Achamal n° 851 le 23 août 2016

Page 1

‫عيد مبارك �سعيد‬

‫بمناسبة عيد الشباب المجيد الذي يخلد‪،‬‬ ‫هذه السنة‪ ،‬الذكري الثالثة والخمسين لميالد‬

‫صاحب الجاللة الملك‬ ‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 851‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 19‬ذو القعدة ‪� 23 / 1437‬إلى ‪ 29‬غ�شت ‪2016‬‬

‫محمد السادس‬ ‫نصره اهلل‬

‫يتشرف مدير جريدة «الشمال»‪ ،‬وهيئة التحرير وسائر العاملين بالجريدة‪ ،‬تقنيين‬ ‫وإداريين‪ ،‬أن يتقدموا إلى جاللته الشريفة بأصدق عبارات التهاني والمتمنيات‪ ،‬راجين من‬ ‫اهلل سبحانه وتعالي أن يبارك في عمر جاللته ويمتعه بدوام الصحة والعافية والسعادة‬ ‫ويقر عينه بولي العهد صاحب السمو الملكي األمير الجليل موالي الحسن وبشقيق‬ ‫جاللته صاحب السمو الملكي األميرالجليل موالي الرشيد وبكافة أعضاء األسرة الملكية‬ ‫الشريفة‪.‬‬

‫جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة تحتضن احتفاالت الشعب المغربي‬ ‫بعيد الشباب وذكرى ثورة الملك والشعب‬

‫عيد الشباب عيد التفاؤل واألمل‬ ‫ثورة الملك والشعب ثورة مستمرة ومتجددة‬

‫احتفاالت المغاربة بعيد الشباب تحمل العديد من الرموز أهمها تأكيد االختيارات الوطنية في ما يخص مقدسات البالد وقيمها‬ ‫وتوجهاتها وإصرار الشعب على ضرورة انخراط الشباب في «الجهاد األكبر» من أجل بناء المغرب الجديد بآفاق واسعة‪ ،‬وطموح ال‬ ‫يحده إال الخيال‪ ،‬وعزم ثابت أكيد للقضاء على كل ما يعرقل انطالق المغرب نحو دولة الحق والقانون‪ ،‬والعدل والمساواة وتكافؤ‬ ‫الفرص ‪.‬‬ ‫(�ص ‪)4‬‬


‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬غ�شت ‪2016‬‬

‫العدد ‪851‬‬

‫مهرجان ثويزا يجمع عمالقة الفكر‬ ‫بالعالم العربي‬ ‫الصديق يقول ‪« ...‬مشكلة المسلمين والعرب على الخصوص هي أنهم كلما واجهتهم عقبة‬ ‫كلما انكفؤوا على ذواتهم وعادوا إلى الماضي» و زيدان يضيف «األمل يكمن في الخجل»‪ ،‬إن‬ ‫خجلت الحكومات العربية من نفسها فسيكون هناك أمل في غد أفضل»‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫محمد �سدحي‬

‫‪sadhimed@gmail.com‬‬

‫العالقة بين قبيلة الصحافيين وساللة السياسيين‪ ،‬عندنا‪،‬‬ ‫مبنية‪ ،‬غالباً‪ ،‬على النصب‪...‬‬ ‫إنهــا عالقـــة منصوبــة ألفعـــال محذوفة‪ ،‬تقديرهـا ‪:‬‬ ‫جيوب المقاومــة والتمــاسيـــح والعفاريــــت والتحكـــم‪...‬‬ ‫واألوليـــاء‪ ،‬ربما‪ .‬‬ ‫الصحافي مرتزق‪ ،‬في نظر السياسي‪ ،‬ولو ثبتت براءته‪...‬‬ ‫والسياسي بوق للحكم‪ ،‬ما لم يقاطع االنتخابات أو يكفر‬ ‫بها بالمرة‪...‬‬ ‫من المخطئ ومن المصيب يا ترى؟‬ ‫كال الطرفين أو ال أحد‪...‬‬ ‫عندما كان رشيد نيني وراء القضبان‪ ،‬كان إخواننا في‬ ‫الحزب الحاكم بأمر الحاكم‪ ،‬وخاصة الفئات الصغرى الموازية‪،‬‬ ‫يرفعون صوره في المظاهرات والتجمعات مطالبين بالحرية‬ ‫لصاحب «شوف تشوف»‪.‬‬

‫المفكـــر المصــري عــاد إلى منتصـــف‬ ‫القـــرن العشرين في كالمه مستحضرا تأثير‬ ‫ما أسماها ‪ 100‬سنة من التنوير “والتي بدأت‬ ‫تعطي ثمارها‪ ،‬والتي قادها أشخاصٌ أمثال‬ ‫رفاعة الطهطاوي وخير الدين التونسي‪ ،‬فبدأت‬ ‫المكتبات القومية تنشأ تباعا وعرف نشاط‬ ‫الطباعة ازدهارا ملحوظا”‪.‬‬ ‫واستمر هذا الحال‪ ،‬حسب زيدان ‪“ ،‬قرابة‬ ‫‪ 100‬سنة كانت تجلياتها األخيرة في طه حسين‬ ‫الذي طلب الدخول في تفاعل حقيقي مع أوروبا‬ ‫دون توجس‪ ،‬متجاوزا ما جرى في زمن االستعمار‬ ‫والصيغ الجاهزة والمغالطات التاريخية”‪.‬‬ ‫وعن األوضاع الحالية‪ ،‬قال زيدان في‬ ‫معرض إجاباته عن األسئلة التي طرحها حسن‬ ‫أوريد‪ ،‬أن داعش قتلت ضعف ما قتله االستعمار‬ ‫الفرنسي في سوريا‪ ،‬مضيفا “أقبح من االستعمار‬ ‫اإلستهبال‪ ،‬أي أن يرفع أشخاص راية الدين‬ ‫فيجدون من هو أخبث منهم يضعون في‬ ‫أيديهم سالحا فيصبحون كالورم السرطاني”‪.‬‬ ‫واستعرض المفكر المصري تاريخ اإلخوان‬ ‫المسلمين بدءا من إلغاء كمال أتاتورك‪ ،‬سنة‬ ‫‪ ،1923‬مسترجعا أيضا تاريخ الحركات الفكرية‬ ‫الجديدة التي كانت تؤسس نهضة جديدة في‬ ‫بالد العرب‪“ ،‬ومن بين هذه التيارات سيخرج‬ ‫شخص اسمه محمد رشيد رضا ومنه سينطلق‬ ‫تيار اإلخوان المسلمين‪ ،‬وهي تسمية خطيرة‬ ‫تعزل مجموعة من الناس وتصفهم باإلسالم‪،‬‬

‫وعندما خرج لهم من الجنـــب‪ ،‬بعد خروجــه من السجن‪،‬‬ ‫سحلوا عليه ووصفوه بأغلـظ األوصاف‪ ..‬وأخفهــا نعتــه‬ ‫بالقلم المأجور‪.‬‬

‫معتبرة بالتالي أن اآلخرين ليسوا إخوانا وال‬ ‫مسلمين” حسب تعبير زيدان دائما‪.‬‬ ‫واعتبر زيدان أن السياسيين ظلوا يرتكبون‬ ‫نفس األخطاء”بنفس الغباء ونفس الويالت‪ ،‬من‬ ‫منطلق المصالح الضيقة‪ ،‬فيتحالفون مع من‬ ‫يرتدون قبعة الدين‪ ،‬فينقلبون عليهم‪ ،‬فالمثقف‬ ‫إذا اقترب من السلطة ينزوي‪ ،‬بينما من يرتدي‬ ‫قبعة الدين يتسيد ويطغى” مضيفا “المثقفون‬ ‫العرب هم أبطال المرحلة الحقيقيين الذين‬ ‫يخجلون من إعالن أنفسهم‪ ،‬فالسياسة دائما‬ ‫ما تفسد والثقافة دائما ما تحاول مواجهة‬ ‫الفساد”‪.‬‬ ‫حسن أوريد‪ ،‬تساءل عن المخرج من هذه‬ ‫الدوامة‪ ،‬خصوصا بعد أن ظهرت إرهاصات‬ ‫تحول مع ما سمي “الربيع العربي”‪ ،‬وهو ما أجاب‬ ‫عنه زيدان بقوله “األمل يكمن في الخجل‪ ،‬إن‬ ‫خجلت الحكومات العربية من نفسها فسيكون‬ ‫هناك أمل‪ ،‬ففي كل البالد العربية وزارات ثقافة‪،‬‬ ‫فإن كان الكتاب الذي ينشر في مصر ال يصل إلى‬ ‫المغرب مثال‪ ..‬فما الذي يفعله هؤالء بالضبط؟”‪.‬‬ ‫مهرجان «ثويزا» أصبح هوية وعالمة‬ ‫ودليال لالحتفال بالتنوع والتعدد الثقافي الذي‬ ‫يميز األمة الواحدة والوطن الواحد في مدينة‬ ‫ساحرة ‪ ،‬طنجة العروس‪.‬‬

‫بينما يحظـى توفيــق بوعشرين الذي يقف على مسافــة‬ ‫قصيرة من «حكومة الربيع المغربي» بتقدير واحترام من‬ ‫طرف المنتمين والمتعاطفين مع حزب المرحوم عبد الكريم‬ ‫الخطيب‪ .‬ولو أن الوزير عزيز الرباح دونه في مفكرة حساب‬ ‫الديون ذات تدوينة‪..‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫انطالق عملية تشوير أزقة المدينة العتيقة لشفشاون‬ ‫في إطار استكمال هيكلة مدينة شفشاون‬ ‫سياحيا‪ ،‬وانطالقا من مجموعة من البرامج‬ ‫والمشاريع التي تنجزهـــا الجماعـــة الحضرية‬ ‫لشفشاون‪ ،‬وخاصة في المدينة العتيقة‪ ،‬بالتعاون‬ ‫مع الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة‪ ،‬وبدعم‬ ‫من وكالة تنمية أقاليم الشمال‪ ،‬أطلقت بلدية‬ ‫شفشاون عملية تشوير أزقة المدينة وساحتها‪.‬‬ ‫وسيستعمل في هذا المشروع الذي سيزيد‬ ‫المدينة رونقا وجماال‪ ،‬الزليج التقليدي المغربي‬ ‫األبيض واألزرق‪ ،‬وهما اللونين اللذين يميزان‬ ‫هذه المدينة العريقة‪.‬‬ ‫وتكمن أهمية التشوير من الناحية السياحية‬ ‫في تسهيل عملية الجوالن للسياح‪ ،‬سواء منهم‬ ‫المغاربة أو األجانب‪ ،‬خاصة وأن المدينة تستقبل‬ ‫عددا مهما منهم في فصل الصيف‪ ،‬وهو ما أكدته‬ ‫إحدى الشركات العابرة للقارات المختصة في مجال‬ ‫السياحة واألسفار والحجوزات‪ ،‬خالل تقرير أعدته‪،‬‬ ‫حيث أبرزت أن مدينة شفشاون لم تعد تحظى‬ ‫فقط باهتمام السياح األجانب‪ ،‬بل كذلك السياح‬ ‫المغاربة‪ ،‬الذين يلجأون لخدمات هذه المؤسسة‪،‬‬ ‫من أجل حجز أيام إقامتهم في شفشاون‪ ،‬حيث‬ ‫تبين من خالل دراسة الستقراء عينة متكونة من‬ ‫‪ 366‬زبونا حجز عن طريق الشركة المذكورة‪،‬‬

‫وأبواق مجرورة‪!! ..‬‬

‫ت�صوير حمودة‬

‫مداخلـــة المفكـــر والمتخصــص في‬ ‫أنتروبولوجيا القرآن الكريم‪ ،‬الدكتور التونسي‬ ‫يوسف الصّديق‪ ،‬و التي تمحورت حول التراث‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬أثارت يوم الجمعة ‪ 12‬غشت الجاري‬ ‫العديد من الجدل‪ ،‬بعدما اعتبر ّ‬ ‫أن مشكلة‬ ‫المسلمين والعرب على الخصوص هي أنهم‬ ‫كلما واجهتهم عقبة كلما انكفؤوا على ذواتهم‬ ‫وعادوا إلى الماضي يستنجدون به ويبحثون فيه‬ ‫عن حلول‪“ ،‬هذا الماضي الذي يشكل مشكلة‬ ‫حقيقية بسبب قراءاته وأشكال فهمه اليوم‪،‬‬ ‫داعيا إلى ضرورة دراسة القرآن على أسس‬ ‫الفلسفة والعلوم الحديثة»‪.‬‬ ‫كمـا أعتبـر الصديـق ‪ ‬المشـروع اّلذي أتى‬ ‫به الرسـول صلى اهلل عليه وسلم مشروعـا‬ ‫أخالقيا وليس ‪ ‬دينيا أو سياسيا‪.‬‬ ‫وأشــار الصديـق الذي استضافته مؤسسة‬ ‫المهرجان المتوسطي للثقافة األمازيغية‬ ‫بطنجة‪ ،‬في لقاء فكري حمل عنوان “قراءة‬ ‫جديدة في الفتوحات اإلسالمية” أداره الكاتب‬ ‫والناشط األمازيغي أحمد عصيد‪ ،‬إلى أن القرآن‬ ‫الذي بين أيدينا اليوم ليس هو المصحف‪،‬‬ ‫مفسرا ذلك بأن عثمان بن عفان رضي اهلل عنه‬ ‫عندما نظم القرآن بين دفتين فعل ذلك دون‬ ‫أن تكون هناك دراسة في مستويات كالم اهلل‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى مسألة التنقيط (أين تقف الجملة‬ ‫وليست اآلية)؛ حيث استحضر في هذا السياق‬ ‫المثل التونسي الذي ّ‬ ‫يتهكم على الذي يقف‬ ‫في نصف الجملة بالقول ‪“ :‬ال تقف عند ويل‬ ‫للمصلين”‪.‬‬ ‫وشدد الصديق في مداخلتـــه على أن‬ ‫قراءة القرآن اليوم هي قراءة حسب ترتيب‬ ‫المصحف وليس حسب ترتيب السياق والخطاب‬ ‫والمكان الذي أنزلت فيه اآلية؛ الشيء الذي‬ ‫يحدث تناقضا في آيات اهلل‪ ،‬مؤكدا ّ‬ ‫أن التّراث‬ ‫اإلسالمي بات يُقدم اليوم كما لو أنه هو‬ ‫العقيدة أو الدين اإلسالمي؛ الشيء الذي‬ ‫يطمس حقّ كل واحد منا في أن يقرأ ويعيد‬ ‫القراءة من منطلقات واقعه وتكوينه فيما ألف‬ ‫في الماضي سواء القرآن أو كتب الفقه القديمة‪.‬‬ ‫واعتبر يوسف الصّديق أنّه ال فائدة من‬ ‫خطبة الجمعة كونها باتت سياسيّة أكثر منها‬ ‫دينية‪ ،‬على اعتبار أن الرسول صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم اختار هذا اليوم ّ‬ ‫بالذات حتى يدعو اليهود‬ ‫إلى االستماع إلى خطابه؛ كونهم يأتون إلى‬ ‫السّوق قبل غروب الشمس من هذا اليوم‪،‬‬ ‫مؤكدا على ّ‬ ‫أن “المسجد ليس ولم يكن فضاءا‬ ‫دينيّابالمُطلق”‪.‬‬ ‫يوسف زيدان ‪ ،‬المفكر و الكاتب المصري‬ ‫‪ ،‬المثير للجدل أيضا ‪ ،‬استهل الحديث عن‬ ‫الصيرورة التاريخية التي تحتم استفادة أية‬ ‫نهضة من التراث الذي سبقها‪ ،‬على غرار ترجمة‬ ‫التراث العربي إلى الالتينية‪ ،‬مستغربا كيف‬ ‫ينادي البعض داخل ثقافتنا بمقاطعة التراث‪،‬‬ ‫ومتسائال ‪” :‬كيف ستفهم الواقع وتطور عقلك‬ ‫إن لم تعرف حدوده؟ كيف ستتعامل مع مشكلة‬ ‫واقعك إن لم تفهم جذورها؟”‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫أوصوا باختيار شفشاون كوجهة سياحية لعدة‬ ‫أسباب‪ ،‬منها تمتعها بالهدوء‪ ،‬علما أن أغلبية‬ ‫السياح المغاربة جاءوا من المدن الداخلية‪ ،‬وحتي‬ ‫من بعض المدن الشاطئية‪ ،‬من أجل االستمتاع‬ ‫بجمال الطبيعة شفشاون‪ ،‬والهواء النقي‪ ،‬بعيدين‬

‫عن صخب المدن الكبــرى‪ ،‬واختناقات المرور‪،‬‬ ‫واالزدحام الذي تعرفه العديد من المدن الشاطئية‬ ‫في فصل الصيف‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫وفي حاضرتنا المحروسة باأللطاف الربانية‪ ،‬طنجة الكبرى‪،‬‬ ‫خرج أحد نواب رئيس مقاطعة بني مكادة العليا بالعاللي‬ ‫للموقع االلكتروني «الطنجاوي» مهاجماً ومندداً بما قام به‬ ‫من دور طبيعي في إثارة موضوع عاد يهم مشكل النظافة‬ ‫في نقطة محددة من مساحة المقاطعة التي ال ينكر إال جاحد‬ ‫المجهودات المبذولة من طرف المجلس الحالي لجعلها أنظف‬ ‫وأحسن‪ .‬غير أن ضيق صدر السيد المستشار المحترم جعله‬ ‫يشحذ لوحة مفاتيح حاسوبه أو هاتفه الذكي وكال لزميلنا‬ ‫محمد العمراني بعض الضربات الخفيفة تحت البطن فوق‬ ‫الحزام قلي ً‬ ‫ال‪..‬‬ ‫وألن العمراني لم يأت إلى الصحافة البارحة فقط‪ ،‬ضرب‬ ‫يده في زعبولته اإلعالمية فوجدها طافحة بكثير من األسئلة‬ ‫المحرجة التي نثر بعضها في وجه المستشار المدون ورئيسه‪.‬‬ ‫والمؤكد أن أحداً لن يستطيع الجواب عنها بوضوح‪ ،‬وسيكتفي‬ ‫في أحسن األحول بإطالق بعض الرصاصات الطائشة في‬ ‫الهواء‪ ،‬لن يسمع ذويها سوى أصحابها‪..‬‬ ‫ولو كنت سياسياً قحاً‪« ،‬طنجاوياً» أو قاطناً أو عابراً حتى‪،‬‬ ‫لكان من الالئق أن تصدر بياناً توضح فيه لعموم الناس‬ ‫بالحجة والبرهان أن الخبر موضوع النقد أو النقض خاطئ‬ ‫من أساسه‪ ،‬وساعتها كنت ستضع صاحب الموقع على محك‬ ‫المهنية والمصداقية‪...‬‬ ‫أيها اإلخوة في حــزب العدالة والتنميــة بطنجة‪ ،‬ليس‬ ‫ضرورياً أن تكون األقالم مأجورة لكي تنتقـــد سياستكــم‬ ‫وعملكم في المجالس التي لكم فيها نصيب من المسؤولية‪.‬‬ ‫وصدقوني‪ ،‬إن معظم األقالم الصحافية في طنجة أجرها على‬ ‫اهلل‪.‬‬ ‫نلتقي !‬


‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬غ�شت ‪2016‬‬

‫العدد ‪851‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫ألول مرة‪ ،‬يجد نفسه ينقب ويطيل الفحص والتنقيب في صفحات جريدة يومية‪،‬‬ ‫ليعرف عدد ‪ ‬الذين طبق عليهم قانون نزع الملكية‪ ،‬لتواجد أراضيهم على ضفاف‬ ‫وادي المحنش‪.‬‬ ‫‪ ‬وألول مرة‪ ،‬يرى هذا الكم الهائل من أسماء الذين انتزعت منهم ‪ ‬أراضيهم‪.‬‬ ‫‪ ‬إنها مساحة ال يستطيع ان يقدر رقمها وال حجمها‪ ،‬وإنما سمع أنها ستسلم‬ ‫لمقاولين كبار‪ -‬وال كبير إال اهلل ‪ -‬ليستثمروها أحسن استثمار‪ ،‬و يقيموا فيها‬ ‫استراحات ومنتزهات تسر الناظرين‪ ،‬ويطيب فيها الجلوس لطالب الراحة‪.‬‬ ‫‪ ‬المشروع‪ ،‬مشروع كبير‪ ،‬سيشكل الرئة التي ستتنفس بها المدينة‪ ،‬و يندرج في‬ ‫مخطط الحزام األخضر‪.‬‬ ‫‪ ‬إال أن المشرفين عليه‪ ،‬لم يستفتوا مالك األراضي المحيطة بالوادي‪ ،‬ولم‬ ‫يشعروهم بما هم مقدمون عليه‪ ،‬وإنما التجأوا إلى قانون نزع الملكية‪ ،‬ففعلوه‬ ‫وطبقوه ‪.‬‬ ‫‪ ‬كيف سيعوض هؤالء المواطنون؟ ومن سيعوضهم؟ وما قيمة التعويض؟ ومتى‬ ‫سيتم؟‬ ‫‪ ‬هذه أسئلة أجوبتها ربما لم يفكر فيها بعد‪.‬‬ ‫‪ ‬أكيد أن مبالغ التعويض في هذه الحالة‪ ،‬تكون هزيلة‪ ،‬ال تسمن وال تغني من‬ ‫جوع‪ ،‬وال تسلم ألصحابها في آجال محددة معينة‪.‬‬ ‫‪ ‬إن هذا القانون‪ ،‬يجب أن يعاد فيه النظر‪ ،‬ويعرض على نواب األمة‪ ،‬ليقولوا‬ ‫كلمتهم فيه‪.‬‬ ‫‪ ‬فهو قانون يثير الكثير من الجدل‪ ،‬والكثير من القيل والقال‪ ،‬وفيه مافيه من‬ ‫تطاول على الحقوق‪.‬‬ ‫‪ ‬فكم من أراض انتقلت بجرة قلم من أيدي مالكيها إلى صاحب نفوذ أو صاحب‬ ‫كلمة‪ ،‬بحجة المصلحة العامة‪.‬‬ ‫‪ ‬و جاللة الملك‪ ،‬الساهر على مصالح رعاياه‪ ،‬بمختلف جهات المملكة الشريفة‪،‬‬ ‫ال يقبل التمييز ببن المواطنين‪ ،‬فكل مواطن له حرمته وله كرامته‪ ،‬وله الحق في‬ ‫المشورة وإبداء الرأي‪ ،‬خصوصا اذا تعلق األمر بخصوصية من خصوصياته‪ ،‬أو بممتلك‬ ‫من ممتلكاته‪ .‬‬

‫نظرات في كتب تراثية مغربية وأندلسية‬ ‫حالة الجو وحرارته في أيامنا هذه كانت نعمة جعلتني‬ ‫ال أغادر البيت إال لفترات قليلة‪ ،‬وأعود بخفي حنين ألواصل‬ ‫الكتابة وقراءة بعض الكتب خططت لالطالع عليها منذ‬ ‫مدة خصوصا بعد الجلسات اليومية مع أحسن رفيق‬ ‫أعتبره موسوعة متنقلة يكتشفها مرافقه من أول وهلة‬ ‫حيث يستطيب السماع إليه وال يمل أحاديثه المفتوحة‬ ‫التي تتناول مختلف القضايا بصورة شاملة ومدققة تشفي‬ ‫الغليل‪ ،‬وفقه اهلل وأفاض عليه من نعمه‪.‬‬ ‫وقد أهداني مجموعة من مؤلفاته آخرها كتابه القيم‬ ‫«نظرات في كتب تراثية مغربية وأندلسية»‪ ،‬تصفحته‬ ‫عن أتمه لما ضمه بين دفتيه وما جادت به قريحته النيرة‬ ‫من بحوث قيمة تغري باإلطالع عليها‪ ،‬اختار له مؤلفه‬ ‫المتمكن القدير الدكتــور ادريس العلـــوي البلغيتي‬ ‫عنونا يالئم طبيعته ويفي بالمقصود ويسعف على إدراك‬ ‫أبعاده ومراميه‪ ،‬راعى صاحبه اتباع الخط التاريخي مرتبا‬ ‫حسب عهود مؤلفي هذه الكتب التراثية انطالقا من عهد‬ ‫المرابطين وبداية عهد الموحدين ونهايته‪ ،‬مرورا بنهاية‬ ‫بني األحمر في مملكة غرناطة‪ ،‬وانتهاء بالعهد الحديث‬ ‫ثم المعاصر‪.‬‬ ‫‪....‬هذا يساعد على إعطــاء صورة واضحـــة المعالم‬ ‫عن خصوصيات فن التأليف في هذه العهود‪ ،‬وخصائصه‬ ‫الموضوعية والفنية التي تميز بها وتطوره على يد أعالم‬ ‫النشر الفني‪ ،‬وأما طينة الكتابة في الغرب اإلسالمي‬ ‫إضافة إلى مجهــودات مؤلفي معظم هذه الكتــب‬ ‫خصوصا التحقيــق الذي اضطلع به باحثان مغربيان‬

‫دامت لك‬ ‫المحبــه‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫سيدي عبد الكريم الطبال ‪:‬‬ ‫أعلم جيدا أن مشاعرك ال تطيــق وال تطــرب‬ ‫لمألوف ما درج عليه الناس في «مواقع التكريم»‬ ‫من كلمات وشهادات تركب بالغة رحبة من الكذب‬ ‫والتوهم والتلبس والتصنع ؛ لذا فشهادتي في حقك‬ ‫تأتي محكومة بموجهات قراءتي لمدونتك الشعرية‬ ‫القائمة شاهدا ودليال على ما عرفه المنجز الشعري‬ ‫المغربي طيلة عقود‪..‬‬ ‫شهادتي في حقك مرايا ل ‪:‬‬ ‫اإلخبار عن مقروئي‪..‬‬ ‫اإلفصاح عن مفهومي‪..‬‬ ‫ترجمة بعض مكنوني ‪..‬‬ ‫بهذه الموجهات المجردة الصافية أقول ‪:‬‬ ‫ما زالت تجربتك منارة مشهدنا الشعري‪..‬‬ ‫ما زالت خصائصك األسلوبية تستوقفنا بأبنيتها‬ ‫وعالماتها ودالالتها ورؤاها الجمالية والفكرية‪ ..‬حتى‬ ‫إن «جوهر الحسن فيها غير منقسم»‪.‬‬ ‫ما زال قولك المبدع مستندا إلى مقومات حداثة‬ ‫حقيقية ؛ طائرا في غيرسربك باستعاراتك وتوليداتك‬ ‫واستبطاناتك‬ ‫ومكابداتك ونوافذك المشرعة باطنا وظاهرا‪..‬‬ ‫ما زلت مدهشا‪ ،‬مستقصرا س َلمك‪..‬مفصصا‬ ‫حكمك من نصاعة قلبية‪« ..‬ومن لم يجعل اهلل له نورا‬ ‫فما له من نور »‪.‬‬

‫سيدي عبد الكريم ‪:‬‬

‫لقد أودعت مشاعر تقديري ومحبتي لك في‪:‬‬ ‫ــ قصيدتي «معالم»‪.‬‬ ‫ــ جملة أعمدة نشرتها بأسبوعية «الشمال»‪.‬‬ ‫ــ تقديمي لكتاب الدكتورة هدى المجاطي حول‬ ‫أشعارك األولى‪.‬‬ ‫ــ تقريري حول أطروحة الدكتور عبـــد الجواد‬ ‫الخنيفي بآداب تطوان‪.‬‬

‫سيدي عبد الكريم‪:‬‬

‫أكاديميـــان هما المرحوم األستـــاذ سيدي محمد الروداني والدكتور سيدي محمد بنشريفة‪ ،‬فقد كان‬ ‫لهما الفضل الكبير في إخراج ثالثة مصنفات من نوادر التراث المخطوط إلى عالم النور ليستفيد منها‬ ‫الباحثون‪ ،‬والدارسون في مختلف التخصصات‪.‬‬ ‫وفي هذا العمل الجليل أكثر من دليل على مواصلة الخلف في هذا الجزء من العالم العربي‬ ‫واإلسالمي لمجهود السلف في مجال البحث العلمي وبلورته‪.‬‬ ‫«إن عملية بعث تراث ‪ ...‬وإحياء ذخائره تعد عامال أساسيا إلثبات هويتنا وأصالتنا وإبراز تاريخ‬ ‫حضارتنا التليد»‪.‬‬

‫م‪.‬و‬

‫المملكة المغربية‬ ‫وزارة الفالحة والصيد البحري‬ ‫الغرفة الفالحية لجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬

‫تحت اشراف عمالة إقليم الحسيمة‪ ،‬تنظم الغرفة الفالحية لجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة و المديرية الجهوية للفالحة بطنجة‪،‬الدورة‬ ‫السابعة لأليام التسويقية للمنتوجات المجالية‪ ،‬تحت شعار “مخطط المغرب األخضر‪ :‬التزام و عمل متواصل لتثمين المنتجات المجالية”‪.‬‬ ‫وﺫلك من ‪ 22‬إلى ‪ 25‬غشت ‪.2016‬‬ ‫وتهدف هذه التظاهرة إلى التعريف بالمنتجات المحلية التي تزخر بها الجهة‪ .‬هذه األيام التسويقية فرصة للتنظيمات المهنية‬ ‫لترويج و بيع منتجاتهم و التعريف بها‪ ،‬باإلضافة إلى االلتقاء لتبادل الخبرات و التجارب بين المهنيين‪.‬‬ ‫و قد خصصت الغرفة الفالحية أروقة تجارية لعرض المنتجات المحلية‪ ،‬من تين و عسل و زيت زيتون و أعشاب طبية و عطرية و لوز‬ ‫وجبن‪ .‬كما انفتحتت على تعاونيات اخرى متميزة على صعيد بعض جهات المملكة لعرض منتوجات كزيت أركان و مشتقاته و الزعفران‬ ‫والتمر‪.‬‬

‫أنا مدين لك بما كتبته عن شعري‪..‬معترف لك‬ ‫باستفادتي من كل ذلك‪..‬معتز بتعليقاتك حول بعض‬ ‫مذكراتي ؛ خاصة تلك التي عنونتها ب «في قلب‬ ‫الرماد‪»..‬‬

‫سيدي عبد الكريم ‪:‬‬

‫نقتسم أرومة االنتساب لحاضرة ال يحتاج فيها‬ ‫المقيم أو الوافد البتداع ألفة ؛ فاأللفة في شفشاون‬ ‫تُسمع وتُرى وتُشم وتُتذوق وتُلمس ‪ ..‬طوبى لنا‬ ‫بهذا النعيم المقيم‪.‬‬

‫سيدي عبد الكريم ‪:‬‬

‫في صبيحة يوم الجمعة تاسع عشر غشت الجاري‬ ‫كنت أراجع رسالة بعثتها إلي ضمنتها كلمة لشاعر‬ ‫روسي معاصر تقــــول ‪« :‬إذا أردت أن تضحـك اإلله‬ ‫فأخبره بمشروع حياتك» فأوحت لي هذه القولة‬ ‫بكتابة نفثة من روعي أبرزها وأهديكها ‪:‬‬

‫دفنت جميعـــــــــي‬ ‫بــــأرض الرضـــــــا‬ ‫فأحيــــت مُدامــــي‬ ‫رميـــــــــــم الشبـحْ‬ ‫تشعشـع نجــــــمــي‬ ‫ببــــــرج يقيـــنــــي‬ ‫فهلــــل كــــونــــي‬ ‫بلـون الفــــــــــــرحْ‬ ‫دامت لك المحبة‪.‬‬


‫العدد ‪851‬‬

‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬غ�شت ‪2016‬‬

‫جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة تحتضن احتفاالت الشعب المغربي‬ ‫بعيد الشباب وذكرى ثورة الملك والشعب‬

‫عيد الشباب عيد التفاؤل واألمل‬ ‫ثورة الملك والشعب ثورة مستمرة ومتجددة‬ ‫كان لمدينتي تطوان وطنجة‪ ،‬شرف االحتفال‪ ،‬هذا‬ ‫العام‪ ،‬بعيد ميالد صاحب الجاللة الملك محمد السادس‬ ‫نصره اهلل الثالثة والخمسين‪ ،‬والذكرى الثالثة والستين‬ ‫لثورة الملك والشعب المجيدة‪.‬‬ ‫وقد تميزت االحتفاالت بعيد الشباب بطواف المشاعل‬ ‫التقليدي بمدينة المضيق ‪ ،‬حيث تتبعه بإعجاب كبير‬ ‫جماهير المواطنين بهذه المدينة الشاطئية الجميلة‪،‬‬ ‫التي شدت أنظارها الفقرات البديعة لطواف المشاعل‬ ‫والعروض الجماعية والفردية التي قدمتها تشكيالت من‬ ‫مشاة وخيالة الحرس الملكي على إيقاع نغمات الموسيقى‬ ‫العسكرية واألناشيد الوطنية الحماسية‪ ،‬التي تذكر بالحم‬ ‫النضال الوطني من أجل االستقالل والوحدة‪ ،‬وذلك انطالقا‬ ‫من اإلقامة الملكية وإلى غاية كورنيش المضيق الذي تم‬ ‫ترميمه وتهيئته بشكل رائع والتي حج إليها المواطنون‬ ‫بكثافة ليستمتعوا باللوحات االستعراضية البهيجة التي‬ ‫قدمتها تشكيلة من الحرس الملكي بطريقة فنية رائعة‬ ‫أثارت إعجاب المواطنين والسياح األجانب الموجودين‬ ‫في هذه المدينة السياحية بامتياز‪ ،‬كما تميز أداء تشكيلة‬ ‫الحرس الملكي بالسالح‪ ،‬باستعراضات فنية رائعة على‬ ‫إيقاع موسيقى الفرقة النحاسية للحرس الملكي انتزعت‬ ‫إعجاب المواطنين‪.‬‬ ‫وكانت مدينة المضيق‪ ،‬كغيرها من مدن الجهة‬ ‫وسائر المدن المغربية‪ ،‬قد استعدت لالحتفال بهذه الذكرى‬ ‫المجيدة‪ ،‬بأن لبست أغلى حللها ورفعت الرايات في كل شوارع‬ ‫وساحات المدينة‪ ،‬والالفتات المعبرة عن فرحة المواطنين‬ ‫بعيد ميالد جاللة الملك الذي ما فتئ يولي عنايته لمنطقة‬ ‫الشمال حتى جعل منها وجهة متميزة للسياحة واالقتصاد‬ ‫على مستوى حوض البحر األبيض المتوسط‪.‬‬

‫حفل استقبال في طنجة‬ ‫وفي مدينة طنجة‪ ،‬ترأس صاحب الجاللة الملك‬ ‫محمد السادس‪ ،‬نصره اهلل‪ ،‬مرفوقا بصاحب السمو‬ ‫الملكي ولي العهد األمير موالي الحسن‪ ،‬وصاحب‬ ‫السمو الملكي األمير موالي رشيد‪ ،‬اليوم األحد بقصر‬ ‫مرشان بطنجة‪ ،‬حفل استقبال بمناسبة الذكرى ال ‪53‬‬ ‫لميالد جاللته‪ .‬وبهذه المناسبة‪ ،‬وشح جاللة الملك‬ ‫عددا من الشخصيات بأوسمة ملكية‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬وشح جاللته بوسام المكافأة الوطنية من‬ ‫درجة قائد‪ ،‬السادة رشيد بنزين كاتب ومفكر في الشأن‬ ‫اإلسالمي مقيم بفرنسا‪ ،‬وكريم مطلب المتصرف العام‬ ‫لمتحف اللوفر بباريس‪ ،‬ورشدي زم ممثل ومخرج‬ ‫دولي‪ ،‬ومحمد ربيعي أول مالكم مغربي عربي إفريقي‬ ‫يفوز بلقب بطل العالم في المالكمة ‪ 2015‬وفائز‬ ‫بالميدالية البرونزية باأللعاب األولمبية األخيرة بريو‪،‬‬ ‫ووليد الركراكي مدرب في كرة القدم والعب محترف‬ ‫سابقا‪ ،‬والمرحوم موحى والحسين أشيبان المعروف‬ ‫ب «المايسترو» رئيس فرقة فلكلورية أمازيغية سابقا‪،‬‬ ‫ويتسلم الوسام ابنه السيد الحسين أشيبان‪.‬‬ ‫وبوسام المكافأة الوطنية من درجة ضابط‪،‬‬ ‫وشح جاللة الملك كال من عبد العاتق بنشيكر إعالمي‬ ‫ومنشط تلفزي‪ ،‬ودينا بنسعيد عازفة على آلة البيانو‬ ‫شاركت في عدة ملتقيات عالمية‪ ،‬والمحجوب الراجي‬ ‫ممثل رائد ونجم المسرح والتلفزيون‪ ،‬ومريم المبارك‬ ‫بطلة العالم في مواي طاي سنة ‪ 2016‬بالسويد‪،‬‬ ‫ومصطفى الدرقاوي منتج سينمائي وتلفزي‪.‬‬

‫كما يتعلق األمر بكل من خولة أوحماد وأشرف‬ ‫أوشن‪ ،‬وهما على التوالي بطلة العالم في رياضة‬ ‫الكاراطي في وزن ‪ 50‬كيلوغرام وبطل العالم في‬ ‫رياضة الكاراطي في وزن ‪ 84‬كيلوغرام بأندونيسيا‪،‬‬ ‫وبشرى مرمول بطلة شابة في ميدان الفروسية‪،‬‬ ‫وأحمد الفقهي المعروف ب «عبد المنعم الجامعي»‬ ‫فنان ومطرب‪ ،‬وغيثة بنعبد السالم فنانة مطربة‪ ،‬وعبد‬ ‫العزيز الطاهري شاعر وملحن عضو سابق لمجموعة‬ ‫«جيل جياللة»‪ ،‬والمرحومة ليلى العلوي مصورة‬ ‫توفيت بتاريخ ‪ 18‬يناير ‪ 2016‬إثر االعتداءات اإلرهابية‬ ‫لواغادوغو‪ ،‬ويتسلم الوسام أخوها السيد سليمان‬ ‫العلوي‪.‬‬ ‫وبنفس الوسام وشح جاللة الملك خالد أوطالب‬ ‫العب سابق لكرة المضرب ومدير لمسابقات دولية‪،‬‬ ‫والمرحوم مصطفى إدريسي مسناوي باحث وناقد‬ ‫سينمائي مغربي سابقا وتتسلم الوسام أرملته السيدة‬ ‫ليلى جمال‪ ،‬ومحمد الغاوي فنان مطرب‪ ،‬ومحمد زبادي‬

‫المعروف ب «فؤاد زبادي» فنان مطرب‪ ،‬وكبير مصطفى‬ ‫عمي كاتب‪ ،‬وحسن حجاج مصور وفنان معاصر‪.‬‬ ‫ووشح جاللة الملك بوسام المكافأة الوطنية‬ ‫من درجة فارس‪ ،‬كال من أسماء المنور فنانة مطربة‪،‬‬ ‫وعلي علوي مؤسس جمعية تساهم في تعزيز التنوع‬ ‫الموسيقي بأوروبا‪ ،‬وهدى سعد فنانة مطربة‪ ،‬وحميد‬ ‫فرجي المعروف ب «حميد القصري» معلم في موسيقى‬ ‫«كناوة»‪ ،‬وصوفيا المريخ فنانة مطربة‪ ،‬وعبد العزيز‬ ‫الحطاب إبراهيمي ممثل مسرحي وتلفزي‪ ،‬وجنات‬ ‫مهيد فنانة مطربة‪ ،‬وعبد الحفيظ الدوزي فنان مطرب‬ ‫في موسيقى «الراي»‪ ،‬وزهرة هيندي فنانة مطربة‬ ‫مقيمة بالديار الفرنسية‪.‬‬ ‫كما وشح جاللته بنفس الوسام أحمد شوقي فنان‬ ‫مطرب‪ ،‬وعائشة رضوان فنانة مطربة عازفة على آلة‬ ‫القانون‪ ،‬ونزار إيديل فنان مطرب‪ ،‬وكارين ساندرا‬ ‫جباري بطلة في التزلج الفني على الجليد «باتينغ‬ ‫آرتيستيك»‪ ،‬وخليل بلق ــاس المعروف ب «دي جي‬ ‫فان»موزع موسيقي‪ ،‬وسمير الموجاري كاتب كلمات‪،‬‬ ‫ومحمد المرضي كاتب كلمات‪ ،‬ومهدي مزايين ملحن‪،‬‬ ‫وعبد الفتاح كريني فنان مطرب‪ ،‬ومحمد بوصفيحة‬ ‫المعروف ب «مومو» منشط إذاعي‪ ،‬وطارق بكاري‬ ‫كاتب‪ ،‬أحد الفائزين بجائزة المغرب للكتاب ‪.2016‬‬ ‫ووشح جاللة الملك بوسام االستحقاق الوطني‬ ‫من الدرجة الثانية‪ ،‬اآلنسة إيناس ساعيف تلميذة من‬ ‫الجالية المغربية المقيمة بفرنسا حاصلة على معدل‬ ‫‪ 19,60/20‬في الباكالوريا‪.‬‬ ‫وفي ختام هذا الحفل‪ ،‬تقدم للسالم على جاللة‬ ‫الملك‪ ،‬حفظه اهلل‪ ،‬أنس السماري‪ ،‬شاب يبلغ من العمر‬ ‫‪ 21‬سنة في وضعية إعاقة يحظى منذ سن السادسة‬ ‫برعاية جاللته‪ .‬وهو العطف المولوي الذي مكن هذا‬ ‫الطفل من متابعة دراسته بكندا وتجاوز اإلعاقة‪ .‬وكان‬ ‫أنس السماري مرفوقا بوالدته السيدة ماجدة كرمة‪.‬‬ ‫حضر هذا الحفل رئيس الحكومة‪ ،‬ورئيسا غرفتي‬ ‫البرلمان‪ ،‬ومستشارو صاحب الجاللة‪ ،‬وأعضاء الحكومة‪،‬‬ ‫والمندوبون السامون‪ ،‬ورؤساء المجالس الدستورية‪،‬‬

‫ومديرو الدواوين الملكية‪ ،‬وكبار ضباط القيادة العليا‬ ‫للقوات المسلحة الملكية‪ ،‬وأعضاء الهيئة الدبلوماسية‬ ‫المعتمدة بالمغرب‪ ،‬إلى جانب عدد من الشخصيا‬ ‫المغربية‪ ،‬المدنية والعسكرية‪.‬‬

‫مغزى عيد الشباب‬ ‫المغرب مدين للمبادرات الملكية في كل‬ ‫ما حقق من تقدم ونماء‬ ‫احتفاالت المغاربة بعيد الشباب تحمل العديد من‬ ‫الرموز أهمها تأكيد االختيارات الوطنية في ما يخص‬ ‫مقدسات البالد وقيمها وتوجهاتها وإصرار الشعب على‬ ‫ضرورة انخراط الشباب في «الجهاد األكبر» من أجل‬ ‫بناء المغرب الجديد بآفاق واسعة‪ ،‬وطموح ال يحده إال‬ ‫الخيال‪ ،‬وعزم ثابت أكيد للقضاء على التخلف‪ ،‬والجهل‪،‬‬ ‫والظلم‪ ،‬وكل ما يعرقل انطالق المغرب نحو دولة‬ ‫الحق والقانون‪ ،‬والعدل والمساواة وتكافؤ الفرص ‪.‬‬ ‫ذلك أن جاللة الملك يعتبر الشباب أمل المغرب‬ ‫وأن مستقبل البلد بين يدي شبابه الواعد والملتزم‬ ‫بالعمل والعطاء من أجل تحقيق التنمية المنشودة ‪.‬‬ ‫ولذا فقد عمل جاللته على خلق العديد من فرص‬ ‫التكوين والتأهيل أمام الشباب في نطاق المبادرة‬ ‫الملكية للتنمية البشرية من أجل استثمار مؤهالت‬ ‫الشباب في مشاريع التنمية بهدف الرقي بالمجتمع‬ ‫وتطوير كفاءاته وخبراته ومقدراته على خلق الثروة‬ ‫وتحقيق التنمية واالزدهار في إطار المشروع التنموي‬ ‫الحداثي الذي يرعاه جاللة الملك‪.‬‬ ‫فالمغرب شهد تغيرات واسعة سواء على المستوى‬ ‫السياسي او االجتماعي أو االقتصادي على عهد جاللة‬ ‫الملك وذلك عبر المشروع المجتمعي الديمقراطي‬ ‫والحداثي الذي يرعاه جاللة الملك والذي يهدف إلى‬ ‫وصول كل فئات المغاربة إلى الثروة واالستفادة منها‬ ‫‪ ،‬اعتبارا إلى أن اإلصالحات السياسية والدستورية‬ ‫تحتاج إلى سياسة اقتصادية لمواكبتها‪ ،‬ولذا جاءت‬ ‫المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتحقق نتائج هامة‬ ‫عبر تحقيق العديد من المنجزات لفائدة الشباب‬

