Achamal n° 859 le 18 octobre 2016

Page 1

‫جاللة الملك في عيادة‬ ‫األستاذ عبد الرحمن اليوسفي‬ ‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 859‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 16‬محـرم ‪� 18 / 1438‬إلى ‪� 24‬أكتـوبـر ‪2016‬‬

‫ما أن علم جاللة الملك نصره اهلل بالوعكة‬ ‫الصحية التي ألمت بالمناضل الوطني الكبير‬ ‫األستاذ عبد الرحمن اليوسفي‪ ،‬إثر إصابته بالتهاب‬ ‫رئوي تطلب نقله على عجل إلى المستشفى‪ ،‬حتى‬ ‫قام جاللته بعيادته بإحدى المصحات لالطمئنان‬ ‫على صحته‪ .‬وبالمناسبة عبر جاللة الملك لألستاذ‬ ‫اليوسفي عن متمنياته له بالشفاء العاجل ‪.‬‬ ‫وقد تناقلت مواقع عديدة صور جاللة الملك‬ ‫خالل عيادته لألستاذ عبد الرحمن اليوسفي‬ ‫ومظاهر العناية والرعاية والحفاوة واالحترام التي‬ ‫أحاط بها األستاذ اليوسفي الذي كرمه جاللة‬ ‫الملك حين أشرف خالل شهر يوليوز الماضي على إطالق اسمه على شارع كبير من شوارع طنجة‪،‬‬ ‫مسقط رأس الزعيم االتحادي الكبير الذي نتمنى له بدورنا الشفاء العاجل‪.‬‬

‫خطاب جاللة الملك في افتتاح الدورة الجديدة للبرلمان ‪:‬‬

‫• المواطن هو األهم في االنتخابات وليس المرشح أو الحزب‬ ‫• من حق المواطن أن يتلقى جوابا عن رسائله وحلوال لمشاكله‬ ‫• بدون المواطن لن تكون هناك إدارة‬ ‫• من معاناة ألمواطنين ‪ :‬الشطـط في استعمـال السلطـة والنفـوذ وتعقيـد المساطـر‬ ‫وصعوبة الحصول على الوثائق‬ ‫• من غير المفهوم أن تسلب اإلدارة حقوق المواطن وهي المسؤولة عن صيانة الحقوق‬ ‫• النجاعة اإلدارية معيار لتقدم األمم‬ ‫• نزع الملكية ال يكون إال في الحاالت الضرورية القصوى للمصلحة العامة ويستلزم تعويضا‬ ‫مطابقا لألسعار المعمول بها في تاريخ العملية مع تبسيط مساطر الحصول عليه‪.‬‬

‫(�ص ‪)4‬‬


‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫العدد ‪859‬‬

‫رئيس مصلحة بوكالة الصندوق الضمان‬ ‫اإلجتماعي بطنجة غائب باستمرار و مصالح‬ ‫المواطنين في حالة إهمال‬

‫المواطنــون حائرون‪ ،‬يفكرون‪ ،‬يتساءلون‪ :‬رئيس مصلحـة بوكالة الصنــدوق الوطـــنـــي للضمــــان اإلجتماعي‬ ‫بطريــــق الربـاط أمـام أهـ ًال بطنجة أيــن يكـــون‪،،‬؟! على أساس التزامـــه بتدبير شؤونهـم اليومية و خدمة مصالحهم‬ ‫المتعثرة والمعطلة دائما‪ ،‬الجواب الذي أكدته مصادر من قلب الوكالة ‪ ،‬أن السيد المحترم ‪ ،‬هاتفه دائما خارج التغطية و باب‬ ‫مكتبه مغلق باستمرار في وجه المستخدمين و المواطنين ‪.‬‬ ‫السيد ( م‪.‬ع) لجأ لجريدة طنجة لبسط شكايته ‪ ،‬ما جعلنا ننتقل إلى عين المكان ‪ ،‬لنتأكد أن السيد المسؤول بالفعل غير‬ ‫موجود ‪ ،‬و لحفظ سرية المصادر فقد أفادنا أحد المستخدمين أننا إن أردنا العثور عليه فعلينا أن نقصد مطاعم و حانات طنجة‬ ‫ربما نجده‪ ،‬خصوصا و أنه من الزبناء األوفياء ألي مكان يقدم الكحول و الملذات األخرى ‪.‬‬ ‫تجدر اإلشارة الى أن السيد رئيس المصلحة ‪ ،‬اليقطن في مدينة طنجة بل يبعد عنها بأكثر من ‪ 60‬كيلومتر ‪ ،‬لكن هذا ال‬ ‫يمنعه من مزاولة مهامه بشرف و أمانة ‪ ،‬فمنصبه يستدعي أناسا شغيلين أوفياء‪ ،‬فمصالح المواطنين معطلة بالقدر الكافي‪،‬‬ ‫ال داعي للمزيد ‪.‬‬ ‫هذا تنبيه بسيط للسيد (خ‪.‬ب) ‪ ،‬ع ّله يستجيب لهؤالء المواطنين البسطاء‪ ،‬قبل أن يتم تصعيد األمر على مستوى اإلدارة‬ ‫العامة لصندوق الضمان اإلجتماعي‪ ،‬فلم يعد من المقبول هكذا ممارسات بئيسة‪ ،‬إن لم يكن السيد رئيس المصلحة أهال‬ ‫لهذا المنصب فليقدم استقالته و يتفرغ لكؤوس الطال‪..‬‬

‫ج‪.‬ط‬

‫طنجة الحمالت األمنية مستمرة‬ ‫أصدرت محكمة االستئناف بطنجة‪ ،‬حكما‬ ‫بالسجن النافذ في حق الشاب الذي اعترض‬ ‫الموكب الملكي خالل زيارة جاللة الملك األخيرة‬ ‫لطنجة‪ ،‬وقضت بسنتين سجنا نافذا على المتابع‬ ‫بتهمة “عرقلة سير موكب رسمي وتعريض حياة‬ ‫الناس للخطر”‪.‬‬ ‫و رفضت محكمة االستئناف طلب دفـــاع‬ ‫المتهم بتخفيف العقــوبة الصادرة في حقه‪،‬‬ ‫كون الشاب المحكوم عليه ال يتوفر على سوابق‬ ‫عدلية‪.‬‬

‫‪rrrrr‬‬

‫حشيش وحلويات‬ ‫مروجو المخدرات ال يعدمون حيال وال‬ ‫خدع وال ذرائع لتمرير «شنطاتهم» تحت أنف‬ ‫البوليس والجمارك‪ .‬إال أنهم ينسون دائما أن‬ ‫«ما في رأس الجمل في رأس الجمالة» ! وأنهم‬ ‫يسقطون كأوراق الخريف أمام تجربة وخبرة‬ ‫أوالئك الذين عهد إليهم بمراقبة «التحرك» في‬ ‫المناطق الحدودية أرضا وبحرا وجوا‪.‬‬ ‫وهكذا تمكنت عناصر أمن ميناء طنجة‬ ‫المتوسط هذا األسبوع ‪ ،‬من توقيف مهاجر‬ ‫مغربي مقيم بألمانيا ضبطت بحوزته كمية‬ ‫من المخدرات ناهزت ‪ 90‬كيلوغراما كانت‬ ‫مخبأة بعناية ومهنية فائقة داخل علب حلويات‬ ‫«وطنية» بسيارته‪ ،‬المسجلة بألمانيا‪.‬‬ ‫وحسب مصادر إعالمية ‪ ،‬فقد تم اكتشاف‬ ‫الحشيش إثر قيام رجال الجمارك بعملية تفتيش‬ ‫دقيقة باستعمال الكالب البوليسية المدربة‬ ‫لتتخذ بشأن المواطن المغربي اإلجراءات‬ ‫اإلدارية والقانونية المعتادة في مثل هذه‬ ‫الحاالت‪.‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫ينجو من الموت بأعجوبة‬ ‫تمكنت المصالح األمنية بمنطقة بني‬ ‫مكادة‪ ،‬بداية األسبوع ‪ ،‬من إيـقــاف الملقــب‬ ‫ب «القطيوط» بحومة الوردة‪ ،‬وذلك لالشتباه‬ ‫في تورطه في قضية تتعلق بالضرب والجرح‬ ‫بواسطة سالح ابيض استهدفت طفال قاصرا‬ ‫من أجل السرقة‪ .‬الجانح الذي كان في حالة فرار‬ ‫منذ اقترافه للجريمة البشعة‪ ،‬اعترف بالمنسوب‬ ‫إليه ودل على هوية شريكه في هذه الجريمة‬ ‫التي كادت أن تودي بحياة قاصر بسبب إصاباته‬ ‫البليغة بالسالح األبيض في أمكنة متفرقة من‬ ‫جسده ‪ ،‬خاصة بجوار منطقة القلب‪.‬‬ ‫واألبحاث جاريـــة لتوقيـــف شريكه في‬ ‫الجريمة بعد أن توصل رجال األمن إلى تحديد‬ ‫هويته‪.‬‬

‫وعلى أي فـإن مثــل هــذه الحوادث‪ ،‬على‬ ‫خطورتها أصبحت قدرنا هنا في طنجة ويجب أن‬ ‫نتفاعل معها ونتعايش معها وأن «ندبر» أحوالنا‬ ‫بأنفسنــا لنتقي أخطارهـا وشرورتــا‪.‬بعد أن ‪.....‬‬ ‫‪rrrrr ‬‬

‫منير يسقط في شرك األمن‬ ‫نهاية شتنبر الماضي‪ ،‬وبعد صدور ‪12‬‬ ‫مذكرة بحث وطنية في حقه ‪ ،‬تمكنت فرقة‬ ‫للشرطة القضائية من اعتقال المدعو «منير‬ ‫تطوان» والملقب «شليط»‪ ،‬وذلك على مستوى‬ ‫المنطقة األمنية بني مكادة ‪،‬دون مقاومة ‪ ،‬وكان‬ ‫بحوزته نصف كيلو من مادة الكوكاين كان في‬ ‫طريقه لتسليمها لبعض مروجي هذه السموم‬ ‫بطنجة‪.‬‬ ‫منيــــر تطــــوان‪ ،‬كـان معـروفـــا أيضا ب‬ ‫«نشاطه» المشبوه بالمضيق كمروج للمخدرات‬ ‫الصلبة‪ ،‬وتم اقتيـاده إلى واليـة أمن طنجة‬ ‫وإخضاعه للبحث من أجل الوصول إلى مزيد‬ ‫من المعلومات التي تخص شركاءه و زبناءه‬ ‫و شبكاته التي قيل إنها تنشط ما بين سبتة‬ ‫ومدن شمالية مجاورة‪.‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫استراتيجية «الحمالت»‬ ‫مستمرة‬

‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬تواصــل السلطـــات األمنيـــة بطنجة‪،‬‬ ‫استراتيجية «الحمالت» لمواجهة ظاهرة السرقة‬ ‫بالعنف تستهــدف األشخاص المشبوهين‬ ‫والمنحرفين بعدد من األحياء والبؤر المعروفة‬ ‫بتردد المشتبه فيهم‪ ،‬خاصــة حي بوحوت‬ ‫ومنطقة طنجة المدينة وعزيب الحاج قدور‬ ‫حيث نجحت الدوريات األمنية في توقيف عدد‬ ‫من المشتبه فيهم وبحوزتهم أسلحة بيضاء‬ ‫ومخدرات ورصيد سرقات ‪ ،‬كما أوقفت جانحين‬ ‫يشتبه في ارتكابهم جرائم الضرب والجرح‬ ‫واالحتجاز وإلحاق أضرار بملك الغير ‪....‬‬ ‫‪ ‬كما أن فرق أمنيــة تابعــة للشرطــة‬ ‫السياحية‪ ،‬وشرطة المرور تتابع عملياتها األمنية‬ ‫من أجل محاربة ظاهرة السرقات باستعمال‬ ‫الدراجات النارية و الحد من ظاهرة «الراليات»‬ ‫العشوائية التي يقوم بها مراهقون من األسر‬ ‫«األلبة» معرضين حياة المواطنين للخطر‪ ،‬حيث‬ ‫تم حجز عدد من الدراجات النارية من الحجم‬

‫البحث عن مشجب‬ ‫للمعاطف‬ ‫البالية‪!! ..‬‬

‫‪-‬‬

‫محمد �سدحي‬

‫‪sadhimed@gmail.com‬‬

‫هكذا نحن‪ ،‬وهذه معضلتنا‪ ،‬ال نتقبل الهزيمة‪ ،‬وال‬ ‫نعترف بأننا ضيعنا اللبن في الصيف‪ ،‬لذلك تجد الواحد‬ ‫منا يلعن القطار الذي انطلق في موعده‪ ،‬مشدداً على‬ ‫أن القطار هو الذي فاته بينما هو نفسه من تأخر في‬ ‫المجييء ‪ .‬وترى الالعب الذي يقذف الكرة بعشوائية‬ ‫فجة في الخالء بدون اتجاه يضرب العشب أو يخنزر في‬ ‫الحذاء متهرباً من المسؤولية في تحمل الخطأ ومحاو ًال‬ ‫إلصاقها في العشب أو الحذاء أو أي مشجب آخر‪.‬‬ ‫وفي باب البحث عن مشجب لمعاطف أحزابنا البالية‬ ‫غب هزيمتها النكراء في تشريعيات سابع أكتوبر‪ ،‬هرع‬ ‫القادة‪ ،‬زعماء آخر ساعة‪ ،‬ومعهم أجواقهم وأبواقهم‬ ‫المبحوحة‪ ،‬إلى البحث عن مشاجب خشبية في سوق‬ ‫المتالشيات‪ ،‬لتعليق أسباب الهزيمة وإيجاد حائط‬ ‫مبكى لالستناد عليه وستر الفضيحة التي أصبحت‬ ‫مجلجلة‪ ،‬تحزن العدو قبل الصديق‪...‬‬

‫سنتان سجنا لمعترض‬ ‫الموكب الملكي بطنجة‬

‫هذا ويشهد موكب الملك محمد السادس‬ ‫أثناء تنقالته الكثيرة في معظم مدن المملكة‬ ‫المغربية‪ ،‬اعتراضــات بين الفينــة واألخرى‪،‬‬ ‫من مواطنين يريــدون تقديم شكايات أو‬ ‫طلبات للملك‪ ،‬خصوصا وأن إشاعات تروج‬ ‫خالل تنقالت جاللة الملك بمختلف جهات‬ ‫البالد‪ ،‬من أن العاهل «ينعم» على مقابليه‬ ‫بإكراميات سخية أو بحل مشاكل معرقلة‪ .‬وعلم‬ ‫من مصادر إعالمية‪ ،‬أنه تم اعتقال ‪ 245‬من‬ ‫األشخاص المتعقبين لجوالت جاللة الملك‬ ‫بشوارع طنجة‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫الكبير‪ ،‬وسيارة مرسيديس مرقمة ببلجيكا بعدد‬ ‫من الشوارع الرئيسية بأحياء المدينة‪...‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫يهتك عرض طفلتين‬ ‫شقيقتين ‪ 5‬و ‪ 7‬سنوات‬ ‫كيف تصفون هذا الوحش اآلدمي الذي‬ ‫سمح لنفسه وهو في الثالثين من عمره‪ ،‬بهتك‬ ‫عرض طفلتين‪ ،‬شقيقتين عمرهما ما بين ‪5‬‬ ‫و‪ 7‬سنوات‪ ،‬مستغال براءتهما وحالة المجاورة‪،‬‬ ‫بحومة عين الشوك بالعرائش‪ ،‬الرتكاب جرمه‬ ‫الفظيع‪.‬‬ ‫المشبوه فيه تم توقيفه‪ ،‬بناء على شكاية‬ ‫والد الطفلتين‪ ،‬الذي روي فيها للشرطة تفاصيل‬ ‫الواقعة‪ ،‬واألمل أن يأخذ عقابه بكل قسوة‪ ،‬في‬ ‫حال ثبوت الجريمة‪ ،‬وأن ال يستمتع بأي ظروف‬ ‫تخفيف ما دام أنه يوجد في حالة العود‪ ،‬بعد أن‬ ‫تبين أنه صاحب سابقة قضائية بهتك عرض‬ ‫قاصر‪.‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫من يكون هذا «الجانكو»‬ ‫الذي أرعب سكان حومة‬ ‫الشوك بطنجة؟‬ ‫السيف والكلب المدرب «األصيل» كانا‬ ‫وسيلة هذا «الجانكو» لترويع سكان حي بكامله‪،‬‬ ‫بحومة الشوك بمغوغة‪ ،‬بعد أن « تنغم» ونزل‬ ‫إلى ساحة الحي يعترض سبيل المارة ليسلب‬ ‫بعضهم هواتفهـم المحمولة تحت التهديد‬ ‫المزدوج‪ ،‬الكلب والسيـف‪ ،‬حتى يسمــح لهم‬ ‫بمتابعة السير دون أن يختــرق «المهند»‬ ‫صدورهم‪.‬‬ ‫مثل هذه «الظواهر» اعتاد أهل طنجة‬ ‫عليها مع األســف الشديــد‪ ،‬وال زال بعـــض‬ ‫المسؤولين يتحدثـون عن أن «معـــدالت»‬ ‫الجريمة لم تصل بعد إلى «المنطقة الحمراء»‬ ‫وأنها في حدود « المقبول»‪ .‬ترى‪ ،‬كيف تكون‬ ‫إذا وصلت إلى حدود الالمقبول ؟ وهل سيجدون‬ ‫من يقبل بهذا الالمقبول؟‪.....‬‬

‫ع‪.‬ك‬

‫ولم يجد (الباحثون) ما يبرر اندحارهم وضعفهم‬ ‫أمام البام والبجيدي غيــر األطروحتين الهالميتين‬ ‫الموسومتين ب «التحكــم» و «توظيف الدين»‪ .‬مع‬ ‫أن أبسط مالحظ وأبلد متتبع لتاريخ االنتخابات في‬ ‫هذا البلد ووالد وما ولد‪ ،‬سيقر بأن تدخل السلطة‬ ‫والعزف على أوتار العاطفة الدينية والعرقية والقبلية‬ ‫والجهوية‪ ،‬في الماضي‪ ،‬كانت أكثر قوة وبشكل يكاد‬ ‫يكون من مكونات العملية االنتخابية‪ ،‬ومع ذلك كانت‬ ‫أحزاب (الصف الديمقراطي) تكتسح وتقف خصماً عنيداً‬ ‫صنديداً في وجه (األحزاب اإلدارية)‪ ،‬و(الحزب اإلسالمي)‬ ‫فيما بعد‪..‬‬ ‫أما عن نتيجة تحالف (األمل) فإنها مقبولة ولو‬ ‫أنها كانت من الممكن أن تكون أفضل‪ .‬وال يمكن‬ ‫تحميل األحزاب المشاركة في التحالف أكثر من طاقتها‬ ‫وحجمها‪ ،‬ألنها‪ ،‬ببساطة‪ ،‬أحزاب اختارت أن تؤسس‬ ‫خطابها على مرجعية محددة تعتمد العقل والفكر‬ ‫وتنأى عن الجماهيرية المباركة باستعمال أساليب‬ ‫جديدة ومتطورة في الحشد‪ .‬ومن الطبيعي أال تحصد‬ ‫الكثير من األصوات ألن المعنيين بخطابها (الراقي)‬ ‫يهم طبقة معينة‪ ،‬تقاطع االنتخابات في أغلبيتها‪.‬‬ ‫وأما عن استقطاب األعيان‪ ،‬فإن معظم األحزاب التي‬ ‫تشتكي لجأت إلى (انتدابات موسمية) وتسوقت من‬ ‫سوق أصحاب الشكارة‪ ،‬وال مجال للمزايدة‪.‬‬ ‫والذي يريد أصوات الفئات االجتماعية التي ال زالت‬ ‫تذهب إلى مكاتب التصويت عليه أن ينزل إليها في‬ ‫األحياء المكتظة والقرى والمداشر والفيافي‪ ،‬طول‬ ‫الوقت‪ ،‬وعلى مدار األيام‪ ،‬كما يفعل العدالة والتنمية‬ ‫وجزء من األصالة والمعاصرة‪ ،‬وبدل أن يلعن المصباح‬ ‫عليه أن يوقد ولو شمعة‪ ،‬وعوض معايرة الجرار بعجلتيه‬ ‫الكبيرتين‪ ،‬المطلوب الحركة والتحرك ولو على متن‬ ‫دراجة‪.‬‬ ‫نلتقي‪! ‬‬


‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫العدد ‪859‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬

‫شة‬

‫أخيرا قالت صناديق االقتراع كلمتها‪.‬‬ ‫كنا نتمنى أن تكون النتائج صادقة مائة بالمائة‪ ،‬وأن يكون المشرفون‬ ‫عليها قد وقفوا موقف الحياد‪ ،‬حتى يشعر الجميع بأن الخريطة السياسية‬ ‫للمغرب‪ ،‬هي ما أفرزته صناديق سابع أكتوبر‪.‬‬ ‫ولكن ما ال يُدرك ج ّله‪ ،‬ال يُترك بعضُه‪ ،‬فشيء خيرٌ من ال شيء‪ ،‬وأصحاب‬ ‫المصالح الخاصة‪ ،‬ال يمكن أن يُسلموا بالهزيمة‪ ،‬أو يستسلموا لها‪ ،‬أو يكفوا‬ ‫أيديهم عنا‪.‬‬ ‫هذا هو قدَرنا‪ ،‬وما تحقق في هذا االستحقاق‪ ،‬قد يكون فيه ما يُطمئِن‪،‬‬ ‫وقد يجرنا إلى سيناريوهات‪ ،‬ال أعتقد أن واضعيها سيحيدون بالمغرب عن‬ ‫جادة الصواب‪.‬‬ ‫وها هو جاللة الملك – الضامن لالستقرار‪ ،‬والساهر على مصالح البالد‬ ‫والعباد‪ -‬يكلف السيد عبد اإلله بن كيران‪ ،‬بتشكيل الحكومة‪.‬‬ ‫وها هي المشاورات ستنطلق لهذه الغاية‪.‬‬ ‫وهاهم الفرقاء السياسيون ينتظرون ما ستسفر عنه جهود ابن كيران من‬ ‫نتائج‪.‬‬ ‫إنه امتحان آخر‪ ،‬يجتازه هذا الرجل‪ ،‬امتحان ينضاف إلى االمتحانات التي‬ ‫اجتازها طيلة واليته الحكومية السابقة‪.‬‬ ‫وعسى أن يضع المتحاورون معه في الحسبان‪ ،‬آمال المواطنين‪ ،‬وتط ّلعَهم‬ ‫إلى العيش الكريم‪ ،‬والمستقبل الواعد‪.‬‬ ‫فنحن –وهلل الحمد‪ -‬شعب مسالم‪ ،‬يحيا في أمن وسالم‪ ،‬ويسعى في كل‬ ‫الخطوات التي يخطوها إلى السالم‪ ،‬ويريد أن يحل مشاكله الداخلية والخارجية‬ ‫بالحوار الهادئ‪ ،‬والموعظة الحسنة‪.‬‬ ‫وهو سلوك يستمد شرعيته من القرآن الكريم‪ ،‬فقد دعا اهلل رسوله إلى‬ ‫استمالة الخصوم بهذا األسلوب‪ .‬قال تعالى‪« :‬ادْعُ إلى سبيل ربك بالحكمة‬ ‫والموعظة الحسنة وجاد ْلهم بالتي هي أحسن»‪ .‬صدق اهلل العظيم‬

‫الوساطة الحقوقية تنتهي بوضع ملف طباخات‬ ‫األقسام الداخلية بثانويات وزان على سكة المعالجة‬

‫وزان ‪ :‬مراسلة خاصة‬

‫‪ ‬لم تستنشق أنوفهن رائحة عرق جبينهن منذ مطلع السنة المالية‬ ‫الجارية ‪...‬ولم تلتقط الجهات الموجودة في عالقة تماس بملفهن إشارة‬ ‫صبرهن الذي قالت فيه كوكب الشرق « للصبر حدود « ‪ .‬وبعد أن لم يعد‬ ‫لهن ما يخسرنه ‪ ،‬وكرامتهن خير شاهد على االنتهاك السافر لحقهن في‬ ‫العيش بالقليل منها ‪ ....‬لم يبق أمامهن غير التشمير عن سواعدهن ‪،‬‬ ‫والنزول إلى الساحة النضالية مدعمات بنقابتهن وفعاليات حقوقية ‪... ‬‬ ‫ولكي يسمع صوتهن ‪ ،‬اختارت دق أجراس غضبهن بمناسبة احتفال المرأة‬ ‫المغربية بعيدها الوطني ‪.... ‬‬ ‫‪ ‬ملف طباخات األقسام الداخلية بثانويات إقليم وزان ( سبق للجريدة‬ ‫أن تعرضت له ) يلخص في حرمانهن من أجورهن لمدة قاربت السنة‬ ‫ألسباب ال يد لهن فيها ‪ ،‬وتعود باألساس إلى التعثر الذي عرفه التدبير‬ ‫اإلداري لصفقة التدبير المفوض ‪ ،‬فما كان عليهن باعتبارهن الحلقة‬ ‫الضعيفة في الملف ‪ ،‬إال تحمل التبعات الكارثية لهذا التعثر الغامض ‪ ،‬الذي‬ ‫رأت زرعة شتلته ‪ ‬قبل متم سنة ‪ . 2015‬‬ ‫‪ ‬االتحاد المحلي لنقابة االتحاد المغربي للشغل الذي يتبنى قضية‬ ‫هؤالء الضحايا‪ ، ‬وبعد طرقه ألكثر من باب لعله يجد من يلملم جروح‬ ‫هؤالء المتضررات ‪ ،‬أعلن في بيان أصدره ‪ -‬تتوفر الجريدة على نسخة‬ ‫منه ‪ -‬دخول العامالت في اعتصام مفتوح‪ ‬أمام مدخل المديرية اإلقليمية‬ ‫للتربية الوطنية وذلك ابتداء من يوم األربعاء ‪ 12‬أكتوبر الجاري ‪.‬‬ ‫‪ ‬وألن الظهير المحدث للمجلس الوطني لحقوق اإلنسان تفيد مادته‬

‫التاسعة ‪ ،‬في باب اختصاصاته في مجال حماية حقوق اإلنسان ‪ ،‬بأنه «‬ ‫يجوز لهذه المؤسسة الحقوقية ‪ ،‬وبتنسيق مع السلطات العمومية المعنية‬ ‫‪ ،‬التدخل بكيفية استباقية وعاجلة ‪ ،‬كلما تعلق األمر بحالة من حاالت‬ ‫التوتر ‪ ،‬وذلك ببذل كل المساعي الالزمة وسبل الوساطة والتوفيق التي‬ ‫يراها مناسبة ‪ »....‬فقد سارعت اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان بالشمال‬ ‫‪ ،‬الدخول على الخط في إطار الوساطة كما هي محددة قانونا ‪ ،‬حيث عقد‬ ‫عضوها بوزان ‪ ،‬بعد إحاطته علما من طرف النقابة المعنية بتفاصيل الملف‬ ‫‪ ،‬جلسة عمل مع المدير اإلقليمي لوزارة التربية الوطنية فؤاد أرواضي ‪،‬‬ ‫الذي تفاعل ايجابيا مع مبادرة الوساطة التي تقوم بها اآللية الحقوقية‬ ‫الجهوية ‪ ،‬باسطا مختلف الخطوات التي قامت بها اإلدارة من أجل معالجة‬ ‫الملف الذي يؤرقه شخصيا ‪.‬‬ ‫‪ ‬ولنزع فتيل التوتر ‪ ،‬وبمتابعة ممثل اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان‬ ‫‪ ،‬انتقل المدير اإلقليمي إلى التواصل المباشر بالعامالت المحتجات ‪ ،‬حيث‬ ‫أخبرهن بأن الشركة وبضمانة شخصية منه ‪ ،‬قد حولت للحساب البنكي‬ ‫لكل واحدة منهن مبلغا ماليا كدفعة أولى ‪ ،‬وأن الدفعات المالية القادمة‬ ‫سيتم تحويلها كما سبق االتفاق مع نقابتهن على ذلك ‪ .‬ولتسريع عملية‬ ‫التسوية المالية كما هو متفق عليه ‪ ،‬أخبرهن بأنه سيلتحق بالوزارة الوصية‬ ‫يوم ‪ 13‬أكتوبر ‪ ،‬لكي يضع المراقب المالي توقيعه على الصفقة‪.‬‬ ‫‪ ‬كان هذا مجمل ما أفادت به الجريدة مصادر نقابية وحقوقية متابعة‬ ‫لهذا الملف ‪ ،‬وأضافت نفس هذه المصادر ‪ ‬بأن االعتصام المفتوح قد تم‬ ‫تعليقه ‪ ،‬وأن العامالت باتفاق مع نقابتهن قد ضربن موعدا يوم األربعاء ‪19‬‬ ‫أكتوبر الجاري الستئناف معركتهن إذا ما قدر اهلل وتبخرت هذه االلتزامات ‪.‬‬

‫من جهاد‬ ‫الزاوية القادرية‬ ‫البودشيشية‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫سلمني أخ كريم* مكتوبا إخبارياً قاطعاً ؛ هو رسم‬ ‫إشهادي أدى فيه صاحبه ما عنده من شهادة وما أقر‬ ‫به من علم ‪..‬‬ ‫يتضمن اإلشهاد المذكور إخباراً بوقائع‪ ..‬وإقرارا‬ ‫ًبأحداث ذات صلـة بمقاومـة شيوخ الزاوية القادرية‬ ‫البودشيشيــة رضي اهلل عنهم لالستعمار الفرنسي‬ ‫لبالدنا في مختلف مراحله ‪..‬‬ ‫تلقى هـذا اإلشهاد المبارك وحرره ووثقه عدالن‬ ‫هما ‪ :‬السيد يونس حميد بناني والسيد علي مرغاد‬ ‫بصفتهما منتصبيـــن لتلقـي الشهــادات وتحريرها‬ ‫بمحكمة التوثيق ببركان‪..‬‬ ‫وأما صاحب الشهادة فهو السيد كراد بوطيب بن‬ ‫المختار ؛ وهو رأس كبير من رؤوس المجاهدين ضد‬ ‫االستعمار الفرنسي ببركان ونواحيها ‪..‬‬ ‫طلب السيد كراد بوطيب بن المختار وأصحابــه‬ ‫المجاهدون بجبال بني يزناسن بتافوغالت من سيدي‬ ‫الحاج العباس القادري بودشيش رضي اهلل عنه إمداداً‬ ‫لوجيستيكيا فاستجاب لطلبهم ‪..‬‬ ‫ثم تكفل نجلــه األمجـد سيدي حمـزة رضي اهلل‬ ‫عنه بتغطية مأكل المجاهدين ومشربهم وكسوتهم‬ ‫وعالجهـم‪ ..‬ومكنهــم من سيارة «ستروين» لتيسير‬ ‫تحركاتهم المقاومة‪..‬‬ ‫ولما أحرق المستعمر الفرنسي منزل المقاوم كراد‬ ‫بو طيب وقام بسجن كثير من نساء المنطقة ‪..‬غضب‬ ‫سيدي حمزة رضي اهلل عنه غضبا شديدا واحتج بقوة‬ ‫على اعتقال النساء‪..‬‬ ‫جل المقاومين المجاهدين يعترفون بأفضال شيوخ‬ ‫الزاوية القادرية البودشيشية في تقديم العون والمدد‬ ‫لحركات النضال الوطنـي ضد المستعمـر الفرنسي‬ ‫الغاشم‪ ..‬وما شهادة السيد كراد سوى نموذج حي‬ ‫لهذه األفضــال‪ ..‬توكيدا على حقيقــة كبرى هي أن‬ ‫التصوف في الزاوية القادرية البودشيشية يزاوج بين‬ ‫التربية على تحقيق بناء وجدان األفراد وتربيتهم على‬ ‫حماية األوطان‪..‬‬ ‫ما زالت هذه الزاوية المباركة تضطلع بالمهمتين‬ ‫في هذا الوطن األمين ‪ ،‬وما قصدت إال تنوير بعض‬ ‫المؤرخين‪ ..‬والحمد هلل رب العالمين‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫* هو سيدي عبد الواحد أفيالل حفظه اهلل‬


‫العدد ‪859‬‬

‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫خطاب جاللة الملك في افتتاح الدورة الجديدة للبرلمان ‪:‬‬ ‫• المواطن هو األهم في االنتخابات وليس المرشح أو الحزب‬ ‫• من حق المواطن أن يتلقى جوابا عن رسائله وحلوال لمشاكلة‬ ‫• بدون المواطن لن تكون هناك إدارة‬ ‫• من معاناة ألمواطنين‪ :‬الشطط في استعمال السلطة والنفوذ وتعقيد المساطر وصعوبة‬ ‫الحصول على الوثائق‬ ‫• من غير المفهوم أن تسلب اإلدارة حقوق المواطن وهي المسؤولة عن صيانة الحقوق‬ ‫• النجاعة اإلدارية معيار لتقدم األمم‬ ‫• نزع الملكية ال يكون إال في الحاالت الضرورية القصوى للمصلحة العامة ويستلزم تعويضا‬ ‫مطابقا لألسعار المعمول بها في تاريخ العملية مع تبسيط مساطر الحصول عليه‪.‬‬

‫من منبر الشعب‪ ،‬خاطب جاللة الملك منتخبي‬ ‫األمة‪ ،‬والحكومة‪ ،‬واألحزاب السياسية والجمعيات‬ ‫ومسؤولي المؤسسات واإلدارة العمومية‪ ،‬بمناسبة‬ ‫افتتاح الوالية التشريعية الجديدة‪ ،‬بلغة تحمل جملة‬ ‫من المآخذ على أداء اإلدارة العمومية‪ ،‬في عالقاتها‬ ‫مع المواطنين‪ ،‬اعتبارا إلى أن اإلدارة الناجعة عماد‬ ‫ألي إصالح وجوهر تحقيق التنمية والتقدم المنشود‪.‬‬

‫جاللة الملك اعتبر أيضا أن المرحلة المقبلة‬ ‫تتطلــــب من المؤسســات التشريعية والتنفيذية‬ ‫«االنكبـــاب الجــاد» على القضايــــا واالنشغـــاالت‬ ‫«الحقيقية» للمواطنين والدفـــع بعمل المصالح‬ ‫العمومية إلى تغييــــر نمــط انشغالها وتحسين‬ ‫مردودية خدماتها وطريقة تعاملها مع المواطنين‪،‬‬ ‫مركزيا وجهويا ومحليا‪ ،‬ألن ذلك يشكل «جوهر»‬ ‫عمل اإلدار ة العمومية في تحقيق التنمية وتشجيع‬ ‫وتطوير االستثمار‪ ،‬وذلك عبر آليات تقريب المرافق‬ ‫والخدمـات من المواطـــن من أجل قضاء حاجاته‬ ‫اليومية البسيطة ‪.‬‬ ‫وذكر جاللته منتخبي األمة ومسؤولي القطاعات‬ ‫الحكومية بأن تدبير شؤون المواطنين وخدمة‬ ‫مصالحهم «مسؤولية وطنية» و «أمانة جسيمة»‬ ‫وأن كل تهاون في هذا المجال مرفوض وغير مقبول‪.‬‬ ‫كما أنه من غير المقبول أيضا أن يعمد بعض من‬ ‫فوض إليهم أمر تدبير شؤون المواطنين أن يقدموا‬ ‫مصالحهم الشخصية أو مصالح أحزابهم على‬ ‫المصلحة العامة والخدمة العامة‪ ،‬ألن «المواطن‬ ‫هو األهم في االنتخابات وليس المرشح أو الحزب»‪،‬‬ ‫وألن العمل السياسي يفترض وضع المواطن «فوق‬ ‫كل اعتبار»‪.‬‬ ‫والحظ جاللة الملك أن العديد من المواطنين‬

‫يلجؤون إلى جاللته اللتماس مساعدته في حل‬ ‫مشاكل استعصى عليهم حلها ‪ ،‬ومصالح صعب‬ ‫عليهم تحقيقها عبر القنوات العادية لإلدارة ‪ ،‬التي‬ ‫يظهر أن بعض مصالحها ال تقوم بواجبها وأن‬ ‫«هناك خلال ما في مكان ما» وأنه حين يلتمس‬ ‫المواطنون من جاللته قضاء حاجاتهم البسيطة‪ ،‬أو‬ ‫التشكي من ظلم أصابهم‪ ،‬فقد يعني ذلك أن أبواب‬ ‫اإلدارة سدت في وجوههم أو أن اإلدارة قصرت في‬ ‫خدمتهم‪.‬‬ ‫والحظ جاللة الملك أن اإلدارة المغربية تشهد‬ ‫نقائص عدة‪ ،‬منها ضعف في األداء والجودة‪ ،‬وغياب‬ ‫روح المسؤولية لدى العديد من الموظفين الذين‬ ‫يعتبرون أن مناصبهم توفر لهم «مخبأ» يضمن‬ ‫لهم «راتبا شهريا دون محاسبة»‪ .‬بينما المطلوب‬ ‫من كل مسؤول إداري أو سلطوي «أن يقوم على‬ ‫األقل بواجبه» في خدمة المواطنين ومساعدتهم‬ ‫على حل المشاكل التي تعترضهم داخل اإلدراة‪ ،‬من‬ ‫االستقبال إلى التواصل‪ ،‬مرورا بمعالجة الملفات‬ ‫والوثائق وتقديم الحلول المناسبة ‪ ،‬ذلك أنه «من‬ ‫حق المواطن أن يتلقى جوابا عن رسائله وحلوال‬ ‫لمشاكله»‪.‬‬ ‫وأثار جاللة الملك‪ ،‬قضية تهم المواطنين بدرجة‬ ‫عالية‪ ،‬إنها مشكلة نزع الملكية الني غالبا ما تعالج‬ ‫بنزعات مزاجية ويحصل فيها ظلم كثير‪ .‬وذكر جاللته‬ ‫بأن اإلدارة التي من واجبها صون حقوق المواطنين‬ ‫ال يقبل منها أن تسلب هذه الحقوق دون أن تكون‬ ‫قرارات نزع الملكية مبنية على الضرورة القصوى‬ ‫للمصلحة العامة‪ ،‬على أن يتم التعويض على‬ ‫أساس األسعار المعمول بها في نفس زمن القيام‬ ‫بالعملية ‪ ،‬مع تبسيط المساطر اإلدارية والقضائية‪.‬‬ ‫ذلك أن المواطنين يشتكون من طول وتعقيدات‬

‫تلك المساطر ومن عدم تنفيذ األحكام ‪ ،‬خاصة في‬ ‫مواجهة اإلدارة‪ ،‬وتساءل جاللته كيف لمسؤول أن‬ ‫يعرقل حصول مواطن على حقوقه بعد أن يكون قد‬ ‫صدر بشأنها حكم قضائي نهائي‪.‬‬ ‫جاللة الملك تحدث بلغة آالف المواطنين‬ ‫المتضررين من عمليات نزع الملكية عبر تراب‬ ‫المملكة‪ ،‬في ظروف أقل ما يمكن أن يقال فيها إنها‬ ‫كانت جائرة‪ ،‬وجائرة أيضا التعويضات التي يكرهون‬ ‫على قبولها وهي عادة ما تكون مجحفة وال تتناسب‬ ‫وأثمان «رواج وقته» ـ كما يدون في التوثيق العدلي ـ‬ ‫وال يتمكن أصحابها منها‪ ،‬على تفاهتها‪ ،‬إال بعد طول‬ ‫انتظار ومعاناة‪.‬‬ ‫الخلـــل في اإلدارة العموميـــة خالل‪ ،‬أخطرها‬ ‫الشطط في استعمال السلطة والنفوذ بصورة‬ ‫مفرطة وفي غير وجه حق‪ ،‬األمر الذي يفضي إلى‬ ‫خلق جو من العداء بل القطيعة بين المواطنين‬ ‫وإدارتهم ويدفع إلى ردود فعل غير مؤتمنة العواقب‪.‬‬ ‫ومن تلك الخالل تعقد المساطر وصعوبة الحصول‬ ‫على الوثائق وفي هذا الباب أثار جاللة الملك مسألة‬ ‫عالقات مغاربة العالم مع المصالح الدبلوماسية‬ ‫المغربية وأيضا مسألة تطبيق مدونة األسرة بما‬ ‫ينتج عن ذلك من مشاكل عائلية واجتماعية‪.‬‬ ‫تعقيدات اإلدارة العمومية وسوء تدبير الشأن‬ ‫العام ــ وهي أمور تسري على جل اإلدارات المركزية‬ ‫والمحلية والجماعية ــ لها «إسقاطات» سلبية أيضا‬ ‫على مشاريع االستثمار وفرص التشغيل رغم إحداث‬ ‫المراكز الجهوية والشباك الوحيد‪ ،‬حيث إن عدم‬ ‫المساعدة على حل المشاكل المترتبة عن وضع‬ ‫ملفات االستثمار بسبب التعقيدات اإلدارية‪ ،‬يدفع‬ ‫المستثمر إلى اليأس والتخلي عن مشاريعه ويحرم‬

‫المغرب من فرص االستثمار الذي هيأت الدولة له‬ ‫العديد من التحفيزات والتشجيعات ‪.‬‬ ‫وفي هذا الباب أيضا ألمح جاللة الملك إلى أن‬ ‫النجاعة اإلدارية تساهم في النهوض بالتنمية وفي‬ ‫جلب االستثمارات الوطنية واألجنبية ‪-‬وفي تعزيز‬ ‫الثقة في المغرب‪.‬‬ ‫خطاب جاللة الملك في افتتاح الدورة األولى‬ ‫من السنة التشريعية األولى من الوالية التشريعية‬ ‫العاشرة‪ ،‬تضمن دعوة صريحة للحكومة والبرلمان‬ ‫واألحزاب والنقابات والجمعيات والموظفين إلى‬ ‫التحلي بروح الوطنية والمسؤولية من أجل بلورة‬ ‫حلول حقيقية لالرتقاء بعمل المرافق والرفع من‬ ‫جودة الخدمات المقدمة للمواطنين ‪ ،‬وذلك عبر‬ ‫إصالح اإلدارة الذي يتطلب تغييرا جوهريا في‬ ‫السلوك والعقليات‪ .‬كما يتطلب إيجاد تشريعات‬ ‫جيدة تضع المرفق اإلداري العمومي في خدمة‬ ‫المواطن‪ ،‬وتوفير ظروف مناسبة لتكوين وتأهيل‬ ‫الموظفين وتمكينهم من فضاء مالئم للعمل ومن‬ ‫ظروف التحفيز والتشجيع والمحاسبة‪ ،‬مع تعميم‬ ‫اإلدارة اإللكترونية بطريقة تتيح الولوج المشترك‬ ‫للمعلومات بين مختلف القطاعات والمرافق ‪.‬‬ ‫واعتبر جاللة الملك في نهاية خطابه السامي أن‬ ‫الجهوية المتقدمة أصبحت واقعا ملموسا «يجب أن‬ ‫ترتكز عليه اإلدارة‪ ،‬في تقريب المواطن من الخدمات‬ ‫والمرافق‪ ،‬ومن مركز القرار»‪ .‬كما شدد جاللته على‬ ‫ضرورة بلورة وإخراج ميثاق متقدم لالتمركز اإلداري‬ ‫‪ ،‬مواكبة لمتطلبات المرحلة‪ ،‬وعلى واجب الجميع‬ ‫االنخراط في المشروع التنموي الذي يقوده جاللته‬ ‫والذي يتطلب انخراط الجميع في الرفع من نجاعة‬ ‫وجودة اإلدارة العمومية ‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫العدد ‪859‬‬

