اإلعالم وطن اإلنسان
يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع
الربيد الإلكرتوين : info@achamal.ma
املوقع الإلكرتوين : www.achamal.ma
املدير امل�س�ؤول :عبد احلق بخات ـ الهاتف 05.39.94.30.08 :ـ الفاك�س 05.39.94.57.09 : الـعـدد 836ـ الثمـن 4دراهم ـ الثـالثـاء � 04شعبان � 10 / 1437إلـى 16مــاي 2016
في شهر ماي الذي يخلد الثالث منه اليوم العالمي لحرية الصحافة ،والذي احتفل به هذا العام تحت شعـار «حرية الوصول إلى المعلومــة والحصـول على الحريـات العامــة» ،أصدر القضـاء المصري الحكم بإعدام ثالثة صحافيين بدعوى «التخابر» مع إسرائيل ....ال ،عفوا ... ،مع دولة قطر العربية..!!! وفي ماي ،أيضا ،صادقت لجنة العـدل والتشريـع وحقـوق اإلنسان بمجلس النواب المغربي ،وباألغلبية ،على مشروع قانون يعدل ويتمم بعض أحكام القانون الجنائي التي تهم أيضا قضايا تتعلق بالصحافة والنشر ،و تنص على «باقة» من العقوبات الزجرية ،منها الحبس إلى سنتين والغرامة إلى 500ألف درهم ضد كل من أساء إلى الدين اإلسالمي أو النظام الملكي أو الوحدة الترابية للمملكة أو حرض على التمييز أو الكراهية بين الناس، وذلك بوسائط متعددة منها الورقية واإللكترونية والسمعية ـ البصرية. الوزير الخلفي كتب أن عقوبات القانون الجنائي ال تسري على الصحافيين في حال وجود نص خاص (ونضيف :ووجود قضاء يتفاعل إيجابيا مع هذا النص).
ع .ك
األستاذ محمد بن عيسى ضيف ملتقى اإلعالم العربي بالكويت
«اإلعالم العربي وصناعة الثقافة اإلنسانية في مواجهة التطرف»
كان األستاذ محمد بن عيسى ،األديب والمفكر والوزير والسفير واإلعالمي واألمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة ،ضيفا على ملتقى اإلعالم العربي في دورته الثالثة عشرة المقامة بالكويت ما بين 1و 2ماي الجاري ،وكان من بين الشخصيات العربية البارزة المدعوة للمشاركة في هذه الدورة المنظمة تحت شعار «اإلعالم :مقومات وتحديات» برعاية وحضورسمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء بالكويت ،حيث تقدم األستاذ محمد بن عيسى بمداخلة بالغة األهمية عالج فيها دور اإلعالم في صناعة الثقافة اإلنسانية. كما أن األستاذ محمد بن عيسى كان من بين نخبة من الشخصيات العربية البارزة التي استقبلها أمير الكويت ،صباح األحمد الصباح بالديوان الملكي ،بحضور وزير اإلعالم الكويتي الشيخ سلمان الحمود الصباح وأمين عام الملتقى ،ماضي عبد اهلل الخميس ،بمناسبة هذا الملتقى. (�ص )4
2
الثالثاء � 10إلى 16مــاي 2016
العدد 836
الجمعيات الثقافية تحظى بدعم كبير تنفيذا ألوامر ملكية سامية الحكومة تبادر إلى البحث عن حل لقضية الباعة المتجولين من طرف الجماعة الحضرية لطنجة على حساب الجمعيات االجتماعية
تصوروا أن يتفضل جاللة الملك فيبدي انشغاله بملف “الفراشة” واهتمامه بتفاصيلها ويعطي جاللته تعليماته ،في هذه القضية أيضا ،للحكومة ،حتى تتدبر حال لها ،رغم أنها من صميم مسؤوليات رج��ال السلطة واإلداريين ،مركزيين ومحليين ،والمنتخبين، وليست “قضية دولة” أك��ي��دا أن ج�لال��ة الملك ي��رع��ى كافة المواطنين ويحيطهم بعنايته واهتماماته، ولكن ،ألم يكن بوسع حكومة من أربعين وزيرا وكم واليا ،وكم عامال ،وجيشا من القياد و”القيادات’’ ....أن تجد حال لمشكل الفراشة، الذي نما وكبر وتجبر وأصبح عصيا عن الحل ،بل وأصبح يهدد بفتنة عارمة ،بعد أن جربت القوات المساعدة “أنواعا” من الحلول التي عاف بعضها المتتبعون ،وبعد أن أثبتت سياسة “العصا الغليظة” عدم فعاليتها أمام الفراشة الذين غزوا مدن المغرب ،في غفلة وال مباالة المسؤولين، كما حدث مع مدن القصدير ،وأحدثوا اختالالت واضحة بل ومؤثرا سلبا ،في الدورة االقتصادية المغربية .إضافة إلى سلع التهريب المعروضة على ناصية الشوارع والتي ال تترك فرصة أمام اإلنتاج الوطني كي يصل إلى المستهلك الوطني. عوامل متعددة تدخل في “منظومة “أس��واق الرصيف” يتحمل مسؤوليتها رجال السلطات المحلية كما تتحملها الهيئات المنتخبة ،حيث تم غض الطرف ،في العديد من الحاالت ،على وجود “تجار الشانطة” بأعداد قليلة ،في بعض األحياء ،لينتشروا ،شيئا فشيئا بالشوارع الكبرى ،ولينتهي بهم المطاف إلى خنق المدينة بكيفية تامة. حقيقة إن الفقر والهجرة والقحط والطموح المشروع إلى حياة أفضل “هنا أو هناك” من عوامل انتشار الباعة المتجولين ،الذين تشتغل أع��داد منهم لفائدة التجار ”المقيمين” من أصحاب الحوانيت والدكاين ،المتاجرين في كل شيء ،وقد كان بإمكان من يجب أن يبادر إلى “تطويق” المشكل قبل أن “يتضخم” وتتضخم معه مشاكله ومتطلباته التي تتحول بفعل عامل الزمن إلى “حقوق مكتسبة” يصعب على الدولة الوفاء بها. وها هو الملك يعطي جاللته تعليمات إلى الحكومة لتضع حدا لهذا المشكل بطريقة تمكن هؤالء المواطنين من توفير قوت يومهم في ظ��روف كريمة ودون المساس بحقوق غيرهم أو التضييق عليهم أو اإلخالل بالسير والجوالنبالمدينة. ونظرا للضجة التي أثارتها ما سمي بـ “حمالت تحرير الملك العام” عبر تراب المملكة، وما أسفر عنها من أح��داث مؤلمة ،كان من أخطرها مأساة بائعة البغرير “امي فتيحة” التي ذهبت ضحية الحكرة السلطوية ،وجد الوزير المنتدب في الداخلية الضريس الشرقي نفسه في مواجهة أسئلة البرلمانيين عن فريقي العدالة والتنمية واالتحاد الدستوري ،التي رد عليها بأن أخبر نواب األمة بوجود “تعليمات ملكية” بهدف النهوض ب��أوض��اع الباعة المتجولين وأنه في هذا اإلطار تعمل الحكومة على دراسة نوعية “التصنيف” الجديد للباعة بين باعة “أسواق األزقة” وفق شروط وأوقات محددة ،وباعة متجولين توفر لهم دراجات نارية على غرار بائعي السمك ،وباعة متجولين يتم إدماجهم في أسواق دورية خالل أوقات معينة وباعة يدمجون في أسواق قارة.
وشدد الوزير على ضرورة تضافر جهود الجميع م��ن أج��ل توفير ف��ض��اءات لهوالء المواطنين من أجل ممارسة مهنهم التي هي مورد رزقهم األساسي.
حالة طنجة
وال تختلف الحالة بطنجة عن سواها من المدن األخرى في ما يخص الباعة المتجولين، بل يمكن القول بأن حالة طنجة استثنائية بكل المقاييس ،فقد شهدت المدينة تضخما عجيبا في أعداد هؤالء الباعة حيث ضاق بهم “رأس المصلى” لينتشروا في كل االتجاهات داخل أزقة ودروب المصلى ثم ليقتحموا شارع المكسيك وساحة فرنسا وشارع باستور وشارع محمد الخامس وشارع فاس إلى ساحة األمم، ثم ليحتلوا بالكامل شارع الحرية وساحة 9أبريل والصياغين ،وطريق إيطاليا واألحياء المجاورة. المهم ،أن المدينة الحديثة والعتيقة توجد تحت “سيطرة” “تجار الشانطة” أو تجار “رزمات البالستيكاألخضر”. الينكر أحد على هؤالء المواطنين حقهم في العمل وفي الحياة ،بل إن على الدولة واجب توفير الظروف المالئمة لهم ليمارسوا نشاطهم بكرامة ،ولكن عليهم أيضا أن يساهموا في حفظ النظام العام الذي يمكن السكان من التعايش داخل فضاء منظم ،يشعر كل واحد منهم بالطمأنينة واألمن واألمان ،حتى ال أقول وبـ “السعادة” أيضا... !
الفتنة بسوق بني مكادة
يبدو أن شؤم “كعابر” مجلس البيجيدي بدأ يظهر في ردود الفعل الغاضبة للمواطنين ،جراء قرارات يعتبرها العديدون إما متسرعة أو غير صائبة .وأسابيع بعد “تنصيبه” أعلن المجلس عن مخطط ضخم لنزع الملكية ،ترك على الطريق ضحايا كثر والحال أن المجلس ال يتوفر إلى اآلن على المال الضروري لتعويض من رمى بهم “البالن” إلى الشارع لتمر طريق أو تنشأ حديقة أو “نقطة مستديرة” من أجل التشوير الطرقي ! هذا في الوقت الذي تم فيه الحجز بقرار قضائي على الماليين من ميزانية البلدية جبرا للضرر الذي لحق بمواطنين انتزعت ملكية عقاراتهم دون أن تتخذ البلديةاالحتياطات الالزمة لتعويض “المتتركين”... بعد هذا “البالن” الخايب” ها هو المجلس “يخلق الحدث” بإعالن مثير عن توزيع محالت بسوق بني مكادة ،توزيعا اعتبر غير عادل من
طرف المعنيين وتسبب في مواجهات كادت تتطور إلى ما ال تحمد عقباه .فقد عاشت بني مكادة ،يوم الثالثاء الماضي على صفيح ساخن بسبب قيام عدد كبير من الباعة المتجولين بحركة مواجهة واحتجاجات بسبب عدم استفادتهم من محالت تجارية بما يسمى “سوق القرب” التي يدعي أغلبهم أن التوزيع ك��ان غير منصف وأن��ه تم في ذل��ك إقصاء للمستحقين وإرض��اء لبعض من ال تعرف له تجارة في المنطقة أو استقر بها حديثا. بعض الغاضبين حاولوا صب البنزين على ذواتهم وإح��راق أنفسهم على الطريقة البوعزيزية بل إن منهم من كان يحمل أبناءه على ظهره ويهدد بإضرام النار في أجسادهم وأج��س��اد أطفالهم في ح��ال إق��دام القوات العمومية على إخالء الشوارع التي يحتلونها. مظاهر االحتجاج استمرت إلى ساعــة متأخرة من الليل دون أن تقدم القوات العمومية على أي فعل من شأنه أن يتسبب في “محرقة” جماعية خطيرة. ولو أنه تجهل بالتدقيق أسباب هذا التوتر باستثناء ما راج من وج��ود “حيف” و محاباة ومجاملة وإرضاءات في ما يخص توزيع المحالت التجارية التي يدعي الكثيرون أنه تم إقصاء المستحقين وإرضاء بعض “المحضوضين” فإن الرأي العام يميل إلى هذه األطروحات في غياب بيانات من الجماعة والسلطات المحلية المعنية، بحيث أن كل ما تحصل لدينا هو مشهد القوات العمومية تطوق المكان وتحاول إخالء الشوارع ومشهد الكر والفر من جانب الفراشة والباعة المتجولين المصرين على االستفادة من “فرصة العمر”. نتمنى أن ينتصر العقل والحكمة والتبصر في هذه المواجهات التي ال تخدم مصلحة المدينة وسكانها وأن يراعي المسؤولون من منتخبين وسلطة محلية التحول الذي طرأ على سلوك السكان في تعاملهم مع أصحاب الحال بسبب العنف الذي تعرضوا له أو تعرض له غيرهم ولو في مدن أخرى ،األمر الذي أحيى شعورا بالتضامن والتآزر بين كل من تعرضوا لنوع من أنواع الظلم أو الحكرة. المهم أن تعمل السلطات المحلية على زرع الشعور بالثقة بين المسؤولين إدارة وجماعات والمواطنين ، ،فبالثقة نستطيع أن نبني جسورا من الود المتبادل والتعاون المستمر.
عزيز كنوني
مجلس جهة طنجة -تطوان -الحسيمة يوضح حقيقة تمويل مؤسسة بيل غيتس لمشاريع اجتماعية في الوقت الذي تم فيه تداول رسالة، على نطاق واسع ،قيل أن الصحافي المغربي، أنس بنظريف ،توصل بها من مؤسسة بيل و مليندا غيتس ،تنفي فيها أي مساهمة لها في مشاريع اجتماعية بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة ،سارع مجلس جهة طنجة – تطوان الحسيمة إلى إصدار بالغ للرأي العام ،يوم الخميس ،أكد فيه أن األمر يتعلق بسلسلة من االجتماعات المختلفة األطراف ،التي باشرها رئيس مجلس الجهة منذ أكثر من شهرين، و كذا لعدد من المراسالت اإلدارية التي تمت بينهذه األطراف .و في هذا اإلطار ،يضيف البالغ ،انعقد بمقر وزارة االقتصاد والمالية بالرباط يوم اإلثنين 02ماي 2016اجتماع خصص لمناقشة تمويل المشاريع التنموية بالجهة ،تاله اجتماع في اليوم الموالي بمدينة طنجة ،مع السيد سيدي محمد الطالب ،مدير المكتب اإلقليمي للبنك اإلسالمي للتنمية بالرباط ،والسيدة ظهيرة المرزوقي المكلفة بالعالقات الشرق-أوسطية لمؤسسة بيل
وميليندا غيتس ،ترأسه رئيس مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة ،بحضور السيد والي الجهة ،و ممثل عن وزارة اإلقتصاد والمالية، و رؤساء المصالح الخارجية بالجهة. و قد تم اإلتفاق بين األطراف المجتمعة على الشروع في تهيئ الملفات التقنية للمشاريع التنموية ذات الصلة بالصحة و الفالحة والبنيات
التحتية ،في حدود غالف مالي يناهز 100مليون دوالر ،قصد إحالتها على المجلس اإلداري للصندوق المشترك للبنك اإلسالمي للتنمية و مؤسسة بيل و ميليندا غيتس الذي سينعقد شهر شتنبر المقبل. هذا ،و تجدر اإلشارة ،وفق البالغ ذاته ،إلى أنه قد تم تعيين لجنة تقنية مشتركة لالنكباب على إعداد الملفات التقنية ،وعقدت اجتماعها األول في نفس اليوم .كما قام كل من السيد المدير اإلقليمي للبنك اإلسالمي للتنمية وممثلة مؤسسة بيل وميليندا غيتس، في نفس اليوم ،بزيارة إلحدى الجماعات بالوسط القـروي بإقليـم طنجة-أصيلة، لمعاينة الخصاص الحاد الذي تعانيه الجهة فيما يتعلق بالمجاالت التي يتم العمل فيها من أجل إحداث مشاريع تنموية بشأنها.
ج.ط
من بين النقط التي أخذت وقتا طويال، وج��داال واسعا ،بين أعضاء مجلس الجماعة الحضرية لطنجة ،خالل أشغال دورة ماي العادية للمجلس ،التي تم عقدها يوم الخميس 5ماي الجاري بمقر قصر البلدية ،برئاسة محمد البشير العبدالوي عمدة طنجة ،بحضور رئيس الدائرة، وعدد من أعضاء المجلس. هذه النقطة وإن تم التصويت عليها، إال أنها كانت متار تساؤالت األع��ض��اء ،عن المعايير التي اتخذتها اللجنة المكلفة بالشؤون االجتماعية والثقافية والرياضية والعالقة مع المجتمع المدني ،عند اختيار وتحديد المنح التي تخصصها الجماعة كل سنة ،للجمعيات الثقافية واالجتماعية ،رغم أنهم لم يبخسوا خالل تدخالتهم ،عمل اللجنة المكلفة ،حيث وصفوها بأنها قامت بعمل جبار وشاق من أجل تحديد سقف المنح ،إذ اقترحت اللجنة تخصيص 2.675.000،00درهم للجمعيات الثقافية ،و 2.500.000،00درهم للجمعيات ذات الطابع االجتماعي في مختلف المجاالت، مطالبة المجلس بالمصادقة عليه ،مع األخذ باالعتبار توصيتين تتعلقان بتنظيم يوم دراسي لجمعيات المجتمع المدني لشرح تفاصيل مقتضيات دفتر التحمالت ال��خ��اص بدعم الجمعيات ،وتنظيم دورات تكوينية لفائدة جمعيات المجتمع المدني ،الراغبة في االستفادة من أوراش التأهيل للرفع من قدراتها في بناء وصياغة المشاريع واألنشطة. مناقشة هذه النقطة ،خلصت إلى ضرورة عقد ش��راك��ات ،ومحاربة ال���والءات ،وإخضاع وضبط معايير توزيع المنح ،وربطها بشروط، ودراسة المشكل الذي تحدثه قضية التنافي التي أحدثتها المادة ،62وضرورة إيجاد صيغة للتوافق. وقبل دراسة هذه النقطة ،كان المجلس قد صادق باإلجماع على عدة اتفاقيات من بينها، اتفاقية شراكة من آجل تعبئة القدرات الجبائية الجماعية ،وأخرى إلحداث منطقة لممارسة حرف الصناعة التقليدية بطنجة ،وفي هذا الباب تمت الدعوة إلى إحياء منطقة للحرف المزعجة التي انطلق التفكير فيها منذ ثالث سنوات ،واتفاقية تعاون مع كلية العلوم القانونية واالجتماعية واالقتصادية بطنجة ،واتفاقية شراكة وتعاون مع مدينة باماكو المالية ،التي اقترحت المعارضة بشأنها وبشأن مدن العديد من الدول التي
أمضت معها جماعة طنجة اتفاقيات ،أن تعمل على تفعيلها وتنزيل بنودها ،لما لها من أدوار ال على مستوى طنجة فحسب ،بل على المستوى الوطني ،وقضية وحدتنا الوطنية. وكان عمدة طنجة في بداية الجلسة قد قدم عرضا ضمنه أربعة نقط ،وهي تفعيل مقررات ال��دورات السابقة وخاصة الملفات الكبرى ،وتطوير اإلستثمار بطنجة ،واإلستمرار في إع��داد مشروع برنامج عمل الجماعة، واالستمرار في عمليات التواصل والدبلوماسية، مشيرا إلى البدء في تنزيل مضامين مراجعة العقد مع شركة أمانديس ،وإنجاز دالئل العمل الخاص بالمهنيين وبالمنعشين العقاريين، واستقبال عدة شركات دولية ووطنية ترغب في إنجاز مشاريع في مجال اإلنارة العمومية، والنظافة وتدبير المطرح العمومي ،والنقل الحضري ،وتدبير الموانئ ،والمدن الذكية والتواصل ،وتنظيم زيارات لهوالندا وألمانيا لإلطالع على تدبير النفايات والمطارح بها، وإلى الصين لإلطالع على تجربتها فيما يخص المدن الذكية ،مبرزا أن الجماعة استقبلت وفودا عن البنك العالمي ،والبنك األوروبي وشركات مساهمة ،كما استمرت عملية إنجاز التشخيص التشاركي إلعداد برنامج عمل الجماعة ،حيث تم إلى اآلن إنجاز 9ورشات كبرى و 4مصغرة ،وأبرز العمدة أنه في إطار التواصل ،عقد سلسلة من االجتماعات واللقاءات مع الجمعيات ،واستقبل العديد من البعثات الدبلوماسية من فرنسا وإسبانيا. ولإلشارة فإن دورة ماي العادية العادية لمجلس الجماعة الحضرية حملت باإلضافة إلى الخمس نقط السالفة ،ستة نقط أخرى، تعلقت بإجراء تحويالت بميزانية السنة المالية ،2016وإلغاء اعتمادات بميزانية ،2015 والمصادقة على نزع ملكية األوعية العقارية بحي بنكيران ،الالزمة إلحداث تجهيزات رياضية وسوق القرب ،واستصدار قرارات بتخطيط حدود الطرق العامة مع نزع ملكية العقارات المشمولة بها ،والمصادقة على الشغل المؤقت للملك الجماعي العام الكائن بالغندوري ،وإح��داث شركة التنمية المحلية ،باإلضافة إلى عروض إخبارية حول التدبير المفوض لمرفق النظافة، وعرض مندوب التعاون الوطني ،وآخر حول القضايا المرفوعة أمام المحاكم ضد الجماعة.
م .الحراق
م�ؤ�س�سة عبد اهلل كنون للثقافة والبحث العلمي ـ طنجة
جائزة عبد اهلل كنون في دورتها العاشرة 1437ـ 2016
بالغ �صحفي رعيا للتقليد العلمي الذي سنته مؤسسة عبد اهلل كنون للثقافة والبحث العلمي ،وذلك بتنظيمها لجائزة عبد اهلل كنون في فرعين علميين هما :الدراسات اإلسالمية واألدب المغربي. تعلن المؤسسة ولجنة جائزة عبد اهلل كنون عن تنظيم حفل توزيع الجوائز المادية على الفائزين في هذه الدورة العاشر 1437ـ 2016يوم الجمعة 13شعبان 1437موافق 20ماي 2016على الساعة السادسة مساء ،بدار عبد اهلل كنون للثقافة ـ حي القصبة ،طنجة ـ مؤملين أن يكون حفل هذه الدورة العاشرة كالدورات السابقة نجاحا وتقدما للثقافة في بالدنا. لجنة جائزة عبد اهلل كنون
الثالثاء � 10إلى 16مــاي 2016
العدد 836
درد م�صطفى حجاج
3
دردشة
شة
«العيون عينيّ ،والساقية الحمرا ليّ ،والواد وادي أسيدي ،الواد وادي»... بلسان واحد ،أخذنا نردد هذه األغنية ،حين أشرفت حافلتنا –مساء اإلثنين 18 أبريل 2016-على مشارف العيون. اثنتا عشرة ساعة ،هي المدة الزمنية ،التي قطعنا فيها المسافة الفاصلة بين أكادير والعيون ،والمقدرة بسبعمائة كيلومتر تقريبا. ما هوّن علينا هذه المرحلة ،والمرحلة التي قبلها بين تطوان وأكادير ،أننا كنا نتوقف على رأس كل ساعتين ،لنتناول ما يرطب ألسنتنا ،ويبل ريقنا. عدد المشاركين في الرحلة ،أربعون فردا ،تحملوا عناء السفر ووعثاءه ،ليربطوا الصلة بإخواننا في الجنوب. ُ وها هم يحطون الرحال ،بفندق المسيرة بالعيون ،ليخلدوا للراحة ،ويستعيدوا لياقتهم البدنية ،الستئناف يوم جديد ،ستُعطى فيه االنطالقة للشق األول من تظاهرة األبواب السبعة. وكما عوّدنا صاحب الجاللة في هذه التظاهرة السنوية ،فقد أسبغ عليها رعايته المولوية السامية ،تحفيزا لنا على المزيد من البذل والعطاء ،ونكران الذات. جمعية تطاون أسمير ،اختارت «العيون» هذه المرة ،للشروع في هذا النشاط المبارك ،الذي اتخذ «التواصل» شعارا له ،ألن قضية صحرائنا المسترجعة ،طغت في هذه الشهور ،على كل القضايا ،إنها قضيتنا الوطنية األولى .وإن المتربصين بنا من أعداء وحدتنا الترابية ،ربما يجهلون هذا األمر أو يتجاهلونه .لذا نراهم يشوشون علينا «حسداً من عندِ أنفسهم من بعد ما تبيّن لهم الحق». بفضاء قصر المؤتمرات مهّدنا لألبواب ،بتنظيم معرضين :معرض للطوابع البريدية ،من تنسيق وتقديم األخ طارق الشويخ ،ومعرض لمنشورات الجمعية. افتُتحت الجلسة األولى عشية الثالثاء 19أبريل بتالوة آيات بينات من الذكر الحكيم ،واختُتمت الجلسة الثانية عشية األربعاء 20أبريل 2016بتالوة برقية والء وإخالص ،رُفعت لمقام حضرة صاحب الجاللة حفظه اهلل. وبين االفتتاح واالختتام ،تناوب على منصة الخطابة ،السادة األساتذة األفاضل: أبو بكر بنونة -جعفر بن الحاج السلمي -عبد العزيز السعود -مصطفى اعديلة -خالد الرامي -رشيد مصطفى ،فأبرزوا جميعهم العالقات التي كانت تربط رجاالت الصحراء بعاصمة الشمال،معززين عروضهم بالوثائق والمستندات. وقد اغتنم أستاذنا أبو بكر بنونة هذه المناسبة ،فوزع كتابه القيم «ملف الصحراء» على الذين حضروا للمساهمة معنا في إنجاح هذه االنطالقة المباركة ،وهو يؤرخ ألحداث السنوات األولى من استرجاع أقاليمنا الصحراوية «من 4يونيو 1974إلى غاية 26يونيو .»1981 الشق الثاني من األبواب السبعة ،سينظم بتطوان ما بين 21و 28ماي 2016 إن شاء اهلل. نسأل اهلل أن ينجح المقاصد.
عبد اللطيف �شهبون
abdelchahboun@hotmail.com
اختار د .مصطفى الغاشي نشر رسالة في تقرير النصح تحمل عنوان : «النور الالمع في بيان األصل الجامــع»* لصاحبها ابراهيم السنوسي .. حررها صاحبها خدمة لفكرة الجامعة اإلسالمية في فترة ملتهبة كان الغرب فيها قد خطط لإلجهاز على وحدة الشعوب اإلسالمية كما يحصل اآلن مع مراعاة الفوارق.. أقام السنوسي رسالته على منهج االختصار : استهالل متبع ببابين ؛ أولهما في وجوب االتحاد ..وثانيهما في تقرير من قطع ما أمر اهلل بوصله ..ليختم ببيان مقاصد االتحاد/االجتماع والدعاء باالستمداد من فضل اهلل.. أتى استهــالل الرسالــة زاخرا بالمعـانــي اإليمانية واألخالقية والحث على النصح العام للمسلمين ؛ لكون النصح قوام الدين وعماده يجليه : ـ اإليمان باهلل.. ـ اجتناب ما نهى عنه اهلل.. ـ اإلخالص في العمل.. ـ رد العاصين.. ـ مواالة المطيعين هلل ومعاداة العصاة.. ـ إحياء السنة النبوية الشريفة.. ـ نصرة الشريعة اإلسالمية ـ خدمة مصلحة الخلق..
قافلة طبية بإقليم شفشاون نظمت جمعية المهدي للعناية بمؤسسة «تندمان» للتعليم العتيق ،بشراكة مع النقاب��ة المس��تقلة ألطب��اء القط��اع الع��ام بتط��وان، بتع��اون م��ع المندوبي��ة اإلقليمي��ة ل��وزارة الصح��ة بشفش��اون ،حمل��ة طبي��ة مجاني��ة ،اس��تفاد منه��ا ما يناهز ألف شخص بالجماعة القروي��ة بني ب��وزرة التابعة إلقليم شفشاون. وق��د اش��تملت ه��ذه القافل��ة الطبية على مختلف التخصص��ات الطبي��ة ،منها الط��ب الع��ام ،وط��ب األطف��ال ،والنس��اء والتولي��د ،واألم��راض الباطنية ،ت��م إجراء فحوص��ات ،وقياس��ات للضغ��ط ،ونبضات القلب ،واألمراض المزمنة كالس��كري ،كما تم خالل هذه الحملة الطبية توزيع العديد من األدوي��ة والمس��تلزمات الطبية ،على المرضى منهم ،لمعالجة األمراض المزمنة والموسمية. كما كان وجود القافلة الطبية في المنطقة فرصة للتحسيس بخطورة بعض األمراض المزمنة والمتنقلة ،وطرق الوقايه منها ،وتجنبها عبر التناول المنتظم لألدوية الضرورية ،والحميات الغذائية الخاصة، ومتابعة نظام غذائي متزن ،مع االستشارة الدوريةمع األطباء المختصين. وقد سعت هذه القافلة الطبية وفق منظميها ،إلى دعم المبادرات الطبية، عن طريق تعميم الخدمات الطبية ،خاصة على مستوى القرى النائية والبعيدة عن مراكز ومؤسسات االستشفاء والعيادات الطبية .كما سعت إلى تقديم المساعدات اإلنسانية للفيئات الهشة والمعوزة ،واألرامل ،وتقريب (الخدمات الصحية العمومية) من ساكنة المناطق النائية.
أصل جامع..
ـ رد القلوب النافرة..
كم��ا اس��تفاد م��ا يناه��ز 2900شخص من قافلة طبية متعددة التخصصات ،نظمتها جمعية أطباء الصحة العمومية بتط��وان المضي��ق الفني��دق، بش��راكة م��ع جمعي��ة أمكري للتنمي��ة ،وجمعي��ة أخم��اس، بداية الش��هر الجاري ،س��كان جماع��ة باب ت��ازة والش��رفات بإقليم شفشاون. وق��د اش��تملت حملته��ا الطبي��ة الت��ي أطره��ا أطب��اء الجمعية ،على كشوفات همت تخصص��ات ط��ب العي��ون ،و العظ��ام ،والمفاصل ،وطب النس��اء والتوليد و الجه��از البول��ي ،وط��ب الجل��د والقل��ب والش��رايين وط��ب الغ��دد ،وتقوي��م النظر والجه��از الهضمي وطب الجهاز التنفس��ي، واألذن واألن��ف والحنج��رة والعظام .كما تم بنفس المناسبة إجراء فحوصات للكشف عن أمراض الس��كري والضغط الدموي وغيرها م��ن األم��راض ،وتوزي��ع كمي��ة مهمة من األدوية على المرض��ى منهم ،قدرت قيمتها ب 250ألف درهم. وتندرج هذه القافلة الطبية التي كانت تتكون من 38إطارا من أطباء وأخصائيين وممرضين وصيادلة ،في إطار المجهودات التي تبذلها الجمعية للنهوض بصحة المواطنين ،خاصة الفئات المعوزة وتسهيل ولوجهم إلى الخدمات الصحية األساسية. كما يدخل هذا النشاط الطبي التضامني في صميم أهداف الجمعية ،والتي تتمثل أساسا في الدعم المادي والمعنوي لذوي الحاجة والفئات المعوزة ،و المشاركة في برامج محاربة الهشاشة،
م .الحراق
ـ النصيحة لعامة المسلمين بالشفقة عليهم.. والكــف عن أذاهــم ..وحفظ األخــوة الدينية.. وتعليــم ما ينفعهــم ..والذب عن أعراضهـــم وأقوالهم.. أفرد السنوسي في الباب األول من هذه الرسالة حيزا لبيان وجوب االتحاد القائم على كتاب اهلل وسنة رسوله سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم، كما بين موانع فهم السر المودع في االتحاد وحث على معرفة األصل الجامع.. والالفت للنظر في هذه الرسالة السياسية / األخالقية ـ التي تحتفظ الخزانة العامة بتطوان بنسخة فريدة منها ـ أنها تنهـــل من معيــن التصوف ؛ الذي هو أخالق وأذواق وأشواق ..وتضع نصب عينيها مضامين الدعوة إلى أداء النصيحة والمحافظة على حقوق األخوة الدينية واتحاد الكلمة وجمع القلوب على ما يتعلق بصيانة شرف حقوق أفراد الملة المحمدية واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر وصلة األرحام ..تتوسل في ذلك كله بمعجم صوفي يلف المفاهيم ويوجهها لمقاصد التنوير القلبي وفي هذا بيان لمنزع صوفي لصاحبها : أعين البصائر ..معرفة اهلل ..التحقق ..العبودية.. الحقوق ..الربوبية ..الشريعة ..األخالق ..القرب.. اإلذن ..السر ..النجوى ..اإلنابة ..العروة الوثقى.. نظر العين ..نظر القلب ..المحبة األلفة ..الحكمة.. تطهير القلب أمراض النفس ..اآلفة ..الهداية.. ــــــــــــــــ *منشورات دار الحكمة بتطوان 2016
4
الثالثاء � 10إلى 16مــاي 2016
العدد 836
األستاذ محمد بن عيسى ضيف ملتقى اإلعالم العربي بالكويت «اإلعالم العربي وصناعة الثقافة اإلنسانية في مواجهة التطرف»
كان األستاذ محمد بن عيسى ،األديب والمفكر والوزير والسفير واإلعالمي واألمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة ،ضيفا على ملتقى اإلعالم العربي في دورته الثالثة عشرة المقامة بالكويت ما بين 1و 2ماي الجاري ،وكان من بين الشخصيات العربية البارزة المدعوة للمشاركة في هذه الدورة المنظمة تحت شعار «اإلعالم :مقومات وتحديات» برعاية وحضورسمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء بالكويت ،حيث تقدم األستاذ محمد بن عيسى بمداخلة بالغة األهمية عالج فيها دور اإلعالم في صناعة الثقافة اإلنسانية. كما أن األستاذ محمد بن عيسى كان من بين نخبة من الشخصيات العربية البارزة التي استقبلها أمير الكويت ،صباح األحمد الصباح بالديوان الملكي ،بحضور وزير اإلعالم الكويتي الشيخ سلمان الحمود الصباح وأمين عام الملتقى ،ماضي عبد اهلل الخميس ،بمناسبة هذا الملتقى. ويمثل ملتقى اإلعالم العربي الذي تأسس سنة 2003برعاية سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء ،إحدى المبادرات الهامة في المنطقة العربية بهدف ترسيخ دعائم اإلعالم ،عن طريق تبادل اآلراء واألفكار بين اإلعالميين والمثقفين والمهتمين بالشأن اإلعالمي والخروج بتوصيات ومقترحات لتطوير اإلعالم العربي وفتح آفاق أكثر رحابة في وجه اإلبداع أمام اإلعالميين العرب.
