Achamal n° 836 le 10 mai 2016

Page 1

‫اإلعالم وطن اإلنسان‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعـدد ‪ 836‬ـ الثمـن ‪ 4‬دراهم ـ الثـالثـاء ‪� 04‬شعبان ‪� 10 / 1437‬إلـى ‪ 16‬مــاي ‪2016‬‬

‫في شهر ماي الذي يخلد الثالث منه اليوم‬ ‫العالمي لحرية الصحافة‪ ،‬والذي احتفل به هذا‬ ‫العام تحت شعـار «حرية الوصول إلى المعلومــة‬ ‫والحصـول على الحريـات العامــة»‪ ،‬أصدر القضـاء‬ ‫المصري الحكم بإعدام ثالثة صحافيين بدعوى‬ ‫«التخابر» مع إسرائيل‪ ....‬ال‪ ،‬عفوا‪ ... ،‬مع دولة‬ ‫قطر العربية‪..!!! ‬‬ ‫وفي ماي‪ ،‬أيضا‪ ،‬صادقت لجنة العـدل والتشريـع وحقـوق اإلنسان بمجلس النواب‬ ‫المغربي‪ ،‬وباألغلبية‪ ،‬على مشروع قانون يعدل ويتمم بعض أحكام القانون الجنائي التي‬ ‫تهم أيضا قضايا تتعلق بالصحافة والنشر‪ ،‬و تنص على «باقة» من العقوبات الزجرية‪ ،‬منها‬ ‫الحبس إلى سنتين والغرامة إلى ‪ 500‬ألف درهم ضد كل من أساء إلى الدين اإلسالمي أو‬ ‫النظام الملكي أو الوحدة الترابية للمملكة أو حرض على التمييز أو الكراهية بين الناس‪،‬‬ ‫وذلك بوسائط متعددة منها الورقية واإللكترونية والسمعية ـ البصرية‪.‬‬ ‫الوزير الخلفي كتب أن عقوبات القانون الجنائي ال تسري على الصحافيين في حال‬ ‫وجود نص خاص (ونضيف‪ :‬ووجود قضاء يتفاعل إيجابيا مع هذا النص)‪.‬‬

‫ع ‪.‬ك‬

‫األستاذ محمد بن عيسى ضيف ملتقى اإلعالم العربي بالكويت‬

‫«اإلعالم العربي وصناعة الثقافة اإلنسانية‬ ‫في مواجهة التطرف»‬

‫كان األستاذ محمد بن عيسى‪ ،‬األديب والمفكر والوزير والسفير واإلعالمي واألمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة‪ ،‬ضيفا‬ ‫على ملتقى اإلعالم العربي في دورته الثالثة عشرة المقامة بالكويت ما بين ‪ 1‬و ‪ 2‬ماي الجاري‪ ،‬وكان من بين الشخصيات‬ ‫العربية البارزة المدعوة للمشاركة في هذه الدورة المنظمة تحت شعار «اإلعالم‪ :‬مقومات وتحديات» برعاية وحضورسمو‬ ‫الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء بالكويت‪ ،‬حيث تقدم األستاذ محمد بن عيسى بمداخلة بالغة األهمية‬ ‫عالج فيها دور اإلعالم في صناعة الثقافة اإلنسانية‪.‬‬ ‫كما أن األستاذ محمد بن عيسى كان من بين نخبة من الشخصيات العربية البارزة التي استقبلها أمير الكويت‪ ،‬صباح‬ ‫األحمد الصباح بالديوان الملكي ‪ ،‬بحضور وزير اإلعالم الكويتي الشيخ سلمان الحمود الصباح وأمين عام الملتقى‪ ،‬ماضي عبد‬ ‫اهلل الخميس‪ ،‬بمناسبة هذا الملتقى‪.‬‬ ‫(�ص ‪)4‬‬


‫‪2‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬مــاي ‪2016‬‬

‫العدد ‪836‬‬

‫الجمعيات الثقافية تحظى بدعم كبير‬ ‫تنفيذا ألوامر ملكية سامية‬ ‫الحكومة تبادر إلى البحث عن حل لقضية الباعة المتجولين من طرف الجماعة الحضرية لطنجة‬ ‫على حساب الجمعيات االجتماعية‬

‫تصوروا أن يتفضل جاللة الملك فيبدي‬ ‫انشغاله بملف “الفراشة” واهتمامه بتفاصيلها‬ ‫ويعطي جاللته تعليماته‪ ،‬في هذه القضية‬ ‫أيضا‪ ،‬للحكومة‪ ،‬حتى تتدبر حال لها‪ ،‬رغم‬ ‫أنها من صميم مسؤوليات رج��ال السلطة‬ ‫واإلداريين‪ ،‬مركزيين ومحليين‪ ،‬والمنتخبين‪،‬‬ ‫وليست “قضية دولة”‬ ‫أك��ي��دا أن ج�لال��ة الملك ي��رع��ى كافة‬ ‫المواطنين ويحيطهم بعنايته واهتماماته‪،‬‬ ‫ولكن ‪ ،‬ألم يكن بوسع حكومة من أربعين‬ ‫وزيرا وكم واليا‪ ،‬وكم عامال‪ ،‬وجيشا من القياد‬ ‫و”القيادات’’‪ ....‬أن تجد حال لمشكل الفراشة‪،‬‬ ‫الذي نما وكبر وتجبر وأصبح عصيا عن الحل‪ ،‬بل‬ ‫وأصبح يهدد بفتنة عارمة‪ ،‬بعد أن جربت القوات‬ ‫المساعدة “أنواعا” من الحلول التي عاف بعضها‬ ‫المتتبعون‪ ،‬وبعد أن أثبتت سياسة “العصا‬ ‫الغليظة” عدم فعاليتها أمام الفراشة الذين غزوا‬ ‫مدن المغرب‪ ،‬في غفلة وال مباالة المسؤولين‪،‬‬ ‫كما حدث مع مدن القصدير‪ ،‬وأحدثوا اختالالت‬ ‫واضحة بل ومؤثرا سلبا‪ ،‬في الدورة االقتصادية‬ ‫المغربية‪ .‬إضافة إلى سلع التهريب المعروضة‬ ‫على ناصية الشوارع والتي ال تترك فرصة‬ ‫أمام اإلنتاج الوطني كي يصل إلى المستهلك‬ ‫الوطني‪.‬‬ ‫عوامل متعددة تدخل في “منظومة‬ ‫“أس��واق الرصيف” يتحمل مسؤوليتها رجال‬ ‫السلطات المحلية كما تتحملها الهيئات‬ ‫المنتخبة‪ ،‬حيث تم غض الطرف‪ ،‬في العديد‬ ‫من الحاالت‪ ،‬على وجود “تجار الشانطة” بأعداد‬ ‫قليلة‪ ،‬في بعض األحياء‪ ،‬لينتشروا‪ ،‬شيئا فشيئا‬ ‫بالشوارع الكبرى ‪ ،‬ولينتهي بهم المطاف إلى‬ ‫خنق المدينة بكيفية تامة‪.‬‬ ‫حقيقة إن الفقر والهجرة والقحط والطموح‬ ‫المشروع إلى حياة أفضل “هنا أو هناك” من‬ ‫عوامل انتشار الباعة المتجولين‪ ،‬الذين تشتغل‬ ‫أع��داد منهم لفائدة التجار ”المقيمين” من‬ ‫أصحاب الحوانيت والدكاين‪ ،‬المتاجرين في كل‬ ‫شيء‪ ،‬وقد كان بإمكان من يجب أن يبادر إلى‬ ‫“تطويق” المشكل قبل أن “يتضخم” وتتضخم‬ ‫معه مشاكله ومتطلباته التي تتحول بفعل عامل‬ ‫الزمن إلى “حقوق مكتسبة” يصعب على الدولة‬ ‫الوفاء بها‪.‬‬ ‫وها هو الملك يعطي جاللته تعليمات‬ ‫إلى الحكومة لتضع حدا لهذا المشكل بطريقة‬ ‫تمكن هؤالء المواطنين من توفير قوت يومهم‬ ‫في ظ��روف كريمة ودون المساس بحقوق‬ ‫غيرهم أو التضييق عليهم أو اإلخالل بالسير‬ ‫والجوالنبالمدينة‪.‬‬ ‫ونظرا للضجة التي أثارتها ما سمي بـ‬ ‫“حمالت تحرير الملك العام” عبر تراب المملكة‪،‬‬ ‫وما أسفر عنها من أح��داث مؤلمة‪ ،‬كان من‬ ‫أخطرها مأساة بائعة البغرير “امي فتيحة” التي‬ ‫ذهبت ضحية الحكرة السلطوية‪ ،‬وجد الوزير‬ ‫المنتدب في الداخلية الضريس الشرقي نفسه‬ ‫في مواجهة أسئلة البرلمانيين عن فريقي‬ ‫العدالة والتنمية واالتحاد الدستوري‪ ،‬التي رد‬ ‫عليها بأن أخبر نواب األمة بوجود “تعليمات‬ ‫ملكية” بهدف النهوض ب��أوض��اع الباعة‬ ‫المتجولين وأنه في هذا اإلطار تعمل الحكومة‬ ‫على دراسة نوعية “التصنيف” الجديد للباعة‬ ‫بين باعة “أسواق األزقة” وفق شروط وأوقات‬ ‫محددة‪ ،‬وباعة متجولين توفر لهم دراجات نارية‬ ‫على غرار بائعي السمك‪ ،‬وباعة متجولين يتم‬ ‫إدماجهم في أسواق دورية خالل أوقات معينة‬ ‫وباعة يدمجون في أسواق قارة‪.‬‬

‫وشدد الوزير على ضرورة تضافر جهود‬ ‫الجميع م��ن أج��ل توفير ف��ض��اءات لهوالء‬ ‫المواطنين من أجل ممارسة مهنهم التي هي‬ ‫مورد رزقهم األساسي‪.‬‬

‫حالة طنجة‬

‫وال تختلف الحالة بطنجة عن سواها من‬ ‫المدن األخرى في ما يخص الباعة المتجولين‪،‬‬ ‫بل يمكن القول بأن حالة طنجة استثنائية‬ ‫بكل المقاييس‪ ،‬فقد شهدت المدينة تضخما‬ ‫عجيبا في أعداد هؤالء الباعة حيث ضاق بهم‬ ‫“رأس المصلى” لينتشروا في كل االتجاهات‬ ‫داخل أزقة ودروب المصلى ثم ليقتحموا شارع‬ ‫المكسيك وساحة فرنسا وشارع باستور وشارع‬ ‫محمد الخامس وشارع فاس إلى ساحة األمم‪،‬‬ ‫ثم ليحتلوا بالكامل شارع الحرية وساحة ‪ 9‬أبريل‬ ‫والصياغين‪ ،‬وطريق إيطاليا واألحياء المجاورة‪.‬‬ ‫المهم‪ ،‬أن المدينة الحديثة والعتيقة توجد‬ ‫تحت “سيطرة” “تجار الشانطة” أو تجار “رزمات‬ ‫البالستيكاألخضر”‪.‬‬ ‫الينكر أحد على هؤالء المواطنين حقهم‬ ‫في العمل وفي الحياة‪ ،‬بل إن على الدولة واجب‬ ‫توفير الظروف المالئمة لهم ليمارسوا نشاطهم‬ ‫بكرامة‪ ،‬ولكن عليهم أيضا أن يساهموا في‬ ‫حفظ النظام العام الذي يمكن السكان من‬ ‫التعايش داخل فضاء منظم‪ ،‬يشعر كل واحد‬ ‫منهم بالطمأنينة واألمن واألمان‪ ،‬حتى ال أقول‬ ‫وبـ “السعادة” أيضا‪... ! ‬‬

‫الفتنة بسوق بني مكادة‬

‫يبدو أن شؤم “كعابر” مجلس البيجيدي بدأ‬ ‫يظهر في ردود الفعل الغاضبة للمواطنين‪ ،‬جراء‬ ‫قرارات يعتبرها العديدون إما متسرعة أو غير‬ ‫صائبة‪ .‬وأسابيع بعد “تنصيبه” أعلن المجلس‬ ‫عن مخطط ضخم لنزع الملكية‪ ،‬ترك على‬ ‫الطريق ضحايا كثر والحال أن المجلس ال يتوفر‬ ‫إلى اآلن على المال الضروري لتعويض من رمى‬ ‫بهم “البالن” إلى الشارع لتمر طريق أو تنشأ‬ ‫حديقة أو “نقطة مستديرة” من أجل التشوير‬ ‫الطرقي ! هذا في الوقت الذي تم فيه الحجز‬ ‫بقرار قضائي على الماليين من ميزانية البلدية‬ ‫جبرا للضرر الذي لحق بمواطنين انتزعت ملكية‬ ‫عقاراتهم دون أن تتخذ البلديةاالحتياطات‬ ‫الالزمة لتعويض “المتتركين”‪...‬‬ ‫بعد هذا “البالن” الخايب” ها هو المجلس‬ ‫“يخلق الحدث” بإعالن مثير عن توزيع محالت‬ ‫بسوق بني مكادة‪ ،‬توزيعا اعتبر غير عادل من‬

‫طرف المعنيين وتسبب في مواجهات كادت‬ ‫تتطور إلى ما ال تحمد عقباه‪ .‬فقد عاشت بني‬ ‫مكادة‪ ،‬يوم الثالثاء الماضي على صفيح ساخن‬ ‫بسبب قيام عدد كبير من الباعة المتجولين‬ ‫بحركة مواجهة واحتجاجات بسبب عدم‬ ‫استفادتهم من محالت تجارية بما يسمى‬ ‫“سوق القرب” التي يدعي أغلبهم أن التوزيع‬ ‫ك��ان غير منصف وأن��ه تم في ذل��ك إقصاء‬ ‫للمستحقين وإرض��اء لبعض من ال تعرف له‬ ‫تجارة في المنطقة أو استقر بها حديثا‪.‬‬ ‫بعض الغاضبين حاولوا صب البنزين‬ ‫على ذواتهم وإح��راق أنفسهم على الطريقة‬ ‫البوعزيزية بل إن منهم من كان يحمل أبناءه‬ ‫على ظهره ويهدد بإضرام النار في أجسادهم‬ ‫وأج��س��اد أطفالهم في ح��ال إق��دام القوات‬ ‫العمومية على إخالء الشوارع التي يحتلونها‪.‬‬ ‫مظاهر االحتجاج استمرت إلى ساعــة‬ ‫متأخرة من الليل دون أن تقدم القوات العمومية‬ ‫على أي فعل من شأنه أن يتسبب في “محرقة”‬ ‫جماعية خطيرة‪.‬‬ ‫ولو أنه تجهل بالتدقيق أسباب هذا التوتر‬ ‫باستثناء ما راج من وج��ود “حيف” و محاباة‬ ‫ومجاملة وإرضاءات في ما يخص توزيع المحالت‬ ‫التجارية التي يدعي الكثيرون أنه تم إقصاء‬ ‫المستحقين وإرضاء بعض “المحضوضين” فإن‬ ‫الرأي العام يميل إلى هذه األطروحات في غياب‬ ‫بيانات من الجماعة والسلطات المحلية المعنية‪،‬‬ ‫بحيث أن كل ما تحصل لدينا هو مشهد القوات‬ ‫العمومية تطوق المكان وتحاول إخالء الشوارع‬ ‫ومشهد الكر والفر من جانب الفراشة والباعة‬ ‫المتجولين المصرين على االستفادة من‬ ‫“فرصة العمر”‪.‬‬ ‫نتمنى أن ينتصر العقل والحكمة والتبصر‬ ‫في هذه المواجهات التي ال تخدم مصلحة‬ ‫المدينة وسكانها وأن يراعي المسؤولون من‬ ‫منتخبين وسلطة محلية التحول الذي طرأ على‬ ‫سلوك السكان في تعاملهم مع أصحاب الحال‬ ‫بسبب العنف الذي تعرضوا له أو تعرض له‬ ‫غيرهم ولو في مدن أخرى‪ ،‬األمر الذي أحيى‬ ‫شعورا بالتضامن والتآزر بين كل من تعرضوا‬ ‫لنوع من أنواع الظلم أو الحكرة‪.‬‬ ‫المهم أن تعمل السلطات المحلية على زرع‬ ‫الشعور بالثقة بين المسؤولين إدارة وجماعات‬ ‫والمواطنين‪ ، ،‬فبالثقة نستطيع أن نبني جسورا‬ ‫من الود المتبادل والتعاون المستمر‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫مجلس جهة طنجة ‪ -‬تطوان ‪ -‬الحسيمة يوضح حقيقة‬ ‫تمويل مؤسسة بيل غيتس لمشاريع اجتماعية‬ ‫في الوقت الذي تم فيه تداول رسالة‪،‬‬ ‫على نطاق واسع‪ ،‬قيل أن الصحافي المغربي‪،‬‬ ‫أنس بنظريف‪ ،‬توصل بها من مؤسسة بيل‬ ‫و مليندا غيتس‪ ،‬تنفي فيها أي مساهمة لها‬ ‫في مشاريع اجتماعية بجهة طنجة – تطوان –‬ ‫الحسيمة‪ ،‬سارع مجلس جهة طنجة – تطوان‬ ‫الحسيمة إلى إصدار بالغ للرأي العام‪ ،‬يوم‬ ‫الخميس‪ ،‬أكد فيه أن األمر يتعلق بسلسلة من‬ ‫االجتماعات المختلفة األطراف‪ ،‬التي باشرها‬ ‫رئيس مجلس الجهة منذ أكثر من شهرين‪،‬‬ ‫و كذا لعدد من المراسالت اإلدارية التي تمت‬ ‫بينهذه األطراف‪ .‬و في هذا اإلطار‪ ،‬يضيف‬ ‫البالغ‪ ،‬انعقد بمقر وزارة االقتصاد والمالية‬ ‫بالرباط يوم اإلثنين ‪ 02‬ماي ‪ 2016‬اجتماع‬ ‫خصص لمناقشة تمويل المشاريع التنموية‬ ‫بالجهة‪ ،‬تاله اجتماع في اليوم الموالي بمدينة‬ ‫طنجة‪ ،‬مع السيد سيدي محمد الطالب‪ ،‬مدير‬ ‫المكتب اإلقليمي للبنك اإلسالمي للتنمية‬ ‫بالرباط‪ ،‬والسيدة ظهيرة المرزوقي المكلفة‬ ‫بالعالقات الشرق‪-‬أوسطية لمؤسسة بيل‬

‫وميليندا غيتس‪ ،‬ترأسه رئيس مجلس جهة‬ ‫طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة‪ ،‬بحضور السيد والي‬ ‫الجهة‪ ،‬و ممثل عن وزارة اإلقتصاد والمالية‪،‬‬ ‫و رؤساء المصالح الخارجية بالجهة‪.‬‬ ‫و قد تم اإلتفاق بين األطراف المجتمعة‬ ‫على الشروع في تهيئ الملفات التقنية للمشاريع‬ ‫التنموية ذات الصلة بالصحة و الفالحة والبنيات‬

‫التحتية‪ ،‬في حدود غالف مالي يناهز‬ ‫‪100‬مليون دوالر‪ ،‬قصد إحالتها على‬ ‫المجلس اإلداري للصندوق المشترك‬ ‫للبنك اإلسالمي للتنمية و مؤسسة‬ ‫بيل و ميليندا غيتس الذي سينعقد‬ ‫شهر شتنبر المقبل‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬و تجدر اإلشارة‪ ،‬وفق البالغ‬ ‫ذاته‪ ،‬إلى أنه قد تم تعيين لجنة تقنية‬ ‫مشتركة لالنكباب على إعداد الملفات‬ ‫التقنية‪ ،‬وعقدت اجتماعها األول في‬ ‫نفس اليوم‪ .‬كما قام كل من السيد‬ ‫المدير اإلقليمي للبنك اإلسالمي‬ ‫للتنمية وممثلة مؤسسة بيل وميليندا غيتس‪،‬‬ ‫في نفس اليوم‪ ،‬بزيارة إلحدى الجماعات‬ ‫بالوسط القـروي بإقليـم طنجة‪-‬أصيلة‪،‬‬ ‫لمعاينة الخصاص الحاد الذي تعانيه الجهة‬ ‫فيما يتعلق بالمجاالت التي يتم العمل فيها‬ ‫من أجل إحداث مشاريع تنموية بشأنها‪.‬‬

‫ج‪.‬ط‬

‫من بين النقط التي أخذت وقتا طويال‪،‬‬ ‫وج��داال واسعا‪ ،‬بين أعضاء مجلس الجماعة‬ ‫الحضرية لطنجة‪ ،‬خالل أشغال دورة ماي العادية‬ ‫للمجلس‪ ،‬التي تم عقدها يوم الخميس ‪ 5‬ماي‬ ‫الجاري بمقر قصر البلدية‪ ،‬برئاسة محمد البشير‬ ‫العبدالوي عمدة طنجة‪ ،‬بحضور رئيس الدائرة‪،‬‬ ‫وعدد من أعضاء المجلس‪.‬‬ ‫هذه النقطة وإن تم التصويت عليها‪،‬‬ ‫إال أنها كانت متار تساؤالت األع��ض��اء‪ ،‬عن‬ ‫المعايير التي اتخذتها اللجنة المكلفة بالشؤون‬ ‫االجتماعية والثقافية والرياضية والعالقة مع‬ ‫المجتمع المدني‪ ،‬عند اختيار وتحديد المنح‬ ‫التي تخصصها الجماعة كل سنة‪ ،‬للجمعيات‬ ‫الثقافية واالجتماعية‪ ،‬رغم أنهم لم يبخسوا‬ ‫خالل تدخالتهم ‪ ،‬عمل اللجنة المكلفة‪ ،‬حيث‬ ‫وصفوها بأنها قامت بعمل جبار وشاق من‬ ‫أجل تحديد سقف المنح‪ ،‬إذ اقترحت اللجنة‬ ‫تخصيص ‪ 2.675.000،00‬درهم للجمعيات‬ ‫الثقافية‪ ،‬و ‪ 2.500.000،00‬درهم للجمعيات‬ ‫ذات الطابع االجتماعي في مختلف المجاالت‪،‬‬ ‫مطالبة المجلس بالمصادقة عليه‪ ،‬مع األخذ‬ ‫باالعتبار توصيتين تتعلقان بتنظيم يوم دراسي‬ ‫لجمعيات المجتمع المدني لشرح تفاصيل‬ ‫مقتضيات دفتر التحمالت ال��خ��اص بدعم‬ ‫الجمعيات‪ ،‬وتنظيم دورات تكوينية لفائدة‬ ‫جمعيات المجتمع المدني‪ ،‬الراغبة في االستفادة‬ ‫من أوراش التأهيل للرفع من قدراتها في بناء‬ ‫وصياغة المشاريع واألنشطة‪.‬‬ ‫مناقشة هذه النقطة‪ ،‬خلصت إلى ضرورة‬ ‫عقد ش��راك��ات‪ ،‬ومحاربة ال���والءات‪ ،‬وإخضاع‬ ‫وضبط معايير توزيع المنح‪ ،‬وربطها بشروط‪،‬‬ ‫ودراسة المشكل الذي تحدثه قضية التنافي‬ ‫التي أحدثتها المادة ‪ ،62‬وضرورة إيجاد صيغة‬ ‫للتوافق‪.‬‬ ‫وقبل دراسة هذه النقطة‪ ،‬كان المجلس قد‬ ‫صادق باإلجماع على عدة اتفاقيات من بينها‪،‬‬ ‫اتفاقية شراكة من آجل تعبئة القدرات الجبائية‬ ‫الجماعية‪ ،‬وأخرى إلحداث منطقة لممارسة حرف‬ ‫الصناعة التقليدية بطنجة‪ ،‬وفي هذا الباب تمت‬ ‫الدعوة إلى إحياء منطقة للحرف المزعجة التي‬ ‫انطلق التفكير فيها منذ ثالث سنوات‪ ،‬واتفاقية‬ ‫تعاون مع كلية العلوم القانونية واالجتماعية‬ ‫واالقتصادية بطنجة‪ ،‬واتفاقية شراكة وتعاون مع‬ ‫مدينة باماكو المالية‪ ،‬التي اقترحت المعارضة‬ ‫بشأنها وبشأن مدن العديد من الدول التي‬

‫أمضت معها جماعة طنجة اتفاقيات‪ ،‬أن تعمل‬ ‫على تفعيلها وتنزيل بنودها‪ ،‬لما لها من أدوار‬ ‫ال على مستوى طنجة فحسب‪ ،‬بل على المستوى‬ ‫الوطني‪ ،‬وقضية وحدتنا الوطنية‪.‬‬ ‫وكان عمدة طنجة في بداية الجلسة قد‬ ‫قدم عرضا ضمنه أربعة نقط‪ ،‬وهي تفعيل‬ ‫مقررات ال��دورات السابقة وخاصة الملفات‬ ‫الكبرى‪ ،‬وتطوير اإلستثمار بطنجة‪ ،‬واإلستمرار‬ ‫في إع��داد مشروع برنامج عمل الجماعة‪،‬‬ ‫واالستمرار في عمليات التواصل والدبلوماسية‪،‬‬ ‫مشيرا إلى البدء في تنزيل مضامين مراجعة‬ ‫العقد مع شركة أمانديس‪ ،‬وإنجاز دالئل العمل‬ ‫الخاص بالمهنيين وبالمنعشين العقاريين‪،‬‬ ‫واستقبال عدة شركات دولية ووطنية ترغب‬ ‫في إنجاز مشاريع في مجال اإلنارة العمومية‪،‬‬ ‫والنظافة وتدبير المطرح العمومي‪ ،‬والنقل‬ ‫الحضري‪ ،‬وتدبير الموانئ‪ ،‬والمدن الذكية‬ ‫والتواصل‪ ،‬وتنظيم زيارات لهوالندا وألمانيا‬ ‫لإلطالع على تدبير النفايات والمطارح بها‪،‬‬ ‫وإلى الصين لإلطالع على تجربتها فيما يخص‬ ‫المدن الذكية‪ ،‬مبرزا أن الجماعة استقبلت وفودا‬ ‫عن البنك العالمي‪ ،‬والبنك األوروبي وشركات‬ ‫مساهمة‪ ،‬كما استمرت عملية إنجاز التشخيص‬ ‫التشاركي إلعداد برنامج عمل الجماعة‪ ،‬حيث تم‬ ‫إلى اآلن إنجاز ‪ 9‬ورشات كبرى و‪ 4‬مصغرة‪ ،‬وأبرز‬ ‫العمدة أنه في إطار التواصل‪ ،‬عقد سلسلة من‬ ‫االجتماعات واللقاءات مع الجمعيات‪ ،‬واستقبل‬ ‫العديد من البعثات الدبلوماسية من فرنسا‬ ‫وإسبانيا‪.‬‬ ‫ولإلشارة فإن دورة ماي العادية العادية‬ ‫لمجلس الجماعة الحضرية حملت باإلضافة‬ ‫إلى الخمس نقط السالفة‪ ،‬ستة نقط أخرى‪،‬‬ ‫تعلقت بإجراء تحويالت بميزانية السنة المالية‬ ‫‪ ،2016‬وإلغاء اعتمادات بميزانية ‪،2015‬‬ ‫والمصادقة على نزع ملكية األوعية العقارية‬ ‫بحي بنكيران‪ ،‬الالزمة إلحداث تجهيزات رياضية‬ ‫وسوق القرب‪ ،‬واستصدار قرارات بتخطيط حدود‬ ‫الطرق العامة مع نزع ملكية العقارات المشمولة‬ ‫بها‪ ،‬والمصادقة على الشغل المؤقت للملك‬ ‫الجماعي العام الكائن بالغندوري‪ ،‬وإح��داث‬ ‫شركة التنمية المحلية‪ ،‬باإلضافة إلى عروض‬ ‫إخبارية حول التدبير المفوض لمرفق النظافة‪،‬‬ ‫وعرض مندوب التعاون الوطني‪ ،‬وآخر حول‬ ‫القضايا المرفوعة أمام المحاكم ضد الجماعة‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫م�ؤ�س�سة عبد اهلل كنون‬ ‫للثقافة والبحث العلمي ـ طنجة‬

‫جائزة عبد اهلل كنون في دورتها العاشرة ‪ 1437‬ـ ‪2016‬‬

‫بالغ �صحفي‬ ‫رعيا للتقليد العلمي الذي سنته مؤسسة عبد اهلل كنون للثقافة والبحث العلمي‪ ،‬وذلك‬ ‫بتنظيمها لجائزة عبد اهلل كنون في فرعين علميين هما‪ :‬الدراسات اإلسالمية واألدب المغربي‪.‬‬ ‫تعلن المؤسسة ولجنة جائزة عبد اهلل كنون عن تنظيم حفل توزيع الجوائز المادية على‬ ‫الفائزين في هذه الدورة العاشر ‪ 1437‬ـ ‪ 2016‬يوم الجمعة ‪ 13‬شعبان ‪ 1437‬موافق ‪ 20‬ماي‬ ‫‪ 2016‬على الساعة السادسة مساء‪ ،‬بدار عبد اهلل كنون للثقافة ـ حي القصبة‪ ،‬طنجة ـ مؤملين أن‬ ‫يكون حفل هذه الدورة العاشرة كالدورات السابقة نجاحا وتقدما للثقافة في بالدنا‪.‬‬ ‫لجنة جائزة عبد اهلل كنون‬


‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬مــاي ‪2016‬‬

‫العدد ‪836‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬

‫شة‬

‫«العيون عينيّ‪ ،‬والساقية الحمرا ليّ‪ ،‬والواد وادي أسيدي‪ ،‬الواد وادي‪»...‬‬ ‫بلسان واحد‪ ،‬أخذنا نردد هذه األغنية‪ ،‬حين أشرفت حافلتنا –مساء اإلثنين ‪18‬‬ ‫أبريل ‪ 2016-‬على مشارف العيون‪.‬‬ ‫اثنتا عشرة ساعة‪ ،‬هي المدة الزمنية‪ ،‬التي قطعنا فيها المسافة الفاصلة بين‬ ‫أكادير والعيون‪ ،‬والمقدرة بسبعمائة كيلومتر تقريبا‪.‬‬ ‫ما هوّن علينا هذه المرحلة‪ ،‬والمرحلة التي قبلها بين تطوان وأكادير‪ ،‬أننا كنا‬ ‫نتوقف على رأس كل ساعتين‪ ،‬لنتناول ما يرطب ألسنتنا‪ ،‬ويبل ريقنا‪.‬‬ ‫عدد المشاركين في الرحلة‪ ،‬أربعون فردا‪ ،‬تحملوا عناء السفر ووعثاءه‪ ،‬ليربطوا‬ ‫الصلة بإخواننا في الجنوب‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وها هم يحطون الرحال‪ ،‬بفندق المسيرة بالعيون‪ ،‬ليخلدوا للراحة‪ ،‬ويستعيدوا‬ ‫لياقتهم البدنية‪ ،‬الستئناف يوم جديد‪ ،‬ستُعطى فيه االنطالقة للشق األول من‬ ‫تظاهرة األبواب السبعة‪.‬‬ ‫وكما عوّدنا صاحب الجاللة في هذه التظاهرة السنوية‪ ،‬فقد أسبغ عليها رعايته‬ ‫المولوية السامية‪ ،‬تحفيزا لنا على المزيد من البذل والعطاء‪ ،‬ونكران الذات‪.‬‬ ‫جمعية تطاون أسمير‪ ،‬اختارت «العيون» هذه المرة‪ ،‬للشروع في هذا النشاط‬ ‫المبارك‪ ،‬الذي اتخذ «التواصل» شعارا له‪ ،‬ألن قضية صحرائنا المسترجعة‪ ،‬طغت في‬ ‫هذه الشهور‪ ،‬على كل القضايا‪ ،‬إنها قضيتنا الوطنية األولى‪ .‬وإن المتربصين بنا من‬ ‫أعداء وحدتنا الترابية‪ ،‬ربما يجهلون هذا األمر أو يتجاهلونه‪ .‬لذا نراهم يشوشون‬ ‫علينا «حسداً من عندِ أنفسهم من بعد ما تبيّن لهم الحق»‪.‬‬ ‫بفضاء قصر المؤتمرات مهّدنا لألبواب‪ ،‬بتنظيم معرضين‪ :‬معرض للطوابع‬ ‫البريدية‪ ،‬من تنسيق وتقديم األخ طارق الشويخ‪ ،‬ومعرض لمنشورات الجمعية‪.‬‬ ‫افتُتحت الجلسة األولى عشية الثالثاء ‪ 19‬أبريل بتالوة آيات بينات من الذكر‬ ‫الحكيم‪ ،‬واختُتمت الجلسة الثانية عشية األربعاء ‪ 20‬أبريل ‪ 2016‬بتالوة برقية والء‬ ‫وإخالص‪ ،‬رُفعت لمقام حضرة صاحب الجاللة حفظه اهلل‪.‬‬ ‫وبين االفتتاح واالختتام‪ ،‬تناوب على منصة الخطابة‪ ،‬السادة األساتذة األفاضل‪:‬‬ ‫أبو بكر بنونة‪ -‬جعفر بن الحاج السلمي‪ -‬عبد العزيز السعود‪ -‬مصطفى اعديلة‪ -‬خالد‬ ‫الرامي‪ -‬رشيد مصطفى‪ ،‬فأبرزوا جميعهم العالقات التي كانت تربط رجاالت الصحراء‬ ‫بعاصمة الشمال‪،‬معززين عروضهم بالوثائق والمستندات‪.‬‬ ‫وقد اغتنم أستاذنا أبو بكر بنونة هذه المناسبة‪ ،‬فوزع كتابه القيم «ملف الصحراء»‬ ‫على الذين حضروا للمساهمة معنا في إنجاح هذه االنطالقة المباركة‪ ،‬وهو يؤرخ‬ ‫ألحداث السنوات األولى من استرجاع أقاليمنا الصحراوية «من ‪ 4‬يونيو ‪ 1974‬إلى‬ ‫غاية ‪ 26‬يونيو ‪.»1981‬‬ ‫الشق الثاني من األبواب السبعة‪ ،‬سينظم بتطوان ما بين ‪ 21‬و‪ 28‬ماي ‪2016‬‬ ‫إن شاء اهلل‪.‬‬ ‫نسأل اهلل أن ينجح المقاصد‪.‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫اختار د‪ .‬مصطفى الغاشي نشر رسالة في تقرير‬ ‫النصح تحمل عنوان ‪:‬‬ ‫«النور الالمع في بيان األصل الجامــع»*‬ ‫لصاحبها ابراهيم السنوسي ‪..‬‬ ‫حررها صاحبها خدمة لفكرة الجامعة اإلسالمية‬ ‫في فترة ملتهبة كان الغرب فيها قد خطط لإلجهاز‬ ‫على وحدة الشعوب اإلسالمية كما يحصل اآلن مع‬ ‫مراعاة الفوارق‪..‬‬ ‫أقام السنوسي رسالته على منهج االختصار ‪:‬‬ ‫استهالل متبع ببابين ؛ أولهما في وجوب‬ ‫االتحاد‪ ..‬وثانيهما في تقرير من قطع ما أمر اهلل‬ ‫بوصله‪ ..‬ليختم ببيان مقاصد االتحاد‪/‬االجتماع‬ ‫والدعاء باالستمداد من فضل اهلل‪..‬‬ ‫أتى استهــالل الرسالــة زاخرا بالمعـانــي‬ ‫اإليمانية واألخالقية والحث على النصح العام‬ ‫للمسلمين ؛ لكون النصح قوام الدين وعماده‬ ‫يجليه ‪:‬‬ ‫ـ اإليمان باهلل‪..‬‬ ‫ـ اجتناب ما نهى عنه اهلل‪..‬‬ ‫ـ اإلخالص في العمل‪..‬‬ ‫ـ رد العاصين‪..‬‬ ‫ـ مواالة المطيعين هلل ومعاداة العصاة‪..‬‬ ‫ـ إحياء السنة النبوية الشريفة‪..‬‬ ‫ـ نصرة الشريعة اإلسالمية‬ ‫ـ خدمة مصلحة الخلق‪..‬‬

‫قافلة طبية بإقليم شفشاون‬ ‫نظمت جمعية المهدي‬ ‫للعناية بمؤسسة «تندمان»‬ ‫للتعليم العتيق‪ ،‬بشراكة مع‬ ‫النقاب��ة المس��تقلة ألطب��اء‬ ‫القط��اع الع��ام بتط��وان‪،‬‬ ‫بتع��اون م��ع المندوبي��ة‬ ‫اإلقليمي��ة ل��وزارة الصح��ة‬ ‫بشفش��اون‪ ،‬حمل��ة طبي��ة‬ ‫مجاني��ة‪ ،‬اس��تفاد منه��ا ما‬ ‫يناهز ألف شخص بالجماعة‬ ‫القروي��ة بني ب��وزرة التابعة‬ ‫إلقليم شفشاون‪.‬‬ ‫وق��د اش��تملت ه��ذه‬ ‫القافل��ة الطبية على مختلف‬ ‫التخصص��ات الطبي��ة‪ ،‬منها‬ ‫الط��ب الع��ام‪ ،‬وط��ب األطف��ال‪ ،‬والنس��اء‬ ‫والتولي��د‪ ،‬واألم��راض الباطنية‪ ،‬ت��م إجراء‬ ‫فحوص��ات‪ ،‬وقياس��ات للضغ��ط‪ ،‬ونبضات‬ ‫القلب‪ ،‬واألمراض المزمنة كالس��كري‪ ،‬كما‬ ‫تم خالل هذه الحملة الطبية توزيع العديد‬ ‫من األدوي��ة والمس��تلزمات الطبية‪ ،‬على‬ ‫المرضى منهم‪ ،‬لمعالجة األمراض المزمنة‬ ‫والموسمية‪.‬‬ ‫كما كان وجود القافلة الطبية في‬ ‫المنطقة فرصة للتحسيس بخطورة بعض‬ ‫األمراض المزمنة والمتنقلة‪ ،‬وطرق الوقايه‬ ‫منها‪ ،‬وتجنبها عبر التناول المنتظم لألدوية‬ ‫الضرورية‪ ،‬والحميات الغذائية الخاصة‪،‬‬ ‫ومتابعة نظام غذائي متزن‪ ،‬مع االستشارة‬ ‫الدوريةمع األطباء المختصين‪.‬‬ ‫وقد سعت هذه القافلة الطبية وفق‬ ‫منظميها‪ ،‬إلى دعم المبادرات الطبية‪،‬‬ ‫عن طريق تعميم الخدمات الطبية‪ ،‬خاصة‬ ‫على مستوى القرى النائية والبعيدة عن‬ ‫مراكز ومؤسسات االستشفاء والعيادات الطبية‪ .‬كما سعت إلى تقديم‬ ‫المساعدات اإلنسانية للفيئات الهشة والمعوزة‪ ،‬واألرامل‪ ،‬وتقريب‬ ‫(الخدمات الصحية العمومية) من ساكنة المناطق النائية‪.‬‬

‫أصل جامع‪..‬‬

‫ـ رد القلوب النافرة‪..‬‬

‫كم��ا اس��تفاد م��ا يناه��ز‬ ‫‪ 2900‬شخص من قافلة طبية‬ ‫متعددة التخصصات‪ ،‬نظمتها‬ ‫جمعية أطباء الصحة العمومية‬ ‫بتط��وان المضي��ق الفني��دق‪،‬‬ ‫بش��راكة م��ع جمعي��ة أمكري‬ ‫للتنمي��ة‪ ،‬وجمعي��ة أخم��اس‪،‬‬ ‫بداية الش��هر الجاري‪ ،‬س��كان‬ ‫جماع��ة باب ت��ازة والش��رفات‬ ‫بإقليم شفشاون‪.‬‬ ‫وق��د اش��تملت حملته��ا‬ ‫الطبي��ة الت��ي أطره��ا أطب��اء‬ ‫الجمعية‪ ،‬على كشوفات همت‬ ‫تخصص��ات ط��ب العي��ون‪ ،‬و‬ ‫العظ��ام‪ ،‬والمفاصل‪ ،‬وطب النس��اء والتوليد‬ ‫و الجه��از البول��ي‪ ،‬وط��ب الجل��د والقل��ب‬ ‫والش��رايين وط��ب الغ��دد‪ ،‬وتقوي��م النظر‬ ‫والجه��از الهضمي وطب الجهاز التنفس��ي‪،‬‬ ‫واألذن واألن��ف والحنج��رة والعظام‪ .‬كما تم‬ ‫بنفس المناسبة إجراء فحوصات للكشف عن‬ ‫أمراض الس��كري والضغط الدموي وغيرها‬ ‫م��ن األم��راض‪ ،‬وتوزي��ع كمي��ة مهمة من‬ ‫األدوية على المرض��ى منهم‪ ،‬قدرت قيمتها‬ ‫ب ‪ 250‬ألف درهم‪.‬‬ ‫وتندرج هذه القافلة الطبية التي كانت‬ ‫تتكون من ‪ 38‬إطارا من أطباء وأخصائيين‬ ‫وممرضين وصيادلة‪ ،‬في إطار المجهودات‬ ‫التي تبذلها الجمعية للنهوض بصحة‬ ‫المواطنين‪ ،‬خاصة الفئات المعوزة وتسهيل‬ ‫ولوجهم إلى الخدمات الصحية األساسية‪.‬‬ ‫كما يدخل هذا النشاط الطبي التضامني في‬ ‫صميم أهداف الجمعية‪ ،‬والتي تتمثل أساسا‬ ‫في الدعم المادي والمعنوي لذوي الحاجة‬ ‫والفئات المعوزة‪ ،‬و المشاركة في برامج محاربة الهشاشة‪،‬‬

‫م‪ .‬الحراق‬

‫ـ النصيحة لعامة المسلمين بالشفقة عليهم‪..‬‬ ‫والكــف عن أذاهــم‪ ..‬وحفظ األخــوة الدينية‪..‬‬ ‫وتعليــم ما ينفعهــم‪ ..‬والذب عن أعراضهـــم‬ ‫وأقوالهم‪..‬‬ ‫أفرد السنوسي في الباب األول من هذه الرسالة‬ ‫حيزا لبيان وجوب االتحاد القائم على كتاب اهلل‬ ‫وسنة رسوله سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم‪،‬‬ ‫كما بين موانع فهم السر المودع في االتحاد وحث‬ ‫على معرفة األصل الجامع‪..‬‬ ‫والالفت للنظر في هذه الرسالة السياسية ‪/‬‬ ‫األخالقية ـ التي تحتفظ الخزانة العامة بتطوان‬ ‫بنسخة فريدة منها ـ أنها تنهـــل من معيــن‬ ‫التصوف ؛ الذي هو أخالق وأذواق وأشواق ‪..‬وتضع‬ ‫نصب عينيها مضامين الدعوة إلى أداء النصيحة‬ ‫والمحافظة على حقوق األخوة الدينية واتحاد‬ ‫الكلمة وجمع القلوب على ما يتعلق بصيانة شرف‬ ‫حقوق أفراد الملة المحمدية واألمر بالمعروف‬ ‫والنهي عن المنكر وصلة األرحام‪ ..‬تتوسل في‬ ‫ذلك كله بمعجم صوفي يلف المفاهيم ويوجهها‬ ‫لمقاصد التنوير القلبي وفي هذا بيان لمنزع‬ ‫صوفي لصاحبها ‪:‬‬ ‫أعين البصائر‪ ..‬معرفة اهلل‪ ..‬التحقق‪ ..‬العبودية‪..‬‬ ‫الحقوق‪ ..‬الربوبية‪ ..‬الشريعة‪ ..‬األخالق‪ ..‬القرب‪..‬‬ ‫اإلذن‪ ..‬السر‪ ..‬النجوى‪ ..‬اإلنابة‪ ..‬العروة الوثقى‪..‬‬ ‫نظر العين‪ ..‬نظر القلب‪ ..‬المحبة األلفة‪ ..‬الحكمة‪..‬‬ ‫تطهير القلب أمراض النفس‪ ..‬اآلفة‪ ..‬الهداية‪..‬‬ ‫ــــــــــــــــ‬ ‫*منشورات دار الحكمة بتطوان ‪2016‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬مــاي ‪2016‬‬

‫العدد ‪836‬‬

‫األستاذ محمد بن عيسى ضيف ملتقى اإلعالم العربي بالكويت‬ ‫«اإلعالم العربي وصناعة الثقافة اإلنسانية‬ ‫في مواجهة التطرف»‬