‫«رغم المكابرة التي جبلت عليها أجدني ضعيفا حيال البوح بما ال أستطيع تحمله ‪ ..‬ألنني بل بساطة أستمد منكم قوتي على مقاومة ما ألم بي ‪..‬‬ ‫أبنائي الرائعون يتحملون مصاريف التحاليل و األدوية و مشقة التنقل بي بين مستشفيات و مصحات طنجة و الرباط بدون دعم من أحد بعدما تنكرت لي عائلتي ‪!..‬‬ ‫أشكر كل األصدقاء الدين غمروني بمواساتهم الصادقة من خالل اتصاالتهم الهاتفية و الرسائل الخاصة أو عبر صفحتي ‪..‬‬ ‫و سأظل مدينا لكل من زارني شخصيا لالطمئنان على حالتي الصحية المتدهورة التي أجتازها بدعم من أسرتي المتفانية و بفضل اهلل ‪..‬‬ ‫دعواتكم أيها األعزاء»‬

‫عبد السالم المريني‬ ‫تغريدة الفنان الكاريكاتوري عبد السالم المريني على صفحته‬ ‫بالفيسبوك‪ ،‬إنما هي خنجر في ضلوع ساكنة طنجة بأكملها‪،‬‬ ‫الطنجيون الذين اعتادوا اللقاء باألستاذ عبد السالم المريني في‬ ‫مختلف دروب المدينة‪ ،‬في أنشطتها الثقافية والفنية واإلجتماعية‪،‬‬ ‫اإلنسان الذي وهب حياته للعطاء فالعطاء ثم العطاء‪ ،‬طريح الفراش‬ ‫اآلن‪ ،‬ببيته الضيق مساحة والواسع حبا وأمال‪،‬‬ ‫يواجه مصيره لوحده دون أي مساند‪ ،‬دون أي دعم‪ ،‬فال تأمين‬ ‫وال معاش وال أدنى حق في كرامة العيش‪ ،‬شأنه شأن معظم الفنانين‬ ‫واإلعالميين المغاربة‪ ،‬حيف كبير ومستقبل مجهول ينتظرهم‪.‬‬

‫«ففي مجتمعاتنا ال تستطيع أن تتخذ من وسيلة‬ ‫إلبداء الرأي مهنة لك»‬ ‫«حين يمشي اإلنسان على األرض فهو أمر عادي‪ ،‬تبدأ الدهشة‬ ‫حينما يمشي على الحائط»‪ .‬الكاريكاتير يعتمد على إثارة الدهشة‪،‬‬ ‫بكسر المألوف وبخلق تصور مختلف لألشياء‪ ،‬يمكن أن نقول أيضاً‬

‫عندما يواجه العطاء بالجفاء‪ ...‬وعندما يتنكر‬ ‫الزمن للمرء ويقذف به إلى مصير مجهول‬ ‫إن الكاريكاتير هو إعادة قراءة للواقع في شكل ساخر‪ ،‬وعلى رسام‬ ‫الكاريكاتير أن تكون لديه عين مغايرة لرؤية هذا الواقع‪.‬‬ ‫بداية مشوار ضيفنا‪ ،‬بدأت بأقل وأضعف وأبسط الوسائل‪ ،‬لكن‬ ‫موهبته جعلته ينجز أعماال القت إعجابا مذهال لدى المتلقي‪ ،‬ببساطة‬ ‫متناهية‪ ،‬فسلوكه يقترن مع األفكار التي يطرحها والتي تمثل بأمانة‬ ‫هموم الجماهير وآمالها من خالل ريشته‪ ،‬واستطاع أن يمضي بعيدا‬ ‫بمشاركاته‪ ،‬حيث شارك بأعماله في معرض دولي أقيم ببرلين‪،‬‬ ‫وشارك في عدة مباريات دولية حصد خاللها عدة جوائز‪.‬‬ ‫في سنة ‪ 1988‬فـــاز األستاذ عبد السالم المريني‪ ،‬بالجائــزة‬ ‫الدولية في الرسم الكاريكاتوري نظمتها جريدة الشرق األوسط‪،‬‬ ‫وسنة ‪ 1991‬حصل على أفضل جائزة عن األعمال الكاريكاتورية التي‬ ‫كان ينشرها بجريدة المسلمون الخليجية‪ ،‬ونشر أعماله في العديد‬ ‫من الصحف والمجالت‪ ،‬وتعامل مع العديد من الجرائد (ما يزيد عن‬ ‫‪ 13‬جريدة)‪ ،‬وكذا ترأس تحرير ثالثة جرائد‪ ،‬باإلضافة إلى إصدار‬ ‫ثالثة جرائد جهوية تهتم بالكاريكاتير (الوشاية الساخرة ‪ -‬كاريكالم‬ ‫‪ -‬الشمال الضاحك)‪.‬‬

‫• بداية لو أردنا الولوج إلى الجانب الخاص في طفولة الفنان «عبد السالم المريني»‬ ‫وأثرها على رسوماته؟‪ ‬‬ ‫• • منذ طفولتي وأنا أغوص في قلب كتلة من األحاسيس المرهفة‪ . .‬وبالمصادفة‬ ‫وجدتني أحاول أن‪ ‬أسخر من بعض أفراد عائلتي وزمالئي في المدرسة‪ ،‬فرسمت‬ ‫وجوههم بخطوط مبالغة‪ .‬وألنني وجدت اإلعجاب لديهم وحظيت رسوماتي باالهتمام‬ ‫بدأت أرسم وبالغت في ذلك‪ ،‬رغم أن انطالقتي في البداية كانت تشكيلية‪ ،‬وذلك بعد‬ ‫دراسة للمبادئ األولية للرسم‪.‬‬ ‫و لذلك كانت هنالك عوامل نفسية عديدة وراء محاولتي للتعبير الساخر‪ ،‬ثم‬ ‫إن الوطن العربي برمته ومجتمعنا بحد ذاته يجسد لوحة كاريكاتورية لما فيه من‬ ‫تناقضات شتى بدءا من السلوك الفردي‪ ،‬وعلى المستوى العائلي إلى تلك التناقضات‬ ‫اإلجتماعية أو اإلقتصادية‪ ،‬وتلك التي تتضمنها الشعارات السياسية‪ ،‬واألمثلة كثيرة‬ ‫ومعروفة‪.‬‬

‫الجائزة الدولية في الرسم الكاريكاتوري التي حصلت عليها‬ ‫في ‪ 1988‬والتي نظمتها جريدة الشرق األوسط‪ ،‬حدثنا عن‬ ‫هذه التجربة‪...‬‬ ‫‪ ‬وقتها كنت شغوفا بتتبع األحداث الساخنة من خالل الصحف‬ ‫والمجالت العربية التي أستطيع الوصول إليها‪ ،‬وأكثر المطبوعات‬ ‫التي أثارت اهتمامي تلك التي كانت تطبع في لندن وتوزع دوليا‪، ‬‬ ‫ومن بينها جريدة «الشرق األوسط» التي تميزت بمقاالت‬ ‫كتابها الكبار ورسامها العبقري محمود كحيل وزميله جورج‬ ‫كريان اللذين تأثرت بأسلوبهما الذكي‪ ..‬وكنت حينها‬ ‫حريصا على اقتناء كل عدد قبل نفاذ النسخ التي كانت‬ ‫تصلنا من لندن بعد يوم من طبعها‪ ،‬وذلك‪ ‬قبل‬ ‫أن يتمكنوا من طبعها بالدارالبيضاء عبر األقمار‬ ‫الصناعية ويتم توزيعها بانتظام‪.. ‬‬ ‫استطاعــت «الشرق األوسط» أن تنافــس الجرائد الوطنية بجرأة‪ ،‬حيث استخدمت مراسليها القتناص‬ ‫األحداث الوطنية وفتحت المجال للكتاب والمبدعين فوق صفحاتها‪ ،‬مما حفزني على مراسلتها‪ ،‬ليفاجئني‬ ‫رئيس تحريرها «عثمان العمير» برسالة ترحيبية وبنشر رسوماتي الكاريكاتورية التي كنت أبعثها باسمه‬ ‫عن طريق البريد المضمون‪ ..‬تلك كانت بداية لمسيرة موفقة‪..‬‬

‫• إلى أي مدى تؤثر المأساة والمعاناة الذاتية في األعمال اإلبداعية التي ينتجها رسام‬ ‫الكاريكاتير؟‬ ‫• • المأســـاة تحرك الوجــدان العام‪،‬‬ ‫والفنان بشكل خاص أكثر الناس امتالكاً‬ ‫للشعور والذاكرة العامة‪ ،‬والبد للمبدع أن‬ ‫يساهم في التعبير وإبداء إمكاناته اإلبداعية‬ ‫في أوقات المحن وهذا هو دوره الوظيفي‬ ‫في المجتمع‪ ،‬وإن لم يكن كذلك فاألولى أال‬ ‫يسمى فناناً أو مبدعاً‪ ،‬ألن الكاريكاتير هو فن‬ ‫التبسيط‪ ،‬ومن حق الفنان أن يغير الخطوط‬ ‫الطبيعية من أجل أن يعبر عن رأيه‪ ،‬حتى إذا‬ ‫كان هذا سيجعله يخرج عن حدود الواقع‪،‬‬ ‫ألن هذا الخروج هو محور فن الكاريكاتير‪.‬‬ ‫وأنا من خـالل اختصـاصـي كرســام‬ ‫كاريكاتير أوظــف كل طاقتــي وإمكانياتي‬ ‫للخلق واإلنتاج والتميز على إبراز خصائص‬ ‫أعمالي بمزيج من صور الحياة التي تدور من‬ ‫حولي‪ ،‬ومن وجدان وأوجاع الناس أستوحي‬ ‫رسوماتي وأجعلها نماذج ولوحات تعبر عن‬ ‫الحياة اإلنسانية العامة‪.‬‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫في ‪ 1995‬نظم األستاذ عبد السالم المريني‪ ،‬معرضا بميناء‬ ‫طنجة خصصت لوحاته لموضوع موحد يهتم بقضايا القطاع البحري‬ ‫تحت شعار(الريشة والصنارة)‪ ،‬وقد لقي إقباال جماهيريا كبيرا وحظي‬ ‫بتغطية إعالمية واسعة‪ ،‬سنة ‪ 2001‬عرض أعماله تحت إشراف‬ ‫مندوبية وزارة الثقافة برواق السيدة الحرة بشفشاون‪ ،‬وهناك التقى‬ ‫بنخبة من المبدعين والفنانين من بينهــم الفنان محمد الخزوم‬ ‫والفنانة نزيهة البشير العلمي حيث اقترحا تنظيم مهرجان وطني‬ ‫للكاريكاتير للمّ شمل الزمالء‪ ،‬وقد وضع المرينــي لبنته األولى‪،‬‬ ‫فكانت اإلنطالقة التي كللت بالنجاح وأخدت مسارا بعيدا بفضل‬ ‫إصرار الثنائي نزهة والخزوم‪.‬‬ ‫كما سبق له أن شــارك في المعرض الوطني الدي نظمته‬ ‫منظمة العفو الدولية بمسرح محمد الخامــس بالرباط في أبريل‬ ‫‪ ،2003‬وقد تم تكريمــه من طرف النقابة الوطنية للصحافة‬ ‫وجريدة طنجــة في يونيــو ‪ 2010‬خالل الملتقى الوطني الثاني‬ ‫للكاريكاتير‪.‬‬

‫• ماذا عن المحاور التي تستأثر باهتمامك في رسوماتك وأيقونتك األدبية التي‬ ‫تعدها دائماً بأعمالك؟‬ ‫• • محوري األساسي هي الحياة اليومية ومنغصاتها التي نعيشها باستمرار إلى جانب‬ ‫سلبياتها اإلجتماعية الحاصلة فيها‪ ،‬لهذا فأنا أحتاج دائماً للقدرة على السخرية من تلكم‬ ‫األوضاع السلبية ألبيّن أمام المجتمع مدى الواقع المؤلم الذي يعيشه الجميع‪.‬‬ ‫وكثيرة هي أعمالي التي لها عالقة بمكنوناتي وشخوصي الذاتية‪ ،‬وهي مستمدة من‬ ‫تجارب الطفولة والحياة والتعليم والبيئة والثقافة التي عشتها‪.‬‬

‫• في ظل وجود اإلنترنت وهيمنة زمن الصورة البصرية‪ ،‬أال يؤثر هذا على‬ ‫مستقبل فن الكاريكاتير التقليدي؟‬ ‫• • سيؤثر تأثيراً إيجابياً‪ ،‬مع قليل من التحفظ‪ ،‬ألن فن‬ ‫الكاريكاتير فن مليء بالتشويق ومن السهل تناوله على‬ ‫مواقع ومنتديات اإلنترنت التي تسهل عملية انتشاره‪ ،‬ومع‬ ‫تواجد العديد من برامج الحاسوب والتأثيرات البصرية‪،‬‬ ‫تمكن الرسامين من إضفاء لمسة جمالية على لوحاتهم‬ ‫الكاريكاتورية وبطريقة تجذب المتلقي لها‪ ،‬لكن تبقى‬ ‫الريشة سيدة الموقف‪ ،‬وال استغناء عن التعبير بالشكل‬ ‫التقليدي الذي اعتدناه منذ الطفولة‪ ،‬فلسحر الريشة وقع‬ ‫خاص على المبدع ‪ .‬‬

‫• كيـف هــي العـــالقــة بين الفــنان األب‬ ‫عبد السالم المريني وعائلته الصغيرة ؟‬ ‫• • بداية أنا من قام بتوليد ثالثة من أبنائي‪ ،‬ألن‬ ‫وقت الطلق‪ ،‬تزامن وتواجدي رفقة زوجتي وبعض من أفراد العائلة‪ ،‬بمنطقة بعيدة عن الخدمات الصحية‬ ‫وسط ظروف نوعا ما قاسية‪ ،‬جعلتني في كل مرة أقوم بعملية توليد زوجتي‪ ،‬إحساس يفوق كل التعابير‪،‬‬ ‫سبعة أبناء هم فرحة عمري وسر إصراري وأملي في غد أفضل‪ ،‬محمد شكيب‪ ،‬عبد اللطيف‪ ،‬نازك‪ ،‬هند‪،‬‬ ‫رباب‪ ،‬ميسون ونزار‪ ،‬هم قرة عيني وعندما أفتح أعيني كل صباح وأرى البسمة في وجوههم‪ ،‬أتطلع إلى‬ ‫البارئ الشافي‪ ،‬أن يمتعني بالصحة ألتم مسيرتي التربوية‪ ،‬فهم رصيدي في هذه الحياة‪ ،‬وعالقتي معهم‬ ‫عالقة حب واحترام وعطاء وحنان‪.‬‬

‫• ختاما ما هي رسالة عبد السالم المريني للمسؤولين اليوم ؟‬ ‫• • أصبـــحـــت أرى الفـن الكاريكاتـــوري‬ ‫المتحضر يحتضر اليوم بسبب غياب االهتمام‬ ‫والرعاية لممتهنيه من الرسامين المحترفين‬ ‫والهاوين‪ ،‬ولعدم وجود سياسة أو رؤية واضحة‬ ‫من قبل الجهات المسؤولة تسهم في تمكين‬ ‫الرسامين من أدواتهم وتساعدهم على إبراز‬ ‫عطاءاتهم للنور وعبر طريق المنافسة‪ ،‬لهذا‬ ‫أصبح هذا الفن العميق بمدلوالته يعاني الكثير‬ ‫من الصعوبات كغيره من الفنون المدفونة في‬ ‫بلدنا‪.‬‬ ‫و بالنسبة لي كفنان كاريكاتوري مغربي‪،‬‬ ‫يصارع المرض وقلة الحيلة‪ ،‬ال يتسنى لي إال‬ ‫أن أنتظر تكسير هذا التنكر لتاريخ أعطيت فيه‬ ‫من دمي وأعصابي وعصارة أفكاري‪ ،‬ألجد نفسي‬ ‫اليوم دون أي عائد وال أدنى اعتبار من اي جهة‬ ‫كانت‪ ،‬أنا ال أرجو صدقة من أحد ‪ ،‬أنا أريد فقط‬ ‫أن أعيش بكرامة‪...‬‬

‫عبد السالم المريني و بالرغم من مساهمته في اإلشعاع الثقافي و الفكري لهذا الوطن‪ ،‬ينتظر منا جميعنا خطوة‬ ‫إيجابية‪ ،‬فهل من التفاتة ؟‪ ...‬‬


‫العدد ‪859‬‬

‫دفاتري‬

‫من‬

‫عزيـز‬

‫اطردوا هذه المعلمة‬ ‫ما أقـــدمــت عليــه هذه المعلمــــة‪،‬‬ ‫لوثبت بالصيغــة التي نقلهتــا العديـــد‬ ‫من المنابر اإلعالمية الوطنية‪ ،‬فإن‬ ‫هذه المعلمة تستحق الطرد والمتابعة‪،‬‬ ‫كما يستحق المتابعـــة والتأديب كل‬ ‫المسؤولين عن إدارة «مسرح الجريمة»‬ ‫الذي كان مدرسة ابتدائية لتطوان‪ ،‬حيث‬ ‫سمحت معلمة «مستهترة» بحلق شعر‬ ‫تلميذ صغير‪ ،‬بطريقة قيل إنها كانت‬ ‫عنيفة ومهينة‪ ،‬أمام باقي تالميذ القسم‪.‬‬ ‫بأي حق تصرفت هذه المعلمة التي لم تراع‬ ‫للطفل حرمته كإنسان‪ ،‬كما لم تحترم حقه‬ ‫في بدنه‪ ،‬واستعملت العنف في قص شعر‬ ‫رأسه دون إرادته ‪ ،‬ودون أن تراعي ما قد‬ ‫يترتب عن ذلك الفعل الهجين من عواقب‬ ‫قد تكون «مدمرة» بالنسبة لنفسيته اليوم‬ ‫وغذا وبعد أن يكبر ويستطيع التفكير‬ ‫في االنتقام‪ .‬ألم تكن هذه المعلمة‬ ‫المستهترة تعلم أن للتلميذ أولياء كانت‬ ‫تجب استشارتهم قبل استعمال المقص‬ ‫في شعر الطفل البريء ؟‬ ‫أين لجنــة التحقيــق التي قيل إن‬ ‫الوزارة كلفتها بالتقصي في هذه الحادثة‬ ‫المشينة؟‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫عنف مضاد‬ ‫ما كان ألحد أن يتدخل‪ ،‬في قضية‬ ‫اعتداء تلميذ على أستاذته بالضرب المبرح‬ ‫على وجهها‪ ،‬داخل القسم‪ ،‬تسبب في‬ ‫نزيف بفمها استدعى نقلها للمستعجالت‬ ‫وحصولها على شهادة طبية حدد فيها‬ ‫العجز لمدة ‪ 18‬يوما‪.‬‬ ‫«ثقـــافــــة» التــدخــالت هــي ســر‬ ‫«االنفالت» الذي نشاهـــده في مجـــال‬ ‫المحاسبة والعقاب بوجه عام‪.‬‬ ‫هذا التلميذ أتى عمال منكرا‪ ،‬كان‬ ‫عليه أن يعاقب أشــد العقــاب حتى يكون‬ ‫عبرة لغيره‪ ،‬وال عذر له أو ألي من كان‬ ‫في محاولة تبرير «جريمته» باالكتظاظ»‬ ‫أو «بغياب الجو التعليمي» كما جاء في‬ ‫بعــض المراسالت الصحافية‪ ،‬ما دام أن‬ ‫اعتداء هذا التلميذ على أستاذته خالل‬ ‫مزاولتها لواجبها التعليمي ألحق بها إهانة‬ ‫بليغة وسوف يؤثر ال محالة على نفسيتها‬ ‫وبالتالي على عطائها‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫الرهان االنتخابي على الشباب والنساء والسلفيين‬ ‫يفشل بطنجة‬ ‫لم تنجح الخيارات «غير التقليدية» لبعض‬ ‫األحزاب المرشحة في طنجة‪ ،‬في مواجهة القوى‬ ‫«التقليدية» بالمدينة‪ ،‬حيث لم يفلح اللوائح التي‬ ‫اعتمدت على النساء أو الشباب أو حتى السلفيين في‬ ‫ضمان أي مقعد‪ ،‬بل لم تنجح حتى في بلوغ العتبة‪.‬‬ ‫وفي ظل االكتساح الكبير لحزب العدالة‬ ‫والتنمية‪ ،‬الذي حصد أزيد من ‪ 60‬ألف صوت مكنته‬ ‫من الظفر بـ ‪ 3‬مقاعد‪ ،‬إلى جانب تقاسم األصالة‬ ‫والمعاصرة واالتحاد الدستوري للمقعدين المتبقيين‪،‬‬ ‫فشل حزب االستقالل في تعويله على الوجوه السلفية‬ ‫في المنافسة‪ ،‬وهو ما ينسحب أيضا على حزب‬ ‫التقدم واالشتراكية‪ ،‬الذي اعتمد على النساء‪ ،‬وحزب‬

‫الديموقراطيين الجدد الذي راهن على الشباب‪.‬‬ ‫وحصل حزب االستقالل على ‪ 1740‬صوت‪ ،‬وهو‬ ‫ما أعطاه الرتبة السادسة بعيدا جدا عن أي أمل‬ ‫في المنافسة‪ ،‬رغم أنه اعتمد على مرشحين اثنين‬ ‫ينتميان للتيار السلفي‪ ،‬أحدهما وكيـل الئحته هشام‬ ‫جاد التمسماني‪ ،‬الداعية المعـروف‪ ،‬الذي سانـده من‬ ‫موقـع الوصافة البرلماني االستقاللي السابق األمين‬ ‫بنجيد‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬فشل حزب التقدم واالشتراكية في‬ ‫تسجيل نتيجة إيجابية في دائرة طنجة ـ أصيلة‪ ،‬حيث‬ ‫حصل على الرتبة الثامنة بـ ‪ 667‬صوتا فقط‪ ،‬رغم‬ ‫تعويله بقوة على تفرده بوضع الثقة في ‪ 3‬نساء‬ ‫من أصل ‪ 5‬مرشحين في الئحته‪ ،‬من بينهن وكيلة‬

‫الالئحة غزالن المعموري‪ ،‬التي حظيت بدعم شخصي‬ ‫مباشر من قبل األمين العام للحزب نبيل بنعبد اهلل‪،‬‬ ‫إلى جانب القياديين في الحزب الحسين الوردي‬ ‫وشرفات أفيالل‪.‬‬ ‫وأفرز الرهان على الشباب غير المتوفرين على‬ ‫أي تجربة سابقــة في الممارسة السياسية نتيجة‬ ‫أكثر سوءا‪ ،‬وهو ما تجلى في حالـة الئحـة حــزب‬ ‫الديموقراطيين الجدد‪ ،‬الذي اعتمد مرشحين تتراوح‬ ‫أعمارهم بين ‪ 22‬و‪ 45‬سنة‪ ،‬من بينهم أصغر مرشح‬ ‫على الصعيـــد الوطنــــي‪ ،‬لكنه في المقابل لم‬ ‫يحصل سوى على ‪ 139‬صوتـــا‪ ،‬مكتفيـــا بالرتبة ‪.13‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫حملة واسعة لهدم البناء العشوائي الذي تزامن مع الحملة‬ ‫االنتخابية بتطوان‬ ‫أفادت مصادر مختلفة‪ ،‬بأن السلطات المحلية‬ ‫بتطوان قامت‪ ،‬بتدشين حملة واسعة لهدم البناء‬ ‫العشوائي الذي تزامن مع حملة االنتخابات التشريعية‬ ‫واقتراع ‪ 7‬أكتوبر‪ .‬وشملت عملية الهدم أكثر من‬ ‫خمسة وعشرين منزال تم بناؤه بشكل عشوائي‬ ‫ودون احترام قوانين التعمير الجاري بها العمل أو‬ ‫الحصول على الرخص المطلوبة‪.‬‬ ‫وأضافت المصادر نفسها‪ ،‬أن السلطات المحلية‬ ‫عمدت إلى تنفيذ عملية الهدم ومحاربة العشوائية‬ ‫بعدد من األحياء‪ ،‬وسط استنفار أمني وحضور مكثف‬ ‫للقوات العمومية‪ ،‬من أجل المحافظة على السير‬ ‫العادي لتنفيذ القرارات القانونية وتجنب أي احتجاج‬ ‫أو عصيان يمكنه عرقلة العملية‪.‬‬ ‫وكشف مصدر أن جهات سياسية استغلت‬ ‫بؤس وفقر بعض سكــان األحيـــاء العشوائية خالل‬ ‫الحملة االنتخابية‪ ،‬حيث سهلت لهم عمليـــة البناء‬ ‫العشوائي في ظــروف غامضـــة بعيدا عن أعين‬ ‫السلطات والمسؤولين‪ ،‬بحكم أن الحملة تتطلـب‬ ‫تكثيـــف مراقبة العملية السياسية واإلشراف عليها‪،‬‬

‫لكن بمجرد انتهاء الحملة سقطوا ضحايا لعمليات‬ ‫الهدم الواسعة وضياع ما أنفقوه على البناء دون‬ ‫جدوى‪.‬‬ ‫وأشار المصدر نفسه‪ ،‬إلى أن مهمة المسؤولين‬ ‫هي التفكير في حلول بديلة للبناء العشوائي‪،‬‬ ‫ووقف استغالل الفقراء باألحياء الهامشية سياسيا‬ ‫بتشجيعهم على بناء العشوائي مقابل األصوات‪ ،‬ألن‬ ‫الصحيح والطبيعي هو األصوات مقابل تنمية األحياء‬ ‫والمساهمة في هيكلتها واستفادتها من المرافق‬ ‫العمومية الضرورية‪.‬‬ ‫وانتعشت ظاهرة البناء العشوائي بشكل واسع‬ ‫باألحياء الهامشية لمدينة تطوان‪ ،‬بالتزامن مع‬ ‫حملة االنتخابات البرلمانية واستغالل بعض الجهات‬ ‫السياسية ووكالء اللوائح للظاهرة‪ ،‬من أجل كسب‬ ‫تعاطف المواطنين والفوز بأصواتهم مقابل التغاضي‬ ‫عن تسجيل الخروقات‪.‬‬ ‫وكانت السلطات المعنيــة حذرت سابقا من‬ ‫استغالل الحملة االنتخابية في التشجيع على انتشار‬

‫البناء وأساسات بيوت جديدة وإضافة الطوابق‬ ‫العشوئية منذ األيام األولى للحملة‪ ،‬واستمر في‬ ‫ظروف غامضة‪ ،‬قبل أن تبادر السلطات المحلية إلى‬ ‫اتخاذ إجراءات قانونية ملموسة وتنفيذها تفاديا‬ ‫النتشار الفوضى واتساع رقعة العشوائية التي‬ ‫تنتج العديد من المشاكل االجتماعية وتساهم في‬ ‫تنامي ظواهر اإلجرام واالتجار في المخدرات والهدر‬ ‫المدرسي‪.‬‬ ‫يذكر أن عمليــات البنــاء العشوائية السريعة‬ ‫ال تحترم شروط السالمة‪ ،‬وتهدد أرواح ساكنيها‬ ‫في المستقبل‪ ،‬كما أن االستغالل السياسي للبناء‬ ‫العشوائــي في الحملة االنتخابيــة يعتبر توريطا‬ ‫للمواطن المستضعــف في المشاكــل واإلكراهات‬ ‫المرتبطة باألحياء الهامشية المفتقدة ألبسط‬ ‫ضروريات العيش الكريم‪ ،‬وليس فرصة لتحقيق حلم‬ ‫الحصول على السكن واالستقرار‪ ،‬كما تريد بعض‬ ‫الجهات المستفيدة من الوضع تسويقه‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫وما الفائــدة من «توقيـــع التزام بعدم‬ ‫العود؟»‪.‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫شهداء الكوميرا‬ ‫طفا من جديد على الساحة اإلعالمية‬ ‫ملف «شهداء الكوميرا» الذي «اجتهد»‬ ‫اليزمي‪ ،‬القيم على حقوق اإلنسان في أن‬ ‫يحاول إقناعنا بأن جهودا «خارقة» بذلت‬ ‫من أجل نقل رفات ضحايا «انتفاضة ‪،1981‬‬ ‫من ثكنة الوقاية المدنية‪ ،‬سيئة الذكر‪،‬‬ ‫إلى المقبرة الحكومية‪ ،‬تمت في ظروف‬ ‫سليمة‪ ،‬بينما أسر الضحايا‪ ،‬المنضوون‬ ‫تحت لواء «جمعية ‪ 20‬يونيه»‪ ،‬يؤكدون‬ ‫العكس ويصرحون‪ ،‬خالفا الدعاءات‬ ‫اليزمي‪ ،‬بأن استخراج الجثث تم بطريقة‬ ‫غير احترافية وغير علمية وأن هويات‬ ‫الرفات ال زالت مجهولة‪ ،‬حيث إن نقلها إلى‬ ‫المقبرة الجديدة تم بدون تحاليل جينية أو‬ ‫أنتروبولوجية ‪ ،‬كما أن رفات بقية الشهداء‬ ‫من العدد اإلجمالي المعلن عنه لم يتم‬ ‫إشهار مكانها إلى اآلن‪.‬‬ ‫فهل كان الهدف من هذه العملية هو‬ ‫الترويج لصورة مغرب آخر بهدف االستغالل‬ ‫الخارجي ؟‬ ‫أسر الضحايـــا يطالبـــون بالحقيقة‪،‬‬ ‫الحقيقة الكاملة‪.‬‬

‫أمريكيون يحطون الرحال بطنجة إلحداث معهد للتكنولوجيا‬ ‫ومدارس للتنمية االجتماعية‬ ‫احتضن مقر مجلس جهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة بمدينة طنجة اجتماعا‬ ‫مع وفد من جامعة والية «ميسيسيبي»‪،‬‬ ‫من أجل مناقشة التفاصيل الفنية‬ ‫والعملية إلحداث معهد التكنولوجيا‬ ‫ومدارس ومركز للتنمية االجتماعية بجهة‬ ‫طنجة‪ -‬تطوان‪ -‬الحسيمة بنظام أمريكي‪.‬‬ ‫وقد تم التطرق في اللقاء المذكور‬ ‫لمجموعة من النقط المهمة‪ ،‬حسب بالغ‬ ‫للمنظمين‪ ،‬سيما المتعلقة بعزم جامعة‬ ‫والية «ميسيسيبي» ومجموعة «ماريتا»‬ ‫للعقار وجهة طنجة تطوان الحسيمة‪،‬‬ ‫دراسة إمكانية إحداث معهد للتكنولوجيا‬ ‫بجهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬بهدف خلق تكوين في‬ ‫مجال الهندسة التطبيقية لتوفير يد عاملة من ذوي‬ ‫المهارات العالية في المغرب‪ ،‬إذ تسعى جامعة «والية‬ ‫مسيسبي» إلى االنخراط في هذه االستراتيجية التي‬ ‫تهدف إلى توسيع تعليمها الرائد في مجال الهندسة‬ ‫التطبيقية في جامعة والية مشيغان إلى جهات أخرى‪،‬‬ ‫وذلك من خالل المرور أو البدء باستخدام فن تعلم‬ ‫الهندسة التطبيقية عن بعد‪ ،‬وكلية جديدة للهندسة‬

‫التطبيقية‪ ،‬ومعهد «مسيسبي المغرب»‪ .‬وأضاف البالغ‬ ‫الذي توصل به موقع «األخبار بريس»‪ ،‬أن األطراف‬ ‫عبرت في هذا اللقاء عن أن هذا المعهد سيشكل قيمة‬ ‫مضافة كبيرة للتعليم والتكوين على مستوى الجهة‪،‬‬ ‫خاصة الفئة الشابة بالمغرب‪ ،‬من خالل اكتساب معارف‬ ‫تطبيقية ونظرية للهندسة التطبيقية كما هي في‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وسيصبح للجيل المقبل‬ ‫من المغرب خبرة في مرافق بحثية عالمية المستوى‬

‫وسيتخرجون بدرجات معترف بها عالميا‪،‬‬ ‫وتلتزم جامعة والية ميشيغان‪ ،‬من أجل دعم‬ ‫البرنامج آنف الذكر‪ ،‬بإنشاء لجنة مشتركة‬ ‫مع مجموعة «ماريتا» وجهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة الستطالع إمكانيات إنشاء المعهد‬ ‫بمدينة طنجة‪ ،‬وكذا البحث عن جميع الفرص‬ ‫والمعوقات التي يمكن أن تقف في طريق‬ ‫الشراكة الفريدة من نوعها في المنطقة‪.‬‬ ‫وقد حضر اللقاء ذاته‪ ،‬رئيس جامعة عبد‬ ‫المالك السعدي‪ ،‬ومدير األكاديمية الجهوية‬ ‫للتربية والتكوين بجهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة وعدد من المسؤولين التربويين‪،‬‬ ‫وكذا المسؤول عن المجموعة العقارية سالفة الذكر‪،‬‬ ‫فيما حضرت «جولي جردان» عن وفد جامعة والية‬ ‫«ميسيسيبي»‪ ،‬من أجل مناقشة التفاصيل الفنية‬ ‫والعملية إلحداث معهد التكنولوجيا ومدارس ومركز‬ ‫للتنمية االجتماعية بجهة طنجة‪ -‬تطوان‪ -‬الحسيمة‬ ‫بنظام أمريكي‪.‬‬

‫حمزة المتيوي‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫العدد ‪859‬‬

‫إقتصاد‬ ‫مهنيو الصيد البحري‪ :‬المطالبة بحماية الثروة السمكية‬ ‫أكد رئيس المنتدى الوطني للصيد البحري‪ ،‬أحمد العمراوي في تصريحات صحافية أن‬ ‫تقلص الثروة السمكية نتيجة ما أسماه «الصيد الجائر» و «االستنزاف» دفع العديد من‬ ‫الكهنيين إلى مغادرة العمل والتوجه نحو مناطق أخ��رى‪ ،‬األمر الذي يستوجب‪ ،‬في‬ ‫نظرهم دعوة الجهات المختصة إلى ضرورة اعتماد برامج استعجالية للحفاظ على الثروة‬ ‫السمكية‪..‬‬ ‫وحسب المنتدى الوطني للصيد البحري‪ ،‬فإن هذا القطاع يعاني أيضا من فراغ قانوني‪ ،‬وال‬ ‫يزال يحتكم إلى قانون يعود صدوره إلى سنة ‪ ،1919‬و إلى «أعراف» ما يدفع إلى المطالبة‬ ‫بإخراج «مدونة البحار» إلى حيز الوجود‪ ،‬وإلى إدماج البحارة والربابنة في غرف الصيد البحري‪.‬‬ ‫اعتبارا إلى أن الربابنة والبحارة هم في الواقع شركاء في اإلنتاج وليسوا فقط مستخدمين‬ ‫لدى المجهزين‪ .‬وأن غرف الصيد البحري تتيح الفرصة للمجهزين فقط بإسماع صوتهم‬ ‫وتحرم باقي الشركاء المهنيين من ذلك‪.‬‬ ‫في تصريحات لـ «المساء»‪ ،‬طالب رئيس المنتدى الوطني للصيد البحري بمراجعة‬ ‫عدد من المخططات «التجريبية» التي أقرتها وزارة الفالحة والصيد البحري منذ سنوات‪،‬‬ ‫مع استحضار المستجدات التي يشهدها الصيد في أعالي البحار والصيد الساحلي والصيد‬ ‫والتي تفرض إعادة فتح النقاش حول هذه المخططات التجريبية التي تحولت إلى ما يشبه‬ ‫مخططات مفتوحة‪ ،‬لكن المعالجة الناجعة لكل هذه القضايا‪ ،‬بالنسبة للمنتدى الوطني‬ ‫للصيد البحري‪ ،‬تقتضي تطبيق مبدأ الجهوية الموسعة في القطاع‪ ،‬عبر تحويل اختصاصات‬ ‫الوزارة الوصية إلى المديريات الجهوية‪ ،‬وفصل القطاع عن الفالحة ألن إنقاذه وتأهيله يحتاج‬ ‫إلى حقيبة وزارية مستقلة‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫المغرب ‪ 4 :‬ماليين طن من القمح لسد الخصص‬ ‫علم أن المغرب استورد ‪ 4‬ماليين طن من القمح لسد الخصاص‪ ،‬حسب ما أعلنت عنه‬ ‫منظمة األغذية والزراعة «الفاو» في تقرير حديث‪ .‬وأن هذا البلد تمكن من الحصول خالل‬ ‫موسم الحصاد لعام ‪ 2016‬على حوالي ‪ 2،7‬مليون طن من القمح و‪ 600‬ألف طن من الشعير‪،‬‬ ‫مقابل ‪ 8‬أطنان من القمح‪ ،‬و‪ 3،5‬أطنان من الشعير خالل عام ‪ .2015‬وفي السياق ذاته‪،‬‬ ‫ذكر المصدر ذاته أن المغرب سيكون ملزما باستيراد رقم لم يسبق أن سجل في السنوات‬ ‫المنصرمة‪ ،‬حيث يصل إلى ‪ 4‬ماليين طن من القمح للموسم ‪.2017-2016‬‬ ‫كما أفادت «الفاو» بأن المغرب سيستورد في المجموع ‪ 1،2‬مليون طن من الواليات‬ ‫المتحدة بمقتضى تحفيزات تفضيلية‪ ،‬بناء على ما هو مقرر في شطر من اتفاقية التجارة‬ ‫الحرة‪ ،‬التي تسمح للمغرب باالستفادة من معدالت فائدة في الوقت الذي لم يشهد الموسم‬ ‫الزراعي المحلي أي تراجع‪.‬‬ ‫جدير بالذكر أن منظمة األغذية والزراعة عزت سبب التراجع في المحصول الزراعي إلى‬ ‫الظروف المناخية‪ ،‬وإلى شح التساقطات المطرية‪ ،‬مما أفضى إلى تعطيل األنشطة الزراعية‪،‬‬ ‫فضال عن تدهور المساحة المزروعة‪ ،‬إال أن أمطار أكتوبر األخيرة أعادت األمل للنفوس‬ ‫الفالحين في إمكانية تدارك بعض الخصاص في ما يتعلق باألمطار‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫استثمار وشراكة في صناعة السيارات والنسيج‬ ‫أشرف وزير الصناعة والتجارة واالستثمار واالقتصاد الرقمي‪ ،‬حفيظ العلمي ‪ ،‬مؤخرا‪،‬‬ ‫على اتفاقيات استثمار وشراكة في قطاعي صناعة السيارات والنسيج‪ ،‬من أجل إحداث وحدة‬ ‫صناعية‪ ،‬في قطاع السيارات بالقنيطرة‪ ،‬مع «أوطوموتيف أوربا»‪ ،‬فرع الشركة اليابانية «أ جي‬ ‫سي» و»أنديفير» المغرب‪ ،‬باستثمار قيمته مليار و‪ 183‬مليون درهم‪ ،‬حيث يرتقب أن تنتج‬ ‫الوحدة الصناعية الجديدة ‪ 1،2‬مليون مجموعة متكاملة من زجاج السيارات سنويا‪ ،‬وتحدث‬ ‫كذلك‪ 650 ،‬فرصة عمل نوعية‪ ،‬كما تراهن على تحقيق رقم معامالت عند التصدير بقيمة‬ ‫مليار درهم‪.‬‬ ‫وتشير تفاصيل اتفاق االستثمار‪ ،‬إلى إحداث وحدة صناعية تحت اسم «أ جي سي أو‬ ‫طوموتيف أنديفير المغرب» في القنيطرة‪ ،‬ستخصص إلنتاج الزجاج المعالج بالتبريد السريع‪،‬‬ ‫الخاص بالنوافذ الخلفية والزجاج الجانبي للمركبات‪ ،‬إضافة إلى الزجاج المغلق األمامي‪،‬‬ ‫إذ ستساهم شركة «أ جي سي أو طوموتيف» بنسبة ‪ ٪ 45‬من رأسمال شركة «أنديفير»‪،‬‬ ‫وستؤمن نقل التقنيات‪ ،‬مع مواكبة نموها التجاري بأوربا‪ ،‬وهي العملية التي ستتيح للجانب‬ ‫المغربي‪ ،‬تنويع منتجاته‪ ،‬مع تحقيق أرباح على مستوى التنافسية والجودة‪ ،‬فيما ستسمح‬ ‫للطرف األول بتعزيز موقعه في القارة األفريقية‪ ،‬موضحا أن هذا المشروع يندرج في إطار‬ ‫تفعيل المنظومة الصناعية الخاصة بشركة «رون��و»‪ ،‬والتي تستهدف إحداث شبكة من‬ ‫المزودين حول المصنع‪ ،‬لغاية تشكيل منظومة صناعية فعالية‪.‬‬ ‫وبموازاة مع ذلك‪ ،‬وقعت وزارة الصناعة والتجارة‪ ،‬والجمعية المغربية لصناعة النسيج‬ ‫واأللبسة‪ ،‬ثالث اتفاقيات شراكة‪ ،‬تتعلق بإطالق ثالث منظومات صناعية جديدة لقطاع‬ ‫النسيج‪ ،‬تهم عددا من فروع قطاع النسيج‪ ،‬من بينها «النسيج المنزلي» والنسيج الموجه إلى‬ ‫االستخدام التقني‪ ،‬وتستهدف إحداث ‪ 16‬ألفا و‪ 763‬منصب شغل في أفق ‪ ،2020‬وتحقيق رقم‬ ‫معامالت إضافي قدره ‪ 8،4‬ماليير درهم‪ ،‬منها ‪ 2،75‬ماليير درهم عند التصدير‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫البنك األطلنتي حاضرفي غينيا بيساو‬ ‫علم أن البنك األطلنتي‪ ،‬فرع مجموعة البنك الشعبي المركزي‪ ،‬أقدم مؤخرا على افتتاح‬ ‫وحدة بنكية في غينيا بيساو تجسيدا لألهمية القصوى التي يوليها البنك لالندماج االقتصادي‬

