Achamal n° 847 le 26 juillet 2016

Page 1

‫نسبة النجاح في الدورة االستدراكية للبكالوريا‬ ‫بجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 847‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪� 21‬ش ّوال ‪ 26 / 1437‬يوليوز �إلى ‪ 01‬غ�شت ‪2016‬‬

‫بلغ عدد الناجحيــــن في‪ ‬الدورة اإلستدراكيــــة‬ ‫إلمتحانات البكالوريا‪ ‬بجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬ ‫‪ 5863‬ناجحا وناجحة‪ ،‬بنسبة نجاح‪ ،% 38,42 ‬شكل‬ ‫اإلناث ‪ % 37,48‬منهم‪.‬‬ ‫وقد بلغ عدد الناجحين في مجموع الدورتين‬ ‫‪ 20634‬ناجحة وناجحا؛ بنسبة نجاح بلغت في التعليم‬ ‫العمومي ‪ 60.35‬في المائة‪ ،‬وبنسبة ‪ 56,80‬في المائة‬ ‫في مجموع األصناف مقابل‪ 52,83 ‬في المائة في دورة‬ ‫‪.2015‬‬ ‫وبلغ عدد الناجحين خالل هذا الموسم في التعليم‬ ‫العمومي‪ 17023‬منهم ‪ 9168‬من اإلناث‪ ،‬فيما بلغ عددهم في التعليم الخصوصي ‪ 1449‬بنسبة‬ ‫نجاح ‪ . % 76,26‬وسجل عدد الناجحين من األحرار تحسنا ملموسا مقارنة مع الدورات الماضية وصل‬ ‫‪ 10‬نقط مئوية‪ ،‬فيما بلغ هذه السنة عددهم ‪ 2162‬ناجحا وناجحة بنسبة نجاح وصلت إلى ‪.%34,71‬‬ ‫مقابل ‪ 24,95‬في المائة سجلت خالل السنة الماضية بالنسبة لنفس الصنف‪ .‬وفي الشعب العلمية‬ ‫والرياضية والتقنية‪ ،‬فقد بلغ عدد الحاصلين على شهادة البكالوريا ‪ 9914‬تلميذا وتلميذة بنسبة‬ ‫نجاح ناهزت‪ .% 64.27‬أما في قطب الشعب األدبية واألصيلة فقد بلغ عددهم ‪10720‬بنسبة نجاح‬ ‫ناهزت ‪% 51,29‬‬

‫الجهوية المغربية ‪ :‬إلياس العماري رجل المرحلة‬ ‫مبادرات قيمة من أجل تنمية جهوية متكاملة وإشعاع‬ ‫وطني ودولي لجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬

‫تصوير ‪ :‬حمودة‬

‫إلياس العماري رجل براغماتي‪ ،‬قد تتفق معه أو تختلف‪ ،‬ولكنه‪ ،‬كما يبدو‪ ،‬اتخذ من الفعالية طريقه في العمل بل ومرجعيتـه في‬ ‫تدبير الشأن العام بالجهة‪ .‬الخطوات التي قطعها على رأس جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪ ،‬في تدبيره لشؤون جهة تتكون من‬ ‫ستة أقاليم وعمالتين‪ ،‬ويسكنها فوق األربعة ماليين نسمة ‪ ،‬أثبتت أن الرجل مصمم على القطع مع عقليات اتكالية‪ ،‬تكاسلية‪،‬‬ ‫عاجزة ومترددة‪ ،‬طبعت عمل الجهة‪ ،‬والمجالس المحلية‪ ،‬إطالقا‪ ،‬ولسنوات‪...‬‬

‫(�ص ‪)4‬‬


‫العدد ‪847‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬يوليوز �إلى ‪ 01‬غ�شت ‪2016‬‬

‫مديرية التعليم بطنجة تتوج المتفوقين و المتميزين‬ ‫في حفل نهاية الموسم الدراسي‬

‫نظمت مديرية وزارة التربية الوطنية‬ ‫طنجة أصيلة حفل نهاية الموسم الدراسي‬ ‫‪ ،2016 / 2015‬احتفاء بالتلميذات والتالميذ‬ ‫المتفوقين دراسيا والمتميزين في مجاالت‬ ‫اإلبتكار والفن والرياضة والعلوم ‪.‬‬

‫الحفل البهيج‪ ،‬الذي نظم يوم الجمعة‬ ‫‪15‬يوليوز ‪ 2016‬مساء بمدرج عبد اهلل‬ ‫كنون بثانوية م��والي الحسن لألقسام‬ ‫التحضيرية‪ ،‬عرف حضور مدير األكاديمية‬ ‫الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة السيد محمد عواج والمدير‬ ‫اإلقليمي لمديرية وزارة التربية الوطنية‬ ‫طنجة أصيلة السيد محمد بركان‪ ،‬وقد افتتح‬ ‫الحفل المدير الجهوي السيد محمد عواج‬ ‫الذي عبر عن اعتزازه بحضور حفل نهاية‬ ‫السنة الدراسية لمديرية طنجة أصيلة‬ ‫لالحتفاء بتلميذات وتالميذ طنجة‪ ،‬وقد نوه‬ ‫السيد المدير بالمجهودات التي تبذلها‬ ‫أسرة التربية والتكوين أساتذة وإداريين‪،‬‬ ‫و اعتبر أن النتائج المتميزة التي حققها‬ ‫التالميذ المتوجون هي نتاج عناية أسرية‬ ‫وعمل إداري وتربوي جاد في المؤسسات‬ ‫التعليمية‪ ،‬وبعد ذلك تقدم المدير اإلقليمي‬ ‫بكلمة ترحيبية رحب فيها بكافة المسؤولين‬ ‫والضيوف الحاضرين‪ ،‬و أشاد بإخالص وجدية‬ ‫رجال ونساء التعليم وتضحياتهم ألجل تعليم‬ ‫وتربية أفضل ألجيال المستقبل‪ ،‬وأضاف‬ ‫أن النتائج التي حققها التالميذ المتفوقون‬ ‫المتوجون أو التالميذ المتميزون بإبداعاتهم‬ ‫تبرز الدينامية التي تعرفها المؤسسات‬ ‫التعليمية التي تسعى لتطوير األداء التعليمي‬ ‫والتربوي ‪.‬‬ ‫وقـــد عرف االحتفـــال أداء مقطوعـــات‬ ‫موسيقية إيقاعية لمجموعة أطفال الغيوان‬ ‫ومجموعة كورال ثانوية ال��رازي ومجموعة‬ ‫كورال ثانوية عالل الفاسي ‪.‬‬ ‫هذا وقد أشرف المدير الجهوي السيد‬ ‫محمد عواج والمدير اإلقليمي السيد محمد‬ ‫بركان على توزيع الجوائز على التالميذ‬ ‫المتفوقيـــن دراس��ي��ا في مختلف شعب‬ ‫البكلوريا والثالثة إعدادي والسادس ابتدائي‬ ‫الحاصلين على أعلى المعدالت على صعيد‬ ‫اإلقليم‪ ،‬باإلضافة للمتفوقين في األقسام‬ ‫التحضيرية والتقني العالي والمشاركين‬ ‫في األولمبياد الوطنية‪ ،‬باإلضافة إلى تتويج‬ ‫التالميذ المتميزين إبداعيا في مجاالت فنية‬ ‫وبيئية ورياضية تفوقوا في مسابقات برنامج‬ ‫مدرستي قيم وإبداع‪ ،‬إلى جانب توزيع الهدايا‬ ‫والشواهد التقديرية على األط��ر اإلداري��ة‬ ‫والتربوية الذين ساهموا بمجهوداتهم في‬ ‫برامج وأنشطة المديرية‪.‬‬ ‫و قد تميز الحفل بهدايا مقدمة من‬ ‫طرف التالميذ المشاركين في مسابقــات‬ ‫برنامج مدرستي قيم وإب��داع لوالي والية‬ ‫جهة طنجة تطوان الحسيمة السيد محمد‬ ‫اليعقوبي‪ ،‬ولمديـــر األكاديميــة الجهوية‬ ‫للتربية والتكوين لجهة طنجـــة ـ تطوان‬ ‫ـ الحسيمة السيد محمد ع��واج وللمدير‬ ‫اإلقليمي لمديرية وزارة التربيــة الوطنية‬ ‫طنجة أصيلة السيد محمد بركان‪ ،‬وهي‬ ‫مبادرة تالميذية تجاه المسؤولين ‪.‬‬

‫أحمد العمراني‬

‫المهرجان المتوسطي للثقافة األمازيغية «ثويزا» في دورته ‪12‬‬ ‫تحتضــن مدينـــة طنجــة‪ ،‬من ‪ 11‬إلى ‪ 14‬غشت المقبل‪ ،‬الدورة الثانية عشرة للمهرجان‬ ‫المتوسطي للثقافة األمازيغية ‪ ،‬تحت شعار «دفاعاً عن الطبيعة»‪.‬‬ ‫وانسجامــا مع الديناميـــة الجهوية والوطنية التي تعرفها قضايا المناخ والبيئة‪ ،‬فقد وقع‬ ‫االختيار على هذا الشعار من أجل إثارة االنتباه للمخاطر التي أصبحت تهدد األرض ومحيطها‬ ‫البيئي جراء االستنزاف المفرط للرصيد الطبيعــي‪ ،‬واإلصـــرار التحكمي للبشر للسيطرة التقنية‬ ‫العمياء على إمكانيات وثروات األرض والبحر والجو‪.‬‬ ‫ولتركيز حضور مادة الطبيعة في التراث‪ ،‬فســـوف تتميــــز هذه الدورة بمشاركة الفيلسوف‬ ‫واألديب المصري الكبير يوسف زيدان‪ ،‬الذي سيلقي محاضرة أكاديمية حول الموضوع‪.‬‬ ‫كما أن المهرجان حرص على برمجة فقرات فنية وفكرية وأدبية متنوعة‪ ،‬بمشاركة أسماء‬ ‫إبداعية متميزة من المغرب ومن الخارج‪ .‬كما ستحافظ هذه التظاهرة على مبادرتها في تخليد‬ ‫أدب الكاتب العالمي محمد شكري‪ ،‬من خالل نزول أصوات شعرية متألقة ضيوفا على «خيمة‬ ‫شكري» بأحد المقاهي التاريخية المشهورة بمدينة طنجة‪.‬‬ ‫كما ستواصل مؤسسة المهرجان تنظيم مسابقة اكتشاف « مواهب ثويزا»‪ ،‬في شمال‬ ‫المملكة‪ .‬وستخصص هذه الدورة الخامسة للتراث الموسيقي الجهوي(إزران الريف‪ -‬العيطة‬ ‫الجبلية‪ -‬الهيت الصنهاجي)‬ ‫وحرصا على نشر وتعزيز اإلهتمام بالشعر‪ ،‬فقد تقرر افتتاح فعاليات هذه الدورة بأمسية مع‬ ‫الشاعر العربي هشام الجخ‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫حكومة الشعب‪..‬‬ ‫المـخـزن‪! ..‬‬

‫‪-‬‬

‫محمد �سدحي‬

‫‪sadhimed@gmail.com‬‬

‫دخل األستاذ ابن كيران «دار لحكام» المغربية عبر‬ ‫بوابة (الربيع الديمقراطي) الضيقة‪ ...‬وسيكتب التاريخ‬ ‫غير الرسمي أن السي عبد اإلله (أو عبإياله بلهجة أهل‬ ‫طنجة) هو أول زعيم سياسي يقود حكومة انتخبها‬ ‫الشعب (أو جزء منه) ولم يفبركها المخزن مائة بالمائة‪...‬‬ ‫وكان الذي كان‪.‬‬ ‫وكانت اآلمال معقودة على حكومة البيجيدي‪ ،‬المعززة‬ ‫بقوى مصنفة في خانة الصف الوطني والديمقراطي‪ ،‬في‬ ‫االنتقال بالمغرب إلى القسم الثاني ديمقراطية بعدما‬ ‫سجل نقطة موجبة للسقوط في القسم التحضيري مع‬ ‫المناضل عبد الرحمن اليوسفي أطال اهلل في عمره‪...‬‬ ‫وكانت‪ ،‬أيض ًا‪ ،‬أصوات من خارج التيار (اإلسالمي)‬ ‫تطالب بدعم التجربة الحكومة البنكيرانية سعي ًا إلى‬ ‫اتمام الورش الدستوري وتطبيقه على أرض الواقع‪ ...‬وهي‬ ‫األسماء نفسها التي اعتبرت الوثيقة الدستورية الجديدة‬ ‫متقدمة جداً‪ ،‬وال ينقصها إال إرادة سياسية وصدقية في‬ ‫التفعيل والتنزيل‪ ،‬من كافة األطراف المعنية‪...‬‬ ‫إال أن المخزن العظيم كان له حسابه الخاص وتكتيكه‬ ‫المخالف للتوقعات والمتمنيات‪ ،‬ذلك أن السيد رئيس‬ ‫الحكومة الذي لم يتمكن من تسخين كتفيه بحزب القوات‬ ‫الشعبية وجد نفسه في مهب الصهد ماث ً‬ ‫ال أمام الجدار‬ ‫الصلب الذي يحجب نسائم التغيير الذي ينشده السواد‬ ‫األعظم من الشعب‪ ...‬وفي الوقت الذي كان المتتبعون‬ ‫ينتظرون تغييراً ولو جزئي ًا في مفاصل ودهنية الدولة‬ ‫(العميقة) تفاجؤوا بالسيد ابن كيران هو الذي يتغير‬ ‫ويتنازل عن صالحياته الدستورية ويتراجع عن وعوده‬ ‫االنتخابية وأصبح سياسي ًا (أليف ًا) وتلميذاً نجيب ًا في‬ ‫دار المخزن‪ ،‬يحفظ ما يتلقى من دروس عن ظهر قلب‬ ‫وزيادة‪ ،‬ويبادر إلى تطبيق التعليمات قبل صدورها‪ ،‬خاصة‬ ‫عندما بدأ يحس بضيق المنزلة التي وضعه فيها الشارع‬ ‫المغربي بعيد ‪ 20‬فبراير ‪...2011‬‬ ‫وكجزاء له‪ ،‬وعبرة لغيره‪ ،‬ها هو المخزن يعود بعد‬ ‫موته الذي بشر به يوم ًا السي محمد اليازغي اهلل يذكره‬ ‫بخير‪ ،‬ويجر الحكومة التي انتدبها الشعب التخاذ إجراءات‬ ‫ضد هذا الشعب الذي حملها إلى كراسي الحكم‪ ...‬وكان‬ ‫آخر هذه اإلجراءات المرة ضرب فئة عريضة من الشعب‬ ‫في ما عرف بإصالح التقاعد‪ ،‬الشيء الذي لم تقم به أي‬ ‫من الحكومات (المخزنية) وقامت به كره ًا الحكومة‬ ‫(الشعبية)‪...‬‬ ‫تصوروا‪ :‬حكومة وبرلمان انتخبهما الشعب يدخالن‬ ‫طو ًال وعرض ًا في تقاعد فئة هامة منه‪.‬‬ ‫ولما ال نصور‪ :‬الشعب ينتخب الفئة المتضررة من‬ ‫تمرير «إصالح التقاعد» ويمكنها من الحكم وبالتالي‬ ‫تمكين الحكومة الجديدة من إعادة النظر في تقاعد‬ ‫الوزراء والبرلمانيين بإجراء إصالح مماثل‪...‬‬ ‫لو تحقق شيء من هذا‪ ،‬من هنا سينطلق التناوب‬ ‫الديمقراطي الحقيقي‪ ،‬ويصح القول بالتدافع السياسي‬ ‫للتعاقب على ممارسة السلطة في هذا البلد العزيز‪...‬‬ ‫هل يرضى المخزن العظيم بهذا؟‬ ‫هذا ما ال أؤكده وال أنفيه‪ ...‬وإذا بقيت في بلدي فسحة‬ ‫من الحرية‪ ،‬بعد اليوم‪ ،‬سوف‪:‬‬ ‫نلتقي‪! ‬‬


‫الثالثاء ‪ 26‬يوليوز �إلى ‪ 01‬غ�شت ‪2016‬‬

‫العدد ‪847‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫انفض جَمْعُ المدعوين والمدعوات على أنغام الجوق النحاسي وهو يشيع‬ ‫العريسين إلى سيارتهما الفاخرة‪ ،‬لتقلهما إلى مقر إقامتهما بفندق من فنادق‬ ‫الشريط الساحلي للمضيق‪-‬الفنيدق‪.‬‬ ‫وبدا أبو العروسة – وقد أدى واجب االحتفال بابنته – منشرح الصدر‪ ،‬بشوش‬ ‫الوجه‪ ،‬بادي االرتياح‪.‬‬ ‫فقد استنفد طاقته في اإلعداد لهذا الحفل‪ ،‬واستنفد ما ملكت يداه في‬ ‫إحضار ما يليق بالمناسبة السعيدة‪ ،‬وآن له – اآلن – أن يلملم شتاته‪ ،‬ويسترجع‬ ‫صفاء ذهنه‪ ،‬ليواصل مشوار الحياة‪ ،‬في أمن وسالم‪ ،‬وراحة بال‪.‬‬ ‫وغدا أو بعد غد‪ ،‬أو في المستقبل القريب أو البعيد‪ ،‬سيكون له موعد – إن‬ ‫شاء اهلل – مع ابنه‪ ،‬ليفتح له بيتا جديدا‪ ،‬ويجهزه لحياة جديدة‪ ،‬محفوفة باليمن‬ ‫والبركات‪ ،‬والخير والمكرمات‪.‬‬ ‫هذه سُنة الحياة‪ ،‬ولن تجد لسنة اهلل تبديال‪.‬‬ ‫وهذه رسالة اآلباء‪ ،‬طوقهم اهلل بها منذ األزل‪ ،‬فال يستطيعون عنها تحويال‪.‬‬ ‫ولو قدّر األبناء هذه الرسالة – وأنى لهم أن يقدروها – ما رأيتَ عا ّقا على‬ ‫وجه األرض‪ ،‬وال قرأتَ على صفحات الجرائد والمجالت‪ ،‬هذه الجرائم التي‬ ‫يرتكبها األبناء في حق اآلباء واألمهات‪ ،‬دون خوف وال وجل‪ ،‬وال حياء وال خجل‪.‬‬ ‫وكم يستغرب هذا األب‪ ،‬من خلو أيام السنة – على طولها – من يوم يُحت َفل‬ ‫ّ‬ ‫وكأن الذين برمجوا أعياد العامل واألستاذ‬ ‫فيه بعيد األب‪ ،‬على غرار عيد األم‪.‬‬ ‫واألديب‪ ،‬على خريطة السنة‪ ،‬استكثروا على األب هذا اليوم‪.‬‬ ‫من المالحظات التي يسجلها بعض اآلباء‪ ،‬أنهم لم يكلفوا أسالفهم من‬ ‫النفقة‪ ،‬إال ما يفي بالضروري‪ .‬أما أبناء اليوم فسعرهم باهظ‪ ،‬وتكاليفهم‬ ‫مرهقة‪.‬‬ ‫أعان اهلل أخانا وأعاننا جميعا – آباء وأمهات – على أداء األمانة‪ ،‬وتحمُّل‬ ‫المسؤولية‪ ،‬وبارك لنا في ذريتنا‪ ،‬وأنبتها نباتا حسنا‪.‬‬

‫مطالبة المتقاعدين بتفعيل دستور ‪2011‬‬

‫جانب من المشاركات‬ ‫والمشاركين في المناظرة‬ ‫الوطنية حول األشخاص‬ ‫ا لمسنين‬

‫الثورة السكانية التي يشهدها العالم اآلن ال يمكن تجاهلها‬ ‫اقتصاديا واجتماعيا‪ ،‬وهذا تحدي يفرض على المجتمع الدولي تغيير‬ ‫صورة كبار السن التقليدية‪ ،‬بعد تجاوز ‪ 580‬مليون إنسان في العالم‬ ‫‪ 60‬سنة من عمره‪ ،‬سنة ‪ 1999‬التي اعتبرتها منظمة األمم المتحدة‬ ‫عاما دوليا لألشخاص المسنين بموجب القرار ‪ 106/45‬المؤرخ في ‪14‬‬ ‫ديسمبر ‪ ،1990‬طبقا للمادة ‪ 2‬من اإلعالن السياسي للجمعية العامة‬ ‫لألمم المتحدة وفي نفس الوقت يعد إنجازا رئيسيا من إنجازات البشرية‪،‬‬ ‫يعترف المعمور بتحول ديموغرافي غير مسبوق بحلول عام ‪،2050‬‬ ‫وبكيفية سريعة يشكل تحديا لجميع مجتمعاتنا‪ ،‬لخلق مزيد من الفرص‪،‬‬ ‫خاصة لكبار السن‪ ،‬بغية تحقيق متطلباتهم وإمكانياتهم للمشاركة‬ ‫الفعلية في مختلف مجاالت الحياة‪.‬‬ ‫أين نحن من مبادئ األمم المتحدة‪ ،‬المتعلقة بكبار السن؟ التي‬ ‫اعتمدتها الجمعية العامة في عام ‪ 1991‬والتي تتضمن توجيهات في‬ ‫مجاالت االستقاللية والمشاركة والرعاية وتحقيق الذات والكرامة وكذا‬ ‫المادة‪ »4« :‬تؤكد أن تعزيز التعاون الدولي أمر أساسي الستكمال‬ ‫الجهود الوطنية الرامية إلى تنفيذ خطة العمل الدولية للشيخوخة‪،‬‬ ‫تنفيذا كامال‪...‬وما هو جواب وزير التشغيل والتكوين المهني والتنمية‬ ‫االجتماعية والتضامن سابقا الذي شارك في أشغال المؤتمر الدولي‬ ‫للشيخوخة‪ ،‬بتكليف من صاحب الجاللة محمد السادس بتمثيله في‬ ‫هذا الملتقى الدولي الهام الذي انعقد بإسبانيا ما بين‪ 8 :‬و‪ 12‬أبريل‬

‫‪.2002‬؟ وما مصير ما تمخض عنه اجتماع الرباط بحضور وزير التوقعات‬ ‫االقتصادية والتخطيط آنذاك في الموضوع؟‬ ‫فقط نذكر بما جاء في تقرير األمم المتحدة بهذا الملتقى السابق‬ ‫الذكر أن كبار السن مهمشون وال يحصلون على معاشات‪ ،‬تمكنهم من‬ ‫عيش الئق حفاظا على كرامتهم‪ ،‬إذالزلنا كمتقاعدين واالنتخابات على‬ ‫األبواب ننتظر تحقيق اقتراحات األحزاب فيما يخص موقفهم من مشاكل‬ ‫صناديق التقاعد‪ ،‬خصوصا الصندوق المغربي للتقاعد ومسؤوليتهم‬ ‫في تأخير إصالح أنظمة التقاعد ومشاركتهم الفعلية في سيناريوهات‬ ‫اإلصالح المبرمج‪ ،‬كأحد المسلسالت التي النهاية لحلقاته‪ ،‬ذلك أن تعنت‬ ‫الحكومة بعدم إصالح أنظمة المعاشات‪ ،‬كما قلنا مرارا وتكرارا تظلم‬ ‫وجور على حقوق المتقاعدين الدستورية‪ ،‬فهم صامدون‪ ،‬وبحقوقهم‬ ‫مرتبطون‪ ،‬وعلى الدرب سائرون‪ ،‬بقيادة ملكهم الرائد أيده اهلل ونصره‪،‬‬ ‫في انتظار تفعيل دستورهم الذي قال عنه جاللته‪« :‬دستور من صنع‬ ‫المغاربة ومن أجلهم‪ ،‬وتفعيله يعتبر خير وسيلة لتحقيق التطلع المشروع‬ ‫لكافة المغاربة»‪.‬‬

‫م‪.‬و‬

‫لالتصال وطلب المعلومات‪:‬‬ ‫جمعية المتقاعدين شارع المكسيك عمارة السعادة ط‪ 5 /2‬ص‪.‬ب‪2027 :‬‬ ‫بريد المصلى طنجة‬ ‫الهاتف‪0668090708/ 0539934996 :‬‬

‫قول في جوهر‬ ‫الرؤية اإلسالمية‬ ‫لحقوق اإلنسان‪..‬‬ ‫)‪(8/7‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫تستوقفنا في القرآن الكريم آيات تعرف اإلنسان‪ ..‬وتبين شوقه‬ ‫الفطري لمعرفة الحق سبحانه وتعالى ‪ ،‬كما تبين ما يكمن وراء ذلك‬ ‫الشوق اإلنساني الفطري من قدرات عقلية وإرادات خلقية ‪..‬‬ ‫الرؤية القرآنية لإلنسان تؤشر على كون نظام الدين بأنساقه‬ ‫كلها أتت لخدمة اإلنسان وتلبية حاجياته المادية والروحية‪ ..‬؛ ذلك‬ ‫أن الدين أو أي نظام حياتي ال يكون نافعا إ ّال متى استجاب لحاجيات‬ ‫اإلنسان‪..‬‬ ‫تأسيسا على هذا يكون السؤال عن ماهية اإلنسان أسبق من‬ ‫السؤال عن ماهية الدين‪..‬‬ ‫وما هو مؤكد هو أن اإلسالم ينفرد في هذا المقام ب‪:‬‬ ‫االعتراف باإلنسان كما هو في فطرته وحقيقته‪ ..‬وبما أوتي من‬ ‫قدرات وكفايات ومهارات وارادات‪..‬‬ ‫جعل حقيقة اإلنسان نظير ما هو موجود في حقيقة الكون‪..‬‬ ‫نذكر بهذا إلبراز فكرة مركزية ؛ وهي ‪ :‬أن معرفة اإلسالم ـ‬ ‫باعتباره نظاما لتوجيه حياة اإلنسان ـ متوقفة على معرفة رؤية اإلسالم‬ ‫لإلنسان‪ ..‬وتبعا له رؤية اإلنسان إلى العالم‪ ..‬ثم رؤية اإلنسان إلى‬ ‫التوحيد‪ ..‬بهذا التالزم في النظر نصل إلى فهم اآليات المختصة‬ ‫بتعريف ماهية اإلنسان ‪ ..‬وهي كثيرة‪ ..‬لكن حصرها مفيد وضروري‪..‬‬ ‫يحدد القرآن الكريم أبرز الخصائص المميزة لإلنسان في‬ ‫فطرته ؛ وبالتالي فهي تفي وتكفي لرسم ما يميزه عن باقي الكائنات‬ ‫والمخلوقات‪ .‬يقول الحق سبحانه ‪ ..« :‬الذي أحسن كل شيء خلقه ‪،‬‬ ‫وبدأ خلق اإلنسان من طين ‪ ،‬ثم جعل نسله من ساللة من ماء مهين‪،‬‬ ‫ثم سواه ‪ ،‬ونفخ فيه من روحه ‪ ،‬وجعل لكم السمع واألبصار واألفئدة ‪،‬‬ ‫قليال ما تشكرون‪.»..‬‬ ‫كل إنسان يأتي إلى هذا الوجود يحمل في صورته وفطرته‬ ‫الخصائص ذاتها التي يحملها غيره من بني جنسه‪..‬‬ ‫يعرف اإلنسان على حقيقته لحظة والدته قبل أن تتشكل قواه‬ ‫ومداركه العقلية واإلرادية‪ ..‬وهذه الحقيقة الكبرى هي أصل المساواة‬ ‫بين بني البشر‬ ‫خلق اإلنسان في أحسن تقويم‪ ..‬وهو مدعو إلى رؤية نعم الخالق‬ ‫عليه صورة وهيأة ‪ « :‬يا أيها اإلنسان ‪ :‬ما غرك بربك الكريم ؛ الذي‬ ‫خلقك فسواك ‪ ،‬فعدلك ‪ ،‬في أي صورة ما شاء ركبك ؟»‪.‬‬ ‫هوية اإلنسان ال تعرف بهوية الجماعة التي يولد ضمنها ‪..‬‬ ‫ومصيره في فطرته التي فطر عليها‪ ،‬وليس في تراث الجماعة التي‬ ‫ينتمي إليها من حيث الحضارة والمكان والزمان‪..‬‬ ‫عالمية اإلنسان مقررة في اإلسالم الذي أقر المساواة بين الناس‪..‬‬ ‫رقي اإلنسان يقاس باعترافه بأخيه اإلنسان ؛ إنسان الفطرة‪..‬‬ ‫لم ينكر اإلسالم بشرية اإلنسان‪.‬‬ ‫لماذا أراك أيها « األخ» تصر وتكابد على حذف المرجعية اإلسالمية‬ ‫من منظومة حقوق اإلنسان و تشيح بوجهك ـ رغم تكوينك األولي في‬ ‫التعليم األصيل ـ عن الرؤية القرآنية لحقوق اإلنسان ؟‬ ‫ألم يرس اإلسالم قواعد تخليق الممارسة الديموقراطية ب ‪:‬‬ ‫الجدل بالحسنى‪ ..‬والدعوة بالحكمة‪ ..‬والنهي عن الشتم والقذف‬ ‫والسب‪ ..‬وتجنب نشر الفواحش ‪ ..‬والنهي عن امتهان الكذب والنفاق‪..‬‬ ‫والنهي عن التضليل والزيف وكتمان الحقيقة‪ ..‬واالبتعاد عن المزايدة‬ ‫والتبجح واالدعاء وغير ذلك من أمراض النفس‪ ..‬واالبتعاد عن التجسس‬ ‫واالغتياب‪..‬‬ ‫أقول لك أيها « األخ» في ختم هذه الحلقة ‪ :‬ضع نصب عينيك ‪:‬‬ ‫الديموقراطية ليست وصفة حزبية ‪ ..‬وال منحة سلطوية‪ ..‬وال قرارا‬ ‫لهيأة وطنية أو دولية بل هي نضال واجتهاد ال يقبل نسخا أو حذفا أو‬ ‫تعطيال‪..‬‬ ‫اإلسالم ال يحمي الطغيان‪ ..‬ويدافع عن العدل بالبرهان ‪..‬‬ ‫لم يقيد اإلسالم بناء النظام العادل‪..‬بل تركه فنا يراكم فيه‬ ‫اإلنسان تراثا طويال وتجارب غنية‪..‬‬ ‫هل ثمة رؤية أكثر انفتاحا وجدوى من هذه ؟‬ ‫دامت لك الصحوة‪..‬‬


‫العدد ‪847‬‬

‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬يوليوز �إلى ‪ 01‬غ�شت ‪2016‬‬

‫الجهوية المغربية ‪ :‬إلياس العماري رجل المرحلة‬ ‫مبادرات قيمة من أجل تنمية جهوية متكاملة وإشعاع‬ ‫وطني ودولي لجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬

‫ت�صوير حمودة‬

‫إلياس العمـــاري رجل براغماتي‪ ،‬قد‬ ‫تتفق معه أو تختلف‪ ،‬ولكنه‪ ،‬كما يبدو‪،‬‬ ‫اتخذ من الفعالية طريقه في العمل بل‬ ‫ومرجعيته في تدبير الشأن العام بالجهة‪.‬‬ ‫الخطوات التي قطعها على رأس جهة طنجة‬ ‫ـ تطوان ـ الحسيمة‪ ،‬في تدبيره لشؤون‬ ‫جهة تتكون من ستة أقاليم وعمالتين‪،‬‬ ‫ويسكنها فوق األربعة ماليين نسمة‪،‬‬ ‫أثبتت أن الرجل مصمم على القطع مع‬ ‫عقليات اتكالية‪ ،‬تكاسلية‪ ،‬عاجزة ومترددة‪،‬‬ ‫طبعت عمل الجهة‪ ،‬والمجالس المحلية‪،‬‬ ‫إطالقا‪ ،‬ولسنوات‪...‬‬ ‫إلياس العماري أبهر‪ ،‬عندما وضع‬ ‫يده على الملفات األســـــاس‪ ،‬التي بها‬ ‫تستقيم شؤون الجماعة والجهة والبلد‬ ‫ككل‪ :‬ملف التعليم والملف االجتماعي‪ ،‬في‬ ‫إطار منظومة متكاملة‪ ،‬تستهدف التنمية‬ ‫الشاملة‪ ،‬وفق أولويات ممنهجة‪.‬‬ ‫ثم إنه أبهر‪ ،‬مرة أخرى‪ ،‬عندما قدم‬ ‫الدليل على أنه على قدر كبير من معرفة‬ ‫أحوال الجهة وملفاتها المستعصية‪ ،‬أرضا‬ ‫وسكانا‪ ،‬وطموحات كثيرا ما اعترضتها‬ ‫مصالح سلطوية أو منفعية ذاتية‪ ،‬أو‬ ‫تلقفتها أنانيات من زمن خال‪.‬‬ ‫ومما ساعده على تحقيق بداية سعيدة‬ ‫لمسيرته على رأس الجهة‪ ،‬أن الرجل يعرف‬ ‫اختصاصاته ويتوالها بحزم فائق‪ ،‬ويرفض‬ ‫أن يتطاول عليه أحد من أي جهة كان‪،‬‬ ‫وألي طابور ينتسب‪ ،‬حفاظا على توازن‬ ‫السلط التي يحددها القانون وينظمها‪.‬‬ ‫ولعل من أبــرز محطـــات بدايـــة‬ ‫ممارسته ألعلى سلطـــات الجهة‪ ،‬حرصه‬ ‫على توفير وسائل العمل وآلياته‪ ،‬فأقدم‬ ‫على إقامة شراكات مع مختلف الجهات‬ ‫الرسمية والخاصة‪ ،‬وطنية ودولية‪ ،‬تنوعت‬ ‫مواضيعها وأهدافها وتوحــــدت غاياتها‪،‬‬ ‫أال وهي تحقيق تنمية الجهة‪ ،‬اقتصاديا‬ ‫واجتماعيا‪.‬‬ ‫وال أحد ينكر أن إليـــاس العماري‬ ‫حقق نجاحا كبيرا في تنظيمه لكوب‬ ‫المناخ بالمتوسط‪ ،‬نظرا لحجم المشاركة‬ ‫المتوسطية والعالمية‪ ،‬التي قدرت بما يفوق‬ ‫سبعة آالف مشارك في أشغال الدورة وفي‬ ‫قرية المجتمع المدني‪ ،‬ولألصداء اإليجابية‬ ‫لهذا الملتقى التي عكستها الصحافة‬ ‫الوطنية والدولية‪ ،‬وأيضا لألهمية الفائقة‬ ‫التي اكتستها توصيات الدورة الثانية لقمة‬ ‫المناخ المتوسطية والتي وضعت إطارا‬ ‫واضحا لمختلف التدخالت المطلوبة من‬ ‫كافة األطراف المعنية‪ ،‬كما شددت على‬ ‫الطابع االستعجالي لتلك التدخالت من‬ ‫أجل مواجهة التغيرات المناخية عبر خطط‬ ‫عمل منسقة ومسؤولة وطموحة‪ ،‬اعتبارا‬ ‫لمبدأ المسؤولية المشتركة ولخصوصيات‬ ‫المنطقة المتوسطية‪ ،‬مع األخذ بعين‬ ‫االعتبار مصالح الدول النامية‪ ،‬األكثر تضررا‬ ‫من هذه التغيرات المناخية واألضعف قدرة‬ ‫على المواجهة‪.‬‬ ‫ومن أبرز توصيات هذه الدورة‪ ،‬جعل‬ ‫المتوسط فضاء متميزا وإقامة هيئة دائمة‬ ‫بمدينة طنجة‪ ،‬لإلشراف على تنسيق مختلف‬

‫المبادرات والتدخالت المتصلـــة بالمنـــاخ‪،‬‬ ‫ووضع األمن الغذائي والتشغيل ومحاربة‬ ‫الفقر ضمن األولويات المناخية التي تروم‬ ‫دعم ائتالف الماء والطاقة واألمن الغذائي‪،‬‬ ‫والقضاء على انبعاثــات الغـــازات السامة‬ ‫خاصة ثاني أكسيد الكربون‪ ،‬على مستوى‬ ‫النقل البحري بمياه األبيض المتوسط‪،‬‬ ‫وإيالء كبير اهتمام باإلنتاج واالستهالك‬ ‫وفق منظومة محكمة تأخذ بعين االعتبار‬ ‫مجموعـــة من الفـــرص المتاحــــة في‬ ‫مجال مواجهة التغيرات المناخية وكذا‬ ‫التدبير الفعال للموارد وتثمين المهارات‬ ‫المتوسطية في هذا المجال‪.‬‬ ‫«كوب المنـــاخ المتوسطــي» كــان‬ ‫إنجازا كبيرا لجهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫وامتحانا عسيرا لرئيسها إلياس العماري‬ ‫الذي خرج منه بميزة «مشرف» بالرغم من‬ ‫بعض االختالالت التنظيمية الذي تداركها‬ ‫في كلمته االفتتاحية‪ ،‬حين اعترف بأن‬ ‫الفريق المنظم وجد نفسه أمام ضعف عدد‬ ‫المشاركين الذين كان ينتظرهم‪ ،‬وهي‬ ‫وضعية ال يمكن إال أن تؤخذ بعين االعتبار‬ ‫بل ويهنأ الفريق المنظم على طريقة‬ ‫تدبيره لألمر تدبيرا موفقا‪.‬‬ ‫وحتى يعطي المزيد من الدالئل‬ ‫على براغماتيته‪ ،‬وأنه ال يترك فرصة تمر‬ ‫دون استغاللها لصالح الجهة وسكانها‪،‬‬ ‫فقد استغل فرصة انعقاد مؤتمر المناخ‬ ‫المتوسطي ليبرم اتفاقيات جديدة‪ ،‬مع عدد‬ ‫من المؤسسات المغربية واألجنبية‪ ،‬تصب‬ ‫كلها في خانة البيئة والمناخ والمحافظة‬ ‫عليهما وتعمل على تشجيع وتقوية‬ ‫المقاوالت الخاصة والعامة من أجل العمل‬ ‫بشكل جماعي حفاظا على البيئة‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬وقع رئيس الجهة‬ ‫اتفاقية شراكة مع الوزارة المكلفة بالماء‬ ‫تتعلق بإعادة استعمال الميــاه العادمـــة‬

‫في مدينة طنجة من أجل أغراض السقي‬ ‫حفاظا على المياه الصالحة للشرب‪ ،‬التي‬ ‫يمكن إعادة تدويرها واستعمالها‪ .‬وسوف‬ ‫تمتد هذه التجربة إلى باقي عمـــاالت‬ ‫وأقاليم جهة طنجة‪.‬‬ ‫أما االتفاقية الثانية فكانت تهم العمل‬ ‫مع جامعة اتحاد غرف التجارة والصناعة‬ ‫بدول حوض البحر األبيض المتوسط‪ ،‬من‬ ‫أجل المساهمة في إنجاز مشاريع مشتركة‬ ‫ودراسات علمية لصالح الحفاظ على‬ ‫البيئة ومواجهة التحديات المناخية التي‬ ‫تشهدها المنطقة المتوسطية‪.‬‬ ‫االتفاقية الثالثــة كانت مع شركـــة‬ ‫صينيــة تصنـــع الحافـــالت والسيارات‬ ‫الكهربائية بهدف إنشاء مصنع لتركيب‬ ‫السيارات الموجهة ليس فحسب للسوق‬ ‫الداخلية المغربية‪ ،‬بل وأيضا للتصدير‪ .‬هذا‬ ‫المشروع سوف يوفر مئات فرص الشغل‬ ‫بالنسبة للجهة‪.‬‬ ‫االتفاقية الرابعة تمت بين مؤتمر‬ ‫المناخ المتوسطي واالتحاد العام لمقاوالت‬ ‫المغرب‪ ،‬من أجل تعزيز التعاون بين‬ ‫الشركات الصغرى والمتوسطة والكبرى‬ ‫من أجل تحقيق مشاريع تندرج في إطار‬ ‫توصيات كوب مناخ المتوسط‪.‬‬ ‫‪ ‬وفي هذا الصدد‪ ،‬أكد إلياس العماري‬ ‫عقب محادثاته الخميس الماضي بطنجة‪،‬‬ ‫مع وفـــد صينـــي أن مشروع السيارات‬ ‫الكهربائية يندرج في إطـــار الشراكـــة‬ ‫االستراتيجية بين المغرب والصين‪.‬‬ ‫كما أن هذا المشروع يهدف إلى تعزيز‬ ‫اقتصاد الطاقة وحماية البيئة وتشجيع خلق‬ ‫فرص شغل بجهة طنجة تطوان الحسيمة‪،‬‬ ‫وإلى تعزيز العالقات االقتصادية بين‬ ‫المغرب والصين‪.‬‬ ‫من جهتـــه أعلـــن «وو تان تسي»‬

