Achamal n° 860 le 25 octobre 2016

Page 1

‫«الطود العظيم» في ذمة اهلل‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 860‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 16‬محـرم ‪� 25 / 1438‬إلى ‪� 31‬أكتـوبـر ‪2016‬‬

‫كان «طودا» شامخا في حياته وبعد الممات‪ ،‬طودا‬ ‫عظيما مؤمنا بوحدة األمة العربية ووحدة المغرب الكبير‪،‬‬ ‫مجاهدا في سبيل اهلل والعروبة واإلسالم‪ ،‬حريصا على‬ ‫إعداد األجيال العربية والمغاربية لمعركة المصير من‬ ‫أجل التحرير الشامل ألقطار المغرب الكبير من االستعمار‬ ‫المتعدد‪ ،‬متشبعا بفكر وجهاد األمير محمد بن عبد الكريم‬ ‫الخطابي الذي جاهد إلى جانبه في أربعينات وخمسينات‬ ‫القرن الماضي‪ ،‬من أجل تحرير فلسطين والعالم العربي‬ ‫والمغاربي في مواجهة الحلول «اإلستسالمية» لتفاهمات‬ ‫«إيكس ليبان»‪....‬‬ ‫ذلكم هو الراحل الهاشمي الطود الذي أسلم الروح لباريها صبيحة األحد ‪ 16‬أكتوبر‬ ‫الجاري بمسقط رأسه بالقصر الكبير والذي سيحفظ التاريخ المغربي والمغاربي والعربي‬ ‫واإلسالمي ذكراه كواحد من كبار أبطال الجهاد من أجل عزة وكرامة العالم العربي‪.‬‬ ‫تعازينا الصادقة لعائلة الطود المجيدة وللشعب المغربي قاطبة ودعواتنا للفقيد العزيز‬ ‫بالمغفرة والرضوان وألسرته بالصبر والسلوان‪« ،‬إنا هلل وإنا إليه راجعون»‪.‬‬

‫«الشمال»‬

‫في لحظة اعتراف ووفاء‬

‫«كرسي العربي المساري ألخالقيات‬ ‫اإلعالم والتواصل» في المعهد العالي‬ ‫لإلعالم والتواصل بالرباط‬

‫الوزير مصطفى الخلفي يترأس الحفل‬ ‫وإلى جانبه كريمة وأرملة الراحل‬ ‫محمد العربي المساري‬

‫لو لم يكن في رصيد حكومة عبد اإلله بنكيران سوى مبادرة إطالق اسم الراحل الكبير العزيز محمد العربي المساري على‬ ‫«كرسي أخالقيات مهنة الصحافة» بالمعهد العالي لإلعالم والتواصل‪ ،‬لكان ذلك وسام فخر على صدره وحكومته التي يمكن‬ ‫أن نقول إنها حققت تحوال كبيرا في تعامل الدولة المغربية مع الصحافة والصحافيين‪ ،‬حين أشرف عضو بارز من أعضائها‬ ‫الناطق باسم الحكومة مصطفى الخلفي‪ ،‬على اإلعالن الرسمي عن «كرسي العربي المساري ألخالقيات اإلعالم والتواصل»‬ ‫في حفل كبير التأم صباح الخميس ‪ 20‬أكتوبر الجاري‪ ،‬بالمعهد المذكور‪ ،‬بحضور جمع حافل من كبار المثقفين واإلعالميين‬ ‫واألكاديميين والسياسيين‪ ،‬في لحظة وفاء لرجل اختزل أخالقيات مهنة الصحافة في شخصه وفي سلوكه اليومي وتعامله مع‬ ‫محيطه ومع اآلخرين‪.‬‬

‫(�ص ‪)4‬‬


‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪� 31‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫العدد ‪860‬‬

‫ممثلو قطاع تربية األحياء البحرية بالمنطقة الشمالية‬ ‫يجتمعون ومديرة الوكالة الوطنية لتنمية األحياء البحرية‬ ‫إليجاد حلول وطرح مقترحات للنهوض بالقطاع‬

‫‪-‬‬

‫محمد �سدحي‬

‫‪sadhimed@gmail.com‬‬

‫• هي‪ ،‬من؟‬ ‫• «المشاورات»‪.‬‬

‫األسماك‪،‬وغيابالمختبراتالعلميةالمتخصصة‬ ‫كلها مشاكل تدخل في نطاق المشاكل البنيوية‬ ‫التي يشهدها القطاع‪ ،‬باإلضافة إلى مشاكل‬ ‫اقتصادية تتجلى في غياب التسهيالت البنكية‬ ‫للقروض من أجل اإلستثمار ومشكل األداء‬ ‫بالعملة الصعبة لقيمة المستوردات وغالء‬ ‫السومة الكرائية لضيعات الملك العمومي‬ ‫وتخوف المستثمرين من األخطار المحدقة‬ ‫بالقطاع ‪.‬‬ ‫و خالل اإلجتماع الذي عقد بالمناسبة‪،‬‬ ‫تم اقتراح بعض الحلول المستعجلة وطرحها‬ ‫على الوكالة الوطنية لتنمية األحياء البحريـــة‬ ‫لعرضهــا على الوزارة الوصية لمحاولة تدارك‬ ‫الموقف الصعب الذي يشهده القطاع والتي‬ ‫كان من ضمنها‪ ،‬وضع قانون أساسي ينظم‬ ‫مهنة تربية األحياء المائية بشكل خاص‪ ،‬تنمية‬ ‫وتثمين القدرات البشرية في القطاع‪ ،‬تشجيع‬ ‫اإلستثمار في المشاريع الصغيرة والمتوسطــة‬ ‫التي تهــم تــربيــة األحيــاء المائية في البر‬

‫والبحر المفتوح‪ ،‬إخراج مدونة الصيد البحري‬ ‫وتربية المائيات إلى حيز الوجود‪ ،‬تقديم‬ ‫تسهيالت للمستثمر الستغالل الملك العمومي‬ ‫البحري لخلق وحدات إنتاجية خاصة بتوليد‬ ‫السمك عوض جلبه من الخارج‪ ،‬وتدعيم مهام‬ ‫غرف الصيد البحري بخصوص التشجيع في‬ ‫قطاع تربية األحيــاء المائيــة وتنظيـم مخطط‬ ‫«اليوتيس» ‪.‬‬ ‫و من بين النقاط التي تم التطرق إليها‬ ‫في هذا اإلجتماع‪ ،‬مسألة القيمة المضافة على‬ ‫المواد المستوردة‪ ،‬التي باتت ترهق كاهل‬ ‫مهنيي القطاع وقد تم التركيز من ممثلي قطاع‬ ‫تربية األحياء البحرية بالمنطقة الشمالية على‬ ‫إلغاء القيمة المضافة أو التعويض عنها‪ ،‬ما‬ ‫استحسن حفيظة مديرة الوكالة الوطنية واعدة‬ ‫إياهم باإلشتغال على هذه النقطة بالذات إعتبارا‬ ‫ألهميتها للنهوض بقطاع تربية األحياء البحرية‪.‬‬

‫ل‪ .‬السالوي‬

‫إسبانيا تنافس طنجة بإطالق أكبر مشروع مارينا‬ ‫في المضيق بحلول ‪2020‬‬

‫أطلقت شركة «‪،»La Línea City Port‬‬ ‫الرائدة في تشييد وتدبير الموانئ الترفيهية‪،‬‬ ‫مشروع بناء محطات اليخوت الضخمة بمدينة‬ ‫لينيا اإلسبانية المطلة على صخرة جبل طارق‪،‬‬ ‫في أضخم مشروع سياحي سيحدث تغييرا عميقا‬ ‫بالمنطقة‪.‬‬ ‫وستنطلــق أشــغــال المشــروع صيــف‬ ‫‪ ،2017‬تحت اسم «مارينا المضيق»‪ ،‬الذي‬ ‫ستبلغ تكلفة إنجازه ‪ 40‬مليون أورو‪ ،‬من خالل‬ ‫تعبئة استثمارات غير مباشرة تمت اإلشارة إليها‬ ‫في المعرض الدولي للسياحة البحرية الذي‬ ‫نظم ببرشلونة يوم ‪ 12‬أكتوبر الجاري‪.‬‬ ‫هذا ويعمل حاليا فريــق عمل المشروع‬ ‫على تطويـــر خدمــات مراســي اليخوت‬ ‫والبواخر السياحية‪ ،‬بتخصيص مواقــف ذات‬ ‫مساحــة تتراوح ما بين ‪ 30‬و ‪ 100‬متر‪ ،‬حتى‬ ‫يصير بإمكان السفن الكبرى االستفادة من‬ ‫خدمات هذا المشروع‪ ،‬الذي يتوزع مخطط‬ ‫إنجازه على ثالثة مراحل زمنية‪ ،‬بدءا من سنة‬ ‫‪ 2017‬إلى حلول ‪.2020‬‬ ‫وتراهن إسبانيا من وراء هذا المشروع‪،‬‬

‫مرحباً الّلي جا‬ ‫وجاب !!‬

‫ها هي تدور‪ ..‬فدار األحزاب‪ ،‬تدور‪..‬‬

‫ت�صوير حمودة‬

‫شهـد مقــر غرفــة الصيـــد البحري‬ ‫المتوسطية بطنجــــة يوم األربعـــاء ‪ 19‬أكتوبر‬ ‫الجاري‪ ،‬إجتماعا جمع بين ممثلي قطاع تربية‬ ‫األحياء البحرية بالمنطقة الشمالية ومديرة‬ ‫الوكالة الوطنية لتنمية األحياء البحرية‪ ،‬السيدة‬ ‫مجيدة معروف‪ ،‬وحضر اإلجتماع يوســف بن‬ ‫جلـــون رئيس غرفة الصيد البحري المتوسطية‬ ‫بطنجة‪ ،‬محمد المصباحي مدير الغرفة‪ ،‬عبد‬ ‫الحميد الشاعر النائب األول للغرفة‪ ،‬أحمد الفاتح‬ ‫رئيس تعاونية كالريس‪ ،‬البري طه ياسين عن‬ ‫الوكالة الوطنية لتنمية األحياء البحرية‪ ،‬وكذا‬ ‫مجموعة من ممثلي القطاع‪.‬‬ ‫و جاء هذا اإلجتماع محاولة لإلسراع إليجاد‬ ‫حلول لبعــض مشاكــل القطاع‪ ،‬فبالرغم من‬ ‫الجهود التي تبذلها الوزارة الوصية لتطوير‬ ‫القطاع إال أنه لم يرتق إلى المستوى المنتظر‬ ‫من حيث اإلنتاجية واإلستثمار‪ ،‬وبحكم‬ ‫أن المشاريع اإلنتاجية جد محدودة‪ ،‬تبقى‬ ‫المردودية ال تتعدى ‪ 0.1‬بالمائة من مجموع‬ ‫اإلنتاج الوطني للسمك‪ ،‬مما استدعى بعث‬ ‫مراسالت وعقد إجتماعات تبسط الغرفة من‬ ‫خاللها‪ ،‬المشاكل والمعيقات التي تقف في وجه‬ ‫تطوير القطاع للحد من اإلستغالل المفرط‬ ‫للثروة البحرية إن كانت مبنية على أسس‬ ‫قانونيةواقعية‪.‬‬ ‫المشاكل التي يتخبط فيها قطاع تربية‬ ‫األحياء البحرية تندرج ضمن الئحة تضم‬ ‫المشاكل اإلداريـــة والمشاكـــل البنيوية‬ ‫والمشاكل اإلقتصادية‪ ،‬نذكر منها التعقيد‬ ‫الواضح في المساطر القانونية بخصوص‬ ‫إنشاء مشاريع التربية المائية‪ ،‬غياب تسهيالت‬ ‫بخصوص استيراد اآلليات المستعملة‪ ،‬مشاكل‬ ‫مرتبطة بالمراقبة اإلدارية والصحية التي وجب‬ ‫تبسيطها‪ ،‬وكذا مشاكل التأمين على كافة‬ ‫مرافق المؤسسات ‪.‬‬ ‫التبعية للخـارج بخصــوص المواد األوليـة‪،‬‬ ‫والتبعيـة في التسويق وغيـاب وحدات توليد‬

‫‪2‬‬

‫الذي يعد األكبر على مستوى سواحل إسبانيا‪،‬‬ ‫إلى تشييد منطقة تجارية ‪ ‬ترفيهية‪ ،‬عبر توفير‬ ‫خدمات بحرية و مباني ستمتد على مساحة ‪11‬‬ ‫ألف متر مربع‪.‬‬ ‫ويبدو من خالل هذا المشروع الضخم‬ ‫أن إسبانيا تراهن على أن يصير ميناء «مارينا‬ ‫المضيــق» ‪ ‬بوابــة سياحيــة تنافــس مينــاء‬ ‫«األندلـس» الذي يربط بين ملقا و قاديس‪،‬‬

‫المعروف باسم «مارينا القديسة»‪ ،‬ومشروع‬ ‫«مارينـا طنجــة» العمالق المنتظــر انتهـــاء‬ ‫أشغاله بحلول الصيف المقبــل‪ ،‬الذي يتضح‬ ‫أن الجارة الشمالية منزعجة كثيرا من إقامـة‬ ‫هذا المشـروع‪ ،‬الــذي سيصبــح أحـد أفضــل‬ ‫الموانيء الترفيهية على مستوى حوض البحر‬ ‫األبيض المتوسط‪.‬‬

‫ج‪.‬ط‬

‫ندوة علمية مهمة ومائدة مستديرة بالمهرجان الدولي‬ ‫الرابع أوروبا الشرق للفيلم الوثائقي بطنجة‬ ‫تشهد الدورة الرابعة للمهرجان الدولي أوروبا الشرق للفيلم‬ ‫الوثائقي‪ ،‬التي تنظمها الجمعية المغربية للدراسات اإلعالمية‬ ‫واألفالم الوثائقية بطنجة من ‪ 26‬الى ‪ 29‬أكتوبر الجاري‪ ،‬تنظيم‬ ‫ندوة علمية مهمة‪ ،‬ومائدة مستديرة‪ ،‬وذلك بمشاركة نخبة من‬ ‫المفكرين والسينمائيين واألكاديميين والنقاد‪.‬‬ ‫وتتمحور المائدة المستديرة‪ ،‬التي تقام بالمركز الثقافي محمد‬ ‫بوكماخ يوم الخميس ‪ 27‬اكتوبر الجاري على الساعة العاشرة‬ ‫صباحا‪ ،‬حول موضوع «إستراتيجية تطوير وإنتاج الفيلم الوثائقي»‪،‬‬ ‫حيث يشارك فيها احمد المعنوني وحسن بنجلون والمهدي بكار‪،‬‬ ‫فضال عن طارق اإلدريسي‪ ،‬وجمال السويسي‪ ،‬ثم كمال هشكار‪،‬‬ ‫ومراد بوسيف بشراكة مع الغرفة المغربية لمنتجي األفالم‪.‬‬ ‫أما الندوة العلمية‪ ،‬التي تقام يوم الجمعة ‪ 28‬أكتوبر بنفس‬ ‫المكان والزمان‪ ،‬فتتمحور حول موضوع «أزمنة الحكي من الرواية‬ ‫إلى الوثائقي»‪ ،‬وسيديرها األستاذ نبيل دريوش‪ ،‬ويشارك فيها كل‬

‫من اإلعالمي والسيناريست عبد اهلل الدامون وعبد الرحيم البجوقي‬ ‫من المغرب‪ ،‬والكاتبة واألكاديمية ماريا روسا دي مدارياغا‪ ،‬وخفيير‬ ‫فنزويال وهما من اسبانيا‪ ،‬وذلك بشراكة مع الشركة الوطنية‬ ‫لإلذاعة والتلفزة‪.‬‬ ‫يشار أن الدورة‪ ،‬التي تشارك فيها عشرة أفالم ضمن المسابقة‬ ‫الرسمية‪ ،‬ومسابقة أخرى جديدة‪ ،‬لها لجنة تحكيم‪ ،‬تمنح جائزة‬ ‫خاصة بالشركة الوطنية لإلذاعة والتلفزة‪ ،‬وتكريمات وازنة وورشات‬ ‫وأنشطة موازية‪ ،‬تقام بدعم من جهة طنجة تطوان الحسيمة‪،‬‬ ‫وجماعة طنجة والمركز السينمائي المغربي ومجلس الجالية‬ ‫المغربية بالخارج ووكالة إنعاش وتنمية األقاليم الشمالية‪ ،‬وبشراكة‬ ‫مع مجلس الجالية المغربية بالخارج والغرفة المغربية لمنتجي‬ ‫األفالم ‪ ،‬والشركة الوطنية لإلذاعة والتلفزة‪.‬‬

‫المشاورات‪ ،‬يا الوردة‪ ..‬عليها‪ ،‬سقط الندى‪.‬‬ ‫ادها ‪ ..‬وادها‪ ..‬واهلل ما خالها‪..‬‬ ‫الحكومة يا المغربية‪ ..‬عبإياله اديتيه نتيّا‪.‬‬ ‫الكتلة يا قضيب اللوز‪ ..‬اعطوها تدوز‪..‬‬ ‫وزغردي يا امرأة أنعمت عليها الحكومة البالية‬ ‫بفلوس األرامل والمطلقات‪ ..‬طلقات يا سيدي يا مولى‬ ‫البارود‪ ..‬وما سخينا يا ل ّ‬ ‫ال ما سخينا بالحكومة‪ ...‬ها‬ ‫الراميد ها هو‪ ..‬ها اإلصالحات ها هي‪ ...‬ها االستقرار‬ ‫ها هو‪ ...‬أقول قولي هذا وال أشير بأصبع إلى أي عضو‬ ‫في جسدي‪..‬‬ ‫ويا طالباً متعت الحكومة الربيعية ناظره في وجه‬ ‫المنحة العزيز العزيز‪ ..‬اهلل يرحم اللي قرّاك‪.‬‬ ‫ويا مواطناً في السهل والجبل‪ ،‬البوتاجاز تأتيك حتى‬ ‫لبين يديك‪ ،‬فال تنفجر من شدة قلة الشيء‪ ..‬فحكومة‬ ‫«الكتلة التاريخيــة» تحمل لك البشــرى‪ ،‬أنت وابنتك‬ ‫«بشرى» التي انقطعت عن الدراسة بسبب بُعد (مكتب‬ ‫التصويت) عن دواركم‪ ..‬وزوووط على مستهلكي‬ ‫المازوووط‪.‬‬ ‫ونم مستريحــاً في مثــواك األخير يا محمد يا عابد‬ ‫يا جابري‪ ..‬عبد اإلله ولد كيران سينقذ ما تبقى من‬ ‫«كتلة وطنية» ويلحقها بقطاره الحكومي‪ ،‬في صيغته‬ ‫الثانية المنقحة والمزيدة عن اللزوم‪ ..‬وزوووم عليك يا‬ ‫وريدة نبتت في بستان التاريخ وانتهت بها الظروف في‬ ‫أغنية من أغاني عبد العزيز الستاتي الملقب بإدريس‬ ‫لشقر‪« ..‬كاينا ظروف» ‪..‬‬ ‫يا فرحتك ويا سعادتك يا أم برج الميزان‪ ،‬عبد‬ ‫الحميد الشباط شابط في بن كيران شبطة المحبة بعد‬ ‫العداوة‪ ..‬وآن آلل فاس أن يهزوا الراس‪ ..‬باب الحكومة‬ ‫مفتوح فتحة القفطان على صدر المغرب لنا ال لغيرنا‪.‬‬ ‫يا مرحوم يا عالل يا فاسي‪ ،‬لم يذهب «النقد الذاتي»‬ ‫هباء‪ ..‬فالسي حميد زعيم آخر ساعة يقوم بأكبر نقد‬ ‫ذاتي منذ مجيء سيء الذكر «صندوق النقد الدولي»‬ ‫إلى بالد أبناء مازيغ‪ ..‬وبعد كل هذا الزيغ يعود صاحبنا‬ ‫إلى األوراق المرقدة في رف «الكتلة التاريخية»‪..‬‬ ‫قال لك‪ :‬السياسة أخالق‪ ..‬ولواه قل‪ :‬السياسة‬ ‫أخ لقالق‪ ،‬ال يستقر في موقع واحد‪ ،‬ومكانه الطبيعي‬ ‫تفرضه الظروف‪ ،‬فعشه في الصيف ليس هو وكره في‬ ‫الشتاء‪..‬‬ ‫ونلتقي‪! ‬‬


‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪� 31‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫العدد ‪860‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬

‫شة‬

‫يغالبني الضحك‪ ،‬حين يدور الحديث عما يسمى بالموظفين األشباح‪ ،‬ألن‬ ‫هذا األمر بقدر ما يثير االستغراب‪ ،‬يثير السخرية‪.‬‬ ‫فلو كنا في زمن غير زمننا هذا‪ ،‬لقلنا‪ :‬إن عملية التواصل بين اإلدارة‬ ‫المركزية بالرباط‪ ،‬والفروع التابعة لها بأقاليم المملكة‪ ،‬ال تتم بالشكل‬ ‫المطلوب‪ ،‬وإن اإلحصاءات ال تُضبط ضبطا تاما ودقيقا‪.‬‬ ‫ولكننا في زمن عرفت فيه وسائل االتصال والتواصل‪ ،‬طفرة هائلة ومخيفة‪.‬‬ ‫فهل لنا أن نضع مجموعة من عالمات التعجب‪ ،‬مقرونة بعالمات استفهام؟‬ ‫هل لنا أن نقول‪ :‬إن في األمر ّ‬ ‫«إن» ونضع تحتها خطوطا بارزة حمراء؟‬ ‫لنا الحق في التعجب واالستغراب‪ ،‬ولنا الحق في التساؤل واالستفسار‪.‬‬ ‫فكيف يلبس بعض موظفينا طاقيات اإلخفاء‪ ،‬ويسْرحون ويمْرحون كما‬ ‫شاءوا ومتى شاءوا وأنى شاءوا دون أن تطولهم أيدي رؤسائهم والمسؤولين‬ ‫عنهم‪ ،‬ودون أن تمسهم بسوء؟‬ ‫ثم –وهذا هو المهم‪ -‬كيف تُرسَـــل لهم رواتبهم إلى المخابئ التي‬ ‫يختفون فيها عن األنظار؟ ومن يرسلها لهم؟ ومن يتستر عليهم؟‬ ‫ما هي مهمة مصالح اإلحصاء‪ ،‬إذا كانت تعطينا أرقاما دقيقة ومحددة عن‬ ‫أعداد العاطلين‪ ،‬وأعداد النشيطين‪ ،‬وأعداد المتخرجين من المدارس العليا‪،‬‬ ‫وأعداد الصيادلة‪ ،‬وأعداد المهندسين‪ ،‬وأي أعداد شئنا‪ ،‬وتعجز العجز التام‪،‬‬ ‫عن ضبط األشباح‪ ،‬ووضعهم في الئحة أو لوائح‪ ،‬حسب انتماءاتهم ووظائفهم‬ ‫ومحالت إقامتهم؟‬ ‫إن ضبط الرقم هو المطلوب‪ ،‬أما اإلجراء الذي يمكن اتخاذه‪ ،‬فهو موكول‬ ‫للمسؤولين‪ ،‬فلهم واسع النظر‪ ،‬إن شاءوا إعادتهم إلى منطقة الظل‪ ،‬فلهم‬ ‫ذلك‪ ،‬وإن شاءوا إخراجهم إلى عالم الظهور والجالء‪ ،‬فلهم ذلك‪.‬‬ ‫المهم‪ ،‬أال نظهر أمام الدول التي سبقتنا بأشواط وأشواط‪ ،‬بمظهر العاجز‬ ‫الذي ال حول له وال قوة‪ ،‬إزاء مشاكل كنا نعتقد أننا تجاوزناها وطوينا صفحاتها‪،‬‬ ‫لِـتَو ّفرنا على وسائل الضبط والربط‪ ،‬والردع والزجر‪ ،‬والتدقيق والتمحيص‪،‬‬ ‫والمراقبة والمحاسبة‪.‬‬ ‫لكن يبدو أننا لم نحسن استعمال هذه الوسائل‪ .‬لذا سيظل األشباح‬ ‫يطاردوننا في اليقظة والنوم‪ ،‬وبياض النهار وسواد الليل‪ ،‬وفي دهاليز‬ ‫الوزارات‪ ،‬وسراديب اإلدارات‪.‬‬ ‫فنسألك اللهم ‪ -‬بالمُعوّذتين ‪ -‬أن تصرفهم عنا‪ ،‬وتقينا بأسهم‪.‬‬

‫العصبة المغربية للدفاع عن حقوق اإلنسان بوزان‬ ‫«تتبرأ»من انتخابات ‪ 7‬أكتوبر‬

‫وزان ‪ :‬مراسلة خاصة‬ ‫«لكن ما وقع في وزان يشكل انتكاسة حقيقية للبناء الديمقراطي‬ ‫ومصداقية المؤسسات حيث قارب منسوب النزاهة والشفافية في‬ ‫هذه االنتخابات مؤشر الصفر‪ .» ....‬بهذه اللغة الحادة خرج إلى العلن‬ ‫التقييم األولي الستحقاق ‪ 7‬أكتوبر على مستوى الدائرة ‪ ‬االنتخابية‬ ‫وزان ‪ .‬قراءة وثقها المكتب اإلقليمي للعصبة المغربية للدفاع عن‬ ‫حقوق اإلنسان بوزان في بيان ‪ -‬تتوفر الجريدة على نسخة منه‪ -‬موجه‬ ‫إلى الرأي العام المحلي والوطني ‪.‬‬ ‫‪ ‬القراءة القاتمة للمالبسات المحيطة باالستحقاق التشريعي‬ ‫األخير على مستوى الدائرة االنتخابية وزان‪ ،‬لم تأت من الفراغ‪ ،‬كما‬ ‫سجل ذلك البيان الحقوقي المذكور‪ ،‬بل يضيف نفس البيان‪ ،‬تم‬ ‫الوقوف عليها بمختلف التقارير التي توصل بها المكتب اإلقليمي‪ ،‬من‬ ‫راصدين حقوقيين للعملية االنتخابية في مجملها ‪.‬‬ ‫‪ ‬بيان المكتب اإلقليمي للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق‬ ‫اإلنسان حصر تلوث المناخ العام لالنتخابات األخيرة التي « كنا نأمل‬ ‫منها أن تساهم في ترسيخ مشروع البناء الديمقراطي‪ ،‬وبناء دولة‬ ‫المؤسسات التي تمر حتما عبر التنافس الشريف بين األحزاب ‪،»....‬‬ ‫حصرها في حزمة من االختالالت الهيكلية‪ ،‬وهي ‪:‬‬

‫‪ - ‬استغالل ممتلكات الدولة من طرف حزب معين نتج عنه افتقاد‬ ‫مبدأ تكافؤ الفرص بين المرشحين ‪.‬‬ ‫ توزيع الوعود ببناء المساجد‪ ،‬وتسييج مؤسسات تعليمية‪ ،‬وحفر‬‫اآلبار‪ ،‬وفتح المسالك الطرقية ‪....‬‬ ‫ التحرك المكشوف لبعض رجال وأعوان السلطة في دعم‬‫مرشحين بعينهما ‪.‬‬ ‫ االرتفاع الكبير ‪ -‬الداعي لالستغراب ‪ -‬في نسبة المشاركة‬‫والتصويت لصالح حزب بعينه بجماعة سيدي بوصبر ( ‪ 98‬في المائة) ‪.‬‬ ‫ كتابة آية قرآنية فوق ملصق انتخابي لحزب معين ‪.‬‬‫ طرد ممثلي حزب سياسي من مكاتب التصويت ‪.‬‬‫ رفض تسليم المحاضر لبعض ممثلي مرشحين بعينهم ‪.‬‬‫‪ ‬بيان المكتب اإلقليمي للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬وقبل االنتهاء من سرد االعتبارات التي أسس عليها تقييمه‬ ‫للمحطة التشريعية ‪ ، ‬يفيد بأنها « افتقدت إلى المصداقية والشفافية‬ ‫والنزاهة وحياد السلطة ‪ »...‬وبعد‪ ‬أن « حيى عاليا أحزابا وطنية‬ ‫قامت بحملة انتخابية نزيهة وشفافة»‪ ،‬عبر عن التزامه أمام الرأي‬ ‫العام ‪« ‬بإصدار تقرير نهائي وشامل عن العملية االنتخابية بإقليم‬ ‫وزان»‪ .‬‬

‫وقفة مع‬ ‫الفيلسوف‬ ‫طه عبد الرحمن‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫أعود إلى بعض ما دونته في مذكراتي بخصوص الدين والعلمانية‪..‬‬ ‫في مناسبة علمية مشهودة نظمناها بآداب تطوان في السنة الجامعية‬ ‫‪ 2009‬ـ ‪ 2010‬استضفنا الفيلسوف المغربي طه عبد الرحمن إللقاء درس افتتاحي؛‬ ‫اختار له موضوع ‪:‬‬

‫«األخالق العالمية مداها وحدودها»‪..‬‬

‫وحيث إن الدرس المذكور ما زال حيا في ضميري وعقلي ‪..‬وله سبق وأولوية‬ ‫لقيامه على الحجاج الهادف لتصحيح الربط الفج بين «العلمانية» و «الدين»‬ ‫على حساب سياسة األخالق أو أخالق السياسة ‪..‬أقنعت نفسي بضرورة العودة إلى‬ ‫التذكير بأهم نقاطه المفصلية‪..‬‬ ‫أفق الدرس المذكور عالمي‪ ..‬وعالميته مشدودة بشأننا الخاص ما دام‬ ‫المشكل أخالقيا يمس األفراد والجماعات في أرض اهلل الواسعة‪..‬‬ ‫بعد تقديمه لبيانين ؛ أولهما مفهومي وثانيهما تاريخي حول األخالق‬ ‫العالمية‪ ،‬حدد الفيلسوف طه عبد الرحمن أربع ركائز لهذه األخالق الكلية أو‬ ‫الكونية‪.‬‬

‫الركيزة األولى ‪:‬‬

‫ضرورة تسييد أخالق عالمية ؛ وبدونها ال يمكن إقامة بنـاء عالمـي جديد‬ ‫يخرجنا من أزمة متعددة ‪ ..‬وهذه األخالق العالمية الملزمة هي أعز ما يطلب ‪..‬‬

‫الركيزة الثانية ‪:‬‬

‫المعاملة اإلنسانية المترجمة لهذه األخالق العالمية ؛ بغض النظر عن الدين‬ ‫واللون والجنس والعرق‪..‬‬ ‫والقاعدة الذهبية في هذه الركيزة هي أن ال تعامل غيرك بما ال تريد أن‬ ‫تعامل به‪ ..‬وبديهي أن في اإلسالم صورا متعددة لهذه القاعدة وهي متوقفة على‬ ‫اإليمان «ال يؤمن أحدكم حتى يحب ألخيه ما يحب لنفسه»‪.‬‬

‫الركيزة الثالثة ‪:‬‬

‫متعلقة بتوجيهات أدبية هي االلتزام ب ‪:‬‬ ‫ـ ثقافة التضامن وبنظام االقتصاد العادل‬ ‫ـ ثقافة التسامح والصدق في الحياة ( مطابقة في األقوال واألفعال )‬ ‫ـ ثقافة الحقوق والمساواة بين الجنسين ( احترام الشريكين )‬

‫الركيزة الرابعة ‪:‬‬

‫الحاجة إلى تحويل القلوب ؛ إذ اليمكن تغيير األرض دون تغيير القلوب؛ وهذا‬ ‫أمر يتوقف على ‪ :‬التفكر والتأمل والصالة والذكر‪..‬‬ ‫وفي إطار سرد بعض الملحوظات النقدية حول هذه األطروحة ذكر الفيلسوف‬ ‫طه عبد الرحمن بمبادرة تأسيسية قام بها برلمان األديان في مؤتمره الثاني بعد‬ ‫ارتفاع وعي المتدينين‪ ..‬حيث انتهى إلى خالصتين ‪:‬‬ ‫ـ التحاور والتسالم بين األديان‬ ‫ـ تأكيد قدرة الديانات على القيام بدور فعال في العالم بدل تمسكه بالمواثيق‬ ‫العلمانية‪ ..‬وهذه الثانية تبطن فكرة ‪ :‬العولمة الدينية قادمة بمبناها األخالقي‪..‬‬ ‫ووضح سيدي طه ملحوظتين فاصلتين هما ‪:‬‬ ‫ـ ال تكفي أن تكون لألخالق العالمية أصول دينية بل ينبغي االقتناع والعمل‬ ‫من أجل التمكين الديني في العالم ؛ إذ ال نهوض بقيمة الدين إال برفع مكانته‪..‬‬ ‫ـ الرقي بالخلقية اإلنسانية‪.‬‬ ‫وبعد بسطه لمظاهر اإلخالل بالتمكين الديني عرض أهم مبادئ العلمانية‬ ‫وهي ‪:‬‬ ‫تخصيص الدين ‪..‬‬ ‫تعدد الحقيقة‪..‬‬ ‫سلطة العقل‪..‬‬ ‫وأكد مجددا أن اإلعالن من أجل األخالق العالمية ال يحقق أي تمكين‬ ‫في العالم ما دام اليحقق التقدم األخالقي‪ ..‬وبالتالي يعجز عن تحقيق السالم‬ ‫العالمي‪ ..‬فضال عن كونه ال يتضمن من األخالق إال الحد األدنى ‪..‬كما أنه يفتقر‬ ‫إلى العنصر الرئيس في كل دين وهو اإليمان‪ ..‬وتأسيسا على هذا يقرر سيدي طه‬ ‫أن‪ :‬ال سالم في العالم بدون سالم بين األديان‪.‬‬ ‫ويحصر سيدي طه معايير التقدم األخالقي في ‪:‬‬ ‫ـ الصلة بين التدين والتخلق ( حد التطابق والتماثل )‬ ‫ـ األخذ بالتوجيهات األخالقية ( هذه التوجيهات موجودة في الدين على وجه‬ ‫القطع وليس على وجه الظن )‪.‬‬ ‫ـ التوسع األخالقي ( إذا وجدنا دينا يرفع العمل الدنيوي إلى مستوى العمل‬ ‫الديني)‪.‬‬ ‫ـ التفضل األخالقي ( المعيار األعلى يحتاج إلى تطبيقه على دين قبل تطبيقه‬ ‫على دين غيره‪.) ..‬‬ ‫والجدير باإلبراز أن اإلسالم ـ يقول سيدي طه ـ جعل أفضلية اإليمان أساس‬ ‫التوجيهات‪..‬‬ ‫وأما اإلعالن فقد دعا إلى أربع قيم أساسية ‪:‬‬ ‫التضامن ‪ ..‬التسامح ‪ ..‬المساواة ‪ ..‬المسالمة ‪..‬‬ ‫لكنه أسقط اإليمان والعمل فأخل تبعا لذلك بواجب التمكين الديني‬ ‫واالرتقاء باألخالق في العالم والناتج أن ‪:‬‬ ‫ـ هناك طريقين للتوصل الى األخالق العالمية‪ :‬العلمانية والدين الواحد‬ ‫ـ عالمية اآلخالق ليست في اتفاق غالبية األمم بل أن يثبت بالبرهان أن هذه‬ ‫األخالق قادرة أن تسود‪..‬‬ ‫ـ الحوار بين األديان يتعين أن ال يجعل المتدينين يخوضون في قضايا العالم‬ ‫بل أن ينكبوا على قضايا مدنيته‬ ‫ـ األعمال الدينية ليست أفعاال باطنية تخص األفراد بل هي أفعال تعم‬ ‫المجتمعات‬ ‫ـ القضايا الروحية غير ممتنعة عن المناقشـة العقليـة وال عن المناقشـة‬ ‫األخالقية لكونها أكثر اتساعا‪..‬‬ ‫ـ األديان تتفاضل فيما بينها بهذه العقالنية الواسعة‬ ‫ـ السالم العالمي ال يوصل إلى تسالم األديان وحده ؛ طالما أن منطق‬ ‫المصلحة ومنطق القوة يسودان‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪� 31‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫العدد ‪860‬‬

‫في لحظة اعتراف ووفاء‬ ‫«كرسي العربي المساري ألخالقيات اإلعالم والتواصل»‬ ‫في المعهد العالي لإلعالم والتواصل بالرباط‬