‫اإلقليمي‪ ،‬باعتباره عنصرا أساسيا في استراتيجية مجموعة (أطلنتيك بزنيس أنترناشنال)‪.‬‬ ‫وتم‪ ،‬بالمناسبة التأكيد على أن البنك ‪ ،‬يواصل توسعه في إفريقيا جنوب الصحراء ليتموقع‬ ‫من اآلن فصاعدا في خدمة مجموع ساكنة دول منطقة االتحاد االقتصادي و النقدي لغرب‬ ‫إفريقيا‪ .‬و أن المجموعة تعزز بذلك حضورها في المنطقة مع تغطية شبكتها البنكية لثمانية‬ ‫بلدان بفضاء االتحاد االقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا‪ ،‬حيث إن األمر يتعلق بمسعى يروم‬ ‫النهوض بالمبادالت التجارية بين الدول وتعزيز االندماج المالي والبنكي‪.‬‬ ‫كما تمت اإلشارة إلى أن مهمة البنك األطلنتي بغينيا بيساو تتمثل في المساهمة بشكل‬ ‫حاسم في تمويل االقتصاد المحلي‪ ،‬ووضع منتوجات مالئمة لحاجات المواكبة رهن إشارة‬ ‫الساكنة والمقاوالت الصغرى والمتوسطة والمؤسسات‪ .‬كما هو الشأن في الحضور المتميز‬ ‫للبنك الشعبي على مستوى ثماني دول بمنطقة االتحاد االقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا‪،‬‬ ‫عبر بنوكه التجارية (البنك األطلنتي لبنين وبوركينافاسو وكوت ديفوار وغينيا بيساو ومالي‬ ‫والنيجر وطوغو والسينغال)‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫‪ 60‬مليار درهم دين شركات مغربية لألبناك‬ ‫نشر بنك المغرب مؤخرا أرقاما مقلقة حول تعثر أداء الديون الخاصة بالشركات والتي‬ ‫فاقت ‪ 60‬مليار درهم منحتها األبناك للمقاوالت المغربية ‪ ،‬وهو ما يعادل ‪ 6‬في المائة من‬ ‫الناتج الداخلي الخام للمغرب‪.‬‬ ‫وأشير إلى أنه‪ ،‬في هذا اإلطار‪ ،‬تكبدت فروع األبناك الفرنسية بالمغرب‪ ،‬النسبة األكبر‬ ‫من القروض المتعثرة‪ 13،6( ،‬في المائة عند بنك الشركة العامة‪ ،‬و‪ 13،4‬في المائة لدى‬ ‫البنك المغربي للتجارة والصناعة و‪ 10‬في المائة عند مصرف المغرب‪ ،‬في حين ال تتعدى هذه‬ ‫النسب ‪ 6‬في المائة عند كل من التجاري وفا بنك والبنك المغربي للتجارة الخارجية والقرض‬ ‫العقاري والسياحي)‪.‬‬ ‫ومن أهم القطاعات التي التي أضرت بالسيولة البنكية‪ ،‬قطاعات والصناعة والتجارة‬ ‫والبناء ‪ ،‬وهي بسبب الركود الذي أصابها جراء الظرفية االقتصادية الحالية‪ ،‬كما أن الشركات‬ ‫التي تعمل في القطاع السياحي من بين تلك المتضررة من عدم القدرة على سداد القروض‪،‬‬ ‫حيث بلغت نسبة التعثر ‪ 23‬في المائة‪ ،‬وهو ما يشكل رقما قياسيا‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬وسجلت سنة ‪ 2015‬رقما قياسيا جديدا في عدد المقاوالت المغربية التي واجهت‬ ‫مشاكل وقادتها إلى حافة اإلفالس‪ ،‬حسب شركة «أنفوريسك»‪ ،‬التي طورت نظاما لتتبع‬ ‫وضعيات الشركات‪ .‬فقد بلغ عدد هذه المقاوالت خالل السنة الماضية‪ ،‬أكثر من ‪5800‬‬ ‫مقاولة وهو ما يمثل ثالثة أضعاف الرقم المسجل في سنة ‪ ،2007‬هذا بينما ظل عدد من‬ ‫المقاوالت التي تم إحداثها خالل السنة نفسها معادال لما كان عليه على امتداد السنوات‬ ‫السابقة‪ ،‬الشيء الذي يشير إلى وجود ركود في إحداث المقاوالت‪ .‬و إن الكثير من المقاوالت‬ ‫المحدثة تولد ميتة أو تنقرض بسرعة بسبب مواجهتها لمشاكل متعددة‪ ،‬تمتد من السوق‬ ‫إلى التمويل وإلى سوء التسيير واالحتيال أحيانا‪.‬‬ ‫وتواجه عدد من المقاوالت المغربية مشاكل حقيقة‪ ،‬فيما يتعلق بتحصيل ديونها بسبب‬ ‫نقص أو انعدام السيولة لدى الزبناء من المقاوالت الخاصة‪ ،‬واستمرار عدد من اإلدارات في‬ ‫ممارسة لعبة التلكؤ والتأخير‪ ،‬التي يمكن تفسيرها باإلهمال وعدم كفاءة إدارة التدبير أو‬ ‫بنوايا سيئة وممارسات فاسدة لم يتم إصالحها منذ زمن‪ ،‬كما أن المقاوالت العاملة في‬ ‫قطاعات التجارة والعقار والخدمات تواجه أيضا خطر اإلفالس بسبب الضغط المتزايد الذي‬ ‫فرضته الحكومة على االستهالك في إطار وفائها بالتزاماتها مع صندوق النقد الدولي‪ .‬وأن‬ ‫من النتائج السلبية لهذه الوضعية‪ ،‬تدمير آالف مناصب الشغل خالل السنوات األخيرة‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫البنك الدولي‪ :‬صورة قاتمة لالقتصاد المغربي‬ ‫كشف تقرير حديث للبنك الدولي‪ ،‬في تقرير حديث‪ ،‬أن الجفاف الذي طبع الموسم الفالحي‬ ‫األخير تسبب في ضعف كبير في المحاصيل الزراعية وكان له أثر بليغ على نمو االقتصاد‬ ‫المغربي‪ .‬األمر الذي يتطلب تشجيع القطاع الخاص على النمو وخلق فرص الشغل قد يساعد‬ ‫على تسريع الرخاء المشترك‪.‬‬ ‫ويتضح من هذا التقرير المتعلق بمنطقة الشرق األوسط وشمال افريقيا‪ ،‬أن البنك الدولي‬ ‫رسم صورة قاتمة لالقتصاد المغربي‪ ،‬حيث يتوقع أن يشهد النمو اإلجمالي للناتج المحلي‬ ‫المغربي تباطؤا إلى ‪ 1،5‬في المائة خالل السنة الجارية‪ ،‬مع ظهور اآلثار الكاملة للجفاف الذي‬ ‫أصاب البالد في خريف ‪ ،2015‬وأنه من المنتظر أن يتقلص إجمالي الناتج المحلي الزراعي‬ ‫بنسبة ‪ 9،5‬في المائة في عام ‪.2016‬‬ ‫وذهبت توقعات البنك الدولي إلى أنه من المنتظر أن يدور الناتج المحلي اإلجمالي غير‬ ‫الزراعي حول ‪ 3‬في المائة‪ ،‬في غياب المزيد من اإلصالحات الهيكلية الحاسمة‪ ،‬مشيرا إلى‬ ‫أنه من المنتظر أن يزداد عجز الموازنة تقلصا إلى ‪ 3‬في المائة من إجمالي الناتج المحلي‬ ‫في عام ‪ ،2017‬في الوقت الذي شدد على ضرورة وضع وتنفيذ موازنة متطورة للحكومات‬ ‫المركزية والمحلية‪ ،‬من أجل تقديم خدمات عامة أفضل وتحقيق كفاءة في األداء بما يتفق‬ ‫وقانون الموازنة األساسي الجديد‪.‬‬ ‫ودعا البنك الدولي المغرب إلى ضرورة تسريع وتيرة نموه االقتصادي على األمد المتوسط‬ ‫مع الحفاظ على استقرار االقتصاد الكلي‪ ،‬مسجال في اإلطار ذاته أنه بمقدور األداء القوي‬ ‫للصناعة التي تم تطويرها في اآلونة األخيرة (كصناعة السيارات والطيران واإللكترونيات)‬ ‫والتوسع الذي شهدته الشركات المغربية خلق ظروف ظروفا مواتية لتعزيز االقتصاد‬ ‫المغربي‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬انتقد المصدر ذاته اعتماد االقتصاد المغربي باألساس على األنشطة‬ ‫غير التجارية (كالبناء‪ ،‬واألشغال العامة‪ ،‬والخدمات متدنية القيمة المضافة)‪ ،‬والزراعة ذات‬ ‫اإلنتاجية الضعيفة التي تعتمد على األمطار وتتسم بالتقلب‪ ،‬مؤكدا أن المغرب لم يحقق‪،‬‬ ‫بسبب هذا الميل‪ ،‬سوى القليل من مكاسبه اإلنتاجية على مر العقدين األخيرين من الزمن‪،‬‬ ‫بالرغم من ارتفاع مستويات االستثمار‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫العدد ‪859‬‬

‫ات‪..‬‬

‫شذر‬

‫وزارة الثقافة والمسؤولية‬

‫في مقالــي السابــق‪ ،‬وهو الحلقــة‬ ‫الثانية ضمن سلسلــة مقــاالت «وزارة‬ ‫الثقافة والمسؤولية»‪ ،‬كتبــت عن الحركة‬ ‫الثقافية التي سادت مدينة طنجة قبل‬ ‫أن تُباد‪ ...‬وهي حركة لم تكن أبدا نتاج‬ ‫عمل نشيط من وزارة الثقافة التي كانت‬ ‫دائما وزارة مهمشة باعتبار أن الثقافة‬ ‫غير ذات أهمية أمام األولويات األخرى‪،‬‬ ‫وه��ذا خطأ قاتل يعتري المجتمعات‬ ‫وال��دول المتخلفة‪ ،‬فالثقافة أساس كل‬ ‫تقدم‪ ،‬وشعب متخلف وأمي وجاهل لن‬ ‫ينتج إال الفراغ والعدمية‪..‬‬ ‫ثم عرجت على المعارض التي تنظم‬ ‫سنويا احتفاء بالكتاب‪ ،‬ولكن هذا الكتاب‬ ‫يُعرض للتملي بالعين دون البيع‪ ،‬فما‬ ‫الفائدة من تنظيمها أصال؟!‪ ..‬ثم وضعنا‬ ‫اليد على إحدى مكامن الداء‪ ،‬حيث الدليل‬ ‫على عدم إيالء الثقافة أية أهمية‪ ،‬ويتجلى‬ ‫ذل��ك في ان��ع��دام قاعات للمحاضرات‬ ‫واللقاءات الفكرية وقد رأينا كيف أن كل‬ ‫الشخصيات الفكرية الوافدة على مدينة‬ ‫طنجة نظمت لقاءاتها وعروضها بقاعات‬ ‫المعاهد األجنبية‪.‬‬ ‫هذا مجرد تذكير مختصر بما مضى‪،‬‬ ‫فمدينة طنجة كانت ذلك النبراس المشع‬ ‫ثقافة وعلمـا لم تكتف بالشعر والثقافة‬ ‫فحسب‪ ..‬ولم تحتف بالشعراء واألدب��اء‬ ‫والمؤرخين فقــط بل تجاوزتهــا إلى‬ ‫فضاء أرحــب شمل الفن والفنانين من‬ ‫هنا وهناك‪ ...‬وحيث أن مصر أم الدنيا‬ ‫كانت حينها بداية من األربعينيات فما‬ ‫فوق منارة العلم والفن ومقصد روادها‪،‬‬ ‫فكان طبيعيا أن تنفتح بالدنا وباألخص‬ ‫مدينة طنجة آن��ذاك على هذا الفيض‬ ‫وتغترف منه ثم تطلب المزيد ومن هنا‪...‬‬ ‫من األغاني واألفالم والعروض انتشرت‬ ‫اللهجة المصرية في ربوع المغرب كما‬ ‫في باقي البالد العربية انتشار النار في‬ ‫الهشيم‪ ،‬فقد كان غزو األغنية والسينما‬ ‫المصرية لبالد العالم العربي ال يقاوم‪،‬‬ ‫بل ويقابل بكل الترحيب واإلقبال وكثيرا‬ ‫ما تحول اللسان الدارجي المغربي إلى‬ ‫لسان ينطق باللهجة المصرية تباهيا أو‬ ‫تقليدا كما هو حال الفنانات المغربيات‬ ‫المهاجرات والمستقرات بمصر‪..‬‬ ‫وفي الفن وفي عرض متواضع‪ ،‬نذكر‬ ‫أنه في بدايــة الخمسينـات‪ ،‬زار مدينة‬ ‫طنجة عميـد المســرح العربي يوســف‬ ‫وهبي صحبة أفراد فرقته ‪-‬فرقة مسرح‬ ‫رمسيس‪ -‬أذكر من بينهم أمينة رزق‪،‬‬ ‫حسين رياض‪ ،‬عمر الحريري‪ ،‬حيث عرضت‬ ‫الفرقة على مسرح سرفانطيس مسرحية‬ ‫«أوالد الشوارع» التي صفق لها الجميع‬ ‫بحماس وأثارت إعجاب الحضور الغفير من‬ ‫األساتذة وأعيان المدينة‪.‬‬ ‫وفي اليــوم الموالي للعرض أقــام‬ ‫قاضي المدينة العربي التمسماني على‬ ‫شرف الفرقة مأدبة غذاء بمنزله الكائن‬ ‫بحي بني يدر‪.‬‬ ‫وفي سنة ‪ 1964‬التحق الفنان القدير‬ ‫الذي يمثل مدرسة فنية في حد ذاتها‪،‬‬ ‫فهو األب الروحي لألغنيــة المغربيـــة‬ ‫«عبد القادر الراشدي» الذي أبدع الروائع‬ ‫الغنائية الخالدة‪ ،‬أنشأ الفنان الراشدي‬ ‫بمدينة طنجة جوقا جهويا حيث أظهر‬ ‫بوضوح إمكانيات وأحيا نهضة موسيقية‬ ‫غنائية‪.‬‬ ‫كان الجوق يضم خيرة أبناء هذه‬ ‫المدينة‪ ،‬عازفين مهرة وأصوات المعة‪،‬‬ ‫أذك��ر من بينهــم المطرب والملحن‬ ‫مصطفى التسولي ش��ف��اه اهلل ال��ذي‬ ‫لم يحظ لحد اآلن بالرعاية والعناية‬ ‫واإلنصاف‪ ،‬ولم يوف حقه في الشهرة‬ ‫واالنتشار‪ ،‬فمن منا ال يتذكــر أغنيته‬ ‫الذائعة الصيـت «يا السامــع صوتي»‬ ‫وغيرها‪ ،‬وكلها من ألحانه وأدائه‪..‬‬ ‫وفي شهر غشت من سنة ‪،1968‬‬ ‫زارت فرقة المعمــورة مدينـــة طنجة‪،‬‬ ‫وق��دم��ت مسرحية «ه��ام��ل��ت»‪ ،‬لوليام‬ ‫شكسبير‪ ،‬وت��م العرض بحي القصبة‬ ‫في الهواء الطلق بباب البحر من طرف‬ ‫فنانين كبار من رواد المسرح المغربي‪،‬‬

‫‪8‬‬

‫ــ ‪ 3‬ــ‬

‫عسكرة «الخريف»‬ ‫العربي!‪...‬‬

‫• مصطفى بديع السوسي‬

‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫في الصورة ‪ :‬الفنان مصطفى التسولي‪ ،‬والمرحومين محمد العربي العوامي‪ ،‬والعازف على آلة‬ ‫العود المختار بيرش‪ ،‬وذلك سنة ‪ 1964‬باستوديو إذاعة طنجة برئاسة عبد القادر الراشدي‬

‫حسين رياض‬

‫عبد السالم النابلسي‬

‫أمينة رزق‬

‫منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر‪،‬‬ ‫أذكر من بينهم محمد سعيد عفيفي في‬ ‫دور هاملت‪ ،‬وفاطمة الركراكي وأحمد‬ ‫العلوي ومحمد الحبشي‪ ،‬والفنان المبدع‬ ‫الراحل العربي اليعقوبي الذي يُعتبر من‬ ‫الوجوه الفنية البارزة التي حظيت بها‬ ‫عروس الشمال طنجة العالية‪ ،‬وقد غطت‬ ‫شهرته اآلف��اق شرقا وغربا‪ ،‬حيث قام‬ ‫بتصميم المالبس لعدة فرق مسرحية‬ ‫وباألخص فرقة المعمورة‪ ،‬وأفالم عالمية‬ ‫كالرسالة وعمر المختار ولورانس العرب‪،‬‬ ‫وأف�ل�ام مغربية ك��ب��ادي��س‪ ،‬ولالحبي‪،‬‬ ‫والبحث عن زوج امرأتي‪ ،‬وشاطئ األطفال‬ ‫الضائعين‪ ...‬والقائمة تطول‪...‬‬ ‫وفي السنة الموالية ‪ 1969‬زارت‬ ‫نفس الفرقة‪ ...‬وف��ي نفس المكان ‪-‬‬ ‫القصبة حيث قدمت مسرحية ‪-‬عطيل‪-‬‬ ‫لشكسبير‪ ،‬وقد عرفت مدينة طنجة في‬ ‫هذه الفترة الذهبية طفرة فنية وثقافية‬ ‫لم تتكرر إلى يومنا هذا‪.‬‬ ‫وقبل ذلك أي في سنة ‪ 1967‬زارت‬ ‫المطربة صباح مدينــة طنجــة صحبــة‬ ‫الممثل الكوميدي الشهيـــر عبد السالم‬ ‫النابلسي‪ ،‬حيث أتحفت الجمهور بأروع‬ ‫إبداعاتها الغنائية‪ ،‬واختتمتها بأغنية ‪-‬ما‬ ‫أنا إال بشر‪ -‬من كلمات أحمد الطيب العلج‬ ‫وألحان عبد الوهاب الدكالي‪ ،‬فأدهشت‬ ‫الجميع بأدائها وانسجامها وهي تؤدي‬ ‫أغنية باللهجة المغربية بمسرح سينما‬ ‫موريطانيا‪.‬‬ ‫وب��ال��ع��ودة إل��ى مجالنا الوطني‬ ‫والمحلي وإسوة بما ذكرناه عن الفنان‬ ‫مصطفى التسولي نجد وجها آخر فقدته‬ ‫الساحة الفنية‪ ،‬وكان رحمه اهلل من أمهر‬ ‫العازفين على آلة الكمان‪ ..‬إنه المبدع‬ ‫محمد البوعناني الذي عمل سابقا في‬ ‫الجوق السمفوني بالرباط والذي كان‬

‫يوسف وهبي‬

‫عبد الواحد التطواني‬

‫صباح‬

‫يترأسه الفنــان «عبد السالم خشــان»‬ ‫الذي أغنى التراث الوطني بروائعه الفنية‪،‬‬ ‫وأبدع ما يزيد عن ‪ 1800‬أغنية توزعت ما‬ ‫بين أغنية وطنية ودينية‪ ،‬وكان رحمه اهلل‬ ‫موزعا موسيقيا‪.‬‬ ‫وللتذكير‪ ،‬فإن الفنان البوعناني من‬ ‫مواليد مدينة طنجة سنة ‪ ،1920‬هناك‬ ‫وجه آخر ال ننسى نبوغه وإبداعه وإتقانه‬ ‫للعزف على آل��ة الكمان‪ ،‬إن��ه المبدع‬ ‫«محمد البراق»‪ ،‬ومن منا ال يتذكر الفنانة‬ ‫المتألقة «شمس الضحى الهيشو» رحمها‬ ‫اهلل‪ ،‬بنت مرشان ذات الصوت الشجي‬ ‫الرخيم التي أتحفتنا بالروائع الخالدة‬ ‫ونذكر منها موشح «يا ليل طول أو ال‬ ‫تطول‪ ،‬البد لي أن أسهر» وهو من ألحان‬ ‫عبد القادر الراشدي‪.‬‬ ‫وال يمكن استحضار ه��ذا الجوق‬ ‫الذي أنشأه الراشدي بطنجة دون ذكر‬ ‫غيثارة الغناء التطواني الفنان عبد‬ ‫الواحد التطواني حيث مازالت أغنياته‬ ‫الخالدة يرددها صدى األيام‪ ،‬نذكر منها‬ ‫«ظلمتني» و«ماشي عادتك» و«اللي فات‬ ‫ما يعود» و«طنجة يااللي يامك» كل هذه‬ ‫اإلبداعات من ألحان عبد القادر الراشدي‪.‬‬ ‫وللتذكير‪ ،‬فجميع ه��ذه األغاني كانت‬ ‫تسجل باستوديو إذاعة طنجة‪.‬‬ ‫ه��ك��ذا جمعت طنجة المجد من‬ ‫أطرافه‪ ...‬مجد الثقافة من مشرق ومغرب‬ ‫ومجد الفن من كل جهة ولون‪ ...‬ذهبوا‬ ‫جلهم إلى حيث سنذهب جميعا‪ ،‬مخلفين‬ ‫ذكرى ال تمحى‪ ...‬وتاريخا يتداوله جيل‬ ‫عن جيل ورغم بعض النكران والجحود‬ ‫الذي يطبع سلوكنا فإن التاريخ ال يداهن‬ ‫وال يتجاهل‪ ...‬مازال في جعبة طنجة ما‬ ‫يقال وما يكتب وما يذكر‪ ،‬ولعلنا بجهد‬ ‫من اهلل وقدرته نستطيع أن نضيف إلى ما‬ ‫ُكتب أشياء الزالت لم تذكر‪.‬‬

‫‪...‬ثمَّة صبيان في سوريا أصبحوا‬ ‫إرهابيين ! وقـــد مهَّدوا لهذه اإلبادة‬ ‫ضد الشعـــب العربي الســوري واليمني‬ ‫والليبي والعراقي لضلوع «إيران» والدول‬ ‫«العظمى» في إبادتهم بالتضامن‪.‬‬ ‫بعد إيران جاء الحشد العسكري الروسي‬ ‫إلن��ق��اذ ال��ن��ظ��ام ال��س��وري بالصواريخ‬ ‫«تزكية» للبراميل المتفجرة‪ .‬ارتكبوا‬ ‫الجرائم ضد اإلنسانية كحلول للربيع‬ ‫العربي‪ ،‬وحتى تنتهي ال��ث��ورة بسفك‬ ‫دم��اء شعوب عربية‪ ،‬حينئذ قد يكون‬ ‫متنفس ل��ذاك��رة اإلن��س��ان العربي !‪...‬‬ ‫مشروع الغاز القطري‪ ،‬للنظرية الجيو‪-‬‬ ‫سياسية االقتصادية األمريكية‪ ،‬عبر‬ ‫أنابيب في اتجاه حمص السورية مارا‬ ‫بالسعودية واألردن‪ ،‬لتقليص المصاريف‬ ‫على ال��دول الغربية‪ ،‬ثمَّ تركيا لتكسير‬ ‫الهيمنة الروسية‪ ،‬إذ ال أحد يريد ضياع‬ ‫موقعه االت��رات��ي��ج��ي لتوسيع نفوذه‬ ‫والمحافظة عليه‪ .‬الطريق البري معقد‬ ‫ويمتد حول العراق ومناطق القتال وبها‬ ‫آالف األطفال الفارِّين من القصف‪ .‬ناهيك‬ ‫عن التعصب العشائري والتطاحن فيما‬ ‫بينهم‪ .‬فال شكَّ َّ‬ ‫أن األقمار الصناعية‬ ‫األمريكية قد اكتشفتْ قوافل مدرَّعات‬ ‫«داعش» هناك ‪.‬‬ ‫الدبلوماسيـــة التـــركيـــة بعــــــد‬ ‫فشل االنقالب العسكري‪ ،‬كان يحومه‬ ‫ص��م��تٌ مطلق للغرب ع��ن األح���داث‪.‬‬ ‫يُعزى ذلك إلى نوع من «التواطؤ» مع‬ ‫عسكر االنقالب‪ ،‬مما أثار حفيظة وغضب‬ ‫القائمين على الحكم الشرعي في أنقرا‪.‬‬ ‫فأدارت ظهرها له‪ ،‬وبادرت إلى استرجاع‬ ‫عالقتها مع موسكو‪ ،‬في زيارات متبادلة‬ ‫بين زعمائهما‪ ،‬أنتجتْ اتفاقيات ‪،‬منها‬ ‫إتمام صفقة جيو‪-‬سياسية‪ ،‬من أجل‬ ‫بناء أنبوب الغاز الروسي يخترق األراضي‬ ‫التركية في اتجاه س��وري��ا‪ْ .‬‬ ‫إن هي إال‬ ‫استراتيجية النقائض‪ .‬عندما وفر النظام‬ ‫السوري إلسرائيل االستقرار على حدودها‬ ‫منذ سنة ‪ ،1973‬فكان من مصلحتها‬ ‫أال يسقط نظام األسد الذي ضمن لها‬ ‫«احتالل» الجوالن‪ ،‬وما خفي كان أعظم‪.‬‬ ‫كلما سيطرتْ المعارضة الموالية ألمريكا‬ ‫إال وقصفها الطيران ال��روس��ي إلب��ادة‬ ‫سكانها العُزَّل‪ .‬وبدورهما‪ ،‬الغرب وأمريكا‬ ‫يقصفان المناطق الموالية أيضا للنظام‬ ‫السوري وروسيا‪ .‬وكلهم يركبون سفينة‬ ‫مهترئة من االف��ت��راءات «اإلرهابية»‪.‬‬ ‫وهم يمدّون العرب بأطنان من األسلحة‬

‫لإلقتتال فيما بينهم‪ .‬ولحلحلة األزمة‬ ‫باستخـدام جميع آليــات المراوغة‬ ‫في التعابير‪ .‬فروسيا وأمريكا يتنكران‬ ‫لضلوعهما في إب��ادة الشعب العربي‬ ‫بالتضامن ! استعملــت روسيـــا «حق»‬ ‫النقض بمجلس األم��ن ضدَّ المشروع‬ ‫الذي َّ‬ ‫حل ضيفا بالمظلة الفرنسية‪ ،‬إليقاف‬ ‫القصف ال��ف��وري ال��روس��ي‪ .‬كما فعلتْ‬ ‫غريمتها أمريكا م��رّات عديدة لصالح‬ ‫الجرائم التي تقترفها إسرائيل في غزة‪.‬‬ ‫فيكون «الخريف» قد مدَّ بظالله على‬ ‫المنطقة العربية‪ ،‬فتساقطتْ األرواح كما‬ ‫تتساقط أوراق الشجر‪ ،‬كعصف ماكول‪.‬‬ ‫تنمو في الفصل الموالي بالماء الزُلل‬ ‫وتزهر بالقرنفل والياسمين التي أضحت‬ ‫صفة الربيع التونسي والعربي‪ .‬فأما‬ ‫الخريف العربي فقد طال أمدُه ْ‬ ‫وإن هو‬ ‫إال صناعة «غرفة عمليات» الدول الكبرى‬ ‫التي لم ترْت ِو بعدُ من سفك الدماء التي‬ ‫يبدو أنها من فصيلة «أُو» ‪.)0( -‬‬ ‫ث��ورة ‪ 25‬يناير لم تنته بعد‪ ،‬رغم‬ ‫حمالت التشويه وبشكل دائ��م وهي‬ ‫تستهدف اإلخوان المسلمين‪ ،‬بإيعاز من‬ ‫غطرسة الكبْر «للرايس»‪ ،‬زاعما ~ أنا‬ ‫الدِّين والدِّين أنا ~ فال يصحُّ ألحد بهذا‬ ‫القول ! فالنظام المصري الذي يستمدُّ‬ ‫شرعيته من «اإلعدامات»‪ ،‬يصوِّت في‬ ‫مهزَلة تمثيلية لصالح المشروع الروسي‪،‬‬ ‫الذي لم يحصل إال على أربعة أصوات‬ ‫بعيدا عن الموقف العربي ‪،‬و بتأييده لنشر‬ ‫القوات الروسية بشكل دائم في سوريا‪.‬‬ ‫ألم يكن هذا استعمارا ؟ أوْ ْ‬ ‫إن هو إال‬ ‫عمى األلوان‪ .‬ما هذا الهون الذي نحن‬ ‫فيه يا أمة العرب ؟ هل هو يُتمٌ فكري؟ في‬ ‫حديث لرسول اهلل – صلعم‪-‬قال‪« :‬أنتم‬ ‫يومئذ كثر ولكن تكونون غثاءأ كغثاء‬ ‫السيل‪ ،‬تُنزع المهابة من قلوب عدُوِّكم‬ ‫ويجعل في قلوبكم الوهن»‪ .‬ماذا عسانا‬ ‫ْ‬ ‫أن نقول وصدرُنا يغلي ! عطش المعرفة‬ ‫تأتي من صرف الحرية المطلقة‪ ،‬وهي‬ ‫أساس كل التقدم والحضارة‪ .‬فال مبرِّر‬ ‫أليِّ اعتداء على اإلنسان‪ .‬فمكان الجيش‬ ‫هو الحماية وليس الحكم‪ .‬فنتساءل‬ ‫بصيغة الذات المفردة وبصيغة الجمع‪ْ ،‬‬ ‫إن‬ ‫كان العرب يعاكسون القوات «العظمى»‬ ‫بل‪ ،‬إنما النفس العربية كبيرة العزَّة‪ْ ،‬‬ ‫إن‬ ‫اهتزَّتْ وربتْ أرضها‪ ،‬تنبتُ من ّ‬ ‫كل زوج‬ ‫بهيج‪ ،‬لقول المتنبي ‪:‬‬ ‫وإذا كانتْ النفوس كبارا‬ ‫تعبتْ في مرادها األجسام ‪.‬‬

‫فرصة لمواصلة اإلصالح والحفاظ‬ ‫على المكتسبات‬

‫ت����ط����ل����ع����ات‬ ‫واهتمامات تنتظرها‬ ‫شريحة عريضة من‬ ‫متقاعدات‪ ،‬ومتقاعدي‬ ‫ه���ذا ال��وط��ن وذوي‬ ‫ح��ق��وق��ه��م وس��ع��ادة‬ ‫تبلورها تتبعهم لكل‬ ‫جديد‪ ،‬خصوصا بعد‬ ‫عملية ان��ت��خ��اب��ات ‪7‬‬ ‫أكتوبر ‪ ،2016‬وفوز حزب العدالة والتنمية‬ ‫بمقدمه الترتيب مما يعد تحديا لمواصلة‬ ‫اإلصالح‪ ،‬وتتميم تصحيح الوضع ضمانا‬ ‫لحقوق الموظفين المحالين على المعاش‬ ‫وتنفيذ للبرنامج المعلن عنه أثناء حملة‬ ‫االنتخابات تحت شعار‪« :‬صوتنا فرصتنا‬ ‫لمواصلة اإلصالح»‪.‬‬ ‫وها هــي الفرصة سانحـــة إلتمام‬ ‫المشوار بحول هّ‬ ‫الل وعونه‪ ،‬وبإرادة قوية‬ ‫اقتراحية وتفكير نير سوف تواصلون‬ ‫وعلى الدرب سائرون‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وكمتقــاعديـــن نعلـــم جيدا‪ ،‬أن‬ ‫ملف التقاعــد ليس بالسهولة غيـــر أن‬ ‫المسؤولية مستقبال تتطلــب توسيــع‬ ‫التشاور واألخذ بعين اإلعتبار اإلقتراحات‬ ‫المعقولة إليجاد حلول ناجعة باشراك كل‬

‫المعنيين والمهتمين‬ ‫في القريــب بمشيئة‬ ‫هّ‬ ‫الل‪ ،‬دون تهميش من‬ ‫يمثل قطـاع التقاعـد‬ ‫وت��أك��ي��د ح��ض��وره��م‬ ‫لقــاءات واجتماعــات‬ ‫الحوار االجتمـاعــي‪،‬‬ ‫ل��ت��ح��ق��ي��ق أن��ظ��م��ة‬ ‫معاشية تواكب الزمن والمكان وتطور‬ ‫الحياة‪ ،‬والمتقاعدون أدرى بحاجياتهم‬ ‫من غيرهم‪ ،‬ويعرفون أن مشكل التقاعد‬ ‫استوجب نقاشا وتشاورا واإلستماع إلى‬ ‫مختلف اآلراء وهذا ال يمنع من إلحاحهم‬ ‫وتشبثهم لتحسين وضعهم المادي‪،‬‬ ‫والمعنوي ضمانا لتقاعد أفضل يريحهم‬ ‫من ضنك العيش والتغلب على مصاريف‬ ‫سومة الكراء‪ ،‬واقتناء الدواء واداء فتورة‬ ‫الماء والكهرباء‪ ،‬في مرحلة عمرية تكثر‬ ‫فيها العلل وتزداد المتطلبات مقابل راتب‬ ‫زهيد ال يسمن وال يغني من جوع يعاكس‬ ‫سيرورة الحياة‪ ،‬وال يساير ارتفـاع األثمان‪.‬‬

‫م ‪.‬و‬


‫العدد ‪859‬‬

‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫مكانة مدينة القصر الكبير التاريخية والفكرية‬ ‫بقلم‪ :‬عبد القادر الغزاوي‬ ‫بعض الكتاب والباحثين والقراء والمهتمين‬ ‫بتاريخ وثقافة المدن المغربية‪ ،‬يتساءلون ويستفسرون‬ ‫عن غياب االهتمام بتاريخ وتراث وثقافة مدينة القصر‬ ‫الكبير من طرف المؤسسات والجمعيات المهتمة‬ ‫بالحفاظ على تراث ومآثر المدن التاريخية‪ .‬ومدينة‬ ‫القصر الكبير لها تاريخ قديم‪ ،‬وحضور بارز في مختلف‬ ‫العصور التاريخية والدول المتعاقبة بصفتها إحدى‬ ‫المدن المغربية العريقة والقديمة‪ ،‬وأول حاضرة في‬ ‫المغرب‪ ،‬والتي يقول عنها األستاذ عبد العزيز بنعبد‬ ‫اهلل‪ ( ،‬تعتبر أول حاضرة في المغرب ما زالت قائمة ‪...‬‬ ‫وقد كانت مهبط رجاالت العلم والفكر والتصوف في‬ ‫إفريقيا الشمالية في مختلف العصور) (‪.)1‬‬

‫مدينة القصر الكبير من المدن القديمة التي‬ ‫خلدها التاريخ‪ ،‬وقد تعاقبت عليها مجموعة من الدول‪،‬‬ ‫وكانت تعرف بعدة أسماء كأوبيدوم نوفو م �‪OPPI‬‬ ‫‪ ،DUM NOVUM‬وقصر عبد الكريم وقصر صنهاجة‬ ‫وغيرها‪ ،‬حسب ما ورد في بعض المصادر والمراجع‬ ‫العربية واألجنبية‪ .‬وجاء في كتاب ‪ « :‬الحركة الفكرية‬ ‫بالمغرب في عهد السعديين» لمحمد حجي ما يلي ‪:‬‬ ‫( القصر الكبير‪ ،‬ويسمى أيضا قصر كتامة وقصر عبد‬ ‫الكريم مدينة قديمة تقع في سهل فسيح على ضفاف‬ ‫وادي اللوكوس‪ .‬ورد ذكرها عند البكري في المسالك‬ ‫والممالك‪ ،‬وابن خلدون في العبر‪ ،‬وابن الخطيب في‬ ‫اإلحاطة وغيرهم)‪ ...( .‬وازدادت شهرة القصر الكبير‬ ‫بعد معركة وادي المخازن أو الملوك الثالثة‪ ،‬التي جرت‬ ‫بضواحيه في أواخر هذا القرن) (‪. )2‬‬ ‫ومعلوم أن هذه المعركة الشهيرة وقعت بالقرب‬ ‫من مدينة القصر الكبير على وادي المخازن‪ ،‬والتي‬ ‫تعد من األحداث البارزة في تاريخ المغرب المجيد‪ ،‬بل‬ ‫في تاريخ العالم‪ ،‬وتعرف كذلك بمعركة القصر الكبير‪،‬‬ ‫وبمعركة الملوك الثالثة (عبد الملك السعدي ومحمد‬ ‫المتوكل السعدي وملك البرتغال سبستيان)‪ ،‬فهذه‬ ‫األسماء إن تعددت فالهدف واحد‪ ،‬وأنها جميعا تؤدي‬ ‫إلى المعركة التي وقعت بين السعديين والبرتغاليين‬ ‫يوم ‪ 04‬غشت سنة ‪1578‬م ‪ ،‬حيث انهزمت الجيوش‬ ‫الصليبية‪ ،‬وكان النصر حليف الجيوش المغربية‪ .‬بعد‬ ‫هذه المعركة ازدادت مكانة المدينة شهرة كبيرة‬ ‫وانتشارا واسعا‪.‬‬ ‫وقد خلدت هذه المعركة المغرب بصفة عامة‪،‬‬ ‫ومدينة القصر الكبير بصفة خاصة في صفحات كتب‬ ‫التاريخ والحروب اإلسالمية‪ .‬وتم ذكر هذه المعركة‬ ‫في عدة مصادر ومراجع تاريخية عربية وأجنبية‪.‬‬ ‫يقول األستاذ عباس الجراري ‪ ... ( :‬حفظت للمغرب‬ ‫سيادته وكيانه‪ ،‬وحالت دون وقوعه في شرك التبعية‬ ‫واالنقياد للقوى المتشوفة للهيمنة‪ ،‬أي صانت له‬ ‫استقالله عن جميع القوى المتطلعة لبسط نفوذها‬ ‫وسيطرتها عليه‪ ،‬كيفما كالنت هذه القوى‪ ،‬سواء أكانت‬ ‫القوى المسيحية الكاتوليكية المتمثلة في الدولتين‬ ‫اإلسبانية والبرتغالية ومن ورائها الكنيسة والبابا‪ ،‬أو‬ ‫اإلمبراطورية العثمانية التي كانت وافدة من المشرق‬ ‫تزحف على العالم المعروف آنئذ‪ ،‬لكنها وقفت عند‬ ‫حدود المغرب لم تستطع تجاوزها للتسرب إليه)‪.)3(.‬‬ ‫وتبعا لهذا االنتصار الكبير الذي أحرزه المغاربة‬ ‫في هذه المعركة الشهيرة‪ ،‬فقد كتب عنها جماعة‬ ‫من األدباء كتابات عديدة‪ ،‬ونظم العديد من الشعراء‬ ‫قصائد تمجد بالمعركة‪ ،‬في مختلف العصور التي تلتها‪،‬‬ ‫خاصة الشعراء المغاربة‪ .‬ومن الشعر المغربي الحديث‬ ‫أشير إلى قصيدة جميلة ورائعة قيلت في الموضوع‪،‬‬ ‫وهي لألديب الكبير والشاعر المتميز األستاذ حسن‬ ‫الطريبق الواردة بديوانه «ما بعد التيه»‪ ،‬يقول في‬ ‫مطلعها ‪:‬‬ ‫تمضي القرون وال تفنى مزايانــا‬ ‫أشعة المجد الحت من سرايانــا‬ ‫ومدينة القصر الكبير لها حضور تاريخي مجيد عبر‬ ‫مختلف العصور والدول‪ ،‬وكانت مقر بعض اإلمارات‪،‬‬ ‫كإمارة بني اشقيلولة في عهد الدولة المرينية‪ ،‬وإمارة‬ ‫بني العروسيين في عهد الدولة الوطاسية‪ ،‬وإمارة‬ ‫الخضر غيالن في عهد الدولة العلوية‪ ،‬وغيرها‪ .‬إال‬ ‫أن هذه اإلمارات لم تدم طويال حيث بادت وانتهت‬ ‫بانتهاء رؤسائها وموتهم‪ .‬باإلضافة إلى أنها كانت‬ ‫تعتبر سوقا تجاريا ومركزا اقتصاديا‪ ،‬يقصدها التجار‬ ‫من مختلف المناطق‪ ،‬وممرا رئيسا لمختلف االتجاهات‬ ‫نظرا لموقعها الجغرافي‪ .‬ويقول عنها السلطان موالي‬ ‫سليمان العلوي ( ‪1238 - 1180‬هـ‪1822 1760- /‬م)‬ ‫في كتابه « عناية أولي المجد بذكر آل الفاسي ابن‬