‫الرئيس المدير العام لمجموعـــة «يانغ‬ ‫تسي» الصينية المتخصصة في صناعة‬ ‫السيارات‪ ،‬أن مجموعته تعتزم إنشاء أول‬ ‫مصنع لها لتصنيع الحافالت والسيارات‬ ‫الكهربائية بالمغرب‪ ،‬وذلك بمدينة طنجة‪،‬‬ ‫نظرا لموقع هذه المدينة كبوابة إلفريقيا‬ ‫وأوروبا وتوفرها على يد عاملة بمؤهالت‬ ‫عالية في صناعة السيارات‪ ،‬فضال عن‬ ‫التسهيالت االستثماريــة التي تقدمهـــا‬ ‫الجهة‪.‬‬ ‫ماذا تستخلص بعد هــذه الوقفـــة‬ ‫العاجلة على بعض جوانب عمل إلياس‬ ‫العماري في ظرف وجيز بعد تسلمه رئاسة‬ ‫جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة ؟‬ ‫أول ما يمــكــــن استخالصـــه أن‬ ‫الرجل أظهر جدية كبيرة في التعامل‬ ‫مع القضايا الجهوية‪ ،‬خاصة تلك التي‬ ‫ترتبط بالتنمية االجتماعية واالقتصادية‪،‬‬ ‫وأن إلياس العماري جعل الجهة تحظى‬ ‫باعتبار متميز وطنيا ومتوسطيا ودوليا‬ ‫بسبب نجاحه الباهر في تنظيم مؤتمر‬ ‫المناخ المتوسطي‪ ،‬بشهادة كافة الوفود‬ ‫المشاركة‪ ،‬ثم إن رئيس الجهة‪ ،‬حمل إشعاع‬ ‫جهته إلى العالم‪ ،‬بربطه لعالقات دولية‪،‬‬ ‫أوروبية وأسيوية وافريقية وأمريكية‪ ،‬عبر‬ ‫استقباله لوفود عديدة من مسؤولي تلك‬ ‫الدول‪ ،‬كان آخرها‪ ،‬يوم الخميس الماضي‪،‬‬ ‫للوفد الصيني‪ ،‬ووفد برلماني من فنزويال‬ ‫ووفد يمثل جامعة والية الميسيسيبي‬ ‫األمريكية الذي وقع معه اتفاقية شراكة‬ ‫استراتيجية تهم التعاون في مجال التعليم‬ ‫والبحث العلمي خاصة‪ ،‬عبر إطالق مشروع‬ ‫تربوي وفق النموذج األمريكي مع مراعاة‬ ‫الخصوصيات المغربية‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪847‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬يوليوز �إلى ‪ 01‬غ�شت ‪2016‬‬

‫المغاربة يستنجدون بملكهم للحد من ظاهرة “الكريساج”‬

‫هل أصبحت طنجة مرتعًا للمجرمين وقطاع الطرق بقدرة إالهية أم بخطة شيطانية؟‬ ‫و هل آن األوان لإللتفات لهؤالء المجرمين لربما كانوا هم أيضا ضحايا ؟‬ ‫نعود من جديد لندق ناقوس الخطر‪ ،‬و لنفكر جميعا في حلول فعالة لظاهرة أصبحت واقعا يقض‬ ‫مضجع كل المغاربة بدون استثناء‪ ،‬إذ ال يكاد يمر يوم واحد دون أن نسمع أو نقرأ عن هذه الظاهرة‪،‬‬ ‫و صور أبطالها و ضحاياها تمأل الجرائد والصحف الوطنية وحتى المواقع االلكترونية ومواقع التواصل‬ ‫االجتماعي حيث انطلقت الشرارة األولى لها‪ ،‬إنها ظاهرة السرقة بالضرب و الجرح و إزهاق الروح ‪ ،‬ظاهرة‬ ‫«التشرميل» كما يحلو للبعض تسميتها ‪.‬‬ ‫ماهي األسباب المباشرة و الغير مباشرة التي تجعل هؤالء المراهقين و الشباب ‪ ،‬يرتكبون مثل هكذا‬ ‫جرائم ‪ ،‬أحيانا ألجل المال ‪ ،‬و أحيانا أخرى للتبهرج بالتحدي العظيم الذي حققوه ضد الدولة و المجتمع ‪.‬‬ ‫فما هي دوافع لجوء الشباب للتمرد ؟؟ الكثير يشتكي ويريد ردع معترضي طرقاتهم تحت التهديد بالسالح‬ ‫األبيض الذي يتنوع حسب مزاج بطل القصة‪ .‬وهل المقاربة األمنية وحدها تنفع حال للظاهرة؟؟؟‬ ‫ماذا يُنتظر من شباب يتخبط في الفقر ويتجرع ويالته يوميا وهو يرى ماليين الدراهم من خير وطنه‬ ‫تصرف صرفا فاسدا من ريع و ما شابه ؟ ماذا ينتظر من من شباب نشأ في أحياء تفتقر ألدنى شروط الغذاء‬ ‫الفكري من مكتبات ودور شباب وحتى وإن وجدت فإنها تظل موصدة حتى إشعار آخر‪ ...‬كما تفتقر ألماكن‬ ‫الترفيه من مالعب رياضية وأماكن تأطيرية مهمتها احتواء الشباب والعناية به وباهتماماته‪ ...‬ماذا ننتظر‬ ‫من منظومة تعليمية فاشلة ال تراعي مستلزمات سوق الشغل وال تعير أدنى اهتمام لجودة المنتوج بقدر‬ ‫ما تهتم بالكمية وتخريج أفواج المعطلين‪...‬؟‬ ‫لست أدافع عن هؤالء‪ ،‬لكن ال يجب علينا أن‬ ‫نتفاجأ أو نصدم إذا رأينا ظواهر في المستقبل أكثر‬ ‫تفاقما من ظاهرة «التشرميل» ‪ ..‬ظواهر لن نستطيع‬ ‫التحكم فيها‪ ،‬إذ كل ما يحصل فهو نتاج ما زرعناه‪...‬‬ ‫فال يمكن لزارع الحنظل أن يجني إال حنظال‪..‬‬ ‫بعدما تطرقت في ‪ 2015‬صحيفة «الفانغوارديا»‬ ‫اإلسبانية بالتحليل لظاهرة التشرميل بالمغرب‪،‬‬ ‫وح��ذرت من وجود ب��وادر تفيد عودتها من جديد‬ ‫لشوارع المملكة‪ ،‬أف��ردت صحيفة «ال كابيتال»‬ ‫األرجنتينية مقاال للمشرملين المغاربة‪.‬‬ ‫الصحيفة األرجنتينية وصفت المشرملين‬ ‫بأشخاص عدوانيين ج��دا ‪ ،‬منحدرين من أحياء‬ ‫هامشية‪ ،‬مخيفي المنظر ‪ ،‬يسهل التعرف عليهم من‬ ‫خالل طريقة لبسهم وتصفيفهم للشعر‪ ،‬وال يتورعون‬ ‫عن استعمال األسلحة البيضاء خالل هجماتهم والتي‬ ‫تكون عادة بشكل جماعي‪.‬‬ ‫الصحيفة اعتبرت أن الظاهرة عادت من جديد‬ ‫لالنتشار في المغرب بعد حوالي سنة من القضاء عليها مؤكدة أن هذا األمر يثير‬ ‫المخاوف في صفوف المجتمع المغربي‪.‬‬ ‫و اآلن مع كل التطور الذي يشهده المغرب على كل األصعدة ‪ ،‬هل يصح أن‬ ‫تمارس هكذا ممارسات بالشوارع المغربية التي تعج سياحا و مواطنين ‪ ،‬هل هو‬ ‫تقصير أمني أم انهيار تام لكل قيم المجتمع؟‪ ‬‬ ‫رغم التدابير التي اتخذت لمحاصرة هذه الظاهرة‪ ،‬إال أن األحداث المسجّلة‬ ‫مؤخرا‪ ،‬تعكس عودة التشرميل و «الكريساج» بوتيرة مقلقة رغم كل الجهود التي‬ ‫تبذلها المصالح األمنية والسلطات المحلية منذ منتصف السنة الماضية‪.‬‬ ‫ومع عودة هذا الكابوس المقلق‪ ،‬ال يتردد المتتبعون في التساؤل حول فشل‬ ‫المقاربات األمنية والتحسيسية في اجتثاث هذه المعضلة األمنية من المشهد‬ ‫العام‪.‬‬ ‫تشخيص الظاهرة من حيث مسبباتها‪ ،‬يؤكد أن مقاربة التعاطي األمني‬ ‫ّ‬ ‫المركبة ال تكفي‪ ،‬خصوصا أن هناك شبه تقصير لدى‬ ‫وحدها مع هذه اإلشكالية‬ ‫باقي المعنيّين‪ ،‬من مجتمع مدني‪ ،‬وأسرة‪ ،‬ومدرسة وغيرها‪.‬‬ ‫غير أن القسط األكبر من المسؤولية يتحمله الجهاز القضائي بالمملكة‪،‬‬ ‫بسبب طبيعة األحكام المخففة التي ينطق بها بعض القضاة في ملفات الجريمة‬ ‫واالنحراف‪.‬‬ ‫إن تتبع غالبية األحكام الصادرة عن مختلف محاكم المغرب‪ ،‬يكشف اللثام‬ ‫عن تساهل وتسامح القضاة مع مرتكبي حوادث اإلجرام‪ ،‬من خالل النطق بأحكام ال تتناسب وطبيعة‬ ‫الجرم المرتكب‪ ،‬والنتائج االجتماعية الخطيرة لبعض الجرائم‪ ،‬كما يشجّع بعض المجرمين والمنحرفين‬ ‫ومنعدمي الضمير على التمادي في استهداف أمن وسالمة المواطنين وممتلكاتهم‪.‬‬ ‫قراءة مضمون ومنطوق بعض األحكام‪ ،‬يصيب المتتبع بالدهشة إن لم نقل الصدمة‪ ،‬إذ كيف يعقل‬ ‫أن يحكم مجرم تسبب في عاهة مستديمة لشخص ما بستة أشهر أو سنتين حبسا‪ ،‬وقد يغادر السجن‬ ‫بعد ذلك الرتكاب جرائم أكثر خطورة‪ ،‬بكل ما يعنيه مضمون مصطلح العود من خطورة إجرامية معتبرة‪.‬‬ ‫وحتى عندما تقوم السلطات ومصالح األمن بحمالت للقبض على المجرمين‪ ،‬فإنها قد تفاجأ‪ ‬باإلفراج‬ ‫عنهم بعد شهر أو شهرين‪ ،‬ما يضيف أعباء جديدة على كاهل المصالح األمنية التي تبذل جهودا مشكورة‬ ‫عليها‪ ،‬ثم ما تلبث أن تذهب أدراج الرياح‪ .‬كما أن قرارات القضاء هذه‪ ،‬تصيب الشرطة باإلحباط‪ ،‬وبالتخاذل‪،‬‬ ‫ما دام القضاء ال يصدر عقوبات مشددة في حق المجرمين‪.‬‬ ‫عودة ظاهرة اإلجرام سنة بعد طرح مشروع مدونة القانون الجنائي الذي أغفل على ما يبدو هذه‬ ‫المعضلة‪ ،‬رغم راهنية الطرح من خالل استغالل القانون الجديد لرفع العقوبات بإعادة األعمال الشاقة‬ ‫وتشديد العقوبات على كل من يستهدف أمن المواطن وسكينته‪.‬‬ ‫مصطفى الرميد‪ ،‬وزير العدل و الحريات‪ ،‬ضيع فرصة الضرب بيد من حديد على جيوش المجرمين‬ ‫والمشرملين الذين يستغلون تسامح القانون لمواصلة إجرامهم دون التفكير في طبيعة العقوبات‬ ‫المخففة والتي تعتبر إهانة لضحايا هذه الحوادث‪ ،‬إن أحكام بعض رجال القضاء هي أصل الع ّلة‪ ،‬وهذه‬ ‫حقيقة يجب عدم السكوت عنها‪ ،‬إن كنا نريد خيرا لهذا البلد‪ .‬وما يعانيه المواطن اليوم من رعب وهلع‬ ‫بسبب تفشي التشرميل‪ ،‬ليس إال نتيجة لهذا التساهل القضائي‪.‬‬ ‫‪ ‬يجب على الجهات المسؤولة مركزيا‪ ،‬في وزارة العدل والحريات‪ ،‬فتح هذا الملف بشكل عاجل‪ ،‬وإجراء‬ ‫تعديالت فورية ومستعجلة‪ ،‬حتى تكون األحكام وفقا لألفعال اإلجرامية‪ ،‬وحتى تصل عقوبة حمل السالح‬ ‫األبيض بدون مبرر‪ ،‬لما يقل عن ‪ 10‬سنوات‪ ،‬مع األعمال الشاقة مثال‪ ،‬أو النفي من البالد ‪ ،‬لم ال ‪......‬‬ ‫فالمواطنة ليست إجراما و حقدا دفينا على أبناء الوطن‪.‬‬ ‫‪ ‬و رجوعا إلى عودة «الكريساج»بالمغرب ‪ ،‬نحن بطنجة ‪ ،‬اعتدنا على مرّ تاريخها أن تستقبل‬ ‫المهاجرين القادمين من مدن أو قرى أو حتى دول أخرى‪ ،‬بهدف العمل غالبا‪ ،‬أو من أجل الدراسة أو‬ ‫السياحة‪ ،‬لكنها في اآلونة األخيرة باتت تستقبل أناسا آخرين قدموا إليها لهدف مختلف تماما‪ ،‬فهؤالء‬ ‫جاؤوا لطنجة بهدف اإلجرام‪.‬‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫في مناطق نائية من أحياء طنجة الكبرى‪ ،‬تستوطن عصابات كاملة بيوتا من صفيح بني أغلبها حديثا‬ ‫وقد حول اللصوص والمنحرفون هذه المناطق إلى أحياء خاصة بهم‪ ،‬يحظر على الناس االقتراب منها ‪ ،‬من‬ ‫هناك يخططون قبل كل عملية‪ ،‬وإلى هناك يعودون ليختبئوا في وكرهم اآلمن بعدها‪ .‬‬ ‫سرقات تنفذ من طرف عصابات أفرادها من ذوي سوابق‪ ،‬تستعين في الغالب بدراجات نارية‪ ،‬سرقات‪،‬‬ ‫صاحبها حسب شهادات البعض تعنيف لفظي وتنكيل و ضرب و جرح لحق ببعض الضحايا‪ ،‬فضّل بعضهم‬ ‫عدم التبليغ ألسباب تبقى مجهولة‪ ،‬استغلها البعض طبعا لالستمرار في تنفيذ مسلسلهم اإلجرامي‪ ،‬الذي‬ ‫تمنى المتضررون أن ال تطول حلقاته‪.‬‬ ‫االنتقادات الموجهة إلى السلطات ال تقف عند أفراد األمن الوطني و حسب‪ ،‬بل تذهب إلى حد تحميل‬ ‫المسؤولية للجماعة‪ ،‬والوكالة الحضرية‪ ،‬ووزارة اإلسكان‪ ،‬بالمصادقة على تشييد تجزئات و دور سكنية‬ ‫نائية تساعد على اإلجرام ‪ ،‬وال ّ‬ ‫تمكن األمن من بسط سيطرته على الجريمة بين مسالكها الوعرة‪ ،‬بل‬ ‫هناك عمارات للقضاء على البراريك‪ ،‬هي بمثابة «مساكن عشوائية‪ ،‬لكن عمودية» حسب أحد الغيورين‬ ‫على هذه المدينة الجميلة‪.‬‬ ‫على‪ ‬المواطنين أيضا تبنّي ثقافة التبليغ عن الجريمة في حينها بدل تخاذل بعض الضحايا في القيام‬ ‫بذلك‪ ،‬وتقديم كافة االرش��ادات واألوص��اف والمعلومات‬ ‫التي قد تساعد على إيقاف الجناة والمجرمين في اقل‬ ‫وقت ممكن‪ ،‬واالندماج في مشروع أمني مشترك من‬ ‫شأنه أن ينشرالسكينة والطمأنينة ويساهم في استتباب‬ ‫األمن والنظام العام‪.‬‬ ‫‪ ‬و بهذا الخصوص ش��نّ ناشطون مغاربة على‬ ‫موقع التواصل االجتماعي «فيسبوك» صفحات خاصة‬ ‫تهتم برصد مظاهر الجريمة في المدن الكبرى بالمغرب‬ ‫كطنجة و الدار البيضاء و فاس ‪ ،‬في أعقاب تفشّيها بشكل‬ ‫خطير في السنوات األخيرة‪ ،‬و بنداءات قوية موجّهة‬ ‫لملك البالد‪ ،‬محمد السادس‪ ،‬ليعتق رقابهم من سيوف‬ ‫المجرمين قطاع الطرق الحاملين لألسلحة البيضاء ‪.‬‬ ‫وترمي العديد من صفحات الفيسبوك الخاصة لفضح‬ ‫ممارسات المنحرفين من رواد السجون ومحاولة طرح‬ ‫خطورة الجريمة على أمن الفرد والدولة معا‪ ،‬من أجل‬ ‫إيصال صوت الشعب المغلوب على أمره إلى المسؤولين‬ ‫إليجاد حلول واقعية لمعضلة انتشار الجريمة في المدن‬ ‫المغربية‪ .‬‬ ‫و ق��ام أي��ض��ا ‪ ‬ناشطون آخ���رون بخلق صفحات‬ ‫فيسبوكية قاسمها المشترك الدعوة إلى محاربة الجريمة بالمغرب‪ ،‬وإثارة‬ ‫االنتباه إلى بعض ممارسات المنحرفين وقطاع الطرق واللصوص‪ ،‬والتوعية‬ ‫بأهم الحيل التي يلجؤون إليها لبث الفزع والرعب في نفوس ضحاياهم من‬ ‫الناس‪.‬‬ ‫وعبَّر الناشطون عن خيبة أملهم من مدة العقوبات المخففة التي ينالها‬ ‫بعض المجرمين‪ ،‬حيث إنها تساهم بشكل غير مباشر في تزايد اإلجرام وتطوير‬ ‫مهاراتهم في السرقة‪ ،‬ليظل المتضرر الوحيد هو المواطن الضحية ‪ ..‬‬ ‫وصرح الباحث في علم االجتماع الدكتور حسن قرنفل ‪،‬أن هناك ارتفاعا‬ ‫حاصال في نسبة الجريمة في المغرب خالل السنوات األخيرة‪ ،‬خاصة جرائم‬ ‫القتل باستعمال العنف وحوادث السرقة‪ ،‬وذلك من خالل توزيع جغرافي ال‬ ‫يقتصر فقط على المدن الكبرى بل امتدت الظاهرة أيضا إلى الصغرى منها‬ ‫و ‪ ‬التي كانت في السابق تتسم بالهدوء والسالم‪.‬‬ ‫وشدد األخصائي على أهمية الحلول األمنية للحد من تفاقم حاالت‬ ‫الجريمة بالمدن‪ ،‬لما تتيحه مبدئيا هذه التدابير األمنية من شعور المواطنين‬ ‫باألمن واألمان‪ ،‬الفتا إلى أن إيجاد حلول لمعضلة الجريمة المتفشية ال ينبغي‬ ‫أن ترتكز فقط على اإلج��راءات األمنية‪ ،‬حيث إن المطلوب هو سنّ تدابير‬ ‫اجتماعية واقتصادية تحارب التهميش والفقر‪ ،‬ما يحدّ بشكل كبير من ارتكاب‬ ‫الجرائم المختلفة‪.‬‬ ‫نحن ال نريد أن نرسم لوحة سوداء قاتمة للوضع في مدينتنا ‪ ,‬ولكن ال يمكننا أن نغطي الشمس‬ ‫بالغربال أيضا‪ ،‬و نحن ال نبالغ إذا ذهبنا‪ ‬في القول بأننا سنضطر يوما ‪ ‬لحمل السالح للدفاع عن أنفسنا‪،‬‬ ‫خصوصا نحن النساء ‪ ،‬ألننا و ببساطة فريسة سهلة لوحوش آدمية أبت أن ترى فينا األخت و االبنة ‪ ،‬و‬ ‫كيف يروننا كذلك و هم يعنّفون و يسرقون ‪ ‬أمهاتهم و أخواتهم و بناتهم ويعاملونهن بالمثل ‪ ،‬فلشراء‬ ‫جرعة مخدر هم مستعدون لذبحهن و ليس فقط تعنيفهن ‪ ،‬و لربما سنكون مضطرين أيضا إلى الدعوة‬ ‫لتشكيل لجان شعبية تدافع عن مناطق وأحياء سكنانا إذا استمر الحال على ما هو عليه‪ ،‬فاألمر زاد عن‬ ‫حدّه ‪ ,‬ووصلت معه األوضاع لدرجة التطاق ‪ ..‬فأن تسمع بسرقة في وضح النهار بساحة األمم‪ ،‬واعتداء‬ ‫أمام المحكمة االبتدائية أو والية األمن‪ ،‬فهذا أمر مخجل لالمن بمدينتنا فعال‪.‬‬ ‫هل أصبحت طنجة مرتعا للمجرمين وقطاع الطرق بقدرة إالهية أم بخطة شيطانية؟‪ ، .‬حقيقة أصبحنا‬ ‫نشك في كل شيء اآلن ‪ ،‬بسبب تفاقم هذه الظاهرة وطريقة التعامل معها‪ ،‬ترى من المسؤول عنها من‬ ‫األساس؟؟‪. ‬‬ ‫إنه من المفترض أن ّ‬ ‫يشكل هاجس توفير األمن للمواطنين‪ ،‬وتفويت الفرصة على أي عابث بأمن‬ ‫البالد‪ ،‬الدافع األساسي لتشريع وسنّ قوانين زجرية مشددة‪ ،..‬وليس العتبارات أخرى غير ذلك‪ ،..‬وبما أن‬ ‫المواطن من طنجة إلى أعمق مدينة في التراب الوطني أصبح ال يأمن على نفسه أمام ظاهرة (الكريساج)‬ ‫بألوانها (المشرملة وغير المشرملة)‪ ،‬فقد أصبح هذا الوضع خطيرا جدا و الظاهرة أصبحت مقلقة ومهددة‬ ‫للطمأنينة والسكينة العامتين‪.‬‬ ‫‪ ‬إن اإلرادة الصادقة والنظرة البعيدة والمقاربة الجادة تستلزم على المسؤولين الساهرين على حماية‬ ‫أمن هذا الوطن وضع استراتيجية متكاملة للحد من ظاهرة الجريمة‪ ،‬تأخذ بعين االعتبار ودون حساسية‬ ‫كل الجوانب المؤثرة في هذا الموضوع‪ ،‬ما يشمل التأطير التربوي و التحسيسي وتوفير فرص العمل‬ ‫للعاطلين‪ ،‬ومحاربة دور الصفيح والسكن العشوائي‪ ،‬وتحسين ظروف عمل وأداء الجهاز األمني حتى يكون‬ ‫فعاال وقريبا من عموم المواطنين‪.‬‬ ‫‪ ‬فمتى ما أردنا محاصرة الجريمة ووضع مقاربة فعالة للحد منها؛ يتحتم علينا لزاما النفاذ بعمق إلى‬ ‫الجذور التي ّ‬ ‫تغذي هذا الورم الخبيث وتضمن له البقاء‪ ،‬وإلى إعادة النظر في المرجعية التي نصدّر منها‬ ‫هؤالء اآلدميين ؛ وفي تغلغل األفكارالمنح ّلة في العديد من القطاعات الحساسة والفعالة التي تمدّ عالم‬ ‫الجريمة وتنعشه وتربط اإلنسان بالمادة فقط وتجعل منه حيوانا يلهث وراء إشباع شهواته ورغباته‪ ،‬ال‬ ‫يؤمن بغيب وال وحي وال جزاء وال معاذ‪.‬‬

‫و لنا في تشديد العقوبة على مثل هذه الجرائم حياة وأمن وأمان‪..‬‬


‫العدد ‪847‬‬

‫دفاتري‬

‫من‬

‫عزيـز‬

‫ال خطر‬ ‫مديونة المغرب بلغت حد تهديد الناتج‬ ‫الداخلي الخام‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬طمأننا رئيس حكومتنا‬ ‫الحازم‪ ،‬أن ال خطر علينا ال حاال وال مستقبال‪.‬‬ ‫ذلك أن الفلوس التي يحصل عليها المغرب‪،‬‬ ‫يتم تصريفها في تحقيق مشاريع اجتماعية‬ ‫واقتصادية ذات مردودية عالية‪ ،‬حتى أن النموذج‬ ‫المغربي في مد اليد و‪...‬الخد‪ ،‬صار مثاال يحتدى‬ ‫به من طرف فقراء العالم‪ ،‬أمثالنا‪ ،‬والحمد هلل‬ ‫الذي ال يحمد على مكروه سواه‪! ‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫المرقالة‬ ‫المرقالة تحولت من شاطئ جميل ونظيف‬ ‫يقصده سكان الجبل‪ ،‬عرب وعجم‪ ،‬منذ أيام‬ ‫«األنطيرناسيونال»‪ ،‬صار اليوم بركة آسنة‪ ،‬تصب‬ ‫فيها مجمعات النفايات السائلة‪ ،‬دون معالجة‬ ‫قبلية‪ ،‬بطبيعة الحال‪ ،‬وتغمرها الروائح الكريهة‪،‬‬ ‫بطبيعة الحال‪ ،‬خاصة عند الغروب‪ .‬والغريب أن‬ ‫السباحة في هذا المستنقع الموبوء مسموح بها‬ ‫للكبار والصغار بال شفقة وال رحمة‪ ،‬وال حتى تنبيه‬ ‫شفوي أو مكتوب ألخطار السباحة في شاطئ‬ ‫المرقالة‪ ،‬شأنه في ذلك شأن الشاطئ البلدي‬ ‫الذي يبعث الحسرة في نفوس من «عرفوه»‬ ‫أيام عزه وشهرته‪ .....! ‬وحيث أن الكوارث ال‬ ‫تأتي منفردة‪ ،‬فقد «احتل» شاطئ المرقالة‪،‬‬ ‫أسراب من المتسكعين والمتشردين والمجرمين‬ ‫وقطاع الطريق‪ ،‬يبعثون الرعب في نفوس‬ ‫«المصطافين» إلى أن نزلت جماعة منهم إلى‬ ‫الشارع مطالبة باألمن‪ ،‬ليتحرك األمن ويقبض‬ ‫على من استطاع‪ ،‬وعادت األمور إلى وضع مقبول‪.‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫البيئة في صلب اهتمامات‬ ‫الجماعة‬ ‫وجد العمدة نفسه‪ ،‬األسبوع الماضي‪ ،‬وسط‬ ‫جموع مستنفرة من أجل حماية البيئة‪ ،‬فسارع إلى‬ ‫التأكيد على أن البيئة والمناخ‪ ،‬يشكالن أولوية‬ ‫من أولويات الجماعة التي تقوم بين الفينة‬ ‫والفينة ‪ ،‬بمجموعة تدابير تصب كلها في خانة‬ ‫المحافظة على البيئة‪.‬‬ ‫ولو أن العمدة لم يفصح عن عدد أو نوع‬ ‫أو طبيعة تلك التدابير البيئية والمناخية‪ ،‬إال أنه‬ ‫ذكرنا بملف المطرح البلدي‪ ،‬الذي ال ناقة له فيه‬ ‫وال جمل‪ ،‬والذي «ورثه» عن من سبقوه‪ ،‬ولربما‬ ‫«ورثه» بدوره لمن سيخلفونه بعد أن ‪......‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫مطلوب مصححون للغة‬ ‫األمازيغية‬ ‫مبارك بلقاسم انتفض في وج��ه بعض‬ ‫مستعملي حرف التيفيناغ‪ ،‬الذين يرتكبون أخطاء‬ ‫فادحة‪ ،‬إمالء ولغة ونحوا‪ ،‬في بعض المنشورات‬ ‫والمطبوعات والملصقات كان آخرها ملصق‬ ‫«ك��وب مناخ ـ طنجة‪ ،‬حيث طلعت أخطاء في‬ ‫ترجمة شعار هذا الملتقى المتوسطي‪« ،‬لنعمل‬ ‫معا من أجل المناخ»‪.‬‬ ‫المصحح األم��ازي��غ��ي ط��ال��ب باستبدال‬ ‫حرف التيفيناغ الذي يجهله األمازيغ أنفسهم‪،‬‬ ‫بالحرف الالتيني‪ ،‬ول��م ينتبه إل��ى أن الحرف‬ ‫العربي هو األقرب إلى الحرف والصوت واللسان‬ ‫األمازيغي‪ ...‬حيث إن كبار العلماء األمازيغ وعلى‬ ‫رأسهم العالمة المختار السوسي‪ ،‬اعتمدوا الحرف‬ ‫العربي في كتاباتهم األمازيغية‪ ،‬سوسية وريفية‬ ‫وأطلسية‪ ،‬قبل أن تولد األمازيغية «االعتبارية»‪...‬‬ ‫وتلك «مشطبة» أخرى‪! ‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬يوليوز �إلى ‪ 01‬غ�شت ‪2016‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫مصرع شاب وفتاة وإنقاذ غرقى بشواطئ الفنيدق‬ ‫علمت «األخبار» من مصادر مختلفة أن شابا‬ ‫يقطن بمدينة الفنيدق لقي مصرعه غرقا مساء‬ ‫يوم الجمعة الماضي‪ ،‬بشواطئ المضيق الفنيدق‬ ‫كما لقيت فتاة أخرى تقطن بتطوان نفس المصير‬ ‫بشاطئ (ريستينكا)‪ ،‬مساء أول السبت عندما كانت‬ ‫تسبح رفقة عائلتها قبل أن تجرفها أمواج البحر‬ ‫الهائج العاتية وتسحبها إلى الداخل‪ ،‬حيث فشلت كل‬ ‫محاوالت إنقاذها وإسعافها من طرف مصالح الوقاية‬ ‫المدنية والسباحين المنقذين‪.‬‬ ‫وكشفت المصادر نفسها‪ ،‬أن السباحين‬ ‫المنقذين ورغم تنبيههم للمصطافين إلى حالة‬ ‫البحر الهائج وخطورة السباحة لمسافة بعيدة‬ ‫بالداخل ‪،‬إال أن البعض ال يلتزم بالتعليمات لجهله‬ ‫بالخطر أو إظهاره العناد والتحدي‪ ،‬وقد سجلت أكثر‬

‫من ست حاالت إنقاذ ناجحة‪ ،‬كما تم رفع الراية‬ ‫السوداء كعالمة الخطر فوق كل األبراج الموضوعة‬ ‫رهن إشارة السباحين المنقذين من أجل المراقبة‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬قال أحد المصطافين إن على‬ ‫المؤسسات المسؤولة توفير كافة الشروط األساسية‬ ‫لسالمة المصطــاف‪ ،‬ومنهــا التشويــر الضروري‬ ‫والتكوين الجيد والمحترف للسباحين الم ٍنذين‬ ‫في تقديم اإلسعافات األولية المنقذين في تقديم‬ ‫االسعافات األولية للغريق‪ ،‬نظرا ألهميتها في إنقاذ‬ ‫األرواح في انتظار وصول سيارة اإلسعاف التي تم‬ ‫تسجيل تأخرها في التدخل أكثر من مرة على مستوى‬ ‫الفنيدق بسبب تواجد مركز الوقاية المدنية داخل‬ ‫أزقة ضيقة واحتالل الشارع الذي تسلكه من طرف‬ ‫الباعة المتجولين‪ .‬وطالب المتحدث ذاته‪ ،‬السلطات‬

‫المحلية بضرورة التدخل من أجل منع «الفراشة»‬ ‫على األقل أمام مسلك مركز الوقاية المدنية‪ ،‬فضال‬ ‫عن عدم االستهانة بالمدة الزمنية التي يقضيها‬ ‫سائق سيارة اإلسعاف‪ ،‬وهو يطلب من الباعة‬ ‫المتجولين إخالء الطريق‪ ،‬علما أن المدة يمكن أن‬ ‫تنقذ حياة مواطن في حالة خطر أو تكون سببا في‬ ‫مضاعفات قد تؤدي به إلى الوفاة‪.‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬خلف مصرع الشاب والفتاة أسى عميقا‬ ‫في نفوس عائالتهم وأصدقائهم‪ ،‬كما أمرت النيابة‬ ‫العامة المختصة بتشريح الجثتين لتحديد أسباب‬ ‫الوفاة‪ ،‬قبل عملية التسليم من آجل الدفن‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫موسم أصيلة‪ ..‬ورش فني كبير مفتوح على فضاءات خارجية‬ ‫عرف موسم أصيلة في دورته ‪ 38‬لهذه السنة‬ ‫كباقي السنوات الفارطة‪ ،‬احتفاء‪ ،‬خاصا بالجماليات‪،‬‬ ‫تم خالله تدشين ورشات بمختلف األجناس التعبيرية‬ ‫الفنية أهمها ورش للصباغة والحفر والجدرايات‬ ‫وورش لألطفال باإلضافة إلى تدشين نصب وسط‬ ‫المدينة للنحاتة المغربية إكرام القباج بحضور‬ ‫السيد محمد بنعيسى رئيس مؤسسة منتدى أصيلة‬ ‫وعدد من المدعوين من الشخصيات الدبلوماسية‬ ‫واألدبية والفنية‪.‬‬ ‫وكما هو معروف في تاريخ وتقليد موسم‬ ‫أصيلة‪ ،‬كان الفن بجميع أجناسه هو المحور الذي‬ ‫تدور في فلكه األجناس التعبيرية األخرى إلى جانب‬ ‫طرح القضايا السياسية والفكرية الراهنية الكبرى‪،‬‬ ‫فأصبحت المدينة محطة لتجارب متعددة ومدرسة‬ ‫ألبناء سكانها‪ ،‬انطالقا من أوراش صبغية لألطفال‬ ‫وبهذه المناسبة تم من خالل الدورة تنظيم معرض‬ ‫جميل لرسومات أطفال الموسم الذي سيدوم إلى‬ ‫غاية ‪ 8‬غشت ‪ 2016‬فكان بمثابة عتبة أولى لعدد‬ ‫من الطاقات اإلبداعية التي تكونت في هذه األوراش‬ ‫لتصبح من بين األسماء الحاضرة بقوة في المشهد‬ ‫التشكلي المحلي والمغربي بل والعالمي‪.‬‬ ‫ال يمكن أن نتحدث عن تاريخ موسم أصيلة‬ ‫دون أن ونشير إلى أهمية ودور الجدريات في‬ ‫تهذيب وتكوين ذوق أهل المدينة الذين ساهموا‬ ‫بأريحتهم وحبهم للفن بالحفاظ على هذا الموروث‬ ‫الذي تعاقب على كل مواسم أصيلة بدون استثناء‪،‬‬ ‫والدور الذي لعبته هذه المواسم في تطوير مفهوم‬ ‫الجدارية وما لها من وقع في ثأثيث الفضاءات‬ ‫الخارجية‪ ،‬لتكون هذه المدينة السباقة لبناء‬ ‫تصور جمالي يدخل ضمن إطار ما يسمى بالفن‬ ‫المعاصر الذي تحرر اليوم من الفضاءات الداخلية‬ ‫المغلقة كاألروق والمتاحف واالنفتاح واكتساح‬ ‫أماكن خارجية وتقريب الفن من المتلقى‪ ،‬ساهم‬ ‫فيه أول األمر عدد كبير من الفنانين المغاربة‬ ‫والعرب‪ ،‬واألجانب أمثال فريد بلكاهية‪ ،‬المليحي‪،‬‬ ‫الشعيبية‪ ،‬رحول والحريري والقائمة طويلة‪ ،‬إلى‬ ‫أن استطاع الفنانون الشباب اليوم بأن يضمنوا‬ ‫هذه االستمرارية عبر إنجاز جدارياتهم بكل‬ ‫المراقع االستراتيجية بالمدينة القديمة في هذه‬ ‫الدورة من بينهم منيةالتويس‪ ،‬هيبة الخمليشي‪،‬‬ ‫عبد العزيز لغراز‪ ،‬عمر سعدون‪ ...‬بإشراف الفنانين‬ ‫محمد عنزاوي وسناء السرغيني‪.‬‬ ‫فإذا كانت الجدرايات هي السند الذي تم من‬ ‫خالله التواصل مع الشارع في هذه الدورة وباقي‬

‫الدورات السابقة‪ ،‬فإن ورش الحفر هو المطبخ‬ ‫الداخلي الذي توج بإنشائه تكوين الفنانين في هذه‬ ‫التقنية منذ البدايات التاريخية األولى إلى حد اليوم‬ ‫على يد الفنان السوداني المقيم بأمريكا محمد عمر‬ ‫خليل‪ ،‬ليصبح المشغل فيمابعد تحت إشراف الفنان‬ ‫الياباني أكيمي نوغوشي‪ ،‬والمغربيتين الفنانة مليكة‬ ‫أكزناي ومساعدتها الفنانة سناء السرغيني ومشاركة‬ ‫عينة من الفنانين العرب واألجانب القادمين من‬ ‫فرنسا ومصر واألرجنتين واليابان‪.‬‬ ‫لكن ما ميز موسم أصيلة هذه السنة في دورته‬ ‫‪ 38‬هو حضور المرأة بشكل فاعل من خالل معرض‬ ‫نسائي جماعي لخريجي المعهد الوطني للفنون‬ ‫الجميلة بتطوان‪ ،‬فكان احتفاء بهذه الطاقات عبر‬ ‫تراتبية تعددت فيها األجيال منذ بداياتها لحد اآلن‬ ‫بحضور أول خريجة من هذا المعهد الفنانة شمس‬ ‫الضحى أطاع اهلل سنة ‪ 1960‬إلى جانب فنانات‬ ‫أخريات واعدات كمنية التويس‪ ،‬مريم السعلي‪،‬‬ ‫ياسمينة الزيات‪ ،‬سناء السرغيني‪ ،‬رحيمة العرود‬ ‫وخديجة المسري‪ ،‬إذ كانت مدرسة تطوان هي‬ ‫التي احتضنت مواهب وتجارب هاته الفنانات‪،‬‬ ‫فها هي مدرسة أصيلة تستضيف اخر أعمالهن‬ ‫وانشغاالتهن الجمالية‪ .‬وهي مدرسة الموسم الذي‬ ‫يتحول كل عام منذ ‪ 38‬سنة إلى مرسم للتشكيليين‬ ‫والتشكيليات من كل أنحاء العالم‪.‬‬

‫فإذا كانت كل هذه اإلنجازات حققت متعة‬ ‫جمالية وروحية ألهل مدينة أصيلة وضيوفها‬ ‫وزوارها‪ ،‬فإن أعمال الناشئة من الفنانين الزيالشيين‬ ‫العارضين بالممر المؤدي إلى دار الثقافة أو قصر‬ ‫الريسوني‪ ،‬قد أنعشت المشاهدين بإبداعات بديعة‬ ‫تحفر من خالل بحثهم المستمر في عوالم مختلفة‬ ‫للفن التشكيلي‪ ،‬تمثلها أعمالهم الصباغية التجريبية‬ ‫ومنحوتاتهم التي عملت على تطويع الحديد والحجر‬ ‫وإنشاءاتهم التي اعتمدت الورق المقوى لخفة وزنه‬ ‫تعبيرا عن مفهوم الموسمية في عالقته بالمكان‬ ‫عند طير السنونو المهاجر‪.‬‬ ‫وفي األخير توج فضاء أصيلة بتدشين نحت‬ ‫أنجزته النحاتة إكرام القباح‪ ،‬والذي اتخذ شكال‬ ‫تكوينيا دائريا بتركيب هندسي من عناصر متتالية‬ ‫قضبان من األلمنيوم جعلت من الفضاء مساحة‬ ‫لتجريب اجتمعت فيه فكرة الفارغ والمملوء بطريقة‬ ‫ال يمكن أن تخضع إال لمعادلة رياضية من خالل‬ ‫شكل طائر في بعده الرابع تم اقتناص حركته أثناء‬ ‫الطيران‪.‬‬

‫شفيق الزكاري‬

‫طنجة بدون فرع لنقابة الصحافة منذ ثالث سنوات‪ ..‬وعريضة في األفق‬ ‫يرتقب أن يشرع العشرات من الصحافيين‬ ‫المهنيين في طنجة في توقيع عريضة تطالب‬ ‫بتجديد االنتخابات بمكتب فرع طنجة للنقابة‬ ‫الوطنية للصحافة المغربية‪ ،‬الذي يوجد في حالة‬ ‫جمود منذ أزيد من ثالث سنوات‪.‬‬ ‫وعلمت «المساء» أن تنسيقا يجري حاليا بين‬ ‫صحافيين ينتمون لمؤسسات صحافية وازنة من‬ ‫اجل إعادة الروح إلى فرع طنجة للصحافة المغربية‪،‬‬ ‫والذي لم يتم تجديد مكتبه منذ أن انتهت مدة‬ ‫انتداب سعيد كوبريت الذي قضى واليتين على رأس‬ ‫الفرع قبل أن تتجمد أنشطة المكتب بشكل نهائي‬ ‫بعد ذلك‪.‬‬

‫وكان كوبريت تولى قبل حوالي سنتين مهمة‬ ‫المدير التنفيذي لمؤسسة بيت الصحافة بطنجة‬ ‫وهي المهمة التي أصبح متفرغا لها بشكل كامل‬ ‫بحيث أصبح منصب الكاتب العام لفرع طنجة لنقابة‬ ‫الصحافة شاغرا بشكل رسمي‪.‬‬ ‫وحسب مصادر «المساء»‪ ،‬فان كوبريت ال يزال‬ ‫يوقع بيانات صادرة عن فرع طنجة للنقابة الوطنية‬ ‫للصحافة المغربية وهو ما وصفته هذه المصادر‬ ‫بأنه غير قانوني وزادت على ذلك بأنه يدخل في إطار‬ ‫تهمة انتحال صفة التي يعاقب عليها القانون ‪.‬‬ ‫وكان فرع طنجة للصحافة تلقى سيال من‬ ‫االتهامات خالل والية كوبريت بكونه ال يتضامن على‬