‫لو لم يكن في رصيد حكومة عبد اإلله بنكيران‬ ‫سوى مبادرة إطالق اسم الراحل الكبير العزيز محمد‬ ‫العربي المساري على «كرسي أخالقيات مهنة‬ ‫الصحافة» بالمعهد العالي لإلعالم والتواصل‪ ،‬لكان‬ ‫ذلك وسام فخر على صدره وحكومته التي يمكن‬ ‫أن نقول إنها حققت تحوال كبيرا في تعامل الدولة‬ ‫المغربية مع الصحافة والصحافيين‪ ،‬حين أشرف‬ ‫عضو بارز من أعضائها الناطق باسم الحكومة‬ ‫مصطفى الخلفي‪ ،‬على اإلعالن الرسمي عن «كرسي‬ ‫العربي المساري ألخالقيات اإلعالم والتواصل» في‬ ‫حفل كبير التأم صباح الخميس ‪ 20‬أكتوبر الجاري‪،‬‬ ‫بالمعهد المذكور‪ ،‬بحضور جمع حافل من كبار‬ ‫المثقفين واإلعالميين واألكاديميين والسياسيين‪،‬‬ ‫في لحظة وفاء لرجل اختزل أخالقيات مهنة الصحافة‬ ‫في شخصه وفي سلوكه اليومي وتعامله مع محيطه‬ ‫ومع اآلخرين‪.‬‬ ‫ذلكم هو الراحل العزيز األستاذ محمد العربي‬ ‫المساري الذي رحل عنا عند نهاية يوليوز من العام‬ ‫الماضي‪ ،‬وترك بيننا‪ ،‬فضال عن العديد من أعماله‬ ‫الصحافية واألدبية والتأريخية‪ ،‬البالغة األهمية‪،‬‬ ‫ذكرى رجل شهم متخلق‪ ،‬هادئ‪ ،‬متشبع بحب الوطن‪،‬‬ ‫وبقيم المجتمع المغربي المثلى وبروح الحوار‬ ‫المسؤول‪ ،،‬ومتمسك بأخالقيات مهنة الصحافة التي‬ ‫كرس حياته لترسيخ ثقافتها وإشاعتها في الوسط‬ ‫المهني حتى صارت صفة من صفاته الجليلة‪ ،‬وخصلة‬ ‫من خصاله الحميدة‪ ،‬ومنقبة من مناقبه النبيلة‪.‬‬ ‫وتميز الحفل بحضور القيادة التاريخية لحزب‬ ‫االستقالل‪ ،‬محمد بوستـــة‪ ،‬ومحمد الدويري وعبد‬ ‫الكريم غـــالب‪ ،‬ومحمد خليفـــة‪ ،‬وعباس الفاسي‬ ‫وغيرهم من رموز الحزب‪ ،‬إضافة إلى أرملة الراحل‬ ‫محمد العربي المساري وكريمته منى المساري‬ ‫وشخصيات بارزة ووازنة في عالم اإلعالم والفكر‬ ‫والثقافة والسياسة والدبلوماسية اتحدت‪ ،‬رغم‬ ‫اختالف مشاربها ومعتقداتها الفكرية والسياسية‪ ،‬في‬ ‫اإلشادة بأخالق الراحل‪ ،‬وعصاميته وعمله وتمسكه‬ ‫بالخلق الكريم‪ ،‬والسلوك القويم والنهج المستقيم‬ ‫في حياته المهنية وحياته الخاصة والعامة‪ ،‬فكان‬ ‫نبراس أجيال من الصحافيين المبتدئين الذين أخذوا‬ ‫عنه هدوءه وتميزه وأخالقه وسلوكه وممارسته‬ ‫الحكيمة الرزينة إلعالم مرتبط بالحقيقة والجدية‬ ‫ومبني على الحوار المسؤول البعيد عن كل أشكال‬ ‫العصبية أو الغوغائية أو التفاهة السياسية‪.‬‬ ‫لقد كان‪ ،‬بحق‪ ،‬الصحافي الكامل‪ ،‬يحمل‪ ،‬بحب‪،‬‬ ‫هموم وطنه‪ ،‬ويسعى‪ ،‬بصدق‪ ،‬إلى الدفع في طريق‬ ‫التغيير‪ ،‬إن على مستوى العقليات‪ ،‬أو الممارسات‬ ‫المهنية‪ ،‬وينشر‪ ،‬بإيمان كبير‪ ،‬مبادئ الشهامة‬ ‫والنبل‪ ،‬في التعامل مع الخبر‪ ،‬ومع صانعي ومتلقي‬ ‫الخبر‪ ،‬دونما استفزاز أو إزعاج أو تطاول أو تكابر‪.‬‬ ‫وعبر كلمات مؤثرة‪ ،‬قال رئيس مجلس رئاسة‬ ‫حزب االستقالل‪ ،‬األستاذ محمد بوستة‪ ،‬عن المرحوم‬ ‫محمد العربي المساري‪« :‬كان دائما وفيا ألخالقيات‬ ‫العمل السياسي واإلعالمي الذي تفرغ له‪ ،‬وكان غيورا‬ ‫على وطنه وصادقا غي عمله على مستوى جميع‬ ‫الميادين التي اشتغل فيها وعنها»‪.‬‬ ‫واعتبر األستاذ بوستة أن ‪« :‬مبادرة إطالق أسم‬ ‫العربي المســاري على كرســــي «أخالقيات مهن‬ ‫الصحافة» يعتبر تكريما للمجهود الذي بذله الفقيد‬ ‫في سبيل تطوير المشهد اإلعالمي‪ ،‬عبر مؤلفاته‬ ‫العديدة ونضاله المهني المتواصل على مدى‬ ‫نصف قرن‪ ،‬ومن زوايا مختلفة‪ ،‬ما مكن أجياال من‬ ‫الصحافيين من االستفادة من خبرته وتجربته الغنية‬ ‫في مجال اإلعالم والتواصل»‪.‬‬ ‫وفي شهادته بمناسبة هذا الحفل‪ ،‬قال الكاتب‬ ‫والروائي والصحافي األستاذ عبد الكريم غالب إن‬ ‫الراحل يعد “رجال من رجاالت الصحافة الذي أخلص‬ ‫لها وقدرها كما أخلصت له وقدرته في حياته وبعد‬ ‫مماته”‪ ،‬مضيفا «أن المساري كان رجل ثقافة وعلم‪،‬‬ ‫عصاميا متميزا‪ ،‬قدمته ظروفه وعقليته ونشاطه‬ ‫وتطلعاته إلى ميدان الصحافة‪ .‬حتى صار وجها‬ ‫من وجوه الصحافيين البارزين بالمغرب وفي خارج‬ ‫المغرب‪ ،‬عربيا وغربيا‪ ،‬كما أن الراحل المساري امتاز‬ ‫على الدوام‪ ،‬بإخالصه لعمله‪ ،‬كما أنه كان دوما‬ ‫يوجه قلمه وثقافته نحو الخير والصدق واألمانة»‪.‬‬

‫وأشار أيضا إلى أن الراحل المساري كان على‬ ‫الدوام صادقا وصريحا فيما يكتب‪ .‬لذلك‪ ،‬تقبله‬ ‫القراء بكامل المحبة واالحترام والتقدير والثقة‪،‬‬ ‫خاصة وأنه كان يختار الموضوعات الصعبة وليس‬ ‫السهلة “كان يكتب الجديات وليس الهوائيات‬ ‫والخرافيات»‪ « ،‬مجدا بعمله وأخالقه‪ ،‬مثال الصدق‬ ‫والوضوح والصراحة‪ ..‬ومثاال لنظافة اليد والعقل‬ ‫واللسان»‪.‬‬ ‫أما وزير االتصال األستاذ مصطفى الخلفي‪ ،‬فقد‬ ‫ذكر في بداية تدخله إلى اشتغاله بجانب الراحل‬ ‫العربي المساري في اللجنة الوطنية إلصالح قوانين‬ ‫الصحافة والنشر التي ترأسها‪ ،‬وكذا ”في جميع مراحل‬ ‫النضال من أجل أخالقيات المهنة”‪ ،‬اعتبر أن كرسي‬ ‫الراحل العربي المساري ألخالقيات اإلعالم واالتصال‬ ‫منارة مفتوحة في وجه العموم وخاصة المهنيين‬ ‫والمهتمين‪ ،‬من أجل إشاعة أخالقيات اإلعالم‪.‬‬ ‫وبرأي الوزير الخلفي أن المبادرة التي أقدم‬ ‫عليها المعهد العالي لإلعالم واالتصال ‪..‬بتخصيص‬ ‫كرسي باسم العربي المساري‪ ،‬ب «المبادرة النوعية»‬ ‫ألنها ستساهم في تعزيز التكوين والبحث العلمي‬ ‫في مجال أخالقيات المهنة التي أعتبرها الوزير أساس‬ ‫تطور مستقبل الصحافة في المغرب‪..‬إضافة إلى‬ ‫المجاالت األخرى التي تسهم في تطور الصحافة‪..‬‬ ‫وأكد مصطفى الخلفي أن الكرسي يضطلع‬ ‫بثالث مهام أساسية «أوال‪ ،‬المساهمة في التكوين‬ ‫األكاديمي المعمق لـ ‪ 60‬صحفيا كل سنة‪ ،‬ثانيا‪،‬‬ ‫استضافة شخصيات علمية وازنة ستساهم في التأطير‬ ‫والتكوين‪ ،‬ثم ثالثا‪ ،‬تجميع البحوث العلمية المرتبطة‬ ‫بأخالقيات المهنة مما يجعل الكرسي مرجعا لهذا‬ ‫الموضوع على الصعيد الوطني»‪ .‬وبصفة عامة‪ ،‬فإن‬ ‫مهام كرسي العربي المساري تتمثل في “تقديم‬ ‫مسار دراسي سنوي في دورات معمقة ومنتظمة‪،‬‬ ‫وتنتج شواهد علمية للتكوين في أخالقيات المهنة”‪،‬‬ ‫ثم “تشجيع البحث العلمي المرتبط بمجال أخالقيات‬ ‫الصحافة واإلعالم‪،” ،‬وتنمية المعرفة بأخالقيات‬ ‫المهنة‪،‬في العمل اإلعالمي وذلك عبر ”تنظيم‬ ‫محاضرات مفتوحة للعموم والتكوين والتأطير العام”‪،‬‬ ‫وشدد على أنه بدون ذلك فإن العمل الصحافي يفقد‬ ‫أهميته وجديته واستقالله‪.‬‬ ‫جمال الدين الناجي المدير العام للهيئة العليا‬ ‫لالتصال السمعي البصري‪ ،‬شدد على ضرورة بناء‬ ‫دولة القيم واألخالق بعد دولة القانون‪ ،‬خاصة في‬ ‫الصلة بمجال اإلعالم واالتصال‪ ،‬حيث يجب تقديم‬ ‫األخالق على القانون في عالقة اإلنسان بالعالم‬ ‫االفتراضي‪،‬ألن دولة القيم تقوم على السلم‬ ‫والتسامح والمسؤولية الفردية‪ ،.‬ألن المنطق السليم‬ ‫ينطلق من القيم ال من ترسانة القوانين‪ ،‬ويقتضي‬ ‫اإلعداد الجيد في مجال والتربية والتنشئة‪.‬‬ ‫من جانبه عبر الدكتور بنعيسى عسلون‪ ،‬أستاذ‬ ‫السمعي البصــري بالمعهـــد‪ ،‬المكلف بالكرسي‬ ‫األكاديمي للعربي المساري‪ ،‬عن افتخاره بتحمل‬ ‫مسؤولية كرسي يحمل اسم رجل من طينة وحجم‬ ‫الراحل الكبير‪ ،‬محمد العربي المساري‪ ،‬الذي قال‬

‫عنه إنه «الكاتب األلمعي‪ ،‬والصحافي المقتدر‪،‬‬ ‫والدبلوماسي المتميز‪ ،‬والوزير المحترم المسكون‬ ‫بهموم هذا الوطن»‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬أشارالدكتور بنعيسى عسلون‪،‬‬ ‫أستاذ السمعي البصري بالمعهد‪ ،‬والمعين للكرسي‬ ‫األكاديمي‪ ،‬عن عظيم افتخاره واستشعاره لثقل‬ ‫مسؤولية كرسي يحمل اسم رجل من طينة وحجم‬ ‫الراحل الكبير‪ ،‬محمد العربي المساري‪ ،‬الذي قال‬ ‫إنه اسم يسكن الوجدان‪ ،‬فهو الكاتب األلمعي‪،‬‬ ‫والصحفي المقتدر‪ ،‬والدبلوماسي المتميز‪ ،‬والوزير‬ ‫المحترم المسكون بهموم هذا الوطن‪.‬‬ ‫وأضاف بنعيسى عسلون‪ ،‬أن اسم هذا الرجل‬ ‫يشكل بالنسبة له مصدر تحفيز كبير ال ينضب في‬ ‫مباشرة عمله المهني اليومي‪ ،‬وأيضا كمسؤول‬ ‫على قاعة كرسي العربي المساري الذي يهدف‬ ‫حسب عسلون‪ ،‬إلى دعم برامج التكوين والبحث‬ ‫العلمي في مجال األخالقيات في سياقاتها المهنية‬ ‫المختلفة‪ ،‬واإلسهام في الرفع من مستوى الوعي‬ ‫بأهمية أخالقيات المهنة‪ ،‬من خالل تنظيم ندوات‬ ‫ومناظرات ولقاءات لرصد وتدارس مختلف المواضيع‬ ‫واإلشكاليات المرتبطة باألخالقيات ومبادئ وقواعد‬ ‫السلوك المهني‪ ،‬الذي كان المساري كأستاذ لنا‬ ‫جميعا رمزا من أهم رموزه‪.‬‬ ‫لإلشارة فقد تم تجهيز قاعة «كرسي العربي‬ ‫المساري ألخالقيات اإلعـــالم واالتصال» بوسائل‬ ‫تكنولوجية متطورة ومكاتب الستقبال الطلبة‬ ‫والباحثين المشتغلين بالبحث العلمي في مجال‬ ‫أخالقيات المهنة بوصف خاص‪.‬‬ ‫أما األستاذ عبد اهلل البقالي‪ ،‬عميد الصحافيين‬ ‫المغاربة ومدير جريدة العلم‪ ،‬فقد ذكر بمواطن‬ ‫النبوغ الفكري والثقافي والعلمي واألخالقي في‬ ‫إنتاج الراحل محمد العربي المساري‪ ،‬كاتبا وصحافيا‪،‬‬ ‫ومؤرخا‪ ،‬وسياسيا‪ ،‬ودبلوماسيا متميزا‪ ،‬وركز على‬ ‫جانب األخالق في الممارسة المهنية للراحل المساري‬ ‫المطبوعة بالجديــة والرزانة والمسؤولية واحترام‬ ‫قيم األخالقيات المهنية في تناول مختلف كتاباته‬ ‫والمواضيع التي اشتغـل عليهــا‪« ،‬وهو ما أصبــح‬ ‫المشهد اإلعالمي المغربي يفتقر إليه نظرا لتفريخ‬ ‫ممارسات تضرب في الصميم أخالقيات الصحافة»‪،‬‬ ‫برأي رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية ‪.‬‬ ‫وقد سبق اإلعالن عن أن أسرة المساري سلمت‬ ‫لمؤسسة أرشيف المغرب رصيدا وثائقيا هاما يضم‬ ‫أرشيفا متنوعا يعكس مختلف أوجه نشاط وتراث‬ ‫الراحل كمؤرخ وكاتب ومؤلف ومثقف ودبلوماسي‬ ‫ووزير‪.‬‬ ‫ومعلوم أن األستاذ محمد العربي المساري‬ ‫رحمه اهلل كان يتتبع باهتمام كبير خطوات جريدة‬ ‫«الشمال» في حلتها الجديدة‪ ،‬ويتعهد هيئة التحرير‬ ‫بنصائحه واقتراحاته بصورة مستمرة‪.‬‬ ‫وقبيل وفاته رحمه اهلل بعث إلينا برسالة مؤثرة‪،‬‬ ‫يسعدنا أن ننشرها في هذا العدد اعترافا بالجميل‬ ‫ووفاء منا لذكرى الراحل العزيز‪.‬‬

‫عزيزي األستاذ عزيز كنوني‬

‫«وصلني عددان من الشمال وهما غنيان جداً‬ ‫بما يجب أن يُقرا ولعل هذا أفضل مكافأة لطاقم‬ ‫التحرير رغم تكلفتها المعروفة‪.‬‬ ‫أول ما يجب التنويه به هو الندرة النادرة‬ ‫لألخطاء النحوية واإلمالئية وهذه فضيلة معروف‬ ‫ماتاهـــا ومتطلباتهـــا وتفسيرها من توضيــح‬ ‫الواضحات‪.‬‬ ‫وال يفوتني أن أعبر عن تبادل العزاء في‬ ‫بنعزوز وهي مناسبة حركتنيً ألحث المعنيين بان‬ ‫تكون االربعينية تظاهرة تتجاوز النطاق المحلي‬ ‫واإلقليمي وأتصور أن مبادرة في هذا االتجاه قد‬ ‫تأخذ طريقها‪. ‬‬ ‫خطر لي بمناسبة ما ذكره خالد مشبال في‬ ‫المساء عن دور إذاعة طنجة يوم الصخيرات أن‬ ‫األمر يستحق العودة‪ .‬‬ ‫وحسب رواية خالد فإن عدم ربط إذاعة طنجة‬ ‫باإلذاعة المركزية يرجع ببساطة إلى المحافظ‬ ‫وكان في تلك الساعة هو العسري وإلى التقني‬ ‫وليس إلى بطولة مسؤول من أي رتبة فحبذا لو‬ ‫عدتم إلى الموضوع لبيان حقيقة ما وقع ‪ ‬وتسليط‬ ‫أضو ًء على قرار بسيط كان له اثر في مجرى‬ ‫األحداث التي تسلسلت في بقية ذلك اليوم‪.‬‬ ‫أشرت على موضوعات سأرجع إليها منها‬ ‫موضوع يتعلق بإضراب شباب الميناء المتوسطي‬ ‫وآخر يتعلق بحي العرفان وقد‪ ‬انفردت «الشمال»‬ ‫بالحاحها ‪ ‬على رواية متميزة لذلك الحدث الذي‬ ‫عبر عن انفجار وقع بكيفية متوقعة ولكن في‬ ‫غفلة من الجميع‪.‬‬ ‫وأخيرا أهنئكم على جر األستاذة اللوه إلى‬ ‫الكتابة وقد وقع اإللحاح عليها من قبل لكي تفتح‬ ‫المحبرة وتجود على القراء بما ليس من حقها أن‬ ‫تحتفظ به ألن الثمن الذي سنؤديه جميعا هو‬ ‫هرولة الفضوليين والثرثارين للخوض فيما ال‬ ‫يعرفون‪. ‬‬ ‫وحبذا لو بادرت لمد الجريدة بمعطيات عن‬ ‫سيرتها األكاديمية والثقافية واألسرية‪ .‬‬ ‫أو أن تعد بانها ستدون ذلك أو دونته لكي‬ ‫نطمئن إلى أن الجمهور سيكون في وسعه أن‬ ‫يعرف المعطيات ممن يعرفها‪ ‬‬ ‫وقد خوطبت وامتنعت للكالم عن سيرتها‬ ‫وعن استاذ األجيال المرحوم ابراهيم اإللغي وهذا‬ ‫ليس من حقها‪. ‬‬ ‫هكذا ترى انك تسير مركبا يمخر في بحر هو‬ ‫ماري نوصطروم وأن القدر ألقى بك في تجربة‬ ‫تمس في أن واحد‪ ‬راهن حاضرة تنتقل إلى أن‬ ‫تكون ميطروبوال فاعلة في التاريخ المعاصر وأيضا‬ ‫هي حاضنة لتاريخ قلما يتاح لمدينة متوسطية‬ ‫أخرى هي منارة تاريخية‪ .‬‬ ‫أقف عند هذا الحد وأشد على يديك للمجهود‬ ‫الذي تبذله للقيام بالواجب بأكثر مما يستطيعه‬ ‫فرد واحد‪. ‬‬ ‫تحياتي‪ . ‬محمد العربي المساري»‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪860‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪� 31‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫سيارات األجرة بالمغرب‪ ...‬بين معاناة السائقين والركاب‪...‬‬ ‫جبروت أصحاب المأذونيات مقابل حقوق السائقين المهدورة‬ ‫هي مشاكل ومعاناة كبيرة تلك التي يرزح تحتها‪ ‬سائقو سيارات األجرة الصغيرة بالمغرب عامة‬ ‫ومدينة طنجة خاصة مع أرباب سيارات األجرة‪ ،‬والتي ال تجد لها إال معنى واحدا أو عنوانا بارزا هو‬ ‫الجشع الذي يتملك أصحاب المأذونيات الذين ال همّ لهم إال اإلغتناء على حساب عرق جبين السائقين‬ ‫الذين ال يجمعهم بهم أي رابط قانوني يكفل حقوقهم ويحول دون هضمها‪.‬‬ ‫هذه المعاناة التي يتجرعها هؤالء في صمت ال تتوقف عند ما يلحقهم من طرف هؤالء‪ ،‬بل تتعداه‬ ‫إلى غياب اإلطار النقابي الذي من صميم اختصاصاته الدفاع عن حقوقهم‪ ..‬هذا الغياب يطرح في نظرهم‬ ‫أكثر من عالمة استفهام حول هذا الصمت الذي ال تفسير له‪ ،‬حقوق السائقين التي تبقى عرضة للضرب‬ ‫بها عرض الحائط والتي يواجهون فيها “فك اإلرتباط التعسفي” معهم من طرف المشغل الذي ال‬ ‫يتوقف جشعه أيضا عند هذا المستوى حيث ال يجد أدنى مشكلة في التخلص من السائق واإلستغناء عنه‬ ‫بمجرد “عثوره” على سائق آخر يمكنه رفع السومة‬ ‫“الروسيتة” ولو بـ ‪ 10‬دراهم فقط‪.‬‬ ‫الجشع الذي يسم وجوه بعض أرباب سيارات‬ ‫األجرة يصل في كثير من األحيان إلى إجبار السائق‬ ‫على دفع سومة أو مردود يومي يصل إلى حوالي ‪400‬‬ ‫درهم تحت طائلة الطرد‪ ،‬وهو ما يجعل السائق يعمل‬ ‫في ظروف صعبة تجعله كالالهث وراء ثروة مفقودة‬ ‫ويكون هذا في األيام العادية‪ ،‬أما في نهاية األسبوع‪،‬‬ ‫التي تقل فيها حركة النقل وحركية المواطنين داخل‬ ‫المدينة‪ ،‬فإن “الروسيتة” المفروضة ال تقل عن ‪250‬‬ ‫درهم‪ .‬هذا فضال على إجبار السائق على التكفل‬ ‫بمصاريف إصالح السيارة خارج “الروسيتة” التي يتم‬ ‫تقسيمها على أربعة يأخذ السائق الثلث فيما يكون‬ ‫الباقي (‪ )3/4‬من نصيب رب السيارة‪.‬‬ ‫«فوضى واستغالل وريع»‪ ،‬هكذا يصف أحمد‬ ‫(إسم مستعار لمسؤول نقابي)‪ ،‬وضعية سائقي سيارات‬ ‫األجرة بكل فئاتها في طنجة‪ ،‬مشيرا إلى أن السائق‪،‬‬ ‫كمُستغِّل لمأذونية النقل‪ ،‬يعيش كـ «عَبْد» لدى‬ ‫مالِكِها‪ ،‬حيث يغيب القانون في تنظيم مهنة سائق‬ ‫طاكسي‪ ،‬وهنا تنتشر الفوضى‪ ،‬بتعبير أحمد‪.‬‬

