Achamal n° 849 le 09 août 2016

Page 1

‫أصيلة ‪ :‬ندوة حول دور الشباب في تعزيز الوعي‬ ‫بآثار تغيرات المناخ‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 849‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 5‬ذو القعدة ‪� 09 / 1437‬إلى ‪ 15‬غ�شت ‪2016‬‬

‫‪38‬‬

‫نظمت السبت الماضي بمدينة أصيلة ‪،‬‬ ‫بمبادرة من الجمعية المغربية لتربية الشبيبة‪،‬‬ ‫ندوة في موضوع «أي دور للشباب في تعزيز‬ ‫الوعي بانعكاسات التغيرات المناخية على جيل‬ ‫المستقبل؟» بمبادرة من الجمعية المغربية‬ ‫لتربية الشباب وبتعاون مع المجلس الوطني‬ ‫لحقوق اإلنسان والجامعة الوطنية للتخييم‪.‬‬ ‫وقد تمحورت تدخالت بعض المؤطرين‬ ‫حول اهتمام العالم بالحق في البيئة وإدماج‬ ‫هذا الحق في منظومة الحقوق األساسية‬ ‫لإلنسان كالحق في الصحة والسكن والتعليم‬ ‫والتعبير‪ .‬وكذا حول تنمية الوعـي لدى األفراد والجماعات بضرورة الحفاظ على الموارد الطبيعية‬ ‫وتثمينها وتغيير السلوكيات المدمرة للبيئة والمناخ ومسؤولية األجيال المتالحقة في ديمومة‬ ‫االستفادة من الموارد الطبيعية ‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار تم استعراض مسار مؤتمر األمم المتحدة للدول األطراف في اتفاقية التغييرات‬ ‫المناخية المعروفة اختصارا ب (كوب) الذي سيحتضن المغرب دورته الـ ‪ 22‬بمراكش‪.‬‬

‫اختتام موسم أصيلة الثقافي الدولي‬

‫دورة شكلت سجالً حافالً من اللقاءات والندوات‬ ‫والتوصيات السياسية والفكرية والعلمية‬

‫الصحافة العالمية كتبت بكل لغات العالم عن موسم أصيلة‬ ‫وسجلت إشعاعه الثقافي الدولي‬

‫اختتمت‬

‫فعاليات الدورة الثامنة والثالثين لموسم أصيلة الثقافي الدولي‪ ،‬بعد أن استنفذت «عمرها» الزمني المرسوم‪ ،‬واستوفت المقرر‬ ‫لها والمطلوب منها وحققت كل أهدافها‪ ،‬ودخلت تاريخ الموسم الحافل بالمنجزات‪ ،‬عبر دوراته السابقة‪ ،‬التي شكلت سجال‬ ‫رائعا ألحداث طبعت الزمن الثقافي المغربي انطالقا من أصيلة األصيلة‪ ،‬بفضل رعاية جاللة الملك‪ ،‬ومثابرة وإصرار صانع الموسم‪ ،‬محمد بن عيسى‪،‬‬ ‫األديب والمثقف ورجل دولة بامتياز‪ ،‬ما أحوجنا اليوم إلى أمثاله وحنكتهم وتجربتهم لتدبير المرحلة التي نجتازها والتي تتطلب الكثير من الجدية‬ ‫والحكمة والرزانة والمسؤولية وبعد نظر !‬ ‫انتهت الدورة ‪ 38‬التي قال عنها محمد بن عيسى إنها تميزت عن سابقاتها بتنوعات واجتهادات يفرضها السياق العام لألحداث ومواكبة‬ ‫المستجدات الحاصلة في عالم تتقاذفه رياح تغيير عاصف ال تتيح دائما مجاال للرؤية الواضحة‪.‬‬ ‫(�ص ‪)4‬‬


‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬غ�شت ‪2016‬‬

‫العدد ‪849‬‬

‫‪2‬‬

‫تكريم ملكي للمناضل عبد الرحمن اليوسفي‬ ‫«شارع عبد الرحمن اليوسفي» بين خمسة شوارع تحمل‬ ‫أربعة منها أسماء ملوك علويين‬

‫النقـابـــي !!‬ ‫‪-‬‬

‫محمد �سدحي‬

‫‪sadhimed@gmail.com‬‬

‫في البدء كان االستغالل وكانت وحشيــة رأس المال‪،‬‬ ‫واليزال‪..‬‬ ‫فاهتـدى الفكــر اإلنســان الحـــر إلى العمل النقابي‪..‬‬ ‫النضال‪ ..‬ثم النضال‪.‬‬ ‫ورسالة العمل النقابـي لم تقتصر فقــط على تحقيــق‬ ‫بعض المطالـــب المشــــروعــة لألجــراء وتحصين بعض‬ ‫المكتسبات‪ ،‬عبر خوض أشكال نضالية من قبيل االحتجاج‬ ‫والتنديد واإلضراب وما إلى ذلك‪.‬‬ ‫العمل النقابي الحقيقي سعى إلى تطوير الوعي الطبقي‬ ‫في أفق تمكين الشغيلة من أدوات القضاء على االستغالل‬ ‫المادي والمعنوي‪.‬‬ ‫لعل الحدث البارز في االحتفاالت بالذكرى‬ ‫‪ 17‬لعيد العرش المجيد‪ ،‬إشراف جاللة الملك‬ ‫بطنجة‪ ،‬على تدشين شارع عبد الرحمن‬ ‫اليوسفي بحصور المحتفى به‪ ،‬لما يحمل‬ ‫من رمزية بالنسبة لماضي المغرب وحاضره‬ ‫ومستقبله‪ ،‬والعتبار أن عبد الرحمن اليوسفي‬ ‫يمثل الوجه المشرق للوطنية المغربية‬ ‫وللنضال الحزبي بالمغرب‪ ،‬نظافة وطهرا‬ ‫وجدية ورزانة وإشعاعا‪ ،‬على نقيض ما يعيشه‬ ‫المغرب في أيامنا هذه‪ ،‬من تفاهة وسطحية‬ ‫وسفسطائية وانتكاسة حقيقية في ما يخص‬ ‫العمل السياسي الحزبي‪ ،‬حيث تدنت لغة‬ ‫التخاطب إلى درجة مأساوية وطغت لغة‬ ‫السوق بصورة كارثية‪ ،‬وشاعت في الساحة‬ ‫ممارسات مبتذلة بين فرقاء ليس منهم‬ ‫أحد خير من أحد‪.....!!! ‬‬ ‫رمزية المبادرة الملكية‪ ،‬ثمنها الوطنيون‬ ‫الغيورون على مستقبل الوطن‪ ،‬فلم يحدث‬ ‫أن ترأس ملك من ملوك المغرب عمال من‬ ‫قبيل تدشين شارع يحمل اسم علم من أعالم‬ ‫الوطنية المغربية بحضور المعني بالتكريم‪،‬‬ ‫وبمسقط رأسه‪ ،‬وفي احتفال رسمي يندرج في‬ ‫احتفاالت الشعب المغربي بعيد العرش المجيد‪،‬‬ ‫كما لم يحدث أن استفاد قطب سياسي مغربي‬ ‫بتكريم سام قيد حياته‪ ،‬وفي مدينته‪ ،‬حيث تم‬ ‫إطالق اسمه على شارع مهم وكبير من شوارع‬ ‫طنجة المركزية‪ ،‬اعترافا من الوطن بنضال‬ ‫وجهاد أحد أبنائه البررة‪ ،‬من أجل تحقيق رفعة‬ ‫البلد وعزته وسؤدده بين بلدان العالم‪.‬‬ ‫ورمزيـــة أخـــرى تتجلـــى في أن شارع‬ ‫عبد الرحمن اليوسفي‪ ،‬اليوم‪ ،‬كان باألمس‬ ‫يحمل اسما ذا رمزية نضالية عالية‪ ،‬شارع‬ ‫«السالم» وهي إشارة واضحة إلى خلوص نية‬ ‫المكرم من جاللة الملك‪ ،‬وصفاء طويته ووفائه‬

‫لذلك فمهمة المناضـــل المبدئــي ليست سهلـــة‪،‬‬ ‫واالنخراط في العمل النقابي ليس منصباً أو درجة رفيعة‬ ‫أو وساماً يوشح كتف النقابي‪ ...‬بل األمر أخطر وأعظم وأهم‬ ‫من كل هذا‪...‬‬ ‫ال نقابياً صادقاً يجب أن تقبل شرطاً‬ ‫وأن تكون مناض ً‬ ‫بالتضحية ونكران الذات‪...‬‬ ‫ودعني من فصيلة االنتهازيين الذين ابتليت بهم‬ ‫النقابات الساعين دوماً إلى تحقيق أهداف خاصة في تحريف‬ ‫تام لمبادئ العمل النقابي الحقيقي‪.‬‬ ‫لعهده ووعده‪ ،‬وانخراطه في بناء بلد الحق‬ ‫والقانون والمؤسسات الحقة‪.‬‬ ‫ورمزية ثالثة وهي أن إسم عبد الرحمان‬ ‫اليوسفي اعطي لشارع يرتبط بخمسة شوارع‬ ‫تحمل أربعة منها أسماء ملوك علويين‪ ،‬يتعلق‬ ‫األمر بشوارع موالي يوسف جد الحسن الثاني‬ ‫وموالي عبد العزيز وموالي عبد الحفيظ وموالي‬ ‫سليمان و الخليفة العباسي هارون الرشيد‪.‬‬ ‫المبادرة الملكية تعتبر تكريما وطنيا لجبل‬ ‫شامخ ال تهزه ريح‪ ،‬ولهرم عظيم من أهرام‬ ‫الوطنية المغربية وقائد كبير من قادة العمل‬ ‫الوطني السياسي والعسكري الفتداء الوطن‬ ‫وتحقيق أماني المغاربة في التحرر واالستقالل‬ ‫والوحدة‪ ،‬ومنظر عالمي أثبت بقبوله بمبدأ‬ ‫«التناوب التوافقي» الذي اقترحه عليه الراحل‬ ‫الحسن الثاني في ساعة حرجة من تاريخ المغرب‬ ‫المعاصر‪ ،‬أنه كان فعال رجل المرحلة‪ ،‬وأن المغرب‬

‫لو توفرت له أجواء المصارحة والمصالحة‪ ،‬قادر‬ ‫على القيام بثورة إصالحية كبرى في السياسة‬ ‫واالقتصاد والتنمية االجتماعية واللحاق فورا‬ ‫بالبلدانالصاعدة‪.‬‬ ‫ولكن ليلة الثاني من أكتوبر سنة ‪،2002‬‬ ‫«أفسدت اللعبة» وكرست عملية القفز على‬ ‫الديمقراطية ‪ ،‬العملية التي ألفها المغاربة‬ ‫منذ االستقالل ‪ ،‬وعبر كل العمليات االنتخابية‪،‬‬ ‫محلية كانت أو تشريعية‪ ،‬لتعود بالمغرب إلى‬ ‫أحضان «التقنوقراط» مع ما يعني ذلك من‬ ‫فساد وتطاول وزبونية وظلم‪ ،‬إلى أن وصلنا‬ ‫إلى مرحلة ‪ ،2011‬التي وضعت المغرب‪ ،‬بفضل‬ ‫مبادرات جاللة الملك‪،‬على الطريق السليم وعلى‬ ‫«المحجة البيضاء‪ ،‬ليلها كنهارها ال يزيغ عنها إال‬ ‫هالك»‪! ‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫شراكة بين مؤسسة المتوسط للوجيستيك والنقل‬ ‫وغرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجة‬ ‫وقعـــت كل من مؤسســة المتوســط‬ ‫للوجيستيك والنقل‪ ،‬وغرفة التجارة والصناعة‬ ‫والخدمات لجهة طنجة ‪ -‬تطوان ‪ -‬الحسيمة‪،‬‬ ‫اتفاقية شراكة تهدف إلى وضع جــزء من‬ ‫مرافـــق المدرسة العلـيا للتجارة بتطوان رهن‬ ‫إشارة مؤسسة المتوسط للوجستيك والنقل‪،‬‬ ‫وذلك الحتضان مقر المعهد المتوسطي‬ ‫للوجستيكوالنقل‪.‬‬ ‫وقع هذه االتفاقية لحسن الداودي رئيس‬ ‫مؤسسة المتوسط للوجستيك والنقل‪ ،‬و عمر‬ ‫مورو رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات‬ ‫لجهة طنجة‪ -‬تطوان‪ -‬الحسيمة‪.‬‬ ‫و عالقة بالموضوع‪ ،‬قال لحسن الداودي‪،‬‬ ‫وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين‬ ‫األطر‪ ،‬في تصريح للصحافة‪ ،‬إن هذه االتفاقية‬ ‫تهدف إلى تكوين وتطوير مهارات الشباب‬ ‫المغربي في مجال اللوجيستيك‪ ،‬خاصة الشباب‬ ‫المنحدرين من منطقة الشمال‪.‬‬ ‫وأبرز الوزير بالمناسبة أن ” المغرب يحتاج‬ ‫لحوالي ‪ 60‬ألف تقني في مجال اللوجستيك في‬ ‫إطار طموحاته كقطب علمي وتكنولوجي”‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬سجل رئيس غرفة التجارة‬ ‫والصناعة والخدمات لجهة طنجة‪ -‬تطوان‪-‬‬

‫المناضل النقابي في نقابة ما‪ ،‬في مؤسسة ما‪ ،‬محكوم‬ ‫عليه بالتضحية بمساره المهني الخاص‪ .‬فمهما توفرت له‬ ‫شروط الترقي في العمــل من مهارات وكفاءة وديبلومات‬ ‫فهو دائماً محط ريبة وشـــك من طرف المسؤولين في‬ ‫اإلدارة‪ ،‬وال تسند إليه المناصب العليا ولو كان يستحقها‪،‬‬ ‫وهكذا إلى أن يخرج خاوي الوفــاض بعد مشوار طويــل‬ ‫وسنوات عديدة من العمل‪..‬‬ ‫المناضل النقابي الملتزم بقضايا الشغيلة االقتصادية‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬ولم ال السياسيــة‪ ،‬والذي يتخــذ المواقــف‬ ‫المشرفة والقرارات الحاسمة التي تخدم الطبقة العاملة‪،‬‬ ‫يضحي من حيث يدري أو ال يدري بحياته الخاصة‪ ،‬إلى درجة‬ ‫إهمال األسرة أحياناً‪ ،‬أما الحالة الصحية فال تسأل‪..‬‬ ‫المناضل النقابي‪ ،‬في حالتنا المغربية على األقل‪ ،‬مدان‬ ‫من طرف الجميع ولو ثبتت براءته‪ ...‬وال تنتظر من يقول‬ ‫فيك قو ًال جمي ُ‬ ‫ال‪ ،‬حتى من طرف الذين تجندت من أجل‬ ‫خدمتهم والتضحية في سبيلهم‪.‬‬ ‫ومع ذلك ما زال في القلــب ما يكفي من حب للطبقة‬ ‫العاملة‪ ،‬وفي الخاطــر ما يذكي الحمــاس‪ ،‬وعلى العاتـق‬ ‫الرسالة التي لم نقــرأها كلها‪ ،‬وفي دفتر الحساب األرقام‬ ‫التي لم نطرحها بعد على قارعة النضال‪...‬‬

‫الحسيمة‪ ،‬أن المغرب حقــق تقدما مهمــا‬ ‫في مجاالت الصناعة والنسيج والسيارات‪،‬‬ ‫بالخصوص في جهة الشمال‪ ،‬مشددا على‬ ‫ضرورة توفير تكوينات مستمرة ومهنية في هذا‬ ‫االتجاه‪ ،‬لتلبية حاجيات السوق‪.‬‬ ‫وأضاف عمر مورو أن المعهد المتوسطي‬ ‫للوجستيك والنقل سيستضيف قرابة ‪ 60‬طالبا‬ ‫مع حلول الموسم الدراسي ‪.2017-2016‬‬ ‫ويتوخى المعهد الذي يفتح أبوابه في‬ ‫وجه مؤسسات بحث أخرى‪ ،‬تغطية كافة مجاالت‬ ‫النقل واللوجستيك عن طريق تكوين تقنيين‬ ‫ومهندسين وأطر من مستوى عال‪ .‬ويسلم‬

‫المعهد المتوسطي للوجستيك والنقل دبلومات‬ ‫وشهادات (الدبلوم الجامعي للتكنولوجيا‬ ‫واإلجازة المهنية ودبلوم المهندس ودبلوم‬ ‫الماستر والماستر المتخصص والدكتوراه)‬ ‫باإلضافة إلى تنظيم دورات للتكوين المستمر‬ ‫لفائدة طلبة المجموعــة اإلقليميــة األورو ‪-‬‬ ‫متوسطية‪.‬‬ ‫كما يهــدف المعهــد إلى تقديم خدمات‬ ‫البحث‪ -‬التنمية لفائدة المقاوالت العامة‬ ‫والخاصة‪ ،‬وتنظيم ندوات ومناظرات ولقاءات‬ ‫وغيرها من التظاهرات العلمية والثقافية وكذا‬ ‫خلق بنيات علمية‪.‬‬

‫أيها البساط حلق بنا في سماء الكادحين‪ .‬وغرد أيها‬ ‫الشحرور على ضفاف نهــر البسطــاء‪ ،‬الصبح يبدد حلكة‬ ‫الليلة الميتة‪ ،‬وشهريار ينسحب إلى منطقة العتمة مكرهاً‪،‬‬ ‫ورموش شهرزاد بريئة من رائحـة النوم‪ ،‬الطهر يوشحها‬ ‫بمنديل جدتي في أبهى نظافته‪ ،‬ورد وخبز وزيت وكتب في‬ ‫عهدة شاعر الحب والنار‪ ،‬وبقايا حبيب ومنزل‪...‬‬ ‫نلتقي‪! ‬‬


‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬غ�شت ‪2016‬‬

‫العدد ‪849‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫انبعثت الحياة في «الفدان» من جديد‪ ،‬بعثها فيه باني المغرب الحديث‪ ،‬محمد السادس‪،‬‬ ‫فقد اختار له المكان األنسب‪ ،‬واختار له الوقت األنسب‪ ،‬ليستويَ على قدميه‪ ،‬في أحسن‬ ‫تقويم‪ ،‬وأجمل تكوين‪.‬‬ ‫إنها اإلرادة الملكية السامية‪ ،‬قررتْ إعادة االعتبار لساحة الفدان‪ ،‬بصفتها مَعْلمة‬ ‫حضارية‪ ،‬وإرثا تاريخيا‪ ،‬فكان لها ما أرادتْ‪ ،‬وكان لها ما قررتْ‪.‬‬ ‫وفي اليوم المشهود‪ ،‬يوم االحتفال بالذكرى السابعة عشرة لتربع جاللة الملك على‬ ‫عرش أسالفه الميامين‪ ،‬تم تدشين هذه المعلمة‪ .‬ولم يقتصر التدشين على إزاحة الستار‬ ‫عن الرخامة التي تحمل اسم الفدان‪ ،‬وإنما سبقه حفل االستقبال الرسمي السنوي الذي يقام‬ ‫بمناسبة عيد العرش المجيد‪.‬‬ ‫وألول مرة‪ ،‬يقام هذا الحفل الكبير خارج أسوار القصور الملكية العامرة‪.‬‬ ‫وهذه التفاتة مولوية كريمة‪ ،‬يجب على أهالي تطوان أن يُقدّروها حق قدرها‪ ،‬ويسجلوها‬ ‫في مذكراتهم بمداد العز والفخار‪ ،‬ويرددوها على مسامع أبنائهم وحفدتهم‪ ،‬وأقاربهم‬ ‫وأصدقائهم‪.‬‬ ‫فتطوان التي اتخذها ملكنا المحبوب‪ ،‬عاصمة صيفية لجاللته‪ ،‬تشهد في عهده السعيد‪،‬‬ ‫حركة مباركة‪ ،‬يباركها اهلل‪ ،‬ويح ّفها بعين رضاه‪ ،‬ويرعاها حق الرعاية‪.‬‬ ‫فها هو الفدان يفتح أبوابه‪ ،‬ويستأنف أشواطا إضافية أُضيفت لسجله الخالد‪.‬‬ ‫وها هو وادي المحنش سيستعيد هو اآلخر طعم الحياة‪ ،‬وسيتمطط ويتمدد‪ ،‬وينفض عن‬ ‫نفسه غبار النوم والكسل‪ ،‬ليصافح البحر من جديد‪ ،‬ويستمد منه الحيوية والنشاط‪ ،‬والجد‬ ‫والحركة‪.‬‬ ‫وها هو الحزام األخضر‪ ،‬الذي تعتزم المدينة‪ ،‬وضعه حول خصرها‪ ،‬يتمدد عن يمين‬ ‫وشمال‪ ،‬ويشق السهل والجبل‪ ،‬ويجتاز الوهاد والتالل‪ ،‬ليكتمل مُخطط الماء والخضرة‪.‬‬ ‫وجاللة الملك حريص على أن تتم األشغال بوادي المحنش على الوجه المطلوب‪ ،‬وفي‬ ‫اآلجال المحددة‪ ،‬وحريص على أن يكون الحزام األخضر الذي سيحيط المدينة من كافة‬ ‫أقطارها حزاما دائمَ النضارة واالخضرار‪.‬‬ ‫ف ْليُدم اهلل على عاهلنا المفدى نعمة العافية‪ ،‬و ْليحقق على يديه اآلمال‪ ،‬ويصلح به البالد‬ ‫والعباد‪.‬‬

‫مهرجان «أليغريا» بشفشاون يستكمل عقده‬ ‫اللق��اء ف��ي حض��ن الفرح‬ ‫واالنتص��ار لبريق البهحة‪ ،‬ذلك‬ ‫هو عنوان مهرج��ان «أليغريا»‬ ‫من��ذ نس��خته األول��ى حت��ى‬ ‫نس��خته العاشرة التي استكمل‬ ‫بها العقد‪ ،‬حيث احتضنت أرض‬ ‫شفش��اون فناني��ن وفنان��ات‬ ‫من مختلف األل��وان والضفاف‬ ‫الموس��يقيةعبرالعالم‪,‬‬ ‫مهرجان هذه السنة رسخ‬ ‫من خالل مواده قيم التبادل‬ ‫والثقافة واإلبداع بين مختلف‬ ‫الشعوب والحضارات‪ ،‬ليسافر‬ ‫بنا ‪ ،‬فنانين وجمهورا‪ ،‬إلى‬ ‫حيث الفرح الصعب الذي‬ ‫نبحث عنه جميعا‪.‬‬ ‫فنان��ات وفنان��ون م��ن‬ ‫المغ��رب واألندل��س ولبن��ان‬ ‫و أمري��كا الالتيني��ة‪ ،...‬حل��وا‬ ‫بشفش��اون يوم��ي ‪ 15‬و ‪16‬‬ ‫يولي��وز لينش��دوا‪ ،‬ليغن��وا‪،‬‬ ‫ليعزفوا أعذب األلحان‪ ،‬ليمتعوا‬ ‫و يتفاعل��وا مع جمه��ور ذواق‪،‬‬ ‫مره��ف اإلحس��اس‪ ،‬مقبل على‬ ‫كلجمي��ل‪.‬‬ ‫بين ساحة وطاء الحمام التاريخية وقصبتها الصامدة ومسرحها‬ ‫المفتوح‪ ...‬والساحة الكبرى التي استوحت كبرياءها من عبق المعمار‬ ‫العربي اإلسالمي‪ ،‬كان خط الجذب صعودا ونزوال فمن ال يرتوي‬ ‫من هنا يرتوي من هناك‪ ،‬إنه‪ ،‬كما قال أحد المحبين لشفشاون‬ ‫ومهرجانها‪ ،‬جسر للتمازج بين األصالة والحداثة وللتالقح بين حنين‬ ‫الماضي ومتعة الحاضر‪.‬‬ ‫األصوات النس��ائية حضرت بقوة فش��كلت العق��د وجواهره‪ :‬ماريا‬ ‫خوسي سانتياغو‪ ،‬س��ميرة القادري‪ ،‬كارمن باريس‪ ،‬نبيلة معان‪ ،‬إستريا‬ ‫مورينت��ي‪ ،‬الم��اري ذي ش��مباو‪ ،‬كله��ن يتمتعن بق��وة الغناء و س��حر‬ ‫الشخصية‪ ،‬بعضهن تنهلن من األصول(الملحون‪ ،‬الفالمنكو‪ ،‬المـألوف‪،‬‬ ‫األندلسي‪ )...‬و أخريات تجربن غمار الجديد(الجاز‪ ،‬البوب‪ ،‬البوليرو‪ )...‬أو‬ ‫تحلقن بإبداع ف��ي أفاق المزج بين القديم والجدي��د‪ ،‬وكأنهن يلهجن‬ ‫بصوت عال أن الموس��يقى لغة الروح غير المقيدة بحدود‪.‬‬ ‫واكتمل العقد بحضور فنانين شامخين األول من لبنان «الموسيقى‬ ‫والف��ن» أغرم بعش��ق المغرب هو رام��ي عياش‪ ،‬والثاني افتتن بس��حر‬ ‫غرناطة مهاجرا إليها من شفش��اون هو الفنان عبدالحميد أجبار‪.‬‬ ‫الفنان رامي عياش جاء لشفش��اون ليسجل صفحة جديدة في كتاب‬ ‫مس��يرته الفنية الغنية‪ ،‬وليلتق��ي بجمهوره المغربي ال��ذي يبادله حبا‬ ‫بحب‪ ،‬وقد كانت حفلته مس��ك الختام وس��ارت بذك��ر صاحبها الركبان‪،‬‬ ‫حي��ث غنى فيها أجم��ل أغاني ريبيرت��واره وأحالها‪ ،‬فغن��ى معه الجميع‬ ‫بحماس مسترسل‪ ،‬وكأن لسان الحال كان يقول» كلما رويتنا نستزيد»‪،‬‬ ‫فحاز على الفضل الش��ارب والراوي‪.‬‬

‫الفن��ان عبدالحمي��د أجبار‬ ‫ح��ل م��رة ثاني��ة ف��ي بيت��ه‬ ‫وبي��ن أهله‪ ،‬بعدما ش��ارك في‬ ‫مهرج��ان المدي��ح والس��ماع‬ ‫ف��ي الس��نة الفارط��ة‪ ،‬ليجدد‬ ‫التواص��ل وصل��ة الرح��م‪،‬‬ ‫وليق��دم م��ا عنده م��ن جديد‬ ‫ف��ي س��ياق بحث��ه المتواصل‬ ‫للم��زج فنيا بي��ن الفالمنكو و‬ ‫أنماط مختلفة من الموسيقى‬ ‫العربي��ة وخاص��ة موس��يقى‬ ‫المغ��رب العربي(المأل��وف‪،‬‬ ‫الملحون‪،‬األندلس��ي‪.)...‬‬ ‫المهـــرجـ��ان تخللـــت��ه‬ ‫أنش��طة فني��ة نوعي��ة‪ ،‬كلقاء‬ ‫تش��كيلي فن��ي بي��ن فناني��ن‬ ‫من ش��تى بق��اع العال��م حول‬ ‫الرس��م بالصباغة المائية توج‬ ‫باختيار أحس��ن اللوحات‪ ،‬ولقاء‬ ‫الضفتي��ن للش��عر ‪ -‬القيت��ارة‬ ‫ال��ذي حضره ش��عراء م��ن هنا‬ ‫وهناك وعلى رأس��هم الش��اعر‬ ‫عبدالكريم الطبال وغابت عنه‬ ‫أس��ماءأخرى‪.‬‬ ‫كم��ا نظمت خالل المهرجان مس��ابقة للفرق الموس��يقية المحلية‬ ‫تمح��ور موضوعها ح��ول توظيف التراث المحلي في اللحن الموس��يقي‬ ‫واألغني��ة‪ ،‬وذلك تش��حيعا للفنانين الش��باب على التعاطي للموس��يقى‬ ‫بح��سفن��يورؤي��وي‪.‬‬ ‫المهرج��ان عاد هذه الس��نة إل��ى موع��ده الصيفي‪ ،‬ورغ��م القيل‬ ‫والق��ال فإنه يعتبر أكبر مهرجان فني ثقافي س��نوي في المدينة‪ ،‬وهذا‬ ‫مايط��وق منظمي��ه والمس��اهمين والمدعمين بمس��ؤولية المحافظة‬ ‫على اس��تمراريته‪ ،‬ثم الرقي بمس��توى تنظيمه وتدبيره‪ ،‬والس��هر على‬ ‫إش��راك مختلف فعاليات المدينة ومبدعيه��ا وكفاءاتها في االقتراح من‬ ‫أج��ل اإلعداد المبكر والتنفيذ الصارم والتقييم المس��ؤول لكل نس��خة‬ ‫من نس��خه‪ ،‬إذ ال تناقض بي��ن األفق الدولي والجوه��ر «المحلي» كما‬ ‫هو معروف في كل بقاع الدنيا‪ ،‬ويبقى أكبر رهان بالنس��بة ل «أليغريا»‬ ‫ه��و أن يس��ترجع يومه ال��ذي انتقص من��ه ليصبح «ثالث��ة أيام كرمز‬ ‫للضيافة في المتخيل الش��عبي»‪ ،‬وما ذلك‪ ،‬إن أراد الشركاء والمدعمون‬ ‫األوفي��اء ‪-‬وكال��ة تنمي��ة عم��االت و أقالي��م الش��مال‪ ،‬مجل��س إقليم‬ ‫شفش��اون‪ ،‬عمالة اإلقلي��م‪ ،‬الجماعة الحضرية لشفش��اون‪ ،‬جهة طنجة‬ ‫تطوان الحس��يمة‪،‬وزارة الثقاف��ة‪ ،‬المكتب الوطني المغربي للس��ياحة‪،‬‬ ‫القرض الفالح��ي والقنوات والمناب��ر اإلعالمية الوطني��ة والدولية‪-...‬‬ ‫بعزي��ز‪ ،‬فمهرجان «أليغريا» ‪،‬كما صرح لنا أحد أعضاء مكتب «مؤسس��ة‬ ‫شفش��اون ثقافة وفن» المنظمة للمهرجان‪ ،‬كالذاكرة اس��ترجع أنفاسه‬ ‫بعد أن كادوا أن يحكموا عليه بالنس��يان‪.‬‬

‫عبداحلي مفتاح‬

‫فعل ماض‬ ‫ناقص‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫سألني ‪:‬‬ ‫هل خرجت تقاعدا ؟‬ ‫أجبته وأنا أروم تضحيكه ‪:‬‬ ‫بل دخلته‪..‬‬ ‫ضحك‪..‬ثم علق على كالمي ‪:‬‬ ‫الناس يجمعـون أن التقاعد خروج‪ ..‬وأنت‬ ‫تقول بالعكس ‪..‬‬ ‫قلت ‪:‬‬ ‫لسـت خــارج اإلجمـــاع‪ .‬كلمـة التقاعــد‬ ‫تستوقفني ألجد في حقلهــا الداللي معاني‬ ‫من قبيل ‪ :‬االنسحــاب والتراجع واالعتكاف‬ ‫واالعتـــزال واالنصراف واالنـزواء واالنفــراد‬ ‫واإلحالة واالبتعاد والنأي والحذف‪..‬‬ ‫ولعل كلمة الحذف أقواها وقعا في نفسية‬ ‫المتقاعد لسريانها في المخاطبات اإلدارية ‪:‬‬ ‫« إن السيد‪ ........‬سيحـال على التقاعــد‬ ‫برسم حد السن ويحذف من‪.»..‬‬ ‫قلت ‪:‬‬ ‫ال أربط التقاعد بداللته الخبزية فقط ؛‬ ‫وهي تقاضي مرتب عن المدة التي قضاها زيد‬ ‫أو عمرو ‪..‬يوم كان من «خدام الدولة»‪.‬‬ ‫بل هو أيضا خالص وفك ارتباط بأثقال‬ ‫مقيدة واطئة‪..‬وخروج من مناخات غريزية‬ ‫خانقة لولوج عالم تطيب فيه الجارحة والعقل‪..‬‬ ‫قلت ‪:‬‬ ‫ال يستقبل المرء في مسيــــره المهني‬ ‫الخاص والحياتي العام ما يستدبــره‪ ..‬وال‬ ‫يستأنس برفقة طيبة تعينه على تعميق نظره‬ ‫وتوجيه سلوكه وتدبير شؤونه قبل قطعه‬ ‫لمسافات عمرية يذوق فيها مرارات مصاحبة‬ ‫ذؤبان وحيات وزواحف حتى يفتح اهلل عليه‬ ‫بلقاء فضالء ‪..‬‬ ‫قلت ‪:‬‬ ‫نحن في الواقع ال نختار لنفوسنا شيئا‪..‬‬ ‫جل الذين عرفتهم من أبناء جيلي لم يختاروا‬ ‫مهنهم‪ ..‬بل جاءوا إليها اضطرارا أو جبرا‬ ‫لخواطر‪..‬‬ ‫قلت ‪:‬‬ ‫ما زلت منشدا إلى قولة جليلة ألبي الحسن‬ ‫الشاذلي‪:‬‬ ‫« ال تختر لنفسك شيئا ‪..‬فإن كان ال بد وأن‬ ‫تختار‪ ..‬فاختر أال تختار‪ ،‬وفر إلى ربك عز وجل»‬ ‫قلت ‪:‬‬ ‫يحال الموظف على التقاعد فتراوده صور‬ ‫ومواقف الزمن الجميــل في كنـــف صداقات‬ ‫أخيار‪..‬كما يتذكر وقائع مفجعة من زمن‬ ‫األخطاء في ظل صداقات عابرة‪..‬ومن لطف‬ ‫اهلل عليه أن المتبصر يجعل من الصداقات‬ ‫العابرة فعال ماضيا ناقصا‪..‬‬


‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬غ�شت ‪2016‬‬

‫العدد ‪849‬‬

‫‪38‬‬

‫‪4‬‬

‫اختتام موسم أصيلة الثقافي الدولي‬

‫دورة شكلت سجالً حافالً من اللقاءات والندوات‬ ‫والتوصيات السياسية والفكرية والعلمية‬

‫الصحافة العالمية كتبت بكل لغات العالم عن موسم أصيلة‬ ‫وسجلت إشعاعه الثقافي الدولي‬

‫المدهش أن موسم أصيلــة الثقافــي الدولي‬ ‫نجح في استقطاب المئات من الشخصيات العالمية‪،‬‬ ‫سياسيين وأكاديمييــــن وخبـــراء وديبلوماسيين‬ ‫ومفكرين‪ ،‬وصحافيين‪ ،‬أغنوا النقاش حول المواضيع‬ ‫التي أعدت للندوات والبرامج األخرى‪ ،‬في إطار الموسم‬ ‫أو الجامعة‪ ،‬األمر الذي لم تقو عليه ال وزارة الثقافة‬ ‫وال الحكومات المتعاقبة خالل العقود األخيرة‪ ،‬ليبرز‬ ‫موسم أصيلة كواجهة ثقافية وحضارية للمغرب‪،‬‬ ‫حقق للبالد إشعاعا ثقافيا واسعا في اتجاه كل قارات‬ ‫العالم‪.‬‬

‫اختتمــت فعاليــات الدورة الثامنـــة والثالثين‬ ‫لموسم أصيلـة الثقافــي الدولي‪ ،‬بعد أن استنفذت‬ ‫«عمرها» الزمني المرسـوم‪ ،‬واستوفت المقرر لها‬ ‫والمطلوب منها وحققت كل أهدافها‪ ،‬ودخلت تاريخ‬ ‫الموسم الحافل بالمنجزات‪ ،‬عبر دوراته السابقة‪ ،‬التي‬ ‫شكلت سجال رائعا ألحداث طبعت الزمن الثقافي‬ ‫المغربي انطالقا من أصيلة األصيلة‪ ،‬بفضل رعاية‬ ‫جاللة الملك‪ ،‬ومثابرة وإصرار صانع الموسم‪ ،‬محمد‬ ‫بن عيسى‪ ،‬األديب والمثقف ورجل دولة بامتياز‪ ،‬ما‬ ‫أحوجنا اليوم إلى أمثاله وحنكتهم وتجربتهم لتدبير‬ ‫المرحلة التي نجتازها والتي تتطلب الكثير من‬ ‫الجدية والحكمة والرزانة والمسؤولية وبعد نظر !‬

‫ومساء الثامن والعشرين من غشت‪ ،‬أسدل الستار‬ ‫عن فعاليــات الدورة الثامنة والثالثين من الموسم‪،‬‬ ‫في احتفال تقليــدي كبير تم خاللـه توزيع جوائز على‬ ‫عدد من الفعاليات والطاقــات المحلية‪ ،‬التي تميزت‬ ‫بمساهمات متميزة في خدمة المدينة‪.‬‬

‫انتهت الدورة ‪ 38‬التي قــال عنـهــا محمد بن‬ ‫عيسى إنها تميزت عن سابقاتها بتنوعات واجتهادات‬ ‫يفرضها السياق العام لألحداث ومواكبة المستجدات‬ ‫الحاصلة في عالم تتقاذفه رياح تغيير عاصف ال تتيح‬ ‫دائما مجاال للرؤية الواضحة‪.‬‬

‫وخالل ستة عشر يوما‪ ،‬تحدث العالم عن المغرب‬ ‫وثقافة المغرب ونبوغ المغرب‪ ،‬من أصيلة «إلى حدود‬ ‫الشمس»‪ ،‬بكل لغاته‪ ،‬وتدفقت على مؤسسة منتدى‬ ‫أصيلة‪ ،‬مئات أقصوصات الصحافة الوطنية والعالمية‪،‬‬ ‫تتحدث عن موسم أصيلة الثقافي الدولي‪ ،‬ودوره‬ ‫في تحقيـــق التواصل والتالقـــــح بين الثقافات‬ ‫والحضارات وإشعـــاع فكـــر التعايــش والتعـــاون‬ ‫والسلم في العالم‪.‬‬

‫ذلك أن موسم أصيلـــة الثقافــي الدولي‪ ،‬الذي‬ ‫انتظم على قاعدة «الثقافة رافعة التنمية»‪ ،‬قفز‬ ‫فعال بالمغرب ككل إلى مصاف الدول «العالمة»‪،‬‬ ‫بتخطيطه ومواضيع ندواتــه وبفقراتـــه الفنيـــة‬ ‫المختلفة التي يتم اختيارها من طرف محمــد بن‬ ‫عيسى بمعرفة عملية كبيرة بمجريات األحداث على‬ ‫مستوى العالم‪ ،‬ألنها أصال تستهدف العالمية‪ ،‬وأيضا‬ ‫بسبب استقطابه للعديد من الشخصيات العالمية‬ ‫في السياسة والدبلوماسية والعلم والفكر والثقافة‬ ‫والبحث واإلعالم‪ ،‬من القارات الخمس‪ ،‬األمر الذي‬ ‫جعل صيته يذيع في العالم ومعه صورة المغرب‬ ‫وإشعاعه الدولي‪.‬‬