ع .كنوين
وفي ما يلي نص مداخلة األستاذ محمد بن عيسى:
تراجع االهتمام في السنوات األخيرة باإلعالم الحكومي وقل الحديث عنه في المحافل السياسية. فانتشار الوعي ،وتطور تكنولوجيا االتصال وما حملته معها من مفاهيم جديدة للحريات الفردية والجماعية، ساهمت في انحسار حضور اإلعالم التقليدي ،بحيث بات محدود التأثير بفسح المجال لإلعالم الخاص بعد أن بسط هيمنته باساليبه المبهرة ،وتقنياته الجذابة، وقدرته على استمالة الرأي العام والتأثير عليه وفيه. وكما تعلمون ،فإن األصل في اإلعالم العمومي بصفة عامـة أنه أحـادي النظـرة ،يرسل مواعظـه وتوجيهـاته مثل المبشريـن ،دون اكتراث بالجانب التفاعلي مع المتلقين واالنتباه إلى ردود فعلهم المحبدة أو الرافضة .وهنا أستبق األمور ألسجل أن هذه السمة السلبية ما زالت عالقة إلى حد كبير باإلعالم الحكومي في بعض الدول العربية ،وإن لم تكن الصورة بالقتامة المطلقة ،ومع تطور الممارسة الديمقراطية، وإرساء بنيان الدولة الحديثة ،وتمايز الطبقات والفئات المجتمعية في صراع سلمي ،بينما ،ظهرت الحاجة إلى إعالم متعدد األلوان .بدأ موازيا لما تعوده الناس، لكنه سيحقق طفرة كبرى مستفيدا من منجزات العلم واألبحاث االجتماعية والسيكولوجية التي ازدهرت في مراكز البحث والجامعات الغربية في النصف األول من القرن الماضي. وبذلك يكون اإلعالم الخاص نتاج المعرفة الحديثة ،ومظهر الفكر الليبرالي الممجد لحرية الفرد والتدافع بين الناس من أجل االرتقاء بأوضاعهم. إلى أي حد ينبغي التساؤل إن كان اإلعالم الحكومي قد تأثر بأساليب اإلعالم الخاص مع احتفاظه بهويته األصلية لدرجة اقترابه مما يكن تسميته «إعالم حكومي ذكي وهادف»؟ يخيل إلي أنه تساؤل مشروع بالنظر للدور الذي أصبح موكوال لإلعالم الرسمي المدعو لالنخراط في معركة التصدي إلرهاب يتخذ يوما بعد يوم صورا وأشكاال مرعبة ،ال يراعي الشرائع واألعراف ،تتخطى جرائمه الحدود والقارات. األخطر من ذلك أن التنظيمات اإلرهابية المقنعة والظاهرة ،أدركت من جهتها أهمية اإلعالم فوظفته كسالح بشكل جهنمي في نشر وتبرير خطابها القائم على العنف والكراهية ،والتدمير العشوائي بغاية الترهيب والترويع وشل قدرات المقاومة. وتستعير الشبكات الجهنمية تقنيات معينة من اإلعالم الخاص لتنميق خطابها المتطرف ،وإغرائه بالمؤثرات واإليماءات التكنولوجية البراقة ،ما يسهل ذيوعه وتغلغله في البيائات جاهلة قابلة لتصديق األساطير .مع اإلشارة إلى أن جنود التطرف يستقطبون من بين خريجي الجامعات بما فيها الجامعات العريقة وتلك معضلة تستحق معالجة أخرى. من هنا يتضح أن المعركة مع اإلرهاب صارت ثقافية وتربوية بامتياز .فالجهل واألمية والفقر ،وعمق الفوارق المجتمعية ،وضعف منسوب الحرية ،وغياب العدالة اإلجتماعية ،كلها بالتأكيد محفزات للفئات المهمشة والشباب اليائس ،لكي يتشربوا بيسر «فكر» اإلرهاب والميل لتصديقه .ألن تسويق البضاعة يتم في قالب تعبوي تحريضي يستغل الدين .يجنح نحو التعميم والمبالغة والتضخيم .هدفه اإليحاء لألتباع أن «الجهاد» العنيف هو وسيلة النتزاع الحقوق واستعادة العدل المغتصب ،وليس النضال الديمقراطي السلمي. ليس الحديث عن اإلعالم الحكومي جديدا ،لقد أنجزت دراسات ومراجعات وتقييم جدواه ،انتهت إلى االقتناع بوجوب إعادة النظر في مرتكزاته ،ليواكب التطورات المتسارعة ،ويستوعب الطفرات التي تشهدها وسائل االتصال في زمن العولمة وانفجار المعلومات. هل استفاد اإلعالم العمومي بالقدر الكافي وأصبح كامل الجهوزية ،لخوض المعركة ضد التطرف؟ أم أنه ما زال بطيئا يتنفس من رئة البيروقراطية التي ال تريد رفع يدها عنه؟
وريثما يشرع في اإلصالح المبتغي من األساس، لمنظومة التربية والتعليم ،وتأهيل منظومة الدين بتحريرها من دجل اإلرهاب الظاهر والمقنع ،يتوجب، من وجهة نظري ،التخطيط لمشروع استعجالي متكامل ومندمج لوقف الجائحة .اإلرهاب ال يرحم وال يمهل ولن يستكين إال إذا كان الرد عليه قويا وحاسما، بكل األسلحة المتاحة وضمنها اإلعالم. صحيح أن كثيرا من دول العالم تخلت جزئيا عن المؤسسات اإلعالمية الحكومية وألغت الوزارات الوصية على القطاع ،استبدلتها بهيئات التقنين والتحكيم، بتشجيع المبادرة الخاصة ،التي تسثمر في اإلعالم باعتباره صناعة وتجارة ال تتقاطع بالضرورة مع نمط الوظيفة التقليدية لإلعالم القديم. هذا تطور طبيعي أماله تقدم البشرية وانتشار الوعي ،لكنه فوجئ بما لم يكن في الحسبان :اندالع الحرائق اإلرهابية .والتعددية لالنحناء في وجه العاصفة بدل االستعداد لها بكل ما في االستطاعة؟ لقد تبين أن التوجه نحـو تحديـث اإلعـالم ودمقرطته ،ال يعني أن الحكومات باتت ملزمة بالتخلي عن اإلعالم العمومي ،خاصة وقد وجدت نفسها في مواجهة حرب مكشوفة ضد اإلرهاب ،وأجبرت على تحريك وتنشيط منصات اإلعالم العمومي لبث رسالتها اإلعالمية ،وتسويق أفكارها ومواقفها من اإلرهاب في الداخل والخارج ،في المعـارك الحاسمـــة يجب التعويل على القدرات الذاتية. ل��م تــــعــــ��د الحكومـات المتضررة من اإلرهاب ،مطمئنة لحي��اد وموضوعي��ة اإلع�لام الخاص ،بعد أن ثب��ت أن اإلره��اب اس��تحوذ على أموال واشتـرى ذمم فاعلين إعالميي��ن مرتـزق��ة فاختلطتالموضوعية باالحتيالوالتدليس. وكمثال على هذا «االنزالق» الخطيـــر، هذه الحرب اإلعالمية الغربيـــة المسلطـة على الدول العربيــــة واإلسالمية في هذا الظرف العصيب. يدعي الغرب أنه ،بحمالته اإلعالمية ،يساهم في تجفيف منابع اإلرهاب ،والحد من أفكار التشدد بتحرير األذهان من الخرافات التي تسكنه .هي خدمة يحوط بها الشك؛ فال يستطيع أن يطهر األرض من دنس اإلرهاب سوى الغيورين عليها ،من يعرفون ما تحتها وما فوقها .ال يمنعنا ذلك من االعتراف بأن األرض العربية ملغومة بجيوب إرهابية. والعالم العربي واإلسالمي ،يواجهان حربا غير متكافئة ،في عنفوانها وضراوتها ،ال يملك إعالمنا كل القدرات الذاتية للتصدي لها .اإلعالم الخصوصي فتي؛ واإلعالم العمومي ال يصدقه كثيرون في الداخل ومحدود التأثير خارج الحدود. أعترف أن هذا التوصيف ال يخلو من مبالغة بل يتناسى في خضم األزمة بعض الصفحات المضيئة في سجل إعالم بعض الدول العربية ،تلك التي عرفت تجارب ديمقراطية ،مثل لبنان والكويت والمغرب والبحرين واألردن وغيرها ،ورغم التفاوت بين تلك التجارب ،فقد أظهرت أن اإلعالم بشقيه كان نشطا وحيويا وتعدديا وفاعال منفتحا على الخارج ،وبالتالي أتاح للمتلقي في حينه حرية االختيار .ذلك الماضي اإلعالمي المزدهر ،يمكن البناء عليه وإحياء عهوده واستثمار أهم منجزاته بعد تحيينها وتأهيلها.
اإلعالم السايب جلبت المنافسة الشرسة بين وسائل االتصال «اإلعالم السائب» المنفلت من القيود واألخالقيات ضمنت له التكنولوجيا مالذا افتراضيا آمنا ال يمكن اإلمساك به فهو منتشر عبر مواقع التواصل االجتماعي واألندية اإللكترونية المتناسلة على مدى األيام والساعات. إعالم جامع ألحق ضررا باإلعالم العمومي والخصوصي على السواء .فهو يحاربهما انطالقا من إيديولوجية فوضوية .لذلك تسللت إليه جماعات متشددة لتمـارس من خالله التحايل والتدليس اإللكتروني ،ما فـرض على الدول العربيــة بل حتى الغربية تأسيس جيش إلكتروني من المهندسين والمعلوماتيين إلبطال مفعول الهجومات التي تشن عبر الشبكة العنكبوتية .نسجل مع األسف أن التنظيمات اإلرهابية تتوفر على تكنولوجيا متقدمة أكثر من بعض الدول العربية واإلسالمية. وأمام هذا التدفق ،تضطر الحكومات العربية بل وحتى الغربية ،وكإجراء وقائي إلى التقنين وضبط الممارسة اإلعالمية ،لكن الطريف أنها تواجه بحمالت من منظمات حقوقية ،تحت ذرائع قمع الحريات ومنع الرأي األخر من الحق في التعبير ،بينما يتعلق األمر بمواجهة حرب بالوكالة ودفاع مشروع عن النفس والكيــان الوطنــي ،ضد جماعات معولمة ،غامضة مغطاة بالعنكبوت تخدم أجنــــدات معينـــة .هذا وضع يزيد الموقف حرجا وصعوبة أمــام واضعي السياسات اإلعالمية في الدول المهددة باإلرهاب. وإذا كان اإلره��اب ه��و اآلف��ة الكب��رى ف��ي زمانن��ا ،باختالف أش��كاله ودواعــيـــ��ه الظــاه��رة والخفي��ة ،ف��إن اإلع�لام الحكوم��ي ،بالمواصفات التي ذكرناها ،بإمكانه أن يصبح من جديد س�لاحا فكريا يمكن االعتماد عليه ضمن خطة إس��تراتيجية مضبوط��ة متوافق عليه��ا بين الفاعلي��ن اإلعالميين والسلطات السياس��ية في إطار المصلحة العليا لألمة والوطن. تلك مالمح مقاربة بديلة يجب أن تحرر من النظرة البيروقراطية الضيقة المتوجسة من الفاعل اإلعالمي. فعندما تشتد المعركة ضد جحافل جيش اإلرهاب المتوحش ،يجب حشد كل الطاقات والقدرات البشرية والتكنولوجيا. ويوجد في متناول صناع القرار رصيد هائل من الخبرات العملية يمكن االستئناس به ،أفرزتها التجارب اإلعالمية العربية في المهجر ،من خالل عمل األفراد والمؤسسات .هناك أتيح لإلعالميين العرب اإلفادة من اإلعالم الغربي في محاسنه ومساوئه. ويجب أن ال يثنينا كل ذلك عن توجيه نقد هادئ إلى الغرب ،وتنبيهه إلى أنه يمارس لعبا بالنار ،وخلطا متعمدا وغير مفهوم بين اإلسالم والتطرف ،يوقعه في خطيئة ترويج أطروحات عرقية تمييزية من قبيل الزعم بأن «جينات العربي محقونة باإلرهاب»؛ موقف ال يختلف عن اإلرهاب المباشر في حجم اإلساءة والضرر المعنوي. وهذه الدعوة لحوار مجد ،يمكن أن يوكل لفاعلين في أعالم حكومي متطور ،يتقاسم الدور مع اإلعالم الخاص، ترشده ثقافة الربح المشروع وعدم اإلضرار بالمصالح العليا لألوطان والمراهنة على السلم واالستقرار ،مثل
ما نشاهده في مؤسسات إعالمية في الغرب مثل بي بي سي BBCوفرانس ـ ،France 24وراديو تلفزيون إيطالية ،Raiوميدي 1تي في المغرب وغيرها. ويستوجب هذا التوجه إعداد إعالميين وطنيين وتمكينهم من تكوين حديث ومدعم بالوسائل ،يتم انتقاؤهم استنادا إلى معيار الكفاءة والجدارة واالبتكار. لقد بات ضروريا ،ومن زاوية المصلحة القومية، أن تدقق الحكومات العربية فيما تنفقه على اإلعالم األجنبي لتلميع صورتها لدى الرأي العام الخارجي .كلفة مرتفعة لقاء صفقات غير شفافة في كثير من األحيان تستفيد منها «لوبيات» محترفة ال تحركها الغيرة على العرب ،بقدر ما يهمها الربح وترويج منتوجها .ال بد من إجراء موازنة بين المردودية والكلفة. هذه ليست دعوة لالنغالق .شخصيا أعي أن «جماعات الضغط» وسيلة تحتاجها دول في زخم العالقات المتشابكة وصراع المصالح ،لكنها يجب أن تظل في حدود المعقول والضرورة القصوى. ويجدر بالعرب تطوير قدراتهم الذاتية وصناعتهم اإلعالمية الوطنية .التكنولوجيا باتت متاحة للجميع، الذكاء ليس مقصورا على أمم دون أخرى. إن الذي ينقصنا هو السياسات الناجعة واإلدارات الواعية ،والحرية المسؤولة ،وبناء جسور الثقة بين المواطنين وإعالمهم الوطني وال سيما العمومي بالنظر إلى الحاجة الملحة إليه. ال بأس أن أشير هنا إلى تجربة بالدي المملكة المغربية ،في التصدي لإلرهاب وتطويقه في المهد، بفضل حزمات متتالية ومتكاملة من اإلجراءات االستباقية :األمنية واإلجتماعية والفكرية واإلعالمية. أتوقف عند الجانب الفكري وأخص الحقل الديني وما شمله من إصالح هادئ يقوده صاحب الجاللة الملك محمد السادس نصره اهلل ،مستندا على جوهر المرجعية اإلسالمية وفق المذهب المالكي السني التي اجتهد في إطارها فقهاء الدين وعلماؤه ،مسترشدين بأفكار وإسهامات زمالئهم من مشارب وآفاق فكرية وأكاديمية وحقوقية .لذلك جاءت خطة اإلصالح التي لم يطعن فيها أحد ،متكاملة وشاملة ،يحكمها منطق االعتدال والوسطية والتدرج ..ستكون لها امتدادات وتجليات في شتى ضروب الحياة العامة وفق منهجية مدروسة نجح المغرب ،ممثال في عاهله وعلمائه وفقهائه ونخبه المستنيرة ،في إبعاد الدين عن دائرة االستغالل السياسوي ،كإجراء وقائي يحمي الشباب من االنزالق نحو التطرف كما هو حاصل في عدد من البلدان العربية. وسيطال ورش اإلصالح الديني في المغرب الكتب والمقررات والمناهج المدرسية ،لتنقيتها من بذور التطرف ،ولدمج المنظومة الدينية في المجتمع واالقتراب من هموم الشباب وتوعيتهم بمخاطر التشدد والغلو. قد تكون التجربة المغربية في بداياتها ولكنها نجحت في لفت أنظار بعض الدول الغربية فطلبت مساعدة بلدنا واالستفادة من خبراته وخاصة تلك التي توجد بها جاليات مسلمة مهمة مثل فرنسا وبلجيكا. بذلك يسهم المغرب ،إلى جانب بلدان أخرى يؤرقها نفس االنشغال ،في صناعة إعالمية قادرة على ردع انتشار دوافع اإلرهاب والتوظيف غير السليم للدين. إن ما تود هذه المداخلة التأكيد عليه يتخلص في فكرة محورية مفادها أن اإلعالم العمومي ،رغم أنه سالح كالسيكي ،فهو ذو فعالية ونجاعة قابلتين للتطوير إن أحسننا التعامل معه وبه ،والنظر إليه كرديف في معركة كبرى ،لذلك ينبغي تحريره من قبضة البيروقراطية، وانفتاحه على منافسة اإلعالم الوطني الخاص وتبادل األدوار بينهما من منظور شراكة قومية لكسب المعركة الفكرية ضد التشدد والتطرف والتكفير بكافة أشكاله.
العدد 836
5
الثالثاء � 10إلى 16مــاي 2016
األمهات العازبات بالمغرب... ن�ساء يقفن �أمام عدالة جمتمع ال يرحم... ال تزال األمهات العازبات في المغرب مغيبات اجتماعي ًا ،ومأساة أطفالهن في ظل التقاليد أصبحت واقع ًا مريراً يضطر هؤالء لمواجهته ،السيما مع تجاهل السلطات لتحديد مركز لهم في المجتمع ،بعيداً عن كونهم أطفا ًال بدون نسب. اختلفت قصصهن لكن المرارة واحدة واأللم واحد ،يتمنين لو تعود عجلة الزمن للخلف ولو لبرهة من أجل محو عار وخطيئة حولت حياتهن إلى جحيم ،بل ألقت ببعضهن إلى الشارع بعدما كن ينعمن بالدفء العائلي ،لكن غدر الزمان ومكائده حوَّلهن إلى أمهات ،ولكن ليس كباقي األمهات الالئي دخلن المستشفيات ووضعن حملهن ومن حولِهن أفراد العائلة يباركن ويقدمن الهدايا ،بل أمهات قدم لهن عشاقهن باسم الصداقة والحب والزواج واألحالم الوردية المزيفة هدية مسمومة تتمثل في طفل بدون نسب وبدون هوية. باسم الصداقة والحب والزواج فتيات استسلمن في لحظة ضعف لذئاب بشرية بدل أن يطرقوا باب الحالل من خالل طرق األبواب األبوية ،تصيدوا في غفلة فتيات ليحولن حياتهن إلى جحيم فدخلن عالم األمهات وهن الزلن في مرحلة العزوبية ،ورحل هؤالء الوحوش تاركين ضحاياهم يواصلن طريقهن نحو الجحيم األبدي وهن يحملن عارا يالحقهن أينما يحللن وأينما يرتحلن ،مع أن اهلل غفور رحيم بعباده .إال أن العباد يتخذون من القسوة عملتهم في الحياة. بدايتها سالم فكالم فحب فلقاء فحمل غير شرعي فمصيبة وطامة تقع على رأس فتاة في ريعان شبابها ،ال تدري كيف تدس عارها ،فال تجد ملجأ وال معينا في مجتمع ال يرحم ،تتساءل في لحظة ضعف أخرى في حديث مع النفس والهوى ،هل تعود به إلى البيت وتواجه عدالة منزلية أحكامها قاسية ال تتسامح مع قضايا الشرف؟ و في مجتمع ال يرحم خطيئة كهذه ،أم تدسه أوتدس نفسها في التراب وتقع في خطيئة أكبر من خطيئتها ،فيساورها االنتحار أو اإلجهاض والتخلي عن فلذة كبدها. األم العازبة شابة كسائر الشابات ،كانت تحلم بـتأسيس أسرة عمادها الصالح ،وعمودها التوازن ، أسسها التربية ،وأساسها األخالق ،لكن األقدار غيرت مسار هؤالء النسوة ومشوارهن؛ تتعدد القصص وتتنوع الحكايات ،وتبقى المعاناة السمة األبرز والعنوان األساس ،ترفل قصص األمهات العازبات بكثير من األسى والحزن وتطفح بالحسرة والندامة ،حالة تكفي لتنسحب على باقي الحاالت.
أمال دخلت عالم األمهات العازبات بسبب لعنة اسمها ”الحب”
«إني نادمة» بهذه العبارة بدأت “أمال” سرد قصتها المحزنة واألليمة وقلبها يتقطع حسرة وندما على ما ارتكبته من جرم في حق نفسها ،وفي حق عائلتها باسم لعنة اسمها الحب ،ذلك الحب الذي ساقها لعالم األمهات العازبات ،أمال جمعتها زمالة مع أحد أصدقائها في أحد ّ محال الحلويات ،سرعان ما تطورت إلى حب تبادله الطرفان، اليهم أيهما كان صادقا ،كانت حينها الفتاة أمال في سن العشرين تقاسمت مع زميلها أياما جميلة حسب قولها، تبادال فيها أسمى كلمات الحب التي تفوح رومانسية، وتعبق حنانا ،وطبعا هذا ديدن الشباب في محاولة تصيد الفتيات ،صدقته أمال وتعاملت معه بعفوية وبراءة ،ولم يجل في خاطرها يوما أن فارس أحالمها الموعود سيغدر بها ،وهو الذي وعدها بالزواج وإقامة عرس الملوك حسب قوله ،فوقعت أمال في مصيدته وباعته عواطفها، في المقابل كان فارسها الموعود يبيع لها األوهام ،ويتحين الفرصة المواتية لينقض عليها كما تنقض الوحوش البرية على ضحاياها ،ليت أمال باعت عواطفها للرجل فحسب ،بل في لحظة ضعف باعت جسدها للفارس الموعود الذي بدل أن يطرق دار أمال ويفتح أبواب الحالل طرق أبواب الشر وفتح أبواب الجحيم في وجهها . تسترت أمال في البداية عن األمر لكن بعد شهور حملت الفتاة فصارحت الرجل بالحقيقة ،فما كان له إال أن طلب منها أن تجهض حملها ،فتوددت له أن اليتركها وحيدة تواجه المصيبة التي كان سببا فيها ،بل وصارحته أن عائلتها ستقتلها إن علمت باألمر ،لكن هيهات ....الفارس غادر المكان وبعد أيام، غير مكان العمل وغير رقم هاتفه ليترك الفتاة أمال تواجه الجحيم أمام عائلة مرغت وجهها في التراب... حسب العادات و التقاليد ،....وأمام مجتمع اليرحم هذه الخطايا ،بعدما علم أهل أمال بجريمتها وبخطيئتها حاولوا قتلها ففرت من البيت لتجد نفسها في الشارع ،في النهار تمتهن التسول من أجل إعالة ابنها ،وفي الليل تلجأ إلى العمارات التي اليغلق القاطنون بها أبوابها لتبيت بها وتنهض في الصباح الباكر لتغادر المكان حتى اليكتشف أمرها ،تواصلت معاناة أمال لسنتين كاملتين لكن في آخر المطاف ساقت أمال لنفسها طريقا جديدا تعتمد فيه على نفسها ،فقامت بتسجيل ابنها على اسمها بعدما التحقت بإحدى دور الرحمة وقامت بتكوين في فن الطبخ وعملت بأحد المطاعم ما مكنها من قضاء حوائج ابنها ،وهي اآلن تبحث عن مأوى يأويها ويجنبها التشرد من جديد”. قصة أخرى التختلف عن قصة “أمال” من حيث المضمون ،فهي قصة معاناة ممزوجة بآالم الحسرة والندم على ذنب اليغفره المجتمع المغربي «المحافظ» ،والترحمه القواعد والنصوص العائلية التي التتسامح مع قضايا «الشرف».
إعداد :لمياء السالوي lamiae.s.81@gmail.com
خطيبها يدخلها عالم األمهات العازبات
فتاة من شمال المغرب ،رفضت ذكر اسمها ،وقعت ضحية لشاب مغترب أوهمها بالزواج ،لكن في آخر المطاف غرر بها ،واقتنص فرصة الثقة التي وضعها فيه أهلها لينال مبتغاه ويغادر من حيث أتى بغير رجعة ،تقول الفتاة وهي تسرد قصتها بمرارة “كان عمري آنذاك 21سنة تعرفت على شاب مغترب جاء لمدينتي ليقضي عطلة الصيف ،كان تعارفنا تعارفا عابرا في شاطئ البحر ،لقد أغراه جمالي فانجذب إلي بسرعة وأعطاني رقم هاتفه بعدما عبر لي عن إعجابه بي ،وقدم نفسه على أنه مغترب بإسبانيا ،أنا من عائلة فقيرة ،لقد روادتني األحالم بأن الفرصة قد حانت ألعيش حياة الترف بجانب رجل في الضفة األخرى، وأساعد عائلتي المعوزة ،تقدم الرجل لخطبتي وأحضر عائلته لبيتنا البسيط وبعدما تمت خطبتنا كان يدعوني للخروج معه من أجل اقتناء حاجيات العرس ،ألنه سيغادر المدينة ويعود إليها بعدما يحدد موعدا لزفافنا وأخذه لي إلى ديار الغربة ،استغل الفرصة ليوقعني في شباكه وينال مني ،وبعد ذلك ذهب ولم يعد على رغم محاوالت االتصال به وبعائلته ،تحولت حياتي لجحيم اليطاق بعدما وجدت نفسي أحمل ابنته أو ابنه في أحشائي ،فهربت من البيت وشرحت األمر ألحدى صديقاتي التي أرشدتني إلحدى المختصات في مساعدة النساء المعنفات والمغتصبات بالجهة ،التي ساعدتني باتصالها بأهلي ،غير أن صدمتي كانت كبيرة بعدما رفضت عائلتي عودتي إلى البيت ،غير أن المختصة ساعدتني في التواصل مع إحدى الجمعيات التي ساعدتني إلى غاية وضع حملي ،كما أنها ساعدتني في إيجاد عمل أكفل به نفسي وابنتي التي التتحمل خطيئة أمها التي صدقت أوهام الرجل المغترب الذي رفض العودة واالعتراف بابنته. قصص كثيرة اليمكن سردها في هذا الحيز األبيض الضيق ،لكن هذه كانت عينات من قصص مشابهة ،اختلفت نهاياتها ،لكن حتما تشترك في عدة نقاط كالمعاناة واأللم النفسي الذي يكون سببه عذاب الضمير واإلحساس بالذنب والندم بعد فوات األوان وتضاف لكل هذه المآسي نظرة مجتمع اليرحم و ال يغفر .
األمهات العازبات بين نظرة قاسية وإشفاق محدود
في محاولة منا لتقصي نظرة المجتمع حول األمهات العازبات حاولنا أخذ عينات من آراء مختلفة من المجتمع، فكم كانت قاسية تلك األحكام وكم كانت مؤلمة من الكثير من العينات التي رفضت تقبل األمر ،واعتبرته خطيئة كبرى اليجب التسامح معها ألنها تهدد التماسك االجتماعي وتقوض لبنة األسرة المغربية. عبد القادر سألناه عن رأيه في الموضوع فقال“ :هؤالء ارتكبن خطيئة ووقعن في فخ الفجور الذي كان سببه التقليد األعمى ومحاكاة المسلسالت المكسيكية والتركية من خالل ربطهن عالقات غير شرعية مع الغرباء» ،واعتبر أن «الظاهرة تنتشر بشكل ملفت خاصة بين طالبات الجامعات اللواتي يربطن عالقات غرامية مع غرباء ،تنتهي في كثير من األحيان بخطيئة كبرى وحمل غير شرعي تكون نهايته في كثير من األحيان برمي المولود في القمامة أوالمقابر من أجل إخفاء الفضيحة”. أما “حليمة” وهي طالبة من طنجة نظرتها تختلف عن نظرة عبد القادر ،ففي نظرها أن« :الفتيات اللواتي وقعن في الفخ ينقسمن بين فتيات وقعن في الفخ برضاهن وأخريات وقعن ضحية اغتصاب، ودعت لعدم وضع جميع الضحايا في سلة واحدة ،وواصلت قائلة إن الفتيات ضحية االغتصاب ،أنا أشفق عليهن وأدعو المجتمع للنظر إليهن بعين الرحمة والشفقة ألن الذنب لهن فيما وقعن فيه». أما رشيد فكان قاسيا جدا عندما اعتبر أن « :المناداة بتخصيص منحة لهؤالء يعتبر تشجيعا على الفجور والبغاء» ،كما أكد أن « :الفتيات جلهن السبب فيما وقعن فيه بسبب رفضهن الزواج بعدما يتقدم شاب بسيط لخطبتهن ،وفي المقابل يؤمنن بالعالقات الغرامية التي ينسجهن خارج األسوار العائلية ،فيدعن بيوت الحالل ليدخلن في األخير بيوت الرذيلة ويتسببن في حمل شرعي ينتهي في كثير من األحيان بحاالت انتحار بعدما توصد األبواب في وجه الفتاة التجد حال لتدس عارها سوى االنتحار» ،حسب قوله. تبقى األم العازبة محط أنظار المجتمع ،يرمقها الناس بسخط وحنق ،وتكون عالوة على هذا ينبوع التهم ومثار الشكوك والريب ،ال يلتمس الناس لها األعذار ،وال تغفر لها األسرة الزالت والهنات ،تبقى وحيدة تبحر في بحر الهموم ،تكابد معاناة اجتماعية ،يحدث هذا في غياب إحصائيات رسمية عن عدد األمهات العازبات التي تشير بعض التقارير أنها في تصاعد مستمر ،و في تصاعد جنوني يدق ناقوس الخطر حول الظاهرة في غياب حلول ناجعة ،تكون كفيلة بوقف هذه الظاهرة التي باتت تفكك األسر المغربية يوما بعد يوم.
العدد 836
دفاتري
من
عزيـز
6
الثالثاء � 10إلى 16مــاي 2016
قضايا الشمال في الصحافة الوطنية
إال الفقر! تقرير دولي جديد حذر المغرب من مخاطر عدة يواجهها وتواجهه على المستوى االجتماعي واالقتصادي ،منها البطالة والشيخوخة بعد تراجع النمو الديمغرافي بشكل اعتبر «خطيرا» ،وضعف القدرة االقتصادية و...تفشي الفقر.... قد يكون تقرير «جيرمان ووتش» محقا في ما جاء به من استنتاجات حول بعض التحديات التي تواجه المغرب ،إال الفقر ،ألن المغرب «حسم» نهائيا في مسألة الفقر ،وأعلن رسميا أنه لم يعد فقر في المغرب بعد أن تخطى عتبة الفقر في البنغالديش، وهي ال تتعدى دوالرا واح��دا بئيسا إلى دوالرين ونصف ،ليصطف مع ال��دول العظمى كالواليات المتحدة األمريكية والنرويج....! ال ،ال ،ال.... ،ال يتعلق األمر بمزحة من تلك التي يمتعنا بها األخ عبد اإلله بنكيران ،حين يكون «على خاطره» و «بأتمه» ،بل بتصريح حكومي صادر عن وزيرة «قد الدنيا» ذات االختصاص في القضايــا االجتماعيــة ....،الحقــاوي ،يا من ال يعرفها ،التي حولت أماني نساء المغرب إلى حقائق ملموسة عبر منجزات تشريعية .....على الورق.!!! rrrrr
الخمر والميسر والتبغ: حالل مداخلها ،حرام إشهارها! يتوقع أن يحصد المغرب ،كجزء من األموال العمومية ،ما يفوق 905 مليارا من السنتيمات كرسوم مفروضة على التبغ سنة ،2016أما الرسوم المستخلصة من «السربيسا» فسوف تتعدى 76 مليون سنتيم ،في حين سيقود «ال��روج» قافلة الخمور والكحول «الكبيرة»ن من ويسكي وفودكا ، ليضع في الخزينة العامة ما ال يقل عن 54مليون سنتيم. أما القمار فسوف تجني منه الحكومة ما يفوق 10ماليير سنتيــم و 9مالييــر من حساب خاص باالقتطاعات من ألعاب الرهان . ومع ذلك ،يظـــل «التراشـــق» بالكلمـــات والتعليــالت ،داخل فــرق «األغلبيــة» بخصــوص مشروع قانون يتعلق بالصحافة ،في ما يتعلق بمنع أي ذكر أو إشهار للتبغ والخمر والميسر في الصحافة مكتوبة كانت أو مرئية أو رقمية ..... ال حاجة إلى التذكير بأن المداخيل الضريبية المتأتية من «سلع النشاط» تضخ في الكتلة المالية العامة لتسدد بها مصاريف الدولة ال فرق بين القطاعات الدينية والقطاعات الدنيوية(..... ) ! وإذا ظهر المعنى..... rrrrr
إدعمار يحاول احتواء شيعة تطوان يبدو أن عمدة تطوان البيجيدي الذي يحمل اسما غير مألوف بتطوان وال بالشمال ،يحاول التقرب من الجمعية الشيعية «رساليون تقدميون» بتعيين نائب رئيس هذه الجمعية الحديثة التأسيس ،عضوا بديوانه «العامر». مصادر «األخ��ب��ار» أف��ادت أن العمدة ربما حاول «احتواء» نائب رئيس الشيعة الجدد ،بسبب تدويناته الفايسبوكية التي تهاجم العدالة والتنمية وشبيبته وتعتبرهم «أدوات رخيصة في يد من يحركهم» ويحرض الدولة ضدهم. «الرساليون التقدميون» يعتبرون جمعيتهم ج���زءا م��ن المكونات السياسية بالبالد ومن «األطياف الحقوقية» التي تناضل ضد «التعصب الديني»....!!! rrrrr
تجار مخدرات في ثوب مهربين
في الوقت الذي تسعى جهات معلومة إلى رفع سيف التجريم عن زراعة ومزارعي الكيف الوطني، تحركت مروحيات ال��درك الملكي للكشف عن أباطرة متابعين « يتسترون» باإلتجار في السلع المهربة ،عن ترويجهم للنبتة المعلومة ،والتحقيق في ما إن كانوا يتوفرون على أسلحة نارية. عمليات التفتيش داخل مداشر نائية بالمناطق المعروفة بزراعة الكيف ،أسفرت عن العثور عل سلع متنوعة من تلك التي تعرض علنا بجل أسواق المدن المغربية من طنجة إلى لكويرة.....كما أن فرق ال��درك داهمت قرى نائية بالشمال وحجزت لدى بعض المشتبه فيهم بنادق و اعتقلت بعض المبحوث عنهم...لتستمر األرض في الدوران ...!