‫• كيف تصـــف وضعيــــة سائقـــي‬ ‫الطاكسيات في المغرب؟‬ ‫• • نحن بكــل اختصار فئــة مهمشة في بلدنا‪،‬‬

‫وسط غياب قوانين منظمة وطغيان الريع بشكل‬ ‫كبير والذي ينخر المهنة‪ ..‬إن سائق الطاكسي في‬ ‫المغرب هو «عبد» عند «سيده» صاحب المأذونية‪،‬‬ ‫بالتالي فإن أبناءه يعيشون في ظل تلك العبودية‪..‬‬ ‫نحن أمام غياب قانون يحفظ كرامة السائق المغربي‪.‬‬ ‫تصور معي أن مهنيي سيارات األجرة ليس لهم‬ ‫الحق في الترشح أو التصويت داخل الغرف المهنية‪،‬‬ ‫على األقل كمواطنين‪ ،‬فالحالق مثال ينتمي لفئة‬ ‫معنية ذات ارتباط بغرفة مهنية يتبع لها‪ ،‬أما نحن‪،‬‬ ‫فال انتماء لنا‪ ،‬هناك خلل في التشريع المغربي من‬ ‫هذه الناحية أيضا‪ ،‬رغم أن مدونة السير الجديدة‬ ‫تتيح لك التوفر على بطاقة مهنية والتسجيل ضمن‬ ‫خانة المهنيين‪.‬‬

‫• معنى هذا أنكــم غير تابعــين‬ ‫أليّ جهة مهنية؟‬ ‫• • من الطبيعي أن نكون تابعين لوزارة النقل‪،‬‬ ‫لكننا اآلن ننتمي لوزارة الداخلية‪ ،‬وهو تناقض وخلل‬ ‫واضح‪ ،‬حتى وزارة الداخلية ال تفهم طبيعة هذه‬ ‫العالقة وال جواب لديها على ذلك‪ ،‬وهو ما يدفعنا إلى‬ ‫أن نركز على ضرورة تشريع قوانين واضحة تخدم‬ ‫السائق المهني وتسمح له بالعيش الكريم في إطار‬ ‫الدستور الجديد‪.‬‬ ‫مثال‪ ،‬السائق الذي يعمل مع النقل المدرسي‪،‬‬ ‫فهو ينتمي لهاته المؤسسات‪ ،‬وأنا متأكد بأن‬ ‫وضعيته واضحة وسليمة‪ ،‬واألمر ذاته لسائق حافالت‬ ‫نقل المسافرين‪ ،‬لكن سائق الطاكسي تبقى وضعيته‬ ‫محيّرة‪ ،‬ألن الريع ينخر في المجال من خارج المهنة‪.‬‬

‫• وما هو الحل في نظرك؟‬ ‫• • يجــب أن نحتكــم للدستــور المغربي الذي‬

‫صوّت عليه المغاربة في محاربة الريع‪ ،‬والحكومة‬ ‫مطالبة بتنزيله‪ ،‬ونقترح في هذا الصدد اإلشتغال‬ ‫على صندوق التماسك اإلجتماعي‪ ،‬ونحن مستعدون‬ ‫أن نساهم فيه‪ ،‬لكن شريطة أن تعطى األسبقية‬ ‫في مأذونيات استغالل النقل للناس ذوي الهشاشة‬ ‫والفقر‪ ،‬وليس للجنراالت واألشخاص األثرياء‪..‬‬ ‫يجب التعامل مع رخص المأذونيات وفق معايير تخضع لدفاتر تحمالت‪ ،‬واإللتزام بالحوار مع األطراف‬ ‫المعنية‪.‬‬

‫• هل أنتم مع منع أو إعطاء الكريمات؟‬ ‫• • أقــتــرح أن تعطــى الكريمات في المناسبات الوطنيــة‪ ،‬كاألعياد التي يعلن فيهــا الملك محمد‬

‫السادس عن عفوه عن السجناء‪ ،‬وأن تمنح للمحتاجين والمستحقين‪ ،‬وتعلن أسماؤهم‪ ،‬حتى نبقى في إطار‬ ‫الشفافية‪ ،‬أما اآلن فمجال الكريمات الزالت فيه فوضى ويطبع الغموض مالكيها ومستحقيها‪.‬‬ ‫يجب على الدولة أيضا أن تتدخل لدعم المهنيين في ثمن الكازوال‪ ،‬ال يعقل أن يتم دعم مهنيي‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫الصيد البحري بـ‪ 7‬دراهم‪ ،‬في وقت يتم استثناؤنا‪ ،‬أصال ال نرى السمك في المغرب حتى ندعمهم‪ ،‬مقابل‬ ‫أننا نقوم بعمل حقيقي بشكل يومي‪.‬‬ ‫«نحن نقوم بعمل كبير في نقل المغاربة والسياح‪ ،‬لكننا ال نرى دعما من الحكومة‪ ،‬التي نطالبها‬ ‫باإللتفات بشكل جدي إلى مشاكل هذه الفئة‪ ،‬ونحن من جهتنا مستعدون ألي أمر يكون فيه صالح‬ ‫المغاربة‪ ،‬بشرط أن تكون الدولة جدية معنا»‪.‬‬ ‫و عالقة بالموضوع فالزبون هو أيضا يعاني من‬ ‫سيارات األجرة‪ ،‬ووصلتنا عديد الشهادات التي تصف‬ ‫معاناة صنف من المسافرين الذين يضطرون إلى‬ ‫ركوب سيارة أجرة من المطار ومع ذلك آثرنا المعاينة‬ ‫على السماع «فليس الخبر كالمعاينة» وانطلقنا‬ ‫في الدراسة الميدانية عُدّتنا في ذلك حقيبة سفر‬ ‫صغيرة‪.‬فما أن تغادر باب الخروج من المطار حتى‬ ‫ينقضّ عليك عدد من الرجال وكأنّك في السوق‬ ‫العتيقة ّ‬ ‫كل يريد منك أن تدخل دكانه وأن تشتري‬ ‫بضاعته ومع ذلك تصرّ على التوجه إلى مربض‬ ‫سيارات األجرة وأن تلتزم بالقانون واحترام الدور‪.‬‬ ‫تنطلق الرحلة ببشاشة سرعان ما تنقلب إلى‬ ‫تجهّم إن طالبت سائق «الطاكسي» بأن يضع‬ ‫العدّاد‪ ،‬وهنا تختلف ردود الفعل وفق شخصية ّ‬ ‫كل‬ ‫سائق‪ .‬ففي بعض المرّات وجدنا السائق يكتفي‬ ‫بالتذمّر من صعوبة الحياة واألزمة االقتصادية وق ّلة‬ ‫ذات اليد‪ ...‬وعبثا تحاول أن تحاوره وأن تقنعه ّ‬ ‫بأن‬ ‫الحياة قاسية على الجميع ّ‬ ‫وأن اعتماد العدّاد إجباريّ‬ ‫ولكن يصرّ صاحبنا على «ح ّقه» في مقابل مادي‬ ‫يتالءم مع ساعات يقضيها في انتظار الزبون وما‬ ‫أن تتمسّك بمطلبك حتى ينقلب صارخا في وجهك‬ ‫ّ‬ ‫‪..‬وأن لك‬ ‫ويدعوك إلى النزول إن لم يعجبك األمر‬ ‫ذلك وأنت في منتصف الطريق والحقيبة الصغيرة‬ ‫محجوزة في صندوق السيارة الخلفي‪.....‬‬ ‫أما الحالة الثانية فتتمثل في ممارسة العنف‬ ‫اللفظي بمجرد أن تطالب بوضع العداد وترفض‬ ‫النزول من السيارة‪ ،‬حينهــا تسمــع ما ال تتوقع‬ ‫وينتابك إحساس ّ‬ ‫بأن السيــارة ستنقلــب في أول‬ ‫منعرج‪ .‬فالسائق يتعمّد ترويعك حتى ال تعيد‬ ‫المطالبة بحقك‪ ...‬وما أن تنزل حتى يطالبك بأن‬ ‫تحمل حقيبتك بنفسك من صندوق السيارة ويلقي‬ ‫بوجهك النقود المتبقية‪ ...‬حاالت متعددة عايناها‬ ‫في يوم واحد ومع سائقين مختلفين من حيث السنّ‬ ‫ومستوى التعليم‪ ...‬وتعرضنا فيها للعنف اللفظي‬ ‫(السب والشتم فالدعاء بالشر فلعن الوالدين‪)....‬‬ ‫واإلهانة حتى كدنا نتصل بوزيرة المرأة لنحفزها‬ ‫على خوض التجربة وتحيين اإلحصائيات حول العنف‬ ‫المسلط على النساء‪....‬‬ ‫خلصنا بعد هذه التجربة المريرة إلى اآلتي‪:‬‬ ‫إن حاالت تعنيف ّ‬ ‫ ّ‬‫كل من تسوّل له نفسه‬ ‫المطالبة بتشغيل العدّاد عامّة وليست استثنائية‬ ‫باعتبار ّ‬ ‫أن هذا السلوك قد ترسّخ لدى أصحاب‬ ‫القطاع (الخاص بالمطار) فصار قاعدة‪.‬‬ ‫ لقد وضع أصحاب ‹الطاكسيات» تقليدا خاصّا‬‫فالمغربي يدفع الضعف والسائح األجنبي يدفع ‪3‬‬ ‫مرات أو أكثر مقابل الرحلة‪ ،‬وهو شكل من الفساد‬ ‫المستشري وال رادع له‪.‬‬ ‫ إن كان اإلحساس الذي ينتاب الزبون المغربي‬‫هو أنه ضحية في يد فيلق من المتحيّلين الذين‬ ‫يفرضون «قوانينهم» على المواطنين دون حرج ّ‬ ‫فإن‬ ‫اإلنطباع الراسخ لدى السائح منذ اللحظة األولى‪ ،‬هو‬ ‫الفوضى فأين «دولة القانون»؟‪.‬‬ ‫نجد في البلدان التي تحترم مواطنيها‬ ‫والوافدين عليها شركات خاصة في المطار مهمتها‬ ‫توفير الخدمة الالئقة للمسافرين ‪:‬تمدك بالوصل‬ ‫ورقم السيارة وكل بيانات السائق وفي بلدان أخرى‬ ‫يمكنك الدفع مسبقا في الشركة ثم التوجه إلى‬ ‫موقف سيارات األجرة ليأتيك السائق في الزمن‬ ‫المكتوب في الوصل‪....‬‬ ‫ماذا لو ركب الوزير‪/‬ة الطاكسي وعاين بنفسه ما يجري ؟ ماذا لو عاين عدد من الوزراء عن كثب ما‬ ‫يجري في المؤسسات التي يشرفون عليها؟ ماذا لو عوملنا كمواطنين ال كصيد ثمين ّ‬ ‫الكل ينقض عليه‬ ‫الفتراسه؟‬ ‫قطاع سيارات األجرة يعاني من الطرفيــن‪ ،‬المهنييـــن والركاب من المواطنين‪ ،‬لكل معاناته‬ ‫الخاصة‪ ،‬وهذا ما يستدعي تدخل كل األطراف من مسؤولي القطاع واألمن والمنتخبين ثم الجمعيات‬ ‫المدنية إليجاد حلول مناسبة لهذه المشاكل وإيقاف تدهور العالقة بين الطاكسي الصغير والزبون الذي‬ ‫بدأ يرسم صورة سيئة جدا عن السائقين ويضعهم في خانة واحدة بالرغم ‪ ‬من أن هناك حاالت لسائقي‬ ‫طاكسي تراعي كل شروط وأخالقيات وخصوصيات مهنتها وتحترم زبناءها ‪.‬‬


‫العدد ‪860‬‬

‫دفاتري‬

‫من‬

‫عزيـز‬

‫عين الحسود‬ ‫سن التقاعد ال يسري على جميع‬ ‫الموظفين‪ .‬رئيس مجلس المستشارين ‪،‬‬ ‫حكيم بنشماس‪ ،‬التمس من جاللة الملك‬ ‫استمرار عبد الواحد خوجة ‪ ،‬في منصبه أمينا‬ ‫عاما للمجلس‪ ،‬بعد «تجاوزه» سن التقاعد‪.‬‬ ‫فجاء رد الديوان الملكي باإليجاب‪ ،‬وهو ما‬ ‫أغضب إطارا بالمجلس‪ ،‬سجل دعوى لدى‬ ‫المحكمة اإلدارية‪ ،‬مطالبا بإلغاء قرار التمديد‬ ‫بعد أن أحيل السيد خوجة على التقاعد من‬ ‫طرف إدارته األصلية‪.‬‬ ‫المحكمة اإلدارية قضت برفض الدعوى‬ ‫اعتبارا إلى أن القرارات الملكيــة غير قابلة‬ ‫للطعن أمام القضاء اإلداري‪ ،‬بالرغم من أن‬ ‫األمر يتعلق بموافقة ملكية على ملتمس‬ ‫صادر عن رئيس المجلس وليس بقرار ملكي‬ ‫عن طريق ظهير شريف‪.‬‬ ‫مبروك السي الخوجــة ‪ ،‬لفد استفدت من‬ ‫ثالث «موافقـات» ملكية باقتــراح من رئاسة‬ ‫مجلس المستشارين‪ ،‬ويمكنك أن تطمئن إلى‬ ‫تقاعد «ذهبي» مريح‪ ،‬وعين الحسود فيها ألف‬ ‫عود وعود !‬

‫‪kkk‬‬

‫قرار حكومي «مستفز»‬ ‫راج في اإلعالم خبر قرار حكومي يخص‬ ‫«تفويت» مقر االتحاد الوطني لطلبة المغرب‪،‬‬ ‫لفائدة وزارة الشبيبة والرياضة بغرض تحويله‬ ‫إلى مصلحة إدارية‪ .‬التفويت في حد ذاته‬ ‫ليس مشكلة في المغرب‪ ،‬ولكنه في حالة‬ ‫مقر االتحاد الوطني لطلبة المغرب‪ ،‬يمكن أن‬ ‫يعطى ألف مدلول ويؤول بما ال يخدم الحركة‬ ‫الطالبية‪ ،‬وعالقاتها بالحكومة التي اتهمتها‬ ‫فعاليات يسارية بإرادة «اإلجهاز» على ذاكرة‬ ‫الحركة الطالبية‪.‬‬ ‫حقيقة إن نقابــة االتحــاد الوطني لطلبة‬ ‫المغرب تعرضــت «للحظر» بداية سبعينات‬ ‫القرن الماضي ولكن هذا القرار لم يفقد مقر‬ ‫النقابة رمزيته وإشعاعه وبعده النضالي الذي‬ ‫تواصل بأشكال أخرى ‪ ،‬ألن الفكرة متى ولدت‪،‬‬ ‫فإنها ال تموت أبدا !‬ ‫المطلوب ليس فقط العدول عن قرار‬ ‫تفويت مقر االتحاد الوطني لطلبة المغرب‪،‬‬ ‫بل إلغاء الحظر المفروض عليه والسماح له‬ ‫بمزاولة أنشطته بشكل قانوني وعلني‪.‬‬

‫‪kkk‬‬

‫دفاعا عن ميناء طنجة‬ ‫المتوسط‬ ‫بالرغم من مرور أزيد من ‪ 58‬عاما على‬ ‫عودة طنجة‪ ،‬إداريا‪ ،‬إلى حظيرة الوطن‪ ،‬بعد‬ ‫حوالي ‪ 35‬سنة من النظام الدولي‪ ،‬فإن طنجة‪،‬‬ ‫كما يبدو‪ ،‬ال تزال «غصة» في حلق بعضهم‬ ‫ممن ال يرتاحون إلى أي جديد يطرأ على هذه‬ ‫المدينة أو أي منجزة ناجحة تقام بها‪.‬‬ ‫ففي ‪ 18‬من الشهر الجاري طلعت بعض‬ ‫المواقع بعناوين مثيرة‪ ،‬بل ومستفزة‪ ،‬تقول‬ ‫بنوع من السادية إن ميناء طنجة المتوسط‬ ‫مازال بعيدا عن تحقيق هدف أكبر ميناء‬ ‫إفريقي‪ ،‬وأن هذا الميناء «يواصل تراجعه في‬ ‫ما يخص نقل الحاويات ليبقى حلم نقل ‪3,5‬‬ ‫ماليين حاوية بعيد المنال‪.‬‬ ‫ويستند واضعو هذه «الترهات» إلى أرقام‬ ‫«وزارة التجهيز األسبانية» التي «توضح» أن‬ ‫ميناء طنجة المتوسط»واصل تراجعه خالل‬ ‫الشهورالثمانية األولى من العام الجاري‪ ،‬في‬ ‫ما يتعلق بنقل الحاويات‪ .‬وأن حركة الميناء‬ ‫«انخفضت» بنسبة ‪ 7،5‬بالمائة ‪.‬‬ ‫هكذا تصير بعض منابرنا «بوقات‬ ‫وطبول» للدعاية اإلسبانية التي ترى في ميناء‬ ‫طنجة المتوسط خطرا على ميناء الجزيرة‬ ‫الخضراء الذي يطمح إلى أن يتصدر موانئ‬ ‫ضفتي المتوسط في ما يخص نقل الحاويات‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪� 31‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫مشاحنات حادة بين رئيس مجلس الفنيدق والمعارضة خالل‬ ‫دورة أكتوبر‬ ‫بعدما حول رئيس مجلس الفنيدق‪ ،‬عن العدالة‬ ‫والتنمية‪ ،‬إحدى الدورات السابقة إلى ما يشبه السوق‬ ‫األسبوعي‪ ،‬بمنعه المعارضة من تسجيل نقط‬ ‫نظام عادية‪ ،‬عاد خالل دورة أكتوبر التي انعقدت‬ ‫بمقر البلدية‪ ،‬صباح اإلثنين الماضي‪ ،‬إلى استخدام‬ ‫نفس أساليب االستفزاز واالستهزاء من مداخالت‬ ‫المستشارين المعارضين‪ ،‬ووصفهم بالجاهلين‬ ‫للقوانين الداخلية‪ ،‬والمنهزمين شر هزيمة خالل‬ ‫االنتخابات التشريعية واقتراع ‪ 7‬أكتوبر‪ ،‬الذي حصل‬ ‫فيه على مقعد برلماني بدائرة المضيق الفنيدق‪.‬‬ ‫واستمر الرئيس ذاته طيلة الدورة سالفة الذكر‬ ‫في توجيه اتهامات للقوانين المعمول بها‪ ،‬وال ترقى‬ ‫إلى المستوى المطلوب بسبب تغيبها عن المجلس‪،‬‬ ‫قبل أن يسنفز المستشار المعارض والقيادي في‬ ‫األصالة والمعاصرة أحمد التهامي‪ ،‬بتذكيره بنتائج‬ ‫االنتخابات البرلمانية والتفاخر بالفوز الذي حققه‬ ‫حزب العدالة والتنمية على «البام»‪ ،‬حتى أن رئيس‬ ‫المجلس استغرب كيف للمعارضة أن تضحك أو‬ ‫تبتسم بعد ظهور نتائج االنتخابات البرلمانية‪.‬‬ ‫وكشف مستشار معارض أن األغلبية كانت تنتظر‬ ‫نهاية المعارضة بالمجلس بشكل نهائي‪ ،‬بعد ظهور‬ ‫نتائج االنتخابات المجلس كتائب حزبه اإللكترونية‬

