيراً!؟‬

‫محمد الهنداوي‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪303‬‬


‫الرياضي‬ ‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 833‬ـ الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2016‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫الريا�ضة بني املا�ضي واحلا�ضر‬

‫كلمة العدد‬

‫تحدثت‬

‫أخبار عن إقدام لحسن السكوري وزير الشباب والرياضة‪ ،‬على إيقاف‬ ‫الئحة ترقيات تضمنت موظفين أشباح بوزارته‪ .‬كان هذا فقط في‬ ‫بداية مهام الوزير الحركي وهو (يسخن) كرسيه حين حل مكان قائده وزميله في‬ ‫الحزب‪ ،‬امحند العنصر‪ .‬لكن سرعان ما طوي هذا الملف ولم نعد نسمع عن مآله‪.‬‬ ‫والمشكلة أن القائمة تضمنت أسماء رياضيين كبار يستنزفون المال العام للدولة‪،‬‬ ‫ويستفيدون من الترقية رغم عدم لمسهم جدران مقرات العمل ولو لبضع دقائق‪ ،‬من‬ ‫أبطال عالميين ومدربين‪ .‬وأغلبهم يتقاضى أجرا بين السلم ‪ 10‬و ‪ .11‬ويحدث هذا في‬ ‫ظل تنامي ظاهرة البطالة واحتجاجات حاملي الشهادات‪ .‬علما أن أموال كبيرة تهدر‬ ‫في هذا الريع الذي لم يعد مقبول‪ .‬وكنا نتمنى حين لم يعد هذا البطل يتوقف على‬ ‫هذا (الراتب)‪ ،‬بعدما يغتني من مجاله الرياضي‪ ،‬فمن االجدر أن ينسحب هو بنفسه عن‬ ‫طواعية‪ ،‬ويعلن تركه لمنصبه الوظيفي لفائدة آخرين من شباب البلد الذين يعانون‬ ‫من قهر الزمن ومن المشاكل االجتماعية بسبب البطالة‪ .‬وسيكون هنا بطال حقيقيا‪.‬‬

‫عبد الحق بنشيخة‪...‬‬ ‫مدرب احتاد طنجة‬

‫• هل كنت تتوقع هذه النتيجة الكاسحة أمام‬ ‫منافس قوي من حجم الوداد البيضاوي‪ ،‬و ما هي‬ ‫القراء التي اعتمدتها؟‬

‫الرياضة قديما (‪)3‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬التربية الرياضية في العصور الوسطى ‪:‬‬ ‫أ) التربية الرياضية في العصور المظلمة‪:‬‬ ‫تميزت العصـور المظلمـة التي جاءت في أعقــاب انهيار‬ ‫اإلمبراطوريــة الرومانية بتأخـر ثقافي إلى حد كبيــر‪ ،‬ولهذا‬ ‫كان التفكير التربوي متأثرا باالتجاه الرهباني إزاء الجسم‬ ‫والنشاط الرياضي والرقـص‪ .‬وبالرغم من كل التأخر الذي‬ ‫صاحب فتوحات «التوتونيــوم» إال أن هذه الفتوحات كانت‬ ‫سندا للنشاط الجسماني‪ ،‬حيث أنهم كانوا قبائل رحالة أقوياء‬ ‫واستمر الحال حتى قامت حركتان عملتا ضد انتشار هذا النشاط‬ ‫الجسماني وهما «حركات التقشــف وقهر الجسم» و«حركة‬ ‫الفلسفة الالهوتية»‪ .‬ولقد أبطل اإلمبراطور المسيحي (سيود‬ ‫وسيس ) األلعاب األولمبية عام ‪394‬م باعتبارها تقليدا وثنيا‪،‬‬ ‫أما الالهوتية فهي تدعو للحقائق وال تهتم بالبدنية باعتبارها‬ ‫غير ضرورية ‪.‬‬

