Achamal n° 845 le 12 juillet 2016

Page 1

‫‪ 8000‬من شباب الجهة يستفيدون من دعم‬ ‫الجهة لضمان ولوجهم إلى سوق العمل‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫خصص مجلس جهة طنجة دعما لنحو ‪8000‬‬ ‫شاب من الجنسين‪ ،‬لضمان ولوجهم إلى سوق‬ ‫الشغل‪ ،‬في إطاراتفاقية شراكة مع الوكالة الوطنية‬ ‫إلنعـاش الشغـل والكفاءات‪ ،‬من أجل تشغيـل غير‬ ‫الحاصلين على الشهادات وبعض مهاجري دول‬ ‫جنوب الصحراء‪.‬‬ ‫هذه االتفاقيـة تروم تحـديـد كيفيـة تنظيـم‬ ‫وتمويـل‪ ،‬اإلجـراءات المتمثلـة في تحسين فـرص‬ ‫التشغيل‪ ،‬لصالح خمسة آالف باحث عن الشغل‪ ،‬من‬ ‫غير الحاصلين على شهادة‪ ،‬ومرافقـة ودعم ‪320‬‬ ‫من الشباب حاملي المشاريـع والذين شرعوا في‬ ‫نشاطهم‪ ،‬وكذا المساعدة على التنقل لصالح ‪ 2000‬باحث عن العمل في أفق سنة ‪ 2020‬بالجهة‪.‬‬ ‫المستفيدون من هذه االتفاقية هم الشباب غير الحاصلين على شهادات‪ ،‬والمسجلون في‬ ‫قاعدة بيانات الوكالة الوطنية إلنعاش التشغيل والكفاءات‪ ،‬والذين يستوفون الشروط المسبقة‬ ‫المتعلقة بالفئة المستهدفة والمنتمية إلى جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪ ،‬أو المنحدرة من دول‬ ‫جنوب الصحراء‪.‬‬

‫‪38‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 845‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪� 07‬ش ّوال ‪� 12 / 1437‬إلى ‪ 18‬يوليـوز ‪2016‬‬

‫حتت الرعاية ال�سامية جلاللة امللك ن�رصه اهلل‬

‫موسم أصيلة الثقافي الدولي في دورته الثامنة والثالثين‬ ‫‪ 28 - 12‬يوليوز ‪2016‬‬ ‫الدورة ‪ 31‬لجامعة المعتمد بن عباد الصيفية‬

‫«الثقافة والفن من أجل التنمية»‬

‫تصوير ‪ :‬حمودة‬

‫أصيلة‪،‬‬

‫تلك الفلتة الجميلة من فلتات الكون‪ ،‬مكانا وزمانا‪ ،‬حيث يحلو العشق وتحلو الحياة‪ ،‬وتلتقي بحور العلم‬ ‫والمعرفة‪ ،‬وتتهادن صراعات الثقافات والحضارات‪ ،‬وتشرع أبواب الحرية على امتدادها‪ ،‬وتقف األصيلة‪،‬‬ ‫أصيلة‪ ،‬تضاهي الزمان والمكان‪ ،‬عزة وشموخا ‪ ،‬تفتح ذراعيها للوافدين عليها من المشارق والمغارب‪ ،‬من عشاق الحياة‪ ،‬يين‬ ‫المد والجزر ‪،‬وبين الشروق والغروب‪ ،‬وتهب لكل راغب في السمو والشموخ‪ ،‬مفاتيح أبواب السماء السبع !!!‪....‬‬ ‫(�ص ‪)4‬‬


‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يوليوز ‪2016‬‬

‫العدد ‪845‬‬

‫جمل�س جهة طنجة ـ تطوان ـ احل�سيمة يجتمع بال�شاون يف دورة يوليوز العادية‬

‫المصادقة باإلجماع على عدد من اتفاقيات شراكة‬ ‫واتفاقيات إطار تخص مجاالت التنمية الشاملة‬

‫تميزت دورة يوليوز العادية لمجلس جهة‬ ‫طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪ ،‬المنعقدة بمدينة‬ ‫شفشاون‪ ،‬برئاسة إليـاس العـماري‪ ،‬رئيس‬ ‫الجهة وحضور والي الجهة‪ ،‬محمد اليعقوبي‪،‬‬ ‫بالمصادقة على جدول أعمال حافل تضمن‬ ‫أساسا سبعة عشرة نقطة‪ ،‬تخص مشاريع‬ ‫اجتماعية واقتصادية وتربوية وبيئية عديدة‬ ‫منها التعليم والصحة والسكنى والتعمير‬ ‫والتكوين المهني وإنعاش التشغيل وتنمية‬ ‫قطاع المقاوالت الصغرى والمتوسطة‪.‬‬ ‫وفيما يخص تنمية المقاوالت الصغرى‬ ‫والمتوسطة‪ ،‬نصت اتفاقية الشراكة مع الوكالة‬ ‫الوطنية إلنعاش التشغيـــل والكفــاءات على‬ ‫ضرورة تحديد نموذج اقتصادي جديد وتطوير‬ ‫ريادة األعمال في الجهة وتحديد آليات تطوير‬ ‫النسيج المقاولتي من خالل التعرف على فرص‬ ‫العمل بالنسبة للمقاولين الذاتيين وإنشاء‬ ‫قاعدة عمل جهوية لمواكبة المقاولين‪.‬‬ ‫كما تضمن جدول أعمال هذه الدورة‬ ‫كذلك المصادقة على اتفاقية إطار تخص قطاع‬ ‫المياه والغابات ‪ ،‬بهدف وضع استراتيجية حول‬ ‫المنتزهات الطبيعية الجهوية وإحداث محمية‬ ‫بيو ـ قارية ومتحف متوسطي‪ ،‬إضافة إلى عدد‬ ‫من مسائل تنظيمية داخلية ‪.‬‬ ‫وبعد أن قدم إلياس العمـاري تقريــرا‬ ‫حول أنشطة الجهة خالل الفترة ما بين دورتي‬ ‫مارس ويوليوز ‪ ،2016‬صادق المجلس على‬ ‫اتفاقيات شراكة واتفاقيات إطار مع الجهات‬ ‫المختصة‪ ،‬ومنها مشروع إنشاء مرصد للزالزل‪،‬‬ ‫بتعاون مع جامعة محمد الخامس والمعهد‬ ‫العلمي ‪ ،‬وتشجيع البحث العلمي في الميادين‬ ‫الجيولوجية والفيزيائية ‪ ،‬بهدف التحكم في‬ ‫الكوارث الطبيعية‪ .‬كما اهتمت شراكة الجهة‬ ‫في مجال التكوين المهني األساسي والمستمر‪،‬‬ ‫بالتنمية الجهوية وتأهيل الموارد البشرية‬ ‫وتشجيع خلق مسارات جديدة لمواكبة التنمية‬ ‫االجتماعية واالقتصادية بالجهة‪.‬‬ ‫وعلى مستوى الشراكة مع مندوبية المياه‬ ‫والغابات ومحاربة التصحر‪ ،‬سوف يرتكز عمل‬ ‫الجهة ‪ ،‬بصفة خاصة على تنمية المحميات‬ ‫الطبيعية وحماية التراث الطبيعي والثقافي‬ ‫من أجل تنمية محلية مرتبطة بمصالح السكان‬ ‫ومستجيبةلحاجياتهم‪.‬‬ ‫كما أجمع المشاركون على ضرورة العمل‬ ‫مع الوكالة الوطنية إلنعاش التشغيل والكفاءات‬

‫مدن‬ ‫الزبالة‪!! ‬‬

‫‪-‬‬

‫محمد �سدحي‬

‫‪sadhimed@gmail.com‬‬

‫لن ينام الروائي السعودي الكبير عبد الرحمن‬ ‫منيف‪ ،‬بعد اليوم‪ ،‬قرير العين مزهواً بفرادة مدنه‬ ‫الملحية الخليجية التي بنيت بأموال البترول الذي‬ ‫ليس إال «خنز األرض»‪...‬‬ ‫الحمــد هلل الذي ال يحمد على مكــروه ســواه‪،‬‬ ‫صار ويصير لنا‪ ،‬هنــا واآلن‪ ،‬نحن المغاربة أصحاب‬ ‫الخصوصية‪ ،‬مدننا العجيبة التي تبنى بالقاذورات‪،‬‬ ‫شرف اهلل قدركم‪...‬‬

‫من أجل تحسين وضعية التشغيل بالجهة‪،‬‬ ‫لصالح الباحثين عن الشغل‪ ،‬مؤهلين أكاديميا‬ ‫وغير مؤهلين ‪ ،‬والحاملين للمشاريع بالجهة ‪،‬‬ ‫وذلك عبر التكوين والتأطير‪.‬‬ ‫وفي مجال التعليم نصت اتفاقية الشراكة‬ ‫على ضرورة النهوض بالمدرسة العمومية‬ ‫وتحسين العرض التربوي وتطويره‪.‬‬ ‫ولن يقتصر عمل الجهة‪ ،‬في هذا الباب‪،‬‬ ‫على تكوين وتأطير الشباب الباحث عن‬ ‫الشغل‪ ،‬بل وأيضا على منتخبي الجهة وأطرها‬ ‫وموظفيها‪ ،‬وذلك في إطار شراكة مع جهة‬ ‫مراكش مما يمكن جهة طنجة من االستفادة‬ ‫من الخدمات التي تقدمها مؤسسة كونراد‬ ‫ايديناور األلمانية لجهة مراكش في مجال‬ ‫التكوين والتأطير الالمركزي‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬صادق مجلس الجهة‬ ‫على برنامج تأهيل الجماعات القروية بالجهة‬ ‫في إطار مخطط يمتد ما بين ‪ 2017‬و ‪،2021‬‬

‫عبر مجموعة من التدابير المتصلة‪ ،‬خاصة‪،‬‬ ‫بتحديد المسؤوليات وااللتزامات المتعلقة‬ ‫بتمويل وتنفيذ برامج تأهيل الجماعات القروية‬ ‫خالل الفترة المذكورة‪.‬‬ ‫وفي مجال الصحة‪ ،‬وقع التركيز على‬ ‫دعم مراكز المستعجالت في المستشفيات‬ ‫والمراكز الصحية و على دعم الموارد البشرية‬ ‫والتجهيزات الطبية خدمة لمبدأ الصحة في‬ ‫خدمةالمواطنين‪.‬‬ ‫ومعلوم أنه تمت المصادقة على كل‬ ‫النقط المسجلة بجدول أعمال هذه الدورة‪،‬‬ ‫بإجماع المشاركين وكان عددهم ‪ 56‬من أصل‬ ‫‪ 63‬عضوا يشكلون مجلس الجهة‪.‬‬ ‫وقد تمت أشغال هذه الدورة في جو مريح‪،‬‬ ‫تطبعه الجدية والمسؤولية و روح االلتزام ‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫االحتفال الرسمي بعيد الفطر السعيد‬

‫على غرار سائـر حواضر وبوادي‬ ‫المغرب‪ ،‬احتفــل المواطنــون بمدينة‬ ‫طنجة بعيد الفطر السعيد وفق الطقوس‬ ‫المرعية في العيد التي خصص اإلمام‬ ‫جانبا منها للحديث عن التفرقة التي‬ ‫تضرب العالم العربي واإلسالمي‪ ،‬والفتن‬ ‫والحروب التي يواجهها المسلمون في‬ ‫العديد من البلدان العربية واإلسالمية‪،.‬‬ ‫بسبب تفريطهم في مقومات دينهم‬ ‫التي تدعو إلى الوحدة والتضامن والتآزر‬ ‫والتعاون‪.‬‬ ‫وعلى المستوى الرسمــي‪ ،‬حضــر‬ ‫والي الجهــة‪ ،‬محمد اليعقوبي‪ ،‬صالة‬ ‫العيد بمسجد السوريين‪ ،‬وكان مرفوقا‬ ‫بعمدة المدينة والمنتخبين ونواب‬ ‫طنجة بالبرلمان ورجال السلك القضائي‬ ‫وشخصيات أخرى مدنية وعسكرية‪.‬‬ ‫بعد ذلك توجه الوالي والشخصيات‬ ‫المرافقــة له إلى دار العجـــزة لتناول‬

‫‪2‬‬

‫وها هــي‪ ،‬مشكـورة ومذكورة‪ ،‬الشركـة العمالقة‬ ‫الفرنسية المغربية «الفارج» صانعة اإلسمنت‬ ‫المغربي تؤمن حاجة مدننا إلى البنيان المرصوص‬ ‫باستيرادها أللفين وخمسمائة طن من األزبال‬ ‫اإليطالية الستعمالها كبديل أو مكمل للطاقة‬ ‫األحفورية المستعملة في صناعة اإلسمنت وهلم‬ ‫زب ً‬ ‫ال ‪ ...‬واسألوا أصحاب البناء العشوائي في األحياء‬ ‫المحاذية للمطارح الرسمية وغير الرسمية عن ثمن‬ ‫الشكارة الواحدة من األسمنت (المسلح)‪...‬‬ ‫ولكن‪ ،‬يا لحظنا السعيد‪ ،‬ستنفرج بإذن حكومتنا‬ ‫المحترمة و وزارتها القوية الموقرة و وزيرتها المدللة‬ ‫للبيئة ستغرق سوق العقار والعقاقير بذلك المسحوق‬ ‫السحري الذي بفضله يتم البناء والتشييد وتنتعش‬ ‫األوراش الكبرى في المدن الكبرى «مدن الزبالة»‬ ‫نكاية في صاحب «مدن الملح» اهلل يرحمه‪...‬‬ ‫بعض إخواننا المغاربة اهلل يهديهم‪ ،‬وخاصة‬ ‫منهم سكان المدن االفتراضية الزرقاء‪ ،‬ينظرون‬ ‫دائم ًا بعين الشك والتوجس إلى مبادرات وزاراتنا‬ ‫ومؤسساتنا الكبرى العامة منها والخاصة‪...‬‬ ‫أال تعتبر هذه الخطوة الجبارة ضربة معلم أو ضربة‬ ‫مقص بلغة الكرة ؟‬

‫ت�صوير ‪ :‬حمودة‬

‫الفطور مع نزالء هـذه الدار سيرا على عادة متأصلــة في احتفاالات المدينة باألعياد الدينية‪.‬‬ ‫من جهة أخرى أقدمــت شـركــة «موفمبيك» الفندقية على توزيع عدد من الهدايا على عــدد من األشخاص من ذوي اإلعاقــات الجسدية‪ ،‬في‬ ‫مسعى حميد إلدخال الفرح على هؤالء المواطنين من ذوي االحتياجات الخاصة‪.‬‬

‫ع‪.‬ك‬

‫إن حكومة دولة من العالم الثالث تقولب دولة من‬ ‫العالم المتقدم وتحول نفاياتها إلى مدن تقوم لها‬ ‫قائمة‪ ،‬تستحق التقدير والدعم والمساندة‪ ...‬ويصوت‬ ‫لها بعيون عمشاء‪ .‬وال تكفيها أصواتنا المبحوحة‪،‬‬ ‫يجب الصدح بمنجزها هذا الذي ال يقدر بثمن (وهل‬ ‫للزبل ثمن؟)‪ ...‬وإن كان علي أنا فلنر مع دول السيد‬ ‫شينغين كلها‪ .‬إن لها نفايات‪ ،‬يمكن لعبقريتنا (من‬ ‫عبقادر) اللهم ال حسد أن تصنع منها الذهب والفضة‬ ‫وها حنا فضينا‪ ...‬ثم إن لنا عالقة وطيدة مع خردوات‬ ‫هذه الدول التي تموت في م(حبتنا)‪...‬‬ ‫هذه الحموالت من الزبالة اإليطالية ال تكفينا‪.‬‬ ‫وطموحنا إلى المزيد يزيد بزيادة حاجتنا إلى البناء‪...‬‬ ‫ووداع ًا مدن الصفيح وسخونة الرأس التي تأتي من‬ ‫سكانها‪...‬‬ ‫وقل للميكا اصبري‪ ،‬فموعدنا في مراكش الحمراء‬ ‫على مائدة من موائد «كوب ‪ »22‬حول التغيرات‬ ‫المناخية‪...‬‬ ‫نلتقي‪! ‬‬


‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يوليوز ‪2016‬‬

‫العدد ‪845‬‬

‫درد‬

‫دردشة‬ ‫باألمس‪ ،‬ودع شهر الصيام وهو يردد مع جموع المؤمنين‪ :‬الحمد هلل الذي‬ ‫هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لوال أن هدانا اهلل‪.‬‬ ‫واليوم‪ ،‬استقبل عيد الفطر مرددا مع جموع المصلين‪ :‬اهلل أكبر‪ ،‬اهلل أكبر‪،‬‬ ‫ال إله إال اهلل‪ ،‬اهلل أكبر‪ ،‬وهلل الحمد على ما هدانا‪ ،‬اللهم اجعلنا من الشاكرين‪.‬‬ ‫وغدا سيجمع «عُدّة» الصالة من جلباب وسبحة وسجادة وقلنسوة‪ ،‬ويضعها‬ ‫في مكان أمين‪ ،‬انتظارا لرمضان المقبل إذا كان من أهل الدنيا‪.‬‬ ‫فأين الهداية التي يحمد اهلل عليها‪ ،‬إذا لم تنشط للعبادة األعضاء حسب‬ ‫قول البوصيري؟‪.‬‬ ‫وأين الهداية إذا لم نتخذ من شهر القرآن نقطة انطالق للتقوى واالنضباط‬ ‫مع اهلل‪ ،‬ومع عباد اهلل؟‪.‬‬ ‫وهل االقتصار على عبادة شهر‪ ،‬ستغطي مساحة سنة بلياليها وأيامها؟‬

‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫إنه دأب على هذه السيرة منذ أسس أسرة‪ ،‬فكيف تنظر إليه هذه األسرة‬ ‫وهو يتردد على بيوت اهلل مدة شهر كامل‪ ،‬حتى إذا هل هالل شوال‪ ،‬قطع صلته‬ ‫باهلل؟‬ ‫واآليات التي وردت في الصالة كثيرة‪ ،‬نقتصر منها على قوله تعالى‪« :‬إن‬ ‫الصالة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا» وعلى قوله سبحانه وتعالى‪« :‬وأقم‬ ‫الصالة طرفي النهار وزُلفا مِن الليل»‪ ،‬وعلى قوله جل مِن قائل‪»:‬أقم الصالة‬ ‫لدلوك الشمس إلى غسق الليل»‪.‬‬ ‫فهل يستحضر الرجل هذه اآليات‪ ،‬وهو يقرر َ‬ ‫أخْذ عطلة تمتد ألحد عشر‬ ‫شهرا‪ ،‬يحتجب فيها عن الوقوف بين يدي اهلل ألداء شعيرة الصالة؟‬ ‫أسأل اهلل له – وألمثاله وهم كثيرون‪ -‬الهداية والرشاد‪ ،‬والتوفيق والسداد‪.‬‬

‫تخصيص ما يقرب من ‪ 23‬مليون ونصف المليون‬ ‫درهم إلنجاز مشاريع للتنمية البشرية بعمالة‬ ‫المضيق الفنيدق‬

‫خالل اجتماعها األسبوع الماضي‪ ،‬قررت اللجنة اإلقليمية‬ ‫للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬تخصيص اعتمادات مهمة‪،‬‬ ‫ق��درت بما يناهز ‪ 23‬و‪ 364‬ألف دره��م‪ ،‬إلنجاز عدة مشاريع‬ ‫ستشمل كافة تراب عمالة المضيق الفنيدق‪ ،‬برسم ما تبقى من‬ ‫مرحلة سنة ‪ ،2016‬منها ما يقرب من ‪ 15‬مليون درهم إلنجاز‬ ‫البرنامج األفقي‪ ،‬حيث تم تخصيص ‪ 2‬مليون و‪ 329‬ألف درهم‬ ‫لبلورة برنامج إعادة تأهيل ‪ 347‬من الباعة المتجولين بمرتيل‪،‬‬ ‫و‪ 5‬ماليين و‪ 876‬ألف درهم لتنفيذ برنامج إعادة تأهيل ‪1219‬‬ ‫من الباعة المتجولين بالمضيق والفنيدق‪ ،‬ينضاف إلى اعتماد‬ ‫مالي يقدر ب‪ 2‬مليون و‪ 659‬ألف درهم‪ ،‬وآخر عن ميزانية ‪2016‬‬ ‫بقيمة ‪ 4‬ماليين و‪ 100‬ألف درهم‪ ،‬وما يزيد عن مليوني ونصف‬ ‫المليون درهم من اعتمادات مرحلة السنة الماضية‪ ،‬وما يقرب‬ ‫من ‪ 12‬مليون ونصف درهم من االعتمادات المالية الجديدة‪،‬‬ ‫وتخصيص أكثر من ‪ 8‬مليون و‪ 400‬ألف درهم إلنجاز مشاريع‬ ‫محاربة اإلقصاء االجتماعي في الوسط الحضري‪ ،‬وتشمل ثالثة‬ ‫أحياء بمدينة مارتيل‪ ،‬وحيين بمدينة الفنيدق‪ ،‬وحي واحد‬ ‫بمدينة المضيق‪ ،‬وستخصص إلتمام األشغال‪ ،‬واقتناء التجهيزات‬ ‫الضرورية للمشاريع المنجزة لفتحها في وجه الفئات المستهدفة‪،‬‬

‫وإعادة تأهيل المشاريع وتجهيزها‪ ،‬وتمويل المشاريع البرمجة‬ ‫في إطار برنامج التأهيل االجتماعي المندمج‪ ،‬ودعم األنشطة‬ ‫السوسيو ثقافية والبيئية‪ ،‬التي تستهدف األطفال الذين ينحدرون‬ ‫من األحياء المهمشة‪ ،‬والدفع بالبرامج التكوينية والتواصلية‪،‬‬ ‫لفائدة أجهزة الحكامة وأجهزة الدعم‪ ،‬من أجل تحديد المهام‬ ‫حسب مرجع الكفاءات للوظيفة‪ .‬كما تم رصد ‪ 2‬مليون و‪460‬‬ ‫ألف درهم لمواكبة مشاريع البرنامج األفقي ‪،‬منها ‪ 246‬ألف‬ ‫درهم إلنجاز البرنامج اإلقليمي لتواصل القرب والتحسيس‬ ‫واإلعالم‪ ،‬و‪ 246‬ألف درهم إلنجاز البرنامج اإلقليمي لتقوية‬ ‫القدرات المحلية‪ ،‬ومليون و‪ 722‬ألف درهم لتمويل العمليات‬ ‫ذات الوقع الكبير على البنية التحتية واألساسية‪ ،‬والتنشيط‬ ‫السوسيوثقافي‪ ،‬والرياضي‪ ،‬والبيئي‪ .‬كما تم رصد مليون‬ ‫و‪ 640‬ألف درهم إلنجاز محور األنشطة المدرة للدخل‪ ،‬مع إعطاء‬ ‫األولوية لألنشطة المرتبطة بالمنتجات المجالية‪ ،‬والمنتجات‬ ‫الغذائية الفالحية‪ ،‬واألعشاب الطبية والعطرية‪ ،‬والحرف‬ ‫التقليدية‪ ،‬التي تعتمد على المواد األولية المحلية‪ ،‬والمشاريع‬ ‫البيئية والسياحة اإليكولوجية‪.‬‬ ‫م‪.‬ح‬

‫قول في‬ ‫المساواة‪..‬‬ ‫)‪(8/6‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫نتابع سويا أيها «األخ» جولتنا في مداخل حقوق اإلنسان ‪..‬‬ ‫أستوقفك على مادتين مرتبطتين بالتمتع بحقين هما ‪ :‬الحرية‬ ‫والمساواة ؛ وقد وردتا في استهالل اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‬ ‫ـ الذي تعتبره قوال فصالـ رغم صمته عن ‪:‬‬ ‫حق تقرير المصير‪..‬‬ ‫حقوق األقليات‪..‬‬ ‫واجب احترام البيئة‪..‬‬ ‫معالجات واكتفائه بذكر الحقوق وغير ذلك‪..‬‬ ‫لعلي ال أضيف لك جديدا ‪ ..‬لكني واثق من كون ميالد اإلعالن‬ ‫العالمي لحقوق اإلنسان ارتبط بنزعة مركزية غربية تم التوافق‬ ‫بشأنها بين ثنائية قطبية قائمة وقتئذ‪ ..‬ومع ذلك فال يمكن التقليل‬ ‫من القيمة النفسية لالعالن المذكور فضال عن كونيه ضمن مرجعيات‬ ‫تسمح بفضح االنتهاكات الجسيمة لحقوق اإلنسان من تعذيب وعنف‬ ‫وحرمان‪..‬‬ ‫لكن ما يثير االنتباه حقا هو أن الغرب كان أول المتملصين من‬ ‫النظرة العامة لحقوق اإلنسان‪ ..‬حيث صاغ هذا الغرب االتفاقية األوربية‬ ‫لحقوق اإلنسان سنة ‪ ..1953‬والميثاق االجتماعي األوربي وهوساري‬ ‫المفعول منذ سنة ‪..1965‬كما قامت أمريكا بسن االتفاقية األمريكية‬ ‫لحقوق اإلنسان وتم العمل بها سنة ‪..1978‬‬ ‫أليس في سلوك هذا الغرب مخالفة ظاهرة وباطنة لمنطوق‬ ‫ومفهوم الفقرة الثانية من اإلعالن العالمي العالمي لحقوق اإلنسان‬ ‫التي تقول ‪ « :‬اليجوز التمييز على أساس الوضع السياسي أو القانوني‬ ‫أو الدولي للبلد أو اإلقليم‪»..‬‬ ‫لماذا نلوم المسلمين على رغبتهم في صياغة مواثيق خاصة ؟‬ ‫والمثير أننا نتوفر حاليا على ثمان وثائق على المستوى اإلسالمي‪..‬‬ ‫وثالث على المستوى العربي‪..‬لكن ال وثيقة اسالمية أو عربية دخلت‬ ‫حيزالتنفيذ‪..‬‬ ‫رغم أن المادة األولـى من االعالن العالمي لحقوق اإلنسان تقول‬ ‫‪« :‬يولد جميع الناس أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق‪»..‬و المادة‬ ‫الثانية منه تقول ‪ « :‬لكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات ‪»..‬‬ ‫ورغم ما في هاتين الصيغتين من انتفاء كلي ألي أفضلية بين الناس ‪..‬‬ ‫ال أعتبره خطابا كونيا‪..‬‬ ‫أدعوك أيها « األخ « لتتوقف قليال عند قول الحق سبحانه ‪« :‬يا أيها‬ ‫الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة‪.»..‬‬ ‫النفس الواحدة أيها «األخ» معناها األصل اآلدمي الواحد‪ ..‬وال‬ ‫أخالك غافال عن فكرة ناصعة ساطعة ؛ وهي أن ديننا الحنيف لم يميز‬ ‫في تمتع الناس بكرامتهم‪..‬ألن الكرامة أصل الحقوق بل جوهرها‪..‬‬ ‫قد تستفسرني ‪ :‬وما قولك في أهل الذمة ؟‬ ‫فأجيبك بما علمت بيقين‪..‬وما قرأت بتبصر‪ :..‬أن القاعدة اإلسالمية‬ ‫في التعامل مع الناس هي المساواة‪..‬وأما مصطلح أهل الذمة فلم يعد‬ ‫في الراهن الزما ؛ لكون مواطني المجتمع اإلسالمي مندمجين حقوقا‬ ‫وواجبات‪ ..‬وقبل هذا وجب علي ـ مرة أخرى ـ تنبيهك الى مضمون‬ ‫الصحيفة المحمدية الشريفة التي نص فيها رسول اهلل صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم على حق المواطنة في مجتمع كان متعدد المستويات‪..‬‬ ‫وقد تستفسرني مرة أخرى ‪ :‬وما قولك في اآليات التي تأمر وتنهى‬ ‫عن اتخاذ الكافرين أولياء ؟‬ ‫فأقول باختصاروتركيز ‪ :‬األمر والنهي اإللهيان في قوله عز وجل‪:‬‬ ‫«ال يتخذ المومنون الكافرين أولياء من دون المومنين‪ »..‬وفي قوله‬ ‫«يا أيها الذين آمنوا ال تتخذوا بطانة من دونكم‪ »..‬وفي قوله « يا أيها‬ ‫الذين آمنوا التتخذوا اليهود والنصارى أولياء‪ »..‬يتضمن ‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ تحذيرا من اتخاذ الكفار ظهرا وأنصارا للمواالة على الدين‬ ‫والمظاهرة على المسلمين ‪..‬‬ ‫‪ 2‬ـ تحذيرا من اتخاذ بطانة من الذين عرفوا بالغش لإلسالم‬ ‫وأهله ‪..‬‬ ‫‪ 3‬ـ توجيها لتطهير المجتمع من أالعيب المنافقين‪..‬‬ ‫وبالتالي نتبين أن المسألة ‪:‬‬ ‫غير منبنية على التعميم‬ ‫غير سارية على وجه االطالق‪..‬‬ ‫مرتبطة بسياقات أسباب النزول‪..‬‬ ‫أيها»األخ»‪:‬‬ ‫الريب أن موضوع المساواة يجرنا إلى حقوق المرأة بتفاصيلها ‪:‬‬ ‫الزواج‪..‬اإلرث‪..‬التعدد‪..‬القوامة‪..‬الشهادة‪..‬الوالية‪..‬وغيرها من‬ ‫األمور التي يعتبرها الغرب مخلة بالمساواة في المجتمع اإلسالمي‪..‬‬ ‫والرأي عندي هو ضرورة األخذ بما يقول به العلماء الربانيون‬ ‫والمفكرون الحكماء ؛ وذلك محدد في‪:‬‬ ‫ما تقرره كليات الشريعة اإلسالمية‪..‬‬ ‫ما تنص عليه أحكام الشريعة اإلسالمية من الجزئيات‪..‬‬ ‫ما تضيفه المقاصد وأسباب النزول على هذه األحكام من‬ ‫معقولية‪..‬‬


‫العدد ‪845‬‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يوليوز ‪2016‬‬

‫‪4‬‬

‫حتت الرعاية ال�سامية جلاللة امللك ن�رصه اهلل‬

‫موسم أصيلة الثقافي الدولي في دورته الثامنة والثالثين‬ ‫‪ 28 - 12‬يوليوز ‪2016‬‬ ‫الدورة ‪ 31‬لجامعة المعتمد بن عباد الصيفية‬

‫«الثقافة والفن من أجل التنمية»‬

‫ت�صوير حمودة‬

‫أصيلة‪ ،‬تلك الفلتة الجميلة من فلتات الكون‪،‬‬ ‫مكانا وزمانا ‪ ،‬حيث يحلو العشق وتحلو الحياة‪ ،‬وتلتقي‬ ‫بحور العلم والمعرفة‪ ،‬وتتهادن صراعات الثقافات‬ ‫والحضارات‪ ،‬وتشرع أبواب الحرية على امتدادها ‪ ،‬وتقف‬ ‫األصيلة‪ ،‬أصيلة‪ ،‬تضاهي الزمان والمكان‪ ،‬عزة وشموخا‪،‬‬ ‫تفتح ذراعيها للوافدين عليها من المشارق والمغارب‪،‬‬ ‫من عشاق الحياة يين المد والجزر وبين الشروق‬ ‫والغروب‪ ،‬وتهب لكل راغب في السمو والشموخ‪ ،‬مفاتيح‬ ‫أبواب السماء السبع !!!‪.......‬‬ ‫أصيلة‪ ،‬في تجلياتها وفية لمواعيدها عند مطلع‬ ‫كل صيف‪ ،‬من كل سنة‪ ،‬صامدة صمود ذاك الفتى‬ ‫المولع بالعلم والمعرفة‪ ،‬محمد بن عيسى‪ ،‬الذي وهبها‬ ‫من حياته وشبابه ونبوغه موقعا متميزا بين جنات‬ ‫عدن هذا الكون‪ ،‬في ملكوت الفكر‪ ،‬ومحفال موقرا من‬ ‫المحافل العالمية األكثر جلبا للقرائح وإثارة لالهتمام‪،‬‬ ‫حين جعل قضايا االنسان جوهر اهتمام الموسم وهدفا‬ ‫جوهريا من أهدافه‪ ،‬اإلنسان في معاناته مع نفسه ومع‬ ‫بيئته ومع محيطه‪ ،‬القريب والبعيد‪ ،‬شماال وجنوبا‪ ،‬ودفع‬ ‫إلى تفاهم حول الخصوصيات والثوابت‪ ،‬وإلى شراكات‬ ‫بين الجنوب والشمال الذي وجد في هذا الحوار دعوة‬ ‫صريحة إلى التخلي عن الغلو واالستعالء في تعامله من‬ ‫الجنوب‪ ،‬المتقد حماسا وتأللؤا‪.‬‬ ‫ذاك كان أحد أبرز محاور دورة سابقة ‪ ،‬كانت ناجحة‬ ‫بكل المقاييس‪ ،‬ولكن معالجته تطلبت مزيدا من‬ ‫استعمال العقل والفكر والسياسة التي قال عنها محمد‬ ‫بن عيسى إنها «مساحيق» وليست مبادئ وال قواعد‬ ‫ثابتة‪ ،‬فهي تتغير مع تغير الظروف واألشخاص»‪.‬‬ ‫ولربما كانت أصيلة أول فضاء إقليمي ودولي‬ ‫تشكل لتحقيق البحث عن نقط التفاهم من أجل تواصل‬ ‫تنخرط فيه ثقافات وحضارات العالم المعاصر‪ ،‬بعيدا‬ ‫عنالمواجهاتوالتشنجاتوالعصبياتواألفكارالنمطية‬ ‫الجاهزة‪ ،‬وذلك من خالل اللقاءات المباشرة لنخب‬ ‫الشمال ونخب الجنوب‪ ،‬في إطار ندوات موسم أصيلة‬ ‫الثقافي الدولي التي كسرت الكثير من الطابوهات‪،‬‬ ‫وتعدت المرموز إلى «المكشوف» وإلى الكالم الصريح‬ ‫المسؤول‪ ،‬فكان أن حققت ذلك التالقح نتائج باهرة‬ ‫قربت العديد من المفاهيم وخلقت شعورا لدى كافة‬ ‫األطراف بأن المستقبل في التعاون والتضامن والدعم‬ ‫المتبادل والشراكة في تخطيط وتنفيذ برامج التنمية‬ ‫االجتماعيةواالقتصادية‪.‬‬ ‫وبرأي األستاذ محمد بن عيسى‪ ،‬أمين عام مؤسسة‬ ‫منتدى أصيلة‪ ،‬فإن موسم أصيلة يحمل خصوصيات‬ ‫تميزه عن غيره من المهرجانات التي يزخر بها المغرب‪.‬‬ ‫إنه مشروع ثقافي وليس مهرجانا ترفيهيا ‪ ،‬وحين‬ ‫انطلق سنة ‪،1978‬شكل أول ملتقى من نوعه ينظم‬

‫بالمغرب بهدف توفير فضاء مناسب للقاء نخب الجنوب‬ ‫ونخب الشمال ‪ ،‬من علماء ومفكرين وباحثين وإعالميين‬ ‫وفنانين ‪ ،‬في إطار جامعة المعتمد بن عباد الصيفية‬ ‫التي تحتفل هذه السنة بدورتها الواحدة والثالثين‪،‬‬ ‫حيث جاء كل موسم بمواصفاته وخصوصياته واتسم‬ ‫بتناول مواضيع هامة‪ ،‬تخص األوضاع في العالم العربي‬ ‫وإفريقيا وأمريكا الالتينية والدول المتقدمة وكيف‬ ‫يمكن توظيف الثقافة من أجل ربط الجسور بين نخب‬ ‫الجنوب والشمال من أجل خلق ذهنية جديدة‪ ،‬مختلفة‪،‬‬ ‫ال مكان فيها للسيطرة والهيمنة وال لألفكار الجاهزة‪ ،‬بل‬ ‫للتعاون والشراكة ‪ .‬محاوالت قد تبدو عبثية‪ ،‬في زماننا‬ ‫هذا‪ ،‬ولكن موسم أصيلة الثقافي الدولي يبني للحاضر‬ ‫والمستقبل‪ ،‬ويمهد الطريق أمام األجيال المقبلة من‬ ‫أجل أن تختفي تماما من معجم اللغة‪ ،‬مصطلح الشمال‬ ‫والجنوب‪ ،‬كصفة قيمة لإلشارة إلى الشعوب المتقدمة‬ ‫والشعوب المتخلفة‪ .‬واألكيد أن جاللة الملك الراحل‬ ‫الحسن الثاني طيب اهلل ثراه‪ ،‬قد انتبه إلى أهمية فكرة‬ ‫موسم أصيلة الثقافي الدولي التي جاء بها األستاذ محمد‬ ‫بن عيسى‪ ،‬الذي واجه الكثير من الصعوبات والمعيقات‬ ‫من طرف جهات رسمية كان يخيفها أن يرفع جماعة‬ ‫من الشباب المثقفين المتنورين ‪ ،‬في مدينة صغيرة‬ ‫بشمال المغرب‪ ،‬شعار «الثقافة من أجل التنمية» فطلب‬ ‫جاللته رحمه اهلل من محمد بنعيسى أن يشرح له فكرة‬ ‫المشروع الذي يهدف وفق صاحبه «إلى إقامة منبر في‬ ‫مدينة أصيلة ليكون نقطة لتالقي مختلف الثقافات وإبراز‬ ‫الزخم الحضاري والثقافي المغربي وتفعيله مع اآلخرين‪،‬‬ ‫في نطاق العهد الجديد واالنفتاح والحرية والالمركزية‬ ‫التي بدأ المغرب يمارسها»‪.‬‬ ‫الراحل الحسن الثاني رد على محمد بن عيسى‬ ‫مطمئنا وقال له «أنا معك‪ ،‬وسأعينك»‪ .‬حدث ذلك‬ ‫خالل سنة ‪ .1978‬وفي عام ‪ ،1981‬استفسر جاللة‬ ‫الملك الحسن الثاني محمد بن عيسى عن سير مشروع‬ ‫الموسم‪ ،‬وحين سمع رد بن عيسى باغثه الحسن الثاني‬ ‫رحمه اهلل باستدعاء أحد المسؤولين األمنيين وخاطبه‬

‫قائال‪« ،‬دع بن عيسى يتحمل مسؤولية كل من يريد‬ ‫دعوته لموسم أصيلة»‪ .‬ثم انزوى جانبا بابن عيسة‬ ‫وقال له‪« :‬دع أصيلة تكون مثل حديقة «هايدبارك»‪.‬‬ ‫اترك الناس في أصيلة يقولون ما في قلوبهم»‪.‬‬ ‫ولتأكيد دعم جاللة الملك للموسم‪ ،‬تصورا‪ ،‬وفكرة‪،‬‬ ‫وبرامج وأسلوبا‪ ،‬سمح جاللته رحمه اهلل لولي العهد‪،‬‬ ‫جاللة الملك محمد السادس نصره اهلل‪ ،‬بحضور موسم‬ ‫أصيلة لسنة ‪ ،1978‬مع مجموعة من أصدقائه‪ ،‬حيث زار‬ ‫مشغل الفنون التشكيلية‪ ،‬وبعد ذلك استجاب جاللته نور‬ ‫اهلل ضريحه لملتمس محمد بن عيسى بجعل الموسم‬ ‫تحت الرئاسة الشرفية لولي العهد‪.‬‬ ‫ويقول األستاذ محمد بن عيسى إن ذلك شكل‬ ‫دفعة معنوية ومادية للموسم‪ ،‬بل وأعطاه مناعة قوية‬ ‫أنهت مشاعر الشك لدى المناهضين للموسم‪ ،‬في نوايا‬ ‫أصحاب الموسم ومخططاتهم‪.‬‬ ‫األستاذ محمد بن عيسى المثقف والمفكر واألديب‬ ‫والسفير والوزير‪ ،‬يعيش منذ منتصف سبعينات القرن‬ ‫الماضي حالة هوس دائم بالموسم ‪ ،‬يخطط له ويختار‬ ‫مواده ويوظب فقراته بنفسه‪ ،‬ويضع شعاراته ‪ ،‬وهو في‬ ‫بيته‪ ،‬أو في مكتبه أو على رصيف مقهى داخل المغرب أو‬ ‫خارجه أو بقاعة من قاعات االنتظار بمطار من مطارات‬ ‫الكرة األرضية التي ال بد وأن يكون قد عبرها‪ ،‬طوال‬ ‫وعرضا‪ ،‬ألف مرة ومرة‪......‬‬ ‫محمد بن عيسى هبة السماء ألصيلة وسكانها‪.‬‬ ‫قال في حقه الراحل الحسن الثاني‪ ،‬ما معناه أن لو كان‬ ‫عنده خمسة وزراء من أمثال محمد بن عيسى‪ ،‬ما اضطر‬ ‫إلنجاز تصاميم ثالثية أو خماسية‪ ،‬فقد استطاع محمد‬ ‫بن عيسى‪ ،‬في وقت وجيز وبمجهودات فردية ذاتية‪ ،‬أن‬ ‫يقفز بمدينته من «قرية» مهمشة‪ ،‬إلى عاصمة عالمية‬ ‫للثقافة تتحدث عن موسمها الثقافي كبريات الصحف‬ ‫العالمية‪ ،‬أمريكية وأوروبية وإفريقية‪ .‬وتطلع أخبارها في‬ ‫الصحف الحائطية ببالد الصين !‪...‬‬ ‫موسم أصيلة الثقافي نجح في أن يوفر لمدينة‬ ‫أصيلة الكثير من التجهيزات األساسية التي كانت تفتقر‬ ‫إليها من إنارة عمومية وماء‪ ،‬وقنوات الصرف الصحي‬

‫وطرق داخلية‪ ،‬وخدمات بلدية كانت تفتقر إليها‪ .‬كما‬ ‫نجح في إنشاء كورنيش أصيلة الجميل الذي بقصده‬ ‫آالف الوافدين على أصيلة خالل الموسم ويكون متنفسا‬ ‫ألهل المدينة طيلة السنة ‪ .‬ويكفي أن نعلم أن أصيلة‬ ‫كانت «مربوطة» بخيط كهربائي وحيد مع محطة‬ ‫طنجة‪ ،‬بحيث أنه خالل الدورة األولى كان «مناضلو»‬ ‫الموسم يطوفون بالمدينة يطلبون من السكان‬ ‫وأصحاب المقاهي إطفاء المصابيح على قلتها وضعف‬ ‫نورها ‪ ،‬حتى يتمكن منظمو الموسم من إضاءة قصر‬ ‫الثقافة وتشغيل آالت الصوت‪.‬‬ ‫وال زال أمام مؤسسة موسم أصيلة مشاريع لإلنجاز‬ ‫‪ ،‬بعد «مارينا» أصيلة ومشروع عقاري من أجل القضاء‬ ‫على مدن القصدير وبعد أن حظيت مدينة أصيلة‬ ‫بالتفاتة كريمة من سمو األمير بندر بن سلطان الذي‬ ‫قام ببناء أكبر مكتبة بالمغرب‪ ،‬مكتبة األمير بندر بن‬ ‫سلطان بهذه المدينة‪ ،‬كما قام بتمويل وتوسيع قصر‬ ‫الثقافة وبإعادة بناء مسجد تاريخي بأصيلة‪.‬‬ ‫كما أن مؤسسة منتدى أصيلة قامت بتعاون مع‬ ‫المجلس البلدي بترميم أسوار المدينة البرتغالية وبناء‬ ‫برج القامرة البرتغالي التاريخي بمساعدة مؤسسة‬ ‫كولبنكيان بلشبونة وبناء مركز الحسن الثاني‬ ‫للملتقيات الدولية بمساعدة كريمة من السلطان‬ ‫قابوس بن سعيد آل سعيد عاهل سلطنة عمان ووزارة‬ ‫الثقافة بالرباط وبناء مركب رياضي ‪ ،‬وتوسيع وبناء عدد‬ ‫من الحدائق العمومية‪ ،‬وتوجد في طور االإشاء منطقة‬ ‫حرة للصناعات الغير ملوثة وللمؤسسة مشاريع أخرى‬ ‫اجتماعيةورياضية‪.‬‬ ‫وحين يسأل األستاذ والوطني الفذ‪ ،‬عن طموحه‬ ‫بعد هذا اإلنجاز العظيم الذي يعتبر «مشروع عمر»‪ ،‬يرد‬ ‫بتأثر شديد‪« ،‬أنا ليس عندي طموح خاص‪ .‬أنا واحد من‬ ‫مجموعة ممن بادروا إلى هذا المشروع الثقافي ألن‬ ‫هناك جيال آخرمن الشباب ممن كانت أعمارهم دون‬ ‫العشر سنوات عند انطالق المشروع‪ ،‬واآلن عمرهم فاق‬ ‫األربعين ‪ .‬نحن جميعا نسعى إلى ترسيخ قواعد هذه‬ ‫األرضية ونحلم بأن نجعل من أصيلة «يونيسكو» غير‬ ‫حكومية‪ ،‬بعيدة عن التوصيات والقرارات والشعارات» !‪...‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪845‬‬