المصادقة على مشروع مركز طمر النفايات بتطوان بعد جدال حاد بين األغلبية بعد شهر كامل من المفاوضات الشاقة مع السلطة والشركاء ،وبعد أن أجلت المصادقة على المشروع في الدورة السابقة ،بطلب من سلطة الوصاية ،صادقت الجماعة الحضرية لتطوان باإلجماع على اتفاقية إلنجاز وتدبير مركز طمر النفايات المنزلية. وكانت المعارضة االتحادية قد أصدرت بيانا ،توصلت «المساء» بنسخة منه ،ترفض فيه تأجيل المصادقة على المشروع ،وحملت مسؤولية إهدار فرصة تخليص المدينة من مطرحها المختلف والمؤذي ،حسب وصفها واتهمت رئيس الجماعة والمكتب المسير باالستغالل «السياسوي» المشروع من هذا الحجم والمغامرة بمصلحةالسكان. وقال مصدر حزبي من المعارضة في الجماعة الحضرية بتطوان إن أسباب تأخير المصادقة على المشروع ،ترجع
إلى رغبة مستشاري العدالة والتنمية «السيطرة» على تدبير المشروع ،وعدم موافقتهم على الصيغة القانونية الحالية. من جهته ،قال رئيس جماعة تطوان محمد ادعمار ،في تصريح لـ «المساء» إن تأجيل المصادقة تم بإجماع أعضاء المجلس الجماعي ،وأبدى استغرابه للتغير المفاجئ في موقف المعارضة االتحادية ومهاجمتها لمكتب المجلس رغم تسجيل موافقتها على التأجيل في محضر الدورة السابقة. وكان هدف التأجيل ،حسب ادعمار ،هو الفهم الكامل للمشروع وإعطاء الوقت الكافي لدارسته بشكل مستفيض وإبداء مالحظات تخص نسبة المساهمة المالية للجماعة في المشروع والطريقة المثلى لتدبيره. وفي رده على استجابة السلطة والشركاء للمالحظات التي قدموها حول المركز ،أكد رئيس جماعة تطوان أنه
لمس تفاعال إيجابيا منهم ،بحيث تمت االستجابة لمطلبة بخفض نسبة مساهمة الجماعة في المشروع من ٪ 77،8 إلى ،٪ 30وتمت الموافقة أيضا على اقتراح مكتب المجلس لطريقة تسيير المطرح بحيث اشترط إدارته بواسطة التدبير المفوض ،وذلك عن طريق لجنة تتبع تكون مسؤولة ومعينة بجميع التفاصيل التقنية والمالية. وتأتي الموافقة على هذه االتفاقية إلنجاز تدبير مركز طمر النفايات المنزلية في سياق تنظيم المغرب المؤتمر الدولي للمناخ «كوب »22في مراكش ومصادقته على مجموعة من االتفاقات الدولية المتعلقة بالبيئة والمناخ.
المساء /تطوان
مزارعو الكيف يحاصرون خليفة قائد داخل سيارته ألكثر من 8ساعات أقدم مجموعة من المواطنين بعد زوال يوم السبت الماضي على محاصرة رجل سلطة (خليفة قائد) ،داخل سيارة كان يستقلها بدوار «موطي» بجماعة «أونان» قيادة باب برد. وحسب مصدر مطلع ،فإن المواطنين المعنيين وضعوا الحجارة في الطريق لمنع رجل السلطة المذكور من الفرار وظلوا يحاصرونه داخل السيارة المذكورة ألكثر من 8ساعات، حيث لم يسمحوا له بمغادرة المكان إال في حدود الساعة العاشرة ليال. ووفق المصدر نفسه ،فإن الساكنة التي حاصرت المعني تقول إن القايد ضايق وحاول منع أحد السكان الدوار من حفر بئر بدعوى عدم توفره على ترخيص من أجل القيام بتلك األشغال ،وهو ما لم يستسغه هذا األخير ،وسانده في غضبته ضد الخليفة سكان الدوار الذين عملوا على محاصرة السيارة التي كان على متنها. وبحسب المصدر نفسه ،فإن المواطنين رغم سماحهم لرجل السلطة بمغادرة المكان ،إال أنهم احتفظوا بالسيارة،
وطالبوا بحضور القائد ،حيث حضر هذا األخير صباح اليوم الموالي ،وعملوا على تسليمه السيارة المذكورة ،وطالبوا منه إيجاد حل مع الخلفية الذي يضايقهم من حين آلخر. في هذا السياق ،قال عبد اهلل نورو ،رئيس كونفدرالية جمعيات غمارة ،إنه منذ حادث دوار «شاب» الذي راح ضحيته 5أشخاص عندما كانوا يحفرون خزانا لجمع مياه األمطار، المواطنون بهذه المنطقة تشن عليهم «حملة مضايقات» حيث أصبح العديد منهم ال يتمكنون من حفر الخزانات مخافة تعرضهمللمساءلةالقانونية. في نفس السياق ،يؤكد نفس المتحدث أنه تم منع المواطنين من سلك هذا المسلك في الوقت الذي ال تقدم الدولة حلوال لمعضلة الماء التي تعيشها المنطقة« ،الفرشة المائية بالمنطقة ضعيفة جدا ،والمياه شحيحة وحتى الينابيع لم تعد موجودة ،والمواطنون يعانون بشكل كبير مع توفير مياه الشرب ،خاصة في فترة الصيف» ،يضيف نفس المتحدث.
نورو بالرغم من تأكيده بأن سياسة حفر اآلبار هي حلول ترقيعية ،وفي الحقيقة مستنزفة لما تبقى من الفرشة المائية، إال أنه طالب بتبسيط المساطر الخاصة بحفر اآلبار وخزانات تجميع المياه ،ألنها هي الحلول الممكنة أمام الساكنة في الوقت الراهن ،وسطر غياب حل شامل تقدم عليه الدولة ينهي المعاناة مع المياه. هذا ،ويستخدم العديد من المواطنين هذه اآلبار في ضخ المياه إلى حقول الكيف ،حيث انتشرت بشكل كبير في منطقة غمارة (مناطق شفشاون وباب برد) ،كما بدأت تنتشر أيضا بمنطقة صنهاجة سراير ،بعد تراجع نسبة المياه التي كانت تستعمل في سقي المحصول ،وغالبا ما تسجل في هذه الفترة من السنة ،وهي فترة ري محصول الكيف ،صراعات دامية بين المزارعين المتصارعين على المياه.
عبد المجيد أمياي
عمدة طنجة يعتذر عن «تحقير» سكان حي هامشي
كشفت مصادر مطلعة ،أن محمد البشير العبدالوي عمدة مدينة طنجة ،أقدم على االعتذار لسكان حي «بئر الشفاء» وذلك غداة مداخلة له في أحد المعاهد المحلية، «احتقر» فيها أبناء هذا الحي الهامشي ،عبر تفضيل طلبة معهد خاص على هؤالء السكان ،بشكل اعتبره تفقيصا في حقهم ،ما خلف موجة احتقان داخل هذا الحي فضال عن مدينة طنجة بأكملها ،بعد أن تمت مداولة كلمة العمدة الموثقة في شريط بالصوت والصورة على نطاق واسع، وهو األمر الذي استنكره كل من شاهد الشريط ،معتبرا أن حزب العدالة والتنمية انقلبت شعاراته السابقة تجاه سكان
المدينة ،خصوصا أن ملفات قد عرفت نفس الطرح ،وعانى السكان األمرين في لقاء العنمدة وبعض المسؤولين عن «البيجيدي». وتحرك الحزب على مستوى هذا الحي ،قصد الحيلولة دون تنظيم أول وقفة احتجاجية ضد العمدة ،بعد أن انطلقت دعوات للتظاهر ضد تصريحات العمدة. وذكرت بعض المصادر أن منتمين للحزب على المستوى المحلي ،خصوصا بالحي المشار إليه ،قد دخلوا في سباق مع الزمن ،لتحديد الداعين إلى التظاهر ،قصد تقديم اعتذار ،مخافة انفالت األمور ،عقب االحتقان الذي
تعيشه المدينة تجاه حزب العدالة والتنمية نتيجة تخبطه في ملفات ضدا على إرادة السكان المحليين. ومن جهته ،ربط العمدة العبدالوي الشريط المذكور، بما قال عنه وجود خصوم سياسية بحكم اقتراب االنتخابات التشريعية ،قائال إن كالمه تم تأويله بشكل آخر ،غير أن الشريط كشف أن العمدة ،تحدث بشكل واضح عن هذا الموضوع ،وأجاب ردا على سؤال وجه له ،أنه كان «سيقبل هذا السؤال لو طرح عليه في إحدى مدارس حي بئر الشفاء لكن أن يأتي على لسان طلبة المعهد ،فهذا أمر آخر»
محمد أبطاش
مطالب بإحداث قنطرة لتفادي حوادث سير خطيرة بالطريق الدائري بتطوان طالب العديد من المواطنين بتطوان ،في اتصال لهم بالجريدة ،بوقف نزيف حوادث السير المتعدد التي تقع بممر الراجلين الموجود على الطريق الدائرة الذي يشبه الطريق السيار ،بالقرب من ملعب كرة القدم سانية الرمل ،مستنكرين عدم استجابة مصالح البلدية لشكاياتهم المتعددة في الموضوع ،رغم توالي حوادث السير الخطيرة والقاتلة بالمكان ،ما يتطلب تدخالت عاجال لمعالجة الموضوع بتشييد قنطرة تمكن العدد الكبير من ساكنة األحياء من عبور الطريق بأمان ،ووفق كافة شروط السالمة الضرورية ،خاصة فئة األطفال والمسنين. وقالت مصادر مطلعة إن الممر المعنى يعتبر من النقط السوداء المسببة لحوادث السير داخل المدار الحضري، ويستعمله عدد كبير من المواطنين مع ما يشكل ذلك من
خطر على سالمتهم الجسدية ،بسبب عدم انتباه السائقين خاصة زوار المدينة ،ألن المكان ال يوحي أبدا بوجود ممر الراجلين رغم التنبيه واإلشارة الصغيرة ،حيث تمر السيارات بسرعة كبيرة ألن الطريق دائرية ويسلكها من يريد عبور المدينة بشكل مستعجل دون المرور وسطها. وأضافــت المصادر نفسها أن آخر حادثــة سيــر خطيرة سجلت بالمكان ،وقعت عندما صدمت سيارة خفيفة طفلة ال يتجاوز عمرها 12سنة ،متسببة لها في جروح خطيرة ،حيث لم ينتبه السائق إلى الممر سوى بعد فوات األوان وصدم الضحية رغم فرملته القوية. هذا وحضرت السلطات األمنية إلى عين المكان حيث تم تسجيل محضر في الموضوع ،فضال عن حمل الضحية
بواسطة سيارة اإلسعاف نحو المستشفى من أجل تلقي العالجات الضرورية وسط نحو المستشفى من أجل تلقي حوادث السير المسجلة بالمكان ،دون تدخل المصالح المسؤولة لتصحيح الوضـع ،إلى ذلك يطالب سكان حي كويلمة والطـوب وكل األحيــاء المجاورة والي جهة طنجة تطـوان الحسيمة بالتدخل في هذا الملف من أجل التسريع بإحداث وتشييد قنطرة بالمكان تجنبهم وأطفالهم خطر التعرض لحوادث السير ،مشددين على أن الممر يعبره آالف المواطنين يوميا بالنظر إلى وجوده بمنطقة استراتيجية
حخ
العدد 836
الثالثاء � 10إلى 16مــاي 2016
إقتصاد احتياطات بنك المغرب من العملة الصعبة في ارتفاع حسب مؤشرات بنك المغرب األسبوعية ،فإن صافي االحتياطات الدولية بلغ ما قيمته 239،9مليار درهم إلى غاية 22أبريل ،2016مسجال ارتفاعا بنسبة 31،3في المائة على أساس سنوي ،وأنه من أسبوع آلخر عرفت هذه االحتياطات ارتفاعا بنسبة 1،4في المائة .وخالل الفترة ما بين 21و 27أبريل ،2016ضخ البنك المركزي مبلغ 6ماليير درهم ضمن عمليات قرض مضمونة منحت في ا طار برنامج دعم تمويل المقاوالت الصغيرة جدا و المتوسطة.. كما أن المعدل البنكي ،استقر خالل نفس الفترة في 2،16في المائة ،وانتقل الحجم اليومي المتوسط للمبادالت من ملياري درهم إلى 1،4مليار درهم كمعدل يومي. وبخصوص نشاط البورصة ،عرف مؤشر مازي ارتفاعا بنسبة 1،4بالمئة ،ليصل أداؤه إلى 8،1بالمئة منذ بداية السنة .ويرجع التطور األسبوعي للمؤشر المرجعي أساسا إلى ارتفاع قيم قطاعات ‘’ اإلتصاالت’’ ب 3،1في المائة ‘’العقار و مواد البناء ‘’ب 2،8في المائة و البنوك ب 1في المائة. من جهة أخرى ،لم تعرف المؤشرات القطاعية للـ’’عقار و التأمينات ‘’ تغيرات ملموسة من أسبوع آلخر .وفي ما يتعلق بالمبادالت ،فقد إستقرت في 482،2مليون درهم بعدما سجلت 512،1مليون درهم أسبوعا قبل ذلك. ومن جهة أخرى ،سجل المجمع م 3ارتفاعا طفيفا ب 0،3في المائة ليستقر في 1111،3مليون درهم ،وهو تطور ناتج باألساس عن ارتفاع اإلحتياطات الدولية الصافية بنسبة 1،2في المائة و بنسبة 0.4في المائة بالنسبة للقروض البنكية. بالمقابل بلغت الديون الصافية لإلدارة المركزية 3،2 في المائة ، .و ارتفع الدرهم ب 0،16في المائة بالنسبة لألورو و إنخفض ب 0،27في المائة بالنسبة للدوالر خال ل األسبوع الممتد من 21إلى 27أبريل .2016 jjjjjjjjjjj
8,70مليار درهم مبيعات اتصاالت المغرب حققت مجموعة اتصاالت المغرب رقم معامالت جيدا خالل الفصل األول من السنة الجارية ،بلغ 8،750مليار درهم ،بتحسن نسبته 10،2في المائة ،مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي ،مع تسجيل ارتفاع في عدد الزبناء بلغ 53مليون زبون. وسجلت المجموعة أرباحا صافية بنسبة 16في المائة، باحتساب األنشطة داخل المغرب وخارجه ،حيث يعود الفضل في تسجيل هذا الرقم االستثنائي بالدرجة األولى إلى بيع ممتلكات عقارية تابعة للمجموعة ،والتي بدون احتسابها تظل أرباح الشركة في حدود 4،2في المائة. وحسب مسؤولي المجموعة ،فإن النمو المضطرد للنتائج المسجلة من طرف المجموعة ،يأتي من مجموع أنشطتها ،خصوصا من طرف الفروع اإلفريقية ،حيث تم التركيز على االبتكار ،واالستثمار وجودة الخدمات ،مما يؤمن للمجموعة نموا مضطردا. وتعود هذه الوضعية ،بالدرجة األولى إلى النتائج الجيدة التي حققتها الفروع الدولية للشركة في إفريقيا، التي واصلت نموها بنسبة 12،7في المائة مقارنة مع العام الماضى ،فضال عن عودة أنشطة الشركة داخل المغرب إلى منحاها اإليجابي ،خصوصا في ما يتعلق بالهاتف الثابت واإلنترنت ،وحتى أنشطة الهاتف المتنقل رغم المنافسة الشديدة وسجلت المجموعة ارتفاعا في األرباح الصافية باحتساب الضرائب بنسبة 2,6في المائة ،مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي ،حيث بلغت 4،214مليار درهم، مستفيدة بدورها من أنشطة الفروع اإلفريقية ،كما تم تقليص نسبة تراجع هذه األرباح بالنسبة إلى نشاط الشركة في المغرب من 3،8ـ في المائة خالل 2015إلى 1،8ـ في المائة في الفصل األول من .2016 وعلى صعيد التدفق النقدي التشغيلي سجل التقرير تراجعا بنسبة 5في المائة مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية ،ليستقر في ما قيمته 2،642مليار درهم. وبالعودة إلى رقم معامالت المجموعة ،فإنه يتضح من األرقام الواردة في البالغ أنه استفاد من نمو أنشطة الهاتف الثابت واإلنترنت بزيادة 6،5في المائة في السنة ،وهوما
7
الجمع العام التأسيس لمركز ليكسوس للدراسات واألبحاث بالعرائش
يعوض تراجع رقم معامالت الهاتف المحمول بناقص 3،5 في المائة ،مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. jjjjjjjjjjj
تخصصات جديدة في الميكانيكية والتعدينية
تم مؤخرا بالرباط ،إطالق ثالث منظومات صناعية تهم ثالثة تخصصات في قطاع الصناعات الميكانيكية والتعدينية .وتهم هذه المنظومات الصناعية تخصصات تثمين النفايات المعدنية من النحاس واأللمنيوم ،والمهن الجديدة «اآلالت الفالحية والدرجات الهوائية» وتشكيل المعادن .مما ستكون له انعكاسات إيجابية على عدد من القطاعات األخرى. وسيساهم تفعيل هذه المنظومات الصناعية ،في إحداث 13340فرصة شغل ،كما أنها ستحقق 1،7مليار من القيمة المضافة ،حسب توقعات وزارة التجارة والصناعة وفضال عن ذلك ستحقق رقما بـ 11مليار درهم كرقم معامالت إضافي ،وملياري درهم من االستثمارات .وهو ما سيكون له تأثير إيجابي على الميزان التجاري بحيث ستمكن من ربح 2،3مليار درهم. كما أنه من شأن هذه المنظومات ،أن ترفع التحديات التي يواجهها القطاع ،خاصة ما يتعلق بالمنافسة القوية التي تواجهها المقاوالت بسبب القدرة اإلنتاجية العالمية الفائضة من الصلب ،وتطوير تخصصات نهاية السلسلة، وتحسين ثقافة االبتكار والتصدير ،والعجز المسجل على مستوى المبادالت التجارية البالغ حوالي 30في المائة من العجز التجاري الصناعي. كما سيكون من نتائج إح��داث ه��ذه المنظومات الصناعية أن تعطي دفعة تنموية جديدة للقطاع. jjjjjjjjjjj
المغرب ـ مصر:
حجم المبادالت التجارية خالل تسعة أشهر 484 :مليون دوالر كشفت السلطات المصرية أن ،حجم التبادل التجاري بين مصر والمغرب بلغ نحو 484مليون دوالر خالل الشهور التسعة األولى من سنة .2015وأوضحت في تقرير حديث أن الصادرات المصرية للمغرب بلغت 295مليون دوالر ،فيما بلغ حجم الواردات 189مليون دوالر خالل الفترة ذاتها. وأشار التقرير إلى ارتفاع حجم التبادل التجاري بين مصر والمغرب من 526مليون دوالر فى 2010إلى 677،6 مليون دوالر فى ،2014كما قفزت الصادرات المصرية من 417مليون دوالر إلى 545مليون دوالر في ،2014وزادت الواردات المصرية من 109ماليين دوالر إلى 132،6مليون دوالر. وأوض���ح أن أه��م ال��ص��ادرات المصرية تتمثل في مخلفات صناعات غذائية مستخدمة لصناعة األعالف وآالت وأجهزة كهربائية ومعدات ،والحديد والصلب والبالستيك ومصنوعاته وزيوت حيوانية ونباتية ،وألومنيوم ومصنوعاته، وورق مقوى وفواكه وتمور ومصنوعات من حديد وصلب وزجاج ومصنوعاته. وأضاف التقرير أن أهم الواردات المصرية من المغرب تتمثل في السيارات ،ومصبرات اللحوم واألسماك والمواد الغذائية ،ووقود وزيوت معدنية. وبخصوص مجال االستثمار ،أب��رز التقرير التطور الكبير ال��ذي يشهده المغرب من حيث عوامل الجذب والحوافز المقدمة للمستثمرين وتنوع المجاالت المطروحة لالستثمار ،مشيرا إلى أن المملكة أصبحت خالل السنوات األربعة الماضية من أهم مقاصد االستثمار في منطقة شمال إفريقيا ،خاصة مع التطورات السياسية التي شهدتها دول المنطقة مقارنة باألوضاع السياسية المستقرة في المغرب. وأشار التقرير إلى أن المغرب يأتي في المرتبة 40 بين دول العالم المستثمرة في مصر بحجم استثمارات يبلغ 79،42مليون دوالر وعدد شركات مؤسسة يصل إلى 152شركة بنهاية فبراير ، 2015وتركزت أغلب مساهمات المغرب في رأس المال المصدر وعدد الشركات المؤسسة خالل الفترة من عام 2003حتى نهاية عام ،2010وهي الفترة التي شهدت في عام 2006قفزة في االستثمارات المغربية نتيجة لقيام شركة األسمنت المغربية بزيادة نصيبها في شركة السويس لألسمنت.
تعزز قطاع الدراسات واألبحاث بجهة طنجة تطوان الحسيمة بميالد مركز ليكسوس للدراسات واألبحاث .اإلعالن عن ميالد هذا المركز جاء خالل الجمع التأسيسي الذي عقد مؤخرا بمدينة العرائش ،بحضور أساتذة جامعيين ،وخبراء وباحثين وأطر إدارية تمثل مختلف المصالح بمدن طنجة العرائش والقصر الكبير. وقد اشتمل جدول أعمال الجمع العام التأسيسي على نقطتين ،األولى دراسة ومناقشة مشروع القانون األساسي للمركز والمصادقة عليه ،والنقطة الثانية همت تشكيل المكتب المسير للمركز ،الذي جاء على الشكل التاليز: الرئيس أحمد الوزاني /أستاذ جامعي بشعبة االقتصاد بالكلية المتعددة االختصاصات بالعرائش نائب الرئيس مصطفى بوسنينة / المتصرف بغرفة الصناعة التقليدية بجهة طنجة تطوانالحسيمة. األمين العام شفيق بكور /أستاذ بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة. نائب األمين العام عمر التيجاني /أستاذ جامعي شعبة االقتصاد بالكلية المتعددة التخصصاتبالعرائش. أمين مال المركز فؤاد اللصق /إطار بوزارة الماليةبالعرائش. نائب أمين المال خالد المودن /إطار مالي بالوكالة المستقلة للماء والكهرباء بالعرائش. المنسق العام نبيل أحميض /إطار متصرف بقسم التعمير بعمالة إقليم العرائش.
المدير التنفيذي للمركز مصعب التيجاني / أستاذ بالسلك الثانوي. نائبه عبد الحكيم األحمدي /إطار متصرف بغرفة الصناعة التقليدية بالجهة . المستشارون /األستاذ عبد القادر جويهر محامي بهيئة طنجة -األستاذ يوسف المربوح أستاذ بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة. ويهدف هذا المركز ،إلى التأسيس العلمي والمعرفي لقضايا التدبير العمومي والتنمية على ضوء مفاهيم الحكامة ،وفق مقاربات نظرية وتطبيقية متجددة ،والعمل على الرصد والتقييم العلمي والمنهجي لمختلف الجوانب المرتبطة بالتدبير العمومي المحلي ،مستحضرا في ذلك مختلف التحديات الكبرى المتعلقة برهان تجويد تنزيل الجهوية المتقدمة بالمغرب .وسيحاول المركز ،إلى جانب باقي المتدخلين في الشأن العام المحلي ،اإلسهام في االرتقاء بإشكاليات الحكامة والتنمية المجالية والمستدامة في الدراسة والبحث من منطلق علمي ،وكذا العمل على التكوين المنهجي والنظري للباحثين والنخب المحلية والمجتمع المدني في حقل الدراسات النظرية والتطبيقية المرتبطة بمجال الحكامةوالتنمية.
م.ح
محالت تجارية للبيع بالفنيدق
في
العنوان :حي الكنرتول وراء �إقامة �سانيو 2 امل�ساحة من 13م 2الى 22م
أثمنة جد مناسبة
للمزيد من املعلومات املرجو االت�صال بالرقم التايل :
0664809292
AVIS DE PERTE M. Driss CHAKROUN déclare avoir perdu dans des circonstances et lieu indéterminés, le :
Titre Foncier nº 22509 / 06
»concernant la copropriété dite «Chakroun sise à Madchar Bendiban à Tanger Prière à toute personne ayant retrouvé ce document de bien vouloir le rapporter à la Conservation Foncière de Tanger - Beni Makada.
8
الثالثاء � 10إلى 16مــاي 2016
العدد 836
مسامرات شعرية صحراوية في تطوان • عبد القادر الخراز األدب بكل أصنافه و أنواعه و أجناسه ،يعتبر صورة أخرى من صور النضال ،سواء في سبيل القضايا التي يعاني منها األفراد أم المجتمع ،إضافة إلى خدمة مكوناته الفضائية والفنية بكل مستوياتها ،و انطالقا من هذا و مسايرة له ،ارتبطت بقضية الصحراء المغربية أشكال عديدة من النضاالت ،و كلها سارت متكاثفة جنبا إلى جنب ،ومنها المواقف األدبية. رافقت النصوص األدبية قضية الصحراء المغربية منذ جذورها األولى التي تعود إلى فترات سابقة لعهد الحسن األول ( 1247-1311هـ). و يمكن تصنيف االمتداد األدبي الذي رافق هذه القضية إلى ثالثة أقسام ؛ جمع األول منها فترة الحماية وما سبقها من فترات ،واستقل الثاني بالفترة الواقعة بين حصول المغرب على استقالله ،ممتدة إلى غاية دخول القضية في منطقة المطالبة و التصعيد و التتويج بحدث المسيرة الخضراء ،و بين نهاية دجنبر 1975م، و هي السنة التي يمكن اعتبارها بداية للقسم الثالث الذي سيظل مشرعا على الحاضر والمستقبل. يخضع هذا التقسيم لبعض ما ميز نصوص هذا الموضوع من األدب المغربي :فأدب القسم األول تطغى عليه مسحة الدفاع و تحقيق السيادة و اعترافات مواطني الصحراء عن تعلقهم بالدولة العلوية الشريفة ،التي أكدت كثير من النصوص عنايتها بهذا اإلقليم ،بتأسيس المؤسسات العلمية وتقدير العلم و العلماء ،وهذا ما حافظت عليه الظروف خالل قسمها الثاني رغم نزول االستعمار اإلسباني فوق أراضيها ،فقد كانت الظهائر تختم بتطوان نيابة عن ملك البالد الشرعي في الرباط ،وهذا ما استلزم استشارة أهالي الصحراء في كل ما ارتبط بالقضايا المصيرية .والزيارات الرسمية و اإلخوانية العديدة التي كانت تصل تطوان باإلقليم الصحراوي أكبر شاهد على ذلك. نذكر من اإلخوانية زيارة وفد من أهالي الصحراء المغربية لمدينة تطوان خالل شهر دجنبر عام 1938م برئاسة الشيخ الحاج محمد مر به بن الشيخ القدوة سيدي ما العينين الذي فاق عدده عشرين رجال ،كلهم من خيرة رجال نواحي كبو خبي و سيدي يفني و شنقيط ،وكان من بينهم الشاعر الشهير سيدي ما العينين بن العتيق ،والشريف األديب سيدي محمد بن الشيخ سيدي أحمد الهيبة”.
فأجزني يا بن العتيق فأنتـــــم
في سماء القريض أسمى و أعلى
فأجابه ابن العتيق مجيزا إياه بهذه األبيات :
هذه الخمر بل من الخمــر أحلــى
بل هي السحـر نفت هــرون يتلـــى
هي أبياتك التي ما لها فـــــــــي
سلك شعر يسطيع ذو النظم شكال
رمت فيها إجازتي يابن منصـور
وقـد كنـــت لالجــــازة أصـــــــــال
أنت في الشعر و البديع مجـــــاز
قد وجدنـاك إذ خبرنـاك فحـــــــال
قام بعد سماع هذه األبيات الشاعر إبراهيم اإللغي و شرع في إلقاء قصيدة استهلها بقوله:
خطر النسيم مبشرا باألسعد
ويد الصباح تبل وجه األنجد
إلى أن قال :
الداء كل الداء في تفريقــنـــــــا
فمتى نسير إلى الوفاق المنجد هلل عهد نحن فيه وحـــــــــــدة والقطر تحت أوامـــر لموحــــد ال شيء يصلح حالنـــا كتعـــارف وتـزاور و تعــاون و تـــــــودد وهكذا استمرت ليلة السمر الشعرية هذه تتفجر شعرا في الوصف و المدح و تعداد صور الشعور الوطني ،وداعية إلى الوحدة و التكتل و التماسك و االخالص للوطن ،ولملك البالد و الدولة العلوية.