‫• • أوال‪ ،‬بالنسبة لهذه المباراة كان هناك تحضير‪،‬‬ ‫كبير‪ .‬حضرنا كل الجزئيات الممكنة للمباراة‪ ،‬لكن وبكل‬ ‫صراحة لم نكن ننتظر إحراز نتيجة قوية كالتي حققناها‬ ‫بالفوز بثالثية نظيفة‪ ،‬وباألداء الذي قدمه الالعبون‪.‬‬ ‫لكنني وظفت تجربتي في مجال كرة القدم‪ ،‬ومن خاللها‬ ‫كنت أعرف أن الوداد بعدما قدم مباراة كبيرة في‬ ‫المنافسات القارية‪ ،‬ستكون هناك أمور مغايرة في مباراتنا‪.‬‬ ‫لذا طلبت من الالعبين‬ ‫ضرورة االستفـــادة من‬ ‫هذا المنحى اإليجابي لنا‪،‬‬ ‫وعلى ضرورة الضغــط‬ ‫ومباغثة الفريق الودادي‬ ‫منذ بداية المباراة‪ .‬وهذا‬ ‫يتطلب منـــا أن نقـــوم‬ ‫بمباراة متكاملة‪ .‬وهذا ما‬ ‫حدث في المباراة حيث أن‬ ‫اتحاد طنجة قدم مباراة‬ ‫مقنعـة جـــدا‪ .‬وبالنسبة‬ ‫لقراءة المباراة‪ ،‬من خالل‬ ‫قراءتي للفريق المنافس‬ ‫وتركيبـة دفـــاعـــه التي‬ ‫يقودها السينغالي فال ومحسن رابح وآخرون‪ ،‬وهو دفاع‬ ‫قوي‪ ،‬هيئنا تركيبة تعتمد على المهارات التقنية وعلى‬ ‫السرعة‪ ،‬وتمكنا من خلق متاعب كبيرة لهم‪ .‬الحمد هلل‬ ‫قدمنا مباراة في المستوى الكبير‪ ،‬أوالدي كانوا رائعين‬ ‫وأشكرهم على ذلك‪.‬وأنوه بالجمهور الذي شجعنا بقوة‬ ‫شجع‪ .‬واألهداف التي سجلناها‪ ،‬سيما الهدف األول المبكر‪،‬‬ ‫سهلت علينا المباراة وكان باإلمكان أن تكون االنتيجة‬ ‫أكبر‪ ،‬كانت هناك أخطاء‪ ،‬ضيعنا أهداف كثيرة من خالل‬ ‫المرتدات‪ ،‬بالنسبة لي بعض المرتدات‪ ،‬سيما بثالثة‬ ‫العبين ضد واحد أحسبها هدف‪ .‬صحيح‪ ،‬كل ما أتيحت‬ ‫لك الفرصة وتسجل هدف مبكرا‪ ،‬تفتح لك شهية البحث‬ ‫عن مزيد من األهداف‪ .‬اليوم كنا في يومنا‪ .‬كنت قلق في‬ ‫العشر دقائق األخيرة من الشوط األول‪ ،‬نبهت الالعبين‬ ‫في مستودع المالبس وقلت لهم أننا اليوم في يومنا‪.‬‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬ ‫ب‪ -‬التربية الرياضية في عصر األقطاع‪ ‬‬ ‫انتشرت األقطاـــع في العصـــور الوسطـــى بعد موت‬ ‫اإلمبراطور (تشارلمان) عام ‪418‬م‪ .‬وكان موتته إيذانا بقيام‬ ‫نظام اجتماعي جديد‪ .‬وسميت الفترة من القرن التاسع‬ ‫إلى القرن الرابع عشر بعهد األقطاع‪ .‬ولقد حتمت الظروف‬ ‫االجتماعية على الطبقة الحاكمة أن تربي أبنائها تربية خاصة‬ ‫على نضام الفروسية‪ ،‬وظهرت طبقة النبالء وطبقة العبيد‪،‬‬ ‫ومارس الفالحون بعض ألوان من النشاط الرياضي كناحية‬ ‫ترويحية مثل الرقص في جماعات‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫• البعض يقول أن الوداد اشتكى من غيابات‬ ‫خالل المباراة‪ ،‬ما رأيك؟‬

‫• • إذا كان الوداد البيضاوي اشتكى من نقص أو‬ ‫غيابات على مستوى تركيبة الالعبين‪ ،‬فأنا في هذه الحالة‬ ‫علي أن أبكي‪ ،‬ألنني أشتكي من الغيابات وبداعي اإلصابة‬ ‫أكثر من الوداد البيضاوي‪ ،‬ليس اليوم فقط‪ ،‬ولكن منذ‬ ‫انطالق البطولة‪ .‬وبكل صراحة‪ ،‬هذا من شيمي أنني‬ ‫أرفض االختفاء وراء الغيابات‪ ،‬ألن جميع الالعبين بالنسبة‬ ‫لي لهم أدوار بالفريق‪ .‬لهذا ال أشتكي‪.‬‬

‫• كنت تتحدث عن البقاء كهدف‪ ،‬أال تعتقد أن‬ ‫للفريق حظوظ من‬ ‫هذه البطولة‪ ،‬و هل‬ ‫هناك تغييرات خالل‬ ‫الموسم المقبل؟‬

‫• • لما ال نتحدث‬ ‫عن اللعب على البطولة‪،‬‬ ‫يوم تكلمــت عن ‪34‬‬ ‫نقطـــة كهـــدف خالل‬ ‫بداية مشواري على راس‬ ‫اإلدارة التقنية للفريق‪،‬‬ ‫البعض انتقدني واعتقد‬ ‫أنني ألعب بدون طموح‪،‬‬ ‫لكن اختياراتي وطريقة‬ ‫عملي تصب في هذا التفكير‪ ،‬وأنا أشتغل وأخطط لكل‬ ‫مرحلة على حدى‪ .‬واليوم بعدما حققت هدف ‪ 34‬نقطة‪،‬‬ ‫قلت لالعبين أن طموحنا حاليا ال بد أن يكبر للمنافسة على‬ ‫أعلى مستوى‪ ،‬لما ال أن تلعب مدينة طنجة في المنافسات‬ ‫القارية‪ .‬سنحاول و الكمال على اهلل‪ ،‬على األقل أن نبذل‬ ‫مجهود من أجل هذا الهدف الثاني‪ .‬وبالنسبة للموسم‬ ‫المقبل‪ ،‬كنا تحدثنا عن هدف ضمان البقاء بالقسم األول‬ ‫في موسمنا األول‪ .‬نحن نشتغل وفق برامج‪ .‬أصبحنا منذ‬ ‫اليوم نخطط للموسم المقبل‪ ،‬و انطلقنا في القيام بأمور‬ ‫كثيرة‪ ،‬ومنذ أن بلغنا هدف ‪ 34‬نقطة‪ .‬وخاللها اجتمعت‬ ‫مع الالعبين وطرحت فكرة اللعب على اللقب‪ ،‬وكما قلت‪،‬‬ ‫سنجرب حظنا‪ .‬والكرة فيها مفاجآت‪ .‬ونحن علينا أن‬ ‫نستغل كل األمور‪ ،‬سيما أن وراءنا جمهور كبير يساندنا‬ ‫داخل وخارج الملعب‪.‬‬

