Achamal n° 837 le 17 mai 2016

Page 1

‫طنجة حاضرة في المباحثات المغربية الصينية‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعـدد ‪ 837‬ـ الثمـن ‪ 4‬دراهم ـ الثـالثـاء ‪� 11‬شعبان ‪� 17 / 1437‬إلـى ‪ 23‬مــاي ‪2016‬‬

‫طنجة كانت حاضرة في المباحثات المغربية‬ ‫الصينية التي جرت خالل مقام جاللة الملك في‬ ‫جمهورية الصين الشعبية‪ ،‬وذلك عبر التوقيع على‬ ‫مذكرة تفاهم مغربية صينية بخصوص إقامة‬ ‫مشاريع صينية بالمنطقة الصناعية والسكنية‬ ‫بالمركب المينائي المتوسطي الكبير بطنجة‪.‬‬ ‫ويندرج هذا المركب في إطار المخطط الملكي‬ ‫لطنجة الكبرى الذي أشرف جاللة الملك على‬ ‫إطالقه بهذه المدينة والذي يشمل مشاريع‬ ‫عمالقة‪ ،‬سوف تجعل من طنجة إحدى العواصم‬ ‫الكبرى على ضفتي البحر األبيض المتوسط‪..‬‬ ‫المركب الصناعي بالميناء المتوسط أصبح قبلة العديد من المستثمرين الوطنيين واألجانب‪،‬‬ ‫بما يوفره من تجهيزات تحتية عالية الجودة‪ ،‬جعلت منه نموذجا فريدا للمناطق البحرية االقتصادية‬ ‫النشيطة والناجحة عبر العالم‪ .‬كما أن الميناء المتوسطي أصبح قمة في موانئ األبيض المتوسط‪،‬‬ ‫واحتل مراتب متقدمة بين الموانئ العالمية الكبرى المهيأة لتقوم بدور فعال في تنمية التجارة‬ ‫البحرية والتبادل التجاري عبر العالم‪.‬‬ ‫وجاء اهتمام جمهورية الصين الشعبية بميناء طنجة ومناطقه الصناعية والحرة ليؤكد مدى‬ ‫االهتمام الذي تحظى به هذه المنشأة المغربية الفريدة واإلشعاع االقتصادي لمدينة طنجة التي‬ ‫أصبحت قطبا اقتصاديا قويا في المغرب والفضاء المتوسطي واإلفريقي‪.‬‬

‫على خطوات من الوصول إلى نهاية الوالية‬

‫حكومة بنكيران تطلق استراتيجية على مدى عشر‬ ‫سنوات لمحاربة الفساد وتخليق الحياة العامة‬ ‫ونشر قيم النزاهة والشفافية‬

‫حكومـة عبد اإللــه بنكيــران‪ ،‬وهي على‬ ‫مشارف الوصول إلى نهاية واليتها التي تصر على‬ ‫ربطها بـ «الربيع العربي»‪ ،‬بينما حزب «العدالة والتنمية» راهن‬ ‫ضد حركة ‪ 20‬فبراير‪ ،‬بل وردع بطريقة مستبدة‪ ،‬جانبا من شبيبته التي كانت‬ ‫تعتزم االنخراط في المسار المطلبي لهذه الحركة‪.......،‬‬ ‫هذه الحكومة التي ائتلفت مصالحها واختلفت نياتها وأهواؤها‬ ‫و«سيوفها» («أحرار» مزوار وأمازيغ العنصر‪ ،‬نموذجا)‪ ،‬انتهت إلى‬ ‫حصيلة بئيسة‪ ،‬ألنها في نظر العديد من المتتبعين‪ ،‬اعتمدت على‬ ‫أسلوب «البلوف» وعلى الكثير من اللغط والجلبة والوعود حتى ظن‬

‫بعض المهتمين بأعضاء الحكومة أنهم صاروا يعتبرن أمانيهم‬ ‫«حقائق على أرض الواقع»‪ ....‬ويتباهون بمنجزات ال زال الكثير‬ ‫منها مشاريع قوانين بالغرفتين أو باألمانة العامة أو أنهم‬ ‫استحضروا «المحراث قبل الثيران»‪ ،‬كما يقول المثل الفرنسي‪،‬‬ ‫فحضرت القوانين وغابت آليات التنفيذ‪ ،‬وتكسرت مشاريع راميد‬ ‫والتعويضات االجتماعية المختلفة وحقوق المرأة‪ ،‬وقانون‬ ‫«عبيــد البيـوت» على صخور الواقـــع المر‪ ،‬الذي نعيشه‬ ‫وسط خطاب سياسي مخيب لآلمال ومحبط ودافع إلى‬ ‫اليأس‪.‬‬

‫(�ص ‪)4‬‬


‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬مــاي ‪2016‬‬

‫العدد ‪837‬‬

‫معطيات جديدة عن المدعو «أبو البتول الذباح» الداعشي‬ ‫التشادي الذي اعتقلـه كومنـدو خاص لـ «ديستي»‬ ‫يوم الجمعة الماضي بطنجة‬ ‫تجري المصالح األمنية المختصة أبحاثا‬ ‫عن مغاربة وأجانب من جنسية جزائرية يشتبه‬ ‫في كونهم على عالقة بالذباح التشادي‪ ،‬حيث‬ ‫كشفت معطيات جديدة عن ملف الداعشي الذي‬ ‫اعتقله كومندو خاص لـ “ديستي“ يوم الجمعة‬ ‫الماضي بطنجة عن شركاء متعددين للمدعو‬ ‫“أبو البتول الذباح“ ‪ ،‬وهو اإلسم الحركي الذي‬ ‫أطلقه عليه ‪ ‬التنظيم اإلرهابي الدولة اإلسالمية‬ ‫بالمغرب الكبير التابع لتنظيم القاعدة‪.‬‬ ‫المواطن التشادي قبل التحاقه بطنجة‬ ‫ش��ارك إلى جانب ‪ ‬ملشيات قاعدة البغدادي‬ ‫بالعراق كمرتزق حرب ‪ ،‬اشتهر خاللها بذبح‬ ‫األس��رى‪ ،‬وهو ما جعل تنظيم “داع��ش” يلقبه‬ ‫بالذباح‪ ،‬وبعد سنوات بالعراق التحق بليبيا‬ ‫وهناك تم تجنيده ليقوم بمهمته القذرة‬ ‫بالمغرب رفقة أجانب آخرين ‪ ،‬وتم اسناد هذه‬ ‫المهمج لهم بدل مرتزقة مغاربة ‪ ‬حتى يظلوا‬ ‫بعيدا عن الشبهة وأعين “المخزن” ‪.‬‬ ‫فالمحجوزات التي عثرت عليها “الديستي“‬ ‫حين اقتحمت شقة التشادي بعمارة البوغاز‬ ‫بطنجة‪ ،‬توضـح بالملموس النيـة اإلجراميـة‬ ‫لخلية التشادي “الذباح” وال��ذي كان سيفجر‬ ‫بطنجة ابتداء من يومه اإلثنين الذي يتزامن‬ ‫مع أحداث ‪ 16‬ماي اإلرهابية بالدار البيضاء ‪ ،‬إذ‬ ‫بعد تفتيش شقة “ االداعشي” تم العثور بداخلها‬ ‫على تصاميم تتضمن كيفية صناعة المتفجرات‪،‬‬ ‫وكذا تسجيالت مرئية تخص األهداف التي تم‬ ‫رصدها من طرف هذا اإلرهابي‪ ،‬ومنها تسجيالت‬ ‫مرئية لفندق ميراج والكازينو والمركز الثقافي‬ ‫األمريكي ومرافق حيوية أخرى ‪ ،‬وعثر بحوزته‬ ‫أيضا على أكياس بالستيكية تحتوي على‬ ‫مساحيق ومواد سائلة يشتبه باستخدامها في‬ ‫صناعة المتفجرات‪،‬‏وكذا طنجرة ضغط وبطاريات‬ ‫وأسالك كهربائية‪ ،‬باإلضافة إلى كريات معدنية‬ ‫وصدريات معدة لتثبيت أحزمة ناسفة ‪.‬‬ ‫حيث أفادت وزارة الداخلية المغربية‪ ،‬أن‬ ‫المكتب المركزي لألبحاث القضائية التابع‬

‫للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني‪ ،‬تمكن‬ ‫يومه الجمعة ‪ 13‬م��اي ‪ 2016‬من إجهاض‬ ‫مخطط إرهابي خطير‪ ،‬على خلفية إيقاف مواطن‬ ‫تشادي تابع لتنظيم “داعش”‪ ،‬في أحد البيوت‬ ‫اآلمنة بمدينة طنجة‪.‬‬ ‫وحسب بالغ وزارة الداخلية توصلت جريدة‬ ‫الشمال بنسخة منـه‪ ،‬فقد‪ ‬كشفــت التحريات‬ ‫األولية على أن المعني باألمر الذي ولج المغرب‬ ‫عبر مطار محمد الخامس بالدار البيضاء‪ ،‬يوم‬ ‫‪ ،2016/05/04‬قادما إليه من التشاد‪ ،‬تم إيفاده‬ ‫إلى المملكة من قبل ما يسمى بتنظيم “الدولة‬ ‫اإلسالمية”‪ ،‬من أجل تأطير وتكوين خاليا نائمة‬ ‫تضم متطرفين جزائريين ومغاربة متشبعين‬ ‫بالفكر الداعشي لشن عمليات إرهابية نوعية‪،‬‬ ‫تستهدف مقرات بعض البعثات الدبلوماسية‬ ‫الغربية ومواقع سياحية‪ ،‬في أفق زعزعة أمن‬ ‫واستقرار البالد تماشيا مع أجندة “داعش”‪.‬‬ ‫وفي إطار هذا المشروع اإلرهابي‪ ،‬يقول‬ ‫ذات المصدر فقد “قام المعني باألمر بعمليات‬

‫‪ ‬بعد أن كانت مدرسة الفقيه الرهوني‬ ‫بوزان معلمة تربوية شامخة ‪ ،‬وظلت لعقود من‬ ‫الزمن ‪ ،‬متميزة المعمار الذي أبدع في إخراجه‬ ‫عقل يعي العالقة الجدلية بين جمالية الفضاء‬ ‫ومردودية الفعل التربوي ‪ ،‬حاصدة ألكثر من‬ ‫مرة نتائج مبهرة في أكثر من مجال يدخل‬ ‫ضمن مساحة الحياة المدرسية والفعل التربوي‬ ‫‪ ،‬وبعد أن تصالحت أخيرا مع رسالتها الحقوقية ‪،‬‬ ‫هاهي اليوم تندب حالها ‪ ،‬مقدمة وجها مستفزا ‪،‬‬ ‫وصورة بشعة عن واقع ‪ ‬حال المدرسة العمومية‬ ‫بالمجال الحضري ‪ ،‬أما القروي فيمكن لمتتبع‬ ‫الشأن التعليمي أن يتحدث عن أي شيء إال عن‬ ‫المدرسة بالمواصفات والمعايير المطلوبة ‪.‬‬ ‫‪ ‬مدرسة الفقيه الرهوني المتمركزة بقلب‬ ‫المدينة ‪ ،‬تتعايش رغما عن أنف مكوناتها‬ ‫الداخلية ومنذ أكثر من سنتين مع مرافق صحية‬ ‫معطلة ومحتقنة القنوات ومستفزة للحياء ‪ ،‬كما‬ ‫أفاد الجريدة بذلك أكثر من مصدر سبق وعاين‬ ‫الحالة الكارثية التي يوجد عليها هذا المرفق ‪،‬‬ ‫الذي إن لم تتوفر عليه المؤسسات التعليمية‬ ‫بالعدد الكافي ‪ ،‬وبالجودة التي تحفظ كرامة‬ ‫التلميذ والتلميذة واألطر اإلدارية والتربوية ‪،‬‬ ‫سيظل الحديث عن تجويد العرض التربوي ضربا‬

‫من العبث ‪ ،‬ولن تتعدى الخطب العصماء عن‬ ‫محاربة الهدر المدرسي عتبة القاعات المكيفة ‪ .‬‬ ‫‪ ‬المثير في الموضوع هو أن مرافق‬ ‫المؤسسة التعليمية المذكورة سبق واستفادت‬ ‫من عملية التأهيل الذي تطلب غالفا ماليا يقدر‬ ‫بمئات الماليين ‪ ،‬تأهيل لم يصمد طويال لسبب‬ ‫يمكن أن تعثر عليه بين الثنايا المعلومة الجهات‬ ‫الموكول إليها دستوريا وقانونيا ‪ ،‬التحقيق‬ ‫والتقصي واإلفتحاص ‪.‬‬ ‫‪ ‬مصدر موثوق من المديرية اإلقليمية‬ ‫للتربية الوطنية والتكوين المهني بوزان ‪ ،‬أفاد‬

‫استطالعية لبعض المواقع المستهدفة‪ ،‬وذلك‬ ‫بهدف التحضير لتنفيذ عدة عمليات متزامنة من‬ ‫حيث التوقيت‪ ،‬إلرباك المصالح األمنية وإحداث‬ ‫خسائر جسيمة في األرواح والممتلكات على‬ ‫غرار األحداث الدامية التي عرفتها مدينة الدار‬ ‫البيضاء بتاريخ ‪ 16‬ماي ‪.”2003‬‬ ‫“كما أظهرت نفس األبحاث على أن هذا‬ ‫المواطن التشادي كان يعتزم إعالن المنطقة‬ ‫الشرقيــة للمملكة واليــة تابـعــة لما يسمــى‬ ‫بـ “الدولة اإلسالمية”‪ ،‬يقول البالغ‪.‬‬ ‫‏تجدر اإلشارة إلى أن العمليات االستباقية‬ ‫المتوالية ضد الشبكات اإلرهابية‪ ،‬مكنت من‬ ‫إحباط العديد من المشاريع اإلرهابية التي كانت‬ ‫تستهدف أهداف نوعية سواء داخل المملكة أو‬ ‫خارجها‪ ،‬باإلضافة إلى حجز ترسانة مهمة من‬ ‫األسلحة والذخيرة والمواد المستعملة في‬ ‫صناعة المتفجرات والسموم لدى أعضاء هذه‬ ‫الخالياالمفككة‪.‬‬

‫مدرسة الفقيه الرهوني بوزان تبكي حالها‬

‫جائزة عبد اهلل كنون‬ ‫في دورتها العاشرة‬ ‫‪ 1437‬ـ ‪2016‬‬

‫بالغ �صحفي‬

‫رعيا للتقليد العلمي الذي سنته مؤسسة‬ ‫عبد اهلل كنون للثقافة والبحث العلمي‪ ،‬وذلك‬ ‫بتنظيمها لجائزة عبد اهلل كنون في فرعين‬ ‫علميين هما ‪ :‬الدراسات اإلسالمية واألدب‬ ‫المغربي‪.‬‬ ‫تعلن المؤسسة ولجنة جائزة عبد اهلل‬ ‫كنون عن تنظيم حفل توزيع الجوائز المادية‬ ‫على الفائزين في هذه الدورة العاشر ‪ 1437‬ـ‬ ‫‪ 2016‬يوم الجمعة ‪ 13‬شعبان ‪ 1437‬موافق ‪20‬‬ ‫ماي ‪ 2016‬على الساعة السادسة مساء‪ ،‬بدار عبد‬ ‫اهلل كنون للثقافة ـ حي القصبة‪ ،‬طنجة ـ مؤملين‬ ‫أن يكون حفل هذه الدورة العاشرة كالدورات‬ ‫السابقة نجاحا وتقدما للثقافة في بالدنا‪.‬‬ ‫لجنة جائزة عبد اهلل كنون‬

‫‪2‬‬

‫ط‪.‬ب‬

‫القصر الكبير ‪ :‬يوم تحسيسي‬ ‫حول الرضاعة الطبيعية‬

‫أهمية الرضاعة الطبيعية بالنسبة لألم‬ ‫والرضيع‪ ،‬كانت محور اليوم التحسيسي الذي‬ ‫نظمه األسبوع الماضي‪ ،‬نادي الحكمة بالثانوية‬ ‫التأهيلية وادي المخازن بالقصر الكبير‪ ،‬بمناسبة‬ ‫األسبوع الوطني للرضاعة الطبيعية‪.‬‬ ‫اليوم التحسيسي عرف مشاركة دكاترة‬ ‫وأساتذة مختصين في هذا المجال‪ ،‬حيث نظمت‬ ‫ندوة في الموضوع‪ ،‬ركزت على أهمية الرضاعة‬ ‫الطبيعية بالنسبة للرضيع واألم‪ ،‬صحيا ونفسيا‪،‬‬ ‫قانونيا ودينيا‪ ،‬حيث شرعها اإلسالم‪ ،‬وجعلها‬ ‫حولين كاملين‪ ،‬مستشهدين بآيات قرءانية‬ ‫وأحاديث دينية‪ ،‬شارحين مقاصد الشرع من‬ ‫ذكرها في محكم التنزيل‪ ،‬كاشفين اللبس‬ ‫لدى بعض النساء عن بعض العادات الغذائية‪،‬‬ ‫المعوضة لرضاعة الطفل‪ ،‬مذكرين بأهمية‬ ‫الرضاعة الطبيعية بالنسبة للطفل‪ ،‬وخاصة‬ ‫األشهر الست األول��ى‪ ،‬والتي تكسبه المناعة‪،‬‬ ‫وتقيه من العديد من األم��راض‪ ،‬مبرزين أن‬ ‫تخلي األم عن الرضاعة يتسبب في ضعف‬ ‫مستوى المناعة لدى الطفل‪ ،‬والتأخر في النمو‪،‬‬ ‫مشيرين إلى أن الرضاعة الطبيعية ببالدنا عرفت‬

‫تراجعا كبيرا وصلت إلى ‪ 27.8‬في المائة السنة‬ ‫الماضية‪ ،‬وخاصة في الحواضر‪ ،‬و من الناحيتين‬ ‫النفسية واالجتماعية أكد الدكاترة األساتذة أن‬ ‫عملية الرضاعة الطبيعية تزيد من التواصل بين‬ ‫األم والرضيع‪ ،‬وتحقق له إشباع مختلف احتياجاته‬ ‫الغذائية والنفسية‪ ،‬مشيرين إلى أن الحياة‬ ‫النفسية لإلنسان تبدأ منذ مرحلة الرضاعة‪ ،‬كما‬ ‫أن فوائد الرضاعة ليست آنية‪ ،‬بل تظل آثارها‬ ‫على مدى مراحل العمر‪ ،‬لها فوائد على صحة‬ ‫ونفسية األم بحيث تقوي األواص��ر والروابط‬ ‫الوجدانية واالجتماعية بين الطفل وأمه‪ .‬ومن‬ ‫الناحية القانونية تطرق األساتذة إلى موضوع‬ ‫الرضاعة‪ ،‬من منظور المقتضيات الحقوقية‬ ‫والقانونية‪ ،‬المتعلقة بالمصلحة الفضلى للطفل‪،‬‬ ‫خصوصا في شقها المتعلق بالرضاعة الطبيعية‪.‬‬ ‫موضحا كذلك دالل��ة المقتضيات القانونية‬ ‫المتعلقة بالرضاعة الطبيعية‪ ،‬في كل من مدونة‬ ‫الشغل والنظام األساسي للوظيفة العمومية‬ ‫وكذا مدونة األسرة‪ ،‬مقارنين بينها وبين ما هو‬ ‫مسطر في أنظمة دول أخرى‪.‬‬ ‫م ‪ .‬الحراق‬

‫ْ�س مْ ُ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ال ْط َم ِئ َن ُّة ْارجِ عِي ِ�إ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫ا�ض َي ًة‬ ‫} َيا �أَ ّ َيت َُها ال ّ َنف ُ‬ ‫َم ْر ِ�ض َّي ًة َف ْاد ُخلِي يِف عِ َبادِ ي َو ْاد ُخلِي َج َّنتِي {‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫عن سن يناهز ‪ 81‬سنة لبت نداء ربها المشمولة‬ ‫بعفو اهلل ورضاه‪ ،‬المرحومة ‪:‬‬

‫الحاجة حبيبة بوزناقر‬ ‫العمرتي (بن مسعود)‬ ‫حرم الحاج المختار أبادر‬

‫الجريدة بأن المدير اإلقليمي الجديد سبق‬ ‫وعاين الوضعية عن قرب ‪ ،‬وأن شكاوى كتابية‬ ‫وشفاهية في الموضوع كانت قد وردت على‬ ‫المديرية في نسختها الماضية ‪ ‬من جمعية‬ ‫أمهات وآباء تالميذ المدرسة ‪ ،‬وعضو اللجنة‬ ‫الجهوية لحقوق اإلنسان ‪ ( ،‬أفاد ) بأن المديرية‬ ‫اإلقليمية تتعهد بإعادة تأهيل هذه المرافق‬ ‫الصحية بالمواصفات المطلوبة ‪ ،‬خالل العطلة‬ ‫الصيفية المقبلة ألن الوضعية لم تعد تحتمل‬ ‫االنتظار ‪ .‬‬

‫«كل نفس ذائقة الموت»‬

‫محمد حمضي‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫عن عمر يناهز ‪ 83‬سنة‪ ،‬لبى نداء ربه المشمول‬ ‫بعفو اهلل المرحوم‪،‬‬

‫عبد القادر الشاعر‬

‫المستخدم السابق بالبنك الشعبي‬ ‫المركزي بطنجة‬ ‫وشيع جثمانه الطاهر في موكـــب جنائـــزي‬ ‫مهيب‪ ،‬حضــره األهل واألحباب والمعارف‪ ،‬ودفن‬ ‫بمقبرة المجاهدين‪ ،‬بعد صالة الظهربمسجد عمر‬ ‫بن الخطاب‪.‬‬ ‫وبهذه المصاب الجلل‪ ،‬نتقـــدم بتعازينا إلى أرملة الفقيد‪ ،‬السيدة شمس‬ ‫الضحى اقنايشي وإلى أبنائهما‪ ،‬أحمد ورفيعة وكوثر ومريم ومحمد‪ ،‬وكذا إلى أبناء‬ ‫شقيق المرحوم‪ ،‬المهدي وأمينة وخالد‪ ،‬باإلضافة إلى جميع أفراد عائلتي اقنايشي‬ ‫والشاعر‪ ،‬راجين لهم الصبر والسلوان‪ ،‬وللفقيد األجر والغفران‪ ،‬تغمده اهلل بواسع‬ ‫رحمته وأسكنه فسيح جناته‪.‬‬

‫وذلك يوم األربعاء ‪ 11‬ماي ‪ ،2016‬وفي اليوم‬ ‫الموالي شيع جثمانها الطاهر في موكب جنائزي‬ ‫مهيب‪ ،‬حضره األهل واألحباب والمعارف‪ ،‬ودفن بعد‬ ‫صالة الظهر‪ ،‬بمقبرة «السواني»‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬نتقدم بأحر التعازي إلى أبناء الفقيدة‪ ،‬مليكة وأمينة‬ ‫ومحمــد ونور الدين ومريم ويوســف‪ ،‬وكذا إلى جميــع أفراد عائالت بوزناقر‬ ‫العمرتي بن مسعود و أبادر‪ ،‬السباب‪ ،‬عميروش‪ ،‬المساري والسكوري‪ ،‬راجين لهم‬ ‫الصبر والسلوان‪ ،‬وللفقيدة عظيم األجر والغفران‪ ،‬تغمدها اهلل بواسع رحمته‪،‬‬ ‫وأسكنها فسيح جناته‪ ،‬مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين‪ ،‬وحسن‬ ‫أوالئك رفيقا‪.‬‬

‫«وما عند اهلل خير وأبقى»‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫ببالغ األسى واألسف تلقينا يوم ‪ 10‬ماي ‪ ،2016‬وفاة‬ ‫المشمولة برحمة اهلل تعالى الفقيدة العزيزة المرحومة‬ ‫بكرم اهلل‬

‫فريدة المنبهـي‬

‫المساعدة االجتماعية‪ ،‬المعروفة بنشاطها‬ ‫االجتماعي بين األوساط االجتماعية بطنجة‬

‫ابنة المرحوم عبد المجيد المنبهي‪ ،‬وحرم الدكتور‬ ‫صالح الدين لحلو‬ ‫وفي محفل جنائزي مهيب أقيم في اليوم الموالي‪،‬‬ ‫بحضور األهل واألحباب واألصدقاء واألقارب‪ ،‬الذين رافقوا جثمان الفقيدة إلى مثواه‬ ‫األخير‪ ،‬حيث ووري الثرى بعد صالة العصر والجنازة‪ ،‬بمقبرة سيدي عمر‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة‪ ،‬نتقدم بالتعازي الحارة إلى عائلة الفقيدة وعلى رأسها‬ ‫زوجها؛ وكذا أبنائهما‪ ،‬وإخوانها‪ ،‬وأخواتها‪ ،‬وإلى جميع أفراد عائلة المنبهي ولحلو‪،‬‬ ‫والمقربين إليهما‪ ،‬سائلين اهلل أن يتغمدها بواسع رحمته‪ ،‬وأن يسكنها فسيح جناته‪،‬‬ ‫وأن يلهم ذويها الصبر والسلوان‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬مــاي ‪2016‬‬

‫العدد ‪837‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬

‫شة‬

‫إذا كان المأموم مطا َلبا بأخذ الزينة عند كل مسجد‪ ،‬وملزما بالسعي إلى صالة‬ ‫الجمعة متى نودي لها‪ ،‬فما بالك باإلمام والخطيب؟‬ ‫إن خطيب الجمعة في الزمن الجميل‪ ،‬كان يأتي إلى المسجد في أبهى حلة‪،‬‬ ‫وأحسن هيئة‪.‬‬ ‫وإني ألستحضر صورة والدي طيب اهلل ثراه‪ ،‬وهو يُعد العُدة لصالة الجمعة‪ ،‬فأراه‬ ‫في حالة استنفار‪ ،‬ينفق الصباح كله في االغتسال‪ ،‬واختيار اللباس األبيض المناسب‬ ‫للمقام‪ ،‬والتطيب بالعود وماء الزهر‪ ،‬يلبس «الفرَجية» والجلباب والسلهام‪ ،‬ويعقد‬ ‫عمامته‪ ،‬ويسارع الخطو ليكون أول الداخلين إلى «ل ّ‬ ‫ال فريجة»‪ ،‬أو الزاوية الناصرية‪ ،‬أو‬ ‫المسجد األعظم‪ ،‬أيام كان يرتقي منابرها‪ ،‬ويتولى الخطابة بها‪.‬‬ ‫وكان القاضي سيدي محمد اللبادي على هذه الشاكلة‪ ،‬فقد حضرتُ بعض خطبه‬ ‫في الجامع الكبير‪ ،‬فوجدته عبارة عن حمامة بيضاء‪ ،‬يطالعنا «بتاويله» و»شياكته»‬ ‫حين يخرج من المقصورة‪ ،‬يتقدمه المؤذن بعصاه ليسلمه إياها عند انتهاء األذان‪،‬‬ ‫ويتسلمها منه عند انتهاء الخطبة‪.‬‬ ‫هذا المشهد المتمثل في دخول المؤذن إلى المقصورة لدعوة الخطيب إلى‬ ‫الخروج‪ ،‬ثم في تقدم الموكب‪ ،‬ثم في تسليمه وتسلمه العصا في أدب جم‪ ،‬ووقوفه‬ ‫بباب المقصورة لحظة خروج اإلمام‪ ،‬ولحظة صعوده إلى المنبر ونزوله منه‪ ،‬كانت تثير‬ ‫انتباهي‪ ،‬وتستأثر باهتمامي‪ ،‬فتجدني أحمل المشهد بكافة تفاصيله‪ ،‬وجميع دقائقه‬ ‫إلى بيتنا بالمطامير‪ ،‬ألعيد تشخيصه مع أبناء عمي‪ ،‬فأتقمص دور الخطيب‪ ،‬وأستعين‬ ‫بإزار أبيض أتخذه سلهاما‪ ،‬ويتقمص ابن عمي دور المؤذن‪ ،‬ويحرص على االستعانة‬ ‫بعكاز‪ ،‬ليسلمه لي عند االقتضاء‪ ،‬ويقوم ابن عمي الثاني بدور راوي الحديث‪ .‬أما‬ ‫الديكور فيتركب من سجادات‪ ،‬وكرسي كبير‪ ،‬فوقه كرسي صغير‪ .‬وكنا نحرص على‬ ‫خروج اإلمام من مخزن اتخذناه مقصورة‪ ،‬كما نحرص على أن يصعد المؤذن إلى‬ ‫السطح ليشرف علينا من قبته وهو يردد عبارات األذان بصوت رخيم‪.‬‬ ‫وكنا نبالغ في اإلعداد لتشخيص «المشهد» على «ح ّقه وطريقه» حتى ال نكون‬ ‫من المقصرين‪.‬‬ ‫أين منا بعض خطباء اليوم الذين اختزلوا هذا المشهد اختزاال؟ فقد تعودوا أن‬ ‫يأتوا متأخرين‪ ،‬ويتخطوا رقاب الناس‪ ،‬ليصعدوا المنبر دون سالم وال كالم‪.‬‬ ‫إن منهم من ال يسمح له تأخره المعتاد بتحية المسجد‪ ،‬وإن منهم من ال يسمح‬ ‫له وقته باختيار اللباس األنسب‪ ،‬وإن‪ ...‬وإن‪...‬‬ ‫لقد محوا من ذاكرتنا صور خطباء زمان بهالتهم وهيلمانهم‪ ،‬ووزنهم ومكانتهم‪.‬‬ ‫محَوا هذه الصور الخالدة‪ ،‬وأح ّلوا محلها صورا ال نملك إال أن ندعو ألصحابها بأن‬ ‫يسامحهم اهلل ويعفو عنهم‪.‬‬ ‫أقول قولي هذا وأستغفر اهلل لي ولكم‪ ،‬ولجميع المؤمنين والمؤمنات‪ ،‬والمسلمين‬ ‫والمسلمات‪ ،‬األحياء منهم واألموات‪.‬‬

‫اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان بالشمال‬ ‫والمدرسة العمومية بوزان في قلب اإلعداد‬ ‫لمؤتمر التغيرات المناخية‬ ‫قبل أن تنتقل لتقديم‬ ‫مداخلتها الهامة حول العدالة‬ ‫المناخية باليــوم الدراسي‬ ‫المنظم بوزان يوم الخميس‬ ‫‪ 5‬ماي ‪ ،‬توقفت السيدة سلمى‬ ‫الطود رئيسة اللجنة الجهوية‬ ‫لحقوق اإلن��س��ان مطوال في‬ ‫كلمتها بالجلسة االفتتاحية‬ ‫عند دور المدرسة ال��ذي ال‬ ‫مناص منـه من أجل الوعي‬ ‫برهانــات المنــاخ ‪ ‬باعتبارها‬ ‫فاعلة في التربية على البيئة‪،‬‬ ‫التي تدخل ضمن حزمة الجيل‬ ‫الجديد لحقوق اإلن��س��ان ‪.‬‬ ‫ودع��ت التالميــذ ومكونات‬ ‫ال��م��درس��ة ومحيطـهـا إلى‬ ‫مواكبة نقاشات وخالصات‬ ‫القمة ‪ 22‬ألط���راف اتفاقية‬ ‫األم���م ال��م��ت��ح��دة اإلط��اري��ة‬ ‫بشأن التغير المناخي ‪ ‬التي‬ ‫ستحتضن أشغالها بالدنا بكل رهاناتها الدولية مطلع شهر نونبر‬ ‫المقبل ‪ .‬ولم يفتها التنويه بهذه المبادرة التي تدخل في إطار االستمرار‬ ‫في تفعيل اتفاقية الشراكة التي تجمع المؤسسة الحقوقية الجهوية‬ ‫باألكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ‪.‬‬ ‫‪ ‬مباشرة بعد إسدال الستار على أشغال الجلسة االفتتاحية التي ترأسها‬ ‫محمد حمضي عضو اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان ‪ ،‬وهي الجلسة التي‬ ‫تناول فيها الكلمة كل من السيد محفوظ الحسن رئيس قسم بالمصالح‬ ‫المركزية لوزارة التربية الوطنية ‪ ،‬وعبد السالم الطاهري رئيس فدرالية‬ ‫أمهات وآباء التالميذ بوزان ‪ ،‬أعطيت الكلمة لثلة من الخبراء والباحثين‬ ‫والمهتمين لتسليط كشافات من الضوء اختارت الجهات المنظمة‬ ‫انعقاده تحت شعار “ معا من أجل تنمية قيم العدالة المناخية“ المنساب‬ ‫من الينابيع الحقوقية والعلمية والقانونية والمفاهيمية والتنموية ‪ ،‬في‬ ‫عالقة كل ذلك بالتضاريس والرهانات والتحديات ‪ ،‬المحلية والجهوية‬ ‫والقارية والدولية ‪ ،‬شكلت أهم محاور األرضيات التي تقدم بها ‪ ‬الخبراء‬ ‫والمختصين والفاعلين‪ -‬تذكيرا وتأنيثا‪ -‬كل من زاوية تخصصه وخبرته‬

‫وعالقـــة تماســه بالتغيرات‬ ‫المناخية وانخراطه الفاعل من‬ ‫أجل عدالة مناخية تضع العنصر‬ ‫البشري والتنمية المستدامة‬ ‫في صلب انشغاالت المجتمع‬ ‫اإلن��س��ان��ي ال���ذي سيلتقي‬ ‫بمراكش من أجل وضع حزمة‬ ‫من اآلليات الضامنة لتفعيل‬ ‫اتفاقية باريس التي أقرتها‬ ‫‪ 195‬دولة‪.‬‬ ‫‪ ‬اليوم الدراسي تمخضت‬ ‫عنه مجموعة من التوصيات‬ ‫أهمها ‪:‬‬ ‫ إنبات آليات بمؤسسات‬‫التعليـم والتكويــن المهني‬ ‫ودور الشبـاب تشتـغـل على‬ ‫البيئة باعتبارها حقا من حقوق‬

‫اإلنسان ‪.‬‬ ‫ اعتماد التربية البيئية في المناهج والكتب المدرسية ‪.‬‬‫ اعتماد مقاربة النوع والمقاربة الحقوقية في معالجة التغيرات‬‫المناخية ‪.‬‬ ‫ االعتراف بالحقوق واإلنصاف البيئي المناخي ‪.‬‬‫ وضع تشريع دولي ملزم وغير قابل للتأويل ‪.‬‬‫ دعوة المجتمع المدني بإقليم وزان من أجل االنخراط الفاعل‬‫والمسؤول إعدادا ومشاركة في المحطة الدولية حول التغيرات المناخية‪.‬‬ ‫‪ ‬يذكر بأن هذا اليوم الدراسي شارك في أشغاله ‪ ‬نخبة من نساء‬ ‫ورجال التعليم وفاعلين مدنيين وحقوقيين ‪ ،‬وتالميذ وتلميذات ‪ ،‬وبعض‬ ‫أعضاء مجلس بلدية وزان يتقدمهم رئيسها ‪.‬‬

‫محمد حمضي‬

‫شكرا‬ ‫سيدي أحمد‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫شهدت كلية أصول الدين بتطوان يوم األربعاء رابع‬ ‫شعبان ـ حادي عشر ماي الجاريين حدثا علميا مستوقِفا‬ ‫باستضافة الدكتور سيدي أحمد عبادي األمين العام للرابطة‬ ‫المحمدية للعلماء إللقاء محاضرة في موضوع بالغ الداللة ‪:‬‬ ‫«انسدادات يجب تغييرها‪ ..‬من أجل تجديد الخطاب الديني‬ ‫المعاصر»‪.‬‬ ‫في قاعـة فسيحة نظيفـة استوعبـت حضـورا حاشدا‬ ‫ونوعيا‪ :‬رؤساء وأعضاء مجالس علمية‪ ..‬أساتذة جامعيين‪..‬‬ ‫طلبة وطالبات كليتي أصول الدين واآلداب‪ ..‬عموم متتبعين‬ ‫مهتمين‪..‬‬ ‫رحب الدكتور سيدي محمد التمسماني عميد كليـة‬ ‫أصول الدين بالحضور‪ ،‬وركز كلمته في ‪:‬‬ ‫ـ تقديم بعض ما يميز شخصية سيدي أحمد عبادي‬ ‫علميا وأخالقيا‪..‬‬ ‫ـ تجلية أهمية الموضوع في ظرفية تشتد فيها الحاجة‬ ‫اللتماس فتح مستغلقات وتغيير انسدادات‪..‬‬ ‫ـ التذكير بالنموذج المغربي في االجتهاد المرتكز على‬ ‫وسطية واعتدال‪..‬‬ ‫ـ أهمية استثمار المحاضرات التنويرية لتعزيز ثقافة‬ ‫التخليق وتوجيهها نحوترسيخ أمن المغرب واستقراره‪..‬‬ ‫ـ أولوية التأليف بين العودة إلى األصول ـ أصول الدين ـ‬ ‫وتوسيع وتعميق المعرفة واالنفتاح المتبصر‪..‬‬ ‫وأما حديث سيدي أحمد عبادي فجاء نفسا نفيسا ساريا‪..‬‬ ‫وجالء مبينا بانيا‪ ..‬بل كان ـ في تقديري المتواضع ـ سجدة‬ ‫قلبية في محراب الصمدانية‪..‬‬ ‫أشار سيـدي أحمد أن لقاءه بالحضور هو لقاء مجدد‬ ‫بتطوان الغراء‪ ..‬وبعلمائها وعالماتها‪ ..‬وطلبتها وطالباتها‬ ‫في فضاء كلية عتيدة هي كلية أصول الدين‪ ..‬وألمع في‬ ‫االستهالل إلى فكرة جوهر؛ مؤداها أن اإلسالم دين خاتم‬ ‫ذو معمار بديع ‪ ،‬أرساه سيد المرسلين وأتبع الفكرة بالقول‪:‬‬ ‫إن كل تشوف لتجديد النظر في الخطاب الديني المعاصر‬ ‫يستوجب الوقوف مَلِيّاً أمام جالل وجمال معمار الدين‬ ‫الخاتم ذي المعاني واآليات الكبرى المتجلية في ‪:‬‬ ‫• الرؤية الكلية ألكوان ثاوية في نصوصه المؤسسة‬ ‫التي تشكل العقيدة وأصول الدين ركنا من أركانها‪ .‬وهذا‬ ‫ورش ـ يقول سيدي أحمد ـ لم يهتم به الخلف كما اهتم‬ ‫به السلف ‪ ،‬وهو من مهام الراسخين الربانيين في العلم‬ ‫الشريف إلصالح الحال قبل إصالح المآل‪..‬‬ ‫• القيم المركزية الحاكمة المزكية‪..‬‬ ‫• التشريعات في بعديها التعبدي والتيسيري‪ :‬رفع الحرج‬ ‫والضرر واإلسعاد الشخصي والمجموعي والرحمة ‪..‬‬ ‫• مناط التنزيل وما يقتضيه من‪:‬‬ ‫ـ فهم دقيق واستيعاب حقيق للمالبسات والسياقات‬ ‫ـ اعتماد مفاتيح العلوم‪..‬‬ ‫ـ اقتدار على بناء الكفايات وتنمية المهارات وصياغة‬ ‫األهداف اإلجرائية ‪..‬‬ ‫ـ استئناس بالمصفوفات النوعية وصنافات تشكيل الكيان‬ ‫النفسي أو خارطة الباطن التي تسمح بالمالحظة‬ ‫والقياس والتقويم‪..‬‬ ‫وفي هذا السياق تساءل سيدي أحمد ‪ :‬كيف يمكن تغيير‬ ‫االنسدادات‪ ..‬ووضع األمة في حالة خلف مع نص قطعي؟‬ ‫ليضيف ‪ :‬نحن مسؤولون أمام اهلل عز وجل ؛ وبالتالي فأول‬ ‫ما يتعين االنتباه إليه هو التوجه إلى رفع الخلف‪ ..‬واسترسل‬ ‫بتصريح وتلميح إلى العصمة القلبية التي هي متعذرة على‬ ‫الذين يمشون مكبين على وجوههم‪ ..‬خالفا ألهل المراقبة‬ ‫الذين يمشون سويا على صراط مستقيم‪..‬‬ ‫وسطر سيدي أحمد ثالث موجهات كبرى هي ‪:‬‬ ‫• القبلة باعتبارها وجهة مجمعة موحدة مبلغة للمقصود‬ ‫عبر بوابة المحبة‪..‬‬ ‫• اإلنسان في وضع اختبار مصداقا لقوله تعالى «هو الذي‬ ‫خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عمال‪.»..‬‬ ‫• اإليمان ومقتضـاه في سيـاق الحديث ‪ :‬ملء أنفاس‬ ‫الخالئق بما يقربها من مدلول السجود واالقتراب‪..‬‬ ‫وربط اإليمان بمفهومي األمـة وإمـارة المؤمنين‬ ‫مضمنا قول الحق سبحانه‪« :‬اتقوا اهلل وكونوا مع‬ ‫الصادقين‪.»..‬‬ ‫هنيئا لكلية أصول الدين بتطوان وألف شكر لسيدي‬ ‫أحمد عبادي حفظه اهلل‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬مــاي ‪2016‬‬

‫العدد ‪837‬‬

‫على خطوات من الوصول إلى نهاية الوالية‬ ‫حكومة بنكيران تطلق استراتيجية على مدى عشر سنوات لمحاربة‬ ‫الفساد وتخليق الحياة العامة ونشر قيم النزاهة والشفافية‬

‫حكومــة عبــد اإللــه بنكيران‪ ،‬وهي على‬ ‫مشارف الوصول إلى نهاية واليتها التي تصر‬ ‫على ربطها بـ «الربيع العربي»‪ ،‬بينما حزب‬ ‫«العدالة والتنمية» راهن ضد حركة ‪ 20‬فبراير‪،‬‬ ‫بل وردع بطريقة مستبدة‪ ،‬جانبا من شبيبته‬ ‫التي كانت تعتزم االنخراط في المسار المطلبي‬ ‫لهذه الحركة‪.......،‬‬ ‫هذه الحكومة التي ائتلفت مصالحها‬ ‫واختلفت نياتها وأهواؤها و«سيوفها» («أحرار»‬ ‫مزوار وأمازيغ العنصر‪ ،‬نموذجا)‪ ،‬انتهت إلى‬ ‫حصيلة بئيســة‪ ،‬ألنهــا في نظــر العديد من‬ ‫المتتبعين‪ ،‬اعتمدت على أسلوب «البلوف»‬ ‫وعلى الكثير من اللغط والجلبة والوعود حتى‬ ‫ظن بعض المهتمين بأعضاء الحكومة أنهم‬ ‫صاروا يعتبرن أمانيهم «حقائق على أرض‬ ‫الواقع»‪....‬ويتباهون بمنجزات ال زال الكثير‬ ‫منها مشاريع قوانين بالغرفتين أو باألمانة‬ ‫العامة أو أنهم استحضروا «المحراث قبل‬ ‫الثيران»‪ ،‬كما يقول المثل الفرنسي‪ ،‬فحضرت‬ ‫القوانين وغابت آليات التنفذ‪ ،‬وتكسرت مشاريع‬ ‫راميد والتعويضات االجتماعية المختلفة وحقوق‬ ‫المرأة‪ ،‬وقانون» عبيد البيوت» على صخور‬ ‫الواقع المر‪ ،‬الذي نعيشه وسط خطاب سياسي‬ ‫مخيب لآلمال ومحبط ودافع إلى اليأس‪.‬‬ ‫وحتى ال يسد بن كيران عن قاعدة وزرائه‬ ‫الذين ابتدعوا موضة «االستراتيجيات» حتى‬ ‫صار لكل وزير استراتيجيته في تدبير القطاع‬ ‫الموكل إليه أمره‪ .. ،‬الوردي‪ ،‬الحقاوي‪ ،‬الرباح‪،‬‬ ‫أفيالل‪ ،‬اعماره‪ ،‬موبديع‪ ،‬وغيرهم‪ ،‬فقد طلع‬ ‫علينا رئيس الحكومة‪ ،‬بداية الشهر الجاري‪،‬‬ ‫بإستراتيجيته التي يطمح بها إلى مواجهة‬ ‫الفساد الذي سبق وأن التمس ألصحابه «عفو‬ ‫اهلل وكرمه» انطالقا من اقتناعه بأنه «يشتغل‬ ‫مع اهلل» ـ تعالى اهلل عن ذلك علوا كبيرا ــ ‪......‬‬ ‫استراتيجية بن كيران تستند إلى الدستور‬ ‫في محاربة الفساد وآثاره السلبية على االقتصاد‬ ‫الوطني وعلى وتيرة النمو وتستجيب لمطالب‬ ‫الشعب بـ «إسقاط الفساد» (اإلداري)‪ ،‬حيث‬ ‫يبدو أن الحكومة‪ ،‬وهي «تنازع»‪ ،‬اقتنعت‬ ‫بضرورة طرح استراتيجية لمحاربة كل أشكال‬ ‫الفساد واقتصاد الريع‪ ،‬ووضعت ألجل ذلك‬ ‫آليات «قاضية» منها تقوية الرقابة‪ ،‬وتخليق‬ ‫الحياة العامة ونشر قيم النزاهة والشفافية‪،‬‬ ‫ال شك عبر خطب الوعظ واإلرشاد‪ ،‬وربط‬ ‫المسؤولية بالمحاسبة التي نص عليها دستور‬ ‫‪.2011‬‬

‫بعض المتتبعين انتبـه إلى أن حكومـة‬ ‫بنكيران انتهت إلى االعتراف بأن مشروعها‬ ‫االنتخابي لمحاربة الفساد‪ ،‬سنة ‪ 2011‬فشل‬ ‫فشال ذريعا‪ ،‬وأن قضية «عفا اهلل عما سلف»‬ ‫أتلفت أوراق الحزب «المنقذ من الضالل»‪.‬‬ ‫وأركنته في مربع الدفاع بدل الهجوم‪ ،‬بعد‬ ‫التقارير الدولية التي تتحدث عن استشراء‬ ‫الفساد في المغـرب‪ ،‬تلك التقاريـر التي دأب‬ ‫«الناطـق الرسمــي» على التشكيـك في‬ ‫مصداقيتها ونزاهة أصحابها بخصوص قضايا‬ ‫الفساد التي يتصدى لها بنكـيـران عن طريق‬ ‫الوعظ واإلرشاد والدعاء المستجاب‪... ! ‬‬

‫وحتى تتيقنوا من أن االستراتيجية ال عالقة‬ ‫لها بالتحضير لالنتخابات القادمة التي تدل‬ ‫القرائن على أن الحزب واثق من اكتساحها‬ ‫ومن أنه سيعود وفي عين الحسود‪ ،‬الذي في‬ ‫بالكم ــ‪ ،‬ألف عود وعود‪...،‬فقد «درح» بنكيران‬ ‫استراتيجيته على عشر سنوات‪ ،‬من ‪ 2016‬إلى‬ ‫‪ ،2025‬أطال اهلل أعماركم بكل خير‪ ... ! ‬ووفر‬ ‫لها من بيت مال المسلمين ما يفوق مليارا‬ ‫وثمانمائة مليون دوالرا أمريكي‪ ،‬وأرسى‬ ‫قوائمها على إجراءات وتدابير على المستوى‬ ‫المؤسساتي‪ ،‬والقانوني‪ ،‬والتنظيمي‪ ،‬والعملي‪،‬‬ ‫منها إحداث الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية‬ ‫من الرشوة ـ والعياذ باهلل‪ ،‬وترسيخ مبدأ التدبير‬ ‫الجيد للشؤون العامة‪ ،‬واحترام مبدأ المنافسة‪،‬‬ ‫وضمان الشفافية واإلنصاف وتوفير شروط‬ ‫تدبير الصفقات العمومية وتبسيط المساطر‬ ‫وإحداث الشباك الوحيد وتيسير الولوج إلى‬ ‫المعلومة بالنسبة للعموم ــ وليس لفائدة‬ ‫الصحافيين «المشاغبين» الذين يواجهون‬ ‫عداء رجال اإلدارة وتحفظهم‪ ،‬كما يواجهون‬ ‫المضايقات والمحاكمات والغرامات الثقيلة‬ ‫والسجن في حاالت تخص ما اصطلح عليه‬ ‫بالثوابت ــ‪ ،‬إضافة إلى إحداث لجنة مشتركة‬ ‫بين الوزارات المعنية من أجل تفعيل توصيات‬ ‫مجلس العزيز ادريس جطو‪.‬‬