‫ومن مميزات موسم أصيلة الثقافـــي الدولي‬ ‫أيضا‪ ،‬أنه استطاع وعلى امتداد إحدى وثالثين سنة‪،‬‬ ‫اجتذاب العديد من المفكرين‪ ،‬عربا وأفارقة وغربيين‪،‬‬ ‫في إطار جامعة المعتمد ابن عباد‪ ،‬لمناقشة قضايا‬ ‫الساعة‪ ،‬وفق مستجــدات كل دورة‪ ،‬حيــــث تميـــزت‬ ‫دورة هذه السنة‪ ،‬بتنظيم أربع ندوات هامة‪ ،‬أثارت‬ ‫اهتمام المشاركين والمستمعين من مثقفي أصيلة‬ ‫المدعوين من مختلف جهات البالد‪.‬‬ ‫تمحورت هذه الندوات حول المواضيع التالية‪:‬‬ ‫«الوحدة الترابية واألمن القومـــي‪ :‬أي مآل‬ ‫إلفريقيا»‪.‬‬

‫«الحكامة والمجتمع المدني»‬ ‫«النخب العربية واإلسالمية ‪ :‬الدين والجدولة»‬ ‫«الرواية العربية وآفاق الكتابة الرقمية»‬ ‫وكلها مواضيــع تفتـــح مجاال واسعا للنقاش‪،‬‬ ‫وتطرح أكثر من سؤال بالنسبة للحاضر والمستقبل‬ ‫وتثير فضول المهتمين‪ ،‬عربا وأفارقة ومسلمين‬ ‫وغربيين‪ ،‬نظرا الرتباط المصالح وتشابكها وتشعب‬ ‫المخاطر التي تهدد استقرار وأمن العالم‪.‬‬ ‫كما تميزت خيمة اإلبداع‪ ،‬هذه الدورة‪ ،‬بتكريم‬ ‫الشاعر المغربي الكبير محمد بنيس وبتسليم جائزة‬ ‫محمد زفزاف للرواية العربية إلى الروائي التونسي‬ ‫حسونة المصباحي‪ ،‬وتنظم هذه المسابقة على رأس‬ ‫كل ثالث سنوات بالتناوب مع جائزة بلند الحيدري‬ ‫وجائزة تشيكايا أوتامسي للشعر اإلفريقي‪.‬‬ ‫وتضمنت الفقــرة الموسيقيـة عروضــا متميزة‬ ‫لألوركستــــرا الفرنسيــــة «العـــازفون المنفردون»‬ ‫والحضرة الشفشاونيــــة وجـــوق محمد العربــــي‬ ‫التمسماني للموسيقى األندلسية‪.‬‬ ‫وتوزعت فقرات الدورة الثامنة والثالثين لموسم‬ ‫أصيلة الثقافي‪ ،‬ككل سنة‪ ،‬بين مكتبة أألمير بندر بن‬ ‫سلطان بن عبد العزيز آل سعود‪ ،‬ومركز الحسن‬ ‫الثاني للملتقيات الدولية وقصر الثقافة‪ ،‬فضال عن‬ ‫فضاء الهواء الطلق‪ ،‬حيث التأمت كوكبة متميزة من‬ ‫الفنانين التشكيليين‪ ،‬مغاربة وأجانب‪ ،‬في أوراش‬ ‫جماعية للصباغة‪ ،‬أنتجت جداريات ولوحات تشكيلية‬ ‫رائعة‪ ،‬أصبحت ملكا ألصيلة وشيلي ألصيلة وسكان‬ ‫أصيلة وهم أصحاب حس فني رقيق وذوق فتي‬ ‫رفيع‪ ،‬يتبارى الجميع في المحافظة على الرسومات‪،‬‬

‫سنة بعد سنة‪ ،‬كذخيــرة للمدينـة وجزء من تراثها‬ ‫وهويتها‪.‬‬ ‫وخارج إطار برنامج الموسم‪ ،‬تتحول أصيلة إلى‬ ‫فضاء مفتوح في وجه الفنانين التشكيليين من أهل‬ ‫البلد أو الوافدين من مختلف جهات المغرب‪ ،‬حيث‬ ‫ينصبون مرسماتهم بالشوارع والساحات العمومية‬ ‫والمسالك المؤدية إلى قصر الثقافة والسور‬ ‫البرتغالي حيث يعرضون لوحاتهم الجاهزة‪ ،‬لتصبح‬ ‫أصيلة بحق‪ ،‬مدينة الفنون الجميلة‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطـــار‪ ،‬شهــدت الدورة ‪ 38‬تنظيم‬ ‫أنشطة فنية متميـــزة‪ ،‬في مجـــال الفن التشكيلي‬ ‫منها معــرض لسبـع فنانات تشكيليات مغربيات‪،‬‬ ‫احتفاء بالذكرى السبعين لتأسيس المعهـــد الوطني‬ ‫للفنون الجميلة بتطوان‪ ،‬وهو أول معهد للفنون‬ ‫بالمغرب‪ ،‬كما أقيم مشغل للفنانة المغربية أمينة‬ ‫أكزناي‪ ،‬ومعرض لفناني أصيلة استمر لغاية نهاية‬ ‫الموسم‪.‬‬ ‫وككل سنة‪ ،‬اشتمل برنامج الموسم على مشغل‬ ‫للنحت‪ ،‬أطرته خالل هذه الدورة الفنانة المغربية‬ ‫إكرام القباج‪ ،‬التي أهدت مدينة أصيلة منحوتة‬ ‫رائعة من إنتاجها تم تدشينها يوم ‪ 16‬غشت‪ ،‬في‬ ‫حفل بهيج ترأسه األستاذ محمد بن عيسى أمين عام‬ ‫منتدى أصيلة وعمدة هذه المدينة‪ ،‬بحضور العديد‬ ‫من أهل المدينة والشخصيات المدعوة‪.‬‬ ‫كما اهتم الموسم‪ ،‬ككل سنة‪ ،‬بالبراعم‪ ،‬حيث‬ ‫نظم معــرض جماعـــي لرســـوم األطفال بإشراف‬ ‫الفنانة المغربية كوثر الشريكي والفنان البحريني‬ ‫علي حسن وأقيم أيضا مشغل كتابة وإبداع الطفل‬ ‫بإشراف األديبة والشاعرة إكرام عبدي‪.‬‬

‫وبالمناسبــة‪ ،‬أشـــار محمد بن عيسى‪ ،‬في كلمة‬ ‫ختامية‪ ،‬إلى تنــوع وغنى البرنامج الثقافي والفكري‬ ‫واإلبداعي الذي ميز هذه الدورة‪ ،‬وأهمية القضايا التي‬ ‫عالجتها ندوات جامعة المعتمد بن عباد الصيفية‪، ،‬‬ ‫والتي تفتح آفاقا واسعة على مستوى النقاش العلمي‬ ‫بشأن تحوالت المرحلة التي تشهدها مختلف شعوب‬ ‫وبلدان العالم‪.‬‬

‫وخالل هذا الحفل‪ ،‬جرى االحتفاء بأهالي مدينة‬ ‫أصيلة‪ ،‬حيث اعتبر محمد بن عيسى أن هذا االحتفال‬ ‫فرصة للعودة للمواطن واألرض من أجل تكريم أهل‬ ‫المدينة وتقديم الشكر واالمتنان لهم على حسن‬ ‫تفاعلهم مع الموسم وضيوفه ودعمهم المتواصل‬ ‫لمنظمي الموسم الذي أصبح جزءا من هوية مدينة‬ ‫أصيلة‪.‬‬

‫وهكذا تسلــــم مجموعــــة من المواطنــــات‬ ‫والمواطنين من أبناء أصيلة‪ ،‬جوائز رمزية‪ ،‬تمثلت في‬ ‫جوائز «األم المثالية» و «المرأة العاملة»‪ ،‬و «صياد‬ ‫السنة» و «الصانع التقليدي « «والصانعة التقليدية»‪،‬‬ ‫و «رياضي السنة» و «مشغل كتابة وإبداع الطفل»‬ ‫و»جائزة البيئة»‪ ،‬وجائزة «طفل السنة»‪ ،‬وكذا جائزة‬ ‫ألفضل مجتمع مدني‪ ،‬إلى جانب جائزة المتفوقين‬ ‫في الباكالوريا‪.‬‬

‫وفي ختـــام الحفل‪ ،‬قام األمين العام لمؤسسة‬ ‫منتدى أصيلة محمد بن عيسى بقراءة برقية تجديد‬ ‫الوالء واإلخالص المرفوعة لصاحب الجاللة الملك‬ ‫محمد السادس نصره ‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬غ�شت ‪2016‬‬

‫العدد ‪849‬‬

‫خطاب جاللة الملك‪ ...‬إشارات قوية لمغرب جديد‬ ‫و إنذار بالمرموز لكل متهاون حسب أنه ضم‬ ‫أبناء المغرب إلى ساللة عشيرته‬ ‫ارتكز خطاب الملك محمد السادس‪ ،‬على‬ ‫محاور ثالثة رئيسية في خطابه بمناسبة عيد‬ ‫العرش السابع عشر‪ ،‬كانت بمثابة الخطوط‬ ‫العريضة لسياسة المغرب الداخلية والخارجية‪،‬‬ ‫وقد تمثلت تلك المحاور باألساس في التأكيد‬ ‫على نأي المؤسسة الملكية بنفسهـــا عن‬ ‫التجاذبات السياسية بين األح��زاب المغربية‬ ‫واإلش��ارة إلى أن الدبلوماسية المغربية قد‬ ‫تغيرت في اتجاه أكثر قوة‪ ،‬كما ربط العاهل‬ ‫المغربي بين مكافحة الفساد والتطور السياسي‬ ‫واالقتصادي والتنموي في البالد‪.‬‬ ‫في سيــاق تغيرات جديدة يفرضهـا‬ ‫المغرب داخليــا وخارجيا‪ ،‬يؤكـــد العاهل‬ ‫المغربــي الملــك محمــد الســـادس أن‬ ‫الخــطـــوات المتبعـة في الدولة في سبيل‬ ‫إتمام اإلصالحات المطروحة تسير في طريق‬ ‫متزن وتعبر عن تفكير مسبق في األه��داف‬ ‫الموضوعة‪ .‬وقد ظهر ذلك في عدد من القرارات‬ ‫والتطورات في السياسة الداخلية المغربية‪،‬‬ ‫وخاصة مع األحزاب والمجتمع المدني والتنمية‬ ‫االقتصادية وأيضا على المستوى الخارجي‬ ‫في ما يخص تنويع التحالفات الدولية وعدم‬ ‫االقتصار فقط على المحور األوروبي‪ ،‬بما فيه مصلحة الوحدة الوطنية المغربية والسيادة على كامل‬ ‫أراضيه من طنجة شماال إلى الكويرة في أقصى الجنوب على المحيط األطلسي‪.‬‬ ‫آخر المؤشرات في سياق هذا التمشي السياسي والدبلوماسي‪ ،‬الثابت ظهرت مع خطاب العاهل‬ ‫المغربي بمناسبة عيد العرش‪ ،‬حيث‪ ‬تناول الخطاب محاور عديدة تشكل الرؤية العامة للدولة المغربية‪،‬‬ ‫منها ما يتعلق بالمشهد السياسي واالنتخابات المنتظرة وموقف الملك من بعض التجاذبات‪ ،‬ومنها ما‬ ‫يتعلق بالخارج وموقع المغرب على المستوى اإلفريقي خاصة‪.‬‬

‫• المغرب فوق الجميع‬

‫كان لتصريح رئيس الحكومة عبداإلله بنكيران‪ ،‬في ما يخص عالقة المؤسسة الملكية بالبعض من‬ ‫األحزاب السياسية صدى جد سيء لدى شق واسع من المغاربة‪ ،‬نظرا لما فيه من إقحام للمؤسسة التي‬ ‫تحظى بإجماع المغاربة في التجاذبات والحسابات السياسية واالنتخابية‪ .‬وبذلك كان رد العاهل المغربي‬ ‫الملك محمد السادس في هذا السياق ردا واضحا قائال “إنني ال أشارك في أيّ انتخاب‪ ،‬وال أنتمي أليّ‬ ‫حزب فأنا ملك لجميع المغاربة مرشحين‪ ،‬وناخبين‪ ،‬وكذلك الذين ال يصوتون ولكل الهيئات السياسية‬ ‫دون تمييز أو استثناء‪ ،‬وكما قلت في خطاب سابق فالحزب الوحيد الذي أعتز باالنتماء إليه هو المغرب”‪.‬‬ ‫بنكيران الذي يرأس الحكومة وينتمي إلى حزب العدالة والتنمية المغربي (اإلسالمي) كان قد صرح‬ ‫قبل فترة بأن ‪“ :‬المغرب يحتوي دولتين داخل دولة‪ ،‬األولى رسمية والثانية للقرارات والتعيينات”‪ ،‬في‬ ‫إشارة إلى تدخل المؤسسة الملكية في البعض من القرارات‪ .‬لكن رد الملك كان بليغا وواضحا في أنه‬ ‫ال تدخل لصالح طرف على آخر أو تمييز بين المغاربة‪ ،‬قائال‪“ :‬شخص الملك يحظى بمكانة خاصة في‬ ‫نظامنا السياسي وعلى جميع الفاعلين‪ ،‬مرشحين وأحزابا‪ ،‬تفادي استخدامه في أيّ صراعات انتخابية‬ ‫أو حزبية”‪.‬‬ ‫وفي السياق ذاته قال رئيس المركز المغربي للسياسات العمومية رضا الهمادي‪ ،‬إن ‪“ :‬أهم ما جاء في‬ ‫الخطاب الملكي‪ ،‬هو دعوة األحزاب السياسية في األغلبية والمعارضة إلى عدم إقحام المؤسسة الملكية‬ ‫في الصراعات السياسية الضيقة‪ ،‬والكف عن استعمال المفاهيم التي تسيء إلى سمعة الوطن‪ ،‬وهذا فيه‬ ‫رد من المؤسسة الملكية على تصريحات بنكيران األخيرة”‪.‬‬ ‫ومع اقتراب موعد االنتخابات التشريعية المغربية في أكتوبر المقبل‪ ،‬يتسم المشهد السياسي‬ ‫المغربي بالحركية السريعة والتصريحات النارية التي تخرج من هذا أو ذاك‪ ،‬مثلما كان األمر مع بنكيران‪.‬‬ ‫وقد وصفت القيادية في حزب األصالة والمعاصرة ميلودة حازب الطريقة التي يقحم بها رئيس الحكومة‬ ‫عبداإلله بنكيران الملك في خطاباته بـ”غير السليمة”‪ ،‬مؤكدة أن خطاب بنكيران خطاب تشكيكي يدخل‬ ‫في إطار خطة تهدف إلى “ابتزاز” و”مقايضة الدولة” على البقاء في الحكومة‪.‬‬

‫• دبلوماسية قوية‬

‫قال صبري لحلو‪ ،‬الخبير في القانون الدولي والهجرة ونزاع الصحراء ‪،‬إن هذا الخطاب بدأه‬ ‫الملك بحديثه عن اإلطار الثالثي الديني والتاريخي والوطني المحدد لمسؤولياته في تكليف‬ ‫وتمثيل وخدمة كافة المغاربة‪“ ،‬واتخذ ذلك وسيلة للنأي بنفسه عن أي استعمال بمحاباته أو‬ ‫اتخاذه موقفا لصالح فريق سياسي أو حزبي ضد آخر‪ ،‬ووجه تنبيها في شكل إنذار إلى من‬ ‫يتخذ ذلك سبيال وسياسة لدعم مركزه االنتخابي”‪.‬‬ ‫“الملك في هذا الخطاب أعلن ‪ 2016‬سنة الحزم لمواجهة سنة الحسم التي أعلنها‬ ‫أعداء الوحدة الترابية وتأكيده على خيار الحل التنموي‪ ،‬والدليل هو ربط العودة‬ ‫إلى االتحاد األفريقي بطرد “جبهة البوليساريو”‪ ،‬ثم التأكيد على سياسة تنويع‬ ‫الشراكات الدولية واالنفتاح على شركاء جدد دونما التنصل من الشركاء السابقين”‪.‬‬ ‫بهذا التحليل أكد رضا الهمادي أن التعامل المغربي مع ملف الصحراء‬ ‫أصبح ضمن القراءات اإلستراتيجية لتناغم المغرب الداخلي وموقعه‬ ‫اإلقليمي والدولي ضمن التغيرات العميقة التي تحدث في المنطقة‬ ‫العربية وأوروبا‪ .‬وبهذه الكيفية يمكن تفسير القرارات األخيرة التي‬ ‫اتخذها المغرب بالعودة إلى االتحاد اإلفريقي بعد ‪ 32‬عاما من تجميد‬ ‫عضويته احتجاجا على قبول الصحراء المغربية دولة عضوا في االتحاد‬ ‫رغم أنها ال تملك ولو مقوما واحدا من مقومات سيادة دولة أو نقطة‬ ‫من نقاط تعريف الدولة وفق الفلسفة السياسية الحديثة‪.‬‬

‫• المفهوم الجديد للسلطة‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬ ‫وقـد جـاء في خطــاب العاهل المغربي في‬ ‫عيد العرش السابع عشر أن��ه‪“ :‬وم��ن منطلق‬ ‫اإلي��م��ان بعدالة قضيتنا تصدينا بكل حزم‬ ‫للتصريحـات المغلوطــة والتصرفات الالمسؤولة‬ ‫التي شابت تدبير ملف الصحراء المغربية‬ ‫واتخذنا اإلج��راءات الضرورية التي تقتضيها‬ ‫الظرفية لوضع حد لهذه االنزالقات الخطيرة‬ ‫وسنواصل الدفاع عن حقوقنا وسنتخذ التدابير‬ ‫الالزمة لمواجهة أي انزالقات الحقة”‪.‬‬ ‫هذا التصريح يعد تأكيدا لما ذهب إليه‬ ‫مراقبون من أن السياسة الخارجية المغربية‬ ‫ب��دأت فعال مرحلة جديدة في اتجاه حماية‬ ‫الوحدة السياسية الكاملة للبالد بما فيها‬ ‫الصحراء المغربية‪ ،‬خاصة وأن الموقف األممي‬ ‫عوض أن يكون محايدا جاء منحازا بشكل واضح‬ ‫لألطراف االنفصالية‪ ،‬بل إن تصريحات بان كي‬ ‫مون األخيرة بخصوص الصحراء المغربية عند‬ ‫زيارته للرباط كانت محل امتعاض شديد من‬ ‫قبل الشعب المغربي الذي طالب بطرد األمين‬ ‫العام من البالد‪.‬‬

‫“المفهوم الجديد للسلطة يعني المساءلة والمحاسبة التي تتم عبر اآلليات‪ ،‬آليات الضبط والمراقبة‬ ‫وتطبيق القانون‪ ،‬وبالنسبة للمنتخبين فذلك أيضا يتم عبر االنتخاب وكسب ثقة المواطنين‪ ،‬كما أن‬ ‫مفهومنا للسلطة يقوم على محاربة الفساد بكل أشكاله في االنتخابات والقضاء واإلدارة وغيرها من عدم‬ ‫المسؤولية‪ ،‬فالفساد ليس قدرا محتوما ولم يكن يوما من طبع المغاربة”‪.‬‬ ‫بهذا الجزء‪ ،‬أسس العاهل المغربي الملك محمد السادس لمنهج جديد في رؤية سير العمل في‬ ‫المغرب بطريقة تكون فيها الديمقراطية والتعددية في البالد سائرتين بشكل متواز مع ضرورات‬ ‫الحفاظ على اإلدارة وسالمة الخدمة العامة وخاصة مكافحة الفساد وكل الظواهر المرتبطة به‪،‬‬ ‫ألن محور الفساد يعد أهم الركائز األساسية في حماية وحدة المغرب داخليا ودعم الثقة في الدولة‬ ‫ومؤسساتها وهيبتها‪.‬‬ ‫وقد ربط العاهل المغربي في خطابه مسألة التطور السياسي بما في ذلك الديمقراطية والتعددية‬ ‫واحترام الحقوق والحريات بمسألة التنمية والتطور االقتصادي‪ ،‬وهذا ما شكل تكامال يرى مراقبون أنه نابع‬ ‫من نظرة شاملة للمسائل التي تحرك حياة المواطن المغربي في نواحي االنتماء إلى تيار سياسي يعبر‬ ‫عن رغباته في دولة تدعم مستوى عيش المواطن على المستوى االقتصادي والتنموي والمالي وغيرها‪.‬‬ ‫ويقول العاهل المغربي في هذا السياق ‪“ :‬إننا نؤمن بأن التقدم السياسي مهما بلغ من تطور سيظل‬ ‫ناقص الجدوى ما لم تتم مواكبته بالنهوض بالتنمية”‪.‬‬ ‫و رجوعا إلى الرسائل القوية لحزب األغلبية ‪ ،‬وبما أننا لسنا بحاجة اليوم لتوضيح ما يهدف إليه السيد‬ ‫رئيس الحكومة في نهاية عمره الحكومي‪ ،‬غير أن ما يجب توضيحه هو الوضعية الكارثية التي وصل إليها‬ ‫البلد‪ ،‬وما صاحبها من آليات إفراغ النموذج التنموي الحقوقي واالجتماعي المغربي من محتواه السياسي‬ ‫التقدمي‪ ،‬ومن روحه الحداثية‪ ،‬والعمل على قلب أسس االنتقال الديمقراطي رأسا على عقب‪ ،‬حينما جمع‬ ‫السيد بنكيران بين الدين والسياسة ضمن تصور شمولي يستند أصوله من تجريم العقل ونبذ الحوار‬ ‫وتعظيم «الجماعة الصالحة»‪.‬‬ ‫إن رئيس الحكومة على وعي تام بأن واليته الخماسية ال يوجد لها وقع اقتصادي وال اجتماعي وال‬ ‫أكاديمي وال ثقافي‪ ،‬على رغم ادعائه لطابعها اإلصالحي‪ ،‬وتوجد لدى كل فئات الشعب المغربي ما يكفي‬ ‫من األدلة الدامغة التي تكشف التسيير الحكومي بمنطق «اتحاد العشائر» وبمنطق «التمكين من أجل‬ ‫التسلط» وبمنطق «التشكيك في الدولة» وزعزعة إيمان المغاربة ومحاولة ضرب الموروث الثقافي‬ ‫المغربي الذي يستمد مشروعيته من التعدد في الدنيا في إطار وحدة الوطن والدين‪ .‬‬ ‫اليوم دقت ساعة الحقيقة‪ ،‬ولم يعد أحدا يثق في خيارات رئيس الحكومة‪ ،‬الذي وجب عليه‬ ‫اليوم أن يحدد موقفه من المؤسسة الملكية بوضوح‪ ،‬بدل المحاوالت اليائسة في زرع‬ ‫الفتن والتشكيك في المؤسسات وترويج المغالطات باسم السلطة‪ ،‬والتشجيع على الفساد‬ ‫والرشوة واستغالل المال العام في تثبيت المناصب بدل دعم االستثمار‪ .‬إن االعتراف‬ ‫بالفشل فضيلة‪ ،‬والقول بأن رئيس الحكومة وعشيرته قد بلغا أهدافهما ليس‬ ‫سوى مديح ريب‪ .‬‬ ‫فالحراك السياسي اليوم يتصدره عنوان اإلصالحات الجذرية والتراجع‬ ‫الفوري عن كل الفصول النكوصية التي اكتوى بنيرانها العالم القروي‬ ‫والمعطلون الشباب وذوي الكفاءات العالية‪ ،‬والنساء‪ ،‬والطبقات الفقيرة‬ ‫والصغيرة والمتوسطة‪ ،‬والطلبة والعمال والفالحين وأصحاب المقاوالت‬ ‫المتوسطة والصغيرة والصغيرة جدا‪ ،‬الخ‪ .‬‬ ‫وعليه‪ ،‬فإن مستقبل بالدنا اليوم بيد كل القوى المؤمنة بالحريات‬ ‫العامة وبحقوق اإلنسان وبالمواطنة والحياة الديمقراطية‪ ،‬بعيدا عن‬ ‫كل أشكال االرتزاق الحزبي واالبتزاز السياسي‪ ،‬الذي يضرب في‬ ‫العمق السلم واالستقرار ويشكك المغاربة في قوتهم وذكائهم‬ ‫وطاقتهم البشرية القادرة على مجاراة واقعنا وعصرنا‪.‬‬


‫العدد ‪849‬‬

‫دفاتري‬

‫من‬

‫عزيـز‬

‫المشكل‪ :‬من سرب ؟‬ ‫في الوقت الذي تتجه األنظار إلى الجهات‬ ‫المعنية بما صار يعرف بـقضية «خدام الدولة»‬ ‫التي شغلت الرأي العام لما حملته من استفزاز‬ ‫للمواطنين‪ ،‬خرجت المحافظة العقارية‬ ‫بتحقيق داخلي للوصول إلى الجهة التي قد‬ ‫تكون قامت بتسريب وثيقة ‪ ‬مصورة طبق‬ ‫األصل لوثيقة عقد البيع بين والي الرباط‬ ‫الفتيت ومدير «األمالك المخزنية» بالرباط ‪.‬‬ ‫هل نفهم من ذلك أن توزيع كعكة التجزئة‬ ‫المعلومة ال يهم الدولة التي كرمت«خدامها»‬ ‫بما حرمت منه غيرهم من المواطنين وأن‬ ‫األهم هو الوصول إلى «من سرب» لمعاقبته‬ ‫على فضح ما أسماه العديدون‪ ‬بالتصرف في‬ ‫الملك العمومي ‪...‬بدون وجه حق‪.‬‬ ‫‪qqq‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ 16‬ألف‪.....‬‬

‫هو عدد األسئلة الكتابية والشفوية التي‬ ‫تقدم بها ن��واب برلمانيون‪ ،‬خالل الوالية‬ ‫التشريعية‪ ‬المنتهية‪ ،‬وال��ت��ي تجاهلتها‬ ‫الحكومة كما تجاهلت ع��ددا من مشاريع‬ ‫قوانين تقدم بها «نواب األمة» الذين أبدى‬ ‫بعضهم نوعا من التشنج بسبب ما ادعوا‬ ‫من قلة تجاوب الحكومة مع مبادراتهم‬ ‫التشريعية‪.‬‬ ‫والذين تسعفهم أوقاتهم ب «تتبع»‬ ‫جلسات األسئلة واألجوبة‪ ،‬البد وأن يكونوا‬ ‫ق��د اقتنعوا ب��أن األم��ر ال يعدو أن يكون‬ ‫سيركا كبيرا ــ وال��وص��ف للراحل الحسن‬ ‫الثاني طيب اهلل ثراه»ــ ‪ ‬حيث تتساوى في‬ ‫البالهة أسئلة النواب وأجوبة الوزراء الذين‬ ‫كلما ووجهوا بوجود خصاص في مجال من‬ ‫المجاالت إال وطمأنوا بوجود‪« ‬دراس��ة» أو‬ ‫«استراتيجية» ‪ ‬أو «مشروع» حكومي تحت‬ ‫الدرس أو «البرمجة»‪ ،‬لحل المشكلة نهائيا‪...‬‬ ‫‪!!! Parole ,Parole, Parole‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬غ�شت ‪2016‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫مؤسسات تابعة للدولة «تستولي» على األراضي بغير ثمنها الحقيقي‬ ‫كشفت مصادر مطلعة أن التقارير التي أعدتها‬ ‫لجنة خاصة من وزارتي الداخلية والمالية حول‬ ‫المشاريع السكنية بمدن الشمال المغربي بعد‬ ‫أن أمر الملك شخصيا بالتحقيق في ملف تجزئة‬ ‫باديس بمدينة الحسيمة العام الماضي‪ ،‬توصلت‬ ‫إلى معطيات خطيرة عن مشاريع أنجزها الخواص أو‬ ‫المؤسسات التابعة للدولة‪.‬‬ ‫ومن الحقائق التي أوردها التقرير غير المنشور‬ ‫أن منتخبين محليين في العديد مدن الشمال‪ ‬حصلوا‬ ‫على أكثر من خمسة شقق في تجزئة واحدة وبأسماء‬ ‫مختلفة‪ .‬وأكد التقرير أن السكن االقتصادي الموجه‬ ‫باألساس إلى الطبقة المتوسطة استفاد منه‬ ‫منتخبون محليون «بطريقة تبعث على االستغراب»‬ ‫حيث كشفت التحقيقات أنهم‪ ‬يلجؤون إلى اقتناء‬

‫شقق بأسماء أفراد من عائلتهم‪ ،‬ولم يقتصر األمر‬ ‫عند هذا إذ يضيف التقرير‪« ،‬المنتخبون المحليون‬ ‫في بعض المدن الصغيرة كانوا من بين األوائل‬ ‫الذين حصلوا على الشقق استنادا إلى الوثائق التي‬ ‫فحصتها وزارتا الداخلية والمالية»‪.‬‬ ‫كما أشار التقرير إلى وجود تالعبات كثيرة شابت‬ ‫عملية تفويت األراضي‪ ،‬حيث «استولت « بعض‬ ‫الشركات في مقدمتها صندوق اإليداع والتدبير على‬ ‫أراضي يتراوح سعرها بين ‪ 4000‬و‪ 5000‬درهم للمتر‬ ‫المربع‪ ‬بثمن ال يتجاوز ‪ 400‬درهم‪ ‬للمتر الواحد‪،‬‬ ‫مستغلة عدم قدرة مالكها الحقيقيين على التحفيظ‪،‬‬ ‫وأضاف في نفس السياق أن التالعبات‪ ‬لم تتوقف‬ ‫عند هذا المستوى بل وصلت حد أن العشرات من‬ ‫الراغبين في االستفادة عبروا عن امتعاضهم «من‬

‫حجز الشقق بشكل قبلي حيث ال يلتزم المسؤولون‪ ‬‬ ‫عن عملية البيع بدفتر التحمالت القائم على المساواة‬ ‫بين الجميع»‪.‬‬ ‫وأبرز التقرير نفسه أن ‪ 40‬في المائة من السكن‬ ‫االقتصادي الذي ترعاه الدولة من أجل تجاوز معضلة‬ ‫السكن «لم يحترم معايير البناء المنصوص عليها بل‬ ‫لم تستفد الفئات التي من المفروض أن تحصل على‬ ‫الشقق منها»‪.‬‬ ‫وأوضحت مصادرنا أن التقرير نص على‬ ‫أن مؤسسات العقار التابعة للدولة يجب أن‬ ‫تراجع‪ ‬سياستها في مجال السكن االقتصادي خشية‬ ‫أن يتحول إلى مشكلة أمنية حقيقية «ولن يتأتى‬ ‫ذلك‪ ‬إال بمراقبة معايير البيع والبناء في نفس‬ ‫الوقت»‪ ،‬تضيف مصادرنا‪.‬‬

‫محمد أحداد‬

‫«الدستي» تفك لغز إطالق النار بين مهربين بمدينة الناظور‬ ‫بعد أقل من أسبوع على إطالق النار الذي‬ ‫عرفته مدينة الناظور في إطار تصفية الحسابات بين‬ ‫مجموعة من األشخاص المحسوبين على مافيات‬ ‫التهريب الدولي بالمنطقة‪ ،‬تمكنت المديرية العامة‬ ‫لحماية التراب الوطني من توقيف المشتبه فيهم‬ ‫الذين قاموا بإطالق أعيرة نارية من مسدس أصابت‬ ‫شظايا رصاصه أحد المشتبه فيهم‪.‬‬ ‫وأكدت المديرية العامة لألمن الوطني أن‬ ‫فرقة الشرطة القضائية بالمنطقة اإلقليمية لألمن‬ ‫بالناظور‪ ،‬أوقفت شخصا من ذوي السوابق القضائية‬ ‫العديدة‪ ،‬يشتبه في تورطه في قضية تتعلق بالضرب‬ ‫والجرح العمديين بواسطة السالح الناري‪.‬‬ ‫مضيفة أن المشتبه فيه‪ ،‬الذي يشكل موضوع‬ ‫عدة مذكرات بحث على الصعيد الوطني من أجل‬ ‫القتل العمد وتكوين عصابة إجرامية‪ ،‬كان قد أطلق‬ ‫أربعة رصاصات من سالح ناري‪ ،‬عبارة عن مسدس‬

‫أوتوماتيكي‪ ،‬في مواجهة أشخاص كانوا على متن‬ ‫سيارة مرقمة بالخارج‪ ،‬مما تسبب في إصابة أحدهم‬ ‫بجروح بسبب شظايا إحدى العيارات النارية‪.‬‬ ‫وأشار المصدر ذاتـــه إلى أن الضحيـة يشكل‬ ‫بدوره موضوع مذكرة بحث من أجل االتجار في‬ ‫الخمور المهربة‪ ،‬وقد تم االحتفاظ به تحت الحراسة‬ ‫الطبية بالمستشفى رهن إشارة البحث‪ ،‬في وقت‬ ‫تمكنت فيه األبحاث والتحريات الميدانية من حجز‬ ‫السالح المستعمل في االعتداء بحوزة شخصين‬ ‫آخرين يشتبه في ارتباطهما بهذا العمل اإلجرامي‪.‬‬ ‫وكانت المصالح األمنية‪ ،‬ومباشرة بعد حادث‬ ‫إطالق النار‪ ،‬قد طوقت مداخل ومخارج مدينة الناظور‬ ‫في إطار حالة االستنفار التي عرفتها المدينة بعد‬ ‫حادث حي ترقاع الذي يعتقد أنه تم في إطار تصفية‬ ‫الحسابات بين مافيات التهريب‪.‬‬

‫وتحول نزاع بين مجموعة من األشخاص كانوا‬ ‫على متن سيارات إلى إطالق نار في اتجاه إحدى‬ ‫السيارات ما أسفر عن أصابتها بأضرار مادية في حين‬ ‫استقرت إحدى الرصاصات التي أطلقت من السالح‬ ‫الناري الذي كان بحوزة أفراد العصابة في جدران أحد‬ ‫المحالت الواقعة بحي ترقاع الذي وقع به الحادث‪.‬‬ ‫وأشارت المعطيات ذاتها أن المصالح األمنية‬ ‫طوقت الحي مباشرة بعد الحادث في محاولة للوصول‬ ‫إلى مطلقي النار الذين غادروا المكان مسرعين قبل‬ ‫وصول رجال األمن‪ ،‬مضيفة أن المصالح األمنية‬ ‫فتحت تحقيقا حول هوية األشخاص الذين شاركوا في‬ ‫عملية إطالق النار من أجل توقيفهم ومعرفة طريقة‬ ‫دخول السالح الناري الذي استعمل في الحادث‪.‬‬

‫إسماعيل روحي‬

‫‪q q q ‬‬

‫‪...‬ومسلسل البخس‬ ‫مستمر!‬

‫وحيث إن المصائـب ال تأتي منفـردة‪،‬‬ ‫فقد نشرت صحيقة وطنية كبيرة خبرا مفاده‬ ‫أن المساومات مستمرة من أج��ل تفويت‬ ‫ثالثة هكتـارات بسيدي سليمان من األمالك‬ ‫العمومية‪ ،‬بسومة ال تتعدى ‪ 100‬درهم للمتر‬ ‫المربع‪ ،‬في حين يتعدى ثمنها في السوق‬ ‫‪ 7000‬آالف درهم !‬ ‫إال أنه يبدو أن ‪ ‬اللجنة المختلطة يوجد‬ ‫من بين أعضائها من «اعتبر»‪ ‬بفضيحة طريق‬ ‫زعير وما صاحبها من بالغات وبيانات ولغط‪،‬‬ ‫فاعترض على الثمن البخس المعروض على‬ ‫اللجنة‪ ،‬وطالب باعتماد‪ ‬ثمن السوق في هذه‬ ‫البيعة والشرية‪ ،‬عساها تسلم «الجرة»‪ ،‬هذه‬ ‫المرة !!!‪.....‬‬ ‫‪qqq‬‬

‫مطار طنجة‪ :‬فوضى‬ ‫العشب والتدبير‬ ‫تداول اإلعالم الوطني خبر وجود فوضى‬ ‫في إدارة وتنظيم العمل بمطار طنجة الدولي‬ ‫في اآلون��ة األخيرة‪ ‬أدت إلى مالسنات بين‬ ‫مسافرين ومسؤولين عند االحتجاج على تأخر‬ ‫الطائرات لمدد تزيد عن ثالث ساعات‪.‬‬ ‫قضية أخرى أزعجت مستعملي المطار‬ ‫من مرافقين لمسافرين من أهاليهم أو‬ ‫مستقبلين لهم عند الوصول حيث يتركون‬ ‫خ��ارج بناية المطار‪ ،‬لساعات طويلة تحت‬ ‫الشمس ومحاطين بحواجز من حديد خاصة‬ ‫والحصول على الماء ليس باألمر السهل‪.‬‬ ‫ومعلوم أن مسؤولي المطار كانوا قد‬ ‫اتخذوا مؤخرا ق��رارا تم بمقتضاه تفويت‬ ‫استغالل عشب المطار لمقاولة خاصة‪ ،‬مع‬ ‫منحها تعويضات بعشرات الماليين‪ ‬في‬ ‫حين تم منع استغالل العشب عن ناد رياضي‬ ‫كبير ‪ ‬للفروسية‪ ،‬كان يقدم مقابال ماديا‪ ‬‬ ‫مهما من أجل استغالل عشب المطار‪.‬‬ ‫أمور تحتاج إلى بحث ‪....‬وبيان !‬

‫العدالة والتنمية يتحدى الداخلية ويفتح مقره بطنجة لتسجيل‬ ‫المواطنين باللوائح االنتخابية‬ ‫فتح حزب العدالة والتنمية بمدينة طنجة مقره‬ ‫الرئيسي بشكل رسمي‪ ،‬قصد حشد المواطنين بغية‬ ‫التسجيل في اللوائح االنتخابية‪ ،‬في تحد صارخ لوزارة‬ ‫الداخلية‪ ،‬التي طالبت بمنع هذا األمر‪ ،‬حيث استغل‬ ‫الحزب محليا الضعف الذي أبانت عنه المصالح‬ ‫الوالئية منذ أزمة ما بات يعرف بقفة رمضان‪،‬‬ ‫خصوصا أن مستشارين جماعيين قادوا هذه‬ ‫الحملة األولى من نوعها‪ ،‬محذرين من وصفوهم بـ‬ ‫«مخبري» السلطات من االقتراب من مقر الحزب‪ ،‬إذ‬ ‫نشر أحدهم على صحفته الرسمية بـ «الفيسبوك»‬ ‫أنه سيقوم بطرد كل من اقترب من فريق يضم‬ ‫شبيبة الحزب تم حشده لهذا الغرض‪ ،‬وشرع هؤالء‬ ‫في جمع البطائق الوطنية للناخبين في ظروف‬ ‫غامضة‪ ،‬معلنين تحديهم لوزارة الداخلية التي سبق‬