‫من أجل تدشين حملة واسعة لقصف حزب األصالة‬ ‫والمعاصرة‪ ،‬ونعت قياداته المحلية والوطنية بأوصاف‬ ‫قدحية‪ ،‬فضال عن الترويج أن الحزب يمثل ما يسمونه‬ ‫«التحكم» وقد تم دفنه بالمدينة إلى األبد‪.‬‬ ‫وأضاف المتحدث نفسه‪ ،‬أن الرئيس نفسه ال‬ ‫يتقن فن السياسة بإجابته عن األسئلة الحقيقية‬ ‫والمشاكل التي تتخبط فيها مدينة الفنيدق‪ ،‬بقدر‬ ‫ما يتقن االستفزاز والتعامل مع المعارضة باستعالء‬ ‫وديكتاتورية غير مسبوقة‪ ،‬ضاربا عرض الحائط بنود‬ ‫الدستور الجديد‪ ،‬الذي يحفظ لها حقها الكامل في‬ ‫العمل والتعبير إلى جانب األغلبية‪ ،‬من أجل خدمة‬ ‫الصالح العام‪.‬‬ ‫وتساءل المستشـــار ذاتـــه مستغــربــــا افتخــار‬ ‫الرئيس بفــوز حزبـــه في االنتخابات البرلمانية‬ ‫وتذكير المعارضة بالهزيمة بطريقـــة استفزازية‪،‬‬ ‫وكأن االنتخابات أصبحت غاية وليست وسيلة‬ ‫وديمقراطية لتدبير االختالف وخدمــة المصالح‬ ‫العليا للوطن والمواطنين‪.‬‬ ‫وقال مصدر إن إشارة الرئيس طيلة الدورة‬ ‫المذكورة إلى فوز حزبه وسخريته من المعارضة‪ ،‬هو‬ ‫تصرف سياسي صبياني من جهة‪ ،‬وعامل من العوامل‬ ‫غير المباشرة المساهمة في إذكاء نار التفرقة داخل‬ ‫المجتمع‪ ،‬والميل إلى الطائفية‪ ،‬عوض االلتزام‬

‫باحترام الديمقراطية وتقدير المعارضة والرأي والرأي‬ ‫اآلخر من جهة ثانية‪.‬‬ ‫وتتهم المعارضة رئيس مجلس الفنيدق الذي‬ ‫ترشح لالنتخابات البرلمانية‪ ،‬بخصوص طريقة توزيع‬ ‫الدعم الجمعوي على الجمعيات الرياضية‪ ،‬باستغالله‬ ‫هذا الدعم في حملته االنتخابية بشكل مكشوف‪،‬‬ ‫عندما استدعى فريقا رياضيا إلى مقر العدالة‬ ‫والتنمية بالمدينة لتقديم الدعم‪ ،‬فضال عن تسخيره‬ ‫كافة اإلمكانيات التي تتوفر عليها الجماعة‪ ،‬من أجل‬ ‫استمالة الناخبين والعمل على تشجيع وتشحيم‬ ‫ماكينة حزبه االنتخابية على حساب قضايا الشأن‬ ‫العام المحلي‪ ،‬بحسب االتهامات ذاتها‪.‬‬ ‫إلى ذلك قالت مصادر إن استمرار الرئيس ذاته‬ ‫في تهميش دور المعارضة واستفزازها بحضور‬ ‫السلطات المحلية وممثلها‪ ،‬سيكون له ما بعده‬ ‫في الدورات المقبلة‪ ،‬وستقرر المعارضة في الوقت‬ ‫المناسب األشكال االحتجاجية السلمية والحضارية‬ ‫التي ستنفذها‪ ،‬لضمان حقها في اإلدالء بالرأي‬ ‫المعارض وانتقاد ملفات التدبير والتسيير‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫حملة واسعة لهدم البناء العشوائي الذي تزامن مع الحملة‬ ‫االنتخابية بتطوان‬ ‫دشنت السلطات المحلية بتطوان حملة ثانية‬ ‫لهدم المنازل العشوائية‪ ،‬التي شيدت خالل الحملة‬ ‫االنتخابية واقتراع ‪ 7‬أكتوبر الجاري‪ ،‬وقامت في‬ ‫وقت مبكر من صباح يوم (السبت) بعملية هدم‬ ‫واسعة‪ ،‬شملت أكثر من ‪ 14‬منزال عشوائيا في طور‬ ‫اإلنجاز‪ ،‬وبعض األساسات التي كان يستعد أصحابها‬ ‫الستكمال بنائها‪ ،‬دون الحصول على رخص التعمير‬ ‫الضرورية‪.‬‬ ‫وقالت مصادر إن الحملة الثانية استهدفت‬ ‫المنازل التي شرع أصحابها في تشييدها بطريقة‬ ‫عشوائية‪ ،‬فوق نطقة غابوية بحي دار مورسيا بالقرب‬ ‫من جبل درسة‪ .‬ورافق عملية الهدم استنفار قوي‬ ‫للمصالح األمنية وأفراد القوت المساعدة‪ ،‬تحسبا ألي‬ ‫احتجاج من طرف المتضررين من العملية‪ ،‬وضمانا‬ ‫لتنفيذ قرار الهدم وتنزيله دون مشاكل جانبية‬ ‫تذكر‪ .‬‬

‫وأضافت المصادر نفسها‪ ،‬أن ارتفاع نسبة البناء‬ ‫العشوائي خالل الحملة االنتخابية مرده إلى االستغالل‬ ‫السياسي للظاهرة والتغاضي عن الخروقات المرتكبة‬ ‫في التعمير‪ ،‬مقابل الفوز باألصوات االنتخابية‪ ،‬وهو‬ ‫الشيء نفسه الذي يتكرر مع كل موعد انتخابات‪ ،‬ما‬ ‫يؤثر بشكل سلبي على العملية السياسية‪ ،‬ويتطلب‬ ‫فتح تحقيق لكشف الجهات التي تقف خلف تشجيع‬ ‫العشوائية‪ ،‬وسقوط المواطن المستضعف ضحية‬ ‫لها‪ ،‬بإيهامه بتحقيق حلم امتالك سكن مستقل‬ ‫واالستقرار‪.‬‬ ‫وكانت السلطات المسؤولة قد حذرت سابقا‬ ‫من استغالل الحملة االنتخابية في التشجيع على‬ ‫انتشار البناء العشوائي والتضييق على سماسرته‪،‬‬ ‫إال أن إنطالق عملية بناء أساسات بيوت جديدة‬ ‫وإضافة الطوابق العشوائية‪ ،‬بدأ منذ األيام األولى‬ ‫للحملة المذكورة‪ ،‬واستمر في ظروف غامضة‪ ،‬قبل‬

‫أن تبادر السلطات المحلية إلى اتخاذ إجراءات قانونية‬ ‫ملموسة وتنفيذها‪ ،‬تفاديا النتشار الفوضى واتساع‬ ‫رقعة العشوائية‪ ،‬التي تنتج العديد من المشاكل‬ ‫االجتماعية‪ ،‬وتساهم في تنامي ظواهر اإلجرام‬ ‫واالتجار في المخدرات والهدر المدرسي‪.‬‬

‫جدير بالذكر أن عمليات البناء العشوائية‬ ‫السريعة التحترم شروط السالمة‪ ،‬وتهدد أرواح‬ ‫ساكنيها في المستقبل‪ ،‬كما أن االستغالل السياسي‬ ‫للبناء العشوائي في الحملة االنتخابية‪ ،‬يعتبر توريطا‬ ‫للمواطن المستضعف في المشاكل واإلكراهات‬ ‫المرتبطة باألحياء الهامشية المفتقدة ألبسط‬ ‫ضروريات العيش الكريم‪ ،‬وليس فرصة لتحقيق حلم‬ ‫الحصول على السكن واالستقرار‪ ،‬كما تريد بعض‬ ‫الجهات المستفيدة من الوضع تسويقه‪.‬‬

‫ح‪.‬خ‬

‫يساريون وسلفيون يحتجون ضد الغالء بطنجة ويطالبون‬ ‫برحيل «أمانديس»‬ ‫شارك العشرات من النشطاء المنتمين لهيئات‬ ‫جمعوية وحزبية يسارية‪ ،‬إلى جانب آخرين يحسبون‬ ‫على التيار السلفي‪ ،‬في وقفة احتجاجية بساحة األمم‬ ‫وسط طنجة‪ ،‬بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة الفقر‪،‬‬ ‫الذي يصادف السابع عشر من أكتوبر‪ ،‬من كل سنة‪،‬‬ ‫وهي الوقفة التي رفعت فيها شعارات غاضبة من غالء‬ ‫تكلفة المعيشة‪ ،‬باإلضافة إلى أخرى مطالبة برحيل‬ ‫شركة «أمانديس» المفروض لها تدبير قطاع الماء‬ ‫والكهرباء‪ .‬‬ ‫ورفع المحتجون‪ ،‬المنتمون للجمعية المغربية‬ ‫لحقوق اإلنسان‪ ،‬وإطارات حزبية يسارية وكذا التيار‬ ‫السلفي‪ ،‬شعارات غاضبة من السياسات الحكومية‪،‬‬ ‫التي اعتبروا أنها «تستهدف جيوب المواطنين البسطاء‬ ‫وتزيدهم فقرا»‪ ،‬مستغربين من وصول أثمنة مواد‬ ‫أساسية بسيطة‪ ،‬بما فيها القطاني‪ ،‬إلى مستويات غير‬ ‫مسبوقة‪ ،‬ومعتبرين أن ذلك «دليل على عدم اهتمام‬ ‫الحكومة بمصلحة المواطنين‪ ،‬وعجزها عن انتشالهم‬

‫من الظروف االقتصادية الصعبة التي أغرقتهم فيها»‪.‬‬ ‫وهاجم المحتجون بالخصوص شركة «أمانديس»‬ ‫المفوض لها تدبير قطاع الماء والكهرباء بطنجة‬ ‫ومجموعة من مدن الشمال األخرى‪ ،‬معتبرين أن‬

‫فواتيرها الملتهبة أصبحت «تتقاسم مع المواطنين‬ ‫دخولهم الشهرية الضعيفة أصال»‪ ،‬ومشددين على عدم‬ ‫قدرتهم على تحمل ذلك النفقات‪ .‬كما طالبوا الحكومة‬ ‫بتحمل مسؤوليتها تجاه الوضع اإلجتماعي واالقتصادي‬ ‫المتأزم للمغاربة‪ ،‬حسب تعبيرهم‪.‬‬ ‫ومما جاء في شعارات المحتجين أن أموال الشعب‬ ‫«تهدر في الحفالت الباذخة والمشاريع التافهة التي ال‬ ‫طائل منها»‪ ،‬في حين ال زال هناك مواطنون عاجزون عن‬ ‫تدبير قوت أسرتهم وعن دفع فواتير الماء والكهرباء‪ ،‬بل‬ ‫حتى إيجاد سكن الئق‪.‬‬ ‫وخالل الوقفة نفسها شارك مجموعة من سكان‬ ‫منطقة عين أقنا المهمشة بمقاطعة مغوغة‪ ،‬الذين‬ ‫عبروا عن معاناتهم مع السكن غير الالئق‪ ،‬وعدم اعترف‬ ‫السلطات بوجودهم‪ ،‬حيث ترفض منحهم الشواهد‬ ‫اإلدارية‪ ،‬كما أنها حرمتهم من تسجيل أنفسهم في‬ ‫اللوائح االنتخابية‪ ،‬حسب قولهم‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪� 31‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫العدد ‪860‬‬

‫إقتصاد‬ ‫تفاقم العجز التجاري للمغرب عند نهاية شتنبر الماضي‬ ‫اتضح من المؤشرات األولية للمبادالت التجارية الخارجية التي نشرها مكتب الصرف‪ ،‬إلى‬ ‫غاية نهاية شهر شتنبر الماضي‪ ،‬تفاقم العجز التجاري للمغرب خالل الشهور التسعة األولى‬ ‫من السنة الجارية‪ ،‬حيث ارتفع إلى أزيد من ‪ 133‬مليار درهم مقارنة مع الفترة نفسها من‬ ‫السنة الماضية‪ ،‬وزاد العجز التجاري بنسبة ‪ 14،3‬في المائة‪.‬‬ ‫ووفق نفس المصدر‪ ،‬فقد ارتفعت قيمة الواردات المغربية لتصل إلى ‪ 298،4‬مليار درهم‬ ‫مع نهاية شتنبر الماضي بزيادة نسبتها ‪ 6،8‬في المائة‪ ،‬في مقابل ‪ 279،5‬مليار درهم خالل‬ ‫نفس الفترة من السنة الماضية‪ ،‬وذلك بسبب ارتفاع واردات مواد التجهيز بـ ‪ 15‬مليار درهم‬ ‫بزيادة نسبتها ‪ 1،22‬في المائة‪ ،‬لتنتقل من ‪ 69،5‬مليار درهم خالل شتنبر من ‪ 2015‬إلى‬ ‫‪ 85،9‬مليار درهم مع نهاية شتنبر ‪ .2016‬أما مواد االستهالك النهائية‪ ،‬فقد سجلت ارتفاعا‬ ‫بقيمة ‪ 8‬ماليير درهم حيث انتقلت من ‪ 51،5‬مليار ‪ 2015‬إلى ‪ 59،6‬في شتنبر ‪ 2016‬وهو ما‬ ‫يعادل زيادة بنسبة ‪ 15،6‬في المائة‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬فقد ارتفعت واردات المواد الغذائية بـ ‪ 5،1‬مليار درهم حيث بلغت مع‬ ‫نهاية شتنبر الماضي ‪ 32،6‬مليار درهم مقابل ‪ 27،4‬مليار درهم‪ .‬في المقابل سجلت واردات‬ ‫الطاقة انخفاضا ب ‪ 11،6‬مليار درهم إلى ‪ 39،4‬مليار درهم وهو ما خفض الفاتورة الطاقية‬ ‫بنسبة ‪ 22،7‬في المائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية‪ ،‬ويعود هذا االنخفاض إلى‬ ‫هبوط أسعار النفط في السوق الدولية‪.‬‬ ‫أما بخصوص الصادرات فقد سجلت ارتفاعا بنسبة ‪ 1،3‬في المائة إلى ‪ 164،82‬مليار درهم‬ ‫مقارنة مع السنة الماضية‪ ،‬غير أنها تبقى أقل من حجم الواردات‪ .‬أما الصادرات فقد تميزت‬ ‫بزيادة حجم صادرات السيارات بنسبة ‪ 11،7‬في المائة مقابل هبوط مبيعات الفوسفاط‬ ‫بنسبة ‪ 14،1‬في المائة‪ .‬في حين عرفت عائدات السياحة زيادة بـ ‪ 5،8‬في المائة وارتفعت‬ ‫تحويالت المغاربة المقيمين بالخارج من العملة الصعبة بـ ‪ 4،5‬في المائة إلى ‪ 48،28‬مليار‬ ‫درهم‪.‬‬ ‫وشهد تراجع في تدفق االستثمار األجنبي المباشر بنسبة ‪ 35،4‬في المائة إلى ‪ 15‬مليار‬ ‫درهم مع نهاية شتنبر الماضي مقابل ‪ 23،11‬مع شتنبر من السنة الماضية‪.‬‬ ‫ويعود هذا التراجع حسب معطيات مكتب الصرف إلى انخفاض مداخيل االستثمار بنسبة‬ ‫‪ 19،7‬في المائة أي ما يعادل ‪ 5،7‬ماليير درهم مقابل ارتفاع النفقات بنسبة ‪ 45،8‬في المائة‬ ‫بما يعادل ‪ 2،6‬ماليير درهم‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫ارتفاع قياسي ألسعار المحروقات‬ ‫كشفت بيانات حديثة صادرة عن مؤسسة دولية متخصصة في تحديد معدالت تسويق‬ ‫المحروقات على الصعيد العالمي ‪ ،‬عن تراجع المغرب في قائمة الترتيب للدول األرخص‬ ‫بالنسبة ألسعار المحروقات بالتجزئة‪ ،‬وذلك بعدما سجلت أسعار المحروقات ارتفاعا كبيرا‬ ‫بهذا البلد‪ ،‬بلغت نسبته ‪ 12‬في المائة‪.‬‬ ‫وأشارت المؤسسة في تقريرها المتعلق بالثلث األول من الشهر الجاري‪ ،‬أن المغرب تراجع‬ ‫إلى الرتبة الـواحدة بعد المائة‪ ،‬عالميا في الئحة ترتيب الدول األرخص على مستوى أسعار‬ ‫البنزين بسعر ‪ 1.02‬دوالر للتر الواحد (‪ 9،99‬دراهم) مقابل دوالر (‪ 9،70‬دراهم) على الصعيد‬ ‫العالمي‪ ،‬وهو المعدل الذي يهم الدول المنتجة والمستهلكة للمحروقات‪.‬‬ ‫كما سجل التقرير أن المغرب احتل الرتبة الـتسعين ‪ 90‬عالميا في الالئحة نفسها الخاصة‬ ‫بأسعار الغازوال‪ ،‬بسعر ‪ 0،83‬دوالر (‪ 8،13‬درهم) للتر الواحد‪،‬‬ ‫يذكر أن والي بنك المغرب أدلى مؤخرا بتصريحات مفادها أن قطاع المحروقات يعيش‬ ‫وضعية انفالت وأن المنافسة ال تقوم بدورها المفترض‪ .‬وهو ما اعتبره بعض المحللين‬ ‫االقتصاديين «أمرا خطيرا»‪،‬يكشف الفوضى التي يعيشها قطاع المحروقات في المغرب بعد‬ ‫تحرير هذا القطاع‪ ،‬حيث تغيب مراقبة ضبط السوق من طرف المكلفين بهذا القطاع‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫ثالثة أبناك مغربية في الصدارة كأقوى البنوك الكبرى‬ ‫في إفريقيا‬ ‫صنفت مجلة «جون أفريك» الفرنسية ثالثة أبناك مغربية ضمن الئحة الخمسة عشر‬ ‫بنكا األقوى في إفريقيا من حيث الحصيلة المالية وذك برسم السنة الماضية ‪ ،‬حيث شمل‬ ‫التصنيف ‪ 200‬من كبريات البنوك في افريقيا‪ .‬ويتعلق األمر»بمجموعة التجاري وفا بنك»‬ ‫التي جاءت في المرتبة الثامنة بنحو ‪ 41،4‬مليار دوالر من حيث الحصيلة المالية‪ ،‬و«مجموعة‬ ‫البنك الشعبي المركزي» التي جاءت في المرتبة العاشرة بـ ‪ 33،1‬مليار دوالر‪ ،‬ثم «مجموعة‬ ‫البنك المغربي للتجارة الخارجية إلفريقيا» في المرتبة الحادية عشرة بـ ‪ 28‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫كما أن مجموعة «التجاري وفا بنك» احتلت كذلك المرتبة الثالثة في منطقة شمال‬ ‫افريقيا‪ ،‬بعد كل من بنك الوطني المصري‪ ،‬وبنك مصر‪ .‬وحسب التصنيف ذاته‪ ،‬فقد جاءت ‪6‬‬ ‫أبناك مغربية ضمن قائمة الـ ‪ 100‬بنك األولى في القارة اإلفريقية‪ ،‬ويتعلق األمر «بمجموعة‬ ‫القرض الفالحي للمغرب» في المرتبة ‪ 32‬ب ‪ 9،3‬مليار دوالر‪ ،‬و«الشركة العامة ألبناك‬ ‫المغرب» في المرتبة ‪ 36‬بـ ‪ 8،5‬مليار دوالر ثم البنك المغربي للتجارة والصناعة الذي جاء‬ ‫في المرتبة ‪ 46‬بـ ‪ 6،3‬مليار دوالر‪ ،‬ومصرف المغرب في المرتبة ‪ 54‬بـ ‪ 5،2‬مليار دوالر‪ ،‬وكذا‬ ‫البريد بنك الذي احتل المرتبة ‪ 60‬بـ ‪ 4،6‬مليار دوالر والقرض العقاري والسياحي في المرتبة‬ ‫‪ 61‬بـ ‪ 4،5‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بشركات التأمين‪ ،‬فقد صنف تقرير مجلة «جون أفريك» خمس شركات‬ ‫تأمينات مغربية ضمن الـ ‪ 15‬شركة افريقية الكبرى في إفريقيا خالل سنة ‪ .2015‬وجاءت‬ ‫شركة ساهام فينانس في المرتبة السابعة بـ ‪ 1،02‬مليار دوالر واحتلت كذلك المرتبة‬ ‫األولى في منطقة شمال افريقيا‪ .‬فيما احتلت شركة «وفا للتأمين» المرتبة العاشرة بـ ‪646‬‬ ‫مليون دوالر‪ ،‬و«الملكية المغربية للتأمين» في الرتبة الحادية عشرة بـ ‪ 559‬مليون دوالر‪،‬‬