‫استراتيجية بنكيران التي ستمتد على‬ ‫مساحة عشر سنوات تتضمن ‪ 239‬مشروعا‬ ‫موزعة على عشرة برامج تستهدف تحسين‬ ‫خدمــة المواطـــن واإلدارة االليكترونيـــة‬ ‫واألخالقيات والوصول إلى المعلومة‪ ،‬والطلبات‬ ‫العمومية‪ ،‬والرقابــة والمساءلــة‪ ،‬والمتابعة‬ ‫والزجر‪ ،‬ونزاهـــة القطــاع الخاص والتواصل‬ ‫والتحسيس والتربية والتكوين‪ .‬وكذا إجراءات‬ ‫وقائية تم اتخاذها على سبيل التجربة‪ ،‬في ما‬ ‫يتعلق باختصاصات اللجنة الوطنية للصفقات‬ ‫العمومية‪ ،‬وإطالق الرقم األخضر للتبليغ عن‬ ‫الرشوة‪ ،‬ــ وهو موضوع محفوف بالمخاطر‬ ‫ــ‪ ،‬ووضع كاميرات مراقبة لدى بعض المصالح‬ ‫األمنية ومراكز االمتحانات‪ ،‬وغيرها‪.‬‬ ‫الوزيــر المبــدع‪ ،‬قال في ندوة صحافية‪،‬‬ ‫إنه سيتم تقييم المنجزات في إطــار هذه‬ ‫االستراتيجية‪ ،‬على رأس كل سنــة‪ ،‬وفـــق‬ ‫المؤشرات الوطنية والدولية‪ ،‬ووفق أولويات‬ ‫تخص المجاالت األكثر عرضة للرشوة والفساد‪،‬‬ ‫كالصحة‪ ،‬والعدل‪ ،‬والنقل‪ ،‬والجماعات المحلية‪.‬‬ ‫وحتى ال يبقى مجال للغموض في صرف‬ ‫اعتمادات االستراتيجية‪ ،‬قال الوزير المبدع‪ ،‬إن‬ ‫الحكومة ستخصص ‪ 133‬مليون جوالر ببوقاية‪،‬‬ ‫و‪ 31‬مليون للتواصل والتوعية‪ ،‬و‪ 9‬ماليين‬ ‫للحكامة‪ ،‬و‪ 4,6‬ماليين لمعاقبة المرتشين‪،‬‬

‫ال عالقة لالستراتيجية باالنتخابات‬

‫ومن المالحظ في هذا الباب‪ ،‬أن ردود الفعل‬ ‫لدى المواطن المغربي في ما يخص الرشوة‪ ،‬لم‬ ‫تنتظر استراتيجية الحكومة حيث عمد بعض‬ ‫المواطنين إلى توثيق حاالت الرشوة والفساد‬ ‫عبر مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬وهي مبادرة‬ ‫أثبتت نجاعتها بالرغم من أن أصحابها واجهوا‬ ‫مقاومة عنيفة من طرف أنصار الفساد وتعرضوا‬ ‫لمضايقات علم بها الخاص والعام‪.‬‬ ‫استراتيجية بنكيران كانــت موضــوع عشر‬ ‫اتفاقيات تتعلق بالجهات التي ستشرف على‬ ‫التنسيق مع األطراف الموكول إليها أمر تحقيق‬ ‫برامج الخطة‪ :‬تحسين خدمة المواطن (وزارة‬ ‫الداخلية)‪.‬‬ ‫اإلدارة االليكترونيــــة‪( :‬وزارة التجـــارة‬ ‫والصناعة)‪ ،‬األخالقيـــات والشفافيــــة ‪( :‬وزارة‬ ‫الوظيفة العمومية)‪ ،‬الطلبات العمومية والرقابة‬ ‫(وزارة االقتصاد والماليــة)‪ ،‬المتابعـة والزجر‬ ‫(وزارة العدل)‪ ،‬نزاهة القطـاع الخاص (االتحاد‬ ‫العام لمقاوالت المغرب)‪ ،‬التواصل والتحسيس‬ ‫(وزارة االتصال)‪ ،‬التربية والتكوين (وزارة التربية‬ ‫الوطنية)‪.‬‬

‫رشاوى صغيرة ورشاوى كبيرة‬

‫‪ 10‬سنوات و‪ 239‬مشروعا‬

‫وأخيرا ‪ 2,5‬مليون دوالر للتأهيل والتدريب‪.‬‬ ‫ويبدو أن اإلكراميات التي من المفروض أن‬ ‫تقدم للمبلغين عن الفساد‪ ،‬وقع السهو عنها‬ ‫في هذه االستراتيجية‪ .‬قال قائل‪ ،‬إن التبليغ‬ ‫عن الفساد يدخل في خانة المواطنة الحقة‪ ،‬وال‬ ‫يستحق أي تعويض‪...!!! ‬باستثناء المخاطر التي‬ ‫تعرض لها صاحب «الزفت» وقناص الدرك‪،‬‬ ‫وغيرهما‪.‬‬

‫االستراتيجية جاءت في وقتها‪! ‬‬

‫وأمام انتقادات بعض األوساط المهتمة‬ ‫«الغيورة» على مصلحة الوطن‪ ،‬بخصوص التأخر‬ ‫عن إطالق هذه االستراتيجية‪ ،‬وربطها بحسابات‬ ‫انتخابية‪ ،‬أكدت أوساط حكومية‪ ،‬وفق ما راج في‬ ‫بعض وسائل اإلعالم الوطنية‪ ،‬أن االستراتيجية‬ ‫الجديدة تمتد على عشر سنوات‪( ،‬والحكومة لم‬ ‫يبق من عمرها سوى أسابيع)‪ ،‬وأن اإلعالن عن‬ ‫هذه االستراتيجية‪ ،‬جاء بعد استكمال التشاور مع‬ ‫مختلف األطراف المعنية‪.‬‬

‫أوهوء‪! ‬‬

‫ردت بعض الهيئات األهلية المهتمة‬ ‫بملف الفساد والرشوة‪ ،‬حيث انتقدت إبعادها‬ ‫من مراحل اإلعداد للخطة البنكيرانية‪ ،‬ومنها‬ ‫الشبكة المغربية لحماية المال العام التي‬ ‫أكدت أن هذه االستراتيجية‪ ،‬على أهمية بعض‬ ‫موادها‪ ،‬قطاعية‪ ،‬تعالج بعض المشاكل التي‬ ‫تنتج عنها الرشوة‪ ،‬في اإلدارات العمومية‬ ‫كاالكتظاظ‪ ،‬مثال‪ ،‬ولكن الخطــة ال يبدو أنها‬ ‫قادرة على تحسيـن بنيــات االستقبال في‬ ‫المصالح المرتبطة مباشرة بالمواطنين ‪ .‬كما‬ ‫أن الخطة الحكومية تعالج «الرشوة الصغيرة»‬ ‫حسب محمد المسكاوي رئيس الشبكة‬ ‫المغربية لحماية المال العام‪ ،‬بينما المطلوب‬ ‫خطة متكاملة لمحاربة الفساد المستشري‬ ‫في مفاصل الدولة منذ االستقالل‪ ،‬خطة تعيد‬ ‫أراضي الدولة المنهوبة‪ ،‬وتحافظ على الثروات‬ ‫البحرية والمعدنية‪ ،‬وتراقب حسن تطبيق‬ ‫الصفقات العمومية وتعيد األموال المهربة من‬ ‫خزينة الدولة وهي تعد بالماليير‪...!!! ‬‬

‫رئيس الحكومة أكد أن نجاح االستراتيجية‬ ‫رهين بالتزام األطراف المعنية وبانخراط الجميع‬ ‫إدارة وقطاع خاص وجماعات محلية‪ ،‬من أجل‬ ‫مواجهة هذه الظاهرة ‪.‬‬ ‫فهل يكفي وضع خطة على الورق‪ ،‬والتوقيع‬ ‫عليها في محفل «رسمي»‪ ،‬لمواجهة ظاهرة‬ ‫الفساد والرشوة‪ ،‬خاصة والحكومة «مودعة»‬ ‫وقد يأتي للحكم غيرها‪ ،‬ليتم تعديلها أو‬ ‫تغييرها‪ ،‬أو إلغاؤها بالمرة‪ ،‬ويصير بها ما صار‬ ‫بالبرنامج االستعجالي في قطاع التعليم الذي‬ ‫أفرغت في ملفه (وجيوب المكلفين به) ماليين‬ ‫الماليين‪ ،‬ليتم االستغنـــاء عنه مع وصول‬ ‫الحكومة الجديدة‪ ،‬وفتــح ملــف جديــد وكــل‬ ‫إلى لجنة جديـدة بميزانية جديدة بالماليير‬ ‫أيضا‪....‬‬ ‫منظمة أمنيستي الدوليـة ثمنــت هذه‬ ‫البادرة‪ ،‬إال أنها الحظت أن ميدان المناخ العام‬ ‫لمحاربة الفساد والرشوة يوجد به عدد من‬ ‫المؤشرات السلبية حيث إن الرشوة تعد ظاهرة‬ ‫«بنيوية» بالمغرب وانتشارها له عالقة مباشرة‬ ‫بمصالح المواطن المغربي ‪ .‬ويؤكد فؤاد عبد‬ ‫المومني رئيس الجمعية المغربية لمحاربة‬ ‫الرشوة أن الرشوة نوعان‪ ،‬صغيرة يدفعها‬ ‫المواطن البسيط بسبب االكتظاظ و«الحكرة»‬ ‫والمساطر المعقدة‪ ،‬ذلك أن المواطنين يدفعون‬ ‫رشوة للحصول على خدمات أساسية‪ ،‬ورشاوى‬ ‫كبيرة تمر في األروقة المغلقة وتؤثر سلبا على‬ ‫قطاعات بأكملها‪ ،‬وهي األهم واألخطر‪ ،‬ألن‬ ‫وجودها يدفع المواطن البسيط إلى «التطبيع»‬ ‫مع الرشوة واعتبارها أمرا عاديا‪.‬‬

‫مطلوب تبسيط المساطر‬ ‫وتحسين االستقبال‪...‬أوال‬

‫القوانين وحدها ال تكفي والتوقيع على‬ ‫اتفاقيات في نوع من المهرجانات «الموازينية»‬ ‫العمومية‪ ،‬لن يجعل المرتشين يتوقفون عن‬ ‫مد اليد تحت الطاولة‪ ،‬أو فوقها‪ ،‬وبكل جرأة‪.‬‬ ‫األهم في المرحلة األولى تبسيط المساطر‪،‬‬ ‫فكلما تعقدت المساطر‪ ،‬خاصة في ما يتصل‬ ‫بالخدمات األساسية‪ ،‬ارتفعت أسهم الرشوة‬ ‫وكثر المطالبون بها ‪ .‬ثم يأتي دور استقبال‬ ‫المواطنين في اإلدارات العمومية‪ ،‬حيث‬ ‫االكتظاظ الذي يفوق الوصف في بعض الحاالت‪،‬‬ ‫ليتم االنتقال تدريجيا إلى برامج االستراتيجية‬ ‫التي تتطلب إرادة سياسية حقيقية ورجاال‬ ‫ونساء مخلصين للوطن وللمواطنين‪ ،‬وآليات‬ ‫صلبة وعنيدة للمواجهة على أكثر من واجهة‪.‬‬ ‫أما الزجر فيجب أن يكون مثاليا‪ ،‬رادعا‪ ، ،‬إذا ثبت‬ ‫الجرم في حق مأمور في الخدمة العامة‪.‬‬


‫العدد ‪837‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬مــاي ‪2016‬‬

‫ممتهنو الصحافة بالمغرب عامة وطنجة‬ ‫على وجه الخصوص‪ ....‬بين الحرية‬ ‫المنشودة واالرتزاق المبتذل‬ ‫ابتليت مهنة الصحافة في المغرب‪ ‬بالكثير من المتطفلين‪،‬‬ ‫وتسللت إليها العديد من المخلوقات االرتزاقية التي فشلت في‬ ‫حياتها المهنية األصلية‪ ،‬وفي ضمان قوت يومها بطريقة شريفة‪،‬‬ ‫فوجدت في مهنة الصحافة النبيلة‪ ،‬مرتعا لها لكسب المال الحرام‪،‬‬ ‫مرة باإلرتشاء‪ ،‬و مرة باالرتزاق والتسول‪ ،‬تاركة في الهامش‬ ‫حرفتها األصلية في التعليم أو في مهن أخ��رى‪ ،‬وبالخصوص‬ ‫في مهنة ‪ ‬قضاء حاجيات أسيادهم‪ ،‬متخذين الصحافة مطيــة‬ ‫للوصول إلى االبتزاز وأنواعه التي ال تنتهي‪ ،‬سعي ًا وراء قضاء‬ ‫احتياجاتهم اليومية‪ ،‬دون حياء أو أدنى ذرة حشمة ‪ ،‬يريدون من‬ ‫وراء ذلك أن يصبحوا «صحافيين» متجولين متطفلين‪ ‬متأبطين‬ ‫«شكاراتهــم» المملوءة بمخطوطات االستـرزاق واالستجـــداء‬ ‫والتسـول والتوسل‪. ‬‬ ‫‪ ‬يقومون بكل ش��يء ‪ ،‬وأي ش��يء‪ ،‬اليهمهم أن يكون ما‬ ‫يقومون به قانوني وشرعي أو غير ذلك‪ ،‬ال يهمهم أن يكون‬ ‫العمل شريف ًا أو مشبوه ًا‪ ،‬غرضهم الوحيد هو الحصول على المال‬ ‫مهما كانت الطريقة‪« ،‬يتصيدون» ضحاياهم من أعيان الجهة‪،‬‬ ‫من برلمانيين‪ ،‬ومستشارين جماعيين‪ ،‬ورجال األعمال‪ ،‬وحتى من‬ ‫بعض النصابين والمحتالين أنفسهم‪.‬‬ ‫إلى جانب هــذه األعمـال‬ ‫الدنيئة التي يقومون بها في‬ ‫واضحة النهار‪ ،‬دون خجل‪ ،‬ألنه‬ ‫لم تعد لهم كرامة يخافون‬ ‫ع��ل��ي��ه��ا‪ ،‬ي��ق��وم��ون بعمل‬ ‫ه��ام ف��ي «واض��ح��ة» الليل‬ ‫وف��ي الخفاء‪ ،‬ويتعلق األمر‬ ‫بالجانــب المخابراتــي‪ ،‬حيث‬ ‫يتجسسـون على كل الناس‪،‬‬ ‫وفي مقدمتهم الصحافيون‬ ‫الشرفاء والنزهاء‪ ،‬يرفعــون‬ ‫التقارير إلى الدوائر األمنية‬ ‫والترابية واإلداري��ة‪ ،‬والنقابة‬ ‫الوطنية للصحافة المغربية‪،‬‬ ‫وحتى إلى وزارة االتصال‪ ،‬من‬ ‫أجل اإلس��اءة إلى ماضيهم ‪،‬‬ ‫وتلطيخ سمعتهــم بتقاريـر‬ ‫مزيفة ‪ ،‬ال تمس في الحقيقة‬ ‫ش��ع��رة واح����دة م��ن سمعة‬ ‫أصحاب األقالم القوية‪ ،‬ألنهم‬ ‫يحترمون أخالقيات مهنة‬ ‫الصحافة ويقدسونها‪.‬‬ ‫‪ ‬ال��ب��ع��ض م���ن ه���ؤالء‬ ‫الدخالء على مهنة الصحافة‪،‬‬ ‫لهم جرائد جهوية ال تقرأ وال‬ ‫تباع‪ ،‬ومع ذلك يستمرون في‬ ‫طبعها‪ ،‬كيف؟ وبأية أموال ؟‬ ‫طبع ًا من االرتزاق والتسول ‪ ،‬والبعض اآلخر يشتغل في الجرائد‬ ‫المكتوبة بدون مقابل‪ ،‬طمع ًا في التستر على أفعالهم المشينة‬ ‫وعدم افتضاح أمرهم ‪ ،‬األفعال التي تؤدي طبع ًا إلى السجن‪ ،‬ورغم‬ ‫كل ما يجنونه من أموال بالطرق الملتوية‪ ،‬فمنهم من تمد إليه‬ ‫يدك للسالم عليه فيعتقد أنك ستعطيه بعض المال‪ ،‬بكثرة حبهم‬ ‫وعشقهم وشغفهم بالمال الحرام‪.‬‬ ‫‪ ‬عندما نتحدث عن مثل هؤالء الدخالء والمتطفلين على مهنة‬ ‫الصحافة مهنة األخالق الشريفة‪ ،‬أو بمعنى آخر عندما نتحدث عن‬ ‫أمثال هذه الحشرات الضارة‪ ،‬التي جاءت من فيافي بعض مؤسسات‬ ‫الدولة أو من بعض األح��زاب السياسية ‪ ،‬نريد فقط أن نظهر‬ ‫لقراء ومتصفحي الصحف أن مهنة الصحافة ال تخلو بدورها من‬

‫‪5‬‬

‫النصابين والمحتالين‪ ،‬ومن منعدمي الضمير‪ ،‬كما نريد أن نبين‬ ‫للجميع أنه ال مكان للمندسين وألشباه الصحافيين‪ ،‬الهاربين من‬ ‫مهنهم األصلية‪ ،‬والفاشلين مهني ًا واجتماعي ًا‪.‬‬ ‫‪ ‬دعونا اآلن نتحدث قليال عن حرية الصحافة‪ ،‬هذا الموضوع‬ ‫الساخن الذي اليزال يطرح على بساط البحث في أي مجتمع وفي‬ ‫أي عصر ‪ ،‬فالحرية كانت و ال تزال هدف البشرية منذ فجر التاريخ‬ ‫إلى وقتنا الحاضر‪ ،‬فهي التي أنارت طريق البشرية في كفاحها‬ ‫الطويل والمستمر من أجل تحقيق المزيد من الرفاهية والتقدم‪،‬‬ ‫فال مجال لإلبداع بدون حرية الصحافة ‪ ،‬وال قيمة للتقدم بدون‬ ‫تحقيق المزيد من الحرية‪ . ‬‬ ‫فالصحافة كإحدى وسائل التعبير عن ال��رأي في المجتمع‬ ‫المعاصر وفي النظام الديمقراطي ‪ ،‬هي السبيل إلى معرفة ما‬ ‫يدور في المجتمع‪ ،‬واإلحاطة به لقيم اجتماعية سائدة ألنها تبني‬ ‫و ال تهدم ‪ ،‬و تكشف عن النقص المتفشي بالمجتمع ‪ ،‬وتعمل على‬ ‫دفع الجهات المسؤولة على اإلصالح و التنمية و تجنب النقص‬ ‫سواء كان من الناحية اإلجتماعية أو اإلقتصادية أو الثقافية أو حتى‬ ‫السياسية ‪ .‬فالصحافة تلعب دورا أساسيا في تغطية األحداث سواء‬ ‫عن قرب أو عن بعد و بدون رتوش و تقديم المعلومة الصحيحة‬

‫و هو ما يفسر سر اهتمام المواثيق الدولية لحقوق اإلنسان سواء‬ ‫على النطاق اإلقليمي أو الدولي‪ . ‬‬ ‫و من أجل إنجاح دور هذا الصحافي أو ذاك فإن حرية التعبير‬ ‫يجب أن تكون مطلوبة و إبداء الرأي يجب أن يكون حقا مقدسا‬ ‫لدى اإلنسان مع عدم خضوعها للرقابة‪ .‬لكن في المقابل على‬ ‫الصحافي أن يكون ملتزما بآداب و احترام المهنة و ال يحق له‬ ‫ثلب اآلخرين أو نشر تقارير و مقاالت مزيفة مغلوطة ‪ ،‬وتمكين‬ ‫رؤساء تحرير الصحف من صالحية تقرير سياسة الصحيفة ‪ ،‬وكذا‬ ‫الحق في التحقيق والحصول على المعلومات ‪ ،‬وأيضا حرية نشر‬ ‫هذه المعلومات واآلراء ‪ ،‬وذلك حتى تتحقق األهمية المرجوة من‬ ‫الصحافة و خدمة المجتمع على وجه أفضل ‪ ،‬فالصحافة لن تأتى‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬ ‫هكذا و عليها أن تؤدي دورها المنوط بعهدتها ‪،‬كما ينبغي‪،‬‬ ‫وبذلك تتحقق النتائج المرجوة منها‪. ‬‬ ‫حرية الصحافة هي التي تتأسس أوال وأخيرا على مبدئي‬ ‫المسؤولية واإللتزام واألخالق بمفهومه العام والمهني‪ ،‬تتطلب‬ ‫المزاولة الشريفة للمهنة الصحفية واإلخالص للمصلحة العامة‪،‬‬ ‫لذلك يجب على الصحافيين أن يتجنبوا السعي وراء منفعتهم‬ ‫الشخصية أو تأييد المصالح الخاصة المتعارضة مع المصلحة‬ ‫العامة أيا كانت األسباب والدوافع‪. ‬‬ ‫فاإلفتراء والتشهير المتعمد والتهم التي ال تستند إلى دليل‬ ‫وإنتحال أق��وال الغير كل ذلك يعد أخطاء مهنية خطيرة‪ ،‬أما‬ ‫التقارير اإلخبارية واالستطالعات التي تعالج الشؤون القضائية ‪،‬‬ ‫يجب مراعاة قاعدة ” البراءة هي األصل “‪ ،‬وكذا يجب مراعاة مشاعر‬ ‫عائلة الشخص المعني باألمر في حالة إدانته ‪ ،‬إضافة إلى وجود‬ ‫حماية الضحايا واحترام الكرامة اإلنسانية‪.‬‬ ‫على الصحافـي أن يتجنب إستغـالل المعطيات واألخبـار‬ ‫المتوفرة لديـه‪ ،‬بغـرض اإلثـــارة‬ ‫خ��ارج السياق‪ ،‬كما يجب عليـه‬ ‫احترام أخالق وآداب المهنة ‪ ،‬وأن‬ ‫يعترف لها بالسلطة المعنوية‬ ‫التي يجب أن تحظى بها خاصة‬ ‫على المستوى األخالقي ‪ ،‬بالتالي‬ ‫فكل تجاوز ألخالقيات المهنة‬ ‫يعرض لعقوبات و خطايا‪. ‬‬ ‫إذا كانت هنــاك خروقـات‬ ‫أو تجاوزات أخالقيات المهنــة‪،‬‬ ‫تغضب القارئ والقانون على‬ ‫وجه التحديــد فإنهـا بالدرجـة‬ ‫األولى تمس بسمعة الصحافيين‬ ‫المهنيين الممارسيــن‪ ،‬الذين‬ ‫يتضررون من ممارسة زمالئهم‬ ‫وخاصة الدخالء على المهنة‪ ،‬إذ‬ ‫غدا عمل الصحافي مهنة من ال‬ ‫مهنة له‪. ‬‬ ‫الحرية الواسعة في إصدار‬ ‫الصحــف وإنشائهــا‪ ،‬إذا ما أدى‬ ‫إلى عدم وضع ضوابط تنظيمية‬ ‫في إص��دار الجريدة‪ ،‬و ال تراعي‬ ‫آداب المهنة‪ ،‬وتسمح لكل من‬ ‫هب ودب بنشر ما يريد بهدف‬ ‫الربح والتجارة متجاوزين بذلك‬ ‫كل األعراف أو القوانين ‪ ،‬خاصة من أشخاص ال تكون لهم أدنى‬ ‫عالقة بحقل اإلعالم أو التكوين الصحافي‪ ،‬زد على ذلك يسببون‬ ‫تجاوزات أخالقية وخروقات للقانون لمهنة الصحافة فإن ذلك قد‬ ‫يضر بالصحيفة‪. ‬‬ ‫لذا فإن إعمال القانون في هذا الشأن ‪ ،‬إجراء ضروري وأساسي‬ ‫فقانون الصحافة أيضا شأنه شأن ميثاق أخالقيات المهنة ‪ ،‬ال تخلو‬ ‫قواعده القانونية من قيم أخالقية مثلى‪ ،‬تضمن حسن سير العمل‬ ‫الصحافي وحماية مصالح األفراد والدولة معا‪.‬‬ ‫هنا نستنتج إذن ‪ ،‬أن « حرية الصحافة» موضوع ‪ ،‬ساخن ‪...‬‬ ‫ساخن و سيظل دائما ساخنا‪. ‬‬


‫العدد ‪837‬‬

‫دفاتري‬

‫من‬

‫عزيـز‬

‫بداية غزو اليد العاملة‬ ‫األسيوية‬ ‫مصادر إعالمية أفادت أن مدينة آسفي استقبلت في‬ ‫األيام األخيرة «دفعة» أولى من اليد العاملة األسيوية‪،‬‬ ‫للعمل في إنجاز مشاريع كبرى بهذه المدينة كالمحطة‬ ‫الحرارية والميناء الجديد والطريق السيار ومشروع الطاقة‬ ‫الريحية والمركب الفوسفاطي الجديد‪ ،‬مشاريع توفر‬ ‫‪ 4800‬فرصة شغل جديدة‪ ،‬حسب الوزير عبد السالم‬ ‫الصديقي‪.‬‬ ‫بعضهم سارع إلى الحديث عن بداية ‪« ‬غزو لليد‬ ‫العاملة األسيوية» ‪..‬ول��م ال ؟‪.......‬م��ا دام المغرب قد‬ ‫حسم أمره مع الفقر‪ ،‬وأن المغاربة ابتعدوا كلية عن عتبة‬ ‫الفقر بعد أن أمنوا دخال يوميا ال يقل عن دوالرين ونصف‬ ‫الدوالر‪ ،.‬كما هو الشان في الواليات المتحدة األمريكية‪....‬‬ ‫‪ ‬أو ليست الوزيرة الحقاوي من أعلنت نهاية‪ ‬الفقر‬ ‫بالمغرب‪ ،‬وهي ترد بـ «نرفزة» ظاهرة‪ ،‬على سؤال مستشار‬ ‫بالغرفة الثانية؟‪ ! ‬يبدو أن الحكومة «اقتنعت» بهذه‬ ‫«المزحة» فرخصت باستيراد عمال من الفيليبين‪.....‬يا‬ ‫هال‪ ،‬يا هال‪.....!!!! ‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫«ضسارة» الوزير بوليف‪...! ‬‬ ‫حذر الوزير محمد نجيب بوليف‪ ‬الواهمين من أن‬ ‫حزب العدالة والتنمية «قوس وسيغلق» وأعلن من طنجة‬ ‫أن الحزب جاء للحكم بإرادة الشعب وسيرحل ــ إن شاء اهلل‪ ‬‬ ‫ــ‪ ‬بإرادة الشعب‪.‬‬ ‫وبخصوص «مسلسل عمدة الرباط «البيجيدي» ‪،‬‬ ‫وما جرى له مع‪« ‬ريضال» والتحقيق داخل مفوضية أمن‬ ‫العاصمة‪ ،‬قال الوزير إن حزبه «يراقب» القضية‪ ،‬وإذا شعر‬ ‫بأن هناك «ضسارة» فإنه «لن يسكت» ألن «العدالة‬ ‫والتنمية» حزب حاكم وليس حزبا متحكما‪....‬وقد أعذر‬ ‫من أنذر‪.‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫الحمير والبغال تدخل منظومة‬ ‫النقل المدرسي‬ ‫وما المشكل؟ ‪ .....‬الحمير دخلت منظومة السياسة‪،‬‬ ‫حين‪ ‬شاركت في مظاهرة شباطية «فاعلة تاركة» من‬ ‫أجل ‪ ‬الشماتة بغريمه المعلوم الذي ال ‪ ‬يبدي نية في أن‬ ‫«يعقدهم» ال اليوم وال ‪ ‬غدا‪.....‬‬ ‫وما العيب في أن تدخل الحمير والبغال في عملية‬ ‫نقل تالميذ‪ ‬ش��رق��اوة‪ ،‬والمداشر المجاورة لمكناس‬ ‫وسيدي قاسم إلى فصول مدارسهم المهترئة ‪ .‬حقيقة‬ ‫إن ركوب الحمير والبغال ليس كركوب الميرسيديس‬ ‫والجاكوار‪ ،‬ولكن الدنيا حظوظ‪ ،‬والناس معادن‪ ،‬منهم‬ ‫من يزداد وفي فمه ملعقة من ذهب ومنهم من يكون‬ ‫حظه ملعقة من ‪ ‬زفت وعلقم وحنظل‪ ....‬ومع ذلك «فإنها‬ ‫تدور»‪ ! ‬على قول غاليليو الشهير‪.‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫اللغة العربية‪...‬غصة في حلق‬ ‫بعضهم‬ ‫زعيم سياسي ظهر مع زمان الرداءة‪ ،‬صرح مؤخرا أن‬ ‫إصالح التعليم ال يمكن أن يكون باللغة العربية‪.‬الزعيم‬ ‫الذي اكتشف لنفسه‪ ،‬بين يوم وليلة‪ ،‬القدرة الخارقة على‬ ‫اإلفتاء في كل شيء‪ ،‬أفتي بضرورة تغيير لغة التعليم من‬ ‫العربية إلى لغات أجنبية‪ ،‬حتى ننتج مواطنين «أجانب»‬ ‫عن بلدهم‪ ،‬ولغتهم‪ ،‬وحضارتهم‪ ،‬وهويتهم‪ .‬الزعيم ربط‬ ‫إصرار «البعض» على اللغة العربية‪ ،‬بالخوف من «صياح‬ ‫األص��وات االنتخابية» وليس الخوف من ضياع الهوية‬ ‫الوطنية‪ ،‬واعتبر أن المغاربة «الذين يعرفهم»‪ ،‬بال شك‪،‬‬ ‫من قبيلته التي رفضته وبإصرار في االنتخابات األخيرة‪،‬‬ ‫يريدون تعلم اللغة الفرنسية‪ ،‬وليس العربية أو األمازيغية‬ ‫التي لم تكن يوما لغة تعليم أو تعلم‪ ،‬بل لغة تواصل حتى‬ ‫أن علماء األمازيغ الكبار كانوا يتواصلون باللغة العربية ‪،‬‬ ‫يؤلفون بها ويدرسون بها بل ويقرضون األشعار بهذه‬ ‫اللغة العجيبة التي صمدت رغم ال��داء واألع��داء آلالف‬ ‫السنين‪ ،‬وسوف تخيب ظن من يعتقد أنه بـ «ترهاته»‬ ‫و«عشوائية» تخبطاته يستطيع أن ينال منها وقد صمدت‬ ‫آلالف السنين‪ ،‬وأصبحت لغة كونية ‪ ،‬معتمدة في جل‬ ‫المحافل الدولية‪ ،‬باستثناء قبيلة فييا سان خورخو‪..… ! ‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫شباط يتربص بـ «الحسنيين»‬ ‫معا‬ ‫الحكومة واألمانة العامة للحزب‪ .‬هذا ما أومأ إليه‬ ‫خالل انعقاد المجلس الوطني للحزب الذي يقوده‪ ،‬إلى‬ ‫اكتساح االنتخابات المقبلة بما يفوق ‪ 80‬مقعدا برلمانيا‪،‬‬ ‫والفوز بالرتبة األولى التي سوف «تطير» به إلى بنادق‬ ‫المشور‪.‬‬ ‫الرجل بدا جادا في توهماته وتكهناته خاصة وقد‬ ‫نجح في «احتواء» جماعة «الهوادة» ‪ ،‬وهو يعلن أنه يعتبر‬ ‫نفسه‪ ،‬ومنذ اآلن‪« ،‬مرشحا» و «وفائزا» بمنصب األمين‬ ‫العام للحزب‪ ،‬وبطبيعة الحال‪ ،‬رئيسا للحكومة‪ ،‬و ظافرا بـ‬ ‫«الحسنيين» معا‪.....‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬مــاي ‪2016‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫قتال دموي بالسيوف بطنجة من أجل مساحات بسوق دشنه الملك‬

‫ربما لم يكن أحد من مخططي برنامج «طنجة الكبرى»‪،‬‬ ‫الذي يشرف والي طنجة محمد اليعقوبي على تنزيله‪ ،‬يتوقع أن‬ ‫إحداث سوق للقرب بحي «أرض الدولة» الشعبي‪ ‬الذي دشنه‬ ‫الملك‪ ،‬سيفضى إلى هذا الكم الهائل من المشاكل‪ ،‬التي كان‬ ‫آخرها قتال دام بالسيوف بحي «مبروكة» بين مجموعتين‪،‬‬ ‫إحداهما مكونة من منتسبين إلى التيار السلفي‪ ،‬على خلفية‬ ‫صراع على مواقع تجارية داخل هذه المنشأة‪.‬‬ ‫وشهد الحي المذكور‪ ،‬مساء يوم الجمعة الماضي‪،‬‬ ‫صراعا داميا بين فصيلين‪ ،‬استخدمت فيه السيوف بشكل‬ ‫غير مسبوق حسب ما رواه شهود عيان لـ «المساء» وانطلق‬ ‫باستهداف ثالثة أشخاص لشخص مقرب من أحد متزعمي‬ ‫التيار السلفي‪ ،‬والذي ألقي القبض عليه قبل أشهر‪ ،‬وحوكم‬ ‫وسجن بعد اتهامه باالنتماء إلى مجموعة متطرفة‪.‬‬ ‫وحسب رواية المصادر ذاتها‪ ،‬فإن المسلحين الثالثة‬ ‫هاجموا الشخص السلفي عند خروجه من أحد المساجد بعد‬ ‫صالة العشاء‪ ،‬ما دفع أصدقاءه لالستنجاد بسلفيين آخرين‪،‬‬

‫ليدخل الطرفان في اقتتال دام باألسلحة البيضاء‪ ،‬وهو االقتتال‬ ‫الذي كان «القيادي» السلفي الخارج للتو من السجن طرفا فيه‪.‬‬ ‫وأدى القتال إلى إصابة ‪ 4‬أشخاص بجراح خطيرة‪ ،‬أحدهم‬ ‫بترت يده وآخر أصيب في رأسه‪ ،‬إضافة إلى إصابات أخرى أقل‬ ‫خطورة‪ ،‬ونقل اثنان من المصابين للرباط عبر مروحية وزارة‬ ‫الصحة‪ ،‬فيما نقل أحد المصابين إلى مصحة خاصة تحت‬ ‫حراسة أمنية مشددة‪.‬‬ ‫وعاينت «المساء» وقوف أسطول من عربات األمن أمام‬ ‫مصحة «السالم»‪ ،‬مساء الجمعة الماضي‪ ،‬بالنظر لوجود أحد‬ ‫المصابين داخله‪ ،‬وهو قيادي سلفي في بني مكادة‪ ،‬وذلك‬ ‫خوفا من هجوم انتقامي عليه‪ ،‬قبل أن يتم نقله فيما بعد إلى‬ ‫المستشفى الجهوي محمد الخامس إلجراء عملية جراحية‬ ‫دقيقة له وحسب ما أوردته مصادر خاصة لـ «المساء» فإن‬ ‫المتواجد هناك كان هو «القيادي» السلفي‪.‬‬ ‫وبحسب ما أكدته مصادر مطلعة‪ ،‬فإن الصراع انطلق‬ ‫بعد عملية توزيع الفضاءات التجارية الخاصة بسوق القرب‬

‫الجديد بأرض الدولة‪ ،‬حيث يتصارع تجار محسوبون على‬ ‫المجموعات السلفية مع تجار آخرين على المحالت ذات الموقع‬ ‫الجيد‪ ،‬كما يتهم باعة متجولون المجموعة السلفية بالتسبب‬ ‫في إقصاء بعضهم من االستفادة بعدما أسقطوا من اإلحصاء‬ ‫الذي أجرته السلطات المحلية استنادا على معطيات لجنة من‬ ‫تجار المنطقة كان من بين أعضائها سلفيون‪.‬‬ ‫وأوردت مصادر الجريدة أن الصراع بدأ بتهديدات‬ ‫شفوية ثم مناوشات‪ ،‬قبل أن يتحول إلى اقتتال علني‪ .‬لتنضاف‬ ‫هذه المشكلة إلى مشاكل عدة تلت تدشين السوق المذكور‬ ‫من طرف الملك محمد السادس شهر شتنبر الماضي‪ ،‬حيث‬ ‫رفض تجار سوق بئر الشعيري قبل أشهر االنتقال عبر أفواج‬ ‫إلى هذا السوق‪ ،‬ثم احتجاج باعة متجولين على ما يعتبرونه‬ ‫“إقصاءهم” من االستفادة من محالته التجارية‪ ،‬والتي وصلت‬ ‫حد تهديد بعضهم بإحراق أنفسهم‪.‬‬

‫حمزة المتيوي‬

‫سلطة طنجة تنشئ سوقا داخل ساحة مدرسة‬ ‫في الوقت الذي كان فيه آباء وأمهات تالميذ مدرسة أبي‬ ‫حيان التوحيدي االبتدائية بطنجة‪ ،‬يهدفون إلى دفع السلطات‬ ‫المحلية ومصالح وزارة التربية الوطنية إلى وضع سور أو سياج‬ ‫حول المؤسسة حماية ألبنائهم‪ ،‬فوجئ الجميع باقتطاع جزء‬ ‫منها لبناء سوق بجوار ساحة المدرسة‪.‬‬ ‫وانطلقت منذ األسبوع الماضي‪ ،‬احتجاجات تالميذ‬ ‫المؤسسة إلى جانب محاوالت أوليائهم بإقناع سلطات طنجة‬ ‫بالتراجع عن قرارها‪ ،‬وذلك بعدما دخلت الجرافات بالفعل إلى‬ ‫داخل المؤسسة وبدأت بشكل عملي في إنجاز الفضاء التجاري‪،‬‬ ‫والذي سيكون بالتالي داخل فضاء المدرسة‪.‬‬ ‫وعبر ممثلون عن أولياء التالميذ‪ ،‬خالل اتصال مع‬

‫«المساء»‪ ،‬عن تخوفهم من أن الوضعية األمنية للمدرسة‬ ‫الكائنة بحي بنديبان الشعبي‪ ،‬ستزيد تدهورا بإدخال السوق‬ ‫إلى داخلها‪ ،‬مشيرين إلى أن مطالبهم األساسية كانت تتمثل‬ ‫في إحداث سياج أو سور يحمي أبناءهم من خطر المنخرفين‬ ‫والمتسكعين الذين يتمكنون عادة من ولوجها بسهولة‪.‬‬ ‫وأضاف المتحدثون ذاتهم عن استغرابهم خطوة‬ ‫السلطات المحلية وصمت المديرية اإلقليمية لوزارة التربية‬ ‫الوطنية في المقابل‪ ،‬قائلين إنهم حذروا قبل شهر من‬ ‫مخطط بناء سوق داخل تراب المدرسة‪ ،‬حين ال حظوا انطالق‬ ‫عمليةالتجزيء‪.‬‬ ‫من جهته أورد مصدر من وزارة التربية الوطنية أن‬

‫سوقا للقرب سينشأ بالفعل «بالقرب من المدرسة وليس‬ ‫داخلها»‪ ،‬حيث سيتم تقسيم فضاء غير مستعمل يقع بين هذه‬ ‫المؤسسة ومؤسسة تعليمية أخرى‪ ،‬هي المختار السوسي‪ ،‬من‬ ‫أجل إنشاء مرافق جديدة‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر ذاته أنه سيتم إنجاز سوق القرب بشكل‬ ‫منفصل عن المدرسة‪ ،‬في مقابل إحاطة اامؤسسة بسور‬ ‫وإنجاز ملعب داخلها وتهيئة ساحتها‪ ،‬مضيفا أن المديرية‬ ‫اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية جالست جمعية آباء وأولياء‬ ‫مدرسة أبي حيان التوحيدي حول هذا الموضوع‬

‫ح‪ .‬م‬

‫تشريد ‪ 20‬عائلة بطنجة بسبب قرار مفاجئ لعمدة المدينة‬

‫شرد قرار صادر عن محمد البشير العبدالوي‪ ،‬عمدة‬ ‫مدينة طنجة‪ ،‬حوالي ‪ 20‬عائلة‪ ،‬حيث وجدت األخيرة نفسها‬ ‫بين عشية وضحاها‪ ،‬وسط الشارع بعد سنوات من العمل‬ ‫داخل محالت تجارية‪ ،‬أولها عبارة عن محل لبيع المأكوالت‬ ‫الخفيفة‪ ،‬فيما الثاني عبارة عن مقشدة تقليدية‪ .‬وعن‬ ‫تفاصيل هذا الملف‪ ،‬كشفت المعطيات التي حصلت عليها‬ ‫«األخبار»‪ ،‬أن هذه المحالت تتواجد في سوق بني مكادة‬ ‫الذي يعيش على وقع التوتر طيلة األسابيع الماضية‪ ،‬حيث‬ ‫تفاجأ صاحب المحل التجاري‪ ،‬زوال يوم الجمعة الماضي‪،‬‬ ‫ودون سابق إنذار‪ ،‬بلجنة تتقدمها السلطات المحلية‬ ‫واألمنية على مستوى المنطقة الثانية لبني مكادة‪ ،‬وهي‬ ‫تأمره بإفراغ المحل وذلك بناء على القرار السالف ذكره‪،‬‬ ‫والذي يحمل توقيع عمدة المدينة إلى جانب المصالح‬ ‫الوصية على مستوى والية جهة طنجة ويحمل رقم ‪253‬‬ ‫عدد ‪ ،177/2016‬وينبه صاحب المحل إلى أنه بناء على‬ ‫توصيات محضر اللجنة اإلقليمية المختلطة بتاريخ ‪28‬‬ ‫أبريل ‪ ،2016‬التي عاينت المحل الذي يحمل رقم ‪،07‬‬

‫اتضح لها أنه تم تسجيل عدة نقاط‪ ،‬من ضمنها انعدام‬ ‫المرافق الصحية‪ ،‬فضال عن عدم توفر المحل على آلة‬ ‫تصريف البخار‪ ،‬وانعدام مستودع خاص بالمستخدمين‪،‬‬ ‫وكذا انعدام شروط النظافة وضعف التهوية داخل‬ ‫المطبخ‪ ،‬إلى جانب ما سجلته اللجنة حيال عدم توفر‬ ‫المستخدمين على بطائق صحية‪ ،‬وهي المعطيات التي‬ ‫بني عليها قرار سحب الرخصة من صاحبه رغم أنه كان‬ ‫يستغله منذ سنة ‪ ،2007‬في الوقت الذي لم يتم تنبيهه‬ ‫قصد االستعداد لهذا األمر على حد قوله‪ .‬هذا فضال عن أن‬ ‫مئات الكيلوغرامات من المواد الغذائية تم التخلص منها‪،‬‬ ‫نتيجة زيارة اللجنة المفاجئة التي لم تمهل هؤالء سوى‬ ‫دقائق قصد إقفال المحل‪.‬‬ ‫وكشفت المعطيات المتوفرة على ضوء هذه القضية‪،‬‬ ‫أن المصالح الوصية أقدمت على وضع أكوام من األتربة‬ ‫على بعد أمتار من المحل التجاري‪ ،‬في الوقت الذي لم‬ ‫يتم الكشف عن التفاصيل الكاملة لعملية إقفال المحل‪،‬‬ ‫حيث أن محضر اللجنة اإلقليمية لم يتضمن سوى بعض‬

‫التوجيهات حول عدم احترام المساطر المتعلقة بالصحة‬ ‫العمومية‪ ،‬وشددت بعض المصادر من داخل المجلس‬ ‫الجماعي‪ ،‬على أن القرار سحب الرخصة استند أيضا إلى‬ ‫عدم أداء المعنى باألمر للديون المترتبة عن واجبات كراء‬ ‫المحالت التجارية بسوق بني مكادة‪ ،‬غير أن هذا القرارات‪،‬‬ ‫تقول المصادر‪ ،‬يستحيل االستناد عليها إلصدار قرار من‬ ‫قبل سحب الرخصة‪ ،‬وما يترتب عن ذلك‪.‬‬ ‫وحسب مصادر متفرقة من داخل السوق المركزي‬ ‫لبني مكادة‪ ،‬فإن ما جرى جعل الكل يشعر بالدهشة‪،‬‬ ‫خصوصا وأن القرار جاء بعد أيام فقط من طرد لجنة خاصة‬ ‫يتقدمها المجلس الجماعي‪ ،‬فضال عن توجيه إنذرات‬ ‫جديدة لهؤالء التجار قصد إخالء السوق‪ ،‬بسبب ما قال عنه‬ ‫المجلس عدم االمتثال للضوابط القانونية‪ ،‬وهي األمور‬ ‫التي رأى فيها هؤالء‪ ،‬ما يشبه «االنتقام» منهم بسبب‬ ‫خوضهم احتجاجات ضد المجلس وعدم الرضوخ لمقرراته‬ ‫في ما يتعلق بقضية إخالء السوق قصد هدمه‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫فصيل «البيجيدي» بالجامعة ضمن الجمعيات المستفيدة‬ ‫من دعم‪ ‬مجلس طنجة‬ ‫تفجرت فضيحة اعتبرت األولى من نوعها على المستوى‬ ‫الوطني بمجلس جماعة طنجة‪ ،‬بعد أن أفرج‪ ،‬خالل الدورة‬ ‫العادية‪ ،‬عن لوائح دعم الجمعيات‪ ،‬حيث تم إدراج فصيل‬ ‫منظمة التجديد الطالبي‪ ،‬أحد األذرع الطالبية لحزب العدالة‬ ‫والتنمية بالجامعات الوطنية‪ ،‬ضمن المستفيدين من الدعم‬ ‫العمومي‪ ،‬رغم أن صالحية هذا اإلطار ال تتجاوز أسوار‬ ‫الجامعات‪.‬‬ ‫ووفق المعطيات المتوفرة‪ ،‬فإن الفصيل الطالبي حصل‬ ‫على ما يقارب ‪ 20‬ألف درهم ضمن جدول المنح الخاص‬ ‫بالجمعيات الثقافية خالل السنة الجارية‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫أظهرت اللوائح المفرج عنها وجود العشرات من األذرع‬ ‫الجمعوية التابعة للحزب محليا‪ ،‬ومن ضمنها جمعية العون‬ ‫واإلغاثة التي توصف بـ«الذراع االنتخابي» للحزب‪ ،‬لكونها‬ ‫تضم منتمين لحركة والتوحيد واإلصالح‪ ،‬فضال عن وجود‬ ‫ابنة رئيسة اللجنة المشرفة على المنح ضمن الئحة مكتبها‬ ‫الرسمي‪ ،‬إذ حصلت هذه الجمعية لوحدها على حوالي ‪ 80‬ألف‬ ‫درهم‪ ،‬رغم أنها تتلقى ماليين أخرى عبر مؤسسات خارجية‬ ‫يجهل مصدرها‪ ،‬في حين حصلت جمعية كرامة لتنمية‬ ‫المرأة‪ ،‬والتي تترأسها عضوة عن الحزب ذاته ونائبة رئيس‬

‫الجهة‪ ،‬هي األخرى‪ ،‬على مبلغ ‪ 80‬ألف درهم‪ ،‬بينما خصص‬ ‫مبلغ ‪ 30‬ألف درهم لجمعية الرسالة للتربية والتخييم‪ ،‬فيما‬ ‫حصل فرعها بمقاطعة طنجة‪ -‬المدينة لوحده على مبلغ‬ ‫‪ 20‬ألف درهم‪ ،‬و‪ 30‬ألف درهم بالنسبة لفرع حي بنكيران‪.‬‬ ‫وحسب المعطيات المتوفرة‪ ،‬فإن حوالي ‪ 20‬جمعية تابعة‬ ‫لـ«البيجيدي»‪ ،‬حصلت على ما بين ‪ 20‬ألفا و‪ 80‬ألف درهم‬ ‫كدعم مخصص لها‪ ،‬وهو ما تسبب في حالة من السخط تجاه‬ ‫الحزب محليا‪ ،‬من قبل عموم الفعاليات المدنية على مستوى‬ ‫طنجة‪ ،‬فضال عن المواطنين الذين صدمهم هذا األمر‪ ،‬في‬ ‫الوقت الذي قال محمد أمحجور‪ ،‬نائب العمدة‪ ،‬إن هذا الدعم‬ ‫يعتبر بمثابة «تجريبي» في انتظار الجهوزية للسنة المقبلة‪،‬‬ ‫على حد تعبيره‪.‬‬ ‫وكشفت مصادر «األخبار» أن اجتماعا عاصفا استمر إلى‬ ‫حدود ساعات متأخرة من ليلة األربعاء‪ ،‬ويهم التوافق على هذا‬ ‫الدعم‪.‬‬ ‫وأكدت مصادر «األخبار» أن انشقاقات ظهرت في صفوف‬ ‫حزب العدالة والتنمية‪ ،‬القائد لألغلبية‪ ،‬بعد أن احتج عدد‪ ‬من‬ ‫األعضاء على تخصيص الماليين لجمعيات تابعة للحزب‪ ،‬وهو‬ ‫ما يضرب بعرض الحائط دفتر التحمالت الذي يتم االتفاق فيه‬ ‫على «ضرورة التشديد على معايير االستفادة» خالل الشهر‬

