Achamal n° 855 le 20 septembre 2016

Page 1

‫مهرجان طنجة الدولي للفيلم‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 855‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 18‬ذو احلجة ‪� 20 / 1437‬إلى ‪� 26‬شتنرب ‪2016‬‬

‫تنطلق غدا األربعاء بمدينة طنجة‪ ،‬الدورة‬ ‫التاسعة لمهرجان طنجة الدولي للفيلم‪،‬‬ ‫ويتضمن برنامج الدورة مسابقتين دوليتين‪،‬‬ ‫األولى خاصة باألفالم الروائية القصيرة (‪27‬‬ ‫فيلما) والثانية‪ ،‬باألفالم الوثائقية القصيرة (‪13‬‬ ‫فيلما)‪ ،‬باإلضافة إلى بانوراما خاصة باألفالم‬ ‫الروائية الدولية الطويلة (خمسة أفالم) وفقرات‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫وتتبارى على جوائز المسابقة األولى‪ ،‬أمام‬ ‫لجنة التحكيم التي يترأسها المخرج اإلسباني‬ ‫خورخي دورادو‪ ،‬مجموعة من األفالم من دول‬ ‫إسبانيا‪ ،‬وسيربيا‪ ،‬والبرتغال‪ ،‬وألمانيا‪ ،‬وفلسطين‪ ،‬وكندا‪ ،‬والواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وسويسرا‪،‬‬ ‫ولبنان‪ ،‬وبولندا‪ ،‬وإيطاليا وسلوفينيا‪ ،‬والصين‪ ،‬وفرنسا‪ ،‬وكولومبيا‪ ،‬واليونان‪ ،‬ومصر‪ ،‬والنمسا‪،‬‬ ‫فضال عن المغرب‪.‬‬ ‫وسيتم خالل هذه الدورة‪ ،‬إلى جانب حفل تذكر المبدع العالمي الطنجاوي الكبير الراحل العربي‬ ‫اليعقوبي (‪ ، )2016 – 1930‬تكريمات تخص المهندس والمخرج والمنتج السينمائي المغربي‬ ‫قويدر بناني (‪ 71‬سنة)‪ ،‬مدير المركز السينمائي المغربي من (‪ 1976‬إلى ‪.)1986‬‬

‫محمد العربي المساري عام على الرّحيل‬ ‫كان ينبوعاً متدفق‬ ‫العطاء واإلنتاج‬ ‫الفكري واألدبي‬ ‫والتاريخي ونموذجاً‬ ‫للمثقف الملتزم‬ ‫المسكون بقضايا‬ ‫وطنه‪.‬‬ ‫في يوم ‪ 25‬يوليوز من العام الماضي‪ ،‬لبى نداء ربه‪ ،‬راضيا مرضيا‪ ،‬الوطني الغيور‪ ،‬األديب والمؤرخ واإلعالمي المتميز والدبلوماسي المحنك والوزير المقتدر‪،‬‬ ‫األستاذ محمد العربي المساري‪ ،‬تغمده اهلل بواسع رحمته‪.‬‬ ‫وقد شكل موته بعد مرض لم يمهله طويال‪« ،‬رزءا فادحا» بشهادة جاللة الملك‪ ،‬في كتاب التعزية لعائلته الصغيرة‪ ،‬وللمغرب الذي «فقد أحد رجاالته البررة‪،‬‬ ‫المشهود لهم بدماثة الخلق وصادق النضال واإلخالص»‪.‬‬ ‫عام على رحيل األستاذ المساري‪ ،‬الذي كان في طليعة صانعي النهضة الفكرية المغربية من أجل التقدم‪ ،‬وتميز عن جيله بكتاباته المتعددة األهداف وبرؤيته‬ ‫الواضحة وبنضاله المستمر‪ ،‬كما تميز بأخالقه العالية وسلوكه الرصين‪ .‬كان‪ ،‬رحمه اهلل‪ ،‬متعدد المواهب والقدرات‪ ،‬تبرز في كل محطات نشاطه الفكري واإلبداعي‪،‬‬ ‫وممارساته الفكرية والثقافية واإلعالمية‪ ،‬حيث شكل مدرسة متميزة في الصحافة التي مارسها كرسالة نبيلة قبل أن تكون مهنة و «محنة»‪ ،‬األمر الذي بوأه مكانة‬ ‫متميزة بين أبناء جيله في المغرب والعالم العربي واإلسالمي حيث كان يحظى بكبير التقدير واالحترام‪.‬‬

‫(�ص ‪)4‬‬


‫‪2‬‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪� 26‬شتنرب ‪2016‬‬

‫العدد ‪855‬‬

‫االنتخابات التشريعية ‪2016‬‬

‫ا�ستمرار مواجهات العدالة والتنمية والأ�صالة واملعا�صرة‬ ‫قد ‪ ‬يف�سد اللعبة!‬

‫الموت‬ ‫والقتل عليك‬ ‫يا «زكية»‪!! ..‬‬

‫‪-‬‬

‫محمد �سدحي‬

‫‪sadhimed@gmail.com‬‬

‫زكية يا سالبة العقول‪.‬‬ ‫زكية يا مركبة الهبل‪.‬‬

‫القطبية الثنائية‪ ‬محور‬ ‫االنتخابات الت�شريعية‪ ‬يف‬ ‫مواجهة ال�شعبوية واخلطاب‬ ‫ال�سيا�سي املبتذل‬ ‫انطلقت األربعاء الماضي‪ ،‬عملية إيــداع‬ ‫التصريحات بالترشح لالنتخابات التشريعية‬ ‫المقبلة ‪ ‬المقرر إجراؤها يوم ‪ 7‬اكتوبر المقبل‬ ‫والتي ستستمر لغاية ‪ 23 ‬من هذا الشهر‪.‬‬ ‫وجاء في بيان توضيحي لوزارة الداخلية‬ ‫المشرفة‪ ،‬إلى جانب وزارة العدل‪ ،‬على التنظيم‬ ‫المادي النتخاب ‪ ‬أعضاء مجلس النواب‪ ،‬جملة‬ ‫من اإلجراءات التي يتحتم على وكيل الئحة‬ ‫الترشيح القيام بها‪ ‬لدى المكاتب اإلدارية‪ ‬‬ ‫المخصصة لهذا الغرض بالنسبة للدوائر‬ ‫االنتخابية المحلية وبالدائرة الوطنية‪ .‬في حين‬ ‫أن الحملة االنتخابية ستنطلق يوم ‪ 24‬شتنير‪ ‬‬ ‫وتمتد إلى منتصف ليلة السادس من أكتوبر‪.‬‬ ‫‪ ‬ومعلوم أن األحزاب السياسية ‪ ‬المتبارية‬ ‫لم تنتظر انطالق الحملة االنتخابية‪ ‬لتنزل‬ ‫إلى حلبة «التبوريدات» المألوفــة‪ ،‬بغيـــة‬ ‫«الفتك» بالخصــوم بموازاة مع اللجوء إلى‬ ‫معجم السب والقـــذف‪ ،‬والكالم النابي السوقي‬ ‫من قبيل «البانضية»‪ ،‬و «الشفارة»‪ ‬والتشويش‬ ‫والعرقلة‪ ،‬والتحكم والسلطوية‪ ،‬وخدمة أجندة‬ ‫خارجية ‪ ‬والتخابر مع منظمات استخباراتية «عدوة»‪،‬‬ ‫إلى غير ذلك مما كان يجمل بالسياسيين تفاديه‪ ‬‬ ‫حماية‪ ‬لسالمة الخطاب السياسي‪ ‬الذي ساهم‬ ‫الجميع ‪ ‬في ابتذاله ‪ ‬وتحويله إلى خطاب تافه سفيه‬ ‫مطبوع بشعبوية مدمرة!‬ ‫اقتراب موعد االنتخابات‪ ،‬دفع قيادات أحزاب‬ ‫الساعة‪ ،‬إلى التدافع‪ ‬بشكل غريب مريب‪« ،‬كأنها‬ ‫القيامة» كما شبهها جاللة الملك في خطاب العرش‬ ‫األخير‪« ،‬ال أحد يعرف اآلخر‪ ،‬والجميع‪ ،‬حكومة وأحزابا‪،‬‬ ‫مرشحين وناخبين‪ ،‬يفقدون صوابهم ويدخلون في‬ ‫فوضى‪ ‬وصراعات» ـ انتهى كالم جاللة الملك‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬فإنه من المتوقع أن‬ ‫الخطاب السياسي سوف يخرج عن لغة العقل ‪ ‬والجد‬ ‫والمعقول ‪ ‬ليعانق لغة اللغو والشعبوية التي انخرط‬ ‫فيها الجميع‪ .‬والتي تبرز إلى حد اإلشفاق بؤس‬ ‫المنطق السياسي الحزبي وضعف النضج‪ ،‬ولربما‬ ‫انعدامه‪ ،‬لدى بعض قيادات األحزاب السياسية‬ ‫المغربية‪ ،.‬وال أدل على ذلك من التصريحات العنترية‬ ‫التي «يتمنطق» بها بعض قادة أحزاب توجد في‬ ‫ذيل التنظيمات السياسية‪ ،‬ومع ذلك فإنهم يؤكدون‬ ‫لمن يريد أن يثق فيهم‪ ،‬أنهم سيكتسحون المشهد‬ ‫االنتخابي ‪ ‬ويتصدرون النتائج‪ ،‬وأنهم سيقتحمون‪ ‬‬ ‫«البنيقة» المعلومة ويتسلقون هرم الحكم‪.... ! ‬‬ ‫مثل هذا الكالم التافه جاء على لسان قادة عدد‬ ‫من األحزاب وهم يعلمون أنهم إنما يسيئون إلى‬ ‫أحزابهم ‪ ‬التي فقدت مركزها ووزنها‪ ،‬كما يسيئون‬ ‫إلى أنفسهم‪ ‬ولو أن «الطموح» أمر مشروع إال‬ ‫أنه ‪« ‬على قد لحافك‪ ،‬مد رجليك» كما يقول المثل‬ ‫المغربي المأثور!‪...‬مثل هذا الخطاب إنما يعمق نفور‬ ‫المواطنين من السياسة ومن االنتخابات ويدفع‪،‬‬ ‫ليس فحسب‪ ،‬إلى العزوف االنتخابي‪ ‬بل‪ ،‬وأيضا‪ ،‬إلى‬ ‫خلق فئة واسعة من المستائين الغاضبين‪ ،‬في غياب‬ ‫مثير للبرامج واألفكار وطغيان الشعبوية التي ملها‬ ‫الناس في السياسية كما في الدين وكما في مختلف‬ ‫مجاالت الحياة اليومية للمواطنين‪.‬‬ ‫المشهد السياســـي المغربي تطغــى عليه‬ ‫في الوقت الراهن‪ ،‬القطبية الثنائية‪ ،‬المتمثلة‬ ‫في حزبي العدالة والتنميـــة واألصالة والمعاصرةــ‬ ‫األول محافظ بمرجعيــــة «بنتيمية» ــ والثانـــي‬ ‫«حداثي» ‪ ‬بمرجعية «ذاتية» ــ‪ .‬إال أن الصراع بين‬ ‫الحزبين لم يتخذ شكال من أشكال السجال السياسي‪ ‬‬ ‫أو االقتصادي أو االجتماعي أو الحقوقي‪ ،‬انطالقا‬ ‫من إيديولوجيات متباينة‪ ،‬بل إنه ارتكز‪ ،‬بداية‪ ،‬على‬ ‫شرعية الحزبين في الوجود ينتهي إلى أن األول‬ ‫يخدم إيديولوجية دخيلة على المغرب‪ ،‬تستعمل‬ ‫الدين لتحقيق طموحات سياسية غير معلنة‪ ،‬وأن‬ ‫الثاني «خرج من الخيمة مائال»‪ ‬من أجل التحكم‬ ‫والتسلط وعرقلة المسيرة الديمقراطية للبالد‪.‬‬

‫الناس تأكــل بعضهــا‪ ،‬وحصون األحزاب والجماعات‬ ‫تتصدع‪ ،‬و «الدين» و «الملــة» وكل أنواع السبــاب‬ ‫تكــال للزعماء وأصحاب الحل والعقد في دكاكين سوق‬ ‫االنتخابات البشرية‪ ،‬والطالق والتهديد بالخروج إلى‬ ‫الشارع وبالصعود إلى الجبل‪ ...‬كل هذا الخرذل بسبب‬ ‫عيونك أنت «زكية» يا أم عينين براقتين غمازتين‬ ‫أمارتين بالسوء مسيلتين للعاب‪ ،‬وما يعاب عليك يا‬ ‫بنت «زكي» تشيحين بوجهك عن المناضلين الملهمين‬ ‫بحبـــك‪ ،‬وترتمـيــن في أحضـــان أصحـــاب الم(حبة)‪.‬‬ ‫يا لوقاحتك زكية يا ذكية‪.‬‬

‫ت�صوير حمودة‬

‫وبين هذيـــن الحزبيـــن اللذيـــن كـــدرا‬ ‫على المواطنين تفاؤلهــــم بنجاح مسيرتهم‬ ‫الديمقراطية‪« ،‬تتزاحم» أحزاب من إيديولوجيات‬ ‫مختلفة‪ ،‬من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار‪ ،‬ولكنها‬ ‫أحزاب تابعة‪ ،‬ال تقوى على الغوص بمفردها ‪ ‬في‬ ‫«بحر الظلمات» وتحتاج إلى «زطاط»‪ ‬يوجهها‬ ‫ويحميها‪ ،‬ليبدو المشهد السياسي‪ ‬في بلدنا جميال‬ ‫ومتنوعا وجذابا وذا مصداقية بالنسبة للخارج الذي‬ ‫يقتفي أثرنا ‪ ‬ويتعهدنا‪ ،‬أبويا‪ ،‬بالنصح والرعاية‪ .‬من‬ ‫تلك األحزاب االتحاد االشتراكي واالتحاد الدستوري‬ ‫والحركة الشعبية وطبعا التجمع الذي‪ ‬ضيع زعيمه‬ ‫البوصلة ‪ ،‬جهال أو غرورا ‪ ‬أو هما معا‪ ،‬مرة حين أراد‬ ‫السطو على المشهد السياسي‪ ‬بواسطة‪ ‬ال ‪، G8‬‬ ‫ففشل‪ ،‬وكان طبيعيا أن يفشل‪ ‬بخطة مرتجلة‪ ،‬ومرة‬ ‫أخرى حين عاكس االئتالف الذي أنقذ حزبه من‬ ‫«البطالة السياسية» وبدأ «يتفرعن» على بنكيران‬ ‫وهو يعلم أن هناك أحزابا ‪ ‬ما ‪ ‬وجدت إال لتشارك في‬ ‫الحكم‪ ،‬وبالتالي فإنها ال تملك ال ذهنية المعارضة‬ ‫وال آليات المعارضة‪ .‬وحين «اقترح» الراحل الحسن‬ ‫الثاني على رئيس التجمع وصهره‪ ‬أحمد عصمان أن‬

‫يترك الحكومة وينظم إلى المعارضة‪ ،‬فإن ذلك‬ ‫كان تنفيذا لخطة محكمة‪ ‬أملتها ظروف المغرب‬ ‫آنذاك‪ ،‬والتي‪ ‬دفعت إلى االنشقاق الذي شهده‬ ‫التجمع‪ ،‬والذي لم تكن اإلدارة بريئة منه‪! ‬‬ ‫وكان طبيعيا‪ ،‬في هذه األجواء المشحونة‪،‬‬ ‫أن ينصب اهتمام األحزاب المغربية كبيرها‬ ‫وصغيرها وحتى قبل انطالق الحملة االنتخابية‪ ‬‬ ‫على ‪ ‬مجاالت‪ ‬تلح عليها أكثر من سواها‪ ‬‬ ‫بفعل «حساسيات» كل حزب من مجموعة‬ ‫الثالثين‪ ،‬كالتعليم والصحة والسكن والشغل‬ ‫والقضاء ‪ ‬واألمن‪ ‬والشباب والمرأة والمرافق‬ ‫العمومية‪ ‬والعالم القروي وهي‪ ،‬بالضبط‪،‬‬ ‫المجاالت التي لم تحقق فيها حكومة بنكيران‪،‬‬ ‫حسب الرأي العام‪ ،‬نجاحات تذكر‪ ،‬إال أن التركيز‬ ‫عليها من طرف «المتبارين» من الكائنات‬ ‫االنتخابية‪ ،‬في سوق ‪ ‬االنتخابات‪ ،‬يدخل في باب‬ ‫«البروباغاندا» الحزبية ليس إال‪.‬‬ ‫وكيف ما كانت الحال‪ ،‬فإنه يبدو أن االنتخابات‬ ‫التشريعية المقبلة قد تفتح المغرب على عدد من‬ ‫االحتماالت منها أن يفوز حزب العدالة والتنمية‬ ‫بالمرتبة األولى‪ ،‬ولديه إمكانيات هائلة لتحقيق هذا‬ ‫الهدف‪ ،‬ليترأس الحكومة المقبلة التي ال يمكن أن‬ ‫تكون إال ائتالفية ‪ ‬قد ينضم إليها االستقالل ‪ ‬بعد أن‬ ‫يكون قد غادرها تجمع مزوار ألن هذا األخير باشر مع‬ ‫رئيس الحكومة‪ ،‬ولشهور‪ ،‬سياسة «إنا عكسنا»‪،‬‬ ‫وقد يحصل حزب األصالة والمعاصرة‬ ‫على المرتبة األولى‪ ‬ولديه أيضا إمكانيات‬ ‫لتحقيق هذا الهدف ليشكل الحكومة مع حليفيه‪،‬‬ ‫االتحاد االشتراكي ‪ ‬واالتحاد الدستوري والحركة‬ ‫الشعبية ‪ ‬والتجمع الذي وصف مرشحي حزبه بـ‬ ‫«السبوعا»‪ ‬وسنرى إذا ما كانوا أسودا فعال‪ ‬ــ ولو أننا‬ ‫نعرف جلهم ــأم ‪ ‬إنهم أسود بأرجل من ورق‪! ‬‬ ‫وقد تظهر في ما بعد سيناريوهات قد تكون‬ ‫قابلة للتنفيذ في حالة عدم توفر أغلبية ولو نسبية‪ ‬‬ ‫تمكن من تشكيل حكومة بمساندة برلمانية مقبولة‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫�إعالن ثاين عن عقد جمع عام عادي‬ ‫يعلن مكتب ودادية البحر األبيض المتوسط للسكن السياحي عن‬ ‫انعقاد جمعه العام العادي‪ ،‬وذلك يوم ‪ 24‬شتنبر ‪ ،2016‬على الساعة‬ ‫‪ 11‬صباحا‪ ،‬بمعهد موالي عبد العزيز الكائن بطريق المطار القديمة‬ ‫بطنجة‪.‬‬ ‫ويشتمل جدول أعمال الجمع العام على النقط التالية ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬دراسة ومناقشة التقريرين األدبي والمالي والمصادقة عليهما‬ ‫‪ - 2‬تجديد تشكيلة المكتب المسير‬ ‫‪ - 3‬مختلفات(دراسة الوضعية العقارية للمركب‪ ،‬واتخاذ اإلجراءات‬ ‫الالزمة للتحفيظ)…‬ ‫وتفضلوا بقبول أزكى عبارات التقدير والسالم‪.‬‬ ‫رئيس الودادية‬ ‫محمد أرسالن‬ ‫يعتبر هذا اإلعالن بمثابة دعوة عامة‬

‫وما أغباهم‪.‬‬ ‫يناضلون بالليل والنهار‪.‬‬ ‫يضحون بالغالي والنفيس (الغالي والنفيس؟)‪.‬‬ ‫يعرضون أنفسهم لمخاطـــر المتابعات والتهديـــد‬ ‫بالسجن والغرامة والسخط‪..‬‬ ‫ينفقون ردح ًا من زمن عمرهم البيولوجي ويقدمونه‬ ‫قربان ًا للزمن السياسي الرديء‪.‬‬ ‫وفي األخير يأتي عمي قبان بجوج ريال ويجر معه‬ ‫الشمطاء اللقيطة ويسافر معها كالحرامي إلى حيث‬ ‫يحلو النوم والناس في كامل يقظتهم‪...‬‬ ‫قال له‪ :‬التحكم‪.‬‬ ‫أجابه‪ ،‬قل‪ :‬التهكم‪.‬‬ ‫يا ولدي‪ ،‬أبناء عبد الواحد (ما شي بولعيش) كلهم‬ ‫واحد‪ .‬ليس فيهم أملس ال في السياسة وال في علومها‪.‬‬ ‫وليكن في علمك‪ ،‬طال الزمن أو قصر‪ ،‬ساد المليك‬ ‫أو حكم‪ ،‬لن يبدل في طبع المغاربة كثيراً‪ .‬إننا شعب‬ ‫يحب بلده هكذا‪ :‬الغفلة والقفلة‪ ..‬الشد والرد‪ ..‬الدين‬ ‫والدنيا‪ ..‬البيرة وماء زمزم‪ ..‬الحرب والسلم‪ ..‬الفقر‬ ‫والغنى‪ ..‬الجلباب والقد منخفض‪ ..‬وهاك على تلفزتنا‬ ‫وما عامله في العديان‪..‬‬ ‫يا أبناء العمومـة في السياســة‪ ،‬وإخوة الرضاعة من‬ ‫ثديها‪ ،‬العبــوا في حــدود معقولــة‪ ،‬واتـركونا نتم هذا‬ ‫الطرح على خير‪ .‬سر تضيم‪ .‬الواد كبير وبيادقه عوامة‪.‬‬ ‫والذي قال يخلع مالبسه ويكـذب العياشي مولى الضامة‪.‬‬ ‫أنا ضائم إذن أنا موجود‪ ،‬موجود في الخريطة‪ ،‬الخريطة‬ ‫السياسية‪ .‬والعبوا معنا نلعب معكم‪ ،‬والذي أضناه‬ ‫اللعب يعطي حماره‪ .‬وأنا حماري هو األسود واألبيض‪.‬‬ ‫صوتوا علي بسكوتكم جزاكم اهلل خيراً‪ .‬ونكمل اللعب‬ ‫مع زكية وأخواتها إذا كتب لنا عمر سياسي جديد‪.‬‬ ‫نلتقي‪! ‬‬


‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪� 26‬شتنرب ‪2016‬‬

‫العدد ‪855‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬

‫شة‬

‫ويُزْبدُ‪ ،‬ويُهَدِّدُ ويتوعَّد؛‬ ‫أتاني يُرغي‬ ‫ٍ‬ ‫فقلت له‪ :‬ما الخبر؟ ‬ ‫ً‬ ‫إعدادية بتطوان – سيدي المنظري‪ ،‬توسمتُ فيه الخير‪ ،‬فقصدتُه‪ ،‬ليعطيني‬ ‫قال‪ :‬مُديرٌ يُدير‬ ‫الضوء األخضر‪ ،‬لتلميذ أرادتْ ولي ٌة أمره‪ ،‬أن تنقله إلى مؤسسته‪ ،‬بسبب نزول مستواه؛‬ ‫ولية األمر‪ ،‬امرأة مسكينة َّ‬ ‫مطلقة‪ ،‬ال معين لها إال اهلل‪ ،‬وكفى باهلل وكيال‪ ،‬وابنها –مَوْضُوع‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫االنتقال منها‪ ،‬نجح‬ ‫شعلة في المرحلة االبتدائية‪ ،‬فلما قضى عامه األول باإلعدادية المراد‬ ‫الطلب‪ -‬كان‬ ‫بمعدَّل غير مشرِّف‪.‬‬ ‫لعبتُ – حسب قول الصديق‪ -‬دور الوسيط‪ ،‬ففشلتُ‪ ،‬ألن السيد الفاضل المحترم‪ ،‬مدير المؤسسة‪،‬‬ ‫نعت اإلعدادية التي أردتُ نقل التلميذ منها‪ ،‬بأنها وكر للمجرمين‪ ،‬ووصف التلميذ المسكين‪ ،‬بأنه‬ ‫يعيش في بيت ينقصه االنضباط‪ ،‬وهذان في نظره سببان كافيان لرفض الطلب‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬هذا مُربٍّ ينتمي إلى أسرة التربية والتعليم‪ ،‬ويخاطب رج ً‬ ‫ال من أسرة التربية والتعليم‪ ،‬وكان‬ ‫بإمكانه أن يعتذر عن قبول الطلب‪ ،‬باالكتظاظ مث ً‬ ‫ال‪ ،‬أو بأسلوب مهذب يُمنّيك وال ير ُفضك‪ ،‬يُ ْقنعك‬ ‫وال يصدُّك‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬هناك مؤسسات أُخرى يمكن أن تفتح صدرها لهذا التلميذ‪.‬‬ ‫قال‪ :‬هذا ما فعلت‪ ،‬لكن بعد أن اعتذرتُ لمربٍّينا المفضال‪ ،‬بأنني أخطأتُ الطريق‪ ،‬حين توسمتُ‬ ‫فيه الخير‪.‬‬ ‫وهنا أخذنا نتساءل عن المؤهالت التي تُشترط في رجل التعليم حين يترشح لمنصب مدير‬ ‫مؤسسة تربوية‪ ،‬تضم أبناءنا وفلذات أكبادنا‪ ،‬كما تساء ْلنا عن الدَّور الذي يلعبه مندوب وزارة التربية‬ ‫الوطنية داخل مندوبيته‪ ،‬وهل يتسع ليقف على التجاوزات التي يقترفها بعض المديرين والمربين‪،‬‬ ‫أم ال؟‬ ‫ثم ربطنا هذا النموذج من األطر التربوية بتدنِّي مستوى تعليمنا‪.‬‬ ‫وللتذكير والذكرى‪ -‬فإن الذكرى تنفع المؤمنين‪ -‬استرجعْنا ما كان للسلوك من وزن في نتائج‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫نهائية‪.‬‬ ‫سنوية‪ ،‬أو‬ ‫دورية كانت‪ ،‬أو‬ ‫التالميذ‪،‬‬ ‫فقد كنا إذا اجتمعنا لتقويم مسار طالب‪ -‬أيِّ طالب‪ -‬فإننا نضع سلوكه في القسم وخارج القسم‬ ‫على المِحَكِّ‪ ،‬فإذا ثبت أنه حَسَنُ السيرة‪ ،‬نقيُّ السريرة‪ ،‬أعطيناه الضوء األخضر‪ ،‬لالنتقال إلى‬ ‫المستوى األعلى‪ .‬وإذا ثبت العكس‪ ،‬فقد يكون القرار هو ال َف ُ‬ ‫صْل‪.‬‬ ‫كانت نتائجنا تُخصِّصُ ً‬ ‫خانة قارَّ ًة للسُّ ُلوك‪ .‬فلما اخت َفتْ هذه الخانة‪ ،‬نزل مستوانا‪.‬‬ ‫قال لي صديقي‪ :‬اآلن‪ ،‬علينا أن نعيد هذه الخانة إلى مكانها الطبيعي في نتائجنا‪ ،‬ونعممها‪ -‬إن‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫والمؤطرين‪ ،‬حتى يستعيد تعليمنا عافيته‪ ،‬ولياقته‬ ‫المؤطرين‬ ‫المعلمين والمتعلمين‪ ،‬على‬ ‫أمكن‪ -‬على‬ ‫البدنية‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬إِن شاء اهلل‪ ،‬إن شاء اهلل‪.‬‬

‫النشر في المنابر الخليجية ‪ :‬نقمة أم نعمة ؟‬ ‫ �أن�س الفياليل‬‫تابعت النقاش الذي دار حول النشر في المنابر الخليجية الذي افتتحه الكاتب‬ ‫المغربي عبد العالي بركات في صفحته على إحدى مواقع التواصل اإلجتماعي‪ ،‬وهو‬ ‫نقاش صحي على أية حال‪.‬‬ ‫فصاحب المقال انطلق من فكرة مفادها أن « بعض مفكرينا وأدبائنا يلجؤون‬ ‫إلى الصحف والمجالت الخليجية لنشر نصوصهم‪ ،‬بغض النظر عما إذا كانت تشكل‬ ‫إضافة ما‪ ،‬أخذا بعين االعتبار الكرم الحاتمي الذي تتصف به هذه الجهات‪ ،‬حيث‬ ‫يمكن لتعويضاتها المادية أن تغني عن االعتماد على الراتب أو المعاش الهزيل»‬ ‫أما أصحاب وجهة النظر األخرى‪ ،‬ومنهم الكاتب عزيز العرباوي فكان موقفه‬ ‫واضحا من المسألة مؤكدا أن السبب الوحيد في اختيار المجالت المشرقية فضاء‬ ‫للنشر ال يمكن فقط في «الحصول على التعويض‪ ،‬بل إن السبب الحقيقي هو غياب‬ ‫سياسة ثقافية رسمية‪ ،‬وما االدعاء بأن الوزارة الوصية تدعم الثقافة في المغرب إال‬ ‫كالم ال اساس له من الصحة‪ ،‬فأين المجالت التي كانت تنشرها الوزارة؟ ولماذا‬ ‫أوقفها الوزير دون إيجاد بديل لها؟ وأي دعم للنشر هذا الذي يغني دورالنشر ويهين‬ ‫الكاتب والمبدع ويضرب حقوقه عرض الحائط‪.»..‬‬ ‫وبين الموقف األول والثاني يطالعنا الشاعر أسعد البازي بالقول على أن» عدم‬ ‫اعتراف بعض المجالت والجرائد الوطنية وبعض المحسوبين على النقد بكتابات‬ ‫مبدعين هم في أمس الحاجة إلى األخذ بأيديهم إلى فضاء أوسع وأرحب لإلبداع‪..‬‬ ‫وتصنيفهم ضمن خانة اإلهمال يجعلهم يتجهون إلى أماكن تهتم بهم‪.‬أن مجرد‬ ‫التفاتة تتيح لهؤالء اإلحساس بالثقة»‪.‬‬ ‫وسأحاول في هذا المقال المتواضع فتح النقاش على مصراعيه بين كل هذه‬ ‫المواقف وغيرها من خالل تجربتي الخاصة في النشر في هذه المنابر المشرقية‬ ‫والخليجية تحديدا والمنابر المغربية أيضا‪ ،‬ولن تكون هذه المواقف إال نقطة البدء‬ ‫واالنطالق في تطوير نقاش عميق صحي حول ظاهرة النشر في الوطن العربي‬ ‫واإلكراهات التي تواجه الباحث العربي في هذا الصدد‪.‬‬ ‫في البداية‪ ،‬نشير إلى أن مسألة النشر في المنابر الوطنية كانت مسألة صعبة‬ ‫في السابق وقد استمر األمر إلى بداية األلفية الثالثة‪ ،‬وغالبا ما كان يتم األمر عن‬ ‫طريق العالقات الخاصة والزبونية كما يحتكر عدد من الكتاب الكبار المعروفين‬ ‫النشر في هاته المنابر‪ ،‬لهذا كان الشباب غالبا ما يتجهون للبحث عن فضاءات‬ ‫وأمكنة أخرى للتعريف بإنتاجاتهم وعطائهم الفكري واإلبداعي‪ ،‬ومع ذلك وذاك‪ ،‬فال‬ ‫أنكر أن نصوصي اإلبداعية ومقاالتي التي كنت أرسلها للنشر في هذه المنابر‪ ،‬كانت‬ ‫تجد طريقها إلى النشر‪ ،‬سواء في صحف المنعطف او االتحاد االشتراكي او بيان اليوم‬ ‫وغيرها‪ ،‬أو في مجالت كطنجة األدبية وغيرها‪ ،‬والتي فعال كان لها فضل كبير في‬ ‫انتشار العديد من المواد التي كنت أبعثها‪ ،‬من دون أن أعرف أيا من مسؤولي هذه‬ ‫الصحف أو المجالت إلى اليوم‪ ،‬هذه حقيقة وواقع ال ينكرهما جاحد‪.‬‬ ‫وخالفا لذلك‪ ،‬ستكون عالقتي بالنشر في المنابر الخليجية مختلفة تماما بعد‬ ‫سنوات‪ .‬من جهة ال أنكر أن النشر في هذه المجالت‪ ،‬لم يساهم في التعريف‬ ‫باإلنتاجات التي كنا بأمس الحاجة إلى نشرها ونشر الفكر والوعي الذي تحمله‪ ،‬بل‬ ‫كانت حتى اإلغراءات المادية التي يتيحها نشر نص ما أو مساهمة معينة‪ ،‬في االرتقاء‬ ‫بوضعيتنا كطلبة ومازلنا‪ ،‬والتي تمأل فراغات يكون الكاتب في أمس الحاجة إليها‪،‬‬ ‫وبخاصة الذين ال يملكون مصروفا شهريا‪ ،‬حتى تحس بقيمة الكاتب بنوع آخر‪،‬‬ ‫ويعطي أكثر من السابق‪ .‬لكن السؤال المطروح هل فعال حققت هذه المنابر قيمة‬ ‫الكاتبالثقافية؟‬ ‫سأركز على ثالث طرائف لن أنساها في هذه المسألة‪ ،‬والتي غيرت فعال كل‬ ‫قناعاتي السابقة بشكل أو بآخر‪.‬‬ ‫األولى لما أرسلت وأنا في عامي الجامعي األول‪ ،‬مقاال حول العالقات المغربية‬ ‫العثمانية خالل القرن السادس إلى مجلة الرافد التي تصدرها حكومة الشارقة‪ ،‬وال‬ ‫اخفي مدى سعادتي وأنا أتلقى خبرا بقبول المقال‪ ،‬وعيا مني ان المجلة محكمة ولها‬ ‫قيمتها االعتبارية‪ ،‬وأنا الطالب الجديد على البحث العلمي والذي ال يعرف بين المجلة‬ ‫المحكمة وغير المحكمة‪ ،‬بل ال يعرف حتى تقنيات البحث الجامعي‪ ،‬وظللت أنتظر‬

‫نشر ذلك المقال لسنوات‪ ،‬حتى نسيته ونسيت أمره‪ .‬لكن المفاجأة كانت في نشره‪،‬‬ ‫و يا ليته لم ينشر‪..‬‬ ‫نشر المقال‪ ،‬بعدما غير عنوانه‪ ،‬وبصيغة أخرى بعدما حرف عنوانه‪ ،‬فأصبح‬ ‫«العثمانيون في المغرب العربي»‪ ،‬وكأن اللجنة العلمية في هذه المجلة المحكمة ال‬ ‫تعرف أن تسمية المغرب العربي لم تكن خالل القرن السادس عشر‪ ،‬ومن الصعوبة‬ ‫إطالقها جزافا في مقال علمي في فترة تاريخية محددة‪ .‬أما المصيبة األخرى‪ ،‬فقد‬ ‫تم بثر كل هوامش المقال وتم إضافة فقرات وجمل لم تكن في النص األصلي وتم‬ ‫االستعانة بصور بعيدة عن فحوى المقال‪ ،‬منها صورة تبثر منها خريطة صحرائنا‬ ‫المغربية‪ ،‬هناك مواقف أخرى تم تسريبها بعيدة كل البعد عن كاتب المقال‪ ،‬لكن‬ ‫الطامة الكبرى كانت بالنسبة لي العنوان و اإلضافات الغريبة و بثر هوامش الكتب‬ ‫واألطاريح التي استندنا إليها في مقالنا‪.‬‬ ‫عادة في الصحف المغربية‪ ،‬يتم الرد على الكاتب على كل تجاوز ويتم تصحيحه‬ ‫في العدد الموالي‪ ،‬لكن أصحابنا ظلوا مصرين على الصمت طيلة هذه المدة‪،‬‬ ‫ولو حتى الرد على مراسالتي التي طالبت بحذف المقال ولو الكترونيا مع العلم أن‬ ‫المجلة كان يجب عليها أن تعتذر وتصحح األخطاء الخطيرة في أعدادها الموالية‪.‬‬ ‫الطريفة الثانية ال تقل عن األولى طرافة‪ ،‬وهي أني بعثت بمقال عن رواية‬ ‫الخوف للروائي المغربي رشيد الجلولي للنشر في كتاب جماعي حول التغيير في‬ ‫العالم العربي عن منشورات مجلة الزمان اللندنية‪ ،‬على اعتبار أن المقال يقارب‬ ‫عوامل وتيمة انتفاضة تونس الشعبية‪ ،‬وتم النشر وأسعدني الخبر‪ ،‬لكون المقال قد‬ ‫نشر ضمن كتاب احتوى على مساهمات لكتاب مرموقين على شاكلة جالل العظم‬ ‫وسعدي يوسف وغيرهما‪.‬‬ ‫جربت كل المحاوالت ألقتني نسخة من العمل من داخل عاصمة الضباب‪ ،‬حتى‬ ‫فاجأني صديقي الشاعر بن يونس ماجن‪ ،‬بأنه اقتنى العمل وسيرسله على أساس‬ ‫أن أخذ عشرين درهما من جيبي واسلمها ألي محتاج أصادفه وأدعو بالمغفرة‬ ‫لزوجته التي كانت قد رحلت قبل أيام‪ ،‬هذه هي اخالق الشاعر المبدع واإلنسان‪.‬‬ ‫ال أخفي أني كنت متلهفا لتصفح الكتاب‪ ،‬خاصة وأنه قيل عنه الكثير في اإلعالم‬ ‫الثقافيالعربي‪.‬‬ ‫وبعد أيام وصلني الكتاب حتى بيتي‪ ،‬ويا ليته ما وصلني‪ ،‬ولفرحتي لم أفتح‬ ‫الغالف‪ ،‬وتفاجأت أن أصحاب العمل‪ ،‬غيروا العنوان‪ ،‬حيث حذفوا اسم الروائي‪ ،‬كما‬ ‫حذفوا إحدى الفقرات التي تحتوي اسمه‪ ،‬وظل المقال ال يحوي سوى اسم الرواية‬ ‫من دون ذكر صاحبها‪ ،‬مع العلم أن هناك روايات أخرى تحمل نفس االسم‪ .‬إنها‬ ‫كارثة في حقي‪ ،‬وفي حق صديقنا الذي مهما حاولت إقناعه أني أرسلت المقال‬ ‫باسمه فلن يقتنع‪ ،‬لكنه لحسن الحظ كان ذاك الشخص الذي ال يهمه ما يكتب‬ ‫عنه‪ ،‬إنه بصراحة كاتب حقيقي‪ ،‬وإن اللجنة العلمية التي سهرت على الكتاب بعيدة‬ ‫كل البعد عن المجال العلمي‪ ،‬تماما كما الحال للجنة العلمية التي تسهر على مجلة‬ ‫الرافد اإلمارتية‪.‬‬ ‫الطريفة الثالثة‪ ،‬كانت‪ ،‬لما ارسلت مقاال إلى مجلة خليجية قبل أيام‪ ،‬حول‬ ‫الحماية األجنبية بالمغرب‪ ،‬لكن المجلة غيرت العنوان هي األخرى بصيغة أستحيي‬ ‫من ذكره‪.‬‬ ‫خالصة القول‪ ،‬مع نفسي تبرأت من كل هذه المقاالت‪ ،‬حتى اقنتعت أنها ال‬ ‫تمثلني وليست لي‪ ،‬لكن ماذا عن اآلخرين‪ ،‬وخاصة الطلبة الذين سيحتاجون إحداها‬ ‫في المستقبل‪ ،‬هل من الضروري أن التقي كل واحد منهم ألشرح له كل هذا الشرح‬ ‫المطول والغريب حتى يقتنع أني غير مسؤول عن كل هذا العبث‪ .‬في الحقيقة أفضل‬ ‫اآلن أن أنشر في منبر وطني يحترم المقال وكاتبه على المستوى الثقافي والعلمي‬ ‫على النشر في مجالت خليجية تعتقد أنها تحترم الكاتب عن طريق الدريهمات التي‬ ‫تبعثها له بعد سنة او سنتين على نشره في مجالتها‪.‬‬

‫كان من‬ ‫الناس‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫منذ سنـــوات خلـــت حرص صديقــي المرحـوم‬ ‫عبد السالم ماشان على تحقيق منجز ثقافي حول‬ ‫تراث أستاذنا المرحوم محمد بن تاويت التطواني ‪..‬‬ ‫كان صديقي عبد السالم رحمه اهلل ـ وهو وقتئذ‬ ‫رئيس جمعية قدماء تالميذ ثانوية القاضي عياض‬ ‫بتطوان ـ متحمسا لصيانة الذاكرة الثقافية والعلمية‬ ‫لحاضرة تطوان من التناسي ‪..‬‬ ‫انضم لفيف مقرون لدعم الفكرة‪ :‬حسن بنزيان‪،‬‬ ‫المرحوم الطيب البقالي‪ ،‬مصطفى الورياغلي‪ ،‬أحمد‬ ‫الطريبق أحمد‪ ،‬مصطفى ابن األحمر ‪ ،‬عبد القادر‬ ‫الشاوي‪ ،‬المرحوم الطيب الدليرو‪ ،‬عبد الكريم الطبال‪،‬‬ ‫عبد السالم أزيار‪ ،‬محمد العربي الزكاري‪ ،‬وكاتب هذه‬ ‫اللمعة نيابة عن نادي ‪ 21‬بطنجة ونخبة من األساتذة‬ ‫الباحثين العاملين في جامعات مغربية‪..‬‬ ‫كانت تطوان يومئذ ما زالت تعاني من خصاص‬ ‫كبير بل تهميش هيكلي مريع مثل نظيراتها من‬ ‫حواضر الشمال مدة تنيف عن أربعة عقود من‬ ‫االستقالل السياسي ؛ نتيجة سياسات فاقدة لحس‬ ‫وبوصلة المواطنة ‪..‬‬ ‫أنتجت الندوة العلمية حول عالمتنا المرحوم‬ ‫محمد بن تاويت بذورا توزعت على محوري التفكير‬ ‫البالغي ودرس تاريخ األدب ‪..‬تم طبعها بعد خمس‬ ‫سنوات في كتاب لم يدعم من أي مؤسسة عمومية‬ ‫أوخاصة‪.‬‬ ‫في جلسة افتتاح الندوة استوقفتنا كلمة الصديق‬ ‫العزيز عبد القادر الشاوي ـ حفظه اهلل ـ باسم اتحاد‬ ‫كتاب المغرب ‪..‬أتذكر قولته ؛ بما معناه ‪ :‬يحق لنا ـ‬ ‫نحن مواطني هذه المدينة ـ مطالبة المؤسسات‬ ‫التمثيلية لسكانها من مجموعة وجماعتين بنصيب‬ ‫علمائنا وأدبائنا ومفكرينا وكتابنا من المال العام؛‬ ‫مالنا العمومي بدون تردد‪.‬‬ ‫كان تنظيم ذلك اليوم الرمزي المشهود مؤشرا‬ ‫طيبا على وجود وعي حي صادق لاللتفات إلى علمائنا‬ ‫األفذاذ‪ ..‬وأكاد أجزم أن تطوان لم تعرف في تاريخها‬ ‫العلمي رجال فاق سمت أستاذنا المرحوم الذي قال عن‬ ‫نفسه ‪:‬‬

