Achamal n° 850 le 16 août 2016

Page 1

‫هراوات «قانونية»‪! ‬‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 850‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 12‬ذو القعدة ‪� 16 / 1437‬إلى ‪ 22‬غ�شت ‪2016‬‬

‫كان حوالي ألف إطار تربوي من مختلف جهات‬ ‫المغرب‪ ،‬على موعد‪ ،‬السبت الماضي‪ ،‬بطنجة‪،‬‬ ‫مع»هراوات» األمن المغربي‪ ،‬التي نزلت عليهم‪،‬‬ ‫كالصاعقة‪ ،‬بسبب عزمهم على المطالبة باإلدماج‬ ‫في إطار المشروع الحكومي ‪ ،10.000‬على طريقتهم‬ ‫النضالية‪.‬‬ ‫ففي محاولة منهم لتفعيل «البرنامج النضالي»‬ ‫لألطر التربوية المنضوية تحت لواء «برنامج العشرة‬ ‫آالف»‪ ،‬اختارت التنسيقيات الوطنية تنظيم «تنزيل»‬ ‫وطني بطنجة «الكبرى»‪ ،‬والمغامرة بمسيرة إلى ساحة‬ ‫األمم التي تعتبر «هايد بارك» المغرب‪ ،‬حيث تلقفتهم‬ ‫«الهراوات» لتلقنهم دروسا إضافية «بالمجان» في‬ ‫التعنيف والتعذيب والضرب والسب‪ ،‬وفق المسطرة القانونية التي تبيح كسر عظام الذين ال يستجيبون لنداءات‬ ‫الدولة بـ «تفريق الجوقة»‪.‬‬ ‫وال يمكن إال أن نلتمس لهؤالء «الزغابى» العذر بعد أن يكونوا علموا بأن موظفا «تليفزيونيا» واحدا يتقاضى‬ ‫في عهد «اإلصالحالت السياسية واالجتماعية الكبرى» ثالثة رواتب بحوالي ‪ 50‬مليونا من السنتيمات‪ ،‬عند نهاية‬ ‫كل شهر‪....! ‬‬ ‫إذا كان هذا الخبر صحيحا‪ ،‬كما أوردته صحف كثيرة‪ ،‬فاللهم إن هذا لمنكر عظيم‪....!!! ‬‬

‫ع‪ .‬ك‬

‫ذكرى ثورة الملك والشعب‬

‫• وفاء ووالء وتجديد للعهد‬ ‫• ملحمة بارزة في مرحلة النضال من أجل الحرية واالستقالل‬ ‫• الشعب بالعرش والعرش بالشعب‬

‫تحل بعد ثالثة أيام الذكرى الثالثة والستون لثورة الملك والشعب‪ ،‬التي انطلقت يوم العشرين من غشت‬ ‫‪ ،1953‬وأدت بعد سبعة وعشرين شهرا إلى انتصار إرادة الشعب والملك على قوة وجبـروت االستعمـار وأذنـابه‬ ‫من الخونة واإلمعات‪.‬‬ ‫وإذا كانت وقائع ذاك اليوم الرهيب وما تاله من أحداث تاريخية‪ ،‬أمورا معلومة عند الجيل المخضرم‪ ،‬الذي‬ ‫عايشها‪ ،‬كل من موقعه‪ ،‬فإن الجيل الجديد بحاجة إلى التعمق في دراسة هذه الثورة المباركة‪ ،‬وتحليلها‬ ‫واستخالص العبر منها‪.‬‬ ‫(�ص ‪)4‬‬


‫الثالثاء ‪� 16‬إلى ‪ 22‬غ�شت ‪2016‬‬

‫العدد ‪850‬‬

‫‪2‬‬

‫زَمنُ الحرائق بالشمال‬ ‫شهد األسبوع مجموعــة من الحرائـق‬ ‫اندلعت في شتى مدن وأقاليم الشمال‪ ،‬خاصة‬ ‫بتطوان والشاون ووزان وتاونات والعرائش‬ ‫وطنجة‪ ،‬أتت في مجملها‪ ،‬على مساحات شاسعة‬ ‫من الغطاء النباتي وقضت على العديد من‬ ‫أشجار الغابات بالمنطقة‪ .‬وكانت الحرائق قد‬ ‫اندلعت في غابات بني حزمار جنوب تطوان‬ ‫حيث ساهمـت ألسنـة النار في إتالف العديد من‬ ‫أشجار الصنوبر‪،‬‬ ‫ويعتبر الحريق الذي شب في غابة جبـــل‬ ‫كوركو‪ ،‬بنواحي مدينة الناظور‪ ،‬الموجودة في‬ ‫الريف الشمالي المغربي‪ ،‬واحدا من أكبر الحرائق‬ ‫التي شهدها المغــرب‪ ،‬حيث التهم الحريــق‬ ‫أكثر من ‪ 200‬هكتار‪ ،‬تطلب لجوء المغرب إلى‬ ‫استخدام طائرات متخصصة لمحاولة إخماد‬ ‫النار‪ .‬كما أن الحريق الذي شهدته غابة سيـدي‬ ‫عثمان بزايو وغابة إكسان بمحيط مدينة‬ ‫الناظور كذلك‪ ،‬كان حريقا مهوال أتلف مساحة‬ ‫هائلة من الغطاء النباتي بالمنطقة‪.‬‬ ‫أما في وزان فقد اندلعت النيران في غابة‬ ‫«إيزارن» التهمت حوالي أربعة هكتارات من‬ ‫األشجار الغابوية‪.‬‬ ‫وانضافت مدينـــة طنجة إلى المدن التي‬ ‫تعرضت غاباتها للحريق‪ ،‬حيث شبت النيران‬ ‫بمنطقة المنار أتت على مساحات هائلة من‬ ‫الغطــاء النباتـــي وتطلبت تدخل المواطنين‬ ‫بوسائل تقليدية‪ ،‬إلخمادهـــا أمـــام ضعــف‬ ‫إمكانيات المصالح المختصة بشرية ومادية ‪،‬‬ ‫ما أجج غضب السكان‪ ،‬حسب بعض الشهود‪.‬‬ ‫وحيث أن منطقة المنار تتوفر على عدد‬ ‫كبير من اإلقامات والمنشآت السياحية‪ ،‬فقد‬ ‫أثارت الحرائق الهلع بين المقيمين بالمنطقة ما‬ ‫دفعهم إلى مغادرة منازلهم خوفا من امتداد‬ ‫ألسنة النار إليهم‪.‬‬ ‫وبالفعل‪ ،‬فقد ساعدت رياح الشرقي على‬ ‫توسع اللهيب إلى غابة السانية المجاورة‪،‬‬ ‫والتي تم تشجيرها بداية الستينات في إطار‬ ‫حملة شارك فيه المئات من تالميذ مؤسسات‬ ‫التعليم بطنجة‪ ،‬ما ضاعف من خطر انتشار النار‬ ‫بالمنطقة‪.‬‬ ‫واستغرب العديد من السكان ضعف‬ ‫وسائل اإلطفاء التي دفع بها لمحاولة القضاء‬ ‫على الحريق والحال أن المنطقة توجد داخل‬

‫والقصيدة‪!! ..‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪sadhimed@gmail.com‬‬

‫المدار الحضري لطنجة‪ ،‬ويؤمها العديد من‬ ‫الزوار يوميا وتعد امتدادا طبيعيا لكورنيش‬ ‫طنجة‪ ،‬بمنشآته السياحية والتجارية والترفيهية‪.‬‬ ‫وفي غياب معطيات رسمية حول طبيعة‬ ‫وحصيلة الخسائر الناجمة عن هذه الحرائق‪ ،‬فإن‬ ‫العديد من المتتبعين يرون أن الرياح الشرقية‬ ‫كان لها دور كبير في االنتشار السريع للنيران‬ ‫التي اندلعت في مختلف مناطق الشمال‪ ،‬بيد‬ ‫أنه يوجد من يعتقد أن النيران كانت بفعل‬ ‫فاعل‪ ،‬إما بهدف االنتقام وضعف الوعي بأهمية‬ ‫الغابة‪ ،‬أو بسبب «انتقام» مهاجرين أفارقة غير‬ ‫نظاميين‪ ،‬بغاية التسلل إلى الضفة الشمالية‬ ‫للمتوسط عبر مليلية وسبتة‪ ،‬كما يرجّح أن‬ ‫يكون السبب اشتداد الحرارة هذا العام في‬ ‫المغرب‪.‬‬ ‫وشهدت غابة «إيزارن»‪ ،‬أحد أكبر الغابات‬ ‫في المغرب‪ ،‬بالقرب من مدينة وزان‪ ،‬حريقا‬ ‫مهوال التهم العديد من الهكتارات الغابوية‪،‬‬ ‫دون معرفة األسباب الناجمة عنه‪ ،‬كما عرفت‬ ‫غابة «الجويدار» بإقليم تاونات حريقاً التهمت‬ ‫ألسنته أكثر من ‪ 4‬هكتارات من األشجار‪.‬‬ ‫وتشير إحصائيات مندوبية المياه والغابات‬ ‫ومحاربة التصحر‪ ،‬والغابات إلى أنه منذ بداية‬ ‫السنة الجارية وإلى حدود الشهر الجاري‪ ،‬اندلع‬ ‫فوق ‪ 84‬حريقا في مختلف غابات البالد‪ ،‬بزيادة‬ ‫بينة بالنسبة للسنة الماضية‪.‬‬

‫يذكر أن اللجنة التوجيهيــة للوقايـــة‬ ‫ومكافحة الحرائق الغابوية ذكرت في اجتماعه‬ ‫ااألخير حول حصيلة حرائق الغابات لسنة ‪،2015‬‬ ‫وبرنامج العمل الخاص بسنة ‪ 2016‬أن المغرب‬ ‫شهد خالل السنة الماضية ‪ 425‬حريقا أتت على‬ ‫مساحة تقدر ب ‪ 991‬هكتارا‪ 65 ،‬بالمائة منها‬ ‫تتألف باألساس من األصناف الثانوية واألعشاب‬ ‫والحلفاء‪ .‬إال أنه تم تسجيل انخفاض على‬ ‫مستوى المساحات التي اجتاحتها النيران يقدر‬ ‫بـ‪ 67‬بالمائة مقارنة بالعشر سنوات الماضية‪.‬‬ ‫وتمت اإلشارة خالل هذا االجتماع إلى أنه‬ ‫باالعتماد على التوزيع الجغرافي للمساحات‬ ‫المتضررة من الحريق‪ ،‬فإن منطقة الريف‬ ‫(شفشاون–تطوان‪-‬طنجة‪-‬العرائش‪-‬وزان) تأتي‬ ‫في مقدمة المناطق المتضررة من الحرائق‬ ‫السنة الماضية‪ ،‬بـ ‪ 147‬حالة فقدت على إثرها‬ ‫‪ 502‬هكتاراً التهمتها النيران‪ ،‬تليها المنطقة‬ ‫الشرقية (الناظور –بركان –تاوريرت) بـ ‪ 17‬حالة‬ ‫و ‪ 203‬هكتار تعرضت لإلتالف بسبب الحرائق‪،‬‬ ‫ثم منطقة الشمال الشرقي بـ ‪ 45‬حالة‪ ،‬أتت فيها‬ ‫النيران على حوالي ‪ 90‬هكتارا‪.‬‬ ‫وبخصوص برنامج العمل المتعلق بالسنة‬ ‫الجارية‪ ،‬ركزت اللجنة عملها على المقاربة‬ ‫والوقاية والتحسيس والتواصل‪ .‬وخصصت‬ ‫لذلك غالفا ماليا في حدود ‪ 191‬مليوناً و ‪700‬‬ ‫ألف درهم‪.‬‬

‫لهاته األسباب ترشيح بنكيران «غير قانوني»‬ ‫من المتوقع أن يترشح عبد‬ ‫اإلله بنكيران‪ ،‬رئيـــس الحكومة‬ ‫المغربية الحالـي‪ ،‬في انتخــابات‬ ‫السابع من أكتوبر القادم بأحد‬ ‫دوائر مدينة سال‪ ،‬وسيكون هذا‬ ‫الترشيح أول عالمات الفوضى في‬ ‫االنتخابات التشريعيــة القادمــة‪،‬‬ ‫مادام األمر يتعلق بترشيح غير‬ ‫قانوني‪ ،‬مهما حاولت األمانة العامة‬ ‫لحزب العدالة والتنمية تبريره‪.‬‬ ‫ممثل قانوني للدولة المغربية‬ ‫حامــل لصفــة مشــروع انتداب‬ ‫انتخابي‪:‬‬ ‫األمر يتعلــق بأول عالمــات‬ ‫سير العدالة والتنمية نحو إحداث الفوضى في‬ ‫االنتخابات القادمة‪ ،‬ألن ترشح بنكيران‪ ،‬بصفته‬ ‫رئيس الحكومة‪ ،‬غير قانوني لألسباب التالية‪:‬‬ ‫أوال‪ ،‬إن تبرير الحق في الترشح من طرف‬ ‫حزب العدالة والتنمية بناء على الفصل ‪ 30‬من‬ ‫الدستور ال ينطبق على حالة السيد عبد اإلله‬ ‫بنكيران‪ ،‬بصفته الحالية كرئيس للحكومة‪،‬‬ ‫لكون معنى حق الترشيح في الدستور ليس‬ ‫هو الحرية‪ .‬الحق في الترشيح يحتاج إلى توفير‬ ‫شروط من طرف الدولة لممارسته من طرف‬ ‫جميع المرشحين‪ ،‬وال يمكن في هذه الحالة أن‬ ‫يكون رئيس الحكومة والممثل القانوني للدولة‬ ‫المغربية في الوقت نفسه مشرفا على تنظيم‬ ‫إجراءات الحق في الترشيح ومنافسا للمرشحين‬ ‫المستفيدين من هذا الحق‪.‬‬ ‫ثانيا‪ ،‬ال يمكن للسيد عبد اإلله بنكيران‪،‬‬ ‫بصفته رئيس الحكومة والممثل القانوني‬ ‫للدولة المغربية‪ ،‬أن يحمل في الوقت نفسه‬ ‫أمام الناخبين صفة المشرف على االنتخابات‬ ‫وصفة المرشح المنافس لمرشحين آخرين ال‬ ‫يملكون هذه الصفة أمام المواطنين الناخبين‪،‬‬ ‫فاألمر يتعلق بخرق لقاعدة المساواة وتكافؤ‬ ‫الفرص لكل المرشحين أمام الناخبين‪.‬‬ ‫ثالثا‪ ،‬ال يمكن للسيد عبد اإلله بنكيران‬ ‫أن يقوم بحملة انتخابية وهو يحمل في الوقت‬ ‫نفسه صفة رئيس الحكومة‪ ..‬وقد سبق له أن‬ ‫خرق هذا المقتضى القانوني في مرحلة أولى‬ ‫خالل االنتخابات الجماعية لشتنبر الماضي‪،‬‬ ‫رغم أنه لم يكن مرشحا‪ ،‬وسيكون األمر أسوأ‬ ‫في االنتخابات التشريعية القادمة‪ ،‬ألن وقوفه‬ ‫كمرشح في مهرجانات الدعاية االنتخابية أثناء‬

‫محمد �سدحي‬

‫الحملة يجعل المواطن ال يعرف بالضبط أين‬ ‫تبدأ صفة رئيس الحكومة وأين تنتهي‪ ،‬وأين‬ ‫تبدأ صفة األمين العام لحزب العدالة والتنمية‬ ‫وأين تنتهي‪..‬األمر إذن يتعلق بخلط خطير‬ ‫سيكون له تأثير على نزاهة وشفافية االنتخابات‬ ‫واالختيار الحر للناخبين‪.‬‬ ‫رابعا‪ ،‬توجد قطاعات حكومية بمثابة‬ ‫مرافق عمومية يُفترض فيها مبدأ االستمرارية‪،‬‬ ‫وتحتاج إلى تفويض قانوني من رئيس الحكومة‬ ‫بصفته ممثال قانونيا للدولة المغربية‪ ،‬وال‬ ‫يمكن في حالة ترشح السيد عبد اإلله بنكيران‬ ‫توقف المرافق العمومية للدولة مدة ما يقارب‬ ‫أسبوعين أثناء الحملة االنتخابية‪ ،‬في انتظار‬ ‫تفويض من رئيس الحكومة الذي ستكون كل‬ ‫تفويضاته باطلة خالل مرحلة ترشيحه‪ ،‬لكونها‬ ‫قد تمس بالسير العادي للعملية االنتخابية‪.‬‬ ‫منح التفويض أو عدم منحه من طرف‬ ‫السيد بنكيران للتقاضي في ملف من ملفات‬ ‫الدولة‪ ،‬أو تنفيذ أحكام قضائية لصالح‬ ‫مواطنين‪ ،‬أو االمتناع عن منح تفويض للنزاع‬ ‫في حق الملكية‪ ،‬أو االمتناع عن المنازعة في‬ ‫قضايا رفعها مواطنون ضد الدولة في مرحلة‬ ‫الحملة االنتخابية‪ ،‬كلها حاالت يُمكن أن تؤثر‬ ‫على السير العادي لالنتخابات وتوجه الناخبين‬ ‫وتمس باالختيار االنتخابي الحر‪.‬‬ ‫ترشح بنكيران قد يكون أول مقدمات‬ ‫فوضى العدالة والتنمية في االنتخابات القادمة‪:‬‬ ‫تطرح قضية ترشح عبد اإلله بنكيران‬ ‫فرضيتين‪ :‬األولى أن حزب العدالة والتنمية بدون‬ ‫مستشارين قانونيين‪ ،‬ما دفع السيد بنكيران‬ ‫إلى قرار ترشحه دون االنتباه إلى كل هذه‬

‫القضايا التي تجعل ترشيحه غير‬ ‫قانوني‪ ،‬ومن شأنه التأثير بدرجة‬ ‫خطيرة على السير العادي للعملية‬ ‫االنتخابيــة‪ ،‬وفي الوقـت نفســه‬ ‫إحداث ارتباك في سير المرافق‬ ‫العمومية التي يشرف عليها‪ .‬لكن‬ ‫هذه الفرضية تبقى ضعيفة لكون‬ ‫حزب العدالة والتنمية يتوفر على‬ ‫خبرات قانونية من الصعب جدا أال‬ ‫تنتبه إلى أن ترشح السيد عبد اإلله‬ ‫بنكيران‪ ،‬بصفته رئيس الحكومة‪،‬‬ ‫غير قانوني‪.‬‬ ‫وتقوم الفرضية الثانية‪ ،‬وهي‬ ‫القوية‪ ،‬على أن عبد اإلله بنكيران‬ ‫بات في حالة تماهي شخصي مع‬ ‫وجود وقوة حزب العدالة والتنمية‪ ،‬وأن عدم‬ ‫ترشحه من شأنه إضعاف الحزب‪ ،‬ليس فقط‬ ‫في دائرة الترشيح بسال وحدها‪ ،‬ولكن في كل‬ ‫دوائر االنتخابات التشريعية القادمة‪ ،‬لذلك اختار‬ ‫أن يستعمل الصفتين في الوقت نفسه‪ :‬رئيس‬ ‫للحكومة ومرشح في السابع من أكتوبر إلنقاذ‬ ‫حزب العدالة والتنمية من الهزيمة في حالة‬ ‫أولى وإنقاذ نفسه‪ ،‬في حالة ثانية‪ ،‬ليكون رئيس‬ ‫حكومة في حالة فوز حزبه‪.‬‬ ‫بقدر ما يُفكر السيد عبد اإلله بنكيران في‬ ‫فوز حزبه‪ ،‬فإنه يُفكر في الشخص الذي سيكون‬ ‫منافسا له على رئاسة الحكومة في حالة فوز‬ ‫العدالة والتنمية‪ ،‬وقد يكون قرار ترشحه مصيدة‬ ‫له من داخل حزبه؛ ألنه ال أحد يُمكنه التكهن‬ ‫بنتائج الدائرة التي سيترشح فيها‪.‬‬ ‫وفي جميع الحاالت‪ ،‬يجب قراءة قرار ترشح‬ ‫السيد عبد اإلله بنكيران‪ ،‬دون تفكيره في‬ ‫االستقالة من الحكومة لترتيب مسطرة إعفاء‬ ‫وفتح المجال أمام حكومة انتقالية لإلشراف على‬ ‫االنتخابات المقبلة‪ ،‬بأنه يؤشر على أول عالمات‬ ‫الفوضى الممكنة في انتخابات السابع من‬ ‫أكتوبر‪..‬األمر يتعلق بمعادلة «أنا أو ال أحد»؛ ألنه‬ ‫ال يمكن أن يكون قرار الترشح لالنتخابات مع‬ ‫الحفاظ على صفة رئيس الحكومة قرارا حزبيا‬ ‫عاديا‪ ،‬بل يتعلق بأول إشارات الفوضى التي‬ ‫يُفكر حزب العدالة والتنمية في إحداثها خالل‬ ‫االنتخابات القادمة في حال هزيمته‪.‬‬

‫عبد الرحيم المنار اسليمي‬

‫رئيس المركز المغاربي للدراسات األمنية‬ ‫وتحليل السياسات‬

‫في البدء كانت المدينة‪ ،‬ثم جاءت القصيدة على محمل‬ ‫الذاكرة الفوالذية‪ ،‬تشق طريقها الملغم بين الكتل البشرية‬ ‫والحجرية‪ ،‬وتضرب بما لها من الخفة والعفة في زحمة األوغاد‬ ‫الذين أغلقوا األبواب ورموا بالمفاتيح في المجهول‪..‬‬ ‫قصيدتي‪ ،‬إلى المدينة تؤول‪ ..‬وتبوح لها بالمكنون‪..‬‬ ‫كالهمــا أنيــن وضرب في التيــه وخبـط في المعنــى‪..‬‬ ‫والال معنى‪..‬‬ ‫بين المدينة والقصيدة تجري مياه كثيرة‪ ..‬إلى حتفها‪ ..‬إلى‬ ‫مأواها األخير‪ ..‬إلى قاع البحر‪..‬‬ ‫لو لم تكن مدينتي محاطة الجوانب بثالثة بحور‪ ،‬المقتضب‬ ‫والبسيط والمديد‪ ،‬لما ركبت قصيدتي (المؤجلة‪ ،‬دوماً) بحرها‬ ‫الطويل (اللسان)‪ :‬فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن‪ ...‬والوتد‪،‬‬ ‫لتذكير قدماء التالميذ‪ ،‬أطول من السبب‪..‬‬ ‫ولسبب ما‪ ،‬شهدت نور مدينتي وأنا في ظلمة بطن أمي ال‬ ‫أزال‪ ..‬قبل العطسة األولى‪ ،‬على مشارف المدينة‪ ،‬في يوم صحو‪،‬‬ ‫ّلوحت فيه نخلة حينا القديم‪ ،‬بمنديل الوطن‪ ،‬لقبّرة شاردة في‬ ‫المقبرة‪ ،‬تتوزع بين األشهاد المطلة‪ ،‬في شموخ أبدي‪ ،‬على ما‬ ‫يجري ويدور في المدينة المصابة بأنيميا الشعر‪..‬‬ ‫الطفولة الشقية تكبر فينا‪ ..‬ونحن نسعى‪ ،‬أوبة وذهاباً‪ ،‬بين‬ ‫منبع األحالم والعشش الدافئة المفعم بأريج المحبة والحنان‬ ‫ون َفس جدتي العبق‪..‬‬ ‫سامحك اهلل يا جدتي يا جبارة قيد حياتك‪ ..‬أنت التي أذكيت‬ ‫فيّ كل هذه الوقاحة وأوقدت في رأسي هذه الحرارة التي تجلب‬ ‫لي كثيراً من األعداء وقلي ً‬ ‫ال من القصائد‪ ..‬وأنا على عهدك سائر‬ ‫وخائض حروبي الخاسرة ضد أوالد القاف أينما وحيثما وكيفما‪...‬‬ ‫حتى يقضي اهلل أمراً‪..‬‬ ‫حظي من الشعر قليل قليل‪ ..‬وحظي من المدينة أقل أقل‪..‬‬ ‫وألنه‪ ،‬في البدء كانت المدينة‪ ،‬ثم جاءت القصيدة‪ ،‬فإن قصيدتي‬ ‫شحيحة وضئيلة‪ ..‬وكلما ترحرحت المدينة وزادت في طغيانها‬ ‫انكمشت القصيدة وانكمشت حولها في العش الدافئ اآلهل‬ ‫بذكرى جدتي قدس اهلل روحها‪..‬‬ ‫قال األوغاد الذين يوزنون بميزان البصل‪ :‬لم يعرف كيف‬ ‫يأكل الكتف فأضرم نار القصيد في حقول الشعر والشعير‪ ،‬مخلفاً‬ ‫األضرار في السائل والحائل والزرع والضرع‪ ..‬فكانت قصيدته‬ ‫التي مطلعها «غلبت الروم في أقصى األرض» نذير شؤم‬ ‫ومدخ ً‬ ‫ال لرذاذ الموج الهادر الذي أصاب العبيد قبل األسياد في‬ ‫المقل‪..‬‬ ‫ولهم ولغيرهم نقول‪ :‬يشهد اهلل أننا لم نشته يوماً أكلة‬ ‫األكتاف‪ ..‬ولو كان األمر غير ذلك لما كنا نجيد رقصة هز الكتف‬ ‫أمام من يملكون مفاتيح المدينة‪ ..‬وما كنا للوسطى شاهرين‬ ‫في وجه المنصة المبنية على النصب‪ ،‬نكاية في سيبويه‪..‬‬ ‫أنا لست مستا ًء ألن المدينة أعطتني بالصد‪ ،‬ولكني حزين‬ ‫ألن قصيدتي تأخرت عن الموعد‪ ،‬وبحور الخليل هائجة ومائجة‬ ‫في الرأس وفي القلب‪ ..‬واهلل يعمل شي تاويل خير‪ ..‬آمين‪.‬‬

‫*******‬

‫خارج النص‪:‬‬

‫في هذا الصباح‪ ،‬تصادفت مع (ن‪.‬أ) في باب مكتبه‪ .‬فاجأني‬ ‫بغضّ البصر‪ ،‬على غير عادته معي‪ ..‬قلت مع نفسي‪ :‬أنا لم ألعن‬ ‫له قديساً وال قتلت له عزيزاً‪ ،‬لذلك كان ردي على تحيته الباردة‬ ‫بأجمد وأصقع منها‪ ..‬وأضفت متمتماً لبعضي‪ ،‬مستحضراً قول‬ ‫جدتي‪ :‬من البحر إلى هنالك‪ ..‬ومن كان يعطيني شيئاً فليجعله‬ ‫في عهدة «تيكميد»‪ ..‬وبه وجب اإلعالم‪ ..‬وفقط‪.‬‬ ‫‪ -‬نلتقي‪! ‬‬


‫الثالثاء ‪� 16‬إلى ‪ 22‬غ�شت ‪2016‬‬

‫العدد ‪850‬‬

‫درد شة‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫يمكن أن نسمي نموذج اليوم ب «المِصْواب» الذي يمتثل لقول الرسول األكرم‪،‬‬ ‫«أجب من دعاك» فيحرص كل الحرص على حضور جميع المناسبات والحفالت التي‬ ‫يدعى إليها‪.‬‬ ‫إال أنه بدأ يتأفف ويتضجر من حفالت هذا الزمن‪ ،‬ويحضر بعضها على مضض‪.‬‬ ‫والسبب‪ ،‬أنها فقدت هويتنا وخصوصيتنا‪ ،‬وتسربلت بسربال التقليد البغيض‪،‬‬ ‫واستعراض العضالت‪.‬‬ ‫وهو بحكم سنه‪ ،‬أصبح يُصنّف في خانة المبكرين‪ ،‬وهؤالء باتوا يحسبون الحساب‬ ‫لـ «ظهر النساء» وما يستلزم من تمطيط يُعرّضهم في أغلب األحيان‪ ،‬لالنتظار‬ ‫الطويل بأبواب قاعات الحفالت‪.‬‬ ‫وهو بحكم تكوينه‪ ،‬يدخل في عداد الذين يتذوقون اآللة األندلسية‪ ،‬ويجدون‬ ‫فيها لذة ومتاعا‪ ،‬إال أن أجواق اليوم تفسد عليه هذه المتعة‪ ،‬برفع مكبرات الصوت‪،‬‬ ‫فيضطر إلى الترحم على قطبي الموسيقى األندلسية المرحومين برحمة اهلل‪ :‬األستاذ‬ ‫محمد العربي التمسماني‪ ،‬والفنان عبد الصادق شقارة‪ ،‬ويتحسر على أيامهما‪ ،‬ويتغنى‬ ‫بأمجادهما‪.‬‬ ‫وفي كل مناسبة من هذه المناسبات‪ ،‬يعقد المقارنة تلو المقارنة بين زفاف‬ ‫األمس‪ ،‬وزفاف اليوم‪ ،‬فيجد أن األول لم يكن يكلف صاحبه أدنى مشقة‪ ،‬ولم يكن‬ ‫يكلف المدعو أدنى جهد‪ ،‬فهو إذا صلى المغرب‪ ،‬سار بضع خطوات‪ ،‬ليجد نفسه في‬ ‫موقع الحفل‪ ،‬وإذا أذن لصالة العشاء‪ ،‬وجد نفسه يسعى ألدائها بعد أن أدى واجب‬ ‫الدعوة‪.‬‬ ‫خطوات معدودات‪ ،‬كانت تفصل بين منزله ومنزل المحتفِل‪ ،‬وساعة واحدة تفصل‬ ‫بين حضوره وانصرافه‪.‬‬ ‫السمة التي كانت تطبع حفالتنا –في نظره‪ -‬هي البساطة‪ ،‬فال ساعات تُهدر‪ ،‬وال‬ ‫أمواال ّ‬ ‫تُبذر‪ ،‬وال ضجيجا وال بهرجة‪ ،‬وال مبالغة فيما يُقدم للمدعوين والمدعوات‪.‬‬ ‫وغالبا ما يختتم ذكرياته بالترحم على هذا الزمن وتقاليده وعاداته‪.‬‬

‫من أجل إدماج الحقوق اإلنسانية لألشخاص في‬ ‫وضعية إعاقة في آليات الحوار بجماعة زومي بوزان‬

‫كان فضاء الجماعة الترابية زومي المرتبطة إداريا بعمالة‬ ‫إقليم وزان ‪ ،‬في األيام األخيرة على موعد مع لقاء تشاوري ليس‬ ‫كباقي المواعيد الروتينية التي اعتاد المجتمع المدني والسياسي‬ ‫والنقابي محليا تنظيمها ‪ .‬األمر يتعلق بقضية حقوقية بامتياز ‪،‬‬ ‫والهدف هو خلق حوار عمومي محلي حول سبل وكيفيات إدماج‬ ‫بعد اإلعاقة في آليات الحوار والتشاور بجماعة زومي وبرنامج‬ ‫عملها ‪.‬‬ ‫‪ ‬اللقاء التشاوري المنظم بتعاون بين جمعية الحمامة‬ ‫البيضاء لألشخاص في وضعية إعاقة بالمغرب ‪ ،‬وجماعة زومي‬ ‫‪ ،‬وشبكة الجمعيات العاملة في مجال اإلعاقة بشمال المغرب ‪،‬‬ ‫وجمعيات أخرى تنشط في مجال اإلعاقة بجماعتي زومي ووزان‬ ‫‪ ،‬نشط فقراته ‪ ‬كل من أحمد عيداني رئيس جمعية الحمامة‬ ‫البيضاء ‪ ،‬ومحمد حوييط رئيس جماعة زومي القروية ‪ ،‬وذلك‬ ‫بتقديم تصور حول التنمية الدامجة إلدماج بعد اإلعاقة في‬ ‫آليات الحوار والتشاور بالجماعة الترابية من أجل تعبيد الطريق‬ ‫أمام األشخاص في وضعية إعاقة الولوج لحقوقهم الحيوية ‪.‬‬ ‫هذه الحقوق تجد مرجعيتها في أحكام االتفاقية الدولية لحقوق‬ ‫األشخاص ذوي اإلعاقة التي سبق للمغرب أن صادق عليها‬ ‫وعلى بروتوكولها االختياري بتاريخ ‪ 8‬أبريل ‪ ، 2009‬وفي أحكام‬

‫دستور ‪ 2011‬الذي من بين ما جاء في تصديره حظر كل أشكال‬ ‫التمييز المبني على أساس اإلعاقة ‪ ،‬مضــاف إليها ما ورد في‬ ‫الفصل ‪ 34‬من أحكام تلزم السلطات العمومية ‪ ‬بوضع برامج‬ ‫وسياسات تيسر ولوج األشخاص في وضعية إعاقة لحقوقهم‬ ‫وحرياتهم األساسية ‪ ،‬وكذلك ما تعلق بالديمقراطية التشاركية‬ ‫التي أفاضت حزمة من المقتضيات الدستورية ‪ ،‬والقانونية ذات‬ ‫العالقة بالموضوع ‪ ،‬في تحديد آليات ضمان مشاركة المواطنات‬ ‫والمواطنين والمجتمع المدني في وضع وتتبع وتقييم السياسات‬ ‫العمومية ‪.‬‬ ‫‪ ‬الطيف السياسي والمدني الحاضر بقوة في هذا اللقاء‬ ‫التشاوري ‪ ،‬ساهم بشكل نوعي في إثراء الحوار ‪ ،‬وستتجلى‬ ‫بصمته ( الطيف ) ‪ ‬هذه ‪ ،‬في التوصيات الهامة الصادرة عن‬ ‫اللقاء ‪ ،‬التي تتجه مباشرة إلى رفع كل أشكال التمييز على أساس‬ ‫اإلعاقة ‪ ،‬هذه األخيرة ( اإلعاقة ) وصلت نسبتها بجهة طنجة ‪/‬‬ ‫تطوان ‪ /‬الحسيمة ‪ 11,42 ‬في المائة حسب البحث الوطني‬ ‫المنجز سنة ‪ ، 2014 ‬متجاوزة بذلك النسبة الوطنية التي ال‬ ‫تتجاوز ‪ 6,8‬في المائة ‪.‬‬

‫محمد حمضي ‪ ‬‬

‫هناك‬ ‫في مداغ‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫تقصيد وإنشاد فقـــراء الطريقــــة القادرية‬ ‫البودشيشية لنصـــوص صوفية ـ حيثمـــا حلوا أو‬ ‫ارتحلوا ـ فعل يستميل النفوس والعقول ؛ الرتكازه‬ ‫على مقومات البراعة الذوقية في االختيار‪..‬وضبط‬ ‫األداء استهالال وعرضا وختما‪ ..‬وإحكام توليف اإليقاع‬ ‫ترجيعا وترنيما وغيرهما مما يقتضيه مقام اإلنشاد‬ ‫الروحي والتربــوي المنبعــث من أصوات قلـــوب‬ ‫مجردة‪..‬‬ ‫من فسحة مدونة السماع الصوفي للطريقة‬ ‫القادرية البودشيشية أختار أبياتا من قصيدة «مداغ»؛‬ ‫وهي ذات مضمون عرفاني مصاغ في ثوب لغة عليا‪..‬‬ ‫تقدم لنا فضاء مداغ كيانا روحيا ال يميل عنه الزائر؛‬ ‫لشعوره باألنس واالرتياح لألمر‪..‬وروحا وريحانا بما‬ ‫يفاض على قلبه من أسرار وما يفتح عليه من معارف‪..‬‬ ‫وجنة قلبية يهب فيها المستمع الوَله كله لمن أحب‪..‬‬ ‫وهو منبسط في مقام غوث وقطب اإلرشاد والمدار‬ ‫سيدي حمزة رضي اهلل عنه ‪.‬‬ ‫في مداغ يذوق الزائر لذة التواجد وينعم بصفاء‬ ‫الشراب صادقا حاضرا محبا منتسبا‪..‬‬

‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫مــــــداغ‬ ‫مـــداغ‬ ‫مــــداغ‬ ‫عنهـــــــا قلــبـــــي ما ْ‬ ‫راغ‬ ‫بـــــــ�صـــــــــري ْ‬ ‫زاغ‬ ‫وال‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫�ســــــــــــاغ‬ ‫َث ّم ال�شــراب‬ ‫�أنــــوار َث‬ ‫ـــــــم تلــــــوحْ‬ ‫ّ‬ ‫و�أ�شـــــذاء تــفــــــــــوحْ‬ ‫وال ن�شـــــــوَه للـــــــ ّروحْ‬ ‫ْ‬ ‫مــــــــداغ‬ ‫�إال يف حـــــان‬ ‫فالــــروح والريحـــــــان‬ ‫وجـــنــة العــــرفـــــــان‬ ‫وملتقــــى ال ّنــــدمـــــان‬ ‫ْ‬ ‫مـــــــداغ‬ ‫هـــــنـــاك يف‬ ‫فمــن يريــــد �شـــربَـــه‬ ‫مـــن فـيــــ�ض املحـ َّبــــه‬ ‫فليطلــــب ال�صحــــبَــــه‬ ‫ْ‬ ‫مـــــــداغ‬ ‫هـنـــــــاك يف‬ ‫�ســكـــره‬ ‫ومــــن يبغـــي‬ ‫َ‬ ‫احلـــ�ضـــره‬ ‫بخـــمــــرة‬ ‫َ‬ ‫واخلمـــــره‬ ‫فال�سـاقــــي‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫مـــــــداغ‬ ‫هـنـــــــاك يف‬ ‫ثـــم �شمـــ�س العرفــــان‬ ‫ومـــ�أذون الرحـــمـــــان‬ ‫َ‬ ‫حمــزه قطـــب الزمـــان‬ ‫ْ‬ ‫ملـــــداغ‬ ‫فــطـــوبـــــــى‬


‫العدد ‪850‬‬

‫الثالثاء ‪� 16‬إلى ‪ 22‬غ�شت ‪2016‬‬

‫‪4‬‬

‫ذكرى ثورة الملك والشعب‬

‫• وفاء ووالء وتجديد للعهد‬ ‫• ملحمة بارزة في مرحلة النضال من أجل الحرية واالستقالل‬ ‫• الشعب بالعرش والعرش بالشعب‬