‫ومختلف طبقات الشعب‪ ،‬في المدن والقرى ‪ ،‬كما‬ ‫جاء مخطط «المغرب األخضر» ليدفع العالم القروي‬ ‫إلى تحقيق تنمية شاملة وفق استراتيجية مدروسة‬ ‫و«المخطط األزرق» من أجل التنمية السياحية للمغرب‬ ‫عبر إنشاء العديد من المحطات السياحية عبر كامل‬ ‫التراب الوطني‪ ،‬وكان لجهة طنجة النصيب الوافر من‬ ‫هذا المخطط‪ ،‬عبر إنجازات هامة تمت في تطوان‬ ‫والحسيمة والناظور بصفة عامة‪ .‬وكان للقرارات‬ ‫الملكية بعصرنة البنيات االقتصادية أثرها البالغ في‬ ‫استقطاب العديد من االستثمارات الوطنية واألجنبية‬ ‫وتحويل المغرب إلى ورش كبير مفتوح على العالم‪.‬‬ ‫كما أن عهد جاللة الملك محمد السادس نصره‬ ‫اهلل تميز باإلصالحات الكبرى التي ساهمت في بناء‬ ‫المغرب الجديد وإليه يرجع الفضل في ما وصل إليه‬ ‫المغرب من تطور اقتصادي واجتماعي ليصبح نموذجا‬ ‫في المنطقة المتوسطية والقارة اإلفريقية التي تعتبر‬ ‫عالقات المغرب بها أكبر من انتماء جغرافي أوارتباط‬ ‫تاريخي ‪ ،‬بل «مشاعر صادقة من المحبة والتقدير‬ ‫جعلت المغرب في قلب إفريقيا وإفريقيا في قلوب‬ ‫المغاربة»‪.‬‬ ‫وال يمكن إغفال دور جاللة الملك في االعتراف‬ ‫باللغة األمازيغية ودسترتها تكريسا لجذورها كرافد‬ ‫من روافد الهوية المغربية‪ ،‬وكذا جهود جاللة الملك‬ ‫في تحسين وضعية المرأة القانونية وحماية األسرة‬ ‫والطفولة‪.‬‬ ‫ويشهد اهلل أننا كلما توجهنا لقطاع من القطاعات‬ ‫االجتماعية واالقتصادية والسياسية إال ووجدنا أن‬ ‫عناية جاللة الملك سبقتنا إليه ‪ ،‬وهيأت قاعدة اإلصالح‬ ‫الذي كنا ننشده‪.‬وهذا سر التغيرات الجوهرية الكبيرة‬ ‫التي شهدها المغرب على عهد جاللته سواء على‬ ‫المستوى السياسي أو االقتصادي أو االجتماعي أو‬ ‫الدبلوماسي‪ ،‬وهي قطاعات أساسية شهدت تغيرات‬ ‫كبرى خالل السبع عشرة سنة الماضية‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪851‬‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬غ�شت ‪2016‬‬

‫‪5‬‬

‫عقوق اآلباء‪ ...‬عقوق من نوع آخر‪...‬‬ ‫القصة الكاملة لألب الذي ع ّذب إبنيه بالعيون طمعاً‬ ‫في مال أمهما‪...‬‬

‫كيف تطلبون البرّ وأنتم العاقون‪...‬‬

‫ظاهرة قديمة‪ ،‬غير أنها تأخذ صورا وأشكاال شتى‪ .‬ففيما يطالب كل اآلباء أبناءهم بأن يبروهم‬ ‫ويعاملوهم بالحسنى‪ ،‬وتنطلق دعاوى العلماء والشيوخ والدعاة محذرة األبناء من عقوق آبائهم‪ ،‬ال‬ ‫يلتفت أحد من هؤالء جميعا إلى قضية حقوق األبناء على آبائهم‪ .‬بينما يصرخ العديد من األبناء‬ ‫شاكين منددين بعقوق آبائهم لهم‪ .‬كثيرا ما سمعنا أو قرأنا أو استنكرنا عقوق األبناء آلبائهم أو سوء‬ ‫معاملتهم أو تنكرهم لهم أو قيامهم بفعل مسيء بحقهم يرفضه الدين والمجتمع إال أنه نادرا جدا‬ ‫أن تطرق أحد أو ناقش أوطرح أو تناول موضوع عقوق اآلباء‪ ،‬أو بمعنى أصح ظلم الوالدين ألبنائهم‬ ‫أو التسبب بإيذائهم ماديا أم معنويا‪ ،‬وال نعلم السبب في تجاهل كثير من الناس لهذا األمر! بل وقد‬ ‫تمادى البعض لتعزيز فكرة أن الوالدين لمجرد أنهما والدان فلهما على األبناء حقوقا مهما فعال أو‬ ‫لم يفعال‪ ،‬وبغض النظر عن التزامهما بالقيام بواجبهما على أكمل وجه أم ال! رغم أنه في اإلسالم‬ ‫لالبن حق على أبيه كما لألب حق الرعاية والتقدير واالحترام‪...‬‬ ‫ً‬ ‫لقد جعل اآلباء أية (وال تقل لهما أف وال تنهرهما) سيفا مصلتا على األبناء يرهبونهم به‬ ‫ويؤذونهم بحجة أنهما الوالدان‪.‬‬ ‫عجبا‪ ،،،،‬هل تحول الدين الى سالح يمارس القوي فيه سلطاته على الضعيف؟ صحيح نحن ال نملك‬ ‫الحق في محاسبة أهلنا مهما فعلوا وليس ذلك هو ما نهدف إليه‪ ،‬بل نرجو لو يضع األهل سلوكهم‬ ‫ومعاملتهم ألبنائهم تحت المجهر ويراقبون مدى التزامهم بأداء الدور المرجو منهم ويحاسبون هم‬ ‫أنفسهم‪.‬‬

‫ترى هل يعي جميع اآلباء أن ألبنائهم حقا عليهم؟!‬ ‫الوالدان هما من يعهد إليهما بتربية أبنائهما وبالتالي يعتبران مسؤولين بنسبة كبيرة عن‬ ‫تصرفات أبنائهما‪ ،‬ولكن األبناء ال يختارون آباءهم وال أهلهم وال يملكون تربيتهم أو تغييرهم أو‬ ‫تصحيح توجهاتهم الخاطئة وبالتالي فإن مشقة العيش مع والدين أو أحدهما يسيء ألبنائه لهي‬ ‫أصعب بكثير من تحمل العيش مع ابن عاق‪...‬فكم من أب ظلم أبناءه أو قصر باحتياجاتهم أو مارس‬ ‫عليهم أسلوب القمع والدتكتاتورية في التربية دون أن يحاسب نفسه بما فعل أو يتقي اهلل بهم؟ وكم‬ ‫من أم أضاعت مستقبل أبنائها بتهورها واستهتارها؟ ما أكثر ما يشكو اآلباء من عقوق األبناء‪ .‬ولكن‬ ‫من يرفع شكوى األبناء من عقوق اآلباء؟!‬ ‫هل من معتبر قبل وقوع الجناية‪ ..‬أو مستدرك قبل فوات األوان‪..‬؟!‬

‫قصة األب الذي قام بتعذيب إبنيه بغية ابتزاز أمهما « يوليوز ‪»2016‬‬ ‫بعد تداول رواد مواقع التواصل اإلجتماعي فيديو مروع‪ ،‬يظهر أبا وهو ّ‬ ‫يعذب ولديه بطريقة‬ ‫وحشية لينتقم من أمّهما‪ ،‬حيث تفنّن في تعذيبهما بوسائل مختلفة دون رحمة‪ ،‬بإغراقهما تارة‬ ‫في دلو ماء كبير وجلدهما و خنقهما تارات أخرى‪ ،‬داعيا من خالل الفيديو الذي أرسله ألمهما إلى‬ ‫االستماع إلى صراخهما وهو يصفها بأقبح النعوت‪ ،‬ويرغم طفليها على ترديد الكلمة نفسها «الكلمة‬ ‫التي تنعت بها كل أنثى ببلدنا الحبيب»‪ ،‬ليخبر الجيران السلطات األمنية بمدينة العيون و يتم إلقاء‬ ‫القبض عليه وهو في حالة من الهيجان‪ ،‬و في األخير يتم الحكم عليه بخمس سنوات سجنا نافذة مع‬ ‫الحرمان من الوالية الشرعية وإسناد رعاية الطفلين للجدة من جهة األم‪.‬‬ ‫و بعد أن سادت موجة من الغضب في الشارع المغربي و السعودي على حد سواء‪ ،‬و لكون األم‬ ‫تشتغل حاليا بالسعودية‪ ،‬ها هي القصة الكاملة ترويها إيمان العروسي‪،‬ذات ‪ 28‬سنة‪ ،‬عقب ما أحدثه‬ ‫األب الجاني ” الوحش”‪ ‬الذي اعتدى على طفليه وفلذات كبده بغية ابتزاز والدتهم ماليًا أو العودة‬ ‫للمغرب‪،‬‬ ‫إيمان العروسي قالت أنها تزوجت من الجاني رغم رفض أهلها للزواج‪ ،‬وأكملت ‪:‬‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫استقرت حياتنا بعد الزواج بمدينة‪ ‬البيضاء‪ ‬لكون وضع زوجي المادي ال يسمح بشراء أو اقتناء‬ ‫بيت مستقل‪.‬‬ ‫وأضافت‪« :‬قبل زواجي به كان يتعاطى المخدرات إلى أن رزقت وأنجبت ابني البكر‪ ،‬فأكد لي‬ ‫ابتعاده عنها و قرر اإلستقرار بمدينة العيون للعمل بها‪ ،‬ولكسب لقمة العيش»‪.‬‬ ‫وأكملت‪« :‬في بداية األمر عملنا سويًّا في مصنع للسمك ولكن بعد فترة وجيزة من العمل معه‬ ‫استقر به الحال أن يستغني عن العمل ويالزم البيت الذي نسكنه»‪.‬‬ ‫و بحرقة وألم انتفضت قائلة ” ترك مسؤولية النفقة له وأبنائي على عاتقي‪ ،‬وكنت أعطيه مبالغ‬ ‫مالية بين الفترة واألخرى حتى ال يحس أمام أهله وأصدقائه بالنقص”‪.‬‬ ‫وعن تفاصيل الحادثة المؤلمة قالت إيمان “حصلت في تاريخ ‪ 2016 – 4 – 14‬على عقد عمل‬ ‫لدى إحدى العائالت السعودية بجدة بمبلغ شهري وقدرة ‪ 2000‬ريال‪ ،‬حيث أخبرت زوجي الوحش‬ ‫والمتجرد من كامل األبوة واإلنسانية برغبتي بالعمل بالسعودية‪ ،‬و أبدى وبكل رحابة صدر موافقته‬ ‫وكان يلح علي اإلسراع بالعمل في السعودية‪ ‬إال أن تعلقي بفلذات كبدي”ريان وبالل” والبالغين من‬ ‫العمر ست وسبع سنوات جعلني أرفض هذه الفرصة‪ ،‬ولكن كان يلح علي بالعمل‪ ‬وبشكل مستمر‬ ‫وإقناعي بحجج واهية وهي تحسين الوضع المادي‪ ،‬وتسجيل فلذات كبدي بأفضل المدارس وضمان‬ ‫مستقبل جميل لنا وبعد إلحاح رضخت لألمر الواقع»‪.‬‬ ‫وأردفت «قمت بعد ذلك بأخذ بعض المال من أهلي لتوفير تذكرة الطيران‪ ،‬وقمت بإعطائه‬ ‫مبلغ مالي ليغطي مصاريفه ومصاريف ”ريان وبالل” لكونه دون عمل أو ال يرغب في العمل باألساس‬ ‫معتمداً علي‪ ..‬وعند وصولي للعمل بالمملكة بأيام قليلة اتصل بي وطلب مني ما يقارب ‪1000‬‬ ‫ريال بحجة أن لديه مصاريف‪ ،‬حيث‪ ‬قمت بعد ذلك بإرسال ما طلب مني‪ ‬إال أنه وبعد أيام معدودة‬ ‫عاود االتصال بي وطلب مني إرسال مبالغ مالية‪ ‬إضافية و لم أكن أملك إال ما يكفي مصاريفي هنا‪،‬‬ ‫وفوجئت منه بطلب إرسال صوري‪ ،‬وأنا‪ ‬في أوضاع حميمية ليستأنس بها»‪.‬‬ ‫وأكملت‪ ”:‬قام باالتصال بي عدة مرات يطلب مني إرسال بعض المبالغ له‪ ،‬ولكن أخبرته بأن‬ ‫ينتظر حتى استالم راتبي وسوف أرسلها له‪ ،‬إال أن بعد ذلك تحول مسلسل اإلبتزاز إما أن أرسل المال‬ ‫أو أن يعذب فلذات كبدي لالستسالم‪ ‬لألمر الواقع”‪.‬‬ ‫“تحول إلى وحش متجرد من أي إنسانية؛ قام بتعذيب فلذات كبدي بأبشع صور دون أن تأخذه‬ ‫الرحمة بهما‪ ،‬كون ليس لهم الحول وال قوة‪ ،‬بما يقوم به من تعنيف لهما وتجريدهما من مالبسهما‬ ‫و خنقهما و جلدهما‪ ،‬كل ذلك من أجل المال‪ ،‬فقمت و على الفور بإرسال كافة مقاطع العنف المرسلة‬ ‫منه إلى والدتي التي توجهت إلى الجهات المعنية هناك “الدرك الملكي”؛ للقبض عليه‪ ‬بمدينة‬ ‫العيون”‪.‬‬ ‫وأضافت‪« :‬أثار حفيظتي ما صدر به‪ ‬من حكم‪ ،‬السجن لمدة خمس سنوات‪ ،‬مما اضطرها إلى‬ ‫الطعن بالحكم إليقاع أشد العقوبات عليه‪ ،‬ألن هؤالء األبناء يعانون و سيعانون طوال حياتهم من‬ ‫المخلفات الجسيمة الواقعة عليهم جراء ما عاشوه من عنف و ألم»‪ ،‬و أكدت‪ ‬في سياق حديثها أنها‬ ‫سوف تعود للمغرب خالل األيام القليلة القادمة إلنهاء إجراءات الطالق منه‪.‬‬ ‫واختتمت حديثها قائلة أن أبناءها اآلن يتواجدون في جمعية التعاون والتضامن للمرأة والطفل‬ ‫وحالتهم الجسدية في تحسن‪ ،‬لكن حالتهم النفسية مدمّرة ‪.‬‬ ‫هذه هي القصة الحقيقية لهاته األم المكلومة‪ ،‬و ليس كما ادعى الجاني أنه لم يقبل يوما‬ ‫باشتغالها بالديار المقدسة‪ ،‬الطمع حول حياته و حياة زوجته و أبنائه إلى مأساة حقيقية‪ ،‬فماذا ننتظر‬ ‫من هؤالء األبناء اليوم‪ ،‬أن يحنّوا مثال على أبيهم و يعفون عنه و يبرّوه بعدما عاشوه من قسوة‬ ‫وعنف و دمار لنفسيتهم ؟؟؟؟ كيف تطلبون البر و أنتم العاقون‪...‬؟!‬


‫العدد ‪851‬‬

‫دفاتري‬

‫من‬

‫عزيـز‬

‫مجرد «مزحة»‬

‫يدعو في تدوينة ‪ ‬غريبة إلى قطع‬ ‫رؤوس المخالفين‪ ‬لـ «الفقيه» وفصل‬ ‫رؤوسهـــم عن أجسادهــم وتعليقها‬ ‫بأبواب المدينة‪ ،‬حتى يكونــوا عبرة‬ ‫لمن يعتبــر‪ .....‬ثم يعتذر ويعتبر أن‬ ‫تدوينته‪ ‬التي دفعت به إلى التحقيق‬ ‫األمني‪ ،‬مجرد «مزحة»‪! ‬‬ ‫وهاهي «زنوبة» تلتحق به بتدوينة‬ ‫ال تقل غرابة‪ ‬وش��ذوذا ‪ ‬عن تدوينة‬ ‫«عمر» أعلنت فيها أنها «ببساطة‪،‬‬ ‫وعصيبة وعنصرية» تحارب اإلسالم‪ ‬‬ ‫وتكره المسلمين‪ ‬ول��ن تتردد في‬ ‫القيام بعمل إرهابي ضدهم‪.....‬‬ ‫«زنوبة» اعتذرت بعد أن أخضعت‪،‬‬ ‫ه��ي األخ���رى للتحقيق‪ ،‬وأك���دت أن‬ ‫تدوينتها كانت‪ ‬أيضا «مزحة»‪ ‬وجاءت‬ ‫«على سبيل السخرية»‪! ‬‬ ‫يجب أن يكون اإلنسان «مخبوال»‬ ‫لكي يقبــل ‪ ‬بــ «عفويـــة» مضمون‬ ‫التدوينتين ويقبل ‪ ‬بعذر «المزحة»‪...‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫بين البيجيديين‬ ‫«شياه جرباء»‪...!!! ‬‬ ‫واح���د «ي��ش��ت��غ��ل»‪ ‬ف��ي تهريب‬ ‫ال��ح��ش��ي��ش‪ ...‬وآخ���ر «ي��ب��زن��س» في‬ ‫األراضي الساللية‪ ،‬وثالث يبيع الخمور‬ ‫في «رياض تئن فيها الكؤوس ‪....‬ضاع‬ ‫فيها المالك والسُّقاء»‪.‬‬ ‫مجموع متناقضات التأمت ييراعة‬ ‫في جماعة «المريدين»‪ ‬الذين علينا‬ ‫أن نكترث لما يقولون وليس إلى ما‬ ‫يفعلون‪! ‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫‪ ‬تفويت الملك العمومي‬ ‫ضدا على الدولة‪ ،‬وخدام الدولة‪،‬‬ ‫انبرت جماعــة من ‪ ‬نشطــاء مواقـــع‬ ‫التواصــــل االجتمــاعـــي للتنـديــد‬ ‫بـ «مؤامرة» االسطـو على الملــك‬ ‫العمومي مقابل «زوج فرنك» بصرف‪ ‬‬ ‫التقدم واالشتراكية ‪....‬‬ ‫القضيـــة اتخــذت أبعادا وطنيــة‬ ‫ودولية‪ ‬وكادت أن تصل إلى البرلمان‬ ‫لوال أن نهاية الوالية داهمت النواب‬ ‫والمستشارين ‪ ،‬وسكتت شهرزاد عن‬ ‫الكالم المباح‪.....‬‬ ‫وف��ي حديث آخ��ر‪ ،‬ذك��رت مصادر‬ ‫مطلعة أن لجنة إدارية رضخت للضجة‬ ‫اإلعالمية التي أثارتها مواقع التواصل‬ ‫اإلجتماعي‪ ‬حول تفويت ملك عمومي‬ ‫مساحته ‪ 3000‬متر بسيدي سليمان‪،‬‬ ‫بسومة ‪ 100‬درهم للمتــر المربـــع‬ ‫وحددت تفويت األرض ‪ ‬بسعر ‪2500‬‬ ‫درهم للمتر الواحد بالرغم من ضغط‬ ‫جهات‪ ‬كانت تقول بضرورة التساهل‬ ‫مع أصحاب المشروع نظرا لطبيعته‬ ‫االستثمارية‪.‬‬ ‫لم يعد أح��د يجادل في أهميـة‬ ‫ال����دور ال���ذي تضطلع ب��ه م��واق��ع‬ ‫التواصـل االجتماعــي في مراقـــبــة‬ ‫ع��م��ل ال���م���ؤس���س���ات‪ ‬ع��ل��ى كل‬ ‫األص��ع��دة‪ ،‬وف��ي فضح العديد من‬ ‫السلوكات ‪ ‬و«الخروقــات» التي تشوب‬ ‫طريقة تدبيــر الشــأن العام الوطني‬ ‫والمحلي‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬غ�شت ‪2016‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫إخماد حريق جبل الحبيب والسكان يخرجون إلى الشارع‬ ‫مطالبين بالتعويض‬

‫أفاد مصدر من المديرية الجهوية للمندوبية‬ ‫السامية للمياه والغابات‪ ،‬أنه تمت السيطرة على‬ ‫حريق غابوي كان اندلع بمنطقة جبل الحبيب بإقليم‬ ‫تطوان منذ بداية األسبوع الفارط وأتى على نحو ‪85‬‬ ‫هكتارا من المجال الغابوي‪ ،‬بعد االستعانة ببعض‬ ‫المتطوعيــن من المستغليــن الغابويين‪ ،‬الذيــن‬ ‫استخدموا آلياتهم المستعملة في تشذيب وقطع‬ ‫األشجار‪ ،‬لمحاصرة الحريق والحيلولة دون انتشاره‬ ‫إلى الفضاءات المجاورة للمحيط الغابوي‪.‬‬ ‫وقد عاينت «المساء» الحجم الهائل لألضرار‬ ‫والخسائر المادية التي تكبدها سكان الدواوير‬ ‫التابعة للنفوذ الترابي لجماعة جبل الحبيب القروية‪،‬‬ ‫فحالة المنطقة توحي لزوارها بكونها منطقة‬ ‫«منكوبة» فعال‪.‬‬ ‫فالحريق التهـــم العشـــرات من المنازل التي‬ ‫أصبحت غير صالحة للسكن‪ ،‬ما حتم على أصحابها‬ ‫البحث عن مأوى جديد‪ ،‬كما أن انقطاع التيار‬ ‫الكهربائي في المنطقة فاقم معاناة السكان‪.‬‬ ‫واشتكـــى عـــدد من السكـــان المتضرريـــن‬ ‫لـ «المســــاء» من الخسائر الفادحة التي لحقت‬ ‫بمحاصيلهم الزراعية وأراضيهم الفالحية وأشجارهم‬ ‫المثمرة‪ ،‬والتي تضررت كليا أو جزئيا بفعل النيران‪،‬‬ ‫ما حرمهم من مصادر قوتهم الوحيد الذي يكفيهم‬ ‫إلعالة أسرهم لمدة عام كامل‪.‬‬ ‫كما الحظت «المساء» حاالت لمرضى ومصابين‬ ‫جراء الحريق‪ ،‬منهم من يعاني من أزمات ربو‬

‫وصعوبات في التنفس بفعــــل األدخنـــة الكثيفة‪،‬‬ ‫وآخرون أصيبوا بجروح وحروق متفاوتة الخطورة‬ ‫في غياب تام للطبيب أو ألي تمثيلية لوزارة الصحة‪.‬‬ ‫فكان من الضروري على السلطات المحلية‪ ،‬يقول أحد‬ ‫السكان المتضررين من دوار «دار بنصدوق» الذي‬ ‫انهار منزله بفعل النيران‪،‬أن توفر للسكان خياما‬ ‫إليواء الضحايا الذين تضررت منازلهم بفعل الحريق‪،‬‬ ‫ومستشفى ميداني يضم اإلسعافات الضرورية‬ ‫لمصابي الحريق وأطباء يشرفون على عالجهم‪.‬‬ ‫وفي لقاء لـ «المساء» مع فاعلين جمعويين‬ ‫بالمنطقة‪ ،‬أجمعوا على أن الهاجس األول للسلطات‬

‫المحلية تمثل في إخماد الحريق‪ .‬وعند إطفائه‪ ،‬تعتبر‬ ‫أنها أتمت مهمتها بنجاح‪ .‬بينما المأساة الحقيقية‬ ‫تبدأ بعد ذلك‪ ،‬حين يواجه المئات من السكان‬ ‫مخلفات الحريق وحيدين دون دعم السلطات‬ ‫المحلية أو المنتخبة‪ .‬وطرحوا تساؤالت‪ ،‬يجدونها‬ ‫مشروعة ومستعجلة عن مبيت األسر التي تضررت‬ ‫منازلهمو وطريقة إصالحها وتأهيلها للسكن فيها‬ ‫من جديد؟ وكيفية تدبير أرباب األسر التي فقدت‬ ‫محاصيلها الزراعية المعيشية قوت أبنائهم خالل‬ ‫الشهورالقادمة‪.‬‬

‫رضوان الحسوني‬

‫تفكيك شبكة للتهريب الدولى للسيارات الفاخرة بالناظور‬

‫تمكنت فرقة الشرطة القضائية في المنطقة‬ ‫اإلقليمية لألمن في الناظور‪ ،‬نهاية األسبوع‬ ‫الماضي‪ ،‬من تفكيك شبكة إجرامية متخصصة‬ ‫في التهريب الدولي للسيارات والتزوير‪ ‬والسرقة‪،‬‬ ‫وأوقفت شقيقين من المشتبه فيهم من أفرادها‪.‬‬ ‫وأفاد بالغ للمديرية العامة لألمن الوطني‪ ،‬بأن‬ ‫المعطيات األولية للبحث تشير إلى تورط أفراد هذه‬ ‫العصابة اإلجرامية في استعمال معدات معلوماتية‬ ‫متطورة من أجل التحكم عن بعد في األنظمة‬ ‫اإللكترونية لفتح وإغالق السيارات من النوع الفاخر‪،‬‬ ‫قبل االستيالء عليها وتصريفها أو ارتكاب سرقات‬ ‫من داخلها‪.‬‬

‫وأضاف أن مصالح األمن تمكنت لحظة توقيف‬ ‫المشتبه فيهما في منزليهما الكائنين في حيي‬ ‫أعريض وأوالد لحسن من ضبط ثالث سيارات ذات‬ ‫ترقيم أجنبي مجهولة المصدر‪ ،‬إضافة إلى سيارة‬ ‫رابعة سبق وأن تم التبليغ عن سرقتها بمدينة‬ ‫السعيدية‪ ،‬فيما تم االستماع لصاحب سيارة خامسة‬ ‫تعرض للسرقة من داخل سيارته بعد فتحها من قبل‬ ‫الموقوفين بنفس الطريقة‪.‬‬ ‫وأشار المصدر ذاته إلى أن عمليات التفتيش‬ ‫المنجزة في منازل المشتبه فيهما مكنت أيضا من‬ ‫حجز معدات معلوماتية تستعمل في قرصنة أنظمة‬ ‫الولوج إلى السيارات‪ ،‬وهي عبارة عن أجهزة إرسال‬

‫ولوحات إلكترونية تضم برامج متطورة وأجهزة‬ ‫تشويش على الموجات‪ ،‬باإلضافة إلى ضبط وثائق‬ ‫وطوابع رسمية مزورة تستعمل في تزييف وثائق‬ ‫السيارات المسروقة‪.‬‬ ‫وأبرز البالغ أنه تم وضع المشتبه فيهما تحت‬ ‫الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي يجري تحت‬ ‫إشراف النيابة العامة المختصة‪ ،‬فيما ال تزال األبحاث‬ ‫مستمرة بالتنسيق مع أجهزة الشرطة الدولية من‬ ‫أجل تحديد االرتباطات الدولية لهذه الشبكة وتوقيف‬ ‫باقي المتورطين في أنشطتها اإلجرامية‪.‬‬

‫محمد بنسعيد‬

‫سكان بالعرائش يحتجون بسبب مطرح بلدي قرب منازلهم‬ ‫احتج العشرات من سكان تجزئتي «المنار ‪»2‬‬ ‫بمدينة العرائش‪ ،‬بسبب مشكل المطرح البلدي‬ ‫الذي ال يبعد عن منازلهم سوى بأمتار قليلة‪.‬‬ ‫نظم المحتجون اعتصاما مفتوحا‪ ،‬طيلة اليومين‬ ‫الماضيين‪ ،‬قبل أن يتم تفكيكه من قبل السلطات‬ ‫المحلية بدعوى عدم قانونيته‪ ،‬األمر الذي حدا‬ ‫بالمحتجين إلى توجيه شكايات في الموضوع‬ ‫إلى السلطات المحلية‪ ،‬بغرض التدخل إلنهاء‬ ‫معاناتهم‪ ،‬على اعتبار أن المطرح أضحى يسبب‬ ‫لهم مشاكل صحية وتداعياته على أبنائهم‬ ‫أصبحت خطيرة‪ ،‬خصوصا حين يتم إيقاد النيران‬

‫احتضنت مدينة تطوان‪ ،‬من ‪ 18‬إلى ‪ 20‬غشت‬ ‫الجاري‪ ،‬فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان «أصوات‬ ‫نسائية»‪ ،‬الذي دعيـــت له هذه السنة مطربات‬ ‫مغربيات متميزات من مختلف األجيال اشتهرن‪،‬‬ ‫بتعاطيهن مع الفن الرفيع‪ ،‬كالفنانة لطيفة رأفت‬ ‫ودنيا باطمة وزينة الداودية باإضافة إلى فنانين‬ ‫من الجيل الجديد كزينب أسامة ويسرا ‪.‬‬ ‫وفي فقرة االحتفاء بأصوات نسائیة مغربیة‬ ‫بارزة‪ ،‬تم هذه السنة تكریم الفنانة المغربية القديرة‬ ‫نعیمة سمیح احتفاء بمسیرتها الفنیة المتمیزة‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى تكریم الفنانة المغربیة نادیة أیوب‪.‬‬ ‫وفي الشق االجتماعي للدورة‪ ،‬نظمت أنشطة‬

‫بفعل حرق أكوام من األزبال المكونة أساسا من‬ ‫النفايات المنزلية‪.‬‬ ‫وكشفت مصادر من السكان في تصريحات‬ ‫متطابقة‪ ،‬أنه يجب على السلطات التحرك بغرض‬ ‫إنهاء معاناتهم‪ ،‬كما طالبوا عامل اإلقليم والمجلس‬ ‫الجماعي بالوفاء بعهودهما‪ ،‬التي قدمها قبيل‬ ‫االنتخابات الجماعية األخيرة‪ ،‬وذلك إليجاد مكان‬ ‫بديل لنقل المطرح في ظل األزمة التي يسببها‪ .‬كما‬ ‫طالب المحتجون ذاتهم في اآلن نفسه‪ ،‬بضرورة‬ ‫إخضاع بناء الحي لفحوصات طبية بغرض الكشف‬ ‫عن حاالتهم الصحية‪ ،‬مخافة أن تكون أمراض قد‬

‫انتشرت في صفوفهم‪ ،‬بسبب استنشاق الروائح‬ ‫الكريهة‪.‬‬ ‫يشار إلى أن المطرح سالف الذكر ال يبعد عن‬ ‫المستشفى المحلي للعرائش سوى ببضعة أمتار‪،‬‬ ‫حيث أصبح المرضى يعانون منه‪ ،‬باإلضافة إلى أطر‬ ‫المؤسسة الصحية‪.‬‬ ‫كما زادت مطالب الجميع بإيجاد بديل لهذه‬ ‫األزمة‪ ،‬التي قال سكان إنهم مستمرون في‬ ‫احتجاجهم إلى حين االستجابة لطلبهم‪.‬‬

‫م‪.‬أ‬

‫مهرجان «أصوات نسائية»‬ ‫موازية للمهرجان في إطار عملية “الصحة للجميع”‬ ‫‪ ،‬التي تروم المساهمة في تحسين الولوج إلى‬ ‫الخدمات الصحية لفائدة ‪ 1500‬من النساء واألطفال‬ ‫واألشخاص المسنين في وضعية هشاشة بحاضرة‬ ‫وبوادي تطوان‪.‬‬ ‫كما نظم معرض لمنتوجات الصناعة التقليدية‬ ‫التي أبدعتها أنامل نساء عضوات في تعاونيات‬ ‫تنشط بمختلف مناطق شمال المغرب‪ ،‬وكذا تنظيم‬ ‫حفلة غذاء جماعية لفائدة نزيالت المؤسسة السجنية‬ ‫بتطوان لتسهيل تواصلهن مع محيطهن االجتماعي‬ ‫والثقافي‪.‬‬ ‫وعلى غرار الدورات السابقــــة‪ ،‬نظمت جمعية‬ ‫(أصوات نسائية) مجموعة من األنشطة اإلنسانية‬

‫لفائدة نزالء دار العجزة سيدي فريج بتطوان‪ ،‬في‬ ‫إطار دعم الجمعية وانخراطها الكامل والمتواصل في‬ ‫تحسين الظروف المعيشية لنزيالت هذه المؤسسة‬ ‫اإلنسانية الخيرية العريقة‪.‬‬ ‫ويروم المهرجـــان‪ ،‬حسب منظميـــه‪ ،‬إبــــراز‬ ‫مواهب النساء المغربيات في كل المجاالت الثقافية‬ ‫والفنية واالجتماعية واالقتصادية والمهنية ودعم‬ ‫مبادراتهن الخالقة في مختلف مناحي الحياة‪ ،‬وكذا‬ ‫تكريس قيم التضامن والتآزر والمساواة والتشارك‬ ‫اإليجابي لما فيه مصلحة المجتمع المغربي الغني‬ ‫بروافده الحضارية والفنية‬

‫أ‪.‬ي‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬غ�شت ‪2016‬‬

‫العدد ‪851‬‬

‫إقتصاد‬ ‫قريبا بنك إسالمي بالمغرب‬ ‫من المنتظر أن تكون مطلع السنة القادمة‬ ‫‪ ،2017‬بداية انطالق أولى البنوك التشاركية‬ ‫التي ستشرع في تقديم خدماتهــا بالمغـرب‬ ‫بشراكة مع البنك الدولي اإلسالمي ومساهمة‬ ‫القرض العقاري والسياحي المغربي‪..‬‬ ‫وبالمناسبة تم الكشف عن أن البنك الدولي‬ ‫اإلسالمي بقطر سيفتح قريبا بنكا إسالميا‬ ‫بالمغرب‪ ،‬وذل��ك الذي سيشارك بستين في‬ ‫المائة من رأس مال البنك التشاركي ‪ ،‬بينما‬ ‫ستبلغ حصة البنك اإلسالمي الدولي ‪ 40‬في‬ ‫المائة‪.‬‬ ‫ومعلوم أن بنك المغرب كان قد تلقى إلى حدود يونيو المنصرم‪ ،‬سبعة طلبات ترخيص من بنوك‬ ‫مختلفة من أجل إحداث بنوك إسالمية بالمغرب‪ ،‬فضال عن ‪ 3‬طلبات لتأسيس نوافذ بنكية تقدم خدمات‬ ‫بديلة بهدف الحصول على اعتمادات خاصة بتقديم التمويالت البنكية والتشاركية‪ ،‬وأكد البنك أن هذه‬ ‫الطلبات تخضع في الوقت الراهن للدرس لكي تشرع هذه البنوك في تقديم خدماتها التشاركية مطلع‬ ‫السنة القادمة ‪.،‬‬ ‫يذكر أن البنوك المغربية والخليجية التي تقدمت بطلبات الحصول على تراخيص إنشاء بنوك تشاركية‬ ‫في المغرب‪ ،‬هي التجاري وفابنك‪ ،‬ومجموعة القرض الفالحي بشراكة مع فرع البنك اإلسالمي للتنمية‪،‬‬ ‫وصندوق اإليداع والتدبير التجاري‪ ،‬وبنك اإلمارات‪ ،‬وبنك أبو ظبي‪ ،‬وبنك أجنبي‪ ،‬والقرض العقاري والسياحي‬ ‫بشراكة مع بنك الريان القطري‪ ،‬والبنك المغربي للتجارة الخارجية بشراكة مع بنك البركة البحريني‪ ،‬فضال‬ ‫عن البنوك التي تقدمت بطلبات الحصول على نوافذ بنكية ويتعلق األمر بمجموعة البنك الشعبي بشراكة‬ ‫مع مؤسسة مالية أمريكية‪ ،‬والبنك المغربي للتجارة الخارجية‪ ،‬والشركة العامة‪ ،‬ومصرف المغرب‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫تراجع ملحوظ في االستثمارات األجنبية‬ ‫مع نهاية يوليوز‬ ‫أعلن أن تدفـق االستثمــارات المباشــرة‬ ‫الخارجية تراجع إلى ‪ 12.3‬مليار درهم في نهاية‬ ‫يوليوز ‪ ،2016‬بعدما حقق ‪ 9,18‬مليار درهم‬ ‫خالل السنة الماضية‪.،‬‬ ‫وأوض���ح المكتب‪ ،‬ف��ي ه��ذا ال��ش��أن‪ ،‬عبر‬ ‫مؤشراته األولية للمبادالت الخارجية برسم‬ ‫األشهر السبعة األولى من سنة ‪ ،2016‬أن هذا‬ ‫االنخفاض يفسر بتقلص في المداخيل‪ ،‬واكبه‬ ‫ارتفاع في النفقات‪ ،‬كما أن مداخيل المغاربة‬ ‫المقيمين بالخارج سجلت ارتفاعا بـ ‪ 2،4‬في‬ ‫المائة‪ ،‬إذ انتقلت من ‪ 34،1‬مليار درهم في‬ ‫نهاية يوليوز ‪ 2015‬إلى ‪ 34،9‬مليار درهم في نهاية يوليوز ‪.2016‬‬ ‫من جهته سجل عجز الميزان التجاري ارتفاعا بـ ‪ 7،5‬في المائة حتى نهاية يوليوز‪ ،‬حيث بلغ ‪103،6‬‬ ‫مليار مقابل ‪ 96،4‬مليار درهم سنة قبل ذلك‪ ،‬وأوضح المكتب ذاته‪ ،‬أن معدل تغطية الواردات بالصادرات‬ ‫بلغ ‪ 55،8‬في المائة‪ ،‬مقابل ‪ 56،9‬في المائة حتى نهاية ‪ ،2015‬وعزا المكتب هذا التفاقم إلى ارتفاع قيمة‬ ‫الواردات بزائد ‪ 4،8‬في المائة‪ ،‬أكثر أهمية بالمقارنة مع ارتفاع قيمة الصادرات زائد ‪ 2،7‬في المائة‪..‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫‪ 72‬مليار درهم قيمة الشيكات بدون رصيد‬ ‫نهاية سنة ‪2015‬‬ ‫كشفت معطيات رسمية ص��ادرة عن بنك‬ ‫المغرب‪ ،‬أن مجموع ع��وارض األداء المتعلقة‬ ‫بالشيك‪ ،‬التي لم تتم تسويتها نهاية سنة‬ ‫‪ ،2015‬بلغ ‪ 2،7‬مليون حالة‪ ،‬بمبلغ تجاوز ‪72،5‬‬ ‫مليار درهم‪ ،‬مسجلة بذلك ارتفاعا بنسبة ‪5،4‬‬ ‫في المائة من حيث العدد و‪ 10،3‬في المائة‬ ‫من حيث القيمة‪ ،‬وهو ما يمثل ‪ 8‬في المائة من‬ ‫الناتج الداخلي الخام‪.‬‬ ‫وأظهرت إحصائيات المصلحة المركزية‬ ‫ل��ع��وارض األداء المتعلقة بالشيك أن نحو‬ ‫‪ 598،700‬مغربي ممنوعون م��ن إص��دار‬ ‫الشيكات خالل السنة الماضية‪ ،‬مسجلة بذلك ارتفاعا نسبته ‪ 3،4‬في المائة مقارنة بسنة ‪ ،2014‬في‬ ‫الوقت الذي تظل نسبة األشخاص الطبيعيين األكثر هيمنة ضمن هذا المجموع‪.‬‬ ‫كما يتضح من خالل اإلحصائيات أنه تم رفض حوالي ‪ 3‬في المائة من الشيكات خالل سنة ‪ ،2015‬حيث‬ ‫تتوزع بين ‪ 534،667‬شخصا ذاتيا‪ ،‬و ‪ 64،033‬شخصا معنويا‪ ،‬وهو ما يوضح استفحال ظاهرة استعمال‬ ‫الشيك كوسيلة قرض أو ضمان‪ ،‬والتي باتت تشكل أحد المصادر األساسية لعوارض األداء‪.‬‬ ‫وبالرغم من هيمنة الشيك على التعامالت التجارية للمغاربة‪ ،‬إال أن قيمته عرفت انخفاضا خالل األربع‬ ‫سنوات األخيرة‪ ،‬حيث سجلت المصلحة التابعة للبنك المركزي أن حصته في السوق تراجعت بنحو ‪ 9‬نقاط‪،‬‬ ‫أي بنسبة ‪ 43‬في المائة‪.‬‬

‫وعلى مستوى آخر‪ ،‬مكنت آلية اإلنصات والمساعدة الموضوعة رهن إشارة العموم من معالجة ‪2701‬‬ ‫طلب سنة ‪ ،2015‬منها ‪ 89،7‬في المائة على مستوى وكاالت بنك المغرب‪ ،‬أي نمو بنسبة ‪ 11،5‬في المائة‬ ‫مقارنة بالسنة الفارطة‪.‬‬ ‫كما مكنت دراسة التـظلمات من تصحيح ‪ 196‬حالة منع خاطئة‪ ،‬واالستجابة لـ ‪ 2452‬طلب ولوج‬ ‫لمعومات شخصية معالجة ‪ 53‬طلبا متعلقا بأنواع أخرى من الشكايات‪ ،‬بما فيها عدم تسوية عارض األداء‬ ‫من طرف البنك وأخطاء في المعطيات الخاصة بالمعلومات‪.‬‬ ‫ويشار إلى أن بنك المغرب شرع في وضع النصوص التطبيقية للقانون البنكي الجديد رقم ‪ 12‬ـ ‪،103‬‬ ‫خاصة بمؤسسات األداء وشروط ممارسة خدمات األداء ‪ ،‬والتي ستمكن من التنفيذ الفعلي للتوجهات‬ ‫االستراتيجية للبنك‪ ،‬ذات الصلة بانفتاح سوق األداءات اإللكترونية والرفع من ديناميته‪.‬‬ ‫كما اتخذ البنك اإلج��راءات الضرورية لتحرير نشاط توجيه التراخيص وخاصة التدفقات النقدية‬ ‫اإللكترونية‪ ،‬وذلك على صعيد السياسة العمومية التي يقوم بها‪ ،‬وأمام وضعية احتكار تتنافى مع المبادئ‬ ‫األساسية ألنظمة أداء فعالة وقابلة لالستمرار مبنية على الشفافية والولوج الحر والمناصفة في التعامل‬ ‫مع الفاعلين‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫األسر المغربية ‪ :‬تشاؤم وتوقع لألسوأ‬ ‫تتنامى ظاهرة التشاؤم لدى المستهلكين‬ ‫المغاربة وتراجع ثقتهم ‪ ،‬حيث أظهر تحليل‬ ‫لمندوبية التخطيط مظاهر تشاؤم واضح لدى‬ ‫األسر المغربية التي تبدو أكثر انشغاال بمستوى‬ ‫المعيشة والشغل ووضعيتها المالية‪ ،‬مع تراجع‬ ‫لمعنوياتها بشكل كبير خالل الربع الثاني من‬ ‫السنة الجارية‪.‬‬ ‫وكشفت نتائج المندوبية السامية للتخطيط‬ ‫أن ‪ 43.1‬في المائة من األسر المغربية صرحت‬ ‫بتدهور مستوى معيشاتها في الربع الثاني من‬ ‫العام الجاري‪ ،‬فيما اعتبرت ‪ 27،9‬في المائة من األسر تحسنه‪ ،‬في الوقت الذي أشارت المندوبية إلى أن‬ ‫رصيد آراء األسر حول تطور مستوى المعيشة استقر في ناقص ‪ 15،2‬نقطة خالل الفصل الثاني من السنة‬ ‫الحالية‪ ،‬عوض ناقص ‪ 22،9‬نقطة خالل الفصل السابق وناقص ‪ 12،8‬نقطة خالل السنة الماضية‪.‬‬ ‫وبخصوص تطور مستوى المعيشة خالل ‪ 12‬شهرا المقبلة‪ ،‬تتوقع ‪ 35‬في المائة‪ ،‬من األسر تدهوره‪،‬‬ ‫و‪ 37،6‬في المائة استقراره‪ ،‬في حين ترجع ‪ 27،4‬في المائة تحسنه‪ ،‬وهكذا‪ ،‬فقد انتقل رصيد توقعات‬ ‫األسر إلى ناقص ‪ 7،6‬نقاط عوض ناقص ‪ 14،2‬نقطة خالل الفصل السابق وناقص ‪ 7،3‬نقاط خالل نفس‬ ‫الفصل من السنة الماضية‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق باستمرار التصور السلبي للبطالة‪ ،‬فقد أفادت نتائج بحث الظرفية لدى األسر‪ ،‬أن ‪ 77‬في‬ ‫المائة من األسر المغربية تتوقع ارتفاعا في مستوى البطالة خالل ‪ 12‬شهرا المقبلة‪ ،‬في حين ترى ‪ 8‬في‬ ‫المائة منها العكس‪ .‬وهو ما يؤكد على استقرار رصيد هذا المؤشر في مستوى سلبي بلغ ناقص ‪ 69‬نقطة‬ ‫خالل الربع الثاني من العام الجاري‪ ،‬حيث عرف تدهورا مقارنة مع ناقص ‪ 67،7‬نقطة المسجلة خالل الفصل‬ ‫السابق وناقص ‪ 67،1‬نقطة خالل الفصل نفسه من السنة الماضية‪.‬‬ ‫وأوضحت معطيات المندوبية أن مؤشر ثقة األسر انتقل إلى ‪ 75،7‬نقطة خالل الفصل الثاني من السنة‬ ‫الجارية‪ ،‬مقابل ‪ 71،6‬نقطة خالل الفصل السابق‪ ،‬مسجلة أنه يبقى دون المستوى المسجل خالل الفصل‬ ‫نفسه من السنة الماضية حيث بلغ ‪ 76،1‬نقطة‪ ،‬وذلك بفعل التدهور الكبير الذي طبع الفصل األول من‬ ‫السنة من وقع اإلعالن عن موسم جفاف حاد‪.‬‬ ‫وصرحت ‪ 60،4‬في المائة من األسر المغربية أن مدخيلها تغطي مصاريفها‪ ،‬فيما ترى ‪ 31،3‬في المائة‬ ‫منها أنها تستنزف من مداخراتها أو تلجأ إلى االقتراض‪ ،‬حيث ال يتجاوز معدل األسر التي تتمكن من ادخار‬ ‫جزء من مداخيليها ‪ 3،8‬في المائة حسب المندوبية السامية للتخطيط‪.‬‬ ‫وبخصوص تطور الوضعية المالية لألسر خالل ‪ 12‬شهرا الماضية‪ ،‬تتوقع ‪ 35،7‬في المائة من األسر‬ ‫تدهورها‪ ،‬فيها رجحت ‪ 12،9‬في المائة تحسنها خالل هذا الفترة‪ ،‬وفي مقابل ذلك‪ ،‬تبقى نظرة األسر‬ ‫نفسها للمستقبل متفائلة‪ ،‬حيث تتوقع ‪ 23،9‬في المائة تحسنا في وضعيتها المالية خالل ‪ 12‬شهرا‬ ‫المقبلة‪ ،‬مقابل ‪ 21،6‬في المائة التي ترجح تدهورها‪.‬‬ ‫إال أن غالبية األسر المغربية أبدت تشاؤمها بخصوص قدرتها على االدخار‪ ،‬حيث صرحت في هذا اإلطار‬ ‫‪ 83،3‬في المائة من األسر بعدم قدرتها على االدخار خالل ‪ 12‬شهرا المقبلة‪ ،‬في الوقت الذي ترى ‪16،7‬‬ ‫في المائة عكس ذلك‪.‬‬ ‫واعتبرت غالبية األسر أن أسعار المواد الغذائية قد عرفت ارتفاعا خالل ‪ 12‬شهرا األخيرة‪ ،‬في الوقت‬ ‫الذي تتوقع ‪ 78،3‬في المائة من األسر استمرار ارتفاعها مقابل ‪ 20،7‬في المائة التي ترجح استقرارها في‬ ‫المستوى نفسه‪.‬‬