أوحت هذه الزيارة بنشاط أدبي شعري شاعري نتيجة ما امتألت به نفوس المرحبين والمرحب بهم ،ففي يوم الثالثاء 5ذي القعدة عام 1357هـ موافق 27دجنبر 1938م ،زار وفد من حركة الوحدة المغربية التي كان يتزعمها الشيخ محمد المكي الناصري ،العالمة الحاج محمد بن الشيخ ماء العينين سيدي مر به ربه كبير أشياخ طرفاية ويفني و شنقيط بدار الضيافة بتطوان. وقد استغرقت الزيارة ما يزيد على ساعتين كانت كلها مذاكرات دينية ومساجالت أدبية .في هذه األثناء أنشد الشيخ ماء العينين بن العتيق الشيخ محمد المكي الناصري:
سالم على شيخ األساتذة المكي
ينير به ليل اليراعة والصك
إلى أن قال:
وما من سبيل للمزايا سلكتها
وما من آلل العلم نظمت في سلكي
وكان عبد الوهاب بن منصور من الحاضرين ،إذ كان لجأ إلى تطوان أيام الشباب بعد المنحة التي كان ألحقها اإلستعمار الفرنسي بوطنيي مدينة فاس .فتأثر ألبيات الشيخ ابن العتيق .ولم يشعر إال وهو يرتجل أبياتا على البديهة في مدح الشيخ الحاج محمد مربه ربه قال:
مربه ربه حزت الفضائــل
أيها الزائرون شرفتمــونـــــــا
مرحبا بالسراة أهال و سهـــــــال
ونلت مـــــن العلى ما أنت نائــــــل
وعلى الفور أجازه الشيخ ابن العتيق قائال:
أال هلل درك خيـــر فاضـــــــل
بحسن شبابك ازدهت المحافـــــــل
بديهتك الظريفة أعجبتنـــــا
فوافر شعرك المغبوط كامــــــــــل
و بعد المساجلة السابقة بين الشاعرين المغربيين ابن العتيق و ابن منصور ارتجل الشاعر محمد ماء العينين بن سيدي احمد الهيبة مرحبا بالزائرين المرحبين و مغتبطا بهم ،قال:
بمقدمكم لنا طاب الجلوس
و وفقنا بما تهـوى النفـوس
فكم من منتدى بكم تحلى
وكم بحالكم تحلو الدروس
ثم كانت الحفلة العامة التي شارك فيها جمع غفير من أهالي تطوان و نواحيها ،كانت يوم الخميس 7 ذي القعدة عام 1357هـ موافق 29دجنبر 1938م ،حضر من الوفد الصحراوي ما يفوق الثالثين شخصية ما بين أديب و شاعر على رأسهم الشيخ محمد اإلمام ابن الشيخ ماء العينين ،فتبودلت الخطب بين المرحبين و المرحب بهم ،كانت الكلمة األولى للحاج أحمد معنينو ،وكان الجواب عليها من طرف الشيخ محمد اإلمام بن الشيخ ماء العينين وما كاد هذا األخير يختم كلمته حتى قام عبد الوهاب بن منصور و شرع في إلقاء األبيات:
إن جيد العلى بكم قد تحلــــى
و شعاع الصالح منكم تجلـــــــى
و غرامـا في اهلل يجمعنــــا اآلن
وحب اإلله كالشهد أحلـــــــــــى
و نذكر من الزيارات الرسمية تلك التي كان قام بها الشيخ ماء العينين بن العتيق لحضور افتتاح مجلس األحباس الذي تم تحت إشراف الخليفة السلطاني الحسن بن المهدي بقصره في تطوان ،كان افتتاح هذا المجلس حدثا كبيرا حققته الوطنية المغربية في تطوان ،ورغبة من الخليفة السلطاني في إعطائه كل االعتبارات هيأ الفتتاحه حجما يالئمه وحدد النعقاده يوم األربعاء 16محرم الحرام عام 1358هـ موافق 8 مارس 1939م واستدعى لحضوره األعيان و المطلعين على تنظيم األحباس من العلماء و الخبراء والموظفين من منطقة شمال المغرب و من منطقة جنوبه الصحراوي ،فكان من المدعوين وزير األحباس الفقيه األديب محمد ابن موسى و عبد الخالق الطريس بحكم أنه كان وزيرا سابقا لألحباس ،ووزير العدلية محمد أفيالل ،و الصدر األعظم أحمد الغنمية وغيرهم من أعيان مدن المنطقة ،واستدعى من الصحراء المغربية وفدا حضر تحت رئاسة الشيخ ماء العينين بن العتيق ،وكانت لكل هؤالء كلمات وخطب في الموضوع و كلها كانت نثرا باستثناء كلمة ماء العينين التي ألقيت شعرا ،وكان ابن العتيق أول من تكلم إذ ألقى قصيدة طويلة وصفها أحد الحاضرين بأنها كانت بليغة مؤثرة تركت شعورا قويا في كل الحاضرين ،وبعد قصيدة ماء العينين ألقيت كلمات وفد تطوان كانت آخرها كلمة وزير األحباس. لم تقف المناسبات عند حد ما ذكرنا ،و لكنها امتدت إلى مناسبات وزيارات عديدة وكلها تعبق كلمات و خطبا و شعرا تترجم االنعتاق من االحتالل و شوقا إلى التخلص وتحقيق الوحدة ،كما كانت هناك بعثات ووفود بين تطوان و أهالي الصحراء ،كانت تتم بمناسبة و بغيرها حاملة رسائل كتابية تارة و شفاهية تارة أخرى و من البعثات نذكر البعثات الطالبية الصحراوية التي كانت تأتي تطوان قصد الدراسة ،ووفود الحجاج الذين كان طريقهم عبرها. وجاءت الفترة األدبية التي رافقت حدث المسيرة الخضراء ،بدأت هذه مع اإلعالن عن الحدث التاريخي العظيم ،وهي تتميز بكثرة اإلنتاج و تشبعه من حيث األنواع وأصناف األدباء.من حيث األول نجد القصيدة العمودية و القصيدة الحرة و قصيدة التفعلة – والموشحات و المسرحيات ،أما من حيث أصناف األدباء فاألمر لم يقف عند حد المغاربة وحدهم ،بل شاركهم شعراء من المشرق العربي و مغاربه ،وأهم ما يميز إبداع هذه الفترة مشاركة المرأة من جهة ،ثم الحماس القوي و المتقد العاطفة من جهة ثانية ،تجلى ذلك في تتبع حدث المسيرة منذ بداياته األولى إلى غاية لحظة اإلعالن عنها ،ثم ما رافقها إلى غاية رجوع المتطوعين وما أعقب ذلك من ترتيبات و تنظيمات مبرزة ما حققته من انتصارات تارة ،و معددة تارة أخرى ما ارتبط بمبدعها ملك المغرب الحسن الثاني و ما اتصف به من ذكاء سياسي و مهارة قانونية ،و حكمة في التنظيم والتنسيق بين الجانبين المدني والعسكري ،ثم الرزانة و الثبات اللذان استطاع بهما تحقيق الفوز واالنتصار دون إراقة قطرة واحدة من الدم. نترك القول في نصوص هذه الفترة من الناحية الفنية إلى مناسبة أخرى نظرا لما تتطلبه من وقفات في عناصرها الفنية التي كانت من إيحاء حدث المسيرة الخضراء. و نصل المرحلة الثالثة و تمثلها نصوص القسم الثالث و هي النصوص التي ارتبطت بما جاء بعد حدث المسيرة ،وهذه استقلت بتصوير الحدث اعتمادا على استرجاع الذاكرة ،وعلى االستحضار الذهني ،قاصدة توثيق ما سبق من أحداث لم يثرها الشاعر السابق ،و بذلك يمكن وسمها بالنصوص التي تغيت تسجيل الحدث التاريخي إبداعا و تاريخا ،و هذا نستشفه في بعض تراكيبها من ذلك اتكاء شاعرها على استعمال “ كان” أو ما في معناها بكثرة ،وهو ما لم يواجهنا في قصائد الفترة السابقة. هذه نبذة موجزة مختصرة استخلصناها من بعض النصوص ،اكتفينا بها علما بأن موضوع أدب المسيرة بحجمه الذي أصبح عليه اليوم موضوعا ضخما ،فقد تعددت مادته وتفرعت جوانبه ،و تشعبت مساربه إلى درجة أصبح معها يستلزم دراسات و دراسات حسب التخصص واالهتمام.
العدد 836
9
الثالثاء � 10إلى 16مــاي 2016
مسرح احدادو وبن بوشتى في أطروحة جامعية بآداب القنيطرة -
متابعة :عبد اهلل بديع
ر�ضوان احدادو
جرت ،صباح اإلثنين 25أبريل 2016بقاعة الندوات بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية التابعة لجامعة ابن طفيل بالقنيطرة ،مناقشة أطروحة لنيل الدكتوراه، بعنوان «الغربة في المسرح المغربي ..مقاربة في نماذج» ،أنجزها الطالب الباحث األستاذ حسن صغيري. وأعلنت اللجنة العلمية ،التي ناقشت العمل على امتداد زهاء ثالث ساعات ونصف والتي تكوّنت من األساتذة الدكتورة نوال بنبراهيم رئيسة والدكتور عبد الكريم لشهب مشرفا ومقررا والدكتور ميلود بوشايد عضوا والدكتور أحمد حافظ عضوا ،منح الطالب صغيري شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جدا. ومن النماذج التي تناولتهــا هذه األطروحة الجامعية للباحث صغيري ،الذي يشتغل أستاذا لمادة اللغة العربية في سلك الثانوي التأهيلي بالمديرية اإلقليميةبالرشيديةالتابعةلألكاديميةالجهويةللتربية والتكوين درعة تافياللت ،أعماال لكل من المسرحي األستاذ رضوان احدادو والمسرحي األستاذ الزبير بن بوشتى. ونظرا ألهمية موضوع هذه األطروحة العلمية وارتباطها باسمين مسرحيين وازنين في الحركة المسرحية بشمال المغرب والوطن كله ،استأذنا الباحث الدكتور صغيري في نشر نص التقرير الذي تقدم به أمام لجنة المناقشة في ما يلي: يكتسي موضوعُ الغربةِ أهمي ًة بالغة في المجال األدبي عامة ،وفي المسرح بصفة خاصة؛ فقد حظي باهتمام كبير من لدن المبدعين والنقاد ،وخصصت له دراساتٌ وأبحاث قاربته من زوايا مختلفة ،وأبرزت تجلياته وعالقاته بمجاالت عدة ،سواء في مجال الشعر أو في مجال الرواية .لكن مع ذلك ،تظل الكتاباتُ التي تناولته بالبحث والتنقيب في المجال المسرحي قليل ًة، حسب علمنا .وهذا ما يجعل بحث قضاياه في إطار المجال ضرور ٌة ملح ٌة بغية الكشف عن خصائصه هذا ِ وتجلياته ،ورصدِ كيفية توظيفه داخل األعمال اإلبداعية المسرحية. َ البحث في موضوع الغربة من هذا المنطلق ،آثرنا ومقاربته ضمن األعمال اإلبداعية المسرحية لمؤلفين َ مغاربة تحت عنوان« :الغربة في المسرح المغربي قراءة في نماذجَ». وإذا كان إنجازُ أيِّ بحثٍ ال يخلو من صعوبات َ العراقيل التي واجهتني ندر َة ومشاكل ،فإن من أهم ِ االشتغال؛ بل انعدامَ النصوص المسرحيةِ ،موضوعَ ِ ِ بعضِها من معظم المكتبات ،بما فيها المعرض الدولي للنشر والكتاب الذي ينظم َّ كل سنةٍ بمدينة
الزبري بن بو�شتى الدار البيضاء ،إذ شددت الرحال إليه طمعا في الحصول عليها؛ لكن دون جدوى .فلم يكن من خيار أمامي َ تطوان ،حيث التقيت بالكاتب سوى أن أقصد مدينة المسرحي األستاذ رضوان احدادو الذي أشكره على حفاوة االستقبال وحسن الضيافة ،إذ أمدني ببعض نصوصه المسرحية ،ثم بعث لي بالكثير منها إلى مقر سكنايَ بالرشيدية .ومن ذلك الحين ،وهو يبعث إلي بكل ما استجد عنده من أعمال .ثم توجهت بعد ذلك َ طنجة من أجل االلتقاء بالكاتب المسرحي إلى مدينة األستاذ الزبير بن بوشتى؛ لكن هذا اللقا َء لم يتم ألن األستاذ كان يعيش ظروفا عائلية خاصة ،لكنه ،اعتذر وبعث إليّ بمعظم نصوصه المسرحية .أما نصوصُ الكاتب المسرحي الراحل محمد مسكين ،فقد حصلت على بعضها من بعض المكتبات؛ أهمُّها المكتبة الوطنية للمملكة بالرباط. ولهذا ،أشكر األستاذين الجليلين اللذين وفرا لي المادة األولية ،وأدعو للمرحوم محمد مسكين بواسع المغفرة والرضوان. الموضوع يعد نتاجَ عدةِ لهذا اختيارنا والواقع أن ِ َ عوامل يتفاعل فيها الذاتيُّ بالموضوعي .فبالنسبة إلى العوامل الذاتية ،تظل محكوم ًة برغبتنا األكيدة في البحث ضمن هذا المجال ،باإلضافة إلى العالقة التي ربطتنا به منذ بحثنا لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة الذي أنجزناه بإشراف أستاذنا الدكتور عبد الرحمن بن زيدان ورمنا فيه تحديدَ مفهومَ المسرح في الخطاب التنظيري في المغرب عند جماعة المسرح االحتفالي وعند مسرح النقد والشهادة. أما بالنسبة إلى العوامل الموضوعية ،فهي محكوم ٌة بندرةِ األعمال التي قاربت هذا الموضوعَ في الساحة المسرحية المغربية. وبناء على هذه الدوافع ،فإن ما نرومه من هذا العمل هو: ِ رصدُ تجلياتِ الغربة في المسرح المغربيُ هموم وانشغاالتِ وتطلعاتِ وكيفية استثماِرها لعكس ِ المغاربةِ. تعميقُ النظ ِر في أهم القضايا المرتبطةِ بالغربةفي المسرح المغربي. الموضوع ،فقد توسلنا بالتحليل ولمقاربة هذا ِ الدراماتورجيِّ لكونه أثبت فعاليتَه في تحليل النصوص المسرحية؛ باعتباره يراعي خصوصياتِها وطابعَها المركبَ المازجَ بين القراءة والعرض ،وألنه مقارب ٌة تحفظ للنص المسرحيِّ خصوصيتَه ،وتفكيكَ بنياتِه التخييليةِوالشعريةِ.
موضوع الغربةِ يفترض إن اإليمان بأهميةِ ِ اختيارَ نماذجَ تمثلت في النصوص الدرامية «البحث عن متغيب» و»المتنبي يخطئ زمنه» لرضوان احدادو، و»أقدام بيضاء» للزبير بن بوشتى ،و»امرأة ..قميص.. زغاريد» و»تراجيديا السيف الخشبي» لمحمد مسكين. وقد خلصت إلى أن الفن المسرحيَّ فنٌّ يجمع بين القراءةِ والفرجة ،وأنه لم يأتِ من أجل إعالن مهادنته للواقع ،بل جاء -في مناسباتٍ عديدةٍ -ليميط اللثامَ الواقع بكل تعبيراتهِ وتلويناته. عن اختالالت هذا ِ ُ األعمال اإلبداعية -موضوعَ الدراسةِ - وقد أبانتِ عن عمق الفنِّ المسرحيِّ المغربيِّ ،وعبرت عن حضور القيم الفنية والجمالية بصيغ مختلفة وصور متباينة، وهي نتيجة طبيعية تتساوق مع اختالف المبدعين على مستوى الرؤية للعالم. ُ المسرحية المنتقا ُة في كما كشفتِ النصوصُ هذه الدراسة عن حضور تيمة الغربة بألوان مختلفة، تبعا لتباين المؤلفين المسرحيين في نظرتهم للواقع، بما ينطوي عليه من تناقضاتٍ ومفارقات .وفي هذا السياق ،نُلفي حديثا عن الغربة في الـمدينة ،والغربةِ في الزمان والمكان ،والغربةِ ومرارة الـواقع ،والغربة والسياسة ،والغربة والحلم وغي ِرها من األلوانِ ،وكلها مظاهرُ طبيعي ٌة تعكس االنشغاالتِ والهمومَ التي َ َ والعربية عام ًة ،والذاتَ المغربية خاصة سكنت الذاتَ َ اإلنسانية بشكل أعم. ُ األعمال اإلبداعية عن صعوبة اندماج كما أفصحتِ شريحةٍ اجتماعيةٍ داخل محيطها؛ فهي على هامش الواقع وتقف موقف المتفرج دون أن تكون لها القدر ُة على إحداث التغيير المنشود .وهذا ما جعل المشتغلين في ميدان المسرح يكشفون عن زيف الحياة ،خصوصا على مستوى منظومة القيم التي تالشت في ظل عالم مسكون بالقيم المادية .ولذلك ،كان طبيعيا أن تكون محكوم ًة بالرؤيةِ الساخرة للواقع. وقد اتخذتْ نُصوصُ رضوان احدادو والزبير بن بوشتى ومحمد مسكين من الواقع المغربيِّ موضوعا للمساءلة النقدية؛ بالنظر إلى أن َّ كل باحث منهم كان يروم تقديمَ قراءةٍ للواقع ،وَ ْفقَ رؤيته الفلسفية التي كانت توجهه في هندسته لمشاريعه المسرحية .وليس هَوَس رضوان احدادو بالجانب أدل على ذلك من ِ السياسيِّ ،وشغفِ الزبير بن بوشتى بالواقع االجتماعي، وطرح وانجذاب محمد مسكين إلى الجانب الفلسفيِّ ِ ِ السؤال النقدي. ِ وتجدر االشار ُة إلى أن المسرحي محمدا مسكينَ يختلف ،في معالجته لموضوع الغربة ،عن معالجته عند
كل من المسرحيين رضوان احدادو والزبير بن بوشتى؛ السؤال ظل يرافق مسكين في مجمل ألن هاجس ِ أعماله اإلبداعية. فإذا كانت هناك فروقٌ بين هؤالء المؤلفين والمرتبطة بطبيعة تكوين كل واحد منهم ،وإلى التصوراتِ الفلسفية والفكرية واإليديولوجية التي توجهه؛ فإننا ،مع ذلك ،نجد قواسمَ مشترك ًة توحد بينهم ،يمكن أن نوجزَها في العناصر اآلتية: ُ ومعالجة طرقُ مواضيعَ تتسم بالجدة والواقعيةالقضايا التي ظلت إلى عهد قريب تندرج ضمن المحظوراتِ التي يصعب تناوُلها ،بفضل جرأتهم وإيمانهم بمبادئهم ،خاصة ما يتعلق بالجانب السياسيِّ والدينيِّ واألخالقيِّ. ُ المواضيع كان يستند إلى طرح األسئلة معالجة ِ المستفزةوالهادفة. انتقادُ السائدِ بدافع التغيير وإحداث ثورةٍ فيالذوق العربيِّ الذي يتعرض لالستيالب. انفتاحُ إبداعاتِهم على التجارب المحلية والعربيةوالعالمية ،ألنهم كانوا يؤمنون بفلسفة التعدد واالختالف. الرجوعُ إلى التراث المغربيِّ والعربي واإلنساني،ومسرحته بطرق جديدةٍ تجعله ينطق بهموم وانكسارات الذات العربية. اهتمامُهم بالقضايا المحلية والعربية واإلنسانيةدون أن يمس ذلك بالجانب الجمالي. وفي ختام هذا التقرير ،ال يسعني إال أن أنسب الفضل إلى أهله وأتقدم بشكري الجزيل وامتناني العظيم إلى أستاذي المشرف الدكتور عبد الكريم لشهب ،الذي أشرف على هذه األطروحة وتابعها ودعّمها برعايته َ العمل في العلمية ومالحظاته الوجيهة؛ فقد واكب جميع مراحله إلى أن اكتمل على الصورة التي هو عليها اآلن .كما أشكر أعضاء اللجنة العلمية الموقرة ،التي وتصويب انحرافِه تجشمت عنا َء قراءةِ البحثِ وتقويمِه ِ واستدراكِ ما فاته؛ وأخص بالذكر الدكتورة نوال بن إبراهيم والدكتور ميلود بوشايد والدكتور أحمد حافظ. وعلمت «الشمال »2000أن الباحث حسن صغيري سيعمل على طباعة هذه الدراسة الجامعية ونشرها، حتى يتسنى للقراء والباحثين االستفادة منها.
10
الثالثاء � 10إلى 16مــاي 2016
العدد 836
الملتقى الوطني السابع للقصة القصيرة بالقنيطرة يحتفي بتجربة مصطفى يعلى
«هي وهو».. مواجهة ،مصارحة ،مكاشفة
القنيطرة :عبد اهلل بديع عدسة :أسماء التمالح احتضــن قصــر البلديــة بمدينــة القنيطرة ،صباح يوم السبت 30أبريل المنصرم ،فعاليات الملتقى الوطني السابع للقصة القصيرة المنظم من لدن فرعي الدار البيضاء والقنيطرة للجمعية المغربية لحماية اللغة العربية ،بتنسيق مع التضامن الجامعي المغربي. وتضمّن برنامج هذه ال��دورة ،التي اختارت االحتفاء باسم القاص مصطفى يعلى والتي ش��ارك فيها نقاد وباحثون وأدباء من مختلف األجيال ،ثالث جلسات. شهدت الجلسة األولى (االفتتاحية)، التي ترأسها د .عطاء اهلل األزمي ،تالوة آيات بينات من الذكر الحكيم ،ثم أعقبتها كلمات الجهات المنظمة المتمثلة في كل من الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية بفرعيها بكل الدار البيضاء (ألقاها د .أحمد رزيق) والقنيطرة (ألقتها ذة .جرية حاجي) والتضامن الجامعي (ألقتها ذة .فاطمة الزهراء العطار) ،قبل أن يتابع الحضور الذي غصت به إحدى القاعات بمقر بلدية القنيطرة شريطا تعريفيا بالقاص المحتفى به الدكتور مصطفى يعلى رص��ده فيه معده ذ .عبد المجيد بطالي محطات من مساره إنسانا وقاصا مبدعا وباحثا جمعيا متألقا. وتواصلت فعاليات الملتقى السابع للقصة القصيرة ،الذي دأبت على تنظيمه الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية فرع الدار البيضاء بتنسيق مع التضامن الجامعي ،بالجلسة الثانية (النقدية) التي ترأسها ذ .عبد الحميد الحيمر من خالل مداخالت كل من األساتذة فاطمة كدو وعبد اهلل بديع وعبد العزيز بنار وأسامة ال��زك��اري وع��ب��د اهلل لحميمة ومحمد أحمد أنقار؛ وهي مداخالت ألقى فيها المشاركون في هذه الجلسة أضواء حول المنجز القصصي الرصين للمحتفى به األستاذ الدكتور مصطفى يعلى ،وخاصة مجموعته القصصية الرابعة المعنونة بـ”شرخ كالعنكبوت” ومجموعته القصصية الخامسة التي صدرت في اآلونة األخيرة الموسومة بـ”رماد بطعم الحِداد”؛ لتعقب هذه الجلسة مناقشة مستفيضة من لدن ع��دد من الباحثين المهتمين بالسرد المغربي عموما وبالتجربة القصصية للمحتفى به على األخص. وف��ي محطة م��وال��ي��ة ،ك��ان موعد الجمهور ،ال��ذي حج إل��ى القنيطرة من مختلف المدن المغربية ومن خارج المغرب، مع جلسة ثالثة وأخيرة ترأسها د .أحمد نظيف وخصصت للشهادات والقراءات القصصية .وتحدث في هذه الجلسة كل من د .موسى الشامي رئيس الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية الذي حرص على الحضور الشخصي في هذا الملتقى والفاعلة اإلعالمية أسماء التمالح واألديب أحمد السقال ومريم بنبختة. واختتمت فعاليات الملتقى السابع للقصة القصيرة بتقديم الهدايا إلى المحتفى به من لدن الجهات المنظمة ومن لدن عدد من األصدقاء والطلبة الذين تجمعهم عالقات إنسانية وثقافية متينة بالمحتفى به. يذكر أن المحتفى به األديب األستاذ الدكتور مصطفى يعلى ولد سنة 1945 بالقصر الكبير ،وحصل على اإلج��ازة في األدب العربي سنة 1968بكلية اآلداب بفاس ،وأح��رز سنة 1984على دبلوم الدراسات العليا من الكلية نفسها ،وحصل في سنة 1993على دك��ت��وراه الدولة من كلية اآلداب بالرباط .وقد اشتغل مصطفى يعلى بالتعليم الثانوي إلى حدود سنة ،1977ثم التحق –كأستاذ مكون للغة العربية -بالمركز الجهوي بمدينة القنيطرة ،واشتغل لعقود أستاذا جامعيا بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية التابعة لجامعة اب��ن طفيل بالمدينة نفسها ،قبل أن يتفرغ للكتابة والبحث
العلمي ،ومع ذلك ظلت صالته العلمية مع الطلبة والباحثين متواصلة .وقد بدأ مصطفى يعلى النشر سنة 1966بظهور قصته «سأبدأ من الصفر» على صفحات جريدة «األنباء» ،ليواصل نشر كتاباته بمجموعة من الصحف والمجالت مثل العلم والمحرر واالتحاد االشتراكي والبيان وأقالم والثقافة الجديدة والمدينة وآفاق، الكاتب العربي والوحد .ويتوزع اإلنتاج األدبي للمحتفى به بين الكتابة القصصية
وبين البحث البيبليوغرافي والدراسات األدبية .ومن المجموعات القصصية التي أصدرها الكاتب القاص مصطفى يعلى نذكر “أنياب طويلة في وجه المدينة”، البيضاء مطبعة األندلس1976 ،؛ و”دائرة الكسوف” ،دمشق ،اتحاد الكتاب العرب، 1980؛ وغيرها من المجموعات البالغ عددها خمس مجموعات ،نالت الكثير من المتابعة النقدية ،سواء على المستوى الجامعي أو المستوى الصحافي.
مقريصات :شباب يرسمون االبتسامة على وجه جماعتهم
صدرت للكاتبة الصحافيـة واألديبـة غادة الصنهاجي ،في اآلونة عن مطبعة Bojobبالدار البيضاء ،مجموعة قصص حوارية أطلقت عليها عنوان «هي وهو». تتضمن هذه المجموعة القصصية الجديدة ،التي يبلغ عدد صفحاتها 98 صفحة من الحجم المتوسط ،ست وأربعون قصة تتناول فيها قضايا وموضوعات ذات ارتباط وثيق بالحياة الزوجية أو إن شئنا الدقة أكثر بالعالقة بين الرجل والمرأة بشكل عام وما ينجم عن تلك العالقة من تحوالت وتغيرات؛ فمن خالل نظرة أولية سريعة في عناوين هذه القصص المضمنة في المجموعة ،يتضح للقارئ األجواء العامة التي تتحرك فيها الشخصيات .ونذكر من بين تلك العناوين :براءة /خيانة /شراسة/ الطمع /الرحيل /الضحية /الرهان /بخل/ عقم... وقد سلكت الكاتبة في تحرير هذه القصص ونسجها خطة موحدة ومتناسقة، إذ أعطت الكلمة في كل قصة للمرأة (هي) من أجل أن تبسط وجهة نظرها في المسألة أو القضية موضوع القصة؛ ثم تردف الكاتبة تلك الكلمة بكلمة الرجل (هو) من أجل أن يبسط ،من جهته ،وجهة نظره في المسألة ذاتها. وعلى غير العادة التي دأبت عليها الكتابات التي كرست اهتمامها لموضوعات المرأة وقضاياها والمتمثلة في االنخراط الكلي في البكاء والشكوى ورفع الشعارات؛ فإن القارئ المتأمل في سطور النصوص يلمس أن الكاتبة غادة الصنهاجي حرصت على أن تستغور نفسيات النساء /الشخصيات والغوص في أعماقها .كما يسجل القارئ أيضا أن صورة المرأة فيها تتسم ،إلى حد بعيد ،بالتعدد والتنوع على المستوى
الثقافي واالجتماعي والنفسي ...ومن هنا، تعدّ هذه المجموعة القصصية مكاشفة صريحة ،ومواجهة جريئة ،ومكاشفة علنية. وعن قصة ميالد هذا الكتاب ،تقول المؤلفة غادة الصنهاجي ،في تصريح خاص لجريدة «الشمال « :»2000في أحيان كثيرة ،تكون المرأة أو الرجل عاجزين عن البوح بحقيقة ما يشعران به ،أو عن كشف ما يخفيانه عن بعضهما ومهما استطاعا ذلك يبقى جزء كبير من الحقيقة تائها في أعماقهما ويرفض أن يتجلى بأي شكل. وهناك أشياء ال يجسران على االعتراف بها ألنها ستعرضهما غالبا لمساءلة من الشريك ومن المجتمع ومن القانون ،وأيضا يخافان كثيرا من فقدان بعضهما أو فقدان شيء يربطهما ،وربما يكونا قد افترقا وبالتالي يكون الوقت قد فات على المواجهة ويدركان ذلك في أعماق نفسيهما ،فيبقيان على صمتهما الصارخ في ضميرهما». وتضيف الكاتبة في التصريح ذاته: «حاولت من خالل كتابة المجموعة القصصية الحوارية «هي وهو» أن أكون موضوعية ،وأن أكون محايدة ،وأال أتحيز إلى أيّ طرف من الطرفين؛ ال إلى المرأة كوني أنا امرأة ،وال إلى الرجل كوني أدرك جيدا أن الرجل أيضا كائن لديه أحاسيس ومن الممكن أيضا أن يعاني وأن يكون ضحية». يذكر أن األديبة غادة الصنهاجي ،التي تشتغل في الميدان اإلعالمي باعتبارها صحافية وكاتبة رأي ،أصدرت سنة 2014 مجموعة قصصية بعنوان «الهاربة» .كما ستصدر لها ،قريبا ،مجموعة أخرى بعنوان: «البالبل ال تحلق في األعالي» (مجموعة قصص إلى رجل).
عبد اهلل .ب
شعلة بني مكادة تتساءل: “أيّ إدماج لساكنة الهامش في التنمية المجالية؟” بقليل من اإلمكانايات وأفكارَ بسيطةٍ وطموح كبير ،نزل شباب مقريصات من العالم االفتراضي إلى الواقع فكان لهم ما خططوا له .الحدث يتلخص في قيام مجموعة من شباب الجماعة المهمشةِ والمنسيةِ بين الجبال والبرامج الرسمية بحملة لتزيين أزقتها وتنظيفها من األزبال وصباغة أرصفتها وغرس عددٍ من الشجيرات واألزهار ورسم جداريات في عدد من أركانها .الشباب الذين أطلقوا على مبادرتهم شعار” لنرسم االبتسامة على وجوه تستحق” أسسوا صفحة خاصة بهم على الموقع االجتماعي الفيسبوك ،كانت بمثابة مقر افتراضي لهم شهد مختلف مراحل المبادرة من الميالد حتى اإلنجاز.
َّ محط إعجاب من المبادرة كانت الجميع وموضع استحسان من الكبار والصغار ،من الساكن والزائر .كما أنها وجهت رسائل معلنة ومشفرة لكل من يهمه أمر الجماعة وحالتها وظروف عيش ساكنتها .وأظهرت للعموم جليا أن الشباب طاقة كامنة وجب استثمارها واإلنصات لصوتها في التخطيط للبرامج والمشاريع المستقبلية وأن��ه ق��وة اقتراحية بالغة حْسنَ توظيفها. األهمية إذا أُ ِ جدير بالذكر أن التخلص من المحالت القصديرية وفتح الباب لتجدديها في إطار مخطط التهيئة العمرانية للجماعة يبقى مطلبا ملحا ،دون إغفال المزبلة العشواائية التي تستقبل كل زائ��ر لمقريصات من جهة “واد الخمييس”.
ف���ي إط����ار األن��ش��ط��ة اإلش��ع��اع��ي��ة للموسم الجمعوي الجاري ،ينظم فرع بني مكادة لجمعية الشعلة للتربية والثقافة، ي��وم السبت 14ماي الجاري ( )2016ابتداء من الساعة السادسة بفندق أمنية بويرطو ،ن��دوة ح��ول موضوع: “أيّ إدماج لساكنة الهامش في التنمية المجالية؟”. وح��س��ب ب�ل�اغ ص���ادر ع��ن اللجنة التنظيمية ،فإنه من المقرر أن يشارك ف��ي ال��ن��دوة ،ال��ت��ي سيسيرها الفاعل الجمعوي محمد الرويسي ،كل من عبد اللطيف البريني ،عن الوكالة الحضرية؛ وأحمد بروحو ،نائب رئيس مقاطعة بني مكادة؛؛ وعبد الواحد الزكريتي ،أستاذ علم االجتماع؛ وخالد اشطيبات ،الصحافي بإذاعة طنجة؛ وحسن الحداد ،عن رابطة الدفاع عن حماية المستهلكين.
وأوضح يوسف اقريقز ،عضو اللجنة التنظيمية لهذه الندوة وع��ض��و المكتب اإلداري لفرع بني مكادة لجمعية الشعلة للتربية والثقافة، في تصريح لجريدة “الشمال ،”2000أن ه��ذه ال��ن��دوة، التي ت��ن��درج ضمن األنشطة المسطرة في البرنامج السنويّ للفرع خالل الموسم الجمعوي الجاري ،تتوخى مواكبة الدينامية التي تشهدها المدينة خالل السنوات األخيرة ومسايرة القضايا المجتمعية وتحوالتها .وأكد المتحدث ذاته أن “هذه اإلصالحات واألوراش المتعلقة بمشروع “طنجة الكبرى” ال ينبغي أن تتركز في وسط المدينة وشوارعها الكبرى؛ بل ينبغي أن تشمل أيضا األحياء الهامشية التي تحتاج بدورها إلى االهتمام والعناية من لدن الجهات المسؤولة عن تنفيذ هذا المشروع الكبير”. ع .ب
الثالثاء � 10إلى 16مــاي 2016
العدد 836
في صحبة أستاذي الدكتور عبد اهلل المرابط الترغي � -أبو اخلري النت�صري
الحمد هلل والصالة والسالم على سيدنا محمد وعلى آله في أواخر تسعينيات القرن الماضي قدمت إلى تطوان لمتابعة الدراسة بها بعد حصولي على شهادة البكالوريا .دخلتُ هذه الكلية شغوفاً باللغة العربية وآدابها ،راغباً في معرفة المفيد والممتع من األساتذة الجامعيين والمواد الدراسية .ولقد قدَّرَ اهلل لي أن أجلس خالل سنوات اإلجازة إلى نخبة من األساتذة الفضالء كان لهم دور هام في تفتيح الوعي على مجاالت معرفية متعددة ،أذكر منهم على سبيل المثال السادة الدكاترة :سعاد الناصر ،ومحمد مشبال، وعبد اللطيف شهبون ،ومحمد الحافظ الروسي، ومصطفى الحداد ،وعبد الرحمن بودرع ،ومحمد عبد الواحد العسري ،وأحمد هاشم الريسوني وآخرين. كانت معرفتي بأستاذنا د.عبد اهلل المرابط الترغي – رحمه اهلل تعالى – خالل سنوات اإلج��ازة معرف ًة من بعيد ،إذ لم يُ َقدّر لي أن أجلس خالل تلك السنوات طالبا في فصل من الفصول أتلقى عنه درسا من دروسه في األدب المغربي ،لكن انطباعا تشكل لديَّ عن الرّجُل من خالل ما كنتُ أسمعه عنه من بعض الزمالء؛ تقدير عند فقد كان – رحمه اهلل تعالى – محط ٍ يُج ّلونه ويسعون مَنْ عرفتهم من الطلبةِ ، للحصول على إشرافه على بحوثهم لنيل اإلجازة. أما أول لقاء لي بأستاذنا الراحل – رحمه اهلل – فيعود ،فيما أذكر ،إلى العام 2005م .كان ذلك في مقابلة شفوية اجتزتُها لاللتحاق طالبا بسلك دبلوم الدراسات المعمقة في تخصص األدب العربي في المغرب العلوي ،وشارك في تلك المقابلة إلى جانب د.الترغي – رحمه اهلل – األستاذان الكريمان د.محمد مفتاح ود.محمد كنون الحسني حفظهما اهلل. غير أن التحاقي بالكلية لم يستمر طويال هذه المرة؛ إذ سرعان ما انقطعت عن متابعة ال��دراس��ة بسلك دبلوم ال��دراس��ات المعمقة ألسباب من بينها بُعْدُ مَقرّ عملي حينئذ عن الكلية وعدمُ استطاعتي حضورَ الحصص الدراسية كل أسبوع. وفي 27من مارس 2011م تجدد اللقاء بأستاذنا الترغي .فقد ذهبت يومئذ إلى مدينة القصر الكبير لحضور ندوة علمية في موضوع “علماء الشمال ودورهم في الحفاظ على الدين والوطن” ،وهي الندوة التي شارك فيها إلى جانب الدكتور الترغي الدكتورُ إدريس خليفة، واألس��ت��اذان محمد أخريف وعبد المنعم بن الصديق ،وقدّم فيها أستاذنا الراحل ورقة علمية عن العالمة عبد اهلل كنون الحسني رحمه اهلل. أذكر أنني جلست ،قبل انطالق الندوة، بمقهى من المقاهي القريبة من المركز الثقافي البلدي .ولم يمض على جلوسي سوى لحظاتٍ قِصار حتى فوجئت بأستاذنا – رحمه اهلل – ٍ يدخل المقهى ،فتقدمتُ للسالم عليه .وحينما ذك��رتُ له اسمي قال لي“ :أشكرك أوال على الكتاب (كان يقصد كتاباً لي أرسلت إليه نسخة منه عبر البريد)” .وأضاف قائال“ :أنت كنتَ طالبا عندنا في وحدة األدب المغربي .لماذا غادرت؟”. ولما علم بأن مقر عملي الجديد قريبٌ بعضَ ال ُقرب من الكلية قال لي“ :إذاً مرحباً بك مجددا في الكلية”. كانت كلمته تلك حافزا لي للتفكير في العودة إلى تطوان لمواصلة الدراسية طالبا بسلك الماستر خالل الموسم الجامعي /2011 2012م؛ ف ُقدّر لي بذلك أن أجلس بين يدي أستاذي الكريم ط��وال موسمين جامعيين استفدتُ فيهما من علمه حول بعض أعالم األدب والفكر بالمغرب خالل العصر العلوي. وعندما وقع اختياري ،في مرحلة بحث الماستر ،على موضوع “كتابة الترجمة بالقصر الكبير :أعالمها ومقاصدها” كان ال بد لي من االتصال مجددا بأستاذنا الكريم د .الترغي – رحمه اهلل – لتخصصه المعروف في موضوع التراجم. ومع أن الرجل لم يكن مشرفا على بحثي هذا ،فإنه – رحمه اهلل تعالى – لم يبخل عليّ بوافر علمه في الموضوع .وقد كانت لي معه جلساتٌ هنا في مكتبه بالكلية ،ثم بمنزله بطنجة ،جلساتٌ حظيتُ فيها بتوجيهات وإرش��ادات كان لها واضح األثر على بحثي ،ال سيما من الناحية المنهجية. وحينما أنظر إلى صلتي بأستاذنا الراحل – رحمه اهلل – وإلى عالقة مَنْ عرفتهم من الطلبة
11
�أوراق من�سية 16ـ �إطاللة على امل�رسح املغربي
التمثيل اإلذاعي -
بقلم :مصطفى الحراق
في الحلقة الماضية ،تطرقنا إلى الدعوة التي وجهتها جمعية «المسرح الفرنسي» من أجل تكوين فرقة ،أطلق عليها «فرقة المسرح الفرنسي المغربي» ،من أجل القيام بجولة فنية مسرحية، تكون خاصة بتالمذة المدارس وطلبة المؤسسات ،فاتجه نظر جمعية المسرح الفرنسي إلى أقرب فرقة مغربية في الرباط ،وهي فرقة التمثيل العربي لراديو المغرب ،حيث اتصلت كما أسلفنا (مدام إيزاكو) رئيسة جمعية «المسرح الفرنسي» ،بمدير إذاعة راديو المغرب آنذاك (القبطان لويس) لتحقيق هذه الجولة.