‫كان األستاذ محمد بن عيسى‪ ،‬األديب والمفكر والوزير والسفير واإلعالمي واألمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة‪ ،‬ضيفا على ملتقى اإلعالم العربي في دورته الثالثة عشرة‬ ‫المقامة بالكويت ما بين ‪ 1‬و ‪ 2‬ماي الجاري‪ ،‬وكان من بين الشخصيات العربية البارزة المدعوة للمشاركة في هذه الدورة المنظمة تحت شعار «اإلعالم‪ :‬مقومات وتحديات»‬ ‫برعاية وحضورسمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء بالكويت‪ ،‬حيث تقدم األستاذ محمد بن عيسى بمداخلة بالغة األهمية عالج فيها دور اإلعالم في‬ ‫صناعة الثقافة اإلنسانية‪.‬‬ ‫كما أن األستاذ محمد بن عيسى كان من بين نخبة من الشخصيات العربية البارزة التي استقبلها أمير الكويت‪ ،‬صباح األحمد الصباح بالديوان الملكي ‪ ،‬بحضور وزير اإلعالم‬ ‫الكويتي الشيخ سلمان الحمود الصباح وأمين عام الملتقى‪ ،‬ماضي عبد اهلل الخميس‪ ،‬بمناسبة هذا الملتقى‪.‬‬ ‫ويمثل ملتقى اإلعالم العربي الذي تأسس سنة ‪ 2003‬برعاية سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء‪ ،‬إحدى المبادرات الهامة في المنطقة العربية‬ ‫بهدف ترسيخ دعائم اإلعالم ‪ ،‬عن طريق تبادل اآلراء واألفكار بين اإلعالميين والمثقفين والمهتمين بالشأن اإلعالمي والخروج بتوصيات ومقترحات لتطوير اإلعالم العربي‬ ‫وفتح آفاق أكثر رحابة في وجه اإلبداع أمام اإلعالميين العرب‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوين‬

‫وفي ما يلي نص مداخلة األستاذ محمد بن عيسى‪:‬‬

‫تراجع االهتمام في السنوات األخيرة باإلعالم‬ ‫الحكومي وقل الحديث عنه في المحافل السياسية‪.‬‬ ‫فانتشار الوعي‪ ،‬وتطور تكنولوجيا االتصال وما حملته‬ ‫معها من مفاهيم جديدة للحريات الفردية والجماعية‪،‬‬ ‫ساهمت في انحسار حضور اإلعالم التقليدي‪ ،‬بحيث‬ ‫بات محدود التأثير بفسح المجال لإلعالم الخاص بعد‬ ‫أن بسط هيمنته باساليبه المبهرة‪ ،‬وتقنياته الجذابة‪،‬‬ ‫وقدرته على استمالة الرأي العام والتأثير عليه وفيه‪.‬‬ ‫وكما تعلمون‪ ،‬فإن األصل في اإلعالم العمومي‬ ‫بصفة عامـة أنه أحـادي النظـرة‪ ،‬يرسل مواعظـه‬ ‫وتوجيهـاته مثل المبشريـن‪ ،‬دون اكتراث بالجانب‬ ‫التفاعلي مع المتلقين واالنتباه إلى ردود فعلهم‬ ‫المحبدة أو الرافضة‪ .‬وهنا أستبق األمور ألسجل أن هذه‬ ‫السمة السلبية ما زالت عالقة إلى حد كبير باإلعالم‬ ‫الحكومي في بعض الدول العربية‪ ،‬وإن لم تكن الصورة‬ ‫بالقتامة المطلقة‪ ،‬ومع تطور الممارسة الديمقراطية‪،‬‬ ‫وإرساء بنيان الدولة الحديثة‪ ،‬وتمايز الطبقات والفئات‬ ‫المجتمعية في صراع سلمي‪ ،‬بينما‪ ،‬ظهرت الحاجة‬ ‫إلى إعالم متعدد األلوان‪ .‬بدأ موازيا لما تعوده الناس‪،‬‬ ‫لكنه سيحقق طفرة كبرى مستفيدا من منجزات العلم‬ ‫واألبحاث االجتماعية والسيكولوجية التي ازدهرت في‬ ‫مراكز البحث والجامعات الغربية في النصف األول من‬ ‫القرن الماضي‪.‬‬ ‫وبذلك يكون اإلعالم الخاص نتاج المعرفة‬ ‫الحديثة‪ ،‬ومظهر الفكر الليبرالي الممجد لحرية الفرد‬ ‫والتدافع بين الناس من أجل االرتقاء بأوضاعهم‪.‬‬ ‫إلى أي حد ينبغي التساؤل إن كان اإلعالم الحكومي‬ ‫قد تأثر بأساليب اإلعالم الخاص مع احتفاظه بهويته‬ ‫األصلية لدرجة اقترابه مما يكن تسميته «إعالم‬ ‫حكومي ذكي وهادف»؟‬ ‫يخيل إلي أنه تساؤل مشروع بالنظر للدور الذي‬ ‫أصبح موكوال لإلعالم الرسمي المدعو لالنخراط في‬ ‫معركة التصدي إلرهاب يتخذ يوما بعد يوم صورا‬ ‫وأشكاال مرعبة‪ ،‬ال يراعي الشرائع واألعراف‪ ،‬تتخطى‬ ‫جرائمه الحدود والقارات‪.‬‬ ‫األخطر من ذلك أن التنظيمات اإلرهابية المقنعة‬ ‫والظاهرة‪ ،‬أدركت من جهتها أهمية اإلعالم فوظفته‬ ‫كسالح بشكل جهنمي في نشر وتبرير خطابها القائم‬ ‫على العنف والكراهية‪ ،‬والتدمير العشوائي بغاية‬ ‫الترهيب والترويع وشل قدرات المقاومة‪.‬‬ ‫وتستعير الشبكات الجهنمية تقنيات معينة من‬ ‫اإلعالم الخاص لتنميق خطابها المتطرف‪ ،‬وإغرائه‬ ‫بالمؤثرات واإليماءات التكنولوجية البراقة‪ ،‬ما يسهل‬ ‫ذيوعه وتغلغله في البيائات جاهلة قابلة لتصديق‬ ‫األساطير‪ .‬مع اإلشارة إلى أن جنود التطرف يستقطبون‬ ‫من بين خريجي الجامعات بما فيها الجامعات العريقة‬ ‫وتلك معضلة تستحق معالجة أخرى‪.‬‬ ‫من هنا يتضح أن المعركة مع اإلرهاب صارت‬ ‫ثقافية وتربوية بامتياز‪ .‬فالجهل واألمية والفقر‪ ،‬وعمق‬ ‫الفوارق المجتمعية‪ ،‬وضعف منسوب الحرية‪ ،‬وغياب‬ ‫العدالة اإلجتماعية‪ ،‬كلها بالتأكيد محفزات للفئات‬ ‫المهمشة والشباب اليائس‪ ،‬لكي يتشربوا بيسر «فكر»‬ ‫اإلرهاب والميل لتصديقه‪ .‬ألن تسويق البضاعة يتم‬ ‫في قالب تعبوي تحريضي يستغل الدين‪ .‬يجنح نحو‬ ‫التعميم والمبالغة والتضخيم‪ .‬هدفه اإليحاء لألتباع أن‬ ‫«الجهاد» العنيف هو وسيلة النتزاع الحقوق واستعادة‬ ‫العدل المغتصب‪ ،‬وليس النضال الديمقراطي السلمي‪.‬‬ ‫ليس الحديث عن اإلعالم الحكومي جديدا‪ ،‬لقد‬ ‫أنجزت دراسات ومراجعات وتقييم جدواه‪ ،‬انتهت إلى‬ ‫االقتناع بوجوب إعادة النظر في مرتكزاته‪ ،‬ليواكب‬ ‫التطورات المتسارعة‪ ،‬ويستوعب الطفرات التي تشهدها‬ ‫وسائل االتصال في زمن العولمة وانفجار المعلومات‪.‬‬ ‫هل استفاد اإلعالم العمومي بالقدر الكافي وأصبح‬ ‫كامل الجهوزية‪ ،‬لخوض المعركة ضد التطرف؟ أم أنه‬ ‫ما زال بطيئا يتنفس من رئة البيروقراطية التي ال تريد‬ ‫رفع يدها عنه؟‬

‫وريثما يشرع في اإلصالح المبتغي من األساس‪،‬‬ ‫لمنظومة التربية والتعليم‪ ،‬وتأهيل منظومة الدين‬ ‫بتحريرها من دجل اإلرهاب الظاهر والمقنع‪ ،‬يتوجب‪،‬‬ ‫من وجهة نظري‪ ،‬التخطيط لمشروع استعجالي‬ ‫متكامل ومندمج لوقف الجائحة‪ .‬اإلرهاب ال يرحم وال‬ ‫يمهل ولن يستكين إال إذا كان الرد عليه قويا وحاسما‪،‬‬ ‫بكل األسلحة المتاحة وضمنها اإلعالم‪.‬‬ ‫صحيح أن كثيرا من دول العالم تخلت جزئيا عن‬ ‫المؤسسات اإلعالمية الحكومية وألغت الوزارات الوصية‬ ‫على القطاع‪ ،‬استبدلتها بهيئات التقنين والتحكيم‪،‬‬ ‫بتشجيع المبادرة الخاصة‪ ،‬التي تسثمر في اإلعالم‬ ‫باعتباره صناعة وتجارة ال تتقاطع بالضرورة مع نمط‬ ‫الوظيفة التقليدية لإلعالم القديم‪.‬‬ ‫هذا تطور طبيعي أماله تقدم البشرية وانتشار‬ ‫الوعي‪ ،‬لكنه فوجئ بما لم يكن في الحسبان‪ :‬اندالع‬ ‫الحرائق اإلرهابية‪ .‬والتعددية لالنحناء في وجه العاصفة‬ ‫بدل االستعداد لها بكل ما في االستطاعة؟‬ ‫لقد تبين أن التوجه نحـو تحديـث اإلعـالم‬ ‫ودمقرطته‪ ،‬ال يعني أن الحكومات باتت ملزمة بالتخلي‬ ‫عن اإلعالم العمومي‪ ،‬خاصة وقد وجدت نفسها في‬ ‫مواجهة حرب مكشوفة ضد اإلرهاب‪ ،‬وأجبرت على‬ ‫تحريك وتنشيط منصات اإلعالم العمومي لبث رسالتها‬ ‫اإلعالمية‪ ،‬وتسويق أفكارها ومواقفها من اإلرهاب في‬ ‫الداخل والخارج‪ ،‬في‬ ‫المعـارك الحاسمـــة‬ ‫يجب التعويل على‬ ‫القدرات الذاتية‪.‬‬ ‫ل��م تــــعــــ��د‬ ‫الحكومـات المتضررة‬ ‫من اإلرهاب‪ ،‬مطمئنة‬ ‫لحي��اد وموضوعي��ة‬ ‫اإلع�لام الخاص‪ ،‬بعد‬ ‫أن ثب��ت أن اإلره��اب‬ ‫اس��تحوذ على أموال‬ ‫واشتـرى ذمم فاعلين‬ ‫إعالميي��ن مرتـزق��ة‬ ‫فاختلطتالموضوعية‬ ‫باالحتيالوالتدليس‪.‬‬ ‫وكمثال على هذا‬ ‫«االنزالق» الخطيـــر‪،‬‬ ‫هذه الحرب اإلعالمية‬ ‫الغربيـــة المسلطـة‬ ‫على الدول العربيــــة‬ ‫واإلسالمية في هذا الظرف العصيب‪.‬‬ ‫يدعي الغرب أنه‪ ،‬بحمالته اإلعالمية‪ ،‬يساهم في‬ ‫تجفيف منابع اإلرهاب‪ ،‬والحد من أفكار التشدد بتحرير‬ ‫األذهان من الخرافات التي تسكنه‪ .‬هي خدمة يحوط‬ ‫بها الشك؛ فال يستطيع أن يطهر األرض من دنس‬ ‫اإلرهاب سوى الغيورين عليها‪ ،‬من يعرفون ما تحتها‬ ‫وما فوقها‪ .‬ال يمنعنا ذلك من االعتراف بأن األرض‬ ‫العربية ملغومة بجيوب إرهابية‪.‬‬ ‫والعالم العربي واإلسالمي‪ ،‬يواجهان حربا غير‬ ‫متكافئة‪ ،‬في عنفوانها وضراوتها‪ ،‬ال يملك إعالمنا‬ ‫كل القدرات الذاتية للتصدي لها‪ .‬اإلعالم الخصوصي‬ ‫فتي؛ واإلعالم العمومي ال يصدقه كثيرون في الداخل‬ ‫ومحدود التأثير خارج الحدود‪.‬‬ ‫أعترف أن هذا التوصيف ال يخلو من مبالغة بل‬ ‫يتناسى في خضم األزمة بعض الصفحات المضيئة‬ ‫في سجل إعالم بعض الدول العربية‪ ،‬تلك التي عرفت‬ ‫تجارب ديمقراطية‪ ،‬مثل لبنان والكويت والمغرب‬ ‫والبحرين واألردن وغيرها‪ ،‬ورغم التفاوت بين تلك‬ ‫التجارب‪ ،‬فقد أظهرت أن اإلعالم بشقيه كان نشطا‬ ‫وحيويا وتعدديا وفاعال منفتحا على الخارج‪ ،‬وبالتالي أتاح‬ ‫للمتلقي في حينه حرية االختيار‪ .‬ذلك الماضي اإلعالمي‬ ‫المزدهر‪ ،‬يمكن البناء عليه وإحياء عهوده واستثمار أهم‬ ‫منجزاته بعد تحيينها وتأهيلها‪.‬‬

‫اإلعالم السايب‬ ‫جلبت المنافسة الشرسة بين وسائل االتصال‬ ‫«اإلعالم السائب» المنفلت من القيود واألخالقيات‬ ‫ضمنت له التكنولوجيا مالذا افتراضيا آمنا ال يمكن‬ ‫اإلمساك به فهو منتشر عبر مواقع التواصل االجتماعي‬ ‫واألندية اإللكترونية المتناسلة على مدى األيام‬ ‫والساعات‪.‬‬ ‫إعالم جامع ألحق ضررا باإلعالم العمومي‬ ‫والخصوصي على السواء‪ .‬فهو يحاربهما انطالقا من‬ ‫إيديولوجية فوضوية‪ .‬لذلك تسللت إليه جماعات‬ ‫متشددة لتمـارس من خالله التحايل والتدليس‬ ‫اإللكتروني‪ ،‬ما فـرض على الدول العربيــة بل حتى‬ ‫الغربية تأسيس جيش إلكتروني من المهندسين‬ ‫والمعلوماتيين إلبطال مفعول الهجومات التي تشن‬ ‫عبر الشبكة العنكبوتية‪ .‬نسجل مع األسف أن التنظيمات‬ ‫اإلرهابية تتوفر على تكنولوجيا متقدمة أكثر من بعض‬ ‫الدول العربية واإلسالمية‪.‬‬ ‫وأمام هذا التدفق‪ ،‬تضطر الحكومات العربية بل‬ ‫وحتى الغربية‪ ،‬وكإجراء وقائي إلى التقنين وضبط‬ ‫الممارسة اإلعالمية‪ ،‬لكن الطريف أنها تواجه بحمالت‬ ‫من منظمات حقوقية‪ ،‬تحت ذرائع قمع الحريات ومنع‬ ‫الرأي األخر من الحق في التعبير‪ ،‬بينما يتعلق األمر‬ ‫بمواجهة حرب بالوكالة‬ ‫ودفاع مشروع عن النفس‬ ‫والكيــان الوطنــي‪ ،‬ضد‬ ‫جماعات معولمة‪ ،‬غامضة‬ ‫مغطاة بالعنكبوت تخدم‬ ‫أجنــــدات معينـــة‪ .‬هذا‬ ‫وضع يزيد الموقف حرجا‬ ‫وصعوبة أمــام واضعي‬ ‫السياسات اإلعالمية في‬ ‫الدول المهددة باإلرهاب‪.‬‬ ‫وإذا كان اإلره��اب‬ ‫ه��و اآلف��ة الكب��رى ف��ي‬ ‫زمانن��ا‪ ،‬باختالف أش��كاله‬ ‫ودواعــيـــ��ه الظــاه��رة‬ ‫والخفي��ة‪ ،‬ف��إن اإلع�لام‬ ‫الحكوم��ي‪ ،‬بالمواصفات‬ ‫التي ذكرناها‪ ،‬بإمكانه أن‬ ‫يصبح من جديد س�لاحا‬ ‫فكريا يمكن االعتماد عليه‬ ‫ضمن خطة إس��تراتيجية‬ ‫مضبوط��ة متوافق عليه��ا بين الفاعلي��ن اإلعالميين‬ ‫والسلطات السياس��ية في إطار المصلحة العليا لألمة‬ ‫والوطن‪.‬‬ ‫تلك مالمح مقاربة بديلة يجب أن تحرر من النظرة‬ ‫البيروقراطية الضيقة المتوجسة من الفاعل اإلعالمي‪.‬‬ ‫فعندما تشتد المعركة ضد جحافل جيش اإلرهاب‬ ‫المتوحش‪ ،‬يجب حشد كل الطاقات والقدرات البشرية‬ ‫والتكنولوجيا‪.‬‬ ‫ويوجد في متناول صناع القرار رصيد هائل من‬ ‫الخبرات العملية يمكن االستئناس به‪ ،‬أفرزتها التجارب‬ ‫اإلعالمية العربية في المهجر‪ ،‬من خالل عمل األفراد‬ ‫والمؤسسات‪ .‬هناك أتيح لإلعالميين العرب اإلفادة من‬ ‫اإلعالم الغربي في محاسنه ومساوئه‪.‬‬ ‫ويجب أن ال يثنينا كل ذلك عن توجيه نقد هادئ‬ ‫إلى الغرب‪ ،‬وتنبيهه إلى أنه يمارس لعبا بالنار‪ ،‬وخلطا‬ ‫متعمدا وغير مفهوم بين اإلسالم والتطرف‪ ،‬يوقعه في‬ ‫خطيئة ترويج أطروحات عرقية تمييزية من قبيل الزعم‬ ‫بأن «جينات العربي محقونة باإلرهاب»؛ موقف ال يختلف‬ ‫عن اإلرهاب المباشر في حجم اإلساءة والضرر المعنوي‪.‬‬ ‫وهذه الدعوة لحوار مجد‪ ،‬يمكن أن يوكل لفاعلين في‬ ‫أعالم حكومي متطور‪ ،‬يتقاسم الدور مع اإلعالم الخاص‪،‬‬ ‫ترشده ثقافة الربح المشروع وعدم اإلضرار بالمصالح‬ ‫العليا لألوطان والمراهنة على السلم واالستقرار‪ ،‬مثل‬

‫ما نشاهده في مؤسسات إعالمية في الغرب مثل بي‬ ‫بي سي ‪ BBC‬وفرانس ـ ‪ ،France 24‬وراديو تلفزيون‬ ‫إيطالية ‪ ،Rai‬وميدي ‪ 1‬تي في المغرب وغيرها‪.‬‬ ‫ويستوجب هذا التوجه إعداد إعالميين وطنيين‬ ‫وتمكينهم من تكوين حديث ومدعم بالوسائل‪ ،‬يتم‬ ‫انتقاؤهم استنادا إلى معيار الكفاءة والجدارة واالبتكار‪.‬‬ ‫لقد بات ضروريا‪ ،‬ومن زاوية المصلحة القومية‪،‬‬ ‫أن تدقق الحكومات العربية فيما تنفقه على اإلعالم‬ ‫األجنبي لتلميع صورتها لدى الرأي العام الخارجي‪ .‬كلفة‬ ‫مرتفعة لقاء صفقات غير شفافة في كثير من األحيان‬ ‫تستفيد منها «لوبيات» محترفة ال تحركها الغيرة على‬ ‫العرب‪ ،‬بقدر ما يهمها الربح وترويج منتوجها‪ .‬ال بد من‬ ‫إجراء موازنة بين المردودية والكلفة‪.‬‬ ‫هذه ليست دعوة لالنغالق‪ .‬شخصيا أعي أن‬ ‫«جماعات الضغط» وسيلة تحتاجها دول في زخم‬ ‫العالقات المتشابكة وصراع المصالح‪ ،‬لكنها يجب أن‬ ‫تظل في حدود المعقول والضرورة القصوى‪.‬‬ ‫ويجدر بالعرب تطوير قدراتهم الذاتية وصناعتهم‬ ‫اإلعالمية الوطنية‪ .‬التكنولوجيا باتت متاحة للجميع‪،‬‬ ‫الذكاء ليس مقصورا على أمم دون أخرى‪.‬‬ ‫إن الذي ينقصنا هو السياسات الناجعة واإلدارات‬ ‫الواعية‪ ،‬والحرية المسؤولة‪ ،‬وبناء جسور الثقة بين‬ ‫المواطنين وإعالمهم الوطني وال سيما العمومي‬ ‫بالنظر إلى الحاجة الملحة إليه‪.‬‬ ‫ال بأس أن أشير هنا إلى تجربة بالدي المملكة‬ ‫المغربية‪ ،‬في التصدي لإلرهاب وتطويقه في المهد‪،‬‬ ‫بفضل حزمات متتالية ومتكاملة من اإلجراءات‬ ‫االستباقية‪ :‬األمنية واإلجتماعية والفكرية واإلعالمية‪.‬‬ ‫أتوقف عند الجانب الفكري وأخص الحقل الديني‬ ‫وما شمله من إصالح هادئ يقوده صاحب الجاللة‬ ‫الملك محمد السادس نصره اهلل‪ ،‬مستندا على جوهر‬ ‫المرجعية اإلسالمية وفق المذهب المالكي السني التي‬ ‫اجتهد في إطارها فقهاء الدين وعلماؤه‪ ،‬مسترشدين‬ ‫بأفكار وإسهامات زمالئهم من مشارب وآفاق فكرية‬ ‫وأكاديمية وحقوقية‪ .‬لذلك جاءت خطة اإلصالح التي‬ ‫لم يطعن فيها أحد‪ ،‬متكاملة وشاملة‪ ،‬يحكمها منطق‬ ‫االعتدال والوسطية والتدرج‪ ..‬ستكون لها امتدادات‬ ‫وتجليات في شتى ضروب الحياة العامة وفق منهجية‬ ‫مدروسة نجح المغرب‪ ،‬ممثال في عاهله وعلمائه‬ ‫وفقهائه ونخبه المستنيرة‪ ،‬في إبعاد الدين عن دائرة‬ ‫االستغالل السياسوي‪ ،‬كإجراء وقائي يحمي الشباب‬ ‫من االنزالق نحو التطرف كما هو حاصل في عدد من‬ ‫البلدان العربية‪.‬‬ ‫وسيطال ورش اإلصالح الديني في المغرب‬ ‫الكتب والمقررات والمناهج المدرسية‪ ،‬لتنقيتها من‬ ‫بذور التطرف‪ ،‬ولدمج المنظومة الدينية في المجتمع‬ ‫واالقتراب من هموم الشباب وتوعيتهم بمخاطر‬ ‫التشدد والغلو‪.‬‬ ‫قد تكون التجربة المغربية في بداياتها ولكنها‬ ‫نجحت في لفت أنظار بعض الدول الغربية فطلبت‬ ‫مساعدة بلدنا واالستفادة من خبراته وخاصة تلك التي‬ ‫توجد بها جاليات مسلمة مهمة مثل فرنسا وبلجيكا‪.‬‬ ‫بذلك يسهم المغرب‪ ،‬إلى جانب بلدان أخرى‬ ‫يؤرقها نفس االنشغال‪ ،‬في صناعة إعالمية قادرة على‬ ‫ردع انتشار دوافع اإلرهاب والتوظيف غير السليم للدين‪.‬‬ ‫إن ما تود هذه المداخلة التأكيد عليه يتخلص في‬ ‫فكرة محورية مفادها أن اإلعالم العمومي‪ ،‬رغم أنه سالح‬ ‫كالسيكي‪ ،‬فهو ذو فعالية ونجاعة قابلتين للتطوير إن‬ ‫أحسننا التعامل معه وبه‪ ،‬والنظر إليه كرديف في معركة‬ ‫كبرى‪ ،‬لذلك ينبغي تحريره من قبضة البيروقراطية‪،‬‬ ‫وانفتاحه على منافسة اإلعالم الوطني الخاص وتبادل‬ ‫األدوار بينهما من منظور شراكة قومية لكسب المعركة‬ ‫الفكرية ضد التشدد والتطرف والتكفير بكافة أشكاله‪.‬‬


‫العدد ‪836‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬مــاي ‪2016‬‬

‫األمهات العازبات بالمغرب‪...‬‬ ‫ن�ساء يقفن �أمام عدالة جمتمع ال يرحم‪...‬‬ ‫ال تزال األمهات العازبات في المغرب مغيبات اجتماعي ًا‪ ،‬ومأساة أطفالهن في ظل التقاليد أصبحت‬ ‫واقع ًا مريراً يضطر هؤالء لمواجهته‪ ،‬السيما مع تجاهل السلطات لتحديد مركز لهم في المجتمع‪ ،‬بعيداً عن‬ ‫كونهم أطفا ًال بدون نسب‪.‬‬ ‫اختلفت قصصهن لكن المرارة واحدة واأللم واحد‪ ،‬يتمنين لو تعود عجلة الزمن للخلف ولو لبرهة‪ ‬‬ ‫من أجل محو عار وخطيئة حولت حياتهن إلى جحيم‪ ،‬بل ألقت ببعضهن إلى الشارع بعدما كن ينعمن‬ ‫بالدفء العائلي‪ ،‬لكن غدر الزمان ومكائده حوَّلهن إلى أمهات‪ ،‬ولكن ليس كباقي األمهات الالئي دخلن‬ ‫المستشفيات ووضعن حملهن ومن حولِهن أفراد العائلة يباركن ويقدمن الهدايا‪ ،‬بل أمهات قدم لهن‬ ‫عشاقهن باسم الصداقة والحب والزواج واألحالم الوردية المزيفة هدية مسمومة تتمثل في طفل بدون‬ ‫نسب وبدون هوية‪.‬‬ ‫باسم الصداقة والحب والزواج فتيات‪ ‬استسلمن‪ ‬في لحظة ضعف لذئاب بشرية بدل أن يطرقوا باب‬ ‫الحالل من خالل طرق األبواب األبوية‪ ،‬تصيدوا في غفلة فتيات ليحولن حياتهن إلى جحيم فدخلن عالم‬ ‫األمهات وهن الزلن في مرحلة العزوبية‪ ،‬ورحل هؤالء الوحوش تاركين ضحاياهم يواصلن طريقهن نحو‬ ‫الجحيم األبدي وهن يحملن عارا يالحقهن أينما يحللن وأينما يرتحلن‪ ،‬مع أن اهلل غفور رحيم بعباده ‪ .‬إال‬ ‫أن العباد يتخذون من القسوة عملتهم في الحياة‪.‬‬ ‫بدايتها سالم فكالم فحب فلقاء فحمل غير شرعي فمصيبة وطامة تقع على رأس فتاة في ريعان‬ ‫شبابها‪ ،‬ال تدري كيف تدس عارها‪ ،‬فال تجد ملجأ وال معينا في مجتمع ال يرحم‪ ،‬تتساءل في لحظة ضعف‬ ‫أخرى في حديث مع النفس والهوى ‪ ،‬هل تعود به إلى البيت وتواجه عدالة منزلية أحكامها قاسية ال تتسامح‬ ‫مع قضايا الشرف؟ و في مجتمع ال يرحم خطيئة كهذه‪ ،‬أم تدسه أوتدس نفسها في التراب وتقع في خطيئة‬ ‫أكبر من خطيئتها‪ ،‬فيساورها االنتحار أو اإلجهاض والتخلي عن فلذة كبدها‪.‬‬ ‫األم العازبة شابة كسائر الشابات‪ ،‬كانت تحلم‪ ‬بـتأسيس أسرة عمادها الصالح‪ ،‬وعمودها التوازن‪ ،‬‬ ‫أسسها التربية‪ ،‬وأساسها األخالق‪ ،‬لكن األقدار غيرت مسار هؤالء النسوة ومشوارهن؛ تتعدد القصص‬ ‫وتتنوع الحكايات‪ ،‬وتبقى المعاناة السمة األبرز والعنوان األساس‪ ،‬ترفل قصص األمهات العازبات بكثير‬ ‫من األسى والحزن وتطفح بالحسرة والندامة‪ ،‬حالة تكفي‬ ‫لتنسحب على باقي الحاالت‪.‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أمال دخلت عالم األمهات العازبات‬ ‫بسبب لعنة اسمها ”الحب”‬

‫«إني نادمة» بهذه العبارة بدأت “أمال” سرد قصتها‬ ‫المحزنة واألليمة وقلبها يتقطع حسرة وندما على ما‬ ‫ارتكبته من جرم في حق نفسها‪ ،‬وفي حق عائلتها باسم‬ ‫لعنة اسمها الحب‪ ،‬ذلك الحب الذي ساقها لعالم األمهات‬ ‫العازبات‪ ،‬أمال جمعتها زمالة مع أحد أصدقائها في أحد‬ ‫ّ‬ ‫محال الحلويات‪ ،‬سرعان ما تطورت إلى حب تبادله الطرفان‪،‬‬ ‫اليهم أيهما كان صادقا‪ ،‬كانت حينها الفتاة أمال في سن‬ ‫العشرين تقاسمت مع زميلها أياما جميلة حسب قولها‪،‬‬ ‫تبادال فيها أسمى كلمات الحب التي تفوح رومانسية‪،‬‬ ‫وتعبق حنانا‪ ،‬وطبعا هذا ديدن الشباب في محاولة تصيد‬ ‫الفتيات‪ ،‬صدقته أمال وتعاملت معه بعفوية وبراءة‪ ،‬ولم‬ ‫يجل في خاطرها يوما أن فارس أحالمها الموعود سيغدر‬ ‫بها‪ ،‬وهو الذي وعدها بالزواج وإقامة عرس الملوك حسب قوله‪ ،‬فوقعت أمال في مصيدته وباعته عواطفها‪،‬‬ ‫في المقابل كان فارسها الموعود يبيع لها األوهام‪ ،‬ويتحين الفرصة المواتية لينقض عليها كما تنقض‬ ‫الوحوش البرية على ضحاياها‪ ،‬ليت أمال باعت عواطفها للرجل فحسب‪ ،‬بل في لحظة ضعف باعت جسدها‬ ‫للفارس الموعود الذي بدل أن يطرق دار أمال ويفتح أبواب الحالل طرق أبواب الشر وفتح أبواب الجحيم‬ ‫في وجهها ‪.‬‬ ‫تسترت أمال في البداية عن األمر لكن بعد شهور حملت الفتاة فصارحت الرجل بالحقيقة‪ ،‬فما كان‬ ‫له إال أن طلب منها أن تجهض حملها‪ ،‬فتوددت له أن اليتركها وحيدة تواجه المصيبة التي كان سببا‬ ‫فيها‪ ،‬بل وصارحته أن عائلتها ستقتلها إن علمت باألمر‪ ،‬لكن هيهات ‪ ....‬الفارس غادر المكان وبعد أيام‪،‬‬ ‫غير مكان العمل وغير رقم هاتفه ليترك الفتاة أمال تواجه الجحيم أمام عائلة مرغت وجهها في التراب‪...‬‬ ‫حسب العادات و التقاليد‪ ،....‬وأمام مجتمع اليرحم هذه الخطايا‪ ،‬بعدما علم أهل أمال بجريمتها وبخطيئتها‬ ‫حاولوا قتلها ففرت من البيت لتجد نفسها في الشارع‪ ،‬في النهار تمتهن التسول من أجل إعالة ابنها‪ ،‬وفي‬ ‫الليل تلجأ إلى العمارات التي اليغلق القاطنون بها أبوابها لتبيت بها وتنهض في الصباح الباكر لتغادر‬ ‫المكان حتى اليكتشف أمرها‪ ،‬تواصلت معاناة أمال لسنتين كاملتين لكن في آخر المطاف ساقت أمال‬ ‫لنفسها طريقا جديدا تعتمد فيه على نفسها‪ ،‬فقامت بتسجيل ابنها على اسمها بعدما التحقت بإحدى دور‬ ‫الرحمة وقامت بتكوين في فن الطبخ وعملت بأحد المطاعم ما مكنها من قضاء حوائج ابنها‪ ،‬وهي اآلن‬ ‫تبحث عن مأوى يأويها ويجنبها التشرد من جديد”‪.‬‬ ‫قصة أخرى التختلف عن قصة “أمال” من حيث المضمون‪ ،‬فهي قصة معاناة ممزوجة بآالم الحسرة‬ ‫والندم على ذنب اليغفره المجتمع المغربي «المحافظ»‪ ،‬والترحمه القواعد والنصوص العائلية التي‬ ‫التتسامح مع قضايا «الشرف»‪.‬‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫خطيبها يدخلها عالم األمهات العازبات‬

‫‪ ‬‬ ‫فتاة من شمال المغرب‪ ،‬رفضت ذكر اسمها‪ ،‬وقعت ضحية لشاب مغترب أوهمها بالزواج‪ ،‬لكن في آخر‬ ‫المطاف غرر بها‪ ،‬واقتنص فرصة الثقة التي وضعها فيه أهلها لينال مبتغاه ويغادر من حيث أتى بغير‬ ‫رجعة‪ ،‬تقول الفتاة وهي تسرد قصتها بمرارة “كان عمري آنذاك ‪ 21‬سنة تعرفت على شاب مغترب جاء‬ ‫لمدينتي ليقضي عطلة الصيف‪ ،‬كان تعارفنا تعارفا عابرا في شاطئ البحر‪ ،‬لقد أغراه جمالي فانجذب إلي‬ ‫بسرعة وأعطاني رقم هاتفه بعدما عبر لي عن إعجابه بي‪ ،‬وقدم نفسه على أنه مغترب بإسبانيا‪ ،‬أنا من‬ ‫عائلة فقيرة‪ ،‬لقد روادتني األحالم بأن الفرصة قد حانت ألعيش حياة الترف بجانب رجل في الضفة األخرى‪،‬‬ ‫وأساعد عائلتي المعوزة‪ ،‬تقدم الرجل لخطبتي وأحضر عائلته لبيتنا البسيط وبعدما تمت خطبتنا كان‬ ‫يدعوني للخروج معه من أجل اقتناء حاجيات العرس‪ ،‬ألنه سيغادر المدينة ويعود إليها بعدما يحدد موعدا‬ ‫لزفافنا وأخذه لي إلى ديار الغربة‪ ،‬استغل الفرصة ليوقعني في شباكه وينال مني‪ ،‬وبعد ذلك ذهب ولم‬ ‫يعد على رغم محاوالت االتصال به وبعائلته‪ ،‬تحولت حياتي لجحيم اليطاق بعدما وجدت نفسي أحمل ابنته‬ ‫أو ابنه في أحشائي‪ ،‬فهربت من البيت وشرحت األمر ألحدى صديقاتي التي أرشدتني إلحدى المختصات في‬ ‫مساعدة النساء المعنفات والمغتصبات بالجهة‪ ،‬التي ساعدتني باتصالها بأهلي‪ ،‬غير أن صدمتي كانت‬ ‫كبيرة بعدما رفضت عائلتي عودتي إلى البيت‪ ،‬غير أن المختصة ساعدتني في التواصل مع إحدى‬ ‫الجمعيات التي ساعدتني إلى غاية وضع حملي‪ ،‬كما أنها ساعدتني في إيجاد عمل أكفل به نفسي‬ ‫وابنتي التي التتحمل خطيئة أمها التي صدقت أوهام الرجل المغترب الذي رفض العودة واالعتراف‬ ‫بابنته‪.‬‬ ‫قصص كثيرة اليمكن سردها في هذا الحيز األبيض الضيق‪ ،‬لكن هذه كانت عينات من قصص‬ ‫مشابهة‪ ،‬اختلفت نهاياتها‪ ،‬لكن حتما تشترك في عدة نقاط كالمعاناة واأللم النفسي الذي يكون سببه‬ ‫عذاب الضمير واإلحساس بالذنب والندم بعد فوات األوان‬ ‫وتضاف لكل هذه المآسي نظرة مجتمع اليرحم و ال يغفر ‪.‬‬

‫األمهات العازبات بين نظرة قاسية‬ ‫وإشفاق محدود‬

‫‪ ‬‬ ‫في محاولة منا لتقصي نظرة المجتمع حول األمهات‬ ‫العازبات حاولنا أخذ عينات من آراء مختلفة من المجتمع‪،‬‬ ‫فكم كانت قاسية تلك األحكام وكم كانت مؤلمة من الكثير‬ ‫من العينات التي رفضت تقبل األمر‪ ،‬واعتبرته خطيئة كبرى‬ ‫اليجب التسامح معها ألنها تهدد التماسك االجتماعي‬ ‫وتقوض لبنة األسرة المغربية‪.‬‬ ‫عبد القادر سألناه عن رأيه في الموضوع فقال‪“ :‬هؤالء‬ ‫ارتكبن خطيئة ووقعن في فخ الفجور الذي كان سببه‬ ‫التقليد األعمى ومحاكاة المسلسالت المكسيكية والتركية‬ ‫من خالل ربطهن عالقات غير شرعية مع الغرباء»‪ ،‬واعتبر أن‬ ‫«الظاهرة تنتشر بشكل ملفت خاصة بين طالبات الجامعات‬ ‫اللواتي يربطن عالقات غرامية مع غرباء‪ ،‬تنتهي في كثير‬ ‫من األحيان بخطيئة كبرى وحمل غير شرعي تكون نهايته في كثير من األحيان برمي المولود في القمامة‬ ‫أوالمقابر من أجل إخفاء الفضيحة”‪.‬‬ ‫أما “حليمة” وهي طالبة من طنجة نظرتها تختلف عن نظرة عبد القادر‪ ،‬ففي نظرها أن‪« :‬الفتيات‬ ‫اللواتي وقعن في الفخ ينقسمن بين فتيات وقعن في الفخ برضاهن وأخريات وقعن ضحية اغتصاب‪،‬‬ ‫ودعت لعدم وضع جميع الضحايا في سلة واحدة‪ ،‬وواصلت قائلة إن الفتيات ضحية االغتصاب‪ ،‬أنا أشفق‬ ‫عليهن وأدعو المجتمع للنظر إليهن بعين الرحمة والشفقة ألن الذنب لهن فيما وقعن فيه»‪.‬‬ ‫أما رشيد فكان قاسيا جدا عندما اعتبر أن ‪« :‬المناداة بتخصيص منحة لهؤالء يعتبر تشجيعا على‬ ‫الفجور والبغاء»‪ ،‬كما أكد أن ‪« :‬الفتيات جلهن السبب فيما وقعن فيه بسبب رفضهن الزواج بعدما‬ ‫يتقدم شاب بسيط لخطبتهن‪ ،‬وفي المقابل يؤمنن بالعالقات الغرامية التي ينسجهن خارج األسوار‬ ‫العائلية‪ ،‬فيدعن بيوت الحالل ليدخلن في األخير بيوت الرذيلة ويتسببن في حمل شرعي ينتهي في‬ ‫كثير من األحيان بحاالت انتحار بعدما توصد األبواب في وجه الفتاة التجد حال لتدس عارها سوى‬ ‫االنتحار»‪ ،‬حسب قوله‪.‬‬ ‫تبقى األم العازبة محط أنظار المجتمع‪ ،‬يرمقها الناس بسخط وحنق‪ ،‬وتكون عالوة على هذا ينبوع‬ ‫التهم ومثار الشكوك والريب‪ ،‬ال يلتمس الناس لها األعذار‪ ،‬وال تغفر لها األسرة الزالت والهنات‪ ،‬تبقى‬ ‫وحيدة تبحر في بحر الهموم‪ ،‬تكابد معاناة اجتماعية ‪ ،‬يحدث هذا في غياب إحصائيات رسمية عن عدد‬ ‫األمهات العازبات التي تشير بعض التقارير أنها في تصاعد مستمر‪ ،‬و في تصاعد جنوني يدق ناقوس‬ ‫الخطر حول الظاهرة في غياب حلول ناجعة‪ ،‬تكون كفيلة بوقف هذه الظاهرة التي باتت تفكك األسر‬ ‫المغربية يوما بعد يوم‪.‬‬


‫العدد ‪836‬‬

‫دفاتري‬

‫من‬

‫عزيـز‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬مــاي ‪2016‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬

‫إال الفقر‪! ‬‬ ‫تقرير دولي جديد حذر المغرب من مخاطر‬ ‫عدة يواجهها وتواجهه على المستوى ‪ ‬االجتماعي‬ ‫واالقتصادي‪ ،‬منها البطالة والشيخوخة بعد تراجع‬ ‫النمو الديمغرافي بشكل اعتبر «خطيرا»‪ ،‬وضعف‬ ‫القدرة االقتصادية‪ ‬و‪...‬تفشي الفقر‪....‬‬ ‫قد يكون تقرير «جيرمان ووتش»‪ ‬محقا في ما‬ ‫جاء به من استنتاجات حول بعض التحديات التي‬ ‫تواجه المغرب‪ ،‬إال الفقر‪ ،‬ألن المغرب «حسم» نهائيا‬ ‫في مسألة الفقر‪ ،‬وأعلن رسميا أنه لم يعد فقر في‬ ‫المغرب‪ ‬بعد أن تخطى عتبة الفقر في البنغالديش‪،‬‬ ‫وهي ال تتعدى دوالرا واح��دا بئيسا إلى دوالرين‬ ‫ونصف‪ ،‬ليصطف مع ال��دول العظمى كالواليات‬ ‫المتحدة األمريكية والنرويج‪....! ‬‬ ‫ال‪ ،‬ال‪ ،‬ال‪.... ،‬ال يتعلق األمر بمزحة من تلك التي‬ ‫يمتعنا بها األخ عبد اإلله بنكيران‪ ،‬حين يكون «على‬ ‫خاطره» و «بأتمه»‪ ،‬بل بتصريح حكومي‪ ‬صادر عن‬ ‫وزيرة «قد الدنيا»‪ ‬ذات االختصاص في القضايــا‬ ‫االجتماعيــة‪ ....،‬الحقــاوي‪ ،‬يا من ال يعرفها‪ ،‬التي‬ ‫حولت أماني نساء المغرب إلى حقائق ملموسة عبر‬ ‫منجزات تشريعية ‪.....‬على ‪ ‬الورق‪.!!! ‬‬ ‫‪rrrrr ‬‬

‫الخمر والميسر والتبغ‪:‬‬ ‫حالل مداخلها‪ ،‬حرام إشهارها‪! ‬‬ ‫يتوقع أن يحصد المغرب ‪ ،‬كجزء من األموال‬ ‫العمومية‪ ،‬ما يفوق ‪ 905 ‬مليارا من السنتيمات‬ ‫كرسوم مفروضة على التبغ‪ ‬سنة ‪ ،2016‬أما الرسوم‬ ‫المستخلصة من «السربيسا»‪ ‬فسوف تتعدى ‪76‬‬ ‫مليون سنتيم‪ ،‬في حين سيقود «ال��روج» قافلة‬ ‫الخمور والكحول «الكبيرة»ن من ويسكي وفودكا ‪،‬‬ ‫ليضع في الخزينة العامة ما ال يقل عن ‪ 54‬مليون‬ ‫سنتيم‪.‬‬ ‫أما القمار‪ ‬فسوف تجني منه الحكومة‪ ‬ما يفوق‬ ‫‪ 10‬ماليير سنتيــم و ‪ 9‬مالييــر من حساب خاص‬ ‫باالقتطاعات من ألعاب الرهان ‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬يظـــل «التراشـــق» ‪ ‬بالكلمـــات‬ ‫والتعليــالت‪ ،‬داخل فــرق «األغلبيــة» ‪ ‬بخصــوص‬ ‫مشروع قانون يتعلق بالصحافة‪ ،‬في ما يتعلق بمنع‬ ‫أي ذكر أو إشهار للتبغ والخمر والميسر في الصحافة‬ ‫مكتوبة كانت أو ‪ ‬مرئية أو رقمية ‪.....‬‬ ‫ال حاجة إلى التذكير بأن المداخيل الضريبية‬ ‫المتأتية ‪ ‬من «سلع النشاط»‪ ‬تضخ‪ ‬في الكتلة‬ ‫المالية العامة لتسدد بها ‪ ‬مصاريف الدولة ال فرق‬ ‫بين القطاعات الدينية‪ ‬والقطاعات الدنيوية(‪..... ) ! ‬‬ ‫وإذا ظهر المعنى‪.....‬‬ ‫‪rrrrr ‬‬