‫اإلطالق مع الصحافيين المهنيين الذين يتعرضون‬ ‫لمضايقات من جانب وحوش العقار وتجار المخدرات‬ ‫بل إن أغلبية أنشطة هذا الفرع كان يتم تمويلها من‬ ‫جانب جهات تعتبر من الخصوم التقليديين لحرية‬ ‫التعبير والعمل الصحافي الجاد‪.‬‬ ‫وكانت العشرات من األحكام القضائية صدرت‬ ‫ضد صحافيين ومؤسسات صحافية بطنجة في‬ ‫مواجهة فاسدين ومهربي مخدرات وأباطرة‬ ‫االنتخابات من دون أن يقوم فرع طنجة للصحافة‬ ‫بأي رد أو إصدار ولو بيانات تضامنية رمزية‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬يوليوز �إلى ‪ 01‬غ�شت ‪2016‬‬

‫العدد ‪847‬‬

‫إقتصاد‬ ‫«الميثاق الجديد لالستثمار آلية لخلق بيئة اقتصادية‬ ‫مالئمة ونمو سليم» حسب الوزير العلمي‬

‫عجز الميزان التجاري المغربي في تفاقم خالل النصف‬ ‫األول من السنة الجارية‬

‫أكد وزي��ر الصناعة والتجارة‬ ‫واالستثمار واالقتصاد الرقمي‪،‬‬ ‫حفيظ العلمي‪ ،‬ف��ي لقاء نظم‬ ‫بمبادرة من جهة الدار البيضاء‪،‬‬ ‫أن الميثاق الجديد لالستثمار يعد‬ ‫آلية لخلق بيئة اقتصادية مالئمة‬ ‫ونمو سليم ومستدام‪ .‬وأن هذا‬ ‫الميثاق يعد مخططا جديدا لدعم‬ ‫االستثمار‪ ،‬وتمكين البالد من‬ ‫اغتنام فرص جديدة بفضل ما‬ ‫تضمنه من إجراءات هامة تندرج‬ ‫في إطار المخطط الجديد إلصالح‬ ‫االستثمار الذي تم إطالقه في حفل ترأسه جاللة الملك ‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬بالدارالبيضاء‪.‬‬ ‫وحسب الوزير فإن المخطط الجديد إلصالح االستثمار يقوم على ستة محاور رئيسية‬ ‫تتمثل في إعادة تقويم ميثاق االستثمار وإعادة تعريف مضامينه‪ ،‬وكذا المصادقة على‬ ‫اإلجراءات الجديدة لدعم وتحفيز االستثمار‪ ،‬وإحداث مديرية عامة جديدة للصناعة وأخرى‬ ‫مخصصة للتجارة‪ ،‬وإعادة صياغة اإلستراتيجية الرقمية‪ .‬وبخصوص إعادة تقويم ميثاق‬ ‫االستثمار وإعادة تعريف مضامينه‪ ،‬قال الوزير إن األمر يتعلق بتجميع التدابير المشتركة‬ ‫بمختلف القطاعات‪ ،‬والتدابير القطاعية األكثر خصوصية‪ ،‬إلى جانب التدابير الجهوية‬ ‫التي تعطي األولوية للجهات األقل نموا‪.‬‬ ‫أما بشأن إعادة هيكلة هيئات النهوض باالستثمار‪ ،‬أشار الوزير إلى أنه سيتم دمج‬ ‫هيئات دعم االستثمار والتصدير والترويج‪ ،‬من أجل بلوغ أكبر قدر من النجاعة في‬ ‫تدخالتها وعمل مدعم بشكل أكبر لعرض المغرب‪ .‬وأوضح‪ ،‬في هذا السياق‪ ،‬أن الوكالة‬ ‫المغربية لتنمية االستثمارات‪ ،‬والمغرب تصدير‪ ،‬ومكتب معارض الدارالبيضاء‪ ،‬ستعمل‬ ‫على توحيد إمكانياتها البشرية والمالية‪ ،‬لخدمة مجال إنعاش االستثمارات وتشجيع‬ ‫التصدير‪.‬‬ ‫وفي معرض تطرقه لعملية إعادة تأهيل اإلستراتيجية الرقمية‪ ،‬أشار العلمي إلى أنه‬ ‫تم خلق وكالة أنيط بها كل ما يتعلق باالقتصاد الرقمي‪.‬مبرزا األهمية الكبيرة التي‬ ‫يكتسيها قطاع صناعة السيارات بالمغرب‪ ،‬والذي يعد قطاعا واعدا بامتياز من حيث‬ ‫قيمته المضافة‪ ،‬ومساهمته الكبيرة في توفير فرص الشغل‪.‬‬

‫أوض����ح م��ك��ت��ب ال���ص���رف أن‬ ‫عجز الميزان التجاري المغربي‬ ‫المبادالت الخارجية للمغرب‪ ،‬خالل‬ ‫النصف األول من السنة الجارية‬ ‫سجل تفاقما بنسبة ‪ 6،5‬في‬ ‫المائة‪ ،‬حيث وصل إلى ‪ 85,2‬مليار‬ ‫درهم مقابل ‪ 80,03‬مليار درهم‬ ‫خ�لال نفس ال��ف��ت��رة م��ن السنة‬ ‫الماضية‪.‬‬ ‫وح��س��ب ال��م��ؤش��رات األول��ي��ة‬ ‫للمبادالت الخارجية التي نشرها‬ ‫م��ك��ت��ب ال���ص���رف‪ ،‬ف��ق��د بلغت‬ ‫مشتريات المغرب من الخارج خالل األشهر الستة األولى من السنة الجارية ‪ 200‬مليار‬ ‫درهم‪ ،‬مسجلة بذلك ارتفاعا بنسبة ‪ 3,7‬في المائة‪ ،‬فيما وصلت صادراته إلى ‪114,8‬مليار‬ ‫درهم بزيادة بنسبة ‪ 1،6‬في المائة‪.‬‬ ‫كما أن مشتريات المغرب من منتجات التجهيز ومشتريات المنتجات منتهية الصنع‬ ‫والمنتجات نصف المصنعة كلها سجلت ارتفاعات متباينة النسب‪،‬فيما تراجع حجم‬ ‫مشتريات الطاقة األمر الذي ساهم في التخفيف من حجم واردات المغرب في متم يونيو‬ ‫الماضي‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬فإن مشتريات المملكة من الموارد الطاقية شهدت خالل النصف‬ ‫األول من السنة الجارية انخفاضا بنسبة ‪ 31,6‬في المائة‪ ،‬لتستقر في حدود ‪24,2‬‬ ‫مليار درهم‪ .،‬في حين تمكن المغرب من تصدير ‪ 28,7‬مليار درهم من السيارات حتى‬ ‫متم يونيو الماضي‪ ،‬بارتفاع نسبته ‪ 15‬في المائة‪ ،‬مقارنة مع الفترة نفسها من العام‬ ‫الماضي‪ ،‬وزادت مبيعات المنتجات الفالحية والصناعة الغدائية بنسبة ‪ 6,4‬في المائة‬ ‫لتستقر في حدود ‪ 25,3‬مليار درهم‪ ،‬فيما وصلت صادرات النسيج والجلد إلى ‪ 18,2‬مليار‬ ‫درهم‪ ،‬بارتفاع بنسبة ‪ 5،2‬في المائة‪.‬‬ ‫أما صادرات صناعة الطيران فزادت هي األخرى بنسبة ‪ 9,8‬في المائة‪ ،‬لتصل إلى‬ ‫‪ 4,49‬مليارات درهم‪ ،‬فيما ارتفعت مبيعات قطاع اإللكترونيك بنسبة ‪ 7,3‬في المائة‬ ‫لتبلغ ‪ 4,39‬مليارات درهم‪ ،‬في الوقت الذي تراجعت صادرات الفوسفاط ومشتقاته بـ‬ ‫‪ 12,1‬في المائة‪ ،‬لتستقر في حدود ‪19,61‬مليار درهم‪.‬‬

‫‪mmmmmm‬‬

‫‪mmmmmm‬‬

‫الحوامض ‪ 60 :‬في المائة من الصادرات المغربية نحو‬ ‫األسواق الروسية‬

‫الدجاج ينفق بفعل ارتفاع الحرارة وتخوفات‬ ‫من ارتفاع األثمان‬

‫مصدر من المركز المغربي‬ ‫إلنعاش الصادرات‪ ،‬أعلم مؤخرا‬ ‫عن توقيع اتفاقية شراكة وتعاون‬ ‫بين هذا المركز وغرفة التجارة‬ ‫والصناعـة بجهـــة‪ ،‬إيكاترينبورغ‬ ‫شرق روسيا‪ ،‬والتي تعتبر ثالث‬ ‫أقوى جهة اقتصادية بعد جهة‬ ‫العاصمة موسكو وجهة «سان‬ ‫بطرسبرغ» ت��روم تسهيل ولوج‬ ‫المنتوجات المغربية إل��ى هذه‬ ‫الجهة‪ ،‬فضال عن تنظيم لقاءات‬ ‫وم��ع��ارض بحضور رج��ال أعمال‬

‫مغاربة وروس‪.‬‬ ‫نفس المصدر أشار إلى أهمية هذه الجهة من الناحية االقتصادية والتجارية‪ ،‬لكونها‬ ‫ثالث جهة من حيث القوة االقتصادية في روسيا التي يبلغ عدد سكانها ‪ 140‬مليون‬ ‫نسمة‪ ،‬وتضم عاصمة جهة «إيكاترينبورغ» وحدها عددا كبيرا من المعامل الصناعية‬ ‫وتحظى فيها المنتوجات المغربية بإقبال كبير‪ ،‬خاصة المواد الفالحية ومواد التجميل‪،‬‬ ‫وتضم هذه المدينة ‪ 12‬مليارديرا و‪ 200‬ملونيرا‪.‬‬ ‫وتتشكل الصادرات المغربية لروسيا بالخصوص من الحوامض ودقيق وزيت السمك‪،‬‬ ‫أما الواردات من روسيا فتتشكل‪ ،‬في معظمها‪ ،‬من زيت النفط الخام والغاز والحديد‬ ‫والكبريت‪ ،‬بنسبة ‪ 70‬في المائة‪.‬‬ ‫ويعتزم المغرب مضاعفة صادراته من هذه المنتجات إلى روسيا ثالث مرات بحلول‬ ‫‪ 2018‬وتعد روسيا حاليا الزبون األول للحوامض المغربية حيث تستحوذ على ‪ 60‬في‬ ‫المائة من حجم الصادرات‪ ،‬كما توفر السوق الروسية‪ ، ،‬مؤهالت كبيرة تتيح للمصدرين‬ ‫المغاربة فرصا حقيقية لتسويق منتجاتهم‬

‫م���ن ال��م��رت��ق��ب أن ي���ؤدي‬ ‫االرت��ف��اع المسجل إل��ى ارتفاع‬ ‫معدل األثمان في المقبل من‬ ‫األيام‪،‬‬

‫األثمان‪.‬‬

‫وح��س��ب ب��ع��ض ال��م��ص��ادر‬ ‫المهنية‪ ،‬فقد بدأت ظواهر هذا‬ ‫ال��وض��ع ت��ب��دو ف��ي ضيعات كل‬ ‫من فاس ومراكش حيث ارتفع‬ ‫نفوق الدجاج إلى ما فوق ‪ 20‬في‬ ‫المائة‪ ،‬األمر الذي من شأنه أن‬ ‫يقلص اإلنتاج ويدفع إلى ارتفاع‬

‫نفس المصادر حاولت التخفيف من مخاوف المنتجين والمستهلكين موضحة أنه إلى‬ ‫جانب مسألة الحرارة التي قد تتسبب في نقص في اإلنتاج‪ ،‬هناك أيضا مشكل النقص‬ ‫في جودة األعالف الذي يتسبب بدوره في تأخر نمو الدجاج‪.‬‬ ‫كما طمأنت نفس المصادر إلى أن عدم تسجيل أكثر من نسبة ‪ 5‬في المائة في معدل‬ ‫نفوق الدجاج يرجع إلى كون مربي الدواجن أدخلوا تقنيات جديدة على محاضن الدجاج‪،‬‬ ‫حيث تم االعتماد على أحدث المكيفات والرشاشات إلى جانب التخفيف من «الغبار» في‬ ‫األيام التي تكون فيها درجات الحرارة مرتفعة‪ ،‬وهو ما ساهم حسب العرابي في الحد من‬ ‫نفوق الدجاج في باقي المناطق‪ ،‬كما أن ضعف اإلنتاج خالل السنة الماضية‪ ،‬كان سببه‬ ‫تبعات فيروس إنفلونزا الطيور الذي أحدث نقصا في إنتاج الدواجن بلغ ‪ 10‬في المائة‪،‬‬ ‫في الوقت الذي أشار إلى عودة محاضن تربية الدجاج إلى االشتغال بوتيرتها العادية‬ ‫بعدما تم استيراد كميات مهمة من الكتاكيت من أوروبا‪.‬‬


‫العدد ‪847‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬يوليوز �إلى ‪ 01‬غ�شت ‪2016‬‬

‫البعد اإلبداعي والفكري والثقافي‬ ‫للشاعر عبد الرفيع جواهري‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد الرحمن بن األشهب‬ ‫عندما تصدح األوتار بالنغم الجميل‬ ‫لوجود أجمل سمفونية تفجر لغة الشعر‬ ‫فتوحي بما توحي بالكلمة الشعرية‬ ‫تنطق بها مزامير العشق والتبتل العذب‬ ‫والضراعة في األول واألخير بجمالية الصيغ‬ ‫الشعرية المشتهاة أالمنتهاة‪ ،‬ذلكم هو‬ ‫الشاعر عبد الرفيع جواهري دون ارتماء‬ ‫في التجريب واالختراق خصوصا في ديوان‬ ‫(شيء كالظل)‪.‬‬ ‫ألفناه زج��اال فأصبح شاعرا وأضحى‬ ‫ناقدا وإعالميا متميز‪ ،‬بل أمسى أحد هؤالء‬ ‫الذين طعموا الساحة األدبية داخل الوطن‬ ‫وخارجه‪.‬‬ ‫ضم إلى أسماء أطربت الوطن العربي‬ ‫أمثال حافظ إبراهيم‪ ،‬أحمد شوقي‪ ،‬أحمد‬ ‫رامي‪ ،‬محمود درويش‪ ،‬سميح القاسم‪ ،‬ونزار‬ ‫القباني وكذا طه حسين‪.‬‬ ‫اجتمع في شعـــره الشعر البديـع‬ ‫واللحن الرفيع‪ ،‬كما ضم مرحلة التحديث‬ ‫الشعري‪.‬‬ ‫سئل يوما عن رأيه في قصيدة النيل‬ ‫التي غنتها كوكب الشرق أم كلثوم‪ ،‬فأجاب‬ ‫هذا أمر جعلني أفكر في كتابة قصيدة عن‬ ‫أبي رق��راق (وه��ي قصيدة القمر األحمر)‬ ‫ألن لمصر النيل ولنا أبي رقراق‪ ،‬هذه التي‬ ‫فوجئ يها مطرب الجيل محمد عبد الوهاب‬ ‫حينما زاره الملحن المغربي المتميز عبد‬ ‫السالم عامر وعبد الهادي بلخياط في‬ ‫منزله بالقاهرة فكان جوابه كونه لم يكن‬ ‫يتصور أن المغرب بفتنته يحمل هذا اللحن‬ ‫الجميل‪ ،‬أعجب به أي إعجاب وبذلك احتفظ‬ ‫به في مكتبه‪.‬‬ ‫كان توجه الشاعر توجها ثقافيا عربيا‬ ‫كثيفا نحو التراث‪ ،‬بل يعتبر من أقطاب‬ ‫الفكر الليبرالي حيث ساهم مساهمة مؤثرة‬ ‫لدفع حركة التجديد في الشعر العربي‪ ،‬بل‬ ‫كان رأيه أن األدب هو ابن مجتمعه تدعيما‬ ‫الجتهاده الفكري والفني‪ ،‬حيث كان له رأي‬ ‫في تجسيد الشعر تجسيداً ألحالم الشعراء‪،‬‬ ‫أو لتشكيالت لها بما يستجيب تشواق‬ ‫لهؤالء الشعراء الذين يريدون تحطيم‬ ‫األط��ر القديمة وخلقه أط��را جديدة في‬ ‫الحرية والعدل والتقدم‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫من حيث الشكل اعتمد في قصائده‬ ‫تعدد الوزن وتراوح القافية وإسقاط وهم‬ ‫اللغة التي هي شعرية ونقية بذاتها‬ ‫والتحول إلى األداء البسيط الميسور البعد‬ ‫عن المعاجم الغليظة‪ ،‬ذلك إلزالة إسقلط‬ ‫من السماء االرض مع ما يرفض ذلك من‬ ‫تالقح أو تناص لذا نجده ينحاز إلى البحر‬ ‫المتقارب‪.‬‬ ‫إن دخول تعديالت على الشعر العربي‬ ‫مسألة صعبة وشاقة وعليه فإن أي تعديل‬ ‫أو تغير يعد تغييرا للحياة والهوية تلكم‬ ‫كان مبدأه‪.‬‬ ‫له دواوين حبلى وغنية بما تحمله‪.‬‬ ‫‪ 1‬ـ كأني أفيق‬ ‫‪ 2‬ـ وشم في الكلمة‬ ‫‪ 3‬ـ شيء كالظل‬

‫ومما ورد في قصيدة (كأني أفيق) على‬ ‫صوت أمي‬ ‫تهز إليها‬ ‫بصفصافة بين فاء وسين‬ ‫ألسقط من وجع وشهيق‬ ‫كأني أرى‬ ‫وجه قابلة‬ ‫سرتي‪ ...‬حبلها‬ ‫نقطا من دمي كالعقيق‬ ‫كأني أفيق‬ ‫على قطرة‬ ‫من زبيبة ثديك‬ ‫كالشهد‬ ‫أو كالنبيذ العتيق‬

‫العدد الثاني من “فكر العربية” في المكتبات‬ ‫صدر‪ ،‬في اآلونة األخيرة‪ ،‬العدد الثاني من مجلة “فكر العربية”؛ وهي‬ ‫تعنى باللغة العربية فكراً ونقداً وإبداعاً‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يتضمن العدد الجديد ملفاً خاصاً عن “القصة القصيرة جدا بين النظرية‬ ‫والتطبيق”‪ ،‬ويشمل الدراسات اآلتية‪“ :‬القصة القصيرة جداً في أمريكا‬ ‫الالتينية‪ :‬تصورات نظرية ونماذج إبداعية” لمصطفى الورياغلي العبدالوي‪،‬‬ ‫و”هيرمينيوطيقا السرد القصصي القصير جداً” لمحمد يوب‪ ،‬و”النص المثقف‬ ‫وبناء الداللة في “نجي ليلتي” لمحمد بن عياد‪ ،‬و”وجوه السرد وسرد الوجوه‬ ‫في مجموعة “خيال مريض” لمحمد سعيد البقالي‪.‬‬ ‫كما يحتوي العدد الثاني دراسات نقدية في اإلعالم والمنهج النقدي‬ ‫وعلوم اللغة والمسرح والفلسفة والمقامة وعلوم التربية‪ ،‬وهي‪“ :‬التنوع‬ ‫اإلعالمي والتواصل الثقافي” لحسن حمائز‪ ،‬و”تحوالت الكتابة النقدية‬ ‫العربية (المنهج نموذجا)” لمصطفى عمراني‪ ،‬و”سيميوزيس الحيوان في‬ ‫النص المسرحي‪ :‬محمية خنزير” لمحمد جالل أعراب‪ ،‬و”الفلسفة والوحي‬ ‫عند الكندي” إلبراهيم بورشاش‪ ،‬و”بالغة المقامة” لمحمد أحمد أنقار‪،‬‬ ‫و”البالغة الحجاجية في التراث العربي القديم” لمحمد أفيالل‪ ،‬و”السيميوطيقا‬ ‫وإيديولوجية المصطلح” لعمر الرويضي‪ ،‬و”تصنيف النصوص في الكتب‬ ‫المدرسية للغة العربية” لحسن منير‪ ،‬و”جهود الفقهاء في خدمة األدب‬ ‫العربي” لنبيل طنطاني‪ ،‬و”التناوبات الحركية في عين الفعل الثالثي” لفاطمة‬ ‫اخدجو‪ ،‬و”القيمة التربوية لتدريس األدب” لعزيز عشعاش‪ .‬تتضمن واحة عربية الدراسات اآلتية‪ :‬من اليمن‪“ :‬في خصوصية‬ ‫الكتابة النسوية” لعصام واصل‪ ،‬ومن الجزائر‪“ :‬التشكيل السيرذاتي عند محمد شكري” لحميدي بلعباس‪ ،‬ومن السودان‪:‬‬ ‫“التصالح مع الموت في ديوان الطوفان األخير للشاعرة غيداء أبو صالح” لعز الدين ميرغني‪.‬‬ ‫كما تضمن العدد إبداعات في القصة القصيرة جدا للمبدعين‪ :‬مصطفى يعلى‪ ،‬والبشير األزمي‪ ،‬وعبد المطلب عبد‬ ‫الهادي‪ ،‬وعبد اهلل المتقي‪ .‬وقصة قصيرة لكريم بالد‪ ،‬وقصيدة شعرية لعلي العلوي‪ .‬وفيما يخص “نصوص من الذاكرة ال‬ ‫تنسى” فقد خصها المبدع أحمد بوزفور لمناظرة الحسن اليوسي لشيخه المرابط الدالئي‪ ،‬وكلمة قبل الختم كتبتها لطيفة‬ ‫ألحيان بعنوان‪“ :‬روتين”‪.‬‬ ‫يذكر أن “فكر العربية” دورية ثقافية فكرية محكمة‪ ،‬تصدرها جمعية مدرسي اللغة العربية للتنمية الثقافية واالجتماعية‬ ‫بسيدي البرنوصي بالدار البيضاء‪ ،‬ويشرف على إدارتها كل من يوسف الصاديقي وعمر الرويضي وحسن منير ومحمد أحمد‬ ‫أنقار وعبد المجيد شكير وعلي بعروب وتوفيقي بلعيد‪.‬‬

‫فضاء األنثـى ‪:‬‬

‫مناهضة العنف ضد النساء‬ ‫نعم‪ ...‬ولكن!‬

‫‪ -‬بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬

‫طلع علينا أخيرا قانون مناهضة العنف ضد النساء في صيغته النهائية التي‬ ‫صادقت عليها لجنة العدل والتشريع بخمسة أصوات لصالح أربعة من العدالة‬ ‫والتنمية وواحد من التقدم واالشتراكية‪ ،‬وثالثة أصوات ضده اثنان من االتحاد‬ ‫االشتراكي وواحد األصالة والمعاصرة‪ ،‬لم يحضر للتصويت نواب حزب االستقالل‬ ‫واألحرار والدستوري والحركة الشعبية األعضاء في هذه اللجنة التي تتضمن ‪44‬‬ ‫عضوا‪ ،‬لتعلموا مقدار األهمية التي توليها أحزابنا السياسية لقضايا المرأة ومشكلة‬ ‫مناهضة العنف ضد النساء التي تعتبر قضية جوهرية بالنسبة للمرأة في المغرب‪.‬‬ ‫هذا المشروع قضى سنوات «تحت الدرس» بعد أن اعترض عليه داخل مجلس‬ ‫للحكومة سنة ‪ 2013‬لخالفات جوهرية حول تحديد مفهوم العنف بالنسبة للذين‬ ‫يعتبرون المرأة «جارية» على الزوج توفير ما يلزمها من األكل والملبس وعليها‬ ‫الخدمة والطاعة وبين بعض من يسمون بالحداثيين الذين تجرؤوا على اعتبار أن‬ ‫المرأة كائن بشري له ما للرجل من حقوق وعليها ما عليه من واجبات‪ .‬كما أن‬ ‫المشروع الذي تقدمت به الوزيرة الحقاوي أغفل وضع إطار للمتدخلين في نطاق‬ ‫العنف ضد النساء وطريقة التكفل بضحايا العنف وحمايتهن‪ ،‬وإغفال الوسائل‬ ‫المسطرية المتعلقة باإلثبات‪ ،‬وتجريم حاالت يمكن اعتبارها نوعا من العنف‬ ‫كاالغتصاب الزوجي وانتهاك حرمة جسد المرأة وزواج القاصر‪ ،‬وكان الحل قبل‬ ‫أن «تخمر» األفكار وتلتئم المواقف أن يعاد إلى المشروع إلى لجنة وزارية برئاسة‬ ‫بنكيران قبل أن «ينفى» المشروع إلى دار «األمانة» ليظل ولسنوات مطلب هيئات‬ ‫النساء بالمغرب التي ترى أن المساواة شرط لكل مبادرة تهدف إلى تفعيل دور‬ ‫المرأة في المجتمع‪.‬‬ ‫القانون استجاب لبعض جوانب المطالب النسائية في ما يخص محاربة كل‬ ‫أشكال التمييز والعنف ضد النساء على أساس النوع وتشديد العقوبات في حال‬ ‫االعتداء على الزوجات أو التحرش الجنسي أو المضايقات التي قد تتعرض لها النساء‬ ‫سواء في الفضاء العمومي أو المهني إضافة إلى الحقوق األخرى المدنية واألسرية‬ ‫‪ ,‬ولوحظ ألنه تم قبول بعض التعديالت التي تقدمت بها المعارضة واألغلبية‬ ‫بينما وقفت الحقاوي في وجه البعض اآلخر‪ ،‬ومنها تشديد بعض العقوبات التي‬ ‫قالت إنها «موضوعية» في رأيها‪ ،‬ومنها أيضا عدم القول بـ «وجوب» منع االتصال‬ ‫بالضحية وكذا ارتياد األماكن التي توجد فيها واالحتفاظ بصيغة «يجوز»‪.‬‬ ‫التعديالت المقدمة تخطت المرأة إلى الخاطب والمخطوبة والطليق والمطلقة‬ ‫بينما تم رفض تعديل تقدم به االشتراكيون بخصوص حذف الفصل المتعلق‬ ‫بجرائم الشرف (الزوجي)‪.‬‬ ‫وجاء المشروع بمجموعة من اإلجراءات الزجرية من سجن وغرامات تصل إلى‬ ‫ربع قرن سجنا نافذا وماليين السنتيمات غرامة‪...‬‬ ‫بخصوص التحرش‪ ،‬ينص القانون على معاقبة كل من أمعن في مضايقة‬ ‫الغير في الفضاءات العمومية أو غيرها بأفعال أو أقوال أو إشارات ذات طبيعة‬ ‫جنسية أو ألغراض جنسية أو بواسطة رسائل مكتوبة أو هاتفية أي إليكترونية‬ ‫أو تسجيالت أو صور ذات طبيعة جنسية ‪ ،‬بالحبس من شهر واحد إلى ستة أشهر‬ ‫وغرامة من ‪ 2000‬إلى ‪ 10000‬آالف درهم‪ .‬وتضاعف العقوبة إذا كان مرتكب الفعل‬ ‫زميال في العمل أو من األشخاص المكلفين بحفظ النظام واألمن في الفضاءات‬ ‫العمومية وغيرها‪.‬‬ ‫مشروع القانون الذي صادق عليه مجلس النواب‪ ،‬ليلة األربعاء الماضي‪ ،‬بأغلبية‬ ‫‪ 83‬عضوا ومعارضة ‪ 22‬من بين ‪ 395‬نائبا يشكلون مجموع أعضاء مجلس النواب‬ ‫والذين لم يروا‪ ،‬كما يبدو‪ ،‬أهمية في حضور ومناقشة هذا المشروع ‪ ،‬الذي يجمل‬ ‫في طياته إيجابيات ال سبيل إلنكارها‪ ،‬ولكنه‪ ،‬بمالحظة الوضع االجتماعي الراهن‪،‬‬ ‫وحالة «التسيب» في العالقات المجتمعية‪ ،‬وظهور سلوكات وممارسات وأحكام‬ ‫جاهزة‪ ،‬يصعب التكهن بمدى ما يمكن أن يحققه من نتائج‪ ،‬وإال كيف نفسر أن‬ ‫يعمد شاب إلى دس كفتي يديه في صدر فتاة آتية في االتجاه المقابل‪ ،‬في واضحة‬ ‫النهار والشارع غاص بالبشر ممن أضحكهم المشهد‪ ،‬ليتابع الشاب طريقه يترنح‬ ‫كالبطل‪...،‬وال أحد يغير المنكر‪.‬‬ ‫وذاك الشاب الذي جمع مؤخرة فتاة بكلتا يديه‪ ،‬بباب مقهى كبير بشارع‬ ‫المكسيك بطنجة‪ ،‬وهي تصيح في محاولة للتخلص منه‪ ،‬ورواد المقهى يضحكون‬ ‫للمشهد‪ ،‬وال من مغيث إال اهلل‪...! ‬‬ ‫مشاهد التحرش العنيف ضد الفتيات والنساء لم يعد من معيب األخالق في‬ ‫مجتمعاتنا الفاسدة‪ ،‬بل إن المتحرشين بالنساء يجدون نوعا من التعاطف في‬ ‫الشارع‪« ،‬ألنــ «ها» تستحق»‪! ‬‬ ‫وما تلك الحملة الرائجة اآلن على بعض «مواقع الفساد االجتماعي» التي‬ ‫تنشر صورا للنساء والفتيات بلباس الشاطئ إال دليال على االستهتار الحاصل بحقوق‬ ‫المرأة التي «يجب» أن تفرض عليها «وصاية» في المأكل والملبس والمشي‪ ،‬حتى‬ ‫أن دعوات تروج حاليا بضرورة تقسيم البحر بين شواطئ للرجال وأخرى للنساء‪.‬‬ ‫ولربما جاء من يطالبنا غدا بمقاه للرجال وأخرى للنساء ‪ ،‬وأحياء للرجال وأخرى للنساء‬ ‫وحافالت للرجال وأخرى للنساء‪ ،‬وسيارات أجرة للرجال وأخرى للنساء بل ومماش‬ ‫للرجال وأخرى للنساء‪ ....‬أليس هذا منتهى الكبت والعقد النفسية‪ ‬المالزمة ألنفس‬ ‫مريضة‪ ،‬قد يصعب معها تحقيق أي انتصار لحقوق المرأة‪....! ‬‬ ‫ويبقى السؤال تاما حين يتعلق األمر بالعنف الزوجي بين الثبوت القانوني‬ ‫والنفي والتهديد المباشر والضمني وسلطة الزوج صاحب «اليد الطويلة» مقارنة‬ ‫بيد الزوجة التي ال تقدر حتى على شراء تذكرة الحافلة لتقلها إلى محكمة األسرة‪،‬‬ ‫فأحرى أن تواجه عالم المحاكم وما يختزنه من مفاجآت بين سير واجي‪ ،‬وادفع‬ ‫للصندوق ولــ «حامله»‪ ،‬وللمحامي ومساعديه‪...‬مآس كثيرة بأبواب المحاكم‬ ‫حتى إن سيدة مراكشية استجوبتها محطة تلفزية بشأن مواجهتها لزوجها الذي‬ ‫تخلى عنها‪ ،‬فردت بما معناه أنها «حاولت» بوسائلها الخاصة ولكن‪.....‬الغالب اهلل‪،‬‬ ‫وغالبت دموعها‪....‬وهي تردد «الشكوى هلل»‪.‬‬ ‫المشكلة ليست في القانون‪ ،‬بل في مساطر التطبيق وصعوبة بل واستحالة‬ ‫إثبات العنف والضرر‪ ،‬وضعف الحماية االجتماعية والتكفل «الوطني» في حال‬ ‫ردة فعل غاضبة من الزوج‪ ،‬وطول المساطر وصعوبة تنفيذ األحكام‪ ،‬إلى غير ذلك‬ ‫مما تطلع به علينا كل صباح مختلف الجرائد الوطنية‪ ،‬من مآس غالبا ما تكون‬ ‫ضحاياها زوجات معنفات وأبناء مهملون‪.....‬ينتهي بهم األمر إلى التشرد و‪......‬‬ ‫شم السيلسيون‪ ،‬واإلجرام في نهاية المطاف‪.....‬ونكون جميعنا‪ ،‬مسؤولين عن‬ ‫مصائرهم‪! ‬‬


‫العدد ‪847‬‬

‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬يوليوز �إلى ‪ 01‬غ�شت ‪2016‬‬

‫حوارمع‬ ‫الدكتور مصطفى يعلى لـ «الشمال» ‪: 3/3‬‬ ‫«األدب الشعبي ال يزال في حاجة إلى جهود أكثر‬ ‫على مستويات الجمع والتصنيف والدراسة»‬ ‫حاوره‪ :‬عبد اهلل بديع‬ ‫قال الدكتور م�صطفى يعلى‪ ،‬الباحث اجلامعي املتخ�ص�ص يف‬ ‫الأدب ال�شعبي‪� ،‬إنه “ال بد‪ ،‬يف املرحلة الراهنة‪ ،‬من حتقيق الرتاكم‬ ‫املطلوب يف الكتابة عن الأدب ال�شعبي؛ لتليه مرحلة جديدة هي‬ ‫مرحلة النقد والغربلة والتقييم”؛ غري �أن الباحث املتخ�ص�ص يف‬ ‫الأدب ال�شعبي ا�ستدرك مو�ضحا “�أن و�ضع الأدب ال�شعبي ال يزال‬ ‫يف حاجة �إلى جهود �أكرث على م�ستويات اجلمع والت�صنيف والدرا�سة؛‬ ‫ب�سبب غزارة الن�صو�ص واملتون الأدبية ال�شعبية‪ ،‬وهي غزارة حتتاج‬ ‫�إلى فريق عمل وخلية للبحث متخ�ص�صني‪ ،‬يت�سلحان بكل ال�سبل‬ ‫التقنية والعلمية‪ ،‬لإجناز النتائج الطيبة يف امليدان”‪� .‬أ�ضاف م�ؤلف‬ ‫كتاب (الق�ص�ص ال�شعبي‪ ..‬ق�ضايا و�إ�شكاالت) �أن “ما يدعو �إلى هذا‬ ‫الإحلاح هو كون هذا الكنز الأدبي والفني يحتفظ حتى الآن بع�شرات‬ ‫الق�ضايا �شكلية وم�ضمونية‪ ،‬يف انتظار من ي�ستغورها وي�ستك�شفها‬ ‫ويدر�سها‪ ،‬ثم ي�ستنتج منها الكثري والكثري مما يفيد وميتع”‪� .‬إليكم‬ ‫احللقة الثالثة والأخرية من هذا احلوار العميق واملثمر‪:‬‬ ‫• تزخر المكتبة المغربية بعدد من كتب‬ ‫األمثال‪ ،‬أغلبها ذات طبعات متعددة‪ ..‬فكيف ترى‬ ‫هذا اإلقبال‪ ،‬سواء من لدن المؤلفين أم من لدن‬ ‫القراء‪ ،‬على هذا النمط من أنماط األدب الشعبي دون‬ ‫غيره؟‬ ‫• • برأيي‪ ،‬إنها ظاهرة صحية‪ ،‬بالرغم من ما قد‬ ‫يشوبها من سلبيات‪ .‬فيجمل في المرحلة الراهنة أن نعمل‬ ‫بمبدإ‪ :‬دعه يعمل دعه يمر‪ ،‬بهدف إنعاش تباشير الكتابة‬ ‫عن األدب الشعبي‪ ،‬وترسيخه مادة للدراسة والبحث‪ ،‬فوق‬ ‫أرضية حقل خصب ومثمر‪ .‬فال بد من تحقيق التراكم‬ ‫المطلوب‪ ،‬أوال؛ لتليه مرحلة جديدة‪ ،‬فيما بعد‪ ،‬هي مرحلة‬ ‫النقد والغربلة والتقييم‪.‬‬ ‫هذا اإلقبال ليس مستغربا‪ ،‬إذ إن تراثنا العربي غاص‬ ‫بكتب األمثال؛ من مثل (األمثال) لعبيد بن شرية‪ ،‬و(أمثال‬ ‫العرب) للمفضل الضبي‪ ،‬و(كتاب األمثال) البن عمرو‬ ‫السدوسي‪ ،‬و(الدرة الفاخرة في األمثال السائرة) لحمزة‬ ‫األصفهاني‪ ،‬و(جمهرة األمثال) ألبي هالل العسكري‪،‬‬ ‫و(المستقصى في أمثال العرب) لجار اهلل الزمخشري‪،‬‬ ‫و(مجمع األمثال) ألبي الفضل الميداني‪ .‬من هنا‪ ،‬كان‬ ‫التعامل حديثا مع األمثال‪ ،‬تحت عباءة األدب الرسمي‪،‬‬ ‫دون حصول أيّ حرج بالنسبة إلى من تعاطاه وجمعه‬ ‫ودرسه‪ .‬ومن هنا أيضا‪ ،‬تم المرور إلى األمثال الشعبية؛‬ ‫فوجدنا أحمد الصبيحي ينشر‪ ،‬في الثالثينيات من القرن‬ ‫الماضي‪ ،‬مجموعا عن األمثال الشعبية باللغتين العامية‬ ‫والفرنسية تحت عنوان (أمثال العجائز)‪ ،‬وينشر الفقيه‬ ‫محمد داود مطلع الستينيات (ألف مثل ومثل من أمثال‬ ‫تطوان) في مجلة (تطوان)‪ ،‬كما يصدر الجزء األول من‬ ‫كتابه (األمثال العامية في تطوان والبالد العربية)‪ ،‬ويقوم‬ ‫عبد القادر زمامة بتتبع األمثال المغربية جمعا ودراسة؛ بل‬ ‫ويجرؤ محمد بنشريفة مبكرا على اتخاذ األمثال موضوعا‬ ‫ألطروحته لنيل دكتوراه الدولة‪ ،‬حيث أنجز تحقيق كتاب‬ ‫(أمثال العوام) ألبي يحيى عبد اهلل الزجالي‪.‬‬ ‫من ناحية ثانية‪ ،‬يمكن تفسير هذا اإلقبال على جمع‬ ‫األمثال ودراستها بتدخل األلفة الناتجة عن االستعمال‬ ‫اليومي لألمثال في مختلف شؤون الحياة‪ ،‬وألغراض‬ ‫تعليمية متعددة‪ ،‬يتقدمها الحجاج واالعتبار ونقل الخبرة؛‬ ‫وهو ما يسهل توفير المتون المسعفة في الدراسة‪.‬‬ ‫• تسهر أكاديمية المملكة المغربية‪ ،‬تحت‬ ‫إشراف خبراء متخصصين في األدب الشعبي‪ ،‬على‬ ‫إخراج موسوعة الملحون‪ ..‬كيف ترى المبادرة؟‬ ‫• • يحمد لهذه األكاديمية أنها التفتت إلى موضوع‬ ‫الثقافة الشعبية‪ ،‬ضمن أنشطتها الفكرية ومشاريعها‬ ‫الثقافية‪ ،‬وإن على احتشام؛ فقد سبق لها أن نشرت‬ ‫تصنيفات محمد الفاسي لـ(معلمة الملحون)‪ ،‬وتحقيق مالك‬ ‫بنونة لـ(كناش الحايك)‪ ،‬وكتاب (الدارجة المغربية مجال‬ ‫توارد بين األمازيغية والعربية) لمحمد شفيق‪ .‬كما نظمت‬ ‫األكاديمية ذاتها ندوتين‪ :‬األولى حول (األمثال العامية في‬ ‫المغرب‪ :‬تدوينها وتوظيفها العلمي والبيداغوجي) دجنبر‬ ‫‪ ،2001‬والثانية تمحورت حول (الحكاية الشعبية في التراث‬ ‫المغربي) يومي ‪ 22‬و‪ 23‬شتنبر ‪ ،2005‬وأصدرت أشغالهما‬ ‫في كتابين ضخمين مهمين‪ ،‬ضمن سلسلة (الندوات)‪،‬‬ ‫يعدّان مرجعين أساسين في الدراسة العلمية لموروثنا‬ ‫األدبي الشعبي‪.‬‬ ‫أما بخصوص السهر على إخراج موسوعة الملحون‪،‬‬ ‫فال شك في أنها مبادرة جد إيجابية؛ وذلك حتى ال يظل‬ ‫هذا التراث المعتبر مشتتا أو مغيبا أو معرضا للضياع‪،‬‬ ‫وليكون بفضل هذه المبادرة المحمودة في متناول‬ ‫الباحثين والدارسين والمهتمين‪ .‬وليس هذا بالشيء‬ ‫القليل‪.‬‬ ‫• قلت‪ ،‬في وقت سابق‪ ،‬إنه‪ ...“ :‬حان الوقت‬ ‫لكي يقوم الباحثون والمثقفون بدورهم النوعي‬ ‫في حفظه [القصص الشعبي]‪ ،‬جمعا وتصنيفا‬ ‫ودراسة ونقدا وترويجا”(القصص الشعبي‪ ..‬قضايا‬ ‫وإشكاالت‪ :‬ص ‪ .)7‬ما العوائق التي تحول‪ ،‬في‬ ‫نظرك‪ ،‬دون أن نتمكن‪ ،‬إلى حد اآلن‪ ،‬من جمع‬ ‫النصوص وتصنيفها‪ ،‬كمحطة أولى؟‬ ‫• • من أفضال االستعمار في األقطار المغاربية (إذا‬