‫أرض ّ‬ ‫محفظة للبيع‬ ‫• مساحتها ‪ 4493 :‬متر مربع‬ ‫• الموقع ‪ :‬عزيب أبقيو قرب‬ ‫المنطقة الصناعية مغوغة‪.‬‬ ‫• واجهة على الطريق‬

‫الثمن يتفق بشأنه‬ ‫االتصال برقم الهاتف ‪0661836556/0656630629 :‬‬ ‫أو على عنوان الجريدة‬


‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬غ�شت ‪2016‬‬

‫العدد ‪851‬‬

‫مشروع كفاءات نسائية في دورته الثالثة بوزان‬

‫مساهمة في تأهيل المرأة بإقليم وزان‬ ‫لالنخراط في مجال التنمية المحلية وتدبير‬ ‫الشأن المحلي‪ ،‬أطلقت مؤسسة دار الضمانة‬ ‫للتنمية البشرية مشروع « كفاءات نسائية «‪،‬‬ ‫واختارت أن تنعقد دوراته التي تفوق العشرة‬ ‫تحت شعار « جماعتي ‪ ....‬مسؤوليتي» ‪.‬‬ ‫‪ ‬الدورة الثالثـة التي تابعت أشغالهـــا‬ ‫الجريدة‪ ،‬نظمت برحاب مركــز القــرب بحي‬ ‫العدير‪ ،‬وذلك يوم السبـــت ‪ 13‬غشت‪،‬‬ ‫اختارت الجهة المنظمة أن ينكب المشاركات‬ ‫والمشاركون على دراسة موضوع « مستجدات‬ ‫التدبير الترابي من خالل القوانين التنظيمية‬ ‫للجماعات الترابية»‪.‬‬ ‫«مشروع كفاءات نسائية» كما صرح بذلك‬ ‫للجريدة‪ ،‬رئيس مؤسسة دار الضمانة بعد أن‬ ‫سجل أهمية دور المرأة كفاعل سياسي ومدني‬ ‫محلي‪ ،‬يندرج في إطار مواكبة اإلصالحات‬ ‫الكبيرة التي أطلقها المغرب في العشرية‬ ‫األخيرة من أجل ضمان مشاركة فعلية لكل‬ ‫قواه الحية‪ ،‬والنهوض بالتنمية البشرية‪ ،‬كما‬ ‫يندرج المشروع كذلك في سياق التحوالت التي‬ ‫يشهدها المجتمع المغربي الهادفة إلى االرتقاء‬

‫‪ -‬بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬

‫بوضعية المرأة والقضاء على كل أشكال‬ ‫التمييز ‪.‬‬ ‫يذكر بأن المشروع المشار إليه كما جاء‬ ‫في بالغ توصلت به الجريدة‪ ،‬ينظم بشراكة‬ ‫مع وزارة الداخلية‪ ،‬وبدعم من صندوق الدعم‬ ‫لتشجيع تمثيلية النساء‪ ،‬وبتنسيق مع عمالة‬

‫وزان وجماعات ترابية باإلقليم‪ ،‬يستفيد من‬ ‫دوراته التكوينية التي سيسدل عليها الستار‬ ‫في شهر نونبر المقبل‪ ،‬منتخبات وفاعالت‬ ‫بالمجتمع المدني‪ ،‬وأطر إدارية بالجماعات‬ ‫الترابية واإلدارة الترابية اإلقليمية ‪.‬‬

‫محمد حمضي‬

‫المجهول ؟ المجهول في دائرته العريضة ‪......‬‬ ‫‪ ‬إذا ظهر السبب بطل العجب ‪....‬في شهر‬ ‫ماي من السنة الماضية كانت وزان على موعد‬ ‫مع ‪ ‬النسخة الرابعة للمنتدى الدولي للمدن‬ ‫العتيقة الذي انعقد تحت شعار “ المدن العتيقة‪،‬‬ ‫ملتقى الحضارات وفضاء للسياحة الروحية “ ‪.‬‬ ‫محطة تجندت إلنجاحها أكثر من جهة مدنية‬ ‫ورسمية ومنتخبة‪ ،‬وتعاملت معها الفعاليات‬ ‫المدنية الصادقة التي انخرطت في المبادرة رغم‬ ‫الظالم المخيم على تدبير الشبكة المتوسطية‬ ‫للمدن العتيقة‪ ،‬من باب مد الجسر لوضع لبنات‬ ‫وأسس مهرجان وزان الذي تردد أن نسخته‬ ‫األولى ستنطلق صيف ‪.... 2016‬‬ ‫اليوم صيف وزان يقف على عتبة الوداع‪،‬‬ ‫وخ�لال��ه تنفست دار الضمانة ال��م��وت بدل‬ ‫الحياة‪ ....‬صرخت خالله في صمت رهيب‪.....‬‬

‫غرزت‪ ‬المآسي أنيابها في ذوات ساكنتها وزوارها‬ ‫القليلون‪ ....‬تذكرت بأن الوعود التي أطلقها‬ ‫الطيف السياسي المنخرط في فعاليات المنتدى‬ ‫الدولي كانت مجرد حبات أسبرين لتهدئة األجواء‬ ‫المشحونة قبل استحقاق ‪ 4‬شتنبر ‪. 2015‬‬ ‫وألن أبناء وزان يعشقون الحياة وقابضون‬ ‫على ك��ل م��ا ه��و جميل فيها‪ ،‬ف��إن السحب‬ ‫التي تلبد سماء دار الضمانة راحلة ال محالة‪،‬‬ ‫وستتصالح مع كل ما هو مشرق في تاريخها‬ ‫التليد‪ ،‬وستستشرف المستقبل م��رددة مع‬ ‫محمود دروي��ش” ليس لدي الوقت ألكره من‬ ‫يكرهني‪ ،‬فأنا مشغول(ة) بحب من يحبني “ ‪ .‬وألن‬ ‫أضواء الشوارع تنسى في النهار‪ ،‬فإنها لن تتألم‬ ‫من غدر من أنكر فضلها عليه‪.‬‬

‫م‪ .‬حمضي‬

‫«البام» يبحث عن «المصالحة الوطنية» بالعفو‬ ‫على مزارعي الكيف‬

‫يستمر ملف تقنين زراعة عشبة القنب‬ ‫الهندي أو «الكيف» في إثارة الجدل؛ فبعد‬ ‫تقديم كل من حزب األصالة والمعاصرة‬ ‫وحزب االستقالل لمقترحات قانون زراعة‬ ‫«الكيف» عام ‪ ،2014‬ثم تنظيم ندوة دولية‬ ‫احتضنتها جهة طنجة‪ -‬تطوان‪-‬الحسيمة في‬ ‫مارس الماضي‪ ،‬عاد حزب «الجرار» إلى إثارة‬ ‫قضية العفو العام عن مزارعي «الكيف»‬ ‫والتزامه بتفعيله في حال وصوله إلى رئاسة‬ ‫الحكومة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وركز حزب األصالة والمعاصرة‪ ،‬في هذه‬ ‫الخطوة الجديدة‪ ،‬على إخراج قانون يقضي‬ ‫بالعفو العام عن كل مزارعي القنب الهندي‬ ‫في مناطق الريف وما يحيط بها‪ ،‬وتوقيف‬ ‫جميع المتابعات والمالحقات القضائية‪،‬‬ ‫وأيضا إلغاء مذكرات البحث الصادرة في حق‬ ‫جميع األشخاص المتابعين والمالحقين‬ ‫قضائيا في القضايا المتعلقة بزراعة الكيف‪.‬‬ ‫امحمد لقماني‪ ،‬عضو المكتب السياسي‬ ‫لـ«البام»‪ ،‬قال‪ ،‬في تصريح لهسبريس‪ ،‬إن‬ ‫الحزب المصطف في المعارضة يدعو إلى‬ ‫تقنين زراعة «الكيف» في االتجاه اإليجابي؛‬ ‫«أي ال��ذي يعود بالوقع التنموي على‬ ‫المنطقة»‪ ،‬مشيرا إلى أن توجه الحزب‬ ‫يمضي ص��وب إط��ار مصالحاتي «يعني‬ ‫المصالحة مع نبتة الكيـــف وسكــان‬ ‫المنطقة»‪.‬‬ ‫وزاد القيادي في «البام» توضيحا بالقول‬ ‫إن العفو يجب أن يكون شام ًال عن مزارعي‬ ‫القنب الهندي‪« :‬يجب رفع الحصار عن ‪ 45‬ألف‬ ‫مزارع بسيط هارب من المالحقة القضائية‬ ‫والقانونية في الجبال والغابات ودون أوراق‬ ‫الهوية»‪ ،‬مضيفا أن هؤالء الهاربين جرّبوا‬

‫فضاء األنثـى ‪:‬‬

‫الفقر ودعارة الأطفال‬ ‫من يكذب على من ؟‬

‫صيف وزان‪ ....‬والحق في الفرح المؤجل‬

‫األلم‪ ...‬الحزن‪ ...‬اإلحبـــاط‪ ...‬اليأس‪.....‬‬ ‫كلمات وعبارات ورسائل حمالة للمرارة‪....‬مرارة‬ ‫أجيال من الخيبات واإلحباطات مزقت نفسية‬ ‫أبناء دار الضمانة على مدار هذه السنة‪ ،‬وما‬ ‫خفي في السنوات العجاف أعظم ‪....‬سيتعمق‬ ‫الجرح منذ مطلع صيف هذه السنة التي سيصادر‬ ‫فيها من أبنائها حقهم في الفرح ‪....‬حقهم في‬ ‫التواصل مع غيرهم من المغاربة ‪....‬حقهم في‬ ‫إبراز التراث الثقافي والفني والمادي لمدينتهم‬ ‫‪....‬حقهم في معانقة غيرهم من األجناس ‪...‬ألم‬ ‫تشكل دار الضمانة على م��دار التاريخ أرضا‬ ‫للتعايش بين الديانات السماوية‪ ،‬ومشتال إلنبات‬ ‫ورعاية قيم التسامح بين البشرية جمعاء ‪....‬؟‬ ‫اسألوا أهل العلم إن كنتم ال تعلمون يا سادة‬ ‫وسيدات مالكي القرار المحلي واإلقليمي‪ ....‬يبدو‬ ‫أن مقولة أتركوا أهل وزان في وزانهم يفعلون ما‬ ‫يشاءون‪ ،‬التي لم وال تخفى أسباب نزولها في تلك‬ ‫الحقبة البئيسة من تاريخ البلد‪ ،‬الزال لها موقع‬ ‫قدم بهذه الرقعة الجغرافية ‪....‬رقعة ‪ ‬صالحتها‬ ‫الملكية مطلع القرن الجاري‪ ،‬لكن ‪ ‬هناك من جد‬ ‫واجتهد‪ ،‬و”لم يستوعب” رسالة أعلى سلطة في‬ ‫البالد‪ ،‬فردم بمعاوله كل اآلمال المفتوحة من‬ ‫أجل أن ال ‪ ‬تتجسد هذه المصالحة في أوراش‬ ‫تنموية‪ .....‬أوراش بإمكانها فتح ‪ ‬ممرات تدمج‬ ‫وزان الكبرى في محيطها الجهوي الذي يجري‬ ‫بوتيرة تنموية سريعة اإليقاع ‪.‬‬ ‫لماذا شعر أبناء دار الضمانة في فصل‬ ‫الصيف ه��ذا ب��ال��ذات بخيبة األم��ل ؟ كيف ال‬ ‫يخترقهم االهتزاز النفسي ويمزق أوصالهم‬ ‫ومدينتهم الوحيدة باإلقليم يخيم فوق سمائها‬ ‫خالل فصل القيظ هذا‪ ،‬الجفاف الفني والرياضي‬ ‫والثقافي‪ ،‬ويعربد شبابها في زواياها للسفر نحو‬

‫‪8‬‬

‫عدة منتوجات كبدائل؛ «لكن أراضيهم ال‬ ‫تنبت إال تلك النبتة»‪.‬‬ ‫«ال نطالب بالعفو عن أباطرة وكبار‬ ‫تجار المخدرات وال بتقنين تجارة المخدرات‬ ‫الصلبة»‪ ،‬يوضح لقماني تصور حزبه لقضية‬ ‫العفو الشامل‪ ،‬مردفا أن المغرب مطالب‬ ‫بطي صفحات الماضي واالس��ت��م��رار في‬ ‫مسلسل اإلنصاف والمصالحة‪ ،‬عبر «إصدار‬ ‫عفو شامل عن مزارعين بسطاء يجرون‬ ‫وراءهم أسرا وعوائل وليسوا سوى ضحايا‬ ‫لظروف طبيعية قاسية»‪.‬‬ ‫وتابع لقماني تأكيدا‪« :‬نطالب بمصالحة‬ ‫وطنية مع هذه الفئة‪ ،‬على أن يتم تفعيل‬ ‫الفصل ال��ـ‪ 71‬من الدستور ال��ذي يحصر‬ ‫اختصاصات العفو العام للبرلمان مقابل‬ ‫حزمة من االلتزامات واإلجراءات المصاحبة»‪،‬‬ ‫فيما اشترط أن يكون القانون مصحوبا‬ ‫بمشاريع تنموية في مناطق الريف وجبالة‪،‬‬

‫«على شاكلة النموذج التنموي في األقاليم‬ ‫الجنوبية»‪.‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬أورد عضو المكتب السياسي‬ ‫لحزب األصالة والمعاصرة توافد طلبات‬ ‫على المغرب من شركات أجنبية تشتغل في‬ ‫مجاالت طبية وصيدالنية بغاية االستثمار‬ ‫في «الكيف»‪ ،‬على شاكلة تجارب ناجحة في‬ ‫دول أمريكا الجنوبية؛ من قبيل المكسيك‬ ‫وبوليفيا وكولومبيا‪« ،‬أثبتوا أن تجاربهم‬ ‫ق ّلصت المساحات المزروعة للكيف‪ ،‬كما‬ ‫تراجعت تجارة المخدرات»‪ ،‬على حد قوله‪.‬‬ ‫وفي سياق رده على االتهامات التي‬ ‫تطال «البام» في تعاطيه مع ملف تقنين‬ ‫زراعة «الكيف»‪ ،‬أرجع لقماني خلفيات تلك‬ ‫االتهامات إلى ما وصفها بعقيلة الفاعل‬ ‫السياسي في المغرب‪« ،‬لألسف‪ ،‬إذا ترك أي‬ ‫حزب سياسي مشاكل المجتمع دون حل فهو‬ ‫مشكل‪ ،‬وإذا بادر إلى حلها تبقى مشكلة‬ ‫أيضا»‪ ،‬موضحا أن أي حزب أو مسؤول عمومي‬ ‫«إذا وجد أمامه طلبا اجتماعيا مرتفعا فما‬ ‫عليه سوى التفاعل معه وإدراجه في برنامجه‬ ‫أو سياسته العمومية»‪.‬‬ ‫وقال المتحدث إن ادعاء خوضنا لحملة‬ ‫انتخابية سابقة ألوانها بملف تقنين «زراعة‬ ‫الكيف» هو خاطئ‪« ،‬إذا ب��ادرت الحكومة‬ ‫الحالية بتقديم مشروع قانون للعفو عن‬ ‫مزارعي الكيف البسطاء‪ ،‬فنحن نلتزم بأال‬ ‫نقدم أي مرشح في المناطق كلها التي‬ ‫سيشملها القرار؛ لكن الحكومة لم تتفاعل‬ ‫قط مع كل المقترحات»‪.‬‬

‫عن هسبريس‬

‫بالصدفة‪ ،‬التقيت على ظهر باخرة تربط الجزيرة الخضراء بطنجة‪،‬‬ ‫بعالمة مغربية تقوم ببحث ميداني حول دعارة األطفال المغاربة‬ ‫بجنوب اسبانيا‪ ،‬وبالضبط بمدينة مالقا‪ ،‬وقدمت إلي معلومات‬ ‫صادمة في الموضوع تفيد أن ما يزيد عن ألفي طفل مغربي يزاولون‬ ‫دعارة الرصيف في عاصمة األندلس‪.‬‬ ‫وقد أثار اهتمامي هذا الموضوع فأخذت أسجل معظم ما ينشر‬ ‫حوله نظرا لخطورته على الناشئة وعلى سمعة المغرب الذي غدا في‬ ‫نظر العديد من وسائل اإلعالم الغربية‪« ،‬جنة للبيدوفيليا’’ بشمال‬ ‫إفريقيا‪.‬‬ ‫وقد طلعت علينا مؤخرا جريدة «إل موندو» اإلسبانية‪ ،‬بخبر‬ ‫مثير حول تفكيك شبكة «دولية» «تنشط» في استغالل األطفال‬ ‫القاصرين‪ ،‬عبر إنتاج أفالم وصور إباحية بالمغرب وعدد من دول‬ ‫العالم حيث الفقر والهشاشة وضعف القوانين الزاجرة‪.‬‬ ‫الجريدة كشفت بناء على تقارير أمنية‪ ،‬أن الشبكة التي تم‬ ‫تفكيكها كانت تخطط إلنشاء مركز دائم بالمغرب على غرار ما تتوفر‬ ‫عليه من «نقط العمل» بإفريقيا وآسيا‪ ،‬بوجه خاص‪ ،‬عبر تهيئ‬ ‫سياحة موجهة لبيدوفيليي العالم تعرض العديد من «المنتوجات»‬ ‫الجنسية وأطفال قاصرين «جاهزين» لالستغالل‪...! ‬‬ ‫الشبكة تختار أطفال األسر الفقيرة بالمغرب‪ ،‬الذين هم بحاجة‬ ‫إلى المال لتدبير أمورهم‪ ،‬وأيضا لمساعدة أسرهم‪ ،‬هذه الشبكة التي‬ ‫يوجد من بين القائمين عليها مغاربة ــ ياحسرة ــ يتاجرون بكرامة‬ ‫أبناء وبنات بلدهم ‪ ،‬إلى جانب إسبان وفرنسيين‪ ،‬وقعت في قبضة‬ ‫األمن اإلسباني الذي حجز لدى أصحابها العديد من الفيديوهات‬ ‫اإلباحية‪ ،‬أبطالها أطفال قاصرون في وضعيات مثيرة جنسيا‪.‬‬ ‫من جهتها أشارت صحف بلجيكية إلى تقارير دولية حول‬ ‫االستغالل الجنسي لألطفال بالمغرب عن طريق االتجار‪ ،‬حيث يقدم‬ ‫المغرب على أنه «الوجهة المفضلة» بالنسبة للسياح «البيدوفيليين‬ ‫بهدف ممارسة شذوذهم الجنسي «بأقل تكلفة»‪...! ‬‬ ‫وفضال عن االغتصاب الذي يتعرض له األطفال وطنيا‪ ،‬في‬ ‫الفضاءات العامة والخاصة والمدارس وبعض المؤسسات الخيرية‪،‬‬ ‫فإن هناك ‪ ،‬حسب بعض صحف هذا البلد األوروبي‪ ،‬السياحة‬ ‫البيدوفيلية التي تغري «روادها» بزيارة مدن عديدة بالمغرب‪ ،‬منها‬ ‫أغادير ومراكش‪ ،‬بوصف خاص‪.‬‬ ‫وحسب بعض المحللين المغاربة‪ ،‬فإن الفقر وعجز األسر على إعالة‬ ‫أبنائها وتربيتهم‪ ،‬من بين األسباب التي تدفع إلى الزج باألطفال‬ ‫في الشارع ليتعرضوا لالستغالل الجنسي عبر بيع أجسادهم الفتية‬ ‫بما يشكل ذلك من أخطار حقيقية على صحتهم وأبدانهم وما يترك‬ ‫من آثار سلبية على نفوسهم وإنسيتهم‪.‬‬ ‫وبالرغم من كل ما يكتب ويقرأ ويذاع ويبث ويصور‪ ،‬فإن‬ ‫المسؤولين المغاربة يصرون على نفي وجود سياحة جنسية بالمغرب‬ ‫وكان وزير السياحة آخر من صرح بالبرلمان بعدم وجود سياحة‬ ‫جنسية بالمغرب وأن المغرب ال يتساهل مع هذه الظاهرة‪.‬‬ ‫في حين كشف تقرير صادر عن االئتالف المغربي ضد االعتداءات‬ ‫الجنسية ‪ ،‬حقائق صادمة عن االعتداءات الجنسية ضد األطفال إذ أشار‬ ‫إلى أن ‪ 70‬طفال يتعرضون يوميا لهذه االعتداءات ‪ .‬كما أن دعارة‬ ‫األطفال القاصرين الذين تتراوح أعمارهم ما بين ‪ 5‬و ‪ 14‬سنة‪،‬‬ ‫واستغاللهم الجنسي‪ ،‬تتنامى بشكل كبير بسبب تزايد أعداد السياح‬ ‫الوافدين على المغرب من دول الشرق وأروبا‪ ،‬بوجه خاص‪،‬وذلك عن‬ ‫طريق االغتصاب أو الدعارة‪ ،‬أو إنتاج وترويج أفالم وصور لهم في‬ ‫أوضاع جنسية مثيرة‪.‬‬ ‫ويرى المتتبعون أن البيدوفيليين األجانب يلجؤون إلى المغرب‬ ‫من أجل استغالل األطفال جنسيا‪ ،‬ألنهم يعرفون أن بالبلد فقرا‬ ‫وهشاشة اجتماعية ومالية ونفسية وضعفا في ما يخص حماية‬ ‫األطفال‪ ،‬رغم وجود العديد من جمعيات المجتمع المدني والمنظمات‬ ‫الحقوقية التي «تنشط» في المجال االجتماعي خاصة في ما يتعلق‬ ‫بحماية األسرة والطفولة‪.‬‬ ‫الفقر والعوز والحاجة‪ ،‬إذن‪ ،‬من األسباب األكثر إلحاحا‪ ،‬في تعاطي‬ ‫أطفال المغرب للدعارة وفي تنامي هذه الظاهرة في بلد يعيش أقل‬ ‫من عشر سكانه في ثراء بادخ ‪ ،‬وتصرف‪ ،‬بسخاء‪ ،‬لكبار موظفيه‬ ‫رواتب مليونية ومعاشات مليونية‪ ،‬بينما تعارض الباطرونا في زيادة‬ ‫خمسين سنتيما في الحد األدنى ألجور الكادحين مخافة أن تتأثر‬ ‫بذلك تنافسية االقتصاد المغربي‪.‬‬ ‫فأين نضع إذن‪ ،‬تصريحات مدام الحقاوي‪« ،‬وزيرة السعادة»‬ ‫ــ التي حققت للمرأة المغربية «ما لم تكن تحلم به من حقوق‬ ‫ومكتسبات» قبل وصولها وحكومتها إلى الحكم ــ حين صرحت‪،‬‬ ‫بنرفزة ظاهرة‪ ،‬تحت قبة البرلمان‪ ،‬وردا عن سؤال أحد المستشارين‪،‬‬ ‫بأن «الفقر انتفى من المغرب‪ ،‬وأنه ال وجود للفقر في هذا البلد» ‪،‬‬ ‫ما دام أن الحد األدنى للعيش بالمغرب تساوى مع مثيله بالواليات‬ ‫المتحدة األميركية ‪ 2 :‬دوالر يوميا ‪.....!!!! ‬‬


‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬غ�شت ‪2016‬‬

‫العدد ‪851‬‬

‫معالجة جادة لحالة‬ ‫مستعصية اسمها ‪:‬‬

‫‪9‬‬

‫األخطاء القضائية‪!!..‬‬

‫قرأنا كثيرا عن أخطاء قضائية ارتكبت في حق اإلنسان‪ ،‬فأدت به إلى فقد‬ ‫حياته أو عقله‪ ،‬ولم يتسن إصالح هذه األخطاء إال بعد أن أحرقت قلوبا‪ ،‬وأشاعت‬ ‫اليأس من رمز الميزان المتساوي الك ّفتين‪ ،‬ولم يصلح الخطأ رغم تبكيت الضمير‬ ‫الذي استيقظ مؤخرا بعد انبالج الحقيقة واتضاح فداحة الظلم الذي طال إنسانا‬ ‫بريئا تكاثفت كل العوامل لتضعه في قفص االتهام وبالتالي اإلدانة ثم العقاب‪،‬‬ ‫وتضافرت جهود مغرضة ودسيسة أو عناصر تلقائية من وحي الصدفة لتنال من‬ ‫حريته وكرامته وإنسانيته‪...‬‬ ‫لقد انطوت صفحات من الظلم االجتماعي ألزمنة غابرة من الحكم المطلق‪،‬‬ ‫واستبداد مراكز القوى حينما كانت األخطاء القضائية واقعا يُعايش حياة الناس‬ ‫ويستشري كالموت يجزُّ الرؤوس وينشر الخراب‪ ،‬وتبددت عفونات كانت تكرس‬ ‫للظلم والخطأ القضائي الذي أصبح واقعا‪ ...‬عفونة ما قبل ثورة ‪ 1917‬وثورة‬ ‫‪ 1789‬التي انقضت وهي تفجر تفجرها األول على سجن الباستيل رمز الظلم‬ ‫والقهر واالستبداد‪ ،‬فأحالته إلى ركام‪ ،‬ومع اندحار الكوابيس الرهيبة انسحقت‬ ‫جميع رموز الطغيان‪ ،‬وتهاوت المقاصل والمشانق‪ ،‬وأصبحت الزنازن التي انتشرت‬ ‫بها رفات المسحوقين والمظلومين ذكرى كئيبة في دفتر التاريخ‪ ،‬وظهرت أفكار‬ ‫الفالسفة جان جاك روسو وفولتير ومونتسكيه ورفعت عبارة (الحرية ‪ -‬اإلخاء ‪-‬‬ ‫المساواة)‪ ،‬بيد أن ساحة العدالة ما كانت لتبقى بمنأى عن عوامل المد والجزر‬ ‫أمام المحيط الهائج بالتناقضات‪ ..‬بلفحات العطاء المُفعمة باأللم والخير والحق‪،‬‬ ‫وأعاصير اليأس والشر والباطل‪ ..‬ما كانت لتصفو من تجاذبات الرياح الشرقية‬ ‫والغربية‪ ..‬فالحق باق ما بقي الوجود‪ ،‬والباطل حيث الحق يسير في مسار واحد‬ ‫دائم مادامت الحياة‪ ...‬بينهما أكثر من شعرة معاوية‪ ،‬أحدهما يشد واآلخر يطلق‬ ‫ومحيط التجربة هو اإلنسان‪ ،‬اإلنسان بكل تفاعالته وتناقضاته ومشاعره‪ ..‬وحين‬ ‫تحتدم معركة الخير والشر إلحقاق وإزهاق الباطل‪ ،‬وهي معركة غير متكافئة في‬ ‫وقتنا الحالي‪ ..‬وبال نتائج‪ ..‬بال حسم‪ ،‬فإن العدالة تبرز كمطمح‪ :‬كأمل‪ ..‬كهدف‪..‬‬ ‫وكوسيلة إلحقاق الحق المهضوم في معركة المتناقضات الخير والشر‪...‬‬ ‫تبرز العدالة كطوق نجاة من واقع مضطرب يكاد يلفه الظالم‪ ،‬وتكاد‬ ‫تحكمه قوانين الغاب‪ ،‬فإن أصبح المطمح صعب المنال‪ ،‬فاألمل كالسراب‪،‬‬ ‫والهدف كرؤيا غائمة غائبة‪ ،‬والوسيلة كالالوسيلة يمتد الخوف كاألخطبوط يلف‬ ‫كل شيء في مسوح اليأس‪ ..‬حاسمة عدم اإلحساس بأي شيء تصبح الحاسة‬ ‫الوحيدة‪ ،‬ويفقد اإلنسان حافز الحياة‪ ..‬فالعدالة هواء يُفقد إذا اضطربت كفتا‬ ‫الميزان!‪ ..‬إذا أصبحت حركتها خاضعة ألي تأثير هوائي‪ ..‬واقعة في مجرى‬ ‫التيارات التي تتشكل منها حالة الطقس المزاجية أو المصلحية‪ ..‬يفقد إذا تصدر‬ ‫الظلم واجهة الحياة‪ ،‬وأصبحت الالمباالة وامتهان كرامة اإلنسان صفة للتعامل‬ ‫مع هذا اإلنسان‪ ،‬وحوارا للتخاطب‪.‬‬ ‫قد نقول إن األخطاء القضائية‪ ..‬والخطأ قد يُفسر لغويا وفقهيا أو حتى‬ ‫قانونيا بعدم القصد‪ ،‬وعدم توافر النية‪ ،‬وهو ماال يجوز معه مؤاخذة‬ ‫المخطئ الذي يكون في الغالب قاضيا حاكما بيده سلطة توقيع العقاب‬ ‫وقذف اإلنسان وراء قضبان حديدية تسلب حريته‪ ،‬وتُجيز سحقه‪ ،‬وتحيله‬ ‫إلى حيوان حبيس جريح‪ ،‬زائغ النظر‪ ،‬شارد الفكر‪ ،‬كسير الفؤاد‪ ...‬وفي‬ ‫عالمنا المغلق البائس الذي هو السجن‪ ،‬يُعامل الجميع بصفتهم مجرمين‪،‬‬ ‫ويسود بين الجميع منطق الحذر والشك والتوجس‪ ،‬تسود قوانين غريبة‬ ‫عرفية فتكثر ردود الفعل السلبية‪ ،‬وتتعدد الممارسات الحيوانية‪ ،‬وتُصبح‬ ‫القضبان رمزا للحيوان المعلق بين األرض والسماء‪.‬‬ ‫قد نقول أن األخطاء القضائية مسألة نسبية‪ ،‬أو حالة استثنائية‪ ،‬لذا ال‬ ‫يجب أن تخضع لنظرية ما‪ ،‬أو أن تضيع الجهود في إيجاد اجتهادات إبرائية‬ ‫أو فرضية‪ ،‬باعتبارها عرضا ال يكرس ديمومة واقع‪ ،‬وال يثبت الحالة كمظهر‬ ‫راسخ‪ ،‬ورغم أن هذه اإلشكالية ليست وليدة اليوم‪ ،‬وال نتاج ظرفية زمانية‬ ‫أو مكانية معينة‪ ،‬وال تفجر تناقضات أو تفاعالت محددة باعتبارها استمرارا‬ ‫لمد سرطاني خبيث‪ ،‬فإن هذا المد وحده ينفي الفكرة السابقة بأنها حالة‬ ‫استثنائية‪ ،‬وبالتالي يفرض التوجه إلى معالجتها اجتماعيا ونفسيا وفقهيا‬ ‫وقانونيا‪ ..‬وأيضا مسطريا عبر ركام الفصول والبنود واألعداد واألرقام‬ ‫الجافة الجامدة التي ال تتحرك إال عموديا عبر مسافات من القهر والمعاناة‪.‬‬ ‫فالقانون يتمطط حسب الظروف االجتماعية المحيطة بكل فرد والتمطط‬ ‫أو ال يجب أن يستهدف العقول حتى تتخمر األفكار وتتولد الرغبات‪ .‬أال ترى معي‬ ‫أن الفاروق عمر بن الخطاب اعتبر هذا الجانب وهو يمنع إقامة حدّ السرقة على‬ ‫السارق أيام المجاعة؟! ألم يتمطط القانون اإللهي اعتبارا للظروف الصعبة التي‬ ‫كان يمر بها المجتمع اإلسالمي آنذاك في مكة؟!‪..‬‬ ‫كثيرة هي األمثلة‪ ،‬وكثيرا ما درأت الحدود لتوافر الشبهات التي أفرزتها‬ ‫عوامل مجتمعية كثيرة‪ ..‬الحالة إذن يجب معالجتها بكل الجدية الالزمة‪ ،‬وإيجاد‬ ‫حل ومخرج لها وإحاطتها بكل الصيانات والضمانات القانونية كنظرية عالجية‬ ‫أو محاولة اجتهادية لترجيح كفة الحق في معركة الخير والشر‪ ..‬هذا المد وحده‬ ‫هو الذي عايش أزمنة األباطرة والقياصرة والنبالء‪ ،‬وطبقة النخبة حين كان‬ ‫االرستقراط واإلكليروس واإلقطاع ثالوثا ضاغطاو نافذا يؤكد أن الخطأ القضائي‬ ‫كان واقعا مزمنا وإن أخفته براعة الصياغة اللغوية والفقهية المحشوة بآالف‬ ‫األميال من االستطرادات والحيثيات‪ ،‬وستره غموض بعض الفصول في القوانين‬ ‫والمدونات الموضوعة‪ ...‬وبقدر ما امتد الخطأ وتفشى‪ ،‬وبقدر ما قذف بأبرياء أو‬ ‫حتى بآثمين إلى الزنازن والعنابر القاتمة الكالحة التي قست في احتضان هؤالء‬ ‫فأحالت بعضهم إلى المستشفيات ومنها مستشفيات معالجة الحاالت العصبية‬ ‫والعقلية‪ ،‬وبعضهم اآلخر إلى القبور‪ ،‬أو إلى القوقعات المنغلقة‪ ،‬بقدر ما جنت‬ ‫ّ‬ ‫المُشكل من تلك األسر المنكودة المنكوبة فحرمها أعز ما‬ ‫على المجتمع وهو‬ ‫تملك من أب أو أخ أو ابن‪ ،‬وغرس في القلوب رعبا دائما من المستقبل مادام‬ ‫أن وشاية أو سعيا خبيثا أو وجود شك كفيل بحرمان إنسان من حريته قبل‬ ‫أن يتسنى جمع حجج من هنا وهناك‪ ..‬وتدبير شهود من هذا المكان أو ذاك‬ ‫ليثبتوا الجرم‪ ،‬ويؤكدوا التهمة‪ ،‬ويدعموا ما وضع من محاضر‪ ،‬وسطر من وثائق‬ ‫وماداموا يعاملون المتهم على أنه مجرم حتى تثبت براءته ال العكس‪.‬‬ ‫وماداموا يأخذون بمبدأ أن األصل في اإلنسان اإلجرام ال كما ورد في‬ ‫التشريع اإلسالمي من أن األصل في اإلنسان البراءة فقلبوا الحديث الشريف ‪:‬‬ ‫«ادرؤوا الحدود بالشبهات‪ »..‬إلى «أقيموا الحدود بالشبهات‪ .»..‬إن الشك يجلب‬ ‫البراءة وعندهم أن الشك يجلب اإلدانة بل هو اإلدانة نفسها‪.‬‬ ‫وهكذا يكون المتهم مُدانا‪ ،‬ويُصبح معاقبا بمجرد أن تطأ قدمه أبواب‬ ‫مخفر الشرطة‪ ،‬بل أن ظروف اعتقاله نفسها بما تتسم به من عنف وإهانة‬ ‫تشكل اإلدانة حتى قبل أن تثبت هذه اإلدانة‪ ،‬وهذا يناقض بوضوح القاعدة‬ ‫القانونية في اإلصطالح العام والمنصوص عليها ضمن القانون الفرنسي الذي‬ ‫اقتبس المغرب كثيرا من اجتهاداته ونظرياته ضمن مجموعة من دول العالم‬ ‫الثالث التي غرقت في حمأة ظلم الخطأ القضائي‪ ،‬وهي ما تنص ‪-‬قطعيا‪ -‬على‬ ‫أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته‪ .‬والبراءة تفرض معاملته باحترام كإنسان‪،‬‬ ‫وكمواطن يتمتع بكافة حقوق المواطنة‪ ،‬واإلدانة لثبوتها أو إثباتها يجب توافر‬ ‫الشروط الموضوعية ومنها أن تقف أجهزة التحقيق في الحياد‪ ،‬فتستمع وتسجل‬ ‫ال أن تكون طرفا في القضية أو خصما للمتهم‪ ..‬إنها تجمع المعلومات والقرائن‪،‬‬

‫•‬

‫تأخذ ما هو في صالح المتهم وما هو ضده بتجرد تام‪ ،‬ثم تقدم الكل إلى القضاء‬ ‫صاحب الكلمة األولى واألخيرة في الموضوع‪ ،‬ال أن تغتصب المعلومات واألقوال‪..‬‬ ‫ال أن تتعسف وتشتط ثم تذهب إلى حد استعمال وسائل يحرمها العقل والمنطق‬ ‫والقانون واألخالق والشرع واإلنسانية‪ ،‬وقد يصل األمر إلى استعمال الخداع لجر‬ ‫الضحية إلى اعتراف مغلوط‪ ..‬ثم تحفل المحاضر بانطباع يُعطي صفة اإلجرام‪،‬‬ ‫ويوحي باإلدانة ويكاد بها يصرخ والقضاء لم ينظر بعد في النازلة‪ ،‬تحرص هذه‬ ‫المحاضر على تأكيد صفة اإلجرام ال على رواية التفاصيل المتعلقة بالموضوع‬ ‫فقط‪ ،‬ويصل األمر إلى ذروة المهزلة حين تتكرر عبارة «وقد اعترف المتهم بما‬ ‫نُسب إليه‪ »..‬في أكثر من موضع بهذه المحاضر‪ ،‬فماذا بمستطاع القضاء أن‬ ‫يفعل أمام هذا التأكيد والجزم المدعم بما يُسمى اعتراف المتهم وتوقيعه؟!!‬ ‫من هنا تستمر الدوامة ويُطاح بالرؤوس البريئة التي «أينعت وحان قطافها»‬ ‫في أقبية التحقيق وجاء القضاء ليقطفها وهي تكاد تتهاوى وحدها من فرعها!!‪..‬‬ ‫يظل اإلنسان أمام هذه التحديات حيوانا حبيسا وراء القضبان مسلوب‬ ‫اإلرادة‪ ،‬جريح الكبرياء‪ ،‬مُهان الكرامة‪ ،‬فالحرية هي الهواء‪ ،‬وهي الشريان‬ ‫النابض بالحياة وعندما تُفقد ال يعدو أن يكون اإلنسان بكل مقوماته ومكوناته‬ ‫وأخالقياته مجرد بهيمة‪ ...‬قد تكون البهيمة قردا معلقا في قضبان حديقة‬ ‫حيوان يتفرج عليه المتفرجون‪ ،‬أو دابة جامحة ترتكن ركن الحظيرة‪ ،‬تنهش الكأل‬ ‫الفاسد‪ ،‬وتلعق المياه اآلسنة‪ ،‬وتنظر في الفراغ المحدق بها بالمباالة‪!...‬‬ ‫للواقع ثوابت وإن أريد أن يكون له متغيرات ليساير تطور الفكر التسلطي‪،‬‬ ‫أساس أساسيات هذه الثوابت اإلنسان‪ ...‬اإلنسان ككائن حي ومُفكر ومصدر‬ ‫التطور‪ ..‬فهو يُغير ويخلق معطيات التغيير االجتماعي واالقتصادي الهادفة إلى‬ ‫تقدمه التقدم الحضاري والعلمي والمادي‪ ..‬هذا التقدم وهو حضاري باألساس‬ ‫كما قلت‪ -‬يرتكز بالدرجة األولى على قيم أخالقية‪ ..‬روحية‪ ..‬سلوكية تحافظ‬‫على مقام اإلنسان كحجر الزاوية في كل تطور مادي‪..‬‬ ‫البد إذن للحفاظ على هذا األساس في دعم ثوابت الواقع من الحفاظ على‬ ‫إنسانية اإلنسان كقيمة‪ ،‬فالواقع ال يتغير إال بقدر ما يُغيره اإلنسان في ظروفه‬ ‫وتقلباته‪ ،‬واإلنسان بحاالته النفسانية واالجتماعية هو الذي يخلق هذا الواقع‪ ،‬أما‬ ‫ما يهدف إليه البعض من خلق متغير‪ ،‬وهو الظرف أو المعطى الجديد الهادف‬ ‫إلى تكريس حالة عرضية وجعلها كواقع راسخ بدعوى أن الواقع (وهو ما أرادوه‬ ‫واقعا) يخلق اإلنسان‪ ،‬أو يُغير اإلنسان ويخلق له ظروف هذا التغيير فما هو إال‬ ‫تفاعل فكري دخيل غريب عن أصالة اإلنسان المجبولة على الخير‪ ،‬وما هو أخيرا‬ ‫إال نتاج مسعى تسلطي أناني استحواذي لن يُضيف إلى الواقع الكائن إال مزيدا‬ ‫من التعقيد‪ ،‬وإلى المجتمع إال مزيدا من األنين والضحايا والمآسي التي مألت‬ ‫األرض فصعّدت (بتشديد العين) الشكوى والتضرع إلى السماء التي ال تحجب‬ ‫دعوة المظلوم عن بارئ الكون وخالقه‪ ...‬نكاد في هذه العجالة ننسى مسألة‬