‫إدعمار يحاول احتواء شيعة‬ ‫تطوان‬ ‫يبدو أن عمدة تطوان البيجيدي الذي يحمل‬ ‫اسما غير مألوف بتطوان وال بالشمال‪ ،‬يحاول التقرب‬ ‫من الجمعية الشيعية «رساليون تقدميون» بتعيين‬ ‫نائب رئيس هذه الجمعية الحديثة التأسيس‪ ،‬عضوا‬ ‫بديوانه «العامر»‪.‬‬ ‫مصادر «األخ��ب��ار» أف��ادت أن العمدة ربما‬ ‫حاول «احتواء» نائب رئيس الشيعة الجدد‪ ،‬بسبب‬ ‫تدويناته ‪ ‬الفايسبوكية التي تهاجم العدالة‬ ‫والتنمية‪ ‬وشبيبته‪ ‬وتعتبرهم «أدوات رخيصة في‬ ‫يد من يحركهم» ويحرض الدولة ضدهم‪.‬‬ ‫«الرساليون التقدميون» يعتبرون جمعيتهم‪ ‬‬ ‫ج���زءا م��ن المكونات السياسية بالبالد ومن‬ ‫«األطياف الحقوقية» ‪ ‬التي تناضل ضد «التعصب‬ ‫الديني»‪....!!! ‬‬ ‫‪rrrrr ‬‬

‫تجار مخدرات في ثوب مهربين‬

‫‪ ‬‬ ‫في الوقت الذي تسعى جهات معلومة إلى رفع‬ ‫سيف التجريم عن زراعة ومزارعي الكيف الوطني‪،‬‬ ‫تحركت مروحيات ال��درك الملكي‪ ‬للكشف عن‬ ‫أباطرة ‪ ‬متابعين ‪« ‬يتسترون» باإلتجار في السلع‬ ‫المهربة‪ ،‬عن ترويجهم للنبتة المعلومة‪ ،‬والتحقيق‬ ‫في ما إن كانوا يتوفرون على أسلحة نارية‪.‬‬ ‫عمليات التفتيش داخل مداشر نائية بالمناطق‬ ‫المعروفة بزراعة الكيف‪ ،‬أسفرت عن العثور عل سلع‬ ‫متنوعة من تلك التي ‪ ‬تعرض علنا بجل ‪ ‬أسواق‬ ‫المدن المغربية من طنجة إلى لكويرة‪.....‬كما أن‬ ‫فرق ال��درك داهمت قرى نائية بالشمال وحجزت‬ ‫لدى بعض المشتبه فيهم بنادق و اعتقلت بعض‬ ‫المبحوث عنهم‪...‬لتستمر األرض في الدوران ‪...! ‬‬

‫المصادقة على مشروع مركز طمر النفايات بتطوان‬ ‫بعد جدال حاد بين األغلبية‬ ‫بعد شهر كامل من المفاوضات الشاقة مع السلطة‬ ‫والشركاء‪ ،‬وبعد أن أجلت المصادقة على المشروع في‬ ‫الدورة السابقة‪ ،‬بطلب من سلطة الوصاية‪ ،‬صادقت الجماعة‬ ‫الحضرية لتطوان باإلجماع على اتفاقية إلنجاز وتدبير مركز‬ ‫طمر النفايات المنزلية‪.‬‬ ‫وكانت المعارضة االتحادية قد أصدرت بيانا‪ ،‬توصلت‬ ‫«المساء» بنسخة منه‪ ،‬ترفض فيه تأجيل المصادقة على‬ ‫المشروع‪ ،‬وحملت مسؤولية إهدار فرصة تخليص المدينة من‬ ‫مطرحها المختلف والمؤذي‪ ،‬حسب وصفها واتهمت رئيس‬ ‫الجماعة والمكتب المسير باالستغالل «السياسوي» المشروع‬ ‫من هذا الحجم والمغامرة بمصلحةالسكان‪.‬‬ ‫وقال مصدر حزبي من المعارضة في الجماعة الحضرية‬ ‫بتطوان إن أسباب تأخير المصادقة على المشروع‪ ،‬ترجع‬

‫إلى رغبة مستشاري العدالة والتنمية «السيطرة» على تدبير‬ ‫المشروع‪ ،‬وعدم موافقتهم على الصيغة القانونية الحالية‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬قال رئيس‪ ‬جماعة تطوان محمد ادعمار‪ ،‬في‬ ‫تصريح لـ «المساء» إن تأجيل المصادقة تم بإجماع أعضاء‬ ‫المجلس الجماعي‪ ،‬وأبدى استغرابه للتغير المفاجئ في موقف‬ ‫المعارضة االتحادية ومهاجمتها لمكتب المجلس رغم تسجيل‬ ‫موافقتها على التأجيل في محضر الدورة السابقة‪.‬‬ ‫وكان هدف التأجيل‪ ،‬حسب ادعمار‪ ،‬هو الفهم الكامل‬ ‫للمشروع وإعطاء الوقت الكافي لدارسته بشكل مستفيض‬ ‫وإبداء مالحظات تخص نسبة المساهمة المالية للجماعة في‬ ‫المشروع والطريقة المثلى لتدبيره‪.‬‬ ‫وفي رده على استجابة السلطة والشركاء للمالحظات‬ ‫التي قدموها حول المركز‪ ،‬أكد رئيس جماعة تطوان أنه‬

‫لمس تفاعال إيجابيا منهم‪ ،‬بحيث تمت االستجابة لمطلبة‬ ‫بخفض نسبة مساهمة الجماعة في المشروع من ‪٪ 77،8‬‬ ‫إلى ‪ ،٪ 30‬وتمت الموافقة أيضا على اقتراح مكتب المجلس‬ ‫لطريقة تسيير المطرح بحيث اشترط إدارته بواسطة التدبير‬ ‫المفوض‪ ،‬وذلك عن طريق لجنة تتبع تكون مسؤولة ومعينة‬ ‫بجميع التفاصيل التقنية والمالية‪.‬‬ ‫وتأتي الموافقة على هذه االتفاقية إلنجاز تدبير مركز‬ ‫طمر النفايات المنزلية في سياق تنظيم المغرب المؤتمر‬ ‫الدولي للمناخ «كوب ‪ »22‬في مراكش ومصادقته على‬ ‫مجموعة من االتفاقات الدولية المتعلقة بالبيئة والمناخ‪.‬‬

‫المساء‪ /‬تطوان‬

‫مزارعو الكيف يحاصرون خليفة قائد داخل سيارته ألكثر من ‪ 8‬ساعات‬ ‫أقدم مجموعة من المواطنين بعد زوال يوم السبت‬ ‫الماضي على محاصرة رجل سلطة (خليفة قائد)‪ ،‬داخل سيارة‬ ‫كان يستقلها بدوار «موطي» بجماعة «أونان» قيادة باب برد‪.‬‬ ‫وحسب مصدر مطلع‪ ،‬فإن المواطنين المعنيين وضعوا‬ ‫الحجارة في الطريق لمنع رجل السلطة المذكور من الفرار‬ ‫وظلوا يحاصرونه داخل السيارة المذكورة ألكثر من ‪ 8‬ساعات‪،‬‬ ‫حيث لم يسمحوا له بمغادرة المكان إال في حدود الساعة‬ ‫العاشرة ليال‪.‬‬ ‫ووفق المصدر نفسه‪ ،‬فإن الساكنة التي حاصرت المعني‬ ‫تقول إن القايد ضايق وحاول منع أحد السكان الدوار من حفر‬ ‫بئر بدعوى عدم توفره على ترخيص من أجل القيام بتلك‬ ‫األشغال‪ ،‬وهو ما لم يستسغه هذا األخير‪ ،‬وسانده في غضبته‬ ‫ضد الخليفة سكان الدوار الذين عملوا على محاصرة السيارة‬ ‫التي كان على متنها‪.‬‬ ‫وبحسب المصدر نفسه‪ ،‬فإن المواطنين رغم سماحهم‬ ‫لرجل السلطة بمغادرة المكان‪ ،‬إال أنهم احتفظوا بالسيارة‪،‬‬

‫وطالبوا بحضور القائد‪ ،‬حيث حضر هذا األخير صباح اليوم‬ ‫الموالي‪ ،‬وعملوا على تسليمه السيارة المذكورة‪ ،‬وطالبوا منه‬ ‫إيجاد حل مع الخلفية الذي يضايقهم من حين آلخر‪.‬‬ ‫في هذا السياق‪ ،‬قال عبد اهلل نورو‪ ،‬رئيس كونفدرالية‬ ‫جمعيات غمارة‪ ،‬إنه منذ حادث دوار «شاب» الذي راح ضحيته‬ ‫‪ 5‬أشخاص عندما كانوا يحفرون خزانا لجمع مياه األمطار‪،‬‬ ‫المواطنون بهذه المنطقة تشن عليهم «حملة مضايقات»‬ ‫حيث أصبح العديد منهم ال يتمكنون من حفر الخزانات مخافة‬ ‫تعرضهمللمساءلةالقانونية‪.‬‬ ‫في نفس السياق‪ ،‬يؤكد نفس المتحدث أنه تم منع‬ ‫المواطنين من سلك هذا المسلك في الوقت الذي ال تقدم‬ ‫الدولة حلوال لمعضلة الماء التي تعيشها المنطقة‪« ،‬الفرشة‬ ‫المائية بالمنطقة ضعيفة جدا‪ ،‬والمياه شحيحة وحتى‬ ‫الينابيع لم تعد موجودة‪ ،‬والمواطنون يعانون بشكل كبير‬ ‫مع توفير مياه الشرب‪ ،‬خاصة في فترة الصيف»‪ ،‬يضيف نفس‬ ‫المتحدث‪.‬‬

‫نورو بالرغم من تأكيده بأن سياسة حفر اآلبار هي حلول‬ ‫ترقيعية‪ ،‬وفي الحقيقة مستنزفة لما تبقى من الفرشة المائية‪،‬‬ ‫إال أنه طالب بتبسيط المساطر الخاصة بحفر اآلبار وخزانات‬ ‫تجميع المياه‪ ،‬ألنها هي الحلول الممكنة أمام الساكنة في‬ ‫الوقت الراهن‪ ،‬وسطر غياب حل شامل تقدم عليه الدولة‬ ‫ينهي المعاناة مع المياه‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬ويستخدم العديد من المواطنين هذه اآلبار في‬ ‫ضخ المياه إلى حقول الكيف‪ ،‬حيث انتشرت بشكل كبير في‬ ‫منطقة غمارة (مناطق شفشاون وباب برد)‪ ،‬كما بدأت تنتشر‬ ‫أيضا بمنطقة صنهاجة سراير‪ ،‬بعد تراجع نسبة المياه التي‬ ‫كانت تستعمل في سقي المحصول‪ ،‬وغالبا ما تسجل في هذه‬ ‫الفترة من السنة‪ ،‬وهي فترة ري محصول الكيف‪ ،‬صراعات‬ ‫دامية بين المزارعين المتصارعين على المياه‪.‬‬

‫عبد المجيد أمياي‬

‫عمدة طنجة يعتذر عن «تحقير» سكان حي هامشي‬

‫كشفت مصادر مطلعة‪ ،‬أن محمد البشير العبدالوي‬ ‫عمدة مدينة طنجة‪ ،‬أقدم على االعتذار لسكان حي «بئر‬ ‫الشفاء» وذلك غداة مداخلة له في أحد المعاهد المحلية‪،‬‬ ‫«احتقر»‪ ‬فيها أبناء هذا الحي الهامشي‪ ،‬عبر تفضيل طلبة‬ ‫معهد خاص على هؤالء السكان‪ ،‬بشكل اعتبره تفقيصا في‬ ‫حقهم‪ ،‬ما خلف موجة احتقان داخل هذا الحي فضال عن‬ ‫مدينة طنجة بأكملها‪ ،‬بعد أن تمت مداولة كلمة العمدة‬ ‫الموثقة في شريط بالصوت والصورة على نطاق واسع‪،‬‬ ‫وهو األمر الذي استنكره كل من شاهد الشريط‪ ،‬معتبرا أن‬ ‫حزب العدالة والتنمية انقلبت شعاراته السابقة تجاه سكان‬

‫المدينة‪ ،‬خصوصا أن ملفات قد عرفت نفس الطرح‪ ،‬وعانى‬ ‫السكان األمرين في لقاء العنمدة وبعض المسؤولين عن‬ ‫«البيجيدي»‪.‬‬ ‫وتحرك الحزب على مستوى هذا الحي‪ ،‬قصد الحيلولة‬ ‫دون تنظيم أول وقفة احتجاجية ضد العمدة‪ ،‬بعد أن‬ ‫انطلقت دعوات للتظاهر ضد تصريحات العمدة‪.‬‬ ‫وذكرت بعض المصادر أن منتمين للحزب على‬ ‫المستوى المحلي‪ ،‬خصوصا بالحي المشار إليه‪ ،‬قد دخلوا‬ ‫في سباق مع الزمن‪ ،‬لتحديد الداعين إلى التظاهر‪ ،‬قصد‬ ‫تقديم اعتذار‪ ،‬مخافة انفالت األمور‪ ،‬عقب االحتقان الذي‬

‫تعيشه المدينة تجاه حزب العدالة والتنمية نتيجة تخبطه‬ ‫في ملفات ضدا على إرادة السكان المحليين‪.‬‬ ‫ومن جهته‪ ،‬ربط العمدة العبدالوي الشريط المذكور‪،‬‬ ‫بما قال عنه وجود خصوم سياسية بحكم اقتراب االنتخابات‬ ‫التشريعية‪ ،‬قائال إن كالمه تم تأويله بشكل آخر‪ ،‬غير أن‬ ‫الشريط كشف أن العمدة‪ ،‬تحدث بشكل واضح عن هذا‬ ‫الموضوع‪ ،‬وأجاب ردا على سؤال وجه له‪ ،‬أنه كان «سيقبل‬ ‫هذا السؤال لو طرح عليه في إحدى مدارس حي بئر الشفاء‬ ‫لكن أن يأتي على لسان طلبة المعهد‪ ،‬فهذا أمر آخر»‬

‫محمد أبطاش‬

‫مطالب بإحداث قنطرة لتفادي حوادث سير خطيرة‬ ‫بالطريق الدائري بتطوان‬ ‫طالب العديد من المواطنين بتطوان‪ ،‬في اتصال لهم‬ ‫بالجريدة‪ ،‬بوقف نزيف حوادث السير المتعدد التي تقع بممر‬ ‫الراجلين الموجود على الطريق الدائرة الذي يشبه الطريق‬ ‫السيار‪ ،‬بالقرب من ملعب كرة القدم سانية الرمل‪ ،‬مستنكرين‬ ‫عدم استجابة مصالح البلدية لشكاياتهم المتعددة في‬ ‫الموضوع‪ ،‬رغم توالي حوادث السير الخطيرة والقاتلة‬ ‫بالمكان‪ ،‬ما يتطلب تدخالت عاجال لمعالجة‪ ‬الموضوع‬ ‫بتشييد قنطرة تمكن العدد الكبير من ساكنة األحياء من عبور‬ ‫الطريق بأمان‪ ،‬ووفق كافة شروط السالمة الضرورية‪ ،‬خاصة‬ ‫فئة األطفال والمسنين‪.‬‬ ‫وقالت مصادر مطلعة إن الممر المعنى يعتبر من النقط‬ ‫السوداء المسببة لحوادث السير داخل المدار الحضري‪،‬‬ ‫ويستعمله عدد كبير من المواطنين مع ما يشكل ذلك من‬

‫خطر على سالمتهم الجسدية‪ ،‬بسبب عدم انتباه السائقين‬ ‫خاصة زوار المدينة‪ ،‬ألن المكان ال يوحي أبدا بوجود ممر‬ ‫الراجلين رغم التنبيه واإلشارة الصغيرة‪ ،‬حيث تمر السيارات‬ ‫بسرعة كبيرة ألن الطريق دائرية ويسلكها من يريد عبور‬ ‫المدينة بشكل مستعجل دون المرور وسطها‪.‬‬ ‫وأضافــت المصادر نفسها أن آخر حادثــة سيــر خطيرة‬ ‫سجلت بالمكان‪ ،‬وقعت عندما صدمت سيارة خفيفة طفلة ال‬ ‫يتجاوز عمرها ‪ 12‬سنة‪ ،‬متسببة لها في جروح خطيرة‪ ،‬حيث‬ ‫لم ينتبه السائق إلى الممر سوى بعد فوات األوان وصدم‬ ‫الضحية رغم فرملته القوية‪.‬‬ ‫هذا وحضرت السلطات األمنية إلى عين المكان حيث‬ ‫تم تسجيل محضر في الموضوع‪ ،‬فضال عن حمل الضحية‬

‫بواسطة سيارة اإلسعاف نحو المستشفى من أجل تلقي‬ ‫العالجات الضرورية وسط نحو المستشفى من أجل تلقي‬ ‫حوادث السير المسجلة بالمكان‪ ،‬دون تدخل المصالح‬ ‫المسؤولة لتصحيح الوضـع‪ ،‬إلى ذلك يطالب سكان حي‬ ‫كويلمة والطـوب وكل األحيــاء المجاورة والي جهة‬ ‫طنجة تطـوان الحسيمة بالتدخل في هذا الملف من‬ ‫أجل التسريع بإحداث وتشييد قنطرة بالمكان تجنبهم‬ ‫وأطفالهم خطر التعرض لحوادث السير‪ ،‬مشددين على‬ ‫أن الممر يعبره آالف المواطنين يوميا بالنظر إلى وجوده‬ ‫بمنطقة استراتيجية‬

‫حخ‬


‫العدد ‪836‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬مــاي ‪2016‬‬

‫إقتصاد‬ ‫احتياطات بنك المغرب من العملة‬ ‫الصعبة في ارتفاع‬ ‫حسب مؤشرات بنك المغرب األسبوعية‪ ،‬فإن صافي‬ ‫االحتياطات الدولية بلغ ما قيمته ‪ 239،9‬مليار درهم إلى‬ ‫غاية ‪ 22‬أبريل ‪ ،2016‬مسجال ارتفاعا بنسبة ‪ 31،3‬في‬ ‫المائة على أساس سنوي‪ ،‬وأنه من أسبوع آلخر عرفت هذه‬ ‫االحتياطات ارتفاعا بنسبة ‪ 1،4‬في المائة‪ .‬وخالل الفترة ما‬ ‫بين‪ 21‬و‪ 27‬أبريل ‪ ،2016‬ضخ البنك المركزي مبلغ ‪ 6‬ماليير‬ ‫درهم ضمن عمليات قرض مضمونة منحت في ا طار برنامج‬ ‫دعم تمويل المقاوالت الصغيرة جدا و المتوسطة‪..‬‬ ‫كما أن المعدل البنكي‪ ،‬استقر خالل نفس الفترة في‬ ‫‪ 2،16‬في المائة‪ ،‬وانتقل الحجم اليومي المتوسط للمبادالت‬ ‫من ملياري درهم إلى ‪ 1،4‬مليار درهم كمعدل يومي‪.‬‬ ‫وبخصوص نشاط البورصة‪ ،‬عرف مؤشر مازي ارتفاعا‬ ‫بنسبة ‪ 1،4‬بالمئة‪ ،‬ليصل أداؤه إلى ‪ 8،1‬بالمئة منذ بداية‬ ‫السنة‪ .‬ويرجع التطور األسبوعي للمؤشر المرجعي أساسا إلى‬ ‫ارتفاع قيم قطاعات ‘’ اإلتصاالت’’ ب ‪ 3،1‬في المائة ‘’العقار‬ ‫و مواد البناء ‘’ب ‪ 2،8‬في المائة و البنوك ب ‪ 1‬في المائة‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬لم تعرف المؤشرات القطاعية للـ’’عقار و‬ ‫التأمينات ‘’ تغيرات ملموسة من أسبوع آلخر‪ .‬وفي ما يتعلق‬ ‫بالمبادالت‪ ،‬فقد إستقرت في ‪ 482،2‬مليون درهم بعدما‬ ‫سجلت ‪ 512،1‬مليون درهم أسبوعا قبل ذلك‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬سجل المجمع م ‪ 3‬ارتفاعا طفيفا ب‬ ‫‪ 0،3‬في المائة ليستقر في ‪ 1111،3‬مليون درهم ‪ ،‬وهو‬ ‫تطور ناتج باألساس عن ارتفاع اإلحتياطات الدولية الصافية‬ ‫بنسبة ‪ 1،2‬في المائة و بنسبة ‪ 0.4‬في المائة بالنسبة‬ ‫للقروض البنكية‪.‬‬ ‫بالمقابل بلغت الديون الصافية لإلدارة المركزية ‪3،2‬‬ ‫في المائة‪ ، .‬و ارتفع الدرهم ب ‪ 0،16‬في المائة بالنسبة‬ ‫لألورو و إنخفض ب ‪ 0،27‬في المائة بالنسبة للدوالر خال ل‬ ‫األسبوع الممتد من ‪ 21‬إلى ‪ 27‬أبريل ‪.2016‬‬ ‫‪jjjjjjjjjjj‬‬

‫‪ 8,70‬مليار درهم مبيعات‬ ‫اتصاالت المغرب‬ ‫حققت مجموعة اتصاالت المغرب رقم معامالت جيدا‬ ‫خالل الفصل األول من السنة الجارية‪ ،‬بلغ ‪ 8،750‬مليار‬ ‫درهم‪ ،‬بتحسن نسبته ‪ 10،2‬في المائة‪ ،‬مقارنة مع الفترة‬ ‫نفسها من العام الماضي‪ ،‬مع تسجيل ارتفاع في عدد الزبناء‬ ‫بلغ ‪ 53‬مليون زبون‪.‬‬ ‫وسجلت المجموعة أرباحا صافية بنسبة ‪ 16‬في المائة‪،‬‬ ‫باحتساب األنشطة داخل المغرب وخارجه‪ ،‬حيث يعود الفضل‬ ‫في تسجيل هذا الرقم االستثنائي بالدرجة األولى إلى بيع‬ ‫ممتلكات عقارية تابعة للمجموعة‪ ،‬والتي بدون احتسابها‬ ‫تظل أرباح الشركة في حدود ‪ 4،2‬في المائة‪.‬‬ ‫وحسب مسؤولي المجموعة‪ ،‬فإن النمو المضطرد‬ ‫للنتائج المسجلة من طرف المجموعة‪ ،‬يأتي من مجموع‬ ‫أنشطتها‪ ،‬خصوصا من طرف الفروع اإلفريقية‪ ،‬حيث تم‬ ‫التركيز على االبتكار‪ ،‬واالستثمار وجودة الخدمات‪ ،‬مما يؤمن‬ ‫للمجموعة نموا مضطردا‪.‬‬ ‫وتعود هذه الوضعية ‪ ،‬بالدرجة األولى إلى النتائج‬ ‫الجيدة التي حققتها الفروع الدولية للشركة في إفريقيا‪،‬‬ ‫التي واصلت نموها بنسبة ‪ 12،7‬في المائة مقارنة مع العام‬ ‫الماضى‪ ،‬فضال عن عودة أنشطة الشركة داخل المغرب إلى‬ ‫منحاها اإليجابي‪ ،‬خصوصا في ما يتعلق بالهاتف الثابت‬ ‫واإلنترنت‪ ،‬وحتى أنشطة الهاتف المتنقل رغم المنافسة‬ ‫الشديدة وسجلت المجموعة ارتفاعا في األرباح الصافية‬ ‫باحتساب الضرائب بنسبة ‪ 2,6‬في المائة‪ ،‬مقارنة مع الفترة‬ ‫نفسها من العام الماضي‪ ،‬حيث بلغت ‪ 4،214‬مليار درهم‪،‬‬ ‫مستفيدة بدورها من أنشطة الفروع اإلفريقية‪ ،‬كما تم‬ ‫تقليص نسبة تراجع هذه األرباح بالنسبة إلى نشاط الشركة‬ ‫في المغرب من ‪ 3،8‬ـ في المائة خالل ‪ 2015‬إلى ‪ 1،8‬ـ في‬ ‫المائة في الفصل األول من ‪.2016‬‬ ‫وعلى صعيد التدفق النقدي التشغيلي سجل التقرير‬ ‫تراجعا بنسبة ‪ 5‬في المائة مقارنة مع الفترة نفسها‬ ‫من السنة الماضية‪ ،‬ليستقر في ما قيمته ‪ 2،642‬مليار‬ ‫درهم‪.‬‬ ‫وبالعودة إلى رقم معامالت المجموعة‪ ،‬فإنه يتضح من‬ ‫األرقام الواردة في البالغ أنه استفاد من نمو أنشطة الهاتف‬ ‫الثابت واإلنترنت بزيادة ‪ 6،5‬في المائة في السنة‪ ،‬وهوما‬

‫‪7‬‬

‫الجمع العام التأسيس لمركز‬ ‫ليكسوس للدراسات واألبحاث بالعرائش‬

‫يعوض تراجع رقم معامالت الهاتف المحمول بناقص ‪3،5‬‬ ‫في المائة ‪ ،‬مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي‪.‬‬ ‫‪jjjjjjjjjjj‬‬

‫تخصصات جديدة في‬ ‫الميكانيكية والتعدينية‬

‫تم مؤخرا بالرباط‪ ،‬إطالق ثالث منظومات صناعية‬ ‫تهم ثالثة تخصصات في قطاع الصناعات الميكانيكية‬ ‫والتعدينية‪ .‬وتهم هذه المنظومات الصناعية تخصصات‬ ‫تثمين النفايات المعدنية من النحاس واأللمنيوم‪ ،‬والمهن‬ ‫الجديدة «اآلالت الفالحية والدرجات الهوائية» وتشكيل‬ ‫المعادن‪ .‬مما ستكون له انعكاسات إيجابية على عدد من‬ ‫القطاعات األخرى‪.‬‬ ‫وسيساهم تفعيل هذه المنظومات الصناعية‪ ،‬في‬ ‫إحداث ‪ 13340‬فرصة شغل‪ ،‬كما أنها ستحقق ‪ 1،7‬مليار من‬ ‫القيمة المضافة ‪ ،‬حسب توقعات وزارة التجارة والصناعة‬ ‫وفضال عن ذلك ستحقق رقما بـ ‪ 11‬مليار درهم كرقم‬ ‫معامالت إضافي‪ ،‬وملياري درهم من االستثمارات‪ .‬وهو ما‬ ‫سيكون له تأثير إيجابي على الميزان التجاري بحيث ستمكن‬ ‫من ربح ‪ 2،3‬مليار درهم‪.‬‬ ‫كما أنه من شأن هذه المنظومات‪ ،‬أن ترفع التحديات‬ ‫التي يواجهها القطاع‪ ،‬خاصة ما يتعلق بالمنافسة القوية‬ ‫التي تواجهها المقاوالت بسبب القدرة اإلنتاجية العالمية‬ ‫الفائضة من الصلب‪ ،‬وتطوير تخصصات نهاية السلسلة‪،‬‬ ‫وتحسين ثقافة االبتكار والتصدير‪ ،‬والعجز المسجل على‬ ‫مستوى المبادالت التجارية البالغ حوالي ‪ 30‬في المائة من‬ ‫العجز التجاري الصناعي‪.‬‬ ‫كما سيكون من نتائج إح��داث ه��ذه المنظومات‬ ‫الصناعية أن تعطي دفعة تنموية جديدة للقطاع‪.‬‬ ‫‪jjjjjjjjjjj‬‬

‫المغرب ـ مصر‪:‬‬

‫حجم المبادالت التجارية خالل‬ ‫تسعة أشهر ‪ 484 :‬مليون دوالر‬ ‫كشفت السلطات المصرية أن ‪ ،‬حجم التبادل التجاري‬ ‫بين مصر والمغرب بلغ نحو ‪ 484‬مليون دوالر خالل الشهور‬ ‫التسعة األولى من سنة ‪.2015‬وأوضحت في تقرير حديث أن‬ ‫الصادرات المصرية للمغرب بلغت ‪ 295‬مليون دوالر‪ ،‬فيما‬ ‫بلغ حجم الواردات ‪ 189‬مليون دوالر خالل الفترة ذاتها‪.‬‬ ‫وأشار التقرير إلى ارتفاع حجم التبادل التجاري بين‬ ‫مصر والمغرب من ‪ 526‬مليون دوالر فى ‪ 2010‬إلى ‪677،6‬‬ ‫مليون دوالر فى ‪ ،2014‬كما قفزت الصادرات المصرية من‬ ‫‪ 417‬مليون دوالر إلى ‪ 545‬مليون دوالر في ‪ ،2014‬وزادت‬ ‫الواردات المصرية من ‪ 109‬ماليين دوالر إلى ‪ 132،6‬مليون‬ ‫دوالر‪.‬‬ ‫وأوض���ح أن أه��م ال��ص��ادرات المصرية تتمثل في‬ ‫مخلفات صناعات غذائية مستخدمة لصناعة األعالف وآالت‬ ‫وأجهزة كهربائية ومعدات‪ ،‬والحديد والصلب والبالستيك‬ ‫ومصنوعاته وزيوت حيوانية ونباتية‪ ،‬وألومنيوم ومصنوعاته‪،‬‬ ‫وورق مقوى وفواكه وتمور ومصنوعات من حديد وصلب‬ ‫وزجاج ومصنوعاته‪.‬‬ ‫وأضاف التقرير أن أهم الواردات المصرية من المغرب‬ ‫تتمثل في السيارات ‪،‬ومصبرات اللحوم واألسماك والمواد‬ ‫الغذائية ‪ ،‬ووقود وزيوت معدنية‪.‬‬ ‫وبخصوص مجال االستثمار‪ ،‬أب��رز التقرير التطور‬ ‫الكبير ال��ذي يشهده المغرب من حيث عوامل الجذب‬ ‫والحوافز المقدمة للمستثمرين وتنوع المجاالت المطروحة‬ ‫لالستثمار‪ ،‬مشيرا إلى أن المملكة أصبحت خالل السنوات‬ ‫األربعة الماضية من أهم مقاصد االستثمار في منطقة‬ ‫شمال إفريقيا ‪ ،‬خاصة مع التطورات السياسية التي شهدتها‬ ‫دول المنطقة مقارنة باألوضاع السياسية المستقرة في‬ ‫المغرب‪.‬‬ ‫وأشار التقرير إلى أن المغرب يأتي في المرتبة ‪40‬‬ ‫بين دول العالم المستثمرة في مصر بحجم استثمارات‬ ‫يبلغ ‪ 79،42‬مليون دوالر وعدد شركات مؤسسة يصل إلى‬ ‫‪ 152‬شركة بنهاية فبراير‪ ، 2015‬وتركزت أغلب مساهمات‬ ‫المغرب في رأس المال المصدر وعدد الشركات المؤسسة‬ ‫خالل الفترة من عام ‪ 2003‬حتى نهاية عام ‪ ،2010‬وهي‬ ‫الفترة التي شهدت في عام ‪ 2006‬قفزة في االستثمارات‬ ‫المغربية نتيجة لقيام شركة األسمنت المغربية بزيادة‬ ‫نصيبها في شركة السويس لألسمنت‪.‬‬

‫تعزز قطاع الدراسات واألبحاث بجهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة بميالد مركز ليكسوس‬ ‫للدراسات واألبحاث‪ .‬اإلعالن عن ميالد هذا‬ ‫المركز جاء خالل الجمع التأسيسي الذي عقد‬ ‫مؤخرا بمدينة العرائش‪ ،‬بحضور أساتذة‬ ‫جامعيين‪ ،‬وخبراء وباحثين وأطر إدارية تمثل‬ ‫مختلف المصالح بمدن طنجة العرائش والقصر‬ ‫الكبير‪.‬‬ ‫وقد اشتمل جدول أعمال الجمع العام‬ ‫التأسيسي على نقطتين‪ ،‬األولى دراسة ومناقشة‬ ‫مشروع القانون األساسي للمركز والمصادقة‬ ‫عليه‪ ،‬والنقطة الثانية همت تشكيل المكتب‬ ‫المسير للمركز‪ ،‬الذي جاء على الشكل التاليز‪:‬‬ ‫الرئيس أحمد الوزاني ‪ /‬أستاذ جامعي‬ ‫بشعبة االقتصاد بالكلية المتعددة االختصاصات‬ ‫بالعرائش‬ ‫نائب الرئيس مصطفى بوسنينة ‪/‬‬ ‫المتصرف بغرفة الصناعة التقليدية بجهة طنجة‬ ‫تطوانالحسيمة‪.‬‬ ‫األمين العام شفيق بكور ‪ /‬أستاذ بالمدرسة‬ ‫الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة‪.‬‬ ‫نائب األمين العام عمر التيجاني ‪ /‬أستاذ‬ ‫جامعي شعبة االقتصاد بالكلية المتعددة‬ ‫التخصصاتبالعرائش‪.‬‬ ‫أمين مال المركز فؤاد اللصق ‪ /‬إطار بوزارة‬ ‫الماليةبالعرائش‪.‬‬ ‫نائب أمين المال خالد المودن ‪ /‬إطار مالي‬ ‫بالوكالة المستقلة للماء والكهرباء بالعرائش‪.‬‬ ‫المنسق العام نبيل أحميض ‪ /‬إطار متصرف‬ ‫بقسم التعمير بعمالة إقليم العرائش‪.‬‬

‫المدير التنفيذي للمركز مصعب التيجاني ‪/‬‬ ‫أستاذ بالسلك الثانوي‪.‬‬ ‫نائبه عبد الحكيم األحمدي ‪ /‬إطار متصرف‬ ‫بغرفة الصناعة التقليدية بالجهة ‪.‬‬ ‫المستشارون ‪ /‬األستاذ عبد القادر جويهر‬ ‫محامي بهيئة طنجة ‪ -‬األستاذ يوسف المربوح‬ ‫أستاذ بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير‬ ‫بطنجة‪.‬‬ ‫ويهدف هذا المركز‪ ،‬إلى التأسيس العلمي‬ ‫والمعرفي لقضايا التدبير العمومي والتنمية على‬ ‫ضوء مفاهيم الحكامة‪ ،‬وفق مقاربات نظرية‬ ‫وتطبيقية متجددة‪ ،‬والعمل على الرصد والتقييم‬ ‫العلمي والمنهجي لمختلف الجوانب المرتبطة‬ ‫بالتدبير العمومي المحلي‪ ،‬مستحضرا في ذلك‬ ‫مختلف التحديات الكبرى المتعلقة برهان تجويد‬ ‫تنزيل الجهوية المتقدمة بالمغرب‪ .‬وسيحاول‬ ‫المركز‪ ،‬إلى جانب باقي المتدخلين في الشأن‬ ‫العام المحلي‪ ،‬اإلسهام في االرتقاء بإشكاليات‬ ‫الحكامة والتنمية المجالية والمستدامة في‬ ‫الدراسة والبحث من منطلق علمي‪ ،‬وكذا العمل‬ ‫على التكوين المنهجي والنظري للباحثين‬ ‫والنخب المحلية والمجتمع المدني في حقل‬ ‫الدراسات النظرية والتطبيقية المرتبطة بمجال‬ ‫الحكامةوالتنمية‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬

‫محالت تجارية للبيع بالفنيدق‬

‫في‬

‫العنوان ‪ :‬حي الكنرتول وراء �إقامة �سانيو‬ ‫‪2‬‬ ‫امل�ساحة من ‪13‬م‪ 2‬الى ‪22‬م‬

‫أثمنة جد مناسبة‬

‫للمزيد من املعلومات املرجو االت�صال بالرقم التايل ‪:‬‬

‫‪0664809292‬‬

‫‪AVIS DE PERTE‬‬ ‫‪M. Driss CHAKROUN déclare avoir perdu dans des‬‬ ‫‪circonstances et lieu indéterminés, le :‬‬

‫‪Titre Foncier nº 22509 / 06‬‬

‫»‪concernant la copropriété dite «Chakroun‬‬ ‫‪sise à Madchar Bendiban à Tanger‬‬ ‫‪Prière à toute personne ayant retrouvé ce document‬‬ ‫‪de bien vouloir le rapporter à la Conservation‬‬ ‫‪Foncière de Tanger - Beni Makada.‬‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬مــاي ‪2016‬‬

‫العدد ‪836‬‬

‫مسامرات شعرية صحراوية في تطوان‬ ‫• عبد القادر الخراز‬ ‫األدب بكل أصنافه و أنواعه و أجناسه‪ ،‬يعتبر صورة أخرى من صور النضال‪ ،‬سواء في سبيل القضايا التي‬ ‫يعاني منها األفراد أم المجتمع‪ ،‬إضافة إلى خدمة مكوناته الفضائية والفنية بكل مستوياتها‪ ،‬و انطالقا من‬ ‫هذا و مسايرة له‪ ،‬ارتبطت بقضية الصحراء المغربية أشكال عديدة من النضاالت‪ ،‬و كلها سارت متكاثفة جنبا‬ ‫إلى جنب‪ ،‬ومنها المواقف األدبية‪.‬‬ ‫رافقت النصوص األدبية قضية الصحراء المغربية منذ جذورها األولى التي تعود إلى فترات سابقة لعهد‬ ‫الحسن األول (‪ 1247-1311‬هـ)‪.‬‬ ‫و يمكن تصنيف االمتداد األدبي الذي رافق هذه القضية إلى ثالثة أقسام ؛ جمع األول منها فترة الحماية‬ ‫وما سبقها من فترات‪ ،‬واستقل الثاني بالفترة الواقعة بين حصول المغرب على استقالله‪ ،‬ممتدة إلى غاية‬ ‫دخول القضية في منطقة المطالبة و التصعيد و التتويج بحدث المسيرة الخضراء‪ ،‬و بين نهاية دجنبر ‪1975‬م‪،‬‬ ‫و هي السنة التي يمكن اعتبارها بداية للقسم الثالث الذي سيظل مشرعا على الحاضر والمستقبل‪.‬‬ ‫يخضع هذا التقسيم لبعض ما ميز نصوص هذا الموضوع من األدب المغربي‪ :‬فأدب القسم األول تطغى‬ ‫عليه مسحة الدفاع و تحقيق السيادة و اعترافات مواطني الصحراء عن تعلقهم بالدولة العلوية الشريفة‪ ،‬التي‬ ‫أكدت كثير من النصوص عنايتها بهذا اإلقليم‪ ،‬بتأسيس المؤسسات العلمية وتقدير العلم و العلماء‪ ،‬وهذا‬ ‫ما حافظت عليه الظروف خالل قسمها الثاني رغم نزول االستعمار اإلسباني فوق أراضيها‪ ،‬فقد كانت الظهائر‬ ‫تختم بتطوان نيابة عن ملك البالد الشرعي في الرباط‪ ،‬وهذا ما استلزم استشارة أهالي الصحراء في كل ما‬ ‫ارتبط بالقضايا المصيرية‪ .‬والزيارات الرسمية و اإلخوانية العديدة التي كانت تصل تطوان باإلقليم الصحراوي‬ ‫أكبر شاهد على ذلك‪.‬‬ ‫نذكر من اإلخوانية زيارة‬ ‫وفد من أهالي الصحراء المغربية‬ ‫لمدينة تطوان خالل شهر دجنبر‬ ‫عام ‪ 1938‬م برئاسة الشيخ‬ ‫الحاج محمد مر به بن الشيخ‬ ‫القدوة سيدي ما العينين الذي‬ ‫فاق عدده عشرين رجال‪ ،‬كلهم‬ ‫من خيرة رجال نواحي كبو خبي‬ ‫و سيدي يفني و شنقيط‪ ،‬وكان‬ ‫من بينهم الشاعر الشهير سيدي‬ ‫ما العينين بن العتيق‪ ،‬والشريف‬ ‫األديب سيدي محمد بن الشيخ‬ ‫سيدي أحمد الهيبة”‪.‬‬

‫فأجزني يا بن العتيق فأنتـــــم‬

‫في سماء القريض أسمى و أعلى‬

‫فأجابه ابن العتيق مجيزا إياه بهذه األبيات ‪:‬‬

‫هذه الخمر بل من الخمــر أحلــى‬

‫بل هي السحـر نفت هــرون يتلـــى‬

‫هي أبياتك التي ما لها فـــــــــي‬

‫سلك شعر يسطيع ذو النظم شكال‬

‫رمت فيها إجازتي يابن منصـور‬

‫وقـد كنـــت لالجــــازة أصـــــــــال‬

‫أنت في الشعر و البديع مجـــــاز‬

‫قد وجدنـاك إذ خبرنـاك فحـــــــال‬

‫قام بعد سماع هذه األبيات الشاعر إبراهيم اإللغي و شرع في إلقاء قصيدة استهلها بقوله‪:‬‬

‫خطر النسيم مبشرا باألسعد‬

‫ويد الصباح تبل وجه األنجد‬

‫إلى أن قال ‪:‬‬

‫الداء كل الداء في تفريقــنـــــــا‬

‫فمتى نسير إلى الوفاق المنجد‬ ‫هلل عهد نحن فيه وحـــــــــــدة‬ ‫والقطر تحت أوامـــر لموحــــد‬ ‫ال شيء يصلح حالنـــا كتعـــارف‬ ‫وتـزاور و تعــاون و تـــــــودد‬ ‫وهكذا استمرت ليلة السمر الشعرية‬ ‫هذه تتفجر شعرا في الوصف و المدح و‬ ‫تعداد صور الشعور الوطني‪ ،‬وداعية إلى‬ ‫الوحدة و التكتل و التماسك و االخالص‬ ‫للوطن ‪ ،‬ولملك البالد و الدولة العلوية‪.‬‬

‫أوحت هذه الزيارة بنشاط‬ ‫أدبي شعري شاعري نتيجة ما‬ ‫امتألت به نفوس المرحبين‬ ‫والمرحب بهم‪ ،‬ففي يوم الثالثاء‬ ‫‪ 5‬ذي القعدة عام ‪ 1357‬هـ‬ ‫موافق ‪ 27‬دجنبر ‪1938‬م‪ ،‬زار‬ ‫وفد من حركة الوحدة المغربية‬ ‫التي كان يتزعمها الشيخ محمد‬ ‫المكي الناصري‪ ،‬العالمة الحاج‬ ‫محمد بن الشيخ ماء العينين سيدي مر به ربه كبير أشياخ طرفاية ويفني و شنقيط بدار الضيافة بتطوان‪.‬‬ ‫وقد استغرقت الزيارة ما يزيد على ساعتين كانت كلها مذاكرات دينية ومساجالت أدبية‪ .‬في هذه األثناء أنشد‬ ‫الشيخ ماء العينين بن العتيق الشيخ محمد المكي الناصري‪:‬‬

‫سالم على شيخ األساتذة المكي‬

‫ينير به ليل اليراعة والصك‬

‫إلى أن قال‪:‬‬

‫وما من سبيل للمزايا سلكتها‬

‫وما من آلل العلم نظمت في سلكي‬

‫وكان عبد الوهاب بن منصور من الحاضرين‪ ،‬إذ كان لجأ إلى تطوان أيام الشباب بعد المنحة التي كان‬ ‫ألحقها اإلستعمار الفرنسي بوطنيي مدينة فاس‪ .‬فتأثر ألبيات الشيخ ابن العتيق‪ .‬ولم يشعر إال وهو يرتجل‬ ‫أبياتا على البديهة في مدح الشيخ الحاج محمد مربه ربه قال‪:‬‬

‫مربه ربه حزت الفضائــل‬

‫أيها الزائرون شرفتمــونـــــــا‬

‫مرحبا بالسراة أهال و سهـــــــال‬

‫ونلت مـــــن العلى ما أنت نائــــــل‬

‫وعلى الفور أجازه الشيخ ابن العتيق قائال‪:‬‬

‫أال هلل درك خيـــر فاضـــــــل‬

‫بحسن شبابك ازدهت المحافـــــــل‬

‫بديهتك الظريفة أعجبتنـــــا‬

‫فوافر شعرك المغبوط كامــــــــــل‬

‫و بعد المساجلة السابقة بين الشاعرين المغربيين ابن العتيق و ابن منصور ارتجل الشاعر محمد ماء‬ ‫العينين بن سيدي احمد الهيبة مرحبا بالزائرين المرحبين و مغتبطا بهم‪ ،‬قال‪:‬‬