‫تحل بعد ثالثة أيام الذكرى الثالثة والستون لثورة‬ ‫الملك والشعب‪ ،‬التي انطلقت يوم العشرين من غشت‬ ‫‪ ،1953‬وأدت بعد سبعة وعشرين شهرا إلى انتصار‬ ‫إرادة الشعب والملك على قوة وجبروت االستعمار‬ ‫وأذنابه من الخونة واإلمعات‪.‬‬ ‫وإذا كانت وقائع ذاك اليوم الرهيب وما تاله من‬ ‫أحداث تاريخية‪ ،‬أمورا معلومة عند الجيل المخضرم‪،‬‬ ‫الذي عايشها‪ ،‬كل من موقعه‪ ،‬فإن الجيل الجديد بحاجة‬ ‫إلى التعمق في دراسة هذه الثورة المباركة ‪ ،‬وتحليلها‬ ‫واستخالص العبر منها‪.‬‬ ‫وأول عبــرة نستخلصهـــا مـن «ثــورة الملك‬ ‫والشعب»‪ ،‬هي أن التوافــق بين شرعية الشعب‬ ‫وشرعية العرش كان قادرا على إصالح األوضاع الفاسدة‬ ‫في المغرب المستعمَر وتخليص البلد من براثين‬ ‫االحتــالل الذي مهّدت له قوى الهيمنة االستعمارية‪،‬‬ ‫منذ ضياع األندلس‪ ،‬ليصبـــح المغرب هدفا لمطامع‬ ‫التوسّع األوروبي في إفريقيا ‪ ،‬شمالها وجنوبها وفي‬ ‫بالد المشرق العربي‪ ،‬عبر المؤتمرات والمعاهدات‬ ‫التي عقدتها وأبرمتها قوى اإلمبريالية األروبية خاصة‬ ‫مؤتمر برلين ‪ 1884‬ومعاهدة سايس بيكو‪ /‬نسبة‬ ‫إلى الدبلوماسي الفرنسي جورج بيكو والدبلوماسي‬ ‫البريطاني مارك سايس‪ ،‬اللذان قادا المفاوضات بشأن‬ ‫تقسيم «الهالل الخصيب» بين القوى االستعمارية‬ ‫خاصة فرنسا وبريطانيا بمباركة من روسيا القيصرية‬ ‫قبيل الثورة البولشيفية (‪ ،)1917‬لتتحول هذه االتفاقية‬ ‫إلى مؤامرة دولية بعد أن أقرتها عصبة األمم سنة‬ ‫‪.1922‬‬ ‫أما المغرب‪ ،‬فقــد امتـــدت إليه أطماع االستعمار‬ ‫األوروبي منذ بداية القرن الثامن عشر وقبل مؤتمر‬ ‫الجزيرة الخضراء (‪ )1906‬الـــذي تصرّف في أرض‬ ‫المغرب‪ ،‬كما شاءت مطامعه ومصالحه‪ ،‬بسبب ضعف‬ ‫السلطة المركزية والمؤامرات الداخلية التي كثيرا ما‬ ‫ّ‬ ‫غذتها مؤامرات خارجية‪ ،‬بغاية تفجير الوضع من الداخل‪،‬‬ ‫خاصة بعد أن توالت وتنامت حركات العصيان‪ ،‬وتشكل‬ ‫المغرب بين بالد المخزن وبالد السيبة‪ ،‬وأقبل المغاربة‬ ‫على اكتساب «الحماية» لدى قناصل الدول الممثلة‬ ‫لدى جاللة السلطان‪ ،‬ليجد جيران المغرب الشماليون‪،‬‬ ‫فرنسا وإسبانيا بوجه خاص‪ ،‬مبررا للتدخل في الشؤون‬ ‫الداخلية للمغرب‪ .‬ومن أسباب ذلك أيضا ضعف‬ ‫النفوذ السلطاني وفساد البطانة السلطانيـــة واحتدام‬ ‫الخيانـــات والمؤامرات في المحيط السلطاني‪ ،‬خاصة‬ ‫وأن ال أحد كان يجرؤ على مخالفة رأي السلطان وإال‬ ‫فإنه يرمىبه إلى حلبة الوحوش الضارية تفترسه حيا‪،‬‬ ‫كما تروي كتب التاريخ‪.‬‬ ‫التوافق بين شرعية الشعــب وشرعيــة الملك‬ ‫المسانَد من نخبة الوطنيين المخلصين الواعين‬ ‫بخطورة المرحلة‪ ،‬والمتأهّبين لخوض معركة التحرير‬ ‫بعد نهاية حرب الريف المجيدة (‪ )1926‬وتأسيس‬ ‫كتلة العمل الوطني (‪ )1934‬وتقديم وثيقة المطالبة‬ ‫باالستقالل من طرف الحركة الوطنية بالشمال( ‪14‬‬ ‫فبراير ‪ )1943‬وبالجنوب (‪ 11‬يناير ‪ 1944‬بالنسبة‬ ‫للحزب الوطني و ‪ 13‬يناير بالنسبة لمناضلي الحركة‬ ‫القومية‪ ،‬حزب الشورى واالستقالل الحقا) وهي أوضاع‬ ‫مهدت لمواجهات حادّة بين القصر وسلطات الحماية‪،‬‬ ‫انتهت بإبعاد الملك الشرعي وعائلته‪.....‬‬ ‫وكانت الثورة الملحمة!‪.....‬‬ ‫ما يجب أن نعرفه عن هذه الثورة المباركة هي‬ ‫أن شرارتها األولى انطلقت من طنجة‪ ،‬من حدائق‬ ‫المندوبية‪ ،‬صباح العاشر من أبريل سنة ‪ ،1947‬حين‬ ‫أعلن جاللة الملك محمد الخامس رحمه اهلل‪ ،‬في‬ ‫«خطاب طنجة» الشهير عن إرادة المغرب‪ ،‬ملكا وشعبا‪،‬‬ ‫في استرجاع سيادة البالد واستقاللها ووحدة ترابها ‪،‬‬ ‫وأكد بجالء أنه «ما ضاع حق من ورائه طالب» وأن‬ ‫«حق األمة المغربية لن يضيع وال يضيع»‪ .‬‬

‫العبرة من ثورة الملك والشعب أيضا‪ ،‬أنه كلما‬ ‫تقوّى التوافق بين الشرعيتين شرعية الشعب وشرعية‬ ‫القصر ‪ ،‬أمكن تحقيق المعجزات‪ .‬ولقد كان الشيخ‬ ‫المكي الناصري محقا وحكيما حين أسس حزب الوحدة‬ ‫واالستقالل بتطوان في سنة ‪ 1937‬ونقل مركزه‬ ‫لطنجة حين نفته سلطات الحماية اإلسبانية من‬ ‫المنطقة الخليفية‪ ،‬أن جعل لهذ الحزب شعار «العرش‬ ‫بالشعب والشعب بالعرش»‪ .‬هذه «المعادلة» السياسية‬ ‫والوطنية والدينية‪ ،‬تبرز إلى حد بعيد‪ ،‬قوة التالحم‬ ‫بين الشعب والملك‪ ،‬تلك القوة التي مكنت من خلخلة‬ ‫الوضع االستعماري بالمغرب‪ ،‬وأفضت إلى «ثورة الملك‬ ‫والشعب» التي نحتفل هذه السنة بذكراها الثالثة‬ ‫والستين‪ ،‬ونحن أكثر إيمانا بقدرتنا على تخطي كل‬ ‫الصعاب في محيط سياسي داخلي يخيم عليه نوع من‬ ‫التشنج‪ ،‬بسبب تضارب المواقف والمصالح داخل النخب‬ ‫السياسية المتصارعة من أجل الفوز باالنتخابات المقبلة‪،‬‬ ‫ومحيط سياسي خارجي مطبوع بضعف االستقرار‬ ‫وتراجع االقتصاد وتنامي ظاهرة التمرد واالضطراب‪،‬‬ ‫في حين أظهر القصرمرونة كبيرة في عالقاته بهذه‬ ‫النخب السياسية المغربية ‪ ،‬ولم يبخل عليه في خطاب‬ ‫العرش األخير‪ ،‬بالنصح واإلرشاد حفاظا على سالمة‬ ‫الحياة السياسية ونظافتها وتمسكها بالقيم الوطنية‬ ‫وبأخالقيات العمل السياسي‪.‬‬ ‫بعد االستقالل‪ ،‬بدأ التوافق بين الشرعيتين يتراجع‬ ‫بفعل الظروف الجديدة وإصرار النخب على المشاركة في‬ ‫تدبير مرحلة ما بعد االستقالل‪ ،‬وفق النظريات الجديدة‬ ‫للحكم‪ ،‬األمر الذي عجل بالصدام بين القصر وقادة‬ ‫بعض األحزاب‪ ،‬وجاءت إقالة حكومة الزعيم اليساري عبد‬ ‫اهلل إبراهيم لترسم حدّا فاصال بين نظرتين للحكم‪،‬‬ ‫متباعدتين إن لم نقل «متعارضتين»‪ ،‬تج ّلى ذلك‬ ‫بوضوح بمناسبة االستفتاء على دستور ‪ 1962‬الذي‬ ‫أعرضت عنه النخبة الواعية ‪ ،‬مطالبة بدستور يضعه‬ ‫الشعب‪ ،‬ومن إقالة حكومة عبد اهلل ابراهيم‪ ،‬بتواطؤ‬ ‫بين زعامات تقليدية (‪ )1958‬إلى دستور ‪ 1962‬وقرار‬ ‫حل البرلمان وإعالن حالة االستثناء‪( ،‬يونيه ‪ )1965‬مرت‬ ‫مياه كثيرة تحت الجسر‪ ،‬تمثلت في بزوغ تيارات يسارية‬ ‫متطرفة بين الشباب المثقف‪ ،‬هذا الوضع الغير طبيعي‬ ‫في العالقات التاريخية بين العرش والشعب‪ ،‬نتج عن‬ ‫فتور انسجام بين شرعية الشعب وشرعية القصر‪،‬‬ ‫بسبب عدم التوافق على طريقة تدبير مرحلة ما بعد‬

‫االستقالل‪ .‬ربما ألن القصر استخفّ بالنخبة السياسية‬ ‫الجديدة المتعلمة والمتشبعة بأفكار الحرية والكرامة‬ ‫والديمقراطية والمساواة وحقوق االنسان‪ ،‬وبالقيم‬ ‫ّ‬ ‫بتخطي وضع «الرعايا» إلى‬ ‫االنسانية‪ ،‬ومطالبتها‬ ‫مفهوم «المواطنة الكاملة» في إطار ملكية دستورية‬ ‫وفق المفاهيم الجديدة لألنظمة الديمقراطية‪.‬‬ ‫إال أن جاللة الملك محمد السادس نصره اهلل‬ ‫استبق األحداث المؤلمة التي شهدها العديد من دول‬ ‫الجواربسبب الثورات الشعبية على الظلم واالستبداد‬ ‫والتسلط‪ ،‬فاقترح على الشعب سنة ‪ 2011‬دستورا‬ ‫جديدا‪ ،‬يعد من الدساتير المتقدمة في العالم‪ ،‬وأطلق‬ ‫الحريات العامة وعزز دور الحكومة والبرلمان في تدبير‬ ‫الشأن العام‪ ،‬األمر الذي أعاد الثقة بين الشرعيتين ومهد‬ ‫لمرحلة جديدة ‪ ،‬بالرغم من وجود بعض االختالالت التي‬ ‫ال زالت تشوب الحياة السياسية بالبالد ومنها الفساد‬ ‫المستشري والذي قال عنه جاللة الملك إنه «ليس قدرا‬ ‫محتوما وأن محاربته يجب أن ال تكون موضوع مزايدات‬ ‫بل إن الفساد قضية الدولة والمجتمع»‪.‬‬ ‫عالقات الشعب بالعرش يجب أن ّ‬ ‫تشكل‪ ،‬كما كانت‬

‫جن هذا الش��بـاب ي��وم نفيتــم‬ ‫وس��قـى األرض ثائرا بدمـــــاه‬ ‫أش��علوها حمراء تقتل��ع البغــي‬ ‫فجروها انتفاضة تش��به السيـل‬ ‫وتحــ��دوا بالتضحيــــات عــدوا‬ ‫ظن أن الش��بــاب يرهبه القمـع‬ ‫راعــــه أنهـــ��م لم يهــابــــوه‬ ‫نس��ب من دمــاء عقبــة يجـــري‬ ‫تتلقــــ��ى نعيـــهــــم كـــل أم‬ ‫وتباهـــي لذاتــهـــا بشهيــــد‬

‫على مر العصور‪ ،‬الدرع الوقي للدفاع عن وحدة واستقرار‬ ‫وأمن المغرب بلدنا الذي يجب أن نتركه ألبنائنا وأحفادنا‬ ‫ومن سيأتي بعدهم من أجيال‪ ،‬موحدا ‪ ،‬منظما‪ ،‬قويا‬ ‫ومزدهرا‪ ،‬ليكون مدعاة افتخارهم به وبنا‪.‬‬ ‫جاللة الملك الراحل‪ ،‬المحرر‪ ،‬محمد الخامس تغمده‬ ‫اهلل بواسع رحمته‪ ،‬تبادل وشعبه حبا بحب ووفاء بوفاء‬ ‫محققا ذلك التوافق والتالحم بين العرش والشعب‪،‬‬ ‫الذي مكن من الخروج من ربقة االستعمار واسترجاع‬ ‫االستقالل وهو ما توجد عليه عالقات التواصل بين‬ ‫الشعب المغربي قاطبة و جاللة الملك محمد السادس‬ ‫الذي اعتلى العرش في ظروف غير تلك التي واكبت‬ ‫عودة جدّه إلى عرشه في ‪ 16‬نوفمبر ‪ ،1955‬وال تلك‬ ‫التي تولى خاللها والده الراحل الحسن الثاني قيادة‬ ‫البالد في ‪ 3‬مارس ‪.1961‬‬ ‫وقد تغنى شاعــر تطوان الكبيــر‪ ،‬الراحل محمد‬ ‫الحلوي بثورة الملك والشعب في قصيدة مؤثرة نقتطف‬ ‫منها هذه األبيات‪:‬‬

‫وارتـدى بعدكـ��م ثيــاب الحداد‬ ‫كالقرابيــ��ن ضـرجـــت كل واد‬ ‫وكانت من قبــ��ل تحت الرمــاد‬ ‫وتحكي الريــاح ف��ي قــوم عـاد‬ ‫يتباهــى بما لـــ��ه من عتــــاد‬ ‫ويخــش��ـــى مقـامـــع الجـــالد‬ ‫وأن األحـــفــــ��اد كاألجــــــداد‬ ‫ف��ي دماهم أو طــ��ارق بن زيـاد‬ ‫بالزغاريــد والهتـــ��اف المعـاد‬ ‫قــدمتــــــ��ه ضحيــــ��ة للبـالد‬ ‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪850‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 16‬إلى ‪ 22‬غ�شت ‪2016‬‬

‫«و�إذا قيل لهم ال تف�سدوا يف الأر�ض ‪ ,‬قالوا �إمنا نحن م�صلحون ‪� ,‬أال �إنهم هم‬ ‫املف�سدون ولكن ال ي�شعرون»‬ ‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫النفاق اإلجتماعي‪« ...‬سمعت» بأمّ عيني‪...‬‬ ‫و«رأيت» بأمّ أذني‪ ...‬متدينون و مثقفون ومحجبات‬ ‫و سافرات ورجولة و أنوثة‪ ...‬منافقون ومنافقات‬ ‫العنوان أعاله ليس خطأ لغوياً كما ليس سقطة طباعية… بل هو مقصود وبوعي كامل… فع ً‬ ‫ال‬ ‫لقد «سمعت» بأمّ عيني‪ ،‬و «رأيت» بأمّ أذني… فهل في ذلك مشكلة؟ سنرى!‬ ‫ما سأتناوله في سياق هذه المقالة هو حصيلة ما «سمعت» عيناي… بمعنى تحويل المالحظة‬ ‫البصرية إلى سلوك كما لو كان بياناً يُلقى مباشرة… كما هو أيضاً‬ ‫حصيلة لما «رأت» أذناي… بمعنى رؤية الخطاب والكالم والتعبيرات‬ ‫كما لو كانت سلوكاً مباشراً يُرى بالعين تماماً…‬ ‫أكثر ما يستفزني‪ ،‬وبالتأكيد يستفز الكثيرين غيري‪ ،‬هو النفاق‬ ‫االجتماعي‪ ،‬الذي يتجلى في فعل وأداء جسدي وسلوكي ولغوي ليس‬ ‫له عالقة بالقناعات والمواقف الحقيقية المضمرة للفرد والجماعة…‬ ‫ما سمعته عيناي ورأته أذناي… سمعته عيون الكثيرين كما رأته‬ ‫آذان الكثيرين‪ ،‬فقط لنتذكر ونسترجع… ونستعيد تجربتنا من واقع‬ ‫الحياة… ولكن هذا مشروط بامتالك الجرأة على البوح والقول والنقد‪،‬‬ ‫وسنرى حينها كم ستصدمنا الحقيقة بقسوتها… وسيصدمنا أكثر‬ ‫كيف نتحمّل ّ‬ ‫كل هذا النفاق بصمت ومن دون أيّ رد فعل أو خجل…‬ ‫هي مجرّد أمثلة وحاالت… وهي مفتوحة لإلضافة حتى تصل أعمق‬ ‫أعماقنا‪.‬‬

‫متديّنون… ولكن!‬ ‫في معظم المناسبات االجتماعية العامة‪ ،‬عرس‪ ،‬وليمة‪ ،‬عزاء‪،‬‬ ‫حفلة للتهنئة بنجاح أو بعودة من سفر أو من الحجّ… فجأة تتحوّل‬ ‫الجلسة بقدرة قادر إلى جلسة إللقاء المواعظ الدينية… ومع ذلك ليس‬ ‫هذا هو الغريب… الغريب ّ‬ ‫أن جميع الحاضرين يتحوّلون إلى مفتين‬ ‫ومرشدين ووُعّاظ… واألغرب ّ‬ ‫أن الجميع يصبح فجأة على الصراط‬ ‫المستقيم… ّ‬ ‫الكل يبسمل ويتعوّذ ويحوقل ويستدعي ويصلي على‬ ‫األنبياء والصحابة… بل ويعلو النقد عن الفساد األخالقي والسلوكي‬ ‫وخاصة تجاه المرأة… واألغرب من ّ‬ ‫كل ما تقدّم… أنني أعرف معظم‬ ‫الحاضرين وأع��رف تفاهتهم وتفاهة سلوكهم‬ ‫االجتماعي الذي ليس له عالقة بما يقولون… وقد‬ ‫رأيت رأي العين كيف ّ‬ ‫أن أحدهم يتعوّذ ويشتم‬ ‫عندما تمرّ فتاة أنيقة تسير في حال سبيلها وفي‬ ‫ذات اللحظة يكاد ذات «المؤمن» أن يعرّيها‬ ‫ويلتهمها حية… كأكلة لحوم البشر ‪.‬‬ ‫تلك هي ثقافة القطيع والرياء وعدوى التديّن‬ ‫الشكلي أو «التديّن الملتبس» ال أكثر‪ ،‬وال عالقة‬ ‫لها بالدين البسيط اإلنساني والعميق من قريب‬ ‫أو من بعيد… هي فقط محاولة كسب االهتمام…‬ ‫إذ ّ‬ ‫أن وعي هذا النمط من الناس يستبطن الشعور‬ ‫بالنقص والهامشية‪ ،‬وبالتالي يكون التعويض‬ ‫من خالل تقمص التديّن‪ ،‬ايّ االستنجاد بالنفاق‬ ‫الجمعي‪ ،‬وحينها على الجميع أن يصمت وأن‬ ‫يوافق حتى وهم يعرفون أنه غير ما يقول تماما…‬ ‫والسكوت بل والتشجيع في هذه الحالة يعني‪:‬‬ ‫سأسكت على ما تقول مقابل أن تسكت على‬ ‫ما سأقول… وهكذا… وف��ي ه��ذه الحالة مَن‬ ‫سيحاسب من؟‬ ‫ولكن يا هؤالء… ما دمتم كذلك… فلماذا‬ ‫تكذبون… ول��م��اذا ت��راوغ��ون ول��م��اذا ليست‬ ‫عالقتكم مع أبنائكم وبناتكم وجيرانكم وزوجاتكم‬ ‫وشقيقاتكم وفي عملكم كما تقولون… ها…؟‬ ‫آه… هذا موضوع آخر…! كال… بل هذا هو ّ‬ ‫كل‬ ‫الموضوع… وغير ذلك كالم ولغو فارغ… ما علينا!‬

‫مثقفون ولكن…!‬ ‫في اللقاءات الثقافية واألدبية… حيث تجتمع «نخبة» القوم كما يُقال… فجأة تغمر الثقافة‬ ‫الجميع… وينفلت عقال النقد والغضب من ضحالة الثقافة السائدة… وكيف تراجعت بل واختفت‬ ‫عادة القراءة مث ً‬ ‫ال… وكيف… وكيف… يجري هذا مع أني أعرف العديد من هؤالء‪ ،‬كما أعرف ّ‬ ‫أن‬ ‫بعضهم قد يكون آخر كتاب قرأه هو الفرسان الثالثة ألكسندر دوماس … أو طرزان ربيب القرود قبل‬ ‫‪ 20‬أو ‪ 30‬عاماً‪ ،‬وربما كتاب األبراج… أو عذاب القبر… ومع ذلك ينتقد سطحية الجيل الراهن ويبكي‬ ‫على تراجع مكانة الكتاب وعادة القراءة… والجميل أكثر هو عندما أحمل كتاباً كهدية ألحدهم…‬ ‫في مناسبة عيد ميالد أو زواج مث ً‬ ‫ال… فيفاجئني بهتاف واو! … انفعا ًال ودهشة… وبعد دقائق‬ ‫يرمي الكتاب… الحق عليّ أص ً‬ ‫ال كان المفروض أن اتع ّلم… أن فناجين قهوة تلك هي الهدية…‬ ‫فناجين… فناجين… والفناجين تلك تعرف وظيفتها… حيث ستذهب الحقاً هدية لطرف ثالث…‬ ‫أما الكتاب…يا حسرة…!‬ ‫وهنا ال بأس من مداعبة هتاف الواو قلي ً‬ ‫ال… بصراحة أنا أكره هذه الواو وسذاجتها وسطحيتها‬ ‫ونفاقها… ألنها تذكرني بالبرنامج التلفزيوني األميركي الشهير «أوبرا»… تقول أوبرا للحضور وهي‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫في ذروة االنفعال‪ :‬سأهدي ّ‬ ‫كل واحد من الحضور قلم رصاص… فيضجّ الحضور بانفعال جمعي‪ :‬واو!‬ ‫قلم رصاص… واو…! يا قلبي … بل وبعضهم تدمع عيناه انفعا ًال…‬ ‫نعم قلم رصاص… قلم رصاص عادي! هذه الواو تقهرني…‬

‫ومع ذلك… ما علينا!‬ ‫كم هو جميل أن نستمع إلى تعليقات البعض عندما يجري الحديث‬ ‫عن مشكلة بين شخصين أو عائلتين تطوّرت إلى اشتباك وعراك وربما‬ ‫دماء… على متر أرض أو على أولوية المرور أو بسبب التسابق على‬ ‫موقف سيارة أو حمار أو حتى عند شراء ربطة خبز أو بطة عرجاء…‬ ‫يستهزئ الكثيرون ويضحكون ويشتمون قلة عقول هؤالء الذين‬ ‫يتعاركون على متر أرض أو موقف… أو … لنتفاجأ بعد أيام ّ‬ ‫أن أحد‬ ‫هؤالء قد شجّ رأس أحد آخر ألنه طلب منه أن ال يلقي القمامة في‬ ‫الشارع… وآخر قد كسر جميع زجاج بيت جاره – جاره منذ ثالثين عاماً‬ ‫– ّ‬ ‫ألن إبنه قد تعارك مع إبن الجار المذكور على كرة ‪ ......‬ما علينا!‬

‫حجاب و�سفور… ولكن…!‬ ‫قناعة غبية تهيمن على عقول الذكور واإلناث مفادها ّ‬ ‫أن الفتاة‬ ‫بمجرّد أن تلبس الحجاب فهي مؤدّبة ومحتشمة ومتخلقة… ومن‬ ‫ال تلبس المنديل أو الحجاب فهي خفيفة ومباحة وال أخالق عندها…‬ ‫مع أني أعرف كثيراً كثيراً… والكثيرون غيري يعرفون كثيراً كثيراً من‬ ‫النماذج التي ليس للحجاب أو المنديل عالقة أخالقية بسلوك الفتاة‬ ‫المعنية… كما أعرف الكثير الكثير من الفتيات «السافرات» أحببت أن‬ ‫أستخدم هذا التعبير كما هو… بما يحمله من إيحاءات وشحنات سلبية‬ ‫مسبقا‪ ،‬اللواتي يعتقد البعض أنهنّ صيد سهل… مع ّ‬ ‫أن الواحدة‬ ‫منهن في الحقيقة والواقع بألف «شاب» ال يساوي‬ ‫درهماً في سوق الرجال وغير الرجال… فاألخالق‬ ‫ليس لها عالقة باللباس وإنما تعود إلى الوعي‬ ‫والتربية والثوابت وأص��ول العالقات ومفهوم‬ ‫الحرية والمسؤولية وقوة الذات…‬ ‫الوجه اآلخ��ر لهذه العملة الصدئة هي أن‬ ‫أن ّ‬ ‫تسود نظرة عند جماعة «المودرن» ّ‬ ‫كل من‬ ‫تلبس حجاباً يعني «محجبة» نفس التعبير يحمل‬ ‫إيحاءات وشحنات سلبية مسبقاً فهي متخ ّلفة…‬ ‫ورجعية وغير حضارية… يا سالم…؟ هكذا‬ ‫هي ‪ ‬العبقرية والحضارة‪ّ !..‬‬ ‫إن أقل ما يُقال في‬ ‫هكذا نظرة أو موقف أو سلوك أنه ساذج وسطحي‬ ‫وغبيّ… فمن قال ّ‬ ‫إن التنورة مؤشر ذكاء والحجاب‬ ‫أو الثوب الفالحي أو البدوي مؤشر تخ ّلف… من‬ ‫قال ذلك؟ فعلى حدّ علمي المتواضع ّ‬ ‫أن «الحجاب»‬ ‫أو «السفور» ال يعطي عق ً‬ ‫ال وال يرفع وال يخفض‬ ‫شأنا… هي قناعات ومعتقدات ال أكثر فلنحترمها‬ ‫بذاتها وال نسقط عليها ما ليس فيها… ولكن‬ ‫«ي ّ‬ ‫ال» ما علينا!‬

‫رجولة و�أنوثة… ولكن…!‬ ‫يفاجئك سلوك بعض الشباب الذي يعتقد‬ ‫أنه بقدر ما يكون شرساً وعدوانياً‪ ،‬وبقدر ما ينفخ‬ ‫صدره كديك حبشي أحمق… فإنه بهذا يثبت أنه‬ ‫رجل وال ّ‬ ‫كل الرجال… أما األدب واألناقة والدماثة والتواضع فهي دالئل على الهشاشة والضعف‬ ‫والجبن…! وقد نسي هؤالء أو أنهم لم يسمعوا يوماً بحكمة العرب كما صاغها شعراً عباس بن‬ ‫مرداس‪:‬‬ ‫الرجل ال ّن َ‬ ‫َ‬ ‫فتزدريـه ويف �أثوا ِب ِه � ٌ‬ ‫ُزيـر‬ ‫حيـف‬ ‫ترى‬ ‫أ�سد م ُ‬ ‫ِ‬ ‫الطرير‬ ‫الطرير فتبتليه َفيَخ ِل ُف ظ ُّنك الرجل‬ ‫ويعجبك‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أما على المقلب اآلخر من اللوحة فيفاجئك سلوك بعض الفتيات اللواتي يعتقدن أنه بقدر ما‬ ‫تكون الفتاة مائعة و«دلوعة» واتكالية وضعيفة وهشة بقدر ما تكون أكثر أنوثة… ويبالغن في هذا‬ ‫السلوك األبله حتى تتحوّل الواحدة لتصبح مجرّد لعبة غبية في الواقع وفي البيت مثال تتحوّل إلى‬ ‫رامبو …‬ ‫واآلن قولوا لي ولآلخرين بصراحة… هل ما «سمعت» عيناي… وما «رأت» أذناي… هو فع ً‬ ‫ال‬ ‫هكذا…؟ أم ّ‬ ‫أن عليّ أن أتوجه إلى أقرب عيادة طبية لتغيير مواقع عيني ومواقع أذني…؟ أم أنكم‬ ‫أيضاً مثلي هكذا… ترون بآذانكم وتسمعون بعيونكم…‬


‫العدد ‪850‬‬

‫دفاتري‬

‫من‬

‫عزيـز‬

‫زيدوهم‪...! ‬‬

‫الداخلية رفعــت ‪ ‬سقف نفقات المرشحين‬ ‫لالنتخابات المقبلة إلى ‪ 50‬مليون سنتيم‬ ‫للرأس‪ ،‬بدل ال ‪ 35‬مليون‪ ،‬في االنتخابات‬ ‫الماضية‪ .‬كما حددت مبلغ التسبيق لكل حزب‬ ‫في ‪ 75‬مليونا سنتيم ‪ ‬لكل حزب‪ .‬أما الحصة‬ ‫الباقية‪ ‬من الدعم العمومي‪ ‬الذي يخرج من‬ ‫جيوب المغاربة فسوف توزع وفق «هندسة»‬ ‫جديدة‪ 50 :‬بالمائة على أساس عدد األصوات‬ ‫المحصل عنها‪ ‬و ‪ 50‬بالمائة على أساس‬ ‫عدد المقاعد‪ ‬المحصل عليها ‪ ،‬مع «بريم»‬ ‫«سبيسيال»‪ ‬في حال انتخاب مرشحة‪.‬‬ ‫إال أن العديد من البرلمانيين لم يبرروا‬ ‫صرف الدعم العمومي الذي تسلموه لتمويل‬ ‫حمالتهم‪ ،‬األمر الذي قد يحرم أحزابهم من‬ ‫الدعم الجديد بمناسبة االنتخابات المقبلة‪.‬‬ ‫وتقول األخبار إن خمسة أح��زاب على‬ ‫األقل‪ ،‬أغلبية ومعارضة‪ ،‬هددت برلمانييها‬ ‫بمقاضاتهم‪!!! ‬‬ ‫‪qqq‬‬

‫رجل أمن يقتل زوجته بسالح ‬ ‫المصلحة بسيطة‪....! ‬‬

‫شرطي بأمن سيدي البرنوصي بالدار‬ ‫البيضاء يفرغ رصاصة قاتلة من سالحه‬ ‫الوظيفي في جمجمة زوجته البالغة ‪35‬‬ ‫سنة‪ ،‬وأم لطفل في ربيعه الخامس‪ ،‬في‬ ‫أعقاب نقاش حول مسطرة الطالق التي كانت‬ ‫الهالكة ترفضه‪ .‬وبعد جولة بسيارته في‬ ‫مدينة الدار البيضاء‪ ،‬سلم الجاني نفسه لرجال‬ ‫األمن حيث تم وضعه في «المكان المناسب»‬ ‫إلى أن‪ ....‬وصدر بالغ في الموضوع‪....‬في‬ ‫حين تم إيداع الهالكة بمستودع األموات‪.‬‬ ‫بسيطة‪ .‬ما دامت الجريمة تتعلق بقتل‬ ‫زوج لزوجته‪....‬‬ ‫على الشرطي القاتل أن يحفظ القرآن‬ ‫خالل استضافته بالسجن الذي سوف يرسل‬ ‫إليه‪ ،‬ويتعلم مهنة «شريفة» وننصحه بتعلم‬ ‫حرفة «الرماية» الدقيقة بمنظار‪ ،‬وسوف‬ ‫يغادر السجن بعد إح��دى وعشرين سنة‪،‬‬ ‫حيث سيستقبل استقبال األبطال ويجد بباب‬ ‫السجن في استقباله بعض المسؤولين في‬ ‫مجلس حقوق اإلنسان وجماعة من صحافيي‬ ‫آخر الزمان‪ ،‬وتلفزة ميدي آن‪ ،‬التي ال «تبرز»‬ ‫إال في مثل تلك المناسبات‪ ،‬ويطلب منه‬ ‫اإلدالء بتصريح للصحافة حول «مغامرته»‬ ‫الحبسية وارتساماته حول المعاملة التي‬ ‫يتلقاها داخل الحبس قاتلو زوجاتهم وقاتالت‬ ‫أزواجهن‪....‬ما دام أنه سيفلت من عقوبة‬ ‫اإلعدام بدعوى «الحق في الحياة» للمجرمين‪،‬‬ ‫بينما لم يضمن القانون للزوجة الهالكة‬ ‫«حقها المقدس في الحياة»‪ ،‬وسيعود الزوج‬ ‫إلى التمتع بحياته كما يشاء بدعوى «الحق في‬ ‫النسيان»‪....! ‬‬ ‫أو ليس هذا ما تريده هيئات المجتمع‬ ‫المدني المطالبة بحق «المجرمين» في‬ ‫الحياة ؟ ولم ال تطالب بحق كل خلق اهلل في‬ ‫الحياة ؟‪....‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 16‬إلى ‪ 22‬غ�شت ‪2016‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫«سي دي جي» يقرر إغالق أكثر من ‪ 10‬منشآت سياحية‬ ‫تطور جديد لبناء شريط سياحي بمدن الشمال‬ ‫بعد التقارير المتتالية عن وضعية «السكتة‬ ‫القلبية» التي وصلت إليها منشآت سياحية تابعة‬ ‫لصندوق اإليداع والتدبير‪ ،‬كشفت مصادر مطلعة‬ ‫أن الذراع المالية للدولة يتجه إلى إغالق أكثر من‬ ‫‪ 10‬منشآت سياحية ب ‪ 5‬مدن بعدما تبين أن‬ ‫عجزها السنوي بلغ مستويات قياسية بسبب تراجع‬ ‫السياحة الداخلية والخارجية وارتفاع أثمنة الخدمات‬ ‫داخل هاته المنشآت وضعف المنتوج الترفيهي الذي‬ ‫تقدمه‪.‬‬ ‫وذكرت المصادر أن قرار اإلغالق جاء مباشرة‬ ‫بعد إعداد تقارير أحيطت بسرية كبيرة حول أداء‬

‫عشرات المؤسسات السياحية التابعة لصندوق‬ ‫اإليداع والتدبير‪ ،‬خاصة في مدن الشمال المغربي‪،‬‬ ‫توصل مسؤولو الصندوق على إثرها إلى قرار يقضي‬ ‫بإغالق المؤسسات السياحية من أجل وقف نزيف‬ ‫الخسائر المالية التي تقدر بالماليير‪ ،‬ال سيما أن‬ ‫التقارير أشارت إلى أن المؤسسات السياحية ال تسترد‬ ‫سوى عشرين في المائة من مصاريفها‪.‬‬ ‫القرار المفاجئ الذي اتخذه مسؤولو صندوق‬ ‫اإليداع والتدبير يوازيه رسم تصور استراتيجي يقوم‪،‬‬ ‫حسب مصادرنا‪ ،‬على بناء شريط سياحي بمدن‬ ‫الشمال شريطة أن يكون المنتوج السياحي المقدم‬

‫في كل مدينة على حدة مختلفا ومتنوعا‪ ،‬إذ بينت‬ ‫التقارير أن المؤسسات السياحية التابعة لصندوق‬ ‫اإليداع والتدبير «تقتل نفسها ألنها تقدم المنتوج‬ ‫ذاته القائم أساسا على الوحدات الفندقية»‪ .‬وأبرزت‬ ‫مصادرنا أن رؤية الصندوق بدأت بالتحديد منذ‬ ‫إيقاف مشروع «كاليريس» الذي كان من المفترض‬ ‫أن يشيد بإقليم الحسيمة‪ ،‬وكانت كل التصاميم قد‬ ‫انتهت قبل أن ينزل قرار مفاجئ بإيقاف المشروع‪.‬‬

‫محمد أحداد‬

‫سكان زومي بوزان ينتفضون ضد العطش‬ ‫خرج سكان قرية زومي التابعة لعمالة وزان في‬ ‫مسيرة احتجاجية للمطالبة بحقهم في الماء الصالح‬ ‫للشرب الذي نضب من الحنفيات والمواسير منذ‬ ‫مدة طويلة‪ .‬العشرات من السكان الذين شاركوا‬ ‫في المسيرة‪،‬رددوا‪ ،‬أمام مقر الجماعة ومركز القيادة‬ ‫وكذا المكتب الوطني للماء الصالح للشرب‪ ،‬شعارات‬ ‫تنديدية بالوضع المزري الذي تعيشه الساكنة جراء‬ ‫شح المياه وندرتها‪.‬‬ ‫وحمل المحتجون المسؤولية عن هذا الوضع‬ ‫المؤسف للساهرين على تدبير الشأن المحلي‬ ‫ولمسؤولي المكتب الوطني للماء الصالح للشرب‪،‬‬ ‫والسلطات المحلية‪ ،‬الذين لم يحركوا ساكنا من‬

‫أجل توفير أهم ضروريات العيش الكريم لقبائل‬ ‫«المساريين»‪.‬‬ ‫ويعيش سكان مركز زومي وضعا مأساويا‪ ،‬جراء‬ ‫ندرة المياه‪ ،‬ما ينذر بنزوح جماعي عن القرية‪ ،‬التي‬ ‫لها تقاليد وتاريخ تليد في وفرة وجودة المياه‪ ،‬حيث‬ ‫الزالت بعض السواقي والمسابح القديمة شاهدة‬ ‫على هذا التاريخ‪.‬‬ ‫وترجع أزمة المياه بالقرية‪ ،‬حسب فاعل جمعوي‪،‬‬ ‫إلى تغاضي مسؤولي السلطات المحلية والمنتخبة‪،‬‬ ‫وكذا مسؤولي المكتب الوطني للماء الصالح للشرب‪،‬‬ ‫ومعهم مسؤولي وكالة الحوض المائي اللوكوس‪،‬‬

‫عن ظاهرة حفر اآلبار قصد زراعة الكيف‪ ،‬لقاء إتاوات‬ ‫معلومة‪.‬‬ ‫ومن المعلوم لدى أهالي المنطقة والنواحي‬ ‫أن اآلبار تناسلت كالفطر بالمنطقة‪ ،‬دون احترام‬ ‫أصحابها‪ ،‬في الغالب‪ ،‬للمسطرة القانونية المعمول‬ ‫بها لحفرها‪ ،‬التي تتطلب التوفر على رخصة خاصة‬ ‫من وكالة الحوض المائي‪.‬‬ ‫وهذا التهافت على حفر اآلبار استنزف الفرشة‬ ‫المائية بالمنطقة وحرم السكان من الماء الصالح‬ ‫للشرب‪ ،‬مما يحتم على السلطات المعنية اتخاذ‬ ‫تدابير استعجالية لوضع حد لهذه الظاهرة‪.‬‬

‫رضوان الحسوني‬

‫إيقاف متهم ببيع أرض جماعية بطنجة بعقود مشبوهة‬ ‫ألزيد من ‪ 100‬شخص‬ ‫كشفت مصادر متطابقة‪ ،‬أن مصالح الشرطة‬ ‫القضائية التابعة لوالية أمن طنجة‪ ،‬أوقفت بحر‬ ‫األسبوع الماضي‪ ،‬المتهم الرئيسي في قضية‬ ‫تفويت حوالي ستة هكتارات من األراضي الجماعية‬ ‫بمزارع مدشر العوامة الشرقية الواقعة في نفوذ‬ ‫مقاطعة بني مكادة‪ ،‬والتي جرى بيعها إلى المئات‬ ‫من المواطنين‪ ،‬من خالل بقع أرضية بعقود رسمية‬ ‫تحمل توقيع عدلين لدى المحكمة االبتدائية‬ ‫بالمدينة ذاتها‪ ،‬بعد أن تم استصدار شهادات إدارية‬ ‫تحمل رقم ‪ ،205/2015‬وتم التأشير عليها من‬ ‫طرف محمد الحمامي‪ ،‬عن حزب األصالة والمعاصرة‪،‬‬ ‫الرئيس السابق للجماعة الحضرية لبني مكادة‪.‬‬ ‫ووفق المعطيات التي حصلت عليها «األخبار»‬ ‫فإن المصالح األمنية لعاصمة البوغاز تحركت بناء‬ ‫على تعليمــات من السلطــات الوالئيـة‪ ،‬نتيجة‬ ‫االحتجاجات المتواصلة لما يقرب من ‪ 200‬شخص‬ ‫طالبوا بفتح تحقيق للكشف عن حيثيات هذا الملف‪،‬‬ ‫حيث دفعوا مبالغ مالية بأقساط إلى المتهم‬

‫الرئيسي الذي يملك شركة عقارية‪ ،‬ويشتغل إلى‬ ‫جانبه عدد من الوسطاء‪ ،‬والذين يقتصر دورهم‬ ‫على تحديد ثمن البقعة األرضية مع المشتري مقابل‬ ‫مبلغ مالي‪ ،‬يدفع خالله النصف وتمنح له ضمانات‬ ‫عبارة عن وصل يتم تسليمه إلى هذا المشتري طبقا‬ ‫للمعطيات المتوفرة‪.‬‬ ‫وفي السياق ذاته‪ ،‬أحالت مصالح الشرطة‬ ‫القضائية المتهم المذكور على غرفة قاضي التحقيق‬ ‫لدى محكمة االستئناف‪ ،‬لمتابعته بالمنسوب إليه‪،‬‬ ‫بعد أن وجهت إليه تهمة النصب بناء على عقود‬ ‫يشتبه في كونها مزورة‪ ،‬فيما فتح تحقيق قضائي‬ ‫تحت إشراف النيابة العامة المختصة للوصول إلى‬ ‫كافة المتورطين في هذه الملفات‪ ،‬التي تراكمت‬ ‫منذ سنة ‪ ،2011‬خصوصا بعد أن أحجم الضحايا‬ ‫عن التقدم بشكاوي أمام القضاء مكتفين بالوقفات‬ ‫االحتجاجية أمام المصالح الجماعية‪ ،‬األمر الذي دفع‬ ‫بالمجلس الحالي لمقاطعة بني مكادة‪ ،‬إلى مطالبتهم‬ ‫باتباع المساطر القضائية‪ ،‬كما رفض المجلس ذاته‬