‫«‪ 0‬ميكا‪ ...‬بوكو‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يوليوز ‪2016‬‬

‫أزبال» شعار الحكومة‬

‫قبيل أضخم مؤتمر للبيئة‪ ...‬يكافحون التلوث‬ ‫البيئي ويجعلون من المغرب مكباً ألزبال الخارج»‬ ‫يعيش الباعة في األسواق الشعبية ارتباكا كبيرا هذه األيام‪ ،‬بعد دخول‬ ‫قانون منع األكياس البالستيكية «الميكا» حيز التنفيذ‪ ،‬الذي اعتبروه مفاجئا‪،‬‬ ‫في غياب بدائل سهلة التناول لدى المستهلكين‪.‬‬ ‫واستغرب الكثير من الباعة‪ ،‬الطريقة التي تعاطت بها وسائل اإلعالم‬ ‫العمومية مع حملة «‪ 0‬ميكا»‪ ،‬التي انصبت كلها على المتاجر الكبرى‬ ‫واألسواق الممتازة بالمدن المغربية‪ ،‬عبر تقديم أكياس أو صناديق خاصة‬ ‫عند شراء السمك واللحم مثال‪ ،‬دون التفكير في األسواق الشعبية وكيف‬ ‫ستقدم بضاعتها للبائع‪ ،‬لكونها لن تستطيع توفير األكياس البيولوجية و ال‬ ‫تلك الصناديق الخاصة‪.‬‬ ‫يشار إلى أن أحد األسواق التجارية الكبرى‪ ،‬كان قرر تسويق أكياس بيئية‪،‬‬ ‫يتراوح ثمنها بين ‪ 1.20‬درهم للكيس الصغير‪ ،‬و ‪ 7‬دراهم للكيس الكبير‪.‬‬ ‫و بعد مرور بضعة أيام على بدء منع استعمال األكياس البالستيكية‬ ‫في إطار الحملة التي أطلقتها الحكومة تحت عنوان “زي��رو ميكا”‪ ،‬بدأ‬ ‫المنع يخلف نتائج سلبية لدى المواطنين الذين وجد جزء كبير منهم أن‬ ‫المنع سيربك عمليات البيع والشراء وسيشكل كلفة إضافية على الباعة‬ ‫والمواطنين‪.‬‬ ‫وكرد فعل على بدء تسويق المحالت التجارية الكبيرة‪ ،‬ألكياس تتراوح‬ ‫أسعارها ما بين درهم وثمانية دراهم‪ ،‬يقتنيها المواطن لوضع مشترياته‪،‬‬ ‫أطلق عدد من مستعملي موقع التواصل االجتماعي فايسبوك‪ ،‬حملة أسموها‬ ‫«بغينا_الصاك_بزيرو_درهم»‪ ،‬استنكارا لما‬ ‫وصفوه باستغالل كبريات الشركات للمواطنين‪،‬‬ ‫لفرض زيادات عليهم فيما اعتبرها آخرون طريقة‬ ‫جديدة “لالغتناء”‪.‬‬ ‫و في أول رد سياسي على قرار وزارة الداخلية‬ ‫بمنع تداول أكياس البالستيك ومنع تصنيعها‪،‬‬ ‫هاجم إدريس لشكر الكاتب األول لحزب االتحاد‬ ‫االشتراكي‪ ،‬قرار الداخلية‪ ،‬بالقول «اختاروا قرارا‬ ‫عنيفا تحكميا إلعدام ‪ 250‬ألف شخص في ليلة‬ ‫القدر»‪ ،‬في إشارة إلى تاريخ ‪ 5‬يونيو الذي جعلته‬ ‫الداخلية بداية انطالق الحملة ضد األكياس‬ ‫البالستيكية وتصنيعها‪.‬‬ ‫وانتفض لشكر على ق��رار الداخلية بتيط‬ ‫مليل بحضور مجموعة من مهنيي قطاع صناعة‬ ‫البالستيك‪ ،‬قائال ‪« :‬أليس البالستيك نفسه‬ ‫الموجود في قنينات المونادا‪ ،‬أم أن هذه محمية‬ ‫من رؤوس أموال قوية والبالستيك اآلخر يعيش‬ ‫به المستضعفون »‪.‬‬ ‫و تابع القول « التلويث الحقيقي هو الفقر‬ ‫والظلم» و أكد في حديثه إلى مهنيي القطاع‪:‬‬ ‫«أبلغنا المسؤولين في هذا الوطن بخطورة‬ ‫ما يقدمون عليه» موضحا في سياق كالمه‬ ‫أن الحكومة مسؤولة عن البحث عن البدائل‬ ‫والمشاريع التنموية‪.‬‬ ‫نمر اآلن الى نقيض النقائض‪ ،‬و بما أننا نتكلم عن قرارات حكومة‬ ‫النقيض بامتياز‪ ،‬دعونا نتكلم عن استقبال آالف األطنان من األزبال لحرقها‬ ‫بالمغرب ومباركة الحكومة لهذه المبادرة في انتظار الخمسة أطنان التي‬ ‫سيتم استيرادها على مدى ‪ 3‬سنوات‪ ،‬بعدما رحبت الوزيرة المحترمة بالصفقة‬ ‫المربحة لجيب الحكومة و المدمرة لصحة الشعب ‪.‬‬ ‫ال حديث في اآلونة األخيرة‪ ،‬بين الجمعيات المهتمة بالشأن البيئي‬ ‫بمدينة الجديدة خاصة و بجميع المدن المغربية بشكل عام‪ ،‬إال على حدث‬ ‫وصول سفينة كبيرة إلى ميناء الجرف األصفر‪ ،‬قادمة إليه من إيطاليا‪ ،‬ومحملة‬ ‫بكمية من النفايات على شكل مواد بالستيكية ومطاطية ومتالشيات‪ ،‬كانت‬ ‫في طريقها إلى نواحي الدار البيضاء وسطات من أجل إحراقها بأحد معامل‬ ‫اإلسمنت‪.‬‬ ‫خالدي محمد‪ ،‬رئيس المركز المحلي للبيئة والتنمية المستدامة‬ ‫بالجديدة‪ ،‬أشار إلى أن “هذه الواقعة ليست األولى من نوعها‪ ،‬حيث سبق‬ ‫لعدد من الجمعيات أن تصدّت لشحنات أخرى من العجالت‪ ،‬استُقدمت‬ ‫من إحدى الدول األوربية من أجل إحراقها في معمل لإلسمنت”‪ ،‬مطالباً‬ ‫السلطات‪ ،‬عبر تصريحاته اإلعالمية‪ ،‬بضرورة وضع حد لمثل تلك السلوكيات‪،‬‬

‫‪5‬‬

‫والضرب بيد من حديد على كل من سوّلت له نفسه استيراد مواد سامة‬ ‫لحرقها وتلويث البيئة بها‪.‬‬ ‫واستغرب خاليدي كيف يتجرأ البعض على تلويث البيئة‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫يقف المغرب على أبواب تنظيم أكبر تظاهرة عالمية “كوب‪ ،”22‬وحملة “زيرو‬ ‫ميكا”‪.‬‬ ‫وأكد المتحدث على أن “البالغ الذي أصدره المركز ستليه وقفة‬ ‫احتجاجية للجمعيات البيئية‪ ،‬قبل نهاية األسبوع الجاري‪ ،‬من أجل إثارة‬ ‫انتباه المسؤولين على الصعيد المحلي واإلقليمي والوطني‪ ،‬ومطالبتهم‬ ‫بوضع حد لكل السلوكات المضرة بصحة اإلنسان‪ ،‬من جهة‪ ،‬والتي تمس‬ ‫سمعة المغرب من جهة ثانية‪ ،‬حتى ال يصير مقبرة للنفايات األوربية‬ ‫والمواد السامة”‪.‬‬ ‫احتجاجات المجتمع المدني بمدينة الجديدة على وصول‪ ‬باخرة إيطالية‬ ‫كبيرة محملة بـ‪ 2500‬طن من النفايات‪ ،‬خصوصا بعد ذكر موقع إخباري‬ ‫إيطالي أن النفايات التي وصلت إلى المملكة جزء من تلك التي أثارت‬ ‫الجدلمنذ حوالي ‪ 20‬سنة بنواحي مدينة نابولي اإليطالية‪ ،‬أثار حفيظة‬ ‫المغاربة و جعلهم يتساءلون هل أصبح المغرب مكبّا ألزب��ال الدول‬ ‫األجنبية ؟؟؟‬ ‫موقع «فين بيج»‪ ،‬أحد أكبر المواقع اإلخبارية بإيطاليا‪ ،‬كشف أن مصدر‬ ‫تلك النفايات هو منطقة ‪ Taverna del Re‬الواقعة نواحي مدينة نابولي‪،‬‬ ‫التي وعد رئيس الوزراء اإليطالي‪ ،‬ماتيــو رينسـي‪ ،‬ساكنتها مؤخرا بتخليصها‬

‫منها خالل ثالث سنوات‪.‬‬ ‫وكان رئيس جهة كامبانيا‪ ،‬التي توجد بها أكبر مطارح األزبال بإيطاليا‪،‬‬ ‫قد احتفل في ماي الماضي مع المسؤولين المحليين بنقل أول دفعة من‬ ‫النفايات بعدما خصصت الجهة حوالي ‪ 118‬مليون أورو لذلك‪ ،‬دون أن‬ ‫يكشف الجهة التي سيتم نقلها إليها‪ ،‬ليتضح اآلن أن الجهة هي بلدنا الحبيب‬ ‫في ظل حكومة جعلت منه وعاء للقاذورات‪.‬‬ ‫ويعود مشكل «نفايات نابولي» إلى بداية األلفية الحالية‪ ،‬بعدما اكتشف‬ ‫القضاء اإليطالي بعد إنجاز العديد من التقارير المختصة التالعب الذي حصل‬ ‫في إتالفها وتزوير المستندات حتى يتم تمريرها على أنها نفايات عادية‪،‬‬ ‫إذ كشف الخبراء الذين استعان بهم أنها تحتوي مواد سامة وخطيرة على‬ ‫البيئة واإلنسان‪.‬‬ ‫وكشفت العديد من التقارير‪ ،‬سواء التي اعتمدها القضاء أو الهيئات‬ ‫المختصة بحماية البيئة‪ ،‬أن النفايات بجهة كامبانيا تركت «أثارا مدمرة» على‬ ‫المنطقة برمتها‪ ..‬ويطلق اليوم على مناطق شاسعة من جهة كامبانيا‪ ،‬حيث‬ ‫كان يتم إتالف تلك النفايات‪« ،‬األراضي المحروقة»‪ ،‬أو «أراضي النار»‪ ،‬في‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬ ‫إشارة إلى مدى التأثير الذي سببته النفايات المذكورة على التربة والفرشة‬ ‫المائية‪.‬‬ ‫وأدى تدخل القضاء إلى وقف عملية إتالف تلك النفايات ورفض مختلف‬ ‫األفران الخاصة بإيطاليا حرقها‪ ،‬وهو ما أدى إلى تراكمها في مناطق شاسعة‪،‬‬ ‫إذ تقدرها بعض المصادر اإلعالمية بما ال يقل عن ‪ 5‬ماليين طن‪ .‬‬ ‫بعد تقرير مفزع بثته قناة “أورو نيوز”‪ ،‬الدولية كشفت من خالله أن‬ ‫النفايات اإليطالية التي تشحن حاليا على دفعات نحو مدينة الجرف األصفر‬ ‫المغربية كانت لها آثار كارثية على المياه الجوفية لعدد من المدن اإليطالية‪.‬‬ ‫وأضاف التقرير أن حرق هذه النفايات يتسبب في السرطان وكان حرقها‬ ‫قد تسبب في رفع عدد الوفيات في صفوف اإليطاليين بسبب سرطان الكبد‬ ‫والدماغ والدم والمثانة الناتج عن هذه النفايات‪.‬‬ ‫وكانت جهة كامبانيا أطلقت في مارس األخير عملية طلب عروض‬ ‫إلتالف الدفعة األولى من النفايات المتراكمة‪ ،‬خاصة تلك التي تعتبر أقل‬ ‫خطرا‪ ،‬والتي لم تسلم بدورها من بعض التساؤالت‪ ،‬خاصة أن تقريرا قضائيا‬ ‫سنة ‪ 2013‬نشرته صحيفة «إلفاطو كوتيديانو» في شهر مارس الماضي‪،‬‬ ‫يشير إلى أن بقاءها منذ سنة ‪ 2007‬معرضة للتأثيرات الطبيعية أدى إلى‬ ‫«تحنيطها»‪ ،‬إضافة إلى أن «التحريات كشفت أن معالجتها تمت بطريقة غير‬ ‫قانونية‪ ،‬وآالف البالغات بينت تواجد قطع من اآلالت الحديدية والسيارات‬ ‫فيها»‪.‬‬ ‫ورغم عدم إعالن الشركات التي فازت بصفقة‬ ‫إتالف نفايات كامبانيا عن المغرب كجهة محتملة‬ ‫الستقبال هذه النفايات‪ ،‬إال أن وصول هذه الكمية‬ ‫الكبيرة منها إلى ميناء الجرف األصفر أعاد إلى األذهان‬ ‫الجهة التي يمكنها استقبال هذه النفايات‪ ،‬بعدما‬ ‫رفضتها معظم الجهات والمدن اإليطالية‪.‬‬ ‫وجهت المنظمة الدولية للدفاع والنهوض بحقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬رسالة إلى رئيس الحكومة عبد اإلله بنكيران‪،‬‬ ‫حول استقبال المغرب نفايات سامة قادمة من إيطاليا‪،‬‬ ‫مطالبة إياه الكشف عن األسباب التي جعلت السلطات‬ ‫تستقبل نفايات سامة وما تحمله من معادن ثقيلة‬ ‫ومواد سامة تهدد البيئة وصحة اإلنسان‪ ،‬كما طالبت‬ ‫الـ‪ OIDH‬من الجهات المعنية‪ ،‬وبالخصوص الوزارة‬ ‫المكلفة بالبيئة‪ ،‬باتخاذ اإلجراءات المستعجلة من أجل‬ ‫اإليقاف الفوري لالتفاقية ذات الصلة بهذه النفايات‬ ‫األجنبية‪ ،‬وبالطرد الفوري للباخرة اإليطالية‪.‬‬ ‫الكاتب العام للمنظمة وممثلها بالمغرب ندد‬ ‫بقرار الحكومة المغربية باستقبال نفايات تخلصت‬ ‫منها إيطاليا لكونها تحتوي على مواد سامة وخطيرة‬ ‫على البيئة واإلنسان‪ ،‬وتركت أثارا مدمرة على منطقة‬ ‫نابولي بإيطاليا‪ ،‬كما كشفت العديد من التقارير أو‬ ‫الهيئات المختصة بحماية البيئة بإيطاليا‪.‬‬ ‫وعبر خالد الشرقاوي السموني‪ ،‬في تصريح‪ ‬صحفي عن استغرابه ‪ ‬لقرار‬ ‫موافقة الحكومة المغربية باستقبال أطنان من النفايات الخطرة على البيئة‬ ‫واإلنسان في الوقت الذي يستعد خالله المغرب الحتضان الدورة الثانية‬ ‫والعشرين لمؤتمر األمم المتحدة حول المناخ‪.COP 22 ‬‬ ‫وساءل السموني الحكومة المغربية عن األسباب التي جعلت السلطات‬ ‫تستقبل نفايات سامة وما تحمله من معادن ثقيلة ومواد سامة تهدد البيئة‬ ‫وصحة اإلنسان‪ ،‬مطالبا الجهات المعنية‪ ،‬و بالخصوص ال��وزارة المكلفة‬ ‫بالبيئة‪ ،‬باتخاذ اإلجراءات المستعجلة من أجل اإليقاف الفوري لالتفاقية ذات‬ ‫الصلة بهذه النفايات األجنبية‪ ،‬وبالطرد الفوري للباخرة اإليطالية‪ ،‬احتراما‬ ‫اللتزامات المغرب الدولية في مجال حماية البيئة‪.‬‬ ‫خالصة القول‪ ،‬لم نعد ندري هل نحن نعيش في بلد تهمه صحتنا‬ ‫وكرامة عيشنا‪ ،‬أم نحن في بلد‪ ،‬يتزايدون فيه علينا و ال يهمهم منا سوى‬ ‫أصواتنا االنتخابية؟!‬


‫العدد ‪845‬‬

‫دفاتري‬

‫من‬

‫عزيـز‬

‫أشباح موبديع‬ ‫منذ وصوله إلى الحكومة‪ ،‬والوزير موبديع‬ ‫يضاعف التصريحات بشأن أشباح اإلدارة العمومية‬ ‫ويتوعدهم بالويل والثبور وعظائم األمور ! وعلى‬ ‫مسافة أسابيع من «خط» الوصول ‪...‬إلى النهاية‪،‬‬ ‫ال زالت اللجنة الوزارية «المختصة» في التغيب‬ ‫الغير مشروع تواصل تحقيقاتها بشأن مئات‬ ‫الموظفين الذين يتلقون أجورهم «فابور» دون‬ ‫أن يكلفوا أنفسهم عناء الحضور لمقرات عملهم‪،‬‬ ‫بل إن منهم من يشتغل في جهات أخرى ومنهم‪،‬‬ ‫كما قيل‪ ،‬من هاجر إلى «إل دورادو» األوروبي أو‬ ‫األمريكي‪ ،‬وال زال «يقبض» بسبب أن اإلدارة ال‬ ‫زالت «تدفع» !‪....‬‬ ‫ولم ال ما دامت اإلدارة «عاجزة» عن ضبط‬ ‫أمورها وتحصين أموال الشعب من عبث العابثين‪.‬‬ ‫وال حول وال قوة إال باهلل !!‪....‬‬

‫الكيف وما أدراك ما الكيف !‪...‬‬ ‫مرة أخرة يتصدر المغرب دول العالم المنتجة‬ ‫للعشبة «الطيبة» وفق تقرير أممي متفوقا على‬ ‫أفغانستان والهند وباكستان !‪...‬‬ ‫ورغ��م كل المضايقات التي يتعرض لها‬ ‫مزارعونا األشداء‪ ،‬من طرف من تعلمون ‪ ،‬فإن هم‬ ‫نجحوا في «زرع» حوالي ‪ 50‬ألف هكتار من «القنب‬ ‫الهندي» ــ نسبة إلى الهنود الحمر وليس الهنود‬ ‫السمر ـ كما أن خيرنا من «المدرح» ينجح في‬ ‫اختراق الحدود ليسهم في «تسميم» عقول‬ ‫شعوب وقبائل عبر العالم‪ ،‬بالرغم من عمليات‬ ‫الحجز التي تتعرض لها األطنان المطننة من‬ ‫كيفنا العجيب‪ ،‬ولكن الخير كثير ونحن «كرماء»‪،‬‬ ‫ال نمنع على أحد أن يحصل على «متعة» تدمير‬ ‫نفسه ‪ ،‬ما دام يدفع‪ ،‬وما دمنا نزرع‪ ،‬بل إننا نفكر‬ ‫في «استراتيجية» مجنونة بغرض رفع كل أشكال‬ ‫المنع والتحريض ضد «العشبة» حتى «نعمم»‪،‬‬ ‫ديمقراطيا‪« ،‬متعة» إفساد عقول بني آدم‪ ،‬في‬ ‫القارات الخمس‪ ،‬وحتى ال تبقى رأس في العالم‬ ‫بال «نشوة» من «نشاو ينا» المذهلة‪ ،‬ونكون قد‬ ‫نجحنا في تحقيق نوع من «العدالة» في إشاعة‬ ‫«النغمة النعمة» في أرض اهلل الواسعة !!!‪...‬‬

‫من أجل بلغة !‬ ‫ال زالت أخبار التعذيب داخل المخافر‪ ،‬تطلع‬ ‫علينا في الصحافة الوطنية‪ ،‬بين الفينة والفينة‪،‬‬ ‫حتى ال نغفل عن ذكر المخافر التي يقول القدماء‬ ‫أن الداخل إليها مفقود والخارج منها ‪ ،‬كأنه مولود‪.‬‬ ‫ولو أننا‪ ،‬بعد زيارة حبيبنا ‪ Juan Mendez‬المقرر‬ ‫األممي في ما يخص التعذيب بالعالم‪ ،‬في شتنبر‬ ‫‪ ،2012‬أيقننا أن مغرب ما بعد ‪« ،2011‬طلق»‬ ‫التعذيب بالمخافر والمعتقالت‪ ،‬السرية والعلنية‪،‬‬ ‫بعد أن صادق على قانون ضد التعذيب واإلختفاء‬ ‫القسـري‪ ،‬وكافـة القوانيـن األممية المتعلقة‬ ‫بحقوق اإلنسان‪ ،‬بدون تحفظ !‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬تأتينا حاالت تعذيب «معزولة»‬ ‫كما يقال لنا‪ ،‬ولكنها تترك «إصابات» وجروح‪،‬‬ ‫مادية ومعنوية‪ ،‬بليغة‪ ،‬يصعب «التئامها» ولو‬ ‫بعد حين‪ .‬تلك حالة أربعة موقوفين على يد‬ ‫درك سوق الغرب‪ ،‬أثارت ردود فعل قوية على‬ ‫خلفية دفاعهم عن أراضيهم الساللية‪ ،‬إلى أنواع‬ ‫خطيرة من التعذيب اللفظي والجسـدى تعود إلى‬ ‫عهد ‪ ، la inquisición‬نتج عنه إصابة اثنين‬ ‫منهم بإصابات بليغة‪ ،‬ما دفع إلى تدخل لجنة‬ ‫قضائية بأمر من وكيل الملك ‪ ،‬أعدت تقريرا في‬ ‫الموضوع‪.‬‬ ‫وتلك حالة قاصر تحدثت عنه الصحافة‬ ‫بما يفيد أنه تعرض ألنواع من التعذيب بمخفر‬ ‫الشرطة بطنجة‪ ،‬وقع اعتقاله وشتمه وإذالله‬ ‫وضربه أمام المأل‪ ،‬كما يدعي ‪ ،‬بتهمة سرقة بلغة‬ ‫‪ .‬وتقول الصحف إنه بعد أن تم التعرف على هوية‬ ‫والد الضحية‪ ،‬انقلبت األمور على عقب‪ ،‬وتحول‬ ‫االعتداء إلى مشهد «مقزز» من طاب الصفح‬ ‫والعفو‪ .‬األمور اآلن معلومة عند من يجب‪ ،‬وال‬ ‫يمكن ألي مسؤول أن يقول اليوم‪« ،‬إنني ما في‬ ‫رأسي شي» !‪......‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يوليوز ‪2016‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫أسالك كهربائية تجر رئيس جماعة إلى القضاء‬ ‫رفعت عائلة ناظورية فقدت‪ ،‬األسبوع الماضي‪،‬‬ ‫ولدها بسبب صعقة كهربائية ‪ ،‬دعوى قضائية ضد‬ ‫بلدية سلوان والمكتب الوطني للكهرباء في إقليم‬ ‫الناظور بتحمليها المسؤولية المباشرة في هذه‬ ‫الوفاة بسبب إهمالهما‪ ،‬وتركهما لخيوط كهرباء‬ ‫عارية في حي العمران‪ .‬ودخلت جمعية حقوقية‬ ‫تنشط في الناظور على الخط في هذه الفضيحة‬ ‫التي أدت إلى وفاة شاب يافع مات بفعل صعقة‬ ‫كهربائية سببها خيوط عارية لعمود كهربائي‬ ‫بسلوان الجديد‪ .‬وقد انتقل عضو ناشط حقوقي إلى‬ ‫مكان الحادث لحظات بعد وقوعه‪ ،‬وعاين خطورة‬ ‫العمود الكهربائي ذي الخيوط العارية الذي صعق‬ ‫الطفل‪ ،‬كما عاينت الجمعية الحقوقية عددا هائال‬ ‫من األعمدة الكهربائية بخيوط عارية في سلوان‬ ‫ومناطق متفرقة بإقليم الناظور‪.‬‬ ‫وهو ما يدل على استهتار المسؤولين بالمكتب‬ ‫الوطني للكهرباء والمجالس الجماعية بحياة وسالمة‬ ‫المواطنين وتقصيرهم الواضح في القيام بواجباتهم‬ ‫المهنية بحكم مسؤوليتهم في السهر على تسيير‬ ‫وتوزيع الكهرباء وصيانة الشبكة الكهربائية‪.‬‬ ‫وكشفت مصادر حقوقية ل«الصباح» التي‬ ‫زارت عائلة الضحية في مسقط رأسه بسلوان‪،‬‬ ‫أن المسؤولية تتحملها في هذه الحادثة األليمة‬ ‫المصالح المكلفة بتدبير وصيانة مرفق اإلنارة‬ ‫العمومية بكل من المكتب الوطني للكهرباء‬

‫والمجلس البلدي لسلوان‪ .‬وأعرب حقوقيون يعتزمون‬ ‫االحتجاج أمام مقر البلدية األسبوع الماضي‪ ،‬احتجاجا‬ ‫على تعدد الوفيات بسبب األسالك الكهربائية‬ ‫العارية‪ ،‬عن إدانتهم لإلهمال والتقصير في مسؤولية‬ ‫حماية الحياة والسالمة البدنية للمواطنين‪ ،‬وهو‬ ‫أسمى الحقوق المنصوص عليها في المواثيق‬ ‫الدولية والدستور المغربي‪ ،‬مطالبين المدير‬

‫اإلقليمي للمكتب الوطني للماء والكهرباء (قطاع‬ ‫الكهرباء)‪ ،‬ورئيس بلدية سلوان‪ ،‬وعامل اإلقليم‬ ‫بتحمل مسؤولياتهم لمعاقبة المسؤولين عن هذا‬ ‫التقصير طبقا للقانون وبجبر الضرر الذي لحق بهذه‬ ‫العائلة‪ ،‬مطالبين في الوقت نفسه المكتب الوطني‬ ‫للكهرباء والمجالس الجماعية وكافة المسؤولين‬ ‫باإلقليم بالتحرك بأقصى سرعة إلصالح وصيانة‬ ‫جميع الخيوط الكهربائية التي تشكل خطرا على‬ ‫السكان‪.‬‬ ‫وقال والد الضحية لـ«الصباح»‪ ،‬إن ولده البالغ‬ ‫من العمر ‪ 14‬سنة‪ ،‬والمتنقل في النصف األخير من‬ ‫رمضان من القنيطرة إلى الناظور من أجل قضاء‬ ‫العطلة الصيفية في مسقط رأسه‪ ،‬كان يداعب‬ ‫الكرة رفقة أصدقائه بملعب حي العمران‪ ،‬ولما فلتت‬ ‫منه الكرة‪ ،‬وسقطت في حفرة‪ ،‬حاول استرجاعها‪،‬‬ ‫وهو يتصبب عرقا‪ ،‬فباغته التيار الكهربائي إلحدى‬ ‫األعمدة التي كانت أسالكها عارية‪ ،‬ليروح الشاب‬ ‫اليافع ضحية اإلهمال‪ .‬وليس محمد دويا‪ ،‬الوحيد‬ ‫الذي راح ضحية األسالك الكهربائية المكشوفة‪،‬‬ ‫فإن آخرين فارقوا الحياة بالطريقة نفسها‪ ،‬دون أن‬ ‫يتحرك عامل اإلقليم ومعه باقي المصالح الخارجية‬ ‫التي لها ارتباط بهذا الموضوع من أجل تصحيح‬ ‫األخطاء‪ ،‬لتجنيب حي العمران المزيد من ضحايا‬ ‫الصعقات الكهربائية‪.‬‬

‫عبد اهلل الكوزي‬

‫سكان الفحص يطالبون وزير التجهيز بالوفاء بوعوده بشأن الطريق‬ ‫اإلقليمية ‪4611‬‬ ‫طالب سكان الجماعات القروية بكل من القصر‬ ‫الصغير‪ ،‬ملوسة‪ ،‬البحراويين‪ ،‬بعمالة الفحص‬ ‫أنجرة‪-‬والية طنجة‪ ،‬في مجموعة من الشكايات‬ ‫الموجهة إلى عامل اإلقليم‪ ،‬ورئيس الحكومة‬ ‫تتوفر «رسالة األمة» على نسخ منها‪ -‬وزير التجهيز‬‫والنقل واللوجيستيك عزيز رباح‪ ،‬بالوفاء بالتزاماته‪،‬‬ ‫ووعوده التي أطلقها على نفسه خالل زيارته السابقة‬ ‫للمنطقة‪ ،‬تجاه الساكنة المتضررة من التخريب‬ ‫الكلي للبنية التحتية للطريق اإلقليمية رقم ‪4611‬‬ ‫الرابطة بين جماعة ملوسة والطريق الوطنية رقم‬ ‫‪ 16‬الرابطة بين طنجة والقصر الصغير‪ ،‬على امتداد‬ ‫حوالي‪13‬كيلومتر‪ ،‬فيما يخص إعادة تأهيلها‪ ،‬حيث‬ ‫يعتبر هذا‪ ‬المقطع الطرقي الذي يخترق عشرة‬ ‫دواوير كبيرة‪ ،‬من أهم مسالك المنطقة ذات‬ ‫الطبيعة الجبلية الوعرة‪ ،‬والذي يعتبر من مخلفات‬ ‫المرحلة االستعمارية‪ ،‬غير أن عوامل التعرية وانعدام‬ ‫الصيانة واإلهمال وسوء التدبير‪ ،‬جعله عرضة للتآكل‬

‫والتخريب الكارثي‪ ،‬الشيء الذي جعل ساكنتها تعيش‬ ‫في عزلة تامة عن العالم المجاور‪ ،‬ليبقى المسلك‬ ‫الوحيد المتاح لهم‪ ،‬هو تغيير االتجاه صوب الطريق‬ ‫الوطنية رقم ‪ ،2‬طريق تطوان‪ ،‬وما قد يرافق ذلك من‬ ‫رحلة شاقة ومضاعفة للمعاناة المادية والمعنوية‬ ‫للساكنة الهشة‪.‬‬ ‫وقال عدد من أبناء المنطقة المتضررين في‬ ‫اتصالهم بـ «رسالة األمة»‪ ،‬بأنهم كانوا قد استبشروا‬ ‫خيرا مع وضع اللوحة التقنية بمدخل الطريق المعنية‬ ‫سنة ‪ ،2013‬معلنة عن بدء األشغال في عمليات‬ ‫الصيانة والترميم وإصالح أضرار الفيضانات ونقط‬ ‫االنزالق بها‪ ،‬والتي خصصت لها وزارة التجهيز‬ ‫ميزانية عامة قدرت بـ ‪ 6313192.8‬درهم‪ ،‬حيث‬ ‫فوتت صفقة إنجازها لمقاولة مراكشية‪ ،‬خصوصا‬ ‫بعدما زفت لهم هذه «البشرى» البرلمانية عن حزب‬ ‫العدالة والتنمية سعاد بولعيش نقال عن زميلها‬ ‫في الحزب الوزير عزيز رباح خالل اجتماع رسمي‬

‫سابق احتضنته عمالة الفحص أنجرة‪ ،‬بحضور عامل‬ ‫اإلقليم والمندوب الجهوي للتجهيز‪ ،‬مؤكدة لهم بأن‬ ‫طريقهم ستكون جاهزة بعد أقل من ثمانية أشهر‬ ‫من انطالق األشغال فيها‪ ،‬لتجد الساكنة نفسها وقد‬ ‫أوشكت السنة الثالثة عن االنتهاء‪ ،‬دون أن يتحقق‬ ‫شيء من ذلك‪ ،‬ودون أن تكتمل هذه األشغال‬ ‫المفترضة التي لم تبدأ قط لكي تنتهي‪ ،‬خصوصا‬ ‫وأن واقع الطريق يزداد كل يوم يتأخر فيه البدء في‬ ‫هذه األشغال تضررا وتخريبا أكثر مما كانت عليه في‬ ‫األول‪ ،‬وذلك بسبب العشرات من الشاحنات العمالقة‬ ‫العاملة بمقالع الحجارة المنتشرة بالمنطقة الخارجة‬ ‫عن المراقبة‪ ،‬الشيء الذي انعكس سلبا‪ ،‬يقول‬ ‫السكان المتضررون‪ ،‬على البنية التحتية للطريق‪،‬‬ ‫وظهور ميالن واضح‪ ،‬وتشققات كبيرة‪ ،‬وتباعدات‬ ‫خطيرة بين أجزائها‪ ،‬وانتشار الحفر في وسطها‪ ،‬مما‬ ‫خلف مؤخرا الكثير من حوادث السير المميتة‪ ،‬تضيف‬ ‫الساكنة‪.‬‬

‫رشيد عبود‬

‫محكمة جرائم األموال تدين مدير بنك ومسيري شركات ومقاولين بالعرائش‬ ‫أصدرت الهيئة القضائية المكلفة بقسم‬ ‫جرائم األموال بغرفة الجنايات االستئنافية بمحكمة‬ ‫االستئناف بالرباط‪ ،‬مساء األربعاء الماضي‪ ،‬حكمها‬ ‫في الملف ‪ ،2016/2623/3‬المتابع فيه مدير بنك‬ ‫جهوي بالعرائش‪ ،‬ومديرو شركات وتجار كبار‪ ،‬وألغت‬ ‫الحكم االبتدائي بالنسبة إلى المتهم الرئيسي‬ ‫(ع‪.‬ر‪.‬ن)‪ ،‬المتابع في حالة اعتقال‪ ،‬والذي رأى النور في‬ ‫عين بوعلي بموالي يعقوب سنة ‪ ،1962‬بعدما كان‬ ‫محكوما عليه بثالث سنوات حبسا نافذا وغرامة نافذة‬ ‫‪ 5000‬درهم‪ ،‬فحكمت عليه بسنتين حبسا نافذا‪،‬‬ ‫فيما أيدت الحكم االبتدائي‪ ،‬المحكموم به على باقي‬ ‫المتهمين‪ ،‬وذلك بعدما كانت محكمة جرائم األموال‬ ‫االبتدائية حكمت على كل من (ه‪.‬م) و(م‪.‬م) بسنتين‬ ‫اثنتين حبسا موقوف التنفيذ‪ ،‬وغرامة نافذة قدرها‬ ‫‪ 5000‬درهم لكل واحد منهم تضامنا‪ .‬هذا وتوبع‬ ‫المتهم الرئيسي في الملف الذي حققت فيه الفرقة‬ ‫االقتصادية والمالية‪ ،‬للشرطة القضائية بالعرائش‪،‬‬ ‫فكشفت معطيات مثيرة‪ ،‬متعلقة باتهامات باختالس‬ ‫وتبديد ماليين السنتيمات‪ ،‬تفجرت بعد توصل والية‬ ‫األمن بالعرئش‪ ،‬بإرسالية مرجعية متعلقة بشكاية‬ ‫مقدمة من القرض الفالحي للمغرب‪ ،‬في مواجهة‬ ‫مديرها‪ ،‬السابق بوكالة الزرقطوني‪ ،‬والرئيس‬ ‫السابق لمجموعة من الوكاالت البنكية للقرض‬ ‫الفالحي‪ ،‬التابعة للعرائش‪ ،‬في موضوع اختالس‬ ‫وتبديد أموال عمومية‪ ،‬والنصب والمشاركة في‬

‫ذلك‪ ،‬واستنادا عليها‪ ،‬جرى فتح تحقيق عاجل من قبل‬ ‫فرقة مكونة من محققين مع ممثل متخصصين‪.‬‬ ‫وكانت بداية التحقيق مع ممثل القرض‬ ‫الفالحي‪ ،‬الذي أعطى إفادات مكنت من معرفة‬ ‫الخروقات والعمليات التدليسية‪ ،‬التي يتهم (ع‪.‬ر‪.‬ن)‬ ‫مدير الوكالة سابقا‪ ،‬باقترافها لما كان على عهد‬ ‫بالمسؤولية في الوكالة‪ ،‬فيها قبل ترقيته‪ ،‬فأصبح‬ ‫يشغل منصب رئيس مجموعات وكاالت بنكية‪.‬‬ ‫الخروقات التي بدأ يحصيها ممثل البنك‪ ،‬أمام‬ ‫المحققين في الجرائم المالية الذين استدعوه‬ ‫مباشرة بعد توصليهم بأمر الوكيل العام للملك‪،‬‬ ‫متعلقة أساسا‪ ،‬بعمليات غير قانونية وممنوعة‪ ،‬بناء‬ ‫على ما يشير إليه القانون وممنوعة‪ ،‬بناء على ما يشير‬ ‫إليه القانون في هذا الباب‪ ،‬خصوصا تلك المتمثلة‬ ‫في الخصم غير المشروع للكمبياالت‪ ،‬واحتجاز قيم‬ ‫ومنع كفالة‪ ،‬تم رفضها من قبل المصالح المختصة‪،‬‬ ‫االختالالت‪ ،‬لم تتم بشكل فردي‪ ،‬وفق ما تشير إليه‬ ‫وثائق الملف‪ ،‬بل في ارتباط مع أشخاص آخرين‪،‬‬ ‫هم متهمون أيضا في الملف‪ ،‬أكد ممثل البنك‪ ،‬أن‬ ‫المتهم الرئيسي‪ ،‬كان يعمل على القيام بخصم‬ ‫غير مشروع للكمبياالت لفائدتهم‪ ،‬وذلك في غياب‬ ‫ترخيص مسبق من قبل المصلحة المختصة في‬ ‫البنك‪ ،‬إذ كان سيد نفسه‪ ،‬فتجاوز السقف المحدد‬ ‫لخطوط االعتماد المرتبطة بهذا النوع من العمليات‪،‬‬ ‫فضال عن تأكيده على احتجاز القيم‪ ،‬وهي عملة‬

‫تهم الكمبياالت المخصوصة بطريقة غير قانونية‪،‬‬ ‫يعتبرها المتهم تدليسا‪ ،‬كأنها أرجعت بدون أداء‬ ‫بعد تقديمها لالستخالص‪ ،‬وكذا الشيكات التي تعد‬ ‫موضوع عمليات السحب الخارجي‪ ،‬التي تم االحتفاظ‬ ‫بها‪ ،‬لمدة طويلة‪ ،‬وصلت ثالث سنوات على مستوى‬ ‫الوكالة المعنية‪ ،‬في انتظار تطعيم حسابات الزبناء‬ ‫المعنيين‪ ،‬بمبالغ مالية‪.‬‬ ‫وأشار المتهم الرئيسي الذي تم تعيينه سنة‬ ‫‪ 2006‬مديرا للصندوق الجهوي للبنك‪ ،‬الذي كان‬ ‫يشغل فيه‪ ،‬قبل أن يتم تعيينه سنة ‪ ،2009‬رئيسا‬ ‫لفريق بنكي بالعرائش‪ ،‬ثم تم فصله عن العمل‬ ‫(أشار) في كافة مراحل التحقيق في الملف‪ ،‬وأثناء‬ ‫مثوله أمام الهيئة القضائية في جلسات الحكم في‬ ‫ملفه‪ ،‬بخصوص التجاوزات التي يتهم بارتكابها‪ ،‬إلى‬ ‫أنه كان يتعامل مع الزبناء الذين يوجدون معه في‬ ‫قفص االتهام نفسه‪ ،‬بنوع من الليونة‪ ،‬ولم يسبق له‬ ‫أن سجل عدم الوفاء بمستحقات البنك‪ ،‬من قبلهم‪،‬‬ ‫ولم يتم ذلك مقابل أي نظير مالي أو مادي‪ ،‬بل‬ ‫جرى كل شيء بعلم اإلدارة الجهوية‪ ،‬وكذا اإلدارة‬ ‫المركزية‪ ،‬وهي اإلفادات نفسها تقريبا التي أدلى بها‬ ‫المتهمون الستة اآلخرون ‪ ،‬ومعظمهم تجار ومديرو‬ ‫شركات تنشط كثيرا في الشمال‪.‬‬

‫كريم أمزيان‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يوليوز ‪2016‬‬

‫العدد ‪845‬‬

‫إقتصاد‬ ‫هل يعيد المغرب للتفاوض مع أوروبا‬ ‫حول التبادل الحر؟‬ ‫ف���ي ت��ح��ل��ي��ل ل��ل��م��ع��ه��د ال��م��غ��رب��ي‬ ‫للعالقات الدولية‪ ،‬فإن مغادرة بريطانيا‬ ‫لالتحاد األوروب���ي ق��د يكون ل��ه تأثير‬ ‫على المبادالت التجارية بين المغرب‬ ‫وهذا البلد‪ ،‬اعتبارا الستعادة الرسوم‬ ‫الجمركية بين البلدين‪.‬‬ ‫ويرى المعهد أنه‪ ،‬من حيث المبدأ‪،‬‬ ‫سيتم عقب خ��روج المملكة المتحدة‬ ‫من االتحاد األوروب��ي‪ ،‬استعادة الرسوم‬ ‫الجمركية بين ال��م��غ��رب وبريطانيا‬ ‫العظمى‪ ،‬لذلك يمكن أن نخشى من‬ ‫حدوث بعض االنخفاض في المبادالت التجارية بين البلدين‪ ،‬و أنه بالرغم من ذلك‬ ‫يتعين على بريطانيا العظمى الشروع في مفاوضات مع العديد من البلدان‪ ،‬من بينها‬ ‫المغرب‪ ،‬من أجل التوقيع على اتفاقيات للتبادل الحر بشكل يسمح باستعادة اإلعفاء من‬ ‫الرسوم الجمركية‪ ،‬غير أن ذلك قد يستغرق وقتا ويؤثر على المبادالت التجارية بين‬ ‫البلدين‪.‬‬ ‫وبرأي بعض الخبراء االقتصاديين المغاربة‪ ،‬فإنه بعد خروج بريطانيا من االتحاد‬ ‫األوربي يتعين على المغرب أن يعيد التفاوض بشأن اتفاقيات التبادل الحر مع االتحاد‬ ‫األوروبي وأن يقوم بمراجعة سياسته الخارجية مع المملكة المتحدة‪ ،‬مبرزا أن تطبيق‬ ‫قواعد جديدة سيتطلب بعض الوقت‪.‬‬ ‫كما يتعين أن تكون لدى المغرب رؤية منفتحة وأن يكون قادرا على التفاوض‬ ‫بخصوص اتفاقات التبادل التجاري‪ ،‬السيما أن بريطانيا ستكون بلدا حرا من القيود‬ ‫األوروبية‪.‬‬ ‫‪mmmmmm‬‬