‫بمقدمكم لنا طاب الجلوس‬

‫و وفقنا بما تهـوى النفـوس‬

‫فكم من منتدى بكم تحلى‬

‫وكم بحالكم تحلو الدروس‬

‫ثم كانت الحفلة العامة التي شارك فيها جمع غفير من أهالي تطوان و نواحيها‪ ،‬كانت يوم الخميس ‪7‬‬ ‫ذي القعدة عام ‪ 1357‬هـ موافق ‪ 29‬دجنبر ‪ 1938‬م‪ ،‬حضر من الوفد الصحراوي ما يفوق الثالثين شخصية ما‬ ‫بين أديب و شاعر على رأسهم الشيخ محمد اإلمام ابن الشيخ ماء العينين‪ ،‬فتبودلت الخطب بين المرحبين و‬ ‫المرحب بهم‪ ،‬كانت الكلمة األولى للحاج أحمد معنينو‪ ،‬وكان الجواب عليها من طرف الشيخ محمد اإلمام بن‬ ‫الشيخ ماء العينين وما كاد هذا األخير يختم كلمته حتى قام عبد الوهاب بن منصور و شرع في إلقاء األبيات‪:‬‬

‫إن جيد العلى بكم قد تحلــــى‬

‫و شعاع الصالح منكم تجلـــــــى‬

‫و غرامـا في اهلل يجمعنــــا اآلن‬

‫وحب اإلله كالشهد أحلـــــــــــى‬

‫و نذكر من الزيارات الرسمية تلك التي‬ ‫كان قام بها الشيخ ماء العينين بن العتيق‬ ‫لحضور افتتاح مجلس األحباس الذي تم‬ ‫تحت إشراف الخليفة السلطاني الحسن بن‬ ‫المهدي بقصره في تطوان‪ ،‬كان افتتاح هذا‬ ‫المجلس حدثا كبيرا حققته الوطنية المغربية‬ ‫في تطوان‪ ،‬ورغبة من الخليفة السلطاني‬ ‫في إعطائه كل االعتبارات هيأ الفتتاحه‬ ‫حجما يالئمه وحدد النعقاده يوم األربعاء‬ ‫‪ 16‬محرم الحرام عام ‪ 1358‬هـ موافق ‪8‬‬ ‫مارس ‪ 1939‬م واستدعى لحضوره األعيان و‬ ‫المطلعين على تنظيم األحباس من العلماء‬ ‫و الخبراء والموظفين من منطقة شمال المغرب و من منطقة جنوبه الصحراوي ‪ ،‬فكان من المدعوين وزير‬ ‫األحباس الفقيه األديب محمد ابن موسى و عبد الخالق الطريس بحكم أنه كان وزيرا سابقا لألحباس ‪ ،‬ووزير‬ ‫العدلية محمد أفيالل‪ ،‬و الصدر األعظم أحمد الغنمية وغيرهم من أعيان مدن المنطقة‪ ،‬واستدعى من الصحراء‬ ‫المغربية وفدا حضر تحت رئاسة الشيخ ماء العينين بن العتيق‪ ،‬وكانت لكل هؤالء كلمات وخطب في الموضوع‬ ‫و كلها كانت نثرا باستثناء كلمة ماء العينين التي ألقيت شعرا‪ ،‬وكان ابن العتيق أول من تكلم إذ ألقى قصيدة‬ ‫طويلة وصفها أحد الحاضرين بأنها كانت بليغة مؤثرة تركت شعورا قويا في كل الحاضرين‪ ،‬وبعد قصيدة ماء‬ ‫العينين ألقيت كلمات وفد تطوان كانت آخرها كلمة وزير األحباس‪.‬‬ ‫لم تقف المناسبات عند حد ما ذكرنا‪ ،‬و لكنها امتدت إلى مناسبات وزيارات عديدة وكلها تعبق كلمات و‬ ‫خطبا و شعرا تترجم االنعتاق من االحتالل و شوقا إلى التخلص وتحقيق الوحدة‪ ،‬كما كانت هناك بعثات ووفود‬ ‫بين تطوان و أهالي الصحراء‪ ،‬كانت تتم بمناسبة و بغيرها حاملة رسائل كتابية تارة و شفاهية تارة أخرى و‬ ‫من البعثات نذكر البعثات الطالبية الصحراوية التي كانت تأتي تطوان قصد الدراسة‪ ،‬ووفود الحجاج الذين‬ ‫كان طريقهم عبرها‪.‬‬ ‫وجاءت الفترة األدبية التي رافقت حدث المسيرة الخضراء ‪ ،‬بدأت هذه مع اإلعالن عن الحدث التاريخي‬ ‫العظيم‪ ،‬وهي تتميز بكثرة اإلنتاج و تشبعه من حيث األنواع وأصناف األدباء‪.‬من حيث األول نجد القصيدة‬ ‫العمودية و القصيدة الحرة و قصيدة التفعلة – والموشحات و المسرحيات‪ ،‬أما من حيث أصناف األدباء فاألمر‬ ‫لم يقف عند حد المغاربة وحدهم‪ ،‬بل شاركهم شعراء من المشرق العربي و مغاربه‪ ،‬وأهم ما يميز إبداع هذه‬ ‫الفترة مشاركة المرأة من جهة ‪ ،‬ثم الحماس القوي و المتقد العاطفة من جهة ثانية‪ ،‬تجلى ذلك في تتبع حدث‬ ‫المسيرة منذ بداياته األولى إلى غاية لحظة اإلعالن عنها‪ ،‬ثم ما رافقها إلى غاية رجوع المتطوعين وما أعقب‬ ‫ذلك من ترتيبات و تنظيمات مبرزة ما حققته من انتصارات تارة‪ ،‬و معددة تارة أخرى ما ارتبط بمبدعها ملك‬ ‫المغرب الحسن الثاني و ما اتصف به من ذكاء سياسي و مهارة قانونية‪ ،‬و حكمة في التنظيم والتنسيق بين‬ ‫الجانبين المدني والعسكري‪ ،‬ثم الرزانة و الثبات اللذان استطاع بهما تحقيق الفوز واالنتصار دون إراقة قطرة‬ ‫واحدة من الدم‪.‬‬ ‫نترك القول في نصوص هذه الفترة من الناحية الفنية إلى مناسبة أخرى نظرا لما تتطلبه من وقفات في‬ ‫عناصرها الفنية التي كانت من إيحاء حدث المسيرة الخضراء‪.‬‬ ‫و نصل المرحلة الثالثة و تمثلها نصوص القسم الثالث و هي النصوص التي ارتبطت بما جاء بعد حدث‬ ‫المسيرة‪ ،‬وهذه استقلت بتصوير الحدث اعتمادا على استرجاع الذاكرة‪ ،‬وعلى االستحضار الذهني‪ ،‬قاصدة‬ ‫توثيق ما سبق من أحداث لم يثرها الشاعر السابق‪ ،‬و بذلك يمكن وسمها بالنصوص التي تغيت تسجيل‬ ‫الحدث التاريخي إبداعا و تاريخا‪ ،‬و هذا نستشفه في بعض تراكيبها من ذلك اتكاء شاعرها على استعمال “‬ ‫كان” أو ما في معناها بكثرة‪ ،‬وهو ما لم يواجهنا في قصائد الفترة السابقة‪.‬‬ ‫هذه نبذة موجزة مختصرة استخلصناها من بعض النصوص ‪ ،‬اكتفينا بها علما بأن موضوع أدب المسيرة‬ ‫بحجمه الذي أصبح عليه اليوم موضوعا ضخما ‪ ،‬فقد تعددت مادته وتفرعت جوانبه ‪ ،‬و تشعبت مساربه إلى‬ ‫درجة أصبح معها يستلزم دراسات و دراسات حسب التخصص واالهتمام‪.‬‬


‫العدد ‪836‬‬

‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬مــاي ‪2016‬‬

‫مسرح احدادو وبن بوشتى في أطروحة جامعية‬ ‫بآداب القنيطرة‬ ‫‪-‬‬

‫متابعة ‪ :‬عبد اهلل بديع‬

‫ر�ضوان احدادو‬

‫جرت‪ ،‬صباح اإلثنين ‪ 25‬أبريل ‪ 2016‬بقاعة الندوات‬ ‫بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية التابعة لجامعة ابن‬ ‫طفيل بالقنيطرة‪ ،‬مناقشة أطروحة لنيل الدكتوراه‪،‬‬ ‫بعنوان «الغربة في المسرح المغربي‪ ..‬مقاربة في‬ ‫نماذج»‪ ،‬أنجزها الطالب الباحث األستاذ حسن صغيري‪.‬‬ ‫وأعلنت اللجنة العلمية‪ ،‬التي ناقشت العمل على‬ ‫امتداد زهاء ثالث ساعات ونصف والتي تكوّنت من‬ ‫األساتذة الدكتورة نوال بنبراهيم رئيسة والدكتور عبد‬ ‫الكريم لشهب مشرفا ومقررا والدكتور ميلود بوشايد‬ ‫عضوا والدكتور أحمد حافظ عضوا‪ ،‬منح الطالب صغيري‬ ‫شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جدا‪.‬‬ ‫ومن النماذج التي تناولتهــا هذه األطروحة‬ ‫الجامعية للباحث صغيري‪ ،‬الذي يشتغل أستاذا لمادة‬ ‫اللغة العربية في سلك الثانوي التأهيلي بالمديرية‬ ‫اإلقليميةبالرشيديةالتابعةلألكاديميةالجهويةللتربية‬ ‫والتكوين درعة تافياللت‪ ،‬أعماال لكل من المسرحي‬ ‫األستاذ رضوان احدادو والمسرحي األستاذ الزبير بن‬ ‫بوشتى‪.‬‬ ‫ونظرا ألهمية موضوع هذه األطروحة العلمية‬ ‫وارتباطها باسمين مسرحيين وازنين في الحركة‬ ‫المسرحية بشمال المغرب والوطن كله‪ ،‬استأذنا الباحث‬ ‫الدكتور صغيري في نشر نص التقرير الذي تقدم به‬ ‫أمام لجنة المناقشة في ما يلي‪:‬‬ ‫يكتسي موضوعُ الغربةِ أهمي ًة بالغة في المجال‬ ‫األدبي عامة‪ ،‬وفي المسرح بصفة خاصة؛ فقد حظي‬ ‫باهتمام كبير من لدن المبدعين والنقاد‪ ،‬وخصصت‬ ‫له دراساتٌ وأبحاث قاربته من زوايا مختلفة‪ ،‬وأبرزت‬ ‫تجلياته وعالقاته بمجاالت عدة‪ ،‬سواء في مجال الشعر‬ ‫أو في مجال الرواية‪ .‬لكن مع ذلك‪ ،‬تظل الكتاباتُ التي‬ ‫تناولته بالبحث والتنقيب في المجال المسرحي قليل ًة‪،‬‬ ‫حسب علمنا‪ .‬وهذا ما يجعل بحث قضاياه في إطار‬ ‫المجال ضرور ٌة ملح ٌة بغية الكشف عن خصائصه‬ ‫هذا‬ ‫ِ‬ ‫وتجلياته‪ ،‬ورصدِ كيفية توظيفه داخل األعمال اإلبداعية‬ ‫المسرحية‪.‬‬ ‫َ‬ ‫البحث في موضوع الغربة‬ ‫من هذا المنطلق‪ ،‬آثرنا‬ ‫ومقاربته ضمن األعمال اإلبداعية المسرحية لمؤلفين‬ ‫َ‬ ‫مغاربة تحت عنوان‪« :‬الغربة في المسرح المغربي قراءة‬ ‫في نماذجَ»‪.‬‬ ‫وإذا كان إنجازُ أيِّ بحثٍ ال يخلو من صعوبات‬ ‫َ‬ ‫العراقيل التي واجهتني ندر َة‬ ‫ومشاكل‪ ،‬فإن من أهم‬ ‫ِ‬ ‫االشتغال؛ بل انعدامَ‬ ‫النصوص المسرحيةِ‪ ،‬موضوعَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بعضِها من معظم المكتبات‪ ،‬بما فيها المعرض‬ ‫الدولي للنشر والكتاب الذي ينظم َّ‬ ‫كل سنةٍ بمدينة‬

‫الزبري بن بو�شتى‬ ‫الدار البيضاء‪ ،‬إذ شددت الرحال إليه طمعا في الحصول‬ ‫عليها؛ لكن دون جدوى‪ .‬فلم يكن من خيار أمامي‬ ‫َ‬ ‫تطوان‪ ،‬حيث التقيت بالكاتب‬ ‫سوى أن أقصد مدينة‬ ‫المسرحي األستاذ رضوان احدادو الذي أشكره على‬ ‫حفاوة االستقبال وحسن الضيافة‪ ،‬إذ أمدني ببعض‬ ‫نصوصه المسرحية‪ ،‬ثم بعث لي بالكثير منها إلى مقر‬ ‫سكنايَ بالرشيدية‪ .‬ومن ذلك الحين‪ ،‬وهو يبعث إلي‬ ‫بكل ما استجد عنده من أعمال‪ .‬ثم توجهت بعد ذلك‬ ‫َ‬ ‫طنجة من أجل االلتقاء بالكاتب المسرحي‬ ‫إلى مدينة‬ ‫األستاذ الزبير بن بوشتى؛ لكن هذا اللقا َء لم يتم ألن‬ ‫األستاذ كان يعيش ظروفا عائلية خاصة‪ ،‬لكنه‪ ،‬اعتذر‬ ‫وبعث إليّ بمعظم نصوصه المسرحية‪ .‬أما نصوصُ‬ ‫الكاتب المسرحي الراحل محمد مسكين‪ ،‬فقد حصلت‬ ‫على بعضها من بعض المكتبات؛ أهمُّها المكتبة‬ ‫الوطنية للمملكة بالرباط‪.‬‬ ‫ولهذا‪ ،‬أشكر األستاذين الجليلين اللذين وفرا لي‬ ‫المادة األولية‪ ،‬وأدعو للمرحوم محمد مسكين بواسع‬ ‫المغفرة والرضوان‪.‬‬ ‫الموضوع يعد نتاجَ عدةِ‬ ‫لهذا‬ ‫اختيارنا‬ ‫والواقع أن‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫عوامل يتفاعل فيها الذاتيُّ بالموضوعي‪ .‬فبالنسبة‬ ‫إلى العوامل الذاتية‪ ،‬تظل محكوم ًة برغبتنا األكيدة في‬ ‫البحث ضمن هذا المجال‪ ،‬باإلضافة إلى العالقة التي‬ ‫ربطتنا به منذ بحثنا لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة‬ ‫الذي أنجزناه بإشراف أستاذنا الدكتور عبد الرحمن بن‬ ‫زيدان ورمنا فيه تحديدَ مفهومَ المسرح في الخطاب‬ ‫التنظيري في المغرب عند جماعة المسرح االحتفالي‬ ‫وعند مسرح النقد والشهادة‪.‬‬ ‫أما بالنسبة إلى العوامل الموضوعية‪ ،‬فهي‬ ‫محكوم ٌة بندرةِ األعمال التي قاربت هذا الموضوعَ في‬ ‫الساحة المسرحية المغربية‪.‬‬ ‫وبناء على هذه الدوافع‪ ،‬فإن ما نرومه من هذا‬ ‫العمل هو‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ رصدُ تجلياتِ الغربة في المسرح المغربي‬‫ُ‬ ‫هموم وانشغاالتِ وتطلعاتِ‬ ‫وكيفية استثماِرها لعكس‬ ‫ِ‬ ‫المغاربةِ‪.‬‬ ‫ تعميقُ النظ ِر في أهم القضايا المرتبطةِ بالغربة‬‫في المسرح المغربي‪.‬‬ ‫الموضوع‪ ،‬فقد توسلنا بالتحليل‬ ‫ولمقاربة هذا‬ ‫ِ‬ ‫الدراماتورجيِّ لكونه أثبت فعاليتَه في تحليل النصوص‬ ‫المسرحية؛ باعتباره يراعي خصوصياتِها وطابعَها‬ ‫المركبَ المازجَ بين القراءة والعرض‪ ،‬وألنه مقارب ٌة‬ ‫تحفظ للنص المسرحيِّ خصوصيتَه‪ ،‬وتفكيكَ بنياتِه‬ ‫التخييليةِوالشعريةِ‪.‬‬

‫موضوع الغربةِ يفترض‬ ‫إن اإليمان بأهميةِ‬ ‫ِ‬ ‫اختيارَ نماذجَ تمثلت في النصوص الدرامية «البحث‬ ‫عن متغيب» و»المتنبي يخطئ زمنه» لرضوان احدادو‪،‬‬ ‫و»أقدام بيضاء» للزبير بن بوشتى‪ ،‬و»امرأة ‪ ..‬قميص‪..‬‬ ‫زغاريد» و»تراجيديا السيف الخشبي» لمحمد مسكين‪.‬‬ ‫وقد خلصت إلى أن الفن المسرحيَّ فنٌّ يجمع بين‬ ‫القراءةِ والفرجة‪ ،‬وأنه لم يأتِ من أجل إعالن مهادنته‬ ‫للواقع‪ ،‬بل جاء‪ -‬في مناسباتٍ عديدةٍ ‪ -‬ليميط اللثامَ‬ ‫الواقع بكل تعبيراتهِ وتلويناته‪.‬‬ ‫عن اختالالت هذا ِ‬ ‫ُ‬ ‫األعمال اإلبداعية ‪-‬موضوعَ الدراسةِ ‪-‬‬ ‫وقد أبانتِ‬ ‫عن عمق الفنِّ المسرحيِّ المغربيِّ‪ ،‬وعبرت عن حضور‬ ‫القيم الفنية والجمالية بصيغ مختلفة وصور متباينة‪،‬‬ ‫وهي نتيجة طبيعية تتساوق مع اختالف المبدعين على‬ ‫مستوى الرؤية للعالم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫المسرحية المنتقا ُة في‬ ‫كما كشفتِ النصوصُ‬ ‫هذه الدراسة عن حضور تيمة الغربة بألوان مختلفة‪،‬‬ ‫تبعا لتباين المؤلفين المسرحيين في نظرتهم للواقع‪،‬‬ ‫بما ينطوي عليه من تناقضاتٍ ومفارقات‪ .‬وفي هذا‬ ‫السياق‪ ،‬نُلفي حديثا عن الغربة في الـمدينة‪ ،‬والغربةِ‬ ‫في الزمان والمكان‪ ،‬والغربةِ ومرارة الـواقع‪ ،‬والغربة‬ ‫والسياسة‪ ،‬والغربة والحلم وغي ِرها من األلوانِ‪ ،‬وكلها‬ ‫مظاهرُ طبيعي ٌة تعكس االنشغاالتِ والهمومَ التي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫والعربية عام ًة‪ ،‬والذاتَ‬ ‫المغربية خاصة‬ ‫سكنت الذاتَ‬ ‫َ‬ ‫اإلنسانية بشكل أعم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫األعمال اإلبداعية عن صعوبة اندماج‬ ‫كما أفصحتِ‬ ‫شريحةٍ اجتماعيةٍ داخل محيطها؛ فهي على هامش‬ ‫الواقع وتقف موقف المتفرج دون أن تكون لها القدر ُة‬ ‫على إحداث التغيير المنشود‪ .‬وهذا ما جعل المشتغلين‬ ‫في ميدان المسرح يكشفون عن زيف الحياة‪ ،‬خصوصا‬ ‫على مستوى منظومة القيم التي تالشت في ظل عالم‬ ‫مسكون بالقيم المادية‪ .‬ولذلك‪ ،‬كان طبيعيا أن تكون‬ ‫محكوم ًة بالرؤيةِ الساخرة للواقع‪.‬‬ ‫وقد اتخذتْ نُصوصُ رضوان احدادو والزبير بن‬ ‫بوشتى ومحمد مسكين من الواقع المغربيِّ موضوعا‬ ‫للمساءلة النقدية؛ بالنظر إلى أن َّ‬ ‫كل باحث منهم كان‬ ‫يروم تقديمَ قراءةٍ للواقع‪ ،‬وَ ْفقَ رؤيته الفلسفية التي‬ ‫كانت توجهه في هندسته لمشاريعه المسرحية‪ .‬وليس‬ ‫هَوَس رضوان احدادو بالجانب‬ ‫أدل على ذلك من‬ ‫ِ‬ ‫السياسيِّ‪ ،‬وشغفِ الزبير بن بوشتى بالواقع االجتماعي‪،‬‬ ‫وطرح‬ ‫وانجذاب محمد مسكين إلى الجانب الفلسفيِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫السؤال النقدي‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وتجدر االشار ُة إلى أن المسرحي محمدا مسكينَ‬ ‫يختلف‪ ،‬في معالجته لموضوع الغربة‪ ،‬عن معالجته عند‬

‫كل من المسرحيين رضوان احدادو والزبير بن بوشتى؛‬ ‫السؤال ظل يرافق مسكين في مجمل‬ ‫ألن هاجس‬ ‫ِ‬ ‫أعماله اإلبداعية‪.‬‬ ‫فإذا كانت هناك فروقٌ بين هؤالء المؤلفين‬ ‫والمرتبطة بطبيعة تكوين كل واحد منهم‪ ،‬وإلى‬ ‫التصوراتِ الفلسفية والفكرية واإليديولوجية التي‬ ‫توجهه؛ فإننا‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬نجد قواسمَ مشترك ًة توحد‬ ‫بينهم‪ ،‬يمكن أن نوجزَها في العناصر اآلتية‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ومعالجة‬ ‫ طرقُ مواضيعَ تتسم بالجدة والواقعية‬‫القضايا التي ظلت إلى عهد قريب تندرج ضمن‬ ‫المحظوراتِ التي يصعب تناوُلها‪ ،‬بفضل جرأتهم‬ ‫وإيمانهم بمبادئهم‪ ،‬خاصة ما يتعلق بالجانب السياسيِّ‬ ‫والدينيِّ واألخالقيِّ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫المواضيع كان يستند إلى طرح األسئلة‬ ‫معالجة‬ ‫‬‫ِ‬ ‫المستفزةوالهادفة‪.‬‬ ‫ انتقادُ السائدِ بدافع التغيير وإحداث ثورةٍ في‬‫الذوق العربيِّ الذي يتعرض لالستيالب‪.‬‬ ‫ انفتاحُ إبداعاتِهم على التجارب المحلية والعربية‬‫والعالمية‪ ،‬ألنهم كانوا يؤمنون بفلسفة التعدد‬ ‫واالختالف‪.‬‬ ‫ الرجوعُ إلى التراث المغربيِّ والعربي واإلنساني‪،‬‬‫ومسرحته بطرق جديدةٍ تجعله ينطق بهموم‬ ‫وانكسارات الذات العربية‪.‬‬ ‫ اهتمامُهم بالقضايا المحلية والعربية واإلنسانية‬‫دون أن يمس ذلك بالجانب الجمالي‪.‬‬ ‫وفي ختام هذا التقرير‪ ،‬ال يسعني إال أن أنسب الفضل‬ ‫إلى أهله وأتقدم بشكري الجزيل وامتناني العظيم إلى‬ ‫أستاذي المشرف الدكتور عبد الكريم لشهب‪ ،‬الذي‬ ‫أشرف على هذه األطروحة وتابعها ودعّمها برعايته‬ ‫َ‬ ‫العمل في‬ ‫العلمية ومالحظاته الوجيهة؛ فقد واكب‬ ‫جميع مراحله إلى أن اكتمل على الصورة التي هو عليها‬ ‫اآلن‪ .‬كما أشكر أعضاء اللجنة العلمية الموقرة‪ ،‬التي‬ ‫وتصويب انحرافِه‬ ‫تجشمت عنا َء قراءةِ البحثِ وتقويمِه‬ ‫ِ‬ ‫واستدراكِ ما فاته؛ وأخص بالذكر الدكتورة نوال بن‬ ‫إبراهيم والدكتور ميلود بوشايد والدكتور أحمد حافظ‪.‬‬ ‫وعلمت «الشمال ‪ »2000‬أن الباحث حسن صغيري‬ ‫سيعمل على طباعة هذه الدراسة الجامعية ونشرها‪،‬‬ ‫حتى يتسنى للقراء والباحثين االستفادة منها‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬مــاي ‪2016‬‬

‫العدد ‪836‬‬

‫الملتقى الوطني السابع للقصة القصيرة بالقنيطرة‬ ‫يحتفي بتجربة مصطفى يعلى‬

‫«هي وهو»‪..‬‬ ‫مواجهة‪ ،‬مصارحة‪ ،‬مكاشفة‬

‫القنيطرة‪ :‬عبد اهلل بديع‬ ‫عدسة‪ :‬أسماء التمالح‬ ‫احتضــن قصــر البلديــة بمدينــة‬ ‫القنيطرة‪ ،‬صباح يوم السبت ‪ 30‬أبريل‬ ‫المنصرم‪ ،‬فعاليات الملتقى الوطني السابع‬ ‫للقصة القصيرة المنظم من لدن فرعي‬ ‫الدار البيضاء والقنيطرة للجمعية المغربية‬ ‫لحماية اللغة العربية‪ ،‬بتنسيق مع التضامن‬ ‫الجامعي المغربي‪.‬‬ ‫وتضمّن برنامج هذه ال��دورة‪ ،‬التي‬ ‫اختارت االحتفاء باسم القاص مصطفى‬ ‫يعلى والتي ش��ارك فيها نقاد وباحثون‬ ‫وأدباء من مختلف األجيال‪ ،‬ثالث جلسات‪.‬‬ ‫شهدت الجلسة األولى (االفتتاحية)‪،‬‬ ‫التي ترأسها د‪ .‬عطاء اهلل األزمي‪ ،‬تالوة‬ ‫آيات بينات من الذكر الحكيم‪ ،‬ثم أعقبتها‬ ‫كلمات الجهات المنظمة المتمثلة في كل‬ ‫من الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية‬ ‫بفرعيها بكل الدار البيضاء (ألقاها د‪ .‬أحمد‬ ‫رزيق) والقنيطرة (ألقتها ذة‪ .‬جرية حاجي)‬ ‫والتضامن الجامعي (ألقتها ذة‪ .‬فاطمة‬ ‫الزهراء العطار)‪ ،‬قبل أن يتابع الحضور‬ ‫الذي غصت به إحدى القاعات بمقر بلدية‬ ‫القنيطرة شريطا تعريفيا بالقاص المحتفى‬ ‫به الدكتور مصطفى يعلى رص��ده فيه‬ ‫معده ذ‪ .‬عبد المجيد بطالي محطات من‬ ‫مساره إنسانا وقاصا مبدعا وباحثا جمعيا‬ ‫متألقا‪.‬‬ ‫وتواصلت فعاليات الملتقى السابع‬ ‫للقصة القصيرة‪ ،‬الذي دأبت على تنظيمه‬ ‫الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية‬ ‫فرع الدار البيضاء بتنسيق مع التضامن‬ ‫الجامعي‪ ،‬بالجلسة الثانية (النقدية) التي‬ ‫ترأسها ذ‪ .‬عبد الحميد الحيمر من خالل‬ ‫مداخالت كل من األساتذة فاطمة كدو‬ ‫وعبد اهلل بديع وعبد العزيز بنار وأسامة‬ ‫ال��زك��اري وع��ب��د اهلل لحميمة ومحمد‬ ‫أحمد أنقار؛ وهي مداخالت ألقى فيها‬ ‫المشاركون في هذه الجلسة أضواء حول‬ ‫المنجز القصصي الرصين للمحتفى به‬ ‫األستاذ الدكتور مصطفى يعلى‪ ،‬وخاصة‬ ‫مجموعته القصصية الرابعة المعنونة‬ ‫بـ”شرخ كالعنكبوت” ومجموعته القصصية‬ ‫الخامسة التي صدرت في اآلونة األخيرة‬ ‫الموسومة بـ”رماد بطعم الحِداد”؛ لتعقب‬ ‫هذه الجلسة مناقشة مستفيضة من لدن‬ ‫ع��دد من الباحثين المهتمين بالسرد‬ ‫المغربي عموما وبالتجربة القصصية‬ ‫للمحتفى به على األخص‪.‬‬ ‫وف��ي محطة م��وال��ي��ة‪ ،‬ك��ان موعد‬ ‫الجمهور‪ ،‬ال��ذي حج إل��ى القنيطرة من‬ ‫مختلف المدن المغربية ومن خارج المغرب‪،‬‬ ‫مع جلسة ثالثة وأخيرة ترأسها د‪ .‬أحمد‬ ‫نظيف وخصصت للشهادات والقراءات‬ ‫القصصية‪ .‬وتحدث في هذه الجلسة كل‬ ‫من د‪ .‬موسى الشامي رئيس الجمعية‬ ‫المغربية لحماية اللغة العربية الذي حرص‬ ‫على الحضور الشخصي في هذا الملتقى‬ ‫والفاعلة اإلعالمية أسماء التمالح واألديب‬ ‫أحمد السقال ومريم بنبختة‪.‬‬ ‫واختتمت فعاليات الملتقى السابع‬ ‫للقصة القصيرة بتقديم الهدايا إلى‬ ‫المحتفى به من لدن الجهات المنظمة‬ ‫ومن لدن عدد من األصدقاء والطلبة‬ ‫الذين تجمعهم عالقات إنسانية وثقافية‬ ‫متينة بالمحتفى به‪.‬‬ ‫يذكر أن المحتفى به األديب األستاذ‬ ‫الدكتور مصطفى يعلى ولد سنة ‪1945‬‬ ‫بالقصر الكبير‪ ،‬وحصل على اإلج��ازة في‬ ‫األدب العربي سنة ‪ 1968‬بكلية اآلداب‬ ‫بفاس‪ ،‬وأح��رز سنة ‪ 1984‬على دبلوم‬ ‫الدراسات العليا من الكلية نفسها‪ ،‬وحصل‬ ‫في سنة ‪ 1993‬على دك��ت��وراه الدولة‬ ‫من كلية اآلداب بالرباط‪ .‬وقد اشتغل‬ ‫مصطفى يعلى بالتعليم الثانوي إلى‬ ‫حدود سنة ‪ ،1977‬ثم التحق –كأستاذ‬ ‫مكون للغة العربية‪ -‬بالمركز الجهوي‬ ‫بمدينة القنيطرة‪ ،‬واشتغل لعقود أستاذا‬ ‫جامعيا بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‬ ‫التابعة لجامعة اب��ن طفيل بالمدينة‬ ‫نفسها‪ ،‬قبل أن يتفرغ للكتابة والبحث‬

‫العلمي‪ ،‬ومع ذلك ظلت صالته العلمية‬ ‫مع الطلبة والباحثين متواصلة‪ .‬وقد بدأ‬ ‫مصطفى يعلى النشر سنة ‪ 1966‬بظهور‬ ‫قصته «سأبدأ من الصفر» على صفحات‬ ‫جريدة «األنباء»‪ ،‬ليواصل نشر كتاباته‬ ‫بمجموعة من الصحف والمجالت مثل‬ ‫العلم والمحرر واالتحاد االشتراكي والبيان‬ ‫وأقالم والثقافة الجديدة والمدينة وآفاق‪،‬‬ ‫الكاتب العربي والوحد‪ .‬ويتوزع اإلنتاج‬ ‫األدبي للمحتفى به بين الكتابة القصصية‬

‫وبين البحث البيبليوغرافي والدراسات‬ ‫األدبية‪ .‬ومن المجموعات القصصية التي‬ ‫أصدرها الكاتب القاص مصطفى يعلى‬ ‫نذكر “أنياب طويلة في وجه المدينة”‪،‬‬ ‫البيضاء مطبعة األندلس‪1976 ،‬؛ و”دائرة‬ ‫الكسوف”‪ ،‬دمشق‪ ،‬اتحاد الكتاب العرب‪،‬‬ ‫‪1980‬؛ وغيرها من المجموعات البالغ‬ ‫عددها خمس مجموعات‪ ،‬نالت الكثير من‬ ‫المتابعة النقدية‪ ،‬سواء على المستوى‬ ‫الجامعي أو المستوى الصحافي‪.‬‬

‫مقريصات‪ :‬شباب يرسمون االبتسامة‬ ‫على وجه جماعتهم‬

‫صدرت للكاتبة الصحافيـة واألديبـة‬ ‫غادة الصنهاجي‪ ،‬في اآلونة عن مطبعة‬ ‫‪ Bojob‬بالدار البيضاء‪ ،‬مجموعة قصص‬ ‫حوارية أطلقت عليها عنوان «هي وهو»‪.‬‬ ‫تتضمن هذه المجموعة القصصية‬ ‫الجديدة‪ ،‬التي يبلغ عدد صفحاتها ‪98‬‬ ‫صفحة من الحجم المتوسط‪ ،‬ست وأربعون‬ ‫قصة تتناول فيها قضايا وموضوعات ذات‬ ‫ارتباط وثيق بالحياة الزوجية أو إن شئنا‬ ‫الدقة أكثر بالعالقة بين الرجل والمرأة‬ ‫بشكل عام وما ينجم عن تلك العالقة من‬ ‫تحوالت وتغيرات؛ فمن خالل نظرة أولية‬ ‫سريعة في عناوين هذه القصص المضمنة‬ ‫في المجموعة‪ ،‬يتضح للقارئ األجواء العامة‬ ‫التي تتحرك فيها الشخصيات‪ .‬ونذكر من‬ ‫بين تلك العناوين‪ :‬براءة‪ /‬خيانة‪ /‬شراسة‪/‬‬ ‫الطمع‪ /‬الرحيل‪ /‬الضحية‪ /‬الرهان‪ /‬بخل‪/‬‬ ‫عقم‪...‬‬ ‫وقد سلكت الكاتبة في تحرير هذه‬ ‫القصص ونسجها خطة موحدة ومتناسقة‪،‬‬ ‫إذ أعطت الكلمة في كل قصة للمرأة‬ ‫(هي) من أجل أن تبسط وجهة نظرها في‬ ‫المسألة أو القضية موضوع القصة؛ ثم‬ ‫تردف الكاتبة تلك الكلمة بكلمة الرجل (هو)‬ ‫من أجل أن يبسط‪ ،‬من جهته‪ ،‬وجهة نظره‬ ‫في المسألة ذاتها‪.‬‬ ‫وعلى غير العادة التي دأبت عليها‬ ‫الكتابات التي كرست اهتمامها لموضوعات‬ ‫المرأة وقضاياها والمتمثلة في االنخراط‬ ‫الكلي في البكاء والشكوى ورفع الشعارات؛‬ ‫فإن القارئ المتأمل في سطور النصوص‬ ‫يلمس أن الكاتبة غادة الصنهاجي حرصت‬ ‫على أن تستغور نفسيات النساء ‪ /‬الشخصيات‬ ‫والغوص في أعماقها‪ .‬كما يسجل القارئ‬ ‫أيضا أن صورة المرأة فيها تتسم‪ ،‬إلى‬ ‫حد بعيد‪ ،‬بالتعدد والتنوع على المستوى‬

‫الثقافي واالجتماعي والنفسي‪ ...‬ومن هنا‪،‬‬ ‫تعدّ هذه المجموعة القصصية مكاشفة‬ ‫صريحة‪ ،‬ومواجهة جريئة‪ ،‬ومكاشفة علنية‪.‬‬ ‫وعن قصة ميالد هذا الكتاب‪ ،‬تقول‬ ‫المؤلفة غادة الصنهاجي‪ ،‬في تصريح خاص‬ ‫لجريدة «الشمال ‪« :»2000‬في أحيان‬ ‫كثيرة‪ ،‬تكون المرأة أو الرجل عاجزين عن‬ ‫البوح بحقيقة ما يشعران به‪ ،‬أو عن كشف‬ ‫ما يخفيانه عن بعضهما ومهما استطاعا‬ ‫ذلك يبقى جزء كبير من الحقيقة تائها في‬ ‫أعماقهما ويرفض أن يتجلى بأي شكل‪.‬‬ ‫وهناك أشياء ال يجسران على االعتراف‬ ‫بها ألنها ستعرضهما غالبا لمساءلة من‬ ‫الشريك ومن المجتمع ومن القانون‪ ،‬وأيضا‬ ‫يخافان كثيرا من فقدان بعضهما أو فقدان‬ ‫شيء يربطهما‪ ،‬وربما يكونا قد افترقا‬ ‫وبالتالي يكون الوقت قد فات على المواجهة‬ ‫ويدركان ذلك في أعماق نفسيهما‪ ،‬فيبقيان‬ ‫على صمتهما الصارخ في ضميرهما»‪.‬‬ ‫وتضيف الكاتبة في التصريح ذاته‪:‬‬ ‫«حاولت من خالل كتابة المجموعة‬ ‫القصصية الحوارية «هي وهو» أن أكون‬ ‫موضوعية‪ ،‬وأن أكون محايدة‪ ،‬وأال أتحيز إلى‬ ‫أيّ طرف من الطرفين؛ ال إلى المرأة كوني‬ ‫أنا امرأة‪ ،‬وال إلى الرجل كوني أدرك جيدا‬ ‫أن الرجل أيضا كائن لديه أحاسيس ومن‬ ‫الممكن أيضا أن يعاني وأن يكون ضحية»‪.‬‬ ‫يذكر أن األديبة غادة الصنهاجي‪ ،‬التي‬ ‫تشتغل في الميدان اإلعالمي باعتبارها‬ ‫صحافية وكاتبة رأي‪ ،‬أصدرت سنة ‪2014‬‬ ‫مجموعة قصصية بعنوان «الهاربة»‪ .‬كما‬ ‫ستصدر لها‪ ،‬قريبا‪ ،‬مجموعة أخرى بعنوان‪:‬‬ ‫«البالبل ال تحلق في األعالي» (مجموعة‬ ‫قصص إلى رجل)‪.‬‬

‫عبد اهلل‪ .‬ب‬

‫شعلة بني مكادة تتساءل‪:‬‬ ‫“أيّ إدماج لساكنة الهامش‬ ‫في التنمية المجالية؟”‬ ‫بقليل من اإلمكانايات وأفكارَ بسيطةٍ‬ ‫وطموح كبير‪ ،‬نزل شباب مقريصات من‬ ‫العالم االفتراضي إلى الواقع فكان لهم‬ ‫ما خططوا له‪ .‬الحدث يتلخص في قيام‬ ‫مجموعة من شباب الجماعة المهمشةِ‬ ‫والمنسيةِ بين الجبال والبرامج الرسمية‬ ‫بحملة لتزيين أزقتها وتنظيفها من‬ ‫األزبال وصباغة أرصفتها وغرس عددٍ من‬ ‫الشجيرات واألزهار‪ ‬ورسم جداريات في عدد‬ ‫من أركانها‪ .‬الشباب الذين أطلقوا على‬ ‫مبادرتهم شعار” لنرسم االبتسامة على‬ ‫وجوه تستحق” أسسوا صفحة خاصة بهم‬ ‫على الموقع االجتماعي الفيسبوك‪ ،‬كانت‬ ‫بمثابة مقر افتراضي لهم شهد مختلف‬ ‫مراحل المبادرة من الميالد حتى اإلنجاز‪.‬‬

‫َّ‬ ‫محط إعجاب من‬ ‫المبادرة كانت‬ ‫الجميع وموضع استحسان من الكبار‬ ‫والصغار‪ ،‬من الساكن والزائر‪ .‬كما أنها‬ ‫وجهت رسائل معلنة ومشفرة لكل من‬ ‫يهمه أمر الجماعة وحالتها وظروف عيش‬ ‫ساكنتها‪ .‬وأظهرت للعموم جليا أن الشباب‬ ‫طاقة كامنة وجب استثمارها واإلنصات‬ ‫لصوتها في التخطيط للبرامج والمشاريع‬ ‫المستقبلية وأن��ه ق��وة اقتراحية بالغة‬ ‫حْسنَ توظيفها‪.‬‬ ‫األهمية إذا أُ ِ‬ ‫جدير بالذكر أن التخلص من المحالت‬ ‫القصديرية وفتح الباب لتجدديها في إطار‬ ‫مخطط التهيئة العمرانية للجماعة يبقى‬ ‫مطلبا ملحا‪ ،‬دون إغفال المزبلة العشواائية‬ ‫التي تستقبل كل زائ��ر لمقريصات من‬ ‫جهة “واد الخمييس”‪.‬‬

‫ف���ي إط����ار األن��ش��ط��ة‬ ‫اإلش��ع��اع��ي��ة للموسم‬ ‫الجمعوي الجاري‪ ،‬ينظم‬ ‫فرع بني مكادة لجمعية‬ ‫الشعلة للتربية والثقافة‪،‬‬ ‫ي��وم السبت ‪ 14‬ماي‬ ‫الجاري (‪ )2016‬ابتداء من‬ ‫الساعة السادسة بفندق أمنية‬ ‫بويرطو‪ ،‬ن��دوة ح��ول موضوع‪:‬‬ ‫“أيّ إدماج لساكنة الهامش في التنمية‬ ‫المجالية؟”‪.‬‬ ‫وح��س��ب ب�ل�اغ ص���ادر ع��ن اللجنة‬ ‫التنظيمية‪ ،‬فإنه من المقرر أن يشارك‬ ‫ف��ي ال��ن��دوة‪ ،‬ال��ت��ي سيسيرها الفاعل‬ ‫الجمعوي محمد الرويسي‪ ،‬كل من عبد‬ ‫اللطيف البريني‪ ،‬عن الوكالة الحضرية؛‬ ‫وأحمد بروحو‪ ،‬نائب رئيس مقاطعة بني‬ ‫مكادة؛؛ وعبد الواحد الزكريتي‪ ،‬أستاذ‬ ‫علم االجتماع؛ وخالد اشطيبات‪ ،‬الصحافي‬ ‫بإذاعة طنجة؛ وحسن الحداد‪ ،‬عن رابطة‬ ‫الدفاع عن حماية المستهلكين‪.‬‬

‫وأوضح يوسف اقريقز‪ ،‬عضو‬ ‫اللجنة التنظيمية لهذه الندوة‬ ‫وع��ض��و المكتب اإلداري‬ ‫لفرع بني مكادة لجمعية‬ ‫الشعلة للتربية والثقافة‪،‬‬ ‫في تصريح لجريدة “الشمال‬ ‫‪ ،”2000‬أن ه��ذه ال��ن��دوة‪،‬‬ ‫التي ت��ن��درج ضمن األنشطة‬ ‫المسطرة في البرنامج السنويّ للفرع‬ ‫خالل الموسم الجمعوي الجاري‪ ،‬تتوخى‬ ‫مواكبة الدينامية التي تشهدها المدينة‬ ‫خالل السنوات األخيرة ومسايرة القضايا‬ ‫المجتمعية وتحوالتها‪ .‬وأكد المتحدث ذاته‬ ‫أن “هذه اإلصالحات واألوراش المتعلقة‬ ‫بمشروع “طنجة الكبرى” ال ينبغي أن تتركز‬ ‫في وسط المدينة وشوارعها الكبرى؛ بل‬ ‫ينبغي أن تشمل أيضا األحياء الهامشية‬ ‫التي تحتاج بدورها إلى االهتمام والعناية‬ ‫من لدن الجهات المسؤولة عن تنفيذ هذا‬ ‫المشروع الكبير”‪.‬‬ ‫ع‪ .‬ب‬


‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬مــاي ‪2016‬‬

‫العدد ‪836‬‬

‫في صحبة أستاذي الدكتور‬ ‫عبد اهلل المرابط الترغي‬ ‫‪� -‬أبو اخلري النت�صري‬

‫الحمد هلل والصالة والسالم على سيدنا‬ ‫محمد وعلى آله‬ ‫في أواخر تسعينيات القرن الماضي قدمت‬ ‫إلى تطوان لمتابعة الدراسة بها بعد حصولي‬ ‫على شهادة البكالوريا‪ .‬دخلتُ هذه الكلية‬ ‫شغوفاً باللغة العربية وآدابها‪ ،‬راغباً في معرفة‬ ‫المفيد والممتع من األساتذة الجامعيين والمواد‬ ‫الدراسية‪ .‬ولقد قدَّرَ اهلل لي أن أجلس خالل‬ ‫سنوات اإلجازة إلى نخبة من األساتذة الفضالء‬ ‫كان لهم دور هام في تفتيح الوعي على مجاالت‬ ‫معرفية متعددة‪ ،‬أذكر منهم على سبيل المثال‬ ‫السادة الدكاترة‪ :‬سعاد الناصر‪ ،‬ومحمد مشبال‪،‬‬ ‫وعبد اللطيف شهبون‪ ،‬ومحمد الحافظ الروسي‪،‬‬ ‫ومصطفى الحداد‪ ،‬وعبد الرحمن بودرع‪ ،‬ومحمد‬ ‫عبد الواحد العسري‪ ،‬وأحمد هاشم الريسوني‬ ‫وآخرين‪.‬‬ ‫كانت معرفتي بأستاذنا د‪.‬عبد اهلل المرابط‬ ‫الترغي – رحمه اهلل تعالى – خالل سنوات‬ ‫اإلج��ازة معرف ًة من بعيد‪ ،‬إذ لم يُ َقدّر لي أن‬ ‫أجلس خالل تلك السنوات طالبا في فصل من‬ ‫الفصول أتلقى عنه درسا من دروسه في األدب‬ ‫المغربي‪ ،‬لكن انطباعا تشكل لديَّ عن الرّجُل‬ ‫من خالل ما كنتُ أسمعه عنه من بعض الزمالء؛‬ ‫تقدير عند‬ ‫فقد كان – رحمه اهلل تعالى – محط‬ ‫ٍ‬ ‫يُج ّلونه ويسعون‬ ‫مَنْ عرفتهم من الطلبة‪ِ ،‬‬ ‫للحصول على إشرافه على بحوثهم لنيل اإلجازة‪.‬‬ ‫أما أول لقاء لي بأستاذنا الراحل – رحمه‬ ‫اهلل – فيعود‪ ،‬فيما أذكر‪ ،‬إلى العام ‪2005‬م‪ .‬كان‬ ‫ذلك في مقابلة شفوية اجتزتُها لاللتحاق طالبا‬ ‫بسلك دبلوم الدراسات المعمقة في تخصص‬ ‫األدب العربي في المغرب العلوي‪ ،‬وشارك في‬ ‫تلك المقابلة إلى جانب د‪.‬الترغي – رحمه اهلل‬ ‫– األستاذان الكريمان د‪.‬محمد مفتاح ود‪.‬محمد‬ ‫كنون الحسني حفظهما اهلل‪.‬‬ ‫غير أن التحاقي بالكلية لم يستمر طويال‬ ‫هذه المرة؛ إذ سرعان ما انقطعت عن متابعة‬ ‫ال��دراس��ة بسلك دبلوم ال��دراس��ات المعمقة‬ ‫ألسباب من بينها بُعْدُ مَقرّ عملي حينئذ‬ ‫عن الكلية وعدمُ استطاعتي حضورَ الحصص‬ ‫الدراسية كل أسبوع‪.‬‬ ‫وفي ‪ 27‬من مارس ‪2011‬م تجدد اللقاء‬ ‫بأستاذنا الترغي‪ .‬فقد ذهبت يومئذ إلى مدينة‬ ‫القصر الكبير لحضور ندوة علمية في موضوع‬ ‫“علماء الشمال ودورهم في الحفاظ على الدين‬ ‫والوطن”‪ ،‬وهي الندوة التي شارك فيها إلى‬ ‫جانب الدكتور الترغي الدكتورُ إدريس خليفة‪،‬‬ ‫واألس��ت��اذان محمد أخريف وعبد المنعم بن‬ ‫الصديق‪ ،‬وقدّم فيها أستاذنا الراحل ورقة علمية‬ ‫عن العالمة عبد اهلل كنون الحسني رحمه اهلل‪.‬‬ ‫أذكر أنني جلست‪ ،‬قبل انطالق الندوة‪،‬‬ ‫بمقهى من المقاهي القريبة من المركز الثقافي‬ ‫البلدي‪ .‬ولم يمض على جلوسي سوى لحظاتٍ‬ ‫قِصار حتى فوجئت بأستاذنا – رحمه اهلل –‬ ‫ٍ‬ ‫يدخل المقهى‪ ،‬فتقدمتُ للسالم عليه‪ .‬وحينما‬ ‫ذك��رتُ له اسمي قال لي‪“ :‬أشكرك أوال على‬ ‫الكتاب (كان يقصد كتاباً لي أرسلت إليه نسخة‬ ‫منه عبر البريد)”‪ .‬وأضاف قائال‪“ :‬أنت كنتَ طالبا‬ ‫عندنا في وحدة األدب المغربي‪ .‬لماذا غادرت؟”‪.‬‬ ‫ولما علم بأن مقر عملي الجديد قريبٌ‬ ‫بعضَ ال ُقرب من الكلية قال لي‪“ :‬إذاً مرحباً بك‬ ‫مجددا في الكلية”‪.‬‬ ‫كانت كلمته تلك حافزا لي للتفكير في‬ ‫العودة إلى تطوان لمواصلة الدراسية طالبا‬ ‫بسلك الماستر خالل الموسم الجامعي ‪/2011‬‬ ‫‪2012‬م؛ ف ُقدّر لي بذلك أن أجلس بين يدي‬ ‫أستاذي الكريم ط��وال موسمين جامعيين‬ ‫استفدتُ فيهما من علمه حول بعض أعالم‬ ‫األدب والفكر بالمغرب خالل العصر العلوي‪.‬‬ ‫وعندما وقع اختياري‪ ،‬في مرحلة بحث‬ ‫الماستر‪ ،‬على موضوع “كتابة الترجمة بالقصر‬ ‫الكبير‪ :‬أعالمها ومقاصدها” كان ال بد لي من‬ ‫االتصال مجددا بأستاذنا الكريم د‪ .‬الترغي –‬ ‫رحمه اهلل – لتخصصه المعروف في موضوع‬ ‫التراجم‪.‬‬ ‫ومع أن الرجل لم يكن مشرفا على بحثي‬ ‫هذا‪ ،‬فإنه – رحمه اهلل تعالى – لم يبخل عليّ‬ ‫بوافر علمه في الموضوع‪ .‬وقد كانت لي معه‬ ‫جلساتٌ هنا في مكتبه بالكلية‪ ،‬ثم بمنزله‬ ‫بطنجة‪ ،‬جلساتٌ حظيتُ فيها بتوجيهات‬ ‫وإرش��ادات كان لها واضح األثر على بحثي‪ ،‬ال‬ ‫سيما من الناحية المنهجية‪.‬‬ ‫وحينما أنظر إلى صلتي بأستاذنا الراحل –‬ ‫رحمه اهلل – وإلى عالقة مَنْ عرفتهم من الطلبة‬

‫‪11‬‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫‪ 16‬ـ �إطاللة على امل�رسح املغربي‬

‫التمثيل اإلذاعي‬ ‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫في الحلقة الماضية‪ ،‬تطرقنا إلى الدعوة التي وجهتها جمعية‬ ‫«المسرح الفرنسي» من أجل تكوين فرقة‪ ،‬أطلق عليها «فرقة‬ ‫المسرح الفرنسي المغربي»‪ ،‬من أجل القيام بجولة فنية مسرحية‪،‬‬ ‫تكون خاصة بتالمذة المدارس وطلبة المؤسسات‪ ،‬فاتجه نظر‬ ‫جمعية المسرح الفرنسي إلى أقرب فرقة مغربية في الرباط‪ ،‬وهي‬ ‫فرقة التمثيل العربي لراديو المغرب‪ ،‬حيث اتصلت كما أسلفنا‬ ‫(مدام إيزاكو) رئيسة جمعية «المسرح الفرنسي»‪ ،‬بمدير إذاعة‬ ‫راديو المغرب آنذاك (القبطان لويس) لتحقيق هذه الجولة‪.‬‬

‫به‪ ،‬تبدو لي جمل ٌة من السمات في شخصيته‬ ‫أحبُّ أن أذكر بعضا منها فيما يلي‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫يُحِل‬ ‫ أوال‪ :‬ملمح األستاذ األب ال��ذي‬‫طلبته محل أبنائه‪ ،‬فيفيض عطفاً عليهم‪ ،‬ويغدق‬ ‫عليهم من محبته الراسخة‪.‬‬ ‫ومما يُجَلي ه��ذه األب��وة الحانية في‬ ‫سؤال‬ ‫بالسؤال‪،‬‬ ‫شخصية أستاذنا عدمُ ضيقه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الطلبة إيَّاه‪ ،‬وحرصُه األكيدُ على توجيههم في‬ ‫مجاهل البحث ودروبه الخفية‪ .‬كما تجليها أحداث‬ ‫من بينها ما ذكره د‪.‬مصطفى الغاشي من تكفل‬ ‫أستاذنا الراحل بوجبة غئا ِء لجنةٍ ناقشتْ طالبا‬ ‫من مالي في مستوى الدكتوراه‪ .‬بل إني أزعم‬ ‫أن هذه األب��وة كانت تطل إط�لاالتٍ جميل ًة‬ ‫عند مناقشته – رحمه اهلل – لبعض أطروحات‬ ‫الدكتوراه‪ ،‬سواء منها ما كان عضوا في لجنة‬ ‫مناقشتها أم تلك التي كان مشرفا على إنجازها‪.‬‬ ‫ ثانيا‪ :‬ملمح األستاذ العالم المتعبد في‬‫محراب العلم‪ .‬وخيرُ ما يجلي هذا األمر حرصُه‬ ‫– رحمه اهلل – على االستمرار في تقديم الدروس‬ ‫للطلبة رغم إحالته إداري��ا إلى التقاعد‪ .‬ولقد‬ ‫كان في ترددِه على هذه الكلية بعد تقاعده‪،‬‬ ‫واستمراِره في إفادة الطلبة درسٌ بلي ٌغ مفاده‬ ‫أن العالم ال يتقاعد وال تَحُدُّ عطا َءه إجراءات‬ ‫إدارية مطردة‪.‬‬ ‫ ثالثا‪ :‬ملمح العالم المستزيد من العلم‬‫دوما‪ .‬ومما أذكره هنا أنني عندما كنتُ أبحث‬

‫في موضوع التراجم بالقصر الكبير كان أستاذنا‬ ‫الترغي – رحمه اهلل – دائمَ السؤال عن الجديد‬ ‫من التراجم المخطوطة التي َّ‬ ‫خلفها أبنا ُء القصر‬ ‫الكبير‪ ،‬حريصاً على الحصول على نُسَخ منها‪.‬‬ ‫وكنتُ أُمِدّه – رحمه اهلل – بما أحصل عليه في‬ ‫هذا الجانب فيفرح بذلك فرحا ملحوظا‪ ،‬ثم يسأل‬ ‫بعد وقتٍ وجيز عما استجد في الموضوع‪ .‬هذا‬ ‫مع أن صحته في هذه المرحلة من عمره كان قد‬ ‫أصابها اعتالل واضح‪.‬‬ ‫وحينما أتأمل حرصَه هذا على تحصيل‬ ‫العلم بالجديد في موضوع التراجم‪ ،‬مع ما كانت‬ ‫عليه حالتُه الصحية من اعتالل‪ ،‬يُخيَّل إليَّ أن‬ ‫أستاذنا الجليل كان – رحمه اهلل تعالى – يُلقننا‬ ‫بذلك درساً جميال أُجْريهِ على لسانه في العبارة‬ ‫اآلتية‪“ :‬اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد‪،‬‬ ‫واطلبوا العلم في الصحة والمرض”‪.‬‬ ‫تلكم مالمح من شخصية أستاذنا العزيز‪،‬‬ ‫ال أراها كاشف ًة عن جميع ما تميز به رحمه اهلل‬ ‫من المناقب والفضائل الكثيرة‪ ،‬تلك المناقب‬ ‫والفضائل التي أجملها أستاذنا عبد اللطيف‬ ‫شهبون في عبارة جامعة حينما وصف صديق‬ ‫عمره بأنه “نموذج لألستاذية العالمة واإلنسانية‬ ‫الشامخة”‪.‬‬ ‫رحم اهلل أستاذنا الكريم عبد اهلل المرابط‬ ‫الترغي‪ ،‬وجعله من أهل الجنة‪“ ،‬إنا هلل وإنا إليه‬ ‫راجعون”‪.‬‬

‫جمعية أمزيان تجدد تشبثها‬ ‫واستمرارها في النضال وتطالب‬ ‫الحكومة بإصدار القوانين‬ ‫التنظيمية الخاصة باألمازيغية‬

‫طالبت جمعية أم��زي��ان بالناظور أثناء‬ ‫مشاركتها في تظاهرة فاتح ماي ‪2966-2016‬‬ ‫الحكومة بإصدار القوانين التنظيمية الخاصة‬ ‫باألمازيغية وتفعيل ترسيمها في مختلف‬ ‫دواليب ومؤسسات الدولة‪ ،‬وعبرت عن انشغالها‬ ‫العميق الستمرار تدهور الوضعية االقتصادية‬ ‫واالجتماعية لعموم العمال واألجراء‪ ،‬واستفحال‬ ‫ظاهرة البطالة واإلقصاء والفقر والتهميش‬ ‫والتهجير الذي تتحمل الدولة والحكومة إلى‬ ‫جانب التشكيالت السياسية والحزبية كامل‬ ‫المسؤوليةفيها‪.‬‬ ‫كما ن��ددت الجمعية كذلك بسياسية‬ ‫التماطل والتأجيل المستمر للحقوق األمازيغية‪،‬‬ ‫التي تنهجها الدولة والحكومة الحالية‪ ،‬وأكدت‬ ‫على أن نوايا الدولة والحكومة المغربية إلنصاف‬ ‫األمازيغية تبقى غير سليمة‪ ،‬ما لم يتم التعبير‬ ‫عنها بقرارات جريئة وبالعمل الفعلي وليس‬ ‫االكتفاء بإطالق التصريحات التي ال تأثير لها‬ ‫على أرض الواقع وتعتبرها إشارة سيئة حول‬ ‫النية الحقيقية للحكومة المغربية بخصوص‬ ‫األمازيغية واألمازيغ‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬فإن جمعية أمزيان تجدد تشبثها‬ ‫واستمرارها في النضال من أجل تحقيق المطالب‬ ‫والحقوق العادلة والمشروعة‪ ،‬والتعجيل بإصدار‬ ‫القوانين التنظيمية الخاصة باألمازيغية وتفعيل‬ ‫ترسيمها في مختلف دواليب ومؤسسات الدولة‬ ‫المغربية‪ ،‬وتسريع إدماجها في جميع مناحي‬ ‫الحياة العامة‪ ،‬وإجبارية تدريسها في جميع‬ ‫أسالك التعليم والتدريس بها لكافة المغاربة‪.‬‬ ‫ترسيم رأس السنة األمازيغية (‪ 13‬يناير) عيدا‬ ‫وطنيا مؤدى عنه كباقي األعياد والمناسبات‬ ‫األخ��رى‪ .‬تمزيغ الدولة والسلطة السياسية‬ ‫الحاكمة بالمغرب‪ ،‬واإلع�لان على أن المغرب‬ ‫دولة أمازيغية وبهوية أمازيغية‪ ،‬واالنسحاب‬ ‫من جامعة الدول العربية‪ ،‬ووضع حد لإلرث‬ ‫السياسي االستعماري الفرنسي‪ .‬إقرار دولة‬ ‫مدنية قائمة على المواطنة وفصل الدين عن‬ ‫الدولة والسياسة وسمو القوانين والمواثيق‬ ‫الدولية‪ .‬اعتماد نظام فدرالي مبني على‬ ‫جهوية سياسية حقيقية تضمن للجهات‬ ‫التاريخية حكم نفسها بنفسها وتدبير جميع‬ ‫شؤونها‪.‬‬

‫وبهذا الخصوص‪ ،‬تم استدعاء الممثلين بإذاعة راديو‬ ‫المغرب‪ ،‬الذين سبق وأن قلنا عنهم إن جلهم‪ ،‬إن لم نقل أغلبهم‪،‬‬ ‫كانوا يزاولون مهنا مختلفة أخرى‪ ،‬حيث كان التمثيل بالنسبة‬ ‫لهم‪ ،‬يمارسونه خارج شغلهم اليومي‪ .‬وقد تمت مناقشة هذا‬ ‫الموضوع‪ ،‬بكل إمعان‪ ،‬إذ رغم حبهم للتمثيل‪ ،‬اتضح لهم أنه‬ ‫من الصعب التوفيق ما بين مشاغلهم اليومية والتمثيل‪ ،‬وخاصة‬ ‫طيلة جولة الفرقة‪ ،‬التي كانت تستغرق أسبوعين على األقل‪.‬‬ ‫وبالتالي‪ ،‬عندما لجؤوا للبحث عن رواية صالحة للجولة الفنية‬ ‫التي كان من المزمع تنظيمها‪ ،‬ما بين ‪ 15‬إلى ‪ 30‬ماي ‪،1951‬‬ ‫وجدوا أنفسهم في مشاكل أخرى عديدة‪ ،‬من ضمنها‪ ،‬مشكل‬ ‫الحصول على رواية‪ ،‬ال تتوفر إال على عنصر واحد‪ ،‬أو تكون خالية‬ ‫من دور نسوي‪ ،‬كما تعذر عليهم‪ ،‬حينئذ‪ ،‬إيجاد ممثالت مغربيات‪،‬‬ ‫يسمح لهم آباؤهم بالسفر في رحلة‪ ،‬تستغرق خمسة عشر يوما‪.‬‬ ‫وبعد بحث مضن‪ ،‬ومفاوضات عسيرة مع إحدى األسر‪ ،‬وافقت في‬ ‫األخير‪ ،‬وبشرط أن يرافق األب ابنته خالل الجولة‪ ،‬وكان هذا في‬ ‫الوقت الذي كانت األسر المغربية تتحفظ لولوج بناتها التمثيل‪،‬‬ ‫غير أن عائقا آخر ظهر‪ ،‬ويتمثل في نصوص الرويات‪ ،‬ذلك أن جل‬ ‫المسرحيات التي كانت بين أيدي الفرقة‪ ،‬كانت تتوفر على أكثر‬ ‫من دور نسائي‪ ،‬فيها الفتيات والنساء والعجائز‪ ،‬بينما الممثلة‬ ‫الوحيدة في الفرقة‪ ،‬ال تصلح إال لتمثيل دور الفتاة‪ ،‬وإن تعدت‬ ‫دورها‪ ،‬ال تتجاوز دور زوجة شابة في العشرين من العمر‪ .‬وإذا‬ ‫كانت اإلذاعة تعتمد على األصوات فقط‪ ،‬فإن المنظر في المسرح‬ ‫له منزلة كبيرة‪.‬‬ ‫مشكل آخر‪ ،‬اعترض سير هذه الفرقة‪ ،‬ويتعلق األمر بمشكل‬ ‫اللغة‪ ،‬ذلك أن تمثيليات فرقة المسرح الفرنسي المغربي ستكون‬ ‫موجهة لشريحة عريضة‪ ،‬باإلضافة إلى تالمذة المدارس‪ ،‬وطلبة‬ ‫المؤسسات‪ ،‬أمهاتهم وآبائهم‪ ،‬وأولياء أمورهم‪ ،‬أي بعبارة أخرى‪،‬‬ ‫هناك مناصرون للروايات بالدارجة العامية المغربية‪ .‬وإلرضاء‬ ‫الطرفين ‪ ،‬عمدت الفرقة إلى ترجمة مسرحية بعنوان (هرناني)‬ ‫إلى اللغة العربية الفصحى‪ ،‬ومسرحية (إمرأة عالمة) إلى الدارجة‬ ‫العلمية المغربية‪ .‬وكل مسرحية من المسرحيتين‪ ،‬تشتمل‬ ‫على ثالثة أدوار نسوية‪ ،‬زيادة على أن إخراج مسرحية (هرناني)‬ ‫وتمثيلها كانا ‪ -‬حسب الباحثين والمهتمين بالشأن المسرحي‬ ‫والمتتبعين ‪ -‬صعبين في ذلك الوقت‪ ،‬ألن المسرحية كانت‬ ‫تحتاج إلى مناظر ومالبس خاصة‪ ،‬باإلضافة إلى أنها كانت تحتاج‬ ‫إلى تداريب طويلة‪ ،‬مما يقتضي من الممثلين تفرغا شامال‬ ‫للتدريب‪ ،‬ولذلك كان من الالزم وضع روايتين اثنتين األولى‬ ‫بالعربية‪ ،‬والثانية باللسان المغربي الدارج‪ ،‬على أن تنجز حسب‬ ‫اإلمكانيات والوسائل المتوفرة‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬تمت مراسلة عبد اهلل شقرون‪ ،‬الذي كان‬ ‫في باريس‪ ،‬يتلقى تكوينا في اإلخراج اإلذاعي‪ ،‬من أجل أن يبعث‬ ‫لهم برواية باللغة العربية‪ ،‬تتكون من فصل واحد‪ ،‬وال تشتمل‬ ‫إال على دور نسوي واحد‪ .‬وقد استجاب عبد اهلل شقرون لهذا‬ ‫الطلب‪ ،‬وبعث من باريس بمسرحية عنوانها (شيخ القرية)‪.‬‬ ‫وخالل التمرين على هذه الرواية‪ ،‬تم إقناع عائلة إحدى العامالت‬ ‫باإلذاعة من أجل المشاركة في تلك الجولة‪ ،‬كما وصلت أيضا‬ ‫الرواية الثانية من تأليف عبد اهلل شقرون عنوانها «يوم الفرح»‪،‬‬ ‫التي كانت تتكون من ثالثة فصول‪ ،‬وباللهجة المغربية الدارجة‪،‬‬ ‫وحملت فيما بعد عنوان «بنت البخيل»‪ ،‬واشتغل الممثلون على‬ ‫المسرحيتين ‪ ،‬متمرنين عليهما بكل جدية وحماس‪ ،‬من أجل‬ ‫عرضهما على الجمهور‪.‬‬


‫العدد ‪836‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬مــاي ‪2016‬‬

‫المثقف والوقت الضائع وطرائق التفكير‬ ‫عبد الرحيم جيران‬

‫أكاديمي وأديب مغربي‬ ‫‪abdo.jairane@gmail.com‬‬

‫َّ‬ ‫المثقف؟‬ ‫هل ما زال هناك ما يكفي من الوقت المناسب أمام‬ ‫َّ‬ ‫المثقف استحضار هذا السؤال بما‬ ‫يفترض الحديث اليوم عن‬ ‫يُفيده من ربط بين مُتضمّنات المفهوم وحكمة الزمن التي‬ ‫ال تُبالي بمن يُفوِّت الموعد مع التاريخ‪ ،‬وال ُ‬ ‫يكون مُستعدًّا‬ ‫له وجاهزًا‪ .‬ينبغي أن نفهم ّ‬ ‫أن العالم في حالة أخرى‪ ،‬والسياق‬ ‫قد تغيَّر على نحو ال مجال فيه للتردّد في إعادة النظر في‬ ‫التصوّرات والوسائل‪ .‬وال َّ‬ ‫حظ فيه لمن يُصرُّ على الرؤية إلى‬ ‫األمور بمنظار زمان قد و ّلى إلى غير رجعة‪ .‬وال ينفع البتَّة في‬ ‫وضع من هذا القبيل غير التس ّلح بمزيد النقد‪ ،‬مع ما يتط ّلبه من‬ ‫تغيير في الوجهة‪ .‬فنحن اليوم نعيش في حقبة تشهد انهيار‬ ‫عالم قديم‪ ،‬ونشوء عالم آخر جديد لم تظهر معالمه بالقدر الذي‬ ‫نستطيع معه تسميته ّ‬ ‫بكل اطمئنان‪ .‬ويُضاعف أزمتنا‪ -‬بوصفنا‬ ‫لم نُفارق بعد نفق استعصاء الهوية‪ -‬ما يشهده العالم العربي‬ ‫من تحوّالت تجعله موضوعًا للغير‪ ،‬من دون توافر الفهم الدقيق‬ ‫لما يجري‪ ،‬ومن دون ربط لما يحدث بالتحوّل الذي يتسارع‬ ‫من حولنا عاص ًفا ّ‬ ‫بكل األطر الفكريّة واإليديولوجيّة السابقة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وسيكون من العمى عدم إعادة ما نحن عليه من وهن إلى‬ ‫غياب الرؤية الواضحة التي تُحدِّد ما ينبغي فعله‪ ،‬وعدم تحميل‬ ‫َّ‬ ‫المثقف نصيبًا من المسؤولية في هذا النطاق نظرًا الستبداله‬ ‫دوره‪ -‬بمحض إرادته‪ -‬بما يتنافى مع مهامّه التي يُحدِّدها له‬ ‫التاريخ‪ .‬فما ال يُمْكِن غضّ الطرف عنه‪ ،‬والسكوت عنه‪ ،‬أنّه‬ ‫باع روحه للشيطان‪ ،‬أو ارتكن إلى برج منعزلاً عمّا حوله جاعلاً‬ ‫من النأي بالنفس عن الهمّ شعاره‪ ،‬أو اختار تغيير معطفه في‬ ‫وسط الطريق بالتحوّل من الحداثة إلى التقليدانية‪ ،‬أو فضَّل‬ ‫أن ِّ‬ ‫يُسلم نفسه للتيار العام يسبح وفق اندفاعه من غير انشغال‬ ‫بمآسي مُجتمعه‪ ،‬معياره في ذلك منطق جني األرباح‪ .‬صحيح ّ‬ ‫أن‬ ‫مفهوم المث ّقف تغيّر اليوم‪ ،‬ولم يَعُد مناسبًا الرؤية إليه من‬ ‫زاوية النظر التي كان يُرى إليه من خاللها في غضون القرن‬ ‫السابق‪ ،‬وما قبله بقليل‪ .‬لقد تبدَّلت وسائل االتّصال‪ ،‬فتبدل‬ ‫معها‪ -‬وبالضرورة‪ -‬وضعه‪ ،‬ودوره‪ ،‬وشكل تعاطيه الحضورَ في‬ ‫العالم‪ ،‬لكنّ المهامّ َّ‬ ‫ظلت كما هي‪ ،‬وال شيء يدعو إلى أن‬ ‫تُنزع منه صفة الحارس األمين على القيم اإلنسانيّة‪ ،‬كما‬ ‫ال مدعاة هناك لتصوّر مهامّ أخرى له في العالم العربيّ‬ ‫غير االستماتة في مُحاربة أسباب الجهل والتخ ّلف‪ ،‬والسعي‬ ‫إلى تقويض أركان االستبداد‪ ،‬والتط ّلع إلى بناء مُجتمع‬ ‫ديمقراطيّ وعادل تنتفي فيه ّ‬ ‫كل أشكال االنتسابات‬ ‫التقليديّة من نفوذ‪ ،‬وعرقيّة‪ ،‬وطائفية‪ ،‬ووالءات‪ ،‬وتوظيف‬ ‫دينيّ لما هو سياسي‪.‬‬ ‫يعود وضع َّ‬ ‫المثقف الراهن المتَّصف بالعجز‪ ،‬وفي أحسن‬ ‫األحوال باالنتظارية ومُراقبة األشياء عن بعد‪ ،‬إلى أمرين ال‬ ‫ثالث لهما‪ :‬شخصنة العالم‪ ،‬والتشخيص الخاطئ لألهداف‪.‬‬ ‫وربّما يكاد هذا األمر الثاني يُحدِّد األوّل ويُشرطه‪ .‬لم‬ ‫يتنبَّه المث ّقف في مُمارسة حضوره‪ -‬من َق ُ‬ ‫بْل واآلن‪ -‬إلى‬ ‫أهمية تصفية الحساب مع تركيز العالم في ذاته‪ ،‬وعَدِّ نفسه‬ ‫المحور األساس فيه‪ ،‬وتحصّنه بشرنقته الخاصّة مُكتفيًا‬ ‫بامتصاص ما يصل إليه من دون قدرة على مُجاوزة مكانه‪.‬‬ ‫وحتّى صفتا الشيخ والفقيه اللتان أُ ْلصِقتا به نتيجة مُقارنة‬ ‫ّ‬ ‫األقل هاتان الصفتان لهما‬ ‫مُتسرِّعة ال تليقان به‪ ،‬فعلى‬ ‫من فرص االتّصال بعامّة الناس ما يجعل من حاملهما‬ ‫على دراية بالنفوس وما يعتمل فيها‪ ،‬وعلى تماسّ مع‬ ‫أحوال المُجتمع‪ .‬ومعنى هذا القول ّ‬ ‫إن الشخصنة تجعل من‬ ‫المث ّقف مُكتفيًا بما في رأسه‪ ،‬وما يظنّه مُحصِّلة نهائيّة‬ ‫تسمح له بفهم العالم‪ ،‬وترتيب حاالته‪ ،‬وتصوّر مآالته‪ ،‬وتجعل‬ ‫منه يرى في ّ‬ ‫كل مُراجعة للنفس والذات‪ -‬في أفق ما يُربك أطره‬ ‫المعرفيّة وقناعاته‪ -‬هدمًا لرأسماله الرمزيّ‪ ،‬وإضرارًا فادحًا‬ ‫ً‬ ‫وإفراغا لرصيده الذي يعتمده على نحو جاهز في تعاطي‬ ‫بوجوده‪،‬‬ ‫األوضاع من حوله‪.‬‬ ‫ليست شخصنة العالم‪ -‬في نهاية المطاف‪ -‬إال نتاجًا َّ‬ ‫مُركبًا‬ ‫لوضع تاريخيّ يرتبط بشيئين ال ينفصالن هما‪ :‬التبعية الفكريّة‬ ‫والرؤية في فهم الواقع وتحليله وتغييره‪ .‬وإذا كان المث ّقف‬ ‫يُشير بأصبعه إلى التبعية السياسيّة واالقتصاديّة فإنّه يغضّ‬ ‫الطرف عن التبعية الفكريّة ألن رأسماله الرمزيّ يرتبط بها‬ ‫أيّما ارتباط‪ّ .‬‬ ‫فكل األسس الفكريّة والمنهجيّة التي يعتمدها‬ ‫هي نتاج استيراد‪ ،‬ونتاج اتّكال على ما يُنتجه الغير من أفكار‬ ‫وصيغ وأدوات‪ ،‬ومن ثمّة ينفلت منه فهم ما يجري‪ّ ،‬‬ ‫ألن ال يمتلك‬ ‫َ‬ ‫أسئلة خاصّة به‪ ،‬وال جهدًا خاصّا به في بناء المعرفة اإلنسانيّة‬ ‫والمساهمة في تطوّرها‪ ،‬ونموها‪ .‬فما أن انهارت اإليديولوجيات‬ ‫َّ‬ ‫المثقف نفسه أمام فراغ مهول لم يستطع في‬ ‫الكبرى وجد‬ ‫مواجهته سوى أن يرتدّ إلى ثالث جهات‪ :‬اـ التراث بما يعنيه‬ ‫من تماهٍ‪ ،‬والعباء ُة رداء يُحصِّنه من فتنة اإلطالل على الحَيْد‪.‬‬ ‫ب‪ -‬مُحاربة ّ‬ ‫كل تمهيد نظريّ أو فكريّ للواقع‪ ،‬سواء أكان هذا‬ ‫األخير حياة اجتماعيّة‪ -‬سياسيّة‪ -‬اقتصاديّة أم نصًّا أدبيًّا أو‬ ‫فكريًّا‪ .‬ج‪ -‬التحوّل إلى خبير على الرغم من أنفه‪ ،‬يُقدِّم النصائح‬ ‫والرأي للجهات اإلعالميّة التي شرعت في انتزاع المُبادرة منه‪،‬‬ ‫وتُحاول أن ّ‬ ‫تحل مح ّله‪ ،‬بل تسعى إلى أن تُحدِّد له الوجهة‪.‬‬ ‫وإذا كانت التبعية وضعًا تاريخيًّا َّ‬ ‫مُركبًا يُبرَّر على الدوام‬ ‫ِّ‬ ‫مُتعلقة بالمعرفة‬ ‫بما هو علميّ‪ ،‬فإنّها لم تكن بالضرورة‬ ‫العلميّة‪ ،‬بل بوضع استثمار هذه المعرفة وشروط إنتاجها‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫المُتمثل في العالقة بين المعرفي‬ ‫وهنا يكمن السؤال المُقلِق‬ ‫والواقع والحياة معًا‪ .‬فال شكّ ّ‬ ‫أن اإلنساني هو سمة هذا‬ ‫الواقع ال األشياء‪ ،‬أو ما هو فيزيقي‪ ،‬هذان األخيران ليسا سوى‬ ‫موضوعين‪ .‬والذات هي األساس في ّ‬ ‫كل استهداف‪ ،‬أو إرادة‪ ،‬أو‬

‫قدرة‪ .‬فكيف حدث التعامل مع بناء ذات مُستهدِفة مُؤسَّسة‬ ‫تاريخيًا‪ .‬أقصد بهذا اإلنسان العربيّ بوصفه نتاج زمان ومكان‬ ‫مُحدَّديْن‪ ،‬ونتاج بنية فكريّة ودينيّة وانفعاليّة مخصوصة‬ ‫ِّ‬ ‫تُؤثر في التصوّر بوصفه ُّ‬ ‫تطلعًا‪ ،‬وفي طرائق االستهداف‬ ‫وزمانه‪ .‬هنا ينبغي أن نُسائل طبيعة ا ُلمنتَج الفكريّ طيلة عصر‬ ‫التنهيض العربيّ‪ ،‬واآلن‪ ،‬بما في ذلك الكتابات التي سعت إلى‬ ‫تحليل األوضاع االجتماعيّة والنفسيّة‪ ،‬ال التاريخيّة والسياسيّة‬ ‫فحسب‪ .‬والغاية من هذه المساءلة ماثلة في تحديد طبيعة‬ ‫َّ‬ ‫المثقف انطال ًقا من رؤيته المُستهدِفة‪ ،‬وما يقدر عليه‪ .‬وال‬ ‫يتحدَّد هذان (االستهداف والقدرة) إال بتحديد موضوع الفكر‬ ‫فكل ما أُنتِج إلى اليوم ّ‬ ‫المُنتَج‪ّ .‬‬ ‫ظل في مجال األفكار‪ ،‬ووصفها‪،‬‬ ‫ووصف فعاليتها في التأثير في الواقع‪ ،‬ومُناقشتها من طريق‬ ‫السجال اإليديولوجيّ المُقنَّع بقناعات علميّة‪ .‬وقد كانت هذه‬ ‫الرؤية في مُعالجة الموضوع انطال ًقا من طبيعة تفكريّة صرف‬ ‫نتاج تبعية للسجال التامّ في المركز (الغرب)‪ .‬وينبغي فهم‬ ‫السجال‪ -‬هنا‪ -‬ال بوصفه مُداولة فحسب‪ ،‬بل بوصفه طرائق‬ ‫في التعبير والتفكير أيضًا‪ ،‬لكن لألسف أُخِذت األفكار وتُ ِركت‬ ‫طرائق التفكير‪ .‬وتكمن في هذا اإلشكال المعرفيّ‪ -‬التاريخيّ‬ ‫أزمة الحاضر المر ِبك‪ .‬فقد كان الجهد ُّ‬ ‫كله مُوجَّهًا إلى األفكار‪،‬‬ ‫ولم يُتنبَّه إلى الطرائق التي بُنيت بها‪ ،‬وال طرائق التفكير‬ ‫السائدة التي كان ينبغي التوجّه ّ‬ ‫بكل حزم إلى تغييرها من أجل‬ ‫التالؤم مع األفكار الجديدة وطرائق إنتاجها‪ ،‬ومُمارستها‪ .‬فإذا‬ ‫كان ع ّلة ضرورية‪ -‬ال عفوية‪ -‬أن يُقال ما يعنيه هذا المفهوم‪،‬‬ ‫فإن األكثر ضرورة ُ‬ ‫أو ذاك‪ ،‬ويُحفر بحثا عن أصوله‪ّ ،‬‬ ‫قول الكيفية‬ ‫التي يعمل بها هذا القول‪ ،‬وهذا الحفر‪ ،‬وتحديد الكيفية األفضل‬ ‫يحل ّ‬ ‫في تداوله‪ ،‬والكيفية األنجع في جعله ّ‬ ‫محل آخر غير نافع‪.‬‬ ‫لكن هذا العمل ال يصير مُفيدا إلاّ في السياق الذي يُمهَّد‬ ‫فيه للتربة التي تستقبله‪ ،‬ولن يتيسّر ذلك إلاّ بتغيير طرائق‬ ‫التفكير داخل المُجتمع‪ ،‬وفي األوساط العلميّة والفكريّة‪ .‬فهذا‬ ‫التالزم سابق على ّ‬ ‫كل تغير في الفعل السياسي‪ .‬والغرب يُدرك‬ ‫هذا األمر على نحو جيّد‪ ،‬ولذلك يعمل على تكريس الطرائق‬

‫التقليديّة في التفكير داخل مُجتمعات المُحيط والتشجيع على‬ ‫إدامتها‪ ،‬ويُنفق أموالاً طائلة على البحوث في هذا االتّجاه‪ .‬ال‬ ‫مخرج‪ -‬إذن‪ -‬من المأزق‪ ،‬وال تحرّر مستقبلاً من هيمنة الغرب‪،‬‬ ‫ومن سطوة المتحالفين معه‪ -‬التقليديّين والليبيراليّين على‬ ‫حدٍّ سواء‪ ،-‬إلاّ بتحرير المجتمع من طرائق التفكير التقليديّة‬ ‫التي ال تقتصر على الفكر المحافظ وحده‪ ،‬بل تتخ ّفى وراء التفكير‬ ‫الحداثيّ أيضًا‪ .‬إن ّ‬ ‫كل تغير في الغاية يقتضي تغيرا في الوسيلة‪،‬‬ ‫عدم فهم هذا الشرط هو ما يفضي إلى العمى التاريخي‪ .‬لنأخذ‬ ‫حادثتين للتدليل على ما ذهبنا إليه‪ .‬وسنعالج في هذه الحادثتين‬ ‫خاصّيتين َّ‬ ‫تتعلقان بطرائق التفكير المعَوِّقة‪ :‬ا‪ -‬الثقة المبالغ‬ ‫فيها في األدوات‪ ،‬والرؤية الوثوقيّة إلى الواقع‪ ،‬بما يعنيه ذلك‬ ‫من عدم فحصهما من منظور نقديّ‪ .‬ب‪ -‬التسرّع في بناء‬ ‫األحكام من دون تروٍّ يستند إلى استكمال الوقائع الذي ال يتم‬ ‫إال بإتمام الصيرورة دائرتَها التامّة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫يتذكر ما حدث في االتّحاد السوفياتيّ غب تو ّلي‬ ‫ك ّلنا‬ ‫غورباتشوف سدّة الحكم‪ ،‬وما صاحب هذا الحدث من حديث‬ ‫عن البيرسترويكا‪ ،‬أو البناء الديمقراطيّ لهذا العمالق السياسيّ‬ ‫َّ‬ ‫المثقف العربيّ‪ ،‬وأقصد هنا‬ ‫واإليديولوجيّ‪ .‬فكيف تعامل معه‬ ‫ِّ‬ ‫المؤثرة‪ ،‬وال حاجة لي بذكر األسماء‪ .‬لقد أُوِّل الحدث‬ ‫األصوات‬ ‫المذكور انطال ًقا من الثقة المشار إليها آن ًفا‪ ،‬والمستندة إلى‬ ‫الشخصنة المكتفية بلمعانها‪ ،‬ورصيدها الفكريّ‪ ،‬فلم يقع فحص‬ ‫الرؤية والوسيلة معًا من أجل فهم ما حدث‪ .‬وانصاع المث ّقف إلى‬ ‫تبني موقف المتحمِّس للرؤية الخادعة التي سُوِّقت في العالم‬ ‫ِّ‬ ‫والمتمثلة في كون االتّحاد السوفياتيّ مُقبلاً على تحوّل‬ ‫أجمع‪،‬‬ ‫في سياسة الحكم‪ .‬ولم يكن هناك أيّ حذر في التعامل مع هذه‬ ‫الرؤية نتيجة الثقة المفرطة في الرؤية واألدوات‪ .‬بينما كان من‬ ‫َّ‬ ‫المتيسَّر فهم ما حدث لو ّ‬ ‫المثقف العربيّ اتّخذ له التريّث‬ ‫أن‬ ‫َّ‬ ‫المُؤقت وسيلة؛ فقد كان هناك مقال في عدد‬ ‫سبيلاً ‪ ،‬والشك‬ ‫من مج ّلة “البويطيقا “ (‪ )1974‬خُصِّص لموضوع السياسة‪ ،‬وقد‬ ‫أوضحت فيه صاحبته الخيارات التي كانت مفروضة على االتحاد‬