‫كانت له أفضال) أن حربته االستشراقية قد ّ‬ ‫تمكنت من‬ ‫جمع عشرات المتون من الموروث الشعبي الالمادي‪،‬‬ ‫تتقدمها متون القصص الشعبي باللغتين الفرنسية‬ ‫واإلسبانية‪ ،‬وبالعامية واألمازيغية؛ وهي بالنسبة إلى‬ ‫المغرب كثيرة‪ ،‬سواء في المنطقة السلطانية أم في‬ ‫المنطقة الخليفية‪ ،‬إبان الحماية الغاشمة‪ .‬ولم تتوقف‬ ‫حركة الجمع حتى بعد استقالل المغرب‪.‬‬ ‫فيما يتعلق بالجهود المغربية في الميدان‪ ،‬فقد رأينا‬ ‫بعض المبادرات الفردية تجتهد في جمع متن من هنا‬ ‫وآخر من هناك‪ ،‬وخاصة من القصص الشعبي واألمثال‬ ‫الشعبية‪ ،‬ال سيما بالنسبة إلى بعض األطاريح؛ كما فعلت‬ ‫مالكة العاصمي في رسالتها لنيل دبلوم الدراسات العليا‪،‬‬ ‫المعنونة (الحكاية الشعبية في مراكش)‪ ،‬أواخر الثمانينيات‪،‬‬ ‫حيث خصصت الجزء األول للدراسة واستقلت األجزاء‬ ‫الثالثة الباقية بالمتون الحكائية الشعبية المدروسة‪ .‬كما‬ ‫وجدنا محمدا فخر الدين يذيّل أطروحته لنيل دكتوراه‬ ‫الدولة (البنية السردية والمتخيل في الحكاية الشعبية‬ ‫المغربية) بملحق من ‪ 400‬ورقة‪ ،‬محتويا على متن طويل‬ ‫من هذا القصص من شتى جهات المغرب‪.‬‬ ‫بيد أن األدب الشعبي ال يزال في حاجة إلى جهود أكثر‬ ‫على مستويات الجمع والتصنيف والدراسة؛ بسبب غزارة‬ ‫النصوص والمتون األدبية الشعبية‪ ،‬وهي غزارة تحتاج‬ ‫إلى فريق عمل وخلية للبحث متخصصين‪ ،‬يتسلحان بكل‬ ‫السبل التقنية والعلمية‪ ،‬إلنجاز النتائج الطيبة في الميدان‪،‬‬ ‫بمساعدة السلطات لوجيستيا وإداريا‪ ،‬والكليات والمعاهد‬ ‫العليا ماديا وتأطيرا‪ .‬ما يدعو إلى هذا اإللحاح هو كون هذا‬ ‫الكنز األدبي والفني يحتفظ حتى اآلن بعشرات القضايا‬ ‫شكلية ومضمونية؛ في انتظار من يستغورها ويستكشفها‬ ‫ويدرسها‪ ،‬ثم يستنتج منها الكثير والكثير مما يفيد ويمتع‪.‬‬ ‫• ما الخطوات العملية التي تراها كفيلة‬ ‫بتحقيق هذه الغاية (الجمع والتصنيف)‪ ،‬التي‬ ‫تظل بدورها وسيلة إلى وضع اليد على هذه القارة‬ ‫الموسومة باألدب الشعبي؟‬ ‫• • توجد لدينا نواة غنية من متون مهمة في األدب‬ ‫الشعبي المغربي‪ ،‬تمتد من القرن التاسع عشر إلى اآلن‪،‬‬ ‫شارك في إنجازها فرنسيون وإسبانيون ومغاربة وغيرهم‪،‬‬ ‫تصلح منطلقا الستئناف عملية الجمع والتدوين والتصنيف‬ ‫والتبويب واألرشفة‪ .‬في هذا السياق‪ ،‬سبق لي أن رصدت‪،‬‬ ‫في مداخلة حول “القصص الشعبي المغربي‪ :‬إشكال‬ ‫التصنيف والتجنيس” شاركت بها في ندوة حول (الحكاية‬ ‫الشعبية في التراث المغربي) نظمتها أكاديمية المملكة‬ ‫المغربية بالرباط يومي ‪ 22‬و‪ 23‬شتنبر ‪ ،2005‬الجهود‬ ‫التي بذلت من أجل تحقيق هذه الغاية؛ وهي كثيرة‪.‬‬ ‫توصلت فيها إلى هذه النتيجة‪“ :‬على أن هذه المحاوالت‬ ‫قد اتسمت باالضطراب والمزاجية‪ ،‬بحيث لم تخضع ألية‬ ‫منهجية مرسومة قبال‪ ،‬وال توخت غاية محددة‪ ،‬فكشأن‬ ‫المحاوالت الفردية غير العلمية تراوحت تلك التجميعات‬ ‫التصنيفية البدائية‪ ،‬ما بين ال تصنيف‪ ،‬والتصنيف المبتسر‪،‬‬ ‫والتصنيف األحادي المختص بنوع قصصي شعبي واحد‪ ،‬أو‬ ‫الثنائي المنحصر في نوعين اثنين‪ ،‬أو الثالثي‪ ،‬أو الخماسي‪،‬‬ ‫أو التصنيف الجغرافي‪ ،‬المهتم بجمع النصوص السردية‬ ‫الشعبية في مدن مغربية معينة‪ ،‬أو التصنيف الرقمي‬ ‫التسلسلي غير المبرر‪ ،‬أو التصنيف حسب الموضوعات”‪.‬‬ ‫ما دام هذا األدب من الكثرة والتنوع‪ ،‬حيث يجعالنه‬ ‫مستعصيا على الحصر أو الدراسة في شموليته‪ ،‬خصوصا‬ ‫إذا تعلق األمر بباحث مفرد؛ فإنه ينبغي‪ -‬كما قلت سابقا‪-‬‬ ‫أن ينبري لهذه المهمة العلمية الجوهرية فريق مكون‬ ‫في هذا التخصص ومدرب على العمل الميداني بشروطه‬ ‫المضبوطة واألرشفة المنجزة وفق القواعد العلمية‪ ،‬شرط‬

‫أن تشرف عليه الجامعة‪ ،‬بتعاون مع وزارة الثقافة من خالل‬ ‫مكتبتها الوطنية بالرباط‪.‬‬ ‫• أال تــرى‪ ،‬بحكــم اهتمامـــك العلمـــي‬ ‫بالبيبليوغرافيا‪ ،‬أن الحاجــة ماسة لقيـــام عمــل‬ ‫بيبليوغرافي شامل خاص باألدب الشعبي؛ بمختلف‬ ‫أجناسه؟‬ ‫• • هناك اتفاق ضمني بين الباحثين يؤكد أن المنجز‬ ‫البيبليوغرافي يعدّ بمثابة البنية التحتية للبحث العلمي؛‬ ‫فضرورته ال يمكن أن يجادل فيها أحد‪ ..‬لكي تكون أية‬ ‫بيبليوغرافية علمية وموفقة‪ ،‬ينبغي أال يعول في إنجازها‬ ‫على الجهود الفردية‪ ،‬سواء كان المتصدون لها باحثين‬ ‫جامعيين متخصصين أم كانوا هواة متطوعين؛ بل ال بد‬ ‫أن تضطلع بها خاليا متخصصة‪ ،‬ومجموعة بحث مدعمة‬ ‫بكل ما يشجعها على االستمرار في مهمتها على أحسن‬ ‫ما يرام‪.‬‬ ‫كنتُ قد وضعت نواة بيبليوغرافية للقصص‬ ‫الشعبي‪ ،‬نشرت في كتابي (السرد المغربي‪ ..‬بيبليوغرافية‬ ‫متخصصة ‪ 1930‬ـ ‪ )1980‬الصادر سنة ‪2002‬؛ لكنها كانت‬ ‫محاولة أولية‪ ،‬وحاليا يمكن االنطالق منها الستكمالها‪،‬‬ ‫نظرا لمرور كل هذه السنوات‪ ،‬واتساع دائرة البحث والنشر‬ ‫حول مختلف موضوعات األدب الشعبي المغربي‪ .‬هنا‪ ،‬ال‬ ‫يجب أن يغيب عن أذهاننا كون المسؤول األول في عملية‬ ‫إنجاز هذه البيبليوغرافيا يبقى‪ ،‬دوما‪ ،‬هو المكتبة الوطنية‬ ‫بالرباط التابعة لوزارة الثقافة‪.‬‬ ‫• خصصت‪ ،‬في بعض دراساتك العلمية حول‬ ‫القصص الشعبي‪ ،‬حيزا لقصص تجارب عربية‪ .‬أال‬ ‫يمكن القول إن هذا االنفتاح هو بمثابة ردّ ضمني‬ ‫على القائلين بمحدودية انتشار األدب الشعبي وعدم‬ ‫قدرته على الوصول إلى آفاق بعيدة خارج حدود البلد‬ ‫بسبب عامل اللغة؟‬ ‫• • نسجل‪ ،‬أوال وفق مبدإ الوحدة والتنوع‪ ،‬أن عددا‬ ‫من أجناس األدب الشعبي‪ ،‬وخصوصا القصص الشعبي‪،‬‬ ‫يكتسي صبغة عالمية؛ لكن عالميته تنحصر في الجواهر‬ ‫والثوابت‪ ،‬أما ما عدا ذلك فيتكيف حسب البيئات القومية‬ ‫والوطنية والمحلية‪ .‬وبالمثل‪ ،‬فإن كثيرا من أضرب األدب‬ ‫الشعبي العربي تتوفر على قواسم مشتركة بين األقطار‬ ‫العربية المختلفة‪ ،‬ألسباب متعددة؛ منها وحدة التاريخ‬ ‫واللغة والعقيدة؛ غير أنها ال تسلم من تأثير البيئة‬ ‫واالنصباغ باللون المحلي‪ .‬من هنا‪ ،‬أمكن تمييز تجليات‬ ‫االئتالف واالختالف‪ ،‬في طبيعة الخطاب األدبي الشعبي‪،‬‬ ‫من قطر عربي إلى آخر‪.‬‬ ‫في اعتقادي‪ ،‬أن الباحثين العرب المختصين في‬ ‫المأثورات الشعبية عليهم أن يدرسوا أدبهم الشعبي‬ ‫كل في قطره‪ ،‬ليتم في األخير إدماج هذا األدب في ثقافة‬ ‫شعبية عربية واحدة تأريخا وتجنيسا وقضايا‪ ،‬على غرار‬ ‫األدب الرسمي‪ ،‬مع االحتفاظ بمبدإ الوحدة والتنوع الذي‬ ‫يفرض نفسه؛ علما أنه يغني هذه الثقافة وهذا األدب‬ ‫بصورة مخصبة ومثمرة‪.‬‬ ‫• أكدت‪ ،‬في مستهل مقدمة كتابك “القصص‬ ‫الشعبي‪ ..‬قضايا وإشكاالت”‪ ،‬أن “التصنيف في‬ ‫هذا الحقل هو أسّ أية عملية بحثية علمية لهذا‬ ‫القصص” (ص ‪ ..)5‬فما العوائق التي تقف دون‬ ‫تحقيق هذه الغاية بالنسبة إلى القصص؟‬ ‫• • يعود مشكل تصنيف القصص الشعبي‪ ،‬حديثا‪ ،‬إلى‬ ‫بداية القرن العشرين؛ فقد أدرك علماء المأثورات الشعبية‬ ‫أن القصص الشعبي شديد التنوع والتشابه واالختالف؛‬

‫األمر الذي دفعهم إلى االجتهاد في اجتراح تصنيف قار‬ ‫له اصطالحا ومفهوما‪ ،‬من أجل التغلب على معضلة‬ ‫كثرة القصص الشعبي وتعدده وتنوعه‪ .‬من بين أشهر‬ ‫التصنيفات العالمية تصنيف العالم الفلندي أنتي آرن‪Anti‬‬ ‫‪ ) )Aarne‬المنشور ‪ ،1910‬وقد اشتهر باسم (تصنيف أنتي‬ ‫آرن)‪ ،‬ثم طوّره العالم األمريكي ستيت طومسون‪Stith‬‬ ‫‪ ) )Thompson‬سنوات ‪ ،1964 ،1961 ،1927‬فعرف هذا‬ ‫التصنيف العالمي باسم تصنيف (آرن ـ طومسون)‪ .‬هناك‬ ‫نموذج آخر مشهور‪ ،‬لكنه ينحصر في التصنيف الوطني‬ ‫للقصص الشعبي‪ ،‬هو تصنيف (بول ديالرو ‪)Paul Delaru‬‬ ‫المنشور سنة ‪ ،1954‬والذي استكملته ونشرت أجزاء‬ ‫أخرى منه (ماري لويز تونيز ‪،)Marie-Louise Tenèze‬‬ ‫ابتداء من عام ‪ ،1964‬بعد وفاة بول ديالرو سنة ‪،1957‬‬ ‫وهو خاص بمتون القصص الشعبي في فرنسا والدول‬ ‫الفرانكوفونية ما وراء البحار‪ ،‬وقد عرف باسم تصنيف‬ ‫(ديالرو ـ تونيز)‪.‬‬ ‫إن القيمة العلمية لتصنيف القصص الشعبي‬ ‫جد عالية؛ فهو يؤدي دورا ال يقل أهمية عن فاعلية‬ ‫البيبليوغرافية‪ ،‬إذ إنه مثلها يسهل سبل البحث للدارسين‪،‬‬ ‫ويوضح طريقهم‪ ،‬ويضمن النتائج المتوخاة في أيّ بحث‬ ‫في الموضوع‪ .‬هنا‪ ،‬يحضرني رأي حصيف لـ (فالديمير‬ ‫بروب ‪ ،)Vladimir Propp‬يضيء بتركيز بليغ هده‬ ‫الحقيقة‪ ،‬حيث يقول فيه بترجمة إبراهيم الخطيب في‬ ‫كتاب (مورفولوجية الخرافة)‪“ :‬إن الخرافات شديدة التنوع‪،‬‬ ‫ومن البيّن أنه ال يمكن دراستها مباشرة على تنوعها‪،‬‬ ‫فيجب تقسيم المتن ‪ Corpus‬إلى عدة أقسام‪ ،‬أي يجب‬ ‫تصنيفه‪ .‬إن التصنيف الصائب هو إحدى الخطوات األولى‬ ‫في الوصف العلمي‪ .‬كما أن دقة الدراسة الالحقة رهينة‬ ‫بدقة التصنيف”‪.‬‬ ‫في المغرب‪ ،‬هناك غياب ملحوظ ألية جهود هدفها‬ ‫إعداد تصنيف علمي لذخيرتنا الغنية من قصصنا الشعبي‪،‬‬ ‫بلملمته في فئات نوعية‪ ،‬ذات مفردات مصطلحية مالئمة‪،‬‬ ‫ومفاهيم تحديدية منضبطة للمتطلبات العلمية‪ .‬حاولتُ‬ ‫وضع مبادرة أولية في أطروحتي (القصص الشعبي‬ ‫بالمغرب‪ :‬دراسة مورفولوجية)‪ ،‬حيث صنّفته إلى أنواع‬ ‫رئيسة أربعة مهمة‪ ،‬هي‪( :‬الحكاية العجيبة‪ ،‬والحكاية‬ ‫الشعبية‪ ،‬والحكاية الخرافية‪ ،‬والحكاية المرحة)‪ ،‬اعتمادا‬ ‫على مكوناتها األجناسية‪ .‬طبعا‪ ،‬ال يفوتني كون هذا االفتقار‬ ‫مبرر بالتخبط والعشوائية اللذين تعانيهما‪ ،‬عادة‪ ،‬مراحل‬ ‫التأسيس والتأصيل‪ .‬مع ذلك‪ ،‬إليك رصد جزئي لبعض‬ ‫األسباب‪ :‬افتقار المهتمين بأدبنا الشعبي‪ ،‬من باحثين‬ ‫ودارسين ومهتمين‪ ،‬ألي وعي واضح بضرورة تصنيف‬ ‫قصصنا الشعبي‪ ،‬حتى على المستوى األكاديمي؛ وغياب‬ ‫المؤسسات المتخصصة المعنية بجمع الموروث الشعبي‬ ‫ودراسته وأرشفته وحفظه‪ ،‬مثل المركز األنثروبولوجي‬ ‫والمركز اإلثنولوجي والمتحف الوطني للموروث الشعبي‬ ‫على غرار ما يتوفر في الدول المتقدمة التي تدرك مدى‬ ‫أهمية موروثها الشعبي وقيمته؛ وإهمال الدراسة األدبية‬ ‫الشعبية رسميا‪ ،‬وغض الطرف عن تخصيص أية ميزانية‬ ‫كافية لالضطالع بكل المهام الخاصة ببحث قصصنا‬ ‫الشعبي‪ ،‬وتشجيع جمعه وتصنيفه ودراسته؛ وعدم‬ ‫تنظيم اللقاءات والندوات والمؤتمرات‪ ،‬الخاصة بموضوع‬ ‫التصنيف‪ ،‬من أجل التحسيس بالضرورة الملحة لتوفير‬ ‫عملية التصنيف لقصصنا الشعبي‪ ،‬وأيضا تقريب وجهات‬ ‫النظر في الموضوع‪ ،‬وتبادل الخبرات بين الباحثين‪.‬‬ ‫(انتهى)‬


‫العدد ‪847‬‬

‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬يوليوز �إلى ‪ 01‬غ�شت ‪2016‬‬

‫العالمة عبد اهلل كنون �سارداً ق�ص�صياً‪..‬‬ ‫من املطالعة �إلى الإبداع‬

‫بقلم ‪ :‬سي محمد أملح ‪ /‬تطوان‬

‫«قلت عن تجربتي في كتابة القصة‪ :‬إنني لم أفكر قط في أن أكون قاصاً‪ ،‬وأن ما‬ ‫كتبته من قصص قليلة كان بالنظر إلى محتواه يفرض أسلوب القصة‪ ،‬فال تصح كتابته‬ ‫بغيرها‪ .‬ولذلك اعتبرت قصصي من باب المقاالت األدبية‪ ،‬فنشرتها في مجموعاتي األدبية‬ ‫والنقدية»‪.‬‬ ‫عبد اهلل كنون‪« ،‬مذكرات غير شخصية»‪ ،‬ص ‪171‬‬

‫سبق أن نشرت‪ ،‬خالل الشهر الجاري‪ ،‬في‬ ‫عددين من جريدة “الشمال ‪ ”2000‬الغراء‬ ‫مقالين حول شخصية العالمة عبد اهلل كنون‬ ‫بمناسبة الذكرى السابعة والعشرين لرحيله‬ ‫(‪ 9‬يوليوز)‪ .‬تناولت في المقال األول جانب‬ ‫شخصية العالمة عبد اهلل كنون المحقق‪،‬‬ ‫وعرضت في المقال الثاني منهجه في تحقيق‬ ‫النصوص الشعرية‪ .‬وسأتابع الحديث في‬ ‫هذا المقال عن هذه المعلمة المغربية من‬ ‫جانب آخر لم يُلتفت إليه في حدود علمي‪،‬‬ ‫وهو جانب العالمة عبد اهلل كنون السارد‬ ‫القصصي‪.‬‬ ‫لعل مآثر العالمة عبد اهلل كنون وجوانب‬ ‫شخصيته المتعددة وعلمه وفكره وأدبه كل‬ ‫ذلك من الكثرة والتنوع الفريد؛ وهو ما‬ ‫لم تستوعبه دراسة واحدة إلى اليوم‪ .‬ولو‬ ‫يسَّر اهلل لدراسة أن تحيط بهذه المعلمة‬ ‫المغربية والعربية لجاءت في مجلدات عدة؛‬ ‫فالرجل كان حاضراً على مستويات عديدة‪،‬‬ ‫وب���ارزاً في أشكال مختلفة‪ ،‬عالماً وأديباً‬ ‫ومصلحاً وشاعراً ووطنياً‪ ...‬إال أن مجال كتابة‬ ‫القصة عنده ظل مغموراً‪ ،‬ولم يأخذ حظه‬ ‫من الدراسة‪ ،‬إذ لم يلتفت إليه الدارسون‬ ‫المختصون بهذا المجال‪ ،‬ثم إن بعض من‬ ‫تناولوا شخصيته بالدراسة ربما أشاروا إليه‬ ‫إشارات عابرة أو خافتة جداً‪ .‬وال شك في أن‬ ‫األمر في ذلك راجع إلى عدم اهتمام العالمة‬ ‫كنون بكتابة القصة بالشكل الذي تطفو‬ ‫معه لتظهر جلياً للدارسين والنقاد مثلما‬ ‫هو األمر مث ًال بالنسبة إلى إنتاجه الشعري‪،‬‬ ‫إذ لم تأت القصة عنده إال في سياق التعبير‬ ‫عن فكرة أو مضمون فرضه هذا الشكل‬ ‫التعبيري السردي‪ .‬وقد أفصح عن ذلك في‬ ‫تقييدة كتبها بمفكرته سنة ‪ 1975‬ونشرت‬ ‫في كتابه “مذكرات غير شخصية”‪ .‬قال‪:‬‬ ‫«قلت عن تجربتي في كتابة القصة‪ :‬إنني لم‬ ‫أفكر قط في أن أكون قاصاً‪ ،‬وأن ما كتبته‬ ‫من قصص قليلة كان بالنظر إلى محتواه‬ ‫يفرض أسلوب القصة‪ ،‬فال تصح كتابته‬ ‫بغيرها‪ .‬ولذلك اعتبرت قصصي من باب‬ ‫المقاالت األدبية‪ ،‬فنشرتها في مجموعاتي‬ ‫األدبية والنقدية»‪.‬نجد األمر نفسه في سياق‬ ‫آخر مجيباً عن سؤال‪ :‬لماذا االتجاه إلى القصة‬ ‫أحياناً؟ قال‪« :‬ومثل ذلك الفكرة التي ال يمكن‬ ‫التعبير عنها ال بالشعر وال بالنثر “مقالة أو ما‬ ‫أشبه” وال يكون إبالغها واإليحاء بمغزاها‬ ‫للقارئ متأتياً إال عن طريق القصة القصيرة»‪.‬‬ ‫ولتسليط الضوء على ذلك الجانب‪،‬‬ ‫جعلنا الكالم مقسماً على شقين‪ :‬أولهما‬ ‫المطالعة والتأثر‪ ،‬وثانيهما اإلنتاج واإلبداع‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المطالعة والتأثر‬ ‫كان العالمة عبد اهلل كنون في تحصيله‬ ‫المعرفي وتكوينه الثقافي شغوفاً بالكتب‬ ‫والصحف والمجالت المشرقية‪ ،‬مكباً على‬ ‫المطالعة والتحصيل الذاتي‪ ،‬يلتهم كتابين‬ ‫في اليوم مما يقع بين يديه‪ .‬فقد ورد عنه‬ ‫قوله‪« :‬وال أقول بأن هذه الدروس ‪-‬الفقه‬ ‫والحديث ‪-...‬وه��ذه العلوم هي ما شكلت‬ ‫حصيلتي أو حددت تكويني‪ .‬ذكرت سابقاً‬ ‫المطالعة؛ مطالعة الصحف والمجالت‬ ‫والكتب الوافدة علينا من المشرق»‪ .‬وكان‬ ‫بين تلك المجالت الشهيرة التي أعجب بها‬ ‫األستاذ كنون مجلة “الهالل”‪ ،‬التي كانت‬

‫ذات صبغة أدبية واجتماعية‪ .‬وعن طريق‬ ‫هذه المجلة‪ ،‬تعرّف عبد اهلل كنون إلى جانب‬ ‫المثقفين المغاربة على روايات جرجي زيدان‪،‬‬ ‫الذي وإن كان مسيحياً‪ ،‬فقد وجدت كتاباته‬ ‫قراء في القطر المغربي‪ .‬وعنه قال عبد اهلل‬ ‫كنون‪« :‬جرجي زيدان مسيحي‪ ،‬ولكنه كان‬ ‫مقروءاً في المغرب‪ ،‬رواياته‪ ،‬الهالل‪ ،‬تاريخ‬ ‫التمدن اإلسالمي»‪.‬‬ ‫ومثلما كان األستاذ عبد اهلل كنون‬ ‫منفتحاً في قراءاته ومطالعاته على الثقافة‬ ‫المشرقية‪ ،‬ويلتهم ‪ -‬حسب قوله ‪ -‬معظم‬ ‫الكتب والمجالت اآلتية من ذلك القطر‬ ‫العربي‪ ،‬فإنه كان منفتحاً أيضاً على الثقافة‬ ‫الغربية‪ ،‬داعياً إلى االقتباس من فنون آدابها‬ ‫في حدود عدم معارضة ثقافتنا اإلسالمية‪.‬‬ ‫يقول‪« :‬ولسنا كما قلنا في حديث سابق‬ ‫ننكر االقتباس من آداب األم��م األخ��رى‬ ‫وثقافتها فيما تدعو إليه الحاجة‪ ،‬ويخصب‬ ‫تراثنا الفكري‪ ،‬كالشعر القصصي والتمثيلي‬ ‫الذي كان أدبنا خاليا منه»‪ .‬ويضيف قائ ًال في‬ ‫موضع آخر‪« :‬ثم إن االستمداد من أي ثقافة‬ ‫يجب أن يكون مقيداً بعدم معارضة مكوناتنا‬ ‫الفكرية والحضارية والعقائدية»‪ .‬إننا نلمس‬ ‫في هاتين القولتين إشارة واضحة إلى بعث‬ ‫الثقافة العربية وتخليصها من الجمود‪ ،‬كما‬ ‫نلمس دع��وة صريحة إلى التالقح‬ ‫الثقافي باالستفادة مما أنتجه الغرب‬ ‫استفادة تتواءم وشخصيتنا؛ فنقبل‬ ‫الجيد بعد عرضه على محك البحث‬ ‫ومناقشته ف��وق طاولة التشريح‪،‬‬ ‫فنلفظ ما ال يسوغ لنا وال يتماشى‬ ‫مع مسوغاتنا‪.‬‬ ‫ما دامت فنون السرد عموماً‬ ‫وم��ن بينها القصة بالمفهوم‬ ‫الحديث أجناساً أدبية سبق إليها‬ ‫الغرب‪ ،‬فإن العالمة عبد اهلل كنون‬ ‫تعرّف عليها عن طريقهم بواسطة‬ ‫ق��راءة األعمال ال��رائ��دة في ذلك‬ ‫مترجمة عن أصحابها؛ فمن خالل‬ ‫الترجمة التي كانت مزدهرة في‬ ‫وقته على يد أدباء فلسطين ولبنان‬ ‫وسوريا ومصر‪ ،‬تعرّف عبد اهلل‬ ‫كنون ‪-‬حسب قوله‪ -‬على أسماء‬ ‫كثيرة وأعمال عالمية‪ :‬فيكتور‬ ‫هيكو‪ ،‬راس��ي��ن‪ ،‬غوته‪ .‬ويضيف‬ ‫قائ ًال أيضاً‪« :‬فنحن قرأنا تولستوي‬ ‫ودوستويفسكي في ذلك الوقت»‪.‬‬ ‫يظهر مما سبق أن عبد اهلل‬ ‫كنون كان يولي اهتماماً كبيراً‬ ‫لقراءة األدب الغرب؛ ولكن ليس‬ ‫أي أدب غربي‪ ،‬وإنما األدب العالمي الذي‬ ‫نال من الشهرة ما نال‪ .‬وقد شمل اهتمام‬ ‫العالمة كنون أدب مناطق عدة‪ ،‬فكان يقرأ‬ ‫األدب الروسي ممث ًال بأفضل الروائيين‬ ‫عالمياً كتولستوي ودوستويفسكي‪ ،‬ويقرأ‬ ‫األدب الفرنسي الرفيع بزعامة فيكتور‬ ‫هيكو وراس��ي��ن‪ ،‬كما أعجب ب��واح��د من‬ ‫أفضل القصاصين األلمان وهو غوته‪ .‬وال‬ ‫ننسى‪ ،‬إلى جانب هذا وذاك‪ ،‬إعجابه الشديد‬ ‫باألدب اإلنجليزي من خالل شخصية شاعرة‬ ‫ومسرحية شهيرة؛ إنه شيكسبير‪ ،‬الذي قال‬ ‫عنه‪« :‬إنني كنت أكثر إعجاباً بشكسبير الذي‬ ‫نقلت كثير من أعماله إلى العربية»‪.‬‬ ‫إلى جانب األعالم الغربية سالفة الذكر‪،‬‬

‫نضيف مؤثراً غربياً آخر هو فن السينما الذي‬ ‫أسهم بدوره في تطوير اإلمكانات السردية‬ ‫لعبد اهلل كنون ولو بشكل غير مباشر‪ ،‬إذ‬ ‫إن المعرفة ال تتم إال بالتفاعل؛ فكل معرفة‬ ‫تفيد في إض��اءة المعرفة األخ��رى‪ .‬ويعبر‬ ‫األستاذ كنون عن عالقته بهذا الفن فيقول‪:‬‬ ‫«السينما أيضاً كنت شغوفاً بها‪ .‬عنوان‬ ‫الفيلم بالفرنسية يظل ثابتا في ذاكرتي‪.»...‬‬ ‫بناء على ما سبق‪ ،‬يمكن القول إن فكر‬ ‫العالمة عبد اهلل كنون السردي نما وازدهر‬ ‫بقراءة األدب الغربي الشهير‪ .‬وهذه القراءة‬ ‫كانت «إم��ا عن طريق الترجمة‪ ،‬وإم��ا عن‬ ‫طريق تصفح الكتب والمجالت األجنبية في‬ ‫أصولها»‪ .‬فاألديب كنون كان يتقن اللغة‬ ‫الفرنسية التي تعلمها بمخالطته لطالب‬ ‫ال��م��دارس العصرية‪ .‬أم��ا اإلسبانية‪ ،‬فقد‬ ‫تعلمها من الشارع‪ ،‬وأصبح يتقنها فيما بعد‪.‬‬

‫ثانيا– اإلنتاج واإلبداع‬ ‫إذا كان العالمة عبد اهلل كنون أنتج‬ ‫الشعر في سن مبكرة جداً‪ ،‬فإنه بخالف ذلك‬ ‫لم ينتج الكتابة السردية عموماً والقصة‬ ‫خصوصاً إال في مرحلة كانت مداركه الثقافية‬ ‫قد استوت‪ ،‬وحصيلته العلمية قد نضجت‪.‬‬ ‫ومع أن كنون تأثر في كتابة القصة بما‬

‫كان يطالعه من سرديات في األدب الغربي‪،‬‬ ‫فإن تأثره هذا لم يكن إال تأثراً على مستوى‬ ‫الشكل‪ .‬بمعنى آخ��ر‪ ،‬تأثر على مستوى‬ ‫أسلوب هذا الجنس في تقديم مادته‪ ،‬فيما‬ ‫ظل المضمون إسالمياً محضاً‪ ،‬هادفاً إلى‬ ‫التربية والتثقيف‪ .‬ويظهر هذا جلياً في‬ ‫قصتيه “حارس الكنيسة” و”الديك األحمر”‪.‬‬ ‫وسأخص الحديث هنا عن القصة األولى‪.‬‬ ‫قصة “ح��ارس الكنيسة” هي‬ ‫أكثر َقصص عبد اهلل كنون شهرة؛ نشرت‬ ‫ألول مرة سنة ‪ 1977‬بمجلة المناهل العدد‬ ‫‪ ،10‬ثم نشرها في كتابه “أشذاء وأنداء”‪.‬‬ ‫أردف عنوان هذه القصة القصيرة بعنوان‬ ‫فرعي صغير ه��و “قصة تاريخية”‪ .‬من‬

‫البديهي أن هذا العنوان الفرعي يعفي القارئ‬ ‫من البحث عن النوع األدبي الذي تندرج فيه‬ ‫هذه القصة‪ .‬ال أشك في أن القاص عبد اهلل‬ ‫كنون قد استفاد في كتابة هذه القصة مما‬ ‫كان يطالعه من سرديات جرجي زي��دان؛‬ ‫فقد اشتهر هذا األخير من بين أدباء العرب‬ ‫بالكتابة في القصة التاريخية متأثراً ومقتبساً‬ ‫من والترسكوت‪ ،‬بل إن جرجي زيدان كان‬ ‫رائداً وسباقاً في هذا الباب كما أشار إلى ذلك‬ ‫الناقد أحمد المديني في كتابه “فن القصة‬ ‫القصيرة بالمغرب”‪ ،‬ص ‪.133‬‬ ‫ولم يكتف القاص عبد اهلل كنون بذلك‬ ‫التوضيح‪”:‬قصة تاريخية”‪ ،‬وإنما يضيف‬ ‫في هامش القصة عبارة توضيحية أخرى‬ ‫يقول فيها‪« :‬لهذه القصة واقع‬ ‫تاريخي لم نتصرف فيه إال بما‬ ‫تتطلبه الحبكة الفنية لصوغه‬ ‫في صورة عمل أدبي»‪ .‬ومما يميز‬ ‫القصة التاريخية أنها «تستوحي‬ ‫ال��م��ادة التاريخية ال��ت��ي تعاد‬ ‫صياغتها قصصياً وإيديولوجياً‬ ‫وفق تصورات الكاتب المحكومة‬ ‫ب��ش��روط المرحلة التي ينتمي‬ ‫إليها»‪ .‬لقد صاغ القاص عبد اهلل‬ ‫كنون في هذه القصة قطعة من‬ ‫سيرة الشيخ الصوفي رض��وان‬ ‫الجنوي (دف��ي��ن ن��واح��ي مدينة‬ ‫وزان)‪ ،‬حيث ت��ح��دث ع��ن قصة‬ ‫أبيه (الشخصية الرئيسة) وكيفية‬ ‫تحوله من المسيحية إلى اإلسالم‪،‬‬ ‫وانتقاله من جنوة اإليطالية للعيش‬ ‫في المغرب‪ ،‬بعد أن وقعت له حادثة‬ ‫غريبة زعزعت عقيدته المسيحية‪.‬‬ ‫فتزوج بعد إسالمه بيهودية أسلمت‬ ‫أيضاً‪ ،‬وأنجب منها الشيخ الشهير‬ ‫المذكور‪ .‬جاءت صياغة هذه القصة‬ ‫محبوكة فنياً على نمط القص‬ ‫التقليدي المبني على متوالية‬ ‫التوازن واالختالل‪ ،‬أو البداية‪/‬العقدة‪/‬‬ ‫النهاية‪.‬كما اعتنى القاص بتفصيل‬ ‫المكونات السردية األخ��رى من الزمان‬ ‫والمكان واألحداث والشخصيات المساعدة‬ ‫مما ال يسع الحديث عنها في هذا المقال‪.‬‬ ‫على العموم‪ ،‬استأثرت قصة “حارس‬ ‫الكنيسة” برسائل عديدة يمكن تقسيمها‬ ‫إلى صنفين‪:‬‬ ‫• رسائل تعليمية تثقيفية‪ :‬وتتجلى أوال‬ ‫من خالل سرد التاريخ‪ ،‬ومعرفة أصل‬ ‫الشيخ الذي عرف في التاريخ باسم‬ ‫“رضوان الجنوي”‪ .‬وثانياً تتمثل في‬ ‫االعتقاد الجازم بأن دين اإلسالم هو‬ ‫الدين الحق الذي اختاره اهلل تعالى‬ ‫خاتمة لرساالته‪ ،‬وغيره مردود على‬

‫معتنقه؛ بل األكثر من ذل��ك‪ ،‬فإن‬ ‫القصة تتقاطع بصفة مباشرة مع‬ ‫النماذج شبه القصصية التي كتبها‬ ‫القاص عبد اهلل كنون في كتيبه‬ ‫التعليمي “القدوة السامية للناشئة‬ ‫اإلسالمية”‪.‬‬ ‫• رسائل تربوية خلقية‪ :‬ترتكز في كيفية‬ ‫معاملة الناس باألخوة والتعايش‬ ‫والتسامح بغض النظر عن الهوية‬ ‫الدينية؛ ذلك أن اختالف الدين ال‬ ‫يكون مبعثاً على القطيعة بين الناس‪.‬‬ ‫فالقصة بلورت ه��ذا السلوك من‬ ‫خالل عالقة التجارة بين اإليطاليين‬ ‫المسيحيين والمغاربة المسلمين من‬ ‫جهة‪ ،‬ومن خالل نشوء صداقة صادقة‬ ‫بين مسيحي هو حارس الكنيسة (والد‬ ‫الشيخ رضوان الجنوي) ومسلم هو‬ ‫أحد البحارة المغاربة‪.‬‬ ‫ومهما يكن من ذلك‪ ،‬فقد جاءت القصة‬ ‫برسائل دينية وإنسانية أبعد من كونها‬ ‫تعليمية وتربوية‪ ،‬ويمكن حصرها في‪:‬‬ ‫• تصحيــح عقيدة التوحيــد وتطهيرها‬ ‫من الشوائب‪.‬‬ ‫• تزكية النفوس ب��األخ�لاق الفاضلة‬ ‫والقيم العليا‪.‬‬ ‫• بث الحماس الوطني اإلسالمي عن‬ ‫طريق التذكير باألمجاد في محاولة‬ ‫الستنهاض الهمم وبعث الوعي‬ ‫الديني‪.‬‬ ‫ولعل هذه الرسائل‪ ،‬بل الغايات تلتقي‬ ‫مع جل كتابات عبد اهلل كنون األخرى التي‬ ‫كان يظهر في بصفة العالم المسلم المرشد‬ ‫المصلح‪.‬‬ ‫وبناء على ما تقدم‪ ،‬جاءت قصة “حارس‬ ‫الكنيسة” غنية وخصبة تنتج أكثر من معنى‪،‬‬ ‫وتحمل أكثر من داللة‪ .‬وهذا أحد الفروق بين‬ ‫الخبر التاريخي الذي يؤدي معنى واحداً هو‬ ‫“اإلخبار”‪ ،‬وبين القصة التاريخية التي تولد‬ ‫معاني متعددة‪ ،‬تجمع بين المتعة والمعرفة‬ ‫والفائدة؛ متعة القصة في تركيب أحداثها‪،‬‬ ‫ومعرفة التاريخ وأخذ العبرة منه‪.‬‬ ‫ونخلص في نهاية هذا المقال إلى أن‬ ‫شخصية العالمة عبد اهلل كنون السارد لم‬ ‫يمط اللثام عنها بعد‪ .‬فهذا الجانب يحتاج‬ ‫إل��ى دراس��ة معمقة تشمل كتابات هذه‬ ‫الشخصية السردية عموماً بما فيها رحالته‪،‬‬ ‫وتشمل أيضاً ق��راءات��ه النقدية في هذا‬ ‫المجال‪ .‬وهو مشروع نقدي أصيل سنعمل‬ ‫على إخراجه بتوفيق من اهلل‪.‬‬


‫العدد ‪847‬‬

‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬يوليوز �إلى ‪ 01‬غ�شت ‪2016‬‬