‫أن تدخلت لمنع إغراق اللوائح االنتخابية بالمسجلين‬ ‫الجدد عبر الموقع اإللكتروني الرسمي الذي أحدث‬ ‫لهذا الغرض‪ ،‬وهو ما من شأنه أن يتسبب في ارتباك‬ ‫نتيجة التسجيل العشوائي انطالقا من البطائق‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫يشار إلى أن حملة سرية يرجح أن يكون الحزب‬ ‫قد شرع فيها بعدد من المدن‪ ،‬رغم أن وزارة الداخلية‬ ‫قررت مواجهة هذا األمر‪ ،‬حيث سبق لها أن أصدرت‬ ‫قرار نشر في الجريدة الرسمية ينص على عدم‬ ‫معالجة النظام المعلوماتي لكل من أدلى صاحبه‬ ‫بعنوان غير صحيح لبريده اإللكتروني أو أدلى بعنوان‬ ‫بريد إلكتروني سبق استعماله لتقديم طلب قيد أو‬ ‫نقل قيد لفائدة شخص آخر‪ ،‬كما ينص القرار على‬ ‫«أنه بعد ملء النسخة اإللكترونية لطلب التثبت‬

‫من المعلومات التي أدلى بها وتأكيد صحتها‪ ،‬وفور‬ ‫ذلك‪ ،‬يتوصل صاحب الطلب‪ ،‬عبر عنوان بريده‬ ‫اإللكتروني برسالة إلكترونية تتضمن رمزا يقوم‬ ‫بواسطته باإلشهاد على تقديم طلبه‪ ،‬ويتعين عليه‬ ‫أن يدخل الرمز المذكور في الخانة المخصصة لذلك‬ ‫على الصفحة الموقع اإللكتروني الموضوع رهن‬ ‫إشارة المواطنين للتسجيل في اللوائح االنتخابية‪،‬‬ ‫في الرابط الموجود في الرسالة اإللكترونية‪ ،‬وذلك‬ ‫حتى يتأتى للنظام المعلوماتي اعتماد صاحب الطلب‬ ‫ومعالجته‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫استمرار فوضى احتالل الملك العمومي وابتزاز المواطنين‬ ‫بشواطئ تطوان‬

‫ال زاالت فوضى احتالل الملك العمومي بشواطئ‬ ‫تطوان مستمرة وسط استياء وتذمر المواطنين‬ ‫المصطافين‪ ،‬رغم الحمالت التي تباشرها السلطات‬ ‫المحلية بين الفينة واألخرى‪ ،‬وتأكيد مصالح‬ ‫الجماعات المسؤولة على أن الولوج إلى شواطئ‬ ‫بالمجان‪ ،‬فضال على ضرورة تقيد المستفيدين‬ ‫من بعض الرخص الموسمية باحترام بنود دفتر‬ ‫التحمالت والقوانين الجاري بها العمل في المجال‪.‬‬ ‫وكشف مصدر أن بعض األشخاص يعمدون‬ ‫إلى احتالل الملك العمومي بالشواطئ في واضحة‬ ‫النهار‪ ،‬بوضع كراسي ومظالت واقية من الشمس‬ ‫على الواجهة مقابل كرائها للمصطافين بأثمنة‬ ‫تزيد وتنقص‪ ،‬ويتم تحديدها حسب الطلب ودرجة‬ ‫االكتظاظ‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر نفسه أن المصطافين الذين‬

‫يأتون رفقة عائالتهم ويرغبون في الجلوس بمكان‬ ‫قرب البحر‪ ،‬يفاجؤون باحتالل كافة األماكن ببعض‬ ‫شواطئ تطوان ما يحتم عليهم دفع حوالي خمسين‬ ‫درهما لضمان مكان مريح‪ ،‬رغم أن الفضاء عمومي‪،‬‬ ‫وتؤكد جل الجماعات في بالغات لها أنه مجاني‪.‬‬

‫ويعمد بعض مالكي اإلقامات الشاطئية الفاخرة‬ ‫إلى إقامة حواجز فوالذية بممرات عمومية ومنع‬ ‫المصطافين من استعمالها في تحد صارخ للقوانين‪،‬‬ ‫فضال عن تكليف حراس أمن خاصين لإلشراف على‬ ‫المهمة‪ ،‬ما جعل جماعة المضيق تتدخل لتعليق‬ ‫لوحات تؤكد على مجانية الولوج إلى الشواطئ‪.‬‬ ‫وأطلقت الجماعة الترابية المذكورة حملة تنظيم‬ ‫وتشوير على طول الشاطئ الممتدد داخل الحدود‬ ‫الترابية للمدينة‪ .‬وضع عالمات تشوير والفتات‬ ‫إخبارية لفائدة المصطافيــن بمختلــف الممــرات‬

‫والولوجيات المفتوحـة نحو الشاطئ‪ ،‬بغية تنظيـم‬ ‫عملية الدخول العمومية والمجانية في ظروف جيدة‪،‬‬ ‫فضال عن تشكيل لجنة مختلطة إلى جانب المصالح‬ ‫الجماعية مختصة‪ ،‬ممثلين عن السلطات المحلية‬ ‫واإلقليمية واألمنية‪ ،‬للوقوف على تفشي ظاهرة‬ ‫احتالل الملك العمومي على طول الشاطئ‪ ،‬ومراقبة‬ ‫مدى احترام أصحاب الرخص الموسمية لبنود دفتر‬ ‫التحمالت المتعلق بالمظالت الشمسية واألكشاك‬ ‫وغيرها‪ .‬إلى ذلك تؤثر بعض مظاهر الفوضى‬ ‫واستغالل الملك العمومي بشواطئ تطوان على‬ ‫السياحة الداخلية‪ ،‬ما يتطلب تدخل جميع المؤسسات‬ ‫المعنية للقطع مع الظواهر المشينة وتوفير األجواء‬ ‫المالئمة للمصطافين ضمانا الستمرارية توافد‬ ‫الزوار وتشجيع المشاريع السياحية بالمنطقة والرفع‬ ‫من تنافسيتها‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬غ�شت ‪2016‬‬

‫العدد ‪849‬‬

‫إقتصاد‬ ‫‪ 1,3‬مليار درهم أرباح صافية لمجموعة البنك الشعبي‬ ‫سجلت األرب��اح الصافية بمجموعة البنك‬ ‫الشعبي لحصة المجموعة خالل النصف األول‬ ‫من السنة نموا بـ ‪ 13‬في المائة لتصل إلى مليار‬ ‫و‪ 397‬مليون درهم مقابل مليار و‪ 237‬مليون‬ ‫درهم خالل الفترة ذاتها من السنة الماضية‪.‬‬ ‫وتميز النصف األول من سنة ‪ 2016‬بانتعاشة‬ ‫األنشطة في السوق المغربي حيث سجلت نموا‬ ‫ب ‪ 5‬في المائة وبلغ الناتج الصافي البنكي ‪7‬‬ ‫ماليير درهم‪ .‬وهو ما يؤكد على نجاعة األداء‬ ‫التجاري للمجموعة وموقعها كأول مستقطب‬ ‫لالدخار‪ .‬وبلغت قيمته ما استقطبته المجموعة‬ ‫خالل النصف األول من السنة الجارية ‪ 7‬ماليير خاصة لدى الزبناء الخواص‪ .‬وبالموازاة مع ذلك سجلت‬ ‫ودائع الزبناء لدى البنك ارتفاعا بلغت نسبته ‪ 1،6‬في المائة إلى ‪ 154،3‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وسجل جاري القروض التي منحها البنك الشعبي للزبناء تحسنا بنسبة ‪ 2،6‬في المائة ليصل إلى ‪215،7‬‬ ‫مليار درهم‪ .‬بلغت حصة السوق للمجموعة البنكية من حيث تمويل االقتصاد ‪ 25‬في المائة خالل الصنف‬ ‫األول من السنة الجارية‪.‬‬ ‫وتعزز أداء المجموعة بتوسيع شبكتها البنكية من خالل افتتاح ‪ 58‬وكالة بنكية جديدة ليرتفع عدد‬ ‫الوكاالت البنكية للمجموعة إلى ألف و ‪ 413‬وكالة إلى غاية نهاية يونيو الماضي‪.‬‬ ‫ونما الناتج البنكي الصافي للبنك الشعبي بنسبة ‪ 5،5‬في المائة إلى ‪ 8،1‬مليار درهم‪ ،‬فيما عرفت‬ ‫األرباح الموحدة الصافية شبه استقرار حيث حققت نموا طفيفا بنسبة ‪ 0،5‬في المائة إلى ‪ 1،7‬مليار درهم‪،‬‬ ‫فيما بلغت األرباح الصافية لحصة المجموعة ‪ 1،4‬مليار درهم‪ ،‬مسجلة نموا بنسبة ‪ 13‬في المائة‪.‬‬ ‫وخالل النصف األول من السنة الجارية‪ ،‬أدمج البنك الشعبي المركزي البنك الشعبي للجديدةـ آسفي‪،‬‬ ‫بعد تأشير الهيئة المغربية لسوق الرساميل ـ ماي الماضي ـ على عملية اإلدماج‪ .‬وجاءت عملية اإلدماج‪،‬‬ ‫التي ستكون لسريان مفعرلها أثر رجعي ابتداء من فاتح يناير ‪ ،2016‬حيث سيتم اعتبار جميع العمليات‬ ‫التي أنجزها البنك الشعبي للجديدة ـ آسفي منذ هذا التاريخ إلى غاية تاريخ اإلنجاز النهائي لإلدماج وكأنها‬ ‫تمت بقوة القانون لحساب البنك الشعبي المركزي‪.‬‬ ‫‪mmmmmm‬‬

‫‪ 11‬ألف ورقة نقدية مزورة ضبطها بنك المغرب‬ ‫كشف بنك المغرب في تقريره السنوي الذي‬ ‫تم تقديمه مؤخرا أمام جاللة الملك ‪ ،‬أنه في‬ ‫سنة ‪ 2015‬تم إحصاء ‪ 10‬آالف و‪ 919‬ورقة‬ ‫بنكية مزورة‪ ،‬أو ما يعادل ‪ 1،3‬مليون درهم وهو‬ ‫ما يشكل استقرارا في الحجم والقيمة مقارنة‬ ‫بسنة ‪.2014‬‬ ‫وأكد التقرير أن نسبة تزوير األوراق البنكية‬ ‫المغربية ظلت دون العتبة التي حددها بنك‬ ‫المغرب في ‪ 20‬ورق��ة بنكية م��زورة عن كل‬ ‫مليون ورق��ة متداولة‪ ،‬حيث استقرت في ‪8‬‬

‫ورقات من كل مليون ورقة‪.‬‬ ‫على الصعيد الدولي (‪ 27‬ورقة بنكية من كل مليون ورقة بالنسبة إلى االتحاد األوربي و‪ 39‬ورقة بنكية‬ ‫من كل مليون في المملكة المتحدة و‪ 61‬ورقة في المكسيك)‪ ،‬وذلك‪ ،‬على الخصوص‪ ،‬بفضل التدابير التي‬ ‫اتخذها بنك المغرب في إطار سياسة الورقة النظيفة وكذا جهود السلطات المغربية في محاربة تزييف‬ ‫العملة‪ ،‬يقول البالغ‪.‬‬ ‫كما كشف بنك المغرب‪ ،‬في‪ ‬تقريره السنوي ‪ ،‬أنه تلقى‪ ،‬خالل العام الماضي‪ 513 ،‬شكاية من زبناء‬ ‫المؤسسات البنكية‪ ،‬وتوزعت الشكايات‪ ،‬حسب التقرير‪ ،‬حول المشاكل المرتبطة بتسيير الحسابات بنسبة‬ ‫‪ 39‬في المائة‪ ،‬وشروط اإلقراض بنسبة ‪ 28‬في المائة‪ ،‬ووسائل األداء بنسبة ‪ 18‬في المائة‪.‬‬ ‫وأضاف التقرير أنه تمت تسوية حوالي ‪ 70‬في المائة من ملفات المشاكل في ‪ 2015‬لفائدة المشتكين‪،‬‬ ‫الفتا االنتباه إلى أن البنك عالج ‪ 2012‬طلب معلومات حول الحسابات‪ ،‬تقدمت بها السلطات القضائية‪،‬‬ ‫‪ 322‬طلب بحث عن الحسابات لفائدة الورثة‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بمركز الوساطة البنكية‪ ،‬أشار تقرير البنك المركزي إلى أنه خالل السنة الثانية من دخوله‬ ‫حيز التنفيذ شهد نموا تدريجيا لنشاطه‪ ،‬سواء في إطار المكون األول المسمى «مؤسساتي»‪ ،‬والذي يتم‬ ‫اللجوء إليه بشكل طوعي ومجاني بالنسبة إلى النزاعات التي تعادل قيمة مبلغها أو تقل عن مليون درهم‪،‬‬ ‫أو المكون الثاني المسمى «تعاقدي»‪ ،‬الذي يتم اللجوء إليه بمقابل‪.‬‬ ‫وأضاف التقرير‪ ،‬أنه‪ ‬بنسبة إلى المكون األول‪ ،‬قام مركز الوساطة بمعالجة ‪ 216‬ملفا اعتبرها مقبولة‪،‬‬ ‫فيما تلقى‪ ،‬بالنسبة إلى المكون الثاني الذي تم‪ ،‬إنشاؤه حديثا‪ 5 ،‬ملفات‪ ،‬وتعلقت طلبات الوساطة التي‬ ‫تمت معالجتها في ‪ 2015‬باالعتراض على التقييدات المحاسبية بنسبة ‪ 29‬في المائة‪ ،‬وإغالق الحسابات‬ ‫بالنسبة نفسها‪ ،‬وتحصيل الديون المتعلقة ببعض الحاالت االجتماعية بنسبة ‪ 9‬في المائة‪ ،‬وتسليم‬ ‫الوثيقة بنسبة ‪ 9‬في المائة‪.‬‬ ‫كما قام البنك المركزي‪ ،‬خالل العام الماضي ـ يضيف التقرير ـ بمواكبة القطاع البنكي في االستعداد‬ ‫لمراعاة األحكام القانونية المتعلقة بحماية المستهلك‪ ،‬والتي تم خالل هذه السنة نشر النصوص‬ ‫التطبيقية المتعلقة بها ذات الصلة بقسم االستدانة‪ ،‬وتحديد موعد دخولها حيز التنفيذ في أبريل ‪،2016‬‬ ‫كما عمد أيضا إلى إعداد المناشير التطبيقية ألحكام القانون البنكي الجديد‪.‬‬ ‫وأوضح بنك المغرب‪ ،‬أن مركز الوساطة‪ ،‬الذي أحدثه بنك المغرب من أجل حل المنازعات بين البنوك‬ ‫وزبنائها‪ ،‬قام بمعالجة نحو ‪ 220‬ملفا‪ ،‬تتعلق باالعتراض على التقيدات المحاسبية بنسبة ‪ 29‬في المائة‪،‬‬ ‫ونفس النسبة بالنسبة إلغالق المحاسبات‪ ،‬و‪ 9‬في المائة بالنسبة لتحصيل الديون المتعلقة ببعض‬ ‫الحاالت االجتماعية‪ ،‬و‪ 9‬في المائة تتعلق بتسليم الوثائق‪.‬‬

‫‪ 90‬مليار درهم خسارة سنوية بسبب استنزاف األوربيين‬ ‫للثروة السمكية‬ ‫تقول بعض األخبار إن وزارة الفالحية تعد‬ ‫تقريرا قويا في موضوع خروقات السفن األوربية‬ ‫والروسية في الساحل المغربي‪ ،‬وستواطؤ بعض‬ ‫المراقبين والمسؤولين معهم‪ ،‬وكذلك استعمال‬ ‫آليات متطورة جدا تقضي على الثروة السمكية‬ ‫وتهدد التوازن البيئي بالساحل المغربي‪.‬‬ ‫وأب���رزت بعض المعطيات أن المراكب‬ ‫األجنبية‪ ،‬التي تصطاد في المياه المغربية‬ ‫بموجب اتفاقيات الصيد البحري‪ ،‬تستنزف‬ ‫الثروات السمكية في البحور المغربية‪ ،‬حيث‬ ‫تصطاد ضعف ما هو متفق عليه في االتفاقيات‬ ‫المشتركة التي السمكية الثمينة عبر استعمال أدوات صيد محظورة في المغرب‪ ،‬رغم المراقبة الشديدة‬ ‫التي تفرضها السلطات المغربية مؤكدا في نفس السياق أن بعض المراكب التابعة لبلدان االتحاد‬ ‫األوروبي تصطاد كميات تتجاوز بكثير ما هو منصوص عليه في االتفاقيات المشتركة بسبب تواطؤ بعض‬ ‫المراقبين الذين تكلفهم السلطات المغربية بتدقيق الكميات المفرغة‪.‬‬ ‫واستنادا إلى المعطيات ذاتها فإنه رغم استعمال المغرب تقنيات متطورة جدا من أجل مراقبة صيد‬ ‫السفن األجنبية بالسواحل المغربية فإن هاته السفن تنتهك باالتفاقيات الثنائية‪ .‬إذ في سنة ‪2015‬‬ ‫وحدها اصطادت‪ ،‬حسب تقريرات رسمية أكثر من ضعف ذلك ـ ثم إن األدوات المتطورة التي تستعملها‬ ‫هذه السفن تهدد الثروة السمكية والمغربية‪ ،‬خاصة في المناطق التي ال تزال مصنفة ضمن المناطق‬ ‫الغنية باألسماك‪.‬‬ ‫‪mmmmmm‬‬

‫المغرب ثالث مستثمر ومصدر بالقارة السمراء‬ ‫حسب البنك اإلفريقي للتنمية‬ ‫أكد البنك اإلفريقي للتنمية أن المغرب‬ ‫أصبح مستثمرا وازنا في إفريقيا جنوب الصحراء‪،‬‬ ‫عبر تسريع وتيرة جهوده في هذا المجال خالل‬ ‫السنوات الـ ‪ 15‬األخيرة‪.‬‬ ‫وأضاف البنك‪ ،‬في مذكرة نشرت على موقعه‬ ‫اإللكتروني الرسمي‪ ،‬أن المغرب يأتي في‬ ‫المرتبة الثالثة إفريقيا بخصوص المستثمرين‬ ‫األجانب على مستوى القارة بعد جنوب إفريقيا‬ ‫ومصر‪.‬‬ ‫ونقل البنك عن وزير االقتصاد والمالية‪،‬‬ ‫محمد بوسعيد‪ ،‬قوله بإلغاء الرسوم الجمركية‬ ‫على جميع الدول اإلفريقية جنوب الصحراء‪ ،‬مشيدا ببراغماتية هذا القرار ودوره الكبير في تعزيز التكامل‬ ‫في القارة‪.‬‬ ‫وذكر البنك بالزيارة التي قام بها مؤخرا للمغرب‪ ،‬رئيسه‪ ،‬أكينوومي أديسينا‪ ،‬وأثنى على جودة التعاون‬ ‫مع المغرب‪ ،‬أحد األعضاء المؤسسين للمؤسسة المالية و زبونها األول‪.‬‬ ‫وذكر أديسينا‪ ،‬الذي أعرب عن ارتياحه خاصة في ما يتعلق بمعدل اإلنفاق المعروض (‪ 52‬في المائة)‪،‬‬ ‫بأن المغرب يعد أحد محتضني مشاريع البنك اإلفريقي للتنمية األكثر أداء في القارة‪.‬‬ ‫وأش��ارت الوثيقة ذاتها إلى أن البنك أش��اد أيضا بإنجازات المغرب على المستوى االقتصادي‬ ‫واستراتيجياته في التنمية‪ ،‬وكذا أهمية دوره في القارة‪ .‬وحسب رئيس البنك اإلفريقي للتنمية‪ ،‬فإن ‪ 85‬في‬ ‫المائة من االستثمارات األجنبية المباشرة للمملكة موجهة إلفريقيا‪ ،‬مشيدا بالرغبة التي عبر عنها المغرب‬ ‫للعودة إلى االتحاد اإلفريقي‪.‬وبخصوص المؤتمر العالمي للمناخ (كوب ‪ )22‬المقرر عقده في نونبر المقبل‬ ‫في مراكش‪ ،‬جدد البنك تأكيد التزامه بالدعم الكامل للمغرب‪.‬‬ ‫يشار إلى أن الرئيس أديسينا قدم‪ ،‬خالل زيارته للمغرب‪ ،‬مقترحا ملموسا أوليا يتعلق بإحداث صندوق‬ ‫مع المغرب تحت اسم «برايفت إيكويتي» للرفع من االستثمارات في المجال الفالحي‪.‬كما أن البنك دعا‬ ‫المغرب إلى تقديم الخبرة التي طورها في عدد من القطاعات لباقي البلدان اإلفريقية من أجل االستفادة‬ ‫منها‪.‬‬

‫أرض ّ‬ ‫محفظة للبيع‬ ‫• مساحتها ‪ 4493 :‬متر مربع‬ ‫• الموقع ‪ :‬عزيب أبقيو قرب‬ ‫المنطقة الصناعية مغوغة‪.‬‬ ‫• واجهة على الطريق‬

‫الثمن يتفق بشأنه‬ ‫االتصال برقم الهاتف ‪0661836556/0656630629 :‬‬ ‫أو على عنوان الجريدة‬


‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬غ�شت ‪2016‬‬

‫العدد ‪849‬‬

‫من تنظيم فرع اتحاد كتاب المغرب بشفشاون‬ ‫تقديم ديوان‪ “ :‬خبز ومقام انصراف “‬

‫فضاء األنثـى ‪:‬‬

‫اتركوا الن�ساء يع�شن‬ ‫حياتهن‪! ‬‬

‫نظم أخيرا اتحاد كتاب المغرب فرع‬ ‫شفشاون لقا ًء أدبيا لتقديم كتاب الباحث‬ ‫والشاعر ذ‪ .‬محمد ابن يعقوب “ خبز ومقام‬ ‫انصراف” بمشاركة الكاتب والناقد د‪ .‬محمد‬ ‫الفهري والباحث ذ‪ .‬خالد الغزواني ‪ ،‬وحضور‬ ‫العديد من الفعاليات الثقافية والجمعوية من‬ ‫شفشاون وتطوان وطنجة‪.‬‬

‫‪ -‬بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬

‫وأشار الكاتب العام لفرع اتحاد كتاب‬ ‫المغرب بشفشاون الذي نسق وقائع هذا‬ ‫اللقاء ذ‪ .‬عبد الجواد الخنيفي إلى أن الشاعر‬ ‫ابن يعقوب يستلهم مدينة شفشاون في‬ ‫جل كتاباته باعتبارها نافذة تطل على العالم‬ ‫وعلى اآلخر وعلى طرائق اإلبداع والفنون‪..‬‬ ‫وعلى ذلك االنتماء المشترك إلى اإلنسان ‪...‬‬ ‫ووضع الكاتب والناقد د‪ .‬محمد الفهري‬ ‫تجربة الشاعر محمد ابن يعقوب داخل‬ ‫السياق العام للمنجز الشعري ‪ ،‬مشيرا إلى‬ ‫أن فاتحة بدايات تجربته انطلقت من داخل‬ ‫البيت الصوفي ‪ ،‬متشبعة باألجواء الروحانية‬ ‫والفيوضات اإلشراقية ‪ ،‬وقد تمثل هذا الملمح‬ ‫في ديوانه األخير من خالل الكلمات ذات‬ ‫النزوع الصوفي‪ ..‬وكذلك من خالل التعابير‬ ‫والصور التي كان يستعيرها – أيضا – من‬ ‫الموروث الصوفي بشكل معلن تارة ومبطن‬ ‫تارة أخرى‪ .‬واعتبر الناقد د‪ .‬محمد الفهري‬ ‫أن قصيدة‪ “ :‬صمت يترفق أجنحة الليل” ‪،‬‬ ‫نموذجا رائعا للتجربة الشعرية الصوفية داخل‬ ‫هذا المنجز الشعري ‪ ،‬تسعى إلى ترسيخ قيم‬ ‫المحبة واإلخاء لدى اإلنسان ‪ ،‬والسمو بأخالقه‬ ‫ووجدانه وذوقه ‪ ،‬واالرتقاء بنفسه في معارج‬ ‫الكمال والبهاء والجمال‪...‬‬

‫وأشار الباحث ذ‪ .‬خالد الغـــزواني إلى‬ ‫أن اللحظة الشعريــــة عند الشاعر محمد‬ ‫ابن يعقوب تتميز بعمق السؤال الدهراني‬ ‫واالبتعـــاد عن النمطيـــة الشعرية واإليقاع‬

‫البطيء ‪ ،‬ليعانق اإلنسانية بأرقى معانيها‬ ‫وبلونها القرمزي ‪ ،‬ويرصد في أنجمها رعب‬ ‫الطفولة وألم الحيوان وسكارى الليل ‪ ،‬ليقدم‬ ‫حلما يحتضن حمرة البؤس بيده المرتعشة‪...‬‬

‫اختتام فعاليات الدورة األولى للشاون إيكسبو‬

‫اختتمت يوم السبت ‪ 30‬يوليوز الماضي‪،‬‬ ‫فعاليات النسخة األولى للشاون إكسبو‪ ،‬الذي‬ ‫نظمته جمعية ماري جوا للديكور‪ ،‬منذ يوم‬ ‫الخميـــس ‪ 28‬منــه تحــت شعار ”شفشاون‬ ‫عرس وحضارة”‪ .‬وقد تضمن برنامج الدورة‬ ‫األولى العديد من األنشطة التي تتخللها‬ ‫فقرات متنوعة‪ ‬حيث شهد حفل االفتتاح الذي‬ ‫احتضنه أحد فنادق مدينة شفشاون الكرنفال‬ ‫االستعراضي الذي كان موجها للسياح وزوار‬ ‫المدينة‪ ،‬وذلك من أجل التعريف بالمدينة‬ ‫وتراثها‪ ،‬حيث انطلق من القصبة بالمدينة‬ ‫العتيقة في اتجاه اوطا حمام‪ ،‬كما تم تنظيم‬ ‫عرض لألزياء التقليدية احتضنه فضاء القصبة‬ ‫التاريخي‪.‬‬

‫األخصائية النفسية و الجنسية أمال شباش‬ ‫إلى جانب ورشات تكوينية وعروض تقليدية‬ ‫لنقش الحناء‪ ،‬ولألزياء التراثية‪ ،‬وحفالت‬ ‫موسيقية للفن األصيل‪.‬‬ ‫وحسب المنظمين فإن هذه التظاهرة‬ ‫تهدف بالدرجة األولى إلى االحتفاء بالفنون‬ ‫والعادات التقليدية التي تتميز بها المنطقة‬ ‫وتقريبها للزوار وللسيــاح على الخصوص‪،‬‬ ‫و التعريــف بالموروث التاريخي للعــرس‬ ‫الشفشاوني‪ ،‬والمساهمة في استمرار يته مع‬ ‫إبراز دوره الثقافي واالجتماعي واالقتصادي‪،‬‬ ‫كما تروم هذه التظاهرة التراثية‪ ،‬التي تقام‬ ‫بالتعــاون مع عدة شركاء‪ ،‬إثارة المسؤولين‬ ‫إلى دعم مثل هذه التظاهرات الهادفة إلى‬ ‫صيــــانـــة الموروث الثقافـــي الالمــادي‪،‬‬ ‫والمحافظــة عليه من الضيـــاع واالندثــار‪،‬‬ ‫وبالتالي المساهمة في خلق رواج سياحي‬ ‫واقتصادي بمدينة شفشاون‪.‬‬

‫كما اشتمل برنامج الشاون إكسبو على‬ ‫تنظيم عرس جماعي محلي‪ ،‬يهدف باألساس‬ ‫إلى ترسيخ روح الهوية المحلية والطقوس‬ ‫والعادات والتقاليد المحلية العريقة‪ ،‬تخلله‬ ‫حفل فني‪ ،‬كما تم تنظيم محاضرة ألقتها‬

‫ما رجوت العود‬ ‫شعر ‪:‬‬

‫عبد الرحمن‬ ‫زوزيو‬ ‫أيا‬ ‫الئمي ما محوت الوصل‬ ‫و ما‬ ‫رجوت العود‬ ‫و ال‬ ‫طول الهجر‬ ‫صب‬ ‫غضبك في ماء الورد‬ ‫و رشه‬ ‫نسيما يصون الوعد‬ ‫تتوارى‬ ‫حمرة الخد وراء الشمس‬ ‫و دم‬ ‫القلب يحجب القسوة و الصد‬ ‫سترنو‬ ‫العيون إلى عشق شق العظم‬ ‫و ترثي‬ ‫رمادا أعمى مقلة العين‬ ‫يا‬ ‫قلب قد وهن الصمت و ناح العمر‬ ‫فال‬ ‫تصخب في بوحك و دع الغدر‬

‫‪8‬‬

‫م‪.‬ح‬

‫دراجات كهربائية صديقة للبيئة‬ ‫بشفشاون‬

‫بادرة طيبة أقدمت عليها الجماعة‬ ‫الحضرية لمدينة شفشاون‪ ،‬تمثلت في اقتناء‬ ‫ست دراجات كهربائية صديقة للبيئة‪ ،‬كتجربة‬ ‫أولية‪ ،‬في أفق تعميمها عبر تراب الجماعة‬ ‫الحضرية لشفشاون‪ ،‬ليؤكد بالملموس‬ ‫انخراط مدينة شفشاون‪ ،‬في العمل من أجل‬ ‫توفير بيئة نظيفة لساكنة هذه المدينة‪.‬‬ ‫في خطوة جديرة باالهتمام‪ ،‬بدأت الجماعة‬ ‫الحضرية لمدينة شفشاون استخدام دراجات‬ ‫كهربائية صديقة للبيئة‪.‬‬ ‫هذاالمشروع النموذج الذي يساهم‬ ‫فيه االتحاد األوربي‪ ،‬يدخل باألساس ضمن‬ ‫استراتيجية الجماعة‪ ،‬الهادف إلى المحافظة‬ ‫على البيئة‪ ،‬حيث تم توزيع أربع دراجات على‬

‫مراقبي التعمير‪ ،‬وواحدة على المركز الطاقي‪،‬‬ ‫وأخرى على المركز البيئي التابعين للجماعة‬ ‫الحضرية‪.‬‬ ‫هذا المشروع الذي يعد تجربة فريدة‬ ‫من نوعهاعلى الصعيد الوطني‪ ،‬يبين مدى‬ ‫انخراط مدينة شفشـــاون في المحافظــة‬ ‫على البيئة وذلك عن طريق اتخاذ إجراءات‬ ‫ملموسة على أرض الواقع‪ ،‬باستعمال تقنيات‬ ‫جديدة‪ .‬وتأتي تزامنا مع مؤتمر (ميد كوب‬ ‫‪ )22‬الذي احتضنته مدينة طنجة حول البيئة‪،‬‬ ‫واستعدادا للمؤتمر الدولي (كوب ‪ )22‬حول‬ ‫التغيرات المناخية الذي سينعقد بمدينة‬ ‫مراكش‪ ،‬في شهر نوفمبر المقبل‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬

‫مع كل صيف جديد‪ ،‬جدل جديد حول لباس النساء بين معارض‬ ‫الختيارات النساء في ما يرغبون فيه من اللباس وغير مبال ‪ ،‬إال أن‬ ‫الفريق األول غالبا ما يتخطى عتبة الجدل الهادئ الذي ال عيب فيه‬ ‫وال منه‪ ،‬إلى الترافع بعنف لفظي ولغوي مستعينا ببعض الرواسب‬ ‫«األخالقية» التي لم يقتنع بعد أنها متجاوزة ‪ ،‬فكريا وعمليا ولم يعد‬ ‫لها مكان في أغلب الممارسات االجتماعية‪.‬‬ ‫أصحاب الفكر الضيق‪ ،‬ال زالوا ينظرون إلى المرأة نظرتهم‬ ‫لقاصر توجد تحت حجرهم وحمايتهم‪ ،‬وبالتالي فإنها ال تملك من‬ ‫أمرها شيئا‪ ،‬يتحكمون في مأكلها وملبسها ومشيتها وشهواتها‬ ‫واختياراتها ‪...‬باختصار ‪ ،‬في مصيرها الذي يعتقدون ‪ ،‬عبثا‪ ،‬أنه بين‬ ‫أيديهم‪.‬‬ ‫ومؤخرا‪ ،‬أطلقت نساء من طنجة‪ ،‬كما قيل‪ ،‬حملة فيسبوكية‬ ‫للمطالبة ببحر للنساء وبحر للرجال حتى يتصرف المستحمات‬ ‫بحريتهن ويمارسن االستحمام بالشاطئ دون «عــري أو تبــرج»‪،‬‬ ‫وتفاديا لـ «المنكر» وللمعصية و«اللعنة»‪.‬‬ ‫هذه مسألة اختيارات‪،‬لكل منا الحق في التفكير بها وإعالنها‬ ‫بطريقة متحضرة وفي نطاق سجال مدني يهدف إلى تحقيق التوافق‬ ‫داخل المجتمع وليس إلى تهديد المواطنات‪ ،‬عبر نشر صور نساء‬ ‫وفتيات بل وطفالت‪ ،‬بلباس البحر‪ ،‬بعد اتهامهن بنشر «مظاهر‬ ‫الرذيلة والفجور على الشواطئ المغربية»‪.‬‬ ‫إال أن تكاثر أعداد المشتكين والمشتكيات من تلك الحملة دفع‬ ‫إدارة الفايسبوك إلى إغالق الموقع وحذف الصفحة التي أحدثت ضجة‬ ‫كبرى داخل فئات عريضة من المجتمع تؤمن بأن اللباس جزء من‬ ‫حرية األفراد والجماعات وأن تعبير «المالبس الفاضحة»‪ ،‬والتبرج‪،‬‬ ‫والمجتمع المحافظ ‪ ،‬والتقاليد‪ ،‬مفاهيم نسبية تختلف من بلد آلخر‪،‬‬ ‫ومن مدينة ألخرى بل ومن عائلة لعائلة‪ .‬المهم أن نصل إلى «توافق»‬ ‫مجتمعي حول تلك المفاهيم التي كثيرا ما تنطوي على جرعات قوية‬ ‫من النفاق المجتمعي‪.‬‬ ‫دعاة «الشواطئ النسائية» يتحججون بأن في لباس النسوة‬ ‫لمايوهات البحر «إثارة» لشهوة الرجال‪ ،‬وفتنة‪ .‬فلم ال يقال نفس‬ ‫الشيء بالنسبة للرجل‪ ،‬الذي يمكنه أن يستحم ويتجول بالشواطئ‪،‬‬ ‫بين المستحمات وهو شبه عار إال من ورقة التوت التي تستر ما‬ ‫تستطيع أن تستر‪ ،‬أليس في ذلك إثارة وفتنة بالنسبة للنساء؟‪.....‬‬ ‫في الصيف يصبح الشاطئ مسرحا لصراعات مسمومة حول لباس‬ ‫البحر‪ ،‬على خلفيات ال تكون دائما على قدر كاف من االلتزام باألخالق‬ ‫والتقاليد‪ ،‬التي هي قضية تربية ووعي مجتمعي ‪ ،‬هذه التربية التي‬ ‫تختفي حين تحضر المرأة التي هي في نظر فئات عريضة من المجتمع‬ ‫مجرد جسد إلثارة الشهوة والفتنة‪ ،‬وتدفق الغرائز الجنسية وينسى‬ ‫الكثيرون أن المرأة كيان مستقل بذاته وأفكاره وثقافته ومعتقداته‬ ‫وطموحه‪ ،‬وأنه خرج من طوق الحجر والوصاية التي مارسها عليها‬ ‫الرجل بحكم القوامة المزعومة التي فقدت الكثير من مقوماتها‬ ‫الثقافية حين تعلمت المرأة وفق ما جاء به الدين الحنيف من أن‬ ‫طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة‪ ،‬وخرجت للعمل‪ ،‬وأصبحت‬ ‫قادرة على توفيرالعديد من حاجيات البيت وتربية األطفال‪ ،‬بل‬ ‫أصبحت في الكثير من األحايين المسؤولة عن التكفل‪ ،‬كليا‪ ،‬بنفقات‬ ‫األسرة‪ .‬وهي ال تخفي سعادتها بذلك‪ ،‬وتعتبر أنه من مسؤولياتها‬ ‫الزوجية األكيدة‪ ،‬تباشرها بال تشك وال تذمر‪ ،‬كما يفعل بعض الرجال‬ ‫من باب «المن» على زوجاتهم‪.‬‬ ‫المسألة إذن مسألة تربية على التعايش «السليم» «المعقلن»‬ ‫بين «النوعين» في مجتمع «يجب» أن يتطور في هذا االتجاه بالعلم‬ ‫والتربية واألخالق‪ ،‬تقوم في ذلك األسرة والمدرسة والمجتمع ككل‬ ‫بدور هام‪.‬‬ ‫أعلم أنني أدور في فلك النظريات‪ ،‬فالمدرسة فقدت دورها األولي‬ ‫في التربية ‪ ،‬واألسرة رفعت يديها عن التوجيه التربوي‪ ،‬والمجتمع‬ ‫كما ترون‪ ،‬عنف وسيوف وتهديدات مستمرة على ناصية الطريق‬ ‫بالنهار والليل‪ ،‬واعتداءات خطيرة تكون النساء ضحاياها المستهدفة‬ ‫بامتياز‪ ،‬ومدن افتقدت األمن واألمان إلى درجة أن صرخت في وجه‬ ‫الجميع‪ :‬كفى‪ ! … ‬نطالب بـ «زيرو اكريساج»‪ ......!!! ‬ويبدو أن صرخة‬ ‫الشعب وصلت إلى أذن من يجب‪ ...‬فتحركت اآللة‪...‬‬ ‫لقد تكاثرت المعاول على النساء وتفصح دعاة التطرف والغلو في‬ ‫التضييق عليهن في حياتهن التي هي ملك لهن ‪ ،‬ال وصاية ألحد‬ ‫عليهن وال حجر وال كنف ‪ ،‬بل إنهن مسؤوالت عن أفعالهن وأقوالهن‬ ‫وسلوكهن‪ ،‬بنفس درجة مسؤولية الرجل داخل مجتمع منظم‪ ،‬يتوق‬ ‫إلى التحديث والتطور‪« .‬إنما النساء شقائق الرجال‪ ،‬ما أكرمهن إال‬ ‫كريم وما أهانهن إال لئيم»‬