‫الخطوط الجوية القطرية تطلق أولى رحالتها‬ ‫إلى مدينة مراكش‬

‫أطلقت الخطوط الجوية القطرية‪،‬‬ ‫يوم الجمعة الماضي‪ ،‬رحالتها إلى مدينة‬ ‫مراكش‪ ،‬حيث احتفلت بوصول طائرتها‬ ‫إل��ى م��ط��ار م��راك��ش ال��م��ن��ارة ال��دول��ي‪،‬‬ ‫وإضافة هذه الوجهة السياحية الهامة‬ ‫إلى شبكةوجهاتها في العالم ‪.‬وكان على‬ ‫متن الرحلة رقم ‪ QR1395‬وفد من‬ ‫الناقلة القطرية إلى جانب مجموعة من‬ ‫المسؤولين بالشركة القطرية الرائدة‬ ‫في مجال الطيران‪.‬‬ ‫وقال أكبر الباكر‪ ،‬الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية إن مراكش‬ ‫«هي إحدى المدن المغربية المفضلة للسياحة‪ ،‬لذا يسعدنا أن نضم هذه الوجهة‬ ‫الحيوية إلى شبكة الوجهاتنا العالمية‪ ،‬وإتاحة الفرصة أمام المسافرين من المغرب‬ ‫بالسفر إلى أكثر من ‪ 150‬وجهة حول العالم عبر مطار حمد الدولي في الدوحة مقر‬ ‫عمليات الخطوط الجوية القطرية»‪.‬‬ ‫وأكد المتحدث أن مراكش «تعد أحد المراكز االقتصادية المهمة في المغرب بما‬ ‫توفره من العديد من الفرص والخيارات للمسافرين بغرض األعمال أو السياحة‪ ،‬ويسرنا‬ ‫بأن نقدم لهؤالء للمسافرين خدمات أفضل خطوط طيران في العالم»‪.‬‬ ‫‪mmmmmm‬‬

‫قرض جديد للمغرب من البنط اإلفريقي‬ ‫بمبلغ ‪ 134‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫بالرغم من ارتفاع المديونية بشكل بات يبعث تخوفات كثيرة لدى المهتمين‪،‬‬ ‫وعامة الناس‪ ،‬فإن حكومة المغرب حصلت مؤخرا على قرض جديد من البنك اإلفريقي‬ ‫بقيمة ‪ 134,65‬مليون دوالر من أجل تعزيز الحكامة ودعمها في القطاعات االجتماعية‬ ‫بالمملكة‪ ،‬إذ أوضح بالغ صحفي للبنك أن هذا القرض جاء لتمويل برنامج تحسين‬ ‫الحماية االجتماعية للمواطنين المغاربة‪ ،‬بفضل تعزيز االستخدام األنجع للحماية‬ ‫االجتماعية‪ ،‬إلى جانب تحقيق االستخدام األمثل للموارد وكذا توسيع نطاق الحماية‬ ‫االجتماعية وتحسين جودة الخدمات‪.‬‬ ‫وأضاف البالغ ذاته‪ ،‬أن هذا القرض سيمكن على وجه الخصوص‪ ،‬من ضع القواعد‬ ‫التشريعية والتنظيمية األساسية للرعاية االجتماعية ذات الجودة‪ ،‬كما سيمكن أيضا من‬ ‫مواكبة مبادرات الحكومة المغربية عبر قنوات الحوار السياسي عبر مختلف القطاعات‬ ‫وذلك بتعاون مع مختلف شركاء التنمية للمغرب‪.‬‬ ‫وأضاف البالغ أن هذا القرض سيعمل على تقليص معدالت الفقر والفوارق االجتماعية‪،‬‬ ‫عن طريق تحسين ولوج عادل لخدمات الحماية االجتماعية‪ ،‬حيث إن هذا البرنامج موجه‬ ‫بالخصوص للفئات الهشة وعلى رأسها النساء واألطفال في سن ما قبل التمدرس‪ ،‬وكذا‬

‫تالمذة المستوى االبتدائي واإلعدادي واألشخاص ذوي االحتياجات الخاصة واألشخاص‬ ‫الذين فقدوا عملهم أو تعرضوا لحوادث شغل‪.‬‬ ‫كما سيمكن هذا القرض من تفعيل وتعزيز جهود الحكومة المغربية الرامية إلى‬ ‫توسيع دائرة التغطية الصحية اإلجبارية لعمل أصحاب المهن الحر‪.‬‬ ‫يشار إلى أن البنك اإلفريقي للتنمية منح المغرب مجموعة مهمة من القروض‪،‬‬ ‫من ضمنها قرض يهدف إلى تحسين خدمات النقل لفائدة أزيد من ‪ 60‬في المائة من‬ ‫المغاربة الذين يعيشون بمختلف مدن وجهات المملكة‪ ،‬إلى جانب قرض آخر يتعلق‬ ‫بشبكة النقل بالمغرب‪ ،‬ويتمثل في قرض يهدف إلى تعزيز البنية التحتية السككية على‬ ‫محور طنجة الدار البيضاء مراكش‪ ،‬وذلك إلى جانب عدة قروض أخرى‪.‬‬ ‫‪mmmmmm‬‬

‫بنك المغرب‪ :‬تراخيص البنوك اإلسالمية نهاية السنة‬ ‫وانطالقتها بداية ‪2017‬‬ ‫قال حسن بنحليمة‪ ،‬مدير مديرية‬ ‫اإلشراف البنكي ببنك المغرب‪ .‬إنه من‬ ‫المتوقع أن يتم البت في طلبات تراخيص‬ ‫البنوك اإلسالمية‪ ،‬نهاية السنة‪ ،‬على‬ ‫أس��اس أن تشرع البنوك التي حصلت‬ ‫على تراخيص في تقديم خدماتها بداية‬ ‫سنة ‪ .2017‬وأض��اف أن األم��ر يتعلق‬ ‫ب���ورش تقني معقد‪ ،‬ويطلب إش��راك‬ ‫مؤسسات حكومية أخرى فضال عن أنه‬ ‫خ�لال فترة إع��داد المناشير المؤطرة‬ ‫الشتغال البنوك‪ ،‬كانت تحدث احتكاكات‬ ‫وتعارضات مع قوانين أخرى‪ ،‬ما استدعى مراجعة بعض القوانين‪ ،‬خاصة ظهير االلتزمات‬ ‫والعقود‪ ،‬وقانون الضمانات العينية ومدونة التجارة‪ ،‬وقانون حماية المستهلك‪ ،‬ثم‬ ‫قانون تحصيل الديون العمومية‪ .‬ولهذا كان من الضروري عقد اجتماعات متعددة‬ ‫وبشكل أسبوعي‪ ،‬على مدار عشرة أشهر‪ .‬وفضال عن ذلك‪ ،‬فإنه اليزال عدد من األوراش‬ ‫متأخرا‪ ،‬خاصة ورش التأمين التكافلي‪ ،‬إذ لم تتم بعد المصادقة على إصالح مدونة‬ ‫التأمينات المعروضة حاليا على البرلمان‪ ،‬وال يمكن بحال إخراج البنوك التشاركية في‬ ‫غيابه‪ ،‬وتأخر اكتمال اإلطار الجبائي‪ ،‬وضرورة وضع برنامج إلصدار شهادات الصكوك‬ ‫السيادية القابلة للتداول في السوق المحلية‪ ،‬فضال عن تطوير أدوات لتدبير السيولة‬ ‫مطابقة آلراء المجلس العلمي األعلى‪.‬‬ ‫ومعلوم أن بعض قيادات حزب العدالة والتنمية سبق وأن وجهت لوالي بنك‬ ‫المغرب‪ ،‬عبد اللطيف الجواهري‪،‬انتقادات بتعمد تأخير الكشف عن التراخيص إلى ما‬ ‫بعد االنتخابات المقبلة‪ ،‬وهي االتهامات التي ظل الجواهري يرفضها بدعوى أن الورش‬ ‫كبير ويتطلب الدقة والتأني حتى يخرج المشروع بدون اختالالت‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬كشف مدير مديرية اإلشراف البنكي‪ ،‬أن ‪« :‬عدد الطلبات الموضوعة‬ ‫إلى حدود اآلن بلغت ‪ 3‬طلبات لتأسيس نوافذ تقدم منتوجات إسالمية تقدم بها كل‬ ‫من «مصرف المغرب» و «والبنك المغربي للتجارة والصناعة» و«الشركة العامة»‪ .‬و‪7‬‬ ‫طلبات لتأسيس بنوك تشاركية‪ ،‬ضمنها طلب وضعية مؤسسة القرض الفالحي بشراكة‬ ‫مع «البنك اإلسالمي للتنمية» وطلب للبنك الشعبي المركزي‪ ،‬بشراكة مع المؤسسة‬ ‫األمريكية «كايدنس فايننايش غ��روب»‪ ،‬ثم طلب تقديم به البنك المغربي للتجارة‬ ‫الخارجية بشراكة مع بنك البركة البحريني‪ ،‬فضال عن الطلب الذي وضعه القرض العقاري‬ ‫والسياحي الذي دخل في شراكة مع البنك القطري اإلسالمي وصندوق اإليداع والتدبير»‪.‬‬ ‫ثم إن هناك ملفات وضعت بشكل فردي‪ ،‬منها طلب تقدمت به مجموعة التجاري وفا‬ ‫بنك وطلبات مماثلة من مصارف خليجية من بينها بنك اإلمارات دبي الوطني ‪ ،‬ثم بنك‬ ‫الريان القطري‪ ،‬باإلضافة إلى طلب تقدمت به مؤسسة ‪ RCI‬التابعة لمجموعة «رونو»‬ ‫إلنشاء مؤسسة للتمويل‪.‬‬ ‫‪mmmmmm‬‬

‫حول أرباح البنوك المغربية سنة ‪2016‬‬ ‫يرى بعض المحللين االقتصاديين أنه من المتوقع أن تكون أرباح األبناك المغربية‬ ‫مستقرة وأن تزداد خالل السنوات المقبلة مساهمة فروع األبناك المغربية بإفريقيا‬ ‫في أرباح المؤسسات البنكية الوطنية خالل سنة ‪ ،2016‬و أن ينتهي القطاع المصرفي‬ ‫هذا العام باإليقاع نفسه المسجل في ‪ 2015‬حيث ستنمو الودائع البنكية بنسبة ‪5.4‬‬ ‫بالمائة‪ ،‬ومجال القروض بنسبة ‪ 2‬بالمائة‪..‬‬ ‫وهناك عدة عناصر تعزز هذه الفرضيات‪ ،‬منها تطور هذا القطاع في إطار نمو‬ ‫اقتصادي منخفض واستمرار تحسن المالية العامة والتجارة الخارجية‪.‬‬ ‫خالل سنة ‪ ،2016‬يتوقع المحللون نموا بنسبة ‪ 2‬في المائة في جاري القروض‪،‬‬ ‫ويعكس هذا التطور استقرارا في ق��روض الخزينة بنحو ‪ 172‬مليار دره��م‪ ،‬مقارنة‬ ‫بانخفاض نسبته ‪ 4,7‬في المائة في عام ‪ ،2015‬ونمو منخفض لقروض التجهيز بـ ‪٪1‬‬ ‫بعد تباطؤ في وتيرة االستثمار‪ ،‬وأن ارتفاع جاري القروض هذه السنة يعود إلى الزيادة‬ ‫قي القروض االستهالكية في نسبة ‪ ٪4‬والقروض العقارية بنسبة ‪ ،٪2,8‬وذلك بفضل‬ ‫تحسن في قروض السكن (‪ ،)+٪6‬على الرغم من انخفاض طفيف في قروض المنعشين‬ ‫( ـ‪ 2‬في المائة) كما أنه من المتوقع أن تنموا القروض المتعثرة بنسبة ‪ 7‬في المائة‪.‬‬ ‫يذكر أن األبناك الثالثة الكبرى بالمغرب التي تنشط كذلك بالقارة اإلفريقية‪ ،‬حققت‬ ‫خالل السنة الماضية أرباحا بقيمة ‪ 900‬مليار سنتيم ‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يوليوز ‪2016‬‬

‫العدد ‪845‬‬

‫اإلطار العام للتعاضدية العامة لموظفي‬ ‫اإلدارات العمومية‬

‫احتضنت قاعة أحمد بوكماخ بنادي ابن‬ ‫بطوطة لنساء ورجال التعليم‪ ،‬يوم األربعاء‬ ‫‪ 23‬رمضان ‪ 1437‬الموافق لـ ‪ 28‬يونيو‬ ‫‪ 2016‬حفل اختتام فعاليات برنامج اللقاء‬ ‫اإلخباري الذي نظم بمناسبة شهر رمضان‬ ‫المبارك من ‪ 17‬رمضان ‪ 1437‬موافق ‪23‬‬ ‫يونيه ‪ 2016‬إلى ‪ 23‬رمضان ‪ 1437‬موافق ‪29‬‬ ‫يونيه ‪ 2016‬إذ توج يوم الثالثاء ‪ 22‬رمضان‬ ‫‪ 1437‬بعرض قيم للسيد عبد الرحمان‬ ‫الرحموني‪ ،‬رئيس قسم التواصل بالتعاضدية‬ ‫العامة بعنوان‪ :‬دور التعاضديات والصندوق‬ ‫الوطني لمنظمات االحتياط االجتماعي في‬ ‫مجال التغطية الصحية مع بيانات توضيحية‬ ‫بوسائل سمعية بصرية‪ ،‬ندرج بعض ماجاء‬ ‫فيه اب��ت��داء من تاريخ التأسيس‪1948 :‬‬ ‫ظهير رقم‪ 1 :‬ـ‪ 57‬ـ ‪ 187‬يتاريخ ‪ 12‬نونبر‬ ‫‪ 1963‬بمثابة قانون التعاضد‪ ،‬وكذا القانون‬ ‫األساسي واألنظمــة الداخلية للتعاضدية‬ ‫العامة والوحدات االجتماعية‪.‬‬ ‫والقانون ‪ 65‬ـ ‪ 00‬بمثابة مدونة التغطية‬ ‫الصحيــة اإلجباريــة واالتفاقيـــة‪ ،‬متعددة‬ ‫السنوات والمبرمة ما بين الصندوق الوطني‬ ‫لمنظمات االحتياط االجتماعي والتعاضديات‬ ‫بمثابة التدبير المفوض لملفات المرض‬ ‫واالنخراطات‪ .‬وفيما يخص األه��داف التي‬ ‫تسعى التعاضدية العامة لموظفي اإلدارات‬ ‫العمومية إلى إذكاء روح التضامن والتعاون‬ ‫والتآزر في صفوف المنخرطين وحمايتهم‬ ‫من خالل توفير التغطية الصحية لهم ولذوي‬ ‫حقوقهم وتأمينهم من بعض األخطار التي‬ ‫قد تصيبهم‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار تقوم بـ ‪ :‬تعويض جزء‬

‫فضاء األنثـى ‪:‬‬

‫النساء بين اإلفتاء الشرعي‬ ‫والحقوق المدنية‬

‫‪ -‬بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬

‫من المصاريف التي يتحملها المنخرط عند‬ ‫المرض ـ إنجاز بطائق االنخراط وتجديدها‪،‬‬ ‫قصداالستفادة من الخدمات التعاضدية ـ‬ ‫صرف منح عند اإلحالة على التقاعد‪ ،‬أو الوفاة‬ ‫بواسطة صندوق مستقل‪.‬‬ ‫كما تسدي خدمات اجتماعية وطبية‬ ‫مباشرة للمنخرط م��ن خ�لال ال��وح��دات‬ ‫االجتماعية التي يتوفر عليها‪ :‬عيادات طب‬ ‫األسنان ـ مراكز الفحوصات الطبية ـ مراكز‬ ‫النظارات الصحية ـ مراكز إيواء األطفال ذوي‬ ‫االحتياجات الخاصةـ دور الراحة‪.‬‬ ‫تسيير التعاضدية العامة‪ :‬تعتمد على‬ ‫أجهزة تقريرية منتخبة‪ ،‬تسهر على تنفيذها‬ ‫إدارة التعاضدية العامة التي تتوفر على‬ ‫مندوبيات جهوية ومكاتب إدارية بشراكة مع‬ ‫السلطاتالمحليةبالمملكة‪.‬‬ ‫األجهزة التقريرية‪ :‬يتكون الجمع العام‬ ‫من ‪ 500‬مندوب(ة) تم انتخابهم من طرف‬ ‫المنخرطين لمدة ست سنوات ـ مجلس إداري‬

‫من ‪ 33‬متصرفا ينتخبون من الجمع العام‬ ‫لمدة سنتين ـ لجنة المراقبة تضم ستة (‪)6‬‬ ‫مندوبين‪ ،‬يتم انتخابهم من طرف الجمع‬ ‫العام ـ لجن منبثقة عن المجلس اإلداري‪:‬‬ ‫اللجنة المالية‪ ،‬اللجنة القانونية واالجتماعية‬ ‫ولجنة التواصل‪.‬‬ ‫التوجهات االستراتيجية ‪ 2016‬ـ ‪: 2017‬‬ ‫استمرارية إسداء الخدمات وعصرنة المؤسسة‬ ‫ـ تنمية الموارد المالية للمؤسسة والحفاظ‬ ‫على توازناتها المالية ـ تحسين األداءات‬ ‫وتنويع الخدمات وتوسيع مجالها وتقريبها‬ ‫من المنخرطين ـ تعزيز التعاون التعاضدي‬ ‫الدولي واإلقليمي والوطني وتطوير آليات‬ ‫التواصل ـ المنخرط في صلب اهتمام األجهزة‬ ‫المسيرة ـ تعزيز آليات الحكامة الجيدة‬ ‫والديموقراطية ـ تحديث اإلدارة وطرق‬ ‫تدبيرها على المستوى المركزي والجهوي‪.‬‬

‫مركز األبحاث والدراسات في شؤون الهجرة يناقش‬ ‫في تطوان إشكالية الهوية واالندماج لدى المهاجر‬ ‫ضبــط وتحديــد مفهــوم العلمانية‪ ‬‬ ‫وعالقتها بالدين‪ ،‬واإلشكاليـات المرتبطة‬ ‫بمدى إمكانية اندماج المهاجرين المسلمين‬ ‫في المجتمعات الغربية‪ .‬وإشكاليات اإلندماج‬ ‫ووضعية المهاجرين‪ .‬وإشكاليــات الهجرة‬ ‫جنوب جنوب‪ ،‬مواضيع كانت حاضرة في اللقاء‬ ‫الذي نظمه مركــز األبحاث والدراسات في‬ ‫شؤون الهجرة بتطوان يوم السبت ‪ 25‬يونيو‬ ‫‪ ،2016‬مواضيع تطرق إليها األساتذة الباحثون‬ ‫خالل مناقشتهم لموضوع (العلمانية والهجرة‬ ‫وأسئلة الهوية واإلندماج)‪ .‬حيث أبرزوا وجود‬ ‫اضطراب في تعريفات العلمانية‪ ،‬مشيرين إلى‬ ‫معناها السائد‪ ،‬وكما حددته بعض المعاجم‬ ‫األجنبية‪ ،‬نظام يقصي الكنيسة من ممارسة‬ ‫أي تأثير سياسي وإداري‪ ،‬و بأن المفهوم‬ ‫السياسي للعلمانيــة هو فصــل السلطــة‬ ‫السياسية عن الدين‪ ،‬مذكرين بأن المسلم‬ ‫يعيش في الغرب في ازدواجية ما بين ثقافته‬ ‫اإلسالمية والواقع المعاش‪ ،‬مما يجعله عرضة‬ ‫للذوبـــان أو للتطرف‪ ،‬معتبرين أن فهم‬ ‫العلمانية كمقابل ضدي للدين فهم مفبرك‪،‬‬ ‫وأن قيمتها األساسية تكمن في أحقية الفرد‬

‫في صناعة حياته ‪،‬باعتبار العلم يعلو على‬ ‫باقي األصوات‪ ،‬وفي الوقت ذاته تقف الدولة‬ ‫على مسافة بعيدة بينهما‪.‬‬ ‫وفيما يخص إشكاليـة االندماج وقـف‬ ‫األس��ات��ذة على مالحظــة حضور خطـاب‬ ‫المظلومية كلما أثير نقاش الهجرة‪ ،‬مرفوقا‬ ‫بتضخم هوياتي لدى المهاجر أو اآلخر‪ ،‬كما‬ ‫أن إشكالية الهجرة جنوب جنوب باعتبارها‪،‬‬ ‫موضوعا مقلقا ل��دى بعض ال��دول‪ ،‬يبقى‬ ‫موضوعا مطروحا على المحك حتى التأكد‬

‫من مدى قدرتنا كمغاربة على إدماج المهاجر‪،‬‬ ‫مع احترام خصوصيته الثقافية والدينية‪ ،‬على‬ ‫اعتبار أن المهاجرين لبالدنا الجزء األكبرمنهم‬ ‫مسيحيون‪ ،‬مما يطرح عدة عوائق عند اإلدماج‪،‬‬ ‫ذلك أن اإلندماج في هذه الحالة ليس ذا‬ ‫طبيعة ثقافية فحسب‪ ،‬بل بمـــدى انضباط‬ ‫المهاجــر للتقاليـــد واألعراف المغربيــة‪،‬‬ ‫ومرتبطة أيضا بمدى توفر اإلمكانيات‬ ‫االقتصادية إلنجاح عملية اإلدماج‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬

‫إصدار جديد للشاعرة المغربية بشرى الموعلي‬ ‫عن منشورات «دار إيديليفر»‪ ،‬صدر أخيرا للشاعرة‬ ‫المغربية بشرى الموعلي ديوانا شعريا بعنوان «‪Champs‬‬ ‫‪ .»de rubis‬وقد جاء هذا العمل الشعري الجديد في إخراج‬ ‫فني أنيق وطباعة باذخة‪ ،‬ويقع في ‪ 32‬صفحة من القطع‬ ‫المتوسط تضم بين دفتيها قصائد متميزة مكتوبة‬ ‫بأسلوب مميز يتميز ببساطة السهل الممتنع‪.‬‬ ‫وقد حاولت بشرى الموعلي أن تحتفي في عملها‬ ‫الجديد بمجمل القضايا الوجودية والرومانسية‬ ‫في آن‪ ،‬حيث تحضر المرأة بقوة في هذا العمل‪،‬‬ ‫العتبارها رمزا للحب والجمال والحرية‪ ،‬منتقدة‬ ‫في ذلك الروتين اليومي للناس‪ ،‬والحياة‬ ‫الصاخبة البعيدة عن الجمال والجماليات‪.‬‬ ‫وعملت الموعلي في نصوص هذه‬ ‫المجموعة أن تنتصر لروح اإلبداع‪ ،‬سواء‬ ‫في نصوصها الشعرية التي تتميز بلغة‬ ‫إبداعية رصينة‪ ،‬أو حتى في المعين‬ ‫التي استلهمت فيه تجربتها الشعرية‪ ،‬من خالل إشارتها للعديد من األعمال‬ ‫اإلبداعية وأصحابها‪ ،‬الذين تركوا في نفسيتها أو تجربتها الشعرية أثرا قويا‪،‬‬ ‫كاألديب الفرنسي جون جينيه‪ ،‬أو عازف الكمان اإليطالي الشهير أنطونيو فيفالدي‪.‬‬ ‫تنتصر بشرى الموعلي في هذا العمل الشعري الجديد‪ ،‬لقضايا اإلنسان بشكل‬ ‫كلي‪ ،‬سواء الذين أشارت إليهم مباشرة‪ ،‬أو الذين يرتبطون بالقضايا اإلنسانية‬ ‫العميقة‪.‬‬

‫بينما ينشغل فقهاؤنا بــ «اإلفتاء»في لباس النساء ومشيتهن‪ ،‬وحق‬ ‫«اغتصاب» المتبرجات ومعصية ظهور المرأة بمالبس فاخرة‪ ،‬وزينة‬ ‫ظاهرة‪ ،‬وعطور رفيعة‪ ،‬وفي خروج المرأة بشكل يخالف األدب «الشرعي»‪،‬‬ ‫والجهة المخول لها «تأديب» من أخلت باألخالق الشرعية‪ ،‬وفي حكم‬ ‫الشرع في امرأة حلمت باختالئها برجل ‪ ،‬وحكم الشرع في امرأة تصلي‬ ‫في بيتها بـ «البنطلون»‪ ،‬وحكم الشرع في كشف كفي وقدمي المرأة أثناء‬ ‫الصالة‪ ،‬وفي مشاركة المرأة في العمل السياسي واالجتماعي‪ ،‬وفي إجبار‬ ‫المرأة على استعمال نظارات وقائية‪ ،‬إن كانت صاحبة عينين جميلتين‪....‬‬ ‫إلى آخره‪.....‬‬ ‫ينشغل الرأي العام بقضية ممرضة بمركز قروي بإقليم الحسيمة‪،‬‬ ‫التي رفضت تلقيح أطفال بسبب فساد جهاز التبريد بالمركز‪ ،‬ما تسبب في‬ ‫ارتفاع درجة حرارة اللقاح إلى ‪ 18‬درجة‪ ،‬بدل ‪ 8‬درجات التي تنص عليها‬ ‫القوانين وتحض عليها مساطر منظمة الصحة العالمية‪.‬‬ ‫وقبل ذلك‪ ،‬تدخلت الممرضة لدى المسؤولين من أجل الترخيص لها‬ ‫بالتخلص من اللقاح الفاسد‪ ،‬مخافة إلحاق الضرر بأطفال جماعة أيت‬ ‫يسف واعلي‪ ،‬كما حدث‪ ،‬من قبل بالدار البيضاء حيث أصيبت مجموعة من‬ ‫األطفال بعاهات مستدامة نتيجة حقنهم بلقاحات فاسدة‪ ،‬إال أن الممرضة‬ ‫تلقت «تعليمات» شفوية من الجهات المسؤولة تطالبها باستعمال‬ ‫اللقاحات بالرغم من ارتفاع درجة حرارتها‪.‬‬ ‫إلى جانب ذلك‪ ،‬تدخلت الممرضة‪ ،‬بحس المسؤولية‪ ،‬لدى رئيس‬ ‫الجماعة من أجل الحصول على ثالجة جديدة‪ ،‬األمر الذي دفع المندوب‬ ‫اإلقليمي للصحة بالحسيمة إلى اتخاذ قرار توقيفها‪ ،‬أتعلمون بسبب‬ ‫ماذا؟ بسبب «إفشاء السر المهني»‪...‬يعني أن كل ما يهم وزارة الوردي‪،‬‬ ‫هو «البريستيج»‪ ،‬أما استعمال اللقاح الفاسد‪ ،‬فأمر يخص «الكوزينة‬ ‫الداخلية»(‪......) ! ‬وبينما كان المنتظر هو تهنئة الممرضة على قيامها‬ ‫بالواجب وتجنيب الوزارة والمغرب ككل‪ ،‬فضيحة أخرى كانت سوف تزيد‬ ‫في تعميق المآخد الدولية‪ ،‬وخاصة من منظمة «اليونيسيف» ضد تقاعس‬ ‫المغرب عن حماية الطفولة واالستهتار بحقوقها‪.....! ‬تقرر عرض الممرضة‬ ‫على المجلس التأديبي‪.....‬‬ ‫وزارة الوردي‪ ،‬الريفي‪ ،‬قررت‪ ،‬اإلثنين الماضي‪ ،‬توقيف الممرضة الزهرة‬ ‫الفيافي عن العمل وتوقيف أجرتها باستثناء التعويضات العائلية وهي ال‬ ‫تساوي «زوج فرنك» بمفهموم زميلة الوردي في الوزارة وفي الحزب‪ ،‬حزب‬ ‫التقدم واالشتراكية‪ ،‬وذلك بتهمة ارتكاب الممرضة التي تشتغل بالمركز‬ ‫منذ ست سنوات‪ ،‬لـ «هفوة خطيرة» تتمثل في نظر الوزارة «الوردية»‬ ‫في اإلخالل بالتزامات «مهنية» تتجلى في رفض تلقيح األطفال ليس‬ ‫من باب «السنوبيسم» بل حفاظا على صحة األطفال وخوفا من جر البلد‬ ‫إلى فضيحة جديدة جراء استعمال لقاح فاسد ارتفعت درجة حرارته إلى‬ ‫ضعف المعمول به في البالد التي تحترم حق األطفال في الحياة‪ ! ‬الممرضة‬ ‫توبعت أيضا بإفشاء سر المهنة‪ ،‬هذا السر‪ ،‬هو رفض تعليمات شفوية من‬ ‫رؤسائها باستعمال لقاح مشكوك في سالمته‪ ،‬وأيضا بالتدخل لدى رئيس‬ ‫الجماعة القروية بغية الحصول على ثالجة جديدة تحفظ فيها األدوية‬ ‫ــ على ندرتها ــ ومنها اللقاحات ومادة األنسولين لمعالجة المرضى‬ ‫بالسكري‪ ،‬التي تصل المركز الصحي‪.‬‬ ‫والحال أنها واجهت رؤساءها بمطالبتهم بتعليمات مكتوبة ومختومة‬ ‫حتى ال تتحمل وحدها تبعات ما قد يحصل نتيجة لقاح يشتبه في صالحيته‪.‬‬ ‫وعوض أن تستجيب مندوبية الصحة إلى طلبها‪ ،‬وجهت كتابا يحمل تهمة‬ ‫ثقيلة ‪ :‬رفض القيام بالمهام الموكولة إليها‪ ،‬إضافة إلى تهمة «إفشاء‬ ‫السر»‪ .‬وهــل بقيت‪ ،‬اليــوم‪ ،‬في الكـــون‪ ،‬ما كان يسمى باألمس ـ «أسرار‬ ‫الدولة»‪ .Secreto de Estado‬لقد أصبح اليوم الكل «عالمكشوف»‬ ‫والحمد هلل‪.‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬لم يشغل الفقهاء بالهم بقضية امرأة كانت زوجا لنافذ في‬ ‫وزارة العدل وما تبقى من الحريات طلقها وتزوج عنها وأهملها وابنه‬ ‫منها‪ ،‬وتراجع عن دفع النفقة المحددة في ثالثة آالف درهم‪.‬‬ ‫وأمام تراكم األحكام ضده‪ ،‬عمد‪ ،‬كما تقول شكايتها لوزير العدل‪،‬‬ ‫إلى االعتداء عليها رفقة زوجته األخرى‪ ،‬عند خروجها من المسجد ‪ ،‬بعد‬ ‫أداء صالة التراويح حيث اعترضا سبيلها‪ ،‬تقول‪ ،‬وعرضاها للضرب إلى أن‬ ‫أنقذها بعض المارة‪.‬‬ ‫الزوجة السابقة للنافذ المذكور تصر ‪ ،‬في شكاياتها لوزير العدل‪،‬‬ ‫على سلوك مسطرات القضاء للحصول على حقها الشرعي في النفقة‪،‬‬ ‫التي اكتشفت‪ ،‬تقول‪ ،‬تالعبا في مسطرات التبليغ ‪ ،‬ما جعلها تعيش في‬ ‫دوامة من مشاعر الغبن والحكرة والغضب‪ ،‬وهي التي ال زالت تصر على‬ ‫الحصول على حقوقها عن طريق القضاء‪ ،‬ألنها «ال زالت» تؤمن بدولة الحق‬ ‫والقانون‪.‬‬ ‫الزوج النافذ أعطى في تدوينة على لوحته تفسيرا مخالفا‪ ،‬من باب‬ ‫«إن راجال دهس سيارة» وأن لديه من اإلثبات ما يدحض به «افتراءات»‬ ‫زوجته السابقة‪ .‬ويبقى على القضاء أن ينصف المظلوم ويعاقب الظالم‪،‬‬ ‫ألنها سبب وجود القضاء ‪ ،‬خاصة في بلد يتوق شعبه إلى دولة الحق‬ ‫والقانون‪....! ‬‬ ‫ويبدو أن فقهاء اإلفتاء ال وقت لديهم لإلهتمام باإلفتاء في قضايا‬ ‫جوهرية بالنسبة لمجتمع المغربين ومنها وفاة أزيد من عشرين ألف طفل‬ ‫سنويا بسبب أمراض ما بعد الوالدة بسبب ظروف مجتمعية منها الفوارق‬ ‫الطبقية وضعف الولوج إلى الخدمات الصحية وعدم ضبط الدولة ألمور‬ ‫تدبير الشأن العام في قطاعات حيوية بالنسبة لحاضر ومستقبل المغرب ‪.‬‬ ‫وسوف أعود إلى هذا الموضوع في عمود مقبل إن شاء اهلل ‪ ،‬ودمتم‪،‬‬ ‫ودامت النساء أهم مواضيع حلقات اإلفتاء‪ ،‬والشغل الشاغل للمفتين ‪ ،‬في‬ ‫المشارق والمغارب‪....‬إلى حين‪! ‬‬


‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يوليوز ‪2016‬‬

‫العدد ‪845‬‬

‫حوارمع‬

‫‪9‬‬

‫الدكتور مصطفى يعلى لـ «الشمال» ‪: 3/1‬‬

‫«واقع األدب الشعبي أصيب في المقتل بسبب وسائط‬ ‫االتصال الجديدة»‬ ‫حاوره‪ :‬عبد اهلل بديع‬ ‫شارك د‪ .‬مصطفى يعلى‪ ،‬األستاذ الجامعي والباحث المتخصص في األدب الشعبي‪ ،‬خالل اآلونة األخيرة‪ ،‬في فعاليات الدورة‬ ‫الـ‪ 16‬من مهرجان أيام الفداوي بسوسة بتونس الشقيقة‪ ،‬وتحديدا في الورشة العلمية المخصصة لمناقشة (الحكاية بين‬ ‫الشفاهي والمكتوب)‪ .‬قدّم د‪ .‬يعلى‪ ،‬ضمن برنامج هذه األيام العلمية والفنية‪ ،‬ورقة نقدية وعلمية عنونها بـ”مورفولوجية‬ ‫القصص الشعبي‪ ..‬وجهة نظر في مقاربات عربية”‪ .‬كما ترأس الباحث المغربي المتخصص في األدب الشعبي الجلسة العلمية‬ ‫الثانية من برنامج هذه الورشة‪ .‬وبهذه المناسبة‪ ،‬نتناول الحديث‪ ،‬في هذا اللقاء الحواري‪ ،‬مع ضيفنا د‪ .‬يعلى عن جملة من‬ ‫القضايا واألسئلة المرتبطة باألدب الشعبي‪..‬‬ ‫• كيف جاءت مشاركتك في ورشة الحكاية بين‬ ‫الشفاهي والمكتوب‪ ،‬ضمن فعاليات الدورة الـ‪ 16‬من‬ ‫مهرجان أيام الفداوي بسوسة في تونس الشقيقة‪،‬‬ ‫التي تكرس برنامجها لألدب الشعبي؟ وما الخطوط‬ ‫العريضة للورقة العلمية التي قدمتها ضمن برنامج‬ ‫هذه األيام؟‬ ‫• • توصلتُ‪ ،‬منذ أواخر السنة الماضية‪ ،‬بدعوة‬ ‫كريمة من األستاذ الدكتور عبد الرحمن أيوب‪ ،‬المنسق‬ ‫العلمي للورشة العلمية التفاعلية حول (الحكاية بين‬ ‫الشفاهي والمكتوب)‪ ،‬ومن الصديق محمد الجزيراوي‬ ‫من تونس‪ ،‬في إطار مهرجان أيام الفداوي الـ‪ 16‬بسوسة‪،‬‬ ‫ما بين ‪ 6‬ـ ‪ 15‬ماي ‪2016‬؛ وهو مهرجان شامل تتخ ّلله‬ ‫عروض فنية ذات صلة بالحكاية الشعبية‪ ،‬وجلسات‬ ‫استماع لحكايات شعبية يؤديها رواة متخصصون‪ ،‬من‬ ‫تونس وغير تونس‪ .‬شارك في فعاليات الدورة األخيرة من‬ ‫هذا المهرجان السنوي كل من مصر وتونس والجزائر‬ ‫والمغرب والبحرين‪.‬‬ ‫اندرجت مشاركتي في محور “األطر المنهجية‬ ‫لتناول السردية الشعبية” ضمن الورشة العلمية الخاصة‬ ‫بالحكاية الشعبية بين الشفاهي والمكتوب‪ ،‬إذ قدمت‬ ‫فيه مداخلة موسومة بعنوان “مورفولوجية القصص‬ ‫الشعبي‪ ..‬وجهة نظر في مقاربات عربية”‪ ،‬وتتلخص في‬ ‫السؤال‪ :‬كيف تعاملت السردية الشعبية منهجيا مع تلك‬ ‫المتون‪ ،‬بعد توفير المتون الحكائية الشعبية خالل مرحلة‬ ‫الجمع والتدوين والتصنيف في بعض بلدان العالم منذ‬ ‫القرن السابع عشر إلى بداية القرن العشرين؟ والجواب‬ ‫كان ممركزا على مورفولوجية القصص الشعبي العربي‬ ‫من خالل كتاب د‪ .‬نبيلة إبراهيم “قصصنا الشعبي من‬ ‫الرومانسية إلى الواقعية”‪ ،‬الذي يعدّ أول كتاب طبقت‬ ‫فيه مورفولوجية بروب عربيا‪ ،‬ثم كتاب ذ‪ .‬داود سلمان‬ ‫الشويلي “القصص الشعبي العراقي في ضوء المنهج‬ ‫المورفولوجي”‪ .‬ومعلوم أن اجتراح المنهج المورفولوجي‬ ‫بالنسبة إلى السردية الشعبية‪ ،‬من أجل التعاطي وفقه مع‬ ‫الحكاية العجيبة حصرا‪ ،‬من لدن األنثروبولوجي الروسي‬ ‫فالديمير بروب ‪ ،Vladimir Propp‬أواخر عشرينيات‬ ‫القرن الماضي‪ ،‬أضحى أجرومية علمية ضابطة لبالغة هذا‬ ‫النوع من القصص الشعبي‪ ،‬على اعتبارها مدمكا مؤسسا‬ ‫للسردية الشعبية‪ ،‬من منطلق منهج علمي جديد‪ ،‬أمكن‬ ‫لمن جاء بعد بروب من المنظرين الغربيين استثمار‬ ‫وحداته الوظيفية بصدد تحقيق نزوعهم نحو تطوير‬ ‫السردية الشعبية بنيويا وسيمائيا وأنثروبولجيا‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬سعت هذه المداخلة بالنسبة إلى‬ ‫عالمنا العربي إلى التعريف المركز بجهود بعض باحثينا‬ ‫في الموضوع؛ فكما درجنا‪ ،‬منذ سبعينيات القرن العشرين‪،‬‬ ‫على تلقف مناهج الدراسة األدبية والنقدية‪ ،‬اآلتية من‬ ‫الغرب المتقدم‪ ،‬الواحد تلو اآلخر‪ ،‬من بنيويات ولسانيات‬ ‫وسيميائيات وسرديات وما أشبه؛ أيضا لوحظ‪ ،‬في هذا‬ ‫السياق‪ ،‬أنه بعد اطالع بعض الباحثين العرب متأخرين‪،‬‬ ‫على كتاب “مورفولوجية الحكاية العجيبة” لفالديمير‬ ‫بروب‪ ،‬قد انبروا من جهتهم الستعارة إواليات هذا المنهج‬ ‫وتطبيق وحداته الوظيفية على القصص الشعبي في‬ ‫أقطارهم المختلفة‪ .‬وقد ّ‬ ‫مثلت مناقشة تلك الجهود‪ ،‬إن‬ ‫في جانبها اإليجابي وإن في جانبها السلبي‪ ،‬لب هذه‬ ‫المداخلة؛ وذلك انطالقا من وجهة نظر مختلفة في‬ ‫اجتهادها‪.‬‬ ‫• يأخذ عشقك لألدب الشعبي في تجربتك األدبية‬ ‫والعلمية منحيين اثنين؛ أولهما استخدام الحكاية‬ ‫والمثل الشعبيين وتوظيفهما في قصصك القصيرة‪،‬‬ ‫والثاني إيالء العناية للقصص الشعبي في عدد من‬ ‫األبحاث والدراسات‪ .‬فما البواعث المحفزة على هذا‬ ‫العشق؟‬ ‫• • في الواقع‪ ،‬إن األمر يتعلق بحافزين اثنين‬ ‫أساسين في تكويني في هذا المجال‪ :‬أولهما يتعلق‬ ‫بمؤثرات ترتبط بتكويني الذاتي منذ الطفولة في بيئة‬ ‫شعبية حاضنة أعتز باالنتماء إليها‪ ،‬حيث كنتُ في مدينتي‬ ‫العتيقة القصر الكبير أجدني مطوقا بالحكي الشعبي في‬ ‫المنزل والدرب والحارة والكتّاب والحلقة‪ .‬وكانت هذه‬ ‫الفضاءات تسحرني بما أستوعبه من أحداث الحكايات‬ ‫الشعبية المؤداة بخيال مدهش وإيقاع بارع‪ ،‬خصوصا‬ ‫في (الحلقة) التي أدمنت آنئذ حضورها بعد عصر كل يوم‬

‫باعتبارها المتنفس الفرجوي المتوفر إلى جانب السينما‬ ‫في المدينة‪ .‬ومن هنا‪ ،‬ال تستغرب إذا قلت لك إن أول كتاب‬ ‫قرأته في حياتي على ضخامته‪ ،‬وأنا بعد طفل في المرحلة‬ ‫االبتدائية أواخر خمسينيات القرن الماضي‪ ،‬هو السيرة‬ ‫الشعبية المعروفة (حمزة العرب)‪ ،‬في طبعة صفراء قديمة‬ ‫استعرتها من أحد األصدقاء‪ .‬كما أن المصادفة المالئمة‬ ‫لها دورها ليكون فيلم “ساندريون” ‪ Cendrillon‬لوالت‬ ‫ديزني ‪ Walt Disney‬هو أول فيلم شاهدته في حياتي‪.‬‬ ‫على أن األمر يقتضي استحضار عراقة الفضاء الشعبي‬ ‫األليف‪ ،‬الذي نشأت فيه؛ بمعمار منازله ودروبه العتيقة‪،‬‬ ‫وبأناسه وعاداتهم وتقاليدهم وأعرافهم الحاضنة لكثير‬ ‫من الطقوس والتصورات الخرافية‪ .‬أما الحافز الثاني‪ ،‬فقد‬ ‫ارتبط‪ ،‬مبكرا قبل ظهور تسونامي العولمة‪ ،‬بشعور وجودي‬ ‫داخلي حيال التهديد الذي شرعت تمثله في حق الشعوب‬ ‫الضعيفة الدول الغربية االستعمارية‪ ،‬بزعامة الواليات‬ ‫المتحدة التي خيّبت كل التوقعات بوصفها نموذجا‬ ‫ديمقراطيا متألقا‪ ،‬كان يحمل كثيرا من الوعود الحضارية‬ ‫لإلنسانية‪ ،‬خصوصا أن هذه الدول الغاشمة ما فتئت‬ ‫تستعمل كل السيناريوهات الشيطانية‪ ،‬بما فيها سعيها‬ ‫إلى تفكيك الذات الوطنية من الداخل‪ ،‬بتمييع شخصياتها‬ ‫وسحب مقومات ثقافاتها المحلية المخصوصة بها‪ .‬تحوّل‬ ‫هذا الشعور إلى وعي واقعي بطبيعة هذا العدوان الدؤوب‬ ‫الذي ال يتعب ويشتغل ليل نهار لتحقيق أهدافه التسلطية‪،‬‬ ‫ال سيما حين بدأ الدخان الحالك لتباشير العولمة يعكر‬ ‫صفاء سماوات األمم المستضعفة‪.‬‬ ‫ومن هنا‪ ،‬كان من الطبيعي أن تتسلل إلى قصصي‬ ‫مالمح من الموروث الشعبي‪ ،‬وخاصة في قصصي األولى‪،‬‬ ‫كما يبدو من مجموعتيّ القصصيتين (أنياب طويلة في‬ ‫وجه المدينة) ‪ 1976‬و(دائرة الكسوف) ‪1980‬؛ ربما بسبب‬ ‫قربهما من تلك النشأة وحمولتها الفولكلورية المعيشة‪.‬‬ ‫وكذلك الحال‪ ،‬على مستوى الدراسة والبحث؛ فإنني حين‬ ‫وجدتُ نفسي مضطرا الختيار موضوع للدراسة الجامعية‪،‬‬ ‫آثرتُ بحث “ظاهرة المحلية في السرد المغربي”‪ ،‬لنيل‬ ‫دبلوم الدراسات العليا‪ ،‬أواخر السبعينيات‪ ،‬في حنين إلى‬ ‫ذكرى ذلك العالم الشعبي المنفلت بقيمه وثقافته وإبداعه‪،‬‬ ‫وفي تطلع إلى المساهمة في تحصين شخصيتنا الوطنية‪،‬‬ ‫بالتذكير بخصوصياتها وامتداداتها الثقافية وتراكماتها‬ ‫اإلبداعية‪ .‬كما أنني اخترتُ لألسباب نفسها االنخراط‬ ‫في إعداد أطروحة دكتوراه الدولة خالل الثمانينيات‪،‬‬ ‫حول “القصص الشعبي بالمغرب‪ :‬دراسة مورفولوجية”‪.‬‬ ‫ومن ثم‪ ،‬توالت دراساتي حول موضوع القصص الشعبي‪،‬‬ ‫وصرتُ متخصصا في السردية الشعبية؛ علما بأن هذا‬