‫إذا موطنــي ذكــروا األوال‬ ‫فانــــي أكـون لـــهم أوال‬ ‫كان لنا عزم على مواصلة هذا النهج األخالقي في‬ ‫التعريف بأعالم األدب والفكر واإلبداع‪ ،‬واتفقنا على‬ ‫تخصيص دورة تالية لالحتفاء بالمرحوم الدكتور عبد‬ ‫اهلل العمراني بالشراكة مع شعبة اللغة العربية بآداب‬ ‫تطوان لكن رحيل صديقنا عبد السالم ماشان المؤلم‬ ‫والمفاجئ ـ وهوصاحب المبادرات ـ أصابنا بفتور‪..‬‬ ‫فبقينا ننتظر الذي يأتي وال يأتي‪..‬‬ ‫أضاءت كلمات وعروض تلك الندوة التاريخية‬ ‫الموسومة بالشمول والتفصيل حول رجل « لم يكن‬ ‫منفصال عن الناس تمام االنفصال‪ ..‬كما لم يكن‬ ‫متصال بهم أشد االتصال ‪..‬كان من الناس ؛ ألنه ذوب‬ ‫نفوسهم وخالصة حياتهم‪ ،‬وليس من الناس ألنه‬ ‫روح األدب الذي أنتجه وصورة عقله وقلبه وعصارة‬ ‫طبعه وذوقه‪.»..‬‬


‫العدد ‪855‬‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪� 26‬شتنرب ‪2016‬‬

‫محمد العربي المساري‬ ‫عام على الرّحيل‬ ‫في يوم ‪ 25‬يوليوز من العام الماضي‪ ،‬لبى نداء ربه‪ ،‬راضيا مرضيا‪ ،‬الوطني الغيور‪ ،‬األديب‬ ‫والمؤرخ واإلعالمي المتميز والدبلوماسي المحنك والوزير المقتدر‪ ،‬األستاذ محمد العربي المساري‪،‬‬ ‫تغمده اهلل بواسع رحمته‪.‬‬ ‫وقد شكل موته بعد مرض لم يمهله طويال‪« ،‬رزءا فادحا» بشهادة جاللة الملك‪ ،‬في كتاب‬ ‫التعزية لعائلته الصغيرة‪ ،‬وللمغرب الذي «فقد أحد رجاالته البررة‪ ،‬المشهود لهم بدماثة الخلق‬ ‫وصادق النضال واإلخالص»‪.‬‬ ‫عام على رحيل األستاذ المساري‪ ،‬الذي كان في طليعة صانعي النهضة الفكرية المغربية من‬ ‫أجل التقدم‪ ،‬وتميز عن جيله بكتاباته المتعددة األهداف وبرؤيته الواضحة وبنضاله المستمر‪ ،‬كما‬ ‫تميز بأخالقه العالية وسلوكه الرصين‪ .‬كان‪ ،‬رحمه اهلل‪ ،‬متعدد المواهب والقدرات‪ ،‬تبرز في كل‬ ‫محطات نشاطه الفكري واإلبداعي‪ ،‬وممارساته الفكرية والثقافية واإلعالمية‪ ،‬حيث شكل مدرسة‬ ‫متميزة في الصحافة التي مارسها كرسالة نبيلة قبل أن تكون مهنة و «محنة»‪ ،‬األمر الذي بوأه‬ ‫مكانة متميزة بين أبناء جيله في المغرب والعالم العربي واإلسالمي حيث كان يحظى بكبير التقدير‬ ‫واالحترام‪.‬‬ ‫محمد العربي المساري بصم بأسلوبه المتميز في عمله كما في سلوكه ‪ ،‬مسار الثقافة والفكر‬ ‫والتأريخ واإلعالم بالمغرب‪ ،‬وفاجـأ المغرب والمغاربة بالنموذج المتمايز الذي طلع به خالل ممارسته‬ ‫لمسؤوليات عالية كرجل دولة مجدد‪ ،‬وزيرا وسفيرا وداخل المؤسسات الرسمية التي دعي للمشاركة‬ ‫في إحداثها أو تطويرها أو تحديثها‪ ,‬كما الشأن بالنسبة للجنة الوطنية لإلعالم‪ ،‬حيث مكنت مبادراته‬ ‫النيرة وأفكاره القيمة وحرصه الشديد على رد االعتبار للصحافة والصحافيين في بناء الديمقراطية‬ ‫ودولة الحق والقانون‪ ،‬من إنتاج مشروع متكامل للصحافة والنشر اعتبر «حدثا» فريدا ومتطورا‬ ‫في تاريخ اإلعالم بالمغرب وبالعالم العربي واإلسالمي والعالم الثالث بوجه عام‪ .‬فقد كان همه هو‬ ‫توفير حرية الصحافة وضمان كرامة الصحافيين وإيجاد قوانين مالئمة لتأطير المهنة ‪ ،‬بما يواكب‬ ‫التطور الديمقراطي للبالد وحاجة المجتمع إلى إعالم متطور قادر على استيعاب حاجة المغاربة إلى‬ ‫إعالم متطور وراق‪.‬‬ ‫كان رحمه اهلل نسيج وحده‪ ،‬إنتاجا وعطاء‬ ‫وإشعاعا‪ ،‬لم يترك بابا من أبواب الفكر إلى‬ ‫وطرقها بحثا عن االستفادة واإلفادة واإلصالح‪،‬‬ ‫وكان مسكونـــا بقضايا وطنه والدفاع عن‬ ‫سمعة بالده عبر تآليفه العديدة ومحاضراته‬ ‫العلمية في الداخل والخارج‪ ،‬خاصة في العالم‬ ‫اإليبيروـ أمريكاني بحكم تمكنه من اللغات‬ ‫الفرنسية واإلسبانية والبرتــغاليـــة وخالل‬ ‫تحملـــــه مسؤوليــات ساميــة كرجـل دولــة‬ ‫متمرس‪.‬‬ ‫محمد العربـــي المساري الذي تمــيز‬ ‫بأخالقه العاليــة وتفانيه في العمل والدفاع‬ ‫عن سمعة بالده يعتبر من المناضلين‬ ‫الشرفاء األوفياء لقضايا الوطن‪ ،‬حيث إنه‬ ‫أبلى البالء الحسن في إبراز النبوغ المغربي‬ ‫في شتى مجاالت اإلبداع‪ ،‬فكرا‪ ،‬وأدبا‪ ،‬وثقافة‪،‬‬ ‫وتأريخا‪ ،‬وإظهار مميزات الشعب المغربي‬ ‫هوية ولغة وخصوصيات مجتمعية ترتكز‬ ‫على التعايش والتعدد والتمايز‪.‬‬ ‫ولذا‪ ،‬يجمع كل من اقترب منه أو خالطه‬ ‫أو اطلع على أدبه وفكره‪ ،‬على أن الراحل‬ ‫العزيز كرس حياته للتعريف بالمغرب‬ ‫وبقضاياه ‪ ،‬تاريخا وحاضرا ومستقبال‪ ،‬فجاءت‬ ‫مؤلفاته انعكاسا لشغفه الروحي بهوية المغاربة‪ ،‬موظفا عددا من األحداث التاريخية الكبرى التي‬ ‫تشكلت منها الهوية الوطنية ومنها حرب الريف المجيدة وانتقال المغرب «من القبيلة إلى الوطن»‪.‬‬ ‫وقد تميز خطابه بالصدق والنضج والتروي والرصانة‪ ،‬وسلوكه بالتواضع والتسامح والوفاء والتشبث‬ ‫بالقيم والتفاني في إتقان العمل‪...‬والتفاؤل‪ .‬تغمده اهلل بواسع رحمته‪.‬‬ ‫وقد اتخذت أسرة الفقيد العزيز مبادرة جمع عدد من الشهادات التي قيلت في حق الراحل‬ ‫خالل حفل تأبين أقيم بمدينة تطوان‪ ،‬تكريما لروحه الطاهرة‪ ،‬في كتاب أنيق تضمن أيضا عددا‬ ‫من المقاالت الصحافية التي نشرت في أهم المنابر اإلعالمية الوطنية والعربية‪ ،‬توثق بالكلمة‬ ‫والصورة‪ ،‬لمدى االحترام والتقدير الكبيرين الذي كان يتمتع بهما الفقيد العزيز في مختلف األوساط‬ ‫السياسية واألدبية والثقافية واإلعالمية في المغرب وفي الخارج‪.‬‬ ‫ويتضمن الكتاب الذي يقع في ‪ 180‬صفحة‪ ،‬من الحجم المتوسط‪ 173 ،‬شهادة ومقالة توثق‬ ‫بالكلمة والصورة مدى االحترام والتقدير الذي كان األستاذ محمد العربي المساري يتمتع بهما‬ ‫داخل الوسط الثقافي والسياسي والحزبي والحكومي بالمغرب‪.‬‬ ‫وقد سبق اإلعالن عن أن أسرة المساري سلمت لمؤسسة أرشيف المغرب رصيدا وثائقيا هاما‬ ‫يضم أرشيفا متنوعا يعكس مختلف أوجه نشاط وتراث الراحل كمؤرخ وكاتب ومؤلف ومثقف‬ ‫ودبلوماسي ووزير‪.‬‬ ‫ومعلوم أن األستاذ محمد العربي المساري رحمه اهلل كان يتتبع باهتمام كبير خطوات جريدة‬ ‫«الشمال» في حلتها الجديدة‪ ،‬ويتعهد هيئة التحرير بنصائحه واقتراحاته بصورة مستمرة‪.‬‬

‫عزيز كنوين‬

‫‪4‬‬

‫كان ينبوعاً متدفق العطاء‬ ‫واإلنتاج الفكري واألدبي‬ ‫والتاريخي ونموذجاً للمثقف‬ ‫الملتزم المسكون بقضايا وطنه‪.‬‬ ‫برقية تعزية وموا�ساة من �صاحب اجلاللة امللك حممد ال�ساد�س‬ ‫�إلى �أ�رسة الأ�ستاذ حممد العربي امل�ساري‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪855‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪� 26‬شتنرب ‪2016‬‬

‫عودة التجنيد اإلجباري بالمغرب‪ .....‬ضرورة ملحة‬ ‫إلنقاذ شبابنا لبناء جيل منضبط ومخلص‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫ارتأيت أن أبدأ بنصيحة لبلدي‪،‬‬ ‫«التشديد على التجنيد اإلجباري»‪،‬‬ ‫لبناء الشخصية وطنيا و بدنيا‬ ‫وفكريا وثقافيا واجتماعيا‪ ،‬ويا حبذا‬ ‫لو تتخلله برامج في التثقيف على‬ ‫اإلسالم الوسطي والمنفتح على‬ ‫اآلخر‪ ،‬وتنمية ثقافة حقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫وأهمية ومعايير السالم و ثقافة‬ ‫الالعنف‪ ،‬وهي فرصة اليوم لكي‬ ‫ينجب المغرب الجديد شبابا يخرجوا‬ ‫نحو الحياة المدنية وهم رجاال‬ ‫يعتمد عليهم!‬ ‫في متم شهر غشت من العام ‪ ،2006‬أنهت الحكومة المغربية‪ ،‬بأوامر ملكية‪ ،‬العمل بالخدمة‬ ‫العسكرية اإلجبارية بإصدار مرسوم قانون‪ ،‬في قرار رأى فيه العديد من المتتبعين للشأن الوطني‬ ‫سياسة تقضي بسد الطريق أمام الجماعات اإلسالمية المتشددة الختراق الجيش المغربي‪ ،‬خاصة وأن‬ ‫تلك السنة عرفت تفكيك خلية «أنصار المهدي» اإلرهابية‪ ،‬كشفت تجنيدها لمجموعة من العسكر‬ ‫المغاربة‪.‬‬ ‫وتبقى دولة اإلمارات آخر الدول العربية التي طبقت التجنيد اإلجباري على مواطنيها‪ ،‬حيث صدر القرار‬ ‫في يونيو ‪ ،2014‬عبر قانون يفرض الخدمة الوطنية واالحتياطية على الرجال اإلماراتيين ويتركها اختيارية‬ ‫للنساء‪ ،‬إذ يسري القانون على من تتراوح أعمارهم بين ‪ 18‬و‪ 30‬عاماً؛ وتمتد الخدمة اإلجبارية العسكرية‬ ‫من ‪ 6‬أشهر إلى عامين‪ ،‬حسب المؤهل الجامعي‪.‬‬ ‫إن عودة نظام التجنيد اإللزامي في المغرب‪ ،‬من شأنها إنقاذ جيل كامل من الوقوع في الجرائم‬ ‫واإلدمان وإحياء عزائم الشباب ‪،‬و بناء جيش قوي كما كان من قبل‪ ،‬أفراده على أعلى مستوى من االنضباط‬ ‫والحزم والتدريب العسكري والتأهيل العلمي واكتساب اللياقة الذهنية والبدنية‪ ،‬قادر في الوقت ذاته على‬ ‫مواجهة التحديات اإلقليمية والتهديدات الدولية والحفاظ على كرامة وكبرياء وهيبة الوطن‪ ،‬والقضاء‬ ‫على بعض الظواهر التي تمحو الحضارات وتدمر األمم من خالل الغزو الفكري والثقافي‪ ،‬ونشر الفساد‬ ‫األخالقي‪ ،‬والترويج للرذيلة‪ ،‬وهدم األسرة وتفكيك منظومة العائلة المغربية‪ ،‬فالتجنيد اإلجباري من شأنه‬ ‫القضاء على ظاهرة ذوبان الهوية والتسكع والشذوذ‪ ،‬وعلى‬ ‫ظاهرة المتأنثين والمتشبهين بالنساء‪ ،‬ومايعرف بالجنس‬ ‫الثالث والرابع ‪ ..‬والذي أخذ باالنتشار في المغرب‪ ،‬وتحديدا‬ ‫بعد اإلنفتاح على الثورة التكنولوجية والرقمية والفضائية‬ ‫والشبكة العنكبوتية‪ ،‬ما يتنافى مع الثقافة المغربية التي‬ ‫جذورها قبلية بحكم تركيبة الشعب المغربي‪ ....‬الخ‪.‬‬ ‫الجندية وسام غال على صدر من يؤديها بحرص وتنوع‬ ‫وابتكار كونها تنمي الروح القيادية‪ ،‬وتطور الذات‪ ،‬وفيها‬ ‫تعويد للنفس على الحزم والتحدي والشجاعة والزهد‪ ،‬كما أن‬ ‫التجنيد اإللزامي يجعل المرء يتأقلم مع أصعب الظروف في‬ ‫المستقبل بعكس الرفاهية التي تقضي على اإلنسان لدى‬ ‫حدوث أي طارئ قد تحتمه الضرورة في الظروف الراهنة التي‬ ‫يمر بها العالم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ‪.‬‬

‫دعوات «إلكترونية» إلعادة التجنيد‬ ‫تصاعدت في اآلونة األخيرة دعوات‪ ،‬عبارة عن صفحات أنشئت عبر موقع «فيسبوك»‪ ،‬تطالب بإعادة‬ ‫الخدمة العسكرية اإلجبارية بالمغرب‪ ،‬ورغم أن الدواعي والمبررات التي استندت عليها تلك الدعوات‬ ‫تبقى اجتماعية في تشغيل الشباب العاطل وأمنية رغبة في إعداد شباب مغاربة لمواجهة أي تحديات‬ ‫عسكرية خارجية‪ ،‬إال أن غالبية من تحمسوا للدعوة شددوا على أن التجنيد اإلجباري ترسيخ لقيم المواطنة‬ ‫والتضحية في سبيل الوطن‪.‬‬ ‫فزكرياء ف‪ ،.‬قال في إحدى الصفحات المذكورة‪« :‬أهمية التجنيد اإلجباري نابعة من المكتسبات الجمة‬ ‫التي يستطيع أبناء هذا الوطن اكتسابها‪ ،‬وتكريسها في حياتهم الخاصة»‪ ،‬مضيفا أن األمر «مران حقيقي‬ ‫لزرع قيم حب الوطن واإلعتزاز باإلنتماء إليه»‪ ،‬فيما يرى مغربي آخر أن فكرة التجنيد تبقى لمواجهة ما‬ ‫يعيشه الشباب المغرب «ضحية المجتمعات الغربية وللتقليد األعمى‪ ..‬حتى صارت الرجولة والنخوة وحب‬ ‫الوطن عملة نادرة»‪.‬‬ ‫وتساءل المتحدث ذاته «أين هم رجال مقاومة أيام االستعمار؟ أين هم رجال العرب ؟ أين نحن من‬ ‫طارق بن زياد‪ ،‬يوسف بن تاشفين‪ ،‬حمو الزياني‪ ،‬عبد الكريم الخطابي وغيرهم من األبطال األمجاد ؟؟»‪،‬‬ ‫مشيرا إلى أن إعادة التجنيد اإلجباري يأتي «ليحظى المغرب بأبطال رجال من جديد كسابق عهده»‪.‬‬ ‫فاعل فيسبوكي آخر‪ ،‬هو محمد س‪ ،.‬يرى أن التجنيد اإلجباري هو «اللبنة األولى لنشأة جيل واع قادر‬ ‫على درء الخطر عن الوطن‪ ..‬هـو األرضية المشتركة التي تعلمنا أن حـب الوطن ليس بالـقـول‪ ،‬إنما‬ ‫بالفـعـل والعـمل والعـطاء الالمحـدود»‪ ،‬حيث دعا إلى التجنيد مستندا إلى اآلية القرآنية «وأعدوا لهم ما‬ ‫استطعتم من قـوة»‪ ،‬متسائال «ألسنا مطالبين أمام الدين والشرع والقانون واألخالق والضمير بالتضحية‬ ‫بالروح والمال والولد وبالغالي والنفيس من أجل المغرب»‪.‬‬

‫وفيما يذهب عبد الغفور بقوله إن قرار إعادة التجنيد «سيكون أحسن قرار يتخذه المغرب منذ المسيرة‬ ‫الخضراء»‪ ،‬حاول عبد اللطيف ش‪ ،.‬أن يربط بين حمل السالح واستغالل «داعش» للشباب المغاربة قائال‬ ‫«المغرب الشعب األكثر تعطشا للمواجهة وحمل السالح ‪ ..‬استغلت داعش ذلك وأصبح بعض الشباب‬ ‫المغرر بهم يواجهون بجبهات المشتعلة بسوريا والعراق وليبيا وأفغانستان»‪ ،‬مضيفا أن الوطنية تبقى‬ ‫أيديولوجية «بالتالي فستجد أكتاف مغاربة رهن اإلشارة‪ ،‬فكما يقول المغاربة قديما‪ :‬لماذا خلقت األكتاف؟‬ ‫إال لتحمل السالح»‪.‬‬

‫الخدمة العسكرية تهذيب للنفس وتقويم للسلوك‬ ‫في حوار حول الموضوع‪ ،‬أكد الدكتور أحمد الشعيري‪ ،‬دكتور باحث في العلوم السياسية‪ ،‬أن التجنيد‬ ‫اإلجباري مصنع للرجال ونتائجه تتبلور في شخصية متزنة متكاملة تحترم القانون‪ ،‬ألن الجزء األساس‬ ‫من التدريب العسكري هو اإلنضباط وااللتزام واإلنصياع لألوامر‪ ،‬كما أن دوره حيوي في ثبات اإلقتصاد‬ ‫الوطني وخطة هادفة للقضاء على مشكل البطالة‪ ،‬حيث سيكون دعامة لتحريك خطط التنمية والتطوير‬ ‫والتغيير‪.‬‬ ‫و يضيف الدكتور الشعيري‪ ،‬أن التجنيد اإلجباري عالج‬ ‫تأهيلي لإلنحراف السلوكي واألخالقي‪ ،‬حيث يتضمن ممارسة‬ ‫تدريبات رياضية وعسكرية مختلفة‪،‬إلى جانب المحاضرات‬ ‫العملية‪ ،‬والعمل بروح الفريق المتعاون‪ ،‬فالتدريب الشاق‬ ‫والتعليم المصاحب عمل مرهق يقود للنوم آخر النهار‪ ،‬ويمنع‬ ‫الشاب من التفكير في أي سلوك خارج القانون والمجتمع‪،‬‬ ‫فضال عن اكتسابه اللياقة البدنية العالية والتطوير التدريجي‬ ‫لمهاراته الذهنية ‪ .‬‬ ‫إن هذه المعادلة السليمة أثبتتها العديد من النظريات‬ ‫النفسية‪ ،‬والتي تخلص إلى أن التدريبات العسكرية المختلفة‬ ‫تعتبر عالجا لإلضرابات النفسية واإلجتماعية عند بعض‬ ‫الشباب‪ ،‬وتخفي اإلتكالية واإلعتمادية الزائدة‪ ،‬وتزرع روح‬ ‫اإلنتماء والمواطنة الحقيقية ‪.‬‬

‫التجنيد عندما يكون ثقافة وعلما نافعا‪ !...‬‬ ‫«رغم كل هذه النداءات‪ ،‬فنحن ضد التجنيد اإلجباري حين يصبح إهدارا لكرامة الفرد‪ ،‬وحين يساء‬ ‫استخدام المصطلحات واألوامر العسكرية‪ ،‬ويخرق القانون العسكري من قبل بعض الضباط في الجيش‬ ‫بحجة (األقدمية) مثال» هكذا أوضح الدكتور الشعيري‪ ،‬عن استيائه لبعض الممارسات التي كانت تطال‬ ‫المجندين في السابق‪ ،‬حيث يعوض البعض (غير المتعلم) أو (شبه المتعلم)‪ ،‬عقدة النقص لديه‪ ،‬من خالل‬ ‫التسلط على (اآلخر) صاحب اإلمتيازات والمكانة العلمية واإلجتماعية واإلقتصادية األعلى خارج (البدلة‬ ‫العسكرية) !‪ ،‬فال يحق تحت شعار (العسكرية) أبدا ممارسة اإلستبداد وتوجيه اإلهانة واإلذالل لكريم أو‬ ‫عزيز أو مجند في الجيش‪ ،‬ألن القانون يجب أن يحمي حقوق الجندي ويحترمها مثلما يحمي حقوق النجوم‬ ‫الذهبية على األكتاف‪.‬‬ ‫و أخيرا يبقى التجنيد اإللزامي مؤسسة حضارية إليقاظ المواطنة لدى الشباب الذين شبوا على قدر‬ ‫أقل من تحمل المسؤولية تجاه التنمية واإلنتاج‪ ،‬وتبنوا فكرة اإلستهالكية‪ ،‬فهو ال يعني أبدا سجن كبير‬ ‫ينضم إليه الشاب ويلقى في داخله صنوف العذاب والهوان والمعاملة غير اإلنسانية‪ ،‬فمستقبل الوطن هو‬ ‫مستقبل كل جندي وحمايته له حماية لمستقبله‪ ،‬لذا يجب أن نراعي دائما كرامة اإلنسان واعتزازه بنفسه‬ ‫وال ننتظر شيئا في ساحة المعركة من جندي استبيحت كرامته وأهينت إنسانيته وسلب شرفه المعنوي‪،‬‬ ‫لذلك نتمنى عودة التجنيد اإللزامي في المغرب ‪،‬وفق شروط قوية ومعايير صارمة وبيئة مناسبة ‪.‬‬


‫العدد ‪855‬‬

‫دفاتري‬

‫من‬

‫عزيـز‬

‫اللعنة‪..! ‬‬ ‫وكأن فضيحة ‪« ‬الكاط ‪ ‬ـ كاطات» ‪ ‬والمائتي‬ ‫هكتــــار‪ ،‬مـــن أجـل تدويـــر الناعـــورة‪ ،‬في‬ ‫أفقــــر جهـة بالمغــرب‪ ،‬نجح في الظفـــر بها‬ ‫«بيجيديا»‪ ،‬لم تكن تكفي‪ ‬لترسيـــخ‪ ‬صورته‪ ‬‬ ‫في سجالت الفضائح «الوطنية»‪ ،‬فقد أضاف‬ ‫إليها «مغامرة» جديدة‪ ،‬حين أقدم على توظيف‬ ‫سيدة فرنسية وهي زوجة عضو بارز بالبجيدي‪،‬‬ ‫تحمل الجنسيــــة الفرنسيـــة‪ ‬بأجــر شهـــري‬ ‫مليوني‪ ....‬في حين يوجد على الئحة انتظار‬ ‫التوظيف مئات الشباب الحامل للشهادات العليا‬ ‫المنتمين لنفس الجهة‪ .‬المثير في الموضوع‪،‬‬ ‫أن الشوباني ‪ ‬الذي سبق وأن نفى الواقعة‬ ‫قطعا‪ ،‬ولكنه وبعد ظهور وثيقة‪ ‬التعيين‬ ‫الرسمية أطل على الرأي العام ببيان ناري هاجم‬ ‫فيه الصحافة الوطنية التي نشرت وعممت‬ ‫الخبر‪ ،‬ودعا بـ «اللعنة» عليها‪ .‬ولكنه لم يقدم‬ ‫للرأي العام توضيحات بالموضوع‪.‬‬ ‫فعلـى من‪ ،‬يا سيـــد‪ ،‬تجـــب الدعــــوة‬ ‫باللعنــــة ؟‪ ....! ‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫أمصال إسرائيلية‬ ‫بعد ب��ذور الطماطم ال��ف��اس��دة‪ ،‬وثمور‬ ‫المجهول المغربية األصيلة التي «سطوا» على‬ ‫نخيلها ‪ ‬بعد تسميمها‪ ،‬وحولوها إلى منتوج‬ ‫اسرائيلي يسوقونه بالمغرب خاصة خالل‬ ‫رمضان‪ ،‬وبعد الشروع في السيطرة على إنتاج‬ ‫األدوية بالمغرب‪ ،‬ها هي األخبار تتحدث‪ ‬عن‬ ‫«أمصال» إسرائيلية‪ ‬أكدت دراس��ات أوروبية‬ ‫أن استعمالها يحول لحوم الماشية إلى مواد‬ ‫مسرطنة‪.‬‬ ‫هذه األمصال التي ‪ ‬يتم « تهريبها» إلى‬ ‫بلدان شمال إفريقيا المشهوة بتربية المواشي‪،‬‬ ‫ويرفع من نسبة ظهور األورام السرطانية في‬ ‫جسم اإلنسان! تنفرد إسرائيل بإنتاجها ليتم‬ ‫تسويق معظمها بالبلدان العربية‪« ،‬التي تأكل‬ ‫مما ال تنتج» بطبيعة الحال‪..! ‬‬ ‫فهل سينتظر مكتب السالمة الغذائية حلول‬ ‫شهر رمضان المقبل بحول اهلل ليقوم بحمالته‬ ‫الفوكلورية‪ ‬التي يحرص التيليفزيون على نقلها‬ ‫على المباشر لـ ‪« ‬المشاهدين األعزاء»‪...!!! ‬‬ ‫‪rrrrr ‬‬

‫ضعف قدرات تالمذتنا‪...‬‬ ‫في الرياضيات‪! ‬‬ ‫تقريـــر‪ ‬أخير لمنظمة اليونيسكــو حول‬ ‫التعليم العمومي‪ ‬بدول شمال إفريقيا‪ ،‬خلص‪،‬‬ ‫بعد عرض العديد من االعتبارات أن المغرب‪ ‬‬ ‫سوف يكون من الصعب عليه تعميم التمدرس‬ ‫في أفق ‪ 2030‬وإل��ى أن نموذج المدرســة‬ ‫المغربية‪ ‬يوجد‪ ‬من بين أسوإ النماذج التعليمية‬ ‫بـــ «العالم» وأن ثلثي التالميذ ال يتوفرون على‬ ‫قدرات في مجال الرياضيات‪.....‬‬ ‫والسؤال‪ ،‬في أي مجاالت التعليم األخرى‬ ‫يملك تالمذتنا قدرات ومهارات قد ترفع من‬ ‫شأن التعليم العمومي في المغرب الذي جاء في‬ ‫بعض الترتيبات العالمية وراء فلسطين واليمن‬ ‫وأثيوبيا‪...!!! ‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫مطلوب بيان توضيحي‬ ‫ممن يهمهم األمر‪! ‬‬ ‫ت��داول��ت ب��ع��د ال��م��ن��اب��ر أخ��ب��ار مفادها‬ ‫أن ‪ ‬بيجيديي ‪ ‬فاس‪ ‬يتقدمهـم‪ ‬العمدة ادريس‬ ‫«الثالث» ورؤس��اء المقاطعــات قاموا بتوزيع‬ ‫إعانات ‪ ‬ماليــة على المئـــات من األسر متنقلين‬ ‫عبر أحياء فاس‪« ،‬زنقة زنقة» ما أثار استغراب‬ ‫المواطنين‪ ‬بمختلـــف أحيــاء المدينـــة‪« ،‬زنقة‬ ‫زنقة»‪ ...‬في عملية اعتبرت «استقطابية» في‬ ‫أفق االنتخابات التشريعية المقبلة‪.‬‬ ‫المتتبعون الحظوا غياب السلطات المحاية‪ ‬‬ ‫عن هذه العملية التي وصفها العدالة والتنمية‬ ‫بــ «حملة الخير»‪ ،‬بينما منعت وزارة الداخلية‬ ‫حمالت مماثلــة في مدن أخـرى‪ ،‬ما تسبب في‬ ‫غضب المواطنين على الداخلية‪.‬‬ ‫المطلوب‪ ،‬إذن‪ ،‬توضيح من السيد حصاد‪ ‬‬ ‫حول هذا الموضوع ‪...! ‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪� 26‬شتنرب ‪2016‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫الملتقى الجهوي األول للتشغيل يرسم صورة قاتمة‬ ‫عن واقع البطالة بجهة طنجة‬ ‫تحسين فرص التشغيل لصالح ‪ 5000‬باحث عن الشغل‬ ‫من غير الحاصلين على شهادة‪ ،‬ومرافقة ودعم ‪320‬‬ ‫من حاملي المشاريع والذين شرعوا في نشاطهم‪ ،‬وكذا‬ ‫المساعدة على التنقل لصالح ‪ 2000‬باحث عن العمل‬ ‫في أفق سنة ‪ 2020‬بجهة طنجة‪ -‬تطوان‪ -‬الحسيمة‪.‬‬ ‫أما المستفيدون من االتفاقية‪ ،‬فيتعلق األمر‬ ‫بالشباب غير الحاصلين على شهادات‪ ،‬والمسجلين‬ ‫في قاعدة بيانات الوكالة‪ ،‬والذين يستوفون الشروط‬ ‫المسبقة المتعلقة بالفئة المستهدفة والمنتمية إلى‬ ‫الجهة أو المتحدرة من دول جنوب الصحراء‪.‬‬ ‫وسيستفيد الشباب ذوو الشهادات من تدابير‬ ‫دعم التنقل والتشغيل الذاتي‪ ،‬وإذا اقتضت الحاجة‪،‬‬ ‫سيتم اإلعالن عن تقديم الترشيحات‪ ،‬أو القيام بحمالت‬ ‫تحسيسية من قبل الوكالة ومجلس الجهة‪ ،‬استنادا إلى‬ ‫ما تم عرضه خالل هذا اللقاء في نسخته األولى‬

‫رسم المجتمعون على هامش اللقاء الجهوي األول‬ ‫للتشغيل‪ ،‬الذي نظمته جهة طنجة‪ -‬تطوان‪ -‬الحسيمة‪،‬‬ ‫صورة قاتمة عن واقع البطالة بالجهة‪ ،‬حيث كشفت‬ ‫أرقام أفرجت عنها المصالح المختصة بهذا الملتقى‪،‬‬ ‫عن تزايد كبير في نسب عدد العاطلين بالمنطقة‪،‬‬ ‫في وقت اتهم عبد السالم الصديقي‪ ،‬وزير التشغيل‬ ‫والشؤون االجتماعية‪ ،‬الذي كان ضمن المفتتحين لهذا‬ ‫الملتقى‪ ،‬مصالح المندوبية السامية للتخطيط بعدم‬ ‫التدقيق في نسب البطالة بالمغرب‪ ،‬موضحا أن أرقام‬ ‫هذه المؤسسة غير دقيقة على حد تعبيره‪ ،‬قبل أن يعود‬ ‫ليقول إنه ال يشكك في المؤسسات‪.‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬جرى توقيع اتفاقيات بين مجلس جهة‬ ‫طنجة‪ -‬تطوان‪ -‬الحسيمة والوكالة الوطنية إلنعاش‬ ‫التشغيل والكفاءات‪ ،‬من أجل تشغيل غير الحاصلين‬ ‫على الشهادات‪ ،‬ومهاجري دول جنوب الصحراء‪.‬‬ ‫وحسب المنظمين‪ ،‬فإن هذه االتفاقيات تهدف إلى‬ ‫تحديد كيفية تنظيم وتمويل اإلجراءات المتمثلة في‬

‫محمد أبطاش‬

‫مطاردة بوليسية لمهاجر مغربي روع القصر الكبير ببندقيته تنتهي‬ ‫بانتحاره بعد أن أفرغها في رأسه‬ ‫لفظ مهاجر مغربي يتحدر من مدينة القصر الكبير‪،‬‬ ‫أنفاسه األخيرة‪ ،‬صباح السبت الماضي‪ ،‬بالمستشفى الجامعي‬ ‫ابن سينا بالرباط‪ ،‬متأثرا بجروح بالغة الخطورة أصيب بها في‬ ‫الرأس‪ ،‬بعد أن أفرغ بندقية صيد في جمجمته ليلة الجمعة‬ ‫الماضية‪ ،‬معلنا انتحاره بطريقة بشعة أمام أنظار رجال األمن‬ ‫الذين فشلوا في إقناعه بالعدول عن عملية االنتحار‪.‬‬ ‫وضمن تفاصيل مرتبطة بالواقعة‪( ،‬حصل عليها موقع‬ ‫«األخبار بريس» من مصادر رسمية)‪ ،‬فإن المهاجر الخمسيني‬ ‫الذي يشتغل بالديار اإلسبانية‪ ،‬ظل مطلوبا لدى المصالح‬ ‫األمنية بالقصر الكبير منذ صباح الخميس الماضي‪ ،‬بسبب‬ ‫إطالقه النار بشكل عشوائي من بندقية صيد مملوكة له‪ ،‬في‬ ‫حق شخص آخر على خلفية نزاع بين الطرفين حول أسبقية‬ ‫المرور‪ ،‬ما خلف رعبا غير مسبوق بالمدينة‪ ،‬خاصة بعد إصابته‬ ‫لغريمه بجروح استدعت نقله إلى المستشفى لتلقي العالجات‪،‬‬ ‫في الوقت الذي الذ بالفرار على متن سيارة خفيفة من نوع‬ ‫«مرسيدس» صوب دوار مجاور للمدينة سيتم تحديد موقعه‬ ‫الحقا‪.‬‬ ‫وكشفت مصادر «األخبار بريس»‪ ،‬أن الواقعة التي رافقها‬ ‫استنفار كبير في صفوف السلطات األمنية واإلدارة الترابية‬ ‫ومصالح الدرك الملكي بمدينة القصر الكبير‪ ،‬سيعقبها‬ ‫مسلسل آخر من اإلثارة بعد محاولة رجال األمن بالمفوضية‬

‫مداهمة منزل المهاجر الخمسيني بعد تحديد موقعه‪ ،‬بأمر‬ ‫من النيابة العامة المختصة بمحكمة القصر الكبير‪ ،‬حيث‬ ‫رفض التجاوب مع رجال الشرطة الذين كان يتقدمهم رئيس‬ ‫المفوضية‪ ،‬الذي دخل معه في حوار وصف بالشجاع عبر نافذة‬ ‫المنزل‪ ،‬استغرق ساعة من الزمن لثنيه عن االنتحار‪ ،‬قبل أن‬

‫يقوم بإفراغ البندقية في رأسه محاوال وضع حد لحياته‪ ،‬وهي‬ ‫العملية التي أصيب إثرها رئيس المفوضية بجروح خفيفة‬ ‫في وجهه بسبب قوة الطلقات وتواجده على بعد مترين من‬ ‫مكان الواقع‪.‬‬

‫نجيب توزني‬

‫«القتيلة» بجبال تطوان‬ ‫أعاد أربعة شبان تمثيل جريمة هــزت منطقة «حامــة»‬ ‫بطريق يوسمال بتطوان راح ضحيتها شاب يسكن بحي‬ ‫«الباريو» بتطوان‪ .‬وتمت إعــادة تمثيل الجريمة بعد ما‬ ‫تمكنـــت مصالح الدرك الملكي من اعتقال المتهمين األربعة‪.‬‬ ‫الضحية كان برفقة خطيبته على متن سيارته قبل أن‬ ‫يتعرض لهجوم مياغث من قبل الجناة‪ ،‬بغرض السرقة‪.‬ووفق‬ ‫ما كشف عتنه الجناة‪ ،‬فإن المتهمين األربعة الطين تتراوح‬ ‫أعمارهم بين ‪ 23‬و‪ 29‬سنة‪ ،‬باغتوا الضحية وخطيبته لسلبهم‬

‫ما بحوزتهما من مال وممتلكات‪ ،‬إذ عمد أحدهم إلى وضع‬ ‫الحجارة أمام السيارة فيما قام آخرون بإتالف العجالت وتكسير‬ ‫الزجاج إلجبارهما على مغادرة السيارة‪.‬‬ ‫وتبين من خالل إعادة تمثيل الجريمة أن الضحية الذي‬ ‫كان يتابع دراسته بشعبة العلوم الفزيائية بتطوان تعرض‬ ‫لعدة طعنات بالسالح األبيض أصابت إحداها الرئة اليسرى‬ ‫أصيب إثرها بجرح غائر تسبب له في نزيف حاد‪.‬‬ ‫وحسب تصريح المتهمين‪ ،‬فإن الهالك أبدى مقاومة‬

‫شديدة ودافع عن مرافقته وتمكن من الهرب من مكان‬ ‫االعتداء‪ .‬وقالت مصادر الصباح إن الهالك ‪ 28‬سنة‪ ،‬تمكن من‬ ‫الهرب وقيادة سيارته إلى غاية منطقة عين بوعنان القريبة‬ ‫حيث قامت مرافقته بإخبار أحد أقاربه الذي نقله إلى عيادة‬ ‫خاصة ومنها إلى المستشفى المركزي بتطوان حيث لفظ‬ ‫أنفاسه األخيرة‪.‬‬

‫يوسف الجوهري‬

‫مهرجان طنجة للفنون المشهدية يناقش عودة فنون الحكي‬ ‫انطلقت بفضاء مسرح القصبة بطنجة فعاليات الدورة‬ ‫‪ 12‬لمهرجان طنجة الدولي للفنون المشهدية المنظم‬ ‫من طرف المركز الدولي لدراسات الفرجة وهي الدورة التي‬ ‫خصصت لمقاربة موضوع المنعطف السردي في المسرح ـ‬ ‫عودة فنون الحكي‪,‬‬ ‫ووفق منظمي المهرجان‪ ،‬فإن هذه الدورة تناقش‬ ‫موضوع عودة فنون الحكي في سياق محاولة مواصلة النقاش‬ ‫المرتبط بفنون الفرجة الذي أطلقه المركز منذ أكثر من عقد‬ ‫من الزمن ‪ ،‬ويأتي اقتراح هذا الموضوع للنقاش نظرا الزدهار‬ ‫العروض السردية والمسرحيات المونولوكية في اآلونة‬ ‫األخيرة حيث يعود السرد إلى المسرح ويأخذ المونولوك‬ ‫األسبقية على الديالوك ومن ثم يزلزل وهم الدراما‪.‬‬ ‫كما يسعى المهرجان أيضا إلى استكشاف ممارسات‬

‫مسرحية فرجوية وخطابات جديدة تتناول العالقة المتبادلة‬ ‫بين الحكي والمسرح في سياق ما نصطلح عليه بالمنعطف‬ ‫السردي في المسرح‪ ،‬انطالقا من مناقشاته المستفيضة‬ ‫السابقة حول مواضيع شتى تتعلق بدراسات الفرجة يقترح‬ ‫المهرجان إجراء حوار ذي حدين يقوده الفنان ويؤطره الباحث‪.‬‬ ‫وبرمج المهرجان مجموعة من المحاضرات واللقاءات‬ ‫المفتوحة مع خبراء دوليين من مختلف أنحاء العالم ‪ ،‬في‬ ‫مقدمتهم إيريكا فبشر لبشته‪ ،‬مديرة المعهد الدولي لتناسخ‬ ‫الثقافات الفرجوية بألمانيا‪ ،‬وأنور مجيد المدير العام لفرع‬ ‫جامعة نيو إينغلند األمريكية بطنجة‪ ،‬وستيفن باربر من جامعة‬ ‫كينغسون بالمملكة المتحدة‪ ،‬وزهرة مكاش األستاذة الباحثة‬ ‫بجامعة ابن زهير بأكادير وبيكوالس مولير شول رئيس‬ ‫الدراسات المسرحية بجامعة كوت بقرانكفورت وغابرييل‬ ‫برانستيتر‪ ،‬المديرة الثانية لمعهد تناسخ ثقافات الفرجة‬

‫بالجامعة الحرة ببرلين‪ ،‬إلى جانب مداخالت نخبة من الخبراء‬ ‫المغاربة والعرب في مجال النقد والبحث المسرحيين‪.‬‬ ‫وبالموازاة مع ذلك‪ ،‬يعد المهرجان جمهوره بعروض‬ ‫فنية فرجوية مفتوحة من المغرب ومصر والجزائر وألمانيا‬ ‫والنمسا وإسبانيا وإيران وفرنسا والعراق وبحضور فنانين‬ ‫معروفين من قبيل المخرج المغربي نبيل لحلو والفنانة‬ ‫المصرية حنان فريد شوقي والفنانة الباحثة المصرية نورا‬ ‫أمين والفنانين الكرديين النمساويين نكار حسيبل وشمال‬ ‫أمين ‪ ،‬كما سيتم خالل هذه الدورة تكريم الباحث األمريكي‬ ‫مارفنكارلس‪ ،‬صاحب كتاب «مسارح المغرب والجزائر وتونس»‬ ‫وتقديم آخر اإلصدارات المسرحية في منشورات المركز‬ ‫الدولي لدراسات الفرجة‪.‬‬