به ،تبدو لي جمل ٌة من السمات في شخصيته أحبُّ أن أذكر بعضا منها فيما يلي: ّ يُحِل أوال :ملمح األستاذ األب ال��ذيطلبته محل أبنائه ،فيفيض عطفاً عليهم ،ويغدق عليهم من محبته الراسخة. ومما يُجَلي ه��ذه األب��وة الحانية في سؤال بالسؤال، شخصية أستاذنا عدمُ ضيقه ِ ِ الطلبة إيَّاه ،وحرصُه األكيدُ على توجيههم في مجاهل البحث ودروبه الخفية .كما تجليها أحداث من بينها ما ذكره د.مصطفى الغاشي من تكفل أستاذنا الراحل بوجبة غئا ِء لجنةٍ ناقشتْ طالبا من مالي في مستوى الدكتوراه .بل إني أزعم أن هذه األب��وة كانت تطل إط�لاالتٍ جميل ًة عند مناقشته – رحمه اهلل – لبعض أطروحات الدكتوراه ،سواء منها ما كان عضوا في لجنة مناقشتها أم تلك التي كان مشرفا على إنجازها. ثانيا :ملمح األستاذ العالم المتعبد فيمحراب العلم .وخيرُ ما يجلي هذا األمر حرصُه – رحمه اهلل – على االستمرار في تقديم الدروس للطلبة رغم إحالته إداري��ا إلى التقاعد .ولقد كان في ترددِه على هذه الكلية بعد تقاعده، واستمراِره في إفادة الطلبة درسٌ بلي ٌغ مفاده أن العالم ال يتقاعد وال تَحُدُّ عطا َءه إجراءات إدارية مطردة. ثالثا :ملمح العالم المستزيد من العلمدوما .ومما أذكره هنا أنني عندما كنتُ أبحث
في موضوع التراجم بالقصر الكبير كان أستاذنا الترغي – رحمه اهلل – دائمَ السؤال عن الجديد من التراجم المخطوطة التي َّ خلفها أبنا ُء القصر الكبير ،حريصاً على الحصول على نُسَخ منها. وكنتُ أُمِدّه – رحمه اهلل – بما أحصل عليه في هذا الجانب فيفرح بذلك فرحا ملحوظا ،ثم يسأل بعد وقتٍ وجيز عما استجد في الموضوع .هذا مع أن صحته في هذه المرحلة من عمره كان قد أصابها اعتالل واضح. وحينما أتأمل حرصَه هذا على تحصيل العلم بالجديد في موضوع التراجم ،مع ما كانت عليه حالتُه الصحية من اعتالل ،يُخيَّل إليَّ أن أستاذنا الجليل كان – رحمه اهلل تعالى – يُلقننا بذلك درساً جميال أُجْريهِ على لسانه في العبارة اآلتية“ :اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد، واطلبوا العلم في الصحة والمرض”. تلكم مالمح من شخصية أستاذنا العزيز، ال أراها كاشف ًة عن جميع ما تميز به رحمه اهلل من المناقب والفضائل الكثيرة ،تلك المناقب والفضائل التي أجملها أستاذنا عبد اللطيف شهبون في عبارة جامعة حينما وصف صديق عمره بأنه “نموذج لألستاذية العالمة واإلنسانية الشامخة”. رحم اهلل أستاذنا الكريم عبد اهلل المرابط الترغي ،وجعله من أهل الجنة“ ،إنا هلل وإنا إليه راجعون”.
جمعية أمزيان تجدد تشبثها واستمرارها في النضال وتطالب الحكومة بإصدار القوانين التنظيمية الخاصة باألمازيغية
طالبت جمعية أم��زي��ان بالناظور أثناء مشاركتها في تظاهرة فاتح ماي 2966-2016 الحكومة بإصدار القوانين التنظيمية الخاصة باألمازيغية وتفعيل ترسيمها في مختلف دواليب ومؤسسات الدولة ،وعبرت عن انشغالها العميق الستمرار تدهور الوضعية االقتصادية واالجتماعية لعموم العمال واألجراء ،واستفحال ظاهرة البطالة واإلقصاء والفقر والتهميش والتهجير الذي تتحمل الدولة والحكومة إلى جانب التشكيالت السياسية والحزبية كامل المسؤوليةفيها. كما ن��ددت الجمعية كذلك بسياسية التماطل والتأجيل المستمر للحقوق األمازيغية، التي تنهجها الدولة والحكومة الحالية ،وأكدت على أن نوايا الدولة والحكومة المغربية إلنصاف األمازيغية تبقى غير سليمة ،ما لم يتم التعبير عنها بقرارات جريئة وبالعمل الفعلي وليس االكتفاء بإطالق التصريحات التي ال تأثير لها على أرض الواقع وتعتبرها إشارة سيئة حول النية الحقيقية للحكومة المغربية بخصوص األمازيغية واألمازيغ.
وعليه ،فإن جمعية أمزيان تجدد تشبثها واستمرارها في النضال من أجل تحقيق المطالب والحقوق العادلة والمشروعة ،والتعجيل بإصدار القوانين التنظيمية الخاصة باألمازيغية وتفعيل ترسيمها في مختلف دواليب ومؤسسات الدولة المغربية ،وتسريع إدماجها في جميع مناحي الحياة العامة ،وإجبارية تدريسها في جميع أسالك التعليم والتدريس بها لكافة المغاربة. ترسيم رأس السنة األمازيغية ( 13يناير) عيدا وطنيا مؤدى عنه كباقي األعياد والمناسبات األخ��رى .تمزيغ الدولة والسلطة السياسية الحاكمة بالمغرب ،واإلع�لان على أن المغرب دولة أمازيغية وبهوية أمازيغية ،واالنسحاب من جامعة الدول العربية ،ووضع حد لإلرث السياسي االستعماري الفرنسي .إقرار دولة مدنية قائمة على المواطنة وفصل الدين عن الدولة والسياسة وسمو القوانين والمواثيق الدولية .اعتماد نظام فدرالي مبني على جهوية سياسية حقيقية تضمن للجهات التاريخية حكم نفسها بنفسها وتدبير جميع شؤونها.
وبهذا الخصوص ،تم استدعاء الممثلين بإذاعة راديو المغرب ،الذين سبق وأن قلنا عنهم إن جلهم ،إن لم نقل أغلبهم، كانوا يزاولون مهنا مختلفة أخرى ،حيث كان التمثيل بالنسبة لهم ،يمارسونه خارج شغلهم اليومي .وقد تمت مناقشة هذا الموضوع ،بكل إمعان ،إذ رغم حبهم للتمثيل ،اتضح لهم أنه من الصعب التوفيق ما بين مشاغلهم اليومية والتمثيل ،وخاصة طيلة جولة الفرقة ،التي كانت تستغرق أسبوعين على األقل. وبالتالي ،عندما لجؤوا للبحث عن رواية صالحة للجولة الفنية التي كان من المزمع تنظيمها ،ما بين 15إلى 30ماي ،1951 وجدوا أنفسهم في مشاكل أخرى عديدة ،من ضمنها ،مشكل الحصول على رواية ،ال تتوفر إال على عنصر واحد ،أو تكون خالية من دور نسوي ،كما تعذر عليهم ،حينئذ ،إيجاد ممثالت مغربيات، يسمح لهم آباؤهم بالسفر في رحلة ،تستغرق خمسة عشر يوما. وبعد بحث مضن ،ومفاوضات عسيرة مع إحدى األسر ،وافقت في األخير ،وبشرط أن يرافق األب ابنته خالل الجولة ،وكان هذا في الوقت الذي كانت األسر المغربية تتحفظ لولوج بناتها التمثيل، غير أن عائقا آخر ظهر ،ويتمثل في نصوص الرويات ،ذلك أن جل المسرحيات التي كانت بين أيدي الفرقة ،كانت تتوفر على أكثر من دور نسائي ،فيها الفتيات والنساء والعجائز ،بينما الممثلة الوحيدة في الفرقة ،ال تصلح إال لتمثيل دور الفتاة ،وإن تعدت دورها ،ال تتجاوز دور زوجة شابة في العشرين من العمر .وإذا كانت اإلذاعة تعتمد على األصوات فقط ،فإن المنظر في المسرح له منزلة كبيرة. مشكل آخر ،اعترض سير هذه الفرقة ،ويتعلق األمر بمشكل اللغة ،ذلك أن تمثيليات فرقة المسرح الفرنسي المغربي ستكون موجهة لشريحة عريضة ،باإلضافة إلى تالمذة المدارس ،وطلبة المؤسسات ،أمهاتهم وآبائهم ،وأولياء أمورهم ،أي بعبارة أخرى، هناك مناصرون للروايات بالدارجة العامية المغربية .وإلرضاء الطرفين ،عمدت الفرقة إلى ترجمة مسرحية بعنوان (هرناني) إلى اللغة العربية الفصحى ،ومسرحية (إمرأة عالمة) إلى الدارجة العلمية المغربية .وكل مسرحية من المسرحيتين ،تشتمل على ثالثة أدوار نسوية ،زيادة على أن إخراج مسرحية (هرناني) وتمثيلها كانا -حسب الباحثين والمهتمين بالشأن المسرحي والمتتبعين -صعبين في ذلك الوقت ،ألن المسرحية كانت تحتاج إلى مناظر ومالبس خاصة ،باإلضافة إلى أنها كانت تحتاج إلى تداريب طويلة ،مما يقتضي من الممثلين تفرغا شامال للتدريب ،ولذلك كان من الالزم وضع روايتين اثنتين األولى بالعربية ،والثانية باللسان المغربي الدارج ،على أن تنجز حسب اإلمكانيات والوسائل المتوفرة. وفي هذا اإلطار ،تمت مراسلة عبد اهلل شقرون ،الذي كان في باريس ،يتلقى تكوينا في اإلخراج اإلذاعي ،من أجل أن يبعث لهم برواية باللغة العربية ،تتكون من فصل واحد ،وال تشتمل إال على دور نسوي واحد .وقد استجاب عبد اهلل شقرون لهذا الطلب ،وبعث من باريس بمسرحية عنوانها (شيخ القرية). وخالل التمرين على هذه الرواية ،تم إقناع عائلة إحدى العامالت باإلذاعة من أجل المشاركة في تلك الجولة ،كما وصلت أيضا الرواية الثانية من تأليف عبد اهلل شقرون عنوانها «يوم الفرح»، التي كانت تتكون من ثالثة فصول ،وباللهجة المغربية الدارجة، وحملت فيما بعد عنوان «بنت البخيل» ،واشتغل الممثلون على المسرحيتين ،متمرنين عليهما بكل جدية وحماس ،من أجل عرضهما على الجمهور.
العدد 836
12
الثالثاء � 10إلى 16مــاي 2016
المثقف والوقت الضائع وطرائق التفكير عبد الرحيم جيران
أكاديمي وأديب مغربي abdo.jairane@gmail.com
َّ المثقف؟ هل ما زال هناك ما يكفي من الوقت المناسب أمام َّ المثقف استحضار هذا السؤال بما يفترض الحديث اليوم عن يُفيده من ربط بين مُتضمّنات المفهوم وحكمة الزمن التي ال تُبالي بمن يُفوِّت الموعد مع التاريخ ،وال ُ يكون مُستعدًّا له وجاهزًا .ينبغي أن نفهم ّ أن العالم في حالة أخرى ،والسياق قد تغيَّر على نحو ال مجال فيه للتردّد في إعادة النظر في التصوّرات والوسائل .وال َّ حظ فيه لمن يُصرُّ على الرؤية إلى األمور بمنظار زمان قد و ّلى إلى غير رجعة .وال ينفع البتَّة في وضع من هذا القبيل غير التس ّلح بمزيد النقد ،مع ما يتط ّلبه من تغيير في الوجهة .فنحن اليوم نعيش في حقبة تشهد انهيار عالم قديم ،ونشوء عالم آخر جديد لم تظهر معالمه بالقدر الذي نستطيع معه تسميته ّ بكل اطمئنان .ويُضاعف أزمتنا -بوصفنا لم نُفارق بعد نفق استعصاء الهوية -ما يشهده العالم العربي من تحوّالت تجعله موضوعًا للغير ،من دون توافر الفهم الدقيق لما يجري ،ومن دون ربط لما يحدث بالتحوّل الذي يتسارع من حولنا عاص ًفا ّ بكل األطر الفكريّة واإليديولوجيّة السابقة. ُ وسيكون من العمى عدم إعادة ما نحن عليه من وهن إلى غياب الرؤية الواضحة التي تُحدِّد ما ينبغي فعله ،وعدم تحميل َّ المثقف نصيبًا من المسؤولية في هذا النطاق نظرًا الستبداله دوره -بمحض إرادته -بما يتنافى مع مهامّه التي يُحدِّدها له التاريخ .فما ال يُمْكِن غضّ الطرف عنه ،والسكوت عنه ،أنّه باع روحه للشيطان ،أو ارتكن إلى برج منعزلاً عمّا حوله جاعلاً من النأي بالنفس عن الهمّ شعاره ،أو اختار تغيير معطفه في وسط الطريق بالتحوّل من الحداثة إلى التقليدانية ،أو فضَّل أن ِّ يُسلم نفسه للتيار العام يسبح وفق اندفاعه من غير انشغال بمآسي مُجتمعه ،معياره في ذلك منطق جني األرباح .صحيح ّ أن مفهوم المث ّقف تغيّر اليوم ،ولم يَعُد مناسبًا الرؤية إليه من زاوية النظر التي كان يُرى إليه من خاللها في غضون القرن السابق ،وما قبله بقليل .لقد تبدَّلت وسائل االتّصال ،فتبدل معها -وبالضرورة -وضعه ،ودوره ،وشكل تعاطيه الحضورَ في العالم ،لكنّ المهامّ َّ ظلت كما هي ،وال شيء يدعو إلى أن تُنزع منه صفة الحارس األمين على القيم اإلنسانيّة ،كما ال مدعاة هناك لتصوّر مهامّ أخرى له في العالم العربيّ غير االستماتة في مُحاربة أسباب الجهل والتخ ّلف ،والسعي إلى تقويض أركان االستبداد ،والتط ّلع إلى بناء مُجتمع ديمقراطيّ وعادل تنتفي فيه ّ كل أشكال االنتسابات التقليديّة من نفوذ ،وعرقيّة ،وطائفية ،ووالءات ،وتوظيف دينيّ لما هو سياسي. يعود وضع َّ المثقف الراهن المتَّصف بالعجز ،وفي أحسن األحوال باالنتظارية ومُراقبة األشياء عن بعد ،إلى أمرين ال ثالث لهما :شخصنة العالم ،والتشخيص الخاطئ لألهداف. وربّما يكاد هذا األمر الثاني يُحدِّد األوّل ويُشرطه .لم يتنبَّه المث ّقف في مُمارسة حضوره -من َق ُ بْل واآلن -إلى أهمية تصفية الحساب مع تركيز العالم في ذاته ،وعَدِّ نفسه المحور األساس فيه ،وتحصّنه بشرنقته الخاصّة مُكتفيًا بامتصاص ما يصل إليه من دون قدرة على مُجاوزة مكانه. وحتّى صفتا الشيخ والفقيه اللتان أُ ْلصِقتا به نتيجة مُقارنة ّ األقل هاتان الصفتان لهما مُتسرِّعة ال تليقان به ،فعلى من فرص االتّصال بعامّة الناس ما يجعل من حاملهما على دراية بالنفوس وما يعتمل فيها ،وعلى تماسّ مع أحوال المُجتمع .ومعنى هذا القول ّ إن الشخصنة تجعل من المث ّقف مُكتفيًا بما في رأسه ،وما يظنّه مُحصِّلة نهائيّة تسمح له بفهم العالم ،وترتيب حاالته ،وتصوّر مآالته ،وتجعل منه يرى في ّ كل مُراجعة للنفس والذات -في أفق ما يُربك أطره المعرفيّة وقناعاته -هدمًا لرأسماله الرمزيّ ،وإضرارًا فادحًا ً وإفراغا لرصيده الذي يعتمده على نحو جاهز في تعاطي بوجوده، األوضاع من حوله. ليست شخصنة العالم -في نهاية المطاف -إال نتاجًا َّ مُركبًا لوضع تاريخيّ يرتبط بشيئين ال ينفصالن هما :التبعية الفكريّة والرؤية في فهم الواقع وتحليله وتغييره .وإذا كان المث ّقف يُشير بأصبعه إلى التبعية السياسيّة واالقتصاديّة فإنّه يغضّ الطرف عن التبعية الفكريّة ألن رأسماله الرمزيّ يرتبط بها أيّما ارتباطّ . فكل األسس الفكريّة والمنهجيّة التي يعتمدها هي نتاج استيراد ،ونتاج اتّكال على ما يُنتجه الغير من أفكار وصيغ وأدوات ،ومن ثمّة ينفلت منه فهم ما يجريّ ، ألن ال يمتلك َ أسئلة خاصّة به ،وال جهدًا خاصّا به في بناء المعرفة اإلنسانيّة والمساهمة في تطوّرها ،ونموها .فما أن انهارت اإليديولوجيات َّ المثقف نفسه أمام فراغ مهول لم يستطع في الكبرى وجد مواجهته سوى أن يرتدّ إلى ثالث جهات :اـ التراث بما يعنيه من تماهٍ ،والعباء ُة رداء يُحصِّنه من فتنة اإلطالل على الحَيْد. ب -مُحاربة ّ كل تمهيد نظريّ أو فكريّ للواقع ،سواء أكان هذا األخير حياة اجتماعيّة -سياسيّة -اقتصاديّة أم نصًّا أدبيًّا أو فكريًّا .ج -التحوّل إلى خبير على الرغم من أنفه ،يُقدِّم النصائح والرأي للجهات اإلعالميّة التي شرعت في انتزاع المُبادرة منه، وتُحاول أن ّ تحل مح ّله ،بل تسعى إلى أن تُحدِّد له الوجهة. وإذا كانت التبعية وضعًا تاريخيًّا َّ مُركبًا يُبرَّر على الدوام ِّ مُتعلقة بالمعرفة بما هو علميّ ،فإنّها لم تكن بالضرورة العلميّة ،بل بوضع استثمار هذه المعرفة وشروط إنتاجها. ِّ المُتمثل في العالقة بين المعرفي وهنا يكمن السؤال المُقلِق والواقع والحياة معًا .فال شكّ ّ أن اإلنساني هو سمة هذا الواقع ال األشياء ،أو ما هو فيزيقي ،هذان األخيران ليسا سوى موضوعين .والذات هي األساس في ّ كل استهداف ،أو إرادة ،أو
قدرة .فكيف حدث التعامل مع بناء ذات مُستهدِفة مُؤسَّسة تاريخيًا .أقصد بهذا اإلنسان العربيّ بوصفه نتاج زمان ومكان مُحدَّديْن ،ونتاج بنية فكريّة ودينيّة وانفعاليّة مخصوصة ِّ تُؤثر في التصوّر بوصفه ُّ تطلعًا ،وفي طرائق االستهداف وزمانه .هنا ينبغي أن نُسائل طبيعة ا ُلمنتَج الفكريّ طيلة عصر التنهيض العربيّ ،واآلن ،بما في ذلك الكتابات التي سعت إلى تحليل األوضاع االجتماعيّة والنفسيّة ،ال التاريخيّة والسياسيّة فحسب .والغاية من هذه المساءلة ماثلة في تحديد طبيعة َّ المثقف انطال ًقا من رؤيته المُستهدِفة ،وما يقدر عليه .وال يتحدَّد هذان (االستهداف والقدرة) إال بتحديد موضوع الفكر فكل ما أُنتِج إلى اليوم ّ المُنتَجّ . ظل في مجال األفكار ،ووصفها، ووصف فعاليتها في التأثير في الواقع ،ومُناقشتها من طريق السجال اإليديولوجيّ المُقنَّع بقناعات علميّة .وقد كانت هذه الرؤية في مُعالجة الموضوع انطال ًقا من طبيعة تفكريّة صرف نتاج تبعية للسجال التامّ في المركز (الغرب) .وينبغي فهم السجال -هنا -ال بوصفه مُداولة فحسب ،بل بوصفه طرائق في التعبير والتفكير أيضًا ،لكن لألسف أُخِذت األفكار وتُ ِركت طرائق التفكير .وتكمن في هذا اإلشكال المعرفيّ -التاريخيّ أزمة الحاضر المر ِبك .فقد كان الجهد ُّ كله مُوجَّهًا إلى األفكار، ولم يُتنبَّه إلى الطرائق التي بُنيت بها ،وال طرائق التفكير السائدة التي كان ينبغي التوجّه ّ بكل حزم إلى تغييرها من أجل التالؤم مع األفكار الجديدة وطرائق إنتاجها ،ومُمارستها .فإذا كان ع ّلة ضرورية -ال عفوية -أن يُقال ما يعنيه هذا المفهوم، فإن األكثر ضرورة ُ أو ذاك ،ويُحفر بحثا عن أصولهّ ، قول الكيفية التي يعمل بها هذا القول ،وهذا الحفر ،وتحديد الكيفية األفضل يحل ّ في تداوله ،والكيفية األنجع في جعله ّ محل آخر غير نافع. لكن هذا العمل ال يصير مُفيدا إلاّ في السياق الذي يُمهَّد فيه للتربة التي تستقبله ،ولن يتيسّر ذلك إلاّ بتغيير طرائق التفكير داخل المُجتمع ،وفي األوساط العلميّة والفكريّة .فهذا التالزم سابق على ّ كل تغير في الفعل السياسي .والغرب يُدرك هذا األمر على نحو جيّد ،ولذلك يعمل على تكريس الطرائق
التقليديّة في التفكير داخل مُجتمعات المُحيط والتشجيع على إدامتها ،ويُنفق أموالاً طائلة على البحوث في هذا االتّجاه .ال مخرج -إذن -من المأزق ،وال تحرّر مستقبلاً من هيمنة الغرب، ومن سطوة المتحالفين معه -التقليديّين والليبيراليّين على حدٍّ سواء ،-إلاّ بتحرير المجتمع من طرائق التفكير التقليديّة التي ال تقتصر على الفكر المحافظ وحده ،بل تتخ ّفى وراء التفكير الحداثيّ أيضًا .إن ّ كل تغير في الغاية يقتضي تغيرا في الوسيلة، عدم فهم هذا الشرط هو ما يفضي إلى العمى التاريخي .لنأخذ حادثتين للتدليل على ما ذهبنا إليه .وسنعالج في هذه الحادثتين خاصّيتين َّ تتعلقان بطرائق التفكير المعَوِّقة :ا -الثقة المبالغ فيها في األدوات ،والرؤية الوثوقيّة إلى الواقع ،بما يعنيه ذلك من عدم فحصهما من منظور نقديّ .ب -التسرّع في بناء األحكام من دون تروٍّ يستند إلى استكمال الوقائع الذي ال يتم إال بإتمام الصيرورة دائرتَها التامّة. َّ يتذكر ما حدث في االتّحاد السوفياتيّ غب تو ّلي ك ّلنا غورباتشوف سدّة الحكم ،وما صاحب هذا الحدث من حديث عن البيرسترويكا ،أو البناء الديمقراطيّ لهذا العمالق السياسيّ َّ المثقف العربيّ ،وأقصد هنا واإليديولوجيّ .فكيف تعامل معه ِّ المؤثرة ،وال حاجة لي بذكر األسماء .لقد أُوِّل الحدث األصوات المذكور انطال ًقا من الثقة المشار إليها آن ًفا ،والمستندة إلى الشخصنة المكتفية بلمعانها ،ورصيدها الفكريّ ،فلم يقع فحص الرؤية والوسيلة معًا من أجل فهم ما حدث .وانصاع المث ّقف إلى تبني موقف المتحمِّس للرؤية الخادعة التي سُوِّقت في العالم ِّ والمتمثلة في كون االتّحاد السوفياتيّ مُقبلاً على تحوّل أجمع، في سياسة الحكم .ولم يكن هناك أيّ حذر في التعامل مع هذه الرؤية نتيجة الثقة المفرطة في الرؤية واألدوات .بينما كان من َّ المتيسَّر فهم ما حدث لو ّ المثقف العربيّ اتّخذ له التريّث أن َّ المُؤقت وسيلة؛ فقد كان هناك مقال في عدد سبيلاً ،والشك من مج ّلة “البويطيقا “ ( )1974خُصِّص لموضوع السياسة ،وقد أوضحت فيه صاحبته الخيارات التي كانت مفروضة على االتحاد
السوفياتيّ في حالة سعيه إلى الحفاظ على دولة الرعاية أمام شحّ الخزينة .وهي ثالثة :استنزاف الموارد الطبيعيّة ،واالقتراض من البنك الدوليّ ،واالمتداد نحو الشرق األوسط .وقد اختار القادة في عهد بريجنيف ّ الحل الثالث ،فكان غزو أفغانستان .ولما فشل هذا الخيار كان على غورباتشوف اللجوء إلى الخيار الثاني ،وكان من المفروض استباق صندوق النقد الدوليّ باستحداث نوع من االنفتاح على الديمقراطية وحقوق اإلنسان ،حتّى ال يُطرح األمر ً شروطا مفروضة ومُمْالة في أثناء التفاوض على الدين. بوصفه هذا ما كان يحدث ،لكن بالرجوع إلى ما ُكتب من قِبَل المث ّقف العربيّ تزامنًا مع الحدث المذكور يجعلنا نقف على طبيعته من تُحل القناعات في ّ خالل طريقة تفكيره التي ّ محل ال تنفع فيه، في محل يتط ّلب مُراجعة األوراق ،وضبط البوصلة ،ومُمارسة النقد تُجاه ما يجري ،ال بوصفه كما هو؛ فهذا مبدئيٌّ ال يُناقش، وإنّما بوضعه داخل سياق أكبر مُكوَّن من فهم االستهداف في بنية مُؤسَّسة من قصود في اتّصال بإرغامات ال يُعلن عنها في مجال السياسة .والسبب في هذا التصرّف الفكريّ هو الطريقة التي تستند إلى الثقة في المعطيات ،من دون مُراعاة قدمها، والثقة في الذات ،فما ْ أن يصل المث ّقف إلى مرحلة مُعيَّنة من استهالكه عموميًّا يصير معها حجّة أو سلطة معرفيّة تحصل لديه قناعة راسخة في كونه في غير حاجة إلى مُراجعة أدواته وقناعاته .ويكفي النظر إلى الركام من الكتب المنتجة في العالم العربي إلدراك هذا األمر ،كم من الكتب التي ترد في مجال النقد الذاتي التي يصحح فيها المث ّقف اختياراته السابقة؟ العكس هو الوارد ،بل هناك من يصر على إصدار محاوالته القديمة التي تجاوزها الزمان ،وال تُعدم الحجة هنا :عدم حرمان القارئ من معرفة التطور الذي حصل في فكر من هو معني بهذا األمر. ال تخفى حالة ما يتعرّض إليه اليوم العربيّ من قالقل، وما ُكتب حولها ،وما زال يكتب .وما يتخ ّلل هذه الكتابات من يقين تأويليّ من دون مُقتضيات التأويل؛ فتكاد ّ جل الدراسات، ّ وجل األعمال األدبيّة التي تناولت الموضوع ،تتحدث عن ثورات رشيدة ،وعن حراك تحرّريّ ،وبخاصّة عند بدايات التململ، قبل أن تتّضح بعض العناصر المشوِّشة على هذا اليقين، ال الرؤية .ومرّة أخرى يُبرهن المث ّقف العربي على كونه لم يستوعب الدرس ،وأنّه غير قادر على تغيير طرائق تفكيره، فباألحرى أن ُ يكون قادرا على تغيير طرائق تفكير مُجتمعه. بينما كان من الالزم -أمام ما يحدث في العالم العربيّ- اختيار مُمارسة نقد األدوات والقناعات ،ثمّ احترام انسجال الحدث التاريخيّ ،بما يكفي من المعطيات التي تحفُّ به، وبخاّصة منها الخفيّة .فما يُستطاع في هذا الجانب هو نقد مفهوم الثورة ،وضبط أسسه ،وشروطه ،ومُختلف العناصر التي يقوم بها ما صدقه؛ فمن دون قيادة ذات برنامج واضح يحل ّ المعالم ،ومن دون نظام فكريّ جديد ّ محل القديم َ طائل من ورائه .لقد كان يكون الحديث عن ثورة عملاً ال على طرائق التفكير المعتادة -في مثل هذا لوضع -أن تتغيّر حتّى تُساهم في فهم ما جرى .ومن ضمن هذه الطرائق الحرص على اإلجابة في وضع ليست مطلوبة فيه ،بقدر ما هو مطلوب ال يتعدّى صياغة أسئلة دقيقة، ووصف المُؤشِّرات والكشف عن مدى تطابقها مع النيات؛ فهناك من دالئل التناقض -والتي ال تقبل الجمع بينها -ما يسمح بتأطير الحدث داخل خانة تأويليّة ال يُرتكن فيها إلى الحسم .ومن ثمّة ُ يكون السجال المفتوح هو األساس، بخاصّة ّ وأن ما يجري لم تكتمل صيرورته ،ولم تحدث المسافة التي يتطلبها فهم وقائع التاريخ .والمُؤسف ّ أن المث ّقف العربيّ اختار منطق اإلجابة الجاهزة التي جعلت البعض يخلط بين النوايا والواقع .ويكفي الرجوع إلى الكتابات الواردة في هذا الشأن إلدراك هذا األمر. لم يكن الوقت الضائع غير هذا اإلصرار على اعتماد تصوّر تقليديّ في عالقة المث ّقف بالفكر وطرائق بنائه ومُمارسته. وليس استعصاء الواقع عليه ،واستعصاء تحوّله سوى نتاج عدم توجّهه إلى هدم الطرائق الفكريّة السائدة في المجتمع .فليس الخطر متأتٍّ من القناعاتّ ، ألن منطق العيش المُشترك يقتضي اختالف اإلرادات ،ومن ثمّة اختالف أنماط الفكر التي تستند إليها ،وإنّما الخطر متأتٍّ من طرائق التفكير التقليديّة التي من خاصّياتها السلبيّة :عدم اإليمان باالختالف الفكريّ ،وقبول المُراجعة الفكريّة ،ونسبية األحكام ،وعدم الفصل بين الفكرة والشخص ،وبين الحقول ومنهجياتها المختلفة ،وبين الحياة الخاصّة والحياة العامّة .وعدم االتّساق بين القول والفعل، وعدم احترام الزمن والسياقات...الخ .ال شكّ ّ أن العالم يشهد اليوم تحوّال جذريا في عالقات االتّصال ووسائله ،والخشية ّ كل الخشية ألاّ يستوعب المث ّقف ما يُحدثه هذا التحول من انعطاف أساس في تشكيل إنسان الغد ،وأفقه الفكريّ ،وما يقتضيه من تغيير في األسلوب والرؤية ،ومن انخراط إيجابيّ في العالم القادم بما يفرضه من تكيّفات ،ومن حضور وازن .وإذا كان من السابق ألوانه الحكم على ما إذا كانت هذه الوسائل الجديدة في التواصل بفعل كونيتها ستعمل على تأسيس نوعية المث ّقف الذي تتط ّلبهّ ، فإن هناك من المُؤشِّرات األوليّة التي تُفيد ّ بأن األمل معقود عليها في أن تُفضي إلى تجاوز الحدود التي تفصل بين العوالم الثقافية المختلفة ،وتُجسِّر الهوّة بين ما هو هناك ،وما هو هنا .ومن شأن هذا التحوّل في بنية الزمان والمكان أن تُرغم المث ّقف العربيّ على تغيير طرائق تفكيره إذا أراد أن يجد له موضعًا في تقاسم فضاء ال يُؤمن بالحدود المسورة ،والمواقع المحصَّنة.