‫الحقل هو أرض بكر‪ ،‬ويغري باالنجذاب نحو غزارة ما يقدمه‬ ‫من قضايا وإشكاالت من أجل معالجتها بالدرس والكشف‬ ‫والتحليل‪.‬‬ ‫• ما المفهوم الذي يتبنّاه د‪ .‬يعلى بخصوص‬ ‫مصطلح األدب الشعبي؟ وهل من سبيل للتوافق على‬ ‫مفهوم محدد بين المشتغلين في هذا الميدان؟‬ ‫• • يقف مفهوم األدب الشعبي على رأس المفاهيم‬ ‫األدبية ‪ /‬النقدية المثيرة للجدل والنقاش‪ ،‬بين أهل‬ ‫االختصاص في الساحة العلمية‪ ،‬سواء على مستوى‬ ‫المصطلحات أم على مستوى المفاهيم‪ ،‬كما يبدو من‬ ‫تصفح الدراسات األدبية الشعبية على طول أقطار العالم‬ ‫العربي‪ .‬وأستحضر هنا مصطلحا واحدا‪ ،‬للتمثيل لذلك‪،‬‬ ‫هو مصطلح (الحكاية الخرافية)‪ ،‬الذي يطلق في السردية‬ ‫الشعبية العربية خطأ على الحكاية العجيبة‪ ،‬منذ ترجمت‬ ‫الدكتورة نبيلة إبراهيم كتابا لفون دير الين‪ ،‬تحت عنوان‬ ‫“الحكاية الخرافية” ‪ ،1965‬في حين أن هذا الكتاب يعالج‬ ‫قضايا الحكاية العجيبة ‪ Conte merveilleux‬حصرا‪،‬‬ ‫علما بأن مصطلح الحكاية الخرافية يطلق على نوع سردي‬ ‫شعبي آخر مختلف‪ ،‬يدور في عالم الطبيعة بأسلوب رمزي‬ ‫لغاية تعليمية محضة‪ ،‬وتضطلع ببطولته الحيوانات أو‬ ‫النباتات أو الجمادات المؤنسنة‪ ،‬وأيضا حتى اإلنسان أحيانا‪.‬‬ ‫ومن أمثلته الشهيرة (كليلة ودمنة) و(خرافات إيسوب)‪.‬‬ ‫وبالطبع‪ ،‬فإن هذا االختالل يعود إلى جانب أسباب كثيرة؛‬ ‫إلى تأخر التصالح مع األدب الشعبي‪ ،‬وترسيخ االهتمام به‪،‬‬ ‫واإلقبال على دراسته عندنا في العالم العربي‪.‬‬ ‫بالنسبة إليّ‪ ،‬فإنني أفهم األدب الشعبي كونه أدبا‬ ‫مثل األدب الرسمي‪ .‬أردد‪ ،‬دائما‪ ،‬إن األدبين معا يكوّنان‬ ‫وجهين لعملة واحدة‪ ،‬انطالقا من فكرة كونهما يتقاسمان‬ ‫معا وظيفة صنع موروث الشعب وتراث األمة إبداعا وفكرا‬ ‫وفلسفة‪ .‬والدليل هو أن األدب الشعبي‪ ،‬وإن كان ذا طبيعة‬ ‫نوعية مخصوصة به‪ ،‬ال يبتعد عن االشتراك في كثير من‬ ‫المكونات الجمالية لألدب الرسمي‪ ،‬وعن التناغم مع غاياته‬ ‫وأهدافه‪.‬‬ ‫إن األدب الشعبي جزء من المأثورات الشعبية‪،‬‬ ‫مجهول المؤلف‪ ،‬لغته عامية‪ ،‬متداول شفاهيا‪ ،‬وما إلى ذلك‬ ‫من مواصفاته المتفق عليها؛ لكنني أعتقد أن أهم عنصر‬ ‫يميّز هذا األدب هو مدى التصاقه بالشعب‪ ،‬واستشفاف‬ ‫نبضه‪ ،‬والتعبير عن آالمه وآماله‪ ،‬ببالغة فنية مدهشة‬ ‫تمتع وتفيد مثل األدب والفن الرسميين أو أكثر‪ .‬ومع‬ ‫ذلك‪ ،‬فإن مفهوم األدب الشعبي لم يستقر بعد على صورة‬ ‫نهائية‪ ،‬فهو ال يزال يجتاز مرحلة االنكشاف والتبلور‪.‬‬ ‫• فعال‪ ،‬ما زالت إشكاالت جمالية وقضايا فكرية‬ ‫مرتبطة باألدب الشعبي لم تأخذ نصيبها الكافي من‬

‫الدرس النقديّ‪ ،‬وفي حاجة إلى مزيد من تقليب النظر‬ ‫والسؤال؛ ومن ذلك قضية ‪ /‬سؤال الشروط والقوانين‬ ‫المتحكمة في إنشاء اإلبداع الشعبي وتلقيه معا‪ .‬فما‬ ‫رأيك في هذه القضية؟‬ ‫ال تنس أن حقل األدب الشعبي‪ ،‬بما فيه السردية‬ ‫الشعبية المغربية‪ ،‬حديث العهد بعناية النخبة المثقفة‪،‬‬ ‫سواء لدينا أم لدى غيرنا من األقطار العربية؛ باستثناء‬ ‫مصر نسبيا طبعا‪ .‬فحتى الستينيات‪ ،‬كان هذا األدب يالقي‬ ‫معارضة قوية من المحافظين‪ ،‬ولم تتخلله سوى بعض‬ ‫المبادرات المحدودة التي تناولت األمثال والملحون بصفة‬ ‫خاصة‪ .‬ويكفي أن أشير إلى أن هذا الحقل لم يكن محط‬ ‫دراسة أكاديمية من لدن المغاربة‪ ،‬إلى أن ناقش كل من‬ ‫د‪ .‬عباس الجراري ومحمد بن شريفة أطروحتيهما لنيل‬ ‫دكتوراه الدولة بمصر‪ ،‬سنة ‪ .1969‬األول ببحثه الشهير‬ ‫“الزجل في المغرب‪ :‬القصيدة”‪ ،‬والثاني بأطروحته “أمثال‬ ‫العوام ألبي يحيى عبد اهلل الزجالي”‪ .‬وكان علينا أن‬ ‫ننتظر حتى ‪ ،1987‬لتناقش رسالة جديدة باللغة العربية‪،‬‬ ‫حيث دافعت الشاعرة مالكة العاصمي عن رسالتها لنيل‬ ‫دبلوم الدراسات العليا‪ ،‬في موضوع “الحكاية الشعبية‬ ‫في مراكش”‪ ،‬علما أن هذا الحقل سيعرف ابتداء من‬ ‫التسعينيات إقباال ملحوظا من الباحثين داخل وخارج‬ ‫الجامعة‪.‬‬ ‫تضاف إلى ذلك هيمنة الحساسية التقليدية‬ ‫المتحكمة في ذوق المثقفين‪ ،‬فضال عن عدم إدراك مثل‬ ‫هؤالء المثقفين بسبب ذلك‪ ،‬ما يتمتع به األدب الشعبي‬ ‫من جماليات ومكونات في غاية البالغة والبراعة الفنية‪.‬‬ ‫ولو اتّسع المجال أكثر‪ ،‬لكنتُ ّ‬ ‫ذكرت ببعض األمثلة الدالة‬ ‫على ما يتمتع به من إمكانات تعبيرية وخيال شائق وقيم‬ ‫عالية‪.‬‬ ‫إن كل ما سبق وغيره عمل على حجب قيمة األدب‬ ‫ّ‬ ‫الشعبيّ عن إدراك معظم المثقفين المغاربة‪ .‬بينما‬ ‫هناك عشرات القضايا واإلشكاالت الخاصة بهذا األدب‪ ،‬ال‬ ‫سيما على مستويات المصطلحات والمفاهيم والمكونات‬ ‫والقضايا‪ ،‬التي تنتظر مقاربتها وإغناءها بالدراسات‬ ‫الضافية المعمقة‪.‬‬ ‫بقيت كلمة عن تلقي هذا األدب‪ .‬يمكنني أن أجزم أن‬ ‫األدب األكثر ترشيحا لتطبيق نظرية التلقي عليه بتوفيق‬ ‫لهو األدب الشعبي يتقدّمه القصص الشعبي‪ ،‬على اعتبار‬ ‫أن النصوص المرواة كان المتلقي يسهم في تنشيط‬ ‫حيويتها بفاعلية مشاركته في رواية النص استدراكا‬ ‫وتصويبا وإضافة؛ بيد أن واقع األدب الشعبي راهنا أصيب‬ ‫في المقتل بسبب وسائط االتصال الجديدة‪ .‬يدرك‬ ‫المهتمون باألدب الشعبي أن ممارسة تداوله وإنتاجه‬ ‫وإعادة إنتاجه تسير حثيثا نحو الركون بأرشيف التاريخ‪،‬‬ ‫وأقصى ما يتحقق له هو تحول جنس منه هو السرد‬ ‫الشعبي إلى أدب أطفال‪ ،‬فضاقت بذلك دائرة تلقيه التي‬ ‫انحصرت في كتب األطفال‪ ،‬وفي اعتباره مادة خام لنهوض‬ ‫الدراسات الجامعية عليها‪ .‬وكذا األمر بالنسبة إلى األمثال‬ ‫الشعبية‪ ،‬التي فتحت شهية عدد من الباحثين في السنوات‬ ‫القليلة الماضية‪ .‬وكما أردد دائما إن الشرائح الشعبية‬ ‫المختلفة هي من حافظ على موروثنا الشعبي أزمانا‬ ‫طويلة‪ ،‬عن طريق تداوله واستهالكه اليومي وإنعاشه‬ ‫باإلضافات الطريفة؛ وجاء اآلن دور المثقفين للحفاظ عليه‬ ‫من الضياع‪ ،‬بالجمع والبحث والدراسة والتحليل‪.‬‬ ‫• غير بعيد عن القضية السالفة‪ ،‬ما الضوابط‬ ‫والمعايير التي تراها صالحة أو تختارها لتقييم األدب‬ ‫الشعبي‪ ،‬من حيث هو فن ووثيقة اجتماعية؟‬ ‫• • لقد اعتبرت مختلف التنظيرات األدب الشعبي أدبا‬ ‫ندّا لألدب الرسمي‪ ،‬وأدركت تماهيه معه؛ فهو يحتفظ بما‬ ‫يميزه من جماليات وموضوعات ورسائل عميقة موجهة‬ ‫إلى المتلقي المتفاعل معها‪ ،‬ما استدعى مقارباته بمختلف‬ ‫المناهج‪ ،‬من مورفولوجية وسيميائيات وأنتروبولوجية‬ ‫وبنيوية وعلم اجتماع وعلم نفس وما أشبه‪ ،‬كل بآلياته‬ ‫المعتمدة في قراءته لهذا األدب‪ .‬ومن هنا‪ ،‬تم تعيين‬ ‫ضوابطه ومعاييره الموظفة في تحليله النصي‪ .‬وعليه‪،‬‬ ‫يمكن مثال التعاطي مع أدبية السرد الشعبي بنفس‬ ‫أدوات قراءة النص السردي الرسمي‪ ،‬حيث ينظر إلى‬ ‫اشتغال مكوناته الجمالية في صوغ الحدث والبنيات‪،‬‬ ‫من مثل الشكل الهرمي الكالسيكي المركب من مقدمة‬ ‫وعقدة ولحظة تنوير‪ ،‬وتكرار الحدث‪ ،‬ومستويات وظائف‬ ‫األبطال‪ ،‬وبراعة التشويق‪ ،‬وروعة الفانتستيك‪ ،‬وتصريف‬ ‫الزمان ببراعة إبداعية‪ ،‬وتوظيف الفضاء لتجسيد الحدث‬ ‫بمهارة فنية الخ‪ ...‬من غير أن نغفل درجات عمق رموزه‬ ‫ودالالته المشفرة‪ .‬فبهذا الفهم نشعر كأننا نتعامل مع‬ ‫األدب الرسمي‪ ،‬وندرك قيمته وجدارته في مالمسة نبض‬ ‫الشعب بآالمه وآماله‪ .‬وال غرو‪ ،‬فهذا األدب يعدّ مستودعا‬ ‫للقيم الجمالية والخبرات الحياتية والوقائع التاريخية‪ ،‬التي‬ ‫ادخرتها المجموعة االجتماعية التي تداولته‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يوليوز ‪2016‬‬

‫العدد ‪845‬‬

‫منهج عبد اهلل كنون‬ ‫يف حتقيق الن�صو�ص ال�شعرية‬ ‫بقلم ‪ :‬سي محمد أملح ‪ /‬تطوان‬ ‫تناولت‪ ،‬في المقال الذي نشرته في‬ ‫العدد الماضي من جريدة “الشمال” حول‬ ‫العالمة عبد اهلل كنون بمناسبة الذكرى‬ ‫السابعة والعشرين لرحيله‪ ،‬جهود هذا العالم‬ ‫المشارك في ميدان التحقيق ونظرته إلى‬ ‫التراث عموماً‪ .‬ورصدت‪ ،‬خالل ذلك المقال‪،‬‬ ‫مجموع النصوص التي حققها في مجاالت‬ ‫مختلفة؛ تلك النصوص التي تنطوي على‬ ‫درجة كبيرة من األهمية األدبية والتاريخية‬ ‫والمعرفية؛ أفصح عنها في تقديم تلك‬ ‫النصوص‪ .‬وسأسلط الضوء في هذا المقال‬ ‫على منهج العالمة كنون في تحقيق التراث‬ ‫الشعري العربي الذي نال عنده حظاً كبيراً‬ ‫بالمقارنة مع نصوص المجاالت المعرفية‬ ‫األخرى‪ ،‬فأخرج لنا نصوصاً محققة في غاية‬ ‫النفاسة هي‪ :‬ديوان ملك غرناطة يوسف‬ ‫الثالث؛ والمنتخب من شعر ابن زاكور؛‬ ‫والمنتخب من شعر اليوسي‪ ،‬ولم يكتب لي‬ ‫االطالع عليه لكونه ما زال مخطوطاً؛ ونبذة‬ ‫من شعر إبراهيم ابن سهل ليست في نسخ‬ ‫دواوينه المطبوعة؛ وقصيدة أنجم السياسة‬ ‫ألبي عبد اهلل المالقي؛ وقصيدة الواعظ‬ ‫األندلسي في مناقب عائشة الصديقية؛‬ ‫والقصيدة الشقراطيسية في مدح المصطفى‬ ‫(ص)؛ وتائية أبي إسحاق األلبيري؛ ونونية‬ ‫ِّ‬ ‫المُسَفر؛ ومثلث قطرب وشرحه؛‬ ‫أبي الحسن‬ ‫وقصيدة منهاج المناقب ومعراج الحسب‬ ‫الثاقب في نسب رسول اهلل (ص) البن أبي‬ ‫الخصال الغافقي‪.‬‬ ‫إذا كان النص المحقق‪ ،‬كما قال شيخ‬ ‫المحققين عبد السالم هارون‪« ،‬هو الذي‬ ‫صح عنوانه‪ ،‬واسم مؤلفه‪ ،‬ونسبة الكتاب‬ ‫إليه‪ ،‬وكان متنه أقرب إلى الصورة التي‬ ‫تركها مؤلفه»؛ فإن العالمة عبد اهلل كنون‬ ‫التزم بهذه الشروط‪ ،‬فنراه قد انضبط لها‬ ‫انضباطاً شبه كلي‪ ،‬نتبّنــه في خطوات‬ ‫منهج التحقيق التي وإن كانت متفاوتة‪ ،‬فهي‬ ‫شبه ثابتة بين معظم النصوص الشعرية‬ ‫المحققة‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬تحقيق صاحـب المتن الشعـري‬ ‫وترجمته‬ ‫وهو الخطوة األولى التي ينصرف إليها‬ ‫المحقق عبد اهلل كنون‪ ،‬بعد رصد أهمية‬ ‫النص الشعري موضوع التحقيق‪ .‬كما أنه‬ ‫عمل عُني به عناية شديدة‪ ،‬وتصرف فيه‬ ‫تصرف أهل الصنعة من كبار المحققين‬ ‫المشارقة أمثال‪ :‬محمود شاكر وعبد السالم‬ ‫هارون‪ ،‬باعتماد البحث والتقصي والتروي‬ ‫والضبط في نسبة األشعار إلى قائليها؛ فقد‬ ‫حقق ديوان ملك غرناطة يوسف الثالث على‬ ‫نسخة وحيدة فريدة‪ ،‬سقطت منها صفحتها‬ ‫األولى التي غابت معها ديباجة الديوان بما‬ ‫فيها مؤلفه‪ .‬ومن ثم‪ ،‬لم يأل المحقق جهداً‬ ‫في تحقيق اسم الشاعر؛ بدءاً من إشارات‬ ‫الديوان إلى البحث في المظان األندلسية‬ ‫المخطوطة والمطبوعة‪ ،‬القديمة والحديثة‪،‬‬ ‫العربية واألجنبية‪ ،‬ويستعرض كل ذلك في‬ ‫مقدمة التحقيق بأسلوب واضح ومنطقي‪،‬‬ ‫يفصح عن دربة وتمرس تعضدها رغبة ملحة‬ ‫في إخراج هذا الكنز النفيس‪.‬‬ ‫ونجده يكرر األمر نفسه عند تحقيق‬ ‫صاحب قصيدة “أنجم السياسة” التي نسبت‬ ‫في المصادر المختلفة إلى شعراء ثالثة هم‪:‬‬ ‫الوزير ابن المالقي والوزير لسان الدين ابن‬ ‫الخطيب والرئيس ابن رضوان النجَّاري‪.‬‬ ‫فعبد اهلل كنون لم يكتف بما وجد على ظهر‬ ‫النسخ التي بين يديه للحسم في صاحب‬ ‫القصيدة‪ ،‬بل َّ‬ ‫وظف جل طاقاته وإمكاناته‪،‬‬ ‫واستحضر معارفه التاريخية واألدبية‬ ‫والنقدية من أجل فك هذه العقدة‪ ،‬فتراه‬ ‫في أسلوب منطقي مسترسل يفك خيوطها‬ ‫ليثبت في األخير أن صاحبها الحقيقي هو‬ ‫الوزير ابن المالقي‪ .‬ونموذج ذلك وهو‬ ‫يحقق في نسبة القصيدة إلى ابن الخطيب‬ ‫فيقول‪« :‬ونالحظ أوال أن هذه القصيدة ال‬ ‫توجد في ديوان ابن الخطيب المسمى بـ‬ ‫“الصيب والجهام والماضي والكهام” الذي‬ ‫جمعه بنفسه وأودعه مختار شعره‪ ...‬وثانيا‪:‬‬

‫إن الذي ترجموا البن الخطيب وعُنُوا بآثاره‬ ‫المنثورة والمنظومة‪ ،‬قديماً وحديثاً‪ ،‬لم‬ ‫يشيروا إليها إطالقاً‪ ،‬وأكفاهم وأوسعهم‬ ‫إحاطة بهذا الغرض العالمة المقري صاحب‬ ‫“نفح الطيب من غصن األندلس الرطيب‬ ‫وذكر وزيرها لسان الدين ابن الخطيب”‪...‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬أننا عند تحليل هذه القصيدة والنظر‬ ‫في أسلوبها‪ ،‬نجد أن نَ َفسَهَا يختلف عن‬ ‫س ابن الخطيب‪ ،‬ونظمَها غيرُ نظمه‪.‬‬ ‫نَ َف ِ‬ ‫فقد امتازت بالسالسة والوضوح‪ ،‬ونزعت‬ ‫منـزع العلماء في ترتيب األفكار وتفصيل‬ ‫األلفاظ على قدر المعاني‪ ،‬مع االستشهاد‬ ‫ببعض الحقائق العلمية عند االقتضاء‪ ،‬في‬ ‫حين أن أسلوب ابن الخطيب الشعري يميل‬ ‫إلى الجزالة والقوة‪ ،‬وينهج نهج الشعراء‬ ‫في التخييل والتمثيل‪ ،‬وهو على العموم‬ ‫يحتاج إلى تأمل وبعد نظر في إدراك معانيه‬ ‫واإللمام بمغازيه‪ ،‬والقصيدة ليست كذلك»‪.‬‬ ‫ومما يرتبط ارتباطاً مباشراً بتحقيق‬ ‫صاحب المتن الشعري هو الترجمة له‬ ‫والتعريف به‪ .‬وهو وإن كان من مكمالت‬ ‫عملية التحقيق‪ ،‬فإن له أهمية كبيرة في‬ ‫تنوير القارئ عن ظروف حياة المؤلف‬ ‫ومكانته في قومه وإثبات مشاركته في‬ ‫العلوم إن كانت له‪ ،‬مع ما ينجر الكالم معه‬ ‫بخصوص ما قد تنفرد به شخصيته أو تتميز‬ ‫به أحداث حياته الخاصة‪ .‬وقد يبدو أن هذه‬ ‫الخطوة يسيرة بين خطوات التحقيق‪ ،‬ألنها‬ ‫تَعَدَّتِ الخطوة األصعب التي سبقتها؛ إال‬ ‫أن األمر في بعض المتون الشعرية التي‬ ‫نهض العالمة كنون بتحقيقها كان صعباً‬ ‫جداً‪ .‬فكما أُهملت هذه القصائد وطواها‬ ‫النسيان‪ ،‬أهمل كذلك أصحابها وأصبحوا‬ ‫في خبر كان‪ .‬لهذا‪ ،‬وجدنا المحقق يستنطق‬ ‫ويحلل مختلف اإلشارات حول صاحب النص‬ ‫المبثوثة في شتى المصادر والمظان التي‬ ‫تقع بين يده مطبوعة أو مخطوطة‪ ،‬في‬ ‫محاولة لبناء ترجمة وتشكيل تعريف للشاعر‪.‬‬ ‫وخير نموذج لذلك محاولته بناء ترجمة‬ ‫الواعظ األندلسي صاحب القصيدة في‬ ‫مناقب عائشة الصديقية‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تأصيل النسخ المخطوطة‬ ‫اعتمد األستــاذ كنــون في تحقيـــق‬ ‫المتون الشعرية التي ذكرنا على قواعد‬ ‫التحقيق العلمي التي منها التنقيب على‬ ‫النسخ الخطية الالزمة للمقابلة بغية إخراج‬ ‫نص أقرب إلى ما ارتضاه المؤلف‪ .‬والمحقق‬ ‫كذلك كان على دراية كبيرة بصعوبات هذه‬ ‫المرحلة ومشاكلها المتعددة‪.‬‬ ‫فبخصوص ديوان ملك غرناطة الذي‬ ‫يعد استثنا ًء بين النصوص التي حققهــا‬ ‫العالمــة عبد اهلل كنــون‪ ،‬فقد اعتمد فيه‬

‫على نسخة وحيدة فريدة كما أشرنا إليه‬ ‫آنفاً‪ .‬والتحقيق على النسخة الفريدة كما‬ ‫هو معلوم كان محط جدال كبير بين‬ ‫المشتغلين بمجال التحقيق‪ ،‬إذ إن إخراج‬ ‫النصوص باعتماد أصل واحد مسألة تعتريها‬ ‫صعوبات كثيرة وتحفها مزالق كبيرة‪ .‬فقد‬ ‫تجد من النساخ من ال ينسخ المخطوط‪،‬‬ ‫بل يمسخه؛ لضَعف ثقافته أحياناً‪ ،‬أو غرابة‬ ‫الموضوع الذي يعالجه المخطوط أحياناً‬ ‫أخرى‪ ،‬فيقع في النص المخطوط من‬ ‫التصحيفات والتحريفات والسقطات ما يجعله‬ ‫رديئاً وعسير القراءة‪ ،‬وبالتالي تخريجه يكون‬ ‫عبارة عن نص بعيد عن الذي وضعه مؤلفه‪،‬‬ ‫وإن شئت القول نصاً مشوهاً أو نصّاً جديداً‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬فإن الذي يخوض غمار هذه‬ ‫التجربة‪ ،‬ألسباب معقولة وظروف قاهرة‬ ‫يمكن أن تفرضها طبيعة النص أو تميزه‬ ‫مث ًال‪ ،‬يجب أن يتسلح بالتريث والتأمل وبُعد‬ ‫النظر‪ ،‬ناهيك عن اإلخالص في العمل مع‬ ‫سَعة الثقافة وضبط العلوم المختلفة‪ .‬وقد‬ ‫تأتى هذا للعالمة كنون الذي كان على‬ ‫دراية كبيرة بهذه المغامرة واستطاع بحسه‬ ‫النقدي وتخميناته الصائبة وثقافته الواسعة‬ ‫والمتشعبة أن يستخرج عدة نصوص على‬ ‫نسخة واحدة منها ديوان يوسف الثالث‬ ‫المذكور وكتاب “رسائل سعدية” اللذين‬ ‫امتحن المحقق في إخراجهما على الصورة‬ ‫العلمية الصحيحة أو أقرب إليها‪ ،‬فلم ينكر‬ ‫النقد النزيه ‪ -‬حسب رأيه ‪ -‬منهما شيئاً‪،‬‬ ‫وربحت الخزانة العربية أثرين قيمين من‬ ‫تراثنا األدبي الخالد‪.‬‬ ‫أما بخصوص باقي القصائد األخرى‬ ‫التي اشتغل عبد اهلل كنون على تحقيقها‬ ‫وهي‪ :‬نظم مثلث قطرب وقصيدة أنجم‬ ‫السياسة والنصوص التي نشرت معها‪،‬‬ ‫فقد اعتمد فيها المحقق على نسخ متعددة‪،‬‬ ‫قابل بينها بحنكة وحصافة رأي الستخراج‬ ‫أقرب نسخة إلى نسخة المؤلف‪ .‬فقصيدة‬ ‫أنجم السياسة حققت على ثمان نسخ‪،‬‬ ‫والقصيدة الشقراطيسية على ست نسخ‪،‬‬ ‫أما قصيدة الواعظ األندلسي وتائية أبي‬ ‫إسحاق األلبيري‪ ،‬فقد حققتا على أربع نسخ‬ ‫لكل واحدة منهما‪ ،‬في حين استخرج كل‬ ‫من نونية أبي الحسن المسفر ومثلث قطرب‬ ‫على نسختين لكل منهما‪.‬‬ ‫سيسجل المتأمل لما قدم به المحقق‬ ‫هذه النسخ المخطوطة أن وصفه لها كان‬ ‫دقيقاً وبعناية تامة‪ ،‬عالوة على أنه أظهر من‬ ‫خالل ذلك معرفة بالخطوط وعمر النسخ‪،‬‬ ‫وهي مهمة ال َّ‬ ‫يَطلع بها المحقق أحياناً بقدر‬ ‫ما هي من اختصاص العالم الكوديكولوجي‪.‬‬ ‫ولعل هذا جانب آخر نكتشفه في شخصية‬ ‫عبد اهلل كنون؛ فمثال النسخة األولى‬

‫الخاصة بقصيدة الواعظ األندلسي‪ ،‬كما‬ ‫يقول المحقق‪« ،‬توجد ضمن مجموع خطي‬ ‫بالمكتبة الكنونية‪ ،‬وهي بخط مغربي جميل‬ ‫تغلب عليه الصحة‪ ،‬وال يتدنى تاريخاً عن‬ ‫القرن الثاني عشر»‪ ،‬في حين نسختا الخزانة‬ ‫العامة ‪ 656‬و‪ 830‬فإنهما «بخط مغربي ال‬ ‫بأس به‪ ،‬وترجعان فيما َ‬ ‫يُظنُّ إلى القرن‬ ‫الماضي‪ ،‬وتشتمالن كذلك على هنوات ترجع‬ ‫في الغالب إلى ضعف الثقافة األدبية عند‬ ‫نَاسِخَيْهمَا»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ثالثا‪ :‬المقابلة بين النسخ وتحقيق‬ ‫المتن الشعري‬ ‫إن أول ما يالحظ على العالمة عبد اهلل‬ ‫كنون في تعامله مع النسخ التي اعتمدها في‬ ‫استخراج وإقامة النص الشعري صحيحاً أو‬ ‫قريباً مما أراده المؤلف هو كونه لم يعين من‬ ‫بين النسخ المعتمدة النسخة األصل والنسخ‬ ‫الفرعية‪ ،‬بل ولم يبين تسلسلها ودرجة‬ ‫األخذ عنها كما تفرضه الضوابط العلمية‬ ‫في مجال التحقيق‪ .‬فإذا كانت عملية تسلسل‬ ‫المخطوطات‪ ،‬كما يقول محمد مندور‪« ،‬هي‬ ‫األساس األول لكل نشر علمي صحيح»؛ فإن‬ ‫المحقق عبد اهلل كنون لم ينهج هذا النهج‬ ‫في تعامله مع النسخ‪ ،‬وإنما كان يعتمد‬ ‫النسخ كلها دفعة واحدة عند تحقيق أي متن‬ ‫شعري‪ .‬ونجده يصرح بذلك غير ما مرة في‬ ‫تقديمه لتلك النصوص‪ .‬فيقول مث ًال في‬ ‫حديثه عن قصيدة الواعظ األندلسي بعدما‬ ‫وصف النسخ األربع التي اعتمدها‪« :‬وقد‬ ‫قابلنا هذه النسخ بعضها ببعض‪ ،‬واستخرجنا‬ ‫منها النسخة الصحيحة في نظرنا‪ ،‬ونبهنا في‬ ‫التعليق على الخالف الجوهري الذي بينها»‪.‬‬ ‫ويقول أيضاً في تقديمه قصيد َة أنجم‬ ‫السياسة‪« :‬وبعد‪ ،‬فهذا هو النص الكامل‬ ‫لقصيدة أنجم السياسة مصححاً مقاب ًال على‬ ‫جميع النسخ المذكورة»‪ .‬والواضح أن منهجه‬ ‫هذا كان مطرداً في جل النصوص المحققة‬ ‫الشعرية والنثرية التي وقفنا عليها‪ ،‬وإن كان‬ ‫يعد من األخطاء المنهجية في التحقيق‪ ،‬فإن‬ ‫األستاذ عبد اهلل كنون يعلل ذلك بكون كل‬ ‫نسخة لها محاسنها ومساوئها التي ال يمكن‬ ‫غض الطرف عنها‪ ،‬ولوال االستعانة بالنظائر‬ ‫األخرى وتلفيق بعضها ببعض لما تيسر‬ ‫إخراج نسخة تامة صحيحة‪.‬‬ ‫إلى جانب ذلك‪ ،‬نلفي المحقق عبد اهلل‬ ‫كنون حريصاً على اإلشارة إلى الفروق بين‬ ‫النسخ في الهامش‪ ،‬مهما كبرت أو ضؤلت‬ ‫هذه الفروق‪ ،‬مكتفياً بإثبات ذلك في الغالب‪،‬‬ ‫ومصوباً أو مرجحاً في بعض األحيان‪ .‬من‬ ‫ذلك إثباته للفظ “صانٍ” في البيت الرابع‬ ‫واألربعين من قصيدة الواعظ األندلسي‪،‬‬ ‫ثم التعليق عليه بقوله‪ :‬في نسختنا ونسخة‬

‫‪“ :730‬صافي”‪ .‬وما أثبتناه هو ما في‬ ‫النسختين األخريين‪ ،‬وهو أولى‪.‬‬ ‫وتبعاً لذلك‪ ،‬فإن خير ما يمكن قوله عن‬ ‫المتون الشعرية التي أخرجها المحقق عبد‬ ‫اهلل كنون‪ ،‬بعد تأصيل نسخها المختلفة‪ ،‬هو‬ ‫كونها متون أقرب إلى ما وضعه مؤلفوها‪،‬‬ ‫وتمتاز بكونها على درجة كبيرة من الصحة‬ ‫والضبط واإلتقان‪ ،‬زيادة على الشرح‬ ‫والتعليق والتوثيق‪ ،‬كما سنتبين ذلك في‬ ‫الخطوة التالية‪.‬‬ ‫رابعــا‪ :‬الشــرح والتعليــق والضبط‬ ‫والتوثيق‬ ‫لم يكتف المحقق عبد اهلل كنون‬ ‫بتأصيل المتون الشعرية وضبطها فحسب‪،‬‬ ‫بل تعدى ذلك إلى الشرح والتفسير والتعليق‬ ‫في الهامش؛ وهو مجهود كبير آخر يُضاف‬ ‫إلى ما قام به المحقق في الخطوات‬ ‫السابقة‪ ،‬حيث يتطلــب منه العــودة إلى‬ ‫المصادر المختلفة من المعاجم والدواوين‬ ‫الشعرية وكتب الطبقات وعدد من الكتب‬ ‫األخرى المتنوعة كما يظهر في هوامش‬ ‫النصوص‪ ،‬لتنوير القارئ بمقاصد النص‬ ‫وتقريب المعاني إليه‪ .‬أما الشرح‪ ،‬فلم يقتصر‬ ‫على شرح المفردات الغامضة فحسب‪ ،‬وما‬ ‫أكثرها في “المنتخب من شعر ابن زاكور”‪،‬‬ ‫بل تعداه أحياناً إلى تفسير معاني األبيات؛‬ ‫األمر الذي ظهر فيه المحقق بمظهر الشارح‬ ‫الذي يستكنه مواضع الغموض وااللتباس‪،‬‬ ‫فينيرها ويزيل غشاوتها‪ .‬وهذه ليست‬ ‫بمسألة جديدة عليه‪ ،‬فالمحقق سبق أن‬ ‫اشتغل بشرح بعض نصوص الشعر مثل‪:‬‬ ‫مقصورة المكودي وقافية ابن الونان‪ .‬أما‬ ‫عن نماذج ذلك فنقتصر بما علق به على‬ ‫معنى البيت الثاني والعشرين من قصيدة‬ ‫“أنجم السياسة”‪:‬‬ ‫َال ْ‬ ‫تكرهنَّ شرَاب ًا َّ‬ ‫حل في خزَفٍ ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اإلنا ذاتهُ ما أنْتَ تسقاهُ‬ ‫ليس ِ‬

‫يقول‪« :‬معناه خذِ الحكمة وال تنظر من‬ ‫أي وعاء خرَجتْ»‪.‬‬ ‫وبخصوص باقي تعليقات المحقق فهي‬ ‫مختلفة نوعا ما‪ ،‬ولعل أهمها وقوفه على‬ ‫االقتباسات والتضمينات الواردة في األبيات‪،‬‬ ‫سواء من القرآن الكريم أو الحديث النبوي‬ ‫وحتى الشعر العربي‪ .‬ومثل هذه األمور‬ ‫الخفية ال يمكن أن يكشفها إال من أوتي‬ ‫سعة من العلم وتفقهاً فيه‪ .‬فالبيت الثمانون‬ ‫من تائية أبي إسحاق األلبيري‪:‬‬ ‫وَ َلوْ وَا َفيتَ رَبَّكَ َ َ‬ ‫نْب‬ ‫دُون ذ ٍ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫وَنا َقشكَ الحسابَ ِإ َذ ْن هلكتا‬ ‫«فيه إشارة إلى الحديث‪ :‬منْ نوقشَ‬ ‫الحسابَ‪ِّ ،‬‬ ‫عذبَ»‪.‬‬ ‫وصفـوة القـول إن العالمــة عبد اهلل‬ ‫كنون لبنة من لبنــات النهضة الثقافيــة‬ ‫المغربية في القرن العشرين‪ .‬فعالوة على‬ ‫تخصصاته المعرفية المختلفة ومشاركاته‬ ‫العلمية الواسعـة‪ ،‬أثبت كونه أحد ألمع‬ ‫المحققين الرواد للتراث المغربي األندلسي‪،‬‬ ‫إلى جانب بعض األعالم اآلخرين‪ .‬استطاع‬ ‫هذا العالم المحقق‪ ،‬وفق منهج علمي رصين‬ ‫وسليم وغيرة على هذا التراث المنسي‬ ‫وبمجهوده الفردي‪ ،‬إثراء المكتبة العربية‬ ‫عموماً واألندلسية المغربية خصوصاً‬ ‫بنصـوص شعريـة في غاية النفاسة؛ ربما‬ ‫أنه لو لم يتصدى لضبطها وإخراجها‪،‬‬ ‫لصارت مما يسمع وال يرى‪ .‬وهي نصوص‬ ‫جاءت أقرب ما تكون إلى أصولها‪ ،‬ويستحق‬ ‫عليها المحقق كامل التنويه والثناء‪ ،‬إن على‬ ‫مستوى اختيارها‪ ،‬وإن على مستوى تحقيقها‬ ‫وضبطها وتوثيقها وتعليق حواشيها وصنع‬ ‫فهارس بعضها‪ ،‬فنستشف من خالل كل‬ ‫ذلك ما أنفق فيها من معرفته بقواعد‬ ‫التحقيق العلمي وشروطه‪ ،‬ومن سعة اطالعه‬ ‫على الثقافة العربية والمغربية في مختلف‬ ‫جوانبها‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يوليوز ‪2016‬‬

‫العدد ‪845‬‬

‫تنبيه إلى السلبيات المرافقة النطالقة الموسم الصيفي‬ ‫بالشاطئ البلدي بطنجة‬ ‫يبدو أن الفرحة لن تكتمل هذه‬ ‫المرة بعد تولي شهر رمضان األبرك‬ ‫وحلول موسم االصطياف بطنجة ‪..‬ذلك‬ ‫أن كل المواعيد التي قدمت بشأن نهاية‬ ‫األشغال الخاصة بتهيئة الكورنيش لم‬ ‫تحترم‪ ،‬حيث لم يكتمل من المنجزات‬ ‫بكيفية نهائية إال المستودعات تحت‬ ‫أرضية الخاصة بإيواء السيارات‪ ،‬والتي‬ ‫تم إنجازها في ظرف قياسي‪ .‬في حين‬ ‫تخلفت باقي األشغال عن موعدها‪ ،‬خاصة‬ ‫في الجانب المتعلق بإعداد فضاءات‬ ‫االستقبال‪ ،‬ممثلة في تبليط المعابر‬ ‫والساحات العمومية (باإلسفلت)‪ ،‬ووضع‬ ‫الكراسي المخصصة لالستراحة‪ ،‬وكذلك‬ ‫تنقية رمال الشاطئ‪ ،‬وإعداد المراحيض‬ ‫العمومية والمغسالت‪ ،‬وتهيئة المساحات‬ ‫الخضراء‪ ،‬وتوفير المرافق الضرورية‬ ‫الخاصة بالمصالح اإلدارية المعنية‬ ‫بتنظيم الشاطئ وبالنظافة‪ ،‬والوقاية‬ ‫المدنية‪ ،‬والمكتب الصحي‪ ..‬بل حتى‬ ‫التجهيزات الخاصة ببناء المالهي الليلية‬ ‫والمستحمات ما زالت في بدايتها‪ ،‬حيث‬ ‫ستستمر األشغال الداخلية لتلك المحالت‬ ‫طيلة فترة االصطياف ‪ ..‬كما تظل أغلب‬ ‫األشغال معلقة وغير مكتملة على امتداد‬ ‫الشاطئ بعد أن تلقت الشركة المعنية‬ ‫بإنجاز المشروع األمر بإخالء مواقع‬ ‫األوراش من اليد العاملة من أجل فسح‬ ‫المجال أمام عملية االصطياف‪ .‬ولذلك‬ ‫ظلت كثير من المنجزات تشكو من‬ ‫األعطاب والعيوب ومن تراكم مخلفات‬ ‫األشغال بسبب سوء اإلنجاز وغياب‬ ‫التتبع والمراقبة‪ ،‬مما سيجعل كل ما‬ ‫تم تحقيقه خالل هذه السنة مهددا‬ ‫باإلتالف تحت أقدام الراجلين بفعل‬ ‫تدخل أيدي العابثين والمعادين لكل ما‬ ‫له صلة بالملك العام ‪..‬حيث سيتعرض‬ ‫الرخام وكل التجهيزات – كما جرى في‬ ‫الموسم السابق‪ -‬للتهشيم والكسر‬ ‫واإلتالف‪ ،‬والحرق ‪ ..‬كما ستتعرض‬ ‫الكثير من التجهيزات الكهربائية للنهب‬ ‫والتعطيل‪ ،‬وذلك بسبب غياب الحراسة‬ ‫والمراقبة الدائمة واستمرار العمل‬ ‫بسياسة (ترك الحبل على الغارب) التي‬ ‫ينهجها المسؤولون في تدبير شؤون‬ ‫هذا الشاطئ‪ ،‬حيث تشرع الفوضى بكل‬ ‫أشكالها ويتعرض الشاطئ لتيار جارف‬ ‫من الفساد والعشوائية التي تؤثر على‬ ‫مستوى الخدمات وظروف االستقبال‬ ‫التي تغيب عنها أبسط المعايير الخاصة‬ ‫بالنظافة‪ ،‬والسالمة‪ ،‬واألمن واالستقرار‪..‬‬ ‫فال يمكن أن تنمحي من الذاكرة تلك‬ ‫المشاهد المؤلمة التي ميزت شاطئ‬ ‫طنجة خالل السنوات األخيرة ( سيارات‬ ‫فارهة مركونة فوق األرصفة ووسط‬ ‫قارعة الطريق‪ ،‬مطاعم عشوائية متنقلة‬ ‫في الهواء الطلق‪ ،‬روائح كل أنواع الشواء‬ ‫بعد تحول عدد من األماكن إلى مواقد‪،‬‬ ‫انتشار النفايات والمواد الصلبة داخل‬ ‫جنبات الشاطئ وفوق الرمال‪ ،‬حضور‬ ‫قوي للدواب وهي تصول وتجول وتلقي‬ ‫بروثها في كل مكان‪ ،‬انبعاث روائح‬ ‫القاذورات من كل مكان‪ ،‬هيمنة كل‬ ‫أشكل التسول وممارسة التحايل على‬ ‫رواد الشاطئ‪..‬سباقات جنونية ألصحاب‬ ‫السيارات والدراجات وعربدة وسط‬ ‫الطرقات‪ ،‬أنتعاش ظاهرة النشل والسرقة‬ ‫واالعتداء على رواد الشاطئ‪ ،‬وتحدي‬ ‫سافر للقانون على كل المستويات)‪.‬‬ ‫فال يعقل أن تفتتح أبواب الشاطئ‬ ‫والكورنيش في وجه العموم دون أن يتم‬ ‫توفير المرافق الصحية على امتداد عدة‬ ‫كيلومترات‪ ،‬كما أن رمال الشاطئ ككل‬ ‫ال زالت ممتلئة بالنفايات ومواد الردم‬ ‫ومخلفات البناء المدفونة تحت الرمال ‪..‬‬ ‫أما الجانب الشرقي من الشاطئ الذي تم‬ ‫تحويله إلى فضاءات إسمنتية فقد أصبح‬ ‫خاليا من الرمال التي تعرضت للنهب‬ ‫ولم يتبق إال األتربة المتراكمة المتخلى‬ ‫عنها خالل إنجاز أشغال التهيئة ‪ ..‬وعليه‬ ‫نطالب الجهات المسؤولة باتخاذ جملة‬ ‫من التدابير العاجلة من أجل إنقاذ‬ ‫الموقف والتقليل من األضرار والسلبيات‬ ‫بالنسبة لهذا الموسم ‪:‬‬ ‫• شن حملة شاملة للنظافة للتخلص‬ ‫من النفايات الصلبة والردم والمواد‬ ‫الحادة واألحجار واألتربة ومخلفات‬ ‫األشغال‪ ،‬يشارك فيها عمال البلدية‬ ‫والنظافة واإلنعاش‪..‬‬