‫طنجة ـ المسـاء‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪� 26‬شتنرب ‪2016‬‬

‫العدد ‪855‬‬

‫إقتصاد‬ ‫‪ 248‬مليار درهم احتياطات دولية للمغرب إلى حدود‬ ‫‪ 09‬شتنبر الجاري حسب بنك المغرب‬ ‫أع��ل��ن بنك ال��م��غ��رب ف��ي مؤشراته‬ ‫األسبوعية‪ ،‬أن صافي االحتياطيات الدولية‬ ‫بلغ ‪ 248,9‬مليار درهم‪ ،‬وذلك إلى حدود‬ ‫‪ 09‬شتنبر ‪ ،2016‬مسجال ارتفاعا بنسبة‬ ‫‪ 17,7‬بالمائة على أساس سنوي‪ ،‬وأنه من‬ ‫أسبوع آلخر عرفت هذه االحتياطات شبه‬ ‫استقرار‪.‬‬ ‫وأضاف البنك أنه ضخ‪ ،‬خالل الفترة ما‬ ‫بين ‪ 08‬و‪ 14‬غشت الماضي‪ ،‬ما مجموعه‬ ‫‪ 27,3‬مليار درهم‪ ،‬منها ‪ 23‬مليار درهم تم‬ ‫ضخها على شكل تسبيقات لمدة سبعة أيام بناء على طلب عروض‪ ،‬وأنه منح ما مجموعه ‪4,1‬‬ ‫مليار درهم في إطار برنامج دعم تمويل المقاوالت الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة‪ ،‬فيما‬ ‫تم ضخ ما مجموعه ‪ 200‬مليون درهم على شكل تسبيقات لمدة ‪ 24‬ساعة‪.‬‬ ‫واستقر المعدل البنكي خالل هذه الفترة عند ‪ 2,25‬في المائة في المتوسط‪ ،‬كما تراجع‬ ‫حجم المبادالت من ‪ 1,4‬مليار درهم إلى ‪ 1,3‬مليار درهم ‪ .‬وخالل طلب العروض ليوم ‪ 14‬شتنبر‬ ‫(تاريخ القيمة يوم ‪ 15‬شتنبر ‪ ،)2016‬ضخ بنك المغرب مبلغ ‪ 19‬مليار درهم برسم تسبيقات‬ ‫لمدة سبعة أيام‪.‬‬ ‫وبخصوص نشاط البورصة‪ ،‬أوضح المصدر ذاته أن مؤشر مازي ارتفع بنسبة ‪ 0,1‬في المائة‬ ‫ليصل أداؤه منذ بداية السنة إلى ‪ 11,8‬بالمائة‪ ،‬مشيرا إلى أن هذا التطور يعزى‪ ،‬أساسا‪ ،‬إلى‬ ‫ارتفاع في قيم قطاعي البنوك (‪ 0,8‬في المائة) والعقار (‪ 1,5‬في المائة)‪ .‬وفي المقابل‪ ،‬يضيف‬ ‫البنك‪ ،‬سجلت المؤشرات القطاعية لـ”البناء ومواد البناء” تراجعا قدر بـ ‪ 2،1‬في المائة‪ .‬وفي ما‬ ‫يتعلق بحجم المبادالت‪ ،‬فبعد أن سجلت مبلغا إجماليا قدره ‪ 35،8‬مليون درهم أسبوعا قبل‬ ‫ذلك‪ ،‬أشار البنك إلى أن حجمها تراجع إلى ‪ 47،6‬مليون درهم‪ ،‬منها ‪ 46،7‬مليون درهم تحقق‬ ‫في السوق المركزية “األسهم”‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬ذكر بنك المغرب أن وتيرة تطور المجمع م ‪3‬‬ ‫حافظت على نفس معدل النمو المسجل في الشهر السابق‪ ،‬أي ‪ 5‬في المائة‪ .‬ويهم هذا التطور‬ ‫تراجع نمو الودائع تحت الطلب لدى البنوك إلى ‪ 7,4‬بالمائة بعد ‪ 8,2‬بالمائة‪ ،‬وتراجع الحسابات‬ ‫ألجل بحدة أكبر من ‪ 1‬بالمائة إلى ‪ 2,4‬بالمائة‪ ،‬وتباطؤ تطور التداول النقدي إلى ‪ 6,2‬بالمائة‬ ‫بعد ‪ 7,2‬بالمائة‪ .‬وتراجعت‪ ،‬بالمقابل‪ ،‬حدة انخفاض سندات الفاعلين االقتصاديين في هيئات‬ ‫التوظيف الجماعي للقيم المنقولة النقدية من ‪ 4,7‬في المائة إلى ‪ 3,4‬في المائة‪.‬‬ ‫كما عرفت قيمة الدرهم انخفاضا خالل األسبوع الممتد من ‪ 08‬إلى ‪ 14‬شتنبر ‪ 2016‬بـ‪0,13‬‬ ‫في المائة مقابل األورو‪ ،‬وارتفاعا بـ ‪ 0,09‬في المائة مقابل الدوالر‪ ،‬يضيف بنك المغرب‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫المغرب ـ روسيا ‪:‬‬

‫مؤشرات إيجابية بشأن ارتفاع حجم المبادالت‬ ‫إلى ‪ 3‬ماليير دوالر سنة ‪2016‬‬ ‫من المتوقع أن يحقق حجم المبادالت الثنائية بين المغرب وروسيا نحو ‪ 3‬ماليير دوالر‪،‬‬ ‫سنة ‪ 2016‬حسب ما صرحت به رئسية االتحاد العام لمقاوالت المغرب‪ ،‬السيدة مريم بنصالح‬ ‫شقرون‪،‬األسبوع الماضي بأكادير‪.‬‬ ‫وأوضحت أن «الصادرات المغربية تضاعفت بنحو ‪ 12‬مرة في غضون ‪ 15‬سنة األخيرة في ما‬ ‫يخص قطاع المنتوجات الفالحية بينما تم تسجيل تقدم واضح في حجم المنتجات ذات القيمة‬ ‫المضافة العالية»‪.‬‬ ‫وتوقعت رئيسة االتحاد العام لمقاوالت المغرب أنه في حالة ما إذا تحقق هذا التقدم في‬ ‫المبادالت الثنائية‪ ،‬فإنه «يمكننا التطلع إلى تطور للمبادالت في مختلف القطاعات‪ ،‬خاصة‬ ‫الصناعة والبناء واألشغال العمومية‪ ،‬والطاقة والمعادن‪ ،‬والصيد البحري‪ ،‬والصناعات الغذائية‬ ‫والسياحة»‪ ،‬اعتبارا إلى أن مجال االستثمار المشترك‪ ،‬خاصة في المجال الصناعي هو الذي سوف‬ ‫يقود إلى إرساء هذا النموذج الجديد من الشراكة االستراتيجية بين المغرب وروسيا‪..‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬أشارت السيدة مريم بنصالح إلى أن «المغرب يتيح تنافسية صناعية‬ ‫ولوجستيكية وانفتاحا اقتصاديا على سوق يمثل نحو مليار مستهلك و ‪ 55‬اتفاقية للتبادل‬ ‫الحر‪،‬وأن المملكة تطمح لتكون أرضية صناعية وملتقى لثالث قارات‪ ،‬كما أن روسيا تتميز بإرثها‬ ‫الصناعي وريادتها لالقتصاد العالمي خاصة في مجاالت صناعات الصلب والطيران عالوة على‬ ‫مجال الفضاء والطاقة والمعادن»‪ .‬وخلصت السيدة بن صالح شقرون إلى أن الهدف يكمن في‬ ‫تحويل التدفقات التجارية إلى دينامية صناعية واستثمارية‪ ،‬بما يمكن المقاوالت الكبرى‪ ،‬وكذا‬ ‫الصناعات الصغرى والمتوسطة من تحقيق تنمية مشتركة‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬أكد وزير االقتصاد والمالية‪ ،‬محمد بوسعيد‪ ،‬أنه «على الرغم من كون المغرب‬ ‫يعد الشريك االقتصادي األول لروسيا على الصعيد اإلفريقي‪ ،‬فإن حجم المبادالت التجارية بين‬ ‫البلدين يبقى دون التطلعات المنشودة‪ .‬كما أن المغرب يحتل موقعا جيوستراتيجيا خاصا‪،‬‬ ‫يمكنه من أن يصبح أرضية استقبال لإلنتاج الروسي‪ ،‬بتوفره على اإلطار الماكرو‪-‬اقتصادي‬ ‫األكثر استقرارا في المنطقة»‪.‬‬

‫والجدير بالذكر أن المغرب وروسيا كانا قد وقعا العديد من االتفاقيات ومذكرات التفاهم‬ ‫شملت مختلف المجاالت‪ ،‬وذلك خالل الزيارة التي قام بها صاحب الجاللة الملك محمد السادس‬ ‫إلى موسكو في شهر مارس المنصرم‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫وزير الفالحة يؤكد أهمية التصدير الفالحي إلى روسيا‬ ‫أك��د وزي��ر الفالحة والصيد البحري‪،‬‬ ‫عزيز أخنوش‪ ،‬أن مؤهالت المغرب في‬ ‫مجال تصدير الفواكه والخضر نحو روسيا‬ ‫تظل هامة‪ ،‬وأن جودة المنتوج المغربي‬ ‫والمؤهالت اللوجستيكية متوافرة‪ .‬واعتبر‬ ‫أخ��ن��وش أن ه��ذه ال��م��ؤه�لات ستمكن‬ ‫المغرب من تحسين موقعه في السوق‬ ‫الروسية خاصة وأن المغرب ضاعف جهوده‬ ‫من أجل تنويع عرضه الفالحي نحو السوق‬ ‫الروسية‪..‬‬ ‫وأشار إلى أن روسيا تمثل حوالي ‪ 15‬بالمائة من القيمة اإلجمالية لصادرات الزراعة الغذائية‬ ‫للمغرب حيث بلغت قيمتها ‪ 1,6‬مليار درهم سنة ‪ ،2015‬وأن الصادرات الفالحية ارتفعت بنسبة‬ ‫‪ 35‬بالمائة ما بين ‪ 2014‬و ‪.2016‬‬ ‫وفي مجال الصيد البحري‪ ،‬أبرز الوزير أن روسيا تحتل الرتبة الـثالثة عشرة ضمن زبناء‬ ‫الصادرات المغربية من منتجات البحر‪ ،‬برقم معامالت بلغ حوالي ‪ 300‬مليون درهم في ‪،2015‬‬ ‫مسجال أن الصادرات المغربية نحو السوق الروسية تعد قليلة التنوع‪ ،‬على الرغم من تنوع‬ ‫العرض القابل للتصدير من منتجات الصيد البحري والذي يمكن المغرب من احتالل موقع رائد‬ ‫عالميا في ما يخص السردين المعلب واألخطبوط المجمد‪ ،‬يتم تصديرها بشكل ضعيف نحو‬ ‫السوق الروسية‪.‬‬ ‫وذكر بأن المغرب وروسيا يتوفران اليوم على اإلط��ار المؤسساتي من أجل النهوض‬ ‫بمبادالتهما التجارية بفضل االتفاقات الموقعة المتعلقة بالتعاون في مجال الصحة والصحة‬ ‫النباتية والجمارك وفضال عن توقيع اتفاق للصيد البحري‪.‬‬ ‫وأكد الوزير أن هذه االتفاقات ستمكن من تسهيل إجراءات المراقبة بين البلدين وتسريع‬ ‫ولوج المنتجات لمختلف األسواق‪ ،‬مشيدا بالدينامية التي يعرفها تفعيل هذه االتفاقات‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫شركة صينية لصناعة السيارات تعتزم تشييد مصنع‬ ‫بطنجة‬ ‫أعلن أن مجموعة صينية متخصصة في صناعة السيارات تعتزم إنشاء أول مصنع لها لتصنيع‬ ‫الحافالت والسيارات الكهربائية بمدينة طنجة‪ ،‬بغالف استثماري يتجاوز مليار درهم وأن هذا‬ ‫المشروع يندرج في إطار الجهود المغربية والدولية الرامية إلى حماية البيئة والمناخ‪ .‬كما أنه‬ ‫سيساهم ‪ ،‬في مراحله األولى‪ ،‬في خلق أزيد من ‪ 2000‬منصب شغل جديد‪.‬‬ ‫ويلح المستثمرون الصينيون على أن اختيار مدينة طنجة الحتضان هذا االستثمار نابع من‬ ‫الموقع االستراتيجي للمدينة كبوابة إلفريقيا وأوروبا‪ ،‬ووجود يد عاملة ذات مؤهالت عالية في‬ ‫صناعة السيارات‪ ،‬باإلضافة إلى عروض التسهيالت االستثمارية بالجهة‪ .‬كما أن مدينة طنجة‬ ‫سوف تحتضن مشروعا صينيا مغربيا ضخما يتمثل في بناء مدينة صناعية وسكنية صينية‬ ‫بمنظقة عين الدالية بمحيط المدينة‪.‬‬ ‫ويشهد التعاون المغربي الصيني‪ ،‬خالل السنوات األخيرة‪ ،‬نموا غير مسبوق نتيجة التوقيع‬ ‫على اتفاقيات هامة لتوأمة مدن البلدين‪ ،‬ال سيما الدار البيضاء ‪ -‬شانغهاي‪ ،‬وكينغداو ‪ -‬طنجة‪،‬‬ ‫والمحمدية‪-‬جيانغيين‪ ،‬وفاس‪ -‬وشي‪ ،‬وشفشاون ‪ -‬كونغ مينغ وأكادير ‪ -‬هانغزهو‪.‬‬

‫أرض ّ‬ ‫محفظة للبيع‬ ‫• مساحتها ‪ 4493 :‬متر مربع‬ ‫• الموقع ‪ :‬عزيب أبقيو قرب‬ ‫المنطقة الصناعية مغوغة‪.‬‬ ‫• واجهة على الطريق‬

‫الثمن يتفق بشأنه‬ ‫االتصال برقم الهاتف ‪0661836556/0656630629 :‬‬ ‫أو على عنوان الجريدة‬


‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪� 26‬شتنرب ‪2016‬‬

‫العدد ‪855‬‬

‫ين ز‬

‫ب‬

‫منين‬

‫‪8‬‬

‫عـودة الـروح‬ ‫‪ -‬الزهرة حمودان‬

‫أعادت ‪ ،‬ليالي الشعر ‪ ،‬التي تعدها « دار الشعر» بتطوان‪ ،‬منذ أن تأسست بتاريخ ‪ 17‬ماي ‪ ،2016‬إلى المدينة روحها‪،‬‬ ‫التي كادت أن تفارقها‪ ،‬لوال أهلها الذين احترفوا الصمود‪ ،‬كلما مرت بهم السنوات العجاف ‪..‬إنها دورة الزمان‪،‬التي تصر‬ ‫دائما على أن ال يندثر طيف تطوان الموغل في الحضارة‪ ،‬بل وفي كل مرة تعود محملة بمن يوقد شموع الفن و الثقافة‬ ‫بها من جديد‪.‬‬ ‫و كما مات نيرون و عاشت روما‪...‬كذلك تطوان ‪،‬ما فتئت تقاوم جحافل الجدب المتعاقبة‪...‬غادة أندلسية‪ ،‬ترفل في‬ ‫حضارة ‪،‬جمعت بين سحر الشرق‪،‬و مزيج من التراث اإليبيري‪ ..‬يغازلها المتوسط‪ ،‬من خالل شرفاتها المطلة على ضفافه ‪.‬‬ ‫منذ أن حملها فارسها الغرناطي‪ ،‬حلما جنينا‪ ،‬يرتعش بين ضلوعه‪..‬وهي أغنية ‪ ،‬و هديل حمامة‪ ،‬تنتقل الهوينى‬ ‫فوق أسنة التاريخ ‪..‬تردد أناشيد للوطن‪..‬تلملم شظايا صوتها الشادي بمراثي أمجادها ‪..‬بيضاء كالفل‪ ،‬رغم األعاصير‪..‬‬ ‫تلتقط الطل حبا لرباها‪ ،‬الجميلة‪ ..‬الخضراء‪..‬ترعى القمر في سماء الوطن بمزامير من نور‪...‬فيا مدينتي عايني أمنيتك‪..‬‬ ‫هاهي قد أقبلت ممتطية حماسا عربيا مشتركا‪ ،‬يطرد فلول الدياجير‪.‬‬ ‫في دورة الزمان لهذه المرة‪ ،‬وفي سياق‬ ‫وجودي للفعل الثقافي بمدينة تطوان ـ مهما‬ ‫اشتدت نوائبه ـ هاهي مؤسسة « دار الشعر»‪،‬‬ ‫تلهم جذوة الشعر بشرايينه‪..‬تحقنه بمصل‬ ‫اإلحياء‪..‬تعيد إليه روحه‪..‬ف «يفيض الضوء من‬ ‫شقائق النعمان وتنتشي تطوان»‪.‬‬ ‫للمرة الثالثة‪ ،‬توقد « دار الشعر»‪ ،‬شموعا‬ ‫لفراش الشعر‪ ،‬كي تحلق بحديقة « مدرسة‬ ‫الصنائع والفنون الوطنية»‪..‬حديقة ما زالت جذلى‬ ‫بعبقها األندلسي‪..‬حيث توهجت ليلة ‪ 10‬شتنبر‬ ‫‪ 2016‬بأنوار كل من ثريا الشعر المغربي ثريا‬ ‫ماجدولين‪ ،‬وصاحب القمر األحمر الشاعر الغنائي‬ ‫عبد الرفيع الجوهري‪ ،‬وذو النفس األمارة بالحلم‬ ‫محمدالشيخي‪.‬‬ ‫صاحب شدو ضيوف السمر الشعري‪ ،‬عزف‬ ‫للثالثي ‪ :‬مصطفى أحكام ـ إلياس الحسيني ـ‬ ‫ومحمد الخليفي‪ ،‬الذين أطلقت عليهم الشاعرة‬ ‫ثريا ماجدولين‪ ،‬عند إلقاء مشاركتها لقب‬ ‫«الفرسان الثالثة»‪.‬‬ ‫افتتح الحفل بتقديم المجموعة‪ ،‬لمعزوفات‬ ‫من ألحان محمد عبد الوهاب‪ ،‬وفيروز‪ ،‬انشرح لها‬ ‫الحضور‪.‬‬ ‫بعد ذلك افتتح مدير دار الشعر الشاعر‬ ‫مخلص الصغير‪ ،‬مرحبا بالضيوف والحضور‪،‬‬ ‫منوها بالدعم المعنوي الذي توليه وزارة الثقافة‬ ‫في شخص كاتبها العام السيد محمد لطفي‬ ‫المريني‪ ،‬وبوجود الشاعر المتميز ادريس الملياني‬ ‫بين الحضور‪ .‬ثم أضاف‪ ،‬أن بعض الناس‪ ،‬قالوا‪:‬‬ ‫« أعددتم الحفل ليلة العيد»‪ ،‬فأجبنا‪« :‬ذلك كي‬ ‫نعد قبل العيد عيدا»‪ ..‬ليسترسل مقدما ضيف‬ ‫الدار الكبير الشاعر عبد الرفيع الجوهري‪ ،‬في‬ ‫قالب شعري متناغم‪ ،‬آذنا للمجموعة الموسيقية‬ ‫بتقديم هدية للضيف‪ ،‬جاءت عبارة عن معزوفتين‬ ‫لموسيقى أغنيتين كلماتها من إبداعه‪ ،‬تجاوب‬ ‫معها الحضور‪.‬‬ ‫استهل ضيف المنصة األول الشاعر عبد‬ ‫الرفيع الجوهري‪ ،‬حصته بقصيدة في مدح مدينة‬ ‫تطوان بعنوان « تحت قباب طائها»‪ ،‬ليرحل بنا‬ ‫في مدارج الشعر مع ابن عربي‪ ،‬من خالل قصيدة‬ ‫من ديوانه «لعلي أفيق»‪ ،‬ويغوص بنا في سفر‬ ‫الماء بلواعج وادي سبو‪ ،‬وهو يراوح بين تطوان‬ ‫وفاس‪ ،‬بنفس شعري ال يمتلكه إال الراسخون في‬ ‫القريض‪ .‬لينتقل بنا إلى نوع شعري‪ ،‬مقتطف من‬ ‫غالل عصرنا‪ ،‬بقصيدة طريفة بعنوان « كالب‬ ‫لطيفة»‪ ،‬عن نسوة تدندن بأغنية « لست آسفة»‪،‬‬ ‫للمطربة الفرنسية إديث بياف‪ ،‬ويتجولن بشارع‬ ‫«فال» المخملي‪ ،‬صحبة كالبهن األنيقة‪.‬‬ ‫اعتلى منصة الشعر من بعده‪ ،‬الشاعر‬ ‫الخجول محمد الشيخي‪ ،‬بقراءة قصيد من ديوانه‬ ‫« ذاكرة الجرح الجميل»‪ ،‬معلقا قبل البدء في‬ ‫القراءة « أرجو أن تقنعكم القصيدة بأن الجرح‬ ‫يكون جميال»‪.‬‬ ‫ومن ديوانه «فاتحة الشمس»‪ ،‬ألقى الشاعر‬ ‫القصيدة التي تسم الديوان بميسمها‪...‬رافق‬ ‫القراءة ناي شجي من عزف مصطفى أحكام‪.‬‬ ‫وتبتهج حديقة الشعر في الفقرة الخاصة‬ ‫بالشاعرة ثريا مجدولين‪ ،‬وهي تكتب بالحب‬ ‫رسائل للوطن‪.‬‬ ‫حيث أتحفـت الحضور بقــراءة شعريــة‪،‬‬ ‫افتتحتها بقصيدة ‪« :‬ابق كما أنت متخيال أبدا»‪،‬‬ ‫لترحل بنا في متخيل شعري مترف‪ ،‬يعلو إلى‬ ‫«سدرة البدء»‪ ...‬يحط بنا على ضفاف الدهشة‬ ‫في اإلبداع « كأني أراني ألول مرة»‪..‬ليتغلغل بنا‬ ‫في أسرار البوح « ما في الجبة سواك»‪ ،‬قبل أن‬ ‫تغادر منصة الشعر وهي تهمس « نخبك أيها‬ ‫الطلل البالي»‪.‬‬ ‫ويسدل الستار على فعالية عرس الشعر‬ ‫بدار الشعر بتطوان‪ ،‬بنفحات أحيت روح الشعر‬ ‫في شرايين المدينة‪..‬تجلت الحضارة‪ ،‬في أبهى‬ ‫حللها‪ ،‬بفضاء حديقة « مدرسة الصنائع والفنون‬ ‫الوطنية»‪ ،‬أثارت غبطة الشاعر مخلص الصغير‪،‬‬ ‫الذي أشرف على تسيير هذا السمر الشعري‪،‬‬ ‫الذي علق على هذا التجلي الساحر قائال‪« :‬هاهو‬ ‫الشعر يعيد لنا الزمن الجميل‪ ،‬وها هم الشعراء‬ ‫والمترجمون يرافقون زوجاتهم لعرس الشعر‪،‬‬ ‫منهم الشاعر محمد الميموني وحرمه فوزية‪،‬‬ ‫والمترجم رشيد برهون و حرمه نوال»‪.‬‬

‫�أوراق‬ ‫انتخابية‬

‫أيتام في مأدبة‬ ‫الّلئام‪!!..‬‬ ‫إعداد ‪ :‬مصطفى بديع السوسي‬

‫شخصيـات مشاركـة في السبــاق بدأت‬ ‫تتلون بألوان قوس قزح‪ ،‬وأخرى تمتطي ظهور‬ ‫رموز لم تعرفها قبل هذه الفترة‪ ..‬إنها تغيير‬ ‫المنازل وفي تغييرها راحة‪ ..‬إنهم ال يخجلون‬ ‫وهم ينتقلون من مركب إلى آخر‪ ..‬ومن حصان‬ ‫أو فيل إل��ى ج��رار‪ ،‬وحتى حمام ه��ادل ينقل‬ ‫الرسائل المشفرة من هنا وهناك‪ ..‬شخصيات‬ ‫تواكب الزمن والموضة وتكره اإلقامة المطولة‬ ‫في سكن واحد‪ ،‬وتروم المعالي عن طريق تسلق‬ ‫سلم األحزاب المهترئة‪ ..‬رحم اهلل اليسار القديم‬ ‫مع الرواد وجهابذة السياسة واللغة الحديدية‬ ‫الصلبة القومية‪ ،‬أمثال عبد الرحيم بوعبيد وعلي‬ ‫يعته وال أذكر الباقي‪ ..‬فأسماؤهم محفورة في‬ ‫أسوار الجدران الناتئة في سجن ميسور والعلو‬ ‫وغيرها من أقبية الظلم في دار بريشة ومكونة‬ ‫وغيرها‪ ،‬فرغم السحق والمنفى والعذاب‪ ،‬التزموا‬ ‫وثبتوا وصمدوا ولم يستبدلوا لونا بآخر وال غيروا‬ ‫المعاطف والمنازل والزوجات كما فعل ويفعل‬ ‫أزالم مرحلة العهر السياسي في زمننا القبيح‬ ‫هذا‪ ،‬فأشداقهم تتسع البتالع خروف بكامله‪،‬‬ ‫وقلوبهم خاوية من اإليمان‪ ..‬شعاراتهم كلمات‬ ‫جامدة من قواميس لتع ّلم السياسة في خمسة‬ ‫أيام بدون معلم‪ ..‬كيف ال والمعلمون قد رحلوا‪..‬‬ ‫مآدبهم عامرة فهم يؤمنون بالشعب الذي يفكر‬ ‫ببطنه‪ ..‬كيف ال وقد أرادوا التبرع عليه بأكباش‬ ‫العيد قبل حلول العيد‪ ،‬فالنفس البشرية تميل‬ ‫لمن يعطف عليهـا‪ ..‬وستشهد البادية قدوم‬ ‫«رحماء» و«كرماء» وعطوفيـن» يشنفـون آذان‬ ‫الفقراء بألوان من الترانيم والمزامير مع مالذ‬ ‫وطالب من مشوي ومحمر‪ ...‬أيتام في مأدبة‬ ‫اللئام‪ ..‬تلك حال الساكنة الفقيرة مع زحف‬ ‫المطايا والمراكب الفاخرة والزغاريد البلهاء‪،‬‬ ‫فضال عن تناثر األوراق من كل لون في الفضاء‬ ‫المقفر‪ ،‬ومع ذلك يريدوننا أن نضطلع بدور‬ ‫المهرج والمصفق والمزكي لحفل يتكرر موسميا‬ ‫بذات الوجوه أو بورثتها‪ .‬واقع ال ندري معه‬ ‫شيئا‪ ..‬فال هو بالواقع الشرعي وال القانوني وال‬ ‫الموضوعي وال المنطقي‪ ،‬بالرغم من سجالت‬ ‫ووثائق وبنود الداخلية‪ ...‬والكل يعرف كيف‬ ‫تحدث األشياء وكيف تمر األمور‪ ..‬وكيف تتصرف‬ ‫األح��زاب في التزكيات وفي االختيارات وفي‬ ‫الدعم المادي‪ ..‬ثم كيف وصل من وصل‪..‬؟ ونام‬ ‫على أكف الراحة فوق كرسي البرلمان الوثير إذا‬ ‫حضر مهزلة اجتماعات الغرفتين فقد عودونا‬ ‫على الغياب‪ ،‬وعجز الرئيسان في الغرفتين عن‬ ‫اتخاذ ق��رارات زجرية في حقهم تعيد للهيئة‬ ‫البرلمانية هيبتها‪ .‬ففاقد الشيء ال يعطيه‪ ،‬وهما‬ ‫معا جزء من التركيبة إياها فكيف يتخذان قرارات‬ ‫ضد زمالئهم في طبخة اللعبة؟!‪ ..‬وعدوا وأخلفوا‬ ‫وكانوا كالبلهاء وكالمهوسين وكاألطفال‬ ‫ينغمسون في لعبة وضعوها بين أيديهم‬ ‫وكذلك هم يفعلون‪ ،‬بالصدفة أو بدونها وجدوا‬ ‫أمامهم أرقاما منتفخة‪ ،‬وميزانيات ضخمة ولعب‬ ‫آتية من الغرب‪ ،‬فاللعب المحلية والوطنية‬ ‫قليلة عليهم وال تليق بمقامهم‪ ،‬وهكذا كانت‬ ‫السيارات الفاخرة بديال عن الطرق والقناطر‬ ‫والماء والكهرباء لمن الزال يعيش عهودا‬ ‫سحيقة من العوز والحاجة والضرورة‪ ...‬وكانت‬ ‫السفريات بمناسبة وب��دون مناسبة‪ ،‬وحتى‬

‫الجماعات األكثر فقرا دخلت حلبة المنافسة‪،‬‬ ‫فالدافع واحد والهدف واحد والغاية تبرر الوسيلة‪،‬‬ ‫نحن أمام منطق معكوس‪ ،‬والمؤسف أنه منطق‬ ‫عام شمولي‪ ..‬أصبح قاعدة في كل زمان ومكان‪،‬‬ ‫منطق تساوى فيه الجميع‪ ..‬بدليل أن الجميع‬ ‫يرفع نفس الشعارات‪ ،‬فال يبقى هناك ال يمين‬ ‫وال وسط وال يسار‪ ،‬فالكل يسعى لمصلحة‬ ‫الوطن وما حيازة السيارات الفارهة الزائدة عن‬ ‫الحاجة‪ ،‬واقتناء العقارات إال مثال بسيط على‬ ‫ذلك‪ ،‬والكل يضحي بالغالي والنفيس ألجل‬ ‫إسعاد المواطنين‪ ،‬ولكم في األسعار الصاعدة‬ ‫المتسلقة عنان السماء‪ ،‬وصندوق المعاشات‪،‬‬ ‫واإلعفاء من متابعة الفاسدين (عفى اهلل عما‬ ‫سلف)‪ ،‬إال وجه من أوج��ه إسعاد المواطنين‬ ‫المصنفين في خانة االنتظار‪ .‬والكل يسعى‬ ‫لترسيخ قواعد وطن عالي الهمة ديمقراطي‬ ‫المشرب واالت��ج��اه‪ ،‬مالكي أشعري متسامح‬ ‫معتدل منفتح‪ ،‬وظهر بارزا وجليا وواضحا وأكيدا‬ ‫أن الملك وحده يسعى لذلك وأقره وكرّسه‬ ‫على أرض الواقع‪ ،‬بينما األحزاب تتنابز باأللقاب‬ ‫وتترامى بالقشور وغليظ الكالم وتتسابق على‬ ‫المكاسب واالمتيازات وتُقسم بأغلظ اإليمان‬ ‫أن تظل حاجرة على الشعب‪ ...‬مسؤولة عنه‪...‬‬ ‫جاثمة على أنفاسه أحب من أحب وكره من كره‬ ‫وتلك آفة اآلفات‪...‬‬ ‫ال أبالغ أو أغالط إذا أكدت أن المواطنين‬ ‫ال ينتظرون مما سيأتي بعد الكرنفال إال كما‬ ‫انتظروا من قبل ثم لم يحصل شيئا ولم تسفر‬ ‫التجارب إال عن خيبات أمل اكتوى بنارها من‬ ‫كان ينتظر التغيير ثم اضطرمت النار في الجميع‬ ‫فأصبح من ينتظر التغيير ومن ال ينتظره في‬ ‫الهم س��واء‪ .‬الفئة الناجية فقط هي التي ال‬ ‫يهمها األمر وال يهمها أن تتغير بعض الظروف‬ ‫أوال تتغير ما دامت مصالحها محفوظة‪ ،‬وحقوقها‬ ‫مصونة‪ ،‬ومكاسبها مضمونة‪ ،‬والويل لمن‬ ‫اقترب منها‪ ..‬المقالع مثال‪ ..‬وأصحاب الكريمات‬ ‫العديدة مثال‪ ..‬والضيعات واألوراش المعفاة‬ ‫من الضرائب والتي تلقى كل التفهم والتفاهم‬ ‫والتسامح‪ ...‬ومهربي األموال وهي باهظة‪...‬‬ ‫وقد بدأت الحكومة المنتهية واليتها بالتلويح‬ ‫بعصا المتابعة وتعقب الفاسدين والمفسدين‬ ‫أينما كانوا‪ ...‬ومهربي األموال والغاشين في‬ ‫إنجاز الطرق السيارة والطرق العادية والقناطر‪...‬‬ ‫ألم يكشف أحد المواطنين غش فرشة إحدى‬ ‫الطرق فعوقب بدل أن يُكافأ؟!‪ ..‬ألم أقل أننا‬ ‫نعيش بمنطق معكوس زد عليه سلوك شاذ‬ ‫غريب وبعدها نتهجى بمفردات لغوية من‬ ‫قاموس سياسي بذيء ومتجاوز لم يعد يصلح إال‬ ‫للبهائموالهوام‪...‬‬ ‫معذرة‪ ،‬نحن على أبواب تجربة أخرى في‬ ‫معترك تجاربنا العديدة‪ ...‬الملتحون يُقسمون‬ ‫على العودة‪ ...‬والباقي من الكبار يؤكدون أنهم‬ ‫واصلون ومقتحمون قلعة البرلمان والصغار‬ ‫يكتفون باألمل وحتى مما فضل من خير وبركة‬ ‫ويرفضون وصف «األح��زاب الصغيرة» فهم‬ ‫أحزاب وكفى‪ ،‬يعملون لنفس الغرض ونفس‬ ‫الهدف ونفس الغاية‪ ..‬آية غاية يا ترى؟! لنترك‬ ‫كل شيء إلى إبانه حتى ال يقولون إننا نسبق‬ ‫األحداث‪..‬‬

‫الطلب أقوى من العرض بالكلية‬ ‫المتعددة التخصصات بتطوان‬ ‫تعيش إدارة الكلية المتعددة التخصصات بتطوان‬ ‫بداية السنة الدراسية الجامعية ‪ 2017 - 2016‬حالة من‬ ‫الترقب مشوب بالحذر لما سيسفر عنه الدخول الجامعي‬ ‫من مشاكل تتعلق باالكتظاظ‪ ،‬الذي قد تعرفه هذه‬ ‫الكلية‪ ،‬ذلك أن الكلية المذكورة طاقتها اإلستيعابية‬ ‫ال تتعدى على أكثر تقدير خمسة آالف طالب وطالبة‪،‬‬ ‫وحسب التقسيم الترابي الذي أضاف الحسيمة إلى جهة‬ ‫طنجة تطوان‪ ،‬الشيء الذي أصبح من الضروري إلتحاق‬ ‫طلبة وطالبات الحسيمة بهذه الكلية‪ ،‬وهو ما سيسبب‬ ‫في االكتظاظ‪ ،‬حيث يقدر المسؤلون عن القطاع الجامعي‬ ‫من المرجح وفود ما يناهز ‪ 20‬ألف طالب وطالبة ‪ ،‬مع‬ ‫العلم أن وضعية الكلية ال تسمح بهذا الكم الهائل من الطلبة الذين يفدون عليها من‬ ‫مختلف األقاليم‪ ،‬زيادة على الطلبة الوافدين من الحسيمة‪ .‬والمطلوب هو ضرورة اإلسراع‬ ‫لتطويق هذا المشكل قبل استفحاله‪ ،‬باعتماد الكليات األساسية المعنية بتدخل عاجل في‬ ‫كلية اآلداب بتطوان وكلية الحقوق بطنجة وكلية العلوم بتطوان‪ ،‬أما الكلية المتعددة‬ ‫التخصصات بتطوان فليست في األصل إال فرعية تابعة لطنجة‪ .‬تفتقر لكثير من الشروط‬ ‫الضرورية‪ ،‬األمر الذي يتطلب من مجلس الجهة ووزارة التعليم العالي مصاحبة تدفق‬ ‫الطلبة الجدد وحل مشاكلهم المتفاقمة‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪� 26‬شتنرب ‪2016‬‬

‫العدد ‪855‬‬

‫ات‪..‬‬

‫طنجة الحمالت األمنية مستمرة‬

‫شذر‬

‫لهذا اليوم يحتاجكم الناس‬ ‫أيها الراقدون «فوق» التراب‬ ‫• مصطفى بديع السوسي‬

‫بأرض الدولة‪ ...‬منحرف‬ ‫محاوالت إلقاء القبض على المجرمين‬ ‫والمنحرفين ال تخلو من مخاطرحقيقية بالنسبة‬ ‫لرجال األمن‪ .‬إنها مغامرة حقيقية تتعرض لها‬ ‫الشرطة يوميا وفي ظروف قاسية نظرا لكثرة‬ ‫عدد المنحرفين الذين يغزون طنجة بأفواج‬ ‫متواصلة‪ ،‬ويتوفرون على وسائل المقاومة‬ ‫القوية من سيوف وأسلحة بيضاء وكالب بيتبول‬ ‫«مدربة» على مواجهة األمن‪....‬‬ ‫هذا األسبوع‪ ،‬أصيب عنصر امني‪ ،‬بجروح‪،‬‬ ‫من ألطاف اهلل أنها كانت طفيفة‪ ،‬على مستوى‬ ‫يده اليمنى أثناء محاولته إلقاء القبض على‬ ‫متهم مبحوث عنه بأحد أحياء مدينة طنجة‪.‬ليتم‬ ‫نقله إلى المستعجالت‪.‬‬ ‫مصادر عليمة‪ ،‬أشارت إلى أن رجل األمن‬ ‫كان في دورة أمنية بحي أرض الدولة ‪ ،‬ليواجه‬ ‫رفقة رفاقه األمنيين من طرف منحرف هددهم‬ ‫بالسالح األبيض‪ ،‬األمر الذي دعا رجل األمن‬ ‫المذكور إلى محاولة استعمال سالحه الوظيفي‬ ‫لتوقيف الجانيما نتج عنه انطالق رصاصة‬ ‫طائشة أصابت رجل األمن الذي ال تدعو حالته‬ ‫إلى القلق‪ ،‬في الوقت الراهن‪.‬‬ ‫‪ssss‬‬

‫وفي بني مكادة‪ ...‬أيضا‬ ‫يبدو أنه في إطار محاربة ظاهرة السرقات‬ ‫بالعنف على مستوى مدينة طنجة‪ ،‬التي تفاقمت‬ ‫بشكل خاص منذ اإلعالن عن «إلـ ـ دورادو»‬ ‫طنجة الكبرى‪ ،‬كثفت مصالح أمن طنجة من‬ ‫عمليات المراقبة والبحث والترصد بكل من‬ ‫المنطقة االمنية االولى والثانية التي تستهدف‬ ‫المشبوهين والمنحرفين بعدد من االحياء والبؤر‬ ‫المعروفة « بعشعشة» المشتبه فيهم بها‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬نجحت المصالح االمنية‬ ‫بمنطقة بني مكادة بعد عمليات ترصد ومراقبة‪،‬‬ ‫من وضع اليد على مبحوث عنه ر‪.‬م ‪ 25‬سنة‪،‬‬

‫لالشتباه في تورطه في قضايا تتعلق بالسرقة‬ ‫بالعنف والهجوم على محل الغير وإلحاق‬ ‫خسائر مادية به ‪ .‬وقد تم حجز سالح أبيض‬ ‫كان بحوزته‪ ،‬و إحالته على المصلحة الوالئية‬ ‫للشرطة القضائية من أجل مواصلة البحث قبل‬ ‫تقديمهللعدالة‪.‬‬ ‫وفي محيط عزيب الحاج قدور‪ ،‬تمكنت‬ ‫المصالح األمنية ‪ ،‬من توقيف مبحوث عن م‪.‬س‬ ‫‪ 20‬سنة‪ ،‬لتورطه في قضايا تتعلق بالسرقة‬ ‫تحت التهديد بالسالح األبيض وإلحاق خسائر‬ ‫مادية بملك الغير وضبط بحوزته سالح أبيض‬ ‫من الحجم الكبير‪ ،‬ليتم وضعه رهن االعتقال في‬ ‫انتظار نهاية البحث‪..‬‬ ‫‪ssss‬‬

‫وبالمنظر «الجميل»‪....‬‬ ‫يبدو أن يوم العيد ال راحة فيه وال‬ ‫«هدنة»بالنسبة لـ «لصوص طنجة» الظرفاء‪،‬‬ ‫فقد سجل رجال األمن حالة سرقة بحي المنظر‬ ‫الجميل يوم العيد واليوم الموالي حيث تعرضت‬ ‫فتاة قاصر لسرقة هاتفها المحمول تحت‬ ‫التهديد بالسالح األبيض‪.‬‬ ‫وقد تم توقيف اللص في حالة تلبس‪ ،‬من‬ ‫طرف دورية أمنية بعين المكان‪ ،‬وهو لعلمكم‬ ‫وافد كريم على طنجة من مدينة مكناس‬ ‫الزيتونة و ضبط بحوزته سالح أبيض‪ ،‬في حين‬ ‫تم تحديد هوية شريكه في عمليات السرقة‪،‬‬ ‫والبحث جار إليقافه‪.‬‬ ‫‪ssss‬‬

‫حرائق متعمدة‬ ‫‪ 30‬شخصا تم توقيفهم من طرف الدرك‬ ‫الملكي بشفشاون لالشتباه في تسببهم في‬ ‫حرائق غابوية خطيرة اندلعت باإلقليم ليتضح‬ ‫أن اعتقال تسعة منهم تم في حالة تلبس‬ ‫واعتراف تام بأفعال العصابة اإلجرامية‪.‬‬