13
الثالثاء � 10إلى 16مــاي 2016
العدد 836
فيدرالية الصيد البحري وتربية األحياء المائية و اللجنة المشتركة المغربية-اإلسبانية للصيد البحري يحددان موعد ملتقى مهنيي الصيد البحري بالمغرب و االتحاد األوروبي
ــــاء ا�ص ِط َف ٌ ْ • للشاعر :عمر البقالي
الحس��ن زان��ه الصفـــــــــــا و القلب إلي��ه هفـــــــــــــــا قد ملك ص��دري فمـــــــــــا أمس��يت أدري ما اختفـــــــى اليوم عقلي مصطفـــــــــــى و القلب يسعى للوفـــــــــــا فهو الهوى لي خالــــــــــــد و ه��و الم��راد المصطفــــى حس��ن على حس��ن زهــــــــا يسبي الحبيب المقتفــــــــى حـــــــب تعلقـــت بـــــــــــه نل��ت رض��اه أو جفـــــــــــــا ما ش��اء ربـــــي كنتـــــــــــه و م��ا نهى عن��ه كـفــــــــــى
اجتمعت يوم الثالثـــاء 3مــاي ال��ج��اري ،بمقر غرفة الصيد البحري المتوسطية بطنجة ،اللجنة المشتركة المغربية-اإلسبانية للصيد البحري، لتحديد موعد ونقاط الملتقى الضخم ال��ذي سيتم تنظيمه في الرابع من يونيو المقبل بفندق “موفنبيك” بطنجة ،والذي سيجمع مهنيي القطاع بالمغرب وإسبانيا . و ضم االجتماع كال من يوسف بن جلون رئيس غرفة الصيد البحري المتوسطية بطنجة ،وخافيير كارات رئيس اللجنة االستشارية لمجلس الفالحة والثروة السمكية في المفوضية األوروبية ،واألمين العام لالتحاد اإلسباني لمصايد األسماك ( ،)CEPESCA وبيدرو مازا :رئيس االتحاد األندلسي للثروة السمكية ،ونائب رئيس االتحاد اإلسباني لمصايد األسماك ( ،)CEPESCAوكريم فوتات نائب رئيس المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئة ،كمال بنونة عضو ،AIMPAو عمر أكوري رئيس فيدرالية الصيد البحري وتربية األحياء المائية ،وبحضور مدير غرفة الصيد البحري المتوسطية والمندوب الجهوي للصيد البحري . سيشهد ملتقى مهنيي الصيد البحـري بالمغرب واالتحاد األوروبي حضور شخصيات وازن��ة من البلدين تتمثل في كل من وزير الفالحة والصيد البحري المغربي عزيز أخنوش، ووزير الفالحة والصيد البحري اإلسباني ،ووالي جهة طنجة تطوان الحسيمة محمد اليعقوبي ، ورئيس المجلس الحضري لطنجة ،ورئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة ،واألمين العام لوزارة الصيد البحري ،ورؤساء االتحادات المستقلة
في األندلس وغاليسيا ،والمفوض األوروب��ي للصيد ،باإلضافة إلى أعضاء لجنة البرلمان األوروب��ي ،والسفيراإلسباني بالمغرب ،وأعضاء اللجنة المغربية-اإلسبانية ،وأعضاء لجن ة�CEP ESCAو ،Europêcheوشخصيات أخرى وازنة من كال البلدين وإعالميين محليين ،وطنيين ودوليين ،والعديــد من المهتميــن بالشـأن البحري بالبلدين ،وسيتم تكريم شخصيات فاعلة بالقطاع بذلت مجهودات مهمة أسفرت عن نتائج قيمة في تعزيز العالقات المغربية – اإلسبانية فيما يخص الصيد البحري . وتجدر اإلش��ارة إلى أن اللقاء األول الذي جمع مهنيي الصيد البحري المغاربة واإلسبان والذي كان قد عقد في سنة 2011والذي دعا إلى تجديد اتفاقية الصيد البحري الموقعة بين المغرب واالتحاد األوروبي ،بهدف إرساء شراكة مربحة للطرفين تأخذ بعين االعتبار ديمومة الموارد ،حيث عبر المشاركون في توصيات توجت أشغال هذا اللقاء ،الذي نظمته فيدرالية الصيد البحري وتربية األحياء المائية بحضور ممثلي أهم الجمعيات المهنية في قطاع الصيد البحري بالمغرب وإسبانيا ،عن التزامهم بالعمل من أجل تحسيس الرأي العام بالبلدين بمدى
أهمية اتفاق شراكة مغربي أوروبي حول الصيد البحري ،كما أكدوا عزمهم على التعبئة للتدخل لدى السلطات المعنية بالبلدين ولدى االتحاد األوروبي بهدف الدفاع عن المصالح المشتركة لمهنيي الصيد البحري وتربية األحياء المائية ودعم االستثماراتالثنائية. وأخذا بعين االعتبار لقرارات المنظمات الدولية المعنية الراميـة إلى حمايـة الموارد البحرية ومحاربة الصيد الجائر ،عبر مهنيو الصيد البحري المغاربة واإلسبان عن التزامهم بتوحيد جهودهم وتنسيق أنشطتهم لضمان حماية واستدامة موارد الصيد البحري بالبلدين. و كان اللقـاء مناسبة للجانبين لتعزيز عالقاتهمـا الممتـازة على مستـوى األعمـال مستفيدة ف��ي ذل��ك م��ن ت��ط��ور ال��رواب��ط االقتصادية التي جعلت إسبانيا الشريك الثاني للمغرب في مجال المبادالت التجارية. وتعـود عالقـات التعـاون المثمـرة بين المغرب وإسبانيا في مجال الصيد البحري إلى االتفاقيات الموقعة سنة 1983مع إسبانيا وتلك الموقعة مع أوروبا ابتداء من سنة . 1987 وق��د انطلـق عمل الفاعليـن الخواص بالبلدين باالستثمار بشراكة في ميدان الصيد البحري باقتناء سفن الصيد الحديثة المزودة بالمبردات ال��ق��ادرة على العمل في مختلف المصايد ،قبل أن يوسعوا أنشطتهم لتشمل مجال تقويم وتسويق منتوجات البحر الموجهة خصيصا للسوق اإلسباني وباقي األس��واق األوروبية األخرى .
قصــة مواطنــة مغربيــة وابنتـهـا.. نجتـا من حرب ليبيـا الطاحنــة!. كما أشرنا في الحلقة الماضية (الثانية) أن حرية لم تكن عالقتها على أحسن ما يرام مع زوجها “شوكت” الذي انكشف أم��ره ،حيث اتضح أنه متزوج، لكن ماذا عساها أن تفعل ،وهي حامل منه تنتظر مولودها؟ لقد خضعت لألمر ال��واق��ع ،وتجرّعت ال��م��رارة في صمت وذه��ول ،إذ ك��ان لديها ما يكفي من التجارب القاسية التي علمتها أن تواجه المواقف الصّعبة ،مهما كانت أنواعها، هي التي ذاقت الحرمان والفاقة والصراع بين أفراد أسرتها بمدينة المحمدية ،قبل أن تغادر هذا الجحيم ،صوب العاصمة طرابلس ،بحثا عن حياة وعيش أفضل! جرت مياه كثيرة على وصول حرية إلى ليبيا ،عاشت خاللها حياة هادئة مريحة ،حيث اشتغلت وتزوجت ،ثم أنجبت ابنتها الوحيدة “ياسمين” .لكن مع مرور السنين ،وياسمين تكبر شيئا فشيئا ،كان من ّ الطبيعي أن تتغير وتذهب مشاعر “حرية” تجاه زوجها “شوكت” نحو األسوأ ،وذلك نتيجة غدره بها ،واستهتاره بعواطفها ،إال أنها كانت تحاول التّعايش معه ،ألنه ـ على الرغم من كل شيء سلبي صدر منه ـ يبقى في نهاية األمر أباً ال بنتها الغالية، طالما أنه كان يداعبها ويمازحها ويزرع فيها العطف األبوي ،وكأنه كان يخطط من أجل أن يستحوذ على قلب صغيرته “ياسمين” التي أصبحت هدفه المنشود ،بعدما فقد مكانته في قلب أمها “حرية”، إذ عبثا حاول إقناعهما بالذهاب معه للعيش ـ إلى األبد ـ بباكستان،
لمياء السالوي
(الحلقة الثالثة)
خاصة بعد اضطراب األوض��اع بليبيا، واستحالة العيش فيها! يقال إن ما يحبكه الليل قد يفضحه النّهار! هذه المقولة تنطبق على ما كان يضمره “شوكت” في نفسه تجاه زوجته وابنتهما ،كشكل من أشكال االنتقام، ذلك أنهما رفضا مرافقته للعيش معه بباكستان ،فضال عن تع ّلق “حرية” و ابنتها ياسمين ببعضهما البعض، إلى درجة شعر معها “شوكت” بالغيرة والحسد!! فماذا فعل؟ تشير “حرية” إلى أنه ذات ي��وم ،وهم بالمزرعة التي فرّوا إليها ،بعد اندالع الحرب األهلية الليبية، زاره��م بعض أق��ارب “شوكت” وبينما كانت “حرية” جالسة بإحدى غرف البيت بالمزرعة ذاتها ،و”ياسمين” بصدد نقلها صينية شاي وحلوى للضيوف ،حيث سمعت هذه األخيرة ،على بعد الخطوات منهم ،حديثهم باللهجة الباكستانية حول مؤامرة كانوا يخططون لها ،وهي أن يضعوا لحرية قرصا منوماً ،في كوب تشرب منه ،وذلك من أجل االنفراد بياسمين وتعريضها لالغتصاب ،األمر الذي جعلها تتسمر في مكانها ،غير مصدقة لما التقطته أذناها، وبالتالى تعود بالصينية من حيث أتت ،وتخبر أمها بما سمعت، وأولى دمعاتها قد نزلت ،خاصة وأن الضيوف كان معهم والدها “شوكت”!!
محمد إمغران
فه��و النهى ل��ي و الهـــد ى مهما قضى أ و أسرفـــــــــــا قـــ��د راق لي أن أش��ــــــرب من حوض��ه أن أغرفـــــــــــا تا هلل لو خيرت فـــــــــــــــي الدنيا لقلت مصطفــــــــــى طنجة يف 30 :أبريل 2016
ختان جماعي بقرية أزال بإقليم تطوان
ب��ادرة طيبة أقدمت عليها جمعيات المجتمع المدني بشراكة مع الجماعة القروية ألزال ،تمثلت في تنظيم حفل فني متنوع تحت شعار“ :الختان شريعة الرحمان”. وقد استفاد من عملية الختان ما يناهز 70طفل ،ينتمون لجماعتي أزال وزاوية سيدي قاسم ،وزع��ت خاللها على المستفيدين وأسرهم بعض الهدايا واأللبسة. هذا الحفل الذي تميز بحضور رئيس المجلس اإلقليمي لتطوان ،ورؤساء وأعضاء جماعتي أزال وزاوي��ة سيدي قاسم ،اشتمل على إلقاء عروض فنية ،كما استمتع الحضور بأجواء فنية ،تخللتها عروض لألطفال بأزياء تقليدية تطوانية أهمها (الشدة التطوانية). وقد شهد الحفل حضور كل من رئيس جماعة أزال ،ورئيس جماعة زاوي��ة سيدي
قاسم ،ورئيس المجلس اإلقليمي بتطوان، وك��ذا رؤس��اء المصالح وفعاليات المجتمع المدني. وخ�لال حفل االف��ت��ت��اح ألقى رئيس الجماعة القروية بأزال العربي أحنين كلمة بالمناسبة ،رحب في بدايتها بضيوف هذا الحفل الذين لبوا الدعوة ،للحضور في هذا العرس التضامني االجتماعي الصرف، الذي يهدف باألساس إلى مساعدة األسر الضعيفة ،والفئات الهشة ،من المواطنين بهذه المنطقة ،عن طريق إعانتهم لختان أطفالهم ،منوها بالدور ال��ذي تقوم به الجمعيات وخاصة في المجال االجتماعي، معلنا في األخير أن هذه البادرة ستصبح تقليدا سنويا بالمنطقة.
المكفوفون وذوو اإلعاقة الحركية بطنجة يحتجون على حرمانهم من مساعدات عبارة عن مواد غذائية
نظم مجموعة من المكفوفين وذوي اإلعاقة الحركية وقفة احتجاجية ،دامت ساعتين من الزمن ،بسبب حرمانهم من بعض المساعدات أو نقصانها ،وذلك صباح األربعاء 4ماي الجاري ،أمام بناية تنسيقية “التعاون الوطني” ،بالقرب من “ شالة “ بطنجة. وحسب مصدر مطلع ،فإن المحتجين انقطعت عنهم ،منذ حوالي سنة ونصف، مساعدات (عبارة عن قوارير زيت وأكياس دقيق) قيمتها تبلغ 400دره���م ،كانوا يتوصلون بها ،ك��ل ثالثة أش��ه��ر ،وتم تعويضهم بمواد غذائية (عبارة عن أرز وشاي وعدس )...قيمتها تبلغ بالكاد 200درهم، توصلوا بها مع بداية السنة الحالية ،على أساس أن هذا التعويض الهزيل ـ حسب ذات المصدر ـ سيتم منحه للمستفيدين، مرة واحدة في السنة.أكثر من هذا أنه ضمن هؤالء المستفيدين ،هناك من يأتون من مدن ومناطق شمالية أخرى ،صوب مدينة
طنجة ،لتسلم هذه المساعدات ،متحملين مشاق التنقل ،وأداء مصاريفه التي قد تعادل قيمة ما سيتسلمونه ،من بضع مواد غذائية ،بيد أنه كان على الجهة المختصة أن تجعل كل مستفيد يتسلم “ نصيبه “ من المساعدات بالمدينة أو المنطقة التي يعيش فيها “ ،فالبراألصيل ،هو تسهيل جميع األمورعلى المستفيد ! “. وأضاف المصدر ذاته أن االستراتيجية الجديدة للتعاون الوطني ،تسعى إلى إسقاط من اهتماماتها ،مسألة منح مساعدات “غذائية” لفائدة فئات ،كضعاف البصر، والمصابين بمرض التوحد ،وذوي اإلعاقة الحركية ،دون األخذ بعين االعتبار ،ما يعيشه هؤالء من ظروف أسرية واجتماعية ،تستأهل التفاتة خيرية وإنسانية ،األمرالذي يفرغ التعاون الوطني من “ دوره ورمزيته“ !. م.إ
الثالثاء � 10إلى 16مــاي 2016
العدد 836
منبر المجلس العلمي بطنجة
ذكرى اإلسراء والمعراج ()2/2 -د .محمد كنون احل�سني
تحدثنا في العدد الماضي عن هذه الذكرى العظيمة ،والمعجزة الباهرة التي خص بها اهلل سبحانه وتعالى نبينا صلى اهلل عليه وسلم ،واستعرضنا األحاديث الواردة في هذا الحديث الكبير ،من خروجه صلى اهلل عليه وسلم من بيته إلى صالته ببيت المقدس ،ثم صعوده صلى اهلل عليه وسلم على المعراج حيث صعد صلى اهلل عليه وسلم وعن يمينه مالئكة وعن يساره مالئكة حتى انتهيا إلى باب من أبواب السماء الدنيا يقال لها « باب الحفظة» وعليه ملك يقال له إسماعيل وهو صاحب سماء الدنيا ،وعند البيهقي من حديث جعفر بن محمد يسكن ـ أي هذا الملك الذي اسمه إسماعيل ـ الهواء لم يصعد إلى السماء قط ولم يهبط إلى األرض قط ،إال يوم مات النبي صلى اهلل عليه وسلم ،وبين يديه سبعون ألف ملك ،مع كل ملك جنده مائة ألف فاستفتح جبريل باب السماء ،قيل من هذا؟ قال :جبريل ،قيل ومن معك؟ قال :محمد، قيل :أو قد أرسل إليه؟ قال :نعم ،قال :مرحبا به وأهال حياه اهلل من أخ وخليفة ،فنعم األخ ونعم الخليفة، ونعم المجيء جاء ،ففتح لهما فدخال ،فإذا فيها آدم كهيئته يوم خلقه اهلل على صورته ،أي على غاية من الحسن والجمال ،طوله ستون ذراعا ،تعرض عليه أرواح ذريته المومنين ،فيقول :روح طيبة ونفس طيبة من جسد طيب ،اجعلوها في عليين ،وتعرض عليه أرواح ذريته الكفار ،فيقول روح خبيثة خرجت من جسد خبيث اجعلوها في سجين ،وعن يمينه أسودة وباب يخرج منها ريح طيبة ،وعن شماله أسودة وباب يخرج منها ريح خبيثة ،فإذا نظر قبل يمينه ضحك واستبشر ،وإذا نظر قبل شماله حزن وبكى ،فسلم عليه النبي صلى اهلل عليه وسلم،فرد عليه السالم ثم قال :مرحبا باإلبن الصالح والنبي الصالح ،فقال النبي صلى اهلل عليه وسلم ،ياجبريل من هذا؟ فقال :هذا أبوك آدم وهذه األسودة أرواح بنيه ،فأهل اليمين منهم أهل الجنة، وأهل الشمال منهم أهل النار ،فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى ،وهذا الباب الذي عن يمينه باب الجنة والباب الذي عن شماله باب النار .ثم صعد إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل له وقال كما مر في السماء األولى ،ففتح لهما فلما خلصا فإذا هو بابني الخالة عيسى ابن مريم ويحيى بن زكرياء عليهما السالم ،فسلم عليهما فرد عليه السالم ،ثم قاال مرحبا باألخ الصالح والنبي الصالح ودعوا له بخير. ثم صعد إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقال وقيل له كالسماء األولى والثانية سؤاال وجوابا ،ففتح لهما فلما خلصا ،فإذا هو بيوسف فسلم عليه فرد عليه السالم ثم قال :مرحبا باألخ الصالح والنبي الصالح ودعا له بخير .ثم صعد إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل فقال وقيل له كما تقدم ،وفتح لهما فلما خلصا فإذا هو بإدريس رفعه اهلل مكانا عليا ،فسلم عليه فرد عليه السالم ،ثم قال مرحبا باألخ الصالح والنبي الصالح ودعا له بخير .ثم صعد إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل فقال وقيل له كما تقدم ،وفتح لهما فلما خلصا فإذا هو بهارون ونصف لحيته بيضاء ونصف لحيته سوداء تكاد تضرب إلى سرته من طولها ،فسلم عليه فرد عليه السالم ،ثم قال مرحبا باألخ الصالح والنبي الصالح ودعا له بخير ،فقال: ياجبريل من هذا ؟ قال :هذا الرجل المحبب في قومه هارون ابن عمران .ثم صعد إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل فقال وقيل له كما مر ،ففتح لهما فلما خلصا جعل يمر بالنبي والنبييين معهم الرهط، والنبي والنبيين ليس معهم أحد ،ثم مر بسواد عظيم فقال من هذا ياجبريل؟ قال :موسى وقومه ،ولكن ارفع رأسك فإذا بسواد عظيم قد سد األفق من ذا الجانب ومن ذا الجانب ،فقيل له هذه أمتك ،ومع هؤالء سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ،فلما خلصا فإذا بموسى ابن عمران ،فسلم عليه فرد عليه السالم ثم قال :مرحبا باألخ الصالح والنبي الصالح ثم دعا له بخير ،وقال :يزعم الناس أني أكرم على اهلل من هذا ،بل هذا أكرم على اهلل مني .ثم صعد إلى السماء السابعة فرآ فوقه رعدا وبرقا وصواعق فاستفتح جبريل فقال وقيل له كما مر بأبواب السموات السبع ،ففتح لهما فلما خلصا فإذا بإبراهيم الخليل جالسا عند باب الجنة، أي في وجهتها مسندا ظهره إلى البيت المعمور ،فسلم عليه النبي صلى اهلل عليه وسلم فرد عليه السالم وقال :مرحبا باإلبن الصالح والنبي الصالح ،وقال له :مر أمتك أن يكثروا من غراس الجنة فإن تربتها طيبة وأرضها واسعة ،فقال وما غراس الجنة ،قال :الحول والقوة إال باهلل العلي العظيم ،وفي رواية إقرأ أمتك مني السالم ،وأخبرهم أم الجنة طيبة التربة عذبة الماء ،وأن غرسها سبحان اهلل والحمد هلل وال إله إال اهلل واهلل أكبر،ودخل صلى اهلل عليه وسلم البيت المعمور ،وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه ال يعودون إليه إلى يوم القيامة ،ثم رفع إلى سدرة المنتهى ،وإذا هي شجرة يخرج من أصلها أنهار من ماء غير ءاسن ،وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ،وأنهار من خمر لذة للشاربين ،وأنهار من عسل مصفى ،يسير الراكب في ظلها سبعين عاما اليقطعها ،وفي رواية لو أن الورقة الواحدة منها ظهرت لغطت هذه الدنيا ،على كل
ن ود
دي
نيا :
14
ورقة ملك ،فغشيها ال يدري ماهي ،قال تعالى ( :ولقد رءاه نزلة أخرى ،عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى)النجم ، 16فإذا غشيها من اهلل ما غشى تغيرت ،فما أحد من خلق اهلل يستطيع أن ينعتها من حسنها ،زاد في رواية تلوذ بها جراد من ذهب .ثم دخل الجنة فإذا فيها ماال عين رأت وال أذن سمعت وال خطر على قلب بشر ،فرآ على بابها مكتوبا :الصدقة بعشر أمثالها ،والقرض بثمانية عشر ،فقال ياجبريل :ما بال القرض أفضل من الصدقة؟ قال :ألن السائل يسأل وعنده ،والمستقرض ال يستقرض إال عن حاجة .ثم عرضت عليه النار فإذا فيها غضب اهلل وزجره ونقمته ،لو طرح فيها الحجارة والحديد ألكلتها، ثم رفع فوق سدرة المنتهى ورآ رجال مغيبا في ظل العرش ،فقال من هذا ،أملك؟ قال :ال ،قال :أنبي؟ قال :ال، قال من هذا؟ قال هذا رجل كان في الدنيا لسانه اليفتر عن ذكر اهلل ،وقلبه معلق بالمساجد ،ولم يستسب والديه قط ،ولما رفع صلى اهلل عليه وسلم فوق سدرة المنتهى غشيته سحابة فيها من كل لون ،فتأخر جبريل وزج به في النور ،ويعبر عن تلك السحابة بالرفرف ،وهو نظير المحفة عندنا ،وروي أنه لما وقف جبريل قال له النبي صلى اهلل عليه وسلم :في مثل هذا المقام يترك الخليل خليله؟ فقال له :إن تجاوزت مقامي احترقت بالنور ،فقال النبي صلى اهلل عليه وسلم ياجبريل :هل لك من حاجة إلى ربك؟ قال يامحمد :سل ربك لي أن أبسط جناحي على الصراط ألمتك حتى يجوزوا .قال عليه السالم :ثم عرج بي حتى ظهرت بمستوى أي فيه أو عليه ،والمستوى المكان العالي ،حيث سمع صرير األقالم في تصاريف األقدر ،أي صوت حركتها حال الكتابة ،وفي رواية فخرقت سبعين ألف حجاب ليس فيها حجاب يشبه اآلخر غلظ كل حجاب خمسمائة عام ،وانقطع عني حس كل ملك ،فلحقني عند ذلك استيحاش ،فإذا النداء من العلي األعلى ،أذن ياخير البرية ،أذن يامحمد ،فأدناني ربي حتى كنت كما قال( :ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو ادنى) ،فرآ ربه تعالى فخر النبي صلى اهلل عليه وسلم ساجدا ،وكلمه ربه عند ذلك فقال له يامحمد :قال :لبيك يارب ،فقال سل؟ فقال :إنك اتخذت إبراهيم خليال وأعطيته ملكا ،وكلمت موسى تكليما ،وأعطيت داوود ملكا عظيما وألنت له الحديد وسخرت له اإلنس والجن والشياطين وسخرت له الجبال ،وأعطيت سليمان ملكا عظيما، فقال له اهلل تعالى :قد اتخذتك حبيبا وأرسلتك للناس كافة بشيرا ونذيرا ،وشرحت لك صدرك ووضعت عنك وزرك ورفعت لك ذكرك ،ال أذكر إال ذكرت معي ،وجعلت أمتك أمة وسطا ،وجعلت أمتك التجوز لهم خطبة حتى يشهدوا أنك عبدي ورسولي ،وجعلت من أمتك أقواما قلوبهم أناجيلهم ،وجعلتك أول النبيئين خلقا وآخرهم بعثا وأولهم يقضى له ،وأعطيتك سبعا من المثاني لم أعطها نبيا قبلك، وأعطيتك الكوثر ..إلى أن قال :وإني يوم خلقت السماوات واالرض فرضت عليك وعلى أمتك خمسين صالة فقم بها وأمتك ،ولما كان صلى اهلل عليه وسلم في هذا المقام قال اهلل تعالى :يامحمد ،وأين حاجة جبريل؟ قال :فقلت اللهم إنك أعلم يامحمد قد أجبته فيما سأل، ولكن لمن أحبك وصحبك .ثم انجلت عنه تلك السحابة عند وصوله إلى سدرة المنتهى ،وهو المحل الذي وقف فيه جبريل ،فأخذ بيده جبريل فانصرف سريعا ،فأتى على إبراهيم فلم يقل له شيئا ،ثم أتى على موسى قال ونعم الصاحب لكم ،فقال :ما صنعت يامحمد؟ ما فرض ربك عليك وعلى أمتك؟ قال :فرض علي وعلى أمتي خمسين صالة كل يوم وليلة ،قال :ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف عنك وعن أمتك ،فإن أمتك ال تطيق ذلك ،وإني واهلل قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة على أدنى من هذا فضعفوا وتركوه ،وأمتك أضعف أجسادا وأبدانا وأبصارا وأسماعا ،فالتفت إلى جبريل يستشيره ،فأشار إليه جبريل، أن نعم إن شئت ،فرجع وقال :رب خفف عني فوضع عنه خمسا ،فلم يزل النبي صلى اهلل عليه وسلم يسأل التخفيف حتى قال اهلل تعالى :يامحمد ،قال لبيك وسعديك ،قال :هي خمس صلوات في كل يوم وليلة ،بكل صالة عشر ،فتلك خمسون صالة ال يبدل القول لدي وال ينسخ كتابي تخفيفا عنك ،فلما رجع قال له موسى: ارجع فاسأل ربك التخفيف ،فإن أمتك ال تطيق ذلك ،فقال :قد راجعت ربي حتى استحييت منه ولكن أرضى وأسلم ،فنادى مناد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي ،فقال له جبريل اهبط باسم اهلل .ثم انحدر صلى اهلل عليه وسلم ،فقال ياجبريل :مالي لم آت أهل سماء إال رحبوا بي وضحكوا إلى غير واحد سلمت عليه فرد علي السالم ورحب بي ودعا لي بخير ولم يضحك إلي؟ قال :ذلك مالك خازن النار ،لم يضحك منذ خلق ،ولو ضحك ألحد لضحك إليك ،ثم وصل صلى اهلل عليه وسلم إلى مكة قبل الصبح ،وكان مقدار غيبته عنها ثالث ساعات .ثم أضحى يحدث الناس بما أنعم له عليه به في ليلته.
يا أيها المدخنون اتقو اهلل في أنفسكم ()2
ضرر التدخين االجتماعي واألخالقي الل ص ّلى هّ قال رسول هّ الل عليه وسلم« :إنّما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ،ونافخ الكير فحامل المسك :إما أن يحذيك ،وإما أن تبتاع منه ،وإما أن تجد منه ريحا طيبة ،ونافخ الكير :إما أن يحرق ثيابك ،وإما أن تجد منه ريحا خبيثة» ال شك أن كل من يقرأ هذا الحديث يجد أن وصف جليس السوء ينطبق على شارب الدخان .فهو يحرق ثيابك بناره ،وكم من خصومات حدثت في األماكن المزدحمة بسبب هذا .إن هناك دخانا مؤدي ضارا منبعثا من المدخن ـ وكأنه قاطرة ببخار ـ يؤذي به الناس ،فإما أن يسكتوا على مضض ،وإما أن تحدث مشاجرات ،وأما هو فأكثر من ذلك. والخالصة أن المدخن إما أن يحرقك أو يؤذيك أو يجمع كال لك!! المدخن غافل عن أمور هامة :إن إضراره بالغير ذنب ،وهذا الذنب ال يغفره اهلل سبحانه وتعالى إال أن يعفو عنه الناس المتضررون ،وكيف يتم له ذلك؟ قد يدعو عليه بعض هؤالء سراً أو جهرا« ،اتقوا دعوة المظلوم ،فإنه ليس بينها وبين اهلل سبحانه وتعالى حجاب» .لوهاب المتضررون المدخن لسبب ما ،ولم يراع المدخن ضعفهم ،فإنه يتعرض لغضب اهلل سبحانه وتعالى ،ففي الحديث الذي فيه مغاضبة أبي بكر الصديق لبعض ضعفاء الصحابة ،ثم ذهابه للنبي عليه الصالة والسالم؛ فقال« :لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربّك» فهذا الحال مع أبي بكر ،فما الحال معك؟! قد يكون المدخن سليط اللسان ،فيتقيه الناس لذلك ،وال ينهونه عن التدخين ،وحينئذ يكون من الذين قال فيهم النّبي عليه الصالة والسالم« :،إن من شر الناس منزلة عند اهلل تعالى يوم القيامة ،من تركه الناس اتقاء فحشه». إن التدخين في األماكن العامة يسبب للمدخن حرجا واستحياء ،إن كان صاحب حياء .وقد يصاب المدخن بالتبلد وعدم الحس االجتماعي ،فال يبالي بإيذائه للناس ،وال بما كتب «ممنوع التدخين» ينظر المجتمع إلى صغار السن المدخنين نظرة اشمئزاز ،ويقوم أولياء األمور بتحذير أوالدهم من االختالط بهؤالء .قد يتعلم المدخن سؤال الناس إذا فقد «السيجارة».
-
بقلم :محمد الشعري
أمراض الفم واألسنان :سرطان الفم واللسان والشفاه ،تشقق اللسان ،ترسيب البالك على جذور األسنان ،تشقق طبقة المينا ،فقدان حاسة الذوق والشم. أمراض العيون :التهاب الملتحمة ،تكون الجلطات في شرايين العين ،موت خاليا الشبكية ،التهاب وموت العصب البصري الذي يؤدي إلى العمى ،والعياذ باهلل. مرض السكر :يحتاج مريض السكر المدخن إلى جرعات كبيرة من أدوية السكر مقارنة مع غير المدخنين. القوة الجنسية :التدخين يقلل من القوة والرغبة الجنسية لكال الجنسين. الغدد الصماء :تتضخم الغدة الدرقية وتتوقف وظائفها الحيوية ،وتنشط الغدة فوق كلوية ،وتعمل على ارتفاع نسبة السكر في الدم ،وارتفاع ضغط الدم. الوراثة :تؤدي نواتج التدخين إلى حدوث شروخ في جسم الكروموسومات التي تحمل الصفات الوراثية ،مما يؤدي إلى الشذوذ الوراثي ،وتشوه األجنة. الحمل :يؤدي التدخين إلى حدوث حاالت إجهاض متكررة. جمال المرأة :يؤدي التدخين إلى شحوب الوجه وزرقة الشفاه وحدوث حروق باألصابع. األطفال :إن الطفل الذي يستنشق الدخان المتصاعد من سيجارة أبيه أو أمه ،يتعرض ألزمات ربوية كثيرة ،وإصابات بالجهاز التنفسي متعددة .األمهات المدخنات؛ أوالدهن المولودون يكون جهاز مناعتهم ضعيفا جداً ،بجانب النقص الملحوظ في أوزانهم ،بعد الوالدة مباشرة .فيا عجبا لعاقل ،حريص على حفظ صحته ،هو مقيم على شربه ،مع مشاهدة هذه األضرار أوبعضها ،فكم تلف بسببه خلق كثير ،وكم تعرض منهم ألكثر من ذلك ،وكم قويت بسببه األمراض البسيطة حتى عظمت ،وعز على األطباء دواؤها ،وكم أسرع بصاحبه إلى االنحطاط السريع من قوته وصحته. من العجب ،أن كثيرا من الناس يتقيدون بإشادات األطباء في األمور التي هي دون ذلك بكثير، فكيف يتهاونون أمام هذا األمر الخطير؟! ذلك لغلبة الهوى ،واستيالء النفس على إرادة اإلنسان ،وضعف إرادته في مقاومتها ،وتقديم العادات على ما تعلم مضرته.