‫‪11‬‬

‫• تجديد الرمال وتسويتها لمنع‬ ‫تدفقها على الكورنيش الداخلي ‪...‬‬ ‫• التعجيل بتوفير المرافق الصحية‬ ‫على صعيد كل الشريط الساحلي ‪..‬‬ ‫• توفير المرافق الخاصة بمصالح‬ ‫األمن‪ ،‬والحراسة‪ ،‬والنظافة‪ ،‬والوقاية‬ ‫المدنية‪ ،‬والصحة‪.. ،‬‬

‫• إلـــزام أصحـــاب المالهـــي‬ ‫والمستحمات بالخضوع لنظام محكم‬ ‫يمنع تجاوزها للمساحة المخصصة‬ ‫لها‪ ،‬وكذلك عدم استعمال األجهزة‬ ‫الموسيقية المثيرة للضجيج داخل‬ ‫الشاطئ‪ ،‬ومنع دخول القاصرين ‪..‬‬ ‫• ضرورة التأكيـــد على الطابـــع‬ ‫المجاني للمرافق الرياضية المقامة داخل‬ ‫الشاطئ ‪.‬‬

‫• منع كل السلوكات العدوانية التي‬ ‫تؤدي إلى تلوث الشاطئ وإتالف ممتلكاته‬ ‫وتجهيزاته‪ ،‬ويشمل ذلك ( منع الكالب‬ ‫والدواب والعربات الخاصة ببيع األكالت‬ ‫الخفيفة‪ ،‬والباعة المتجولين‪ ،‬واأللعاب‬ ‫الرياضية والمثيرة للضجيج‪ ،‬وكذلك‬ ‫إدخال المأكوالت وإعداد األطعمة داخل‬ ‫الشاطئ والكورنيش‪.‬‬

‫• وضع عالمات التنبيه إلى الخطر‬ ‫على صعيد كل األماكن التي تنطوي على‬ ‫أخطار بسبب عدم اكتمال البناء( أسالك‬ ‫كهربائية عارية‪ ،‬حفر‪ ،‬حواشي حادة‪،‬‬ ‫أعمدة حديدية‪ ،‬غياب حواجز الوقاية من‬ ‫األخطار ‪.)..‬‬

‫• منع األنشطة المستفزة التي‬ ‫تخلق تشوها داخل المحيط‪( ،‬كنقاشات‬ ‫الحنة‪ ،‬وظواهر التسول‪ ،‬وألعاب القمار‪،‬‬ ‫والمشردون‪ ،‬والدواب التي تستعمل‬ ‫في التقاط الصور التذكارية‪ ،‬واستعمال‬ ‫الموسيقى المزعجة ‪)..‬‬

‫• وضع عالمات التشوير الكافية في‬ ‫أكثر من محور على صعيد شارع محمد‬ ‫السادس وكورنيش شاطئ رمل قالة‪.‬‬ ‫مع تثبيت كامرات المراقبة‪ ،‬وتحديد‬ ‫السرعة التي ال يجوز تجاوزها لمنع وقوع‬ ‫الحوادث ‪.‬‬

‫منع دخول الدراجات بكل‬ ‫• ‬ ‫أنواعها وكذلك السيارات إلى فضاءات‬ ‫الكورنيش والشاطئ حماية للمواطنين‬ ‫من األخطار‪ ،‬وذلك بالنظر لما يمكن أن‬ ‫يترتب عن وجود هذه الوسائل من عربدة‬ ‫وإزعاج وإتالف للتجهيزات العمومية‬ ‫حينما تتحول تلك الفضاءات إلى ميدان‬ ‫للمسابقات واأللعاب البهلوانية‪)..‬‬

‫• وضع حد لعملية احتالل الشاطئ‬ ‫من طرف بعض المجموعات التي تفرض‬ ‫على المستحمين ثمن كراء األماكن‬ ‫التي يتم تأثيثها بالطاوالت والمظالت‪..‬‬

‫• توفير الحراسة الليلية على صعيد‬ ‫كل المنطقة لمنع تحول الشاطئ إلى‬ ‫وكر للفساد وممارسة بعض السلوكات‬ ‫المخلة باألخالق بسبب توفر عدد من‬ ‫المخابئ والسراديب التي ال يمكن‬ ‫التحكم فيها ‪..‬‬ ‫• توفير حراسة خاصة للحافظ على‬ ‫الممتلكات والتجهيزات العمومية ليال‬ ‫ونهارا وضمان التغطية األمنية الشاملة‬ ‫من خالل خلق مراكز أمنية على صعيد‬ ‫كل المناطق ‪..‬‬ ‫• منع استعمال الدراجات المائية‬ ‫حفاظا على سالمة المستحمين ‪.‬‬ ‫• إعادة النظر في نوعية األنشطة‬ ‫االستعراضية لبعض الشركات التي‬ ‫تحول الشاطئ إلى جحيم ال يطاق‬ ‫بسبب ما تثيره من الضجيج المرتبط‬ ‫باستعمال مكبرات الصوت وإطالق‬ ‫أصوات الموسيقى على امتداد فترات‬ ‫الليل والنهار ‪.‬‬

‫• توفير كاميرات خاصة بمراقبة كل‬ ‫الفضاءات الملحقة بالشاطئ‪.‬‬ ‫• إحداث لجنة خاصة بتتبع ملف‬ ‫الموسم الصيفي من مختلف جوانبه‬ ‫المتعلقة ( بإعداد بنيات االستقبال‪،‬‬ ‫وتوفير التجهيزات والفضاءات المالئمة‪،‬‬ ‫ضمان شروط السالمة وجودة المنتوج‬ ‫السياحي وحسن التنظيم والتنشيط‬ ‫الثقافي‪ ،‬وتحديد المسؤوليات‪.)..‬‬ ‫إن ما يتم إنجازه ال يخلو من جمالية‬ ‫وقيمة مضافة لو اكتملت األشغال‬ ‫بالشكل المطلوب‪ ،‬ولذلك يجدر التنبيه‬ ‫إلى أنه في حالة عدم القيام بهذه‬ ‫التدخالت االستباقية‪ ،‬فإن الموسم‬ ‫سيسجل أسوأ تجربة له في تاريخ شاطئ‬ ‫طنجة‪ ،‬ألن الوضع سيكون كارثيا بالنسبة‬ ‫للمصطافين وكل زوار المنطقة‪ .‬كما أن‬ ‫كل البنيات الموجودة ستتعرض للدمار‬ ‫بفعل تأثير العوامل المشار إليها ما لم‬ ‫تتخذ االحتياطات الالزمة للتقليل من‬ ‫األضرار والخسائر ‪..‬‬

‫المكتب المركزي لرابطة الدفاع‬ ‫عن حقوق المستهلكين‬

‫القمة‬ ‫مغربي يف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫سفيان العالّم يتصدر أفضل قيادات‬ ‫الهيئات السياحية بالوطن العربي‬ ‫لعام ‪2016‬‬

‫تصدر الخبير المغربي‬ ‫في السياحـــة والفندقــة‪،‬‬ ‫سفيان العالم‪ ،‬مدير إدارة‬ ‫التسويق والمبيعـــات في‬ ‫فندق «الريتـــز ‪ -‬كارلتون»‬ ‫بالبحرين‪ ،‬الئحــــة أفضل‬ ‫قيادات الهيئات السياحية‬ ‫العربية لعام ‪ 2016‬بعد‬ ‫أن احتل المرتبة األولى‬ ‫في التصويت اإلليكتروني‬ ‫األول للمركز العربي لإلعالم‬ ‫السياحي‪.‬‬ ‫وبالمناسبة أقيم حفل‬ ‫بهيج بمدينة دبي‪ ،‬لإلعالن‬ ‫عن جوائز «أوسكار اإلعالم‬ ‫السياحــي لعــــام ‪،»2016‬‬ ‫الذي ينظمه المركز العربي‬ ‫على رأس كل سنة‪ ،‬حيث‬ ‫تم تتويج الخبير السياحي‬ ‫سفيان العالم‪ ،‬مدير إدارة‬ ‫التسويق بفندق «الريتــز ـ‬ ‫كارلتـــون البحريـــن»‪ ،‬من‬ ‫طرف الدكتور أحمد الجروان‪،‬‬ ‫رئيس البرلمـــان العربـــي‬ ‫وحسين المناعي رئيس المركــز العربي لإلعـــالم‬ ‫السياحي‪ ،‬بجائزة القيادة األولى للهيئات السياحية‬ ‫بالوطن العربي لعام ‪2016‬‬ ‫و يعتبر األستاذ سفيان العالم‪ ،‬من خيرة‬ ‫الخبراء المغاربة في مجال السياحة والفندقة‪،‬‬ ‫ويتمتع بخبرة طويلة في هذا المجال‪ ،‬حيث عمل‬ ‫مديراً تنفيذياً للمبيعات في «أتالنتس النخلة»‬ ‫في دبي‪ ،‬وهو حاصل على شهادة في اإلدارة‬ ‫االستراتيجية من جامعة كورنيل‪ ،‬وكلية إدارة‬ ‫الفنادق في إيثاكا‪ ،‬بالواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬

‫وقـــد تخــرج السيد‬ ‫سفيان العـالم من المعهد‬ ‫العالي للسياحــة الدوليــة‪،‬‬ ‫بطنجة‪ ،‬المغــرب‪ ،‬المعهــد‬ ‫الرائد في تكـويـن النخــب‬ ‫المغربيـــة والنخــب الوافدة‬ ‫على المعهـــد من أوروبـــا‬ ‫وإفريقيـــا وآسيـــا خاصــة‪،‬‬ ‫تلك النخب التي تتميـــز‬ ‫بالخبـــرة العــــاليـــة في‬ ‫رســـم االستـــــراتيجيـــات‬ ‫السيـــاحيـــة وإدارة الفنادق‬ ‫الدولية في بشمال أفريقيا‪،‬‬ ‫وذلك بشهـادة المنظمــة‬ ‫العالمية للسياحة ‪ ،‬ومنظمات‬ ‫دوليــــة أخـــرى متخصصة‬ ‫في السياحـة والتي ربطـــت‬ ‫شراكـــات استراتيجيـــة مــع‬ ‫المعهد‪.‬‬ ‫وإلى جانـــب تكونــه‬ ‫المهني الرفيـع الذي أكسبه‬ ‫احترام وتقديــر الجميـــع‪،‬‬ ‫فإن السيد سفيان العالم‬ ‫يتمتع بثقاــة واسعـــة في‬ ‫مختلــف مجـــاالت الفكــــر‬ ‫واآلداب والفنــون‪ ،‬ساعــده‬ ‫في ذلك معرفتــه العميقة باللغات العربية‬ ‫والفرنسية واإلنجليزية وشغفه الدائم بالبحث في‬ ‫مجاالت المعرفة المختلفة‪.‬‬ ‫وبالمناسبة‪ ،‬تتقدم جريدة طنجة‪ ،‬بتهانيها‬ ‫الخالصة إلى الخبير المغربي المتوج بجائزة‬ ‫القيادة األولى للهيئات السياحية بالوطن العربي‬ ‫للعام ‪ ،2016‬السيد سفيان العالم‪ ،‬مع دعواتنا‬ ‫له بموصول النجاح والتفوق والتألق في مساره‬ ‫المهني المشرف بالنسبة للمغرب وللعالم العربي‬ ‫قاطبة ‪.‬‬

‫ع‪.‬ك‬

‫« رحالة مغاربة في أوروبا‪:‬‬ ‫بين القرنين السابع عشر والعشرين»‬ ‫تمثالت ومواقف‬ ‫إصدار جديد للدكتور الطيب بياض‬ ‫ضمن منشورات كلية‬ ‫اآلداب والعلوم اإلنسانية‬ ‫ عين الشق‪ ،‬صدر أخيرا‬‫للدكتور الطيب بياض كتاب‬ ‫جديد بعنوان‪ « :‬رحالة مغاربة‬ ‫في أوروبا‪ :‬بين القرنين‬ ‫السابع عشر والعشرين ‪-‬‬ ‫تمثالت ومواقف»‪ .‬وهو‬ ‫كتاب يقع في ‪ 210‬من الحجم‬ ‫المتوسط‪ ،‬تزين غالفه بلوحة‬ ‫تشكيلية معبرة لألديب‬ ‫والفنان التشكيلي المغربي‬ ‫محمد سعيد سوسان‪.‬‬ ‫وقد قدَّم لهذا الكتاب‬ ‫األستاذ الدكتور مراد موهوب‪،‬‬ ‫عميد كلية اآلداب عين الشق‬ ‫بجامعة الحسن الثاني بالدار‬ ‫البيضاء‪ ،‬بكلمة نقرأ منها‪:‬‬ ‫«يتميز َّ‬ ‫مؤلف الدكتور الطيب‬ ‫بياض ‪ -‬الذي يحمل عنوان‬ ‫«رحالة مغاربة في أوروبا بين‬ ‫القرنين السابع عشر والعشرين‪ :‬تمثالت ومواقف»‬ ‫العمق واإلحاطة في التوصيف‬ ‫بالجمع بين‬‫ِ‬ ‫والتحليل‪ ،‬والمتعةِ والطرافة في الن ْ‬ ‫َّظم والسَّرد؛‬ ‫وهما ميزتان َّ‬ ‫قلما تأتلفان في األبحاث األكاديمية‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫سِعة المعين المعرفي‬ ‫ومردُّ ذلك‪ ،‬في تقديري‪،‬‬ ‫الذي يغترف منه الباحث‪ ،‬وتوسُّلهُ لغ ًة واصف ًة‬ ‫تمتح من غرابة متون الرحالة ومن بالغةِ مفردات‬ ‫ْ‬ ‫حكيهم المُسترسل وجماليةِ انتظام عباراته»‪.‬‬ ‫يتناول اإلصدار الجديد للدكتور الطيب‬ ‫بياض تمثالث ومواقف مجموعة من الرحالة‬ ‫والسفراء المغاربة إلى أروبا بين القرنين السابع‬ ‫عشر والعشرين‪ ،‬مستحضرا العالقة الوطيدة بين‬ ‫التاريخ والتمثالت انطالقا من إرث إيميل دوركايم»‬ ‫و«ميشيل فوفل» و«مارسيل موس» و «إدغار‬ ‫موران» و»جياو كسينجيان لينتهي إلى استحضار‬ ‫الصورة التي رسمتها الذات عن األخر انطالقا من‬ ‫استقراء مجموعة من التجارب الرائدة في مجال‬ ‫الرحالت خالل الفترة المدروسة‪ ،‬والتي تفوق‬ ‫الباحث إلى حد كبير في تفكيكها وتحليلها‪ ،‬منها‬ ‫ما كان لسفراء أو أعضاء في وفود سفرية‪ ،‬كأفوقاي‪،‬‬ ‫والغساني‪ ،‬وابن عثمان‪ ،‬و الصفار‪ ،‬والفاسي‪،‬‬ ‫والجعيدي‪....‬‬ ‫ولعل هذا العمل الجديد للدكتور الطيب‬ ‫بياض‪ ،‬بما يتميز به من صرامة منهجية وغنى‬

‫في متونه التاريخية‪ ،‬التي‬ ‫أفضت إلى رصد الوعي‬ ‫بالتفاوت لدى هؤالء‬ ‫الرحالة المغاربة‪ ،‬ومدى‬ ‫صدمتهم باآلخر‪ ،‬من خالل‬ ‫مشاهداتهم وانطباعاتهم‬ ‫وتمثالتهم من خالل‬ ‫مقاربة جديدة أفضت إلى‬ ‫عمل سيغني دون شك‬ ‫المكتبة المغربية وسيمنح‬ ‫قيمة علمية مضافة لمجال‬ ‫الرحلة والرحالة في تاريخ‬ ‫المغرب‪.‬‬ ‫وحول هذا اإلصدار‬ ‫المتميز يقول مؤلفه‬ ‫الدكتور الطيب بياض» يقع‬ ‫موضوع الرحلة والرحالة‬ ‫ضمن تقاطع اهتمامات‬ ‫معرفية مختلفة‪ ،‬تبدأ‬ ‫بالجغرافيا مرورا باألدب‬ ‫وقد ال تنتهي بالتاريخ‪ ،‬مما يصعب معه االنتهاء إلى‬ ‫خالصات واستنتاجات‪ ،‬ولو عامة‪ .‬فباب البحث فيه‬ ‫ال يمكن إال أن يظل مفتوحا على قراءات وتحليالت‬ ‫وتأويالت مختلفة‪ ،‬باختالف مناهج البحث وآليات‬ ‫الفهم وأساليب التحليل وزوايا المعالجة‪ .‬خاصة إذا‬ ‫كان األمر ال يقتصر على نص رحلي واحد بل طال ما‬ ‫يفوق العشرة نصوص‪ ،‬دونها أصحابها في سياقات‬ ‫تاريخية مختلفة‪ ،‬امتدت لثالثة قرون‪ .‬سجلوا فيها‬ ‫كل غريب وطريف‪ ،‬وأعرضوا عن المألوف والسائد‪،‬‬ ‫الذي ال يتم استدعاؤه في أغلب األحيان إال من أجل‬ ‫المقارنة‪ .‬لذلك قد يكون من المفيد أن يستشرف‬ ‫هذا الكتاب أفقا للبحث من خالل جملة أسئلة حول‬ ‫ذاته وموضوعه» ‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن الدكتور الطيب بياض‬ ‫هو باحث مغربي‪ ،‬وأستاذ التعليم العالي‪ ،‬تخصص‬ ‫التاريخ المعاصر بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‬ ‫عين الشق بالدار البيضاء‪ ،‬وهو منسق فريق البحث‬ ‫في ثقافات البحر األبيض المتوسط بنفس الكلية‪،‬‬ ‫وعضو المكتب اإلداري لمركز محمد بنسعيد آيت‬ ‫إيدر للدراسات واألبحاث‪ ،‬ومستشار علمي بمجلة‬ ‫زمان المتخصصة في تاريخ المغرب‪ ،‬صدر له العديد‬ ‫من األبحاث والمقاالت العلمية باللغتين العربية‬ ‫والفرنسية‪ ،‬كما صدر له كتاب ‪ :‬المخزن والضريبة‬ ‫واالستعمار ‪ ،‬ضريبة الترتيب ‪.1880-1915‬‬


‫العدد ‪845‬‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يوليوز ‪2016‬‬

‫وداعاً أيها الجنتلمان‬ ‫مساء األربعاء ‪ 29‬يونيو ‪ ،2016‬توصلت برسالة تلفونية من السيد علي بناني‪ ،‬يخبرني من‬ ‫خاللها بما كنت أتوجس منه لعدة شهور‪ ،‬وهو وفاة أخيه الزميل العزيز األستاذ عثمان بناني‪ .‬وكان‬ ‫توجسي أنا وقلة من األصدقاء نابعا من معرفتنا بالمعاناة التي كان المرحوم يكابدها مع المرض‪،‬‬ ‫الذي باغته على غير استعداد‪ ،‬ونخر جسده الواهن قبل اكتشافه‪ ،‬فلم يعد ينفع معه عالج‪.‬‬ ‫من األكيد أن وفاة مؤرخ بحجم األستاذ عثمان بناني تعد خسارة ال تعوض‪ ،‬للبحث التاريخي‪،‬‬ ‫وخاصة البحث في تاريخ المغرب المعاصر والراهن‪ ،‬لكن الذين يعرفون الرجل عن قرب‪ ،‬وعاشروه‬ ‫لمدة تزيد عن ثالثين سنة في رحاب كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بالرباط‪ ،‬وفي نشاطات‬ ‫الجمعية المغربية للبحث التاريخي‪ ،‬وغيرها من األنشطة العلمية والسياسية واالجتماعية‪،‬‬ ‫وربطتهم به صداقة وطيدة‪ ،‬يحسون أكثر بحجم الخسارة‪ ،‬وبقيمة الرجل‪ ،‬الذي كان حلو المعشر‪،‬‬ ‫يعطي للصداقة حقها ويصونها ويشعرك بقربه منك وأنك أخص أصدقائه‪ ،‬من دون تكلف أو‬ ‫ادعاء‪ .‬‬ ‫‪ ‬هناك أجيال من الباحثين الشباب الذين ال يعرفون الشيء الكثير عن جيل الرواد من الباحثين‬ ‫الذين سبقوهم إلى البحث التاريخي‪ ،‬وخاضوا فيه وعانوا من مصاعبه‪ ،‬في وقت لم تكن فيه األمور‬ ‫ميسرة ومتاحة للباحثين كما هو الشأن اليوم‪ ،‬لذلك أرى لزاما علي أن أحاول التعريف بالراحل‬ ‫عثمان بناني‪ ،‬من خالل اإلشارة إلى بعض المحطات من مساره‪ ،‬وأرجو من الزمالء الذين ربطتهم‬ ‫به عالقات أوثق أن يبادروا إلى تجلية بعض الجوانب الظليلة من شخصيته الفريدة والمتميزة‪،‬‬ ‫التي تصلح أن تكون قدوة للباحثين الشباب‪.‬‬ ‫لم يكن المرحوم عثمان بناني من الذين يسهبون في الحديث عن أنفسهم‪ ،‬ولم يكن يفضي‬ ‫بتفاصيل حياته الشخصية إال للقلة القليلة من أصدقائه المقربين‪ ،‬ولذلك ظل جزء مهم من مسار‬ ‫حياته أسير ذاكرته‪ ،‬بعيدا عن متناول العموم‪ .‬ويتعلق األمر بالفترة التي عاشها خارج الوطن‪ ،‬في‬ ‫مصر وفرنسا‪ ،‬في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي‪ .‬وهي الفترة التي تمكن فيها من التعرف‬ ‫على شخصيتين محوريتين في تاريخ المغرب المعاصر‪ ،‬ومصاحبتهما‪ ،‬وتقاطع مسار حياته مع مسار‬ ‫حياتهما‪ .‬ويتعلق األمر أوال باألمير‬ ‫محمد بن عبد الكريم الخطابي‬ ‫الذي اتصل به المرحوم عثمان‬ ‫بناني في القاهرة‪ ،‬وأقام بجواره‬ ‫لمدة‪ ،‬وأعد عنه أطروحة جامعية‬ ‫لم يقيض لها النشر‪ ،‬والشخصية‬ ‫الثانية هي شخصية المناضل‬ ‫المهدي بنبركة‪ ،‬صهره الذي‬ ‫قاده النضال إلى خارج المغرب‪،‬‬ ‫وال��ذي ق��اد حركة تحرر عالمية‬ ‫إفريقية وأسيوية‪ ،‬وعانى من‬ ‫الغربة والمالحقة‪ ،‬لسنوات قبل‬ ‫أن يتعرض لالختطاف‪ /‬اللغز الذي‬ ‫لم تفك طالسمه إلى اليوم‪ .‬فكان‬ ‫للرجلين تأثير واضح على شخصية‬ ‫األستاذ عثمان بناني‪ ،‬لم ينحسر‬ ‫إلى آخر أيامه‪ .‬‬ ‫بعد ع��ودت��ه إل��ى المغرب‪،‬‬ ‫التحق في منتصف الثمانينيات‬ ‫من القرن الماضي بكلية اآلداب‬ ‫وال��ع��ل��وم اإلنسانية بالرباط‪،‬‬ ‫وعندما سعى بعض أس��ات��ذة‬ ‫هذه الكلية إلى إع��ادة الحيوية‬ ‫إل��ى الجمعية المغربية للبحث‬ ‫التاريخي‪ ،‬وأسسوا أول مكتب‬ ‫برئاسة األستاذ محمد القبلي‪ ،‬في‬ ‫يناير ‪ ،1986‬كان ضمن أعضاء‬ ‫هذا المكتب‪ ،‬وهو ألجل ذلك يعتبر‬ ‫من األعضاء المؤسسين للجمعية‪،‬‬ ‫وتجدد انتخابه في المكتب في‬ ‫فترة ثانية إلى غاية سنة ‪.1991‬‬ ‫ثالثة عقود من التدريس في الكلية‪ ،‬مكنته من تأطير أجيال عديدة من الطلبة‪ ،‬ومن‬ ‫المساهمة في أنشطة الكلية الثقافية والعلمية والنقابية‪ ،‬ونفس المدة الزمنية قضاها عضوا‬ ‫نشيطا في الجمعية المغربية للبحث التاريخي سواء بصفته عضوا في مكتبها‪ ،‬أو عضوا متميزا من‬ ‫أعضائها‪ ،‬وكان دائما غيورا عليها‪ ،‬متتبعا ألخبارها‪ ،‬حريصا على حضور أنشطتها والمساهمة فيها‪،‬‬ ‫معتزا وفخورا باالنتماء إليها‪ ،‬يتقدم بالنصح أحيانا‪ ،‬وبالعتاب أحيانا أخرى‪ ،‬ويشيد بما يراه إيجابيا‪،‬‬ ‫وينبه إلى السلبيات بكل لباقة وذوق‪.‬‬ ‫عرفت األستاذ عثمان ألول مرة بالرباط‪ ،‬ولعل ذلك كان سنة ‪ 1988‬بمناسبة انعقاد ندوة‬ ‫نظمتها الجمعية في موضوع التاريخ وأدب المناقب‪ ،‬وتوطدت بيننا عرى الصداقة‪ ،‬وكان بلطفه‬ ‫المعهود يستقبلني دائما بجملة “أهال بالسْمِيَّة العزيزة”‪ ،‬وأجيبه أهال بأحلى العثمانين‪ ،‬فكالنا‬ ‫فقط يحمل نفس االسم الشخصي‪ ،‬ضمن أعضاء الجمعية كلها‪ .‬وقد أتيح لي‪ ،‬أنا ومجموعة من‬ ‫األساتذة المشاركين في ندوة تكريم األستاذ إدريس العمراني الحنشي بكلية اآلداب والعلوم‬ ‫اإلنسانية عين الشق الدار البيضاء‪ ،‬سنة ‪ ،2004‬أن نتعرف على الجانب اآلخر من شخصية األستاذ‬ ‫عثمان بناني‪ .‬كان مقررا أن يلقي عرضا عن المغرب في الفترة الحديثة‪ ،‬وحين وصلته الكلمة‪ ،‬تكلم‬ ‫بلباقته األصيلة‪ ،‬وقال‪“ :‬لقد أعددت عرضا لتقديمه‪ ،‬بمناسبة تكريم الزميل العمراني‪ ،‬ولكنني أظن‬ ‫أنني سأفيدكم أكثر بالحديث عن تجربة عشتها شخصيا‪ ،‬في قبرص”‪ .‬حدثنا عن حادثة وقعت في‬ ‫‪ 18‬فبراير ‪ ،1978‬بمناسبة انعقاد مؤتمر التضامن األفرو أسيوي السادس‪ ،‬وهي اغتيال األديب‬ ‫المصري يوسف السباعي بتدبير من مجموعة أبي نضال‪ .‬كان عثمان بناني ضمن المشاركين‪ ،‬بل‬ ‫وضمن المحتجزين من لدن الخاطفين‪ ،‬وقد شد انتباهنا بعرضه الشيق‪ ،‬وأكثر بتواضعه‪ ،‬ألن غيره‬ ‫كان سيقيم الدنيا وال يقعدها تبجحا وتباهيا بهذا الحدث‪ .‬ولعل ذلك كان فلتة من فلتات السي‬ ‫عثمان‪ ،‬ألنه لم يسلمنا النص المكتوب من هذه الشهادة الثمينة‪ ،‬وظل يعدني ويمنيني بكتابتها‬

‫‪12‬‬

‫المرحوم األستاد عثمان بناني‬

‫يوما ما حين تتيسر الفرصة وتسعف الظروف‪ .‬ويمكننا أن نأخذ صورة عن هذه الحادثة من بعض‬ ‫رواتها الذين كتبوا عنها‪ ،‬فقد قام شخصان باغتيال يوسف السباعي فور نزوله من غرفته بالفندق‬ ‫عندما كان يتأهب لشراء بعض المجالت‪ ،‬وأقتبسُ إلكمال الصورة نصا من رواية األديب إدوارد‬ ‫الخياط لما عاينه أثناء هذه الحادثة‪ …“ :‬ظهر رجل في آخر القاعة يمسك مسدسا وقال لي‪ :‬تعال‬ ‫يا أخي‪ ،‬والمسدس موجه لي‪ ،‬ووجدت السباعي ممددا على األرض‪ ،‬ومغطى بالجرائد في نفس‬ ‫الممر‪ ،‬فمشيت طبعا كالمغيب إلى عنده‪ ،‬وأدخلني القاعة حيث وجدت فيها الكثير جدا من مندوبي‬ ‫وأعضاء المؤتمر معتقلين‪ ،‬ووجدت آخر يمسك قنبلة بيده ويهدد بتفجيرها عند أي طارئ يحدث‪،‬‬ ‫وبالتالي أصبحنا من الرهائن… وطلبوا منا أن كل واحد يربط يد زميله بالكرافتة‪ ،‬وخرجنا بهذا‬ ‫الشكل من قاعة الطعام تحت تهديد المسدس والقنبلة إلى أوتوبيس كانوا أحضروه لهم أو‬ ‫أعد من السلطات القبرصية… استجابت السلطات القبرصية لطلب القاتلين وتقرر إقالعهما على‬ ‫طائرة ‪ ،DC8‬وذلك من مطار الرنكا‪ .‬أطلق القاتالن سراح معظم الرهائن‪ ،‬بينما واصلوا احتجاز ‪11‬‬ ‫رهينة… ” كان عثمان بناني ضمن الرهائن‪ ،‬وال أدري هل ظل مع الرهائن اإلحدى عشر‪ ،‬أم كان‬ ‫ضمن من أفرج عنهم‪.‬‬ ‫منذ ذلك الحين‪ ،‬أي سنة ‪ ،2004‬صرت أالحق المرحوم وبإلحاح‪ ،‬ليكتب عن الجانب المخفي‬ ‫‪ /‬المضيء من حياته‪ ،‬وأن يحرر ذاكرته من القيود التي أثقلتها‪ ،‬فهو يملك قلما سياال‪ ،‬وأسلوبا‬ ‫سهال ممتنعا‪ ،‬وشخصية ودودة وجذابة‪ ،‬وقدرة على السرد‪ ،‬بدون إهمال للتفاصيل‪ .‬إال أنه مقل في‬ ‫الكتابة‪ ،‬ويمنعه تواضعه من الحديث عن نفسه‪ .‬ولعلي لم أكن الوحيد في هذا اإللحاح‪ ،‬وخاصة‬ ‫بعد أن تزايد االهتمام بالتاريخ الراهن‪ ،‬وتناسلت الكتابات عن بعض شخصياته ومنها طبعا األمير‬ ‫محمد بن عبد الكريم والمهدي بنبركة‪ ،‬ونشرت بعض المذكرات التي تتعلق بتاريخ المغرب ما‬ ‫بعد االستقالل‪ ،‬وكان المرحوم دائما يعدنا بالتفرغ للكتابة‪ ،‬واالبتداء أوال بإعداد أطروحته عن‬ ‫الخطابي للنشر‪ ،‬ثم كتابة مذكراته‪.‬‬ ‫ومنذ حوالي ثالث سنوات‪ ،‬بدأ السي عثمان بناني يتخلى عن تحفظه‪ ،‬ونشرنا له مقاال في‬ ‫أعمال ندوة جرمان عياش عن الخطابي‪،‬‬ ‫ثم قراءته لكتاب المساري عن الخطابي‪،‬‬ ‫وهي القراءة التي عرضها موقع الجمعية‬ ‫بالفيديو‪ ،‬وتفصح عن أسلوبه الشيق في‬ ‫الحديث واإللقاء وشد المستمعين‪ .‬وكانت‬ ‫وف��اة المرحوم محمد العربي المساري‬ ‫مناسبة لي ألضيق الخناق على السي‬ ‫عثمان‪ ،‬وأل��ح عليه في أن يسجل على‬ ‫األقل ذكرياته‪ ،‬لنعمل على رقنها فيما‬ ‫بعد‪ .‬ولم يتأخر رده‪ ،‬فقد كلمني بالهاتف‬ ‫وكله حماس‪ ،‬وعبر عن اقتناعه باالقتراح‪،‬‬ ‫واستدعاني للغذاء عنده‪ ،‬ونشرع بعد‬ ‫ذلك في التسجيل‪ .‬وبموازاة مع ذلك‪،‬‬ ‫كان يحضر لندوة علمية كبرى بمناسبة‬ ‫مرور خمسين سنة على اختطاف بنبركة‪،‬‬ ‫وكنا في مركز محمد بن سعيد أيت يدر‬ ‫مستعدين لتنظيمها‪ ،‬تحت إشرافه‪.‬‬ ‫لم تجر الرياح بما تشتهي السفن‬ ‫أو رك��اب السفن‪ ،‬وكلمني ثانية يعتذر‬ ‫عن الغذاء‪ ،‬وضرب لي موعدا بالمكتبة‬ ‫الوطنية في نفس اليوم الذي أقيم فيه‬ ‫تأبين المرحوم المساري‪ ،‬ليشرح لي‬ ‫عذره‪ ،‬وفعال التقينا‪ ،‬فوجدته يحمل تحت‬ ‫ثيابه آلة لقياس ضربات القلب لمدة ‪24‬‬ ‫ساعة‪ ،‬وأخبرني أنه شعر باإلعياء والتعب‪،‬‬ ‫وأنه ربما يعاني من مرض في القلب‪،‬‬ ‫وسيخلد للراحة قليال بفرنسا عند ابنته‬ ‫حيث تحلو له اإلقامة بعيدا عن ضجيج‬ ‫المدن‪ ،‬ويستأنس برفقة حفيدته‪ .‬واتفقنا‬ ‫أيضا على أن نستأنف العمل بعد عودته‪،‬‬ ‫وأخبرني أيضا أنه قرر التخفيف على نفسه‬ ‫من أعباء العمل‪ ،‬ومنح جسده بعض‬ ‫الراحة‪ .‬كان هذا آخر لقاء لي بالعزيز السي عثمان‪ ،‬وآخر مرة أسمع فيها صوته‪ ،‬ألنني اتصلت به‬ ‫بعد حوالي شهرين‪ ،‬فأجابتني السيدة زوجته‪ ،‬وأخبرتني أنه مريض وال يستطيع الكالم‪ ،‬اعتقدت‬ ‫أن مرض القلب اشتد عليه‪ ،‬فأجابتني لو كان القلب لهان األمر‪ ،‬إنه المرض اللعين… استشرى في‬ ‫الجسد‪ ،‬وتمكن منه‪ ،‬ولم تظهر له أعراض إلى أن استفحل‪ .‬هكذا انتُزع منا عثمان بناني‪ ،‬وحال‬ ‫المرض بيننا وبينه‪ ،‬ثم سكن الجسد بعد طول معاناة‪ ،‬ومكابدة‪.‬‬ ‫أيها العزيز‪ ،‬لقد كنت عزيزا عندنا جميعا‪ ،‬كنت حسن المعشر‪ ،‬ودودا لطيفا‪ ،‬أنيقا في كالمك‬ ‫ولباسك وتعاملك‪ ،‬في مخبرك ومظهرك‪ ،‬لقد بلغت الغاية في الطيبوبة‪ ،‬وترفعت عن السفاسف‪،‬‬ ‫ونأيت بنفسك عن األبهة والظهور‪ .‬كانت جنازتك مناسبة الجتماع الكثيرين ممن عرفوك‬ ‫وأحبوك‪ ،‬وأعجبوا بسيرتك‪ ،‬وال حديث لهم إال عن سجاياك وخصالك‪ ،‬ومواقفك‪ ،‬ونبلك‪ ،‬وشخصيتك‬ ‫المتميزة‪ .‬واستشعر الجميع بأسى شديد ما يمكن أن تكون قد كابدت من األلم والمعاناة‪ ،‬وأنت‬ ‫مضطر إلى مالزمة البيت‪ ،‬ومصارعة المرض في صمت‪ ،‬مع أنك بطبعك ميال إلى المرح محب‬ ‫للحياة‪.‬‬ ‫ثق أيها العزيز أن مكانتك في القلب ثابتة‪ ،‬وذكراك باقية ال تمحى‪ ،‬ودعواتنا لك جميعا في‬ ‫هذه األيام المباركة من رمضان بأن يغفر اهلل لك ذنوبك ويرحمك ويشملك بعفوه ورضاه‪ ،‬ويغدق‬ ‫عليك من خيراته وجناته‪ ،‬ويسكنك الفردوس‪ ،‬ويعوضك عن عناء الدنيا الفانية بنعيم اآلخرة‬ ‫الباقية‪ ،‬ويلهمنا جميعا الصبر والسلوان‪ ،‬ويحفظ عائلتك الصغيرة‪ ،‬وينعم عليها بالصحة والعافية‬ ‫والنجاح والتوفيق والخير العميم‪.‬‬ ‫‪ ‬نم قرير العين‪ ،‬في أمان‪ ،‬ووداعا أيها الجنتلمان‪.‬‬

‫عثمان المنصوري‬


‫العدد ‪845‬‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يوليوز ‪2016‬‬

‫الهلوسات‪ : ..‬في تعرية أساطير‬ ‫المدن السفلى‬

‫بقلم ‪ :‬جمال الفزازي‬

‫·‪ ‬من حفل توقيع ديوان “هلوسات خارج التغطية“ للشاعر الصديق نور الدين ضرار يوم ‪11‬‬ ‫يونيو‪ 2016‬الساعة ‪ 10‬و‪ 30‬د ليال ‪..‬بمركز أجيال‪ 21‬بالمحمدية‪ .‬أدار اللقاء الكاتب المترجم لحسن احمامة‪..‬‬ ‫القراءة النقدية كانت من زاويتي ‪:‬‬ ‫الشاعر والناقد محمد عرش و القصاص والناقد عبد العالي أناني‪ ..‬وذلك بحضور نخبة وازنة من المثقفين‬ ‫والفنانين ‪.‬‬

‫‪ /1‬هلوســـــات خـــارج التغطيــــة‪ ....‬خارج المألوف‬ ‫والمقدس‪ ..‬والقارئ مدعو إلى اإلنصات إلى الهامش أو‬ ‫المهمش لتنسيب جسده وموقعه في العالم‪ ‬واتخاذ موقف‬ ‫من أشكال الدمار التي تنحت الجسد‪ .‬الهلوسات خارج‬ ‫النص ألنها الالنظام والالثقافة من زاوية العقل المدجن‬ ‫والعرف والقواعد والحدود مادامت من “بقايا أضغاث حلم‬ ‫البارحة”‪ ،‬لذا تسعى النصوص المهلوسة إلى اتخاذها حجة‬ ‫على الحقيقة من زاوية أخرى‪ ..‬شهادة على انهيار القيم‬ ‫واإلنسان‪..‬ودعوة إلى الحب والسالم ‪..‬‬ ‫“هاكمألخر العمر‬ ‫دناني المشتهاة‬ ‫على مصطبة المساء‪”..‬‬ ‫استدعاء المسيح ليس دعوة لعشائه األخير بل استضافة‬ ‫للمتلقي لمأدبة الشعر المشتهاة وتعرية الفتراس اإلنسان‬ ‫بالشوكة والسكين ‪.‬‬ ‫“األفواه الفارغة‪،‬‬ ‫السيقان المرصوفة‪،‬‬ ‫العاهات المعروضة‪،‬‬ ‫األضواء الكاشفة‪،‬‬ ‫السحنات الغائمة‪”.‬‬ ‫مشهد كرنفالي ثابت‪ ‬لعرض تراجيديا السقوط للكائن‬ ‫في ســوق النخاســـة‪ ..‬و”فوضاها‬ ‫العارمة”‬ ‫‪ /2‬الهلوسات لها نسقهـــا‬ ‫الخاص في رحلة الشاعر بين الموت‬ ‫والحياة‪ ..‬ألنها ارتقاء الكائن في‬ ‫معارج التسكعات بكل توشياتها‬ ‫الخارجة عن خرائط المادة‪ ‬وعروج‬ ‫متاهـــات الروح وكهـــوف الواقع‬ ‫المأساوي بل التراجيدي الن الذات‬ ‫وهي تبلغ أقاصي األلم التجد غير‬ ‫مواجهة قدر الهة االرصدة بمعادل‬ ‫موضوعي هو الشعر ذاته الن‬ ‫األلهة ال شيء يرعب ظالمها غير‬ ‫كهف الروح العميق والشاسع ‪:‬‬ ‫“أيها العابرون‬ ‫لنزق الوقت‬ ‫أنا األعمى‬ ‫وأنتم المبصرون‬ ‫فانظروا‬ ‫ما عساكم ترون؟”‬ ‫الشاعر مسكون بلسان الفيلسوف يدعونا إلى الخروج‬ ‫من كهف المدينة ‪ -‬األسطورة بالسؤال وإرادة الفعل‬ ‫المزعج للسلطة ‪.‬‬ ‫‪..‬يقول نيتشه في مؤلفه عن شوبنهاور بان “الفلسفة‬ ‫تمنح البشرية مالذاً ال يمكن للطاغية اختراقه‪ ،‬تمنحهم‬ ‫كهفاً داخلياً‪ ،‬تمنحهـــم متاهة القلب‪ ،‬وهذا يغيـــض‬ ‫المستبدين” جريدة‪ ‬العرب ‪/‬رسول محمد رسول [نُشر في‬ ‫‪ ،2016/06/02‬العدد‪.]10294 :‬‬ ‫‪ /3‬الهلوسات عزف منفرد على البياض ‪.‬بالغة الصمت‬ ‫المدوي يبلغ مداه في دالالت الموت التي ينسجها الكالم‬ ‫حين يبلغ تخوم الكون وأقاصي الكائنات‪ .‬الموت في الديون‬ ‫ليس نهاية الكائن بل كدحه اليومي وتفانيه اآلني في‬ ‫كل خطوة ‪..‬وكم هي عسيرة هذه الخطوات التي تقتنص‬ ‫الحكمة العالية من المدن السفلى ‪:‬‬ ‫“كان لزاما‬

‫‪13‬‬

‫أن ألقي دوما‬ ‫رحابة الخطو‬ ‫في ضيق المكان “‬ ‫استدعاء النفري‪ ‬مجسدا في حكمته المتوهجة (كلما‬ ‫ضاقت العبارة اتسعت الرؤيا) ليس لتزيين القصيدة بتوشيات‬ ‫المتصوفة كما يفعل بعض الشعراء “المستصوفين” بل‬ ‫لمساءلة التصوف والشعر معا وتجاوزهما بنص اوحد متفرد‬ ‫خالص‪..‬ففي النصوص نزع لحجابات التقديس ومراودة‬ ‫لفضاءات التخييل بالتجربة المكابدة واإلرادة المتعالية غير‬ ‫المستسلمة‪:‬‬ ‫“خطوك اعمى‬ ‫ودربك‪:‬هاوية”‬ ‫في رحلة األقاصي الجانحة تتقاطع اصوات كثيفة‪ :‬‬ ‫انكشاف اهلل والنبي والشيخ وانبجاس لسندباد السياب وألف‬ ‫ليلة وليلة‪،‬زواج‪ ‬نار أدونيس ببحر درويش‪ ،‬مدينة الدار‬ ‫البيضاء مضاعفة بنصوص الفارس المجاطي وعبد اهلل راجع‬ ‫واألشعري ‪ ..81‬مدينة يتجاور في حاناتها الحالج والنفري‬ ‫وعاهرات معلبات وأباطرة الوقت السفاحون وحراس األمن‬ ‫بمنامات القديسين وغلمان أبي نواس‪ ..‬تتجاور افيها أزهار‬ ‫بودلير بروح ريلكه‪ ..‬عوالم تنزاح ممزوجة بطفولة‪ ‬أحراش‬ ‫تتلهى بمحو اللوح واستنساخه‬ ‫في الكتاب ‪ ..‬كل هؤالء الشعـــراء‬ ‫يمحوهم الشاعر األوحد‪ ‬بفراسة‬ ‫عراف وعزلة اآللهة‪:‬‬ ‫“لم يكن عبثا‬ ‫إن أشرق بتلعثماتي‬ ‫فأنسى عند مغسل االلواح‬ ‫كفي المضمخة‬ ‫بماء المحو والصلصال‪،‬‬ ‫وانسى في محراب صلواتي‬ ‫ما استنسخت‬ ‫بالقصب المفلول‬ ‫من صمغ دواتي‬ ‫آيـــات لم تخطـــر لشيخــي‬ ‫ببال‪”..‬‬ ‫‪ /4‬الهلوسات إعادة تشكيل الرهاب االجتماعي المتغور‬ ‫في الكائن الفرد االوحد إذ يبدو متفاعال مع سلط الواقع‬ ‫المعيش السياسية واالقتصادية واالجتماعية حامال وعيا‬ ‫شقيا ألن الشاعر لم يكتب من فراغ وعبور بال اثر ‪ ،‬بل خبر‬ ‫مستنقعات المدينة وأدغالها ‪..‬لم يلتمس الشعر من آلهة‬ ‫السماء وإنما من حلكة اإلدراج العميقة وعتمات الحانات‪ ‬‬ ‫ولم يكتف بذلك ألن الوعي الشعري المتسائل جعل الشاعر‬ ‫يشرح جسد المدينة المشروخ بكثير من الجرأة والجسارة‬ ‫والق العبارة واإلشارة‪..‬‬ ‫“الحانة شريفة‬ ‫بأدراجها الهابطة‬ ‫ال تنزلها إال الوجوه االهلة‪،‬‬ ‫بأرصدة الهة‬ ‫اآللهة باألقبية المخبوءة‬ ‫ظالل متوارية‬ ‫في سماواتها الواطئة”‬ ‫إن الصعود إلى الهاوية ليس سوى إعالء لجماليات‬ ‫القبح من أجل مواجهة القبح الواقعي المعلب بأساطير‬ ‫عولمة الجنس والسلطة التي توجد في كل مكان ‪.‬‬