‫وتعمل مصالح الدرك الملكي‪ ،‬وفق خطة‬ ‫محكمة لمواجهة تحديات حرائق الغابات بأقاليم‬ ‫تطوان ووزان وشفشاون ‪،‬التي تتميز بمؤهالت‬ ‫طبيعية غنية بتنوعها النباتي والحيواني وتقوم‬ ‫في هذا بدوريات منتظمة لمراقبة المناطق‬ ‫الغابوية وتوقيف المتورطين المحتملين في‬ ‫أفعال إضرام الحرائق الغابوية ‪،‬التي ساهم‬ ‫ارتفاع درجات الحرارة بالمغرب وبالجهة خاصة‪،‬‬ ‫هذه السنة‪ ،‬وهبوب رياح قوية على المنطقة‪،‬‬ ‫في تفاقم حدتها واتساع رقعتها‪.‬‬ ‫ومعلوم أن مصالح الدرك الملكي بإقليم‬ ‫شفشاون قد ألقت القبض بداية األسبوع‪ ،‬على‬ ‫شخص في حالة تلبس تسبب في اندالع حريق‬ ‫غابوي بمنطقة باب تازة التابعة للنفوذ الترابي‬ ‫إلقليم شفشاون ‪،‬والذي أتى على هكتارات‬ ‫عديدة من الغابة‪.‬‬ ‫‪ssss‬‬

‫كلنا في الهم سواء‬ ‫وقريبا منا‪ ،‬ترزح مدينة تطوان تحت وطأة‬ ‫ما سار يوصف ب ‘’انفالت األمن» رغم الجهود‬ ‫المبذولة لمحاربة الجريمة في هذه المدينة‬ ‫التي لم تكن تعرف للجريمة وجها ‪ ،‬ولعقود‪...‬‬ ‫أخبار الجريمة في هذه المدينة الهادئة‪،‬‬ ‫ــ أعني التي كانت هادئة في زمن ما ــ تروع‬ ‫يوميا سكان تطوان األصليين المسالمين ‪ .‬فقد‬ ‫أفاد مصدرأمني‪ ،‬األربعاء الماضي ‪ ،‬بأن مصالح‬ ‫الشرطة القضائية تمكنت بعد بحث ميداني‬ ‫مكثف وفي زمن قياسي‪ ،‬من اعتقال شخصين‬ ‫لالشتباه في تورطهما في جريمة قتل ذهب‬ ‫ضحيتها شاب في مقتبل العمر‪ ،‬بحي الديزة‬ ‫بمارتيل وهو من مواليد ‪ ،1999‬وقد تعرض‬ ‫لطعنات بالسالح األبيض تسببت في إصابته‬ ‫بجروح خطيرة نقل على إثرها إلى المستشفى‬ ‫الجهوي بتطوان‪ ،‬حيث توفي متأثرا بجروحه على‬ ‫الرغم من اإلسعافات الطبية التي قدمت له‪.‬‬

‫سوداء‬ ‫محطاتسوداء‬ ‫محطات‬

‫ع‪.‬ك‬

‫م‪ .‬ب‪ .‬السوسي‬

‫مستعملي الدراجات النارية الصاخبة الزالوا يعيثون في األرض فسادا بضجيجهم الذي يصم اآلذان‪ .‬متى تباشر شرطة‬ ‫المرور حملة ضد مستعملي هذه الدراجات وتحيلها إلى ركام المتالشيات؟!‬ ‫‪kkk‬‬ ‫عندما كانت األشغال جارية في قنطرة طنجة البالية‪ ،‬في قنطرة تغيَّر خط السير إلى طريق ماالباطا‪ ،‬فكان لزاما إزالة عالمتي‬ ‫منع المرور الموجودة بمدخل الطريق من جهة «فيال فيسطا»‪ ،‬وانتظر السكان إعادة العالمتين بعد فتح طريق طنجة البالية‬ ‫في وجه المرور من جديد‪ ،‬إال أن ذلك لم يتم لحد اآلن رغم وجود مدرستين لألطفال بعين المكان ومقر المقاطعة العاشرة‪.‬‬ ‫‪kkk‬‬ ‫المطلوب شن حملة مراقبة ضد سائقي الشاحنات وسيارات النقل المزدوج لما تسببه من إزعاج للساكنة والمارة نتيجة‬ ‫السرعة المفرطة وخرق إشارات المرور الحمراء‪ ،‬أما سيارات النقل السري فحدث وال حرج‪ ،‬ولكم في شارع موالي عبد الحفيظ خير‬ ‫مثال؛ الساكنة تتمنى أن ترى دوريات الشرطة تجوب المكان وتقوم بما يُلزمها به القانون في هذه الحاالت‪ .‬من المؤسف أن‬ ‫هذه الدوريات غائبة ليل نهار وخصوصا في أوقات الذروة وحتى إذا شوهدت أحيانا‪ ،‬فإنها تمر من المكان مر الكرام‪.‬‬ ‫‪kkk‬‬ ‫احتالل الملك العمومي أصبح ظاهرة فجة منتشرة بشكل كثيف وسريع خصوصا من طرف أرباب المقاهي والمطاعم‪ ،‬مقاهي‬ ‫شارع األمم كمثال ثم الباقي وهو كثير‪ ..‬أليس لألقسام االقتصادية بالوالية والجماعة أعين ترى؟!‪..‬‬ ‫‪kkk‬‬ ‫حبذا لو أعيد فتح مخفر للشرطة بحي القصبة جوار المتحف‪ ،‬فرواد المنطقة من السياح أصبحوا ُكثر مع ساكنة أجنبية كثيرة‪،‬‬ ‫إال أن ما تحت باب حاحا باتجاه ساحة أمراح يسارا وأماما أصبح يعج بأفراد قاصرين جانحين يحمي جنوحهم أمهات جاهالت‬ ‫يتقنن كل أنواع السب والمعيور‪ ،‬فأصبح لزاما توافر األمن بالمنطقة عن طريق إحداث مخفر شرطة دائم وثابت‪.‬‬ ‫‪kkk‬‬ ‫أصبح من الواجب أمام االستعمال المفرط لألسلحة البيضاء من طرف عصابات المجرمين والجانحين فرض رقابة على‬ ‫دكاكين الحدادة‪ ،‬فقد اتضح أن بعضهم يلجأ إلى هذه الدكاكين‪ ...‬أما األسواق الممتازة التي تبيع هذه األسلحة فهذا شأن آخر‬ ‫على المسؤولين التفكير والتدبر في أمره‪.‬‬ ‫‪kkk‬‬ ‫تحية تقدير وإكبار للسيد مندوب وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية بوالية طنجة الرجل الفقيه المثقف لما بذله من جهد‬ ‫من أجل تطهير مسجد طارق بن زياد من الطفيليات‪ ،‬ومنع الصخب والضجيج الذي كان يصاحب آذان الفجر‪ ،‬فتحية ومزيدا من‬ ‫العمل الدؤوب‪.‬‬ ‫ونلفت انتباه السيد المندوب إلى وجود نفس الحالة في مسجد محمد الخامس أكبر مساجد المدينة‪ ،‬حيث يتم استعمال‬ ‫مكبر الصوت بدءا بالتهليل وإلى نهاية حزب صالة الصبح‪ ،‬مع وجود مهلل ومؤذن مسن يخرج صوته مبحوحا وبصعوبة‪.‬‬ ‫فالرجاء االهتمام بهذا الموضوع وإراحة الناس من مكبر الصوت خارج اآلذان‪.‬‬

‫تخلفنا ال يعني اقتصادنا ومجتمعنا‬ ‫وأش��ي��اء أخ��رى ال معنى لها ف��ي حياتنا‬ ‫فحسب‪ ...‬تخلفنا يعني أشياء كثيرة‪ ،‬منها‬ ‫العقليات المهترئة الغائبة عن الجادة‬ ‫وع��ن الصواب والتي تقود بدورها إلى‬ ‫إفرازات مجتمعية خطيرة تنم عن الالمباالة‬ ‫والالوجود‪ ،‬وأن الحياة مجرد عبث وقتل‬ ‫للزمان واإلنسان‪ ،‬لذا‪ ،‬عندما نسافر خارج‬ ‫أرض الوطن‪ ،‬نكتشف أن البون شاسع بين‬ ‫ما نعيشه وما يعيشه اآلخرون وراء الضفة‬ ‫األخرى‪ ...‬نراهم ملتزمين بقوانين وأعراف‬ ‫وسلوكات ال يخرقونها‪ ...‬هي الدم الذي‬ ‫يسري في عروقهم ثم النظام وحساب‬ ‫الخطوات بالملمتر‪ ،‬وعند الخطأ يكون‬ ‫أحد فلول المتخلفين وراءه حتى وهو وليد‬ ‫أرضهم‪ ،‬ولكن دماؤه غير دمائهم‪ ،‬وعقليته‬ ‫مشبعة بأفكار العشوائيين‪ ،‬والكثيرون منا‬ ‫يعيشون في الغرب كحيوانات أليفة حتى‬ ‫إذا عادوا إلى المغرب أصبحوا أسودا ونمورا‬ ‫وق��ردة وفراعنة وألسنة ملتوية تتعمد‬ ‫تجاهل لغة األرض التي هم فوق ترابها‬ ‫فنجد أمامنا مسخا ال انتماء له‪ ...‬فال هم‬ ‫يقبلونه هناك ألنهم من قوم أدنى‪ ،‬وال هو‬ ‫ينسجم مع مجتمعهم األصل ألنه استلب‬ ‫وتغرب وتلون فلم يعد له مكان داخل‬ ‫حظيرة األمة الغائبة‪.‬‬ ‫عندما نذكر العقليات فليــس الهدف‬ ‫منه هذه الشرذمة المسحوقة ولكن الهدف‬ ‫أوس��ع وأع���م‪ ...‬وعلى ذك��ر العقليات هل‬ ‫سمعتم يوما أن مسؤوال أخطأ أو حدث‬ ‫شيء ما يتعلق بمسؤوليته واألجهزة التي‬ ‫يشرف عليها قدم استقالته شعورا منه‬ ‫بالمسؤولية فيما حدث‪ ،‬بل أن يستقيل‬ ‫بعدما الحظ وجود خلل في التشكيلة التي‬ ‫يعمل ضمنها؟! طبعا لم يحدث هذا إال في‬ ‫حالة واحدة‪ ،‬وهي حالة وزير حقوق اإلنسان‬ ‫محمد زيان رئيس الحزب الليبرالي الذي‬ ‫استقال من الحكومة احتجاجا على انتهاكات‬ ‫حقوق اإلنسان أيام حملة التطهير التي‬ ‫قادها ادريس البصري والزج بالناس في‬ ‫السجون لمجرد الشبهة‪ ،‬ذلك ماض أسود‬ ‫جر على المغرب ويالت خارجية طعنت في‬ ‫ديمقراطيته واحترامه لحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫ونقرأ ‪ :‬وزيرة سويدية استقالت لمجرد‬ ‫وجود نسبة عالية من الكحول في دمها‬ ‫وسياقتها لسيارتها بسرعة فائقة‪.‬‬ ‫ووزير استقال نتيجة انهيار عمارة‪..‬‬ ‫واألمثلة كثيرة عن عقليات رائدة‪ ..‬وضمائر‬ ‫حية مستيقظة‪ ...‬وعندما نبحث عن الشبيه‬ ‫في ثنايا كياننا الموبوء‪ ،‬وواقعنا المفلس‪،‬‬ ‫نعيش حالة عمارة سباتة المنهارة فوق‬ ‫رؤوس سكانهـــا بالدار البيضاء ومنازل‬ ‫مراكش وعمارات أخرى‪ ...‬والوزير الوصي‬ ‫يمضي ليال ساهرة في عباب بحر هادئ‬ ‫تمخره باخرة سياحية تقدم خدمات القمار‬ ‫وهدر األم��وال والطاقات‪ .‬وال من رأى وال‬ ‫من سمع‪ ،‬وقناطر تتهاوى ول��م تكمل‬ ‫بضعة شهور من إحداثها‪ ...‬وطرق تنزلق‬ ‫وتكشف عن فضائح صفقات بالجملة‪..‬‬ ‫وكريانات ومقالع تنشر الموت األسود فوق‬ ‫مساكن السكان الغالبة يستغلها رجال‬ ‫شداد عظام ال ينالهم حساب وال عقاب‪ ،‬فال‬ ‫أحد يتحرك‪ ...‬وال أحد من مسؤولي البلد‬ ‫يقول «اللهم هذا منكر»‪ ،‬وال وزير استقال‬ ‫احتجاجا على وجود مراكز قوة وعلى لزومه‬ ‫جريمة الصمت‪ ...‬فكيف نقبل وجود وزراء‬ ‫دخلوا خماصا يقطنون بيوتا بالكراء أو على‬ ‫أقل تقدير بيوتا الزالوا يؤدون ديونها أو‬ ‫هي في ملك زوجاتهم‪ ،‬ثم إذا بهم في فترة‬ ‫وجيزة لم تصل حتى مدة واليتهم يشيدون‬ ‫ويقتنون قصورا في منتجعــات وهضاب‬ ‫وسهول وبحار أرفقهـــا بعضهم بحظائر‬ ‫دواجن وماشية؟‪ ..‬كيف يتقبل عقل سوي‬ ‫وجود هذا في مجتمع متخلف يعاني سكانه‬ ‫المرارة والفقر والحاجة؟ وكيف لمسؤول‬ ‫أن يفعلها وهو يعرف أن وقته الممنوح له‬ ‫لن يخرجه من كرسيه باطنا يكاد ينفجر‬ ‫من هول ما اختزنه بطنه‪ ،‬وراكمه رصيده‪،‬‬ ‫ودبت على األرض مكاسبه‪ ،‬وكيف لقوانيننا‬ ‫تطال بعض اللصوص الصغار وال تصل‬ ‫للرؤوس الكبيرة من ناهبي المال العام‪...‬‬ ‫والمتصرفين في ودائ��ع وأمانات وضعت‬ ‫تحت إشرافهم‪ ..‬والطواويس التي تعيش‬ ‫فوق مستواها‪ ..‬لقد وصل بهم األمر أن‬ ‫حللوا ما حرم اهلل فأباحوا القمار وهو حرام‬ ‫بالنص والقطع والجزم ال لشيء إال ألنهم‬ ‫ولغوا في أسنته‪ ،‬وانساق أبناءهم إلى جُرفه‬ ‫فقالوا إنها رياضة ذهنية وأصدروا عقبها‬

‫عدة فتاوى هي من إيحاءات شيطان رجيم‪..‬‬ ‫وأباحوا الزنا فهو خلوة وهو ممارسة للحرية‬ ‫الشخصية الفردية وليس على أحد انتهاكها‬ ‫ونسوا أن حرية الفرد تقف عند حدود انتهاك‬ ‫حرية اآلخرين‪ ،‬فإذا نحن بشيخ وشيخة‪ ،‬داع‬ ‫واعية يمارسان الحرية في الفضاء الواسع‪.‬‬ ‫سحقا لحرية المتصابين‪ ،‬وسحقا لكل‬ ‫دع��اوي الحقوق والحرية المفترى عليها‪،‬‬ ‫ومنذ أيام بثت إحدى القنوات الفضائية‬ ‫برنامجا ظهرت فيه ناشطة حقوقية ‪-‬هكذا‬ ‫يسميها المستهترون وهي تكرع زجاجة‬ ‫جعة عند ب��اب مبنى البرلمان بالرباط‬ ‫وعندما سألتها منشطة البرنامج عن هذا‬ ‫التحدي لمشاعر المسلمين‪ ،‬أجابت بأنها‬ ‫تتحدى النفاق االجتماعي وأن المسلمين‬ ‫يشربون الخمر ويبيعونه‪ ،‬وهذا ما كنت قد‬ ‫أشرت إليه في مقالة سابقة نشرت بجريدة‬ ‫«العلم»‪ -‬وإلى هنا واألمر عادي وصحيح‬ ‫أيضا‪ ،‬ولكن ما صب الزيت على النار أن‬ ‫يأتي شيخ أزهري في نفس البرنامج فيؤكد‬ ‫أن الخمر ليس حراما‪ ،‬وأن الكحول موجود‬ ‫في كثير مما أعطانا اهلل من الرزق فهو في‬ ‫التفاح والعنب والتين والخل و‪ ..‬و‪ ..‬فهل‬ ‫نحرم كل هذا بدعوى أن الكحول حرام؟‬ ‫ونسي الفقيه الشيخ األزهري أن الفواكه ال‬ ‫تصبح مخدرا وبالتالي حراما إال بعد تحويلها‬ ‫من مادة (األصل) إلى مادة أخرى (المحولة‬ ‫إليه)‪ ،‬أما أن نأتي على ذكر الفواكه بدون‬ ‫تحليل المسار الذي ستأخذه فهو تحايل‬ ‫على الواقع وعلى المادة وعلى الدين‪..‬‬ ‫وكذلك فعل الشيخ األزهري وهو ينضم إلى‬ ‫إخوان الصفا وخ ّ‬ ‫الن الوفا فيحلل مثلهم ما‬ ‫حرمه اهلل ويضيف الخمر إلى الميسر والقمار‬ ‫ثم الزنى وغدا قد يأتي من خَ َلف أبي جهل‬ ‫ما يحلل أشياء محرمة أخرى كما فعلوها‬ ‫مع الكريدي (أي السلف بالفائدة) فتصبح‬ ‫حياتنا كلها حالل‪ ،‬مع أنه حالل موغل في‬ ‫الحرام‪ ،‬مشبع بالخطيئة‪ ،‬مُتخم بالرذيلة‪..‬‬ ‫لذا أصبحت حياتنا اليومية بكل نبضاتها‬ ‫حياة بهيمية بال معنى وال هدف إال السعي‬ ‫لملء البطون واالستجابة لصراخ الغريزة‪،‬‬ ‫والسعي األعمى لالستحواذ والهيمنة‬ ‫وال��ق��وة‪ ،‬وأصبحت كلمة «ح�لال» كلمة‬ ‫مهترئة‪ ،‬ضحلة‪ ،‬غريبة يكتنفها فعل ماض‬ ‫وتكفي لرفعها كالفتة فوق دكاكين الجزارة‬ ‫في أوربا‪ ،‬فكيف ألمة هذا حاضرها أن ترفع‬ ‫رأسها ؟ كيف لمسؤولين في واد سحيق ال‬ ‫يسمعون فيه لغوا وال تأثيما وال يدق بوابة‬ ‫ضميرهم طارق أن يحسوا ويتحملوا وزر ما‬ ‫يحدث؟!‪..‬‬ ‫وكيف لعلماء جعلهم اهلل ورثة األنبياء‬ ‫أن يشحذوا الهمم وينهضوا من كبوتهم‪،‬‬ ‫ويزيحوا عنهم جالبيبهم الحريرية الناصعة‬ ‫البياض ليهدوا األمة وينيروا الطريق‪...‬‬ ‫لهذا اليوم يحتاجكم الناس أيها الراقدون‬ ‫فوق التراب‪ ...‬أم أن الفتنة آخذة بأذيال‬ ‫جالبيبكم‪ ...‬ال يهمنا مؤتمرا يحدد من‬ ‫هم أتباع السنة من عدمهم؟‪ ..‬ال يهمنا‬ ‫أن يُشنِّف فقيه وخطيب أسماع مستمعيه‬ ‫بأن الضرط يفسد الوضوء‪ ،‬بهذا ال نريد‬ ‫أن نفارق األرض المتسخة التي نلتصق بها‬ ‫والتي كبلتنا بها قيود فقهاء هذا الزمن في‬ ‫الوقت الذي تمأل فيه فضاؤنا أقمار صناعية‬ ‫وتجوبه مركبات فضائية‪ ،‬تروم اكتشـــاف‬ ‫عوالم أخرى وتعبـــر محيطاتنـــا عابــرات‬ ‫القارات؟!!‬ ‫ال وجود للعلمــاء أو قــل الفقهاء في‬ ‫عالمنا اإلسالمي اآلن‪ .‬هم راقدون أو غائبون‬ ‫أو فاتنون ومفرقون‪ ..‬كمّ هائل ولكنه‬ ‫كالضباب الكثيف يتجمع حينا ثم ينقشع‬ ‫عن فراغ ال يفيد األمة‪ ،‬بل ينهكها ويثقلها‬ ‫بفتاوى متضاربة بين مشرق ومغرب وسنة‬ ‫وشيعة وبينهما أقوام وثنيون وبهائيون‬ ‫وما سونيون وخرافيون وعبدة أجرام وأفالك‬ ‫وشياطين‪ ،‬فكيف لألرض أن تستقيم وهي‬ ‫تحمل كل هذه الرزايا والخطايا وتنطوي‬ ‫على كل هذا الجنون والتيه والنار المتأججة‬ ‫التي تجعل النفس البشرية حائرة تائهة‬ ‫شاردة ال تعرف اهلل وال تعرف الطريق إلى‬ ‫السكينة واإليمان‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪� 26‬شتنرب ‪2016‬‬

‫العدد ‪855‬‬

‫‪10‬‬

‫تقرير عنعنندوة ‪:‬ندوة‬ ‫تقرير‬ ‫الوقاية من العنف ضد النساء بين التربية على المواطنة والقانون‬

‫من اليمني ‪ :‬عبد اللطيف �شهبون‪� ،‬سعدية و�ضاح‪ ،‬حممد م�صطفى الري�سوين‪ ،‬د‪ .‬املجاهد‪،‬‬ ‫خلود جري�س‪ ،‬جناة احلمايدي ـ ال�سبت ‪ 26‬غ�شت ‪2016‬ـ بيت ال�صحافة ـ طنجة‬

‫أوال ‪ :‬وقائع جلسة االفتتاح ‪:‬‬

‫استهـالال رحب د‪ .‬محمد النشناش ؛ مسير الجلسة بالمشاركين والحضور ‪ ،‬مشيرا ألهمـية الـلقاء‬ ‫في ظرفية موسومة بتفاقم العنف ‪ ..‬مؤكدا على قيمة المناوالت ذات المنحى الوقائي والحمائي تربويا‬ ‫وتشريعيا للخروج بتوصيات واقعيـة قابلة لتنزيلها في سن سياسات وبناء مشاريــع تساعد على الحد من‬ ‫تنامي ظاهرة العنف عامة والعنف الموجه ضد النساء خاصة ‪..‬‬ ‫وباسم الهيأة المديرة لمركز دراسات حقوق االنسان والديموقراطية أشار د‪ .‬إدريس بلماحي إلى أن‬ ‫تنظيم هذه الندوة يهدف لتحصين الديموقراطية و تعميق الوعي بمخاطر ظاهرة العنف في المنطقة‬ ‫العربية والمساهمة في مسيـر البناء الديموقراطـي ‪ ،‬الذي ما زال يشكـل عبئـا وتحديا كبيـريـن أمام‬ ‫تقدم المجتمع‪.‬‬ ‫وفي تطرقه لدينامية مناهضة واقع العنف استشهد د‪ .‬بلماحي بما انتزع من مكاسب دستورية‬ ‫وتشريعية فتحت أبوابا الحتالل النساء بعض المواقع في المسؤوليات السياسية وغيرها في أفق تحقيق‬ ‫المناصفة‪.‬‬ ‫وفي إطار ممارسات العنف ضد النساء نمذج د‪ .‬بلماحي بالتقرير الموضوعاتي للمندوبية السامية‬ ‫للتخطيط لسنة ‪ 2015‬المتضمن لمؤشرات ومعطيات تعرض النساء لالغتصاب والتمييز والتحرش‬ ‫وتزويج القاصرات‪..‬‬ ‫وانتهى حديث د‪ .‬بلماحي إلى العمل على توسيع دائرة مناصرة النساء المعنفات واعتماد خطط‬ ‫واستراتيجيات فعالة للحد من العنف تجاههن؛ وهذه معركة الديموقراطية والديموقراطيين للتحرر من‬ ‫كل ما يشد الى الخلف‪..‬‬ ‫واختارت ذة‪ .‬خلود خريس ؛ رئيسة «جمعية نساء ضد العنف» بدء كلمتها ببالغة قرآنية آمرة « وقل‬ ‫اعملوا فسيرى اهلل عملكم ورسوله والمؤمنون‪ ،»..‬ثم توجهت بالشكر للمشاركين والحاضرين ‪ ،‬وأشارت‬ ‫إلى أن هذا اللقاء الحقوقي هو لقاء خير‪ ،‬يحمل في ثناياه أمال في النجاح‪ ،‬و إصرا را على مواجهة ثقافة‬ ‫الظالم بثقافة بديلة تنبني على التحسيس والحوار والحجاج للنهوض بالحقوق على أساس من الفهم‬ ‫السليم والرهان المتنورعلى تسييد القيم االنسانية ‪..‬‬ ‫وأوضحت ذة‪.‬خلود أن العالم راهنا يواجه معضلتين هما ‪ :‬التطرف والعنف ؛ وإذا كان التطرف يمس‬ ‫فئات عريضة من المجتمع‪ ،‬ويؤجج نشوب حروب فاتكة ومدمرة‪ ..‬فإن العنف ضد النساء هو في الحقيقة‬ ‫أثر من أثاره‪..‬‬ ‫وختمت ذة‪ .‬خلود كلمتها بتقديم موجز لما تضطلع به «جمعية نساء ضد العنف» من عمل فريد في‬ ‫النقاش الحقوقي والقانوني والتوعية التربوية والتوجيه االستراتيجي للوقاية من آفة العنف ضد النساء‪،‬‬ ‫مبرزة أن األمر يتطلب يقظة وتعبئة دائمتين لجملة مؤسسات ‪:‬‬ ‫ــ مؤسسة األسرة ودورها في التنشئة المحصنة‪..‬‬ ‫ــ المؤسسات الدينية ودورها في التوجيه من التطرف ومناهضة العنف‪..‬‬ ‫ــ المؤسسات االعالمية ودورها في نشر ثقافة المواطنة‪..‬‬ ‫ــ المؤسسات التعليمية ودورها في التربية على قيم التسامح والسلم‪..‬‬ ‫ــ المؤسسات القضائية ودورها في في تفعيل القانون والمقتضيات الحمائية‪..‬‬ ‫وتحدث د‪ .‬سعيد كوبريت ؛ رئيس بيت الصحافة بطنجة فاعتبر الندوة قيمة مضافة في قاعدة الدعوة‬ ‫إلى عدالة إنسانية‪ ..‬واستعرض بعض ما قامت به النقابة الوطنية للصحافة للنهوض بثقافة الحقوق؛‬ ‫خاصة مناهضة العنف بأشكاله‪ ،‬والعنف ضد النساء بتمظهراته‪ ..‬وتمنى أن يسفر التداول في محاور‬ ‫الندوة عن توصيات داعمة لمناهضة كل ضروب العنف المسلط على النساء‬ ‫وشاهد المشاركون والحاضرون شريطا وثقيا أعدته « جمعية نساء ضد العنف « تضمن‪:‬‬ ‫ــ الخلفيات األدبية والفكرية لميالد «جمعية نساء ضد العنف»‬ ‫ــ تصدي الجمعية المذكورة لكل ضروب العنف ضد النساء‬ ‫ــ شهادات حية لضحايا العنف من النساء في مناطق التوتر‬ ‫وقدمت ذة‪ .‬سهير عمارين ؛ أمينة سر الجمعية عرضا مركزا حول ما يرتكبه تنظيم داعش من جرائم‬ ‫فظيعة من تغرير واختطاف واغتصاب وقتل ‪ ..‬كما وضحت أن «جمعية نساء ضد العنف « تتبوأ الصدارة‬ ‫على الصعيد االقليمي في الفضح والتنديد بجرائم « داعش» ‪ ،‬وتلت مسردا بما توفر لديها من حاالت‬ ‫ممارسة العنف ضد النساء من اغتصاب وقتل ‪..‬‬

‫ثانيا ‪ :‬وقائع الجلسة األولى في محور القانون والحماية من العنف‬

‫قدم ذ‪.‬النقيب محمد مصطفى الريسوني عرضا ‪ ،‬تساءل في مدخله ‪ :‬هل يعتبر القانون المغربي‬ ‫الحالي كافيا لمناهضة العنف ؟ وبعد تذكيره بما صدر عن المجلس الوطني لحقوق االنسان بخصوص‬ ‫مناهضة العنف وكذا مشروع قانون مناهضة العنف ‪ 103‬ـ ‪ 13‬أكد األستاذ النقيب أن الدين منبع‬ ‫االطمئنان والتراحم ‪ ،‬وال يتصور دين سليم يدعو إلى العنف أو يحرض عليه ؛ ألن وظيفة الدين أخالقية‬ ‫‪ ،‬ومن هذا المنطلق حاجج علميا عن مركزية االسالم في التصدي للعنف و تنصيصه على جزاء ممارس‬ ‫العنف في الدنيا واآلخرة‪..‬‬ ‫و بعد تبيينه أن العنف ذو طبيعة تحكمية ال يمكن ردعها بالقانون فقط ‪ ،‬استأنس بنموذج دراسات‬ ‫فرنسية محررة في موضوع العنف وما يتولد عنه من مآس ‪ ..‬منبها الى أن اإلسالم وضع قواعد الحرب‬ ‫استفادت منها مواثيق دولية ‪ ..‬وبخصوص قضايا العنف بمستوياته‪ ،‬قدم بيانا عن موقف اإلسالم من ‪:‬‬ ‫األنكحة والمساواة والحضانة والتبني واألهلية واإلرث‪.‬‬ ‫وأشارت ذة‪ .‬سعدية وضاح ؛ المحامية بهيأة الدار البيضاء في مدخل عرضها إلى كون الندوة تنعقد‬ ‫في سياق النقاش العمومي المفتوح حول المسألة النسائية وما يرتبط بها من تنامي ظاهرة العنف ؛‬ ‫مذكرة بدراسات رسمية منجزة بالمغرب ‪ ،‬كشفت حقائق مثيرة حول ارتفاع وتائر العنف الجسدي والنفسي‬ ‫وكافة أنماطه األخرى ‪ ..‬وعززت ذلك بدراسات نظيرة لجمعيات نسائية قدمت تشخيصات واقتراحات‬ ‫على مستويي اآلليات والتشريعات لمناهضة العنف ضد النساء‪ ..‬وتوقفت عند حصائل ما يرتبط بالظاهرة‬ ‫موضوع النظر والتداول‪ ،‬فأبانت أن المغرب صادق على جميع االتفاقيات الدولية؛ خاصة اتفاقية مكافحة‬ ‫كل أشكال التمييز وبروتوكولها المكمل‪ ..‬ثم جاء دستور ‪ 2011‬مرجعا وسندا وطنيا بتنصيصه على منع‬ ‫التمييز بسبب الجنس وكذا المساس بالسالمة الجسدية والمعنوية ‪..‬‬ ‫والحقيقة ـ تقول األستاذة وضاح ـ أن هذا المسير الحقوقي تقدم في سنة ‪ 1998‬مع مجيء حكومة‬ ‫التناوب األولى التي فتحت أوراشا إصالحية راكم فيها المغرب حصادا تشريعيا ‪ :‬مدونة األسرة ‪ ،‬مدونة‬ ‫الشغل ‪ ،‬قانون الجنسية ‪ ،‬القانون الجنائي ( بما طرأ عليه من إصالحات جزئية ) فضال عن االستراتيجية‬ ‫الوطنية لمناهضة العنف ضد النساء ومشروع قانون مناهضة العنف الذي لم يظهر إال مع الحكومة‬ ‫الحالية‪ ..‬وتساءلت ذة‪ .‬وضاح ‪ :‬هل توفر هذه المدونة القانونية الحماية للنساء من العنف ؟ وجوابا على‬ ‫هذا السؤال العريض رصدت ذة‪ .‬وضاح أوجه القصور في القانون الجنائي مقدمة أمثلة شاهدة على ذلك‬ ‫من خالل استمرار‪:‬‬ ‫ــ تزويج القاصرات والتماس حيل لتحقيق ذلك‪..‬‬ ‫ــ حرمان المرأة من النيابة القانونية على أطفالها‪..‬‬ ‫ــ غياب ضمانات أمنية للنساء المطرودات من بيت الزوجية‪..‬‬ ‫ــ حرمان المرأة من منح جنسيتها ألبنائها ‪..‬‬ ‫ــ عدم شمول القانون الجنائي كل أشكال اغتصاب المرأة‪ ..‬واالقتصار على التعريف التقليدي‬ ‫لالغتصاب ‪..‬‬ ‫ــ وقوع المرأة ضحية إشكالية اثبات االنتهاك نتيجة إجراءات مسطرية غير مسعفة‪..‬‬ ‫ــ إصدار القانون لحكام لصالح المعتدي نتيجة استفادته من اإلنكار‪ ..‬األمر الذي يشجع على تكرار‬ ‫ممارسات عنفية ممنهجة‪..‬‬ ‫ــ ارتفاع درجات معاناة الضحية نتيجة تنازلها‪..‬‬ ‫ــ استمرار تجريد الضحية من الحمايتين ؛ االجتماعية والدفاعية‪..‬‬ ‫ــ عدم إحالة الضحية على العالج النفسي للتخفيف من أثار العنف الجنسي‪..‬‬ ‫وأكدت ذة‪ .‬وضاح على أهمية االجتهاد القضائي لكونه يمد السلطة القضائية بآفاق وأبعاد تتجاوز‬ ‫في حاالت التقيد بتطبيق القانون‪..‬ويساهم في ارساء قواعد جديدة ومتجددة للتشريع ويبعد ممارسة‬ ‫العنف بالقانون ‪..‬‬ ‫وتركز النقاس في المحور األول للندوة حول نقاط عدة منها ‪:‬‬ ‫ــ مشكل تفعيل القانون‪..‬‬ ‫ــ تراتبة اإلقصاء االجتماعي‪..‬‬ ‫ــ أوضاع األسرالتي تعيش هشاشة مركبة‪..‬‬ ‫ــ أوضاع الدولة‪..‬‬ ‫ــ أوضاع المجتمع المدني‪..‬‬


‫العدد ‪855‬‬

‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪� 26‬شتنرب ‪2016‬‬

‫الوقاية من العنف ضد النساء بين التربية على المواطنة والقانون‬ ‫ــ أشكال ولوج الفضاء العمومي‪..‬‬ ‫ــ إحجام القضاء عن االسترشاد برأي األطباء االختصاصيين النفسانيين قبل إصدار األحكام‪..‬‬ ‫ــ ضعف عمل الجمعيات النسائية العاملة في المجال‪..‬‬ ‫ــ واقع مراكز اإليواء‪..‬‬ ‫ــ الحموالت التمييزية في بعض المتون القانونية‪..‬‬ ‫ــ مظاهر قصور المؤسسات التربوية والتعليمية في التربية على قيم المواطنة‪..‬‬ ‫ــ أشكال دمقرطة المجتمع‪..‬‬ ‫ــ تسليع المرأة‪..‬‬ ‫ــ االهتمام بتكوين األسر على ثقافة الحقوق والواجبات‪..‬‬ ‫غطت الردود جل ما طرح من أسئلة وتعليقات واستدراكات واقتراحات وتوصيات وتناولت مثاال ال‬ ‫حصرا‪:‬‬ ‫ــ تذكيرا بمضامين األرضية المواطنة للمجلس الوطني االستشاري لحقوق اإلنسان‬ ‫ــ ريادة األردن في التصدي لظاهرة العنف ضد النساء‬ ‫ــ روح القانون هو القضاء‬ ‫ــ ضرورة تكوين المكلفين بانفاذ القانون‬ ‫ــ التصدي لمخططات اإلرهاب والتطرف والعنف ؛ خاصة ما تقوم به «داعش»‬ ‫ــ مسؤولية الدولة في حماية الشباب من كل أشكال التطرف والعنف‬ ‫وقدمت ذة‪ .‬نجاة الحمايدي عرضا مستفيضا حول أدبيات تربوية للحماية من العنف‪ ..‬راصدة أسبابه‬ ‫المباشرة وغير المباشرة ‪ ..‬متوقفة عند قصور مؤسسات المجتمع عن القيام بما هو منوط بها في‬ ‫االستجابة للحاجيات االنسانية‪ ..‬ومعطلة وظائف المؤسسات التربوية في التنشئة االجتماعية السوية ‪..‬‬ ‫والتمست ذة‪ .‬نجاة لرفع هذا التحدي القيام بتغيير هيكلي في المقررات والمناهج ؛ خاصة المواد الحاملة‬ ‫للقيم ‪..‬والتفعيل المنهجي للتربية على قيم المواطنة‪ ..‬دون إغفال االسترشاد بدليل اليونيسكو في‬ ‫الموضوع‪..‬‬ ‫وتمحور عرض ذة‪ .‬خلود خريس رئيسة « جمعية نساء ضد العنف « حول تجربة هذه الجمعية في‬ ‫مجال التصدي لكل أشكال العنف المسلط ضد النساء ‪..‬‬ ‫وبعد التذكير بورقة تعريفية للجمعية وطبيعة انبثاقها وسيطا بين المجتمع والدولة ‪ ،‬ركزت‬ ‫ذة‪ .‬خلود كلمتها في موضوع يستأثر باهتمام بالغ وهو ضحايا العمليات االرهابية من النساء الالئي‬ ‫يتعرضن لالغتصاب والقتل وكل أشكال المهانة واالذالل نتيجة ما تقوم به «عصابة داعش» من عمل‬ ‫فظيع يستهدف االستغالل الإلنساني للنساء ودفع األطفال لتنفيذ عمليات االعدام فضال عن ممارسة‬ ‫أساليب االغراء واالستمالة عن طريق مواقع التواصل االجتماعي واستغالل واقع الهشاشة االجتماعية‬ ‫واالقتصادية لشرائح مجتمعية على المستوى االقليمي بل واستدراج شباب من مختلف البالد الغربية‬ ‫للتعبئة من أجل شرعنة جرائم ضد‬ ‫اإلنسانية باسم الدين‪ ..‬وختم العرض‬ ‫ببيانات تفصيلية عن جرائم «داعش»‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬وقائـع الجلسـة‬ ‫الثانيـة المخصصة لمحور‪:‬‬ ‫التربيـة على المواطنـــة‬ ‫والوقاية من العنف ‪:‬‬

‫دينيـا ‪:‬‬ ‫ــ تأهيل المؤسسات الدينية وتمكينها بالموارد البشرية والمادية لالطالع بمهماتها في الوقاية من‬ ‫التطرف واإلرهاب وممارسة العنف‪.‬‬

‫اجتماعيا واقتصاديا‪:‬‬ ‫ــ توسيع دائرة مناصري الدعوة الى مناهضة العنف ضد النساء‬ ‫ــ تشبيك عمل جمعيات المجتمع المدني العاملة في المجال‬ ‫ــ توسيع وتعميق النقاش في موضوع ترسيخ ثقافة السلم والالعنف والتربية على قيم المواطنة‬ ‫ــ االهتمام بتكوين اآلباء واألمهات وافراد األسرة على ثقافة الحقوق والواجبات استشرافا لبناء‬ ‫المجتمع على أسس وقيم الالعنف‬ ‫ــ استحداث مراكز مؤهلة اليواء النساء ضحايا العنف‬ ‫ــ مواصلة النقاش التفصيلي في قضايا العنف وطنيا وإقليميا بمشاركة الحقوقيين والفاعلين‬ ‫الجمعويين والمكلفين بانفاذ القانون‪.‬‬ ‫ــ تنظيم حمالت تحسيسية لمناهضة العنف ومشتقاته استهدافا لتجفيف منابع الشر حيثما وجدت‪...‬‬ ‫ــ تعبئة المجتمع بكل شرائحه للحد من هذه الظاهرة المقيتة التي ما فتئت تتنامى وتستفحل‪..‬‬ ‫ــ حث المسؤولين الحكوميين على االستثمار في التنمية البشرية التي تساهم في الحد من واقع‬ ‫الهشاشة الهيكلية التي تعاني منها شرائح اجتماعية واسعة تستغلها « داعش « الستمالة ضحاياها من‬ ‫النساء والرجال‬

‫قانونيـا ‪:‬‬ ‫ــ مباشرة المراجعة الدقيقة والهيكلية للمتن القانوني ذي الصلة بمناهضة العنف بكافة أشكاله‬ ‫ــ إيالء االجتهاد القضائي أولويته بالنظر لما يفتحه من أفاق أمام المشرع في التعامل مع النوازل‬ ‫ــ سن قانون خاص بحماية النساء من العنف‬ ‫ــ العمل على الغاء كل السلوكات والممارسات التمييزية بين الجنسين‬ ‫ــ العمل على تمتيع النساء بالحق في المساعدة القضائية بتعيين محامين واالعفاء من الرسوم‬ ‫القضائية‬ ‫ــ السعي الى مالءمة القوانين الوطنية مع المواثيق واالتفاقيات الدولية‬ ‫ــ تقنين ومأسسة دور إيواء النساء ضحايا العنف‬ ‫ــ استحداث مؤسسة « الوساطة األسرية»‬ ‫ــ العمل على تيسير سبل الولوج الى المحاكم‬ ‫ــ العمل على استحداث آليات مراقبة تنفيذ األحكام القضائية في حاالت العنف ضد النساء‬ ‫ــ العمل على لجوء القضاء إلى‬ ‫التماس رأي االختصاصيين في الطب‬ ‫النفسي قبل إصدار األحكام‬ ‫ــ العمل على االهتمام بتفعيل‬ ‫المرافقة الطبية المختصة للنساء‬ ‫ضحايا العنف‬

‫تعليمياً وتربوياً ‪:‬‬

‫وقدمت الدكتورة أمينة بركاش‬ ‫الطبيبة النفسانية عرضا علميا اعتبره‬ ‫الحاضرون خـالصــة تجربــة ميدانية‬ ‫لطبيبة متخصصــة‪ ..‬وبعد تأطيـــر‬ ‫مفهومي ومنهجــي لمقاربة نسقية‬ ‫لظاهرة العنف استفاضت في تحليل‬ ‫أنساق الظاهرة معززة كل ذلك بنماذج‬ ‫حية من دربتها ومراسها المهني‪..‬‬

‫ــ بناء وتفعيل استراتيجية مندمجة‬ ‫في موضوع التربية على المواطنة‬ ‫تشمل أســالك التعليـــم ومؤسسات‬ ‫تكوين أطره (منهاجا ومقررات ومعينات‬ ‫وتقويمات‪)..‬‬ ‫ــ تحفيز المؤسسات التعليميــة‬ ‫والتكوينية على بناء مشاريع للتربية‬ ‫على قيم التسامح والسلم واالختالف‬