‫ثم «شركة أكسا للتأمين المغرب» في المرتبة الثانية عشرة بـ ‪ 459‬مليون دوالر‪ ،‬وشركة‬ ‫«ساهام للتأمين» في المرتبة الرابعة عشرة بـ ‪ 380‬مليون دوالر‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى ست شركات تأمين مغربية أخرى‪ ،‬ضمن أكبر ‪ 50‬شركة في إفريقيا‪ .‬وهي‬ ‫شركة «أطلنطا» وشركة «سند» ‪ ،‬و«التعاضدية المركزية للتأمين» «‪ ،‬و«المغربية للحياة»‬ ‫و«شركة زوريخ للتأمين المغرب» ‪ ،‬و «التعاضدية الفالحية للتأمين» ‪.‬‬ ‫واستمرت السيطرة في هذا المجال لشركات جنوب إفريقيا حيث احتلت ‪ 6‬شركات تأمين‬ ‫من جنوب إفريقيا المراتب الست األولى‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫ارتفاع الكميات المفرغة من منتجات الصيد الساحلي‬ ‫والتقليدي نهاية شتنبر ‪2016‬‬

‫الواجهة المتوسطية ‪ 7 :‬بالمائة من حيث الوزن و ‪ 11‬بالمائة من‬ ‫حيث القيمة‬ ‫الواجهة األطلسيـة‪ 12 :‬بالمائة من حيث الوزن و ‪ 6‬بالمائة من حيث‬ ‫القيمة‬ ‫أفاد المكتب الوطني للصيد البحري بأن كمية منتجات الصيد الساحلي والتقليدي المفرغة‬ ‫التي تم تسويقها بلغت ‪ 988‬ألفا و‪ 159‬طنا نهاية شتنبر ‪ ،2016‬بقيمة تقدر بأزيد من ‪4,91‬‬ ‫مليار درهم وهو ما يمثل ارتفاعا بنسبة ‪ 11‬بالمائة من حيث الوزن وبنسبة ‪ 5‬في المائة من‬ ‫حيث القيمة مقارنة مع الفترة ذاتها من ‪ .2015‬وأوضح المكتب‪ ،‬في إحصائياته األخيرة حول‬ ‫الصيد الساحلي والتقليدي بالمغرب بالنسبة للتسعة أشهر األولى من سنة ‪ ،2016‬أن قيمة‬ ‫تسويق األسماك السطحية بلغت ‪ 2,036‬مليار درهم عند متم شتنبر ‪ ،2016‬مقابل ‪1,944‬‬ ‫مليار درهم قبل سنة‪ ،‬مسجال ارتفاعا نسبته ‪ 5‬بالمائة من حيث القيمة‪.‬‬ ‫وعزا المصدر ذاته هذا األداء إلى ارتفاع قيمة الكميات المفرغة لكل من سمك االسقمري‬ ‫(‪ 34‬بالمائة) وسمك أبو سيف (‪ 16‬بالمائة) والطونة (‪ 43‬في المائة) والشنشار (‪ 8‬في المائة)‪.‬‬ ‫وأشار المكتب إلى أن قيمة الطحالب المفرغة حققت ارتفاعا ب ‪ 52‬في المائة لتستقر عند‬ ‫أزيد من ‪ 81‬مليون درهم‪ ،‬وذلك بفضل تحسن بنسبة ‪ 47‬بالمائة من حيث الوزن‪.‬‬ ‫بدورها شهدت الكميات المفرغة من القشريات ارتفاعا ب ‪ 15‬في المائة من حيث القيمة‬ ‫لتصل الى ‪ 222‬مليون درهم‪ ،‬فيما ارتفع وزنها ب ‪ 11‬في المائة‪ .‬أما الرخويات فسجلت‬ ‫ارتفاعا ب ‪ 9‬في المائة من حيث القيمة ب ‪ 1,52‬مليار درهم‪ ،‬بينما ارتفع وزنها ب ‪ 7‬في‬ ‫المائة‪.‬‬ ‫وتحسنت قيمة شوكيات الجلد المفرغة ب ‪ 9‬في المائة لتحقق ‪ 818‬الف درهم‪ ،‬فيما ارتفع‬ ‫وزنها ب ‪ 6‬في المائة‪.‬‬ ‫وسجلت قيمة ووزن السمك األبيض المفرغ انخفاضا ب ‪ 2‬في المائة لكل واحد منهما‪،‬‬ ‫ليستقرا على التوالي عند ‪ 1,056‬مليار درهم و ‪ 59‬ألف و‪ 577‬طن‪ ،‬مضيفا أن الصدفيات‬ ‫انخفضت ب ‪ 27‬في المائة من حيث القيمة بفعل تراجع وزنها ب ‪ 44‬في المائة‪.‬‬ ‫وعلى مستوى الموانئ‪ ،‬سجلت الكميات المفرغة بموانئ الواجهة المتوسطية ‪ 7‬في المائة‬ ‫من حيث الوزن و ‪ 11‬في المائة من حيث القيمة عند متم شتنبر ‪ 2016‬مقارنة مع الفترة‬ ‫ذاتها من العام الماضي‪ ،‬لتستقر عند ‪ 265,78‬مليون درهم مقابل ‪ 297,60‬مليون درهم‪.‬‬ ‫وفي المقابل‪ ،‬ارتفعت كميات الصيد الساحلي والتقليدي بالواجهة األطلسية ب ‪ 12‬في‬ ‫المائة من حيث الوزن و ‪ 6‬في المائة من حيث القيمة ب ‪ 4,654‬مليار درهم خالل األشهر‬ ‫التسعة األولى من ‪ ،2016‬مقابل ‪ 4,369‬مليار درهم قبل عام‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫أزمة العدس‪......‬‬ ‫يبدو أن مسلسل الزيادات في المواد الغذائية‪ ،‬خاصة تلك التي تشكل وجبات رئيسية‬ ‫لطبقة واسعة من المغاربة الفقراء ومتوسطي الحال‪ ،‬لن يتوقف وذلك بعدما وصل سعر‬ ‫الكيلوغرام الواحد من العدس إلى ‪ 30‬درهما‪ ،‬علما أن سعره لم يكن يتجاوز ‪ 10‬دراهم‬ ‫للكيلوغرام الواحد‪ ،‬وهو ما أثار ردود فعل غاضبة في صفوف الطبقات الضعيفة وهي التي‬ ‫تشكل السواد األعظم من مواطني هذا البلد الغني‪/‬الفقير ‪ ،‬حيث إن العدس والحمص‬ ‫واللوبيا مواد استهالكية كانت وال زالت تشكل الوجبة الرئيسية لمغاربة الضعف والهشاشة‬ ‫والفقر‪.‬‬ ‫وقد أثار ارتفاع سعر العدس بهذا الشكل غير المسبوق استياء كبيرا تمت ترجمته‬ ‫على تساؤل العديد من المغاربة عبر منابر إعالمية إن كان هذا الوضع «باغت» الحكومة‬ ‫المحتضرة‪ ،‬أم أن األمر يترجم حالة الالمباالة واالرتجال اإلقتصادي والتدبيري لرئيس حكومة‬ ‫يدعى في كل مناسبة كارثية أنه «ما في راسه شي»‪.‬‬ ‫العدس كان موضوع مجلس وزاري اتخذت فيه قرارات قيل إنها سوف تعيد األمور إلى‬ ‫موقعها الطبيعي وأن العدس وما جاوره سوف يشهد عودة سريعة إلى األسعار المقبولة من‬ ‫طرف فقراء المغرب وهم يعدون بالماليين‪.‬‬ ‫فهل يدخل العدس في إطار «اإلصالحات الكبرى» التي يفتخر بها بنكيران المقترح لوالية‬ ‫ثانية والتي ينوي متابعتها خالل الخمس سنوات المقبلة ؟‬


‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪� 31‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫العدد ‪860‬‬

‫طـاللــة‬

‫إ‬

‫ميالد المسرح المغربي‬ ‫في طنجة‬ ‫إعداد ‪ :‬مصطفى بديع السوسي‬

‫صورة تذكارية لزيارة أمير البيان شكيب أرسالن إلى طنجة في غشت ‪.1930‬‬ ‫الواقفون من اليمين ‪ :‬محمد الحداد‪ ،‬محيي الدين الريسولي‪ ،‬ادريس زرويلة‪ ،‬عبد السالم أسدهم‪.‬‬ ‫الجالسون من اليمين ‪ :‬محمد أقلعي‪ ،‬شكيب أرسالن‪ ،‬الحاج ادريس الحريشي والد األستاذ نصر اهلل الحريشي صاحب مكتبة بشارع الحرية‬ ‫أيام زمان‪.‬‬

‫نشرنا سلسلة م��ق��االت متتابعة‬ ‫عن مسؤولية وزارة الثقافة في تنشيط‬ ‫الحقل الثقافي بعيدا عن المعارض‬ ‫الموسمية التقليدية‪ ،‬وارتأينا أن ننهي‬ ‫هذه السلسلة بعد إيفائها حقها‪ ،‬تاركين‬ ‫الثقافة وهمومها للمسؤولين المرتقبين‬ ‫الحقا‪ ،‬على أننا سنواصل النبش في أغوار‬ ‫كنوز طنجة‪ ،‬فهي بحر زاخر كلما اغترفت‬ ‫منه قلت هل من مزيد‪..‬‬ ‫ان��ف��ردت مدينة طنجــة بميزة‬ ‫فريدة من نوعهـــا‪ ،‬ولعلهـــا الوحيدة‬ ‫بين المدن المغربية التي عرفت هذا‬ ‫اإلشعاع الحضـاري‪ ،‬وه��ذه النهضـــة‬ ‫المسرحية بالخصوص‪ .‬ففي سنة ‪1913‬‬ ‫شيـــد اإلسباني «مانويل بنيا» مسرح‬ ‫سرفانطيس‪ ،‬الذي بني على يد المهندس‬ ‫الشهير دييغو خمينيث‪ ،‬وقام الرسام‬ ‫اإلسباني الشهير ريفيرا برسم زخارف‬ ‫قبة القاعة‪ ،‬أما ستارة المسرح فكانت‬ ‫من تصميم وإنجاز المخرج اإليطالي‬ ‫ب��وزاط��و‪ ..‬ه��ذا الصرح الشامخ‪ ،‬وهذه‬ ‫المعلمة الفنية التاريخية ‪-‬وذلك من ماله‬ ‫الخاص‪ -‬لإلشارة‪ ،‬فيوجد بإحدى المدن‬ ‫اإلسبانية مسرح بنفس الطراز والهندسة‬ ‫المعمارية‪ ...‬مسرح سرفانطيس استقبل‬ ‫بحفاوة وتقدير فرقا أجنبية‪ ..‬إسبانية‬ ‫وفرنسية وإنجليزية وإيطالية أتحفت‬ ‫الجمهور الطنجي ب���أروع ال��ع��روض‬ ‫المسرحية العالمية لشكسبير ومولير‪،‬‬ ‫كما أقيمت بالمسرح حفالت رقص البالي‬ ‫والفامينكو والغناء األوبيرالي‪ ،‬وفي أعياد‬ ‫رأس السنة الميالدية ينظم استعراض‬ ‫مواكب الفرجة من كل نوع ولون‪ ،‬بأهم‬ ‫ش��وارع المدينة‪ ،‬البولفار‪ ،‬والشاطئ‪،‬‬ ‫والباليا‪...‬‬ ‫وفي يوم ‪ 16‬مارس ‪ ،1929‬قدمت‬ ‫فرقة الهالل العرض األول لمسرحية‬ ‫«ص�لاح الدين األي��وب��ي»‪ ،‬وكانت تلك‬ ‫االنطالقة األول��ى لفرقة الهالل‪ ،‬ومن‬ ‫بين أعضائها المؤسسين ال��س��ادة ‪:‬‬ ‫عبد الباقي بن يحيى‪ ،‬ادريس بن عبد‬ ‫ال��ص��ادق‪ ،‬أحمد أوياسين‪ ،‬وم��ن بين‬ ‫ممثلي الفرقة السادة ‪ :‬عبد السالم‬ ‫أجنوي‪ ،‬المختار بن علي الذي كان في‬ ‫الغالب يتقمص دور ال��م��رأة‪ ،‬ومحمد‬ ‫الحداد ال��ذي كان أول كاتب مسرحي‬ ‫في تلك الفترة‪ ،‬حيث ألف المسرحيات‬ ‫التالية ‪« :‬الوليد بن عبد الملك»و «كليلة‬ ‫ودمنة» و«معاوية ومروان» و«محمد بن‬ ‫عبد الكريم الخطابي»‪ ...‬كما قام بإخراج‬ ‫المسرحيات اآلتية ‪« :‬العباسة أخت‬ ‫الرشيد» و«الطبيب رغما عنه»‪ ،‬لموليير‪،‬‬ ‫وفي نفس الوقت كان محمد الحداد‬ ‫الكاتب العام للجمعية‪ ،‬وفي األربعينيات‬

‫‪8‬‬

‫عمل مدرسا بمدرسة «بونصي» عقبة‬ ‫بن نافع حاليا‪...‬‬ ‫وفي شهر غشت ‪ 1930‬زار الزعيم‬ ‫والوطني والمفكر شكيب أرسالن مدينة‬ ‫طنجة وحضر ع��رض مسرحية «صالح‬ ‫الدين األيوبي»‪ ،‬للتذكير‪ ،‬كان الزعيم‬ ‫شكيب أرس�لان نزيل فندق «فيال دي‬ ‫فرانس» ومن مدينة طنجة التي ظل بها‬ ‫يومين انتقل إلى مدينة تطوان والتقى‬ ‫بالزعيم الوطني الحاج عبد السالم‬ ‫بنونة‪...‬‬ ‫بعد هذه المرحلة بدأ نشاط الجمعية‬ ‫يعرف تحوال في االتجاه الفني واألدبي‬ ‫إلى نشاط وطني مكثف‪ ،‬وتجاوبا متالحما‬ ‫من المواطنين لنصرة الحق والدفاع عن‬ ‫الوطن وجالء المستعمر الغاشم‪.‬‬ ‫كان رواد الحركة الوطنية يحرصون‬ ‫على مشاهدة هذه العروض المسرحية‪،‬‬ ‫نذكر م��ن بين ه��ؤالء ال��س��ادة ‪ :‬عبد‬ ‫اهلل كنون‪ ،‬عالل الفاسي‪ ،‬عبد الخالق‬ ‫الطريس‪ ،‬الحاج أحمد بالفريج‪ ،‬والفقيه‬ ‫التطواني محمد داود‪ ،‬والقائمة طويلة‪...‬‬ ‫وال ننسى الرجل الوطني الفذ عبد القادر‬ ‫الحريشي ومتجره المعروف قرب الجامع‬ ‫الكبير «ب��زار الحريشي»‪ ،‬وك��ان يزود‬ ‫الفرقة بالزرابي الفاخرة والسيوف العربية‬ ‫المرصعة باألصداف والجواهر‪ .‬للتذكير‬ ‫فهذا الرجل النبيل هو عم األستاذ «نصر‬ ‫اهلل الحريشي» صاحب المكتبة التي‬ ‫كانت معروفة بشارع الحرية كانت الهيئة‬ ‫الديبلوماسية األجنبية المعتمدة بطنجة‪،‬‬ ‫والشخصيات الرسمية من علماء وأدباء‬ ‫ومندوبو الصحف األجنبية يحرصون على‬ ‫مشاهدة هذه العروض المسرحية‪...‬‬ ‫يظلون يتابعون العرض إل��ى ما بعد‬ ‫الثانية صباحا‪ .‬وفي اليوم الموالي تخرج‬ ‫الصحف األجنبية التي تصدر في المدينة‬ ‫بمقاالت تقييمية حول العرض‪.‬‬

‫ت��راج��م لبعض أع��ض��اء‬ ‫جمعية الهالل‬ ‫‪ - 1‬سيدي عبد السالم أجنوي عميد‬ ‫المسرح المغربي في تلك الفترة الذهبية‪،‬‬ ‫كان يتميز بصوت عذب وشجي يتعالى‬ ‫ويتموج كمغني األوبرا وبدا هذا واضحا‬ ‫في مسرحية «روميو وجولييت» عندما‬ ‫غنى أم��ام ضريح جولييت‪ ،‬وقد أهلته‬ ‫مواهبه للقيام ب��األدوار الرئيسية فيي‬ ‫جميع المسرحيات التي شارك فيها‪ ،‬فقام‬ ‫بدور ريتشارد قلب األسد ملك إنجلترة‬ ‫في مسرحية «صالح الدين األيوبي»‪،‬‬ ‫ودور «عطيل» لشكسبير‪.‬‬