‫الماضي‪ .‬وأوضحت المصادر ذاتها‪ ،‬أن هذه االنشقاقات‬ ‫تسببت في عدم توزيغ تقرير االجتماع‪ ،‬حتى حدود صبحية يوم‬ ‫(الخميس‪ ،‬في حين حاول العمدة محمد البشير العبدالوي‪،‬‬ ‫القيام بنوع من التوازن حتى ال تتسرب هذه المعلومات إلى‬ ‫المصالح الوالئية التي من شأنها أن ترفع تقريرا خاصا لوزارة‬ ‫الداخلية‪ ،‬وقد تجر الحزب محليا للمساءلة ووضعه في فضيحة‬ ‫غير مسبوقة حول إهدار للمال العام‪ ،‬مع تحويله إلى مشاريع‬ ‫انتخابية معدة سلفا‪ .‬غير أن المشرفين على لجنة الشؤون‬ ‫االجتماعية والثقافية والرياضية والعالقة مع المجتمع المدني‪،‬‬ ‫كان لهم رأي أخر‪ ،‬بعد أن تشبثوا بعدم الرضوخ لألصوات‬ ‫الداعية إلقصاء الجمعيات التي تدور في فلك الحزب‪ ،‬قصد‬ ‫عدم تفجر الملف محليا‪ ،‬وهو ما كان واضحا بشكل علني‪ ،‬حين‬ ‫قاطعت رئيسة اللجنة عائشة مجاهد‪ ،‬دورة المجلس المقامة‬ ‫أول أمس‪.‬‬ ‫يشار إلى أن الغالف المالي المخصص لمنح الجمعيات‬ ‫بلغ ‪ 517‬مليون سنتيم‪ ،‬وتم توزيع ‪ 250‬مليون سنتيم على‬ ‫الجمعيات ذات الطابع االجتماعي‪ ،‬فيما حوالي ‪ 260‬مليون‬ ‫سنتيم خصصت للجمعيات‪.‬‬

‫م‪.‬أ‬


‫العدد ‪837‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬مــاي ‪2016‬‬

‫إقتصاد‬ ‫عثمان بنجلون وعقيلته‬ ‫يحصالن على جائزة‬ ‫«روكفلر بريدجين ليدرشيب‬ ‫أوارد»‬ ‫حصلت مؤسسة البنك المغربي للتجارة الخارجية في‬ ‫نيويورك في شخص رئيس المجموعة البنكية والسيدة‬ ‫ليلى مزيان بنجلون‪ ،‬رئيسة مؤسسة البنك المغربي للتجارة‬ ‫الخارجية‪ ،‬على جائزة «روكفيلر بريدجين ليدرشيب أوارد»‪،‬‬ ‫اعترافا بالمجهودات واإلنجازات التي حققتها المؤسسة‪.‬‬ ‫وحسب بالغ لمؤسسة البنك المغربي للتجارة الخارجية‬ ‫إن «ه��ذه الجائزة الهامة منحت للسيدة ليلى مزيان‬ ‫بنجلون و السيد عثمان بنجلون من قبل ديفيد روكفيلر‪،‬‬ ‫رئيس مؤسسة روكفيلر و بيكي ديوالني ـ روكفيلر‪ ،‬رئيسة‬ ‫المؤسسة اإلحسانية سينيرجوس‪ ،‬خالل حفل تم تنظيمه‬ ‫بمدينة نيويورك بحضور شخصيات أمريكية ودولية تنتمي‬ ‫إلى عالم السياسة واألعمال»‪.‬‬ ‫وأضاف البيان أن «هذه الجائزة هي تكريم لمجهودات‬ ‫مؤسسة البنك المغربي للتجارة الخارجية‪ ،‬الذي أحدث سنة‬ ‫‪ ،1995‬خاصة إنجازات برنامج «ميديرسات‪.‬كوم» الذي‬ ‫أحدثته منذ أزيد من ‪ 15‬سنة‪ ،‬وتشييد وتدبير مدارس‬ ‫جماعية في العالم القروي بالمغرب وبإفريقيا»‪.‬‬ ‫ومعلوم أن اسمي بنجلون وعقيلته ينضافان إلى‬ ‫الحاصلين على هذه الجائزة المرموقة الذي تم منحها‪،‬‬ ‫في دورات سابقة من هذا الحدث السنوي‪ ،‬إلى رؤساء دول‬ ‫سابقين كبيل كلينتون وعقيلته هيالري كلينتون‪ ،‬ونلسون‬ ‫مانديال‪ ،‬وك��ذا إلى مقاولين ومحسنين على المستوى‬ ‫العالمي‪ ،‬كبيل وميليندا غيتس‪ ،‬وريتشارد برانسون وراتان‬ ‫تاتا (الهند) وكريم أغا خان ومايكل بلوبيرغ‪.‬‬ ‫وخالل هذه األمسية التكريمية‪ ،‬عرض فيلم من عشرة‬ ‫دقائق يبرز أهم إنجازات البرنامج التربوي مدرسة‪.‬كوم‪،‬‬ ‫وذلك بحضور مخرجة الفيلم دنيا بنجلون‪ ،‬ورئيسة دنيا‬ ‫بروديكشنز وإبراهيم بنجلون ـ التومي‪ ،‬متصرف مؤسسة‬ ‫البنك المغربي للتجارة الخارجية‪.‬‬ ‫وأكدت بيغي ديوالني ـ روكفيلر بهذه المناسبة أن‬ ‫هذه الجائزة تمثل «تكريما لرواد‪ ،‬من قبيل مزيان بنجلون‬ ‫وعثمان بنجلون اللذين برهنا عن التزامهما بمكافحة الفقر‬ ‫وآفاق مجتمعية أخرى من خالل االبتكار والشراكات بين‬ ‫عدة قطاعات وعبر الحدود»‪ .‬وذكرت ليلى مزيان بنجلون‬ ‫بالعناصر األساسية لمؤسسة البنك المغربي للتجارة‬ ‫الخارجية‪ ،‬واعتبرت هذا التوشيح المرموق بمثابة “تحفيز‬ ‫إضافي لمواصلة هذا المجهود الذي يتيح تعليما نوعيا‬ ‫يمكن للجميع ولوجه”‪ ،‬معربة عن اقتناعها بأن «التعليم‬ ‫لكل فرد في كل العالم هو وعد بمستقبل أفضل»‪ .‬وقال‬ ‫عثمان بنجلون إن المؤسسة «تمثل اإلنجاز الذي أعطى‬ ‫لنا‪ ،‬ليلى وأنا‪ ،‬خالل كل حياتنا‪ ،‬االرتياح المهني واإلنساني‬ ‫الكبير»‪.‬‬ ‫‪jjjjjjjjjjj‬‬

‫‪ 37‬مليار درهم قروض‬ ‫متعثرة األداء‬ ‫حسب معطيات حديثة‪ ،‬بخصوص القروض المتعثرة‬ ‫األداء إلى نهاية مارس الماضي فإن هذه القروض شهدت‬ ‫نموا كبيرا لدى الشركات غير المالية بلغت نسبته ‪ 27‬في‬ ‫المائة‪ ،‬وهو ما يشكل مبلغا إجماليا بقيمة ‪ 37‬مليار درهم‪،‬‬ ‫فضال عن ارتفاع مخاطر على قروض األسر بشكل واضح‪.‬‬ ‫وقد تضاعف حجم القروض الغير مؤداة للشركات خالل‬ ‫السنوات الخمس األخيرة ‪ ،‬في حين ظل جاري القروض‬ ‫الممنوحة من طرف المؤسسات البنكية مستقرا‪.‬‬ ‫المعطيات األخيرة تكشف‪ ،‬أيضا عن ارتفاع معدل تعسر‬ ‫األداء في القطاع الصناعي بنسبة ‪ 3,2‬في المائة مقارنة مع‬ ‫الفترة نفسها من سنة ‪ ،2015‬لتستقر النسبة في حدود‬ ‫‪ 24,3‬في المائة‪ ،‬ما يمثل مبلغا إجماليا في حدود ‪ 14‬مليار‬ ‫درهم‪ .‬ويعود هذا االرتفاع إلى الصعوبات التي تواجهها‬ ‫شركة تكرير المحروقات «سامير» المتوقفة عن اإلنتاج منذ‬ ‫غشت الماضي‪ ،‬حيث يبلغ مجموع القروض معلقة األداء‬ ‫بذمة المصفاة لصالح البنوك المغربية أزيد من ‪ 8‬ماليير‬ ‫درهم‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫وإل��ى جانب القطاع الصناعي‪ ،‬يعيش قطاع البناء‬ ‫واألشغال العمومية‪ ،‬وأيضا القطاع التجاري الوضع نفسة مع‬ ‫تسجيل زيادات مهمة في نسبة القروض معلقة األداء‪ ،‬إذ‬ ‫تمثل في قطاع البناء نسبة ‪ 10,3‬في المائة‪ ،‬وتبلغ في‬ ‫قطاع التجاري نسبة ‪ 10‬في المائة من جاري القروض‪ ،‬في‬ ‫حين تصل النسبة في قطاعات النقل وشركات االتصال إلى‬ ‫‪ 6,4‬في المائة‪ ،‬وترتفع لدى الفاعلين في القطاع السياحي‬ ‫إلى ‪6,8‬في المائة‪ ،‬وهي نسبة قريبة من تلك المسجلة في‬ ‫القطاع الفالحي‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القروض المتعثرة ‪ 7‬في‬ ‫المائة‪.‬‬ ‫على صعيد القروض المتعثرة األداء الممنوحة لألسر‪،‬‬ ‫تشير األرقام إلى تراجعها بنسبة ‪ 3‬في المائة مقارنة مع‬ ‫نهاية ‪ 2015‬لتستقر في ح��دود ‪,16,3‬مليار دره��م‪ ،‬مع‬ ‫تسجيل نمو مستقر في جاري القروض الممنوحة لألفراد‪،‬‬ ‫إذ بلغت نسبة النمو في قروض السكن نسبة ‪ 6‬في المائة‬ ‫نهاية مارس الماضي‪ ،‬وهي النسبة نفسها التي نمت بها‬ ‫قروض االستهالك‪ ،‬ما يعني أن الطلب على قروض األسر‬ ‫تشكل محركا مهما للقروض البنكية‪.‬‬ ‫وتبرز مالحظة مهمة من خالل تحليل هذه المعطيات‬ ‫تفيد بأن المقاوالت الصغرى والمتوسطة تساهم بقسط‬ ‫وافر في الرفع من درجة المخاطر بنسبة تعثر تصل إلى ‪13‬‬ ‫في المائة‪ ،‬لكن هذا ال يمنع من أن الصعوبات التي تواجهها‬ ‫المقاوالت الكبرى أضحت أكثر إثارة للمخاوف على اعتبار أن‬ ‫األمر يتعلق بقروض ضخمة‪.‬‬

‫جمعية الصحوة للتنمية والتضامن‬ ‫الجماعة القروية سبت الزينات ـ طنجة‬

‫إعالن عن طلبات عروض مفتوحة‬ ‫رقم ‪01/2016‬‬ ‫في يوم الجمعــة ‪ 03‬يونيو ‪ 2016‬ابتـداء من الساعة العاشــرة صباحا‬ ‫(‪ )10h00min‬سيتم فتـح األظرفـة المتعلقة بطلبـات العـروض التالية برسم‬ ‫المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لسنة ‪ 2015‬بمقر الجمعية الكائن ب‪ :‬مركز‬ ‫سبت الزينات بالجماعة القروية سبت الزينات‪.‬‬

‫ ‬ ‫صاحب المشروع ‪ :‬جمعية الصحوة للتنمية والتضامن بجماعة الزينات‬ ‫طنجة‪.‬‬ ‫يمكن سحب ملف طلب العروض مجانا من مقر الجمعية‪.‬‬ ‫يجب أن يكون كل من محتوى وتقديم ملفات المتنافسين مطابقين‬ ‫لمقتضيات مرسوم ‪ 349-12-2‬بتاريخ ‪ 20‬مارس ‪ 2013‬الخاص بتحديد شروط‬ ‫وأشكال إبرام الصفقات العمومية‪.‬‬ ‫إن الوثائق المثبتة الواجب اإلدالء بها هي تلك المقررة في المادة رقم‪08‬‬ ‫من نظام االستشارة‪.‬‬ ‫ويمكن للمتنافسين ‪:‬‬ ‫• إما إيداع أظرفتهم مقابل وصل بمقر الجمعية‪.‬‬ ‫• إما إرسالها عن طريق البريد المضمون بإفادة باالستالم إلى عنوان‬ ‫الجمعية‪.‬‬ ‫• إما تسليمها مباشرة لرئيس لجنة طلب العروض عند بداية الجلسة وقبل‬ ‫فتح األظرفة‪.‬‬ ‫تنبيه هام‪:‬‬ ‫الضمان المؤقت يجب أن يسجل باسم جمعيــة الصحوة للتنميـة‬ ‫والتضامن بجماعة الزينات طنجة‪.‬‬ ‫جمعية آباء وأولياء تالميذ مجموعة مدارس الديموس‬ ‫الجماعة القروية العوامة ـ طنجة‬

‫‪jjjjjjjjjjj‬‬

‫الموسم الفالحي‪:‬‬ ‫‪ 33,5‬مليون قنطار من‬ ‫الحبوب الرئيسية الثالثة‪،‬‬ ‫فقط‬ ‫كشفت وزارة الفالحة والصيد توقعاتها بشأن الموسم‬ ‫الفالحي الحالي ‪ ،‬حيث أن اإلنتاج قدرت بالنسبة للحبوب‬ ‫الثالثة الرئيسية برسم هذا الموسم لن يتخطى ‪33,5‬‬ ‫مليون قنطار‪ ،‬وهو ما يعكس تراجعا حادا يقدر بـ ‪ 70‬في‬ ‫المائة‪ ،‬مقارنة مع الموسم الماضي الذي شهد إنتاجا قياسيا‬ ‫بلغ ‪ 110‬ماليين قنطار‪.‬‬ ‫وعزت وزارة الفالحة هذه الوضعية إلى العوامل المناخية‬ ‫التي طبعت هذا الموسم‪ ،‬إذ تم تسجيل ‪ 98‬يوما بدون‬ ‫تساقطات خالل الفترة ما بين نونبر وفبراير‪ ،‬التي تمثل‬ ‫دورة نمو الحبوب‪ ،‬وهو األمر الذي جعل القطاع يواجه أطول‬ ‫فترة جفاف مسجلة خالل الموسم‪ ،‬فيما فاقت درجات الحرارة‬ ‫المسجلة خالل هذه الفترة ‪ 2,7‬درجات مقارنة مع الموسم‬ ‫الماضي‪ ،‬وما بين ‪ 2‬و‪ 3‬درجات مقارنة مع سنة متوسطة‪.‬‬ ‫ونتيجة لهذه الظروف المناخية االستثنائية‪ ،‬فقد‬ ‫انحصرت المساحة المزروعة بحبوب الخريف في ‪ 3,6‬ماليين‬ ‫هكتار‪ 10 ،‬في المائة منها مسقية‪ ،‬و‪ 60‬في المائة منها‬ ‫فقط ستحقق إنتاجا تتراوح جودته ما بين الجيد والرديء‪.‬‬ ‫وحسب المعطيات الصادرة عن ال��وزارة‪ ،‬فإن توقعات‬ ‫إنتاج القمح اللين تقدر بـ ‪ 18,6‬مليون قنطار‪ ،‬يليه القمح‬ ‫الصلب بـ ‪ 8,7‬ماليين قنطار‪ ،‬ثم الشعير بـ‪ 6,2‬ماليين‬ ‫قنطار‪ ،‬وأضافت أن إنتاج قطاني الخريف سيعرف‪ ،‬كما هو‬ ‫الشأن بالنسبة لحبوب الخريف‪ ،‬انخفاضا بنسبة تتراوح ما‬ ‫بين ‪ 40‬و‪ 60‬في المائة‪ ،‬حسب نتائج حمص فصل الربيع‬ ‫الذي تبدو توقعاته مشجعة بالنظر للتساقطات األخيرة‪.‬‬ ‫وفي المقابل‪ ،‬أف��ادت ال��وزارة بأن الموسم الفالحي‬ ‫سجل إجماال‪ ،‬أداء جيدا‪ ،‬السيما بالنسبة لزراعة األشجار‬ ‫المثمرة التي عرفت نموا قدر ب ‪ 15‬في المائة‪ ،‬مدعوما‬ ‫بفروع رئيسية من قبيل أشجار الزيتون‪ ،‬التي شهدت زيارة‬ ‫‪ 25‬في المائة‪ ،‬والحوامض بزيارة ‪ 7‬في المائة‪ ،‬وينتظر أن‬ ‫تعرف إنتاجات الزراعات الصناعية‪ ،‬خاصة الشمندر السكري‬ ‫والزراعات الزيتية‪ ،‬نموا ملحوظا بمعدل ‪ 5‬في المائة‪ .‬كما قد‬ ‫تعرف الزراعات النباتية أيضا ارتفاعا ما بين ‪ 4‬و‪ 5‬في المائة‪.‬‬ ‫وكانت المندوبية السامية للتخطيط توقعت أال يتجاوز‬ ‫معدل النمو في سنة ‪ 2016‬حوالي ‪ 1,3‬في المائة‪ ،‬بسبب‬ ‫تداعيات الجفاف‪ ،‬وتراجع حصة أنشطة القطاع الفالحي‬ ‫لتستقر في حدود ‪ 12,7‬في المائة‪ ،‬حيث ستقارب نتائجها‬ ‫تلك المسجلة خالل المواسم الفالحية الجافة‪ ،‬خاصة في‬ ‫سنتي ‪ 1995‬و‪.2007‬‬

‫إعالن عن طلبات عروض مفتوحة‬ ‫رقم ‪01/2016‬‬ ‫في يوم الجمعة ‪ 03‬يونيـو ‪ 2016‬ابتــداء من الساعـة العاشــرة صباحـا‬ ‫(‪ )10h30 min‬سيتم فتح األظرفة المتعلقـة بطلبـات العروض التالية برسم‬ ‫المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لسنة ‪ 2015‬بمقر الجمعية الكائن ب‪ :‬مدرسة‬ ‫الديموس الجماعة القروية العوامة‪..‬‬

‫ ‬ ‫صاحب المشروع ‪ :‬جمعية آباء وأولياء تالميذ مجموعة مدارس الديموس‪.‬‬ ‫يمكن سحب ملف طلب العروض مجانا من مقر الجمعية‪.‬‬ ‫يجب أن يكون كل من محتوى وتقديم ملفات المتنافسين مطابقين‬ ‫لمقتضيات مرسوم ‪ 2-12-349‬بتاريخ ‪ 20‬مارس ‪ 2013‬الخاص بتحديد شروط‬ ‫وأشكال إبرام الصفقات العمومية‪.‬‬ ‫إن الوثائق المثبتة الواجب اإلدالء بها هي تلك المقررة في المادة رقم‪08‬‬ ‫من نظام االستشارة‪.‬‬ ‫ويمكن للمتنافسين ‪:‬‬ ‫• إما إيداع أظرفتهم مقابل وصل بمقر الجمعية‪.‬‬ ‫• إما إرسالها عن طريق البريد المضمون بإفادة باالستالم إلى عنوان‬ ‫الجمعية‪.‬‬ ‫• إما تسليمها مباشرة لرئيس لجنة طلب العروض عند بداية الجلسة وقبل‬ ‫فتح األظرفة‪.‬‬ ‫تنبيه هام‪:‬‬ ‫الضمان المؤقت يجب أن يسجل باسم جمعية الصحوة للتنمية‬ ‫والتضامن بجماعة الزينات طنجة‪.‬‬

‫أرض ّ‬ ‫محفظة للبيع‬ ‫• مساحتها ‪ 4493 :‬متر مربع‬ ‫• الموقع ‪ :‬عزيب أبقيو قرب‬ ‫المنطقة الصناعية مغوغة‪.‬‬ ‫• واجهة على الطريق‬

‫الثمن يتفق بشأنه‬ ‫االتصال برقم الهاتف ‪0661836556/0656630629 :‬‬ ‫أو على عنوان الجريدة‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬مــاي ‪2016‬‬

‫العدد ‪837‬‬

‫الغارة على بالد نفطستان‬ ‫(رواية)‬

‫• محمد الحافظ الروسي‬ ‫الحلقة الحادية عشر ‪:‬‬ ‫في اليوم التاسع هدأ الموجُ‪ ،‬ونويت الصوم شكراً‬

‫هلل تعالى ْ‬ ‫أن فرَّجَ عنا الغمة‪ ،‬وكتب لنا النجاة‪،‬‬ ‫غير أن القيء ذرعني عند العصر‪ ،‬وما كان‬ ‫ليبطل صومي‪ ،‬بيد أني عطشت بعد تقيئي‬ ‫عطشا شديدا‪ ،‬فشربت قليال من الماء ونويت‬ ‫أن أقضي هذا اليوم إذا وصلتُ أرض “ينكي‬ ‫دنيا”‪.‬‬ ‫في اليوم العاشر ظهرت في األفق سفينة‬ ‫هائلة‪ ،‬يسميها أهل البحر من العجم‪porte- :‬‬ ‫‪ avions‬و‪ .aircraft carrier‬وترجمتها‬ ‫بلساننا‪ :‬حاملة طائرات‪ .‬فلما رآها مالحو‬ ‫المركب مقبلة اصفرت ألوانهم‪ ،‬وركبهم‬ ‫خوف عظيم‪ ،‬وظهر على وجوههم الفزع‪ .‬ثم‬ ‫ما لبثنا أن رأينا مراكب صغارا تتدلى منها‪،‬‬ ‫وفيها رجال نحو العشرة‪ ،‬ثم انطلقت بسرعة‬ ‫كبيرة حتى وصلت إلينا‪ ،‬وعندهم مكبر صوت‬ ‫يكلمون به رئيس المركب‪ ،‬ثم صعدوا إلينا‪،‬‬ ‫وسألوا عن الراكبين‪ ،‬فلما قيل لهم‪ :‬إن من‬ ‫بين الراكبين رجال نفطستانيا‪ ،‬انصرفوا عن‬ ‫بقية من في السفينة وأقبلوا علي‪.‬‬ ‫سألني قائدهم‪ :‬من أي بلد أنت؟‪.‬‬ ‫قلت بفخر شديد‪ :‬من دولة نفطستان‬ ‫الحرةالمستقلة‪.‬‬ ‫نظر إلي باستخفاف‪ ،‬ثم أخرج خريطة‬ ‫كبيرة من حقيبته ونشرها على الطاولة‪،‬‬ ‫ونظر فيها برهة من الزمن‪ ،‬ثم قال‪ :‬دلني‬ ‫على بلدكم في هذه الخريطة‪.‬‬ ‫نظرت في خريطته بعين عسكري حاذق‪،‬‬ ‫ثم قلت‪ :‬خريطتكم هذه ناقصة‪ .‬ثم بينت‬ ‫له قصدي‪ ،‬فقلت‪ :‬كل خريطة ال يوجد فيها‬ ‫بلدنا فهي ناقصة‪.‬‬ ‫قال القائد‪ :‬ال ليست ناقصة‪ .‬ولكن‬ ‫انتظر‪ .‬ثم مد يده مرة أخرى إلى حقيبته‪،‬‬ ‫وأخرج خريطة أخرى‪ ،‬وقال‪ :‬هذه خريطة آلبار‬ ‫النفط في العالم‪ .‬انظر لعل فيها بلدكم‪.‬‬ ‫نظرت في هذه الخريطة الثانية‪ ،‬ثم‬ ‫وضعت أصبعي على نقطة فيها وقلت‪ :‬هنا‬ ‫تقع دولة نفطستان الحرة المستقلة‪.‬‬ ‫ضحك أحد مرافقي القائد‪ ،‬وقال‪ :‬لقد‬ ‫سبق لي أن سمعت بهذه البالد‪.‬‬ ‫قال القائد‪ :‬وماذا تعرف عنها؟‪.‬‬ ‫قال مرافقه‪ :‬أعرف أن نساءها يعانين من‬ ‫سوء المعاملة‪.‬‬ ‫قلت بحكمة بالغة‪ :‬هل تعرف شاعرنا عمر‬ ‫بن أبي ربيعة يا سيدي؟‪.‬‬ ‫نظر إلي كالمتعجب‪ ،‬فعلمت أنه ال يعرفه‪،‬‬ ‫وتيقن عندي أن القوم ال علم لهم‪ .‬فكان من‬ ‫حق العلم علي أن أشرح لهذا الرجل‪ ،‬الذي‬ ‫يركب حامالت الطائرات‪ ،‬ويتنقل في الزوارق‬ ‫السريعة‪ ،‬ويحمل في حقيبته خرائط للعالم‪،‬‬ ‫وال يعرف شيئا عن عمر بن أبي ربيعة‪ ،‬من هو‬ ‫ابن أبي ربيعة‪.‬‬ ‫فقلت‪ :‬أنشد عمر بن أبي ربيعة ابنَ أبي‬ ‫عتيق يوما قوله‪:‬‬ ‫ـنعت َننِـي �أب�صــرنَــنِـــــــي‬ ‫بينما َي َ‬ ‫أغـر‬ ‫َ‬ ‫دون قيد امليل يعدو بـي ال ّْ‬ ‫َ‬ ‫قالت الكربى‪� :‬أتَعرِ‬ ‫فــــــن الفتى؟‬ ‫َ‬ ‫عمــــــر‬ ‫الو�سطـى‪ :‬نعم هذا‬ ‫قالت ُ‬ ‫ْ‬ ‫قالت ال�صغرى َ‬ ‫وقد ت ََّـيمـتُـــــهـــا ‪:‬‬ ‫عرفناه‪ ...‬وهل يخفى الق َ​َم ْر؟‬ ‫قد‬ ‫ُ‬

‫فقال له ابن أبي عتيق‪ :‬أنت لم تنسُب‬ ‫بها‪ ،‬وإنما نسبتَ بنفسك! كان ينبغي أن‬

‫تقول‪ :‬قلتُ لها فقالت لي‪ ،‬فوضعتُ خدّي‬ ‫فوطِ َئت عليه!‪.‬‬ ‫فكيف تقول عن قوم كهؤالء‪ :‬إن نساءهم‬ ‫يعانين من سوء المعاملة؟‪.‬‬ ‫ابتسم القائد ونظر إلى مرافقه‪ ،‬فحرك‬ ‫المرافق رأسه‪ ،‬وقال‪ :‬سمعت أنهن يمنعن من‬ ‫السباحة مع الرجال‪ ،‬واألكل معهم‪.‬‬ ‫قال القائد‪ :‬هل أنت متأكد من هذه‬ ‫المعلومات؟‪.‬‬ ‫قال المرافق‪ :‬يمكنك أن تعود إلى الدليل‬ ‫الذي وضعه خبراؤنا‪ ،‬ففيه ما هو أسوأ من‬ ‫هذا‪.‬‬ ‫ظهر االشمئزاز على وجه القائد‪ .‬ثم كتب‬ ‫كلمات بلغته على ورقة عنده‪ .‬نظرت فإذا هي‪:‬‬ ‫‪Neftestanian Military Age men‬‬ ‫فكر قليال‪ ،‬ثم سألني عن عدد ساكنة‬ ‫نفطستان التي هي فوق الثامنة عشرة ودون‬ ‫الخامسة واألربعين‪ .‬مددت أصابعي‪ ،‬وبدأت‬ ‫باإلحصاء‪ .‬قلت‪ :‬أحص معي‪ .‬علي البقال‪.‬‬ ‫سعيد المغفل‪ .‬وهو غير سعيد بن المغفل‬

‫ذلك خرج من عندنا‪ ،‬وترك كتابا فيه أنه ال‬ ‫يحل ألحد أن يسميه بشيبة الحمد بعد اليوم‪.‬‬ ‫فعدنا إلى تسميته بالطاهر بن المقداد‪ .‬وداود‬ ‫الوراق‪ ،‬وهو شاب نبيه‪ ،‬يبيع الكتب في سوق‬ ‫الوراقين‪ ،‬وعنده كتب بلغاتكم أيضا‪ .‬وهو‬ ‫يترجم عن اليونانية‪ ،‬واإلنجليزية‪ ،‬والفرنسية‪،‬‬ ‫ويعرف شيئا من اللسان اإلسباني‪ .‬والصادق‬ ‫البراق‪ ،‬وال أظنك تهتم بتسجيل اسمه‪ ،‬فهو‬ ‫وحيد أبويه‪ ،‬وأيضا فهو شديد الجبن‪ .‬كان‬ ‫معنا في المدرسة‪ ،‬وكنا نتهمه أنه ينقل‬ ‫أخبارنا إلى اإلدارة‪ ،‬فكنا نتناوب على ضربه‪،‬‬ ‫فال يزيد على الصراخ‪ .‬هذا يمكنه أن يعمل‬ ‫في دائرة مخابراتكم‪ ،‬ففائدته عظيمة‪ .‬وهو‬ ‫إلى ذلك يعرف أسماءنا جميعا‪ .‬لكنه ال يصلح‬ ‫للحياة العسكرية‪ .‬وأبناء أم حكيم وهم تسعة‪،‬‬ ‫كلهم بين الخامسة والعشرين والخامسة‬ ‫والثالثين‪ ،‬وهم‪ :‬علي ومصطفى وعبد القادر‬ ‫والطاهر وعبد الجليل ونور الدين وجمال‬ ‫الدين وفواز وأصغرهم ال أتذكر اسمه‪ ،‬ولكنا‬ ‫كنا نلقبه‪ :‬الجندب‪.‬‬ ‫سكت قليال ثم تذكرت أمرا‪ ،‬فقلت‪ :‬سجل‬ ‫في األسماء‪ :‬السائب‪ ،‬ستجد في األوراق‬ ‫الرسمية أن سنه فوق الخامسة واألربعين‬

‫أخي المختار‪ .‬ال‪ ،‬هذا سعيد بائع الخضر بسوق‬ ‫الجملة‪ ،‬وذاك سعيد سائق سيارة األجرة بباب‬ ‫المدينة الشمالي‪ .‬هو الذي ينقلنا عادة في‬ ‫رَبَض‬ ‫فصل الربيع في جولة سياحية إلى‬ ‫ِ‬ ‫المدينة‪ .‬هل تعلم يا سيدي‪ :‬أسعاره مناسبة‬ ‫جدا‪ .‬وهاشم المعلم بن عباس بن علي‬ ‫الثاني بن الوقاد بن علي األول بن ثعلبة‪،‬‬ ‫يلتقي نسبه مع محجوب األحذ في جده ثعلبة‪،‬‬ ‫ولذلك كان يرحب به في البيمارستان‪ ،‬ويدخل‬ ‫عليه دون استئذان وال انتظار‪ ،‬ويخصه بأدوية‬ ‫ترجع الشيخ إلى صباه‪ .‬وأنا “فتح الباب”‪،‬‬ ‫وابن عمي عبد الجبار‪ .‬ولد بعد وفاة أخيه‬ ‫عبد الجبار بأيام فأصرت الجدة ـ رحمها اهلل‬ ‫تعالى ـ أن تسميه عبد الجبار أيضا‪ .‬لذلك‬ ‫فإنك إذا زرتنا ستجد قبرا لعبد الجبار‪ ،‬بينما‬ ‫عبد الجبار حي‪ .‬ذلك أنهما اثنان‪ ،‬كما بينت‬ ‫لك‪ .‬وابن صاحب الدواة‪ ،‬واسمه علي بن‬ ‫الحسين بن سليمان‪ ،‬وأخوه عبد الرحمن‬ ‫بن الحسين صديقي‪ ،‬وكان معنا في الجيش‪.‬‬ ‫وال ينبغي أن يختلط عليك هذا االسم باسم‬ ‫الحسين بن علي بن سليمان‪ .‬فإن األعاجم‬ ‫لجهلهم باألنساب يختلط عليهم مثل هذا‬ ‫كثيرا‪ .‬ومن أعياننا الشيخ أبو اليسر‪ ،‬غير أني ال‬ ‫أحقق تاريخ ميالده‪ ،‬فال أعلم هل هو في السن‬ ‫التي ذكرتَ لي أو هو فوقها بسنة أو سنتين‪.‬‬ ‫والطاهر بن المقداد‪ ،‬وشهرته‪ :‬شيبة الحمد‪.‬‬ ‫لعلك لن تجد في وثائقنا الرسمية هذا االسم‪.‬‬ ‫ذلك أنه بعد أن خضب بالسواد وانتقد عليه‬

‫بأربعة أشهر‪ .‬وهذا كذب ال شك فيه‪ .‬فأنا‬ ‫أعرف قصته‪ .‬لقد رجع إلى محجوب األحذ‬ ‫فكتب له شهادة مزورة‪ ،‬أثبت فيها أنه فوق‬ ‫سنه الحقيقي بعامين‪ .‬وذلك ليتسنى له‬ ‫االلتحاق بالوظيفة العمومية‪.‬‬ ‫قاطعني القائد قائال بهدوء‪ :‬هل تحب أن‬ ‫تجرب السباحة ؟‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬كيف؟‬ ‫قال‪ :‬أدفعك إلى الماء وأتيح لك فرصة أن‬ ‫تجرب مواهبك في السباحة‪ .‬على أنني سأعين‬ ‫لك قبل أن أتركك طريق العودة إلى بلدك‬ ‫بدقة متناهية‪ .‬فأنا أحب مساعدة الظرفاء من‬ ‫أمثالك‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬لن تستطيع فعل هذا‪.‬‬ ‫قال‪ :‬ولم؟‬ ‫قلت‪ :‬عالقاتنا قديمة جدا‪.‬‬ ‫نظر إلي دون أن يقول شيئا‪ .‬ولكن‬ ‫مالمحه دلت على ما يجول في ذهنه‬ ‫األعجمي البغيض‪ .‬فقلت له شارحا طبيعة‬ ‫هذه العالقات‪ :‬لقد نزل أحد أجدادكم بأرضنا‪،‬‬ ‫فنحرنا له بدنة‪ ،‬وأطعمناه‪ ،‬وسقيناه نبيذ التمر‬ ‫حتى ثمل‪ ،‬وقال‪ :‬أنتم أحبائي!‪.‬‬ ‫نظرت في أثر كالمي على وجه القائد‪،‬‬ ‫فبدا لي أنه مصر على رميي في البحر‪ ،‬فبادرته‬ ‫بالقول‪ :‬عندي ما يثبت هذه الواقعة!‪.‬‬ ‫ابتسم القائد ونظر إلى مرافقه‪ .‬فقلت‪:‬‬

‫يمكنك أن تعود إلى وثائقنا الرسمية‪ ،‬فهناك‬ ‫ما يدل على ذلك في أرشيفنا الوطني‪.‬‬ ‫إن هؤالء األعاجم ال وفاء لهم‪ ،‬يأكلون‬ ‫طعامك‪ ،‬ويشربون نبيذك‪ ،‬ويصرون‪ ،‬مع‬ ‫ذلك‪ ،‬على رميك في البحر‪ .‬كان ال بد من أن‬ ‫أغير أسلوبي في الكالم‪ .‬فقلت‪ :‬من وثائقنا‬ ‫البالغة السرية وثيقة النفط‪.‬‬ ‫نظر إلي القائد نظر المستفهم‪ ،‬فقلت‪:‬‬ ‫هذه مسألة تحتاج إلى تفصيل‪ .‬فهل تأذن لي‬ ‫يا سيدي أن أذكر لك بعض تفاصيلها؟‪.‬‬ ‫أشار القائد برأسه موافقا‪ .‬فقلت‪ :‬بدأت‬ ‫القصة يا سيدي برجوع ماعز جدي “فتح‬ ‫الباب” األول يوما‪ ،‬وقد اتسخت أظالفها بزيت‬ ‫النفط‪ .‬ولم يكن يومئذ للنفط عندنا اعتبار‪،‬‬ ‫ولم نكن نعده ماال‪ .‬فخرج بعد أن صلى الغداة‬ ‫يتتبع أثر الرعاة‪ .‬فقد كان يخشى على ماعزه‬ ‫أن يصيبها هذا الزيت بمرض‪ .‬حتى وصل‬ ‫مغارة “قتيل الجن”‪ .‬وقتيل الجن يا سيدي‬ ‫هو الشيخ النظار‪ ،‬أذن في مسجدنا أربعين‬ ‫سنة‪ ،‬ثم بال يوما في جُحر بالصحراء‪ ،‬فقتلته‬ ‫الجن‪ .‬فقد كان ذلك الجحر مسكنها‪ .‬رحمه‬ ‫اهلل تعالى ـ‪ .‬وهذه مسألة معروفة‪ ،‬يا سيدي‪.‬‬ ‫فجن أرضكم ال تقتل‪ .‬أما جن أرضنا فإنها لن‬ ‫تتردد في قتلك إذا بلت في جحرها‪ .‬فاحرص‬ ‫يا سيدي أن ال تفعل‪ .‬فإنها لم تتردد في‬ ‫قتل سعد بن عبادة‪ ،‬ألنه بال في جحر بأرض‬ ‫حَوْرَان‪ .‬وقالت في ذلك شعرا‪ ،‬فجن أرضنا‬ ‫مولع بالشعر‪ .‬والشعر الذي قالته هو‪:‬‬ ‫نحن قتلنا �سيد اخلـزر‬ ‫ج �سعــــد بــن عبـاده‪.‬‬ ‫رمينــاه بـ�سـهـمـيــــن‬ ‫ؤاده‪.‬‬ ‫ُخـــ ِط فــــ� ْ‬ ‫فلــــم ن ْ‬

‫الجن تحب الشعر‪ ،‬فال تفسدوا عليهم‬ ‫شعرهم‪ ،‬وال غناءهم‪ .‬فقد قتلت “الغريض”‬ ‫المغني خنقا بعد أن غنى بالغناء الذي كانوا‬ ‫نهوه عنه‪ .‬فتذكر هذه المسألة المهمة يا‬ ‫سيدي‪.‬‬ ‫وال تحرق شجرا بأرضنا‪ ،‬ولو بنية الزرع‪.‬‬ ‫فقد قتلت الجن من أشرافنا حرب بن أمية‬ ‫قائد بني أمية ومن ماألهم في يوم عكاظ‪،‬‬ ‫ومرداس بن أبي عامر السلمي‪ ،‬إلحراقهما‬ ‫شجر القرية وازدراعهما إياه‪.‬‬ ‫وقد رأيتك تحب العبث‪ ،‬فال تفعل ذلك إذا‬ ‫وصلت أرضنا‪ ،‬فإن الجن أعظم شيطنة‪ ،‬وأقل‬ ‫عقال‪ ،‬وأكثر جهال منك يا سيدي‪.‬‬ ‫باختصار‪ ،‬عادت الماعز على الوصف الذي‬ ‫ذكرتُ لك‪ ،‬وخرج جدي في أثرها إلى أن وصل‬ ‫مغارة “قتيل الجن” فدخلها‪ ،‬فإذا هو بالنفط‬ ‫يسيل فوق الصخور‪ ،‬وعلى الرمل‪ ،‬وفي كل‬ ‫مكان‪ .‬ففكر ساعة‪ ،‬ثم ذهب فأحضر ال َفعَلة‪،‬‬ ‫وسد باب المغارة‪ ،‬وأمرنا بالكتمان‪.‬‬ ‫فلما كان المساء أحضر العدول وكتبت‬ ‫“وثيقة النفط”‪ .‬وفيها‪ ”:‬هذا ما أوصى به‬ ‫الشيخ “فتح الباب” بنيه‪ ،‬وذريته من بعده‪،‬‬ ‫وقومه‪ ،‬ومن كان منه في سبيل‪ ،‬الشاهد‬ ‫منهم والغائب‪ ،‬أال يفتحوا باب هذه المغارة‪،‬‬ ‫وأن ال يدلوا أعجميا عليها‪ ،‬وأن يكتموا سرها‪،‬‬ ‫وأن يتناصحوا بذلك‪ .‬فإن في فتحها فتح‬ ‫لباب شر ال يغلق‪ ،‬وهالك للحرث والنسل‪،‬‬ ‫وخراب للعامر‪ ،‬وضياع لألمن‪ ،‬وزوال للنعمة‪،‬‬ ‫وذهاب للدين‪ ،‬وتكالب لألمم‪ .‬فمن دل على‬ ‫مكانها‪ ،‬أو أعلم بما في داخلها‪ ،‬أو أشار إلى‬ ‫ذلك بأضعف إشارة‪ ،‬فعليه إثم ما سيقع‪ ،‬وفي‬ ‫عنقه دم من سيقتل‪ ،‬وأنا بريء منه إلى يوم‬ ‫القيامة”‪.‬‬ ‫هذه هي قصة “وثيقة النفط” يا سيدي‪،‬‬ ‫لم أعلمك بشأنها إال بعد أن تحقق عندي أن‬ ‫كتمانها لم يعد ذا بال‪ ،‬وأن ما كان يخشاه‬ ‫جدي ـ رحمه اهلل تعالى ـ قد وقع‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬مــاي ‪2016‬‬

‫العدد ‪837‬‬

‫ندوة دولية بتطوان ‪:‬‬

‫نظرة في كتاب‬ ‫“ذكــريــات صـداقــــة”‬

‫‪� -‬أبو اخلري النت�صري‬

‫د‪ .‬عبد اللطيف �شهبون‬

‫أهداني أستاذي العزيز الدكتور عبد اللطيف‬ ‫شهبون – حفظه اهلل تعالى – نسخة من كتابه‬ ‫الجديد “ذكريات صداقة” الذي خصصه إلبراز‬ ‫جوانب من معيشه المشترك مع أستاذنا الجليل‬ ‫العالمة سيدي عبد اهلل المرابط الترغي رحمه‬ ‫اهلل تعالى‪.‬‬ ‫ومع أن المادة الرئيسة لهذا الكتاب قد‬ ‫سبق ألستاذنا شهبون أن نشرها ضمن مواد‬ ‫عموده األسبوعي الثابت بجريدة “الشمال”‬ ‫األسبوعية‪ ،‬فإن تجميع ذاك المنشور مع غيره‬ ‫بين دفتي كتاب جعلني أقرأ ما كتبه المؤلف‬ ‫قراء ًة مغاير ًة خلصتُ منها إلى أمور غير التي‬ ‫توصلت إليها عند ق��راءة م��ادة الكتاب على‬ ‫صفحات الجريدة‪.‬‬ ‫لقد نشر د‪.‬شهبون مقاالته عن صديقه‬ ‫َ‬ ‫حَدَث‬ ‫الراحل عَقِبَ موته رحمه اهلل‪ .‬وبما أن‬ ‫الرحيل كان ما يزال طريا ذا وقع كبير على النفس‪،‬‬ ‫فلقد كانت قراءتي للمنشور بالجريدة تسير في‬ ‫بعض من مالمح أستاذنا‬ ‫اتجاه واحد هو تعرُّف ٍ‬ ‫الراحل من خالل شهادة صديقه العزيز الذي‬ ‫جمعته به محطاتٌ علمية وإنسانية متعددة‪ .‬أما‬ ‫بعد أن حدث بعض التراخي الزمني بيننا وبين‬ ‫واقعة الموت‪ ،‬و َقدَّرَ اهلل أن نقرأ ما كتبه أستاذنا‬ ‫شهبون عن أستاذنا الترغي – رحمه اهلل – من‬ ‫خالل وسيط جديد (هو الكتاب) فقد بدا لي أن‬ ‫هذا العمل ال يقدم مالمح من شخصية العالمة‬ ‫عبد اهلل المرابط الترغي فحسب‪ ،‬بل ويجلي‬ ‫مالمح من شخصية أستاذنا شهبون أيضا‪ .‬لذلك‬ ‫أفردت هذه الكلمة الموجزة إلبراز جوانب من‬ ‫شخصيتي الرجلين كما يُبْديها هذا الكتاب‪.‬‬

‫ أوال‪ :‬ص��ورة الدكتور عبد اهلل‬‫المرابط الترغي‬

‫أجمل المؤلف هذه الصورة في ملمحين‬ ‫بارزين حينما وَصَفَ صديقَ عمره بأنه “نموذج‬ ‫األستاذية العالِمَة واإلنسانية الشامخة”‬ ‫(ص‪ .)08‬وأورد‪ ،‬في كتابه‪ ،‬وقائعَ وأحداثاً‬ ‫وكلماتٍ تجلي هذين الملمحين‪:‬‬ ‫أ‪ -‬فأما ملمح األستاذية العالمة في شخصية‬ ‫أستاذنا الراحل فلم يكتف المؤلف باإللماع إلى‬ ‫بعض ما يبرز التميز العلمي للدكتور الترغي‪،‬‬ ‫خصوصا في موضوع األدب العربي بالمغرب‬ ‫األقصى؛ وذلك من خالل إيراده بعضَ الحوارات‬ ‫التي جرت بينهما‪ ،‬وَوَصْفِهِ صدي َقه في لحظات‬ ‫الحوار بكونه “متوقد الحس”‪“ ،‬حاد الذهن إزاء‬ ‫ما يسمع”‪ ،‬وبأن المتن موضوع الحوار “منطبع‬ ‫في ذاكرته وصدره” (ص‪ ،)43 42-‬بل وعمد إلى‬ ‫إيراد شهادة للدكتور عبد السالم الهراس قالها‬ ‫في حق األستاذ الترغي بمناسبة مناقشة بحثه‬ ‫المسمى “فهارس علماء المغرب منذ النشأة إلى‬ ‫نهاية القرن الثاني عشر للهجرة”؛ وهي الكلمة‬ ‫التي جاءت شاهد ًة بالتمكن العلمي للدكتور‬ ‫الترغي‪ ،‬إذ قال فيه الدكتور الهراس رحمهما‬ ‫ُ‬ ‫الرجل بالجديد في مادته ومنهاجه‬ ‫اهلل‪“ :‬أتى‬ ‫واستنتاجاته‪..‬وعقليتُه ال تختلف عن الجيل الذي‬ ‫عرفه‪..‬لقد استطاع كما أسلفت بسط المغرب‬ ‫العالم؛ جغرافية المغرب العلمية في استقراره‬ ‫واستمراره وتطوراته بتفصيل مثير لإلعجاب‬ ‫واالعتزاز بصاحب العمل وبالمغرب العالم‪”..‬‬ ‫(ص‪.)29‬‬ ‫كما لجأ المؤلف لتجلية ملمح األستاذية‬ ‫العالمة في شخصية أستاذنا الرحل – رحمه‬ ‫اهلل – إلى إي��راد مقالة للدكتور محمد أنقار‬

‫‪9‬‬

‫د‪ .‬عبد اهلل الرتغي‬ ‫يشهد فيها للراحل بأن ما قام به “في سبيل‬ ‫اكتشاف المخطوطات والتعريف بها يوازي عمل‬ ‫مؤسسة ضخمة تحتاج في واقع األمر إلى عمال‬ ‫وميزانية‪( ”..‬ص‪.)50‬‬ ‫على أن في إيراد شهادتي الدكتورين عبد‬ ‫السالم الهراس ومحمد أنقار دالالتٍ خاص ًة‬ ‫في هذا المقام‪ ،‬من أبرزها تعزيزُهما شهاد َة‬ ‫المؤلف التي قد يَعُدُّها بَعْضُهُم مجروحة‬ ‫بالنظر إلى الصداقة القوية التي جمعت بين‬ ‫المؤلف وصديقه الراحل‪ .‬ومن الحق أن نقول‬ ‫هنا إن اختيار المؤلف لشهادتي الرجلين كان‬ ‫ذكيا وصائبا؛ وذلك لما عُرف عنهما من إخالص‬ ‫للعلم وابتعاد عن المجاملة‪..‬‬ ‫ب‪ -‬وأما ملمح اإلنسانية الشامخة للراحل‬ ‫فمِنْ أحسن ما يجليه حديث المؤلف عن‬ ‫تحبيس أستاذنا الراحل مكتبتَه على ُط اَّلب‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫والفعل‬ ‫الجليل‬ ‫“العمل‬ ‫العلم‪ .‬فقد استوقف هذا‬ ‫ُ‬ ‫النبيل” مؤلفَ الكتاب‪ ،‬وجعله يلهج بالثناء على‬ ‫صاحبه والدعاء له‪ .‬يقول بعد ذكره محتويات‬ ‫مكتبة صديقه وما بذله من جهد في تجميع‬ ‫محتوياتها‪..“ :‬والحديث التفصيلي عن هذه‬ ‫المكتبة العامرة‪ ،‬وإدمان صاحبها على استغاللها‬ ‫في إعداد مئات األبحاث والدراسات والتأليف‬ ‫الفردي والجماعي‪ ،‬واستفراغ جهده في ضبط‬ ‫مكنونها‪ ،‬وتقديم خدمات وتوجيهات لقصادها‪..‬‬ ‫فيحتاج إلى تأليف بل تآليف‪..‬حسبي في هذا‬ ‫المقام أن أسجل للمعلم السي عبد اهلل موقفا‬ ‫أخالقيا أريحيا عزيز النظير‪..‬هكذا همة الرجال‬ ‫تكون‪( ”..‬ص‪.)36‬‬ ‫ّ‬ ‫شَطر شعري من البيت الشهير‬ ‫إن إِيرَادَ‬ ‫ٍ‬ ‫لعالل الفاسي‪:‬‬

‫كلُّ َ�ص ْع ٍب على َّ‬ ‫هون‬ ‫ال�شباب َي ُ‬ ‫َكــــون‬ ‫ت‬ ‫جـــال‬ ‫الر‬ ‫ُ‬ ‫هكذا هِ َّم ُة ّ‬