‫وقدم ذ‪.‬محمد الصغيـــر؛ ناشط‬ ‫حقوقي وإعالمــي عرضــا حــول دور‬ ‫الوسائط االعالمية في التصدي للعنف‬ ‫واالرهاب والكراهية ‪..‬‬ ‫وسجلت ذة‪ .‬سهير عمارين أمينة‬ ‫سر «جمعية نساء ضد العنف» خالصة‬ ‫عرض هام حول «داعش ‪ :‬االرهاب واالغتصاب»‪ .‬والحقيقة تقول سهير أن العالم لم يشهد حالة مسبوقة‬ ‫من االنهيار والتشردم والتطرف وترويع اآلمنين وسفك دماء األبرياء في مختلف مناطق العالم مثل ما‬ ‫تقوم به «داعش» من انتهاك جسيم لحرمة المقدسات الدينية وممارسة جرائم ضد اإلنسانية‪..‬‬ ‫وتركزت مناقشة العروض المقدمة في المحور الثاني للندوة على ‪:‬‬ ‫ــ صياغة نداء ادانة لما يجري في المنطقة العربية من جرائم تمس األطفال والنساء‬ ‫ــ التربية على المواطنة بما تعنيه من التحرر من التبعية والتشاور واالستقاللية والتدريب على‬ ‫التفاوض‪..‬أوضاع النساء في مناطق النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫توصيات الندوة‬ ‫والخالصة إن حصاد الندوة كان مفيدا كما ونوعا بمشاركة قانونيين ومحامين وأكاديميين وأطباء‬ ‫مختصين واعالميين ومنتمين إلى حقل التربية والتعليم وفاعلين حقوقيين وطلبة باحثين وممثلين‬ ‫لجمعيات مدنية ‪ ..‬مكن من استصدار التوصيات اآلتية ‪:‬‬

‫ــ تشجيـــع الدراسات والبحــوث‬ ‫واألطاريح والتقـاريـر المركـــزة على‬ ‫التربية على قيم المواطنة‬

‫إعالميـا ‪:‬‬ ‫ــ العمل على تخليق وتأهيل الوسائط اإلعالمية لمناصرة برامج وخطط التربية على قيم المواطنة‬ ‫ــ ضرورة إيالء اليقظة والحذر من أخطار النشاط الداعشي المبثوث في مواقع التواصل االجتماعي؛‬ ‫بالتنبيه عليه وفضحه والتنديد بجرائمه‬

‫سياسيـــا ‪:‬‬

‫ــ استغالل المحطات االستحقاقية القتراح مكتسبات داعمة لمناهضة العنف ضد النساء‬ ‫ــ العمل على ربط مطلب مناهضة العنف بمطلب تنزيل قيم المجتمع الديموقراطي‬ ‫ــ دعوة القطاعات الحكومية لخلق مزيد من االنسجام والتكامل في برامج وخطط تدبير الشأن العام‬ ‫وما له صلة بمناهضة العنف‪.‬‬

‫• إنجاز ‪ :‬عبد اللطيف شهبون‬

‫عضو الهيأة المديرة لمركز دارسات حقوق اإلنسان والدمقراطية‬


‫العدد ‪855‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪� 26‬شتنرب ‪2016‬‬

‫الشرفاء األدارسة في الغرب اإلسالمي ‪:‬‬

‫ساسة‪ ،‬ملوك وبناة حضارة‬ ‫توطئة‪:‬‬

‫أكرم اهلل سبحانه وتعالى الجناح الغربي لدولة اإلسالم‪ ،‬وعلى الخصوص المغرب األقصى‪،‬‬ ‫بأن قيض ألسباط الحبيب المصطفى عليه الصالة والسالم‪ ،‬ممثلين في ذرية ادريس بن عبد‬ ‫اهلل الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن فاطمة الزهراء وعلي بن أبي طالب كرّم‬ ‫اهلل وجهه‪ ،‬االستقرارَ في هذه الربوع الشريفة وتأسيسَ أول دولة بالمعنى الكامل لكلمة « دولة‬ ‫ُ‬ ‫األثيل ألسباط رسول‬ ‫«‪ ،،‬دول ٌة أساسها اإلسالم وعمود فقرها العروبة وذروة سنمها الشرفُ‬ ‫والحسب إدريس بن عبد اهلل الكامل‬ ‫النسب‬ ‫الهدى والنور‪ .‬كل ذلك تم بفضل مبايعة الشريفِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫رضي اهلل تعالى عن الجميع مَلكا على المغرب من قِـبل كل ساكنته عربا وهو القلة‪ ،‬وأمازيغ هم‬ ‫الكثرة الغالبة بمجرد أن وطئت قدماه أرض المغرب‪ .‬وقد مكن اهلل سبحانه وتعالى لهذه العترة‬ ‫الطيبة أن تستقر وتسكن وتحكم في هذه الربوع الشريفة زهاء قرنين اثنين من الزمان‪،‬صارت‪،‬‬ ‫وبرغم كل ما يمكن أن يقال عن هذه التجربة اإلنسانية الفريدة‪ ،‬نبراسا أضاء الطريق للطبقة‬ ‫السياسية في المغرب من بعدهم ‪ ،‬وأرست دعائم الحكم الملكي المتوارث إلى اآلن على أساس‬ ‫الدين اإلسالمي أوال وأخيرا‪ .‬فرغم أن الساكنة كانت في مجملها أمازيغية فإنها لم تحِد قيد‬ ‫أنملة عن منهاج اإلسالم في الحكم‪ ،‬جهد اإلمكان بطبيعة الحال‪ ،‬والدليل ما وصلت إليه الممالك‬ ‫األمازيغية بعد ذلك من عظمة وأبّهة‪ ،‬وما أسدته للبالد والعباد من خدمات جلى تبوأ بها المغرب‬ ‫األقصى ذروة سنام المجد والعز حيث صار إمبراطورية مترامية األطراف ‪ :‬من األندلس شماال إلى‬ ‫نهر السنيغال جنوبا عالوة على المغرب األوسط وإفريقية وبالد السودان شرقا‪ .‬والحقيقة أن‬ ‫المرء ليعجب كيف استطاع رجل واحد وصل فارا هاربا إلى أرض غريبة عنه إحداث كل هذا التغيير‬ ‫الهائل في البنية السياسية للبالد وخلخلة نظام الحكم فيها بل واستقاللها وانفصالها عن أعتى‬ ‫دولة في العالم آنذاك ‪ :‬الدولة العباسية‪ .‬فكيف تم هذا االنقالب الهائل في الوضع السياسي في‬ ‫أقصى الجناح الغربي لدولة اإلسالم؟ وما هي األسباب والدوافع التي حدت بالقبائل البربرية إلى‬ ‫مبايعة المولى إدريس ال حاكما أو واليا فقط ‪ ،‬بل سلطانا وملكا على البالد مع ما يمكن أن يجره‬ ‫عليهم نقض بيعة العباسيين والخروج عن طاعتهم ؟‪ ..‬فهل كانت مجردَ مغامرة غير محسوبة‬ ‫العواقب ال من طرف البرابرة وال من طرف إدريس بن عبد اهلل الكامل؟‪...‬ثم هل كان القادة‬ ‫والزعماء البرابرة ّ‬ ‫سذجا لدرجة أن يُمَلكوا عليهم رجال ال يعرفون عنه الشيئ الكثير اللهم شذرات‬ ‫من قصته وقصة أسرته الشريفة مع األمويين والعباسيين من بعدهم؟‪..‬‬ ‫بداية نقول إن مبايعة أهل المغرب للمولى إدريس ملكا عليهم مثلت في نظرنا قمة الوعي‬ ‫ٌ‬ ‫المغرب‪.‬فحدث من هذا الحجم ال يمكن أن يتم اعتباطا وال مصادفة‪.‬‬ ‫والنضج السياسي لبربر‬ ‫فهم ما أقدموا على هذا األمر إال ورأوا فيه الحل األمثل واألنجع لكل ما كانت تعاني منه البالد‬ ‫وعلى جميع المستويات ‪ :‬سياسيا واقتصاديا واجتماعيا‪ .‬ثم إن حدثا مثل هذا ال يمكن فهمه إال‬ ‫إذا وضعناه في سياقه التاريخي وسلطنا الضوء على ما كانت تعيشه البالد ساعتئذ وعلى كل‬ ‫المستويات التي ذكرنا سابقا‪..‬ألم يقل ابن خلدون‪ « :‬إن التاريخ في ظاهره ال يزيد عن اإلخبار‪،‬‬ ‫ولكن في باطنه نظر وتحقيق؟»‪..‬‬

‫‪1‬ــ على المستوى السياسي ‪:‬‬

‫‪..‬نعرف جميعا أن المغرب كان خاضعا‪ ،‬ومنذ العهد األموي األول‪ ،‬لسلطة الوالة الذين يتم‬ ‫تعيينهم من دمشق أوال ومن بغداد ثانيا‪ .‬ثم إن هؤالء الوالة لم يكونوا كلهم من ذوي السيرة‬ ‫الحسنة وال من ذوي الخبرة والحنكة في الحكم وتدبير الشأن العام ومصالح الرعية‪.‬فباستثناء‬ ‫قلة قليلة منهم سارت سيرة حسنة في الناس وأدت مهمتها بنجاح‪ ،‬نجد أن الكثيرين أساءوا‬ ‫القيام بما أوكل إليهم من مهام وأذاقوا الرعية صنوفا شتى من العسف والقسوة والظلم ما حدا‬ ‫بهم إما إلى إعالن العصيان والتمرد وطلب تغييرهم من مركز الخالفة ‪ ،‬وإما إلى الثورة عليهم‬ ‫وقتلهم وهو ما حصل مرات عديدة وما حادثة عبد اهلل المرادي إال نموذجا من هذه الثورات‪.‬ثم‬ ‫إن الفتن والثورات على هؤالء الوالة والعمال لم تنقطع يومالدرجة أننا بالكاد نعثر على وال أكمل‬ ‫مأموريته سالما معافى اللهم القليل‪ ،‬ذلك أن جلهم إما مات مقتوال أو منكال به أو سجينا أو طريدا‬ ‫أو معزوال‪..‬وهذا يعني عدم استتباب األمن في البالد وطغيان الفتنة والفوضى وخصوصا على‬ ‫عهد أواخر الخلفاء األمويين‪ ..‬وكنموذج لهذه الفتن والثورات نورد ما ساقه صاحب االستقصا‬ ‫في معرض حديثه عن والية يزيد بن أبي مسلم على المغرب ‪ ،،‬يقول الناصري في الصفحة‬ ‫‪: 158/159‬‬ ‫‪ »..‬فلما توفي عمر بن عبد العزيز رحمه اهلل وأفضت الخالفة إلى يزيد بن عبد الملك عزَل‬ ‫إسماعيل بن عُبيد اهلل عن المغرب وولى مكانه يزيد بن أبي مسلم فأساء السيرة فثار أهل‬ ‫المغرب بابن ابي مسلم فقتلوه سنة ثنتين ومائة لشهر من واليته‪ ،‬ووافقهم الخليفة على ما‬ ‫فعلوا»‪ ..‬إلخ؟‪..‬ومثل ذلك حصل لعبد اهلل المرادي ولكلثوم بن عياض وغيرهم كثير‪..‬‬ ‫ولم يكن عهد العباسيين بأفضل من األمويين‪ ،‬بل كان أفظع من ذلك وأشد‪ ،‬فهذا إلياس‬ ‫بن حبيب يفتك بأخيه متهما إياه بخلع طاعة الخليفة‪ ..‬وبعده غدر بعمه عمران بن حبيب هو‬ ‫وجماعة من األشراف لريبته وخوفه منهم‪ ..‬وهذا حبيب بن عبد الرحمن يقتل عمه إلياس ‪..‬‬ ‫وهذا عبد الملك بن أبي الجعد يقتل حبيب بن عبد الرحمن الفهري ‪...‬لقد كانت الفتن بين‬ ‫والة العباسيين ومناصريهم وبين الثائرين عليهم فتنا كقطع الليل المظلم ‪ ،‬ال تكاد تنتهي‬ ‫فتنة إال لتقوم أخرى ‪...‬وال يكاد يسعد بالكرسي وال إال وينبري له آخر ثائرا متهما إياه بشيء ما‬ ‫‪ ،‬فالتهم جاهزة وكثيرة والحمد هلل‪ ..‬فكان لزاما إذن أن ينعكس هذا الوضع على الحياة اليومية‬ ‫للناس ّ‬ ‫ويؤثر تأثيرا سلبيا على تطور البالد ويزعزع أسُس أمنها واستقرارها ويدفع المتنورين من‬ ‫قادتهم وكبرائهم إلى البحث الجدي عن طرُق الخالص من هذه الربقة والخروج من الفوضى‬ ‫التي ال تبقي وال تذر‪.‬‬

‫على المستوى االقتصادي‪:‬‬

‫من المعروف أن العالقة بين التطور والرخاء االقتصادي مرتبط ارتباطا وثيقا باستتباب‬ ‫األمن في أي بلد كان‪ .‬فالفوضى ال تساعد بتاتا على ازدهار النشاط االقتصادي بكل أنواعه فالحة‬ ‫ورعيا وتجارة‪ .‬فالسلب والنهب والقتل عوامل تدفع الناس إلى الخوف على أموالهم وحياتهم‬ ‫وحياة أبنائهم الشيء الذي يقلص من الرواج التجاري وكل ما يرتبط بخلق الثروات داخل‬ ‫المجتمع فرأس المال جبان كما يقال‪ .‬لذا ال نستبعد أن الحيا ة االقتصادية كانت جد متدهورة‬ ‫في المغرب لهذه األسباب التي ذكرنا‪ .‬ثم علينا أال ننس ما كان يستخلصه الوالة والعمال من‬ ‫مكوس وضرائب وجبايات مختلفة ومتعددة وإرسالها إلى مقر الخالفة سواء بدمشق أو بغداد إن‬ ‫على حق وإن على باطل‪.‬‬

‫على المستوى الديني واالجتماعي‪:‬‬

‫كان من نكد الدهر على الجناح الغربي لدولة اإلسالم أن عرف‪ ،‬ومنذ أمد بعيد‪ ،‬ظهور‬ ‫العديد من الفرق الدينية والملل والنحل المختلفة مع ما يتبع ذلك من تناحر وتقاتل بين زعماء‬ ‫هذه الملل والنحل والفرق الدينية‪.‬فمن شيعة وخوارج ومعتزلة إلى إباضية إلى صفرية إلى ما‬ ‫شاء اهلل من هاته البدع الضالة التي أهلكت الصراعات بينها الحرث والنسل‪ ،‬وأوقدت فتنا حارقة‬ ‫لم تكن تنتهي إال على األشالء الممزقة والجماجم المقطوعة‪.‬وغني عن القول أن أكثر زعماء‬ ‫هذه الفرق إنما اعتنقوها بغاية الوصول إلى الحكم عبر تجييش العديد من السذج والبسطاء (‬ ‫بل وحتى الطامعين والمتملقين في بعض األحيان ) والرمي بهم في أتون حروب طاحنة ال ناقة‬ ‫لهم فيها وال جمل‪ .‬والغريب أن الملوك األدارسة سيذهبون هم بدورهم ضحية هذا الصراع‬ ‫المذهبي الطائفي إذ أن شيعة تاهرت هم من أوفدوا عمالءهم للفتك بهم وإمعان القتل فيهم‬ ‫وتشريدهم وعلى رأسهم أتباع عبيد اهلل الشيعي‪..‬وكمثال نورد نصا مما جاء في االستقصا ص‬ ‫‪ .. 180/181‬يقول الناصري ‪ « :‬ومن هذا االجتماع نشأت دولة بني مدرار ملوك سجلماسة‪،‬‬ ‫فإن صفرية مكناسة لما بايعوا عيسى بن يزيد أقام أميرا عليهم نحو خمس عشرة سنة ثم‬ ‫سخطوا إمرته‪ ،‬ونقموا عليه بعض أحواله فعمدوا إليه وأوثقوه كتافا ووضعوه على قنة جبل‬ ‫إلى أن هلك سنة خمس وخمسين ومئة ( أي قبل مجيئ موالي إدريس بحوالي عشرين سنة )‬ ‫‪..‬واجتمعوا بعده على كبيرهم أبي القاسم بن سمكو بن واسول المكناسي الصفري كان أبوه‬ ‫سمكو من حمَ َلة العلم ارتحل إلى المدينة فأدرك التابعين وأخذ عن عكرمة مولى ابن العباس‪.‬‬ ‫وكان عكرمة بربري األصل كما عند ابن خلكان‪ ،‬قال ‪ :‬وقد كان الناس يتكلمون فيه ألنه كان يرى‬ ‫رأي الخوارج‪ ...‬وكان أبو القاسم المذكور صاحب ماسية وهو الذي بايع لعيسى بن يزيد وحمل‬ ‫قومه على طاعته‪ ،‬فلما خلعوا عيسى بايعوا أبا القاسم من بعده‪ ،‬وقام بأمرهم إلى أن هلك سنة‬ ‫سبع وستين ومائة‪ ..‬وكان يخطب للمنصور ثم للمهدي من بني العباس‪ .‬ولما هلك ولوا عليهم‬ ‫ابنه إلياس بن ابي القاسم ــ وكان يدعى بالوزير ــ ثم انتفضوا عليه سنة أربع وسبعين ومائة‬ ‫فخلعوه وولوا مكانه أخاه اليسع بن أبي القاسم ُ‬ ‫وكنيته أبو منصور‪ ،‬وكان صفريا ‪ ،‬وعلى عهده‬ ‫استفحل ملكهم بسجلماسة إلخ‪...‬‬ ‫هذا النص على قصره يوضح بجالء حالة الفوضى التي كانت تعرفها البالد بسبب ضعف‬ ‫الوالة أوال ثم بسبب الصراعات المذهبية بين الساكنة ثانيا ‪....‬‬ ‫أما على الصعيد االجتماعي فإن النعرات بين البربر والعرب ساهمت هي أيضا في إذكاء‬ ‫الحروب والنزاعات من حين إلى آخر‪ ،‬ذلك أن التنابز باأللقاب واالنتماءات العرقية‬ ‫( بربري ‪ /‬عربي ) كانت تطفو على السطح من حين آلخر وتتسبب هي أيضا في حروب‬ ‫طاحنة وصراعات ال تنتهي بين فرقاء كان من المفروض أن اإلسالم الذي اعتنقوه وحّد بينهم‬ ‫وقضى على مثل هذه الدعوات الجاهلية التي ال يجني من ورائها المجتمع إال المصائب والكوارث‬ ‫والحروبالمجانية‪.‬‬ ‫في هذه الظروف العصيبة التي كان يعرفها المغرب اإلسالمي الكبير حل المولى إدريس‬ ‫فارا هاربا مطاردا من أعتى قوة على وجه األرض في تلك الفترة وأعني الدولة العباسية‪ .‬فقد‬ ‫أدرك رحمه اهلل بعبقريته وثاقب رأيه أن اهلل سبحانه وتعالى لم ولن يكتب له ( وال ألي أحد من‬ ‫البيت النبوي الكريم) النصر والتمكين في المشرق ‪ ،‬لذا يمم وجهه شطر الغرب اإلسالمي ع ّله‬

‫يجد المالذ اآلمن اللتقاط أنفاسه والنجاة من أعدائه العباسيين بني عمومته لألسف الشديد‬ ‫‪...‬وتحكي الروايات أن المولى إدريس مكث ضيفا على الزعيم البربري عبد الحميد األوْربي زهاء‬ ‫ستة شهورقبل أن يتم اإلعالن عن بيعته وتتويجه ملكا على البالد‪ .‬فماذا كان يفعل طوال هذه‬ ‫المدة؟‪..‬‬ ‫األكيد أن الرجلين تبادال وجهات نظرهما في ما كانت تعيشه البالد من كوارث وصراعات‬ ‫وفتن وتدهور شامل سياسيا واقتصاديا واجتماعيا‪ .‬واألكيد أيضا أن المولى إدريس أظهر من‬ ‫البراعة في التحليل والتنظير ما جعله يستحوذ على إعجاب الزعماء البرابرة وعلى رأسهم إسحاق‬ ‫بن عبد الحميد األوربي زعيم قبائل أوْرَبة‪ .‬فالرجل لم يكن مجرد شريف ابن شريف وسليل‬ ‫الدوحة النبوية فقط‪ ،‬بل كان أيضا سياسيا محنكا بسبب ما عاناه وهو وكل أفراد اسرته الشريفة‬ ‫بدءا من جده صلى اهلل عليه وسلم مرورا بعلي بن ابي طالب وابنيه وأحفاده منهما ال من‬ ‫األمويين فحسب بل حتى من أبناء عمومتهم العباسيين‪ .‬إن من ينشأ في بيت مثل البيت‬ ‫العلوي ال بد وأن ينال حظا وافرا من العلم والمعرفة بأحوال الملك والسياسة ‪ ،‬خصوصا وأنه‬ ‫وبتكالب‬ ‫قاتَل شخصيا في أكثر من موقعة السترجاع مُلكٍ اغتُصب منهم في غفلة من الزمن‬ ‫ِ‬ ‫الكثير من األعداء والحساد والمناوئين والمنافقين‪ .‬ولوال األلطاف اإللهية لكان استشهد مع‬ ‫من استشهد في آخر موقعة خاضها وهي موقعة « ْ‬ ‫فخّ «‪ .‬واألكيد أيضا أن ما قدمه من حلول‬ ‫وخطط للزعماء البرابرة قصد الخروج من النفق المظلم الذي كانت تجتازه البالد لقي هوىً في‬ ‫نفوسهم ونال استحسانهم لدرجة أن قر عزمهم على االلتفاف حوله ونصرته ال كشريف فقط‪،‬‬ ‫بل بالدرجة األولى كزعيم سياسي وكمتمرس بأحوال الحكم والسياسة أوال‪ ،‬وكمتمكن من فنون‬ ‫قيادة الرعية وتدبير شؤونها ثانيا‪..‬‬ ‫يقول الناصري ‪ ،‬ص ‪: 211 :‬‬ ‫ولما استقر إدريس بن عبد اهلل بمدينة وليلي عند كبيرها إسحاق بن محمد بن عبد الحميد‬ ‫األوْربي أقام عنده ستة أشهر‪ ،‬فلما دخل شهر رمضان من السنة جمع ابن عبد الحميد عشيرته‬ ‫أوْربة وعرّفهم بنسب إدريس وقرابته من رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وقرر لهم فضله‬ ‫ودينه وعلمه واجتماع خصال الخير فيه ‪ ،،‬فقالوا ‪ :‬الحمد هلل الذي أكرمنا به وشرّفنا بجواره وهو‬ ‫سيدنا ونحن العبيد‪ ،‬فما تريد منا؟‪ ..‬قال ‪ :‬تبايعونه ‪ ..‬قالوا ‪ :‬ما مِنّا من يتوقف عن بيعته ‪..‬‬ ‫فبايعوه بمدينة وليلي يوم الجمعة رابع رمضان المعظم سنة لثنتين وسبعين ومائة ‪...‬‬

‫بيعة موالي إدريس إنقالب شامل في البالد وعلى كل األصعدة ‪:‬‬

‫قلنا آنفا أن مبايعة المولى إدريس ملكا على المغرب األقصى من طرف زعماء كبريات قبائل‬ ‫البربر مثلت ثورة شاملة على األوضاع الفاسدة التي كانت تعم جل الجناح الغربي لدولة اإلسالم‬ ‫آنئذ ‪ .‬وبالفعل‪ ،‬فلم تكد تمض سوى سنوات قليلة حتى بدأت ثمار هذه الحركة المباركة تظهر‬ ‫للعيان‪ ،‬وبدأت تلوح في األفق مالمح دولة إدريسة قوية وموحدة‪ ،‬ذات رؤية واضحة وأهداف‬ ‫محددة أال وهي العودة بالبالد إلى الوحدة الدينية والمذهبية‪ ،‬والقضاء على الفتن والتسيب‬ ‫والفوضى وتحقيق العدالة االجتماعية واألمن والرخاء للعباد‪ ..‬وهو الشيء الذي تحقق فعال في‬ ‫غضون سنوات قليلة حيث تحققت جل هذه األهداف والغايات في زمن لم يتجاوز الخمس سنين‪،‬‬ ‫إذ توفي رحمه اهلل مسموما على نحو ما هو متداول في كل كتب التاريخ وذلك في ربيع اآلخر‬ ‫سنة سبع وسبعين ومائة للهجرة‪..‬وهذه أبرز منجزاته رحمه اهلل تعالى في هذه الربوع الشريفة ‪:‬‬ ‫‪1‬ــ أكمل رحمه اهلل تعالى نشر اإلسالم في البالد‪ .‬فقد كانت العديد من الجيوب ال تزال‬ ‫على دين اليهودية أو النصرانية بل وحتى الوثنية والمجوسية مع ما يعنيه ذلك من القضاء على‬ ‫التعدديةالمذهبيةوالطائفية‪.‬‬ ‫‪ 2‬ــ وحّد البالد تحت رايته‪ ،‬فمن حصون فندالوة وحصون مديونة وبهلولة وقالع غياثة‬ ‫وبالد فازاز‪ ..‬وبعدها غزا رحمه اهلل بالد تلمسان وضمها للمغرب‪ .‬وهذا يعني أن الرقعة الجغرافية‬ ‫للمغرب أصبحت تضم كل وسط المغرب شمال مراكش وكذا شماله وسواحله من البحرين‬ ‫عالوة على تلمسان من المغرب األوسط ‪.‬‬ ‫‪3‬ــ تكرست بصفة نهائية القطيعة السياسية للمغرب مع الحكم العباسي ‪..‬وهذا في نظري‬ ‫قمة النضج السياسي للمغاربة الذين سعوا إلى وضع حد لمهزلة الوالة الذين كانوا يحكمون‬ ‫بالمزاجية والهوى عوض تطبيق أحكام الشريعة اإلسالمية السمحة‪ ..‬فالمغرب لم يكن ( في‬ ‫العرف السياسي لذلك الزمان ) سوى ملحقة إدارية للعباسيين ووالتهم‪.‬‬ ‫‪ 4‬ــ خلق وعي سياسي لدى طبقة الزعماء المحليين الذين كانوا مجرد متفرجين على‬ ‫ما يجري في البالد من مظالم ومهازل‪ ،‬فأصبحوا سادة لبالدهم يحكمونها بما يرونه مناسبا‬ ‫لهم وبما من شأنه تحقيق األمن والرخاء والعدالة االجتماعية‪ ،‬أي أنهم أصبحوا سادة فاعلين ال‬ ‫عبيدا مفعوال بهم كما كانوا‪ ،‬وهذا لعمري ليس بالمكسب الهين‪..‬والدليل على ذلك أن المغاربة‬ ‫حافظوا على وحدتهم واستقاللهم وتماسكهم بعد مقتل ملكهم إدريس بن عبد اهلل‪ ،‬فحموه‬ ‫وذاذوا عن حياضه وأبقوه قويا متماسكا إلى أن أسلموه لوارث سر أبيه إدريس بن إدريس ‪..‬‬ ‫‪ 5‬ــ أصبح المغرب كيانا سياسيا قائم الذات ودولة معترفا بها من طرف األعداء قبل‬ ‫األصدقاء‪ .‬بل وأصبحت الناس على عهد إدريس الثاني تخطب وده وترسل الوفود والسفارات‪..‬‬ ‫يقول الناصري ‪ ،‬ص ‪: 219‬‬ ‫« لما استقام أمر المغرب إلدريس بن إدريس وتوطد ملكه وعظم سلطانه وكثرت جيوشه‬ ‫وأتباعه‪ ،‬وفدت عليه الوفود من البلدان‪ ،‬وقصد الناس حضرته من كل صَ ْقع ومكان‪ ،‬فاستمر بقية‬ ‫سنة ثمان وثمانين ومائة يصل الوفود ويبذل األموال‪ ،‬ويستميل الرؤساء واألقيال‪ ..‬ولما دخلت‬ ‫سنة تسع وثمانين ومائة وفدت عليه وفود العرب من إفريقية واألندلس نازعين إليه وملتفين‬ ‫عليه‪،‬فاجتمع لديه منهم نحو خمسمائة فارس من قيس واألزد ومذحِج ويحصُب والصًّدَف‬ ‫وغيرهم‪ ..‬ولم تزل الوفود تقدم عليه من العرب حتى كثر الناس لديه وضاقت بهم وليلي»‪..‬‬ ‫‪6‬ــاتساع رقعة البالد وكثرة الجند ورجال الدولة خدامها دفع إدريس الثاني إلى اختطاط‬ ‫عاصمة جديدة للدولة وهو ما يكتب لها بمداد الفخر واالعتزاز‪ .‬فمدينة فاس لم تكن مدينة‬ ‫عادية كباقي المدن‪،‬بل كانت المدينة القدوة والمثال في كل شيء‪ :‬عمرانيا وحضاريا واجتماعيا‪.‬‬ ‫وستزداد هذه المكانة رسوخا ببناء جامع القرويين الذي طبقت شهرته اآلفاق وسارت بذكره‬ ‫الركبان حيث غدا قبلة المتعطشين للعلم يؤمونه من كل حدب وصوب حتى أصبح عن جدارة‬ ‫واستحقاق أول جامعة في العالم ‪..‬‬ ‫‪ ) 7‬لم يكتف إدريس بن إدريس بذلك بل أرسى دعائم صلبة لالقتصاد الوطني بأن‬ ‫سك نقودا محلية أيضا‪ ،‬وهذا ليس بالحدث الهين في حياة الدول‪،‬فالنقود رمز مباشر للسيادة‬ ‫وتكريس لها يمنحها الثقة بالنفس ويقيها الهزات االقتصادية ومن َثم يساعد على االستقرار‬ ‫السياسي واالجتماعي وينهي التبعية للغير‪.‬‬ ‫والواقع أن اإلنسان ليعجب أشد العجب من تمكن ملكين اثنين فقط‪ ،‬حكما لمدة وجيزة‬ ‫‪،‬األب ‪،‬إدريس األول حكم خمس سنين فقط ‪ ،‬والثاني ابنه ‪ ،‬حكم لعشرين سنة على األكثر (‬ ‫كحكم فعلي ‪ ،‬ألنه بويع وهو ما يزال صبيا في العاشرة من عمره وتوفي وهو ابن ست وثالثين) ‪،‬‬ ‫كيف استطاعا في هذه المدة الوجيزة أن يؤسسا دولة قوية بكل ما تحمل كلمة دولة من معان ‪:‬‬ ‫سياسيا ودينيا واقتصاديا واجتماعيا لدرجة أن هابتهم كل الممالك القوية حينها وسعوا إلى قص‬ ‫أجنحتها وتقليم أظافرها خوفا من أن يستفحل أمرها ويشتد عُودها ومن ثم يصبح تواجدها أمرا‬ ‫واقعا ال بد من التعايش معه‪.‬‬

‫المغرب على عهد حفيد إدريس األول ــ محمد بن إدريس‬ ‫الثانيــ‪:‬‬ ‫ال تذكر كتب التاريخ شيئا عن فترة ملك محمد بن إدريس الثاني غير أنه أكمل ما بدأه جده‬ ‫وأبوه من استكمال توحيد البالد وتقسيمه المغرب بين إخوته‪ ،‬هذا التقسيم الذي يرى البعض‬ ‫أنه كان أصل الداء وأصل االنقسامات والفتن التي عرفها المغرب على عهده‪ ،‬وكان السبب في‬ ‫بداية اضمحالل ملكهم وتسرب الضعف والوهن إلى مملكتهم‪ .‬ومع اعتراف جل المؤرخين بأن‬ ‫هذا التقسيم كان بالفعل خطئا سياسيا كبيرا إال أننا‪ ،‬ومن جهة ثانية‪ ،‬ندعو إلى وضع الحدث‬ ‫في إطاره التاريخي قبل الحكم له أو عليه ومعرفة األسباب الكامنة وراء نصيحة الجدة كنزة بهذا‬ ‫التقسيم‪.‬‬ ‫أوال البد من االعتراف بأن الملك الجديد‪ ،‬محمد بن إدريس الثاني‪ ،‬كان ما يزال حديث‬ ‫السن ‪ ،‬فقد ولي األمر وعمره في أحسن األحوال دون العقد الثاني‪ ،‬وهذا معناه قلة خبرته‬ ‫السياسية إن لم يكن انعدامها‪ ،‬ثم علينا أال ننس أن الجدة كنزة عاصرت ملكين إدريسيين‬ ‫عظيمين هما المؤسسان الفعليان لهذه المملكة الفتية‪ ،‬وبالتالي فإن تدخلها في طريقة تدبير‬ ‫شؤون المملكة يعتبر في رأينا شيئا عاديا جداّ‪..‬فقد رأت كيف أن زوجها مات مقتوال على يد‬ ‫العباسيين‪ ،‬وكيف أن ولدها إدريس الثاني مات هو اآلخر مسموما‪ ،‬ورأت بأم عينيها كيف قتل‬ ‫خادمهما راشد الذي يعد الذراع اليمنى لكال الملكين ‪ ..‬إلخ‪ ..‬ولذلك كان هاجسها األكبر الحفاظ‬ ‫على بقاء المغرب موحدا تحت قيادة أبناء إدريس الثاني وأحفاده من بعده‪ .‬كما أنها هدفت‬ ‫بنصيحتها إلى استكمال تعريب البالد ومتابعة نشر اإلسالم فيه خصوصا وأن العرب كانوا قلة‬ ‫وسط بحر متالطم األمواج من البربر الذين كانت عالمة استفهام كبيرة على إسالمهم نظرا‬ ‫لكثرة ارتدادهم عن اإلسالم ونظرا لكثرة ثوراتهم على الحكام والوالة وعصيانهم أوامرهم‬ ‫ورغبتهم الدفينة في الحرية واالستقالل وخلع ربقة البيعة من أعناقهم‪ .‬لذلك ارتأت أن أحسن‬ ‫وسيلة لبقاء المغرب موحد الكلمة وملتفا حول الحاكم المركزي الذي هو سلطان فاس هي ان‬ ‫يقسم المغرب على أحفادها ليكونوا عونا وظهيرا ألخيهم‪ ،‬وحتى يُغلق الباب في وجه الطامعين‬ ‫المتربصين بالدولة بربرا كانوا أو عربا‪ .‬فقد رأينا كيف أن المغرب قبل مجيء إدريس األول لم‬ ‫يكن ينعم إال سنوات قليلة باألمن والرخاء نظرا لكثرة الثورات والتمرد على الحكام مع ما يستتبع‬ ‫ذلك من مصائب وأهوال ال تتمناها سيدة عاشت أحداثا جساما ونُكبت في زوجها وابنها وهي ال‬

‫• عبد اللطيف الوهابي‬ ‫تريد أن تعيش نفس التجربة مرة ثانية‪ .‬لقد كانت رحمها اهلل صادقة النية في وصيتها خصوصا‬ ‫وأنها بربرية وتعرف الكثير من خصال بني جنسها ونظرتهم إلى الدين والحكم‪.‬‬ ‫غير أننا والحق يقال ال نشاطر بتاتا الرأي القائل بأن تقسيم المغرب بين أوالد إدريس الثاني‬ ‫كان نقمة على البالد والعباد‪ ،‬وأنه السبب المباشر في بداية ضعف المملكة واضمحاللها‪ .‬ومرة‬ ‫أخرى علينا وضع هذا الحدث التاريخي الهام في سياقه والحكم عليه من خالل الفترة الزمنية التي‬ ‫تم فيها‪ .‬فاضمحالل الدولة لم يكن بسبب مباشر من الفتنة التي دبت بين أبناء إدريس الثاني‪،‬‬ ‫بل بسبب تكالب أعدائهم عليهم سواء العباسيين أو العُبيديين الشيعة أو أموي األندلس‪ .‬وهذا‬ ‫الناصري يحدثنا ــ نقال عن ابن خلدون ــ أن أيام من جاء بعد محمد بن إدريس كانت ايام استقرار‬ ‫وخير ويمن وبركات‪ ..‬والدليل على ذلك أن عليا بن محمد بن إدريس الثاني بويع للملك وعمره‬ ‫تسع سنين وأربعة أشهر‪ ،‬غير أن أقرباءه وبطانته من العرب والبربر‪ ،‬يقول الناصري‪ ،‬أحسنوا‬ ‫كفالته وطاعته‪ ،‬وكانت أيامه خير أيام ‪ ..‬ص‪ .230:‬نفس الشيء يقوله عن بداية عهد يحيى‬ ‫بن محمد بن إدريس الثاني ‪ « :‬قال ابن خلدون ‪ :‬قام يحيى بن محمد بن إدريس باألمر وامتد‬ ‫سلطانه ُ‬ ‫وعظمت دولته وحسُنت آثارأيامه واستبحر عمران فاس وبُنيت بها الحمامات والفنادق‬ ‫للتجار وبنيت خارجها األرباض ورحل إليها الناس من الثغور القاصية « ‪ ..‬ص ‪..231‬‬ ‫هذا النص يبن بوضح وجالء تامين أن المغاربة آنذاك تجاوزوا محنة االقتتال بين اإلخوة‬ ‫بسرعة كبيرة‪ ،‬والدليل أن البالد عادت إلى سابق عهدها من أمن ورخاء وعمران وازدهار‬ ‫اقتصادي‪ ..‬بل إن مسجد القرويين بني في عهد يحيى هذا بالذات‪ .‬بداية اضمحالل ملك األدارسة‬ ‫سيكون بسبب استهتار ونزق وخفة وطيش الملك يحيى بن يحيى الذي أساء السلوك والتصرف‬ ‫وانساق وراء شهواته الحسية إلى أن ارتكب ما دعا بعض حاشيته إلى قتله درءا للعار والفضيحة‬ ‫حيث إنه دخل حمام النساء طمعا في جارية يهودية كانت بارعة الحسن والجمال‪ ،‬كما يقول‬ ‫الناصري‪ ..‬ألنه بعد ذلك سينتقل الحكم إلى أبناء عمومتهم من ذرية عمر بن إدريس تارة‪ ،‬وتارة‬ ‫إلى عقب القاسم بن إدريس‪.‬‬ ‫غير أننا نرى أن السبب الرئيسي في بداية متاعب األدارسة بالمغرب هو الصراع المذهبي‬ ‫الذي استعر أواره بينهم وبين مناوئيهم ‪ ..‬يقول الناصري‪ « :‬لما دخل علي بن عمر مدينة فاس‬ ‫واستقر بها بايعه الناس ودخلت الكافة في طاعته وخُطب له على جميع منابر المغرب‪ ،‬واستقام‬ ‫له األمر إلى أن ثار عليه عبد الرزاق الفهري‪ ،‬وكان من الخوارج الصفرية ‪ ،‬فتبعه خلق كثير من‬ ‫البربر من مديونة وغياثة وغيرهم‪ »..‬ويضيف ‪ « :‬ثم زحف إلى قرية صفرون فدخلها وبايعه‬ ‫كافة البربر الصفرونية ثم زحف بهم على فاس فخرج إليه علي بن عمر بن إدريس في عسكر‬ ‫ضخم فكانت بينهم حرب شديدة كان الظفر في آخرها لعبد الرزاق‪ ،‬وفر علي بنفسه إلى بالد‬ ‫أوْربة‪ ..».‬ص ‪.235‬‬ ‫تلك إذا كانت البداية‪ ،‬بداية تجرأ أصحاب المذاهب والفرق الدينية على الملوك األدارسة‬ ‫ومحاربتهم‪ .‬فمباشرة بعد تسلم يحيى بن القاسم زمام األمور ثار عليه هذه المرة الصفرية ‪..‬‬ ‫يقول الناصري ‪ « :‬وخرج األمير يحيى بن القاسم لقتال الصفرية فكانت له معهم حروب ووقائع‬ ‫كثيرة‪ ،‬ولم يزل أميرا على فاس إلى أن اغتاله الربيع بن سليمان‪ .. »..‬ص ‪.236 :‬‬ ‫لتكون الضربة القاصمة لمُلك األدارسة على يد شيعة تاهرت العُبيديين أيام يحيى بن‬ ‫إدريس بن عمر بن إدريس الذي يقول ابن خلدون في حقه‪ « :‬لم يبلغ أحد من األدارسة مبلغه‬ ‫في الدولة والسلطان إلى أن طما على ملكه عباب العُبيديين( الشيعة ) القائمين بإفرقية فأغرقه‬ ‫؟»‪ ..‬ص ‪.237 :‬‬ ‫هذه هي األسباب الحقيقية إذن الضمحالل ملك األدارسة بالمغرب أي الصراع العقائدي‬ ‫المذهبي الذي كان سائدا في كل بلدان الشمال اإلفريقي من ليبيا إلى تونس إلى الجزائر إلى‬ ‫المغرب األقصى‪ ،‬والذي‪ ،‬كما سبقت اإلشارة إلى ذلك‪ ،‬كان السبب الرئيس في كل ما عرفته هذه‬ ‫الربوع من صراعات دموية ظاهرها الدين والمذهب وباطنها السياسة والرغبة في االنقضاض‬ ‫َ‬ ‫الساكنة وقسّمتها إلى فرق وشيع‬ ‫على كراسي الحكم والملك‪ .‬لقد شرذمت هذه الدعوات الخبيث ُة‬ ‫وملل ونحل متصارعة في ما بينها‪ ،‬فال عجب إذا أن تحدث االنشقاقات واالنقسامات حتى داخل‬ ‫البيت اإلدريسي نفسه ليتضح بجالء أن ما كانت تخشاه السيدة كنزة األوْربية حدث سنينَ‬ ‫طويلة بعد نصيحتها التي على األقل حمت البالد من التشرذم وحافظت على وحدة المملكة‬ ‫وتماسكها‪.‬‬ ‫وكخاتمة نقول إن األدارسة يكفيهم فخرا أنهم كانوا ‪:‬‬ ‫‪1‬ــ أول من وضع أسس دولة عصرية بأقصى الجناح الغربي لدولة اإلسالم‪ ،‬دولة مركزية‬ ‫قوية ذات أسس واضحة على رقعة جغرافية معلومة بجيش نظامي وفي ومخلص لرجل رأى فيه‬ ‫المنقذ والمخلص من الفوضى والعبث الذين كانا سائدين في كل مناحي الحياة‪.‬‬ ‫‪2‬ــ أول من أدخل عنصر النسب الشريف إلى المغرب وجعله من مرتكزات الحكم‪ ،‬فجل‬ ‫الممالك العربية التي جاءت بعدهم كانت تنتسب إلى الدوحة النبوية الشريفة‪ ،‬فكان لهم بذلك‬ ‫شرف زرع هذه العترة الطيبة من أحفاد المصطفى الكريم في هذه الربوع ما جعلها طالع يمن‬ ‫وبركة عليها وعلى أبنائها إلى أن يرث اهلل األرض ومن عليها‪.‬‬ ‫‪3‬ــ أول من وضع معالم سياسة عمرانية في البالد‪ ،‬ويكفيهم فخرا أنهم أسسوا فاس‪،‬‬ ‫وما أدراك ما فاس‪ ،‬المدينة المنارة دينيا وسياسيا وعمرانيا وحضاريا‪ ،،‬وحتى في عهد انحدارهم‬ ‫واضمحالل ملكهم لم يتوقفوا عن بناء المدن والحصون والقالع‪ .‬فعلى امتداد ربوع المملكة‬ ‫شواهد شامخة تدل على علو كعبهم في اختطاط المدن وتوسيع العمران ‪..‬‬ ‫( ويناقم ــ سوق كتامة ــ البصرة ــ أصيال ــ ماسنة ــ حجر النسر ــ أفتس ــ تشومس ــ‬ ‫زهجوكة ــ يجاجين أو أسجن حاليا ــ أصادة ــ ُكرت ‪ ..‬إلخ)‪.‬‬ ‫‪4‬ــ أول من سك نقودا مغربية إسالمية معطين بذلك انطالقة االستقالل االقتصادي عن‬ ‫الغيروالتحكم في ثروات البالد وخيراتها‪.‬بهذا الخصوص يقول عبد العزيز بن عبد اهلل في الجزء‬ ‫األول من كتابه ‪ :‬تاريخ المغرب ص ‪:92 :‬‬ ‫« وكان من بين القيروانيين واألندلسيين الذين نزحوا إلى فاس أدباء وعلماء وتجار‬ ‫ومزارعون مهرة ما لبثوا أن نشروا أفكارا اقتصادية جديدة تمخضت عنها تدريجيا حركة تطورية‬ ‫حضارية طبعت مختلف مظاهر الحياة المغربية بطابع طريف لم يكن للقبائل عهد به في‬ ‫مجتمعاتهم واقتصادياتهم السيما وأن المغرب عرف ألول مرة بعد الفتح اإلسالمي عملة وطنية‬ ‫موحدة ّ‬ ‫سُكت بفاس منذ عام ‪185‬هج‪ ..‬وقد تحرر المغرب من القيود الجبائية فتنفس الناس‬ ‫الصعداء وانطلق االقتصاد من العقال الذي كان يخنقه فازدهر وانتظم ‪ ،‬وكثرت السوائم والزروع‬ ‫والفواكه والجنان والغابات ‪..‬إلخ‪..‬وهكذا بدأت النواة الحضارية العربية األولى تتسرب إلى المغرب‬ ‫من الشرق واألندلس‪..‬‬ ‫‪ 5‬ــ أول من أرسى دعائم الحكم الملكي في المغرب‪ ،‬حكم مبني على أساس من الدين‬ ‫اإلسالمي الحنيف الذي وحّد الساكنة وجعلها على قلب رجل واحد في الذوذ عن حياضه والجهاد‬ ‫في سبيل حريته وكرامته‪.‬‬ ‫‪6‬ــ أول من أكمل تعريب الغالبية العظمى من البربر ونشر التعليم والثقافة بينهم‪ ،‬لدرجة‬ ‫أن أصبحت القرويين‪ ،‬وباعتراف العالم أجمع‪ ،‬أول جامعة عصرية في العالم‪.‬‬ ‫‪ 7‬ــ أول من أعلن استقالل المغرب عن الحكم العباسي وأرسى دعائم دولة حرة مستقلة‬ ‫تملك قرارها بين يديها عوض أن يحكمها وال مرسل من بغداد قد يسير فيها بالعدل وقد يجور‬ ‫ويظلم وينهب ويسبي‪ ..‬وهذا لعمري مكسب ال يقدره إال العارفون المنصفون‪..‬‬ ‫وفي الختام أشير إلى أنه من رحم إدريس األول ومن بعهده ابنه ووارث سره إدريس الثاني‬ ‫سيخرج عشرات األلوف من « الشرفا « الذين سيكون لهم شأن واي شأن في الدفاع عن حوزة‬ ‫البالد وأخص بالذكر شرفاء قبائل جبالة أحفاد موالي عبد السالم بن مشيش ( الذي نحتفي به‬ ‫اليوم في هذه الندوة المباركة ) الذين أبلوا البالء الحسن في معركة وادي المخازن ‪ ،‬المعركة‬ ‫التي حمت ال المغرب فقط‪ ،‬بل حمت األمة اإلسالمية بأكملها من مشروع صليبي غادر كان يروم‬ ‫فصل غرب األمة اإلسالمية عن شرقها تمهيدا لالنقضاض عليها ومحوها من الوجود‪ .‬فرحم اهلل‬ ‫تعالى الجميع ‪ ،‬ونفعنا ببركة الشرفاء األدارسة المطهرين‪ ،‬وحمى اهلل هذه الربوع الطاهرة تحت‬ ‫القيادة الرشيدة للشريف البهي ‪ ،‬جاللة الملك محمد السادس حفظه اهلل ‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــ‬ ‫المراجع ‪:‬‬ ‫ــ األصول العربية الفصيحة لقبائل جبالة بالشمال المغربي ‪ ،‬عبد اللطيف الوهابي‬ ‫ــ القطب الالمع والغوث الجامع ‪ :‬موالي عبد السالم بن مشيش ‪ ،‬عبد اللطيف الوهابي‬ ‫ــ حصن السالم بين يدي أوالد موالي عبد السالم ‪ ،‬الطاهر اللهيوي الوهابي‬ ‫ــ تاريخ المغرب ‪ ،‬عبد العزيز بن عبد اهلل‬ ‫ــ كتاب االستقصا في أخبار المغرب األقصى للناصري‬ ‫ــ كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي‬ ‫السلطان األكبر‪ ،‬عبد الرحمن بن محمد ابن خلدون‬ ‫ــ األدارسة في المغرب ‪ ،‬إبراهيم حركات‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪� 26‬شتنرب ‪2016‬‬