‫الريال يواجه سيتي وأنشلوتي يحذر‬

‫وضعت قرعة نصف نهائي دوري‬ ‫أبطال أوروبا مانشستر سيتي في مواجهة ريال مدريد‪.‬‬ ‫وتقام مباراة الذهاب في ‪ 26‬و‪ 27‬أبريل‪ ،‬واإلياب في ‪ 3‬و‪4‬‬ ‫مايو‪ ،‬فيما يقام النهائي في ‪ 28‬مايو في بملعب «جيوسيبي‬ ‫ميازا» بميالنو‪ .‬وتواجه سيتي والريال سابقا في دوري أبطال‬ ‫أوروبا في مناسبة واحدة موسم ‪ ،2013-2012‬وفاز الريال‬ ‫ذهابا في البيرنابيو ‪ 0-3‬وحسم التعادل ‪ 1-1‬في االياب‪.‬‬ ‫ولم ينهزم الريال في آخر ‪ 8‬مباريات خاضها ضد األندية‬ ‫االنكليزية‪ .‬وحذر المدرب اإليطالي المخضرم‪ ،‬فريقه السابق‬ ‫ريال مدريد من أن بطولة دوري أبطال أوروبا ال تمنح فرصا‬ ‫ثانية وأنه سيكون من الصعب على الريال تكرار االنتفاضة‬ ‫في النتيجة التي حققها في دور الثمانية أمام فولفسبورج‬ ‫األلماني أمام منافسه في المربع الذهبي‪ .‬وكتب أنشيلوتي‬ ‫في عموده بموقع (سينا سبورتس) الرياضي الصيني «في‬ ‫التشامبيونز ال توجد فرص ثانية‪ .‬إذا أراد ريال مدريد تكرار‬ ‫انتفاضته في نصف النهائي فسيكون هذا أمر صعب للغاية‪ .‬الفريق اآلن على بعد ثالث مباريات فقط من اللقب الحادي‬ ‫عشر»‪ .‬وأبرز أن الفريق األبيض «كان على مستوى الحدث وسط جماهيره» باالنتصار على فولفسبورج ‪ 0-3‬في إياب ربع‬ ‫النهائي‪ ،‬ممتدحا مهاجم الفريق‪ ،‬البرتغالي كريستيانو رونالدو صاحب «الهاتريك» مشيرا إلى أنه قدم مباراة «مذهلة»‪،‬‬ ‫ليقود انتفاضة الفريق الذي كان قد خسر ذهابا في ألمانيا بهدفين نظيفين‪.‬‬


‫العدد ‪833‬‬

‫أخبـار‬ ‫اتحـاد طنجـة‬

‫الشمال الرياضي‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2016‬‬

‫الخليفي تتوج بطلة للمغرب في رياضة‬ ‫التنس على الكراسي المتحركة‬

‫‪19‬‬

‫أخبـار‬ ‫المغرب التطواني‬

‫الجامعة تكشــف أسبـاب إلغـــاء‬ ‫عقوبة طنجة‬

‫الجامعة تحسم عقوبة كروش‬ ‫واألخير يعتذر‬

‫أثارت قضية إلغاء عقوبة إجراء قمة الجولة‬ ‫ال ‪ 23‬بين اتحاد طنجة والوداد بالبطولة‬ ‫االحترافية لكرة القدم بدون جمهور من‬ ‫طرف لجنة االستئناف عدة تساؤالت‪ ،‬ما جعل‬ ‫جامعة الكرة تؤكد عبر ناطقها الرسمي محمد‬ ‫مقروف أن قرار اإللغاء له دوافعه‪ .‬وكانت‬ ‫اللجنة التأديبية عاقبت اتحاد طنجة بإجراء‬ ‫مباراته أمام الوداد بدون جمهور بسبب شهب‬ ‫اصطناعية‪ ،‬قبل أن تلغي لجنة االستئناف‬ ‫العقوبة‪ .‬وقال مقروف في تصريحات إعالمية‪:‬‬ ‫“ قرار لجنة االستئناف بإجراء المباراة بحضور‬ ‫الجمهور راجع للقوانين المعمول بها في‬ ‫االتحاد الدولي لكرة القدم‪ ،‬وبما أن الشهب‪ ‬لم‬ ‫تسقط في الملعب ولم تعرقل السير العام‬ ‫للمباراة فإنه يتم االكتفاء بالغرامة المالية‪”.‬‬ ‫وتابع‪“ :‬أي فريق الحق في ‪ ‬اللجوء لالستئناف‬ ‫في حال وجود خطأ في تقدير اللجنة ‪ ‬التأديبية‪،‬‬ ‫لذلك تم إلغاء عقوبة إجراء المباراة بدون‬ ‫جمهور‪ ”.‬يشار إلى أن اتحاد طنجة كان قد‬ ‫هدد بمقاطعة المباراة في حال لم تنصفه لجنة‬ ‫االستئناف‪ ،‬علما أن الفريق الطنجي يرى أيضا‬ ‫في استقباله المتصدر الوداد فرصة لتحقيق‬ ‫موارد مالية هامة‪.‬‬