‫استصدار أي تراخيص للبناء على الهكتارات التي تم‬ ‫االستيالء عليها‪ ،‬لكونها جماعية وكذا وجود‪ ‬عقود‬ ‫مزورة‪ ،‬كما سبق لرئيسها أن كشف في تصريح خص‬ ‫به الجريدة‪.‬‬ ‫وقد كشفت مصادر جماعية متتبعة للملف‬ ‫آنف الذكر‪ ،‬أن الشهادة اإلدارية التي تم بناء عليها‬ ‫إصدار عقود رسمية‪ ،‬قد اختفت من أرشيف المجلس‬ ‫الجماعي‪ ،‬ويرجح أن يكون وراء ذلك أياد فاعلة‬ ‫تشددد المصادر ذاتها‪ ،‬على اعتبار أن رقم الشهادة‬ ‫مسجل ضمن وثائق البيع التي يتم إرفاقها بالملفات‬ ‫الموضوعة أمام الهيئة القضائية لدى محكمة‬ ‫االستئناف‪ ،‬بعد أن‪ ‬اكتست القضية صبغة جنائية‬ ‫نتيجة وجود نية النصب‪ ،‬وفق المصادر نفسها‪ ،‬في‬ ‫انتظار تعيين أول جلسة للوقوف على التفاصيل‬ ‫الكاملة لما يجري‪ ،‬وإمكانية وجود مسؤولين في‬ ‫مؤسسات معينة متورطين ضمن هذه الشبكة التي‬ ‫يتزعمها المتهم الموقوف‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫‪qqq‬‬

‫ليسوا مالئكة‪ ! ‬‬

‫مناضل بيجيدي ضبط‪« ‬م��ت��ورط��ا»‬ ‫ف��ي عملية ‪ ‬ت��ه��ري��ب ث�لاث��ة أط��ن��ان من‬ ‫المخدرات‪ .‬وأخر ‪« ‬متورط» في عملية إنارة‬ ‫مغشوشة‪ ،‬كان بطلها مجلس جماعي وثالث‪ ‬‬ ‫سعى إلى «كراء» ‪ 200‬هكتار إلقامة مشروع‪ ‬‬ ‫فالحي ضمن مجموعة من «المريدين» ‪،‬‬ ‫وراب��ع اعتبر أن كل خ��ارج عن «الجماعة»‪،‬‬ ‫يستحق أن تقطع رأسه وتعلق بباب الجديد‪،‬‬ ‫ليكون عبرة لمن ‪.....‬‬ ‫أليسوا ككل ال��ن��اس‪ ،‬فيهم الصالح‬ ‫والطالح‪ ،‬المتقي والمنحرف والمتنسك‬ ‫والمنافق‪......‬‬ ‫‪Il faut de tout pour faire un monde‬‬ ‫!‪Il faut de tout, un point c’est tout ‬‬ ‫)‪(Chanson de Nana Mouskouri‬‬

‫احتالل الملك البحري يغضب عشرات الجمعيات بالحسيمة‬ ‫يبدو أن وضع شواطئ الحسيمة أصبح ال يطاق‪،‬‬ ‫بسبب احتالله من طرف مجموعة من األشخاص‬ ‫الذين يقدمون على كراء الكراسي والطاوالت‬ ‫للمصطافين‪ ،‬وهو وضع دفع بالعشرات من الجمعيات‬ ‫بالمدينة إلى إصدار عريضة تستنكر الوضع الذي‬ ‫آلت إليه شواطئ جوهرة المتوسط‪.‬‬ ‫وذكرت العريضة توصلت «أخبار اليوم» على‬ ‫نسخة منها‪ ،‬بالخطوات التي قامت بها خالل صيفي‬ ‫‪ 2014‬و ‪ 2015‬للتنبيه إلى ظاهرة احتالل الملك‬ ‫البحري‪ ،‬قبل أن تؤكد بأنها تعود مجددا هذا الصيف‬ ‫لدق ناقوس الخطر حول هذا المشكل‪ ،‬وأبرزت‬ ‫العريضة أن الساكنة طوال السنة تنتظر فصل‬ ‫الصيف للتمتع بجمال الطبيعة البحرية كمتنفس‬ ‫طبيعي وحيد للمدينة‪ ،‬غير أن آمالنا تتبخر حين‬ ‫ولوجنا لمجال شواطئنا‪ ،‬إذ أصبحت هذه األخيرة‬

‫مقهى كبيرا‪ ،‬بحيت ال يجد المواطن فضا ًء صغيرا‬ ‫يفترش عليه فوطته‪.‬‬ ‫ووصفت الجمعيات المعنية اإلستغالل الذي‬ ‫تتعرض له الشواطئ‪ ،‬بالبشع والفوضوي ألغلب‬ ‫الشواطئ دون ترخيص قانوني‪ ،‬بل وحتى بعض‬ ‫المقاهي التي تتوفر على ترخيص ال تحترم المساحة‬ ‫المسموح لها باستغاللها‪ ،‬والتي يجب أال تتعدى ‪30‬‬ ‫في المائة من مساحة الشاطئ‪ ،‬والحال أن العكس‬ ‫هو الذي يمثله الواقع‪ ،‬تضيف العريضة‪.‬‬ ‫ويؤكد نفس المصدر بأن هذا يحدث ونحن‬ ‫نسمع عن مشروع منارة المتوسط وإنعاش السياحة‬ ‫بالمنطقة‪ ،‬قبل ان تتساءل العريضة في نفس‬ ‫السياق‪ :‬فأية دينامية سياحية والجهات المسؤولة‬ ‫وعلى رأسها السلطة المحلية واقفة وقفة المتفرج‬ ‫على الوضع دون أي تدخل يذكر؟‪.‬‬

‫وفي المقابل‪ ،‬ثمّنت الجمعيات الموقعة على‬ ‫العريضة مقرر المجلس الجماعي‪ ،‬الذي منع استعمال‬ ‫الدراجات النارية ”جيت سكي” بالمجال البحري‬ ‫للمدينة‪ ،‬وهو ما استحسنته ساكنة الحسيمة تضيف‬ ‫العريضة‪ ،‬غير أن المقرر وفق نفس المصدر لم يفعل‬ ‫في بعض الشواطئ‪ ،‬بل حتى يافطة المنع لم تثبت‬ ‫بكل الشواطئ‪.‬‬ ‫وطالبت الجمعيات المعنية من السلطات‬ ‫بالتدخل العاجل لتطبيق المسطرة القانونية لرفع‬ ‫هذا الحيف‪ ،‬وحتى يتمكن المواطن الحسيمي من‬ ‫استرجاع حقه المشروع في االستجمام بها دونما‬ ‫إزعاج أو تهديد لحقه في الحياة‪ ،‬وهددت الجمعيات‬ ‫في نفس الوقت باإلحتجاج في حالة استمرار الوضع‬ ‫على ماهو عليه‬

‫عبد المجيد أمياي‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬غ�شت ‪2016‬‬

‫العدد ‪849‬‬

‫إقتصاد‬ ‫لحليمي‪ :‬اإلقتصاد الوطني فقد ‪ 26.000‬منصب شغل‬ ‫أصدر أحمد لحليمي مندوب التخطيط‪،‬‬ ‫مذكرة إخبارية حول وضعية سوق الشغل‬ ‫خالل الفصل الثاني من السنة الجارية‪،‬‬ ‫تفيد أن االقتصاد الوطني فقد ‪26.000‬‬ ‫منصب شغل‪ ،‬مقابل معدل إح��داث سنوي‬ ‫يقدر بـ‪ 74.000‬منصب خالل الثالث سنوات‬ ‫األخيرة‪ ،‬ويأتي هذا التراجع في حجم التشغيل‬ ‫نتيجة إح��داث ‪ 38.000‬منصب‪ ‬بالوسط‬ ‫الحضري وفقدان ‪ 64.000‬منصب بالوسط‬ ‫القروي جراء الجفاف الذي شهده الموسم‬ ‫الفالحي الحالي‪ .‬وهكذا‪ ،‬فقد قطاع «الفالحة والغابة والصيد» ‪ 175.000‬منصب شغل‪ ،‬في حين‬ ‫أحدث قطاع «الخدمات» ‪ 70.000‬ألف منصب و»البناء واألشغال العمومية» ‪ 41.000‬ألف منصب‬ ‫و«الصناعة بما فيها الصناعة التقليدية» ‪ 38.000‬ألف منصب‪.‬‬ ‫وحسب نفس المذكرة‪ ،‬فإن هذه المناصب‪ ،‬تتسم في غالبيتها بطابعها غير المنظم والهش‬ ‫وخاصة تلك المحدثة بقطاع «البناء واألشغال العمومية» وقطاع «الخدمات» خصوصا منها فروع‬ ‫«الخدمات الشخصية والمنزلية»(‪ 35.000‬منصب) و»التجارة بالتقسيط خارج المحل»(‪25.000‬‬ ‫منصب )‬ ‫كما أوضحت المذكرة‪ ،‬أن حجم العاطلين‪ ،‬خالل هذه الفترة‪،‬انتقل من ‪ 1.041.000‬إلى‬ ‫‪ 1.023.000‬شخص‪ ،‬حيث شهد معدل البطالة استقرارا نسبيا على المستوى الوطني والذي بلغ‬ ‫‪ 8،6‬في المائة بدل ‪ 8،7‬في المائة‪ ‬سنة من قبل‪ .‬في حين ارتفع في صفوف الشباب المتراوحة‬ ‫أعمارهم ما بين ‪ 15‬و‪ 24‬سنة من ‪ 20،5‬في المائة‪ ‬إلى ‪ 21،5‬في المائة‪ ،‬ولدى النساء من‪ 9‬في‬ ‫المائة‪ ‬إلى ‪ 9،9‬في المائة ‪ ،‬وقد ارتفع هذا المعدل كذلك ضمن خريجي المعاهد والمدارس العليا‬ ‫إلى ‪ 9،1‬في المائة‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫من قال إن الوقت صعب ؟‬ ‫مبروك‪ 210 :‬سيارة فاخرة جديدة بيعت بأزيد من ‪250‬‬ ‫مليون درهم في المغرب خالل ستة أشهر فقط!‬ ‫حسب جمعية مستوردي السيارات في‬ ‫المغرب‪ ،‬ف��إن مبيعات السيارات الفاخرة‬ ‫واصلت انتعاشتها حيث بلغ مجموع ما‬ ‫أنفقه بعض أغنياء المغرب على اقتناء‬ ‫هذه السيارات الفاخرة خالل ‪ 6‬أشهر فقط‬ ‫ما يناهز ‪ 250‬مليون درهم‪ ،‬فقد بلغ عدد‬ ‫السيارات الفاخرة التي اشترها األغنياء‬ ‫المغاربة حوالي ‪ 210‬سيارات جديدة تتجاوز‬ ‫سعر ‪ 100‬مليون سنتيم للسيارة الواحدة‬ ‫احتلت عالمة رانج روفر المرتبة األولى من‬ ‫حيث حجم المبيعات بـ ‪ 80‬سيارة جديدة يصل سعرها إلى ‪ 150‬مليون سنتيم ‪ ،‬متبوعة بعالمة‬ ‫«بي إم دبيلو الفئة « التي تمكنت من بيع ‪ 40‬سيارة جديدة‪ ،‬بما يفوق ‪ 100‬مليون سنتيم‬ ‫للسيارة الواحدة‪.‬‬ ‫أما سيارات مرسيديس فتمكنت من تسويق ‪ 30‬سيارة جديدة من ضمنها ‪ 4‬سيارات من‬ ‫فئة إس ‪ 500‬بنحو ‪ 190‬مليون سنتيم للسيارة الواحدة‪ ،‬بحيث تم بيع ‪ 3‬سيارات منها في الدار‬ ‫البيضاء وسيارة في فاس‪.‬كما سوقت عالمة ميرسيديس فئة (جي إل إس )‪ GLS‬التي يتم بيعها‬ ‫ابتداء من ‪ 1،03‬مليون درهم وفئة إس ‪ 350‬التي يتم بيعها ابتداء من ‪ 15‬مليون درهم‪.‬‬ ‫وتمكنت عالمة «بورش» من بيع ما يناهز ‪ 23‬سيارة جديدة خالل نفس الفترة‪ ،‬فيما سوقت‬ ‫عالمة بي إم دبليو‪ ،‬خالل النصف األول من السنة الجارية نماذج من سيارة «إكس ‪ »7‬بأزيد من‬ ‫‪100‬مليون سنتيم للواحدة وكذا نماذج من الفئة السادسة بأزيد من ‪ 100‬مليون سنتيم أيضا‪.‬‬ ‫ومعلوم أن حوالي نصف عدد السيارات الفاخرة تم بيعها خالل شهر ماي ويونيو وهو ما يفسر‬ ‫األثر اإليجابي لمعرض السيارات بالدار البيضاء‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬تشير أرقام مكتب الصرف التي نشرها برسم النصف األول من السنة الجارية‬ ‫إلى أنه تم استيراد ما تناهز قيمته ‪ 7‬ماليير و‪ 361‬مليون و‪ 847‬ألف درهم من السيارات السياحية‬ ‫الفاخرة خالل األشهر الستة األولى من السنة الجارية‪ ،‬أي ما يعادل زيادة بنحو ‪ 2،2‬ماليير درهم‬ ‫مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية التي بلغت فيها قيمة السيارات المستوردة ما يناهز ‪5‬‬ ‫ماليير و‪ 137‬مليون و‪ 751‬ألف درهم‪ .‬كما بلغت قيمة قطع غيار السيارات والعربات السياحية وفق‬ ‫أرقام مكتب الصرف‪ ،‬ما يناهز ‪ 2‬مليار و‪ 860‬مليون درهم ‪.‬‬

‫بسبب الجفاف‬ ‫محاصيل الحبوب تتراجع بنسبة ‪ 70‬في المائة‬ ‫كشفت المعطيات األخيرة الصتدرة عن‬ ‫وزارة الفالحة أن السنة الفالحية الحالية‬ ‫شهدت تراجعا ملحوظا في نسبة التساقطات‬ ‫المطرية التي ك��ان لها وق��ع مباشر على‬ ‫المحصول الفالحي السنوي من الحبوب‪.‬‬ ‫وأكدت المعطيات ذاتها بأن نسبة العجز‬ ‫التي تم تسجيلها على مستوى التساقطات‬ ‫المطرية خ�لال الموسم الفالحي الحالي‪،‬‬ ‫وصلت إلى ما معدله ‪ 45،5‬في المائة مقارنة‬ ‫مع الموسم الفالحي المنصرم‪ ،‬فيما شهد‬ ‫إنتاج الحبوب خالل الموسم الحالي انخفاضا‬ ‫يصل إلى‪ 33،5‬مليون قنطار مسجال بذلك تراجعا بنسبة ‪ 70‬في المائة مقارنة مع السنة المنصرمة‬ ‫حيث تم تسجيل ‪ 115‬قنطار‪.‬‬ ‫وبمقابل التراجع الحاصل في القطاع الفالحي‪ ،‬إال أن أنشطة أخرى بالقطاع عرفت نتائج جيدة‬ ‫خالل الموسم الحالي‪ ،‬حيث سجل كل من قطاع البستنة وإنتاج الفواكه تطورا ملحوظا خالل السنة‬ ‫الجارية‪ ،‬في الوقت الذي بلغ إنتاج الزيتون ‪ 1،42‬في المائة مقارنة مع العام الماضي‪ ،‬وذلك بفضل‬ ‫ارتفاع مساحة األراضي المخصصة لزراعة الزيتون إذ بلغت مليون هكتار‪.‬‬ ‫وشهد محصول الحوامض بدوره ارتفاعا نسبته ‪ 7‬في المائة‪ ،‬وذلك بفضل ارتفاع األراضي‬ ‫الفالحية المخصصة لهذا النوع من الزراعة‪ ،‬كما أن القيمة المضافة التي يقدمها عرفت تطورا بـ‬ ‫‪ 15‬في المائة‪.‬‬ ‫أما في ما يتعلق بقطاع تربية المواشي‪ ،‬فقد سجل ارتفاعا نسبته ‪ 4‬في المائة‪ ،‬ذلك بفضل‬ ‫تحسن مساحة األراضي المخصصة للرعي‪ ،‬فضال عن المساعدات المقدمة من طرف الحكومة التي‬ ‫تندرج في إطار مخطط المغرب األخضر‪ ،‬والتي ساهمت في التخفيف من تأثير انخفاض المحصول‬ ‫الفالحي من الحبوب‪.‬‬ ‫وسبق أن أكدت مندوبية التخطيط أن وضعية االقتصاد الوطني للسنة الحالية ستعرف تراجعا‬ ‫نتيجة انخفاض اإلنتاج الفالحي ونمو األنشطة غير الفالحية بوتيرة معتدلة‪ ،‬مشيرة إلى أن القيمة‬ ‫المضافة للقطاع الفالحي عرفت انخفاضا بـ ‪ 11‬في المائة عوض زيادة بنسبة ‪ 12،8‬في المائة‬ ‫المسجلة سنة ‪ ،2015‬بسبب التراجع الحاصل في اإلنتاج الفالحي‪.‬‬ ‫ومعلوم أن القطاع الفالحي يحتل مكانه هامة في االقتصاد المغربي‪ ،‬حيث يساهم بنسبة‬ ‫تفوق ‪ 16‬في المائة من الناتج المحلي الخام‪ ،‬ويساهم بقوة في توازن ميزان األداءات من خالل‬ ‫تصدير المنتجات الفالحية‪.‬‬ ‫كما يقوم القطاع الفالحي بدور فعال في ضمان األمن الغدائي‪ ،‬حيث يستقطب ‪ 10‬في المائة‬ ‫من مجمل االستثمارات االقتصادية‪ ،‬فيما يشغل ‪ 16‬في المائة من اليد العاملة النشيطة‪ ،‬في‬ ‫الوقت الذي تمثل الصادرات الفالحية أزيد من ‪ 30‬في المائة من صادرات المغرب‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫صندوق النقد الدولي يدق ناقوس الخطر بسبب ارتفاع‬ ‫البطالة وضعف التعليم في المغرب‬ ‫انتقد صندوق النقد ال��دول��ي وضعية‬ ‫التعليم والتشغل بالمغرب ونبه إلى ارتفاع‬ ‫معدل البطالة التي وصلت إلى سقف ‪10‬‬ ‫في المائة وهي النسبة التي قد تستمر‬ ‫في ح��ال ل��م يتم التعجيل بتفعيل خطة‬ ‫عملية للتقليص منها‪ ،‬خاصة بطالة الشباب‬ ‫والصعوبات التي تواجهها المرأة من أجل‬ ‫الولوج إلى سوق الشغل‪.‬‬ ‫ودعا رئيس البعثة االستشارية لصندوق‬ ‫النقد الدولي بالمغرب إلى ضرورة التعجيل‬ ‫بإيجاد حلول للتقليص من معدل البطالة‬ ‫في صفوف الشباب‪ ،‬وضمان ف��رص أوفر‬ ‫للشغل بالنسبة للمرأة‪ ،‬وأشار في مداخلة خالل ندوة صحافية نظمت بمناسبة موافقة صندوق‬ ‫النقد الدولي‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬على خط جديد للوقاية والسيولة لفائدة المغرب بقيمة ‪ 3،47‬مليار دوالر‪،‬أن‬ ‫أهمية اإلصالحات العملية لمعالجة المشاكل التي يتخبط فيها قطاع التعليم‪ ،‬مؤكدا أن صندوق‬ ‫النقد الدولي سبق وأن نبه في كثير من المناسبات إلى أن النظام التعليمي في المغرب يعاني‬ ‫العديد من المشاكل‪ ،‬وأن إصالحه سيمكن من تحقيق نمو اقتصادي قوي‪ ،‬ويجب التركيز على أن‬ ‫يتالءم التعليم مع متطلبات سوق الشغل‪.‬‬ ‫في المقابل‪ ،‬رحب ممثل ص المغربية بضرورة إدماج القطاع غير المهيكل‪،‬مؤكدا على ضرورة‬ ‫متابعة إإلصالح في العديد من المجالت كما شدد على دعم صندوق النقد الدولي لإلستراتيجية‬ ‫الوطنية للشغل‪ ،‬مع اإلهتمام بتحسين ظروف االشتغال بالنسبة للعمال المغاربة‪ ،‬وإعادة النظر‬ ‫في الحد األدنى لألجور‪.‬‬ ‫وبخصوص منح هذا الخط الجديد للوقاية والسيولة‪ ،‬أوضح المسؤول أن هذا النوع من‬ ‫الخطوط مخصص للدول ذات وضعية اقتصادية «جيدة» والتي وضعت سياسات اقتصادية تسمح‬ ‫لها بمواجهة الصدمات الخارجية‪ ،‬حيث يمتد الخط الجديد للوقاية والسيولة‪ ،‬الممنوح من قبل‬ ‫الصندوق‪ ،‬على مدى سنتين‪ ،‬حيث سيكون مبلغ بقيمة ‪ 1،73‬مليار دوالر متاحا اعتبارا من‬ ‫العام األول‪ ،‬بعد الخط األول للوقاية والسيولة‪ ،‬الذي بلغت قيمته ‪ 6،21‬مليار دوالر‪ ،‬كان قد‬ ‫تم منحه في غشت ‪ ،2012‬فيما تمت الموافقة على الخط الثاني بمبلغ خمسة ماليير دوالر‬ ‫في يوليوز ‪.2014‬‬


‫الثالثاء ‪� 16‬إلى ‪ 22‬غ�شت ‪2016‬‬

‫العدد ‪850‬‬

‫إلحاق إقليم الحسيمة بجهة طنجة ـ تطوان ساهم‬ ‫في تطور الطلب على إنشاء المقاوالت بالجهة‬ ‫أفاد تقريـــر صادر‬ ‫عن المركــز الجهوي‬ ‫لالستثمار بجهة طنجة‬ ‫ـ تطوان ـ الحسيمة أن‬ ‫المركــز‪ ،‬صادق خــالل‬ ‫األســـدس األولى مـن‬ ‫العام الجاري على ‪1446‬‬ ‫طلبا إلنشاء المقاوالت‪،‬‬ ‫أي بزيادة ‪ 75‬في المائة‪،‬‬ ‫مقارنة مع نفس الفترة‬ ‫من السنة الماضية‪،‬‬ ‫مبرزا بأن إلحاق إقليم‬ ‫الحسيمة بالجهة ساهم‬ ‫بشكل كبير في هذا‬ ‫التطور‪ ،‬وسجلت منطقة طنجة تطوان وحدها‬ ‫زيادة ‪ ،‬بلغت نسبتها ‪ 25‬في المائة‪ ،‬حيث وافق‬ ‫المركز في متم شهر يونيو على ‪ 54‬مشروعا‬ ‫استثماريا من أصل ‪ 100‬طلب مشروع بقيمة‬ ‫قدرها مركز االستثمار بالجهة بثالث ماليير و ‪71‬‬ ‫مليون درهم‪ .‬كما أن عدد المشاريع االستثمارية‬ ‫الذي تمت الموافقة عليها عرف ارتفاعا مهما‬ ‫فاقت المتوقع مقارنة مع نفس الفترة من العام‬ ‫الماضي‪.‬‬ ‫وعزا التقريرهذا االرتفاع باألساس إلى‬ ‫المشاريع النوعية المتعلقة بإنشاء األعمدة‬ ‫واأللواح الشمسية التي قدمتها شركة «نانو بي‬

‫في غلوبال» بقيمة مالية بلغت ملياري درهم‪،‬‬ ‫وهي المشاريع التي من شأنها أن توفر أيضا‬ ‫أزيد من ‪ 4820‬منصب شغل على مستوى هذه‬ ‫الجهة‪ .‬واحتل القطاع الصناعي الريادة ب‪ 75‬في‬ ‫المائة بقيمة مالية إجمالية وصلت إلى ‪ 2،7‬مليار‬ ‫درهم‪ ،‬والقطاع الصحي ب ‪ 21‬في المائة‪ ،‬بقيمة‬ ‫مالية بلغت ‪ 200‬مليون درهم ‪.‬‬ ‫وتأتي االستثمارات األمريكية على رأس‬ ‫قائمة االستثمارات الخارجية‪ ،‬حيث تم تسجيل‬ ‫إلى غاية متم يونيو الماضي‪ ،‬أزيد من ملياري‬ ‫درهم‪ ،‬متمثلة خصوصا في استثمارات شركة‬ ‫«نانو بي في غلوبال»‪ ،‬تليها االستثمارات‬

‫اإلماراتية المتمثلة في‬ ‫بناء مستشفى جامعي‬ ‫بغالف مالي يبلغ نحو‬ ‫‪ 600‬مليون درهم‪.‬‬ ‫وحظيت الشركات ذات‬ ‫المسؤولية المحدودة‬ ‫بإقبــال كبـيــر مــن‬ ‫الفاعلين االقتصاديين‬ ‫بنسبة ‪ 72‬في‬ ‫المائة‪ ،‬تلتها شركات‬ ‫األشخاص الذاتيين ب‬ ‫‪ 28‬بالمائة‪.‬‬ ‫واحتــل قطـاع‬ ‫الخدمات المجال األول‬ ‫ب‪ 54‬في المائة‪،‬‬ ‫متبوعا بقطاع التجارة بنحو ‪ 31،9‬في المائة‪،‬‬ ‫ثم قطاع البناء واألشغال العمومية (ب ‪ 11‬في‬ ‫المائة)‪ .‬وسلم المركز خالل النصف األول‬ ‫من سنة ‪ 2016‬عددا من الشهادات السلبية‬ ‫وصلت إلى ‪ 3208‬شهادة‪ ،‬بزيادة ‪ 8‬في المائة‬ ‫عن نفس الفترة من سنة ‪ ،2015‬حصل منها‬ ‫قطاع الخدمات على ‪ 44‬في المائة‪ ،‬والتجارة‬ ‫على ‪ 31‬بالمائة‪ ،‬والصناعة على ‪ 5‬في‬ ‫المائة‪ .‬و احتل األشخاص المعنويين غالبية‬ ‫الطلبـــات ب ‪ 87‬في المائــة‪ ،‬واألشخاص‬ ‫الذلتيين ب ‪ 12‬في المائة‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬

‫أجور عامالت وعمال دار األطفال بوزان فوق كف عفريت‬ ‫قبل حوالي شهر كنا قد نقلنا على أعمدة‬ ‫هذه الجريدة معاناة عامالت الطبخ باألقسام‬ ‫الداخلية بمؤسسات تعليمية بإقليم وزان‪ ،‬بعد‬ ‫أن تجاوزت مدة تسوية وضعيتهن المالية ‪7‬‬ ‫أشهر‪ .‬هذا الخبر وما سيترتب عنه من تحرك‬ ‫للمقاولة المشغلة‪ ،‬والمديرية اإلقليمية للتربية‬ ‫الوطنية ‪ ، ‬حرك بركة آسنة أخرى بقطاع اجتماعي‬ ‫بامتياز‪ ،‬يشهد القاصي والداني بأنه شكل لعقود‬ ‫مضت‪ ،‬منصة صوبت من فوقها مدافع لنسف‬ ‫كل ما هو تشغيل مواطن للموارد البشرية‪،‬‬ ‫وتدبير إداري ومالي شفاف ‪..... ‬‬ ‫‪ ‬يتعلق األم��ر بقطاع التعاون الوطني‪،‬‬ ‫وبالضبط الواقع الموبوء لمؤسسة دار األطفال‬ ‫بوزان التي تشرف على تسييرها الجمعية الخيرية‬ ‫اإلسالمية التي “حزَّب” مندوب التعاون الوطني‬ ‫السابق مكتبها لخدمة أجندة يدركها الجنين‬ ‫في بطن أمه‪ .‬من صور هذا الواقع البئيس الذي‬ ‫يؤدي جانبا من فاتورته العاملون والعامالت‬ ‫بالمؤسسة‪ ،‬يقول مصدر جد مقرب التقت به‬ ‫الجريدة‪ ،‬بأن األطر التربوية وباقي العامالت‬ ‫والعمال الذين تشغلهم‪/‬هن الجمعية لم‬ ‫يتقاضوا أجورهم‪ /‬هن الهزيلة للشهر الرابع على‬ ‫التوالي‪ ،‬وال يوجد أدنى مؤشر يفيد بأن هؤالء‬ ‫التعساء والتعيسات سيسحبون هذه األجور في‬ ‫األفق القريب‪ .‬والسبب يعلمه وحده من سبق‬ ‫ووعدهم قبل التربع على عرش الجمعية بأن‬ ‫مشكل األجور لن يطرح في عهده‪ ،‬وأن امتيازات‬ ‫اجتماعية بالجملة سيتمتعون بها‪ ،‬وأنهم ‪ /‬هن‬ ‫وساكنة المؤسسة من األطفال لن تستنشق‬ ‫أنوفهم ‪ /‬هن مستقبال غير نسائم الحكامة‬ ‫الجيدة ‪.‬‬ ‫‪ ‬ه��ذه ال��وع��ود واالم��ت��ي��ازات اإلنسانية‬

‫‪8‬‬

‫المظهر‪ ،‬ستفضحها المعاناة التي وجد العاملون‬ ‫والعامالت بالمؤسســـة أنفسهـــم يتخبطون‬ ‫فيها ‪ ‬بعد أن لم تعد حتى قاعدة األجر مقابل‬ ‫العمل محترمة‪ .‬وهكذا تم حرمان هؤالء واألسر‬ ‫التي يعيلونها من القيام بأبسط المصاريف في‬ ‫شهر رمضان األعظم الذي تغرق فيه السوق‬ ‫ب “الشهيوات” التي لم يتذوقها أبناؤهم‬ ‫وبناتهم‪ .‬وتضخمت معاناة الضحايا حين وجدوا‬ ‫أنفسهم عاجزين عن تدبير استفادة فلذات‬ ‫كبدهم من الحق في التمتع بالعطلة الصيفية‪،‬‬ ‫مثل المشاركة في المخيمات الصيفية التي‬ ‫تشرف عليها جمعيات تربوية‪ .‬وبمرارة يتساءل‬ ‫مصدرنا عن الكيفية التي سيعالج بها ضحايا‬ ‫الجمعية الخيرية اإلسالمية المأزق المالي‬ ‫والنفسي الذي سيوضعون فيه وجها لوجه قريبا‪،‬‬ ‫أي عندما ‪ ‬سيتعالى صوت “تبعبيع الحواال“ في‬

‫األزقة والدروب إيذانا بحلول عيد األضحى الذي‬ ‫أضحت حمولته االجتماعية أثقل بكثير من‬ ‫حمولته الدينية‪ .‬ويستمر نفس المصدر في‬ ‫التساؤل‪ ،‬وعيناه مغرورقتان بالدموع عن المآل‬ ‫الذي ينتظر أطفالهم‪ /‬هن ‪ ‬الذين سيحرمون‬ ‫من االلتحاق بمدارسهم إن لم يتم تسوية‬ ‫وضعيتهم‪ /‬هن ‪ ‬المالية اليوم وقبل الغد ‪.‬‬ ‫المحرومون والمحرومات من أجورهم ‪/‬‬ ‫هــن ‪ ‬للشهـــر الرابع على التوالي‪ ،‬يتوجهون‬ ‫بندائهم إلى السيد عامـــل دار الضمانة حتى‬ ‫يدخل على خط وضعيتهم ‪ /‬هن التي تتدحرج‬ ‫من السيء إلى األسوأ‪ .‬فهل بإمكان محاييهم ‪/‬‬ ‫هن ‪ ‬أن تتصالح ‪ ‬من جديد مع البسمة بمناسبة‬ ‫احتفال المغاربة بحدث ثورة الملك والشعب‬ ‫وعيد الشباب ؟ لننتظر ‪ .‬‬

‫محمد حمضي‬

‫ا�ض َي ًة َم ْر ِ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ْ�س المْ ُ ْط َم ِئ َن ُّة ْارجِ عِي �إِ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫�ض ّ َي ًة َف ْ‬ ‫} َيا �أَ ّ َيت َُها ال ّ َنف ُ‬ ‫اد ُخلِي فيِ‬ ‫َو ْاد ُخلِي َج َّنتِي {‬ ‫(�صدق اهلل العظيم)‬ ‫عِ َبادِ ي‬

‫الشريفة لالزهـراء بنت موالي‬ ‫محمد بن المهدي بن الحسن في ذمة اهلل‬ ‫على إثر وفاة المشمولة بعفو اهلل المرحومة الشريفـة لالزهراء بنت‬ ‫موالي محمد بن المهدي بن الحسن‪ ،‬تتقدم السيدة نجاة بن المدنـي‬ ‫بن يحيى البلغيثـي‪ ،‬أصالـة عن نفسها‪ ،‬ونيابة عن شرفاء زاوية سيدي‬ ‫عبد الواحد بالغيث‪ ،‬بأحر التعــازي والمواساة لسيدنــا المنصور باهلل‪،‬‬ ‫صاحب الجاللــة الملك محمد السادس وإلى جميع أفراد األسرة العلوية‬ ‫الشريفة‪ ،‬وإلى أبناء وأحفاد الفقيدة‪ ،‬وكذا إلى شقيقها موالي يوسف بن‬ ‫موالي محمد بن المهدي بن لحسن العلوي‪ ،‬راجية لهم منه تعالى الصبر والسلوان‪ ،‬وللفقيدة عظيم‬ ‫األجر والغفران‪ ،‬تغمدها اهلل بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته مع النبيئين والصديقين والشهداء‬ ‫والصالحين وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫فضاء األنثـى ‪:‬‬

‫خديجة بعد أمينة‬ ‫وما خفي كان أعظم!!!‪...‬‬ ‫‪ -‬بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬

‫تعرضت وسائل إعالم دولية‪ ،‬فرنسية وإسبانية‪ ،‬بوجه خاص‪ ،‬لقضية انتحار الفتاة‬ ‫القاصر خديجة السويدي التي انتحرت بإضرام النار في جسدها مساء الجمعة ‪29‬‬ ‫يوليوز الماضي‪ ،‬بمدينة ابن جرير‪ ،‬بعد أن شعرت بالظلم والحكرة‪ ،‬إثر قرار قضائي‬ ‫بتمتيع مغتصبيها طيلة يومين من العذاب‪ ،‬بالسراح المؤقت‪ ،‬ليعاودوا استفزازها‬ ‫وتهديدها بعرض فيديوهات اغتصابها الجماعــــي على المواقع المعلومة‪.‬‬ ‫وأمام انتشار خبر الكارثة التي لحقت بالمرحومة خديجة السويدي‪ ،‬طلع بيان‬ ‫إلدارة األمن يعلن أنه وقع إلقاء القبض على ستة أشخاص لالشتباه في تورطهم في‬ ‫قضية «تتعلق باالبتزاز والتهديد بنشر شريط فيديو يوثق واقعة اغتصاب تعرضت‬ ‫له فتاة قاصر سنة ‪.»2015‬‬ ‫المتهمون الثمانية كانوا قد أقاموا حفلة جنس جماعي اعتدوا خاللها على‬ ‫المرحومة خديجة السويدي وهي في ربيعها السابعة عشر‪ ،‬كما عرضوها لشتى أنواع‬ ‫التعذيب الجسدي ما تطلب إجراء عملية جراحية للهالكة تطلبت مليونا ومائتي ألف‬ ‫درهم‪ ،‬وهو المبلغ التي عجزت الضحية عن توفيره‪ ،‬بينما كان الجناة الثمانية ينعمون‬ ‫بالحرية بقرار قضائي‪،‬بعد أن حوكموا وقضوا في االعتقال سبعة أشهر فقط‪ ،‬حسب‬ ‫والدتها التي نددت بقرار إطالق سراح الجناة ليعاودوا االعتداء على ابنتها واستفزازها‬ ‫في ما بعد‪ .‬هكذا انتهت حكاية خديجة التي أقدمت على إضرام النار في جسدها أمام‬ ‫مجموعة من صديقاتها بإحدى ساحات حي إفريقيا بابن جرير‪ ،‬لتنقل إلى المستشفى‬ ‫بعد أن أصيبت بحروق خطيرة وتلفظ أنفاسها بمستشفى ابن طفيل بمراكش‪.‬‬ ‫مأساة خديجة السويدي تذكرنا بمأساة العرائشية أمينة الفياللي التي انتحرت‬ ‫سما في شهر مارس ‪ ،2012‬وكلتا الحالتين‪ ،‬بسبب الظلم والحكرة‪.‬‬ ‫الصحافــة العالميـــة واألوروبية بالذات‪ ،‬ذكرت بقضية أمينة الفياللي في‬ ‫تعرضها لمأساة خديجة السويدي‪ ،‬وأشارت إلى الوضعية الهشة للمرأة في المغرب ‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد تداول نشطاء مواقع التواصل االجتماعي قضية خديجة‬ ‫السويدي وأشاروا لعريضة احتجاجية موجهة إلى وزير العدل والحريات للمطالبة‬ ‫بالعدالة للضحية‪ ،‬فيما اعتبرت فدرالية رابطة حقوق النساء أن “تهديد المغتصبين‬ ‫للضحية بنشر شريط يوثق عملية اغتصابها‪ ،‬وابتزازها بسبب ذلك‪ ،‬رفع درجة‬ ‫إحساسها بالظلم وإقصائها من الحق في الولوج إلى العدالة إلنصافها”‪ ،‬وأن مأساة‬ ‫خديجة السويدي تعتبر “مأساة اجتماعية فظيعة”‪ ،‬نجمت عنها تداعيات خطيرة‪ ،‬من‬ ‫هدر للكرامة وانتهاك للحقوق ‪ ،‬وما ترتب عن ذلك من شعور بـالظلم و”الحكرة”‪،‬‬ ‫وهي حاالت تندرج في ما تعانيه النساء في ظل وضع مختل حقوقيا‪« ،‬جراء التهميش‬ ‫والدونية التي تالحق المرأة»‪ ،‬رغم كل القوانين والمراسيم واألطروحات والمراصد‬ ‫التي «تتبجح» بها الوزيرة الحقاوي التي أعلنت ذات مرة أن المرأة المغربية حققت في‬ ‫«عهدها» (ونضيف نحن) «الزاهر»‪ ! ‬من الحقوق ‪ ،‬ما لم تكن «تحلم به» في عهد‬ ‫الحكوماتالسابقة‪! ‬‬ ‫ويرى المتتبعون أن تعرض الفتاة لهدر كرامتها دفعها إلى اإلقدام على حرق‬ ‫نفسها‪ ،‬وأن العنف الذي تعرضت له يمكن أن يترجم على أرض الواقع‪ ،‬حالة عدم‬ ‫احترام الحقوق األساسية للنساء ‪ ،‬كما أن تعامل القضاء مع هذه النازلة‪ ،‬يمكن أن‬ ‫يعتبر دافعا لتمادي المنحرفين في ارتكاب الجرائم الجنسية الوحشية في حق النساء‪،‬‬ ‫وتعبيرا واضحا عن سياسة اإلفالت من العقاب التي جاء الدستور الجديد ليجعل منها‬ ‫قاعدة أساسية لمحاربة الفساد بالمغرب ‪،‬‬ ‫كما دعا المنددون بهذه الجريمة الشنعاء عبر مواقع التواصل االجتماعي إلى‬ ‫احترام حقوق المرأة كما نصت عليها وثيقة الدستور والمواثيق الدولية التي صادق‬ ‫عليها المغرب وصار طرفا فيها‪ ،‬مطالبين بمساندة أسرة الضحية وإنصافها وجبر‬ ‫الضرر لذويها ومعاقبة الجناة بكل قسوة‪ ،‬طمأنة للرأي العام الوطني والدولي‪،‬‬ ‫وصيانة لسمعة المغرب القضائية التي وقع التعريض بها في العديد من المحافل‬ ‫اإلعالمية الوطنية والدولية‪.‬‬ ‫وأثناء مراجعة مادة هذا العمود قبل دفعه للطبع‪ ،‬طلع خبر مثير يعلن أن رجال‬ ‫أمن بني مكادة بطنجة‪ ،‬ألقوا القبض بحي «ظهر القنفود» على منحرف متورط في‬ ‫إيذاء فتاة ومحاولة إضرام النار في جسدها وتعريض حياتها للخطر‪ ،‬بسبب رفضها‬ ‫االقتران به ‪ .‬وكانت الفتاة المعنية قد تقدمت بشكاية إلى مصالح الشرطة ضد‬ ‫المنحرف الموقوف الذي صب قارورة بنزين على رأسها في الشارع في محاولة إلضرام‬ ‫النار في جسدها إال أن األقدار لطفت بها فتمكنت من اإلفالت واالحتماء ببعض‬ ‫الجيران‪.‬‬ ‫نقطــة حسنــة أخـرى ألمـــن طنجــة ومزيدا من «المعجــزات» في محاربة‬ ‫الجريمة‪! ‬‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 16‬إلى ‪ 22‬غ�شت ‪2016‬‬