‫العدد ‪855‬‬

‫�أوراق من�سية‬

‫)‪(Mea-culpa‬‬

‫‪ 11‬ـ �أحزاب �سيا�سية‪...‬‬

‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪...‬آلية الحق في الولوج إلى المعلومة‪،‬‬ ‫والتعرُّف على حقوق اإلنسان‪ .‬فالقانون ال يجب‬ ‫ْ‬ ‫أن نُفرغه من روحه ومدلوله بآفة رَأي الهوى‪،‬‬ ‫وبمعزل عن الواقع‪ .‬هم يفترشون األرصفة‪،‬‬ ‫وعلى قارعة طرقات أهمّ شرايين المدينة‪،‬‬ ‫ويمنّون على المشّائين (الراجلين) بميكرو‬ ‫ ممرّات الحتاللهم الفضاءات العمومية‪،‬‬‫كأنهم يعدون النهر‪ .‬وحتى ج��دران مكتبة‬ ‫«سيرفانطيس» لم تسلم وه��ي تئنُّ من‬ ‫معلقات لمئات األحذية المطاطية على شبابيك‬ ‫قاعات المطالعة‪ ،‬ويا ليتها كانت المعلقات‬ ‫السبع‪ .‬ساكنة تطوان تنادي ّ‬ ‫وتفكر بصوت عال‪،‬‬ ‫بحقِّ العقل‪ .‬فالمواطنون أصبحوا ِّ‬ ‫يشككون‬ ‫في الحلول بعدما أضحى األمر سياسيا ؟ هي‬ ‫حالة نشاز و «مهزلة» أجمع عليها سكان‬ ‫الحاضرة التطوانية‪ ،‬إذ ينسجم ما يشعر به ّ‬ ‫جل‬ ‫مواطني المدينة على كثرة «النقط السوداء»‬ ‫التي ع��مَّ��رَتْ كالفطريات وم�لأتْ رحاب‬ ‫شوارعها السوقية‪ .‬ما مصدر هذه الظاهرة‪،‬‬ ‫وحسبنا حجة لتقرير هذا المصدر‪َّ .‬‬ ‫إن ثمة‬ ‫رئيس للجماعة الحضرية المنتخب والممثل‬ ‫للساكنة‪ ،‬لهو أجدر في حدود المبادئ ْ‬ ‫أن يكون‬ ‫في متناوله حال لهذه المُعضلة‪ ،‬التي تتفاقم‬ ‫يوما عن يوم بنظرية‪ ،‬المؤقت الدائم‪ .‬المجتمع‬ ‫المدني يمكن ْ‬ ‫أن يصل إلى درجة المكابدة‪،‬‬ ‫وقد ضاق به درعا‪ .‬عالوة عن «الحالة المزمنة»‪،‬‬ ‫هناك أيضا «مهزلة» تتجلى في فوضى عارمة‬ ‫تتكرَّرُ وت���زداد بإجحاف في حق الساكنة‬ ‫الحضرية‪ .‬فهل منتخبو المجلس البلدي قومٌ‬ ‫مسحورون أمْ ِّ‬ ‫سُكرَتْ أبصارهم‪ ،‬لكيْ تنتج‬ ‫األفكار ؟ حتى أصبح الكالم يخرج عن سياقه‪.‬‬ ‫لكن من باب توخي الموضوعية فهي للجماعة‬ ‫الحضرية‪ ،‬رسالة إصالحية وليستْ سياسية‪.‬‬ ‫ومن نافلة القول أيضا‪ ،‬أوذِيَ سكان شارع‬ ‫المقاومة بما يتحمَّلونه من أضرار متعدِّدَة‬ ‫ناجمة عن تصرفات «الطكسيات الصفر»‬ ‫والبوْحُ بألفاظ سائقيها وعن سلوكات ت ِنمُّ‬ ‫عن الحياء وعن إماطة األذى‪ ،‬رغم ّ‬ ‫كل العرائض‬ ‫التي تقدم بها الجيران لرفع الضرر عنهم‪.‬‬ ‫يُحشرُ الناس ضحى‪ ،‬وأهل تطوان في محشر‬ ‫من عشوائية االفتراش‪ ،‬حين يصبحون وحين‬ ‫يُظهرون وحين يُمسون وعشيا‪ .‬سعيهم نحو‬ ‫اإلصالح والحفاظ على كرامة اإلنسان وحقوقه‪،‬‬ ‫وهو حجرُ الزاوية‪ ،‬بأسلوب الحوار وبكيفية‬ ‫تدبير الشأن العام‪ .‬الرغبة الواضحة في ذلك‪،‬‬ ‫لموضوع أوسع من ْ‬ ‫أن يحيطه مقال واحد أوْ‬ ‫أكثر ‪.‬‬ ‫أي��ن طبيعة التفكير وطبيعة العمل‬ ‫ُّ‬ ‫فالكل يتأثر ويؤَثر في‬ ‫للدَّعْوة إلى الحلول ؟‬

‫‪13‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫ال ديمقراطية بدون أحزاب سياسية‬

‫كيفية «استراتيجية» ِّ‬ ‫الحل‪ ،‬في ميدان صراع‬ ‫المصالح‪ .‬ليس المراد هنا ْ‬ ‫أن ن��ؤرِّخَ لهذه‬ ‫الحالة «المرضية» من احتالل الشارع العام‪ْ ،‬‬ ‫بل‬ ‫ّ‬ ‫كل ما نرومه‪ ،‬إنَّما هو تذكير لمن يهمه األمر‪.‬‬ ‫وال يضيرنا في شيء‪ْ ،‬‬ ‫أن نقول كلمة صواب‬ ‫عند مسؤول «قاصر»‪ .‬ألمْ يانِ لمدبري شأن‬ ‫المدينة ْ‬ ‫أن يجدوا حال لهذه اإلشكالية‪ ،‬فقد‬ ‫طال أمدُها‪ .‬فهل ضعُفتْ الطاقة الفكرية عند‬ ‫استجماع واحتكار عدَّة صفات ومناصب لعدَة‬ ‫سنوات‪ ،‬حتى يدركه الغرق ؟ ( الدساتير الغربية‬

‫تمنع تعدُّد المناصب بل حتى منصبين)‪ .‬هو‬ ‫خطاب وكلمة حانية تؤلف بين القلوب وتُّذهب‬ ‫الدغائن واألحقاد «وقولوا للناس حسنا » (صدق‬ ‫اهلل العظيم) ‪.‬‬ ‫لنْ تكون ساكنة تطوان سببا في حِرْمان‬ ‫ْ‬ ‫وقطع أرزاق عباد اهلل‪ ،‬ولنْ يبخسوا (سكان‬ ‫تطوان) الشباب وهم ينضحون بما فيهم منْ‬ ‫حيوية‪ ،‬آالء الرزَّاق َّ‬ ‫جل في عاله‪ ،‬عليهم‪ .‬فاهلل‬ ‫يرزقُ ما يشاء بغير حساب (صدق اهلل العظيم)‪.‬‬

‫الكونفدرالية الديموقراطية للشغل‬ ‫المكتب االقليمي الكونفدرالي‬ ‫طنجة‬

‫برنامج التعاون النقابي بين اللجان العمالية‪ ،‬واالتحاد العام‬ ‫بكاطلونيا‪/‬إسبانيا‪ ،‬والكونفدرالية الديموقراطية للشغل‬ ‫في إطار مشروع برنامــج التعاون النقابي بين اللجان العماليــة‪ ،‬واالتحاد العام بكاطلونيا‪ ،‬من جهة‪،‬‬ ‫والكونفدرالية الديموقراطية للشغل‪ ،‬من جهة ثانية‪ ،‬انطلقت بين المكتب اإلقليمي الكونفدرالي للكونفدرالية‬ ‫الديموقراطية للشغل بطنجة‪ ،‬والمركزيتين االسبانيتين يوم ‪ 31‬دجنبر ‪ ،2015‬عملية اإلعداد للتكوين الميداني‬ ‫للكونفدراليات والكونفدراليين بطنجة تطبيقا لمحاور األنشطة النظرية التي استفادوا منها على مستوى تقنيات‬ ‫التواصل‪ ،‬والتفاوض‪ ،‬والصحة والسالمة‪ ،‬وغيرها مما يرتبط بمقتضيـات مدونة الشغـل‪ ،‬والنظام األساسي‬ ‫للوظيفة العمومية‪ ،‬حيث تكونت لهذا الغرض لجان ‪ 115‬مشاركة ومشاركا من مختلف القطاعات المنتمية‬ ‫إلى القطاع العام‪ ،‬والقطاع الخاص‪ ،‬قامت منذ ‪ 12‬ماي ‪ 2016‬بإنجاز ‪ 42‬خرجة تم خاللها توزيع مطويات تتعلق‬ ‫بالعمل الالئق‪ ،‬والمرأة والعقل الالئق‪ ،‬والوظيفة العمومية‪ ،‬وتواصلت من خاللها بالطبقة العاملة في مختلف‬ ‫المناطق الصناعية بطريق تطوان‪ ،‬والمنطقة الصناعية المجد‪ ،‬والمنطقة الصناعية اجزناية‪ ،‬ومدخل المنطقة‬ ‫الصناعية الحرة بوخالف‪ ،‬والمؤسسات المنظمة في الكونفدرالية الديموقراطية للشغل‪ ،‬كما غطت بعض‬ ‫مؤسسات التعليم‪ ،‬والصحة‪ ،‬والتجهيز والنقل واللوجستيك‪ ،‬والسياحة والثقافة‪ ،‬والجماعات الترابية‪ ،‬وغيرها من‬ ‫المؤسسات األخرى‪ ،‬وسيستمر هذا التكوين التطبيقي على مختلف الواجهات إلى غاية ‪ 25‬أكتوبر ‪ ،2016‬حيث‬ ‫سيتم اختتام هذه الحملة التحسيسية‪ ،‬وتقييمها النهائي‪ ،‬مرورا بمعرض لمنتوجات اللجان العمالية‪ ،‬واالتحاد‬ ‫العام بكاطالونيا‪ ،‬والكونفدرالية الديموقراطية للشغل طيلة يوم الثالثاء ‪ 20‬شتنبر ‪ ،2016‬بمقر المكتب اإلقليمي‬ ‫الكونفدرالي للكونفدرالية الديموقراطية للشغل بطنجة‪ ،‬حيث سيلقى في نهايته كلمات الوفود المشاركة ابتداء‬ ‫من الساعة السادسة مساء (‪.)18‬‬ ‫وتهدف هذه الورشات التكوينية إلى توعية المأجورات والمأجورين بحقوقهم وواجباتهم‪ ،‬وتكوينهم في‬ ‫ميدان عملهم‪ ،‬تفعيال لتوجيهات دائرة التكوين التي تعتبر من أهم أولويات الكونفدرالية الديموقراطية للشغل‪.‬‬ ‫المكتب اإلقليمي الكونفدرالي‬ ‫طنجة في ‪ 14 :‬شتنبر ‪2016‬‬

‫ختمنا الحلقة الماضية بالحديث عن األحزاب الفاشية والشيوعية‪،‬‬ ‫كما تحدثنا عن عملها الحقيقي في الساحة السياسية‪ ،‬والذي ينصب‬ ‫أساسا على الدعاية‪ ،‬وإثارة الشوشرة واإلضطرابات بشكل مستمر‪ ،‬حيث‬ ‫تطبق هذه األحزاب ‪ -‬كما سبق وأن قلنا ‪ -‬أساليب تتصف أحيانا بالعنف‪،‬‬ ‫منها التخريب‪ ،‬والهجوم المفاجئ‪ ،‬كما أن كال المذهبين يعمل على‬ ‫التكيف مع ظروف النضال العلني أو السري‪ ،‬تبعا لموقف الدولة‪ ،‬فالحزب‬ ‫الشيوعي وخاصة الحزب النازي كالهما كانا ينميان لدى أتباعهما تعلقا‬ ‫غير عقالني‪ ،‬مبنيا على أساطير معقدة ذات طبيعة عقائدية‪ ،‬جامعين‬ ‫بين إيمان الكنيسة وانضباطية الجيش‪ ،‬ومع ذلك فاألحزاب الشيوعية‬ ‫والفاشية تبقى مختلفة عن بعضها بصورة جذرية‪.‬‬ ‫وفيما يخص تركيبها فإن األولى تعتمد على نظام يطلق عليه‬ ‫الخاليا‪ ،‬والثانية تعتمد على أنواع من المليشيات الخاصة‪ ،‬أما بخصوص‬ ‫تركيبها االجتماعي فاألولى تقدم نفسها على أنها التعبير السياسي‬ ‫للطبقة العاملة‪ ،‬والطليعة المتقدمة للبروليتاريا المناضلة من أجل‬ ‫تحريرها‪ ،‬في حين تشكل الثانية أي النازية القوة الدفاعية عن الطبقات‬ ‫المتوسطة والبرجوازية ضد محاولة القضاء عليها‪ ،‬والحيلولة دون‬ ‫استيالء الطبقة العاملة على السلطة‪ .‬أما فيما يخص العقائد والفلسفة‬ ‫العميقة‪ ،‬فالشيوعية تؤمن بالجماهير‪ ،‬بينما تؤمن الفاشية بالنخبة‪،‬‬ ‫فاألولى تدين بالمساواة‪ ،‬والثانية تدين باألرستوقراطية‪.‬‬ ‫وترتكز الشيوعية على ماورائية متفائلة واالعتقاد بالتقدم العلمي‪،‬‬ ‫واإليمان العميق بالفضائل الحضرية للتقنية‪ .‬أما الفاشية فتحتفظ‬ ‫بالنظرة المتشائمة إلى اإلنسان‪ ،‬وهي ترفض علمية القرن التاسع عشر‪،‬‬ ‫وتلح على القيم التقليدية والبدائية‪ ،‬ووحدة العرف والدم واألرض‪ ،‬وفي‬ ‫نظر الفاشي يمثل الفالح القيم العليا‪.‬‬ ‫ومع ذلك تبقى أنواع كثيرة من األحزاب خارج هذا المخطط العام‬ ‫كاألحزاب الكاتوليكية والديمقراطية المسيحية‪ ،‬التي كانت تحتل مكان‬ ‫الوسط تقريبا بين األحزاب القديمة واألحزاب اإلشتراكية‪ ،‬وكذلك‬ ‫األحزاب العمالية المرتكزة على أساس النقابات والتعاونيات‪ ،‬وهي ذات‬ ‫نمودج في البنية الغير مباشرة‪ ،‬وتليها األحزاب الزراعية‪ ،‬التي تسودها‬ ‫التنظيمات المختلفة‪ ،‬والتي يبقى دورها منحصرا في بعض البلدان‪ ،‬ثم‬ ‫تأتي األحزاب ذات التركيب الهرمي والسابق للتاريخ‪ ،‬والتي توجد في‬ ‫بلدان الشرق‪ ،‬والشرق األوسط وإفريقيا وأمريكا الالثينية والوسطى‬ ‫(قبل سنة ‪ ،)1939‬لها أتباع عاديون يجتمعون حول شخص نافذ‪ ،‬أو‬ ‫فئات ملتفة حول عائلة قد تكون إقطاعية‪ ،‬أو عصابات يجمعها زعيم‬ ‫عسكري‪.‬‬ ‫إن التمييز بين عنصرين داخل مجموعة بشرية (األعضاء والقادة‪،‬‬ ‫اآلمرون والمطيعون‪ ،‬الحاكمون والمحكومون) كما يقول الباحث في‬ ‫الشؤون السياسية (أليكساندر دوغي) هو رؤية صحيحة للواقع ولكنها‬ ‫سريعة‪ ،‬فمن جهة نرى جمهور من المواطنين مرتبطون بنوع من‬ ‫التضامن‪ ،‬ومن جهة ثانية بعضها يمثل القادة‪ ،‬هذا الوصف يصدق على‬ ‫الجماهير خالل أعمال الشغب‪ ،‬كما يمكن أن نطلقها على عصابة بقيادة‬ ‫زعيم‪ ،‬أو على جاليات صغيرة وغير مستقرة‪ ،‬أو على أحزاب قديمة ال تزال‬ ‫تشكل فرقا شخصية‪ ،‬أو أتباع يلتفون حول رجل يقودهم‪ ،‬وهذا التعريف‬ ‫ال ينطبق بالضرورة على الجماعات الكبرى المستقرة‪ ،‬ويدخل األعضاء‬ ‫هنا ضمن إطار مؤسسي أو داخل هيكل مختلف التعقيد‪ ،‬والوحدة‬ ‫الشاملة هي مجموعة من الوحدات مرتبطة بأجهزة تنسق بينها‪ ،‬أما في‬ ‫األحزاب المعاصرة فتكتسي الهيكلة أهمية كبرى‪ ،‬إذ يتم عن طريقها‬ ‫تحديد نظم انتقاء القادة وسلطاتهم‪ ،‬وهذا هو الذي يفسر ويميز ما بين‬ ‫األحزاب القوية التي تلعب دورا أساسيا في المشهد السياسي‪ ،‬واألحزاب‬ ‫الضعيفة التي تفتقد الفعالية‪ ،‬وال توجد في الساحة إال في المناسبات‬ ‫كاالنتخابات‪ ،‬وسرعان ما تختفي بعدها مباشرة‪ ،‬وهي أحزاب غالبا ما‬ ‫تكون مهيكلة من طرف الدولة‪ ،‬ولهذا نجد في بعض الدول الغربية‬ ‫الكبرى حصلت في بعض األحزاب ‪ ،‬تغييرات مهمة في هيكلتها‪ ،‬فيما‬ ‫بقية هيكلة الدولة في خطوطها العامة‪ ،‬وقد تغير هيكل األحزاب تغييرا‬ ‫جذريا مرتين أو أكثر في بعض البلدان الغربية‪ ،‬وكان من نتائجها تغيير‬ ‫الشروط العامة للحياة السياسية‪ ،‬وقلب األساس البنيوي للديمقراطية‪،‬‬ ‫فبين سنتي (‪ 1890‬و ‪ )1900‬حلت األحزاب اإلشتراكية محل الهياكل‬ ‫الهرمة للجان المصغرة المستقلة إلى حد ما بعضها عن بعض‪ ،‬وتم‬ ‫تعويضها بمجموعة من الخاليا الشعبية المفتوحة تماما أمام األتباع‪،‬‬ ‫وما بين (‪ 1925‬و ‪ )1930‬اعتمدت األحزاب الشيوعية بنية أكثر أصالة‪،‬‬ ‫وركزت على مجموعات من الحلقات الصغيرة التي تربطها ببعضها‬ ‫أساليب (المركزية الديمقراطية)‪ ،‬ومع ذلك ظلت منفصلة عن بعضها‬ ‫بواسطة تقنية اإلتصال العمودي‪ ،‬هذا التنظيم ولإلحاطة بالجماهير‬ ‫عمل على انتصار الشيوعية‪ ،‬أكثر مما عمل على نشر العقيدة الماركسية‪،‬‬ ‫أو الرفع من المستوى المعيشي المتواضع للعمال‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪855‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪� 26‬شتنرب ‪2016‬‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫‪-‬‬

‫‪ .2‬مظاهره‬

‫تحدثنا في العدد الماضي عن التضامن في اإلسالم وقلنا إنه ركيزة أساسية لبناء مجتمع مثالي‬ ‫يسوده التناصر والتآزر والتواد والتآلف‪ ،‬ينطلق في اإلسالم من أصول ثالثة‪ :‬اإليمان الكامل باهلل‬ ‫والمساواة بين البشر والتآخي وحب الخير للجميع‪ .‬و إذا ذهبنا إلى تحديد مظاهر التضامن والتكافل‬ ‫في المجتمع اإلسالمي وجدناها كثيرة ومتنوعة لدرجة يصعب معها الحصر والتحديد‪ ،‬ففي رحاب السنة‬ ‫المطهرة نقف على أحاديث كثيرة توحي بهذه المضامين وتحيل عليها‪ ،‬منها قوله صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫فيما رواه البزاز‪« :‬ثالث اليغل عليهن قلب امرئ مسلم‪ ،‬إخالص العمل هلل‪ ،‬والمناصحة ألئمة المسلمين‬ ‫ولزوم جماعتهم» فمن مظاهر التضامن في اإلسالم اإلخالص في العمل‪ ،‬فالمسلم ال يؤدي عمله إال‬ ‫كامال وال ينجزه إال تاما مبرأ من العيوب سالما من كل أنواع الغش‪ ،‬فهو اليحب أن يسلم أخاه المسلم‬ ‫شيئا غير كامل وال عمال مبنيا على الغش‪.‬‬ ‫ومن مظاهر التضامن أيضا لزوم الجماعة‬ ‫وطاعة اإلمــام‪ ،‬والعمـــل وفق ما تقتضيه‬ ‫المصلحة العامة‪ ،‬ووفــق ما يرضــي اهلل‬ ‫والجماعة‪ ،‬كما يقوم بالنصح واإلرشاد واألمر‬ ‫بالمعروف والنهــي عن المنكـــر‪ ،‬فالمسلم‬ ‫اليرضى ألخيه الهوان وال يتركه يسير في‬ ‫طريق غير طريق الحق والنور‪.‬‬ ‫كما يقف المسلم بجانب أخيه في السراء‬ ‫والضراء‪ ،‬فيدفع عنه كل أذى ويكشف عنه كل‬ ‫ضرر مصداقا لقوله صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬‬ ‫من نفس عن مومن كربة من كرب الدنيا‬ ‫نفس اهلل عنه كربة من كرب يوم القيامة‪،‬‬ ‫ومن يسر على معسر يسر اهلل عليه في الدنيا‬ ‫واآلخرة‪ ،‬ومن ستر مسلما ستره اهلل في الدنيا‬ ‫واآلخرة‪ ،‬واهلل في عون العبد ما دام العبد في‬ ‫عون أخيه»‪ ،‬ففي هذا الحديث نقف على ثالث‬ ‫صور من صور التآزر والتعاون والتراحم في‬ ‫اإلسالم هي‪:‬‬ ‫• كشف الهموم وتفريج الكرب وحل‬ ‫المشاكل التي تحل بالمسلمين سواء كانت‬ ‫مالية أو بدنية أو نفسية‪ ،‬فمن نفس أي‬ ‫أزال وكشف وفرج عن مؤمن كربة أو ضائقة‬ ‫وشدة بنفسه أو ماله أو جاهه أو دعائه له‬ ‫بظهر الغيب كان جزاءه عند اهلل من جنس‬ ‫عمله‪ ،‬فسيفرج عنه سبحانه كربة من كرب‬ ‫يوم القيامة‪.‬‬ ‫• مساعدة من عليه دين وتعسر عليه‬ ‫أداؤه وذلك بتأخير موعد الدفع وانتظار وقت الفرج عليه‪ ،‬أو إبراء منه أو هبة تساعد على دفعه أو صدقة‪،‬‬ ‫أو التدخل كواسطة بين المعسر وصاحب الدين‪.‬‬ ‫• ستر عورة المسلم باللباس أو بما يشتري به هذا اللباس‪ ،‬أو بستر عيوبه والتغاضي عن نقائصه‬ ‫وستر كل ما يكره أن يعلمه الناس عنه‪.‬‬ ‫وإذا أردنا أن نجمع صور التضامن والتآخي في اإلسالم‪ ،‬ونجمل معاني التكافل والتراحم نستحضر‬ ‫قول الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬مثل المومنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد‬ ‫الواحد‪ ،‬إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»‪ ،‬ففي هذا الحديث اختصار لصور‬ ‫التضامن في اإلسالم وإجمال ألسسه ومعانيه‪ ،‬إذ يغيب الفرد داخل الجماعة ويرتبط وجوده بوجود‬ ‫اآلخرين وسعادته وشقاؤه بسعادة وشقاء جماعة المسلمين‪.‬‬

‫نيا ‪:‬‬

‫فمن خالل هذه النصوص وتلك اإلشارات نستطيع أن نتبين أهم األسس واألشكال التي انبنى‬ ‫عليها التضامن في اإلسالم ونلخصها فيما يلي‪:‬‬ ‫• توحيد الصفوف والغايات والمنطلقات في العبادات والمعامالت‪.‬‬ ‫• حب الخير والصالح والنجاح والسعي من أجل كل ذلك للنفس والغير‪.‬‬ ‫• اإلخالص في العمل واالبتعاد عن كل ما يمكن أن يضر باآلخر‪.‬‬ ‫• لزوم الجماعة‪.‬‬ ‫• النصح واإلرشاد واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪.‬‬ ‫• كشف الهموم وتفريج الكرب وحل المشاكل‪.‬‬ ‫• مساعدة من عليه دين وتعسر عليه‬ ‫أداؤه‪.‬‬ ‫• ستـــر عــورة المسلم والتغاضي عن‬ ‫عيوبه‪.‬‬ ‫• إطعام الجائع ومساعدة المحتاج وإجابة‬ ‫السائل ومساعدة الضعيف ومد ذوي الحاجة‬ ‫بالمال‪.‬‬ ‫• أن يحب اإلنسان ألخيه ما يحب لنفسه‪.‬‬ ‫فاإلسـالم نظــام شامل للحياة ينطلق‬ ‫من حاكمية اهلل عز وجل في شؤون الحياة‬ ‫تجسيما لشهادة الحق‪ :‬أن ال إله إال اهلل محمد‬ ‫رسول اهلل‪ ،‬فاإلسالم ينظم الحياة السياسية‬ ‫عن طريق مؤسسة اإلمامة العظمى ونظام‬ ‫البيعة‪ ،‬وينظم الحياة االجتماعية عن طريق‬ ‫المساواة والتضامن والتكافل والتآخي‪،‬‬ ‫وينظم الحياة االقتصادية من خالل نظرته‬ ‫الخاصة إلى المال والعمل والمراقبة الفعلية‬ ‫االقتصادية‪ ،‬وينظم الحياة الدولية على‬ ‫أساس التعارف واألخوة والتعاون‪.‬‬ ‫فاإلسالم حث على التضامن والتآخي‬ ‫ورسخ أسس اإلحسان والعطاء ‪ ،‬فالناظر في‬ ‫مبادئ االقتصاد اإلسالمي يجد أن اإلسالم‬ ‫وضع اإلحسان في درجتين‪:‬‬ ‫• اإلحسان اإللزامي الواجب المفروض‬ ‫بواسطة النصوص والذي يجبر المسلم على‬ ‫القيام به بواسطة السلطات العامة ويتمثل في‪:‬‬ ‫• الزكاة المفروضة الواجبة على األغنياء في المال والتجارة والماشية‪.‬‬ ‫• النفقة على أهل القرابة حيث يجب على كل غني يتوفر على فضل بعد كفاية حاجته وحاجة أهله‪،‬‬ ‫أن ينفق على قريبه الوارث له إذا كان فقيرا عاجزا عن الكسب‪.‬‬ ‫• مستوى التساكن واألخوة في اهلل واإلنسانية بحيث يجب على كل غني أن يكفي حاجة المضطر‬ ‫والجار والضيف‪ ،‬والمحتاج لالنتفاع بمال الغير في المركب والماعون مثال‪ ،‬كما يجب على من حصل‬ ‫على ثروة جديدة عن طريق االستغالل الفالحي أو عن طريق اإلرث أن يسد حاجة من يحضرون حصوله‬ ‫عليها لقوله تعالى‪ « :‬وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه»‬ ‫• إحسان اختياري يتكون من صور مختلفة منها الصدقة والهبة والوصية والكفالة والنذر وااللتزام‬ ‫والوعد‪.‬‬

‫التلبينة ‪ :‬غذاء ودواء (‪)2/2‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫الميالتونين‪ :‬هرمون تفرزه الغدة الصنوبرية الموجودة في المخ‬ ‫خلف العينين ويحصل الجسم على أعلى معدل إفراز منها عند الليل‬ ‫ومع تقدم السن يقل إفراز هذه الغدة‪ ،‬وهرمون الميالتونين له القدرة‬ ‫على الوقاية من أمراض القلب‪ ،‬وله القدرة على خفض الكوليسترول‬ ‫في الدم مما يؤدي إلى خفض ضغط الدم‪ ،‬وله عالقة بالشلل الرعاش‬ ‫عند المسنين‪ ،‬ويزيد الميالتونين من وقاية الجسم ومناعته‪ ،‬ويقي‬ ‫اإلنسان من االضطراب في النوم ويعالج حاالت االكتئاب‪ ،‬ويعمل على‬ ‫تأخير ظهور أعراض الشيخوخة‪.‬‬

‫إن اإلنسان يشعر بالميل إلى االكتئاب عند تأخر العمليات‬ ‫الفسيولوجية للموصالت العصبية وهذا من أهم أسبابه نقص فيتامين‬ ‫(ب) المركب‪ ،‬والشعير يحتوي على كمية طبيعية من بعض فيتامين (ب)‬ ‫المركب‪ ،‬وهذا مما يساعد على التخلص والتخفيف من االكتئاب‪.‬‬

‫والشعير من أعلى الحبوب في نسبة احتوائه على الميالتونين‪.‬‬

‫إن عالج نقص مضادات األكسدة مثل فيتامين (هـ) له تأثير فعال‬ ‫في عالج حاالت االكتئاب والشيخوخة وخاصة لدى المسنين‪ ،‬والشعير‬ ‫يحوي كمية كبيرة من مشابهات فيتامين ‪ E‬المضادة لألكسدة وأيضا‬ ‫على فيتامين ‪ A‬المضاد لألكسدة‪.‬‬

‫التلبينة مليّنة لألمعاء‪ ،‬مهدّئة للقولون‪ ،‬مضادة لسرطان األمعاء‪،‬‬ ‫يوصف حساء الشعير للمرضى كغذاء لطيف سهل الهضم‪ ،‬والشعير غني‬ ‫باأللياف المنحلة وغير المنحلة‪ ،‬وهذه األخيرة تمتص كميات كبيرة من الماء‬ ‫وتحبسه داخلها‪ ،‬فتزيد من كتلة الفضالت مع الحفاظ على ليونتها مما‬ ‫يسهل ويسرع هذه الكتلة عبر القولون‪ ،‬وينشط الحركة الدودية لألمعاء‬ ‫مما يدعم عملية التخلص من الفضالت‪ ،‬وهناك أبحاث على أهمية الشعير‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫يحتوي الشعير على عنصري البوتاسيوم والمغنيسيوم اللذين‬ ‫يؤدي نقصهما إلى سرعة الغضب واالنفعال والشعور باالكتئاب عن‬ ‫طريق تأثير هذين العنصرين على بعض الموصالت العصبية‪ ،‬وانظر‬ ‫إلى قوله ـ صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬يذهب ـ ببعض ـ الحزن)‪ ،‬وقول‬ ‫الباحثين يؤدي إلى تخفيف االكتئاب‪.‬‬

‫إن الشعير يحتوي على الحمض األميني تريبتوفان (‪)tryptophan‬‬ ‫الذي يسهم في تخليق أهم الناقالت العصبية وهـو السيروتونين‬ ‫(‪ )serotonin‬والتي تؤثر بشكل واضح في الحالة النفسية والعصبية‬ ‫للمريض‪ .‬وقوله ـ صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬التلبينة تغسل بطن أحدكم‬ ‫كما تغسل إحداكن وجهها من الوسخ بالماء) فما ذاك؟‬

‫‪14‬‬

‫إن الشعير يقوي جهاز المناعة‪ ،‬لقد أظهرت الدّراسات التّجريبيّة‬ ‫على الحيوانات أن (بيتا جلوكان) ـ وهو أحد مكونات الشعير ـ ينشط‬ ‫كرات الدّم البيضاء؛ وهي أحد آليات جهاز المناعة الهام لحماية‬ ‫الجسم من أخطار الكائنات الدقيقة الممرضة والتخلص من السموم‬ ‫والخاليا المصابة‪.‬‬ ‫في التقليل من اإلصابة بسرطان القولون‪ ،‬حيث استقر الرأي على أن الشعير‬ ‫يقلل من بقاء الفضالت في األمعاء؛ مما يقلل من بقاء المواد المسرطنة في‬ ‫األمعاء؛ مما يقلل من اإلصابة بالسرطان‪ ،‬كما أن الشعير يحوي من عناصر‬ ‫مضادات األكسدة والفيتامينات ما يقاوم الشوارد الحرة (‪ )free radical‬التي‬ ‫تدمر غشاء الخلية والحمض النووي‪.‬‬ ‫يستخرج من الشعير مادة تستعمل حقنًا تحت الجلد أو شرابًا في حاالت‬ ‫اإلسهال والتيفوئيد والتهابات األمعاء تسمى الهوردنين (‪.)L’Hordenine‬‬

‫لقد وجد أن (البتا جلوكان) يسرع شفاء النسيج التالف‪ ,‬ويح ّفز‬ ‫العناصر األخرى لجهاز المناعة‪ .‬وينصح اآلن بهذه المادة كمكمّل‬ ‫غذائي لتحسين جهاز المناعة في جسم اإلنسان‪ .‬وهذا يتوافق مع هدي النبي‬ ‫ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ في وصف التلبينة للمرضى أثناء فترة مرضهم؛ مما‬ ‫يثبت يقينا أن كالمه ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ في هذا األمر خارج من مشكاة‬ ‫وحى)‬ ‫(و َما َينطِ ُق َعنِ ا ْل َه َوى �إِ ْن هُ َو �إِ َّال َو ْح ٌى ُي َ‬ ‫النبوة‪ .‬وصدق اهلل القائل‪َ :‬‬ ‫(سورة النجم ‪.)3،4‬‬

‫(انتهى)‬


‫العدد ‪855‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪� 26‬شتنرب ‪2016‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬

‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache7@hotmail.com‬‬

‫‪ 14‬ـ مقتطفات من كتاب «المستطرف في كل فن مستظرف»‬ ‫الكتاب من تأليف الشيخ شهاب الدين أبوالفتح محمد بن أحمد األبشيهي‪ ،‬نسبة إلى قرية أبْشيه (أبْشَواي) من قرى الفيّوم‬ ‫المصرية‪ ،‬أقام بالمحلة ورحل إلى القاهرة ‪،‬درس الفقه والنحو وولي الخطابة ببلدته بعد وفاة والده ‪ ،‬توفي حوالي (‪ 850‬هـ‪1448/‬م)‪.‬‬ ‫وعن دواعي تأليف هذا الكتاب ومضامينه يقول األبشيهي في ديباجته‪:‬‬ ‫«‪...‬أما بعد فقد رأيت جماعة من ذوي الهمم جمعوا أشياء كثيرة من اآلداب والمواعظ والحكم وبسطوا مجلدات في التواريخ‬ ‫والنوادر واألخبار والحكايات واللطائف ورقائق األشعار وألفوا في ذلك كتبا كثيرة وتفرد كل منها بفرائد فوائد لم تكن في غيره‬ ‫من الكتب محصورة فاستخرت اهلل تعالى وجمعت من جموعها هذا المجموع اللطيف وجعلته مشتمال على كل فن ظريف وسميته‬ ‫«المستطرف في كل فن مستظرف» واستدللت فيه بآيات كثيرة من القرآن العظيم وأحاديث صحيحة من أحاديث النبي الكريم وطرزته‬ ‫بحكايات حسنة عن الصالحين األخيار ونقلت فيه كثيرا مما أودعه الزمخشري في كتابه ربيع األبرار وكثيرا مما نقله ابن عبد ربه في‬ ‫كتابه العقد الفريد ورجوت أن يجد مطالعه فيه كل ما يقصد ويريد‪ .‬وجمعت فيه لطائف وظرائف عديدة من منتخبات الكتب النفيسة‬ ‫المفيدة وأودعته من األحاديث النبوية واألمثال الشعرية واأللفاظ اللغوية والحكايات الجدية والنوادر الهزلية ومن الغرائب والدقائق‬ ‫واألشعار والرقائق ما تشنف بذكره األسماع وتقر برؤيته العيون ‪.‬وجعلته يشتمل على أربعة وثمانين بابا من أحسن الفنون متوجة‬ ‫بألفاظ كأنها الدر المكنون‪..‬‬ ‫وضمنته كل لطيفة ونظمته بكل ظريفة وقرنت األصول فيه بالفضول ورجوت أن يتيسر لي ما رمته من الوصول وجعلت أبوابه‬ ‫مقدمة وفصلتها في مواضعها مرتبة منظمة ليقصد الطالب إلى كل باب منها عند االحتياج إليه ويعرف مكانه باالستدالل عليه فيجد‬ ‫كل معنى في بابه إن شاء اهلل تعالى واهلل المسؤول في تيسير المطلوب وأن يلهم الناظر فيه ستر ما يراه من خلل وعيوب إنه على ما‬ ‫يشاء قدير وباإلجابة جدير ‪ ...‬واهلل سبحانه المهون للصعاب»‪.‬‬ ‫ولألبشيهي أيضا كتاب «تذكرة العارفين وتبصرة المستبصرين» وكتاب «أطواق األزهار على صدور األنهار» كما أنه شرع في‬ ‫تأليف كتاب «في صنعة الترسل والكتابة» لكنه لم يتممه‪.‬ورغم أن في لغته ضعف ‪،‬كما يؤكد بعض المصنفين كالزركلي مثال ‪ ،‬إالأن‬ ‫قوة خطابه ‪ -‬وهو المتمرس بفن الخطابة‪ -‬تغطي ذلك الضعف اللغوي‪ ،‬وتجلي العديد من نقط ضعف بني اإلنسان‪ ،‬وتصف للمرء‬ ‫العليل مقويات روحية تقوي إيمانه وتصفي قلبه وتشد أزره‪ .‬ونسأل العلي القديرأن يفرج عنا كربتنا ويهدينا سواء السبيل في هذا‬ ‫الشهر الفضيل‪.‬‬