‫�أوراق من�سية‬

‫�أحزاب �سيا�سية‪...‬‬ ‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫لم تبق سوى أسابيع معدودة عن االستحقاقات البرلمانية‬ ‫المقبلة‪ ،‬وسنحاول من خالل سلسلة أوراق منسية‪ ،‬أن نساهم‬ ‫حسب إإلمكانيات المتوفرة في نشر الوعي السياسي وخاصة في‬ ‫أوساط الشباب‪ ،‬المعول عليه في تجديد النخبة‪ ،‬لضمان استمرارية‬ ‫هذا الوطن‪ ،‬وبالتالي للمساهمة في ترسيخ الفعل الديمقراطي‬ ‫ببالدنا‪ ،‬ذلك أنه بدون سياسة وبدون أحزاب سياسية ال يمكن أن‬ ‫تكون هناك ديمقراطية‪.‬‬ ‫فكثير منا من يعتبر السياسية مسألة ثانوية‪ ،‬واألحزاب‬ ‫السياسية هدرا للوقت ال يرجى منها شيء أمام كثرتها‪ ،‬وتناسخ‬ ‫برامجها‪ ،‬وعدم استقرار أفرادها‪ ،‬الشيئ يبعث على القرف‪ ،‬ولذلك‬ ‫عندما تسأل شخصا ما عن انتمائه السياسي‪ ،‬يجيب بأنه غير منتمي‬ ‫لحزب‪ ،‬وال يفقه في السياسة شيء‪ ،‬وحتى أغلب المثقفين أنفسم‪،‬‬ ‫أو ما يطلق عليهم بالفئة الصامتة‪ ،‬فهم يحاولون بصمتهم‪،‬‬ ‫التملص من دورهم السياسي‪ ،‬دورهم الفكري القائم على تنوير‬ ‫الرأي سواء المحلي أو الوطني‪ ،‬وبث فيهم روح الوعي السياسي‪،‬‬ ‫تاركين المجال للمتطفلين على السياسة الباب مشرعا‪ ،‬ليعتوا في‬ ‫أرضنا الطيبة فسادا‪.‬‬ ‫ويستخضرني هنا المرحوم الكاتب محمد شكري صاحب «الخبز‬ ‫الحافي» عندما استجوبته‪ ،‬وأنا أنجز ربورتاجا للقناة األولى للتلفزة‬ ‫المغربية‪ ،‬عن حفل توقيع كتابه «زمن األخطاء» عن التحول الجذري‬ ‫بين كتابه األول «الخبز الحافي» وإصداره الثاني «زمن األخطاء»‬ ‫فقال لي بالحرف ‪ :‬الكتاب األول كتبته بمعدتي‪ ،‬والكتاب الثاني‬ ‫كتبته بفكري»‪ ،‬وقلت له إنني أشم في الروايتين رائحة السياسة‪،‬‬ ‫فرد علي وكأن سؤالي أحرجه‪ ،‬فقال بعصبية ال أنا لست سياسيا‪ ،‬وال‬ ‫أفهم في السياسة شيى‪ ،‬وقد أدركت من خالل جوابه أنه يريد أن‬ ‫يقول بأنه ال ينتمي لحزب سياسي حفاظا على صداقته مع جميع‬ ‫السياسيين‪ ،‬ألنه كان صديقا للجميع‪ ،‬لكن توجهاته كانت تميل‬ ‫غالبا لليسار‪.‬‬ ‫فإذا كان اإلنسان حيوان اجتماعي بطبعه ‪ ،‬حسب علماء‬ ‫االجتماع‪ ،‬فإنه أيضا سياسي بالفطرة‪ ،‬رغم نفيه لها‪ ،‬فالسياسة‬ ‫مرتبطة به‪ ،‬وهو مرتبط بها‪ ،‬منذ والدته ‪ ،‬فعندما يحس الرضيع‬ ‫بالجوع أو باأللم أو رغبته في شيئ ما‪ ،‬وبفطرته يطلق العنان‬ ‫للبكاء وهو شكل من أشكال االحتجاج من أجل الحصول على حق‬ ‫من حقوقه الطبيعية‪ ،‬أال وهو حقه في العيش ما عل المسؤول‬ ‫عنه سوى أن يوفر له األكل باعتبار األكل ضمان نمو واستمرارية‬ ‫العنصر البشري‪ ،‬أوعند الشعور بإقالقه‪ ،‬وغيرها من الممارسات‬ ‫التي يرد عليها الطفل الرضيع بالفطرة‪ .‬وعندما ينمو ويكبر تزداد‬ ‫معه المتطلبات‪ ،‬وتتقوى االحتجاجات‪ ،‬كاإلضراب عن الطعام عندما‬ ‫عدم تلبية طلباته‪ ،‬وهو شكل من أشكال اإلحتجاج‪ ،‬وغيرها من‬ ‫الممارسات السياسوية‪ ،‬التي تتطور بتطور نمو الفرد فسيولوجيا‬ ‫وثقافيا‪ ،‬وتتحول من مطالب فردية داخل األسر‪ ،‬لتصبح مطالب‬ ‫جماعية مرتبطة بالدولة باعتبارها الراعية‪ ،‬وتتعلق هذه المطالب‪،‬‬ ‫بالحق في الدراسة والتطبيب والتشغيل وفي العيش الكريم‪،‬‬ ‫والزيادة في األجور‪ ،‬وغيرها من المطالب‪ ،‬وكلها مطالب اجتماعية‬ ‫لها بعد سياسي‪.‬‬ ‫وعلى المستوى الديني‪ ،‬فاهلل يحب العبد الملحاح‪ ،‬أي يحب‬ ‫عبده الذي يلح في الطلب‪ ،‬إماطلبا للمغفرة أوالرحمة‪ ،‬أوالرأفة‪،‬‬ ‫أوالمال والجاه والصحة واألوالد وغيرها من المطالب‪ ،‬وتتجلى‬ ‫هذه التمظهرات عند انحباس المطر‪ ،‬حيث يجتمع المومنون‬ ‫المسلمون‪ ،‬صغارا وكبارا‪ ،‬في المصالة‪ ،‬ألداء صالة اإلستسقاء‪،‬‬ ‫بعدها يخرج جموع المصلين في مظاهرات حاشدة‪ ،‬يطلبون من‬ ‫اهلل تلبية مطلبهم‪ ،‬بأن يسقي عباده‪ ،‬وينشر رحمته ويحيي بلده‬ ‫الميت‪ ،‬وأن يرفع هذه الغمة عنهم كمطلب مشروع لكل مسلم‬ ‫الحق في مزاولة هذا الحق أمام ربه ليرفع الضيم عنه‪.‬‬ ‫إذن يمكن اعتبار السياسة قديمة قدم اإلنسان‪ ،‬وهي سلوك‬ ‫فطري جبلت عليه اإلنسانية لقضاء مآربها‪ ،‬وتطور هذا السلوك‬ ‫الفطري‪ ،‬بتطور البشرية‪ ،‬عندما التقت المطالب‪ ،‬وتوحدت الرؤى‪،‬‬ ‫وتوافقت اآلراء حول برنامج ما‪ ،‬يرضي الفئة‪ ،‬وليس بالضرورة‬ ‫الجميع‪ ،‬إذ ال يمكن أن تحيا هذه السياسة إال داخل فضاء يسمى‬ ‫الحزب‪ ،‬حيث يتلقى فيه الممارس للسياسة‪ ،‬مبادئ الحزب‪ ،‬وسياسته‬ ‫وأهدافه ‪ ،‬والدوذ عنه‪ ،‬والعمل على نشرمبادئه‪ ،‬الستقطاب العنصر‬ ‫البشري الذي يعتبر الركيزة األساسية لضمان استمرار سياسة‬ ‫الحزب‪ ،‬والحزب ككل‪.‬‬ ‫وإيمانا منا بالدور الذي نقوم به كإعالميين في نشرالوعي‪،‬‬ ‫والبحث عن الحقيقة‪ ،‬ونشر المعرفة وإيصالها إلى القارئ‪ ،‬ونظرا‬ ‫للدور الموكول لألحزاب السياسية في نشر الوعي السياسي بين‬ ‫منخرطيها‪ ،‬وخلق نخب سياسية شابة‪ ،‬تساير التطورات التي‬ ‫تعرفها بالدنا على جميع المستويات‪ ،‬قادرة على الذهاب بمغربنا‬ ‫إلى مستوى طموحات المغاربة في التقدم والرقي‪ ،‬سنحاول عبر‬ ‫سلسلة أوراق منسية‪ ،‬أن نذكر القارئ باألحزاب السياسية والدور‬ ‫الذي تقوم به‪ ،‬مستشهدين بالتجارب الدولية التي سبقتنا في‬ ‫ترسيخ الديمقراطية‪ ،‬التي أكررها ال يمكن أن تستقيم إال باألحزاب‬ ‫السياسية‪ ،‬وبالممارسين لهذه السياسة‪ ،‬وسنحاول كما قلنا سلفا‬ ‫من خالل سلسلة أوراق منسية التعريف باألحزاب السياسية‪،‬‬ ‫وبضرورة أن ينخرط اإلنسان في العمل السياسي‪ ،‬فإذا لم تمارس‬ ‫السياسة‪ ،‬فانها ستمارس عليك‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يوليوز ‪2016‬‬

‫العدد ‪845‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫أحوالنا بعد رمضان ؟‬

‫لقد استقبلنا باألمس القريب محطة عظيمة من محطات اإليمان‪ ،‬ومناسبة جليلة من مناسبات التوبة‬ ‫والغفران‪ ،‬استقبلنا شهرا قال فيه تعالى‪« :‬شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى‬ ‫والفرقان» وقال فيه الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪ ...« :‬شهر مبارك‪ ,‬فرض اهلل عز وجل عليكم صيامه‪ ,‬تفتح‬ ‫فيه أبواب الجنة‪ ,‬وتغلق فيه أبواب الجحيم‪ ,‬وتغل فيه مردة الشياطين‪ ,‬فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم‬ ‫خيرها فقد حرم» ‪ .‬شهر تفتح فيه أبواب خزائن الرحمة والجود واإلحسان‪ ,‬وتقبل فيه ليالي الصفح والتجاوز‬ ‫والغفران‪ ,‬فطوبى لمن تعرض فيه لنفحات الرب وأخلص الطاعة هلل بالجوارح والقلب وترفع عن العادات‬ ‫السيئة واألخالق الرديئة‪ ،‬فاستفاد من هذه المحطة الرفيعة بتدريب النفس على الصبر واالبتعاد عن الكذب‬ ‫والغيبة والنميمة والتحلي بكل خلق نبيل‪.‬‬ ‫وها نحن اآلن نودع هذا الشهر الكريم ونعود إلى حياتنا العادية ويعود الكثير منا إلى ما كان عليه‬ ‫قبل رمضان‪ ،‬لم يستفد من هذه المحطة اإليمانية شيئا‪ ،‬ولم يتعلم من هذه المدرسة السلوكية أخالقا‪،‬‬ ‫وكأن صالة عيد الفطر بمثابة احتفال بنهاية العبادة للرحمن أو التخفف من الواجبات‪ ،‬والردة إلى العوائد‪،‬‬ ‫فتعود المساجد المألى خاوية تشكو إلى اهلل هجر المسلمين لها بعد رمضان‪ ،‬وتخلو الصفوف في الفجر‬ ‫والعشاء من هؤالء الزوار في رمضان‪ ،‬ويشكو القرآن من شوال إلى شعبان طول الهجران‪ ،‬واستمرار النسيان‬ ‫‪ ،‬وتتحول موائد الرحمن إلى خُوَان‪ ،‬تخلو من طعمة للمساكين‪ ،‬وشربة للمحتاجين‪ ،‬يشكون بعد رمضان‬ ‫خلو معدتهم‪ ،‬وتراجع ما يسد خلتهم‪ ،‬ويشبع مخمصتهم‪ ،‬فتعود إليهم آالم الجوع‪ ،‬وحسرة الحرمان‪ ،‬وتبخل‬ ‫األيدي عن العطاء‪ ،‬والنفوس عن السخاء‪ ،‬ويستشعر الفقراء برحيل رمضان أن إخوانهم األغنياء‪ ،‬قد عادوا إلى‬ ‫عادة اإلمساك عن البذل والعطاء‪ ،‬ويشكون أمرهم إلى رب األرض والسماء‪ .‬وتتراجع األسر واألرحام واألهل‬ ‫واألصحاب واإلخوان عن االجتماع حول الطعام‪ ،‬ويلعب الشيطان ليستدعي الفرقة والخصام‪ ،‬أو فتور عالئق‬ ‫الحب والود والسلوان‪ .‬ويعود المدخنون إلى عوائدهم في التدخين‪ ،‬وكأن اإلجازة عن الحرام في النهار قد‬ ‫انتهت ليصل الليل بالنهار بعادة رديئة‪ ،‬تفسد العقل والجسم والحس والوجدان‪ ،‬وتحول اإلنسان إلى أسير‬ ‫لهذا الدخان‪.‬‬ ‫فكيف يعقل أخي المسلم أن تعود إلى الضاللة بعد أن عرفت طريق الهداية‪ ،‬وإلى المحرمات بعد أن‬ ‫شهدتك المالئكة في بيوت اهلل‪ ،‬وفي مجالس العلم مع الهداة المهتدين ؟ فكنت كمن كان يركب حماراً‬ ‫أو جم ًال أو فرساً ثم صار يركب السيارات الفارهة‪ ،‬ثم تركها اختيارا وعاد يركب الحمار والجمل والفرس في‬ ‫كل تحركاته وأسفاره ؟؟ أو كمن كان يفترش األرض ويلتحف السماء ثم انتقل إلى غرف النوم ذات السرر‬ ‫المرفوعة ‪ ،‬والنمارق المصفوفة ‪ ،‬والزرابي المبثوثة‪ ،‬ثم تركها لحظة وبمحض إرادته وعاد إلى النوم على‬ ‫األرض ؟!! ‪.‬‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫إن من ذاق حالوة الطاعة في رمضان ال يتصور أن يعود إلى ضالالت الجهل بعده ‪ ،‬ومن ربى نفسه على‬ ‫كريم األخالق ال يمكن أن يعود إلى سيئها ورديئها بمجرد انتهاء شهر الصيام‪ ،‬فالعاقل يسعى بعد توديع‬ ‫رمضان إلى تثبيت عباداته في يومه وليله حتى تكون جزءا من كيانه‪ ،‬والحفاظ على ما اكتسبه في هذا‬ ‫الشهر وتعلمه حتى يكون ذلك عالمة على صدق إيمانه‪ ،‬ويتجلى ذلك في مظاهر كثيرة منها‪:‬‬ ‫‪ .1‬االنتقال من زيارة المساجد إلى عمارتها وال نهجرها بمجرد انتهاء شهر الصيام ؛ ذلك أن اهلل سبحانه‬ ‫يَوْم اآلخِ ِر وَأَ َقامَ الصَّال َة وَآتَى الز َ​َّكا َة‬ ‫وتعالى قال‪﴿ :‬إِنَّمَا يَعْمُرُ‬ ‫هلل مَنْ آمَنَ ِبا ِ‬ ‫مَسَاجدَ ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫هلل وَا ْل ِ‬ ‫وَ َلمْ يَخْشَ إِ َّال َ‬ ‫اهلل َفعَسَى أُوْ َلئِكَ أَ ْن ُ‬ ‫يَكونُوا مِنْ ا ْلمُهْتَدِينَ﴾ فكم نحن في حاجةٍ إلى عمارة‬ ‫بيوت اهلل!‪ ،‬فلنعاهد اهلل سبحانه وتعالى على أن نكون من عمَّار المساجد‪ ،‬ونتبرَّأ من الشيطان الذي‬ ‫يمنعنا من أن نكون من عُمَّار المساجد‪.‬‬ ‫‪ .2‬نعاهد القرآن تالوة وفهما وعمال ودعوة‪ ،‬فلنعترف أننا نقرأ القرآن إذا قرأناه ونحن مرضى القلوب؛‬ ‫ألن القرآن الذي صنع جيال فريدا وحضارة شامخة لم يتغير‪ ،‬وإنما نفوسنا هي التي تغيرت‪ ،‬ومن هنا‬ ‫وجب أن نتعامل مع القرآن معاملة خاصة‪ ،‬فنتعلم أحكام التجويد‪ ،‬وننتظم بدقة في قراءة ما تيسر منه‬ ‫كل يوم‪ ،‬ونعايش اآليات وندرب أنفسنا على التفكر والتدرب ولنبدأ بالتقاط آية وجدنا معها أنفسنا‬ ‫فنتأملها طول اليوم لنجد فتوحات ال حدود لها‪ ،‬وننتظم في حلقة قرآنية أسبوعية للفهم والمدارسة‬ ‫والتعلم‪ ،‬ونضع معنى عمليا كل أسبوع تحتاج النفس أن تحمل عليه‪ ،‬ثم ِّ‬ ‫نعلم الناس هذا الكتاب مما‬ ‫تعلمناه‪ ،‬وال مانع شرعا من جعل جزء لصالة قيام الليل قراء ًة من المصحف‪.‬‬ ‫‪ .3‬التحلي باألخالق الكريمة والصفات الفاضلة التي تعلمناها في رمضان‪ ،‬فمن انقطع عن التدخين‬ ‫اليعود إليه‪ ،‬ومن توقف عن المخدرات ال يلتفت إليها‪ ،‬ومن تعود على الصبر وعمل الخير ال يتراجع عن‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫‪ .4‬االنتقال من حصر أعمال الخير والبر في رمضان إلى ِّ‬ ‫كل أيام وأشهر العام؛ فمؤسسات العمل الخيري‬ ‫كثيرة منتشرة في أرجاء البالد‪ ،‬وهي تفتح أبوابها لكل الناس‪ ،‬وتستقبل الصدقات والزكاة من‬ ‫المسلمين على مدار العام‪ ،‬فحبذا لو خصص المسلم ولو القليل من راتبه لمؤسسات العمل الخيري‪.‬‬ ‫ولن يتم هذا وذاك إال بمجاهدة النفس وكبح جماحها‪ ،‬فمهما جلس اإلنسان في حلقات العلم أو‬ ‫توسع في حفظ النصوص الشرعية واستظهارها عن فضل القيام والصيام والعبادة مع الخضوع‬ ‫والخشية ‪ -‬فلن يتحصل له الصالح واإلصالح واستقامة النفس إال بمجاهدتها ومعالجتها‪ ،‬وأن يعصر‬ ‫قلبه ويظل ذاكرا هلل تعالى‪ ،‬ذاكرا لذنبه‪ ،‬متذكرا موقفه بين يدي ربه‪ ،‬وعندئذ سيتذوق حالوة هذه‬ ‫المجاهدة ويحيا حياة طيبة‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫خمسة وخمسون وصية من وصايا سيد األولين واآلخرين (‪)3‬‬

‫الـعـشـر ٍون‪ :‬في الحث علي التثبت فيما يقوله ويحكيه‬ ‫الـوصـيـة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫عن عبدالرمحن عن حفص بن عامص قال ‪ :‬قال لوسر اهلل ىلص هلل هيلع ملسو ‪« :‬كىف‬ ‫باملرء كذبًا أن حيدث بلك مامسع» مسمل ‬

‫الـعـشـر ٍون‪ :‬عدم االلتفات في الصـالة‬ ‫الـوصـيـة الـحـاديـة ٍو‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫عن عائشة قالت سألت لوسر هلل ىلص اهلل هيلع ملسو عن االلتفات يف الصالة فقال ‪:‬‬ ‫«هو اختالس خيتلسه الشيطان من صالة العبد» البخاري‬

‫الـعـشـر ٍون ‪ :‬فـضـل اإلخـالص‬ ‫الـوصـيـة الـثـانـيـة ٍو‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫جاء من حديث رواه أبو أمامه ريض هلل عنه عن النيب ىلص هلل هيلع ملسو أنه قال ‪« :‬إن‬ ‫هلل عز وجل ال يقبل من العمل إال مااكن خالصًا وابتيغ به وجهه» ‪ ..‬حسن‬

‫الـرفـق‬ ‫الـوصـيـة الـثـالـثـة ٍو‬ ‫الـعـشـر ٍون‪ :‬في ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫عن عائشة أهنا قالت قال لوسر هلل ىلص هلل هيلع ملسو ‪« :‬إذا أراد هلل عز وجل بأهل‬ ‫بيت خريًا أدخل علهيم الرفق» حصيح‬

‫وعن عائشة زوج النيب ىلص اهلل هيلع ملسو ‪« :‬أن لوسر هلل ىلص هلل هيلع ملسو قال‪:‬‬ ‫«ياعائشة إن هلل رفيق حيب الرفق ويعيط الرفق ما ال يعيط عىل العنف وما ال يعيط عىل‬ ‫ماسواه» مسمل‬ ‫وعن جرير يقول مسعت لوسر هلل ىلص هلل هيلع ملسو يقول ‪« :‬من حيرم الرفق حيرم‬ ‫اخلري» مسمل‬

‫الـعـشـر ٍون‪ :‬في آفـات الـنـفـس‬ ‫الـرابـعـة ٍو‬ ‫ٍ‬ ‫الـوصـيـة ٍ‬ ‫ٍ‬

‫ص ُ‬ ‫عنْ َأيب َذ ّر رَضيَِ ُ‬ ‫ع وسَ لَ َمَّ ‪َ « :‬ثال َث ٌة ال ُي لَ ِ ّ‬ ‫ال رسَلوُ ُ هللِ لَ َىّ‬ ‫ال ‪َ :‬ق َ‬ ‫هلل عَ ْن ُه َق َ‬ ‫ك ُمهُ ُم‬ ‫هلل لَ يَ هْ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫هي ْم َو هَ ُ‬ ‫مي – َق هَ​َ‬ ‫الا َثالثًا ‪ُ :‬ق ْلتُ َخا ُبوا‬ ‫اب َأ ِل ٌ‬ ‫ل ْم عَ َذ ٌ‬ ‫هلل َوال َي ْن ُظ ُر ِإ هْ ِ‬ ‫لَي ْم َي ْو َم ا ْلقِ َيا َمةِ َوال ُي َز ِ ّك ِ‬ ‫ال ‪ :‬املُ ْس ِب ُل َواملَ َّنانُ (‪َ ، )1‬وامل ْنفِ ُق ِس ْل َع َت ُه ِب حَْ‬ ‫ه ‪َ :‬ق َ‬ ‫سوا َيا رسَلوَُ هللِ ‪َ ،‬منْ مُْ‬ ‫الل ِ​ِف ا ْل اَكذِ ِب»‬ ‫َو َخ رِ ُ‬ ‫‪ .‬مسمل‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ال رسَلوُ ُ هللِ لَ َىّ‬ ‫ال ‪َ :‬ق َ‬ ‫ندب رَضيَِ هلل عَ ْن ُه َق َ‬ ‫سمَ​َ َع (‪)3‬‬ ‫ع وسَ لَ َمَّ ‪َ « :‬منْ ّ‬ ‫ص هلل لَ يَ هْ ِ‬ ‫وعَ نْ ُج ٍ‬ ‫ُ‬ ‫سمَ​َ َع ُ‬ ‫هلل ِبهِ ‪َ ،‬و َمنْ َر َأى َر َأى هلل ِبهِ » أخرجه الشيخان‪.‬‬ ‫ّ‬

‫الـعـشـر ٍون ‪ ...‬في الـسـؤال باهلل عز وجل‬ ‫الـوصـيـة الـخـامـسـة ٍو‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫ص ُ‬ ‫ع َر رَضيَِ ُ‬ ‫هلل عَ هْ ُ‬ ‫ال رسَلوُ ُ هللِ لَ َىّ‬ ‫ال ‪َ :‬ق َ‬ ‫ن اَم َق َ‬ ‫عَ نْ َج ِاب ٍر َويف ُن خَْ‬ ‫ع‬ ‫ابن مَُ‬ ‫س ٍة عَ نْ ِ‬ ‫هلل لَ يَ هْ ِ‬ ‫هلل َف َأعْ ُطو ُه ‪َ ،‬و َمنْ َدعَ مُْ‬ ‫اك َف َأ ِجي ُبو ُه ‪َ ،‬و َمنْ‬ ‫اس َت َعا َذ باهلل َف َأعِ ي ُذو ُه ‪َ ،‬و َمنْ َس َأ َل ِبا ِ‬ ‫وسَ لَ َمَّ ‪َ « :‬منْ ْ‬ ‫وُ‬ ‫وُ‬ ‫ّ‬ ‫مَْ‬ ‫َ‬ ‫ك ق ْدَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اَ‬ ‫اَ‬ ‫تدُوا َما ُتكفِ ئنهُ‪ ،‬فادْعُ وا ل ُه َح َىّت َت َر ْوا أن مُْ‬ ‫َص َن َع ِإ َل ْي مُْ‬ ‫ك َم ْع ُروفًا فكفِ ئ ُه ‪ ،‬ف ِإنْ ل جَ ِ‬ ‫كاَ َف ْأ مُ ُ‬ ‫تو ُه » رواه أبو داود والنسايئ وابن حبان ‪.‬‬

‫الـعـشـر ٍون ‪:‬في فـضـل أم الـكـتـاب‬ ‫الـوصـيـة الـسـادسـة ٍو‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫ال ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫عنْ َأيب هُ َر ْي َر َة رَضيَِ ُ‬ ‫ع وسَ لَ َمَّ َي ُق ُ‬ ‫ول ‪َ :‬ق َ‬ ‫هلل عَ ْن ُه َق َ‬ ‫ال ‪ :‬سمَ ِ عْتُ رسَلوَُ هللِ لَ َىّ‬ ‫هلل‬ ‫هلل لَ يَ هْ ِ‬ ‫الصال َة َب ْي يِن َو َب نَْ‬ ‫ص ُفهَ ا‬ ‫ي َول َِع ْبدي َما َس َأ َل » ويف ِر َوا َي ٍة ‪َ « :‬فنِ ْ‬ ‫ي عَ ْبدِ ي نِ ْ‬ ‫َت َعاىل ‪َ « :‬ق مَْ‬ ‫ستُ َّ‬ ‫ص َف نْ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ال ا ْل َع ْب ُد ( حْمَْ‬ ‫ال اهلل حمَ​َ َد يِن عَ ْبدِ ي ‪َ ،‬ف ِإ َذا َق َ‬ ‫ال ُد هللِ َر ِ ّب ا ْل َعالمَ ِنيَ ) َق َ‬ ‫ص ُفهَ ا ل َِع ْبدِ ي َف ِإ َذا َق َ‬ ‫ال‬ ‫يِل َونِ ْ‬ ‫ّين ) َق َ‬ ‫ل عَ ْبدِ ي ‪َ ،‬ف ِإ َذا َق َ‬ ‫ال َأ ْث ىَن عَ ّيَ​َ‬ ‫مي ) َق َ‬ ‫ال ‪َ ( :‬مالِكِ َي ْو ِم ِ‬ ‫م َد يِن عَ ْبدِ ي ‪،‬‬ ‫الد ِ‬ ‫ال ّجَ​َ‬ ‫( ال َّرحمْ ِن ال َّر ِح ِ‬ ‫اك َن ْع ُب ُد َو ِإ َّي َ‬ ‫ال ‪ِ ( :‬إ َّي َ‬ ‫ني ) َق َ‬ ‫َف ِإ َذا َق َ‬ ‫اك َن ْس َتعِ ُ‬ ‫ال ‪ :‬ه َذا َب ْي يِن َو َب نَْ‬ ‫ي عَ ْبدِ ي ‪َ ،‬ول َِع ْبدِ ي َما َس َأ َل ‪َ ،‬ف ِإ َذا‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َق َ‬ ‫لَي ْم َوال َ‬ ‫ص َ‬ ‫الص َ‬ ‫الضا ِلنيَ )‬ ‫اط امل ْس َتقِ َ‬ ‫مي رَِ‬ ‫ال ( ِإهْ دِ نا ِرَّ‬ ‫وب عَ هْ ِ‬ ‫اط الذِ ينَ أن َع ْمتَ عَ هْ ِ‬ ‫لَي ْم غَيرْ ِ املغض ِ‬ ‫َق َ‬ ‫ال ‪ :‬ه َذا ل َِع ْبدِ ي َول َِع ْبدِ ي َما َس َأ َل » أخرجه مسمل‪.‬‬

‫بَعْض سُوَ ِر ا ْل ُقرْآنِ وَآيَاتِهِ‬ ‫ضْل‬ ‫الـوصـيـة الـسـابـعـة ٍو‬ ‫ِ‬ ‫الـعـشـر ٍون ‪ :‬في َف ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫ص ُ‬ ‫عَ نْ عَ ائِ َش َة رَضيَِ ُ‬ ‫هلل عَ هْ َ‬ ‫بيَِ لَ َىّ‬ ‫س َّي ٍة ‪ ،‬وَكاَ نَ‬ ‫نا َأ َّن ال َّن ّ‬ ‫ع وسَ لَ َمَّ َب َع َث َر ُجلًا عَ ىل رَ ِ‬ ‫هلل لَ يَ هْ ِ‬ ‫ُ‬ ‫لا َر َجعُ وا َذ َك ُروا َذل َِك لِل َّنبيِ ِ ّ صىلَ‬ ‫ت بـ ( ُق ْل هُ َو هلل َأ َح ٌد ) َف ّمَ​َ‬ ‫الت ْم َف َي ْخ َت مِ ُ‬ ‫َي ْق َر ُأ ألَصحَْ ِابهِ يف َص هِ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫يَْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َنَهَّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ع وسَ لَ َمَّ َف َق َ‬ ‫صن ُع ذلِك » ف َسألو ُه فقال ‪ :‬أل ا ِصفة ال َّرحمْ ِن‬ ‫ال ‪َ « :‬سلو ُه أل ِ ّي ش ٍء َي ْ‬ ‫هلل لَ يَ هْ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ال ال َّنبيِ ُّ لَ َىّ‬ ‫هَِا ‪َ ،‬ف َق َ‬ ‫بو ُه َأ َّن هلل يحُ ِ ُّب ُه » ‪ .‬أخرجه‬ ‫َو َأ َنا ُأ ِح ُّب َأنْ َأ ْق َر َأ ب‬ ‫ع وسَ لَ َمَّ ‪َ « :‬أ ْخ رِ ُ‬ ‫ص اهلل لَ يَ هْ ِ‬ ‫البخاري ومسمل‬

‫هلل صَّلى ا ُ‬ ‫هلل عَليهِ وَسَّلم‬ ‫الـعـشـر ٍون‪ :‬في ِإحيا ِء سنةِ‬ ‫الـوصـيـة الـثـامـنـة ٍو‬ ‫رسول ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫بن عَ ْو ٍف رَضيَِ ُ‬ ‫بن حَْ‬ ‫السال ُم َق َ‬ ‫ال ِار ِث‬ ‫ عَ نْ مَْ‬‫هلل عَ ْن ُه َأ َّن ال َّن ّ‬ ‫ال ل ِ​ِباللِ ِ‬ ‫ع ُرو ِ‬ ‫ع َّ‬ ‫الصال ُة َو َّ‬ ‫بيَِ لَ يَ هْ ِ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْلمَْ‬ ‫ْلمَْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫رسَلوَُ‬ ‫ْلمَ‬ ‫َ‬ ‫هللِ ؟ قال ‪ِ « :‬إع أ َّن َمنْ أ ْح َيا ُسنة مِ نْ ُسن يِت‬ ‫َيو َمًا ‪ِ « :‬إع َيا ِبالل » ‪ ،‬قال ‪َ :‬ما أع َيا‬ ‫ُ‬ ‫يَْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫نْ‬ ‫نْ‬ ‫نْ‬ ‫مِْ‬ ‫مِ‬ ‫مِ‬ ‫ِ‬ ‫وره ش ٌء ‪َ ،‬و َمن‬ ‫ُأمِ ي َتتْ َب ْعدِ ي كاَ نَ َل ُه مِ نَ ا َأل ْج ِر مِ ْث ُل َمنْ مَعل ب‬ ‫هَِا غَيرْ ِ أ َينق َ‬ ‫ص أ ُج ِ‬ ‫ا ْب َت َد َع ِبدْعَ َة َضال َل ٍة ال َي ْر َضاهَ ا ُ‬ ‫ص ذل َِك مِ نْ‬ ‫ع مِ ْث ُل آ َث ِام َمنْ مَ ِ‬ ‫ع َل ب‬ ‫هَِا ال ُي ْنقِ ُ‬ ‫هلل َو َر ُسو ُل ُه كاَ نَ لَ يَ هْ ِ‬ ‫اس َش ْيائ » ‪ ..‬الرتمذي‬ ‫َأ ْو َز ِار ال َّن ِ‬

‫الـعـشـر ٍون ‪ :‬في الزُّهدِ في الدُّنيا‪.‬‬ ‫الوصـيـة الـتـاسـعـة ٍو‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫الساعَ َد ّي رَضيَِ ُ‬ ‫هلل عَ ْن ُه َق َ‬ ‫ال ‪َ :‬جا َء َر ُج ٌل ِإىل ال َّنبيِ ِ ّ لَ َىّ‬ ‫ص‬ ‫اس هَْ‬ ‫ عَ نْ َأيب ا ْل َع َّب ِ‬‫س ٍل ِ‬ ‫بن َس ْع ٍد َّ‬ ‫ِ‬ ‫ع ْل ُت ُه َأ َح َّبن ُ‬ ‫ُ‬ ‫ع وسَ لَ َمَّ َف َق َ‬ ‫ع ٍل ِإ َذا مَ ِ‬ ‫اس ‪،‬‬ ‫ال ‪َ :‬يا رسَلوَُ هللِ ‪ُ ،‬د َّل يِن عَ ىل مَ​َ‬ ‫هلل َو َأ َح َّب يِن ال َّن ُ‬ ‫هلل لَ يَ هْ ِ‬ ‫يِ‬ ‫ُ‬ ‫َف َق َ‬ ‫اس » ‪.‬حسن‬ ‫ميا عِ ْن َد ال َّن ِ‬ ‫ال ‪ِ « :‬إ ْزهَ ْد يف ال ُّد ْن َيا يحُ ِ ُّب َك هلل ‪َ ،‬وا ْزهَ ْد فِ َ‬ ‫اس يحُ ِ ُّب َك ال َّن ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫ َويف ُزهْ دِ َس ِ ّيدِ َنا رسَلوُ ِ اهللِ لَ َىّ‬‫ع وسَ لَ َمَّ يف ال ُّد ْن َيا ‪:‬‬ ‫اهلل لَ يَ هْ ِ‬

‫ص ُ‬ ‫ود رَضيَِ ُ‬ ‫ال ‪َ :‬نا َم رسَلوُ ُ هللِ لَ َىّ‬ ‫هلل عَ ْن ُه َق َ‬ ‫ع وسَ لَ َمَّ عَ ىل‬ ‫بن َم ْسعُ ٍ‬ ‫ُي ْر َوى عَ نْ عَ ْبدِ هللِ ِ‬ ‫هلل لَ يَ هْ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َخَّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫رسَلوَُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫هللِ لو اِتذنا لك ِوطا ًء ‪ ،‬فقال ‪َ « :‬م يِال َولِل ُّدن َيا‬ ‫َح ِص ٍري َف َقا َم َو َق ْد َأ َّث َر يف َجن ِبهِ ‪ ،‬فقلنا َيا‬ ‫تتَ جَ​َ‬ ‫ش َر ٍة ّمَُ‬ ‫اس َت َظ َّل حَْ‬ ‫اح َو َت َر َكهَ ا » ‪ .‬حصيح‬ ‫ث َر َ‬ ‫َما َأ َنا يف ال ُّد ْن َيا ِإلَاّ َك َراكِ ٍب ْ‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يوليوز ‪2016‬‬

‫العدد ‪845‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬

‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache7@hotmail.com‬‬

‫‪ 4‬ـ مقتطفات من كتاب «المستطرف في كل فن مستظرف»‬ ‫الكتاب من تأليف الشيخ شهاب الدين أبوالفتح محمد بن أحمد األبشيهي‪ ،‬نسبة إلى قرية أبْشيه (أبْشَواي) من قرى الفيّوم‬ ‫المصرية‪ ،‬أقام بالمحلة ورحل إلى القاهرة ‪،‬درس الفقه والنحو وولي الخطابة ببلدته بعد وفاة والده ‪ ،‬توفي حوالي (‪ 850‬هـ‪1448/‬م)‪.‬‬ ‫وعن دواعي تأليف هذا الكتاب ومضامينه يقول األبشيهي في ديباجته‪:‬‬ ‫«‪...‬أما بعد فقد رأيت جماعة من ذوي الهمم جمعوا أشياء كثيرة من اآلداب والمواعظ والحكم وبسطوا مجلدات في التواريخ‬ ‫والنوادر واألخبار والحكايات واللطائف ورقائق األشعار وألفوا في ذلك كتبا كثيرة وتفرد كل منها بفرائد فوائد لم تكن في غيره‬ ‫من الكتب محصورة فاستخرت اهلل تعالى وجمعت من جموعها هذا المجموع اللطيف وجعلته مشتمال على كل فن ظريف وسميته‬ ‫«المستطرف في كل فن مستظرف» واستدللت فيه بآيات كثيرة من القرآن العظيم وأحاديث صحيحة من أحاديث النبي الكريم وطرزته‬ ‫بحكايات حسنة عن الصالحين األخيار ونقلت فيه كثيرا مما أودعه الزمخشري في كتابه ربيع األبرار وكثيرا مما نقله ابن عبد ربه في‬ ‫كتابه العقد الفريد ورجوت أن يجد مطالعه فيه كل ما يقصد ويريد‪ .‬وجمعت فيه لطائف وظرائف عديدة من منتخبات الكتب النفيسة‬ ‫المفيدة وأودعته من األحاديث النبوية واألمثال الشعرية واأللفاظ اللغوية والحكايات الجدية والنوادر الهزلية ومن الغرائب والدقائق‬ ‫واألشعار والرقائق ما تشنف بذكره األسماع وتقر برؤيته العيون ‪.‬وجعلته يشتمل على أربعة وثمانين بابا من أحسن الفنون متوجة‬ ‫بألفاظ كأنها الدر المكنون‪..‬‬ ‫وضمنته كل لطيفة ونظمته بكل ظريفة وقرنت األصول فيه بالفضول ورجوت أن يتيسر لي ما رمته من الوصول وجعلت أبوابه‬ ‫مقدمة وفصلتها في مواضعها مرتبة منظمة ليقصد الطالب إلى كل باب منها عند االحتياج إليه ويعرف مكانه باالستدالل عليه فيجد‬ ‫كل معنى في بابه إن شاء اهلل تعالى واهلل المسؤول في تيسير المطلوب وأن يلهم الناظر فيه ستر ما يراه من خلل وعيوب إنه على ما‬ ‫يشاء قدير وباإلجابة جدير ‪ ...‬واهلل سبحانه المهون للصعاب»‪.‬‬ ‫ولألبشيهي أيضا كتاب «تذكرة العارفين وتبصرة المستبصرين» وكتاب «أطواق األزهار على صدور األنهار» كما أنه شرع في‬ ‫تأليف كتاب «في صنعة الترسل والكتابة» لكنه لم يتممه‪.‬ورغم أن في لغته ضعف ‪،‬كما يؤكد بعض المصنفين كالزركلي مثال ‪ ،‬إالأن‬ ‫قوة خطابه ‪ -‬وهو المتمرس بفن الخطابة‪ -‬تغطي ذلك الضعف اللغوي‪ ،‬وتجلي العديد من نقط ضعف بني اإلنسان‪ ،‬وتصف للمرء‬ ‫العليل مقويات روحية تقوي إيمانه وتصفي قلبه وتشد أزره‪ .‬ونسأل العلي القديرأن يفرج عنا كربتنا ويهدينا سواء السبيل في هذا‬ ‫الشهر الفضيل‪.‬‬

‫اعلم أن األمثال من أشرف ما وصل به اللبيب خطابه وحلى بجواهره كتابه وقد‬ ‫نطق كتاب اهلل تعالى وهو أشرف الكتب المنزلة بكثير منها ولم يخل كالم سيدنا‬ ‫رسول اهلل عنها وهو أفصح العرب لسانا وأكملهم بيانا‪ ،‬فكم في إيراده وإصداره‬ ‫من مثل يعجز عن مباراته في البالغة كل بطل‪ .‬وسنذكر إن شاء اهلل تعالى نبذة من‬ ‫أمثال العرب والمولدين والعامة‪.‬‬