‫العدد ‪850‬‬

‫أشغال الدورة العادية الثانية للجمعية العامة لغرفة‬ ‫الصيد البحري المتوسطية برسم سنة ‪2016‬‬ ‫انعقدت بغرفــــة الصيــد البحري المتوسطية‬ ‫بطنجة يوم الجمعة ‪ 05‬غشــت ‪ 2016‬ابتداء من‬ ‫الساعة الثانية والنصف بعد الزوال الدورة العادية‬ ‫الثانية للجمعية العامة للغرفة برئاسة السيد يوسف‬ ‫بنجلون رئيس الغرفة‪.‬‬ ‫في بداية تدخله رحب السيد رئيس الغرفة‬ ‫بجميع الحاضرين وقال بأن الغرفة على اتصال دائم‬ ‫وشبه يومي مع المهنيين عبر لقاءات متعددة‪ .‬وبعد‬ ‫ذلك تم عرض ملخص شريط فيديو حول اللقاء‬ ‫المغربي اإلسباني األوروب��ي للمنظمات المهنية‬ ‫للصيد الذي نظمته غرفة الصيد البحري المتوسطية‬ ‫بشراكة مع اللجنة المشتركة المغربية اإلسبانية‬ ‫للصيد البحري يوم الثالثاء ‪ 12‬يوليوز ‪ 2016‬بطنجة‪.‬‬ ‫وقال السيد الرئيس أن مهنيي قطاع الصيد البحري‬ ‫بذلوا جهودا رائدة لتأسيس هذه اللجنة التي كان‬ ‫دورها تجسيرالعالقـــات بين الطرفين وتطوير‬ ‫جهود التعاونو حل اإلشكاالت المهنية والتمهيد‬ ‫إلبرام االتفاقات اإلستراتيجية في مجال الصيد‬ ‫البحــري باإلضافــــة إلى تفعيل الدبلوماسيـــة‬ ‫الرسميـــة والموازية للدفـــاع عن الوحدة الترابيــــة‬ ‫للمملكةو حماية حقـوق ومصالح الوطن‪ .‬كما أضاف‬ ‫أن هذا اللقاء عرف نجاحا باهرا على جميع المستويات‬ ‫بشهادة الحاضرين‪.‬‬ ‫بعد ذلك استعرض السيد رئيس الغرفـــة يوسف‬ ‫بنجلون‪ ،‬جدول أعمال الدورة للمناقشة‪،‬الذي تضمن النقط‬ ‫التالية ‪:‬‬ ‫‪ .1‬قراءة محضر الدورة السابقـة والمصادقة عليه ؛‬ ‫‪ .2‬تقديم عرض حول أنشطة الغرفة ؛‬ ‫‪ .3‬تدارس إشكاليات قطاع تربية األحياء المائية ؛‬ ‫‪ .4‬المناطق المحميـــة البحريــة بالبحر األبيض‬ ‫المتوسط ؛‬ ‫‪ .5‬مناقشة مشروع قانون رقم ‪ 67.14‬المتعلق‬ ‫بشرطة الموانئ ؛‬

‫‪ .6‬تتبع توصيات ومحاضر االجتماعات التي تحضر‬ ‫وتمثل فيها الغرفة ؛‬ ‫‪ .7‬عقد اتفاقية شراكة بين الغرفة وجماعة أوالد أمغار‬ ‫بإقليم الدريوش لتجهيز قوارب الصيد بالمحركات‪.‬‬ ‫وبعد المصادقة على محضر ال���دورة السابقـة‬ ‫بتعديالته‪ ،‬تمت مناقشة مشروع قانون رقم ‪67.14‬‬ ‫المتعلق بشرطة الموانئ حيث تدخل السيد كمال بنونة‬ ‫وقال بأن الحكومة الحالية تريد إصدار هذا القانون بسرعة‪،‬‬ ‫ولوال العمل المشترك بين الوزارة والمهنيين ما تم سحب‬ ‫هذا القانون الخطير على قطاع الصيد البحري من مجلس‬ ‫الحكومة‪ .‬وأضاف أن المهنيين شكلوا تنسيقية وطنية‬ ‫تسهر على متابعة ومناقشة هذا المشروع‪ ،‬وقد عقدت هذه‬ ‫التنسيقية اجتماعات مارتونية تم خاللها مناقشات جميع‬ ‫مواد هذا المشروع القانون مادة بمادة وفي األخير قدمت‬ ‫للوزارة مسودة مشروع القانون السالف الذكر‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬ذكر السيد الرئيس بأن الفضل يرجع إلى‬

‫المهنيين الذين أبانوا عن وعي كبير بخطورة هذا المشروع‬ ‫على قطاع الصيد البحري ولوال اتحادهم وتوحيد صفوفهم‬ ‫على الصعيد الوطني ما تم توقيف هذا المشروع القانون‪.‬‬ ‫وبعد ذلك‪ ،‬تدارست الجمعية العامة إشكاليات قطاع‬ ‫تربية األحياء المائية‪ .‬في تدخله‪ ،‬حسني الشادلي قال بأن‬ ‫هذا النشاط يعتبر مستقبل قطاع الصيد البحري ويجب على‬ ‫الوكالة أن تعمل على إدماج مهنيي قطاع الصيد البحري‬ ‫في مجال تربية األحياء المائية‪،‬و أضاف أن هذا النشاط‬ ‫يعرف مجموعة من اإلكراهات واإلشكاليات من بينها‬ ‫ارتفاع رسوم االستيراد والضريبة على القيمة المضافة‪،‬‬ ‫غياب تأمين المنتوج‪ ،‬غالء ثمن العلف وكذا تسويق صغار‬ ‫األسماك من الخارج‪ .‬وقال لكي يزدهر هذا النشاط الفتي‬ ‫بالمغرب يجب أن تكون إرادة سياسية للنهوض بهذا‬ ‫القطاع وطلب تشجيعه عبر تقديم دعم غير مباشر من خالل‬ ‫اإلعفاءات الضريبية خاصة وأن المنتجين يشترون كل شيء‬ ‫بالضريبة على القيمة المضافة ولكن المنتوج يباع بدون‬

‫ضريبة على القيمة وكذا تشجيع الشراكات الوطنية‬ ‫من أجل إنتاج صغار األسماك والعلف‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬ممثل الوكالة الوطنية لتربية األحياء‬ ‫المائية‪ ،‬قال بأن الوكالة مستعدة لدعم مطالب‬ ‫المهنيين ألنها مشروعة ومعقولة‪.‬‬ ‫السيد الرئيس طلب من حسني الشادلي‬ ‫تقديم جميع المطالب إلى الغرفة‪ ،‬بعد ذلك ستقوم‬ ‫الغرفة بمراسلة جامعة غرف الصيد البحري واألحزاب‬ ‫السياسية لتوضيح وعرض هذه المشاكل التي يعاني‬ ‫منها نشاط تربية األحياء المائية قصد التدخل على‬ ‫مستوى البرلمان لالستجابة لمطالب المهنيين‬ ‫وإدراجها في قانون المالية لسنة ‪ ،2017‬كما طلب‬ ‫بتشكيل لجنة ثالثية األط��راف تتكون من ممثل‬ ‫مهنيي تربية األحياء المائية وممثل الغرفة وممثل‬ ‫الوكالة الوطنية لتربية األحياء المائية من أجل إنجاز‬ ‫ورقة تقنية حول جميع المشاكل المتعلقة بهذا‬ ‫النشاط أما الشق السياسي ستتكلف به جامعة الغرف‬ ‫ورؤساء الغرف واألحزاب السياسية‪.‬‬ ‫في ما يخص المناطق المحمية البحرية بالبحر‬ ‫األبيض المتوسط ذكر السيد الرئيس بأن هذه المحميات‬ ‫جاءت في إطار اإلستراتيجية التي نهجتها الوزارة الوصية‬ ‫من أجل المحافظة على الثروة السمكية‪ ،‬وطلب من‬ ‫المهنيين أن يلتزموا بما اتفق عليه خالل االجتماع األخير‬ ‫مع الوزارة لتقييم هذه التجربة مع كل من الوزارة الوصية‬ ‫والمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري ‪.‬‬ ‫كما تدارست وصادقت الجمعية العامة على اتفاقية‬ ‫شراكة ثالثية األط��راف بين الجمعية المهنيةو الغرفة‬ ‫وجماعة أوالد أمغار بإقليم الدريوش من أجل تجهيز قوارب‬ ‫الصيد التقليدي بمحركات خارجية‪ ،‬وستشرف الغرفة على‬ ‫هذه العملية من الناحية اإلدارية ‪.‬‬ ‫وفي األخير طلب المجتمعون برفع احتكار جهاز الرصد‬ ‫والتتبع ‪ VMS‬من طرف شركة واحدة وفتح باب المنافسة‬ ‫للشراكات األخرى‪ ،‬وتشكيل لجنة من اإلدارة والمهنيين‬ ‫وشركة صوريمار لمناقشة بعض النقط الخاصة باستغالل‬ ‫هذا الجهاز وتوضيح طريقة العمل به‪.‬‬

‫أكثر من ‪ 44‬مليون درهم خصصت‬ ‫السياحة في الحسيمة بين وفرة المؤهالت‬ ‫الطبيعية وغياب الخدمات والتجهيزات المرافقة لدعم البنيات األساسية بإقليم وزان‬ ‫تصنيف خليج النكور كأحسن‬ ‫خلجان في العالم‬

‫هذا التصنيــــف له دالالتـــه المرتبطة‬ ‫بمجموعة من المقومات ويعكس بقوة تجذر‬ ‫المنجزات اإلنسانية والتراثيــة بتراب جماعة‬ ‫ايت يوسف وعلي وبلدية اجدير عبر مسار حافل‬ ‫بمعطيات التاريخ والجغرافيا‪ ..‬أكيد أن استثمار‬ ‫اإلمكانات البشرية والعمرانية والتراثية كان‬ ‫سبيال أساسيا في التعاطي مع ملف خليج النكور‬ ‫واختياره من بين خلجان العالم مع مراعاة‬ ‫مجموعة من المواقع والفضاءات التاريخية‬ ‫والحضارية بهذه المنطقة من طرف مؤسسة‬ ‫دولية ذات االهتمام بهذا الموضوع‪..‬لكن لم‬ ‫تعط األهمية الكافية لهذا اللقب أو هذا الوسام‬ ‫من طرف المنتخبين أو المؤسسات الرسمية من‬ ‫أجل استثمار هذا الموروث الثقافي والتاريخي‬ ‫في خدمة السياحة المستدامة‪ .‬أصبح واقـــع‬ ‫هذا الخليج مزريــا ومثيرا فالنفايات واألزبال‬ ‫تستقبــل الزائرين بروائحهــا الخانقة‪ ..‬فض ًال‬ ‫عن انعدام عالمات التشوير والسير والطرق‬ ‫المتهالكة بحفرها الكثيرة وكأنك ستلج إحدى‬ ‫القرى المهمشة والمنسية‪.‬‬

‫ت‪ .‬عيون وزان‬

‫‏السياحة تعاني‬ ‫بالرغم من أن مدينة الحسيمة تعتبر أحسن‬ ‫وجهة سياحية ‪ ،‬فإن الكثير من زبناء الفنادق‬ ‫السياحية يشتكون من المستوى المتدني‬ ‫للخدمات والتجهيزات بالغرف‪ ..‬والنقص الفظيع‬ ‫في توفير بعض مستلزمات وحاجيات السائح‬ ‫المغربي واألجنبي على السواء‪ .‬فكيف سيتعامل‬ ‫السائح الذي يجد تلفاز غرفته والمكيف الهوائي‬ ‫معطلين وأفرشة ومناديل االستحمام متقادمة‬ ‫نخرها االستعمال المفرط؟ هنا نطرح أسئلة‬ ‫تفرض نفسها ‪ :‬أين هي مسؤولية مندوبية‬

‫السياحة في مراقبة جودة الخدمات بالمؤسسات‬ ‫السياحية؟ وهل تستحق تلك الفنادق الرديئة‬ ‫الخدمات التصنيفات التي تفتخر بها؟ وكيف تتم‬ ‫عملية التفتيش والمراقبة لضمان استمرارية‬ ‫ذلك الوسام الذي وشحت به مدينة الحسيمة‬ ‫بمنارة المتوسط وبأحسن خلجان العالم؟‬ ‫إنه لوال المقومات التاريخية والجغرافية‬ ‫والتراثية والحضارية التي تعد هبة من اهلل‬ ‫لكانت السياحة بالحسيمة في خبر كان‪....! ‬‬

‫عبد المالك بوغابة‬

‫رئيس الجمعية المتوسطة للسياحة بالريف‬

‫غرفة التجارة والصناعة والخمات بجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬ ‫تتهيأ لتنظيم المنتدى الجهوي للتجارة الداخلية‬ ‫في اطار المشاورات التي تجريها‬ ‫غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة مع فروعها بالجهة‬ ‫تحضيرا لتنظيم المنتدى الجهوي للتجارة‬ ‫الداخلية ‪ ،‬شهد مقر فرع الغرفة بالعرائش‬ ‫يوم الخميس ‪ 11‬غشت ‪ ،2016‬لقاءا موسعا‬ ‫مع المهنيين بإقليم العرائش‪ ،‬والفاعلين‬ ‫االقتصاديين في هذا المجـــال‪ .‬ترأســـه‬ ‫مصطفى عبد الغفور ‪ ،‬نائب رئيس الغرفة‬ ‫بالجهة‪ ،‬بحضور محمد اغطاس السعيدي النائب الثالث للرئيس ومصطفى‬ ‫بناجي رئيس لجنة القطاع التجاري‪ ،‬ومدير ملحقة الغرفة‪ ‬بتطوان‪.‬‬

‫اللقاء تطرق لمختلف المشاكل التي يعاني‬ ‫منها القطاع التجاري بإقليم العرائش على‬ ‫مستوى الضغط الضريبي وقلة البنيات التحتية‬ ‫المعدة للتجارة‪ ،‬و المنافسة الغير المشروعة التي‬ ‫يتعرض لها التجار ‪ .‬هذا اللقاء خلص إلىصياغة‬ ‫ورقة ‪ ‬سيتم اعتمادها كوثيقة مرجعية خالل‬ ‫المنتدى الجهوي للتجارة الداخلية المزمع تنظيمه‬ ‫بطنجة خالل شهر شتنبر المقبل‪ .‬‬

‫م‪.‬ح‬

‫في إطار تنفيذ البرنامج اإلقليمي للمبادرة‬ ‫الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬وتخليدا لعيد العرش‬ ‫المجيد‪ ،‬شهد إقليم وزان تدشين وإعطاء‬ ‫االنطالقة لعدد من المشاريق االقتصادية‬ ‫واالجتماعية باإلقليم‪ ،‬بغالف مالي حدد في أكثر‬ ‫من ‪ 44‬مليون درهم‪.‬‬ ‫ففيما يخص الجهود المبذولة لمحاربة‬ ‫الهدر المدرسي أشرف عامل إقليم وزان على‬ ‫تسليم ‪ 16‬حافلة للنقل المدرسي لفائدة‬ ‫جماعة عين بيضة وأسجن وبني قلة وابريكشة‬ ‫وامزوفرن وقلعة بوقرة ولمجاعرة‪ ،‬وذلك لتشجيع‬ ‫األطفال القرويين‪ ،‬وخاصة منهم الفتيات‪ ،‬على‬ ‫التمدرس‪ .‬وتدخل هذه العملية في إطار عقد‬ ‫البرنامج‪ ،‬الذي يجمع وكالة تنمية أقاليم الشمال‬ ‫والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬لتوفير ‪34‬‬ ‫حافلة للنقل المدرسي بغالف مالي يبلغ ‪10،2‬‬ ‫مليون درهم ‪،‬تساهم فيه المبادرة الوطنية‬ ‫للتنمية البشرية ب‪ 1،45‬مليون درهم‪ .‬وفي‬ ‫الجانب االقتصادي‪ ،‬ومن بين أوراش المبادرة‬ ‫الوطنية تنجز بوزان‪ ،‬أربعة أسواق للقرب‪ ،‬تشيد‬ ‫بحي فلسطين‪ ،‬ومنطقة واد الرحى بغالف مالي‬ ‫يفوق ‪ 7‬مليـون درهم بما فيها التجهيزات‬ ‫الداخلية‪ ،‬وسيستفيد من هذه األسواق الباعة‬ ‫المتجولون‪ .‬عامل اإلقليم قام بجولة تفقدية‬ ‫ألوراش هذه األســواق‪ ،‬حيـث اطلع على تقدم‬ ‫األشغال بها‪.‬‬ ‫وفي إطار تقوية وتعميم االستفادة‬ ‫من الماء الشروب اعطيت االنطالقة لتجديد‬ ‫وتحسين قنوات الماء الشروب بالمدينة بغالف‬

‫مالي يفوق ‪ 29‬مليون درهم‪ .‬هذا المشروع‬ ‫من تمويل المكتب الوطني للماء والكهرباء‪،‬‬ ‫ومساهمة الوكالة الفرنسية للتنمية‪ ،‬واالتحاد‬ ‫االوروبي ‪.‬‬ ‫وفي إطـار العـنايـــة باألشخـــاص ذوي‬ ‫االحتياجــات الخاصة‪ ،‬قـــام عامل إقليم وزان‪،‬‬ ‫بتدشين مركز خاص باالشخاص في وضعية‬ ‫إعاقة‪ ،‬الذي أنجز بغالف مالي قدر بحوالي ‪2،77‬‬ ‫مليون درهم‪ ،‬ساهمت فيه المبادرة الوطنية‬ ‫للتنمية البشرية ب‪ 1،92‬مليون درهم ‪ .‬ويهدف‬ ‫هذا المشروع إلى المساهمة في اإلدماج التربوي‬ ‫والصحي لألطفال من ذوي االحتياجات الخاصة‪،‬‬ ‫المنحدرين من مختلف مناطق اإلقليم‪ .‬و لدعم‬ ‫البنيات االجتماعية بالمنطقة‪ ،‬تم بجماعة زومي‬ ‫تدشين مركز تجاري ومدرسة ابتدائية بمركز‬ ‫زهرة‪ ،‬وكذا إعطاء انطالقة إلنجاز مشروع تأهيل‬ ‫البنيات الطرقية الذي يشمل مختلف جماعات‬ ‫اإلقليــم ومعالجــة بعض المقاطــع الطرقية‬ ‫وحماية بعضها من االنزالقات‪.‬‬ ‫عامل إقليم وزان قام أيضا بهذه المناسبة‪،‬‬ ‫بزيارة للجماعة القروية بوقرة حيث اطلع على‬ ‫ورش تأهيل مركز الجماعة وإعطاء انطالقة‬ ‫إلنجاز أشغال المحور الطرقي‪ ،‬الذي يربط‬ ‫منطقة الشهبية بمركز قلعة بوقرة‪ ،‬وبناء‬ ‫نواة لثانوية بوقرة وقنطرة على وادي رشاقة‬ ‫وتدشين مقر قيادة بوقرة‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬


‫الثالثاء ‪� 16‬إلى ‪ 22‬غ�شت ‪2016‬‬

‫العدد ‪850‬‬

‫حوارمع‬

‫‪10‬‬

‫عماد العدراوي‪ ،‬مؤلف كتاب «دفء اللحاف القديم»‪:‬‬

‫«ال أكتب ألولئك الذين لو وضعت أمامهم لوحات‬ ‫بيكاسو لقالوا ‪« :‬ما إبداع ما والو‪»...‬‬

‫حاوره يف املحمدية‪ :‬عبد اهلل بديع‬

‫إن‬

‫المتتبع للحركة األدبية في المغرب‪ ،‬خالل السنوات األخيرة‪ ،‬يلمس أن هناك‬ ‫انتعاشة الفتة تشهدها هذه الحركة‪ .‬ومن عالمات هذه االنتعاشة أن كثيرا‬ ‫من المبدعين واألدباء‪ ،‬من مختلف األجيال والحساسيات‪ ،‬قرروا االنخراط في مغامرة‬ ‫الكتابة ضمن أجناس متفردة؛ لعل أبرزها القصة القصيرة جدا‪ ،‬والشذرة‪ ....‬نتيجة‬ ‫لهذا الحراك الالفت‪ ،‬فقد ازدانت المكتبة المغربية بعدد من المؤلفات التي استطاعت‬ ‫أن تفرض ذاتها وتخلق النقاش والحوار والنقد‪ ...‬وفي اآلونة األخيرة‪ ،‬أصدر المهندس‬ ‫األديب الشاب عماد العدراوي كتاب شذرات أطلق عليه عنوانا يتسم بكثير من الغرابة‬ ‫والرمزية‪“ :‬دفء اللحاف القديم”‪.‬‬ ‫في هذا اللقاء‪ ،‬نستضيف عماد العدراوي‪ ،‬مؤلف كتاب “دفء اللحاف القديم”‪ ،‬الذي‬ ‫يطلق عليه الكثير من أصدقائه الذين “يجدون أنه مخلوق سابق عمره وتاريخه وحارق‬ ‫للمراحل” لقب “العجوز”‪ ،‬كما يكشف لنا في هذا الحوار‪:‬‬ ‫• من فضاء الهندسة والمعادالت الرياضية إلى‬ ‫رحاب األدب‪ ،‬كيف يقدم المهندس واألديب الشاب‬ ‫عماد العدراوي قصة هذه الرحلة إلى القارئ؟‬ ‫• • شكراً لك على هذه االلتفاتة الطيبة كوني أتموقع‬ ‫في األسفل‪ ،‬والناس اعتادوا على النظر إلى أعلى األسالك‬ ‫متجاهلين أن هناك مسابح أسماك‪.‬‬ ‫في الحقيقة‪ ،‬إن الجواب عن هذا السؤال واسع جداً؛‬ ‫غير أن الهندسة ع ّلمتنا أن اإلنسان عندما ينتقل من‬ ‫الحياة البدائية (وال أقصد هنا اإلنسان البدائي القديم‪،‬‬ ‫الذي كان يجهل الوسائل واألدوات والتكنولوجيا؛ فهناك‬ ‫بداءة يعيشها أيّ شخص وفي أيّ عصر‪ .‬إذا‪ ،‬هي نسبية‬ ‫نوعاً ما) إلى الحياة الحرفية‪ ،‬ال بد أنه كانت هناك حاجة‬ ‫ما‪ .‬بناء على هذا المعطى‪ ،‬يمكنني أن أصيغ برهانا رياضيا‬ ‫بالمماثلة ‪) )raisonnement par analogie‬؛ أي أن‬ ‫وراء كل هذا النزوح إلى األدب كان وراءه نوع من الحاجة‪،‬‬ ‫ويمكن أن أطلق عليها حنينا‪ ،‬حنين إلى الجمال واإلبداع‪...‬‬ ‫ال سيما أنني تربيتُ في جو تقليدي يهتم باللغة والقرآن‬ ‫والبيان‪ .‬وذات لقاء جمعني بالشاعرة عزيزة يحضيه عمر‪،‬‬ ‫التي ترأس حاليا رابطة كاتبات المغرب‪ ،‬قبل سنوات قليلة‪،‬‬ ‫كنا نتبادل أطراف الحديث؛ وعندما اكتشفت أني مهندس‬ ‫في الميكانيك‪ ،‬سألتني سؤا ًال بدهيا‪“ :‬ما عالقة الميكانيكا‬ ‫باألدب؟”‪ ،‬وكان جوابي فوريا‪ ،‬فقلت‪“ :‬إن العنصر المشترك‬ ‫بين المهندس واألديب هو اإلبداع‪ ،‬وكل يبدع في‬ ‫تخصصه؛ إال أن األصل واحد ال ثاني له‪ ...‬فلوال إبداع‬ ‫دافنشي ما كانت الجوكندا‪ ،‬ولوال نظرية فيبوناتشي ما‬ ‫كان إبداع دافنشي‪ ،‬إنها متتالية رياضيات صرف”‪...‬‬ ‫إذن‪ ،‬فرحلة األدب‪ ،‬باختصار‪ ،‬هي رحلة جميلة ترحب‬ ‫دوما بكل األصناف‪ ،‬سوا ًء ابن القبيلة أم برانيا‪ .‬األصل أن‬ ‫يكون هناك جمال وإبداع‪.‬‬ ‫• ذكرت أنك “تربيت في جو تقليدي يهتم‬ ‫باللغة والقرآن والبيان”‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فال شك في أنك‬ ‫كنت تواظب على قراءة الكتب منذ سن مبكرة‪ ،‬فما‬ ‫طبيعة تلك الكتب؟ ومن هي األسماء التي كنت‬ ‫تنجذب إليها؟ وفي أيّ األجناس‪ :‬شعر‪ ،‬أم قصة‪...‬؟‬ ‫• • في الحقيقة‪ ،‬بدأت في سن مبكرة‪ ،‬ونوع القراءة‬ ‫التي سأتحدث لك عنها ربما ستثير لديك الكثير من‬ ‫الدهشة والذهول‪ .‬إن القراءة “األصل” بالنسبة إليّ كانت‬ ‫هي “الجامع” الذي دخلت بابه وأنا في نعومة أظافري‬ ‫استجابة لوصية جدي الفقيه سي العربي رحمه اهلل‪ ،‬كونه‬ ‫كان ملما باألصول‪ .‬وبعدها‪ ،‬دخلتُ الفصل الدراسي‪.‬‬ ‫خالل مرحلة طفولتي‪ ،‬كنت ال أتوانى عن االطالع على‬ ‫أرشيف بيتنا‪ ،‬الذي كان ال يخلو من كتب ومقررات ترجع إلى‬ ‫الستينيات والسبعينيات؛ فكنت أجد في نصوصها األدبية‬ ‫لذة لم يجدها تلميذ في المقررات السكوالئية الجافة‬ ‫اآلن‪ .‬كان هناك طه حسين وجبران خليل جبران ونجيب‬ ‫محفوظ وأبو القاسم الشابي وإيليا أبو ماضي وأسماء‬ ‫كثيرة ال يسع الوقت لذكرها‪ .‬ومن هنا جاءت هذه الفطرة‪،‬‬ ‫ألجد نفسي في سن العاشرة أو الحادية عشرة أضع أولى‬ ‫خربشاتي في كواغيط السكر الزرقاء‪ .‬وبعد ذلك‪ ،‬أصبحت‬ ‫أتردد على قراءة المعلقات السبع وشعر المتنبي وروميات‬ ‫أبي فراس الحمداني‪ ،‬وبعض الكتب والروايات التي ال‬ ‫تخلو من الجمال األدبي والفكري‪ ،‬وأذكر األستاذ عبد اهلل‬ ‫العروي ومحمد برادة ومحمد شكري وزفزاف والمهدي‬ ‫المنجرة ومصطفى محمود وغيرهم‪ ..‬وهذا ال يعني‪ ،‬بكل‬ ‫تأكيد‪ ،‬أنني أنجذب فقط إلى هؤالء األدباء؛ فأنا أحترم‬ ‫كل اإلبداعات األدبية‪ ،‬وهناك مبدعون ونقاد وكتّاب ال‬ ‫أتهاون في تتبع إصداراتهم‪ ،‬بشتى أجناسها األدبية التي‬ ‫تنشر باستمرار‪ .‬ولهذا‪ ،‬أجد نفسي في أرجوحة نواسية ذات‬ ‫معادلة تفاضلية بارامترية تجعلني أطلع على مجموعة من‬ ‫األجناس الجميلة وأتفاعل معها بحب وفتون‪.‬‬

‫• إذن‪ ،‬قررت‪ ،‬في مرحلة الحقة على القراءة‪،‬‬ ‫االلتحاق بزمرة الكتاب واألدباء؛ فشرعت في‬ ‫تسطير األوراق‪ ..‬ما طبيعة الكتابات التي حرّرتَها‬ ‫في بداياتك األولى؟‬ ‫• • إن الحديث عن البداية ال يمكن الحسم فيه؛‬ ‫ألنه ليس هناك بداية واحدة‪ ،‬وإنما هناك بدايات حسب‬ ‫المنطلق العلمي الصرف‪ ،‬وكل نهاية هي بداية في حد‬ ‫ذاتها‪ .‬ومن ثم‪ ،‬بالنسبة إليّ أرى نفسي كل مرة وكل‬ ‫حين في بداية جديدة وأتناسى ما قد انتهيت منه‪،‬‬ ‫معتبراً إياه بداية جديدة ال من االكتشاف في بحر اإلبداع‪،‬‬ ‫وهذا مبدئي‪ ...‬لكن‪ ،‬جوابا عن سؤالك‪ ،‬يمكن أن أح ّقب‬ ‫بدايتي النسبية مع الشعر‪ ،‬وقد تراكمت لديّ مجموعة‬ ‫من المحاوالت الشعرية في دفاتري وأوراقي المبعثرة‪،‬‬ ‫ثم كتبت قليال في الخاطرة‪ ،‬وقد نشر بعضها في صحف‬ ‫إلكترونية‪ .‬توازيا مع هذا‪ ،‬كنت أخوض محاولة في القصة‪،‬‬ ‫وتراكمت لديّ مجموعة من القصص أتمنى أن تجد فجرا‬ ‫في السنوات المقبلة‪ .‬أما اآلن‪ ،‬فأجد شخصي وأناي في‬ ‫الشذرة تحت تضخم هذه الفوضى وضيق الوقت اللذين‬ ‫نذوب فيهما كحبات السكر باستمرار‪ .‬كما تجاملني‬ ‫روايتان‪ ،‬فتكتباني في صمت وغاية السرية كلما كان‬ ‫لديهما متسع من الوقت‪ .‬وقريبا‪ ،‬سأحسم إنهاء األولى‬ ‫ألضعها جانب مخبوءاتي التي سبقتها‪.‬‬ ‫• إذن‪ ،‬بدأت بكتابة الشعر والخاطرة‪ ،‬قبل أن‬ ‫تنتقل إلى القصة القصيرة ثم الشذرة فالرواية‪..‬‬ ‫ففي أيّ جنس من هذه األجناس يجد عماد راحته‪،‬‬ ‫ويشعر بأنه األقرب إليه؟‬ ‫• • في الحقيقة‪ ،‬األدب كله عالم وجود‪ ،‬وال وجود‬ ‫بدون موجودات؛ فكل من يعيش فيه أكيد سيجد نفسه‬ ‫موجودا ال محالة‪ ،‬وقد يجد نفسه وذاته اإلستطيقية في‬ ‫جنس من بين األجناس األدبية اإلستطيقية‪ .‬وعندما‬ ‫أتحدث عن تجربتي‪ ،‬وقد مررت بمجموعة من األجناس‪ ،‬كل‬ ‫جنس أجد فيه حالوته وطراوته ومتعته؛ فعندما يشدني‬ ‫الحنين ويسلبني الخاطر إلى أن أكتب قصة أو قصيدة أو‬ ‫فصال روائيا فإني لست ذلك األنا الذي هو أنا‪ ،‬ولكن ذلك‬ ‫األنا المتلبس في أيقونة قاص أو شاعر أو روائي من أجل‬ ‫خلق عمل إبداعي يجد فيه ذاته وكينونته‬ ‫• بعد زهــاء ‪ 3‬سنوات من التفكيـر والتردد‪،‬‬ ‫قررت نشر كتابك األول‪ ..‬فما السبب الذي ّ‬ ‫شكل‬

‫عامال للتردد؟ وما الباعث الذي حفزك الحقا على‬ ‫خوض مغامرة النشر‪ ،‬ال سيما أن تكاليف الطباعة‬ ‫كانت على نفقتك الذاتية ‪ /‬الخاصة؟‬ ‫• • إن عامل التردد هو عامل مشترك بين كل‬ ‫المبدعين واألدباء المحترفين‪ ،‬خاصة في العالم العربي‬ ‫أو غيره إن صح القول؛ إال أن األسباب تتعدد وتختلف‪.‬‬ ‫وبالنسبة إلى عماد‪ ،‬كان هناك أكثر من سبب‪ :‬تارة يكون‬ ‫ليس مقتنعاً بما يكتب‪ ،‬ويطرح سؤاال‪ :‬هل ما أعده من‬ ‫طبق إبداعي يليق بالقراء؟ ومما ال شك فيه أن من بين‬ ‫القراء هناك نخبة (أنتلجينسيا) وهي فئة دقيقة ومحيصة‬ ‫في قراءتها وال تكتفي بالنقض وإنما هم ديريديون (نسبة‬ ‫إلى جاك ديريدا) ويعتمدون على نظرية تفكيكية‪ .‬وتارة‬ ‫يكون سبب زمكاني‪ ،‬وهذا المفهوم هو الذي قلب كل‬ ‫مائدة العلم وتفكير البشرية (الزمان والمكان)‪ ،‬دائما قد‬ ‫يكون ظرف زمان ليس مناسبا أم ظرف مكان غير الئق‬ ‫لإلفراج وإطالق سراح ما نكتب إلخ‪ ...‬لكن بوجود األصدقاء‬ ‫وهم قراء ونقاد وكتاب جعلني أطيح بمنجنيق التحفيز‬ ‫كل هذه األسباب معتمدا على العزم الكامن في ذراع‬ ‫هذا الميكانيزم المعنوي المحكم‪ .‬ودوما أستحضر مقولة‬ ‫أرخميدس‪ ،‬ولألسف أحفظها بالفرنسية‪donner moi :‬‬ ‫‪un point d’appui , et un levai , je souleverai‬‬ ‫‪.le monde‬‬ ‫• يسجل القارئ لعدد من النصوص الشذرية‬ ‫المضمنة في الكتاب أنها تنطوي على قدر عال‬ ‫من الحكمة والعمق الفكريّ‪ ..‬أال تخشى من تنفير‬ ‫القارئ في اإلقبال على هذه النصوص؟‬ ‫• • القراءة هي وجهة نظر‪ ،‬وتختلف هذه الوجهة من‬

‫عماد مع برادة والفطي�سي‬

‫قارئ إلى آخر؛ فإذا كان قارئ يرى أنها تنطوي على قدر عال‬ ‫من الحكمة فإن قارئا آخر يمكن أن يراها مجرد طالسم‪،‬‬ ‫وإذا كان من يرى أنها عمق فكري فهناك من يراها فكرة‬ ‫مسطحة‪ .‬وإني على إيمان صادق بأن القارئ المهتم له‬ ‫عينه الثاقبة في النظر إلى العمل اإلبداعي كيفما كان‪ ،‬وهو‬ ‫يتعامل معه بمستوى راق من الدقة‪ ،‬وقد يبدو له حكمة‬ ‫أو عمقا فكريا أو صورة إبداعية في أبهى حلتها‪ .‬ولهذا‪ ،‬ال‬ ‫أخفي عنك أنني متفائل دوما؛ بالرغم من كل هذا اإلعصار‬ ‫الذي يواجه الكاتب والمبدع المغربي‪ .‬ومن هذا المنطلق‪،‬‬ ‫فأنا أكتب بصدق وحب لهذه الفئة من الناس‪ ،‬وال أكتب‬ ‫ألولئك الذين لو وضعت أمامهم لوحات بيكاسو لقالوا‪“ :‬ما‬ ‫إبداع ما والو‪..”...‬‬ ‫• على عالقة بالسؤال السالف‪ ،‬تذيّل عددا‬ ‫من التدوينات التي تنشرها على صفحتك الخاصة‬ ‫بموقع التواصل االجتماعي بتوصيف “الشيخ عماد‬ ‫العدراوي”‪ ..‬فما قصة هذا التوصيف؟‬ ‫• • (ضاحكا) إن مواقع التواصل االجتماعي أصبحت‬ ‫“رقاصة”‪“ .‬رقاصة” ليست بالمعنى الشائع لدى الناس؛‬ ‫وإنما الرقاصة هي جمع رقاص‪ ،‬وكلمة رقاص كانت تطلق‬ ‫على ناقل الخبر ومشيعه بين الناس قبل ظهور وسائل‬ ‫االتصال الحديثة‪ .‬وللتصحيح فقط‪ ،‬فإني أكتب عبارة‬ ‫“العجوز عماد العدراوي” وليس “الشيخ عماد العدراوي”؛‬ ‫ألن الشيخ يكون في منزلة عالية من الحكمة‪ ،‬وأنا لست‬ ‫حكيما وأما العجوز فأقل بقليل‪ .‬وتارة أكتب (‪#‬ع‪ .‬ع‪ .‬ع) أي‬ ‫“العجوز عماد العدراوي”‪ .‬ويعود هذا الوصف إلى بعض‬ ‫أصدقائي المقربين الذين أحبهم حبا جما‪ ،‬هم من أطلقوا‬ ‫عليّ هذا الوصف‪ ...‬وكما ال يخفى على أحد‪ ،‬فإنني حديث‬ ‫العمر؛ لكن عندما أسرح وأتيه في حديثي عن أزلياتي‬ ‫وتجاربي بما تحمله من مغامرات ومذالت وشيطنة التي‬ ‫مررت بها‪ ،‬يقيسونها بعمري‪ ،‬فيجدون أنني مخلوق سابق‬ ‫عمره وتاريخه وحارق للمراحل‪ .‬والراجح وراء كل هذا يعود‬ ‫إلى الميزيرية التي قد يمر بها كل مسحوق وشقي في هذا‬ ‫الوطن‪.‬‬ ‫في ختام هذا اللقاء‪ ،‬أسألك كقارئ متتبع‪ ،‬هذه المرة‪:‬‬ ‫كيف تتبدّى لك الساحة األدبية في المغرب خالل المرحلة‬ ‫الراهنة؛ مقارنة مع نظيراتها في باقي البلدان العربية؟‬ ‫في الواقع‪ ،‬إن الجواب على السؤال مؤلم جداً‪ ،‬فمن‬ ‫زاويتي أرى أن الساحة األدبية في بعض البلدان العربية‬ ‫وليس كلها ما زالت تعاني باستمرار بنوع من االنخناق‬ ‫واإلعاقة؛ فاالنخناق ال يتجلى في أحادي أوكسيد الكربون‬ ‫القاتل (‪ ،)CO‬الذي إذا تجاوز ‪ 50‬جزيئة في المليون يقتل‬ ‫وإنما يتجلى في حرية التعبير التي ما زالت لم تحرر بعد‪.‬‬ ‫أما اإلعاقة فتكمن في ضعف الدعم المادي للثقافة بصفة‬ ‫عامة؛ فإذا أخدنا المغرب وال نقتصر على الساحة األدبية‬ ‫فقط وإنما الساحة الثقافية بشكل عام‪ ،‬فبالرغم من‬ ‫المجهودات التي تقوم بها وزارة الثقافة فنحن ما زلنا‬ ‫لم نتجاوز نسبة ‪ 1%‬التي تنص عليها منظمة اليونسكو‬ ‫الدولية كميزانية يجب أن تدعم بها الدولة الساحة‬ ‫الثقافية‪ .‬وهذا أمر يثير الخجل أمام دول الخليج مثال التي‬ ‫تدعم مبدعيها وتنافس مع بعضها من أجل خلق مناخ‬ ‫مبدع ومثقف وقارئ وراق‪.‬‬


‫العدد ‪850‬‬

‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪� 16‬إلى ‪ 22‬غ�شت ‪2016‬‬