‫وجَعْ َلهُ عُنواناً للمقالة ٌّ‬ ‫دال على التقدير‬ ‫الكبير من المؤلف إلنسانية الدكتور الترغي‬ ‫المتمثلة في إقدامه على خطوة ال يقدر كثير من‬ ‫رجال العلم على اإلقدام عليها‪ ،‬أال وهي تحبيس‬ ‫مكتباتهم على طالب العلم‪ ،‬خصوصا إذا كانت‬ ‫في مثل مكتبة د‪.‬الترغي المشتملة – وفقاً‬ ‫إلحصاء غير نهائي‪ -‬على ما يلي‪:‬‬ ‫“‪ 10.000 -‬كتاب مطبوع‬ ‫ ‪ 300‬مخطوط أصلي‬‫ ‪ 3000‬مخطوط مصور‬‫ مئات المجالت وال��ج��رائ��د والصحف‬‫والدوريات‬ ‫ ما يزيد عن ‪ 1600‬بحث لإلجازة والماستر‬‫ ‪ 2000‬قرص‬‫ ‪ 200‬أطروحة جامعية‬‫ ‪200‬ق��رص للصور المؤرخة لمناسبات‬‫ووقائع‬ ‫ ‪ 250‬شريط صوتي للمناقشات العلمية”‬‫(ص‪.)36 35-‬‬ ‫إن تحبيس مثل هذا الكنز العلمي ال تُ ْقدِمُ‬ ‫عليه إال نفسٌ كبير ٌة كريم ٌة بلغت مقاما عاليا في‬ ‫درجات اإلنسانية‪ .‬إن هذا التحبيس ٌ‬ ‫دليل على‬ ‫ُ‬ ‫هِمّة الرجال تكون”‬ ‫عُ ُلوّ هِمَّة فاعله‪ ،‬و”هكذا‬ ‫عالي ًة شامخ ًة تستطيع أن تتغلب على النفس وما‬ ‫قد تحد ُ‬ ‫ُّ‬ ‫يَحْتَل‬ ‫ِّث به صاحبَها من الشُّحّ الذي‬ ‫ّ‬ ‫نفوساً كثيرة ويَشل حركتها إلى فضيلة الكرم‪!! ‬‬ ‫لقد كانت نفسُ أستاذنا الترغي حُرَّ ًة‬

‫كريم ًة في عصر ضَنَّتْ فيه نفوسٌ كثير ٌة‬ ‫ب��إف��ادةٍ أو معلومةٍ‪ ،‬بَ�� ْل��هَ مخطوطٍ‪ ،‬أو‬ ‫مخطوطاتٍ‪ ،‬أو مكتبة زاخ��رةٍ بالمخطوطات‬ ‫والمطبوعات‪...‬فكان ذاك َ‬ ‫الكرَمُ الترغيُّ خيرَ‬ ‫دليل على إنسانية شامخة سامية‪.‬‬ ‫ ثانيا‪ :‬صورة الدكتور عبد اللطيف شهبون‬‫وتتشكل ص��ورة الدكتور عبد اللطيف‬ ‫شهبون في هذا الكتاب من جملةِ مالمحَ‬ ‫أذكرها على النحو اآلتي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬شهبون الوفي لقيمة الصداقة‪ .‬وهذا‬ ‫أهم ملمح‪ ،‬في تقديري‪ ،‬ألنه هو الدافع إلصدار‬ ‫هذا الكتاب‪ ،‬وهو دافع المؤلف – قبل ذلك –‬ ‫لكتابةِ مقاالتٍ عن أستاذنا الترغي – رحمه‬ ‫اهلل – عقب وفاته‪ ،‬ومقاالتٍ أخرى في أثناء‬ ‫َ‬ ‫شَغَل بعضٌ منها حيزا في صفحات‬ ‫حياته‬ ‫هذه الكتاب كمقاله “هكذا همة الرجال تكون”‬ ‫المتقدم ْ‬ ‫ذِكرُه‪.‬‬ ‫ب‪ -‬شهبون ا ْلــمُضَيِّفُ ا ْلـــمُرَحِّبُ‬ ‫بغيره من أهل الكلمة‪ .‬ومما ينطق بهذا األمر‬ ‫مقال ٌة للدكتور محمد أنقار عنوانُها “الترغي‬ ‫وت��ودوروف”‪ ،‬وهي مقالة شغلت ست صفحات‬ ‫من هذا الكتاب (ص‪ ،)50 45-‬وقصيد ٌة للشاعر‬ ‫حسن الطريبق في رثاء األستاذ الترغي رحمه‬ ‫اهلل (ص‪..)51-52‬‬ ‫على أن هذه “الضِّيَا َف َة الشَّهْبُو ِنيَّة”‬ ‫ٌ‬ ‫أص��ي��ل ف��ي شخصية‬ ‫أله��ل الكلمة ملمحٌ‬ ‫أستاذنا عبد اللطيف شهبون‪ ،‬وإن من يتتبعون‬ ‫عموده األسبوعي بجريدة “الشمال” َل ْ‬ ‫يَذ ُك َ‬ ‫رون‬ ‫تخصيصه هذا العمود لنشر مقاالتٍ ومالحظاتٍ‬ ‫لبعض أهل األدب والفكر كالدكتور محمد‬ ‫الحافظ الروسي‪ ،‬والشاعر عبد الكريم الطبال‬ ‫وغيرهما‪.‬‬ ‫ج‪ -‬شهبون المدو ُ‬ ‫ِّن لبعض تفاصيل حياته‬ ‫ُ‬ ‫العامل ‪ -‬في هذا األمر ‪ -‬بقول القائل‪“ :‬العِ ْلمُ‬ ‫ُ‬ ‫والكتابة َقيْدُهُ”‪ ،‬ولعل من خير ما‬ ‫صَيْدٌ‬ ‫يُبين هذا األمر ما ذكره عن حضوره مناقشة‬ ‫صديقه الراحل لرسالته لنيل دبلوم الدراسات‬ ‫العليا بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بفاس‬ ‫سنة ‪ ،1983‬إذ قال عن ذاك الحدث‪“ :‬دَوَّنْتُ‬ ‫تلك المناقشة العلمية من أولها إلى آخرها في‬ ‫َّاس احتفظت به إلى يومه؛ ألنها تذكرني‬ ‫ُكر ٍ‬ ‫بجو علمي مفعم بالمحبة والبرور‪(”..‬ص‪،)27‬‬ ‫ومن ذاك الكراس نقل المؤلف كلمة الدكتور‬ ‫عبد السالم الهراس باعتباره مشرفا على بحث‬ ‫أستاذنا الترغي “فهارس علماء المغرب”‪.‬‬ ‫وأقدِّرُ أن عنصر التدوين هذا هو ما أسعف‬ ‫المؤلف على استحضار “ذكريات صداقته” مع‬ ‫الراحل استحضارا جليا ال تغيب عنه بعض‬ ‫التفاصيل الدقيقة‪ ،‬وذلك كالذي ذكره عن حوار‬ ‫جرى بينهما في شأن تحقيق “إثمد القلم في‬ ‫أحداق الحكم” للشيخ سيدي محمد بن محمد‬ ‫الحراق؛ حيث نجد المؤلف يورد أسئلة الدكتور‬ ‫الترغي وأجوبته هو عنها مرتبة متسلسلة‪،‬‬ ‫وكالذي ذكره المؤلف من أحداث جمعت بينه‬ ‫وبين صديق عمره في أزمنة وأمكنة مختلفة‬ ‫(انظر مثال الصفحات‪.)15 - 12 :‬‬ ‫تلكم ن��ظ��رة مختصرة ف��ي ص��ورت��ي‬ ‫األستاذين عبد اللطيف شهبون – حفظه اهلل‬ ‫– وعبد اهلل المرابط الترغي – رحمه اهلل – ال‬ ‫تدَّعي اإلحاطة بكل ما يشتمل عليه هذا الكتاب‬ ‫من مناقب وقيم‪ ،‬ولكنها تحي ٌة ألستاذي العزيز‬ ‫د‪.‬عبد اللطيف شهبون الذي أكرمني بإهدائي‬ ‫نسخة من كتابه‪ ،‬وهي أيضا تحي ٌة لروح أستاذنا‬ ‫العزيز د‪.‬عبد اهلل المرابط الترغي رحمه اهلل‬ ‫تعالى وأكرم مثواه‪ .‬وآخر دعوانا أن الحمد هلل‬ ‫رب العالمين‪.‬‬

‫«القصيدة المغربية بين التجديد‬ ‫والتجدد»‬ ‫تكريما للشاعر المغربي حسن األمراني‬ ‫تنظم شعبة اللغة العربية وآدابها بكلية‬ ‫اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان‪ ،‬وفرقة‬ ‫البحث في اإلبداع النسائي بالكلية‪ ،‬بتنسيق‬ ‫مع مؤسسة عبد اهلل كنون بطنجة‪ ،‬ندو ًة‬ ‫دولي ًة في موضوع “القصيدة المغربية بين‬ ‫التجديد والتجدد”‪ ،‬وذلك بقاعة محمد الكتاني‬ ‫بالكلية يومي األربعاء والخميس‪ 25‬و‪ 26‬ماي‬ ‫‪2016‬م‪.‬‬ ‫وفي تصريح عن سياق عقد هذه الندوة‬ ‫ودوافع تنظيمها يقول الدكتور محمد الحافظ‬ ‫الروسي‪ ،‬رئيس شعبة اللغة العربية وآدابها‬ ‫بكلية اآلداب بتطوان‪« :‬أظن أنه قد حان‬ ‫الوقت للنظر في القصيدة المغربية المعاصرة‬ ‫نظر من توفرت له نصوص كثيرة‪ ،‬وتجارب‬ ‫متتالية‪ُّ ،‬‬ ‫جُلها يدعي التجديد والتجريب‬ ‫والتجاوز‪ ،‬مع أن التجديد ال يكون بمجرد‬ ‫عَ ْقدِ النية عليه‪ ،‬وال يكون بمجرد اإلتيان بأمر‬ ‫مختلف‪ ،‬فوَجَبَ النظرُ في شروطه ومجاالته‬ ‫وقواعده‪ ،‬حتى ال يصبح ادّعاء‪ ،‬وإخفاء لعجز‬ ‫في الموهبة‪ ،‬والقدرة‪ ،‬واآللة‪ .‬ووجب النظر أيضا‬ ‫في قوانين التجدد‪ ،‬وهي القوانين التي ال تخضع‬ ‫لنية التجديد‪ ،‬ولكنها تخضع لضرورة التجديد‪،‬‬ ‫فتَحْدُث على وجه الضرورة خُضُوعاً لما يتغير‬ ‫من األذواق‪ ،‬والفهوم‪ ،‬والوقائع‪ ،‬واألحوال‪.‬‬ ‫وقد رأينا أن ننظر في ِّ‬ ‫كل هذا من خالل‬ ‫تجربة أح��د الشعراء المغاربة المرموقين‪،‬‬ ‫وه��و فضيلة الدكتور حسن األم��ران��ي‪ ،‬وأن‬ ‫نجعل تكريمه باباً لتكريم جيل من الشعراء‬ ‫المغاربة الناجحين‪ ،‬من أمثال‪ :‬محمد بنعمارة‪،‬‬ ‫ومحمد علي الرباوي‪ ،‬ومحمد الخمار الكنوني‪،‬‬ ‫والمجاطي‪ ،‬وعبد اهلل راج��ع‪ ،‬وعبد الكريم‬ ‫الطبال‪ ،‬ونحو هذه الطبقة من الشعراء الذين‬ ‫أغنوا القصيدة المغربية المعاصرة بنصوصهم‬ ‫الشعريةالجيدة»‪.‬‬ ‫وفي كلمة عن الندوة تقول الدكتورة سعاد‬ ‫الناصر رئيسة فرقة البحث في اإلبداع النسائي‬ ‫بالكلية ومنسقة اللجنة المنظمة للندوة‪« :‬مثلت‬ ‫القصيدة المغربية منذ ستينات القرن الماضي‬ ‫حضورا قويا ضمن المشهد الشعري العربي‬ ‫العام‪ ،‬من خالل انخراطها الواعي في تجديد‬ ‫شرايين الشعر‪ ،‬بانفتاحها على مرجعياتٍكونية‬ ‫وعربية‪ ،‬تعددت بتعدد األجيال المتعاقبة بعد‬ ‫ذل��ك‪ ،‬وبتنوع السؤال الشعري ال��ذي تبنته‪.‬‬ ‫وسَعَتْ إلى تشكيل رؤاها الخاصة‪ ،‬في ظل‬ ‫المستجدات والقضايا التي عرفها الواقع‬ ‫المعاصر‪ ،‬بآليات جمالية متنوعة ومختلفة‪ ،‬لكنَّ‬ ‫مآالتِ الواقع الشعري المغربي تفرضُ علينا أن‬ ‫نستعرض تساؤالتٍ عدة حول إغراق القصيدة‬ ‫المغربية في التجريب بدون وعي معرفي أو‬ ‫نقدي‪ ،‬األمر الذي يكاد يُ ْفقِدُها هويتها‪ ،‬التي‬ ‫حرص المجددون على تثبيتها‪ ،‬وما سبَّبه ذلك‬ ‫من ابتعاد المتلقي عن التفاعل معها‪ ،‬في هذا‬ ‫السياق يأتي استحضار التجربة الشعرية عند‬ ‫الدكتور حسن األمراني بوصفها رم��زا ألبرز‬ ‫التجارب الناضجة والمجددة للشعر في المغرب‪،‬‬ ‫التي تجاوزت حدود الزمان والمكان‪ ،‬ووضعت‬ ‫بصمتها الواضحة في الشعر العربي المعاصر‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ليكون تكريـمُه تكريماً للقصيدة المغربية‬ ‫المجددة‪ ،‬الباحثة عن رهان شعري ونقدي يثبت‬ ‫هويتهاويميزها»‪.‬‬ ‫ويتوقع أن يشارك في جلسات هذه الندوة‬ ‫أدباء ونقاد من مصر والجزائر والمغرب‪ ،‬وذلك‬ ‫وفق البرنامج اآلتي‪:‬‬ ‫اليوم األول‪ :‬األربعاء ‪ 25‬ماي ‪2016‬‬ ‫الجلسة االفتتاحية برئاسة الدكتور عبد‬ ‫اللطيفشهبون‬ ‫( من ‪9‬و‪30‬د إلى ‪10‬و‪15‬د )‬ ‫ تالوة آيات بينات من القرآن الكريم‪.‬‬‫ كلمة السيد عميد كلية اآلداب والعلوم‬‫اإلنسانية‪ :‬د‪.‬محمد سعد الزموري‪.‬‬ ‫ كلمة رئيس الشعبة‪ :‬د‪.‬محمد الحافظ‬‫الروسي‪.‬‬ ‫ كلمة رئيس مؤسسة عبد اهلل كنون‬‫بطنجة‪ :‬د‪.‬محمد كنون‪.‬‬ ‫ كلمة اللجنة المنظمة‪ :‬د‪.‬سعاد الناصر‪.‬‬‫ قصيدة للمحتفى به‪ :‬د‪.‬حسن األمراني‪.‬‬‫ حفل شاي‪.‬‬‫الجلسة األولى برئاسة الدكتور عبد الرحمن‬ ‫بودرع‪ ،‬المقرر‪ :‬عبد السالم الميموني‪.‬‬ ‫المرجعيات الثقافية في الشعر المغربي‬ ‫‪ -‬التوظيف الفني للتراث في الشعر‬

‫المغربي المعاصر‪ ،‬آليات ودالالت‪ :‬د‪.‬رابح بن‬ ‫خويا‪ /‬الجزائر‪.‬‬ ‫ س��ؤال المعرفة في الشعر المغربي‬‫المعاصر‪ :‬د‪.‬عز الدين الشنتوف‪.‬‬ ‫ قيم إنسانية وجمالية في القصيدة‬‫المغربية المعاصرة‪ :‬د‪.‬أحمد زنيبر‪.‬‬ ‫ شعرية اإليقاع في ديوان نمنمات لعبد‬‫الكريم الطبال‪ :‬د‪.‬محمد الفهري‪.‬‬ ‫ المتخيل اإلنساني عند األمراني بين‬‫المرجعيات الفنية والفكرية‪ :‬د‪.‬محمد بنينير‬ ‫ مناقشة‪.‬‬‫الجلسة الثانية برئاسة الدكتورة جميلة‬ ‫رزقي‪ ،‬المقرر‪ :‬أبو الخير الناصري‬ ‫أسئلة التجديد في الشعر المغربي‬ ‫ مداخل أولية ح��ول دينامية الشعر‬‫المغربي الحديث‪ :‬د‪.‬سعاد مسكين‪.‬‬ ‫ الشعر المغربي المعاصر بين هاجس‬‫التجريب وسؤال المرجعية‪ :‬د‪.‬زهيرة بولفوس‪/‬‬ ‫الجزائر‪.‬‬ ‫ أسئلة التجديد والحاجة إلى إعادة التأمل‪:‬‬‫د‪.‬سالم ادريسو‪.‬‬ ‫ معالم التجدد في القصيدة المغربية‬‫المعاصرة‪ :‬د‪.‬فريد أمعضيشو‪.‬‬ ‫ القصيدة الشذرية بالمغرب‪ ،‬نحو مقاربة‬‫نقدية شذرية جديدة‪ :‬د‪.‬جميل حمداوي‪.‬‬ ‫ مناقشة‪.‬‬‫اليوم الثاني‪ :‬الخميس ‪ 26‬ماي ‪2016‬‬ ‫( ابتداء من التاسعة والنصف صباحا )‬ ‫الجلسة الثالثة برئاسة الدكتور جعفر ابن‬ ‫الحاج السلمي‪ ،‬المقررة‪ :‬نبيلة عزوزي‬ ‫الخصوصية الذاتية واالنفتاح الكوني في‬ ‫الشعرالمغربي‬ ‫ توظيف علوية األداة في تشكيل مرارة‬‫اللوحة‪ :‬د‪.‬أحمد درويش‪ /‬مصر‪.‬‬ ‫ الشعر وال��ش��اع��ر‪ :‬د‪.‬أح��م��د هاشم‬‫الريسوني‪.‬‬ ‫ األنا الشاعرة والوعي الغيري في ديوان‬‫أشجان النيل األزرق‪ :‬د‪.‬حياة خطابي‪.‬‬ ‫ القصيدة المغربية بين الخصوصية‬‫واالنفتاح‪ :‬د‪.‬سعيد الشقروني‪.‬‬ ‫ جدل الشعري والنقدي في القصيدة‬‫المغربية الحديثة‪ :‬د‪.‬محمد بن عياد‪.‬‬ ‫ مناقشة‪.‬‬‫الجلسة الرابعة برئاسة الدكتور محمد علي‬ ‫الرباوي‪ ،‬المقرر‪ :‬بدر الحمري‬ ‫المتخيل اإلنساني عند حسن األمراني‬ ‫ التجربة اليابانية في شعر األمراني‪:‬‬‫د‪.‬حلمي القاعود‪ /‬مصر‪.‬‬ ‫ بنية الصورة الشعرية في ديوان أشجان‬‫النيل األزرق‪ :‬د‪.‬مسعودة خالف‪ /‬الجزائر‪.‬‬ ‫ تجليات بناء القصيدة عند الشاعر حسن‬‫األمراني‪ :‬د‪.‬محمد المتقن‪.‬‬ ‫ القيم الجمالية في اشتغال المكان في‬‫ديوان سآتين بالسيف واألقحوان‪ :‬د‪.‬أحمد رزيق‪.‬‬ ‫ األبعاد اإلنسانية من زاوي��ة التخييل‬‫الشعري عند الشاعر حسن األمراني‪ :‬د‪.‬حسن‬ ‫الغشتول‪.‬‬ ‫ التلقي الشعري في ديوان إقبال نامه‪:‬‬‫د‪.‬عمر العسري‪.‬‬ ‫ مناقشة‪.‬‬‫الجلسة الخامسة برئاسة الدكتور محمد‬ ‫الحافظ الروسي‬ ‫شهادات‬ ‫ د‪.‬إبراهيم السوالمي‪.‬‬‫ د‪.‬نجيب العوفي‪.‬‬‫ د‪.‬ربيعة بنويس‬‫ د‪.‬نورا الغزاوي‬‫ كلمة الدكتور حسن األمراني‬‫‪ -‬توصيات‬


‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬مــاي ‪2016‬‬

‫العدد ‪837‬‬

‫فضاء األنثـى ‪:‬‬

‫«المناصفة» وقانون‬ ‫«األطفال العمال»‬ ‫آسيدي باز !‬

‫‪10‬‬

‫معانـاة الفكر‬ ‫لدى اإلنسان المغاربي‬ ‫• محمد العربي بنرحمون‬

‫‪ -‬بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬

‫تميز األسبوع الماضي بمصادقة البرلمان على مشروعي قانونيين يتعلق‬ ‫األول بهيئة المناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز على أساس النوع‪ ،‬والثاني‬ ‫بتشغيل األطفال كخادمات وخدام البيوت‪ ،‬وكال المشروعين كانا مصدر جدل‬ ‫واسع‪ ،‬سواء أثناء معالجة القانونين من طرق الحكومة أو دراستهما داخل اللجان‬ ‫المختصة بغرفتي البرلمان‪.‬‬ ‫ذلك أن الجمعيات النسائية‪ ،‬والمنظمات الحقوقية ‪ ،‬خاصة فيدرالية حقوق‬ ‫النساء‪ ،‬واتحاد العمل النسائي وجمعية جسور وملتقى النساء والهيئة المغربية‬ ‫لمناهضة العنف ضد النساء‪ ،‬المساندة من المعارضة ومن التحالف المدني‬ ‫المغربي الذي يضم فوق ‪ 650‬جمعية وهيئة من المجتمع المدني‪ ،‬اعتبرت أن‬ ‫قانون المناصفة ‪ 14‬ـ ‪ ،79‬شكل تراجعا خطيرا عن المكتسبات وعن مقتضيات‬ ‫دستور ‪ ،2011‬في مجال المناصفة‪ ،‬ومحاربة التمييز‪ ،‬وأن قضية المرأة غير‬ ‫قابلة لتكون رهينة «تحالفات ظرفية» أو توافقات انتخابية‪ ،‬وأن الصيغة النهائية‬ ‫لهذا القانون يعتريها عدد من النقائص منها غياب تحديد المفاهيم والتعريفات‬ ‫بخصوص «التمييز المباشر» و «الغير مباشر» والحماية‪ ،‬وشروط اإلحالة على‬ ‫الهيئة وكونها ال تحرك الشكايات بل تتلقاها ‪ .‬وتعبر الجمعيات النسائية عن‬ ‫تشبثها بهيئة «ذات اختصاصات تقريرية» و «شبه قضائية» تقوم على مبدإ‬ ‫مناهضة التمييز والعنف ضد المرأة‪« ،‬على أساس النوع االجتماعي» وتتوفر على‬ ‫الصالحيات الكافية والالزمة للعمل على تحقيق المساواة «عن طريق آلية هيئة‬ ‫المناصفة» التي أفرغها المشروع المصادق عليه في لجنة القطاعات االجتماعية‬ ‫ــ بعد «بلوكاج» دام فوق ‪ 15‬شهرا‪ ،‬بمجلس النواب وداخل اللجنة البرلمانية‬ ‫المعنية‪ ،‬ليتضح أنها هيئة «استشارية» إلبداء الرأي‪ ،‬عند الطلب‪ ،‬بشأن مشاريع‬ ‫ومقترحات قوانين وتقديم اقتراحات وتوصيات بشأنها‪« ،‬والسيما ما تعلق بـ‬ ‫« القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة» وفق االتفاقيات الدولية بهذا‬ ‫الشأن‪ ،‬وذلك من خالل ما خول لها من «اختصاصات» ومن خالل تركيبتها‬ ‫التي يعين رئيس الحكومة جل أعضائها‪.‬‬ ‫كالم موزون ومقفى حتى ولو أصرت الوزيرة الحقاوي على أن هذا‬ ‫المشروع «يعتبر انتصارا لنضال المرأة المغربية وللدستور المغربــــي»‪...‬‬ ‫و(للبشرية جمعاء) ! ‪....‬‬ ‫تشغيل خادمات البيوت القاصرات‪:‬‬ ‫بالرغم من اعتراض أحزاب المعارضة وحزب من األغلبية‪« ،‬التقدم‬ ‫واالشتراكية»‪ ،‬وعدد من هيئات المجتمع المدني ‪ ،‬على مشروع قانون تشغيل‬ ‫األطفال إناثا وذكورا في البيوت‪ ،‬صادقت لجنة القطاعات االجتماعية بمجلس‬ ‫النواب‪ ،‬األسبوع الماضي‪ ،‬على مشروع القانون المثير للجدل الذي يحدد شروط‬ ‫الشغل بالنسبة للعمال المنزليين‪ ،‬والذي يسمح بتشغيل طفالت وأطفال‬ ‫المغرب دون ‪ 18‬سنة ‪.‬بل إنه رخص بتشغيلهم ما بين ‪ 16‬و ‪ 18‬سنة‪ ،‬شريطة‬ ‫حصولهم على ترخيص بذلك من أولياء أمورهم ‪ ،‬وهو تدبير «شكلي» ال يحتاج‬ ‫إلى شرح أو بيان‪ ،‬بالنسبة لمن «يعرف خروب بالده» جيدا‪.‬‬ ‫حصول «توافق» بهذا الشأن‪ ،‬كان متوقعا داخل تآلف األغلبية التي‬ ‫ضربتها «التلفة» بعد خروج قيادات حزبية وازنة على بنكيران وحزبه «األغلبي»‬ ‫ووجود «انشقاق» داخل المعارضة‪ ،‬مكن من «تمرير» قانون الحكومة الذي‬ ‫تم تأثيثه بإجراءات يصعب مراقبة احترامها من طرف المشغلين‪ ،‬منها عدم‬ ‫تشغيل القاصرات ليال أو في أماكن مرتفعة أو إرغامهن على حمل أجسام‬ ‫ثقيلة أو استعمال تجهيزات وأدوات يمكن أن تشكل خطرا على صحتهن‬ ‫وسالمتهن الجسدية أو النفسية‪ ،‬فضال عن إبرام عقد عمل واالستفادة من‬ ‫الحماية االجتماعية والراحة األسبوعية والعطلة السنوية واالستفادة من‬ ‫التكوين والتدريب (في المدارس العليا للفندقة‪ ،‬ربما)‪ ،‬مع عقوبات زجرية في‬ ‫حالة المخالفة‪ ،‬األمر الذي يفرض وجدود «مفتشي شغل» بصفة دائمة‪ ،‬بالليل‬ ‫والنهار‪ ،‬داخل بيوت مشغلي القاصرات‪ ،‬لفرض احترام «القانون»‪( .‬والحال أن‬ ‫قانون الشغل‪ ،‬في شقه االجتماعي واالنساني‪ ،‬كثيرا ما ال يطبق في شركات‬ ‫كبرى ومؤسسات عامة وخاصة‪ ،‬األمر الذي تترجمه الوقفات االحتجاجية للعمال‪،‬‬ ‫على امتداد رقعة التراب الوطني‪ ،‬للمطالبة بحرية العمل النقابي من أجل‬ ‫االستفادة من حقوق الشغل األساسية) ! ‪...‬‬ ‫بعض نواب المعارضة ردوا على الوزير الصديقي الذي دافع عن «مشروعه»‬ ‫بقوة‪ ،‬معتبرين أن الطفلة في سن ‪ 16‬وهو سن التمدرس بامتياز‪ ،‬ال تكون‬ ‫مهيأة نفسانيا لالبتعاد عن األسرة ما يمكن أن يعرضها لمخاطر التمييز والعنف‬ ‫واالستغالل الجنسي وغيره‪ ،‬وأن القانون وحده ال يكفي في غياب آليات محكمة‬ ‫للمراقبة‪ ،‬وهو أمر من رابع المستحيالت في مجتمعنا «المحافظ» ــ على كل ما‬ ‫يخدم مصالحه»ــ كما اعتبروا أن تشغيل األطفال دون الثامنة عشرة‪« ،‬جريمة»‬ ‫في حق الطفولة المغربية وأن القانون جاء بتجديدات «سطحية» منها تغيير‬ ‫تسمية «خدم البيوت» بـ «العمال المنزليين» ــ «عمال»‪ ،‬دون ‪ 18‬سنة ــ‪.‬‬ ‫ومعلوم أن منظمـــة اليونيسكـــو ذكرت المغرب بالتزاماتـــه الدولية‬ ‫وباالتفاقيات المتعلقة بحقوق الطفل التي صادق عليها المغرب وصار طرفا‬ ‫فيها منذ ‪ ،1993‬كما أن منظمة «رايتس ووتش» راسلت وزير التشغيل بهذا‬ ‫الخصوص تطالبه بمراجعة مشروع تشغيل األطفال بما يتوافق مع المعايير‬ ‫الدولية‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬أصر الوزير «التقدمي» «الحداثي» على مشروعه مدعيا أن هذا‬ ‫القانون جاء لرفع الحيف عن هذه الفئة من األطفال‪ « ،‬وأن فقر األسر يبرر‬ ‫السماح بتشغيل الطفالت واألطفال دون ‪ 18‬سنة‪ ،‬ــ وهي سن غير قانونية‬ ‫بالمنظور الدولي ــ وهذه حجة على الحكومة ال لها‪ ،‬كما أكد الوزير أن القانون‬ ‫الذي تقدم به بخصوص تشغيل األطفال‪ ،‬يستمد فلسفته من معايير العمل‬ ‫الدولية‪..،‬ويخول هذه الفئة من «األطفال العمال» حقوقا ومكاسب اجتماعية‬ ‫هامة‪....‬‬ ‫« أسيدي باز» !‪.....‬‬

‫في بلــدان المغـرب العربي القرارات‬ ‫السياسية يملكها بصفة عامة ممثلو طبقات‬ ‫يمكن ان نطلق عليها الطبقات المتوسطة‬ ‫هذه الطبقات تجد جذورها في البرجوزاية‬ ‫الصغيرة التقليدية التي نشأت في أحضان‬ ‫الدولة بعد االستقالل وذلك بالمشاركة في‬ ‫شؤونها واالنتماء إلى وظائفها االقتصادية‬ ‫التقليدية والجديدة ‪.‬‬ ‫تساؤلنا سينصب على الثوابت الثقافية‬ ‫(بالمعنـــى السيوسيولوجـــي) التي تــحرك‬ ‫المسؤوليـــن والمسيريـــن رغم المظاهـر‬ ‫المتباينة في هذه البلــدان في تسيير شؤون‬ ‫الدولة والمجتمع ‪.‬‬ ‫في الحقيقة رغم هذا التباين في المظهر‬ ‫كثيرا ما نجد وحدة مغاربية على العديد من‬ ‫المستويات خاصة منها الثقافية والدينية‪،‬‬ ‫أكيد أن مصطلح* الطبقة المتوسطة* ال‬ ‫يتالءم وطبيعة مجتمعات المغرب العربي‬ ‫لكن هذا ال يمنعنا من القول أن مصطلح‬ ‫الطبقة المتوسطة بالمعنى الغربي للكلمة‬ ‫يجد مجال تطبيقه في المجتمع التونسي‬ ‫لكن إذا انتقلنا الى المجتمع الجزائري ينبغي‬ ‫مراعاة الحذر باعتبار ان الجزائر ايام االستقالل‬ ‫في سنة ‪ 1962‬تعرضت لرجة الهجرة سواء‬ ‫منها الداخلية أو الخارجية التي جعلت من‬ ‫الصعب أن لم يكن من المستحيل اج��راء‬ ‫مقارنة على المستوى السوسيولوجي بين‬ ‫الجزائر المعاصرة والجزائر في عهد االستعمار‬ ‫الفرنسي حيث جل الطبقات المتوسطة التي‬ ‫كانت موجودة في العهد الفرنسي لم يبق لها‬ ‫وجود بعد خروج المستعمر إذ ظهر في المدن‬ ‫طبقة جديدة يطغى عليها التركيبة القروية‪،‬‬ ‫المغرب وحده من بين البلدان الثالثة الذي‬ ‫يتوفر على بنيات اجتماعية ديموغرافية ترجع‬ ‫الى عهد المخزن واالستعمار هذه البنيات‬ ‫االجتماعية م��ازال يحافظ عليها اآلن لكن‬ ‫ذلك لم يمنع من ان تكون موضوع تأثير على‬ ‫غرار البلدين بالهزات الناتجة عن الهجرة من‬ ‫القرية الى المدينة والهجرة إلى الخارج‪.‬‬ ‫إذن محاولة تطبيق مفهوم الطبقة‬ ‫المتوسطة بمعناه السيوسيولوجي األوروبي‬ ‫على سكان المغرب العربي فيه كثير من‬ ‫المخاطرة‪ ،‬إال أنه في غياب مصطلح او اداة‬ ‫جديدة لتحديد مفهوم الطبقة المتوسطة‬ ‫نكون مضطرين للجوء إلى هذا المفهوم‬ ‫واالخذ به من الجانب الثقافي‪ ،‬حيث من هذا‬ ‫المنطلق تلتقي الطبقات المتوسطة المغاربية‬ ‫في العديد من مظاهرها‪.‬‬

‫السمات الرئيسيـــة للطبقـــات‬ ‫االجتماعية بالمغرب العربي‪.‬‬

‫أدى ما يطلق عليه االنتماء المزدوج‬ ‫لحضارات الشرق والغرب (شرق م��رادف لما‬ ‫هو عربي اسالمي والغرب يطلق على ما هو‬ ‫فرنسي اوروبي) في المغرب العربي إلى ظاهرة‬ ‫غريبة مفادها ان الفرنكوفونية أصبحت اآلن‬ ‫مكرسة أكثر مما كانت عليه في مراحل الحضور‬ ‫الفرنسي المباشر (‪ 132‬سنة في الجزائر‪75 ،‬‬ ‫سنة في تونس‪ 40 ،‬سنة في المغرب) رغم مرور‬ ‫ثالثين سنة من االستقالل هذه المفارقة ناتجة‬ ‫عن سياسة تعليمية وثقافية انتهجتها البلدان‬ ‫الثالثة كل واحدة حسب خصوصيتها حيث أدى‬ ‫ذلك إلى جعل الفرنسية تضطلع بدور جديد‬ ‫واساسي والسبب راجع لقناعة المسؤولين‬ ‫بأهمية هذه اللغة في مجالي التكنولوجيا‬ ‫والتنمية وذلك رغم الخطب الرسمية بشان‬ ‫التعريب‪ ،‬من نتائج ذلك أن أصبح المصير‬ ‫السياسي االقتصادي واالجتماعي والثقافي‬ ‫للبلدان المغاربة الثالث بين يدي افراد يعلنون‬ ‫صراحة انتماءهم للغرب وذلك بمسايرته في‬ ‫اإلتقان البارع للغة الفرنسية و مواكبة حياة‬ ‫اجتماعية تتسم بطريقة في التفكير أقرب‬ ‫إلى أوربا‪ ،‬في نفس الوقت نجد هؤالء األفراد‬ ‫ذاتهم متمسكين بجذورهم السوسيو ثقافية‬ ‫واللغوية ذات المنبع الشرقي‪.‬‬ ‫ه��ذه االزدواج��ي��ة (الشرقية والغربية)‬ ‫أحدثت وضعا ثقافيا ينطوي على كثير من‬ ‫األلغام وي��ؤدي إل��ى ط��رح تساؤالت عديدة‬ ‫ومتشعبة تمتد من مسالة تثبيت الهوية إلى‬ ‫مسالة االستيعاب النقدي والتاريخي للتراث‬ ‫وللثقافة االنسانية ولمفهوم الثقافة الوطنية‬ ‫في مرحلة االستقالل ‪.‬‬

‫التمدرس المكثــف والتعليــــم‬ ‫الرخيص‪.‬‬ ‫في مجــال التعليـــم نجد أن السياسـة‬ ‫المتبعة منذ ستين سنـة اعتمدت على الكم‬ ‫أكثر من اعتمادها على الكيـف الشيء الذي‬ ‫أدى الى كثافة في التمدرس ومن ثم الى‬ ‫بيداغوجية أطلق عليها عالم االجتماع الفرنسي‬ ‫بييربورديو في كتابه نبالء الدولة بيداغوجية‬ ‫الخنوع ‪.Pédagogie de la Docilite‬‬ ‫الشباب المغربي في سنة ‪ 2000‬الذي‬ ‫استطاع ان ي��ح��ارب االم��ي��ة ترسخت لديه‬ ‫ازدواجية في اللغة (العربية والفرنسية) بكيفية‬ ‫رديئة بالمقارنة مع النماذج اللغوية االصلية‪،‬‬ ‫فاللغتان في مضمونهما ومحتواهما المدرسي‬ ‫لم يجدا بالنسبة اليه امتدادهما في الحياة‬ ‫اليومية‪ ،‬الفرنسية قليل ما تستعمل خارج‬ ‫المحيط المدرسي أو الجامعي أو المهني‬ ‫العربية الفصحى تعرف نفس المصير حيث‬ ‫غالبا ما يكون الحديث في البيت أو الشارع‬ ‫بالعامية الن اللغة العربية الدارجة باتت بمثابة‬ ‫لهجة بعيدة عن العربية المكتوبة حيث يصعب‬ ‫مثال على اإلنسان الشرقي المعرب ان يفهمها‬ ‫بمعنى اخر تفقد كال اللغتين‪ ،‬رغم كونهما‬ ‫رافدين للثقافة المكتوبة والملقنة بالمدرسة‬ ‫امتداديهما في البيئة الحياتية والطبيعة وتفقد‬ ‫اللغة مقياسها الشيء الذي يشكل بالنسبة ألي‬ ‫مجتمع متكامل القدرة على التواصل والتبادل‬ ‫والعطاء فيما بينه‪.‬‬ ‫وما هو مالحظ خصوصا عندما يتعلق‬ ‫األم��ر بمنقاشات تلفزيونية بين المثقفين‬ ‫باللغة العربية الفصحى‪ ،‬نالحظ اندهـاش‬ ‫المشاهد حيث نجد ملال في المتابعة خصوصا‬ ‫اذا كان معجبا بالثراء اللغوي وجمال اللغة النابع‬ ‫من مناقشات مشابهة في التلفزيون المصري‬ ‫مثال المثقفون واألساتذة المغاربيون يجدون‬ ‫صعوبة بالغة في تنظيم االفكار وتسلسلها‬ ‫دون اللجوء الى استعارات ومجازات باللغة‬ ‫الفرنسية األمر يرجع إلى أن هؤالء األستاذة‬ ‫تشبعوا بالثقافة العلمية التي اكتسبوها خاصة‬ ‫في فرنسا‪ ،‬إذا استثنيا رغم تلك الهفوات هذه‬ ‫النخبة التي لها القدرة على استعمال ثقافة‬ ‫عالية مترابطة منطقيا نجد من جانب آخر شبابا‬ ‫تعلم باللغة العربية والفرنسية ووجد نفسه‬ ‫حامال لثقل انتمائه المزدوج باعتباره مصدر‬ ‫الثراء الثقافي‪.‬‬ ‫ه��ؤالء الشباب يشعرون أنهم الضحية‬ ‫ويتألمون جراء ذلك ألنه ليست لديهم القدرة‬ ‫على مقاومة هذا الواقع الذي تفلت خيوطه‬ ‫من ايديهم‪ .‬تمت تجرية في المغرب وتونس‬ ‫اجريت في سنة ‪ 1955‬إلى حدود ‪ 1960‬كان‬ ‫لها صدى حسن لكنها لألسف الشديد لم‬ ‫تستمر قبل هذه الفترة تم إنشاء ثانوية موالي‬ ‫يوسف بالرباط وثانوية الصديقي بتونس‪،‬‬ ‫هذه المؤسسات التعليمية كانت تلقن لطلبتها‬ ‫تعليم مزدوج عربي فرنسي بالغة الجودة منها‬ ‫نخرج العديد من حملة الباكالوريا فرنكوفونين‬ ‫ومعربين اليوم أصبحوا من النخب السياسية‬ ‫والثقافية واالقتصادية بهذه البلدان‪ ،‬هذا‬ ‫المشروع التعليمي لم يكتب له مواكبة التعليم‬ ‫الجماهيري الذي انطلق منذ سنة ‪ ،1960‬منذ‬ ‫االستقالل الى اليوم التعليم بثانويات وجامعات‬ ‫المغرب العربي أصبح رخيصا حيث ضعف‬ ‫المستوى في مجال اللغتين المستعملتين‬ ‫أدى إلى نتائج مؤلمة منها فراغ الدروس من‬ ‫محتواها البيداغوجي وإلقائها امام أعداد غفيرة‬ ‫من الطلبة يتجاوز عددهم األلف إذا أخذنا مثال‬ ‫كلية الحقوق‪ ،‬نجدهم مكدسين في مدرجات‬ ‫ضيقة حيث يصعب عليهم استيعاب تسلسل‬ ‫االفكار التي يريد أساتذتهم ان يبلغوها إليهم‪.‬‬ ‫هذا النقص في الفهم من بين نتائجه انه‬ ‫عند امتحانات اخر السنة نجد األساتذة أنفسهم‬ ‫أمام أوراق غير مفهومة ومحررة بأسلوب ركيك‬ ‫مليء باألخطاء النحوية واللغوية‪ .‬هذا الواقع‬ ‫يواجهه الطالب المغاربي بمفرده حالة لغوية‬ ‫وثقافية مأساوية لها انعكاسات خطيرة على‬ ‫المستقبل االقتصادي والثقافي واالجتماعي‬ ‫والسياسي للبلدان المغاربية‪.‬‬

‫الطبقات المتوسطة وإشكاليـــة‬ ‫التراث‪.‬‬ ‫هناك مشكل أخر له طابع ثقافي تنعكس‬ ‫أث��اره على الطبقـات المتوسطــة واإلدارة‬ ‫السياسية‪ ،‬غالبا ما نالحظ أن تاريخ المغرب‬ ‫العربي بدأ مع فترة دخول اإلسالم وبالتالي‬

‫تتحول أص��ول المغرب العربي إل��ى أصول‬ ‫مشرقية كأن تاريخ المغرب العربي ابتدأ في‬ ‫الجزيرة العربيــة إنه الرفض اإليديولوجي‬ ‫للتـراث الثقـافـــي غير العربــي للحضارات‬ ‫المغاربية خصوصا ع��دم االع��ت��راف باللغة‬ ‫والثقافة االمازيغية ولم يتم ذلك اال بعد دستور‬ ‫‪ 2011‬وكذا إهمال المراحل التاريخية لليهود‬ ‫والفنيقين والقرطجانين والرومان‪.‬‬ ‫كلنا نعلم أن مجتمعات المغرب العربي‬ ‫عاشت ه��ذه المراحل في تنضيد وترابية‬ ‫معقدة وغنية بحركات جدلية متداخلة في‬ ‫محتوى المتخيل ودالالت التعبير من خالل‬ ‫التداول اللغوي األمازيغي والعبري وانعكاس‬ ‫هذا التراث المتنوع على الضمير الجماعي‪،‬‬ ‫هذا التنوع الثقافي رغم اختفائه على مستوى‬ ‫الخطب السياسية الرسمية تبرز تمظهراته‬ ‫بحدة على مستويات عدة منها اللغة الشعبية‬ ‫والموسيقى والمعمار والسكن والمطبخ هذه‬ ‫المظاهر التعبيرية ناتجة عن تاريخ تراتبي‬ ‫ومعقد‪.‬‬ ‫وحينما يتم رفضها من طرف أي مجتمع‬ ‫ألسباب اللياقة السياسية واإليديولوجية كأنه‬ ‫يحمل معول لتدمير ذاكرته ويرفض الرجوع‬ ‫الى أعماق الواعية الحاملة لعناصر واقعية‬ ‫من شخصيته مما ي��ؤدي ال��ى اخ�لاالت في‬ ‫توازناته االجتماعية والثقافية واذا ذهبنا بعيدا‬ ‫في التحليل نالحظ ان الطبقات المتوسطة‬ ‫بالمغرب العربي أصبحت ضحية لنوع من‬ ‫االنوميا الثقافية وهي حالة اجتماعية تعبر عن‬ ‫موقف يصعب فيه على الفرد ان يربط بصورة‬ ‫منسجمة بين األنساق والقيم التي تعلمها‬ ‫وتربى عليها وبين تلك التي نسج معها عالقته‬ ‫بالواقع‪ ،‬هذا الواقع الذي بات في تناقض تام‬ ‫مع مبادئه ونسق القيم التي تشبع بها ومن‬ ‫ثم يتنج لديه ثقل هذا الواقع مما يؤدي به‬ ‫إلى رفضه كليا او جزئيا‪ ،‬شيئا فشيئا يجد الفرد‬ ‫المغاربي المتوسط نفسه مضغوطا عليه‬ ‫مصابا بالقلق تائه أمام التحوالت السوسيو‬ ‫ثقافية والتكنولوجية‪ ،‬هذه األشياء تدفع الى‬ ‫توجيه اهتماماته إلى األمور البسيطة وتشغله‬ ‫بشؤون حياته اليومية‪.‬‬ ‫يضاف إلى ذلك حاالت من االنطواء على‬ ‫النفس والتواجد باستمرار قريبا من األسرة‬ ‫والعائلة او منهمكا في عمله أو مهتما بتأمين‬ ‫رفاهيته المادية‪ ،‬وجوده داخل هذه الدائرة‬ ‫الضيقة ي��ؤدي به إلى الهروب من الفضاء‬ ‫اإلنساني الواسع المشعب حيث يقل اهتمامه‬ ‫بالجانب الثقافي وينبذ المطالعة وتجديد‬ ‫معلوماته‪ ،‬ال يستجيب إلى النداءات الموجهة‬ ‫من طرف قوى سياسية تقدمية واصالحية‬ ‫وينظر ال��ى العالم من حوله رغ��م غيالنه‬ ‫وتوتراته بكيفية غريزية حيث يصعب عليه‬ ‫إدراك آليات وميكانيزمات التحوالت العالمية‪،‬‬ ‫ألنه يشعر ان هذه التحوالت ليست في متناوله‬ ‫مما يدفع به إلى عزلة تامة وانطواء على‬ ‫النفس‪.‬‬ ‫النشاطــات الثقافيــة للفرد المتوسط‬ ‫المغاربي‪ ،‬تنحصر في مشاهدة المسلسات‬ ‫المصرية والمكسيكية الالمتناهية والذهاب‬ ‫ال��ى المقهى للحديث م��ع أص��دق��ائ��ه عن‬ ‫مباريات كرة القدم وما تبقى لديه من وقت‬ ‫يقضيه منشغال في مشاكل أسرته الصغيرة‪،‬‬ ‫ثقافته سواء بالعربية أو الفرنسية تنحصر في‬ ‫حدود ما تعلمه في المدرسة‪ ،‬تغريه مظاهر‬ ‫الحضارة الغربية في جانبها االستهالكي‬ ‫وينفر مما تقدمه له هذه الحضارة من مبادئ‬ ‫وقيم مؤسسة لها ألنه يرى في تلك األسس‬ ‫والمبادئ عامل عدم االستقرار بالنسبة لذاته‬ ‫وخطيرة على عالمه الذي يعيش فيه‪.‬‬ ‫نستخلص إذن ان الثقافة المغاربية‬ ‫ترتكز على ما هو مؤقت وانى وال تسير على‬ ‫خطة مدروسة وهذه هي محنة الفرد المغاربي‬ ‫المتوسط الن ثقافته لم تستطيع ان تطالب‬ ‫بما تطالب به أية ثقافة حية من أجل وقاية‬ ‫المجتمع من خطر االنقسام والتشرذم التي‬ ‫يمكن ان تتعرض لها أية جماعة إنسانية‪.‬‬ ‫فانصهار الثقافات القديمة في الحضارة‬ ‫العربية اإلسالمية منذ اثني عشر قرنا يرجع‬ ‫الفضل فيه الى ما جاء به المسلمون من مبادئ‬ ‫وقيم ترمي إلى المساواة في الحقوق حيث‬ ‫عمل جميع الفنقيين والقرطاجيين والرومان‬ ‫وامازيغ وعرب مسلمين على إثراء هذا العمق‬ ‫اإلفريقي الشمالي من خليج سرت إلى المحيط‬ ‫األطلسي‪.‬‬


‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬مــاي ‪2016‬‬

‫العدد ‪837‬‬

‫�أوراق من�سية‬

‫الوسطية كالماء و الهواء‬

‫‪ 17‬ـ �إطاللة على امل�رسح املغربي‬

‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫التمثيل اإلذاعي‬ ‫‪-‬‬

‫‪...‬تميَّز األساتيذ‪ ،‬العلماء األجالء ببصيرة‬ ‫في معالجة جوهرية لقضية الوسطية التي “‬ ‫يصعب “ اإلحاطة بضفاف بحارها‪ .‬بدءا باإلفراط‬ ‫والتفريط الذي وقعت فيه األمم السابقة بسبب‬ ‫الغلوِّ والتعصب “الكنائسي“ و“الالهوتي “‪ ،‬وهما‬ ‫فرعان من شجرة التطرف‪ .‬مصطلح اإلرهاب‬ ‫منبعه صهيوني‪ ،‬فأحبارهم هم الذين قتلوا‬ ‫األنبياء‪ ،‬وكانوا قدوة للكاثوليك الذين أحرقوا‬ ‫العلماء‪ .‬إال َّ‬ ‫أن عمر بن الخطاب لمّا دخل فاتحا‬ ‫بيت المقدس أقرهم على دينهم‪ - .‬ال إكراه‬ ‫في الدين ‪ .-‬فأين حضارة وشعب األندلس ؟‬ ‫فلنسألنَّ “إيزابيال كاثوليكا “ ماذا فعلت بأمة‬ ‫األندلوسيين المسلمين وأهل الذمة ؟ الغرب‬ ‫قتل ماليين األستراليين األصليين‪ ،‬وأباد ماليين‬ ‫الهنود الحمر ثمَّ أحرق “ماليين “ اليهود‪ .‬جريمة‬ ‫القنبلة الذرية في “نكازاكي “ و “هيروشيما “‪،‬‬ ‫شاهدة مدى العصر على أفظع الجرائم ضد‬ ‫اإلنسانية‪ .‬الحرب العالمية األولى والثانية‪ ،‬حروب‬ ‫غربية – غربية خلفت ماليين القتلى من بني‬ ‫البشر ذهب ضحيتها العرب والمسلمون وهم‬ ‫تحت الحجر الغربي‪ .‬حرب المائة سنة بين فرنسا‬ ‫وإنكلترا‪ ،‬كم عدد المآسي التي أنبتت زراعتها؟‬ ‫ناهيك عن المقصلة الفرنسية الشهيرة أثناء‬ ‫الثورة الفرنسية‪ .‬أما الجرائم االستعمارية في‬ ‫الدول العربية واإلسالمية واإلفريقية واألسيوية‬ ‫في الخمسينيات من القرن العشرين وما قبله‬ ‫فحدث وال حرج‪ .‬ومن أبشع أنواع العبودية على‬ ‫األفارقة‪ ،‬ألم يكن ذلك كله إرهابا؟! ؟! ‪ ...‬فقد‬ ‫أجرم الغرب في حق الوجود البشري قاطبة‪.‬‬ ‫فالغلوُّ واإلرهاب فرية مكشوفة‪ ،‬ينسبونه إلى‬ ‫اإلسالم إلقناع غير المسلمين َّ‬ ‫أن هذا الدين في‬ ‫نظرهم ال يصلح للغربيين ْ‬ ‫أن يعتنقونه‪ ،‬وهو‬ ‫منهج مقصود لإلساءة إلى عقيدة المسلمين‪.‬‬ ‫ويعلمون جيدا َّ‬ ‫أن اإلره��اب شيْء غريب على‬ ‫اإلسالم‪َّ ،‬‬ ‫وأن اليهود والنصارى عاشوا في ذمته‪.‬‬ ‫وهو دين الرحمة والرأفة واالعتدال والتسامح‬ ‫والوسطية‪ .‬فالتهمة باطلة‪ ،‬عند شريعة تتحلى‬ ‫بتعاليمها السمحة حتى مع أعدائها‪ .‬اإلسالم‬

‫منهج لفكر وسطي‪ ،‬واألع��دل في األم��ور بين‬ ‫اإلف��راط والتفريط‪ .‬لقول اهلل َّ‬ ‫جل في عاله ‪:‬‬ ‫«وكذلك جعلناكم أمة وسطا» –ص��دق اهلل‬ ‫العظيم –(سورة البقرة – اآلية ‪ .)143‬في أحسن‬ ‫تقويم بنى اهلل سبحانه اإلنسان متوازن بين‬ ‫العلم والدين‪ ،‬وزرع بين جوانحه النوازع والغرائز‪،‬‬ ‫وأنعم عليه بمنظومة تشريعية في القرآن‬ ‫الكريم‪ ،‬وهو مستقل عن التاريخ وصالح لكل‬ ‫زمان ومكان‪َّ .‬‬ ‫إن ترتيبه على شكله هو نفسه‬ ‫الترتيب في اللوح المحفوظ‪ .‬فالعلماء المغاربة‬ ‫دعاة لهذا الفكر األصيل‪ .‬وضعوا التاج على‬ ‫مكارم األخالق‪ ،‬ومحاربة الشهوات بمنظومة‬ ‫القيم‪ .‬جاء بها رسول الهدى‪-‬صلعم‪ -‬ليعالج‬ ‫كل اآلف��ات والسيطرة على النوازع والعادات‬ ‫والنواقص‪ .‬إذ طبيعة النبوة هي االتصال بالمإل‬ ‫األعلى‪ .‬خلق الرحمة والسالم‪ ،‬هي قاعدة اإلسالم‬ ‫ وما أرسلناك إال رحمة للعالمين – صدق اهلل‬‫العظيم –(سورة األنبياء – اآلية ‪ .) 107‬قاعدة‬ ‫دلل عليها رسول اهلل –صلعم‪ْ .-‬‬ ‫إن كان التطرف‬ ‫عند بعض الشباب المسلم عبارة عن قراءة‬

‫ودعت مدينة طنجة يوم ‪ 4‬أبريل ‪2016‬‬ ‫أحد أبنائها البررة المبدع ـ محمد العربي‬ ‫العوامي ـ الذي أحيى أجمل لياليها وأعراسها‬ ‫البهيجة‪ ،‬أيام الزمن الجميل‪.‬‬ ‫رح��ل الفقيد بعدما لقي ك��ل أصناف‬ ‫التهميش والالمباالة‪ ،‬منذ اختياره التقاعد‬ ‫النسبي م��ن ال��ج��وق الوطنيي ف��ي بداية‬ ‫الثمانينات‪ ،‬واستقراره الدائم بعروسة الشمال‬ ‫طنجة التي عشقها حتى النّخاع‪ .‬منذ ذلك‬ ‫الحين‪ ،‬لم يستضفه أي برنامج إذاعي أو تلفزي‪،‬‬ ‫في الوقت الذي ظل معتزا بنفسه‪ ،‬ال يشكو سوء‬ ‫حاله‪.‬ذلك أن كرامته كفنان كانت األهم عنده‪،‬‬ ‫وهو الفنان الذي كان دؤوبا في عمله‪ّ ،‬‬ ‫ظل يحيي‬ ‫حفالت غنائية لمحبيه وعشاق فنه األصيل إلى‬ ‫أن انتقل إلى رحاب هّ‬ ‫الل‪.‬‬ ‫قبل رحيله المفاجئ‪ ،‬بساعات كان الفقيد‬ ‫بقصر بلدية طنجة لتقديم طلب رخصة من‬ ‫الجهة المسؤولة‪ ،‬وذلك لتهييئ وتنظيم إحدى‬ ‫حفالته التي شاء القدر أن ال تتم‪.‬‬ ‫هو واح��د من رواد األغنية المغربية‪،‬‬ ‫استطاع بمثابرته واجتهاده أن يفرض نفسه‬ ‫بين هؤالء الرواد الكبار‪.‬‬ ‫الفقيد رحل في صمت‪ ،‬وعاش في الظل‪،‬‬ ‫بعيداً عن األضواء الباهتة والزائفة‪.‬‬ ‫مر الفنان محمد العربي العوامي بمراحل‬ ‫فنية عديدة‪ ،‬ففي سنة ‪ 1959‬انتقل إلى الرباط‬ ‫وعمل بجوق “المتنوعات” برئاسة الفنان أحمد‬ ‫الشجعي‪ ،‬ثم بالجوق الوطني برئاسة أحمد‬ ‫البيضاوي‪ ،‬هرم األغنية المغربية‪ .‬كثير منا ال‬ ‫يعرف أنه لحن للمطرب المعروف‪ ،‬اسماعيل‬ ‫أحمد‪ ،‬رحمة اهلل عليه‪ ،‬قطعة “إال عرفت فينو‬ ‫نمشيلو” من كلمات الشاعر والزجال المهدي‬ ‫زريوح‪ ،‬شفاه اهلل‪ .‬ومن ألحان الملحن والمبدع‬ ‫عبد الرحيم السقاط‪ ،‬وكلمات شيخ الزجالين‪،‬‬ ‫أحمد الطيب العلج‪ ،‬غنى الفقيد قطعة “هذا‬ ‫ماكتاب علي” رحمة اهلل على الجميع‪.‬‬ ‫من بين اإلبداعات التي أطربتنا وظلت‬ ‫راسخة في أذهاننا “م��وي ياموي الحبيبة”‬ ‫الشائعة والناجحة جماهيريا‪ ،‬والمؤثرة التي‬ ‫أدمعت العيون وأحزنت القلوب‪“ ،‬محلى جمالك‬ ‫يا بلدي يا عروسة المغرب يا طنجة” من كلمات‬ ‫قيدوم اإلعالميين بإذاعة طنجة‪ ،‬مصطفى‬ ‫البشاري‪ ،‬شفاه اهلل‪.‬‬

‫“بابا يا ألف حجاب”‪“ ،‬يا مريض هّ‬ ‫الل يشفيك”‬ ‫و”الربيب غريب” من كلمات األخ والصديق عبد‬ ‫السالم التمسماني جاد و”طنجة يا موالت التاج”‬ ‫من كلمات الشاعر والزجال محمد البوعناني‪،‬‬ ‫أمد اهلل في عمره‪.‬‬ ‫مما أثار تقديري وإجاللي لهذا الصديق‬ ‫العزيز‪ ،‬يوم كان يحيى حفالت ب��دار الهناء‬ ‫بمرشان‪ ،‬مؤسسة لألطفال اليتامى ذوي‬ ‫األمراض النفسة والمستعصية‪ ،‬كان رحمه هّ‬ ‫الل‬ ‫يدخل عليهم الفرحة في قلوبهم ويحنو إليهم‪،‬‬ ‫ويعانقهم‪ ،‬فكانوا يبادلونه نفس اإلحساس‬ ‫والتعبير‪.‬‬ ‫لم يكن الفقيد يسعى إلى شهرة واسعة‪،‬‬ ‫إذ كان هدفه الوحيد‪ ،‬وشغله الشاغل هو إسعاد‬ ‫الناس‪ ،‬وصقل المواهب واألصوات التي تتلمذت‬ ‫على يديه‪ ،‬وجعلها تقف شامخة في كثير من‬ ‫المناسبات والحفالت‪ ،‬وباألخص في مهرجان‬ ‫األغنية المغربية األصيلة األول بطنجة الذي‬ ‫نظمته الجمعية المغربية للفنون والموسيقى‬ ‫التي كان يترأسها الفنان محمد العربي العوامي‪.‬‬ ‫المهرجان أقيم يوم ‪ 5‬مارس ‪ 2016‬بقصر‬ ‫بلدية طنجة‪ ،‬بحضور محمد البشير العبدالوي‪،‬‬ ‫عمدة طنجة‪.‬‬ ‫لن أكون مبالغا‪ ،‬إذا قلت ـ بكل بصراحة ـ‬ ‫إن المهرجان حظي بنجاح كبير لدى الحاضرين‪.‬‬ ‫وأذك��ر من بين هذه األص��وات الالمعة التي‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫في نهاية الحلقة الماضية‪ ،‬تطرقنا إلى بعض المشاكل التي‬ ‫اعترضت الفرقة الفرنسية المغربية للتمثيل‪ ،‬التي كانت ستقوم‬ ‫بجولة عبر العديد من المؤسسات التعليمية‪ ،‬سواء منهاالبشرية‬ ‫المتمثلة في العنصر النسوي‪ ،‬أو من حيث قلة النصوص‬ ‫التمثيلية الروائية‪ ،‬حيث تم االستنجاد بعبد اهلل شقرون‪ ،‬الذي‬ ‫كان كما أسلفنا القول في الحلقة الماضية‪ ،‬يتابع دراسته وتكوينه‬ ‫في اإلخراج بباريس‪ ،‬الذي أمدهم بروايتين‪ ،‬بالعربية واللهجة‬ ‫الدارجة المغربية وهما؛ «شيخ القرية» و «بنت البخيل»‪ ،‬حيث‬ ‫قام الممثلون وهم في حيوية ونشاط بالتدريب‪ ،‬والتمرين على‬ ‫المسرحيتين‪.‬‬

‫سطحية لكتاب اهلل‪ .‬سبب ذلك الفراغ الديني في‬ ‫المناهج التربوية باسم الحداثة‪ .‬وعدم تمكنهم‬ ‫من أصول القراءة النحوية والصرفية والبالغية‪،‬‬ ‫للفهم السليم‪ ،‬والقراء السليمة للقرآن الكريم‬ ‫والسنة النبوية‪ ،‬ومدى إسهام اللغة العربية في‬ ‫بيان استخراج القواعد التي تحميها من سوء‬ ‫الفهم والتأويل‪ .‬على غير علم مقاصدها وسوء‬ ‫فهم النصوص التي تؤدي إلى التشدد‪ ،‬ال يقرُّه‬ ‫اإلسالم‪.‬‬ ‫االختالف نواميس كونية‪ُّ ،‬‬ ‫فكل الناس‬ ‫اختلفوا في ِّ‬ ‫كل شيْء وهي قيمة السُنة في‬ ‫االختالف‪ .‬لقول الواحد األحد ‪« :‬ولو شاء ربُّك‬ ‫لجعل الناس أمّة واحدة وال يزالون مختلفين»‬ ‫–صدق اهلل العظيم‪(-‬سورة هود اآلية ‪.) 118‬‬ ‫َّ‬ ‫إن المؤمن يؤمن بالحكمة والموعظة الحسنة‬ ‫واللين والرفق‪ ،‬وليس بالتشدُّد الذي ال يبنى‬ ‫على النصّ الشرعي‪ ،‬وخدمة المقصد بالدرجة‬ ‫األولى (في باب فقه المقاصد)‪ ،‬فجمع ما تفرَّق‬ ‫عند غيره‪ .‬عمل اهلل بقصده ال يعامله بفعله ‪....‬‬

‫محمد العربي العوامي الفنان واإلنسان‬ ‫بمناسبة الذكرى األربعينية لرحيله‬

‫نالت جوائز هامة ومشجعة‪ ،‬هاجر األشهب‪،‬‬ ‫حيث أح��رزت على الجائزة األول��ى من خالل‬ ‫مشاركتها بأغنية “مابقيتي عندي فالبال “ وأيسر‬ ‫أزم (الجائزة الثانية) عن أغنية “اللي بغيتو‬ ‫وبغاني”‪ ،‬ولبنى البريق(الجائزة الثالثة) عن أغنية‬ ‫“عطشانة”‪ .‬وقبل يوم من افتتاح المهرجان‬ ‫كانت الجمعية نظمت ن��دوة ح��ول األغنية‬ ‫المغربية األصيلة بدار الشباب‪ ،‬فكان من بين‬ ‫المشاركين‪ ،‬الزجال عبد السالم التمسماني جاد‪،‬‬ ‫واألخ والصديق الزجال والشاعر رشيد الحناطب‪،‬‬ ‫والباحث والموسيقي محمد األمين األصوفي‪،‬‬ ‫وعبد العزيز الديالل المصوري‪.‬‬ ‫كان الفقيد وفيا بشكل مدهش ألصدقائه‪،‬‬ ‫لم أسمعه ـ قط ـ يتحدث بكلمة سوء ضد أحد‪،‬‬ ‫بل كان يتحدث عنهم بتقدير وحب عميق‪.‬‬ ‫أذكر من بينهم محمد البوعناني‪ ،‬أمهر عازفي‬ ‫الكلمات‪ ،‬والمطرب الظريف‪ ،‬محمدالعربي‬ ‫الخصاصي‪ ،‬والفنان المقتدر سيدي محمد‬ ‫اإلدريسي‪ ،‬والفنان الشامل الصديق واألخ‪ ،‬زكي‬ ‫قنديل رحمة هّ‬ ‫الل عليهم‪.‬‬ ‫كان ارتباط الفقيد باألغنية المغربية‬ ‫ارتباطا قويا وتعلقا متينا‪ ،‬أيام عزها وتألقها‪.‬‬ ‫رحم هّ‬ ‫الل أخينا وصديقنا وأستاذنا الكبير وعزاء لنا‬ ‫جميعا في فقده‪ ،‬والعزاء الجميل ألرملته وأبنائه‪،‬‬ ‫وأخص بالذكر ابنه البّار‪ ،‬أسامة‪ ،‬الفنان المبدع‪،‬‬ ‫الطروب‪ ،‬ومن شابه أباه فما ظلم‪.‬‬

‫عبد العزيز الديالل المصوري‬

‫وأطل شهر ماي من سنة ‪ ،1951‬ولم تبق سوى خمسة عشر‬ ‫يوما للقيام بالجولة التي كثر الحديث عنها في تلك األيام‪ ،‬وأشعر‬ ‫مديرو المؤسسات التعليمية لالستعداد الالزم الستقبال الفرقة‬ ‫المسرحية‪ ،‬لكن وقع ما لم يكن في الحسبان‪ ،‬وهو أن الممثلين‬ ‫لم يستطيعوا الوفاء بوعودهم لعدم قدرتهم الجمع ما بين‬ ‫أشغالهم اليومية‪ ،‬والسفر لمدة طويلة لعرض مسرحياتهم‪ ،‬مما‬ ‫جعلهم يتهربون ويعتذرون الواحد تلو اآلخر‪ ،‬األمر الذي أغاض‬ ‫إدارة اإلذاعة‪ ،‬ومع ذلك ارتأت عدم متابعة الممثلين الذين سبق‬ ‫وأن أبرموا اتفاقيات بهذا الشأن‪.‬‬ ‫وقد رأت إذاعة راديو المغرب‪ ،‬األفيد لها‪ ،‬بعدم التفريط في‬ ‫الممثالت‪ ،‬تشجيعا منها للفتاة المغربية لمزاولة العمل اإلذاعي‪،‬‬ ‫فخصصت لهن تعويضا شهريا‪ ،‬وأصبحن مذيعات‪ ،‬لقراءة نشرات‬ ‫«األنباء» أي األخبار‪ ،‬وتقديم األسطوانات‪ ،‬أو المشاركة في‬ ‫تقديم برامج المنوعات‪ ،‬ومن بينهن (السعدية بوهالل‪ ،‬حبيبة‬ ‫المذكوري‪ ،‬ولطيفة الفاسي)‪.‬‬ ‫ولم ترد اإلذاعة المجازفة باختيار ممثلين آخرين‪ ،‬لتعويض‬ ‫المنسحبين‪ ،‬واعتبرت تلك الحادثة سحابة صيف‪ .‬ولكي ال تشعر‬ ‫اإلدارة باإلحراج الذي تسبب فيها المسنحبون‪ ،‬أوقفت التمثيل‬ ‫اإلذاعي لمدة شهرين ونصف‪ ،‬ابتداء من منتصف شهر فبراير‪،‬‬ ‫إلى متم شهر يوليوز‪ ،‬الذي يصادف عطلة فصل الصيف‪،‬‬ ‫واكتفت إذاعة راديو المغرب بالعربية‪ ،‬خالل هذه المدة‪ ،‬بث‬ ‫البرامج العادية‪ ،‬من منوعات فنية وأدبية ثقافية ودينية‪ ،‬وأخبار‬ ‫وأحاديث‪ ...‬وغيرها‪.‬‬ ‫عند اختتام السنة الدراسية‪ ،‬بلغ إلى علم إدارة إذاعة راديو‬ ‫المغرب أن االمتحانات التي أجريت بمدرسة دار اإلذاعة والتلفزة‬ ‫المغربية بباريس‪ ،‬قد أسفرت عن نجاح عبد القادر السعودي‪ ،‬وعبد‬ ‫اهلل شقرون‪ ،‬فبعثت إليهما للتعاقد معهما بالصيغة الجديدة‪،‬‬ ‫رغم أنهما كانا ينتميان إلى اإلذاعة‪ .‬وقد تم التعاقد معهما على‬ ‫أن يتكلف األول بجانب المنوعات‪ ،‬والثاني بالجانب التمثيلي‪،‬‬ ‫بعدها مباشرة استأنفت فرقة التمثيل اإلذاعي عملها على أسس‬ ‫جديدة‪ .‬وفي يوم ‪ 12‬غشت ‪ 1951‬قدمت الفرقة رواية هزلية‬ ‫جديدة باللسان المغربي الدارج بعنوان «سالم الطاحونة»‪ .‬وقام‬ ‫فيها أحمد السفياني بالدور الهام‪ ،‬وما أن انتهى‪ ،‬شهر غشت‪،‬‬ ‫حتى كانت إإلذاعة قد نقلت عبر أمواجها سبع تمثيليات‪ ،‬ستة‬ ‫منها من تأليف عبد اهلل شقرون وهي ‪( :‬سالم الطاحونة‪ ،‬األميرة‬ ‫زهراء‪ ،‬عقد الجوهر‪ ،‬يوسف الحليم‪ ،‬الخاطفة)‪ ،‬كانت كلها بالعامية‬ ‫الدارجة‪ ،‬وبينما تمثيلية بنت خالي كانت بالعربية الفصحى)‬ ‫كما قدمت اإلذاعة تمثيلية ( المنقذة) من تأليف محمود تيمور‬ ‫بالعربية الفصحى‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للتمثيليات الشهرية‪ ،‬فقد تم إجراء تداريب‬ ‫بشأنها مع تمثيلية (ابن الخطيب)‪ ،‬التي أذيعت يوم ‪ 18‬أكتوبر‪،‬‬ ‫وتمثيلية (ضحية الغواية) التي أذيعت يوم ‪ 11‬نوفمبر‪ ،‬وتمثيلية‬ ‫(موليير في العمل) التي أذيعت بتاريخ ‪ 2‬دجنبر‪.‬‬ ‫وكانت تمثيلية (موليير في العمل) شريطا إذاعيا مطوال‪ ،‬تجند‬ ‫لتقديمه عدد كبير من الممثلبن‪ ،‬واستغرقت إذاعته سنتين‪،‬‬ ‫مستخدمين في إخراجه عشرات من المقطوعات الموسيقية‪،‬‬ ‫واستوجب تحضيره أياما عدة‪.‬‬ ‫وإذا كانت طريقة تسجيل الروايات على شريط (المانيوطوفون)‬ ‫قد أصبحت عادة في ذلك الوقت‪ ،‬فتمثيل مسرحية (موليير في‬ ‫العمل) قد قام بتشخيصها الممثلون‪ ،‬مباشرة أمام المذياع‪ ،‬دون‬ ‫سابق تسجيل‪ ،‬أي عندما كانوا يقدمونها داخل األستوديو‪ ،‬كان‬ ‫المستمعون يلتقطونها مباشرة من مذياعهم‪ ،‬ذلك أن تسجيل‬ ‫المسرحيات أو األغاني لم يكن متداول االستعمال في إذاعة راديو‬ ‫المغرب‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪837‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬مــاي ‪2016‬‬

‫معالم الوجود الفينيقي بشمال المغرب‬ ‫اغيل امدغار ببني سيدال الجبل نموذجاً‬

‫بحث وحتقيق ‪:‬‬

‫جمــال بوطيبــي‬

‫يتابع الباحث والمؤرخ المغربي األستاذ جمال البوطيبي النبش في التاريخ القديم للريف العتيد وإعداد الدراسات القيمة حول الحضارات التي تعاقبت على هذه المنطقة واآلثار التي خلفتها تلك الحضارات لتكون‬ ‫شاهدة على قدم الوجود البشري والحضاري بالريف‪.‬‬ ‫ونقدم لقرائنا األعزاء‪ ،‬هذا األسبوع‪ ،‬دراسة جديدة حول الوجود الفينيقي بالريف مع مجموعة من الصور لمعالم حضارية تؤرخ لتلك الفترة الغابرة من التاريخ القديم للمغرب‪.‬‬ ‫ومعلوم أن الفينيقيين ينتسبون لمنطقة فينيسيا التي يعتقد أن موقعها يناسب موقع لبنان الحالي‪ ،‬وقد سادت بين ‪ 1200‬و ‪ 300‬سنة قبل الميالد‪ .‬وكان من أهم مدنهم «بيبلوس» و «سيدون» و «تير»‬ ‫و«أرواد»‪ ،‬وقد شهدت حضارتهم إشعاعا واسعا حيث إنهم انتشروا في مناطق مختلفة من العالم المعروف آنذاك وأنشأوا مراكز تجارية في العديد من الجزر المتوسطية منها قبرص وسيسيليا و ساردينيا وشبه الجزيرة‬ ‫اإليبيرية وشمال إفريقيا حيث ال تزال آثارهم تتحدث عنهم‪ ،‬خاصة في الريف‪ ،‬مما يستعرضه األستاذ البوطيبي في هذه الدراسة‪.‬‬

‫ع‪.‬ك‬

‫عمل الفنيقيون منذ تاريخهم السحيق على إقامة شواهد جنائزية تذكارية‬ ‫تخلد ذكرى موتاهم وتتضمن كتابات مرفوعة الى االلهة السامية المعبودة‬ ‫آنذاك وكانت الغاية التقرب والتبرك منها ونيل رضاها واالستعانة بقوتها من‬ ‫اآلفات و الكوارث وإخالد المدفون تحت رحمتها و بركاتها‪.‬‬ ‫وكنا قد تطرقنا بمساهمة سابقة عن الشاهد التذكاري الفينيقي المكتشف‬ ‫باغيل امدغار بتاريخ ‪21‬يناير ‪2014‬والذي كان في ظل االندثار لوال ان تمسكنا‬ ‫بنقله والمحافظة عليه‪.‬‬ ‫و المكان الذي اكتشف فيه الشاهد هو بمحيط مزارة أثرية قديمة عندما‬ ‫كان احد الساكنة يقوم بعملية تشجير بالمكان األثري وهو دون علم عن قيمته‬ ‫التاريخية و األثرية والسيما أن المكان حسب علمي يتضمن مقبرة فينيقية‬ ‫وبونية بناء على الشاهد الحجري ومظاهر لدهاليز تحت أرضية المحيطة بالمزارة‬ ‫والتي بنيت بعض أساسات إحدى المساكن على دهاليز محفورة بعمق تجاوز‬ ‫المترين لم يكن لدى معمري المنطقة علم بتلك الدهاليزاالرضية منذ فترة‬ ‫حياتهم والتي أظهرتها عوامل التعرية‪.‬‬ ‫وهذا الشاهد الحجري مهد ببحث متواضع من خالل االطالع على مابينه‬ ‫علماء االثار واظهار عدد من تلك القبور الفنيقية سواء داخل المغرب اوخارجه‬ ‫وبينا من خالله فترة تاريخية غابرة مرت على اغيل امدغار كمثله من المدن‬ ‫األثرية القديمة طالبين من وزارة الثقافة واآلثار إدراج هذه القرية ضمن قائمة‬ ‫األماكن األثرية بالمغرب وكلنا أمل بفتح باب البحث والتنقيب في هذه األماكن‬ ‫التاريخية التي طالها النسيان‪.‬‬ ‫وكانت هذه المساهمــة باكتشـــاف معبودات حجرية وأيضا شاهد حجري‬ ‫وهو عبارة عن جسم صخري منضدي‬ ‫منحوت بلغ طوله ‪1.10‬م وعرضه ‪40‬سم‬ ‫يشبه غطاء ناووس أو تابوت فينيقي يرجح‬ ‫زمنه نظريا حسب بعض النقيبات التي قام‬ ‫بها عدة باحثين أثريين في مناطق عدة‬ ‫بالجزائر وتونس والمغرب ونالت ناحية‬ ‫طنجة حظا وافرا منها والذي بلغ إجمالي‬ ‫تلك األضرحة ‪ 459‬قبرا ‪ .‬وشكلية تلك‬ ‫القبور مكعبة ودائرية بمدخل بسيط تميل‬ ‫للضيق بالداخل بحيث بعضها التستوعب‬ ‫جثة الميت يتراوح ارتفاعها فيما بين ‪0.50‬‬ ‫سم الى ‪ 1.80‬م وعلى هذا األساس مزودة‬ ‫بدهاليز وحفرتحتت أرضيا ببالطة حجرية‬ ‫تفرش لتوضع فوقها الجثة غير ان هذا‬ ‫النوع من الحوانيت أو الكهوف الجنائزية لم‬ ‫يعد حديثا بالمغرب القديم وهو ذو هوية‬ ‫فينيقية رومانية‪.‬‬ ‫‪ .‬وتحاذي مزارة اغيل امدغار من جهة‬ ‫الشمال صخرة أثرية كانت مذبحا مقدسا‬ ‫لألضاحي النذرية تكريما لصاحب المدفن‬ ‫وكانت تكرر بين الحين واألخر لدى الجيل‬ ‫السابق في اغيل امدغار قديما‪.‬‬ ‫وحسب علمنا أن المزارة كانت تقصد‬ ‫من بعيد للذبح عليها كما قصت علينا‬ ‫روايات شفهية عن احد الزائرين وقيامه‬ ‫بذبح ديك على الصخرة المقدسة التي تم‬ ‫العثور فيها على نقوش ورسومات فينيقية‬ ‫دون ان تأكل تلك الذبيحة والشك علينا أنها‬ ‫كانت من مخلفات المعتقدات والطقوس‬ ‫القديمة وبقيت تمارس حتى لو دخل الدين اإلسالمي لهذه البقاع والزالت هذه‬ ‫العادات تمارس حتى يومنا هذا في بالدنا وخاصة في المزارات والقبور األثرية‬ ‫واألولياء التي تضمنتها بالدنا‪ .‬فخالصة الدين جعل الذبح يسمى ويهدى هلل‬ ‫وحده مصداقا لقوله تعالى ﴾﴿قل إن صالتي ونسكي ومحياي ومماتي هلل رب‬ ‫العالمين الشريك له وبذالك أمرت وأنا أول ألمسلمين﴾﴿ قران كريم‪.‬‬ ‫النصب التذكارية للمدافن الفينيقية والبونية في المغرب القديم‬ ‫اكتشف الباحثون عددا من القبور الفينيقية والبونية بمناطق عدة داخل‬ ‫وخارج المغرب وأكد بعض الباحثين األثرين مثل الباحثين ميشيل بونسيك‬ ‫وجزيل تواجد تلك القبور على مقربة من المستوطنات الفينيقية والرومانية‬ ‫بالمغرب القديم‪.‬‬ ‫ولقد استقى الفينيقيون طريقة الدفن وطقوس الجنازة من الفراعنة‬ ‫والمصريين القدماء فقد وضعوا لجثث موتاهم نوا ويس حجرية تحميها في‬ ‫العالم السفلي معتقدين بحياة ثانية بعد الموت وكان المصريون القدماء‬ ‫سباقين لهذه الطقس الجنائزي كما سار الفينيقيون والبونيون على تلك‬ ‫الطقوس كوضع جثث موتاهم في نواويس حجرية كما قلدوا بنايات الشعوب‬ ‫المجاورة من عبادة تماثيلهم ومعبوداتهم ورسوماتهم ولم يبتكروا فنا خاصا‬ ‫بهم ماعدا صناعة الحلي واختراع الحروف األبجدية التي أذاعوها بين األمم و‬ ‫الشعوب فنقلوها إلى بالد اإلغريق غربا والى اآلراميين شرقا واإلغريق نقلوها‬ ‫بدورهم إلى ارويا عموما بعد ما قلبوها من اليسار إلى اليمين أما اآلراميون‬ ‫فنقلوها إلى العبرانيين والى العرب التي اختصروها بما يعرف بالكتابة المقطعية‬ ‫والتي استنبطها الفراعنة إلى حولي ‪24‬رمزا تدل على أصوات وحروف فكانت‬ ‫هداية وفكر الشعب الفينيقي الى اختراع الكتابة التي سميت باألبجدية الفينيقية‬ ‫وعدد حروفها ‪ 22‬حرفا‪.‬‬ ‫كتاب التاريخ اختراع األبجدية الفينيقية صص‪ 36.38.‬دار الثقافة‬ ‫البيضاء‪.‬‬ ‫وشملت النواويس المكتشفة عدد من رسومات تشير إلى معبوداتهم‬ ‫ونقوش تعبر عن إهداء الى صاحب المدفن تعلن التقرب بها الى اآللهة المعبودة‬ ‫وقتها باإلضافة الى تاريخ زمن الدفن واسم الشخص المدفون والذي قدم النذور‪.‬‬

‫وبالنظر الى الصخرة التي كانت مقدسة وبقيت منذ قرون تعاقب تقديسها‬ ‫تحاذي مزارة اغيل امدغار والتي كانت محط اهتمام لألجيال القديمة وقصدها‬ ‫للتبرك و ذبح األضاحي الحيوانية تقربا لصاحب اوصاحبة المدفن وإقامة والئم‬ ‫جماعية تجدد كل سنة حسب علمنا من أكبر معمري المنطقة ‪.‬‬ ‫واذانظرنا الى جانبها األثري فان الصخرة المقدسة تحوي أسرارا أو إشارات‬ ‫نذرية عبارة مضمونها رسم مثلث الرأس والبطن برجلين منبسطين وذراعين‬ ‫ممددين وهو رسم للمعبود الفنيقي [بعل ملقارت] أو [بعل حمون ] المشار إليه‬ ‫في األعلى بحرف الحاء الفينيقية [^]والذي يوازي يمينا حرف التاء[†]بالفينيقية‬ ‫ويظهر في األعلى على هيئة حرف التفيناغ العريقة مشيرا الى المعبودة‬ ‫المنسجمة بين اإلله بعل واآللهة تانيث بني بعل وهم كانوا منسجمين في‬ ‫العبادة‪.‬‬ ‫اكتشف العديد منها ونالت الحظ األوفر ناحية طنجة بمدافنها األثرية‬ ‫وتطوان وليكسوس بالعرائش بالمغرب والتي قدر زمن تلك المدافن الفينيقية‬ ‫بدا من القرنين السادس والسابع قبل الميالد وتجدر اإلشارة ان المنطقة‬ ‫الوحيدة التي احتفظت لنا في المغرب كله بآثار اركلوجية واضحة حول اتصال‬ ‫الشعبين الفينيقي والنيوليتي الو السكان المحليين القدامى مدافن طنجة‬ ‫الفينيقية مما جعلها تنفرد باحتوائها على مجموعة من المدافن الفننيقية والتي‬ ‫تؤرخ المرحلة الممتدة من بداية القرن السابع قبل الميالد وتضم قبورا فينيقية‬ ‫محضة وبعض مثاوي األموات وأيضا بفضل المحتويات الكثيرة المكتشفة داخلها‬ ‫من حلي واوان خزفية وغيرها من المستحثات األثرية وكشفت مقابر طنجة عن‬ ‫نموذج فريد من نوعه حول توافد الفينيقيين بأرض المغرب وعالقاتهم بالسكان‬

‫المحليين وعرفت مقابر طنجة الفينيقية من حيث العدد ماال يقل عن ‪14‬مقبرة‬ ‫تضم الواحدة منها عددا من القبور تتراوح مابين قبرين ومائة وسبعة قبور وهي‬ ‫قبور كانت مبنية الى جانب األضرحة المبنية والذي بلغ مجموعها ‪459‬قبرامنها‬ ‫قبر “راس اشقار” وهو من المعالم الفينيقية و”المغوغة الصغيرة” و”مقبرة‬ ‫مرشان” التي يكتنفهما الغموض حول هويتهما الفينيقية‪.‬‬ ‫“فمدافن جبيلة” “عين العسل” و”سيدي مصمودة” وغيرها لم تكن على‬ ‫غرار النماذج الفينيقية المبنية والمحفورة او القبور على” شكل أبار‪.‬‬ ‫“للعلم فان مدافن طنجة األثرية التي اكتشفها العالم الفرنسي‪[ ‬ميشيل‬ ‫بونسيك عام ‪ ]1965‬والتي مضمون شكليتها عبارة عن حفر صغيرة على شكل‬ ‫صناديق شبيهة بقبور دولمن والتي ترجع الى العصر الميكاليتي‪.‬‬ ‫مساهمة د‪.‬محمد رضوان العزيفي كتاب امل واقع البحث التاريخي حول‬ ‫المغرب القديم الرباط ‪18‬ماي ‪2001‬العدد‪27‬صفحات ‪.172.176‬‬ ‫في العبادة ايضا كان تقليدا استقوه من الفراعنة المصريين ومن البابليين‬ ‫اللذين انسجمت معبوداتهم في العبادة كالالاله «امون رع واإللهة إيزيس»‬ ‫المصرية واآللهة اآلشورية عشتا روت ومردوك ‪.‬‬ ‫ويستفاد من انسجام المعبود [بعل ملقارت وتانيث بني بعل] وهي الهة‬ ‫افريقية األصل باعتبار بعل ملقارت الفنيقي اله الكون وتانيت اعتبرت الهة‬ ‫االمومة والخصوبة باعتبار تانيث حامية قرطاح كما اعتبر بعل ملقارت سيدها‬ ‫وسميت عليه قرطاج تيمنا بمدينتهم القريبة من تونس العاصمة المسماة[ قرت‬ ‫حدثت] والفينيقيون من السالالت السامية اللذين نزحوا واستوطنوا بجزء كبير‬ ‫من سواحل المتوسط‪.‬‬ ‫التاريخ القديم الفينيقيون ص‪.85.‬طبعة دار الثقافة‬ ‫ويذكر البحار القرطاجي حانون في رحلته ان القرطاجيين خرجوا في ستين‬ ‫سفينة عظيمة ليؤسسوا مدنا ساحلية على الشمال اإلفريقي ومنها ثميتيرية‬ ‫المهدية وسلو ساال وحصن فريكون وغيثة ومليطة وارنبي ولكسوس وواد‬ ‫سوسة واجدير وروسا دير راس ادر مليلية الحالية المتواجدة براس ورش او‬ ‫هرك ومدينة ماسينة وييطلق هذا االسم على واد يؤدي الى مرفد كرت اإلقليمي‬

‫يسمى( اغزار أما سين) اي واد ماسين ومدينة الحجر( كرت) وقصر مصمودة‬ ‫وغيرها من المدن التي تكلم عليها البكري‪.‬‬ ‫ومن المعلوم ان الفينيقيين تأثروا بعدة ديانات قبل ظهور المسيحية في‬ ‫الشرق واختلف على بالدهم األنبياء وكان دينهم توحيديا وكان لهم بالمغرب‬ ‫تأثير ديني بالمعبودات المورية حيث عرف البربر عدة ديانات وثنية وكان منها‬ ‫أول مرة عبادة الكبش عمون المأخوذ عن الفراعنة وكما تطرقنا في عدد سابق‬ ‫بأحد بحوثنا حول رجوح تماثيل اغيل امدغار إلى تلك الديانة والثقافة المغربية‬ ‫المصرية وإدخالها في إحدى الثقافات الحجرية في المتوسط كما عبد الفنيقييون‬ ‫اإللهة اإلفريقية من بعد كالمعبودين [بعل ملقارت “و”تانيث بني بعل] وكان‬ ‫حانون شاهدا أثناء رحلته الطويلة الذي كان وقتها البربر والفينيقيون يدينون‬ ‫بها وأشار حانون إلى أن البربر والفينيقيين كانوا يقدمون قرابين بشرية لتلك‬ ‫اإللهة لتكون لهم معينة الستجالب رحمة السماء كما قلدوا المصريين القدامى‬ ‫في دفن أمواتهم في توابيت حجرية والحفر لها قبور كهفية ودهاليز تحتت ارضيا‬ ‫ودفن أثاث الميت معه في قبره ولربما في قبور هرمية استعدادا لحياة ثانية‬ ‫وعرفوا في عبادتهم السجود وهو من مظاهر العبادات في الشرق‪.‬‬ ‫كتاب الحضارة المغربية الحسن السايح الجزء األول عهد الفينيقيين‬ ‫منشورات عكاظ ‪ .2004‬صص‪.106.105.104‬‬ ‫ولقد ظهرت حينها المعتقدات الكهنوتية عند البربر في عبادة الشمس‬ ‫ومظاهر الكون وللذكر نستفيد من اشارة كانت تردد عند معمري المنطقة‬ ‫المظغرية قديما أثناء استراحتهم من التعب يستغيثون بغير قصد بكلمة”‬ ‫اربي يوشت” أي الهي يوشت” وأرجحها انها كانت‬ ‫من مخلفات الديانة الكهنوتية التي مريها االمازيغ‬ ‫لفترات سحيقة فكلمة” أوشت” تشابه من حيث‬ ‫المنطق اسم الشمس باالمازيغية وهي” ثفوشت”‬ ‫او رب الشمس ولقد نقل بعض المؤرخين ان هذه‬ ‫الديانة قلدها البربر من الفراعنة عندما انهزم‬ ‫ملكهم جالوت أمام نبي اهلل داوود في زمن طالوت‬ ‫احد ملوك بنوا اسرائيل واثناء طردهم من الشام‬ ‫وعبورهم واد النيل ‪.‬‬ ‫واجمع الباحثين الثريين ان اسم قرطاج سمي‬ ‫تيمنا بالمعبود< بعل ملقارت> في العهد الفنيقي‬ ‫بالمتوسط ويرجع سبب التسمية بتاثير الديانة‬ ‫البابلية في الفنيقيين واالههم[ مردوخ او مردوك]‬ ‫الملقب ببعل والموصوف بخالق الكون والمعبودة‬ ‫تانيث فمنهم من رجح اصلها الى الربة االشورية‬ ‫عشتاروت والتي جاءت في نقش اشورى ‪:‬‬ ‫“انا اشور بانبال; الملك العظيم القادر; ملك‬ ‫العالم ; قد نشات في ذالك الحرم وحفظت فيه‬ ‫اشور; وسن; وشمش ;ورامان; وبل; ونابو; وعشتار‬ ‫وانا مازلت ولييا للعهد فبسطوا على حمايتهم”‬ ‫وشعارها الثالوث النجمي[ شمش‪.‬سن‪.‬عشتار] ‪.‬‬ ‫التاريخ القديم الفنيقيون ص‪.85.‬طبعة دار‬ ‫الثقافة‬ ‫التاريـخ القديم الشعــوب الساميـــة‬ ‫الحضارة البابلية واالشورية دار الثقافة البيضاء‬ ‫ص‪.67.‬‬ ‫من هم الفينيقيون‬ ‫ولقب الفنيقيون في التوراة في صفر التكوين‬ ‫اإلصحاح العاشر الى الخامس عشر باسم الصيداويين والصوريين وابناء هلن‬ ‫نسبة الى مدينة صيدا التي وردت في التوراة بانها كلمة كنعانية أخذت من‬ ‫احد أبناء كنعان وهو صيدون ولربما هناك عالقة مرجحة لسبب تسمية المعبود‬ ‫االمازيغي بوصيدون الى احد أبناء كنعان صيدون والفينيقيون هم السالالت‬ ‫السامية الكنعانية هاجروا الى بالد الشمال سنة ‪530‬قبل المسيح وسكنوا فينيقيا‬ ‫حسب الرسم اليوناني المأخوذ من كلمة فنكس أي الخيل أو اللون األحمر ومن‬ ‫المؤرخين من يرى تسمية قرططاج اسما امازيغيا “لقرية حداج” وهي مدينة‬ ‫بربرية ومنهم من قال ان قرطاجة أسستها األميرة” ديون” بعد وفاة زوجها‬ ‫“سيستس” وفرارها إلى إفريقيا الشمالية وقد أسست “ديون” مدية قرطاج‬ ‫وسمتها عاصمة جديدة لقرية حداج والتي أصبحت فيما بعد مدينة تجارية كبرى‬ ‫تأوي عددا من التجار الفينيقيين وأصبحت عاصمة اقتصادية وتجارية لهم‪.‬‬ ‫كتاب الحضارة المغربية الحسن السايح الجزء األول عهد الفينيقيين‬ ‫منشورات عكاظ ‪ .2004‬صص‪102 .103‬‬ ‫ونقل الدكتور هاردن عن القديس اغسطين النوميدي عندما سئل عن أصله‬ ‫أجاب بقوله إذا سالت سكان البادية في إفريقيا عن أصلهم فأنهم يجيبونك‬ ‫بالبونية نحن كنعانيون‪.‬‬ ‫‪st.angustine . d.harden-th phoician-p-22‬‬ ‫فمن باب التذكير فاه ليس في الحقيقة أي فرق بين فينيقي وبوني‬ ‫فالمصطلح واحد غاية ماهنالك إن كلمة بوني تتفرد بإطالقها على تسلسل‬ ‫الحضارة الفينيقية في غرب المتوسط ثم دخول عنصر جديد مع الفينيقيين في‬ ‫بالد المغرب القديم وهم المغاربة البونيون وبعبارة أوضح فان مصطلح بوني‬ ‫وبوني جديد هو عبارة عن تسلسل زمني مرت به الكتابة الفينيقية في بالد‬ ‫المغرب القديم بدا من تأسيس قرطاج حتى سقوطها سنة ‪ 146‬قبل الميالد‪.‬‬ ‫معالم اللوجود الفنيقي‬ ‫‪ m.cohen .la grande inscription de l’ecriture e‬والبوني‬ ‫د‪ .‬محمد الصغير غانم ص‪t son evolution texts paris 1958. .126.‬‬ ‫‪pp.121.123‬‬


‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬مــاي ‪2016‬‬

‫العدد ‪837‬‬

‫“رجال شوامخ عرفتهم”‪ ..‬في المكونات والسمات‬ ‫•‬

‫أحرز الباحث المتألق في األدب المغربي‬ ‫د‪ .‬جمال بنسليمان على جائزة عبد اهلل‬ ‫الجراري في الفكر واألدب في دروتها الثالثة‬ ‫(‪ )2016 2015-‬عن مجمل أعماله‪ .‬وأكد د‪.‬‬ ‫عباس الجراري‪ ،‬رئيس اللجنة العلمية للجائزة‪،‬‬ ‫في كلمة ألقاها مساء الجمعة ‪ 13‬ماي الجاري‬ ‫بمناسبة حفل تسليم الجائزة بالرباط‪ ،‬أن أعمال‬ ‫الباحث الدكتور جمال بنسليمان وتآليفه تتسم‬ ‫بالجدة والعمق والثراء؛ وهو ما يجعل صاحبها‬ ‫يستحق هذه الجائزة‪ .‬وبهذه المناسبة‪ ،‬اخترت‬ ‫أن أقدم‪ ،‬في هذا المقال‪ ،‬تأمالت ونظرات في‬ ‫أحد األعمال التي أنجزها بنسليمان ونشرها؛‬ ‫وهي‪ :‬كتاب “موسوعية البحث العلمي عند‬ ‫أعالم المغرب في القرن العشرين‪ ..‬عباس‬ ‫الجراري نموذجا” (منشورات النادي الجراري –‬ ‫‪ 29‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬‫‪ 2004‬م)‪ ،‬وكتاب “عطر المجالس‪ ..‬زهر اآلس‬ ‫نموذجا” (مطبعة المتقي بريتنر‪ ،‬المحمدية‪،‬‬ ‫الطبعة األولى‪ ،)2011 ،‬وكتاب “رجال شوامخ‬ ‫عرفتهم” (مطبعة المتقي بريتنر‪ ،‬المحمدية‪،‬‬ ‫الطبعة األولى‪ .)2014 ،‬وسيكون مدار الحديث‬ ‫في هذه القراءة عن الكتاب األخير الموسوم بـ‬ ‫“رجال شوامخ عرفتهم”‪ ،‬باعتباره آخر األعمال‬ ‫التي رأت النور للباحث جمال بنسليمان وليس‬ ‫أخيرها‪.‬‬ ‫يسلط المؤلف جمال بنسليمان‪ ،‬في هذا‬ ‫الكتاب الذي يقع في ‪ 173‬صفحة من القطع‬ ‫الكبير‪ ،‬األضواء الكاشفة على مسارات سبعة‬ ‫رجال من رجاالت العلم والمعرفة ممن جمعته‬ ‫بهم لقاءات وعالقات؛ وهم‪ :‬إبراهيم المزدلي‬ ‫(صص ‪ ،)43 - 11‬وسعيد الفاضلي (‪- 45‬‬ ‫‪ ،)57‬وعباس الجراري (‪ ،)82 - 59‬وعبد الجبار‬ ‫السحيمي (‪ ،)108 - 83‬وعبد الصمد العشاب‬ ‫(‪ ،)133 - 109‬وعثمان جوريو (‪،)148 - 135‬‬ ‫وعالل الغازي (‪.)165 - 149‬‬ ‫يعلن المؤلف‪ ،‬في مفتتح الكتاب‪ ،‬عن‬ ‫الغاية ‪ /‬الباعث الذي دفع به إلى الكتابة‬ ‫والتأليف في هذا الصنف قائال‪“ :‬لقد تحركت‬ ‫في هذا العمل بمعرفة وحب للحاضرين الباقين‬ ‫على قيد الحياة متعهم اهلل بجمال الصحة‬ ‫وبارك في أعمارهم وأعمالهم‪ ،‬والمغادرين‬ ‫الذين رحلوا إلى دار البقاء أسكنهم ّ‬ ‫جل وعزّ‬ ‫جنة الفردوس خالدين فيها أبدا‪ .‬تحركت بكل‬ ‫ألق حتى تتجدد دورة الحياة شعاعا جديدا يتنور‬ ‫كاألحجار الكريمة‪ ،‬مع رجال مغاربة شوامخ‬ ‫ربطتني بهم سالسل متينة من الحب الصادق‪،‬‬ ‫واإلعجاب الجميل‪ ،‬والقرابة الحقيقية‪ ،‬تذوقت‬ ‫معهم نسمات صيف منعشة أوصلتني إلى‬ ‫االغتراف من مائهم الزالل الرقراق‪ ...‬إن الكتابة‬ ‫عن سبعة رجال من وطني الحبيب (‪ )....‬إجراء‬ ‫إنسانيّ بهدف العبور إلى مرافئ االطمئنان‬ ‫والحق والجمال والفضيلة‪ ...‬كتابة تنم عن‬ ‫ثقافة االعتراف برجال أقحاح عاشوا بداخلي منذ‬ ‫أن وعيت ذاتي‪( ”...‬ص ‪.)9‬‬ ‫ويعترف الكاتب في المفتتح ذاته بأن قرار‬ ‫اختيار سبعة رجال والكتابة عنهم وعن طبيعة‬ ‫العالقة التي جمعته بهم لم يكن باألمر السهل‬ ‫اليسير؛ بالنظر إلى جملة من االعتبارات‪ ،‬على‬ ‫رأسها‪“ :‬أن الكتابة في هذا اللون من التأليف‬ ‫تعتبر مغامرة محفوفة بالمخاطر والمزالق‬ ‫والمسالك الوعرة‪ ،‬وتحتاج إلى دليل حاذق‬ ‫وخبير حفريات‪ ،‬قادر على القبض على خطوط‬ ‫االنفالت‪ ،‬والوصول إلى حقيقة الشخصية‪،‬‬ ‫واستكشاف الغامض منها وغير المألوف وغير‬ ‫المعروف‪ ،‬بحسّ موضوعي ووعي صادقا‪ ،‬بعيد‬ ‫عن كل انحياز أو تعصب أو مجاملة” (ص ‪.)8‬‬ ‫ومن ثمّ‪ ،‬فإنني سأسعى في هذه السطور‬ ‫إلى الوقوف عند المكونات التي تقوم عليها‬ ‫هذه “البورتريهات األدبية”‪ ،‬وأيضا السمات‬ ‫التي طبعتها‪.‬‬