‫الخطأ القضائي وقد كان كل التحليل السابق محاولة لسبر غوره كحالة بشعة‬ ‫ذات نتائج أبشع‪.‬‬ ‫وأُفقنا المأساوي يجسد لنا حاالت للخطأ‪ ،‬وليس الخطأ القضائي بالضرورة‬ ‫هو الحكم الصادر عن مختلف درجات المحاكم‪ ،‬والصادر ربما عن رؤيا خاطئة‬ ‫لصورة الواقعة أو الحدث أو القضية‪ ،‬وليس إصالح الخطأ هو تلك المرحلة‬ ‫التي تُسمى استينافا أو نقضا‪ ..‬للخطأ معنى شموليا في مفهومي‪ ..‬معنى أكبر‬ ‫وأعم‪ ..‬إنه يبدأ من حيث بدأ االعتقال‪ ،‬ومن حيث بدأ التحقيق لدى دوائر القضاء‬ ‫المختصة وعقبها‪ .‬والتحقيق عادة يبحث في الظواهر المادية‪ ،‬فهو يطلب حججا‬ ‫ملموسة‪ ،‬وقد يكون دافع الجريمة خفي‪ ،‬قد يكون المتهم في العمق بريئا ولكن‬ ‫الدالئل المادية تخفي البراءة وتُظهر اإلدانة! قد يكون ضحية دس مُفتعل‪ ،‬أو‬ ‫انتقام مقصود‪ ،‬أو فعل متكالب‪ ،‬قد تدفع المنافسة في العمل أحيانا إلى التفكير‬ ‫في ارتكاب الجريمة‪ ،‬أو تلفيق عناصر جريمة ونسبها إلى المتفوق إلبعاده‪ ..‬وقد‬ ‫يكون الحسد‪ ..‬وقد تكون الغيرة‪ ..‬وقد‪ ..‬وقد‪ ..‬مما يختلج في النفس والذات‬ ‫اإلنسانية من انفعاالت‪ ،‬وتوحي به النفس األمارة بالسوء‪ .‬فما موقف القضاء بكل‬ ‫أجهزته التحقيقية واإلبرائية هنا؟ ليس في القانون ‪-‬على ما يبدو‪ -‬ما يوصي‬ ‫أو يلزم بالمعالجة النفسية‪ ،‬أو يبحث في الدوافع الخفية‪ ،‬أو بدراسة الظروف‬ ‫والمالبسات مع أن المحاكم في أوربا تأخذ بهذا الجانب ربما اجتهادا منها‪ ..‬وربما‬ ‫اعتبارا لعنصر البراءة كأصل في فطرة اإلنسان وما الجريمة إال غرض مرضي‬ ‫يجب أن يعالج ال أن يُقمع ويذكى بكل وسائل التهييج واإلثارة‪ ،‬وهذا نبوغ‬ ‫وخلق في حد ذاته‪ ،‬فالعدالة إذا أخطأت أو جنحت للشطط كانت عنوان إفالس‬ ‫األمة‪ ،‬وقديما قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وكأنه يجسد للخطأ القضائي‬ ‫ولمعنى الخطأ القضائي وأسباب الخطأ القضائي أصدق وأبرع وصف ‪« :‬إن أحدكم‬ ‫ليلحن في حجته حتى أحكم له بما أسمع‪ ،‬فمن أعطيته من حق أخيه فإنما أقطع‬ ‫له قطعة من النار»‪.‬‬ ‫وقال عليه الصالة والسالم ‪« :‬قاض في الجنة وقاضيان في النار»‪.‬‬ ‫وقال ‪« :‬كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته‪ ،‬والسعيد من سعدت به رعيته‪،‬‬ ‫وال سعادة أكبر من العدل في الرعية وحسن السيرة فيها‪ ،‬والعمل بما يُنجي‬ ‫من عذاب اهلل»‪.‬‬ ‫وقال ‪« :‬الظلم يذر الديار بالقع»‪.‬‬ ‫وقال ‪« :‬ومن أظلم ممن ظلم من لم يجد ناصرا غيري»‪.‬‬ ‫وقال ‪« :‬كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه»‪.‬‬ ‫وقال في حجة الوداع ‪« :‬فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام‬ ‫كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا‪ ،‬في بلدكم هذا»‪.‬‬

‫م�صطفى بديع ال�سو�سي‬

‫والمجال يطول فيما لو أن أردنا إيراد كل ما قل عن العدل والظلم وما تضمنه‬ ‫الحديث الشريف أو الكتاب المطهر‪ ،‬أو الفقه من إشارات وتنبيهات‪ ،‬وكلها تؤكد‬ ‫داللة حساسية منصب القضاء‪ ،‬وبعض الفقهاء يجيزون بل ويؤكدون ضرورة‬ ‫تراجع القاضي عن حكمه إذا ما راوده الشك بعد ذلك في صالحية وصواب هذا‬ ‫الحكم الذي ربما كان نتيجة انفعال أو توتر‪ ،‬أوردة فعل غير مقصودة لصدى‬ ‫مشكل يعاني منه شخصيا سواء في البيت أو العمل أو الشارع‪ ،‬أو لظهور عنصر‬ ‫جديد بعد صدور الحكم‪ .‬فليس العيب في أن يتراجع القاضي عن الخطأ الذي‬ ‫يؤدي إلى الظلم‪ ،‬ولكن العيب حقا في أن يستمر الخطأ ويستمر الظلم‪ ..‬فتكبر‬ ‫األخطاء ويكبر الظلم ويصبح اإلنسان أي إنسان في غير مأمن من أن تطاله يد‬ ‫الظلم والعدوان يوما وهو اآلمن الهادئ المستكين في جحره‪« ..‬أيها الناس‪،‬‬ ‫تبينوا فإن الظلم ظلمات يوم القيامة»‪.‬‬ ‫أعود للسؤال ‪ :‬ما موقع القضاء من الدافع االنتقامي الذي يوفر أدلة اإلدانة‬ ‫ضد المتهم المنتقم منه (بفتح القاف)‪ ،‬إذا ما كان القضاء ينظر في هذه األدلة‬ ‫ويعتبرها؟!‪ .‬والجواب يُترك لرجال القضاء المختصين عسى أن يريحوا هذه‬ ‫الضمائر المعذبة‪ ،‬والهياكل المحنطة المرمية في السجون‪ ،‬والتي هدها الظلم‪،‬‬ ‫وأصابها الخطأ القضائي‪.‬‬ ‫إال أنني أثير إشكالية الخطأ الفادح الذي يولد ظروفا غاية في السلبية ويخلق‬ ‫وضعية تتسم باستبداد الظلم‪ ،‬وطغيان السخط‪ ،‬وأجسد هنا حاالت أعتبرها‬ ‫شاذة من الوجهة المنطقية والعقلية الصرفة‪ ،‬بل وحتى من الوجهة الشرعية‬ ‫التي ال تتيح نزع الحرية من مخلوق مع وجود الحدود الشرعية والتوبة التي هي‬ ‫باب الغفران‪.‬‬ ‫ رجل يسكن عمارة آهلة‪ ،‬وخصومته مع إحدى الجارات معروفة‪ ،‬مرة ينشب‬‫شجار بينه وبينها‪ ،‬وفي أثناء الشجار تتدحرج الجارة على سلم العمارة‪ ..‬ويغادر‬ ‫الرجل العمارة دون أن يعرف نتيجة السقطة من أعلى السلم‪ ،‬ولكنه بعد حين‬ ‫يقبض عليه بتهمة القتل دون نية إحداثه بعد موت الجارة‪ .‬ودخل الرجل السجن‪،‬‬ ‫وحكم عليه بأعوام عديدة‪ ،‬ومرت أعوام قبل أن تنطق حفيدة الهالكة بكالم‬ ‫غير مقصود‪ ،‬ولتقول أنها رأت أمها زوجة ابن الهالكة تدفع جدتها نحو الدرج‬ ‫مستغلة الفوضي‪ ،‬واتضح أيضا أن عداوة قديمة كانت وراء الفعل اإلجرامي‪،‬‬ ‫واعترفت المتهمة بجنايتها التي سببت موت أم زوجها‪ ،‬وهكذا كان األمر يحتاج‬ ‫إلى مرور أعوام طويلة قبل أن يتضح الخطأ ولم يُفرج عن الضحية إال بعد أن‬ ‫َّ‬ ‫كل منه البصر والجسد‪ ،‬وزهد في الحياة وخرج وهو يحمل فوق كاهله ثقل ظلم‬ ‫اإلنسان ألخيه اإلنسان‪.‬‬ ‫ شيخان مُسنان اتهما بسرقة ماشية‪ ،‬ظال يترددان على المحكمة من‬‫سجنهما أكثر من أربعة مرات‪ ،‬وفي المرة الرابعة التي أمال أن يصدر فيها الحكم‪،‬‬ ‫أخرتهما المحكمة ثالثة أشهر‪ ...‬هكذا بكل بساطة قيلت الثالثة أشهر‪،‬‬ ‫خرجت من شقتين ال مباليتين وكأن الثالثة أشهر سيقضيها المسنان في‬ ‫منزلهما ال في سجن مظلم كئيب وبعد الثالثة أشهر ماذا يكون؟! وللعلم‬ ‫فأول المسنين يبلغ الخامسة والثمانين‪ ،‬والثاني يكاد يبلغ التسعين‪ .‬فهل‬ ‫من العدالة أن نماطل الزمن بهذين الشيخين حتى يدركهما الموت في‬ ‫السجن؟ هل من العدالة أن نجعل فترة غيابهما عن الحرية تطول إلى أن‬ ‫يحرما الموت في قريتهما الوديعة بأولماس؟!‪..‬‬ ‫بعد سبعة أشهر حبسا تحكم المحكمة بشهر حبسا موقوف التنفيذ‪،‬‬ ‫ويقفز السؤال وهذه األشهر السبعة التي مرت تنفيذا كامال والتي طويت‬ ‫تحت خانة اعتقال احتياطي ما مصيرها؟ ومنطقيا كيف يحكم على إنسان‬ ‫شهرا حبسا بغض النظر عن مسألة ‪-‬موقوف التنفيذ‪ -‬مع أنه قضى‬ ‫سبعة أشهر نافذة وكاملة؟!! وقانونيا هل يُعوض الضحية مع أن مسألة‬ ‫التعويض هذه غير واردة إال لدى «اإلنصاف والمصالحة وضحايا سنوات‬ ‫الرصاص وحكم صدر بالبراءة‪ ...‬هكذا بالبراءة على شخص متهم‪ ،‬بينما‬ ‫كان الموقوف قد قضى في السجن سنتين؟!‪ .‬قد يُقال أن حكم البراءة‬ ‫وحده سيرد له حقوقه واعتباره‪ ..‬ونظرة إلى الواقع المجتمعي الذي نعيشه‬ ‫يقول ال‪ !..‬ألن أي خارج من السجن ال يعود إلى المجتمع كما انطلق منه‬ ‫ولو صدر الحكم ببراءته‪ ...‬مجتمعنا ال يرحم‪ ..‬ظالما أو مظلوما كنت‪ ...‬هو‬ ‫ال يرحمك‪ .‬أضف إلى هذا الظلم االجتماعي ظلم القانون‪ ،‬فماذا بقي لإلنسان‬ ‫الضعيف وهو بين مطرقة التجاهل والنكران االجتماعي وسندان غلو القانون‬ ‫وشططه؟ ماذا بقي للضعيف المتخاذل المثقل بهموم الدنيا سوى إيمان باهلل‬ ‫تهزه أعاصير الشر والتكالب‪ ،‬وسوى إرادة واهية تنسحق تحت مراجل القهر‬ ‫والتشفي‪ ....‬وفي دوامة التحقيق التي تتمطط وال تنتهي‪ ،‬والتي تدور عجلتها‬ ‫لتهرس تحتها أبرياء وأبرياء فقط لصلتهم من قريب أو بعيد بالمتهم حتى‬ ‫وهي صلة إنسانية ما يكفي ليحيل اإلنسان إلى كومة ضحلة مسلوبة اإلرادة‬ ‫قد تعترف بكل ما هو منسوب إليها لمجرد الشعور براحة النهاية‪ ..‬نهاية عذاب‬ ‫الدوامة‪ ..‬إنني أشتم رائحة خبيثة من شعار «موقوف على ذمة التحقيق» أكاد‬ ‫ألمس سوء النية من قرار إيداع إنسان سجنا تحت هذه التسمية ويتبعها االعتقال‬ ‫االحتياطي الذي كدس السجناء بعضهم فوق بعض حتى غدت المراحيض النثنة‬ ‫مضاجع ومآوي‪.‬‬ ‫فليس ضروريا أن يسجن ويجوع ويعطش من هو في طور التحقيق‪ ..‬ليس‬ ‫ضروريا أن يحرم من حنانه اإلبن واإلبنة‪ ..‬التحقيق ال يعني اإلدانة والتجريم‪،‬‬ ‫إذن فال داعي للحبس المسبق للحرية ‪-‬خصوصا لمن ال يشكلون أي خطر على‬ ‫المجتمع‪ -‬وإال فعلى الدولة أن تعوض هذا الحبس في حالة البراءة وتعوض‬ ‫المدة التي تزيد عن الحبس المحكوم به في حالة اإلدانة‪ .‬وهذا يجب أن يكون‬ ‫جزءا نظريا وتطبيقيا ضمن مدونات القوانين الموضوعة‪ ،‬وأن تعليمات بالدقة‬ ‫والحذر والتروي البد أن تتبع ذلك وتشمل كل أجهزة القضاء ودرجات المحاكم‪،‬‬ ‫فيتضاءل الشطط‪ ،‬ويقل الخطأ‪ ،‬ألن الدولة ساعتها ستكون ملزمة بالتعويض‬ ‫في حالة اتضاح الخطأ‪ ،‬وقيام المطالبة بإصالحه وتعويضه‪.‬‬ ‫أما السراح المؤقت‪ ،‬فهو ليس امتيازا أو منة كما يبدو اآلن‪ ،‬إنه حق وال‬ ‫يكون الحبس حبسا إال بعد صدور الحكم النهائي‪.‬‬ ‫المسألة تبدو اجتهادا للعارفين بالقانون‪ ،‬ولكنها عقال وفكرا أقرب إلى‬ ‫سماحة اإلسالم الذي ال يقر مبدأ السجن مع وجود الحدود‪ ،‬هذا السجن قديم‬ ‫قدم الوجود ولكنه دخيل على اإلسالم الذي قدس حرية اإلنسان وأحاطها بكل‬ ‫الضمانات‪ ،‬وهي أخالقا ألصق باإلنسانية ومثلها العليا التي تكرم بن آدم وتنزهه‬ ‫على أن يقف موقف الحيوانات داخل األقفاص المتعلقة باألسياخ الحديدية‪.‬‬ ‫فيا أيها النافذون في كل جزء من األرض العربية الجريحة‪ ،‬حطموا الحجارة‬ ‫الصلبة الخرساء في األسوار الناتئة‪ ،‬حرروا اإلنسان يتحرر الوطن‪ ،‬ولعلها أنة‬ ‫أو آهة قد تصل إلى أسماع النافذين وقد تضل الطريق إليهم فاسحة المجال‬ ‫لمغول العصر الهمجي الحاضر الذي عاث الفساد في ربوع الوطن المثخن‬ ‫بالجراح وانشقت األرض عن زواحف تدب في األرض دبيب النملة في الظلماء‬ ‫تجز الرؤوس وتمطر السماء واألرض نارا‪ ..‬قبائل تتارية تقتل باسم اهلل‪ ،‬واهلل‬ ‫عنها ساخط إلى يوم البعث‪.‬‬


‫العدد ‪851‬‬

‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬غ�شت ‪2016‬‬

‫كانت لنا أيام‬

‫عبد اهلل بديع‬

‫إن العنوان الذي وضعتُ أعاله لهذا المقال‬ ‫مقتبسٌ‪ ،‬إلى حد التطابق‪ ،‬من عنوان وضعه الكاتب‬ ‫المصري غزير اإلنتاج أنيس منصور ألحد الكتب التي‬ ‫ألفها ونالت حظا كبيرا من الشهرة والذيوع‪“ :‬في‬ ‫صالون العقاد كانت لنا أيام”؛ وهو كتاب ضخم (يقع في‬ ‫أزيد من ‪ 700‬صفحة من الحجم الكبير) خصّصه منصور‬ ‫– كما يظهر‪ ،‬منذ الوهلة األولى‪ ،‬للقارئ‪ -‬للتجربة التي‬ ‫عاشها رفقة أدباء ومثقفين آخرين في رحاب الصالون‬ ‫األدبي ‪ /‬الثقافي‪ ،‬الذي كان ينظمه المفكر والكاتب‬ ‫األديب المصري عباس محمود العقاد داخل بيته‬ ‫في مصر الجديدة يوم الجمعة من كل أسبوع طيلة‬ ‫سنوات‪.‬‬ ‫والحق أنني تعمدتُ وضع العنوان أعاله على‬ ‫صدر هذا المقال‪ ،‬العتبارين اثنين ال ثالث لهما‪ :‬األول‬ ‫هو المكانة العالية والمتميزة التي يحتلها صاحب‬ ‫الكتاب‪ ،‬أنيس منصور‪ ،‬في الساحة الثقافية العربية‪.‬‬ ‫أما االعتبار الثاني‪ ،‬فيكمن في ثراء الكتاب المشار إليه‬ ‫وغنى المواد التي يتضمنها عن واحد من الجوانب‬ ‫التي شهدتها الساحة الثقافية خالل القرن العشرين؛‬ ‫بالنظر إلى أهمية الموضوع الذي اختار أن يتناوله‬ ‫منصور في الكتاب‪.‬‬ ‫بعد هذه المقدمة‪ ،‬التي قد يبدو للقارئ أنها‬ ‫بعيدة عن موضوع المقال؛ ال أذيع سرا إذا قلت إنني‬ ‫فكرتُ‪ ،‬مرات عديدة‪ ،‬في الكتابة عن التجربة الثقافية‬ ‫المتمثلة في الصالون الثقافي ‪ /‬األدبي الذي دأبت‬ ‫على عقده مكتبة فرنسا بالدار البيضاء كل أسبوع‬ ‫وطيلة أشهر السنة كلها؛ غير أنني كنتُ أتردد في‬ ‫هذه الخطوة‪ ،‬باعتبار أنني كنتُ واحدا من المنغمسين‬ ‫في التجربة والمسهمين بكل تواضع في فعالياتها‪ ،‬إذ‬ ‫شاركت في جلسات الصالون بتقديم األوراق والعروض‬ ‫حول األعمال والمؤلفات التي تكون محور بعض تلك‬ ‫الجلسات‪ .‬واليوم بعد أن غادرتُ الدار البيضاء وأخذتُ‬ ‫مسافة بيني وبين تلك التجربة المتألقة والمشعة‪ ،‬أرى‬ ‫أنه قد حانت المناسبة للكتابة عن هذه التجربة الثقافية‬ ‫التي ستظل وهاجة في الذهن وراسخة في العقل‪ .‬ومن‬ ‫ثم‪ ،‬عكفت على تحرير سطور هذا المقال الذي أحاول‬ ‫أن أسترجع من خالله بعضا من االنطباعات ونتفا من‬ ‫الذكريات التي بقيت راسخة في الذهن وأحتفظ بها‬ ‫عن الصالون الثقافي لمكتبة فرنسا‪ ،‬الذي ارتبطت به‬ ‫منذ االنطالقة ‪ /‬البداية األولى لهذه التجربة الالفتة في‬ ‫المشهد الثقافي للدار البيضاء؛ بل والمغرب كله‪ ،‬إذ إن‬ ‫إشعاع هذا الصالون وأصداءه امتدت إلى خارج المدينة‬ ‫كما سنرى‪.‬‬ ‫******‬ ‫تعود بداية عالقتي بمكتبة فرنسا إلى أواسط سنة‬ ‫‪ ،2010‬حين حللت بمدينة الدار البيضاء للعمل ضمن‬ ‫فريق إحدى الجرائد اليومية مدققا لغويا؛ فكنت‪ ،‬بحكم‬ ‫“عادة” القراءة التي صحبتني طيلة سنوات من قبل‬ ‫وتمكنت مني من جهة أولى وبحكم قرب مقر سكني‬ ‫داخل أسوار المدينة القديمة آنذاك من جهة ثانية‪،‬‬ ‫أحرص على التردد بين فينة وأخرى على فضاء مكتبة‬ ‫فرنسا الواقعة غير بعيد عن شارع األمير موالي عبد‬ ‫اهلل بقلب المدينة أو “البرانس”‪ ،‬كما اعتاد البيضاويون‬ ‫وغيرهم من زوار المدينة أن يطلقوا على هذا الشارع‪...‬‬ ‫وفي كل تلك الزيارات‪ ،‬كانت الغاية التي تحركني هي‬ ‫االطالع على جديد الكتب‪ ،‬وفي بعض األحيان اقتناء ما‬ ‫يسمح به الجيب من عناوين ومؤلفات‪.‬‬ ‫وخالل تلك الزيارات المتكررة لفضاء المكتبة‪،‬‬ ‫نسجت عالقة تعارف مع السيدة المكلفة بتدبير شؤون‬ ‫المكتبة؛ بعد أن كان اسم هذه السيدة (خديجة) يتردد‬ ‫على مسامعي في كثير من المرات التي كنت أحط‬ ‫فيها رحالي داخل هذه الفضاء‪ ،‬سواء على ألسنة بعض‬ ‫العاملين إلى جانبها أم على ألسنة بعض الزبائن الذين‬ ‫كنت أجد كثيرا منهم منغمسا في التنقيب والبحث بين‬ ‫الرفوف عن عناوين الكتب التي تهفو أنفسهم إلى‬ ‫العثور عليها وقراءتها‪ .‬وفي المرة األولى التي تجاذبت‬ ‫معي خديجة البصري الحديث‪ ،‬أذكر أن الموضوع دار‬ ‫بيني وبينها حول التصوف؛ وذلك بحكم أنني اقتنيت‬ ‫كتابين في هذا الفن‪ .‬ثم تتالت‪ ،‬في الزيارات الالحقة‬ ‫إلى هذه المكتبة‪ ،‬األحاديث والنقاشات حول موضوعات‬ ‫وقضايا ثقافية وفكرية وأدبية شتى؛ فلم تكن تخلو‬ ‫زيارة من زياراتي المتكررة من حوار بين وبين هذه‬

‫صورة جماعية تضم ثلة من رواد الصالون‬

‫خديجة البصري منسقة الصالون رفقة القاص أحمد بوزفور والناقدة زهور كرام‬ ‫السيدة‪ ،‬وكان الحوار في بعض األحيان يمتد إلى أفراد‬ ‫آخرين ممن يصادف حضوري داخل المكتبة‪.‬‬ ‫******‬ ‫حين قررت السيدة خديجة البصري أن تطلق‬ ‫تجربة صالون ثقافي وأدبي‪ ،‬دعتني إلى جانب عدد من‬ ‫المثقفين والقراء من أصدقاء المكتبة إلى الحضور في‬ ‫األنشطة المزمع أن يحتضنها هذا الصالون‪.‬‬ ‫انطلق الصالون بأول لقاء في شهر رمضان‬ ‫‪ .2014‬وكان أول نشاط استضافه الصالون هو اللقاء‬ ‫المفتوح مع الكاتب الروائي مصطفى الغتيري‪ .‬وتزامن‬ ‫اللقاء مع وصول األعمال والمؤلفات التي طبعت ضمن‬ ‫منشورات دار النايا السورية‪ ،‬التي ترتبط معها المكتبة‬ ‫بصلة وطيدة‪ ،‬وتشرفت بتمثيلها في المشاركة ضمن‬ ‫فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء‬ ‫في دورات متعددة‪ .‬ومن ثم‪ ،‬وألجل االحتفاء باألعمال‬ ‫الجديدة للكتّاب المغاربة‪ ،‬برمج الصالون الثقافي‬ ‫للمكتبة لقاءات تستضيف أولئك المؤلفين لتقديم‬ ‫أعمالهم وتوقيعها للقراء‪ .‬ثم تواصلت‪ ،‬في الشهور‬ ‫الالحقة‪ ،‬فعاليات الصالون الثقافي كل أسبوع حسب‬ ‫الظروف؛ بل إن الصالون قرر أن يحتضن ملتقيات في‬ ‫القصة والشعر الفصيح والزجل‪ ،‬بتنسيق مع غاليري‬ ‫األدب‪.‬‬ ‫وقد بلغ عدد األنشطة واللقاءات التي احتضنها‬ ‫الصالون الثقافي لمكتبة فرنسا‪ ،‬منذ انطالقه سنة‬ ‫‪ 2014‬إلى حد األسبوع الثاني من شهر غشت الجاري‬ ‫(‪ ،)2016‬أزيد من ‪ 200‬لقاء‪ ...‬وكان الصالون‪ ،‬في بعض‬ ‫األسابيع‪ ،‬يحتضن أكثر من لقاء واحد في األسبوع‬ ‫من أجل أن يتيح الفرصة لمؤلفين وأدباء للحضور‬ ‫والمشاركة في فعاليات الصالون‪.‬‬ ‫تميزت تلك اللقاءات بالتنوع والتعدد؛ سواء على‬ ‫مستوى األجناس األدبية (رواية‪ /‬قصة‪ /‬شعر‪ /‬زجل‪/‬‬ ‫مسرح‪ ،)...‬أم على المستوى اللغوي (عربية‪ /‬فرنسية)‪ ،‬أم‬

‫على مستوى‪ :‬األدب ‪ /‬الفكر‪ /‬التاريخ‪ /‬الدين‪ /‬التربية‪ ،‬أم‬ ‫على مستوى االنتماء الجغرافي للضيوف الذين ينحدرون‬ ‫من مدن‪ :‬البيضاء‪ ،‬طنجة‪ ،‬الرباط‪ ،‬فاس‪ ،‬الجديدة‪،‬‬ ‫فرنسا‪ ،‬أبي الجعد‪ ،‬برشيد‪ ،‬القنيطرة‪ ،‬خنيفرة‪ ..‬ومن ثم‪،‬‬ ‫يتبين أن الصالون فتح ذراعيه لكل األسماء واحتضن‬ ‫تجارب من مختلف المشارب والحساسيات شرط االلتزام‬ ‫بما هو ثقافي صرف‪ ،‬وتفادي الخوض في كل أمر‬ ‫يرتبط بالسياسة وقضاياها‪ .‬وهنا‪ ،‬ال يفوتنا أن نذكر أن‬ ‫الصالون استضاف مؤلفين وكتابا من خارج المغرب؛ من‬ ‫فلسطين واألردن واليمن والسودان وفرنسا‪...‬‬ ‫كما كان للموسيقى حضور بين أحضان الصالون‪،‬‬ ‫إذ ظل الفنان الموسيقي الجميل يوسف سعيد يحرص‬ ‫حرصا شديدا على تشنيف آذان الجمهور ورواد الصالون‬ ‫بمقاطع موسيقية رائعة مختارة بعناية فائقة سواء‬ ‫قبيل انطالق فعاليات الصالون اللقاءات أم أثناءها بين‬ ‫تتخللها لكسر الروتين وأخذ قسط من الراحة‪ ...‬كما‬ ‫كان يحضر‪ ،‬بين فينة وأخرى‪ ،‬فنانون موسيقيون آخرون‬ ‫يؤثثون الصالون بمساهمات الفتة يستحسنها رواد‬ ‫الصالون‪...‬‬ ‫تتوزع برمجة كل لقاء من لقاءات الصالون‪ ،‬في‬ ‫الغالب‪ ،‬على الفقرات اآلتية‪ :‬االفتتاح بكلمة حول‬ ‫موضوع اللقاء وتقديم الضيف إلى الحضور‪ ،‬ثم يعقبه‬ ‫تقديم أوراق نقدية يلقيها نقاد وباحثون متخصصون‬ ‫يراعى فيها االختصار والتركيز‪ ،‬قبل أن يفسح المجال‬ ‫للحضور من أجل تقديم مداخالت في األعمال التي‬ ‫تكون موضوع اللقاء‪ ،‬ليأخذ الضيف ‪ /‬الكاتب الكلمة‬ ‫من أجل أن يدلي برأيه في ما قدم من آراء ومالحظات‬ ‫حول الكتاب وتوضيح ما يرى أنه يحتاج إلى توضيح‪ ،‬ثم‬ ‫تعطى االنطالقة لحفل التوقيع وأخذ الصور مع الضيف ‪/‬‬ ‫المؤلف في أجواء يطبعها الكثير من البساطة والعفوية‬ ‫والمحبة وغيرها من القيم التي قلما نجدها أو أخذت في‬ ‫التراجع من الساحة الثقافية‪ ...‬وفي كثير من اللقاءات‬ ‫التي احتضنها الصالون‪ ،‬كان الحضور من المبدعين‬

‫واألدباء في مختلف األجناس األدبية يلتئمون في قراءات‬ ‫شعرية وقصصية وزجلية؛ وهي فقرة كانت تحظى بكثير‬ ‫من المتابعة واالهتمام من لدن رواد الصالون‪.‬‬ ‫******‬ ‫بعد أن ألقينا نظرة سريعة على األنشطة‬ ‫والفعاليات التي يحتضنها الصالون الثقافي لمكتبة‬ ‫فرنسا‪ ،‬ال بد أن يتساءل القارئ هنا واآلن‪ :‬ما الغاية التي‬ ‫يتوخى القائمون على هذا الصالون تحقيقها من وراء‬ ‫هذه المبادرة‪ ،‬ال سيما أنهم ال يقتصرون على توقيع‬ ‫الكتب فقط؟ إن الجواب عن هذا السؤال ال يفتأ يتردد‬ ‫على لسان خديجة البصري‪ ،‬المسؤولة على تدبير مكتبة‬ ‫فرنسا والمنسقة الرسمية للصالون؛ ففي كل مرة يتاح‬ ‫لها أن تأخذ الكلمة في جلسة من جلسات الصالون‪،‬‬ ‫تحرص على أن تؤكد أن الرهان ‪ /‬التحدي الذي رفعته‪،‬‬ ‫منذ إطالق الصالون األسبوعي وإلى اآلن‪ ،‬يقوم على‬ ‫خلق رواج حقيقي ومستمر للكتاب عموما والمغربي‬ ‫منه على وجه الخصوص؛ ألنها ترى أن السبيل الكفيل‬ ‫بالخروج من النفق المظلم دخل فيه قطاع الكتاب في‬ ‫المغرب وأن الحل الناجع لألزمة الحالكة التي يعيشها‬ ‫هذا القطاع يكمن في أن يبدي الكاتب االستعداد‬ ‫ويشمر عن ساعديه من أجل أن يعمل على تسويق‬ ‫المؤلف أو الكتاب الذي بذل الكثير من الجهد في تأليفه‬ ‫وطباعته في الغالب على نفقته الذاتية‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فإن‬ ‫الهدف المتوخى من الصالون يكمن في الشعار الذي‬ ‫رفعته المكتبة بتزامن مع انطالق فعاليات الصالون‪:‬‬ ‫“معا من أجل مجتمع قارئ”؛ وذلك بالتركيز على تقريب‬ ‫المتتبع من المؤلفين المغاربة‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬تحكي‬ ‫السيدة البصري أنها حين تسلمت مقاليد تدبير المكتبة‬ ‫منذ أزيد من عقد ونصف كانت تجهل كثيرا من األسماء‬ ‫التي تزخر بها المكتبة المغربية‪ .‬وبناء عليه‪ ،‬قررت أن‬ ‫تخوض غمار التعريف بالكتاب المغربي‪ ،‬ال سيما أن‬ ‫المكتبة يقصدها زوار عرب؛ من الجزائر وتونس وليبيا‬ ‫والسعودية واإلمارات والكويت وغيرها من البلدان‬ ‫العربية التي قلما يصل إليها الكتاب المغربي‪ .‬وهكذا‪،‬‬ ‫يتضح للقارئ أنه ال يمكن‪ ،‬في واقع الحال‪ ،‬أن نتحدث عن‬ ‫هذا الصالون الثقافي ‪ /‬األدبي دون أن نخصص جانبا‬ ‫من هذا المقال لهذه السيدة التي تتولى‪ ،‬بكل مسؤولية‬ ‫وفعالية‪ ،‬تدبير شؤون الصالون وترتيب المواعيد مع‬ ‫األدباء والنقاد الذين يحلون ضيوفا على منصته‪.‬‬ ‫هذه تجربة ثقافية ذاتية عشتها وأحببت أن أوثقها‬ ‫هنا بالكلمة والصورة من أجل التاريخ والذكرى أوال‪،‬‬ ‫ومن أجل ترسيخ ثقافة االعتراف في الساحة الثقافية‬ ‫وفي أوساط المثقفين ثانيا‪ .‬وآمل‪ ،‬في ختام هذه‬ ‫السطور‪ ،‬أن يتجند اإلخوة واألخوات المهتمون باألدب‬ ‫والثقافة عموما للكتابة عن التجارب المماثلة التي تزخر‬ ‫بها مختلف ربوع المغرب وجهاته؛ وذلك في أفق تدوين‬ ‫تاريخ ثقافي واف‪ ،‬يكون متاحا لألجيال الالحقة من أبناء‬ ‫هذا البلد أن يطالعوا صفحاته‪ .‬ومن هنا‪ ،‬فإنني حاولت‬ ‫في هذه الورقة أن ألقي نظرة على هذه التجربة التي‬ ‫لم تكن األولى في الحياة الثقافية ولن تكون األخيرة‬ ‫بطبيعة الحال؛ بالنظر إلى أن للدار البيضاء وجها آخر‬ ‫عميقا ومتجذرا‪ ،‬غير الوجه الذي تحاول الكثير من وسائل‬ ‫اإلعالم التي تلصقه بهذه المدينة الزاخرة‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬غ�شت ‪2016‬‬

‫العدد ‪851‬‬

‫َ‬ ‫ـد ْه‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ْ َ‬

‫من المفردات الموريسكية‬ ‫في اللهجة الجبلية‪:‬‬ ‫بالد جبالة جغرافيا هي القسم الشمالي الغربي من بالد المغرب‪،‬‬ ‫أي المنطقة المحدودة شماال بمضيق جبل طارق‪ ،‬وشرقا بقبائل‬ ‫غمارة‪ ،‬وجنوبا بفاس وبادية مكناس‪ ،‬وغربا بالحدود الشمالية لسهل‬ ‫الغرب وبالمحيط األطلسي‪ .‬والهوية اللغوية لهذه البالد هي أنها‬ ‫عربية األصول‪ ،‬وهذه الهوية العربية ّ‬ ‫أكدتها العديد من الدراسات‬ ‫آخرها كتاب األستاذ عبد اللطيف الوهابي الموسوم بعنوان‪( :‬فصل‬ ‫في اللسانيات التاريخية‪ ،‬األصول العربية الفصيحة للهجات قبائل‬ ‫جبالة بالشمال المغربي في ضوء علمي التأثيل والداللة ‪ -‬بني‬ ‫عروس نموذجا‪ .)-‬وقد ُكنت الحظت على صاحب هذا الكتاب ال َقيِّم‬ ‫أنّه لم يمنح للرافد اللغوي األندلسي االهتمام الالئق به‬ ‫من خالل الرجوع إلى نصوص تاريخ األندلس وحضارتها‪،‬‬ ‫فهذا الرافد يؤكد األصل العروبي للهجة قبائل جبالة‪،‬‬ ‫على أنه يمكن أن نستخرج من معجم الكتاب المذكور‬ ‫شواهد متعددة على ذلك التأثير األندلسي‪ ،‬فال عتاب ‪-‬‬ ‫إذن‪ -‬على ِّ‬ ‫مؤلف الكتاب الذي دَرَسَ المسألة اللغوية‬ ‫لبالد جبالة انطالقا من مجال تخصصه‪.‬‬ ‫إن اللهجة الجبلية تحبل بالعديد من المصطلحات‬ ‫اللغوية التي ترجع بأصولها إلى األندلس‪ ،‬وهي على‬ ‫قسمين‪ :‬مصطلحات عربية‪ ،‬وهي كثيرة والتزال‬ ‫مسموعة في كالم أهل المنطقة إلى اليوم‪ .‬ومصطلحات‬ ‫إسبانية‪ ،‬وهي قليلة والكثير من الناس يجهلون أصولها‪،‬‬ ‫وهذه المفردات اإلسبانية على نوعين‪ :‬نوع من التأثير‬ ‫الموريسكي القديم‪ ،‬أي مما وَ َفد على المنطقة ودرج‬ ‫مدرج لسان أهلها مع الهجرات الموريسكية في القرنين‬ ‫‪16‬م و‪17‬م‪ ،‬والنوع الثاني هو من التأثير الحديث أو‬ ‫في الحقبة المعاصرة‪ ،‬وهو التأثير الناتج عن االحتالل‬ ‫اإلسباني للمنطقة‪ ،‬ومجاورة ومخالطة بعض القبائل‬ ‫لإلسبان المحتلين لمدينة سبتة‪.‬ومن النوع األوّل كلمة‪:‬‬ ‫أَنْدَهْ‪.‬‬ ‫أنده‪ :‬كلمة التزال مسموعة في لهجة قبائل أنجرة والحوز‬ ‫واألخماس وغيرها من القبائل الجبلية‪ .‬و «أنده» في لغة جبالة فعل‬ ‫أمر يعني‪ :‬انطلق بالشيء‪ ،‬سِرْ به‪ ،‬تولى سياقته‪ .‬و «ينده»هي‪:‬‬ ‫يسوق‪ ،‬ويقود‪.‬وعبارة‪ :‬ينده البقر‪ ،‬أي يسوق البقر ويقودها‪ .‬وبعض‬ ‫الجبليين الذين نزلوا المدينة ْ‬ ‫وأثروا واشتروا السيارات األلمانية‬ ‫الفارهة نسمعهم يخطؤون الكالم المديني تارة حين يستعملون‬ ‫اللهجة الجبلية للتعبير عن أن فالن يقود السيارة فيقولون‪ :‬فالن‬ ‫كينده (أو لينده) المرسيدس‪.‬‬ ‫وكلمة (أنده) التي نسمعها في لهجة الجبليين الذين يسكنون‬

‫وتأبى األزمنة إال أن تتداخل‪..‬يلتبس الحلم‬ ‫بواقع ال يفي لهفة االشتياق حاجتها‪..‬كنت أسقي‬ ‫حرماني ‪ ،‬من نهر العمر الوردي ‪ ،‬المتخفي في‬ ‫شرياني‪ ..‬فيه عمدت أحالمي‪..‬و على ضفاف‬ ‫جداوله زرعت عنادي‪..‬‬ ‫هدهدت حلمي‪ ،‬لحضور موسم أصيلة‬ ‫الثقافــي‪ ،‬أربعين سنـة‪ ..‬تابعــت روحي ـ على‬ ‫مداها ـ فعالياته‪ ،‬وهي منتشية بعبق حضور‬ ‫بهي من مثقفي العالم‪..‬عانقت فاطمة‪ ،‬الطفلة‬ ‫الصغيرة بائعة البيبسي لزوار الموسم‪ ،‬وهي‬ ‫تحكي للكاتبة والصحفية العراقية إنعام كجه‬ ‫جي‪..‬أثث وجود فاطمة عالم حلمي‪..‬تارة‬ ‫أجدها وقد نضجت وأصبحت نموذجا للفتيات‬ ‫المغربيات‪ ،‬اللواتي ينحتن الصخر بأظافرهن‪،‬‬ ‫بكبرياء ومسؤولية تفوق الرجال أحيانا‪..‬و تارة‬ ‫ال أجد لها وجودا واضحا‪ ،‬ليفرخ السؤال عالمات‬ ‫استفهام كبيرة ومتعددة تحجب الرؤيا‪.‬‬ ‫انتشيت في إحدى المواسم ‪ ،‬بما يشبه‬ ‫فرحة النصر‪ ،‬وأنا أقرأ خبرا ـ على لسان أحد‬ ‫ممن حضر فعاليات الموسم ـ مفاده أن رئيس‬ ‫التظاهرة السيد محمد بنعيسى‪ ،‬الذي كان ـ‬ ‫يومها ـ وزيرا للثقافة‪ ،‬يهدي ضيوفه ـ خفية ـ‬ ‫رواية « الخبز الحافي» للراحل محمد شكري‪ ،‬التي‬ ‫كانت محظورة آنذاك‪.‬‬ ‫كان نصيبـــي المرصـــود من فرحــــي‬ ‫المشتهى‪ ،‬أخبارا منشورة هنا وهناك‪ ..‬خصوصا‬ ‫وأننى كنت وقتها أتابع مجلة الوطن العربي‪،‬‬ ‫التي كانت تصدر بباريس‪ ،‬ومن محرريها ـ‬ ‫باإلضافة إلى الصحفية واألديبة الدكتورة إنعام‬ ‫كجه جي ـ الشاعر والروائي اللبناني شربل داغر‪..‬‬ ‫كان يكتب عن عالقة التعاون التي كانت تربطه‬ ‫بالموسم‪/‬الحلم‪ ،‬بلغة شعرية ساحرة‪..‬تعكس‬ ‫صفاء روح ‪،‬تجليها بروق لغة راقية في مدارج‬ ‫الحجبالجمالية‪.‬‬ ‫كانت الروح تتبع خطو الموسم‪..‬تهفو‬ ‫لكل نسمة ثقافية آتية من حياضه‪ .‬أرفع دراعي‪،‬‬ ‫تضرعا أن يجعلني اهلل ـ يوما ـ من حجاجه‪.‬‬ ‫و استجاب اهلل دعائي‪ ،‬ولو بعد حين‪.‬‬ ‫تزودت بحكاياتي القديمة عن الموسم‪ .‬زغرد‬ ‫الحلم الذي كاد يشيخ‪ ،‬بين جوانحي‪ .‬شددنا‬ ‫الرحال أنا وصديقة لي من الدار البيضاء‪ ،‬هي‬ ‫أيضا‪ ،‬انتظرت طويال‪ ،‬ليتحقق لها حلم حضور‬ ‫موسم أصيال الثقافي‪.‬‬ ‫وصلنا مدينة أصيال‪ ،‬يوم الثالثاء ‪26‬‬ ‫يوليوز ‪ .2016‬اكتظاظ صيفي‪ ،‬على الشواطئ‬ ‫المتناثرة من طنجة إلى أصيلة‪ .‬مغاربة وأجانب‪..‬‬

‫‪11‬‬

‫ين ز‬

‫ب‬

‫منين‬

‫• بقلم ‪ :‬د‪ .‬ر�شيد العفاقي‬

‫بادية طنجة هي ليست من تأثير المجاورة مع اإلسبان في الحقبة‬ ‫المعاصرة‪ ،‬وإنما هي من تأثير الهجرة الموريسكية في بداية القرن‬ ‫‪17‬م‪ ،‬بل حتى في القرن الذي قبله‪ ،‬فقد عثرنا حوله على شاهد‬ ‫نصّي من القرن ‪ 10‬الهجري‪ 16 /‬الميالدي‪.‬ذكر ابن عسكر في‬ ‫ترجمة والدته عائشة بنت أحمد اإلدريسية‪ ،‬قال‪« :‬حدّثني والدي أبو‬ ‫الحسن رحمه اهلل قال‪ :‬لما حصلت في أَسْر العدو الكافر بطنجة أنا‬ ‫وصاحب لي‪ ،‬وجعلنا قبطانها في مطمورة‪ ،‬فضاقت علينا األرض‬ ‫بما رحبت‪ ،‬وبقينا كذلك عشرة ليال‪َ ،‬ف َلمَّا كان في الليلة العاشرة‬ ‫وإذا بالنداء من باب المطمورة في جوف الليل‪ :‬يا علي ‪ ..‬يا علي ‪،..‬‬ ‫فقلت‪ :‬نعم ‪ ،..‬وأنا في حال اليقظة حاضر الفهم والذهن‪ ،‬فإذا أنا‬

‫بصوت أمك الست عائشة مع الست ريسون أم الشيخين الشريفين‬ ‫أبي زيد عبد الرحمن وأبي الحسن‪ .‬قال‪ :‬فقالتا لي معا‪ :‬ال بأس‬ ‫عليك الساعة‪ ،‬يفك اهلل سراحك أنت وصاحبك‪ .‬فقلت لصاحبي‪:‬‬ ‫أبشر بخير‪ ،‬الساعة يطلق اهلل سراحنا‪ .‬فقال لي‪ :‬وأين لنا بذلك؟‬ ‫فبينما هو يخاطبني وإذا بباب المطمورة تفتح والسجان يقول‪:‬‬ ‫(الصبي يا مر) أي ‪( :‬إطلع يا مسلم) ‪ ،‬فطلعت أنا وصاحبي وإذا بجمع‬ ‫من النصارى وفي أيديهم الشمع الموقود‪ّ ،‬‬ ‫ففكوا عن أرجلنا الحديد‬ ‫وذهبوا بنا إلى القبطان‪ ،‬فلما ولينا عنه قال برطانة‪( :‬أندري) أي‬ ‫امش سريعا‪ ،‬قال‪ :‬فخرجنا ليال‪ ،‬فلما سرنا في الفحص قال صاحبي‪:‬‬