‫من �أمثال العامة واملولدين‬ ‫التسلط على المماليك دناءة ‪/‬اجلس حيث يؤخذ بيدك وتبر وال تجلس حيث يؤخذ برجلك وتجر‪ /‬أجرأ‬ ‫الناس على األسد أكثرهم له رؤية ‪/‬الحاجة تفتق الحيلة‪ /‬الحاوي ال ينجو من الحيات‪ /‬الحية تدور وإلى‬ ‫الرحى ترجع‪ /‬األسواق موائد اهلل في أرضه ‪/‬السالمة إحدى الغنيمتين ‪/‬الشاة المذبوحة ال يؤلمها السلخ‪/‬‬ ‫الطير بالطير يصاد‪ /‬اطلع القرد في الكنيف فقال هذه المرآة لهذا الوجه الظريف ‪/‬العادة طبيعة خامسة ‪/‬‬ ‫الغائب حجته معه ‪/‬الخضوع عند الحاجة‪ /‬رجولية الناس‪ /‬أتباع لمن غلب‪ /‬النكاح يفسد الحب‪ /‬النصح بين‬ ‫المأل تقريع‪ /‬الحر حر وإن مسه الضر والعبد عبد وإن ملك الدر‪ /‬الثقيل إذا تخفف صار طاعونا‪ /‬أضيع من‬ ‫حلى على زنجية‪ /‬العمل للزرنيخ واإلسم للنورة ‪/‬أنشط من إير دخل نصفه‪ /‬البغل الهرم ال يفزعه صوت‬ ‫الجلجل‪ /‬بدن وافر وقلب كافر‪.‬‬ ‫تزاوروا وال تجاوروا‪ /‬تعاشروا كاإلخوان وتعاملوا كاألجانب‪ /‬ثمرة العجلة الندامة‪ /‬جواهر األخالق‬ ‫تفضحها المعاشرة ‪/‬حيثما سقط لقط ‪/‬خذ اللص قبل أن يأخذك‪ /‬خذ القليل من اللئيم وذمه‪ /‬ذل من ال‬ ‫سفيه له‪ /‬ريق العدو سم قاتل‪ /‬رب ساع كقاعد‪ /‬زكاة البدن العلل‪ /‬زلق الحمار وكان من سهوة المكاري‪/‬‬ ‫زلة الرجل عظم يجبر وزلة اللسان ال تبقي وال تذر‪ /‬سلطان غشوم خير من فتنة تدوم‪ /‬سواء قوله وبوله‪/‬‬ ‫سفير السوء يفسد ذات البين‪.‬‬ ‫شهر ليس لك فيه رزق ال تعد أيامه‪ /‬صديق الوالد عم الولد ‪/‬ضرب الطبل تحت الكسا‪ /‬طاعة الوالة‬ ‫بقاء العز‪ /‬طفيلي ويقترح‪ /‬عناية القاضي خير من شاهدي عدل‪ /‬دلت على أهلها براقش‪-‬وهو اسم كلبة‬ ‫نبحت فدلت على الجيش فقتلوهم‪ /-‬غش القلوب يظهر في فلتات األلسن وصفحات الوجوه‪ /‬غنى المرء‬ ‫في الغربة وطن‪ /‬فر من الموت وفي الموت وقع‪ /‬فم يسبح وقلب يذبح ‪/‬فالن كالكعبة يزار وال يزور‪ /‬قيل‬ ‫للمزمار تهيأ للزمر قال المزمار في كمي والريح في فمي ‪/‬كل قليال تعش كثيرا‪ /‬كالمه ريح في قفص‪/‬‬ ‫كاإلبرة تكسو الناس وهي عريانة‪ /‬كلمة حكمة من جوف خرب‪ /‬كاد المريب يقول خذوني ‪/‬كنت سنداال‬ ‫فصرت مطرقة‪ /‬كل ما فاتك من الدنيا فهو غنيمة ‪/‬كلما طار قصوا جناحه‪ /‬لو كان المزاح فحال لم ينتج‬ ‫إال شرا‪ /‬لسان الجاهل مفتاح حتفه‪ /‬لكل جديد لذة ‪/‬لو ضاعت صفعة ما وجدت إال في قفاه ‪/‬لو كان في‬ ‫البوم خير ما فات الصياد‪ /‬من اعتمد على شرف آبائه فقد عقهم‪ /‬من سعادة المرء أن يكون خصمه عاقال‪.‬‬ ‫وباهلل التوفيق‪.‬‬

‫من الأمثال ال�سائرة بني الرجال والن�ساء مرتبة على حروف املعجم‬ ‫حرف األلف‬

‫إن كنت ما تعمل جميل اعمل كما يعمل معك‪ /‬إذا أبغضك جارك حول باب دارك إذا كان صاحبك‬ ‫عسل ال تلحسه كله‪.‬‬ ‫المستعجل والبطيء عند المعدية تلتقي‪ /‬ألف ذقن وال سالم عليكم‪ /‬ألف ذقن وال ذقني‪ /‬إذا غاب‬ ‫عنك أصله كانت دالئل نسبته فعله‪ /‬إذا وصلت وسلم اهلل بع بما قسم اهلل ‪/‬إذا كنت أعمى وأطرش‬ ‫شم رائحة النقوش‪ /‬إذا كان النبيذ دردي والعشيق كردي والبقل فول حار والعشاء بيصار إيش يكون‬ ‫الحال؟ ‪/‬إذا كان القطن أحمر والمغسل أعور والدكة مخلعة والنعش مكسر اعلم أن الميت من أهل‬ ‫سقر والوادي األحمر‪ /‬إيش ينفع الضراط عند طلوع الروح قال تقريف للحاضرين وتفريق للمالئكة ‪/‬‬ ‫القشر والنشر والعشا خبيزة‪ /‬أكل الدقة والنوم في األزقة وال دجاجة محمرة يعقبها مشقة ‪/‬إيش أنت‬ ‫في الحارة يا منخل بال طارة ‪/‬الرجم بالطوب وال الهروب ‪/‬إذا وقعت يا فصيح ال تصيح ‪/‬أقرع يقول ألقرع‬ ‫امش بنا نزرع في بركة القرعان إيش ما يطلع يطلع النصف لي والربع لي والثمن لي والثمن اآلخر لك‬ ‫‪/‬واهلل العدو ما يبقى حبيب حتى يصير الحمار طبيب ‪/‬أقعد يا حمار حتى ينبت لك الشعير‪ /‬أي موضع‬ ‫راح الحزين يلقى جنازة‪.‬‬

‫قال الشاعر‪:‬‬

‫ال جمــل يبقـــى وال قعـــود)‬

‫(إن دام هـذا السيــر يا مسعــود‬ ‫غيره‪:‬‬

‫( إذا لم تكن لي والزمان شرم برم‬

‫فال خير فيك والزمان ترللي )‬

‫غيره‪:‬‬

‫(إذا أقبلت كادت تقاد بشعرة‬

‫وإن أدبرت كادت تقد السالسال)‬

‫حرف الباء الموحدة‬ ‫بينما يتروى البخيل قضى الكريم حاجته‪ /‬بينما يسعد المغتر فرغ عمره‪ /‬بينما أصل قبره نسيت همه‬ ‫يعدل‪ /‬بينما المغتر عجبه حاله جاء الموت شاله‪/‬بينما يخلص ربنا حقي اتفرقعت جوزة حلقي‪/‬بينما يقطع‬ ‫الجريد يفعل اهلل ما يريد‪.‬‬ ‫بينما يجيء الترياق من العراق يكون الملسوع مات‪ /‬بين حانة وبانة حلقت لحانه‪ /‬بدوي مقروح لقي‬ ‫التمر مطروح‪ /‬أين يخلي ويروح بدال لحمتك وقلقاسك‪ /‬هات لك شد على راسك‪ /‬بدل اللحمة والباذنجان‬ ‫هات لك قميص يا عريان‪ /‬بدل لحمتك التالتة هات لك شد يا شماتة ‪/‬بقى للكلب سرج وغاشية وغلمان‬ ‫وحاشية‪ /‬بقى للخرا مرا ويحلف بالطالق‪ /‬بعد الجوع والقلة بقي لك حمار وبغلة‪.‬‬

‫حرف التاء المثناة فوق‬ ‫تموت الحدادي وعينها في الصيد‪ /‬تعالوا بنا نقتبح ونرجع غدا نصطلح‪ /‬تدحرج الخرا لعند البعر قال‬ ‫له إيش أنت قال له بزم قردش‪ /‬ترك الفضول من حزم العقول ‪/‬تراب العمل وال زعفران البطالة‪ /‬تسكر‬ ‫وتخانق ما هو شيء موافق ‪/‬تجارة األحمق على أهل بيته‪ /‬تضارب الريح مع الموج جاء الهم على النواتية‪/‬‬ ‫تزاوروا وال تجاوروا‪ /‬تبات نار تصبح رماد‪ /‬لها رب يدبرها‪.‬‬

‫حرف الثاء المثلثة‬ ‫ثوب العيرة ما يدفي ثقيل‪ /‬واسمه صخر بن جبل ثور علقوه أغمي عليه قال حتى يطلع شيء يرشوه‬ ‫عليه‪ /‬ثور عاجز ما يدور ساقية‪ /‬ثقيل من أوالد الزنا مر العنا‪ /‬ثوب عليه وثوب على الوتد قال أنا اليوم‬ ‫أحسن من كل من في البلد‪.‬‬

‫حرف الجيم‬ ‫جور القط وال عدل الفار‪ /‬جمل موضع جمل يبرك‪ /‬جهد المقل دموعه ‪/‬جمل بحبه قال وأين المحبة؟‪/‬‬ ‫جيت أصطاد صادوني ‪/‬جار له حق وجار ما له حق وجار ال صحبته عافية‪ /‬جارك مرآك إن لم ينظر وجهك‬ ‫نظر قفاك‪ /‬جا كتاب من عند خاله قال كل من هو في حاله‪ ،‬جا كتاب من عند عمه قال كل من هو ملهي‬ ‫بهمه‪ /‬جاوا ينعلوا خيل الباشا ‪/‬مدت أم قويق رجلها جوزوها ‪/‬جوزوا مشكاح لريمه ما على االثنين قيمة‪.‬‬

‫حرف الهاء المهممة‬ ‫حاجة ال تهمك وصي عليها زوج أمك ‪/‬حول حبيبي ما عونة وقدرته مع كانونة‪ /‬حمار حنكوه بالتوت‬ ‫على باب الغيط يموت‪ /‬حلينا القلوع وأرسينا وأصبحنا على ما أمسينا‪ /‬حب وواري واكره وداري‪ /‬حدثتني‬ ‫ونصحتني عايرتني وفرحتني‪ /‬حط فليساتك في كمك واشتر أبوك وأمك ‪/‬حبة قرض تخرب أرض‪.‬‬

‫حرف الخاء المعجمة‬ ‫خديني وارغبي فيه ‪/‬أنا حصاد ملوخية وعند الخبز آكل مية وعند الشغل مالي نية‪ /‬خبثت لي وصلحت‬ ‫لك ‪/‬خذ ذا الصبي فوق صبيانك تمام ألحزانك ‪/‬خزينه في جرة وملحه في صرة ‪/‬خبزه‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪845‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)750‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يوليوز ‪2016‬‬

‫«بالد جبالة ‪ :‬المخزن‪ ،‬إسبانيا‪،‬‬ ‫وأحمد الريسوني»‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫وانسجاما مع هذا التصور المنهجي الصارم‪ ،‬انتقل خلوق التمسماني – في الفصل األول‬ ‫يظل موضوع الحركة الريسونية أحد أبرز القضايا التاريخية التي طبعت ماضي منطقة‬ ‫الشمال المغربي عند نهاية القرن ‪ 19‬ثم خالل العقدين األول والثاني من القرن ‪ .20‬كما – إلى رصد معالم الفوضى التي ميزت األوضاع بمنطقة الشمال الغربي للمغرب‪ ،‬ساعيا في‬ ‫أنه يظل من أبرز اإلشكاالت التاريخية التي أثارت نقاشا واسعا انخرطت فيه أطراف متعددة ذلك إلى تصنيف أهم المحاوالت التي استهدفت عرقلة التغلغل األوربي بالمنطقة‪ ،‬وإلى إثارة‬ ‫لم تشمل فقط أصحاب االختصاص من مؤرخين وجامعيين‪ ،‬بل اتسعت دوائره لتضم جهات قضية انعدام األمن التي طبعت الجو العام بمدينة طنجة‪ ،‬وإلى الكشف عن حقيقة التواطؤ‬ ‫متباينة سعت إلى تقديم قراءات موجهة تحكمت فيها اعتبارات لم تخضع – دائما – لشروط‬ ‫البحث العلمي ولمستلزماته المنهجية والمعرفية‪ .‬والحقيقة أن الموضوع ظل مثار جدال حول الضمني الذي جمع بين المخزن وزعماء القبائل‪ .‬وفي الفصل الثاني من الكتاب‪ ،‬انتقل المؤلف‬ ‫كنه مكوناته‪ ،‬وحول طبيعة األدوار المفترضة التي ارتبطت باسم أحمد الريسوني سواء على لتفصيل الحديث عن « ضربات « الريسوني‪ ،‬راصدا – في ذلك – تطور مختلف مراحل حياته بدءا‬ ‫مستوى عالقاته بالمخزن وبالرعايا المغاربة‪ ،‬أو على مستوى عالقاته بالدول األوربية التي كانت من مرحلة اللصوصية وقطع الطريق إلى مرحلة توليه منصب قائد المنطقة‪ .‬في هذا السياق‪،‬‬ ‫تتآمر على بالدنا خالل المرحلة المعنية بالدراسة‪ .‬وقد كانت النتيجة‪ ،‬صدور كم هائل من استفاض المؤلف في التعريف بأفعال الريسوني التي صنعت معالم سيرته‪ ،‬مركزا – بشكل‬ ‫الكتابات ذات الصلة‪ ،‬غطت مختلف جوانب الحركة الريسونية بلغات‬ ‫خاص – على توضيح حيثيات اختطافه لكل من الصحافي اإلنجليزي‬ ‫متعددة‪ ،‬وبمنطلقات وبمرجعيات متباينة‪ .‬وكان لها قصب السبق‬ ‫والتر هاريس واألمريكي إيون برديكاريس‪ .‬أما في الفصل الثالث‬ ‫في إعادة طرح الموضوع من زوايا مجددة‪ ،‬سعت – من خاللها –‬ ‫من الكتاب‪ ،‬فقد اهتم خلوق التمسماني بالتوثيق لتجربة الريسوني‬ ‫إلى معالجة إشكاالت الحركة الريسونية باستنطاق رصيد الوثائق‬ ‫عقب تعيينه قائدا بمنطقة جبالة‪ ،‬موضحا نوعية المهام التي أصبح‬ ‫الدفينة المحفوظة داخل المغرب وخارجه‪ ،‬وبتوظيف تراث الرواية‬ ‫يضطلع بها بمنطقة الفحص‪ ،‬وكاشفا عن أشكال تورطه في‬ ‫الشفوية واالسترشاد بها في إعادة تنسيق الوقائع والربط بينها‪،‬‬ ‫األحداث التي هزت مدينة أصيال خالل شهر أكتوبر من سنة ‪،1906‬‬ ‫وبفحص رصيد الكتابات المنشورة لفرز الحقائق عن االنزالقات‬ ‫الكولونيالية أو الوظيفية أو العاطفية‪ ،‬سواء منها المتحاملة على‬ ‫ومتتبعا لمواقف الهيئة الديبلوماسية بمدينة طنجة‪ ،‬ثم بظروف‬ ‫الحركة الريسونية أو المفرطة في الدفاع عن سيرها الجهادية‬ ‫عزل الريسوني من منصبه واعتقاله للوسيط ماك لين‪.‬‬ ‫المفترضة‪.‬‬ ‫وفي الفصل الرابع‪ ،‬اهتم المؤلف بتوضيح العالقة بين تجربة‬ ‫في سياق هذا التوجه العام‪ ،‬برزت أعمال المرحوم عبد العزيز‬ ‫الريسوني بالشمال وأهداف السياسة األهلية اإلسبانية بنفس‬ ‫خلوق التمسماني كخالصة لتنقيبات عميقة رافقت الباحث في‬ ‫المنطقة‪ ،‬وذلك من خالل الكشف عن أوجه الدسائس والمؤامرات‬ ‫مسيرته الجامعية واألكاديمية الطويلة‪ ،‬جعلته يعيد طرح الموضوع‬ ‫المتبادلة التي تم استنباطها من خالل استنطاق رصيد وثائقي‬ ‫برؤى فاحصة نجحت في توظيف المكتسبات الهامة التي راكمتها‬ ‫المدارس التاريخية العالمية المعاصرة على مستوى طرق تجميع‬ ‫غزير ومتنوع‪ .‬وفي الفصل الخامس‪ ،‬تتبع خلوق التمسماني تبعات‬ ‫وسائل الدراسة ومظانها ومصادرها‪ ،‬وكذا على مستوى تجديد‬ ‫المشاكل الديبلوماسية التي ارتبطت بهذه التطورات مركزا بحثه‬ ‫قراءة هذه المواد المرجعية التي تعتبر حجر األساس لكل دراسة‬ ‫على توضيح طبيعة العالقات التي جمعت الريسوني بكل من‬ ‫علمية تتوخى الصدق والحقيقة‪ .‬وقد عكست مختلف إصدارات‬ ‫ألمانيا وإسبانيا وفرنسا‪ ،‬مع التمييز بين أشكال تراوح مستويات‬ ‫الدكتور خلوق التمسماني هذا البعد المنهجي والمعرفي المجدد‪،‬‬ ‫هذه العالقات وبين حقيقة الموقف من مصالح كل دولة من الدول‬ ‫مما جعلها تتحول إلى اجتهادات ال غنى عنها لكل باحث في تاريخ‬ ‫المذكورة‪ .‬أما في الفصل السادس واألخير‪ ،‬فقد اهتم المؤلف‬ ‫الحركة الريسونية وفي تشعباتها السياسية واالجتماعية المرتبطة‬ ‫بالتوثيق للعالقة التي جمعت أحمد الريسوني بالمجاهد محمد بن‬ ‫بظروف ترهل مؤسسات المخزن المغربي وصعود نجم الزعامات‬ ‫المحلية المتطلعة إلى استغالل األزمات البنيوية التي أضحت‬ ‫عبد الكريم الخطابي‪ ،‬رابطا بينها وبين طبيعة المواقف «الجديدة»‬ ‫تخترق هذه المؤسسات عند نهاية القرن ‪ 19‬ومطلع القرن ‪.20‬‬ ‫التي ميزت السياسة اإلسبانية بالمنطقة‪ ،‬وكذا تحركات مجاهدي‬ ‫�أحمد الري�سوين‬ ‫في هذا اإلطار يأتي صدور كتاب « بالد جبالة ‪ :‬المخزن‪،‬‬ ‫الريف نحو منطقة جبالة واعتقالهم للريسوني ونقله إلى تماسينت‬ ‫في‬ ‫وذلك‬ ‫‪،1996‬‬ ‫إسبانيا‪ ،‬وأحمد الريسوني» ( بالفرنسية ) في طبعته الثانية سنة‬ ‫بقبيلة بني ورياغل‪ ،‬حيث فارق الحياة سنة ‪.1925‬‬ ‫ما مجموعه ‪ 120‬صفحة من الحجم الكبير‪ .‬والكتاب – في األصل – أطروحة جامعية دافع عنها‬ ‫وبهذه الفصول والمواد المتنوعة‪ ،‬قدم المرحوم خلوق التمسماني خالصة اشتغاله لسنين‬ ‫صاحبها بفرنسا سنة ‪ ،1985‬ونال بموجبها درجة دكتوراة الدولة في التاريخ‪ .‬وتتوزع مضامينه‬ ‫بين قسمين رئيسيين وستة فصول تجزيئية غطت أهم الخالصات والنتائج التي انتهى إليها طويلة على خبايا الحركة الريسونية وعلى قضاياها الشائكة والملتبسة‪ .‬وقد سمح ذلك بإعادة‬ ‫خلوق التمسماني في بحثه وفي تنقيباته‪ .‬وقد حدد في مقدمة الكتاب الخطوط العامة ألهداف تركيب الوقائع األساسية وربطها بسياقاتها الموجهة وبمالبساتها الوطنية والدولية‪ .‬ولعل‬ ‫الدراسة‪ ،‬موضحا أن األمر يتعلق بمحاولة كتابة السيرة البيوغرافية السياسية ألحمد الريسوني أهم ما أضفى قيمة أكاديمية متميزة على هذا العمل‪ ،‬حرص المؤلف على توظيف رصيد هائل‬ ‫منذ والدته وحتى وفاته‪ ،‬مع رصد مختلف العوامل التي أثرت في شخصيته ووجهت مواقفه من المصنفات المطبوعة والوثائق الدفينة والكتابات المواكبة‪ ،‬مع مقارنة المضامين وضبط‬ ‫المختلفة وتجاربه المغامراتية تجاه المخزن وتجاه القوى األوربية‪ .‬وقد حرص المؤلف في هذا‬ ‫التقديم‪ ،‬على التأكيد أن األمر ال يتعلق « ال بالدفاع عن الريسوني وال بمهاجمته»‪ ،‬بقدر ما أنه األحداث استثمار المظان المسكوت عنها‪ .‬وبذلك‪ ،‬أمكن تجاوز سقف األحكام « التنميطية»‬ ‫محاولة « الستنطاق النصوص «‪ ،‬للوصول إلى تقديم مقاربة جديدة وموضوعية حول تجربة التي عكستها الكتابات الكولونيالية أو الوظيفية أو العاطفية‪ ،‬وكانت النتيجة تقديم مساهمة‬ ‫الحركة الريسونية بشمال المغرب‪ ،‬وحول مالبساتها المتداخلة التي ظلت مكتنفة بالكثير من رائدة في إعادة قراءة تجربة الحركة الريسونية التي هيمنت على األوضاع العامة بمنطقة جبالة‬ ‫عند نهاية القرن ‪ 19‬وخالل العقود األولى من القرن ‪.20‬‬ ‫أوجه الغموض وااللتباس‪.‬‬

‫‪ 20‬مليار سنتيم لرد االعتبار للمدينة العتيقة والتأهيل الحضري لدار الضمانة‬ ‫وزان ‪ :‬محمد حمضي‬ ‫لم يجد رئيس الجماعة الترابية وزان من آلية إلطفاء ظمأ‬ ‫أبناء دار الضمانة المتعطشين لمعرفة تفاصيل اتفاقيتي شراكة‬ ‫اللتان تستهدفان رد االعتبار للمدينة العتيقة ‪ ،‬والتأهيل الحضري‬ ‫للمدينة ‪ ( ،‬لم يجد ) بدا من التأويل الديمقراطي للفصل ‪ 27‬من‬ ‫الدستور الذي يصنف االنسياب السلس للمعلومة حقا من حقوق‬ ‫المواطنات والمواطنات ‪.‬‬ ‫‪ ‬في هذا السياق جاء اللقاء اإلعالمي الذي دعا له رئيس‬ ‫المجلس البلدي من أجل تسليط الضوء على تفاصيل اتفاقيتي‬ ‫الشراكة اللتان وقعهما بمقر عمالة اإلقليم عصر يوم األربعاء‬ ‫‪ 29‬يونيه ‪ ،‬كل من وزير السكنى وسياسة المدينة ‪ ،‬ورئيسي‬ ‫المجلسين البلدي واإلقليمي ‪ ،‬تحت اإلشراف الفعلي لعامل اإلقليم ‪.‬‬ ‫‪ ‬افتتح اللقاء التواصلي الذي دارت أشغاله بمقر الجماعة الترابية ‪ ،‬يوم الجمعة فاتح يوليوز‬ ‫‪ ،‬بكلمة رئيس الجماعة كشف فيها عن الخطوط العريضة لبرنامج تأهيل المدينة ‪ ،‬وعن الغالف‬ ‫المالي المخصص لذلك ‪ ،‬والشركاء المساهمين في هذه العملية الثانية من نوعها ‪ ،‬بعد عملية‬ ‫تأهيل دار الضمانة األولى التي كان قد ‪ ‬أشرف على إعطاء انطالقتها الملك محمد السادس‬ ‫أواخر سنة ‪. 2006‬‬ ‫‪ ‬اتفاقية الشراكة األولى يقول رئيس الجماعة ‪ ،‬يصل مبلغها اإلجمالي إلى حوالي ‪ 8‬مليار‬ ‫سنتيم ‪ ،‬وهي موجهة باألساس لرد االعتبار للمدينة العتيقة ‪ ،‬وتشمل هيكلة ساحات الرويضة‬ ‫‪ ،‬بني مرين ‪ ،‬مدخل الزاوية ‪ ،‬فضاء الداللة ‪ ،‬ترميم بعض األقواس التاريخية ‪ ،‬تحسين واجهة‬ ‫المدينة العتيقة ‪ ،‬وضع ميثاق الهندسة المعمارية للمدينة العتيقة ‪ ،‬إحداث مركز وزان للتراث‬ ‫والفنون ‪ ،‬البنية التحتية ‪ ،‬معالجة مشكل اإلنارة العمومية والماء الشروب ‪ ،‬وترميم بناية النادي‬ ‫النسوي بحي الجمعة ‪....‬‬ ‫‪ ‬أما برنامج االتفاقية الثانية يقول رئيس الجماعة فموجه للتأهيل الحضري للمدينة‬

‫ويقد الغالف المالي المخصص لهذه العملية بحوالي ‪ 13‬مليار‬ ‫سنتيم ‪.‬‬ ‫‪ ‬اللقاء التواصلي لم يبق سجين تفاصيل االتفاقيتين‬ ‫الموقعتين أخيرا ‪ ،‬بل تشعب ليالمس تدبير الشأن المحلي في‬ ‫بعض جزئياته التي طرحها المحاورون لرئيس الجماعة ‪ .‬وهكذا‬ ‫كشف رئيس الجماعة بأن صندوق هذه األخيرة مطالب بتأدية‬ ‫حوالي مليار سنتيم كدفعة أولى لصالح مقاوالت سبق ورفعت‬ ‫دعاوى ضد الجماعة في عهد الرئيس السابق ‪ .‬أما بالنسبة‬ ‫للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية كما يتم تفعيلها بالمدينة ‪،‬‬ ‫فقد جزم رئيس الجماعة بأن المجلس بكافة مكوناته ‪ ،‬غير متفق‬ ‫مع المقاربة المعتمدة في تنزيل بعض برامجها وأنشطتها ‪ .‬ولم‬ ‫يفته التوقف مطوال عند االستثمار اإليجابي للجماعة لعالقتها‬ ‫باإلدارة الترابية‪ ،‬والقطاعات الحكومية ‪ ،‬والمجتمع المدني التي تسبب تدبير الرئيس السابق‬ ‫في احتقانها ‪ ،‬فجنت على كل مرافق المدينة ‪ .‬وفي رده عن تخوف الساكنة من البطء الذي‬ ‫قد يطال برنامج التأهيل الجديد للمدينة ( برنامج ‪ 2006‬الذي حددت له فترة ‪ 4‬سنوات لم‬ ‫يكتمل إنجازه إلى اليوم ) ‪ ،‬فقد أوضح رئيس الجماعة بأن حامل المشروع هذه المرة محدد في‬ ‫المجلس البلدي عكس التجربة السابقة التي توزعت فيها عمليات التأهيل بين أكثر من حامل ‪،‬‬ ‫كما أن البرنامج الجديد يأتي في بداية التجربة الجماعية التي أفرزها استحقاق ‪ 4‬شتنبر ‪، 2015‬‬ ‫وحصول التوافق بين مكونات المجلس البلدي ‪ ،‬وهي الخاصية التي افتقدتها التجربة الكارثية‬ ‫السابقة ‪ ،‬يقول عبد الحليم العالوي رئيس الجماعة الترابية ‪.‬‬ ‫يذكر بأن الشركاء الموجودون في عالقة مباشرة باتفاقيتي الشراكة السابقتين هم ‪،‬‬ ‫وزارة السكنى وسياسة المدينة ‪ ،‬المجلس البلدي ‪،‬وزارة الثقافة ‪ ،‬المكتب الوطني للكهرباء‬ ‫والماء الشروب ‪ ،‬وكالة تنمية وإنعاش أقاليم الشمال ‪ ،‬الوكالة الحضرية ‪ ،‬والمجلس اإلقليمي‬ ‫(مساهمته تتجاوز ‪ 300‬مليون سنتيم لم تصرف خالل برنامج التأهيل الحضري لسنة ‪ . ) 2006‬‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يوليوز ‪2016‬‬

‫العدد ‪845‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)315‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫بناء ضد احترام تصاميم التهيئة‬ ‫بحي السوريين يضر بالجيران‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬

‫توصلت الجريدة بنسخــة من شكايــة وجهتها المواطنة (فاطمة‪.‬ص) إلى ّ‬ ‫كل من قائدة الملحقة‬ ‫اإلدارية ‪ 11‬ورئيس مقاطعة امغوغة ورئيس المجلس الحضري لطنجة ووالية طنجة والوكالة الحضرية‪،‬‬ ‫مفادها قيام جارها‪ ،‬صاحب الملك‪ ،‬الكائن بزنقة ابن الشّقراء رقم ‪ 31‬حي السّوريين بطنجة‪ ،‬بإصالحات‬ ‫داخل فيلته‪ ،‬استغرقت حوالي أربعة أشهر‪ ،‬حيث تحملت المشتكية وأفراد أسرتها‪ ،‬بمن فيهم زوجها‬ ‫المريض‪،‬أضرارالغبار والضجيج لي ًال ونهاراً‪ ،‬قبل أن تتحول هذه اإلصالحات إلى مرحلة بناء ملحق جديد‬ ‫بالخرسانة المس ّلحة‪ ،‬أي بناء قائم بذاته‪ ،‬تط ّلب اإلسمنت والحديد واآلجور‪ ،‬بداخل حديقته (منطقة‬ ‫خضراء) وبالضبط بالحزام األخضر الفاصل بين حديقته وحديقة المشتكية‪ ،‬وفقا للقوانين المعمول بها‬ ‫في “الفيالت” واستناداً إلى تصاميم التهيئة لحي السوريين (تجزئة الس كوليناس)‪ .‬وأضافت المشتكية‬ ‫أنها فاتحت المشتكى به وديا في الموضوع بهدف إيقاف هذا البناء‪ ،‬فكان يتظاهر بأنه سيتراجع عن‬ ‫ذلك‪ ،‬أمام عون للسّلطة‪ ،‬ظل هذا األخير‪ ،‬يتردّد عليه مراراً‪ ،‬بشكل مشبوه‪ ،‬في الوقت الذي كانت تتم‬ ‫تدريجياً زيادات جديدة في البناء‪ ،‬دون أن تتدخل الملحقة اإلدارية ‪ 11‬في شخص القائدة!‬ ‫أكثر من ذلك أن المشتكى به‪ ،‬غير لهجته فيما بعد‪ ،‬تضيف المشتكية‪ ،‬وقال لها بصريح العبارة إنه‬ ‫يبني بداخل فيلته «ومخلص فلوسو»!؟‬ ‫والمثير في األمر أن هذا األخير‪ ،‬عندما كان يسابق الزمن ويبني حتى أيام كل سبت وأحد‪ ،‬قامت‬ ‫المشتكية ـ وقتها ـ بإخطار الوالية‪ ،‬فلم يتم أي تدخل من طرفها‪ ،‬علما أن المتضررة كانت وجهت‬ ‫شكايات سابقة‪ ،‬بخصوص هذا المشكل‪ ،‬عرفت طريقها إلى جميع اإلدارات والمصالح المختصة‪ ،‬حيث‬ ‫لم ينتقل إلى عين المكان ـ إلى حد كتابة هذه السّطور ـ سوى من يمثل الوكالة الحضرية في انتظار‬ ‫تحريره لمحضر في الموضوع‪ .‬وكان من المفروض‪ ،‬عند تسليم أيّ رخصة إصالح لطالبها من قبل‬ ‫المجالس الجماعية‪ ،‬أن يتم تتبّع ومواكبة األشغال المرتبطة بالرخصة المس ّلمة له‪ ،‬للوقوف على مدى‬ ‫احترام الشروط والغاية التي سلمت الرخصة من أجلها‪ ،‬فإذا كان األمر يتع ّلق باإلصالح‪ ،‬فأه ًال باإلصالح‪،‬‬ ‫وإذا كان األمر يتعلق بالبناء‪ ،‬فأه ًال بالبناء!‬ ‫ولإلشارة‪ ،‬نالحظ تحرّك اإلدارة الترابية بشدّة ـ في كثير من األحيان ـ للضّرب بيد من حديد على‬ ‫كل من سوّلت له نفسه االرتماء في أحضان البناء العشوائي ببعض األحياء الشعبية والنقط السّوداء‬ ‫للمدينة‪ ،‬ممّا يستدعي القيام بالمثل وأكثر‪ ،‬عندما يتع ّلقُ األمر بأحياء راقية‪ ،‬توحّدها نفس تصاميم‬ ‫التهيئة‪ ،‬ويسكنها سكان متحضرون‪ ،‬وتحيط بها مواقع استراتيجية‪ ،‬تضم محاكم وإدارات عمومية‬ ‫وبنوكا ومؤسسات تعليمية خاصة‪ ...‬ففي هذه الحالة‪ ،‬يكون الخارق ألي نوع من القانون «متميزاً» عن‬ ‫باقي المواطنين بكونه أعلى من جميع المغاربة‪ ،‬بل وفوق القانون! وعندما ال يتم أي تدخل ميداني‬ ‫صارم‪ ،‬إليقافه‪ ،‬يزداد الشعور لدى جميع المواطنين ّ‬ ‫بأن األمور الزالت على حالها‪ ،‬تسودُها بعضُ‬ ‫الممارسات والسّلوكات السّلبية‪ ،‬من قبيل التعامل بالمحسوبية والزبونية واستغالل النفوذ وسلطة‬ ‫المال‪ ،‬وذلك ضدا على احترام جميع المغاربة الذين هم سواسية أمام القانون‪ ،‬كما يشير دستور البالد!؟‬ ‫ـ مارأي الجهات المعنية حول موضوع التعامل بين المواطنين أو المخالفين بمكيالين ‪.‬؟‬

‫م‪ .‬إمغران‬

‫حكامة ‪ :‬قضية أتعس مخلوق‬ ‫على وجه األرض‪..‬‬

‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬

‫زارن��ا بمقر الجريدة المواطن أحمد الزيدي‪،‬‬ ‫الساكن ب��دوارغ��رب البرارق ـ الجوامعة (حكامة)‬ ‫بالفحص أنجرة‪ ،‬راغبا في نشرقصته المثيرة والمؤلمة‬ ‫في ذات ال��وق��ت‪ ،‬وذل��ك إلث��ارة اهتمام الجهات‬ ‫المسؤولة وإشراك الرأي العام في محنته‪ ،‬لعله يلقى‬ ‫بعضا من العزاء والتخفيف عن كربه‪.‬‬ ‫وتعود تفاصيل قضية المعني باألمر إلى كونه‬ ‫سبق أن تزوج في بداية حياته وأنجب مع زوجته‬ ‫ثمانية أبناء‪ ،‬ثم تزوج من امراة أخرى وأنجب معها‬ ‫ابنا‪ ،‬لكنه طلقها‪ ،‬بعد أن ضبطها متلبسة في خيانة‬ ‫زوجية‪.‬أكثر من هذا‪ ،‬أنه ضبط الزوجة األولى التي‬ ‫الزالت على ذمته إلى حد كتابة هذه السطور في حالة‬ ‫تلبس بالخيانة الزوجية‪ ،‬األمرالذي جعله يشك في كل‬ ‫شيء من حوله‪ ،‬قبل أن يفكر في إجراء تحليالت طبية‪،‬‬ ‫خلصت إلى عدم قدرته على اإلنجاب نهائيا‪.‬‬ ‫وبعد هذه الواقعة‪ ،‬لجأ الضحية إلى العدالة طلبا‬ ‫إلنصافه‪ .‬وبما أنه أمي‪ ،‬اليفقه شيئا في القانون‪ ،‬ـ يشير‬ ‫أحمد الزيدي ـ فإن حتى دفاعه لم يقف إلى جانبه في محنته‪ ،‬بل انحاز إلى باقي “أفراد أسرته” الذين‬ ‫أصبحوا يتحكمون في متاعه وأغراضه الفالحية‪ ،‬المتمثلة في العقار(آالف الهكتارات) الذي ضاعت منه‬ ‫أوراق ملكيته في ظروف غامضة‪ ،‬فضال عن المعاملة السيئة لبعض األبناء الذين يعرضونه للضرب‪.‬‬ ‫أليست هذه قضية مؤلمة ألتعس مخلوق على وجه األرض‪ ،‬تستدعي إعادة النظرفيها من قبل‬ ‫الجهات المسؤولة والضمائر الحية ؟‬

‫م‪.‬إ‬

‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪315‬‬


‫الرياضي‬ ‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 845‬ـ الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يوليوز ‪2016‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫رياضات‪...‬‬ ‫(كرة السلة وكرة اليد)‬ ‫كرة السلة‪ ،‬هي لعبة رياضية جماعية سريعة ومثيرة يلعبها فريقان‬ ‫كالهما يحاول إسقاط الكرة في سلة الفريق اآلخر تعد من أشهر األلعاب‬ ‫وأكثرها انتشاراً في العالم‪ .‬يرجع تاريخ اللعبة إلى عام (‪ )1891‬م عندما‬ ‫اهتدى الدكتور جيمس نيسميث المدرس في كلية سبرينغفيلد (‪college‬‬ ‫‪ ،)spring field‬بوالية ماسا تشوستس األمريكية إلى وضع أصول لعبة‬ ‫يمكن أن تمارس في الصاالت المغلقة في فصل الشتاء فقرر أن تكون اللعبة‬ ‫بالكرة واأليدي‪ .‬وأن يكون الهدف مكانا ضيقا فوق رؤوس الالعبين ودعا‬ ‫فريقين لتجربة اللعبة وطلبت صندوقين من الخشب فلم يجد سوى سلتين‬ ‫من سالل الخوخ فتم تعليقهما بشكل متقابل في طرفي الملعب‪ ،‬فبرزت‬ ‫مشكلة إخراج الكرة من السلة فعمدوا إلى تفريغ قاعدة السلة لتسقط‬ ‫الكرة منها بعد كل رمية وأخذت هذه اللعبة باالنتشار في جمعيات الشبان‬ ‫المسيحيين بالواليات المتحدة ثم انتشرت بين الشباب إلى أن اقيمت أول‬ ‫مباراة رسمية في كرة السلة على ملعب جامعة كورنيل بأميركا عام (‪)1892‬‬ ‫م‪ ،‬ثم تطورت السالل واستبدلت سالل الخوخ بأخرى من المعدن‪ .‬وقد حاول‬ ‫نيسميث ادخال اللعبة في برنامج األلعاب األولمبية في سانت لويس عام‬ ‫(‪ )1904‬م ولكن هذا لم يحصل إال في دورة برلين عام (‪ )1936‬م‪.‬‬ ‫أما كرة اليد‪ ،‬همي لعبة رياضية جماعية‪ ،‬يلعبها الرجال والنساء وتجرى‬ ‫في ملعب ذي جدار واحد أو ذي أربعة جدران‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫كلمة العدد‬

‫يعتزم‬

‫اتحاد طنجة لكرة القدم للتأشير على انطالق موسم جيد من خالل االلتزام‬ ‫بالتحضير المبكر‪ ،‬وهو العامل األساسي الذي ساهم في بلوغ اتحاد طنجة‬ ‫هدفه األول منذ موسمين حين حقق العودة إلى القسم األول بعد غياب دام ثمان سنوات‬ ‫بسبب التهاون واالنطالقة المتأخرة في التحضير وفي االنتدابات‪ ،‬حيث كان الفريق يستيقظ‬ ‫متأخرا على وقع سوق خال من الالعبين بعدما تكون األندية المنضبطة قد (تسوقت) وضمنت‬ ‫بضاعها الجدية ولم تترك في السوق سوى (الديشي)‪ .‬اتحاد طنجة تجنب هذه األخطاء في‬ ‫السنتين األخيرتين على األقل ومكنه التحضير والتسوق المبكر الصعود إلى القسم األول‬ ‫والتألق بهذه القسم بمقارعة الكبار في الموسم الماضي وتحقيق المركز الثالث بعد تألق‬ ‫في البطولة والخروج في الكاس أمام بطل النسخة‪ ،‬فريق أولمبيك اخريبكة‪ .‬وبالتالي ضمان‬ ‫المشاركة هذا الموسم المقبل في منافسات كاس الكونفدرالية اإلفريقية لكرة القدم ومواصلة‬ ‫المنافسة على كاس العرش الذي بلغ دور ثمن النهائي منه بعد إقصائه للمغرب التطواني في‬ ‫دور السدس عشر‪.‬‬

‫زكرياء الملحاوي‪...‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫الظهري الأمين الحتاد طنجة لكرة القدم‬

‫• من اين بدأ مسارك الرياضي‪،‬‬ ‫وما هـــو تقييمــــك للبطولة‬ ‫االحترافية؟‬ ‫• • من مدينة وجدة‪ ،‬مسقط الراس‪.‬‬

‫تدرجت عبر مختلف الفئات العمرية‬ ‫لمولودية وجدة إلى أن التحقت بالفريق‬ ‫األول‪ .‬لعبت له مدة تسع سنوات‪ ،‬التحقت‬ ‫بعد ذلك بهالل الناظور على سبيل اإلعارة‬ ‫سنة ‪ 2005‬وكان ينافس على الصعود‪.‬‬ ‫التحقت بعد ذلك بالمغرب التطواني‪.‬‬ ‫خضت تجربة ناجحة لمدة خمس سنوات‪،‬‬ ‫التحقت بعده بالكوكب المراكش ثاتحاد‬ ‫طنجة حاليا‪ .‬وكانت مراحل رائعة في‬ ‫مساري الرياضي‪ ،‬توجت بإحراز البطولة‬ ‫االحترافية مرتين مع المغرب التطواني‬ ‫وكـــأس العـــرب مع المنتخـــب الوطني‬ ‫بالمملكة العربية السعوديــة‪ .‬والمركز‬ ‫الثالــث في بطولــة الموســـم المنتهي‬ ‫مع اتحـاد طنجــة‪ ،‬المؤهل للمشاركــة‬ ‫في كأس الكونفدراليـة اإلفريقية‪ .‬أما‬ ‫بالنسبة للبطولة الوطنية‪ ،‬فكانت قوية‬ ‫جدا‪ ،‬اختلفت عن بطولة السنوات الثالثة‬ ‫األخيرة‪ ،‬شهدت منافسة شرسة حتى آخر‬ ‫األنفاس لتحديد البطل والمشاركون في‬ ‫المنافسات القارية والفرق التي خاضت‬ ‫منافسة تفادي النزول‪ .‬فريقي تألق خاللها رغم حداثة عهده‪،‬‬ ‫كان ظاهرة الموسم‪ ،‬بإحراز المركز الثالث‪ ،‬نتيجة مشرفة‬ ‫جدا‪ ،‬كان بإمكاننا أن نلعب على المركز األول‪ ،‬والفرق الكبيرة‬ ‫عانت كثيرا هذا الموسم‪.‬‬

‫• في نظرك‪ ،‬هل تحققت نتائج اتحاد طنجة‬ ‫صدفة أم كنت تتوقع الصورة اإليجابية التي ظهر‬ ‫بها الفريق هذا الموسم؟‬ ‫• • كانت هناك مجموعة من العوامل التي ساهمت في‬ ‫بلوغ هذا التألق‪ ،‬منها تعزيز التركيبة البشرية بمجموعة من‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫يعود تاريخها إلى أيام الفراعنة إذ وجدت وثائق ونقوش تدل على أن‬ ‫المصريين القدماء زاولوا هذه اللعبة بكرة مصنوعة من القش وجلد الماعز‪.‬‬ ‫وقد عرف اليونانيون هذه اللعبة منذ أربعة آالف سنة‪ .‬ولكن في العصر‬ ‫الحديث لم تظهر هذه اللعبة إال في القرن العشرين عندما استطاع مدرب‬ ‫دنماركي يدعى (غرنيلش)‪ ،‬أن يدرجها ضمن برنامج إعداد التالميذ في بلدة‬ ‫أود روب وأطلق عليها حينذاك اسم (هاندبول) إال أنها لم تعرف بشكلها‬ ‫الحالي إال في ألمانيا‪ .‬عندما قام (ماكس هيرز) بوضع قواعدها وأصولها‬ ‫بمشاركة زميله (شلتر) عام (‪ )1917‬م وأخذت اللعبة باالنتشار خارج ألمانيا‬ ‫فيما بعد حيث تأسس االتحاد الدولي لكرة اليد عام (‪ )1928‬م وأصبح يضم‬ ‫في عضويته معظم دول العالم‪ .‬وفي عام (‪ )1936‬م أدرجت اللعبة في برنامج‬ ‫األلعاب األوليمبية ألول مرة في دورة برلين‪ .‬ويتبارى في هذه اللعبة فريقان‪،‬‬ ‫يتألف كل فريق من سبعة العبين‪ ،‬على ملعب مستطيل الشكل طوله يتراوح‬ ‫بين (‪ 30‬و ‪ )50‬متراً وعرضه بين (‪ 20‬و ‪ )40‬متراً والكرة مطاطية مقياس‬ ‫قطرها بوصة وسبعة اثمان البوصة ووزنها اوقيتيان‪ .‬وتجري المباراة على‬ ‫شوطين‪ .‬يستغرق الشوط الواحد للرجال (‪ )30‬دقيقة وللنساء ‪ 20‬دقيقة‬ ‫يتخللها فترة استراحة لمدة ‪ 10‬دقائق‪.‬‬