‫السوفياتيّ في حالة سعيه إلى الحفاظ على دولة الرعاية أمام شحّ‬ ‫الخزينة‪ .‬وهي ثالثة‪ :‬استنزاف الموارد الطبيعيّة‪ ،‬واالقتراض من‬ ‫البنك الدوليّ‪ ،‬واالمتداد نحو الشرق األوسط‪ .‬وقد اختار القادة‬ ‫في عهد بريجنيف ّ‬ ‫الحل الثالث‪ ،‬فكان غزو أفغانستان‪ .‬ولما فشل‬ ‫هذا الخيار كان على غورباتشوف اللجوء إلى الخيار الثاني‪ ،‬وكان‬ ‫من المفروض استباق صندوق النقد الدوليّ باستحداث نوع من‬ ‫االنفتاح على الديمقراطية وحقوق اإلنسان‪ ،‬حتّى ال يُطرح األمر‬ ‫ً‬ ‫شروطا مفروضة ومُمْالة في أثناء التفاوض على الدين‪.‬‬ ‫بوصفه‬ ‫هذا ما كان يحدث‪ ،‬لكن بالرجوع إلى ما ُكتب من قِبَل المث ّقف‬ ‫العربيّ تزامنًا مع الحدث المذكور يجعلنا نقف على طبيعته من‬ ‫تُحل القناعات في ّ‬ ‫خالل طريقة تفكيره التي ّ‬ ‫محل ال تنفع فيه‪،‬‬ ‫في محل يتط ّلب مُراجعة األوراق‪ ،‬وضبط البوصلة‪ ،‬ومُمارسة‬ ‫النقد تُجاه ما يجري‪ ،‬ال بوصفه كما هو؛ فهذا مبدئيٌّ ال يُناقش‪،‬‬ ‫وإنّما بوضعه داخل سياق أكبر مُكوَّن من فهم االستهداف في‬ ‫بنية مُؤسَّسة من قصود في اتّصال بإرغامات ال يُعلن عنها في‬ ‫مجال السياسة‪ .‬والسبب في هذا التصرّف الفكريّ هو الطريقة‬ ‫التي تستند إلى الثقة في المعطيات‪ ،‬من دون مُراعاة قدمها‪،‬‬ ‫والثقة في الذات‪ ،‬فما ْ‬ ‫أن يصل المث ّقف إلى مرحلة مُعيَّنة من‬ ‫استهالكه عموميًّا يصير معها حجّة أو سلطة معرفيّة تحصل‬ ‫لديه قناعة راسخة في كونه في غير حاجة إلى مُراجعة أدواته‬ ‫وقناعاته‪ .‬ويكفي النظر إلى الركام من الكتب المنتجة في العالم‬ ‫العربي إلدراك هذا األمر‪ ،‬كم من الكتب التي ترد في مجال النقد‬ ‫الذاتي التي يصحح فيها المث ّقف اختياراته السابقة؟ العكس هو‬ ‫الوارد‪ ،‬بل هناك من يصر على إصدار محاوالته القديمة التي‬ ‫تجاوزها الزمان‪ ،‬وال تُعدم الحجة هنا‪ :‬عدم حرمان القارئ من‬ ‫معرفة التطور الذي حصل في فكر من هو معني بهذا األمر‪.‬‬ ‫ال تخفى حالة ما يتعرّض إليه اليوم العربيّ من قالقل‪،‬‬ ‫وما ُكتب حولها‪ ،‬وما زال يكتب‪ .‬وما يتخ ّلل هذه الكتابات من‬ ‫يقين تأويليّ من دون مُقتضيات التأويل؛ فتكاد ّ‬ ‫جل الدراسات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وجل األعمال األدبيّة التي تناولت الموضوع‪ ،‬تتحدث عن ثورات‬ ‫رشيدة‪ ،‬وعن حراك تحرّريّ‪ ،‬وبخاصّة عند بدايات التململ‪،‬‬ ‫قبل أن تتّضح بعض العناصر المشوِّشة على هذا اليقين‪،‬‬ ‫ال الرؤية‪ .‬ومرّة أخرى يُبرهن المث ّقف العربي على كونه لم‬ ‫يستوعب الدرس‪ ،‬وأنّه غير قادر على تغيير طرائق تفكيره‪،‬‬ ‫فباألحرى أن ُ‬ ‫يكون قادرا على تغيير طرائق تفكير مُجتمعه‪.‬‬ ‫بينما كان من الالزم‪ -‬أمام ما يحدث في العالم العربيّ‪-‬‬ ‫اختيار مُمارسة نقد األدوات والقناعات‪ ،‬ثمّ احترام انسجال‬ ‫الحدث التاريخيّ‪ ،‬بما يكفي من المعطيات التي تحفُّ به‪،‬‬ ‫وبخاّصة منها الخفيّة‪ .‬فما يُستطاع في هذا الجانب هو نقد‬ ‫مفهوم الثورة‪ ،‬وضبط أسسه‪ ،‬وشروطه‪ ،‬ومُختلف العناصر‬ ‫التي يقوم بها ما صدقه؛ فمن دون قيادة ذات برنامج واضح‬ ‫يحل ّ‬ ‫المعالم‪ ،‬ومن دون نظام فكريّ جديد ّ‬ ‫محل القديم‬ ‫َ‬ ‫طائل من ورائه‪ .‬لقد كان‬ ‫يكون الحديث عن ثورة عملاً ال‬ ‫على طرائق التفكير المعتادة‪ -‬في مثل هذا لوضع‪ -‬أن‬ ‫تتغيّر حتّى تُساهم في فهم ما جرى‪ .‬ومن ضمن هذه‬ ‫الطرائق الحرص على اإلجابة في وضع ليست مطلوبة‬ ‫فيه‪ ،‬بقدر ما هو مطلوب ال يتعدّى صياغة أسئلة دقيقة‪،‬‬ ‫ووصف المُؤشِّرات والكشف عن مدى تطابقها مع النيات؛‬ ‫فهناك من دالئل التناقض‪ -‬والتي ال تقبل الجمع بينها‪ -‬ما‬ ‫يسمح بتأطير الحدث داخل خانة تأويليّة ال يُرتكن فيها‬ ‫إلى الحسم‪ .‬ومن ثمّة ُ‬ ‫يكون السجال المفتوح هو األساس‪،‬‬ ‫بخاصّة ّ‬ ‫وأن ما يجري لم تكتمل صيرورته‪ ،‬ولم تحدث‬ ‫المسافة التي يتطلبها فهم وقائع التاريخ‪ .‬والمُؤسف ّ‬ ‫أن المث ّقف‬ ‫العربيّ اختار منطق اإلجابة الجاهزة التي جعلت البعض يخلط‬ ‫بين النوايا والواقع‪ .‬ويكفي الرجوع إلى الكتابات الواردة في هذا‬ ‫الشأن إلدراك هذا األمر‪.‬‬ ‫لم يكن الوقت الضائع غير هذا اإلصرار على اعتماد تصوّر‬ ‫تقليديّ في عالقة المث ّقف بالفكر وطرائق بنائه ومُمارسته‪.‬‬ ‫وليس استعصاء الواقع عليه‪ ،‬واستعصاء تحوّله سوى نتاج عدم‬ ‫توجّهه إلى هدم الطرائق الفكريّة السائدة في المجتمع‪ .‬فليس‬ ‫الخطر متأتٍّ من القناعات‪ّ ،‬‬ ‫ألن منطق العيش المُشترك يقتضي‬ ‫اختالف اإلرادات‪ ،‬ومن ثمّة اختالف أنماط الفكر التي تستند‬ ‫إليها‪ ،‬وإنّما الخطر متأتٍّ من طرائق التفكير التقليديّة التي‬ ‫من خاصّياتها السلبيّة‪ :‬عدم اإليمان باالختالف الفكريّ‪ ،‬وقبول‬ ‫المُراجعة الفكريّة‪ ،‬ونسبية األحكام‪ ،‬وعدم الفصل بين الفكرة‬ ‫والشخص‪ ،‬وبين الحقول ومنهجياتها المختلفة‪ ،‬وبين الحياة‬ ‫الخاصّة والحياة العامّة‪ .‬وعدم االتّساق بين القول والفعل‪،‬‬ ‫وعدم احترام الزمن والسياقات‪...‬الخ‪ .‬ال شكّ ّ‬ ‫أن العالم يشهد‬ ‫اليوم تحوّال جذريا في عالقات االتّصال ووسائله‪ ،‬والخشية ّ‬ ‫كل‬ ‫الخشية ألاّ يستوعب المث ّقف ما يُحدثه هذا التحول من انعطاف‬ ‫أساس في تشكيل إنسان الغد‪ ،‬وأفقه الفكريّ‪ ،‬وما يقتضيه من‬ ‫تغيير في األسلوب والرؤية‪ ،‬ومن انخراط إيجابيّ في العالم‬ ‫القادم بما يفرضه من تكيّفات‪ ،‬ومن حضور وازن‪ .‬وإذا كان من‬ ‫السابق ألوانه الحكم على ما إذا كانت هذه الوسائل الجديدة‬ ‫في التواصل بفعل كونيتها ستعمل على تأسيس نوعية المث ّقف‬ ‫الذي تتط ّلبه‪ّ ،‬‬ ‫فإن هناك من المُؤشِّرات األوليّة التي تُفيد‬ ‫ّ‬ ‫بأن األمل معقود عليها في أن تُفضي إلى تجاوز الحدود التي‬ ‫تفصل بين العوالم الثقافية المختلفة‪ ،‬وتُجسِّر الهوّة بين ما‬ ‫هو هناك‪ ،‬وما هو هنا‪ .‬ومن شأن هذا التحوّل في بنية الزمان‬ ‫والمكان أن تُرغم المث ّقف العربيّ على تغيير طرائق تفكيره‬ ‫إذا أراد أن يجد له موضعًا في تقاسم فضاء ال يُؤمن بالحدود‬ ‫المسورة‪ ،‬والمواقع المحصَّنة‪.‬‬


‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬مــاي ‪2016‬‬

‫العدد ‪836‬‬

‫فيدرالية الصيد البحري وتربية األحياء المائية و اللجنة‬ ‫المشتركة المغربية‪-‬اإلسبانية للصيد البحري يحددان موعد‬ ‫ملتقى مهنيي الصيد البحري بالمغرب و االتحاد األوروبي‬

‫ــــاء‬ ‫ا�ص ِط َف ٌ‬ ‫ْ‬ ‫• للشاعر ‪ :‬عمر البقالي‬

‫الحس��ن زان��ه الصفـــــــــــا و القلب إلي��ه هفـــــــــــــــا‬ ‫قد ملك ص��دري فمـــــــــــا أمس��يت أدري ما اختفـــــــى‬ ‫اليوم عقلي مصطفـــــــــــى و القلب يسعى للوفـــــــــــا‬ ‫فهو الهوى لي خالــــــــــــد و ه��و الم��راد المصطفــــى‬ ‫حس��ن على حس��ن زهــــــــا يسبي الحبيب المقتفــــــــى‬ ‫حـــــــب تعلقـــت بـــــــــــه نل��ت رض��اه أو جفـــــــــــــا‬ ‫ما ش��اء ربـــــي كنتـــــــــــه و م��ا نهى عن��ه كـفــــــــــى‬

‫اجتمعت يوم الثالثـــاء ‪ 3‬مــاي‬ ‫ال��ج��اري‪ ،‬بمقر غرفة الصيد البحري‬ ‫المتوسطية بطنجة‪ ،‬اللجنة المشتركة‬ ‫المغربية‪-‬اإلسبانية للصيد البحري‪،‬‬ ‫لتحديد موعد ونقاط الملتقى الضخم‬ ‫ال��ذي سيتم تنظيمه في الرابع من‬ ‫يونيو المقبل بفندق “موفنبيك”‬ ‫بطنجة‪ ،‬والذي سيجمع مهنيي القطاع‬ ‫بالمغرب وإسبانيا ‪.‬‬ ‫و ضم االجتماع كال من يوسف‬ ‫بن جلون رئيس غرفة الصيد البحري‬ ‫المتوسطية بطنجة‪ ،‬وخافيير كارات رئيس اللجنة‬ ‫االستشارية لمجلس الفالحة والثروة السمكية‬ ‫في المفوضية األوروبية ‪ ،‬واألمين العام لالتحاد‬ ‫اإلسباني لمصايد األسماك ( ‪،)CEPESCA‬‬ ‫وبيدرو مازا‪ :‬رئيس االتحاد األندلسي للثروة‬ ‫السمكية‪ ،‬ونائب رئيس االتحاد اإلسباني‬ ‫لمصايد األسماك (‪ ،)CEPESCA‬وكريم فوتات‬ ‫نائب رئيس المجلس االقتصادي واالجتماعي‬ ‫والبيئة‪ ،‬كمال بنونة عضو ‪ ،AIMPA‬و عمر‬ ‫أكوري رئيس فيدرالية الصيد البحري وتربية‬ ‫األحياء المائية ‪ ،‬وبحضور مدير غرفة الصيد‬ ‫البحري المتوسطية والمندوب الجهوي للصيد‬ ‫البحري ‪.‬‬ ‫سيشهد ملتقى مهنيي الصيد البحـري‬ ‫بالمغرب واالتحاد األوروبي حضور شخصيات‬ ‫وازن��ة من البلدين تتمثل في كل من وزير‬ ‫الفالحة والصيد البحري المغربي عزيز أخنوش‪،‬‬ ‫ووزير الفالحة والصيد البحري اإلسباني ‪ ،‬ووالي‬ ‫جهة طنجة تطوان الحسيمة محمد اليعقوبي ‪،‬‬ ‫ورئيس المجلس الحضري لطنجة ‪ ،‬ورئيس جهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة ‪ ،‬واألمين العام لوزارة‬ ‫الصيد البحري ‪ ،‬ورؤساء االتحادات المستقلة‬

‫في األندلس وغاليسيا‪ ،‬والمفوض األوروب��ي‬ ‫للصيد‪ ،‬باإلضافة إلى أعضاء لجنة البرلمان‬ ‫األوروب��ي‪ ،‬والسفيراإلسباني بالمغرب‪ ،‬وأعضاء‬ ‫اللجنة المغربية‪-‬اإلسبانية ‪ ،‬وأعضاء لجن ة�‪CEP‬‬ ‫‪ ESCA‬و‪ ،Europêche‬وشخصيات أخرى وازنة‬ ‫من كال البلدين وإعالميين محليين ‪ ،‬وطنيين‬ ‫ودوليين‪ ،‬والعديــد من المهتميــن بالشـأن‬ ‫البحري بالبلدين‪ ،‬وسيتم تكريم شخصيات‬ ‫فاعلة بالقطاع بذلت مجهودات مهمة أسفرت‬ ‫عن نتائج قيمة في تعزيز العالقات المغربية –‬ ‫اإلسبانية فيما يخص الصيد البحري ‪.‬‬ ‫وتجدر اإلش��ارة إلى أن اللقاء األول الذي‬ ‫جمع مهنيي الصيد البحري المغاربة واإلسبان‬ ‫والذي كان قد عقد في سنة ‪ 2011‬والذي دعا‬ ‫إلى تجديد اتفاقية الصيد البحري الموقعة بين‬ ‫المغرب واالتحاد األوروبي‪ ،‬بهدف إرساء شراكة‬ ‫مربحة للطرفين تأخذ بعين االعتبار ديمومة‬ ‫الموارد‪ ،‬حيث عبر المشاركون في توصيات‬ ‫توجت أشغال هذا اللقاء‪ ،‬الذي نظمته فيدرالية‬ ‫الصيد البحري وتربية األحياء المائية بحضور‬ ‫ممثلي أهم الجمعيات المهنية في قطاع الصيد‬ ‫البحري بالمغرب‪ ‬وإسبانيا‪ ،‬عن التزامهم بالعمل‬ ‫من أجل تحسيس الرأي العام بالبلدين بمدى‬

‫أهمية اتفاق شراكة مغربي أوروبي‬ ‫حول الصيد البحري‪ ،‬كما أكدوا‬ ‫عزمهم على التعبئة للتدخل لدى‬ ‫السلطات المعنية بالبلدين ولدى‬ ‫االتحاد األوروبي بهدف الدفاع عن‬ ‫المصالح المشتركة لمهنيي الصيد‬ ‫البحري وتربية األحياء المائية ودعم‬ ‫االستثماراتالثنائية‪.‬‬ ‫وأخذا بعين االعتبار لقرارات‬ ‫المنظمات الدولية المعنية الراميـة‬ ‫إلى حمايـة الموارد البحرية ومحاربة الصيد‬ ‫الجائر‪ ،‬عبر مهنيو الصيد البحري المغاربة‬ ‫واإلسبان عن التزامهم بتوحيد جهودهم‬ ‫وتنسيق أنشطتهم لضمان حماية واستدامة‬ ‫موارد الصيد البحري بالبلدين‪.‬‬ ‫و كان اللقـاء مناسبة للجانبين لتعزيز‬ ‫عالقاتهمـا الممتـازة على مستـوى األعمـال‬ ‫مستفيدة ف��ي ذل��ك م��ن ت��ط��ور ال��رواب��ط‬ ‫االقتصادية التي جعلت‪ ‬إسبانيا‪ ‬الشريك الثاني‬ ‫للمغرب في مجال المبادالت التجارية‪.‬‬ ‫وتعـود عالقـات التعـاون المثمـرة بين‬ ‫المغرب‪ ‬وإسبانيا‪ ‬في مجال الصيد البحري إلى‬ ‫االتفاقيات الموقعة سنة ‪ 1983‬مع‪ ‬إسبانيا‪ ‬وتلك‬ ‫الموقعة مع أوروبا ابتداء من سنة ‪. 1987‬‬ ‫وق��د انطلـق عمل الفاعليـن الخواص‬ ‫بالبلدين باالستثمار بشراكة في ميدان الصيد‬ ‫البحري باقتناء سفن الصيد الحديثة المزودة‬ ‫بالمبردات ال��ق��ادرة على العمل في مختلف‬ ‫المصايد‪ ،‬قبل أن يوسعوا أنشطتهم لتشمل‬ ‫مجال تقويم وتسويق منتوجات البحر الموجهة‬ ‫خصيصا للسوق اإلسباني وباقي األس��واق‬ ‫األوروبية األخرى‪ .‬‬

‫قصــة مواطنــة مغربيــة وابنتـهـا‪..‬‬ ‫نجتـا من حرب ليبيـا الطاحنــة‪!.‬‬ ‫كما أشرنا في الحلقة الماضية‬ ‫(الثانية) أن حرية لم تكن عالقتها على‬ ‫أحسن ما يرام مع زوجها “شوكت” الذي‬ ‫انكشف أم��ره‪ ،‬حيث اتضح أنه متزوج‪،‬‬ ‫لكن ماذا عساها أن تفعل‪ ،‬وهي حامل‬ ‫منه تنتظر مولودها؟ لقد خضعت لألمر‬ ‫ال��واق��ع‪ ،‬وتجرّعت ال��م��رارة في صمت‬ ‫وذه��ول‪ ،‬إذ ك��ان لديها ما يكفي من‬ ‫التجارب القاسية التي علمتها أن تواجه‬ ‫المواقف الصّعبة‪ ،‬مهما كانت أنواعها‪،‬‬ ‫هي التي ذاقت الحرمان والفاقة والصراع‬ ‫بين أفراد أسرتها بمدينة المحمدية‪ ،‬قبل‬ ‫أن تغادر هذا الجحيم‪ ،‬صوب العاصمة‬ ‫طرابلس‪ ،‬بحثا عن حياة وعيش أفضل!‬ ‫جرت مياه كثيرة على وصول حرية‬ ‫إلى ليبيا‪ ،‬عاشت خاللها حياة هادئة‬ ‫مريحة‪ ،‬حيث اشتغلت وتزوجت‪ ،‬ثم أنجبت‬ ‫ابنتها الوحيدة “ياسمين”‪ .‬لكن مع مرور السنين‪ ،‬وياسمين تكبر‬ ‫شيئا فشيئا‪ ،‬كان من ّ‬ ‫الطبيعي أن تتغير وتذهب مشاعر “حرية”‬ ‫تجاه زوجها “شوكت” نحو األسوأ‪ ،‬وذلك نتيجة غدره بها‪ ،‬واستهتاره‬ ‫بعواطفها‪ ،‬إال أنها كانت تحاول التّعايش معه‪ ،‬ألنه ـ على الرغم من‬ ‫كل شيء سلبي صدر منه ـ يبقى في نهاية األمر أباً ال بنتها الغالية‪،‬‬ ‫طالما أنه كان يداعبها ويمازحها ويزرع فيها العطف األبوي‪ ،‬وكأنه‬ ‫كان يخطط من أجل أن يستحوذ على قلب صغيرته “ياسمين” التي‬ ‫أصبحت هدفه المنشود‪ ،‬بعدما فقد مكانته في قلب أمها “حرية”‪،‬‬ ‫إذ عبثا حاول إقناعهما بالذهاب معه للعيش ـ إلى األبد ـ بباكستان‪،‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫(الحلقة الثالثة)‬

‫خاصة بعد اضطراب األوض��اع بليبيا‪،‬‬ ‫واستحالة العيش فيها!‬ ‫يقال إن ما يحبكه الليل قد يفضحه‬ ‫النّهار! هذه المقولة تنطبق على ما كان‬ ‫يضمره “شوكت” في نفسه تجاه زوجته‬ ‫وابنتهما‪ ،‬كشكل من أشكال االنتقام‪،‬‬ ‫ذلك أنهما رفضا مرافقته للعيش معه‬ ‫بباكستان‪ ،‬فضال عن تع ّلق “حرية”‬ ‫و ابنتها ياسمين ببعضهما البعض‪،‬‬ ‫إلى درجة شعر معها “شوكت” بالغيرة‬ ‫والحسد!!‬ ‫فماذا فعل؟ تشير “حرية” إلى أنه‬ ‫ذات ي��وم‪ ،‬وهم بالمزرعة التي فرّوا‬ ‫إليها‪ ،‬بعد اندالع الحرب األهلية الليبية‪،‬‬ ‫زاره��م بعض أق��ارب “شوكت” وبينما‬ ‫كانت “حرية” جالسة بإحدى غرف البيت‬ ‫بالمزرعة ذاتها‪ ،‬و”ياسمين” بصدد نقلها‬ ‫صينية شاي وحلوى للضيوف‪ ،‬حيث سمعت هذه األخيرة‪ ،‬على بعد‬ ‫الخطوات منهم‪ ،‬حديثهم باللهجة الباكستانية حول مؤامرة كانوا‬ ‫يخططون لها‪ ،‬وهي أن يضعوا لحرية قرصا منوماً‪ ،‬في كوب تشرب‬ ‫منه‪ ،‬وذلك من أجل االنفراد بياسمين وتعريضها لالغتصاب‪ ،‬األمر‬ ‫الذي جعلها تتسمر في مكانها‪ ،‬غير مصدقة لما التقطته أذناها‪،‬‬ ‫وبالتالى تعود بالصينية من حيث أتت‪ ،‬وتخبر أمها بما سمعت‪،‬‬ ‫وأولى دمعاتها قد نزلت‪ ،‬خاصة وأن الضيوف كان معهم والدها‬ ‫“شوكت”!!‬

‫محمد إمغران‬

‫فه��و النهى ل��ي و الهـــد ى مهما قضى أ و أسرفـــــــــــا‬ ‫قـــ��د راق لي أن أش��ــــــرب من حوض��ه أن أغرفـــــــــــا‬ ‫تا هلل لو خيرت فـــــــــــــــي الدنيا لقلت مصطفــــــــــى‬ ‫طنجة يف ‪ 30 :‬أبريل ‪2016‬‬

‫ختان جماعي بقرية أزال بإقليم تطوان‬

‫ب��ادرة طيبة أقدمت عليها جمعيات‬ ‫المجتمع المدني بشراكة مع الجماعة القروية‬ ‫ألزال‪ ،‬تمثلت في تنظيم حفل فني متنوع تحت‬ ‫شعار‪“ :‬الختان شريعة الرحمان”‪.‬‬ ‫وقد استفاد من عملية الختان ما يناهز‬ ‫‪ 70‬طفل‪ ،‬ينتمون لجماعتي أزال وزاوية سيدي‬ ‫قاسم‪ ،‬وزع��ت خاللها على المستفيدين‬ ‫وأسرهم بعض الهدايا واأللبسة‪.‬‬ ‫هذا الحفل الذي تميز بحضور رئيس‬ ‫المجلس اإلقليمي لتطوان‪ ،‬ورؤساء وأعضاء‬ ‫جماعتي أزال وزاوي��ة سيدي قاسم‪ ،‬اشتمل‬ ‫على إلقاء عروض فنية‪ ،‬كما استمتع الحضور‬ ‫بأجواء فنية‪ ،‬تخللتها عروض لألطفال بأزياء‬ ‫تقليدية تطوانية أهمها (الشدة التطوانية)‪.‬‬ ‫وقد شهد الحفل حضور كل من رئيس‬ ‫جماعة أزال‪ ،‬ورئيس جماعة زاوي��ة سيدي‬

‫قاسم‪ ،‬ورئيس المجلس اإلقليمي بتطوان‪،‬‬ ‫وك��ذا رؤس��اء المصالح وفعاليات المجتمع‬ ‫المدني‪.‬‬ ‫وخ�لال حفل االف��ت��ت��اح ألقى رئيس‬ ‫الجماعة القروية بأزال العربي أحنين كلمة‬ ‫بالمناسبة‪ ،‬رحب في بدايتها بضيوف هذا‬ ‫الحفل الذين لبوا الدعوة‪ ،‬للحضور في‬ ‫هذا العرس التضامني االجتماعي الصرف‪،‬‬ ‫الذي يهدف باألساس إلى مساعدة األسر‬ ‫الضعيفة‪ ،‬والفئات الهشة‪ ،‬من المواطنين‬ ‫بهذه المنطقة‪ ،‬عن طريق إعانتهم لختان‬ ‫أطفالهم‪ ،‬منوها بالدور ال��ذي تقوم به‬ ‫الجمعيات وخاصة في المجال االجتماعي‪،‬‬ ‫معلنا في األخير أن هذه البادرة ستصبح‬ ‫تقليدا سنويا بالمنطقة‪.‬‬

‫المكفوفون وذوو اإلعاقة الحركية بطنجة‬ ‫يحتجون على حرمانهم من مساعدات‬ ‫عبارة عن مواد غذائية‬

‫نظم مجموعة من المكفوفين وذوي‬ ‫اإلعاقة الحركية وقفة احتجاجية‪ ،‬دامت‬ ‫ساعتين من الزمن‪ ،‬بسبب حرمانهم من‬ ‫بعض المساعدات أو نقصانها‪ ،‬وذلك صباح‬ ‫األربعاء ‪ 4‬ماي الجاري‪ ،‬أمام بناية تنسيقية‬ ‫“التعاون الوطني”‪ ،‬بالقرب من “ شالة “‬ ‫بطنجة‪.‬‬ ‫وحسب مصدر مطلع‪ ،‬فإن المحتجين‬ ‫انقطعت عنهم‪ ،‬منذ حوالي سنة ونصف‪،‬‬ ‫مساعدات (عبارة عن قوارير زيت وأكياس‬ ‫دقيق) قيمتها تبلغ ‪ 400‬دره���م‪ ،‬كانوا‬ ‫يتوصلون بها‪ ،‬ك��ل ثالثة أش��ه��ر‪ ،‬وتم‬ ‫تعويضهم بمواد غذائية (عبارة عن أرز وشاي‬ ‫وعدس‪ )...‬قيمتها تبلغ بالكاد ‪ 200‬درهم‪،‬‬ ‫توصلوا بها مع بداية السنة الحالية‪ ،‬على‬ ‫أساس أن هذا التعويض الهزيل ـ حسب‬ ‫ذات المصدر ـ سيتم منحه للمستفيدين‪،‬‬ ‫مرة واحدة في السنة‪.‬أكثر من هذا أنه ضمن‬ ‫هؤالء المستفيدين‪ ،‬هناك من يأتون من‬ ‫مدن ومناطق شمالية أخرى‪ ،‬صوب مدينة‬

‫طنجة‪ ،‬لتسلم هذه المساعدات‪ ،‬متحملين‬ ‫مشاق التنقل‪ ،‬وأداء مصاريفه التي قد‬ ‫تعادل قيمة ما سيتسلمونه‪ ،‬من بضع مواد‬ ‫غذائية‪ ،‬بيد أنه كان على الجهة المختصة‬ ‫أن تجعل كل مستفيد يتسلم “ نصيبه “‬ ‫من المساعدات بالمدينة أو المنطقة التي‬ ‫يعيش فيها‪ “ ،‬فالبراألصيل‪ ،‬هو تسهيل جميع‬ ‫األمورعلى المستفيد ! “‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر ذاته أن االستراتيجية‬ ‫الجديدة للتعاون الوطني‪ ،‬تسعى إلى إسقاط‬ ‫من اهتماماتها‪ ،‬مسألة منح مساعدات‬ ‫“غذائية” لفائدة فئات‪ ،‬كضعاف البصر‪،‬‬ ‫والمصابين بمرض التوحد‪ ،‬وذوي اإلعاقة‬ ‫الحركية‪ ،‬دون األخذ بعين االعتبار‪ ،‬ما يعيشه‬ ‫هؤالء من ظروف أسرية واجتماعية‪ ،‬تستأهل‬ ‫التفاتة خيرية وإنسانية‪ ،‬األمرالذي يفرغ‬ ‫التعاون الوطني من “ دوره ورمزيته‪“ !.‬‬ ‫م‪.‬إ‬


‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬مــاي ‪2016‬‬

‫العدد ‪836‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫ذكرى اإلسراء والمعراج (‪)2/2‬‬ ‫‪ -‬د‪ .‬محمد كنون احل�سني‬

‫تحدثنا في العدد الماضي عن هذه الذكرى العظيمة‪ ،‬والمعجزة الباهرة التي خص بها اهلل سبحانه‬ ‫وتعالى نبينا صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬واستعرضنا األحاديث الواردة في هذا الحديث الكبير‪ ،‬من خروجه صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم من بيته إلى صالته ببيت المقدس‪ ،‬ثم صعوده صلى اهلل عليه وسلم على المعراج حيث‬ ‫صعد صلى اهلل عليه وسلم وعن يمينه مالئكة وعن يساره مالئكة حتى انتهيا إلى باب من أبواب السماء‬ ‫الدنيا يقال لها « باب الحفظة» وعليه ملك يقال له إسماعيل وهو صاحب سماء الدنيا‪ ،‬وعند البيهقي من‬ ‫حديث جعفر بن محمد يسكن ـ أي هذا الملك الذي اسمه إسماعيل ـ الهواء لم يصعد إلى السماء قط‬ ‫ولم يهبط إلى األرض قط‪ ،‬إال يوم مات النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وبين يديه سبعون ألف ملك‪ ،‬مع كل‬ ‫ملك جنده مائة ألف فاستفتح جبريل باب السماء‪ ،‬قيل من هذا؟ قال‪ :‬جبريل‪ ،‬قيل ومن معك؟ قال‪ :‬محمد‪،‬‬ ‫قيل‪ :‬أو قد أرسل إليه؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬مرحبا به وأهال حياه اهلل من أخ وخليفة‪ ،‬فنعم األخ ونعم الخليفة‪،‬‬ ‫ونعم المجيء جاء‪ ،‬ففتح لهما فدخال‪ ،‬فإذا فيها آدم كهيئته يوم خلقه اهلل على صورته‪ ،‬أي على غاية من‬ ‫الحسن والجمال‪ ،‬طوله ستون ذراعا‪ ،‬تعرض عليه أرواح ذريته المومنين‪ ،‬فيقول‪ :‬روح طيبة ونفس طيبة من‬ ‫جسد طيب‪ ،‬اجعلوها في عليين‪ ،‬وتعرض عليه أرواح ذريته الكفار‪ ،‬فيقول روح خبيثة خرجت من جسد خبيث‬ ‫اجعلوها في سجين‪ ،‬وعن يمينه أسودة وباب يخرج منها ريح طيبة‪ ،‬وعن شماله أسودة وباب يخرج منها‬ ‫ريح خبيثة‪ ،‬فإذا نظر قبل يمينه ضحك واستبشر‪ ،‬وإذا نظر قبل شماله حزن وبكى‪ ،‬فسلم عليه النبي صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم‪،‬فرد عليه السالم ثم قال‪ :‬مرحبا باإلبن الصالح والنبي الصالح‪ ،‬فقال النبي صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم‪ ،‬ياجبريل من هذا؟ فقال‪ :‬هذا أبوك آدم وهذه األسودة أرواح بنيه‪ ،‬فأهل اليمين منهم أهل الجنة‪،‬‬ ‫وأهل الشمال منهم أهل النار‪ ،‬فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى‪ ،‬وهذا الباب الذي عن‬ ‫يمينه باب الجنة والباب الذي عن شماله باب النار‪ .‬ثم صعد إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل له وقال‬ ‫كما مر في السماء األولى‪ ،‬ففتح لهما فلما خلصا فإذا هو بابني الخالة عيسى ابن مريم ويحيى بن زكرياء‬ ‫عليهما السالم‪ ،‬فسلم عليهما فرد عليه السالم‪ ،‬ثم قاال مرحبا باألخ الصالح والنبي الصالح ودعوا له بخير‪.‬‬ ‫ثم صعد إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقال وقيل له كالسماء األولى‬ ‫والثانية سؤاال وجوابا‪ ،‬ففتح لهما فلما خلصا‪ ،‬فإذا هو بيوسف فسلم‬ ‫عليه فرد عليه السالم ثم قال‪ :‬مرحبا باألخ الصالح والنبي الصالح ودعا‬ ‫له بخير‪ .‬ثم صعد إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل فقال وقيل له كما‬ ‫تقدم‪ ،‬وفتح لهما فلما خلصا فإذا هو بإدريس رفعه اهلل مكانا عليا‪ ،‬فسلم‬ ‫عليه فرد عليه السالم‪ ،‬ثم قال مرحبا باألخ الصالح والنبي الصالح ودعا له‬ ‫بخير‪ .‬ثم صعد إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل فقال وقيل له كما‬ ‫تقدم‪ ،‬وفتح لهما فلما خلصا فإذا هو بهارون ونصف لحيته بيضاء ونصف‬ ‫لحيته سوداء تكاد تضرب إلى سرته من طولها‪ ،‬فسلم عليه فرد عليه‬ ‫السالم‪ ،‬ثم قال مرحبا باألخ الصالح والنبي الصالح ودعا له بخير‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫ياجبريل من هذا ؟ قال‪ :‬هذا الرجل المحبب في قومه هارون ابن عمران‪ .‬ثم صعد إلى السماء السادسة‬ ‫فاستفتح جبريل فقال وقيل له كما مر‪ ،‬ففتح لهما فلما خلصا جعل يمر بالنبي والنبييين معهم الرهط‪،‬‬ ‫والنبي والنبيين ليس معهم أحد‪ ،‬ثم مر بسواد عظيم فقال من هذا ياجبريل؟ قال‪ :‬موسى وقومه‪ ،‬ولكن‬ ‫ارفع رأسك فإذا بسواد عظيم قد سد األفق من ذا الجانب ومن ذا الجانب‪ ،‬فقيل له هذه أمتك‪ ،‬ومع هؤالء‬ ‫سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب‪ ،‬فلما خلصا فإذا بموسى ابن عمران‪ ،‬فسلم عليه فرد عليه السالم ثم‬ ‫قال‪ :‬مرحبا باألخ الصالح والنبي الصالح ثم دعا له بخير‪ ،‬وقال‪ :‬يزعم الناس أني أكرم على اهلل من هذا‪ ،‬بل‬ ‫هذا أكرم على اهلل مني‪ .‬ثم صعد إلى السماء السابعة فرآ فوقه رعدا وبرقا وصواعق فاستفتح جبريل فقال‬ ‫وقيل له كما مر بأبواب السموات السبع‪ ،‬ففتح لهما فلما خلصا فإذا بإبراهيم الخليل جالسا عند باب الجنة‪،‬‬ ‫أي في وجهتها مسندا ظهره إلى البيت المعمور‪ ،‬فسلم عليه النبي صلى اهلل عليه وسلم فرد عليه السالم‬ ‫وقال‪ :‬مرحبا باإلبن الصالح والنبي الصالح‪ ،‬وقال له‪ :‬مر أمتك أن يكثروا من غراس الجنة فإن تربتها طيبة‬ ‫وأرضها واسعة‪ ،‬فقال وما غراس الجنة‪ ،‬قال‪ :‬الحول والقوة إال باهلل العلي العظيم‪ ،‬وفي رواية إقرأ أمتك مني‬ ‫السالم‪ ،‬وأخبرهم أم الجنة طيبة التربة عذبة الماء‪ ،‬وأن غرسها سبحان اهلل والحمد هلل وال إله إال اهلل واهلل‬ ‫أكبر‪،‬ودخل صلى اهلل عليه وسلم البيت المعمور‪ ،‬وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه ال‬ ‫يعودون إليه إلى يوم القيامة‪ ،‬ثم رفع إلى سدرة المنتهى‪ ،‬وإذا هي شجرة يخرج من أصلها أنهار من ماء غير‬ ‫ءاسن‪ ،‬وأنهار من لبن لم يتغير طعمه‪ ،‬وأنهار من خمر لذة للشاربين‪ ،‬وأنهار من عسل مصفى‪ ،‬يسير الراكب‬ ‫في ظلها سبعين عاما اليقطعها‪ ،‬وفي رواية لو أن الورقة الواحدة منها ظهرت لغطت هذه الدنيا‪ ،‬على كل‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫ورقة ملك‪ ،‬فغشيها ال يدري ماهي‪ ،‬قال تعالى‪ ( :‬ولقد رءاه نزلة أخرى‪ ،‬عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى‬ ‫إذ يغشى السدرة ما يغشى)النجم ‪ ، 16‬فإذا غشيها من اهلل ما غشى تغيرت‪ ،‬فما أحد من خلق اهلل يستطيع‬ ‫أن ينعتها من حسنها‪ ،‬زاد في رواية تلوذ بها جراد من ذهب‪ .‬ثم دخل الجنة فإذا فيها ماال عين رأت وال أذن‬ ‫سمعت وال خطر على قلب بشر‪ ،‬فرآ على بابها مكتوبا‪ :‬الصدقة بعشر أمثالها‪ ،‬والقرض بثمانية عشر‪ ،‬فقال‬ ‫ياجبريل‪ :‬ما بال القرض أفضل من الصدقة؟ قال‪ :‬ألن السائل يسأل وعنده‪ ،‬والمستقرض ال يستقرض إال‬ ‫عن حاجة‪ .‬ثم عرضت عليه النار فإذا فيها غضب اهلل وزجره ونقمته‪ ،‬لو طرح فيها الحجارة والحديد ألكلتها‪،‬‬ ‫ثم رفع فوق سدرة المنتهى ورآ رجال مغيبا في ظل العرش‪ ،‬فقال من هذا‪ ،‬أملك؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬قال‪ :‬أنبي؟ قال‪ :‬ال‪،‬‬ ‫قال من هذا؟ قال هذا رجل كان في الدنيا لسانه اليفتر عن ذكر اهلل‪ ،‬وقلبه معلق بالمساجد‪ ،‬ولم يستسب‬ ‫والديه قط‪ ،‬ولما رفع صلى اهلل عليه وسلم فوق سدرة المنتهى غشيته سحابة فيها من كل لون‪ ،‬فتأخر‬ ‫جبريل وزج به في النور‪ ،‬ويعبر عن تلك السحابة بالرفرف‪ ،‬وهو نظير المحفة عندنا‪ ،‬وروي أنه لما وقف جبريل‬ ‫قال له النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬في مثل هذا المقام يترك الخليل خليله؟ فقال له‪ :‬إن تجاوزت مقامي‬ ‫احترقت بالنور‪ ،‬فقال النبي صلى اهلل عليه وسلم ياجبريل‪ :‬هل لك من حاجة إلى ربك؟ قال يامحمد‪ :‬سل ربك‬ ‫لي أن أبسط جناحي على الصراط ألمتك حتى يجوزوا‪ .‬قال عليه السالم‪ :‬ثم عرج بي حتى ظهرت بمستوى‬ ‫أي فيه أو عليه‪ ،‬والمستوى المكان العالي‪ ،‬حيث سمع صرير األقالم في تصاريف األقدر‪ ،‬أي صوت حركتها‬ ‫حال الكتابة‪ ،‬وفي رواية فخرقت سبعين ألف حجاب ليس فيها حجاب يشبه اآلخر غلظ كل حجاب خمسمائة‬ ‫عام‪ ،‬وانقطع عني حس كل ملك‪ ،‬فلحقني عند ذلك استيحاش‪ ،‬فإذا النداء من العلي األعلى‪ ،‬أذن ياخير‬ ‫البرية‪ ،‬أذن يامحمد‪ ،‬فأدناني ربي حتى كنت كما قال‪( :‬ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو ادنى)‪ ،‬فرآ ربه‬ ‫تعالى فخر النبي صلى اهلل عليه وسلم ساجدا‪ ،‬وكلمه ربه عند ذلك فقال له يامحمد‪ :‬قال‪ :‬لبيك يارب‪ ،‬فقال‬ ‫سل؟ فقال‪ :‬إنك اتخذت إبراهيم خليال وأعطيته ملكا‪ ،‬وكلمت موسى تكليما‪ ،‬وأعطيت داوود ملكا عظيما‬ ‫وألنت له الحديد وسخرت له اإلنس والجن والشياطين وسخرت له الجبال‪ ،‬وأعطيت سليمان ملكا عظيما‪،‬‬ ‫فقال له اهلل تعالى‪ :‬قد اتخذتك حبيبا وأرسلتك للناس كافة بشيرا‬ ‫ونذيرا‪ ،‬وشرحت لك صدرك ووضعت عنك وزرك ورفعت لك ذكرك‪ ،‬ال‬ ‫أذكر إال ذكرت معي‪ ،‬وجعلت أمتك أمة وسطا‪ ،‬وجعلت أمتك التجوز‬ ‫لهم خطبة حتى يشهدوا أنك عبدي ورسولي‪ ،‬وجعلت من أمتك‬ ‫أقواما قلوبهم أناجيلهم‪ ،‬وجعلتك أول النبيئين خلقا وآخرهم بعثا‬ ‫وأولهم يقضى له‪ ،‬وأعطيتك سبعا من المثاني لم أعطها نبيا قبلك‪،‬‬ ‫وأعطيتك الكوثر‪ ..‬إلى أن قال‪ :‬وإني يوم خلقت السماوات واالرض‬ ‫فرضت عليك وعلى أمتك خمسين صالة فقم بها وأمتك‪ ،‬ولما كان‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم في هذا المقام قال اهلل تعالى‪ :‬يامحمد‪ ،‬وأين‬ ‫حاجة جبريل؟ قال‪ :‬فقلت اللهم إنك أعلم يامحمد قد أجبته فيما سأل‪،‬‬ ‫ولكن لمن أحبك وصحبك‪ .‬ثم انجلت عنه تلك السحابة عند وصوله إلى سدرة المنتهى‪ ،‬وهو المحل الذي‬ ‫وقف فيه جبريل‪ ،‬فأخذ بيده جبريل فانصرف سريعا‪ ،‬فأتى على إبراهيم فلم يقل له شيئا‪ ،‬ثم أتى على موسى‬ ‫قال ونعم الصاحب لكم‪ ،‬فقال‪ :‬ما صنعت يامحمد؟ ما فرض ربك عليك وعلى أمتك؟ قال‪ :‬فرض علي وعلى‬ ‫أمتي خمسين صالة كل يوم وليلة‪ ،‬قال‪ :‬ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف عنك وعن أمتك‪ ،‬فإن أمتك ال تطيق‬ ‫ذلك‪ ،‬وإني واهلل قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة على أدنى من هذا فضعفوا‬ ‫وتركوه‪ ،‬وأمتك أضعف أجسادا وأبدانا وأبصارا وأسماعا‪ ،‬فالتفت إلى جبريل يستشيره‪ ،‬فأشار إليه جبريل‪،‬‬ ‫أن نعم إن شئت‪ ،‬فرجع وقال‪ :‬رب خفف عني فوضع عنه خمسا‪ ،‬فلم يزل النبي صلى اهلل عليه وسلم يسأل‬ ‫التخفيف حتى قال اهلل تعالى‪ :‬يامحمد‪ ،‬قال لبيك وسعديك‪ ،‬قال‪ :‬هي خمس صلوات في كل يوم وليلة‪ ،‬بكل‬ ‫صالة عشر‪ ،‬فتلك خمسون صالة ال يبدل القول لدي وال ينسخ كتابي تخفيفا عنك‪ ،‬فلما رجع قال له موسى‪:‬‬ ‫ارجع فاسأل ربك التخفيف‪ ،‬فإن أمتك ال تطيق ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬قد راجعت ربي حتى استحييت منه ولكن أرضى‬ ‫وأسلم‪ ،‬فنادى مناد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي‪ ،‬فقال له جبريل اهبط باسم اهلل‪ .‬ثم انحدر صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم‪ ،‬فقال ياجبريل‪ :‬مالي لم آت أهل سماء إال رحبوا بي وضحكوا إلى غير واحد سلمت عليه فرد‬ ‫علي السالم ورحب بي ودعا لي بخير ولم يضحك إلي؟ قال‪ :‬ذلك مالك خازن النار‪ ،‬لم يضحك منذ خلق‪ ،‬ولو‬ ‫ضحك ألحد لضحك إليك‪ ،‬ثم وصل صلى اهلل عليه وسلم إلى مكة قبل الصبح‪ ،‬وكان مقدار غيبته عنها ثالث‬ ‫ساعات‪ .‬ثم أضحى يحدث الناس بما أنعم له عليه به في ليلته‪.‬‬