‫االنقالب في تركيا ودرس الوفاء‬ ‫للديمقراطية‬

‫الديمقراطية صمام األمان‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫‪...‬باألمس البعيد وعلى مرآى ومسمع‬ ‫من الالعبين الدوليين (‪ ،)9/1982‬حينما قامت‬ ‫القوات اإلسرائيلية بنشر عشرات الدبابات‬ ‫من صنع أمريكي‪ ،‬دخلت المخيم‪ ،‬لتبدأ‬ ‫المجزرة في صبرا وشتيال‪ ،‬بتواطؤ مع الغرب‪،‬‬ ‫أين كان العالم العربي ؟ وباألمس القريب‪،‬‬ ‫هؤالء األنظمة العربية “ االستبدادية“‪ ،‬الذين‬ ‫يسوِّقون الشعوب “بالكرباج”‪ ،‬إذ بها تنهض‬ ‫هذه األخيرة طالبة بحقها في دولة المؤسسات‬ ‫وحقوق اإلنسان‪ .‬فكانت ‪ 25‬يناير ثورة في‬ ‫مصر على غرار ثورة الياسمين الخضراء‪ ،‬تلتها‬ ‫ثورات ليبيا واليمن وسوريا‪.‬‬ ‫كان الغرب يؤيد هذه األنظمة رغم‬ ‫الفساد الذي ينخر جسمها للحفاظ على‬ ‫مصالحه‪ .‬بمعزل عن الواقع‪ ،‬العالم العربي‬ ‫استغرق في نوم عميق‪َّ ،‬‬ ‫فضل مقيما في مهب‬ ‫الريح‪ ،‬يأتمر بمن يسيطرون عليه إقصاديا‬ ‫بعمق استعماري‪ .‬يعانون من مشكلة حرية‬ ‫التعبير‪ ،‬والنقد لسياسات القمع‪ ،‬داخل المناخ‬ ‫العام للتحوالت التاريخية ‪.‬‬ ‫باسم المحافظة على “مؤسسات” الدولة‬ ‫أصبح االنقالب العسكري على أرض الكنانة‬ ‫طرفا من اإلجرام ضد الطيف السياسي‪.‬‬ ‫صفقات مصرية (عسكرية) بريطانية‪-‬فرنسية‪-‬‬ ‫إسرائيلية‪ ،‬للتسليم لهذه األخيرة بشبه جزيرة‬ ‫سيناء وقد ّ‬ ‫دكت من األنفاق وعلى رؤوس‬ ‫المقاومة وأهاليها‪ ،‬مقابل االعتراف بشرعنة‬ ‫االنقالب العسكري‪ .‬ومن أجل االعتراف أيضا‬ ‫بشرعنتها‪ ،‬اضطرَّ العسكر للتفريط في الجزر‬ ‫التي سلموها إلى دولة عربية نفطية‪ .‬ثمَّ‬ ‫تمَّ إصدار قوانين خرافية‪ ،‬إللقاء القبض على‬ ‫أشخاص‪ ،‬سوف يقومون بتظاهرات مستقبلية‬ ‫‪...‬اعتقاالت استباقية عشوائية لشباب في‬ ‫المقاهي والجامعات وحتى في دور العبادة‪.‬‬ ‫المنهج اإلديلوجي المقنن ‪ :‬ال بديل لمبارك‬ ‫إال بمبارك – ال بديل للعسكر إال بالعسكر ‪.-‬‬ ‫دخلت أمريكا على الخط لكي “تقنع “ النظام‬ ‫على قول الحقيقة‪ ،‬دون جدوى من ذلك‪.‬‬ ‫المشهد العربي للحكم الفردي في ليبيا‬ ‫واليمن وسوريا‪ ،‬عنون الغرب‪ ،‬األولى بدولة‬ ‫الصعاليك والثانية بالركوع والثالثة بالرفض‪.‬‬ ‫على األراضي السورية‪ ،‬واشنطن وموسكو بعد‬ ‫المغازلة الغرامية‪ ،‬يعقدان زواج المتعة‪ ،‬حتى‬ ‫تنتهي القنابل من القضاء على البشر والشجر‬ ‫والحجر ‪.‬فسدَّتِ األبواب وصفدَتْ كي يدفع‬ ‫المواطن العربي ثمن جرائم الشرق والغرب‪.‬‬ ‫أبعاد األزمة اليمنية وصلت إلى نوافذ مؤصدة‪،‬‬ ‫رغم خارطة طريق من خمسة نقاط تقررت في‬ ‫مجلس األمن‪ .‬والتي لم تقبل بها إيران في‬ ‫الخفاء وهي الداعمة للحوثيين وصالح‪ .‬هؤالء‬ ‫جماعات مسلحة سيطرت على الدولة وانقلبت‬ ‫على شرعيتها قبل استحواذها على األسلحة‪.‬‬ ‫وهل يمكن للحوثيين أن يتخلوْا عن األسلحة‬ ‫ببساطة ؟ (رغم قرار مجلس األمن)‪ .‬وهم‬ ‫يطالبون كذلك‪ ،‬للخروج من مأساة األزمة‪،‬‬ ‫التوافق على مؤسسة الرئاسة وحكومة توافق‬ ‫ولجنة عسكرية متوازنة‪ .‬وال يمكنهم تسليم‬ ‫السالح ما لم يكن األمر “متوازنا” بزعمهم‪.‬‬ ‫تسعى الحكومة بتحرير اليمن بدعم من‬ ‫السعودية وقطر ودول التحالف العربي مع‬

‫أسامة الزكاري‬

‫المقاومة الشعبية والجيش الشرعي‪ .‬تواصل‬ ‫مستمرُّ “ لنصر” قاب قوسين‪ ،‬أي الحسم‬ ‫العسكري على لسان الحكومة الشرعية‪.‬‬ ‫هي تراكمات لمنظومة استبدادية خلفت‬ ‫انهيارا كليا إقتصاديا ونسبا عالية من الجهل‬ ‫واألمية في قطاع التعليم والصحة والعدل ‪.‬أما‬ ‫الصحافة وحرية الرأي فحدِّث وال حرج‪ .‬العقل‬ ‫يكشف عن الحقائق لدول عربية استدْرجتْ‬ ‫إلى أنظمة ديكتاتورية بعد استقاللها‪ ،‬كأنه‬ ‫شكل من أشكال االستعمار بصنعة لبوس‬ ‫“قناع “ الحرية من الحجر والعبودية‪ .‬حتى‬ ‫يكون الغرب االستعماري قد ضمن دوال نامية‬ ‫بأنظمة استبدادية‪ ،‬لتبعية سيادتها‪ ،‬ليخلد هو‬ ‫في صدارة اإلنتاج العلمي للفكر والتكنلوجيا‬ ‫على الساحة الدولية‪ .‬وعلى المدى الطويل‬ ‫لالستحواذ على ثروات الدول العربية‪ ،‬والعالم‬ ‫الثالث‪ .‬لكي ال تقوم لهم قائمة‪ .‬مهزلة األقدار‬ ‫أن يجرأ الغرب‪-‬اإلسرائيلي‪ ،‬وأوشك ْ‬ ‫ْ‬ ‫أن يمليَ‬ ‫إمالءاته‪ ،‬بوقاحة‪ ،‬طالبا بعدم تدريس نصوص‬ ‫عقدية في المدارس العربية‪ ،‬زاعما انها حاضنة‬ ‫ومصدرا لإلرهاب ‪...‬‬ ‫يعلم الشرق والغرب جيدا عندما كانا‬ ‫يتخبطان في ظلمات العصر الوسيط‪ ،‬بينما‬ ‫كانت الحضارة وهي تمُر من أطوار التمدُّن‪،‬‬ ‫وبعدما استقرَّتْ الدولة العربية اإلسالمية‬ ‫سياسيا‪ ،‬بدأتْ النهضة العلمية من تراجمات‪،‬‬

‫حيث أسست بيوت الحكمة والمرصد الفلكي‬ ‫في القرن العاشر للميالد‪ ،‬ثمَّ انطلقت منها‬ ‫العلوم الحديثة مع ما وصلت إليه الحضارة‬ ‫والعلم في بغداد ودمشق وقرطبة‪ .‬فكان‬ ‫يفدون عليها من كل حدب وصوب‪ ،‬من أسقاع‬ ‫العالم آنذاك‪ ،‬لطلب العلم والمعرفة من منابع‬ ‫الفكر والنبوغ العربي‪ .‬وعيا من الالعبين‬ ‫السياسيين لمقام الفكر العربي وموقع‬ ‫خريطته االستراتيجية والثروات التي حباه اهلل‬ ‫بها‪ ،‬كان ال مناص لهم من أن يزرعوا من‬ ‫المحيط إلى الخليج أنظمة فردية‪ ،‬وحرمانهم‬ ‫من دساتير يحكم فيها الشعب نفسه بنفسه‪،‬‬ ‫وتلك هي الديمقراطية‪ ،‬صمّامُ األمان‪ ،‬للدول‬ ‫العربية السترداد كرامتها وسيادتها‪ .‬لن تركع‬ ‫أبدا دوال عربية ديمقراطية تنعم بحرية األعالم‬ ‫واستقاللية السلط لالستبداد والعبودية‬ ‫شرقية كانت أم غربية ‪.‬‬ ‫تنفس الصبح واستوتْ سفينة السالم‬ ‫على الجودي فأدرك العالم قيمة اإلعالم الحر‬ ‫الذي لعب دورا هاما ضد انقالب عسكري غاشم‬ ‫في تركيا‪ ،‬على النقيض من طغيان عسكرية‬ ‫مصر وكراكيز اإلعالم المصري وسفاهة أقالم‬ ‫وأقوال المتواطئين معه‪ ،‬والتي استمرأت في‬ ‫غي االنقالب‪ .‬فتحية إكبار وإجالل لشعب وابن‬ ‫شعب باسل شجاع‪ ،‬قال كلمة حق عند عسكر‬ ‫جائر ‪.....‬‬

‫الفنان يونس الدغمومي يتألق في عرض‬ ‫“روميو وجولييت‪ :‬بعد الموت”‬ ‫ب��دع��م م��ن المعهـد ال��ل��غ��وي األمريكــي‬ ‫والمركـــز الثقافي الفرنسي بطنجــة‪ ،‬قدمت فرقة‬ ‫بارطاج بطنجة‪ ،‬مساء اإلثنين الماضي‪ ،‬العرض‬ ‫الخامس لمسرحيتها األخيرة “روميو وجولييت‪:‬‬ ‫بعد الموت”‪ ،‬هذه المسرحية التي عرضت ألول مرة‬ ‫بتونس العاصمة‪،‬‬ ‫والتي حقتت نجاحا كبيرا أثار اهتمام نخبة من‬ ‫الباحثين المسرحيين من مختلف الدول العربية‪.‬‬ ‫“روم��ي��و وجولييــت‪ :‬بعد ال��م��وت” عرض‬ ‫مسرحـــي درامي‪ ،‬تجاوز من خالله مؤلفه ومخرجه‬ ‫الفنان الطنجاوي يونس الدغمومي حدود التراجيديا‬ ‫الكالسيكية لمسرحية روميو وجولييت‪ ،‬من خالل‬ ‫مواز لعالمنا المحسوس‪ ،‬وهو‬ ‫خلقه لعالم افتراضي ٍ‬ ‫عالم ما بعد الموت‪ ،‬حيث يولد العاشقان روميو‬ ‫وجولييت ليعيدا سرد قصتهما بتفاصيل مختلقة‬ ‫ومن زاوية أخرى‪ .‬حيث أثار العرض –وبصوت مرتفع‬ ‫ال يخشى شيئا‪ -‬أسئلة كثيرة ودقيقة‪ ،‬تدور حول اإليمان‪ ،‬العدمية‪ ،‬األخالق‪ ،‬الوجود‪ ،‬الطبيعة‪ ،‬الصور النمطية‪ ،‬الحقيقة‬ ‫والالحقيقة‪ ،‬اآلخر‪ ،‬العقد‪ ،‬الجنس‪ ،‬الحب‪ ،‬الخيانة‪ ...‬وكل ما نحتكم إليه مُكرهين في عالقاتنا اإلنسانية‪ /‬اإلجتماعية‪.‬‬ ‫المسرحيـــة‪ ،‬من تـــأليــف‪ ،‬سينوغرافيـــا وإخراج يونــس الدغمومي‪ ،‬ومن تشحيص يسرى المستعد‪ ،‬صباح العمراني‬ ‫ويونس الدغمومي‪ ،‬وقد أنجز المؤثرات الصوتية الفنان إلياس الناصر‪.‬‬

‫جهاد ياسين‬

‫لم يستفق العالم بعد من وقع االرتدادات‬ ‫العميقة التي خلفتها الليلة الظلماء ليوم ‪15‬‬ ‫يوليوز الماضي‪ ،‬عندما تحركت تشكيالت‬ ‫عسكرية تركية من أجل القيام بانقالب‬ ‫عسكري ضد السلطة المدنية المنتخبة‬ ‫ديمقراطيا‪ .‬كانت ليلة طويلة‪ ،‬تكاثفت فيها‬ ‫األحداث‪ ،‬وتحركت عبرها األهواء‪ ،‬وتضاربت‬ ‫بخصوصها الرؤى‪ .‬ولم يكن أحد بقادر على‬ ‫اإلمساك بتالبيب التفاصيل حول ما وقع‪/‬وما‬ ‫كان يقع العتبارات شتى‪ ،‬لعل أبرزها مرتبط‬ ‫بكثافة الضغط اإلعالمي الذي ال يبدو أنه كان‬ ‫قادرا على تقديم خدمة تستجيب لنهم المتلقي‬ ‫في استيعاب نوامس التغير التي كانت تعرفها‬ ‫بالد األناضول‪ .‬ولعل مما زاد األمور استفحاال‬ ‫على أمواج القنوات التلفزيونية الموجهة‪،‬‬ ‫بروز مسارين اثنين في التعاطي مع الوقائع‬ ‫واألحداث‪ ،‬ارتبط أولهما باستباق مثير للتكهن‬ ‫بالتداعيات‪ ،‬أو لنقل بابتهاج‪ ،‬بعض القنوات‬ ‫للخطوة العسكرياتية االنقالبية لتصفية‬ ‫بئيسة لحسابات ضيقة مع القيادة التركية‬ ‫وعلى رأسها رئيس الدولة طيب رجب أردوغان‬ ‫مثلما كان الحال مع العديد من القنوات‬ ‫األمريكية واألوربية‪ ،‬وثانيهما يرتبط بإغراق‬ ‫هذه القنوات بسيل جارف من “المحللين”‬ ‫الذين أضحوا يتحدثون في كل شيء‪ ،‬نعم‬ ‫كل شيء‪ ،‬مادام ذلك كان يستجيب لمنطق‬ ‫اشتغال الكثير من حاملي رؤى استعجلت‬ ‫التغيير‪ ،‬محملة أردوغان وحزبه كل شرور‬ ‫الدنيا ومسؤولية كل “كوارث” تركيا الراهنة‪.‬‬ ‫وكم كان بئيسا وضع هؤالء “المحللين” الذين‬ ‫أضحوا يتباكون على مصير الشعب التركي‬ ‫وعلى “مآسيه” في ظل حكم قيادته الحالية‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أن عدة منابر إعالمية‬ ‫ظلت تتريث في استصدار خالصات الوقائع‬ ‫المميزة لألحداث وحقيقة مآلها النهائي‪ ،‬فإن‬ ‫بعض القنوات الموجهة قد أعطت لنفسها‬ ‫الحق في استباق األحداث وفي الحكم على‬ ‫المصير النهائي لهذه األحداث‪ ،‬بل وفي‬ ‫التنظير لمرحلة ما بعد أردوغان‪ ،‬ولعل فيما‬ ‫قامت به قناة “الميادين” أو مجموع القنوات‬ ‫المصرية‪ ،‬خير دليل على ما نقول‪ ،‬وعن‬ ‫الكيفية التي تخلى بها بعض “اإلعالميين” عن‬ ‫حيادهم وعن مهنيتهم المفترضة في تقديم‬ ‫خدمة إعالمية محايدة وراشدة‪ ،‬بعد أن تحولوا‬ ‫إلى صناع لوقائع افتراضية لتطورات كانت‬ ‫التزال تتفاعل على األرض‪ .‬ولعل من األمور‬ ‫المثيرة للسخرية‪ ،‬عزوف القنوات المصرية‬ ‫“ومحلليها” للتبشير بحدث االنقالب مباشرة‬ ‫بعد وقوعه بلحظات قليلة‪ ،‬بل إن البعض‬ ‫منهم دعا من منبر هذه القنوات إلى عدم‬ ‫استعمال لفظة انقالب‪ ،‬مادام أن األمر كان‬ ‫يتعلق – في نظره – بثورة حقيقية مكتملة‬ ‫األركان‪ ،‬تذكرنا بوضعية التماهي مع الحالة‬ ‫المصرية التي اجتاحت هؤالء اإلعالميين عند‬ ‫االنقالب على الرئيس محمد مرسي‪ .‬وفي‬ ‫اليوم الموالي‪ ،‬وعندما اتضح أن االنقالب‬ ‫قد فشل‪ ،‬تحول الخطاب بشكل مثير وأصبح‬ ‫فرسانه يتحدثون عن مسرحية سيئة اإلخراج‬ ‫يشرف عليها أردوغان‪ ،‬إلى غير ذلك من‬ ‫األحكام االنفعالية المثيرة للشفقة‪.‬‬ ‫وفي انتظار أن تنكشف الرؤى عن كل‬ ‫حقائق ما وقع ليلة ‪ 15‬وصبيحة ‪ 16‬يوليوز‬ ‫الماضي‪ ،‬وهي الحقائق التي ال شك وأنها‬ ‫تقدم المواد الضرورية لصناعة الشواهد‬ ‫الرصينة لتمكين مؤرخي الزمن الراهن وعموم‬ ‫الباحثين المهتمين بالشأن التركي من تقييم‬ ‫التفاصيل‪ ،‬نكتفي بتقديم مالحظات أولية‬ ‫نعتبرها أرضية للنقاش الهادف حول سر نجاح‬ ‫حركة “االنقالب ضد االنقالب”‪ ،‬بامتدادات‬ ‫هذا النجاح على مجمل تطور األوضاع العامة‬ ‫المرتبطة بحالة الردة التي تهيمن على‬ ‫الواقع العربي الراهن‪ .‬تتوزع هذه المالحظات‬ ‫المدخلية على الشكل التالي‪:‬‬ ‫أوال – ال جدال في أن درس الديمقراطية‬ ‫يظل أكبر منتصر في كل ما وقع‪ ،‬وال شك‬ ‫أن السيادة الشعبية عندما يحصنها فاعلوها‬ ‫ويوفرون لها الحضن اآلمن‪ ،‬تتحول إلى قوة‬ ‫قادرة على إفشال المؤامرات والدسائس‬ ‫والجرائم والخطط الهادفة إلى االلتفاف على‬ ‫اإلرادة العامة لألمة‪ .‬فإذا نال الحاكم ثقة‬ ‫الشعب‪ ،‬فالمؤكد أن هذا الشعب لن يخذله‬

‫كلما تطلب األمر ذلك‪ .‬بمعنى‪ ،‬أن أردوغان‬ ‫لم يكن يؤمن إال بقوة سنده الشعبي المرتكز‬ ‫إلى إنجازات ملموسة في الواقع‪ ،‬نقلت تركيا‬ ‫إلى إحدى أبرز القوى االقتصادية الصاعدة‬ ‫في العالم‪ ،‬وإلى إحدى أنجح النماذج التنموية‬ ‫الراهنة‪ ،‬بمؤشرات إحصائية دالة وخاصة على‬ ‫مستوى قيمة الناتج الداخلي الخام ووضعية‬ ‫الميزان التجاري ووضعية المديونية الخارجية‬ ‫ومعدل التضخم ومعدل البطالة والتعليم‬ ‫والبحث العلمي‪ ...‬كان أردوغان يدرك أن مثل‬ ‫هذه المنجزات ستصبح حصانه الرابح في‬ ‫مواجهة خصومه‪ ،‬وكذلك كان‪...‬‬ ‫ثانيا – اتضح أن تركيا قد انتقلت اآلن إلى‬ ‫مرحلة الجمهورية الثانية‪ ،‬إذ لم تعد المؤسسة‬ ‫العسكرية مؤتمنة على الديمقراطية‪ ،‬بل‬ ‫أصبحت هذه المسؤولية ملقاة على عاتق‬ ‫الشعب‪ ،‬األمر الذي حمل درسا بليغا ليس‬ ‫فقط للفرقاء السياسيين بالداخل‪ ،‬ولكن‬ ‫لكل المنشغلين بالحالة التركية بالمحيطين‬ ‫اإلقليمي والدولي‪ .‬لذلك‪ ،‬كان بديهيا أن‬ ‫ينخرط الجميع‪ ،‬أي كل من يؤمن بالقيم‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬في هذه الموجة‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫قطاعات من اشد معارضي الرئيس أردوغان‬ ‫وحزب العدالة والتنمية مثل القوى العلمانية‬ ‫والحركات القومية الكردية‪ ،‬معتبرة أن ال‬ ‫شيء يبرر االنقالب على الديمقراطية وأن ال‬ ‫مبرر للعودة إلى عهد االنقالبات التي كلفت‬ ‫تركيا الشيء الكثير‪ ،‬وخاصة خالل سبعينيات‬ ‫وثمانينيات القرن الماضي‪ .‬فاالنقالب‪ ،‬لم يكن‬ ‫– في نهاية المطاف ‪ -‬ضد أردوغان وحزبه‪،‬‬ ‫ولكن ضد الديمقراطية التدبيرية لالختالف‬ ‫حسب ما هو متعارف عليه كونيا‪.‬‬ ‫ثالثا – لم تتردد النخب العلمانية‬ ‫والمثقفين واإلعالميين عن الوقوف في وجه‬ ‫االنقالب‪ ،‬األمر الذي ساهم – منذ البداية – في‬ ‫عزل المجموعة االنقالبية‪ ،‬مما يدفع في اتجاه‬ ‫إجراء التقابالت الضرورية بين نبل هذا الموقف‬ ‫من جهة‪ ،‬وبين بؤس ما وقع بمصر غداة‬ ‫انقالب السيسي ضد الرئيس الوحيد واألوحد‬ ‫المنتخب ديمقراطيا في تاريخ هذا البلد من‬ ‫جهة ثانية‪ .‬وبدون العودة إلثارة حقيقة تآمر‬ ‫قطاعات واسعة من نخب مصر ضد اإلرادة‬ ‫الشعبية وتنكرها للقيم الفكرية واألخالقية‬ ‫المؤطرة للممارسة الديمقراطية النبيلة‪،‬‬ ‫نؤكد أن التاريخ يشهد كيف ساهمت قطاعات‬ ‫واسعة من مثقفي مصر ومن علمانييها ومن‬ ‫ديمقراطييها في وأد الديمقراطية وفي إرجاع‬ ‫عجلة التطور بمصر إلى الوراء بعقود زمنية‬ ‫طويلة‪.‬‬ ‫رابعا – قد أختلف مع أردوغان‪ ،‬وقد أنخرط‬ ‫في حملة معادية لتوجهاته‪ ،‬لكني ال أقبل –‬ ‫أبدا – بحكم العسكر وال بسطوة االنقالب‪.‬‬ ‫هذا هو الدرس الذي استوعبه الشعب التركي‬ ‫الذي عانى من ويالت االنقالبات العسكرية في‬ ‫السابق‪ ،‬لذلك‪ ،‬كان بديهيا أن يتحدى صوت‬ ‫المدفع وأن ينزل للشارع لحماية سيادته‪.‬‬ ‫كل النخب كانت هناك‪ ،‬وكل األحرار كانوا‬ ‫هناك‪ ،‬وقبل ذلك‪ ،‬ظلت قطاعات واسعة من‬ ‫المثقفين تشكل حاضنة ألردوغان ولرمزية‬ ‫تجسيده لإلرادة الحرة‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬لم‬ ‫يتطلب األمر إال دعوة سريعة صدرت في بضع‬ ‫ثوان من الرئيس‪ ،‬لكي يغرق الشعب الشوارع‬ ‫والساحات بطوفان بشري تصدى للمدرعات‬ ‫وللدبابات بصدوره العارية‪ .‬هذا هو الدرس‬ ‫الذي لم تستوعبه النخب المصرية غداة انقالب‬ ‫السيسي‪ ،‬فكان ما كان‪...‬‬ ‫خامسا – تأسيسا على المالحظة السابقة‪،‬‬ ‫أمكن القول إن الدفاع عن الحق على الرغم من‬ ‫االختالف مع حامله يظل عنصرا حاسما إلضفاء‬ ‫على اإلنسان إنسانيته وللديمقراطية معناها‬ ‫النبيل الوحيد واألوحد‪ .‬أما االستنجاد بالعسكر‬ ‫تحت أي مبرر وفي أية ظروف‪ ،‬فإنه ال يعمل إال‬ ‫على إعاقة حركة تطور التاريخ‪.‬‬ ‫فالديمقراطي يناضل من أجل‬ ‫الديمقراطية حتى عندما تكون نتائجها ضد‬ ‫إرادته وضد طموحاته‪ ،‬وما سوى ذلك‪ ،‬لن‬ ‫يكون إال ضحكا على الذقون تمارسه النخب‬ ‫المعاقة لحداثة معطوبة في زمن عربي بئيس‪.‬‬ ‫أما تفاصيل ما وقع ليلة ‪ 15‬يوليوز بتركيا‪ ،‬فتلك‬ ‫أمور تبقى للتاريخ ولمكر من ينبري لكتابة هذا‬ ‫التاريخ‪ ،‬سواء في إطاره الوظيفي الموجه أم في‬ ‫مستوياته المحايدة النزيهة‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬يوليوز �إلى ‪ 01‬غ�شت ‪2016‬‬

‫العدد ‪847‬‬

‫حوار �شامل مع ال�شاعر الكبري ‪:‬‬

‫األستاذ مصطفى الشريف الطريبق‬ ‫حاوره‪ :‬عبد القادر �أحمد بنقدور‬

‫�أوراق من�سية‬

‫‪ 3‬ـ �أحزاب �سيا�سية‪...‬‬ ‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫الديمقراطية بدون أحزاب سياسية‬

‫مقدمة الحوار‪:‬‬

‫ال يمكن أن يدور الحديث ويجري حول الحركة األدبية‬ ‫النثرية والشعرية في مدينة القصر الكبير‪ ،‬ويغيب اسم الشاعر‬ ‫والكاتب والمؤلف مصطفى الشريف الطريبق ‪ ،‬فذكر اسم األديب‬ ‫مصطفى الشريف الطريبق البد أن يكون في أول القائمة ‪ ،‬ألنه‬ ‫علم بارز في ميدان الفكر واألدب ‪ ،‬وألنه يعتبر ذاكرة حية لتاريخ‬ ‫مدينة القصر الكبير وإلقليم العرائش ‪ ،‬وهو شاعر معروف‬ ‫بشاعريته العربية األصيلة ‪ ،‬ومعروف بمشاركته ومساهمته في‬ ‫جميع المنتديات األدبية ‪ ،‬واللقاءات والقراءات الشعرية ‪ ،‬وهو ال‬ ‫يبخل أبدا عن المشاركة في أي حفل أدبي يعقد بمدينة القصر‬ ‫الكبير من طرف أي جمعية من الجمعيات‪ ،‬ولهذه المكانة‬ ‫لشاعرنا ‪ ،‬ولروحه الطيبة وتواضعه المعهود فيه ‪ ،‬أقيمت له‬ ‫عدة حفالت تكريمية من جهات مختلفة ‪.‬‬ ‫واألديب مصطفى الشريف الطريبق يعد من أوائل شعراء‬ ‫مدينة القصر الكبير ‪ ،‬وهو ينشر في عدد من الجرائد ‪ ،‬وقد أجرى‬ ‫العديد من االستجوابات مع عدد من المنابر الثقافية سواء‬ ‫داخل المغرب أو خارجه ‪ ،‬كان آخرها اللقاء الذي كان له مع إذاعة‬ ‫صوت العرب بمصر الشقيقة ‪ ،‬والذي دام مدة ساعة مع المذيع‬ ‫المصري الشهير محمد الناصر ‪ ،‬وذلك يوم ‪ 28‬دجنبر ‪،2015‬‬ ‫ولغزارة كتابته يتعذر علينا أن نحصي عدد الجرائد والصحف‬ ‫التي نشر فيها ألنها عديدة سواء الجرائد المغربية أو المشرقية‪،‬‬ ‫وكم حرصنا على إجراء لقاء صحفي معه ولكننا كنا نجده دائما‬ ‫إما في لقاء أدبي ‪ ،‬أو قراءات شعرية ‪ ،‬أوفي ندوة حول موضوع‬ ‫من المواضيع ‪ ،‬وفي األخير سعدت باللقاء معه ‪ ،‬وطلبت منه‬ ‫إجراء هذا الحوار الصحافي فلبى الطلب بكل أريحية وبكل ما هو‬ ‫معهود فيه من طيبة النفس وتواضع جم ‪.‬‬

‫ويسعدنا أن نلقي نظرة خاطفة عن حياة شاعرنا الكبير وعن‬ ‫بعض مؤلفاته وإبداعاته الملتزمة بقضايا الوطن واألمة المغربية‬ ‫والعربية ‪.‬‬ ‫ األستاذ واألديب والشاعر واإلعالمي والناقد مصطفى‬‫الشريف الطريبق من مواليد مدينة القصر الكبير سنة ‪، 1944‬‬ ‫وابتداء من سنة ‪ 1961‬عين موظفا بالتعليم األصيل ‪ ،‬لكنه واصل‬ ‫تعليمه العالي سنة ‪ 1980‬وبعد سبع سنوات (‪ )1987‬عين حارسا‬ ‫عاما ‪ ،‬ثم مديرا إلعدادية أبي المحاسن يوسف الفاسي‪ ،‬استهواه‬ ‫األدب منذ الصغر ‪ ،‬حيث شارك وهو طالب في عدة مسابقات أدبية‪،‬‬ ‫وأحرز على جوائز قيمة في النثر والشعر ‪ ،‬وانخرط في النشاط‬ ‫المسرحي لفرقة المدرسة األهلية للتمثيل ‪ ،‬وفرقة الكواكب‪ ،‬وقد‬ ‫أنتج عدة مسرحيات تأليفا وإخراجا ‪ ،‬منها مسرحية «خيانة عم» ‪،‬‬ ‫و «عمتي ستوت» وقد أسعدني مشاركته بعض أعماله المسرحية‬ ‫في الستينات من القرن الماضي‪.‬‬ ‫مصطفى الشريف الطريبق شعلة من النشاط الثقافي‬ ‫والعلمي ‪ ،‬حيث كان يشارك في عدد من األنشطة األدبية وخاصة‬ ‫بدار الشباب ‪ ،‬وقد عمل على تكوين فرقة تمثيلية بدار الشباب‬ ‫باسم فرقة وادي المخازن ‪ ،‬وفي هذه الدار كان يقدم عدة عروض‬ ‫أدبية ومحاضرات ‪ ،‬واقترح على مدير دار الشباب إصدار مجلة‬ ‫شهرية فصدرت باسم من «هنا وهناك» كان يشارك في الكتابة‬ ‫فيها ‪ ،‬إلى جانبه‪ ،‬عدد من األدباء المعروفين آنذاك بالقصر الكبير‬ ‫والعرائش‪ ،‬وشارك في عدة تداريب نظمتها وزارة الشبيبة والرياضة‬ ‫بغابة معمورة ‪ ،‬نال خاللها عدة شهادات تقديرية هامة ‪ ،‬وحاليا هو‬ ‫كاتب عام لجمعية البحث التاريخي واالجتماعي بالقصر الكبير‪ ،‬ومن‬ ‫قصائده الوطنية الوهاجة والبليغة والمؤثرة جدا في الرثاء تقطر‬ ‫بجمر الوطنية قصيدة «واحسرتاه» التي نشرت في كتاب « شهادة‬ ‫اإلبداع في لحظة االستشهاد» الذي أصدره االتحاد االشتراكي في‬ ‫ذكرى استشهاد الشهيد عمر بن جلون نقتطف منها هذه األبيات‪:‬‬ ‫إن رأيت األفـــــــق جهما موحشا‬ ‫ورأيت الظـــــــــلم مـــرفوع لواه‬ ‫ورأيــت الضــغط أمسى ســـائـدا‬ ‫ورأيــت الجـهــل قد طــال بقـــاه‬ ‫فــــــــــتيقنأنمــــايتبـــــــعه‬ ‫ومض نور يحمل السعــد ضيـــاه‬ ‫فإذا العــــــــــــيش تآخ وانتصاف‬ ‫وإذا الشعب سعـــــــــــــيد بمناه‬

‫إلى إن يقول ‪:‬‬ ‫عمر‪ ،‬من أجلك الحق بــــــــــــــكى‬ ‫ورأيت الشعب فاضــــت مقلتــــــاه‬ ‫إننا بعدك في العــــــــــــــيش فـم‬ ‫صـاح حــزنـا وأسى ‪ :‬واحسـرتــــاه‪.‬‬ ‫وهو عالمة كبيرة في البحث والتأريخ والشعر والقصة‬ ‫والدراسات اللغوية واألدبية النبيهة والمتدفقة والنقد الموضوعي‬ ‫البناء والملتزم بقضايا الوطن والمجتمع والوحدة الوطنية ‪ ،‬ومدينة‬ ‫القصر الكبير التاريخية ‪....‬الغيور واإلنساني بمقوماته وسماته‬ ‫وتسامحه الفياض ‪ ،‬وذلك على امتداد مساره الطويل في الكتابة‬ ‫المتميزة والقلقة بحسه وغيرته الوطنية وصدق تناوله وتنقيبه‬ ‫المتواصل في الكتب والمراجع العربية القديمة والحديثة ‪ ،‬وفيه‬ ‫من التجديد والصبر المتين‪ ،‬وهو ذو عطاء كبير وإنتاج غزير أصدر‬ ‫ثالثة دواوين‪ .‬األول «إعدام البراءة» سنة ‪ 2001‬والثاني «سنابل‬ ‫وأعاصير» سنة ‪ ، 2008‬والثالث «ترانيم الشجن» سنة ‪ ، 2015‬كما‬ ‫أصدر كتابا مهما تحت عنوان « استرجاع مدينة العرائش في عهد‬ ‫المولى اسماعيل من سنة ‪ 610‬هـ الى ‪ 689‬هـ وتداعياتها التاريخية‬ ‫واألدبية» وهو من منشورات المجلس العلمي المحلي بالعرائش ‪،‬‬ ‫وله عدة كتب مرقونة تنتظر المساعدة لتخرج إلى الوجود ‪...‬‬

‫• نرحب بكم في البداية‪ ،‬من هو الشاعر والكاتب‬ ‫والناقد األستاذ مصطفى الشريف الطريبق؟‬ ‫• • أشكركم وأعرب عن كامل امتناني التصالكم بشخصي‬

‫المتواضع ‪ ،‬وهذا نبل كبير منكم وتقدير بستحق كل شكر وإعجاب‬ ‫بكم‪ ،‬ويظهر من خالل سؤالكم األول أنكم تريدون معرفة اسمي‬ ‫الكامل‪ ،‬فأنا اسمي ‪ :‬مصطفى الشريف الطريبق ‪ ،‬من مواليد مدينة‬ ‫القصر الكبير انتسب في الشجرة العائلية إلى القطب الزاهد موالي‬ ‫عبد السالم بن مشيش ‪ ،‬ولقد أضفتم إلي في سؤالكم األول‬ ‫ثالثة أوصاف الشاعر والكاتب والناقد ‪ ،‬وهذا كثير في حقي ‪ ،‬فأنا‬ ‫العبد الضعيف المولع بالقراءة أوال وقبل كل شيء ألنه بدون قراءة‬ ‫مختلفة وتتبع لما يصدر من كتب ومجالت مع التهافت على ذلك ال‬ ‫يجوز لإلنسان أن يقول إنه منتسب إلى الثقافة وأنا بحبي للقراءة‬ ‫وبفضل مكتبة متواضعة توفرت لدي‪ ،‬وبفضل االحتكاك العائلي ‪،‬‬ ‫وما ورثته عن شقيقي عبد السالم وشقيقي حسن‪ ،‬أصبحت بكل‬ ‫تأكيد مرتميا في بحر الكتابة‪ ،‬وأصبح ذلك طبعا ملتصقا بي ‪ ،‬ومع‬ ‫مرور األيام صرت أنظم الشعر وأخرج بضعة قصائد ‪ ،‬إلى جانب‬ ‫ذلك تعاطيت كتابة النثر ‪ ،‬ثم بعد ذلك وجدتني حينما أقرأ بعض‬ ‫القصائد أو بعض المواضيع أجدها تثير لدي بعض المالحظات‬ ‫فأندفع لكتابتها ‪ ،‬فإذا بها تخرج مواضيع كاملة فأبعث بها للنشر‬ ‫في جرائد كثيرة كتبت فيها ونشرت عددا من المواضيع المتعددة‬ ‫والقصائد المتنوعة ‪ ،‬ومع المحبة الشديدة للقراءة تسلحت بما‬ ‫يمكن أن يتسلح به كل من رغب في الكتابة والنقد‪ ،‬وبذلك توفر‬ ‫لدي إنتاج كبير في النثر والشعر ‪ ،‬وأصبحت أسمع أني شاعر ‪ ،‬لكنني‬ ‫في قرارة نفسي أومن أن الشعر الحق أكبر مني بكثير ‪ ،‬اال أنني‬ ‫ثابرت وعملت بعزيمة على أن أصبح حقا شاعرا‪.‬‬

‫• أنتم معروفون كثيرا بمقاالت وإبداعات قصصية‬ ‫وخاصة اإلبداع الشعري ‪ ،‬وأحيانــا النقد ‪ ،‬كيف توفقون بين‬ ‫كل ذلك ؟‬ ‫• • اذا توفرت الموهبة ‪ ،‬ووجد العنصر الفاعل أو المؤثر وهو‬ ‫الثقافة المتنوعة التي تأتي كثمار للقراءة المتنوعة فإن كل شيء‬ ‫يسهل ويمكن مواصلته في الكتابة على مختلف أنواعها ‪ ،‬ولكن ال‬ ‫بد من الرصيد الثقافي ‪ ،‬والبد من الذاكرة الحافظة ‪ ،‬والبد أيضا من‬ ‫وسائل‪،‬في طليعتها التمكن المعرفي ألنه ال يمكن أن تكتب ولو‬ ‫بيتا شعريا بدون وسيلة معرفية أو معرفة علمية ‪ ،‬وإلى جانب ذلك‬ ‫البد من الموهبة ‪ ،‬وبحسب هذه الموهبة يكون اإلبداع ويكون‬ ‫العطاء ‪ ،‬وعلى ذكر الموهبة فهي أمر عظيم ألنك قد تشرع في‬ ‫كتابة قصيدة وتنظم البيت األول وتستمر في عملك فتشعر وكأن‬ ‫قوة ما تملي عليك فتستمر في عملك دون تقطيع عروضي أو بحث‬ ‫عن شيء حتى تكتمل القصيدة فتكون قصيدة كاملة صالحة وكل‬ ‫ذلك اعتمادا على القراءة األدبية ‪ ،‬ولكن الفاعل الرئيسي الموهبة‬ ‫وهي تنتج عن فعل الثقافة الناتجة عن القراءة المتنوعة‪.‬‬ ‫حلقة جديدة من هذا الحوار الشيق‬ ‫في العدد القادم‪.‬‬