‫أوال‪ -‬في المكونات‪:‬‬

‫سار المؤلف جمال بنسليمان‪ ،‬في كتابه‬ ‫الموسوم بـ”رجال شوامخ عرفتهم”‪ ،‬على‬ ‫أسلوب موحد وخطة محددة ومرسومة؛ فقد‬ ‫حرص على االلتزام بعناصر ومكونات ثابتة‬ ‫في كل بورتريه من البورتريهات السبعة التي‬ ‫يتضمنها الكتاب‪ ،‬إذ يلقي في البداية نظرة‬ ‫عامة عن الشخصية ثم يتخلص إلى ذكر‬ ‫لقائه األول بها والظروف التي أحاطت بذلك‬

‫قراءة ‪ :‬عبد اهلل بديع‬ ‫العشاب‪ ،‬نقف عند شهادات لكل من الدكتور‬ ‫عبد الهادي التازي والباحث التونسي أبو‬ ‫القاسم محمد كرو والشاعر عبد الكريم الطبال‬ ‫واإلعالمي خالد مشبال‪...‬‬ ‫وعلى الجملة‪ ،‬فإن المؤلف جمال بنسليمان‬ ‫حرص‪ ،‬في كتابه “رجال شوامخ عرفتهم”‪،‬‬ ‫حرصا شديدا على االلتزام بالمكونات األربعة‬ ‫التي بنى عليها هاته النصوص التي تتوفر‬ ‫على كثير من السمات الجمالية والفنية‬ ‫والموضوعية أيضا‪ ،‬نقف في المحور الثاني من‬ ‫هذه القراءة عند بعضها‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬في السمات‪:‬‬

‫عبا�س اجلراري‬

‫عبد ال�صمد الع�شاب‬

‫عبد اجلبار ال�سميحي‬

‫اللقاء ثم يدرج عينة من اإلنتاج العلمي أو‬ ‫األدبي للشخصية سواء منها ما كان منشورا‬ ‫ومتاحا للقراء أم ما كان مخطوطا ويختم في‬ ‫األخير بشهادات في حق الشخصية المعنية‬ ‫على ألسنة معارف وأصدقاء سواء أ كانت تلك‬ ‫الشهادات منشورة من قبل أو أن المؤلف‬ ‫يحصل عليها من لدن أصحابها لتدرج ألول‬ ‫مرة في هذا الكتاب‪.‬‬ ‫بخصوص المكون األول الذي يقــدم‬ ‫فيه المؤلف نظرة عامة عن الشخصية‪ ،‬فإننا‬ ‫نجده على سبيل المثال في حديثه عن د‪.‬‬ ‫إبراهيم المزدلي يقول‪“ :‬إبراهيم المزدلي اسم‬ ‫ألمعيّ بحمولة إسالمية وتاريخية‪ ،‬اسم تنبع‬ ‫من مكونيه الرئيسين مناقب ومحامد ومزايا‬ ‫وصفات ونعوت وعالمات؛ منها‪ :‬قمة البذل‪،‬‬ ‫ورحابة الصدر‪ ،‬وجمال االتزان (‪ )...‬لقد صنع‬ ‫إبراهيم لمسار حياته طريقا موشوما بأكثر من‬ ‫وشم‪ ،‬ال مكان فيه للمحدبات والمقعرات‪ ،‬طريقا‬ ‫سافرت بين أربعه المونقة المورقة التحديات”‬ ‫(ص ‪ .)11‬ويقول في حديثه عن د‪ .‬عالل الغازي‪:‬‬ ‫“ال أفشي سرا إذا قلت بأن عالال الغازي رجل‬ ‫شامخ بكل المقاييس‪ ،‬تعجز عن حصر صفاته‬ ‫ومناقبه المؤلفات والقواميس‪ ،‬رجل وضاح‬ ‫القسمات‪( ”...‬ص ‪ .)149‬ويقول في حديثه عن‬ ‫ذ‪ .‬عبد الصمد العشاب‪“ :‬من الرجال الشموس‬ ‫الشوامخ الذين استمتعت بمعرفتهم‪ ،‬وتذوقت‬ ‫عبق جهادهم الثقافي غير المرئي الذي يهبل‬ ‫بحدائق الجمال وثمار البرتقال وهي معقودة‬ ‫كالعناقيد‪ ،‬قوية بهية صامدة متماسكة” (ص‬ ‫‪ .)109‬ويقول في حديثه عن د‪ .‬سعيد الفاضلي‪:‬‬ ‫“اسم ألمعيّ حفر في الصخر منذ الطلقة‬ ‫األولى للحياة التي وجدها شرسة وحادة مثل‬ ‫السكين‪ .‬لم تكن طفولة سعيد تبشر باألفراح‬ ‫والتلذذ واالرتياح‪ ،‬واإلحساس بطعم األمان‬ ‫وعبق االطمئنان” (‪.)45‬‬ ‫أما بخصوص المكون الثاني المتعلق‬ ‫بظروف اللقاء األول الذي جمع بين المؤلف‬ ‫وبين الشخصية مدار الحديث في البورتريه‪،‬‬ ‫فإن القارئ يجد أن بنسليمان أولى هذا‬ ‫المكون الكثير من االهتمام والعناية؛ ففي‬ ‫حديثه عن ذ‪ .‬عبد الجبار السحيمي‪ ،‬يقول‪“ :‬لقد‬ ‫عرفت السيد عبد الجبار‪ ،‬ألول مرة‪ ،‬في منزل‬ ‫خال والدتي زينب حفظها اهلل الكائن بزنقة‬ ‫“الجنين” في حي الجزاء (شارع محمد الخامس)‬ ‫بالمدينة العتيقة للرباط” (‪ .)83‬ويقول عن‬ ‫ذكرى لقائه األول باألستاذ العشاب‪“ :‬بدأت‬ ‫حكايتي الحسناء مع األستاذ الباحث محافظ‬ ‫خزانة عبد اهلل كنون بطنجة (عروس البحرين)‬ ‫تنسج خيوطها القمراء ولونها األخضر الرائق‬ ‫المستطاب في شهر دجنبر من سنة ‪.1990‬‬ ‫كان هذا التاريخ بداية جديدة في حياتي‬ ‫العلمية‪ ،‬بعد أن سجلت بكلية اآلداب والعلوم‬ ‫اإلنسانية (‪ )...‬كنت ملزما على حزم الحقائب‬ ‫والسفر الكتشاف الخزائن العامة والخاصة‪”...‬‬ ‫(‪ .)109‬ويقول عن ذ‪ .‬عثمان جوريو‪“ :‬عرفت‬ ‫عثمان جوريو‪ ،‬ألول مرة‪ ،‬وأنا تلميذ قطع‬ ‫الشوط األول من دراسته االبتدائية بنجاح‪،‬‬ ‫بعد حصولي على الشهادة االبتدائية من‬ ‫مدرسة المحمدية الكائنة بـ”السويقة” في قلب‬ ‫المدينة العتيقة لمدينة الرباط” (‪ .)135‬ويقول‬ ‫عن قصة معرفته ولقائه بالدكتور الغازي‪“ :‬لقد‬

‫كانت معرفتي األولى بهذا المعدن النفيس في‬ ‫رحاب كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بمدينة‬ ‫الرباط‪ .‬كنت طالبا في سنتي الجامعية األولى‬ ‫(‪ )1979 - 1978‬شعبة اللغة العربية وآدابها‪.‬‬ ‫تعرفت على األستاذ الغازي في قاعة الدرس”‬ ‫(ص ‪ .)149‬وعن قصة تعرفه على الدكتور‬ ‫المزدلي‪ ،‬يقول المؤلف جمال بنسليمان‪“ :‬لقد‬ ‫دخل هذا االسم الجميل عوالم دنياي الجوانية‬ ‫في سنة ‪ ،1990‬عندما جاد الزمن ببخوره‬ ‫ومنحني بطاقة تهييئ شهادة دبلوم الدراسات‬ ‫العليا (‪ .)14 - 13( ”)...‬ويقول عن لقائه األول‬ ‫بالدكتور سعيد الفاضلي‪“ :‬كانت كلية آداب‬ ‫الرباط المكان الدافئ الذي احتضن أول‬ ‫لقاء‪ .‬وحتى أكون دقيقا‪ ،‬كانت خزانة الرسائل‬ ‫واألطاريح الشاهد الرئيس على صحبة علمية‬ ‫وإنسانية رفيعة” (‪.)47‬‬ ‫وفي المكون الثالـــث من مكونـــات‬ ‫البورتريه الذي يقدمـه جمال بنسليمان في‬ ‫كتابه الموسوم بـ”رجال شوامخ عرفتهم”‪،‬‬ ‫يسوق المؤلف عينات متعددة ومتنوعة من‬ ‫اإلنتاج األدبي والفكري للشخصية حسب‬ ‫مجال تخصصها‪ .‬وهكذا‪ ،‬نجده يقدم ضمن‬ ‫البورتريه الخاص بالدكتور عباس الجراري‬ ‫‪ 11‬مقتطفا من أقوال عميد األدب المغربي‬ ‫في قضايا وموضوعات متنوعة بغية التدليل‬

‫على موسوعية فكر الرجل واتساع آفاقه‪ .‬كما‬ ‫يقدم المؤلف ضمن البورتريه الخاص بالدكتور‬ ‫إبراهيم المزدلي نماذج من إنتاجات هذه‬ ‫الشخصية العلمية الشامخة؛ وذلك “لمزيد‬ ‫من اإلضاءة” (‪ .)38‬كما يضع المؤلف أمام‬ ‫القارئ ضمن هذا المكون المتعلق باإلنتاج‬ ‫ست عينات من األعمال التي قدمها الدكتور‬ ‫الفاضلي “من طيب يراعه‪ ،‬ودرر آدابه‪ ،‬وجميل‬ ‫شعره‪ ،‬وأعالق نثره” (‪ .)55 - 51‬ويقف القارئ‬ ‫في البورتريه الخاص باألستاذ السحيمي على‬ ‫‪ 13‬عينة تمثيلية انتقاها المؤلف من إنتاج هذه‬ ‫الشخصية‪.‬‬ ‫وفي المكون الرابع واألخير من مكونات‬ ‫البورتريه لدى جمال بنسليمان‪ ،‬نجد أنه يورد‬ ‫في ختام كل حديث عن الشخصية المعنية‬ ‫شهادات في حقها على ألسنة معارف وأصدقاء‪.‬‬ ‫ففي البورتريه الخاص باألستاذ السحيمي‪،‬‬ ‫أعطى الكلمة لكل من القاص إدريس الخوري‬ ‫والناقد محمد بودويك والفاعل الثقافي محمد‬ ‫بن محمد الخطابي والشاعر جمال الموساوي‬ ‫والقاص محمد الشايب والباحث الجامعي‬ ‫والمترجم حسن بحرواي واألستاذة الجامعية‬ ‫دة‪ .‬نجاة المريني والقاص المصطفى لكليتي؛‬ ‫هم – كما قال المؤلف‪ -‬من “خيرة أدبائنا‬ ‫ومثقفينا”‪ .‬وفي البورتريه الخاص باألستاذ‬

‫إن القارئ المتمعن في نصوص هذه‬ ‫البورتريهات يلمس أن المؤلف د‪ .‬جمال‬ ‫بنسليمان استطاع أن يضمن لها الكثير من‬ ‫السمات الجمالية والفنية والموضوعية؛ منها‪:‬‬ ‫رشاقة العبارة ومتانة األسلوب‪ ،‬إذ إن الكاتب‬ ‫صاغ هذه الدرر وفق أسلوب لغوي يمتح الكثير‬ ‫من البالغة الرونق كما يتبدى بجالء من خالل‬ ‫العديد األمثلة التي أوردتها أعاله وغيرها كثير‬ ‫من التعابير التي حفل بها الكتاب‪.‬‬ ‫ومن السمات التي ميزت هذه البورتريهات‪،‬‬ ‫أذكر أيضا التسلسل الكرونولوجي في عرض‬ ‫المواد وتقديمها إلى القراء بكل سهولة ويسر؛‬ ‫وهو سمة تظهر للعيان من خالل المكونات‬ ‫التي فصلنا عنها الحديث في المحور األول‬ ‫من هذه القراءة‪ ،‬ما منح للنصوص قدرا من‬ ‫التشويق واإلثارة بمعناها اإليجابي والمحمود‪.‬‬ ‫ومن السمات األخرى التي حضرت في هذه‬ ‫البورتريهات ومنحت لها قيمة علمية وأدبية‬ ‫نذكر التدقيق الجيد والشديد في التواريخ‬ ‫واألحداث واألماكن‪ .‬كما يلمس القارئ للكتاب‬ ‫أن سمة أخالقية تحضر في كثير من نصوص‬ ‫الكتاب‪ ،‬وتتمثل في االعتراف بأفضال اآلخرين؛‬ ‫سواء أ كانوا أساتذة أم زمالء‪.‬‬

‫على سبيل التركيب‪:‬‬

‫وبعد‪ ،‬إن كتاب “رجال شوامخ عرفتهم”‬ ‫للباحث الدكتور جمال بنسليمان يمثل‪ ،‬بحق‪،‬‬ ‫نموذجا من الكتابات التي تستحق القراءة‪،‬‬ ‫ويستحق صاحبها كل الثناء والتنويه؛ وذلك‬ ‫بالنظر إلى أنها تنطوي على قيمة معرفية‬ ‫أكيدة‪ ،‬كما أنها تحفل بالكثير من الجمالية‬ ‫الفنية‪.‬‬

‫قصـة مواطنـة مغربيـة وابنتهـا‪..‬‬ ‫نجتـا من حرب ليبيـا الطاحنة‪!.‬‬ ‫وعلى إث��ره��ذا الخبرالصادم‪ ،‬لم‬ ‫تتمالك “حرية” أعصابها‪ ،‬فاتجهت نحو‬ ‫غرفة الضيوف الذين كانوا يخططون‬ ‫لهذه المؤامــرة الدنيئــة‪ ،‬وأشبعتهم‬ ‫توبيخا وشتما‪ ،‬مما جعلهم يبلعــون‬ ‫ألسنتهم‪ ،‬مندهشين لها كيف أنها فطنت‬ ‫لمخططهم الوضيع‪ ،‬خاصة وأن “حرية”‬ ‫في مثل هذه المواقف التي تتعرض فيها‬ ‫للشر‪ ،‬تحس بطاقة وقوة فوالذية بداخلها‪،‬‬ ‫تدفعها إلى المواجهة والدفاع عن نفسها‪،‬‬ ‫فباألحرى عن فلذة كبدها الوحيدة التي‬ ‫هي كل ما تملكه في هذا الوجود‪.‬وهذه‬ ‫الطاقة ـ تؤكد “حرية” ـ نعمة حباها اهلل‬ ‫بها‪ ،‬فرغم تغير زوجها “ شوكت “ وعناده‬ ‫وروح االنتقام التي كانت تجري في نفسه‪،‬‬ ‫مجرى الدم في العروق‪ ،‬فإنها كانت تقاومه‬ ‫وتصده‪ ،‬وتجعله يطأطئ رأسه أمامها في مرات عديدة !‬ ‫“ ليس من السهل علي أن تكون فلذة كبدي على شفا حفرة‬ ‫من الضياع والموت البطيئ الذي قد ينتج عن عملية االغتصاب‬ ‫التي كادت أن تتعرض لها ـ القدر اهلل ـ دون أن أصاب بصدمة‪،‬‬ ‫ترتب عنها خوف مرضي من اآلتي القريب‪ “ !..‬تقول “حرية” التي‬ ‫ـ بعد هذا الحادث ـ لم تعد ترغب في المكوث‪ ،‬مزيدا من الوقت‪،‬‬ ‫بهذه المزرعة النائية‪ ،‬ولم يهدأ لها بال‪ ،‬إال وهي تغادرها‪ ،‬برفقة‬ ‫ابنتها “ ياسمين” ‪ ،‬وذلك في اليوم الموالي من هذه المؤامرة‬ ‫الفاشلة‪ ،‬حيث لم تفكر “حرية” وابنتها‪ ،‬لحظة واحدة‪ ،‬في أمتعة‬ ‫معينة تحمالنها معهما‪ ،‬بل خرجتا من المنزل ـ فقط ـ بالمالبس‬

‫(الحلقة الرابعة)‬

‫التي كانتا ترتديانها‪ ،‬حيث كانت شعبية األم‬ ‫وعالقاتها الطيبة مع محيطها الليبي ـ رغم‬ ‫طوارئ الحرب ـ كافية‪ ،‬لكي تلقى الدعم من‬ ‫قبل أفراد من جيش المعمرالقذافي‪ ،‬وهم‬ ‫يقيمون “ براجات “ في الطرق‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ينقلونها وابنتها إلى السفارة المغربية‬ ‫بطرابلس‪.‬وأول ما كان يهم “حرية” هوأن‬ ‫تفتح موضوع تمكين ابنتها من الحصول‬ ‫على الجنسية المغربية‪ ،‬بعد أن علمت ـ‬ ‫يومئذ ـ بأن قانون مدونة األسرة المغربي‬ ‫أصبح يعطي الحق لألم المغربية‪ ،‬كي تحصل‬ ‫على الجنسية المغربية لفائدة أبنائها‪.‬وهنا‬ ‫اصطدمت بضرورة موافقة زوجها الباكستاني‬ ‫“شوكت“ الذي امتنع بطبيعة الحال‪.‬وهذا من‬ ‫بين المشاكل التي تواجه الزواج المختلط‪،‬‬ ‫وعلى بنات وطنها المغرب أن يضعن هذا الألمر في الحسبان‪ ،‬تشير‬ ‫“ حرية “ التي رأت النجوم في عز الظهر‪ ،‬وهي تكابد من أجل حل‬ ‫هذا المشكل اإلداري الذي كان نال من أعصابها‪ ،‬لوال قيام السفارة‬ ‫المغربية بمكاتبة نظيرتها الباكستانية في الموضوع‪ ،‬فقامت‬ ‫هذه األخيرة بإجراءاتها‪ ،‬قبل أن تستجيب لطلب السفارة المغربية‪،‬‬ ‫مانحة لها موافقتها في إطار التعاون واالتفاقيات المبرمة‪ ،‬بين‬ ‫البلدين‪ ،‬ليذوب جليد “الكابوس” الذي كان جاثما على صدر “ حرية‬ ‫“‪ ،‬وبالتالي تتنفس الصعداء‪ ،‬وكأنها بذلك أزاحت عنها‪ ،‬ما يشبه‬ ‫صخرة ثقيلة‪ ،‬كانت تحبس أنفاسها ‪!.‬‬

‫محمد إمغران‬


‫العدد ‪837‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬مــاي ‪2016‬‬

‫اإليمان بالقدر خيره وشره‬ ‫‪ -‬د‪ .‬محمد كنون احل�سني‬

‫العقيدة الصحيحة تمأل قلب المسلم قضاء ورضاء‪ ،‬وتورثه إرادة وعزما وارتقاء‪ ،‬وتدفعه وتحثه للعمل على طلب‬ ‫معالي األمور‪ ،‬واإليمان باهلل ومالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر وبالقدر خيره وشره حلوه ومره‪ ،‬قضية كبرى ومسألة‬ ‫عظمى‪ ،‬وهي من أولى المسائل التي يجب على المسلم أن يستحضرها وينطوي عليها قلبه دائما‪ ،‬ففي الحديث‬ ‫الصحيح الذي رواه مسلم عن عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه أن جبر يل عليه السالم سأل النبي صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫عن اإليمان فقال صلى اهلل عليه وسلم‪ ... ( :‬أن تؤمن باهلل ومالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر ‪ ،‬وتؤمن بالقدر خيره‬ ‫وشره‪.)...‬‬ ‫فباإلضافة إلى اإليمان باهلل ومالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر يجب على المسلم اإليمان بالقدر خيره وشره‬ ‫حلوه ومره‪ ،‬والمقصود به اإليمان بتقدم علم اهلل سبحانه وتعالى بما يكون وبما سيكون من أعمال المخلوقات كلها‪،‬‬ ‫وتقديره سبحانه لها حسبما سبق به علمه واقتضته حكمته‪ .‬فالقدر بمعنى التقدير‪ ،‬قال الزجاج‪ ( :‬والتقدير هو التدبير)‬ ‫وهو جعل كل شيء على ما هو عليه‪ ،‬وباختصار‪ :‬فالقدر هو مشيئة اهلل تعالى التابعة لعلمه‪ ،‬أي الموافقة لعلمه ‪ ،‬ألن‬ ‫المشيئة ال تخالف العلم‪ ،‬فما شاء اهلل حصوله علم حصوله فال بد أن يحصل‪.‬فهو تقديره للكائنات حسب ما سبق به‬ ‫علمه واقتضت حكمته‪ ،‬وهو ما سبق به العمل وجرى به القلم مما هو كائن إلى األبد‪.‬‬ ‫واإليمان به هو أن تؤمن أن اهلل جل جالله كتب مقادير الخلق وقدر كل ما سيكون من الحوادث واألشياء‪ ،‬وقدر‬ ‫عدد مقادير الخالئق قبل أن يخلقهم‪ ,‬قدر آجالهم وأرزاقهم وأعمالهم‪ ,‬قبل أن توجد وتكون‪ ,‬وعلم سبحانه أنها ستقع‬ ‫في أو قات معلومة وبصفات مخصصة مفصلة‪ ,‬وكتبها بكل تفاصيلها ودقائقها‪ ،‬فهي كائنة في وقتها الذي حدده لها‪،‬‬ ‫وبالتفاصيل والدقة التي أرادها لها‪ ,‬فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن‪ ،‬وال يكون شيء في الوجود إال بعلمه ومشيئته‬ ‫وقدرته سبحانه‪ .‬قال تعالى‪َ ( :‬وعِ ْن َد ُه َم َف حِ ُ‬ ‫ات ا ْل َغ ْي ِب اَل َي ْع َل ُم َها �إِ اَّل هُ َو َو َي ْع َل ُم َما يِف ا ْلبرَ ِّ َوا ْل َب ْحرِ َو َما َت ْ�س ُق ُط مِ نْ َو َر َقةٍ �إِ اَّل‬ ‫ات ْ أَ‬ ‫(و َكانَ �أَ ْم ُر‬ ‫�ض َو اَل َر ْط ٍب َو اَل َياب ٍ‬ ‫ال ْر ِ‬ ‫َي ْع َل ُم َها َو اَل َح َّبةٍ يِف ُظ ُل َم ِ‬ ‫ِ�س �إِ اَّل يِف كِ َت ٍ‬ ‫اب ُمبِنيٍ ) الأنعام ‪ . 59‬وقال عز من قائل‪َ :‬‬ ‫�ض َو مَ ْل َي َّتخِ ْذ َو َلدًا َو مَ ْل َي ُكنْ َلهُ رَ�ش ٌ‬ ‫ِيك‬ ‫ات َو ْ أ‬ ‫الَ ْر ِ‬ ‫ال�س َم َاو ِ‬ ‫ال َّلهِ َقد ًَرا َم ْقد ً‬ ‫ُورا ) الأحزاب ‪ .37‬وقال �أي�ضا ‪( :‬ا َّلذِي َلهُ ُم ْل ُك َّ‬ ‫ِيرا ) الفرقان ‪ .2‬وقال �أي�ضا‪� (:‬إِ َّنا ُك َّل َ�ش ْيءٍ َخ َل ْق َنا ُه ِب َقدَرٍ )القمر ‪ .49‬وقال �أي�ضا‪:‬‬ ‫يِف المْ ُ ْلكِ َو َخ َل َق ُك َّل َ�ش ْيءٍ َف َقد َ​َّر ُه َت ْقد ً‬ ‫(و َما َت َ�ش ُاءونَ �إِ اَّل �أَ ْن َي َ�ش َاء ال َّلهُ‬ ‫(و اَل َت ُقو َلنَّ ل َِ�ش ْيءٍ �إِ يِّن َفاعِ ٌل َذل َِك َغدًا �إِ اَّل �أَ ْن َي َ�ش َاء ال َّلهُ ) الكهف ‪23‬ـ ‪ .24‬وقال تعالى‪َ :‬‬ ‫َ‬ ‫َر ُّب ا ْل َعالمَ ِنيَ ) التكوير ‪.29‬‬ ‫وفي صحيح مسلم أن النبي صلى اهلل عليه وسلم قال‪ ( :‬وإن أصابك شيء فال تقل‪ :‬لو أني فعلت كان كذا وكذا‪,‬‬ ‫ولكن قل‪ :‬قدر اهلل وما شاء فعل) قال ابن عباس رضي اهلل عنهما ( كل شيء بقدر حتى وضعك يدك على خدك)‪.‬‬ ‫ولقد طرح اإليمان بالقدر نقاشا كبيرا بين علماء الكالم والفالسفة‪ ،‬واستغله بعض المبطلين والملحدين إلثارة‬ ‫عدد من الشبهات وكثير من االعتراضات سنجمل الرد عليها في مجموعة من المالحظات ‪:‬‬ ‫• اإليمان بالقدر ال ينافي أن يكون لإلنسان مشيئة يحاسب عليها في أفعاله االختيارية‪ ،‬فكل إنسان له قدرة وإرادة‬ ‫ومشيئة‪ ,‬مختار في عمله وكسبه‪ ،‬اليجبره أحد على فعل خير أو شر‪ ،‬فاهلل سبحانه وتعالى عالم بعلمه األزلي الكلي بما‬ ‫سيفعله عباده‪ ,‬وما سيصدر من خلقه في حياتهم‪ ,‬ويعلم كم سيعيشون من السنين‪ ،‬وما ذا سيكسبون في حياتهم‪,‬‬ ‫وما سيقدمونه ألنفسهم‪ ,‬والعلم بالشيء ال يعني اإلجبار على فعله‪ .‬فلقد خلقنا اهلل سبحانه وتعالى لقضاء فترة امتحان‬ ‫في هذه الحياة الدنيا‪ ،‬وهو جل شأنه يعلم بأحوال خلقه وبنتيجة االمتحان‪ ،‬يعلم الناجح والراسب والشقي والسعيد‪.‬‬ ‫فعلم اهلل أزلي محيط بكل شيء بما كان وبما سيكون‪ ,‬وتقع جميع األمور على مقتضى علمه الكامل‪ ,‬يقول ابن أبي‬ ‫زيد القيرواني‪ ( :‬واإليمان بالقدر خيره وشره‪ ,‬حلوه ومره‪ ,‬وكل ذلك قد قدره اهلل ربنا‪ ,‬ومقادير األمور بيده‪ ,‬ومصدرها‬ ‫عن قضائه‪ ،‬علم كل شيء قبل كونه فجرى على قدره ال يكون من عباده قول وال عمل إال وقد قضاه وسبق علمه به‬ ‫‪ ...‬فكل ميسر بتيسيره إلى ما سبق من علمه‪ ,‬وقدره من شقي أو سعيد تعال اهلل أن يكون في علمه ماال يريد‪ ،‬أو أن‬ ‫يكون ألحد عنه غنى‪ ,‬خالقا لكل شيء‪ ,‬أال هو رب العباد ورب أعمالهم‪ ,‬والمقدر لحركاتهم‪ ,‬وآجالهم)‪ .‬الرسالة‪ :‬طبعة‬ ‫وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية ‪ 1405‬ـ ‪ 1984‬ص ‪ 10‬ـ ‪.11‬‬ ‫• إن من صفات اهلل سبحانه وتعالى‪ :‬العدل ‪ ,‬فهو اليظلم أحدا وقد حرم على نفسه الظلم‪ ,‬فقال سبحانه‪�( :‬إِنَّ ال َّلهَ‬ ‫اَل َي ْظ ِل ُم مِ ْث َق َال َذ َّر ٍة َو�إِ ْن َت ُك َح َ�س َن ًة ُي َ�ضاعِ ْف َها َو ُي�ؤ ِْت مِ نْ َل ُدنْهُ َ�أ ْج ًرا َعظِ ًيما ) النساء ‪ ,40‬وقال جل من قائل‪�( :‬إِنَّ ال َّلهَ اَل‬ ‫ا�س �أَ ْن ُف َ�س ُه ْم َي ْظل ُِمونَ ) يونس ‪ .44‬وفي الحديث القدسي‪( :‬عن النبي صلى اهلل عليه وسلم ‪،‬‬ ‫ا�س َ�ش ْيئًا َو َلكِنَّ ال َّن َ‬ ‫َي ْظ ِل ُم ال َّن َ‬ ‫فيما روى عن اهلل تبارك وتعالى أنه قال «يا عبادي ! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما ‪ .‬فال تظالموا ‪).‬‬ ‫صحيح مسلم ‪ -‬المسند الصحيح ‪ .2577‬فهو ال يجبر أحدا من خلقه على فعل شيء ثم يحاسبه على ذلك‪.‬‬ ‫• إن اهلل سبحانه وتعالى غني عن عباده‪ ,‬ال تنفعه طاعة مطيع والتضره معصية عاص‪ ،‬وغناه شامل ومطلق‪ ,‬فقد‬ ‫جاء في الحديث القدسي السابق الذكر‪ ( :‬يا عبادي ! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ‪ .‬ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ‪.‬‬ ‫يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم ‪ .‬كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ‪ .‬ما زاد ذلك في ملكي شيئا‪.‬‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم ‪ .‬وإنسكم وجنكم‪ .‬كانوا على أفجر قلب رجل واحد ‪ .‬ما نقص ذلك من ملكي شيئا ‪.‬‬ ‫يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم ‪ .‬وإنسكم وجنكم ‪ .‬قاموا في صعيد واحد فسألوني ‪ .‬فأعطيت كل إنسان مسألته ‪ .‬ما‬ ‫نقص ذلك مما عندي إال كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ‪ .‬يا عبادي ! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ‪ .‬ثم أوفيكم‬ ‫إياها ‪ .‬فمن وجد خيرا فليحمد اهلل ‪ .‬ومن وجد غير ذلك فال يلومن إال نفسه ) ‪ .‬وهذا مما يفيد في طمأنينة القلب في‬ ‫هذا الباب‪ ,‬فاهلل سبحانه وتعالى ليس بحاجة إلى العباد واليزيده شيء من عملهم أو ينقصه حتى يجبرهم على فعل‬ ‫شيء ثم يعذبهم بغير ذنب يستحقونه‪.‬‬ ‫• إن اهلل سبحانه وتعالى يقيم الحجة على عباده قبل مجازاتهم على أعمالهم‪ ،‬فهو ال يكلف إال البالغ العاقل‪ ,‬فالذي‬ ‫لم يبلغ سن الرشد أو األحمق الفاقد العقل فال تكليف عليه‪ .‬وال يحاسب إال القادر على فعل الشيء‪ ,‬فالعاجز والمريض‬ ‫ال تكليف عليه‪ ,‬وال يكون التكليف إال لصاحب اإلرادة‪ ,‬فمسلوبها كرها أو بمانع معين اليكلف‪ ,‬وال يسأل ويقيم الحجة إال‬ ‫ا�س‬ ‫(ر ُ�س اًل ُم َب رِّ�شِينَ َو ُم ْنذِرِ ينَ ِلئ اََّل َي ُكونَ لِل َّن ِ‬ ‫على من بلغته رسالة رسله وبعث إليه من يعلمه أسس دينه‪.‬قال تعالى‪ُ :‬‬ ‫ِيما ) النساء‪ . 165:‬وهناك مجموعة من اآليات القرآنية تؤكد أن اهلل‬ ‫الر ُ�سلِ َو َكانَ ال َّلهُ َعزِ يزً ا َحك ً‬ ‫َع َلى ال َّلهِ ُح َّج ٌة َب ْع َد ُّ‬ ‫سبحانه وتعالى جعل للعبد اختيارا وقدرة وإرادة يكون بها الفعل‪ ,‬من ذلك قوله تعالى‪( :‬ن َِ�سا�ؤ ُ​ُك ْم َح ْر ٌث َل ُك ْم َف�أْ ُتوا َح ْر َث ُك ْم‬ ‫وج َ ألَ َعدُّوا َلهُ ُع َّد ًة ) التوبة ‪.46‬‬ ‫�أَ َّنى ِ�ش ْئ ُت ْم ) البقرة ‪ ,223‬وقوله �أي�ضا‪َ :‬‬ ‫(و َل ْو �أَ َرادُ وا الخْ ُ ُر َ‬ ‫• توجيه األمر والنهي للعبد‪ ,‬ولو كان مسيرا مجبرا ال اختيار له والقدرة‪ ,‬لم يأمره الحق سبحانه وتعالى بشيء‬ ‫ألنه عاجز ال طاقة له على فعل أي شيء‪ :‬قال تعالى‪ ( :‬اَل ُي َك ِّل ُف ال َّلهُ َن ْف ً�سا ِ�إ اَّل ُو ْ�س َع َها َل َها َما َك َ�س َب ْت َو َع َل ْي َها َما ْاك َت َ�س َب ْت)‬ ‫البقرة‪. 286‬‬ ‫• هناك آيات قرآنية وأحاديث نبوية في مدح المحسن وذم المسيء‪ ,‬وإثابة كل منهما على ما يستحق‪ ,‬ولوال أن‬ ‫الفعل يقع باختيار وإرادة العبد لما كان هناك مدح وال دم‪.‬‬ ‫• كل امرئ يحس بحريته في التصرف وقدرته على فعل الشيء أو تركه‪ ,‬فهو يقوم ويخرج ويسافر بمحض إرادته‬ ‫واختياره‪ .‬وكل هذا يعني حرية العبد ومسؤوليته على ما يقدم عليه من أعمال‪.‬‬ ‫ومما يؤكد ما نحن بصدده ويزكيه ويوضحه‪ ،‬أن اإليمان بالقدر خيره وشره حلوه ومره يقوم على أربعة أركان‬ ‫مرتبطة بعضها ببعض اليقوم اإليمان إال بتحققها وهي‪:‬‬ ‫• العلم ‪ :‬وهو اإليمان بأن اهلل تعالى عالم بكل شيء جملة وتفصيال‪ ،‬أزال وأبدا‪ ،‬ما كان وما يكون وكيف يكون‪،‬‬ ‫ال يعزب عن علمه مثقال ذرة في السماوات وال في األرض‪ ،‬ال يتجدد له علم بعد جهل وال يلحقه نسيان بعد علم‪،‬قال‬ ‫(وعِ ْن َد ُه َم َف حِ ُ‬ ‫ات ا ْل َغ ْي ِب اَل َي ْع َل ُم َها �إِ اَّل هُ َو َو َي ْع َل ُم َما يِف ا ْلبرَ ِّ َوا ْل َب ْحرِ َو َما َت ْ�س ُق ُط مِ نْ َو َر َقةٍ �إِ اَّل َي ْع َل ُم َها َو اَل َح َّبةٍ يِف‬ ‫تعالى‪َ :‬‬ ‫ات ْ أَ‬ ‫اب ُمبِنيٍ ) األنعام ‪.59‬‬ ‫�ض َو اَل َر ْط ٍب َو اَل َياب ٍ‬ ‫ال ْر ِ‬ ‫ُظ ُل َم ِ‬ ‫ِ�س �إِ اَّل يِف كِ َت ٍ‬ ‫• الكتابة‪ :‬فنؤمن بأن اهلل تعالى كتب في اللوح المحفوظ ما سبق به علمه من أحوال الخلق وأرزاقها وآجالها إلى‬ ‫يوم القيامة‪ ،‬فكل ما كان من بداية هذا العالم وخلقه‪ ،‬وكل ماهو كائن إلى يوم القيامة مكتوب في اللوح المحفوظ‪،‬‬ ‫ري) الحج ‪.70‬‬ ‫ال�س َماءِ َو ْالأَ ْر ِ‬ ‫�ض �إِنَّ َذل َِك يِف كِ َت ٍ‬ ‫اب �إِنَّ َذل َِك َع َلى ال َّلهِ َي�سِ ٌ‬ ‫قال تعالى‪�( :‬أَ مَ ْل َت ْع َل ْم �أَنَّ ال َّلهَ َي ْع َل ُم َما يِف َّ‬ ‫• المشيئة‪ :‬وهي اإليمان بمشيئة اهلل النافدة وقدرته الشاملة‪ ،‬فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن‪ ،‬فال حركة‬ ‫والسكون‪ ،‬والحادث في الكون صغير أو كبير إال بمشيئته وقدرته‪ ،‬قال تعالى‪(( :‬وَمَا تَشَا ُء َ‬ ‫ون إِ اَّل أَ ْن يَشَا َء اللهَُّ رَبُّ‬ ‫ا ْلعَا َلمِينَ ) التكوير ‪.29‬وفي حديث ابن عباس رضي اهلل عنهما أن النبي صلى اهلل عليه وسلم قال‪ ...( :‬إذا سألت‬ ‫فاسأل اهلل ‪ ،‬وإذا استعنت فاستعن باهلل ‪ ،‬واعلم أن األمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ‪ ،‬لم ينفعوك بشيء إال‬ ‫قد كتبه اهلل لك ‪ ،‬وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إال بشيء قد كتبه اهلل عليك ‪ ،‬رفعت األقالم وجفت‬ ‫الصحف ) رواه الترمذي السنن ‪2516‬‬ ‫• الخلق‪ :‬فنؤمن بأن اهلل سبحانه وتعالى خالق كل شيء بذاته وصفاته وحركاته‪ ،‬أوجده من العدم ‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫(ال َّلهُ َخال ُِق ُك ِّل َ�ش ْيءٍ َوهُ َو َع َلى ُك ِّل َ�ش ْيءٍ َوكِ ٌيل ) الزمر ‪.62‬‬ ‫ولإليمان بالقدر ثمرات تعود على المؤمن بالنفع العاجل منها‪ :‬االعتماد على اهلل سبحانه وتعالى عند فعل األسباب‬ ‫ألن السبب والمسبب كالهما بقضاء اهلل وقدره‪ ،‬ومنها العمل بنشاط والسعي بما يرضي اهلل سبحانه وتعالى في هذه‬ ‫الحياة ‪ ،‬واإلقدام على عظائم األمور بثبات وعزم ويقين‪ ،‬ومنها راحة النفس وطمأنينة القلب وطرد القلق والضجر عند‬ ‫فوات مراد أو حصول مكروه‪ ،‬ومنها طرد اإلعجاب بالنفس عند حصول المراد واالبتعاد عن التكبر ألن العبد يعتبر نفسه‬ ‫دائما عاجزا أمام قوة اهلل سبحانه وتعالى وقدرته ومشيئته‪ ،‬ومنها الشجاعة على مواجهة الشدائد وتقوية العزائم مع‬ ‫االستعانة باهلل والتوكل عليه‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫زيت الزيتون‪ ..‬أسرار وإعجاز‬

‫ألول مرة في التاريخ‪ ،‬اجتمع ما مجموعه ‪ 16‬من أشهر علماء الطب في العالم في مدينة روما في ‪21‬‬ ‫أبريل سنة ‪ ،1997‬ليصدروا توصياتهم وقراراتهم الموحدة حول موضوع «زيت الزيتون و غذاء حوض البحر‬ ‫المتوسط»‪ ،‬هؤالء العلماء أصدروا توصياتهم في بيان شمل أكثر من ثالثين صفحة‪ ،‬استعرضوا فيها أحدث‬ ‫األبحاث العلمية في مجال زيت الزيتون وغذاء حوض البحر المتوسط‪.‬‬ ‫لقد أكدت األبحاث العلمية أن تناول زيت الزيتون يسهم في الوقاية من مرض شرايين القلب التاجية‬ ‫وارتفاع كولسترول الدم‪ ،‬وارتفاع ضغط الدم‪ ،‬ومرض السكر‬ ‫والبدانة‪ ،‬كما أنه يقي من بعض السرطانات‪ .‬حتى عام ‪ 1986‬لم‬ ‫يأبه أحد من الباحثين األمريكيين واألوروبيين بزيت الزيتون‪ .‬وفي‬ ‫عام ‪ ،1985‬أثبتت الدراسة أن زيت الزيتون يخفض كولسترول‬ ‫الدم‪ .‬لقد ركزت الدراسات واألبحاث اهتمامها حول فوائد زيت‬ ‫الزيتون‪ ،‬يوما بعد يوم‪ ،‬استكشف المزيد من أسرار هذا الزيت‬ ‫المبارك الذي أتى من شجرة مباركة‪ .‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم‪« :‬كلوا الزيت وادهنوا به‪ ،‬فإنه من شجرة مباركة» كيف ال‬ ‫تكون الشجرة مباركة‪ ،‬وقد أقسم اهلل تعالى بها أو بأرضها ـ على‬ ‫اختالف بين المفسرين ـ في قوله تعالى‪[ :‬والتين والزيتون وطور‬ ‫سنين]؛ وكيف ال تكون مباركة‪ ،‬وقد شبه اهلل تعالى نوره بالنور‬ ‫الصادر عن زيتها‪ ،‬حين قال سبحانه وتعالى‪[:‬يوقد من شجرة‬ ‫مباركة زيتونة‪ ،‬ال شرقية وال غربية] فالشجرة مباركة‪ ..‬والزيتون‬ ‫مبارك‪ ..‬ولكن كثيرا من الناس عنه غافلون‪.‬‬ ‫إن الزيتون هبة من السماء لإلنسان‪ .‬عرف القدماء بعضا من‬ ‫فوائده‪ ،‬وأدرك الطب الحديث ـ منذ سنوات معدودات ـ بعضا آخر‬ ‫منها‪ .‬أن زيت الزيتون يقي من مرض العصر‪ ..‬جلطة القلب‪ ،‬ويؤخر‬ ‫من تصلب الشرايين‪ .‬إذ تالشت األسطورة التي كانت تقول إن زيت‬ ‫الزيتون يزيد كولسترول الدم‪ ،‬ذلك الشبح الذي يقض مضاجع الكثيرين‪ .‬لقد بين العلم الحديث أن زيت‬ ‫الزيتون عدو للكولسترول‪ ،‬يحاربه أنى كان في جسم اإلنسان‪ .‬سكان حوض البحر األبيض المتوسط مغبوطون‬ ‫على غذائهم‪ ،‬فهم يعرفون أن مرض شرايين القلب التاجية أقل حدوثا في إيطاليا وإسبانيا واليونان وما‬ ‫جاورهما‪ ،‬يعزو الباحثون ذلك إلى كثرة استهالك زيت الزيتون عند سكان حوض البحر المتوسط‪ ،‬واعتمادهم‬ ‫عليه‪ ،‬كمصدر أساسي للدهون في طعامهم‪ ،‬بدال من السمنة‪.‬‬ ‫اليونان وإيطاليا وإسبانيا يشكل زيت الزيتون المصدر األساسي للدّهون في أكلهم‪ ،‬إنهم متميزون بأنهم‬ ‫األقل تعرضا لمرض شرايين القلب وسرطان الثدي في العالم أجمع؛ وليس هذا فحسب‪ ،‬بل إن األمريكيين‬ ‫الذين يحذون هؤالء ّ‬ ‫يقل عندهم حدوث مرض شرايين القلب‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ زيت الزيتون والكولسترول‪:‬‬

‫سكان جزيرة كريت هم من أقل الناس إصابة بمرض شرايين القلب التاجية في العالم‪ ،‬و من المعروف أن‬ ‫معظم الدهون التي يتناولونها في طعامهم مصدرها زيت الزيتون الذي ثبت أنه يقلل من معدل الكوليسترول‬ ‫الضار في الدم‪ ،‬و بالتالي يقي من تصلب الشرايين و مرض شرايين القلب التاجية‪.‬‬ ‫إن أكسدة الكولسترول الضار أمر مهم في إحداث تصلب‬ ‫الشرايين وتضيقها‪ .‬وقد أكدت الدراسات العلمية أن زيت الزيتون‬ ‫يلعب دورا هاما في منع تلك العملية‪ ..‬زد على ذلك أن زيت الزيتون‬ ‫يحتوي على فيتامين (‪ )E‬المعروف بدوره المضاد لألكسدة‪ ،‬كمايحتوي‬ ‫على مركبات البولي فينول‪ ،‬ومن ثم يمكن أن يقي من حدوث تصلب‬ ‫الشرايين‪ .‬تعزى فوائد صحية لزيت الزيتون إلى غناه باألحماض‬ ‫الدهنية الوحيدة الالمشبعة‪ ،‬وإلى غناه بمضادات األكسدة‪.‬‬ ‫بما ال يدع مجاال للشك‪ ،‬أكدت الدرسات أن زيت الزيتون يخفض‬ ‫مستوى كولسترول الكلي والكولسترول الضّار‪ ،‬دون أن يؤثر سلبا‬ ‫على الكولسترول المفيد‪.‬‬ ‫إن دراسة حديثة نشرت في مجلة ‪ Atherosclerosis‬سنة‬ ‫‪ 1990‬أكدت على أهمية تناول زيت الزيتون البكر الممتاز ‪oil Extra‬‬ ‫‪ ،Virgin‬وهو زيت العصرة األولى‪ ،‬وقد وجد الباحثون أن زيت الزيتون‬ ‫البكر‪ ،‬يحتوي على كمية جيدة من مركبات البولي فينول‪ ،‬التي تمنع‬ ‫التأكسد الذاتي للزيت‪ ،‬وتحافظ على ثباته‪ .‬كما وجد هؤالء الباحثون‬ ‫أن هذه المركبات تمنع أكسدة الكولسترول الضار ‪ LDL‬في أنابيب‬ ‫االختبار‪ ،‬وبالتالي يمكن لها أن تقي من حدوث تصلب الشرايين‪،‬‬ ‫وتلعب دورا هاما في وقاية الجسم من خطر المركبات السامة للخاليا مثل «البيروكسايدز» وغيرها من المواد‬ ‫الضارة‪.‬‬ ‫ولقد وأكدت هذه المعطيات دراسة أخرى‪ ،‬نشرت في شهر فبراير ‪ 1999‬في مجلة ‪.Atherosclerosi‬‬

‫‪ 2‬ـ هل لزيت الزيتون تأثير على تجلط الدم؟‬

‫هل هناك أيضاً تأثير آخر لزيت الزيتون‪ ،‬يمارس عن طريق فوائده في الوقاية من تصلب الشرايين؟ في‬ ‫شهردجنبر سنة ‪ ،1999‬نشرت دراسة في مجلة ‪Am J clin Nutr‬‬ ‫أظهر الباحثون أن الغذاء الغني بزيت الزيتون‪ ،‬ربما يقلل من حدوث مرض ‪.‬‬


‫العدد ‪837‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬مــاي ‪2016‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬

‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache7@hotmail.com‬‬

‫‪ 1‬ـ نصوص عربية بلهجة عامية عرائشية‬

‫في نفس الفترة من السنة الفارطة نشرنا ضمن هذا الركن سلسلة حلقات من كتاب (‪ )TEXTES ARABES DE TANGER‬نصوص عربية من طنجة‪ /‬تحت عنوان‬ ‫«نصوص طنجوية منسية سجلها وليام مارسيه بأمانة علمية» وهي نصوص شفاهية غير مدونة‪ ،‬نقلها سماعا عن بعض أهالي المدينة‪ ،‬إبان نزوله عند ابن جلدته «م‪.‬م‬ ‫جيلز»لقضاء عطلته الصيفية بطنجة؛فصنفها ودونها في كتابه اآلنف الذكر‪ ،‬وهو من منشورات مدرسة اللغات الشرقية الحية بباريز(طبعة‪ .)1911‬وفي ذات السياق سننشر‬ ‫كتابا مماثال يحمل عنوان» نصوص عربية باللهجة العامية العرائشية» من ترجمة وتصنيف المستشرق اإلسباني «ماكسيميليانو آالركون سانتون» أنجزه إبان إقامته بمدينة‬ ‫العرائش‪.‬والنسخة األصلية من هذا الكتاب (طبعة‪ ،)1913‬فهي محفوظة تحت عدد ‪ 149‬بالمكتبة الوطنية اإلسبانية بمدريد ‪.‬‬ ‫وحسب ماهو وارد في معجم «األعالم» للزركلي ف‪« :‬ماكسيمليانو أوغسطين آالركون صانطون‪،‬‬ ‫مستشرق إسباني ولد في الروضا بالبشتا‪ /‬ألباصيطي‪ ،‬تعلم بجامعة برشلونة‪ ،‬وتخصص في الدروس‬ ‫العربية(‪، )1904‬وقدم أطروحة الدكتوراه في مدريد(‪ ،)1920‬وكان مدرسا للعربية في المدرسة التجارية‬ ‫بمالقة(‪ )1911‬وفي برشلونة (‪ )12‬وفي جامعة غرناطة(‪)22‬وسلمنكة(‪)23‬وأستاذا للعبرية في برشلونة(‪)27‬‬ ‫ثم للعربية في جامعة مدريد(‪ ،)32‬له دراسة في اللهجات اإلسبانية‪ ،‬والمراكشية (أي المغربية) وصنف‬ ‫النصوص العربية واألعجمية العامية في مدينة العرائش‪،‬طبع ونشر «سراج الملوك» للطرطوشي‪/‬طبعة‬ ‫عربية بترجمة إسبانية ؛ وبتعاون مع بعض زمالئه وضع فهرس المخطوطات العربية واألعجمية في مكتبة‬ ‫جمعية األبحاث في مدريد‪،‬وطبع ونشر الوثائق العربية الدبلوماسية في محفوظات مملكة آراغون»‪-‬طبعة‬ ‫مدريد‪-‬غرناطة(‪.)1940‬وإضافة إلى ما ذكره الزركلي عن الرجل في الجزء السابع من «معجم األعالم» ‪،‬‬ ‫فنجيب عكيفي في «موسوعة المستشرقين» ذكر أن ماكسيميليانو‪...« :‬تضلع في العربية على يد األب‬ ‫أسين بالتيوس‪ ...‬ووضع بمعاونة جونتاليث بالنثيه وأويثي «فهرس المخطوطات العربية واألعجمية» في‬ ‫مكتبة جمعية األبحاث العلمية بمدريد‪ ...‬ونشر بمعاونة جون ثاليث بالنثيه قطعة من كتاب «الصلة»‬ ‫البن بشكوال(مدريد‪ .)1920‬وبمعاونة غيره «حرب المغرب»لمؤلف مراكشي(مغربي) معاصر(‪ ،)1920‬وله‬ ‫«األثراإلسالمي في الصوتية الحديثة» (تكريم مينندت بيدال‪.)1925 -‬‬ ‫ونظرا لمكانة الرجل العلمية ومساعيه الحميدة في جمع وحفظ عدد من النصوص العربية وتدوين‬ ‫حكايات شعبية عرائشية شفاهية وبعض العادات المغربية‪ ،‬سننشر عبر سلسلة حلقات كتابه المعنون‬ ‫ماكسيميليانو آالركون سانتون‬ ‫بما نص ترجمته «نصوص عربية باللهجة العامية العرائشية» وهو الكتاب الذي أنجزهكما سلف ذكره إثر‬ ‫إقامته المؤقتة بمدينة العرائش؛ فقراءة ممتعة ‪:‬‬

‫حكاية احلجام مع ال ّلي كيح�سن له‬ ‫كان واحد الرجل حجام كيحسن للناس ‪ ،‬واحد النهار هو جالس فى الحانوت وواحد الرجال دخل لعندو وقال له‪:‬‬ ‫«يا الملعلم تحسن لي ؟»‪ .‬قال له‪« :‬ادخل مرحبا بك»‪ ،‬ودخل ذاك الرجال وجلس حتى فضىالمعلم مع الناس كلهم‬ ‫وما بقى حتى واحد غير ذاك الرجال‪ ،‬قال له المعلم ‪« :‬أجي نحسن لك»‪ ،‬وجا قدامه وجلس‪ ،‬وبدا يج ّفف له راسو‬ ‫بالجفافة باش يحسن له‪ ،‬ومناين مضى المعلم الموس بيدو‪ ،‬بدا يحسن له شويا شويا‪ ،‬وذاك المعلم هدر مع ذاك‬ ‫الرجال وقال له‪« :‬دابا الحانوت ما فيها حتى واحد معنا‪ ،‬ودابا إال نقطع لك راسك اشكون غادي يسوق لك الخبر»‪ ،‬قال‬ ‫له‪« :‬إال بغيتي قطعو لكن السلطان الكبير يسوق الخبر ويقولها للسلطان الصغير‪ ،‬والسلطان الصغير هو يفدي لي‬ ‫ضيمى»‪ ،‬وذاك المعلم الحجام ما ساق خبر للكالم ذياله وبدا يحسن له حتى وصل للكرجومة‪ ،‬ودوز له راسو وفرزو له‬ ‫من الكسدة ورفد الراس وخبعو في قلب الحانوت‪ ،‬حتى نزل الليل ورفد الرجل وسيبوفى المطبق‪ ،‬ومناين نزال الليل‬ ‫هودليه وعملو فى القفة وعمل القفة تحت منو وخرج على طرف البالد ودفن الكسدة والراس ذيالو بواحدو‪ ،‬وطمرو‬ ‫ورجع في حالو للدار ذيالو‪.‬‬ ‫وس��ار على عملو مدة من أي��ام وهو هذيك‬ ‫سيرتو‪ ،‬واحد النهار بغى يخرج يتسرى فى البالدات‪،‬‬ ‫وقال للدار ذيالو‪« :‬أنا غادي نمشي نتسرى عسى هّ‬ ‫الل‬ ‫عز وجل يجيب لنا التيسير»‪ ،‬ومشى فى حالو‪ ،‬كيمشي‬ ‫فى الطرقان حتى وصل لذاك الموضع أللي دفن‬ ‫فيها الراس وقال‪ :‬هّ‬ ‫«الل هو العالم إال ما نكذبشي‬ ‫هذي الموضع أللي دفنت فيها ذاك الراس؟»‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫«هذي الموضع ما كانشي فيها الدالية ذالعنب ودابا‬ ‫سبحان هّ‬ ‫الل العظيم ناضت الدالية ذالعنب»‪ ،‬ومشى‬ ‫ْ‬ ‫وكال فذاك الدالية ذالعنب وهو كيجبر عنقود‪ ،‬عمر‬ ‫ما نظرتو عينيه ورفدو‪ ،‬وقال‪« :‬سبحان اهلل العظيم‬ ‫العنب بال وقت‪ ،‬وقال دابا غادي نديه للسلطان»‪،‬‬ ‫ورفد العنقود وق��ال‪« :‬باسم اهلل هذا ال��رزق جابو‬ ‫اهلل»‪ ،‬وعملو في القراب ذيالو ورفدو فوق اكتافو‪،‬‬ ‫ومشى به حتى وصل للبالد فاين هو السلطان‪.‬‬ ‫ودخل لوسط البالد‪ ،‬وسقصى الناس ذالبالد‪،‬‬ ‫وقال لهم‪« :‬يا سيادي تْوَ ِرو لي دار السلطان فاين‬ ‫كيحكم»‪ ،‬ووراو لو‪ ،‬ودخل لوسط الزنقة حتى وصل‬ ‫للمشور ذالحكم ومشى لعند المشوري وقال له‪« :‬يا‬ ‫سيدي شاور على السلطان نصرو اهلل» وشاور عليه‪،‬‬ ‫وقال له‪« :‬قل لو يدخل»‪ ،‬ودخل ذاك الحجام حتى‬ ‫وصل لقدام السلطان‪ ،‬وبندق ؤودى تحيةالخالفة‬ ‫وقال اهلل‪« :‬يبارك في عمر سيدي»‪ ،‬قال له السلطان‪« :‬فاش كتمشي يا ولدي»‪ ،‬قال لو‪« :‬يا سيدي كلمتك عزيزة علي‬ ‫ودابا جيت لعندك نهدي لك واحد العنقود ذالعنب بال وقت»‪ ،‬قال لو السلطان‪« :‬أجبد» وفسخ قرابو من عنقو وحطو‬ ‫قدام السلطان‪ ،‬ودخل يدو فى وسط القراب وهو يحط يدو على الراس ذابن آدم‪ ،‬ودخلتو الرهبة وبدا كيشوف فى‬ ‫السلطان ويحني عينو ما حلتو للعنقود‪ ،‬ما حلتو للسلطان‪ ،‬وقال له‪« :‬أجبد العنقود» قال لو‪« :‬يا سيدي ما جبرت‬ ‫مانقول لك»‪ ،‬قال لو‪« :‬كيفاش غادي تقول لي»‪ ،‬قال لو‪« :‬يا سيدي كان عندي العنقود ذالعنب فى القراب ودابا ولى‬ ‫راس»‪ ،‬وقال لو‪« :‬أجبد نشوف لك» ومناين شافو السلطان بقى مبهوط‪ ،‬وقال لو‪« :‬عظمت فمي باهلل إال ما تقول‬ ‫لي الحكاية ذيال هذا الراس اشنهي وال ندرج لك راسك بحالو»‪ ،‬قال لو‪« :‬يا سيدي أمن علي نقول لك»‪ ،‬قال لو‪:‬‬ ‫«عليك األمان»‪ ،‬قال لو‪« :‬يا سيدي واحد النهار دخل لعندي واحد الرجال نحسن لو وقلت لو دابا إلى نقطع لك راسك‬ ‫اشكون غادي يسوق لك الخبر‪ ،‬قال لي‪ :‬السلطان الكبير غادي يسوق الخبر ويقولها للسلطان الصغير‪ ،‬وقال لو‪« :‬وما‬ ‫اديت غاية لهذا الكالم اللي قال لي وقطعت لو راسو»‪ ،‬وجا السلطان وقال لو‪« :‬دابا سلطني اهلل عليك باش نعذبك‬ ‫عذاب الخوان»‪ ،‬وعيط للسياف‪ ،‬وجا لقدام السلطان وقال السلطان‪« :‬فاينكم يا المخزنية؟»‪ ،‬قالوا لو‪« :‬يبارك فى عمر‬ ‫سيدي حاضرين نعم أ سيدي»‪ ،‬قال لهم‪ ....« :‬اديوا هاذ امقطع الدم يتقطع لو راسو»‪ ،‬وجابوه لعند السياف ودار به‬ ‫ثالثة ذالنوبات وقال لو‪« :‬اعمل الشهادة ف بالك يا ولدي ثالثة ذالنوبات آخرين ثاني» وطير لو راسو ومشى الخبر‬ ‫لعند السلطان والسالم‪.‬‬

‫**********‬ ‫حكاية ثالثة ذالرجال قاللني النف�س‬

‫واحد النهار هما جالسين فى واحد الطريق والسلطان دايز‪ ،‬جا السلطان قال لهم‪« :‬سالم عليكم» جاوا هما‬ ‫عكزوا يقولوا عليكم السالم؛ السلطان مشى فى حاله‪ ،‬وهما كل واحد مشى للدار ذيالو وقال للمراة ذيالو‪« :‬السلطان‬

‫قال لي سالم عليكم وعجزت انرد عليه»‪ ،‬واحد النهار مشوا النسا ذيالهم للحمام وتالقوا ثما‪ ،‬جات وحدة منهم‬ ‫قالت الخرى‪« :‬السلطان قال لراجلي‪ :‬سالم عليكم» جات اآلخرى قالت لها‪« :‬ال لرجلي» عاود ثاني االخرى قالت لها‪:‬‬ ‫«اشكون هو راجلك حتى يقول لو السلطان سالم عليكم؟» جات هي قالت لها‪« :‬السلطان قالها لراجلي يا المخوخة»‪،‬‬ ‫جات األخرى قالت لها‪« :‬كيتك بالكواوي» وبقوا تيدبزوا في الحمام‪ ،‬جات موالت الحمام سيفطت للرجال ذيالهم قالت‬ ‫لهم ‪« :‬تجوا دابا‪ ،‬النسا ذيالكم راهم تيدبزوا هنايا‪ ،‬ودابا إال ما تجوشي رانا ندعيكم للباشا»‪ ،‬وجاوا وكل واحد أدى‬ ‫المراة ذيالو وماشية تتبكي‪ ،‬وشي منهم الحوايج ذيالهم مقطعين‪ ،‬وشي الشعر ذيالهم باقي مفسوخ على طريق‬ ‫الحمام‪ ،‬وجاوا الرجال ذيالهم وكل واحد أدى المراة ذيالو للدار‪ ،‬وطلعوا هما عند السلطان‪.‬الرجال ذالنسا قاللين‬ ‫النفس‪ ،‬حين وصلوا للدار ذالسلطان‪ ،‬قالوا لقايد المشور‪« :‬نتالقوا السلطان»‪ ،‬قال لهم ‪« :‬صبروا واحد الشوي‪ ،‬ها‬ ‫السلطان خارج واحد الساعة»‪ .‬السلطان خرج وقال لقايد المشور‪« :‬اشكون اللي بغى يشكي»‪ ،‬قال لو‪« :‬يا سيدي‬ ‫واحد الثالثة ذالناس»‪..‬‬ ‫قال لهم يزيدوا‪ ،‬ووصلوا عند السلطان وطاحوا عليه‪ ،‬وقالوا لو‪« :‬يا سيدي احنا ثالثة ذالناس وكلنا قاللين‬ ‫النفس‪ ،‬وذاك النهار أللي دزت وقلت سالم عليكم‪،‬‬ ‫لمن قلتها؟»‪ ،‬جا السلطان قال لهم‪« :‬أنا قلتها‬ ‫لكم»‪ ،‬جاوا هما قالوا لو‪« :‬يا سيدي ذاك النهار‬ ‫اللي دزت وقلت سالم عليكم كنا عكزنا نردوا‬ ‫عليك السالم ‪،‬وم��ن كثرة قلة النفس ذيالنا يا‬ ‫سيدي‪ ،‬واحد النهار أنا شريت اللحم‪ ،‬واالخر شرى‬ ‫الفراقش‪ ،‬واالخر صاحبنا شرى البيضات‪ ،‬ومشينا‬ ‫للدار ذيالنا‪ ،‬مولى اللحم دخل اللحم للمراة ذيالو‪،‬‬ ‫وقال لها طيبها وطيبتها وجينا ناكلوا وباب الدار‬ ‫مفتوحة‪ ،‬وقلت للمراة ذيالي اللي يهدر فينا يشد‬ ‫الباب‪ ،‬هي ماهدرت وانا ما هدرت‪ ،‬باش ما نشدشي‬ ‫الباب‪ ،‬واحد الساعة وواحد المسكين جا تيسعى‬ ‫وعيى واقف فى الباب‪ ،‬ؤما كاينشي اللي قال لو ‪،‬ال‬ ‫هاك وال اهلل يفتح‪ ،‬وهو دخل للدار ودخل عليهم‬ ‫للبيت‪ ،‬وهما ساكتين‪ ،‬وغسل يدو وبدا ياكل وشرب‬ ‫الما حتى قضى الماكلة ورفد واحد العظم ذاللحم‬ ‫‪،‬وجبد واحد القنبة من شكارتو وربط ذاك العظم‬ ‫في اللحية ذيالو وبقى العظم مدلي في االرض‪،‬‬ ‫ومشى في حالو ذاك المسكين؛ واحد الساعة دخل‬ ‫واحد الكلب حتى للبيت‪ ،‬وجبر العظم مربوط فى‬ ‫اللحية ذيالو بقى تياكل العظم وهو تيكحن باللوري‬ ‫والراجل تبعو‪ ...‬حتى وصل للباب‪ ،‬وما قدرشي يقول‬ ‫لو خش ‪ ،‬حتى دازوا واحد الزوج ذالرجال تيجروا‪،‬‬ ‫والكلب خاف عاد رخى من العظم ‪ .‬الراجل ناض ودخل لعند مراتو وعاد بدا يهدر ‪ ،‬وقال لو‪« :‬يا سيدي هذا الشي كلو‬ ‫من قلة النفس اللي فيا وفي المراة ذيالي»‪ ،‬وناض قليل النفس اآلخر لقدام السلطان وجلس وقال لو «يا سيدي‪ :‬أما‬ ‫قلة النفس ذيالي‪ ،‬واحد النهار يا سيدي‪ ،‬شريت أربعة ذالفراقش‪ ،‬واديتهم للدار‪ ،‬وقلت للمراة‪« :‬طيبي هذا»‪ ،‬قالت‬ ‫لي‪« :‬واخا» وخرجت في حالي من الدار‪ ،‬جات المراة طيبتهم‪ ،‬وكالت واحد بواحديتها‪ ،‬وبقوا ثالثة‪ ،‬وجيت للدار باش‬ ‫ناكل جابت الماكلة‪ ،‬وما جابتشي الفراقش كاملين‪ ،‬قلت لها‪« :‬فاين واحد؟» قالت لي‪« :‬ما جبتي غير ثالثة»‪ ،‬قلت‬ ‫لها‪« :‬ال جبت أربعة»‪ ،‬بقينا ندبزوا واحد الساعة قلت مع راسي‪« :‬أرا نموت» قال لو‪« :‬يا سيدي وطحت فوق الفراش‬ ‫ومت‪ ،‬وجاوا االهلية ذيالي‪ ،‬وجاوا الناس‪ ،‬وغسلوني‪ ،‬وكفنوني‪ ،‬وادوني للمقابر يدفنوني ‪ ،‬ورفدوني فى المحمل‪ ،‬هما‬ ‫خارجين بيا والمعلم الكزار اللي شريت من عندو الفراقش دايز قال‪« :‬اشكون هذا اللي مات؟» قالوا لو فالن الفالني‪،‬‬ ‫جا هو قال لهم‪« :‬مسكين البارح شرى من عندي اربعة ذالفراقش»‪ ،‬وأنا سمعت فى المحمل ونضت وقلت لو‪« :‬ياك‬ ‫يا سيدي شريت من عندك اربعة ذالفراقش؟» قال لي‪« :‬إيه»‪ ،‬والناس تخلعوا ومشوا فى حالهم‪ ،‬وعرفوا هذا الشي‬ ‫كلو من قلة النفس ذيالي‪. .‬‬ ‫أما مولى البيضات ناض عند السلطان‪ ،‬وقال لو‪« :‬يا سيدي واحد النهار شريت البيضات واديتهم للمراة ذيالي‪،‬‬ ‫قلت لها طيبهم‪ ،‬وطيبتهم وجابتهم وبديت ناكل‪ ،‬وواحد المرة دخلت لعندي وبقات تهدر معي‪ ،‬وواحد البيضة‬ ‫في فمي‪ ،‬ومن قلة النفس ذيالي‪ ،‬ما قدرت شي نزول البيضة ونهدر معها‪ ،‬بقيت غير كندورلها بيدي فى حنكي‪.‬‬ ‫بقوا هما كيشوفوا فيا‪ ،‬ما عرفووالو‪،‬في بالهم السنان كيحرقوني‪ ،‬وخافوا علي‪ ،‬ومشوا ولغوا على المعلم الحجام‬ ‫وجاب المشرطة ‪،‬جلس وقال لي‪« :‬مالك؟‪ ،‬وأنا بقلة النفس اللي فيا ما قدرتشي نزول البيضة ونهدر معه‪ ،‬جاوا هما‬ ‫حبسوني وجا المعلم وشرط لي في حنكي وخرج البيضة‪ ،‬والساعة اللي خرج البيضة والدم تيسيل من الحنك ذيالي‪،‬‬ ‫وعاد هدرت»‪ ،‬وقالوا لي‪« :‬مالك ما هدرتشي قبيلة؟»‪ ،‬قلت لهم‪« :‬ما كان في ما نهدر وما في ما نزول البيضة من‬ ‫فمي»‪ .‬هذا الشي كلو يا سيدي من قلة النفس اللي في وفي أصحابي ‪ ،‬قال لهم السلطان‪« :‬نوضوا لعنكم اهلل يا‬ ‫قاللين النفس»‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪837‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)742‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬مــاي ‪2016‬‬

‫المجموعة القصصية‬ ‫«رماد بطعم الحداد»‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫ال شك أن الحديث عن أي تقييم مفترض لرصيد تراكم الدراسات السردية‬ ‫صندوق العجب والعجاب ‪ ...‬كلفني سيد أمره الكاتب اآلمر الناهي‪ ،‬أن أبدأ‬ ‫بمغرب الزمن الثقافي الراهن‪ ،‬ال تستقيم دوائره إال بالعودة المتجددة للنهل‬ ‫سرد هذه الحالة لكم‪ ،‬بالوصف الموالي ‪( »...‬ص‪ ،)87 .‬وتنساب الحكاية ‪...‬‬ ‫من رصيد منجز األستاذ مصطفى يعلى الغزير والمتنوع‪ .‬وال شك أن البحث‬ ‫وفي كل مرة كان المؤلف يعرج نحو سياقات مختلفة في دهاليز السرد‪،‬‬ ‫في تالوين إبداالت الخطاب السردي الوطني‪ ،‬يفضي إلى تقاطعات معرفية‬ ‫كان يلجأ إلى ظله‪ /‬الراوي من أجل تفجير ملكة الحكي ولسان حاله ينطق‬ ‫وتنظيرية وأكاديمية وإبداعية لألستاذ يعلى‪ .‬وال شك – كذلك – أن الدراسة‬ ‫بما يريده الكاتب وال يكتسب الجرأة على تفويض أمر التعبير عنه لغير ظله‬ ‫التركيبية لعوالم هذا المبدع المتميز تتقاطع عند الصفة الفريدة التي‬ ‫المستحب أو الراوي المطيع‪ .‬يقول المؤلف في النص المشار إليه أعاله ‪« :‬ثم‬ ‫حملها منجزه اإلبداعي القصصي الممتد في الزمن‪ ،‬منذ سنة ‪ 1976‬تاريخ‬ ‫أمرني السيد الكاتب أن أطلعكم على حكاية الرجل المسحور وكيف انزاح‬ ‫صدور أولى مجموعاته القصصية وإلى سنة ‪ 2015‬تاريخ صدور آخر أعماله‬ ‫التجميعية‪ ،‬في تالزم وثيق بين رحابة النزوعات اإلبداعية والتخييلية الواسعة‬ ‫عنه سحره‪ ،‬وما جرى له مع الفيل سليل الديناصورات‪ ،‬وها أنا ذا أمتثل ألمره‬ ‫من جهة‪ ،‬وبين منطلقات التأصيل األكاديمي الرصين من جهة ثانية‪ ،‬من‬ ‫المطاع ‪( »...‬ص‪ ،)88 .‬وتنساب الحكاية‪ ،‬في إطار لولبي تتوزع فيه األدوار‬ ‫خالل تطوير الدرس الجامعي المتخصص‪ ،‬تأطيرا وتوثيقا وتنظيرا‪.‬‬ ‫بين الكاتب والراوي‪ ،‬لتعطي للسرد مسارات مختلفة‪ ،‬تساهم في قراءة‬ ‫ونتيجة لذلك‪ ،‬استطاع األستاذ يعلى بلورة معالم مشروع إبداعي عميق‪،‬‬ ‫جزئيات المتن بأعين متعددة وبرؤى متباينة ومن مواقع مختلفة‪ .‬ويبدو أن‬ ‫بعيد عن ضوضاء االستقطاب اإلعالمي‪ ،‬لكنه قريب من أدوات البناء النسقي‬ ‫األستاذ يعلى قد وجد ضالته في هذا المنحى‪ ،‬بالنظر لما استطاع توفيره من‬ ‫للمشروع الجمالي الذي يسائل التجربة ويفكك الثوابت ويسمو باللغة إلى‬ ‫إمكانيات هائلة لالستماع إلى أصوات النص الداخلية من منطلقات عديدة‬ ‫مقامات صوفية عاشقة‪ ،‬قصد إفراز متواليات مسترسلة من هذه االستعارات‬ ‫ومن زوايا متكاملة ساهمت في «تحرير» ذات المؤلف بعد أن أعطتها رحابة‬ ‫«التي نحيا بها» ونتفاعل معها ونتشرب قيمها في كل جهود االرتقاء بالذوق‬ ‫استثنائية لقول «كل شيء»‪ ،‬مادام هذا «الكل شيء» يشفي غليل المؤلف‬ ‫الجمالي الفردي والجماعي عند إنتاج النصوص وتعميم تداول متعها المشاعة‬ ‫في الدفع برحابة الوصف إلى مداه الرحب البعيد‪ ،‬من دون أن يؤدي ذلك‬ ‫أو لذتها القائمة والمفترضة‪ .‬فمنذ صدور المجموعة القصصية األولى تحت‬ ‫إلى توريط المؤلف في مواقف فردية متناقضة مع شروط السرد االنسيابي‬ ‫عنوان «أنياب طويلة في وجه المدينة» (‪ ،)1976‬ومرورا بمجموعة «دائرة‬ ‫الكسوف» (‪ )1980‬وبمجموعة «لحظة الصفر» ( ‪ )1996‬ثم بمجموعة «شرخ‬ ‫المتدفق‪ .‬بمعنى‪ ،‬أنه استطاع خلق أصوات موازية ألصوات الراوي‪ ،‬بشكل‬ ‫كالعنكبوت» (‪ ،)2006‬وتتويجا بمجموعة «رماد بطعم الحداد» (‪،)2015‬ظل‬ ‫فتح المجال أمام بناء حكايات على حكايات‪ ،‬وسياقات على سياقات‪ ،‬ومواقف‬ ‫المبدع مصطفى يعلى حريصا على تأثيث عوالمه الحميمية بقيم التفرد‬ ‫على مواقف‪ ،‬أو نصوص موازية للخطاطات األصلية لتقنية السرد التي‬ ‫وبنزوعات حسن اإلنصات لوقائع التجربة الخاصة بالمؤلف في مساءلة‬ ‫ينهض عليها المتن األصلي والوقائع المهيكلة لمنطق الحكي والنسيابيته‬ ‫غـالف الكتاب‬ ‫إبداالت الذات والمحيط‪ .‬هي تجربة تحسن قراءة تغيرات هذا المحيط‪ ،‬عبر‬ ‫المفترضة‪ .‬فكانت النتيجة‪ ،‬أن أصبح النص يتحدث بألسنة متعددة‪ ،‬سمحت للمؤلف‬ ‫اإلنصات للنبض الشفيف لدى ذات المؤلف‪ /‬الكاتب‪ /‬السارد‪ /‬الراوي‪ ،‬الواحد‪ /‬المتعدد‪،‬‬ ‫من أجل االرتقاء باالستيهامات التخييلية إلى مراقي اإلبداع والخلود‪ ،‬عبر عين مبدع يحسن التقاط باالنفالت من ذاته الواحدة والتحليق الحتضان مصادر مختلفة للسرد‪ ،‬بشكل مكنه من استيعاب‬ ‫التفاصيل الدقيقة التي ال تنتبه لها عين المتلقي «العادي» المهووس بضغط اليومي والمنصرف عن تناقضات الحكي الواحد‪ /‬المتعدد الكفيل بالتعبير عن كل التناقضات التي تحملها الذات الواحدة‪/‬‬ ‫التفاصيل «األخرى»‪ ،‬تفاصيل الروح والمعاناة اإلنسانية والوجدانية التي تصنع لإلنسان تميزه كذات المتعددة داخل فضاءات متن الحكاية‪.‬‬ ‫فريدة في آدميتها وفي أحاسيسها وفي تحوالت نظمها المعيشية ومواقفها السلوكية بتعبيراتها‬ ‫وفي تداخل مثير بين أدوات الكاتب والراوي والبطل‪ ،‬نحا األستاذ يعلى نحو اختراق متاهات الحكي‬ ‫الرمزية المتداخلة‪.‬‬ ‫عبر إعادة النظر في وظائف العناصر الثالثة المتحكمة في بنية السرد‪ .‬ففي نص «باقة ورد لسلة‬ ‫ويمكن القول إن المجموعة المعنونة ب «رماد بطعم الحداد»‪ ،‬الصادرة سنة ‪ ،2015‬في ما المهمالت»‪ ،‬يقول المؤلف مبرزا هذا البعد ‪« :‬في غفلة من بائعة الورد‪ ،‬التي ال تكف‪ ،‬بين الفينة والفينة‪،‬‬ ‫مجموعه ‪ 112‬من الصفحات ذات الحجم المتوسط‪ ،‬تشكل تتويجا لهذا المسار الطويل في الخصب عن استراق النظر إلي‪ ،‬وتحديا المتعاض الكاتب وتابعه الراوي‪ ،‬تابعت ذاتي األمارة بالحب دوما‪ ،‬كأنها‬ ‫وفي تطوير الرؤى تجاه قضايا السرد ونظيمة الحكي في الكتابة القصصية الوطنية المعاصرة‪ .‬لقد ذات لرجل غريب عني ‪( »...‬ص‪ .)82 .‬وعندما كانت تتيه التفاصيل بين المحكيات والشخوص‪ ،‬كان‬ ‫صيغت نصوص هذه المجموعة بعناية فائقة‪ ،‬وبلغة راقية‪ ،‬وبمعاناة حقيقية‪ ،‬ال شك وأنها تطلبت من‬ ‫المؤلف الكثير من الجهد ومن األناة ومن التأمل ومن التشريح‪ ،‬بحثا في األلفاظ وفي الدالالت وفي الكاتب يتحول إلى موجه لألحداث وللوقائع‪ ،‬في انتشاء مفترض ببطولة تفجير بنية النص وأركانه‬ ‫التراكيب وفي االستعارات‪ .‬وتجاوز األمر ذلك إلى بلورة رؤى تفكيكية لوظائف مكونات النص السردي‪ ،‬الناظمة لمنطق الحكي‪ .‬ففي نص «الحديقة العجيبة»‪ ،‬يقول المؤلف على لسان السارد ‪« :‬إنني ال أدري‬ ‫من خالل نزوع المؤلف نحو إبداع وظائف تركيبية في متن الحكاية‪ ،‬عبر إدماج ذوات كل من الكاتب – كيف أخرج من هذه الورطة‪ ،‬فأتصرف في غياب الكاتب‪ ،‬تجاه هذا المشكل الذي لم أضعه في الحسبان‪،‬‬ ‫نفسه – وظله المتمثل في الراوي في تفاصيل السرد إلى جانب شخوص النص القصصي‪ .‬وإذا كنت ال خالل ترتيب عمليات السرد مع الكاتب‪ ،‬وتدقيق تفاصيل الحدث بحرض شديد‪ .‬أحسن لي أن أنهي‬ ‫أزعم – في هذا المقام – اكتساب األدوات النقدية التخصصية الكفيلة بإبراز مظاهر التجديد في هذا األمر بطريقتي‪ ،‬فأتخلص من البطل بقتله مثال‪ ،‬كما يتخلص مني الكاتب فور انتهاء مهمتي‪ ،‬وليكن‬ ‫المجال‪ ،‬فالمؤكد أن لألمر قيمته‪ ،‬على األقل من زاوية البحث التخصصي في قضايا «تاريخ الذهنيات» ما يكون ‪( »...‬ص‪.)102 .‬‬ ‫كحقل مشرع أمام جهود المؤرخين المتخصصين لالنفتاح على عوالم الكتابات السردية‪ ،‬بحموالتها‬ ‫وعلى هذا المنوال‪ ،‬تنفتح متون الحكي‪ ،‬لتخلق عوالم تتماهى فيها الذوات مع بعضها البعض‪ ،‬عند‬ ‫التخييلية الرحبة وبتجديداتها المفاهيمية واألدواتية الهادفة لصقل التجربة والملكات واإلنتاجات‪.‬‬ ‫مقاربة قضايا إنسانية عميقة‪ ،‬في عشق الحياة‪ ،‬وفي إعادة أنسنة قيم الحب واالفتتان بالجمال‪ ،‬وإنتاج‬ ‫ومن هذه الزاوية بالذات‪ ،‬يبدو أن المبدع مصطفى يعلى قد استطاع االنزياح نحو فطرة الخلق‬ ‫والتجديد‪ ،‬من خالل وضع عالمة تالزمية مفترضة بين ذات الكاتب وبين ذات الراوي‪ ،‬بشكل مندمج رؤى مستفزة حول أسئلة الوجود والموقف من اآلخر ومن الحب ومن التاريخ ومن التحول االجتماعي‬ ‫داخل بنية النص نفسه‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬يقول المؤلف في نص «الحديقة العجيبة»‪ ،‬موضحا أفقه العام ومن انكسارات النفس البشرية‪ .‬هي كتابة عاشقة لذاتها المبدعة‪ ،‬ومخلصة إلواليات تأملها‪ ،‬ومجددة‬ ‫الكامن خلف هذا المنحى ‪« :‬كلفني من ال راد ألوامره‪ ،‬العالم في النص بكل شيء‪ ،‬الممسك بحيوات في أدوات تبليغها لمضامين هذه اإلواليات والمرجعيات المؤطرة لفعلي الكتابة والتخييل‪ .‬باختصار‪،‬‬ ‫أبطال سروده ونفسياتهم ومصائرهم‪ ،‬العابث بسلطان الزمان والمكان‪ ،‬الساخر من حكم المنطق هي كتابة مخلصة لنسق مكونات البناء النظري واإلبداعي لحصيلة تراكم عطاء األستاذ مصطفى يعلى‬ ‫والمقاييس‪ ،‬السابح في السماوات‪ ،‬الطليق في األراضي‪ ،‬الغائص في البحار‪ ،‬الجالس كالكاهن على أوال وأخيرا‪.‬‬

‫التعليم الثانوي بمقريصات بإقليم وزان يتوسد قنبلة موقوتة ‪ ‬‬ ‫تتطلع الشغيلة التعليمية العاملة‬ ‫بالتعليم الثانوي بالجماعة الترابية مقريصات‬ ‫بإقليم وزان ‪ ،‬ومعها أمهات وآباء التالميذ‬ ‫‪ ،‬وكذا المحيط المدني الذي ينسج عالقة‬ ‫تعاون وتنسيق مع هذا القطاع ‪ ،‬إلى نتائج‬ ‫لجنة التقصي التي سبق واستمعت للمسؤول‬ ‫الرئيسي عن االختالالت التي تقف وراء التوتر‬ ‫والغليان اللذان هزا أركان الحياة المدرسية‬ ‫بمؤسستي التعليم الثانوي بالمركز القروي‬ ‫المذكور ‪.‬‬ ‫‪ ‬المعلومات الشحيحة المتوفرة التي‬ ‫وفرها للجريــدة أكثـــر من مصدر‪ ، ‬تفيد‬ ‫بأن قرارا إداريا سينقي بيئة المؤسستين‬ ‫التعليميتيــــن ‪ -‬اللتيـــن يديرهما نفس‬ ‫المدير‪ -‬من كل الشوائب التي خدشت‬ ‫وجه القطاع بالقرية المذكورة في طريقه‬ ‫إلى التفعيل ‪ .‬وأرجعت نفس المصادر سبب التأخر في إعالنه ‪ ،‬إلى إكراهات موضوعية لها‬ ‫ارتباط وثيق بمحطة نهاية الموسم وما يصاحبها من استنفار من أجل ضمان مرور االمتحانات‬ ‫اإلشهادية في أجواء سليمة ‪ ،‬ضامنة وحامية لتكافؤ الفرص بين الفئة المستهدفة من التالميذ‬ ‫والتلميذات ‪.‬‬

‫‪ ‬يذكر بأن االختالالت التي قادت إلى‬ ‫االحتقان الذي عرفه التعليم الثانوي بمركز‬ ‫مقريصات ‪ ،‬سبق ونقلته بيانات نقابية التي‬ ‫تحدثت عن‪ ‬العشوائية في التدبير اإلداري ‪« ،‬‬ ‫واعتداء» المدير على أستـاذ مادة االجتماعيات‬ ‫بثانوية محمد السادس ‪ ،‬وذلك يوم ‪ 6‬أبريل‬ ‫األخير ‪ ،‬وتمادي نفــس المسؤول في ممارسات‬ ‫تسوق صورا تعاكــس رسالـــة المؤسسة‬ ‫التربوية‪ .‬وأكدت مصادر أخــرى التقت بها‬ ‫الجريدة بأن تالميــذ القسم الداخلي‪ ،‬سبق وتم‬ ‫إجبارهم على مغادرة هذا المرفق الذي يوفر‬ ‫لهم الدعم االجتماعي ‪ ،‬وذلك بمناسبة عطلة‬ ‫دراسية ال تتجاوز مدتها يوما أو يومين ‪.‬‬ ‫‪ ‬هذا االحتقان ‪ ،‬يضاف إليه اللغط الذي‬ ‫صاحب عملية اإلقرار اإلداري نهاية الموسم‬ ‫الدراسي الماضي ‪ ،‬توج بوقفة احتجاجية يوم‬ ‫‪ 8‬أبريل التحق فيها التالميذ باألطر التربوية ‪ .‬كما أن جمعية مديري الثانوي بإقليم وزان التي‬ ‫دخلت على الخط ‪ ،‬لم تنجح في بلورة موقف مساند للمدير المشتكى به من طرف أكثر من‬ ‫جهة ‪. ‬‬

‫محمد حمضي‬


‫العدد ‪837‬‬

‫مع‬

‫املواطنني‬

‫تقرير في شأن تعنيف قائد مقريصات ‪ /‬وزان‬ ‫للمواطن سعيد الطواف‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬مــاي ‪2016‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)307‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬ ‫صورة في منزل الضحية مع كاتب مراسل الجريدة محمد حمضي‬ ‫مساء يوم السبت ‪ 26‬مارس ‪ ،2016‬تلقى السيد محمد حمضي عضو اللجنة الجهوية مكالمة‬ ‫من مواطن يقطن بجماعة مقريصات التابعة إداريا لعمالة وزان‪ ،‬في شأن تعنيف قائد نفس الجماعة‬ ‫لمواطن يدعى سعيد الطواف ‪.‬‬ ‫في اليوم الموالي قام بالتحريات األولية وذلك بإجراء سلسلة من االتصاالت الهاتفية بالعديد‬ ‫من األصدقاء والمصادر األخرى بعين المكان لجمع أكبر قدر من المعلومات حول القضية‪ ،‬قبل االنتقال‬ ‫إلشعار السيدة رئيسة اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان‪ ،‬بغاية تحديد الخطوات المقبلة ‪.‬‬ ‫يوم اإلثنين ‪ 28‬مارس تناقلت العديد من الجرائد اإللكترونية والورقية الخبر‪ ،‬فقام عضو اللجنة‬ ‫بمهمة التقصي في القضية التي أنجزها بعين المكان يوم األربعاء ‪ 30‬مارس ‪.2016‬‬ ‫معلومات عن الشخص المعنف ‪:‬‬ ‫اإلسم الكامل ‪ :‬سعيد الطواف‬ ‫تاريخ ومكان االزدياد ‪ 1969 :‬بمقريصات‬ ‫رقم البطاقة الوطنية ‪LC 23936 :‬‬ ‫العنوان ‪ :‬مركز مقريصات ‪ /‬جماعة مقريصات ‪ /‬وزان‬ ‫المهنة ‪ :‬عامل بقيادة مقريصات ‪ /‬تابع لإلنعاش الوطني‬ ‫تصريح الشخص المعنف ( سعيد الطواف )‬ ‫« يوم السبت ‪ 26‬مارس ‪ 2016‬هاتفني السيد القائد على الساعة ‪ 9‬و ‪ 56‬دقيقة صباحا ( دليله في‬ ‫ذلك هو رقم هاتف القائد ‪ 0666925895‬الذي يحتفظ به مسجال في سجل االستقبال بهاتفه الخاص)‪،‬‬ ‫حيث سيطلب مني االنتقال إلى بيته من أجل أن أحضر له اإلسفنج ‪ .‬وفعال تجاوبت مع طلبه وانتقلت‬ ‫إلى بيته‪ ،‬وبصولي إلى مدخل مسكنه هاتفته على الساعة ‪ 10‬و دقيقتين ( يحتفظ بالمعلومة مسجلة‬ ‫بهاتفه الخاص ) لكنه لم يرد‪ ،‬فقرعت الباب‪ ،‬حيث سيقابلني‪ ،‬وسيمكنني من ورقة ‪ 20‬درهما من أجل‬ ‫تبضع اإلسفنج ‪ .‬وأنا أنزل في أدراج مدخل المنزل التفتت إليه طالبا منه بأن يحدد لي كمية األسفنج التي‬ ‫علي تبضعها ‪ .‬في هذه األثناء طلب مني الرجوع إليه‪ ،‬وهو ما فعلته بدون تردد‪ ،‬حيث سيطلب مني بأن‬ ‫أرجع له الورقة المالية ‪ .‬وما هي إال لحظة حيث سيقبضني من يدي اليمنى‪ ،‬وسيلتف على عنقي محاوال‬ ‫خنقي‪ ،‬مرددا كالما ساقطا ( غادي نوري دين موك واش هذا القائد أو أشنو ‪ -‬غادي نصيفط دين موك‬ ‫إلى المحكمة ألنك تهجمتي عليا في بيتي ) ‪ .‬ذهلت من تصرفه المفاجئ‪ ،‬وبدأت أتوسل إليه‪ ،‬لكنه‬ ‫شرع في صفعي ‪ .‬مباشرة بعد ذلك سيلتحق به رجل القوات المساعدة عبد العظيم اإلدريسي الذي‬ ‫سيطلب منه إحكام قبضته علي متهما إياي بالتهجم على بيته ‪ .‬رجل القوات المساعدة وبناء على أمر‬ ‫من القائد‪ ،‬قام بإسقاطي على األرض‪ ،‬فوضع ركبتيه فوق صدري وشرع في جلدي بكل أنحاء جسمي‬ ‫حتى كدت ألفظ أنفاسي ‪ .‬ارتفع صراخي من قسوة التعنيف الذي تعرضت له ‪ .‬في هذه اللحظة سيلتحق‬ ‫رجال الدرك الملكي بمكان االعتداء‪ ،‬وجروه من فوق صدري‪ .‬وبسيارتهم قاموا بنقلي إلى المركز الصحي‬ ‫بمقريصات لتقديم اإلسعافات األولية ‪ .‬قاموا بالتقاط صور تشهد على بشاعة ما تعرضت له من تعنيف‬ ‫‪ .‬وألن حالتي كانت خطيرة تم نقلي على متن سيارة اإلسعاف حيث سيرافقني إلى المستشفى اإلقليمي‬ ‫محمد الخامس بشفشاون‪ ،‬رجل درك وممرض ‪.‬‬ ‫بعد تلقي أهم اإلسعافات على يد طاقم طبي هناك‪ ،‬عدت إلى بيتي على متن نفس سيارة‬ ‫اإلسعاف‪ ،‬وبرفقة نفس األشخاص ‪.‬‬ ‫وألن حالتي الصحية تدهورت بشكل كبير فقد توجهت يوم اإلثنين ‪ 28‬مارس ‪ 2016‬إلى نفس‬ ‫المستشفى بشفشاون حيث سيمكنني الطبيب بعد بعض الفحوصات الطبية من شهادة طبية تثبت‬ ‫العجز في ‪ 45‬يوما‪ ،‬مع اإلذن باالنتقال إلى مستشفى القرطبي بطنجة ألن هناك احتمال أن يكون هناك‬ ‫شق في الرأس ‪.‬‬ ‫بمستشفى القرطبي بطنجة أجريت لي يوم األربعاء والخميس ( ‪ 30‬و ‪ 31‬مارس ) مجموعة من‬ ‫الفحوصات الطبية‪ ،‬انتهت بتمكيني من الئحة أدوية قصد استعمالها في انتظار إجراء عملية جراحية‬ ‫على الوجه »‪.‬‬ ‫وللقبض على سبب واحد من وراء هذا التعنيف الذي ادعاه المواطن سعيد الطواف‪ ،‬جاء تصريحه‬ ‫على الشكل التالي ‪:‬‬ ‫« قبل ثالثة أو أربعة أيام على االعتداء الذي ذهبت ضحية له‪ ،‬كنت قد وجهت شكايتين إلى كل‬ ‫من وزير الداخلية وعامل إقليم وزان‪ ،‬اشتكيت فيهما القائد المعتدي‪ ،‬الذي كان يطلب مني ورغما عن‬ ‫أنفي ‪ ،‬بأن أسمح لزوجتي االنتقال إلى بيته للقيام باألشغال المنزلية‪ ،‬علما بأن زوجته كانت قد غادرت‬ ‫بيتها قبل ذلك بمدة‪ ،‬وذلك بسبب خالف عائلي انتهى ربما بالطالق في األسابيع األخيرة ‪ .‬وأن القائد‬ ‫سبق وقدم لزوجتي هدية ( عقيق ) »‪.‬‬ ‫كان هذا هو مجمل التصريح الذي تقدم به المعتدى عليه ‪.‬‬ ‫مباشرة بعد مغادرة بيت المواطن سعيد الطواف‪ ،‬انتقل عضو اللجنة إلى مقر القيادة قصد‬ ‫االستماع إلى وجهة نظر القائد‪ ،‬لكن تعذر عليه إنجاز المهمة‪ ،‬نظرا لغيابه عن عمله ومغادرته للقرية‬ ‫منذ وقوع الحادث ‪ .‬وغير بعيد عن مقر القيادة‪ ،‬عرج على مقر عمل رئيس الدائرة الذي استقبل عضو‬ ‫اللجنة بتقدير واحترام‪ ،‬فقدم له صفته الرسمية‪ ،‬والغاية من تواجده هناك‪ ،‬والتمس منه إخبار القائد بأن‬ ‫عملية التقصي التي فتحتها اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان بطنجة في الواقعة‪ ،‬تتوقف على تصريحه‬ ‫قبل رفع التقرير إلى الجهات المختصة كما يحددها الظهير المحدث للمجلس الوطني لحقوق اإلنسان ‪.‬‬ ‫و أثناء العودة إلى وزان‪ ،‬تلقى عضو اللجنة مكالمة من رئيس جماعة أسجن ‪ /‬إقليم وزان‪ ،‬حيث‬ ‫سيتحدث في موضوع القائد‪ ،‬فاتفقا على موعد يوم الجمعة ‪ 01‬أبريل‪ ،‬على الساعة السابعة والنصف‬ ‫صباحا‪ ،‬بمقهى نابلس بوزان‪ ،‬والتمس منه أن يصطحب القائد معه ‪.‬‬ ‫لقاء الجمعة تم فعال ولكن في غياب القائد ‪ .‬قدم العضو اختصاصات اللجنة الجهوية لحقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬وأنها تتموقع على نفس المسافة من الطرفين‪ ،‬وتنجز عملها بحيادية مطلقة ‪ .‬وقد باح له بأن‬ ‫القائد ندم على تصرفه الذي جاء نتيجة ضغوطات اجتماعية ونفسية يمر منها ‪.‬‬ ‫يوم الجمعة ليال وحول نفس الموضوع‪ ،‬اتصل هاتفيا موظف بالفالحة بمركز أسجن ‪ ،‬وكذا‬ ‫أخوه من مدينة أكادير‪ ،‬تربطهما عالقة صداقة بالقائد حسب ما فهم من كالمهما ‪ .‬أفهمتهما بأن‬ ‫عملية االستماع التي أنجزها لن يعرفوا عن تفاصيلها أي شيء‪ ،‬وأنه كمكلف من طرف رئاسة المؤسسة‬ ‫الحقوقية الجهوية القيام بعملية التقصي في الواقعة‪ ،‬سينتظر حضور القائد قصد االستماع إليه لتدوين‬ ‫أقواله‪ ،‬وذلك إلى حدود مساء يوم السبت‪ ،‬والتمس منهما إقناعه بذلك ‪.‬‬

‫مالحظات‪:‬‬

‫ جل األشخاص الذين التقيت بهم بمركز مقريصات يشددون على أن سبب تعنيف القائد لسعيد‬‫الطواف يجد تفسيره في التحرش ‪.‬‬ ‫ زوجة سعيد الطواف كانت تقوم باألعمال المنزلية بمنزل القائد عندما كانت زوجته مقيمة معها‬‫( أي قبل مغادرتها البيت ألسباب عائلية) ‪.‬‬ ‫ أفاد أحدهم بأن القائد الحديث العهد بالمسؤولية ‪ ،‬جاء انتقاله من إقليم أزيالل إلى جماعة‬‫مقريصات بإقليم وزان كإجراء تأديبي في حقه ‪.‬‬ ‫ القائد وحسب ما صرح لي بذلك شخص ‪ ،‬يدعي بأن سعيد الطواف هو من هاجمه في بيته‬‫ اللكمات كانت عنيفة ‪ ،‬كما أصابت أكثر من مكان في جسد سعيد الطواف ( الرأس ‪ ،‬الوجه‬‫األسنان ‪ ،‬الدراعين ‪ ،‬الظهر)‪.‬‬ ‫ بلغ إلى علمي أن الضحية قد وضع شكاية لدى القضاء في الموضوع‪ ،‬وهناك محاوالت حثيثة‬‫للضغط عليه للتنازل‪.‬‬ ‫محمد حمضي وزان في ‪2016 / 4 / 02 :‬‬