‫الجد» ‪ ...( :‬وكان القصر إذ ذاك مقصودا للتجارة‬ ‫وسوقا تجلب إليه بضائع العدوتين وسلعها إذ كان‬ ‫ثغرا بين بالد المسلمين وبالد النصارى دمرهم اهلل‬ ‫تحط به رحال تجار المسلمين من ءافاق المغرب‬ ‫وتجار الحربيين من أصيال وطنجة والقصر الصغير‬ ‫وسبتة وألنه كان محل عناية سلطان المغرب إذ ذاك‬ ‫الشيخ ابن أبي زكرياء الوطاسي فكان القصر قاعدة‬ ‫بالد الهبط التي كانت موقع شرارة السلطان المذكور‬ ‫وملبث ناره وموشج عصبيته مع مجاورته لبالد الحرب‬ ‫فكان نظره مصروفا إليه واختصاصه موقوفا عليه‬ ‫وتقبل بنوه مذهبه بعده‪ .)4(.)...‬ناهيك باألدوار‬ ‫البارزة والمهمة التي كانت لها عبر المراحل التاريخية‬ ‫والعلمية والفكرية المختلفة ‪ ،‬حيث ساهمت بحظ وافر‬ ‫في تكوين العقول واألقالم التي كانت ساطعة في‬ ‫تطور الفكر والثقافة‪.‬‬ ‫وهي تعد مدينة األولياء والصلحاء‪ ،‬والمفكرين‬ ‫والعلماء‪ ،‬والكتاب واألدباء‪ ،‬والفنانين والشعراء‪،‬‬ ‫والوطنيين والشهداء‪( .‬فمنهم من قضى نحبه ومنهم‬ ‫من ينتظر)‪ ،‬اآلية رقم ‪ 23‬من سورة األحزاب ‪.‬‬ ‫وقد أنجبت مدينة القصر الكبير على مر العصور‬ ‫العديد من األعالم ‪ ،‬كانت لهم مكانة كبيرة وشأو‬ ‫عظيم في مختلف المجاالت والميادين الثقافية‬ ‫والفكرية والجهادية والنضالية والوطنية‪ ،‬تشهد على‬ ‫ذلك مساهماتهم العديدة‪ ،‬وإنتاجاتهم الكثيرة في‬ ‫الحياة األدبية والعلمية‪ ،‬حيث عرفت نهضة علمية‬ ‫كبيرة وبارزة‪ ،‬أفرزت ثلة من العلماء واألدباء أخذوا عن‬ ‫عدد من الشيوخ والعلماء والصلحاء من أصل مغربي‬ ‫أو أندلسي في مختلف المساجد والزوايا والمدارس‬ ‫العتيقة والمراكز الثقافية‪ ،‬التي كانت موجودة بها‬ ‫قديما رغم قلتها‪ ،‬ونهلوا من معينهم اللغوي والديني‬ ‫والصوفي والعلمي الشيء الكثير والزاد الوفير‪ .‬وأذكر‬ ‫منهم على سبيل المثال ال الحصر ‪،‬العالم الصوفي‬ ‫الكبير سيدي علي بن أبي غالب األندلسي الشلبي‪،‬‬ ‫ولي مدينة القصر الكبير‪ ،‬والعالم الولي سيدي عبد‬ ‫الجليل القصري‪ :‬العالم العامل‪ ،‬دفين مدينة سبتة‪،‬‬ ‫والولية اللة فاطمة األندلسية‪ :‬الحرة الصالحة‪،‬‬ ‫والولي سيدي أبو عبد اهلل محمد بن محمد بن جميل‬ ‫القصري‪ :‬المعلم‪ ،‬وغيرهم ‪ ...‬وكذلك أبناؤها األبرار‬ ‫أمثال‪ :‬عبد السالم الزفري من كبار شيوخ الملحون‪،‬‬ ‫وعبد السالم عامر من كبار الملحنين‪ ،‬ومحمد الرايسي‬ ‫موسيقي وباحث‪ ،‬ومحمد الخمار الكنوني شاعر وأديب‪،‬‬ ‫وعبد السالم الطريبق كاتب‪ ،‬وأحمد المرتجي السوسي‬ ‫كاتب وباحث‪ ،‬والمختار القيسي عالم‪ ،‬وعبد القادر‬ ‫الساحلي أديب وكاتب‪ ،‬ومحمد العياشي الحمدوني‬ ‫كاتب‪ ،‬ومحمد المهدي الطود عالم وشاعر‪ ،‬وعبد‬ ‫السالم الطود مؤرخ‪ ،‬وعبد السالم نخشى عالم ‪،‬‬ ‫وعلي نخشى عالم‪ ،‬والمفضل الجباري عالم‪ ،‬وعبد اهلل‬ ‫الجباري عالم ‪ ،‬ومحمد الجشوري عالم‪ ،‬ومحمد زكي‬ ‫الجباري فنان مسرحي‪ ...‬وغيرهم من أعالم القصر‬ ‫الكبير‪ ،‬فهم كثر‪.‬‬ ‫هؤالء وأولئك هم الذين رفعوا صيت المدينة‬ ‫بال جدال‪ ،‬وجعلوها تفتخر بأبنائها وبناتها في شتى‬ ‫الميادين الفكرية‪ ،‬والمجاالت الثقافية ‪ ،‬فأثرت فيهم‬ ‫بأصالتها وتراثها‪ ،‬وبجمالها وطبيعتها‪ ،‬وأثروا فيها‬ ‫بإبداعاتهم وكتاباتهم‪ .‬وقد بلغت درجة كبيرة من‬ ‫العلم والفكر بفضل علمائها وفقهائها وأدبائها‬ ‫وشعرائها األجالء سواء من أبنائها أو من الذين‬

‫هاجروا إليها من مدن أخرى أو من األندلس وأقاموا‬ ‫بها‪ ،‬فتحولت إلى منارة فكرية وعلمية‪ ،‬ومنبت العلماء‬ ‫والمتصوفة واألدباء رجاال ونساء‪ ،‬فأضحت تنافس‬ ‫وتضاهي علميا وفكريا بعض المدن العلمية والثقافية‪،‬‬ ‫كمدينة فاس‪ .‬وجاء في كتاب «دوحة الناشر» عند‬ ‫الحديث عن الفقيه أحمد بن إبراهيم الجرفطي توفي‬ ‫سنة ‪953‬ه‪ ( :.‬وكان أمراء بني عروس يعظمونه غاية‬ ‫التعظيم ويضاهون به مشيخة الفتوى بحضرة فاس)‬ ‫(‪ .)5‬باإلضافة إلى اإلشعاع العلمي والديني‪ ،‬وكذا‬ ‫العالقات الثقافية والروابط الفكرية بين مدينة القصر‬ ‫الكبير واألندلس والشرق ‪.‬‬ ‫وقد أمست مدينة القصر الكبير مغيبة عن مجال‬ ‫الساحة الفكرية‪ ،‬ومجال النشاط الثقافي‪ ،‬وأضحت ال‬ ‫تجد من يرد لها اعتبارها ومكانتها التاريخية والعلمية‪،‬‬ ‫والتعريف بها وبتاريخها وبرجاالتها وأوليائها‪ ،‬وتراثها‬ ‫المتنوع والمتعدد ومعالمها التراثية واآلثارية‪ .‬خاصة‬ ‫أنها حبلى بالتاريخ والتراث والثقافة والعلم‪ .‬وأن أبناءها‬ ‫ونساءها منتجون ثقافيا وأدبيا‪ ،‬ولهم حضور وموقع‬ ‫في عالم الفكر والثقافة والمعرفة بشتى مشاربها‬ ‫وفنونها‪ .‬وقد سبق أن ظهرت كتابات تاريخية وآثارية‬ ‫عن مدينة القصر الكبير لجماعة من الكتاب والباحثين‬ ‫والمهتمين من أبناء مدينة القصر الكبير‪ ،‬أصبحت‬ ‫مرجعا لها‪ ،‬وأذكر منهم وبعض كتاباتهم القيمة على‬ ‫سبيل المثال ال الحصر األساتذة ‪ :‬عبد السالم القيسي‬ ‫الحسني‪ ،‬كتاب مدينة القصر الكبير تاريخ ومجتمع‬ ‫ووثائق‪ .‬ومحمد المهدي الطود الحسني‪ ،‬كتاب القصر‬ ‫الكبير ورجاالته عبر التاريخ‪ .‬ومصطفى الطريبق‪ ،‬كتاب‬ ‫معركة استرجاع مدينة العرائش في عهد موالي‬ ‫إسماعيل وتداعياتها التاريخية واألدبية‪ .‬ومحمد‬ ‫أخريف‪ ،‬كتاب وثائق لم تنشر في أربعة أجزاء‪ .‬ومحمد‬ ‫العربي العسري‪ ،‬كتاب أقالم وأعالم من القصر الكبير‬ ‫في العصر الحديث في ثالثة أجزاء‪ .‬ومحمد المغراوي‬ ‫الذي قام بتنسيق وتقديم كتاب مدينة القصر الكبير‬ ‫الذاكرة والحاضر‪ ...،‬وغيرهم‪.‬‬ ‫إال أنها ظلت شامخة تقاوم اإلهمال والتهميش‬ ‫واالندثار‪ ،‬وأصبح العديد من المباني األثرية والتاريخية‬ ‫التي تعتبر موروثا ثقافيا يحافظ على ذاكرة وتاريخ‬ ‫وتراث المدينة المعرض للدمار والخراب والفناء جراء‬ ‫عدم العناية والصيانة‪ ،‬وأثر العوامل الطبيعية‪ ،‬وكذلك‬ ‫التصرفات البشرية التي تسببت في اندثار بعضها‬ ‫واختفاء البعض اآلخر‪.‬‬ ‫وقد حان الوقت للنهوض على قدم وساق للتعريف‬ ‫بتاريخ وتراث مدينة القصر الكبير في شتى المجاالت‪،‬‬ ‫وفي جميع الميادين‪ ،‬كل حسب مجاله ونشاطه الفكري‬ ‫والثقافي والمعرفي‪ ،‬حتى تحظى بالمكانة التاريخية‬ ‫والفكرية الالئقة بها‪ .‬حيث أن أبناءها هم ضميرها‬ ‫وعيونها ولسانها‪ ،‬فبهم يمكن إحياء إشعاع المدينة‬ ‫الخالد من جديد بشكل متميز ودائم ومستمر‪.‬‬ ‫لقد توخيت االختصار وعدم اإلطالة في هذا‬ ‫الموضوع‪ ،‬وخير الكالم ما قل ودل‪ .‬ألن الهدف ليس‬ ‫كتابة تاريخية عن مدينة القصر الكبير‪ ،‬ألن ذلك يحتاج‬ ‫إلى منهج قويم وإلمام واسع واطالع كبير على مصادر‬ ‫ومراجع عديدة للتسلح بها عند الكتابة التاريخية‪ ،‬يقول‬ ‫األستاذ عبد اهلل بن عتو‪... ( :‬يتضح أن تجهيز دراسات‬ ‫تاريخية عن القصر الكبير ال يندرج إال ضمن هذا اإلطار‬ ‫الواسع « المونوغرافيا»‪ .‬ولذلك فمن المالئم االنتباه‬

‫لما له وما عليه من الناحية المنهجية على األقل)‪.‬‬ ‫(‪ .)6‬وإنما أردت المساهمة والمشاركة بإطالق صيحة‬ ‫عالية‪ ،‬ودق ناقوس الخطر‪ ،‬وإثارة انتباه الذين يهمهم‬ ‫تاريخ وتراث وآثار وأولياء وأعالم مدينة القصر الكبير‬ ‫رجاال ونساء‪ ،‬من أجل الحفاظ على المكانة التاريخية‬ ‫والفكرية للمدينة‪ .‬وأتمنى أن ال تذهب هذه الصيحة‬ ‫سدى‪ ،‬كأنها صيحة في واد ونفخ في رماد‪ ،‬وكما يقول‬ ‫الشاعر الفارس عمرو بن معد يكرب بن ربيعة الزبيدي‬ ‫(‪643 525-‬م)‪ ،‬الملقب بأبي ثور‪:‬‬ ‫لقد أسمعتَ لو ناديـتَ حيــــــــا‬ ‫ولكن ال َ‬ ‫حياة لمن تنـــــــــــادي‬ ‫ولو نارٌ نفختَ بهـــا أضـــــــاءت‬ ‫ولكن أنت تنفـخ في رمــــــــــاد‪.‬‬

‫المراجع والهوامش ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ عبد العزيز بنعبد اهلل‪ ،‬مجلة المناهل‪ ،‬العدد‪،1‬السنة‬ ‫‪،1974‬الصفحة‪.43‬‬ ‫‪ 2‬ـ محمد حجي كتاب الحركة الفكرية بالمغرب في‬ ‫عهد السعديين‪ .‬السنة ‪ .1978‬الصفحة‪.427‬‬ ‫‪ 3‬ـ عباس الجراري كتاب معركة وادي المخازن في‬ ‫األدب المغربي‪ .‬الصفحة ‪ .9‬الطبعة الثانية‪.1988 .‬‬ ‫‪ 4‬ـ كتاب «لمع من ذاكرة القصر الكبير»‪ .‬كتاب جماعي‪.‬‬ ‫إعداد وتنسيق محمد العربي العسري وج محمد أخريف‪.‬‬ ‫السنة ‪.2012‬‬ ‫‪ 5‬ـ محمد بن عسكر الحسني الشفشاوني‪ .‬كتاب دوحة‬ ‫الناشر لمحاسن من كان بالمغرب من مشايخ القرن العاشر‪.‬‬ ‫تحقيق محمد حجي‪ .‬الطبعة الثانية السنة ‪ .2003‬الصفحة‬ ‫‪.41‬‬ ‫‪ 6‬ـ عبد اهلل بن عتو‪ :‬نحو التاريخ االجتماعي والثقافي‬ ‫للقصر الكبير ‪ :‬معطيات أولية في التصور والمنهج‪ .‬كتاب‬ ‫مدينة القصر الكبير الذاكرة والحاضر‪.‬تنسيق وتقديم محمد‬ ‫المغراوي‪ .‬الطبعة األولى‪ .‬السنة ‪ .2000‬الصفحة ‪.131‬‬ ‫‪ 7‬ـ عبد السالم القيسي الحسني‪ .‬كتاب مدينة القصر‬ ‫الكبير تاريخ ومجتمع ووثائق‪ .‬السنة ‪.2006‬‬ ‫‪ 8‬ـ محمد المهدي الطود الحسني‪ ،‬كتاب القصر الكبير‬ ‫ورجاالته عبر التاريخ‪.‬‬ ‫‪ 9‬ـ حسن الطريبق ‪ .‬ديوان ما بعد التيه‪ .‬السنة ‪.1974‬‬ ‫‪ 10‬ـ أبو حامد محمد العربي الفاسي الفهري‪ .‬كتاب‬ ‫مرآة المحاسن من أخبار الشيخ أبي المحاسن‪ .‬دراسة‬ ‫وتحقيق محمد حمزة بن علي الكتاني‪ .‬الطبعة األولى‪ .‬السنة‬ ‫‪.2008‬‬ ‫‪ 11‬ـ أنطونيو دي صالدانيا كتاب أخبار أحمد المنصور‬ ‫سلطان المغرب‪ .‬تقديم وترجمة وتحقيق إبراهيم بوطالب‬ ‫وعثمان المنصوري ولطفي بوشنتوف‪.‬السنة ‪.2011‬‬ ‫‪ 12‬ـ الحسن بن محمد الوزان الفاسي المعروف بليون‬ ‫اإلفريقي‪ .‬كتاب وصف إفريقيا‪.‬ترجمة محمد حجي و محمد‬ ‫األخضر‪ .‬الطبعة الثانية‪.1983 .‬‬ ‫‪ 13‬ـ إبراهيم حركات‪ .‬كتاب المغرب عبر التاريخ‪ .‬الجزء‬ ‫الثاني‪ .‬السنة ‪.2000‬‬ ‫‪ 14‬ـ يونس نكروف‪ .‬كتاب معركة وادي المخازن بين‬ ‫الملوك الثالثة‪ .‬ترجمة وفاء موسى ويشو حسين حيدر‪.‬‬ ‫الطبعة األولى‪.1987 .‬‬ ‫‪ 15‬ـ بيير بيرتيي‪ .‬كتاب معركة وادي المخازن‪ .‬تعريب‬ ‫امحمد بن عبود وخديجة حركات وأحمد عمالك‪ .‬الطبعة‬ ‫األولى‪.1991.‬‬


‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫العدد ‪859‬‬

‫ي كتاب‬ ‫ةف‬ ‫قراء الكبير»‬ ‫«الجبل‬

‫نزهة إلى الجبل الكبير‬

‫نزهة إلى الجبل الكبير عبر تضاريسه الجغرافية على فترة من عهوده التاريخية‪ ،‬من حكايات‬ ‫وأساطير‪ ،‬ومشاهدات فنية ونظرات جمالية‪ ،‬ومخلوقات‪ ،‬من البشر والحيوان والنبات‪.‬‬

‫يشهد المجال الثقافي لمدينة طنجة حاليا حركية حثيثة ودؤوبة إلنعاش‬ ‫وتنشيط ودوران الثقافة‪ ،‬ومنها كان البدء‪ .‬فطنجة كانت منارة لإلشعاع‬ ‫الثقافي قبل أن يحيطها مسخ الرداءة من كل جانب‪ ،‬وقبل أن تصبح مالذ‬ ‫الشواذ والمخنثين والمثليين من كل درب ينسلون‪.‬‬ ‫شهدت طنجة حاليا عملية رصد تشمل رائدات في مختلف المجاالت‪،‬‬ ‫بدءا بالصحافة‪ ،‬مرورا بشوامخ الفكر والتاريخ والفن‪ ،‬وصوال إلى توثيق ألهم‬ ‫معالم طنجة المعمارية والبيئية والتاريخية الخالدة‪ ،‬والتي الزالت آثارها‬ ‫توشي بعظمة ما كان ومن مر عبر تراب هذه المدينة مخلفا ذكراه وبصماته‬ ‫في األطالل والبقايا وفي منابع الماء الزالل التي مازالت والتي اختفت وجفت‬ ‫ونضب معينها‪ ..‬لن أتحدث عن مؤلفات الزالت قيد الطبع ومنها مؤلف‬ ‫الدكتورة العصامية زبيدة الورياغلي‪ ،‬وهو مؤلف قيم لغة وعرضا وسردا‬ ‫أتركه لمناسبة صدوره قريبا بحول اهلل‪.‬‬ ‫وأخيرا ال آخرا كتابا توثيقيا آخر صدرت طبعته األولى في يونيو ‪2015‬‬ ‫لمؤلفه األستاذ أحمد بن الخياط السحتة‪ ،‬وهو محامي بهيئة طنجة‪ ،‬والكتاب‬ ‫يقع في ‪ 113‬صفحة من الحجم المتوسط بعنوان‪« :‬الجبل الكبير»‪ ،‬وهو كما‬ ‫يقول كاتبه‪« ،‬نزهة إلى الجبل الكبير عبر تضاريسه الجغرافية‪ ،‬واالطالع على‬ ‫فترة من عهوده التاريخية‪ ،‬من حكايات وأساطير‪ ،‬ومشاهدات فنية‪ ،‬ونظرات‬ ‫جمالية‪ ،‬ومخلوقات من البشر والحيوان والنبات»‪ ،‬الكتاب يبدأ بمقدمة‬ ‫طويلة حول المسار التعليمي للمؤلف مع الوسط االجتماعي واألسري الذي‬ ‫ترعرع فيه وكان الكتاب كما هو الشائع في مجتمعنا القديم هو اللبنة األولى‬ ‫في التعلم والتهجي ثم القراءة‪.‬‬ ‫وانطالقا من الصفحة الثانية التي تبدأ بالجامع الكبير بالسوق الداخلي‪،‬‬ ‫أقدم مساجد المدينة الذي كان في األصل كنيسة‪ ،‬وهو مصنف في عداد‬ ‫اآلثار تطبيقا للظهير الشريف رقم ‪ 1. 80/341‬الصادر بتاريخ ‪ 25‬دجنبر‬ ‫‪ 1980‬والمتعلق بالمحافظة على المباني التاريخية والكتابات المنقوشة‪،‬‬ ‫والتحف الفنية والعاديات‪ ،‬ومقابل المسجد توجد بناية مدرسة الجامع الكبير‬ ‫التي كان يشرف على إدارتها الفقيه المربي الراحل عبد القادر العلمي‬ ‫حسون‪ ،‬وهو من رجاالت التعليم المعدودين كما تقلد في األخير مهمة محتسب المدينة‪ ،‬المهنة‬ ‫القديمة التي لم يعد لها أثر بعد غياب دورها وزوال الغاية من إحداثها‪ ،‬أما وجود األقسام االقتصادية‬ ‫والمصالح األخرى المختصة بالمراقبة والتتبع للشأن االقتصادي‪ .‬في باب «المدينة» يؤكد المؤلف على‬ ‫خصائص المدينة وليثمن الدور الذي قامت به جمعية «رسالة الطالب» لمؤسسها مصطفى بنمسعود‬ ‫في استقطاب مجموعة من رجال الفكر والسياسة من داخل المغرب وخارجه إلى مدينة طنجة محاضرين‬ ‫ومشاركين في ندوات وبحوث أمثال ‪ :‬الزعيم عالل الفاسي‪ ،‬والمكي الناصري‪ ،‬والمهدي المنجرة‪،‬‬ ‫والمهدي بنعبود‪ ،‬واألخضر غزال‪ ،‬ومحمد الميموني‪ ،‬وعبد اهلل إبراهيم‪ ،‬وعمر بنجلون‪ ،‬واألستاذ الصائل‪،‬‬ ‫والفقيه الساحلي‪ ،‬والفقيه محمد الزمزمي‪.‬‬ ‫والدكتور عبد الرحيم عد البر من مصر‪ ،‬والدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ)‪ ،‬والدكتور‬ ‫صبحي الصالح من لبنان‪.‬‬ ‫ويرصد لنا الكتاب تاريخ شخصيات أجنبية اختارت طنجة كمستقر ومالذ منذ فترة االستعمار وظلوا‬ ‫بها بعد االستقالل حتى اختفوا وانتهوا واختاروا فيالت وإقامات فخمة بدءا من مسجد منطقة جامع‬ ‫المقراع حيث سكن اإلنجليزي المسمى (باورين)‪ ،‬وهو الذي كان مكلفا بطبع العملة اإلنجليزية (الليبرا)‪.‬‬ ‫وعن كثب منها دارا أخرى للمسمى كولونيل «أليس»‪ ،‬ثم دار المسمى «جيكي»‪ ،‬ثم دار الحاج‬ ‫الركاينة عبر ممر منحدر‪ ،‬وهو من أصل تطواني‪ ،‬وكانت داره هذه مقرا اللتقاء قادة وطنيين ومنهم عبد‬ ‫الخالق الطريس‪ ،‬وعن كثب منها فيال فاخرة كانت في ملكية الفرنسي المسمى «ديبوا»‪ ،‬وكان يقيم‬ ‫بالدار البيضاء ويدير المشروع التجاري الكبير «قهوة‬ ‫ديبوا» التي الزالت إلى اآلن ذات شهرة كبيرة‪ ،‬وكان‬ ‫ديبوا هذا رجال قصير القامة‪ ،‬مكتنزا يسوق سيارة خضراء‬ ‫فخمة تسمى «ستروين دييس» وكان ثريا ومتزوجا‪،‬‬ ‫إال أنه لم يرزق بأوالد‪ ،‬ثم استوطن هذه الدار سفراء‬ ‫أمريكا وفرنسا‪ ،‬منهم المسمى «صامبالنكا» والمسمى‬ ‫«برونديل»‪ ،‬وكانت للسيد «ديبوا» حميمية مع المسمى‬ ‫«ب��ورط» صاحب أحسن وأج��ود متجر للحلويات في‬ ‫المدينة المعروف بـ «مدام بورط» نسبة إلى زوجته‬ ‫وابنته‪.‬‬ ‫وكانت للسيد «ديبوا» غرسة اعتنى بها وبنى بها‬ ‫صهريجا ضخما يمأل بماء عذب زالل يستخرج من بئر‬ ‫عميق بواسطة محرك فرنسي الصنع مثبت في أسفل‬ ‫البئر الذي يزيد عمقه على ‪ 70‬مترا ويضخ الماء في هذا‬ ‫الصهريج الذي هو مسبح جميل خصصه لعائلة بورط‬ ‫المذكور‪ ،‬وخاصة ابنته الوحيدة‪ .‬وفي نفس الوقت خزان‬ ‫للمياه يسقى منه الشجر والزهور المختلفة األلوان‬ ‫واألشكال‪ ،‬وأشجار الفواكه المعروفة والنادرة‪ ،‬هذا‬ ‫الرياض امتاز بتقسيم بديع أغراسه في تناسق وانسجام‬ ‫يتم اإلشراف عليه من الجانب العلوي وهو في شكل مدرج منحني يراه الناظر من األعلى وكأنه مسرح‬ ‫تتراقص فيه مخلوقات شتى من النبات واألشجار والورود‪ ،‬نذكر منها ‪ :‬الفن‪ ،‬القرنفل‪ ،‬الورد‪ ،‬السوسان‪،‬‬ ‫الخيلي‪ ،‬كاليو‪ ،‬الداليا‪ ،‬بوتونسيا‪ ،‬ديزينيا‪ ،‬كاميليا بوتونسيا‪ ،‬بوشكار نوبيو‪ ،‬األزرق‪ ،‬الغونباز‪ ،‬فم السبع‪،‬‬ ‫مركريطا‪ ،‬بوسكوس‪ ،‬مونا فجيج‪ ،‬النواقس‪ ،‬بليامون‪ ،‬النطانا‪ ،‬العطرشة‪ ،‬الراديو‪ ...‬وكانت مزودا رئيسيا‬ ‫لبائعي الزهور بالمدينة‪ .‬وقد نظمت بهذا الرياض‪ ،‬الذي كان يعتني به السيد «المختار السحتة» ‪-‬والد‬ ‫المؤلف‪ -‬حفالت كثيرة ومنها أمسية غنائية في أوائل الخمسينيات‪ ،‬حضرها المطرب المصري المعروف‬ ‫كريم محمود‪ .‬كما حضر جلسة موسيقية هناك األستاذ عبد اهلل إبراهيم رئيس الحكومة في أوائل‬ ‫االستقالل‪ ،‬وكان يرافقه األستاذ التهامي العمراني المحامي بطنجة رحمهما اهلل‪.‬‬ ‫وإذا ذهبنا صعودا على جانب السور الذي يحيط بقصر المولى عبد الحفيظ‪ ،‬وقد أقام به بن عرفة‬ ‫الذي كان يخرج بين الحين واآلخر إلى الطريق مرفوقا ببعض الخدم‪ ،‬يقف قرب الباب‪ ،‬يتأمل الشارع العام‬ ‫ثم يعود إلى الداخل‪ ،‬ولم يلبث في هذه اإلقامة إال مدة قصيرة ثم رحل‪.‬‬ ‫ثم نصل إلى القصر الملكي‪ ،‬وكان يسمى «بالص» أي القصر‪ ،‬ولقد احتضن في داخله بما اشتمل‬ ‫عليه من الغابة حيوانات كالغزال والزرافة‪ ،‬فكانت تطل برأسها أحيانا من وراء السور إلى الخارج‪ ،‬وكان‬ ‫جاللة الملك المرحوم الحسن الثاني يقضي به أوقاتا في فصول الصيف خاصة‪ ،‬وتوالت زياراته في عطلة‬ ‫كل صيف إلى طنجة واإلقامة بالقصر الواقع بالجبل الكبير‪ ،‬وألف السكان مقدم الملك في هذا الموسم‪،‬‬ ‫وقد عبر عن هذه المشاعر المرحوم األستاذ أبو بكر اللمتوني في قصيدة هيأها الستقبال الملك في‬ ‫إحدى العطل وجاء فيها ‪:‬‬

‫ادخل فقد كنت اللواء الداخـــال‬ ‫فهم قد اشتاقوك ملء قلوبهم‬ ‫وتعـــودوا إال يروك بعينهــــم‬

‫‪10‬‬

‫وانزل بأهلها فديتــك نـــــازال‬ ‫وهم قد انتظـروك عاما كامــال‬ ‫إال رأوا خـــيــــرا عــاجـــــــــال‬

‫ويقابل القصر الملكي الروضة المعروفة بمقبرة سيدي عمار‪ ،‬وهي مخصصة لدفن أموات أهالي‬ ‫المنطقة‪ ،‬إال أنها اليوم‪ ،‬وقد فرض فيها أشخاص رسوما للدفن فقد بدأت تستوعب كل األموات من أية‬

‫عرض وتحليل ‪:‬‬

‫مصطفى بديع السوسي‬

‫جهة جاؤوا وتحيط بها من الجهة السفلية صخور ومطالت طبيعية ترى منها‬ ‫نحو المدينة‪ ،‬أما قرب مكان الضريح‪ ،‬فهناك آثار مسكن أو معبد قديم بقي‬ ‫منه جدار متين مبني من الحجارة وخليط من الجير‪ ،‬وعرف عن هذه المقبرة‬ ‫بأنها بقعة اختيرت لدفن الكنوز‪ ،‬فقد استخرج منها العديد‪ ،‬وشوهدت عدة‬ ‫مرات حفرا تم حفرها ليال وبجانبها أكوام من األتربة قرب الضريح وبجواره‬ ‫وداخله‪ .‬إن الذهب واللويز كانا يحفظان في قالت أو قلل من الطين مدفونة‬ ‫تحت األرض‪ ،‬وهذا ما يؤكده العارفون بهذه األشياء‪.‬‬ ‫بعد هذا مباشرة توجد الدار التي عرفت بدار «وي��دو» وكان مالكها‬ ‫أميرا إيطاليا يسمى «بروندوليني» وهو اسم لعالمة تجارية عالمية قديمة‬ ‫مشهورة بجودة منتوجاتها في األلبسة بصفة خاصة‪ ،‬وتعرف هذه الدار بدار‬ ‫الحجرة‪ ،‬ألنها بنيت فوق صخرة كبيرة وتجاورها صخرة ضخمة بيضاء‪ ،‬نقشت‬ ‫عليها أدراج الصعود إلى أعالها‪ ،‬وعند سطحها نقش تاريخ حفر هذه األدراج‬ ‫وتسمى «حجرة جمجم» وقد عاين هذه الصخرة معمر قديم من المنطقة‪،‬‬ ‫قال بأنها تكبر وتصغر مع الزمان‪ ...‬وقال آخر بأنه كان يعرفها وهي أصغر‬ ‫مما عليه اآلن‪ ،‬أفال يكون بها سر مكنون؟!‪ ..‬ومرورا بعدة مناطق وبيوت‬ ‫وأجانب مما يطول عرضه نصل إلى حجرة الغراب مروررا وسط غابة ميموزا‪.‬‬ ‫وعند الحجرة يمتد البصر فيها إلى جبل موسى وحتى الحدود البرية اإلسبانية‬ ‫والبرتغالية‪ ،‬ويُرى الشاطئ واضحا بارزا بخلجانه ومنعرجاته‪ ،‬ينطلق النظر في‬ ‫هذا المد الفسيح فيتمتع ويستريح‪.‬‬ ‫ويأتي الكتاب على ذكر «المريسة» فيعرّفها بأنها عبارة عن خليج صغير‬ ‫بين مرتفعين تقل أن تنعدم فيها التيارات المائية وينتهي بحجارة صغيرة‬ ‫صماء مثل بيض الدجاج‪ ،‬وبعد استعراض مغامرات شتى ألشخاص بحارة‬ ‫كالحسن دالبحار نصل إلى «الحافة» وهي في تعريف الكتاب منحدر صخري‬ ‫ينتهي ببحر عميق‪ ،‬وهي خطيرة المسالك‪ ،‬ثم السريجة المكورة‪ ،‬حجرة‬ ‫الطيور‪ ،‬رأس بوصابون‪ ،‬المدردبة‪ ،‬الحجرة الكحلة‪ ،‬البحاير‪ ،‬المخفية‪ ،‬تربال‬ ‫ولسياخ‪ ،‬الريشة‪ ،‬أسردون‪ ،‬عكرومة‪ ،‬الطوري‪ ،‬الفنار‪ ،‬حجال بوهندية‪ ،‬الحلياق‪،‬‬ ‫الشبينة‪ ،‬الشاطئ الرملي باقاسم‪ ،‬أشقار‪ ،‬مغارة هرقل‪ ،‬ثم رأس سبارطيل‬ ‫وهو امتداد في البحر ينبئ القادمين من المحيط األطلسي باالقتراب من مدخل حوض البحر األبيض‬ ‫المتوسط‪ ،‬ومنارته الشهيرة ذات التاريخ مخصصة لهداية السفن‪ ،‬وبالقرب منها «صور» للنفخ يشبه‬ ‫خرطوم فيل ملتو مثبت على سفح الصخور‪ ،‬يخرج من فتحتيه صوت قوي في حالة وجود الضباب يثير‬ ‫الفزع تسمعه البواخر فتبتعد حتى ال تصطدم بصخور هذا البحر‪ ،‬وقد سجلت منذ القديم أحداث ارتطام‬ ‫بواخر كبيرة بالصخور في هذه األمكنة‪ ،‬وآخرها جنوح إحداها بحجرة بوهندية‪ ،‬وأخرى بالصخرة المسماة‬ ‫«المخفية» وقبلها سفينة عمالقة توغلت بالموقع الذي أصبح يحمل اسم «البابور» والزالت بقايا هذه‬ ‫البواخر هناك ومنها ما هو بارز فوق سطح البحر إلى اآلن‪ ..‬ثم نجد غابة السلوقية حيث توجد محطة‬ ‫اإلذاعة مطلة على مديونة‪ ،‬وفي نقطة هي األعلى قمة في الجبل الكبير‪ ،‬هناك مساكن متالشية ألبنية‬ ‫تدل آثارها على أنها كانت محصنة‪ ،‬في هذا المرتفع المغطى بالغابة المتشابكة بعيدا عن المدينة‬ ‫والسكان‪ ،‬وأطلق على هذا المكان قديما اسم «سيدي ما عطا اهلل» قيل إنه اسم لولي أو عابد دفن فيه‪،‬‬ ‫وقيل إنه اسم رمزي له معنى مشفر يفيد بوجود كنوز مدفونة‪.‬‬ ‫ويبدأ االنسداد نحو منطقة الرميالت وهي ملتقى الطريق اآلتية من الجهة المسماة «بوبانة»‪ ،‬ثم‬ ‫نعرج نحو اليمين إلى منتزه يسمى الميرادور وهو يطل على البساتين المعروفة «أكال»‪ ،‬وهي غرسات‬ ‫اشتهرت بفاكهة اإلجاص وخاصة البنوع المعروف بالحرشي‪.‬‬ ‫ووسط غابة على مسافة أكثر من كلمترين توصل إلى مسبح كبير ومسبح لألطفال غابوي خال‬ ‫من األبنية ومزود بمطعم ومشرب ومجهز بمرافقه الخاصة‪ ،‬يمأل بماء البحر النقي وكان يزخر بالزوار‬ ‫والفرنسيين وأجانب آخرين‪ ،‬وقد توقف نشاطه في أوائل‬ ‫سنة ‪ 1960‬والزال بناءه موجودا‪ ،‬والبيت الخاص يحفظ‬ ‫المحرك لضخ الماء إليه على صخور الشاطئ قائما‪ ،‬وقنواته‬ ‫الحديدية شاهدة عليه إلى اليوم وقد غزاه الخراب‪ ،‬وغطت‬ ‫أرضيته الحشائش واألعشاب‪ ،‬وتراكمت حوله األع��واد‬ ‫اليابسة وأوراق األشجار‪ ،‬ويوجد بالقرب منه جدول ماء يقل‬ ‫ماؤه ويجف في آخر كل صيف ويسمى خندق «النيكرو» أي‬ ‫الخندق األسود‪ ،‬ذلك أن لون األحجار التي تمر عليها المياه‬ ‫فيه يميل إلى السواد‪.‬‬ ‫وفي سهل داخل الغابة منخفض كانت هناك غرسة‬ ‫شيقة تسمى «غرسة تشوخية» بها أشجار البرتقال‬ ‫والليمون والمندرين‪ ،‬وهي متميزة إذ أن بها أشواك قوية‬ ‫تجعل قطف ثمارها صعبا‪ ،‬وهي لذيذة‪ ،‬وبها أيضا أشجار‬ ‫البرقوق والموز وأخرى غير مثمرة وجميلة‪ ،‬وهي أشجار اآلس‬ ‫من مصدر أندلسي‪ ،‬وكانت تغرس بها زهور الداليا ذات‬ ‫اللونين األبيض واألسود‪ ،‬وبها عين من الماء ومسبحان‬ ‫كبيران مبنيان من اإلسمنت‪ ،‬ولكل منهما ينبوع خاص به‪،‬‬ ‫وهذه الينابيع كانت من أهم مصادر الوادي المسمى خندق‬ ‫«وادراس»‪ ،‬الذي يصب في بحر المريسة وينتهي بشالل‬ ‫يغتسل منه المستحمون في هذا البحر‪ ،‬وقريب من مدخل هذه الغرسة هناك بيت كبير كله من الزجاج‬ ‫متين البناء تربى فيه شتائل أشجار الصنوبر (التيدا) لتغرس هناك بإشراف السويسري المعروف باسم‬ ‫«هاندري»‪ ،‬وكان يسكن بمرشان طبيب إنجليزي مشهور‪ ،‬علما أن حي مرشان كانت توجد به أهم‬ ‫المراكز االستشفائية كمستشفى القرطبي ومعهد باستور‪ ،‬هذا الطبيب كان يصعد من حين آلخر إلى‬ ‫الجبل الكبير ويجمع عدة أنواع من أوراق الشجر واألعشاب ليصنع منها أدوية في مقر عيادته بطهيها‬ ‫وتقطيرها ويسلمها للمرضى بأثمنة بسيطة‪ ،‬وكان يطلب منهم أن يأتوا مصحوبين بقوارير فارغة‬ ‫لملئها بطبيخ هذه األعشاب بنسب ومقادير يحددها‪ ،‬وقد تعافى كثير من المرضى إذ ذاك‪ ،‬فهو لم يكن‬ ‫عشابا‪ ،‬بل كان طبيبا متمكنا حقيقيا وقد أسدى خدمات طبية ال ينساها له أهالي طنجة المعاصرون له‪،‬‬ ‫وكان سعر الزيارة عنده في عيادته درهمين في الصباح وثمانية دراهم في المساء‪.‬‬ ‫أما العشاب الذي أصبحت له اليوم مكانة واهتماما‪ ،‬فهو أقرب إلى الشعوذة‪ ،‬فكانت هناك محالت‬ ‫تباع فيها للعموم بضاعة هي خليط من األعشاب ومواد أخرى‪ ،‬إذ على بعد خطوات من مستشفى‬ ‫بوعراقية لألمراض الصدرية كان يوجد دكان معروف بعرض للعموم مبيعات معلنة ومكشوفة تتكون‬ ‫من جيف مجففة لحيوان الذئب والقنافذ والغزال‪ ،‬وطيور البومة والهدهد والوالوال‪ ،‬وجلود الضفادع‬ ‫وأغشية األفاعي وأصداف السالحف ولسان البحر‪ ،‬وأعشاب ضارة‪ ،‬ومساحيق غريبة للبخور‪ ،‬ولم يكن‬ ‫يسأل عن هذه البضاعة وهذه الموبقات المؤذية والمميتة وما هي إال خبائث ورد تحريمها قطعا‪ ،‬إال‬ ‫فسقة والشك أن ضررها أصاب من أصاب‪ ،‬وأهلك من أهلك‪.‬‬ ‫ال يمككنا في هذا العرض اإلحاطة بكل عجائب ومشاهدات كتاب «الجبل الكبير»‪ ،‬ولكننا نكتفي‬ ‫باألهم‪..‬‬ ‫والكتاب‪ ،‬بحق‪ ،‬يُغني عن الزيارة الميدانية ولو أن هذه األخيرة في الحقيقة يمكن أن تكون تكملة‬ ‫للقراءة فليس الخبر كالعيان‪..‬‬ ‫وأجزم أن كثيرا من سكان طنجة‪ ،‬سيما شبابها وفتياتها‪ ،‬ال يعرفون خبايا مناطق مدينتهم‪ ،‬فاعل‬ ‫هذا العرض يكون حافزا للشباب وللباحثين في كنوز المدينة األسطورية طنجيس أو طنجة للبحث‬ ‫والتقصي والكشف‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫العدد ‪859‬‬

‫أبطال من طنجة في رياضة البيدوكايدو يمثلون‬ ‫المغرب في الدوري الدولي المفتوح بفرنسا‬ ‫بدعـــوة مـــن المنظمـــة الدوليـــة‬ ‫للبيدوكايدو سيشارك أربعـة رياضييـن‬ ‫ينتمـون للجمعية المغربية للبيدوكايدو‬ ‫بطنجة ‪ ،‬يمثلون المغرب في هذا النوع من‬ ‫الرياضة ‪ ،‬في الدوري الدولي المفتوح الذي‬ ‫سينطلق يوم ‪ 5‬نوفمبر القادم بفرنسا‪،‬‬ ‫ويتعلق األمر بأشرف طابزوز في وزن أقل‬ ‫من ‪ 65‬كيلوغرام‪ ،‬ومحمد تويت في وزن‬ ‫ناقص ‪ 75‬كيلوغرام‪ ،‬وعلي قاسم في‬ ‫وزن ناقص ‪ 85‬كيلوغـرام‪ ،‬وهند المقدم‬ ‫الورياغلي في صنف اإلنـاث أقل من ‪60‬‬ ‫كيلوغرام‪ ،‬سامية الناجي ‪.60 +‬‬ ‫هـــذا الدوري المفتـــوح لرياضـــة‬ ‫البيدوكايدو الذي ينظم بتعاون مع بلدية‬ ‫بريطيلون بفرنسا سيعرف مشاركة أبطال‬ ‫رياضيين من هولندا‪ ،‬تركيا‪ ،‬النيبال‪ ،‬تونس‪،‬‬ ‫الجزائر‪ ،‬المغرب‪ ،‬باإلضافة إلى البلد المنظم‬ ‫فرنسا‪ ،‬سيتنافسون في ستة أوزان‪ ،‬وهي‬ ‫صنف ناقص كل من ‪ - 85-75-65 ،‬وزائد‬ ‫‪ .85‬كيلوغرام‪.‬‬ ‫وسيترأس الوفـــد الرياضي المغربي‬ ‫األستاذ ابراهيم المرابطي المدير التقني‬ ‫والخبير الرياضي في البيدوكايدو‪.‬‬ ‫ويبلغعــددالمنخرطيــنوالمنخرطـات‬ ‫في الجمعية المغربية للبيدوكايدو التي‬ ‫تأسست في ‪ 15‬فبراير ‪ 2003‬ما يناهز ‪200‬‬ ‫منخرط‪ ،‬كما أن للجمعية فروع في كل من‬ ‫أكادير‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬فاس‪ ،‬مكناس‪ ،‬سيدي‬ ‫قاسم‪ ،‬مشرع بلقصيري‪ ،‬ولماس‪ ،‬الراشدية‪،‬‬ ‫أرفود‪ ،‬صفرو والعرائش‪.‬‬ ‫ومنذ انطالقتها والجمعية تعرف عدة‬ ‫أنشطة‪ ،‬حيث شارك بعض أعضائها في‬ ‫تكوين المدربين في هذا النوع من الرياضة‬ ‫الذي أقيم بعاصمة النيبال كاطاماندو‪.‬‬ ‫كما شــارك رياضيـــو الجمعيــة‬ ‫المغربية للبيدوكايدو في البطولة الدولية‬ ‫التي أقيمت ببلجيكا سنة ‪ ،2004‬احتل من‬ ‫خاللها البطل المغربي محمد بحات الرتبة‬ ‫الثانية‪ ،‬وفي سنة ‪ 2008‬شاركت الجمعية‬ ‫المغربية للبيدوكايدو في البطولة العالمية‬ ‫لفنون الحرب التي احتضنتهــا مدينـــة‬ ‫اسطنبول التركية حيث احتل كل من هشام‬ ‫الصروخ من طنجة‪ ،‬وأنور محمد غيالن من‬

‫‪ ‬واقع المؤسسة التعليمية الشبح كما‬ ‫وقفت عليها الجريدة في عين المكان كارثي‬ ‫بامتياز ‪ ،‬فال هي مسيجة مما يجعل فضاءها‬ ‫سهل االنتهاك من ط��رف كل الغرباء‪،‬‬ ‫وال هي متوفرة على اإلن��ارة ‪ ‬مع ما ينتج‬ ‫عن ذلك من فتح ثغرة كبيرة في الغالف‬

‫�أوراق من�سية‬

‫‪ 15‬ـ �أحزاب �سيا�سية‪...‬‬ ‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫ال ديمقراطية بدون أحزاب سياسية‬