‫يبدو للوهلة األولى أن وحدة العقائد السياسية كانت المحرك‬ ‫األساسي في تكوين الكتل البرلمانية‪ ،‬لكن الواقع ال يؤكد‬ ‫هذه الفرضية‪ ،‬إذ يبدو غالبا أن الجوار الجغرافي و المصلحة‬ ‫المشتركة هما اللتان أعطتا هذا التصور‪ .‬أما العقيدة‪ ،‬فقد جاءت‬ ‫فيما بعد‪ ،‬ذلك أنه في الدول التي سبقتنا في الديمقراطية (في‬ ‫بداية عهدها بالديمقراطية) كانت الكتل البرلمانية بها كتل‬ ‫محلية‪ ،‬تحولت بعدها إلى تجمعات عقائدية‪ ،‬مثال ذلك األحزاب‬ ‫السياسية‪ ،‬داخل المجلس التشريعي الفرنسي سنة‪ ، 1879‬ففي‬ ‫أبريل من نفس السنة‪ ،‬بدأ نواب البوادي واألرياف في الجمعية‬ ‫العمومية الفرنسية يصلون إلى فرساي‪ ،‬وهم يشعرون بالغربة‪،‬‬ ‫مما اضطرهم إلى التجمع كي يتخلصوا من هذا الشعور بالوحدة‬ ‫الذي كان يتملكهم‪ ،‬ولكي يتهيؤوا في الوقت ذاته للدفاع عن‬ ‫مصالحهم المحلية واإلقليمية‪ .‬وكان نواب (البرتون) هم الذين‬ ‫قاموا بهذه البادرة‪ ،‬حيث استأجروا قاعة مقهى‪ ،‬اتخذوها مقر‬ ‫اجتماعاتهم الدورية‪ ،‬ومن خاللها أبانوا عن اتفاقهم في اآلراء‬ ‫ليس في القضايا المحلية واإلقليمية فحسب‪ ،‬بل وحتى في‬ ‫المشاكل األساسية التي تمس السياسة الوطنية العامة‪ ،‬نظرا‬ ‫الرتباطها العضوي بمصالحهم‪ ،‬وعندها سعوا الجتذاب نواب‬ ‫المناطق األخرى‪ ،‬الذين كانوا يتقاسمونهم وجهات النظر‪ ،‬وهكذا‬ ‫سلك نادي (البرتون) مسلك تكتل إديولوجي‪ ،‬وعندما انتقلت‬ ‫الجمعية العامة الفرنسية من فرساي إلى باريس‪ ،‬اضطر النادي‬ ‫أن يوقف نشاطه في البادية‪ ،‬والبحث عن ما هو بديل‪ ،‬ونظرا‬ ‫لعدم إمكانية الحصول على مقر الجتماعاتهم‪ ،‬اضطر المشرفون‬ ‫على النادي إلى استئجار غرفة مطعم في دير‪ ،‬وباسم هذا الدير‬ ‫دخلوا التاريخ فيما بعد‪ ،‬ونسي الجميع تقريبا نادي (البرتون)‪،‬‬ ‫وأصبح تكتلهم معروفا على صعيد فرنسا باسم (اليعاقبة)‪.‬‬ ‫وبعملية مماثلة‪ ،‬نشأ نادي (لي جيروندين)‪ ،‬حيث تحول من تكتل‬ ‫إقليمي إلى باعث محرك لقيام تكتل عقائدي‪.‬‬ ‫وهنا يجب عدم الخلط بين الكتل المحلية‪ ،‬والكتل التي‬ ‫سميت بأماكن اجتماعاتها‪ .‬ففي الدستوررالفرنسي لسنة ‪1848‬‬ ‫تكونت تكتالت عديدة مثل‪ ،‬تكتل (بالي «ثالث نقط تحت حرف‬ ‫الباء» ناسيونال)‪ ،‬وتكتل (أنستيتوتو) وهم جمهوريون معتدلون‪،‬‬ ‫وتكتل شارع (بواتيي) وهم ملكيون كاثوليك‪ ،‬وتكتل شارع‬ ‫(كاستيغوليون)‪ ،‬وتكتل شارع (لي بيراميد) وهو يساري‪ ،‬وحزب‬ ‫مقهى (ميالني) ‪،‬هو أقصى اليمين‪ ،‬وحزب (الكازينو) وهو وسط‬ ‫يمين‪ ،‬وحزب أوتيل (ورتمبرغ)‪ ،‬وحزب (أوتيل ألمانيا) وهو يساري‪،‬‬ ‫وحزب (أوتيل مون تونير) ويمثل أقصى اليسار‪.‬‬ ‫وتختلف ظاهرة هذه الكتل تماما عن ظاهرة نادي (البرتون)‬ ‫ونادي (لي جيروندين)‪ ،‬فالنواب الذين كانوا يجتمعون في المكان‬ ‫نفسه كانت لهم نفس األفكار خالل اجتماعاتهم‪ ،‬حيث إن التكتل‬ ‫هنا كان تكتال محليا‪ ،‬فاستعمال المكان لالجتماع‪ ،‬يدل على أن‬ ‫العقائد كانت يومئذ‪ ،‬غير واضحة حتى تستعمل صفة مميزة‬ ‫للتكتل‪.‬‬ ‫وإلى جانب العوامل المحلية اإلقليمية‪ ،‬والعوامل االديولوجية‪،‬‬ ‫يجب أن نحسب أيضا حساب المصالح‪ ،‬كقيام بعض الكتل بصورة‬ ‫صريحة أو ضمنية بالدفاع عن مصالحها البرلمانية‪ ،‬شأنها في‬ ‫ذلك شآن النقابات‪ .‬واالهتمام بإعادة االنتخابات يلعب هنا دورا‬ ‫كبيرا‪ ،‬حيث اليفارق أذهان الكتل البرلمانية‪ ،‬حتى تلك التي بلغت‬ ‫مرحلة النضج‪.‬‬ ‫وال شك أن أساليب االقتراع التقنية التي تقتضي جهدا‬ ‫جماعيا‪ ،‬وباألخص االقتراع بالالئحة وبالتمثيل النسبي‪ ،‬تنشط‬ ‫فيه هذه النزعة البديهية‪ .‬ففي بعض البلدان كسويسرا‬ ‫والسويد‪ ،‬تصادف تشكيل الكتل البرلمانية األولى‪ ،‬المنظمة فعال‪،‬‬ ‫مع اعتماد نظم التمثيل النسبي‪ ،‬ثم إن األمل في الحصول على‬ ‫حقيبة وزارية‪ ،‬هو أيضا عامل مهم في تجميد القوى البرلمانية‪،‬‬ ‫حتى أن الكثير من كتل الوسط في المجالس الفرنسية كانت‬ ‫تطبعها في السابق تحالفات بين المستوزرين‪ ،‬وكان ذلك أيضا‬ ‫في بريطانيا‪ ،‬حيث ينتقد المحلل السياسي ( استيرو غورتسكي)‬ ‫هذا النهج عندما قال ‪ :‬إن الرشوة احتلت مكانا بارزا في نشأة‬ ‫الكتل البرلمانية البريطانية ونموها‪ ،‬حيث ظل الوزراء االنجليز‬ ‫لفترة طويلة‪ ،‬يؤمنون ألنفسهم األكثرية القوية‪ ،‬بشراء أصوات‬ ‫النواب‪ ،‬إن لم يكن ضمائرهم‪ ،‬حيث كان األمر يتم بصورة شبه‬ ‫رسمية‪ .‬وكان يوجد بمجلس العموم البريطاني بالذات‪ ،‬شباك‬ ‫يأتي إليه البرلمانيون‪ ،‬ليقبضوا ثمن أصواتهم أوقات االقتراع‪.‬‬ ‫وفي سنة ‪ 1741‬أنشئ مركز سكرتير أساسي لدى الخزينة‪ ،‬ليؤمن‬ ‫هذه العملية المالية‪ ،‬وأطلق عليه اسم (سكريتير التطبيقات)‬ ‫وكان يتحكم في التعيينات في وظائف الدولة عن طريق الرشوة‪،‬‬ ‫بفضل ما كان يقوم به من توزيع نعم الحكومة على نواب‬ ‫األكثرية‪ ،‬واستطاع بذلك أن يراقب تصويتهم‪ ،‬وحتى خطبهم‬ ‫أثناء الحمالت االنتخابية‪ ،‬حتى أضحى هو الناهي بأمرهم‪.‬‬


‫الثالثاء ‪ 26‬يوليوز �إلى ‪ 01‬غ�شت ‪2016‬‬

‫العدد ‪847‬‬

‫تشريد عامالت مطابخ األقسام الداخلية‬ ‫بثانويات إقليم وزان‬ ‫“ لم يبق لنا ما نبيع إال بناتنا وأبنائنا‪.”....‬‬ ‫بهذه اللغة تحدث بيانهن النقابي ‪ -‬تتوفر‬ ‫الجريدة على نسخة منه ‪ -‬خيار مرعب ‪،‬‬ ‫ومنحى ال يوجد أقسى منه ‪ ،‬قد تجبر عامالت‬ ‫مطابخ األقسام الداخلية بثانويات إقليم‬ ‫وزان على اتخاذه ‪ ،‬بعد أن ضاق صبرهن‪،‬‬ ‫وتدهورت أوضاعهن االجتماعية والنفسية‬ ‫إل��ى حد‪ ‬الحضيض و الكارثية‪ ،‬كما‬ ‫وصفها بنيان نقابتهن “ طردونا من‬ ‫منازل الكراء ‪ ،‬وحرمنا منذ مدة من الماء‬ ‫والكهرباء ‪ ،‬حتى التجار الصغار الذين‬ ‫نتعامل معهم أصبحت لهم شكوك بعدم‬ ‫التوصل بمبلغهم الذي هو في حوزتنا ‪،‬‬ ‫أبنائنا على شفا حفرة ‪ ‬من االنحراف لما‬ ‫أصبحنا عاجزين على تلبية أبسط ‪ ...‬أبسط‬ ‫‪ ....‬الحاجيات “ ‪.‬‬ ‫‪ ‬كان أملهن أن يسدل الستار على‬ ‫الموسم الدراسي بزف ‪ ‬المديرية اإلقليمية‬ ‫ل��وزارة التربية الوطنية ب��وزان لهن خبر‬ ‫تسوية وضعيتهن المالية ‪ ،‬بعد أن علقت‬ ‫أجورهن منذ سبعة أشهر ‪ ،‬لكن هبت الرياح‬ ‫عكس ما اشتهت مراكبهن ‪ ، ‬فأغرقتهن‬ ‫في محيط تقاذفتهن فيه أمواج المعاناة‬ ‫والمآسي ‪.‬‬ ‫‪ ‬ال��ي��وم وب��ع��د أن ل��م يعد لهن ما‬ ‫يخسرنه بعد سياسة التجويع التي انتهكت‬ ‫كرامتهن‪ ،‬وجردتهن من إنسانيتهن‪،‬‬ ‫منذ مطلع السنة المالية الجارية ‪ ،‬فإنهن‬

‫طباخات يف اعت�صام مطلع �سنة ‪2016‬‬

‫ق��ررن الدخول في اعتصام مفتوح بمقر‬ ‫المديرية اإلقليمية للتعليم ‪ ،‬كما جاء ذلك‬ ‫في بيان نقابتهن (االتحاد المغربي للشغل)‬ ‫ توصلت الجريدة بنسخة منه ‪ -‬وذلك‬‫ابتداء من صباح يوم الثالثاء ‪ 26‬يوليوز ‪،‬‬ ‫من أجل تحقيق مطالبهن المحددة في ‪،‬‬ ‫الحصول على أجورهن كاملة ‪ ،‬والتصريح‬ ‫بمدة عملهن ( ‪ 7‬أشهر ) لدى الصندوق‬

‫الوطني للضماناالجتماعي‪ .‬ولنزع فتيل‬ ‫توتر اجتماعي بالدنا في غنى عنه في هذه‬ ‫الظروف ‪ ،‬فإنهن يناشدن عامل اإلقليم‪،‬‬ ‫ومندوب الشغل ‪ ،‬واألكاديمية الجهوية‬ ‫من أجل “ إنصافنا كمتضررات من تماطل‬ ‫مديرية التربية الوطنية بإقليم وزان ‪ ”...‬‬

‫محمد حمضي‬

‫االكتظاظ يقطع أنفاس نزالء سجن وزان المحلي‬ ‫وزان ‪ :‬مراسلة خاصة‬ ‫ما هي الظروف التي يقيم فيها من‬ ‫كتب عليهم أن يكونوا في ‪ ‬خ�لاف مع‬ ‫القانون لهذا السبب أو ذاك ‪ ،‬فرمي بهم‬ ‫وراء قضبان سجن وزان المحلي ؟ وهل “‬ ‫يتمتع كل شخص معتقل بحقوق أساسية ‪،‬‬ ‫وبظروف اعتقال إنسانية ‪ ”......‬كما تحدث‬ ‫عن ذلك بشكل صريح الفصل ‪ 23‬لدستور‬ ‫المملكة ؟ وما هي اإلجراءات التي اتخذتها‬ ‫الجهات المختصة بعد أن نغصت عوامل‬ ‫مناخية قاسية ‪ ،‬وأخرى إدارية طارئة ‪ ،‬حياة‬ ‫نزالء المؤسسة السجنية ‪ ،‬فضاعفت من‬ ‫معاناتها ؟‬ ‫كان ال بد من طرح هذا السيل من‬ ‫األسئلة ‪ ،‬بعد أن كشفت مصادر للجريدة‬ ‫بأن االكتظاظ بالمؤسسة السجنية وصل‬ ‫ح��دا لم يسبق له مثيل ‪ .‬وأرجعت هذه‬ ‫المصادر سبب هذه الوضعية الطارئة إلى‬ ‫ترحيل عدد كبير من معتقلي سجن سوق‬ ‫أربعاء الغرب ‪ ،‬الذي أغلقت المندوبية العامة‬ ‫إلدارة السجون وإعادة اإلدماج أبوابه مؤقتا‬ ‫بسبب إخضاعه لعملية التأهيل ‪ .‬واسترسلت‬ ‫نفس المصادر في رسم‪ ‬صورة مقلقة عن‬ ‫أوضاع السجناء‪ ، ‬حيث تحدثت عن معاناتهم‬ ‫اليومية التي تضاعفت بعد أن ضربت وزان‬ ‫موجة حرارية استثنائية ‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫بمناسبة الذكرى األربعين‬ ‫لرحيل المناضل عبد الواحد معاش‬ ‫الغائبون‪ ....‬الحاضرون‬ ‫كم من الغائبين األشاوس ظلت مواقفهم‬ ‫شاهدة عليهم في احلك الظروف وسجلوا‬ ‫نظرتهم الثاقبة في رؤاهم البديعة‪ ،‬حاضرون‬ ‫معنا في الواجهة الوطنية‪ ،‬والفكرية‪ ،‬والكفاحية‪،‬‬ ‫حتى ننعم نحن في حضورنا بحرية االجتماع‬ ‫والتأسيس وتداول الراي‪.‬‬ ‫غ��اب عنا المفكر األممي األستاذ عبد‬ ‫الهادي بوطالب أحد مؤسسي الفكر المغربي‬ ‫والممنهج له بحثا واستقصاءا‪ ،‬وتحقيقا‪ ،‬وظل‬ ‫مرجعا في طرائق االستنباط‪.‬‬ ‫غاب عنا األستاذ محمد حسن الوزاني الذي‬ ‫مهد للفكر التقدمي‪ .‬وأقنع الجميع بأنه ال تنمية‬ ‫إال بأخذ الرأي اآلخر‪ ،‬فتولدت عن أفكاره مدارس‬ ‫تقدمية وحملت منه المشعل لجميع أجيالنا‪،‬‬ ‫وأسس أول جمعية نسائية في تاريخ المغرب‬ ‫هي “أخوات الصفا” أثناء حملة الكفاح الوطني‪،‬‬ ‫فاصطفت المرأة من الرجل النتزاع االستقالل‬ ‫والسيادة‪.‬‬ ‫غاب عنا المجاهد الحاج أحمد معنينو الذي‬ ‫ذاق المنافي حاضرا مع مناضليه وكان صباحه‬ ‫خاصا بالرد على رسائلهم من أقصى المغرب‬ ‫إلى أقصاه‪ ،‬وكان بيته محل استقبال لجميع‬ ‫طبقاتالمجتمع‪.‬‬ ‫غاب عنا قريبا حبيبنا‪ ،‬وأديبنا‪ ،‬وخطيبنا‬ ‫اإلعالمي والسياسي‪ ،‬والرياضي والصديق الوفي‬ ‫االستاذ عبد الواحد معاش‪.‬‬ ‫هذا الرجل لم تغره وزارة‪ ،‬ولم يغره مقعد‬ ‫في البرلمان رغم صيته العريض في الدار‬ ‫البيضاء‪ ،‬فظل حرا طليقا يبشر بمبادئ حزبه في‬ ‫لقاءاته‪ ،‬وندواته التنظيمية‪ ،‬وكان يرددد “كل‬ ‫شوري أمة” ملحما التاريخ الكفاحي في الذات‬ ‫الملتزمة‪.‬‬

‫ه��ذا الرجل بصوته الجهوري‪ .‬المفعم‬ ‫بجملة القوية‪ ،‬كان يذهل سامعيه‪ ،‬ولم يكن‬ ‫يحمل حقدا أو ضغينة لخصومه السياسيين في‬ ‫خطبه‪ ،‬فكان المتميز في ادائه‪ ،‬في المنتديات‪،‬‬ ‫واللقاءات الفكرية‪ ،‬وندواته الصحفية‪.‬‬ ‫هذا الرجل لم يكن له حجب مع محبيه‪،‬‬ ‫وانصاره‪ ،‬فكان في يومياته لقاءات مع العمال‪،‬‬ ‫والرياضيين‪ ،‬والفالحين والطلبة واإلعالميين‬ ‫والمثقفين‪.‬‬ ‫هذا الرجل كان يؤمن باالستمرارية‪ ،‬فسلم‬ ‫الشعلة في مؤتمر حاشد إلى األمين العام‬ ‫االستاذ عبد الواحد معاش لم يغب عنا‪ ،‬بل‬ ‫ظل شعلة متقدة بيننا في اإلعالم‪ ،‬والرياضة‪،‬‬ ‫والسياسة‪.‬‬

‫عبد العزيز الحليمي‬

‫تعزية ومواساة‬ ‫على إثـــر وفــاة المشمـــول بعفو اهلل‬ ‫المرحوم‬

‫سيدي أحمد أجانا‬

‫المتقاعد باإلذاعة والتلفزة المغربية‪ ،‬يوم‬ ‫األربعاء ‪ 13‬يوليوز الجاري‬

‫نساء ورجال المؤسسة السجنية رغم‬ ‫ما يبذلونه من جهد من أجل التخفيف‬ ‫م��ن م��ع��ان��اة م��ن ه��م مؤتمنين على‬ ‫حقوقهم‪ ،‬وسعيهم ‪ /‬هن ال��دؤوب ‪ ‬من‬ ‫أجل مد جسر مصالحة هؤالء مع المجتمع ‪، ‬‬ ‫يجدون أياديهم مكتوفة أمام اإلكراهات‬ ‫الموضوعية ‪ ،‬يسجل مصدر موثوق ‪.‬‬ ‫يذكر بأن سجن وزان المحلي يعود‬ ‫تاريخ بنائه إل��ى مطلع حصول المغرب‬ ‫على استقالله ‪ ، ) 1959 ( ‬وأنه رغم كل‬

‫الترميمات التي عرفتها البناية فإنها ظلت‬ ‫بعيدة عن مواصفات المؤسسة السجنية‬ ‫المستجيبة للمعايير الدولية الضامنة‬ ‫إلنسانية السجين ‪ ،‬التي نقلت روحها الفقرة‬ ‫الخامسة من الفصل ‪ 23‬لدستور ‪، 2011‬‬ ‫المعروفة سياقاته ‪ .‬لذلك كان قد تقرر في‬ ‫عهد المندوب العام السابق فتح الطريق‬ ‫أم��ام المعاول لدك أركانه ‪ ،‬وبناء سجن‬ ‫محلي ‪ ‬آخرا أكثر إنسانية ‪ .‬لكن العملية تم‬ ‫تعليقها إلى أجل غير مسمى‪ .‬‬

‫ْ�س مْ ُ‬ ‫ا�ض َي ًة َم ْر ِ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ال ْط َم ِئ َن ُّة ْارجِ عِي ِ�إ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫اد ُخلِي يِف عِ َبادِ ي‬ ‫�ض ّ َي ًة َف ْ‬ ‫} َيا �أَ ّ َيت َُها ال ّ َنف ُ‬ ‫َو ْاد ُخلِي َج َّنتِي {‬ ‫(�صدق اهلل العظيم)‬ ‫انتقل إلى رحمة اهلل المرحوم‬

‫الحاج محمد شنتاح‬

‫عن عمر يناهز ‪ 80‬سنة‪ ،‬لبى نداء ربه المشمول بعفواهلل‪ ،‬المرحوم الحاج‬ ‫محمد شنتاح‪ ،‬شقيق صديقنا الحاج حسن شنتاح‪،‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬نتقدم بأحر التعازي إلى جميع أفراد أسرته وعائلته‪،‬‬ ‫راجين لهم منه تعالى الصبر والسلوان‪ ،‬وللفقيد عظيم األجر والغفران‪،‬‬ ‫تغمده اهلل بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته مع النبيئين والصديقين‬ ‫والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫تتــقـــدم الجامعــــة الوطنيـــة لجمعــــيـــات‬ ‫المتقاعدين المسنين بالمغـــرب والجهة الشمالية‬ ‫لجمعيات المتقاعدين‪ ،‬بأحر التعازي إلى أرملته‬ ‫وأبنائهما‪ ،‬وإلى شقيقة الفقيد اإلعالمية أمينة السوسي‪ ،‬وكذا إلى جميع أفراد‬ ‫عائلته‪ ،‬راجية لهم منه تعالى الصبر والسلوان‪ ،‬وللفقيد عظيم األجر والغفران‪،‬‬ ‫تغمده اهلل بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫حارس المرمى أحمد لشكر‬ ‫في ذمة اهلل‪ ‬‬ ‫بعيون دامعة وقلوب خاشعة ‪ ،‬ودعت األسرة‬ ‫الرياضية بمدينة وزان ‪ ،‬قامة رياضية استثنائية‬ ‫ألهمت جمهور فريق أولمبيك وزان لكرة القدم‬ ‫حماسا في زمنه الجميل ‪ ،‬إنه المشمول برحمة‬ ‫اهلل ومغفرته المسمى قيد حياته أحمد لشكر‬ ‫الملقب في الوسط الرياضي بدار الضمانة لقب‬ ‫أيقونة وزان الرياضية ‪“ ‬سريدنة“‪ ،‬نظرا لبراعته‬ ‫وإبداعاته في حراسة مرمى فريق أولمبيك وزان ‪.‬‬ ‫وعرف عن الفقيد تشبعه بالقيم الرياضية السامية‬ ‫التي رافقته في حياته اليومية وفي مساره المهني‬ ‫بتقسيمة وزارة األشغال العمومية سابقا ‪.‬‬ ‫وأمام هذا المصاب الجلل ‪ ،‬يتقدم محمد حمضي ‪ ،‬ممثل اللجنة الجهوية‬ ‫لحقوق اإلنسان بالشمال ‪ ،‬بتعازيه الحارة ومواساته القلبية ‪،‬إلى إخوان وأخوات‬ ‫الفقيد ‪ :‬عبد السالم ‪ ،‬محمد ‪ ،‬عبد العزيز ‪ ،‬مصطفى ‪ ،‬فاطمة ‪ ،‬مليكة ‪ ،‬إدريس‪،‬‬ ‫حليمة ‪ ،‬خديجة ‪ ،‬راجيا لهم جميعا الصبر والسلوان ‪ ،‬سائال اهلل جل جالله أن‬ ‫يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويمطره بشآبيب رحمته ‪ ،‬ويسكنه فسيح جنانه‬ ‫بجانب الصديقين والشهداء ‪ ،‬ويرزق أهله ومحبيه وأصدقائه الصبر الجميل ‪ .‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬


‫العدد ‪847‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫الثالثاء ‪ 26‬يوليوز �إلى ‪ 01‬غ�شت ‪2016‬‬

‫بمناسبة عيد العرش المجيد‬

‫إن في تاريخ كل أمة من األمم أحداثا جليلة ومواقف خالدة حقق اهلل لها فيها نصرا مبينا وفتحا مكينا‪،‬‬ ‫وجعلها فاتحة عهد جديد ومفتاح صحوة ويقظة بعد كبوة وغفوة‪ ،‬ولقد دخلت أمتنا التاريخ من أوسع‬ ‫أبوابه وسجل رجالها من األحداث والمواقف ما يصعب عده ووصفه‪ ،‬فسجلوا صفحات ذهبية فرضت نفسها‬ ‫على جميع الكتاب والمؤرخين‪ ،‬كما تداولت على عرش هذه األمة دول إسالمية مجيدة أخذت على عاتقها‬ ‫خدمة الدين والعروبة فساهمت في نشر الحضارة اإلسالمية بين مختلف الشعوب واألنام ‪ ،‬وناضلت من‬ ‫أجل الحفاظ على الدين اإلسالمي وتنقيته من الشوائب والزوائد‪ ،‬فوحدت هذا الوطن تحت راية اإلسالم‬ ‫وجعلت له دولة وصولة وشخصية فذة بين األمم‪ ،‬وتحملت كل دولة من الدول اإلسالمية المتعاقبة عليه‬ ‫مسؤوليتها التاريخية في المحافظة على الدين ورعاية مصالح رعاياها المسلمين‪ ،‬وعلى هذا األساس قامت‬ ‫الدولة العلوية الشريفة التي اختارتها العناية اإللهية الحكيمة لتتسلم مقاليد األمر بهذه الديار‪ ,‬فجمع‬ ‫اهلل قلوب المغاربة منذ ما يقرب من أربعة قرون على الوالء والطاعة إلمامة البيت العلوي الشريف‪ ،‬فكان‬ ‫أهله سندا عظيما للمغرب ورجاله من القادة العظام أهل تدبير وسياسة وبناء‪ ،‬حرروا ما وجدوه مغتصبا‬ ‫من أطراف المغرب وسواحله‪ ،‬وحصنوا المدن وبنوا المعاقل ووحدوا الشمل وأمنوا الديار‪ ،‬يهدون بأمر‬ ‫اهلل ويطبقون شريعته ويحيون السنن والواجبات ويميتون البدع والضالالت‪ ،‬حتى إذا جاء العصر الحديث‬ ‫وتكالبت قوى االستعمار على هذا البلد األمين جاء دور بطل المغرب وفقيد العروبة واإلسالم جاللة الملك‬ ‫محمد الخامس طيب اهلل ثراه الذي ناضل وكافح ووقف أمام تحديات االستعمار بصبر وأناة‪ ،‬لم ينل منه‬ ‫تهديد وال نفي وإبعاد‪ ،‬فأعاد للمغرب كيانه واستقالله ووحدته وشخصيته‪ ،‬حتى إذا أجاب داعي ربه‪ ,‬رحل‬ ‫إلى رحمة اهلل ورضوانه آمنا مطمئنا وقد ترك المغرب في أيدي أمينة وتحت ظالل ولي عهده ووارث سره‬ ‫الذي احتفل الشعب بتولية عهده ‪ ،‬وبايعه بيعة إسالمية على كتاب اهلل وسنة رسوله من بعده فانتصب‬ ‫رحمه اهلل إماما شرعيا للمغاربة وواصل مسيرة الجهاد األكبر على الصعيد الوطني والعربي واإلسالمي‪،‬‬ ‫وتابع مسيرة التشييد والبناء والنماء‪ ،‬والعمل الذي ال يعرف الكلل والملل‬ ‫للنهوض بهذا البلد األمين ‪ ،‬فشرع في بناء المغرب الحديث بإقامة السدود‬ ‫وبناء المساجد والمدارس والمعامل والمستشفيات‪ ،‬وتوحيد البالد‪ ,‬وتحرير ما‬ ‫تبقى من أراضيها مغتصبا‪ ,‬فنظم معجزة القرن وحرر صحراء المغرب بمسيرة‬ ‫حسنية تنم عن عبقرية قل أن يجود الزمان بمثلها‪ ,‬وعمل على بناء دولة الحق‬ ‫والقانون وتأسيس الشورى االسالمية حتى تكون األمة المغربية أمرها شورى‬ ‫بينها كما وصف اهلل سبحانه وتعالى أصحاب رسوله صلى اهلل عليه وسلم بقوله‬ ‫تعالى ‪« :‬وأمرهم شورى بينهم»‪.‬‬ ‫ولما اختاره اهلل إلى جواره آلت أمور هذا البلد الكريم إلى ملك إلتحم الشعب‬ ‫حوله وبايعه بيعة إسالمية فشق محجته بتدبير وحكمة‪ ،‬ووفر الرصيد الهائل‬ ‫من وسائل العمل وتطوير األساليب والطرق‪ ،‬فأعطى ألفراد شعبه القاعدة‬ ‫الصلبة لبسط وجودهم على المستوى القاري والركيزة المنيعة لفرض اعتبارهم في المجال الدولي‪ ،‬وأسدل‬ ‫على األمة رداء التحرير الفكري واالطمئنان المعنوي‪ ،‬وسهر على التجديد والتربية والتكوين‪ ،‬وتطوير دولة‬ ‫الحق والقانون‪.‬‬ ‫فبين ثنايا هذا التاريخ الطويل نقف على أحداث كبرى ومواقف عظمى سجلها المؤرخون بمداد الفخر‬ ‫واالعتزاز‪ ،‬وفي سجل أعمال هؤالء األعالم العظام الذين اختارتهم العناية اإللهية الحكيمة ليتسلموا مقاليد‬ ‫األمر بهذه الديار مواقف وأعمال ومنجزات يعجز المرء عن إحصائها وتعداد محاسنها‪ ،‬فتاريخ هذه األمة‬ ‫حافل باألمجاد واأليام العظام التي تستدعي االستحضار واالحتفال كل ما دار الحول وحل األجل لتؤخذ منها‬ ‫العبر وتجنى منها العظة وتقتبس الذكرى‪ .‬وبنا أن العرش في المغرب عقيدة واتجاه‪ ،‬ويقين والتزام وتعاقد‬ ‫اجتماعي راسخ الجذور ضارب بأصوله في أعماق التاريخ‪ ،‬جمع األمة على كلمة واحدة ووحد الصفوف على‬ ‫مبدإ واحد فإن المغاربة جعلوا من يوم بيعة ملكهم وتربعه على عرش أسالفه الميامين‪ ،‬عيدا يستحضرون‬ ‫فيه تاريخهم الحافل باألمجاد والمكرمات‪ ,‬والزاخر بالعطاءات والخيرات‪ ،‬ويستعرضون المنجزات فيتدفق‬ ‫في شرايينهم دم جديد يوحي بالعزم الصادق واإلرادة الصلبة للمضي في مرحلة أخرى من مراحل البناء‬ ‫والتشييد‪ ،‬ويحرك قطار تاريخهم صوب االزدهار والنماء ‪ ،‬يعبرون فيه على تعلقهم بملكهم وتوحدهم وراء‬ ‫قائدهم‪.‬‬ ‫وقد تأسس االحتفال بهذا اليوم العظيم أثناء غمرة النضال والتضحية والفداء من أجل تحرير الوطن‬ ‫واستقالل البالد‪ ،‬فقد ارتأى الوطنيون األحرار الالحتفال بهذا اليوم للتعبير عن التالحم الوثيق بين العرش‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫‪-‬‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫والشعب‪ ,‬وللتعبير عن المحبة الصادقة والوالء الدائم والوفاء المستمر الذي يكنه المغاربة لملكهم‪،‬‬ ‫واستعدادهم الدائم للتضحية والكفاح من أجله‪ ،‬يقول المرحوم عالل الفاسي‪ « :‬ولقد أرادت – الكتلة‬ ‫الوطنية‪ -‬أن تظهر عمليا عواطف الوطنيين الحقيقية نحو ملكهم العظيم من جهة ‪ ،‬وتفضح الفرنسيين‬ ‫وتكشف عن نفاقهم من جهة أخرى‪ ،‬فاهتدت إلى فكرة سديدة هي تأسيس عيد العرش المغربي يوم ‪18‬‬ ‫نونبر الذي هو يوم جلوس جاللة سيدي محمد ‪ ،‬وقد حل ذلك اليوم وبدأت البالد تحتفل ‪ ،‬ولكن اإلقامة‬ ‫وقفت موقف المندهل الذي يريد منع االحتفال ولكنه ال يستطيع التجرؤ في التنفيذ‪ ،‬وفعال لم تستطع‬ ‫الوطنية المغربية أن تجعل من االحتفال األول عيدا رسميا ولكنه على كل حال كان يوما تمهيديا للعيد‬ ‫الرسمي الذي أسس في السنة الموالية أي سنة ‪ ،1934‬وهكذا انكشف للجميع أن الكتلة الوطنية ال تمثل‬ ‫إال الوفاء واإلخالص اللذين يحملهما الشعب المغربي نحو عرشه المجيد وملكه العظيم» ‪ .‬ومنذ ذلك اليوم‬ ‫والمغاربة يعبرون كل سنة عن تعلقهم بملكهم ويحتفلون بذكرى بيعته ويجددون والءهم وإخالصهم له‪،‬‬ ‫فكانوا يغتنمون هذه المناسبة للتعبير عن ارتباطهم بعرش البالد والدفاع عن مقدساته‪ ،‬وكان الشعراء‬ ‫ينطقون بمشاعر المغاربة ويترجمون شعورهم وما يتطلعون إليه‪ ،‬يقول المرحوم عبد اهلل كنون بمناسبة‬ ‫عيد العرش لسنة ‪:1950‬‬

‫العرش حجتنا فمن ذا يـجحــد‬ ‫علمت شعوب األرض أنـا أمــة‬ ‫تاريخنا وجهـــادنا وطموحنــا‬ ‫تا هلل ال نعطي الدنية عن يــد‬

‫حقا يناصره اإلمــام محـــمــد‬ ‫ليست من النجر الذي يستعبد‬ ‫تـــأبى علينا أن تداولنــا يـــد‬ ‫أبــدا ولـو أنا نمــوت ونلحـــد‬

‫ولعل المتأمل في هذه األبيات يقف على المرمى الحقيقي لالحتفال بهذه‬ ‫الذكرى والمغزى الكامن في استحضار هذا الحدث كل ما مر الحول عليه‪ ،‬إنه‬ ‫التشخيص الدائم وعلى مر الحقب واألزمان لعرى التالحم الوثيق بين العرش‬ ‫والشعب والوالء الدائم والوفاء المستمر الذي يكنه الشعب المغربي لعاهله‪.‬‬ ‫وبعد مجيء االستقالل وتحرير البالد من قيود االستعمار وأغالله ظل‬ ‫االحتفال بهذا العيد حاضرا كل سنة شاهدا على تعلق المغاربة بالعرش العلوي‬ ‫ووالئهم وإخالصهم للجالس عليه الذي اختاره اهلل ليتسلم مقاليد الحكم في‬ ‫هذا البلد السعيد‪ ،‬قائما على أسس دينية ووطنية وتاريخية‪.‬‬ ‫‪ - 1‬قائما على أسس دينية باعتباره بيعة متجددة كل سنة وحمدا هلل على‬ ‫ما هيأ لنا في هذا البلد األمين وأبقى لنا من شروط إمارة المؤمنين بشروطها‬ ‫المعروفة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬قائما على اسس وطنية باعتباره تجسيدا لعالقة الشعب بالعرش وتعلقهم بأسبابه وارتباطهم‬ ‫بملكهم وتجندهم وراءه‪،‬ذلك أن المغاربة منذ أن وعوا الحياة السياسية اقتنعوا بأن الملكية الدستورية هي‬ ‫األصلح واألبقى‪ ,‬وان العرش هو الرباط المقدس بين الملك والشعب‪.‬‬ ‫‪ - 3‬قائما على أسس تاريخية باعتبار لحظة التأسيس التي تعود إلى أيام النضال من أجل استقالل‬ ‫البالد والكفاح من أجل الحرية‪ ،‬وباعتبار االحتفال السنوي هو استحضار لماضي هذه األمة وأمجادها الغابرة‪،‬‬ ‫ووصف للحاضر ومنجزاته‪ ،‬واستشراف للمستقبل بما يبعثه من دم جديد في نفوس المغاربة من أجل البناء‬ ‫والتشييد‪.‬‬ ‫واليوم وقد حلت الذكرى السابعة عشرة العتالء صاحب الجاللة محمد السادس نصره اهلل على عرش‬ ‫أسالفه المنعمين نحتفل بهذا الحدث الغالي ونجدد البيعة لهذا اإلمام الشاب المقتدر‪ ،‬شاكرين اهلل الذي‬ ‫وهبنا في هذا العصر المليء باالضطرابات والمفاجآت في شتى أنحاء المعمور‪ ،‬وفي هذه الفترة المليئة‬ ‫بالتغيرات والتطورات ملكا مقتدرا في مستوى األحداث العالمية من جهة‪ ،‬وفي مستوى طموحات الشعب‬ ‫المغربي من جهة ثانية‪.‬‬ ‫فهنيئا لنا بهذه الذكرى الغالية وهنيئا لنا بهذا الملك العظيم‪ ،‬ونسأل اهلل أن ينصره ويعينه على ما‬ ‫يصبو إليه من خير ونماء لهذا الوطن العزيز‪،‬وأن يعيد عليه أمثال هذا العيد وهو يتمتع بالسالمة والعافية‬ ‫والعمر المديد‪.‬‬

‫هل اغتنام الدّنيا يساوي الفوز باآلخرة ؟‬

‫عندما نتأمل في حقيقة هذه الدّنيا‪ ،‬نعلم أنها لم تكن يوما دار إقامة‪ ،‬أو موطن استقرار‪ ،‬وإن كان‬ ‫ظاهرها يوحي بنظارتها وجمالها‪ ،‬لكن حقيقتها فانية‪ ،‬ونعيمها زائل‪ ،‬كالزهرة النضرة التي ال تلبث أن تذبل‬ ‫ويذهب بريقها ‪ .‬هي الدنيا التي غرّت الناس ‪ ،‬وألهتهم عن آخرتهم ‪ ،‬فاتخذوها وطنا لهم ومحال إلقامتهم‪،‬‬ ‫ال تصفو فيها سعادة ‪ ،‬وال تدوم فيها راحة ‪ ،‬وال يزال الناس في غمرة الدنيا يركضون ‪ ،‬وخلف حطامها‬ ‫يلهثون ‪ ،‬حتى إذا جاء أمر اهلل انكشفت لهم حقيقة زيفها‪ ،‬وتبين لهم أنهم كانوا يركضون وراء وهم ال‬ ‫حقيقة له ‪ ،‬وصدق اهلل العظيم إذ يقول‪{ :‬وما الحياة الدنيا إال متاع الغرور}[آل عمران‪.]185 :‬‬ ‫لقد أخذ النبي صلى اهلل عليه وسلم بمنكبيّ عبد اهلل بن عمر رضي اهلل عنهما؛ ليسترعي بذلك انتباهه‪،‬‬ ‫ويجمع إليه فكره‪ ،‬ويشعره بأهمية ما سيقوله له‪ ،‬فانسابت تلك الكلمات إلى روحه مباشرة‪( :‬كن في الدنيا‬ ‫كأنك غريب أو عابر سبيل)‪ .‬وانظر كيف شبّه النبي صلى اهلل عليه وسلم مُقام المؤمنين في الدنيا بحال‬ ‫الغريب؛ فإنك ال تجد في الغريب ركونا إلى األرض التي حل فيها أو أُنسا بأهلها‪ ،‬ولكنه مستوحش من مقامه‪،‬‬ ‫دائم القلق‪ ،‬لم يشغل نفسه بدنيا الناس‪ ،‬بل اكتفى منها بالشيء اليسير‪.‬‬ ‫لقد بيّن الحديث غربة المؤمن في هذه الدنيا‪ ،‬والتي تقتضي منه التمسّك بالدين‪ ،‬ولزوم االستقامة‬ ‫على منهج اهلل‪ ،‬حتى وإن فسد الناس‪ ،‬أو حادوا عن الطريق؛ فصاحب االستقامة له هدف يصبو إليه‪ ،‬وسالك‬ ‫الطريق ال يوهنه عن مواصلة المسير تخاذل الناس‪ ،‬أو إيثارهم للدعة والراحة‪ ،‬وهذه هي حقيقة الغربة التي‬ ‫أشار إليها النبي صلى اهلل عليه وسلم في قوله‪( :‬بدأ اإلسالم غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء)‬ ‫رواه مسلم ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وإذا كان المسلم سالكا لطريق االستقامة‪ ،‬حرص على قلة مخالطة من كان قليل الورع‪ ،‬ضعيف الديانة‪،‬‬ ‫فيسلم بذلك من مساوىء األخالق الناشئة عن مجالسة بعض الناس كالحسد والغيبة‪ ،‬وسوء الظن باآلخرين‪،‬‬ ‫وغير ذلك مما جاء النهي عنه‪ ،‬والتحذير منه‪.‬‬ ‫وال يُفهم مما سبق أن مخالطة الناس مذمومة بالجملة‪ ،‬أو أن األصل هو اعتزال الناس ومجانبتهم؛‬ ‫فإن هذا مخالف ألصول الشريعة التي دعت إلى مخالطة الناس وتوثيق العالقات بينهم ‪ ،‬يقول اهلل تعالى‪:‬‬ ‫{يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا} ( الحجرات‪ ،) 13 :‬وقد جاء في‬ ‫الحديث الصحيح‪( :‬المسلم إذا كام مخالطا الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي ال يخالط الناس‬ ‫وال يصبر على أذاهم)‪ ،‬رواه الترمذي‪ ،‬ولنا في رسول اهلل أسوة حسنة حين كان يخالط الناس وال يحتجب‬

‫بقلم الدكتور‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫عنهم‪ .‬وإنما الضابط في هذه المسألة‪ :‬أن يعتزل المرء مجالسة من يضرّه في دينه‪ ،‬ويشغله عن آخرته‪،‬‬ ‫بخالف من كانت مجالسته ذكرا هلل‪ ،‬وتذكيرا باآلخرة‪ ،‬وتوجيها إلى ما ينفع في الدنيا ‪ ‬واآلخرة ‪.‬‬ ‫ورسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال‪( :‬كأنك غريب أو عابر سبيل) إن عابر السبيل ‪ :‬ال يأخذ من الزاد‬ ‫سوى ما يكفيه مؤونة الرحلة‪ ،‬ويعينه على مواصلة السفر‪ ،‬ال يقر له قرار‪ ،‬وال يشغله شيء عن مواصلة السفر‪،‬‬ ‫حتى يصل إلى أرضه ووطنه‪.‬‬ ‫حل المؤمن أن يكون مقبال على ربه بالطاعات‪ ،‬جهده ووقته وفكره في رضا اهلل سبحانه وتعالى‪ ،‬ال‬ ‫تشغله دنياه عن آخرته‪ ،‬قد ّ‬ ‫وطن نفسه على الرحيل‪ ،‬فاتخذ الدنيا مطيّة إلى اآلخرة‪ ،‬وأعد العدّة للقاء ربه‪.‬‬ ‫عن أنس بن مالك رضي اهلل عنه قال ‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬من كانت اآلخرة همه‪ ،‬جعل اهلل‬ ‫غناه في قلبه‪ ،‬وجمع له شمله‪ ،‬وأتته الدنيا وهي راغمة) رواه الترميذي‪.‬‬ ‫عبد اهلل بن عمر يتلقى موعظة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بكل جوارحه‪ ،‬ويدركها بقلبه وفكره‪،‬‬ ‫ويعيها بعقله وذهنه‪ ،‬إنه التلميذ الناجح ألستاذه المربي‪ ،‬ويصبح هو بدوره مصدر إشعاع وهداية وترجم‬ ‫ذلك إلى ثالثة وصايا‪.‬‬ ‫األول‪ :‬إذا أمسيت فال تنتظر الصباح‪ ،‬وإذا أصبحت فال تنتظر المساء‪ ،‬معنى ذلك‪ :‬حث المؤمن على قصر‬ ‫األمل في هذه الدنيا‪ ،‬وأنه ينبغي له إذا أمسى‪ ،‬أ ّال ينتظر الصباح‪ ،‬وإذا أصبح أال ينتظر المساء‪ ،‬بل يظن أن‬ ‫أجله مدركه قبل ذلك‪.‬‬ ‫الثانية‪ :‬خذ من صحتك لمرضك‪ .‬والمعنى‪ :‬أنه ينبغي للمؤمن أن يغتنم أوقات الصحة وسالمة البدن‬ ‫من العلل‪ ،‬وذلك بفعل الخير واإلكثار من الطاعات‪ ،‬قبل أن يحول بينه وبينها السقم‪ ،‬فيعجز عن الصيام‬ ‫والقيام وسائر األعمال‪ ،‬إذا اعتراه مرض أو علة أو كبرٌ‪.‬‬ ‫الثالثة‪ :‬خذ من حياتك لموتك والمعنى‪ :‬أن يغتنم زمن الحياة وساعات العمر بتقديم الزاد‪ ،‬وال يفرط‬ ‫حتى يدركه الموت‪ ،‬ويجعل بينه األعمال الصالحة‪.‬‬ ‫شأن المسلم أن يجتهد في العمل الصالح‪ ،‬ويكثر من وجوه الخير‪ ،‬مع خوفه وحذره دائما من عقاب‬ ‫اهلل‪ ،‬فيزداد عمال ونشاطاً‪ ،‬شأن المسافر الذي يبذل جهده من الحذر والحيطة‪ ،‬وهو يخشى االنقطاع‪ ،‬وعدم‬ ‫الوصول إلى المقصد‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬يوليوز �إلى ‪ 01‬غ�شت ‪2016‬‬