‫حسمت اللجنة التأديبية التابعة للجامعة‬ ‫الملكية المغربية لكرة القدم عقوبة العب‬ ‫المغرب التطواني زيد كروش ومدافع المغرب‬ ‫الفاسي عبدالرحمن بنكجان‪ ،‬بعدما صدرا‬ ‫منهما سلوكا غير رياضي في المباراة التي‬ ‫جمعت الفريقين في الجولة ال ‪ 23‬بالدوري‬ ‫المغربي للمحترفين‪ .‬وتم إيقاف الالعبين ‪3‬‬ ‫مباريات واحدة منها موقوفة التنفيذ وغرامة‬ ‫قدرها ألف درهم دوالر‪ .‬وكان بنكجان‬ ‫وكروش تشاجرا معا في المباراة بطريقة غير‬ ‫الئقة أثارت استياء الجميع‪ ،‬حيث طردهما حكم‬ ‫المباراة على الفور‪ .‬وقدم كروش‪ ،‬اعتذاره‬ ‫لفريقه بعد الطرد الذي تعرض له في هذه‬ ‫المباراة‪ ،‬وقال كروش في مؤتمر صحفي‬ ‫‪”:‬أسف على ما حدث‪ ،‬ضغط المباراة دفع بي‬ ‫إلى هذا السلوك‪ ،‬خاصة أننا كنا منهزمين‪،‬‬ ‫رغبتنا في التسجيل أثرت علينا”‪ .‬وأضاف‬ ‫“ليس من أخالقي أن أتشاجر في المباريات‪،‬‬ ‫لذلك أقدم اعتذاري لكل الفريق على ما صدر‬ ‫مني‪ ،‬وأتمنى أن نستعيد توازننا في المباريات‬ ‫المقبلة”‪.‬‬

‫أحرزت البطلة المتألقة‪ ،‬مليكة الخليفي البطولة الوطنية‬ ‫لكرة المضرب على الكراسي المتحركة لحساب الموسم‬ ‫الرياضي ‪ 2016 / 2015‬بالدار البيضاء بفوزها على منافستها‬ ‫نعيمة حبوبي من الودادية المغربية للمعاقين بجولتين‬ ‫لصفر (‪ .)6-3 / 6-0‬وكانت الخليفي‪ ،‬التي تنتمي لنادي أبناء‬ ‫البوغاز لرياضة االشخاص المعاقين بطنجة‪ ،‬أثبتت أن التألق‬ ‫في المحافل الرياضية غير مقرون باألسوياء فقط‪ ،‬واستطاعت‬ ‫تحقيق النجاح في مسارها الرياضي والتألق في رياضة التنس‬ ‫على الكرسي المتحرك من خالل تحقيق مجموعة من اإلنجازات‬ ‫بوأتها مراكز هامة على المستوى القاري والعربي وبالتالي‬

‫التأهل إلى بطولة العام في هذه الرياضة التي ستجرى باليابان‬ ‫خالل شهر ماي المقبل بعد اجتيازها بنجاح لألدوار التمهيدية‬ ‫على مستوى القارة اإلفريقية ما بين ‪ 18‬و ‪ 21‬فبراير ‪.2016‬‬ ‫كما منحت الخليفي أخيرا ميدالية ذهبية للمغرب بعد إحرازها‬ ‫دوري دولي للتنس على الكرسي المتحرك الذي دار رحاه ما‬ ‫بين ‪ 14‬و ‪ 17‬من فبراير الماضي بنايروبي‪ ،‬عاصمة كينيا‪.‬‬ ‫ويذكر أن مليكة الخليفي تخوض تداريبها بالنادي البلدي لكرة‬ ‫المضرب بطنجة‪ ،‬ويشرف على تدريبها المدرب الفنيزويلي‬ ‫بابلو باريا‪.‬‬

‫نادي التنمية الرياضية بطل كأس العرش للكريكيت‬ ‫في ضيافة رئيس الجهة‬

‫إحالة الالعبين اإلسبانيين على‬ ‫المجلس التأديبي‬

‫الخالقي متفائـــل للعـــب على‬ ‫البطولة‬ ‫أكد أيوب الخاليقي العب اتحاد طنجة أنه‬ ‫يثق في قدرة فريقه على تحقيق لقب البطولة‪،‬‬ ‫مشيراً الى ان اعتالء منصة التتويج نهاية‬ ‫الموسم لن يكون مستحيال‪ .‬وتابع الخاليقي‬ ‫في تصريح تلفزيوني أن اتحاد طنجة يملك كل‬ ‫مواصفات الفريق البطل‪“ :‬أنجزنا مهمة بدت‬ ‫للبعض معقدة أمام الوداد المتصدر‪ ،‬وحصلنا‬ ‫على انتصار بغاية األهمية مكننا من التموقع‬ ‫المريح بين فرق الصدارة‪ .‬و مستعدون‬ ‫للمنافسة حتى الرمق األخير على اللقب‪ ،‬وأرى‬ ‫أن إمكانية اعتالئنا منصة التتويج متاحة”‪.‬‬ ‫وختم الخاليقي‪“ :‬الظروف متاحة داخل اتحاد‬ ‫طنجة للتوقيع على موسم مميز‪ ،‬لو واصلنا‬ ‫بنفس الثقة سيكون بإمكاننا احراز اللقب‪ ،‬وكل‬ ‫شيء وارد حتى الجولة األخيرة من الدوري”‪.‬‬

‫اعتقـال مروجـي التذاكر المزورة‬ ‫لمباراة طنجة والوداد‬ ‫نجحت السلطات األمنية بطنجة ‪ ،‬في‬ ‫احتواء مشكل التذاكر المزورة التي راجت في‬ ‫الشوارع لمباراة اتحاد طنجة‪ ،‬وضيفه الوداد‬ ‫البيضاوي‪ ،‬ضمن الجولة الـ ‪ 23‬بالدوري‬ ‫المغربي للمحترفين لكرة القدم‪ ،‬والتي ستجرى‬ ‫هذا المساء‪ .‬وأعلن نادي اتحاد طنجة‪ ،‬أنه تم‬ ‫إلقاء القبض على األشخاص الذين روجوا هذه‬ ‫التذاكر‪ ،‬وناشد الجماهير باقتناء التذاكر من‬ ‫الشبابيك التي تم تخصيصها وعدم شرائها‬ ‫من السوق السوداء أو األشخاص المتجولين‬ ‫في الشوارع‪ .‬وعرفت مباراة اتحاد طنجة والوداد‬ ‫حضور جمهور قياسي من كال الفريقين‪ ،‬حيث‬ ‫امتأل ملعب طنجة الكبير عن آخره في هذه‬ ‫القمة التي آلت نتيجتها لمصلحة اتحاد طنجة‬ ‫بثالثية نظيفة‪ .‬ويحتل الوداد المركز األول‬ ‫برصيد ‪ 41‬نقطة‪ ،‬فيما يحتل اتحاد طنجة‬ ‫المركز الرابع بـ ‪ 37‬نقطة‪ .‬‬