15
الثالثاء � 10إلى 16مــاي 2016
العدد 836
نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة
• محمد وطاش
oitache7@hotmail.com
نوادر وطرائف من التراث العربي األصيل ()29 ما أحوج المرء ،في هذا الزمن الرهيب ذي الوجه الكئيب ،إلى ما يبدد ظلمات غمه ويشع نورالبهجة في صدره ،وهو يستمتع بقراءة ما سجله السابقون من مستملحات ونوادر وطرائف تعيد للنفس بعض االتزان. ومما يحفز القارئ على اقتناص فرصة شافية لتصفية المزاج ،ما تزخر به خزانة الثقافة العربية من أمهات كتب أدبية وفكرية تتضمن كما هائال من النوادر والطرائف، المجسدة بشكل فني ساخر للحظات مشرقة تنطوي على فوائد ترفيهية ونقدية (اجتماعية ،أدبية وسيا سية ،)...ككتاب «األغاني» ألبي فرج اإلصفهاني ،وكتاب «العقد الفريد» البن عبدربه ،و«يتيمة الدهر» للثعالبي ،و«المستطرف» لألشبيهي ،و«نفح الطيب» للمقري ،و«مروج الذهب» للمسعودي ،و«المحاسن والمساويء» للبيهقي، و«عيون األخبار» البن قتيبة ،و«صبح األعشى» للقلقشندي ،وكتاب «األذكياء» البن الجوزي والجاحظيات عامة ،وغيرها من الكتب والتراجم التي اليسع المجال لذكرها. وإحياء لهذا التراث الطريف التليد الذي يشخص لحظات عابرة عاشتها أقوام غابرة ،نقدم للقارئ الكريم ،وعبرسلسلة حلقات ،باقة منتقاة من الطرائف والنوادرالتي اقتطفناها بعناية من حقل كتاب «أحلى الحكايا» وهو ـ من منشورات دارالكتب اللبنانية ـ لمؤلفه الباحث عبد األميرعلي مهنا ،الذي يقول في مسك ختام مقدمة كتابه الذي أعده بأسلوب فكاهي : «وتراثنا العربي مليء بالكتب التي تتناول الشخصيات الطريفة التي تدخل إلى األوساط الغنية المترفة واألوساط الفقيرة وقصور الملوك ومجالس الخلفاء والقادة، هذه الشخصيات التي وهبها الخالق البديهة والحساسية النقدية المرهفة التي تجعلها تلتقط أحداث الحياة وأحوالها العادية فتتحول على يديها إلى ضحك ونوادر مفعمة بروح النقد االجتماعي والخلقي واألدبي والسياسي. هذه الطرائف تصورلنا جوانب من الحياة االجتماعية عند العرب ،أعددتها بأسلوب فكاهي شيق وممتع ،آمال أن أكون وفقت إلى بعض مانشدت ومااجتهدت ،واهلل الموفق» .وأملنا أن يستفيد الالحقون مما خلفه السابقون من نوادر وطرائف التخلومن فائدة. فقراءة ممتعة ومفيدة.
اب�شر يا �أمر امل�ؤمنني ْ
علي بن �أبي طالب وامل�ؤذن
قيل إن المنصور بن أبي عامر األندلسي كان إذا قصد غزاة عقد لواءه بجامع قرطبة ،ولم يسر إلى الغزاة إ ّال من الجامع. فاتفق أنه في بعض حركاته للغزاة توجّه إلى الجامع لعقد اللواء .فاجتمع عنده القضاة والعلماء وأرباب الدولة .فرفع حامل اللواء اللواء ،فصادف ُثرياّ من قناديل الجامع ،فانكسرت على اللواء ،وتبدّد عليه الزيت .فتطيّر( )1الحاضرون من ذلك ،وتغيّر وجه المنصور .فقال رجال :أشر يا أمير المؤمنين بغزاة هيّنة ،وغنيمة سارّة .فقد بلغت أعالمك الثريا ،وسقاها هّ الل من شجرة مباركة.
كان لعلي بن أبي طالب ،عليه السالم ،جارية تدخل وتخرج ،وكان له مؤذن شاب ،فكان إذا نظر إليها قال لها :أنا ،هّ والل، أحبك ،فلما طال ذلك عليها أتت علياً فخبرته ،فقال لها :إذا قال لك ذلك فقولي :أنا هّ والل أحبك ،فماذا؟ فأعاد عليها الفتى قوله ،فقالت له :وأنا هّ والل أحبك ،فماذا؟ فقال :تصبرين ونصبر حتى يوفينا من يوفي الصابرين أجرهم بغير حساب ،فأعلمت علياً ،فدعا به فزوّجه منها ودفعها إليه.
حكى األصمعي قال :كان رجل من أألم الناس ،وأبخلهم ،كان عنده لبن كثير ،فسمع به رجل ظريف ،فقال :أموت أو أشرب من لبنه .فأقبل ومعه صاحب له حتّى إذ كان بباب صاحب اللبن ُغشي عليه وتماوت ،فقعد صاحبه عند رأسه يسترجع، فخرج إليه صاحب اللبن ،فقال له :ما باله؟ هّ فقال :هذا سيد بني تميم أتاه أمر الل ها هنا ،وكان قال :أسقني لبناً! فقال صاحب اللبن :هذا هيّن موجود! يا غالم ائتني بقدح من لبن ،فأتاه فأسنده صاحبه إلى صدره ،وسقاه حتى أتى عليه ،وتجشّأ( )2فقال صاحبه لصاحب اللبن :هذا راحة الموت؟ ففطن لهما وقال :أماتك هّ الل وإياه!
البـالغـة
�أماتك هّ الل و�إيّاه
ك�أنه يف �إيوان ك�سرى قيل األعرابي :كيف تبترد بالبادية إذ انتصف النهار ،وانتقل كل شيء ظ ّله؟ فقال :وهل العيش إ ّال هناك؟ يركض أحدنا مي ًال فيتفصد عرقاً كالجمان ،ثم ينصب عصاه ويلقي عليها كساءه وتقبل عليه الرياح من كل جانب ،فكأنه في إيوان كسرى.
�إنه بالإ�صالح � ّ أحق من �أهل الكوفة كان بالكوفة رجل يقال له مصلح ،فبلغه أن بالبصرة رج ًال من المصلحين مقدّماً في شأنه ،فسار الكوفي إلى البصرة، فلما قدم عليه قال له :من أنت؟ قال :أنا مصلح جئتك من الكوفة لما بلغني خبرك .فرحّب به وأدخله موضعه ،وخرج يشتري له ما يأكل .فأتى جبّاناً فقال له :أعندك جُبن؟ قال :عندي جبنٌ كأنه سمن. فقال في نفسه :لم ال أشتري سمناً حين هو يُضرب به المثل؟ فذهب إلى من يبيع السمن فقال له :أعندك سمن؟ فقال :عندي سمن كأنه زيت. فقال في نفسه :لم ال أشتري زيتاً ،حين هو يُضرب به المثل؟ فذهب إلى زيات وقال :أعندك زيت؟ قال :عندي زيت صافٍ كأنه الماء .فقال في نفسه ،ولم ال أشتري ماء حين يضرب به المثل؟ فرجع إلى بيته ،وأخذ صحفة ومألها ماء ،وقدّمها للضيف مع كسيرات يابسة ،وعرّفه كيف جرى له ،فقال الكوفي ،أنا أشهد أنك باإلصالح أحقّ من أهل الكوفة.
لن يع�شق من يع�شق نقده كان أشعب يختلف إلى جارية بالمدينة ويظهر لها التعاشق إلى أن سألته يوماً سُلفة بنصفٍ درهم ،فانقطع عنها ،وكان إذا لقيها في الطريق سلك طريقاً أخرى .فصنعت له نشوقاً( )3وأقبلت به إليه .فقال ال. ما هذا؟ قالت :نشوق عملته لك لهذا الفزع الذي بك ،فقال :اشربيه أنت للطمع. فلو انقطع طمعك انقطع فزعي ،وأنشأ يقول:
أخلفي ما شئـت وعـدي وامنحـينــي ّ كل صـــــدّ قد سلا( )4بعـدك قلبي فاعشقي من شئت بعـدي إنّــي آلـيــت ال أعـــــ ــشقُ منْ يعشق نقـدي
يخت�صمان يف ر�أ�س
قال عمر بن ميمون :مررتُ ببعض طرق الكوفة ،فإذا أنا باثنين يختصمان ،فقلت :ما بكما؟ فقال أحدهما :إن صديقاً زارني ،فاشتهى رأساً ،فاشتريته ّ وتغذينا ،وأخذت عظامه فوضعتها على باب داري أتجمل بها ،فجاء هذا فأخذها ووضعها على باب داره ليوهم الناس أنه هو الذي اشترى الرأس.
قيل ليوناني :ما البالغة؟ قال :تصحيح األقسام ،واعتدال الكالم. وقيل لرومي :ما البالغة؟ قال :حسن االقتصاد عند البديهة والغزارة يوم اإلطالة. وقيل لفارسي :ما البالغة؟ قال :معرفة الفصل من الوصل. وقيل ألعرابي :ما البالغة؟ قال :اإليجاز من غير عجز ،واإلطناب في غير َ خَطل.
من هذا ي�ضحك حكي أن رج ًال ضاف آخر ،فانتبه صاحب الدار بالليل ،فسمع ضحك الرجل من الغرفة فصاح به :فالن!! فقال :لبيّك. قال :أنت كنت في أسفل الدار فما الذي ر ّقاك إلى الغرفة؟ قال :تدحرجت. فقال :الناس يتدحرجون من فوق إلى أسفل ،فكيف تدحرجت أنت؟ قال :فمن هذا أضحك.
حتبّ محمد بن القا�سم يروي أن أبا بكر الصديق رضي هّ الل عنه ،مرّ طائفاً بالمدينة في خالفته ،وإذا بجارية تبكي وتقول. وهويته من قبل قطع تمائمي متناسباً مثل القضيب الناعم وكأن نور البدر يشبه وجهه يمشي ويصعد في ذؤابة هاشم فقرع أبو بكر رضي هّ الل عنه الباب ،فخرجت إليه ،فقال :أحرّة أنت أم أمة؟ قالت :أمة. فقالت :من هويت؟ فبكت وقالت :سألتك هّ بالل إ ّال انصرفت عنيّ. قال :ال بدّ. فقالت: وأنا الذي قدح الفراق بقلبها فبكت لحب محمد بن القاسم فسار أبو بكر رضي هّ الل عنه إلى المسجد ،وبعث إلى موالها فاشتراها منه وبعث بها إلى محمد بن القاسم بن جعفر بن أبي طالب رضي هّ الل عنه. ـــــــــــــــــــ
( )1تطيّر :تشاءم. ( )2تجشأ :أراد أن يتقيأ. ( )3نشوق :كل ما ينشق عن طريق األنف. ( )4سال :هجر.
(انتهى)
العدد 836
كتابات يف تاريخ منطقة ال�شمال :
()741
16
الثالثاء � 10إلى 16مــاي 2016
«المنجز التشكيلي في المغرب»
�أ�سامـة الزكاري
zougariousama@gmail.com
تكتسي الكتابة عن حصيلة منجز الممارسة التشكيلية الوطنية خليل الغريب .أضف إلى ذلك ،أن المؤلف قد أغفل – بالكامل – الحديث قيمة كبرى في تجميع العناصر االرتكازية إلعادة تجميع عطاء التراث عن التجارب وعن الذوات المتحكمة في منعرجات هذه التجربة ،فكان أن الرمزي الذي ينتجه المجتمع ونخبه المبدعة في سياق التطورات حضرت أسماء من خارج دوائر الممارسة التشكيلية المحلية ،لتبرز كعناصر التاريخية الطويلة المدى .ويمكن القول ،إن الكتابة عن تاريخ الممارسة موجهة لخصوبة عطاء هذه الممارسة المحلية .فباستثناء الفنان محمد التشكيلية الوطنية المعاصرة ،يظل أمرا حديثا ،مادامت نزوعات التنظير المليحي ،لم يهتم المؤلف بأي من األسماء الكثيرة التي أنجبتها الساحة والتأصيل والتأسيس لهذه الممارسة ،تظل – بدورها – حديثة النشأة الثقافية المحلية ،من أمثال إبراهيم الجباري ،وعبد الرحمن ملوك ،وخليل والتطور .وإذا كانت الممارسة التشكيلية الفطرية قد اكتست كل السمات الغريب ،ومحمد األمين المليحي ،وأمينة أسينسيو ،وعبد العليم العمري، المختزلة لعبقرية اإلنسان /المبدع في جهوده لتطويع حميميات المكان واليزيد العيساوي ،وعبد اإلله بوعود ،ومعاذ الجباري ،وحكيم غيالن ،وأنس مع مجسداته وألوانه وأشكاله وانطباعاته وعوالمه المادية وتمثالته البوعناني ،وسهيل بنعزوز ،ومحمد عنزاوي ... الذهنية ،فإن الممارسة التشكيلية بأبعادها الحداثية الراهنة تظل مجاال باختصار ،فالكتاب يسعى لحصر توثيقه لحصيلة العطاء التشكيلي خصبا لرصد معالم التحول واالنبهار في أنماط تلقينا لقيم الجمال لمدينة أصيال داخل تجربة ضيوف «مهرجان أصيال» ،عبر تقديم قراءات والعطاء التشكيلي داخل حياتنا الثقافية الوطنية الراهنة .هي قيم تجد أصولها في مجمل الموروثات التعبيرية التاريخية ،وتخلق امتداداتها تركيبية إلسهامات أسماء وطنية ودولية مرت عبر هذا المهرجان وخلفت في التحوالت األنتروبولوجية والسوسيولوجية للفرد وللجماعة ،وتنتهي بصماتها ومنجزاتها القائمة والشاهدة على معالم تحول الهوية البصرية مآالتها باالرتقاء بالذوق الجمالي المشترك الذي يصنع الهوية البصرية المحلية ،مثلما هو الحال مع كل من محمد شبعة ومحمد القاسمي وروبيرت لمغاربة الزمن الراهن .وداخل هذا المسار الطويل والممتد في الزمن، بالكبورن ومحمد حميدي وعبد اهلل الحريري وفريد بلكاهية وميلود لبيض كان البد أن تتأثر الذوات الفاعلة «بضجيج» محيطها لتأخذ – أوال وعبد الرحمن رحول ... – في التأثر بالوقع المادي المباشر لهذا «الضجيج» ،ثم لتتجه – ثانيا وبذلك ،فالكتاب يسعى لتقديم تجميع لمجمل خالصات القراءات – نحو بلورة قيم الفردانية في الفعل وفي المبادرة وفي التجديد .وقد التركيبية التي أنجزت حول تجربة «الموسم» وحول حدود اإلبداع أدت صدمة االستعمار إلى رسم معالم هذا النزوع الحتمي نحو العودة والتجديد داخل مبادرات هذه التجربة اإلبداعية والجمالية واإلنسانية إلى الذات لمساءلة أصواتها الخفيضة ،قبل االنتقال إلى خلق عوالمها الرحبة ،من خالل قراءات «الضيوف» وانطباعاتهم المباشرة .ولالستدالل المخصوصة في زمانها وفي مكانها وفي شخوصها وفي رموزها ،وقبل على هذا المنحى ،يمكن االستشهاد بشهادة الفنان محمد القاسمي ذلك في أدواتها وفي طرق استنفارها لهذه األدوات داخل مسارات صنع التجارب أو «المدارس». بخصوص تجربة «الجداريات» وسياقات تبلور الفكرة واألفق الذي ساهم في تأطير المشروع .يقول المؤلف « :ابتداء من التاسع والعشرين أبريل لكل ذلك ،أضحى مؤرخ اليوم ينحو نحو تجميع جزئيات التاريخ ،1978ستشهد مدينة أصيلة ...نقطة تحول كبيرة باحتضانها أول الذهني الذي أثمر تجارب الفن التشكيلي المغربي المعاصر ،بالنظر لقدرة نسخة لتظاهرتها الفنية المعروفة بصباغة الجداريات ...كفقرة أساسية هذا التجميع على استكناه عتمات التراث الرمزي المجرد الذي ظل – لعقود غـالف الكتاب طويلة – ينفلت من بين صنعة كتابة التاريخ بأبعادها الحصرية التخصصية الضيقة. ضمن أنشطة الموسم ،وقد شارك فيها 11فنانا تشكيليا ينتمون إلى الجمعية المغربية لذلك ،فإن صدور العمل التصنيفي الجديد للفنان إبراهيم الحيسن يشكل إضافة ال شك وأنها تساهم للفنون التشكيلية ...عن هذه الدورة التأسيسية قال الراحل محمد القاسمي« :إحساسي ينطلق من في تحقيق التراكم الضروري الخاص برصد إواليات انتظام «الخطاب التشكيلي» لمغاربة الزمن الراهن ،الحماس للفكرة كوسيلة ،كمشروع للخروج من المحيط الضيق إلى المجال األوسع ،والجانب األهم عبر الكشف عن أسس العالقات القائمة أو المفترضة لنظيمة الثابت والمتغير داخل أسئلة الممارسة في نظري ،هو مشاركة جماعية يصبح فيها الحوار ليس فقط مع الفنانين بعضهم ،بل يتسع إلى التشكيلية الوطنية لعقود القرن الماضي .ونظرا ألن العمل قد اتخذ صبغة اختزالية بالتركيز على الناس أهل المدينة .فكرة العمل المباشر كانت تختمر منذ مدة لدى بعض اإلخوة الفنانين :إيجاد «التجارب الكبرى» التي صنعتها «المراكز» ،فإننا سنركز الحديث – أساسا – على تجربة «مدرسة أصيال مسالك ومنافذ جديدة للتقرب من الناس ...هذا االحتكاك بجمهور الشارع يعري المشكالت الحقيقية التشكيلية» ،حسب ما ورد داخل متن األستاذ الحيسن ،ففي ذلك اختزال لحدود السقف العام الذي واألساليب المرتبطة بدور الفنان داخل حركة تاريخية معينة ... ’...تظل تجربة مدينة أصيلة الثقافية اعتمده المؤلف في تجميعه لمواد دراسته ولطرق توظيف هذا التجميع واستثمار خالصاته الكبرى. واإلبداعية تثري تجاربنا العربية ليس فقط بالمستوى الجماهيري في المشاركة العملية والوجدانية صدر كتاب «المنجز التشكيلي في المغرب – روافد وسمات» ،لمؤلفه إبراهيم الحيسن سنة بأعمال واهتمام الفنان فحسب ،وإنما بخلق قاعدة عريضة من التذوق الفني والمعرفي بحرفية العمل ،2015في ما مجموعه 272من الصفحات ذات الحجم المتوسط .وقد سعى فيه صاحبه إلى رصد الفني وفوائده على المستوى الجماهيري ( »...ص ص.)78 – 76 . معالم التميز داخل مدارس الفن التشكيلي الوطني المعاصر ،ومن بينها «مدرسة أصيال» التي ارتبطت وعلى هذا المنوال ،تنساب باقي المضامين ،لتقرأ تحوالت المشهد البصري بمدينة أصيال بتجربة المواسم الثقافية التي تنظمها مؤسسة «منتدى أصيلة» صيف كل سنة .ورغم أن الكتاب قد حاول التدقيق في السياقات التي صنعت سقف التميز بالنسبة «لمدرسة أصيال» التشكيلية ،فإن النبش عبر أعين «المهرجان» وعبر تمثالت زواره وضيوفه ومبدعيه ومريديه ،في انتظار كتابة تاريخية قد جاء اختزاليا في أبعاده العامة ،مادام قد حصر التجربة في عطاء «مهرجان أصيال» ،مع تغييب واضح مجهرية لتطور الممارسة التشكيلية الراهنة ،في منطلقاتها التأسيسية األولى وفي امتداداتها للتجارب العديدة التي أينعت وتبلورت خارج تجربة المهرجان المذكور ،مثلما هو الحال مع تجربة الفنان التجديدية الراهنة وفي نبضها الهوياتي المحلي العميق.
خواطر:
صرخة وداع -
ما أن تطأ قدمك ألول وهلة مركز دار الشاوي توقن أن قافلة التنمية قد حطت أخيرا رحالها بالمركز ،ولبرهة من الزمن تتبدد ظنونك عندما تصطدم بأول حائط للمعاناة واالرتجالية التي تعيشها القرية التي كانت باألمس القريب تفتخر بنموذجيتها وتتباهى بين أقرانها من القرى الغير البعيدة عنها ،هذه الفرحة التي سرعان ما تبددت واندثرت مع قدوم أول زائر أطلق عليه اسم «سد الحاشف» الذي كان سدا منيعا صعب اختراقه ،تسبب في تهجير عائالت بذويها وإغالق محالت تجارية كانت متمركزة على طريق كانت تسمى قيد حياتها «وطنية» التي أصبحت يتيمة بدون أهل وال أحباب يدافعون عنها ،وتركوها وحيدة تصارع حب البقاء. هذه قريتي ومسقط رأسي ،قد أكون مخطئا إن قلت قد تم اغتصابها ،ولكن العبارة األصح هي قد تم تهميشها في زمن مليء بالفرص التي لم تستغل ولن تستغل حاجة في نفس يعقوب ،ولهذا ربما تلك القافلة لم تتوقف ولن تحط رحالها كما كنا نظن ،فأول ما يستقبلك بمدخل قريتي ،طريق مهترئة مليئة بالحفر والمطبات ،ومعمل كبير لتصبير السمك ،سقفه صفيحي يكاد يحمل نفسه ،تنبعث منه روائح كريهة تزكم األنوف واألنفس ،مياهه الملوثة تصب مباشرة في الوادي ليحمل بدوره تلك العصارة القذرة لتصل إلى سد الحاشف ،وللتذكير فقط أنه كانت هناك مبادرة محتشمة من السكان المتضررين بتوقيع عريضة من أجل وقف هذه الكارثة البيئية ،لكن دون جدوى وال حياة لمن تنادي. على بعد خطوات من مدخل قريتي ،تجد الفتة فاقع لونها تسر الناضرين ،كتب عليها بخط بارز «مشروع ربط قنوات الصرف الصحي» ،هذا المشروع الذي كثر فيه الهمس والكالم المباح لغياب التتبع والمراقبة ،فتجد حفرا هنا وهناك وهنالك ،أشغال في كل مكان ،وما من أشغال مكتملة ،خنادق ،آبار ،يتهيأ لك أنك في حقول البحث عن البترول أو المعادن النفيسة ،وبعد القيل والقال ،تدخل أصحاب الحال التخاذ الحلول الترقيعية مالذا وسبيال ،فما كان إال أن تم طمر الحفر إلى أجل غير مسمى بعد تقديم شكايات من السكان. غير بعيد عن مقر جماعة دار الشاوي ،تجد بناية شامخة عبارة عن مدرسة جماعاتية والتي
بقلم :عبد اهلل أطجيو
ما فتئ أن استبشرنا خيرا ببنائها وحل مشاكل األقسام المشتركة ومحاربة الهدر المدرسي وتدني مستوى التالميذ وخصوصا الفرعيات ،لكن تلك القافلة مصرة مرة أخرى على عدم الوقوف والتوقف .مشروع لم يكتمل مخاضه بعد ،وتوقفت أشغاله إلى أجل غير مسمى كذلك، وقد يجهض لقدر اهلل ،وقد تتبدد أحالمنا .قيل لنا في البداية أن مشكل توقف األشغال مرتبط بالسيولة المادية ،لنكتشف في األخير أن المشكل ال سيولة وال انجراف وال تعرية ،كل هذه العوامل الغير الطبيعية اتخذت درعا لتلقي الضربات تحت الحزام ،وإنما أصل الداء الوعاء العقاري الذي بني عليه المشروع الذي لم يطبخ بعد رغم شساعة الوعاء. مرة أخرى تصاب بإحباط ،ترى أمقدر علينا ما ابتلينا به؟ أمطلوب منا الوقوف عكس التيار أم االنحناء للعاصفة؟ فما هكذا تورد اإلبل يا صناع القرار. • حفر ومطبات هنا وهناك. • طرقات مهترئة ومتهالكة. • وحل بالتقسيط والجملة. • مدرسة تمخضت فولدت فأرا هجينا لم يكتمل نموه بعد. • معمل سمك يهدد بكارثة بيئية. هذه قريتي التي تنزف دما وتذرف دموعا حسرة على فراق أبنائها دون وداع. هذه قريتي التي بدت تتضح عالمات الشيخوخة على مالمح وقسمات وجهها من بعيد. هذه قريتي التي أعطتنا الكثير ،وفي المقابل أدرنا ظهرنا لها. هذه قريتي التي كتب اسمها في األمس البعيد بماء من ذهب في سجل التاريخ. أما آن األوان لنرمم ما تبقى من أطالل تاريخها؟ أظن أن الكرة في ملعبكم ،فماذا أنتم فاعلون؟
17
الثالثاء � 10إلى 16مــاي 2016
العدد 836
مع
لعبة السودوكو ()306
املواطنني
أصل اللعبة
يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً ؤقتا كل �أ�سبوع
لعبة السودوكو اليابانية األصل « ،»SUDOKUكانت معروفة منذ الثمانينيات في اليابان ،إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة .2005
باطيو بينطو :
معنى كلمة سودوكو
تسخير قوة عمومية لتشريد حوالي 45أسرة بينها 13معاقاً ومعاقة و 22شخصاً عاطالً عن العمل باإلضافة إلى شيوخ وأرامل!..؟
كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية ()Nikagiru Sujiwa Dokushin وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة .وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة .Nikol
كيف تلعبها؟
اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة ،وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل منطقة مكونة من تسع خانات ،وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من 1إلى ،9حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه أو السطر أو القطر ،وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات.
مفيدة لكن معقدة
اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق ،ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة.
املوقع الإلكرتوين : www.achamal.com ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة المدير المسؤول :
عبد احلــق بخــات مدير النشر ورئيس التحرير :
عزيـز گنـونـي هيئة التحرير :
عبد اللطيف �شهبون هدى املجاطي ر�ضوان احدادو �أ�سامـة الزكــاري محمــد وطـــا�ش محمد �إمغــران م�صطفى احلراق ملـيـــاء ال�ســالوي زبيدة الورياغلي محمد ال�سعيدي محمد �سدحــي اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة :
محمد طارق بخات
وجهت المصالح القضائية المختصة ،مؤخرا ،إلى أكثر من 45أسرة إشعارا ،يطالبهم بإفراغ المجمع السكني الشهير ،المعروف بـ « :باطيو بينطو» ،على أساس أن يتم ذلك يوم اإلثنين الماضـي 2 ،ماي الجــاري ،وإال سيتـم تسخير القوة العمومية ،للقيام بهذا األمر.لكن، وحسب مصادرمقربة ،فإن مأموري التنفيذ وممثلين عن السلطات المحلية ،لدى وصولهم إلى عين المكان ،وجدوا العائالت المعنية بقرار اإلفراغ مصرة على البقاء ،بل ومحتجة على هذا القرار الذي قالت « :إنه لم يكن عادال.»!. وكانت المحكمة ،قد استندت في حكمها على غيــاب ما يفيد أن المعنييـن باإلفـراغ، تربطهم ـ مثــال ـ عالقـة كرائية بالشركة الجديدة ،بل تم الحكم عليهم بتهمة احتاللهم أرضا عارية ،بينما يعلم سكان المدينة أن هذه األرض شيدت فوقها بناية حملت اسم «باطيو بينطو» وبصمت على تاريخ طنجة القديم وأن قاطني «الباطيو» يتوفرون على عقود كرائية وكانوا يتعاملون مع شركة بريطانية في تسديد سومات الكراء. ويتساءل اليوم سكان «الباطيو» ومعهم الرأي العام ،كيف أن هذه الشركة في فترة زمنية قصيرة ،استطاعت أن تحصل على حكم باإلفراغ لفائدتها ،ابتدائيا واستئنافيا ،في الوقت الذي تتطلب قضايا مماثلة انتظار سنوات ،بأيامها ولياليها ! وكان سكان هذا المجمع السكني ،قد حملوا ،يوم اإلثنين الماضي ،الفتات تدين القرار المتخذ في حقهم ،المتمثل في طردهم من «الباطيو» الذي ترعرعوا وعاشوا فيه ،أبا عن جد ،لمدة تقدر بأكثر من نصف قرن ،قبل أن تطفو على السطح شركة جديدة في شخص مستثمر أجنبي ،يوصف بكونه متخصصا في تشريد عباد اهلل ،بالنظر إلى قضيته مع عمال ومستخدمي فندق «تاريخي» بطنجة ،خالل السنة الماضية. قرار طرد سكان «باطيو بينطو» استقبله هؤالء والرأي العام باستغراب كبير ،خاصة وأن البالد في غنى عن أي احتقان شعبي في ظل حدة التطورات اإلقليمية والعالمية ،على مستوى الجوانب االجتماعية واالقتصادية والسياسية.أكثر من هذا أن السكان المستهدفين يوجد بينهم ما مجموعه 22شخصا عاطال عن العمل و 13معاقا ومعاقة و 6مختلين عقليا ،فضال عن أرامل وشيوخ ،هم أشبه ما يكونون إلى جثث ،ماذا عساها أن تفعل أمام غساليها.؟! « إذا كان الوالي محمد اليعقوبي هو من أعطى الضوء األخضر ،لتنفيذ الحكم باإلفراغ، فليرسل مع مأموري التنفيذ بعض األعوان المكلفين بالقبور واألمــوات ،»...يشيـر أحد الغاضبين من السكان في تلميح إلى أنهم مستعدون للموت ،دفاعا عن سكنهم وأبنائهم، طالما أنهم يحسون بكونهم تعرضوا النتهاك صارخ لحقوق االنسان ،موضحا أن الشركة الجديدة لم تكلف نفسها حتى الجلوس حول طاولة الحوار ،ولو مرة واحدة ،لتبحث معهم عن حلول واقعية ،من شأنها أن ترضي الطرفين معا ،كما يحصل في العديد من الملفات والقضايا المشابهة التي اليغفل فيها استحضار الجانب اإلنساني ،السيما وأن هذه الشركة المصرة على «تشريد» عباد اهلل ،لها عقارات وإمكانيات ضخمة ،سواء بمدينة طنجة أو بباقي مدن العالم. وناشد سكــان «باطيو بينطــو» خــالل وقفتهم االحتجاجية األخيرة ،جاللة الملك محمد السادس من أجل تدخله وإنصافهم ،متيقنين أن قضيتهم ليست في علم جاللته ،مضيفين أن أملهم كبير في ملك الفقراء الذي مافتئ ينجز مشاريع اجتماعية ضخمة ،ليس بالمغرب، فحسب ،بل حتى على مستوى باقي دول العالم.
محمد إمغران
اإلخراج والتصفيف:
«جريدة ال�شمال» عنوان التحرير والمراسالت والتسويق واإلشهار :
7مـكـــرر ،زنقـة عمــر بــن عبد العزيز ـ طنجــة ـ
سرعة المالحظة
بين الصورة واألصل 7اختالفات ،حاول أن تهتدي إليها.
الهاتــف : 05.39.94.30.08 06.22.45.30.67 الفاكــ�س :
05.39.94.57.09 الربيد الإلكرتوين :
info@achamal.com achamal2000 @gmail.com سحب من هذا العدد :
� 10آالف ن�سخــة التوزيع:
�سبـريــ�س Sapress الإيداع القانوين99/10 : ر.د.م.ك:
بيان توضيحي حول حادث اعتداء بالقوة والعنف ردا على موضوع نشرناه في العدد ما قبل الماضي ،تحت عنوان “ مواطن يطالب بإنصافه في قضية اعتداء بالقوة والعنف” توصلنا ببيان توضيحي من طرف المعني باألمر عبد المنعم شهبار ،يؤكد فيه أن المواطن المغربي المقيم بالخارج الذي تعرض لالعتداء وحصل على شهادة طبية ،مدة عجزه فيها حددت في ما مجموعه 40يوما ،يكون خاله ،وكل ما صرح به لهذه الجريدة هو كذب وبهتان ،ذلك أنه لم يتعرض للضرب ،بل سقط على مستوى أدراج عند باب منزله ،بشهادة أحد أصدقائه (برفقته نسخة من اإلشهاد) ثم قام برمي الباطل عليه ،متهما إياه بكونه اعتدى عليه.وأضاف عبد المنعم أن هذا العمل كيدي، سببه نزاع حول قطعة أرضية ( برفقته تقرير الخبرة) موضحا أن القضية عرضت على أنظار المحاكم التي حكمت لفائدته بالبراءة ،ابتدائيا واستئنافيا(،برفقته نسخ من األحكام ) فضال عن نسخة من شهادة الشهود الذين أقروا بأن لحظة وقوع الحادث ،كان (عبد المنعم) في الشاطئ ،حيث قضى ساعات عدة. وختم المعني باألمر بيانه هذا ،مشيرا إلى أنه يبرز هذه الحجج والوقائع من أجل إظهار الحقيقة وتنوير الرأي العام.