‫العدد ‪847‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬

‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache7@hotmail.com‬‬

‫‪ 6‬ـ مقتطفات من كتاب «المستطرف في كل فن مستظرف»‬ ‫الكتاب من تأليف الشيخ شهاب الدين أبوالفتح محمد بن أحمد األبشيهي‪ ،‬نسبة إلى قرية أبْشيه (أبْشَواي) من قرى الفيّوم‬ ‫المصرية‪ ،‬أقام بالمحلة ورحل إلى القاهرة ‪،‬درس الفقه والنحو وولي الخطابة ببلدته بعد وفاة والده ‪ ،‬توفي حوالي (‪ 850‬هـ‪1448/‬م)‪.‬‬ ‫وعن دواعي تأليف هذا الكتاب ومضامينه يقول األبشيهي في ديباجته‪:‬‬ ‫«‪...‬أما بعد فقد رأيت جماعة من ذوي الهمم جمعوا أشياء كثيرة من اآلداب والمواعظ والحكم وبسطوا مجلدات في التواريخ‬ ‫والنوادر واألخبار والحكايات واللطائف ورقائق األشعار وألفوا في ذلك كتبا كثيرة وتفرد كل منها بفرائد فوائد لم تكن في غيره‬ ‫من الكتب محصورة فاستخرت اهلل تعالى وجمعت من جموعها هذا المجموع اللطيف وجعلته مشتمال على كل فن ظريف وسميته‬ ‫«المستطرف في كل فن مستظرف» واستدللت فيه بآيات كثيرة من القرآن العظيم وأحاديث صحيحة من أحاديث النبي الكريم وطرزته‬ ‫بحكايات حسنة عن الصالحين األخيار ونقلت فيه كثيرا مما أودعه الزمخشري في كتابه ربيع األبرار وكثيرا مما نقله ابن عبد ربه في‬ ‫كتابه العقد الفريد ورجوت أن يجد مطالعه فيه كل ما يقصد ويريد‪ .‬وجمعت فيه لطائف وظرائف عديدة من منتخبات الكتب النفيسة‬ ‫المفيدة وأودعته من األحاديث النبوية واألمثال الشعرية واأللفاظ اللغوية والحكايات الجدية والنوادر الهزلية ومن الغرائب والدقائق‬ ‫واألشعار والرقائق ما تشنف بذكره األسماع وتقر برؤيته العيون ‪.‬وجعلته يشتمل على أربعة وثمانين بابا من أحسن الفنون متوجة‬ ‫بألفاظ كأنها الدر المكنون‪..‬‬ ‫وضمنته كل لطيفة ونظمته بكل ظريفة وقرنت األصول فيه بالفضول ورجوت أن يتيسر لي ما رمته من الوصول وجعلت أبوابه‬ ‫مقدمة وفصلتها في مواضعها مرتبة منظمة ليقصد الطالب إلى كل باب منها عند االحتياج إليه ويعرف مكانه باالستدالل عليه فيجد‬ ‫كل معنى في بابه إن شاء اهلل تعالى واهلل المسؤول في تيسير المطلوب وأن يلهم الناظر فيه ستر ما يراه من خلل وعيوب إنه على ما‬ ‫يشاء قدير وباإلجابة جدير ‪ ...‬واهلل سبحانه المهون للصعاب»‪.‬‬ ‫ولألبشيهي أيضا كتاب «تذكرة العارفين وتبصرة المستبصرين» وكتاب «أطواق األزهار على صدور األنهار» كما أنه شرع في‬ ‫تأليف كتاب «في صنعة الترسل والكتابة» لكنه لم يتممه‪.‬ورغم أن في لغته ضعف ‪،‬كما يؤكد بعض المصنفين كالزركلي مثال ‪ ،‬إالأن‬ ‫قوة خطابه ‪ -‬وهو المتمرس بفن الخطابة‪ -‬تغطي ذلك الضعف اللغوي‪ ،‬وتجلي العديد من نقط ضعف بني اإلنسان‪ ،‬وتصف للمرء‬ ‫العليل مقويات روحية تقوي إيمانه وتصفي قلبه وتشد أزره‪ .‬ونسأل العلي القديرأن يفرج عنا كربتنا ويهدينا سواء السبيل في هذا‬ ‫الشهر الفضيل‪.‬‬

‫من أمثال العامة والمولدين السائرة‬ ‫بين الرجال والنساء‬ ‫مرتبة على حروف المعجم‬ ‫حرف العني املهملة‬ ‫عنقود مدلي في الهوا من ال يصل إليه يقول‪ :‬حامض‪ /‬وال استوى عشق بداله ال أباله‪ /‬عاشق ما‬ ‫يسمع بكا صغير‪ /‬عاشق ما يسمع كالم مفارق ‪/‬عاشق مقل‪ /‬شيء ما زرع إيش‪ /‬جا يستغل عزومة حسبت‬ ‫عليك ‪/‬كل وبحلق عينيك‪ /‬عند المخاضة يبان القيليط ‪/‬عند الطعان يبان الفارس من الجبان‪ /‬عريان التينة‬ ‫وفي حزامه سكينة‪ /‬عريان وفي كمه ميزان‪.‬‬

‫حرف الغني املعجمة‬ ‫غابت السباع ولعبت الضباع ‪/‬غربة وكربة‪ /‬ما يحمل الحال غطاس وقلقاس‪ /‬نحسين في قدره‪ /‬غالي‬ ‫السوق وال رخيص البيت‪.‬‬

‫حرف الفاء‬ ‫فرجة بال كسر تعمي البصر‪ /‬فقير ونفير وكالمه كثير‪ /‬هاتوا عشا من يخني فوق الشراطة ‪/‬ملخ أو‬ ‫دانه‪/.../‬ضربة في الرأس تكفي ‪/‬فصدوا قرد ضرط‪ .‬قالوا‪ :‬به دم زايد‪...‬‬

‫حرف القاف‬ ‫قالوا لألعمى‪ :‬زوق عصاتك‪.‬قال هو‪ :‬أنا محب فيها‪ /‬قالوا للحمار‪ :‬اجتر‪ .‬قال‪ :‬مضغ المحال ما ينطلي‪/‬‬ ‫قالوا للقرد‪ :‬شب ايادي مالح وتمسك الماصول‪ /‬قالوا للقرد‪ :‬اطلب من ربك ‪.‬قال هو‪ :‬أنا عنده بوجه‬ ‫يبسط‪ /‬قالوا للجمل ‪:‬زمر‪ .‬قال‪ :‬ال شفف ملمومة وال أيادي مفرودة‪ /‬قالوا للدبة ‪:‬طرزي ‪.‬قالت ‪:‬ذي خفة‬ ‫أيادي‪ /‬قالوا للكالب‪ :‬احرثوا‪ .‬قالوا ‪:‬ما جرت بهذا عادة ‪/‬قالوا للغراب‪ :‬مالك تسرق الصابون‪ .‬قال‪ :‬األذى‬ ‫طبعي‪ /‬قالوا لبقر الديوان‪ :‬إذا متم يكفنوكم في حرير ‪.‬قالوا ‪:‬اشتهينا نروح بجلودنا ‪/‬قالوا للغزالة‪ :‬ارحلي‪.‬‬ ‫حركت ذنبها‪ /‬قالوا للعرب‪ :‬ارحلوا‪ .‬حملوا المناسف‪.‬‬

‫حرف الكاف‬ ‫كل من عودته بأكلك كلما نظرك جاع‪ /‬كشكار دايم ‪/‬وال عالمة مقطوعة ‪/‬كل كرها واشرب كرها‬ ‫وال تعاشر كرها ‪/‬كل هم كاوي عند همي ياوي‪ /‬كل شيء ال يشبه قانيه حرام‪ /‬كل مائة عصفور ما يجو‬ ‫حداية‪ /‬كل ألف مصة ما يجو بعضة‪ /‬كل ألف بوسة ما يجو بعبوسة ‪/‬كملت يالحمان بالشعرة والصنان‪/‬‬ ‫كمل حبيبي كل المعاني ‪/‬أعرج وقيليط ومعجباني‪ /‬كمل حبيبي وأكمل‪ /‬أعرج وقيليط وأحول وفيه عادة‬ ‫أخرى ‪ /‬وال يوحشه من غاب وال يؤانسه من حضر‪ /‬كأنه من طواحين الكشكار‪ /‬داير على رجل الفار‪ /‬كأنه‬ ‫عصفور ينيك بالش ويأوي في األعشاش‪.‬‬

‫حرف الالم‬ ‫لوالك يا كمي ما كلت يا فمي‪ /‬لوالك يا لساني ما انسكيت يا قفاي‪ /‬لوال الغيرة والحسد كانت عجوزة‬ ‫كفت بلد‪ /‬لوال أختك ما صرت ابن عمتك‪ /‬لو قليناها بلية ما جات هكذا ‪/‬لو كان فيها خير ما رماها طير‪/‬‬ ‫لك وعليك ما يصعب عليك‪ /‬لك أسوة بغيرك‪ /‬لقمة بدقة وال خروف بزفة ‪/‬لقمة تحت حيطة وال خروف‬ ‫بعيطة‪ /‬لو سلم الكرم من حارسه طابت مغارسه‪ /‬لو تقطع يده وتدليها من فيه صنعة ما يخليها‪ /‬لو عمل‬ ‫لي من الذهب وليمة هو عندي بتلك العين القديمة‪.../‬‬

‫حرف امليم‬

‫محبة بال حبة ما تساوي حبة‪ /‬ما شلتك يا دمعتي إال لشدتي ‪/‬من عاشر غير جنسه دق الهم صدره‪/‬‬ ‫من قدم النحس تعب في تأخيره ‪/‬من عاشر الحداد احترق بناره‪ /‬من عاشر الزبداني فاحت عليه روايحه‪/‬‬ ‫من ركب في غير سرجه وغرزه دخل الهوا إسته وهزه‪ /‬من ال يحط يده لزنده ما يعرف حره من برده ‪/‬ما‬ ‫رأيتك يا نور حتى ابيضت‪.‬‬ ‫العيون مالي على فراقكم جلد إال هجاجي من البلد‪ /‬ما كفانا هم أبونا‪ ،‬قام أبونا جاب أبوه قال‪ :‬خذوا‬ ‫جدكم ربوه ‪/‬من عدم نابه ونصابه وثيابه وشبابه كان الموت أولى به ‪/‬من يكلم القبح يروح عرضه‬ ‫وينفضح‪ /‬ما تنقدوهم كلهم‪ /‬زغليه ما فيهم من يعجب النقاد‪.‬‬

‫حرف النون‬ ‫نفسك أتلفت أي شيء أخلقت‪ /‬نصف البال وال البال كله ‪/‬ناقص ونحاس‪ /‬ناموسه باتت على شجرة‬ ‫أصبحت تقول‪ :‬خاطرك‪ .‬قالت لها وأنت كنت على أي ورقة؟‪ /‬نيتك مطيتك‪ /‬نسيت يا فالح ما كنت فيه ‪/‬‬ ‫كعبك المشقق والوحل فيه‪ /‬نيك حتى تبقى ديك‪.‬‬

‫حرف الهاء‬ ‫هانت الزالبية حتى أكلها بنو وائل‪ /‬هان المسك وانتثر هدية‪ /‬تعرقومها تخليتها وال لومها ‪/‬هدية‬ ‫األحباب على ورق السداب ‪/‬قال‪ :‬هو أعمى عن ورق الموز‪ /‬هو عرس تأكل وتنسل ‪/‬أهدوا هدية وأعينهم‬ ‫فيها‪ /‬هاتوا ذا الغزل المخبل لذا القلب المدبل‪.‬‬

‫حرف الواو‬ ‫واحد نتفه وآخر لقفه‪ /‬وقال آخر‪ :‬يا قريب الفرج ‪/‬واحد بيخطبوا له وهو قائم عليه قال‪ :‬أنا في حاجتك‪/‬‬ ‫واحد جائز رأى قرد يجرش ترمس قال‪ :‬ما لذي الفاكهة البدرية إال ذي الصورة القمرية ‪/‬واحد سموه عنبر‬ ‫وصنعته سرباتي‪ /‬قال الذي كسبه في اإلسم خسره في الصنعة‪ /‬وحش ويكش ويقعد في الوش ويغني‪/‬‬ ‫وقت أكل الدجاج ما يفتكروني وفي وقت شيل التراب هات يدك‪ /‬وإيش قام على تومة بفصل الحكومة‪/‬‬ ‫وقت الشوا واليخني ما قلت يا أخي الحقني‪ ،‬ووقت ضرب الدرة قلت اصفعوا واصفعني‪.‬‬

‫حرف الالم �ألف‬ ‫ال تعيرني وال أعيرك الدهر حيرني وحيرك‪ /‬ال أصل شريف وال وجه ظريف‪.‬‬ ‫ال أخوك وال ابن عمك تشقق‪ /‬ثوبك على إيش ال عاش بليق ‪/‬ال حراس وال دراس‪ /‬ال عاش العار وال‬ ‫بنى له دار‪ /‬ال ربح ثوابه وال خاله ألصحابه ‪/‬ال في الفراق نجد راحة وال في الوصل‪ /‬ال تشكرن فتى حتى‬ ‫تجربه وال تفرح لمن يروح حتى تنظرمن يجي ‪/‬ال يضر السحاب نبح الكالب ‪/‬ال يغرك تظريفي األصل في‬ ‫ريفي‪.‬‬

‫حرف الياء‬ ‫يا شاب مليح ما أحسن وصفك‪ ،‬ال في يدك وال في طرفك‪ /‬يا ويل من ذاق الغنى بعد جوعه‪ /‬يموت‬ ‫وفي قلبه من الهم واجس‪ /‬يا طارق الباب بعد العشي ال تطرق الباب ما تم شي ‪/‬يا من ملنا ما كان حلنا‬ ‫لسا ما لنا‪ /‬في العشرة سنة‪ /‬يهنيكم قدومه قد جاكم بشومه ‪/‬يا ليتنا انكسرنا وال بك انتصرنا‪ /‬يا ويل‬ ‫من كان عشيه من بيت خيه‪ /‬يا طالب الشر بال أصل تعال للصائم بعد العصر‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪847‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)752‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬يوليوز �إلى ‪ 01‬غ�شت ‪2016‬‬

‫«دراسات في تاريخ المغرب»‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫المؤلف قضية الرق في تاريخ المغرب‪ ،‬وانتقل في المادة الثانية‬ ‫صدر كتاب «دراسات في تاريخ المغرب» لمؤلفه محمد‬ ‫رزوق سنة ‪ ،1991‬في ما مجموعه ‪ 183‬من الصفحات ذات‬ ‫للبحث في وضعية الجالية األندلسية بالمغرب العربي وتحديدا‬ ‫العديد‬ ‫الحجم المتوسط‪ ،‬وذلك في محاولة لتجميع خالصات‬ ‫بكل من تونس والجزائر‪ .‬وفي نفس السياق‪ ،‬سعى المؤلف‬ ‫من الدراسات والتنقيبات التي انشغل بها المؤلف على امتداد‬ ‫إلى توسيع دوائر بحثه بتقديم تأصيل تاريخي حول التواصل‬ ‫فترة زمنية طويلة من البحث الجامعي المتخصص‪ .‬وإذا كان‬ ‫الثقافي بين أقطار المغرب العربي‪ .‬وفي المادة الرابعة‪ ،‬انتقل‬ ‫الكتاب يطرح قضايا عامة تتقاطع مع قضايا وطنية تهم كل‬ ‫المؤلف للبحث في جذور الدولة العصرية بالمغرب من خالل‬ ‫بالد المغرب بدون تمييز بين هذه الجهة أو تلك‪ ،‬فإن تركيزنا‬ ‫على إدراجه ضمن زاوية «كتابات في تاريخ المغرب»‪ ،‬يعود‬ ‫االهتمام بتشريح المحاوالت الجادة التي أنتجها القرن ‪19‬م‬ ‫أساسا إلى كون المؤلف أصبح يعد أحد أبرز المؤرخين المغاربة‬ ‫بهذا الخصوص‪ .‬وعلى مستوى آخر‪ ،‬قدمت الخامسة نبشا في‬ ‫المعاصرين المتخصصين في دراسة إبداالت تاريخ األندلس‬ ‫تطور العالقات المغربية اإلسبانية خالل القرن ‪16‬م‪ ،‬وتحديدا‬ ‫وعموم األندلسيين خالل مطلع العصور الحديثة المؤطرة‬ ‫خالل العهد السعدي األول‪ .‬ولالقتراب من القضايا المنهجية‬ ‫زمنيا بالفترة التاريخية الممتدة بين بداية القرن ‪ 15‬وبداية‬ ‫في كتابة التاريخ الوطني‪ ،‬سعت المادة السادسة إلى التعريف‬ ‫القرن ‪18‬م‪ .‬ولقد عكس هذا االهتمام في العديد من األعمال‬ ‫التي عرفت طريقها إلى النشر‪ ،‬وخاصة أطروحته المتميزة‬ ‫بدور الكناشات في الكتابات التاريخية المغربية‪ ،‬واهتمت المادة‬ ‫«األندلسيون وهجراتهم إلى المغرب خالل القرنين ‪ 17‬و‪.»18‬‬ ‫السابعة برصد أوجه العالقات العربية اإلفريقية في القرن ‪16‬م‪،‬‬ ‫لذلك‪ ،‬فإن االهتمام بالتعريف بأعمال محمد رزوق يظل جزءا من‬ ‫من خالل االهتمام بالبحث في خبايا الوجود المغربي بالسودان‬ ‫العمل الواجب بذله من أجل المقاربة التوثيقية لمعالم ذاكرتنا‬ ‫الغربي‪ .‬أما المادة الثامنة‪ ،‬فقد قدمت معطيات جديدة حول‬ ‫األندلسية التي طبعت هويتنا الجماعية بميزتها الخاصة‪،‬‬ ‫قضايا الجهاد البحري في عهد السلطان سيدي محمد بن عبد‬ ‫والتي الزالت الكثير من معالمها قائمة إلى يومنا هذا‪ .‬فالبعد‬ ‫اهلل‪ ،‬وقدمت المادة التاسعة قراءة في إحدى صفحات التاريخ‬ ‫األندلسي في مكونات هذه الهوية المشتركة يعتبر عنصرا‬ ‫ناظما لعدة أنساق جمالية تطبع أداء أذواقنا الفردية والجماعية‪،‬‬ ‫المشترك بين اليمن والمغرب خالل القرن ‪16‬م من خالل الوقوف‬ ‫ولنظم معيشية التزال قائمة في وسطنا العائلي الحميمي‪،‬‬ ‫عند حيثيات التهديد العثماني للبلدين‪ .‬وعلى نفس المنوال‪،‬‬ ‫ولمضامين لسانية مؤثرة في لغاتنا ولهجاتنا المتداولة‪ .‬ونظرا‬ ‫اهتمت المادة الموالية بتقديم قراءة في إحدى الصفحات من‬ ‫لكل هذه الخصوصيات‪ ،‬فقد أضحى من الالزم اعتبار إبداالت‬ ‫التاريخ المشترك بين المغرب والخليج العربي خالل القرن ‪16‬م‪،‬‬ ‫التاريخ األندلسي جزءا من تواتر وقائع التاريخ الطويل لبالد‬ ‫من خالل التركيز على إبراز الطابع الموحد للتهديد البرتغالي‬ ‫المغرب‪ ،‬بل يمكن القول إن جسور التأثير والتأثر قد ظلت‬ ‫قائمة بين وقائع هذه الضفة وتلك‪ ،‬منذ الفتح اإلسالمي إلى‬ ‫للمنطقتين‪ .‬واستكماال لخالصات هذه المادة‪ ،‬اهتم المؤلف‬ ‫يومنا هذا‪ .‬ولعل قراءة تطور مسار تاريخ الضفتين سيكشف‬ ‫بتقديم مالحظات منهجية حول كتابة تاريخ األمة العربية‪ ،‬من‬ ‫عن تقابالت عميقة عكسها الماضي المشترك‪ ،‬وجسدها وعي‬ ‫الكتاب‬ ‫غـالف‬ ‫خالل نموذج تاريخ المغرب خالل القرنين ‪ 16‬و‪ 17‬الميالديين‪ .‬وفي سياق‬ ‫الناس وأشكال التعبير عن هذا الوعي‪ .‬وبالنسبة لمنطقة الشمال في حدودها‬ ‫الجغرافية الحصرية الضيقة‪ ،‬فالمؤكد أن التأثيرات أعمق‪ ،‬وتيارات الفعل والتفاعل المتبادل آخر‪ ،‬عاد المؤلف إلثارة قضية الشعوبية في التاريخ اإلسالمي‪ ،‬كما قدم في المادة الموالية‬ ‫أكثر قوة‪ .‬لذلك كان من الطبيعي أن تترسخ صور تقابلية مثيرة في نظرة كل من سكان وثائق جديدة عن الحركة الفكرية في العهد السعدي‪ .‬وفي آخر مواد الكتاب‪ ،‬نشر المؤلف‬ ‫الشمال وسكان األندلس تجاه بعضهم البعض‪ ،‬صور تصبح معها منطقة الشمال امتدادا وثائق جديدة عن أسرى مغاربة كانوا رهن االعتقال بكل من مالطا وإسبانيا خالل القرن‬ ‫لتراث حضاري أندلسي إيبيري خالص‪ ،‬وتصبح معها بالد األندلس امتدادا لتطورات ‪18‬م‪.‬‬ ‫حضارية إسالمية خالصة‪.‬‬ ‫وبهذه المواد المتنوعة والمتكاملة‪ ،‬قدم محمد رزوق خالصات كبرى حول مجال‬ ‫تتوزع مضامين كتاب «دراسات في تاريخ المغرب» بين أربعة عشر مادة تركيبية‪،‬‬ ‫ساهم بها صاحبها في ندوات أكاديمية وجامعية وطنية ودولية‪ ،‬أو نشرها في مجالت اشتغاله األكاديمي بالبحث في تاريخ المغرب خالل العصور الحديثة‪ .‬إنها دراسات عميقة‬ ‫مغربية أو عربية متخصصة‪ ،‬اهتمت بقضايا من التاريخ العام المغربي‪ ،‬لكنها ركزت تجمع بين النفحات األندلسية العميقة في ذاكرتنا المشتركة‪ ،‬وبين امتداداتها الوطنية‬ ‫على قضايا طبعت التاريخ اإليبيري لمغاربة القرون الماضية‪ .‬ففي المادة األولى‪ ،‬تناول األصيلة‪ ،‬ثم بين ظاللها العربية الوارفة‪.‬‬

‫وفاء العمراني وعبد الحميد جماهري وجمال‬ ‫الموساوي في ليلة الشعر بمدينة تطوان‬ ‫مدرسة الصنائع والفنون الوطنية بتطوان‬ ‫(السبت ‪ 23‬يوليوز‪ - 2016‬الساعة التاسعة ليال)‬ ‫نظمت دار الشعر بتطوان «ليلــــة‬ ‫الشعر»‪ ،‬بمشاركـــة الشـــــعــراء وفــاء‬ ‫العمراني وعبد الحميد جماهري وجمال‬ ‫الموســــاوي‪ ،‬وذلك يـــوم السبت ‪23‬‬ ‫يوليوز ‪ ،2016‬بحدائق مدرسة الصنائع‬ ‫والفنون الوطنيـــة بتطوان‪ ،‬ابتداء من‬ ‫الساعة التاسعة ليال‪ .‬كما تحيي هذه الليلة‬ ‫الشعرية عازفة البيانو والباحثة والمؤلفة‬ ‫الموسيقية المغربية سعاد أنقار‪.‬‬ ‫وليلة الشــعر‪ ،‬التي ستقـــام يوم‬ ‫السبت المقبل‪ ،‬هي الليلة الثانية من‬ ‫برنامج «ليالي الشعر»‪ ،‬الذي تنظمه دار‬ ‫الشعر بتطوان‪ ،‬إلى جانب سلسلة برامج‬ ‫ومشاريع ستطلقها الدار‪ ،‬مستقبال‪ ،‬مثلما‬ ‫تعتزم إصدار سلسلة منشورات شعرية‬ ‫ونقدية‪ ،‬ومجلة متخصصة‪ ،‬مع فتح أبواب‬ ‫مكتبة دار الشعر مشرعة في وجه الباحثين‬ ‫والمختصين في الشعر‪ ،‬وهي «مكتبة‬ ‫شعرية» خاصة‪ ،‬ستكون عمدة في تخصصها‪ ،‬ومرجعا بالنسبة إلى الشعر والشعراء‪.‬‬ ‫أما برنامج «ليلة الشعر» فهو يستضيف شاعرات وشعراء مرموقين من المغرب‪،‬‬ ‫كما يستقطب جمهورا عريضا ونوعيا من المثقفين والمبدعين‪ .‬حيث شهدت‬ ‫«ليلة الشعر» األولى حضورا متميزا لمثقفين ومبدعين وإعالميين مغاربة وأجانب‪.‬‬ ‫وتأسست دار الشعر خالل شهر ماي الماضي بمدينة تطوان‪ ،‬وهي مؤسسة‬ ‫ثقافية تعنى بالشعر والشعراء‪ ،‬تم إحداثها بموجب مذكرة تفاهم ما بين وزارة‬ ‫الثقافة المغربية ودائرة الثقافة واإلعالم في حكومة الشارقة بدولة اإلمارات‬ ‫العربية المتحدة‪.‬‬

‫مهرجان شفشاون لفن الكاريكاتير في دورته الثامنة‬ ‫تحت شعار «بالريشة نواجه الكراهية» انطلقت بمدينة‬ ‫شفشاون‪ ‬أيام ‪ 24 / 23 / 22‬يوليوز الجاري فعاليات ‪،‬‬ ‫الملتقى‪ ‬الوطني الثامن لفن الكاريكاتير واإلعالم‪ ،‬الذي‬ ‫تنظمه كل سنة جمعية فضاءات تشكيلية‪ .‬وقد تميز مهرجان‬ ‫هذه السنة‪ ،‬بتكريم الكاريكاتوريست الراحل سعيد أمين‪.‬‬ ‫حفل افتتاح هذا المهرجان‪ ،‬الذي انطلق مساء يوم الجمعة‬ ‫‪ 22‬يوليوز بمسرح الهواء الطلق بالقصبة األثرية‪ ،‬حضرته‬ ‫عدة شخصيات من شفشاون وخارجها‪ .‬وبعد مراسيم مرور‬ ‫الرسامين فوق البساط األحمر‪ ،‬انطلق الحفل الرسمي بإلقاء‬ ‫عدة كلمات بالمناسبة‪ ،‬تاله عرض شريط يوثق ألنشطة‬ ‫المهرجان خالل ثمان سنوات‪ .‬كما تميز اليوم األول بافتتاح‬ ‫معرض لفن الكاريكاتير‪ ،‬بمشاركة نخبة من الفنانين المغاربة‬ ‫واألجانب‪ ،‬إلى جانب معرض لإلبداع الضوئي بمشاركة فنانين‬ ‫من النمسا والمغرب‪.‬‬ ‫كما نظمت في اليوم األول لهذا المهرجان ندوة حول‬ ‫موضوع المشهد اإلعالمي في المغرب يتعزز بتجربة جريدة‬ ‫ساخرة ( بابوبي )‪ ‬شارك فيها بالنسبة للصحفيين واإلعالميين‬ ‫كل من جمال بودومة‪ ،‬بوشعيب الصبار‪ ،‬زهور باقي‪ ،‬كريم‬ ‫واكريم‪ ،‬ورشيد البلغيتي‪ ،‬وبالنسبة للكاريكاتيريين شارك‬ ‫كل من عبد الغني الدهدوه‪ ،‬لحسن بختي‪،‬خالد كدار‪،‬خالد الشرادي ومحمد الخزوم‪ ،‬الندوة أقامت‬ ‫بتنشيطها اإلعالمية وداد بنموسى‪.‬‬ ‫اليوم التالي للمهرجان عرف تنظيم صبيحة فنية أطلق عليها (كيف أرسم) حيث كان لقاءا مفتوحا‬ ‫جمع جمهور مدينة شفشاون‪ ،‬بالفنانين المشاركين في المهرجان‪ ،‬كما نظمت ورشة كاريكاتورية‬ ‫خاصة باألطفال والشباب‪ ،‬أطرها الفنانون المشاركون في الملتقى‪.‬‬ ‫ساحة وطاء الحمام كانت مساء اليوم الثاني للمهرجان‪ ،‬علىموعد مع رسم الجداريات‪ ،‬شارك فيها‬ ‫كل الفنانين المشاركين في المهرجان‪ ،‬كما تم تنظيم ندوة في موضوع «اإلعالم معبر نحو الحداثة‬ ‫والحرية» ‪ ،‬بمشاركة ‪ -‬حسب البرنامج الذي أعدته اللجنة المنظمة للمهرجان‪ -‬األساتذة واإلعالميين‬ ‫حسن أوريد‪ ،‬أحمد عصيد‪ ،‬عبد اهلل الدامون‪ ،‬عبد الصمد بن شريف‪ ،‬المختار الغزيوي‪ ،‬قام بتنشيطها‬ ‫محمد عدة‪ .‬كما استمتع جمهور مدينة شفشاون بساحة اوطا حمام بالسهرة الفنية الكبرى بمشاركة‬ ‫جها البدوي عازف العود‪ .‬كما تم تكريم الفنان الكاريكاتيري الراحل الفنان سعيد أمين‪.‬‬ ‫وتميز اليوم األخير للمهرجان بتنظم حفل توقيع رواية «سنترا» للكاتب المغربي حسن أوريد‪ ،‬من‬ ‫تنسيق ادريس علوش‪ ،‬وتقديم الناقد محمد األزرق‪ .‬وعلى هامش عقد هذا المهرجان تم تنظيم‬ ‫خرجة استكشافية إلى المنتزه السياحي بمنطقة أقشور‪ .‬واختتم المهرجان بمسرح القصبة حيث‬ ‫نظمت سهرة موسيقية كالسيكية أحياها مجموعة من الشباب‪ ،‬كان يتخللها توزيع الجوائز على الثالثة‬ ‫األوائل‪ ،‬الفائزين في مسابقات الرسم الخاصة بالمواهب الشابة‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬يوليوز �إلى ‪ 01‬غ�شت ‪2016‬‬

‫العدد ‪847‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)317‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫بعد تدشينه من طرف أعلى سلطة‬ ‫في البالد‬ ‫تنبت « فيريا» بسوق القرب ببني مكادة‪..‬‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫لم يكد سوق القرب ببني مكادة يرى النور‪ ،‬بشكل كامل‪ ،‬بعد أن دشن ملك البالد‬ ‫جزءه األول‪ ،‬منذ بضعة أشهر‪ ،‬حتى تمت عملية إنزال ضخمة‪ ،‬لمعدات وأغراض «السيرك»‬ ‫أو ما يعرف بالمصطلح الشعبي المتداول « فيريا»‪ ،‬في الوقت الذي ينتظرالتجاروالسكان‬ ‫على السواء عملية إنهاء الجزء الثاني للسوق المذكورالذي عرف في وقت سابق نوعا من‬ ‫العصيان من لدن بعض التجار والباعة المتجولين إلى درجة التحامهم‪ ،‬بربط بعضهم‬ ‫البعض بواسطة السالسل‪ ،‬في محاولة منهم لمنع القوات العمومية من طردهم‪ ،‬وإبعادهم‬ ‫عن المكان‪ ،‬للحلول دون هدم السوق العشوائي‪.‬كما أثارت هذه العملية‪ ،‬وقتها‪ ،‬الكثير من‬ ‫الجدل‪ ،‬والزالت تداعياتها متواصلة لحد اآلن‪ ،‬بخصوص عدم تكافؤ الفرص في عملية توزيع‬ ‫«المحالت» التجارية التي صرح‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬بشأنها بعض الباعة الجائلين على صفحات بعض‬ ‫الجرائد‪ ،‬كونها لم تكن عادلة‪ ،‬إذ عرفت «مساومات» و «رشاوى» وأساليب احتيال‪ ،‬إذ تورط‬ ‫أحد رجال األمن في هذه القضية المعلومة‪ ،‬فضال عن تسليم «محالت» ألشخاص‪ ،‬ال عالقة‬ ‫لهم بالبيع والشراء‪ ،‬حاصلين فقط على «دبلومات» في السوابق‪.‬‬ ‫إذن‪ ،‬وفي ظل هذه المشاكل المطروحة‪ ،‬وأمام انتظارات التجارالذين يعيلون جيوشا من‬ ‫األسر‪ ،‬وينتظرون استفادتهم من حصة «المحالت التجارية»‪ ،‬المخصصة ضمن الجزء الثاني‬ ‫لسوق قرب‪ ،‬ببني مكادة‪ ،‬دشنته أعلى سلطة في البالد‪ ،‬تفتقت عبقرية «المرخصين» بطنجة‬ ‫عن إحداث «فيريا» أو « سيرك‪ »،‬قد يطول أمده محتالعين المكان‪ ،‬ألن التجارب السابقة في‬ ‫كثير من المجـاالت‪ ،‬بينـــت أن «المؤقت» قد يصبـح «شبـــه مؤبــد»‪ ،‬وهذا ليس بغريب في‬ ‫ظل وجود مسؤولين‪ ،‬يبدو أنهم يخبطون خبط عشواء‪ ،‬ويتصرفون حسب األهواء‪.‬فما معنى‬ ‫أن يتم تدشين سوق للقرب من طرف أعلى سلطة في البالد‪ ،‬لتنبت فيه « فيريا» مع ما قد‬ ‫ينتج عنها من مشاكل وتجاوزات ؟ أليس األمر تشخيصا دقيقا لنوع من التصرفات والسلوكات‬ ‫واإلجراءات المتخذة من قبل بعض المسؤولين والتي يمكن توصيفها بـ‪ « :‬السيركو»‪.‬؟‬

‫م‪ .‬إمغران‬

‫العطش يصطاد سكان قرية زومي‬ ‫بوزان‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫وزان ‪ :‬مراسلة خاصة‬ ‫ال صوت يعلو بالعالم القروي إلقليم وزان على صوت مطالبة ساكنته بحقها‬ ‫في الماء ‪ ،‬الذي على الدولة والجماعات الترابية والمؤسسات العمومية تعبئة كل‬ ‫الوسائل المتاحة ‪ ،‬لتيسير استفادة المواطنين والمواطنات على قدم المساواة من‬ ‫الحصول على الماء والعيش في بيئة سليمة ‪ ،‬كما نص على ذلك الدستور في‬ ‫فصله ‪. 31‬‬ ‫‪ ‬من بين القرى التي تضاعفت معاناة ساكنتها في األيام األخيرة ‪ ،‬وستتعمق ‪ ‬في‬ ‫األسابيع القادمة إذا لم يتم تدارك األمر ‪ ،‬قرية زومي ‪ ،‬التي تعتبر أكبر جماعة ترابية‬ ‫قروية باإلقليم ‪ ،‬بعد جماعة وزان الحضرية ‪.‬‬ ‫‪ ‬ندرة المادة التي قال فيها الباري جل جالله “وجعلنا من الماء كل شيء حي“‬ ‫ترجعه فعاليات التقت بها الجريدة ‪ -‬باإلضافة إلى الجفاف الذي ضرب المغرب هذه‬ ‫السنة ‪ -‬إلى اعتداء من يتمتعون بحماية خاصة على الفرشة المائية ‪ ،‬حين إقدامهم‬ ‫على حفر آبار عشوائية ‪ ،‬ومد قنوات مكشوفة لسقي “ العشبة “ التي غزت القرية‬ ‫مطلع القرن الحالي ‪.‬‬ ‫‪ ‬الفعاليات التي دقت أبواب أكثر من جهة ‪ ،‬بما فيها اللجنة الجهوية لحقوق‬ ‫اإلنسان بالشمال ‪ ،‬توجه نداء إلى عامل دار الضمانة من أجل السماح للساكنة‬ ‫المحيطة بمدرسة أنوال ‪ ،‬استغالل مياه البئر الموجود بالمدرسة المذكورة ‪ .‬ولكي‬ ‫يكون تدبير مياه هذا البئر الموجود بقلب مرفق عمومي بعيدا عن العشوائية‬ ‫ومحكوم بالقانون ‪ ،‬فإنهم على استعداد ولكن بشكل مستعجل كما جاء ذلك على‬ ‫لسانهم ‪ ،‬مجالسة رئيس المديرية اإلقليمية للتربية الوطنية ‪ ،‬وباقي شركاء مدرسة‬ ‫أنوال ‪ ،‬لوضع كافة اإلجراءات والضوابط التي تصون للمؤسسة حرمتها ‪ ،‬وتحافظ‬ ‫على تجهيزاتها ‪ ،‬وتعقلن استفادة الساكنة من هذه المادة الحيوية ‪ ،‬بما ال يجعلها‬ ‫تنفذ حتى يستفيد منها التالميذ بعد استئنافهم للدراسة ‪ .‬‬

‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪317‬‬


‫الرياضي‬ ‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫‪3‬‬

‫العـدد ‪ 847‬ـ الثالثاء ‪ 26‬يوليوز �إلى ‪ 01‬غ�شت ‪2016‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫أنواع الرياضة البدنية‬

‫ الرياضة الهوائية‪ :‬مثــل رياضــة الرّكض‪ ،‬والمشي‪،‬‬‫والسّباحة‪ ،‬وتعتبر من أفضل أنواع الرّياضات ‪ -‬إذا كانت الغاية‬ ‫ً‬ ‫وخاصّة دهون‬ ‫هي فقدان الوزن ‪ ،-‬فهي تُسرّع حرق الدّهون‬ ‫أمراض خطيرةٍ كأمراض‬ ‫الكرش والكبد؛ وبالتّالي تقي الجسم من‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫والسكري‪ ،‬ولكن يشترط ْ‬ ‫أن ال تزيد مُدّة ممارسة الرّياضة‬ ‫القلب‪،‬‬ ‫الهوائيّة عن حدّها؛ لكي ال تتسبّب بفقدان كتلة العضالت‬ ‫وهدمها‪.‬‬ ‫ رياضة العضالت‪ ،‬أو كمال األجسام‪ :‬مثل رياضة رفع األثقال‪،‬‬‫وهي تقوم ببناء العضالت‪ ،‬وتقويتها‪ ،‬وتكبير حجمها‪ ،‬كما تُعطي‬ ‫الجسم مظهراً صحياً وقوياً‪ ،‬باإلضافة إلى الصحّة والمرونة؛ لقدرة‬ ‫الجسم على رفع أوزانٍ ثقيلة‪ ،‬ولكنّها ال تُفيد في مجال فقدان‬ ‫الوزن مثل الرّياضات الهوائيّة‪.‬‬ ‫ رياضة الشد والمرونة‪ :‬مثل تمارين التّمدد واإلطالة‪ ،‬وهي‬‫تساعد على بناء العضالت‪ ،‬وحمايتها من التّمزُّقات‪ ،‬واإلصابات‪،‬‬ ‫وإكسابها ال ّليونة اللاّ زمة ألداء وظائفها‪.‬‬ ‫ رياضة التّوازن‪ :‬مثل رياضة الجمباز‪ ،‬وتفيد في تحسين قوّةِ‬‫الجسم‪ ،‬وتوازنه‪ ،‬وتناسق حركته‪.‬‬