‫العدد ‪849‬‬

‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬غ�شت ‪2016‬‬

‫قصة أطلس وأنتايوس ووالدة طنجة على يد‬ ‫أقدم أبطال المغرب القديم ما قبل الفينيقيين‬ ‫الشك عند الباحثين األثرييين أن الفينيقيين عندما توافدوا‬ ‫على سواحل المغرب الكبير وجدو شعوب وقبائل تسكن أراضي‬ ‫وجبال المغرب وسموا بالسكان األصليين للمغرب القديم وهذه‬ ‫المرحلة تجاهلها الدارسون وبينما تعتبر منطلقا اصليا لحضارة‬ ‫المغرب العريقة بعد عهود ماقبل التاريخ‪.‬‬ ‫فلقد تواترت بعض اإلشارات عند الكتاب اإلغريق حول هذه‬ ‫الفترات الغابرة منذ الشاعر هوميروس ومنهم من أكد استسقاء‬ ‫هذه اإلشارات من المرحلة الفرعونية من مصر الفرعونية والتي‬ ‫تفيد من جهة أن المغرب عرف قبل مجيء الفينيقيين نموا حضاريا‬ ‫في الميدان الفالحي والعمراني والعلوم والديانة والسياسة ومن‬ ‫جهة أخرى فان هذا التقدم الحضاري كان له صدى وإشعاع وتأثير‬ ‫بليغ في العالم اإلغريقي األمر الذي أثار حفيظة المينويين فصاروا‬ ‫أندادا ومنافسين للمعبود الليبي [بوسدنيوس] والد أقدم أبطال‬ ‫وملوك المغرب القديم وهما [انتايوس]و[أطلس]‪.‬‬ ‫وغني عن البيان القصة األسطورية حول مصارعة هرقل‬ ‫النتايوس تنطوي على تلك المنافسة مع العالم اإلغريقي وتقدر‬ ‫هذه المرحلة تاريخيا راجعة لزمن المملكة الفرعونية الوسطى‬ ‫وللمقدمات الحضارية في العالم اإلغريقي وقد كنا قد تطرقنا‬ ‫للمرحلة الفرعونية الوسطى في عدد سابق ألبحاثنا المتواضعة‬ ‫عن رجوح نظري لتماثيل اغيل امدغار إلى تلك الديانة اآلمونية‬ ‫التي استيقت من مصر الفرعونية وعن المقابر البونية المحفورة‬ ‫في الكهوف الطبيعية أو عبر الدهاليز األرضية والطقوس‬ ‫الممارس لها وكلها راجعة لتلك الديانة المصرية القديمة[انظر‬ ‫الصور]‪.‬‬ ‫وان هذه القصة األسطورية تتيح لنا بالتعرف عن زمن وتاريخ‬ ‫تلك الفترة المعروفة تاريخيا بالحضارة المينوية وترجع إلى مابين‬ ‫األلفين الثالث والثاني قبل الميالد حتى حدود القرن الثاني قبل‬ ‫الميالد‪.‬حينها ظهر الفينيقيون على مسرح األحداث في الحوض‬ ‫الغربي للمتوسط‪.‬‬ ‫إن الكتاب القدماء أشاروا لهذه المراحل التاريخية على أنها كانت موجودة في وقتهم وبما يروي‬ ‫بومبونيوس ميال في هذا الصدد مايلي‪ »:‬كان انتايوس ملكا على موريتانية ومما يؤكد وجود ربوة‬ ‫على ضريح هذا العمالق والتي يبدو شكلها على هيئة إنسان نائم على ظهر»‪ .‬وفي حديث الكاتب عن‬ ‫طنجة قال ‪»:‬إنها مدينة قديمة جدا أنشأها الملك الموري انتايوس والدليل توفر المدينة على درع ضخم‬ ‫مصنوع من جلد فيل وهوال يناسب ـ حاليا أي فترة الكاتب مومبونيوس ـ أي إنسان بينما كان العمالق‬ ‫انتايوس يستعمله‬ ‫وقد أثارت هذه المخلفات المادية التي كانت سائدة في القديم فضول( القائد الروماني سرطيوس)‬ ‫فنقب في ضريح البطل المغربي «انتايوس» بطنجة حوالي سنة ‪ 82‬قبل الميالد‪.‬‬ ‫والجدير بالذكر أن اإلغريق والرومان اعتادوا على تصوير مصارعة انتايوس الموريتاني مع هرقل‬ ‫هرقل الروماني بصور مختلفة وحيث يظهر هذا الرسم الروماني في وليلي األثرية في مشهد فسيفساء‬ ‫منزل أعمال هرقل وفي لكسوس تم العثور على تمثال يعالج هذه الفكرة ‪.‬‬ ‫ومن قبيل الذكرى الخالدة لعهد أطلس المزدهر مااثار اهتمام (ديدور الصقلي) في هذا الصدد‬ ‫تناوله موضوع ليبيا وهذا قوله ‪«[:‬أن األطلسيين رعايا أطلس هم أكثر الليبيين حضارة في هذه النواحي‬ ‫بامتالكهم أراضي مزدهرة ومدنا كثيرة»‪ .‬ومن تلك المدن ذكر الكاتب مدينة كرني التي حطمتها النساء‬ ‫االمزونات في حملتهن المظفرة على بالد األطلسيين وبعد الصلح الذي تم بين الطرفين والوالء اللذي‬ ‫أبداه األطلسيين لهته النسوة فان ملكة االمزونات التي تدعى[ مورينة] أعادت بناء المدينة وأطلقت‬ ‫عنها اسمها فإلى أي حد يكون اسم مورينة يشبه الموري والموريتاني ودال على اشتقاقه منها ‪.‬‬

‫• بحث وحتقيق جمال البوطيبي‬

‫وهنا نشير إلى أن ذكرى موقع كرني ظلت خالد في الجغرافية‬ ‫التاريخية للمغرب القديم الذي أطلق على اسم بالدهم موريتانية‪.‬‬ ‫والسيما أنها كانـت طريقـــا لرحلـــة حانون القرطاجــي‬ ‫في استكشافاته التاريخية وتحدث( سكولكس) عن لتجارة التي‬ ‫كان يزاولها المور والتي كان يبحر بها الفينيقيين إلى موريتانية‬ ‫وظن احد الكتاب أنها تزخر بالذهب كما نقل (بلنيوس) الشيخ عن‬ ‫بولبيوس مايفيد أن الجزيرة التي تتضمنها موريتانية وتحدث‬ ‫عنها اغلب الكتاب والمؤرخين كانت تقع أقصى جنوب موريتانية‬ ‫وهي مقابلة لجبال أطلس تفصلها ثمانية ستادات عن الساحل‬ ‫بينما الحظ سترابون أن الجزيرة لم يعد لها اثر لكن( بطليموس)‬ ‫حاول إيجاد موقع لها خارج نطاق موريتانيا‪.‬‬ ‫غير أننا النتوفرعلى أية مخلفات مادية حول الوسط األثري‬ ‫لهذه المرحلة الغابرة‪.‬‬ ‫في لكسوس خاصة ألنها من المدن التي تحتوي على هذه‬ ‫المخلفات والمسالة تتطلب مزيدا من التنقيب لتتضح هذه‬ ‫المراحل التاريخية الثقافية على المغرب الجغرافي والمتعدد‬ ‫الحضارات والثقافات ضمن ماتختزله ذاكرة الناس واألمر متعلق‬ ‫بالملك الموري أنتايوس المتمثل في خلود اسم مدينته طنجة‬ ‫وباقتران اسم أطلس باألطلسيين الذين سكنوا المغرب قديما‬ ‫ومازالت ذكرى البطل أطلس بخلود مدينة ليكسوس التي مازال‬ ‫نهر اللكوس ينطوي على اسمها التاريخي العتيق وهي المدينة‬ ‫التي اشتهرت بحدائق (الهسبريات) المنسوبة لبنات هذا الملك‬ ‫المغربي اللذي اعتبر مدينة طنجة مدينته المفضلة وليكسوس‬ ‫عاصمة لموريتانية والتي كانت تتضمن قصرا للبطل( انتايوس)‬ ‫مما يفيد ذالك في حضارة المغرب القديم التي تستمد جذورها‬ ‫من هذه المرحلة التي ازدهرت فيها البالد قبل مجيئ الفينيقيين‪.‬‬ ‫الهوامش‪:‬‬ ‫كتاب امل العدد ‪ 27‬مساهمة االستاذ الباحث محمذ مجذوب بكلية اآلداب المحمدية حول محاولة رصيد االبحاث‬ ‫األثرية بالمغرب صفحات ‪.87-89‬‬ ‫مجذوب‪1995-.‬ص‪,1998,)1(,150-152.‬ص‪ 31.‬مقالة تحت الطبع‪.‬‬ ‫‪ )1‬‬ ‫‪.Pomponius méla 1.25-26 3,10,10‬‬ ‫‪ )2‬‬ ‫‪.Strabon 17,3 ,8,plutarque-sertoirius 9,6‬‬ ‫‪ )3‬‬ ‫‪.Carcopino 1948,p,68‬‬ ‫‪ )4‬‬ ‫‪..Jwennal setires 2, 89, Paussanias 1.10.9.1‬‬ ‫‪ )5‬‬ ‫‪.Tarradell .1959.p.74‬‬ ‫‪ )6‬‬ ‫‪.Diodore de siecle 3.54.1.4.-5‬‬ ‫‪ )7‬‬ ‫‪.Pline l’ancien .5.17‬‬ ‫‪ )8‬‬ ‫‪.Périple d’Hannon‬‬ ‫‪ )9‬‬ ‫‪.Périple de scyla 112 )10‬‬ ‫‪.Polayphatos;apud desanges 1978.p.64 )11‬‬ ‫‪.Pline l’ancien 6.199.;10;22 )12‬‬ ‫‪.Strabon ,1,3,2 )13‬‬ ‫‪.Ptolémée,4,6,14 )14‬‬

‫آيث ورياغـر ‪ :‬قبيلــة من الريــف المغربـــي‬ ‫دراسة إثنوغرافية وتاريخية‬ ‫يعد هذا الكتاب ذا قيمة علمية هامة‪ ،‬إذ سيشفي بدون شك‪ ،‬غليل عموم المثقفين الراغبين في معرفة أدقّ‬ ‫التفاصيل عن بالد ابن عبد الكريم الخطابي ومنطلق مقاومته ضد االستعمار سنة ‪ ،1921‬وهي البالد نفسها‬ ‫التي شهدت انتفاضة ‪ .1959-1958‬كما سيجد فيه الباحثون المختصون ضاّلتهم المنشودة للكشف عن حقائق‬ ‫ومعطيات فريدة حول البنية االقتصادية واالجتماعية والثقافية التي غالباً ما تغفلها الكتابات التاريخية اإلخبارية‪.‬‬ ‫وإذا كان الجزء األول قد ّ‬ ‫ركز على الخصائص الطبيعية والبشرية واالقتصادية للمنطقة وعلى رصد وتحليل‬ ‫البنيات التقليدية في المجتمع الورياغلي بالريف‪ ،‬وكذا تبيان تجلياته الثقافية والدينية‪ ،‬مع ما لهذه المواضيع من‬ ‫أهمية لفهم واستكناه طبيعة هذا المجتمع‪ ،‬فإن الجزء الثاني ال يقل عنه أهمية‪ ،‬إذ يتناول بالدرس والتحليل اإلفرازات‬ ‫السياسية المجهولة في معظمها‪ ،‬لهذا المجتمع ويتتبع تمظهراتها الداخلية والخارجية‪ ،‬سواء إبان عهد الحماية‬ ‫اإلسبانية أو مباشرة بعد االستقالل‪ .‬سيّما وأن هارت قد زاوج في دراسته المخضرمة هاته بين عمل األنتروبولوجي‬ ‫مُركباً ّ‬ ‫ودور المؤرخ فقدّم بذلك عم ًال ّ‬ ‫يوثق ألبرز التحوّالت التي عرفها المجتمع الورياغلي‪ ،‬ويؤرخ ألهم األحداث‬ ‫السياسية التي لعب فيها الورياغليون الدور الرئيس في مغرب القرن العشرين‪ ،‬بدءاً من إجهاضهم سنة ‪،1908‬‬ ‫لـ«الفتنة» التي أشعلها الروكـي بوحمارة‪ ،‬ثم مقاومة االستعمار األوروبي والتصدي للقوى اإلمبريالية بزعامة األمير‬ ‫محمد بن عبد الكريم الخطابي ما بين ‪ 1921‬و‪ ،1926‬ومرورا بالزج بهم في محرقة الحرب األهلية اإلسبانية ‪36-‬‬ ‫‪ ،1939‬فانتهاء بانتفاضة الريف سنة ‪ 1958-1959‬بقيادة محمد سالم أمزيان‪ ،‬هذا ناهيك عن المشاركة في جيش‬ ‫التحرير المغربي وخوض غمار حرب الرمال بين المغرب والجزائر في بداية الستينيات من القرن الماضي‪.‬‬ ‫ولعل ما ينفرد به هارت‪ ،‬وخاصة بالنسبة لمعالجته لحرب الريف التحريرية وانتفاضة ‪ 58-1959‬هو اعتماده‬ ‫على مستجوَبين وشهود عيان ممن عايشوا هذين الحدثين‪ ،‬إلى جانب استناده إلى المصادر المكتوبة كالتقارير‬ ‫العسكرية اإلسبانية وكتابات فرنسية وإنجليزية‪.‬‬

‫فكري بريس‬


‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬غ�شت ‪2016‬‬

‫العدد ‪849‬‬

‫العالمة عبد اهلل كنون يف ردوده وتعقيباته‬ ‫بقلم ‪ :‬سي محمد أملح ‪ /‬تطوان‬ ‫حينما نشرت بجريدة “الشمال ‪”2000‬‬ ‫الشهر الماضي أربعة مقاالت حول العالمة‬ ‫عبد اهلل كنون بمناسبة الذكرى السابعة‬ ‫والعشرين لرحيله (‪ 9‬يوليوز)‪ ،‬كنتُ أظن‬ ‫أنني اكتفيتُ من الحديث عن هذا العالم‬ ‫العالمة في هذا المنبر الصحفي؛ إال أنه‪ ،‬وأنا‬ ‫أتصفح ما كتب عن هذه الشخصية متعددة‬ ‫العطاءات بأقالم كبار المشارقة والمغاربة‪،‬‬ ‫لفتت انتباهي إشارة معبرة ودالة للباحث‬ ‫والدبلوماسي الراحل د‪ .‬عبد الهادي التازي‬ ‫في مقالة قيّمة له نشرها بالعدد األول من‬ ‫السلسلة الجديدة لمجلة “اإلحياء” تحت‬ ‫عنوان “عبد اهلل كنون”‪ .‬قال‪« :‬ومن الطريف‬ ‫أن نجد في صدر الموضوعات التي كانت‬ ‫تأخذ باهتمام كنون الرد والتعقيب على كل‬ ‫ما ينشر في المشرق عن بالد المغرب! فهو‬ ‫ال يتردد في اإلضافات أو التصحيحات‪.»...‬‬ ‫ولما شدتني هذه العبارة السريعة التي‬ ‫تنبئ عن أن الرجل طالع ما طالع بعناية عن‬ ‫شخصية عبد اهلل كنون‪ ،‬قمت ألبحث فيما‬ ‫كتبه العالمة عبد اهلل كنون في كتبه أو‬ ‫على صفحات المجالت المغربية والمشرقية‪،‬‬ ‫فألفيت في ذلك ردوداً عديدة‪ ،‬ومادة ثرة‪،‬‬ ‫بل مواقف عظيمة لم يكن يرتجي منها‬ ‫عبد اهلل كنون سوى خدمة الثقافة المغربية‬ ‫خصوصاً التي تعد لبنة في الثقافة العربية‬ ‫عموماً‪ .‬وتيقنت أن هذه الواجهة التي ظهر‬ ‫بها األستاذ كنون تستحق دراسة نقدية‬ ‫أكبر من أن يسعها هذا المقال‪ .‬ولكن يبقى‬ ‫تسليط الضوء عليها ضربة الزب في انتظار‬ ‫من يوسع الحديث النقدي عن ذلك ويعمقه‪.‬‬ ‫ولست أقصد في تناول ردود عبد اهلل‬ ‫كنون وتعقيباته أن أعرض لتلك المقاالت‬ ‫النقدية السجالية التي نشرت بجريدة‬ ‫“العَ َلم” وكانت بينه وبين األستاذ عبد‬ ‫الرحمان الفاسي‪ ،‬أو تلك التي كانت بينه‬ ‫وبين األستاذ محمد بن تاويت؛ ولكن‬ ‫القصد هو تناول ال��ردود التي كانت بين‬ ‫العالمة عبد اهلل كنون وإخواننا المشارقة‬ ‫أو غيرهم من المستشرقين الذين كان‬ ‫بعضهم يحاول ‪ -‬إما قصداً أو جه ًال ‪ -‬أن‬ ‫يحط من قدر الغرب اإلسالمي علماً وأدباً‬ ‫وثقافة‪.‬‬ ‫لعل عدداً كبيراً من المثقفين يعلم أن‬ ‫كتاب “النبوغ المغربي في األدب العربي”‪،‬‬ ‫الذي صدر سنة ‪1938‬م والذي رفع ذكر عبد‬ ‫اهلل كنون عالياً‪ ،‬جاء تأليفه ‪ -‬كما قال المؤلف‬ ‫ذاته ‪ -‬عندما شعر بواجبه في ضرورة تزويد‬ ‫إخواننا في المشرق بالمادة التي يعتمدون‬ ‫عليها في الحديث عن المغرب‪ ،‬أو كما قال‬ ‫في معرض آخر‪« :‬بعد خلو كتب تاريخ األدب‬ ‫العربي من اإلشارة إلى المغرب وأدبه‪ ،‬ولو‬ ‫بكلمة واح��دة»‪ .‬وقد تابع األستاذ كنون‬ ‫العمل على هذه الغاية في سياق تصحيح‬ ‫وتغيير نظرة المشارقة كما المستشرقين‬ ‫إلى مساهمة المغرب في الثقافة العربية‪.‬‬ ‫فمعلوم أن األستاذ عبد اهلل كنون‬ ‫كان يواظب على متابعة كل ما يكتب في‬ ‫المشرق‪ ،‬فيطالع كتبهم ويقرأ ما يتلقفه من‬ ‫جرائدهم ومجالتهم‪ .‬لذلك‪ ،‬كان على دراية‬ ‫كبيرة بكل ما يكتب عن الغرب اإلسالمي‬ ‫علماً وأدباً وتاريخاً‪ .‬وألجل غيرته على بلده‬ ‫ضد كل المغالطات التي وقع فيها بعض‬ ‫المشارقة سهواً أو جه ًال أو قصداً‪ ،‬كان‬ ‫العالمة كنون ال يفتأ يرد عليهم ويعقب‬ ‫على كالمهم مصوباً ومصححاً بالدليل‬ ‫والحجة في مسائل صغيرة أو كبيرة‪ .‬وحسبنا‬ ‫أن ننظر إلى كتيبه “في اللغة واألدب” الذي‬ ‫صدر ضمن سلسلة شراع “العدد ‪ ،”8‬حيث‬ ‫جمُعت فيه بعض من مقاالته التي كان يرد‬ ‫فيها على بعض المشارقة وغيرهم الذين‬ ‫أخطؤوا في قراءتهم لبعض عناصر األدب‬ ‫المغربي إما لغة أو شخصيات‪.‬‬ ‫ففي اللغة‪ ،‬نقرأ له مقا ًال تحت عنوان‬ ‫“إشكالية معجمية”‪ ،‬حيث رد فيه على‬ ‫األستاذ محمود المالح الذي نشر نقداً علمياً‬ ‫لكتاب “القومية الفصحى” لصاحبه الدكتور‬ ‫عمر فروخ‪ ،‬وذلك في الجزء الثالث من المجلد‬

‫السابع والثالثين من مجلة المجمع العربي‬ ‫بدمشق‪ ،‬وأنجر الحديث في معرض مقاله‬ ‫إلى شخصية النحوي الشهير ابن آجروم‪،‬‬ ‫فقال عنه‪« :‬إنه بربري من أقصى المغرب‪،‬‬ ‫بل ال نكاد ندري أين تقع آج��روم»‪ .‬فقد‬ ‫توهم األستاذ محمود أن “آجروم” هذا اسم‬ ‫لبلدة في المغرب‪ .‬فجاء مقال األستاذ عبد‬ ‫اهلل كنون مصوباً لهذا الخطأ بالشخصية‪،‬‬ ‫وذلك بأسلوب لين يستبطن غيرة وحرقة‬ ‫على هذا الجهل أو التجاهل‪ ،‬إذ قال في‬ ‫جوابه الذي أتى آخر المقال‪«:‬وقد توهم‬ ‫حضرته أن آجروم بلد‪ ،‬وهو في الحقيقة‬ ‫اسم بربري لجد مؤلف اآلجرومية محمد‬ ‫بن داود بن آجروم‪ .‬ومعناه بالعربية الفقير‬ ‫الصوفي‪ .‬وقد ذكر ذلك جل شرّاح المقدمة‬ ‫النحوية‪ .‬وما كنا نظن أن العلماء المغاربة‬ ‫مجهولين لهذه الدرجة بالمشرق»‪.‬‬ ‫ونقرأ في مجال اللغة أيضاً مقا ًال طريفاً‪،‬‬ ‫بل فريداً‪ ،‬رد فيه بنبرة قوية على ما نشرته‬ ‫مجلة الصباح المصرية في عددها (‪)550‬‬ ‫تحت عنوان “بحث إصالحي للمستشرق م‪.‬‬ ‫كوالن”‪ ،‬حيث علقت فيه على ما كتبه هذا‬ ‫المستشرق الفرنسي الذي يهتم باللغة‬ ‫العربية ومقارنة لهجاتها‪ .‬فاألستاذ عبد‬ ‫اهلل كنون لم يستسغ رد المجلة أو تعليقها‬ ‫على الكتاب‪ ،‬فانبرى يرد بنفسه على أباطيل‬ ‫كوالن بالحجة والبرهان‪ .‬قال في بداية‬ ‫تعليقه‪«:‬هذا تعليق الصباح على بحث م‪.‬‬ ‫كوالن‪ ،‬وهو غير كاف في دحض ما يحتويه‬ ‫من أباطيل‪ ،‬فض ًال عن اشتماله على بعض‬ ‫األغالط التي أنجزت إليه من تقريره ألسباب‬ ‫األزمة المزعومة في البحث‪ .‬ونحن لذلك‪،‬‬ ‫نعقب عليه بما يكشف عن غره‪ ،‬ويَمِيزُ‬ ‫لبابه من قشره»‪ .‬ونلمس غضب األستاذ‬ ‫كنون على كوالن عندما غمز إليه بالجاهل‬ ‫والمضلل في قوله‪« :‬فأما أن عامية المغرب‬ ‫هي أبعد عن الفصحى من عامية مصر‬ ‫والشام والعراق‪ ،‬فهذا ال يصح‪ ،‬وال يمكن أن‬ ‫يقول به إال جاهل أو مضلل يريد أن يصل‬ ‫إلى غايته من طمس الحقيقة وتزويرها‪ ،‬ولو‬ ‫عن طريق اإلفك والبهتان»‪.‬‬ ‫لقد أثبت عبد اهلل ك��ن��ون‪ ،‬ب��دون‬ ‫تعصب أو تفاخر‪ ،‬أن العامية المغربية ظلت‬ ‫قريبة من الفصحى على مر التاريخ؛ لكثرة‬

‫ما تشتمل عليه من التراكيب الصحيحة‬ ‫والكلمات الفصيحة‪ .‬واستدل األستاذ كنون‬ ‫على ذلك بأن استعرض ستّاً وثالثين‬ ‫كلمة عامية أصلها في الفصحى مثل‬ ‫“المضربة” التي هي نوع من الفراش‪ ،‬وقد‬ ‫ذكرها الثعالبي في الكنايات؛ و”العياالت”‬ ‫أي النساء‪ ،‬وقد وردت في كالم عمر بن‬ ‫الخطاب؛ أو “البراكة” التي يقصد بها البيت‬ ‫من الخشب‪ ،‬وقد ج��اءت في نفح الطيب‬ ‫وغيره‪ .‬ورد األستاذ كنون ذلك إلى كون‬ ‫المنطقة المغربية لم تشهد غزوا استعمارياً‬ ‫عثمانياً مثلما شهدته دول المشرق العربي‪.‬‬ ‫أما في مجال الرد حول الشخصيات‬ ‫المغربية‪ ،‬فلنا أن نطالع ما عقب به على‬ ‫الشاعر المصري أحمد عبد المعطي حجازي‬ ‫الذي نشر مقا ًال نقدياً لديوان العالمة أبي‬ ‫الحسن اليوسي بجريدة الشرق األوسط؛‬ ‫وصدره بعنوان “شاعر سيء الحظ”‪ .‬وقد‬ ‫تعجب األستاذ كنون مما قاله حجازي حول‬ ‫شخصية عالمة شهيرة كاليوسي‪ ،‬فهو‬ ‫لم يمنح نفسه الوقت لمطالعة حياته‬ ‫وشعره‪ ،‬بل تصفح ديوانه وأصدر أحكاماً‬ ‫متسرعة جداً؛ منها كون اليوسي ينتمي‬ ‫إلى عصر يعرف في تاريخ األدب العربي‬ ‫بعصر االنحطاط‪ ،‬حيث ضعفت السليقة‪،‬‬ ‫وشاعت الركاكة‪ ،‬وصارت القصيدة خزانة‬ ‫للمحسنات والزخارف البالية‪ .‬وأكثر من‬ ‫ذلك‪ ،‬فقد وصف الشاعر حجازي أول قصيدة‬ ‫في دي��وان اليوسي ب��أن فيها «سذاجة‬ ‫في التصور والنظم‪ ،‬وفيها أخطاء لغوية‬ ‫ونحوية»‪ .‬ووص��ف شعر اليوسي جملة‬ ‫بالتفاوت‪ ،‬فهو ينحط ف��ي بعضه عن‬ ‫المتوسط‪ ،‬وقد يرتفع أحياناً‪ .‬وال يخفى ما‬ ‫في حرف “قد” من التشكيك والتقليل من‬ ‫شعر اليوسي ومكانته‪ .‬ثم إن المفردات في‬ ‫شعر اليوسي ‪ -‬حسب زعمه ‪ -‬تبدو غريبة‬ ‫مستعارة‪ ،‬والتعبير فيه تقريري جاف بالرغم‬ ‫من الزخرفة والتحسين بالجناس والتورية‬ ‫ولزوم ما ال يلزم‪ ،‬واألخطاء اللغوية والنحوية‬ ‫والعروضية أكثر‪.‬‬ ‫لقد أث��ارت تلك المفردات والتعابير‬ ‫التي سطرها الشاعر المصري حجازي غضب‬ ‫العالمة كنون؛ ما جعله يعقب عليه بمقالين‬ ‫أظهر من خاللهما رفضه لما اعتبره حرمة‬

‫قد انتهكت‪ ،‬وكرامة امتهنت ممن كان‬ ‫حقيقاً بالحفاظ عليها ولو على سبيل الزمالة‬ ‫الشعرية‪.‬‬ ‫ففي المقال األول‪ ،‬صحح األستاذ‬ ‫كنون ما زعمه حجازي من األخطاء اللغوية‬ ‫والنحوية والعروضية التي رآها في شعر‬ ‫اليوسي‪ ،‬نحو لفظ “الغمام” مث ًال في قول‬ ‫اليوسي‪:‬‬ ‫إن بين الغمام والزهر الغض‬ ‫لرحـمــاً قديـمــة وإخـــــاء‬ ‫فالشاعر حجازي اعتبر “الغمام” مفرداً‬ ‫مذكراً‪ ،‬وليس جمعاً مؤنثاً كما استعمله‬ ‫اليوسي؛ لكن جاء رد األستاذ كنون مفنداً‬ ‫لهذا الزعم واالفتراء‪ ،‬وذلك بكون لفظ‬ ‫“الغمام” اسم جنس جمعي يفرق بينه وبين‬ ‫مفرده بسقوط التاء‪ .‬واسترسل األستاذ‬ ‫كنون في احتجاجه بأن أعطى مثا ًال‪ ،‬بل‬ ‫أمثلة مشابهة وشاهداً قرآنياً‪ ،‬بما ال يدع‬ ‫مجا ًال للتشكيك في صحة كالم اليوسي‬ ‫وسالمته مما زعمه الشاعر حجازي‪ .‬يقول‪:‬‬ ‫«فإذا قلت غمامة‪ ،‬نقص معناه‪ ،‬وصار دا ًال‬ ‫على الواحد‪ ،‬وإن حذفت صار ًّ‬ ‫داال على‬ ‫الجنس‪ ،‬فزاد معناه‪ .‬وهو يذكر ويؤنث‪.‬‬ ‫ومثله كلمة وكلم‪ ،‬ونبقة ونبق‪ ،‬ولبنة ولبن‪،‬‬ ‫ونخلة ونخل‪ ،‬ومن تذكيره قوله تعالى‪:‬‬ ‫“أعجاز نخل منقعر”‪ ،‬ومن تأنيثه قوله عز‬ ‫وجل ‪”:‬أعجاز نخل خاوية”»‪.‬‬ ‫وعليه‪ ،‬فال أخطاء في لغة ونحو شعر‬ ‫اليوسي‪ .‬كيف وهو أحد أئمة اللغة‪ ،‬المبرزين‬ ‫في علومها‪ ،‬القائل‪“ :‬لو شئت أن ال أتكلم إال‬ ‫شعراً‪ ،‬لفعلت”‪ .‬وكتاباته كلها تنبئ باشتداد‬ ‫عارضته لغة وأدب��اً‪ ،‬وارتفاعه عن ارتكاب‬ ‫هفوات فيها‪ .‬ومن منا ال يعرف قصته مع‬ ‫شيخه محمد المرابط الدالئي الذي رام‬ ‫تبكيته حول لفظ “القطائف”‪.‬‬ ‫وفي المقال الثاني الذي جاء تعقيباً‬ ‫على رد الشاعر حجازي على تعقيب األستاذ‬ ‫كنون األول‪ ،‬استعرض العالمة كنون‬ ‫بعبارات شديدة اللهجة خطورة ما قاله‬ ‫الشاعر حجازي؛ وذلك من كون ما أشار إليه‬ ‫في مقالته األولى حول اليوسي له «خلفية‬ ‫خطيرة‪ ،‬ترتبط بما زعمه المستعمرون‬ ‫الفرنسيون أيام سيطرتهم على المغرب‪،‬‬ ‫من أن العنصر البربري آري‪ ،‬وليس بينه‬ ‫وبين العرب السامين آصرة نسب‪ ،‬وقد‬ ‫كانوا يعملون على فصله عن السكان‬

‫العرب‪ ...‬ومن ثمّ‪ ،‬فإن نبوغ أي مواطن‬ ‫بربري في اللغة العربية‪ ،‬كان موضع شك‬ ‫عندهم وتشكيك‪ .»...‬والمسألة بذلك‬ ‫ترتقي إلى عصر الفاتحين األولين‪ ،‬وقضية‬ ‫صحة خطبة طارق بن زي��اد‪ ،‬بدعوى أنه‬ ‫بربري ال يستطيع إنشاء مثل تلك الخطبة‬ ‫العربية البليغة‪ .‬وقد سبق للعالمة كنون‬ ‫أن وسع الحديث في هذه المسألة في مقالة‬ ‫قيمة جاءت تحت عنوان “دفاعاً عن أدبائنا‬ ‫األمازيغ”‪ .‬هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى‪،‬‬ ‫فإن المسألة ترتبط بالرأي الذي طالما‬ ‫أطلقه مؤرخو األدب العربي فيما يسمونه‬ ‫بعصور االنحطاط‪ ،‬فيجعلونها خالية من‬ ‫أي إبداع‪ ،‬ويصفون اإلنتاج األدبي والفكري‬ ‫الصادر في تلك المرحلة بالضعف والركاكة‬ ‫من دون استثناء‪ .‬وعليه‪ ،‬كان جواب العالمة‬ ‫كنون نافياً لذلك كله‪ ،‬ومؤكداً بالحجة‬ ‫والبرهان أن كثيراً من النوابغ ظهروا‬ ‫في عصور االنحطاط‪ ،‬وما زال التاريخ لم‬ ‫ينصفهم‪ .‬ومن جهة ثالثة‪ ،‬احتوى تعقيب‬ ‫األستاذ كنون رداً على العصبية المحلية‬ ‫التي وصف بها الشاعر حجازي األستاذ‬ ‫كنون‪ .‬فهذا األخير لم يقبل هذا االتهام‪،‬‬ ‫لكونه افتراء عليه وادعاء باطل ال يستند‬ ‫إلى حجة؛ فالعالمة عبد اهلل كنون يدافع عن‬ ‫الثقافة العربية في جملتها‪ ،‬مشرقية كانت‬ ‫أو أندلسية أو مغربية‪ ،‬يصوب ما يبدو له‬ ‫خاطئاً‪ ،‬ويقوّم ما يظهر له معوجاً في اللغة‬ ‫والنحو التراجم والتاريخ واألدب وما إلى‬ ‫ذلك‪ .‬وكتب على حد تعبيره عن المشرق‬ ‫مثلما كتب عن المغرب‪ ،‬ومجموعاته األدبية‬ ‫والنقدية زاخرة بما يثبت ذلك‪ .‬والواقع من‬ ‫خالل هذا السجال أن الشاعر حجازي هو‬ ‫الشاعر السيء الحظ حقيقة‪ ،‬الذي أظهر من‬ ‫خالل كتابته ونقده لديوان اليوسي ضعفاً‬ ‫ثقافياً على مستوى اللغة والنحو‪ ،‬وكذا‬ ‫العروض‪.‬‬ ‫جملة القول‪ ،‬هذا أحد أوجه كتابات‬ ‫العالمة عبد اهلل كنون التي تحتاج مزيداً‬ ‫من التوسع وإسالة المداد حولها‪ .‬وهو وجه‬ ‫ينبغي أن نقرأ فيه الجانب المعرفي الذي‬ ‫يتولد عنه من تصحيحات وتصويبات في‬ ‫األدب واللغة ونحوهما‪ ،‬أكثر من أن نقف‬ ‫على المواقف السجالية في سطحيتها‪ .‬فما‬ ‫السجال هنا إال وسيلة إلى دفع عجلة البحث‬ ‫العلمي وتحريك دواليب القراءة والمطالعة‪.‬‬ ‫ولنا في الخصومات النقدية التي سجّلها لنا‬ ‫التاريخ األدبي العربي أمثلة كثيرة‪.‬‬


‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬غ�شت ‪2016‬‬

‫العدد ‪849‬‬

‫التهامي الوزاني وجريدة الريف‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد القادر الخراز‬ ‫إلى أن قال‪:‬‬