‫استقبل إلياس العماري‪ ،‬رئيس مجلس جهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة‪ ،‬بحضور نائبته سمية فخري‪ ،‬صباح‬ ‫الثالثاء الماضي‪ ،‬بمقر الجهة‪ ،‬أعضاء المكتب المسير‬ ‫لنادي التنمية الرياضية للكريكيت بطنجة بمناسبة‬ ‫إحرازه كأس العرش لسنة ‪ .2015‬وهنأ العماري بطل‬ ‫الكأس على إنجازه الذي شرف به مدينة طنجة والجهة‬

‫بصفة عامة‪ .‬ويذكر أن نادي التنمية الرياضية لطنجة‬ ‫للكريكيت‪ ،‬فاز على جمعية سال في نهائي كاس العرش‬ ‫في المباراة التي جمعتهما بملعب الفليني بالمعمورة‬ ‫بسال بعد زوال األحد الماضي بحصة ‪ 152‬مقابل ‪.128‬‬ ‫وهي الكأس الخامسة في مسار هذا النادي المتألق في‬ ‫اللعبة‪.‬‬

‫ريال مدريد يواجه مانشستر سيتي بدوري أبطال‬ ‫أوروبا وليفربول يصطدم بفياريال بالدوري األوروبي‬ ‫‪ ‬أسفرت قرعة الدور نصف النهائي من بطولة‬ ‫دوري ابطال اوروبا لكرة القدم التي أقيمت خالل الحفل‬ ‫الذي يقيمه اإلتحاد األوروبي لكرة القدم بمدينة نيون‬ ‫السويسرية الجمعة‪ ،‬عن منافسات شرسة حيث اصطدم‬ ‫ريال مدريد بمانشستر سيتي‪ ،‬ويواجه بايرن ميونيخ‬ ‫فريق اتلتيكو مدريد‪ .‬وقد تأهل لهذا الدور فريقين من‬ ‫العاصمة اإلسبانية وهما ريال مدريد وأتلتيكو مدريد‬ ‫وفريق الماني بايرن ميونيخ وأخيرا مانشستر سيتي‬ ‫اإلنجليزي الذي تأهل لهذا الدور ألول مرة في تاريخه ‪.‬‬ ‫وتم أيضا خالل القرعة تحديد الفريق صاحب األرض في‬ ‫المباراة النهائية‪ ،‬وذلك ألغراض تنظيمية منها اختيار‬ ‫الزي األساسي‪ ،‬حيث اصبح الفائز في المواجهة االولى‬ ‫بين ريال مدريد ومانشستر سيتي هو صاحب االرض‬ ‫وتقام مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا ‪ 2016‬على ملعب‬ ‫سان سيرو بمدينة ميالن اإليطالية‪ .‬وتقام مباريات‬ ‫الذهاب لدور نصف النهائي يومي ‪ 26‬و‪ 27‬أبريل الجاري‪،‬‬ ‫ومباريات اإلياب ستكون يومي ‪ 3‬و‪ 4‬مايو القادم‪.‬‬

‫وأسفرت قرعة الدور نصف النهائي من بطولة‬ ‫الدوري االوروبي لكرة القدم عن منافسات شرسة حيث‬ ‫اصطدم اشبيليه االسباني حامل اللقب مع شاختار‬ ‫االوكراني بينما يواجه ليفربول االنجليزي فريق فياريال‬ ‫االسباني‪ .‬وتأهل لهذا الدور فرق اشبيلية حامل اللقب‬ ‫وفياريال من إسبانيا باإلضافة إلى ليفربول اإلنجليزي‬ ‫وشاختار دونيتسك‪ ‬األوكراني‪ .‬وشهدت قرعة دور نصف‬ ‫نهائي الدوري األوروبي نظام المواجهات المباشرة‬ ‫بين جميع الفرق حتى الفرق المنتمية لنفس الدولة‪،‬‬ ‫وتم أيضا سحب قرعة المباراة النهائية‪ ،‬وذلك ألغراض‬ ‫تنظيمية منها تحديد زي كل فريق وجاءت القرعة ليكون‬ ‫الفائز من فياريال وليفربول كصاحب االرض في المباراة‬ ‫النهائي التي تقام بمدينة بازل السويسرية يوم ‪ 18‬مايو‬ ‫المقبل ‪ .‬وتقام مباراتي الذهاب للدور نصف النهائي‬ ‫لبطولة الدوري األوروبي يوم ‪ 28‬أبريل الجاري‪ ،‬وتقام‬ ‫مباراتي العودة يوم ‪ 5‬مايو المقبل ‪.‬‬