‫الليلة يأكلنا األسد‪ ،‬فقلت له‪ :‬بركة أولياء اهلل معنا فال يضرنا شيء‪،‬‬ ‫فما أصبح الصبح علينا حتى وجدنا أنفسنا ببني حرشن من بالد‬ ‫المسلمين»(‪.)1‬‬ ‫في هذا النص مفردتان من اللغة اإلسبانية وردتا بصيغة‬ ‫األمر‪ ،‬وهما من فِعْل‪(:‬مشى)‪ ،‬وفِعْل‪(:‬طلع)‪،)Andar)، (Andare( .‬‬ ‫و(‪ .)Subi)، (Subir‬أمّا التحديد الزمني للنص‪ ،‬فهو يتكلم على واقعة‬ ‫جرت بطنجة زمن االحتالل البرتغالي واإلسباني لها (القرن ‪16‬م)‪.‬‬ ‫وكما هو واضح‪ ،‬تتردد في هذا النص بعض الكلمات األعجمية مع‬ ‫شرحها مما يدل على ّ‬ ‫أن أهل جبالة كانوا على دراية وفهم‬ ‫للغة اإلسبانية وقتذاك بسبب المخالطة معهم المحتلين‬ ‫لسبتة وطنجة ّ‬ ‫وألن أيضا كانت تسكن بالمنطقة جالية‬ ‫موريسكية كبيرة‪ .‬وبخصوص نص ابن عسكر يتوجب‬ ‫بعض التوضيح اإلضافي‪ :‬فـ (الصُّ ِبي يَا مُرُ) تعنـي ‪:‬‬ ‫(إطلـــع يا مسلم)‪ ،‬وأصلها‪.)Subi Moro( :‬أما (أندري) =‬ ‫(‪ ،)Andare‬فتعني (امش سريعا)‪.‬‬ ‫ونُشير أخيرا إلى ّ‬ ‫أن بعض الرحالة األوربيون الذين‬ ‫زاروا منطقة طنجة وتطوان قد انتبهوا إلى كالم القرويين‬ ‫بهذه المنطقة‪ ،‬وخاصة لفظة أنده (‪ )Anda‬التي تُقال في‬ ‫سياق األمربقيادةالبقر أو الماعز أو قطيع الغنم(‪ .)2‬وأعتقد‬ ‫أنه ثمّة في اللهجة الجبلية مفردات كثيرة آتية من مرحلة‬ ‫هجرة األندلسيين المنصَّرين‪ ،‬أي أنها من أصل كالم‬ ‫الموريسكيين الذين نزحوا إلى بالد جبالة في القرن ‪16‬م‬ ‫و‪17‬م‪ ،‬مثل ألفاظ‪ :‬والي بنداك‪ ،‬الطبيرة‪ ،‬قبس‪ ..،‬وغيرها‬ ‫كثير‪ .‬أمّا البحث عن معاني هذه األلفاظ فيتط ّلب وقتا‬ ‫طويال‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــ‬

‫(‪ - )1‬محمد ابن عسكر الحسني الشفشاوني‪ ،‬دوحة الناشر‬ ‫لمحاسن من كان بالمغرب من مشايخ القرن العاشر‪ ،‬تحقيق‪:‬‬ ‫محمد حجي‪ ،‬مطبوعات دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر ‪-‬‬ ‫الرباط‪1397.‬هـ‪1977/‬م‪ ،‬ص‪.24-23.‬‬ ‫(‪.Capendu, Voyages …, p.41 - )2‬‬

‫في وداع موسم أصيال‬ ‫‪ -‬الزهرة حمودان‬

‫المدينة كعادتها صيفا ‪..‬محطة الطاكسيات‪...‬‬ ‫محطة العربات التي تجرها الخيول‪ ،‬تجول‬ ‫براكبيها أحياء المدينة‪ .‬قصدنا إحدى بوابات‬ ‫المدينة‪ ،‬عليها لوحة بأهم المعالم السياحية‬ ‫للمدينة العتيقة‪..‬قرأناها على عجل ‪ ،‬مخافة أن‬ ‫تفوتنا الندوة التي كانت مقررة ذلك الصباح‬ ‫بمركز الحسن الثاني للقاءات الدولية‪..‬‬ ‫المركز مفتوح‪ ،‬بعض رجال األمن الخاص‬ ‫على بوابته‪ ،‬رحبوا بنا‪ ،‬قاموا بإجراءاتهم األمنية‪.‬‬ ‫وضعنا حاجياتنا بسلة بالستيكية‪ ،‬ودخلنا البوابة‬ ‫االلكترونية‪ ،‬ثم استلمنا حقائبنا اليدوية‪ ،‬مرة‬ ‫أخرى‪ .‬قصدنا لوحة الملصقات الخاصة بفقرات‬ ‫الموسم‪ .‬صدمنا أن ندوتين أدمجتا‪ ،‬وبهذا يصبح‬ ‫يومنا هذا خال من األنشطة‪.‬كنا مسرورتين‪،‬‬ ‫باأليام الثالثة المتبقية من عمر الموسم‪..‬لكن‬ ‫ها هو اليوم األخير يسقط‪..‬كان لسان حال كل‬ ‫واحدة منا يردد في صمت‪ ،‬أهكذا تذوب األماني‬ ‫‪...‬من يجيب على السؤال‪ ،‬كيف ولماذا؟‪ .‬لماذا‬ ‫أتيت‪ ،‬إذا كان حلمي سيصبح رمادا؟ هل كلت‬ ‫المدينة بزوارها؟ أم استعجل الزوار عودتهم؟ أم‬ ‫شاخ الموسم ‪ ،‬وتالشى بريقه‪..‬؟ ثارالتوق‪..‬و ضج‬ ‫العتاب صاخبا في األعماق‪.‬‬ ‫حدثنا نادل بالمركز قائال‪:‬‬ ‫ـ اإلقبال هذه السنة كان قليال‪ ...‬و الدعم‬ ‫أيضا لم يعد كما كان ‪ ،‬حتى جمعية السينما‪،‬‬ ‫كانت مهرجاناتها هنا عندنا تمر في أحسن‬ ‫األحوال‪ ،‬لدينا قاعات مجهزة ‪ ،‬وفضاءات ‪ ،‬لكنهم‬ ‫ـ ويعني المسؤولين عن تلك الجمعية ـ نقلوا‬ ‫أنشطتهم إلى طنجة ليستقلوا بالدعم‪.‬‬ ‫بعد أن زرنا المعرض التشكيلي الجماعي‪،‬‬ ‫غادرنا إلى دار الثقافة ‪ ،‬ألن مضيفة المركز‬ ‫أخبرتنا ‪ ،‬أن هذا اليوم لن يعرف أي نشاط ثقافي‬ ‫أو ندوة‪ ،‬وأن النشاط الوحيد لهذا اليوم سيعرفه‬ ‫قصر الثقافة‪ ،‬وهو عبارة عن سهرة لطرب اآللة‪.‬‬ ‫هناك أخبرونا أن السهرة ستبدأ على الساعة‬ ‫العاشرة ليال‪ ،‬وهذا طبعا لم يكن ليناسب ظروفنا‬

‫‪ ،‬أنا وضيفتي ‪ ،‬حيث كانت إقامتنا بمدينة طنجة‪.‬‬ ‫على ناصية الطريق‪،‬قابلت كابرييل غارسيا‬ ‫ماركز‪ .‬كان ينظر إلى بابتسامة شفقة باهتة‪،‬‬ ‫وهو يتكئ على «اثنتي عشرة قصة مهاجرة»‪.‬‬ ‫تجاهلت ابتسامته تلك ‪..‬اقتنيت المجموعة‪،‬‬ ‫واسيت بها نفسي‪.‬‬ ‫في اليوم ‪ 27‬يوليوز ‪ 2016‬الذي أصبح‬ ‫هو اليوم األخير لموسم أصيال الثقافي الثامن‬ ‫والثالثين‪ ،‬حضرنا آخر ندوة‪ .‬احتضنها مركز‬ ‫الحسن الثاني للملتقيات الدولية‪ ،‬وكانت بعنوان‬ ‫« الرواية العربية وآفاق الكتابة الرقمية»‪.‬‬ ‫في انتظار وصول مؤطري الندوة‪ ،‬جلسنا‬ ‫بباحة استراحة ‪ ،‬تنتشر عبره بعض الوجوه‬ ‫الثقافية ببالدنا‪ ،‬منهم من يسجل حوارا إذاعيا‪،‬‬ ‫ومنهم من يتبادل األحاديث‪ .‬وإذا بنادل األمس‬ ‫يأتينا بسيدة متوسطة العمر‪ .‬يبدو من هيئتها‬ ‫أنها ال تنتمي لفئة الكتاب‪ ،‬وال لفئة الفنانين‪.‬‬ ‫أجلسها النادل بيننا وهو يقدمها لنا بصفتها من‬ ‫األسر العريقة لمدينة أصيال‪..‬تبادلنا الترحيب‬ ‫واالبتسام‪ ،‬ثم انهمكت رفيقتي في قراءة كتابها‪،‬‬ ‫بينما تابعت أنا تفحص وجوه الحاضرين بالباحه‪،‬‬ ‫قبل أن ينتشلني صوت جليستنا من تيه بالهتي‪.‬‬ ‫قالت بشيء من المباهاة ‪ ،‬وهي تشير إلى الوزير‬ ‫السابق محمد بنعيسى‪ ،‬إنه من عائلتي‪ ،‬تربينا مع‬ ‫بعض‪ .‬تمادت في سرد ما لم يطلب منها سرده‪..‬‬ ‫باحت لنا بما يمكن اعتباره ـ إذا كان صحيحا ـ من‬ ‫األسرار الحميمة للرجل‪..‬رغم صمتنا أغرقت في‬ ‫الكالم عن عالقاته مع الجهات العليا ‪ ،‬وأن أباه‬ ‫كان وزيرا‪..‬و‪..‬و‪ ،‬وكان الخبر الذي أخرج رفيقتي‬ ‫من صمتها‪ ،‬هو كون ابن خال المتحدثة هو‬ ‫أيضا كان وزيرا للثقافة‪ ،‬حيث انبرت إليها قائلة‪:‬‬ ‫ما اسم ابن خالك هذا؟ فأنا أعرف أسماء كل وزراء‬ ‫الثقافة الذين مروا في حكومات بالدنا‪..‬تلعثمت‬ ‫المرأة ‪..‬ثم غيرت الموضوع اتجاه تنويه من نوع‬ ‫آخر‪..‬يتعلق بأعمال الخير التي يقوم بها ‪ ،‬وكيف‬

‫أنه غير األوضاع المتردية‪ ،‬التي كانت تعيشها‬ ‫مدينة أصيال منذ أن عاد من أمريكا إلى يومنا‬ ‫هذا‪.‬لتضيف‪ :‬ورغم أن بعض حساده يبعثون‬ ‫بمن يفسدون بعض اجتماعاته مع األهالي‪،‬‬ ‫حيث يعمد هؤالء للتصدي لهم‪ ،‬فإنه يدعوهم‬ ‫إلى التسامح معهم‪ ،‬وعدم االصطدام بهم‪.‬‬ ‫أدركنا السيد السفير‪ ،‬والوزير السابق ‪،‬بفرج‬ ‫االنعتاق‪ ،‬وهو يدعونا لاللتحاق بالقاعة‪ .‬فغادرنا‬ ‫المكان‪ ،‬والسيدة الوجيهة‪ ،‬في آن واحد‪.‬‬ ‫بدأت الندوة بكلمة األمين العام لمنتدى‬ ‫أصيال الثقافي ‪ ،‬الوزير السابق محمد بنعيسى‪،‬‬ ‫الذي استعرض فيها فعاليات الدورة الواحدة‬ ‫والثالثين لجامعة المعتمد ابن عباد الصيفية‬ ‫لمدينة أصيال‪ ،‬وموسمها الثقافي الثامن‬ ‫والثالثين‪ ،‬مؤكدا على تسميته بالموسم‪ ،‬وليس‬ ‫المهرجان ‪ ،‬موضحا أن هذا كان اقتراحه منذ‬ ‫الدورة األولى‪ .‬مضيفا « أن هذه الدورة نعتبرها‬ ‫تتويجا للقيم ‪ ،‬نظرا لما تمت مناقشته هنا من‬ ‫القضايا التي تهم منطقتنا المتوسطية والعربية‬ ‫اإلفريقية وعالم الجنوب»‪.‬‬ ‫ثم مر إلى موضوع الندوة معرفا بالرواية‬ ‫الرقمية‪ ،‬منوها بأهميته قائال « إنه موضوع ‪،‬‬ ‫يستحق مساحة زمنية كبرى ومعالجة أشمل‪،‬‬ ‫لكونه يسائل وضعا ‪،‬لما ستصبح عليه الرواية‬ ‫العربية ‪،‬باعتباره نوعا مؤهال أكثر من سواه‬ ‫لمواكبة الحداثة الرقمية»‪ .‬مشيرا أن الكتابة‬ ‫الرقمية‪ ،‬أصبحت أمرا حتميا‪ ،‬والعالم األدبي‬ ‫أصبح مقبال على تحوالت جديدة في هذا‬ ‫المجال‪..‬‬ ‫و قبل أن يسلم الكلمة لمسير الندوة‬ ‫الدكتور شرف الدين ماجدولين ‪ ،‬قدم تساؤالته‬ ‫حول مستقبل الرواية البديل‪ ،‬عما عرفناه وألفناه‬ ‫عن الرواية ‪ ،‬وما هو مصير عنصري المتعة‬ ‫والتأثير‪ ،‬اللذين كنا نجدهما في قراءتنا للرواية‬

‫وكل األشكال السردية‪...‬متمنيا على األساتذة‬ ‫المساهمين في تنشيط هذه الندوة أن يجيبوا‬ ‫عن مثل هذه التساؤالت‪.‬‬ ‫أسهب د‪.‬ماجدولين في التعريف بالوسائط‬ ‫الرقمية‪ ،‬وارتباطها باالنشغال األصلي الذي‬ ‫راود كتاب الرواية بأسئلة النهضة‪ .‬قبل أن‬ ‫يسلم الكلمة للناقد المغربي الدكتور سعيد‬ ‫يقطين ‪ ،‬الذي أعاد صياغة عنوان الندوة ب‬ ‫«الكتابة الرقمية وافاق الرواية العربية» ‪ ،‬وربطه‬ ‫بالشروط الجديدة لكتابة الرواية‪ .‬بعد ذلك قدم‬ ‫سردا تاريخيا للرواية منذ انتقالها من الشفاهي‬ ‫إلى الطبــاعــي أي التحـــوالت التي طرأت على‬ ‫الرواية مع ظهور الطباعة‪.‬‬ ‫أشكلت علينا أسماء باقي ضيوف الندوة‬ ‫الحاضرين‪ ،‬لعدم تطابقها مع األسماء المدرجة‬ ‫بكتيب البرنامج العام للموسم‪ .‬يبدو أن بعض‬ ‫األسماء غابت فتم استبدالها بأخرى‪.‬بالنسبة‬ ‫لكلتينا‪،‬أنا ورفيقتي وجدنا في الندوة بعض‬ ‫العزاء‪ ،‬فالموضوع شيق‪ ،‬والمشاركون أوفوه‬ ‫حقه‪.‬‬ ‫في مساء نفس اليوم ‪ ،‬كان موعدنا في‬ ‫نفس المركز‪ ،‬مع لقاء حول اإلعالن عن الفائز‬ ‫بجائزة الروائي المغربي محمد زفزاف‪ .‬وكانت‬ ‫الجائزة من نصيب األديب التونسي حسونة‬ ‫المصباحي‪ ،‬الذي من ذكرياته مع االديب الراحل‪،‬‬ ‫ما عاشه معه من أيام سواء في شقته بالمغرب‬ ‫«التي كانت تضيق بالكتب والقنينات»‪ ،‬حسب‬ ‫تعبيره‪ ،‬أو أيام مرضه بباريس حيث ودعه وداعه‬ ‫األخير‪.‬‬ ‫كان السيد الوزير السابق محمد بنعيسى‬ ‫ـ في نفس األمسية ـ على موعد مع عينات من‬ ‫مختلف الشرائح االجتماعية‪ ،‬لمدينة أصيال‪ ،‬قصد‬ ‫تكريمها ‪...‬‬

‫َو َك�أَ ْ�ص َداءٍ َم ِدي َد ٍة مَ ْت َت ِز ُج يِف ا ْل َب ِعيد‬ ‫يِف ِو ْح َد ٍة ُم ْع ِت َم ٍة َوعَ ِمي َقة‪،‬‬ ‫ال�ض َياء‪،‬‬ ‫ا�س َع ٍة ِم ْث َل ال َّل ْيلِ َو ِّ‬ ‫َ�ش ِ‬

‫(‪)1‬‬

‫غادرنا أصيلة‪ ،‬والحلم العنيد ال زال يرى أنه‬ ‫سيتجدد يوما ‪...‬‬ ‫ــــــــــــــــ‬

‫‪1‬ـ أبيات مقتطفة من «أزهار األلم» للشاعر‬ ‫الفرنسي شارل بودلير‪:‬‬


‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬غ�شت ‪2016‬‬

‫العدد ‪851‬‬

‫مواطن تفقأ عينه‬ ‫في اعتداء من طرف‬ ‫خمسة أشخاص‬

‫طنجة األمن في مـواجهة اإلنحراف واإلجرام‬ ‫ توقيف ‪ 6800‬مشتبه فيهم‬‫‪ 1400‬مطلوب للعدالة‬ ‫‪ 300‬من حملة السالح األبيض‬ ‫‪ -‬التحقيق في هوية ‪ 308‬ألف شخص‬

‫تواصل المصالح األمنية بطنجة‪ ،‬جهودها الحثيثة‪ ،‬في‬ ‫مواجهة اإلجرام والمجرمين وكل ظواهر االنحراف بطنجة‬ ‫التي أشاعت بين السكان الشعور بالخوف وعدم اإلطمئنان‪.‬‬ ‫وخالل شهر يوليوز الماضي والنصف األول من شهر‬ ‫غشت الجاري‪ ،‬أسفرت العمليات األمنية التي باشرتها‬ ‫المصالح المختصة بوالية أمن طنجة‪ ،‬عن توقيف ‪6800‬‬ ‫مشتبه فيهم‪ ،‬لتورطهم في أعمال إجرامية مختلفة‪.‬‬ ‫وقد تم خالل العديد من الحمالت األمنية التي شملت‬ ‫مختلف أحياء المدينة‪ ،‬إيقاف ‪ 4500‬شخص خالل شهر يوليوز‬ ‫المنصرم‪ ،‬وضعوا تحت تدابير الحراسة النظرية قبل أن‬ ‫يقدموا للعدالة المختصة‪ ،‬يشتبه في أن أغلبهم متورطون‬ ‫في جرائم السرقة في الشارع العام والنصب والضرب والجرح‬ ‫والسرقة تحت التهديد باستعمال االسلحة البيضاء‪.‬‬ ‫وفي إط��ار هذه الحمالت‪ ،‬تم كذلك توقيف ‪1400‬‬ ‫شخص مطلوبين من طرف العدالة وسبق وأن صدرت في‬ ‫حقهم مذكرات بحث وطنية‪ ،‬و ‪ 300‬شخص لحملهم أسلحة‬ ‫بيضاء ال شك الستعمالها في أغراض التهديد والسرقة‪.‬‬ ‫وخالل النصف األول من شهر غشت الجاري‪ ،‬تم توقيف‬ ‫‪ 800‬شخص كانوا مطلوبين من طرف العدالة لالشتباه في‬ ‫ارتكابهم جرائم مختلفة‪ ،‬إضافة إلى ‪ 140‬شخص لحيازتهم‬ ‫أسلحة بيضاء ‪.‬‬ ‫وفي سياق هذه الحمالت األمنية‪ ،‬قامت المصالح‬ ‫المختصة بوالية أمن طنجة خالل شهر يوليوز الماضي‬ ‫والنصف األول من غشت الجاري من التحقيق من هوية‬ ‫نحو ‪ 308‬ألف شخص‪ ،‬سواء على مستوى السدود القضائية‬ ‫الموجودة بمختلف مداخل مدينة طنجة أو خالل العمل‬ ‫اليومي الميداني لمصالح األمن في مختلف أحياء المدينة‪،‬‬ ‫منهم ‪ 194‬ألف شخص خالل شهر يوليوز الماضي و‪114‬‬ ‫ألف شخص خالل األسبوعين األولين من شهر غشت الجاري‪.‬‬ ‫ويالحظ من النتــائــج المحصلة خالل هذه الفترة‪ ،‬أن‬ ‫والية أمن طنجة تسخر جميع إمكانياتها البشرية والمادية‬ ‫في إطار مخطط عمــل مدروس يهدف إلى تسييـر وتعزيــز‬ ‫الدوريات االستباقية‪ ،‬وتقوية التدخالت الزجرية‪ ،‬بهدف‬ ‫مكافحة الجريمة والوقاية منها‪.‬‬

‫• عصابة إجرامية بأصيلة‬

‫تكثيف البحث عنه إثر صدور خمس مذكرات بحث بشأنه‬ ‫حيث إنه تردد اسمه كمزود رئيسي ألشخاص ضبطوا‬ ‫وتوبعوا بحيازة المخدرات القوية واالتجار فيها‪.‬‬ ‫البحــث ال زال مستمــرا مـــع المعنـي باألمر (‪45‬‬ ‫سنــة) ليتـــم فـــي ما بعـــد‪ ،‬تقـديمـــه للعدالـة‪.‬‬

‫• مــروجـــان للمــخــدرات الصلبـــة‬ ‫بأرض الدولة‬

‫أوقفت فرقة الشرطة القضائية ببني مكادة بطنجة‪،‬‬ ‫ليلة األح��د‪ ،‬شخصين يبلغان من العمر ‪ 35‬و‪ 36‬سنة‪،‬‬ ‫وكالهما من ذوي السوابق العدلية العديدة‪ ،‬في حالة تلبس‬ ‫بترويج المخدرات الصلبة بحي أرض الدولة‪.‬‬ ‫وقد تمكنت الشرطة من اإلمساك بهما بعد مقاومة‬ ‫عنيفة استعمل فيها أحد الموقوفين عبوة مسيلة للدموع‬ ‫في حق عناصر األمن قبل أن تتم السيطرة عليه هو ورفيقه‪.‬‬ ‫وقد مكنت هذه العملية‪ ،‬من حجز ‪ 238‬لفافة من مخدر‬ ‫الهيروين و‪ 154‬غرام من مخدر الكوكايين معدة للترويج‬ ‫بحوزة المشتبه فيهما‪ ،‬باإلضافة إلى مبالغ مالية وأسلحة‬ ‫بيضاء‪.‬‬ ‫وتم وضع المشتبه فيهما رهن البحث الذي يجري تحت‬ ‫إشراف النيابة العامة المختصة‪ ،‬في انتظار تقديمهما أمام‬ ‫القضاء‪.‬‬

‫وفي هذا اإلط��ار‪ ،‬تمكنت عناصر الشرطة القضائية‬ ‫بمدينة أصيلة من إلقاء القبض على عصابة من ثالثة أفراد‬ ‫ينحدرون من مدينة فاس‪ ،‬متخصصيــن في السرقـــة من‬ ‫داخل السيارات وكلهم من ذوي السوابق العدلية في مجال‬ ‫السرقاتبالعنف‪.،‬‬ ‫وتأتي هذه العملية بعد أن تقاطرت على مصالح األمن‬ ‫مجموعة من شكايات المواطنين تفيد تعرض سياراتهم‬ ‫للسرقة من داخلها‪ ،‬وعلى إثر دراس��ة وتحليل معطيات‬ ‫الملفات المعروضة قامت عناصر الشرطة بإجراء مراقبة سرية‬ ‫بمسرح اقتراف األفعال اإلجرامية‪.‬األمر الذي مكن من توثيق‬ ‫عمليات السرقة بالصورة والفيديو‪ ،‬إذ عاينت أفراد العصابة‬ ‫اإلجرامية يتربصون بالسائقين قرب المحالت التجارية‬ ‫والمخابز والمقاهي الذين غالبا ما يكونون في عجلة من‬ ‫أمرهم فيتركون األبواب مفتوحة فيلجها الجناة بسرعة‬ ‫لسرقة الهواتف النقالة والمحفظات الجيبية والحواسيب‬ ‫المحمولة والمبالغ المالية‪.‬‬ ‫وقد اعترفوا بالمنسوب إليهم وتم تقديمهم للنيابة‬ ‫العامة التي أمرت بإيداعهم السجن في انتظار محاكمتهم‪.‬‬

‫تعرض شخصان‪ ،‬الثالثاء الماضي ‪ ،‬لعملية سرقة تحت‬ ‫التهديد بالسالح األبيض‪ ،‬من طرف عصابة كان أفرادها‬ ‫على متن سيارة‪ ،‬بمنطقة الخربة بمدينة طنجة‪ .‬وحسب‬ ‫شهود عيان‪ ،‬فإن هذه العصابة روعت منذ ما يقرب من‬ ‫شهر‪ ،‬سكان الخربة والمناطق المجاورة‪ ،‬حيث تقوم‬ ‫بقطع الطريق واستعمال العنف والتهديد لسرقة المارة‬ ‫والسكان‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬تم التأكيد على أنه تم توقيف أفراد‬ ‫هذه العصابة‪ ،‬الثالثاء الماضي‪ ،‬في حالة تلبس بمنطقة‬ ‫الراهراه‪ .‬حيث سقطوا في كمين أمني وهم على متن‬ ‫سيارة مسروقة‪ ،‬وضبطت بحوزتهم أسلحة بيضاء وهواتــف‬ ‫محمولة‪ .‬ويتعلق األمر ب م‪.‬ح من مواليد ‪ ،1993‬الملقب‬ ‫باللحية‪ ،‬و م‪.‬ط (‪ )1994‬الملقب بالغول و إ‪.‬ز (‪ )1992‬في‬ ‫حين ال زال الشريك الرابع يوجد في حالة فرار والبحث ال زال‬ ‫جاريا من أجل إلقاء القبض عليه‪.‬‬

‫وتمكنت مصالح االم��ن بوالية ام��ن طنجة‪ ،‬األحد‬ ‫الماضي من توقيف شخص مبحوث عنه لالشتباه في تورطه‬ ‫في قضايا تتعلق باالتجار في المخدرات القوية بعد أن جرى‬

‫تمكنت المصلحة الوالئية للشرطة القضائية بمدينة‬ ‫طنجة يوم اإلثنين ‪ 15‬غشت الجاري‪ ،‬من توقيـــف ثالثة‬ ‫أشخاص‪ ،‬إثنين منهم من ذوي السوابق القضائية العديدة‪،‬‬

‫• سرقة تحت التهديد بالسالح األبيض‬ ‫بجوار سات فيالج‬

‫• اختطـــفــوا خمسينـيــا وســط‬ ‫• مروج مخدرات قــويـة بحومـــة بني‬ ‫المدينة‬ ‫يدر‬

‫«وما عند اهلل خير وأبقى»‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫عن عمر يناهز ‪ 73‬سنــة رحـــل إلى دار‬ ‫البقاءالمشمول بعفواهلل وكرمه المرحوم‬

‫العربي قنديلي‬

‫حيث لبى الفقيد نـــداء ربه بمستشفى‬ ‫ابن سينــــا بالربــــاط بعـــد زوال يــوم‬ ‫الثالثاء‪16‬غشت الجاري‪.‬‬ ‫ولقد شيع جثمانه الطاهر في موكب‬ ‫جنائزي مهيب ودفن بمقبرة سيدي الفرجاني بعد صالة العصرفي‬ ‫اليوم الموالي‪.‬‬ ‫وأمام هذا المصاب الجلل نتقدم بأحر التعازي إلى أرملة الفقيد‬ ‫السيدة أمينة البقالي‪ ،‬وإلى ولده صالح الدين وبناته حورية رائدة‬ ‫وآية‪،‬وإلى سائر أفراد عائلة قنديلي؛سائلين العلي القدير أن يتغمد‬ ‫الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫وذلك لالشتباه في تورطهم في قضية تتعلق باالختطاف‬ ‫واالحتجاز واالتجار الدولي في المخدرات‪.‬‬ ‫وكانت مصالح والية أمن طنجة قد توصلت بمعلومات‬ ‫مفادها أن مجهولين قاموا باختطاف شخص يبلغ من العمر‬ ‫‪ 58‬سنة بحي بن ديبان ‪ ،‬قبل أن تسفر األبحاث و التحريات‬ ‫األمنية المنجزة عن توقيــف المشتبــه فيه الرئيسي في‬ ‫نفس اليوم‪ ،‬والذي تبين أن له خمس سوابق قضائية في‬ ‫مجال تكوين عصابة إجرامية والسرقة‪ ،‬والضرب والجرح‬ ‫المفضي إلى الموت‪ ،‬واالتجار في المخدرات ‪.‬‬ ‫المشتبه فيه الثاني‪ ،‬الذي تم توقيفه كذلك‪ ،‬تبين‬ ‫للمحققين أنه هو من حرض على ارتكاب واقعة االختطاف و‬ ‫االحتجاز‪ ،‬وذلك للضغط على ابن الضحية الموجود بإسبانيا‬ ‫من أجل تسليم شحنة كبيرة من المخدرات‪ ،‬كانت موضوع‬ ‫خالف فيما بينهم ‪.‬‬ ‫وقد مكنت األبحاث والتحريات المتواصلة في هذه‬ ‫القضية‪ ،‬من توقيف المشتبه فيه الثالث‪ ،‬وهو ابن الشخص‬ ‫الذي كان ضحية عملية االختطاف‪ ،‬وذلك مباشرة بعد دخوله‬ ‫المغرب عبر ميناء طنجة المتوسط‪.‬‬ ‫و تم االحتفاظ بالمشتبه فيهم الثالثة تحت الحراسة‬ ‫النظرية ‪ ،‬بينما الزالت األبحاث متواصلة لتوقيف باقي‬ ‫األشخاص الذين ساهموا في عملية االختطاف واالحتجاز‪،‬‬ ‫كما جرى االستماع للضحية الذي تم إخالء سبيله من‬ ‫طرف مختطفيه مباشرة بعد ربطه االتصال هاتفيا بابنه في‬ ‫اسبانيا ‪.‬‬

‫• الراليات “البلدية”‬

‫“الراليات” العشوائية التي يكون‪ ،‬عادة‪ ،‬أبطالها‪ ،‬شباب‬ ‫متهور‪ ،‬يمارس ما أصبح يسمى استفزازا ظاهرة “التفحيط”‬ ‫ــ وهي كلمة غريبة على لهجتنا بطنجة‪ ،‬كما الشأن بهذه‬ ‫“الممارسة” الدخيلة ــ‪ ،‬أصبحت تشكل هاجسا أمنيا بالنسبة‬ ‫للسكان والزائرين حيت سقط بسببها ضحايا تعرضت لها‬ ‫مواقع التواصل االجتماعي محليا ووطنيا‪.‬‬ ‫وفي إطار العمليات األمنية للشرطة من أجل الحد‬ ‫من هذه الظاهرة المشينة‪ ،‬التي يمارسها بعض “أوالد‬ ‫الفشوش”‪ ،‬المتهورين ليال‪ ،‬خالل الموسم الصيفي‬ ‫ببعــض مدارات طنجــة‪ ،‬خاصة على مستـــوى محج محمد‬ ‫السادس‪ ،‬أوقفـــت السلطات األمنية‪ ،‬سائق سيارة من نوع‬ ‫“كولف”في نفس الشارع‪ ،‬حيث كان يقوم بعملية “التفحيط”‬ ‫متسببا في حالة رعب وضوضاء بالشارع العام‪ ،‬وتمت إحالته‬ ‫على والية األمن التخاذ ما يجب في حقه‪.‬‬ ‫وكانت عدد من المواقع بثت شرائط فيديو لمراهقين‬ ‫يقودون سيارات فارهة في واح��د من ش��وارع المدينة‬ ‫وأكثرها ازدحاما بالمارة والسيارات األمر الذي تسبب في‬ ‫حالة من السخط والتذمر لما اعتبره المواطنون “سيبة”‬ ‫وعربدة شبيهة بتلك التي يمارسها المتخلفون من شباب‬ ‫بعض دول الخليج‪.‬‬

‫شكر على تعزية‬ ‫بمناسبة حلول الذكرى األربعينية لرحيل‬ ‫المشمول‬ ‫بعفو اهلل ورحمته‬

‫سيدي أحمد أجانا‬ ‫شقيق اإلعالمية‬ ‫أمينة السوس‬

‫الذي لبى نداء ربه يوم األربعاء ‪ 13‬يوليوز ‪ 2016‬عن سن‬ ‫يناهز ‪ 72‬سنة‪ ،‬تتقدم أسرة الفقيد أصالة عن نفسها ونيابة عن باقي أفراد العائلة‪ ،‬بأصدق‬ ‫مشاعر الشكر واإلمتنان إلى كل من واساهم في مصابهم الجلل‪ ،‬سواء بالحضور المباشر أو‬ ‫اإلتصال الهاتفي‪ ،‬وكل من دعا له بالرحمة والغفران‪ ،‬سائلين العلي القدير أن يبارك في عمر‬ ‫الجميع وأن يحفظهم ويجنبهم كل مكروه‪ ،‬وأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح‬ ‫جناته مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫توصلـت الجــريــدة بشكـــايــة من عمر بنعلي‬ ‫الساكـن بمدشر الفرحيين اكزناية‪ ،‬يتهم فيها خمسة‬ ‫أشخاص‪ ،‬وهم إيهاب (شطون)‪ ،‬وحمــزة‪ ،‬والبشيـر‬ ‫وحمزة من مدشر بنديبـــان‪ ،‬وأحمـــد السائـــق بالنقــل‬ ‫المزدوج‪ ،‬ومساعده سفيـان‪ ،‬بالقيـام باالعتـداء عليه‪،‬‬ ‫وذلك يوم ‪ 2016 /08 / 06‬عندما كان على متن سيارة‬ ‫النقل المزدوج يسوقها أحمد متجها إلى اكزناية لحضور‬ ‫حفلة عقيقة أحد الجيران‪ ،‬وبينما كان يهم بالنزول‪ ،‬باغته‬ ‫إيهاب ولد أمينة بضربة بالسالح األبيض على مستوى‬ ‫وجهه‪ ،‬فقأت عينه‪ ،‬بعدهـا انهــال عليــه المذكورة‬ ‫أسماؤهم بالضرب‪ ،‬على مستوى جسمـه وأطرافــه‪،‬‬ ‫وكانت الحصيلة فقدان عينه اليسرى (انظر الصورة)‬ ‫وخمسة كسور على مستوى رجليه اإلثنيـن تسببـت له‬ ‫في عاهات مستديمة‪ ،‬ورغم شكايته‪ ،‬يضيف الضحية‬ ‫الزال الجناة طلقاء‪ ،‬ليتساءل ونحن معه‪ ،‬أين هي حملة‬ ‫(زيرو اكريساج)؟‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬

‫بحث عن متغيب‬ ‫الشــاب الماثــــل‬ ‫أمامكم في الصــــورة‪،‬‬ ‫اسمه كمــال الفياللي‪،‬‬ ‫من مواليد تازة سنة‬ ‫‪ ،1984‬يـعـــانــي من‬ ‫مرض نفسي ويتكلــم‬ ‫بصعــــــــوبـــــة‪ ،‬على‬ ‫خـده عالمــــة‪ /‬خدش‬ ‫(سيكتريس)‪ ،‬خرج من‬ ‫بيت أسرته الكائن بحي‬ ‫دارالتونسي‪ ،‬عشية السبت ‪13‬غشت الجاري‪ ،‬وهويرتدي‬ ‫قميصا رياضيا فستقي اللون يحمل رقم ‪ ،10‬وسروال‬ ‫دجينز‪ .‬ومنذ ذلك التاريخ لم يظهرله أثر‪.‬‬ ‫فالرجاء ممن صادفـه أوشاهده أن يتصل بأقرب‬ ‫مركـز للشرطـة للتبليـغ عنـه‪ ،‬أو بأسرته القاطنة‬ ‫بالعنوان التالي ‪:‬‬ ‫تجزئة األمل ‪ -‬رقم ‪ 232‬ط ‪5‬رقم ‪ - 5‬طنجة‪.‬‬ ‫أوعلى الهاتف ‪0681087912 :‬‬ ‫واهلل في عون العبد مادام العبد في عون أخيه‪.‬‬

‫ا�ض َي ًة‬ ‫} َيا �أَ ّ َي ُتهَ ا ال ّ َن ْف ُ�س مْ ُال ْط َم ِئ َن ُّة ْار ِجعِي ِ�إ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫َم ْر ِ�ض َّي ًة َف ْاد ُخلِي يِف عِ َبادِ ي َو ْاد ُخلِي َج َّنتِي {‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫تلقينا ببالغ األسى واأللم نبأ وفاة المشمولة برحمة اهلل تعالى الفقيدة‬ ‫العزيزة‬

‫فاطمـة عبـود‬

‫وذلك يوم الثالثاء ‪ 16‬غشت ‪ 2016‬عن عمر يناهز ‪ 72‬سنة‪ ،‬وفي محفل‬ ‫جنائزي مهيب‪ ،‬حضره األهل واألحباب واألصدقاء والجيران‪ ،‬الذين رافقوا‬ ‫جثمانها الطاهر إلى مثواه األخير‪ ،‬حيث ووري الثرى بمقبرة سيدي اعمار‪ ،‬بعد‬ ‫صالة الظهر والجنازة بمسجد محمد الخامس بطنجة‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة نتقدم بالتعازي الحارة‪ ،‬إلى عائلة الفقيدة وعلى‬ ‫رأسها بناتها كاميليا‪ ،‬نادية وأخالم‪ ،‬وأخوي المرحومة عبد الخالق وجمال‪،‬‬ ‫وأختها آمال‪ ،‬كما نتقدم بالتعازي إلى كل من عائلة عبود‪ ،‬الزعري‪ ،‬الطنجي‪،‬‬ ‫بوهالل والدحروج‪ .‬سائلين اهلل تعالى أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته‪ ،‬وأن‬ ‫يسكنها فسيح جناته‪ ،‬وأن يلهم ذويها الصبر والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬


‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬غ�شت ‪2016‬‬

‫العدد ‪851‬‬

‫�أوراق من�سية‬

‫‪ 7‬ـ �أحزاب �سيا�سية‪...‬‬

‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪ ...‬ساء ما تحكم به «مصر‪-‬العسكر» على‬ ‫أبنائها األح��رار لمعاناتها من عقدة اإلخ��وان‬ ‫المسلمين‪ ،‬وه��ي التي تستمرئ في غيها‬ ‫وتتمادى إلقصاء أي حكومة من اإلخوان الليبيين‬ ‫من المشهد السياسي‪ .‬وظفت دار اإلفتاء‬ ‫المصرية واألزه��ر واألوق��اف واإلع�لام‪ ،‬وعلماء‬ ‫«الزندقة» ضد الرأي اآلخر الذي ال يتفق وهواها‪.‬‬ ‫فأثيرت خالفات حادة بين» الزنادقة» وأهل‬ ‫العلم‪ .‬ال يهمها الحل واألمن واألمان في ليبيا‬ ‫إال إذا كانت الحكومة الليبية تابعة لعسكر مصر‬ ‫بتواطؤ مع عسكر « حفتر»‪ ،‬على غرار ما قامت‬ ‫به فرنسا‪ ،‬وهو المنقلب على الشرعية الدولية‬ ‫والقرار ‪ 2259‬لمجلس األمن‪ .‬حاول اإلنقالبيون‬ ‫في مصر جميع الحيل‪ ،‬بطلبهم تشكيل تدخل‬ ‫المجتمع الدولي عسكريا في ليبيا‪ .‬وتحميل ملف‬ ‫ليبيا للجامعة العربية‪ ،‬والوحدة اإلفريقية ولم‬ ‫يفلحوا في ذلك‪ .‬ثمَّ استقطبت(مصر) كورقة‬ ‫ضغط بعض الفارِّين من ليبيا وهم يعارضون‬ ‫الحكومة الشرعية ويعارضون أيضا ممثل األمين‬ ‫العالم لألمم المتحدة ‪َّ .‬‬ ‫لعل هدفهم من وراء ذلك‬ ‫تقسيم ليبيا إلى ثالثة دويالت !‬ ‫أين هي روسيا التي لها التزام قانوني‬ ‫لعدم مهاجمة مناطق يسكنها المدنيون ؟‬ ‫قوانين حقوق اإلنسان يستغلونه كلما كان‬ ‫األمر في مصلحتهم‪ .‬حتى في أوج من خالفات‬ ‫(أوك��ران��ي��ا) سياسية أمريكية‪ -‬روسية‪ ،‬على‬ ‫مصالحهما العربية يتفقان في «تعاونهما»‬ ‫على إبادة الشعب السوري ويكأنهما يعلقان‬ ‫ثيابهما «المتعفنة» على وَهن المشجب العربي‪.‬‬ ‫يصفقان باسم اإلرهاب عندما تتطاير أشالء بني‬ ‫البشر في السماء ويعتبرانه «إنجازا » ! كأنها‬ ‫أهداف بالتضامن يسجلونها في شباك الخصم‬ ‫أثناء مباراة لكرة القدم ! الغزو الروسي الذي لم‬ ‫يحقق أهدافه‪ ،‬بعد إيران وتدخل في غير محله‬ ‫لحزب اهلل‪ ،‬تنفيذا للمشروع الفارسي الذي انطلق‬ ‫من إي��ران وب��دءا من العراق ولبنان ( الهالل‬ ‫الفارسي ) وحتى اليمن والذي أخْرج من عباءة‬ ‫الثورة الشيعية لتصديرها إلى الخليج السني ؟‬ ‫هنا اجتمع ضالل القنابل الذكية الروسية مع‬ ‫البراميل « المتخلفة» المتفجرة للنظام والذين‬ ‫لم يستطعا أن يهزمان معارضة األحرار إال فيما‬ ‫يخصُّ جرائم حرب ضدَّ اإلنسان العربي‪ .‬هم‬ ‫شركاء في التقتيل واستهداف المدنيين‪ ،‬وحتى‬ ‫المستشفيات لم تسلم من دكها على رؤوس‬

‫أطفالها ونسائها ! من سخرية القدر‪ ،‬يتناوبون‬ ‫عن الشجب ويدعون لوقف القصف كأنها‬ ‫مسرحية هزلية ركيكة على خشبة مقابر جماعية‬ ‫بوسنية‪-‬عربية ! بفعل هذه الجرائم‪ ،‬كيف لهم‬ ‫أن يتحدثوا عن المدنيين‪ ،‬رغم خمس قرارات من‬ ‫مجلس األمن بالتوقف عن استهدافهم‪ ،‬وهم (‬ ‫روسيا‪-‬أمريكا‪-‬بريطانيا‪ -‬فرنسا ) دائمين في‬ ‫مجلس «األمن» ! إما حتى يبقى من المدنيين‬ ‫إال الرميم‪ ،‬أو تهجير البقايا منهم على شكل‬ ‫التهجير القسري الروسي إلى سيبيريا أثناء الثورة‬ ‫البلشوفية (لعبة التغيير الديمغرافي للسكلن ) !‬ ‫إلرغام المعارضة على قبول إمالءاتهم والتخلي‬ ‫عن رحيل «األس��د»‪ .‬ثمَّ إضعافها إلجبارها‬ ‫على االستسالم ! مسار السكين في «الكعكة»‬ ‫السورية‪ ،‬حتى َّ‬ ‫إن «األسد» أصبح يدافع فقط‬ ‫ببرميله المتفجرة عن بعض المناطق العلوية‬ ‫التي «يمكنه» ْ‬ ‫أن يدافع عنها‪ ،‬بمعنى تقسيم‬ ‫سوريا «كسيناريو» في سبيل التخلص من‬ ‫معارضيه‪ ،‬وبحثا عن مكان يأويه متخفيا من‬ ‫محكمة العدل الدولية إذ ال شك سوف يكون‬ ‫مصيره‪ ،‬مصير « راضوفان كاراديج»‪ ،‬المتابع‬ ‫بالجرائم ضد اإلنسانية‪ ،‬وحوكم عليه بأربعين‬ ‫سنة سجنا‪ ،‬الفتقادها لنص عقوبة اإلعدام‪.‬‬ ‫بالرغم من مؤتمر الخليج الذي تمخض عنه‬ ‫وحدة األراضي السورية‪ ،‬والقرارات الدولية التي‬ ‫تؤكد على وحدة سوريا ؟ هي كارثة إنسانية‬ ‫ذات أبعاد‪ ،‬الستنفاذ الذخيرة العربية في قلوب‬ ‫شعوبها الذين موَّلوها من دمائهم الزكية‪.‬‬ ‫فأسال العسكر االنقالبيون جميع فصيالتها‪ ،‬من‬ ‫أجل «عيون» وراحة آل صهيون‪ .‬أي تباين هذا‬ ‫وإسرائيل تتلقى كل ألنواع األسلحة المتطورة‬ ‫كمساعدات عسكرية التي فاقت كل التوقعات‪،‬‬ ‫في حين‪َّ ،‬‬ ‫أن « األرماضا« العربية لم يبق منها‬ ‫إال الخرْدة‪ .‬وهي التي اآلن قبل الغد تستهجن‬ ‫بالمؤسسات الحقوقية الدولية‪ ،‬التي بدورها‬ ‫ما فتئتْ تنادي بصيحات في الوادي وتستنكر‬ ‫االعتقاالت اإلداري��ة اإلسرائيلية‪ ،‬وكل أنواع‬ ‫السادية نحو اإلنسان الفلسطيني حتى بعد‬ ‫اإلفراج عنه من بين القضبان‪ ،‬وبشواهد ذات‬ ‫مصداقية أكاديمية‪ .‬المصالح االستراتيجية‬ ‫إلسرائيل تقتضي تقسيم الشرق األوسط من‬ ‫جديد نتيجة الحروب العربية المفتعلة من‬ ‫الغرب لصالح اإليديلوجية الصهيونية‪ .‬مزِّقـتْ‬ ‫الجغرافية العربية بدءا بتقسيم السودان إلى‬