‫كان نتيجة إعالن فرانكو انقالبه ضد الحكم الجمهوري‬ ‫اإلشتراكي في اسبانيا عدة اتصاالت و مفاوضات بينه و بين‬ ‫إني أحب “ الريف” وهــي جديرة‬ ‫الحركة الوطنية في تطوان‪ ،‬وبين هذه األخيرة و نظيرتها في‬ ‫بالحب من كل الشعوب بأسرها‬ ‫جنوب المغرب‪ ،‬ثم بينه و بين المخزن الخليفي ‪ ،‬وبعد اتفاق كل‬ ‫يا عادلي كن عاذري في حبهـــــا‬ ‫األطراف تحددت تنازالت وأخذت وعود في قضايا و مكتسبات ‪،‬‬ ‫فهي فريدة في الصحائف كلهـا‬ ‫كان من بينها فتح المجال للعمل السياسي بتأسيس األحزاب‪،‬‬ ‫وفتح مدارس وإصدار جرائد و استقالل القضاء و األحباس‪ ،‬فتم‬ ‫ومهما كانت مدة توقف جريدة الريف أو توقيفها فهي‬ ‫التوافق ‪ ،‬وشاع بين العامة حسن نية اإلسبان ‪ ،‬وترددت أقوال بين بأعدادها “ ‪ ”1240‬ظلت طول مدة صدورها تعمل على إيقاظ‬ ‫الفئات الشعبية خدمة لالنقالب الفرنكاوي بالتشجيع على التجنيد‪ ،‬الحس السياسي لدى قارئيها ووسطها‪ ،‬كما وقفت صوتا مرتفعا‬ ‫كان من بينها حب اإلسالم أو التعاطف معه ضدا على االشتراكية‪ ،‬بالمدينة و البادية يعمل على نشر التهذيب و األخالق و الفضيلة‬ ‫وفي هذا المنحى جاء تهيئ فرانكو لباخرة “ المغرب األقصى” والتثقيف ونشر الفكر بفضل أقالم سياسيين وعلماء وأدباء محليين‬ ‫ألداء مسلمي المنطقة فريضة الحج‪.‬‬ ‫وقوميين و عالميين ‪ ،‬في مقدمتهم صاحب الجريدة التهامي‬ ‫أمام هذه الصورة التوافقية بين األطراف المغربية وضباط الوزاني الذي كتب فوق صفحاتها الكثير حتى ال يكاد يخلو عدد‬ ‫االنقالب الفرنكاوي انطلقت الكثير من الكتابات تمجد فرانكو من أعدادها من كتابته‪ ،‬كتب في السياسة و التاريخ و التصوف‬ ‫معلقة عليه اآلمال في مساعدتها على اإلصالح و البناء فاالستقالل‪ .‬و التربية و التعليم و األسطورة والرحالت‪ ،‬كما كتب عن المرأة‬ ‫نتيجة تفاعالت هذه األحداث عرفت تطوان حركة نشيطة وحقوق اإلنسان‪ ،‬كما قدم فوق صفحاتها ترجمات عن األجنبية‬ ‫ومزدهرة في ميدان الصحافة باللغتين العربية و االسبانية‪ ،‬جعلها منها ترجمته رواية “سيرفانطيس “ ضون كيخوطي دي ال مانشا‪،‬‬ ‫ذلك مميزة بين المدن المغربية ‪ ،‬سهر على إعدادها و إصدارها كذلك عرفت صفحات جريدة الريف الكثير من اإلبداعات األدبية‬ ‫جماعة من نخبتها السياسية و الثقافية كان من بينها الشريف كالشعر و الزجل و المقالة و القصة والسيرة الذاتية‪ ،‬فقد كانت‬ ‫الصوفي األديب و المؤرخ التهامي الوزاني ( ‪ )1972-1903‬وذلك منبرا ألقالم معاصريها‪ ،‬نذكر منهم عبد الخالق الطريس قبل‬ ‫بجريدة “الريف “‪.‬‬ ‫اإلعالن عن حزب اإلصالح الوطني‪ ،‬ومحمد حجاج و الطيب بنونة‬ ‫جريدة الريف أسسها وأدارها الصوفي و األديب و المؤرخ وعبد السالم ابن جلون ومؤرخ تطوان أحمد الرهوني ومحمد‬ ‫التهامي الوزاني‪ ،‬صدر أول أعدادها يوم ‪ 27‬غشت ‪ 1936‬م‪ ،‬و ابن موسى وشقيقه أحمد ومحمد الطنجي وعبد السالم الحضري‬ ‫استمر الوزاني في إصدارها إلى حصول المغرب على اإلستقالل‪ .‬ومحمد المسفيوي ومحمد العربي الشاوش و الشريف القجيري‬ ‫بدأت بالصدور مرتين في األسبوع ‪ ،‬ثم تحولت إلى يومية‪ ،‬وكانت وعبد اهلل بن عبد السالم المراكشي ومحمد بوخبزة وعبد الواحد‬ ‫تطبع بمطبعة الريف التي أسسها التهامي الوزاني ‪ ،‬وبها طبعت أخريف وحسن المفتي وغيرهم من كتاب المغرب و المشرق‪ .‬وأهم‬ ‫مؤلفاته‪ ،‬ظلت هذه المطبعة في تطوان إلى أن انتقل التهامي‬ ‫ما يمكن اإلشارة إليه هنا فتح الجريدة حيزا للكتابة النسوية‪ ،‬من‬ ‫الوزاني للعمــل في مدينـــة وادي لو‬ ‫ذلك ما نشرته فوق صفحاتها ارحيمو‬ ‫فأخذها مـعــه‪ ،‬وظلت هناك متوقفة‬ ‫المدني‪ ،‬فقد نشرت لها الجريدة في‬ ‫عن العمل إلى أن سلمها فيما بعد‬ ‫عددها ‪ 15‬ص ‪ 4‬كلمتها التي كانت‬ ‫لصديقه عبد اهلل كنون ونقلت إلى‬ ‫ألقتها بمدينة شفشاون عن موضوع‬ ‫مدينة طنجة‪ ،‬وبها كان يطبع جريدة‬ ‫تثقيف المرأة ووجوب تعليمها‪ ،‬وقد‬ ‫“ الميثاق” لسان رابطة علماء المغرب‪،‬‬ ‫جرت كلمتها هذه إلى سجال كان‬ ‫ومن طنجة أخذهــا الشيـــخ محمد‬ ‫بينها وبين األديب محمد الصباغ على‬ ‫المكي الناصــري إلى الربـــاط حيث‬ ‫صفحات الجريدة وهو طريف وإن لم‬ ‫استمر طبعها لجريدة “ الميثاق” إلى‬ ‫يستمر حتى نهايته‪ ،‬وقد تعتبر هذه‬ ‫أن استغنى عنها باقتناء المطبعة‬ ‫المرأة من رائدات الحركة النسوية‬ ‫الجديدة‪.‬‬ ‫ليس على المستوى المحلي بل‬ ‫تعتبر جريدة الريف من الجرائد‬ ‫يمكن اعتبارها رائدة على المستوى‬ ‫الوطنية التي استطاعت أن تصمد‬ ‫الوطني‪.‬‬ ‫مدة لم يستطع غيرها الحفاظ عليها‪،‬‬ ‫إذا كان يصعب حصر كل ما‬ ‫فقد استمر صدورها عشرين عاما‪،‬‬ ‫عالجته جريدة الريف في هذه الكلمة‬ ‫وهي تعد من أشد السنوات حرجا‬ ‫فإنا سنقف مع مساهمتها في بعض‬ ‫سواء بالنسبة لمنطقة شمال المغرب‬ ‫ما نشرته من شعر نكتفي من ذلك‬ ‫أو بالنسبة للجهات األخرى ‪:‬مغربية‬ ‫ببعض ما كان شغل هاجس المبدعين‬ ‫وعربية ودولية‪ ،‬وقد تمثل هذا‬ ‫الوضع في عدة مناحي ‪ :‬السياسي التهامي الوزاين ‪ 1939‬م‬ ‫في موضوع القضية الوطنية‪ ،‬جاء في‬ ‫قصيدة عبد السالم الحضري في رثاء‬ ‫واالقتصادي و االجتماعي‪ ،‬و الثقافي‪،‬‬ ‫عبد السالم بنونة‪:‬‬ ‫وهذا ما جعل هذه الجريدة تصدر في عدة أحجام و في أعداد غير‬ ‫قارة من الصفحات و في أنواع عديدة من الورق سواء من حيث‬ ‫تنام جفونـــــي عنـــد كــل مصيبـــــة‬ ‫النوع أم من حيث اللون‪ ،‬وهي عاصرت عدة أحداث محلية ووطنية‬ ‫وليس بها نــوم إذا مــات عالـــــم‬ ‫و دولية‪ ،‬نذكر من األولى االنقالب الفرنكاوي الذي عالجته بنوع‬ ‫وقال القجيري في إحدى وطنياته‪:‬‬ ‫من التأرجح بين الرفض والتأييد الذي لم يستقر إال بعد أسابيع‬ ‫ما لنفسي أبت لبــاس جـــــديـــــد‬ ‫من يوم بدئه‪ ،‬ومنه أيضا حدث اإلعالن عن حرب اإلصالح الوطني‬ ‫إذ غــدا الناس في ســـرور وعيـــــد‬ ‫الذي استقلت جريدة الريف باإلعالن عنه بنشر أسماء أعضائه‬ ‫وصفتهم و صورهم‪ .‬ساعدها على ذلك خلو الساحة من الصحافة‬ ‫إلى أن قال ‪:‬‬ ‫خالل الفترة أوال ‪ ،‬ثم لكون التهامي الوزاني – صاحب الجريدة –‬ ‫ذاك شعبــــي سطــــت عليــه يـــد‬ ‫واحدا من مؤسسي الحزب ومن ضمن أعضائه ثانيا‪.‬‬ ‫الظلم فأضحى في قبضة من حديد‬ ‫يعتبر اإلعالن عن حدث تأسيس حزب اإلصالح بالنسبة‬ ‫وهذا عبد اهلل المراكشي يقول في قصيدة له طويلة‪:‬‬ ‫لجريدة الريف حدا فاصال بين مرحلتين ‪ ،‬إذ كانت منذ صدور‬ ‫بفضل عناية المولـــى ونـــو ر‬ ‫عددها األول إلى اإلعالن عن حزب اإلصالح الوطني يوم ‪18- :‬‬ ‫جريدة‬ ‫‪ 12-1936‬امتدادا لما سبقها من الصحف كمجلة السالم و‬ ‫من االشراف يبعثه العليــــــم‬ ‫يصدرها‬ ‫الحياة و مجلة المغرب الجديد و جريدة األخبار التي كان‬ ‫بفضل خليفة السلطـان نــــار‬ ‫محمد داود مفتوحة على جميع األقالم‪ ،‬ينشر فوق صفحاتها جميع‬ ‫بذور الغـرب وازدهـت النجـوم‬ ‫كتاب الحركة الوطنية دون اعتبار أي اتجاه أو حزبية لكونهم‬ ‫يمثلون الكتلة الوطنية‪ ،‬غير أنها بعد اإلعالن عن حزب اإلصالح‬ ‫احتوت جريدة الريف على نصوص شعرية عديدة وفي‬ ‫الوطني ستعرف تحوال ومراجعة في األسماء التي سيتاح لها النشر مواضيع متعددة‪ ،‬احتوت قصائد عمودية وأخرى تفعيلية وثالثة‬ ‫فوق صفحاتها بحكم أنها أصبحت ناطقة باسم الحزب أو هي نثرية وهي بتسجيلها للنوعين األخيرين تعتبر رائدة في تبني‬ ‫بمثابة لسانه الرسمي ‪ ،‬وقد ظلت كذلك إلى حين صدور جريدة الشعر الجديد في المغرب و العمل على إيداعه ونشره متحدية‬ ‫الحرية التي اعتبرت اللسان الرسمي الناطق باسم حزب اإلصالح بذلك األصوات الرافضة له ولرواده باعتباره دخيال على المألوف‪،‬‬ ‫الوطني تنشر برنامجه و تحلل ميثاقه وتغطي أخباره و أنشطته‪ ،‬ولكنه استمر متحديا داعيا إلى التجديد‪ ،‬إنها دعوة التهامي‬ ‫متصدية لخصومه و في مقدمتهم الشيخ محمد المكي الناصري الوزاني في كل آرائه وأفكاره وأبعاده الفكرية و االجتماعية‬ ‫وحركته الوحدة المغربية و لسان هيأته الحزبية جريدة الوحدة واألدبية والصحافية‪ ،‬فقد كان رحمه اهلل داعية إلى التجديد في‬ ‫المغربية و خصوصا في السنوات الثالث األولى‪.‬‬ ‫كل شيء إال فيما يرتبط بدينه ومذهبه وعقيدته‪.‬‬

‫�أوراق من�سية‬

‫‪ 5‬ـ �أحزاب �سيا�سية‪...‬‬ ‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫ال ديمقراطية بدون أحزاب سياسية‬ ‫في الحلقة الماضية تحدثنا عن اللجان االنتخابية والدور‬ ‫الذي كانت تقوم به‪ ،‬ودواعي نشأتها‪ ،‬حيث كانت بعض الظروف‬ ‫الخاصة تساعد على إنشاء هذه اللجن‪ ،‬مثال ذلك نظام تسجيل‬ ‫الناخب المعتمد بموجب القانون اإلنجليزي لسنة ‪ ،1832‬الذي‬ ‫أناط في أحد بنوده لمفتشي الفقراء (األبرشيات) الحق في تنظيم‬ ‫اللوائح االنتخابية‪ ،‬وهؤالء المفتشون كانوا موظفي (المكوس)‬ ‫لكنهم كانوا قليلي العدد بالنسبة للعمل الذي كانوا يقومون‬ ‫به‪ ،‬ومن بينه استدعاء األفراد‪ ،‬وكانت المبادرة الخاصة تلعب‬ ‫دورا كبيرا‪ ،‬لكن كانت بطيئة في في تحركاتها‪ ،‬زد على ذلك أن‬ ‫القانون كان ينص على أداء رسوم السجيل‪ ،‬والذي كان يقدر ب‬ ‫(شلين) واحد‪ ،‬حيث أن الكثيرين كانوا يتهربون من دفعها‪.‬‬ ‫وتعددت في ذلك الوقت جمعيات التسجيل بشكل كبير‪،‬‬ ‫نتيجة تزايد عدد من المرشحين لتسهيل عمليات التقييد‪ ،‬ولدفع‬ ‫الناخبين إلى الخضوع لها‪ ،‬هذه الحركة انطلقت على أيدي‬ ‫الليبراليين‪ ،‬وسرعان ما لحق بهم المحافظون‪.‬‬ ‫وفي البداية لم تهتم (جمعيات التسجيل) بتعيين المرشحين‬ ‫الذين احتفظوا بكامل حرياتهم بهذا الشأن‪ ،‬ولكنها أخدت‬ ‫تتدخل تدريجيا في هذا المجال‪ ،‬كما ازدادت أعدادها‪.‬‬ ‫و في الواليات المتحدة األمريكية استفادت اللجان االنتخابية‬ ‫أيضا وفي ظروف خاصة‪ ،‬عندما كانت العديد من الوظائف‬ ‫العامة انتخابيا‪ ،‬ولوال التوجه الذي كانت اللجان الكفأة تمارسه‬ ‫لتعطيل نظام االقتراع الشعبي‪ ،‬لكان انتخاب الرئاسة يمر عبر‬ ‫األكثرية النسبية‪ ،‬ويقول المحللون السياسيون أن تدخالت‬ ‫اللجان المنظمة كان ضروريا جدا في تلك الفترة لتجنب انقسام‬ ‫األصوات‪.‬‬ ‫وكان تدفق الناخببين الجدد ‪ -‬منهم الغرباء ‪ -‬يدخلون‬ ‫في الجسم االنتخابي‪ ،‬حيث كانوا يشكلون كتلة‪ ،‬لكنهم كانوا‬ ‫يجهلون تماما أمور السياسة األمريكية‪ ،‬وفي هذه الحالة كان‬ ‫من الضروري توجيه أصواتهم نحو مرشحين لم يكونوا يعرفون‬ ‫عنهم شيئا‪ ،‬غير أنه كان مطلوبا انتخابهم من قبل اللجنة‪ .‬وقد‬ ‫ساعد نظام ما كان يسمى آنذاك ب «نظام المغانم» الذي ابتدعه‬ ‫وأقره (جاكسون)‪ ،‬هذا النظام الذي يحق بموجبه الحزب الغالب‬ ‫االستيالء على جميع الوظائف والمناصب الحكومية‪ .‬هذا النظام‬ ‫مكن اللجان من وسائل مادية فعالة‪ ،‬وكما ساعدت الرشوة في‬ ‫انجلترا في تكوين الكتل البرلمانية‪ ،‬فهي في أمريكا مكنت من‬ ‫تمتين بنيات اللجان االنتخابية‪.‬‬ ‫وحسب الباحثين والمحللين السياسيين‪ ،‬يكفي بعد قيام‬ ‫هاتين الخليتين الرئيسيتين أي (الكتل البرلمانية‪ ،‬واللجان‬ ‫االنتخابية) أن يقوم تناسق دائم بين هذه األخيرة‪ ،‬وأن تربطهما‬ ‫بالكتل روابط منتظمة حتى يتكون منها حزب حقيقي‪.‬‬ ‫وعلى وجه العموم فقد لعبت الكتلة البرلمانية الدور‬ ‫األساسي في هذه المرحلة األخيرة‪ ،‬فالكتلة كانت تنسق بين‬ ‫نشاط النواب‪ ،‬حيث كان كل واحد منهم يحاول أن يوطد عالقاته‬ ‫بلجنته االنتخابية الخاصة‪ ،‬التي عليها يتوقف تجديد واليته في‬ ‫المستقبل‪ ،‬بحيث وجدت مختلف اللجان نفسها متحدة بصورة‬ ‫غير مباشرة‪ ،‬عن طريق تعاون منتخبيها‪ ،‬داخل الكتلة البرلمانية‪،‬‬ ‫وكان يكفي عندئد أن تتحول هذه العالقات من شكلها الفردي‬ ‫إلى شكلها الجماعي المنظم‪ ،‬لكي تصبح كواقع لوالدة حزب قائم‬ ‫بصورة رسمية‪، ،‬كان أول ما يشغل حزب ما بعد والدته‪ ،‬هو العمل‬ ‫على إيجاد لجن انتخابية‪ ،‬في المناطق التي ليس له فيها لجان‬ ‫بعد‪ ،‬وهذا النوع من األخير‪ ،‬ينشأ خالفا للنوع األول‪ ،‬بناء على‬ ‫إجراء مركزي‪ ،‬نتيجة لذلك تنعكس آليات تطور األحزاب‪ ،‬ويتجلى‬ ‫ذلك عندما يتعلق األمر بتجديد درجة المركزية والالمركزية‬ ‫داخل حزب ما‪ ،‬أو التأثير الخاص لكل البرلمانيين وزعماء األحزاب‬ ‫في إدارته‪ ،‬وفي المرحلة الثانية يؤدي عادة قيام أركان للحزب‬ ‫منفصل عن المجموعة النيابية‪ ،‬فيبعد الحزب أحيانا عن أصوله‪،‬‬ ‫وعندها يتجه إلى التشبه باألحزاب من النمط الثاني األقل قربا‬ ‫من كياناتها‪ ،‬ومن بنياتها االنتخابية‪ ،‬والبرلمانية‪ ،‬ألنها تولدت‬ ‫بعيدة عن المركز‪ ،‬هي أحزاب ذات النشأة الخارجية‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪849‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬غ�شت ‪2016‬‬

‫حوار �شامل مع ال�شاعر الكبري ‪)3( :‬‬

‫األستاذ مصطفى الشريف الطريبق‬

‫حاوره‪:‬‬ ‫عبد القادر �أحمد بن قدور‬

‫• في فترة ما سمي بالربيع العربي أحس‬ ‫المثقفون والمهتمون أن األدبــاء والشعـراء‬ ‫والمثقفين على نحـو مـا قد تفاجـؤوا‪ ،‬فالهم‬ ‫ابتعدوا والهم انخرطــوا في هذه الموجـــة‬ ‫المفاجئة‪ .‬هل هذا كان خوفا من مآل هذه‬ ‫الفترة ونتائجها أم أن عالقة المثقف بالسلطة‬ ‫احيانا تصبح مآال لالحتواء رغم تبدالت المناحي‬ ‫السياسية ؟‬

‫• • هذا السؤال الذي تقدمتم به سؤال عميق له‬ ‫أبعاده العديدة ‪،‬لقد ذكرتم الربيع العربي‪ ،‬والحقيقة‬ ‫أن إسم الربيع العربي استغل استغالال ظالما ومتعسفا‬ ‫في إطالقه على هذه الفترة الالمحدودة في الفوضى‬ ‫واإلجرام واإلرهاب‪ ،‬فالربيع عندنا هو إطاللة الجمال‪،‬‬ ‫وتبسم الورود وتفتح الزهور وإذا حل الربيع حل مختاال‬ ‫متبخترا ومن شدة حسنه فإنه يكاد أن يتكلم وذكر ذلك‬ ‫الشاعر العباسي البحتري فقال‪:‬‬

‫أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا‬ ‫من الحسن حتى كاد أن يتكلما‬

‫هذا ما نراه في ربيعنا الجميل‪ ،‬أما ما رأيناه فيما‬ ‫أطلق عليه الربيع فهو الفوضى العمياء‪ ،‬واالضطراب‬ ‫المخيف‪ ،‬وكل ما يقال في حقه أنه تخطيط محكم من‬ ‫طرف دول االستعمار لتفتيت العالم العربي والوصول‬ ‫إلى تقسيمه ليفقد كل قواه ويصبح لقمة سهلة‬ ‫لالبتالع وفرض كل الشروط االستعمارية ولتبقى‬ ‫إسرائيل دولة مارقة في فلسطين ولتفعل ما تريد في‬ ‫فلسطين ولتتوسع وتسعى لالزدهار وال يتأتى للعرب أن‬ ‫يفعلوا شيئا ألنهم فقدوا كل قواهم ومقوماتهم‪ ،‬هذا ما‬ ‫شاءت الدول االستعمارية وعلى رأسها أميركا أن تصل‬ ‫إليه عبر هذه الفتنة الخالقة التي هي حبكة من الدول‬ ‫االمبريالية وزعيمتها أمريكا‪ ،‬لقد أصيبت عدد من الدول‬ ‫العربية بما هو أسوأ وأفظع من إرهاب وفتن وتفجيرات‪،‬‬ ‫وحفظ اهلل المغرب ألن بناءه الدستوري الديمقراطي‬ ‫قوي وألن روح المحبة والتآلف قوية بين عموم أفراده‪،‬‬ ‫وألن هناك التضامن القوي بين العرش والشعب‪ ،‬ان‬ ‫ما أريد ويراد به بهذه الفتنة من طرف االستعمار هو‬ ‫تقسيم العالم العربي على طريقة «سايس بيكو» ولكن‬ ‫بطريقة محكمة أكثر‪ ،‬وهكذا أمطرت الدول العربية‬ ‫باإلرهابيين بعدما دربوا وزودوا بالسالح والمال وعين‬ ‫لكل منهم أين يذهب‪ ،‬وأين يرابط وأوصي بالمبالغة‬ ‫في القتل والذبح والتفجيرات ولو داخل مساجد‬ ‫الرحمان‪.‬‬ ‫أما عن قولك ‪« :‬إن عالقة المثقف بالسلطة أحيانا‬ ‫تصبح مآال لالحتواء رغم تبدالت المناحي السياسية؟‬ ‫فمعلوم أن الحكمة تقول ‪« :‬إن السلطة تميل إلى أن‬ ‫تفسد والحكم المطلق يفسد حتما‪ ،‬وما نعيشه في‬ ‫المغرب ليس حكما مطلقا‪ ،‬إنه حكم قائم على البيعة‬ ‫والرضا والقبول‪ ،‬ومدعم بدستور عرض على الشعب‬ ‫فارتضاه وهذا ما تولدت عنه ديمقراطية حقة نعيشها‬ ‫جميعا وهذا الوضع هو الذي جنبنا مآسي الفتنة‬ ‫واإلرهاب»‪.‬‬ ‫ولكن يجب أن نعلم أن الفتنة التكون دائما من‬ ‫الخارج‪ ،‬بل تكون أحيانا من الداخل وتكون أخطر مما‬ ‫يتصور ألسباب كثيرة‪ ،‬وهذه األسباب في طليعتها فساد‬ ‫الحكومة في التدبير والتسيير وتفاحش المظاهر السيئة‬ ‫كالغالء والبطالة‪ ،‬وغالء المصاريف وتفقير الشعب‪،‬‬ ‫وسيادة الريع‪ ،‬وغنى األفراد وعدم التوظيف‪ ،‬وعدم‬ ‫الزيادة في األجور‪ ،‬واإلساءة للسان العربي‪ ،‬والتفكير في‬ ‫إدخال الدارجة في التعليم واالهتمام بهذا إلى درجة‬ ‫تنظيم ندوة عبر قناة وطنية إعالمية‪ ،‬ثم التبذير‪ ،‬وعدم‬ ‫االستماع إلى التمثيليات النقابية‪ ،‬هذه كلها مدافع‬ ‫وقنابل قد يأتي وقتها لتتفجر إذا نحن لم نعمل على‬ ‫التغلب عليها‪ ،‬ولهذا فمن الضروري العمل على إزالة ما‬ ‫يعتبر أشواكا نتعثر فيها خالل سيرنا في طريق البناء‬ ‫واإلصالح في نهج ديمقراطي سليم‪.‬‬

‫• ماذا تنتظرون وتأملون حقا من النخبة‬ ‫المثقفة على الصعيدين العربي واإلبداعي ؟‬

‫• • الجواب على هذا السؤال يتطلب حديثا طويال‬ ‫ألنه حديث ذو شجون وتزيد شجونه اتساعا حين‬ ‫ننظر إلى الواقع الذي تعيشه النخبة المثقفة وهو عدم‬ ‫االئتالف واالنسجام‪ ،‬فباألمس القريب كان هناك اتحاد‬ ‫في الميدان الفكري واألدبي والشعري‪ ،‬وكان هناك اسم‬ ‫اتحاد المغرب العربي‪ ،‬وكان هناك تواصل لهذا االتحاد‬ ‫عبر الدول العربية‪ ،‬وكان هناك تفكير جدي لبناء وحدة‬ ‫المغرب العربي‪ ،‬ثم وحدة العالم العربي‪ ،‬ولم يكن هناك‬ ‫تفكير عسكري مخطط أو تفكير في الحرب من طرف‬

‫جيش عربي يقاتل في بلد عربي‪ ،‬هذا ما لم يكن يخطر‬ ‫في البال‪ ،‬كنا نفكر ونأمل أن تحيا األمة العربية من‬ ‫المحيط إلى الخليج وحدة شاملة تسعى للرقي واالزدهار‬ ‫وتبني السالم‪ ،‬وتنشد المستقبل الزاهر‪ ،‬وكان يمكن أن‬ ‫يكون هذا االزدهار والدافع إليه والعامل على تحقيقه‬ ‫الفئة المثقفة بكتابة أعضائها‪ ،‬والمجالت والنشرات‪،‬‬ ‫ولكن يظهر أن كل شيء يمكن أن ينفع األمة العربية‬ ‫ويفيدها ويخد م مصالحها تعثر‪ ،‬وتعثرت وحدة المغرب‬ ‫العربي رغم أننا فاتحون صدورنا لها ومؤمنون بها‪،‬‬ ‫ولكنها هذه الوحدة طعنت في صدرها من طرف من‬ ‫يحب ان يحافظ عليها ويؤمن بها‪ ،‬ألن هذه الوحدة‬ ‫استنفذ أمرها في ظروف عصيبة وكان المغرب هو‬ ‫الحارس عليها والساهر على نجاحها ودوامها‪ ،‬ألن ما‬ ‫تربحه الشعوب المغاربية بهذه الوحدة وفتح الحدود‬ ‫هو ما يعود عليها بالخير العميم‪ ،‬ولكن رغم كل‬ ‫المعاكسات ضد هذه الوحدة وعدم عودة الحياة إلى‬ ‫مجاريها في هذه الظروف‪ ،‬فإن شعلة األمل لم تنطفئ‬ ‫ولن تنطفئ ألن الشعوب المغاربية جسم واحد‪ ،‬وما‬ ‫قاسه شعب مغاربي واحد من االستعمار قاسته الشعوب‬ ‫المغاربية‪ ،‬ولذلك فالمصلحة والمستقبل الزاهر هو‬ ‫في الوحدة المغاربية‪ ،‬وهذا هاجس كل أفراد النخبة‬ ‫المثقفة بالمغرب أوال وقبل كل شيء‪ ،‬ودورها في هذا‬ ‫المجال اإليمان بوحدة الشعوب المغاربية واالهتمام‬ ‫بهذا الموضوع وعدم ترك أي فرصة للدول االمبريالية‬ ‫لتعكير الجو ألن مصلحة هذه الدول هي خلق فرص‬ ‫االحتقان والمشاركة في إذكاء نار العداء وتعطيل االمور‬ ‫والتسويف الطويل والبحث عن العراقيل‪ ،‬وهذا كله‬ ‫يجب أن يهتم بدراسته وتحليله والكتابة حوله لتنوير‬ ‫عقول الفئات المثقفة‪ ،‬وتقوم على ما أظن بواجبها‪ ،‬فقد‬ ‫أصبحت نوايا االستعمار واضحة مكشوفة تجاه العالم‬ ‫العربي ككل‪ ،‬وهذه النوايا تتطلب من النخبة المثقفة‬ ‫في كل قطر من أقطار العالم أن تكون حذرة يقظة‪.‬‬

‫• ماهـي في رأيكم الخصوصيـــة وااللتزام‬ ‫في تجربتكم الشعــرية وما هو مفهومكم‬ ‫للشعــر مع المقارنــة بجيل الرواد ومجايليك‬ ‫والالحقين من جهة أخرى ؟‬ ‫• • الخصوصية وااللتزام في الشعر أمر ضروري ألن‬ ‫كل شاعر وطابعه واتجاهه‪ ،‬والرواد في الشعر كثيرون‪،‬‬ ‫وكلهم مبدعون ووطنيون‪ ،‬ومنهم من عرفوا السجن‬

‫واعتقلوا لوطنيتهم وأولهم الزعيم عالل الفاسي‪ ،‬ثم‬ ‫الشاعر محمد الحلوي‪ ،‬والشاعر المسرحي الكبير العالم‬ ‫محمد القري والالئحة طويلة‪ ،‬هؤالء طبعوا شعرهم‬ ‫بالوطنية الصادقة‪ ،‬دافعوا عن البالد وواجهوا االستعمار‪،‬‬ ‫وكانت المواجهة شديدة جدا من طرف الشاعر‬ ‫المسرحي محمد القري الذي سجن وعذب حتى مات‬ ‫تحت الضرب بالعصي وأعقاب البنادق‪ ،‬وهؤالء الشعراء‬ ‫امتازوا بشعر وطني يمكن أن نضاهي بشعرهم شعراء‬ ‫المشرق ألن شعرهم وليد التجربة والمعاناة ويتميز‬ ‫بالصدق وسالمة اللغة وسمو التعبير‪ ،‬هؤالء تأثرت بهم‬ ‫كثيرا‪ ،‬وخصوصا الذين سجنوا وعذبوا ونفوا‪ ،‬ولذلك‬ ‫تجد لدي مشروع كتاب بعنوان (الشعر المغربي وراء‬ ‫القضبان) نشرت منه ثالث حلقات في إحدى الصحف‪،‬‬ ‫وال ننسى أن الشعر المغربي في ظل ما نحن عليه من‬ ‫تطور عرف تغييرا شامال في جميع أبعاده ومستوياته‪،‬‬ ‫وعرف الشعراء أيضا مفاهيم جديدة حوله‪ ،‬لذلك لم يعد‬ ‫الشعر المغربي حامال للمفهوم التقليدي الذي درج عليه‬ ‫كثير من الشعراء قبلنا‪ ،‬فقد أصبح الشعر يحمل معاني‬ ‫كثيرة‪ ،‬اذ هو المعبر عما يعانيه الفرد داخل المجتمع‪،‬‬ ‫وهو المعبر عن الوطنية‪ ،‬وهموم المجتمع ومتطلعاته‪،‬‬ ‫وهو المعبر عن الشعور العام‪ ،‬ويمكن القول بأنه إذا‬ ‫كان لإلنسان روح إذا فارقته مات فإن الشعر هو روح‬ ‫الحياة‪ ،‬وهو المرآة التي تعكس األلم والمعاناة‪ ،‬وعلى‬ ‫هذا األساس أنظم قصائدي وأفصح عن دواخلي وأظهر‬ ‫عاطفتي الصادقة نحو وطني الذي إن فرح عشت وإن‬ ‫تألم مت‪ ،‬والحقيقة أنه ال يهمني شكل القصيدة بقدر‬ ‫ما يهمني الموضوع‪ ،‬فالمهم عندي أن يكون شعري‬ ‫مرتبطا بالمجتمع وهمومه ومسراته و بالشأن العربي‪،‬‬ ‫وموضوع فلسطين‪ ،‬مع نبذ مظاهرالفساد و المفسدين‬ ‫ومظاهر الجور وطغاوة األنظمة اإلمبريالية وتكالب‬ ‫االستعمار والموالين له‪ ،‬والحقيقة أن الذي أفادني في‬ ‫ميدان نظم الشعر أوال شقيقي الدكتور حسن‪ ،‬الذي ما‬ ‫أنا في الشعر إال غيض من فيض بالنسبة له‪ ،‬ثانيا قراءة‬ ‫الدواوين ودراسة كتب البالغة والبيان وكتب العروض‪،‬‬ ‫وحفظ أكثر ما يمكن من القصائد لمختلف العصور‪ ،‬ومع‬ ‫هذا كنت محبا لقراءة القصص القصيرة وأداوم على‬ ‫قراءتها لدرجة أني صرت أكتب بعض القصص التي‬ ‫نشرتها في عدد من الصحف‪ ،‬ومع اتصالي بالجمعيات‬ ‫ورغبتي في الكتابة واهتمامي بالتراسل استهواني‬ ‫عالم الصحافة واإلعالم فعملت مراسال رسميا لجريدة‬ ‫«العلم» ومراسال معتمدا رسميا لجريدة «الميثاق‬

‫الوطني» ‪ ،‬ثم مراسال لجريدة « ميثاق العلماء» في‬ ‫عهد األمين العام للرابطة المرحوم عبد اهلل كنون‪ ،‬ثم‬ ‫مراسال حرا لعدد من الجرائد الوطنية والعربية كمجلة‬ ‫‘’الهالل المصرية‘’‪ ،‬ومجلة ‘’سيدتي ‘’‪ ،‬ومجلة ‘’الحياة‬ ‫اللندنية ‘’ وجريــدة ‘’السياســـي الكويتية‘’‪ ،‬وجريدة‬ ‫‘’األحداث المغربية ‘’‪ ،‬وجريدة ‘’الصباح ‘’ وجريدة ‘’بيان‬ ‫اليوم ‘’ وجريدة‘’اإلتحاد اإلشتراكي‘’‪ ،‬وجريدة ‘’المساء‘’‪،‬‬ ‫و جريدة ‘’الشمال ‪ ’‘ 2000‬الصادرة من مدينة طنحة‪،‬‬ ‫ومجلة ‘’العربي ‘’ ومجلة « كتابات‘’ لصاحبها المناضل‬ ‫ثقافيا وفكريا األخ العربي بنجلون‪ ،‬ولكن الشعر هو‬ ‫آسري ومالكي‪ ،‬هو الذي يملك علي حسي ووجداني ‪،‬‬ ‫ولذلك تجدني دائما في وحدتي أترنم أو أقطع بعض‬ ‫األبيات في الورق المستعمل في المقهى‪ ،‬وكثيرا ما‬ ‫تجود قريحتي ببعض األبيات ليال وأنا فوق الفراش‬ ‫وحينما أستيقظ ألكتبها أجد نفسي نسيتها وطارت‬ ‫مني ومن ذاكرتي‪ ،‬والحقيقة أنني ال أحب في األدب شيئا‬ ‫أكثر من محبتي للشعر‪ ،‬إنه إفرازات للمعاناة‪ ،‬وتعبير عما‬ ‫أعيشه‪ ،‬وبوح بما في الوجدان‪ ،‬فالشعر أنيسي وجليسي‬ ‫وترجمان قلبي والحقيقة أنني متألم للوضع الذي آل اليه‬ ‫الشعر اليوم‪ ،‬وأتالم أكثر لهذا التطفل الذي وقع في حق‬ ‫الشعر حيث ديست قدسيته وأصبح كل واحد يدعي أنه‬ ‫شاعر وال أهلية وال معرفة له بالشعر‪ ،‬وال إلماما باللغة‬ ‫العربية أو دراسة واطالعا على عالم الشعر‪ ،‬وأتألم أكثر‬ ‫للوضع الذي عليه النقد اليوم إنه لم يعد علما له قواعده‬ ‫وصعوبته‪ ،‬إنما أصبح مجاملة ومعرفة وصداقة هذه هي‬ ‫المقاييس المتبعة اليوم في عالم النقد وهذا واهلل حرام‪،‬‬ ‫حرام أن نهتك قدسية النقد الشماء بتأييد السفاسف‬ ‫والكالم الفارغ الذي أحيانا ال يراعي حتى ما هو مقدس‪،‬‬ ‫ولكنني أحمد اهلل تعالى على أن الخصوصية األصلية‬ ‫وااللتزام بمبنى ومعنى الشعر شي ٌء ال زال قائما عندنا‪،‬‬ ‫وال زال لدينا شعراء يغرفون من التراث العربي األصيل‪،‬‬ ‫ويسيرون على نهج األصالة وعلى هذا المنحى تجدني‬ ‫أسير‪ ،‬وعلى هذا الخط المستقيم سأسير شخصيا‬ ‫في شعري وذاك ما نهجت عليه على ساحة الدواوين‬ ‫الشعرية الثالثة التي اصدرتها في تجربة شعرية تكمن‬ ‫فيها الخصوصية األدبية المميزة ألشعار هذه الدواوين‪،‬‬ ‫وهي أشعار ال تنحصر فيما يؤشر على جماليات التشكيل‬ ‫اللغوي‪ ،‬أو بالغة الشكل الفني‪ ،‬وليس ذلك فحسب‪،‬‬ ‫وإنما في حلة قشيبة من األصالة من خالل التعبير‬ ‫عن تصانيف الفكر والوجدان‪ ،‬وكل ذلك حامل ألنساق‬ ‫فكرية ومضمرات نفسية مع انغمار في المحبة وحرارة‬ ‫الهاجس اإلبداعي في جدلية البناء الشعري‪ ،‬هذه‬ ‫الجدلية التي تنبثق عنها دينامية تشي بحيوية الروح‬ ‫المنحازة إلى استشراق ما يمكن أن تفتحه الذاكرة‬ ‫العربية اإلسالمية من آفاق واعدة وعوالم ممكنة على‬ ‫مستوى توظيف التاريخ الثقافي والحضاري الذي يضع‬ ‫سؤال الهوية في خضم التواصل الوجودي بين الفكر‬ ‫القومي والفكر بكل أبعادهما الروحية واإلنسانية بين‬ ‫استيعاء الذات واستكناه تحالفاتها مع اآلخر األجنبي‬ ‫وجودا ومصيرا‪ ،‬ومن خالل دواويني يتضح السعي‬ ‫المبذول قصد المواءمة بين البناء والوظيفة‪ ،‬ايمانا‬ ‫بأن رسالة الشعر هي الضمانة وقد أعجبت بالمقدمة‬ ‫المعبرة التي كتبها الدكتور محمد الشدادي لديواني‬ ‫الثاني « سنابل وأعاصير » حينما قال ‪ ( :‬ومن الطريف‬ ‫أن يعبر الشاعر مصطفى الطريبق في هذا الديوان عما‬ ‫يتحرك في الحياة‪ ،‬وعما يعتمل فيها من أحالم وأشواق‪،‬‬ ‫وعما ينهض فيها من صراعات ومواجهات تتقاطع‬ ‫عبرها الذات الفردية والذات الجماعية‪ ،‬وتتنافس في‬ ‫كنفها الذوات المتماهية والمتغايرة على خلفية‬ ‫االنصات األخالقي العميق الذي يوجه بوصلة اإلبحار‬ ‫الشعري صوب روح المعايش أو المعيش عبر االنحياز‬ ‫لكل أشكال النضال الثقافي المستلهم لنواتج فلسفات‬ ‫العصر وعلومه)‪.‬‬ ‫هذا جزء من تجربتي الشعرية أفصحت لك عنه‪،‬‬ ‫وتبقى قضية المقارنة بيني وبين الرواد من جهة وبين‬ ‫الشعراء من جيلي فهذا موضوع يجيب عنه النقاد‪ ،‬ولكن‬ ‫النقد عندنا ال يقوم على النظرة العلمية وإنما يقوم على‬ ‫المحسوبية‪ ،‬فال يهتم بعالم الشاعر‪ ،‬وخصوبة شعره‪،‬‬ ‫والتنوع الممزوج بتلك الروح الشاعرية وتلك الظالل‬ ‫الوارفة من صورة وخيال وتالفيف بالغية وعناصر‬ ‫موسيقية وحبكة محكومة في بناء القصيدة‪ ،‬هذا‬ ‫شيء لم يعد االهتمام يولى له وإنما ما أصبح يولى‬ ‫له االهتمام هو الزمالة والصداقة وموضوع االنتماء ‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬غ�شت ‪2016‬‬

‫العدد ‪849‬‬

‫إدماج فعلي لقضايا األشخاص المسنين‬ ‫في برامج التنمية الوطنية‬

‫تحت ال��رع��اي��ة السامية لصاحب‬ ‫الجاللة الملك محمد ال��س��ادس سبق‬ ‫لكتابة الدولة المكلفة باألسرة والطفولة‬ ‫واألشخاص المعاقين‪ ،‬آنذاك أن نظمت‬ ‫مناظرة وطنية حول األشخاص المسنين‬ ‫تحت شعار‪« :‬التضامن بين األجيال‪ :‬رهان‬ ‫مجتمع الغد» تفضل صاحب الجاللة ملكنا‬ ‫الهمام محمد السادس بإسدال سامي‬ ‫رعايته على أشغالها وهو ما يبرهن على‬ ‫ما يوليه جاللته من عناية بقضايا شريحة‬ ‫المسنين‪ ،‬وحرصه الدائم على تشجيع‬ ‫المبادرات الهادفة إلى الدفع بالسياسة‬ ‫الوطنية في المجال‪ ،‬لجعلها أكثر فعالية‬ ‫ومحكمة في توجهاتها وآليات تنفيذها‪،‬‬ ‫وهذا تعبير رائد عن مقاربة اقتراحية‪،‬‬ ‫تعالج ف��ي إط��اره��ا قضايا األشخاص‬ ‫المسنين‪.‬‬ ‫ويمكن للقارئ الكريم الرجوع إلى‬ ‫العدد‪ 3907 :‬ليوم السبت ‪ 18‬شوال‬ ‫‪ 1437‬موافق ‪ 23‬يوليوز ‪ 2016‬من‬ ‫جريدة «طنجة» للتأكد واالط�لاع من‬