‫العرائش على رتب مشرفة‪ ،‬واستفادت‬ ‫الجمعية من تكوين للحكام من طرف حكام‬ ‫من بلجيكا‪ ،‬سنة ‪ 2009‬خالل مشاركتها في‬ ‫البطولة البلجيكية المفتوحة‪ ،‬احتل خاللها‬ ‫البطل المغربي جاسم البدوي من سيدي‬ ‫قاسم الرتبة األولى‪ ،‬وعبد السالم الحراق‬ ‫الرتبة الثانية ‪ .‬وفي سنة ‪ 2012‬شاركت‬ ‫الجمعية في البطولة العالمية للبيدوكايدو‬ ‫التي جرت في تركيا بأربعة رياضيين‬ ‫حيث احتل المغاربة الرتب األولى بواسطة‬ ‫عبد السالم الحراق في صنف أقل من ‪60‬‬ ‫كيلرغرام‪ ،‬وعلي كيدا في صنف أقل من ‪70‬‬ ‫كيلوغرام‪ ،‬وعادل علوان في صنف زائد ‪80‬‬ ‫كيلوغرام‪.‬‬ ‫وفي سنة ‪ 2006‬استضافت طنجة‬ ‫الملتقى الدولي األول للصداقة بمشاركة‬ ‫إيران‪ ،‬الجزائر والمغرب‪ ،‬حيث احتل هشام‬ ‫المتوكل الرتبة الثانية‪ ،‬وحسب الفرق فقد‬ ‫احتلت إيران الصف األول‪ ،‬يليه المغرب‪ ،‬ثم‬ ‫الجزائر في الصف الثالث‪.‬‬ ‫كما احتل المغرب الرتب األولى في‬ ‫البطولة المفتوحة التي احتضنتها بالدنا‬ ‫بمشاركة فرنسا‪ ،‬بلجيكا والمغرب ممثل‬ ‫بعدد من األبطال ينتمون لمدن فاس‪،‬‬ ‫مكناس‪ ،‬الدار البيضاء قلعة السراغنة‬

‫والعرائش‪ ،‬حيث احتل علي كيدار الرتبة‬ ‫األولى في صنف أقل من ‪ 65‬كيلوغرام‪،‬‬ ‫وحصل محسن تالعينت على الرتبة األولى‪،‬‬ ‫ومحمد طويت على الرتبة الثانية صنف‬ ‫زائد ‪ 65‬كيلوغرام‪ ،‬وأيوب التمسماني احتل‬ ‫الرتبة األولى فئة أقل من ‪ 55‬كيلوغرام‪،‬‬ ‫وسمية الهواري احتلت الرتبةالثانية فئة‬ ‫الصغيرات‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة الرياضية الهامة‬ ‫تلتمس الجمعيـــة الوطنيــة لرياضـــة‬ ‫البيدوكايدو في شخص رئيسها وممثلها‬ ‫على الصعيد الوطني‪ ،‬وفي الجامعة‬ ‫الدولية للبيدوكايدو ابراهيم المرابطي‬ ‫من المسؤولين على الرياضة ببالدنا‪،‬‬ ‫أن يساعدوا هذه الجمعية‪ ،‬التي ال تألو‬ ‫جهدا لرفع راية المغرب خفاقة في العديد‬ ‫من المهرجانات الرياضية الوطنية منها‬ ‫والدولية‪ ،‬كما تطلب من السلطات المحلية‬ ‫بجهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬ومن‬ ‫المديرية اإلقليمية لوزارة الشباب والرياضة‬ ‫بالجهة بمرافقة وتعزيز حضور أبطالنا في‬ ‫هذا الحدث الرياضي الدولي‪ ،‬لكي يتمكن‬ ‫من تمثيل المغرب تمثيال في مستوى‬ ‫تطلعات الرياضة والرياضيين ببالدنا‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫الشغيلة التعليمية بإعدادية ونانة بوزان تحتج‬

‫يوم الثالثاء ‪ 11‬أكتوبر الجاري ‪ ،‬سينفد‬ ‫منسوب صبر الشغيلة التعليمية بإعدادية‬ ‫ونانة بإقليم وزان ‪ ،‬التي وجد طاقمها‬ ‫اإلداري والتربوي ومجموع التالميذ أنفسهم‬ ‫يشتغلون في مؤسسة شبح ‪ ،‬كما سبق أن‬ ‫وصفناها في مقال سابق مطلع الموسم‬ ‫الدراسي ‪ . 2016 / 2015‬وضعية كارثية‬ ‫بكل المقاييس ‪ ،‬انتهت بوقفة احتجاجية‬ ‫دق من خاللها المتضررون والمتضررات‬ ‫جرسا رناته تعزف على وتر فتح تحقيق‬ ‫نزيه يطرح استفهاما عريضا حول األسباب‬ ‫الحقيقية التي كانت وراء فتح أبواب هذه‬ ‫المؤسسة في وجه التالميذ خالل الموسم‬ ‫الدراسي الماضي وهي ال تتوفر على أبسط‬ ‫شروط ممارسة العملية التربوية ‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫الزمني للتالميذ ‪ ،‬هذا دون الحديث عن‬ ‫غياب الماء عن الصنابير والنتيجة تعطيل‬ ‫خدمة المرافق الصحية ‪ .‬المؤسسة كذلك‬ ‫الزال��ت محرومة من المكاتب الخاصة‬ ‫ب��اإلدارة التربوية ‪ ،‬مما فرض على هذه‬ ‫األخيرة االستقرار بالمدرسة الجماعاتية‬ ‫المجاورة ‪ ،‬التي هي نفسها ملفها ينتظر‬ ‫تقليب صفحاته ‪ .‬ومن بين ما تم رصده‬ ‫كذلك من مشاكل تسبح فيها المؤسسة‬ ‫الشبح ‪ ،‬عدم توفرها على فضاء مجهز‬ ‫لممارسة مادة التربية البدنية ‪ ،‬ناهيك‬ ‫عن حالة ساحتها التي تغرق في األوحال‬ ‫في فصل الشتاء ‪ .‬أما الولوجيات الخاصة‬ ‫باألشخاص في وضعية إعاقة ‪ ،‬المحددة‬ ‫بقوة القانون فال من أثر يذكر لها ‪ ،‬مما‬ ‫يجعل المؤسسة التي من المفروض‬ ‫أن تربي على المساواة ‪ ،‬تصنف ضمن‬ ‫المرافق العمومية التمييزية ‪.‬‬ ‫‪ ‬نبش الجريدة في ملف هذه اإلعدادية‬ ‫التي نتج عن والدتها القيصرية خروج‬ ‫المولود معاق حركيا ‪ ،‬قاد إلى اكتشاف بأن‬

‫بناية قسمها الداخلي لم تنته به األشغال‬ ‫إلى اليوم ‪ ،‬مما يحرم بوزان العشرات من‬ ‫التالميذ الممنوحين من الدعم االجتماعي‬ ‫الذي توفره الدولة لمحاربة الهذر المدرسي‬ ‫‪ .‬لكن الغريب في هذا الموضوع ‪ ،‬هو أن‬ ‫اللجنة اإلقليمية صاحبة اختصاص توزيع‬ ‫المنح الدراسية وفقا لمعايير محددة ‪ ،‬فإنها‬ ‫للسنة الثانية على التوالي تجتمع وتحدد‬ ‫الئحة بأسماء المستحقين من دون انتباه‬ ‫أعضائها بأن القسم الداخلي ال يوجد إال‬ ‫فوق الورق ‪.‬‬ ‫‪ ‬يذكر بأن المدير اإلقليمي لوزارة‬ ‫التربية الوطنية الحديث العهد على رأس‬ ‫القطاع ‪ ،‬كان قد انتقل إلى عين المكان‬ ‫مباشرة بعد الوقفة االحتجاجية ‪ ،‬وذلك‬ ‫من أجل الوقوف على وضعية المؤسسة‬ ‫التي ‪ ‬ورثها عن سلفه‪ .‬وأض��اف نفس‬ ‫المصدر الموثوق ب��أن اجتماعا قد تم‬ ‫بالمؤسسة تناول المشاكل المطروحة ‪ .‬‬

‫محمد حمضي‬

‫نواصل في هذه الحلقة‪ ،‬الحديث عن تاريخ األحزاب السياسية‪،‬‬ ‫وخاصة في الدول العريقة في الديمقراطية‪ ،‬وذلك إلعطاء نظرة‬ ‫شمولية للقارئ عن كيفية نشأة األحزاب في هذه الدول‪ ،‬والظروف‬ ‫التي صاحبت نشأتها‪ ،‬واإلكراهات التي واجهتها‪ ،‬وكيف تطورت‬ ‫وتجددت بتطور وتجدد النخب عبر السنين حتى وصلت إلى ما‬ ‫وصلت إليه اليوم من ديمقراطية‪ ،‬ساهمت بشكل كبير في تقدم‬ ‫البالد‪ ،‬وقد سبق وأن تحدثنا عن اإلتحاد الكاثوليكي‪ ،‬وكيف ضم‬ ‫أربعة اتحادات كبرى‪ ،‬وكل اتحاد كان يرسل ستة ممثلين عنه‬ ‫إلى المجلس الوطني اإلتحادي الكاثوليكي‪ ،‬وكانت رئاسة اإلتحاد‬ ‫دورية‪ ،‬لكن المجلس العام كان ضعيفا‪ ،‬حيث لم يكن له الحق‬ ‫إال في االقتراع‪ ،‬والتحكيم‪ ،‬وكانت مهمته األساسية هي الوصول‬ ‫إلى اتفاق بين (الطبقات) حول إقرار لوائح كاثوليكية موحدة في‬ ‫االنتخابات‪ .‬وهكذا لم يكن من وجود مطلق ألي جماعة حزبية‬ ‫فعلية على مستوى القادة‪ ،‬ولم يكن لإلنتساب المباشر إلى‬ ‫الحزب ممكنا‪ ،‬ألنه كان محصورا بالطبقات‪ ،‬ولم يكن المجلس‬ ‫العام للحزب إلل نوعا مما كان يطلق عليه ب (الدييت) الذي كان‬ ‫يتشكل من ممثلي الطبقات في شكله األولي‪ ،‬لكنه أخذ يستقل‬ ‫تدريجيا‪ ،‬وذلك بعد أن يتم تعيين رئيس دائم له‪ ،‬وبعد أن يتم‬ ‫قبول شخصيات غير منتدب فيه من قبل الطبقات‪ ،‬يتم منحه‬ ‫سلطة تقريرية حقيقية‪ ،‬وكانت هذه هي الخطوة األولى‪ ،‬لكنها‬ ‫كانت صغيرة نحو تشكيل جماعة حزبية مباشرة على مستوى عال‪.‬‬ ‫ويمكن تشبيه الحزب الشعبي النمساوي بالكتلة الكاثوليكية‬ ‫البلجيكية في الفترة ما بين ‪ 1921‬إلى ‪ ،1939‬حيث كان هذا‬ ‫الحزب مؤلفا من ثالث تكتالت ذات ركيزة مهنية‪ ،‬تكتل فالحي‬ ‫وآخر للعمال والموظفين‪ ،‬والتكتل الثالث للطبقات المتوسطة‪ ،‬كما‬ ‫أنه كانت هناك جمعيات اتحدت في داخل التكتالت األخيرة‪ ،‬منها‬ ‫النوادي الثقافية والرياضية وغيرها‪ ،‬إال أن فالحي الحزب الشعبي‬ ‫النمساوي كانوا أقل استقالال من الطبقتين السابقتين‪ ،‬داخل‬ ‫الكتلة الكاثوليكية البلجيكية‪ ،‬فهؤالء الطبقيون كانوا يرتبطون‬ ‫بقياداتهم عن طريق مديرية مشتركة ذات سلطات ضعيفة‪،‬‬ ‫وذات بنية كونفيدرالية‪ ،‬أما الفالحون فكانوا متضامنين على‬ ‫جميع المستويات‪ ،‬بواسطة أجهزة معقدة‪ ،‬وذات تسلسلية إدارية‪،‬‬ ‫وامتيازات وشأن‪ ،‬ولم يكن أعضاؤه ممثلين فقط للكتلة الفالحية‪،‬‬ ‫حتى ال يسود االعتقاد بأن األمر يتعلق بتقسيم طائفة سياسية‬ ‫موحدة إلى شعبات كتلوية‪ ،‬بدال من تجميع طوائف مستقلة من‬ ‫أجل عمل سياسي‪.‬‬ ‫وفي مثل هذه الحالة ‪ ،‬يقترب الوضع من نمط الحزب المباشر‬ ‫أكثر مما يقترب من نمط الحزب غير المباشر‪ ،‬لكن هذا التأويل غير‬ ‫صحيح‪ ،‬ذلك أن كل كتلة فالحية كانت مستقلة‪ ،‬اقتصاديا وماليا‪،‬‬ ‫مثلها مثل كتلة الطبقات‪ ،‬وهي تضم من بينها شخصيات حقوقية‪،‬‬ ‫وفي قلب المجموعة البرلمانية الشعبية‪ ،‬ويمكن أن يظهر بوضوح‬ ‫انفصال نواب كل كتلة ‪ -‬وهذا لم يكن يحصل دائما في الكتلة‬ ‫الكاثوليكية البلجيكية ‪ -‬إذن فالصورة هنا قريبة من صور حزب‬ ‫غير مباشر‪ ،‬ولكن تنظيمية أكثر كماال‪ ،‬وأكثر إتقانا‪ ،‬واألحزاب‬ ‫المباشرة هي القاعدة‪ ،‬والغير مباشرة هي االستثناء‪ ،‬أي أن األحزاب‬ ‫المباشرة أكثر انتشارا من الثانية‪ ،‬وغالبا ما تلعب ظروف سياسية‬ ‫خاصة‪ ،‬دورا أساسيا في الموضوع‪ ،‬ومثال ذلك انفصال النقابات عن‬ ‫الحزب االجتماعي البلجيكي‪ ،‬الذي حد من صيغته الغير مباشرة‪،‬‬ ‫نتيجة لضغط من الشيوعيين على النقابات سنة ‪ ،1945‬وحملها‬ ‫على أن تقيم لنفسها تنظيما مستقال‪ ،‬سمي باالتحاد العام للعمال‬ ‫البلجيكيين‪ ،‬وبالعكس أدى ضغط الشيوعيين في فرنسا في ذلك‬ ‫الوقت‪ ،‬إلى قيام انشقاق نقابي‪ ،‬بحيث أصبح حزب المركز الجديد‬ ‫غير الشيوعي أكثر ارتباطا بالحزب االشتراكي منه بالحزب القديم‪،‬‬ ‫وكذلك كان تقارب النقابات والحزب االشتراكي البلجيكي سنة‬ ‫‪ 1950‬نتيجة حتمية لحادث سياسي محلي‪ ،‬وهو مشكل الملكية‪،‬‬ ‫فقد استمرت لجنة العمل المشترك هي المنشأ لمقاومة الملك‬ ‫(لوبولد الثالث) في عملها بعد رحيله‪ ،‬لتصبح أداة تعاون مستمر‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫العدد ‪859‬‬

‫أبرز خالصات اإلنتخابات التشريعية المغربية‪...‬‬ ‫تقدم و تراجع‪ ...‬و يبقى المقاطعون أسياد الموقف‬

‫ً‬ ‫محققا ‪ 125‬مقعدًا‪ ،‬مكرّرًا إنجازًا‬ ‫انتهت االنتخابات البرلمانية في المغرب بفوز حزب العدالة والتنمية بالرتبة األولى‬ ‫أفضل ممّا حققه في ‪ ،2011‬ممّا ّ‬ ‫مكن األمين العام لهذا الحزب‪ ،‬عبد اإلله بنكيران‪ ،‬من قيادة الحكومة المغربية لوالية ثانية‬ ‫على التوالي‪ ،‬وهو القرار الذي تأكد بعد استقبال الملك محمد السادس لبنكيران‪ ،‬مك ّل ًفا إياه بتشكيل الحكومة‪.‬‬ ‫وحظيت انتخابات ‪ 7‬أكتوبر ‪ 2016‬باهتمام بالغ داخل المغرب وخارجه‪ ،‬فلم تكن وسيلة فقط النتخاب أعضاء مجلس النواب‬ ‫وتكوين حكومة جديدة‪ ،‬بل كانت امتحانًا جديدًا لإلسالم السياسي في المنطقة بما أن المغرب هو الوحيد الذي استمر فيه‬ ‫حزب بمرجعية إسالمية على رأس الحكومة بعد الربيع العربي‪ ،‬كما شك ّلت امتحانًا جديدًا للمغرب في تحقيق خطوات جديدة‬ ‫على درب الديمقراطية بما يؤكد أو يدحض تفرّد مساره عن مسارات الكثير من بلدان المنطقة‪.‬‬ ‫وفيما يلي أبرز الخالصات من االنتخابات التشريعية المغربية ‪:‬‬

‫* التفوّق الواضــح لحــزب العدالـة‬ ‫والتنمية ‪ :‬دخل الحزب «اإلسالمي» تحدي‬ ‫الحفاظ على ما حققه في انتخابات ‪2011‬‬ ‫عندما وصل إلى ‪ 107‬مقاعد‪ ،‬وهو تحدٍ‬ ‫صعب نظرًا لما واجه الحزب من انتقادات‬ ‫شبه يومية من عدد من الجرائد المغربية‪،‬‬ ‫وصلت حد الحياة الخاصة‪ ،‬وتحالف أحزاب‬ ‫ونقابات وتجمعات مهنية ضد اختياراته‪،‬‬ ‫لكن كل هذا لم يؤثر في نجاح الحزب‪ ،‬بل‬ ‫على العكس‪ ،‬زاد عدد مقاعده‪ ،‬وكرّس‬ ‫تفوقه في غالبية المدن الكبرى‪ ،‬وأبقى على‬ ‫قاعدته الجماهيرية وقوته التنظيمية‪ ،‬ممّا‬ ‫أهله للظفر بصدارة االنتخابات متفو ًقا بـ‪23‬‬ ‫مقعدًا على أقرب مالحقيه‪.‬‬ ‫* التطور الكبيـــر لحــزب األصالــة‬ ‫والمعاصرة‪ :‬رغبة حزب الجرار في تزعم‬ ‫االنتخابات وما تالها من هزيمته أمام حزب‬ ‫المصباح‪ ،‬غطت على تطوّره الواضح ما‬ ‫بين انتخابات ‪ 2011‬ومثيلتها هذا العام‪،‬‬ ‫فالحزب انتقل من ‪ 47‬مقعدًا عندما احتل‬ ‫المركز الرابع في أول مشاركة له إلى ‪102‬‬ ‫مقاعد محتلاً المركز الثاني‪ ،‬وهو أكبر تقدم‬ ‫يحرزه حزب في هذه االنتخابات‪ ،‬ممّا يجعل‬ ‫األصالة والمعاصرة رقمًا بالغ األهمية‬ ‫في الساحة السياسية المغربية‪ ،‬خاصة‬ ‫بعد تصدّره االنتخابات الجماعية مرّتين‬ ‫متتاليتين‪.‬‬ ‫* تراجع أحزاب الكتلة ‪ :‬يبقى حزب‬ ‫االتحاد االشتراكي للقوات الشعبية أكبر‬ ‫الخاسرين في هذه االنتخابات‪ ،‬إذ فقد‬ ‫‪ 19‬مقعدًا من مقاعده التي حققها عام‬ ‫‪ ،2011‬واستقر هذه المرة في رقم ‪20‬‬ ‫مقعدًا‪ ،‬كما خسر حزب االستقالل‪ ،‬أقدم‬ ‫األحزاب المغربية‪ 14 ،‬مقعدًا واستقر هذه‬ ‫المرة عند رقم ‪ ،46‬كما خسر حزب التقدم‬ ‫واالشتراكية ست مقاعد ولم يحقق سوى‬ ‫‪ 12‬مقعدًا‪ .‬وهي أرقام تؤكد تراجع األحزاب‬ ‫الوطنية التي انتظمت ساب ًقا في إطار الكتلة‬ ‫رفقة منظمة العمل الديمقراطي الشعبي‬ ‫(تحوّلت إلى حزب آخر)‪ ،‬في وقت شهد‬ ‫تصدّر حزبين لم يؤسسا إلاّ بعد ‪1996‬‬ ‫بالنسبة للعدالة والتنمية و‪ 2008‬بالنسبة‬ ‫لألصالةوالمعاصرة‪.‬‬ ‫*حقيقــة القطبيــة ‪ّ :‬‬ ‫كذب الكثير‬ ‫من القياديين الحزبيين داخل «العدالة‬ ‫والتنميــة» و «األصالـــة والمعاصــــرة»‬ ‫وجـود قطبيــــة بينهما خـالل الحملـة‬ ‫االنتخابية ‪ ‬ووصفا ذلك بـ «كالم إعالم»‪،‬‬ ‫غير أن نتائج االقتراع أكدت ح ًقا أنهما أقوى‬ ‫حزبين حاليا على الساحة‪ ،‬فقد اكتسحا‬ ‫لوحدهما ‪ 227‬مقعـــدًا من أصــل ‪395‬‬ ‫مقعدًا في مجلس النواب‪ ،‬ممّا يمكنهما‬ ‫من تشكيل أغلبية مريحة ويتيح تكوين‬ ‫حكومة بين حزبين للمرة األولى في‬ ‫تاريخ الحكومات المغربية‪ ،‬وهو أمر إن‬

‫‪12‬‬

‫كان ممكنًا عدديًا وقانونيا‪ ،‬فهو مستبعد‬ ‫سياسيا للعداء الواضح بين الحزبين‪.‬‬ ‫‪* ‬ضعف المشــاركــة االنتخابيــة ‪:‬‬ ‫رغم مجهود الدولة واألحزاب السياسية‪،‬‬ ‫فالنسبة األكبر من المغاربة تبقى مقاطعة‬ ‫لإلنتخابات‪ ،‬سواء أكان ذلك بوعي سياسي‬ ‫أو بدونه‪ ،‬إذ لم تتجاوز نسبة المشاركة‬ ‫المعلن عنها ‪ 43‬في المئة‪ ،‬بانخفاض عن‬ ‫نسبة ‪ 45( 2011‬في المئة)‪ ،‬وهي نسبة ال‬ ‫تُحتسب من الكتلة اإلنتاخبية‪ ،‬أيّ ممّن‬ ‫يحق لهم التصويت‪ ،‬بل من المسجّلين‬ ‫مسب ًقا في اللوائح اإلنتخابية الذين يصل‬ ‫عددهم إلى ‪ 15,7‬مليون شخص‪ ،‬في بلد‬ ‫يبلغ تعداده السكاني ما يقارب األربعين‬ ‫مليون نسمة‪ .‬و هنا نرى بأن فوز أي حزب‬ ‫كان ال يعبر على رغبة الشعب بأكمله ‪ .‬بل‬ ‫نسبة ضعيفة تنحصر بين الكتائب الحزبية‬ ‫لحزبين الباقي مجرد صدف ‪.‬‬ ‫* تأثير محدود لخفض العتبة‪ :‬اتجهت‬ ‫الكثير من التحليالت إلى أن قرار وزارة‬ ‫الداخلية بتخفيض العتبة االنتخابية من ‪6‬‬ ‫في المئة إلى ‪ 3‬في المئة سيسمح لعدد من‬ ‫األحزاب الصغيرة بالولوج إلى البرلمان‪ ،‬غير‬ ‫أن العكس هو الذي حصل‪ ،‬إذ إن ما حققته‬ ‫هذه األحزاب كان ّ‬ ‫أقل مما حققته عام ‪،2011‬‬ ‫فمن أصل ‪ ،27‬لم تنجح هذه المرة سوى‬ ‫‪ 12‬هيئة سياسية في ولوج مجلس النواب‪،‬‬ ‫أي أن أزيد من نصف األحزاب المغربية التي‬ ‫شاركت في االنتخابات ستكون خارج الغرفة‬ ‫األولى من البرلمان المغربي‪.‬‬ ‫* التوتر بين «الداخلية» وحزب العدالة‬ ‫والتنمية ‪ :‬رغم ترؤسه الحكومة المغربية‪،‬‬ ‫إلاّ أن عالقة الحزب مع وزارة الداخلية أظهرت‬ ‫كما لو أن هذه الوزارة تخرج عن دائرة‬

‫سلطة رئيس الحكومة‪ ،‬فتلميحات بنكيران‬ ‫إلى خصوصية ‪« ‬الداخلية» أكثر من مرة‪،‬‬ ‫ثم اتهامات الحزب ألعوانها بالتدخل خالل‬ ‫االنتخابات لصالح أحزاب أخرى‪ ،‬وبعدها بالغ‬ ‫الداخلية الذي اتهم الحزب بالتشكيك في‬ ‫اإلرادة الديمقراطية لألمة‪ ،‬كلها مؤشرات‬ ‫تؤكد أن عالقة الطرفين متوترة‪ ،‬وأن هوية‬ ‫الوزير المكلف بهذه الوزارة ستكون من‬ ‫أكبر القرارات دراسة في تشكيل الحكومة‬ ‫الجديدة‪ .‬‬ ‫* قياديون يفشلون في الوصول إلى‬ ‫البرلمان‪ :‬الرئيس السابق لمجلس النواب‪،‬‬ ‫كريم غالب‪ ،‬ووزيرة الصحة في حكومة‬ ‫عباس الفاسي‪ ،‬ياسمينة بادو‪ ،‬والداعية‬ ‫محمد عبد الوهاب رفيقي‪ ،‬واألمين العام‬ ‫لحزب العهد الديمقراطي‪ ،‬نجيب الوزاني‪،‬‬ ‫كلها شخصيات غابت عن البرلمان‪ ،‬زيادة‬ ‫على غياب حزب تاريخي في المغرب هو‬ ‫حزب الشورى واالستقالل الذي فشل في‬ ‫الحصول على مقاعد‪ .‬‬ ‫* زعيم الحزب الفائز رئيسا للحكومة‪:‬‬ ‫منذ إعالن فوز حزب العدالة والتنمية‬ ‫باالنتخابات‪ ،‬وبعض التحليالت ّ‬ ‫شككت في‬ ‫إمكانية تعيين عبد اإلله بنكيران رئيسًا‬ ‫للحكومة‪ ،‬خاصة وأن الفصل ‪ 47‬من‬ ‫الدستور المغربي ينصّ على تعيين رئيس‬ ‫الحكومة من الحزب الفائز باالنتخابات دون‬ ‫اإلشارة إلى أمينه العام‪ ،‬غير أن استقبال‬ ‫الملك لبنكيران قطع الشك باليقين‪ ،‬وأكد‬ ‫أن المملكة المغربية ماضية في سن تقليد‬ ‫سياسي يخصّ تكليف زعيم الحزب الفائز‬ ‫بتشكيلالحكومة‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫ْ�س مْ ُ‬ ‫ا�ض َي ًة َم ْر ِ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ال ْط َم ِئ َن ُّة ْارجِ عِي ِ�إ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫اد ُخلِي يِف عِ َبادِ ي‬ ‫�ض ّ َي ًة َف ْ‬ ‫} َيا �أَ ّ َيت َُها ال ّ َنف ُ‬ ‫َو ْاد ُخلِي َج َّنتِي {‬ ‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫‪ ‬نور الدين �أبو الف�ضل يف ذمة اهلل‬ ‫‪ ‬انتقل إلى عفو اهلل ورحمته بمدينة الرباط السيد نور الدين أبو الفضل ‪ ،‬وذلك يوم الخميس ‪ 13‬أكتوبر‬ ‫‪. 2016‬‬ ‫‪ ‬وأمام هذا المصاب الجلل ‪ ،‬تتقدم األطر اإلدارية والتربويـة واألعوان العامليـن بالثانوية التأهيليـة موالي‬ ‫عبد اهلل الشريف بوزان ‪ ،‬وممثل اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان بنفس المدينة ‪ ،‬بتعازيهم الحارة ومواساتهم‬ ‫القلبية إلى شقيقته لالخديجة أبو الفضل ‪ ،‬وابنها صالح الدين الحلة مدير الثانوية التأهيلية ‪ ،‬وإلى كل أفراد عائلة‬ ‫الفقيد بوزان ‪ ،‬والرباط ‪ ،‬والدارالبيضاء ‪ ،‬سائلين اهلل جل جالله أن يتغمد المرحوم بواسع رحمته ‪ ،‬ويسكنه فسيح‬ ‫جنانه مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ‪ ،‬ويرزق أهله وذويه الصبر والسلوان ‪ .‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫شارة ‪:‬‬

‫إ‬

‫مالحظات انتخابية‬ ‫وزان ‪ :‬مراسلة خاصة‬

‫انتهــى السبــاق بقضه وقضيضه‪..‬‬ ‫واتجه الفائزون إلى سباق آخر في مضمار‬ ‫التحالفات‪ ،‬في نفس الوقت الذي يعكف‬ ‫فيه رئيس الحكومة المعين على إجراء‬ ‫مشاورات حزبية لتشكيل الحكومة‪ ،‬مع‬ ‫أغلبية مريحــة داخل مجلس النــواب‪،‬‬ ‫وفي اإلطار نفسه تتحرك قوى سياسية‬ ‫أخرى يتقدمها حزب األصالة والمعاصرة‬ ‫لتكوين كتلة متراصة لمعارضة قوية‬ ‫تقض مضجع الحكومة وما اجتماع الثالثي‬ ‫األصالة والمعاصرة‪ ،‬وحزب االستقالل‪،‬‬ ‫واالتحاد االشتراكي للقوات الشعبية في‬ ‫األيام التي تلت إعالن النتائج إال خطوة‬ ‫في هذا االتجاه رغم ما نشر يومها بأنه‬ ‫اجتماع تشاوري غير رسمي‪ ،‬ومع ذلك‬ ‫فحزبي االستقالل واالتحاد االشتراكي‬ ‫م��ازاال ي��راوح��ان مكانهما ومواقفهما‪،‬‬ ‫ويلوحان بشروط ضاغطة قوية للتحالف‬ ‫مع العدالة والتنمية‪ ،‬كما أن التجمع‬ ‫الوطني لألحرار منقسم على نفسه‪ ،‬أما‬ ‫الحركة الشعبية فهي مستعدة‪.‬‬ ‫وإذا كانت هناك مالحظــات حــول‬ ‫م��ا مضى وح���ول م��ا يُستشـف حول‬ ‫المستقبل‪ ،‬فإنه من الضروري التأكيد‬ ‫ب��أن ح��زب األص��ال��ة والمعاصرة حقق‬ ‫قفزة نوعية وعددية وحسّن من مركزه‬ ‫ليصبح المنافس الشرس لحزب العدالة‬ ‫والتنمية الذي تصدر الواجهة‪ ،‬ولهذا فهو‬ ‫يمضي قدما من أجل استقطاب وتشكيل‬ ‫معارضة قوية قد تهدد مصير الحكومة‬ ‫المقبلة التي لم تلتئم بعد سيما وأنه‬

‫صمم تصميما مطلقا على عدم التحالف‬ ‫أو التعاون مع البيجيدي‪.‬‬ ‫وبصدد التجربة المغربية‪ ،‬يالحظ‬ ‫وألول مـرة مشاركــــة فدراليـة اليسار‬ ‫في االنتخابـــات‪ ..‬ليس مهما أن يحصل‬ ‫الحزب على مقعدين فهي التجربة األولى‬ ‫والمشاركة األول���ى‪ ،‬كما أن التجربة‬ ‫المغربية وكما يبدو من خالل المعطيات‬ ‫السياسية واآلفاق الراهنة تجربة متقدمة‬ ‫بل وتعتبر النموذج األمثل في المغرب‬ ‫العربي وال��ق��ارة اإلفريقية فلم يُقمع‬ ‫اإلسالميون وهم يفوزورن‪ ،‬ويشكلون‬ ‫الحكومة‪ ،‬ولم تواجه القوى المعارضة‬ ‫بالحديد والنار حتى وهي تتداول خطابا‬ ‫سياسيا ضحال وبذيئا‪ ،‬كما يالحظ أن‬ ‫قوة المقاومة التي سكنت كائنات شبحية‬ ‫وحاولت مقاومة التغيير ب��دأت ترخي‬ ‫قبضتها وتتحلل ككل الكائنات اآليلة‬ ‫للسقوط‪ ...‬لذا فمن المنتظر بل واألكيد‬ ‫أن يتغير المشهد وأن نعيش لحظات‬ ‫مثيرة في أفق الزمن اآلتي‪.‬‬ ‫شيء واحد البد من الوقوف عنده‪..‬‬ ‫فالكل يسعى لخدمــة الوطن والصالح‬ ‫العام‪ ،‬والكل يهتـــف بهذا ويرفع شعار‬ ‫األمة الخالد‪ ...‬فلمَ إذن هذه المواجهات‬ ‫الشرسة والحمالت التنابزية المتداولة‪.‬‬ ‫نأمل أن تؤرخ المرحلة القادمة لعهد‬ ‫يتسم بالحوار الجاد الرصين وعقلنة‬ ‫الصراع‪ ،‬بين العدالة والتنمية واألصالة‬ ‫والمعاصرة‪.‬‬

‫مصطفى بديع السوسي‬

‫«وما عند اهلل خري و�أبقى»‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫عن عمر يناهز ‪ 86‬سنــة‪ ،‬لبى نــداء ربـــه‬ ‫المشمول بعفو اهلل الفقيد المرحوم‬

‫الحاج العربي‬ ‫التمسماني امربط‬

‫وذلك يـــوم ‪ 7‬أكتوبـــر ‪ ،2016‬حيث‬ ‫أقيم محفل جنائزي مهيب‪ ،‬حضره األهل‬ ‫واألحباب‪ ،‬األصدقـــــاء والجيـــران‪ ،‬الذين‬ ‫رافقــوا جثمان الفقيد الطاهـر إلى مثواه‬ ‫األخير‪ ،‬حيث ووري الثرى بمقبرة المجاهدين‪ ،‬بعد صالة الظهر والجنازة‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة نتقدم بالتعازي الحارة إلى جميع أفراد أسرته‬ ‫وعلى رأسها أرملته أمينة الشاوي‪ ،‬وأبنائه وبناته أمال وفاء‪ ،‬منير‪ ،‬حمامة‪،‬‬ ‫نبيلة وصوفيا‪ ،‬وإلى أخته ثريا‪ ،‬وإلى عائلة التمسماني‪ ،‬امرابط والشاوي‪،‬‬ ‫وإلى جميع أقربائهم‪ ،‬سائلين اهلل تعلى أن يتغمد الراحل بواسع رحمته‪،‬‬ ‫وأن يسكنه فسيح جناته‪ ،‬وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫�شكر على تعزية‬ ‫بمناسبة الذكرى األربعينية لوفاة‬ ‫المشمول بعفو اهلل المرحوم‬

‫الحاج مصطفى عليوي‬ ‫تتقدم أرملة المرحوم السيدة أسماء‬ ‫العمراني الخالــدي‪ ،‬أصالــة عن نفسها‬ ‫ونيابة عن أبنائها وكافة أسرتها‪ ،‬بجزيل‬ ‫التشكرات وجميــل االمتنـان والتقديــر‬ ‫والعرفــان لكل من واساهـم من قريب أو‬ ‫بعيد‪ ،‬بتقديم التعازي الصادقة والمواساة‬ ‫الحسنة‪ ،‬في وفاة زوجها المشمول بعفو‬ ‫اهلل ورحمته‪ ،‬سواء بالحضور أو بالهاتف‪ ،‬وكذا لكل من رفع يديه إلى‬ ‫السمـاء ودعا له‪ ،‬سائلـة العلي القدير أن يبارك في عمر الجميع ويحفظهم‬ ‫ويرعاهم بعنايته الكريمة وأن ال يريهم مكروها في عزيز لديهم وجزى‬ ‫اهلل الجميع خير الجزاء‪.‬‬ ‫تغمد اهلل الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬


‫العدد ‪859‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫‪13‬‬

‫الشيخ في التراث الصوفي‬ ‫قراءة موجزة‬

‫مما ال شك فيه أننا نجد جدال فكريا كبيرا حول مفهوم الشيخ الصوفي‪ ،‬هذا الجدل تتنازعه‬ ‫االتجاهات‪ ،‬وتتقاذفه التأويالت‪ ،‬ويدلي فيه كل واحد بدلوه بحسب قربه أو بعده عن التجربة‬ ‫الصوفية‪ ،‬ولكننا نجد قاسما مشتركا بين أصحاب هذا الجدل‪ ،‬ومنطقة مشتركة ال يكاد يخلو منها‬ ‫مؤلف من المؤلفات المعتبرة في هذا الميدان‪ ،‬هذا القاسم المشترك هو االعتراف بوجود الشيخ‬ ‫الصوفي الصادق في تاريخ األمة‪ ،‬إذ أننا نجد حتى من يعتمد عليه منتقدو الصوفية أمثال الشيخ ابن‬ ‫تيمية وتلميذه ابن القيم يقر بهذه الحقيقة‪ .‬يقول ابن تيمية‪« :‬والمشايخ المستقيمون كالفضيل‬ ‫بن عياض‪ ،‬وابراهيم بن أدهم‪ ،‬وأبي سليمان الدراني‪ ،‬ومعروف الكرخي وأمثالهم‪ ،‬هم المتبعون‬ ‫للكتاب والسنة‪ ،‬والصوفية المتبعون لهم هم صوفية أهل السنة والحديث في اعتقادهم وفي‬ ‫عملهم‪ ،‬فهم يؤمنون بما أخبر به الرسول ويمتثلون ما أمر اهلل به يصدقونه في خبره ويطيعونه‬ ‫في أمره‪ ،‬ومن كان كذلك فهو من أولياء اهلل المتقين الذين ال خوف عليهم وال هم يحزنون»‪.‬ومما‬ ‫الشك فيه أن مبتغى األمة لتستقيم حياتها الروحية هم هؤالء المشايخ الصادقون المستقيمون‪.‬‬ ‫وهل يقول عاقل بصحبة شيخ غير صادق وال مستقيم‪ ،‬بل إن االنتفاع في هذه األمة لم يتم إال بتربية‬ ‫الشيوخ الصادقين ألتباع صادقين‪.‬ويكفي من لم يعش التجربة الصوفية ويعلم حقيقتها أن يتجنب‬ ‫الطعن في الصادقين منهم‪ ،‬مقتديا بهذه القولة البن تيمية‪ ...« :‬تنازع الناس في طريقهم‪ ،‬فطائفة‬ ‫ذمت «الصوفية والتصوف «‪.‬وقالوا ‪:‬إنهم مبتدعون‪ ،‬خارجون عن السنة‪...‬وطائفة غلت فيهم‪ ،‬وادعوا‬ ‫أنهم أفضل الخلق‪ ،‬وأكملهم بعد األنبياء‪...‬والصواب أنهم مجتهدون في طاعة اهلل‪ ،‬كما اجتهد‬ ‫غيرهم من أهل طاعة اهلل‪ ،‬ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده‪ ،‬وفيهم المقتصد الذي هو من‬ ‫أهل اليمين‪ ،‬وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطئ‪ ،‬وفيهم من يذنب فيتوب‪ .»...‬قال الحاكم‬ ‫في المستدرك ‪« :‬الصوفية‪ :‬طائفة من طوائف المسلمين‪ ،‬فمنهم أخيار‪ ...‬ال كما يتوهمه رعاع الناس‬ ‫وعوامهم‪ ،‬ولو علموا محل الطبقة األولى منهم من اإلسالم‪ ،‬وقربهم من رسول اهلل صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم ألمسكوا عن كثير من الوقيعة فيهم»‪.‬‬ ‫إن التمييز بين الصادقين من الصوفية والمدعين منهم هي‬ ‫نصيحة العلماء الذين لم يريدوا أن يحرموا األمة من الميراث النبوي‬ ‫الروحي‪ ،‬بعكس أولئك الذين رفعوا شعار اإلنكار والتشويه لكل ما هو‬ ‫روحي وصوفي‪ ،‬يقول ابن القيم الجوزية عن الصحبة الصوفية‪ ،‬قال‬ ‫تعالى‪« :‬وال تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره‬ ‫فرطا »‪ ،‬فإذا أراد العبد أن يقتدي برجل فلينظر هل هو من أهل الذكر‬ ‫أو من الغافلين؟ وهل الحاكم عليه هو الهوى أو الوحي؟ فإن كان‬ ‫الحاكم عليه هو الهوى وهو من أهل الغفلة كان أمره فرطا‪ ،‬ومعنى‬ ‫الفرط قد فسر بالتضييع‪ ،‬أي أمره الذي يجب أن يلزمه ويقوم به‪،‬‬ ‫وبه رشده وفالحه ضائع قد فرط فيه‪ ،‬وفسر باإلسراف أي قد فرط‪،‬‬ ‫وفسر باإلهالك‪ ،‬وفسر بالخالف للحق‪ ،‬وكلها أقوال متقاربة‪.‬‬ ‫والمقصود‪ :‬أن اهلل سبحانه وتعالى نهى عن طاعة من جمع‬ ‫هذه الصفات‪ ،‬فينبغي للرجل أن ينظر إلى شيخه وقدوته ومتبوعه‪،‬‬ ‫فإن وجده كذلك فليبعد منه‪ ،‬وإن وجده ممن غلب عليه ذكر اهلل‬ ‫تعالى وإتباع سنته وأمره غير مفروط عليه بل هو حازم في أمره‬ ‫فليتمسك بغرزه‪»...‬‬ ‫إن السابقين المقربين من الصوفية‪ ،‬الذين اجتهدوا في‬ ‫التقرب إلى اهلل تعالى‪ ،‬قد أكرمهم اهلل بخصوصيات‪ ،‬وقد جادل‬ ‫الشوكاني من ينكرهذه الخصوصيات التي ينسبها الصوفية‬ ‫للشيخ المربي الصادق الذي تواله اهلل تعالى قائال‪« :‬وأي مانع‬ ‫من أن يمد اهلل سبحانه عبده من نوره‪ ،‬فيصير صافيا من‬ ‫كدورات الحيوانية اإلنسانية‪ ،‬الحقا بالعالم العلوي‪ ،‬سامعا بنور‬ ‫اهلل مبصرا بنور اهلل‪ ...‬وما في هذا من مانع أو من أمر اليجوز‬ ‫على الرب سبحانه وقد سأله رسوله صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫وطلبه من ربه»‪.‬‬ ‫من المؤكد أن صحبة الشيخ الصوفي هي تجربة‬ ‫انسانية ذات بعد روحي‪ ،‬وقد تعددت التجارب الروحية و‬ ‫الصوفية‪ ،‬واختلفت من مكان الى مكان ومن زمان الى زمان‪،‬‬ ‫بيد أن التجارب الصوفية الصادقة تركت بصماتها في تاريخ‬ ‫األمة‪ ،‬وشكل أصحابها منارات تمتح منها األمة اإلسالمية قيمها‬ ‫األخالقية العليا‪ ،‬وقد بدأت هذه التجارب الصوفية بلقاء أول بين الشيخ والسالك‪ ،‬واللقاء الروحي‬ ‫األول هو لقاء له خصوصياته‪.‬‬ ‫إن هذا اللقاء هو لقاء بين عقلين أحدهما مغرق في عالم السببية‪ ،‬اليؤمن إال باألسباب ونتائجها‪،‬‬ ‫ويصل إلى حد تأليه هذه األسباب‪ ،‬وعقل يؤمن باألسباب ولكنه يؤمن بأن هذه السببية لها خالقها‪،‬‬ ‫لذلك فإيمانه بمسبب األسباب أشد وأعمق‪ ،‬فهو يلجأ إليه في كل صغيرة وكبيرة‪ ،‬فقد عرف مسبب‬ ‫األسباب‪ ،‬ولزم هذه المعرفة فأصبحت له منهجا يحكم عقله وفكره ووجدانه‪ .‬فهو يرى في تجربته‬ ‫الصوفية العجب العجاب‪ ،‬فيعلم أنه عبد لرب قادر على كل شئ‪.‬‬ ‫إن هذا اللقاء األول هو لقاء بين عقلين‪ ،‬عقل اعتقل بعقال الماديات ال يرى غيرها‪،‬وعقل استنار‬ ‫بنور اهلل فإذا هو يرى في مرآة المكونات ما لم يره من قبل‪ ،‬وإذا المكونات تتحول إلى آيات ربانية‬ ‫عوض أن تبقى ظواهر طبيعية فحسب‪ ،‬إنه عقل يستمد من المعرفة القلبية كما يوظف المعرفة‬ ‫العقلية‪.‬‬ ‫انه لقاء بين فكرين‪ ،‬فكر قادم من عالم ال يسبح إال في عالم المادي والمحسوس‪ ،‬وفكر تجاوز‬ ‫المحسوسات والماديات ليسبح في بحار من األنوار الربانية و االستمدادات النبوية‪.‬إنه لقاء بين‬ ‫فكرين‪ ،‬فكر مرتبط بالمكونات‪ ،‬يرحل من كون إلى كون‪ ،‬وفكر مرتبط بالمكون‪ ،‬رحل من الكون‬ ‫إلى المكون‪.‬‬ ‫إنه لقاء بين قلبين قلب بقي سجين الحواس‪ ،‬وقلب تسلل من بين قضبان الحواس ليطل على‬ ‫عالم فسيح‪ ،‬وعد اهلل به عباده الصالحين المحبين والمحبوبين‪ ،‬فإذا هذا القلب يرى ما ال تراه العين‪،‬‬ ‫ويسمع ماال تسمعه األذن‪ ،‬ألنه بالمحبة اإللهية تحقق له الوعد اإللهي الذي جاء فيه‪ « :‬كنت سمعه‬ ‫الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به»‪ ،‬فغدا سمعه ربانيا‪،‬وبصره ربانيا‪ ،‬فكيف ال يسمع ما ال يسمعه‬ ‫الغافلون‪ ،‬ويبصر ما ال يبصره الغافلون‪ ،‬وقد نهى اهلل سبحانه وتعالى رسوله الكريم عن أن يكون‬ ‫من الغافلين‪ ،‬فقال تعالى‪« :‬والتكن من الغافلين»‪.‬‬ ‫اعتبرت العالقة األخالقية في الفكر اإلنساني عموما عالقة» لألنا باآلخر»‪ ،‬وبقيت أغلب الرؤى‬ ‫حبيسة سجن هذه الثنائية في تنظيرها لهذه العالقة‪ .‬لقد اعتبرت هذه الرؤى األخالق تعامال للذات‬ ‫مع الخلق‪ ،‬غير أننا نجد الفكر الصوفي قد كسر قيود هذه الثنائية‪ ،‬ولم تستقطبه جاذبية قطبيها‪،‬‬