‫دولتين‪ .‬لنستوضح التاريخ قراءة واستقراءا‪.‬‬ ‫عندما تهاوت الدولة العثمانية‪ ،‬وعلى إثر ذلك‬ ‫جاء تقسيم الشرق األوس��ط العربي بموجب‬ ‫اتفاقية سايكس‪ -‬بيكو السرية بتاريخ ‪1916‬‬ ‫للميالد بين فرنسا وبريطانيا مع روسيا‬ ‫القيصرية‪ .‬بموجبها حصلت فرنسا على لبنان‬ ‫وسوريا ومنطقة الموصل في العراق‪ ،‬وأخذت من‬ ‫الكعكة بريطانيا بالد الشام الجنوبي والبصرة‬ ‫وبغداد والخليج العربي‪ِّ .‬‬ ‫قطعتْ وجزِّئتْ‬ ‫الخريطة العربية إلى دويالت ‪.‬‬ ‫الحرب اإللكترونية وجرائم التجســـس‬ ‫واختراق الخصوصية لألسرار العسكرية الغربية‬ ‫والشرقية التي ترصد دبَّة النملة من سماء‬ ‫«الستراتوسفير»‪ ،‬لم تستطع كشف االنقالب‬ ‫العسكري في تركيا األطلسية ! يا للعجب ؟ ْ‬ ‫إن‬ ‫كان االنقالب العسكري الفاشل في تركيا ال قدر‬ ‫اهلل قد نجح‪ ،‬ماذا كان سيكون مصير الشرق‬ ‫األوسط‪ْ ،‬‬ ‫إن لم يكن التمزيق والتقطيع إربا إربا‪.‬‬ ‫ناهيك عن مصير الالجئين السوريين واألحرار‬ ‫المهاجرين المصريين‪ ،‬بعد تصفية الرئيس‬ ‫الطيب أردوكان ؟ إال الزج بالديمقراطيين في‬ ‫المعتقالت‪ .‬وتأسيس محاكم عسكرية لتنفيذ‬ ‫اإلعدامات لرمي جثامينها بمطامر مجهولة‪.‬‬ ‫اجمعت توائم العسكر المنقلبين في تركيا‬ ‫بإيديلوجيتهم مع االنقالب العسكري في مصر‬ ‫والنظام العسكري السوري‪ ،‬فاالستبداد ملة‬ ‫واح��دة‪ .‬ثمَّ إع�لان حالة الطوارئ «األبدية»‬ ‫وحل البرلمان وإلغاء الدستور ومصادرة الحريات‬ ‫العامة بإنشاء نظام استبدادي ديكتاتوري موالي‬ ‫إلسرائيل من أجل االعتراف بشرعنتهم ‪،‬و قبل‬ ‫ذل��ك االنسحاب من المنظمات اإلسالمية‪،‬‬ ‫باسم محاربة « اإلرهاب»‪ .‬أما المحاكم المدنية‬ ‫الصورية أبجديتها ‪:‬اإلعدام‪ ،‬بالجملة و«رحمة»‬ ‫منها بالمؤبد لمن تفوَّه بفيه في منامه بلفظة‪:‬‬ ‫«حُ – رِّ‪ -‬يَ – ٌة»‪. ...‬تركيا «بإسالمها –‬ ‫السياسي» وهو سبب نهضتها وهو أيضا سبب‬ ‫محنتها ‪...‬لقول رسول الرحمة المهداة ‪ :‬يوشك‬ ‫أن تداعى عليكم األمم من ّ‬ ‫ْ‬ ‫كل أفق كما تتداعى‬ ‫األكلة إلى قصعتها (حديث صححه األلباني)‪....‬‬ ‫سوف تدِبُّ الروح في مجاييل اإلنسان العربي‬ ‫من جينة األمير بن عبد الكريم وسعد زغلول‬ ‫وعمر المختار واألم��ي��ر عبد ال��ق��ادر إلفشال‬ ‫المشروع الصهيوني « للتقسيم »‪ ،‬بل للوحدة‪،‬‬ ‫بإذن اهلل تعالى ‪...‬‬

‫‪ 24‬تصميما للتهيئة بإقليمي العرائش ووزان تمت‬ ‫برمجتها للمصادقة عليها قبل متم السنة الحالية‬

‫من خالل البرنامج الذي أعدته الوكالة‬ ‫الحضرية للعرائش‪ ،‬والذي يشتمل على ‪24‬‬ ‫تصميما‪ ،‬وستقوم بدراسته والمصادقة‬ ‫عليه قبل متم سنة ‪ ،2016‬نستنتج مدى‬ ‫أهتمام البرنامج بالعالم القروي ‪ ،‬ذلك أن‬ ‫البرنامج يهتم إلى جانب تأهيل المجالت‬ ‫الحضرية بإقليمي العرائش ووزان‪ ،‬يهتم‬ ‫أيضا بتأهيل المجال القروي‪ ،‬واإلرتقاء به إلى‬ ‫مستويات عمرانية ومجالية تليق بالمنطقة‪،‬‬ ‫والمساهمة في التنمية االقتصادية المحلية‪،‬‬ ‫ودع��م المشاريع واالستثمارات في مجال‬ ‫البناء والعمران‪ ،‬واالهتمام بالتنمية القروية‪.‬‬ ‫كما يهدف البرنامج إلى المساهمة في‬ ‫وضع أسس التنمية الترابية الشاملة ‪،‬من‬ ‫خ�لال ضبط تخطيط المدن وضواحيها‬ ‫‪،‬وتأطير التطور العمراني‪ ،‬ومواكبة وتيرة‬

‫النمو الحضري والديموغرافي ‪ ،‬وكذا الرقي‬ ‫بالمراكز القروية الناشئة‪ ،‬واستكمال الجهود‬ ‫المبذولة في ميدان التغطية بوثائق التعمير‪.‬‬ ‫وهكذا ستتم المصادقة بالنسبة إلقليم‬ ‫العرائش‪ ،‬على تصميمين للتهيئة يهمان‬ ‫مدينة القصر الكبير وجماعة السواكن‪،‬‬ ‫وتصميمين لتنمية التكتالت العمرانية‬ ‫بجماعة سوق القلة وجماعة م��والي عبد‬ ‫السالم بإقليم العرائش ‪ .‬على مستوى إقليم‬ ‫وزان تمت برمجة ثمانية تصاميم للتهيئة‬ ‫بكل من مدن وزان وجماعات مقريصات‬ ‫وزوم��ي وبريكشة والمجاعرة‪ ،‬وبني قلة‬ ‫وام��زف��رون وأسجن‪ ،‬وتصميمين لتنمية‬ ‫التكتالت العمرانية بكل من جماعة قلعة‬ ‫بوقرة وجماعة تروال (إقليم وزان)‪ .‬كما أن‬ ‫سبعة تصاميم ستحال خالل السنة الجارية‬

‫على مسطرة مداولة مجلس الوكالة والبحث‬ ‫العلني ‪،‬ويتعلق األمر بثالثة تصاميم تنمية‬ ‫التكتالت العمرانية بجماعات بني عروس‬ ‫وعياشة وبني جرفط (إقليم العرائش) ‪،‬‬ ‫وأربعة تصاميم تهم جماعات عين بيضاء‬ ‫وونانة والزغيرة وسيدي أحمد الشريف (إقليم‬ ‫وزان ) ‪.‬‬ ‫إضافة إلى إحالة تصاميم على مسطرة‬ ‫اللجنة التقنية المحلية والمشاورات ‪،‬ويتعلق‬ ‫األمر بتصميم واحد يندرج في إطار المخطط‬ ‫التوجيهي للتهيئة العمرانية لساحل‬ ‫العرائش ‪،‬ويخص بالتحديد مدينة العرائش‬ ‫وجماعتي الساحل والعوامرة ‪،‬وتصميمين‬ ‫للتهيئة يهمان جماعتي أوالد أوشيح وزوادة‬ ‫(إقليم العرائش) ‪.‬‬ ‫م‪.‬ح‬

‫قائد يدلي بمعلومات غير صحيحة تتسبب في حرمان ذوي‬ ‫الحقوق من حقهم في التعويض عن عقار جماعي‬ ‫توصلـت الجـــريــدة بشكــــايــة من‬ ‫عبدالسالم أقلعي النوينو‪ ،‬الساكن بدوار‬ ‫المنار جماعة البحراويين بطنجة‪ ،‬موجهة‬ ‫إلى والي جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬ضد‬ ‫قائد قيادة نوينويش بجماعة البحراويين‬ ‫بطنجة‪ ،‬يتهم فيها هذا األخير‪ ،‬بإدالئه‬ ‫بمعلومات وصفها بالكاذبة في حقه لدى‬ ‫السلطات المحلية‪ ،‬الشيء الذي ألحق به‬ ‫ضررا كبيرا‪ ،‬أدى إلى حرمانه من تعويضه‬ ‫عن العقار الجماعي‪ ،‬الكائن ب��دوار المنار‬ ‫بالجماعة ال��م��ذك��ورة‪ ،‬ال��ذي ت��م تفويته‬ ‫لفائدة مشروع استثماري‪ ،‬على غرار باقـــي‬ ‫المستفيـدين من ذوي الحقوق‪ .‬حيث إن‬

‫القائد السالف الذكر يدعي أن المشتكي لم‬ ‫يكن بين قاطني العقار الجماعي المسمى‬ ‫(عين الزيدي) الذي فوت إلحدى الشركات‬ ‫العقارية‪ ،‬والعقار الجماعي المسمى (جبل‬ ‫سرسر) المفوت إلنجاز مشروع سياحي من‬ ‫طرف شركة تمويل خليجية‪ .‬على الرغم من‬ ‫أنه ‪ -‬حسب الشكاية ‪ -‬يتوفر على شهادة‬ ‫نائب الجماعة الساللية لمدشر المنار تفيد‬ ‫أنه من سكان العقار الجماعي‪ .‬وقد سبق‬ ‫للقائد السابق أن وافق على تعويضه‪ ،‬كما‬ ‫سبق وأن جالس المشتكي بعامل إقليم‬ ‫الفحص يوم ‪ 30‬مارس ‪ ،2016‬الذي واعده‬ ‫هو اآلخ��ر بحل ه��ذا المشكل‪ ،‬عن طريق‬

‫تعويضه باالستفادة‪ ،‬إال أنه ولحد اآلن لم‬ ‫يتم تعويضه وأبناءه‪ ،‬كما ينفي المشتكي‬ ‫نفيا قاطعا امتالكه لمقهى كما يدعي قائد‬ ‫نوينويش‪ ،‬مبرزا أن سكنه الخاص هو ملك‬ ‫للورثة‪ ،‬وحالته األضعف مقارنة مع باقي‬ ‫المستفيدين‪.‬‬ ‫لدى يطلب من والي الجهة‪ ،‬فتح تحقيق‬ ‫في هذه القضيــة‪ ،‬واتخاذ المتعين قصد‬ ‫إنصافه مما لحقـه وأبنـــاءه من تعسف ‪-‬‬ ‫حسـب قولــه ‪ -‬بحرمانه من االستفادة من‬ ‫التعويض‪ ،‬من طرف القائد المذكور‪ ،‬بناء‬ ‫على معلومات غير صحيحة‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫ال ديمقراطية بدون أحزاب سياسية‬ ‫األحزاب السياسية الدينية وتأثيرها على المشهد السياسي في العالم‬ ‫الغربي‪.‬‬ ‫كان تأثير الكنائس والفرق الدينية في الساحة السياسية األوروبية‬ ‫كبيرا‪ ،‬ففي سنة ‪ 1897‬قامت فئة من البروتيستانت المتزمتين بإنشاء حزب‬ ‫تحت إسم (المسيحيين التاريخيين)‪ ،‬وذلك احتجاجا على تعاون الكاثوليك‬ ‫والمناوئين للثورة‪ ،‬ودخلت منظمات كاثوليكية في أحزاب سياسية‪ ،‬إن لم نقل‬ ‫حتى «اإلكليروس» بالذات مباشرة في خلق األحزاب المسيحية اليمينية سنة‬ ‫‪ ،1914‬وساهمت في ظهور األحزاب الديمقراطية المسيحية في أوروبا بصفة‬ ‫عامة‪ ،‬ففي بلجيكا ساهم تدخل السلطة الدينية فيينمو الحزب المحافظ‬ ‫الكاتوليكي‪ ،‬وعمل « اإلكليريوس» على خلق (اللجان المدرسية الكاثوليكية) ‪،‬‬ ‫لمقاومة ما عرف آنذاك ب «قوانين البؤس» الصادرة سنة ‪ 1879‬حول التعليم‬ ‫العلماني لحماية التعليم الديني‪ ،‬شمل كافة التراب البلجيكي‪ ،‬وعملت هذه‬ ‫اللجان على سحب كل األطفال من المدارس الرسمية‪ ،‬وعملت على زيادة‬ ‫المدارس الحرة‪.‬‬ ‫وفي سنة ‪ 1884‬تحولت هذه اللجان إلى فروع محلية للحزب الكاثوليكي‪،‬‬ ‫الذي أصبح من أقوى األحزاب تنظيما في أوروبا‪.‬‬ ‫إال أنه وفي سنة ‪ 1945‬بدأ تأثير الكنيسة يتضاءل فيما يخص خلق‬ ‫األحزاب الديمقراطية المسيحية‪ ،‬ففي فرنسا مثال لم تتخذ السلطات اإلكلركية‬ ‫أي مبادرة بهذا الصدد ‪ ،‬بل اكتفت بدور المساعد للجمعيات الكاثوليكية‬ ‫للشبيبة الفرنسية وفروعها المختلفة المتخصصة ك (الشبيبة العاملة‬ ‫المسيحية‪ ،‬والشبيبة الطالبية المسيحية‪ ،‬والشبيبة الزراعية المسيحية)‪ ،‬وإن‬ ‫لم تكن تتدخل هذه الجمعيات كمؤسسة‪ ،‬فإنها قدمت الكوادر والمناضلين‬ ‫من الحزب‪ ،‬سواء على الصعيد الوطني‪ ،‬أو على المستويات المحلية‪ .‬وقد لعب‬ ‫حزب العمل الكاثوليكي‪ ،‬دورا مشابها‪ ،‬ولكن تدخل اإلكليروس كان مباشرا‬ ‫في الغالب‪ ،‬كما كان الحال في ألمانيا‪.‬‬ ‫إلى جانب النقابات والجمعيات الثقافية والكنائس‪ ،‬يجب أن نذكر في‬ ‫هذا الصدد جمعيات قدماء المحاربين على أنها تنظيمات خارجية‪ ،‬كانت قادرة‬ ‫على خلق األحزاب‪ ،‬حيث كان دورها كبيرا عقب الحرب العالمية األولى سنة‬ ‫‪ ،1914‬في خلق األحزاب الفاشية أو الشبيهة بها‪ ،‬وتأثير قدامى ‪CORPS‬‬ ‫‪ FRANCS‬من البلطيق في نشأة الوطنيين اإلشتراكيين‪ ،‬وتأثير المحاربين‬ ‫اإليطاليين في قيام الفاشية‪ ،‬وهناك ظاهرة كانت أكثر وضوحا حصلت في‬ ‫فرنسا سنة ‪ ،1936‬حيث تحولت جمعية قدماء المحاربين لما كان يسمى‬ ‫(الصلبان النارية) إلى حزب سياسي خالص أطلق عليه اسم (الحزب االجتماعي‬ ‫الفرنسي)‪ ،‬وخالل مسيرته فقد جزئيا تكتل رفاق الحزب القدامى‪ ،‬ليرتدي‬ ‫لباس التحالف بالمعنى المقصود في قاموس السياسة الفرنسية‪ .‬فالتحالفات‬ ‫كاألحزاب هي منظمات تتآلف لغاية سياسية‪ ،‬خالفا لبقية التنظيمات الخارجية‬ ‫سابقا‪ ،‬ولكنها ال تستعمل الوسائل نفسها لتصل إلى غايتها‪ .‬فاألحزاب‬ ‫تعمل دائما على الصعيد االنتخابي والنيابي بشكل عام‪ ،‬إن لم يكن بشكل‬ ‫حصري‪ ،‬بالعكس من ذلك التقدم التكثالت مرشحين لإلنتخابات‪ ،‬وال تسعى‬ ‫لتكثل النواب‪ ،‬بل كانت فقط أجهزة للدعاية وإلثارة اإلضطرابات‪ ،‬والتحالفات‬ ‫بطبيعتها كانت ضد البرلمانية‪ ،‬فهي ترفض أن تلعب اللعبة الديمقراطية‪،‬‬ ‫بخالف األحزاب الفاشية والشيوعية‪ ،‬التي وإن كانت في عقيدتها ضد البرلمان‪،‬‬ ‫لكنها تستخدمه لالستالء على السلطة‪.‬‬ ‫وظاهرة األحالف‪ ،‬أو التحالفات كما يراها الباحثون في الميدان السياسي‪،‬‬ ‫تترجم أسلوبا سياسيا بدائيا‪ ،‬فاستعمال األساليب االنتخابية والبرلمانية‪ ،‬أكثر‬ ‫فعالية في الديمقراطية لتحطيم النظام‪ ،‬من الداخل بدال من العمل خارجه‪،‬‬ ‫فتطور األحالف الطبيعي هو أن تتحول إلى أحزاب متطرفة‪ ،‬وفي الواقع كانت‬ ‫لبعض هذه األخيرة‪ ،‬صفة التحالفات قبل أن تتحول إلى أحزاب حقة‪ ،‬منها‬ ‫الحزب الفاشي اإليطالي‪.‬‬ ‫أما نمودج تأثير التحالفات في تكوين األحزاب يمكن أن نورد تأثير‬ ‫الجمعيات السرية‪ ،‬والتكثالت الممنوعة‪ ،‬واألمر في كال الحالين يتعلق‬ ‫بمنظمات ذات هدف سياسي‪ ،‬وهي جميعها ال تعمل على الصعيد االنتخابي‬ ‫والبرلماني‪ ،‬فاألولى ال تريد أن تعمل‪ ،‬والثانية ال تسطيع العمل‪ ،‬نظرا إلى‬ ‫كونها موضوعة تحت طائلة المنع القانوني‪.‬‬ ‫وقد حاولت في سنة ‪ 1945‬حركات المقاومة في العديد من الدول التي‬ ‫كانت محتلة في السابق أن تنقلب إلى أحزاب سياسية‪ ،‬من دون أن توفق‬ ‫إجماال‪ ،‬ولكن الحركة الجمهورية الشعبية في فرنسا‪ ،‬والحزب الديمقراطي‬ ‫المسيحي في إيطاليا‪ ،‬يمكن اعتبارهما إلى حد كبير منبثقين من منظمات‬ ‫ممنوعة قديما‪ ،‬والحزب الشيوعي في اإلتحاد السوفياتي له المنشأ ذاته‪ ،‬حيث‬ ‫انتقل في سنة ‪ 1917‬من الالشرعية إلى تسلم السلطة‪ ،‬محتفظا مع ذلك‬ ‫بالكثير من مميزات تنظيمه السابق( الذي دخل فيما بعد في كل األحزاب‬ ‫الشيوعية في العالم‪ ،‬حيث أعيد تنظيمها على نمط الحزب األول)‪ ،‬وأيضا يجب‬ ‫مالحظة تأثير والدة الحزب في بنيته النهائية‪ ،‬ففي حال الشيوعية كان من‬ ‫األصح أن يبقي الحزب على التنظيم السري ألن له مبرراته‪ ،‬وهو إمكانية‬ ‫العودة بسرعة إلى بنية التجمع السري في ظل اإلضطهادات التي يتعرض لها‬ ‫من طرف الحكومات‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪851‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬غ�شت ‪2016‬‬

‫الحج ‪ :‬آداب وأحكام‬

‫يقول الحق سبحانه وتعالى‪�( :‬إِنَّ �أَ َّو َل َب ْي ٍت ُو ِ�ض َع لِل َّن ِ‬ ‫ِني ‪ ،‬فِيهِ‬ ‫ار ًكا َوهُ ًدى ِل ْل َع مَال َ‬ ‫ا�س َل َّلذِي ِب َب َّك َة ُم َب َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫اً‬ ‫ات َب ِّي َن ٌ‬ ‫آ� َي ٌ‬ ‫ات َم َق ُام �إِ ْب َراهِ ي َم َو َمنْ َد َخ َلهُ َكانَ �آمِ ًنا َو ِل َّلهِ َع َلى ال َّن ِ‬ ‫اع �إِل ْيهِ َ�سبِيل َو َمنْ‬ ‫ا�ستَط َ‬ ‫ا�س حِ ُّج ال َب ْي ِت َمنِ ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫مَ‬ ‫هَ‬ ‫ِني ) سورة آل عمران‪ :‬اآلية ‪ 96‬ـ ‪.97‬‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫ِي‬ ‫ن‬ ‫غ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫نِ‬ ‫َك َف َر َف�إِنَّ‬ ‫َ‬ ‫ٌّ َ‬ ‫َ‬ ‫إن الدين اإلسالمي دين اجتماعي يدعو أتباعه دائما إلى التعارف والتساند والمحبة والتعاون‪،‬‬ ‫ويتوسل إلى ذلك بوسائل شريفة منها ترغيبهم في االجتماع خمس مرات كل يوم وليلة وذلك في‬ ‫الصلوات الخمس‪ ،‬ومنها إلزامهم باجتماع أوسع من هذا كل أسبوع مرة وذلك في صالة الجمعة‪ ،‬ومنها‬ ‫دعوتهم إلى اجتماع أعم وأتم من هذا وذاك‪ ،‬وذاك في عيد الفطر وعيد األضحى من كل سنة‪ ،‬ومنها‬ ‫حثهم على اجتماع عالمي عام أظهر وأبهر من كل تلك االجتماعات السابقة‪ ،‬وذلك في الحج‪ ،‬حيث نادى‬ ‫اهلل سبحانه وتعالى في الناس أن هلموا إلى أشرف بقعة من بقاع األرض لتجتمعوا في صعيد واحد‪،‬‬ ‫على عبادة رب واحد‪ ،‬في مظهر من مظاهر اإلسالم واحد‪ ،‬حتى يكون ذلك أبلغ في تعارفكم‪ ،‬وأعون‬ ‫على تساندكم‪ ،‬وأدعى إلى تقوية الروابط بين أممكم‪ ،‬وحتى تعلموا من طريق العمل كما علمتم من‬ ‫طريق النظر أنكم إخوة زالت من بينكم الفوارق الجنسية واإلقليمية‪ ،‬وآخى بينكم اإلسالم واإليمان‪،‬‬ ‫وإن باعدت بينكم األمكنة واألزمان‪ ،‬وهنالك تتهيأ لكم الفرصة فتتحدثون فيما ينهضكم وتتفاوضون‬ ‫فيما يرفع من شأنكم‪ ،‬وتتعاقدون على األخذ بناصر مظلومكم‪ ،‬وتقفون جبهة واحدة في وجه ظالمكم‪،‬‬ ‫فيكون لكم شأن أي شأن‪ ،‬وسلطان ياله من‬ ‫سلطان‪.‬‬ ‫وفي الحج يقوم اإلنسان وزمالؤه الحجاج‬ ‫من مختلف بقاع المعمور بتمثيل رواية‬ ‫مؤثرة ذات فصول رائعة فيها يتذكر اإلنسان‬ ‫مستقبله الخالد من يوم مرقده إلى يوم‬ ‫مبعثه‪ ،‬يوم يحشر الخلق في صعيد واحد حفاة‬ ‫عراة‪ ،‬يوم ال تملك نفس لنفس شيئا واألمر‬ ‫يومئذ هلل‪ ،‬فالحاج يخرج من بيته ويترك ماله‬ ‫وأهله وأحباءه‪ ،‬ويعيش بعيدا عن عاداته‬ ‫ومألوفاته متجردا من كل لباس وزينة إال‬ ‫لباسا أشبه بالكفن‪ ،‬كاشفا رأسه مبقيا شعره‬ ‫وظفره‪ ،‬معرضا عن ترف الحياة وحياة الترف‪،‬‬ ‫ثم يقف جميع الحجيج على هذه الحال شعثا‬ ‫غبرا فوق جبل أجرد في يوم واحد وهم بين‬ ‫باك من ذنبه ضارع إلى ربه يخافون ال يدرون‬ ‫هل يقبلهم اهلل فيكون سعيهم مشكورا أو‬ ‫يرد عليهم حجهم فيكون مجهودهم هباء‬ ‫منثورا‪ ،‬أليست هذه هي رواية اآلخرة‪ ،‬وفي كل‬ ‫فصل من فصولها درس بالغ به يسهل قياد‬ ‫النفس الجامحة حتى تعود من الحج طاهرة‬ ‫نقية كيوم ولدتها أمها‪ ،‬إن في ذلك لذكرى‬ ‫لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد‪،‬‬ ‫وفي الحج فائدة ثالثة‪ ،‬وهي تموين تلك الجيوش الحاشدة في قلعة اإلسالم األولى بلد اهلل الحرام الذي‬ ‫منه طلعت شمس اإلسالم وفيه ولد وبعث النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وذلك بما ينفقه الحجاج هنالك‬ ‫من صدقات ونذور وهدايا وأفدية وأجور وأثمان‪ ،‬أضف إلى ما سبق أن الحج يدرب اإلنسان على خشونة‬ ‫السفر ويملي عليه درسا من حياة االجتماع وواجبات الصحبة والعشرة‪ ،‬ويجعل كل حاج سفيرا لبلده ‪،‬‬ ‫ممثال لمدينته وإخوانه من عشيرتهّ‪ ،‬مما يوجب عليه تمثيل أهله وبلده أحسن تمثيل في تصرفاته‬ ‫ِال ِّج َي�أْ ُت َ‬ ‫ا�س ب حْ َ‬ ‫وك رِ َج اًال‬ ‫وتعامالته وأخالقه‪ ،‬قال تعالى مشيرا إلى تلك الحكم وأشباهها‪َ ( :‬و�أَ ِّذ ْن يِف ال َّن ِ‬ ‫ات َع َلى‬ ‫وم ٍ‬ ‫َو َع َلى ُك ِّل َ�ضامِ رٍ َي�أْت َ‬ ‫ِني مِ نْ ُك ِّل َف ٍّج َعمِ ٍ‬ ‫ا�س َم ال َّلهِ يِف �أَ َّي ٍام َم ْع ُل َ‬ ‫يق ِل َي ْ�ش َه ُدوا َم َناف َِع َل ُه ْم َو َي ْذ ُك ُروا ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ورهُ ْم‬ ‫َما َرزَ َق ُه ْم مِ نْ َب ِه َيمةِ ْ أ‬ ‫ِ�س الف ِق َ‬ ‫ري‪ ،‬ث َّم ل َيق ُ�ضوا َتفث ُه ْم َول ُيوفوا ُنذ َ‬ ‫ال ْن َع ِام‪،‬ف ُكلوا مِ ْن َها َو�أطع ُِموا ال َبائ َ‬ ‫ِيق) سورة الج‪ ،‬اآليات‪ 27 :‬ـ ‪ 28‬ـ ‪. 29.‬‬ ‫َو ْل َي َّط َّو ُفوا بِا ْل َب ْي ِت ا ْل َعت ِ‬ ‫ولما كان اإلسالم دين الدليل واإلقناع شرح اهلل السر في اختيار البيت الحرام دون غيره ليكون‬ ‫موضعا النعقاد هذا المؤتمر العام ‪ ،‬ومشعرا ألداء ذلك الفرض الهام فقال سبحانه‪( :‬إِ َّن أَو َ‬ ‫َّل بَيْتٍ‬ ‫َّاس ََّلذِي ِب َّ‬ ‫بَك َة) أي مكة المكرمة سميت بذلك من البك وهو االزدحام والقهر ألنها تزدحم‬ ‫وُضِعَ لِلن ِ‬ ‫بالحجيج ويقهر اهلل كل من أرادها بسوء‪ ،‬وقد اجتمعت في البيت الحرام مزايا ال تحصى ومآثر ال‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫تستقصى‪ ،‬منها أنه أول مكان أعده اهلل لعبادته على وجه األرض وقد جاء في الصحيحين أنه وجد قبل‬ ‫بيت المقدس بأربعين سنة ومنها أنه مبارك‪ ،‬أي عظيم النفع لمن قصده كثير الفائدة لمن زاره‪ ،‬ومن‬ ‫بركاته أن صالة واحدة فيه تفضل مائة ألف صالة فيما سواه‪ ،‬ومنها أنه هداية لرب العالمين من عهد‬ ‫إبراهيم وإسماعيل‪ ،‬بل ومن قبل ذلك العهد الكريم إلى يوم الناس هذا‪ ،‬فهو المتعبد األول القديم‬ ‫الذي اهتدى به السلف الصالح واسترشد به الخلف الالحق‪ ،‬ومنها أن فيه أيات بينات أي دالئل واضحات‬ ‫ناطقة بعظم قدرة اهلل وإبداعه‪ ،‬فيه مقام إبراهيم وهو حجر صلد كان يقوم عليه عند بنائه الكعبة‪،‬‬ ‫أالنه اهلل تعالى له حتى غاصت فيه قدماه إلى الكعبين‪ ،‬أليس ذلك آية من آيات القدرة اإللهية؟ ثم‬ ‫أليس حفظ هذا األثر إلى اليوم آية أخرى‪ ،‬وإال فأين نحن اآلن من عهد إبراهيم وإسماعيل‪ ،‬إنها قرون‬ ‫وأجيال ثم قرون وأجيال أماتت المآثر وطمست اآلثار‪ .‬ومن المزايا التي خص اهلل بها هذا المقام أن‬ ‫من دخله كان آمنا‪ ،‬ثبت له ذلك األمان من قديم الزمان‪ ،‬فكان الرجل يجترم الجريمة فيلتجئ إلى‬ ‫الحرم فال يطلب حتى يخرج منه‪ ،‬وفي ذلك ترغيب للخلق أن يؤموا تلك البقعة وهم آمنون ‪ ،‬وقد ورد‬ ‫في تفسير هذه اآلية ‪ :‬ومن دخله معظما له متقربا بذلك إلى اهلل تعالى كان آمنا من العذاب يوم‬ ‫القيامة‪.‬‬ ‫فإذا كان الحج مؤتمرا عالميا ألبناء اإلسالم‬ ‫فيجب على المسلمين أن يعطوا لآلخر صورة‬ ‫مشرقة عن اإلسالم وأهله‪ ،‬في نظافتهم‬ ‫ونظامهم وتسامحهم وتعاونهم وتعاطفهم‪،‬‬ ‫حتى يكونوا أهال لما وصفهم به نبي الهدى‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم حين قال‪« :‬مثل‬ ‫المومنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم‬ ‫مثل الجسد الواحد‪ ،‬إذا اشتكى منه عضو‬ ‫تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»‪،‬‬ ‫فالحج عبادة يمتحن اهلل سبحانه وتعالى‬ ‫فيها المسلمين في أخالقهم وتعاملهم‬ ‫وتضامنهم فيما بينهم‪ ،‬إذ ليس الحج أركانا‬ ‫ومناسك فحسب‪ ،‬بل هو أخالق ومعاملة‬ ‫وحسن سلوك‪ ،‬لهذا قال سبحانه وتعالى‪:‬‬ ‫حْ َ‬ ‫ات َف َمنْ َف َر َ‬ ‫وم ٌ‬ ‫ِيهنَّ‬ ‫�ض ف ِ‬ ‫(ال ُّج �أَ ْ�ش ُه ٌر َم ْع ُل َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫حْ‬ ‫َ‬ ‫حْ َ‬ ‫اَ‬ ‫اَ‬ ‫اَ‬ ‫وق َول جِ َدال يِف ال ِّج‬ ‫ال َّج فل َرفث َول ف ُ�س َ‬ ‫َو َما َت ْف َع ُلوا مِ نْ َخيرْ ٍ َي ْع َل ْمهُ ال َّلهُ َوتَزَ َّودُ وا َف�ِنَّإ‬ ‫ول ْ أَ‬ ‫اب)‬ ‫ال ْل َب ِ‬ ‫َخيرْ َ الزَّ ادِ ال َّت ْق َوى َوا َّت ُقونِ َيا �أُ يِ‬ ‫سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪. 197‬ففي الحج تلتقي‬ ‫أمم مختلفة وتتعايش عادات متباعدة وطباع‬ ‫متناقضة‪ ،‬وتجتمع ماليين البشر في بقعة‬ ‫محددة وفي زمن معين وقد غادر الكل أهله‬ ‫وابتعد عن أحبته‪ ،‬فضاقت نفسه واشتاق‬ ‫لبلده‪ ،‬فيحصل االكتظاظ والتدافع‪ ،‬ويضطر اإلنسان إلى االنتظار ويحتاج إلى الصبر‪ ،‬وهنا تظهر أخالق‬ ‫المسلم ويتجلى حلمه وقدرته على تطبيق تعاليم اإلسالم وأسسه‪ ،‬فكيف يمكن أن نتصور حاجا وفقه‬ ‫اهلل ألداء هذه الفريضة‪ ،‬ومهد له السبل لها فيفسد حجه بالتدافع والتسابق على أتفه األشياء‪ ،‬بل‬ ‫وبتبادل السب والشتم ـ والضرب أحيانا ـ في أطهر البقع وأزكاها‪ ،‬وأية صورة يعطيها هذا الحاج عن‬ ‫دينه وعن بلده‪ ،‬وعن أهله وعشيرته‪.‬‬ ‫فاعلم أخي الحاج يامن وفقه اهلل ويسر له السبل لحج بيته وزيارة نبيه‪ ،‬أنك قد ال تتمكن من زيارة‬ ‫تلك األماكن المقدسة مرة أخرى‪ ،‬وأنك ستفسد حجك وزيارتك بسوء أخالقك ومعامالتك‪ ،‬وأن الذنب‬ ‫يعظم بعظم الزمان والمكان‪ ،‬فكيف وأنت في أطهر األماكن وأقدسها‪ ،‬وفي أعظم األزمنة وأجلها‪،‬‬ ‫وفي عبادة فرضها اهلل عليك مرة في العمر‪ ،‬فالتزم األخالق الحسنة في كل المواقف‪ ،‬وتحلى بالحلم‬ ‫والصبر في كل الحاالت‪ ،‬واحرص على نظافة لباسك ومكانك‪ ،‬وال تؤذ غيرك بأزبالك وفظالتك‪ ،‬وال بما‬ ‫ابتالك اهلل به من أمراض‪ ،‬وانصح غيرك بما تربيت عليه من حسن الخلق‪ ،‬وعلم غيرك مما علمك اهلل‪،‬‬ ‫وساعد الضعيف والمحتاج‪ ،‬واعلم بأنك تمثل أخالق ومعامالت اإلسالم أمام أهل الديانات األخرى الذين‬ ‫يتتبعون هذا اللقاء اإلسالمي الكبير‪ ،‬وتعطي صورة عن بلدك لباقي أبناء دول اإلسالم‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫التقنية المادية والتقنية األخالقية والتقنية اإليمانية‬

‫إن األبحاث العلمية المعاصرة‪ ،‬تعدّ من أبجديات العالقة التي تربط اإلنسان بالكون الفسيح الذي‬ ‫ينتمي إليه‪ ،‬ويعد هذا العالم ثورة عقالنية مستمرّة تمس كل عناصر الوجود‪ ،‬انطالقا من العالم الالمتناهي‬ ‫«و َما َي ْعزُ ُب َعن َّرب َِك مِ ن مِ ْث َقالِ‬ ‫في الصغر‪ ،‬مصدا ًقا لقول رب العالمين سبحانه وتعالى في محكم تنزيله َ‬ ‫ال�س َم�آءِ َولآ �أَ ْ�ص َغ َر مِ ن َذلِك» [يونس ‪ .]61‬إلى العالم الالمتناهي في الكبر (ما‬ ‫َذ َّر ٍة فِى الأَ ْر ِ‬ ‫�ض َوال فِى َّ‬ ‫هو أكبر من المجرات ومجموعة المجرات (‪ ،)Galaxies‬مصداقا لقول رب العالمين‪�« :‬أَ َف َل ْم َي ُ‬ ‫نظ ُرو�آ �إ َلى‬ ‫وج» (ق ‪ )6‬ولكي يكون للعلم دور طالئعي في حياة‬ ‫َّ‬ ‫ال�س َم�آءِ َف ْو َق ُه ْم َك ْي َف َب َن ْي َناهَ ا َوزَ َّي َّناهَ ا َو َما َل َها مِ ن ُف ُر ٍ‬ ‫اإلنسان ـ البد أن تترجم أعماله إلى حقائق ملموسة‪ ،‬تتغلغل في بنيان المجتمع‪ ،‬وتهذب فعاليته وتصبح‬ ‫نفعًا مؤثرًا في مناهج الحياة‪ ،‬ألن ميراث األمم من المعارف العلمية يشكل الرافد األساسي للتخطيطات‬ ‫المستقبلية‪.‬‬ ‫عندما نزلت اآلية الكريمة األولى (ا ْق ْ‬ ‫رَأ) على معلم البشرية سيدنا محمد ـ عليه أفضل الصالة وأزكى‬ ‫التسليم ـ أعطت لإلنسان نفسًا جديدًا‪ ،‬ومعنى راقيًا لمفهوم اإلنسان‪ ،‬فكان السمع والبصر والعقل لقول‬ ‫�ص َوا ْل ُف�ؤ َ​َاد ُك ُّل ُ�أ ْو َلئ َِك َكانَ َعنْهُ َم ْ�س�ؤُو ًال»‬ ‫رب العالمين‪َ :‬‬ ‫ال�س ْم َع َوا ْل َب رَ َ‬ ‫«وال َت ْق ُف َما َل ْي َ�س َل َك بِهِ عِ ْل ٌم � َّإن َّ‬ ‫[اإلسراء ‪ .]36‬ومن هنا‪ ،‬إن العلوم وإن كانت نابعة من مصدر واحد فإن لها موجهتين اثنتين‪:‬‬ ‫األولى‪ :‬المتجهة المادية الصرفية‪ ،‬والتي تعتمد على المشاهدة ثم االختبار‪ ،‬وبعدها دراسة النتائج‬ ‫وإعداد االختبار بشتّى المناهج الممكنة‪ ،‬وذلك من أجل بناء نظريات وآراء جديدة‪.‬‬ ‫الثانية‪ :‬منهجية تعتمد على إخضاع المتجهة األولى لقانون كوني يأخذ ويستمد قوته كلها من تعاليم‬ ‫خالق هذا الكون‪ ،‬فيخشى العالم ربه‪ ،‬كما يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم‪ �« :‬مَّ َ‬ ‫إنا َي ْخ َ�شى ال َّلهَ مِ نْ‬ ‫عِ َبادِ ِه ال ُع َل َماء» (فاطر ـ ‪ ،)28‬فينتج عن ذلك الراحة النفسية‪ ،‬فيستقيم في أعماله ويؤمن في قرارة نفسه‬ ‫بالمسؤولية الملقاة على عاتقه‪ ،‬األمر الذي يدفعه إلى القيام ببحث دقيق لكل لوحات الطريق المؤدية إلى‬

‫الحقيقة‪ ،‬والوقوف عند كل ظاهرة أو عالقة ترشده إلى معالم الطريق‪.‬‬ ‫الباحث المؤمن مطالب اليوم وأكثر من أي وقت مضى‪ ،‬بوضع استراتيجية عقالنية إيمانية لجملة‬ ‫المصطلحات المعرفية‪ ،‬تكون شفافة الطرح‪ ،‬واضحة المعالم‪ ،‬وذات تطبيقات إنسانية داخل النسق المعرفي‬ ‫وسيرورة األحداث‪.‬‬ ‫إذا كان مفتاح المعرفة هو التدبر والتأمل فيما خلق اهلل‪ ،‬والتفكير في النتائج من أجل معرفة اهلل سبحانه‬ ‫وعبادته‪ ،‬فإننا بحاجة في وقتنا إلى شباب واعين بقضية أمّتهم اإلسالمية لتقديم الحل الجذري للمشكالت‬ ‫التي يتخبط فيها إنسان القرن ‪( 21‬استئجار األرحام‪ ،‬الموت الرحيم‪ ،‬القنابل البيولوجية وأسلحة الدمار‬ ‫الشامل‪ ،‬التلوث البيئي واألخالقي واالجتماعي‪.)..‬‬ ‫في دولنا اإلسالمية نملك ـ والحمد هلل ـ مقومات اإلنتاج المعرفي والتقني‪ ،‬كما نملك موارد مادية‬ ‫هائلة‪ ،‬وقوى بشرية شابة ومتفتحة‪ ،‬ومؤسسات علمية متعددة االختصاصات‪ ،‬لكننا نفتقد في غالب األحيان‬ ‫ـ مع األسف ـ معرفة الكيفية التي يمكننا بها استثمار أنعم اهلل بالشكل العلمي الرصين‪.‬‬ ‫ومن أجل ذلك البد لنا من توليد رابطة تتحكم في دواليب االتصاالت بين عناصر المخلوقات الكونية‪:‬‬ ‫اإلنسان باإلنسان‪ ،‬واإلنسان بالمخلوقات الكونية‪ ،‬نكون بذلك قد ساهمنا في توليد محرك التقنية المادية‬ ‫والتقنية األخالقية اإليمانية‪ ،‬األمر الذي سيؤدي إلى خلق إنسان عصره‪ ،‬يحس بفضائه‪ ،‬وعلى دراية ـ ولو‬ ‫نسبية ـ بحركة عناصر هذا الكون‪ ،‬يستطيع تحمل األمانة التي أوكلها له رب العزة والجبروت‪ ،‬ويكون في‬ ‫مستوى المناجاة مع خالق هذا الكون‪.‬‬


‫العدد ‪851‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬غ�شت ‪2016‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬

‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache7@hotmail.com‬‬

‫‪ 10‬ـ مقتطفات من كتاب «المستطرف في كل فن مستظرف»‬ ‫الكتاب من تأليف الشيخ شهاب الدين أبوالفتح محمد بن أحمد األبشيهي‪ ،‬نسبة إلى قرية أبْشيه (أبْشَواي) من قرى الفيّوم‬ ‫المصرية‪ ،‬أقام بالمحلة ورحل إلى القاهرة ‪،‬درس الفقه والنحو وولي الخطابة ببلدته بعد وفاة والده ‪ ،‬توفي حوالي (‪ 850‬هـ‪1448/‬م)‪.‬‬ ‫وعن دواعي تأليف هذا الكتاب ومضامينه يقول األبشيهي في ديباجته‪:‬‬ ‫«‪...‬أما بعد فقد رأيت جماعة من ذوي الهمم جمعوا أشياء كثيرة من اآلداب والمواعظ والحكم وبسطوا مجلدات في التواريخ‬ ‫والنوادر واألخبار والحكايات واللطائف ورقائق األشعار وألفوا في ذلك كتبا كثيرة وتفرد كل منها بفرائد فوائد لم تكن في غيره‬ ‫من الكتب محصورة فاستخرت اهلل تعالى وجمعت من جموعها هذا المجموع اللطيف وجعلته مشتمال على كل فن ظريف وسميته‬ ‫«المستطرف في كل فن مستظرف» واستدللت فيه بآيات كثيرة من القرآن العظيم وأحاديث صحيحة من أحاديث النبي الكريم وطرزته‬ ‫بحكايات حسنة عن الصالحين األخيار ونقلت فيه كثيرا مما أودعه الزمخشري في كتابه ربيع األبرار وكثيرا مما نقله ابن عبد ربه في‬ ‫كتابه العقد الفريد ورجوت أن يجد مطالعه فيه كل ما يقصد ويريد‪ .‬وجمعت فيه لطائف وظرائف عديدة من منتخبات الكتب النفيسة‬ ‫المفيدة وأودعته من األحاديث النبوية واألمثال الشعرية واأللفاظ اللغوية والحكايات الجدية والنوادر الهزلية ومن الغرائب والدقائق‬ ‫واألشعار والرقائق ما تشنف بذكره األسماع وتقر برؤيته العيون ‪.‬وجعلته يشتمل على أربعة وثمانين بابا من أحسن الفنون متوجة‬ ‫بألفاظ كأنها الدر المكنون‪..‬‬ ‫وضمنته كل لطيفة ونظمته بكل ظريفة وقرنت األصول فيه بالفضول ورجوت أن يتيسر لي ما رمته من الوصول وجعلت أبوابه‬ ‫مقدمة وفصلتها في مواضعها مرتبة منظمة ليقصد الطالب إلى كل باب منها عند االحتياج إليه ويعرف مكانه باالستدالل عليه فيجد‬ ‫كل معنى في بابه إن شاء اهلل تعالى واهلل المسؤول في تيسير المطلوب وأن يلهم الناظر فيه ستر ما يراه من خلل وعيوب إنه على ما‬ ‫يشاء قدير وباإلجابة جدير ‪ ...‬واهلل سبحانه المهون للصعاب»‪.‬‬ ‫ولألبشيهي أيضا كتاب «تذكرة العارفين وتبصرة المستبصرين» وكتاب «أطواق األزهار على صدور األنهار» كما أنه شرع في‬ ‫تأليف كتاب «في صنعة الترسل والكتابة» لكنه لم يتممه‪.‬ورغم أن في لغته ضعف ‪،‬كما يؤكد بعض المصنفين كالزركلي مثال ‪ ،‬إالأن‬ ‫قوة خطابه ‪ -‬وهو المتمرس بفن الخطابة‪ -‬تغطي ذلك الضعف اللغوي‪ ،‬وتجلي العديد من نقط ضعف بني اإلنسان‪ ،‬وتصف للمرء‬ ‫العليل مقويات روحية تقوي إيمانه وتصفي قلبه وتشد أزره‪ .‬ونسأل العلي القديرأن يفرج عنا كربتنا ويهدينا سواء السبيل في هذا‬ ‫الشهر الفضيل‪.‬‬