‫قرر مكتب المغرب التطواني عرض العبيه‬ ‫اإلسبانيين تاتا رويدا وخيسوس رودريجيز‬ ‫على المجلس التأديبي للفريق على خلفية‬ ‫إدالئهما بتصريحات أضرت بالفريق لقناة‬ ‫أجنبية‪ .‬ويملك الفريق التطواني الئحة داخلية‬ ‫تلزم العبيه ببعض األمور ومنها العودة إلدارة‬ ‫النادي قبل اإلدالء بتصريحات خاصة تتحدث‬ ‫عن األجواء الداخلية للفريق‪ .‬ويعتبر اإلسبانيان‬ ‫تاتا وخيسوس من أسوأ الصفقات بالدوري‬ ‫المغربي لالعبين األجانب‪ ،‬ولم يقدما إضافة‬ ‫تذكر للنادي خاصة بالهجوم الذي افتقد‬ ‫الكثير من مقوماته برحيل محسن ياجور للعب‬ ‫بالدوري القطري‪.‬‬

‫فشل المفاوضات للمرة الرابعة‬ ‫مع النملي‬ ‫فشلت جولة التفاوض الرابعة بين فريق‬ ‫المغرب التطواني والالعب المهدي النملي‪،‬‬ ‫في الخروج بنتيجة طيبة وحل ودي بين‬ ‫الطرفين‪ ،‬والتي دارت أمام لجنة النزاعات‬ ‫التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‬ ‫بعدما تشبث كل طرف بمطالبه‪ .‬وأصر الالعب‬ ‫الدولي السابق المهدي النملي على الحصول‬ ‫بـ ‪ 250‬مليون‪ ،‬وهي قيمة التعويضات المالية‬ ‫التي كانت قد خصصتها له الجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم‪ ،‬بعد إصابته بمعسكر‬ ‫األسود قبل خوض أمم أفريقيا ‪ 2013‬بجنوب‬ ‫أفريقيا واضطر معها لخوض جراحة على‬ ‫مستوى أربطة الركبة‪ .‬في حين اقترح مسؤولو‬ ‫الفريق التطواني تسديد ‪ 90‬مليون فقط‪،‬‬ ‫الشيء الذي لم يقبل به الالعب واضطر رئيس‬ ‫لجنة النزاعات بالجامعة لمطالبة التطواني‬ ‫بأداء مستحقات الالعب أو إيجاد حل ودي بين‬ ‫الطرفين بالفترة المقبلة قبل المثول أمامها‬ ‫مرة أخرى‪.‬‬


‫العدد ‪833‬‬

‫كلمة رئي�س التحرير ‪:‬‬ ‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫يا ُ‬ ‫نخـل‬ ‫كادت الرياح واألمطار المباغثة‪ ،‬أن تفقدنا أملنا في أن نتغنى‪ ،‬ذات يوم‪ ،‬ب‬ ‫«طنجة‪ ،‬ياوريدة بين النخيل» (‪ ....) ! ‬في مفرق بحرين‪! ‬‬ ‫ذلك أنه ما أن استقرت أشجار النخيل على ساقها بحافات الشوارع والطرق‬ ‫التي غزتها‪ ،‬حتى هب عليها طوفان األمطار والرياح العاتية‪ ،‬التي ال يعرف عنها‬ ‫«الخواجة» شيئا‪ ،‬ونحسب ‪ ،‬نحن‪ ،‬لها ألف حساب‪ ،‬فجعلتها «أرضا دكا»‪ ،‬ولوال‬ ‫ألطاف ربانية‪ ،‬لكانت الخسائر غير الخسائر‪ ،‬واألضرار فوق ما حصل !‬ ‫هجوم النخيل «المباغت» على طنجة‪ ،‬قوبل بغضب أهل المدينة ‪ ،‬ممن‬ ‫يعتقدون أن تلك الشجرة «المباركة» غريبة عن الحي الذي يبعد عن الصحراء‬ ‫الكبرى بما يفوق أربعة آالف كيلومتر‪ ،‬ويعتبرون أن اقتالع النخيل من موطنه‬ ‫األصلي و «الزج» به في بيئة غير بيئته أمر غير صحي‪.‬‬ ‫كيف جالت بخاطر الوالية والجماعة فكرة تحويل مدينة طنجة إلى «واحة»‬ ‫صحراوية على مشارف أوروبا؟‬ ‫اهلل أعلم‪ ... ! ‬ولكن هذا األمر يذكرنا بوال سابق أمر بإضفاء اللون الرملي‬ ‫الصحراوي على البنايات الرسمية ومنها الخاصة‪ ،‬و ال تزال بناية األمن بساحة‬ ‫‪ 9‬أبريل بساعتها الفخمة‪ ،‬شاهدة على تلك الحقبة التي شهدت أيضا « «طرد»‬ ‫أموات طنجة من مقابرهم واإللقاء بهم في أماكن مجهولة‪ ،‬من أجل زرع بعض‬ ‫الوريدات البرية وإنشاء موقف عشوائي للسيارات‪ ،‬األمر الذي اضطر اإلعالم‬ ‫إلى خوض حملة شرح من أجل إقناع الحاكم بأمره‪ ،‬بخصوصيات كل منطقة‬ ‫من مناطق المغرب‪.‬‬ ‫وهذا بالضبط‪ ،‬ما نجد صعوبة في إقناع كل وافد جديد على هذه المدينة‬ ‫التي عاشت مائتي سنة عاصمة دبلوماسية للمغرب‪ ،‬ما يفترض اختالط سكانها‬ ‫المتواصل مع أجانب من مستوى رفيع‪ ،‬وانسجامهم مع ضيوفهم وتأقلمهم مع‬ ‫أنماط حياتهم واطالعهم الواسع على لغاتهم وثقافاتهم‪.....‬‬ ‫غضب أهل طنجة من «غطاء» النخيل ألهم شوارع مدينتهم‪ ،‬لم يكن سببه‬ ‫انخراط الحكام في تحقيق تنمية «مندمجة» وفق مخطط «اندماجي» فطنجة‬ ‫«اندمجت» حتى «دمجت» في النسيج الوطني منذ ‪ ،1958‬سنة اجتماع فضالة‬ ‫و«العهد الملكي» الذي أبقى لهذه المدينة على بعض من صالحياتها في‬ ‫مجال التجارة واألعمال‪ .‬الغضب كان نتيجة قيام المسؤولين بـ «اغتيال» أشجار‬ ‫رافقتنا في حياتنا منذ قرن من الزمان‪ ،‬وهي أشجار أصيلة وجميلة وكريمة‬ ‫ومعطاءة تمأل الرحب خضرة ونضارة وجماال‪ ،‬واستبدالها بأشجار «غريبة»‬ ‫عن محيطنا ‪ ،‬تبدو عليها آثار الحزن واالكتئاب ‪ ،‬لما ألم بها من غبن النوى عن‬ ‫مواطنها األصلية والزج بها في غير بيئتها الطبيعية‪...! ‬‬ ‫غضب طنجة ناتج أيضا عن «اقتالع» زليج األرصفة بالشوارع الرئيسية‪،‬‬ ‫واستبدالها بأكوام من األحجار التي يردد الناس في شأنها الكثير من القصص‬ ‫والحكايات الغريبة‪ ،‬والتي تحتاج إلى خبرة كبيرة لتثبيتها بدقة فوق األرصفة‪،‬‬ ‫حتى ال تصبح مصيدة لألكعب العالية ألحذية النساء‪ ،‬أو أداة سهلة االقتالع‬ ‫واالستعمال في أغراض ال عالقة لها بتوفير مماش لـ «الباسيو» العزيز على أهل‬ ‫طنجة‪! ‬‬ ‫ومع ذلك فأهل طنجة يعتبرون أن شجرة النخيل مباركة حيث ورد ذكرها‬ ‫في القرآن الكريم عشرين مرة وفي ست عشرة سورة‪ ،‬وهي شجرة سعفها‬ ‫صال وخذوعها غماء وليفها رشاء ومزها إناء ورطبها غذاء‪ ،‬وهي الشجرة الوحيدة‬ ‫التي ال يتساقط ورقها‪ ،‬وتموت‪ ،‬كاإلنسان‪ ،‬بقطع رؤوسها‪ ،‬ولكنها ابنة بيئتها‬ ‫ال تحيى إال فيها وبها ‪ .‬ويقال فيها إن النخلة طلعت‪ ،‬ثم أبلحت‪ ،‬ثم أبسرت‪ ،‬ثم‬ ‫أزهت‪ ،‬ثم أمعت‪ ،‬ثم أرطبت‪ ،‬ثم أثمرت‪ .‬وكلما اقتلعت وزج بها في غير محيطها‬ ‫بدت كئيبة حزينة وفيها قال األمير عبد الرحمن الداخل في نخلة ألقي بها من‬ ‫ضفاف دجلة إلى قصر من قصور األندلس‪:‬‬ ‫تبدت لنا وسط الرصافة نخلة‬ ‫تناءت بأرض الغرب عن بلد النخيل‬ ‫فقلت‪ :‬شبيهي في التغرب والنوى‬ ‫وطول التنائي عن بني وعن أهلي‬ ‫نشأت بأرض أنت غريبة‬ ‫فمثلك في اإلقصاء والمنتأى مثلي‪.‬‬

‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2016‬‬

‫طلبة ماستر األدب العربي‬ ‫في المغرب العلوي – األصول واالمتدادات‬

‫طلبة سلك الدكتوراه‬ ‫وحدة النص األدبي العربي القديم‬

‫عبد اهلل المرابط الترغي‬ ‫أيقونة قيم ونبراس علم‬ ‫بتن�سيق مع‬

‫ملتقى الدراسات المغربية األندلسية وفرقة البحث في اإلبداع النسائي‬ ‫وفاء لروح عالمة واسع البحث والمشاركة‪ ،‬وإجالال لمبادراته‬ ‫اإلنسانية وألدواره التربوية واألكاديمية‪ ،‬وتقديرا لنتاجه المعرفي؛‬ ‫ينظم طلبة دكتوراه النص األدب��ي العربي القديم وماستر األدب‬ ‫العربي في المغرب العلوي – األصول واالمتدادات‪ ،‬بتنسيق مع ملتقى‬ ‫الدراسات المغربية األندلسية وفرقة البحث في اإلبداع النسائي بكلية‬ ‫اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان‪ ،‬لقاء علميا مفتوحا يهدف إلى بسط‬ ‫جوانب من سيرة إنسان جليل‪ ،‬وإن��ارة مجاالت من المنجز العلمي‬

‫لشخصية عالمة؛عليم المكتبة المغربية والعربية وخبير تراثها‪ ،‬المحقق‬ ‫والمصنف والمؤرخ األدبي‪ ،‬الذي ظل طوال مسيره التربوي والتعليمي‬ ‫قبلة الطلبة والمحققين‪ ،‬وتستمر مكتبته وإرثه العلمي مقصد الباحثين‬ ‫والدارسين‪ ،‬أيقونة القيم ونبراس العلم‪ :‬عبد اهلل المرابط الترغي‬ ‫المغربي‪ ،‬رحمة اهلل عليه‪.‬‬ ‫وذلك يوم الثالثاء ‪ 19‬صفر ‪ 1437‬هـ ‪ ،‬الموافق ل ‪26‬أبريل ‪.2016‬‬ ‫بدءا من العاشرة صباحا‪ ،‬بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان‪.‬‬