‫‪13‬‬

‫جديد على سيناريوهات اإلصالح‪ ،‬المبرمج‬ ‫من طرف حكومتنا الحالية في وقتها‬ ‫الميت‪ ،‬عوض تأخير ممنهج وتوجهات‪،‬‬ ‫تعاكس إيحاد حلول مالئمة في أقرب‬ ‫األجال‪ .‬كما اعتبر والي بنك المغرب في‬ ‫تقريره السنوي لحصيلة السنة الماضية‪،‬‬ ‫بطء وتيرة إصالح صناديق التقاعد أمرا‬ ‫يبعث على القلق‪ ،‬موضحا أن تفاقم‬ ‫التكلفة الباهظة المالية الناجمة عن‬ ‫التأخر في تفعيل اإلصالح من شأنه أن‬ ‫يقوض استدامة المالية العمومية على‬ ‫المدي المتوسط‪ .‬وأشار إلى أن تكلفة‬ ‫التأخير يتعين أن تشكل حافزا لجميع‬ ‫الفرقاء من أجل تسريع وتيرة إصالح‬ ‫أنظمة التقاعد‪ ،‬خاصة أن عملية اإلعداد‬ ‫التقني استكملت‪ ،‬منذ سنوات‪ ،‬وتتبعها‬ ‫المتقاعدون‪ ،‬انطالقا من أول مؤتمر‪ ،‬عقد‬ ‫بالقصر الكبير إلى آخر مؤتمر بمدينة‬ ‫فاس‪.‬‬

‫الوضع بالمغرب‪ ،‬كغيره من دول‬ ‫العالم‪ ،‬يعرف بدوره تحوالت ببنية هرمه‬ ‫السكاني‪ ،‬ونمط السكن والعيش‪ ،‬وكذا‬ ‫في منظومة القيم‪.‬‬ ‫وحسب التوقعات التي وضعها مركز‬ ‫الدراسات واألبحاث الديموغرافية‪ ،‬فإن‬ ‫شريحة األشخـــاص المسنيــــن ببالدنا‬ ‫مرشحة كي تصل في أفق سنة ‪ 2020‬إلى‬ ‫‪ ٪ 1،11‬وإلى ‪ 20٪‬في أفق سنة ‪.2040‬‬ ‫المنتظر اآلن‪ ،‬وبطريقة سريعة‪ ،‬من‬ ‫كل الفاعلين األساسيين في القطاعات‪،‬‬ ‫والمؤسسات المعنية‪ ،‬وكل المهتمين‬ ‫والباحثين في المجال‪ ،‬وضع توجهات‬ ‫تساير الزمن‪ ،‬بناء علىخطة عمل وطنية‪،‬‬ ‫كفيلة بإدماج فعلي لقضايا األشخاص‬ ‫المسنين في برامج للتنمية الوطنية‪،‬‬ ‫تواكب تطور األحداث‪.‬‬ ‫م‪.‬و‬

‫تعــــازي وموا�ســــاة‬ ‫انتقل إلى عفو اهلل و رحمته الحاج عبد العزيز اليعقوبي ليلة األحد صبيحة يوم اإلثنين فاتح غشت‬ ‫‪ 2016‬و قد صلي عليه صالة الظهر من نفس اليوم دفن بمقبرة سيدي اعمار بطنجة‪.‬‬ ‫بهذا المصاب الجلل نتقدم بأحر التعازي إلى أبنائه ‪ :‬محمد و عثمان و حنان و ابتسام‪ ،‬وإلى‬ ‫إخوته‪ :‬الحاج محمد و فاطمة و زينب و مريم‪.‬‬

‫رزء كبري‬

‫فطومة الن�شنا�ش‬ ‫يف ذمة اهلل‬ ‫انتقلت إلى عفو اهلل وكرمه‪ ،‬السيدة الفاضلة المرحومة فطومة النشناش‪ ،‬التي‬ ‫وافاها األجل المحتوم‪،‬عن سن يناهز ‪ 86‬سنة‪ ،‬يوم اإلثنين فاتح غشت الجاري‬ ‫وووريت التراب بمقبرة سيدي محمد الحاج البقالي بوعراقية‪ ،‬في محفل رهيب‪،‬‬ ‫حضره جمهور غفير من أعيان طنجة وتطوان ووجهاء ونشطاء المدينتين‪ ،‬ورجال‬ ‫الفكر والعلم بهما‪.‬‬ ‫والمرحومة فطومة النشناش سليلة أسرة مناضلة في المجاالت السياسية‬ ‫والثقافية والعلمية وفي ميادين الخدمة االجتماعية‪ ،‬حيث برزت مبكرا‪ ،‬في المحافل‬ ‫الطالبية كواحدة من أبرز فتيات النهضة النسوية بتطوان وطنجة وكمناضلة‬ ‫نشيطة في حركة االنبعاث النسائية‪ ،‬فكانت‪ ،‬خالل شبابها األول‪ ،‬شعلة بين أترابها‬ ‫تتميز بروح التطوع واالنخراط في مختلف المشاريع االجتماعية‪ .‬وكان طبيعيا أن‬ ‫يكبر معها طموحها إلى العمل من أجل تحقيق التغيير الذي ينشده المجتمع عبر‬ ‫توسيع دائرة العمل التطوعي‪ ،‬فانخطرت في سلك التعليم الذي آمنت برسالته في‬ ‫تحقيق ذلك التغيير عبر تربية النشء وتعليمه وإعداده للغد‪.‬‬ ‫وبموازاة مع عملها في التربية والتعليم وسعت دائرة نشاطها المجتمعي عبر‬ ‫المشاركة في العديد من الجمعيات الخيرية والهيئات النسائية بهدف حماية الفتاة‬ ‫والمرأة والدفاع عن حقوق النساء والعمل الخيري التطوعي الميداني من أجل‬ ‫تحقيق مشاريع تنموية لفائدة الشرائح المعوزة في الحواضر والبوادي‪ ،‬خاصة‬ ‫وأنها كانت تحمل أفكارا جريئة‪ ،‬في المجال السياسي والحقوقي‪ ،‬فكانت طول‬ ‫حياتها سيدة فاضلة مثابرة صامدة متطوعة‪ ،‬راضية بقضاء اهلل وقدره ‪ ،‬إلى أن‬ ‫لقيت ربها بوجه ناعم نضر مستبشر‪ .‬رحمها اهلل‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة‪ ،‬تتقدم أسرة جريدة طنجة‪ ،‬إدارة وأسرة تحرير وتقنيين‬ ‫وإداريين بأصدق عبارات التعازي‪ ،‬إلى ولدي الراحلة العزيزة مريم وخالد البقالي‬ ‫وإلى أختها السيدة فامة‪ ،‬وإلى أخيها المناضل والوطني الغيور‪ ،‬الدكتور محمد‬ ‫النشناش وأخيه السيد أحمد النشناش وإلى الدكتور محمد المهور الذي كان‬ ‫بمثابة ولدها والذي سهر على صحتها منذ سنين‪ ،‬ابنا بارا لطيفا مراعيا وكريما‪.‬‬ ‫مع دعواتنا لهم جميعا بالصبر والسلوان وللفقيدة الغالية بالرحمة والغفران‪.‬‬ ‫رحم اهلل الفاضلة فطومة النشناش وأثابها على ما قدمت لوطنها وشعبها‬ ‫من خدمات جليلة وأسكنها فسيح جناته مع النبيين والشهداء والصالحين وحسن‬ ‫أولئك رفيقا‪.‬‬

‫�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون‪.‬‬

‫}كل نف�س ذائقة‬

‫ع‪.‬ك‬

‫املوت{‬

‫(صدق اهلل العظيم)‬

‫ببالغ األس��ى واألس��ف تلقينا وف��اة المشمــــولة‬ ‫برحمـــة اهلل تعالـــى الفقيدة‬

‫الحاجة الباتول البقالي‬ ‫الطاهري‬ ‫التي وفاها األجل المحتوم يوم ‪4‬غشت ‪ ،2016‬وفي‬ ‫محفل جنائزي مهيب حضره األهل واألحباب واألصدقاء‬ ‫والجيران‪ ،‬شيع جثمانها الطاهر إلى مثواه األخير‪ ،‬حيث‬ ‫وري الثري بعد صالة العصر‪ ،‬بمقبرة سيدي اعمار بطنجة‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة نتقدم بالتعازي الحارة إلى أسرة الفقيدة وعلى رأسها أوالدها‬ ‫محمد‪ ،‬لطيفة‪ ،‬أنيسة سعاد‪ ،‬حنان وسمير‪ ،‬وإلى جميع أفراد عائلة البقالي الطاهري‪ .‬كما تتقدم‬ ‫أسرة الفقيدة بشكرها وامتنانها إلى كل من واساها من قريب أو بعيد في هذا المصاب الجلل‪.‬‬ ‫سائلين اهلل تعالى أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته‪ ،‬ويسكنها فسيح جناته‪ ،‬ويلهم ذويها الصبر‬ ‫والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫المرحوم عبد العزيز اليعقوبي‬

‫المرحوم عبد الحميد اليعقوبي‬

‫و في اليوم الموالي ليلة الثالثاء‪/‬صبيحة يوم األربعاء ‪ 3‬غشت ‪ ،2016‬انتقل إلى عفو اهلل و رحمته‬ ‫بمدينة تطوان الحاج عبد الحميد اليعقوبي الشقيق األصغر للحاج عبد العزيز اليعقوبي‪ ،‬و الذي أصر على‬ ‫حضور جنازة أخيه عبد العزيز رغم حالته الصحية المتردية و معاناته من مرض عضال ألزمه الفراش الستة‬ ‫أشهر األخيرة من حياته‪ .‬و جاء في زيارة مودعا ألحبابه و لهذه الحياة الفانية‪ ،‬وقال عند عودته إلى بيته ‪:‬‬ ‫الحمد هلل الذي يسر لي أن رأيت أحبابي جميعا‪ .‬و من تلك الساعة و هو في حالة إغماء إلى أن أسلم الروح‬ ‫إلى بارئها‪.‬‬ ‫أقيمت جنازته بتطوان و دفن بمقبرة طابولة بعد صالة ظهر يوم األربعاء‪.‬‬ ‫بهذا المصاب الجلل نتقدم بأحر التعازي إلى أرملته بنت عبد المالك بوحساين وإلىأبنائه ‪ :‬زكريا و‬ ‫محاسن وكوثر‪ ،‬وإلى إخوته ‪ :‬الحاج محمد و فاطمة و زينب و مري‬ ‫نسأل اهلل تعالى أن يتغمد الفقيدين برحمته الواسعة‪ .‬اللهم اغفر لهما و ارحمهما و أكرم نزلهما‬ ‫و وسع مدخلهما و نقهما من الخطايا و الذنوب كما ينقى الثوب األبيض من الدنس‪ .‬اللهم ثبت عند‬ ‫المسألة منطقيهما‪ ،‬اللهم ثبتهما بالقول الثابت عند سؤال الملكين‪ ،‬اللهم ال تبتلهما في قبريهما بما ال‬ ‫طاقة لهما به و ألحقهما بنبينا محمد عليه الصالة و السالم‪ ،‬اللهم إن كانا محسنين فزد في إحسانهما‬ ‫و إن كانا غير ذلك فتجاوز عنهما‪ .‬اللهم يمن كتابهما و يسر حسابهما و ثقل ميزانهما بالحسنات‪ ،‬اللهم‬ ‫أدخلهما الجنة برحمتك يا أرحم الراحمين‪ .‬اللهم اجعلهما في مقعد صدق عند مليك مقتدر مع النبيئين‬ ‫والصديقين والشهداء و الصالحين و حسن أوالئك رفيقا‪ .‬اللهم صل على سيدنا محمد النبي األمي و على‬ ‫آله و صحبه و سلم تسليما‪.‬‬ ‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫} وما عند اهلل خري و�أبقى {‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫انتقل إلى رحمة اهلل‪ ،‬المشمول بعفو اهلل‬

‫عبد العزيز‬ ‫بن عبد الصادق‬

‫عن سن تناهز ‪ 74‬سنة‪ ،‬وذلك يوم الثالثاء‬ ‫‪ 27‬شوال ‪ 1437‬الموافق ل ‪ 2‬غشت ‪ .2016‬وووري‬ ‫جثمانه الطاهر الثرى بمقبرة سيدي اعمار بطنجة‬ ‫بعد صالة الظهر بمسجد بنجلون‪ .‬المرحوم من‬ ‫أسرة بن عبد الصادق العريقة بمدينة طنجة‪ ،‬وهو‬ ‫شقيق علي‪ ،‬الموظف سابقا بعمالة طنجة لما يزيد‬ ‫عن ‪ 40‬سنة‪ ،‬وأحد أحفاد الباشا الحاج عبد السالم‬ ‫بن عبد الصادق‪.‬‬ ‫ولهذا المصاب الجلل نتقدم بأحر التعازي إلى‬ ‫جميع أفراد اسرة الفقيد راجين من اهلل العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه‬ ‫فسيح جنانه‪ ،‬وأن يرزق ذويه الصبر الجميل‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬


‫العدد ‪849‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬غ�شت ‪2016‬‬

‫بمناسبة يوم المهاجر‬

‫في صيف كل سنة نعيش موسم عودة أفراد الجالية المغربية إلى أرض الوطن ‪ ،‬حيث تتكثف‬ ‫االستعدادات الستقبالهم حتى تكون عودتهم إلى أرض الوطن عودة مريحة ‪،‬وتتضافر الجهود لتوفير‬ ‫الراحة لهم ‪ ،‬وال يخفى على أحد الوضعية الصعبة التي يعيشها المهاجرون خارج أرض الوطن‪ ،‬في‬ ‫عملهم وسكنهم‪ ،‬وفي التأقلم مع المحيط والعادات والتيارات والمذاهب التي يحيون وسطها‪ ،‬وفي‬ ‫تربية األبناء والحفاظ على الدين والهوية‪ ،‬ولعل أقواها أن هجرتهم إلى الخارج ليست نهائية وال‬ ‫مطلقة‪ ،‬بل ظرفية مؤقتة‪ ،‬وحتى الذين يظنون أنهم استقروا أو يفكرون في ذلك فاالستقرار النفسي‬ ‫غير وارد ‪ ،‬واالطمئنان إلى هذا االستقرار غير حاصل ‪ ،‬وحتى حين يعودون فعودتهم إلى أرض الوطن‬ ‫ليست نهائية ومطلقة ‪ ،‬وعلى هذا االعتبار فهم ذاهبون وقادمون‪...‬‬ ‫إنهم شعب آخر خارج الوطن ‪ ،‬وهم جزء من شعب هذا الوطن ‪ ،‬فالرابطة بيننا وبينهم قوية ‪ ،‬رابطة‬ ‫دينية ورابطة وطنية ‪ ،‬بحكم الدين فهم إخواننا ‪ ،‬والنبي صلى اهلل عليه وسلم يوصي باألخوة في اهلل‬ ‫فيقول ‪ ( :‬ال يؤمن أحدكم حتى يحب ألخيه ما يحب لنفسه) ‪ ،‬وإخواننا في الوطنية ألن أواصر المواطنة‬ ‫تقتضي التفكير فيهم ‪،‬في آالمهم وآمالهم ‪ ،‬فلهم حقوق على هذا الوطن ‪ ،‬وعليهم واجبات تجاهه‪.‬‬ ‫وللمهاجريــن في أرض الغربـــة‬ ‫مشاكل كثيرة‪ ،‬نريدهم أن يتناسوا‬ ‫بعضها وهم بين األهل واألحباب‪،‬‬ ‫ويجتهدوا من أجل التغلب على بعضها‬ ‫اآلخر وهم في أرض الغربة‪ ،‬خاصة ما‬ ‫يتعلق بتربية األبناء والحفاظ على‬ ‫الهوية المغربيــة والديــن اإلسالمي‬ ‫في صورته النقية البعيــدة عن كل‬ ‫تحريف أو تشويش أو مغاالة وتشديد‪،‬‬ ‫والحفاظ على األخالق الفاضلة والسيرة‬ ‫الحسنة فهم سفراء لبلدهم وخير ممثل‬ ‫لعادات وتقاليـــد شعبهـــم‪ .‬وبهذه‬ ‫المناسبة نتوجه إلى إخواننا العائدين‬ ‫إلى أرض الوطن بكلمات نتمنى أن‬ ‫يسمعوها ويحرصو على العمل بها‪:‬‬ ‫• يسر المجلس العلمي المحلي‬ ‫بطنجة أن يستقبلكم بحفاوة استقبال‬ ‫سفراء اإلسالم الذين يتحملون‬ ‫مسؤولية تبليغ الرسالة اإلسالمية إلى‬ ‫ديار الغربة في أبهى صورها وصفاء‬ ‫تعاليمها‪ ،‬وإن اإلجازة الصيفية جزء‬ ‫مهم من عمر اإلنسان‪ ،‬يخرج فيه من‬ ‫ضيق وقت الحياة إلى سعة من فسحتها‪ ،‬فاستثمروا هذه اإلجازة في طاعة اهلل واالجتهاد في السياحة‬ ‫في األرض بما شرع اهلل‪.‬‬ ‫• من الواجب أن نحافظ على أصالة ناشئتنا‪ ،‬ونعصمها من موقع الزلل‪ ،‬وخطر االندفاع المشوب‬ ‫بالتقليد‪ ،‬محيين في نفسها الصورة المشرقة للمجتمع اإلسالمي الذي امتاز بالتكافل والتراحم‪.‬‬ ‫• لتكن حياتك قدوة في االستقامة والفضيلة وحسن السلوك وحب الخير للناس والجد في العمل‬ ‫وأداء األمانة بإخالص‪.‬‬ ‫• اغتنم هذه اإلجازة في التوسعة على األهل واألبناء وإدخال السرور عليهم في حدود المباح شرعا‪.‬‬ ‫• لتكن رسالتك في دار الغربة رسالة حضارية‪ ،‬تعكس سمو اإلسالم ورفعته وعظمته ووسطيته‬ ‫وسماحته في التفكير والسلوك والمعاملة والعمل واحذروا من شبهات ومذاهب التيارات الفاسدة التي‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫تفسد الدين وتشوه معالمه‪ ،‬فديننا اإلسالمي ال مغاالة فيه وال تشدد‪ ،‬وال رهبانية وال تنطع‪ ،‬لقول‬ ‫الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪ « :‬إن هذا الدين يسر ‪ ،‬ولن يشاد الدين أحد إال غلبه ‪ ،‬فسددوا وقاربوا‬ ‫وأبشروا ويسروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة»‪.‬‬ ‫• وتجنب االستماع إلى فتاوى الجاهلين الذين يفتون برأيهم أو بجهل في الدين فيضلون‬ ‫ويضلون‪ ،‬فإذا سألت فاسأل العلماء‪ ،‬وإذا استفسرت عن شيء من أمور دينك فاستفت أهل العلم‬ ‫والذكر والتخصص‪.‬‬ ‫• اعلم أن صنائع المعروف تقي مصارع السوء‪ ،‬وصدقة السر تطفئ غضب الرب‪ ،‬وصلة الرحم‬ ‫تزيد في العمر‪ ،‬واعلم أن تبسمك في وجه أخيك صدقة‪ ،‬وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة‪،‬‬ ‫وإماطتك األذى عن الطريق صدقة‪ ،‬والكلمة الطيبة صدقة‪.‬‬ ‫كر هَّ ُ‬ ‫• كن من‪َّ :‬‬ ‫ت ُق ُلو ُبهُ ْم َو ِ�إ َذا ُت ِل َي ْ‬ ‫الل َوجِ َل ْ‬ ‫ت عَ َل ْيهِ ْم �آ َيات ُ​ُه َزادَ تْهُ ْم ِ�إميَانًا وَعَ َلى‬ ‫«الذِ َ‬ ‫ين ِ�إ َذا ُذ ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫َر ِّبهِ ْم َي َت َو َّ‬ ‫ين‬ ‫ون » ومن‬ ‫«ال�صا ِب ِر َ‬ ‫َّ‬ ‫كل َ‬ ‫ُ‬ ‫لمْ‬ ‫اَ‬ ‫ال�صلةِ َوممَِّا‬ ‫عَ َلى َما �أَ َ�صا َبهُ ْم َوا قِيمِي َّ‬ ‫ون »‪.‬‬ ‫َر َز ْقنَاهُ ْم ُي ْن ِف ُق َ‬

‫• واعلم أن صلة األرحام من أهم‬ ‫أسباب الصلة بينك وبين اهلل تعالى‪،‬‬ ‫فالرحم شجنة من الرحمن‪ ،‬ومن وصلها‬ ‫وصله اهلل‪ .‬فاحرص على زيارة األهل‬ ‫واألحباب واألصدقاء‪.‬‬ ‫• تجنب اإلذاية والظلم واالعتداء‬ ‫على الغير‪ ،‬فقد ورد عن الرسول صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم أنه قال‪( :‬ثالث من لم تكن‬ ‫فيه واحدة منهن فال تعتدوا بشيء من‬ ‫عمله‪ :‬تقوى تحجزه عن معاصي اهلل‪ ،‬وحلم‬ ‫يكف به السفيه‪ ،‬وخلق يعيش به بين‬ ‫الناس‪ .‬تمتع بهذه الصفات حتى تكون‬ ‫من أهل الورع‪ ،‬وحسن خلقك فهو حسبك‬ ‫ونسبك وبه يكمل إيمانك‪ ،‬ويرتفع قدرك‬ ‫بين الناس‪.‬‬ ‫• كن محبا للمساكين‪ ،‬واعمل‬ ‫على أن يكون حبك لهم عطفا وإحسانا‪،‬‬ ‫يترجمه اإلنفاق عليهم والرحمة بهم‪ ،‬والسعي في تقديم الخير لهم‪ ،‬واحذر أن تكون غير راض بما‬ ‫قسمه اهلل لك‪ ،‬واشكر اهلل على ما أعطاك‪ ،‬وإذا أردت مزيدا فاسأل اهلل من فضله فهو واسع الكرم‬ ‫والعطاء‪ ،‬وال تقنط من رحمة اهلل تعالى‪ ،‬وأكثر من االستغفار ‪ ،‬ثم التوبة إليه ‪ ،‬ففي ذلك يقول تعالى‪:‬‬ ‫ت ُ‬ ‫ك ْم ُث َّم تُو ُبوا �إِ َل ْي ِه يمُ َت ِّْع ُ‬ ‫« َو�أَ ِن ْا�ست َْغف ُِروا َر َّب ُ‬ ‫ك َّل ذِ ي َف ْ�ض ٍل‬ ‫ك ْم َم َتاعً ا َح َ�سنًا �إِ َلى �أَ َج ٍل ُم َ�س ًّمى َو ُي�ؤْ ِ‬ ‫َف ْ�ض َل ُه»‪ ،‬وليكن قدوتك في ذلك سيد المرسلين صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فقد كان يقول في المجلس‬ ‫الواحد مائة مرة‪ ( :‬رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم )‪.‬‬ ‫• احرص أخي على هويتك اإلسالمية وعلى حبك وتعلقك بوطنك وملكك‪ ،‬فإن ضياع شيء من هذا‬ ‫خسارة التعوض‪ ،‬وإياك ودعوات المضلين‪ ،‬وتراهات المغررين‪ ،‬فإنه ال خير فيمن ضيع دينه وفرط في‬ ‫وطنه‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫زراعة األعضاء عمل جائز ال يتنافى مع الكرامة اإلنسانية‬

‫حين خلق هّ‬ ‫الل سبحانه وتعالى ـ آدم ـ أبا البشر ـ في أكمل صورة وأحسنها وأعدلها وأقومها‪ ،‬قال‬ ‫لمالئكته المسبحة بحمده في علياء ملكوته‪{:‬فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين}‪ ،‬ولقد‬ ‫استحق خلق اإلنسان في أحسن تقويم أن يقسم اهلل عليه بقوله‪{:‬والتين والزيتون ‪ .‬وطور سنين‪ .‬وهذا‬ ‫البلد األمين ‪ .‬لقد خلقنا اإلنسان في أحسن تقويم}‪ ،‬وأن يمن عليه المولى الخالق سبحانه بقوله‪{:‬يا أيها‬ ‫اإلنسان ما غرك بربك الكريم‪ .‬الذي خلقك فسواك فعدلك}‪ ،‬وال يستشعر هذا المخلوق نعمة تسوية خلقه ‪ ‬إال‬ ‫حين‪ ‬يقدر اهلل عليه نقصاً في أحد أعضائه أو تشوهاً أو تلفاً‪ ،‬حينها يثوب لرشده ويفزع طالباً الدواء ساعياً‬ ‫وراء الشفاء ‪.‬‬

‫للمأخوذ منه‪ ،‬كما أن فيه مصلحة كبيرة ‪ ،‬وإعانة خيرة‪ ،‬للمزروع فيه ‪ ،‬وهو عمل مشروع وحميد‪ ،‬إذا توافرت‬ ‫فيه الشروط التالية ‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ أن ال يضر أخذ العضو من المتبرع به ضرراً يخل بحياته العادية‪ ،‬ألن القاعدة الشرعية (أن الضرر‬ ‫ال يزال بضرر مثله وال بأشد منه)‪ ،‬وألن التبرع حينئذ يكون من قبيل اإللقاء بالنفس إلى التهلكة‪ ،‬وهو أمر‬ ‫غير جائز شرعاً‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ أن يكون إعطاء العضو طوعاً من المتبرع دون إكراه ‪.‬‬

‫إن مما أنعم اهلل على عباده من أنواع التداوي ما يعرف باسم‪( :‬زراعة األعضاء) الذي يلجأ إليه الطبيب‬ ‫ويحتاج إليه المريض‪ ،‬وهي قضية تتعلق مسائلها باألموات واألحياء‪ ،‬كما أنها حلول طبية تحتاج إلى دراسات‬ ‫وفتاوى فقهية‪.‬‬ ‫لم تغفل المجامع الفقهية المحلية واإلقليمية والدولية هذه القضية‪ ،‬حيث درستها وأصدرت بشأنها‬ ‫مجموعة من القرارات والفتاوى الفقهية‪ ،‬نذكر منها في هذا العدد ما صدر عن المجمع الفقهي اإلسالمي‬ ‫التابع لرابطة العالم اإلسالمي ‪ ،‬وفيما يلي نصه‪:‬‬ ‫الحمد هلل والصالة والسالم على من ال نبي بعده‪ ،‬سيدنا ونبينا محمد ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ أما‬ ‫بعد‪ ،‬لقد نظر في موضوع يوم ‪ 28‬يناير ‪1985‬م أخذ بعض أعضاء اإلنسان وزرعها في إنسان آخر‪ ،‬مضطر‬ ‫إلى ذلك العضو‪ ،‬لتعويضه عن مثيله المعطل فيه‪ ،‬هذا ما توصل إليه الطب الحديث‪ ،‬وأنجزت فيه إنجازات‬ ‫عظيمة األهمية بالوسائل الحديثة‪ ،‬وذلك بناء على الطلب المقدم إلى المجمع الفقهي‪ .‬واستعرض المجمع‬ ‫الدراسة ‪ ،‬التي قدمها فضيلة األستاذ الشيخ عبد اهلل بن عبد الرحمن البسام في هذا الموضوع ‪ ،‬وما جاء‬ ‫فيها من اختالف الفقهاء المعاصرين ‪ ،‬في جواز نقل األعضاء وزرعها ‪ ،‬واستدالل كل فريق منهم على رأيه‬ ‫باألدلة الشرعية التي رآها‪.‬‬ ‫وبعد المناقشة المستفيضة‪ ،‬بين أعضاء مجلس المجمع ‪ ،‬رأى المجلس أن استدالالت القائلين بالجواز‬ ‫هي الراجحة ‪ ،‬ولذلك انتهى المجلس إلى القرار التالي‪:‬‬ ‫أو ًال‪ :‬إن أخذ عضو من جسم إنسان حي‪ ،‬وزرعه في جسم إنسان آخر‪ ،‬مضطر إليه إلنقاذ حياته‪ ،‬أو‬ ‫الستعادة وظيفة من وظائف أعضائه األساسية ‪ ،‬هو عمل جائز‪ ،‬ال يتنافى مع الكرامة اإلنسانية‪ ،‬بالنسبة‬

‫‪ 3‬ـ أن يكون زرع العضو هو الوسيلة الطبية الوحيدة الممكنة لمعالجة المريض المضطر‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ أن يكون نجاح كل من عمليتي النزع والزرع محققاً في العادة أو غالباً‪.‬‬ ‫ثانياً ‪ /‬تعتبر جائزة شرعاً بطريق األولوية الحاالت التالية‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ أخذ العضو من إنسان ميت إلنقاذ إنسان آخر مضطر إليه‪ ،‬بشرط أن يكون المأخوذ منه مكلفاً‪ ،‬وقد‬ ‫أذن بذلك في حال حياته‪.‬‬ ‫إليه‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ وأن يؤخذ العضو من حيوان مأكول أو مذكى مطلقاً‪ ،‬أو غيره عند الضرورة‪ ،‬لزرعه في إنسان مضطر‬

‫‪ 3‬ـ أخذ جزء من جسم اإلنسان لزرعه أو الترقيع به في جسمه نفسه‪ ،‬كأخذ قطعة من جلده‪ ،‬أو عظمه‬ ‫لترقيع ناحية أخرى من جسمه بها عند الحاجة إلى ذلك‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ وضع قطعة صناعية‪ ،‬من معادن أو مواد أخرى في جسم اإلنسان‪ ،‬لعالج حالة مرضية فيه‪ ،‬كالمفاصل‬ ‫وصمام القلب‪ ،‬وغيرهما‪ .‬فكل هذه الحاالت األربع يرى المجلس جوازها شرعاً بالشروط السابقة‪.‬‬ ‫ولقد شارك في هذه الجلسة فريق من األطباء لمناقشة هذا الموضوع‪ ،‬وهم ‪:‬‬ ‫د‪.‬السيد محمد علي البار‪ ،‬د‪ .‬عبد اهلل باسالمه‪ ،‬د‪ .‬خالد أمين محمد حسن‪ ،‬د‪ .‬عبد المعبود عمارة السيد‪،‬‬ ‫ذ‪.‬عبداهلل جمعة ذ‪ .‬غازي الحاجم‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬غ�شت ‪2016‬‬

‫العدد ‪849‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬

‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache7@hotmail.com‬‬

‫‪ 8‬ـ مقتطفات من كتاب «المستطرف في كل فن مستظرف»‬ ‫الكتاب من تأليف الشيخ شهاب الدين أبوالفتح محمد بن أحمد األبشيهي‪ ،‬نسبة إلى قرية أبْشيه (أبْشَواي) من قرى الفيّوم‬ ‫المصرية‪ ،‬أقام بالمحلة ورحل إلى القاهرة ‪،‬درس الفقه والنحو وولي الخطابة ببلدته بعد وفاة والده ‪ ،‬توفي حوالي (‪ 850‬هـ‪1448/‬م)‪.‬‬ ‫وعن دواعي تأليف هذا الكتاب ومضامينه يقول األبشيهي في ديباجته‪:‬‬ ‫«‪...‬أما بعد فقد رأيت جماعة من ذوي الهمم جمعوا أشياء كثيرة من اآلداب والمواعظ والحكم وبسطوا مجلدات في التواريخ‬ ‫والنوادر واألخبار والحكايات واللطائف ورقائق األشعار وألفوا في ذلك كتبا كثيرة وتفرد كل منها بفرائد فوائد لم تكن في غيره‬ ‫من الكتب محصورة فاستخرت اهلل تعالى وجمعت من جموعها هذا المجموع اللطيف وجعلته مشتمال على كل فن ظريف وسميته‬ ‫«المستطرف في كل فن مستظرف» واستدللت فيه بآيات كثيرة من القرآن العظيم وأحاديث صحيحة من أحاديث النبي الكريم وطرزته‬ ‫بحكايات حسنة عن الصالحين األخيار ونقلت فيه كثيرا مما أودعه الزمخشري في كتابه ربيع األبرار وكثيرا مما نقله ابن عبد ربه في‬ ‫كتابه العقد الفريد ورجوت أن يجد مطالعه فيه كل ما يقصد ويريد‪ .‬وجمعت فيه لطائف وظرائف عديدة من منتخبات الكتب النفيسة‬ ‫المفيدة وأودعته من األحاديث النبوية واألمثال الشعرية واأللفاظ اللغوية والحكايات الجدية والنوادر الهزلية ومن الغرائب والدقائق‬ ‫واألشعار والرقائق ما تشنف بذكره األسماع وتقر برؤيته العيون ‪.‬وجعلته يشتمل على أربعة وثمانين بابا من أحسن الفنون متوجة‬ ‫بألفاظ كأنها الدر المكنون‪..‬‬ ‫وضمنته كل لطيفة ونظمته بكل ظريفة وقرنت األصول فيه بالفضول ورجوت أن يتيسر لي ما رمته من الوصول وجعلت أبوابه‬ ‫مقدمة وفصلتها في مواضعها مرتبة منظمة ليقصد الطالب إلى كل باب منها عند االحتياج إليه ويعرف مكانه باالستدالل عليه فيجد‬ ‫كل معنى في بابه إن شاء اهلل تعالى واهلل المسؤول في تيسير المطلوب وأن يلهم الناظر فيه ستر ما يراه من خلل وعيوب إنه على ما‬ ‫يشاء قدير وباإلجابة جدير ‪ ...‬واهلل سبحانه المهون للصعاب»‪.‬‬ ‫ولألبشيهي أيضا كتاب «تذكرة العارفين وتبصرة المستبصرين» وكتاب «أطواق األزهار على صدور األنهار» كما أنه شرع في‬ ‫تأليف كتاب «في صنعة الترسل والكتابة» لكنه لم يتممه‪.‬ورغم أن في لغته ضعف ‪،‬كما يؤكد بعض المصنفين كالزركلي مثال ‪ ،‬إالأن‬ ‫قوة خطابه ‪ -‬وهو المتمرس بفن الخطابة‪ -‬تغطي ذلك الضعف اللغوي‪ ،‬وتجلي العديد من نقط ضعف بني اإلنسان‪ ،‬وتصف للمرء‬ ‫العليل مقويات روحية تقوي إيمانه وتصفي قلبه وتشد أزره‪ .‬ونسأل العلي القديرأن يفرج عنا كربتنا ويهدينا سواء السبيل في هذا‬ ‫الشهر الفضيل‪.‬‬

‫يف البخل وال�شح وذكر البخالء و�أخبارهم وما جاء عنهم‬ ‫قال اهلل تعالى ‪« :‬الذين يبخلون ويأمرون الناس‬ ‫بالبخل ويكتمون ما أتاهم اهلل من فضله» اآلية؛ وقال‬ ‫رس��ول اهلل ‪« :‬إياكم والشح فإن الشح أهلك من كان‬ ‫قبلكم»‪ ،‬وعنه أنه قال ‪« :‬البخل جامع لمساوىء القلوب‬ ‫وهو زمام يقاد به إلى كل سوء»‪ ،‬وقالت أم البنين أخت‬ ‫عمر بن عبد العزيز رضي اهلل تعالى عنهما ‪« :‬إن البخل لو‬ ‫كان قميصا ما لبسته أو كان طريقا ما سلكته»‪ ،‬وقيل‪:‬‬ ‫«بخالء العرب أربعة‪ :‬الحطيئة وحميد األرقط وأبو األسود‬ ‫الدؤلي وخالد بن صفوان» ‪،‬فأما الحطيئة فمر به إنسان‬ ‫وهو على باب داره وبيده عصا فقال أنا ضيف فأشار إلى‬ ‫العصا وقال لكعاب الضيفان أعددتها‪ ،‬وأما حميد األرقط‬ ‫فكان هجاء للضيفان فحاشا عليهم‪ ،‬نزل به مرة أضياف‬ ‫فأطعمهم تمرا وهجاهم وذكر أنهم أكلوه بنواه‪ ،‬وأما‬ ‫أبو األسود فتصدق على سائل بتمره فقال له جعل اهلل‬ ‫نصيبك من الجنة مثلها‪ ،‬وكان يقول لو أطعنا المساكين‬ ‫في أموالنا كنا أسوأ حاال منهم ‪،‬وأما خالد بن صفوان فكان‬ ‫يقول للدرهم إذا دخل عليه‪ :‬يا عيار كم تعير وكم تطوف‬ ‫وتطير ألطيلن حبسك‪ ،‬ثم يطرحه في الصندوق ويقفل عليه ‪،‬وقيل له‪ :‬لم ال تنفق ومالك عريض؟‬ ‫فقال‪ :‬الدهر أعرض منه ‪.‬واستأذن حنظلة على صديق له بخيل فقيل‪ :‬هو محموم‪ ،‬فقال ‪:‬كلوا بين‬ ‫يديه حتى يعرق ‪.‬وكتب سهل بن هرون كتابا في مدح البخل وأهداه إلى الحسن بن سهل فوقع‬ ‫على ظهره ‪:‬قد جعلنا ثوابك عليه ما أمرت به فيه‪ .‬وقال ابن أبي فنن‪:‬‬ ‫ذريني وإتالفي لمالــى فإننـي‬

‫أحب من األخالق ما هو أجمـل‬

‫وإن أحق الناس باللـوم شاعـر‬

‫يلوم على البخل الرجال ويبخل‬

‫وكان عمر بن يزيد األسدي بخيال جدا‪ ،‬أصابه القولنج في بطنه فحقنه الطبيب بدهن كثير فانحل ما‬ ‫في بطنه في الطست فقال لغالمه‪ :‬اجمع الدهن الذي نزل من الحقنة وأسرج به ‪.‬وكان المنصور شديد‬ ‫البخل جدا‪ ،‬مر به مسلم الحادي في طريقه إلى الحج فحدا له يوما بقول الشاعر‪:‬‬ ‫أغـر بيـن الحاجبيــن نـــــوره‬

‫يزينــه حيــــاؤه وخـيــــره‬

‫ومسكـــه يشوبـــه كافـوره‬

‫إذا تغــذى رفعــت ستــوره‬

‫فطرب حتى ضرب برجله المحمل ثم قال‪ :‬يا ربيع‪ ،‬أعطه نصف درهم‪ .‬فقال مسلم‪ :‬نصف درهم ياأمير‬ ‫المؤمنين؟ واهلل لقد حدوت لهشام ‪،‬فأمر لي بثالثين ألف درهم‪ .‬فقال‪ :‬تأخذ من بيت مال المسلمين‬ ‫ثالثين ألف درهم يا ربيع وكل به من يستخلص منه هذا المال ؟قال الربيع‪ :‬فما زلت أمشي بينهما‬ ‫وأروضه حتى شرط مسلم على نفسه أن يحدو له في ذهابه وإيابه بغير مؤنة‪.‬‬ ‫وكان أبو العتاهية ومروان بن أبي حفصة بخيلين يضرب ببخلهما المثل؛ قال مروان‪ :‬ما فرحت‬ ‫بشيء أشد مما فرحت بمائة ألف درهم وهبها لي المهدى فوزنتها فرجحت درهما فاشتريت به لحما؛‬ ‫واشترى يوما لحما بدرهم‪ ،‬فلما وضعه في القدر دعاه صديقه فرد اللحم على القصاب وقال له‪ :‬ينقصان‬ ‫دانقين‪ ،‬فجعل القصاب ينادي إلى اللحم ويقول‪:‬‬ ‫هذا لحم مروان‪ .‬واجتاز يوما بأعرابية فأضافته فقال‪ :‬إن وهب لي أمير المؤمنين مائة ألف درهم‬ ‫وهبت لك درهما‪ ،‬فوهبه سبعين ألف درهم فوهبها أربعة دوانق‪.‬‬ ‫ومن الموصوفين بالبخل أهل مرو‪ ،‬يقال إن عادتهم إذا ترافقوا في سفر أن يشتري كل واحد منهم‬