‫وذلك لسبب بسيط هوأنه نفى عالقة التضاد التي اعتمدها النظر اإلنساني عموما بين األ نا‬ ‫واآلخر‪ ...‬إننا ال ندعي أن الممارسة األخالقية في الدين اإلسالمي ال تخضع في بعض مستوياتها إلى‬ ‫ما يمكن أن يكون صحيحا وثابتا في الخطاب األخالقي العقال ني‪ ،‬وذلك أل ننا نجد عالقة األ نا باآلخر‬ ‫في مرتبة اإلسالم منظمة بمنطق الحقوق والواجبات‪ ،‬ومدى حضور المنافع والمصالح‪ ،‬كما أنها في‬ ‫مرتبة اإليمان تسمو عن هذا المنطق نوعا ما ليحضر تصور تطابق األ نا واآلخر‪ ،‬مصداقا للحديث‬ ‫الشريف «ال يؤمن أحدكم حتى يحب ألخيه ما يحب لنفسه»‪ .‬ولكننا هنا نتحدث عن الفكر الصوفي‬ ‫باعتباره مرآة تعكس التجربة الصوفية التي يغيب فيها األنا واآلخر‪ ،‬وتحضر فيها عالقة التوحيد‬ ‫بقوة‪ ،‬إذ أنها تجسد مقام اإلحسان الذي وصفه جبريل بقوله «أن تعبد اهلل كأن تراه‪ ،‬فإن لم تكن‬ ‫تراه فإنه يراك»‪.‬فالحديث هنا عن أخالق الشهود أو على األقل عن أخالق المراقبة‪ ،‬أي أن الحديث‬ ‫منصب هنا عن التخلق بأخالق اهلل‪.‬‬ ‫لقد استهدفنا في هذا الكتاب تقديم مفهوم متميز للتكليف األخالقي‪ ،‬الذى يعتبر جزءا أساسيا‬ ‫من التكليف الشرعي‪،‬واعتمدنا على الرؤية السالفة الذكر‪ ،‬وهى رؤية جوهرية بني عليها الفكر‬ ‫الصوفي‪،‬و قد اعتبر الشيخ الصوفي الصادق نموذجا لممارسة التكليف األخالقي ووسيلة للقيام بهذا‬ ‫التكليف على وجهه الصحيح‪.‬‬ ‫تعتبر مهمة الشيخ الصادق مهمة ربانية شريفة‪،‬وهو أمر ال يمكن إنكاره إال ممن أعماه الحسد‬ ‫أو جانب الموضوعية في أحكامه‪ ،‬وهو ما أكد عليه ابن قيم الجوزية قائال‪...« :‬والمقصود أن درجة‬ ‫الصديقية والربانية ووراثة النبوة وخالفة الرسالة هي أفضل درجات األمة‪ ،‬ولو لم يكن من فضلها‬ ‫وشرفها إال أن كل من علم بتعليمهم وإرشادهم‪ ،‬أو علم غيره شيئا من ذلك كان له مثل أجره مادام‬ ‫ذلك جاريا في األمة على آباد الدهور‪ ،‬وقد صح عن النبي صلى اهلل عليه وسلم أنه قال لعلي بن‬ ‫أبي طالب ‪« :‬واهلل ألن يهدي اهلل بك رجال واحدا خير لك من حمر النعم»‪ ،‬وصح عنه صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم أنه قال ‪« :‬من سن سنة حسنة فعمل بها بعده كان له مثل أجر من عمل بها‬ ‫ال ينقص من أجورهم شيئا»‪.‬‬ ‫إن الصوفية يؤكدون على أن الشيخ الصادق يستخرج‬ ‫للسالك ما هو كامن فيه‪ ...‬فإن اهلل تعالي قد بث في كل‬ ‫روح جميع ما يتعلق بصاحبها من المحامد والمزايا‪ ...‬فإن‬ ‫حكم السالك في ابتداء أمره‪ ،‬حكم النواة الكامنة فيها النخلة‬ ‫التي هي هنا عبارة عن الصدق في الطريق‪.‬فهذا اللقاء األول‬ ‫هو استكشاف لذلك الكنز الروحي المطمور تحت جدار الجسد‪،‬‬ ‫والذي ال يراه إال عباد اهلل الصالحون‪ ،‬الذين أوتوا رحمة من عند‬ ‫اهلل وعلمهم من لدنه علما‪ ،‬فهم يرون ببصائرهم ما ال يراه‬ ‫الناس بأبصارهم‪ ،‬ولنا في قصة العبد الصالح مع نبي اهلل سيدنا‬ ‫موسى في كتاب اهلل أصدق نموذج على ذلك‪...« .‬وتأثيرات‬ ‫النفوس بعضها في بعض أمر ال ينكره ذو حس سليم و ال عقل‬ ‫مستقيم ‪,‬والسيما عند تجردها نوع تجرد عن العالئق والعوائق‬ ‫البدنية‪ ،‬فإن قواها تتضاعف وتتزايد بحسب ذلك‪ ،‬وسيما عند‬ ‫مخالفة هواها وحملها على األخالق العالية من العفة والشجاعة‬ ‫والعدل والسخاء‪ ،‬وتجنبها سفاسف األخالق ورذائلها وسافلها‪. »...‬‬ ‫يدخل اإلنسان عالم الصدق مع الصادقين مما سيجعله‬ ‫يقف أمام حقيقة نفسه يستكشف عيوبها‪ ،‬ال تحتجب عنه بحجاب‬ ‫الكبرياء والغطرسة‪ ،‬والشيخ الصوفي الصادق دوره أن يساعده‬ ‫على التخلص من عيوب نفسه‪ ،‬ألنه على تقدير أن يرى السالك‬ ‫لنفسه عيوبا فإنه ال يقدر على التخلص منها بنفسه‪ ،‬لشفقته عليها‪،‬‬ ‫فالبد ممن يعينه ويعالجه‪ ،‬وليس إال الشيخ الصادق‪ ،‬فهو كالطبيب‬ ‫يظهر العيوب ويعالجها‪ .‬وقد قادت التجربة العلمية والروحية اإلمام‬ ‫الغزالي إلى أن يصرح بهذه الحقيقة‪ ،‬فقال‪ »:‬اعلم أن اهلل عز وجل‬ ‫إذا أراد بعبد خيراً بصره بعيوب نفسه‪ ،‬فمن كانت بصيرته نافذة لم‬ ‫تخف عليه عيوبه‪ ،‬فإذا عرف العيوب أمكنه العالج‪ ،‬ولكن أكثر الخلق‬ ‫جاهلون بعيوب أنفسهم‪ ،‬يرى أحدهم القذى في عين أخيه‪ ،‬وال يرى‬ ‫الجذع في عين نفسه‏‪.‬‏ فمن أراد أن يعرف عيوب نفسه فله‪ ...‬أن يجلس‬ ‫بين يدي شيخ بصير بعيوب النفس‪ ،‬مطلع على خفايا اآلفات‪ ،‬ويحكمه‬ ‫في نفسه‪ ،‬ويتبع إشارته في مجاهدته‏‪.‬‏ وهذا شأن المريد مع شيخه‬ ‫والتلميذ مع أستاذه‪ ،‬فيعرفه أستاذه وشيخه عيوب نفسه‪ ،‬ويعرفه طريق‬ ‫عالجه‏‪.‬‏ وهذا قد عز في الزمان وجوده»‏‪.‬‬ ‫إن الصوفية يؤكدون على أن هذه المرتبة الربانية لهؤالء الصادقين ال تحيط بها العبارة‪،‬‬ ‫وال ترى العقول إال ظاللها‪ ،‬وتساهم لغة نشأت في عالم الحس في الزيادة في غموضها‪ ،‬أو كما‬ ‫قال الغزالي موضحا هذا اإلشكال اللغوي حيث قال‪...« :‬إن هذه األسامي وضعت أوال باإلضافة‬ ‫إلى إدراك البصر‪ ،‬وهو درجة العوام‪ ،‬ثم لما تنبه الخواص إلدراكات البصائر‪ ،‬وجدوا بينها وبين‬ ‫األبصار موازنات‪ ،‬استعاروا منها األلفاظ المطلقة‪ ،‬وفهمها الخواص‪ ،‬وأنكرها العوام الذين لم يتجاوز‬ ‫إدراكهم الحواس‪ .»...‬ومن هذه األسامي الشيخ المربي والشيخ الولي والشيخ الرباني‪.‬‬ ‫إن هدف هذا الكتاب هو محاولة مقاربة تصور للشيخ الصوفي الصادق كما جاءت في كتب‬ ‫التراث الصوفي‪ ،‬وبعد أن ناقشنا في الفصول األولى الجانب التأصيلي في الكتاب والسنة كما ورد‬ ‫في كتب التراث الصوفي‪،‬مع قراءة له في ضوء ما جاء عند المفسرين‪ ،‬ثم تعرضنا للجانب األصولي‬ ‫والمقاصدي مع التعرض لرؤية جديدة للمقاصد الشرعية ‪،‬ومع تفصيل القول في قضية المقاصد‬ ‫الشرعية الروحية‪ ،‬تتبعنا في الفصل األخير من هذا الكتاب النصوص الصوفية الواردة عن الشيخ‬ ‫الصوفي‪،‬وكان هدفنا من ذلك هو تقريب هذا المعنى الذي هو محور التجربة الصوفية‪ ،‬أي مقاربة‬ ‫المعنى الذي ركزت عليه النصوص الصوفية‪ ،‬أي مقاربة رؤية الصوفية للشيخ الصوفي عبر التاريخ‬ ‫الصوفي الطويل لألمة‪ .‬والبد في هذا السياق أن نشير إلى مالحظة أولية نريد أن يتنبه إليها القارئ‪،‬‬ ‫وهي أن هذه الرؤية الواردة في هذه األقوال تكاد تتطابق فيما بينها‪ ،‬رغم التنائي التاريخي الزمني‬ ‫والتنائي المكاني‪ ،‬ولعل وحدة المصدر في المدرسة السنية لمسألة الوالية و المشيخة الصوفية‬ ‫تبرر هذا اإلجماع على رؤية موحدة لهذه القضية‪ ،‬ونقصد بوحدة المصدر الرجوع للكتاب والسنة‪،‬‬ ‫واللذين يعتبران عند أصحاب هذا الفن قيدا للعلم الصوفي‪ ،‬كما نص على ذلك اإلمام الجنيد سيد‬ ‫طائفة الصوفية‪.‬‬ ‫لقد أبانت هذه النصوص عن أدوار أساسية للشيخ الصوفي في غرس القيم األخالقية في‬ ‫المجتمع‪ ،‬ومحاربة روح اليأس والحقد‪ ،‬وبعث روح األمل والمحبة والسالم‪ ،‬باإلضافة إلى مهام أخرى‬ ‫نفسية وروحية يتعرف القارئ الكريم عليها من خالل هذا الكتاب‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫العدد ‪859‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫‪-‬‬

‫‪2‬‬

‫لقد هيأ اهلل سبحانه وتعالى لرسوله صلى اهلل عليه وسلم من الحفظ والرعاية ما جعله‬ ‫جديرًا بتلقي الرسالة الخاتمة لهداية البشر‪.‬‏ فقد حفظه صغيرًا بداية من إرضاعه واصطفائه‬ ‫من أوسط النسب وأشرفه‪ ،‬ووالدته من نكاح صحيح وليس من سفاح باطل‪ .‬وبعد وفاة والده‬ ‫يسر له كفالة جده عبد المطلب ثم كفالة عمه أبي طالب بعد وفاة جده‪ ،‬وفـي ذلك ما فيه من‬ ‫المنعة والتربية الصالحة‪.‬ثم حفظه سبحانه وتعالى شابًا من أن يقع فيما يقع فيه الشباب من‬ ‫الفحش والخنا‪ ،‬وحفظ قلبه فلم يعبد إلهًا غير اهلل عز وجل‪ ،‬ولم يسجد لصنم‪ ،‬ولم يتمسح‬ ‫بوثن‪ ،‬ولم يحلف بغير اهلل‪ .‬واشتهر بينهم بحسن المعاملة‪ ،‬والوفاء بالوعد‪ ،‬واستقامة السيرة‪،‬‬ ‫وحسن السمعة‪ ،‬مما رغب خديجة في أن تعرض عليه االتجار بمالها في القافلة التي تذهب‬ ‫إلى مدينة (بصرى) كل عام على أن تعطيه ضعف ما تعطي رجال من قومها‪ ،‬فلما عاد إلى مكة‬ ‫وأخبرها غالمها ميسرة بما كان من أمانته وإخالصه‪ ،‬ورأت الربح الكثير في تلك الرحلة‪ ،‬أضعفت‬ ‫له من األجر ضعف ما كانت أسمت له‪ ،‬ثم حملها ذلك على أن ترغب في الزواج منه‪ ،‬فقبل أن‬ ‫يتزوجها وهو أصغر منها بخمسة عشر عاما‪ ،‬وأفضل شهادة له بحسن خلقه قبل النبوة قول‬ ‫خديجة له بعد أن جاءه الوحي في غار حراء وعاد مرتعدا‪« :‬كال واهلل ال‬ ‫يخزيك اهلل أبدا‪ ،‬إنك لتصل الرحم‪ ،‬وتحمل الكل‪ ،‬وتكسب المعدوم‪،‬‬ ‫وتقري الضيف‪ ،‬وتعين على نوائب الحق»‪ .‬وقد سافر صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم مرتين خارج مكة‪ ،‬أوالهما مع عمه أبي طالب حين كان عمره‬ ‫اثنتي عشرة سنة‪ ،‬وثانيتهما حين كان عمره خمسا وعشرين سنة‪،‬‬ ‫متاجرا لخديجة بمالها‪ ،‬وكانت كلتا الرحلتين إلى مدينة (بصرى)‬ ‫في الشام‪ ،‬وفي كلتيهما كان يسمع من التجار أحاديثهم‪ ،‬ويشاهد‬ ‫آثار البالد التي مر بها‪ ،‬والعادات التي كان عليها سكانها‪.‬‬ ‫وكان صلى اهلل عليه وسلم قبل البعثة بسنوات يخرج إلى غار‬ ‫حراء ‪ -‬وهو جبل يقع في الجانب الشمالي الغربي من مكة‪ ،‬على‬ ‫قرب منها‪ -‬يخلو فيه لنفسه مقدار شهر يفكر في آالء اهلل‪ ،‬وعظيم‬ ‫قدرته‪ ،‬واستمر على ذلك حتى جاءه الوحي‪ ،‬ونزل عليه القرآن‬ ‫الكريم‪ .‬‬ ‫وقد بشر به األنبياء والرسل قبله بسنين‪ ،‬فبشر به عيسى‬ ‫ِ�سائِيلَ �إ يِِّن َر ُ�سولُ‬ ‫ي�سى ْاب ُن َم ْر مَ َ‬ ‫عليه السالم كما ورد في القرآن الكريم‪َ :‬‬ ‫ي َيا َبنِي �إ رْ َ‬ ‫(و�إ ِْذ َقالَ ِع َ‬ ‫ْ‬ ‫مِ‬ ‫شرِّ‬ ‫اةِ‬ ‫ولٍ‬ ‫ا�س ُم ُه �أَ ْح َم ُد َفل ََّما‬ ‫ِي‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ِي‬ ‫ت‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫�س‬ ‫ِر‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫اللَّهِ �إِل َْيكُ ْم ُم َ�ص ِّد ًقا مِلَا َب نْ َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫َ‬ ‫ي َي َد َّي مِ َن الت َّْو َر َ ُ َ ً َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫اء ُه ْم بِال َْب ِّين ِ‬ ‫ِني)‪.‬‏ كما وردت في اإلنجيل عبارات مصرحة باسم النبي صلى‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫ح‬ ‫�س‬ ‫َات َقالُوا َه َذا ْ ٌ ُ ٌ‬ ‫َج َ‬ ‫اهلل عليه وسلم‪ ،‬مبشرة بقدومه ومبعثه‪ ،‬منها‪( :‬أجاب التالميذ‪ :‬يا معلم! مَن عسى أن يكون‬ ‫قلب‪ :‬إنه محمد رسول‬ ‫ذلك الرجل الذي تتكلم عنه‪ ،‬الذي سيأتي إلى العالم‪ ،‬أجاب يسوع‬ ‫ِ‬ ‫بابتهاج ٍ‬ ‫اهلل)‪.‬‏‬ ‫وفي التوراة كان اإلخبار والتبشير بنبوته صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬ولكن يد التحريف طالتها‪،‬‬ ‫ُوبا ِع ْن َد ُه ْم يِف الت َّْو َراةِ‬ ‫الر ُ�سولَ ال َّنب َِّي ْ أ‬ ‫ِين َي َّتب ُِع َ‬ ‫قال اهلل عز وجل‪( :‬ا َّلذ َ‬ ‫الُ ِّم َّي ا َّلذِي َيجِ ُدون َُه َمكْ ت ً‬ ‫ون َّ‬ ‫النْكَ رِ َو ُيحِ لُّ ل َُه ُم َّ‬ ‫ِال َْع ُر ِ‬ ‫الط ِّي َب ِ‬ ‫اه ْم َعنِ مْ ُ‬ ‫ِنيلِ َي�أْ ُم ُر ُه ْم ب مْ‬ ‫ات َو ُي َح ِّر ُم َعل َْيهِ ُم خْ َ‬ ‫ال جْ ِ‬ ‫َو ْ إ‬ ‫ال َبائ َِث‬ ‫وف َو َين َْه ُ‬ ‫َ‬ ‫وه َوات َ​َّب ُعوا‬ ‫َو َي َ�ض ُع َعن ُْه ْم �إِ�صرْ َ ُه ْم َو ْ أ‬ ‫ال ْغلاَ لَ ا َّلتِي كَ ان َْت َعل َْيهِ ْم َفا َّلذ َ‬ ‫وه َو َن�صرَ ُ ُ‬ ‫ِين � َآمنُوا بِهِ َو َعزَّ ُر ُ‬ ‫ُّور ا َّلذِي �أُنْ زِ لَ َم َع ُه �أُو َلئِكَ ُه ُم مْ ُ‬ ‫ون )‪.‬‏‬ ‫الفْ ل ُِح َ‬ ‫الن َ‬ ‫قال ابن تيمية (واألخبار بمعرفة أهل الكتاب بصفة محمد صلى اهلل عليه وسلم عندهم في‬ ‫الكتب المتقدمة متواترة عنهم)‪ .‬هذا عدا ما كانت تحدث به يهود‪ ،‬ورهبان النصارى‪ ،‬والعرب‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫محمد كنون احل�سني‬ ‫وكثير من األمم بأن نبياً قد اقترب زمانه وآن أوانه‪.‬‏ والبشارات ببعثته وصدق نبوته صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم كثيرة‪ ،‬يضيق المقام عن حصرها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ولما بلغ رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم خمسا وثالثين سنة شهد بنيان الكعبة‪ ،‬وتراضت‬ ‫قريش بحكمه فيها ‪ ،‬وكانوا قد اختلفوا فيمن يضع الحجر األسود مكانه فاتفقوا على أن يحكم‬ ‫بينهم أول داخل يدخل المسجد‪ ،‬فدخل رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فقالوا‪ :‬هذا األمين ‪،‬‬ ‫فقال‪ :‬هلموا ثوباً ‪ ،‬فوضع الحجر فيه وقال‪ :‬لتأخذ كل قبيلة بناحية من نواحيه وارفعوه جميعاً‪،‬‬ ‫ثم أخذ الحجر بيده فوضعه في مكانه‪.‬‬ ‫وقبل أن نتحدث عن مبعثه صلى اهلل عليه وسلم وابتداء نزول الوحي عليه البأس أن‬ ‫نستحضر بعض أوصافه وسماته‪ ،‬فقد كان صلى اهلل عليه وسلم ليس بالطويل البائن ‪ ،‬وال‬ ‫بالقصير ‪ ،‬وال باألبيض الشديد البياض‪ ،‬وال باألسمر ‪ ، ،‬أزهر اللون (أبيض مشرق) ‪ ،‬مشرباً‬ ‫بحمرة في بياض ساطع ‪ ،‬كأن وجهه كالقمر حسناً ‪ ،‬ضخم الكراديس (المفاصل) ‪ ،‬أوطف األشفار‬ ‫(طول شعر الجفنين) ‪ ،‬أدعج العينين (شديد سوادها وبياضها مع اتساعها) ‪ ،‬في بياضهما عروق‬ ‫حمر رقاق ‪ ،‬حسن الثغر ‪ ،‬واسع الفم ‪ ،‬حسن األنف ‪ ،‬إذا مشى كأنه‬ ‫يتكفأ (يندفع إلى األمام) ‪ ،‬إذا التفت التفت بجميعه‪ ،‬كثير النظر‬ ‫إلى األرض ‪ ،‬ضخم اليدين لينهما‪ ،‬قليل لحم العقبين‪ ،‬كث اللحية‬ ‫واسعها‪ ،‬أسود الشعر‪ ،‬ليس لرجليه أخمص (باطن القدم)‪ ،‬إذا طوّل‬ ‫شعره فإلى شحمة أذنيه (أسفلها)‪ ،‬وإذا قصّره فإلى أنصاف أذنيه‪،‬‬ ‫لم يبلغ شيب رأسه ولحيته عشرين شيبه وكان على نُغض (العظم‬ ‫الرقيق) كتفه األيسر خاتم النبوة كأنه بيضة حمام‪ ،‬لونه لون جسده‪،‬‬ ‫عليه خيالن (جمع خال وهي الشامة)‪ ،‬ومن فوقه شعرات ‪.‬‏‬ ‫لقد حبّب إلى الرسول صلى اهلل عليه وسلم الخالء‪ ،‬فكان يخلو‬ ‫بغار حراء‪ ،‬فيتعبد فيه الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله‪،‬‬ ‫ويتزود لذلك‪ ،‬حتى نزل عليه الوحي‪ ،‬فجاءه الملك جبريل عليه السالم‬ ‫فقال له‪ :‬اقرأ‪ ،‬قال ما أنا بقارئ‪ ،‬قال‪ :‬فأخذني ّ‬ ‫فغطني ‪ -‬أي ضمّني‬ ‫ضماً شديداً ‪ -‬حتى بلغ مني الجهد‪ ،‬ثم أرسلني فقال‪ :‬اقرأ‪ ،‬قلت‪ :‬ما أنا‬ ‫بقارئ‪ ،‬فأخذني ّ‬ ‫فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫اقرأ‪ ،‬فقلت ما أنا بقارئ فأخذني ّ‬ ‫ِا�س ِم َر ِّبكَ ا َّلذِي َخل َ​َق‪،‬‬ ‫ب‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫«اق‬ ‫فقال‪:‬‬ ‫أرسلني‬ ‫ثم‬ ‫الثالثة‪،‬‬ ‫فغطني‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ان َما مَ ْ‬ ‫ل َي ْعل َْم»‪ ،‬فرجع‬ ‫‪،‬عل َ​َّم ْ إ‬ ‫ان مِ ْن َعل ٍَق‪ْ ،‬اق َر ْ�أ َو َر ُّبكَ َْ أ‬ ‫َخل َ​َق ْ إ‬ ‫الِنْ َ�س َ‬ ‫الِنْ َ�س َ‬ ‫الكْ َر ُم‪ ،‬ا َّلذِي َعل َ​َّم بِا ْل َقل َِم َ‬ ‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يرجف فؤاده‪ ،‬فدخل على خديجة بنت خويلد رضي اهلل عنها‬ ‫فقال‪ :‬زمّلوني زمّلوني ‪ -‬أي ضعوا عليّ غطا ًء ‪ ، -‬فزمّلوه حتى ذهب عنه الروع‪ ،‬فأخبر خديجة‬ ‫الخبر‪ ،‬وقال‪ :‬لقد خشيت على نفسي‪ ،‬فقالت خديجة‪« :‬كال واهلل ما يخزيك اهلل أبداً‪ ،‬إنك لتصل‬ ‫الرحم ‪ ،‬وتحمل ّ‬ ‫الكل‪ ،‬وتكسب المعدوم‪ ،‬وتقري الضيف‪ ،‬وتعين على نوائب الحق»‪.‬‏‬ ‫ً‬ ‫فانطلقت به خديجة حتى أتت به ابن عمها ورقة بن نوفل‪ ،‬وكان امرءا تنصّر في الجاهلية‪،‬‬ ‫مطلعا على الكتب السماوية السابقة‪ ،‬فقالت له خديجة‪ :‬يا ابن العم اسمع من ابن أخيك ‪.‬‬ ‫فقال له ورقة‪ :‬يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم خبر ما رأى ‪ ،‬فقال‬ ‫له ورقة‪ :‬هذا النّاموس الذي نزّل اهلل على موسى ‪ -‬يعني جبريل عليه السالم‪ ،-‬يا ليتني فيها‬ ‫جذعٌ ‪ -‬أي شاب ‪ ،-‬ليتني أكون حياًّ إذ يخرجك قومك‪ ،‬فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬أو‬ ‫مخرجي هم؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إال عودي‪ ،‬وإن يدركني يومك أنصرك‬ ‫نصراً مؤزراً‪ ،‬ثم لم ينشب ‪ -‬يلبث ‪ -‬ورقة أن توفي‪ ،‬وفتر الوحي ‪ -‬أي انقطع فترة ‪.‬‬

‫من آداب اإلسالم تربية األبناء‬

‫قال ربيب رسول هّ‬ ‫الل ص ّلى اهلل عليه وسلم‪ :‬كنت غالما في‬ ‫حجر رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وكانت يدي تطيش في‬ ‫الل ص ّلى هّ‬ ‫الصحفة‪ ،‬فقال لي رسول هّ‬ ‫الل عليه وسلم‪« :‬يا غالم‬ ‫سم اهلل تعالى‪ ،‬وكل بيمينك‪ ،‬وكل ممّايليك» فمازالت تلك‬ ‫طعمتي بعد‪ ،‬متفق عليه‪.‬‬ ‫إن هناك تشويقاً للقارئ والسامع من طرف الصحابي‬ ‫الجليل عمر بن أبي سلمة وهو يحكي مشهداً من مشاهد‬ ‫الل‪ ،‬أي ربيب رسول هّ‬ ‫حياته الكريمة‪ ،‬في كنف رسول هّ‬ ‫الل ص ّلى‬ ‫هّ‬ ‫الل عليه وسلم‪ ،‬ولد زوجته أم سلمة؛ حيث عندما مات أبو‬ ‫هّ‬ ‫ّ‬ ‫سلمة تزوج رسول الل صلى اهلل عليه وسلم أم سلمة وضم‬ ‫أبناءها إليه ليرعاهم‪ ،‬ما أجملها وأج ّلها من رعاية‪ ،‬وقد كنى‬ ‫عن جمال هذه الرعاية عمر بن سلمة حين قال «كنت غالما‬ ‫في حجر رسول اهلل» أي في تربيته وتحت نظره‪ ،‬وهو يحكي‬ ‫هذه الواقعة التي حدثت وهو دون التاسعة من عمره‪.‬‬ ‫لنتأمل هذه السلوكيات التي أمر بها رسول اهلل صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم‪ ،‬هذا الغالم‪ ،‬إنها أوامر تربوية خالصة تصلح‬ ‫سلوك الطفل‪ ،‬ألن يداه كانتا تطيشان في قصعة الطعام أي‬ ‫تتحرك وتتمدد في جوانب اإلناء وال يقتصر على موضع واحد‪.‬‬ ‫إن الطيش له إيحاءاته المتعددة التي ّ‬ ‫تدل على عدم الروية‬ ‫وفقدان النظام وعدم اإللتزام بآداب الطعام‪ ،‬وهذه التوجيهات‬ ‫تأتي في بيان بليغ فيه مراعاة لمقتضى الحال وفيه استمالة‬ ‫لقلب الصّبي حيث لم يقل‪ :‬ال تفعل كذا‪ ،‬ويزجره في عنف بل‬ ‫ناداه في حنو ورفق بقوله «ياغالم» مع عدم تحديد اسمه‪،‬‬ ‫وهذا يوحي أن هذه التوجيهات ّ‬ ‫لكل من هم في سنه من أبناء‬ ‫المسلمين حيث ينشؤون في ّ‬ ‫ظل آداب السلوك اإلسالمي‪،‬‬ ‫الل تعالى» أي قل عند البدء في األكل بسم هّ‬ ‫وقوله «سمّ هّ‬ ‫الل‪،‬‬ ‫ألن التسمية تجلب البركة كما أنها تدعو إلى القناعة وعدم‬ ‫الشره‪ ،‬واألمر الثاني مشتقة من اليمن أي البركة‪ ،‬أما األمر‬ ‫الثالث «كل مما يليك»‪ ،‬لهذا يستجيب الغالم استجابة عملية‬

‫بقلم الدكتور‬

‫كما يعطي القدوة الحسنة ّ‬ ‫لكل طفل مسلم يتل ّقى التوجيهات‬ ‫التربوية المفيدة فيقول «مازالت تلك طعمتي بعد» عمال‬ ‫بقول رسول اهلل عليه الصالة والسالم‪.‬‬ ‫لقد َّ‬ ‫حث اإلسالمُ على تربيةِ األوالد‪ ،‬ومحاولة وقايتهم‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِين � َآمنُوا ُقوا �أنْ ف َُ�سكُ ْم َو�أ ْه ِليكُ ْم‬ ‫«يا �أ ُّي َها ا َّلذ َ‬ ‫من النا ِر فقال تعالى‪َ :‬‬ ‫ب َعل َْي َها»‬ ‫ِال�صال ِة َو ْ‬ ‫«و�أْ ُم ْر �أَ ْهلَكَ ب َّ‬ ‫ا�ص َط رِ ْ‬ ‫نَار ًا»‪ ،‬وقال تعالى‪َ :‬‬ ‫«ي ِ‬ ‫و�صيكُ ُم ال َل ُّه يِف �أَ ْوالدِ كُ ْم»‪ .‬ومن السنة يقول‬ ‫وقال عز وجل ‪ُ :‬‬ ‫ٌ‬ ‫ومسؤول عن‬ ‫راع في أهله‬ ‫«الرجل‬ ‫‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫وسلم‬ ‫ـ صلى اهلل عليه‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫راعية في بيتِ زوجها ومسؤول ٌة عن رعيتها»‬ ‫رعيته‪ ،‬والمرأ ُة‬ ‫البخاري ومسلم‪ .‬وفي وحديث آخر‪« :‬علموا أوالدكم وأهليكم‬ ‫الخير وأدبوهم» مما ال شك فيه أن التربية لها آثار كبير في‬ ‫صالح األوالد‪ ،‬إن األوالد يولدون على الفطرة‪ ،‬ثم يأتي دور‬ ‫التربية في المحافظة على هذه الفطرة أو تحريفها (كل مولود‬ ‫يولد على فطرة‪ ،‬فأبواه يهودانه‪ ،‬أو ينصرانه أو يمجسانه)‪.‬‬ ‫والولد على ما عوده والده‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ناشــئ الفتيـانِ منَـّا‬ ‫وينشــــأ‬ ‫ُ‬ ‫عــوَدهُ أبــوه‬ ‫على ما كـــــان ّ‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫قال الشاعر‪:‬‬ ‫صغـر‪ ‬‬ ‫قد ينفـعُ األدبُ األوالدَ في‬ ‫ٍ‬ ‫وليس ينفعُهـم‪ ‬من بعـــده أدبُ‬ ‫ُ‬ ‫الغصـون إذا عـدلتها اعتدلت‬ ‫مثل‬ ‫وال يليــنُ ولو لينــتـهُ الخـشـــب‬ ‫وسائل التربية تأثيرا‪ً،‬‬ ‫ُ‬ ‫تعتبر القدوة الحسنة من أقوى‬ ‫وذلك َّ‬ ‫ألن الولد ينظر إلى مربيهِ وماذا يعمله ويستفيد من‬ ‫فعله أكثر من قوله‪ ،‬فالولد ال يقبل األمر إذا رأى مربيهِ ينهاهُ‬ ‫ُ‬ ‫تكون في األبوين‪ ،‬وفي الرفقةِ‬ ‫عن شي ٍء ثم يفعلهُ‪ ،‬القدو ُة‬ ‫الصالحة‪ ،‬وفي المعلم‪.‬‬ ‫فإذا كان أولئك قدوة صالحة لمن يُربونهم‪ ،‬أنتجت‬ ‫تربيتهم إنتاجا سليما صالحا‪ ،‬وأمَّا إن كانوا بالعكس‪ ،‬ويخالف‬ ‫قولهم فعلهم فلن يستفيدَ المتربي منهم شيئا إال التناقض‪،‬‬ ‫وكذلك القدوة تكون في األخ األكبر‪ ،‬ولذا ينبغي التنبه‬ ‫للمولود األول‪ ،‬فيهتم بتربيته اهتماما كبيرا‪ ،‬ألنَّه سيكون‬ ‫قدوة ألخوته الذين يأتون من بعده‪ .‬وال بد من نهج الموعظة‬ ‫مع األبناء وذلك أسلوب جيد‪ ،‬كأن يبدأ باالستعطاف‪ ،‬يابني‬ ‫ويابنيتي‪ ،‬وربما يقص عليه قصة فيها عبرة وعظة‪ ،‬وربما‬ ‫يستعمل معه السؤال والجواب‪ ،‬كأن يقول‪ :‬أال تريد الجنة؟‬ ‫أال تخاف من النار؟ ويمكنه أن يغتنم المناسبات‪ ،‬ويستفيد‬ ‫من المواقف‪ ،‬كأن يرى زحاما شديد فيذكره بالقيامة أو يراه‬ ‫فرجا بنتيجة اإلمتحان فيقول له مثال‪ :‬وإن شاء اهلل ستفرج‬ ‫في اآلخرة‪ ،‬أيضا مادمت تطيع هّ‬ ‫الل سبحانه وتعالى‪ ،‬وهكذا‪،‬‬ ‫وينبغي اإلقتصاد في الموعظة وعدم اإلكثار منها لئال يمل‬ ‫الولد‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫العدد ‪859‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬

‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache7@hotmail.com‬‬

‫‪ 18‬ـ مقتطفات من كتاب «المستطرف في كل فن مستظرف»‬ ‫الكتاب من تأليف الشيخ شهاب الدين أبوالفتح محمد بن أحمد األبشيهي‪ ،‬نسبة إلى قرية أبْشيه (أبْشَواي) من قرى الفيّوم‬ ‫المصرية‪ ،‬أقام بالمحلة ورحل إلى القاهرة ‪،‬درس الفقه والنحو وولي الخطابة ببلدته بعد وفاة والده ‪ ،‬توفي حوالي (‪ 850‬هـ‪1448/‬م)‪.‬‬ ‫وعن دواعي تأليف هذا الكتاب ومضامينه يقول األبشيهي في ديباجته‪:‬‬ ‫«‪...‬أما بعد فقد رأيت جماعة من ذوي الهمم جمعوا أشياء كثيرة من اآلداب والمواعظ والحكم وبسطوا مجلدات في التواريخ‬ ‫والنوادر واألخبار والحكايات واللطائف ورقائق األشعار وألفوا في ذلك كتبا كثيرة وتفرد كل منها بفرائد فوائد لم تكن في غيره‬ ‫من الكتب محصورة فاستخرت اهلل تعالى وجمعت من جموعها هذا المجموع اللطيف وجعلته مشتمال على كل فن ظريف وسميته‬ ‫«المستطرف في كل فن مستظرف» واستدللت فيه بآيات كثيرة من القرآن العظيم وأحاديث صحيحة من أحاديث النبي الكريم وطرزته‬ ‫بحكايات حسنة عن الصالحين األخيار ونقلت فيه كثيرا مما أودعه الزمخشري في كتابه ربيع األبرار وكثيرا مما نقله ابن عبد ربه في‬ ‫كتابه العقد الفريد ورجوت أن يجد مطالعه فيه كل ما يقصد ويريد‪ .‬وجمعت فيه لطائف وظرائف عديدة من منتخبات الكتب النفيسة‬ ‫المفيدة وأودعته من األحاديث النبوية واألمثال الشعرية واأللفاظ اللغوية والحكايات الجدية والنوادر الهزلية ومن الغرائب والدقائق‬ ‫واألشعار والرقائق ما تشنف بذكره األسماع وتقر برؤيته العيون ‪.‬وجعلته يشتمل على أربعة وثمانين بابا من أحسن الفنون متوجة‬ ‫بألفاظ كأنها الدر المكنون‪..‬‬ ‫وضمنته كل لطيفة ونظمته بكل ظريفة وقرنت األصول فيه بالفضول ورجوت أن يتيسر لي ما رمته من الوصول وجعلت أبوابه‬ ‫مقدمة وفصلتها في مواضعها مرتبة منظمة ليقصد الطالب إلى كل باب منها عند االحتياج إليه ويعرف مكانه باالستدالل عليه فيجد‬ ‫كل معنى في بابه إن شاء اهلل تعالى واهلل المسؤول في تيسير المطلوب وأن يلهم الناظر فيه ستر ما يراه من خلل وعيوب إنه على ما‬ ‫يشاء قدير وباإلجابة جدير ‪ ...‬واهلل سبحانه المهون للصعاب»‪.‬‬ ‫ولألبشيهي أيضا كتاب «تذكرة العارفين وتبصرة المستبصرين» وكتاب «أطواق األزهار على صدور األنهار» كما أنه شرع في‬ ‫تأليف كتاب «في صنعة الترسل والكتابة» لكنه لم يتممه‪.‬ورغم أن في لغته ضعف ‪،‬كما يؤكد بعض المصنفين كالزركلي مثال ‪ ،‬إالأن‬ ‫قوة خطابه ‪ -‬وهو المتمرس بفن الخطابة‪ -‬تغطي ذلك الضعف اللغوي‪ ،‬وتجلي العديد من نقط ضعف بني اإلنسان‪ ،‬وتصف للمرء‬ ‫العليل مقويات روحية تقوي إيمانه وتصفي قلبه وتشد أزره‪ .‬ونسأل العلي القديرأن يفرج عنا كربتنا ويهدينا سواء السبيل في هذا‬ ‫الشهر الفضيل‪.‬‬