‫يف البخل وال�شح وذكر البخالء و�أخبارهم وما جاء عنهم‬ ‫قال الشاعر‪:‬‬

‫إذا جئته في حاجـة سد بابـــه‬

‫فلم تلقــه إال وأنــــت كميـــن‬

‫وقال آخر‪:‬‬

‫لـه يــــوم نــــدى ويـــــــوم‬ ‫جنــــوده فعلــــى قـــحــــاب‬

‫يسل السيف فيـه من القـــراب‬ ‫سيـفــــــه فعــــلــى كــــالب‬

‫وقال آخر‪:‬‬

‫لو عـبـــر البحـــر بأمـواجــــه‬ ‫وكـفــــــه مملــوءة خــــرد ًال‬

‫فــي ليلـــة مظلمـــــة بـــاردة‬ ‫ما سقطـــت من كفـــه واحـدة‬

‫وقال آخر‪:‬‬

‫يا قـائمــا فــي داره قـاعــــدا‬ ‫قد مات أضيافك من جوعهـم‬

‫من غير معنى ال وال فائــــــدة‬ ‫فاقـرأ عليهـم سـورة المائــدة‬

‫ومن رؤساء أهل البخل‪:‬‬ ‫محمد بن الجهم وهو الذي قال‪« :‬وددت‬ ‫لو أن عشرة من الفقهاء وعشرة من الخطباء‬ ‫وعشرة من الشعراء وعشرة من األدباء تواطؤوا‬ ‫على ذمي واستسهلوا شتمي حتى ينتشر ذلك‬ ‫في اآلف��اق فال يمتد إلي أمل آمل وال يبسط‬ ‫نحوي رجاء راج»؛ وقال له أصحابه يوما‪« :‬إنا‬ ‫نخشى أن نقعد عندك فوق مقدار شهوتك‪،‬‬ ‫فلو جعلت لنا عالمة نعرف بها وقت استثقالك‬ ‫لمجالستنا»‪ ،‬فقال‪« :‬عالمة ذلك أن أقول يا غالم‬ ‫هات الغذاء»‪.‬‬ ‫وقال عمر بن ميمون‪« :‬مررت ببعض طرق‬ ‫الكوفة‪ ،‬فإذا أنا برجل يخاصم جارا له‪ ،‬فقلت‪:‬‬ ‫ما بالكما ؟ فقال أحدهما‪ :‬إن صديقا لي زارني‬ ‫فاشتهى رأسا فاشتريته وتغذينا وأخذت عظامه فوضعتها على باب داري أتجمل بها‪ ،‬فجاء هذا‬ ‫فأخذها ووضعها على باب داره يوهم الناس أنه هو الذي اشترى الرأس»‪.‬‬ ‫قال رجل من البخالء ألوالده اشتروا لي لحما‪ ،‬فاشتروه فأمر بطبخه فلما استوى أكله جميعه‬ ‫حتى لم يبق في يده إال عظمة‪ ،‬وعيون أوالده ترمقه‪ ،‬فقال‪« :‬ما أعطي أحدا منكم هذه العظمة‬ ‫حتى يحسن وصف أكلها» ‪.‬فقال ولده األكبر‪« :‬أمشمشها يا أبت وأمصها حتى ال أدع للذر فيها‬ ‫مقيال»‪ .‬قال‪« :‬لست بصاحبها»‪ .‬فقال األوسط‪« :‬ألوكها يا أبت وألحسها حتى ال يدري أحد لعام‬ ‫هي أم لعامين»‪ .‬قال‪« :‬لست بصاحبها»‪ .‬فقال األصغر‪« :‬يا أبت أمصها ثم أدقها وأسفها سفا»‪.‬‬ ‫قال‪« :‬أنت صاحبها وهي لك‪ ،‬زادك اهلل معرفة وحزما»‪.‬‬ ‫ووقف أعرابي على باب أبي األسود وهو يتغذى فسلم فرد عليه‪ ،‬ثم أقبل على األكل ولم‬ ‫يعزم عليه‪ .‬فقال له األعرابي ‪« :‬أما إني قد مررت بأهلك ؟»‪ ،‬قال‪« :‬كذلك كان طريقك»‪ ،‬قال‬ ‫‪« :‬وامرأتك حبلى؟»‪ ،‬قال‪« :‬كذلك كان عهدي بها»‪ ،‬قال‪« :‬قد ولدت؟‪ ،‬قال‪« :‬كان البد لها أن‬

‫تلد»‪ ،‬قال‪« :‬ولدت غالمين؟»‪ ،‬قال‪« :‬كذلك كانت أمها»‪ ،‬قال‪« :‬مات أحدهما؟‪ ،‬قال‪« :‬ما كانت‬ ‫على إرضاع اثنين قادرة»‪ ،‬قال‪« :‬ثم مات اآلخر؟»‪ ،‬قال‪« :‬ما كان ليبقى بعد موت أخيه»‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫«ماتت األم؟»‪ ،‬قال‪« :‬حزنا على ولديها»‪ .‬قال‪« :‬ما أطيب طعامك»‪ ،‬قال ألجل ذلك أكلته وحدي‪،‬‬ ‫وواهلل ألذقنه ألعرابي»‪.‬‬ ‫وقيل خرج أعرابي قد واله الحجاج بعض النواحي فأقام بها مدة طويلة‪ ،‬فلما كان في بعض‬ ‫األيام ورد عليه أعرابي من حيه فقدم إليه الطعام؛ وكان إذ ذاك جائعا فسأله عن أهله وقال‪:‬‬ ‫«ما حال ابني عمير؟»‪ ،‬قال‪« :‬على ما تحب‪ ،‬قد مأل األرض والحي رجاال ونساء»‪ ،‬قال‪« :‬فما فعلت‬ ‫أم عمير؟»‪ ،‬قال‪« :‬صالحة أيضا»‪ ،‬قال‪« :‬فما حال الدار؟»‪ ،‬قال‪« :‬عامرة بأهلها»‪ ،‬قال‪« :‬وكلبنا‬ ‫ايقاع؟»‪ ،‬قال‪« :‬قد مأل الحي نبحا»؟‪ ،‬قال‪« :‬فما حال جملي زريق؟»‪ ،‬قال ‪« :‬على ما يسرك»؛‬ ‫فالتفت إلى خادمه وقال‪« :‬ارفع الطعام»‪ ،‬فرفعه ولم يشبع األعرابي‪ ،‬ثم أقبل عليه يسأله وقال‪»:‬‬ ‫يا مبارك الناصية ‪ ،‬أعد علي ما ذكرت ؟»‪ ،‬قال‪« :‬سل عما بدا لك»‪ ،‬قال ‪« :‬فما حال كلبي إيقاع؟‪،‬‬ ‫قال‪« :‬مات» ‪ ،‬قال‪« :‬وما الذي أماته؟»‪ ،‬قال‪ »:‬اختنق بعظمة من عظام جملك زريق فمات»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«أومات جملي زريق؟»‪ ،‬قال ‪«:‬نعم»‪ ،‬قال‪« :‬وما الذي أماته؟» قال‪« :‬كثرة نقل الماء إلى قبر أم‬ ‫عمير»‪ ،‬قال‪« :‬أو ماتت أم عمير؟»‪ ،‬قال‪« :‬نعم»‪ .‬قال ‪« :‬وما الذي أماتها؟»‪ ،‬قال‪« :‬كثرة بكائها‬ ‫على عمير»‪ ،‬قال‪« :‬أو مات عمير؟»‪ ،‬قال‪« :‬نعم»‪ ،‬قال‪« :‬وما الذي أماته؟»‪ ،‬قال‪« :‬سقطت عليه‬ ‫الدار»‪ ،‬قال‪« :‬أو سقطت الدار؟»‪ ،‬قال‪« :‬نعم»؛‬ ‫فقام له بالعصا ضاربا ‪،‬فولى من بين يديه‬ ‫هاربا‪.‬‬ ‫وحكى بعضهم قال‪:‬‬ ‫«كنت في سفر فضللت عن الطريق‪ ،‬فرأيت‬ ‫بيتا في الفالة فأتيته فإذا به أعرابية‪ ،‬فلما رأتني‬ ‫قالت من تكون قلت ضيف‪ ،‬قالت أهال ومرحبا‬ ‫بالضيف انزل على الرحب والسعة‪ .‬قال فنزلت‬ ‫فقدمت لي طعاما فأكلت وماء فشربت‪ ،‬فبينما‬ ‫أنا على ذلك إذ أقبل صاحب البيت فقال من‬ ‫هذا فقالت ضيف ‪ ،‬فقال ال أهال وال مرحبا ‪،‬ما لنا‬ ‫وللضيف‪ ،‬فلما سمعت كالمه ركبت من ساعتي‬ ‫وسرت‪ ،‬فلما كان من الغد رأيت بيتا في الفالة‬ ‫فقصدته فإذا فيه أعرابية فلما رأتني قالت‬ ‫من تكون‪ ،‬قلت ضيف‪ ،‬قالت ال أهال وال مرحبا‬ ‫بالضيف ما لنا وللضيف‪ ،‬فبينما هي تكلمني إذ أقبل صاحب البيت‪ ،‬فلما رآني قال من هذا‪ ،‬قالت‬ ‫ضيف‪ ،‬قال مرحبا وأهال بالضيف‪ ،‬ثم أتى بطعام حسن فأكلت وماء فشربت‪ ،‬فتذكرت ما مر بي‬ ‫باألمس فتبسمت‪ ،‬فقال مم تبسمك‪ ،‬فقصصت عليه ما اتفق لي مع تلك األعرابية وبعلها وما‬ ‫سمعت منه ومن زوجته؛ فقال ال تعجب إن تلك األعرابية التي رأيتها هي أختي وإن بعلها أخو‬ ‫امرأتي هذه‪ ،‬فغلب على كل طبع أهله»‪.‬‬ ‫وحكايات هؤالء وأمثالهم كثيرة وأخبارهم ونوادرهم شهيرة‪ ،‬وفيما ذكرته كفاية وأسأل اهلل‬ ‫تعالى التوفيق والهداية إنه على ما يشاء قدير وباإلجابة جدير وال حول وال قوة إال باهلل العلي‬ ‫العظيم وصلى اهلل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪851‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)756‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬غ�شت ‪2016‬‬

‫«القطب الرباني موالي‬ ‫عبد السالم بن مشيش»‬

‫صدر كتاب «القطب الرباني موالي عبد السالم بن مشيش» لمؤلفه المرحوم عبد‬ ‫الصمد العشاب سنة ‪ 1996‬في ما مجموعه ‪ 59‬صفحة من الحجم المتوسط‪ ،‬وذلك ضمن‬ ‫منشورات الجمعية المغربية للتضامن اإلسالمي‪ .‬والعمل‪ ،‬التفاتة علمية لسيرة ولمنهج‬ ‫شخصية صوفية فريدة من نوعها‪ ،‬أنجبتها منطقة الشمال وغطت بسلطتها الرمزية‬ ‫والذهنية ليس فقط عموم بالد المغرب‪ ،‬ولكن كذلك أرجاء واسعة من العالم اإلسالمي على‬ ‫امتداد القرون الماضية‪ .‬وإذا كانت مكانة القطب موالي عبد السالم لدى ساكنة الشمال‬ ‫قد ترسخت مع مرور األيام وأصبحت نموذجا النتماء صوفي أصيل ظل يميز االنسجام‬ ‫الروحي لهذه الساكنة‪ ،‬فإن األمر ال يرتبط – بأي شكل من األشكال – بدعوات الطرقية‬ ‫أو ببدعها المنكرة التي استفحلت بشكل خاص منذ مطلع القرن ‪ 16‬م نتيجة لظروف‬ ‫تاريخية معروفة‪ .‬فموالي عبد السالم بن مشيش لم يكن صاحب ال طريقة وال زاوية‪ ،‬ولم‬ ‫يخلف ال مريدين وال أتباعا‪ ،‬وإنما كان مدرسة‬ ‫لمجاهدة النفس وللتقرب إلى اهلل تعالى‬ ‫بالواجبات والطاعات بهدف تصحيح العقيدة‬ ‫وتنزيهها عن كل الممارسات المنحرفة التي‬ ‫ارتبطت بعقود االنحراف‪ .‬ولعل هذا ما انتبه‬ ‫إليه األستاذ عبد الرحيم بن سالمة‪ ،‬رئيس‬ ‫الجمعية المغربية للتضامن اإلسالمي‪ ،‬في‬ ‫كلمته التقديمية عندما قال ‪« :‬قد يتساءل‬ ‫القارئ‪ ،‬عن األسباب التي دعت الجمعية‬ ‫المغربيــة للتضامــن اإلسالمي إلى نشر‬ ‫هذا الكتاب‪ ،‬وهي الجمعية التي جعلت‬ ‫من أهدافها محاربة الزوايا والطرقيـــة‪،‬‬ ‫مستمدة قناعتها من المبادئ التي جاهد‬ ‫من أجلها السلف الصالح‪ ،‬إن الجواب يكمن‬ ‫في كون موالي عبد السالم بن مشيش‬ ‫يعتبر من األقطاب الصالحين الذين كانت‬ ‫حياتهم تتصف بصفات حميدة من زهد‬ ‫ونسك وبساطة في المأكل والملبس ورقة‬ ‫في المعاملة ودفاع عن العقيدة‪ ،‬فقد مزج‬ ‫بين الصوفية والسلفية حيث تجلى ذلك من‬ ‫خالل سلوكه في الحياة‪ ،‬فكان قوة هائلة‬ ‫وطاقة كامنة‪ .‬إن صوفيته كانت صوفية‬ ‫القلب والمحبة وسلوك الصالحين العارفين‬ ‫باهلل ‪ ( » ...‬ص‪.) 3 .‬‬ ‫تتوزع مضامين الكتاب بين فصلين متكاملين من حيث تعريفهما بالشيخ‬ ‫ ‬ ‫موالي عبد السالم بن مشيش وبسيرته الشخصية والذهنية‪ ،‬ومن حيث اهتمامهما بفك‬ ‫ذخائر أغلب الشروح التي وضعت على التصلية التي ظلت تنسب إليه والتي ال يزال الناس‬ ‫يعتمدونها منذ عهد الشيخ المذكور ( القرن ‪12‬م ‪ 6 /‬ه ) وحتى يومنا هذا‪ .‬في هذا اإلطار‪،‬‬ ‫توقف عبد الصمد العشاب – في القسم األول من الكتاب – للتعريف بشخصية ابن مشيش‬ ‫وذلك على مستوى نسبه وظروف والدته وتكوينه التعليمي وشيوخه البارزين‪ ،‬إلى جانب‬ ‫معارفه العلمية الغزيرة التي حولته إلى رمز للزهد وللتقوى وللفتح الرباني في كل منطقة‬ ‫الغرب اإلسالمي‪ .‬وفي نفس السياق كذلك‪ ،‬اهتم عبد الصمد العشاب بإدراج وتصنيف‬ ‫بعض مما روي عن القطب موالي عبد السالم من حكم ووصايا نقلها عنه ونشرها تلميذه‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫أبو الحسن الشاذلي بشكل جعل سيرة دفين جبل العلم تغطي كل أقطار الغرب اإلسالمي‬ ‫ومصر خالل مرحلة العصور الوسطى السحيقة‪ .‬وقد ختم المؤلف هذا القسم األول بإدراج‬ ‫نص قصيدة العالمة أبي الحسن اليوسي (ت‪ 1690 .‬م) كان قد أنشدها بضريح موالي عبد‬ ‫السالم ارتجاال‪.‬‬ ‫وبالنسبة للقسم الثاني من الكتاب‪ ،‬فقد ضمنه المؤلف نص الصالة المشيشية‬ ‫ ‬ ‫مع تقديم بعض الشروح التي وضعت عليها وخاصة بالنسبة لما ورد – في هذا الصدد –‬ ‫من معطيات تحليلية وتفسيرية في مخطوط « اإللمام واإلعالم بنفثة من بحور علم ما‬ ‫تضمنته صالة القطب موالنا عبد السالم» للعالمة أبي عبد اهلل محمد بن عبد الرحمن‬ ‫بنزكري‪ ،‬ومخطوط «شرح الشيخ العارف سيدي أحمد بنعجيبة»‪ ،‬وشروح العالمة مصطفى‬ ‫بن كامل الدين الصديقي الواردة في مؤلفاته « الروضات العرشية في الكالم على الصلوات‬ ‫المشيشية» و «كـــروم عريش التهامي في‬ ‫الكالم على صلوات ابن مشيش الداني»‬ ‫و«فيض القــــدوس السالم على صلــــوات‬ ‫سيدي عبد السالم» و «اللمحات الرافعات‬ ‫التدهيــــش من معانـــــي صلـــوات ابن‬ ‫مشيـــش»‪.‬‬ ‫وإلى جانب هذه المصنفات الصوفية‬ ‫األساسية‪ ،‬توقف المؤلف – كذلك – للتعريف‬ ‫بشروح العالمة سيدي محمد الحراق‪،‬‬ ‫وبشروح الشيخ محمد بن علي الخروبي‬ ‫الطرابلسي (ت‪ 1555 .‬م ) الواردة في كتابه‬ ‫« مفتاح المقام لفهم ما عبر عنه في تصليته‬ ‫الشيخ موالنا عبد السالم»‪ ،‬وبشروح األستاذ‬ ‫محمد بن عبد السالم بنعبود ( ت‪1985 .‬‬ ‫) الواردة في كتابه «علم الجمال الروحي‬ ‫مع شرح الصالة المشيشية»‪ .‬وفي األخير‬ ‫أدرج عبد الصمد العشاب الئحة من ثمانية‬ ‫عشر شرحا للصالة المشيشية استقاها من‬ ‫أمهات كتب الفهارس والمراجع المعنية‬ ‫بموضوع الدراسة‪ ،‬مميزا فيها بين تلك‬ ‫المطبوعة وبين تلك التي ال تزال مخطوطة‪.‬‬ ‫وبذلك قدم المؤلف‪ ،‬عمال تنقيبيا بالغ األهمية‪ ،‬ال شك وأنه قد أغنى مجال دراسة تاريخ‬ ‫التصوف بمنطقة الشمال وبعموم بالد الغرب اإلسالمي خالل مرحلة القرن ‪ 12‬م وخالل‬ ‫الفترات التاريخية التي تلته‪ .‬ويمكن القول إن هذا العمل قد نجح في تقريب القارئ من‬ ‫دالالت ومضامين وأبعاد االنسجام الروحي والنزوع الصوفي العميق والفتح الرباني الخصب‬ ‫الذي ميز شخصية القطب موالي عبد السالم بن مشيش‪ ،‬بشكل جعله يمارس سلطته‬ ‫الرمزية وجاذبيته الروحانية على األجيال التي تعاقبت على االستقرار بالمنطقة على امتداد‬ ‫القرون الماضية‪ .‬لذلك‪ ،‬فقد تحولت شخصية هذا الشيخ إلى مكون ثقافي ورمزي أساسي‬ ‫في نسق المنظومات الذهنية األصيلة التي طبعت وعي الناس وأرخت بظاللها الوارفة على‬ ‫الفضاء العام لمنطقة شمال غرب المغرب‪ ،‬قديما وحديثا‪:‬‬

‫مسرحية ‪ PIRIKULA‬الناطقة باألمازيغية تخترق المهرجان‬ ‫العربي للشباب‬ ‫بعد مشاركـة جد مشرفــة لفرقــة‬ ‫ثفسوين للمسرح األمازيغي بالحسيمة‬ ‫في فعاليات ال��دورة األول��ى للمهرجان‬ ‫العربي لمسرح الشبــاب بمدينة وجدة‬ ‫و التي عرفـت مشاركـــة ما يناهز ‪20‬‬ ‫فرقة مسرحية وطنيــة وعربيــة‪ ،‬تمثل‬ ‫ك�لا م��ن اإلم���ارات العربية المتحدة‪،‬‬ ‫والسعودية‪ ،‬وسلطنة عمان‪ ،‬وفلسطين‪،‬‬ ‫ولبنان ومصر‪ .‬حصلت الفرقة على أربع‬ ‫جوائز وسط منافسة جد شرسة تمثلت‬ ‫في ‪ :‬جائزة التأليف المسرحي لمؤلف‬ ‫مسرحية بيريكوال سعيد أبرنوص ‪،‬جائزة‬ ‫السينوغرافيا إنارة و جائزة السينوغرافيا‬ ‫المتكاملة للمبدع طارق الربح و جائزة‬ ‫البحث المسرحي للمخرج أمين ناسور‪،‬‬ ‫هذا باإلضافة الختيار كل من الفنان‬ ‫الموسيقي إلياس المتوكل و الممثلة‬ ‫شيماء ع�لاوي ممثلين للمغرب ضمن‬ ‫منتخب ال���دورة إل��ى ج��ان��ب ممثلين‬ ‫من مصر‪ ،‬لبنان‪ ،‬فلسطين‪ ،‬اإلم��ارات‪،‬‬ ‫السعودية‪ ،‬و سلطنة عمان‪ .‬هنيئا لجمعية‬ ‫ثيفسوين بهذا اإلنجاز الكبير ‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬غ�شت ‪2016‬‬

‫العدد ‪851‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)321‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫تكاثر الشكايات ضد صاحب موقع‬ ‫إخباري بطنجة دون تحرك السلطات‬ ‫وأي نتيجة تذكر‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫توصلت جريدة «الشمال» بشكاية حوجهة إلى النيابة العامة بالمحكمة اإلبتدائية‬ ‫بمدينة طنجة تقدم بها مستشار جماعي بمقاطعة السواني السيد عبد الواحد الحساني ضد‬ ‫المسمى أسعد المسعودي صاحب موقع الكتروني حول ما تعرض له من مساس شخصي من‬ ‫قبله على شبكة الفايسبوك ‪.‬‬ ‫والذي استخدم في حقه عبارات ال أخالقية واتهمه ظلما بأكاذيب ما أنزل اهلل بها من‬ ‫سلطان ‪ ،‬وترك للعدالة التحقيق فيها إلظهار الحق وإسكات صوت الكذب و البهتان‪ ،‬و له‬ ‫الثقة التامة في القضاء لمعاقبة المعني باألمر‪.‬‬ ‫كان باستطاعتي الرد عليه ‪ ،‬بل اللجوء ألكثر من ذلك لوضع صاحبنا عند حده ‪ ،‬لكن لن‬ ‫أنزل إلى مستواه األخالقي المنحط في ميدان اإلبتزاز و الكذب ورمي الناس بالباطل ‪ ،‬وأترك‬ ‫القانون ليفصل بين الحق و الباطل‪ .‬و ذلك حسب قوله‪.‬‬ ‫كما سبق أن قام صاحب هذا الموقع بإيذائه لمجموعة من الضَحـايـــا‪ ،‬وذلك بنشر‬ ‫تهم ملفقة ضدّهم‪ ،‬بغية ابتـــزازهم‪ .‬بيد أنه بعيد عن مهنة وأدوات الصحافة‪ ،‬بعد السماء‬ ‫عن األرض (خروقات قانونية وأخطاء لغوية ونحوية ومعلوماتية ‪.‬و‪.. )..‬‬ ‫كما أن له سوابق قضائية عدّة‪ ،‬بتهم متنوعة‪ ،‬منها االتّجار في المخدرات والنصب‬ ‫واالحتيال واالبتزاز‪ ،‬وإصدار شيكات بدون رصيد‪ ،‬إذ سبق الزج به في السجن‪ ،‬أكثر من مرّة‪.‬‬ ‫وبخصوص هذه التهم سبق أن صرح وزير االتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة‬ ‫مصطفى الخلفي إنه لم يعد بإمكان المدانين في مختلف محاكم المغرب على خلفية قضايا‬ ‫النصب واالحتيال واالبتزاز واالرتشاء واالتجار في المخدرات‪ ،‬إصدار صحف أو المساهمة في‬ ‫مقاوالت صحافية‪ ،‬و إن وزارته تسعى إلى ضمان استقاللية الجسم الصحافي وحمايته من‬ ‫الدخالء واالرتقاء بالمهنة‪.‬‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫طفل معاق في حاجة إلى مساعدة‬

‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬

‫شكاية بالتهديد بالقتل واالعتداء‬ ‫بالعنف في حق أسرة من طنجة‬ ‫توصلت جريدة «الشمال» بشكاية من طرف‬ ‫يوسف الشركي وزوجته عتيقة برهون‪ ،‬الساكنين‬ ‫بمدشر الحجريين باكزناية طنجة‪ ،‬موجهة إلى‬ ‫وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية بطنجة‪،‬‬ ‫ضد (ز‪ .‬ش ) و (ب ‪ .‬م ) و(ح ‪ .‬ش) و(ر ‪ .‬ش) و(إ ‪ .‬ب)‬ ‫و(ف ‪ .‬م) و (م ‪.‬ش)‪ ،‬الساكنون بمدشر الحجريين‬ ‫باكزناية‪ ،‬يتهمونهم فيها بالهجوم بعنف على‬ ‫مسكنهم‪ ،‬وإلحاق أض��رار بالغة بمحتوياته‪،‬‬ ‫وأخرى جسدية عن طريق الضرب والجرح‪.‬‬ ‫هذه الشكاية التي توصلت الجريدة بنسخة‬ ‫منها‪ ،‬والتي كانت مرفوقــة بثالثــة شواهــد‬ ‫طبيـــة لألب واألم وابنتهما القاصر‪ ،‬الذين‬ ‫تعرضوا لالعتداء بالسالح األبيض‪ ،‬تثبت العجز‬ ‫لمدد تتراوح ما بين ‪ 18‬و ‪ 22‬يوما‪.‬‬ ‫وكانت زوجــة المشتكــي‪ ،‬عتيقة برهون‬ ‫قد تقدمت يوم ‪ ،2006/04/21‬بشكاية ضد‬ ‫(ص‪.‬ش)‪ ،‬تتهمه فيها بإضرام النار بمنزلها وتهديدها بالقتل بواسطة ساطور‪،‬‬ ‫واالعتداء‪ ،‬مع التهديد واستعمال العنف‪ .‬وذلك يرجع إلى خالفات حول اإلرث‪.‬‬ ‫فيما تتهم عتيقة برهون هذه المرة المشتكى بهم وخاصة ( ز ‪ .‬ش) و(ح ‪ .‬ش)‬ ‫وزوجها (م ‪.‬ب) بمحاولة إغراء الضحية عتيقة ب ‪ 10‬آالف درهم مقابل تقديم شكاية‬ ‫ضد (ش ‪ .‬ع) وابنه (ج ‪ .‬ش) واتهامهم بتحرشهم جنسيا بعتيقة‪ ،‬وهو الشيء الذي‬ ‫رفضته بقوة‪،‬جملة وتفصيال‪ ،‬باعتبارها مدرسة ال يليق لها أن تقوم بهذا الدور‪،‬‬ ‫الذي وصفته بالسفالة‪ ،‬وهو الشيء الذي لم يستحسنه المشتكى بهم‪ ،‬حيث ال زالوا‬ ‫يهددون األسرة بكاملـهــا‪ ،‬التي تتكـون من خمســة أفـراد‪.‬‬ ‫الضحايا الثالثة وهم يعانون في صمت من بطش المشتكى بهم‪ ،‬يلتمسون من‬ ‫وكيل الملك‪ ،‬التعجيل بفتــح تحقيق في الموضـــوع‪ ،‬واتخاذ المتعيـن في حقهــم‪،‬‬ ‫وخاصة أن الجناة ال زالوا طلقاء رغم جرمهم‪ ،‬والزالت أسرة يوسف الشركي تحت رحمة‬ ‫تهديدهم‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫ج‪.‬ش‬

‫يعاني الطفل محمد العلوي‪ ،‬البالغ‬ ‫من العمر ‪ 10‬سنــوات من تأخر في‬ ‫النمو‪ ،‬نتجـــت عنه‪ ،‬مع مرور السنوات‬ ‫إعاقة كاملـــة‪( ،‬انظر الصورة)‪ ،‬فضال‬ ‫عن إصابتــه بداء الربــو‪ ،‬مما جعله‬ ‫يحتاج إلى مصاريف‪ ،‬القتناء الحفاظات‬ ‫واألدوية التي يصل ثمنها إلى حدود‬ ‫ألف (‪1000‬درهم) شهريا‪ ،‬األمر الذي‬ ‫تعجز عنه أسرته المعوزة‪.‬لذا‪ ،‬وعبر هذا‬ ‫المنبر‪ ،‬تتقدم والدة الطفل المريض‬ ‫بندائها إلى المحسنين وذوي األريحية‪،‬‬ ‫راجية منهم‪ ،‬بعد اهلل تعالى مساعدتها‪،‬‬ ‫للتغلب على رعاية فلذة كبدها‪ ،‬واهلل‬ ‫اليضيع أجر من أحسن عمال‪.‬‬ ‫لالتصال‪0675927078 :‬‬ ‫العنوان‪ :‬عقبة ابن األبار رقم ‪20‬‬

‫‪17‬‬

‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 15‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪321‬‬


‫الرياضي‬ ‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 851‬ـ الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬غ�شت ‪2016‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫نظرة على تاريخ رياضة‬ ‫سباق السيارات‬

‫اجتمعت جميع الشركات األربعة تحت مظلة «الحلقات األربع»‬ ‫ومرّت مع شريكتها ‪ NSU‬بمراحل مختلفة في النهج والديناميكية خالل‬ ‫تاريخها في رياضة سباق السيارات الذي يعود إلى ما قبل الحرب العالمية‬ ‫األولى‪ .‬وعرف العالم في هذه الرياضة شخصاً لمع نجمه فوق الجميع وهو‬ ‫المهندس أوغست هورش‪ ،‬مؤسس شركتي ‪ Horch‬و‪ Audi‬الذي حدّد‬ ‫الصالت الوثيقة بين عالماته التجارية ومدى موثوقيتها‪ ،‬وهذا ما كان له‬ ‫بالغ األثر في مساعدة الزبائن المحتملين في اختيار سياراتهم‪.‬‬

‫‪ ‬أوغست هورش ومشاركاته المبكرة في السباقات‪:‬‬ ‫لم يجد هورش مانعاً في خوض غمار السباقات رغم مسؤولياته‬ ‫كمالك للشركة‪ ،‬ناهيك عن تسليمه سيارة تتميز بأعلى مقومات الفوز‬ ‫ألحد أفضل زبائنه‪ .‬وقد حققت الشركة أول فوز لها في سباق هيركومر‬ ‫في العام ‪ 1906‬وكانت تلك نشوة انتصار طويلة األمد زادت من هيبة‬ ‫شركة ‪ ،Horch‬خاصة وأن الفوز جاء على حساب شركات من عيار ‪Benz‬‬ ‫و‪.Mercedes‬‬

‫ّ‬ ‫سجل ‪:Audi ‬‬ ‫نجاحات إضافية في‬

‫عندما فشلت الشركة بتكرار نجاحاتها التي أحرزتها في سنواتها‬ ‫األولى‪ ،‬أصبحت رياضة سباق السيارات موضوع جدل رئيسي على طاولة‬ ‫مجلس إدارة الشركة‪ ،‬وتسبّب ذلك بانسحاب أوغست هورش من‬ ‫الشركة التي أسسها بنفسه‪ .‬ولكن نجاحات هورش مع شركته الثانية‬ ‫‪ Audi‬التي أسسها في عام ‪ 1909‬فاقت ما حققه مع شركته األولى‪ .‬وفي‬ ‫الفترة التي ارتقى فيها فيرديناند بورشيه سلم الشهرة كمصمم وسائق‬ ‫في سباقات السيارات‪ ،‬فاز أوغست هورش وفريقه في سباق جبال األلب‬ ‫النمساوية في عدة سنوات متتالية (‪ )1914 - 1912‬واكتسبت سيارات‬ ‫‪ Audi‬شهرة كبيرة بين عشية وضحاها‪ ،‬رغم الفترة الزمنية القصيرة‬ ‫التي تلت طرحها في السوق‪.‬‬

‫‪ DKW‬ألف انتصار في سباقات السيارات خالل عامين‪:‬‬ ‫من بين الشركات األربع في والية سكسونيا‪ ،‬سيطرت شركة ‪DKW‬‬ ‫مع محركاتها ثنائية األشواط على منافسات رياضة سباق السيارات في‬ ‫العشرينيات من القرن الماضي («ألف انتصار في سباقات السيارات خالل‬ ‫عامين» جملة رافقت حمالت الترويج لسيارات ‪ ،)DKW‬وهذا على األرجح‬ ‫ما لعب دوراً رئيسياً في اندماج ‪ DKW‬مع بقية الشركات تحت شعار‬ ‫«الحلقات األربع»‪.‬‬

‫‪ Wanderer‬و‪:NSU‬‬ ‫في العام ‪ ،1914‬حفرت شركة ‪ Wanderer‬اسماً لها في الئحة‬ ‫الفائزين في سباق جبال األلب النمساوية مع سيارتها األسطورية‬ ‫«‪ ،»Puppchen‬وما فتئت تحقق االنتصار تلو االنتصار منذ العام ‪1928‬‬ ‫في مثل هذه السباقات‪ .‬أدت هذه النجاحات إلى مد جسور التواصل‬ ‫مع فيرديناند بورشيه‪ ،‬وبعدها و ّقع الطرفان عقداً لتطوير سيارة سباق‬ ‫لشركة ‪ .Auto Union‬وفي ذلك الوقت كانت شركة ‪ NSU‬مشغولة‬ ‫في رفع اسمها عالياً في جنوب ألمانيا‪ ،‬وبدأت االنتصارات في سباقات‬ ‫السيارات تتوالى منذ البدايات األولى لصناعة الدراجات النارية في العام‬ ‫‪ ،1901‬واستمرت بعد ذلك على مدى عدة عقود‪ .‬ورغم أن انتصارات‬ ‫‪ NSU‬لم تكن بذات العدد مقارنة بشركة ‪ ،Wanderer‬إال أن أداء‬ ‫سيارتها البيضاء مع محركها سداسي االسطوانات ذو الشحن المعزز‬ ‫على حلبة آفوس في أول سباقات الجائزة الكبرى األمانية في برلين العام‬ ‫‪ 1926‬فاق كل التوقعات‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫كلمة العدد‬

‫انطلق‬

‫الموسم الرياضي الجمعة الماضي بعدوة الدوري اإلسباني المشوق‪.‬‬ ‫وتنطلق معه المناوشات والصراعات األزلية‪ ،‬بين عشاق برشلونة‬ ‫وريال مدريد بتكهن كل طرف بتألق فريقه المفضل‪ .‬نأمل أن نتابع منافسات مشوقة‬ ‫في المستوى في هذا الدوري الذي حافظ على ريادته بمواهبه ونجومه وسيطرت‬ ‫أنديته على جل المنافسات األوربية‪ .‬في انتظار األسبوع المقبل كذلك الذي تطل علينا‬ ‫فيه منافسات البطولة الوطنية بالحضور القوي التحاد طنجة الذي أصبح بدوره فريقا‬ ‫قويا منافسا على األلقاب بعدما كان من في السنوات األخيرة من الفرق المنافسة على‬ ‫تفادي الهبوط‪ .‬نتمى فرجة ممتعة‪ .‬ومنافسات يطبعها التشويق وكل أملنا أن يمر‬ ‫الموسم بدون مشاكل وبدون شغب في المدرجات وفي جميع المالعب المغربية وترقى‬ ‫الجماهير إلى مستوى التشيع الحضاري‪.‬‬

‫مروان فخر‪...‬‬ ‫احلار�س ال�سابق الحتاد طنجة‬

‫• ما هو تقييمك لمسيرة فريقك السابق اتحاد‬ ‫طنجة في الموسم الماضي‪ ،‬وهل ابتعادك عنه راجع‬ ‫لألخطاء التي ارتكبتها في الموسم الماضي؟‬ ‫• • اتحاد طنجة حقق موسما استثنائيا بشهادة‬ ‫الجميع‪ .‬ساهم فيه الجميع من مكتب ومدرب كبير من‬ ‫قيمة عبد الحق بنشيحة وطاقمه وجمهور رائع و تركيبة‬ ‫بشرية تضم اكثر من ‪ 80‬في المائة‬ ‫من العبين لهم خبرة في بطولة‬ ‫القسم االول‪ .‬الفريق حقق نتائج‬ ‫باهرة في الشطر االول من البطولة‬ ‫ساعدته على مواصلة التالق في‬ ‫الشطر الثاني الذي ختمه في‬ ‫المركز الثالث وضمان المشاركة‬ ‫في كاس الكونفدرالية االفريقية‪.‬‬ ‫بامكانه طبعا الحفاظ على نفس‬ ‫التوهج بعدما قام بانتدابات جيدة‬ ‫هذا الموسم‪ .‬بالمناسبة‪ ،‬ورغم كل‬ ‫ما حصل‪ ،‬اشكر إدارة الفريق في‬ ‫شخص الرئيس ابرشان والكاتب‬ ‫العام حسن بلخيضر والمدرب عبد‬ ‫الحق بنشيخة وطاقمه المتكون‬ ‫من بلعربي‪ ،‬حكيم‪ ،‬ومحمد الجباري‬ ‫مدرب الحراس‪ ،‬وجمهور الفريق‬ ‫الذي اتمنى اال يغضب علي النني‬ ‫اتحذت القرار المناسب‪ .‬وبالنسبة‬ ‫ألسباب ابتعادي عن الفريق‪ .‬لم‬ ‫تكون االخطاء سببا في فسخ‬ ‫عقدي مع اتحاد طنجة‪ ،‬اي حارس‬ ‫مهما عال مستواه‪ ،‬معرض الرتكاب‬ ‫اخطاء‪ .‬قرار فسخ العقد جاء بمبادرة‬ ‫مني‪ ،‬طموحي ان ألعب اكبر عدد من المباريات لفرض‬ ‫اسمي في الساحة الرياضية الوطنية‪ ،‬وهذا غير ممكن‬ ‫مع اتحاد طنجة بوجود احمد محمدينا وانتداب محمد‬ ‫امسيف‪ ،‬حارسان كبيران‪ ،‬لهذا قررت مغادرة الفريق بطلب‬ ‫مني رغم ان مكتب الفريق والمدرب السيد بنشيخة الحوا‬ ‫علي االستمرار معهم‪ .‬في الموسم الماضي خضت حوالي‬ ‫‪ 18‬مباراة‪ .‬هذا الموسم اطمح لخوض‪ 30 ‬مباراة على‬ ‫االقل‪ ،‬ولما ال خوض موسم كامل اساسيا‪.‬‬ ‫• لنتحدث بصراحة وبدون ماكساج‪ ،‬البعض يقول‬ ‫أنك تعرضت إلهانة في نهاية الموسم‪ ،‬ولم تتسلم‬ ‫بعض مستحقاتك على غرار باقي الالعبين‪ ،‬هل هذا‬ ‫صحيح؟‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫• • بصراحة‪ ،‬أترفع عن الحديث عن المشاكل‪ .‬حقيقة‬ ‫أنني غضبت في نهاية الموسم ألنني العنصر الوحيد في‬ ‫الفريق الذي لم يتسلم فلسا واحدا بعد نهاية الموسم‬ ‫وكنا في شهر رمضان وعلى أبواب عيد الفطر‪ .‬رغم‬ ‫ذلك أدرت وجهي لهذا السلوك الغير أخالقي‪ ،‬والتحقت‬ ‫بتداريب الفريق‪ ،‬لكن كما قلت أن وجود حارسين من‬ ‫حجم محمدينا وأمسيف لن يسهال علي شق طريقي‪ .‬لهذا‬ ‫قررت فسخ العقد بالتراضي‪ ،‬وذلك‬ ‫ما تم‪ ،‬لكنني حين وضعت الشك‬ ‫في الحساب فوجئت بغياب السيولة‬ ‫المالية‪ ،‬سأحاول مرة ثانية‪ ،‬وإذا‬ ‫فشلت في الحصول على واجباتي‬ ‫وعدم التوصل إلى حل سأكون‬ ‫مضطرا لرفع شكوى للجامعة‬ ‫الملكية المغربية لكرة القدم من‬ ‫أجل الحصول على مستحقاتي‪.‬‬ ‫• لنعد للحديث عن فريقـــك‬ ‫الجديـــد‪ ،‬كيف تمر‪ ‬استعداداته‪،‬‬ ‫وهل تعتقد ان الفريق بامكانه‬ ‫الحفاظ على مقعده بالقسم‬ ‫االول؟‪ ‬‬ ‫• • المرحلة االولى من التداريب‬ ‫قضيتها مع اتحاد طنجة‪ .‬التحقت‬ ‫بتداريب فريقي الجديد في المرحلة‬ ‫الثانية بمدينة اكادير‪ .‬وسنعود الى‬ ‫خنيفرة لمواصلة التحضير للبطولة‬ ‫باجراء مبارتين وديتين على االقل‬ ‫تحضيرا للمباراة االولى في البطولة‬ ‫امام شباب قصبة تادلة‪ .‬عموما‪،‬‬ ‫االستعدادات تمر في اجواء عائلية يسودها االنضباط‬ ‫والجدية‪ .‬املي ان تثمرة بمسيرة موفقة ونحقق نتائج‬ ‫مرضية في الشطر االول من البطولة‪ ،‬وهو حافز لخوض‬ ‫الشطر الثاني واالخير باريحية‪ .‬بالنسبة إلمكانية الفريق‬ ‫الحفاظ على مقعده‪ ،‬فاي فريق يصعد الى القسم االول‬ ‫يكون طموحه ضمان االستمرارية‪ .‬وهذا ال ياتي من فراغ‪.‬‬ ‫بل يتطلب مجهودات كبيرة‪ ،‬جدية في العمل‪ .‬سنتعامل‬ ‫مع المنافسات مباراة بمباراة‪ ،‬حتى ال يسقط الفريق في‬ ‫اخطاء الموسم قبل الماضي ادت به للنزول الى القسم‬ ‫الثاني‪ .‬اتمنى ان تعطي استعداداتنا ثمارها سيما اننا‬ ‫نتوفر على مجموعة منسجمة‪ ،‬ومستوى مجموعة من‬ ‫االندية متقارب جدا‪.‬‬