I.S.S.N : 1114-1832
حل السودوكو رقم 306
الرياضي الشمال
صفحة
18
�إعداد :
محمد ال�سعيدي
العـدد 836ـ الثالثـاء � 10إلى 16مــاي 2016
الخزانة الرياضية :
3
أسئلة :
الريا�ضة بني املا�ضي واحلا�ضر
كلمة العدد
ما
فاه به محمد بودريقة ،رئيس الرجاء البيضاوي ،مقارنة مع ما صدر من حسن بلخيضر ،الكاتب العام التحاد طنجة حين أطلق األول تصريحات نارية ضد الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الجامعة ،واتهم التحكيم والبرمجة باالنحياز للوداد البيضاوي عقب المباراة المهزلة التي فاز فيها الوداد على مولودية وجدة بقرارات غريبة من الحكم .واعتبر بودريقة وإن فريقه مستهدف ويتعرض لمؤامرة، ما دفعه إلى تقديم استقالته من منصبه نائبا لرئيس المكتب الجامعي .بينما أدلى الثاني بتصريحات إلى وسائل إعالم شكك من خاللها في مصداقية البطولة الوطنية االحترافية ،وكانت أقل حدة و ضررا وضجة ،وكلفته عقوبة التوقيف عن كل نشاط ذا صلة بكرة القدم الوطنية لمدة عامين ،وغرامة مالية قدرها خمسون ألف درهم .من هنا أصبح من الالزم على الجامعة أن تطبق الديموقراطية بإنزال أقصى العقوبات على بودريقة أو العفو عن بلخيضر.
ناصر الركيط... املدير التقني الوطني لكرة القدم
• أين وصلت مقترحات اإلدارة التقنية الوطنية لمسؤولي المكتب الجامعي بشأن األطر الوطنية التي سترافقك في العمل؟
الرياضة حديثاً ()3
•• اإلدارة التقنية الوطنية قدمت مقترحاتها للمكتب الجامعي بشأن إلحاق مجموعة من األطر الوطنية لإلشتغال رفقتنا ،ولحد األن ننتظر رد المسؤولين بهذا الخصوص ،والجواب سنتلقاه خالل األيام القليلة المقبلة .ننتظر موافقة السيد فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بعدما يجالس المسؤولين داخل الجامعة ،من أجل النظر في الطلب الذي تقدمنا به والذي درسناه من كل الجوانب وأعني بذلك حاجتنا لألطر التي إقترحنا والدور الكبير الذي ستقوم به للدفع بعمل اإلدارة التقنية لألمام.
• وما هي طبيعة األسماء المقترحة لإلدارة التقنية الوطنية ،و وهل تم إسناد إختيار األطر الجديدة للمكتب الجامعي أم لك؟ •• في إطار تكافؤ الفرص أحبذ أن ال أعلن عن األسماء المرشحة لإللتحاق بنا ،وما أريد تأكيده هو أن عددها 5سيتم إختيار ثالثة منهم بحسب الكفاءة والتجربة ،وأعني من خالل ذلك بأن األطر الوطنية التي ستلتحق باإلدارة التقنية سبق لها وأن إشتغلت رفقة أندية في القسم الوطني األول والثاني ،وكذا رفقة منتخبات وطنية ومعظمها تم الحديث عنها عبر وسائل اإلعالم.
– 2تنظيم جديد :وهو أسلوب يتفق مع وجهة النظر البورباكية التي قضت بفشل العرض التقليدي للرياضيات ،ونادت بإعادة بناء الرياضيات بما يحقق. إعادة تنظيم الرياضيات قديمة وجديدة في كيان وتنظيمموحد يقوم على عدد من المفاهيم األساسية مثل مفاهيم : المجموعة ،العالقة ،الدالة ،العملية اإلثنائية وعلى البني الرئيسية التي يمكن بناؤها من هذه المفاهيم مثل:الزمرة والحلقة والحقل والفراغات التوبولوجية. . Spaces Topological االتجاه نحو التجريد Abstraction والتحرر من قيودالمحسوسات إلعطاء إمكانيات أكبر النطالق الفكر الرياضي كما حدث – على سبيل المثال – في الهندسات الالاقليدية. االعتمــاد على استخـــدام المنطـــق الرمزيSymbolic Logicوقواعـده لبناء أنظمــة Systems وأنماط، Patterns رياضية باتباع األسلوب االستداللي Deductive Methodفي إرساء نظريات ونتائج تلك األنظمة االفتراضية االستداللية. تحول الرياضيات من مفهومها التقليدي على إنها دراسة للعددوالفضاء space إلى دراســـة للبنى الرياضيةMathematical Structuresوألنمــــــاط ريـــــاضـــيــــة Mathematical Patternsودراسة العدد والفضاء من خالل بني وأنماط أكثر شموال. استخدام لغة ورموز جديدة أكثر دقة وأسهل طواعية فيالتعبير الرياضي السليم وهي لغة المجموعات.Sets التركيز على المفاهيم مع العناية بتنمية المهارات واالبتعادعن التدريب اآللي واالهتمام بدراسة الخواص والمبادئ الرئيسية للمفاهيم والعمليات مثل خواص. اإلبدال Commutativity والتجميعAssociativity والتوزيع.Distributivity
(يتبع)
خبـر دولـي
• هل تم إسناد إختيار األطر الجديدة للمكتب الجامعي أم لك؟ •• كما ذكرت في البداية اإلدارة التقنية الوطنية قدمت مقترحاتها فقط ونحن ننتظر التأشير عليها من قبل المسؤولين الجامعيين ،نشتغل في خلية واحدة وال نريد أن يكون هناك أي نشاز في عملنا ،لذلك أنتظر بدوري كمدير تقني وطني الجواب من أصحاب القرار بخصوص الطلب الذي تقدمت به .ما أريد أن أوضحه بأن األسماء المرشحة لإلشتغال معنا لها من الكفاءة ما يؤهلها لمساعدة اإلدارة التقنية لتثبيت برامجها ،سواء داخل مراكز التكوين الجهوية ،أو على مستوى تكوين المدربين ،أو في الشق المتعلق بالعالقة بالمنتخبات الوطنية المغربية.
نجوم كرة قدم لقوا حتفهم بسبب حوادث سير أليمة
تمكنت حوادث السيارات من خطف مواهب مميزة في عالم الكرة ،لتنتهي بذلك مسيرتهم الرياضية مبكرا ،بعض هؤالء النجوم كانوا من المواهب الصاعدة ،وبعضهم خ ّلف مسيرة كروية حافلة باأللقاب .يعد موسم ( )2016/2015واحدا من بين أسوأ المواسم التي مرّت على فريق هانوفر األلماني في تاريخه ،ففي نهاية الموسم سيودع بطولة الدوري األلماني الممتاز وينتقل للمشاركة في منافسات فرق الدرجة الثانية .ويشعر العبو الفريق بصدمة كبيرة هذه األيام ،والنتائج المخيبة ليست السبب الوحيد، فقبل الظهور األخير لفريق هانوفر في بطولة البوندسليجا ،والتي يستضيف فيها فريق هوفنهايم ،قرر الالعبون ارتداء شارات سوداء حول المعصم والوقوف دقيقة صمت حدادا على وفاة زميلهم نيكالس فايرآبند ،الذي توفي يوم األحد 1مايو بسبب حادث سيارة مؤلم .فايرآبند هو ابن هذا النادي ولعب مع جميع فرق الشباب وحين نضج كرويا واكتمل تأهيله ،شاءت األقدار أن ينهي مسيرته الكروية في وقت مبكر جدا ،بعد ثالثة أيام على احتفاله بعيد ميالده الـ .19جونيور ماالندا سبق نيكالس فايرآبند وفاة الموهبة الصاعدة فايرآبند بحادث سيارة ،ليس األول من نوعه ،ففي الموسم الماضي توفي العب فريق فولفسبورج ومنتخب بلجيكا لكرة القدم دون 21عاما جونيور ماالندا 20عاما) .وكان ذلك في ( 10يناير) عام ،2015ووقع الحادث عندما كان ماالندا في في طريقه إلى مطار هانوفر لاللتحاق بفريقه الذي كان يستعد للذهاب إلى جنوب إفريقيا إلقامة معسكر تدريبي .وحسب تقديرات الشرطة فإن سبب الحادث هو السرعة الجنونية للسيارة التي كان يجلس جونيور ماالندا في مقعدها الخلفي ،وهكذا أنهى ماالندا أيضا مسيرته الكروية بشكل مبكر ،إذ شارك في 17مباراة فقط في الدوري األلماني مع فولفسبورج .وسابقا توفي أكثر من نجم كروي بحادث سيارة من أشهرهم جايتانو شيريا ،الذي توفي في (3 سبتمبر) عام 1989عن عمر يناهز الـ 36عاما ،بحادث سير في بولندا ،آنذاك كان شيريا قد ذهب إلى هناك لمتابعة مباراة فريقه يوفنتوس أمام فريق بجيورنيك زابرز ضمن منافسات كأس االتحاد األوروبي; .في الثمانينات كان شيريا واحدا من أهم نجوم الدفاع في ايطاليا ،بل وحتى إنه كان كابتن المنتخب االيطالي عندما فاز في بطولة كأس العالم عام ،1982وإلى جانب اللقب العالمي حصل شيريا على العديد من األلقاب مع ناديه يوفنتوس ،منها لقب دوري األبطال ،كما حصل على كأس الكؤوس األوروبية وحصل على لقب بطولة يوروبا ليج والتي كانت معروفة باسم كأس االتحاد األوروبي; .في مصر أيضا ،وأنهت حوادث السير مسيرة بعض نجوم الكرة المخضرمين في مصر ،من بينهم نجم المنتخب المصري والنادي االسماعيلي رضا ،ورغم وفاته مبكرا ،إال أن النجم المصري كان يحظى بشعبية واسعة لدى عشاق الكرة في مصر .وتوفي الالعب في (28سبتمبر) عام ،1965آنذاك كان في طريق العودة من مباراة خاضها مع فريق االسماعيلي تكريما لزميله رأفت عطية .ورأفت عطية هو أيضا من بين نجوم الكرة المصرية، الذي رحل عن عالم الكرة بسبب حادث سيارة .وبدأ رأفت مشواره الكروي في نادي االتحاد لينتقل بعدها إلى الزمالك ،لمع نجمه في عالم الكرة في خمسينات وستينات القرن الماضي ،وتمكن نجم الدفاع المصري من حصد عدة ألقاب مع فريقه الزمالك بينها لقب بطولة الدوري المصري ثالث مرات وكأس مصر ست مرات ،وتوفي رأفت عطية في ( 21يوليو) عام .1978ومحمد حازم العب النادي اإلسماعيلي كان ضحية حادث سير ،إذ توفي في ( 11نوفمبر) عام 1986بحادث أثناء عودته من المباراة التي جمعت فريقه بغزل المحلة ،وبذلك أسدل الستار على مشواره الكروي وهو في الـ.26
الشمال الرياضي
العدد 836
ملف خا�ص عب مر�شان : عن مل
الثالثاء � 10إلى 16مــاي 2016
19
ملعب مرشان...الهدوء بعد العاصفة �أن�شئ �سنة 1937واحت�ضن مباريات دولية و�أ�صبح نقمة على ال�ساكنة بفعل ال�شغب
انطلقت عملية «هدم» ملعب مرشان ،في إطار مشروع إعادة تهيئة «ساحة مرشان» بطنجة .القرار قوبل بالرفض من قبل فئة وصفت العملية بالصدمة، وترى فيها مؤامرة إلقبار معلمة رياضية لها تاريخ ،وبنية إعدام المآثر التاريخية لعاصمة البوغاز .لكن فئة أخرى رحبت بالفكرة ،واصفة االحتجاج بالضجة المفتعلة ،سيما أن كلمة «الهدم» مجرد إشاعة مغرضة يطلقها البعض إليقاف مشروع في مصلحة المدينة ومنطقة مرشان .ألن الملعب سيحافظ على طابعه التاريخي. العملية سترضي البعض بينما ستغضب آخرين. • أحدث منذ ما يقارب 80سنة واحتضن مباريات وتظاهرات كبرى
موسم الصعود .ولم يحتضن الملعب سوى مباريات الويكلو للفريق هذا الموسم.
• ظروف وقرار الهدم و تطمينات السلطات ورئيس الجماعة الحضرية لطنجة:
خالل سنة 1937أعلن عن بناء ملعب مرشان لكرة القدم وسط حي مرشان .أشرف على إعداد تصميمه المهندس اسباني «خوسي أوتشوا بينخوميا» ،الذي كان يشغل مهام رئيس األشغال العمومية لدى االدارة الدولية .وافتتح بشكل الرسمي يوم 24يونيو من سنة 1939بطاقة استيعابية تصل إلى 2950متفرج. الملعب كان مسرحا لمباريات دوري الدرجة الثانية اإلسباني إبان االستعمار .وكانت طنجة ممثلة بفريق المغرب (برفع الميم) الذي ناضل باسم الرياضة ولعب ضد أندية إسبانية. واحتضن الملعب العديد من المباريات الهامة بين فرق مختلفة الجنسيات بطنجة ،وفرق إسبانية عريقة ،نظير،نادي مالقا ،قادس ،ريال بتيس، إشبيلية ،ريكرياتيفو ،خيريث التي كانت تواجه فريق االتحاد الرياضي االسباني لطنجة الذي كان يلعب في القسم الثاني بالدوري االسباني في االربعينيات .هذا األخير جمعته مباراة تاريخية بفريق المغرب الذي ألحق به هزيمة تاريخية بخماسية نظيفة وصفت بالنصر السياسي على المستعمر ،وهي النتيجة التي تتجاذبها كل األجيال إلى يومنا هذا. والفريق اإلسباني انتقل سنة 1956إلى مدينة سبتة المحتلة ،ليصبح ملعب مرشان فضاء مفتوحا لألندية المغربية المحلية .وعاش الملعب بعد االستقالل ملحمة الصعود األول التحاد طنجة الذي كان يدعى (نادي الشرطة) إلى القسم األول من البطولة الوطنية في بداية الستينات .ولم يعمر أكثر من موسم واحد لينزل إلى القسم الثاني .واصبح بعد ذلك معقال لنهضة طنجة بالقسم الثاني والعديد من أندية القسم الثالث .إلى أن انسحب النهضة من البطولة في أوائل الثمانينات بعد احداث مباراة ضد البريد الرباطي ،تلتها قرارات عقابية قاسية ضد الفريق ومجموعة من نجومه ففضل االنسحاب. ونشأ بعده فريق اتحاد طنجة سنة ،1983 وانتظرت المدينة حتى 1987ليحتضن الملعب ملحمة الصعود التاريخي الذي انتظره الجمهور الطنجاوي ألزيد ربع قرن .وتألق اتحاد طنجة في البطولة وصار يحمل غسم «فارس البوغاز ،وأحرز المركز الثاني في البطولة في أوائل التسعينيات. وانتكست المدينة بنزول الفريق سنة ،1997 وانتظر الجمهور حتى الموسم الماضي لتحقيق عودة تطلبت انتظار ثمان سنوات.
بالنسبة لوالية طنجة ،فالعملية تتم وفق خطتها إلعادة تهيئة منطقة مرشان .ضمنها الملعب البلدي ال��ذي لن يتم هدمه ،بل سيتم الحفاظ عليه وفق التصميم الذي أعلنته الوالية في إطار مشروع وبرنامج «طنجة الكبرى» ،بهدم س��ور الملعب ومدرجاته الحديثة ،والحفاظ على «ثالث مدرجات» .مع تعزيز المنطقة بثالث مالعب القرب ،وخلق فضاءات خضراء ستشكل متنفسا جديدا لساكنة المنطقة ،استنادا إلى تصريحات المهندسة هناء البكاري ،مهندسة المشروع التي أكدت أن مشروع التهيئة يشمل أيضا تأثيث المنطقة بمعهد للموسيقى ،ومرأب عصري للسيارات يتسع لـ 230عربة ،وإنشاء شبكة إنارة عمومية .وخدمات عديدة ستكون في صالح مدينة طنجة وساكنتها .ويكلف المشروع مبلغ غالفا ماليا يقدر ب 16مليون درهم ،وسيكون جاهزا خالل 4أشهر من تاريخ انطالقه منذ فاتح مارس الماضي. من جانبه ،البشير العبدالوي ،رئيس الجماعة الحضرية لطنجة أبدى ارتياحه لتصميم تهيئة منطقة مرشان ،بما فيها التغيير الذي سيطرأ على ملعب مرشان ،نافيا أن تكون هناك فكرة لهدمه .و اعتبر ملعب مرشان استوفى الغرض الذي وجد من أجله ،بعدما تم بناء الملعب الكبير بالزياتن .مؤكدا بدوره أن الملعب لن يُهدم ككل بل فقط سوره ومدرجاته ،وسيصبح الفضاء عبارة عن مساحات خضراء وأماكن ترويح لألطفال ،إضافة إلى مالعب ،ويشكل قيمة مضافة منه ألهل طنجة وساكنة مرشان.
• ال��ش��غ��ـ��ب وم��وق��ع الملعـب وجاهزيـــة الملعب الكبير أمور عجلت بوقف النشاط بملعب مرشان. في مراحل التسعينات ،ومع انتشار ظاهرة اإللتراس ،أصبح ملعب مرشان يشكل نقمة على الساكنة المحيطة به ،والتجار ورجال األمن. سيما ان مباريات الفريق أصبح تنتهي في بعض األحيان على إيقاع الشغب وإلحاق األضرار بالغير. ومع افتتاح ملعب طنجة الكبير ،صار ملعب مرشان ملعبا ثانويا لفريق اتحاد طنجة ،يلعب فيه عندما تضطره الظروف إلى ذلك ،وكان أخرها
جمهور ملعب مرشات في الخمسينيات.
التصميم الجديد
• شروط المجتمع المدني ضمنه مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة
مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة ،أحد هيئات المجتمع المدني التي تتدخل بقوة في مثل هذه الملفات ،ألح على ضرورة الحفاظ على الملعب باعتباره ذاكرة رياضية للمدينة .وقال رئيسه ربيع الخمليشي»:إن المرصد ق��ام ،في اجتماع ،بتحيين مذكرة كان قد وجهها إلى كل من الجماعة الحضرية والوالية والوكالة الحضرية، في يناير من السنة الماضية ،والتي تضم فقرة خاصة بضرورة تصنيف المعالم الرياضية للمدينة لما تمثله من ذاكرة جماعية ألبنائها ،وعلى رأسها ملعب مرشان .ألن المعلومات متضاربة وهناك ضبابية في مسألة تأهيله ،وكم من مشاريع كانت تبدو مقبولة على الورق ،لكننا فوجئنا بانحرافها عن مسارها .بالنسبة لنا ملعب مرشان هو فضاء رياضي له قيمة اعتبارية كبيرة وجزء من ذاكرة المدينة ،والمساس به ،بأي شكل من األشكال ،هو مس بذاكرة أبنائها» .وجميع فعاليات المجتمع المدني أعربت عن أملها في الحفاظ على معالم الذاكرة الرياضية لعاصمة البوغاز ،داعية إلى ضرورة تعزيزها بعرض خدماتي يضمن لجميع سكان المدينة الحق في المرافق ،ضمنها الرياضية. سيما ان التخوف في مشروع إعادة هيكلة ملعب مرشان انطلق من بعض النواقص ،من خالل حذف مستودعات للمالبس و فضاءات لتأطير األطفال، وهو األمر الذي أخذته مهندسة المشروع بعين للملعب االعتبار خالل لقاء صحفي عقدته بحضور فعاليات المجتمع المدنية بطنجة .ووعدت بتصحيحه.
ملعب مرشان خالل سنة 1959
فريق بوليس طنجة الصاعد إلى القسم األول في بداية الستينات
العدد 836
كلمة رئي�س التحرير : azizguennouni@hotmail.com
مختبر دولي يؤكد: مياه تطوان غير صالحة للشرب وأخيرا تمكنت جمعية المحامين الشباب بتطوان من عرض نتائج الخبرة العلمية التي أوكلت إنجازها إلى مختبر اسباني متخصص ،بعد فضيحة مياه الشرب الموزع لالستهالك العمومي من طرف الشركة األجنبية المعلومة ،حيث الحظ أهل المدينة في األسابيع األخيرة ،تغيرا كبيرا في اللون والطعم والرائحة المقززةلمياه الصنابير. وأمام غضب المواطنين وصمت المسؤولين ،كعادتهم ،تقدمت جمعية المحامين الشباب بطلب إلى المحكمة االبتدائية بتطوان من أجل انتداب خبير مختص في المياه الصالحة للشرب ،األمر الذي استجابت له المحكمة ،حيث تم تعيين خبير من مدينة الدار البيضاء اتضح الحقا أنه لم يعد يمارس مهام الخبرة ،.فتم تعيين خبير غيره من الرباط –غير أن هذا األخير سرعان ما اعتذر وطلب إعفاءه ،ما اضطر المحامين الشباب إلى تقديم طلب جديد الستبدال هذا الخبير ،تعاملت معه المحكمة بإيجاب وتم تعيين المختبر الوطني للدرك الملكي بالرباط للقيام بالمهمة التي بدأ يظهر أنها تكاد تكون «مستحيلة» وألسباب تكاد تكون مجهولة معلومة ! وفي انتظار نتائج مختبر الدرك الملكي ،وأمام التذمر الشامل للمواطنين بهذه المدينة سارعت جمعية المحامين الشباب إلى تقديم عينات من المياه الموزعة لالستهالك العمومي بتطوان لمختبر من المختبرات المتخصصة اإلسبانية بمدريد من أجل معرفة ما إن كانت هذه المياه تتوفر على المواصفات المطلوبة والمتعارف عليها عالميا، لالستهالك البشري ،فكانت النتائج كارثية بكل المقاييس ،ما دفع الجمعية إلى اإلعالن عن تنظيم ندوة صحافية لعرض نتائج التحاليل المخبرية على العموم ،تعميما للفائدة ،ولكن أهواء المسؤولين كانت تسير في غير هذا اإلتجاه ،األمر الذي دفع الجمعية إلى إصدار بيان تستنكر فيه قرار المنع الذي اعتبرته «تعسفا» وضربا للحريات العامة وللحق الدستوري المواطنين في الوصول إلى المعلومة. ولكن الجمعية نجحت في التواصل مع المواطنين لتقدم تقرير الخبرة المنجزة على عينتين من المياه الموزعة لالستهالك بتطوان ،تم أخذهما من صنبورين في إقامتين مختلفتين وفترتين متباعدتين ،حيث أخذت العينة األولى بتاريخ 22مارس والثانية في 18أبريل الماضي ،وتم ذلك بحضور مفوض قضائي أنجز محضرمعاينة سجل فيه أن العينتين وضعتا في قنينتين معقمتين ومحكمتي اإلغالق ،كما أن العون القضائي رافق مختلف أطوار عملية إرسال العينتين إلى المختبر عبر مدينة سبتة. خبرة مختبر مدريد الدولي أكدت أن المياه موضوع الخبرة «ال تستوفي معايير المياه الصالحة للشرب» بمعنى أن المياه التي يستهلكها أهالي تطوان ال تتوفر على الجودة المطلوبة ،وهو ما يفند ادعاءات العمدة إدعمار ،الذي سبق وأن أصدر بيانا يطمئن فيه السكان إلى أن الشركة المكلفة بتدبير قطاع الماء ،أمانديس «السيئة الذكر» ،أكدت للجماعة الحضرية أن المياه التي توزعها «ال تشكل أي ضرر على صحة المستهلكين» بالرغم من تغير لونها وطعمها ورائحتها «الكريهة» !.. وأن المياه الموزعة «مطابقة «لجميع» المعايير المعمول بها في هذا المجال» !!!.... “أمانديس”أرجعت ،حسب بيان الجماعة ،سبب تغير لون ورائحة المياه إلى تغيير مصدر تزويد الشبكة بالماء الصالح للشرب من طرف المكتب الوطني للماء والكهرباء ،من سد أسمير وسد الروز إلى سد النخلة الذي قال عنه بعض السكان إن المياه تنقل منه عبر قنوات قديمة تسكنها الطحالب ما تسبب في تغيير لونها وطعمها ورائحتها التي أصبحت تبعث على الغثيان. مصادر رسمية أفادت ،بهذا الخصوص أن المختبر الجماعي للبيئة، قام ،بتكليف من العمدة ،بتحليل عينات من مياه سد النخلة الذي يزود شبكة التوزيع ،ليخلص إلى أن حالة المياه «جيدة» وأن «خصائصها الفيزيو كيماوية والبكتربيولوجية ونسبة الكلور مطابقة لمعايير الجودة» وأنها «ال تشكل أي ضرر»...... وبالرغم من تطمينات الجماعة والمختبر البلدي ،فإن شكوك السكان ازدادت حدة خاصة وأن تلك التطمينات صدرت عن جهات غير محايدة ،إلى أن ظهرت تقارير المختبر الدولي اإلسباني بتكليف من جمعية المحامين الشباب التي قامت بدور جوهري في الكشف عن مالبسات هذه القضية التي أزعجت وأضجرت المواطنين الطيبين بهذه المدينة العريقة األصيلة. يحدث هذا في عاصمة شمال المغرب ،دون أن تصدر عن المسؤولين ال على المستوى المركزي وال المحلي وال عن المكتب الوطني للماء والكهرباء ،بيانات توضح األمر للمواطنين وتعتذر لهم ،كما يحدث في البلدان المتحضرة ،وتطمئنهم إلى أن اإلدارة سوف تقوم بالالزم .في حين ال زال المكتب الوطني للماء والكهرباء «يلهف» ماليير الشعب، برسم دعم استثنائي أنعم عليه به عزيزنا بنكيران ،لتغطية «خسارات» لم يسأل الفاسي الفهري عنها وال عن أسباب تراكمها ،بينما فرضت الحكومة علينا تسديد أقساط هذا الدعم «البرامكي» بمشيئتها هي ،ال بإرادتنا !. لوال أن جمعية المحامين الشباب «تطوعت» للقيام بهذا الالزم وطلعت بتقرير عن طبيعة الماء الذي توزعه شركة أجنبية بتفويض من إدارة وطنية عاجزة ،تقرير نزل كالصاعقة على المواطنين بهذه المدينة الذين لهم كامل العذر ،بعد اليوم ،إذا هم أنكروا ثقتهم في اإلدارة والجماعة والمختبر البيئي وفي تقارير «كل شيء على ما يرام ،يا مدام ال مركيز» !!!. ....
األخيرة
الثالثاء � 10إلى 16مــاي 2016
بيت الصحافة يحتفي بمحمد عبد الرحمان برادة احتفـل بيــت الصحافــة ،مساء الجمعة المنصرم ،بالمسار المهني والسيرة الحياتية ألحد عمداء اإلعالم والصحافة ببالدنا ،سي محمد عبد الرحمان برادة ،الذي استطاع بنضالية فارقة أن يحقــق النواة األســاس الستراتيجية مجتمع المعرفة بتأسيسه للشركة العربية اإلفريقية للتوزيع والنشر والصحافة (سابريس) ،والتي كانت حاضنة لكل التطورات واالستحقاقات في المشهد اإلعالمي بالمغرب وباقي الجغرافية العربية. المحتفى به ،كان كالشجر الوارف خالل هذه األمسية ،التي أقامها بيت الصحافة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة ،حين استطاع محمد برادة في حفل تكريمه لم شمل شخصيات مرموقة ووجوه إعالمية وسياسية، عايشت محطات متفرقة في تاريخ الصحافة المغربية ،وواكبــت مساره المهنـي المتألق، وتأثرت بنبل أخالقه وطيبوبته وتواضعه ،وهو ما جعله يحظى باحترام الجميع ،سواء من عايشوه عن قرب أو من تابعوا مسيرته ،التي بصمها بلغة التحدي واإلصرار من أجل تحقيق كل نجاحاته بنكران الذات. اختيار بيت الصحافة لتكريم محمد برادة، في السنة الثانية على افتتاح هذا البيت من قبل جاللة الملك ،بعدما كانت السنة األولى مع اإلعالمي والحقوقي عبد الرفيع الجواهري، (االختيار) كان موفقا بشهادة كل الحاضرين، الذين شاركوا المحتفى به لحظــات جميلة، جمعت بين األدب والفن ،دون أن يغيب خطاب اإلعالم ،حين استحضرت شهادات مجموعة من أصدقاء محمد برادة ،أهم األشواط التي طبعت تاريخ الصحافة ببالدنا ،من خالل التجربة الفريدة والنموذجية التي خاضها بشعار «جريدة لكل مواطن». اللقاء تميز بتقديم شهادات في حق المحتفى به ،من قبل كل من ادريس الكراوي األمين العام للمجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي ،ونور الدين مفتاح رئيس فيدرالية الناشرين ،وعبد الرحيم العالم رئيس اتحاد كتاب المغرب ،واإلعالمي محمد البوكيلي، واإلعالمية زهور الغزاوي ،أجمعت على قيمة المسيرة الحياتية لمحمد برادة ،وغيرته الصادقة في الدفاع عن قضايا بالده والعمل بكل جد من أجل تمثيلها في المحافل الدولية أحسن تمثيل. الحفل شهد تقديم درع بيت الصحافة للمحتفى به ،تسلمه من رئيس المكتب التنفيذي سعيد كوبريت ،الذي أكد في كلمته على مواصلة بيت الصحافة نهجه في تكريس االعتراف باآلخر ،ودعم كل المبادرات الهادفة، حين أضحى هذا الفضاء بحجم التظاهرات الكبرى ،التي يحتضنها يعكس شعاره «شرفة المغرب اإلعالمي» ،كما قدم عمدة طنجة هدية للمكرم ،في أمسية جميلة ،قامت بتنشيطها اإلعالمية اسمهان عمور ،وتخللتها نغمات موسيقية ،بمشاركة فرق فنية متميزة.
...وأخيرا فندق «سوالزور» في يد أمينة وبحلة جديدة 1624مفحوصا في حملة طبية مجانية بجماعة مقريصات انسجاما مع فلسفتها التنموية و تنفيذا لبرنامج عملها السنوي ،نظمت جمعية أجيال للتنمية بمقريصات حملة طبية مجانية أيام 23 ،22 ،21أبريل ،2016لصالح ساكنة مقريصات و الجماعات المجاورة .الحملة كانت بشراكة مع جمعية إسفارن للصحة والتنمية وعدد من الجمعيات المحلية الشريكة وبتعاون مع المديرية اإلقليمية للتربية الوطنية بوزان (ثانوية مقريصات) والمندوبية اإلقليمية للصحة بوزان .كما شارك فيها طاقم طبي ضم أكثر من خمسين إطارا طبيا في مختلف التخصصات. و قد عمل الطاقم الطبي المتطوع خالل هذه الحملة الطبية ،على فحص وتقديم العالجات الضرورية بالمجان لفائدة ساكنة المنطقة ،في مجال أمراض النساء وطب األطفال ،األنف و الحنجرة و األذنين و السكري و أمرااض القلب و أمراض الجلد و الروماتيزم و العيون و إجراء التحليالت الطبية ،وإنجاز الفحص بالموجات فوق الصوتية ،وكذلك إجراء التشخيص اآلني لعدد من األمراض ،وبحسب ما أوردته الجمعيتان فقد وصل عدد المستفيدين من مختلف الفحوصات المجانية المقدمة خالل األيام الثالث من الحملة الطبية إجماال إلى 1624مستفيد و مستفيدة .من بينهم 103 مستفيدا و مستفيدة في طب األنف و الحنجرة و األذنين ،و 232في طب العيون ،و 82في أمراض القلب ،و 118في أمراض النساء ،و 109في أمراض الجلد ،و 171في أمراض الروماتيزم ،و 75في أمراض السكري ،كما تم إجراء 75تحليال و 149فحصا بالموجات و عدد من العمليات المترتبطة باألسنان. و تلعب مثل هذه الحمالت المجانية دورا مهما في تقريب عدد من الخدمات الصحية للساكنة ،خاصة المعوزة منها ،نظرا الفتقار المنطقة لبنيات استقبال صحية مالئمة و تجهيزات صحية ،حيث يلجأ أغلب المواطنين للمستشفى اإلقليمي بشفشاون من أجل التطبيب .الحملة الطبية و كما سابقاتها كشفت عن حجم االحتياجات الصحية لساكنة جماعة مقريصات وضواحيها.
أحمد هاللي
أصبحت لشركة «كينـزي» المسيرة لفندق «سوالزور» العتيق استراتيجية الفتة للنظر ،يمكن االفتخار بها ،وذلك على المستــوى السياحي بطنجة .وهذا ليس بغريب على شركة ،راكمت تجارب جمة في مجال التسيير من هذا النوع ،إذ يوجد على رأسها السيد القباج، صاحب الدراية الكبيرة في المجال السياحي ،حيث يتمتع الرجل بشبكة مهمة من العالقات التي تسعفه على نهج سياسة تسويقية ومبتكرة، أساسها التواصل وحسن اإلصغاء ،مما سيعود ـ حتما ـ بالخير والفائدة على هذا الفندق /المعلمة ،وبالتالي ستكون جميع الظروف مواتية أمام هذه البناية السياحية ،بهدف استرجاع مجدها وبريقها ،خاصة وأن هذا الرجل القوي في الميدان السياحي ،يرأس فريق عمل ،معــزز بتجربة واسعة وإلمام كبير في اإلدارة والتسيير.وضمن هذا الفريق ،يوجد السيد الشرقاوي ،المسؤول المالي المحنك ،يتوفر على تجربة مهمة، حيث سبق له أن عمل إلى جانب القباج بوحدات سياحية وجهات ،منها مدينة مراكش ومدينة الدار البيضاء ،األمرالذي جعل هذا األخيرنفسه يشهد له بحنكته ونظافة يديه ،حيث يتجلى ذلك في بصمته الواضحة على مصلحة الحسابات بفندق «سوالزور» والتي كانت مثقلة بالديون، تشوبها خروقات ،استطاع خالل سنتين ـ فقط ـ أن ينفض عنها الغبار، والزال يواصل عمله ،بعزيمة وثبات ،ساعيا إلى تنظيف «البيت» الذي كان ـ سابقا ـ يرزح تحت وطأة مجموعة من الخروقات واالختالالت!.
أحمد صدقي