‫‪ - 2‬محمد أقلعي‪ ،‬أحد المؤسسين‬ ‫لجمعية ال��ه�لال‪ ،‬وتولى مهمة نائب‬ ‫الرئيس‪ ،‬وكان يقوم بمهام االتصاالت‬ ‫الخارجية‪ ،‬وساهم في وض��ع القانون‬ ‫األساسي للجمعية عند نشأتها‪ ،‬وهو‬ ‫الذي أحضر المالبس الخاصة بمسرحية‬ ‫«عطيل» وغيرها من باريس‪ .‬وللتذكير‬ ‫فقد تولى محمد أقلعي منصب أول مدير‬ ‫لحافالت النقل الحضري بطنجة وذلك في‬ ‫األربعينيات‪ ،‬ولما تولى سيدي عبد اهلل‬ ‫كنون منصب أول عامل لمدينة طنجة‪،‬‬ ‫كان أقلعي كاتبه الخاص وأمين سره‪،‬‬ ‫كان ذلك في فجر االستقالل‪.‬‬ ‫‪ - 3‬المختار بن علي أحد األعضاء‬ ‫المؤسسين للجمعية‪ ،‬أهلته مواهبه‬ ‫للقيام بعدة أدوار مختلفة خاصة «جوليا»‬ ‫في مسرحية «ص�لاح الدين األيوبي»‬ ‫و«زبيدة» في مسرحية «الخليفة الصياد»‬ ‫و«ليلى» في مسرحية «مجنون ليلى»‬ ‫ألمير الشعراء أحمد ش��وق��ي‪ ،‬وكانت‬ ‫المسرحية األخيرة التي عرضت يوم ‪2‬‬ ‫يونيو ‪ 1934‬خاتمة مسار طويل لفرقة‬ ‫«الهالل»‪ ...‬فخـــالل عرض المسرحيـــة‬ ‫حضــــر إلى المسرح الكوميسير بالزا‬ ‫الفرنسي صحبة المترجم الرسمي في‬ ‫اإلدارة الدولية إلشعار الفرقة بالقرار الذي‬ ‫صادق عليه المجلس التشريعي والمندوب‬ ‫والقاضي بحل الجمعية‪ ،‬وإيقاف العرض‬ ‫المسرحي في تلك الليلة‪ ،‬ولكن فرقة‬ ‫التمثيل ترفض ويستمر العرض‪ ،‬وبعد‬ ‫نهايته‪ ،‬يخرج الممثلون ويصطفون أمام‬ ‫الجمهور ينشدون النشيد القومي «معشر‬ ‫العُرب الكرام‪ ،‬إلى متى أنتم نيام؟‪،»...‬‬ ‫ويتعانقون والدمع يجري مدرارا حارا فوق‬ ‫الخدود‪ ...‬كان المشهد مؤثرا في الوداع‬ ‫األخير لهذه الجمعية‪...‬‬ ‫وفي هذه األثناء صدرت عن اإلدارة‬ ‫الدولية ق���رارات ظالمة بالنفي خارج‬ ‫المدينة في حق بعض الوطنيين أمثال‬ ‫الحاج المختار أحرضان‪ ،‬ومحمد العرفاوي‪،‬‬ ‫والمختار بن علي‪ ،‬فاختاروا مدينة تطوان‬ ‫التي احتضنتهم ورحبت بهم‪ ،‬وظلوا‬ ‫مقيمين بها معززين مكرمين وكأنهم‬ ‫بين أهليهم‪.‬‬ ‫وقبل ختام هذا العرض‪ ،‬نتذكر جميعا‬ ‫السيد أحمد بن تريعة الذي كان يقوم‬ ‫بتركيب المناظر (الديكورات) بمساعدة‬ ‫الفنيين األجانب‪ ،‬وبعد االستقالل كان‬ ‫مكلفا بتشغيل األشرطة بسينما مريكان‪،‬‬ ‫حيث التحق به فيما بعد المرحوم عبد‬ ‫العزيز بديع السوسي الذي كان المساعد‬ ‫األيمن له قبل أن يتفرغ وح��ده لهذه‬ ‫المهمة التي شغلها لوقت طويل‪.‬‬

‫ذاكرة التراث اإلنساني‬ ‫(‪)CICOP‬‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪...‬عقد المركز الدولي للحفاظ على‬ ‫ال��ت��راث مؤتمره الثالث عشر بمدينة‬ ‫تطوان بالمملكة بالمغربية تحت رعاية‬ ‫صاحب الجاللة محمد السادس والملك‬ ‫فليبي السادس عاهل المملكة اإلسبانية‪.‬‬ ‫مؤتمر ذو طابع ثقافي إلع��ادة تأهيل‬ ‫التراث المعماري والمباني‪ .‬جوْهر مهامه‬ ‫الحفاظ على التراث المعماري والذاكرة‬ ‫التأريخية للبشرية‪ .‬لتقاســم الجهـــود‬ ‫المشتركة بين مختلف ال��دول بأروبا‬ ‫واألمريكتين وإفريقيا وآسيا‪ .‬إذ يقتسم‬ ‫المغرب مع إسبانيا كنوز التراث العربي‪،‬‬ ‫تراثا عالميا ‪.‬‬ ‫انعقـد المؤتمــر بمعيــة مؤسســة‬ ‫سيرفانطيـس بتطـوان وبين الدولتين‬ ‫المغربية ‪ -‬اإلسبانية‪ ،‬لتبادل التجارب في‬ ‫مادة التراث للمحافظة عليه وحمايته‪،‬‬ ‫وبتعاون مع جمعية تطاون أسمير ذات‬ ‫النفع العام ‪.‬‬ ‫مدينة «تنيرِّيفي» بجزيرة كناريا‪،‬‬ ‫بها انعقد أوَّل مؤتمر‪ ،‬وهي مقرّ المركز‬ ‫الدولي‪ ،‬االستراتيجي‪ .‬تاله مؤتمر ثاني‬ ‫باألرجنتين‪ ،‬نتــــاج عمل دؤوب للجنته‬ ‫التنفيذية‪ ،‬عالجــت من خاللــه قضايا‬ ‫جامَّة بتبادل الخبرات وال��دراس��ات مع‬ ‫شتى المراكز المنتشرة بأمريكا الجنوبية‬ ‫والشمالية وأروبا بتدبير منذ سنة ‪1992‬‬ ‫مصادر قيِّمة من إبداع متعدِّد الثقافات‪،‬‬ ‫حيث حصلت على أوَّل ميثاق أو معاهدة‬ ‫في هذا الشأن‪ .‬أما المنظومة القانونية‬ ‫لم «تستحوذ» عليهـــا إال سنـــة ‪2016‬‬ ‫للميالد من إسبانيا ‪.‬‬ ‫أصبحت حتمية ح��وار دائ��م لسنِّ‬ ‫منهجية للتنمية المستدامة‪ ،‬وللتشاور‬ ‫بين ال��دول لحماية المعالم التاريخية‪.‬‬ ‫ومن خالل تبادل ح��وارات ثقافية بين‬ ‫المعاهد من منظور تاريخي ومنظور‬ ‫دينامي‪ -‬حيوي‪ .‬دراسة أنطلوجية ألجيال‬ ‫من التظاهرت للمهرجانات والعوائد‬ ‫والسُنن والتقاليد الصسيولوجية لشتى‬ ‫المجتمعات من أعرافها ومجامعها‪ .‬كما‬ ‫له اهتمامات أيضا بدراسات أكاديمية‬ ‫أنطلوجية في خَ ْلق ع��ادات اجتماعية‬ ‫وتجديد الفكر وإيقاظ الضمائر في خدمة‬ ‫التراث لمنح الوعي يُمَكن بموجبه بناء‬ ‫سياج ثقافي إلقحام الشباب من الجامعات‬ ‫اإلسبانية والمغربية م��ن الدارسين‬ ‫لمشاركتهم الفعلية والعملية في الحفاظ‬ ‫عليه ‪.‬‬ ‫هم حريصون على الثراء من المنتوج‬ ‫والنفع العميم‪ ،‬ال��ذي لسوف يخرجون‬ ‫بنتائجه من هذا المؤتمر خالل األيام‬ ‫الدراسية كسابقاتها‪ .‬إذ ليس ممكنا‬ ‫ال��ح��ف��اظ وح��م��اي��ة ال��ت��راث دون عهد‬ ‫والتئام بين المجتمع المدني والسلطات‬ ‫العمومية‪ .‬للحفاظ على االنضباط وتجديد‬ ‫التركيز من أجل المعمار‪ .‬في القرن الواحد‬ ‫خمس وسبعين في‬ ‫والعشرين أكثر من‬ ‫ٍ‬ ‫المائة من الساكنة الحضرية عملت على‬ ‫تأرجح المدينة العتيقة‪ ،‬باإلضافة إلى تغير‬

‫المناخ الذي أحدث تلوُثه أضرارا بنسب‬ ‫عالية‪ .‬ثمَّ تموْقع المدينة والتقارب‬ ‫العام وعدم فهم المواثيق ذات الصلة‪.‬‬ ‫تموْقع المدينة من حيث المعمار بتجديد‬ ‫مقاربات المحافظة ألداء المهام بشرَف‪،‬‬ ‫لحماية ال��ذاك��رة التاريخية واستدامة‬ ‫اإلنتاج بآليات بين المراكز والمعاهد‬ ‫ل��ل��دول المنضوية م��ن ل��دُن المركز‬ ‫الدولي للحفاظ على التراث‪ .‬في اجتماع‬ ‫باريس لسنة ‪2011‬للميالد‪ ،‬حيث تمَّ‬ ‫دراسة األساليب المشتركة بين مراكز‬ ‫الدول‪ .‬تاله اجتماع سنة ‪ 2014‬ميالدية‪،‬‬ ‫للخبراء لتدارس اإلرادة السياسية من‬ ‫ج��رَّاء توفر عزيمة المهنيين‪ .‬اجتماع‬ ‫سنة ‪ 2015‬وه��و العام المنصـــرم‪،‬‬ ‫بالمعهد الثقافي ب ‪ -‬بْوينوس آيْريس‬ ‫باألرجنتين للخبراء قصد تبادل المصالح‬ ‫بين الدول‪ ،‬إذ استأثر الحديث موضوع‬ ‫منزل الضاية بألمانيا والمنزل الفرنسي‬ ‫بسويسرا ومنزل «كوشي»‪ ،‬للحفاظ على‬ ‫هذه المآثر والمعالم التاريخية بإعادة‬ ‫ترميم المهترئ منها‪ ،‬كمعاناة المسجد‬ ‫األقصى‪ /‬التراث اإلسالمي اإلنساني‪ ،‬من‬ ‫جرّاء البغاء الصهيوني‪ .‬من األرجنتين‬ ‫وبوليفيا والشيلي وكلومبيا إلى اإلكوادور‬ ‫وص��وال إل��ى البيرو‪ ،‬طرقات وممرَّات‬ ‫أبدَعتها وصقلتها الطبيعة‪ ،‬تكــوِّنان‬ ‫العمود الفقـــري عبر الوطنية لشعوب‬ ‫«اإلنكا»‪ ،‬إيمانا منا َّ‬ ‫أن كل الطرقات تؤدي‬ ‫إلى مملكة هذه الجبلة‪ .‬هي التي تعبِّر‬ ‫عن كفاءات مادية للمواد الذوَّاقة لفنِّ‬ ‫المطبخ المحلي‪ ،‬وثقافة إمبراطوريتهم‪،‬‬ ‫والتي على العالم ْ‬ ‫أن يحترم تقاليدهم‬ ‫وعوائدهم وأال يتنكر لذاكرتهم وأساليب‬ ‫حياتهم االجتماعية‪ .‬وباقتراح من المركز‬ ‫الدولي تتمُّ اجتماعات الخبراء من أجل‬ ‫الوصول إل��ى ه��دف اإلرادة السياسية‬ ‫تجمع السلطات المشتركة حول مائدة‬ ‫لفهم القيمة العالمية للمعالم التاريخية‬ ‫لهذا التراث اإلنساني‪ .‬مثال على ذلك‬ ‫شراكة ح��وْل مشروع سياحي يعبُر‬ ‫ّ‬ ‫ولكل منهم‬ ‫ويمرُّ من سبعـــة أقاليم‪،‬‬ ‫خصوصياتــه الثقافيــة ويحتـوي على‬ ‫ث��روة هائلة تُثري ال��ت��راث اإلنساني‪.‬‬ ‫حظي المؤتمر بحضور متميِّز من‬ ‫الدبلوماسيين والكاتب العام للعمالة‬ ‫ومكتب الرئاسة واألساتيذ المتخصصين‬ ‫وطلبة جامعة غرناطة وبعض طلبة‬ ‫ماستير لكلية اآلداب‪ ،‬تخصص التاريخ‬ ‫ورئيس شعبتها‪ ،‬وطلبة المدرسة الوطنية‬ ‫للمهندسين المعماريين بتطوان‪ ،‬ومعهد‬ ‫سيرفانطيس‪ ،‬والحضور من المدعوِّين‬ ‫المهتمين‪ .‬تفضل بتقديم الشخصيات‬ ‫المشاركة في المؤتمر السيد رئيس‬ ‫جمعية تطاون أسمير بمعية مكتبه‪ ،‬التي‬ ‫أصبحت تمثل المركز الدولي للحفاظ‬ ‫على ال��ت��راث بالقارة اإلفريقية وذلك‬ ‫بمقرِّ الجمعية بتطوان‪ .‬كان مؤتمرا‬ ‫علميا عالميا‪ ،‬يُعقد ألول مرَّة بالمملكة‬ ‫المغربية بتطوان‪ ،‬وك��ان حقا مؤتمرا‬ ‫ناجحا بامتياز ‪...‬‬


‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪� 31‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫العدد ‪860‬‬

‫العروي‪:‬‬

‫«الوطنية كأدلوجة انتهت وما تبقى‬ ‫منها أكثر مخزنية من المخزن القائم»‬

‫عاد المفكــر المغربــي عبد اهلل العــروي‬ ‫من خالل حواره مع نفسه في كتابه الجديد‬ ‫«استبانة‪ ،»...‬الذي نشرت مجلة «زمان» لشهر‬ ‫دجنبر‪ ،‬مقتطفات منه إلى مساءلة الحركة‬ ‫الوطنية المغربية‪ ،‬وطرح السؤال حول مفهوم‬ ‫الوطنية‪ ،‬واالستقالل‪ ،‬ليخرج كعادته بأجوبة‬ ‫صادمة لمن ال يقرأ التاريخ بعمق كما يفعل‬ ‫صاحب«التاريخانية»‪.‬‬ ‫يطرح العروي السؤال على نفسه‪ :‬هل‬ ‫حققت الوطنية المغربية أهدافها؟ ليجيب على‬ ‫نفسه‪« :‬عندما كنا طلبة كانت تتجاذبنا ثالثة‬ ‫تيارات‪ :‬التيار األول كان يتساءل عن معنى‬ ‫االستقالل ويجيب على الفور أن المعنى واضح‪.‬‬ ‫االستقالل هو االنعتاق من التبعية والخروج من‬ ‫الحجر‪ .‬ماذا يطلب المحجور عنه؟ يطلب أن يكون‬ ‫حر التصرف بدون مراقبة من أي كان‪ .‬هو إذن‬ ‫نهاية نظام الحماية وهذا الهدف تحقق سنة‬ ‫‪.»1956‬‬ ‫«التيار الثاني كان يقول إن الجميع يتوق‬ ‫إلى االستقالل‪ ،‬لكن ما مضمون هذا االستقالل‬ ‫إذا لم تسبقه إصالحات جوهرية تغير بالكامل‬ ‫النظم االجتماعية‪ .‬وإال عدنا على حالة الفوضى‬ ‫التي كنا نعيش فيها قبل سنة ‪ .1912‬البد إذن‬ ‫من الدخول في مفاوضات مع أعضاء المخزن ومع‬ ‫رجال الحماية بهدف تطبيق اإلصالحات المدرجة‬ ‫في دفتر المطالب بعد مراجعتها وإغنائها‪ .‬ال‬ ‫مفر من وضع برنامج إصالحي محدد يتوج‪ ،‬بعد‬ ‫تطبيقه بنجاح‪ ،‬باإلعالن عن االستقالل»‪.‬‬ ‫«التيار الثالث كان يدعي أن االستقالل ال‬ ‫يعني شيئا في عالم اليوم‪ ،‬كلمة جوفاء ترمي‬ ‫فقط على تقوية مصالح الطبقة المسيطرة‬ ‫المتضايقة من منافسة األجانب والتي تود‬ ‫أن تستحوذ على كل خيرات البالد‪ .‬المعركة‬ ‫ليست إذن بين المسلمين واألوروبيين وال بين‬ ‫المغاربة من جهة والمستوطنين من جهة‪،‬‬ ‫بقدر ما هي بين طبقة مالكة مستغلة مقهورة‬ ‫ومحرومة من مقومات الحياة‪ .‬وهذه هي أيضا‬ ‫حالة الدول المستعمرة‪ .‬االستعمار يغني فئة‬ ‫ضئيلة وال يفيد األغلبية الكبرى من سكان البلد‬ ‫المستعمر»‪.‬‬ ‫«االستقالل الحقيقي‪ ،‬ال الصوري‪ ،‬يعني إذن‬ ‫بالدرجة األولى تحرير الفرد المغربي من القهر‪،‬‬ ‫من استبداد حكام المخزن ومن االستغالل‬ ‫الطبقي‪ ،‬أكان من طرف المغاربة أو الفرنسيين‪،‬‬ ‫ومعروف أن األول أقسى وأفظع من الثاني‪.‬‬ ‫عندما تتحرر الطبقة المستغلة‪ ،‬سيما الطبقة‬ ‫الشغيلة الصناعية‪ ،‬في كل البلدان ويتحرر‬ ‫الفرد وتقوم الديمقراطية الصحيحة أي الشعبية‬ ‫في جميع األقطار‪ ،‬عندها يصبح استقالل كل‬ ‫جماعة قومية بتدبير شؤونها أمرا بديهيا سهل‬