‫البرنامج ‪:‬‬

‫‪ : 10.00‬افتتـــــاح‬ ‫تنسيق‪ :‬بدر الدين المرابط‬ ‫ آيات بينات من الذكر الحكيم‬‫ كلمة رئيس شعبة اللغة العربية وآدابها‬‫ كلمة باسم فرقتي البحث‬‫‪ : 10.15‬شهادات‪ :‬عبد اهلل المرابط الترغي أيقونة‬ ‫قيم‪.‬‬ ‫محمد األميـن الترغـي‪ ،‬أبو الخيـر الناصري‪ ،‬نهاد‬ ‫المودن‪ ،‬عبد الحي الروسي‪ ،‬حنان العسري‪.‬‬ ‫‪ :10.45‬دراسات‪ :‬الدكتور عبد اهلل الترغي نبراس علم‬ ‫تدير الجلسة‪ :‬كريمة عثمان‪.‬‬ ‫ هدى المجاطي‪ :‬فن الترجمة عند الدكتور عبد اهلل‬‫المرابط الترغي‪.‬‬ ‫ محمد أملح‪ :‬الدكتور عبد اهلل المرابط الترغي‬‫محققا‪ :‬المفهوم واإلجراء‪.‬‬ ‫ عدنان الوهابي‪ :‬الدكتور عبد اهلل المرابط الترغي‬‫مدرسا‪.‬‬ ‫ محمد البالي‪ :‬د‪ .‬عبد اهلل الترغي مؤرخا أدبيا‪ :‬قراءة‬‫في مشروع ديوان الشعر المغربي‪.‬‬ ‫‪ :12.15‬مناقشـــــة‬ ‫‪ :13.00‬توصيات وختم‬ ‫باحة شــاي‬

‫انتخاب أول امرأة في تاريخ المغرب رئيسة للمجلس‬ ‫الجهوي للموثقين بطنجة‪-‬أصيلة‪-‬العرائش‬ ‫ج��رى ي��وم الثالثاء ‪ 12‬أبريل الجاري‬ ‫بمحكمة االستئناف بطنجة‪ ،‬انتخاب أول امرأة‬ ‫موثقة في تاريخ المغرب كرئيسة للمجلس‬ ‫الجهوي للموثقين بطنجة‪-‬أصيال‪-‬العرائش‪،‬‬ ‫ويتعلق األم��ر ب��األس��ت��اذة منى أول��ه��ري ‪،‬‬ ‫الموثقة بطنجة والتي حظيت بتزكية جميع‬ ‫المعنيين من سلك الموثقين بمنصب اعتبر‬ ‫قفزة نوعية في ظل مقاربة النوع واالعتزاز‬ ‫بنساء المغرب الفاعالت والعامالت دائما‬ ‫على تعزيز مكانة المرأة بالمجتمع المغربي‬ ‫وتمثيل المرأة المغربية بجل الفعاليات‬ ‫الدولية ‪.‬‬ ‫األستاذة منى أولهري ‪ ،‬الموثقة بمدينة‬ ‫طنجة أعربت عن امتنانها لهذه الثقة التي‬ ‫منحت لها ‪ ،‬مؤمنة بمدى جسامة المهام‬ ‫الملقاة على عاتق الموثقين وضرورة العمل‬ ‫على تطوير وترسيخ الثقة‪ ‬لدى المواطن‬ ‫واإلدارة معا‪ ،‬من حيث أن دور الموثقين‪ ،‬جزء‬ ‫ال يتجزأ من العمل الذي‪ ‬تؤديه الدولة عبر‬ ‫مختلف مؤسساتها‪ ،.‬وايمانا منها أيضا بأن‬ ‫عنصر التآزر والتضامن من أهم ما تنص‬ ‫عليه المواثيق المهنية على الصعيد الدولي‪،‬‬ ‫ال��ذي يفرض على المهنيين محاربة كل‬ ‫أشكال االحتكار وكل أساليب المنافسة غير‬ ‫المشروعة وعدم مس كرامة الموثقين ‪.‬‬ ‫ونشير إلى أن هذه العملية االنتخابية‬ ‫تشرف عليها وزارة العدل‪ ،‬من خالل لجنة‬ ‫على صعيد كل محكمة استئناف تتشكل من‬ ‫مستشارين اثنين على األقل ونائبين للوكيل‬ ‫العام للملك وستة موثقين‪ ،‬يتم اختيارهم‬ ‫من بين موثقين غير مترشحين لمنصب‬ ‫رئيس المجلس الجهوي وال لعضوية هذا‬ ‫المجلس‪.‬‬ ‫و بهذه المناسبة تم انتخاب أعضاء‬ ‫المجلس الجهوي بطنجة‪-‬أصيال‪-‬العرائش‬ ‫والذي ضم كل من األساتـذة الموثقيـن ‪:‬‬

‫عبد السالم الحضري ‪ ،‬ادريس أكومي‪ ،‬نور‬ ‫الدين شكوب‪ ،‬علي نيمزلين ‪ ،‬شكيب العلوي‪،‬‬ ‫أمين الهجري‪ ،‬ظريفة أمركان وسليم األحمدي‪.‬‬ ‫والبد أن نشير إلى أن تحديث المهنة‬ ‫واستقالليتها‪ ،‬تعتبر من أهم نقاط جدول‬ ‫أعمال المجالس الجهوية للموثقيــن على‬

‫الصعيد الوطني‪ ،‬ألنها باعتبارها مهنة حرة‬ ‫ومنظمة‪.‬‬ ‫فهنيئــا للمجلــس الجهوي للموثقين‬ ‫بطنجة ‪ -‬أصيال ‪ -‬العرائش بأول امرأة رئيسة‬ ‫للمجلس في تاريخ المغرب ‪.‬‬

‫ل‪.‬س‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.