‫الالعبين المتمرسين في البطولة االحترافية‪،‬‬ ‫مدرب كفء من حجم بنشيخة‪ ،‬إدارة لم تتوان‬ ‫ولو لحظة في القيام بواجبها‪ ،‬جمهور أكثر‬ ‫من رائع‪ ،‬ساندنا في الداخل والخارج‪ ،‬أعتبره‬ ‫أحسن جمهور في البطولة‪ .‬بالنسبة للنتائج‪،‬‬ ‫اذا نظرنا لحصيلة اتحاد طنجة‪ ،‬وهو عائد‬ ‫إلى مكانته الطبيعية بالقسم األول‪ ،‬بعد ‪8‬‬ ‫سنوات من التخبط في القسم الثاني‪ ،‬أعتقد‬ ‫أن النتائج التي حققها فاقت كل التوقعات‪.‬‬ ‫سيما إحراز المركز الثالث وحجز مقعد في‬ ‫منافسات كاس الكونفدرالية اإلفريقية‪ .‬هو‬ ‫إنجاز ليس في متناول الجميع‪ .‬وتحقق بعد‬ ‫نتائج كبيرة وانتصارات بحصص عريضة‬ ‫على أندية قوية تتميز بالقوة والخبرة‬ ‫بالقسم األول‪ .‬كل هذه المعطيات تؤكد‬ ‫أن الفريق حقق موسما استثنائيا يحسب‬ ‫لالعبين واإلدارة التقنية في شخص مدرب‬ ‫الفريق عبد الحق بنشيخة‪.‬‬

‫• ألم يضايقك كرسي االحتياط في‬ ‫المباريات األخيرة‪ ،‬وهل أنت مرتاح مع‬ ‫اتحاد طنجة ؟‬ ‫• • عبد الحق بنشيخة مدرب كبير‪ ،‬يحترم‬

‫جميع الالعبين ونبادله نفس االحترام‪ .‬ال أظن‬ ‫أن هناك أسباب ألزمتني االحتياط في المباريات األخيرة‪ ،‬لكل‬ ‫مباراة تركيبتها وفق النظرة التقنية للمدرب‪ .‬نحن الالعبون‬ ‫جميعا مجندين في خدمة فريق واحد إسمه اتحاد طنجة‪،‬‬ ‫مطالبون بالمساهمة في تألقه وتلميع صورته‪ .‬المهم هو‬ ‫ما حققناه من إنجازات رائعة خالل هذا الموسم‪ .‬وبقراءة‬ ‫لعدد المباريات التي شاركت فيها أساسيا مع الفريق‪ ،‬حوالي‬ ‫‪ 38‬مباراة‪ ،‬فهو رقم له داللته وإيجابي جدا بالنسبة لالعب‬ ‫يمارس في البطولة االحترافية‪ .‬بالنسبة لمستقبلي‪ ،‬عقدي‬ ‫مع اتحاد طنجة الزال ساري المفعول لموسم آخر‪ ،‬يعني أنني‬ ‫سأواصل مشواري مع الفريق في الموسم المقبل إن شاء اهلل‪.‬‬ ‫مرتاح جدا وهذه حققية وليست مجاملة‪.‬‬

‫«يويفا» يتهم ريال مدريد وبرشلونة‬ ‫بالحصول على مساعدات غير قانونية‬

‫طالب االتحاد األوروبي ‪ 7‬أندية كرة قدم إسبانية‪ ،‬من بينها برشلونة بطل الدوري‪ ،‬برد‬ ‫الماليين من اليورو‪ ،‬حصلت عليها كمساعدات غير قانونية من الحكومة ‪ ،‬حيث يرى أن‬ ‫الدعم منح تلك األندية أفضلية تنافسية غير عادلة بالنسبة لألندية األخرى‪ .‬وتعد‬ ‫األندية األسبانية‪ ،‬قوة مسيطرة على ساحة كرة القدم األوروبية‪ ،‬منذ عقود حيث تأهل‬ ‫‪ 3‬أندية منها وهي ريال مدريد‪ ،‬وبرشلونة‪ ،‬وأتليتكو مدريد‪ ،‬إلى الدور ربع النهائي‬ ‫في دوري األبطال األوروبي‪ ،‬والذي فاز به ريال مدريد‪ ،‬وهو الموسم الثالث الذي‬ ‫يفوز فيه فريق إسباني بالبطولة‪ .‬وقالت المفوضية األوروبية‪ ،‬وهي الذراع التنفيذية‬ ‫لالتحاد األوروبي‪ ،‬إن ريال مدريد‪ ،‬وبرشلونة وأتليتكو بيلباو‪ ،‬وأوساسونا‪ ،‬استفادت‬ ‫من إعفاءات ضريبية غير قانونية لمدة تزيد عن ‪ 20‬عاما‪ ،‬في حين حصلت أندية‬ ‫فالنسيا‪ ،‬وهيركوليس‪ ،‬وإيشلي على ضمانات قروض بشروط ميسرة عندما تعرضت‬ ‫لصعوبات مالية‪ .‬كما وجدت المفوضية‪ ،‬أنه تم تقييم أحد العقارات التي نقلتها مدينة ريال‬ ‫ا أل ر ض‬ ‫مدريد‪ ،‬إلى نادي ريال بأكثر من قيمته‪ ،‬وهذا سمح له الحصول على تعويض أعلى مقابل نقل‬ ‫إلى حكومة المدينة‪ ،‬وهي العملية التي لم تتم أساسًا‪ .‬وقالت مارجريته فيستاجر‪ ،‬مفوضة شئون المنافسة‪ ،‬في االتحاد األوروبي‬ ‫في بيان‪ :‬إن «كرة القدم للمحترفين نشاط تجاري ينطوي على أموال كثيرة ويجب أن تخضع لقواعد المنافسة العادلة‪ ..‬والدعم‬ ‫الذي حققنا فيه في هذه القضايا ليس كذلك»‪ .‬ووفقا لتقديرات المفوضية فإنه على الحكومة السبانية استرداد ما يصل إلى ‪5‬‬ ‫ماليين يورو (‪ 5.6‬مليون دوالر) من ريال مدريد وبرشلونة‪ ،‬وأتليتكو بيلباو‪ ،‬وأتليتكو أوساسونا‪ ،‬نظير اإلعفاءات الضريبية التي‬ ‫حصلت عليها هذه األندية‪،‬بخفض الضرائب من ‪ % 30‬إلى ‪ % 25‬فقط منذ ‪ ،1990‬وسيكون على السلطات اإلسبانية تحديد‬ ‫المبلغ المطلوب استرداده من كل نادي على حدة‪ .‬وذكرت المفوضية‪ ،‬أن األرض التي تم نقلها إلى ريال مدريد‪ ،‬منحت النادي‬ ‫ميزة غير قانونية بقيمة ‪ 18.4‬مليون يورو‪ ،‬في حين سيكون على كل من فالنسيا وهيركوليس وإيشلي رد ‪ 20.4‬مليون يورو‪ ،‬و‬ ‫‪ 6.1‬مليون يورو‪ ،‬و‪ 3.7‬مليون يورو على الترتيب مقابل ضمانات قروض حكومية‪ .‬في الوقت نفسه اعتبرت المفوضية األوروبية‬ ‫الدعم الذي حصلت عليه أندية كرة قدم هولندية متوافقا مع قواعد المنافسة في االتحاد األوروبي‪.‬‬


‫العدد ‪845‬‬

‫أخبـار‬ ‫اتحـاد طنجـة‬

‫الشمال الرياضي‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يوليوز ‪2016‬‬

‫اتحاد طنجة ينفي علمه بمباراة دولية بطنجة‬ ‫الفريق اشترط تغيير موعد دوري النتيفي‬ ‫للمشاركة فيه‬

‫اتحاد طنجـة يفاوض العب‬ ‫من الكوت ديفوار‬

‫فتح اتحاد طنجة لكرة القدم‪ ،‬مفاوضات‬ ‫جادة مع مهاجم نادي آسيك العاجي‪،‬‬ ‫الالعب يانيك زاكري‪ ،‬من أجل ضمه‬ ‫لتركيبته خالل فترة االنتقاالت الحالية‬ ‫استعدادا للموسم المقبل‪ .‬و أبدى عبدالحق‬ ‫بن شيخة‪ ،‬مدرب الفريق الطنجاوي إعجابه‬ ‫بالمهاجم اإلفواري‪ ،‬الذي تألق في بطولة‬ ‫كأس أمم أفريقيا للمحليين مع منتخب‬ ‫بالده‪ ،‬الكوت ديفوار‪ ،‬ومع فريقه بالدوري‬ ‫اإلفواري‪ ،‬وبطولة دوري أبطال أفريقيا‪.‬‬ ‫حيث يبحث عبد الحق بن شيخة عن دعم‬ ‫وتعزيز ترسانته الهجومية‪ ،‬سيما أنه‬ ‫ينتظره موسم حارق ومتعب من حيث‬ ‫تعدد المنافسات التي سيشارك فيها‬ ‫فريقه سيما كاس الكونفدرالية األإفريقية‬ ‫لكرة القدم بعد احتالله المركز الثالث في‬ ‫البطولة الوطنية‪.‬‬

‫الحواصي خامس العب يوقع‬ ‫التحاد طنجة‬

‫‪ ‬أكد مكتب اتحاد طنجة لكرة القدم‬ ‫أن الالعب يونس الحواصي (‪ 31‬سنة)‬ ‫هو خامس العب وقع في كشوفات اتحاد‬ ‫طنجة في إطار انتدابات الموسم الرياضي‬ ‫الجديد‪ .‬وأكد الالعب القادم من الجارة‬ ‫المغرب التطواني‪ ،‬والالعب السابق بأندية‬ ‫الوداد الرياضي‪ ،‬األهلي الليبي و الوكرة‬ ‫القطري‪ ،‬إنه فضل عرض اتحاد طنجة على‬ ‫عرض الوداد القتناعه بمشروعه‪ ،‬ورغبة‬ ‫في تغيير األجواء بعدما سبق له أن حمل‬ ‫قميص الفريق البيضاوي‪ .‬ويذكر أن اتحاد‬ ‫طنجة دشن انتدابات الموسم بتعاقده مع‬ ‫أربعة العبين آخرين هم‪ ،‬المهدي بلطام‪،‬‬ ‫(‪ 25‬سنة) القادم من نهضة بركان‪،‬‬ ‫وعمر المنصوري‪ ،‬الالعب الالعب السابق‬ ‫للكوكب المراكشي‪ ،‬وعادل المسكيني‪31( ‬‬ ‫سنة) القادم من النادي القنيطري‪ ،‬ويحيى‬ ‫بومديان (‪ 26‬سنة)‪ ،‬العب سابق بفريق‬ ‫موسكرون البلجيكي‪.‬‬

‫أخبـار‬ ‫المغرب التطواني‬

‫تحديــد الئحـــة مغـــادري‬ ‫المغرب التطواني‬

‫رئيس اتحاد طنجـة يكشـف‬ ‫مصاريفه في البطولة‬

‫أكد رئيس اتحاد طنجة لكرة القدم‬ ‫أن حجم مصاريف الفريق ناهزت خالل‬ ‫الموسم المنصرم حوالي ‪ 5‬ماليير لينهي‬ ‫منافسات البطولة االحترافية في المركز‬ ‫الثالث‪ .‬وكان لالنتدابات الكثيرة التي‬ ‫ناهزت ‪ 16‬تعاقدا‪ ،‬وهو ما يعادل ‪ 80‬في‬ ‫تامائة في التركيبة البشرية‪ ،‬أثرا كبيرا‬ ‫في رفع قيمة مصاريف الموسم المنتهي‬ ‫‪ .‬ودق عبد الحميد أبرشان رئيس اتحاد‬ ‫طنجة ناقوس الخطر بخصوص مصاريف‬ ‫الموسم المقبل‪ ،‬التي سترتفع بسبب‬ ‫التزامات الفريق ومشاركته في منافسات‬ ‫كأس الكونفدرالية‪ ،‬والبطولة وكاس‬ ‫العرش‪ ،‬مطالبا بتدخل سلطات وفعاليات‬ ‫مدينة طنجة لدعم الفريق الذي استحق‬ ‫لقب ظاهرة الموسم الماضي‪ .‬ويشكو‬ ‫الفريق الطنجاوي من خطر عدم وجود‬ ‫ملعب يستقبل فيه الموسم المقبل بسبب‬ ‫الديون المتراكمة عليه لفائدة شركة‬ ‫سونارجيس المشرفة على تسيير الملعب‬ ‫الكبير‪ .‬والناتجة عن استغالل الفريق‬ ‫للملعب طيلة الموسم المنتهي‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫نفى مكتب اتحاد طنجة لكرة القدم علمه بمشاركته في‬ ‫أي دوري دولي ينظم بمدينة طنجة‪ .‬وكانت مصادر اشارت إلى‬ ‫مشاركة الفريق في دوري دولي تعتزم جهة لم يكشف عنهاـ‬ ‫تنظيمه بالملعب الكبير بمدينة طنجة‪.‬‬ ‫من جانب آخر‪ ،‬كشف اتحاد طنجة تلقيه عديد من االتصاالت‬ ‫من وكالء مختصين في تنظيم المباريات الودية الدولية‬ ‫بخصوص إجراء لقاءات مع بعض األندية‪ ،‬لكنه رفض جميع هذه‬ ‫العروض بعد اطالعه عليها لعدم جدواها‪ ،‬إذ لن تعود عليه بالنفع‬

‫المادي الذي يتوخاه‪ .‬وكان عبد الحق بنشيخة أكد خوض الفريق‬ ‫لمباراة دولية في سياق برنامجه اإلعدادي للموسم المقبل‪.‬‬ ‫من ناحية أخرى‪ ،‬أكد مكتب الفريق تلقيه مراسلة رسمية‬ ‫من فريق الراسينغ البيضاوي من أجل المشاركة دوري المرحوم‬ ‫النتيفي‪ .‬لكنه اشترط تغيير موعد هذا الدوري لتزامنه مع فترة‬ ‫دخول الفريق في معسكر مغلق يف بوسكورة ما بين ‪ 10‬و ‪23‬‬ ‫غشت المقبل‪.‬‬

‫لجنة األخالقيات للجامعة الملكية المغربية‬ ‫توقف الطاوسي ‪ 6‬اشهر‬

‫مرتجي على رادار لوبيرا‬

‫عقدت لجنة األخالقيات التابعة للجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم يومي ‪ ‬الثالثاء ‪ 28‬و األربعاء‬ ‫‪ 29‬يونيو الماضي اجتماعين لدراسة الملف المحال‬ ‫عليها من طرف اللجنة المركزية للتأديب والروح‬ ‫الرياضية والمتعلق بتحريض العبي نادي الرجاء‬ ‫الرياضي على عدم إتمام المباراة التي جمعت ناديي‬ ‫الرجاء والدفاع الحسني الجديدي‪ ،‬برسم إياب سدس‬ ‫عشر نهاية كأس العرش ‪ 2015/2016‬والتي أجريت‬ ‫يوم ‪ 19‬يونيو ‪ 2016‬بالدارالبيضاء‪ ،‬من طرف‬ ‫مدرب نادي الرجاء الرياضي السيد رشيد الطاوسي‬ ‫و الكاتب اإلداري للفريق السيد رضوان الطنطاوي ‪.‬‬ ‫وبعد االطالع ودراسة التقارير الواردة في الموضوع‪،‬‬ ‫واالستماع إلى جميع األطراف المعنية باألمر قررت‬ ‫اللجنة‪:‬‬ ‫ توقيف رشيد الطاوسي مدرب نادي الرجاء‬‫الرياضي لمدة ‪ 6‬أشهر منها ‪ 3‬أشهر موقوفة التنفيذ‬ ‫وغرامة مالية قدرها ‪ 50000‬درهما‪.‬‬ ‫ توقيف رضوان الطنطاوي الكاتب اإلداري‬‫لنادي الرجاء الرياضي لمدة ‪ 6‬أشهر نافذة‪.‬‬

‫‪ 327‬مستفيد من دبلومات التدريب بعصبة‬ ‫الشمال منذ ‪2010‬‬ ‫مساهمة من عصبة الشمال لكرة القدم‬ ‫في ورش تكوين المدربين الذي اعتمدته‬ ‫الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‬ ‫والذي انطلق منذ سنة ‪ . 2010‬سطرت‬ ‫اللجنة التقنية الجهوية لعصبة الشمال بتنسيق‬ ‫وإشراف المدير التقني الجهوي للعصبة برنامج‬ ‫عمل ارتكز أساسا على تكوين األطر التقنية‬ ‫بعصبة الشمال بتنظيم دورات تكوينية لتكوين المدربين‬ ‫للحصول على دبلومات معترف بها وطنيا وقاريا ودوليا تحت‬ ‫اشراف وتأطير المدير التقني الجهوي والمستشار التقني‬ ‫لدى االدارة التقنية الوطنية المكلف بالتكوين بمنطقة‬ ‫الشمال واطر المديرية التقنية الوطنية الجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم واالتحاد االفريقي الكاف‪ .‬وقد حددت‬ ‫الجامعة اختصاص كل رخصة كما يلي ‪ ‬‬ ‫الرخصة (‪ )A‬المدربون الحاصلون عليها فقط يمكنهم‬ ‫التدريب في البطولة االحترافية بالمغرب كما أن أي مدير تقني‬ ‫ألي ناد يجب ان يتوفر على رخصة ‪)A(.‬‬ ‫بالنسبة للرخصة (‪ )B‬فتمكن الحاصل عليها من العمل‬ ‫كمدرب بالقسم الوطني الثاني للنخبة‪ ،‬مدرب مساعد في‬ ‫البطولة االحترافية‪ ، ‬ومدرب فئة االمل لفرق النخبة‪ ،‬و‪ ‬التدريب‬ ‫بأقسام الهواة والبطولة الوطنية ألقل من ‪ 20‬و ‪ 17‬سنة‪.‬‬

‫أعلن مكتب اتحا طنجة لكرة القدم عن‬ ‫قائمة الالعبين الذين قرر المدرب اإلسباني‬ ‫سيرجيو لوبيرا االستغناء عنهم‪ .‬وجاءت‬ ‫هذه الخطوة بعد االجتماع الذي عقده‬ ‫المدرب مع مكتب الفريق التطواني‪ ،‬وتم‬ ‫من خاللها االتفاق رسميا على الالعبين‬ ‫الخارجين من حسابات الفريق‪ .‬ويتعلق‬ ‫األمر باإلسباني تاتو رودريجيز ويوسف‬ ‫بوشتة‪ ،‬كما قرر عدم االحتفاظ ‪ ‬بالالعبين‬ ‫الذين انتهــت عقودهم‪ ،‬وهم يونس‬ ‫الحواصــي وعبد المولى الهردومــي‬ ‫واإلسباني مانويل رويدا وأنور حديور‪.‬‬ ‫وكان ‪ 3‬العبين من المغرب التطواني‬ ‫انتقلوا دفعة واحدة إلى الوداد وهم أنس‬ ‫المرابط وعبدالعظيم الخضروف ويونس‬ ‫بلخضر‪ .‬وبلغت القيمة المالية للثالثة التي‬ ‫حصل عليها المغرب التطواني مؤخرا‪،‬‬ ‫‪ 500‬مليون‪ ،‬وجميعها تعاقدات وصفقات‬ ‫تمت مع الوداد البيضاوي‪ ،‬بضم ‪ 3‬من‬ ‫العبيه‪ ،‬وهم يونس بلخضر وأنس لمرابط‬ ‫وعبد العظيم خضروف‪.‬‬

‫وبالنسبة للرخصة (‪ )C‬فتمكن الحاصل عليها‬ ‫من التدريب في بطولة الهواة والعصب‬ ‫الجهوية والبطولة النسوية واإلشراف على‬ ‫المدارس الرياضية لكرة القدم والبطولة‬ ‫الوطنية ألقل من ‪ .16‬ثم الرخصة (‪)D‬‬ ‫التي تمكن االحاصل عليها من اإلشراف على‬ ‫الفئات الصغرى والمدارس الرياضية والعصب‬ ‫الجهوية‪ .‬وتمكن ‪ 327‬مستفيد من الدورات‬ ‫التكوينية للعصبة من الحصول على دبلومات التدريب‬ ‫منذ سنة ‪.2010‬‬ ‫وبالمناسبة تشكر العصبة‪ ،‬وخاصة‪ ،‬رئيس اللجنة‬ ‫التقنية‪ ‬عبد النبي بورزين كل من ساهم في تأطير هده الدورات‬ ‫التكوينية سيما المدير التقني الجهوي للعصبة مكلف بالتكوين‪،‬‬ ‫عمر الرايس الفني والمستشار التقني لدى االدارة التقنية الوطنية‬ ‫المكلف بالتكوين بمنطقة الشمالن حسن لوداري باعتبارهما من‬ ‫اشرفا على جميع الدورات منذ ‪ 2010‬بجد وتفان ‪ ،‬ومحمد بنطالبن‬ ‫المدير التقني الجهوي ومدرب حراس اكاديمية محمد السادس‬ ‫نجيب لعرج‪ .‬وكذا المشاركين الدين استفادوا من هذه الدورات‬ ‫على التزامهم وانضباطهم‪.‬‬

‫أبدى المغرب التطواني رغبته في‬ ‫ضم زهير مترجي مهاجم فريق الوداد‬ ‫البيضاوي‪ ،‬من أجل سد الفراغ الذي بات‬ ‫يشكو منه خاصة بعد رحيل مجموعة‬ ‫من الالعبين كعبد العظيم خضروف‬ ‫ويونس بلخضر وأنس المرابط‪ .‬ويونس‬ ‫الحواصي‪ .‬وسيكون المترجي من الالعبين‬ ‫المرشحين لمغادرة الوداد في الميركاتو‬ ‫الصيفي‪ ،‬لكن على سبيل اإلعارة‪ ،‬حيث‬ ‫ال يريد الفريق البيضاوي ومدربه توشاك‬ ‫التفريط في هذه المهاجم الواعد الذي‬ ‫ينتظره مستقبل كبير‪ .‬وسيعرف المغرب‬ ‫التطواني تغييرات في الموسم المقبل‪،‬‬ ‫خاصة أنه وقع على مستوى جيد هذا‬ ‫الموسم‪.‬‬

‫لوبيرا يقبل شروط المغرب‬ ‫التطواني‬ ‫وافق اإلسباني سيرخيو لوبيرا‪ ،‬مدرب‬ ‫المغرب التطواني‪ ،‬على مقترحات مجلس‬ ‫إدارة النادي‪ ،‬بخفض راتبه‪ ،‬من أجل البقاء‬ ‫وتدريب الفريق لموسم آخر‪ .‬وأبدى لوبيرا‪،‬‬ ‫موافقته على إلغاء البند الذي كان يفرض‬ ‫على مسئولي التطواني زيادة راتبه ‪10‬‬ ‫ماليين ليصبح ‪ 30‬مليون بدال من ‪20‬‬ ‫مليون‪ ،‬وهو ما ساهم في االتفاق بينه‬ ‫وبين رئيس الفريق عبد المالك أبرون‬ ‫على البقاء بمنصبه‪ ،‬بعدما ارتفعت مطالب‬ ‫بإقالته‪ .‬ومنح لوبيرا‪ ،‬راحة ‪ 25‬يوما لالعبي‬ ‫فريقه قبل استئناف التدريبات منتصف‬ ‫يوليوز الجاري‪ ،‬استعدادا للموسم المقبل‪.‬‬ ‫وقرر سيرجيو لوبيرا االعتماد على الالعبين‬ ‫الشباب في الموسم المقبل‪ ،‬حيث أشرك‬ ‫في المباريات األخيرة في الدوري مجموعة‬ ‫من الالعبين من فئة الشباب وقدموا‬ ‫مستويات جيدة‪.‬‬


‫العدد ‪845‬‬

‫كلمة رئي�س التحرير ‪:‬‬

‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬يوليوز ‪2016‬‬

‫‪..‬إهمال يحول كورنيش المضيق إلى أطالل‪ ..‬وتخوفات بطنجة‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫مزابل الطاليان وعبث الماروكان !‬ ‫ال أقصد بـ «العبث»‪ ،‬نظـــريـــة الفيلسوف الفرنسي ‪Albert Camus‬‬ ‫‪ ،1913-1960‬التي تنسب العبث إلى التناقض الموجود في اإلنسان وفي‬ ‫العالم‪ ،‬بل أقصد العبث الذي يطبع عمل الحكومة في الكثير من األحايين‪ ،‬حيث‬ ‫يجد المواطن نفسه في خضم تناقض صارخ بين األفعال واألقوال وبين الوعود‬ ‫والخيال !‪....‬‬ ‫حلقة أخرى من هذا العبث الساحق‪ ،‬تمثلت في ما أقدمت عليه الوزيرة الحيطي‬ ‫التي عمقت فشل وزراء الحركة الشعبية‪ ،‬بدءا من الكراطة‪ ،‬إلى الشكوالطة‪ ،‬إلى‬ ‫فضيحة برلسكوني والغانية روبي «المغربية» وصوال إلى «األزبال اإليطالية» التي‬ ‫ساهمت في «تدبيرها» وزيرة البيئة «ياحسرة» ودافعت عن «شرعية» دخولها‬ ‫المجال المغربي بحرا ويابسة‪ ،‬مستدلة باتفاقيات دولية تمنع حرق تلك األزبال‬ ‫فوق تراب االتحاد األوروبي وال تمانع في حرقها في أي «طيرة» من بالد اهلل‬ ‫المتخلفة والمغرب من بينها‪ ،‬وال فخر ! ‪.....‬‬ ‫وهكذا تسللت ‪ 2500‬طن من أزبال الطاليان إلى المغرب عبر ميناء نفطي‬ ‫على الساحل األطلسي لتستقرعند بارونات األسمنت بنواحي الدار البيضاء‪ ،‬قصد‬ ‫تحويلها إلى طاقة «رخيصة» ‪ ،‬ولكن‪ ،‬بأي «كلفة سياسية» ؟ !‪.....‬‬ ‫تحركات الشعب لم تتأخر‪ ،‬فقد تشكلت مجموعات الضغط للتنديد بهذه‬ ‫«الصفقة المشبوهة» التي «توسطت» فيها وزيرة في حكومة عبد اإلله بنكيران‪،‬‬ ‫لفائدة شركات خاصة ‪ ،‬ولتشعل نار االحتجاجات الشعبية في أكثر من مدينة‬ ‫وحاضرة‪ ،‬ولتخوض مواقع التواصل االجتماعي حملة وطنية و «دولية» للتشهير‬ ‫بمحاولة جهات معلومة‪ ،‬تحويل المغرب إلى «مزبلة» لنفايات أروبا والعالم !!!‪....‬‬ ‫وإذا لم يكن لهذه النفايات البالستيكية والمطاطية الوافدة علينا من بالد‬ ‫الطاليان‪ ،‬خطر على األرض واإلنسان‪ ،‬فلم تم منع إحراقها فوق التراب األوروبي؟‬ ‫هل إن لدينا «أفرانا» أحسن من أفران بلدان المنشأ‪ ،‬أو مصفات أحسن من‬ ‫مصفاتهم أم إن بريق «األورو» أعمى بصر وبصيرة جهات يبدو أنها لم تتأقلم‬ ‫بعدُ مع مغرب األلفية الثالثة ومع شعب ما بعد سنوات الجمر والرصاص !؟‪...‬‬ ‫«عبث» الوزيرة يتجلى في أمرين اثنين هامين‪ ،‬أولهما انها لم تقدر خطورة‬ ‫تزامن هذه الصفقة «المريبة» مع الحملة الجارية الحتضان المؤتمر الدولي حول‬ ‫الماء والمناخ في نوفمبر المقبل‪ ،‬وثانيهما أن الوزيرة ربما استخفت بردود فعل‬ ‫المنظمات السياسية والنقابية‪ ،‬والهيئات األهلية ‪ ،‬وهي تعلم أهمية وخطورة‬ ‫التحركات الشعبية في التأثيرعلى مجريات األمور في الدول الديمقراطية‪ ،‬واألمثلة‬ ‫في هذه الباب كثيرة‪ ،‬وإذا ظهر السبب‪ ،‬بطل العجب !‪...‬‬ ‫وال أدل على «عبث» الوزيرة من كونها أغضبت رئيس الحزب الذي تنتمي إليه‬ ‫والذي أوصلها إلى حيث هي‪،‬ــ ليتها ما وصلت ! ــ محند العنصر لم يخف استياءه‬ ‫من الجدل الذي حام حول وزيرته الحيطي بسبب «فضيحة أزبال الطاليان» التي‬ ‫هزت الرأي العام ‪ ،‬وآخذ وزيرته ب «وساطتها» بين شركات خاصة مغربية وأجنبية‬ ‫قصد استيراد ألـ ‪ 2500‬طن من نفايات أوروبية‪ ،‬بالستيكية ومطاطية‪ ،‬وهي‬ ‫معروفة بتأثيراتها على صحة اإلنسان وعلى البيئة والطبيعة‪.‬‬ ‫والحال أن «الميكا» وأزبال الطاليان و «كوب ‪ ،»22‬أحداث هامة ال يجمع بينها‬ ‫إال الشيطان ‪ ،‬فأحرى أن تتزامن في بلد يستعيد‪ ،‬تدريجيا‪ ،‬عافيته ‪ ،‬بفضل جهود‬ ‫جاللة الملك‪ ،‬السياسية والدبلوماسية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬ليغادر مركب‬ ‫البلدان «التائهة» في طريق النمو‪ ،‬ويلتحق بقطار البلدان الصاعدة‪ ،‬في محطة‬ ‫من محطات التقدم والتنمية !‪..‬‬ ‫ومع أن محند العنصر وعد بالدفاع عن وزيرته من باب «انصر أخاك ظالما‬ ‫أومظلوما»‪ ،‬فإن الحراك الشعبي مستمر عبر البيانات واالحتجاجات والعرائض‬ ‫اإللكترونية للمطالبة بوقف «الصفقة» وطرد أصحابها‪ ،‬والحيلولة دون أن‬ ‫يتحول المغرب إلى مطرح لنفايات الدول المصنعة‪ .‬كثيرة هي المنظمات األهلية‬ ‫والحقوقية التي انتفضت ضد تصرفات الوزيرة الحيطي التي لم تأخذ بعين االعتبار‬ ‫«بريستيج» المغرب وال «نخوة» المغاربة حين «سهلت» دخول «دفعة» أولى‪ ،‬هذا‬ ‫العام‪ ،‬من نفايات الطاليان إلى المغرب لتحرق في أفران اإلسمنت في انتظار ما‬ ‫ستقذف به مطارح العالم في موانئنا من أزبال ونفايات من أجل تحويلها «إلى‬ ‫طاقة مكملة» !‪...‬‬ ‫وإضافة إلى عريضة إليكترونية شهدت إقباال واسعا لدى المتتبعين‪ ،‬تطالب‬ ‫بالكشف عن حقيقة الصفقة المشبوهة‪ ،‬سجل الحزب الليبرالي المغربي دعوى‬ ‫قضائية ضد الوزيرة الحيطي بسبب أنها رخصت لباخرة تحمل أزبال بلد أوروبي‬ ‫بالدخول إلى ميناء مغربي إلفراغ حمولتها التي لم يحسم بعد نهائيا في أمر‬ ‫الخطورة التي يمكن أن تشكلها على صحة اإلنسان وعلى البيئة الطبيعية‪.‬‬ ‫كما أن برلمانيا إيطاليا من أصل مغربي‪ ،‬خالد شوقي‪ ،‬تقدم رفقة عدد من‬ ‫أعضاء الحزب الديمقراطي الذي يقود االئتالف الحكومي بسؤال إلى وزير البيئة‬ ‫واألرض والبحر‪ ،‬بخصوص النفايات اإليطالية التي أثارت ضجة كبرى بالمغرب‪،‬‬ ‫ضجة رددت صداها منابر أوروبية‪ ،‬منها جريدة «لو موند» الفرنسية التي أكدت‬ ‫أن المعهد الصحي اإليطالي وجه في وقت سابق إلى البرلمان اإليطالي تقريرا‬ ‫حول خطورة الـ ‪ 2500‬طن من النفايات المنتجة بمنطقة نابولي والتي استقبلها‬ ‫المغرب مؤخرا‪ ،‬وأن حرقها أو دفنها يتسبب في أمراض مزمنة‪ ،‬خاصة بالنسبة‬ ‫للرضع واألطفال‪.‬‬ ‫قضية «أزبال الطاليان» شهدت تطورات متسارعة داخل المغرب وخارجه‪ ،‬ولم‬ ‫تنجح تطمينات الوزيرة الحيطي وال الوزير حصاد في إقناع المغاربة بوجهة نظر‬ ‫الرسميين المغاربة‪ .‬وإذا تأكد علميا‪ ،‬وجود أدنى خطر للنفايات اإليطالية على‬ ‫المغرب‪ ،‬سكانا وأرضا‪ ،‬فإنها سوف تكون الضربة القاضية لحكومة بنكيران التي‬ ‫قد ال تصل بأمان إلى بر أكتوبر المقبل‪.‬‬ ‫ننتظر لنرى !‪.....‬‬

‫أفادت معلومات وردت على الجريدة أن الكورنيش الذي شيد بمدخل مدينة المضيق الساحلية‪ ،‬خالل فترة والية العامل‬ ‫محمد اليعقوبي‪ ،‬قد تحول إلى مايشبه األطالل البالية بسبب اإلهمال الذي طاله على امتداد سنوات‪،‬واستنكرالسكان‬ ‫المحليون مآل إليه الكورنيش الجميل الذي كلف اعتمادات مالية ضخمة‪ ،‬إذ أصبح مطرحا للنفايات‪،‬كما انعدمت اإلنارة‬ ‫العمومية في مقاطع عديدة منه‪،‬فيما توقفت عمليات سقي الحشائش المؤثثة لهوامشه‪ ،‬ماتسبب في تعريضها لالجتفاف‪.‬‬ ‫وفي ظل هذه األحوال السيئة التي انتهت إليها مشاريع تهيئته‪ ،‬وكلفت الخزينة العامة اعتمادات مالية كبرى‪ ،‬يتساءل‬ ‫المواطنون بمدينة البوغاز إن كانت مشاريع التهيئة المنجزة في برنامج طنجة الكبرى ستلقى نفس المصير الناتج عن‬ ‫عدم قيام الجهات المعنية بصيانة هذه المنجزات كلما دعت الضرورة إلى ذلك‪ ،‬كما يدعو المواطنون إلى ضرورة إعمال‬ ‫القانون وفرض إجراءات الرقابة والمحاسبة في حق كل من تهاون في واجب حماية المكاسب الجمالية للمدينة‪.‬‬

‫مواطن غيور‬

‫األنسة إيمان الحضري‬ ‫تتصدر الئحة الفائزين بشهادة اإلجازة بالمعهد الخاص للتمريض والعالج الطبيعي‬ ‫ابتهجت عائلة الوجيه ال�سيد عبد ال�سالم احل�ضري‪ ،‬والعائالت امل�صاهرة وال�صديقة‪ ،‬بالفوز‬ ‫الباهر الذي حققته الآن�سة �إميان احل�ضري بح�صولها على الإجازة‪ ،‬بنقطة مرتفعة‪ ،‬من املعهد اخلا�ص‬ ‫للتمري�ض والعالج الطبيعي بطنجة‪ ،‬وهو معهد عال معتمد من الدولة‪.‬‬

‫‪IPSIK - Institut privé des Soins Infirmiers et de Kinésithérapie‬‬

‫وكانت اآلنسة إيمان الحضري قد ناقشت‪ ،‬بنجاح كبير‪ ،‬أطروحتها في موضوع «الشلل» الذي يسببه تورم في‬ ‫الجهاز العصبي المركزي (الدماغ ـ الحبل الشوكي) ـ الذي يتسبب في عدم وصول أوامر التنفيذ إلى العضالت‪ .‬وهو ما‬ ‫يشلها عن وظائفها الطبيعية‪.‬وهناك شلل نصفي وشلل شامل‪ .‬وبالرغم من أنه ال يوجد عالج موصوف لهذا المرض‬ ‫في الوقت الراهن‪ ،‬فإن المعالجة الوحيدة المتوافرة اآلن‪ ،‬هي اتباع طرق الترويض والتأهيل‪ ،‬وهو ما تخصصت فيه‬ ‫اآلنسة إيمان الحضري‪ ،‬وأصبحت مؤهلة علميا للتعاطي مع هذا المرض الخطير‪.‬‬ ‫الشلل كان موضوع أطروحة اآلنسة إيمان الحضري‪ ،‬عالجته في تفاصيله وشموليته وطرق مقاومته عن طريق‬ ‫الترويض والتأهيل أمام لجنة أشرفت على المناقشة‪ ،‬برئاسة الدكتور أحمد الفياللي أحد كبار األطباء المتخصصين‬ ‫بالمغرب‪ ،‬وعضوية السيد عبد الغني العشاق ‪ ،‬مؤطرا والسيد عبد الرحيم الموساتي‪ ،‬مقررا‪ .‬وقد حصلت اآلنسة إيمان‬ ‫الحضري على نقطة جيدة جدا‪ 19,5 ،‬على عشرين‪ ،‬ما يعني أنها قدمت أطروحة علمية وناقشتها بطريقة أثارت رضى‬ ‫اللجنة‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة‪ ،‬تتقدم جريدة «الشمال»‪ ،‬بتهانيها الصادقة إلى اآلنسة إيمان الحضري بمناسبة حصولها على‬ ‫اإلجازة في فن من فنون العلوم الطبية الصعبة ‪ ،‬التي تتطلب الكثير من الجهد والمثابرة والمعاناة ولكن إيمان أظهرت‬ ‫إصرارها على النجاح وأعطت الدليل لغيرها من الطالبات والطلبة‪ ،‬على أن من كد واجتهد وصل‪ .‬وبهذا تمكنت إيمان‬ ‫من تحقيق أمنيتها في الحصول على اإلجازة بنقطة متميزة‪.‬‬ ‫تهانينا أيضا لوالديها وكافة أسرتها وإلى الألطر التربوية التي أشرفت على تكوينها ومتمنياتنا إليمان بالنجاح‬ ‫التام في مسيرتها المهنية المقبلة‪.‬‬

‫سمية أمغار‬

‫عادت جريدة «المسـاء» إلى نشــر أخبار مغرضة‪ ،‬بهدف المساس‬ ‫بسمعة كلية الحقوق بطنجة وبأساتذتها‪ ،‬حيث عمــدت في عددها‬ ‫بتاريخ فاتح يوليوز الجاري‪ ،‬إلى ترويج أخبار زائفة‪ ،‬كاذبة‪ ،‬ال صلة‬ ‫لها بالواقع‪ ،‬األمر الذي استوجب نشر بيان توضيحي بغاية تنوير الرأي العام‪ ،‬عبر اإلدالء‬ ‫بالبيانات التالية‪:‬‬

‫بيان توضيحي‬

‫ــ إن المقال يأتي في سياق سلسلة من‬ ‫المقاالت التي نشرتها الصحيفة المذكورة‬ ‫لترويـج األكاذيب والتشهيـر باألساتذة والمساس‬ ‫بسعة المؤسسة وتضليل الرأي العام ‪.‬‬ ‫ــ إن المقال ال يتوفر‬ ‫على أدنى شروط المصداقية‬ ‫المفترضة في العمل اإلعالمي‬ ‫النزيه‪ ،‬ويمس بأخالقيات مهنة‬ ‫الصحافة‪ ،‬ويندرج ضمن حسابات‬ ‫شخصية مباشرة للجريدة مع‬ ‫بعض األساتذة بالكلية‪ ،‬الذين‬ ‫لم (ولن) يرضخوا للضغوط‬ ‫األقالم‬ ‫وتوظيف‬ ‫واالبتزاز‬ ‫المأجورة‪ ،‬وترفعوا بأنفسهم عن‬ ‫االنسياق في مساومات يروم أصحابها الحصول على مكاسب‬ ‫شخصية‪ ،‬دون كفاءة أو جهد وعناء‪ ،‬مما يعكس خبث النوايا وفساد‬ ‫القصد ويؤكد إن األمر يتعلق بمرتزقة العالقة لهم ال من قريب أو‬ ‫من بعيد بالعمل الصحفي ‪.‬‬ ‫ــ إن الجريدة نصبت نفسها وصية على األساتذة والطلبة‬ ‫وليست المرة األولى‪ ،‬ووضعت نفسها محل محاكم التفتيش ‪،‬‬ ‫لتوجيه العمل البيداغوجي‪ ،‬في جهل تام بالضوابط البيداغوجية‬ ‫المعمول بها في الجامعات المغربية المنصوص عليها في الجريدة‬ ‫الرسمية عدد ‪ ،6322‬خاصة الخانة (ن‪.‬د ‪ )5‬المتعلقة بتقييم‬ ‫المعارف والمؤهالت والكفايات ‪.‬‬ ‫ــ إن ما نسبه المقال إلى السيد وزير التعليم العالي‬ ‫والبحث العلمي وتكوين األطر بخصوص مذكرة حول االختبارات‬ ‫الشفوية‪ ....)!!( ‬يعكس الجهل التام لصاحب المقال‪ ،‬إذ لم يكلف‬ ‫نفسه عناء التحري والتعرف على مضمون هذه المذكرة‪ ،‬حيث ال‬ ‫عالقة لها تماما بموضوع المقال‪.‬‬ ‫ــ إن ما تضمنه المقال من اختراع وقائع ونسبتها إلى‬ ‫األساتذة (بيع الكتب بالقوة‪ ،‬والتوقيع عليها‪ ،‬وجرائم ابتزاز‬ ‫الطلبة‪ ،‬وشرط إحضار الكتاب)‪ ،‬هو محض كذب وافتراء (الجرائم‬

‫الحقيقية هي غياب الضمير المهني‬ ‫عند من يتقمصون دور الصحافة‪،) ‬‬ ‫غايته التشهير وتشويه سمعة األساتذة‬ ‫وتضليل الرأي العام‪ ،‬وهو مما تعودت‬ ‫الصحيفة المذكورة على‬ ‫ترويجه منذ سنوات‪ ،‬وكانت‬ ‫عمادة الكلية قد أصدرت‬ ‫بيانا في الموضوع أكدت فيه‬ ‫أن المسألة طرحت باستمرار‬ ‫في نقاشات أعضاء مجلس‬ ‫المؤسسة‪ ،‬وتم إصدار قرار‬ ‫حاسم فيها يمنع جميع أشكال‬ ‫الضغط على الطالب القتناء‬ ‫الكتاب‪ ،‬وربط ذلك بالمعدل‬ ‫أو النقطة أو النجاح‪ ،‬بل إن هناك إجماعا من قبل جميع هياكل‬ ‫المؤسسة لشجـب هذه الظاهرة التي تسيء إلى سمعة األستاذ‬ ‫والمؤسسة والجامعة والعمل التربوي ككل ‪ .‬ثم إن العمادة قامت‬ ‫باإلعالن عن قرار مجلــس المؤسســة في األماكـن المخصصة‬ ‫لإلعالنات وعلى السبورة اإللكترونية وعلى الموقــع اإللكتروني‪،‬‬ ‫والتصريح بهــذا القرار في اللقــاءات اإلعالميــة والصحافية كلما‬ ‫سمحت الفرصة بذلك‪.‬‬ ‫ــ إن ما جاء في آخـر المقال من كون « ابنة أستاذ جامعي‬ ‫حصلت على منصب أستاذة جامعية في مباراة مشبوهة‪ ،»!! ‬كالم‬ ‫شاذ ونشاز جاء خارجا عن السياق‪ ،‬وهو محض افتراء يضاف إلى‬ ‫جملة األكاذيب والترهات والخزعبالت التي تروج لها الصحيفة‪،‬‬ ‫لتزييف الوقائع وحياكة المغالطات‪ ،‬وال يمت هذا األمر إلى‬ ‫الحقيقة وأرض الواقع بصلة‪ ،‬ويكشف النوايا السيئة والمقاصد‬ ‫الخبيثة لصاحب المقال ومن معه‪ ،‬غايته تضليل الرأي العام وخلق‬ ‫التحريض على البلبلة والفوضى‪.‬‬ ‫وتحتفظ المؤسسة وكل المتضررين من هذا النوع من السفه‬ ‫اإلعالمى بحق اللجوء لكل الوسائل القانونية للدفاع عن الصواب‪.‬‬

‫العميد‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.