‫قطعة لحم ويشكها في خيط ويجمعون اللحم كله في قدر‬ ‫ويمسك كل واحد منهم طرف خيطه‪ ،‬فإذا استوى جر كل‬ ‫منهم خيطه وأكل لحمه وتقاسما المرق‪ .‬وقيل لبخيل‪ :‬من‬ ‫أشجع من الناس؟ قال‪ :‬من سمع وقع أضراس الناس على‬ ‫طعامه ولم تنشق مرارته‪ .‬وقيل لبعضهم‪ :‬أما يكسوك محمد‬ ‫بن يحيى؟ فقال‪ :‬واهلل لو كان له بيت مملوء إبرا‪ ،‬وجاء يعقوب‬ ‫ومعه األنبياء شفعاء والمالئكة ضمناء يستعير منه إبرة‬ ‫ليخيط بها قميص يوسف الذي قد من دبر ما أعاره إياها‪،‬‬ ‫فكيف يكسوني وقد نظم ذلك من قال‪:‬‬ ‫لوأن دارك أنبتـت لك واحتشـت‬ ‫إبرا يضيق بها فنـاء المنــزل‬ ‫وأتاك يوسف يستعيـرك إبـرة‬ ‫ليخيط قـد قميصه لم تفعـل‬ ‫وكان المتنبي بخيال جدا‪،‬مدحه إنسان بقصيدة فقال له‪:‬‬ ‫كم أملت منا على مدحك؟ قال‪ :‬عشرة دنانير‪ .‬قال له‪ :‬واهلل‬ ‫لو ندفت قطن األرض بقوس السماء على جباه المالئكة ما دفعت لك دانقا‪ .‬وقال دعبل‪:‬كنا عند سهل‬ ‫بن هرون فلم نبرح حتى كاد يموت من الجوع‪ ،‬فقال‪ :‬ويلك يا غالم‪ ،‬آتنا غذاءنا‪ .‬فأتى بقصعة فيها ديك‬ ‫مطبوخ تحته تريد قليل‪ ،‬فتأمل الديك فرآه بغير رأس فقال لغالمه‪ :‬وأين الرأس؟ فقال‪ :‬رميته‪ .‬فقال‪ :‬واهلل‬ ‫إني ألكره من يرمي برجله فكيف برأسه‪ ،‬ويحك‪ ،‬أما علمت أن الرأس رئيس األعضاء ومنه يصيح الديك ‪،‬‬ ‫ولوال صوته ما أريد ‪،‬وفيه عرفه الذي يتبرك به وعينه التي يضرب بها المثل فيقال‪ :‬شراب كعين الديك ‪.‬‬ ‫ودماغه عجيب لوجع الكلية‪ ،‬ولم نر عظما أهش تحت األسنان من عظم رأسه‪ .‬وهبك ظننت أني ال آكله‪،‬‬ ‫أما قلت‪ :‬عنده من يأكله‪.‬أنظر في أي مكان رميته فأتني به ‪.‬فقال‪ :‬واهلل ال أدري أين رميته‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬ولكني أنا اعرف أين رميته‪ ،‬رميته في بطنك‪ ،‬اهلل حسبك‪.‬‬ ‫وقيل من الناس من يبخل بالطعام ويجود بالمال وبالعكس‪.‬قال بعضهم في أبي دلف‪:‬‬ ‫أبو دلـف يضيـــع ألف ألــف ويضرب بالحسام على الرغيف‬ ‫واشتكى رجل مروزي صدره من سعال فوصفوا له «سويق اللوز» فاستثقل النفقة ورأى الصبر على‬ ‫الوجع أخف عليه من الدواء‪ ،‬فبينما هو يماطل األيام ويدافع اآلالم إذ أتاه بعض أصدقائه فوصف له ماء‬ ‫النخالة وقال ‪:‬إنه يجلو الصدر‪ .‬فأمر بالنخالة فطبخت له وشرب من مائها فجال صدره ووجده يعصم‪ .‬فلما‬ ‫حضر غذاؤه أمر به فرفع إلى العشاء وقال المرأته‪ :‬اطبخي ألهل بيتنا النخالة‪ ،‬فإني وجدت ماءها يعصم‬ ‫ويجلو الصدور‪ .‬فقالت‪ :‬لقد جمع لك اهلل بهذه النخالة بين دواء وغذاء‪ ،‬فالحمد هلل على هذه النعمة‪.‬‬ ‫وعن خاقان بن صبح قال‪ :‬دخلت على رجل من أهل خراسان ليال فأتانا بمسرجة فيها فتيلة في غاية‬ ‫الرقة وقد علق فيها عودا بخيط فقلت له‪ :‬ما بال هذا العود مربوطا؟ قال‪ :‬قد شرب الدهن‪ ،‬وإذا ضاع ولم‬ ‫نحفظه احتجنا إلى غيره فال نجد إال عودا عطشانا ونخشى أن يشرب الدهن‪ .‬قال‪ :‬فبينما أنا أتعجب وأسأل‬ ‫اهلل العافية إذ دخل علينا شيخ من أهل مرو فنظر إلى العود فقال الرجل‪ :‬يا فالن‪ ،‬لقد فررت من شيء‬ ‫ووقعت فيما هو شر منه‪ ،‬أما علمت أن الريح والشمس يأخذان من سائر األشياء وينشفان هذا العود‪ ،‬لم‬ ‫ال اتخذت مكان هذا العود إبرة من حديد‪ ،‬فإن الحديد أملس وهو مع ذلك غير نشاف‪ ،‬والعود أيضا ربما‬ ‫يتعلق به شعرة من قطن الفتيلة فينقصها‪ .‬فقال له الرجل الخراساني‪ :‬أرشدك اهلل ونفع بك‪ .‬فلقد كنت‬ ‫في ذلك من المسرفين‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪849‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)754‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬غ�شت ‪2016‬‬

‫«نظرة عن تنظيم المجاالت‬ ‫اإلسبانية لما وراء البحار»‬

‫يعتبر الخالف االستعماري بين فرنسا وإسبانيا حول اقتسام المصالح والنفوذ واالمتيازات‬ ‫الترابية بالمغرب من بين أكثر قضايا تاريخنا المعاصر إثارة الهتمام مؤرخي مرحلة مطلع‬ ‫القرن ‪ 20‬بالضفتين المغربية واألوربية‪ .‬وتعود هذه الكثافة في المادة المصدرية إلى ما‬ ‫كان للموضوع من حيوية شغلت بال رواد األحزاب االستعمارية في البلدين طيلة الفترة‬ ‫الممتدة من أواسط القرن ‪ 19‬إلى نهاية مرحلة الحماية سنة ‪ .1957‬كما تعود هذه‬ ‫الكثافة – كذلك – إلى ما خلفته هذه القضية من انعكاسات بعيدة المدى على مستقبل‬ ‫«اإلمبراطورية الشريفة» وعلى افتعال بؤر أزمات مستديمة الزلنا نعاني من جراحها إلى‬ ‫يومنا هذا‪ .‬والحقيقة إن موضوع التنافس الفرنسي اإلسباني حول المغرب يستحق أن يعاد‬ ‫بحثه برؤية مغربية خالصة تأخذ بعين االعتبار آفاق الراهن لتحاول البحث عن إجاباتها في‬ ‫سجالت الماضي مادام هذا «الماضي» يظل – بكل تأكيد – سالحا ديبلوماسيا فعاال وقادرا‬ ‫على اإلجابة على الكثير من القضايا والمشاكل المفتعلة التي طوق االستعمار الجديد‬ ‫بها عنق المغرب وجعله يؤدي ثمنها باهضا على حساب تنميته االقتصادية واالجتماعية‬ ‫والبشرية‪.‬‬ ‫يندرج التنافس الفرنسي اإلسباني حول المغرب عند مطلع القرن ‪ 20‬في سياق التسابق‬ ‫اإلمبريالي الذي انفجر – بشكل ملموس ومباشر – عقب مؤتمر فيينا لسنة ‪ 1815‬الذي أعاد‬ ‫ترتيب الخارطة األوربية‪ ،‬فاتحا الباب أمام بلورة مشاريع تأمين «المجاالت الحيوية» للقوى‬ ‫البرجوازية الصاعدة‪ .‬ونظرا لموقع المغرب االستراتيجي ولثقله التاريخي والجيوسياسي‬ ‫داخل إفريقيا والعالمين العربي واإلسالمي‪ ،‬فقد أصبح محط‬ ‫مختلف األطماع التوسعية للقوى اإلمبريالية وخاصة منها تلك‬ ‫التي كانت تجاوره جغرافيا مثل إسبانيا أو تلك التي ارتبطت معه‬ ‫بعالقات تاريخية مثل فرنسا‪ .‬وبما أن مصالح فرنسا وإسبانيا كانت‬ ‫قد أخذت في الترسخ ببالدنا منذ عدة عقود ماضية‪ ،‬فإن كل طرف‬ ‫أصبح يعتبر نفسه األحق من الطرف اآلخر في االنفراد ب «المسألة‬ ‫المغربية» وفي تثبيت سياسة األمر الواقع على المخزن من جهة‬ ‫وعلى مختلف القوى األوربية المتنافسة من جهة ثانية‪ .‬وقد اتخذ‬ ‫هذا التباري عدة أوجه التقى فيها العمل العسكري المباشر مع‬ ‫الضغط الديبلوماسي الكثيف ومع التغلغل االقتصادي الممنهج‪،‬‬ ‫ثم مع سياسة تفكيك بنيات المجتمع اعتمادا على امتيازات ما‬ ‫عرف ب «الحماية القنصلية»‪ .‬وفي كل هذه المناحي‪ ،‬نشط‬ ‫البحث «العلمي» االستخباري محاوال مواكبة جزئيات ومستجدات‬ ‫هذه القضية‪ ،‬وبرزت أسماء كثيرة وهيآت مختصة ومنابر إعالمية‬ ‫كرست جهودها للدفاع عن طروحات دولها حول تدويل «المسألة‬ ‫المغربية» وآفاق االنفراد بالبالد‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬اكتسبت‬ ‫المؤسسات الفرنسية قصب السبق في التنظير لمزاعم أوساطها‬ ‫االستعمارية وفي الدفاع عن «صوت فرنسا» فوق األرض المغربية‬ ‫وفي دحض ادعاءات وافتراءات ما كان يعرف آنذاك ب «حقوق‬ ‫إسبانيا التاريخية بالمغرب»‪ .‬ويمكن أن نعطي بعض األمثلة عن‬ ‫هذا التوجه انطالقا من رصد إصدارات «نشرة إفريقيا الفرنسية»‬ ‫ مثال ‪ -‬أو إصدارات «االستعالمات الكولونيالية» وكذلك إصدارات‬‫«مجلة العالم اإلسالمي»‪ ،‬إضافة إلى الدور الهام الذي قامت به‬ ‫– في هذا اإلطار – «لجنة إفريقيا الفرنسية» التي كان مقرها‬ ‫بالجزائر حيث واظبت على تتبع مختلف األنشطة والمصالح االستعمارية اإلسبانية بالمغرب‬ ‫وذلك منذ نهاية القرن ‪ 19‬وإلى حصول البالد على استقاللها السياسي‪ .‬والمالحظ أن‬ ‫المؤسسات الجامعية واألطر األكاديمية الفرنسية العاملة بالمغرب‪ ،‬قد ساهمت بدورها‬ ‫في هذه التعبئة االستعمارية ضد «حقوق إسبانيا بالمغرب» على الرغم من االتفاق الذي‬ ‫كانت قد توصلت إليه الدولتان بخصوص تقسيم نفوذهما وفق ما نصت عليه معاهدة‬ ‫‪ 27‬نونبر ‪ 1912‬ثم اتفاقية ‪ 18‬دجنبر ‪ 1923‬التي نظمت اإلدارة الدولية لمنطقة طنجة‪.‬‬ ‫وبهذا التوجه‪ ،‬فقد تخلصت قطاعات واسعة من رجال الفكر الفرنسيين «المغاربة» من‬ ‫سطوة رجال اإلدارة والجيش‪ ،‬وتجاوزت مختلف التسويات السياسية بين الحكومتين لتبلور‬ ‫وجهات نظر ظلت تشكك في أحقية هيمنة إسبانيا على جزء من األرض المغربية‪ .‬وحتى‬ ‫بالنسبة لمن حاول منهم التكيف مع األمر الواقع‪ ،‬فقد كرس جزءا من طاقاته لتتبع مختلف‬ ‫أوجه األنشطة اإلسبانية بالشمال وبالصحراء‪ ،‬وكذا للتوثيق لهذه األنشطة استخباراتيا‬ ‫وإعالميا وأكاديميا‪.‬‬ ‫في هذا اإلطار‪ ،‬يندرج كتيب «نظرة عن تنظيم المجاالت اإلسبانية لما وراء البحار»‬ ‫(بالفرنسية) لصاحبه كيي هيرود والصادر بباريس سنة ‪ 1954‬في ما مجموعه ‪ 20‬صفحة‬ ‫من الحجم المتوسط‪ .‬والكتاب – في األصل – دراسة سبق لمؤلفها أن نشرها على صفحات‬ ‫«المجلة القانونية والسياسية لالتحاد الفرنسي» في عددها رقم ‪ 3‬الصادر خالل سنة ‪.1954‬‬ ‫وعلى الرغم من أن المؤلف لم يكن مؤرخا ال في التكوين وال في االهتمامات‪ ،‬بحكم أنه‬ ‫كان استاذا بكلية الحقوق بمدينة تولوز ومديرا ل «مركز الدراسات القانونية بالمغرب»‪،‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫فإن العمل يحتوي على العديد من اإلحاالت التاريخية التي تلقي أضواء كاشفة على اإلطار‬ ‫القانوني للمسألة المدروسة‪ .‬وتزداد هذه المالحظة أهمية إذا علمنا أن المؤلف نجح في‬ ‫تكييف المعطيات القانونية مع السياقات التاريخية التي تحكمت في طبيعة العالقات التي‬ ‫جمعت إسبانيا بمجموع مستعمراتها خالل النصف األول من القرن ‪ .20‬وقد استند في‬ ‫ذلك إلى رصيد وثائقي غزير استقاه من أبرز دور األرشيفات األوربية‪ ،‬كما استرشد بكتابات‬ ‫أجنبية متنوعة بشكل سهل عليه مهام إنجاز دراسته المقارنة المرتكزة على الحقائق‬ ‫الديبلوماسية والقانونية من جهة‪ ،‬وعلى المعطيات التاريخية الموجهة من جهة ثانية‪.‬‬ ‫يحتوي الكتاب على مقدمة عامة حاول فيها المؤلف توطين أهم المستعمرات‬ ‫ ‬ ‫اإلسبانية‪ ،‬مركزا على التعريف بالمصادر الوثائقية والبيبليوغرافية التي اعتمد عليها في‬ ‫إنجاز هذا العمل‪ .‬وفي الفصل األول‪ ،‬قدم المعطيات األساسية لدراسة وضعية مستعمرات‬ ‫إسبانيا بمنطقة شمال إفريقيا‪ ،‬مركزا على ضبط الحدود الجغرافية للمنطقة المدروسة‪،‬‬ ‫ومعرفا بظروف تعرضها لالحتالل‪ ،‬من خالل العودة للتذكير بمالبسات الغزو اإليبيري‬ ‫لشمال المغرب خالل القرن ‪ 15‬م‪ ،‬وكذا من خالل التذكير بمختلف أشكال الضغط العسكري‬ ‫والديبلوماسي التي بذلتها إسبانيا على امتداد القرن ‪ 19‬مستهدفة سلخ أجزاء ترابية من‬ ‫شمال المغرب‪ .‬وقد توسع المؤلف طويال في رصد النظام الخاص الذي كانت تخضع له ما‬ ‫كان يعرف بمنطقة «شمال إفريقيا اإلسبانية»‪ ،‬وخاصة على مستوى خصوصياتها االقتصادية‬ ‫وعلى مستوى تميز تنظيماتها العسكرية واإلدارية‪ ،‬موضحا – بدقة‬ ‫– أشكال تقاطب مدن الشمال مع الميتروبول االستعماري اإلسباني‬ ‫وذلك في تعدد أشكال هذا التقاطب وفي اختالف مراميه‪.‬‬ ‫هذا بالنسبة للفصل األول من الكتاب‪ ،‬أما بالنسبة للفصل‬ ‫الثاني منه‪ ،‬فقد خصصه المؤلف للتعريف بالمعطيات الجغرافية‬ ‫والتاريخية وبالتنظيمات اإلدارية االستعمارية اإلسبانية بإفريقيا‬ ‫الغربية وخاصة بالمنطقة التي كانت تعرف تحت اسم «الصحراء‬ ‫اإلسبانية» وكذا بمنطقة إيفني‪ .‬وبالنسبة للفصل الثالث‪ ،‬فقد رصد‬ ‫فيه المؤلف نفس هذه الخصوصيات بمنطقة خليج غينيا مبرزا‬ ‫أوجه التشابه بين ما أنجزه اإلسبان بشمال المغرب وبين ما قاموا‬ ‫به بهذه المنطقة النائية من القارة اإلفريقية‪ .‬وفي كل ذلك‪ ،‬ظل‬ ‫هاجس الباحث يتمحور حول ضرورات إبراز تفوق « اإليديولوجيا‬ ‫الفرنسية « القائمة على أساس «احترام» حقوق اإلنسان لدى‬ ‫الشعوب الخاضعة‪ ،‬مقارنة مع التوجهات الشوفينية الوطنية الضيقة‬ ‫التي ميزت تجربة االستعمار اإلسباني خالل القرن ‪ 19‬وعلى امتداد‬ ‫النصف األول من القرن ‪.20‬‬ ‫وعموما‪ ،‬يبدو أن كيي هيرود قد نجح في تشريح المرتكزات‬ ‫القانونية والتنظيمية ‪ /‬اإلدارية التي قام عليها التدبير االستعماري‬ ‫اإلسباني للمناطق المذكورة أعاله‪ ،‬رصيده في ذلك ثقافته القانونية‬ ‫الواسعة وانفتاحه على وثائق ومصادر مختلفة االهتمامات بشكل‬ ‫سمح له بحصر جوانب الظاهرة المدروسة في إطارها الصحيح‬ ‫المرتكز إلى الخلفية التاريخية وإلى نصوص المعاهدات واالتفاقيات‬ ‫والقوانين اإلدارية التنظيمية ذات الصلة ب «األراضي اإلسبانية»‬ ‫لعالم ما وراء البحار‪ ،‬وبشكل خاص تلك المنتمية منها لمنطقة شمال المغرب‪ .‬إال أنه – ومع‬ ‫األهمية األكيدة لهذا العمل‪ ،-‬فإن الثغرات التي وقع فيها صاحب الكتاب تظل صارخة وتقيم‬ ‫الدليل على أخطاء الفرنسيين في تقديرهم ألدوار االستعمار اإلسباني لبالدنا‪ ،‬مما جعلهم‬ ‫يقعون في شرك األحكام السريعة التي تستجيب لمطلب تدعيم «مصلحة الوطن» أوال‬ ‫وأخيرا‪ ،‬بما لذلك من انعكاسات سلبية على القيمة العلمية لمثل هذا النوع من الدراسات‪.‬‬ ‫وإلى جانب هذه الروح الطافحة التي هيمنت على صفحات الكتاب‪ ،‬فإن ثغرات عديدة ظلت‬ ‫تكتنف هذا العمل‪ ،‬ومن أهمها إهمال المؤلف – بشكل كلي – للوثائق المخزنية المغربية‬ ‫بالرغم من أهميتها القصوى في هذا المجال‪ ،‬إلى جانب كون العديد من التخريجات قد‬ ‫أصبحت متقادمة – اآلن – بحكم التطور الذي عرفه مجال البحث التاريخي الذي جعل من‬ ‫«المسألة المغربية» مجاال للبحث ولالشتغال‪.‬‬ ‫وإذا كانت هذه المالحظات قد مست في العمق بالكثير من الخالصات الجاهزة التي‬ ‫يقدمها الكتاب‪ ،‬فإن هذا المجهود يظل – مع ذلك – متضمنا لمعطيات تحليلية قانونية‬ ‫يمكن أن تفيد كثيرا المهتمين بالتوثيق للتاريخ االستعماري اإلسباني بالمغرب شريطة‬ ‫االنتباه للهفوات المنهجية المشار إليها أعاله‪ ،‬وشريطة تصحيح الوقائع المضطربة وغير‬ ‫الدقيقة المرتبطة – أساسا – باضطراب بعض السياقات التاريخية وكذا بالخلل في توطين‬ ‫المواقع الجغرافية للمناطق المعنية بالدراسة‪ ،‬وخاصة منها تلك المنتمية لمنطقة شمال‬ ‫المغرب‪.‬‬

‫مدينة القصر الكبير تستعيد تاريخها‬ ‫من خالل تاريخ معركة وادي المخازن ‪ ،‬استحضر مثقفو‬ ‫مدينة القصر الكبير من خالل الجامعة الشعبية للتعليم مدى‬ ‫الحياة‪ ،‬هذه الملحمة من تاريخها المجيد‪ ،‬من خالل إطاللتهم‬ ‫على شرفة نافذة من نوافذها أيامها الثقافية‪ ،‬التي ظلت‬ ‫مفتوحة طيلة ثالثة أيام‪،‬ومابين ‪ 2،3‬و‪ 4‬غشت الجاري‪ ،‬سعيا‬ ‫منها إلعادة بناء وقائع التاريخ وفق منظور جديد‪ ،‬قائم على‬ ‫حوار الحضارات ومد جسور التنمية المستدامة بين الشعوب‪.‬‬ ‫األي��ام الثقافية حول معركة وادي المخازن أراد منها‬ ‫منظموها السعي إلى تجديد رؤيا حديثة لتاريخها‪ ،‬بعيدا‬ ‫عن منطق الصراع‪ ،‬حيث اشتمل برنامجها على تنظيم حفل‬ ‫موسيقي ساهر بساحة سيدي عبد اهلل المضلوم ‪ ،‬أحيته‬ ‫فرقة زهجوكة العالمية‪ ،‬وفي اليوم الموالي انطلق استعراض‬ ‫بالمشاعل لفرسان الخيالة مرفوقا باألهازيج الشعبية‪ ،‬من‬ ‫ضريح موالي علي بوغالب إلى ساحة سيدي عبد اهلل المظلوم‪ ،‬كما تتبعت ساكنة مدينة القصر‬

‫الكبير وزراره��ا فيلم ” طبول النار” معركة الملوك الثالثة‬ ‫للمخرج سهيل بنبركة‪ ،‬الذي تم بثه في الهواء الطلق‪.‬‬ ‫أما اليوم األخير من التظاهرة الثقافية والفنية فقد خصص‬ ‫لتنظيم ندوة علمية حول “معركة وادي المخازن وبناء الهوية‬ ‫الوطنية المغربية”‪ ،‬التي احتضنتها دار الثقافة‪ ،‬بمشاركة‬ ‫األساتذة الدكتور مصطفى الكتيري بمداخلة حول ” كيف‬ ‫نصون ذاكرة وادي المخازن”‪ .‬والدكتور عثمان المنصوري‪:‬‬ ‫حول ” سياقات ما قبل معركة وادي المخازن ومابعدها حسب‬ ‫المصادر البرتغالية”‪ .‬والدكتور عبد الواحد العسري حول ”‬ ‫بعض مالمح الشخصية المغربية من خالل السياقات التاريخية‬ ‫لوقعة وادي المخازن‪ ،‬وثائق ومصادر أجنبية”‪ .‬و الدكتور محمد‬ ‫سعيد المرتجي حول موضوع” حفظ ذاكرة وادي المخازن‬ ‫ودوره في التنمية المحلية المستدامة”‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬غ�شت ‪2016‬‬

‫العدد ‪849‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)319‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫عائالت األطفال التوحديين بطنجة‬ ‫يستنجدون بالملك محمد السادس‬ ‫استنجد أب���اء وأم��ه��ات‬ ‫األطفال التوحــديين بطنجة‬ ‫بالملـك محمد ال��س��ادس من‬ ‫اإلبقاء على مجانيــة استفـاذة‬ ‫أبنائهم م��ن خ��دم��ات مركز‬ ‫التربية الفكرية بمنطقة بوبانة‪،‬‬ ‫الذي تم تشييده بمبادرة من‬ ‫الملك في إطار مشاريع المبادرة‬ ‫الوطنيــة للتنميـــة البشرية‪،‬‬ ‫وأش��رف شخصيـا على تدشينه‬ ‫السنة المنصرمة‪.‬‬ ‫وحسب مضمون الرسالة‬ ‫التي رفعها المتضررون إلى‬ ‫الديوان الملكي‪ ،‬فإنه منذ افتتاح هذا المركز‪ ،‬الذي يعد بنية سوسيوـ تربوية تهدف إلى‬ ‫تقديم المساعدة لهذه الفئة االجتماعية‪ ،‬التي تعاني من مرض التوحد‪ ،‬ومصاحبتهم بمعية‬ ‫أسرهم في تجاوز وضعية اإلعاقة وتمكينهم من المساعدة الطبية الضرورية سعيا إلى تيسير‬ ‫اندماجهم االجتماعي‪ ،‬واألطفال التوحديون يستفيدون من خدمات المركز مجانا ودون أي‬ ‫مقابل ‪ ،‬إلى أن تفاجأ األمهات واآلباء عند نهاية السنة الدراسية بفرض واجب شهري مرتفع‬ ‫من طرف اإلدارة‪ ،‬حددته في ‪ 1000‬درهم‪ ،‬مصاريف الدراسة‪ ،‬و‪ 350‬درهم مصاريف النقل‪،‬‬ ‫تحت طائلة حرمان أبنائهم من التسجيل في حالة الرفض‪ ،‬علما أن معظم العائالت هم من‬ ‫الطبقة الفقيرة‪ ،‬والغير قادرة على تحمل هاته المصاريف‪.‬‬ ‫العائالت المتضررة ناشدت الملك من أجل التدخل حتى ال يتم حرمان هؤالء األطفال‪،‬‬ ‫الذين يعانون وعائالتهم في صمت تداعيات هاته اإلعاقة الذهنية‪ ،‬من خدمات هذا المركز‬ ‫الذي يبقى أملهم الوحيد في اإلدماج‪ ،‬وحمايتهم من الضياع والتشرد‪.‬‬ ‫و عالقة بموضوع فرض مصاريف االستفادة من خدمات هذا المركز‪ ،‬العديد من‬ ‫التساؤالت حول مآل الدعم المالي الموجه للمركز‪ ،‬والذي أعفى اآلباء من األداء طيلة سنة‬ ‫كاملة ؟ ما هي الجهات التي كانت تقدم الدعم المالي ثم تنصلت منه ؟ هل هناك مخطط‬ ‫لتسريح هذه الفئة المغلوبة على أمرها‪ ،‬واإلتيان بفئات أخرى ميسورة تستطيع أداء أضعاف‬ ‫هذا المبلغ‪ ،‬وبالتالي السير في اتجاه خصخصة المركز ؟!‪.‬‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬

‫محمد طارق بخات‬

‫بناء خارج إطار القانون والمخالف‬ ‫يتمادى في غيه‬

‫م‪.‬إ‬

‫‪www.achamal.com‬‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫ج‪.‬ط‬

‫منذ فترة ليســـت بالقصيــرة‪ ،‬والمواطنـة‬ ‫(فطيمة‪.‬ص)حرم السيد الشريف موالي أحمد‬ ‫سحنون العمراني اإلدريسي الحسنــي‪ ،‬وصاحبـــة‬ ‫الملك الكائن بزنقة ابن الشقراء‪ ،‬والساكنة به (فيال‬ ‫رقم ‪ 29‬حي السوريين بطنجة) تتضرر من «جارها»‬ ‫الذي قام بالزيادة في البناء (انظر الصورة) مستعمال‬ ‫الخرسانة المسلحة فوق المساحة المخصصة‬ ‫للمنطقة الخضراء‪ ،‬داخل «فيلته»‪ ،‬بدون رخصة‪،‬‬ ‫ملحقا بها أضرارا كبيرة‪.‬‬ ‫وكانت المشتكية قد قدمت بتاريخ ‪ 17‬يونيو‬ ‫الماضي شكاية في الموضوع إلى كل من والي‬ ‫جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪ ،‬وعمدة المدينة‪،‬‬ ‫ورئيس مقاطعة امغوغة‪ ،‬وقائدة الملحقة اإلدارية‬ ‫‪ ،11‬ومدير الوكالة الحضرية لطنجة‪ ،‬ولم يستجب‬ ‫لألمر غير هذه الوكالة التي حضرت إلى عين المكان‪ ،‬وسجلت المخالفات المتعددة‬ ‫والمرتكبة من طرف المشتكى به‪ ،‬وحذرته وهو متلبس بمباشرة عملية البناء‪ ،‬إال أنها‬ ‫لم تمنعه من مواصلة خروقاته‪ ،‬لكون األمر يستدعي تدخل والية طنجة ووزارة الداخلية‪.‬‬ ‫وأضافت المشتكية قائلة‪« :‬ربما يتبين أن للمشتكى به نفوذا كبيرا‪ ،‬حسب ما كان‬ ‫يهددني به عالنية‪ ،‬مؤكدا أن ال أحد يستطيع إيقافه عند حده‪ ،‬فلو كان مواطنا «عاديا»‬ ‫مثلي‪ ،‬لتم هدم بنائه وتقديمه للمحاكمة»‪.‬‬ ‫ومن جهتنا‪ ،‬نتساءل هل المصالح المشتكى إليها لم « تبق» لها سلطة في مراقبة‬ ‫البناء العشوائي والتجاوزات المضرة بالغير‪ ،‬وفي ردع المخالفين‪ ،‬أم أنها تغمض العين‬ ‫عمن تشاء‪ ،‬وتعاقب من تشاء‪.‬؟‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 12‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫الفارابي‪ ..‬يصرخ من جديد‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬

‫الجريـــدة‬ ‫توصلت‬ ‫بنسخـــة من شكاية‪ ،‬موجهة‬ ‫إلى وكيل الملك بابتدائية‬ ‫طنجة‪ ،‬بعث بها سكان زنقة‬ ‫ال��ف��اراب��ي‪ ،‬يستنكرون من‬ ‫خاللها تصرفات وأفعال مخلة‬ ‫ب��اآلداب العامة‪ ،‬ص��ادرة عن‬ ‫صالون “للتجميـل والتدليك”‪،‬‬ ‫حيث يتردد على الصالون‬ ‫المذكور وعلى الحي‪ ،‬ســـواء‬ ‫في أوقات متأخرة من الليل‪ ،‬أو‬ ‫في واضحــة النهـــار‪ ،‬العديــد مــن األشخاص‪ ،‬من مختلف األعمار والجنسيات‪ ،‬وذلك لتلبية‬ ‫نزواتهم الشيطانيــة والحيوانيــــة‪ ،‬دون احترام لمشاعراألسرالمجاورة لهذا الصالون الذي‬ ‫ينعتونه بـ”الوكر‪ ”..‬فضالعن ترويج الرواد لكل أنواع المخدرات والكحول بمدخل عمارة رقم‬ ‫‪ ،5‬باإلضافة إلى الضجيج والفوضى‪ ،‬المتمثلة في الصراخ والموسيقى الصاخبة‪ ،‬مما يحرم‬ ‫المتضررين من الراحة والخلود إلى النوم‪ ،‬ليال ونهارا‪ ،‬إلى درجة أنهم أصبحوا يستحيون من‬ ‫مرافقة أفراد من أسرهم‪ ،‬دخوال وخروجا من الحي‪ ،‬وذلك نظرا لما يحدث به من سلوكات‬ ‫شاذة مقززة ومتواصلة‪.‬‬ ‫وسبق للجريدة‪ ،‬أن نشرت‪ ،‬منذ بضع سنوات‪ ،‬موضوعا تحت عنوان” سكان زنقة‬ ‫الفارابي مهددون بالقتل من طرف شبكة للدعارة” ألن هذه األخيرة كانت تطارد كل من‬ ‫كان يقف في طريقها ويعترض عن “نشاطها” كما وقع ألحد أفراد الجالية المغربية‪ ،‬المقيمة‬ ‫بالخارج‪ ،‬والذي كان وقتها بالحي المذكور‪ ،‬فأكل “علقة” مرتين من طرف الشبكة‪ ،‬نظرا‬ ‫الستنكاره لما تقوم به الشبكة من أفعال منحطة‪.‬كما سبق للجريدة ـ كذلك ـ أن نشرت خبرا‬ ‫حول وفاة “زبون خليجي”‪ ،‬قضى نحبه بشقة مفروشة‪ ،‬كائنة بالحي ذاته‪ ،‬حيث تم إخراج جثته‬ ‫محمولة على األكتاف‪ ،‬بحضور رجال الشرطة والوقاية المدنية وذوي االختصاص‪.‬‬

‫التوزيع‪:‬‬

‫محمد الهنداوي‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪319‬‬


‫الرياضي‬ ‫الشمال‬

‫كلمة العدد‬

‫أشار‬

‫التقرير المالي لفريق اتحاد طنجة لكرة القدم خالل الجمع العام الذي عقده الفريق‬ ‫بنادي الكريكيت‪ ،‬أن مداخل الموسم الماضي سجلت مبلغ ‪37.035.419,54‬‬ ‫درهما‪ .‬أي ما يناهز ‪ 4‬ماليير‪ ،‬هذا في الوقت الذي يشكو منه مكتب اتحاد طنجة من غياب‬ ‫الدعم المادي من قبل المؤسسات االقتصادية بالجهة‪ .‬المثير في هذه مداخل وإن كانت‬ ‫تساهم فيها جميع المجالس المنتخبة‪ ،‬فإن الجماهير الطنجاوية التي تصنع الحدث في‬ ‫مدرجات الملعب سواء داخل طنجة أو خارجها هي من ساهمت في الرفع من مداخيل الفريق‬ ‫والدليل هو نسبة ‪ 36‬في المائة من مجموع مداخل ‪ ،‬وسجل مدخول الجمهور لوحده ما يناهز‪ ‬‬ ‫‪ 13.530.312,00‬درهما‪ ،‬ما يناهز مليار ونصف المليار‪ ،‬من مداخل الملعب وبيع البطائق‪.‬‬ ‫بمعنى أن هذا الجمهور الذي يستحق التحية والتكريم‪ ،‬يساهم في وقوف الفريق على رجليه‬ ‫وضمان استمراريته‪.‬‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 849‬ـ الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬غ�شت ‪2016‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫عشرون خطأ لدى المبتدئين‬ ‫طريقهم في صاالت الجيم! (‪)1‬‬

‫تدريبات اللياقة البدنية هي أفضل وسيلة لتحقيق المظهر‬ ‫الذي كنتم تريدونه دائما‪ ،‬الصحة البدنية والنفسية القوية‪.‬‬ ‫ولكن العديد من أولئك الذين بدؤوا للتو بزيارة صاالت الجيم‬ ‫«يسقطون» في أخطاء المبتدئين‪ .‬حول أخطاء تدريبات اللياقة‬ ‫البدنية للمبتدئين إليكم المقالة التالية‪ .‬هل بداتم بممارسة‬ ‫الرياضة بانتظام في صاالت الجيم‪ ،‬وال ترون نتائج؟ تعانون من‬ ‫االلم واالصابات منذ أن بداتم في التردد على صاالت الجيم؟‬ ‫التدريب يسبب لكم الضجر؟ ال تتخلوا بسرعة عن العادة الجديدة‪،‬‬ ‫ربما يكون جسمكم لم يتعود بعد على التدريبات أو أنكم من‬ ‫أولئك الذين يرتكبون اخطاء المبتدئين ‪..‬جمعنا من أجلكم ‪20‬‬ ‫خطا شائعا يرتكبه المتدربون المبتدئون‪ .‬إذا نجحتم في تفاديها‪،‬‬ ‫فمن المرجح انها ستكون بداية ل « صداقة رائعة « بينكم وبين‬ ‫تدريبات اللياقة البدنية ‪ ‬المنتظمة والتي ال يوجد نهاية تقريبا‬ ‫للفوائد الكامنة فيها‪ :‬المظهر المطلوب والحفاظ على الوز‪،‬‬ ‫انخفاض مستوى الكولسترول‪ ،‬الثقة بالنفس‪ ،‬جهاز قلب ودورة‬ ‫دموية قوية‪ ،‬عضالت قوية وغير ذلك ‪...‬‬

‫‪ .1‬الجلوس غير الصحيح على أجهزة التدريب‪:‬‬ ‫يجب أن تنتبهوا أن لكل أجهزة التدريبات البدنية المختلفة‬ ‫تقريبا يوجد دعائم للظهر‪ .‬يجب ان تلصقوا الجزء الخلفي إلى هذه‬ ‫الدعائم وتحافظوا على ظهر مستقيم أثناء الجهد والراحة‪ .‬إذا كان‬ ‫ظهركم ليس مستقيما تماما أثناء القيام بالجهد‪ ،‬فسيتكون عبء‬ ‫كبير على الفقرات‪ ،‬مما يمكن ان يؤدي لاللم واإلصابات‪.‬‬

‫‪ .2‬التمسك الجيد بدعائم أجهزة التدريبات الهوائية‪:‬‬ ‫أجهزة مسارات المشي الثابتة وأجهـــزة «التزلــج» مجهـــزة‬ ‫بدعائم ‪ ‬هدفها هو أال تفقدوا توازنكم أثناء التدريب‪ .‬هذه الدعائم‬ ‫عادة ما تكون من األمام أو على الجانبين‪ .‬لكن انتبهوا‪ ،‬إذا وجدتم‬ ‫أنفسكم متكئين عليها خالل التدريب الهوائي‪ ،‬فأنتم في الواقع‬ ‫«تغشون» وتنقلون جزءا من الجهد إلى أيديكم‪ ،‬وبذلك تقللون‬ ‫من العبء على العضالت األكثر أهمية ضمن هذه التدريبات –‬ ‫الساقين‪ ،‬الظهر والبطن‪ .‬يوصى اإلمســاك بها بشكل خفيـــف‬ ‫ولمسها بأطراف األصابع‪ ،‬ولكن من دون تلقي دعم منها لوزنكم‪.‬‬