‫التهامي الوزاني وجريدة الريف‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد القادر الخراز‬ ‫كان نتيجة إعالن فرانكو انقالبه ضد الحكم الجمهوري اإلشتراكي في إسبانيا عدة اتصاالت‬ ‫ومفاوضات بينه وبين الحركة الوطنية في تطوان‪ ،‬وبين هذه األخيرة ونظيرتها في جنوب‬ ‫المغرب‪ ،‬ثم بينه وبين المخزن الخليفي ‪ ،‬وبعد اتفاق كل األطراف تحددت تنازالت وأخذت‬ ‫وعود في قضايا ومكتسبات ‪ ،‬كان من بينها فتح المجال للعمل السياسي بتأسيس األحزاب‪،‬‬ ‫وفتح مدارس وإصدار جرائد واستقالل القضاء واألحباس‪ ،‬فتم التوافق ‪ ،‬وشاع بين العامة حسن‬ ‫نية اإلسبان ‪ ،‬وترددت أقوال بين الفئات الشعبية خدمة لالنقالب الفرنكاوي بالتشجيع على‬ ‫التجنيد‪ ،‬كان من بينها حب اإلسالم أو التعاطف معه ضدا على االشتراكية‪ ،‬وفي هذا المنحى‬ ‫جاء تهيئ فرانكو لباخرة “ المغرب األقصى” ألداء مسلمي المنطقة فريضة الحج‪.‬‬ ‫أمام هذه الصورة التوافقية بين األطراف المغربية وضباط االنقالب الفرنكاوي انطلقت‬ ‫الكثير من الكتابات تمجد فرانكو معلقة عليه اآلمال في مساعدتها على اإلصالح والبناء‬ ‫فاالستقالل‪.‬‬ ‫نتيجة تفاعالت هذه األحداث عرفت تطوان حركة نشيطة ومزدهرة في ميدان الصحافة‬ ‫باللغتين العربية واإلسبانية‪ ،‬جعلها ذلك مميزة بين المدن المغربية ‪ ،‬سهر على إعدادها‬ ‫وإصدارها جماعة من نخبتها السياسية والثقافية كان من بينها الشريف الصوفي األديب‬ ‫والمؤرخ التهامي الوزاني ( ‪ )1972-1903‬وذلك بجريدة “الريف “‪.‬‬ ‫جريدة الريف أسسها وأدارها الصوفي واألديب والمؤرخ التهامي الوزاني‪ ،‬صدر أول أعدادها‬ ‫يوم ‪ 27‬غشت ‪ 1936‬م‪ ،‬واستمر الوزاني في إصدارها إلى حصول المغرب على اإلستقالل‪ .‬بدأت‬ ‫بالصدور مرتين في األسبوع ‪ ،‬ثم تحولت إلى يومية‪ ،‬وكانت تطبع بمطبعة الريف التي أسسها‬ ‫التهامي الوزاني ‪ ،‬وبها طبعت مؤلفاته‪ ،‬ظلت هذه المطبعة في تطوان إلى أن انتقل التهامي‬ ‫الوزاني للعمــل في مدينـــة وادي لو فأخذها مـعــه‪،‬‬ ‫وظلت هناك متوقفة عن العمل إلى أن سلمها فيما بعد‬ ‫لصديقه عبد اهلل كنون ونقلت إلى مدينة طنجة‪ ،‬وبها‬ ‫كان يطبع جريدة “ الميثاق” لسان رابطة علماء المغرب‪،‬‬ ‫ومن طنجة أخذهــا الشيـــخ محمد المكي الناصــري إلى‬ ‫الربـــاط حيث استمر طبعها لجريدة “ الميثاق” إلى أن‬ ‫استغنى عنها باقتناء المطبعة الجديدة‪.‬‬ ‫تعتبر جريدة الريف من الجرائد الوطنية التي‬ ‫استطاعت أن تصمد مدة لم يستطع غيرها الحفاظ‬ ‫عليها‪ ،‬فقد استمر صدورها عشرين عاما‪ ،‬وهي تعد من‬ ‫أشد السنوات حرجا سواء بالنسبة لمنطقة شمال المغرب‬ ‫أو بالنسبة للجهات األخرى ‪:‬مغربية وعربية ودولية‪ ،‬وقد‬ ‫تمثل هذا الوضع في عدة مناحي ‪ :‬السياسي واالقتصادي‬ ‫واالجتماعي‪ ،‬والثقافي‪ ،‬وهذا ما جعل هذه الجريدة تصدر‬ ‫في عدة أحجام وفي أعداد غير قارة من الصفحات وفي‬ ‫أنواع عديدة من الورق سواء من حيث النوع أم من حيث‬ ‫اللون‪ ،‬وهي عاصرت عدة أحداث محلية ووطنية ودولية‪،‬‬ ‫نذكر من األولى االنقالب الفرنكاوي الذي عالجته بنوع‬ ‫من التأرجح بين الرفض والتأييد الذي لم يستقر إال بعد‬ ‫أسابيع من يوم بدئه‪ ،‬ومنه أيضا حدث اإلعالن عن حرب‬ ‫اإلصالح الوطني الذي استقلت جريدة الريف باإلعالن عنه‬ ‫بنشر أسماء أعضائه وصفتهم وصورهم‪ .‬ساعدها على‬ ‫ذلك خلو الساحة من الصحافة خالل الفترة أوال ‪ ،‬ثم لكون‬ ‫التهامي الوزاني – صاحب الجريدة – واحدا من مؤسسي‬ ‫الحزب ومن ضمن أعضائه ثانيا‪.‬‬ ‫التهامي الوزاين ‪ 1939‬م‬ ‫يعتبر اإلعــالن عن حــدث تأسيس حزب اإلصــالح‬ ‫بالنسبة لجريدة الريف حدا فاصال بين مرحلتين ‪ ،‬إذ كانت‬ ‫منذ صدور عددها األول إلى اإلعالن عن حزب اإلصالح الوطني يوم ‪ 18-12-1936 :‬امتدادا‬ ‫لما سبقها من الصحف كمجلة السالم وجريدة الحياة ومجلة المغرب الجديد وجريدة األخبار‬ ‫التي كان يصدرها محمد داود مفتوحة على جميع األقالم‪ ،‬ينشر فوق صفحاتها جميع كتاب‬ ‫الحركة الوطنية دون اعتبار أي اتجاه أو حزبية لكونهم يمثلون الكتلة الوطنية‪ ،‬غير أنها بعد‬ ‫اإلعالن عن حزب اإلصالح الوطني ستعرف تحوال ومراجعة في األسماء التي سيتاح لها النشر‬ ‫فوق صفحاتها بحكم أنها أصبحت ناطقة باسم الحزب أو هي بمثابة لسانه الرسمي ‪ ،‬وقد‬ ‫ظلت كذلك إلى حين صدور جريدة الحرية التي اعتبرت اللسان الرسمي الناطق باسم حزب‬ ‫اإلصالح الوطني تنشر برنامجه وتحلل ميثاقه وتغطي أخباره وأنشطته‪ ،‬متصدية لخصومه وفي‬ ‫مقدمتهم الشيخ محمد المكي الناصري وحركته الوحدة المغربية ولسان هيأته الحزبية جريدة‬ ‫الوحدة المغربية وخصوصا في السنوات الثالث األولى‪.‬‬ ‫كما نذكر من األحداث المحلية التي عاصرتها جريدة الريف المظاهرة الوطنية التي عرفتها‬ ‫مدينة تطوان ضدا على االحتالل اإلسباني عام ‪ 1948‬م والتي ذهب ضحيتها عدة شهداء‬ ‫وألقي بجماعة أخرى في غياهب السجون‪.‬‬ ‫ونذكر من األحداث الوطنية زيارة الملك محمد الخامس لمدينة طنجة عام ‪ ،1947‬وثورة‬ ‫الملك والشعب وما استتبعها من انتفاضات شعبية ومقاومات فدائية ومواجهات مسلحة‬ ‫تحريرية ثم ما ساهمت به مدينة تطوان في كل ذلك‪.‬‬ ‫وهي كما تتبعت نضال المقاومة المغربية وسجلت ما عرفته فترتها من أحداث محلية‬ ‫ووطنية حرصت على تتبع ما عرفته الحرب العالمية الثانية من معارك ومفاوضات‪ ،‬وهي بما‬ ‫سجلته تعتبر من أهم المصادر للباحث في أحداث الفترة التي عاصرتها شأنها في ذلك شان‬ ‫نظيرتها من األعمال الصحافية التي عاصرتها‪.‬‬

‫لم تتوقف جريدة الريف عن الصدور إال خالل فترات محدودة‪ ،‬تحمل مسؤولية إصدارها‬ ‫وإدارتها نيابة عن الوزاني محمد المسفيوي‪ ،‬كما نجد إدارتها بعد حصول المغرب على‬ ‫اإلستقالل مباشرة تحت إشراف الصحافي مصطفى الصباغ ‪ ،‬ويبدو من تتبع األعداد أن فترة‬ ‫إشرافه لم تستمر إال فترة يسيرة تسلمت اإلشراف عليها بعده هيأة جمعية نبراس الفكر‪،‬‬ ‫وتبدو أنها لم تستمر ـ هي األخرى ـ على إدارتها ونشرها‪ ،‬ذلك أننا نجد العدد ‪ 1.240‬م وهو‬ ‫عــددها األخيـــر يرتبط بتاريخ ‪ 17‬يونيو ‪ 1956‬م‪.‬‬ ‫لم نستطع تحديد أسباب توقفها أو توقيفها الستحالة اإلطالع على جميع أعدادها رغم ما‬ ‫حاولناه من جهد بحثا في المكتبات العامة‪ ،‬وبعض المكتبات الخاصة‪ ،‬جاءت اإلشارة إلى هذا‬ ‫التوقف في أبيات لألديب محمد العربي الشاوش نشرها فوق صفحاتها‪ ،‬قال‪:‬‬

‫عادت إلينا “الريـف” بعد صدودهـا‬ ‫هي بهجة وأنيس كل مطالــــــــع‬ ‫هي متعة تحيــي موات قلوبنـــــا‬

‫أهال وسهــال مرحبـا بقدومـــهــــا‬ ‫تسبي العقـول بلطفهـا وجمالهـــا‬ ‫وتزيــدنــا علمــا بـــسر بيانهــــا‬

‫إلى أن قال‪:‬‬

‫إني أحب “ الريف” وهــي جديـــرة‬ ‫يا عادلـي كـن عاذري في حبهـــــا‬

‫بالحب من كل الشعـــوب بأسرهـــا‬ ‫فهي فريــدة في الصحـائـــف كلهـا‬

‫ومهما كانت مدة توقف جريدة الريف أو توقيفها فهي بأعدادها “ ‪ ”1240‬ظلت طول‬ ‫مدة صدورها تعمل على إيقاظ الحس السياسي لدى قارئيها ووسطها‪ ،‬كما وقفت صوتا‬ ‫مرتفعا بالمدينة والبادية يعمل على نشر التهذيب واألخالق‬ ‫والفضيلة والتثقيف ونشر الفكر بفضل أقالم سياسيين وعلماء‬ ‫وأدباء محليين وقوميين وعالميين ‪ ،‬في مقدمتهم صاحب‬ ‫الجريدة التهامي الوزاني الذي كتب فوق صفحاتها الكثير حتى‬ ‫ال يكاد يخلو عدد من أعدادها من كتابته‪ ،‬كتب في السياسة‬ ‫والتاريخ والتصوف والتربية والتعليم واألسطورة والرحالت‪،‬‬ ‫كما كتب عن المرأة وحقوق اإلنسان‪ ،‬كما قدم فوق صفحاتها‬ ‫ترجمات عن األجنبية منها ترجمته رواية “سيرفانطيس “‬ ‫ضون كيخوطي دي ال مانشا‪ ،‬كذلك عرفت صفحات جريدة‬ ‫الريف الكثير من اإلبداعات األدبية كالشعر والزجل والمقالة‬ ‫والقصة والسيرة الذاتية‪ ،‬فقد كانت منبرا ألقالم معاصريها‪،‬‬ ‫نذكر منهم عبد الخالق الطريس قبل اإلعالن عن حزب‬ ‫اإلصالح الوطني‪ ،‬ومحمد حجاج والطيب بنونة وعبد السالم‬ ‫ابن جلون ومؤرخ تطوان أحمد الرهوني ومحمد ابن موسى‬ ‫وشقيقه أحمد ومحمد الطنجي وعبد السالم الحضري ومحمد‬ ‫المسفيوي ومحمد العربي الشاوش والشريف القجيري وعبد‬ ‫اهلل بن عبد السالم المراكشي ومحمد بوخبزة وعبد الواحد‬ ‫أخريف وحسن المفتي وغيرهم من كتاب المغرب والمشرق‪.‬‬ ‫وأهم ما يمكن اإلشارة إليه هنا فتح الجريدة حيزا للكتابة‬ ‫النسوية‪ ،‬من ذلك ما نشرته فوق صفحاتها ارحيمو المدني‪،‬‬ ‫فقد نشرت لها الجريدة في عددها ‪ 15‬ص ‪ 4‬كلمتها التي‬ ‫كانت ألقتها بمدينة شفشاون عن موضوع تثقيف المرأة‬ ‫ووجوب تعليمها‪ ،‬وقد جرت كلمتها هذه إلى سجال كان بينها‬ ‫وبين األديب محمد الصباغ على صفحات الجريدة وهو طريف‬ ‫وإن لم يستمر حتى نهايته‪ ،‬وقد تعتبر هذه المرأة من رائدات‬ ‫الحركة النسوية ليس على المستوى المحلي بل يمكن‬ ‫اعتبارها رائدة على المستوى الوطني‪.‬‬ ‫إذا كان يصعب حصر كل ما عالجته جريدة الريف في هذه الكلمة فإنا سنقف مع مساهمتها‬ ‫في بعض ما نشرته من شعر نكتفي من ذلك ببعض ما كان شغل هاجس المبدعين في موضوع‬ ‫القضية الوطنية‪ ،‬جاء في قصيدة عبد السالم الحضري في رثاء عبد السالم بنونة‪:‬‬

‫تنام جفونـي عنــد كــل مصيبـــة‬

‫وليس بها نــوم إذا مــات عـالـــــم‬

‫وقال القجيري في إحدى وطنياته‪:‬‬

‫ما لنفسي أبت لبــاس جـــــديـــد‬

‫إذ غــدا الناس في ســـرور وعيـــــد‬

‫إلى أن قال ‪:‬‬

‫ذاك شعبــــي سطــت عليــه يـــد‬

‫الظلم فأضحى في قبضة من حديـد‬

‫وهذا عبد اهلل المراكشي يقول في قصيدة له طويلة‪:‬‬

‫بفضل عنايـــــة المولـــى ونـــور‬ ‫بفضــل خليفـــة السلطـان نــــار‬

‫من االشـــراف يبعثــــه العليــــــم‬ ‫بذور الــغـرب وازدهــــت النجــــوم‬

‫احتوت جريدة الريف على نصوص شعرية عديدة وفي مواضيع متعددة‪ ،‬احتوت قصائد‬ ‫عمودية وأخرى تفعيلية وثالثة نثرية‪ .‬وهي بتسجيلها للنوعين األخيرين تعتبر رائدة في تبني‬ ‫الشعر الجديد في المغرب والعمل على إيداعه ونشره متحدية بذلك األصوات الرافضة له ولرواده‬ ‫باعتباره دخيال على المألوف‪ ،‬ولكنه استمر متحديا داعيا إلى التجديد‪ ،‬إنها دعوة التهامي الوزاني‬ ‫في كل آرائه وأفكاره وأبعاده الفكرية واالجتماعية واألدبية والصحافية‪ ،‬فقد كان رحمه اهلل داعية‬ ‫إلى التجديد في كل شيء إال فيما يرتبط بدينه ومذهبه وعقيدته‪.‬‬


‫العدد ‪850‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 16‬إلى ‪ 22‬غ�شت ‪2016‬‬

‫حوار �شامل مع ال�شاعر الكبري ‪)4( :‬‬

‫األستاذ مصطفى الشريف الطريبق‬

‫ولذلك فإني أري أن العرب أصبح من الواجب‬ ‫عليهم أن يستيقظوا وأن يتأهبوا ويستعدوا لوحدة‬ ‫الصف وتكتل الجهود والتفكير في حل كل المشاكل‬ ‫والصعاب بالحوار البناء فيما بينهم‪ ،‬وإنني ألتألم كثيرا‬ ‫حينما أرى أن العرب يثقون ويصدقون أن مشاكلهم‬ ‫تحل عن طريق الدول االستعمارية فهذا أكبر خطأ ونوع‬ ‫يمكن أن يظنه اإلنسان العاقل أنه من الحماقة مع‬ ‫العلم أن كل داء له دواء إال الحماقة أعيت من يداويها‪،‬‬ ‫لهذا فالمرجو من العرب أن يفكروا في المصير الذي‬ ‫يتمنونه ونتمناه لهم وهو مصير الوحدة واالزدهار‬ ‫والسير إلى األمام‪ ،‬وهذا ال يتم إال بتفاهم عربي عربي‪،‬‬ ‫مع أخذ الحيطة الكاملة من اسرائيل التي هي سبب كل‬ ‫هذه الويالت التي يتخبط فيها العرب‪ ،‬فإسرائيل تهدم‬ ‫المنازل‪ ،‬وتقتل االطفال والمواطنين الفلسطينيين‪،‬‬ ‫وتحتل االراضي وتعبث في المسجد االقصى‪ ،‬وال إدانة‬ ‫توجه إليها وهذا وحده كاف ليصبح العرب قلبا واحدا‬ ‫ولسانا واحدا‪.‬‬

‫• نعرف أنكم من محبي الشعر العربي‬ ‫القديم وأنكم تحفظون الكثير منه عن ظهر‬ ‫قلب وفي نفس الوقت تتفتــح على ثقافــة‬ ‫العالم العربي وغيـره‪ ،‬هل هذا هو االنطــالق‬ ‫من الجذور المغربية نحو اآلفاق الواسعة‪ ،‬وهل‬ ‫تتمسكون بالتراث العربي أكثر ؟‬

‫• • أنا ال أنفي على أخوتكم الكريمة أنني معجب‬ ‫كثيرا بالشعر العربي على مختلف عصوره‪ ،‬ألنه شعر‬ ‫فيه روح الشهامة والحمية العربية وفيه الحماس وفيه‬ ‫الصراحة‪ ،‬وفيه مواجهة الحكام‪ ،‬وفيه عظمة اللغة‬ ‫والتفنن والتوسع في هذه اللغة‪ ،‬وفيه صوت المرأة‬ ‫صريحا قويا‪ ،‬فهذه الشاعرة ليلى األخيلية تواجه الحجاج‬ ‫بن يوسف الثقفي‪ ،‬الذي لم يكن أحد يستطيع أن يقف‬ ‫في وجهه وتخاطبه قائلة‪:‬‬ ‫أحجاج ال تعطي العصاة مناهم‬ ‫فما اهلل يعطـي للعصـاة مناها‬ ‫فهي تمدح الحجاج ولكنها ال تمدحه بلسان التملق‬ ‫وإنما بلسان التهديد‪ ،‬وهي شاعرة عبقرية كانت تعرف‬ ‫ما سيقع من فتن واضطرابات بعد قتل عثمان بن‬ ‫عفان‪ ،‬وتوصي بتقوى اهلل وعدم الكذب وغير ذلك في‬ ‫قولها‪:‬‬ ‫أبعد عثمان ترجو الخيـر أمتـــه‬

‫• السؤال األخير ‪ :‬أذكر أني قرأت وأقرأ لكم‬ ‫في عدد كبير من الجرائد والصحف والمجالت‬ ‫سواء داخــل المغــرب أو خارجه‪ ،‬وأالحظ أن‬ ‫كتابتكم تتوزع ما بين شعر ونثر ونقد وتحليل‬ ‫مع مواضيع دينية‪ ،‬كما أنكم تكتبون القصة‬ ‫ولكم قصص عديدة منشورة‪ ،‬فما هي الجرائد‬ ‫التي نشرتم فيها‪ ،‬وما هو شعوركم نحو هذه‬ ‫الجرائد؟‬

‫وكان آمن من يمشي على ساق‬ ‫خليفة اهلل أعطاهم وخولــــهـم‬ ‫ما كان من ذهــب جـوم وأوراق‬ ‫فال تكذب بوعـد اهلل واتــــــقـه‬ ‫وال توكل على شــيء بإشفـــاق‬ ‫وال تقولن لشيء ســوف أفعلـه‬ ‫قـد كتــب اهلل ما كل امــرئ الق‬ ‫ومن جيد قولها‪:‬‬ ‫وكل شبــاب أوجديــــد إلى بلى‬ ‫وكل امرئ يومــا إلى اهلل صائـر‬

‫هذا هو الشعر القديم ‪ -‬صدق في قوله ‪ -‬وإصابة‬ ‫في الحكمة وجرأة في التعبير‪ ،‬وتأمل في الوجود‪،‬‬ ‫وتصوير شفيف للحقيقة‪ ،‬أنظر إلى األفوه األوذي حينما‬ ‫قال‪:‬‬ ‫ال يصلح الناس فوضى ال سراة لهم‬ ‫وال ســـراة إذا جهـالهــــم ســــادوا‬ ‫والبيت ال يبتغى إال له عـــــــــــمد‬ ‫وال عمــــاد إذا لـــم تــرس أوتــــاد‬ ‫وإنتجــــــــــــــمعأوتادوأعمــدة‬ ‫يوما فقـد بلغــوا األمر الذي كـادوا‬

‫لهذه الصراحة‪ ،‬ولهذه الحكم‪ ،‬ولهذا السياق‬ ‫العفوي الجميل في التعبير يعجبني الشعر القديم‬ ‫وأحفظ منه الكثير‪ ،‬ولكنني ال أنسى االنطالق إلى عالم‬ ‫الثقافة والتزود من مختلف الفنون التعبيرية‪ ،‬والقراءة‬ ‫في أوقات محددة تتوزع بين الصبح باكرا‪ ،‬والليل قبل‬ ‫النوم‪ ،‬والبد من المطالعة المتنوعة ألن المطالعة‬ ‫حاضنة الثقافة‪ ،‬وإذا سألتني ماهي الثقافة قلت لك‬ ‫هي ما يتبقى لإلنسان‪ ،‬بعد أن ينسى كل شيء‪ ،‬وفي‬ ‫مضمار التعامل الثقافي‪ ،‬والعطاء الفكري شعرا أو نثرا‬ ‫أحب الحفاظ على الشخصية المغربية في كل شيء في‬ ‫الكتابة‪ ،‬في التعايش في اللقاءات المتنوعة‪ ،‬والبد من‬ ‫مراجعة ما نكتب مع أخذ الحيطة والحذر من االنزالق‬ ‫حتى ال يقع االنسان في كتابة معنى ال يدري ما حقيقة‬ ‫هذا المعنى‪ ،‬أو كلمة لها انسياقات متعددة‪ ،‬بمعنى أنه‬ ‫ال بد من مراجعة ما نكتب قبل أن ندفع به إلى النشر‪،‬‬ ‫وحذار حذار من الغرور‪ ،‬وعلينا بالتزود من التراث ألنه‬ ‫غني ومنه أخذ كتاب أجانب‪ ،‬ومن جواهره استفادوا‬ ‫ومنهم من نهل منه وتزود بخيراته وتنكر له‪ ،‬ولكن‬ ‫هناك من األجانب من اعترف بأستاذية العرب ألوربا‬ ‫‪.‬‬ ‫ورجاالتها العظام‬

‫• في دراسة هامة لكم حول قصيدة النثر‬ ‫نشرت بمجلة «كتابات» العدد ‪ 22‬صيف سنة‬ ‫‪ 2013‬أشرتم إلى ما تثيره قصيدة النثر من‬ ‫جدال حول ما يتعلق بمرجعيتها وما يثار‬ ‫حول خلوها من السمات الشعرية‪ ،‬وأنها نتاج‬ ‫غربي‪ ...‬الخ‪...‬‬ ‫فماهو رأيكم فيما ذكرتـــه بأن الشاعر‬ ‫العربي الكبير أدونيس الذي أراد أن يجعل منها‬ ‫منافسا قويا للقصيدة العربية؟‬ ‫• • هذا السؤال الذي طرحته يتعلق بموضوع‬

‫حاوره‪:‬‬ ‫عبد القادر �أحمد بن قدور‬

‫نشرته في مجلة «كتابات» العدد ‪ 22 :‬ص ‪9 - 2 :‬‬ ‫صيف سنة ‪ 2013‬وال أريد العودة إليه وكنت أود أن‬ ‫أجد ردا حوله ألن في جعبتي الكثير حول هذا النوع من‬ ‫الكالم‪ ،‬وأقول الكالم وال أقول الشعر‪ ،‬ألنه بعيد عن‬ ‫الشعر‪ ،‬وإنما هو نثر مقطع جمال وعبارات‪ ،‬وهناك تعابير‬ ‫نثرية توجد أحسن بكثير من هذا النوع الذي يسمونه‬ ‫قصيدة النثر‪، ،‬فهناك كالم جميل مثال لآلنسة مي زيادة‬ ‫تنقر عباراته في عمق اإلحساس لجمالية التعبير ولكنها‬ ‫لم تقل أنه شعر‪ ،‬فاستمع إليها وهي تقول ‪:‬‬ ‫(عندما داعت أسماء الوطنيات كتبت اسم وطني‬ ‫ووضعت عليه شفتي أقبله‪ ،‬وأحصيت آالمه مفاخرة بأن‬ ‫لي كدوي األوطان وطنا ثم جاء دور الشرح والتفصيل‬ ‫فألممت بالمشاكل التي ال تحل)‪.‬‬ ‫فهذا كالم جميل‪ ،‬تعبير لطيف يخاطب فينا‬ ‫اإلحساس بلمحة من الرومانسية والبعد اإلنساني‬ ‫ولكنه ليس شعرا ‪،‬ألن الشعر ليس بالمعنى فقط وإنما‬ ‫بالمعنى والمبنى يقوم على بناء خاضع لقواعد وقوالب‬ ‫إذا انعدمت كان الكالم عاديا‪.‬‬ ‫وأشير إلى أخوتكم أن الجواب كامال حول هذا‬ ‫السؤال موجود في موضوع‪ :‬قصيدة النثر بين المرجعية‬ ‫والتسمية وشهادة االعتراف موجود في مجلة «كتابات»‬ ‫العدد السالف الذكر‪.‬‬

‫• نشرتم عــدة كتب أساسيــة ودواويـن‬ ‫شعرية‪ ،‬من الدواوين‪« :‬إعدام البراءة» الذي‬ ‫هو عبارة عن بركان متفجر بالعواطف الوطنية‬ ‫واألواصــر العربيـــة في ثالثة محاور ‪ :‬المحــور‬ ‫الفلسطيني الهام‪ ،‬والقومي العروبي‪ ،‬والمحور‬ ‫الوطني‪« ،‬سنابـــل وأعاصيــر» المؤلف من ‪72‬‬ ‫قصيدة فيه تعايـــش ما يدور في المغـــرب‬ ‫والعالم العربي كله‪ « ،‬ترانيم الشجن»‪ ،‬البليغ‬ ‫بفصاحته والمؤثر كثيرا في حنايا القلوب‬ ‫بآالمه وعواطفه…الخ ‪..‬ومن الكتب « استرجاع‬ ‫مدينة العرائش»‪ ،‬ماهي كتبكم المخطوطة‪،‬‬ ‫وماهي وجهة نظركم فيما كتب عنكم من‬ ‫طرف بعض النقاد والكتاب؟‬ ‫• • من الناحية الشعرية فالكتابة عني عديدة‪،‬‬ ‫واإلطراء والثناء واالستدعاءات لندوات متعددة سواء‬ ‫داخل القصر الكبير أو خارجه‪ ،‬وهناك مشاركات وفوز‬ ‫بعدة جوائز‪ ،‬سواء داخل القصر أو خارج القصر‪ ،‬وخصوصا‬ ‫في مدينة فاس‪ ،‬وهناك كتابة عني في «الموسوعة‬ ‫الكبرى للشعراء العرب بالجزء الثالث من سنة ‪ 1956‬إلى‬ ‫‪ 2006‬إعداد وتقديم الباحثة فاطمة بوهراكة بصفحة‬ ‫‪ 430 :‬لقصيدتي عنوانها « طنجة فردوس األرض»‬ ‫وفي جريدة «الشمال ‪ »2000‬وفي مجلة «مواسم»‬ ‫الخ ‪ ...‬وهناك لقاء مع إذاعة صوت العرب بالقاهرة في‬ ‫استجواب مع الصحفي المصري محمد الناصروهو‬ ‫إستجواب استغرق تقريبا ساعة زمنية‪ ،‬وعن ما كتب حول‬ ‫الديوان األخير « ترانيم الشجن» فإني أجد نفسي عاجزا‬ ‫عن اإليفاء بالشكر كما يجب لألستاذ أسامة الزكاري‪،‬‬

‫• • حقيقة أنني أنشر في عدد من الجرائد ال يمكن‬ ‫ان أحصيها كاملة ألن كتاباتي ومراسلتي الصحفية‬ ‫واألدبية بدأت منذ السبعينات‪ ،‬وفي هذه الفترة كنت‬ ‫مراسال لجريدة «العلم» بعدها كنت مراسال لجريدة‬ ‫«ميثاق رابطة العلماء» في عهد العالمة الجليل عبد‬ ‫الذي كتب موضوعا قيما حول هذا الديوان نشره في اهلل كنون‪ ،‬بعدها كنت مراسال لجريدة «الميثاق‬ ‫جريدة «الشمال ‪ »2000‬كما كتب دراسة أساسية عن الوطني» ثم نشرت في « األحداث المغربية» ونشرت‬ ‫ديوانى األستاذ أبو الخير الناصري «السنابل واألعاصير» في « الصباح» ونشرت في «بيان اليوم» ونشرت في‬ ‫بنفس الجريدة بعنوان ‪ :‬قراءة نقدية لشاعر السنابل جريدة « الشمال ‪ »2000‬ونشرت في جريدة « االتحاد‬ ‫واألعاصير مصطفى الطريبق بعددي ‪ 537‬و‪ 539‬األول اإلشتراكي» ونشرت في مجلة « دعوة الحق « وفي‬ ‫من يوم الثالثاء ‪ 20‬إلى ‪ 26‬يوليوز ‪ 2010‬والثاني من مجلة» اإلرشاد» ونشرت في» الهالل المصرية» ونشرت‬ ‫يوم الثالثاء ‪ 03‬إلى ‪ 09‬غشت ‪ 2010‬بالصفحة ‪ 18‬في في مجلة «العربي» على كل حال ال يمكن أن أذكر كل‬ ‫كل منهما‪ ،‬وال أنسى أيضا عبارات الشكر والثناء لجمعية الجرائد والصحف التي نشرت فيها وخصوصا الجرائد‬ ‫البحث التاريخي واالجتماعي وخصوصا رئيسها المؤرخ المحلية ألن عددها فوق الحصر‪ ،‬وفي األخير نشرت في‬ ‫الباحث المقتدر أخي محمد أخريف‪ ،‬فلواله لما خرج لي جريدة «األسبوع الصحفي» وكل هذه الجرائد كانت‬ ‫أي مؤلف من هذه المؤلفات‪ ،‬فهو الذي يسهر عليها من تنشر لي وتهتم بما أكتبه وأبعث به إليها‪ ،‬وال أذكر أن‬ ‫بدايتها إلى نهايتها فجزاه اهلل خيرا‪ ،‬وال أنسى جهود موضوعا بعثت به ولم ينشر‪ ،‬وتجدني عاجزا عن تقديم‬ ‫أخي وصديقي محمد العربي العسري إلنجاح المشروع الشكر الواجب تقديمه لمديري هذه الجرائد والصحف‬ ‫الثقافي لجمعية البحث التاريخي واالجتماعي لمدينة على حسن معاملتهم وعلى اهتمامهم الملحوظ بما‬ ‫القصر الكبير ‪..‬‬ ‫أبعث به اليهم‪ ،‬وأذكر بالمناسبة أن االستاذ مصطفى‬ ‫• شعرك في فلسطين الحبيبة ليس كلمات العلوي وضع إسمي ضمن الئحة كتاب الرأي‪ ،‬ولوال علمه‬ ‫وعبارات وإنما قطرات عصرتها من عواطفك باحترامي وتقديري وحبي لهذه الجريدة لما أقدم على‬ ‫ومشاعرك الحارة والجياشة‪ ،‬ألن فلسطين من ذلك‪ ،‬ولعله يدرك أنني راض على ذلك‪ ،‬والحقيقة أن‬ ‫منظورك أرض الفداء ومهد البطولة العصماء‪ ،‬كل امرئ في قلبه حس وطني حول صحفنا وجرائدنا‬ ‫واآلن هي كلها في حزن كبير وحسرة وبكاء الوطنية يجب أن نقدرها ونحمل لها الحب والعطف‪،‬‬ ‫‪،‬ال تراعى فيها الحقوق ‪،‬ويقتل فيها الشيخ ألنها تحمل رسالة التنوير والتثقيف وتنامي الثقافة‪،‬‬ ‫والطفل‪ ،‬وتهدم البيوت ‪،‬وتقتلع األشجار لتبنى والعطف على الوضع الذي تعيشه هذه الجرائد في‬ ‫مستعمرات إسرائلية ‪...‬الخ ‪،‬فما تقول في هذا مغربنا‪ ،‬حيث تجد المئات من المواطنين في مقهى‬ ‫عريضة واسعة‪ ،‬يتناوبون على قراءة جريدة واحدة أو‬ ‫الزمن للمثقفين والمبدعين وساسات العرب‪،‬‬ ‫جريدتين‪ ،‬وحيث تجد بائع الجرائد الوطنية كل أسبوع‬ ‫وماذا نصنع لنحميهم من هذا المصير؟!‬ ‫يعيد من المرجوعات أكثر من الثلث أو الثلثين من‬ ‫• • تسألني عن فلسطين الحبيبة ‪،‬وأنت في الجرائد التي يبيعها‪.‬‬ ‫سؤالك عنها قلت ما يجب أن يقال في حقها‪،‬وكانت‬ ‫إن موضوع الجرائد في مغربنا يجب أن يتم فيه‬ ‫عباراتك نحوها عبارات صادقة دالة داللة واضحة على التفكير بجد واهتمام‪ ،‬ففي الوقت الذي نرى فيه الدعاية‬ ‫الروح المغربية الصادقة نحو فلسطين‪ ،‬وهكذا كل المسعورة عبر فضائياتنا حول المواد االستهالكية‬ ‫مغربي بالنسبة لفلسطين‪ ،‬وعبرت عن الجراح التي في وحول المواد المنزلية‪ ،‬نرى أنه من واجب هذه‬ ‫قلبي نحوها‪ ،‬وأعتقد أن ديواني « إعدام البراءة» الفضائيات أن تدعو المواطنين إلى اإلقبال على الجرائد‬ ‫صورة واضحة ومعبرة عن الحب الكبير الذي هو ألنها نوافذ مفتوحة للمعرفة واإلطالع على ما يجري في‬ ‫في قلبي نحوها‪ ،‬وعن اآلمال الواسعة في أن تصبح مختلف المجاالت الثقافية واألدبية والسياسية وقبل كل‬ ‫فلسطين حرة تضم كجوهرة المعة إلى عقد األمة ذلك المجال الديني‪ ،‬فال بد من شن حمالت إعالمية‬ ‫العربية‪ ،‬وينتهي ذلك الظلم وذلك الجور واالعتداء عبر أجهزتنا اإلذاعية لصالح الجرائد على أن تكون‬ ‫الذي تعيشه يوميا والعالم العربي ينظر‪ ،‬وفي هذه الحمالت اإلعالمية مجانا حبا في المعرفة وتوعية‬ ‫اعتقادي أن العالم العربي قادر بقدراته وإمكانياته الشعب وتشجيع الجرايد وخدمة الثقافة والرفع من‬ ‫أن تتحرر فلسطين بمساعيه‪ ،‬وهذا قد يتم إذا توحد مستوى القراءة ألنه ال شعب نعتبر له وجود في الحياة‬ ‫العالم العربي وانشغل بإخالص وتفان في موضوع دون قراءة وتوعية واطالع على كل ما يدور في المجتمع‬ ‫تحرير فلسطين‪ ،‬ولكن االستعمار يدرك كل اإلدراك ‪،‬وهذا ال يتأتى إال بالصحافة‪ ،‬ونحن في الحقيقة واقع‬ ‫ان هذه الوحدة إذا تمت فال قوة تقف في وجه العرب‪ ،‬القراءة عندنا يدمي قلوبنا‪ ،‬ألن الجرائد تقرأ باإلتاوة‬ ‫ولذلك فهو منهمك في خلق كل المعوقات والعراقيل والتناوب والكتب والدواوين الشعرية تهدى وما ال‬ ‫والمثبطات التي تحول دون هذه الوحدة ودون توفر يهدى يبقى في رفوف أصحابها‪ ،‬والمطابع ال ترحم‬ ‫روح االستقرار‪ .‬وما هذه الفتن واالضطرابات والقتال فالورقة الواحدة تطبع بثمن فاحش‪ ،‬زيادة على اإلنجاز‬ ‫الدائر في الشام والعراق‪ ،‬وما هذه األسماء المخترعة والتصفيف والترتيب واألتعاب التي ترهق الفكر‪.‬‬ ‫لهذه الفرق الضالعة في القتل والدمار والتخريب‬ ‫(انتهى)‬ ‫والتفجيــرات إال أدوات مهيــــأة بتدبيـــر استعماري‬ ‫القصر الكبير‪ ،‬يوليوز ‪2016‬‬ ‫وتمويل كبير وتخطيط جهنمي ‪.‬‬


‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 16‬إلى ‪ 22‬غ�شت ‪2016‬‬

‫العدد ‪850‬‬

‫�أوراق من�سية‬

‫‪ 6‬ـ �أحزاب �سيا�سية‪...‬‬

‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪...‬وق���د يبدو والتناقض بقصد تحريف‬ ‫األقوال «لدبلوماسيــة ‪ -‬سياسويـــة» لصناعة‬ ‫بمعامل الشركات المتعددة الجنسيات واللوبي‬ ‫الصهيوني والميديا‪ ،‬بواشنطن ولندن وباريس‬ ‫ثم موسكو‪ .‬األعضاء الدائمون بمجلس األمن‪،‬‬ ‫لهم الحق في استباحة أراضي دول أعضاء في‬ ‫األمم المتحدة ! طبائعهم تنمُّ عليها سيماهم‬ ‫عن حق من حقوق اإلنسان العربي‪ .‬فأين هي‬ ‫اآلص��رة التي تجمع بين األس��رة اإلنسانية ؟‬ ‫ْ‬ ‫إن هي إال أي��ادي‪ ،‬إليطاليا وأمريكا وبريطانيا‬ ‫وفرنسا‪ ،‬وصراع األجندات الدولية واإلقليمية‪.‬‬ ‫وهذه األخيرة أصبحت تلعب دور روسيا في ليبيا‬ ‫كي يصل األمر إلى الهاوية كما هو الشأن في‬ ‫سوريا والعراق واليمن‪ .‬ازدواجية المعايير الغربية‬ ‫بصناعتها لقرار ‪ 2259‬بمجلس األمن لدعم‬ ‫حكومة الوفاق الوطني الليبي‪ ،‬ثمَّ استباحة‬ ‫أراضيها استخفافا واستهجانا بسيادتها‪ .‬األجندة‬ ‫الغير المعلنة لبعض دول الغرب بإسناد من‬ ‫إعالمها‪ ،‬إذ بها تعترف بالقرار و «تطعن» من‬ ‫الخلف زاعمة َّ‬ ‫أن تدخلها االستخبراتي ال يمس‬ ‫السيادة الليبية! بل هو انتهاك لقرار أممي‬ ‫ولقرارات دولية‪ْ .‬‬ ‫وإن لم يلتزموا بقرارات دولية‬ ‫لرجعت األمور إلى نقطة الحوار العقيم‪ ،‬فيتغلب‬ ‫الطرف الرافض على الطرف الشرعي للرجوع إلى‬ ‫نقطة الصفر‪ .‬وال أحد في الغرب يدين الصور‬ ‫البشعة وجرائم الحرب ضد اإلنسان العربي‪ ،‬التي‬ ‫تبثها الصحافة من صور التنكيل بالجثث‪ .‬فال‬ ‫يمكنغفرانباسمالسبقالصحفيلصوروحشية‬ ‫كوسيلة من اإلعالم الغربي‪ ،‬دون ْ‬ ‫أن نعنونهُ‪،‬‬ ‫بالجرائم األخالقية‪ .‬باسم محاربة اإلرهاب بلقنتْ‬ ‫«غرفة العمليات» جزء من العالم العربي‪ ،‬لتطبيق‬ ‫أجندتها ومصالحها على حساب الشعب العربي‪.‬‬ ‫إذا بخريطـة العالم العربــي أصبحـــتْ «قصعة‬ ‫طعام يحوم حولها الذئاب» وملعبا لالعبين‬ ‫الدوليين بتوظيفهم «الميديا » الغربية لتأليب‬ ‫ال��رأي العام ضد العرب والمسلمين‪ .‬أضحى‬ ‫اإلرهاب يوظف الستدراج المنطقة إلى الحرب من‬ ‫أجل إفشال االتفاق السياسي ومحاولة تقسيم‬ ‫ليبيا إلى ثالث دويالت‪ .‬ما كان مسموح به قبل‬ ‫قرار مجلس األمن ‪ ،2259‬لم يعد مسموحا به‪،‬‬ ‫وذلك من أجل وحدة ليبيا‪ .‬ال أحد يريد دولة ليبيا‬ ‫قوية‪ ،‬لثرواتها وجغرفيتها على بعد أميال بحرية‬