‫يا أيها المدخنون اتقو اهلل في أنفسكم (‪)2‬‬

‫ضرر التدخين االجتماعي واألخالقي‬ ‫الل ص ّلى هّ‬ ‫قال رسول هّ‬ ‫الل عليه وسلم‪« :‬إنّما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل‬ ‫المسك‪ ،‬ونافخ الكير فحامل المسك‪ :‬إما أن يحذيك‪ ،‬وإما أن تبتاع منه‪ ،‬وإما أن تجد منه ريحا‬ ‫طيبة‪ ،‬ونافخ الكير‪ :‬إما أن يحرق ثيابك‪ ،‬وإما أن تجد منه ريحا خبيثة»‬ ‫ال شك أن كل من يقرأ هذا الحديث يجد أن وصف جليس السوء ينطبق على شارب‬ ‫الدخان‪ .‬فهو يحرق ثيابك بناره‪ ،‬وكم من خصومات حدثت في األماكن المزدحمة بسبب‬ ‫هذا‪ .‬إن هناك دخانا مؤدي ضارا منبعثا من المدخن ـ وكأنه قاطرة ببخار ـ يؤذي به‬ ‫الناس‪ ،‬فإما أن يسكتوا على مضض‪ ،‬وإما أن تحدث مشاجرات‪ ،‬وأما هو فأكثر من‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫والخالصة أن المدخن إما أن يحرقك أو يؤذيك أو يجمع كال لك!!‬ ‫المدخن غافل عن أمور هامة‪ :‬إن إضراره بالغير ذنب‪ ،‬وهذا الذنب ال يغفره اهلل سبحانه‬ ‫وتعالى إال أن يعفو عنه الناس المتضررون‪ ،‬وكيف يتم له ذلك؟ قد يدعو عليه بعض هؤالء سراً أو‬ ‫جهرا‪« ،‬اتقوا دعوة المظلوم‪ ،‬فإنه ليس بينها وبين اهلل سبحانه وتعالى حجاب»‪ .‬لوهاب المتضررون‬ ‫المدخن لسبب ما‪ ،‬ولم يراع المدخن ضعفهم‪ ،‬فإنه يتعرض لغضب اهلل سبحانه وتعالى‪ ،‬ففي الحديث‬ ‫الذي فيه مغاضبة أبي بكر الصديق لبعض ضعفاء الصحابة‪ ،‬ثم ذهابه للنبي عليه الصالة والسالم؛‬ ‫فقال‪« :‬لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربّك» فهذا الحال مع أبي بكر‪ ،‬فما الحال معك؟! قد يكون‬ ‫المدخن سليط اللسان‪ ،‬فيتقيه الناس لذلك‪ ،‬وال ينهونه عن التدخين‪ ،‬وحينئذ يكون من الذين قال‬ ‫فيهم النّبي عليه الصالة والسالم‪« :،‬إن من شر الناس منزلة عند اهلل تعالى يوم القيامة‪ ،‬من تركه‬ ‫الناس اتقاء فحشه»‪.‬‬ ‫إن التدخين في األماكن العامة يسبب للمدخن حرجا واستحياء‪ ،‬إن كان صاحب حياء‪ .‬وقد يصاب‬ ‫المدخن بالتبلد وعدم الحس االجتماعي‪ ،‬فال يبالي بإيذائه للناس‪ ،‬وال بما كتب «ممنوع التدخين»‬ ‫ينظر المجتمع إلى صغار السن المدخنين نظرة اشمئزاز‪ ،‬ويقوم أولياء األمور بتحذير أوالدهم من‬ ‫االختالط بهؤالء‪ .‬قد يتعلم المدخن سؤال الناس إذا فقد «السيجارة»‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫أمراض الفم واألسنان‪ :‬سرطان الفم واللسان والشفاه‪ ،‬تشقق اللسان‪ ،‬ترسيب‬ ‫البالك على جذور األسنان‪ ،‬تشقق طبقة المينا‪ ،‬فقدان حاسة الذوق والشم‪.‬‬ ‫أمراض العيون‪ :‬التهاب الملتحمة‪ ،‬تكون الجلطات في شرايين العين‪ ،‬موت خاليا‬ ‫الشبكية‪ ،‬التهاب وموت العصب البصري الذي يؤدي إلى العمى‪ ،‬والعياذ باهلل‪.‬‬ ‫مرض السكر‪ :‬يحتاج مريض السكر المدخن إلى جرعات كبيرة من أدوية السكر‬ ‫مقارنة مع غير المدخنين‪.‬‬ ‫القوة الجنسية‪ :‬التدخين يقلل من القوة والرغبة الجنسية لكال الجنسين‪.‬‬ ‫الغدد الصماء‪ :‬تتضخم الغدة الدرقية وتتوقف وظائفها الحيوية‪ ،‬وتنشط الغدة‬ ‫فوق كلوية‪ ،‬وتعمل على ارتفاع نسبة السكر في الدم‪ ،‬وارتفاع ضغط الدم‪.‬‬ ‫الوراثة‪ :‬تؤدي نواتج التدخين إلى حدوث شروخ في جسم الكروموسومات التي‬ ‫تحمل الصفات الوراثية‪ ،‬مما يؤدي إلى الشذوذ الوراثي‪ ،‬وتشوه األجنة‪.‬‬ ‫الحمل‪ :‬يؤدي التدخين إلى حدوث حاالت إجهاض متكررة‪.‬‬ ‫جمال المرأة‪ :‬يؤدي التدخين إلى شحوب الوجه وزرقة الشفاه وحدوث حروق باألصابع‪.‬‬ ‫األطفال‪ :‬إن الطفل الذي يستنشق الدخان المتصاعد من سيجارة أبيه أو أمه‪ ،‬يتعرض ألزمات‬ ‫ربوية كثيرة‪ ،‬وإصابات بالجهاز التنفسي متعددة‪ .‬األمهات المدخنات؛ أوالدهن المولودون يكون‬ ‫جهاز مناعتهم ضعيفا جداً‪ ،‬بجانب النقص الملحوظ في أوزانهم‪ ،‬بعد الوالدة مباشرة‪ .‬فيا عجبا‬ ‫لعاقل‪ ،‬حريص على حفظ صحته‪ ،‬هو مقيم على شربه‪ ،‬مع مشاهدة هذه األضرار أوبعضها‪ ،‬فكم‬ ‫تلف بسببه خلق كثير‪ ،‬وكم تعرض منهم ألكثر من ذلك‪ ،‬وكم قويت بسببه األمراض البسيطة حتى‬ ‫عظمت‪ ،‬وعز على األطباء دواؤها‪ ،‬وكم أسرع بصاحبه إلى االنحطاط السريع من قوته وصحته‪.‬‬ ‫من العجب‪ ،‬أن كثيرا من الناس يتقيدون بإشادات األطباء في األمور التي هي دون ذلك بكثير‪،‬‬ ‫فكيف يتهاونون أمام هذا األمر الخطير؟!‬ ‫ذلك لغلبة الهوى‪ ،‬واستيالء النفس على إرادة اإلنسان‪ ،‬وضعف إرادته في مقاومتها‪ ،‬وتقديم‬ ‫العادات على ما تعلم مضرته‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬مــاي ‪2016‬‬

‫العدد ‪836‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬

‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache7@hotmail.com‬‬

‫نوادر وطرائف من التراث العربي األصيل (‪)29‬‬ ‫ما أحوج المرء‪ ،‬في هذا الزمن الرهيب ذي الوجه الكئيب‪ ،‬إلى ما يبدد ظلمات غمه ويشع نورالبهجة في صدره‪ ،‬وهو يستمتع بقراءة ما سجله السابقون من مستملحات‬ ‫ونوادر وطرائف تعيد للنفس بعض االتزان‪.‬‬ ‫ومما يحفز القارئ على اقتناص فرصة شافية لتصفية المزاج‪ ،‬ما تزخر به خزانة الثقافة العربية من أمهات كتب أدبية وفكرية تتضمن كما هائال من النوادر والطرائف‪،‬‬ ‫المجسدة بشكل فني ساخر للحظات مشرقة تنطوي على فوائد ترفيهية ونقدية (اجتماعية‪ ،‬أدبية وسيا سية‪ ،)...‬ككتاب «األغاني» ألبي فرج اإلصفهاني‪ ،‬وكتاب «العقد‬ ‫الفريد» البن عبدربه‪ ،‬و«يتيمة الدهر» للثعالبي‪ ،‬و«المستطرف» لألشبيهي‪ ،‬و«نفح الطيب» للمقري‪ ،‬و«مروج الذهب» للمسعودي‪ ،‬و«المحاسن والمساويء» للبيهقي‪،‬‬ ‫و«عيون األخبار» البن قتيبة‪ ،‬و«صبح األعشى» للقلقشندي‪ ،‬وكتاب «األذكياء» البن الجوزي والجاحظيات عامة‪ ،‬وغيرها من الكتب والتراجم التي اليسع المجال لذكرها‪.‬‬ ‫وإحياء لهذا التراث الطريف التليد الذي يشخص لحظات عابرة عاشتها أقوام غابرة‪ ،‬نقدم للقارئ الكريم‪ ،‬وعبرسلسلة حلقات‪ ،‬باقة منتقاة من الطرائف والنوادرالتي‬ ‫اقتطفناها بعناية من حقل كتاب «أحلى الحكايا» وهو ـ من منشورات دارالكتب اللبنانية ـ لمؤلفه الباحث عبد األميرعلي مهنا‪ ،‬الذي يقول في مسك ختام مقدمة كتابه‬ ‫الذي أعده بأسلوب فكاهي ‪:‬‬ ‫«وتراثنا العربي مليء بالكتب التي تتناول الشخصيات الطريفة التي تدخل إلى األوساط الغنية المترفة واألوساط الفقيرة وقصور الملوك ومجالس الخلفاء والقادة‪،‬‬ ‫هذه الشخصيات التي وهبها الخالق البديهة والحساسية النقدية المرهفة التي تجعلها تلتقط أحداث الحياة وأحوالها العادية فتتحول على يديها إلى ضحك ونوادر مفعمة‬ ‫بروح النقد االجتماعي والخلقي واألدبي والسياسي‪.‬‬ ‫هذه الطرائف تصورلنا جوانب من الحياة االجتماعية عند العرب‪ ،‬أعددتها بأسلوب فكاهي شيق وممتع‪ ،‬آمال أن أكون وفقت إلى بعض مانشدت ومااجتهدت‪ ،‬واهلل‬ ‫الموفق»‪ .‬وأملنا أن يستفيد الالحقون مما خلفه السابقون من نوادر وطرائف التخلومن فائدة‪.‬‬ ‫فقراءة ممتعة ومفيدة‪.‬‬

‫اب�شر يا �أمر امل�ؤمنني‬ ‫ْ‬

‫علي بن �أبي طالب وامل�ؤذن‬

‫قيل إن المنصور بن أبي عامر األندلسي كان إذا قصد غزاة عقد لواءه بجامع قرطبة‪ ،‬ولم يسر إلى الغزاة إ ّال من الجامع‪.‬‬ ‫فاتفق أنه في بعض حركاته للغزاة توجّه إلى الجامع لعقد اللواء‪ .‬فاجتمع عنده القضاة والعلماء وأرباب الدولة‪ .‬فرفع حامل‬ ‫اللواء اللواء‪ ،‬فصادف ُثرياّ من قناديل الجامع‪ ،‬فانكسرت على اللواء‪ ،‬وتبدّد عليه الزيت‪ .‬فتطيّر(‪ )1‬الحاضرون من ذلك‪ ،‬وتغيّر‬ ‫وجه المنصور‪ .‬فقال رجال‪ :‬أشر يا أمير المؤمنين بغزاة هيّنة‪ ،‬وغنيمة سارّة‪ .‬فقد بلغت أعالمك الثريا‪ ،‬وسقاها هّ‬ ‫الل من شجرة‬ ‫مباركة‪.‬‬

‫كان لعلي بن أبي طالب‪ ،‬عليه السالم‪ ،‬جارية تدخل وتخرج‪ ،‬وكان له مؤذن شاب‪ ،‬فكان إذا نظر إليها قال لها‪ :‬أنا‪ ،‬هّ‬ ‫والل‪،‬‬ ‫أحبك‪ ،‬فلما طال ذلك عليها أتت علياً فخبرته‪ ،‬فقال لها‪ :‬إذا قال لك ذلك فقولي‪ :‬أنا هّ‬ ‫والل أحبك‪ ،‬فماذا؟‬ ‫فأعاد عليها الفتى قوله‪ ،‬فقالت له‪ :‬وأنا هّ‬ ‫والل أحبك‪ ،‬فماذا؟‬ ‫فقال‪ :‬تصبرين ونصبر حتى يوفينا من يوفي الصابرين أجرهم بغير حساب‪ ،‬فأعلمت علياً‪ ،‬فدعا به فزوّجه منها ودفعها‬ ‫إليه‪.‬‬

‫حكى األصمعي قال‪ :‬كان رجل من أألم الناس‪ ،‬وأبخلهم‪ ،‬كان عنده لبن كثير‪ ،‬فسمع به رجل ظريف‪ ،‬فقال‪ :‬أموت أو‬ ‫أشرب من لبنه‪ .‬فأقبل ومعه صاحب له حتّى إذ كان بباب صاحب اللبن ُغشي عليه وتماوت‪ ،‬فقعد صاحبه عند رأسه يسترجع‪،‬‬ ‫فخرج إليه صاحب اللبن‪ ،‬فقال له‪ :‬ما باله؟‬ ‫هّ‬ ‫فقال‪ :‬هذا سيد بني تميم أتاه أمر الل ها هنا‪ ،‬وكان قال‪ :‬أسقني لبناً! فقال صاحب اللبن‪ :‬هذا هيّن موجود! يا غالم‬ ‫ائتني بقدح من لبن‪ ،‬فأتاه فأسنده صاحبه إلى صدره‪ ،‬وسقاه حتى أتى عليه‪ ،‬وتجشّأ(‪ )2‬فقال صاحبه لصاحب اللبن‪ :‬هذا‬ ‫راحة الموت؟‬ ‫ففطن لهما وقال‪ :‬أماتك هّ‬ ‫الل وإياه!‬

‫البـالغـة‬

‫�أماتك هّ‬ ‫الل و�إيّاه‬

‫ك�أنه يف �إيوان ك�سرى‬ ‫قيل األعرابي‪ :‬كيف تبترد بالبادية إذ انتصف النهار‪ ،‬وانتقل كل شيء ظ ّله؟ فقال‪ :‬وهل العيش إ ّال هناك؟ يركض أحدنا‬ ‫مي ًال فيتفصد عرقاً كالجمان‪ ،‬ثم ينصب عصاه ويلقي عليها كساءه وتقبل عليه الرياح من كل جانب‪ ،‬فكأنه في إيوان كسرى‪.‬‬

‫�إنه بالإ�صالح � ّ‬ ‫أحق من �أهل الكوفة‬ ‫كان بالكوفة رجل يقال له مصلح‪ ،‬فبلغه أن بالبصرة رج ًال من المصلحين مقدّماً في شأنه‪ ،‬فسار الكوفي إلى البصرة‪،‬‬ ‫فلما قدم عليه قال له‪ :‬من أنت؟‬ ‫قال‪ :‬أنا مصلح جئتك من الكوفة لما بلغني خبرك‪ .‬فرحّب به وأدخله موضعه‪ ،‬وخرج يشتري له ما يأكل‪ .‬فأتى جبّاناً‬ ‫فقال له‪ :‬أعندك جُبن؟‬ ‫قال‪ :‬عندي جبنٌ كأنه سمن‪.‬‬ ‫فقال في نفسه‪ :‬لم ال أشتري سمناً حين هو يُضرب به المثل؟‬ ‫فذهب إلى من يبيع السمن فقال له‪ :‬أعندك سمن؟‬ ‫فقال‪ :‬عندي سمن كأنه زيت‪.‬‬ ‫فقال في نفسه‪ :‬لم ال أشتري زيتاً‪ ،‬حين هو يُضرب به المثل؟‬ ‫فذهب إلى زيات وقال‪ :‬أعندك زيت؟‬ ‫قال‪ :‬عندي زيت صافٍ كأنه الماء‪ .‬فقال في نفسه‪ ،‬ولم ال أشتري ماء حين يضرب به المثل؟‬ ‫فرجع إلى بيته‪ ،‬وأخذ صحفة ومألها ماء‪ ،‬وقدّمها للضيف مع كسيرات يابسة‪ ،‬وعرّفه كيف جرى له‪ ،‬فقال الكوفي‪ ،‬أنا‬ ‫أشهد أنك باإلصالح أحقّ من أهل الكوفة‪.‬‬

‫لن يع�شق من يع�شق نقده‬ ‫كان أشعب يختلف إلى جارية بالمدينة ويظهر لها التعاشق إلى أن سألته يوماً سُلفة بنصفٍ درهم‪ ،‬فانقطع عنها‪ ،‬وكان‬ ‫إذا لقيها في الطريق سلك طريقاً أخرى‪ .‬فصنعت له نشوقاً(‪ )3‬وأقبلت به إليه‪ .‬فقال ال‪.‬‬ ‫ما هذا؟‬ ‫قالت‪ :‬نشوق عملته لك لهذا الفزع الذي بك‪ ،‬فقال‪ :‬اشربيه أنت للطمع‪.‬‬ ‫فلو انقطع طمعك انقطع فزعي‪ ،‬وأنشأ يقول‪:‬‬

‫أخلفي ما شئـت وعـدي وامنحـينــي ّ‬ ‫كل صـــــدّ‬ ‫قد سلا(‪ )4‬بعـدك قلبي فاعشقي من شئت بعـدي‬ ‫إنّــي آلـيــت ال أعـــــ ــشقُ منْ يعشق نقـدي‬

‫يخت�صمان يف ر�أ�س‬

‫قال عمر بن ميمون‪ :‬مررتُ ببعض طرق الكوفة‪ ،‬فإذا أنا باثنين يختصمان‪ ،‬فقلت‪ :‬ما بكما؟ فقال أحدهما‪ :‬إن صديقاً‬ ‫زارني‪ ،‬فاشتهى رأساً‪ ،‬فاشتريته ّ‬ ‫وتغذينا‪ ،‬وأخذت عظامه فوضعتها على باب داري أتجمل بها‪ ،‬فجاء هذا فأخذها ووضعها على‬ ‫باب داره ليوهم الناس أنه هو الذي اشترى الرأس‪.‬‬

‫قيل ليوناني‪ :‬ما البالغة؟‬ ‫قال‪ :‬تصحيح األقسام‪ ،‬واعتدال الكالم‪.‬‬ ‫وقيل لرومي‪ :‬ما البالغة؟‬ ‫قال‪ :‬حسن االقتصاد عند البديهة والغزارة يوم اإلطالة‪.‬‬ ‫وقيل لفارسي‪ :‬ما البالغة؟‬ ‫قال‪ :‬معرفة الفصل من الوصل‪.‬‬ ‫وقيل ألعرابي‪ :‬ما البالغة؟‬ ‫قال‪ :‬اإليجاز من غير عجز‪ ،‬واإلطناب في غير َ‬ ‫خَطل‪.‬‬

‫من هذا ي�ضحك‬ ‫حكي أن رج ًال ضاف آخر‪ ،‬فانتبه صاحب الدار بالليل‪ ،‬فسمع ضحك الرجل من الغرفة فصاح به‪ :‬فالن!!‬ ‫فقال‪ :‬لبيّك‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أنت كنت في أسفل الدار فما الذي ر ّقاك إلى الغرفة؟‬ ‫قال‪ :‬تدحرجت‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬الناس يتدحرجون من فوق إلى أسفل‪ ،‬فكيف تدحرجت أنت؟‬ ‫قال‪ :‬فمن هذا أضحك‪.‬‬

‫حتبّ محمد بن القا�سم‬ ‫يروي أن أبا بكر الصديق رضي هّ‬ ‫الل عنه‪ ،‬مرّ طائفاً بالمدينة في خالفته‪ ،‬وإذا بجارية تبكي وتقول‪.‬‬ ‫وهويته من قبل قطع تمائمي متناسباً مثل القضيب الناعم‬ ‫وكأن نور البدر يشبه وجهه يمشي ويصعد في ذؤابة هاشم‬ ‫فقرع أبو بكر رضي هّ‬ ‫الل عنه الباب‪ ،‬فخرجت إليه‪ ،‬فقال‪ :‬أحرّة أنت أم أمة؟‬ ‫قالت‪ :‬أمة‪.‬‬ ‫فقالت‪ :‬من هويت؟‬ ‫فبكت وقالت‪ :‬سألتك هّ‬ ‫بالل إ ّال انصرفت عنيّ‪.‬‬ ‫قال‪ :‬ال بدّ‪.‬‬ ‫فقالت‪:‬‬ ‫وأنا الذي قدح الفراق بقلبها فبكت لحب محمد بن القاسم‬ ‫فسار أبو بكر رضي هّ‬ ‫الل عنه إلى المسجد‪ ،‬وبعث إلى موالها فاشتراها منه وبعث بها إلى محمد بن القاسم بن جعفر‬ ‫بن أبي طالب رضي هّ‬ ‫الل عنه‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــ‬

‫(‪ )1‬تطيّر‪ :‬تشاءم‪.‬‬ ‫(‪ )2‬تجشأ‪ :‬أراد أن يتقيأ‪.‬‬ ‫(‪ )3‬نشوق‪ :‬كل ما ينشق عن طريق األنف‪.‬‬ ‫(‪ )4‬سال‪ :‬هجر‪.‬‬

‫(انتهى)‬


‫العدد ‪836‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)741‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬مــاي ‪2016‬‬

‫«المنجز التشكيلي‬ ‫في المغرب»‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫تكتسي الكتابة عن حصيلة منجز الممارسة التشكيلية الوطنية‬ ‫خليل الغريب‪ .‬أضف إلى ذلك‪ ،‬أن المؤلف قد أغفل – بالكامل – الحديث‬ ‫قيمة كبرى في تجميع العناصر االرتكازية إلعادة تجميع عطاء التراث‬ ‫عن التجارب وعن الذوات المتحكمة في منعرجات هذه التجربة‪ ،‬فكان أن‬ ‫الرمزي الذي ينتجه المجتمع ونخبه المبدعة في سياق التطورات‬ ‫حضرت أسماء من خارج دوائر الممارسة التشكيلية المحلية‪ ،‬لتبرز كعناصر‬ ‫التاريخية الطويلة المدى‪ .‬ويمكن القول‪ ،‬إن الكتابة عن تاريخ الممارسة‬ ‫موجهة لخصوبة عطاء هذه الممارسة المحلية‪ .‬فباستثناء الفنان محمد‬ ‫التشكيلية الوطنية المعاصرة‪ ،‬يظل أمرا حديثا‪ ،‬مادامت نزوعات التنظير‬ ‫المليحي‪ ،‬لم يهتم المؤلف بأي من األسماء الكثيرة التي أنجبتها الساحة‬ ‫والتأصيل والتأسيس لهذه الممارسة‪ ،‬تظل – بدورها – حديثة النشأة‬ ‫الثقافية المحلية‪ ،‬من أمثال إبراهيم الجباري‪ ،‬وعبد الرحمن ملوك‪ ،‬وخليل‬ ‫والتطور‪ .‬وإذا كانت الممارسة التشكيلية الفطرية قد اكتست كل السمات‬ ‫الغريب‪ ،‬ومحمد األمين المليحي‪ ،‬وأمينة أسينسيو‪ ،‬وعبد العليم العمري‪،‬‬ ‫المختزلة لعبقرية اإلنسان‪ /‬المبدع في جهوده لتطويع حميميات المكان‬ ‫واليزيد العيساوي‪ ،‬وعبد اإلله بوعود‪ ،‬ومعاذ الجباري‪ ،‬وحكيم غيالن‪ ،‬وأنس‬ ‫مع مجسداته وألوانه وأشكاله وانطباعاته وعوالمه المادية وتمثالته‬ ‫البوعناني‪ ،‬وسهيل بنعزوز‪ ،‬ومحمد عنزاوي ‪...‬‬ ‫الذهنية‪ ،‬فإن الممارسة التشكيلية بأبعادها الحداثية الراهنة تظل مجاال‬ ‫ باختصار‪ ،‬فالكتاب يسعى لحصر توثيقه لحصيلة العطاء التشكيلي‬ ‫خصبا لرصد معالم التحول واالنبهار في أنماط تلقينا لقيم الجمال‬ ‫لمدينة أصيال داخل تجربة ضيوف «مهرجان أصيال»‪ ،‬عبر تقديم قراءات‬ ‫والعطاء التشكيلي داخل حياتنا الثقافية الوطنية الراهنة‪ .‬هي قيم تجد‬ ‫أصولها في مجمل الموروثات التعبيرية التاريخية‪ ،‬وتخلق امتداداتها‬ ‫تركيبية إلسهامات أسماء وطنية ودولية مرت عبر هذا المهرجان وخلفت‬ ‫في التحوالت األنتروبولوجية والسوسيولوجية للفرد وللجماعة‪ ،‬وتنتهي‬ ‫بصماتها ومنجزاتها القائمة والشاهدة على معالم تحول الهوية البصرية‬ ‫مآالتها باالرتقاء بالذوق الجمالي المشترك الذي يصنع الهوية البصرية‬ ‫المحلية‪ ،‬مثلما هو الحال مع كل من محمد شبعة ومحمد القاسمي وروبيرت‬ ‫لمغاربة الزمن الراهن‪ .‬وداخل هذا المسار الطويل والممتد في الزمن‪،‬‬ ‫بالكبورن ومحمد حميدي وعبد اهلل الحريري وفريد بلكاهية وميلود لبيض‬ ‫كان البد أن تتأثر الذوات الفاعلة «بضجيج» محيطها لتأخذ – أوال‬ ‫وعبد الرحمن رحول ‪...‬‬ ‫– في التأثر بالوقع المادي المباشر لهذا «الضجيج»‪ ،‬ثم لتتجه – ثانيا‬ ‫ وبذلك‪ ،‬فالكتاب يسعى لتقديم تجميع لمجمل خالصات القراءات‬ ‫– نحو بلورة قيم الفردانية في الفعل وفي المبادرة وفي التجديد‪ .‬وقد‬ ‫التركيبية التي أنجزت حول تجربة «الموسم» وحول حدود اإلبداع‬ ‫أدت صدمة االستعمار إلى رسم معالم هذا النزوع الحتمي نحو العودة‬ ‫والتجديد داخل مبادرات هذه التجربة اإلبداعية والجمالية واإلنسانية‬ ‫إلى الذات لمساءلة أصواتها الخفيضة‪ ،‬قبل االنتقال إلى خلق عوالمها‬ ‫الرحبة‪ ،‬من خالل قراءات «الضيوف» وانطباعاتهم المباشرة‪ .‬ولالستدالل‬ ‫المخصوصة في زمانها وفي مكانها وفي شخوصها وفي رموزها‪ ،‬وقبل‬ ‫على هذا المنحى‪ ،‬يمكن االستشهاد بشهادة الفنان محمد القاسمي‬ ‫ذلك في أدواتها وفي طرق استنفارها لهذه األدوات داخل مسارات صنع‬ ‫التجارب أو «المدارس»‪.‬‬ ‫بخصوص تجربة «الجداريات» وسياقات تبلور الفكرة واألفق الذي ساهم‬ ‫في تأطير المشروع‪ .‬يقول المؤلف ‪« :‬ابتداء من التاسع والعشرين أبريل‬ ‫لكل ذلك‪ ،‬أضحى مؤرخ اليوم ينحو نحو تجميع جزئيات التاريخ‬ ‫ ‬ ‫‪ ،1978‬ستشهد مدينة أصيلة ‪ ...‬نقطة تحول كبيرة باحتضانها أول‬ ‫الذهني الذي أثمر تجارب الفن التشكيلي المغربي المعاصر‪ ،‬بالنظر لقدرة‬ ‫نسخة لتظاهرتها الفنية المعروفة بصباغة الجداريات ‪ ...‬كفقرة أساسية‬ ‫هذا التجميع على استكناه عتمات التراث الرمزي المجرد الذي ظل – لعقود‬ ‫غـالف الكتاب‬ ‫طويلة – ينفلت من بين صنعة كتابة التاريخ بأبعادها الحصرية التخصصية الضيقة‪.‬‬ ‫ضمن أنشطة الموسم‪ ،‬وقد شارك فيها ‪ 11‬فنانا تشكيليا ينتمون إلى الجمعية المغربية‬ ‫لذلك‪ ،‬فإن صدور العمل التصنيفي الجديد للفنان إبراهيم الحيسن يشكل إضافة ال شك وأنها تساهم للفنون التشكيلية ‪ ...‬عن هذه الدورة التأسيسية قال الراحل محمد القاسمي‪« :‬إحساسي ينطلق من‬ ‫في تحقيق التراكم الضروري الخاص برصد إواليات انتظام «الخطاب التشكيلي» لمغاربة الزمن الراهن‪ ،‬الحماس للفكرة كوسيلة‪ ،‬كمشروع للخروج من المحيط الضيق إلى المجال األوسع‪ ،‬والجانب األهم‬ ‫عبر الكشف عن أسس العالقات القائمة أو المفترضة لنظيمة الثابت والمتغير داخل أسئلة الممارسة في نظري‪ ،‬هو مشاركة جماعية يصبح فيها الحوار ليس فقط مع الفنانين بعضهم‪ ،‬بل يتسع إلى‬ ‫التشكيلية الوطنية لعقود القرن الماضي‪ .‬ونظرا ألن العمل قد اتخذ صبغة اختزالية بالتركيز على الناس أهل المدينة‪ .‬فكرة العمل المباشر كانت تختمر منذ مدة لدى بعض اإلخوة الفنانين‪ :‬إيجاد‬ ‫«التجارب الكبرى» التي صنعتها «المراكز»‪ ،‬فإننا سنركز الحديث – أساسا – على تجربة «مدرسة أصيال مسالك ومنافذ جديدة للتقرب من الناس ‪ ...‬هذا االحتكاك بجمهور الشارع يعري المشكالت الحقيقية‬ ‫التشكيلية»‪ ،‬حسب ما ورد داخل متن األستاذ الحيسن‪ ،‬ففي ذلك اختزال لحدود السقف العام الذي واألساليب المرتبطة بدور الفنان داخل حركة تاريخية معينة ‪ ... ’...‬تظل تجربة مدينة أصيلة الثقافية‬ ‫اعتمده المؤلف في تجميعه لمواد دراسته ولطرق توظيف هذا التجميع واستثمار خالصاته الكبرى‪.‬‬ ‫واإلبداعية تثري تجاربنا العربية ليس فقط بالمستوى الجماهيري في المشاركة العملية والوجدانية‬ ‫صدر كتاب «المنجز التشكيلي في المغرب – روافد وسمات»‪ ،‬لمؤلفه إبراهيم الحيسن سنة بأعمال واهتمام الفنان فحسب‪ ،‬وإنما بخلق قاعدة عريضة من التذوق الفني والمعرفي بحرفية العمل‬ ‫‪ ،2015‬في ما مجموعه ‪ 272‬من الصفحات ذات الحجم المتوسط‪ .‬وقد سعى فيه صاحبه إلى رصد الفني وفوائده على المستوى الجماهيري ‪( »...‬ص ص‪.)78 – 76 .‬‬ ‫معالم التميز داخل مدارس الفن التشكيلي الوطني المعاصر‪ ،‬ومن بينها «مدرسة أصيال» التي ارتبطت‬ ‫وعلى هذا المنوال‪ ،‬تنساب باقي المضامين‪ ،‬لتقرأ تحوالت المشهد البصري بمدينة أصيال‬ ‫ ‬ ‫بتجربة المواسم الثقافية التي تنظمها مؤسسة «منتدى أصيلة» صيف كل سنة‪ .‬ورغم أن الكتاب قد‬ ‫حاول التدقيق في السياقات التي صنعت سقف التميز بالنسبة «لمدرسة أصيال» التشكيلية‪ ،‬فإن النبش عبر أعين «المهرجان» وعبر تمثالت زواره وضيوفه ومبدعيه ومريديه‪ ،‬في انتظار كتابة تاريخية‬ ‫قد جاء اختزاليا في أبعاده العامة‪ ،‬مادام قد حصر التجربة في عطاء «مهرجان أصيال»‪ ،‬مع تغييب واضح مجهرية لتطور الممارسة التشكيلية الراهنة‪ ،‬في منطلقاتها التأسيسية األولى وفي امتداداتها‬ ‫للتجارب العديدة التي أينعت وتبلورت خارج تجربة المهرجان المذكور‪ ،‬مثلما هو الحال مع تجربة الفنان التجديدية الراهنة وفي نبضها الهوياتي المحلي العميق‪.‬‬

‫خواطر‪:‬‬

‫صرخة وداع‬ ‫‪-‬‬

‫ما أن تطأ قدمك ألول وهلة مركز دار الشاوي توقن أن قافلة التنمية قد حطت أخيرا رحالها‬ ‫بالمركز‪ ،‬ولبرهة من الزمن تتبدد ظنونك عندما تصطدم بأول حائط للمعاناة واالرتجالية التي‬ ‫تعيشها القرية التي كانت باألمس القريب تفتخر بنموذجيتها وتتباهى بين أقرانها من القرى‬ ‫الغير البعيدة عنها‪ ،‬هذه الفرحة التي سرعان ما تبددت واندثرت مع قدوم أول زائر أطلق عليه‬ ‫اسم «سد الحاشف» الذي كان سدا منيعا صعب اختراقه‪ ،‬تسبب في تهجير عائالت بذويها وإغالق‬ ‫محالت تجارية كانت متمركزة على طريق كانت تسمى قيد حياتها «وطنية» التي أصبحت يتيمة‬ ‫بدون أهل وال أحباب يدافعون عنها‪ ،‬وتركوها وحيدة تصارع حب البقاء‪.‬‬ ‫هذه قريتي ومسقط رأسي‪ ،‬قد أكون مخطئا إن قلت قد تم اغتصابها‪ ،‬ولكن العبارة األصح‬ ‫هي قد تم تهميشها في زمن مليء بالفرص التي لم تستغل ولن تستغل حاجة في نفس‬ ‫يعقوب‪ ،‬ولهذا ربما تلك القافلة لم تتوقف ولن تحط رحالها كما كنا نظن‪ ،‬فأول ما يستقبلك‬ ‫بمدخل قريتي‪ ،‬طريق مهترئة مليئة بالحفر والمطبات‪ ،‬ومعمل كبير لتصبير السمك‪ ،‬سقفه‬ ‫صفيحي يكاد يحمل نفسه‪ ،‬تنبعث منه روائح كريهة تزكم األنوف واألنفس‪ ،‬مياهه الملوثة‬ ‫تصب مباشرة في الوادي ليحمل بدوره تلك العصارة القذرة لتصل إلى سد الحاشف‪ ،‬وللتذكير‬ ‫فقط أنه كانت هناك مبادرة محتشمة من السكان المتضررين بتوقيع عريضة من أجل وقف‬ ‫هذه الكارثة البيئية‪ ،‬لكن دون جدوى وال حياة لمن تنادي‪.‬‬ ‫على بعد خطوات من مدخل قريتي‪ ،‬تجد الفتة فاقع لونها تسر الناضرين‪ ،‬كتب عليها بخط‬ ‫بارز «مشروع ربط قنوات الصرف الصحي»‪ ،‬هذا المشروع الذي كثر فيه الهمس والكالم المباح‬ ‫لغياب التتبع والمراقبة‪ ،‬فتجد حفرا هنا وهناك وهنالك‪ ،‬أشغال في كل مكان‪ ،‬وما من أشغال‬ ‫مكتملة‪ ،‬خنادق‪ ،‬آبار‪ ،‬يتهيأ لك أنك في حقول البحث عن البترول أو المعادن النفيسة‪ ،‬وبعد‬ ‫القيل والقال‪ ،‬تدخل أصحاب الحال التخاذ الحلول الترقيعية مالذا وسبيال‪ ،‬فما كان إال أن تم طمر‬ ‫الحفر إلى أجل غير مسمى بعد تقديم شكايات من السكان‪.‬‬ ‫غير بعيد عن مقر جماعة دار الشاوي‪ ،‬تجد بناية شامخة عبارة عن مدرسة جماعاتية والتي‬

‫بقلم‪ :‬عبد اهلل أطجيو‬

‫ما فتئ أن استبشرنا خيرا ببنائها وحل مشاكل األقسام المشتركة ومحاربة الهدر المدرسي‬ ‫وتدني مستوى التالميذ وخصوصا الفرعيات‪ ،‬لكن تلك القافلة مصرة مرة أخرى على عدم‬ ‫الوقوف والتوقف‪ .‬مشروع لم يكتمل مخاضه بعد‪ ،‬وتوقفت أشغاله إلى أجل غير مسمى كذلك‪،‬‬ ‫وقد يجهض لقدر اهلل‪ ،‬وقد تتبدد أحالمنا‪ .‬قيل لنا في البداية أن مشكل توقف األشغال مرتبط‬ ‫بالسيولة المادية‪ ،‬لنكتشف في األخير أن المشكل ال سيولة وال انجراف وال تعرية‪ ،‬كل هذه‬ ‫العوامل الغير الطبيعية اتخذت درعا لتلقي الضربات تحت الحزام‪ ،‬وإنما أصل الداء الوعاء العقاري‬ ‫الذي بني عليه المشروع الذي لم يطبخ بعد رغم شساعة الوعاء‪.‬‬ ‫مرة أخرى تصاب بإحباط‪ ،‬ترى أمقدر علينا ما ابتلينا به؟ أمطلوب منا الوقوف عكس التيار أم‬ ‫االنحناء للعاصفة؟ فما هكذا تورد اإلبل يا صناع القرار‪.‬‬ ‫• حفر ومطبات هنا وهناك‪.‬‬ ‫• طرقات مهترئة ومتهالكة‪.‬‬ ‫• وحل بالتقسيط والجملة‪.‬‬ ‫• مدرسة تمخضت فولدت فأرا هجينا لم يكتمل نموه بعد‪.‬‬ ‫• معمل سمك يهدد بكارثة بيئية‪.‬‬ ‫هذه قريتي التي تنزف دما وتذرف دموعا حسرة على فراق أبنائها دون وداع‪.‬‬ ‫هذه قريتي التي بدت تتضح عالمات الشيخوخة على مالمح وقسمات وجهها من بعيد‪.‬‬ ‫هذه قريتي التي أعطتنا الكثير‪ ،‬وفي المقابل أدرنا ظهرنا لها‪.‬‬ ‫هذه قريتي التي كتب اسمها في األمس البعيد بماء من ذهب في سجل التاريخ‪.‬‬ ‫أما آن األوان لنرمم ما تبقى من أطالل تاريخها؟‬ ‫أظن أن الكرة في ملعبكم‪ ،‬فماذا أنتم فاعلون؟‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬مــاي ‪2016‬‬

‫العدد ‪836‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)306‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫باطيو بينطو ‪:‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫تسخير قوة عمومية لتشريد حوالي‬ ‫‪ 45‬أسرة بينها ‪ 13‬معاقاً ومعاقة‬ ‫و‪ 22‬شخصاً عاطالً عن العمل باإلضافة‬ ‫إلى شيوخ وأرامل‪!..‬؟‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬

‫وجهت المصالح القضائية المختصة‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬إلى أكثر من ‪ 45‬أسرة إشعارا‪ ،‬يطالبهم‬ ‫بإفراغ المجمع السكني الشهير‪ ،‬المعروف بـ ‪« :‬باطيو بينطو»‪ ،‬على أساس أن يتم ذلك يوم‬ ‫اإلثنين الماضـي‪ 2 ،‬ماي الجــاري‪ ،‬وإال سيتـم تسخير القوة العمومية‪ ،‬للقيام بهذا األمر‪.‬لكن‪،‬‬ ‫وحسب مصادرمقربة‪ ،‬فإن مأموري التنفيذ وممثلين عن السلطات المحلية‪ ،‬لدى وصولهم‬ ‫إلى عين المكان‪ ،‬وجدوا العائالت المعنية بقرار اإلفراغ مصرة على البقاء‪ ،‬بل ومحتجة على هذا‬ ‫القرار الذي قالت ‪« :‬إنه لم يكن عادال‪.»!.‬‬ ‫وكانت المحكمة‪ ،‬قد استندت في حكمها على غيــاب ما يفيد أن المعنييـن باإلفـراغ‪،‬‬ ‫تربطهم ـ مثــال ـ عالقـة كرائية بالشركة الجديدة‪ ،‬بل تم الحكم عليهم بتهمة احتاللهم‬ ‫أرضا عارية‪ ،‬بينما يعلم سكان المدينة أن هذه األرض شيدت فوقها بناية حملت اسم «باطيو‬ ‫بينطو» وبصمت على تاريخ طنجة القديم وأن قاطني «الباطيو» يتوفرون على عقود كرائية‬ ‫وكانوا يتعاملون مع شركة بريطانية في تسديد سومات الكراء‪.‬‬ ‫ويتساءل اليوم سكان «الباطيو» ومعهم الرأي العام‪ ،‬كيف أن هذه الشركة في فترة‬ ‫زمنية قصيرة‪ ،‬استطاعت أن تحصل على حكم باإلفراغ لفائدتها‪ ،‬ابتدائيا واستئنافيا‪ ،‬في الوقت‬ ‫الذي تتطلب قضايا مماثلة انتظار سنوات‪ ،‬بأيامها ولياليها !‬ ‫وكان سكان هذا المجمع السكني‪ ،‬قد حملوا‪ ،‬يوم اإلثنين الماضي‪ ،‬الفتات تدين القرار‬ ‫المتخذ في حقهم‪ ،‬المتمثل في طردهم من «الباطيو» الذي ترعرعوا وعاشوا فيه‪ ،‬أبا عن‬ ‫جد‪ ،‬لمدة تقدر بأكثر من نصف قرن‪ ،‬قبل أن تطفو على السطح شركة جديدة في شخص‬ ‫مستثمر أجنبي‪ ،‬يوصف بكونه متخصصا في تشريد عباد اهلل‪ ،‬بالنظر إلى قضيته مع عمال‬ ‫ومستخدمي فندق «تاريخي» بطنجة‪ ،‬خالل السنة الماضية‪.‬‬ ‫قرار طرد سكان «باطيو بينطو» استقبله هؤالء والرأي العام باستغراب كبير‪ ،‬خاصة وأن‬ ‫البالد في غنى عن أي احتقان شعبي في ظل حدة التطورات اإلقليمية والعالمية‪ ،‬على مستوى‬ ‫الجوانب االجتماعية واالقتصادية والسياسية‪.‬أكثر من هذا أن السكان المستهدفين يوجد‬ ‫بينهم ما مجموعه ‪ 22‬شخصا عاطال عن العمل و‪ 13‬معاقا ومعاقة و‪ 6‬مختلين عقليا‪ ،‬فضال‬ ‫عن أرامل وشيوخ‪ ،‬هم أشبه ما يكونون إلى جثث‪ ،‬ماذا عساها أن تفعل أمام غساليها‪.‬؟!‬ ‫« إذا كان الوالي محمد اليعقوبي هو من أعطى الضوء األخضر‪ ،‬لتنفيذ الحكم باإلفراغ‪،‬‬ ‫فليرسل مع مأموري التنفيذ بعض األعوان المكلفين بالقبور واألمــوات‪ ،»...‬يشيـر أحد‬ ‫الغاضبين من السكان في تلميح إلى أنهم مستعدون للموت‪ ،‬دفاعا عن سكنهم وأبنائهم‪،‬‬ ‫طالما أنهم يحسون بكونهم تعرضوا النتهاك صارخ لحقوق االنسان‪ ،‬موضحا أن الشركة‬ ‫الجديدة لم تكلف نفسها حتى الجلوس حول طاولة الحوار‪ ،‬ولو مرة واحدة‪ ،‬لتبحث معهم‬ ‫عن حلول واقعية‪ ،‬من شأنها أن ترضي الطرفين معا‪ ،‬كما يحصل في العديد من الملفات‬ ‫والقضايا المشابهة التي اليغفل فيها استحضار الجانب اإلنساني‪ ،‬السيما وأن هذه الشركة‬ ‫المصرة على «تشريد» عباد اهلل‪ ،‬لها عقارات وإمكانيات ضخمة‪ ،‬سواء بمدينة طنجة أو بباقي‬ ‫مدن العالم‪.‬‬ ‫وناشد سكــان «باطيو بينطــو» خــالل وقفتهم االحتجاجية األخيرة‪ ،‬جاللة الملك محمد‬ ‫السادس من أجل تدخله وإنصافهم‪ ،‬متيقنين أن قضيتهم ليست في علم جاللته‪ ،‬مضيفين‬ ‫أن أملهم كبير في ملك الفقراء الذي مافتئ ينجز مشاريع اجتماعية ضخمة‪ ،‬ليس بالمغرب‪،‬‬ ‫فحسب‪ ،‬بل حتى على مستوى باقي دول العالم‪.‬‬

‫محمد إمغران‬

‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫بيان توضيحي حول حادث اعتداء بالقوة والعنف‬ ‫ردا على موضوع نشرناه في العدد ما قبل الماضي‪ ،‬تحت عنوان “ مواطن يطالب‬ ‫بإنصافه في قضية اعتداء بالقوة والعنف” توصلنا ببيان توضيحي من طرف المعني باألمر‬ ‫عبد المنعم شهبار‪ ،‬يؤكد فيه أن المواطن المغربي المقيم بالخارج الذي تعرض لالعتداء‬ ‫وحصل على شهادة طبية‪ ،‬مدة عجزه فيها حددت في ما مجموعه ‪ 40‬يوما‪ ،‬يكون خاله‪ ،‬وكل‬ ‫ما صرح به لهذه الجريدة هو كذب وبهتان‪ ،‬ذلك أنه لم يتعرض للضرب‪ ،‬بل سقط على‬ ‫مستوى أدراج عند باب منزله‪ ،‬بشهادة أحد أصدقائه (برفقته نسخة من اإلشهاد) ثم قام‬ ‫برمي الباطل عليه‪ ،‬متهما إياه بكونه اعتدى عليه‪.‬وأضاف عبد المنعم أن هذا العمل كيدي‪،‬‬ ‫سببه نزاع حول قطعة أرضية ( برفقته تقرير الخبرة) موضحا أن القضية عرضت على أنظار‬ ‫المحاكم التي حكمت لفائدته بالبراءة‪ ،‬ابتدائيا واستئنافيا‪(،‬برفقته نسخ من األحكام ) فضال‬ ‫عن نسخة من شهادة الشهود الذين أقروا بأن لحظة وقوع الحادث‪ ،‬كان (عبد المنعم) في‬ ‫الشاطئ‪ ،‬حيث قضى ساعات عدة‪.‬‬ ‫وختم المعني باألمر بيانه هذا‪ ،‬مشيرا إلى أنه يبرز هذه الحجج والوقائع من أجل إظهار‬ ‫الحقيقة وتنوير الرأي العام‪.‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪306‬‬


‫الرياضي‬ ‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 836‬ـ الثالثـاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬مــاي ‪2016‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫الريا�ضة بني املا�ضي واحلا�ضر‬