‫‪17‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪307‬‬


‫الرياضي‬ ‫الشمال‬

‫كلمة العدد‬

‫أصبحت‬

‫مالعب كرة القدم تشكو من ظاهرة انتشار واستفحال التالعب‬ ‫بالمباريات‪ .‬وأصبح تبادل االتهامات سمة العديد من المسيرين‬ ‫الذين يتراشقون بتهم ثقيلة‪ .‬ولألسف أن األمور تقف عند حد يخدش سمعة كرة‬ ‫القدم المغربية وال يتم فتح تحقيق جدي حتى نوقف الظاهرة‪ .‬ولألسف أن مسؤولين‬ ‫مشرفين على تسيير الجامعة اصبحو بدورهم يتراشقون فيما بينهم على غرار ما حصل‬ ‫بين الناصري رئيس الوداد وبودريقة رئيس الرجاء‪ .‬واليوم عبد المالك أبرون الذي‬ ‫انفجر على خلفية اتهامات فريقه من طرف المغرب الفاسي من خالل تصريحات أدلى‬ ‫بها محمد بناني‪ ،‬عضو المكتب المسير للماص اتهم فيها الفريق التطواني بالتهاون‬ ‫في المباراة التي خسرها بسانية الرمل أمام أولمبيك خريبكة‪ .‬فمتى نضع حدا لهذه‬ ‫المهازل؟‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 837‬ـ الثالثـاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬مــاي ‪2016‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫عبد الرحمن البكاوي‪...‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫الريا�ضة بني املا�ضي واحلا�ضر‬

‫الكاتب العام للع�صبة الإحرتافية وامل�س�ؤول عن جلنة الربجمة‬

‫هناك العديد من الجهـات‬ ‫إنتقـــدت ســيـــاســـة لجنـــة‬ ‫البرمجة‪ ،‬ما رأيك؟‬

‫الرياضة حديثاً (‪)4‬‬

‫‪ - 3‬أسلوب تعليم وتعلم جديد ‪ :‬حيث تتجاوز مناهج الرياضيات‬ ‫المعاصرة كونها مادة جديدة وتنظيم جديد إلى كونها أيضاً أسلوب‬ ‫تعلم يؤكد على جوانب إنسانية وعلمية ال ينبغي أن تنفصل عن‬ ‫األسلوب الذي يتم به تعليمها فال تعدو المادة العلمية كونها واحدة‬ ‫من مكونات عملية التعلم يضم إليها األهداف واألنشطة وخطة‬ ‫التدريس وأسلوب التعلم‪،‬والرياضيات المعاصرة‪ ‬إذا‪ ‬درست بنفس‬ ‫األسلوب التقليدي الذي صاحب مناهج الرياضات التقليدية فإنها ال‬ ‫تقدم إال القليل فهي بحاجة إلى مدخل ألسلوب تعلم جديد تحكمه‬ ‫المعايير التالية ‪:‬‬ ‫ يعطي الفرصة الستثارة التعليم وتنشيطه ‪.‬‬‫‪ ‬يهيئ الفرصة للتفكير وتجريب األفكار التي يقترحها المعلمون‪.‬‬‫‪ ‬يعتمد على فكرة الكشف حيث يقدم الخبرة التي تشجع‬‫االكتشاف ‪.‬‬ ‫‪ ‬ينمي قدرة المتعلمين على تطبيق الرياضيات في مواقف‬‫جديدة ‪.‬‬ ‫‪ ‬يحقق جوانب اكتساب المهارات الرياضية ‪ ،‬الدقة والفهم‬‫والسرعة‪.‬‬ ‫‪ ‬يهتم بالفهم وينمي القدرة على الترجمة والتفسير واالستكمال‬‫– المظاهر الدالة على االستيعاب ‪.‬‬ ‫‪ ‬يضمن عدم حدوث تعلم مضاد فيما بعد أو تعلم معطل بتعلم‬‫سابق أو الحق ‪.‬‬ ‫ يساعد المتعلم على أن يرى صورة أوسع لطبيعة الرياضيات‬‫واللغة الرياضية المستخدمة‪ .‬‬ ‫لقد كان التجاه تبني الرياضيات المعاصرة في مناهج التعليم‬ ‫العام صداه الواسع على المستوى الدولي شمل الدول المتقدمة ‪،‬‬ ‫وامتد ليشمل الدول العربية ‪ .‬‬ ‫على مستوى الدول المتقدمة‬ ‫شكلت جماعات لبناء مناهج الرياضيات المعاصرة في العديد‬ ‫من الدول المتقدمـــة منها ‪ :‬المجموعـــة الدراسية للرياضيات‬ ‫المـــدرسيــــة‪ School Mathematics Study Group ‬بدأت‬ ‫عملها في عام ‪ 1958‬م وتضم مجموعة من المتخصصين في‬ ‫الرياضيات في جامعة بيل األمريكية ووضعت منهجا للرياضيات‬ ‫المدرسية يمثل مرحلة تطور للرياضيات في إطار المنهج التقليدي‬ ‫مع إعطائه الروح المعاصرة وقد خضع هذا المنهج – وما زال يخضع‬ ‫– لكثير من التعديالت‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫في واقع األمر‪ ،‬فاللجنة المكلفة‬ ‫بالبرمجة الخاصة بالبطولة اإلحترافية‬ ‫في قسميها األول الثاني والتي أتشرف‬ ‫بتسييرها نجحت في تنفيذ ما اتفق‬ ‫عليه قبل إنطالقة البطولة اإلحترافية‬ ‫وتجاوزنا كـل اإلكراهـات‪ ،‬من بينها‬ ‫مشاركة األندية المغربية على صعيد‬ ‫عصبة أبطال إفريقيـا وكأس الكاف‪،‬‬ ‫باإلضافـة إلى عائـق إغـالق بعض‬ ‫المالعب الوطنيـة بسبب اإلصالحـات‬ ‫على مستوى العشب والمدرجات‪ ،‬بكل‬ ‫صراحة فأغلب األندية كانت متجاوبة‬ ‫وبشكل إيجابـي مع لجنـة البرمجــة‬ ‫التي كانت في تواصل مستمــر مع‬ ‫كافة األندية‪ ،‬بحيــث كانــت األندية‬ ‫تتوصل مسبقـا ببرمجة ‪ 3‬دورات ما‬ ‫ساعد األطر التقنية للقيام بواجبها‪،‬‬ ‫وهذه األمــور كان لها وقع إيجابـي‬ ‫على تطوير المنتوج الكروي للبطولة‪،‬‬ ‫ولعل النسخة الخامسة من البطولة‬ ‫اإلحترافية شهدت تطورات كبيرا على‬ ‫مستوى البرمجة وهذا بشهادة الجميع‪.‬‬

‫هل بالفعــل أن الشــيء‬ ‫الذي اتفــق عليه بخصوص‬ ‫البرمجة قبل إنطالقة البطولــة‬ ‫ُطبق حرفيا؟‬ ‫بكل موضوعية وتجرد أقول لك نعم‪ ،‬فالبرنامج العام‬ ‫والتواريخ المحددة الذي أتفق عليها في بداية الموسم‬ ‫الكروي احترمت‪ ،‬وخير مثال على ذلك أن فاألندية المغربية‬ ‫التي شاركت في عصبة أبطال إفريقيا وكأس الكاف‪ ..‬عندما‬ ‫تلعب داخل الميدان تبرمج مبارياتها في منتصف األسبوع‬ ‫واألندية التي تلعب خارج الميدان تبرمج مبارياتها المؤجلة‬ ‫في نصف األسبوع الموالي‪ ،‬وهذه القاعدة األساسية احترمت‪،‬‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫ومن بين النقاط التي ساهمت في‬ ‫نجاحنا كون لجنــة البرمجــة توصلت‬ ‫قبل إنطــالق المنافســات اإلفريقيــة‬ ‫بتواريخ إجراء مباريات العصبة وكأس‬ ‫الكاف من طرف الكونفدرالية اإلفريقية‬ ‫لكرة القدم‪ ،‬وهذه العملية اإلستباقية‬ ‫والتنسيقية كان لهما دورا أساسيا في‬ ‫نجاح مهمتي‪.‬‬

‫ما هي اإلجراءات اإلحترازية‬ ‫التي قامت بها لجنة البرمجة‪،‬‬ ‫وكـــذا الجامعــــة والعصبـــة‬ ‫اإلحترافية بخصـوص الدورات‬ ‫الثالث األخيرة؟‬ ‫من أجل تكافؤ الفرص بين جميع‬ ‫األندية‪ ،‬قررت لجنة البرمجة‪ ،‬برمجة‬ ‫المباريات المؤجلة يومي ‪ 13‬و ‪14‬‬ ‫ماي ‪ 2016‬عن الدورتين ‪ 23‬و ‪ 24‬بين‬ ‫الكوكب المراكشي والدفاع الجديدي‪،‬‬ ‫فيما يستقبل الوداد البيضاوي الفتح‬ ‫الرباطي على أن تجرى المباراتين‬ ‫المؤجلتين عن الدورة ‪ 27‬يوم األربعاء‬ ‫‪ 25‬ماي ‪ ،2016‬يستضيف خاللها‬ ‫الكوكب المراكشي جاره حسنية أكادير‬ ‫والفتح الرباطي يستضيف إتحاد طنجة‪،‬‬ ‫على أن تجرى الدورة ‪ 28‬بكل مبارياتها‬ ‫يوم األحد ‪ 22‬ماي ‪ 2016‬إنطالقا من‬ ‫الساعة الخامسة بعد الزوال‪ ،‬والدورة‬ ‫‪ 29‬ستجرى يوم األحد ‪ 29‬ماي ‪،2016‬‬ ‫والدورة ‪ 30‬واألخيرة ستقام يوم السبت‬ ‫‪ 4‬يونيو ‪ ،2016‬في نفس التوقيت‬ ‫وفي نفس اليوم وهذا إجراء لقي إستحسانا من طرف كافة‬ ‫المتدخلين في اللجنة‪ ،‬خدمة لمصلحة كرة القدم الوطنية‪ ،‬أما‬ ‫بخصوص مباريات سدس عشر نهائي كأس العرش فستقام‬ ‫خالل األسبوع الثاني من شهر يونيو على أن تقام مباريات‬ ‫اإلياب خالل األسبوع الثالث من نفس الشهر‪ ..‬وسينطلق‬ ‫الموسم الكروي القادم بإجراء دور ثمن نهائي كأس العرش‪.‬‬

‫عن «المنتخب»‬

‫مورينيو يمهل مانشستر يونايتد‬ ‫حتى ‪ 30‬يونيو القادم‪ ..‬وإ ّال‬

‫يبدو أن صبر البرتغالي جوزيه مورينيو‬ ‫من مماطلة إدارة نادي «مانشستر يونايتد»‬ ‫اإلنكليزي بإتخّاذ قرارها النهائي بشأن‬ ‫تعيينه مدرّباً لـ «الـشياطين الحمر» خلفاً‬ ‫للمدرّب الحالي الهولنـــدي لويـس فان‬ ‫غال قد نفذ‪ .‬حيــث ذكرت تقارير صحفية‬ ‫إنكليزيــة‪ ،‬أن المدرب البرتغالــي مستاء‬ ‫من عدم قدرة اإلدارة على تحديد موقفها‬ ‫من مستقبل المدرب الهولندي فان غال‪،‬‬ ‫فما كان منه إ ّ‬ ‫ال أن أمهلها حتى ‪ 30‬يونيو‬ ‫القادم‪ ،‬من أجل حسم قرارها النهائي‬ ‫بشأنه‪ .‬وكان «السبيشال وان» قد ارتبط‬ ‫اسمه بتولي قيادة قطار «الشياطين الحمر»‬ ‫منذ استبعاده من رأس الجهاز الفني لنادي‬ ‫«تشيلسي» في شهر ديسمبر الفارط‪ ،‬بعد‬ ‫النتائج الكارثية التي ح ّققها‪ .‬ورغم أن أداء رجال فان غال قد تحسن في المطلع الثاني من الموسم‪ ،‬إ ّ‬ ‫ال أن عدم ثبات‬ ‫المستوى وتضييع نقاط «سخيفة»‪ ،‬يضع «اليونايتد» في موقف محرج إثر إمكانيّة كبيرة بعدم قدرته على التأهل إلى‬ ‫منافسات دوري أبطال أوروبا في حال فاز الجار «مانشستر سيتي» على «سوانسي سيتي» في الجولة األخيرة‪ .‬ومن‬ ‫ّ‬ ‫تتمكن إدارة «الشياطين الحمر» من حسم قرارها بشأن مستقبل فان غال قبل المباراة النهائية لكأس‬ ‫المتو ّقع أن ال‬ ‫الرابطة اإلنكليزية‪ ،‬حيث وفي حال فوزه بالكأس للمرة األولى منذ العام ‪ ،2004‬قد يكمل عامه المتبقي بحسب العقد‪.‬‬


‫العدد ‪837‬‬

‫أخبـار‬ ‫اتحـاد طنجـة‬

‫هــداف اتحـاد طنجــة يغيـــب‬ ‫عن مباراة الكوكب المراكشي‬ ‫حرم قرار لجنة االستئناف التابعة‬ ‫للجامعة الملكية المغربية لكرة‪ ،‬تأكيد‬ ‫توقيف هداف اتحاد طنجة لكرة القدم‪ ،‬عبد‬ ‫الغني معاوي لمبارتين‪ ،‬حرمان األخير من‬ ‫مشاركة فريقه في المباراة التي تجمعه‬ ‫بالكوكب المراكشي يوم األحد ‪ 22‬مايو‬ ‫على الساعة الخامسة مساء بالملعب الكبير‬ ‫بالزياتن لحساب الدورة الثامنة والعشرين‬ ‫من البطولة االحترافية بالقسم األول‪.‬‬ ‫بينما سيكون الالعب جاهز في مواجهة‬ ‫األربعاء أمام الفتح الرباطي لحساب مؤجل‬ ‫الدورة السابعة العشرين‪ .‬وكان معاوي‬ ‫تلقى بطاقة حمراء مباشرة في مباراة‬ ‫فريقه أمام حسنية أكادير كلفه اإليقاف‬ ‫لمبارتين‪ .‬ولم تقنع دفوعات االستئناف‬ ‫الذي تقدم به مكتب اتحاد طنجة لجنة‬ ‫االستئناف لتخفيض العقوبة‪.‬‬

‫غياب غريــب وعبــد الصمــد‬ ‫والمرابط لمشاركتهم في دورة‬ ‫تكوينية في التدريب‬ ‫واصل الفريق تداريبه في غياب العميد‬ ‫أسامة غريب‪ ،‬ورفيق عبد الصمد‪ ،‬وعادل‬ ‫المرابط بسبب مشاركتهم في الدورة‬ ‫التكوينية لنيل دبلوم التدريب درجة “جيم”‬ ‫المعتمد من طرف الكاف‪ ،‬التي تنظمها‬ ‫اللجنة الجهوية التقنية لعصبة الشمال‬ ‫لكرة القدم‪ ،‬تحت إشراف اإلدارة التقنية‬ ‫الوطنية‪ ،‬بمركز التكوين التابع للمغرب‬ ‫التطواني بمنطقة المالليين بتطوان‪.‬‬ ‫ومن المنتظر أن يكون الالعبون الثالثة قد‬ ‫التحقوا بتداريب الفريق منذ أمس األثنين‬ ‫بعد اختتام التكوين يوم الجمعة الماضي‪.‬‬

‫بنشيخـة وحمـــودان باقيـــان‬ ‫في اتحاد طنجة‬ ‫تصدى مكتب اتحاد طنجة لشائعات‬ ‫الفترة األخيرة‪ ،‬فيما يهم مدربه الجزائري‬ ‫عبد الحق بنشيخة ومجموعة من الالعبين‬ ‫الذين تألقوا هذا لموسم‪ .‬ونفى نفيا قاطعا‬ ‫في بيان كل الشائعات التي أثيرت في‬ ‫الفترة األخيرة‪ ،‬وما يتم تداوله في وسائل‬ ‫اإلعالم‪ .‬وحذر الفريق العبيه وجهازه الفني‬ ‫وجماهيره من تأثير هذه الشائعات السلبية‪،‬‬ ‫وأكدوا أنه يراد منها زعزعة استقرار الفريق‬ ‫والتأثير على الطريق الجيد الذي يسير فيه‪،‬‬ ‫حيث يحتل المركز الرابع مع مباراة ناقصة‪.‬‬ ‫وفي موضوع ذي صلة‪ ،‬أغلق الفريق‪ ،‬باب‬ ‫انتقال نجمه الناشيء أحمد حمودان‪،‬‬ ‫نهائيا ألي من أندية الدوري الوطني‪ ،‬وقرر‬ ‫اإلبقاء على نجمه بصفوفه حتى نهاية‬ ‫عقده‪ .‬وكان فريقا الرجاء والوداد يراقبان‬ ‫الالعب حمودان ويسعيان لحسم التعاقد‬ ‫معه بداية من الميركاتو الصيفي المقبل‪،‬‬ ‫بعد المستويات الكبيرة التي قدمها والتي‬ ‫ساعدت ناديه طنجة على تحقيق مركز‬ ‫رائع بالدوري‪ ،‬باحتالله الترتيب الرابع خلف‬ ‫الوداد والفتح والرجاء‪ .‬ويسعى مسؤولي‬ ‫طنجة لتحصين مدرب الفريق بن شيخة‬ ‫والعمل على بقاءه بالفريق‪ ،‬بعد ورود أخبار‬ ‫عن اهتمام فرق كبيرة بالدوري المغربي‬ ‫بخدماته‪.‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬مــاي ‪2016‬‬

‫تغيير جذري للكاف في نظام دوري أبطال‬ ‫إفريقيا والكونفدرالية‬ ‫أعلن االتحـــاد اإلفريقـــي لكرة‬ ‫القدم “كـــاف” تغييــر نظـــام دور‬ ‫المجموعات لدوري ابطال افريقيا‬ ‫وكأس الكونفديرالية االفريقية بداية‬ ‫من نسخ عام ‪ .2017‬وجاء بالموقع‬ ‫الرسمي للكاف بأنه بداية من عام‬ ‫‪ 2017‬سوف يتم تغيير نظام دور‬ ‫المجموعات في بطولتي دوري ابطال‬ ‫افريقيا والكونفيدرالية االفريقية‪ .‬وقرر‬ ‫الكاف بأن يبدأ دور المجموعات لدوري‬ ‫االبطال والكونفيدرالية من دور الـ‪16‬‬ ‫وليس من دور الـ‪ 8‬كما كان معموال به في السنوات‬ ‫األخيرة‪ .‬وأشار الكاف على أنه سوف يتم تقسيم الـ‪16‬‬ ‫فريق لـ‪ 4‬مجموعات في البطولتين‪ ،‬على أن يصعد‬

‫اصحاب المراكز األول والثاني من‬ ‫كل مجموعة لدور الـ‪ 8‬الذي سيكون‬ ‫بنظـــام الذهــاب واإليـــاب (خروج‬ ‫المغلوب)‪ .‬وأكد الكاف على أن األندية‬ ‫التي سوف تودع دوري ابطال افريقيا‬ ‫من دور الـ‪ 32‬سوف ينتقلون بشكل‬ ‫مباشر لكأس الكونفيدرالية االفريقية‬ ‫حتى دور الـ‪ 16‬ثم يتم تقسيمهم لـ‪4‬‬ ‫مجموعات‪ .‬و تجدر اإلشارة أن فريق‬ ‫اتحاد طنجة دخل في خانه المتنافسين‬ ‫على أحد المراكز المؤهلة إلى المسابقات القارية‪ ،‬حيث‬ ‫يحتل الفريق الطنجي حاليا المركز الرابع رفقة مع مباراة‬ ‫ناقصة أمام الفتح‪.‬‬

‫مشاركة مشرفة التحاد طنجة لكرة السلة‬ ‫في الدوري الدولي موالي الحسن‬

‫كعادته‪ ،‬وقع اتحاد طنجة لكرة السلة على مشاركة‬ ‫مشرفة في النسخة السابعة من الدوري الدولي « موالي‬ ‫الحسن» لكرة السلة لفئة اقل من ‪ 13‬سنة المنظم‬ ‫تحت الرئاسة الشرفية للرياضي االول صاحب الجاللة‬ ‫الملك محمد السادس نصره اهلل‪ ،‬و الرئاسة الفعلية‬ ‫لصاحب السمو الملكي ولي العهد األمير موالي الحسن‬ ‫حفظه اهلل ‪ ،‬من طرف نادي االتحاد الرياضي التوركي‬ ‫لكرة السلة ما بين ‪ 4‬و ‪ 8‬ماي الجاري بمناسبة الذكرى‬ ‫الثالثة عشرة لميالد ولي‪،‬العهد االمير موالي الحسن‬ ‫حفضه اهلل‪ .‬وحصل اتحاد طنجة الذي شارك إلى جانب‬ ‫مختلف مدارس كرة السلة الوطنية‪ ،‬العربية والدولية‪،‬‬

‫على المركز الثاني في مجموعته‪ ،‬والثالث في الترتيب‬ ‫العام النهائي‪ .‬بينما حصل النادي المنظم‪ ،‬اتحاد تواركة‬ ‫على المركز األول بعد تغلبه على الرياضي اللبناني في‬ ‫النهائي الذي احتضنته قاعة المركب الرياضي موالي‬ ‫عبد اهلل بالرباط بحضور وزير الشباب والرياضة ‪،‬والي‬ ‫والية الرباط ‪ ،‬نيجا المدرج نائب رئيس الجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة السلة‪ ،‬عبد اهلل الحسوني رئيس عصبة‬ ‫الوسط‪ ،‬و موالي عمر االدريسي رئيس النادي المنظم‪،‬‬ ‫إضافة إلى رؤساء الفرق المشاركة و عدة فعاليات كرة‬ ‫السلة الوطنية وشخصيات مدنية‪.‬‬

‫حسنية طنجة والمؤسسون الحقيقيون‬

‫‪19‬‬

‫أخبـار‬ ‫المغرب التطواني‬

‫المغـرب التطوانـي يرد على‬ ‫شائعات التالعب‬ ‫رد محمد زويزو الكاتب العام للمغرب‬ ‫التطواني على اإلدعاءات واالتهامات‬ ‫األخيرة التي طالت فريقه بتساهله في‬ ‫عدد من مباريات الدوري االحترافي لصالح‬ ‫فرق أخرى‪ .‬وقال زويزو‪ ‬في تصريح لراديو‬ ‫مارس إن هذه األخبار غير صحيحة‪ ،‬وأن‬ ‫النادي قرر اللجوء للقضاء للدفاع عن نفسه‬ ‫ومالحقة من يروج هذه األخبار‪ .‬وكان‬ ‫فصيل “الترا التطواني” قد قرر مقاطعة‬ ‫باقي مباريات النادي بعدما شكك في‬ ‫نتيجة مباراة الفريق أمام أولمبيك خريبكة‬ ‫والتي خسرها على أرضه‪ ،‬وساهمت في‬ ‫إفالت األخير من مناطق الهبوط‪ ،‬بعدما‬ ‫سجل العب التطواني أبرهون بالخطأ‬ ‫في مرمى فريقه‪ .‬وقال زويزو‪“ :‬نحن مثال‬ ‫للعب النظيف‪ ،‬ولن نرضى بترويج هذه‬ ‫األخبار الزائفة‪ ،‬وسنواصل اللعب بشرف‬ ‫حتى الجولة األخيرة‪ .‬مجلس إدارة النادي‬ ‫قام بتحفيز الالعبين في هذه المباراة‪،‬‬ ‫والخسارة كانت خارج التوقعات ولن‬ ‫نتساهل مع من يتهمنا وسندافع عن‬ ‫سمعتنا”‪.‬‬

‫الفريق يمنـح تاتـو ورويــدا‬ ‫مهلة أسبوع قبل العقاب‬ ‫مثل المحترفان اإلسبانيان بالمغرب‬ ‫التطواني جوزيه مانويل رويدا وخيسوس‬ ‫تاتو‪ ،‬أمام المجلس التأديبي لالستماع‬ ‫إلى دفوعاتهما‪ ،‬ومنح المسؤولون مهلة‬ ‫أسبوع للرد رسميا على األسباب التي‬ ‫جعلتهما يدليان بتصريحات نارية في‬ ‫الفترة األخيرة‪ .‬وكانت قناة “بي إن سبورت”‬ ‫قد أجرت حوارا مع الالعبين رويدا وتاتو‪،‬‬ ‫وانتقدا فيهما سياسة الفريق ووضعيتهما‬ ‫بالنادي‪ ،‬وهي التصريحات التي ‪ ‬فاجأت‬ ‫المسؤوليــن التطوانييـن‪ ،‬ما جعلهم‬ ‫يقررون إحالتهما إلى المجلس التأديبي‬ ‫الستفسارهما‪ .‬وسيكون تاتو ورويدا‬ ‫مطالبان بتقديم أدلة حول المشاكل‬ ‫التي صرحا بها‪ .‬وينتظر أن يعاقب مجلس‬ ‫إدارة الالعبين اإلسبانيين‪ ،‬علما أن الفريق‬ ‫التطواني انتدبهما هذا الموسم لكنهما‬ ‫لم يقدما أي إضافة‪.‬‬

‫الوداد يقتــرب من الحواصـي‬ ‫لتعويض رحيل إيفونا‬

‫عبر أعضاء مؤسسين لحسنية طنجة عما وصفوه‬ ‫بالجحود الذي مارسه منظمو الحفل التكريمي لسعيد‬ ‫الخمخامي‪ ،‬مؤكدين أنهم كانوا مستعدون ليس فقط‬ ‫بالحضور‪ ،‬بل حتى بالمساهمة في إنجاح هذا الحفل‪.‬‬ ‫واستنادا إلى بعض األعضاء المؤسسين للحسنية‪ ،‬فإن‬ ‫هذا الفريق رأى النور بعد إدماج اتحاد القصبة سنة‬ ‫‪ 1971‬بمبادرة من بعض شباب بني مكادة بعد اتصال‬ ‫بالمسير الطنجاوي‪ ،‬عبد الرحمان التمسماني الذي كان‬ ‫يشتغل في سلك األمن‪ .‬وأصبح الفريق ينشط بشكل‬ ‫رسمي خالل هذه السنة بقيادة مكتب مسير يتكون‬ ‫من المرحوم‪ ،‬عبد القادر بيهي رئيسا‪ ،‬ومصطفى بيهي‬ ‫نائبا للرئيس‪ ،‬ومحمد المصباحي كاتبا عاما‪ ،‬وعالل‬ ‫الوزاني نائبا له‪ ،‬وعبد القادر الديوسي أمينا للمال‪.‬‬ ‫وكان يشرف على تدريب الفريق بوغالم من أطر الجيش‬ ‫الملكي‪ ،‬و احميدو عباس (اجعيدة) و المرحوم العربي‬ ‫(كندا) عضوين باللجنة التقنية‪ ،‬كما ارتبط بتسيير‬ ‫الفريق الحاج الطيب الرامي‪ ،‬الحاج العربي الناجـي‪،‬‬

‫مولود الخطابي‪ ،‬والتحق بالركب كذلك محمد مزيان‬ ‫العب ومسير‪ ،‬وعبد السالم بوحسينة مدرب وتقني وهو‬ ‫حارس سابق لفريق اتحاد شرطة طنجة‪ ،‬وتعتذر المصادر‬ ‫ذاتها إذا أغفلت إسما من المؤسسين لم يتم ذكره‪.‬‬ ‫وندرج صورة لفريق حسنية طنجة بعد حوالي ‪ 13‬سنة‬ ‫من التاسيس‪ ،‬كان يمارس بالقسم الوطني الثاني إلى‬ ‫جانب اتحاد طنجة في بداية الثمانينات‪ .‬وتضم التركيبة‬ ‫بالنسبة للواقفين من اليمين‪:‬المرحوم مولود الخطابي‬ ‫(مكلف باألمتعة)‪ ،‬الطيب الرامي (مسير)‪ ،‬المرحوم عبد‬ ‫السالم حي (مسير)‪ ،‬رشيد‪ ،‬محمد األشهب‪ ،‬؟‪ ،‬عبد‬ ‫الرحيم‪ ،‬مصطفى البركاني (حارس المرمى)‪ ،‬مصطفى‬ ‫فرح (مسير)‪ ،‬عبد السالم‪ ،‬أصريح (حارس المرمى)‪ ،‬عبد‬ ‫القادر خضور (مدرب)‪ .‬وبالنسبة للجالسين من اليمين‪:‬‬ ‫محمد مزيان (مدرب ومسير)‪ ،‬أحمد مزيان‪ ،‬امحمد‪،‬‬ ‫الجباري‪ ،‬يوسف‪ ،‬العربي الوزاني‪ ،‬حميد الهانش‪ ،‬جمال‬ ‫التوزاني‪ ،‬مصطفى بيهي (مسير)‪،‬؟‪.‬‬

‫بدأ الوداد البيضاوي مفاوضاته مع‬ ‫العبه السابق يونس الحواصي‪ ،‬والذي‬ ‫يلعب حاليا للمغرب التطواني‪ ،‬وذلك لضمه‬ ‫إلى صفوفه في فترة االنتقاالت المقبلة‪،‬‬ ‫واستغالل قرب انتهاء عقد الالعب ليوقع‬ ‫لبطل المغرب بالمجان‪ .‬وكان الحواصي قد‬ ‫لعب في صفوف الوداد في فترات متقطعة‪،‬‬ ‫وانتقل إلى الوكرة القطري وعاد للدوري‬ ‫المغربي‪ .‬ويراهن الوداد على صفقة‬ ‫الحواصي إلنعاش خط هجوم الفريق الذي‬ ‫يشكو ضعفاً كبيراً منذ رحيل الالعب إيفونا‬ ‫لالحتراف بصفوف األهلي المصري‪ ،‬في‬ ‫ظل المستوى الضعيف للكونجولي اونداما‬ ‫والسنغالي سوري كيتا‪ .‬وسيلتحق بالوداد‬ ‫بداية من يونيو المقبل الالعب الدولي‬ ‫النيجيري شيسوم شيكاتارا الذي كان قد‬ ‫وقع عقدا للعب بالوداد ‪ 4‬مواسم‪.‬‬


‫العدد ‪837‬‬

‫كلمة رئي�س التحرير ‪:‬‬

‫الثالثاء ‪� 17‬إلى ‪ 23‬مــاي ‪2016‬‬ ‫األخيرة‬ ‫حفل تسليم جائزة عبد اهلل بن عباس الجراري‬ ‫في الفكر واألدب‬ ‫محمد أملح ‪ /‬الرباط‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫الصحافة بالمغرب ‪:‬‬

‫ال «جهنم» وال ُ‬ ‫«جنة عدن»!‪...‬‬ ‫وزير االتصال ‪ ،‬مصطفى الخلفي ال يتفق مع مضمون التقارير الوطنية‬ ‫والدولية حول حرية الصحافة بالمغرب‪ ،‬ويرى أن تلك التقارير « ال تعكس واقع‬ ‫الصحافة المغربية» وأن الصورة التي تقدم عن المغرب‪ ،‬بصفة عامة‪« ،‬ظالمة»‬ ‫و «غير دقيقة»‪ ،‬وأنها تعتمد على معطيات «متقادمة» وتعتمد على أسلوب‬ ‫«تضخيم األحداث المعزولة»‪.‬‬ ‫ويلح الوزير الخلفي في تصريح صحافي‪ ،‬على أنه ال يجمل تقديم المغرب‬ ‫على أنه «جهنم» في حرية الصحافة‪ ،‬بل يجب اإلقرار بوجود الحرية في التعامل‬ ‫من األخبار ومع رجال اإلعالم‪ ،‬إلى جانب وجود بعض المخاطر المتصلة‬ ‫باستقاللية المؤسسة الصحافية من طرف جماعات الضغط «المالي» التي تضع‬ ‫وسائط اإلعالم أمام تحديات مستمرة‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬وخالفا لتقرير النقابة الوطنية للصحافة المغربية وجهات‬ ‫أجنبية اعتادت على التشهير بالمغرب‪ ،‬في مجال حرية الصحافة‪،‬أكد الوزير‬ ‫في تصريح لـ «أخبار اليوم»‪ ،‬أن السنة الماضية كانت سنة متميزة‪ ،‬إلذ كانت‬ ‫سنة الحسم في إصالح شامل للمنظومة القانونية بهدف حماية الصحافي‬ ‫واستقالليته عبر إنشاء المجلس الوطني للصحافة والنظام األساسي للصحافي‬ ‫المهني والمشروع الخاص بالصحافة والنشر‪.‬‬ ‫وحول االنتقادات الصادرة عن بعض المهنيين بخصوص العقوبات‬ ‫«القاسية» في حق الصحافيين‪ ،‬التي تضم مشروع تعديل القانون الجنائي‪ ،‬في ما‬ ‫يخص «الثوابت» وهي الدين والملكية والوحدة الترابية واالختيار الديمقراطي‪،‬‬ ‫يعتبر الوزير أن العقوبات المتضمنة في القانون الجنائي هي أقل من العقوبات‬ ‫الراهنة‪.‬‬ ‫بالمقابل‪ ،‬اعتبر رئيس تحرير صحيفة «أخبار اليوم» أن مشروع القانون‬ ‫الجديد «خطوة صغيرة» إلى األمام‪ ،‬وأنه كان باإلمكان أن يكون أفضل مما كان‪،‬‬ ‫حيث إنه ألغى عشرين عقوبة كانت موجودة في القانون القديم ‪ ،‬لكنه نص على‬ ‫عقوبات ثقيلة‪ ،‬في ما يخص «جرائم» المس بالثوابت لم يتم تحديدها بشكل‬ ‫دقيق‪،‬ما يدع المجال مفتوحا أمام كل تأويل أو تكييف لهذه الجرائم‪.‬‬ ‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬لم يحدد المشروع الجديد «سقفا» للتعويضات التي يتحتم‬ ‫على المؤسسات الصحافية دفعها في حالة نزاع مع طرف من األطراف‪ ،‬األمر الذي‬ ‫يهدد بــ «نسف» المؤسسات الصحافية‪.‬‬ ‫في حين اعتبر وزير االتصال أن القانون الجديد منح المغرب مدونة للصحافة‬ ‫والنشر «عصرية» وحديثة تستجيب النتظارات وتواكب التحوالت الجارية في‬ ‫العالم وأن المكاسب الجديدة ترتكز أساسا على ضمانات حرية الممارسة‬ ‫الصحافية بفضل إلغاء العقوبات السالبة للحرية‪ ،‬حيث‪ ،‬إن قانون الصحافة والنشر‬ ‫الحالي وردت فيه عبارتا «سجن» أو «الحبس» ‪ 24‬مرة وفي ‪ 21‬فصال‪ ،‬وإقرار الحق‬ ‫في الوصول إلى المعلومة وتحقيق حماية حقوق وحريات المجتمع واألفراد‪ ،‬مع‬ ‫منع التحريض على الكراهية والتمييز والعنف‪ ،‬وحماية الحياة الخاصة وإعمال‬ ‫مبدأ حسن النية في تقدير التعويض في قضايا القذف والسب‪.‬‬ ‫كما أن القانون الجديد جعل القضاء سلطة حصرية في قضايا الصحافة‬ ‫وحماية حريتها ‪ ،‬حيث إن قضايا الحجز واإليقاف والحجب ستظل بيد القضاء‪.‬‬ ‫وتوجد مقتضيات أخرى تهم االعتراف بالصحافة اإلليكترونية وتشجيع االستثمار‬ ‫في قطاع الصحافة وتعزيز حسن التدبير في ما يخص الصحافة واإلشهار‬ ‫والطباعة والتوزيع‪ ،‬إضافة إلى تحديد الحقوق والحريات بالنسبة للصحافي و إقرار‬ ‫الحماية القضائية لسرية المصادر‪ ،‬وتوفير ضمانات قانونية ومؤسساتية لحماية‬ ‫الصحافيين من االعتداءات وتعزيز استقاللية الصحافي والمؤسسة الصحافية‪،‬‬ ‫حيث تم التنصيص على أن سحب بطاقة الصحافة أصبحت اختصاصا حصريا بيد‬ ‫القضاء في حالة إدانة الصحافي في قضايا تتعلق بممارسة الصحافة‪.‬‬ ‫وأمام انتقادات النقابة الوطنية للصحافة المغربية التي ترى أن حرية‬ ‫الصحافة بالمغرب سجلت «تراجعا» كبيرا خالل العام الماضي وأن القانون‬ ‫الجديد يشكل «خيبة أمل» بالنسبة للصحافيين حيث إن حرية الصحافة ال‬ ‫تمارس ولم يتم تفعيل الدستور في هذا الشأن‪.‬‬ ‫في حين قالت منظمة «فريدوم هاوس» في تقرير حديث إن حرية الصحافة‬ ‫في منطقة الشرق األوسط توجد في أسوأ أحوالها ‪ ،‬بينما صنفت المغرب‪ ،‬منظمة‬ ‫«مراسلين بال حدود» في المرتية ‪ 136‬بين ‪ 197‬دولة في ما يخص حرية اإلعالم‪.‬‬ ‫النقابة الوطنية للصحافة المغربية طالبت بسحب القانون الجديد بسبب‬ ‫استمرار عقوبات بالسجن لخمس سنوات تتعلق باحترام الثوابت التي لم يتم‬ ‫تحديد مفهومها بشكل دقيق وواضح‪.‬‬ ‫على أنه يوجد من بين المهنيين المغاربة من يعتقد أن مشروع القانون‬ ‫الجديد للصحافة والنشر بالمغرب مشروع واعد وتطور بشكل كبير ومتقدم في‬ ‫سياق االصالحات الكبرى التي تشهدها البالد‪ .‬ذلك بعض مما صرح به اإلعالمي‬ ‫والكاتب المغربي بالل التليدي الذي أكد في حديث سابق أن مشروع القانون‬ ‫الجديد يعزز ضمانات الحرية في ممارسة مهنة الصحافة ويلغي العقوبات‬ ‫السالبة للحرية ويعوضها بغرامات مالية‪ .‬كما أن هذا المشروع استجاب لمطلب‬ ‫إنشاء مجلس وطني للصحافة يعزز أخالقيات المهنية ويعالج اإلشكاالت بين‬ ‫السلطة التنفيذية والصحافة ‪ ،‬كما يضمن المشروع حرية ممارسة الصحافة‬ ‫اإللكترونية‪.‬‬ ‫وهكذا يتضح أن قانون مشروع قانون الصحافة الجديد لم ينجح في تحقيق‬ ‫نوع من اإلجماع على مستوى المهنيين‪ ،‬رغم ما حمل من إيجابياتـ مقارنة مع‬ ‫القانون الحالي‪ ،‬حيث تتعدد القراءات والتأويالت الفقهية و «االحترافية»‪...‬‬ ‫والحسابات السياسية أيضا‪.....! ‬‬ ‫على أنه إذا لم يصح اعتبار المغرب «جهنم» في ما يخص حرية الصحافة‪،‬‬ ‫والممارسة الصحافية‪ ،‬في بداية األلفية الثالثة‪ ،‬فإنه يصعب أيضا وصف هذا‬ ‫البلد بــ «جنة عدن» بالمعنى السامرائي أو العبري أو الفارسي‪.‬‬

‫تم بمقر جمعية رباط الفتح بالعاصمة‬ ‫الرباط عشية يوم الجمعة ‪ 6‬شعبان ‪1437‬هـ‬ ‫الموافق لـ ‪ 13‬ماي ‪2016‬م حفل توزيع جائزة‬ ‫عبد اهلل الجراري في الفكر واألدب‪ ،‬في دورتها‬ ‫الثالثة ‪2016 – 2015‬م‪.‬‬ ‫وقد افتتحــت الجلسة االحتفالية التي‬ ‫ترأسها وسيرها الدكتور مصطفى الجوهري‬ ‫بآيات بينات من الذكر الحكيم‪ ،‬ألقاها على‬ ‫مسامع الحضور األستاذ عبد اإلله ابن عرفة‪.‬‬ ‫تال ذلك تقديم رئيس الجلسة نبذة تاريخية‬ ‫عن النادي الجراري‪ ،‬مركزاً فيها على مكانة‬ ‫هذا النادي العريق بين األندية الثقافية‬ ‫واألدبية المغربيــة‪ ،‬ورسالتـــه في اإلشعاع‬ ‫الثقافي والعلمي بربوع المملكة‪ ،‬وكذا تطوره‬ ‫وازدهاره منذ مرحلته األولى على يد مؤسسه‬ ‫العالمة عبد اهلل الجراري‪ ،‬إلى مرحلته الثانية‬ ‫على يد نجله البار الدكتور عباس الجراري‪،‬‬ ‫على اعتبار أن إحداث جائزة عبد اهلل الجراري‬ ‫في الفكر واألدب تعد إحدى وجوه ذلك‬ ‫االزدهار‪.‬‬ ‫بعد ذلك أخذ الكلمـــة عميد النادي‬ ‫الدكتور عباس الجراري‪ ،‬حيث سلط الضوء‬ ‫على فكرة إحداث هذه الجائزة التي انبثقت‬ ‫عن الندوة العلمية حول «العالقات المغربية‬ ‫المشرقية» تكريماً لألستاذ عباس الجراري‬ ‫بتاريخ ‪ 27‬يونيو ‪ 2009‬بشفشاون‪ .‬ثم أشار‬ ‫إلى أهدافها العلمية النبيلة‪ ،‬وبعض ما يتعلق‬ ‫بدورتيها السالفتين اللتين كان موضوعاهما‪:‬‬ ‫األولى‪« :‬الخصوصية والعلمية في الثقافة‬ ‫المغربية»‪ ،‬والثانية‪ :‬الفكر اإلصالحي‬ ‫المغربي الحديث «أصوله ومناهجه»‪ .‬وقبل‬ ‫أن يختم السيد العميد كلمته أعلن عن الفائز‬ ‫بالجائزة لهذه الدورة‪ ،‬وهو األستاذ الدكتور‬ ‫جمال بنسليمان‪ ،‬تشجيعاً له على دراساته‬

‫الرصينة وأبحاثه الجـادة في حقـــل األدب‬ ‫المغربي‪.‬‬ ‫تناول الكلمة بعد ذلك الكاتب العام‬ ‫للنادي الجراري األستاذ الدكتور محمد‬ ‫احميدة ليعطي ورقة تعريفية موجزة حول‬ ‫الفائز بالجائزة‪ .‬ومما جاء فيها‪ :‬الدكتور جمال‬ ‫بنسليمان أستاذ باحث‪ ،‬ومن الذين اختاروا‬ ‫األدب المغربي مجا ًال ألبحاثهم العلمية‪ .‬أتم‬ ‫تكوينه األساس من التعليم االبتدائي إلى‬ ‫التعليم العالي بمسقط رأسه الرباط‪ ،‬وهو‬ ‫خريج مدارس محمد الخامس؛ المؤسسة‬ ‫التربوية العريقة بهذه المدينة‪ .‬بعد حصول‬ ‫د جمال على اإلجازة في األدب المغربي‪ ،‬أعد‬ ‫رسالة لدبلوم الدراسات العليا في موضوع‬ ‫«المدينة في الشعـر العربي بالمغــرب‬ ‫‪ .»1956-1912‬وتابع شق طريقه في األدب‬ ‫المغربي ليسجل أطروحته حول شخصية‬ ‫عميد األدب المغربي د‪ .‬عباس الجراري‪ ،‬وكان‬ ‫موضوعها هو‪ :‬موسوعية البحث العلمي عند‬ ‫أعالم المغرب في القرن العشرين «د عباس‬ ‫الجراري نموذجا»‪ .‬وهي أطروحة جادة وشاملة‬

‫في تناول المنظومة الفكرية للدكتور عباس‬ ‫الجراري‪ .‬للفائز أيضاً مجموعة من المقاالت‬ ‫مرتبطة بالشعر والبحث التربوي‪ ،‬حيث كتب‬ ‫عن شاعر الحمراء محمد بن إبراهيم‪ ،‬والحاج‬ ‫عثمان جوريو‪ ،‬والشاعر محمد براضي‪ .‬كما أن‬ ‫له عدداً من الكتب المنشورة‪ ،‬منها أطروحته‬ ‫السالفة الذكر‪ ،‬وكتاب عطر المجالس «زهرة‬ ‫اآلس نموذجاً»‪ ،‬وكتاب الخصوصية والعالمية‬ ‫من خالل المنظور الثقافي للمفكر عباس‬ ‫الجراري‪ ،‬وكتاب رجال شوامخ عرفتهم «الجزء‬ ‫األول»‪ ،‬وكتــاب عباس الجــراري «أسفــاره‬ ‫ورؤياه»‪.‬‬

‫وفي نهاية الحفـــل سلمــت للدكتــور‬ ‫جمال بن سليمان الجائزة التشجيعية التي‬ ‫كانت على ثالثة أشكال‪ :‬درع النادي الجراري‪،‬‬ ‫وشهادة تقديرية‪ ،‬ومكافأة مادية‪ .‬ليختتم‬ ‫الحفل بكلمة للفائز بالجائزة عبر فيها عن‬ ‫شكره وامتنانه لعميد النادي الجراري وباقي‬ ‫أعضاء اللجنة العلمية المشرفة على هذه‬ ‫الجائزة العلمية‪.‬‬

‫شاب طنجوي يفوز بجائزة أحسن مدون تقني في عالم‬ ‫«الويب» في مسابقة هي األكبر في شمال إفريقيا!‬ ‫فاز‪ ،‬مؤخـــرا‪ ،‬الشاب الطنجوي فهـــد‬ ‫الفغلومــي (‪ 22‬سنة) بالرتبـــة األولـــى‪،‬‬ ‫كأحسن مدون تقني في مجال التكنولوجيا‬ ‫والمعلوميات‪ ،‬وذلك في المسابقة السنوية‪،‬‬ ‫األكبرفي شمال إفريقيا التي نظمها « ماروك‬ ‫ويب أواردس» في نسخته التاسعة‪ ،‬بمدينة‬ ‫الدار البيضاء‪ ،‬بحضور لجنة مكونة من‬ ‫أسماء وازنة تنتمي‪ ،‬سواء إلى عالم التلفزة‬ ‫أو إلى عالم « الويب»‪ ،‬قيمت عمل أكثر من‬ ‫‪ 80‬مدونا ومدونة على الصعيد الوطني‪،‬‬ ‫ينشطون في ‪ 12‬مجاال‪ ،‬وذلك من أجل اختيار‬ ‫أحسن مدون تقني‪ ،‬وأحسن صفحة مغربية‬ ‫فايسبوكية‪ ،‬وأحسن قناة يوتوب‪ ،‬وأحسن‬ ‫مقال السنة‪ ،‬وأحسن صورة السنة‪ ،‬وأحسن‬ ‫شخصية السنة‪....‬‬ ‫ويعتبر فهـــد الفغلومـــي‪ ،‬ثاني مدون‬ ‫يفوزبهذا النوع من الجائزة التي سبق أن‬ ‫فاز بها‪ ،‬قبله بسنة‪ ،‬الشاب المراكشي راغب‬ ‫أمين‪.‬‬ ‫وكــان موقــع الجزيــرة‪ ،‬وقناة دوزيم‪،‬‬ ‫وميدي آن تيفي قد تناولوا الحديث عن تألق‬ ‫الشاب الطنجوي «فهد» ومدونته‪ ،‬المسماة‬ ‫«عالـــم العــرب» كأبرز المدونات التقنيــة‬ ‫والمعلوماتيـــــة في الوطــن العربـــي‪ ،‬حيث‬ ‫يتابعها آالف المهووسين باألنترنيت‪.‬‬

‫ولإلشارة‪ ،‬فقناة «فهد» الخاصة في‬ ‫اليوتوب‪ ،‬تسجل إلى حـــدود كتابــة هــذه‬ ‫السطور‪ ،‬أكثر من ‪ 10‬آالف متابع ‪ ،‬ولحلقاتها‬ ‫أكثر من ‪ 140‬صوتا وصورة‪ ،‬بينما مدونته‬ ‫«عالم العرب» تضم أكثر من ‪ 1000‬تدوينة‬ ‫كتابية‪ ،‬فضـال عن أخبــار تقنيــة‪ ،‬ودروس‪،‬‬

‫ِ‬

‫الغامض في الشعر مداُر هذا‬ ‫ْ‬ ‫استدعى مراجعة‬ ‫الكتاب الذي‬ ‫مصطلح الغموض باالستناد إلى‬ ‫تصورات ومفاهيم الشعرية الحديثة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫• عبد اللطيف �شهبون‬

‫ودورات البرمجـة والتصميم‪ ...‬أما صفحــة‬ ‫«فهد» الفايسبوكيـة‪ ،‬فتسجــل أكثــر من ‪80‬‬ ‫ألف مشارك‪.‬وحاليا تتواصل معه‪ ،‬عبر العالم‪،‬‬ ‫العديد من المؤسسات والشركـات المختصة‬ ‫في التقنيات‪.‬‬

‫محمد إمغران‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.