‫في ذكر نبذة من عجائب المخلوقات وصفاتهم (‪)8‬‬

‫ثعبـان ‪ :‬هو الكبير من الحيات‪ ،‬ذكرا كان‬ ‫أو أنثى‪ ،‬وهو عجيب الشأن في هالك بني آدم؛‬ ‫يلتوي على ساق اإلنسان فيكسرها‪ ،‬وليس له‬ ‫عدو إال النمس‪ ،‬ولوال النموس ألكلت الثعابين‬ ‫أهل مصر‪.‬‬ ‫قيل إن عبد اهلل بن جدعان كان في ابتداء‬ ‫أمره صعلوكا‪ ،‬وكان شريرا يفتك ويقتل‪ ،‬وكان‬ ‫أبوه يعقل عنه فضجر من ذلك وأراد قتله‪،‬‬ ‫فخرج هاربا على وجهه فوصل إلىجبل فوجد‬ ‫فيه شقا فدخل فيه فوجد في ص��دره شيئا‬ ‫كهيئة الثعبان فدنا منه وقال‪ :‬لعله يثب علي‬ ‫فيقتلني وأستريح؛فدنا منه فوجده مصنوعا من‬ ‫ذهب وعيناه ياقوتتان ثم وجد من داخله بيتا‬ ‫فيه جثث طوال بالية على أسرة الذهب والفضة‬ ‫وعند رؤوسهم لوح مكتوب فيه تاريخهم ‪ ،‬وإذا‬ ‫بهم رجال من جرهم؛ وفي وسط البيت كوم‬ ‫من الياقوت األحمر والزمرد والذهب والفضة‬ ‫واللؤلؤ فأخذ منه قدر ما يحمل وعلم الشق‬ ‫وذهب إلى قومه فأغناهم‪ ،‬ورجع فلم يدر مكان‬ ‫الشق(‪.)...‬‬ ‫جـراد ‪ :‬حيوان معروف وليس له جهة‬ ‫مخصوصة وإنما يكون هائما هاربا ؛وإذا أراد‬ ‫أن يبيض ذهب إلى بعض الصخور فضربها‬ ‫بذنبه فتنفرج له فيلقي بيضه فيها‪ ،‬وله ستة‬ ‫أرج��ل وطرفا‪ .‬أرجله كالمنشار‪ ،‬وه��و أل��وان‬ ‫عديدة‪ ،‬وفيه خلقة عشرة من الجبابرة‪ :‬وجه‬ ‫فرس وعينا فيل وعنق ثور وقرنا أبل وصدر‬ ‫أسد وبطن عقرب وجناحا نسر وفخذ جمل‬ ‫ورجال نعامة وذنب حية ؛ وهومن الحيوان‬ ‫الذي ينقاد إلى رئيسه كالعسكري(‪.)...‬‬ ‫طعام يحيى بن زكريا‪ ،‬عليهما الصالة‬ ‫والسالم‪ ،‬الجراد وقلوب الشجر‪،‬وكان يقول‪:‬‬ ‫«م���ن أن��ع��م منك ي��ا ي��ح��ي��ى؟» وق��د أجمع‬ ‫المسلمون على أكل لحمه ؛ ومن خواصه إن‬ ‫اإلنسان إذا تبخر به نفعه من عسر البول‪.‬‬ ‫جـرو ‪( :‬بكسر الجيم وفتحها وضمها )وهو‬ ‫الصغير من أوالد الكالب والسباع(‪ .)...‬وسيأتي‬ ‫الكالم على الكلب في حرف الكاف إن شاء اهلل‬ ‫تعالى‪.‬‬

‫القهقرى‪ ،‬ومن طبعه أنه يحرس النيام ‪،‬فإذا‬ ‫قام أحدهم يتغوط تبعه ليأكل من رجيعته‪،‬‬ ‫وذلك من شدة شهوته للغائط‪.‬‬

‫الثعبان‬

‫جعل‬

‫جراد‬

‫حجل‬

‫جرو‬

‫حدأة‬

‫جعـل ‪ :‬دويبة معروفة تسمى أبا جعران والزعقوق‪ ،‬يعض البهائم في وجهها فتهرب‬ ‫منه‪ ،‬وهو أكبر من الخنفساء‪ ،‬شديد السواد‪ ،‬في بطنه لون حمرة ؛للذكر قرنان يوجد كثيرا‬ ‫في مراح البقر والجاموس قيل إنه يتولد من أخثائها‪.‬‬ ‫شأنه جمع الروث وادخاره؛ ومن عجيب أمره أنه إذا شم الورد مات ‪،‬ويعيش بعوده‬ ‫للروث؛ وله جناحان ال يكادان يريان إال إذا طار‪ ،‬وله ستة أرجل وسنام مرتفع جدا‪ ،‬وهو يمشي‬

‫حجـل ‪ :‬طير فوق الحمامة‪ ،‬أغبر اللون‬ ‫أحمر المنقار والرجلين‪ ،‬يسمى دج��اج البر‪،‬‬ ‫وهو صنفان ‪ -‬نجدي وتهامي ‪ -‬النجدي أغبر‬ ‫والتهامي أبيض‪ ،‬وله شدة الطيران‪ ،‬وإذا تقاتل‬ ‫ذك��ران تبعت األنثى الغالب‪ ،‬له شدة شبق‬ ‫‪،‬وأفراخه تخرج من البيض كاسية‪ ،‬ويعمر في‬ ‫الغالب عشرين سنة‪ ،‬وإذا قوي على غيره أخذ‬ ‫بيضه فحضنه؛ ومن سر اهلل تعالى أنه إذا أفرخ‬ ‫ذلك البيض تبع الفرخ أمه التي باضته‪ ،‬ومن‬ ‫طبعه أنه يخدع غيره في قرقرته ولذلك يتخذه‬ ‫الصيادون في أشراكهم‪.‬‬ ‫حـدأة ‪( :‬بكسر الحاء وفتح الدال) هي من‬ ‫الطير وتبيض بيضتين وربما باضت ثالثا‪،‬‬ ‫وتحضن عشرين يوما‪ ،‬ومن ألوانها األسود‬ ‫والرمادي‪ ،‬وهي ال تصيد اال خطفا ‪،‬وفي طبعها‬ ‫أنها تقف في الطيران‪ ،‬وهي أحسن الطير‬ ‫مجاورة ألنها إذا جاعت التأكل أفراخ جارها‪.‬‬ ‫ويقال إنها طرشاء وفي طبعها ‪ :‬أنها ال تخطف‬ ‫من الجهة اليمنى ألنها عسراء؛ وهي سنة ذكر‬ ‫وسنة انثى كاألرنب‪.‬روى الحافظ السلفي في‬ ‫«فضائل األعمال» أن عاصم بن أبي النجود‬ ‫شيخ القراء في زمانه قال‪« :‬أصابتني خصاصة‪،‬‬ ‫فجئت إل��ى بعض إخواني فأخبرته بأمري‪،‬‬ ‫فرأيت في وجهه الكراهة فخرجت من منزله‬ ‫إلى الجبانة فصليت ما شاء اهلل‪ ،‬ثم وضعت‬ ‫رأسي على األرض وقلت ‪ :‬يا سامع األصوات‪،‬‬ ‫يا مجيب الدعوات ‪ ،‬يا قاضي الحاجات‪ ،‬اكفني‬ ‫بحاللك عن حرامك وأغنيني بفضلك عمن‬ ‫سواك؛ قال‪ :‬فواهلل ما رفعت رأسي حتى سمعت‬ ‫وقعة بقربي‪ ،‬فإذا بحدأة قد طرحت كيسا أحمر‬ ‫فقمت فأخذته فإذا فيه ثمانون دينارا وجوهرة‬ ‫ملفوفة في قطن‪ .‬قال‪ :‬فاتجرت بذلك واشتريت‬ ‫لي عقارا وتزوجت»‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪859‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)764‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫«الحرية أساس الكتابة»‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫«البعيدون»‪ ..‬نص روائي متميز أدخل صاحبه ومبدعه األستاذ بهاء الدين الطود العالمية‪ ،‬وجعل نصوص األستاذ الطود ومقاالته التي عرفت طريقها للنشر سنوات قبل صدور الرواية‪ .‬ويمكن القول‪،‬‬ ‫منه أحد أبرز رواد رصيد الكتابة السردية الوطنية المعاصرة‪ .‬وإذا كنا – في هذا المقام – ال ننوي إن بهاء الدين الطود قد استطاع وضع اإلطار الحاضن لمضامين روايته عبر تفكيك أبعاد هذا اإلطار‪،‬‬ ‫الحديث عن هذا النص الروائي الشيق‪ ،‬مما سيشكل موضوع إحدى حلقاتنا المقبلة‪ ،‬فإننا نود – في‬ ‫سياسيا واجتماعيا وثقافيا‪ ،‬وهو التفكيك الذي نجح في توفير المادة الخام‬ ‫المقابل – أن نفتح قوسا مقتضبا للحديث عن كتيب‪ ،‬صغير في حجمه‬ ‫لالشتغال التخييلي الواسع الذي يشكل قطب الرحى في أي عمل إبداعي‬ ‫لكنه وازن في قوته وفي جرأته‪ ،‬صدر سنة ‪ ،2009‬لألستاذ الطود‪ ،‬تحت‬ ‫مجدد‪ ،‬ويكسبه قيمه الفنية والجمالية واإلنسانية الضامنة لالنتشار‬ ‫عنوان «الحرية أساس اإلبداع»‪ ،‬وذلك في ما مجموعه ‪ 24‬من الصفحات‬ ‫وللخلود‪ .‬ولعلي أقارن – في هذا المقام – تجربة المبدع الطود مع تجربة‬ ‫ذات الحجم المتوسط‪ .‬والكتاب‪ ،‬في األصل‪ ،‬تجميع لسلسلة مقاالت كان‬ ‫الروائي السوداني الطيب صالح عند اشتغاله على نصه الروائي الرائع‬ ‫األستاذ الطود قد نشرها على صفحات جريدة «الخضراء الجديدة» خالل‬ ‫«موسم الهجرة إلى الشمال»‪ ،‬أو مع تجربة الروائي سهيل إدريس في‬ ‫الفترة الممتدة بين سنتي ‪ 1995‬و‪ ،1997‬وقام فرع اتحاد كتاب المغرب‬ ‫نصه الخالد «الحي الالتيني»‪.‬‬ ‫بمدينة القصر الكبير بانتقائها وبتجميعها في إطار إسهامه في فعاليات‬ ‫هي أعمال سعت إلى إعادة طرح األسئلة الثقافية المهيكلة لنظرة‬ ‫حفل تكريم المبدع بهاء الدين الطود من لدن هيئة المحامين بطنجة‬ ‫األناة المبدعة تجاه اآلخر األوربي‪ ،‬بما حملته هذه النظرة من عناصر‬ ‫يوم ‪ 3‬يوليوز من سنة ‪.2009‬‬ ‫هي مقاالت متفرقة في مضامينها وفي انشغاالتها‪ ،‬لكنها ناظمة‬ ‫التشظي والدهشة واالضطراب والنكوص‪ ،‬وقبل ذلك‪ ،‬العودة لطرح‬ ‫لمجمل األسئلة الثقافية التي سكنت المبدع الطود وأثمرت نص‬ ‫األسئلة المغيبة داخل بنية اهتماماتنا الثقافية والفكرية المتوارثة‬ ‫«البعيدون» سنة ‪ ،2000‬وبعده نص «أبو حيان في طنجة» سنة ‪.2011‬‬ ‫والسائدة‪.‬‬ ‫لقد نجح األستاذ الطود في فتح نافذة مشرعة على قضايا الهوية واالنتماء‪،‬‬ ‫وإلى جانب هذا البعد الموجه لنسق الكتابة اإلبداعية لدى المبدع‬ ‫واضعا أسس نظرية وتاريخية لتأصيل قيم الحداثة في التعاطي مع‬ ‫بهاء الدين الطود‪ ،‬فكتاب «الحرية أساس الكتابة»‪ ،‬يساهم في التوثيق‬ ‫إشكاالت الماضي ومع ثقل حموالته التقليدانية التي الزالت – وفي الكثير‬ ‫لخصوبة المشهد الثقافي‪ ،‬من خالل أسئلته المقلقة وجرأته الواضحة‪.‬‬ ‫من الحاالت – تعيق مسار تدفق نهر التغيير والعقالنية والديمقراطية‬ ‫هي اهتمامات فردانية‪ ،‬ال شك أن تجميع خالصاتها يشكل مدخال لكتابة‬ ‫وسمو قيم الحرية والجمال والفن واإلبداع‪.‬‬ ‫تحوالت التاريخ الثقافي المحلي من خالل سير نخبه وأعالمه ومبدعيه‬ ‫تتداخل في هذه النصوص انشغاالت بهاء الدين الطود بتتبع‬ ‫وكتابه وفنانيه‪.‬‬ ‫بعض مجاالت انكسار الزمن الثقافي الوطني الراهن‪ ،‬مثلما عكسه‬ ‫ال يتعلق األمر – في هذه النصوص – بكتابة تسجيلية خطية‪ ،‬وال‬ ‫نص «مالحظة في الشكل تفضح الجوهر»‪ ،‬مع امتداد عالقاته وتكوينه‬ ‫الموازي مع سحر الشرق وخاصة أرض الكنانة مثلما عكسه نص «يوميات‬ ‫بسرد كرونولوجي لتقلبات حياة المؤلف‪ ،‬ولكنها عبارة عن استرجاع عميق‬ ‫مصرية»‪ ،‬ثم مع اآلفاق الكونية الرحبة مثلما عكسه نص «نزهة في‬ ‫لمحطات من ذاكرة الكاتب‪ ،‬متباعدة زمنيا عبر عمر المؤلف وجغرافيا‬ ‫أفكار روجي كارودي»‪ ،‬وأخيرا مع القيم اإلنسانية العميقة التي راكمتها‬ ‫عبر األصل المغربي والعمق المصري واالمتداد األوربي‪ .‬باختصار‪ ،‬فاألمر‬ ‫البشرية في سياق تطوراتها التاريخية الطويلة المدى مثلما عكسه نص‬ ‫يتعلق بنقاط الضوء المشعة لذاكرة كاتب ومبدع يحسن التقاط تفاصيل‬ ‫«الحرية أساس الكتابة»‪ .‬وفي كل هذه المستويات المتداخلة‪ ،‬ظل بهاء‬ ‫«اليومي» وجزئياته المركبة‪ ،‬قصد تحويلها إلى أرضية للتأمل وللتفكيك‬ ‫الدين مسكونا بملمح قوي ظل يجذبه إلى إجراء التقابالت الضرورية بين‬ ‫في الخطوة األولى‪ ،‬ثم مجاال رحبا للتمثل ولالستثمار التخييلي واإلبداعي‬ ‫واقعه المحلي وبين دهشة اللقاء بالغرب وبالحضارة الغربية وبالتراكمات‬ ‫غـالف الكتاب‬ ‫في المرحلة الثانية‪ .‬وال شك أن االنكباب الجدي لتجميع جميع نصوص األستاذ بهاء الدين‬ ‫المعرفية لهذا الغرب‪ .‬وال شك أن هذا الملمح كان في حاجة إلى االشتغال اإلبداعي وإلى‬ ‫االستثمار اإلنساني وإلى التمثل التخييلي‪ ،‬األمر الذي أثمر رواية «البعيدون» التي أكسبت صاحبها الطود المنشورة هنا وهناك‪ ،‬وخاصة منها تلك المرتبطة بمرحلة تسعينيات القرن الماضي‪ ،‬ستوفر‬ ‫للباحثين وللمهتمين فرص رسم عتبات اختراق عوالم بهاء الدين الطود العجيبة التي صنعت‪ /‬وتصنع‬ ‫شهرة واسعة تجاوزت حدود الوطن‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬نرى أن أي قراءة نقدية لمتن رواية «البعيدون» ال تستقيم إال بالعودة للتأمل في مضامين سيرته اإلبداعية الحالية‪.‬‬

‫الدين المستور‪..‬‬

‫بقلم‪ :‬حمزة الحساني بنطنيش‬ ‫‪Elhassanibentanich@gmail.com‬‬

‫لطالما التقينا بدعاة األديان‪ ،‬أو استمعنا لمحاضراتهم‪ ،‬وخطبهم‪ ،‬ومواعظهم‪ ،‬كل بخلفيته‪،‬‬ ‫ومرجعيته التي يدعمها برزمانة من األدلة والبراهين‪ ،‬ونصوص دينية جعلها تناسب رأيه‪ ،‬حتى‬ ‫رأى قوله هو الحق الوحيد‪.‬‬ ‫على ذكر الحق‪ ،‬أتذكر ذات مرة كنا في جلسة نناقش مع بعض الشباب المهتم بنقاش‬ ‫األديان‪ ،‬فقال أحدهم الحق هو اإلسالم‪ ،‬وقال آخر الحق هو السنة‪ ،‬وقال آخر الحق هم أهل السنة‬ ‫والجماعة ‪ ..‬لم أتمالك نفسي‪ ،‬وقلت من غير سابق تفكير‪ :‬الحق هو اهلل‪ ،‬فهو الذي سمى نفسه‬ ‫بذلك‪ ،‬وما دونه سراب !‬ ‫حينها علم الشباب على تفطن‪ ،‬ما قصدت‪ ،‬وأين ذهب قولي‪ ،‬فال‬ ‫داعي إذن أن نتزايد على بعضنا في من الحق‪ ،‬فالحق هو الذي ال شريك‬ ‫له‪ ،‬أما نحن فكل منا له قسمة‪ ،‬وال يوجد منا من هو على الحق كلية‪،‬‬ ‫وإال كان لنا الكمال‪ ،‬وهذا مستحيل‪.‬‬ ‫جلنا نحن المسلمين‪ ،‬يعتقد أننا نروج للناس التعريف بالدين‬ ‫اإلسالمي حقيقة‪ ،‬ونعرفهم بحقيقة وكنه رسالة اإلسالم‪ ،‬وهذا خطأ‬ ‫فادح على ما أعتقد‪ ،‬ألن رسالة اإلسالم‪ ،‬هي محجة بيضاء ليلها كنهارها‪،‬‬ ‫ال يزيغ عنها إال هالك‪ ،‬فإذن لماذا (هلكنا) إن كنا على المحجة البيضاء‬ ‫؟! أكيد هو زيغان !‬ ‫بكل الجرأة والصراحة‪ :‬نحن نبيع للناس الوهم ! نحن نروج‬ ‫للعالمين غير ما جاء به الدين‪ ،‬نحن متشددون ‪ ..‬نحن ننشر العنف ‪..‬‬ ‫نحن نكذب‪ ،‬نحن نغش ‪ ..‬فعن أي رسالة نتحدث ؟‬ ‫دعونا مما نقول‪ ،‬ولكن كيف هو سلوكنا‪ ،‬والدين يرى في األفعال‪ ،‬قبل أن يحتاج إلى التنظير!‬ ‫قراءتنا للقرءان‪ ،‬تجزيئية‪ ،‬تقطيعية للنصوص‪ ،‬نقرأ بشفة واحدة‪ ،‬ونرى بعين واحدة‪ ،‬ونسمع‬ ‫بأذن واحدة‪ ،‬حتى جعلنا الدين يضرب بعضه بعضا‪ ،‬فخشيه الناس‪ ،‬وفهموا أنه مصدر التشدد‬ ‫والعنف‪ ،‬قبل أن يكون دين سالم حقا !‬ ‫معظم المسلمين اليوم حين يسمعون أحدا يتكلم في السالم باسم اإلسالم‪ ،‬ويتكلم عن‬ ‫التسامح‪ ،‬التعايش‪ ،‬الحق في االختالف ‪ ...‬يقولون هذا مداهن‪ ،‬هذا يغازل الغرب ‪-‬الكافر‪! -‬‬ ‫ألنه في داخله يعتقد جازما‪ ،‬أن دينه يمتلك الحقيقة المطلقة‪ ،‬ومن حقه أن يعنف اآلخر‪،‬‬ ‫مستشهدا ومقنعا نفسه بأحداث تاريخية من التاريخ اإلسالمي‪ ،‬والتي مصدرها الحقيقي‬ ‫السياسة والهوى‪ ،‬ال الدين !‬ ‫نحن اليوم نستحي أن نقول كلمة «جهاد» ألننا نراها كلمة إرهاب‪ ،‬وهذا أكبر دليل على أننا‬ ‫نعتقد في ديننا العنف‪ ،‬وهو الذي ليس كذلك بالمرة !‬

‫لنتوقف قليال مع الكلمة‪ ،‬رغم أنها أكبر من أن يسعها مقال صغير‪ ،‬أو تدوينة متواضعة ‪..‬‬ ‫كلمة الجهاد في القرءان والسنة ال خوف منها‪ ،‬ولكن الخوف ممن يقولها بمعنى العنف‪ ،‬ألن‬ ‫القرءان استعمل كلمة الجهاد‪ ،‬ثم استعمل كلمة القتال‪ ،‬والبون شاسع في تفسيرهما‪ ،‬ولو كان‬ ‫لهما نفس المعنى لما احتاج للتكرار؛ أصال ال توجد كلمة تحمل نفس معنى كلمة أخرى في أي‬ ‫لغة على اإلطالق !‬ ‫كذبنا على الناس فقلنا كل جهاد حرب‪ ،‬وتقتيل‪ ،‬ولم نقل لهم حقيقة الجهاد في الدين‪ ،‬من‬ ‫أنه ال يكون إال للدفاع عن حوزة األمة‪ ،‬وأنه منظم مهيكل له دستوره المنظم‪ ،‬وليس كما يروج‬ ‫له مختلف أبناء األديان‪ ،‬وهذا إن سمي بالقتال‪ ،‬أما الجهاد فهو أعم‬ ‫من ذلك‪ ،‬فطالب العالم مجاهد‪ ،‬والعابد مجاهد‪ ،‬والمستخدم مجاهد‪،‬‬ ‫والمحافظ على الصلوات الخمس مجاهد‪ ،‬وخادم وطنه مجاهد‪..‬‬ ‫القرءان ال يستحي من استعمال المفردة في مكانها‪ ،‬وكان جريئا‬ ‫في إطالق القتال في محله‪ ،‬والجهاد في محله‪ ،‬وكل موضع له دالالته‬ ‫الخاصة‪..‬‬ ‫لم نقل للناس أن القرءان‪ ،‬كتاب هداية‪ ،‬ومنهج حياة‪ ،‬وليس‬ ‫قانونا فقط‪ ،‬هذا حالل وهذا حرام‪ ،‬بل فيه المباحات وهي متعددة‪،‬‬ ‫وفيه قضايا المعامالت‪ ،‬وفيه وفيه‪..‬‬ ‫لم نقل للناس شيئا عن البعثات السلمية التي أرسلها رسول اهلل‪،‬‬ ‫والتي فاقت األربعين‪ ،‬قلنا لهم فقط (أسلم تسلم) دون أن نعرف حتى‬ ‫معناها !‬ ‫لم نرو للناس أحاديث المعامالت‪ ،‬واآلداب اإلسالمية‪ ،‬وأثقلنا عليهم فقط بهذا حالل وهذا‬ ‫حرام ! حتى قال لي قبل أيام أحد األساتذة المحترمين‪ ،‬من أساتذة الفلسفة والفكر‪ ،‬بعد مناقشة‬ ‫أحاديث في المعامالت‪ :‬أين تُحتكر هذه األحاديث ؟‬ ‫سترنا عن الناس جل كتب الحديث‪ ،‬وجزأناها تجزيئا ! بداية بكتب السنن‪.‬‬ ‫أغلقنا على الناس كثيرا من أبواب المباح‪ ،‬حتى قاربنا على إغالق باب الرحمة المحمدية‬ ‫المهداة‪.‬‬ ‫إلى غير ذلك من األمور التي كتمناها‪ ،‬تبعا لتخلفنا الفكري‪ ،‬وجهلنا بحقيقة الدين‪ ،‬وانه‬ ‫مصدر الحل ال المشكل‪ ،‬ومصدر الرحمة ال العنف‪ ،‬ومصدر السلم ال الحرب‪ ،‬ومصدر النور ال‬ ‫الظلمة‪ ،‬والعجيب أن كلنا يدعي أنه ابن الفرقة الناجية‪ ،‬والطائفة المنصورة‪.‬‬ ‫حان الوقت كي نعيد النظر في دواخلنا‪ ،‬والتريث في إصالح الداخل‪ ،‬قبل االنفتاح على الخارج‪،‬‬ ‫حتى نصل حقيقة ل (لتبيننه) على حقيقته (للناس وال تكتمونه)‪.‬‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫العدد ‪859‬‬

‫مع‬

‫املواطنني‬

‫وأخيرا‪ ،‬بطل «تجزئة مسنانة»‬ ‫العشوائية في قبضة‬ ‫رجال األمن‬

‫لعبة السودوكو (‪)329‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫وأخيرا‪ ،‬تمكنت الشرطة القضائية بمدينة طنجة من «قطف» النصاب الذي‬ ‫نجح في اإليقاع بما يفوق ‪ 100‬ضحية‪ ،‬باعهم بقعا أرضية من ‪ 50‬و ‪ 70‬و‬ ‫‪ 100‬متر مربع‪ ،‬من أرض تابعة للملك الغابوي بحومة «القصاص» وسط حي‬ ‫مسنانة‪.‬‬ ‫(بوسلهام‪ -‬ب)‪ ،‬وهذا اسمه‪ ،‬وهو من ذوي سوابق عدلية وسبق له أن‬ ‫أدين في عمليات إجرامية بما فيها التزوير‪ ،‬عمد إلى جانب أحد أبنائه وبعض‬ ‫العدول ‪ ،‬بالمدينة إلى النصب والتزوير من أجل بيع قطع أرضية بمنطقة‬ ‫مسنانة غرب المدينة‪ ،‬من أرض تابعة للملك الغابوي‪ ،‬لعدد من ضحاياه فاق‬ ‫المائة مقابل مبالغ تتراوح ما بين ‪ 6‬و‪ 15‬مليون سنتيم‪.‬‬ ‫المتهم الذي تم اعتقاله بحي مسنانة من طرف عناصر الشرطة القضائية‪،‬‬ ‫يواجه اآلن تهما ثقيلة منها النصب والترامي على الملك الغابوي وإحداث‬ ‫تجزئة عقارية عشوائية‪ ،‬وغيرها‪.‬‬ ‫يذكر أن منطقة مسنانة التي «ينشط» فيها صاحبنا‪ ،‬بطل «التجزية‬ ‫العشوائية»‪ ،‬شهدت في السنوات األخيرة انتشار البناء العشوائي بشكل ملفت‬ ‫بمساعدة مزورين وأعوان سلطة وموظفين جماعتيين‪ ،‬وعدول إلى جانب‬ ‫مجزئين سريين تورطوا في تلك العمليات ضدا على القانون‪.‬‬ ‫وال شك أن هذه القضية ستشهد تطورات قد تكشف عن الكثير من‬ ‫المستور‪ ،‬في األيام المقبلة‪ ،‬خاصة وأن المصالح األمنية توصلت بالعديد من‬ ‫شكايات المتضررين وأن شهودا يعززون موقف ضحايا هذا الملف المثير‪.‬‬

‫طلب مساعدة إلجراء عملية جراحية‬ ‫يعانـــي عبد السالم األندلســـي البالغ من‬ ‫العمـــر ‪ 60‬سنة‪ ،‬مرض القصور الكلوي‪ ،‬ومرض‬ ‫السكري مما تسبب له في بتر ساقه اليمنى وفي‬ ‫فقدان شبكة عينيه‪ ،‬عبد السالم األندلسي كان‬ ‫خياطا قبل فقدان بصره‪ ،‬وعن طريق هذه الحرفة‬ ‫يعيل زوجته وأوالده الصغار‪ ،‬واليوم بعد أن فقد‬ ‫بصره أصبح عاطال‪ ،‬وال من معيل‪ ،‬والسترجاع‬ ‫بصره يتطلب إجراء عملية جراحية لزرع شبكة‬ ‫العين بإحدى مصحات العيون بطنجـة‪ ،‬بتكلفة‬ ‫‪12.200،00‬‬ ‫دره�������م‪،‬‬ ‫(ح����س����ب‬ ‫الشهـــادة الطبيـة التي تتوفر عليها‬ ‫الجريدة) حيث لم تنفعه بطاقة (الرميد)‬ ‫في شيء‪ ،‬وأم��ام العطــالـــة التــي‬ ‫يعانــي منها‪ ،‬ينــــاشــد عبد السالم‬ ‫األندلسي ذوي القلـــوب الرحيمــة‪،‬‬ ‫وممن أفاض اهلل عليهم من رزقه من‬ ‫المحسنين التدخل إلنقاذه في استرجاع‬ ‫بصره‪ ،‬ليعود لحرفة الخياطة التي‬ ‫بواسطتها يكسب قوت عياله‪ ،‬وله أجر‬ ‫كبير عند اهلل‪.‬‬

‫العنوان ‪ :‬حي العوينة عزيب‬ ‫الحاج قدور بطنجة‬ ‫الهاتف ‪06.05.54.94.50 :‬‬

‫بنت تبحث عن أبويها الحقيقيين‬ ‫إسمها لبنى‪ ،‬احتضنتها أسرة ميسورة وعملت على تربيتها تربية حسنة‪،‬إلى أن وصلت‬ ‫‪ 37‬سنة‪ ،‬حينها عرفت أن مربيها ليسوا هما األبوين الحقيقين‪ ،‬مما حدا بها إلى البحث‬ ‫منذ مدة عن والديها البيولوجيين‪ ،‬وذلك من أجل مساعدتها على استكمال هويتها‪ ،‬ذلك‬ ‫أنها التحمل هوية األب واألم في بطاقتها الوطنية‪ ،‬مما يعرقل حياتها الشخصية‪ ،‬المهنية‬ ‫منها والزوجية‪.‬‬ ‫المرجو ممن يعرفون شيئا عن قصتها‪ ،‬أن يدلوها لمعرفة والديها ‪ ،‬ولهم أجر كبير‬ ‫عند اهلل تعالى‪ ،‬أو يتصلوا بالعنوان التالي ‪:‬‬

‫حي بئر الشعيري‪ ،‬بني مكادة طنجة‪.‬‬ ‫أو اإلتصال بالرقم التالي ‪06،95،95،67،18 :‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 20‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪329‬‬


‫الرياضي‬ ‫الشمال‬

‫كلمة العدد‬

‫قطع‬

‫اتحاد طنجة أشواطا هامة في منافسات كاس العرش الحالية‪ ،‬ويواجه‬ ‫في ذهاب نصف النهائي لفريق المغرب الفاسي يوم غد األربعاء‬ ‫بمدينة فاس‪ .‬والفريق الفاسي له تاريخ في كرة القدم المغربية ومنافسات كاس‬ ‫العرش رغم أنه يلعب هذا الموسم بالقسم الثاني‪ ،‬وتأهل على حساب أندية قوية‪،‬‬ ‫كانت مرشحة للفوز بالمسابقة‪ ،‬آخرها فريق الجيش الملكي‪ .‬لكن اتحاد طنجة‬ ‫يملك فريقا قويا يقود قافلة البطولة االحترافية‪ ،‬ويمتلك فرصة خوض مباراة‬ ‫اإلياب بملعبه وأمام جمهوره الذي سيحج بكثرة لتشجيع فريقه لبلوغ أول نهائي‬ ‫في تاريخه‪ .‬وكل آمال الطنجاويين حضور فريقهم بنهائي مدينة العيون يوم‬ ‫تخليد ذكرى عيد االستقالل المجيد في الثامن عشر من نوفمبر المقبل‪ .‬ونأمل أن‬ ‫تكون بداية الفرحة على حساب المغرب الفاسي‪ ،‬ثم ننتظر النهائي‪ ،‬لما ال يكون‬ ‫طنجاويا‪ ..‬إنها الفرصة‪.‬‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 859‬ـ الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫تاريخ الرياضة ‪:‬‬ ‫«الرياضة قديما» (‪)4‬‬

‫العب و�سط املنتخب الوطني لكرة القدم‬

‫• حقق الفريق الوطني نتيجة التعادل‬ ‫أمام منتخب الغابون‪ ،‬هل يمكن إعتبارها‬ ‫مؤشرا إيجابيا إلنطالقة صحيحة لألسود‬ ‫في هذه التصفيات؟‬ ‫• • التعادل أمام منتخب الغابون وفي أجواء‬

‫ثالث ًا ‪ :‬التربية الرياضية في العصور الوسطى ‪:‬‬

‫أ ) التربية الرياضية في العصور المظلمة‪:‬‬ ‫تميزت العصور المظلمة التي ج��اءت في أعقاب انهيار اإلمبراطورية‬ ‫الروماني��ة بتأخر ثقافي إلى حد كبي��ر ‪ ،‬ولهذا كان التفكير التربوي متأثرا‬ ‫باالتجاه الرهباني إزاء الجسم والنشاط الرياضي والرقص ‪.‬‬ ‫وبالرغ��م م��ن كل التأخر الذي صاحب فتوح��ات «التوتونيوم» إال أن‬ ‫هذه الفتوحات كانت سندا للنش��اط الجسماني ‪ ،‬حيث أنهم كانوا قبائل‬ ‫رحالة أقوياء واس��تمر الح��ال حتى قامت حركتان عملتا ضد انتش��ار هذا‬ ‫النش��اط الجس��ماني وهم��ا «حركت التقش��ف وقهر الجس��م» و «حركة‬ ‫الفلسفة الالهوتية»‪.‬‬ ‫ولقد أبطل اإلمبراطور المس��يحي (سيود وسيس ) األلعاب األولمبية‬ ‫ع��ام ‪394‬م باعتبارها تقليدا وثنيا ‪ ،‬أما الالهوتية فهي تدعو للحقائق وال‬ ‫تهتم بالبدنية باعتبارها غير ضرورية ‪.‬‬

‫ب‪ -‬التربية الرياضية في عصر األقطاع‪ ‬‬ ‫انتش��رت األقط��اع ف��ي العصور الوس��طى بع��د م��وت اإلمبراطور(‬ ‫تش��ارلمان) عام ‪418‬م‪ .‬وكان موتته إيذان��ا بقيام نظام اجتماعي جديد‪.‬‬ ‫وس��ميت الفترة من القرن التاسع إلى القرن الرابع عشر بعهد األقطاع ‪ .‬‬ ‫ولقد حتم��ت الظروف االجتماعية على الطبق��ة الحاكمة أن تربي أبنائها‬ ‫تربية خاصة على نضام الفروس��ية ‪ ،‬وظهرت طبقة النبالء وطبقة العبيد‬ ‫‪ ،‬وم��ارس الفالحون بعض ألوان من النش��اط الرياضي كناحية ترويحية‬ ‫مثل الرقص في جماعات‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫‪3‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫كريم األحمدي‪...‬‬

‫مشحونة أعتبرها نتيجة إيجابية‪ ،‬خاصة وأن‬ ‫العناصر الوطنية قدمت طيلة المباراة إستماتة‬ ‫كبيرة‪ ،‬وتصدت لكل المحاوالت التي أتيحت‬ ‫لمنتخب الغابون‪ ،‬كنا نعرف جيدا صعوبة‬ ‫المباراة وصعوبة الخصم كذلك الذي‬ ‫تعبأ منذ مدة لهذه المواجهة التي‬ ‫كان يعتبرها فرصة مهمة للدخول‬ ‫لهذه اإلقصائيات بآمال كبيرة‪ ،‬على‬ ‫إعتبار أن منتخب الغابون لم يسبق‬ ‫له أن تأهل لكأس العالم‪ ،‬المنتخب‬ ‫الوطني كان في كامل الجاهزية‬ ‫في هذا اللقاء‪ ،‬والالعبون كانوا في‬ ‫مستوى التطلعات‪ ،‬تجاوزنا الرطوبة‬ ‫والحرارة وحتى أرضية الميدان‬ ‫كانت عائقا‪ ،‬المهم هو أننا حققنا‬ ‫نتيجة إيجابية في‬

‫• المنتخـــب ظهـــر‬ ‫بمستوى جيـــد في هـذه‬ ‫المباراة‪ ،‬كيف حصل ذلك؟‬ ‫و هـل تـرى في العناصــر‬ ‫الشابة التي أقحمهـا المدرب‬ ‫القـدرة على أن تركب سفينة‬ ‫التحدي؟‬ ‫• • بكل صراحة المنتخب‬

‫الوطني أعطى مؤشرات قوية كونه‬ ‫سيعود للواجهة وسيقول كلمته بعد‬ ‫العمل الكبير الذي يقوم به الناخب‬ ‫الوطني هيرفي رونار‪ ،‬وكذلك رغبة‬ ‫الالعبين في تقديم صورة جديدة عن‬ ‫المنتخب الوطني وزرع آمال كبيرة في‬ ‫صفوف الجماهير المغربية‪ ،‬كان من‬ ‫المفروض أن نعود بقوة بحضور‬ ‫هؤالء الالعبين الذين تحذوهم رغبة‬ ‫الذهاب بعيدا مع المنتخب الوطني‪ ،‬لقد‬ ‫الحظ الجمهور المغربي كيف أن الالعبين تحدوا‬ ‫الظروف المحيطة بالمباراة واستماتوا حتى نهاية‬

‫المباراة‪ ،‬المهم هناك عمل كبير يقوم به الناخب الوطني‪ ،‬وأكيد‬ ‫المعسكر الذي خضناه بغينيا اإلستوائية كان مفيدا للغاية‬ ‫مكن الالعبين من التأقلم مع األدغال اإلفريقية وقربهم فيما‬ ‫بينهم وهذا األمر شكل عامال إيجابيا في الظهور بهذه الصورة‬ ‫المطمئنة أمام منتخب الغابون‪ .‬وبالنسبة للشطر الثاني من‬ ‫السؤال‪ ،‬في الواقع أثبت هؤالء الالعبين أنهم في مستوى حمل‬ ‫قميص المنتخب الوطني بدليل أنهم أحرجوا المنتخب‬ ‫الغابوني بكامل عناصره المعروفة‪ ،‬شاهدتم‬ ‫كيف تألق أيت بناصر على مستوى الدفاع‬ ‫والناصيري على مستوى خط الهجوم‬ ‫ثم ما يقدمه منديل من مستوى‬ ‫جيد كل هذه المؤشرات تؤكد‬ ‫بأن المنتخب الوطني أصبح‬ ‫يربح عناصر جديدة تعطي‬ ‫القيمة المضافة‪ ،‬شخصيا‬ ‫متفائل بمستقبل هؤالء‬ ‫الالعبين مع المنتخب‪ ،‬وقد‬ ‫عشت نفس تجربتهم وكانت الخبرة تنقصني‬ ‫لكنني وجـــدت كل الدعـــم من الالعبين‬ ‫القدامى وهو ما ساعدني وقتها على التأقلم‬ ‫سريعا مع األجواء‪.‬‬

‫• بعد مباراة الغابون ستواجهون‬ ‫منتخب كوت ديفوار‪ ،‬كيف تتوقع أن‬ ‫تكون هذه المواجهة؟‬ ‫• • ستكون مباراة صعبة خاصة وأن‬

‫منتخب الفيلة فاز على منتخب مالي بثالثة‬ ‫أهداف لهدف‪ ،‬وأصبح يتصدر المجموعة‬ ‫لذلك علينا أن نبحث عن الفوز في هذه‬ ‫المباراة حتى نتقاسم الصدارة معه ألن الفوز‬ ‫هو الوحيد الذي سيقوي من حظوظ العناصر‬ ‫الوطنية للبحث عن ورقة التأهل للمونديال‬ ‫الذي غبنا عنه منذ ‪ ،1998‬أمامنا فرصة تاريخية‬ ‫إلعادة كتابة هذا التاريخ بهذا الجيل الجديد‪ ،‬ومع‬ ‫الناخب الوطني هيرفي رونار‪ ،‬صحيح المهمة صعبة‬ ‫للغاية على إعتبار أن كل الحظوظ متساوية بين كل‬ ‫المنتخبات في هذه المجموعة‪ ،‬لهذا علينا التحضير‬ ‫بشكل جيد لهذه المواجهة التي لن تكون سهلة‬ ‫وعلى الجمهور المغربي أن يحضر بكثافة‬ ‫لدعم العناصر الوطنية وتحميسها حتى نحقق‬ ‫المبتغى ولي اليقين بأن العناصر الوطنية‬ ‫ستقدم كل ما لديها من إمكانيات لتسعد‬ ‫الجمهور المغربي‪.‬‬

‫إعالن موعد التصويت على زيادة منتخبات المونديال إلى ‪ 48‬فريقاً‬

‫أعلن جياني إنفانتينو‪ ،‬رئيس االتحاد الدولي لكرة القدم ‪ ،‬أن القرار النهائي‬ ‫بشأن زيادة عدد المنتخبات المشاركة بمونديال ‪ 2026‬من ‪ 32‬إلى ‪ 48‬منتخبا‪،‬‬ ‫سيتم اتخاذه في شهر ينايرالمقبل‪ .‬وقال السويسري جياني إنفانتينو‪ ،‬عقب اجتماع‬ ‫مجلس االتحاد الدولي‪« :‬نحن في مناقشات مكثفة»‪ ،‬لكن لم يكن هناك أي تصويت في هذا األمر‪ ،‬مشيرًا‬ ‫إلى أن المجلس سيتخذ القرار‪ ،‬مطلع العام المقبل‪ .‬وأوضح رئيس فيفا‪« :‬هناك الكثير من العمل يتعين‬ ‫علينا القيام به‪ ،‬لكننا أجرينا محادثات جيدة للغاية»‪ .‬كان إنفانتينو‪ ،‬اقترح األسبوع الماضي مشاركة ‪48‬‬ ‫منتخبا في كأس العالم‪ ،‬حيث تصعد المنتخبات المتأهلة الـ‪ 16‬األولى في التصفيات إلى المونديال مباشرة‪،‬‬ ‫فيما تواجه المنتخبات الـ‪ 32‬بعضها البعض‪ ،‬في دور تمهيدي إقصائي من مباراة واحدة‪ ،‬ليتأهل منها‬ ‫‪ 16‬منتخبًا إلى المنتخبات التي أعفيت من هذا الدور‪ ،‬حتى تعود البطولة بعد ذلك إلى شكلها الحالي‬ ‫بمشاركة ‪ 32‬منتخبًا‪ .‬ولم تشمل خارطة الطريق للسنوات العشر القادمة (فيفا ‪ ،)2.0‬التي يعتزم إنفانتينو‬ ‫االعتماد عليها لمواصلة عملية اإلصالح في االتحاد‪ ،‬عدد منتخبات كأس العالم‪ .‬وبعد مرور ثمانية أشهر‬ ‫على انتخابه رئيسًا للمنظومة الكروية األكبر في العالم‪ ،‬فإن خطة إنفانتينو إلصالح فيفا تتضمن زيادة‬ ‫السيطرة مرة أخرى من خالل عمليات االستعانة بمصادر خارجية مثل مبيعات التذاكر‪ ،‬باإلضافة لمزيد من‬ ‫التحكم على منظمي كأس العالم‪ .‬وتعهد فيفا باستثمارات قيمتها أربعة مليارات دوالر في عملية التنمية‪،‬‬ ‫ورفع نسبة المشاركة العامة في كرة القدم من ‪ 45%‬إلى ‪ 60%‬من سكان العالم‪ ،‬ومضاعفة عدد الالعبات‬ ‫الالتي يمارسن كرة القدم إلى ‪ 60‬مليون العبة‪ ،‬ولكن دون الخوض في تفاصيل كيفية تحقيق ذلك‪ .‬وأشار‬ ‫إنفانتينو «ال يوجد اتحاد رياضي دولي في وضع أفضل منا لتنظيم المسابقات العالمية‪ ،‬وحشد الجماهير‬