‫نصائح عند ممارسة الرياضة‪:‬‬ ‫ أفضل وقتٍ لممارسة الرّياضة هو في الصّباح الباكر؛ ألنّك‬‫ً‬ ‫خاصة إذا كانت غايتك فقدان الوزن‪.‬‬ ‫بشكل أسرع‪،‬‬ ‫تحرق الدّهون‬ ‫ٍ‬ ‫ تناول وجباتٍ خفيفةٍ غنيّة بالكربوهيدرات‪ ،‬والنّشويّات‪،‬‬‫والبروتينات قبل ممارسة الرّياضة‪ ،‬وتفادى تناول الوجبات الدسمة‬ ‫والكبيرة؛ لكي ال تُسبّب لك الغثيان‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ ال تُجهد نفسك كثيراً‪ ،‬وحدّد لِنفسك وقتا زَمنيّا لممارسة‬‫ٍ‬ ‫عضلي‪ ،‬أو‬ ‫بشدٍ‬ ‫الرّياضة بنا ًء على قدراتك؛ حتى تتجنّب اإلصابة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تمزّقات‪ ،‬أو آالم في العظام‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫أكواب من‬ ‫ أكثر من شُرب السّوائل‪ ،‬إذ يجب شُرب ثمانية‬‫ٍ‬ ‫السّوائل أثناء‬ ‫الماء يومياً؛ لكي يعوّض الجسم ما يفقده من‬ ‫ٍ‬ ‫التّعرق‪.‬‬ ‫ ابدأ برفع األوزان الخفيفة أو ًال‪ ،‬إذا كنت من ممارسي كمال‬‫األجسام‪ ،‬ومن ثمّ ارتفع تدريجياً في الوزن؛ لكي ال تتضرر العضالت‪.‬‬ ‫ ارتدِ حذا ًء رياضيّاً مريحاً‪ ،‬وخاصة عند ممارسة رياضة الجري‬‫و الرّكض‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ مارس أنواعاً مختلفة من الرّياضات؛ لتتجنب إلحاق األذى‬‫ً‬ ‫معينة عند التركيز عليها‪.‬‬ ‫بعضلةٍ‬ ‫ قبل البدء بالتّمارين القويّة مثل رفع األثقال‪ ،‬أو تمارين‬‫اإلطالة مارس تمارين اإلحماء لمدّةِ رُبع ساعة‪.‬‬ ‫ داوم على ممارسة الرّياضة لمدّةِ ستّة أسابيع على األقل‪،‬‬‫إذا كانت غايتك فقدان الوزن‪ ،‬وال تتو ّقع فقدانه بيوم أو يومين‪.‬‬ ‫ٍ‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫كلمة العدد‬

‫فعل‬

‫اتحاد طنجة لكرة القدم خيرا هذا الموسم حين فكر في التحضير في مرحلتين‬ ‫بمدينة طنجة‪ ،‬ومرحلة احدة خارجها‪ ،‬بمنطقة بوسكورة‪ .‬طبعا أن عامل تواجد‬ ‫الفرق الرياضية بكثرة في هذه المناطق يدفع بمسؤولي األندية المغربية للتوجه إليها برغبة‬ ‫من المدربين الذين يتسنى لهم برمجة مباريات ودية التي تكتسي أهمية في إطار برامج‬ ‫التحضير وتأهيل الالعب حتى يصبح جاهزا للمشاركة في المنافسات الرسمية‪ .‬وتم على األقل‪،‬‬ ‫القطع هذا الموسم مع تربصات بإسانيا‪ ،‬المكلفة من ناحية‪ ،‬والمنافسة لمناطقنا من ناحية‬ ‫أخرى‪ ،‬التي تبقى في أمس الحاجة االهتمام بها‪ ،‬وهي أولى باالستفادة المادية بدل إهدار‬ ‫العملة خارج البلد‪ .‬وبدون شك أن التفكير في ترويج المرافق الداخلية ينعش قطاع التشغيل‬ ‫ويساهم في الرفع من اقتصادنا الوطني‪ ،‬والمغرب والحمد هلل يتوفر على الغابات والشواطئ‬ ‫والجبال المطلوبة في عملية تحضيرات األندية الرياضية‪.‬‬

‫مصطفى مديح‪...‬‬ ‫مدرب املنتخب الوطني لأقل من ‪� 17‬سنة‬

‫تجاوزتم عقبة منتخب موريتانيا في الدور األول من‬ ‫التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا ‪ 2017‬بمدغشقر‪ ،‬كيف‬ ‫تقرأ سيناريو عبور األشبال لحاجز المرابطين‪ ،‬و هل كنت‬ ‫راضيا على المردود رغم تسجيل هدف التأهل في آخر رمق؟‬ ‫كنت متفائال بتحقيق التأهل ولو في ظل خسارتنا ذهابا‬ ‫في موريتانيا بهدف لصفر‪ ،‬ألنه ومباشرة بعد العودة للمغرب‬ ‫إجتمعت مع الالعبين وأطلعتهم على األخطاء التي يرتكبونها‪،‬‬ ‫وصححت لهم مجموعة من األمور وبخاصة تلك المتعلقة‬ ‫بكيفية اإلستفادة من المساحات داخل الملعب‪ .‬الحمد هلل‬ ‫في مباراة اإلياب بملعب موالي الحسن ‪ ‬كل العناصر طبقت‬ ‫التعليمات التي طالبت بها‪ ،‬وتمكننا من تسجيل هدفين بعدما‬ ‫ضغطنا على المنافس وانتزعنا منه بطاقة التأهل‪.‬‬ ‫بالنسبة للرضى عن المردود‪ ،‬بالفعل كنت راضيا ألن‬ ‫الالعبين صغار السن يجدون دوما بعض الصعوبة في العودة‬ ‫في المباريات‪ ،‬ما زلنا في بداية المشوار وال يمكن أن نؤكد‬ ‫أننا بلغنا أشواطا متقدمة‪ ،‬ونحن الذين فزنا في مباراة واحدة‪.‬‬ ‫بالعودة إلى شريطة مباراة موريتانيا سنحدد مجموعة من‬ ‫النواقص وسنشتغل عليها بهدوء لتجاوزها مستقبال‪.‬‬ ‫تواجهون منتخب غينيا في المحطة المقبلة شهر غشت‬ ‫المقبل‪ ،‬والذهاب سيكون مجددا خارج المغرب‪ ،‬أكيد أن‬ ‫الفوز سيكون عز الطلب‪ ،‬وهل ستحافظ على نفس األسماء‬ ‫التي تستدعيها؟‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫أتمنى صراحة تحقيق اإلنتصار في الذهاب ‪ ‬من أجل اللعب‬ ‫بمعنويات مرتفعة في اإلياب ‪ ‬والتحضير ‪ ‬دون ضغوطات‬ ‫‪،‬المنافس يتوفر على العبين في المستوى لكن هذا اليعني‬ ‫أننا نخشاه ‪ .‬سنلعب كما ذكرت من أجل عبور حاجز غينيا‬ ‫وسنسخر لهذا المعطى كافة جهودنا ‪ .‬وبالنسبة لألسماء التي‬ ‫سأستدعيها‪ ،‬بطبيعة الحال سأحرص على دعوة نفس األسماء‬ ‫ألني أثق فيها‪ ،‬منذ مدة وأنا أراقبها وأعرف إمكانياتها جيدا‪،‬‬ ‫أعمل جاهدا لكي تثق أكثر في مؤهالتها وتقدم مردودا جيدا‬ ‫في القادم من المباريات‪.‬‬ ‫بعد مباراة موريتانيا أظهرت مجموعة من اللقطات مدى‬ ‫تفاهمك مع العبي ‪ ‬المنتخب الوطني وإحتضانك لالعبين‬ ‫الشباب‪ ،‬وهو ما ينعكس باإليجاب على مردودهم أليس‬ ‫كذلك؟‬ ‫أتعامل مع كل الالعبين ‪ ‬بنفس الطريقة فهم سواسية‬ ‫كأبنائي‪ ،‬ال أفرق بينهم وأحرص على دعمهم نفسيا وعند‬ ‫إرتكابهم أي خطأ أتحدث معهم على إنفراد وليس أمام المأل‪،‬‬ ‫شخصيا سعيد بالتعامل مع هذه الفئة وأتمنى صراحة أن‬ ‫أساعدها على التألق والصعود بنجاج لباقي الفئات‪ .‬هدفي‬ ‫واضح هو الحضور رفقتها خالل نهائيات كأس إفريقيا ‪2017‬‬ ‫ولهذا الغرض لن أدخر أي جهد في تمكينها من كافة‬ ‫تجربتي في ميدان التدريب لكي تنجح بدورها في عالم كرة‬ ‫القدم‪.‬‬

‫مورينيو يصدم جماهير تشيلسي‬ ‫بتصرف غريب‬

‫رفض البرتغالي جوزيه مورينيو ‪ ،‬مدرب‬ ‫نادي مانشستر يونايتد اإلنجليزي‪ ،‬التوقيع ألحد‬ ‫المشجعين الصينيين الذين حملوا قميص‬ ‫«البلوز» بجانب قمصان الشياطين الحمر عند‬ ‫الترحيب بالفريق الذي يخوض كأس األبطال‬ ‫الدولية حاليا في الصين‪ .‬وذكر موقع «فوتبول»‬ ‫الفرنسي في تقرير بالفيديو رفض مورينيو‬ ‫التوقيع على قميص فريقه السابق تشيلسي في‬ ‫الوقت الذي وقع خالله على أكثر من ‪ 10‬قمصان‬ ‫لمانشستر يونايتد‪ .‬ويؤكد تصرف مورينيو‬ ‫المثير للجدل حالة الغضب التي يشعر بها بسبب‬ ‫تجربته السابقة مع تشيلسي حيث قاده للفوز‬ ‫بلقب الدوري االنجليزي الموسم قبل الماضي‬ ‫قبل أن تتدهور نتائج البلوز في الموسم الماضي‪.‬‬ ‫ورحل المدرب البرتغالي عن النادي اللندني في منتصف الموسم تاركا الفريق في مركز متواضع للغاية ليحل بدال منه الهولندي‬ ‫جوس هيدينك‪ ،‬قبل أن يتم التعاقد مع اإليطالي أنطونيو كونتي لقيادة البلوز في الموسم الجديد‪ .‬ويتواجد حاليا مورينيو مع‬ ‫فريقه مانشستر يونايتد حيث يشارك في الكأس الدولية لألبطال في شنجهاي‪.‬‬


‫العدد ‪847‬‬

‫أخبـار‬ ‫اتحـاد طنجـة‬

‫الشمال الرياضي‬

‫الثالثاء ‪ 26‬يوليوز �إلى ‪ 01‬غ�شت ‪2016‬‬

‫استقالة موسعيد وأسويق رئيساً جديداً‬ ‫لوداد طنجة‬

‫اتحاد طنجة يدخل في معسكر‬ ‫إعدادي مغلق بطنجة‬ ‫بعد نهاية المرحلة األولى من‬ ‫استعدادات اتحاد طنجة لكرة القدم‪،‬‬ ‫والتي استمرت لخمسة أيام‪ ،‬دخل الفريق‬ ‫ظهر األربعاء في معسكر إعدادي مغلق‪،‬‬ ‫بأحد الفنادق المصنفة بمدينة طنجة‪،‬‬ ‫من أجل مواصلة البرنامج اإلعدادي الذي‬ ‫هيئه المدرب عبد الحق بنشيخة استعدادا‬ ‫للموسم الكروي الجديد‪ .‬اتحاد طنجة‬ ‫وخالل هذا المعسكر المغلق الذي سيستمر‬ ‫لعشرة أيام‪ ،‬سيجرون فيه الالعبون ثالثة‬ ‫حصص تدريبية في اليوم الواحد في أغلب‬ ‫أيام المعسكر‪ ،‬وذلك السترجاع الطراوة‬ ‫البدنية و االستعداد الذهني و التكتيكي‬ ‫للموسم الرياضي الشاق و الطويل الذي‬ ‫ينتظرهم‪ ،‬و الذي سيشارك من خالله‬ ‫فريق اتحاد طنجة على الواجهات الثالث‪.‬‬

‫قانون األجانب يعيـق التحــاق‬ ‫هـداف الدوري الجزائـــري باتحاد‬ ‫طنجة‬ ‫فشل عبد الحق بنشيخة مدرب اتحاد‬ ‫طنجة لكرة القدم في تحقيق أمنيته‬ ‫بانتداب هداف الدوري الجزائري في‬ ‫الموسم الماضي‪ ،‬الليبي محمد زعبية‪.‬‬ ‫وكان مكتب اتحاد طنجة فاوض الالعب‬ ‫منذ واخر الموسم الماضي وتوصال‬ ‫على اتفاق بطلب من بنشيخة‪ ،‬إال أن‬ ‫الجامعة الملكية المغربية صدمت الفريق‬ ‫الطنجاوي بقانون انتداب األجانب‪ ،‬الذي‬ ‫يشترط ضرورة خوض الالعب ‪ 10‬مباريات‬ ‫دولية رفقة منتخب بالده في السنوات‬ ‫الثالث األخيرة‪ ،‬وهو الشرط الذي ال يتوفر‬ ‫في الالعب الليبي محمد زعبية الذي ال‬ ‫تتعدى مشاركاته الدولية سبع مباريات‬ ‫حسب مصدر مقرب من الفريق‪ .‬وكان‬ ‫اتحاد طنجة بصدد التحضير لتقديم‬ ‫الالعب بشكل رسمي هذا األسبوع‪ ،‬بعدما‬ ‫توصل التفاق شبه رسمي معه‪.‬‬

‫اتحاد طنجة يعقد جمعه العام‬ ‫يوم ‪ 4‬غشت‬ ‫أعلن مكتب اتحاد طنجة يوم الخميس‬ ‫‪ 4‬غشت المقبل موعدا لعقد جمعه العام‬ ‫العادي بمقر ملعب الكريكيت على الساعة‬ ‫السادسة والنصف مساء‪ .‬ويتضمن جدول‬ ‫أعمال الجمع‪ ،‬تالوة ومناقشة التقريرين‬ ‫األدبي والمالي والمصادقة عليهما‪.‬‬ ‫وانتخاب الرئيس والمكتب الجديدين‪ ،‬ثم‬ ‫مناقشة االقتراحات المتوصل بها‪ ،‬حسب‬ ‫بالغ للنادي‪ .‬ومن المنتظر ان يتقدم‬ ‫حميد أبرشان‪ ،‬الرئيس المنتهية واليته‪،‬‬ ‫للترشح بدون منافس لوالية جديدة‪ .‬سيما‬ ‫بعد النتائج الجدية التي حصل عليها مع‬ ‫الفريق‪ ،‬بداية من العودة إلى القسم األول‬ ‫بعد ثمان سنوات من الغياب‪ ،‬وإحراز نتائج‬ ‫جدية في الموسم الماضي‪ ،‬في البطولة‬ ‫االحترافية‪ ،‬و منافسات كاس العرش‬ ‫وضمان المشاركة األولى في تاريخ مدينة‬ ‫طنجة في كاس الكونفدرالية اإلفريقية‬ ‫لكرة القدم‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫أخبـار‬ ‫المغرب التطواني‬

‫انتداب بوموس يثير استغراب‬ ‫جماهير المغرب التطواني‬

‫أعلن سعيد موسعيد استقالته من تسيير شباب وداد‬ ‫طنجة‪ ،‬أحد أندية القسم الثاني هواة‪ ،‬خالل الجمع العام الذي‬ ‫عقده الفريق بمقر عصبة الشمال لكرة القدم‪ .‬وأكد موسعيد‪،‬‬ ‫الذي ترأس الفريق في واليتين‪ ،‬عن عدم ترشيح نفسه لوالية‬ ‫أخرى لفسح المجال في وجه رئيس جديد‪ ،‬يتمنى أن يحافظ‬ ‫على المكاسب التي حققها في والية تسييره‪ ،‬بالمساهمة في‬ ‫صعود الفريق إلى القسم الثاني للهواة ومنافسته على الصعود‬ ‫إلى القسم األول خالل الموسم المنصرم رغم حداثته بهذه‬ ‫الدرجة‪ ،‬ولم يتمكن من ذلك بسبب اإلكراهات المادية‪ .‬وأبدى‬ ‫الرئيس المستقيل ارتياحه للعمل التقني واإلداري والمالي الذي‬ ‫قام به من خالل إحراز بطولة الفئات الصغرى في تسع مناسبات‪،‬‬ ‫وتوفير حافلتين للفريق‪ ،‬واحدة بفضل المبادرة الوطنية للتنمية‬ ‫البشرية‪ ،‬وأخرى التي حصل عليها الفريق بعد فوزه بدوري األحياء‬

‫الذي أشرفت عليه والية طنجة‪ ،‬باإلضافة إلى وضع أحد مالعب‬ ‫مدينة طنجة تحت تصرف الفريق‪ .‬وسجل التقرير المالي أن الفريق‬ ‫ختم موسمه بالقسم الثاني بعجز لم يتجاوز ‪ 66.968.00‬درهم‪.‬‬ ‫يمكن تغطيته بمنحة مجلس الجهة التي ينتظر ضخها في حساب‬ ‫الفريق وتسجيل فائض‪ .‬ونوه ممثل العصبة الوطنية لكرة القدم‬ ‫للهواة في كلمة ألقاها بالمناسبة بالمسيرة الجدية التي بصم‬ ‫عليها وداد طنجة‪ ،‬وعملية ترشيد النفقات‪ ،‬وميزانية التسيير التي‬ ‫تفوق بكثير ميزانية مجموعة من أندية القسم الثاني للهواة‬ ‫وبنتائج أقل مما حصل عليه الفريق الطنجاوي‪.‬‬ ‫يذكر أن الجمع العام وضع ثقته في عبد الرحمان أسويق‬ ‫لرئاسة الفريق في الوالية المقبلة كمرشح وحيد تقدم لنيل مهام‬ ‫رئاسة الفريق‪.‬‬

‫اعزيبو مديراً جهوياً لــوزارة الشباب‬ ‫و الرياضة بالجهة‬ ‫عين الحسين السكوري وزير الشباب و الرياضة‪ ،‬اإلطار‬ ‫الوطني الكفء‪ ،‬عبد الواحد اعزيبو المقراعي مديرا جهويا‬ ‫لوزارة الشباب و الرياضة بجهة طـنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيـمة‪.‬‬ ‫ونوهت فعاليات وجمعيات ذات ارتباط بالعمل الجمعوي‪،‬‬ ‫الثقافي الرياضي بالجهة بهذا التعيين‪ ،‬الذي اعتبرته في‬ ‫محله نظرا لخبرة الرجل في القطاع وانفتاحه على الجميع‪.‬‬ ‫عـبد الواحد اعزيبو المقراعي ابن مدينة طنجة‪ ،‬تميز‬ ‫مساره المهني و التطوعي بالحضور الدائم و المتواصل‬ ‫في المجال االجتماعي التربوي و الرياضي ‪،‬اضافة إلى كونه‬ ‫خبير في شؤون الجهة‪ .‬وراكم المدير الجهوي لوزارة الشباب‬ ‫والرياضــة الجديد بجهة طـــنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيـــمة‪ ،‬تجربة‬ ‫مهنية قادته الى كل األقاليم المكونة للجهة ‪ ،‬إذ اشتغل‬ ‫كمدير إقليمي في أقاليم‪ ،‬الفحص أنجرة‪ ،‬شفشاون‪ ،‬تطوان‪،‬‬ ‫المضيق الفنيدق‪ ،‬وطنجة ‪ ،‬وشارك منذ التسعينات بــفعالية‬ ‫و حضور متميز في الحركة الجمعوية التي تعرفها مدينة‬ ‫طنجة و الجهة ككل‪ .‬من جعتنا نرحب ب(السي) عبد الواحد‬ ‫في مهامه الجديد بمسقط رأسه ونتمنى له كالعادة المزيد‬ ‫من النجاح والتوفيق‪.‬‬

‫�أكدي قادت فريق فتيات‬ ‫وداد طنجة للت�ألق‬ ‫يف البطولة الوطنية‬ ‫لأبطال الع�صب‬

‫قادت سمية أكدي‪ ،‬مدربة فريق فتيات وداد طنجة لكرة‬ ‫القدم‪ ،‬فريقها إلحراز المركز الرابع في البطولة الوطنية ألبطال‬ ‫العصب التي نظمت بالرباط خالل يوليوز الجاري تنفيدا لبرنامج‬ ‫المديرية التقنية الوطنية‪ ،‬وراء فرق الجيش الملكي‪ ،‬الفريق‬ ‫البطل‪ ،‬آفاق خنيفرة وصيف البطل‪ ،‬وحسنية أكادير‪ .‬متجاوزا‬ ‫فرق لها تفوقه خبرة‪ ،‬نظير بلدية العيون‪ ،‬الفقيه بنصالح‪ ،‬الرجاء‬ ‫البيضاوي و المغرب الفاسي‪ .‬سيما أن وداد طنجة تأسس منذ‬ ‫سنتين فقط‪ .‬وكان ممثل طنجة تأهل إلى المربع الذهبي برصيد‬ ‫‪ 17‬نقطة إلى جانب أطلس خنيفرة بطل المجموعة برصيد ‪20‬‬ ‫نقطة‪ .‬حيث فاز على فتيات العيون بهدف لصفر‪ ،‬وعلى الرجاء‬ ‫البيضاوي بثالثة أهداف مقابل هدفين‪ ،‬وانهزم أمام المتزعم‬ ‫أطلس خنيفرة بأربعة أهداف لصفر‪.‬‬

‫تعاقد فريق المغرب التطواني‪ ،‬اليوم‬ ‫األربعاء الملضي‪ ،‬مع عدنان بوموس‪،‬‬ ‫الالعب السابق‪ ،‬بناديي الفال‪ ،‬ورين‬ ‫الفرنسيين‪ ،‬لمدة ‪ 3‬سنوات‪ ،‬دون الكشف‬ ‫عن القيمة المادية للصفقة‪ .‬واستغرب‬ ‫أنصار الفريق التطواني‪ ،‬الغاضبون من‬ ‫سياسة رئيس النادي‪ ،‬الذي سمح برحيل ‪9‬‬ ‫من أبرز العبي الفريق خالل فترة االنتقاالت‬ ‫الحالية‪ ،‬ضم عدنان بوموس‪ ،‬الذي كان قد‬ ‫تورط في فضيحة كبيرة بمعسكر المنتخب‬ ‫األولمبي المغربي قبل شهرين‪ ،‬وتم‬ ‫طرده‪ ،‬بسبب تداول فيديو له‪ ،‬وهو يشرب‬ ‫“الشيشة”‪ .‬ويعتبر بوموس‪ ،‬أحد خريجي‬ ‫أكاديمية محمد السادس‪ ،‬وتم منعه من‬ ‫اللعب للمنتخب األوليمبي المغربي لسوء‬ ‫السلوك ولعدم انضباطه في وقت يراهن‬ ‫أنصار التطواني عليه‪.‬‬

‫المغرب التطواني يقترب من‬ ‫حسنيوبنلمعلم‬ ‫اقترب المغرب التطواني من غلق‬ ‫صفقتي الالعبين رشيد حسني القادم من‬ ‫الوداد البيضاوي على سبيل اإلعارة‪ ،‬إلى‬ ‫جانب االقتراب من التوقيع لالعب الرجاء‬ ‫السابق إسماعيل بنلمعلم‪ .‬وضم التطواني‬ ‫حتى اآلن العب منتخب المغرب للناشئين‬ ‫عدنان بوموس‪ ،‬ويفاوض العبين دوليين‬ ‫من مالي ويراهن على قدوم رشيد حسني‬ ‫لتقديم اإلضافة لخط وسط ميدان الفريق‬ ‫الذي يعاني بسبب رحيل جماعي ألبرز‬ ‫العبيه‪ .‬ولم يصدر عن الوداد أي موقف‬ ‫بشأن حسني الذي لم يظهر في كثير من‬ ‫مباريات الفريق خالل الموسم المنصرم‬ ‫خاصة وأنه على خالف مع المدرب جون‬ ‫توشاك الذي ال يمانع انتقاله على سبيل‬ ‫اإلعارة‪.‬‬

‫الهردومـــي يشكــو المغـــرب‬ ‫التطوانيللجامعة‬ ‫قرر المهاجم عبدالمولى الهردومي‪،‬‬ ‫رفع شكوى للجامعة الملكية المغربية‬ ‫لكرة القدم ضد المغرب التطواني احتجاجا‬ ‫على عدم حصوله على مستحقاته المالية‪.‬‬ ‫ورغم نهاية عقد الالعب مع المغرب‬ ‫التطواني هذا الموسم إال أن المكتب‬ ‫المسير لم يصرف له مستحقاته ماله‪،‬‬ ‫ما جعله يتخذ هذه الخطوة بعد أن سئم‬ ‫من االنتظار‪ .‬وكان الهردومي القادم من‬ ‫الكوكب المراكشي‪ ،‬من الصفقات المربحة‬ ‫للمغرب التطواني وقدم مستويات جيدة‪،‬‬ ‫لكن قدوم اإلسباني سيرجيو لوبيرا جعله‬ ‫يبتعد عن المباريات هذا الموسم‪ .‬يشار‬ ‫إلى مجموعة من الالعبين كانوا قد عبروا‬ ‫عن استيائهم من تأخر حصولهم على‬ ‫مستحقاتهم المالية‪ ،‬وقرروا رفع شكاوى‬ ‫للجامعة‪.‬‬


‫العدد ‪847‬‬

‫كلمة رئي�س التحرير ‪:‬‬ ‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫«الحشرُ» بدل «الفاتحة»‬

‫الثالثاء ‪ 26‬يوليوز �إلى ‪ 01‬غ�شت ‪2016‬‬

‫إلياس العماري يستقبل ثالثة وفود جدد و يجعل‬ ‫من الجهة محط اهتمام األجانب‬ ‫استقبل رئيس مجلس جهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة‪ ،‬إلياس العماري‪ ،‬الخميس ‪ 21‬يوليوز‬ ‫الجاري‪ ،‬المدير العام للمجموعة الصناعية‬ ‫‪ ،Yangtse Group Motor‬من أجل اإلعداد‬ ‫إلحداث مصنع للحافالت والعربات الكهربائية‬ ‫بطنجة‪ ،‬وذلك في إطار تطوير وتعزيز‬ ‫االستثمارات النظيفة‪ ،‬صديقة البيئة‪ ،‬التي من‬ ‫شأنها التخفيف من خطر االنبعاثات الكربونية‪.‬‬ ‫و سيوفر مشروع هذا المصنع حوالي ‪2000‬‬ ‫منصب شغل من العمالة المحلية والوطنية ‪،‬‬ ‫وأكد المدير العام للمجموعة الصناعية الصينية‬ ‫في تصريح له على هامش هذا اللقاء‪ ،‬أن اختياره‬ ‫لالستثمار بجهة طنجة تطوان الحسيمة يرجع‬ ‫باألساس إلى الموقع الجغرافي المتميز للجهة‬ ‫إضافة إلى ما توفره من بنية تحتية مهمة‬ ‫باإلضافة إلى توفر اليد العاملة المؤهلة في‬ ‫صناعة السيارات‪.‬‬ ‫في نفس اليوم استقبل إلياس العماري‬ ‫وفدا برلمانيا من فينيزويال يرأسه ‪،‬أرماندو‬ ‫أرماس‪ ،‬رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان الفنزويلي‪.‬‬ ‫ونوه الوفــــد بالنمـــوذج الديموقراطي‬ ‫المغربي الذي يحظى بدعم الشعب المغربي‪،‬‬ ‫الى جانب إشادته باألدوار التي يضطلع بها‬ ‫المجتمعالمدني‪ .‬‬ ‫وقال أرماس أن زيارة العمل التي يقوم بها‬ ‫الوفد البرلماني الفنزويلي إلى المغرب من ‪18‬‬ ‫إلى ‪ 22‬يوليوز الحالي وإلى جهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬‬ ‫الحسيمة‪ ،‬من شأنها اإلطالع على األشواط التي‬ ‫قطعتها المملكة لبناء صرح الديموقراطية‪،‬‬ ‫وتعزيز تبادل الخبرات والتجارب في الشأن‬ ‫البرلماني‪.‬‬ ‫و جدد األعضاء التأكيد على أهمية التجربة‬ ‫المغربية‪ ،‬معربين عن استعدادهم للتعاون من‬ ‫أجل تعزيز العالقات الثنائية بين البلدين‪.‬‬ ‫وأشار الياس العماري خالل هذه الزيارة‬ ‫إلى الثوابت الدستورية للمملكة وقضية‬ ‫الوحدة الترابية‪ ،‬وبأهم اإلصالحات التي عرفها‬ ‫المغرب ومن بينها إحداث هيئة اإلنصاف‬ ‫والمصالحة ‪،‬التي شكلت «تجربة رائدة في مجال‬ ‫العدالة االنتقالية ‪ ،‬ما مكن من تسوية ملفات‬ ‫االنتهاكات الجسيمة لحقوق اإلنسان بالمغرب‬ ‫وتدبيرها لطي صفحة الماضي واستشراف‬ ‫مستقبلأفضل‪.‬‬ ‫وأكد الطرفان خالل هذا اللقاء على أهمية‬ ‫تعزيز العالقات الثنائية بين البلدين‪،‬سيما فيما‬ ‫يرتبطبالديموقراطيةالتمثيليةوالتشاركية‪.‬‬ ‫تجدر اإلشارة إلى أن فنزويال تعد من الدول‬ ‫الداعمة لجبهة «البوليساريو»‪ ،‬في صراعها‬ ‫المفتعل حول مغربية الصحراء‪.‬‬ ‫مجموعة مارتيا‪ ،‬جامعة والية الميسيسيبي‪،‬‬ ‫كانت على موعد مع رئيس الجهة إلياس‬ ‫العماري أول أمس لتوقيع اإلطار العام للشراكة‬ ‫االستراتيجية بين الطرفين ‪ ،‬تشمل تحسين‬ ‫وضعية النساء وتنمية برامج الفالحة الذكية‬

‫جامعة والية ميسيسيبي‬

‫مستثمرون صينيون‬

‫الوفد البرلماني الفينيزويلي‬ ‫وتطوير المنظومة التربوية وتشجيع األبحاث‬ ‫التطبيقية من خالل إطالق منظومة تعليمية‬ ‫وفق النموذج األمريكي ( أولي‪ ،‬إبتدائي‪ ،‬ثانوي‪،‬‬ ‫ومركز جامعي ) منفتحا ومراعيا للهوية المحلية‬ ‫وذلك بدعم من حكومة والية ميسيسيبي‬ ‫وجامعة ميسيسيبي ‪ ،‬ليتم البدء في المشروع‬ ‫مع انطالق ‪ ، 2017‬وكذا تنمية الفالحة وحماية‬ ‫الرصيد الغابوي وإطالق مشاريع للنقل والتنقل‬

‫طنجة تحتضن النسخة‬ ‫الثانية من مهرجان‬ ‫الكوميديا و ترسم‬ ‫بسمة على محيّى‬ ‫ساكنتها وزوارها‬ ‫يلتقي جمهور وضيوف طنجة أيام ‪ 31/30/29‬يوليوز مع‬ ‫فعاليات الدورة الثانية من مهرجان طنجة للضحك‪ ،‬و التي‬ ‫ّ‬ ‫تنظم من طرف مؤسسة طنجة للضحك‪ ،‬وستقام العروض‬ ‫بالمسرح البلدي محمد الحداد‪.‬‬ ‫لإلشارة فبرنامج هذه الدورة سيعرف مشاركة ثلة من‬ ‫الكوميدين المتألقين‪ ،‬باسو وجواج وصويلح‪ ،‬الثنائي جمال‬ ‫ونوردين والثنائي السفاج ومهيول وآخرون‪ ،‬إلى جانب فنانين‬ ‫من عالم الطرب والغناء‪ ،‬الفنان عماد الدراج‪ ،‬زكريا الغفولي‪،‬‬ ‫عادل األصيل والنجمة المتألقة فاطمة الزهراء العروسي‪.‬‬ ‫ومثلما جرت العادة مع كل دورة سيحظى بشرف التكريم‬ ‫خالل النسخة الثانية من المهرجان الفنان القدير عمي إدريس‬ ‫اعترافا لعطاءاته الفنية المتميزة‪.‬‬ ‫هذه النسخة الثانية هي بمثابة تكملة لمجهودات ذاتية‬ ‫قام بها منظمو المهرجان ‪ ،‬للرفع من منسوب الفن الكوميدي‬ ‫بالجهة ‪ ،‬و كذا موزاة مع ما تشهده مدينة طنجة من ارتقاء فني‬ ‫‪ ،‬ثقافي ‪ ،‬اقتصادي و سياسي بارز ‪.‬‬

‫ل‪.‬س‬

‫ت�صوير حمودة‬

‫أي زمان هذا الذي نحياه بعد أن امتدت أبادٍ آثمة إلى القرآن الكريم‪ ،‬تحمله ما‬ ‫لم يحتمل‪ ،‬وتفسره بما ليس فيه حين شاع خبر مقيت‪ ،‬من أهل التربية والتعليم‪،‬‬ ‫مفاده أن الرقابةفرضت على تعليم القرآن‪ ،‬حتى ال يقدم منه‪ ،‬لتالميذ الثانويات في‬ ‫مادة التربية اإلسالمية ما يمكن أن «يغضب» تلك الجهات المعلومة‪ ،‬التي تراهن‬ ‫على ضرورة استبعاد كل سورة من سوره المائة وأربع عشرة سورة‪ ،‬التي يمكن‬ ‫أن يفهم منها أنها تحمل في معانيها أنها دعوة إلى الجهاد وحظ على اإلرهاب‪.‬‬ ‫وزارة بلمختار الذي لم يخجل من أن يتباهى أمام صحافية أجنبية أنه ال يعرف‬ ‫اللغة العربية‪ ،‬أصدرت بيانا بالفرنسيةـ ربما‪ ،‬تعلن فيه أنها في إطار مراجعة‬ ‫«الهندسة» المنهاجية للتربية الدينية‪ ،‬ــ الحظوا ضخامة الكلمات ــ تقرر حذف‬ ‫سورة «الفتح» من مادة التربية الدينية ــ ولم تعد اإلسالمية ـ للسنة الثالثة‬ ‫إعدادي وتعويضها بسورة الحشر ‪« :‬باسم اهلل الرحمن الرحيم ‪ .‬سبح هلل ما في‬ ‫السماوات وما في األرض وهو العزيز الحكيم»‪ .‬صدق اهلل العظيم‪.‬‬ ‫لو أن األمر تعلق باستبدال سورة كريمة بسورة أخرى كريمة‪ ،‬لهان األمر‪،‬‬ ‫فالقرآن كله «هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان» ولكن ما شاع هو أن‬ ‫«اإلعراض» عن «برمجة» سورة الفتح ‪ ،‬جاء بسبب ما تتضمنه من آيات تدعو‬ ‫للجهاد !‬ ‫والجهاد جاء ذكره في ‪ 39‬موضعا في القرآن الكريم‪ .‬ورد «إسما» في ‪ 9‬مواضيع‬ ‫كقوله تعالى «وأقسموا باهلل جهد إيمانهم» (األنعام‪ . )109/‬وورد «مصدرا» في ‪4‬‬ ‫مواضع منها «وجهاد في سبيل اهلل» (التوبة ‪ ،)24/‬وورد «فعال» في قوله تعالى‬ ‫«والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل اهلل» (البقرة ‪.)218‬‬ ‫وجاء لفظ الجهاد في القرآن الكريم على معان‪:‬‬ ‫ الجهاد بالسالح ضد عدو ظاهر‪ :‬ومنها قوله تعالى « وفضل اهلل المجاهدين‬‫على القاعدين أجرا عظيما»(النساء ‪)95‬‬ ‫ـ الجهاد بمعنى القول ‪« :‬وجاهدهم به جهادا كبيرا » (الفرقان ‪)52‬‬ ‫ الجهاد بمعنى العمل‪« :‬ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه» (العنكبوت ‪.)6‬‬‫وقيل أيضا إن الجهاد ثالثة أضرب‪ :‬مجاهدة العدو الظاهر‪ ،‬ومجاهدة الشيطان‬ ‫ومجاهدة النفس ‪ ،‬وتدخل كل هذه المعاني في قوله تعالى ‪« :‬وجاهدوا في اهلل حق‬ ‫جهاده»‪( .‬الحج ‪.)78‬‬ ‫ولكن «الجهاد» المقصود في وثيقة الوزير المعلوم‪ ،‬ربما يقصدون به اليهود‬ ‫وهو ما ورد في تعليق لـ «المفكر» األمازيغي عصيد المعروف بمواقفه المناوئة‬ ‫لإلسالم والذي‪ ،‬وإن عبر عن ابتهاجه بحذف سورة «الفتح»‪ ،‬ــ فتح اهلل عليكم‬ ‫وعلينا أبواب الخير ــ إال أنه عارض في نفس الوقت اختيار سورة الحشر مكانها‪،‬‬ ‫ألنها في نظره «إعالن الحرب على اليهود» وهذا ليس صحيحا‪ ،‬كما أنه ليس‬ ‫صحيحا أن يكون بسورة الفتح ما قد يفيد بأنها إعالن الحرب ضد اليهود‪ ،‬بل إن‬ ‫تلك السورة الكريمة الذي يأتي ترتيبها الثامنة واألربعون في المصحف الشريف‬ ‫والتي يبلغ عدد آياتها تسعا وعشرين آية‪ ،‬مدنية‪ ،‬وكلماتها ‪ 560‬وحروفها ‪،2456‬‬ ‫نزلت على الرسول األعظم وهو في طريقه إلى المدينة‪ ،‬بعد «بيعة الرضوان»‬ ‫وصلح الحديبية الذي تم في شهر ذي القعدة من العام السادس للهجرة‪ ،‬والذي‬ ‫مكن من انصراف المسلمين إلى الدعوة داخل وخارج الجزيرة العربية‪ ،‬كما مكن‬ ‫من فتح مكة بعد غزوة قام بها المسلمون في ‪ 20‬رمضان من العام الثامن للهجرة‬ ‫(‪ 630‬ميالدية)‪.‬‬ ‫لقد حفظت القرآن الكريم عن ظهر قلب وأنا في العاشرة‪ ،‬باللوح والصلصال‬ ‫والسمق وقلم القصب الذي كان يتطوع لصناعته لطلبة «المسايد» الملقب بـ «‬ ‫زواجة» رحمه اهلل‪ ،‬وبموازاة مع الحفظ‪ ،‬كنا نستفيد من دروس التفسير على يد‬ ‫الشيخ بن تاويت‪ ،‬رحمه اهلل وأثابه‪ ،‬في مسيد قرب الزاوية العيساوية‪ ،‬ــ تحول اليوم‬ ‫إلى سيبير كافي بعد أن كان متجرا لبيع الصناعة التقليدية ــ ولم يطلع أحد من‬ ‫جيلي وال الجيل الذي قبل جيلي أو بعده‪ ،‬إرهابيا أو مشروع إرهابي بسبب حفظنا‬ ‫لكتاب اهلل‪ ،‬بل كان القرآن عونا لنا في دراسة النحو والبالغة والعروض‪ ،‬في ما‬ ‫بعد‪ .‬اإلرهاب الحقيقي هو في فتاوى الجهل وخطب فقهاء المسخ الذين يقترون‬ ‫على اهلل وعلى كتابه ما ليس لهم به علم‪ ،‬واهلل سبحانه وتعالى وعد بحفظ كتابه‬ ‫العزيز ‪« :‬إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون» «ويوم القيامة ترى الذين كذبوا‬ ‫على اهلل وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين»‪ٌ« .‬قل أباهلل وآياته‬ ‫ورسله كنتم تستهزئون» صدق اهلل العظيم‪.‬‬ ‫لم تعد خافية تلك الجهات المناورة‪ ،‬التي ال تخفي عداءها لإلسالم والمسلمين‬ ‫والتي تعتبر أن القرآن الكريم التي تتوحد عنده شعوب مختلفة األعراق واألصول‬ ‫واأللسن والثقافات‪ ،‬هو سر تماسك ماليين المسلمين عبر العالم وهو القاعدة‬ ‫التي قامت عليها الحضارة العربية اإلسالمية التي أشعت على العالم قرونا ‪ ،‬علما‬ ‫وثقافة ومدنية وحضارة‪.‬‬ ‫والمؤسف أننا نواصل اليوم سياسة «التغريب» التي أرسى قوائمها مستعمر‬ ‫األمس‪ ،‬حين حاول جاهدا «القضاء على الثقافة اإلسالمية» بتجفيف منابعها‬ ‫‪:‬القرويين والمعاهد الدينية وكراسي المساجد‪ ،‬والمدارس الحرة‪ ،‬بينما نجتهد‬ ‫نحن اليوم في أن نكون عند «حسن ظن» من أوصلوا العالم العربي واإلسالمي‬ ‫إلى حيث هو اآلن‪ ،‬من فرقة وخذالن وتنافر وتأخر‪ ،‬دون أن نحاول اتخاذ العبرة‬ ‫من معاهدة برلين ‪ ،1884‬ومؤتمر الجزيرة الخضراء ‪ 1906‬واتفاقية سايكس بيكو‬ ‫(‪ )1916‬وكلها مؤامرات على الشعوب اإلسالمية‪ ،‬من أجل السيطرة عليها وعلى‬ ‫خيرات شعوبها عبر تشكيل خارطة الشرق األوسط ــ ومعه شمال افريقياــ في‬ ‫انتظار شرق أوسط جديد ومعه شمال وغرب أفريقيا ـ في مراحل أولية‪....‬‬ ‫وما خفي كان أعظم !!!‪.....‬‬

‫األخيرة‬

‫المحترم للمعايير البيئية بإحداث صناعة سيارات‬ ‫كهربائية ذات التكلة الرخيصة ‪.‬‬

‫لقـــاءات رئيــس جهـــة طنجة‪-‬تطوان‪-‬‬ ‫الحسيمة ‪ ،‬بعدد مهم من الوفود من مختلف‬ ‫بالد العالم جعل من الجهة –حسب المتتبعين‪-‬‬ ‫أرضا خصبة للتنمية عبر استثمارات أجنبية‬ ‫أعدّت بالمتميزة ‪ ،‬وكذا أرضا للتحاور والتشاور‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.