‫مدرب يوفنتوس يسخر‬ ‫من رحيل بوجبا‬

‫سخر ماسيمليانو أليجري‪ ،‬المدير الفني ليوفنتوس‪ ،‬بطل الدوري‬ ‫اإليطالي‪ ،‬من رحيل الفرنسي بول بوجبا‪ ،‬العب الفريق السابق‬ ‫ومانشستر يونايتد الحالي‪ .‬وانتقل بوجبا إلى قلعة «أولدترافورد»‬ ‫في أغلى صفقة انتقال في العالم‪ ،‬بعدما أثار جدال طوال فترة‬ ‫االنتقاالت الصيفية الجارية‪ .‬وعلق أليجري على رحيل بوجبا قبل أول‬ ‫مباراة رسمية يخوضها الفريق بدون خدمات العبه الفرنسي‪« ،‬رحل‬ ‫ألنه خسر التحدي معي في كرة القدم وكرة السلة أيضًا»‪ .‬واستقبل‬ ‫يوفنتوس‪ ،‬فيورنتينا‪ ، ،‬السبت الماضي في افتتاح مباريات الفريقين‬ ‫بالدوري اإليطالي‪ .‬وقال أليجري‪ ،‬في المؤتمر الصحفي الذي سبق‬ ‫المباراة لمباراة‪« ،‬استقريت على ‪ 7‬العبين حتى اآلن من الـ‪ 11‬العبا‬ ‫الذين سيلعبون غدًا‪( ،‬المباراة أجريت السبت الماضي) (باولو) ديباال‬ ‫واألسماء المعتادة في الدفاع»‪ .‬وأضاف «بين اليوم وغدًا سنقيم‬ ‫حالة (ميراليم) بيانيتش‪ ،‬إن لم يكن مستعدًا للمباراة فسيلعب ليمينا أو هيرنانيس مكانه‪ ،‬أمام الدفاع»‪ .‬وعن وضعية‬ ‫جونزالو هيجواين‪ ،‬وخوان كوادرادو‪ ،‬أوضح «هيجواين يتحسن ورأيناه أفضل في فيالر بيروسا‪ ،‬أما عن عودة كوادرادو‪،‬‬ ‫فأنا ال أتحدث عن االنتقاالت»‪ .‬وعزز النجم األرجنتيني هجوم فريق السيدة العجوز‪ ،‬الساعي للحفاظ على لقبه في الدوري‪،‬‬ ‫بجانب مواطنه ديباال‪ ،‬بينما يبدو مصير كوادرادو غامضا بعد نهاية إعارته إلى الفريق اإليطالي قادما من تشيلسي‪،‬‬ ‫إذ تشير التقارير الصحفية إلى تجديد اإلعارة لموسم آخر‪ .‬وبسؤاله عن اإلصابات‪ ،‬أجاب المدير الفني «أفضل أن أنهي‬ ‫الموسم بـ‪ 50‬إصابة وأفوز‪ ،‬خير من أن ألعب موسم بدون إصابات وال أحقق شيئا»‪.‬‬


‫العدد ‪851‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬غ�شت ‪2016‬‬

‫أخبـار‬ ‫المغرب التطواني‬

‫أخبـار‬ ‫اتحـاد طنجـة‬

‫اتحـاد طنجــة يختم مبارياتــه‬ ‫الودية ببوسكـــورة بتعادل أمام‬ ‫يوفية برشيد‬ ‫أسدل فريق اتحاد طنجة الستار على سلسلة‬ ‫مبارياته الودية بمعسكر بوسكورة الخميس‬ ‫الماضي بالملعب البلدي لبرشيد‪ ،‬بتعادل أمام‬ ‫مضيفه يوسفية برشيد دون أهداف‪ .‬و عرفت‬ ‫المباراة سيطرة مطلقة ألبناء بنشيخة‪ ،‬حيث‬ ‫تمكن هجوم اتحاد طنجة من خلق مجموعة‬ ‫من المحاوالت الخطيرة على مرمى اليوسفية‬ ‫خصوصا من طرف ثالثي الهجوم يونس‬ ‫الحواصي و يحيى بومديان و أحمد حمودان‪،‬‬ ‫لكن محاوالتهم لم تترجم إلى أهداف‪ ،‬لتنتهي‬ ‫المقابلة دون غالب أو مغلوب‪ .‬و تجدر اإلشارة‬ ‫أن اتحاد طنجة ختم معسكره ببوسكورة‬ ‫بصفة رسمية منذ ‪ 20‬غشت الجاري‪ ،‬وعاد إلى‬ ‫طنجة إلكمال استعداداته تحضيرا لمالقاة‬ ‫الدفاع الحسني الجديدي بمركب ابن بطوطة‬ ‫ضمن منافسات البطولة اإلحترافية في دورتها‬ ‫األولى‪.‬‬

‫إصابة معـــاوي في معسكـــر‬ ‫بوسكورة‬ ‫تعرض عبدالغني معاوي‪ ،‬أحد نجوم اتحاد‬ ‫طنجة لكرة القدم‪ ،‬من معسكر فريقه المقام‬ ‫بمدينة بوسكورة‪ ،‬تحضيرا للبطولة االحترافية‬ ‫التي تنطلق هذا االسبوع‪ .‬وكان معاوي الذي‬ ‫اختير أفضل العــب في الفريــق في الموسم‬ ‫الماضي تعرض إلصابة خــالل التدريبات‬ ‫بالمعسكر واستفـاد من فترة راحة بقرار من‬ ‫الطاقم الطبي الذي أبدى تفاؤله بعودة الالعب‬ ‫في أقرب وقت وأن يكون جاهزا لخوض مباراة‬ ‫فريقه أمام الدفاع الجديدي في الدورة األولى‬ ‫من البطولة‪ .‬وتألق عبد الغني معاوي مع فريقه‬ ‫في الموسم الماضي وتلقى عروضا احترافية‬ ‫تصدى لها مكتب اتحاد طنجة بالتأكيد على‬ ‫الفريق بالعبه الذي كان أحد أهم أهداف محمد‬ ‫فاخر‪ ،‬المدرب العائد للرجاء‪ .‬لكن اتحاد طنجة‬ ‫تدخل بقوة لصد كل محاوالت إغراء هدافه‪.‬‬

‫اتحاد طنجـة يفشــل في ضـــم‬ ‫اإليفواري زاكري‬ ‫لم ينجح اتحاد طنجة لكرة القدم في التعاقد‬ ‫مع مهاجم أسيك أبيدجان اإليفواري يانيك‬ ‫زاكري الذي أراد الفريق الطنجاوي التعاقد معه‬ ‫بقرار من المدرب الجزائري عبدالحق بنشيخة‬ ‫خالل فترة االنتقاالت الصيفية الحالية‪ .‬وعجز‬ ‫اتحجاد طنجة عن إقناع الفريق اإلفواري الذي‬ ‫رفض التخلي عن مهاجمه‪ ،‬بفعل االرتباط‬ ‫بينهما وكذلك الرتفاع قيمة انتدابه‪ .‬يانيك‬ ‫زاكري كان أحد أبرز عناصر فريقه في المباراة‬ ‫التي دارت بينه وبين الوداد الببيضاوي في‬ ‫دوري أبطال إفريقيا األسبوع الماضي‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫بيير كومباني يحضر دوري «مرحباً» للبنك المغربي‬ ‫للتجارة الخارجية‬ ‫عرف دوري «مرحبا» للبنك المغربي للتجارة الخارجية نجاحا في‬ ‫النسخة الثانية التي دارت رحاها بملعب سيرفانتيس يومي الخميس‬ ‫والجمعة ‪ 4‬و ‪ 5‬غشت الجاري في إطار عملية «مرحبا» وفي إطار‬ ‫االحتفاالت بذكرى عيد العرش المجيد‪ .‬بمشاركة أربعة فرق تمثل أفراد‬ ‫الجالية المغربية المقيمة بالمهجر‪ ،‬الفريق المنظم ونهضة بروكسيل‪،‬‬ ‫وفريق لندن يونايتد عن الجالية المغربية في بريطانيا‪ ،‬وفريق اف‬ ‫سي مغرب دوسلدورف عن الجالية المغربية بالمانيا‪ .‬ومن أهم ما ميز‬ ‫النسخة الثانية من الدوري‪ ،‬حضور بيير كومباني كضيف شرف‪ ،‬وهو‬ ‫أب الالعب الدولي وعميد منتخب بلجيكا‪ ،‬المدافع فينسينت كومباني‬ ‫ذو األصول الكونغولية‪ ،‬وهو بالمناسبة صاحب مشروع مدرسة (‪bx‬‬ ‫) لكرة القدم‪ ،‬وعضو جمعية (‪ ) friedly foot‬التي تدعم كرة القدم‬ ‫القاعدية بإفريقيا‪ .‬وحضر إلى طنجة لمتابعة الدوري بحكم العالقة‬ ‫الوطيدة التي تجمعه بفريق نهضة بروكسيل‪ ،‬سيما بكاتبه العام عدنان‬ ‫الدرويش‪ ،‬وباسماعيل الغزابري‪،‬مدرب الفريق والعضو المؤسس للجنة‬ ‫المنظمة لهذا الدوري‪ .‬حيث قضى أربعة ايام بطنجة التي زارها ألول‬ ‫مرة وأعجب بها كثيرا وشكر الجهة المنظة للدوري على حفاوة االستقبال‬ ‫وحسن الضيافة‪ .‬وأجري الدوري بمرحلة نصف النهائي يوم الخميس ‪4‬‬ ‫غشت‪ ،‬حيث فاز فريق فريق اف سي مغرب دوسلدورف على فريق البنك‬ ‫المغربي للتجارة الخارجية بهدفين مقابل واحد‪ ،‬وفاز فريق لندن يونايتد‬ ‫على فريق نهضة بروكسيل بالضربات الترجيحية بعدما انتهى الوقت‬ ‫األصلي للمباراة بالتعادل بهدف في كل مرمى‪ .‬وتمكن فريق نهضة‬ ‫بروكسيل من إحراز المركز الثالث بعد فوزه على فريق البنك المغربي‬ ‫للتجارة الخارجية بهدف لصفر في مباراة الترتيب التي أجريت في رفع‬ ‫ستار المباراة النهائية يوم الجمعة ‪ 5‬غشت‪ ،‬فيما آلت النسخة الثانية‬ ‫من الدوري لصالح فريق لندن يونايتد الذي فاز في النهائي على اف سي‬ ‫مغرب دوسلدورف بهدف لصفر‪ .‬وتخلل اليوم الثاني من الدوري إجراء‬

‫مسابقة (الطومبوال) وقدمت جوائز وهدايا مميزة ومتنوعة للجماهير‬ ‫التي تابعت الدوري الذي اختتم بحفل شاي على شرف المدعوين‪ .‬وتميز‬ ‫الدوري بحضور مسؤولين عن المؤسسة البنكية باإلضافة إلى فعاليات‬ ‫مدينة طنجة ومسؤولين رياضيين‪ ،‬نظير عبد الحق بخات مدير جريدتي‬ ‫«طنجة و الشمال» الذي شكرته اللجنة المنظمة على دعمه للدوري من‬ ‫خالل تسهيل مجموعة من األمور اإلدارية‪ ،‬وحضور كذلك عبد اللطيف‬ ‫العافية رئيس عصبة الشمال لكرة القدم‪ .‬فيما كان الحضور مكثف في‬ ‫الحفل الكبير الذي نظمته المؤسسة البنكية يوم الخميس ‪ 11‬غشت‬ ‫بأحد فنادق مدينة طنجة على شرف الجالية المغربية بالمهجر في إطار‬ ‫عملية مرحبا‪ .‬وكان مناسبة لتقديم لتوزيع الكؤوس على الفرق المشاركة‬ ‫وكاس بطل الدوري الذي سلمه عمر التازي‪ ،‬المدير العام للمؤسسة‬ ‫البنكية المنظمة‪ ،‬لفريق لندن يونايتد في حفل بهيج حضره أعضاء الفرق‬ ‫المشاركة وأسرهم‪ ،‬وبحضور مسؤولين عن المؤسسة البنكية‪ ،‬إلى جانب‬ ‫عمر التازي‪ ،‬المدير العام‪ ،‬محمد بنشعيب‪ ،‬المدير الجهوي لجهة الشمال‬ ‫المتوسطي‪ ،‬ونائبه سعيد بوطيار‪ ،‬ومحمد بنكيران‪ ،‬مدير شبكة المناطق‬ ‫الحرة‪ ،‬ومحمد النفيسي مدير مجموعة تطوان‪ ،‬ويونس اشفيرة مدير‬ ‫مجموعة طنجة الممتدة‪ ،‬وأعضاء اللجنة المنظمة للدوري (محمد حنون‪،‬‬ ‫مدير مجموعة طنجة المدينة‪ ،‬واإلطارين البنكيين‪ ،‬عبد الفتاح فنان‪،‬‬ ‫وعثمان العلوي‪ ،‬واسماعيل الغزابري عن نهضة بروكسيل) حيث مر الحفل‬ ‫الختامي في أجواء رائعة‪ .‬ويذكر أن اللجنة المنظمة وضعت عهدا على‬ ‫عاتقها بجعل الدوري تقليدا سنويا وتطويره بعد نجاح النسخة األولى‪،‬‬ ‫وفعال تحقق لها ذلك‪ ،‬واشتغلت بنفس الحماس في النسخة الثانية التي‬ ‫كتب لها النجاح‪ ،‬وتطمح اليوم إلى التجديد في النسخة الثالثة خالل العام‬ ‫المقبل إن شاء اهلل‪ .‬ولهذا البد من تقديم التحية ألعضاء اللجنة المنظمة‬ ‫التي كانت وراء الفكرة‪ ،‬واشتغلت بشكل احترافي‪ ،‬ونخص بالذكر‪ ،‬محمد‬ ‫حنون‪ ،‬عبد الفتاح فنان‪ ،‬عثمان العلوي واسماعيل الغزابري)‪.‬‬

‫اختتام المباريات النهائية لبطولة الفئات الصغرى‬ ‫لعصبة الشمال لكرة القدم‬

‫أسدل الستار على المباريات النهائية لبطولة الفئات الصغرى‬ ‫لعصبة الشمال والتي شاركت فيها جميع االندية المنضوية تحت لواء‬ ‫العصبة ضمنها المغرب التطواني واتحاد طنجة وفرق الهواة والقسمين‬ ‫الثالث والرابع‪ .‬وتميزت المباريات بهيمنة فرق القسم الشرفي حيث توج‬ ‫فريق االندلس القصري في فئة الصغار بعد انتصاره في النهاية على‬ ‫فريق اتحاد طنجة‪ ،‬ورجاء موح باكو في فئة الشبان بعد تغلبه في مبارة‬ ‫النهاية على إ‪.‬طنجة البالية‪. ‬‬ ‫أبطال العصبة للموسم الرياضي ‪.2016/2015‬‬ ‫بطل القسم الثالث ‪ :‬نادي الفنيدق (صعد للقسم الثاني هواة)‪.‬‬ ‫بطل فئة الشبان اقل من ‪ 19‬سنة ‪ :‬رجاء موح باكو‪.‬‬

‫بطل فئة الفتيان اقل من ‪ 17‬سنة ‪ :‬اتحاد طنجة‪.‬‬ ‫بطل فئة الصغار اقل من ‪ 15‬سنة ‪ :‬االندلس القصري‪ .‬‬ ‫بطل فئة البراعم اقل من ‪ 13‬سنة ‪ :‬اتحاد طنجة‪.‬‬ ‫بطل فئة الكتاكيت اقل من ‪ 11‬سنة ‪ :‬المغرب التطواني‪.‬‬ ‫بطل كرة القدم النسوية ‪ :‬فتيات نجم جوهرة العرائش‪.‬‬ ‫فتيات وداد طنجة ‪ :‬بطل العصبة ألقل من ‪ 17‬سنة لكرة القدم‬ ‫النسوية (الرتبة الرابعة وطنيا)‪.‬‬ ‫بطل القسم الثالث لكرة القدم بالقاعة ‪ :‬رجاء البوغاز (صعد للقسم‬ ‫الثاني)‪.‬‬

‫عصبة الشمال تنظم الدورة التكوينية لنيل دبلوم‬ ‫الدرجة جيم ودورة تكوينية لمدربي حراس المرمى‬ ‫تحت إشراف عصبة الشمال لكرة القدم‪ ،‬تنظم اللجنة التقنية‬ ‫الجهوية وبتأطير من اإلدارة التقنية الجهوية بتنسيق مع المديرية‬ ‫التقنية الوطنية الدورة التكوينية للمدربين لنيل دبلوم الدرجة جيم‬ ‫(‪ ،)Licence ’’ C’’ CAF‬المعتمد من طرف الكنفدرالية اإلفريقية لكرة‬ ‫القدم ‪ ،‬و ذلك لفائدة مدربي األندية المنضوية تحت لواء عصبة الشمال‬ ‫والدين استوفوا مدة سنتين على اجتيازهم وحصولهم على رخصة‬ ‫التدريب “د” بمعدل ‪ 12‬على األقل ويزاولون التدريب مع أندية عصبة‬ ‫الشمال ويستثنى من مدة سنتين الالعبين الذين مارسوا بأقسام النخبة‪.‬‬ ‫وتنهي العصبة إلى كافة المدربين الراغبين من االستفادة من هذه‬ ‫الدورة إلى إيداع ملف المشاركة بمقر العصبة‪ ،‬و المتكون من الوثائق‬ ‫التالية‪ ،1 :‬بالنسبة للمدربين الدين سبقوا لهم ايداع ملفاتهم بإدارة‬ ‫العصبة فإنهم مطالبون فقط بإرسال طلب خطي لتأكيد المشاركة‪،2 .‬‬ ‫بالنسبة لباقي المدربين الدين يتوفرون على الشروط المطلوبة اعاله‬ ‫عليهم إحضار السيرة الذاتية (ملء المطبوع ) يتم سحبه من صفحة‬ ‫اللجنة التقنية أو الموقع الرسمي للعصبة‪ ،‬طلب خطي للمشاركة في‬ ‫الدورة التكوينية‪ ،‬نسخة من بطاقة التعريف الوطنية مصادق عليها و‬ ‫شهادة طبية‪ ،‬وشهادة مدرسية تثبت توفر المترشح على السنة التاسعة‬ ‫على األقل (الثالثة إعدادي)‪ .‬ونسخ من شواهد التدريب المحصل عليها‪ ،‬و‬ ‫شهادة من نادي منضوي تحت لواء عصبة الشمال لكرة القدم وشواهد‬

‫األندية السابقة كمدرب آو العب‪ ،‬و مبلغ المشاركة المحدد في ‪3500‬‬ ‫درهم‪.‬‬ ‫وحدد تاريخ الجمعة ‪ 2‬شتنبر ‪ 2016‬كأخر أجل لتلقي الملفات‪.‬‬ ‫وتؤكد الجهة المنظمة أن جميع الملفات سيتم دراستها مع اإلدارة‬ ‫التقنية الوطنية لتحديد األسماء التي ستجتاز هده الدورة وفق الشروط‬ ‫المحددة فيما سيتم وضع باقي الطلبات التي تستوفي الشروط المطلوبة‬ ‫في الئحة ثانية‪.‬‬ ‫وفي موضوع ذي صلة‪ ،‬وتنفيذا لبرنامج اللجنة واالدارة التقنية‬ ‫الجهوية للموسم الرياضي ‪ ، 2017/2016‬تنظم العصبة تحت إشراف‬ ‫اإلدارة التقنية الوطنية الدورة التكوينية لمدربي حراس المرمى‪ .‬وحدد‬ ‫تاريخ االربعاء ‪ 14‬شتنبر ‪ 2016‬كأخر أجل لتلقي طلبات المشاركة وفق‬ ‫الشروط التالية‪:‬‬ ‫السن من ‪ 18‬سنة إلى ‪ 45‬سنة حامل الجنسية المغربية‪ ، ‬وشهـادة‬ ‫طبية ‪-‬نهج السيرة الذاتية للمشارك‪ ،‬وشهادة مسلمة من طرف الفريق‬ ‫أو الفرق التي دربها‪ ،‬وشهادة مدرسية تثبت التوفر على مستوى السنة‬ ‫التاسعة األقل (الثالثة إعدادي)‪ ،‬ونسخة من بطاقة التعريف الوطنية‬ ‫مصادق عليه‪ ،‬وشهادة حسن السيرة‪ ،‬وواجب المشاركة يحدد من طرف‬ ‫العصبة‪. ‬‬

‫التسولي إلى المغرب التطواني‬ ‫أعلن المغرب التطواني لكرة القدم االحد‬ ‫قبل الماضي تعاقده مع العب نادي المكناسي‪،‬‬ ‫محمد التسولي بعقد يمتد لثالث سنوات‪ ،‬دون‬ ‫إعالن‪ ‬قيمة الصفقة‪ .‬وكان التسولي‪ ،‬أحد‬ ‫أبرز العب النادي ي المكناسي خالل الموسم‬ ‫الماضي قريب من خوض هذا الموسم العبا‬ ‫لفريق الجيش الملكي بعدما وقع معه عقدا لم‬ ‫يتسمر أكثر من شهر واحد ليتم فسخه بقرار‬ ‫مفاجئ من عبدالمالك العزيز مدرب الفريق‬ ‫العسكري‪.‬‬

‫المغرب التطوانـي يسيـــر في‬ ‫اتجاه فسخ عقد سيديبي‬ ‫يتجه المغرب التطواني لكرة القدم في‬ ‫اتجاه فسخ عقد العبه المالي مامادو سيديبي‬ ‫بعدما رفضت الجامعة الملكية المغربية‬ ‫اعتماده ضمن قائمة الفريق للموسم المقبل‪،‬‬ ‫لعدم استفائه عدد المباريات الدولية الكافية‬ ‫رفقة منتخب بالده‪ .‬حيث اشترطن الجامعة في‬ ‫المحترفين األجانب توفرهم على ‪ 10‬مباريات‬ ‫دولية على األقل للسماح لهم للعب بالدوري‬ ‫المغربي‪ .‬وكان مكتب الفريق التطواني أشار‬ ‫في وقت سابق أن سيديبي لعب ‪ 10‬مباريات‬ ‫قبل أن ترد الجامعة بأن سجل الالعب ال‬ ‫يتوفر على العدد المطلوب‪ .‬ويعاني المغرب‬ ‫التطواني من بعش المشاكل هذا الموسم‪،‬‬ ‫حين قررت الجامعة الملكية المغربية لكرة‬ ‫القدم حرمان الفريق التطواني من مكافأة‬ ‫الدعم الذي تقدمه ألندية الدوري االحترافي‬ ‫والتي تصل سنويا لـ ‪ 600‬مليون‪ .‬ويأتي‬ ‫ذلك بسبب تقديم عدد من العبي الفريق‬ ‫التطواني المغادرين للفريق شكاوى ضد‬ ‫النادي مطالبين بسداد المستحقات القديمة‪.‬‬ ‫واعترض كل من رفيق عبد الصمد وفوزي عبد‬ ‫الغني اللذين انتقال الموسم المنصرم لطنجة‬ ‫وطالبا سويا بمبلغ ‪ 100‬مليون‪ .‬كما طالب كل‬ ‫من الهردومي وحدوير والحواصي بأكثر من‬ ‫‪ 250‬مليون وهو ما سيحرم الفريق من دعم‬ ‫االتحاد الذي سيتكفل مباشرة بأداء مستحقات‬ ‫كل هؤالء الالعبين‪.‬‬

‫مابيدي يطلب إلغــاء الغرامة‬ ‫المالية‬ ‫ال تزال مكتب المغرب التطواني لكرة‬ ‫القدم متشبث بالغرامة المالية الثقيلة التي‬ ‫قررها في حق فيفيان مابيدي‪ ،‬بعد تأخره في‬ ‫االلتحاق بالتدريبات استعدادا للموسم الكروي‬ ‫الجديد‪ .‬ورغم عودته إلى التدريبات وتقديم‬ ‫األسباب التي جعلته يتأخر في البقاء بفرنسا‪،‬‬ ‫لم يقتنع مكتب الفريق وقرر عدم إلغاء الغرامة‬ ‫المالية البالغة ‪ 30‬مليون‪ .‬وقدم الالعب‬ ‫اعتذاره لمكتب الفريق‪ ،‬وطلب سحب الغرامة‬ ‫المالية‪ .‬وهذا ما سيتم الحسم فيه خالل‬ ‫اجتماع مقبل‪.‬‬


‫العدد ‪851‬‬

‫كلمة رئي�س التحرير ‪:‬‬ ‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫من �أجل احلق يف احلياة‬

‫اإلعدام لمن أعدم‬ ‫فاجعة مهاجم مسجد األندلس بتطوان‪ ،‬كانت‪ ،‬بحق‪ ،‬ضربة ناقوس‬ ‫لكل من يتحمل مسؤولية‪ ،‬كيف ما كانت درجتها‪ ،‬في حماية أمن وسالمة‬ ‫المواطنين‪ .‬هذه الفاجعة اهتزت لها أركان المدينة الهادئة‪ ،‬لفظاعة الجرم‬ ‫وفداحته وهمجيته وخطورة تأثيره على نفسية المواطنين من حيث الشعور‬ ‫باألمن واالطمئنان ‪ ،‬داخل المدينة العتيقة وببيوت اهلل التي يعمرها «من‬ ‫آمن باهلل واليوم اآلخر وأقام الصالة وآتى الزكاة ولم يخش إال اهلل‪ ،‬فعسى‬ ‫أن يكونوا من المهتدين»‪.‬‬ ‫كانوا خمسة أو ستة مصلين‪ ،‬لبوا دعوة الداعي إلى صالة الفجر «إن قرآن‬ ‫الفجر كان مشهودا»‪ ،‬أمال في «وعد صادق من اهلل سبحانه وتعالى» وتيمنا‬ ‫بالحديث الشريف «من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة اهلل» ‪.‬‬ ‫وعلى بغتة من المصلين‪ ،‬وهم ممن تقدم بهم السن‪ ،‬واإلمام يشرع في‬ ‫تالوة سورة الفاتحة‪ ،‬طلع عليهم شخص مسلح بسيف عمله في رقابهم‪ ،‬دون‬ ‫شفقة أو رحمة‪ ،‬فأودى بحياة اإلمام وجاره وأصاب ثالثة من المصلين ليتم‬ ‫نقل الجميع على عجل إلى المستعجالت‪ ،‬كما صرح بذلك مسؤولو مستشفى‬ ‫«سانية الرمل»‪.‬‬ ‫وتناقلت األلسن أخبار الفاجعة‪ ،‬بين من ينسب إلى المهاجم تطرفه‬ ‫الديني ‪ ،‬ومن يتحدث عن تشيعه أو عن شعور بالعداء كان يكنه لمؤذن‬ ‫المسجد‪ ...‬إلى أن ظهرت حقيقة الرجل الذي كان معروفا بالدرب‪ ،‬بانطوائيته‬ ‫وانعزاليته وإصابته بنوع من الهلوسة المرعبة‪ ،‬ودخوله بين الفينة والفينة‪،‬‬ ‫في مناوشات مع المصلين والمؤذن بوجه خاص‪ ،‬القاصدين مسجد األندلس‬ ‫القريب من القصر الملكي بتطوان‪.‬‬ ‫وقال شاهد من أبناء الحي‪ ،‬وفق تغطيات صحافية متعددة‪ ،‬إن الرجل‬ ‫شوهد طيلة ليلة الجريمة وبيده كيس‪ ،‬وهو يراقب الدرب ذهابا وإيابا‪،‬‬ ‫ويقوم بطقوس غريبة ويتفوه بكالم غير مفهوم ‪ ،‬قبل أن يتخذ مكانا قريبا‬ ‫من باب المسجد وينزوي فيه وهو يراقب المارة‪ ،‬من طرف خفي‪ ،‬ولكن ال أحد‬ ‫اهتم بذلك لمعرفة الجميع بمرض الرجل النفسي واضطرابه العقلي‪ .‬إلى أن‬ ‫تسلل لداخل المسجد وشرع في مهاجمة المصلين‪ ،‬على قلة عددهم‪ ،‬لحسن‬ ‫الحظ‪ ،‬بالسيف الذي كان يخفيه في الكيس الذي كان يحمله‪ ،‬وكان يحاول‬ ‫إغالق باب المسجد ليقوم بتصفية كل المصلين‪ ،‬لوال تدخل األمن الذي‬ ‫منعه من ذلك وألقى عليه القبض‪ ،‬بعد أن أرسل شيخين إلى القبر وثالث‬ ‫توفي بالمستشفى لتقام لشهداء مسجد األندلس جنازة رهيبة شارك فيها‬ ‫العشرات من سكان الحي واألحياء المجاورة لتتحول في ما بعد إلى مظاهرة‬ ‫شعبية للتنديد بالجريمة‪ ،‬أوال‪ ،‬وبضعف دور السلطات المحلية ومسؤوليتها‬ ‫الكاملة في هذه «المجزرة» الرهيبة‪ ،‬لعلمها بحالة المجرم صاحب سوابق في‬ ‫االعتداء بالسالح األبيض وباستعمال العنف والذي اختلفت الروايات في شأن‬ ‫حقيقة صحته النفسية والعقلية‪ ،‬وإصرار السلطات المعنية‪ ،‬على تركه حرا‬ ‫طليقا بدون مراقبة رغم علمها بخطورته‪.‬‬ ‫فقذ اتضح في ما بعد‪ ،‬أن المجرم سبق وأن كان موضوع شكاية من‬ ‫جارته التي اتهمته خالل شهر ماي الماضي‪ ،‬باإلعتداء عليها بالسالح‬ ‫األبيض ‪ ،‬وشكاية أخرى لنفس األسباب‪ ،‬في شهر يونيه الموالي‪ ،‬تقدم بها‬ ‫ضده جيرانه‪ ،‬وثالثة تقدمت بها أخته في يوليوز الماضي بعد تهجمه عليها‬ ‫وتعنيفها ومحاولة قتلها‪.‬‬ ‫ومن الغرابة أن يكون الرجل قد خضع للمسطرات األمنية القانونية وأن‬ ‫يقدم إلى النيابة العامة‪ ،‬ليتم اإلفراج عنه مرتين بعد أن تأكدت من إصابته‬ ‫باضطرابات عقلية‪ ،‬لتتم إحالته على مستشفى األمراض العقلية والنفسية‬ ‫بتطوان للعالج‪ .‬أما في المرة الثالثة فقد أرسل إلى سجن الصومال قبل أن‬ ‫يتم إطالق سراحه بعد توصل المحكمة بتقرير طبي عن حالته النفسية‪.‬‬ ‫فهل تنتهي مسؤولية األمن والقضاء عند هذا الحد والحال أن الرجل‬ ‫ثبت‪ ،‬علميا‪ ،‬أنه مخبول وبالتالي أنه يشكل خطرا على المجتمع؟‬ ‫مسؤولو الصحة أكدوا أن دورهم «استشفائي» محض‪ ،‬يتعلق بتشخيص‬ ‫المرض ووصف الدواء المناسب‪ ،‬وتسليمه بعد ذلك لعائلته من أجل احتضانه‪،‬‬ ‫وإذا لم تكن له عائلة تحتضنه «يرمى» به لحضن المجتمع بالرغم من العلم‬ ‫بأنه قادر على القيام بأعمال تصرف غير سليمة‪... !!! ‬‬ ‫حالة مدينة تطوان‪ ،‬إنما هي نموذج لحالة مدن كثيرة‪ ،‬وعلى رأسها طنجة‪،‬‬ ‫التي يبدو أنها أصبحت فرعا لـ «مستشفى» «بويا عمر» الذي أغلقه الوردي‪،‬‬ ‫ليته ما فعل (‪ .....) ! ‬فقد تدفق على طنجة‪ ،‬جحافل الحمقى والمعتوهين ‪،‬‬ ‫رجاال ونساء ‪ ،‬يؤثثون كل فضاءاتها العمومية‪ ،‬إلى جانب جحافل المتسولين‬ ‫وطنيين وأجانب ــ واللصوص‪ ،‬والمتسكعين‪ ،‬والمشاغبين‪ ،‬وقطاع الطريق‪،‬‬ ‫والحراكة‪ ،‬و «المنعورين» وينغصون الحياة لألهلها وزوارها مغاربة وأجانب‪،‬‬ ‫حيث يقومون بتصرفات غريبة من هلوسة وعنف واعتداء على المارة وإهانة‬ ‫المواطنين والمواطنات وإخالل باألخالق واآلداب العامة‪ ..‬كل ذلك تحت‬ ‫أنظار السلطات المحلية التي قد ال تتحرك إال بعد أن ترتكب جريمة‪ ،‬ال قدر‬ ‫اهلل‪ ،‬فيسارع كل جانب إلى التملص من مسؤوليته‪ ،‬والحال أن المسؤولية‬ ‫مشتركة بين الجميع‪ ،‬سلطة ومجتمع‪.‬‬ ‫إننا ننبه إلى هذا الوضع الغير طبيعي‪ ،‬في مدينة غير عادية‪ ،‬كطنجة‪،‬‬ ‫التي يحلو للمسؤولين أن يصفوها بـ «بوابة المغرب» وجسره إلى أروبا‬ ‫والعالم‪ ،‬وعنوان سياحته واقتصاده‪ ،‬ولكن حالة التسيب الذي تشهده مجاالت‬ ‫تدبير الشأن المحلي‪ ،‬خاصة على مستوى حماية سالمة السكان والزوار‬ ‫وتيسير ظروف العيش الكريم لهم‪ ،‬ال تساير طموحات المواطنين ال‪ ،‬وال‬ ‫وعود المسؤولين‪.‬‬ ‫وبحسن نية طبعا‪.....! ‬‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬غ�شت ‪2016‬‬ ‫األخيرة‬ ‫مؤسسة محمد شكري تحتفي بالشاعر المغربي محمد الميموني‬ ‫احتفت مؤسسة محمد شكري‪ ،‬التي تنظم‬ ‫في صيف كل سنة على هامش مهرجان الثقافة‬ ‫المتوسطية «ثويزا» في مدينة طنجة ‪ ،‬بالشاعر‬ ‫المغربي محمد الميموني‪ ،‬باعتباره أحد مجددي‬ ‫المتن الشعري الحديث في المغرب‪ .‬واعتبارًا‬ ‫للصداقة التي جمعته باألديب الراحل شكري عندما‬ ‫عمل الميموني مدرّسًا في أحد معاهد مدينة طنجة‪.‬‬ ‫قال الميموني إن كثيرين يعتقدون أنه كان‬ ‫على عالقة عادية بالراحل شكري‪ ،‬بينما أكد أنه‬ ‫جالسه طويلاً ‪ ،‬وعرض عليه مسودات كتاباته األولى‪،‬‬ ‫خاصة «الخبز الحافي»‪ ،‬التي كان يسلمها شكري إلى‬ ‫الكاتب األميركي بول بولز لترجمتها إلى اإلنجليزية‪،‬‬ ‫إذ كانت عملية الترجمة تتم عبر شرح شكري لما كتبه‬ ‫تارة باإلسبانية‪ ،‬التي يعرفها بول بولز‪ ،‬وتارة أخرى‬ ‫باالنجليزية‪ ،‬التي هي اللغة األم لهذا األخير‪ ،‬بينما‬ ‫ً‬ ‫متوسطا‪.‬‬ ‫كان إلمام شكري باإلنجليزية‬ ‫وزعت المداخالت‪ ،‬التي ألقيت صباح يوم‬ ‫الجمعة ‪ 12‬غشت الجاري‪ ،‬في مكان أكثر من رائع و‬ ‫هو مقهى «الحافة»‪ ،‬مقهى تقليدي عتيق وشهير‬ ‫يرتاده السيّاح وسكان المدينة‪ .‬‬ ‫وكان يرتاده كثيرًا األديب الراحل محمد‬ ‫شكري‪ ،‬حيث كان يختلي فيه متأبطأ كتبه وقواميسه‪،‬‬ ‫وهو مقهى يكاد يكون معل ًقا في منحدر مطل على‬ ‫األطلسي‪ ،‬الذي كانت أمواجه صاخبة بفعل رياح‬ ‫«الشرقي»‪ ،‬مثلما كانت حياة صاحب «الخبز الحافي»‬ ‫زاخرة وحافلة‪ ،‬وقد مرت اآلن إحدى وثمانون سنة على‬ ‫ميالده في قبيلة بني شيكر في ضواحي الناظور‪ ،‬التي‬ ‫هاجرت أسرته منها فرارًا من الفاقة والجوع‪ ،‬لتستقر‬ ‫أولاً في تطوان‪ ،‬قبل أن تختار مدينة طنجة‪ ،‬التي‬ ‫كانت في عقد األربعينيات من القرن الماضي ضاجّة‬ ‫بالحركة والنشاط بسبب طابعها الدولي‪.‬‬ ‫أدار الجلسة الشاعر واإلعالمي رئيس مؤسسة‬ ‫محمد شكري‪ ،‬عبد اللطيف بن يحيى‪ ،‬الذي استعاد‬ ‫الكثير من ذكرياته على مدى صداقة امتدت أربعين‬ ‫عامًا‪ ،‬متوق ًفا بالخصوص عند بعض الطرائف‬ ‫والمستملحات التي عاشها مع الكاتب‪ ،‬مثل إشارته‬ ‫إلى مهنة الغناء التي مارسها شكري مضطرًا في أحد‬ ‫المقاهي الشعبية برفقة عازفين على العود في مقهى‬ ‫«الرقاصة» في السوق الداخل في طنجة‪.‬‬ ‫كما عرف اللقاء كلمة شعرية ألقتها الشاعرة‬ ‫المغربية إيمان الخطابي‪ ،‬التي تحدثت عن قصة‬ ‫عالقتها القرائية بأدب محمد شكري بدأ من الصدمة‬ ‫التي أحدثها لديها‪ ،‬وهي شابة‪ ،‬في بداية اكتشافها‬ ‫لعوالم القراءة واألدب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وارتباطا بالشعر‪ ،‬أشار متدخلون آخرون إلى‬ ‫عالقة شكري بالشعر مباشرة أو بشكل غير مباشر‪،‬‬ ‫فهو مارس الشعر أولاً ‪ ،‬كما أن بعض نصوصه مثل‬ ‫مسرحية السعادة كانت في األصل قصيدة‪.‬‬

‫المحتفى به محمد الميموني يتوسط زوجته والكاتب الصحافي المغربي محمد بوخزار‪.‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬عُرف شكري بصداقته مع الشعراء‬ ‫وتأثيره على الروائيين‪ .‬وكان للشاعر المحتفى به‬ ‫محمد الميموني نصيب من اإلشادة والثناء واإلعجاب‬ ‫بمنجزه الشعري‪ ،‬الذي استوى في عقد الستينيات من‬ ‫القرن الماضي‪ ،‬تج َلى في إصدار دواوين عدة نشرتها‬ ‫وزارة الثقافة المغربية ضمن مشروع األعمال الكاملة‪.‬‬ ‫وأبرزت مداخالتٌ خصوبة وخصوصية تجربة‬ ‫الميموني الشعرية باعتباره أحد الذين أصَلوا‬ ‫القصيدة الحديثة في المغرب‪ .‬وما يثير اإلعجاب فيه‬ ‫أنه مواظب على الكتابة‪ ،‬وهو يشارف العقد الثامن‬ ‫من عمره‪.‬‬ ‫ودعا متحدثون إلى دراسة اإلنتاج الشعري‬

‫اآلنسة سناء اكريكز تحصل على شهادة‬ ‫«الدكتوراه» بدرجة «مشرف جداً»‬

‫للميموني‪ ،‬الذي أغناه وص َفاه بإطالعه على الشعر‬ ‫األجنبي عبر أداة اللغة اإلسبانية التي ترجم منها‬ ‫نصوصا لشعراء كبار‪.‬‬ ‫بالعودة إلى شكــري تساءل اإلعالمــي المغربي‬ ‫عدنان ياسين عن األسباب التي جعلت سيرة محمد‬ ‫شكري محط اهتمام كثيرين‪ ،‬إلى درجة أن لها‬ ‫امتدادات في أعمال روائية لكتاب عرفوا شكري‪،‬‬ ‫مثل التونسي حسونة المصباحي‪ ،‬إذ يعتبر ياسين‬ ‫روايتي المصباحي «التيه» و «وداعاً روزالي» في‬ ‫بعض فصولها تتمة لسيرة شكري‪ ،‬التي وزعها‬ ‫صاحب «الخبز الحافي» بين عمله األول والذي تلته‪،‬‬ ‫خاصة رواية «زمن األخطاء» و«غواية الشحرور»‪ ،‬هذا‬ ‫بالنسبة إلى األعمال اإلبداعية التي تضمنت لمحات‬ ‫من سيرة شكري تضاف إليها صفحات من مذكرات‬ ‫وذكريات سردها عنه بعض الكتاب الصحافيين‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫تهنئة‬

‫في جو بهيج حضره األهل واألقارب‪،‬‬ ‫احتفلت عائلتا زرع والحساني بعيد ميالد‬ ‫نجلتهمالكريمة‬ ‫علمنا بمزيد من الفرح والسرور حصول الطالبة بكلية الحقوق بطنجة‪ ،‬اآلنسة سناء أكريكز‪،‬‬ ‫على شهـادة «الدكتوراه» بعد مناقشة أطروحتها يوم ‪ 26‬يوليوز الماضي‪ ،‬حول التعاون الدولي‬ ‫في بعده االقتصادي‪ ،‬وكانـت بعنوان ‪ :‬مساهمــة التعاون الدولي الالمركزي في التنمية المحلية‬ ‫بجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪.‬‬ ‫اآلنسة سناء ناقشت أطروحتها أمام لجنة برئاسـة عميد كليـة الحقـوق بطنجـة الدكتور‬ ‫محمد يحيا وعضوية الدكتور البوغاري من كلية الحقوق بطنجة والدكتور الطاهر القـور من‬ ‫المدرسة الوطنية للتجارة والتدبير‪ ،‬وحصلت على شهادة «الدكتوراه» بدرجة «مشرف جدا» مع‬ ‫تنويه اللجنة بعمل اآلنسة سناء الذي سوف يشكل مرجعا مهما لفائدة طالب كلية الحقوق‬ ‫والباحثين والمعنيين بمجاالت التعاون الدولي والتنمية‪.‬‬ ‫وإذ نهنــيء اآلنســـة سنـــاء اكريكـــز على توفقهـــا وتفوقهـــا في دراستهـــا العليـــا‪،‬‬ ‫نتمنى لها مزيـــدا من النجــاح في تحقيــق طموحاتهــا العلمية‪.‬‬

‫«بثينة»‬

‫ذات السادس عشر ربيعاً‬

‫وذلك يوم األحد ‪ 14‬غشت ‪2016‬‬ ‫وبهذه المناسبة السعيدة‪ ،‬نتقدم‬ ‫بأحر التهاني لبثينة‪ ،‬مع متمنياتنا لها‬ ‫بالتوفيق والنجاح في مشوارها الدراسي‪.‬‬

‫طنجة تحتضن الدورة ‪ 5‬لمهرجان «ألوان الحياة»‬ ‫يحتضن النادي الملكي للفروسيــة بأشقــار‪ ،‬بعاصمة البوغاز طنجة من ‪ 26‬إلى غاية ‪ 28‬غشت‬ ‫‪ ،2016‬فعاليــات الدورة الخامسة لمهرجان ألوان الحياة (فضاء جديد للموسيقى األليكترونية بالمغرب)‪.‬‬ ‫هذا المهرجان الذي تنظمه جمعية ألوان الحياة كل سنة‪ ،‬سيشارك في نسخته الخامسة بطنجة ‪،‬‬ ‫العديد من الفنانين في الميدان الموسيقي والفنون التشكيلية‪ ،‬يمثلون عددا من المدن المغربية كالدار‬ ‫البيضاء‪ ،‬الرباط‪ ،‬مكناس‪ ،‬أكادير‪ ،‬الناظور‪ ،‬الجديدة‪ ،‬القنيطرة ‪ ،‬تطوان وطنجة‪ ،‬إلى جانب فنانين ضيوف‬ ‫من الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬كندا‪،‬وفرنسا‪.‬‬ ‫وقبل االنطالقــة الرسمية لهــذا المهرجان‪ ،‬وانطالقا من البرنامج الذي سطرته جمعية ألوان‬ ‫الحياة‪ ،‬سيتم يوم ‪ 25‬غشت الجاري تنظيم ورشة تكوينية في مجال اإلنتاج الصوتي سيؤطرها كل من‬ ‫ندير فهمي‪ ،‬عالء الخالدي وأسامة العمراني‪ .‬كما سيشهد اليوم الموالي تنظيم مسابقة في الموسيقى‬ ‫اإلليكترونية (الديجي) وهي خاصة بالمنتجين المغاربة‪.‬‬ ‫ويهدف هذا المهرجان حسب المنظمين إلى خلق فضاء يمتزج فيه الصوت واللون وقوة الفضاء‪،‬‬ ‫وبالتالي إلحداث مكان للقاء المحبين والمولعين بالموسيقى اإلليكترونية‪ ،‬ومحبي الطبيعة‪ ،‬والفنانين‬ ‫الشباب‪ ،‬من فضاءات تمثل الصناعة التقليدية‪ ،‬التشكيل وعروض اإلنارة ‪ ،‬والموسيقى الصاخبة‪.‬‬ ‫وحســب الجمعيــة فإن المهرجان له أبعـاد سياحية تربوية تثقيفية ستساعد الفنانين المحليين‪،‬‬ ‫على صقل مواهبهم‪ ،‬كما سيعمل على انفتاح الثقافة الموسيقية اإلليكترونية على مهرجان في المغرب‬ ‫ألوان الحياة لتجعله حدثا مستداما‪ .‬كما سيعمل على تقوية الشبكة الداخلية‪ ،‬وتشجيع إنتاج الثقافة‬ ‫الموسيقية‪.‬والرسم وولوج عالم التجديد‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.