‫من إيطاليا وفرنسا‪ ،‬وهي راعية للقرار األممي‪.‬‬ ‫حتى َّ‬ ‫إن بعض ال��دول العربية ال تريد لها‬ ‫االستقرار‪ .‬فالقرار األممي هو الفيصل الحقيقي‬ ‫مع اتفاق روما والصخيرات بالرباط‪ .‬كيف لفرنسا‬ ‫« برؤيتها» الخارجة عن الشرعية في ليبيا كما‬ ‫تراها «مصر» في االنقسام االيديلوجي‪ ،‬إلى‬ ‫اإلخوان وغير اإلخوان‪ ،‬إذ يفضي إلى االنقسام‬ ‫السياسي الذي يسعى إليه صناع القرار في‬ ‫«غرفةالعمليات»‪.‬‬ ‫الخليج العربي ملعــب أمريكـي وغربـي‪،‬‬ ‫تسعى إيران الدخول إلى نادي « غرفة العمليات»‬ ‫مع الالعبين الدوليين من خالل اللعب على‬ ‫األرض العربية في سوريا واليمن والخليج للفوز‬ ‫بورقة الضغط على صورة روسيا في الشام‪ .‬بالد‬ ‫الفرس تعمل جاهدة على تقويض األنظمة‬ ‫الخليجية بتصدير الجريمة المنظمة «لخلية»‬ ‫حزب اهلل في الكويت‪ ،‬وخلق الفتنة بمملكة‬ ‫البحرين للطائفة الشيعية‪ .‬ولتقويض البالد‬ ‫العربية برمتها بتمويل من نفطها‪ ،‬من شمال‬ ‫الجزيرة العربية إلى جنوبها‪ .‬ثم زعزعة االستقرار‬ ‫في بالد الجوار‪ ،‬عوض االمتثال لتعاليم اإلسالم‪،‬‬ ‫من الحقوق الثالث للجار المسلم‪ .‬فقد تجني‬ ‫من جراء ذلك سخطا شعبيا عربيا‪ .‬ولم و«لن»‬ ‫يتأتى إليران العضوية في « غرفة العمليات «‪،‬‬ ‫فهذا خط أحمر قاني‪ .‬فلها األبواب مفتوحة على‬ ‫مصراعيها في العالمين العربي واإلسالمي‪ْ ،‬‬ ‫إن‬ ‫هي أحسنت الجورة مع بني يعرُب‪ .‬وهل هذه‬ ‫االستراتيجية الفارسية‪-‬الشيعية وهي تأتي على‬ ‫خلفيات سياسية‪ ،‬حتى ْ‬ ‫وإن كان إليران عيون‬ ‫استخبراتية على عرض المعمور‪ ،‬ليس من‬ ‫حقها تصدير إيديلوجية شيعية ال سياسية وال‬ ‫مذهبية ‪ ،‬والعالم العربي يعيش أحداثا طاحنة‪،‬‬ ‫ولها اليد الطولى في خضمِّها‪ .‬فمهما عال‬ ‫شأنها على حساب الشعوب العربية‪ ،‬لم ولن‬ ‫يتركوا لها األبواب إال مؤصدة ‪.‬‬ ‫اإلنسان بالفطرة يتأثر بما يحدث في‬ ‫العالم من جرائم ضد اإلنسانية من الظلمات‬ ‫إليديلوجية الصهيونية (وليست اليهودية)‬ ‫على األرض الفلسطينية‪ ،‬التي تسعى إلى‬ ‫إب��ادة الشعب العربي‪ ،‬دون أن يحرك العالم‬ ‫«الديمقراطي» ساكنا‪ .‬وال أحد منهم يدين‬

‫تلك الصور البشعة من التنكيل ببني البشر‬ ‫(أش�لاء)‪ .‬شخصية الفرد تتكون في الخمس‬ ‫سنوات األولى من عمره وهي وليدة المجتمع‬ ‫الذي أصبح بحكم العلم والتكنلوجيا مجتمعا‬ ‫كونيا على طول وعرض جغرافية العالم‪ .‬منذ‬ ‫سنة ‪ 1948‬للميالد والشعب الفلسطيني يخضع‬ ‫لمسلسل من اإلب��ادات‪ ،‬وعلى شاشات التلفاز‬ ‫وعلى الشبكة العنكبوتية‪ ،‬يتمُّ البتُّ المباشر‬ ‫أثناء وجبات األكل‪ .‬كانت تنشئة هؤالء األطفال‬ ‫في المشرق والمغرب الندماجهم بين الخارج‬ ‫المُصغى وبين الداخل‪ ،‬بالتفاعل بين أفراد‬ ‫المجتمع اإلنساني‪ ،‬هو أدب التكيف مع اآلخر‪،‬‬ ‫حتى وإنِ كان اضطرارا يشكل أساس البناء‪.‬‬ ‫السيكولوجية الشخصية للتنشئة االجتماعية‪.‬‬ ‫ثم االتجاه السلوكي الذي يمكن أنِ يعبر عن‬ ‫فكرهم ينشأ من خالل انعكاس لحجم المعاناة‬ ‫للشعب الفلسطيني‪ ،‬السبب «الرئيسي»‬ ‫للنظرية الصهيونيـــة للجرائم بالوكالـــــة على‬ ‫الشعب العراقي والسوري واليمني وحتى الليبي‪.‬‬ ‫فهؤالء أطفال بعض دول «غرفة العمليات»‪،‬‬ ‫أطفالهم ليسوا محصنين من التفاعل والتكيف‬ ‫مع اآلخ��ر العربي‪ .‬فهي العملية التي يتعلم‬ ‫الطفل بغض النظر عن الجنس والهوية‪ ،‬كيف‬ ‫يتكيف مع المجتمعات‪ .‬من هنا الطفل في‬ ‫الغرب «الحر» يتأثر بالجرائم الصهيونية طيلة‬ ‫منهجه التربوي‪ ،‬ويؤثر بثأره للمظلوم العربي‬ ‫بنفس وسيلة الظالم اإلسرائيلي ومن جنس‬ ‫عمله ‪.‬حتى شاع منهج الجرائم في الغرب على‬ ‫أي��دي بعض الغربيين أنفسهم‪ .‬فالقضية‬ ‫الجوهرية أنِ تستيقظ « غرفة العمليات» من‬ ‫ليل سرمدي صهيوني‪ ،‬وبنوع من االعتدال في‬ ‫النظرة بعقالنية لدولة فلسطينية كأولوية من‬ ‫أولوياتها وتفعيل قرارات مجلس األمن وقرارات‬ ‫األمم المتحدة ذات الصلة ‪.‬‬ ‫الالسامية من اخ��ت��راع فكر صهيوني‬ ‫واإلره���اب من ابتكار عقل صهيوني‪ ،‬وهي‬ ‫طبائعهم الفطرية التي نشأوا عليها‪ .‬لإلحاطة‬ ‫بجوانب النفس اإلنسانية في العالقات بينها‬ ‫وبين سائر النفوس‪ ،‬لمعاملة لها داللة على‬ ‫ُّ‬ ‫فالكل سواسية‪ ،‬ال فرق بين عربي‬ ‫األخالق ‪...‬‬ ‫وعجمي ويهودي ونصراني وال علماني إال‬ ‫باألخالق ‪...‬‬

‫كفى من التشهير باسم الصحافة‪ ...‬أشباه الصحافيين‪...‬‬ ‫علينا إبادتهم مهنيا و معاقبتهم قانونياً‬ ‫ابتليت مهنة الصحافة في المغرب‪ ‬بالكثير‬ ‫من المتطفلين‪ ،‬وتسللت إليها العديد من‬ ‫المخلوقات اإلرتزاقية التي فشلت في حياتها‬ ‫األصلية‪ ،‬وفي ضمان قوت يومها بطريقة‬ ‫شريفة‪ ،‬فوجدت في مهنة الصحافة النبيلة‪ ،‬مرتعا‬ ‫لها لكسب المال الحرام‪ ،‬مرة باإلرتشاء‪ ،‬ومرة‬ ‫باالرتزاق والتسول ‪ ،‬ومرة بالتشهير بشخصيات‬ ‫محورية في البالد ‪ ،‬تاركة في الهامش حرفتها‬ ‫األصلية وبالخصوص في مهنة ‪ ‬قضاء حاجيات‬ ‫أسيادهم‪ ،‬متخذين الصحافة مطية للوصول إلى‬ ‫اإلبتزاز وأنواعه التي ال تنتهي‪ ،‬سعياً وراء قضاء‬ ‫احتياجاتهم اليومية الحقيرة‪ ،‬دون حياء أو أدنى‬ ‫ذرة حشمة ‪ ،‬يريدون من وراء ذلك أن يصبحوا‬ ‫«صحافيين» متجولين متطفلين‪ ‬متأبطين‬ ‫«شكاراتهم» المملوءة بمخطوطات االسترزاق‬ ‫واالستجداء والتسول والتوسل‪.‬‬ ‫‪ ‬عندما نتحدث عن مثل هؤالء الدخالء‬ ‫والمتطفلين على مهنة الصحافة‪ /‬مهنة األخالق‬ ‫الشريفة‪ ،‬أو بمعنى آخر عندما نتحدث عن أمثال‬ ‫هذه الحشرات الضارة‪ ،‬التي جاءت من فيافي‬ ‫بعض الجهات ‪ ،‬نريد فقط أن نظهر لقراء‬ ‫الجرائد الورقية ومتصفحي الجرائد االلكترونية‬ ‫أن مهنة الصحافة ال تخلو بدورها من النصابين‬ ‫والمحتالين‪ ،‬ومن منعدمي الضمير‪ ،‬كما نريد أن‬ ‫نبين للجميع أنه ال مكان للمندسين وألشباه‬ ‫الصحافيين‪ ،‬الهاربين من مهنهم األصلية‪،‬‬ ‫والفاشلين مهنياً واجتماعياً‪.‬‬ ‫إذا كان هنــاك خروقـــات أو تجـاوزات‬ ‫ألخالقيات المهنة ‪ ،‬تغضــب القارئ والقانون‬ ‫على وجه التحديد فإنها بالدرجة األولى تمس‬ ‫بسمعة الصحافيين المهنيين الممارسين‪،‬‬ ‫الذين يتضررون من ممارسة زمالئهم وخاصة‬ ‫الدخالء على المهنة‪ ،‬إذ غدا عمل الصحافي‬ ‫مهنة من ال مهنة له‪. ‬‬ ‫الحرية الواسعــة في إصدار الصحـــف‬ ‫الورقية واإللكترونية وإنشائها ‪ ،‬ال تعني عدم‬ ‫وضع ضوابط تنظيمية في إصدارها ‪ ،‬وجعلها‬ ‫ال تراعي آداب المهنة ‪ ،‬وتسمح لكل من هب‬ ‫ودب بنشر ما يريـــد بهدف الربح والتجارة‬ ‫والتشهيرمتجاوزين بذلك كل األعـــراف أو‬

‫القوانين ‪ ،‬خاصة من أشخاص ال تكون لهم‬ ‫أدنى عالقة بحقل اإلعالم أو التكوين الصحفي ‪.‬‬ ‫أشباه الصحافيين الذين يتجرؤون على‬ ‫المــس بالمقدســات والثوابـــت ويتعدون على‬ ‫أشخاص مسؤولين تشهيرا بهم وابتزازا لهم ‪،‬‬ ‫علىالجميــعاآلنسلطاتونقابـــاتوصحافيين‬ ‫حقيقيين أن يضعوا حدا لهذه الفيروسات التي‬ ‫انتشرت كالوباء المدمر‪ ،‬تجار مخدرات وأصحاب‬ ‫قضايا اغتصاب وضرب وجرح ووو‪ .‬يجب إيقافهم‬ ‫عند حدّهم ‪ ،‬لم يعد من المقبول بتاتا المس‬ ‫بشخصيات أمنية وسلطوية بدون حجج عينية ‪،‬‬ ‫والتشهير بهم فقط ألن أشباه الصحافيين لهم‬ ‫من األغراض ما ال يعلمه غيرهم‪ ،‬وهي بطبيعة‬ ‫الحال أغراض كما سبق وأن ذكرنا «حقيرة»‬ ‫تماما مثل حقارة شخصهم وأصلهم ‪.‬‬

‫ما هو ليس مفهوما لحد اآلن‪ ،‬هو مع‬ ‫العلم بكافة الممارسات الالأخالقية لهــــؤالء‬ ‫الحشــــرات اآلدمية ‪ ،‬الشكايات الرسمية تبقى‬ ‫محدودة جدا بل ومنعدمة في كثير من األحيان‪،‬‬ ‫ما يدعو للتساؤل ‪ ،‬هل هؤالء األشخاص فوق‬ ‫القانون أو لهم من المدافعين والموالين من ال‬ ‫نعرفهم نحن ؟؟؟؟‬ ‫لذا فإن إعمال القانون في هذا الشأن ‪،‬‬ ‫إجراء ضروري وأساسيا فقانون الصحافة أيضا‬ ‫شأنه شأن ميثاق أخالقيات المهنة ‪ ،‬ال تخلو‬ ‫قواعده القانونية من قيم أخالقية مثلى‪ ،‬تضمن‬ ‫حسن سير العمل الصحفي وحماية مصالح‬ ‫األفراد والدولة معا‪.‬‬

‫ل‪.‬س‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫ال ديمقراطية بدون أحزاب سياسية‬ ‫في هذه الحلقة سنحاول الحديث عن كيفية نشأة األحزاب وخاصة‬ ‫في أعرق الدول الديمقراطية كانجلترا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬أمريكا وغيرها‪ ،‬حيث‬ ‫نجد هناك تدخل بعض المكونات الخارجية فيها كالجمعيات الثقافية‪،‬‬ ‫والنوادي الشعبية وغيرها‪ ،‬كما ال يمكن يمكن أن نفصل فصال دقيقا‬ ‫بين األحزاب ذات النشأة البرلمانية‪ ،‬واألحزاب ذات النشأة االنتخابية‪،‬‬ ‫ألنه تتعلق باتجاهات عامة أكثر مما تتعلق بأنماط مستقلة‪ ،‬بحيث‬ ‫يكون وضعها موضع التطبيق العملي أمرا صعبا أحيانا‪ .‬ففي كثير من‬ ‫الحاالت يتم إنشاء الحزب بمجمله وبصورة أساسية بفضل مؤسسة‬ ‫تكون قائمة من قبل‪ ،‬وذات نشاط خاص خارج عن االنتخابات‪ ،‬وخارج‬ ‫البرلمان‪.‬‬ ‫فالكتل والمنظمات التي تعمل على إنشاء أحزاب سياسية قد‬ ‫تكون كثيرة ومتنوعة‪ ،‬مثال ذلك النقابات‪ ،‬فالكثير من األحزاب‬ ‫وخاصة االشتراكية‪ ،‬مدين لها بتواجدها على الساحة‪ ،‬محتفظا فيها‬ ‫ولمدة متفاوتة بطابع (السلطة المدنية) للنقابات فيما يخص الشؤون‬ ‫االنتخابية والنيابية على الخصوص‪ ،‬والحزب االشتراكي العمالي‬ ‫البريطاني خير مثال على ذلك‪ ،‬فقد ولد هذا الحزب على إثر القرار الذي‬ ‫اتخذه مؤتمر النقابات سنة ‪ ،1899‬القاضي بإنشاء تنظيم انتخابي‬ ‫وبرلماني الذي اقترحه (هولمس)‪ ،‬وتم التصويت عليه بأغلبية ‪55‬‬ ‫بالمائة مقابل ‪ 45‬بالمائة‪ ،‬حيث أنشئ على إثرها حزب عمالي مستقل‬ ‫عن النقابة بزعامة (كيري هاردي)‪ ،‬استطاع أن يضم بين صفوفه‬ ‫مجموعة من المثقفين االشتراكيين‪ ،‬إلى جانب الجمعية النقابية‪ ،‬وقد‬ ‫لعب اإلثنان دورا مهما جدا في تبني اقتراح (هولمس)‪ ،‬الذي كان بدوره‬ ‫عضوا في حزب العمال المستقل‪ ،‬لكن القرار النهائي كان للنقابات‪،‬‬ ‫حيث ظل الحزب تابعا للسلطة النقابية الضيقة‪ ،‬ويرى الباحث السياسي‬ ‫(جان بريس) ضرورة التمييز بين فئتين من األحزاب االشتراكية‪،‬‬ ‫األحزاب العمالية التي خلقتها النقابات‪ ،‬واألحزاب االشتراكية الحقيقية‬ ‫المبنية على الفكر االشتراكي والتي أنشأها البرلمانيون والمفكرون‪،‬‬ ‫ألن األخيرين أكثر اعتمادا على النظريات وأكثر بعدا عن الواقع بالنسبة‬ ‫ألحزاب النقابات‪.‬‬ ‫فبالنسبة للنقابات العمالية التي كانت قد أثرت على نشأة األحزاب‬ ‫يرى الباحثون أنها هي التي كانت تسير التعاونيات الزراعية والتكتالت‬ ‫المهنية الفالحية‪ .‬وإذا كانت التعاونيات الزراعية أقل نموا من النقابات‬ ‫العمالية إال أنها أظهرت نشاطا كبيرا في بعض البلدان‪ ،‬كالدول‬ ‫اإلسكندنافية‪ ،‬وأوربا الوسطى‪ ،‬وسويسرا‪ ،‬واستراليا وكندا‪ ،‬وحتي في‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وأحيانا كانت مجرد منظمات انتخابية‬ ‫أو برلمانية بسيطة تشبه إما للنمط الفرنسي كما أسلفنا في إحدى‬ ‫الحلقات الماضية‪ ،‬أو تكون كأقرب آلية لنشأة الحزب العمالي البريطاني‪،‬‬ ‫حيث قررت النقابات والتجمعات الزراعية‪ ،‬إنشاء جهاز انتخابي‪ ،‬أو تحويل‬ ‫نفسها مباشرة إلى حزب سياسي‪.‬‬ ‫وكما ساهمت النقابة في نشأة حزب العمال البريطاني‪ ،‬كان‬ ‫للجمعيات الثقافية ‪ -‬كما كانت تسمى في القرن ‪ - 18‬وكذا التكثالت‬ ‫الفكرية في والدة األحزاب السياسية‪ ،‬كما ال ننسى أيضا الدور الهام‬ ‫للمنظمات الطالبية‪ ،‬والتكثالت الجامعية في الحراك الشعبي في القرن‬ ‫‪ 19‬في أوروبا‪ ،‬ثم ظهور األحزاب السياسية اليسارية األولى‪ .‬كما أن‬ ‫الماسونية ساهمت في نشأة الحزب الراديكالي في فرنسا‪ ،‬واألحزاب‬ ‫الليبيرالية األخرى في أوربا‪ ،‬وقد كان تدخلها‬ ‫في بلجيكا‪ ،‬فقد أسس كما أسمــوه المعلــم األول للماسونيـــة‬ ‫البلجيكية (دافاكز ‪ )defackz‬سنة ‪ 1841‬جمعية سياسية أطلق عليها‬ ‫(ليونس)‪ ،‬وفي سنة ‪ 1846‬دعت (األليانس) إلى مؤتمر ضم ‪320‬‬ ‫مندوبا‪ ،‬حيث قرر المؤتمر الذي كان قد ترأسه (دافاكز) إلى إقامة‬ ‫ليبيرالية دائمة في المقاطعات‪.‬‬ ‫و هناك بعض األمثلة على خلق حزب سياسي انطالقا من ندوة‬ ‫فكرية‪ ،‬لكن لم يستطع هذا الحزب بعد التأسيس إيجاد قاعدة شعبية‪،‬‬ ‫تمكنه من النجاح في ظل نظام اقتراع شامل‪ ،‬مثال ذلك‪ ،‬الفشل‬ ‫الذي مني به حزب التجمع الديمقراطي الثوري بفرنسا‪ ،‬الذي أنشأه‬ ‫المفكر والفيلسوف الفرنسي (جان بول سارتر)‪ ،‬الذي ضم بعض الكتاب‬ ‫اليساريين الفرنسيين‪ ،‬نظرا ألن هذا النمط الضيق لمثل هذه األحزاب‪،‬‬ ‫ال يتالءم مع األنماط الموسعة التي تنهجها األحزاب األخرى‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪850‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫الثالثاء ‪� 16‬إلى ‪ 22‬غ�شت ‪2016‬‬

‫بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب‬

‫لقد رفض اإلسالم اإلكراه في الدين والدنيا‪ ،‬ورغب الناس في استعمال العقل واالقتناع بما يؤمنون‬ ‫به وبما يمارسونه‪ ،‬كما دعا إلى استعمال الحكمة واللين في الدعوة إلى دينه وهداه‪ ،‬واللجوء إلى‬ ‫الشورى في الحكم وتدبير األمور‪ ،‬ورغب في أسلوب البيعة المفيد في إيقاظ الهمم وإحياء النفوس‪،‬‬ ‫وجمع القلوب وتوحيد الصفوف‪ ،‬وتقوية التعاون واإلخاء بين الحاكمين والمحكومين‪ ،‬فهو طريق العمل‬ ‫الذي بنى به الرسول صلى اهلل عليه وسلم دولة اإلسالم وأزال به العقبات التي اعترضت سبيله‪ ،‬ثم‬ ‫طبقه الصحابة من بعده في اختيار خليفة يدبر أمرهم ويسير بهم على الصراط السوي الذي تركهم‬ ‫عليه نبي اإلسالم سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم فبلغهم األماني وأقالهم العثرات‪ ،‬وجعل عهودهم‬ ‫محفوظة من كل انحراف أو زلل‪.‬‬ ‫واستمر بعد ذلك أسلوبا عظيما ومنهجا مفيدا في عمارة األرض وتحقيق األهداف‪ ،‬وربط أواصر‬ ‫المحبة وجمع القلوب ورص الصفوف وتوحيد الجهود وإزالة العقبات‪ ،‬أدرك العلماء قيمته وتأثيره في‬ ‫النفوس‪ ،‬فتحدثوا عنه بما يوضح معناه‪ ،‬ويبين مدلوله ويظهر المقصود منه‪ ،‬فقد ذهب القرطبي في‬ ‫شرح مسلم إلى أن البيعة مأخوذة من البيع‪ ،‬ذلك أن المبايع لإلمام يلزمه أن يقيه بنفسه وبماله‪ ،‬فكأنه‬ ‫بذل نفسه وماله هلل تعالى‪ ،‬وقد وعده اهلل على ذلك بالجنة‪ ،‬ثم هي واجبة على كل مسلم لقوله صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم‪ ( :‬من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتتة الجاهلية)‪.‬‬ ‫وذكر القلقشندي (أن البيعات جمع بيعة‪ ،‬وهي مصدر بايع فالن الخليفة فبايعه مبايعة‪ ،‬ومعناها‬ ‫المعاقدة والمعاهدة‪ ،‬وهي مشبهة بالبيع الحقيقي)‪ ،‬ثم أضاف ناقال‬ ‫عن ابن األثير‪( :‬كأن كل واحد منهم باع ما عنده من صاحبه‪ ،‬وأعطاه‬ ‫خالصة نفسه ودخيلة أمره)‪.‬‬ ‫وقال ابن خلدون‪ ( :‬إعلم أن البيعة هي العهد على الطاعة‪ ،‬كأن‬ ‫المبايع يعاهد أميره على أن يسلم له النظر في أمر نفسه‪ ،‬وأمور‬ ‫المسلمين ال ينازعه في شيء من ذلك‪ ،‬ويطيعه فيما يكلفه به من‬ ‫األمر في المنشط والمكره‪ ،‬وكانوا إذا بايعوا األمير وعقدوا عهده‬ ‫جعلوا أيديهم في يده تأكيدا للعهد فأشبه ذلك فعل البائع والمشتري‪،‬‬ ‫فسمي بيعة مصدر باع‪ ،‬وصارت البيعة مصافحة باأليدي‪ ،‬وهذا مدلولها‬ ‫في عرف اللغة ومعهود الشرع)‪ .‬وقد فصل العلماء في أساليب البيعة‬ ‫وطرقها وفرقوا بين العامة والخاصة فيها‪ ،‬فمن كان من أهل الحل‬ ‫والعقد والشهرة‪ ،‬فبيعته بالقول ومباشرته باليد‪ ،‬إن كان حاضرا‪،‬‬ ‫وبالقول واإلشهاد عليه إن كان غائبا‪ ،‬أما إن كان من عامة الناس وممن ال يؤبه به فيكفي في بيعته أن‬ ‫يعتقد دخوله تحت طاعة اإلمام ويسمع ويطيع له في الجهر والسر‪ ،‬وال يعتقد خالف ذلك‪ ،‬فإن أضمره‬ ‫ومات‪ ،‬مات ميتة جاهلية‪ ،‬ألنه لم يحمل في عنقه بيعة‪.‬‬ ‫وهكذا يتضح أن البيعة قولية وفعلية‪ ،‬وأن اليد هو التعبير العملي لها‪ ،‬وهي من قبيل التعاون‬ ‫على البر والتقوى‪ ،‬والتضامن والتآزر‪ ،‬فالرعية تعاهد إمامها وتوكله ليقوم باألمانة وينفذ الشريعة‪،‬‬ ‫ويكون راعيا لألمة قائما بشؤونها‪ ،‬فهو ميثاق يحرم نقضه من غير مبرر شرعي‪ ،‬عظم اهلل شأنه وحذر‬ ‫المومنين من نكثه ومخالفته فقال مخاطبا نبيه صلى اهلل عليه وسلم‪�« :‬إِنَّ ا َّلذِينَ ُي َبا ِي ُعو َن َك �إِ مَّ َ‬ ‫نا ُي َبا ِي ُعونَ‬ ‫ِيه ْم َف َمنْ َن َك َث َف�إِ مَّ َ‬ ‫با َعاهَ َد َع َل ْيهُ ال َّلهَ َف َ�س ُي�ؤْتِيهِ �أَ ْج ًرا‬ ‫ال َّلهَ َي ُد ال َّلهِ َف ْو َق �أَ ْيد ِ‬ ‫نا َي ْن ُك ُث َع َلى َن ْف ِ�سهِ َو َمنْ �أَ ْو َفى مِ َ‬ ‫َعظِ ًيما»‪.‬‬ ‫وحذر منه الرسول صلى اهلل عليه وسلم بقوله‪ ( :‬ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده‪ ،‬وثمرة قلبه‪،‬‬ ‫فليطعه إن استطاع‪ ،‬فإن جاء آخر ينازعه‪ ،‬فاضربوا عنق اآلخر منهما)‪ ،‬وقال أيضا‪( :‬من أطاعني فقد‬ ‫أطاع اهلل‪ ،‬ومن عصاني فقد عصا اهلل‪ ،‬ومن يطع األمير فقد أطاعني‪ ،‬ومن يعص األمير فقد عصاني‬ ‫وإنما اإلمام‏‏جنة‏‏يقاتل من ورائه ويتقى به فإن أمر بتقوى اهلل وعدل فإن له بذلك أجرا وإن قال بغيره‬ ‫فإن عليه منه )‪.‬‬ ‫وللبيعة في اصطالح الفقهاء عدة تعاريف‪ ،‬فقد عرفها بعضهم ( بأنها عقد حقيقي يتم بين اإلمام‬ ‫وبين األمة تنشئه بإرادتها ومحض رضاها‪ ،‬يستمد منه اإلمام سلطته‪ ،‬وتترتب التزامات على كل طرف‪،‬‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫ويترتب شرطا جزئيا على الطرف الذي يخل بالتزاماته)‪ ،‬وعرفها الماوردي بأنها (خالفة عن النبوة يحيط‬ ‫بها اهلل الملة‪ ،‬ويفوض بها للخليفة السياسة ليصدر التدبير عن دين مشروع‪ ،‬وتجتمع الكلمة على‬ ‫رأي متبوع)‪.‬‬ ‫ويعتبر عقد البيعة من العقود المستوجبة لجميع األركان عند علماء القانون‪ ،‬فقد حدده الدكتور‬ ‫السنهوري بقوله‪ ( :‬إنه عقد حقيقي‪ ،‬مستوف للشرائط من وجهة النظر القانونية‪ ،‬وأنه تعاقد مبني على‬ ‫الرضا بين اإلمام واألمة‪ ،‬وأن الغاية منه أن يكون المصدر الذي يستمد منه اإلمام سلطته)‪ ،‬كما ذهب‬ ‫إلى أن مفكري اإلسالم قد أدركوا جوهر نظرية روسو التي تقول‪ :‬إن الحاكم أو رئيس الدولة يتولى‬ ‫سلطانه من األمة نائبا عنها نتيجة لتعاقد جرى بينهما‪.‬‬ ‫وهكذا يتضح أن هذا النظام الذي أقرته الشريعة اإلسالمية نظام عظيم فريد من نوعه‪ ،‬لم تعرفه‬ ‫اإلنسانية على مدى تاريخها الطويل‪ ،‬ولم تنتبه إليه الفلسفات واإليديولجيات التي تؤسس نظامها على‬ ‫اعتبارات مادية اجتماعية وإنسانية‪ ،‬فهو نظام أساسه اإليمان‪ ،‬وبنيانه بعيد عن األغراض والمصالح‬ ‫اآلنية الدنيوية الفانية‪ ،‬ينطلق من القرآن‪ ،‬ويساهم في خلق األمة الوسط المؤهلة لإلستخالف في‬ ‫األرض‪.‬‬ ‫ومن خالل نظرة خاطفة على تاريخ هذه األمة نقف على صور من إجماع األمة وبيعتها‪ ،‬فقد تواترت‬ ‫البيعة ألبي بكر الصديق يوم السقيفة‪ ،‬واجتمع الصحابة وبايعوا سيدنا عمر رضي اهلل عنه وأوجبوا‬ ‫على أنفسهم طاعته وتنفيذ أمره‪ ،‬و تعين سيدنا عثمان من الستة‬ ‫المذكورة في الشورى والبيعة‪ ،‬وبعد وفاته رضي اهلل عنه كان طلحة‬ ‫والزبير أول من بايع سيدنا علي كرم اهلل وجهه‪ ،‬ثم تبعه الصحابة‬ ‫في اتفاق وتوافق‪ ،‬وقد تطورت األمور في زمن علي كرم اهلل وجهه‬ ‫حتى لقي ربه مدافعا عن دين اإلسالم وأسسه ومبادئه‪ ،‬وعن شرعية‬ ‫الخالفة‪ ،‬حريصا على أداء أمانة البيعة التي في عنقه‪ ،‬وقد سارت األمور‬ ‫بعد ذلك على هذا النحو إلى أن فر حفيده المولى إدريس إلى المغرب‬ ‫وبايعه الناس على طريقة أسالفهم من التابعين المحافظين على السنة‬ ‫والجماعة‪ ،‬فألف خالفة شرعية في ربوع هذه المملكة‪ ،‬استمرت على‬ ‫تعاقب الدول وتالحق األزمان متشبتة بتلك األسس الشرعية التي جاء‬ ‫بها اإلسالم والتي أسس لها الخلفاء الراشدون والسلف الصالح من هذه‬ ‫األمة والقائمة في مجملها على البيعة والشورى والوحدة‪.‬‬ ‫وقد بقي هذا األصل ثابتا في المغرب سليما مؤسسا على البيعة محافظا على أصالته وشخصيته‪.‬‬ ‫حتى بعد انفراط عقد الدولة العثمانية وتشتت أطرافها‪ ،‬شاهدا على هذا النظام لم ينقطع في العالم‬ ‫منذ فجر اإلسالم إلى يومنا هذا‪ .‬حيث ظل صامدا في وجه بعض اإليديولوجيات الحديثة التي غزت‬ ‫العالم اإلسالمي‪ ،‬والمحاوالت التي قامت به الدول االستعمارية لتحريض كثير من البلدان على‬ ‫االستقالل عن الخالفة باسم القومية والوطنية والديموقراطية‪.‬‬ ‫وتمتاز البيعة في المغرب بكونها تطبيقا حرفيا للمنظور اإلسالمي‪ ،‬تنطلق من القرآن والسنة‬ ‫وتتأسس على االجتهاد في دائرتهما‪ ،‬أما هدفها فتوفير المسائل التي تضمن لألمة االستقرار‬ ‫واالزدهار‪ ،‬وبشكل خاص المساواة في الحقوق والواجبات‪ ،‬وضمان الحريات العامة في مختلف المرافق‬ ‫والمجاالت‪ ،‬وهو ما يعبر عنه بضمان حقوق اإلنسان‪ ،‬وفتح المجال أمام المبادرات الحرة‪ ،‬ومنح الفرص‬ ‫لمختلف شرائح الشعب في جميع الميادين‪ .‬فسلطة اإلمام خالية من كل استبداد أوديكتاتورية‪ ،‬بل‬ ‫هي اتفاقية بين المحكومين والحاكمين مؤسسة على العدل والمساواة‪ ،‬وتسير على الوالء بين الحاكم‬ ‫والمحكوم‪ ،‬ولعل هذا ما أتاح للمغرب أن يكون جبهة متراصة متحدة‪ ،‬تتحدى كل التكتالت وتتجاوز‬ ‫كل الصعاب‪ .‬يقول األستاذ الحسين وجاج‪ (:‬هذا وإن البيعة في المغرب ما زالت على حالتها اإلسالمية‬ ‫المعروفة منذ القديم‪ ،‬يتولى العلماء شؤونها ويبنونها على المقاصد المعتبرة في اإلسالم‪ ،‬فكما‬ ‫كانت أول بيعة مغربية للمولى إدريس الفاتح مبنية على الطواعية والرضا‪ ،‬كذالك كانت بيعة الداخلة‬ ‫لموالنا الحسن الثاني المحرر والموحد للبالد وتكون دائما بيعات المغاربة لملوكهم ذات طابع خاص)‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫األقمار الصناعية تشهد بنبوّة محمد صّلى هّ‬ ‫الل عليه وسلم‬

‫أمر هّ‬ ‫الل المسلمين أن يتجهوا في صالتهم إلى القبلة الواحدة هي الكعبة المشرفة في مكة المكرمة‬ ‫فقال اهلل تعالى {فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره} أي قبلة كما قال‬ ‫المفسرون أما الذي يصلي وهو يشاهد الكعبة فقط أمر بأن يتجه بجسمه نحو عين الكعبة‪.‬‬ ‫عن ابن عباس قال لما دخل النبي صلى اهلل عليه وسلم البيت دعا في نواحيه كلها ولم يصل حتى خرج‬ ‫منه فلما خرج ركع ركعتين في قبل الكعبة وقال؛ هذه الكعبة‪.‬‬ ‫لقد حكى القرطبي باإلجماع على أن استقبال عين الكعبة فرض على المعاين‪ ،‬وإذا كانت مشاهدة‬ ‫الكعبة فضيلة يؤجر عليها المسلم‪ ،‬كما ثبت ذلك من قول ابن مسعود‪ :‬فإن الذي يصلي إلى عين الكعبة‬ ‫أكمل توجهاً نحو القبلة من غيره‪ ،‬وعندما دخل اليمنيون في دين اهلل أفواجاً أرسل لهم معلمين يعلمونهم‬ ‫الدين كان منهم علي بن أبي طالب‪ ،‬ومعاذ بن جبل‪ ،‬وأبو موسى األشعري‪ ،‬ووبر بن يحنس وغيرهم رضي‬ ‫اهلل عنهم أجمعين‪ .‬ولقد أمر رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وبر بن يحنس الخزاعي الذي وجهه إلى صنعاء‬ ‫أن يبني لهم مسجداً‪ ،‬عرف بمسجد صنعاء‪ ،‬وحدد الرسول صلى اهلل عليه وسلم أوصاف المسجد‪ ،‬فحدد‬ ‫موضعه في صنعاء‪ ،‬وحدد عالمة واضحة هي جبل ضين الذي يبعد عن صنعاء حوالي(‪30‬كم) وبتحديد جبل‬ ‫ضين حدد لهم زاوية الميل بين موضع المسجد والجبل كما حدده ـ أي الجبل ـ جهة قبلة المسجد‪.‬‬ ‫لما كان الرسول صلى اهلل عليه وسلم ـ المعصوم من الخطأ ـ هو الذي حدد الصفات التي يكون عليها‬ ‫المسجد من حيث دقة الموقع‪ ،‬وزاوية الميل نحو الكعبة‪ ،‬وجهة المسجد بالنسبة للكعبة‪ ،‬فالشك أن هذا‬ ‫التوجيه سيكون دقيقاً‪ ،‬لذلك كان أهل اليمن وال يزالون يعتبرونه أفضل مساجد اليمن‪ ،‬ألنه بني طبقاً‬ ‫لتوجيهات الرسول صلى اهلل عليه وسلم ووصفه‪.‬‬ ‫إذا كان من أهم صفات المسجد ضبط قبلته نحو الكعبة‪ ،‬فسنرى كيف حدد الرسول صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم‪ ،‬األوصاف والمعالم التي جعلت المصلى في مسجد صنعاء وكأنه يراها وهذا من تمام بناء المسجد‪.‬‬ ‫إن هذا الوصف الدقيق من خلق اهلل‪ ،‬عليه الصالة والسالم يكون قد حدد خطاً مستقيماً من موضع‬ ‫مسجد صنعاء إلى الكعبة في المسجد الحرام بمكة المكرمة‪.‬‬ ‫إن المسافة بين صنعاء ومكة هي (‪815‬كم) تقريباً فإذا أردنا رسم خط مستقيم بين مكة وصنعاء فالبدّ‬ ‫مما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ وجود خريطة تعتمد على الصور الحقيقية لسطح األرض المأخوذة بالطائرات أو األقمار الصناعية‬ ‫وذلك للتمكن من تحديد موقع المسجد‪ .‬وموقع مكة تحديداً دقيقاً‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ البد من معرفة خطوط الطول وخطوط العرض على سطح الكرة األرضية لمعرفة زاوية الميل بين‬ ‫الموقعين بالنسبة للشمال المغناطيسي‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ البد من معرفة مقدار ارتفاع مكة وصنعاء عن سطح البحر لنتمكن من معرفة درجة اإلنحناء الناتج‬ ‫عن السطح الكروي لسطح األرض‪.‬‬ ‫فالخريطة المسطحة لألرض ال تمثل الحقيقة ألن األرض كروية وليست مسطحة‪ ،‬ووضع الخرائط‬ ‫المسطحة ـ إذا كانت دقيقة ـ تفقدنا المسافة أو الجهة بين أي موقعين متباعدين على سطح األرض‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ لم يتمكن اإلنسان من وضع الخرائط الدقيقة لألرض إال في القرن العشرين الميالدي بعد أن صنع‬ ‫الطائرات والصواريخ بعيدة المدى التي تحمل األقمار الصناعية وآالت التصوير الدقيقة‪ ،‬وغيرها من األجهزة‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ لم يتمكن اإلنسان من وضع خطوط الطول والعرض الدقيقة لألرض إال في القرن العشرين بعد أن‬ ‫تمكن من وضع الخرائط الدقيقة لسطح األرض بأكمله ـ مشتم ًال على البحار والجزر والقارات‪.‬‬ ‫في زمن الرسول ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ هل تو ّفرت هذه الشروط؟‬ ‫الجواب ال ‪ ..‬ويعرف كل عاقل فضال عن الباحثين والدارسين أن أول خريطة لألرض وضعها اإلدريسي‬ ‫في عام (‪1154‬م) بعد الهجرة النبوية بحوالي خمس قرون ونصف‪ ،‬لقد وضع اليمن جنوب شرق الجزيرة‬ ‫ووضع عُمان شمال شرق الجزيرة‪.‬‬ ‫الدقة هي التي تحدد ارتفاع كل جبل وانخفاض كل وادي على سطح األرض ـ مسجد صنعاء وموقعه‬ ‫الل ص ّلى هّ‬ ‫اليوم‪ :‬حافظ أهل اليمن قديما وحديثا على موقع المسجد الذي أمر به الرسول هّ‬ ‫الل عليه وسلم أن‬ ‫يبنى فيه وذلك بالحفاظ على معالم حدوده التي حدها رسول اهلل ص ّلى هّ‬ ‫الل عليه وس ّلم لبنائه مثل الصخرة‬ ‫الململمة أحد حدّي المسجد كما من ذكرة وموقعه بين ساريتين من سواري المسجد تسمى إحدهما‬ ‫(المسمورة) واألخرى (المنقورة)‪.‬‬


‫العدد ‪850‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 16‬إلى ‪ 22‬غ�شت ‪2016‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬

‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache7@hotmail.com‬‬

‫‪ 9‬ـ مقتطفات من كتاب «المستطرف في كل فن مستظرف»‬ ‫الكتاب من تأليف الشيخ شهاب الدين أبوالفتح محمد بن أحمد األبشيهي‪ ،‬نسبة إلى قرية أبْشيه (أبْشَواي) من قرى الفيّوم‬ ‫المصرية‪ ،‬أقام بالمحلة ورحل إلى القاهرة ‪،‬درس الفقه والنحو وولي الخطابة ببلدته بعد وفاة والده ‪ ،‬توفي حوالي (‪ 850‬هـ‪1448/‬م)‪.‬‬ ‫وعن دواعي تأليف هذا الكتاب ومضامينه يقول األبشيهي في ديباجته‪:‬‬ ‫«‪...‬أما بعد فقد رأيت جماعة من ذوي الهمم جمعوا أشياء كثيرة من اآلداب والمواعظ والحكم وبسطوا مجلدات في التواريخ‬ ‫والنوادر واألخبار والحكايات واللطائف ورقائق األشعار وألفوا في ذلك كتبا كثيرة وتفرد كل منها بفرائد فوائد لم تكن في غيره‬ ‫من الكتب محصورة فاستخرت اهلل تعالى وجمعت من جموعها هذا المجموع اللطيف وجعلته مشتمال على كل فن ظريف وسميته‬ ‫«المستطرف في كل فن مستظرف» واستدللت فيه بآيات كثيرة من القرآن العظيم وأحاديث صحيحة من أحاديث النبي الكريم وطرزته‬ ‫بحكايات حسنة عن الصالحين األخيار ونقلت فيه كثيرا مما أودعه الزمخشري في كتابه ربيع األبرار وكثيرا مما نقله ابن عبد ربه في‬ ‫كتابه العقد الفريد ورجوت أن يجد مطالعه فيه كل ما يقصد ويريد‪ .‬وجمعت فيه لطائف وظرائف عديدة من منتخبات الكتب النفيسة‬ ‫المفيدة وأودعته من األحاديث النبوية واألمثال الشعرية واأللفاظ اللغوية والحكايات الجدية والنوادر الهزلية ومن الغرائب والدقائق‬ ‫واألشعار والرقائق ما تشنف بذكره األسماع وتقر برؤيته العيون ‪.‬وجعلته يشتمل على أربعة وثمانين بابا من أحسن الفنون متوجة‬ ‫بألفاظ كأنها الدر المكنون‪..‬‬ ‫وضمنته كل لطيفة ونظمته بكل ظريفة وقرنت األصول فيه بالفضول ورجوت أن يتيسر لي ما رمته من الوصول وجعلت أبوابه‬ ‫مقدمة وفصلتها في مواضعها مرتبة منظمة ليقصد الطالب إلى كل باب منها عند االحتياج إليه ويعرف مكانه باالستدالل عليه فيجد‬ ‫كل معنى في بابه إن شاء اهلل تعالى واهلل المسؤول في تيسير المطلوب وأن يلهم الناظر فيه ستر ما يراه من خلل وعيوب إنه على ما‬ ‫يشاء قدير وباإلجابة جدير ‪ ...‬واهلل سبحانه المهون للصعاب»‪.‬‬ ‫ولألبشيهي أيضا كتاب «تذكرة العارفين وتبصرة المستبصرين» وكتاب «أطواق األزهار على صدور األنهار» كما أنه شرع في‬ ‫تأليف كتاب «في صنعة الترسل والكتابة» لكنه لم يتممه‪.‬ورغم أن في لغته ضعف ‪،‬كما يؤكد بعض المصنفين كالزركلي مثال ‪ ،‬إالأن‬ ‫قوة خطابه ‪ -‬وهو المتمرس بفن الخطابة‪ -‬تغطي ذلك الضعف اللغوي‪ ،‬وتجلي العديد من نقط ضعف بني اإلنسان‪ ،‬وتصف للمرء‬ ‫العليل مقويات روحية تقوي إيمانه وتصفي قلبه وتشد أزره‪ .‬ونسأل العلي القديرأن يفرج عنا كربتنا ويهدينا سواء السبيل في هذا‬ ‫الشهر الفضيل‪.‬‬

‫يف البخل وال�شح وذكر البخالء و�أخبارهم وما جاء عنهم‬ ‫قال الهيثم ابن عدي‪ :‬نزل على أبي حفصة الشاعر رجل من اليمامة فأخلى له المنزل ثم‬ ‫هرب مخافة أن يلزمه قراه في هذه الليلة فخرج الضيف واشترى ما احتاج إليه ثم رجع وكتب‬ ‫إليه‪:‬‬

‫يا أيهـــــا الخارج من بيـتــه وهاربــــا مـن شــــدة الخــــوف‬ ‫قـد جـاء الضــيــف بــزاد لــه فارجـع وكـن ضيفـا على الضيـف ‬ ‫واشترى رجل من البخالء دارا وانتقل إليها فوقف ببابه سائل فقال له‪ :‬فتح اهلل عليك؛ ثم‬ ‫وقف ثان فقال له مثل ذلك‪ ،‬ثم وقف ثالث فقال له مثل ذلك ‪،‬ثم التفت إلى ابنته فقال لها‪ :‬ما‬ ‫أكثر السؤال في هذا المكان؟ قالت‪ :‬يا أبت ما دمت مستمسكا لهم بهذه الكلمة‪ ،‬فما تبال كثروا‬ ‫أم قلوا‪ .‬وأألم اللئام وأبخلهم حميد األرقط الذي يقال له هجاء األضياف‪ ،‬وهو القائل في ضيف‬ ‫له يصف أكله بهذا البيت من قصيدة له‪:‬‬

‫بين لقمته األولى إذا انحدرت وبين أخرى تليهـا قيد أظفـور‬ ‫وقال فيه أيضا‪:‬‬

‫تجهز كفاه ويحــدر حلقــه إلى الزور ما ضمت عليه األنامل‬ ‫وأكل أعرابي مع أبي األسود رطبا فأكثر‪ ،‬ومد أبواألسود يده إلى رطبة ليأخذها فسبقه‬ ‫األعرابي إليها فسقطت منه في التراب‪ ،‬فأخذها أبواألسود وقال‪« :‬ال أدعها للشيطان يأكلها»‪.‬‬ ‫فقال األعرابي‪« :‬واهلل وال لجبريل وميكائيل‪ ،‬لو نزال من السماء ما تركتها»‪.‬‬ ‫وقال أعرابي لنزيل نزل به‪« :‬نزلت بواد غير ممطور‪،‬ورجل بك غير مسرور‪ ،‬فأقم بعدم أو‬ ‫ارحل بندم»‪.‬‬ ‫وقالوا‪« :‬إذا سألت لئيما شيئا فعاجله وال تدعه يفكر‪ ،‬فإنه كلما فكر ازداد بعدا»‪.‬‬ ‫وقال ربعي الهمذاني‪:‬‬

‫جمعت صنوف المال من كل وجهة وما نلتهــا إال بكـف كريـــم ‬ ‫وإني الرجــو أن أمـــــوت وتنقضي حياتي وما عنـــدي يد للئيـــم ‬ ‫و أهجى ما قيل فيهم بيت جرير في بني تغلب‪:‬‬

‫والتغلبي إذا تنحنــح للقــرى حك إستــه وتمثـل األمثـــاال ‬ ‫وله أيضا فيهم‪:‬‬

‫قوم إذا أكلوا أخفوا كالمهـــــم واستوثقوا من رتاج البـــاب والدار‬ ‫قوم إذا استنبح الضيفان كلبهـم قالوا ألمهــم بولـــــي على النــار‬ ‫فتمنع البول شحـا أن تجـود بـــه وما تبـول لهـــم إال بمقــــــــدار ‬ ‫والخبز كالعنبر الهنــدي عندهــم والقمح خمسـون إردبـــا بدينـــــار ‬ ‫فأين هؤالء من الذي قال فيه الشاعر‪:‬‬

‫أبلج بين حاجبيـــه نـوره إذا تغــذى رفعـت ستـوره ‬

‫وقال بعضهم في بخيل‪:‬‬

‫أتـانــا بخيــل بخبــز لــه كمثل الدراهـم في رقتـه ‬ ‫وقال آخر‪:‬‬

‫تراهم خشية األضياف خرســا يقـــيـمــون الصـــالة بـال أذان ‬ ‫وقال آخر وقد بات عند بخيل‪:‬‬

‫فبتنا كأنا بينهم أهـل مأتـــم على ميت مستودع بطن ملحـد‬ ‫يحدث بعضــا بعضنـــا بمصابـه ويأمر بعضا بعضنا بالتجـــــلد ‬ ‫وقال آخر‪:‬‬

‫وجيرة ال ترى في الناس مثلهـم يكون لهم عيد وإفطــــــار‬ ‫إن يوقدوا يوسعونا من دخانهم وليس يبلغنا ما تطبـخ النـــار ‬ ‫وقال آخر وأجاد‪:‬‬

‫فصدق إيمانه إن قال مجتهـدا ال والرغيف فذاك البر من قسمه‬ ‫فإن هممت به فاعبـث بخبزتــه فإن موقعها من لحمـه ودمـــه ‬ ‫قد كـان يعجبنــي لو أن غيرته على جرادقـة كانـت على حـرمـه‬ ‫وقال آخر‪:‬‬

‫ذهـــب الكـــرام فـال كــــرام وبقــــى العضـاريــــط اللئـــام‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪� 16‬إلى ‪ 22‬غ�شت ‪2016‬‬

‫العدد ‪850‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)755‬‬

‫‪16‬‬

‫«ميغيل آسين بالثيوس»‬

‫يعتبر ميغيل آسين بالثيوس ( ‪ ) 1944 – 1871‬رائد االستعراب اإلسباني المعاصر‪،‬‬ ‫بالنظر لقيمة ما راكمه من أعمال مؤسسة ومرجعية ساهمت في إعادة التأصيل للمنطلقات‬ ‫المجددة في الفكر االستشراقي اإلسباني‪ ،‬والغربي عموما‪ ،‬الذي انبرى لدراسة تراث الحضارة‬ ‫العربية اإلسالمية العريق‪ .‬لقد شكل هذا الباحث مدرسة قائمة الذات‪ ،‬أنصفت اإلسالم‬ ‫والمسلمين‪ ،‬بعد أن تحررت من طوق الحروب الصليبية ومن نزوعات الوظائف االستعمارية‬ ‫ومن تبعات الهيمنة الثقافية األوربية لعقود مرحلة ما بعد أفول الخطاب الكولونيالي‬ ‫التقليدي‪ .‬وبهذه الصفة‪ ،‬يمكن القول إن تراكم منجز ميغيل آسين بالثيوس يشكل حلقة‬ ‫«شاذة» داخل طوفان التنميطات االستشراقية المتوارثة‪ ،‬وصيحة «نشاز» داخل نهر الصور‬ ‫النمطية التي راكمها الغرب عن اإلسالم وعن المسلمين على امتداد قرون زمنية طويلة‪،‬‬ ‫وهي الصور التي ظلت تجتر نفس القراءات ونفس الكليشيهات الجاهزة‪ ،‬بعد أن ارتقت بها‬ ‫إلى مصاف الدعامات الفكرية المركزية في كل محاوالت تفكيك الفكر العربي اإلسالمي‪،‬‬ ‫بتعبيراته المختلفة وبقضاياه المتداخلة‪ .‬وكثيرا ما كان أقطاب‬ ‫االستشراق يكتفون بإعادة استنساخ هذه الكليشيهات بعد أن‬ ‫أضفوا عليها طابعا «علمويا» مخادعا‪ ،‬تداخلت فيه إسقاطات‬ ‫الماضي مع نزوعات الحاضر ثم مع سقف آفاق التفكير والتحليل‬ ‫والتفكيك والتأمل في إطار رؤى مركزية تجعل من «األنا» محورا‬ ‫رئيسيا للفعل وللمبادرة وللتجديد وللعطاء‪ ،‬في مقابل تبخيس‬ ‫عطاء «اآلخر» وإسقاط ‪-‬عنه – كل عناصر التميز والريادة‪ .‬وإذا‬ ‫كنا ‪ -‬في هذا المقام – في غير حاجة للعودة إلثارة النقاش‬ ‫حول تهافت الخطاب االستشراقي‪ ،‬في تمظهراته المتعددة‬ ‫والمهووسة بتفكيك واقع العالمين العربي واإلسالمي‪ ،‬فالمؤكد‬ ‫أن بروز األصوات «األخرى» داخل مكونات التراث االستشراقي‬ ‫تشكل عنصرا محوريا في كل جهود إعادة تقييم التجربة‬ ‫وإنصاف عطاء األصوات التي لم تنزح نحو «الجاهز»‪ ،‬عندما‬ ‫اختارت الطريق الصعب‪ ،‬طريق البحث والتنقيب والتدقيق‪ ،‬في‬ ‫إطار من النزاهة الفكرية التي ال والء لها إال لشروط الدراسة‬ ‫العلمية المتماهية مع منطق العلم ومع أبجدياته المنهجية‬ ‫والمعرفية‪ .‬والحقيقة‪ ،‬أنه ال يمكن – في تقديرنا المتواضع –‬ ‫إعادة قراءة نتائج تراكم هذا التراث‪ ،‬في شقه المرتبط برصيد‬ ‫المنجز االستشراقي اإلسباني‪ ،‬إال بإعادة البحث في نتائج أعمال‬ ‫المستعرب ميغيل آسين بالثيوس‪ ،‬ليس – فقط – بالنظر لقيمة‬ ‫ما خلفه من أعمال مرجعية رائدة في التراث األندلسي اإلسالمي‪،‬‬ ‫ولكن – كذلك – بالنظر للصدى الواسع الذي خلفته أعماله ذات‬ ‫الصلة‪ ،‬وخاصة على مستوى التشكيك في المرجعيات الفكرية‬ ‫واإلبداعية لبعض األعمال التي وسمت عصر النهضة األوربية‬ ‫الحديثة بسماتها المميزة‪ ،‬مثلما هو الحال مع كتاب «الكوميديا‬ ‫اإللهية» لدانتي‪ ،‬على سبيل المثال ال الحصر‪.‬‬ ‫واحتفاءا بالسيرة الفكرية لهذا المستعـــرب اإلسباني الكبيــر‪ ،‬أصدر األستاذ محمد‬ ‫القاضي عمال تصنيفيا في شكل دراسة تركيبية‪ ،‬تحت عنوان «ميغيل آسين بالثيوس ‪:‬‬ ‫رائد االستعراب اإلسباني المعاصر»‪ ،‬وذلك ضمن سلسلة «كتاب المجلة العربية»‪ ،‬رقم‬ ‫‪ ،167‬لشهر نوفمبر من سنة ‪ ،2010‬في ما مجموعه ‪ 71‬صفحة من الحجم المتوسط‪.‬‬ ‫ويمكن القول‪ ،‬إن الكتاب يعيد تركيب رصيد مجمل القيم الفكرية التي انشغل بها آسين‬ ‫بالثيوس في إطار شغفه الكبير بالتراث الحضاري األندلسي وبامتداداته على نسق العطاء‬ ‫اإلبداعي األوربي لمرحلة فجر العصر الحديث‪ ،‬ثم بظالل ذلك على المراحل الالحقة‪.‬‬ ‫ولقد لخص المؤلف السقف العام الذي ظل يؤطر تجربة المستعرب اإلسباني المذكور‪،‬‬ ‫في كلمة تركيبية جاء فيها ‪ « :‬لقد أثرى آسين بالثيوس الفكر األندلسي وأعطاه كل‬ ‫عمره وبنى صرحا قويا في تاريخ الفكر األندلسي‪ .‬كما أنه عمل على رفض الكثير مما‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫كان سائدا في زمانه في أوربا من تصورات وأحكام مسبقة عن اإلسالم والمسلمين‪ ،‬فقد‬ ‫دحض تلك المزاعم التي كانت ال ترى في مجال المعتقد اإلسالمي غير توهمات وخرافات‬ ‫مثلما ال ترى في ميدان األخالق اإلسالمية غير تمظهرات للنزعات الحسية وإنجازات لها‬ ‫باستمرار‪ ...‬ونكتفي بالتمثيل على ذلك بما جاء في مقالته التي يرجع فيها قتال المغاربة‬ ‫إلى جانب فرانكو في حربه ضد الجمهورية اإلسبانية ( ‪ ) 1939 – 1936‬إلى حرب ضد الكفر‬ ‫وضد اإليديولوجية الشيوعية بالنظر إلى إيمانهم القوي باهلل وتشبعهم بالقيم األخالقية‬ ‫السامية ‪ ...‬كما أبدى تسامحا ملحوظا مع المسلمين‪ ،‬بحيث جعل من األعالم اإلسالمية‬ ‫التي تناولها أساتذة األوربيين بالنظر إلى فضلهم الكبير على تاريخ العلوم واآلداب األوربية‬ ‫خالل القرون الوسطى‪ .‬لعل هذا هو ما دفع المفكر والمستعرب الكبير ميغيل دي بالثا إلى‬ ‫القول بأن ميغيل آسين بالثيوس قد قطع اشواطا مهمة في دراسة التأثيرات اإلسالمية في‬ ‫النصرانية‪ ( »...‬ص ص‪.) 71 – 70 .‬‬ ‫تتوزع مضامين الكتاب موضوع هذا التقديم بين خمسة‬ ‫فصول مركزية‪ ،‬سعى فيها المؤلف إلى وضع اإلطار العام‬ ‫المدخلي لدراسة السيرة الذهنية للمستعرب آسين بالثيوس‪،‬‬ ‫انطالقا من رؤية تصنيفية فاحصة‪ ،‬ال شك وأنها تساهم في‬ ‫تحيين الكثير من النتائج الفكرية ذات الصلة بالتراث الحضاري‬ ‫العربي اإلسالمي األندلسي المعاصر‪ .‬في هذا السياق‪ ،‬خصص‬ ‫المؤلف الفصل األول إلثارة النقاش المفاهيمي حول مفهومي‬ ‫«االستشراق» ثم «االستعراب»‪ ،‬ثم انتقل في الفصل الثاني‬ ‫لدراسة عطاء االستعراب اإلسباني وتطوراته الكبرى وتقسيماته‬ ‫المميزة‪ .‬وفي الفصل الثالث‪ ،‬تناول المؤلف بالدراسة والتشريح‬ ‫ريادة ميغيل آسين بالثيوس في مجال حقول االستعراب‬ ‫اإلسباني‪ ،‬باعتبار مكانته غير المتنازع حولها بهذا الخصوص‪،‬‬ ‫أما الفصل الرابع‪ ،‬فقد تناول فيه المؤلف اجتهادات بالثيوس‬ ‫في مجال قراءته للفلسفة اإلسالمية‪ ،‬وأنهى المؤلف كتابه‬ ‫بفصل خامس تناول فيه نتائج تنقيبات آسين بالثيوس التي‬ ‫انتهت بإثبات الكثير من األصول اإلسالمية لنص «الكوميديا‬ ‫اإللهية» الذي وضعه الكاتــب اإليطالي دانتي عند فجـر عصـــر‬ ‫النهضة األوربية الحديثة‪.‬‬ ‫وفي كل هذه المحاور‪ ،‬ظل األستاذ محمد القاضي حريصا‬ ‫على تعزيز تنقيبه في السيرة الذهنية لميغيل آسين بالثيوس‬ ‫بكم هائل من األعمال البيبليوغرافية واإلحاالت المصدرية‪،‬‬ ‫العربية واألوربية‪ ،‬التي أضاءت جوانب المتن وفتحت الباب‬ ‫مشرعا من أجل التمهيد إلعادة التأمل الجماعي في رصيد‬ ‫المستعرب النزيه والباحث المدقق آسين بالثيوس‪ ،‬ليس –‬ ‫فقط – ألنه أنصف الحضارة العربية اإلسالمية‪ ،‬ولكن – أساسا‬ ‫– بالنظر لقوة تخريجاته ولتماسك أدواته المنهجية واإلجرائية‬ ‫في البحث وفي التنقيب‪ ،‬وذلك على الرغم من كل ما يمكن تسجيله من مالحظات ومن‬ ‫مؤاخذات على بعض االنزياحات ذات الصلة بقضايا البحث‪ .‬إنها قراءة «أخرى»‪ ،‬تعيد األمور‬ ‫إلى نصابها في سياق عودة روح العلم والفكر اإلسبانيين لتجاوز ثقل الماضي وللتأسيس‬ ‫لشروط المصالحة الحقيقية والتاريخية مع التراث المشترك بين اإلسالم والغرب‪ ،‬وتحديدا‬ ‫بين المغرب وإسبانيا‪ ،‬قصد تحويل هذا التراث إلى إكسير لتجاوز كل أشكال «سوء الفهم»‬ ‫المتبادل بين الجارين المغربي واإلسباني‪ .‬لذلك‪ ،‬فمجال البحث أصبح يستلزم إعادة تحيين‬ ‫القيم العلمية الصلبة التي أطرت اجتهادات آسين بالثيوس‪ ،‬قصد تحويلها إلى أداة رئيسية‬ ‫في جهود تفكيك طبقات األحكام الجاهزة والتنميطية التي الزالت تهيمن على الكثير من‬ ‫العناصر الناظمة لمكونات المخيال الجماعي والمشترك بين إسبانيا والمغرب‪ ،‬لترخي‬ ‫بظاللها على جل الملفات العالقة بين الدولتين خالل المرحلة الراهنة‪.‬‬

‫الباحث المعتمد الخراز يحقق كتاب “الشرح المطول”‬ ‫صدر حديثـــا عن دار الكتب العلميــة بلبنان كتاب بعنوان “الشرح‬ ‫المطول على أرجوزة محمد الطيب ابن كيران في الحقيقة والمجاز” (‪303‬‬ ‫صفحة) لمؤلفه محمد بن الحسن أقصبي الفاسي المتوفى سنة ‪ 1250‬هـ‪،‬‬ ‫وهو كتاب قام بتحقيقه ودراسته الباحث والشاعر ورئيس جمعية أساتذة‬ ‫اللغة العربية بوزان الدكتور المعتمد الخراز‪ ،‬الذي أشار في المقدمة إلى‬ ‫أن هذا التحقيق يأتي‪ ،‬أوال‪ :‬في سياق االهتمام بنمط من التأليف البالغي‬ ‫لم يحظ بأهمية كبيرة من قبل الباحثين‪ ،‬ويتمثل في كتب التلخيص‬ ‫والشروح والحواشي‪ ،‬وهو اهتمام من شأنه أن يساهم في تحقيق قراءة‬ ‫نسقية للتراث‪ ،‬وثانيا‪ :‬من أجل الكشف عن حركية التأليف والتفكير‬ ‫البالغيين في المغرب‪.‬‬ ‫وقد قسم المحقق الكتاب إلى قسمين؛ خصص أولهما للدراسة‪،‬‬ ‫حيث تحدث فيه عن صاحب الشرح‪ ،‬ذاكرا اسمه ونسبه ودراسته وشيوخه‬ ‫ومكانته العلمية وآثاره‪ ،‬ثم انتقل إلى الحديث عن النص المشروح والشارح‪،‬‬ ‫فقام بوصف األرجوزة‪ ،‬ثم كشف عن الحركية التي أحدثتها في التأليف‬ ‫والتفكير البالغيين بالمغرب‪ ،‬وذلك من خالل تتبع الكتابات التي كتبت‬ ‫عنها‪ ،‬حيث ميز بين الشروح والحواشي وغيرهما‪ ،‬وحدد المراكز العلمية‬ ‫والشيوخ الذين اتخذواهذه األرجوزة متنا أساسا في حلقات التدريس‪.‬‬ ‫بعد ذلك انتقل المحقق إلى تحديد دوافع تأليف أقصبي لشرحه وتاريخ‬ ‫تأليفه والمصادر التي اعتمدها والمنهجية التي اتبعها‪ ،‬ليختم هذا القسم‬

‫بوصف للنسخ التي اعتمدها‬ ‫في تحقيق األرج��وزة وشرحها‪،‬‬ ‫وتحديد المنهج المعتمد في‬ ‫التحقيق‪ .‬أم��ا القسم الثاني‬ ‫فخصصه لتحقيق شرح أقصبي‬ ‫على أرج��وزة اب��ن كيران‪ ،‬ثم‬ ‫وضع ملحقا يضم تحقيقا لمتن‬ ‫األرجوزة‪ ،‬وتسع فهارس فنية‪.‬‬ ‫المعتمد الخراز‬ ‫وقد قدم الكتاب الدكتور محمد‬ ‫األمين المؤدب‪ ،‬وهو أستاذ بكليتي اآلداب والعلوم االنسانية بتطوان‬ ‫(المغرب) وجازان (السعودية)‪ ،‬حيث وضع تقديما علميا تحدث فيه عن‬ ‫أنماط التأليف البالغي في المغرب‪ ،‬فأرجعها إلى أربعة‪ ،‬وهي‪ :‬كتب‬ ‫البديع‪ ،‬وشروح المتون البالغية‪ ،‬وشروح الشواهد‪ ،‬والمنظومات البالغية‬ ‫وشروحها‪ .‬وأكد الدكتور المؤدب في تقديمه أهمية الكتاب المحقق‬ ‫والعمل الجاد والعلمي الذي قام به المحقق‪ ،‬الذي التزم فيه “ضوابط‬ ‫التحقيق المعتمدة لدى كبار المحققين‪ ..‬ورجع في القسمين معا‪ ،‬إلى‬ ‫مصادر كثيرة‪ ،‬فاقت المئتين (‪ ،)239‬ما بين مطبوع ومخطوط ومرقون‪،‬‬ ‫وبعضها غميس نفيس”‪.‬‬

‫محمد أقصبي الفاسي‬


‫الثالثاء ‪� 16‬إلى ‪ 22‬غ�شت ‪2016‬‬

‫العدد ‪850‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)320‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫هذه حقيقة قصة المواطن‬ ‫رشيد أشمرال مع «المصيبة الكبرى»‬ ‫صاحب جريدة إلكترونية بالصفة‬ ‫توصلنا بشكاية مفتوحة‪ ،‬موجهة‬ ‫إلى جميع المسؤولين وللرأي العام‪،‬‬ ‫لصاحبها المواطـــن رشيــد أشمرال‪،‬‬ ‫يشتكي من خاللها من المدعو «سعد»‪،‬‬ ‫صاحب جريدة إلكترونية بطنجة‪ ،‬والذي‬ ‫نشرعنه وعن ابنه حمزة مقاال كاذبا‪،‬‬ ‫دون أن يطلــع على الحقيقــة كاملة‪،‬‬ ‫مبتزا إياهما‪ ،‬مما أضر بسمعتهما‪ ،‬علما‬ ‫أن هذا «الصحافي» بالصدفة والتطفل‪،‬‬ ‫معروف بسرقـــة مقـــاالت وكتابـــات‬ ‫«أس��ي��اده»‪ ،‬قبل أن ينسبهــــا إليه‪،‬‬ ‫دون أدنى حياء‪ .‬باإلضافة إلى إيذائه‬ ‫لمجموعة من الضحايا‪ ،‬وذلك بنشر تهم‬ ‫ملفقة ضدهم‪ ،‬بغية ابتزازهم‪ .‬بيد أنه‬ ‫بعيد عن مهنة وأدوات الصحافة‪ ،‬بعد‬ ‫السماء عن األرض(خ��روق��ات قانونية‬ ‫وأخطاء لغوية ونحوية ومعلوماتية‪.‬و‪).‬‬ ‫‪.‬كما أن له سوابق قضائية عدة‪ ،‬بتهم‬ ‫متنوعة‪ ،‬منها االتجار في المخدرات‬ ‫والنصب واالحتيال واالبتزاز‪ ،‬وإصدار‬ ‫شيكات بدون رصيد‪ ،‬إذ سبق الزج به‬ ‫في السجن‪ ،‬أكثر من مرة‪.‬‬ ‫وبخصوص هذه التهم سبق أن صرح وزير االتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة‬ ‫مصطفى الخلفي إنه لم يعد بإمكان المدانين في مختلف محاكم المغرب على خلفية قضايا‬ ‫النصب واالحتيال واالبتزاز واالرتشاء واالتجار في المخدرات‪ ،‬إصدار صحف أو المساهمة في‬ ‫مقاوالت صحافية‪ ،‬و إن وزارته تسعى إلى ضمان استقاللية الجسم الصحافي وحمايته من‬ ‫الدخالء واالرتقاء بالمهنة‪.‬‬ ‫لذا كان من الطبيعي ألي شخص في مثل الحالة هاته لـ‪«:‬صحافي آخر الزمان» أن‬ ‫يتعرض لالعتداء عليه بالضرب والجرح‪ ،‬بالنظر إلى ضحاياه الكثر‪ .‬إال أن االعتداء الذي تعرض‬ ‫له هذا األخير‪ ،‬تسبب في اعتقال ومساءلة المواطن المشتكي (رشيد أشمرال)‪ ،‬ظلما وعدوانا‪،‬‬ ‫قبل أن يطلق سراحه‪ ،‬بعد أن لم يتعرف عليه المعتدى عليه‪ ،‬علما أن حقيقة الموضوع‪،‬‬ ‫يقول «رشيد»‪ ،‬تعود إلى كونه سبق أن اشتغل مع أحد األشخاص(محمد‪.‬ح) الذي بقي في‬ ‫ذمته مبلغ مالي‪ ،‬تأخر كثيرا عن تسديده‪.‬وبما أن (رشيد) كان يمر بأزمة مادية خانقة‪ ،‬خاصة‬ ‫وأن زوجته مريضة‪ ،‬حيث عرضها على عشرات األطباء للعالج‪ ،‬مع مايتطلبه ذلك من مصاريف‬ ‫باهظة‪ ،‬فكر في استرداد ماله‪ ،‬غيرأنه لم يتمكن‪ ،‬بحكم أن المسمى(محمد‪.‬ح) دائم الغياب‬ ‫والتهرب منه‪ ،‬فاضطرإلى ترك رسالة له بمنزله‪ ،‬بخصوص ما بينهما‪ ،‬إال أن الرسالة ذاتها‪،‬‬ ‫سرعان ما وصلت إلى الجريدة اإللكتزونية المذكورة‪ ،‬واعتبرت بمثابة محاولة ابتزاز‪ ،‬لتشويه‬ ‫سمعة الضحية (رشيد) الذي أصبح اآلن هو وأفراد أسرته مهددين في حياتهم ومعرضين‬ ‫لالبتزازمن طرف المشتكى بهم‪ ،‬بواسطة جميع الطرق‪ ،‬في الوقت الذي يجد نفسه منشغال‪،‬‬ ‫فقط‪ ،‬في إعالة أفراد أسرته‪ ،‬مؤكدا أن هذه هي الحقيقة‪ ،‬وذلك لتبرئة نفسه أمام الجهات‬ ‫المسؤولة‪ ،‬وأمام من يهمهم األمر‪ ،‬من مغبة ما قد يحدث‪ ،‬الحقا ـ القدر اهلل ـ خاصة وأن‬ ‫صاحب الجريدة اإللكترونية المذكورة له ضحايا كثر‪.‬‬

‫أحمد صدقي‬

‫نداء من تاجر نيابة عن زمالئه التجار‬ ‫المهيكلين بالمدينة العتيقة‬ ‫تجار المدينة العتيقة‪ ،‬بطريق السمارين وزنقة المنصور وزنقة إيطاليا وخوصفات‪،‬‬ ‫يتضرعون للذي خلقهم‪ ،‬مادام أن المسؤولين اليهتمون بهذا الموضوع‪.‬فمنذ سنة ‪،1967‬‬ ‫ونحن نزاول التجارة‪ ،‬فال نلمس أي تحسن‪ .‬طبعا‪ ،‬النتهم أحدا‪ ،‬ولكن هذا هو الواقع المر‪،‬‬ ‫ذلك أنه ـ حاليا ـ ال يمكن للقائد وثالثة رجال من القوات المساعدة‪ ،‬القيام بواجبهم في‬ ‫محاربة التجار الغير المهيكلين‪.‬‬ ‫نلتمس رفع عنا هذا “الوباء الدائم”‪ ،‬فنحن غارقون في الديون‪..‬غارقون في الضرائب‪..‬‬ ‫في الكهرباء‪ ..‬نؤدي نيابة عن الباعة المتجولين (القارين)‪ .‬هم يبيعون ونحن نتفرج‪ .‬وحتى‬ ‫المكلفين بالضرائب‪ ،‬وعندما يالحظون رواج السوق‪ ،‬بفعل الباعة المتجولين الذين يقطعون‬ ‫الطريق‪ ،‬يعتقدون بأن “الناس بايعة شارية” بينما العكس صحيح‪ ،‬فنحن على باب اهلل‪،‬‬ ‫القدرة لنا على شيء‪ .‬وربما كان المتسولون أحسن حاال منا‪ .‬باإلضافة إلى هذا‪ ،‬فإن بعض‬ ‫الباعة “المتجولين” مزودون بالسالح األبيض‪ ،‬حيث سبق ألحدهم أن اعتدى على قائد بشارع‬ ‫الجيش الملكي‪ ،‬بواسطة السالح األبيض‪ ،‬لمجرد أنه كان يقوم بواجبه‪ ،‬لضبط األموربتراب‬ ‫نفوذه‪ ،‬ذلك أن القواد ـ عموما ـ يواجهون مشاكل عديدة وخطيرة‪.‬فهل من اهتمام بهذا‬ ‫الموضوع الذي يستدعي معالجته على أعلى مستوى‪ ،‬خاصة وأن الوضع مستفحل‪ ،‬إذ يحتاج‬ ‫إلى تدخل أكبروأنجع‪.‬؟‬

‫محمد صيد‬

‫طفل معاق في حاجة إلى مساعدة‬ ‫يعاني الطفل محمد العلوي‪ ،‬البالغ‬ ‫من العمر ‪ 10‬سنــوات من تأخر في‬ ‫النمو‪ ،‬نتجـــت عنه‪ ،‬مع مرور السنوات‬ ‫إعاقة كاملـــة‪( ،‬انظر الصورة)‪ ،‬فضال‬ ‫عن إصابتــه بداء الربــو‪ ،‬مما جعله‬ ‫يحتاج إلى مصاريف‪ ،‬القتناء الحفاظات‬ ‫واألدوية التي يصل ثمنها إلى حدود‬ ‫ألف (‪1000‬درهم) شهريا‪ ،‬األمر الذي‬ ‫تعجز عنه أسرته المعوزة‪.‬لذا‪ ،‬وعبر هذا‬ ‫المنبر‪ ،‬تتقدم والدة الطفل المريض‬ ‫بندائها إلى المحسنين وذوي األريحية‪،‬‬ ‫راجية منهم‪ ،‬بعد اهلل تعالى مساعدتها‪،‬‬ ‫للتغلب على رعاية فلذة كبدها‪ ،‬واهلل‬ ‫اليضيع أجر من أحسن عمال‪.‬‬ ‫لالتصال‪0675927078 :‬‬ ‫العنوان‪ :‬عقبة ابن األبار رقم ‪20‬‬

‫‪17‬‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 6‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪320‬‬


‫الرياضي‬ ‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 850‬ـ الثالثاء ‪� 16‬إلى ‪ 22‬غ�شت ‪2016‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫عشرون خطأ لدى المبتدئين‬ ‫طريقهم في صاالت الجيم! (‪)2‬‬

‫تدريبات اللياقة البدنية هي أفضل وسيلة لتحقيق المظهر الذي كنتم‬ ‫تريدونه دائما‪ ،‬الصحة البدنية والنفسية القوية‪ .‬ولكن العديد من أولئك‬ ‫الذين بدؤوا للتو بزيارة صاالت الجيم «يسقطون» في أخطاء المبتدئين‪.‬‬ ‫حول أخطاء تدريبات اللياقة البدنية للمبتدئين إليكم المقالة التالية‪.‬‬ ‫هل بداتم بممارسة الرياضة بانتظام في صاالت الجيم‪ ،‬وال ترون نتائج؟‬ ‫تعانون من االلم واالصابات منذ ان بداتم في التردد على صاالت الجيم؟‬ ‫التدريب يسبب لكم الضجر؟ ال تتخلوا بسرعة عن العادة الجديدة ‪ ،‬ربما‬ ‫يكون جسمكم لم يتعود بعد على التدريبات او انكم من اولئك الذين‬ ‫يرتكبون اخطاء المبتدئين ‪ ..‬جمعنا من اجلكم ‪ 20‬خطا شائعا يرتكبه‬ ‫المتدربون المبتدئون‪ .‬إذا نجحتم في تفاديها‪ ،‬فمن المرجح انها ستكون‬ ‫بداية ل «صداقة رائعة « بينكم وبين تدريبات اللياقة البدنية ‪ ‬المنتظمة‬ ‫والتي ال يوجد نهاية تقريبا للفوائد الكامنة فيها ‪ :‬المظهر المطلوب‬ ‫والحفاظ على الوز ‪ ،‬انخفاض مستوى الكولسترول‪ ،‬الثقة بالنفس‪ ،‬جهاز‬ ‫قلب ودورة دموية قوية‪ ،‬عضالت قوية وغير ذلك ‪...‬‬

‫‪ .1‬الجلوس غير الصحيح على اجهزة التدريب‪:‬‬ ‫يجب أن تنتبهوا أن لكل أجهزة التدريبات البدنية المختلفة تقريبا‬ ‫يوجد دعائم للظهر‪ .‬يجب أن تلصقوا الجزء الخلفي الى هذه الدعائم‬ ‫وتحافظوا على ظهر مستقيم اثناء الجهد والراحة‪ .‬إذا كان ظهركم ليس‬ ‫مستقيما تماما أثناء القيام بالجهد‪ ،‬فسيتكون عبء كبير على الفقرات‪،‬‬ ‫مما يمكن ان يؤدي لاللم واإلصابات‪.‬‬

‫‪ .2‬التمسك الجيد بدعائم اجهزة التدريبات الهوائية‪:‬‬ ‫أجهزة مســـارات المشــي الثابتــــة واجهــــزة «التزلــــج» مجهزة‬ ‫بدعائم ‪ ‬هدفها هو إال تفقدوا توازنكم اثناء التدريب‪ .‬هذه الدعائم عادة‬ ‫ما تكون من االمام او على الجانبين‪ .‬لكن انتبهوا‪ ،‬إذا وجدتم انفسكم‬ ‫متكئين عليها خالل التدريب الهوائي‪ ،‬فأنتم في الواقـــع «تغشون»‬ ‫وتنقلون جزءا من الجهد الى ايديكم‪ ،‬وبذلك تقللون من العبء على‬ ‫العضالت األكثر أهمية ضمن هذه التدريبات – الساقين‪ ،‬الظهر والبطن‪.‬‬ ‫يوصى اإلمساك بها بشكل خفيف ولمسها بأطراف األصابع‪ ،‬ولكن من‬ ‫دون تلقي دعم منها لوزنكم‪.‬‬

‫‪ .3‬القراءة اثناء التدريب الهوائي‪:‬‬ ‫العديد ممن يتدربون على أجهزة مسارات المشي الثابتة في صاالت‬ ‫الجيم ‪ ‬يقرؤون الصحف أو الكتب خالل التدريب‪ .‬القراءة تجعلكم تفقدون‬ ‫التركيز مما يمكن أن يؤدي للسقوط وعادة ما يترافق ذلك بوضعيات غير‬ ‫مثاليـــة أثنــاء التدريب بسبب الحاجة إلى إمعان النظر في الصحيفــة أو‬ ‫الكتاب‪ .‬ولهذا يفضل أن تتركوها في البيت‪.‬‬

‫‪ .4‬السير مع االثقال‪:‬‬ ‫حمل األثقال اثناء التمارين الرياضية يتسبب في الكثير من الضغط‬ ‫على الركبتين‪ ،‬الظهر والمفاصل المختلفة‪ .‬تجنبوا ذلك‪ ،‬فقد يسبب ذلك‬ ‫لكم كسور الجهد‪ .‬اتركوا األثقال لتدريبات القوة الخاصة بكم‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫‪3‬‬

‫كلمة العدد‬

‫تألف‬

‫اتحاد طنجة فرصة يجب استغاللها بفسح المجال للعمل القاعدي الذي آن أوانه‬ ‫كي ينطلق‪ .‬وأحسن قرار اتحذه الفريق هو تدشينه عملية التنقيب عن المواهب‬ ‫من أجل ضمهم لمركز تكوين الناشئين‪ .‬كما جاء في بيان أصدرته إدارة النادي أن عملية‬ ‫التنقيب‪ ،‬التي تنطلق يوم السبت ‪ 20‬غشت الجاري بملعب الزياتن على الساعة التاسعة صباحا‬ ‫بالنسبة‪ .‬وستخص الفئات العمرية‪ ،‬من مواليد ‪ 2000‬و ‪ 2001‬و ‪ .2002‬مع ضرورة اصطحاب‬ ‫الوثائق التي تثبت السن المطلوبة‪ .‬وستنطلق عملية التنقيب بملعب الزياتن يوم السبت ‪20‬‬ ‫غشت من التاسعة صباحا إلى ‪ 12‬زواال‪ .‬وتتواصل يوم األحد ‪ 21‬غشت من التاسعة صباحا‬ ‫إلى ‪ 12‬زواال‪ .‬والثالثاء ‪ 23‬غشت من السادسة مساء إلى الثامنة مساء واألربعاء ‪ 24‬غشت من‬ ‫الثالثة بعد الزوال إلى الثامنة مساء‪ .‬والخميس ‪ 25‬غشت من السادسة مساء إلى الثامنة مساء‪.‬‬ ‫والسبت ‪ 27‬غشت من التاسعة صباحا إلى ‪ 12‬زواال‪ .‬نتمنى أن تكون البداية للرؤية الحقيقية‬ ‫نحو المستقبل‪.‬‬