‫‪ .3‬القراءة أثناء التدريب الهوائي‪:‬‬ ‫العديد ممن يتدربون على أجهزة مسارات المشي الثابتة في‬ ‫صاالت الجيم ‪ ‬يقـرؤون الصحف أو الكتب خالل التدريب‪ .‬القراءة‬ ‫تجعلكم تفقدون التركيز مما يمكن أن يؤدي للسقوط وعادة ما‬ ‫يترافق ذلك بوضعيات غير مثالية أثناء التدريب بسبب الحاجة إلى‬ ‫إمعان النظر في الصحيفة أو الكتاب‪ .‬ولهذا يفضل أن تتركوها في‬ ‫البيت‪.‬‬

‫‪ .4‬السير مع األثقال‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫يحيى بومدين‪...‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫املحرتف ال�سابق ببلجيكا الذي التحق باحتاد طنجة‬

‫• كيــف جــاءت فكرة خــوض التجربــة في‬ ‫الدوري المغربي‪ ،‬وهل اللعب بالمغرب يرجع لفشلك في‬ ‫فرض اسمك بالدوري البلجيكي؟‬ ‫• • بالفعل‪ ..‬كثيرون قد يتساءلون عن ذلك‪ ،‬لكني لست‬ ‫الوحيد الذي اتخذ هذه الخطوة‪ ،‬حيث هناك العديد من‬ ‫أبناء المهجر‪ ،‬بدأوا يعودون لخوض تجربة اللعب بالمغرب‪،‬‬ ‫والسبب بسيط‪ ،‬وهو السمعة التي باتت تحظى بها الكرة‬ ‫المغربيــــة‪ ،‬والمشاريـــع‬ ‫التي أقدم عليها اتحــاد‬ ‫الكرة المغربي من أجل‬ ‫تطويرهـــا‪ .‬أنـــا شخصيا‬ ‫وقفــــت على مجموعــــة‬ ‫من األمو‪ ،‬التي دفعتنـي‬ ‫لدخــول هـذه التجربة‪،‬‬ ‫ناهيك عن األخبـار التي‬ ‫تصلنـــي من أصدقائـــي‬ ‫وكذا عائلتـي‪ ،‬خاصة أن‬ ‫المسؤولين بالمغـــــرب‬ ‫باتوا يوفرون إمكانيات‬ ‫هائلة‪ .‬أما تساؤلك عن‬ ‫فشلي في فرض اسمــك‬ ‫بالدوري البلجيكــي‪ ،‬ال‬ ‫بتاتا‪ ..‬ألن فكرة خوض‬ ‫تجربة بالمغـرب كانــت‪ ‬‬ ‫تحدوني منذ فترة‪ ،‬خاصة‬ ‫وأنني مرتبط ببلدي ولدي‬ ‫عائلتي أيضًا في وجدة‪،‬‬ ‫فعندما أتيحت لي الفرصة‬ ‫رفضت أن أضيعها‪ ،‬حيث‬ ‫رحبت بالفكرة فور أن‬ ‫تحدث معي وكيل أعمالي‬ ‫وعرض علي األمر بدخول‬ ‫تجربة هنا بالمغرب‪،‬‬ ‫لذلك فأنا سعيد باختياري‬ ‫وأتمنى أن أقدم المستوى‬ ‫المطلوب والمساهمة في تحقيق شيء لهذا الفريق‪.‬‬ ‫• وهل تخشى الفشل الذي الحق العديد من الالعبين‬ ‫الذين خاضوا تجربة بالمغرب مثلك؟‬ ‫• • ال أعتقد‪ ،‬ألنني متسلح بالحماس واإلرادة والرغبة‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫(يتبع)‬

‫• أكيـد حصلــت على‬ ‫عـروض قبـــل اختيـــار‬ ‫التعاقد مع اتحاد طنجة‪،‬‬ ‫وهل تفكر في العودة‬ ‫مجددا ألوروبا؟‬ ‫• • فعــ ًال كان أمامـي‬ ‫عرضين رسمييـن‪ ،‬قبل أن‬ ‫أختار اتحاد طنجة‪ ،‬وهما‬ ‫الرجاء البيضاوي وأسكولي‬ ‫اإليطالي‪ ،‬لقد راهنت على‬ ‫االتحاد ألنه الفريق الذي‬ ‫اقتنعت بمشروعه ووجدت‬ ‫أنه سيلبـــي طموحاتـــي‪،‬‬ ‫الرجــاء بدوره فريـــق له‬ ‫سمعة جيدة وقيمة على‬ ‫الصعيد المحلي واألفريقي‪،‬‬ ‫لكن في األخيـــر قررت‬ ‫االنضمـام لفريق الشمال‬ ‫ألني وجدت فيه ما أريد‪.‬‬ ‫وبالنسبة لتفكير في العودة‬ ‫إلى أوروبــا‪ ،‬ال يمكننـــي‬ ‫تحديد مستقبلي من اآلن‪.‬‬ ‫أنا بالكاد بدأت تجربتي مع‬ ‫اتحاد طنجة‪ ،‬سأكتشف أكثر‬ ‫الكـرة المغربيــة واألندية‬ ‫والالعبين قبل الحسم‪ ،‬ثم إن أمامي موسمين مليئين‬ ‫بالتحديات‪ ،‬لذلك أي حكم سيكون سابق ألوانه‪ ،‬ومن يدري‬ ‫قد أكمل مشواري بالمغرب لسنوات أخرى‪ ،‬ألن كل شيء‬ ‫رهين على نجاحي في تجربتي‪ ،‬ولو أن عندي يقين بأن األمور‬ ‫ستسير إن شاء اهلل بشكل جيد‪.‬‬

‫المشرحون الـ‪ 3‬لجائزة أفضل العب‬ ‫في أوروبا‬

‫اعلن االتحاد األوروبي لكرة القدم «‪ »uefa‬عبر موقعه الرسمي عن المرشجين الـ‪ 3‬النهائيين لنيل جائزة أفضل العب في أوروبا عن‬ ‫موسم ‪ .2016 – 2015‬وحظي المدريديون الـ‪ :3‬كريستيانو رونالدو (ريال مدريد – البرتغال)‪ ،‬غاريث بيل (ريال مدريد – ويلز) وانتوان‬ ‫غريزمان (أتلتيكو مدريد – فرنسا) بشرف الصول الى القائمة المختصرة ألفضل ‪ 3‬العبين‪.‬‬ ‫وضمت القائمة النهائية كل من‪:‬‬ ‫‪ - 1‬غاريث بيل (ريال مدريد – ويلز)‬ ‫‪ - 2‬بوفون (يوفنتوس – إيطاليا)‬ ‫‪ - 3‬أنطوان غريزمان (أتلتيكو مدريد – فرنسا)‬ ‫‪ - 4‬توني كروس (ريال مدريد – ألمانيا)‬ ‫‪ - 5‬ليونيل ميسي (برشلونة – األرجنتين)‬

‫حمل األثقال أثناء التمارين الرياضية يتسبب في الكثير من‬ ‫الضغط على الركبتين‪ ،‬الظهر والمفاصل المختلفة‪ .‬تجنبوا ذلك‪،‬‬ ‫فقد يسبب ذلك لكم كسور الجهد‪ .‬اتركوا االثقال لتدريبات القوة‬ ‫الخاصة بكم‪.‬‬

‫في تقديم األفضل‪ ،‬لقد قررت دخول هذه المغامرة الجديدة‬ ‫ألني متأكد أني سأنجح فيها‪ .‬لست متخوفا ألني أوال في بلدي‬ ‫وأنتمي لفريق كبير من طينة اتحاد طنجة‪ ،‬خاصة أنه ليس‬ ‫هناك اختالف كبير بين ما عشته في بلجيكا من ممارسة وكذا‬ ‫في البطولة المغربية‪ ،‬التي أؤكد وأعيد أنها قطعت أشواطا‬ ‫كبيرة‪ ،‬لذلك مطلوب من الالعب أن يثابر ويجتهد من أجل‬ ‫الوصول إلى المستوى الذي يخول له أن ينجح في تجربته‪،‬‬ ‫علما أن األجواء داخل‬ ‫الفريق تساعد على النجاح‪.‬‬

‫‪ - 6‬توماس مولر (بايرن ميونيخ – ألمانيا)‬ ‫‪ - 7‬مانويل نوير (بايرن ميونيخ – ألمانيا)‬ ‫‪ - 8‬بيبي (ريال مدريد – البرتغال)‬ ‫‪ - 9‬كريستيانو رونالدو (ريال مدريد – البرتغال)‬ ‫‪ - 10‬لويس سواريز (برشلونة – أورغواي)‬


‫الشمال الرياضي‬

‫العدد ‪849‬‬

‫أخبـار‬ ‫اتحـاد طنجـة‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬غ�شت ‪2016‬‬

‫لقجع يدشن المقر الجديد للجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم‬

‫أبرشان رئيسا لوالية ثانية‬ ‫زكى ‪ 28‬منخرط من أصــل ‪ 50‬الذيـــن‬ ‫حضروا الجمع العام التحاد طنجة لكرة القدم‬ ‫مساء الخميس الماضي‪ ،‬عبد الحميد أبرشان‬ ‫رئيسا للنادي لوالية ثانية‪ .‬وبهذا يواصل‬ ‫أبرشان مشواره رئيسا للموسم الخامس بعدما‬ ‫كانت كل المؤشرات تؤكد استمراره رئيس‬ ‫التحاد طنجة في غياب أي منافس‪ ،‬وفي ظل‬ ‫النتائج الجيدة التي حققها الفريق منذ صعوده‬ ‫الموسم الماضي واحتالله المركز الثالث في‬ ‫الترتيب العام للبطولة‪ ،‬وتأهله لمنافســات‬ ‫كأس االتحاد الكونفدرالية اإلفريقية لكرة‬ ‫القدم ألول مرة في تاريخه‪.‬‬

‫سفيان كـادوم وبلمعلـــم‬ ‫يوقعان التحاد طنجة‬

‫ارتبط العب وسط الميدان السابق‬ ‫للدفاع الحسني الجديدي و الرجاء البيضاوي‪،‬‬ ‫سفيان كادوم رسميا باتحاد طنجة بعقد‬ ‫يمتد لموسمين‪ ،‬دون أن يتم الكشف عن‬ ‫قيمة صفقة االنتقال‪ .‬وكان كادوم التحق في‬ ‫الموسم الماضي بالرجاء البيضاوي قادما من‬ ‫الدفاع الجديدي‪ .‬وعاش موسما صعبا بسبب‬ ‫خالف مع المدرب رشيد الطوسي‪ .‬وكان فريق‬ ‫نهضة بركان يرغب في الظفر بضفقة الالعب‪،‬‬ ‫لكن األخير فضل فارس البوغاز سيما أنه اقتنع‬ ‫بمدربه السابق عبدالحق بنشيخة المدرب‬ ‫الحالي التحاد طنجة الذي كان له الفضل في‬ ‫إقناعه بالصفقة‪ .‬كما حسم الفريق الطنجاوي‬ ‫صفقة المدافع السابق للرجاء البيضاوي‪،‬‬ ‫إسماعيل بلمعلم الذي وقع في كشوفات اتحاد‬ ‫طنجة لمدة موسمين‪.‬‬

‫اتحاد طنجـــة يفـــوز على‬ ‫الرجاء وديا في غياب بنشيخة‬ ‫والطاوسي‬ ‫فاز اتحاد طنجة على الرجاء البيضاوي في‬ ‫مباراة إعدادية للموسم الجديد مساء األربعاء‬ ‫الماضي بطنجة بهدف أحرزه أحمد حمودان في‬ ‫الدقيقة ‪ 30‬من الشوط األول‪ .‬و لعب أصحاب‬ ‫األرض في غياب المدرب عبد الحق بنشيخة‬ ‫لوجوده بالجزائر لحضور حفل زفاف ابنته‪.‬‬ ‫كما غاب رشيد الطاوسي عن كرسي احتياط‬ ‫الرجاء وعوضه في قيادة المباراة مساعده عزيز‬ ‫الخياطي‪ .‬وربطت أطراف متباينة هذا الغياب‬ ‫بقرب انفصال الطاوسي عن الرجاء بعد دخول‬ ‫األخير في مفاوضات مع امحمد فاخر‪ .‬وعرفت‬ ‫المباراة حضور حوالي ‪ 15‬ألف متفرج ضمنهم‬ ‫حوالي ‪ 1000‬من مناصري الرجاء بالجهة‬ ‫الشمالية‪ ،‬في غياب فصيل إلترا هيركوليس‬ ‫الذي قاطع المباراة استجابة لقرار مجموعات‬ ‫األلتراس المغربية بمقاطعة الدور القادم من‬ ‫مسابقة كأس العرش ذهابا و إيابا ومقاطعة‬ ‫األربع دورات األولى من البطولة الوطنية‪ ،‬مع‬ ‫إمكانية تمديد المدة ما لم تتفاعل الجهات‬ ‫المعنية مع مطالب المجموعات المغربية‪.‬‬ ‫وكانت اإللترات أصدرت بيانا عللت فيه أسباب‬ ‫هذه المقاطعة‪ .‬وشارك في المباراة حارس‬ ‫المرمى محمد أمسيف‪ ،‬ويونس الحواصي‬ ‫في الشوط األول‪ .‬وعادل المسكيني‪ ،‬ويحيى‬ ‫بومديان وعمر المنصوري في السوط الثاني‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫أخبـار‬ ‫المغرب التطواني‬

‫التطواني ينتدب اإليفواري‬ ‫ممادو ويقدم حجي‬ ‫قام فوزي لقجع‪ ،‬رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‬ ‫عشية األربعاء ‪ 3‬غشت ‪ 2016‬بتدشين المقر الجديد للجامعة‬ ‫بحي الرياض بمدينة الرباط‪ .‬وعرف حفل تدشين المقر الجديد‬ ‫للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬حضور كل من السادة‬ ‫محمد حصاد وزير الداخلية‪ ،‬ومحمد بوسعيد وزير االقتصاد‬ ‫والمالية‪ ،‎‬ولحسن السكوري وزير الشباب والرياضة والشرقي‬ ‫الضريس الوزير المنتدب لدى وزارة الداخلية‪ ،‬و وعبد الوافي‬

‫لفتيت والي جهة الرباط ‪ -‬سال ‪ -‬زمور ‪ -‬زعير وحسني بنسليمان‬ ‫رئيس اللجنة الوطنية األولمبية وعبد السالم أحيزون الرئيس‬ ‫المدير العام إلتصاالت المغرب أحد مستشهري الجامعة‬ ‫الملكية المغربية لكرة القدم إلى جانب فعاليات رياضية‪ .‬وتعد‬ ‫هذه المرة األولى التي تتوفر فيها الجامعة الملكية المغربية‬ ‫لكرة القدم‪ ،‬عبر تاريخ وجودها‪ ،‬على مقر خاص بها‪ ،‬يوجد في‬ ‫ملكيتها‪.‬‬

‫ثالثة ماليير و نصف المليار مصاريف اتحاد طنجة‬ ‫في الموسم المنتهي‬

‫تعاقد المغرب التطوانـــي مع الالعـــب‬ ‫اإليفواري ممادو سيديبي في صفقة انتقال‬ ‫حر‪ ،‬وهو ثالث صفقة يعقدها الفريق‪ ،‬خالل‬ ‫فترة االنتقاالت الصيفية‪ ،‬بعدما نجح في حسم‬ ‫صفقتي الالعب السابق لفريق الجيش الملكي‬ ‫حمزة حجي‪ ،‬وعدنان بوموس العب نادي‬ ‫الفال الفرنسي‪ .‬وبعدما تم تقديم الالعب‬ ‫اإلفواري لوسائل اإلعالم‪ ،‬قدم الفريق المغرب‬ ‫التطواني‪ ،‬العبه الجديد حمزة حجي الظهير‬ ‫األيمن‪ ،‬لوسائل اإلعالم دون الكشف عن‬ ‫القيمة المالية للصفقة التي تمتد لموسمين‪.‬‬ ‫ولعب حجي صاحب ‪ 30‬سنة‪ ،‬وكان حاجي‬ ‫خاض تحربة كذلك مع فريقي الوداد والمغرب‬ ‫الفاسي‪ .‬وبمجيئه إلى المغرب التطواني‪،‬‬ ‫سيمأل مكان يونس بلخضر‪ ،‬الذي انتقل هذا‬ ‫الموسم إلى الوداد البيضاوي‪.‬‬

‫تطوان يغرم مابيدي‬

‫صادق ‪ 28‬منخرط من أصل ‪ 50‬باالجماع على التقرير‬ ‫المالي خالل الجمع العام السنوي العادي التحاد طنجة لكرة‬ ‫القدم المنعقد مساء الخميس الماضي بنادي الكريكيت بطنجة‪.‬‬ ‫واستنادا لهذا التقرير المالي‪ ،‬سجلت مداخيل الموسم الماضي‬ ‫مبلغ ‪ 37.035.419,54‬درهما‪ .‬وساهمت الجماهير في الرفع من‬ ‫مداخيل الفريق بنسبة ‪ 36‬في المائة برصيد‪ 13.530.312,00 ‬‬ ‫درهما‪ ‬من مداخيل النلعب وبيع البطائق‪ .‬باالضافة لمداخيل‬ ‫مدرسة الفريق بنسب ‪ 4‬في المائة بارتفاع عدد المسجلين‪ ‬الى‬ ‫حوالي ‪ 1000‬بعدما انطلقت بحوالي ‪ 80‬طفل‪ .‬وتركو في خزينة‬

‫الفريق ‪ 1.500.000,00‬درهما‪ .‬وكلفت رواتب ومنح الالعبين‬ ‫خزينة الفريق ‪ 26.343.402,00‬درهما‪ ‬بنسبة‪ 76 ‬في المائة من‬ ‫مجموع مصاريف الموسم التي بلغت‪ 34.791.821,00 ‬درهما‪.‬‬ ‫واشار التقرير ان هذه االرقام تخص فقط فترة ‪ 1‬يونيو ‪2015‬‬ ‫و ‪ 30‬يونيو‪ ‬من العام الجاري‪ .‬وصرف الفريق بعد هذه الفترة‬ ‫والى حدود موعد الجمع العام ما يناهز مليار في منح توقيع بعض‬ ‫الالعبين الجدد والرواتب ومصاريف فسخ عقود بعد الالعبين‬ ‫الذين غادروا الفريق‪.‬‬

‫المغرب لتطواني‬ ‫يحل ضيفاً‬ ‫على الكوكب‬ ‫في افتتاح‬ ‫البطولة‬ ‫أوقعت قرعة البطولة االحترافية اتصاالت المغرب التي تم‬ ‫سحبها الثالثاء الماضي‪ ،‬فريق المغرب التطواني في مواجهة‬ ‫الكوكب المراكشي بملعب هذا األخير برسم الجولة األولى‪ ،‬على‬ ‫أن يستقبل في الجولة الثانية بملعب سانية الرمل فريق أولمبيك‬ ‫خريبكة‪ ،‬ويحل ضيفا على نادي الوداد البيضاوي برسم الجولة‬ ‫الثالثة‪.‬‬ ‫وإليكم البرنامج الكامل لمباريات الفريق التطواني‪:‬‬ ‫الدورة ‪ :1‬الكوكب المراكشي ـ المغرب التطواني‪.‬‬ ‫الدورة ‪ :2‬المغرب التطواني ـ أولمبيك خريبكة‪.‬‬ ‫الدورة ‪ :3‬الوداد البيضاوي ـ المغرب التطواني‪.‬‬ ‫الدورة ‪ :4‬المغرب التطواني ـ شباب أطلس خنيفرة‪.‬‬ ‫الدورة ‪:5‬المغرب التطواني ـ نهضة بركان‪.‬‬

‫واصل الالعب فيفيان مابيدي‪ ،‬إثارة‬ ‫الجدل‪ ،‬داخل فريقه المغرب التطواني‪،‬‬ ‫بعد أن رفض الحضور من فرنسا‪ ،‬من أجل‬ ‫استئناف التدريبات‪ ،‬استعدادا للموسم الكروي‬ ‫الجديد‪ .‬ورغم المحاوالت التي قام بها مسئولو‬ ‫التطواني‪ ،‬إال أن مابيدي‪ ،‬واصل غيابه دون‬ ‫مبرر‪ .‬وبعد تقديم شكوى ضده للجامعة‬ ‫الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬عرض مكتب‬ ‫الفريق حالته على اللجنة التأديبية‪ ،‬وحسمت‬ ‫األمر بفرض غرامة مالية قدرها ‪ 30‬مليون‪،‬‬ ‫ضد مابيدي‪ ،‬لتمرده على الفريق‪ .‬ويشار‬ ‫أن مابيدي‪ ،‬العب منتخب أفريقيا الوسطى‪،‬‬ ‫انتقل من الرجاء إلى المغرب التطواني في‬ ‫الموسم األخير‪ ،‬وعبر بعد نهاية الموسم عن‬ ‫رغبته في تغيير األجواء‪ ،‬بسبب األزمة المالية‬ ‫التي يمر بها الفريق التطواني‪ .‬وكان الالعب‬ ‫غاب عن الفريق‪ ،‬منذ نهاية الموسم الماضي‪،‬‬ ‫ولم يشارك في مباريات كأس العرش‪ ،‬دون‬ ‫مبررات واضحة‪ ،‬خاصة وأنه حصل على كل‬ ‫مستحقاته المالية‪ ،‬بحسب تصريحات مسئولي‬ ‫المغرب التطواني‪ .‬وأشارت تقارير صحفية‪ ،‬إلى‬ ‫أن سبب تغيب الالعب‪ ،‬هو تلقيه العديد من‬ ‫العروض من أندية مغربية‪ ،‬وأخرى خليجية‪.‬‬

‫تاتو يحرج الفريق التطواني‬

‫الدورة ‪ :6‬شباب الريف الحسيمي ـ المغرب التطواني‪ .‬‬ ‫الدورة ‪:7‬المغرب التطواني ـ الجيش الملكي‪.‬‬ ‫الدورة ‪ :8‬الدفاع الحسني الجديدي ـ المغرب التطواني‪.‬‬ ‫الدورة ‪ :9‬المغرب التطواني ـ النادي القنيطري‪.‬‬ ‫الدورة ‪ :10‬شباب قصبة تادلة ـ المغرب التطواني‪.‬‬ ‫الدورة ‪ :11‬المغرب التطواني ـ الرجاء البيضاوي‪.‬‬ ‫الدورة ‪ :12‬اتحاد طنجة ـ المغرب التطواني‪.‬‬ ‫الدورة ‪ :13‬المغرب التطواني ـ حسنية أكادير‪.‬‬ ‫الدورة ‪ :14‬أولمبيك آسفي ـ المغرب التطواني‪.‬‬ ‫الدورة ‪:15‬المغرب التطواني ـ الفتح الرباطي‬

‫رفض الالعب اإلسباني خيسوس تاتو‬ ‫رودريجيز‪ ،‬الذي كان المغرب التطواني تعاقد‬ ‫معه بطلب من مدرب الفريق اإلسباني‬ ‫سيرخيو لوبيرا‪ ،‬قرار المكتب المسير لفريق‬ ‫المغرب التطواني برحيله‪ ،‬وفسخ عقده‬ ‫مع الفريق بكيفية ودية‪ .‬حيث أكد الالعب‬ ‫اإلسباني أنه ملتزم بعقده الذي يمتد إلى‬ ‫حدود الصيف المقبل‪ ،‬ويطالب بالحصول على‬ ‫مستحقاته كاملة كما يتضمنها العقد‪ ،‬والتي‬ ‫تفوق ‪ 120‬مليون إن أراد المغرب التطواني‬ ‫االنفصال معه‪ .‬ويستمر الالعب مع الفريق إلى‬ ‫حين إيجاد حل للتخلص منه‪ .‬ولم يتمكن تاتو‬ ‫منح اإلضافة للفريق خالل الموسم الماضي‪.‬‬


‫العدد ‪849‬‬

‫كلمة رئي�س التحرير ‪:‬‬ ‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫دفاعا عن الحق في الحياة‬ ‫كان يوم فاتح غشت‪ ،‬يوما مشهودا في تاريخ طنجة‪ ،‬يوم خرجت قاتلة‬ ‫زوجها خديجة‪ ،‬من البوابة الرئيسية لسجن طنجة المحلي ‪ ،‬لتتلقفها أذرع‬ ‫المستقبلين باألحضان‪ ،‬ومن بينهم الصبارأمين عام المجلس الوطني‬ ‫لحقوق األحياء وسلمى الطود ممثلته بجهة طنجة‪ ،‬هذه الجهة التي كان‬ ‫عليها أن تتزين وأن ترفع األعالم احتفاء بمعانقة خديجة الحرية بعد ‪21‬‬ ‫عاما من السجن‪ ،‬بسبب جريمة «كانت قدرا محتوما»‪ ،‬ارتكبتها في حق‬ ‫زوجها اسماعيل الذي قتلته بدم بارد‪ ،‬بتواطؤ من عشيقها ومتورطين‬ ‫آخرين‪ ،‬كما جاء في ملفات «أخطر المجرمين» الذي بثه التلفزيون‬ ‫المغربي سنة ‪.2013‬‬ ‫خديجة استقبلت بحفاوة بالغة‪ ،‬أحيط حفل استقبالها على البوابة‬ ‫الكبيرة بما يلزم من الدعاية‪ ،‬عبر استحضار عدد من وسائل اإلعالم‪ ،‬من‬ ‫أجل تسجيل «اللحظة التاريخية» التي استرجعت فيها الحرية ‪ ،‬وقد تخطت‬ ‫األربعين‪ ،‬بعد استفادتها من العفو الملكي ثالث مرات‪ ،‬من اإلعدام إلى‬ ‫المؤبد ثم إلى المحدد ثم إلى الحرية التي قيل إنها استأهلتها بسبب‬ ‫سلوكها النموذجي ‪ ،‬وحصولها على شهادة في التكوين المهني‪،‬‬ ‫وحفظها للقرآن الكريم الذي ربما كانت تجهل بعض آياته التي تحض‬ ‫على احترام الحق في الحياة وتنهى عن قتل النفس البشرية التي حرم‬ ‫اهلل ‪« ،‬من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في األرض فكأنما قتل الناس‬ ‫جميعا‪ ،‬ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا» صدق اهلل العظيم‪.‬‬ ‫وسواء استساغ بعض الناس خروج خديجة من السجن قبل األوان‬ ‫أو لم يستسيغونه ‪ ،‬وهلل في خلقه شؤون‪ ،‬فإن األمر الواقع ال يدع مجاال‬ ‫للشك في أنها غادرت السجن بتدخل «كريم» من المجلس الوطني‬ ‫لحقوق اإلنسان الذي «يناضل» من أجل إلغاء حكم اإلعدام بالمغرب‪ ،‬وهو‬ ‫أمر يدخل في باب تحصيل الحاصل‪ ،‬ألن المغرب لم ينفذ حكما باإلعدام‬ ‫بعد الكوميسير المعلوم‪ ،‬ثم إن «نضال»المجلس الوطني لحقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬والعديد من المنظمات التي تسير على منواله‪ ،‬تضع مطالبتها‬ ‫بإلغاء أحكام اإلعدام‪ ،‬تحت يافطة الدفاع عن الحق في الحياة‪.‬‬ ‫والسؤال‪ :‬ألم يكن لزوج خديجة اسماعيل هو أيضا الحق في الحياة ‪،‬‬ ‫وقد قتلته زوجته وهو في ريعان شبابه إذ لم يكن قد تخطى عامه الرابع‬ ‫والعشرين‪ ،‬وكانا في نزهة بغابة سيندباد بالبيضاء‪ ،‬رفقة طفليهما‬ ‫‪،‬وتمت الجريمة الكاملة بمساعدة عشيقها الذي ال زال يقبع في السجن‪،‬‬ ‫وبعض المتواطئين المأجورين‪ .‬أكيد أنه كان من حق الزوج الضحية أن‬ ‫يعيش حياته البشرية ويتمتع بها وبذريته ‪ ،‬لوال الخيانة الزوجية وغدر‬ ‫أقرب الناس إليه‪.‬‬ ‫وباسم «الحق في النسيان» هذه المرة‪ ،‬استقبلت خديجة استقبال‬ ‫الزعماء السياسيين المعارضين أيام زمان‪ ،‬ووضعت أمامها كاميرات‬ ‫التليفزيون وشدت إليها كاميرات التصوير ودعيت بلطف إلى التعبير‬ ‫عن شعورها بلحظة معانقتها للحرية بعد قضاء الجزء األكبر من الحكم‬ ‫الذي أدينت به بسبب إقدامها على خيانة زوجها ثم على تصفيته ليخلو‬ ‫لها ولعشيقها جو الحياة الرومانسية الهادئة‪ ،‬كما كانا يحلمان بذلك‪.‬‬ ‫والسؤال‪ :‬ألم يكن في إمكان «الكوبل» العاشق الولهان الوصول‬ ‫إلى تحقيق «التزاوج» دون جريمة القتل التي اقترفاها ليعانقا بسببها‬ ‫السجن ولسنوات‪......‬ألم يكن بإمكان الزوجة التوجه إلى القضاء‬ ‫للمطالبة برفع الضرر‪ ،‬بدل التفكير في جريمتين منكرتين الخيانة‬ ‫والقتل؟!‪.‬‬ ‫وعلى بعد خطوات من باب السجن‪ ،‬دعيت السيدة خديجة أمرير إلى‬ ‫اإلدالء بتصريح لوسائل اإلعالم الشاهدة‪ ،‬بحضور الصبار الذي يبدو أن‬ ‫صبره بال حدود‪ ،‬ونائبته بطنجة‪ ،‬فقالت وهي توزع ابتسامة عريضة على‬ ‫المستقبلين المعجبين‪،‬كممثلة متهالكة تفاجأت بوجود معجبين في‬ ‫انتظارها بباب المسرح‪ ،‬ما معناه أنها خرجت من السجن إنسانة أخرى‬ ‫وأنها لم تفقد أبدا الصبر واليقين بأن هذه اللحظة البد قادمة ‪ .‬ثم‬ ‫تقدمت بشكرها إلى مجلس الصبار على مجهوداته من أجل الدفع بملف‬ ‫العفو الذي يخصها ‪.‬‬ ‫حقا لقد استفادت خديجة أمرير األمازيغية من فصل «الرأفة‬ ‫والرحمة»‪ ،‬كغيرها ممن غرر بهم الزمان أو غدروا به‪ ،‬وقد تكون قد‬ ‫اجتمعت بوالدها الذي يتوقع لحظة عناقها منذ اثنين وعشرين سنة‪،‬‬ ‫والذي فاق عمره المائة سنة‪ ،‬وبولدها اإلطار السياحي وبنتها الطالبة‪،‬‬ ‫وقد تعود إلى حياتها الطبيعية وبحقها في الحياة‪ ،‬إال أن اسماعيل لن‬ ‫يعود‪ ،‬ال غدا وال بعد ألف عام‪...... ،‬ألنه فارق الحياة أو سلبت منه الحياة‬ ‫ظلما وعدوانا وقهرا‪ ،‬ورمى به قتلته مبكرا إلى ظلمات القبر‪ ،‬أمال في أن‬ ‫تنعم زوجته وعشيقها بلذة الخيانة‪ ،‬ودفئ الخيانة ‪ ..... ،‬ولعنة الخيانة‪،‬‬ ‫إلى األبد‪....! ‬‬ ‫رحمه اهلل‬

‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬غ�شت ‪2016‬‬

‫السوبرانو سميرة القادري تتحف جمهور الوداية‬ ‫بأعمال جديدة‬ ‫تتواصل فعاليـــات الدورة السادســـة‬ ‫لمهرجان صيف االوداية بالحديقة األندلسية‬ ‫للموقع األثري التاريخي بالرباط‪ ،‬المنظم تحت‬ ‫الرعاية السامية لصاحب الجاللة الملك محمد‬ ‫السادس‪ ،‬وبمناسبة عيد العرش المجيد‪،‬‬ ‫من طرف وزارة الثقافة والمجلس الوطني‬ ‫للموسيقى‪.‬‬ ‫لقد كانت السهرة الثانية من المهرجان‬ ‫نسوية خالصة‪ ،‬حيث أحيت السوبرانو سميرة‬ ‫القادري سهرة قدمت لجمهور لم يستوعبه‬ ‫الفضاء الجميل‪ ،‬جديدها بصوتها المالئكي‪،‬‬ ‫قبل أن يعتلي المنصة الرباعي النسائي التركي‬ ‫تورنالر الذي أمتع الحضور ومنح السهرة‬ ‫الثانية مذاقا فنيا خاصا‪.‬‬ ‫وقد عبرت السوبرانو سميرة القادري‬ ‫عن سعادتها بالمشاركة في الليلة الثانية من‬ ‫هذا المهرجان ذي العبق التاريخي الخاص‪،‬‬ ‫وقالت في تصريح خاص‪ ،‬أنها تشد على أيدي‬ ‫وزارة الثقافة والمجلس الوطني للموسيقى‬ ‫على مجهوداتهما الجبارة لخلق مهرجان‬ ‫خاص باالوداية بمدينة الرباط يشتغل على‬ ‫تيمات فنية جيدة جدا‪ ،‬والدليل على ذلك هو‬ ‫تطور حجم ونوعية الجمهور‪ .‬كما أثنت على‬ ‫البرمجة التي راعت –تضيف السوبرانو‪ -‬جميع‬ ‫األذواق الفنية‪« ،‬حيث أبهرني إنصات وتفاعل‬ ‫الجمهور»‪.‬‬ ‫وتعتبر سميرة القادري باحثة وأستاذة في‬ ‫علم الموسيقى ومغنية أوبرا‪ ،‬سوبرانو‪ ،‬مغربية‬ ‫من مدينة تطـوان‪ .‬هي أيضا ضليعـــة في‬ ‫الشعر الصوفي األندلسي خصوصا القصائد‬ ‫التي كتبت في القـــرن السادس عشـــر من‬ ‫طرف الموريسكيين‪ .‬وهي من أبرز الفنانين‬ ‫والباحثين المختصين في الغنائيات التراثية‬ ‫لمنطقة البحر األبيض المتوسط‪ .‬وقد برعت‬ ‫السوبرانو سميرة القادري في أداء الشعر العربي‬ ‫في قوالب عالمية‪ ،‬وفتحت تجربتها على أوسع‬ ‫آفاق التراث األندلسي في الفضاء المتوسطي‪،‬‬ ‫من خالل أداء النصوص السفاردية‪ ،‬والغناء‬

‫باإلسبانية العتيقة وأداء قصائد الكانتيغا‪،‬‬ ‫فضال عن أغاني “التروبادور” للشعراء الجوالين‬ ‫جنوب فرنسا‪ ،‬مما يجعلها بحق سفيرة التراث‬ ‫األندلسي وسفيرة األكاديمية الكندية للتدريب‬ ‫واالستشارات بمونتريال‪ ،‬ومؤسسة ناجي‬

‫نعمان بلبنان ومنظمة المهاجر بأستراليا‬ ‫بدول المغرب العربي واالتحاد األوروبي وتعتبر‬ ‫الفنانة السوبرانو سميرة القادري كرمز من‬ ‫رموز الذاكرة الفنية المشتركة في فضاء‬ ‫متوسطي ‪.‬‬

‫حفل زفاف بهيج‬

‫مبروك وألف مبروك‬ ‫مبروك على السيدة أسماء إيبركانن وزوجها السيد عبد السالم الحضري‪ ،‬اللذين أقاما يوم الجمعة ‪ 29‬يوليوز‬ ‫الماضي بقاعة األفراح الفاخرة الموجودة بجوار نادي الكولف بطنجة‪ ،‬حفل زفاف بهيج لكريمتهما المصونة‬

‫«منى» التي اقترنت بالشاب الوسيم «نوفل عزوز»‪،‬‬ ‫حضره العديد من المدعوات من سيدات طنجة وأسرة العائلتين المتصاهرتين واألقارب واألحباب ‪.‬‬ ‫وقم تم هذا الحفل الفاخر في جو أصيل من التقاليد المغربية الطنجاوية العريقة‪ ،‬وتميز بنظام بديع حيث ظلت السيدة أسماء‬ ‫إيبركا نن تستقبل تهاني المدعوات ومتمنياتهن للعروسين بالمحبة الدائمة والوفاق المتواصل‪ .‬وبالرفاء والبنين‪.‬‬ ‫وقد كانت العروس متألقة بشكل رائع في أزياء العرس التقليدية وفي مختلف مراسم العرس الذي تم وفق األصول وحظي‬ ‫بإعجاب كافة الحضور ما أضفى على الحفل جوا من االنشراح والحبور ودام إلى ساعات متأخرة‪.‬‬ ‫ويسعدنا أن نتقدم بخالص تهانينا للسيدة الفاضلة أسماء إيبركانن وزوجها السيد عبد السالم الحضري بهذه المناسبة‬ ‫السعيدة‪ ،‬كما نعرب عن أطيب متمنياتنا للعروس منى وعريسها نوفل بدوام السعادة والصحة والعافية وأن يجعل اهلل أيامهما‬ ‫أفراحا دائمة وغبطة وسرورا ومودة ووئاما ونعيما أبديا وأن يرزقهما اهلل ذرية صالحة تمأل عليهما حياتهما بهجة وهناء وبركة‪.‬‬

‫�سمية �أمغار‬

‫جديد‬ ‫ِ‬

‫صدر أخيرا للكاتبة نبيلة عزوزي‬ ‫رواية تحمل عنوان « الدار الخالية»‪.‬‬ ‫الرواية تقع في كتاب من الحجم الكبير‪ ،‬يضم ‪ 278‬صفحة‪.‬‬ ‫وموضوعها يالمس فترة من فترات المقاومة النسائية في‬ ‫شمال المغرب لالحتالل اإلسباني‪ ...‬تقول عنها نبيلة «هي‬ ‫روايـة من زمن الرقص على الجمر والنــار‪ »...‬وقد صدرت‬ ‫روايتها بإهداء كتبت فيه «إلى نساء صنعن التاريخ ‪ ...‬ولم‬ ‫ينصفهن المؤرخون ‪.»...‬‬ ‫وللكاتبة عدة إصدارات منها مجموعة قصصية بعنوان (ال‬ ‫تئدني مرتين) التي فازت بالجائزة األولى لألدباء الشباب سنة‬ ‫‪ ،2004‬منشورات مجلة «المشكاة»‪.‬‬ ‫والمجموعة القصصية (وللتراب عشق آخر) صادرة عن‬ ‫مكتبة سلمى الثقافية بتطوان سنة ‪.2006‬‬ ‫و(على درب النور) وهي قصص إسالم غربيات‪ ،‬صادرة سنة‬ ‫‪.2008‬‬ ‫ولإلشارة فإن الكاتبة نبيلة عزوزي من قدماء تالميذ ثانوية عالل الفاسي بطنجة‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.