‫في ذكر نبذة من عجائب المخلوقات وصفاتهم (‪)4‬‬ ‫‪ - 2‬في ذكر الدواب والوحوش والطير والهوام والحشرات وما أشبه ذلك‬ ‫مرتبا على حرف المعجم‪.‬‬

‫ال ينسلخ وإنما الذي ينسلخ قشر فوق الجلد‪ ،‬وغالف يخلق لها كل عام ‪ ،‬وهي تبيض‬ ‫على عدد أضالعها‪ ،‬أي ثالثين بيضة ‪،‬فيجتمع عليها النمل فيفسدها بقدرة اهلل تعالى‬ ‫إال نادرا (‪.)...‬‬

‫سقنقور ‪ :‬دابة شكلها كالوزغة‪ ،‬إذا أخذت وسلخت وملحت وشرب منها مثقال‬ ‫زاد في الباه‪ ،‬وهو من األشياء النفيسة عند أهل الهند‪،‬يقال إنه يهدى إليهم فيذبحونه‬ ‫بسكين من الذهب ويحشونه من ملح مصر‪،‬فإذا وضعوا منه مثقاال على لحم أو بيض‬ ‫نفع نفعا عظيما‪.‬‬

‫ومن عجيب أمرها أنها إذا شمت رائحة الخمر فال تكاد تصبر عنه ‪،‬مع أنه سبب‬ ‫هالكها‪ ،‬ألنها إذا شربت سكرت فتعرضت للقتل‪ .‬والذكر ال يقيم في الموضع وإنما تقيم‬ ‫األنثى ألجل فراخها حتى تكتسب قوة‪ ،‬فإذا قويت أخذتهم وانسابت‪ ،‬فأي جحر وجدته‬ ‫دخلت فيه وأخرجت صاحبه منه ‪ ،‬وعينها ال تدور‪ ،‬وإذا قلعت عادت‪ .‬ومن عجيب أمرها‬ ‫أنها تهرب من الرجل العريان وتفرح بالنار وتقرب منها وتحب اللبن حبا شديدا‪ ،‬وإذا‬ ‫دخلت بصدرها في جحر ال يستطيع أقوى الناس إخراجها منه ولو قطعت قطعا‪ ،‬وليس‬ ‫لها قوائم وال أظفار وإنما تقوى بظهرها لكثرة أضالعها‪.‬‬

‫األفعى ‪ :‬األنثى من الحيات‪ ،‬والذكر أفعوان‪ ...‬ويعرف بالشجاع واألسود‪،‬وأشرها‬ ‫حيات وأفاعي سجستان‪ .‬ومن عجيب ما يحكى عنها أنها لدغت إنسانا في رجله‬ ‫فانصدعت جبهته‪ .‬وحكي أنها نهشت ناقة وفصيلها يرضع فمات قبل أمه؛ وقيل لما‬ ‫دخل شبيب بن شبة على المنصور قال له‪« :‬يا شبيب أدخلت سجستان ؟»‪ .‬فقال له‪:‬‬ ‫«نعم»‪ .‬قال‪« :‬صف لي أفاعيها؟»‪ .‬قال‪« :‬يا أمير المؤمنين هي دقاق األعناق‪ ،‬صغار‬ ‫األذناب‪ ،‬مقلصة الرؤوس‪ ...‬كأنما كسين أعالم الحبرات؛ كبارهن حتوف‬ ‫وصغارهن سيوف‪ ،‬وقيل إنها تتدفن في التراب أربعة أشهر‬ ‫في البرد‪ ،‬ثم تخرج وقد أظلمت عيناها‪ ،‬فتمر بشجر‬ ‫الرازيانج‪ ،‬وهو الشمر األخضر‪ ،‬فتحك عينيها‬ ‫به فيرجع إليها بصرها‪.‬فسبحــان مـن‬ ‫ألهمهـا ذلك»‪.‬‬ ‫وق���ال ال��زم��خ��ش��ري‪« :‬إذا‬ ‫ع��م��ي��ت األف����ع����ى(‪)....‬‬ ‫ألهما اهلل تعالى أن‬ ‫تأتي البساتين وتلقـي‬ ‫نفسهــا على هذه الشجرة وتحك‬ ‫عينيها بها فتبصر؛ وقيل إذا قطع‬ ‫ذنبها عاد كما كان‪ ،‬وإذا قلع نابها‬ ‫عاد بعد ثالثـة أيام؛ وهي أعدى عدو‬ ‫لإلنسان‪ .‬وقـال بعضهم رأيت حية قد‬ ‫ابتلعت كبشا عظيم القرنين‪ ،‬فجعلت‬ ‫تضرب به الحجارة يمينا ويسـارا حتى‬ ‫كسرت القرنين وابتلعتـه وقرنيــه‬ ‫واهلل تعالى أعلم ‪.‬وقيل إذا قطع ذنب‬ ‫الحية تعيش إن سلمت من ال��ذر‪.‬‬ ‫وقيل إن بالحبشة حيات لها أجنحة‬ ‫تطير بها‪ .‬وقيل إن جلدها ينسلخ‬ ‫عنها في كل سنة مرة‪ .‬وقيل إن الجلد‬

‫ق����ي����ل إن الريحان الفارسي لم يكن قبل كسرى وإنما وجد في زمانه وسببه‬ ‫أن كسرى كان ذات يوم جالسا في بعض متفرجاته‬ ‫إذا جاءته حية فانسابت بين يديه وتمرغت‬ ‫وصارت تتقلق مثل الذي يشتكي‪ ،‬فأراد‬ ‫بعض الجند قتلها فمنعهم الملك‪ ،‬ثم‬ ‫قال لهم انظروا أمرها‪ ،‬فلما سمعت‬ ‫ذلك انسابت بين يديه فأمرهم أن‬ ‫يتبعوهـا إلى المكان الذي تريده‪.‬‬ ‫�سقنقور‬ ‫قال فجاءت إلى بئر وصارت تنظر فيه‪،‬‬ ‫فنظـروا ف��إذا فيه حية عظيمـة وعلى‬ ‫ظهرها عقـرب أسود فنخسهـا بعضهم‬ ‫برمح فقتلها وتركوها ورجعوا فأخبروا‬ ‫الملك بذلك؛ فلما كان الغد جاءت الحية‬ ‫للملك وفي فمها بزر فنثرته بين يدي‬ ‫الملك وذهبت‪ .‬فقال الملك إنها أرادت‬ ‫مكافأتنا اجعلوه في األرض لننظر ما‬ ‫يكون من أمره‪.‬ففعلوا ذلك فطلع منه‬ ‫الريحان ‪.‬قال فلما انتهى أمره أتوا به إلى‬ ‫الملك وكان به زكام فشمه فبرئ(‪.)...‬‬

‫الأفعى‬

‫وفي الحديث «من قتل حية فكأنما‬ ‫قتل مشركا ومن لبس خفا فلينفضه‬ ‫ومن آوى إلى فراشه فلينظفه»‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪855‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)760‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪� 26‬شتنرب ‪2016‬‬

‫«معيار االختيار في ذكر‬ ‫المعاهد والديار»‬

‫يعتبر الوزير لسان الدين بن الخطيب الغرناطي المتوفى بفاس عام ‪ 1374‬م ‪ 776 /‬ه‬ ‫من أبرز األدباء والكتاب الذين أنجبتهم بالد األندلس خالل العصر الوسيط‪ ،‬وذلك بالنظر‬ ‫ألهمية الرصيد األدبي والمعرفي الذي خلفته هذه الشخصية والذي غطى مجاالت إبداعية‬ ‫مختلفة تداخلت فيها االهتمامات الجغرافية مع النزوعات التاريخية في بعدها الجغرافي الواسع‪،‬‬ ‫ومع الشغف األدبي بتعدد مجاالته اإلبداعية‪ ،‬ثم مع االنشغاالت السياسية واإلدارية المركزية‬ ‫باعتباره رجل دولة ترك بصمات واضحة على قرارات مصيرية طبعت أحداث ما تبقى من بالد‬ ‫األندلس خالل زمنه‪ .‬ونظرا لهذا التنوع في االهتمامات‪ ،‬فقد خلف ابن الخطيب تراثا غزيرا غطى‬ ‫كل المجاالت المشار إليها أعاله وجمع ‪ -‬في تناغم فريد من نوعه ‪ -‬بين مكتسبات وعطاءات‬ ‫شخصية ظلت تبدو متناقضة في مظاهرها وتجلياتها‪ ،‬لكنها – في جوهرها – عكست أصالة‬ ‫تكوين هذا الكاتب وانسجامه النموذجي في الجمع بين شخصيتي رجل الدولة من جهة أولى‪،‬‬ ‫واألديب والكاتب النابغ من جهة ثانية‪ .‬وإذا كان من الصعب حصر إنتاجات ابن الخطيب الغزيرة‬ ‫ضمن خانة معرفية أحادية األبعاد‪ ،‬فالمؤكد أن شخصية األديب والمؤرخ ظلت تهيمن – بنسب‬ ‫كبيرة – على سواها من االهتمامات األخرى التي انشغل بها ابن الخطيب‪ .‬ولعل المتصفح‬ ‫لمؤلفات مثل « اإلحاطة في أخبار غرناطة» و « رقم الحلل في نظم الدول» و « أعمال األعمال‬ ‫في من بويع قبل االحتالم» و « اللمحة البدرية في الدولة النصرية»‪ ،...‬سيقف ‪ -‬بكل وضوح –‬ ‫على عناصر الخاصية المذكورة التي جعلت هذه المؤلفات تحتل المراتب األولى بين أهم مصادر‬ ‫التاريخ المغربي خالل عهد الدولة المرينية‪.‬‬ ‫وإذا كان ابن الخطيب قد اهتم بالتأريخ لعموم بالد المغرب وبالد األندلس‪ ،‬فإن منطقة‬ ‫شمال المغرب قد نالت نصيبا كبيرا من االهتمام في مؤلف تاريخي ‪ /‬جغرافي ‪ /‬أدبي يعتبر من‬ ‫بين أهم ما خلفه ابن الخطيب على امتداد تجربته الطويلة في الكتابة‪ ،‬يتعلق األمر بكتاب «‬ ‫معيار االختيار في ذكر المعاهد والديار» الذي حظي باهتمام الباحثين المعاصرين – تحقيقا‬ ‫ودراسة – بالنظر لغناه الكبير‪ ،‬ولجدته المتميزة‬ ‫ولمساهمته في إلقــاء الضوء على مراكـــز حضرية‬ ‫أندلسية ومغربية ظلت المعلومات حولها منعدمة‬ ‫أو نادرة أو مضطربة داخل مصنفات األسطوغرافيات‬ ‫الكالسيكية‪ .‬وكما سجل المرحوم محمد المنوني في‬ ‫كتابه «المصادر العربية لتاريخ المغرب» ( ج‪ ،1 .‬ص‪.‬‬ ‫‪ ،) 107‬فقد صاغ المؤلف كتابه اعتمادا على أسلوب‬ ‫المقامات الحوارية‪ ،‬ومن خالل ذلك قدم وصفا شاعريا‬ ‫لمدن مملكتي غرناطة والمغرب األقصى وذلك في‬ ‫تعابير وجيزة تتضمن خصائص مركزة حول المدن‬ ‫المذكورة وحول ساكنتها‪ .‬وقد صدر الكتاب للمرة‬ ‫األولى في مطبعة أحمد يمني بفاس عام ‪ 1325‬ه‪ ،‬ثم‬ ‫نشره – محققا – الدكتور أحمد مختار العبادي ضمن‬ ‫مجموعة « مشاهدات لسان الدين بن الخطيب في‬ ‫بالد المغرب واألندلس» باإلسكندرية سنة ‪.1958‬‬ ‫كما نشرت طبعة أخرى بمقدمة موسعة للدكتور‬ ‫محمد كمال شبانة سنة ‪ ،1977‬مرفقة بدراسة وبترجمة إسبانية‪.‬‬ ‫تتوزع مضامين كتاب «معيار االختيار في ذكر المعاهد والديار» ( طبعة ‪ ) 1977‬بين ما‬ ‫مجموعه ‪ 164‬صفحة من الحجم المتوسط‪ ،‬احتوت على قسمين‪ ،‬أحدهما عربي والثاني إسباني‪.‬‬ ‫ويحتوي القسم العربي على النص األصلي الكامل للكتاب إلى جانب التعاليق والحواشي‬ ‫والتوضيحات التي أدرجها الدكتور شبانة‪ .‬أما النص اإلسباني‪ ،‬فإنه يحتوي على الترجمة‬ ‫اإلسبانية الكاملة للنص العربي‪ ،‬إلى جانب فصول خاصة بسيرة ابن الخطيب وبقيمة أعماله‬ ‫األدبية وبأهمية كتاب «معيار االختيار» داخل األدب األندلسي الوسيط‪ ،‬إضافة إلى جملة من‬ ‫الشروحات والتعاليق المرفقة بالترجمة اإلسبانية للمتن األصلي‪ .‬وعموما‪ ،‬يمكن القول إن‬ ‫المترجم ‪ /‬المحقق قد نجح في تقديم النص العربي للقارئ اإلسباني من دون اإلخالل بضوابط‬ ‫فعل الترجمة باعتبارها أداة تواصل حضاري بين األمم والشعـوب‪ ،‬وباعتبارهـا نافــذة يمكن‬ ‫– عبرها – تقديم تراثنا وإبداعاتنا اإلنسانية «لآلخر» المتقوقع حول مرجعياته الذاتية وحول‬ ‫أحكامه الجاهزة فيما يتعلق بالتراكمات الحضارية للشعوب غير األوربية‪.‬‬ ‫وبالنسبة للقيمة المعرفية للكتاب‪ ،‬فالمؤكد أنها تساهم في التعريف بحواضر األندلس‬ ‫والمغرب وفي توطين الجهات واألقاليم بشكل مفصل يقوم على أساس معرفة دقيقة بالمناطق‬ ‫المذكورة‪ .‬وال غرابة في ذلك‪ ،‬مادام ابن الخطيب قد ظل دائم التنقل بين بالد األندلس وحواضر‬ ‫المغرب األقصى وخاصة منها تلك الواقعة بالمنطقة الشمالية من البالد‪ .‬لذلك‪ ،‬فقد نالت هذه‬ ‫المنطقة مكانة الفتة داخل الكتاب‪ ،‬حيث أفاض المؤلف في وصف مدنها وأدوارها التاريخية‬ ‫واالقتصادية واالجتماعية وامتداداتها العربية ‪ /‬اإلسالمية و اإلفريقية ‪ /‬المتوسطية‪ .‬في هذا‬ ‫اإلطار‪ ،‬تم التركيز – إلى جانب المدن األندلسية والمغربية األخرى – على وصف خصوصيات كل‬ ‫من بادس‪ ،‬وسبتة‪ ،‬وطنجة‪ ،‬وقصر كتامة ( أي القصر الكبير حاليا )‪ ،‬وأصيال‪ ،‬وغساسة‪ .‬وإلعطاء‬ ‫الدليل على الطريقة الشاعرية التي كان يصف بها ابن الخطيب هذه المدن وكذا على األسلوب‬ ‫المقاماتي ‪ /‬الحواري البليغ المعتمد عليه في السرد وفي الوصف‪ ،‬يمكن االستشهاد بما كتبه‬ ‫المؤلف بهذا الخصوص حول مدن أصيال وسبتة وطنجة والقصر الكبير‪.‬‬ ‫فبالنسبة لمدينة أصيال‪ ،‬نقرأ في الصفحة رقم ‪ 74‬ما يلي ‪:‬‬ ‫« قلت ‪ :‬فأصيال ؟‬ ‫قال ‪ :‬كثيرة المرافق‪ ،‬رافعة في الخصب اللواء الخافق‪ ،‬العصير األثير‪ ،‬والحوت الكثير‪ ،‬واإلدام‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫الذي يرمى به من حكم عليه بالتعزيز‪ ،‬والسفن المترددة‪ .‬وفيها الملف واألبازير‪ .‬إال أن حصنها‬ ‫من المنعة برى‪ ،‬وساكنتها بربرى‪ ،‬وجارها – من غمارة – جرى»‪.‬‬ ‫وبالنسبة لمدينة سبتة‪ ،‬فقد قدم ابن الخطيب حولها أوصافا عمرانية وجغرافية وتاريخية‬ ‫جاء فيها ‪:‬‬ ‫« قلت ‪ :‬فمدينة سبتة ؟‬ ‫قال ‪ :‬عروس المجلى‪ ،‬وثنية الصباح األجلى‪ ،‬تبرجت تبرج العقيلة‪ ،‬ونظرت وجهها من البحر‬ ‫في المرآة الصقلية‪ ،‬واختص ميزان حسناتها الثقيلة‪ ،‬وإذا قامت بيض أسوارها‪ ،‬مقام سوارها‪،‬‬ ‫وكان جبل بنيونش شمامة أزهارها‪ ،‬والمنارة منارة شوارها‪ .‬كيف ال ترغب النفوس في جوارها‪،‬‬ ‫وتخيم الخواطر بين أنجادها وأغوارها ؟ إلى المينا الفلكية‪ ،‬والمراسي الفلكية‪ ،‬والركية الزكية‪،‬‬ ‫غير المنزورة وال البكية ‪ ...‬واألسطول المرهوب‪ ،‬المحذور األلهوب‪ ،‬والسالح المكتوب المحسوب‪،‬‬ ‫واألثر المعروف المنسوب‪ ،‬كرسي األمراء واألشراف‪ ،‬والوسيطة لخامس أقاليم البسيطة‪ ،‬فال حظ‬ ‫لها في االنحراف ‪ ...‬محشر أنواع الحيتان‪ ،‬ومحط قوافل العصير والحرير والكتان ‪ ...‬ووجود‬ ‫المساكن النبيهة بأرخص األثمان‪ ،‬والمدفن المرحوم غير المزحوم‪ ،‬وخزانة كنز العلوم‪ ،‬واآلثار‬ ‫المنبئة عن أصالة العلوم‪ ،‬إال أنها ‪ ...‬عرضة للرياح ذات الهبوب‪ ،‬عديمة الحرث فقيرة الحبوب‬ ‫‪ ...‬فأحوال أهلها رقيقة‪ ،‬وتكلفهم ظاهر مهما عرضت وليمة أو عقيقة‪ ،‬واقتصادهم ال تلتبس‬ ‫منه طريقة ‪ ..‬وفتنتهم ببلدهم فتنة الواجم‪ ،‬بالبشير الهاجم‪ ،‬وراعي الجديب بالمطر الساجم‪،‬‬ ‫فال يفضلون عن مدينتهم مدينة‪ ،‬الشك – عندي – في مكة والمدينة» ( ص ص‪.) 72 – 71 .‬‬ ‫وبالنسبة لمدينة طنجة‪ ،‬فمما كتبه ابن الخطيب‪ ،‬نذكر ما يلي ‪:‬‬ ‫« قلت ‪ :‬فطنجة ؟‬ ‫قال ‪ :‬المدينة العادية‪ ،‬والبقعة التي ليست بالخبيثة‬ ‫وال بالردية‪ ،‬إليها باألندلـــس كانت نسبة المغاربة‪،‬‬ ‫والكتائب المحاربـــة‪ ،‬والرفـــق السائحــة في األرض‬ ‫الضاربة‪ ،‬سورها ليس بمثلوم‪ ،‬وساكنها غير ملوم‪،‬‬ ‫وفضلها معلوم‪ ،‬ودارها ليست بدار لوم‪ ،‬ميدان أفراس‬ ‫كبير‪ ،‬ومعدن هند وذكير‪ .‬مثلت بين المنار والقالة ‪...‬‬ ‫هذي سماء بروج‪ ،‬وهذي أزهار مروج‪ ،‬وكالهما مركب‬ ‫سرور وسروج‪ ،‬ومتمتع فروج‪ ،‬ومطعم قديد ومروج‪.‬‬ ‫ديارها نبيهة‪ ،‬وأحوالها بأحوال جارتها شبيهة‪ .‬لكن‬ ‫رملها يحشو العين بالذرور عند المرور ‪ ...‬ورياحها ال‬ ‫تسكن إال في الندور‪ ،‬وظلمة جوها متسببة عما وراءها‬ ‫من مغرب الشموس والبدور‪ ،‬وعين برقانها أعذب‬ ‫عيونها مشهور بتوليد الهوج‪ ،‬قران عند الناس غير ذي‬ ‫عوج‪ ،‬ويذكر أن سليمان اختصها بسجن مردة الجن‪،‬‬ ‫فيعثر بها على أوان ملئت ريحا‪ ،‬ويسندون لذلك إفكا‬ ‫صريحا» ( ص ص‪.) 73 – 72 .‬‬ ‫وبخصوص مدينة القصر الكبير‪ ،‬نقرأ في الصفحة رقم ‪ 73‬ما يلي ‪:‬‬ ‫« قلت ‪ :‬فقصر كتامة ؟‬ ‫قال ‪ :‬مغرد عندليب‪ ،‬وعنصر بر وحليب‪ ،‬ومرعى سائمة‪ ،‬ومسرح بهيمة في الجميم هائمة‪،‬‬ ‫ومسقط مزنة عادية وديمة دائمة‪ ،‬وبه التفاح النفاح‪ ،‬ترتاح إلى شميمة األرواح‪ ،‬والفواكه قد‬ ‫ثقلت بها األدواح‪ ،‬يقذف بها السماء والصباح‪ ،‬ويتفنن فيه الحرام المباح ‪ ...‬وطريقه مسلك‬ ‫القافلة‪ ،‬وببابه السوق الحافلة‪ ،‬ينسل إليها من غمارة قرود وفهود‪ ،‬وأمة صالح وهود ‪ ...‬جثم‬ ‫الهواء الخبيث في بطيحته وربض‪ ،‬وانبسط وما انقبض‪ ،‬وجهز ليله عسكر البعوض الهاجم‪،‬‬ ‫دربة بمص المحاجم‪ ،‬وأما وحله فال يعبر وال يسبر‪ ،‬وإن أسهبت العبارة فاألمر أكبر»‪.‬‬ ‫هذه نماذج منتقاة عن طريقة سرد لسان الدين ابن الخطيب لمعلوماته‪ ،‬وهي كافية‬ ‫الستخالص المالمح العامة لتقنيات الكتابة لدى هذا األديب والمؤرخ‪ ،‬تقنيات تحرص على اختزال‬ ‫كم واسع من المعلومات والمعطيات الطبيعية والبشرية واالقتصادية في إطار كتابة إبداعية‬ ‫راقية تراعي قواعد السجع واألوزان والمحسنات اللغوية والبالغية التي تميز متون المقامات‬ ‫الحوارية الكالسيكية‪ .‬ويبدو أن المؤلف قد ظل وفيا ألسس مضامين هذه القواعد‪ ،‬خاصة فيما‬ ‫يتعلق بالتركيز على بعض المظاهر والعادات السيئة التي كانت تنتشر بهذه المدينة أو تلك‪.‬‬ ‫وفي هذه النقطة بالذات‪ ،‬تكمن أهمية كتاب «معيار االختيار» خاصة على مستوى استكمال أبعاد‬ ‫الصورة العامة لماضي مدننا ومراكزنا الحضارية‪ ،‬فالكتابات الكالسيكية الرسمية ظلت تركز –‬ ‫باستمرار – على الجوانب اإليجابية والمشرقة في ماضينا‪ ،‬في حين أنها لم تقف عند الوجه اآلخر‬ ‫للصورة إال لماما وفي سياقات عابرة واختزالية إلى حد كبير‪.‬‬ ‫واعتبارا لكل هذه الخصوصيات‪ ،‬أمكن القول إن كتاب « معيار االختيار » قد تحول إلى مصدر‬ ‫توثيقي بقيمة علمية مزدوجة‪ ،‬فمن جهة هناك البعد الجغرافي والتاريخي الخاص بحواضر‬ ‫األندلس والمغرب‪ ،‬ومن جهة ثانية هناك البعد األدبي الذي يمكن تلمس – من خالله – مالمح‬ ‫تطور األدب العربي األندلسي خالل مرحلة نهاية عهد الدولة المرينية‪ ،‬وذلك على مستوى‬ ‫المضامين وعلى مستوى تطور صنعة الكتابة‪.‬‬

‫العربي المصباحي محافظا للتراث الثقافي بجهة طنجة‬ ‫علـى إثـر إحـداث المحافظـات الجهويـــة للتراث الثقافي بمختلف جهات المغرب اإلثنتي عشرة‪ ،‬وذلك بقرار من وزير الثقافة‪ ،‬نشر بالعدد ‪ 6478‬بالجريدة الرسمية‪ ،‬تم اإلعالن‬ ‫عن تعييـــن السيـــد العربي المصباحـــي‪ ،‬المتصـــرف من الدرجة األولى بوزارة الثقافة‪ ،‬محافظا جهويا للتراث الثقافي بجهــة طنجة ـ تطوان‪ ،‬التي ألحقت بها‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬مدينة‬ ‫الحسيمة وإقليمها لتغطي عمــاالت وأقاليم طنجةـ أصيلة وتطوان والمضيق ـ الفنيدق والفحص ـ أنجرة والعرائش وشفشاون ووزان والحسيمة‪.‬‬ ‫وأشـــار بيـــان الوزارة أن تعييـــن السيد المصباحي جاء «تبعا لمداوالت واقتراح لجنة إجراء المقابالت االنتقائية لشغل منصب محافظ جهوي للتراث الثقافي بالمديرية‬ ‫الجهوية للثقافة بجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة»‪.‬‬ ‫وتضمنــت مذكــرة الوزير الصبيحــي بهــذا الخصوص الموجهـة إلى المسؤولين عن مختلف إجارات ومصالح الوزارة المركزية والجهويــة‪ ،‬إلضافـة إلى تعيين السيد‬ ‫المصباحي في منصب المحافظ الجهوي للتراث الثقافــي بجهـة طنجة‪ ،‬توجيهـات بشأن تقديم كافة المساعدات للمعني باأمر‪ ،‬حتى يتسنى له القيام بمهامه على الوجه المطلوب‪.‬‬ ‫ومعلــوم أن إحـداث المحافظات الجهوية للتراث الثقافي جاء بهدف إعطاء مسألـة المحافظة على التراث الثقافي المادي وغير المادي المكانة التي يستحقها ودمجـه في‬ ‫المنظومــة التنموية للمغرب‪.‬‬ ‫وقبل تعيينه في منصبه الجديد كان السيد المصباحي يشغل منصب المندوب اإلقليمي لوزارة الثقافة بطنجة‪.‬‬

‫ع‪ .‬ك‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪� 26‬شتنرب ‪2016‬‬

‫العدد ‪855‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)325‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫سكان شارع عمر بن الخطاب‬ ‫يشتكون من انعدام اإلنارة‬ ‫العمومية منذ أزيد من شهر‬ ‫و يشجبون احتالل سيارات‬ ‫«أمانديس» لحي بأكمله‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫اشتكى ع��دد من سكان أحياء ش��ارع عمر بن‬ ‫الخطاب و المتموقعة فيه المحكمة اإلبتدائية بطنجة‪،‬‬ ‫من استمرار أعطال أعمدة اإلضاءة الليلية في حيّهم‪.‬‬ ‫وقالوا إن الجهات المختصة ال تتجاوب مع بالغاتهم‬ ‫المتعددة منذ أزيد من شهر من اآلن‪ ،‬وأوضحوا أن‬ ‫الحي أصبح يعاني من الظالم الدامس ما يشجع على‬ ‫اإلجرام و ارتكاب ممارسات ضد القانون ‪ ،‬و ما يجعل‬ ‫سالمة السكان و المارة من الحي في خبر كان ‪.‬‬ ‫و عالقة بنفس الشارع ‪ ،‬يشتكي السكان من‬ ‫طريقة ركن سيارات الشركة‪ ‬المفوض لها بتسيير‬ ‫قطاع‪ ‬الكهرباء‪ ‬و‪ ‬الماء‪ ‬الصالح للشرب و تطهير السائل‬ ‫المسماة «أمانديس»‪ ،‬حيث يؤكد المشتكون أن الركن‬ ‫العمودي للسيارات يحتل الحي بأكمله‪ ،‬ما يجعل السكان‬ ‫يعيشون في حالة رعب بسبب تجمهر عدد من أطفال‬ ‫الشوارع و المجرمين الذين ال يرون حرجا في التعدي‬ ‫على المارة و ترك قارورات الخمر تتأرجح بأركان الحي‬ ‫و بين سيارات «أمانديس» خصوصا و اإلنارة منعدمة ‪.‬‬

‫توضيح‬ ‫ردا على الشكاية المتعلقة‬ ‫باحتالل مسكن الغير بالقوة‪،‬‬ ‫وع�لاق��ة بالموضوع‪ ،‬يتقدم‬ ‫ب��وش��ت��ة ال��ش��رك��ي وعائلته‬ ‫بتكذيب صريح لكل ما جاء على‬ ‫لسان الخصوم ‪ ،‬حيث يؤكدون‬ ‫على أن سمعة رب العائلة تغني‬ ‫عن كل لبس في الموضوع‪،‬‬ ‫وأنهم يمتلكون أكثر من بيت‬ ‫ويعيشون عيشة كريمة تغنيهم‬ ‫عن احتــالل أي مسكن‪ ،‬وأن‬ ‫انضباطهم وبياض تاريخهم‬ ‫اإلجتماعــي والمهنـــي لخير‬ ‫دليل على براءتهم من كل ما‬ ‫نسبه الخصوم إليهم ‪ ،‬وأن ما‬ ‫جعل األمور تتصعد هو رفض‬ ‫عتيقة برهون إدالء شهادة زور‬ ‫والتقدم بشكاية ضد الشيخ عبد‬ ‫القادر وابنه جعفر واتهامهم‬ ‫بالتحرش بابنتها القاصر ما ال‬ ‫يتماشى ومبادئ المشتكية‪،‬‬ ‫مؤكديـــن أن المتهميـــن ال‬ ‫يزالون تحت المتابعة القانونية‬ ‫وأن كل ما جاء في ردهم هو‬ ‫افتراء وبهتان ‪.‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬ ‫ج‪.‬ط‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 6‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫لجميع إعالناتكم‬ ‫اإلشهارية واإلدارية‬ ‫يف جريدة‬

‫االتصال على الرقم ‪0539943008‬‬

‫رقم ‪325‬‬


‫الرياضي‬ ‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 855‬ـ الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪� 26‬شتنرب ‪2016‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫عشرون خطأ لدى المبتدئين‬ ‫طريقهم في صاالت الجيم! (‪)4‬‬

‫‪3‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫كلمة العدد‬

‫أفرجت‬

‫الجهات المسؤولة عن الميزانية المخصصة إلستكمال األشغال‬ ‫بالملعب الكبير بالزياتن بطنجة‪ ،‬انطالقا من مدرجات الكورفا‬ ‫لوكا‪ ،‬وإقامة سياج خارجي‪ ،‬وإضافة االبواب االلكترونية‪ .‬واتنادا إلى المصدر ذاته‪،‬‬ ‫فإن موعد بداية األشغال سيحدد الحقا تحت إشراف جواد الخطابي المهندس الذي‬ ‫أشرف على بناء هذا الملعب‪ .‬خبر سار‪ ،‬لكنه تزامن مع خبر إمكانية إغالق الملعب‬ ‫إلصالح أرضيته التي باتت تثير قلق اتحاد طنجة وضيوفه بسبب تضرر عشب أرضية‬ ‫الملعب‪ .‬هذا اإلغالق سيضر طبعا بمصالح فريق المدينة األول‪ .‬سيما أن مدير‬ ‫الملعب بعد نهاية مباراة ذهاب ثمن نهائي كاس العرش أمام أولمبيك اخريبكة‬ ‫أكد إمكانية إقفال الملعب بسبب من أجل إصالح العشب‪ .‬الذي تضرر حسب بعض‬ ‫المصادر بعوامل مناخية‪ ،‬وربطت األمر برياح الشرقي التي تهب على طنجة‪.‬‬

‫هيرفي رونار‪...‬‬ ‫مدرب املنتخب املغربي الأول‬

‫• قمت بإستدعاء المدافع يونس عبد‬ ‫الحميد من ديجون الفرنسي الذي ينشط‬ ‫داخله دولي مغربي آخر‪ ،‬هو فؤاد شفيق الذي‬ ‫لم توجه له دعوة الحضور رفقة المنتخب‬ ‫المغربي رغم بصمه على مستوى جيد‪ ،‬ما‬ ‫هي مبررات عدم إستدعائه؟‬ ‫• • صراحة أنا أتابع فؤاد شفيق مع فريقه‬

‫ديجون وأراقب تطوره‪ ،‬لكنني أتوفر على نبيل درار‬ ‫كمدافع أيمن يقوم بدوره بشكل جيد‪ ،‬ورسميته‬ ‫ال تناقش داخل المنتخب المغربي وداخل فريقه‬ ‫موناكو أيضا‪ .‬قمت باستدعاء يونس عبد الحميد‬ ‫ألنني أحتاج مدافعا أوسط يتوفر على إمكانيات‬ ‫كبيرة‪ ،‬كالتي يتوفر عليها هذا الالعب الذي أنتظر‬ ‫منه الكثير‪ ،‬وبالعودة إلى عدم إستدعاء شفيق‬ ‫أظن أن عدم حضوره معنا ال ينقص من مؤهالته‪،‬‬ ‫وسأواصل متابعته‪ ،‬شأنه كشأن باقي الالعبين‬ ‫المغاربة اآلخرين‪.‬‬

‫‪ .16‬التمرن في نهاية األسبوع‪:‬‬ ‫الكثي��ر م��ن المتمرنين يقوم��ون بالتدريبات فق��ط في عطلة‬ ‫نهاية االس��بوع وال يوزعونها على كل االسبوع‪ .‬هذا خطا كبير الن‬ ‫ذلك يس��بب عبء كبير على العضالت‪ ،‬االوت��ار والعظام خالل ايام‬ ‫التدري��ب المكثفة وفي االيام التي ال يتم فيه��ا التمرن (من االحد‬ ‫ال��ى االربع��اء او الخميس) يكون الجس��م غير فع��ال على االطالق‪.‬‬ ‫يجب اتباع نظام تدريبات موزع على كل االسبوع بحيث تحظى كل‬ ‫عضلة بفترة راحة بين ‪ 48‬الى ‪ 72‬ساعة بين تدريب واخر‪.‬‬

‫‪ .17‬التدريب الزائد منذ البداية‪:‬‬ ‫تنضم��ون الى ص��االت الجي��م ويملؤك��م الحماس الش��ديد؟‬ ‫احرصوا على البدء بنشاط معتدل جدا وقوموا بزيادة منحنى الجهد‬ ‫بش��كل تدريجي‪ .‬العديد من اولئك الذي��ن يظهرون الحماس في‬ ‫بداية التدريبات يصلون بسرعة كبيرة الى طبيب العظام ‪...‬‬

‫‪ .18‬عدم إجراء تسخين قبل التدريب‪:‬‬ ‫ابدا ال يجب ترك االحماء في بداية التدريب‪ .‬يجب تحضير جهاز‬ ‫القلب والدورة الدموية للنش��اط‪ ،‬العضالت يج��ب ان تكون دافئة‬ ‫قبل الجهد ودرجة حرارة الجس��م يجب ان ترتف��ع قليال‪ .‬يجب بذل‬ ‫نحو خمس الى عش��ر دقائق من التس��خين قبل ممارسة التمارين‬ ‫البدنية‪.‬‬

‫‪ .19‬عدم القيام بإرخاء الجسم والعضالت‪:‬‬ ‫في نهاي��ة التدريب يج��ب عليكم اجراء نش��اط ‪ ‬اكث��ر اعتداال‬ ‫وبوتيرة منخفضة‪ ،‬لعش��رة دقائق على االقل‪ .‬للس��ماح للحرارة في‬ ‫االنخفاض بشكل معتدل في العضالت‪ ،‬مما يمنع حدوث التشنجات‪.‬‬

‫‪ .20‬نسيان أن التمرين متعة‪:‬‬ ‫اعزائي المتدربون‪ ،‬ال تنس��وا ان تدريبات اللياقة البدنية ينبغي‬ ‫ان تكون ممتعة‪ .‬فهذا ليس دواما ممال‪ .‬احضروا معكم ‪ ‬موس��يقى‬ ‫تسمعونها‪ ،‬ارتدوا المالبس الجميلة و «اخرجوا للتمتع»‪ .‬فمثل هذا‬ ‫النهج يضمن بقاء الدافعية للتدريبات لسنوات طويلة‪.‬‬

‫(انتهى)‬

‫• بعد اإلنتهــاء من إقصائيـات كأس‬ ‫إفريقيا لألمم سيدخل الفريــق الوطني‬ ‫إقصائيــات كأس العالم‪ ،‬وسيواجه منتخب‬ ‫الغابون في أول محك‪ ،‬كيف تراقب هذا‬ ‫المنافس؟‬ ‫• • نشتغل داخل الطاقم التقني للمنتخب‬

‫المغربي بشكل محترف‪ ،‬وال نترك أي شيء للصدفة‪ ،‬سافر اليوم‬ ‫اإلثنين مساعدي باتريس بوميل بإتجاه الكاميرون‪ ،‬لمشاهدة‬ ‫المباراة الودية التي ستجمع األسود غير المروضة بمنتخب‬ ‫الغابون يوم غد الثالثاء وإعداد تقرير تقني عنها‪ ،‬وقبله أوكلت‬ ‫أحد التقنيين لمتابعة مباراة الفهود التي أجروها أمام السودان‬ ‫يوم الجمعة األخير‪ .‬قبل السفر لـ «فرانس فيل» بالغابون وقبل‬ ‫دخول غمار إقصائيات كأس العالم‪ ،‬أريد تجهيز منتخب مغربي‬ ‫قوي‪ ،‬ودراسة مستوى مختلف المنافسين‪ ،‬من أجل تحقيق نتائج‬ ‫إيجابية مثلما كان عليه الحال منذ قدومي للمنتخب المغربي‪.‬‬

‫• لم تستــدع العبين إنضموا ألندية خليجية‪،‬‬ ‫للمباراتين أمام ألبانيا وساوطومي‪ ،‬ويكون من الصعب‬ ‫أن تسقط العبين أساسيين من أمثال يوسف العرابي‬ ‫وامبارك بوصوفة‪ ،‬وبدرجة أقل عبد العزيز برادة في‬ ‫هذه الظرفية‪ ،‬هل فعال أسقطت مغاربة الخليج من‬ ‫مفكرتك؟‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫• • لقد أسيء فهم ما قلته عن العبي الخليج في فترة سابقة‪،‬‬ ‫صرحت بأنني لن أستدعي الالعبين الممارسين هناك إذا ما‬ ‫تدنت مستوياتهم بشكل كبير‪ ،‬وطبعا األمر ال يمكن أن يسري‬ ‫على الالعبين الذين يحافظون على تنافسيتهم وجاهزيتهم‬ ‫للعب في المستويات العالية‪ .‬أحرص دائما على مراقبة الالعبين‬ ‫المغاربة الممارسين بالخليج‪ ،‬ومؤخرا تواصلت مع عبد العزيز‬ ‫برادة عقب مباراة فريقه الكبيرة أمام الجيش القطري برسم‬ ‫ربع نهائي عصبة األبطال األسيوية‪ ،‬والتي فازوا فيها بثالثة‬ ‫أهداف لواحد‪ ،‬وسأراقب الالعبين األساسيين الذين أبانوا مع‬ ‫المنتخب المغربي على إمكانيات جد محترمة في اآلونة األخيرة‬ ‫كالعرابي وبوصوفة‪ .‬الدعوة لم توجه للمحترفين بالخليج خالل‬ ‫المواجهتين أمام ألبانيا وساوطومي‪ ،‬بإعتبار أن المنافسة لم‬ ‫تبدأ هناك وستنطلق إبتداء من هذا الشهر‪ ،‬لذلك إرتأيت تجريب‬ ‫بعض الوجوه الجديدة قبيل دخول مرحلة الحسم‪ ،‬والتي يصعب‬ ‫فيها دائما وضع عناصر أخرى تحت اإلختبار‪.‬‬