‫على مستوى العالم وضخ الموارد من اجل تحقيق أقصى قدر من التأثير»‪ .‬وأضاف «إن فيفا يسير على‬ ‫الطريق الصحيح لبناء المؤسسة التي ستحدد المعايير التي سيتبعها اآلخرون»‪ .‬وعانى فيفا‪ ،‬خالل الفترة‬ ‫الماضية من فضائح الفساد التي مازالت قيد التحقيق حتى اآلن في الواليات المتحدة األمريكية وسويسرا‪،‬‬ ‫حيث كانت هناك تحقيقات ذات صلة بتورط مسؤولين كبار في االتحاد ببيع تذاكر مباريات بطوالت كأس‬ ‫العالم السابقة مثل جيروم فالكه أمين عام فيفا‪ .‬ويتطلع فيفا اآلن الستعادة «قدر أكبر من العمليات‬ ‫التجارية لفعالياته الكبرى»‪ ،‬لكن هذا ال يشمل فقط على قضية بيع التذاكر‪ ،‬وإنما يشمل اكتساب المزيد‬ ‫من النفوذ في تنظيم عرض كأس العالم عن طريق «االنتقال من اللجنة المنظمة المحلية التي تدار من‬ ‫قبل عدد من األفراد التابعين للبلد المستضيف للمونديال‪ ،‬إلى إدارة مركزية تدير البطولة»‪ .‬وتتضمن‬ ‫خارطة الطريق أيضا إعادة النظر في «العملية الحالية لتقديم ملفات تنظيم كأس العالم والتوصية بإجراء‬ ‫تغييرات ملموسة‪ ..‬لضمان المنافسة الفعالة والشفافية للملفات تتضمن تحليالت تقنية»‪ .‬وفي هذا‬ ‫الصدد‪ ،‬فإن إدارة الفيفا‪ ،‬وليس مجلس االتحاد الدولي‪ ،‬بإمكانه إسقاط الملفات التي ال تستوفى المعايير‬ ‫التقنية‪ .‬ومازال الباب مفتوحا على مصراعيه أمام خارطة الطريق فيما يتعلق برواتب أعضاء المجلس الذين‬ ‫يتقاضون حاليا ‪ 300‬ألف فرنك سويسري (‪ 303‬آالف دوالر)‪ ،‬على عكس راتب رئيس االتحاد‪ ،‬الذي يتقاضى‬ ‫‪ 1.5‬مليون فرنك سويسري‪ .‬وتبدو خارطة الطريق (فيفا ‪ )2.0‬وكأنها إضافة تقنية إلصالحات فيفا في أعقاب‬ ‫فضائح الفساد‪ ،‬السيما عقب االنتقادات التي تعرض لها إنفانتينو في وقت سابق بعدم تطبيقه الهياكل‬ ‫المناسبة للقيادة الجديدة‪ .‬وأبدى إنفانتينو ثقته في أن خارطة الطريق ستعود بالنفع على جميع المشاركين‬ ‫في هذه الرياضة‪.‬‬


‫العدد ‪858‬‬

‫أخبـار‬ ‫اتحـاد طنجـة‬

‫الشمال الرياضي‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫جمعية الصداقة والتعاون تحضر حفل تكريم‬ ‫مانولو الرئيس السابق لنادي الجزيرة الخضراء‬

‫‪19‬‬

‫أخبـار‬ ‫المغرب التطواني‬

‫أبرشـان يستنكـــر استغالل كرة‬ ‫القدم لقضاء مآرب خاصة‬

‫لوبيرا يثير غضب جماهير المغرب‬ ‫التطواني‬

‫استنكر عبد الحميد أبرشان‪ ،‬رئيس‬ ‫اتحاد طنجة الظروف المزرية والقرارات غير‬ ‫المفهومة التي تضر بمصالح أندية البطولة‬ ‫االحترافية‪ .‬وقال أبرشان‪ :‬أصبحنا نرى ظاهرة‬ ‫غريبة في كرة القدم الوطنية‪ ،‬كثرة الكالم‬ ‫وقلة العمل واألفعال‪ ،‬الكل يتحدث عن بطولة‬ ‫إحترافية وعن الرفع من مستوى كرة القدم‬ ‫الوطنية‪ ،‬لكن حين تمعن النظر في قرارات‬ ‫بعض المسؤولين وبعض القائمين على‬ ‫الشأن الكروي ببالدنا تعتقد جازما أنه ليس‬ ‫هناك من يسعى فعليا إلى الرقي بمستوى‬ ‫كرة القدم الوطنية وأن األمر ال يعدو أن يكون‬ ‫كالما في كالم‪ ،‬يقضي به كل واحد مآربه”‪.‬‬ ‫وحمل أبرشان هذه األطراف مسؤولية عزوف‬ ‫الجماهير على المدرجات‪ ،‬بقرارات غريبة‬ ‫دون البحث عن بديل‪ ،‬سيما أن اتحاد طنجة‬ ‫من أكبر المتضررين بعدما أصبحت مداخيل‬ ‫الملعب من أبرز موارده المالية‪.‬‬

‫وضعت صحيفة “ الماركا” اإلسبانية‬ ‫مدرب المغرب التطواني سيرخيو لوبيرا‪،‬‬ ‫في ورطة كبيرة‪ ،‬من خالل تصريحات مثيرة‬ ‫حملتها بعد حوار أجراه معها كشف فيه‪ ‬عن‬ ‫حجم االمتيازات الهائلة التي يتمتع بها‬ ‫مع الفريق التطواني‪ ،‬ما دفع بالجماهير‬ ‫التطوانية لالحتجاج على عبد المالك أبرون‪،‬‬ ‫رئيس الفريق مطالبة إياه بضرورة تقديم‬ ‫توضيحات في ما يخص مجموعة من األمور‬ ‫التي سقطت في حوار المدرب اإلسباني سيما‬ ‫حين قال أنه ال يمكنه االشتغال في الليغا‬ ‫اإلسبانية ألن هناك سبعة أندية إسبانية‬ ‫فقط قادرة على تسديد نفس الراتب الذي‬ ‫يتقاضاه بالفريق المغرب‪ .‬ما جعل جماهير‬ ‫المغرب التطواني تقف مندهشة في ظل هذه‬ ‫التصريحات متسائلة عن حقيقة الراتب الذي‬ ‫تحدث عنه لوبيرا في الحوار مع ما يقال داخل‬ ‫النادي‪ ،‬سيما انه صرح بأن راتبه ما يفوق‬ ‫ما يتقاضاه مدربو ‪ 13‬ناديا في الليغا وإن‬ ‫كانت األمور تختلف بين الدوريين المغربي‬ ‫واإلسباني‪.‬‬

‫جمهور اتحاد طنجة يستعد لنهائي‬ ‫العيون‬ ‫يسكن فريق اتحاد طنجة وجماهيره‬ ‫طموح كبير في بلوغ نهائي كاس العرش‬ ‫الذي تقرر خوضه يوم ‪ 18‬نوفمبر الذي يصادف‬ ‫تخليد ذكرى عيد االستقالل المجيد بمدينة‬ ‫العيون‪ .‬وبدا الحديث من اليوم بمدينة طنجة‬ ‫حول إمكانيات تنظيم رحالت جماعية إلى قلب‬ ‫الصحراء المغربية‪ ،‬رغم أن الفريق لم يضمن‬ ‫بعد تأهله‪ ،‬ودعت أطراف داخل الفريق عدم‬ ‫االستهتار بالفريق المنافس‪ ،‬المغرب الفاسي‬ ‫الذي له تاريخ وخبرة في مثل هذه المنافسات‪.‬‬ ‫ويذكر أن الفريق الطنجاوي يخوض مباراة‬ ‫الذهاب لدور نصف نهائي كاس العرش‬ ‫بفاس يوم غد األربعاء ‪ 19‬أكتوبر أمام المغرب‬ ‫الفاسي‪ ،‬فيما تجرى مباراة اإلياب بطنجة يوم ‪2‬‬ ‫نوفمبر المقبل‪.‬‬

‫قنصلة فرنسا تبدي إعجابها باتحاد‬ ‫طنجة وجمهوره‬ ‫استقبلت مورييل سوريط‪ ،‬القنصلة‬ ‫العامة لجمهورية فرنسا بمدينة طنجة أول‬ ‫أمس الخميس بمبنى القنصلية الفرنسية‪،‬‬ ‫وفدا يمثل فريق اتحاد طنجة‪ ،‬في مقدمتهم‬ ‫عبد الحميد أبرشان رئيس الفريق‪ ،‬عبد الحق‬ ‫بنشيخة مدرب الفريق وعميده أسامة الغريب‪.‬‬ ‫وأكدت مورييل سوريط إعجابها الشديد‬ ‫بالفريق الطنجاوي واإلنجازات التي بات‬ ‫يحققها في المنافسات الرسمية التي ساهمت‬ ‫في تغيير صورة الفريق‪ ،‬دون أن تغفل تأكيد‬ ‫إعجابها بالجمهور الطنجاوي الذي صنفته‬ ‫ضمن أحسن جماهير كرة القدم‪ .‬واستنادا‬ ‫إلى مصدر مقرب من المكتب المسير للفريق‪،‬‬ ‫فإن الزيارة تدخل في إطار استراتيجية االنفتاح‬ ‫على الفعاليات والمؤسسات بشتى أنواعها‬ ‫وتخصصاتها من أجل تقريبها من برامج‬ ‫الفريق وأهدافه‪ ،‬وكذا ربط جسور التواصل‬ ‫وتوطيد العالقات وتعزيز التعاون‪.‬‬

‫احتضن فضاء أحد مطاعم الجزيرة الخضراء‪ ،‬جنوب‬ ‫إسبانيا‪ ،‬المطل على صخرة جبل طارق‪ ،‬يوم الثالثاء الماضي‪،‬‬ ‫حفل تكريم إسمين بارزين في سماء كرة القدم بالمدينة‪.‬‬ ‫هما مانويل أورتيغا سوتو (مانولو)‪ ،‬رئيس سابق لنادي‬ ‫الجزيرة الخضراء لكرة القدم‪ ،‬أحد أندية القسم الثاني باء لكرة‬ ‫القدم اإلسبانية‪ ،‬ولويس ماركيز سييرا (بولو)‪ ،‬العب سابق‬ ‫بالنادي‪ ،‬والذي حمل قميص مجموعة من األندية اإلسبانية‪،‬‬ ‫منها فريقه األصلي الجزيرة الخضراء‪ ،‬بونتيفيدرا‪ ،‬فيا الريال‬ ‫وإشبيلية وسبتة السليبة وأندية أخرى‪.‬‬ ‫وبحسب الرئيس الجديد لنادي الجزيرة الخضراء‪ ،‬ريكاردو‬ ‫ألفونسو ألفاريز‪ ،‬وهو حكم إسباني دولي سابق‪ ،‬فإن هذه‬ ‫الخطوة تدخل في إطار برنامج المكتب الجديد للنادي الذي‬ ‫يطمح من خاللها لم شمل جميع من اسدى خدمات للنادي عبر‬ ‫التاريخ وتذويب الخالفات واستحضار الذاكرة الرياضية للنادي‪.‬‬ ‫وكان ضمن الحضور مجموعة من قدماء العبي النادي‪،‬‬ ‫ضمنهم طوطو أحد الالعبين الذين حملوا قميص فريق‬ ‫اتحاد طنجة (البوليس) في الستينات‪ ،‬ومحمد نجيم عمار‪،‬‬

‫العب سابق لبرشلونة الذي يعمل في المجال التقني حاليا‬ ‫بسبتة‪ ،‬وقدم بالمناسبة قميصا تذكاريا من نادي سبتة لالعب‬ ‫المكرم‪ ،‬الذي تسلم كذلك قميص من أحد مسؤولي إشبيلية‪.‬‬ ‫كما تسلم تذكارا إلى جانب الرئيس السابق‪ ،‬مانويل أورتيغا‬ ‫سوتو (مانولو)‪ ،‬األخير لم يتمالك نفسه وهو يعطي كلمة‬ ‫بالمناسبة ليجهش بالبكاء متذكرا الماضي الجميل للنادي‬ ‫وفرحة يوم التكريم التي كانت مناسبة للم شمل قدماء‬ ‫الالعبين والمسيرين بعد فترة طويلة من الفراق والشتات‪.‬‬ ‫الحفل افتتحه باتريسيو‪ ،‬وهو عمدة سابق لمدينة‬ ‫الجزيرة الخضراء الذي نوه بالمبادرة‪ ،‬وقدم شهادة جميلة‬ ‫في حق رشيد يسري‪ ،‬رئيس جمعية الصداقة والتعاون بطنجة‬ ‫الذي مثل الجمعية في هذا الحفل التكريمي إلى جانب العضو‬ ‫عبد السالم (السوبير)‪ ،‬والممثل اإلعالمي للجمعية‪ ،‬محمد‬ ‫السعيدي‪ .‬وأكد بتريسيو أن رشيد يسري يعتبر خير سفير‬ ‫للمغرب ومدينة طنجة لديهم بالجزيرة الخضراء وجنوب‬ ‫إسبانيا من خالل العالقات والشراكات التي ساهم فيها بين‬ ‫جمعيات رياضية وثقافية من المغرب وإسبانيا نسجت عنها‬ ‫عالقات طيبة بين الضفتين‪ ،‬مستمرة حتى اليوم‪.‬‬

‫هيركوليس يعلن العودة للمدرجات‬ ‫باألسود وبشروط‬ ‫أعلن إلترا هيركوليس‪ ،‬الفصيل المشجع‬ ‫التحاد طنجة لكرة القدم عودته للمالعب‬ ‫بشروط‪ ،‬وفق البيان المعمم من طرف‬ ‫األلتراس المغربية‪ ،‬وقال‪»:‬اليوم‪،‬‬ ‫األلتراس المغربية تعلن عن حضورها‬ ‫القوي خالل الدورتين القادمتين من‬ ‫البطولة (الدورة ‪ 5‬و‪، )6‬و كدا المقابالت‬ ‫المؤجلة التي ستجرى ما بين الدورتين‬ ‫‪ ،‬مع إمكانية كبيرة للعودة إلى مُقاطعةٍ‬ ‫أقوى بكثير من نظيرتها السابقة بمساعدة‬ ‫الجماهير المغربية التي تبنت قضيتنا بكامل‬ ‫إرادتها و أظهرت أنها مستعدة إلكمال النضال‬ ‫حتى الرمق األخير»‪ .‬وفي سياق العزوف‪ ،‬قال البيان‪»:‬‬ ‫كما نعلم جميعا ‪ ،‬فإن مختلف مالعب المملكة عاشت عُزوفا‬ ‫جماهيريا كبيرا بعدما اتفقت جميع الفصائل على مقاطعة‬ ‫الدورات األربع األولى من البطولة الوطنية بما في ذلك ما‬ ‫يتخللها من مباريات كأس العرش التي لم نقاطعها بقدر ما‬ ‫قاطعنا مختلف األطراف التي جرتنا إلى هذه المهزلة و جعلت‬ ‫كجنائز تداع على الهواء»‪.‬‬ ‫المنتوج الكروي المغربي يتيما‬ ‫ٍ‬ ‫ووصف البيان‪ ،‬المقاطعة بالناجحة واضاف‪ »:‬استطاع من‬ ‫خاللها استرجاع ثقة الرأي العام و توضيح مُجمل الحقائق‪،‬‬ ‫بعدما حاولت الجهات الوصية بشتى الوسائل تسويق‬ ‫األكاذيب وإبعادهم عن الحقيقة ‪ ،‬من خالل التعتيم االعالمي‬ ‫من طرف إعالم القطب العمومي الذي يجب أن يلبس توب‬ ‫الحياد على األقل بما أنه من أموال دافعي الضرائب»‪ .‬ونفا‬ ‫البيان أن يكون قرار العودة ضعفا أو تنازال مشيرا‪ »:‬هذا القرار‬ ‫ليس ضعفا منا أو تنازال عن مطالبنا‪ ،‬أو حتى جس نبض ‪،‬‬

‫بل هو فقط إجابة لكل مشكك ‪ ،‬و برهان لكل من‬ ‫ظل طريقه باإلستماع لمهزلة اإلعالم العمومي‬ ‫الذي حاول ظل طريق المغاربة من خالل‬ ‫الكذب و التعتيم ‪ .‬فالمجموعات من طنجة‬ ‫للكويرة لن تحضر بمنتوجاتها أو الباش‬ ‫الرسمي ‪ ،‬بل بلون أسود موحد بين أبناء‬ ‫الوطن الواحد المتحدين على قرار واحد‬ ‫إلظهار التالحم و الوحدة على أرض الواقع‬ ‫في سابقة تاريخية ‪ ،‬و هو الهدف األساسي‬ ‫من تعليق المقاطعة حتى إشعار آخر «‪ .‬وأضاف‬ ‫البيان‪ »:‬فيما يخص منافسات كأس العرش‪،‬‬ ‫فإن المجموعات المشجعة للفرق المتأهلة سثؤثت‬ ‫المدرجات خالل مباريات الذهاب واإلياب‪ ،‬إذ أننا واعون‬ ‫بأهمية هذه المباريات بالنسبة لالعبين ومدى حاجتهم إلى‬ ‫جماهيرهم ‪ ،‬وأيضا تمكين الجماهير المتعاطفة من ربط‬ ‫صلة الوصل بفرقها قبل إمكانية الدخول في مقاطعة أقوى‬ ‫بكثير ‪ .‬أخيرا‪ ،‬فإننا نذكر الرأي العام بأن األلتراس المغربية‬ ‫لم تتلق أية دعوة للحوار من الجهات التي سنت مشروع‬ ‫قانون منع األلتراس بالمغرب مع العلم أننا الطرف األساسي‬ ‫‪ ،‬الشيء الذي يطرح عدة عالمات استفهام ‪ ،‬ومن هذا المنبر‬ ‫نعلن أن كل الفصائل مستعدة للحوار وكذا إزالة الغموض‬ ‫عن كواليس هذا القرار ألننا لم نتعود االختباء في يوم من‬ ‫األيام»‪ .‬ومن المنتظر أن تعود اإللتراس باألسود استنادا إلى‬ ‫البيان ذاته‪ »:‬نؤكد على ضرورة ارتداء اللون األسود خالل‬ ‫هذه المباريات و القرار ال يهم أعضاء المجموعات فقط بل‬ ‫حتى الجماهير الشعبية و المواطنين المغاربة المؤمنين‬ ‫بقضيتنا العادلة»‪.‬‬

‫بيان تو�ضيحي من هرييف رونار‬ ‫يوضح الناخب الوطني السيد هيرفي رونار أنه قد تلقى عرضا من اإلتحاد الصيني‬ ‫لكرة القدم لإلشراف على تدريب المنتخب الصيني لكرة القدم‪ ،‬إلى جانب محاولة‬ ‫اإلتحاد الجزائري لكرة القدم فتح قنوات التفاوض معه من أجل تولي‬ ‫مهمة تدريب المنتخب الجزائري ‪ .‬وفي هذا الصدد يؤكد السيد‬ ‫هيرفي رونار أنه يحترم العقد الذي يربطه بالجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم‪ ،‬و أنه مازال و سيظل يباشر مهامه‬ ‫كناخب وطني للمنتخب الوطني األول والمنتخب الوطني‬ ‫لالعبين المحليين إلى جانب اإلشراف على المنتخب‬ ‫الوطني األولمبي بالتنسيق الكامل مع اإلدارة التقنية الوطنية‪ .‬و يشدد الناخب الوطني على أنه مرتاح بإقامته‬ ‫بالمغرب و متحمس لخوض التحديات المقبلة رفقة المنتخب المغربي‪ ،‬و أن تركيزه منصب حاليا على المباراة الهامة‬ ‫التي ستجمع األسود و منتخب كوت ديفوار برسم الجولة الثانية عن المجموعة الثالثة من اإلقصائيات اإلفريقية‬ ‫المؤهلة لنهائيات كأس العالم روسيا ‪.2018‬‬ ‫عن الموقع الرسمي للجامعة‬

‫كروش وافق على التمديد‬ ‫وافق المكتب المسير للفريق المغرب‬ ‫التطواني على الشروط المالية التي وضعها‬ ‫نجمه زيد كروش مقابل قبول تمديد عقده‬ ‫مع فريق الحمامة البيضاء‪ .‬وجدد الالعب‬ ‫أخيرا عقده مع الفريق يمتد لثالثة مواسم‬ ‫إضافية بمنحة توقيع وصفت بالمحترم وراتب‬ ‫شهري يليق بالعب يعتبر نفسه من مواهب‬ ‫البطولة المغربية وتوصل كروش مسبقا‬ ‫بمنحة التوقيع لموسمين قبل إنهاء تفاصيل‬ ‫العقد األخرى حسب ما أكده الالعب لجريدة‬ ‫“المنتخب”‪ .‬وكان توقيع الالعب سبقته عدة‬ ‫مفاوضات وجلسات دامت أكثر من شهرين‪.‬‬ ‫وأكد الالعب أنه منح األولوية لفريقه األم‬ ‫الذي تربى وترعرع بين أحضانه‪ ،‬سيما‬ ‫أن العرض كان بنفس مواصفات عروض‬ ‫األندية األخرى التي رغبت في انتدابه‪.‬‬

‫اإلعالن عن مداخيل الملعب‬ ‫أمام استغراب الجماهير التطوانية‬ ‫وعشاق فريق المغرب التطواني لكرة القدم‪،‬‬ ‫أعلن المكتب المسير للفريق التطواني‬ ‫عن رقم المداخيل التي تحصل عليها خالل‬ ‫المباراة األأخيرة التي استقبل فيها بملعب‬ ‫سانية الرمل ضد شباب اطلس خنيفرة‬ ‫والتي لم تتجاوز ‪ 25470‬درهم‪ .‬حيث تمكن‬ ‫الفريق من بيع ‪ 739‬تذكرة من فئة ‪ 30‬درهم‬ ‫الخاصة بالمدرجات العادية‪ ،‬و‪ 22‬تذكرة من‬ ‫فئة ‪ 150‬درهم الخاصة المنصة المغطاة‪.‬‬ ‫بالمقابل بلغت المصاريف العامة للمباراة‬ ‫‪ 34223‬درهم‪ ،‬ما يعني تسجيل الفريق لعجز‬ ‫بلغ ا‪ 8735‬درهم‪.‬‬


‫العدد ‪859‬‬

‫كلمة رئي�س التحرير ‪:‬‬ ‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫خذ راحتك يا سيدي الرئيس‪! ‬‬ ‫لعل «زعماء» األحزاب السياسية قد استفاقوا من تبعات «نكبة» ‪ 7‬أكتوبر‪ ،‬حين‬ ‫فقد معظمهم مقاعد ثمينة مقارنة مع ‪ ،2011‬وأخفق بعضهم في الحصول على ما‬ ‫«يكمل» به فريقه البرلماني‪ ،‬وخرج البعض اآلخر خاوي الوفاض‪ ،‬في نهاية اللعبة‪..! ‬‬ ‫المؤسف في مجموعة األحزاب التي «هزمتها» صناديق االقتراع‪ ،‬لألسباب التي‬ ‫عليهم تدارسها وتداركها‪ ،‬في أفق ‪ ،2021‬هو حزب االتحاد االشتراكي الذي راكم‬ ‫عبر تاريخه النضالي الطويل والحافل‪ ،‬أمجادا تحسب له في التاريخ الوطني‪ ،‬بما لها‬ ‫وما عليها‪ ،‬ومن التضحيات الجسام في مواجهة النظام‪ ،‬ليحل بعد ستين عاما من‬ ‫االستقالل‪ ،‬السابع بين أحزاب معظمها «مصنوع» بما ال يخفى على أحد‪ ...،‬وبحصة‬ ‫هزيلة‪ 19 ،‬مقعدا وراء العدالة والتنمية‪ ،125 ،‬واألصالة والمعاصرة ‪ 102‬واالستقالل‬ ‫‪ 47‬والتجمع الوطني لألحرار ‪ 37‬وحتى الحركة الشعبية ‪.....27‬‬ ‫وتلك هي «المهزلة»‪..! ‬‬ ‫لن أدخل في تفاصيل «المزايدات» السياسية‪ ،‬في ما يخص التزوير والمال و‬ ‫«التحكم»‪ ،‬وغيرها مما يدفع به «المتخلفون» عن الفوز المبين‪ ،‬فتلك أمور يفصل‬ ‫فيها القضاء‪..! ‬‬ ‫الكلمة «المسموعة» اآلن ‪ ،‬هي لرئيس الحكومة الفائز المعين‪ ،‬عبد اإلله‬ ‫بنكيران‪ ،‬ومعركته مع الفرقاء السياسيين‪ ،‬من أجل بناء االئتالف الذي سيسعى‬ ‫به إلى تدبير الوالية المقبلة‪ .‬العديد من المنابر تقدمت ب «سيناريوهات» ممكنة‪،‬‬ ‫لتشكيل هذا االئتالف‪ ،‬بناء على المعطيات الجديدة التي أفرزتها الصناديق‪ ،‬وإلى‬ ‫الحساسيات السياسية‪ ،‬في مواجهة الخلفيات اإليدبولوجية الموجودة بالساحة‪ ،‬وما‬ ‫تمخض عنه اإلئتالف السابق من «هزات» كان بطلها «الالمع»‪ ،‬مزوار «األحرار»‪،‬‬ ‫بسبب غروره وقلة نضجه‪ ،‬وعدم تمكنه من أصول «لعبة اإلئتالف»‪ ،‬وطموحه الجارف‬ ‫والمبكر‪ ،‬إلى كرسي رئاسة الحكومة‪ ،‬باإلضافة إلى «انتفاضة» السيكليست‪ ،‬التي‬ ‫تسببت لالستقالل في متاعب جمة بشهادة العديد من «اإلخوان الزعماء الحكماء»‬ ‫الذين اعتبروا خروج االستقالل (تحت ضغط جهات صارت اليوم معلومة‪ )،‬خطأ‬ ‫وغلطة كبرى‪... ! ‬‬ ‫إال أن بنكيران استبق كل التوقعات بأن مد يده للكتلة‪ ،‬قبل أن تظهر النتائج‪،‬‬ ‫لعله إنما أراد أن يؤكد شرعيته االنتخابية بشرعية أخرى «وطنية» يربط بها الماضي‬ ‫بالحاضر‪ ،‬ويؤكد بها انتماءه إلى الحركة الوطنية القاعدية التي قادت البالد نحو‬ ‫التحرر‪ ،‬ويمكن أن تساهم في قيادة البالد نحو ترسيخ اختياراته الديمقراطية‬ ‫المشهود له اليوم بصوابها عالميا‪.‬‬ ‫حقيقة إن الكتلة الوطنية الديمقراطية‪ ،‬التي تشكلت أساسا من االتحاد‬ ‫االشتراكي واالستقالل والتقدم واالشتراكية ومنظمة العمل الديمقراطي الشعبي‬ ‫واالتحاد الوطني للقوات المغربية‪ ،‬قد شاخت‪ ،‬بوصف بعض المناهضين‪ ،‬ولكنها لم‬ ‫تفقد مكانتها في الذاكرة الوطنية‪ ،‬كما أنها قادرة على تفعيل العمل الوطني في‬ ‫إطار متجدد وبرجال وطنيين قادرين على استيعاب الدور الجديد الذي يمكن أن‬ ‫تلعبه الكتلة الديمقراطية‪ ،‬في المغرب الجديد‪ ،‬كقطب وطني سياسي يشتغل بنفس‬ ‫جديد وبمنظور حديث في مواجهة «المنظرين الجدد» على وزن «الديمقراطيين‬ ‫الجدد» وفي مواجهة «النوستالجيين» القدامى والجدد‪ ،‬الذين ال زالوا يحلمون‬ ‫بأحزاب «تفبرك» تحت غطاء الداخلية‪ ،‬لتلعب أدوارا مرسومة من اإلدارة في مواجهة‬ ‫تيارات الحرية والحقوق العامة والديمقراطية الحقة‪...! ‬‬ ‫عنصران من «الكتلة» ال زاال يبديان «تمنعا» بشأن القبول بمبدأ المشاركة في‬ ‫تشكيل االئتالف الجديد ‪ :‬االتحاد االشتراكي واإلستقالل‪ .‬إال أنه تمنع يبدو في الوقت‬ ‫الراهن «تكتيكيا»‪ ،‬ال سياسيا‪ ،‬نابعا من مواقف ثابتة‪ .‬فبيان االتحاد االشتراكي يترك‬ ‫الباب مفتوحا «للتفاوض» ولو أن بيان الحزب عزز موقفه هذا باإلعالن عن مواصلته‬ ‫«للنضال» من موقعه الحالي في المعارضة‪ .‬أما االستقالل‪ ،‬فقد «رهن» مشاركته‬ ‫بشرط «المناصب» كما تردد في وسائل اإلعالم التي لم ينفيها شباط‪ ،‬بدليل تشكيل‬ ‫الحزب لـ «لجنة» من أجل التفاوض مع بنكيران وتقديم «شروط» الحزب للمشاركة‬ ‫والمرتبطة أساسا بالمناصب البرلمانية والوزارية كالحصول على رئاسة البرلمان‬ ‫ووزارات المالية والتجهيز والنقل والصحة‪..! ‬‬ ‫أما حزب الكتلة الثالث‪ ،‬التقدم واالشتراكية فقد ارتمى في أحضان العدالة‬ ‫والتنمية بدون قيد ور شرط‪ ،‬وأنى له أن يفعل وقد أخفق حتى في تكوين فريق‬ ‫نيابي واكتفى بمجموعة هي كل ما يحق له برزيمة ‪ 12‬مقعدا وهو مؤسف للغاية‪.‬‬ ‫فالحزب أصيل‪ ،‬وقد كان على عهد الراحل على يعتة‪ ،‬الطنجاوي‪ ،‬حزبا كبيرا بصدى‬ ‫عالمي‪ ،‬ليصبح على عهد القيادات الجديدة المتعاقبة ‪ ،‬حزبا صغيرا بدون وزن وال‬ ‫تأثير سياسي على الساحة الحزبية الوطنية‪ .‬إنه ألمر مؤسف‪ ،‬والبد للقادة الحالية‬ ‫أن تتدبر األمر بخطط جديدة تعيد لهذا الحزب‪ ،‬كما نتمنى‪ ،‬رونقه وتأثيره ومكانته‪.‬‬ ‫وعلى «دولة الرئيس» بنكيران أال يكترث لما يحكى عن «متاعب» سوف‬ ‫يلقاها في تشكيل أغلبية يحكم بها المغرب خالل السنوات الخمس المقبلة وإلى‬ ‫غاية أكتوبر ‪ ،2021‬بحول اهلل‪.‬ذلك أن معظم األحزاب السياسية ال تسعفها برودة‬ ‫كراسي المعارضة كما أنها ال تقوى أمام إغراء الوزارة والنفوذ والجاه و «الكلمة»‪.‬‬ ‫ثم إن موقع المعارضة ال «يحقق مصالح» وال يستجيب لرغبات فقد تفقد المعارضة‬ ‫الكثير من بريقها وهيبتها وجاذبيتها ‪ ،‬وتختزل أدوارها في البيانات والبالغات وربما‬ ‫المظاهرات التي يتلقفها رجال الحكومة بـ «هراواتهم» المعلومة‪ ...! ‬في حين‬ ‫«تقزم» المعارضة دور األحزاب تحت قبة البرلمان وداخل اللجان حيث يكون صوت‬ ‫الحكومة األعلى و األقوى‪ ....‬دائما!‬ ‫خذ راحتك‪ ،‬إذن‪ ،‬أيها السيد‪ ،‬فسوف يسعون إليك من كل فج عميق‪ ،‬ولسوف‬ ‫يحصل لديك شعور بالحيرة أمام جموع «المهرولين» إليك‪ ،‬فكل الخيارات مفتوحة‬ ‫أمامك‪ ،‬بعد أن حصلت على سدس المصوتين الذين شكلوا نصف المسجلين الذين‬ ‫شكلوا‪ ،‬بدورهم‪ ،‬نصف سكان المغرب‪ ،‬وبعد أن «حشرتَ» األحزاب كلها في زاوية‬ ‫«الفاشلين» الذين لم يفلحوا حتى في المحافظة على رصيد انتخابات ‪ ،2011‬وصار‬ ‫لديك عرض قوي ومغر أمام ضعف خيارات المعارضة ونزوع بعض قياداتها إلى‬ ‫«االنسحاب» نهائيا من رقعة السياسة‪ ،‬ليفسح المجال أمام زعامة جديدة‪ ،‬ال يمكن‬ ‫أن تعيش إال في كنف الحكومة‪ ،‬كما حدث للتجمع‪ ،‬المهدد باالنقراض‪ .....‬إال أن‬ ‫تسعفه أقدار خارقة‪! ‬‬

‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫المنظمة المغربية لإلعالم الجديد تعقد جمعها العام‬ ‫و تبسط حصيلة الثالث سنوات و البرامج المستقبلية‬ ‫عقدت المنظمة المغربية لإلعالم الجديد‬ ‫مساء يوم الجمعة ‪ 14‬أكتوبر ‪ 2016‬بمقر‬ ‫غرفة التجــارة والصناعة والخدمــات بجهـة‬ ‫طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة‪ ،‬جمعها العام بحضور‬ ‫الرئيس الدكتور الطيب بوتبقالت‪ ،‬نائب الرئيس‬ ‫أحمد قروق‪ ،‬الكاتب العام خالد مشبال‪ ،‬نائب‬ ‫الكاتب العام ناهد الزيدي‪ ،‬أمين امال عمر‬ ‫أجانا‪ ،‬المستشارة المكلفة باإلعالم الخدماتي‬ ‫أمينة السوسي‪ ،‬المستشارة المكلفة باإلعالم‬ ‫والتواصل أسماء العسري‪ ،‬ومستشاري المنظمة‬ ‫المتخصصون في مجاالت المعرفــة‪ ،‬الثقافة‪،‬‬ ‫اإلع�لام‪ ،‬الذاكرة الوطنية‪ ،‬القانون‪ ،‬اللقاءات‬ ‫الدولية‪ ،‬الفنــون‪ ،‬المجتمع المدني وغيرها‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى مجموعة من نساء ورجال اإلعالم‬ ‫والمهتمين بالشأن اإلعالمي بالمغرب ‪.‬‬ ‫و في كلمة افتتاحية لرئيس المنظمة أكد‬ ‫من خاللها أن حصيلة الثالث سنوات من العمل‬ ‫الجاد والمتواصل أعطت أكلها بتموقعها بين‬ ‫أهم محطات الجهات التي تعنى باإلعالم بالرغم‬ ‫من عديد من اإلكراهات والتحديات التي تواجه‬ ‫المنظمة‪ ،‬مؤكدا على أن المنظمة المغربية‬ ‫لإلعالم الجديد إرادتها على العمل بكل إخالص‬ ‫وتفان من أجل المساهمة في كل المبادرات‬ ‫الهادفة إلى الحفاظ على مقـومات اإلعـالم‬ ‫الصحيح ‪.‬‬ ‫خالد مشبال الكاتب العام للمنظمة أبرز‬ ‫من خالل مداخلته‪ ،‬أهم المحطات التي مرت‬ ‫منها المنظمة خالل الثالث سنوات‪ ،‬مسترسال‬ ‫مجموعة من األنشطة من ن��دوات ولقاءات‬ ‫وزي���ارات‪ ،‬وذك��ر منها الندولة الدولية التي‬ ‫نظمت تحت عنوان «اإلعالم المغربي ورهانات‬ ‫المستقبـــل»‪ ،‬في مــاي المنصرم بالربـــاط‪.‬‬ ‫شارك فيها إعالميون وصحافيون محترفون‬ ‫وأساتذة جامعيون متخصصون من تونس‬ ‫ومصر وفلسطين واإلم��ارات العربية وإيطاليا‬ ‫وإسبانيا وفرنسا والكونكو كينشاسا واإلكوادور‬ ‫وكولومبيا وال��والي��ات المتحــدة األمريكية‬ ‫والصين والمغرب‪ ،‬هذه الندوة التي شملت في‬ ‫محاورها األساسية المشهد اإلعالمي المغربي‬ ‫تحت المجهر‪ ،‬الترسانة القانونية ومنظومة‬ ‫أخالقيات المهنة‪ ،‬اإلعالم في خدمة المجتمع‪،‬‬ ‫الرهانات العالمية السوسيوثقافية وإشكالية‬ ‫التدفق اإلعالمي والتكوين المستمر في مجال‬ ‫اإلعالم واالتصال‪.‬‬ ‫وأردف اإلعالمـي خالــد مشبال‪ ،‬برنامـج‬ ‫المنظمة في موسمها الجديد والذي سيضم‬

‫مجموعة من األنشطة‪ ،‬من ندوات ومعارض‬ ‫ولقاءات‪ ،‬ذكر منها الندوة التي ستقام في ‪12‬‬ ‫من نونبر القادم بمناسبة اليوم الوطني لإلعالم‬ ‫والتي ستدور حول محور «العمل النقابي في‬ ‫مجال اإلعالم»‪ ،‬باعتبار أن المغرب يحوي نقابات‬ ‫إعالمية عديدة من ضمنها النقابة الوطنية‬ ‫للصحافة المغربية ‪.‬‬ ‫و ستطرح الندوة إشكالية فقر التواصل‬ ‫بين النقابة والمهنيين‪ ،‬وم��ؤاخ��ذات تهم‬ ‫العشوائية في تسيير الشأن اإلعالمي بالمغرب‬ ‫ال سيما بعد عديد من الممارسات الالأخالقية‬ ‫التي باتت تنهجها بعض المنابر اإلعالمية من‬ ‫مواقع إلكترونية وغيرها‪ ،‬ومواضيع التشهير‬ ‫والسب والقذف وكل ما يخص الصحاة الصفراء‬ ‫التي أصبحت تخل بهذا المجال الذي كان دائما‬ ‫رمزا للمصداقية والقيم األخالقية‪.‬‬ ‫في دجنبر ‪ 2016‬أيام ‪،25-24-23-22‬‬ ‫سينظم معرض سنوي في دورت��ه األول��ى‪،‬‬ ‫بقصر موالي حفيظ وبشراكة مع غرفة التجارة‬ ‫والصناعة والخدمات بالجهة‪ ،‬ومجلس الجهة‬ ‫ومجلس المدينة والمجلس الجهوي للسياحة‬

‫والمعهد العالي للسياحة بطنجة‪ ،‬يعنى بالطبخ‬ ‫المغربي التقليدي في جهة طنجة‪-‬تطوان‬ ‫–الحسيمة‪ ،‬وستكون هنالك أروقة لعدد من‬ ‫المطاعم ورواق لإلذاعة والتلفزة المغربية‪،‬‬ ‫ورواق خاص بكتب الطبخ التقليدي‪ ،‬ومجموعة‬ ‫من المجموعات الموسيقية للطرب األندلسي‬ ‫والتراث الجبلي ‪.‬‬ ‫تطرق اإلعالمي خالد مشبال للشراكات‬ ‫التي تجمع المنظمة المغربية لإلعالم الجديد‬ ‫والمندوبية السامية لقدماء المقاومين ومنتدى‬ ‫محمد بن عبد الكريم الخطابي ووزارة اإلتصال‬ ‫وقريبا شراكة مع وكالة تنمية أقاليم الشمال‪،‬‬ ‫كلها شراكات ستعمل على ترسيخ مبدأ المنظمة‬ ‫القائم على مقومات اإلعالم النزيه الهادف‪.‬‬ ‫و في متم الجمـع العـام تمت مناقشة‬ ‫مجموعة من القضايا المتعلقة باإلعالم والسبل‬ ‫للحد من اإلنتهاكات والتجـاوزات التي تطال‬ ‫الجسم اإلعالمي بجميع مكوناته ‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫ماجدة الورزني‪ :‬أو الفنانة الطنجاوية العصامية‬ ‫السيدة ماجدة الورزني إحدى الفنانات‬ ‫الموهوبات التي أنجبتها مدينة طنجة ولم‬ ‫تنل إلى اليوم حظها من الشهرة في عالم‬ ‫الفن واإلبداع‪ ،‬لكنها رغم ذلك امرأة تتوقد‬ ‫حيوية وإبداعا‪ ،‬إذ راكمت‪ ،‬خالل اشتغالها‬ ‫على امتداد عقود‪ ،‬تجربة مميزة في عالم‬ ‫فن التشكيل‪.‬‬ ‫و بالرغـم من كون الظروف العائليــة‬ ‫لم تسعف السيدة ماجدة‪ ،‬الطنجوية‬ ‫المولد والمنشأ‪ ،‬في متابعة الدراسة ونيل‬ ‫الشواهد الجامعية‪ ،‬إال أن إيمانها القوي‬ ‫بمواهبها الفنية ساعدها على تخطي‬ ‫الصعاب بعصامية نادرة‪ ،‬وإقبال نهم على‬ ‫متابعة مسيرتها الفنية في التشكيل وإنجاز‬ ‫لوحات جميلة استطاعت بواسطتها ترجمة‬ ‫وعيها التشكيلي الذي تأسس‪ ،‬منذ أواسط‬ ‫السبعينات‪ ،‬على اإليمان بالفن ورسالته‬ ‫النبيلة‪ ،‬وعدم السعي نحو الربح واالغتناء‪،‬‬ ‫بل إنها ظلت على الدوام مخلصة لتوجهها‬ ‫نحو خدمة هذه الرسالة بتواضع وإصرار‪.‬‬ ‫و هكذا نالت السيدة ماجدة ‪ ،‬خالل‬ ‫مسيرتها الفنية‪ ،‬شرف المشاركة في عدد‬ ‫من المهرجانات الوطنية لفنون التشكيل‬ ‫والجداريات‪ ،‬ونالت بواسطتـها جوائز‬ ‫تقديريــة من مؤسسات تعليمية وثقافية‪،‬‬ ‫في طليعتها مشاركتها في معارض‬ ‫مندوبية وزارة الثقافة بطنجة ألكثر من‬ ‫ثالث مشاركات‪ ،‬كما شاركت أيضا في‬ ‫معارض جماعية نظمت في رحاب جامعة‬ ‫عبد الملك السعدي بتطوان‪.‬‬ ‫و اعتبارا لتميزها الفني الالفت وغيرتها‬ ‫على الفن الراقي‪ ،‬فقد أحرزت الفنانة ماجدة‬ ‫الورزني شهادة تقديرية من المديرية‬ ‫اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية عن‬ ‫دورها في تأطير تالميذ ثانوية عبد الخالق‬ ‫الطريس في موضوع المرأة والتشكيل‪،‬‬ ‫كما نالت شهادة اإلبداع من جمعية أباء‬

‫الفنانة ماجدة الورزني تتسلم شهادة تقديرية‬

‫التالميــذ بثانـــويــة عـالل‬ ‫الفاســـي اعتبارا لمساهمتها‬ ‫المتميزة في تزييــن فضاء‬ ‫حجــرات الدراســة بهــذه‬ ‫الثانويةالعريقة‪.‬‬ ‫وفي إطار انفتاحها على‬ ‫المحيط المحلي‪ ،‬فإن الفنانة‬ ‫التشكيلة ماجدة قد أحرزت‬ ‫شهادة مشتركــة من غرفـة‬ ‫الصناعةالتقليديةوالمديرية‬ ‫الجهــوية لوزارة الصناعـــة‬ ‫التقليدية بمناسبة مشاركتها‬ ‫الفعالة في الدورة الحادية عشر للمعرض الجهوي للصناعة التقليدية المنظم تحت شعار «‬ ‫من أجل صناعة تقليدية صديقة للبيئة»‬ ‫يشار إلى أن الفنانة ماجدة متزوجة وأم لبنت وولد‪.‬‬

‫محمد العطالتي‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.