‫كلمة العدد‬

‫ما‬

‫فاه به محمد بودريقة‪ ،‬رئيس الرجاء البيضاوي‪ ،‬مقارنة مع ما صدر من حسن‬ ‫بلخيضر‪ ،‬الكاتب العام التحاد طنجة حين أطلق األول تصريحات نارية ضد‬ ‫الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الجامعة‪ ،‬واتهم التحكيم والبرمجة باالنحياز‬ ‫للوداد البيضاوي عقب المباراة المهزلة التي فاز فيها الوداد على مولودية وجدة‬ ‫بقرارات غريبة من الحكم‪ .‬واعتبر بودريقة وإن فريقه مستهدف ويتعرض لمؤامرة‪،‬‬ ‫ما دفعه إلى تقديم استقالته من منصبه نائبا لرئيس المكتب الجامعي‪ .‬بينما أدلى‬ ‫الثاني بتصريحات إلى وسائل إعالم شكك من خاللها في مصداقية البطولة الوطنية‬ ‫االحترافية‪ ،‬وكانت أقل حدة و ضررا وضجة‪ ،‬وكلفته عقوبة التوقيف عن كل نشاط ذا‬ ‫صلة بكرة القدم الوطنية لمدة عامين‪ ،‬وغرامة مالية قدرها خمسون ألف درهم‪ .‬من‬ ‫هنا أصبح من الالزم على الجامعة أن تطبق الديموقراطية بإنزال أقصى العقوبات على‬ ‫بودريقة أو العفو عن بلخيضر‪.‬‬

‫ناصر الركيط‪...‬‬ ‫املدير التقني الوطني لكرة القدم‬

‫• أين وصلت مقترحات اإلدارة التقنية‬ ‫الوطنية لمسؤولي المكتب الجامعي‬ ‫بشأن األطر الوطنية التي سترافقك في‬ ‫العمل؟‬

‫الرياضة حديثاً (‪)3‬‬

‫•• اإلدارة التقنية الوطنية قدمت مقترحاتها‬ ‫للمكتب الجامعي بشأن إلحاق مجموعة من‬ ‫األطر الوطنية لإلشتغال رفقتنا‪ ،‬ولحد األن‬ ‫ننتظر رد المسؤولين بهذا الخصوص‪ ،‬والجواب‬ ‫سنتلقاه خالل األيام القليلة المقبلة‪ .‬ننتظر‬ ‫موافقة السيد فوزي لقجع رئيس الجامعة‬ ‫الملكية المغربية لكرة القدم بعدما يجالس‬ ‫المسؤولين داخل الجامعة‪ ،‬من أجل النظر في‬ ‫الطلب الذي تقدمنا به والذي درسناه من كل‬ ‫الجوانب وأعني بذلك حاجتنا لألطر التي إقترحنا‬ ‫والدور الكبير الذي ستقوم به للدفع بعمل‬ ‫اإلدارة التقنية لألمام‪.‬‬

‫• وما هي طبيعة األسماء المقترحة لإلدارة التقنية‬ ‫الوطنية‪ ،‬و وهل تم إسناد إختيار األطر الجديدة للمكتب‬ ‫الجامعي أم لك؟‬ ‫•• في إطار تكافؤ الفرص أحبذ أن ال أعلن عن األسماء‬ ‫المرشحة لإللتحاق بنا‪ ،‬وما أريد تأكيده هو أن عددها ‪ 5‬سيتم‬ ‫إختيار ثالثة منهم بحسب الكفاءة والتجربة‪ ،‬وأعني من خالل ذلك‬ ‫بأن األطر الوطنية التي ستلتحق باإلدارة التقنية سبق لها وأن‬ ‫إشتغلت رفقة أندية في القسم الوطني األول والثاني‪ ،‬وكذا‬ ‫رفقة منتخبات وطنية ومعظمها تم الحديث عنها عبر وسائل‬ ‫اإلعالم‪.‬‬

‫‪ – 2‬تنظيم جديد ‪ :‬وهو أسلوب يتفق مع وجهة النظر البورباكية‬ ‫التي قضت بفشل العرض التقليدي للرياضيات ‪ ،‬ونادت بإعادة بناء‬ ‫الرياضيات بما يحقق‪.‬‬ ‫‪ ‬إعادة تنظيم الرياضيات قديمة وجديدة في كيان وتنظيم‬‫موحد يقوم على عدد من المفاهيم األساسية مثل‪ ‬مفاهيم ‪:‬‬ ‫المجموعة ‪ ،‬العالقة ‪ ،‬الدالة ‪ ،‬العملية اإلثنائية وعلى البني الرئيسية‬ ‫التي يمكن بناؤها من هذه المفاهيم مثل‪:‬الزمرة والحلقة والحقل‬ ‫والفراغات التوبولوجية‪. . Spaces Topological ‬‬ ‫‪ ‬االتجاه نحو التجريد‪ Abstraction ‬والتحرر من قيود‬‫المحسوسات إلعطاء إمكانيات أكبر النطالق الفكر الرياضي كما‬ ‫حدث – على سبيل المثال – في الهندسات الالاقليدية‪.‬‬ ‫‪ ‬االعتمــاد على استخـــدام المنطـــق الرمزي‪Symbolic ‬‬‫‪ Logic‬وقواعـده لبناء أنظمــة‪ Systems ‬وأنماط‪، Patterns ‬‬ ‫رياضية باتباع األسلوب االستداللي‪ Deductive Method‬في‬ ‫إرساء نظريات ونتائج تلك األنظمة االفتراضية االستداللية‪.‬‬ ‫‪ ‬تحول الرياضيات من مفهومها التقليدي على إنها دراسة للعدد‬‫والفضاء‪ space ‬إلى دراســـة للبنى الرياضية‪Mathematical ‬‬ ‫‪ Structures‬وألنمــــــاط ريـــــاضـــيــــة ‪Mathematical‬‬ ‫‪ Patterns‬ودراسة العدد والفضاء من خالل بني وأنماط أكثر‬ ‫شموال‪.‬‬ ‫‪ ‬استخدام لغة ورموز جديدة أكثر دقة وأسهل طواعية في‬‫التعبير الرياضي السليم وهي لغة المجموعات‪.Sets ‬‬ ‫‪ ‬التركيز على المفاهيم مع العناية بتنمية المهارات واالبتعاد‬‫عن التدريب اآللي واالهتمام بدراسة الخواص والمبادئ الرئيسية‬ ‫للمفاهيم والعمليات مثل خواص‪.‬‬ ‫اإلبدال‪ Commutativity‬‬ ‫والتجميع‪Associativity ‬‬ ‫‪ ‬والتوزيع‪.Distributivity ‬‬

‫(يتبع)‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫• هل تم إسناد إختيار األطر الجديدة للمكتب‬ ‫الجامعي أم لك؟‬ ‫•• كما ذكرت في البداية اإلدارة التقنية الوطنية‬ ‫قدمت مقترحاتها فقط ونحن ننتظر التأشير عليها من قبل‬ ‫المسؤولين الجامعيين‪ ،‬نشتغل في خلية واحدة وال نريد أن‬ ‫يكون هناك أي نشاز في عملنا‪ ،‬لذلك أنتظر بدوري كمدير‬ ‫تقني وطني الجواب من أصحاب القرار بخصوص الطلب الذي‬ ‫تقدمت به‪ .‬ما أريد أن أوضحه بأن األسماء المرشحة لإلشتغال‬ ‫معنا لها من الكفاءة ما يؤهلها لمساعدة اإلدارة التقنية‬ ‫لتثبيت برامجها‪ ،‬سواء داخل مراكز التكوين الجهوية‪ ،‬أو‬ ‫على مستوى تكوين المدربين‪ ،‬أو في الشق المتعلق بالعالقة‬ ‫بالمنتخبات الوطنية المغربية‪.‬‬

‫نجوم كرة قدم لقوا حتفهم‬ ‫بسبب حوادث سير أليمة‬

‫تمكنت حوادث السيارات من خطف مواهب مميزة في عالم‬ ‫الكرة‪ ،‬لتنتهي بذلك مسيرتهم الرياضية مبكرا‪ ،‬بعض هؤالء‬ ‫النجوم كانوا من المواهب الصاعدة‪ ،‬وبعضهم خ ّلف مسيرة كروية‬ ‫حافلة باأللقاب‪ .‬يعد موسم (‪ )2016/2015‬واحدا من بين أسوأ‬ ‫المواسم التي مرّت على فريق هانوفر األلماني في تاريخه‪ ،‬ففي‬ ‫نهاية الموسم سيودع بطولة الدوري األلماني الممتاز وينتقل‬ ‫للمشاركة في منافسات فرق الدرجة الثانية‪ .‬ويشعر العبو الفريق‬ ‫بصدمة كبيرة هذه األيام‪ ،‬والنتائج المخيبة ليست السبب الوحيد‪،‬‬ ‫فقبل الظهور األخير لفريق هانوفر في بطولة البوندسليجا‪ ،‬والتي‬ ‫يستضيف فيها فريق هوفنهايم‪ ،‬قرر الالعبون ارتداء شارات‬ ‫سوداء حول المعصم والوقوف دقيقة صمت حدادا على وفاة‬ ‫زميلهم نيكالس فايرآبند‪ ،‬الذي توفي يوم األحد ‪1‬مايو بسبب‬ ‫حادث سيارة مؤلم‪ .‬فايرآبند‪ ‬هو ابن هذا النادي ولعب مع جميع‬ ‫فرق الشباب وحين نضج كرويا واكتمل تأهيله‪ ،‬شاءت األقدار أن‬ ‫ينهي مسيرته الكروية في وقت مبكر جدا‪ ،‬بعد ثالثة أيام على‬ ‫احتفاله بعيد ميالده الـ‪ .19‬جونيور ماالندا سبق نيكالس فايرآبند وفاة الموهبة الصاعدة فايرآبند بحادث سيارة‪ ،‬ليس األول من‬ ‫نوعه‪ ،‬ففي الموسم الماضي توفي العب فريق فولفسبورج ومنتخب بلجيكا لكرة القدم دون ‪ 21‬عاما جونيور ماالندا ‪ 20‬عاما)‪ .‬وكان‬ ‫ذلك في (‪ 10‬يناير) عام ‪ ،2015‬ووقع الحادث عندما كان ماالندا في في طريقه إلى مطار هانوفر لاللتحاق بفريقه الذي كان يستعد‬ ‫للذهاب إلى جنوب إفريقيا إلقامة معسكر تدريبي‪ .‬وحسب تقديرات الشرطة فإن سبب الحادث هو السرعة الجنونية للسيارة التي‬ ‫كان يجلس جونيور ماالندا في مقعدها الخلفي‪ ،‬وهكذا أنهى ماالندا أيضا مسيرته الكروية بشكل مبكر‪ ،‬إذ شارك في ‪ 17‬مباراة فقط‬ ‫في الدوري األلماني مع فولفسبورج‪ .‬وسابقا توفي أكثر من نجم كروي بحادث سيارة من أشهرهم جايتانو شيريا‪ ،‬الذي توفي في (‪3‬‬ ‫سبتمبر) عام ‪ 1989‬عن عمر يناهز الـ‪ 36‬عاما‪ ،‬بحادث سير في بولندا‪ ،‬آنذاك كان شيريا قد ذهب إلى هناك لمتابعة مباراة فريقه‬ ‫يوفنتوس أمام فريق بجيورنيك زابرز ضمن منافسات كأس االتحاد األوروبي‪; .‬في الثمانينات كان شيريا واحدا من أهم نجوم الدفاع‬ ‫في ايطاليا‪ ،‬بل وحتى إنه كان كابتن المنتخب االيطالي عندما فاز في بطولة كأس العالم عام ‪ ،1982‬وإلى جانب اللقب العالمي‬ ‫حصل شيريا على العديد من األلقاب مع ناديه يوفنتوس‪ ،‬منها لقب دوري األبطال‪ ،‬كما حصل على كأس الكؤوس األوروبية وحصل‬ ‫على لقب بطولة يوروبا ليج والتي كانت معروفة باسم كأس االتحاد األوروبي‪; .‬في مصر أيضا‪ ،‬وأنهت حوادث السير مسيرة بعض‬ ‫نجوم الكرة المخضرمين في مصر‪ ،‬من بينهم نجم المنتخب المصري والنادي االسماعيلي رضا‪ ،‬ورغم وفاته مبكرا‪ ،‬إال أن النجم‬ ‫المصري كان يحظى بشعبية واسعة لدى عشاق الكرة في مصر‪ .‬وتوفي الالعب في (‪28‬سبتمبر) عام ‪ ،1965‬آنذاك كان في طريق‬ ‫العودة من مباراة خاضها مع فريق االسماعيلي تكريما لزميله رأفت عطية‪ .‬ورأفت عطية هو أيضا من بين نجوم الكرة المصرية‪،‬‬ ‫الذي رحل عن عالم الكرة بسبب حادث سيارة‪ .‬وبدأ رأفت مشواره الكروي في نادي االتحاد لينتقل بعدها إلى الزمالك‪ ،‬لمع نجمه‬ ‫في عالم الكرة في خمسينات وستينات القرن الماضي‪ ،‬وتمكن نجم الدفاع المصري من حصد عدة ألقاب مع فريقه الزمالك بينها‬ ‫لقب بطولة الدوري المصري ثالث مرات وكأس مصر ست مرات‪ ،‬وتوفي رأفت عطية في (‪ 21‬يوليو) عام ‪ .1978‬ومحمد حازم العب‬ ‫النادي اإلسماعيلي كان ضحية حادث سير‪ ،‬إذ توفي في (‪ 11‬نوفمبر) عام ‪ 1986‬بحادث أثناء عودته من المباراة التي جمعت فريقه‬ ‫بغزل المحلة‪ ،‬وبذلك أسدل الستار على مشواره الكروي وهو في الـ‪.26‬‬


‫الشمال الرياضي‬

‫العدد ‪836‬‬

‫ملف خا�ص‬ ‫عب مر�شان ‪:‬‬ ‫عن مل‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬مــاي ‪2016‬‬

‫‪19‬‬

‫ملعب مرشان‪...‬الهدوء بعد العاصفة‬ ‫�أن�شئ �سنة ‪ 1937‬واحت�ضن مباريات دولية و�أ�صبح نقمة‬ ‫على ال�ساكنة بفعل ال�شغب‬

‫انطلقت عملية «هدم» ملعب مرشان‪ ،‬في إطار مشروع إعادة تهيئة «ساحة‬ ‫مرشان» بطنجة‪ .‬القرار قوبل بالرفض من قبل فئة وصفت العملية بالصدمة‪،‬‬ ‫وترى فيها مؤامرة إلقبار معلمة رياضية لها تاريخ‪ ،‬وبنية إعدام المآثر‬ ‫التاريخية لعاصمة البوغاز‪ .‬لكن فئة أخرى رحبت بالفكرة‪ ،‬واصفة االحتجاج‬ ‫بالضجة المفتعلة‪ ،‬سيما أن كلمة «الهدم» مجرد إشاعة مغرضة يطلقها‬ ‫البعض إليقاف مشروع في مصلحة المدينة ومنطقة مرشان‪ .‬ألن الملعب‬ ‫سيحافظ على طابعه التاريخي‪.‬‬ ‫العملية سترضي البعض بينما ستغضب آخرين‪.‬‬ ‫• أحدث منذ ما يقارب ‪ 80‬سنة واحتضن‬ ‫مباريات وتظاهرات كبرى‬

‫موسم الصعود‪ .‬ولم يحتضن الملعب سوى مباريات‬ ‫الويكلو للفريق هذا الموسم‪.‬‬

‫• ظروف وقرار الهدم و تطمينات السلطات‬ ‫ورئيس الجماعة الحضرية لطنجة‪:‬‬

‫خالل سنة ‪ 1937‬أعلن عن بناء ملعب مرشان‬ ‫لكرة القدم وسط حي مرشان‪ .‬أشرف على إعداد‬ ‫تصميمه المهندس اسباني «خوسي أوتشوا‬ ‫بينخوميا»‪ ،‬الذي كان يشغل مهام رئيس األشغال‬ ‫العمومية لدى االدارة الدولية‪ .‬وافتتح بشكل‬ ‫الرسمي يوم ‪ 24‬يونيو من سنة ‪ 1939‬بطاقة‬ ‫استيعابية تصل إلى ‪ 2950‬متفرج‪.‬‬ ‫الملعب كان مسرحا لمباريات دوري الدرجة‬ ‫الثانية اإلسباني إبان االستعمار‪ .‬وكانت طنجة‬ ‫ممثلة بفريق المغرب (برفع الميم) الذي ناضل‬ ‫باسم الرياضة ولعب ضد أندية إسبانية‪.‬‬ ‫واحتضن الملعب العديد من المباريات الهامة‬ ‫بين فرق مختلفة الجنسيات بطنجة‪ ،‬وفرق إسبانية عريقة‪ ،‬نظير‪،‬نادي مالقا‪ ،‬قادس‪ ،‬ريال بتيس‪،‬‬ ‫إشبيلية‪ ،‬ريكرياتيفو‪ ،‬خيريث التي كانت تواجه فريق االتحاد الرياضي االسباني لطنجة الذي كان يلعب‬ ‫في القسم الثاني بالدوري االسباني في االربعينيات‪ .‬هذا األخير جمعته مباراة تاريخية بفريق المغرب‬ ‫الذي ألحق به هزيمة تاريخية بخماسية نظيفة وصفت بالنصر السياسي على المستعمر‪ ،‬وهي النتيجة‬ ‫التي تتجاذبها كل األجيال إلى يومنا هذا‪.‬‬ ‫والفريق اإلسباني انتقل سنة ‪ 1956‬إلى مدينة سبتة المحتلة‪ ،‬ليصبح ملعب مرشان فضاء مفتوحا‬ ‫لألندية المغربية المحلية‪ .‬وعاش الملعب بعد االستقالل ملحمة الصعود األول التحاد طنجة الذي كان‬ ‫يدعى (نادي الشرطة) إلى القسم األول من البطولة الوطنية في بداية الستينات‪ .‬ولم يعمر أكثر من‬ ‫موسم واحد لينزل إلى القسم الثاني‪ .‬واصبح بعد ذلك معقال لنهضة طنجة بالقسم الثاني والعديد من‬ ‫أندية القسم الثالث‪ .‬إلى أن انسحب النهضة من البطولة في أوائل الثمانينات بعد احداث مباراة ضد‬ ‫البريد الرباطي‪ ،‬تلتها قرارات عقابية قاسية ضد‬ ‫الفريق ومجموعة من نجومه ففضل االنسحاب‪.‬‬ ‫ونشأ بعده فريق اتحاد طنجة سنة ‪،1983‬‬ ‫وانتظرت المدينة حتى ‪ 1987‬ليحتضن الملعب‬ ‫ملحمة الصعود التاريخي الذي انتظره الجمهور‬ ‫الطنجاوي ألزيد ربع قرن‪ .‬وتألق اتحاد طنجة في‬ ‫البطولة وصار يحمل غسم «فارس البوغاز‪ ،‬وأحرز‬ ‫المركز الثاني في البطولة في أوائل التسعينيات‪.‬‬ ‫وانتكست المدينة بنزول الفريق سنة ‪،1997‬‬ ‫وانتظر الجمهور حتى الموسم الماضي لتحقيق‬ ‫عودة تطلبت انتظار ثمان سنوات‪.‬‬

‫بالنسبة لوالية طنجة‪ ،‬فالعملية تتم وفق خطتها‬ ‫إلعادة تهيئة منطقة مرشان‪ .‬ضمنها الملعب البلدي‬ ‫ال��ذي لن يتم هدمه‪ ،‬بل سيتم الحفاظ عليه وفق‬ ‫التصميم الذي أعلنته الوالية في إطار مشروع وبرنامج‬ ‫«طنجة الكبرى»‪ ،‬بهدم س��ور الملعب ومدرجاته‬ ‫الحديثة‪ ،‬والحفاظ على «ثالث مدرجات»‪ .‬مع تعزيز‬ ‫المنطقة بثالث مالعب القرب‪ ،‬وخلق فضاءات خضراء‬ ‫ستشكل متنفسا‪ ‬جديدا لساكنة المنطقة‪ ،‬استنادا إلى‬ ‫تصريحات المهندسة هناء البكاري‪ ،‬مهندسة المشروع‬ ‫التي أكدت أن مشروع التهيئة يشمل أيضا تأثيث‬ ‫المنطقة بمعهد للموسيقى‪ ،‬ومرأب عصري للسيارات‬ ‫يتسع لـ ‪ 230‬عربة‪ ،‬وإنشاء شبكة إنارة عمومية‪ .‬وخدمات عديدة ستكون في صالح مدينة طنجة‬ ‫وساكنتها‪ .‬ويكلف المشروع مبلغ غالفا ماليا يقدر ب ‪ 16‬مليون درهم‪ ،‬وسيكون جاهزا خالل ‪ 4‬أشهر‬ ‫من تاريخ انطالقه منذ فاتح مارس الماضي‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬البشير العبدالوي‪ ،‬رئيس الجماعة الحضرية لطنجة أبدى ارتياحه لتصميم تهيئة منطقة‬ ‫مرشان‪ ،‬بما فيها التغيير الذي سيطرأ على ملعب مرشان‪ ،‬نافيا أن تكون هناك فكرة لهدمه‪ .‬و اعتبر‬ ‫ملعب مرشان استوفى الغرض الذي وجد من أجله‪ ،‬بعدما تم بناء الملعب الكبير بالزياتن‪ .‬مؤكدا بدوره‬ ‫أن الملعب لن يُهدم ككل بل فقط سوره ومدرجاته‪ ،‬وسيصبح الفضاء عبارة عن مساحات خضراء‬ ‫وأماكن ترويح لألطفال‪ ،‬إضافة إلى مالعب‪ ،‬ويشكل قيمة مضافة منه ألهل طنجة وساكنة مرشان‪.‬‬

‫• ال��ش��غ��ـ��ب وم��وق��ع الملعـب‬ ‫وجاهزيـــة الملعب الكبير أمور عجلت‬ ‫بوقف النشاط بملعب مرشان‪.‬‬ ‫في مراحل التسعينات‪ ،‬ومع انتشار ظاهرة‬ ‫اإللتراس‪ ،‬أصبح ملعب مرشان يشكل نقمة‬ ‫على الساكنة المحيطة به‪ ،‬والتجار ورجال األمن‪.‬‬ ‫سيما ان مباريات الفريق أصبح تنتهي في بعض‬ ‫األحيان على إيقاع الشغب وإلحاق األضرار بالغير‪.‬‬ ‫ومع افتتاح ملعب طنجة الكبير‪ ،‬صار ملعب‬ ‫مرشان ملعبا ثانويا لفريق اتحاد طنجة‪ ،‬يلعب‬ ‫فيه عندما تضطره الظروف إلى ذلك‪ ،‬وكان أخرها‬

‫جمهور ملعب مرشات في الخمسينيات‪.‬‬

‫التصميم الجديد‬

‫• شروط المجتمع المدني ضمنه مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة‬

‫مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة‪ ،‬أحد هيئات المجتمع المدني التي تتدخل بقوة في‬ ‫مثل هذه الملفات‪ ،‬ألح على ضرورة الحفاظ على‬ ‫الملعب باعتباره ذاكرة رياضية للمدينة‪ .‬وقال‬ ‫رئيسه ربيع الخمليشي»‪:‬إن المرصد ق��ام‪ ،‬في‬ ‫اجتماع‪ ،‬بتحيين مذكرة كان قد وجهها إلى كل‬ ‫من الجماعة الحضرية والوالية والوكالة الحضرية‪،‬‬ ‫في يناير من السنة الماضية‪ ،‬والتي تضم فقرة‬ ‫خاصة بضرورة تصنيف المعالم الرياضية للمدينة‬ ‫لما تمثله من ذاكرة جماعية ألبنائها‪ ،‬وعلى رأسها‬ ‫ملعب مرشان‪ .‬ألن المعلومات متضاربة وهناك‬ ‫ضبابية في مسألة تأهيله‪ ،‬وكم من مشاريع كانت‬ ‫تبدو مقبولة على الورق‪ ،‬لكننا فوجئنا بانحرافها‬ ‫عن مسارها‪ .‬بالنسبة لنا ملعب مرشان هو فضاء‬ ‫رياضي له قيمة اعتبارية كبيرة وجزء من ذاكرة‬ ‫المدينة‪ ،‬والمساس به‪ ،‬بأي شكل من األشكال‪ ،‬هو‬ ‫مس بذاكرة أبنائها»‪ .‬وجميع فعاليات المجتمع‬ ‫المدني أعربت عن أملها في الحفاظ على معالم‬ ‫الذاكرة الرياضية لعاصمة البوغاز‪ ،‬داعية إلى‬ ‫ضرورة تعزيزها بعرض خدماتي يضمن لجميع‬ ‫سكان المدينة الحق في المرافق‪ ،‬ضمنها الرياضية‪.‬‬ ‫سيما ان التخوف في مشروع إعادة هيكلة ملعب‬ ‫مرشان انطلق من بعض النواقص‪ ،‬من خالل حذف‬ ‫مستودعات للمالبس و فضاءات لتأطير األطفال‪،‬‬ ‫وهو األمر الذي أخذته مهندسة المشروع بعين‬ ‫للملعب‬ ‫االعتبار خالل لقاء صحفي عقدته بحضور فعاليات‬ ‫المجتمع المدنية بطنجة‪ .‬ووعدت بتصحيحه‪.‬‬

‫ملعب مرشان خالل سنة ‪1959‬‬

‫فريق بوليس طنجة الصاعد إلى القسم األول في بداية الستينات‬


‫العدد ‪836‬‬

‫كلمة رئي�س التحرير ‪:‬‬ ‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫مختبر دولي يؤكد‪:‬‬ ‫مياه تطوان غير صالحة للشرب‬ ‫وأخيرا تمكنت جمعية المحامين الشباب بتطوان من عرض نتائج‬ ‫الخبرة العلمية التي أوكلت إنجازها إلى مختبر اسباني متخصص‪ ،‬بعد‬ ‫فضيحة مياه الشرب الموزع لالستهالك العمومي من طرف الشركة‬ ‫األجنبية المعلومة‪ ،‬حيث الحظ أهل المدينة في األسابيع األخيرة‪ ،‬تغيرا‬ ‫كبيرا في اللون والطعم والرائحة المقززةلمياه الصنابير‪.‬‬ ‫وأمام غضب المواطنين وصمت المسؤولين‪ ،‬كعادتهم‪ ،‬تقدمت‬ ‫جمعية المحامين الشباب بطلب إلى المحكمة االبتدائية بتطوان من أجل‬ ‫انتداب خبير مختص في المياه الصالحة للشرب‪ ،‬األمر الذي استجابت له‬ ‫المحكمة‪ ،‬حيث تم تعيين خبير من مدينة الدار البيضاء اتضح الحقا أنه‬ ‫لم يعد يمارس مهام الخبرة‪ ،.‬فتم تعيين خبير غيره من الرباط –غير أن‬ ‫هذا األخير سرعان ما اعتذر وطلب إعفاءه‪ ،‬ما اضطر المحامين الشباب إلى‬ ‫تقديم طلب جديد الستبدال هذا الخبير‪ ،‬تعاملت معه المحكمة بإيجاب‬ ‫وتم تعيين المختبر الوطني للدرك الملكي بالرباط للقيام بالمهمة التي‬ ‫بدأ يظهر أنها تكاد تكون «مستحيلة» وألسباب تكاد تكون مجهولة‬ ‫معلومة !‬ ‫وفي انتظار نتائج مختبر الدرك الملكي‪ ،‬وأمام التذمر الشامل‬ ‫للمواطنين بهذه المدينة سارعت جمعية المحامين الشباب إلى تقديم‬ ‫عينات من المياه الموزعة لالستهالك العمومي بتطوان لمختبر من‬ ‫المختبرات المتخصصة اإلسبانية بمدريد من أجل معرفة ما إن كانت‬ ‫هذه المياه تتوفر على المواصفات المطلوبة والمتعارف عليها عالميا‪،‬‬ ‫لالستهالك البشري ‪ ،‬فكانت النتائج كارثية بكل المقاييس‪ ،‬ما دفع‬ ‫الجمعية إلى اإلعالن عن تنظيم ندوة صحافية لعرض نتائج التحاليل‬ ‫المخبرية على العموم‪ ،‬تعميما للفائدة‪ ،‬ولكن أهواء المسؤولين كانت‬ ‫تسير في غير هذا اإلتجاه‪ ،‬األمر الذي دفع الجمعية إلى إصدار بيان‬ ‫تستنكر فيه قرار المنع الذي اعتبرته «تعسفا» وضربا للحريات العامة‬ ‫وللحق الدستوري المواطنين في الوصول إلى المعلومة‪.‬‬ ‫ولكن الجمعية نجحت في التواصل مع المواطنين لتقدم تقرير الخبرة‬ ‫المنجزة على عينتين من المياه الموزعة لالستهالك بتطوان‪ ،‬تم أخذهما‬ ‫من صنبورين في إقامتين مختلفتين وفترتين متباعدتين‪ ،‬حيث أخذت‬ ‫العينة األولى بتاريخ ‪ 22‬مارس والثانية في ‪ 18‬أبريل الماضي‪ ،‬وتم ذلك‬ ‫بحضور مفوض قضائي أنجز محضرمعاينة سجل فيه أن العينتين وضعتا‬ ‫في قنينتين معقمتين ومحكمتي اإلغالق‪ ،‬كما أن العون القضائي رافق‬ ‫مختلف أطوار عملية إرسال العينتين إلى المختبر عبر مدينة سبتة‪.‬‬ ‫خبرة مختبر مدريد الدولي أكدت أن المياه موضوع الخبرة «ال تستوفي‬ ‫معايير المياه الصالحة للشرب» بمعنى أن المياه التي يستهلكها‬ ‫أهالي تطوان ال تتوفر على الجودة المطلوبة ‪ ،‬وهو ما يفند ادعاءات‬ ‫العمدة إدعمار‪ ،‬الذي سبق وأن أصدر بيانا يطمئن فيه السكان إلى أن‬ ‫الشركة المكلفة بتدبير قطاع الماء‪ ،‬أمانديس «السيئة الذكر»‪ ،‬أكدت‬ ‫للجماعة الحضرية أن المياه التي توزعها «ال تشكل أي ضرر على صحة‬ ‫المستهلكين» بالرغم من تغير لونها وطعمها ورائحتها «الكريهة» !‪..‬‬ ‫وأن المياه الموزعة «مطابقة «لجميع» المعايير المعمول بها في هذا‬ ‫المجال» !!!‪....‬‬ ‫“أمانديس”أرجعت‪ ،‬حسب بيان الجماعة‪ ،‬سبب تغير لون ورائحة‬ ‫المياه إلى تغيير مصدر تزويد الشبكة بالماء الصالح للشرب من طرف‬ ‫المكتب الوطني للماء والكهرباء‪ ،‬من سد أسمير وسد الروز إلى سد النخلة‬ ‫الذي قال عنه بعض السكان إن المياه تنقل منه عبر قنوات قديمة‬ ‫تسكنها الطحالب ما تسبب في تغيير لونها وطعمها ورائحتها التي‬ ‫أصبحت تبعث على الغثيان‪.‬‬ ‫مصادر رسمية أفادت‪ ،‬بهذا الخصوص أن المختبر الجماعي للبيئة‪،‬‬ ‫قام‪ ،‬بتكليف من العمدة‪ ،‬بتحليل عينات من مياه سد النخلة الذي يزود‬ ‫شبكة التوزيع‪ ،‬ليخلص إلى أن حالة المياه «جيدة» وأن «خصائصها‬ ‫الفيزيو كيماوية والبكتربيولوجية ونسبة الكلور مطابقة لمعايير‬ ‫الجودة» وأنها «ال تشكل أي ضرر»‪......‬‬ ‫وبالرغم من تطمينات الجماعة والمختبر البلدي‪ ،‬فإن شكوك السكان‬ ‫ازدادت حدة خاصة وأن تلك التطمينات صدرت عن جهات غير محايدة‪ ،‬إلى‬ ‫أن ظهرت تقارير المختبر الدولي اإلسباني بتكليف من جمعية المحامين‬ ‫الشباب التي قامت بدور جوهري في الكشف عن مالبسات هذه القضية‬ ‫التي أزعجت وأضجرت المواطنين الطيبين بهذه المدينة العريقة‬ ‫األصيلة‪.‬‬ ‫يحدث هذا في عاصمة شمال المغرب‪ ،‬دون أن تصدر عن المسؤولين‬ ‫ال على المستوى المركزي وال المحلي وال عن المكتب الوطني للماء‬ ‫والكهرباء‪ ،‬بيانات توضح األمر للمواطنين وتعتذر لهم‪ ،‬كما يحدث في‬ ‫البلدان المتحضرة‪ ،‬وتطمئنهم إلى أن اإلدارة سوف تقوم بالالزم‪ .‬في‬ ‫حين ال زال المكتب الوطني للماء والكهرباء «يلهف» ماليير الشعب‪،‬‬ ‫برسم دعم استثنائي أنعم عليه به عزيزنا بنكيران‪ ،‬لتغطية «خسارات»‬ ‫لم يسأل الفاسي الفهري عنها وال عن أسباب تراكمها‪ ،‬بينما فرضت‬ ‫الحكومة علينا تسديد أقساط هذا الدعم «البرامكي» بمشيئتها هي‪ ،‬ال‬ ‫بإرادتنا !‪.‬‬ ‫لوال أن جمعية المحامين الشباب «تطوعت» للقيام بهذا الالزم‬ ‫وطلعت بتقرير عن طبيعة الماء الذي توزعه شركة أجنبية بتفويض من‬ ‫إدارة وطنية عاجزة‪ ،‬تقرير نزل كالصاعقة على المواطنين بهذه المدينة‬ ‫الذين لهم كامل العذر‪ ،‬بعد اليوم‪ ،‬إذا هم أنكروا ثقتهم في اإلدارة‬ ‫والجماعة والمختبر البيئي وفي تقارير «كل شيء على ما يرام‪ ،‬يا مدام ال‬ ‫مركيز» !!!‪. ....‬‬

‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬مــاي ‪2016‬‬

‫بيت الصحافة يحتفي بمحمد عبد الرحمان برادة‬ ‫احتفـل بيــت الصحافــة‪ ،‬مساء الجمعة‬ ‫المنصرم‪ ،‬بالمسار المهني والسيرة الحياتية‬ ‫ألحد عمداء اإلعالم والصحافة ببالدنا‪ ،‬سي‬ ‫محمد عبد الرحمان برادة‪ ،‬الذي استطاع‬ ‫بنضالية فارقة أن يحقــق النواة األســاس‬ ‫الستراتيجية مجتمع المعرفة بتأسيسه للشركة‬ ‫العربية اإلفريقية للتوزيع والنشر والصحافة‬ ‫(سابريس)‪ ،‬والتي كانت حاضنة لكل التطورات‬ ‫واالستحقاقات في المشهد اإلعالمي بالمغرب‬ ‫وباقي الجغرافية العربية‪.‬‬ ‫المحتفى به‪ ،‬كان كالشجر الوارف خالل‬ ‫هذه األمسية‪ ،‬التي أقامها بيت الصحافة‬ ‫بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة‪ ،‬حين‬ ‫استطاع محمد برادة في حفل تكريمه لم شمل‬ ‫شخصيات مرموقة ووجوه إعالمية وسياسية‪،‬‬ ‫عايشت محطات متفرقة في تاريخ الصحافة‬ ‫المغربية‪ ،‬وواكبــت مساره المهنـي المتألق‪،‬‬ ‫وتأثرت بنبل أخالقه وطيبوبته وتواضعه‪ ،‬وهو‬ ‫ما جعله يحظى باحترام الجميع‪ ،‬سواء من‬ ‫عايشوه عن قرب أو من تابعوا مسيرته‪ ،‬التي‬ ‫بصمها بلغة التحدي واإلصرار من أجل تحقيق‬ ‫كل نجاحاته بنكران الذات‪.‬‬ ‫اختيار بيت الصحافة لتكريم محمد برادة‪،‬‬ ‫في السنة الثانية على افتتاح هذا البيت من‬ ‫قبل جاللة الملك‪ ،‬بعدما كانت السنة األولى‬ ‫مع اإلعالمي والحقوقي عبد الرفيع الجواهري‪،‬‬ ‫(االختيار) كان موفقا بشهادة كل الحاضرين‪،‬‬ ‫الذين شاركوا المحتفى به لحظــات جميلة‪،‬‬ ‫جمعت بين األدب والفن‪ ،‬دون أن يغيب خطاب‬ ‫اإلعالم‪ ،‬حين استحضرت شهادات مجموعة‬ ‫من أصدقاء محمد برادة‪ ،‬أهم األشواط التي‬ ‫طبعت تاريخ الصحافة ببالدنا‪ ،‬من خالل التجربة‬ ‫الفريدة والنموذجية التي خاضها بشعار «جريدة‬ ‫لكل مواطن»‪.‬‬ ‫اللقاء تميز بتقديم شهادات في حق‬ ‫المحتفى به‪ ،‬من قبل كل من ادريس الكراوي‬ ‫األمين العام للمجلس االقتصادي واالجتماعي‬ ‫والبيئي‪ ،‬ونور الدين مفتاح رئيس فيدرالية‬ ‫الناشرين‪ ،‬وعبد الرحيم العالم رئيس اتحاد‬ ‫كتاب المغرب‪ ،‬واإلعالمي محمد البوكيلي‪،‬‬ ‫واإلعالمية زهور الغزاوي‪ ،‬أجمعت على قيمة‬ ‫المسيرة الحياتية لمحمد برادة‪ ،‬وغيرته‬ ‫الصادقة في الدفاع عن قضايا بالده والعمل‬ ‫بكل جد من أجل تمثيلها في المحافل الدولية‬ ‫أحسن تمثيل‪.‬‬ ‫الحفل شهد تقديم درع بيت الصحافة‬ ‫للمحتفى به‪ ،‬تسلمه من رئيس المكتب‬ ‫التنفيذي سعيد كوبريت‪ ،‬الذي أكد في كلمته‬ ‫على مواصلة بيت الصحافة نهجه في تكريس‬ ‫االعتراف باآلخر‪ ،‬ودعم كل المبادرات الهادفة‪،‬‬ ‫حين أضحى هذا الفضاء بحجم التظاهرات‬ ‫الكبرى‪ ،‬التي يحتضنها يعكس شعاره «شرفة‬ ‫المغرب اإلعالمي»‪ ،‬كما قدم عمدة طنجة هدية‬ ‫للمكرم‪ ،‬في أمسية جميلة‪ ،‬قامت بتنشيطها‬ ‫اإلعالمية اسمهان عمور‪ ،‬وتخللتها نغمات‬ ‫موسيقية‪ ،‬بمشاركة فرق فنية متميزة‪.‬‬

‫‪ ...‬وأخيرا فندق «سوالزور»‬ ‫في يد أمينة وبحلة جديدة‬ ‫‪ 1624‬مفحوصا في حملة طبية‬ ‫مجانية بجماعة مقريصات‬ ‫انسجاما مع فلسفتها التنموية و تنفيذا لبرنامج عملها السنوي‪ ،‬نظمت‬ ‫جمعية أجيال للتنمية بمقريصات حملة طبية مجانية أيام ‪ 23 ،22 ،21‬أبريل‬ ‫‪ ،2016‬لصالح ساكنة مقريصات و الجماعات المجاورة‪ .‬الحملة كانت بشراكة‬ ‫مع جمعية إسفارن للصحة والتنمية وعدد من الجمعيات المحلية الشريكة‬ ‫وبتعاون مع المديرية اإلقليمية للتربية الوطنية بوزان (ثانوية مقريصات)‬ ‫والمندوبية اإلقليمية للصحة بوزان‪ .‬كما شارك فيها طاقم طبي ضم أكثر‬ ‫من خمسين إطارا طبيا في مختلف التخصصات‪.‬‬ ‫و قد عمل الطاقم الطبي المتطوع خالل هذه الحملة الطبية‪ ،‬على‬ ‫فحص وتقديم العالجات الضرورية بالمجان لفائدة ساكنة المنطقة‪ ،‬في‬ ‫مجال أمراض النساء وطب األطفال‪ ،‬األنف و الحنجرة و األذنين و السكري‬ ‫و أمرااض القلب و أمراض الجلد و الروماتيزم و العيون و إجراء التحليالت‬ ‫الطبية‪ ،‬وإنجاز‪ ‬الفحص‪ ‬بالموجات فوق الصوتية‪ ،‬وكذلك إجراء التشخيص‬ ‫اآلني لعدد من األمراض‪ ،‬وبحسب ما أوردته الجمعيتان فقد وصل عدد‬ ‫المستفيدين من مختلف الفحوصات المجانية المقدمة خالل األيام الثالث‬ ‫من الحملة الطبية إجماال إلى ‪ 1624‬مستفيد و مستفيدة‪ .‬من بينهم ‪103‬‬ ‫مستفيدا و مستفيدة في طب األنف و الحنجرة و األذنين‪ ،‬و ‪ 232‬في طب‬ ‫العيون‪ ،‬و ‪ 82‬في أمراض القلب‪ ،‬و ‪ 118‬في أمراض النساء‪ ،‬و ‪ 109‬في‬ ‫أمراض الجلد‪ ،‬و ‪ 171‬في أمراض الروماتيزم‪ ،‬و ‪ 75‬في أمراض السكري‪ ،‬كما‬ ‫تم إجراء ‪ 75‬تحليال و ‪ 149‬فحصا بالموجات و عدد من العمليات المترتبطة‬ ‫باألسنان‪.‬‬ ‫و تلعب مثل هذه الحمالت المجانية دورا مهما في تقريب عدد من‬ ‫الخدمات الصحية للساكنة‪ ،‬خاصة المعوزة منها‪ ،‬نظرا الفتقار المنطقة‬ ‫لبنيات استقبال صحية مالئمة و تجهيزات صحية‪ ،‬حيث يلجأ أغلب المواطنين‬ ‫للمستشفى اإلقليمي بشفشاون من أجل التطبيب‪ .‬الحملة الطبية و كما‬ ‫سابقاتها كشفت عن حجم االحتياجات الصحية لساكنة جماعة مقريصات‬ ‫وضواحيها‪.‬‬

‫أحمد هاللي‬

‫أصبحت لشركة «كينـزي» المسيرة لفندق «سوالزور» العتيق‬ ‫استراتيجية الفتة للنظر‪ ،‬يمكن االفتخار بها‪ ،‬وذلك على المستــوى‬ ‫السياحي بطنجة‪ .‬وهذا ليس بغريب على شركة‪ ،‬راكمت تجارب جمة‬ ‫في مجال التسيير من هذا النوع‪ ،‬إذ يوجد على رأسها السيد القباج‪،‬‬ ‫صاحب الدراية الكبيرة في المجال السياحي‪ ،‬حيث يتمتع الرجل بشبكة‬ ‫مهمة من العالقات التي تسعفه على نهج سياسة تسويقية ومبتكرة‪،‬‬ ‫أساسها التواصل وحسن اإلصغاء‪ ،‬مما سيعود ـ حتما ـ بالخير والفائدة‬ ‫على هذا الفندق ‪ /‬المعلمة‪ ،‬وبالتالي ستكون جميع الظروف مواتية أمام‬ ‫هذه البناية السياحية‪ ،‬بهدف استرجاع مجدها وبريقها‪ ،‬خاصة وأن هذا‬ ‫الرجل القوي في الميدان السياحي‪ ،‬يرأس فريق عمل‪ ،‬معــزز بتجربة‬ ‫واسعة وإلمام كبير في اإلدارة والتسيير‪.‬وضمن هذا الفريق‪ ،‬يوجد‬ ‫السيد الشرقاوي‪ ،‬المسؤول المالي المحنك‪ ،‬يتوفر على تجربة مهمة‪،‬‬ ‫حيث سبق له أن عمل إلى جانب القباج بوحدات سياحية وجهات‪ ،‬منها‬ ‫مدينة مراكش ومدينة الدار البيضاء‪ ،‬األمرالذي جعل هذا األخيرنفسه‬ ‫يشهد له بحنكته ونظافة يديه‪ ،‬حيث يتجلى ذلك في بصمته الواضحة‬ ‫على مصلحة الحسابات بفندق «سوالزور» والتي كانت مثقلة بالديون‪،‬‬ ‫تشوبها خروقات‪ ،‬استطاع خالل سنتين ـ فقط ـ أن ينفض عنها الغبار‪،‬‬ ‫والزال يواصل عمله‪ ،‬بعزيمة وثبات‪ ،‬ساعيا إلى تنظيف «البيت» الذي‬ ‫كان ـ سابقا ـ يرزح تحت وطأة مجموعة من الخروقات واالختالالت‪!.‬‬

‫أحمد صدقي‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.