‫زيارة حياتو للمغرب تدعم أنباء‬ ‫استضافتها ألمم إفريقا ‪2017‬‬

‫كشف تقارير صحفية فرنسية‪ ،‬عن نية اتحاد الكرة اإلفريقي‬ ‫«كاف»‪ ،‬لنقل بطولة كأس األمم اإلفريقية ‪ 2017‬من الجابون إلى‬ ‫المغرب‪ ،‬وذلك بسبب األوضاع األمنية المضطربة التي تشهدها‬ ‫الجابون‪ .‬وقالت صحيفة «فرانس فوتبول‪ ،‬إن المغرب تمثل خيارًا‬ ‫مناسبًا لالتحاد اإلفريقي في حال تم االستقرار على نقل البطولة‬ ‫من الجابون‪ ،‬كما عززت صحيفتا «ليكيب» و»جون أفريك» تلك‬ ‫األنباء بتأكيدهما على أنه كان هناك اتفاق مسبق لوضع المغرب‬ ‫كخيار بديل في حال صعوبة إقامة البطولة في الجابون‪ .‬وتأتي تلك‬ ‫التقارير وسط‪ ‬حالة من الترقب داخل المغرب‪ ،‬لمعرفة أسرار الزيارة‬ ‫التي سيقوم بها عيسى حياتو رئيس االتحاد اإلفريقي‪ ،‬للمغرب يوم‬ ‫‪ 29‬سبتمبر الحالي‪ ،‬بعد لقاء حياتو بفوزي لقجع رئيس اتحاد الكرة‬ ‫المغربي على هامش أشغال عمومية الكاف بالقاهرة والمقررة بين‬ ‫‪ 20‬و‪ 27‬سبتمبر‪ .‬وتعتبر زيارة حياتو ً‬ ‫حدثا مهمًا‪ ،‬لكونها األولى‬ ‫منذ فترة الخالف والتصعيد بين المغرب والكاف‪ ،‬والتي حدثت قبل سنتين على هامش رفض المغرب احتضان أمم إفريقيا ‪2015‬‬ ‫بسبب تفشي وباء إيبوال‪ .‬ولم يكشف اتحاد الكرة المغربي عن سبب زياة حياتو للمغرب‪ ،‬ولكنه أعلن في بيان عن لقاء لقجع بإنفانتينو‬ ‫رئيس االتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» بسويسرا‪ ،‬قبل حلول رئيس الكاف بالمغرب‪ ،‬لدراسة سبل التعاون بين االتحادين الدولي‬ ‫والمغربي لكرة القدم‪ ،‬ودعم دجهود المغرب في احتضان أكبر المسابقات الكروية‪.‬‬


‫العدد ‪855‬‬

‫أخبـار‬ ‫اتحـاد طنجـة‬

‫الشمال الرياضي‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪� 26‬شتنرب ‪2016‬‬

‫تعاون طبي بين طاقم اتحاد طنجة وأطباء‬ ‫أمريكيين متخصصين في الطب الرياضي‬

‫اتحاد طنجة يكشف عن رواتب‬ ‫الالعبين واألطر واألكرية‬ ‫كشف مكتب اتحاد طنجة لكرة القدم قيمة‬ ‫المصاريف المكلفة للفريق خالل الموسم‬ ‫الجاري التي تصل ‪ 35850400،00‬درهم‪ .‬سيما‬ ‫المرتبطة بالرواتب الشهرية لالعبين و األطر‪،‬‬ ‫إذ تكلف الفريق مبلغ ‪ 10730400،00‬درهم‬ ‫سنويا‪ ،‬بمعدل ‪ 894.200،00‬درهم شهريا‪.‬‬ ‫وبعدما رفض محمد سابق‪ ،‬السيمو‪ ،‬المدير‬ ‫الرياضي للفريق في ندوة صحفية الكشف‬ ‫عن منح توقيع الالعبين‪ ،‬و القيمة المالية التي‬ ‫صرفتها إدارة الفريق في عملية فسخ عقود‬ ‫بعض الالعبين‪ ،‬ارتأى المكتب كذلك الكشف‬ ‫عن الرقم الذي بلغ ‪ 12220000،00‬درهم‬ ‫منحة توقيع ثالثة عشر العبا وافدا على الفريق‬ ‫هذا الموسم‪ .‬وكلفت منح التوقيع لثالثة عشر‬ ‫العب من الذين واصلوا حمل قميص الفريق‬ ‫مبلغ ‪ 10020000،00‬درهم في الموسم‪.‬‬ ‫فيما كلفت عملية فسخ عقود ثمانية العبين‬ ‫مبلغ ‪ 1740000،00‬درهم‪ .‬ويكلف إيواء‬ ‫الالعبين مبلغ ‪ 1140000،00‬درهم خالل‬ ‫الموسم‪ ،‬بمعدل ‪ 95000،00‬درهم شهريا‬ ‫تخص األكرية‪ .‬ويذكر أن مكتب اتحاد طنجة‬ ‫منح جميع الالعبين الشطر األول من منحة‬ ‫التوقيع عن الموسم الرياضي الجاري‬

‫العشب المتضرر يهدد بإقفال‬ ‫ملعب طنجة الكبير‬ ‫باتت أحوال أرضية الملعب الكبير بطنجة‬ ‫تثير قلق اتحاد طنجة وضيوفه بسبب تضرر‬ ‫عشب أرضية الملعب‪ .‬وظهرت عيوب األرضية‬ ‫منذ المباراة الودية أمام الرجاء في شهر يوليوز‬ ‫قبل انطالق منافسات البطولة الوطنية‪ ،‬من‬ ‫خالل اقتالع أطراف من العشب وانتشار حفر في‬ ‫مختلف جوانب الملعب‪ .‬وتكرر المشهد خالل‬ ‫مباراة افتتاح البطولة ضد الدفاع الجديدي‪،‬‬ ‫وذهاب ثمن نهائي كأس العرش أمام اخريبكة‬ ‫أثارت غضب مدربي الفريقين‪ .‬وأكد مدير‬ ‫الملعب بعد نهاية مباراة ذهاب ثمن نهائي‬ ‫كاس العرش إمكانية إقفال الملعب بسبب من‬ ‫أجل إصالح العشب‪ .‬وعزا المصدر ذاته الضرر‬ ‫بعوامل مناخية‪ ،‬رابطا األمر برياح الشرقي‬ ‫التي تهب على طنجة‪ .‬مصادر أخرى رمت‬ ‫بالمسؤولية على المهندس الجديد المكلف‬ ‫بالصيانة التي كان يسهر عليها مهندس‬ ‫برتغالي انتهت مهمته‪ .‬كانت أرضية الملعب‬ ‫الكبير طيلة مراحل إشرافه على الصيانة في‬ ‫حالة جيدة أثارت إعجاب أندية عالمية خاضت‬ ‫مباريات على أرضيته‪.‬‬

‫اإلفـراج عن ميزانيـة مواصلة‬ ‫األشغال بالملعب‬ ‫أفاد مصدر مقرب من اتحاد طنجة أن‬ ‫الجهات المسؤولة أفرجت عن الميزانية‬ ‫المخصصة إلستكمال األشغال بالملعب‬ ‫الكبير بطنجة‪ ،‬انطالقا من مدرجات الكورفا‬ ‫لوكا‪ ،‬وإقامة سياج خارجي‪ ،‬وإضافة االبواب‬ ‫االلكترونية‪ .‬واتنادا إلى المصدر ذاته‪ ،‬فإن‬ ‫موعد بداية األشغال سيحدد الحقا تحت إشراف‬ ‫جواد الخطابي المهندس الذي أشرف على بناء‬ ‫هذا الملعب‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫أخبـار‬ ‫المغرب التطواني‬

‫المكتب المسير لفريق المغرب‬ ‫التطواني يصادق على مجموعة‬ ‫من القرارات‬

‫فى إطار االتفاقية الموقعة بين فريق اتحاد طنجة‬ ‫وجامعة نيو إنغالند األمريكية‪ ،‬الهادفة إلى دعم التعاون‬ ‫بين الطرفين‪ ،‬قام أربعة أطباء أمريكيين متخصصين في‬ ‫الطب الرياضي بمعية مدير جامعة نيو إنغالند األمريكية‪،‬‬ ‫فرع طنجة‪ ،‬بزيارة مركز تداريب اتحاد طنجة بالزياتن األربعاء‬ ‫الماضي‪ ،‬لالطالع على مرافقه‪ ،‬كما حضر حصة تدريبية‬ ‫للفريق المسائية‪.‬‬ ‫وتخلل الزيارة اجتماع حضره أعضاء عن المكتب المسير‬ ‫للفريق والطاقم التقني والطبي‪ ،‬فتح خالله نقاش حول سبل‬

‫التعاون في مجال الطب الرياضي وتبادل الخبرات مستقبال‪.‬‬ ‫وتدخل هذه الزيارة في إطار بنود اتفاقية التعاون التي تربط‬ ‫اتحاد طنجة بجامعة نيو إنغالند األمريكية‪ ،‬فرع طنجة‪ ،‬وقعها‬ ‫أنوار مجيد‪ ،‬المدير العام للجامعة‪ ،‬و حميد أبرشان‪ ،‬رئيس‬ ‫الفريق خالل شهر ماي الماضي‪ ،‬يحصل بموجبها الفريق‬ ‫على دعم مالي بقيمة ‪ 600‬مليون مقسمة على ثالثة سنوات‬ ‫ستمنحه جامعة «نيو إنجالند» األمريكية‪ ،‬الموجود مقر‬ ‫فرعها بمدينة طنجة‪.‬‬

‫انيسينس ‪ ،‬فريق الجالية المغربية يتألق‬ ‫في بطولة الميني فوت ببلجيكا‬ ‫تحظى رياضـــة المينــي فـــوت‬ ‫بشعبية ودعم قويين ببلجيكا من‬ ‫خالل أندية قوية بصمت عن تألقها‬ ‫في البطوالت المحلية الرسمية‪.‬‬ ‫والمثير أن بطولة القسم األول تضم‬ ‫فريقا من الجالية المغربية‪ ،‬يضم‬ ‫مكتبا مسيرا والعبين جلهم من أبناء‬ ‫شمال المغرب‪ .‬هذا الفريق الذي‬ ‫يمارس في بطولة القسم األول يدعى‬ ‫انيسينس (‪ ، )anneessens‬ويرأسه‬ ‫محمد أشقار أحد أفراد الجالية المغربية‬ ‫ببلجيكا‪ .‬و يحظى الفريق باهتمام‬ ‫إعالمي بلجيكي كبير عكس ما ينتظره‬ ‫مسؤوليه من اإلعالم المغربي الذي لم‬ ‫يمنح الفريق حقه رغم تألقه وإعطائه‬ ‫صورة مميزة عن المغرب والمغاربة‬ ‫وهم يرسمون أرقى صور التعايش بين‬ ‫باقي الشعوب‪ ،‬وانخراطهم ليس فقط‬ ‫في المجال الرياضي‪ ،‬بل تجاوزا ذلك‬ ‫ببسط نفوذهم في العمل االجتماعي‬ ‫والتضامني والثقافي‪ .‬و تمكن فريق انيسينس أخيرا من إحراز‬ ‫كاس ملك بلجيكا في كرة القدم داخل القاعة‪ ،‬وخاض مباراة‬ ‫قوية في كاس السوبر بصفته بطال للكأس‪ ،‬ونازل حامل لقب‬ ‫البطولة‪ ،‬نادي تولين (‪ )thulin‬وانهزم معه بصعوبة بالضربات‬ ‫الترجيحية (‪ 9‬مقابل ‪ ،)8‬بعدما انتهت المباراة بالتعادل بنتيجة (‬

‫‪ 3‬مقابل ‪ .)3‬وحظي الفريق بإحرازه كاس الملك بشرف استقبال‬ ‫من طرف الحكومة البلجيكية‪ .‬حيث لقي كل االحترام والتنويه‪.‬‬ ‫وبحسب محمد أشقار‪ ،‬رئيس الفريق‪ ،‬فإن طموحاته تكبر وأصبح‬ ‫من اليوم يستعد للمنافسة على لقب البطولة رغم قلة إمكاناته‬ ‫المادية‪ .‬نأمل أن يهتم اإلعالم المغربي بمثل هذه األندية‬ ‫النموذجية التي ترفع راية المغرب والمغاربة بالخارج‪.‬‬

‫بالغ الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‬

‫تنهي الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬إلى السادة رؤساء أندية القسم الوطني األول والثاني‪ ،‬أنه وفقا‬ ‫للقوانين المنظمة النتقاالت الالعبين على الصعيدين الدولي والمحلي‪ ،‬وباقتراح من العصبة الوطنية لكرة‬ ‫القدم االحترافية‪ ،‬تقرر تمديد فترة االنتقاالت الداخلية لالعبين بالنسبة للمرحلة األولى‪ ،‬إلى غاية يوم الجمعة‬ ‫‪ 23‬شتنبر ‪ ،2016‬علما أن هذا اإلجراء ال يشمل االنتقاالت الدولية التي ستنتهي إمكانية االستفادة منها طبقا‬ ‫لمقتضيات أنظمة اإلتحاد الدولي لكرة القدم – فيفا‪ -‬يوم ‪ 19‬شتنبر ‪ 2016‬كما سبق اإلعالن عنه آنف‪.‬‬

‫افتتاح التسجيل‬ ‫بمدرسة إتحاد طنجة لكرة السلة‬

‫تعلن مدرسة إتحاد طنجة لكرة السلة أنها شرعت في تسجيل‬ ‫الراغبين الجدد في تعلم مبادئ كرة السلة وفق برنامج علمي‬ ‫رياضي للموسم الرياضي ‪ .2017 / 2016‬وعلى الراغبين في‬ ‫التسجيل وإعادة التسجيل االتصال بإدارة مدرسة الفريق على‬ ‫الرقمين التاليين‪:‬‬

‫(‪ )0619431743‬و(‪.)0661546389‬‬

‫عقد المكتب المسير لفريق المغرب أتلتيك‬ ‫تطوان برئاسة عبد المالك أبرون اول اجتماع‬ ‫له بمركز التكوين بالمالليين مساء الجمعة ‪9‬‬ ‫شتنبر الجاري ‪ ،‬في البداية تناول رئيس الفريق‬ ‫الكلمة ‪ ،‬حيث رحب باعضاء المكتب قبل ان‬ ‫يذكرهم بالمسؤولية الجسيمة التي تنتظر‬ ‫المكتب المسير بالنظر للمهام والتحديات‬ ‫المطروحة غلى الفريق خصوصا خالل هذا‬ ‫الموسم ‪،‬مما يتطلب مضاعفة الجهود لضمان‬ ‫انطالقة جيدة للفريق ‪،‬كما عرج الرئيس على‬ ‫الوضعية المالية للفريق واصفا إياها بالمقلقة‪،‬‬ ‫وتلزم الجميع اتخاذ مجموعة من التدابير‬ ‫واإلجراءات اإلدارية والمالية بهدف التقليص‬ ‫من قيمة المصاريف خصوصا كتلة األجور‬ ‫والواجبات الشهرية التي تثقل كاهل خزينة‬ ‫النادي‪.‬‬

‫معاييـــر تقنيــــة وقانونية‬ ‫اعتمدها الفريق في االتنتدابات‬

‫قدم أشرف أبرون عرضا حول المعايير‬ ‫التقنية والقانونية التي تمت بها انتدابــات‬ ‫الفريق لهذه السنة كما قدم حصيلة تسيره‬ ‫للفريق كمشرف عام لمدة شهرين ‪ .‬باإلضافة‬ ‫إلىتقديمهمسؤولعنالتسويقوالماركتينغ‪ .‬‬ ‫من ناحية أخرى تحدث عماد أبرون عن مركز‬ ‫التكوين وقدم تقريرا مفصال عن المركز‬ ‫واإلكراهات التي تواجهه وأكد أن جميع‬ ‫اإلجراءات المالية واإلدارية التي تم اتخاذها‬ ‫بالمركز في أفق ضمان إستمراريته وتحسين‬ ‫جودة الخدمات المقدمة به‪ .‬وفي خبر آخر‪،‬تم‬ ‫تجديد الثقة في السيد اللحياني محمد مراقبا‬ ‫للحسابات المالية للنادي من خالل مكتب‬ ‫‪ Audit Et Analyse‬للخـبـرة ومـراقبــة‬ ‫المحــاسبات المـــالية من أجل المشاركة‬ ‫والتأشير على المعامالت المالية والقانونية‬ ‫للتسيير المالي للنادي ‪ .‬وكذا االفتحاص‬ ‫والمصادقة على التقارير المالية للنادي في‬ ‫جموعاته العامة العادية واإلستثنائية‪.‬‬

‫تقديم المدير الرياضي الجديد‬ ‫وتشكيل اللجان‬

‫وفي موضوع آخر‪ ،‬قدم رئيس المغرب‬ ‫التطواني في اجتماع للمكتب المسير بمركز‬ ‫التكوين بالمالليين ‪ ،‬المدير الرياضي الجديد‬ ‫للنادي‪ ،‬اإلسباني خوان بيدرو‪ .‬وعرف االجتماع‬ ‫تشكيل اللجان‪ ،‬إذ وترأس هشام بوراس‬ ‫لجنة التنظيم‪ ،‬واختار سمير برهون نائبا له‪.‬‬ ‫ويوسف أزروال رئيسا‪ ‬للجنة الدعم والتسويق‬ ‫والموارد المالية‪ .‬وعبد العزيز لخنيفري رئيسال‬ ‫لجنة العالقات العامة والخارجية‪ ،‬وعلي‬ ‫البطيوي‪ ‬نائبا له‪ .‬وأنوار بنجالف‪ ‬رئيسا لجنة‬ ‫البنيات التحتية‪ .‬وعماد أبرون‪ ‬رئيسا للجنة‬ ‫التقنية والفئات الصغرى‪ .‬والدكتور مصطفى‬ ‫الزباخ‪ ،‬رئيسا للجنة الطبية‪ .‬ومحمد الخمليشي‬ ‫رئيسا‪ ‬للجنة التأديب والروح الرياضية‪ .‬وعمر‬ ‫البقالينرئيسا لجنة الشؤون القانونية‪ ،‬وسمير‬ ‫القاسمي وسعد السهلي نائباه‪.‬‬


‫العدد ‪855‬‬

‫كلمة رئي�س التحرير ‪:‬‬ ‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫االنتخابات التشريعية‬ ‫«القيامة» قامت‪! ‬‬ ‫ال أرتاح إلى تعبير «الغضبة الملكية» ألن دولة الحق والقانون ال تسير‬ ‫بالمزاج‪ ،‬بل بالقوانين التي يجب أن يتساوى أمامها الجميع وتنمحي تحت‬ ‫سلطتها الصفات واأللقاب والفوارق‪ .‬وقد برز هذا التعبير‪ ،‬من جديد‪ ،‬على‬ ‫صفحات الجرائد‪ ،‬بسبب تصريحات السيد نبيل بنعبداهلل‪ ،‬زعيم حزب التقدم‬ ‫واالشتراكية‪ ،‬لصحيفة األيام‪ ،‬أشار فيها إلى أن «مشكلة حزبه ليست مع‬ ‫حزب األصالة والمعاصرة‪ ،‬بل مع من يقف وراء هذا الحزب ‪ ،‬وهو بالضبط‪،‬‬ ‫من يجسد التحكم»‪.‬‬ ‫وفهم الجميع أن المقصود هو السيد فؤاد عالي الهمة ‪ ،‬رفيق الدراسة‬ ‫لجاللة الملك والذي أضفى عليه اإلعالم الوطني صفة «صديق الملك»‪.‬‬ ‫طبعا ال يوجد ما يمنه جاللة الملك من أن يكون له أصدقاء يرتاح إليهم‬ ‫ويقربهم منه ‪ ،‬وليست حالة فؤاد عالي الهمة حالة فريدة في تاريخ المغرب‬ ‫منذ ثالثة عشر قرنا‪ ،‬ولم تنج بالطات المحرر والموحد الراحلين محمد‬ ‫الخامس والحسن الثاني رحمهما اهلل من «مشاحنات» داخلية بسبب‬ ‫«المواقع» بين الصفوة‪ ،‬وفي كتاب المرحوم الدكتور عبد الهادي بوطالب‪،‬‬ ‫بعض اإلشارات إلى هذا الموضوع‪.‬‬ ‫نعود إلى تصريحات نبيل بنعبداهلل‪ ،‬لنشير إلى أن الرجل زعيم حزب‬ ‫يعتبر امتدادا لحزب تاريخي وطني كبير برجاله ونضاله‪ ،‬يوجد داخل‬ ‫حكومة يرأسها رجل مهووس بفكرة «التحكم» التي يرددها عشرا في كل‬ ‫خطبه والتي جرت عليه الويالت بعد أن لمح ذات يوم إلى أنه ال يتواصل‬ ‫مع محيط الملك‪ ،‬بل يتلقى التعليمات مباشرة من الملك‪ .‬وكانت هذه‬ ‫التصريحات في خضم الصراعات السياسية والحزبية‪ ،‬بين الهمة وبنكيران‬ ‫الذي لم يكن يخفي خصومته لمن أصبح في ما بعد مستشارا في الديوان‬ ‫الملكي‪.‬‬ ‫حقيقة إن بنعبد اهلل لم يذكرفي تصريحاته ال الديوان الملكي وال‬ ‫«المؤسسة» الملكية‪ ،‬بل إن الشخص الذي كان يقصد في تصريحاته‪،‬‬ ‫لم يشر إليه ال باالسم وال بالصفة‪ ،‬ولكن الرأي العام الوطني لم يكن‬ ‫بحاجة إلى مجهود يذكر‪ ،‬للوصول إلى «صاحب التحكم»‪ ،‬نظرا للتطاحن‬ ‫الحاصل بين البيجيدي والبام منذ تأسيس هذا الحزب سنة ‪ ، 2008‬بإيعاز‬ ‫من السيد الهمة‪ ،‬كما صار معلوما في أدبيات األصالة والمعاصرة وفي‬ ‫تقارير المتتبعين‪.‬‬ ‫خطأ بن عبد اهلل أنه توجه مباشرة إلى الهدف‪ ،‬واستعمل ألفاظا جمعت‬ ‫ما يكفي من اإلشارات إلى أن المعني باألمر‪ ،‬هو المعني الذي تعنون‪ ‬‬ ‫وتتصورون! ‪......‬‬ ‫وكرد فعل‪ ،‬طلع الديوان الملكي ببيان موجه للرأي العام الوطني‪ ،‬اعتبر‬ ‫فيه أن “التصريحات األخيرة للسيد نبيل بنعبد اهلل‪ ،‬وزير السكنى وسياسة‬ ‫المدينة واألمين العام لحزب التقدم واالشتراكية «ال أساس لها من الصحة»‬ ‫وأنها «تضليل سياسي» وأن الفترة االنتخابية تقتضي «عدم استعمال‬ ‫مفاهيم تسيء لسمعة الوطن وتمس بحرمة ومصداقية المؤسسات في‬ ‫محاولة لكسب أصوات وتعاطف الناخبين»‪ ،‬وأن هذه التصريحات “تتنافى‬ ‫مع مقتضيات الدستور والقوانين التي تؤطر عالقة المؤسسة الملكية‬ ‫وجميع المؤسسات والهيئات الوطنية بما فيها األحزاب السياسية”‪.‬‬ ‫وعند إسقاط هذه المعلومات على تصريحات زعيم التقدم واالشتراكية‪،‬‬ ‫صعب إيجاد وصل واضح بينها وبين الدستور والمؤسسة الملكية‬ ‫والهيئات الوطنية إال عن طريق التأويل‪ ،‬ذلك أن ال أحد في المغرب يمكن‬ ‫أن يعتبر تصريحا في ثالث عشرة كلمة تندرج في سياق حملة انتخابية‬ ‫تعتبرها بعض األحزاب السياسية «مفصلية» يستطيع أن يشكل خطرا على‬ ‫المؤسسات أو أن يشكك في مصداقية االنتخابات أو أن تقحم القصر في‬ ‫الصراعات الحزبية ‪ ،‬ألن الشعب المغربي مؤمن أشد اإليمان بأن جاللة‬ ‫الملك فوق كل األحزاب وأنه ملك كل المغاربة‪ ،‬وقد حسم جاللته في هذا‬ ‫الموضوع بصفة قطعية‪ ،‬خالل خطبه األخيرة‪.‬‬ ‫إال أن ثمة مالحظات حول بيان الديوان الملكي الذي يصعب اعتباره‬ ‫بيانا لمؤسسة الديوان الملكي‪ ،‬منها أن هذا البيان‪ ،‬طلع يوم ‪ 13‬شتنير‬ ‫بينما جريدة «األيام» التي نشرت تصريحات بن عبد اهلل صدرت يوم ‪8‬‬ ‫شتنبر‪ ،‬وأن هذا البيان ترك انطباعا واضحا لدى المواطنين‪ ،‬أن المعني‬ ‫بتصريحات زعيم التقدم واالشتراكية هو السيد فؤاد عالي الهمة‬ ‫«كمؤسس» لحزب األصالة والمعاصرة بينما الرجل كان واحدا من أعضاء‬ ‫مكتب الحزب في مرحلة التأسيس لينسلخ منه في ما بعد ويتولى مهامه‬ ‫الجديدة بالديوان الملكي‪.‬‬ ‫فهل يصح القول إن إثارة موضوع «مؤسس» األصالة والمعاصرة‬ ‫في نزاعات حزبية خالل المرحلة االنتخابية الراهنة‪« ،‬إقحام» للمؤسسة‬ ‫الملكية في الحملة االنتخبية؟ المكتب السياسي للتقدم واالشتراكي نفى‬ ‫ذلك نفيا قطعيا واعتبر أن الرهانات الحاضرة تتطلب العمل الجدي لمواصلة‬ ‫اإلصالحات وترسيخ البعد الحداثي في نطاق ديمقراطية سوية برعاية‬ ‫جاللة الملك ‪.‬‬ ‫فهل كان من الضروري إعطاء كل هذا الحجم‪ ،‬لتصريحات عابرة محدود‬ ‫و فضاء التداول لزعيم حزب سياسي عضو في الحكومة‪« ،‬التقط» تعبير‬ ‫«التحكم» من رئيس الحكومة الذي يردده عند «لوية» كل درب‪ ،‬ليجعلها‬ ‫بدوره شعارا لحملته االنتخابية‪« ،‬لعل وعسى» أن تنقذه من «شوماج»‬ ‫أصبح أكثر من متوقع (!)‪ ....‬وما هي «القيمة المضافة» لهذا البيان في‬ ‫غمرة التطاحن الحزبي قبل يوم «القيامة» االنتخابية ؟‪.....!!! ‬‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪� 26‬شتنرب ‪2016‬‬

‫األخيرة‬

‫حرب اإلنتخابات بدأت تدق طبولها ‪ ،‬المصباح‬ ‫و الجرار «شدّلي نقطعلك»‬ ‫قبل أقل من شهر من موعد اإلنتخابات‬ ‫البرلمانية في المغرب في السابع من أكتوبر‬ ‫المقبل ‪ ،‬اشتعلت المنافسة ‪ ‬بين حزب العدالة‬ ‫والتنمية «ذو المرجعية اإلسالمية» “المصباح”‬ ‫الذي يقود التحالف الحكومي الحالي ‪ ،‬وغريمه‬ ‫الرئيسي حزب األصالة والمعاصرة المعارض‬ ‫“الجرار” ‪.‬‬ ‫“الجرار” الليبرالي يسعى لحصد األغلبية‬ ‫في اإلنتخابات البرلمانية‪ ،‬وتشكيل الحكومة‬ ‫الجديدة‪ ،‬وإزاحة الحزب اإلسالمي عن الحكم‪،‬‬ ‫وعبّر إلياس العماري‪ ،‬األمين العام لحزب‬ ‫األصالة والمعاصرة‪ ،‬أكثر من مرة‪ ،‬عن رغبة‬ ‫حزبه الصريحة في احتالل المرتبة األولى في‬ ‫اإلنتخابات البرلمانية الثانية من نوعها بعد‬ ‫تبني دستور جديد في ‪.2011‬‬ ‫“الجرار” شارك منذ تأسيسه سنة ‪2008‬‬ ‫في محطة انتخابية برلمانية واحدة سنة ‪،2011‬‬ ‫وتعد هذه اإلنتخابات‪ ،‬الثانية التي يخوضها في‬ ‫تاريخه‪ ،‬عكس العدالة والتنمية الذي خاض‬ ‫اإلستحقاقات البرلمانية ألول مرة سنة ‪،1997‬‬ ‫وتعد هذه اإلنتخابات خامس مشاركة له‪.‬‬ ‫وفي سباق الصراع داخل دائرة المنافسة‬ ‫بين الحزبين الرئيسين‪ ،‬حذر “العماري” من‬ ‫أن “استمرار الوضع الحالي قد يؤدي بالبالد‬ ‫إلى كارثة” وأن “المغاربة يتوقون إلى التغيير‬ ‫الذي يمثله حزب األصالة والمعاصرة”‪ .‬واعتبر‬ ‫العماري‪،‬أن المعركة اإلنتخابية القادمة تهدف‬ ‫إلى “إنقاذ وتحرير الوطن” من اإلسالميين‪،‬‬ ‫موضحا أن كل “مناضالت ومناضلي األصالة‬ ‫والمعاصرة لن يسمحوا ألي أحد بأن يعبث‬ ‫بمصلحة الوطن” في إشارة للحزب اإلسالمي‪.‬‬ ‫وفي أول رد فعل على تصريحات األمين‬ ‫العام لحزب األصالة والمعاصرة ” الجرار”‬ ‫قالت نزهة الوفي‪ ،‬عضو األمانة العامة لحزب‬ ‫العدالة والتنمية ” المصباح” إن “المغاربة‬ ‫يميزون بذكائهم الثاقب‪ ،‬من يتملك آليات‬ ‫إنقاذ الوطن‪ ،‬ويميزون من هم في جبهة‬ ‫قوى التحكم والحالمين بالردة ومن هم أنصار‬ ‫جبهـــة الديموقراطية”‪ ..‬واتهمــت العمــاري‬

‫بـالسعي للوصول إلى السلطة‪ ،‬بكافة الوسائل‬ ‫غير المشروعة‪ ،‬مشيرة إلى ما اعتبرته “اللعب‬ ‫والتغرير بالنخب الوطنية للظفر برئاسة الجهات‪،‬‬ ‫عن طريق اإلختراق السياسي العميق”‪.‬‬ ‫وقرر عبد اإللــه بن كيـران‪ ،‬رئيــس‬ ‫الحكومة‪،‬الترشح خالل هذه اإلنتخابــات في‬ ‫مدينة ســال المجاورة للعاصمـة الرباط‪ ،‬كما‬ ‫أن أغلب وزراء حزبــه ترشحــوا في “محاولـــة‬ ‫لتعزيز الشرعية وامتحان الشعبية عبر صناديق‬ ‫اإلقتراع”‪ .‬وتمكن حزب العدالة والتنمية من‬ ‫استمالة من يسميهم “شخصـيات مستقلة”‬ ‫للترشح باسمه‪ ،‬مثلما حصل مع “حماد القباج”‬ ‫الوجه السلفي المعروف في مدينة مراكش ‪،‬‬ ‫حيث لقي إعالن ترشحه مساندة كبيرة من‬ ‫قبل الناشطين السلفيين على شبكات التواصل‬ ‫اإلجتماعي‪ ،‬فيما لقي غضب شديد من المجتمع‬ ‫المدني و باقي الفئات ‪ .‬‬ ‫وكشف السلفيون عن موقفهــم الداعم‬ ‫للعدالة والتنمية “ممثل اإلسالميين” في‬ ‫اإلنتخابات البرلمانية‪ ،‬باعتبار أن أغلب خصومه‬ ‫يدعون لقيم “مخالفة لإلسالم والمجتمع”‪.‬‬ ‫وفيما تصف أحزاب المعارضة وعلى رأسها‬

‫حزب األصالة والمعاصرة إنجازات ‪ ‬الحكومة‬ ‫بـ”الضعيفة”‪ ،‬يتهم العدالــة والتنمية “قوى‬ ‫التحكم” و ”الدولـــة العميقـــة” بعرقلة عمل‬ ‫الحكومة في إشارة مباشــرة لحزب األصالة‬ ‫والمعاصرة‪.‬‬ ‫الحزبان سيدخالن معــا إلى اإلنتخابات‬ ‫بعقلية قاتل أو مقتول‪ ،‬رابح أو خاسر‪ ،‬وهذا‬ ‫سيكون على حساب باقي األحزاب األخرى التي‬ ‫ستجد صعوبة كبيرة في التموقع اإلنتخابي‪،‬‬ ‫ثم إن حزب األصالة والمعاصرة‪ ،‬في سعيه إلى‬ ‫احتالل المرتبة األولى في اإلنتخابات‪ ،‬سيعمد‬ ‫إلى استقطاب ما تبقى من نخب األعيان من‬ ‫األحزاب األخرى‪ ،‬وخاصة من األحرار والحركة‬ ‫واإلستقالل وحتى اإلتحاد‪ ،‬من أجل ضمان‬ ‫نوع من الحضور في المدن التي ال يتوفر فيها‬ ‫“الجرار” على حظوظ كبيرة للفوز‪ ،‬وهذا معناه‬ ‫إضعاف بقية األحزاب‪ ،‬واتجاه الساحة السياسية‬ ‫إلى نوع من التقاطب غير الطبيعي بين حزب‬ ‫العدالة والتنمية وحزب األصالة والمعاصرة‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫باحث‪ :‬بالغ الديوان الملكي يتضمن أربعة رسائل‬ ‫لمن يهمه األمر‬ ‫إن ال��ب�لاغ ال���ص���ادر عن‬ ‫ال��دي��وان الملكي ف��ي أعقاب‬ ‫التصريحات األخيرة لوزير السكنى‬ ‫وسياسة المدينة نبيل بنعبد اهلل‪،‬‬ ‫ال يمكن اعتباره بالغا صحفيا‬ ‫عاديا جاء للرد على تصريحات‬ ‫مسؤول حكومي وأمين عام لحزب‬ ‫سياسي‪ ،‬كما ال يمكن التعاطي‬ ‫معه بمعزل أو بمنأى عن السياق‬ ‫العام ال��ذي يشهده المغرب‪،‬‬ ‫وهو سياق زمني مطبوع بإذكاء‬ ‫نبرة االتهامات والتصريحات‬ ‫الالمسؤولـــة التي من شأنهـــا‬ ‫المساس بجدية ومصداقية‬ ‫العملية االنتخابية المقررة في‬ ‫سابع أكتوبر المقبل‪.‬‬ ‫إن أية ق��راءة لمحتوى بالغ‬ ‫الديوان الملكي‪ ،‬لم تستحضر األبعاد والرسائل‬ ‫الحقيقية الموجهة لجميع الفرقاء والفاعلين‬ ‫السياسيين‪ ،‬ولم تأخذ بعين االعتبار األجواء‬ ‫العامة للعملية السياسية ببالدنا‪ ،‬ستكون قراءة‬ ‫سطحية وقاصرة عن استيعاب الفكرة العامة‬ ‫لهذا البالغ‪ ،‬ال��ذي وإن كان هدفه المباشر‬ ‫هو تصويب االنحراف في تصريحات مسؤول‬ ‫سياسي‪ ،‬فإن أهدافه المتعدية القصد تجاوزت‬ ‫ذلك إلى إعادة التنافس االنتخابي إلى إطاره‬ ‫االعتيادي والمألوف‪ ،‬أي التنافس الشريف في‬ ‫إطار العملية السياسية وفي ظل المؤسسات‬ ‫الشرعية‪ ،‬وذلك بعيدا عن التخوين ونظرية‬ ‫المؤامرة واالتهامات المجانية‪.‬‬ ‫فالبالغ الصادر عن الديوان الملكي‪ ،‬زوال‬ ‫ثاني أيام عيد الضحى‪ ،‬جاء برسائل سياسية‬ ‫وأخالقية عديدة ليست موجهة حصريا لشخص‬ ‫نبيل بنعبد اهلل بمفرده‪ ،‬وإنما لجميع الفاعلين‬ ‫في الحقل السياسي‪ ،‬ولم يقصد حزبا بعينه‬ ‫وإنما جميع األح��زاب والتمثيليات السياسية‬ ‫المتنافسة‪ ،‬كما أنه جاء بطابع التجريد وليس‬ ‫الشخصنة‪ ،‬في محاولة للحفاظ على صورة‬ ‫المغرب ومصداقية مؤسساته الدستورية‪.‬‬ ‫فهذا البالغ‪ ،‬جاء حافال بمجموعة من‬ ‫الرسائل واإلش��ارات الواضحة للجهات التي‬ ‫يهمها األم���ر‪ ،‬وه��ي األح���زاب السياسية‪،‬‬ ‫والفاعلين الحزبيين‪ ،‬ومؤسسة رئاسة الحكومة‬ ‫ورجاالت السياسة عموما‪ ،‬وهي رسائل يمكن‬ ‫تلخيصها فيما يلي‪:‬‬ ‫الرسالة األول��ى‪ ،‬يمكن استنباطها من‬ ‫طبيعة الجهة المصدرة للبالغ‪ ،‬وهي مؤسسة‬

‫الديوان الملكي‪ ،‬وهو ما يؤكد على الطابع‬ ‫المؤسساتي الصرف لهذا ال��رد‪ ،‬ال��ذي جاء‬ ‫تصويبا النحرافات طالت مؤسسة بكاملها‬ ‫وليس شخصا بذاته‪ .‬فالتصريحات المتعاقبة‬ ‫لوزير السكنى وسياسة المدينة مؤخرا‪ ،‬باعتباره‬ ‫أمينا عاما لحزب سياسي‪ ،‬وك��ذا تصريحات‬ ‫مماثلة لفاعلين حزبيين آخرين‪ ،‬حملت اتهامات‬ ‫مجانية وغير مسبوقة لمؤسسة دستورية وهو‬ ‫ما استدعى أن يكون الرد مؤسساتيا‪ .‬والدليل‬ ‫الذي يدعم هذا الطرح ويعضده‪ ،‬هو أنه لو كان‬ ‫المقصود الحقيقي هو مستشار الملك فؤاد‬ ‫عالي الهمة فإنه كان من األولى تقديم بالغ‬ ‫باسمه وكفى‪ .‬وهناك سابقة في هذا الصدد‪،‬‬ ‫عندما مارس مستشار الملك الطيب الفاسي‬ ‫الفهري حق ال��رد والجواب في قضية مجلة‬ ‫‪.JEUNE AFRIQUE‬‬ ‫الرسالة الثانية‪ ،‬هي أن هذا البالغ هو‬ ‫بمثابة إع�لان شامل موجه للعموم وليس‬ ‫لشخص طبيعي أو معنوي بعينه‪ ،‬فاألمر هنا‬ ‫ال يتعلق بحق الرد أو الجواب يمارسه شخص‬ ‫كان ضحية وقائع محرفة‪ ،‬كما أنه ال يتطبع‬ ‫بطابع بيان الحقيقة أو التكذيب الموجه للمنبر‬ ‫اإلعالمي الذي نشر التصريحات واالتهامات‬ ‫المشوبة بعدم الشرعية (أسبوعية األيام)‪.‬‬ ‫فهذه الجزئية‪ ،‬ال يمكن إغفالها أو‬ ‫تجاهلها‪ ،‬ألنها على قدر كبير من األهمية‪ ،‬ألنها‬ ‫تؤشر على أن المقصود ليس هو نبيل بنعبد‬ ‫اهلل في حد ذات��ه‪ ،‬وإنما المقصود هو جميع‬ ‫الفاعلين السياسيين الذين يجب أن يترفعوا‬ ‫عن المزايدات واالتهامات السياسوية العقيمة‪.‬‬ ‫أما الرسالة الثالثة‪ ،‬فتروم إعادة الشفافية‬

‫و «الصفاء» إلى الساحة السياسية‬ ‫الوطنية‪ ،‬التي أضحت مؤخرا ملوثة‬ ‫بسبب م��واق��ف وت��ص��ري��ح��ات غير‬ ‫مسؤولة لفرقاء سياسيين‪ ،‬وهي‬ ‫تصريحات ليست لها أي��ة قيمة‬ ‫سياسية سوى أنها تدفع المواطن‬ ‫إل��ى اإلحجام وال��ع��زوف عن العمل‬ ‫السياسي‪ ،‬وتعطي انطباعا سلبيا‬ ‫ومتدنيا عن الممارسة الديموقراطية‬ ‫ببالدنا‪.‬‬ ‫فالشعبوية والعدمية أصبحت‬ ‫العنوان األب��رز للبرامج االنتخابية‬ ‫وبديال عن الفراغ الصارخ في األفكار‬ ‫والمخططات‪ ،‬كما أن ركون بعض‬ ‫السياسيين إل��ى ه��ذا ال��ن��وع من‬ ‫االتهامات ليس له من تبرير سوى‬ ‫محاولة الظهور بمظهر الشجاعة‬ ‫السياسية ! وإب��راز فكرة وهمية مؤداها أن‬ ‫المغرب يعيش حالة من االستثناء والتفرد‬ ‫السياسي‪ ،‬بيد أن األمر ال يتعلق ال بشجاعة‬ ‫وال بموقف سياسي‪ ،‬ألن المغرب بكل بساطة‬ ‫يُقرّ بحرية التعبير للجميع‪ ،‬وباألحرى للفاعل‬ ‫السياسي‪ ،‬ويعيش حالة من التطبيع واالنفتاح‬ ‫منذ أكثر من عقد من الزمن‪.‬‬ ‫وبخصوص الرسالة الرابعة‪ ،‬فهي موجهة‬ ‫لرجل السياسة عموما‪ ،‬وللفاعل الحزبي على وجه‬ ‫الخصوص‪ ،‬وتقول له‪ :‬إن المسؤول الحكومي‬ ‫والحزبي ملزم بأن يكون نموذجا يحتدى به‬ ‫وقدوة للمواطن‪ ،‬وأنه يجب أن يمارس الحرية‪،‬‬ ‫أيا كان نوعها وطبيعتها‪ ،‬في إطار موسوم‬ ‫بالمسؤولية ومطبوع بالجدية‪.‬‬ ‫إن بالغ الديوان الملكي‪ ،‬لم يأت للتصويب‬ ‫والرد‪ ،‬وإنما جاء لتذكير األحزاب السياسية بأن‬ ‫التنافس يكون حول البرامج والنتائج‪ ،‬من خالل‬ ‫االستخدام المشروع ل�لأدوات المؤسساتية‬ ‫المقررة بموجب الدستور‪ ،‬مع مطالبتها بالترفع‬ ‫عن السطحية والعدمية‪.‬‬ ‫كما لم يفت البالغ أن يوجه رسائل أخرى‬ ‫لمؤسسة الحكومة ورئاستها مؤداها‪ :‬أن الديوان‬ ‫الملكي لم يكن ليتدخل لتقويم هذه االنحرافات‬ ‫اللفظية الخطيرة لو اضطلعت مؤسسة رئاسة‬ ‫الحكومة بمسؤولياتها في تأطير النقاش بين‬ ‫أعضاء حكومتها‪ ،‬بدل الوقوف بموقف المتفرج‬ ‫أمام تصريحات تمس بالمغرب ومؤسساته‪.‬‬

‫عبد النبي الصفوي‬ ‫باحث وصحافي مغربي‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.