‫عبد الغني معاوي‪...‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫جنم وهداف احتاد طنجة‬

‫كيف تمر إستعدادات إتحاد طنجة؟‬

‫إستعدادات فريق إتحاد طنجة للموسم الجديد تمر‬ ‫في أجواء جيدة و يسودها اإلنضباط والجدية في العمل‬ ‫من طرف جميع الالعبين‪ .‬حاليا أنهينا المرحلة األولى من‬ ‫اإلستعدادات من خالل المعسكراإلعدادي المغلق الذي‬ ‫دخلناه بمدينة طنجة والذي دام حوالي عشرة أيام‪ ،‬ونحن‬ ‫في المرحلة الثالثة من اإلستعدادات بمدينة الدارالبيضاء‬ ‫بمعسكر مغلق ‪ ‬بمنطقة بوسكورة وسوف تتخلله أربع‬ ‫مباريات ودية ستكون مقياسا حقيقيا من أجل اإلستعداد‬ ‫بشكل جيد للموسم الذي سندخل غماره قريبا‪ ،‬وتنتظرنا‬ ‫خالله مجموعة من اإلستحقاقات‪ .‬المدرب الجزائري‬ ‫عبدالحق بن شيخة وضع برنامجا إعداديا في المستوى‬ ‫سيعمل من خالله على تهيئ الالعبين بطريقة إحترافية‬ ‫ليكونوا جاهزين لدخول غمار المنافسات التي تنتظرنا‬ ‫خالل الموسم الجديد وخلق اإلنسجام ما بين العناصر‬ ‫الجديدة والقديمة‪.‬‬

‫كنت قريبا من اإلحتراف بالبطولة القطرية‪ ،‬فما‬ ‫هي األسباب التي حالت دون ذلك؟‬

‫بالفعل كنت قريبا من االلتحاق بنادي الوكرة القطري‬ ‫وكانت المفاوضات مع مسؤولي الفريق القطري تسير في‬ ‫االتجاه الصحيح وبلغت مراحل جد متقدمة‪ ،‬لكن لألسف‬ ‫تدخل أيادي خفية حالت دون التحاقي بدوري نجوم قطر‬ ‫للمحترفين لخوض تجربة إحترافية و تحقيق الحلم الذي‬ ‫طالما راودني من أجل تطوير مؤهالتي وإمكانياتي‪ .‬وعلى‬ ‫العموم الخير فيما إختاره اهلل‪ ،‬ومازال الوقت أمامي لخوض‬ ‫تجربة إحترافية بإحدى البطوالت الخارجية‪.‬‬

‫ما هي طموحاتكم وأهدافكم خالل الموسم‬ ‫القادم‪ ،‬في ظل المستوى الذي ظهرتم به الموسم‬ ‫الماضي؟‬ ‫بطبيعة الحال فبعد المستوى الجيد الذي ظهر به‬ ‫فريق إتحاد طنجة خالل منافسات الموسم الماضي والذي‬ ‫أنهيناه باحتالل المرتبة الثالثة في أول موسم يخوضه‬ ‫فارس البوغاز بعد غياب طويل عن بطولة الصفوة‪،‬‬ ‫فطموحاتنا وأهدافنا ستكبر خالل الموسم القادم الذي‬ ‫سندخل غماره قريبا وسنكون مطالبين خالله بالحفاظ‬ ‫أوال على المكتسبات التي حققناه والعمل على تطويرها‬ ‫لتحقيق نتائج أفضل و المنافسة على األلقاب‪ .‬فباإلضافة‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫إلى منافسات البطولة والكأس تنتظرنا كذلك مشاركة‬ ‫في منافسات كأس الكنفدرالية اإلفريقية لكرة القدم‪،‬‬ ‫وهي تجربة جديدة من شأنها أن تمنح الالعبين فرصة‬ ‫اإلحتكاك مع الكرة اإلفريقية وأخد التجربة التي تنقص‬ ‫بعضهم‪ .‬إتحاد طنجة باإلمكانيات التي يتوفر عليها‬ ‫والقاعدة الجماهيرية التي تسانده وتدعمه‪ ،‬فهو قادر‬ ‫على ركوب كل التحديات التي تنتظره ليكون في الموعد‬ ‫وعند تطلعات جماهيره‪ .‬‬

‫مورينيو يتحدث‬ ‫عن إيقاف بوجبا‬

‫أكد جوزيــه مورينيــو المدير الفنـــي‬ ‫لمانشستر يونايتـــد أنه علم بإيقاف العبه‬ ‫الجديد الفرنسي بول بوجبا عن المباراة األولى‬ ‫للفريق أمام بورنموث في الدوري اإلنجليزي‬ ‫منذ يومين‪ .‬وقال مورينيو في مؤتمر صحفي‬ ‫أقيم ظهر الجمعــة‪« :‬كنت أعلم أن بوجبــا‬ ‫لديه بعــض اإلنذارات في المباريات األخيرة‬ ‫ليوفنتوس الموســم الماضي‪ ،‬ولكن لم أكن‬ ‫متأكدًا من أن تراكم البطاقات سيؤدي إلى‬ ‫إيقافه»‪ .‬وأشار المدرب البرتغالي إلى أن بوجبا‬ ‫سيشارك في التدريبات الجماعية لمانشستر‬ ‫يونايتد يوم الثالثاء المقبل‪ ،‬مؤكدًا أنه جاهز‬ ‫للمشاركة في المباريات‪ .‬وافتتح مانشستر‬ ‫يونايتد مشواره في البريمييرليج بمواجهة‬ ‫بورنموث يوم األحد الماضي‪ ،‬ثم يستضيف‬ ‫ساوثامبتون يوم الجمعة المقبل ‪ 19‬غشت‬ ‫بملعب «أولد ترافورد» في الجولة الثانية من‬ ‫المسابقة‪ .‬وبات بوجبا الصفقة األغلى في‬ ‫التاريخ بانتقاله من يوفنتوس إلى مانشستر‬ ‫يونايتد مقابل ‪ 110‬ماليين يورو‪.‬‬

‫عن الزميلة «المنتخب»‬


‫العدد ‪850‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫الثالثاء ‪� 16‬إلى ‪ 22‬غ�شت ‪2016‬‬

‫‪19‬‬

‫أخبـار‬ ‫اتحـاد طنجـة‬

‫أخبـار‬ ‫المغرب التطواني‬

‫اتحاد طنجة يستقبل الجديدة في‬ ‫البطولة يوم ‪ 27‬غشت و اخريبكة في‬ ‫الكاس يوم ‪ 5‬شتنبر‬

‫المغرب التطواني يتعاقد رسميا‬ ‫مع الظهير األيسر عثمان الحبوري‬ ‫تعاقد المغرب التطواني رسميا مع الظهير‬ ‫األيسر عثمان الحبوري (‪ 28‬سنة) لثالث‬ ‫سنوات بعد أن اقتنع مدرب الفريق سيرخيو‬ ‫لوبيرا بعطائه‪ ،‬و أجمع كل من تتبع المباراة‬ ‫الودية األخيرة لفريقنا اليوم على أن الحبوري‬ ‫العب ذو مهارات عالية و سيقدم اإلضافة‬ ‫لفريقنا إن شاء اهلل‪ .‬ولعب عثمان الحبوري‬ ‫لفريق النادي المكناسي طيلة مشواره قبل‬ ‫أن ينتقل الموسم الفارط للوداد و بعد عدم‬ ‫التوافق مع اإلدارة التقنية للوداد تمت إعارته‬ ‫لفريقه األم ليلعب في صفوفه نصف الموسم‬ ‫الفارط قبل أن يعود للوداد و يفسخ عقده‬ ‫رغبة منه لاللتحاق بفريق المغرب التطواني‬ ‫بالرغم من العروض الكثيرة التي توصل بها‬ ‫من عديد األندية المغربية‪ .‬لإلشارة و بعد‬ ‫تقديم الوافد الجديد صرح الرئيس المنتدب‬ ‫للمغرب التطواني أنه ال زال في مفاوضات‬ ‫جدية مع بعض الالعبين الذين من المحتمل‬ ‫أن يلتحقوا بالماط عما قريب‪.‬‬

‫تعرف اتحاد طنجة على موعد مباراته‬ ‫األولى في بطولة الموسم الجديد‪ ،‬حيث‬ ‫يستقبل الدفاع الحسني الجديدي في افتتاح‬ ‫البطولة يوم السبت ‪ 27‬غشت بالملعب الكبير‬ ‫بطنجة على الساعة التاسعة والربع ليال‪،‬‬ ‫فيما يستقبل في ذهاب ثمن نهائي كاس‬ ‫العرش فريق أولمبيك اخريبكة يوم اإلثنين‬ ‫‪ 5‬شتنبر‪ ،‬بداية من الساعة الثامنة مساء‪،‬‬ ‫على أرضية الملعب الكبير بطنجة‪ .‬ويجري‬ ‫مباراة اإلياب يوم السبت ‪ 10‬شتنبر‪ ،‬بداية‬ ‫من الساعة التاسعة والربع ليال‪ ،‬على أرضية‬ ‫ملعب الفوسفاط بخريبكة‪ .‬من ناحية أخرى‪،‬‬ ‫يعلن فريق اتحاد طنجة أن عملية التسجيل في‬ ‫مدرسة كرة القدم‪ ،‬ستفتتح يوم السبت ‪20‬‬ ‫غشت‪ ،‬على أن تستمر كل يوم من الساعة ‪10‬‬ ‫صباحا إلى ‪ 01‬ظهرا‪ ،‬و من ‪ 03‬زواال إلى ‪08‬‬ ‫مساء‪ .‬و تجدر اإلشارة أن مدرسة اتحاد طنجة‬ ‫لكرة القدم التي يشرف عليها اإلطار الوطني‬ ‫البشير بويطة‪ ،‬عرفت في الموسم الماضي‬ ‫مشاركة عدد كبير من التالميذ‪ ،‬حيث فاق‬ ‫عددهم ‪ 1000‬طفل و طفلة‪.‬‬

‫افتتاح البطولة برحلة إلى مراكش‬

‫أوقعت قرعة البطولة االحترافية اتصاالت‬ ‫المغرب فريق المغرب التطواني في مواجهة‬ ‫الكوكب المراكشي بملعب هذا األخير برسم‬ ‫الجولة األولى‪ ،‬على أن يستقبل في الجولة‬ ‫الثانية بملعب سانية الرمل فريق أولمبيك‬ ‫خريبكة‪ ،‬ويحل ضيفا على نادي الوداد‬ ‫البيضاوي برسم الجولة الثالثة‪.‬‬ ‫وإليكم البرنامج الكامل لمباريات الفريق‬ ‫التطواني‪:‬‬

‫‪ 25‬العبا في معسكر بوسكورة‬ ‫استدعى مدرب فريق اتحاد طنجة عبد‬ ‫الحق بنشيخة ‪ 25‬العبا للدخول في المعسكر‬ ‫اإلعدادي المغلق بداية من يوم األربعاء‬ ‫الماضي ببوسكورة‪ ،‬تحضيرا للمنافسات‬ ‫الرسمية برسم الموسم الكروي الجديد‪.‬‬ ‫وتتضمن الالئحة الالعبين إسماعيل داوود‬ ‫الذي ينشط في الدوري البلجيكي‪ ،‬و الالعب‬ ‫السنغالي تيون اوسينو‪ ،‬الذي ينتظر فريق‬ ‫اتحاد طنجة توصله بورقة خروجهم الدولية‬ ‫من أجل إكمال اإلجراءات و اإلعالن الرسمي‬ ‫بالتعاقد معهما‪ .‬و يعتبر معسكر بوسكورة‬ ‫المرحلة الثالثة و األخيرة من استعدادات اتحاد‬ ‫طنجة للموسم الكروي الجديد‪ ،‬حيث سيمتد‬ ‫هذا التجمع اإلعدادي لعشرة أيام‪ ،‬و سيجري‬ ‫فيه فارس البوغاز أربعة مباريات ودية‪.‬‬

‫بنشيخة يتمسك بسيبوفيتش‬ ‫دافع مدرب اتحاد طنجة الجزائري عبد‬ ‫الحق بنشيخة‪ ، ،‬عن قراره باستمرار المدافع‬ ‫البوسني‪ ‬سيبوفيتش‪ ،‬رغم‪ ‬ضم الفريق لـ ‪3‬‬ ‫مدافعين يشغلون نفس مركزه‪ ،‬وهم‪ ‬إسماعيل‬ ‫بلمعلم والمهدي بلطام‪ ،‬والسنغالي‬ ‫أوساينو ثيون‪ .‬وتألق سيبوفيتش‪ ،‬الموسم‬ ‫الماضي‪ ،‬رفقة اتحاد طنجة‪ ،‬وخاض معه أغلب‬ ‫مباريات الدوري المحلي‪ .‬وسيحاول بنشيخة‪،‬‬ ‫العمل بنظام‪ ‬التناوب بين الالعبين بالمباريات‬ ‫المهمة بالدوري وكأس الكونفيدرالية‪ ،‬لذلك‬ ‫عزز صفوف الفريق بـ ‪ 9‬العبين‪ ،‬خالل فترة‬ ‫االنتقاالت الصيفية‪ .‬وكان اتحاد طنجة حسم‬ ‫صفقة السنغالي اوسيانو ثيون العب المنتخب‬ ‫المحلي السنغالي‪ .‬وهو تاسع العب يوقع‬ ‫بكشوفات الفريق‪.‬‬

‫الدورة ‪ :1‬الكوكب المراكشي ـ المغرب‬ ‫التطواني‪.‬‬ ‫الدورة ‪ :2‬المغرب التطواني ـ أولمبيك خريبكة‪.‬‬ ‫الدورة ‪ :3‬الوداد البيضاوي ـ المغرب التطواني‪.‬‬ ‫الدورة ‪ :4‬المغرب التطواني ـ شباب أطلس‬ ‫خنيفرة‪.‬‬ ‫الدورة ‪:5‬المغرب التطواني ـ نهضة بركان‪.‬‬

‫ك َر ِ‬ ‫} َيا �أَ ّ َي ُت َها ال ّ َن ْف ُ�س المْ ُ ْط َم ِئ ّ َن ُة ْار ِجعِي ِ�إ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫ا�ض َي ًة‬ ‫َم ْر ِ‬ ‫اد ُخلِي َج ّ َنتِي {‬ ‫اد ُخلِي فيِ عِ َبادِ ي َو ْ‬ ‫�ض ّ َي ًة َف ْ‬ ‫(صدق اهلل العظيم)‬

‫عن سن تناهز ‪ 73‬سنـــة‪ ،‬لبى نداء ربه‪ ،‬يـــوم الثالثاء‬ ‫‪ 9‬غشت ‪،2016‬‬

‫عبد اهلل �شداد‬

‫أحد ح��راس المرمى البارزين في سماء كرة القدم‬ ‫الطنجاوية‪ ،‬منذ بداية الستينات‪ ،‬حين حمل قميص نادي‬ ‫طنجة ‪ ،‬الطانخير‪ ،‬سنة ‪ ،1964‬بالقسم الثاني‪ .‬حين كان‬ ‫الفريق يضم محمد أقلعي‪ ،‬أحمد السعيدي‪ ،‬حمان‪ ،‬التسولي‪،‬‬ ‫عبد اهلل الكزار‪ ،‬أحمد الحايك‪ ،‬الطيب الشواطي‪ ،‬الصديق‬ ‫أوياسين‪ ،‬الركاينة‪ ،‬شوقورون‪ ..‬وغادر الفريق سنة ‪.1967‬‬ ‫ووري جثمانه الطاهر الثرى بعد صالة الظهر من يوم‬ ‫األربعاء ‪ 10‬غشت بمقبرة سيدي اعمار في جو جنائزي مهيب‪.‬‬ ‫وكان المرحوم في السنوات األخيرة من انشط اعضاء جمعية أهالي المدينة العتيقة‬ ‫لالعمال االجتماعية‪ .‬ولهذا المصاب الجلل يتقدم رئيس الجمعية الحاج رضوان التحيفة‬ ‫أصالة عن نفسه ونيابة عن باقي أفراد الجمعية بأحر التعازي إلى جميع أفراد اسر المرحوم‪،‬‬ ‫وعلى راسها شداد و المرنيسي‪ ،‬راجيا من العلي القدير أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة‬ ‫ويسكنه فسيح جنانه ويلهم ذويه الصبر الجميل‪:‬‬

‫«�إنا اهلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫الدورة ‪ :6‬شباب الريف الحسيمي ـ المغرب‬ ‫التطواني‪ .‬‬ ‫الدورة ‪:7‬المغرب التطواني ـ الجيش الملكي‪.‬‬ ‫الدورة ‪ :8‬الدفاع الحسني الجديدي ـ المغرب‬ ‫التطواني‪.‬‬ ‫الدورة ‪ :9‬المغرب التطواني ـ النادي القنيطري‪.‬‬ ‫الدورة ‪ :10‬شباب قصبة تادلة ـ المغرب‬ ‫التطواني‪.‬‬ ‫الدورة ‪ :11‬المغرب التطواني ـ الرجاء‬ ‫البيضاوي‪.‬‬ ‫الدورة ‪ :12‬اتحاد طنجة ـ المغرب التطواني‪.‬‬ ‫الدورة ‪ :13‬المغرب التطواني ـ حسنية أكادير‪.‬‬ ‫الدورة ‪ :14‬أولمبيك آسفي ـ المغرب التطواني‪.‬‬ ‫الدورة ‪:15‬المغرب التطواني ـ الفتح الرباطي‬

‫المغــرب التطوانـــي يفـــوز على‬ ‫الفنيدق بخماسية‬ ‫فاز فريق المغرب التطواني على نادي‬ ‫الفنيدق بخمسة أهداف لصفر‪ ،‬في المباراة‬ ‫الودية التي أجريت صباح يوم األربعاء الماضي‬ ‫بملعب سانية الرمل بتطوان‪ .‬وسجل أهداف‬ ‫المغرب التطواني في هذه المباراة الودية‬ ‫التي تابعها الرئيس المنتدب للفريق محمد‬ ‫أشرف أبرون‪ ،‬كل من محمد المكعازي ومحمد‬ ‫ياسر اللوالنتي في الشوط األول من المباراة‪،‬‬ ‫وحمزة بورزوق وأيمن البراق ومامادو سيديبي‬ ‫في الشوط الثاني‪ .‬ولإلشارة‪ ،‬فالمباراة هي‬ ‫الرابعة التي يجريها الفريق التطواني‪ ،‬فاز في‬ ‫ثالثة منها وتعادل في واحدة‪.‬‬


‫العدد ‪850‬‬

‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 16‬إلى ‪ 22‬غ�شت ‪2016‬‬

‫كلمة رئي�س التحرير ‪:‬‬ ‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫قضية األمن‬ ‫مرة أخرى‪....! ‬‬ ‫اهتزت مدينة تطوان‪ ،‬األسبوع الماضي عند صالة الفجر‪ ،‬على‬ ‫وقع جريمة بشعة‪ ،‬ذهب ضحيتها إمام مسجد األندلس‪ ،‬وهو شيخ في‬ ‫الثمانين من العمر‪ ،‬بطعنات سيف غادرة‪ ،‬وجهها إليه أحد «المصلين»‪،‬‬ ‫قيل في ما بعد‪ ،‬إنه «مخبول» في الثالثينات من عمره‪ ،‬امتدت ضربات‬ ‫سيفه إلى أربعة مصلين آخرين ‪ ،‬اثنان منهم في حالة خطيرة‪ ،‬قبل أن‬ ‫يتمكن رجال األمن من السيطرة عليه واعتقاله‪.‬‬ ‫وتناسلت في ما بعد أخبار هذا القاتل‪ ،‬من قائل بتشيعه‪ ،‬و بتطرفه‬ ‫الديني‪ ،‬ليتضح أنه معروف في الحي بخبله‪ ،‬وانطوائيته ودخوله في‬ ‫نوبات هيستيرية حيث يتفوه بكالم غير مفهوم‪ ،‬وبنبرة حادة‪ ،‬ما يجعل‬ ‫سكان الجوار يبتعدون عنه ويتفادونه خشية من بطشه‪.‬‬ ‫المهم أن الجميع‪ ،‬باستثناء السلطات المحلية والمصالح الطبية‬ ‫العمومية‪ ،‬كان يعلم أن الرجل مريض نفسانيا‪ ،‬وأنه زار مستشفى‬ ‫األمراض العقلية في أكثر من مناسبة ‪ ،‬بعد عودته من اسبانيا حيث كان‬ ‫يعيش مع أسرته ولربما بسبب مرضه‪ .‬والمهم أيضا أن «من يجب» لم‬ ‫يتخذوا أي إجراء لحماية الناس من مخاطر تصرفاته المتوقعة ‪ ،‬وهذا‬ ‫بيت القصيد‪.....! ‬‬ ‫«مجنون تطوان» أرسل إمام مسجد األندلس إلى القبر‪ ،‬وأرسل أربعة‬ ‫مصلين إلى المستشفى‪ ،‬ولوال ألطاف اهلل لكانت النتيجة أكثر كارثية‪.‬‬ ‫وكان طبيعيا أن تحضر السلطات المحلية اإلدارية واألمنية إلى عين‬ ‫المكان‪ ،‬وتصدر بيانات أمنية‪ ،‬محليا ووطنيا‪ ،‬ويأخذ الحدث المسار‬ ‫المعلوم‪...‬‬ ‫لكن الغير طبيعي‪ ،‬هو أن تشهد دروب وشوارع مدننا في الشمال‪،‬‬ ‫وفي طنجة بالذات‪ ،‬هذه األيام‪ ،‬موجة من المختلين والمختالت عقليا‪،‬‬ ‫يتجولون بكل حرية‪ ،‬يستولون‪ ،‬بعنف‪ ،‬على مشروبات رواد مقاهي‬ ‫«السانطر فيل» ‪ ،‬ويثيرون أصحابها بكالم فيه الكثير من االستفزاز‬ ‫والتحدي‪...‬والعنف‪ ،‬بل إن منهم من رمى بمحتوى كأس ماء أو شاي أو‬ ‫قهوة في وجه صاحبه وانصرف يسب ويلعن ويتهدد‪ ،‬ويزداد غضب‬ ‫المختلين حين يواجهون برفض طلبهم بالحصول على درهم أو حتى‬ ‫سيجارة‪ ،‬وفي هذه الحال‪ ،‬على المواطن أن «يتحمل» ويهضم غيظه‪،‬‬ ‫ويتقبل اإلهانات ما دام أنه غير محمي من طرف من وكل إليهم أمر‬ ‫حمايته والمحافظة على كرامته‪...! ‬‬ ‫ومن النساء المختالت عقليا أو ممن يدعين الخبل‪ ،‬واحدة تتعمد‬ ‫رفع تنورتها إلى رأسها حين تمر بالمقاهي المركزية بالبوليفار‪ ،‬لتكشف‬ ‫عن عورتيها بين رواد تلك المقهي وعموم المارة‪ ،‬وهم كثر في هذا‬ ‫الفصل من السنة‪ .‬وال من رادع‪ .....‬والمالحظ أن كل هؤالء المختلين‬ ‫والمختالت عقليا‪ ،‬يتحدثون لهجات داخلية حتى ليخيل إلى السامع أنه‬ ‫في محطة والد زيان أو في جامع الفنا‪ ،‬وليس‪ ،‬أكيدا‪ ،‬في شارع محمد‬ ‫الخامس بطنجة‪ ،‬ويتوهم المقيم بطنجة أو الزائر أن «غزو» المختلين‬ ‫عقليا لهذه المدينة‪ ،‬إنما هو نتيجة إغالق مآوي «بويا عمر» الشهيرة‪،‬‬ ‫و»نسريح» نزالئها ليسيحوا في أرض اهلل الواسعة‪ ،‬إال أنهم ‪ ،‬كما يبدو‪،‬‬ ‫فضلوا «طنجة الكبرى» حيث إن المسترزق من أي «طيرة» كان‪ ،‬ومن أي‬ ‫مستوى كان‪ ،‬ال يخيب أبدا‪... ‬تلك دعوة بوعراقية ‪ .‬أتذكرون !‬ ‫فهل فكر المسؤولون في واليتي األمر واألمن‪ ،‬وفي مندوبية وزارة‬ ‫الصحة العمومية في األخطار الحقيقية المحدقة بالمواطنين وبالمجتمع‬ ‫ككل في مدينة طنجة الذين أصبحوا يخشون أن تتحول نعمة «طنجة‬ ‫الكبرى» إلى نقمة كبرى‪ ،‬جراء تزايد أعداد المختلين عقليا‪ ،‬والمتسولين‪،‬‬ ‫والمتعاطين للمخدرات وشمامي السليسيون ‪،‬واللصوص‪ ،‬وقطاع الطرق‪،‬‬ ‫و «الحراكة»‪ ،‬و المهاجرين السريين‪ ،‬والمتحرشين بالنساء والفتيات‬ ‫بعنف ظاهر‪ ،‬وأصحاب السيوف الصماصم‪ ،‬وتنامي األخطار المهددة‬ ‫لسالمة المواطنين بهذه المدينة‪ .‬هل فكروا جميعهم في مخطط‬ ‫وقائي لفائدة المجتمع‪ ،‬وعالجي لفائدة المصابين بأمراض عقلية أمال‬ ‫في شفائهم أم إننا ال زلنا نؤمن بـ «البركة» كحل غيبي لكل مشاكــل‬ ‫المجتمع؟‬ ‫نعلم أن رجال األمن يقومون بمجهودات كبيرة لمواجهة اإلجرام‬ ‫والمجرمين‪ ،‬ونعلم أيضا أن العديد من المنحرفين وقعوا في قبضة‬ ‫األمن إما في حالة تلبس أو بسبب مذكرات بحث وتوقيف‪ .‬ولكن الرأي‬ ‫العام لم يعد مقتنعا بأن المواطن المغربي يوجد في مأمن من أخطار‬ ‫الجريمة‪ ،‬ويالحظ أن الموارد البشرية واللوجستيكية الموضوعة تحت‬ ‫تصرف إدارات األمن ليست في مستوى حجم الجريمة المتزايد يوما عن‬ ‫يوم‪ .‬ونظن أن مسألة األمن الداخلي يجب أن تكون من أولى أولويات‬ ‫انشغاالت الحكومة‪ ،‬وأن توفر لها الدولة اإلمكانيات الكافية التي‬ ‫تفرضها حالة الدفاع عن أمن وسالمة وهناء المواطنين‪ ،‬في المدن‬ ‫والقرى‪ ،‬انطالقا من مبدأ «األمن أساس الملك»‪.‬‬

‫بمناسبة حلول الذكرى الثالثة والخمسين لميالد صاحب الجاللة الملك محمد السادس‪ ،‬وفي غمرة السعادة‬ ‫التي يعيشها الشعب المغربي بهذه المناسبة السعيدة‪ ،‬يسعد ويشرف خادم األعتاب الشريفة محمد‬ ‫يحيا عميد كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بطنجة‪ ،‬بتقديم أزكى التهاني وأطيب األماني‬ ‫لسدتكم العالية باهلل‬

‫صاحب الجاللة الملك‬ ‫محمد السادس‬

‫أصالة عن نفسه ونيابة عن أساتذة وموظفي‬ ‫وطلبــة كليــة العلـوم القانونيــة واالقتصادية‬ ‫واالجتماعيـــة بطنجة‪ ،‬كما نغتنم يا مـــوالي‬ ‫هذه الفرصة لنرفع إلى مقامكم العالي باهلل‬ ‫آيات الوالء والتبريك واإلخالص‪ ،‬مع الدعاء لكم‬ ‫بدوام الصحة والسعادة‪ ،‬لتحققوا للمغرب كل‬ ‫ما يصبو إليه من تقدم ورقي وازدهار‪..‬‬ ‫وإننا يا موالي‪ ،‬لجـد سعـداء لما حققـه‬ ‫المغـرب من تقدم ورقـي في ظل عرشكـم‬ ‫المجيد مما جعلنا نشعر بالفخر واالعتزاز بإشعاع سياستكم الرشيدة وجهود جاللتكم الحميدة والتي‬ ‫تسعون من خاللها تحقيق سعادة شعبكم‪ ،‬ورقيه‪ ،‬وازدهاره في كافة المجاالت االقتصادية واالجتماعية‬ ‫والثقافية …‬ ‫و نغتنم هذه المناسبة السعيدة لنرفع أكف الضراعة إلى العلي القدير ليبقيكم ذخرا ومالذا للمغرب‬ ‫والمغاربة‪ ،‬وحفظكم اهلل بما حفظ به السبع المثاني‪ ،‬وأبقاكم اهلل ضامنا ألمن الوطن ووحدته‪ ،‬واستقراره‪،‬‬ ‫وأقر عينكم بولي العهد سمو األمير الجليل موالي الحسن‪ ،‬وشقيقكم صاحب السمو الملكي المولى رشيد‬ ‫وبسائر أفراد أسرتكم الملكية الشريفة‪ ،‬وأعاد اهلل عليكم أمثال هذا العيد باليمن والسعادة‪ ،‬إنه سميع‬ ‫مجيب وباالستجابة جدير‪.‬‬ ‫والسالم على المقام العالي باهلل ورحمته تعالى وبركاته‪.‬‬

‫الدكتور محمد يحيا‬

‫عميد كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية بطنجة‪.‬‬

‫على وقع اإلشادة يسدل الستار على الدورة الخامسة‬ ‫للجامعة الصيفية بالحسيمة‬ ‫اختتمت جمعية ريف القرن ‪ 21‬برئاسة األستاذ‬ ‫ياسين الرحموني آخر يوم للدورة الخامسة للجامعة‬ ‫الصيفية بالحسيمة‪ 31 ،‬يوليوز ‪ 2016‬بمقر المجلس‬ ‫البلدي للحسيمة والمنظمة تحت شعار‪ « :‬اإلتصاالت‬ ‫الحديثة ودورها في غرس وتنمية روح المقاولة لدى‬ ‫الشباب» وذلك بدعم من المجلس البلدي للحسيمة‬ ‫ومجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة وبتنسيق مع‬ ‫كلية العلوم والتقنيات بالحسيمة من ‪ 28‬إلى غاية‬ ‫‪ 31‬يوليوز‪.‬‬ ‫اختتمت فعالية اليوم األخير بكلمات ترحيبية‬ ‫بالحضور من طرف األستاذ ياسين الرحموني رئيس‬ ‫الجمعية الذي ألقى كلمات شكر في حق المشاركين‬ ‫والمشاركات الذين أبانوا عن رقي في التعامل وطرح‬ ‫األسئلة واإلقتراحات في كل أطوار األيام األربعة من‬ ‫الدورة‪ ،‬كما تطرق أيضا للظروف المصاحبة إلطالق‬ ‫هذه الدورة‪ ،‬وإلى كل الوقائع المرتبطة بالتظاهرة‪.‬‬ ‫تناول بعدها األستاذ محمد الحقوني كلمته‬ ‫ليعبر فيها عن مدى فرحه وامتنانه لنجاح هذه الدورة‬ ‫والتي اعتبرها على حد قوله نجاحا استثنائياً‪.‬‬ ‫بعدها جاء دور األستاذ شوقي الصالحي الذي‬ ‫أبدى في كلمته فخره بنجاح الجامعة الصيفية‬ ‫لهذا العام في دورتها الخامسة‪ ،‬كما أكد أنه أثناء‬ ‫إلقائه لعروضه الحظ تفاعال وحماسا كبيرين أبداه‬ ‫المشاركون والمشاركــات وعطشهـم لمثل هذه‬ ‫الفعاليات والدورات‪.‬‬ ‫بعد انتهاء كلمات األساتذة المؤطرين لوحدات‬ ‫الدورة وتعذر حضور األساتذة اآلخرين‪ ،‬تم عرض‬ ‫اشرطة توثيقية لجميع أيام الجامعة الصيفية في‬ ‫دورتها الخامسة‪.‬‬ ‫وقد عمل بعدها السيد ياسين الرحموني على‬ ‫فسح المجال للطلبة الحاضرين والمشاركين للتعبير‬ ‫في مائدة مستديرة عن ارتسماتهم ومالحظاتهم‬ ‫حول الجوانب التنظيمية للجامعة وهو ما عبر عنه‬ ‫فعال الطلبة والطالبات في كلماتهم والتي عبروا من‬ ‫خاللها عن ثنائهم حول النجاح الباهر لهذه الدورة‬ ‫اإلستثنائية‪ ،‬كما عبر البعض عن بعض االنتقادات‬ ‫المرتبطة بالجانب الزمني وتوزيع الحصص الدراسية‬ ‫وغيرها‪...‬‬ ‫هذا النجاح واالمتياز بدا واضحا على تعقيبات‬ ‫وتعليقات الطلبــة المشاركيـن‪ ،‬إذ استهلوا دائما‬ ‫كلماتهم بشكر وتقدير الجمعية على المجهودات‬ ‫الجبارة‪ ،‬والتضحيات النادرة الحدوث‪ ،‬والتي قدمتها‬ ‫إلنجاح الدورة الخامسة للجامعة الصيفية بالحسيمة‪.‬‬ ‫كما تم اقتراح بعض التوصيات ومن أهمها‪:‬‬ ‫* اختيار قاعة أوسع الستيعاب عدد أكبر من‬ ‫المشاركين‪.‬‬ ‫* إطالة مدة التكوين‪.‬‬ ‫بعد ذلك قدم السيد رئيس الجمعية كل اإلجابات‬ ‫والتوضيحات المتعلقة باستفسارات ومالحظات‬ ‫المشاركين‪ ،‬كما عبر عن سروره بنجاح الدورة وتأكيده‬ ‫على ضرورة تطوير التجربة والمحافظة عليها كتقليد‬ ‫أكاديمي سنوي يعتبر مكسبا لمدينة الحسيمة‪.‬‬ ‫ثم بعد ذلك قدمت األستاذة جيهان الخطابي‬

‫ممثلة المجلس البلدي للحسيمة‪ ،‬كلمتها بشكر‬ ‫المنظمين الذين سهروا على إنجاح هذه الدورة‬ ‫متمنية لهم التوفيق والنجاح في الدورات المقبلة‬ ‫وتشجيعهم على اإلستمرارية باعتبار الشباب ثروة البد‬ ‫من تكوينها‪.‬‬ ‫كما تلت هذا الحفل عملية توزيع شواهد‬ ‫الجامعة على المشاركات والمشاركين وبعض الهدايا‬ ‫التذكارية لألساتذة المؤطرين لوحدات الدورة‪.‬‬ ‫تجدر اإلشارة إلى أن الجامعة الصيفية في‬ ‫دورتها الخامسة تواصلت خالل اليوم الثاني بوحدتين‬ ‫من تأطير كل من األساتذة فاطمة شدي ومحمد‬ ‫الحقوني وعادل بوكبية‪.‬‬ ‫شرعت األستاذة فاطمة شدي في عرضها‬ ‫المتضمن في محاوره لتاريخ النت‪ ،‬تعريفه‪ ،‬وكذا‬ ‫التطورات التي طرأت عليه انطالقا من نشأته إلى‬ ‫حدود الساعة‪ ،‬إضافة إلى خطوات الشروع في إنشاء‬ ‫المواقع‪.‬‬ ‫بعد ما تلقـى الحاضـرون الجانـب النظـري‬ ‫الغني بالمعلومات القيمة من طرف األستاذة الفاضلة‬ ‫تقدم األستاذ محمد الحقوني ليبهر الحضور بالجانب‬ ‫التطبيقي لمواقع النت‪ ،‬طريقة إنشائها وكذا أهم‬ ‫الخطوات التي ال بد لمنشئ المواقع من اإلطالع‬ ‫عليها‪ .‬وكان العرض األخير لألستاذ عادل بوكبية‬ ‫الذي منح الحضور فرصة التعرف على أهم الطرق لنشر‬ ‫الموقع في الصفحات األولى لمحركات البحث‪ ،‬وبالتالي‬ ‫جلب الزوار من مختلف الجهات والمناطق‪.‬‬ ‫مباشرة بعد ذلك شرع األستاذان محمد‬ ‫الحقوني و فاطمة شدي مرة ثانية في شرح موضوع‬ ‫ثاني يتعلق بتقنيات البحث عن المعلومات وكيفية‬ ‫استخراجها بطريقة صحيحة وآمنة عبر األنترنيت‪.‬‬ ‫بعد عروض األساتذة المحترمين‪ ،‬أتيحت‬ ‫الفرصة للحضور ليقول كلمته ويطرح تساؤالته وكذا‬ ‫مداخالته التي أكدت بالملموس استيعابهم لكيفية‬ ‫إنشاء موقع شخصي أو تجاري عبر االنترنيت وأيضا‬ ‫الطرق الناجعة للبحث على المعلومة في األنترنيت‪.‬‬ ‫أما اليوم الثالث فتم تخصيصه لتقنيات التواصل‬ ‫والمهارات اللغوية وكيفية النجاح في إنشاء مقاولة من‬ ‫تأطير األستاذ شوقي الصالحي والذي شرع في عرضه‬

‫بالتعريف بأهم لغات العالم واألكثر تداوال وانتشارا‬ ‫ومُدِرَّ ًة بالنفع على المقوالين الناجحين والمتفوقين‪،‬‬ ‫كما عرّف التواصل وركائزه كعلم قائم بذاته إضافة‬ ‫إلى المهارات اللغوية التي يستطيع المقاول من‬ ‫خاللها إيصال الفكرة وتوضيحها بشكل مبسط‬ ‫وسليم حتى يتمكن من شرح مشروعه للمتلقين‪،‬‬ ‫ويستطيع بذلك التأثير بشكل إيجابي على نظرتهم‬ ‫تجاه كفاءته ويسهل عليه إشهار أو تسويق مقاولته‬ ‫في شتى بقاع العالم‪.‬‬ ‫بعد انتهاء درس األستاذ شوقي تم فسح المجال‬ ‫للحاضرين ليدلوا بأرائهم وكذا تساؤالتهم بخصوص‬ ‫المحاضرة‪ ،‬والتي أبدى فيها المشاركون والمشاركات‬ ‫إعجابهم بالطريقة التي ألقى بها األستاذ عرضه إذ‬ ‫أشرك الحاضرين معه في كل خطوات الدرس بطريقة‬ ‫تفاعلية‪ ،‬كما صبّت جل المداخالت على أن العرض‬ ‫كان في مستوى جد راق وتم شرحه بطريقة سلسة‬ ‫تؤكد على أن معظم الحاضرين استفادوا وملؤوا‬ ‫خزاناتهم بشحنات إيجابية بعد األيام الدراسية الثالث‪،‬‬ ‫طامحين إلى تطبيق ماتعلموه من خاللها لغرض‬ ‫إنشاء مقاوالتهم الشخصية مستقبال والسهر على‬ ‫إنجاحها‪.‬‬ ‫خالل الفترة المسائيــة لنفــس اليــوم؛ كان‬ ‫للمشاركين والمشاركات موعد مع جولة ترفيهية‬ ‫بحرية إلى خليج الحسيمة‪ ،‬وذلك بواسطة مركب‬ ‫وفرته الجمعية ليستوعب جل المشاركين في هذه‬ ‫الدورة الخامسة للجامعة الصيفية‪ ،‬وينعموا بوقت‬ ‫لإلستمتاع بمشهد األمواج المتالطمة فيما بينها بعد‬ ‫ثالثة أيام دراسية شاقة ومليئة بالعلم والمعرفة‪.‬‬ ‫وأبدى المشاركون إعجابهم وانبهارهم بهذه‬ ‫الخرجة البحرية التي اعتبروها بمثابة متنفس لهم‪،‬‬ ‫فمنهم من أكد أنها أول رحلة بحرية له وأعجب بها‪،‬‬ ‫ومنهم من واصل طوال الرحلة تقديم الشكر والثناء‬ ‫لألستاذ ياسين الرحموني رئيس جمعية ريف القرن‬ ‫‪ 21‬والذي من أجل أن ينعم المشاركون والمشاركات‬ ‫بجو تسوده األخوة والرقي قدم مجهودات جبارة‬ ‫ومنقطعةالنظير‪.‬‬

‫عبد اهلل بوتشدات‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.