‫التطبيق‪ ،‬إذ يعني االستقالل الذاتي لكل جماعة‬ ‫لها خصائص تاريخية من لغة وأدب وطقوس‬ ‫دينية‪ ،‬بما أن لفظ استقالل يحمل معاني شتى‬ ‫يمكن القول أن الحركة الوطنية المغربية حققت‬ ‫هدفها األساس بفسخ عقد الحماية ولم تحققه‪،‬‬ ‫إذ الفرد المغربي ال يزال يعاني من اآلم الفقر‬ ‫والجهل والمرض بمجرد اإلعالن عن هذا‬ ‫االستقالل»‪.‬‬ ‫ويعود العروي ليسائل نفسه «هل كان على‬ ‫الحركة الوطنية أن تنحل بمجرد ما أعلن عن‬ ‫استقالل البالد؟» ليجيب بالقول‪« :‬هذا ما حدث‬ ‫بالفعل‪ ،‬وذلك بتبني برنامج إصالحي عام جعل‬ ‫من االستقالل مفهوما أجوف‪ .‬كما لو قيل للناس‬ ‫هذا االستقالل ال يتحقق إال بتحقيق أهدافه‪ .‬كان‬ ‫التعارض صارخا مع ما كان يروج أيام الحماية‪.‬‬ ‫ثم هذا البرنامج قدم كبرنامج األمة جمعاء في‬ ‫حين أن شرائح كثيرة من المجتمع ال توافق‬ ‫عليه ودخلت إلى حلبة الصراع السياسي بمجرد‬ ‫أن أعلن عن استقالل البالد‪ .‬أصبحت الحركة‬ ‫الوطنية عمليا حزبا بين أحزاب كثيرة‪ ،‬موجودة‬ ‫أو مبرمجة‪ ،‬لم يكن من الضروري أن يقال على‬ ‫رؤوس‪ :‬اآلن نختفي كحركة وننبعث كحزب‪ ،‬رغم‬ ‫أن بعض األتباع طالب فعال بذلك»‪.‬‬ ‫ويتساءل العــروي مجــددا ‪« :‬ماذا تعني‬ ‫الوطنية في الوضع الجديد؟»‪ ،‬ويرد على نفسه‪:‬‬ ‫«هذا السؤال هو الذي دعاني إلى دراسة أصول‬ ‫الوطنية المغربية بهدف استشراف مستقبلها‪،‬‬ ‫والنتيجة التي انتهيت إليها هي أنها كأدلوجة‪:‬‬ ‫كتعبير بالمفاهيم واأللفاظ‪ ،‬ال تعدو أن تكون‬ ‫استحضارا وتنميطا لمسار تاريخي متميز»‪.‬‬ ‫«التاريخ الوطني هو ما روي على مر العصور‬ ‫مبسطا مقوما ورسخ في الوجدان‪ ،‬ال تاريخ‬ ‫الباحثين النقاد‪ .‬هو بالضبط ما سماه البعض‬ ‫األسطورة الذهبية والذي عبرت عنه أنا بلفظ‬ ‫مخزن‪ .‬وبما أن هناك وجها آخر للمخزن‪ ،‬الوجه‬ ‫الظاهر الواعي بذاته‪ ،‬فال بد من أن يتصارع‬ ‫هذا مع األول‪ ،‬المخزن الضمني المنحل في‬ ‫ذاته‪ .‬بعبارة أخرى أن الوطنية الواعية بجذورها‬ ‫ومكوناتها التاريخية التي يمتزج فيها المكشوف‬ ‫والمستور‪ ،‬الواقعي والوهمي‪ ،‬قد تكون أكثر‬ ‫مخزنية من المخزن القائم وتروم تصحيحه‬ ‫وتقويمه»‪.‬‬ ‫وينهي العروي تساؤله بالجواب التالي‪:‬‬ ‫«للوطنية دور في المستقبل كوصية على‬ ‫الماضي متعهد بإيصاله على طالئع المستقبل‪.‬‬ ‫تمثلها بالضرورة أقلية تدعي لنفسها في كل‬ ‫حال الجدارة واألهلية ألن هذا كان طابعها‬ ‫قبل وبعد الحماية‪ .‬من هنا نزعتها إلى تقويم‬ ‫الحادث»‪.‬‬

‫االستنزاف السياحي للماء‬ ‫بتطوان‪..‬‬

‫تستهلك صناعة السياحة المياه استهالكاً‬ ‫أكثر من العادي داخل الفنادق وحمامات السباحة‬ ‫ومالعب الكولف و المساحات الخضراء‪ ..‬بل‬ ‫وحتى االستخدام الشخصي للمياه من جانب‬ ‫السياح أنفسهم‪ ..‬وهذا األمريؤدس حتما إلى‬ ‫نقص في المياه وتدهور مصادرها‪ ..‬مع مصاحبة‬ ‫ذلك بإنتاج كميات أكبر من مياه الصرف‪.‬‬ ‫ومعلوم أن ما يستهلكه فندق واحد من صنف‬ ‫‪ 5‬نجوم يساوي ما تستهلكه ‪10.000‬نسمة من‬ ‫السكان ‪ ،‬الشيء الذي يبدو أنه من مسببات‬ ‫العجز الكبير في المخزون المائي بتطوان‪،‬الذي‬ ‫صار التطوانييون ضحيته ويدفعون بذلك ثمن‬ ‫التبذير الحاصل في سوء التدبير للموارد المائية‬ ‫للمنطقة‪..‬‬ ‫معلوم أن الفنادق والمنتجعات تعتبر من‬ ‫أكبر مستهلكي المياه‪ ..‬حيث يستخدم السائح‬

‫‪9‬‬

‫المقيم في فندق في المتوسط ما يزيد على‬ ‫ثلث استخدام الساكن المحلي العادي للمياه في‬ ‫اليوم الواحد‪ ...‬لذا يجب تبني مجموعة حلول أو‬ ‫إجراءات متمثلة في ترشيد استهالك المياه في‬ ‫المنشآت الفندقية ومن بينها ‪:‬‬ ‫ــ توعية أصحاب المنشآت الفندقية‬ ‫والسياحية األخرى والعاملين فيها بالطرق‬ ‫المثلى لتوفير المياه‪.‬‬ ‫ــ تركيب األجهزة الموفرة للمياه‪.‬‬ ‫ــ إعادة استعمال المياه العادمة والمعالجة‬ ‫في ري المسطحات والمناطق الخضراء بالمنشآت‬ ‫السياحية‪ .‬‬ ‫ــ وبصفة عامة‪ ،‬تبني مفهــوم جديد‬ ‫للسياحة البيئية في الفنادق‪...‬‬

‫مؤسسات تعليمية بدون هويات بوزان‬ ‫‪ ‬كم من الوقت تستغرق عملية إعطاء‬ ‫هوية أو نسبا لمؤسسة تعليمية ؟ هل جف‬ ‫ينبوع الذاكرة الوطنية إلى الحد الذي جعل‬ ‫المديرية اإلقليمية للتربية الوطنية والتكوين‬ ‫المهني بوزان عاجزة عن العثور على أسماء‬ ‫نساء ورجال صنعوا مجد هذا الوطن يعرفون‬ ‫بها أكثر من مؤسسة تعليمية ظلت بدون دفتر‬ ‫للحالة المدنية لسنوات ؟ ولماذا غيبت مختلف‬ ‫الجماعات الترابية حيث تقع هذه المؤسسات‬ ‫التعليمية هذا الموضوع من مداوالتها ولقاءاتها‬ ‫المتكررة بالمديرية اإلقليمية للتعليم ؟‪ ‬‬ ‫إنها جملة من األسئلة ترددها الشغيلة‬ ‫التعليمية بمجموعة من المؤسسات التعليمية‬ ‫بإقليم وزان ‪ ،‬التي ظلت بدون هويات ‪ ،‬لمدد‬ ‫زادت عن ثالث سنوات ‪ ،‬من دون أن تحصل هذه‬ ‫الشغيلة على جواب يشفي الغليل ‪.‬‬ ‫‪ ‬في شهر نونبر ‪ ، 2014‬وبمناسبة الجولة‬ ‫التفقدية التي قام بها عامل دار الضمانة‬ ‫والوفد المرافق بمناسبة احتفال المغرب بعيدي‬ ‫المسيرة واالستقالل ‪ ،‬وذلك بغاية تفقد سير‬ ‫بعض األوراش المفتوحة باإلقليم ‪ ،‬تم تدشين‬ ‫مجموعة من المؤسسات التعليمية التي عززت‬ ‫شبكة المدارس العمومية باإلقليم ‪ . ‬وخالل‬ ‫توقفه برحاب الثانوية التأهيلية الجديدة‬ ‫بجماعة سيدي بوصبر ‪ ،‬نبهه عضو اللجنة‬ ‫الجهوية لحقوق اإلنسان بأن المؤسسة‬ ‫بدون هوية ‪ ،‬شأنها شأن مؤسسات تعليمية‪ ‬‬ ‫شيدت بجماعات ترابية أخرى باإلقليم في إطار‬ ‫المخطط االستعجالي ‪ ،‬واقترح عليه ‪ ‬حفاظا‬ ‫على الذاكرة الوطنية ‪ ،‬دعوة الجهة المختصة‬ ‫والوصية على القطاع ‪ ،‬التسريع بإطالق أسماء‬

‫نساء ورجال كتبوا تاريخ وطن اسمه المملكة‬ ‫المغربية ‪ ،‬على هذه المؤسسات التربوية ‪ .‬عامل‬ ‫اإلقليم اعتبر االقتراح وجيها ‪ ،‬لذالك لم يتردد‬ ‫في إصدار تعليماته إلى النائبة اإلقليمية السابقة‬ ‫لقطاع التعليم بدار الضمانة ‪ ،‬من أجل أن يصبح‬ ‫لهذه المؤسسات التعليمية هويات ‪ ،‬وذلك في‬ ‫أسرع وقت ممكن ‪.‬‬ ‫‪ ‬نحن اآلن عند عتبة الموسم الدراسي‬ ‫‪ ، 2017 / 2016‬والزالت هذه المؤسسات‬ ‫التعليمية تحمل أسماء القرى التي توجد بها ‪،‬‬ ‫من دون أن يتمكن أيا كان من وضع أصبعه على‬ ‫مكمن الداء ‪ ،‬أو اإلكراهات التي حالت دون تنظيم‬ ‫حفل العقيقة للمؤسسات التعليمية المذكورة ‪.‬‬ ‫علما يؤكد مصدر على اطالع بالموضوع ‪ ،‬بأن‬ ‫تضاريس المساطر واإلجراءات ذات الصلة بملف‬

‫تحديد هويات مدارسنا العمومية خالية من‬ ‫المنعرجات الصعبة ‪ ،‬لكن هذه األخيرة تصبح‬ ‫قاتلة بفعل البشر ‪ ،‬واإلدارة المتصحرة التي‬ ‫خصها ملك البالد بخطاب ‪ ،‬يبدو أن صهده لم‬ ‫يصل بعد إلى دار الضمانة الكبرى ‪ .‬‬ ‫‪ ‬فهل يبادر المدير اإلقليمي الجديد‬ ‫على رأس قطاع التربية الوطنية والتكوين‬ ‫المهني بوزان بنفض الغبار عن هذا الملف‬ ‫‪ ،‬فينبش في سجل من صنعوا مالحم هذا‬ ‫الوطن الذي يمشي منتصب القامة بين أمم‬ ‫المعمور‪ ،‬فيطلقها على المؤسسات التعليمية‬ ‫التي يتجاوز عددها الخمسة ‪ ،‬وتقدم خدماتها‬ ‫التعليمية ‪ ،‬والتربية على المواطنة ‪ ،‬بأكثر من‬ ‫جماعة ترابية باإلقليم؟‪ ‬‬

‫محمد حمضي‬

‫‪ ‬المكتب الوطني للكهرباء بوزان يوقظ‬ ‫الفتنة النائمة‬

‫‪ ‬يبدو أن إدارة المكتب الوطني للكهرباء‬ ‫بوزان ال تقرأ العواقب الخطيرة لتدبيرها لقطاع‬ ‫الكهرباء ‪ .‬تدبير يصب الزيت فوق نار الفتنة‬ ‫النائمة ‪ ،‬بسبب االحتقان الذي تعرفه القنوات‬ ‫االجتماعية واالقتصادية التي أغرقت ساكنة دار‬ ‫الضمانة في بحر من المآسي االجتماعية ‪.‬‬ ‫‪ ‬االرتفاع المهول الذي حملته فواتير‬ ‫استهالك الكهرباء األخيرة ‪ ،‬صعقت جيوب‬ ‫المواطنين والمواطنات المكتوين بنار تبعات‬ ‫الدخول المدرسي ‪ ،‬وعيد األضحى ‪ ،‬وآثار الجفاف‬ ‫الذي نتج عنه انكماش سوق الشغل الضيق‬ ‫أصال ‪ ( ، ‬االرتفاع ) لم تجد الساكنة من مخرج‬ ‫لمواجهته غير النزول بشكل حضاري إلى الفضاء‬ ‫العام لدق جرس اإلنذار ‪.‬‬ ‫‪ ‬رنات هذا الجرس سمعت عاليا صباح يوم‬ ‫الجمعة ‪ 21‬أكتوبر أمام مدخل عمالة اإلقليم ‪،‬‬ ‫حيث رددت حناجر العشرات من المتضررين‬ ‫والمتضررات المنحدرين من حي الرويضة‬ ‫الشعبي ‪ ‬شعارات منددة بما لحق جيوبهم من‬ ‫زحف غير مشروع ‪ ،‬قادته إدارة المكتب الوطني‬ ‫للكهرباء والماء الصالح للشرب ‪ ،‬قطاع الكهرباء‪،‬‬ ‫التي تجمع كل الفعاليات بالمدينة الذين التقت‬ ‫بهم الجريدة ‪ ،‬بأن تدبيرها للقطاع يتطلب فتح‬ ‫تحقيق عاجل ‪ ،‬وتقصي أعجل منه في واقعة هذا‬ ‫الشهر التي أخرجت الضحايا لالحتجاج ‪.‬‬ ‫‪ ‬الحركة االحتجاجية عبرت في شكلها‬ ‫ومضمونها عن نضج المحتجين والمحتجات‬ ‫اللواتي كانت مشاركتهن مكثفة ‪ ،‬انتهت بعقد‬ ‫جلسة حوار جمعت حول نفس المائدة ‪ ،‬باشا‬ ‫المدينة ‪ ،‬وإطار إداري يمثل المكتب الوطني‬ ‫للكهرباء ‪ ،‬ولجنة تمثل المتضررين والمتضررات‪.‬‬ ‫وحسب ما أفاد به الجريدة مصدر مطلع ‪ ،‬فقد‬ ‫بسط أعضاء لجنة الحوار أمام المسؤولين جملة‬ ‫من الفواتير الحاملة لمبالغ ال يصدقها العقل ‪،‬‬ ‫وطرحوا‪ ‬استفهامات عريضة حول مرد انفراد‬ ‫سكان حي الرويضة بهذا التدبير االستثنائي‪.‬‬ ‫وأضاف نفس المصدر بأن الحوار تشعب‬ ‫ليالمس جملة من المشاكل التي عرفها القطاع‬ ‫في الشهور األخيرة ‪ ،‬والتي وصلت إلى حد رفع‬

‫إدارة قطاع الكهرباء دعوة قضائية بالمحكمة‬ ‫االبتدائية بوزان ‪ ،‬ضد زبون من نفس الحي ‪.‬‬ ‫‪ ‬نتائج الحوار التي أعلنها أمام العموم من‬ ‫مثل الضحايا في الجلسة المشار إليها جاءت على‬ ‫الشكل التالي ‪:‬‬ ‫‪ - ‬التزام إدارة قطاع الكهرباء بمراجعة جميع‬ ‫فواتير االستهالك ‪ ‬التي يشتكي زبناء المكتب‬ ‫الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب ‪ ‬بأنها‬ ‫جاءت غير مطابقة الستهالكهم الحقيقي ‪.‬‬ ‫ تأجيل قطع التيار الكهربائي عن مساكن‬‫زبناء المكتب الوطني ‪ ،‬إلى حين استنفاذ جميع‬ ‫الطرق الحبية ‪.‬‬ ‫ عقلنة مراقبة عدادات االستهالك ‪ ،‬وذلك‬‫بإنجازها عمليات المراقبة في وقتها ‪ .‬وهنا وجب‬ ‫فتح قوس يفيد بأن زبناء المكتب الوطني ال‬ ‫يمكنهم تأدية فاتورة الخصاص في الموارد‬ ‫البشرية الذي يعاني منها قطاع الكهرباء بإقليم‬ ‫وزان ‪.‬‬

‫ تسهيل المساطر واإلجراءات اإلدارية‬‫ذات الصلة بربط المساكن المشتركة بالشبكة‬ ‫الكهربائية ‪.‬‬ ‫ توزيع الفواتير على زبناء المكتب الوطني‬‫للكهرباء في وقتها ‪.‬‬ ‫‪ ‬هل ستلتقط إدارة قطاع الكهرباء رسالة‬ ‫االحتجاج التي تزامنت مع الخطاب الملكي حول‬ ‫اإلدارة المغربية المريضة ‪ ،‬فتلتزم بما جاء به‬ ‫الحوار ‪ ،‬وبروحه مستقبال؟‬ ‫‪ ‬يذكر بأن هذه الوقفة االحتجاجية ‪ ‬تابعتها‬ ‫فعاليات مدنية وحقوقية ‪ ،‬وأعد حولها عضو‬ ‫اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان تقريرا ‪،‬‬ ‫تم رفعه لرئيسة اآللية الحقوقية الجهوية‪،‬‬ ‫المنبثقة عن المجلس الوطني لحقوق‬ ‫اإلنسان ‪ ،‬وذلك بغاية متابعة ما تم االتفاق‬ ‫حوله بين مختلف األطراف ‪ .‬‬

‫بنت تبحث عن أبويها الحقيقيين‬ ‫إسمها لبنى‪ ،‬احتضنتها أسرة ميسورة وعملت على تربيتها تربية حسنة‪،‬إلى‬ ‫أن وصلت ‪ 37‬سنة‪ ،‬حينها عرفت أن مربيها ليسوا هما األبوين الحقيقين‪ ،‬مما‬ ‫حدا بها إلى البحث منذ مدة عن والديها البيولوجيين‪ ،‬وذلك من أجل مساعدتها‬ ‫على استكمال هويتها‪ ،‬ذلك أنها التحمل هوية األب واألم في بطاقتها الوطنية‪،‬‬ ‫مما يعرقل حياتها الشخصية‪ ،‬المهنية منها والزوجية‪.‬‬ ‫المرجو ممن يعرفون شيئا عن قصتها‪ ،‬أن يدلوها لمعرفة والديها ‪ ،‬ولهم‬ ‫أجر كبير عند اهلل تعالى‪ ،‬أو يتصلوا بالعنوان التالي ‪:‬‬

‫حي بئر الشعيري‪ ،‬بني مكادة طنجة‪ .‬أو اإلتصال بالرقم التالي ‪:‬‬ ‫‪0695.95.67.18‬‬

‫محمد حمضي‬


‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪� 31‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫العدد ‪860‬‬

‫استمرار قطع أشجار األرز بإساكن‬ ‫امام صمت سلطات الحسيمة‬

‫طنجة الحمالت األمنية مستمرة‬ ‫‪ 136‬ضيفا جديدا‬ ‫على مخافر الشرطة‬

‫تتابع المصالح األمنية بطنجة حمالتها‬ ‫التطهيرية بهدف مواجهة الجريمة والمجرمين‬ ‫الذين «تناسلوا» في هذه المدينة بصورة ملفتة‬ ‫ومقلقة في آن واحد‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬قامت مصالح األمن‬ ‫بعملية جديدة‪ ،‬مكنت من توقيف ‪ 136‬شخصا‬ ‫مشتبه فيهم بالتورط في تجارة المخدرات‬ ‫والسرقة والتهديد بالسالح األبيض واالغتصاب‬ ‫والسكر وآخرون كانوا موضوع مذكرات بحث‪.‬‬ ‫وتسعى المصالح األمنية بمخططها‬ ‫االستباقي إلى الحد من ظاهرة اإلجرام التي‬ ‫تفشت بطنجة يشكل مرعب‪ ،‬في كل جهات‬ ‫المدينة وأحيائها الداخلية والمجاورة ومنها ما‬ ‫يشكل نقطا سوداء ال تصلها دوريات األمن إال‬ ‫لماما ‪.‬‬ ‫إال أنه ال يمكن الحديث في الوقت الراهن‬ ‫عن تراجع معدل الجريمة بالرغم من سرعة‬ ‫التدخل األمني وبالرغم من الخطة األمنية‬ ‫الهادفة إلى نتبع مسار المجرمين من ذوي‬ ‫السوابق ممن يتم اإلفراج عنهم‪ .‬حيث أن نسبة‬ ‫كبيرة منهم يعاد اعتقالهم خالل فترات قصيرة‬ ‫بعد مغادرتهم أسوار السجن‪.‬‬

‫صينية وعرضها للعنف أثناء وجودها بشاطئ‬ ‫المدينة رفقة صديقتها من جنسية نيوزيلندية‪،‬‬ ‫مما تسبب لها في خدوش بسيطة‪ ،‬تلقت على‬ ‫إثرها العالجات الضرورية بالمستشفى‪.‬‬ ‫المشتبه فيه وضع تحت تدبير الحراسة‬ ‫النظرية والبحث ال زال جاريا معه حول ظروف‬ ‫ومالبسات هذه القضية‬

‫‪rrrrr‬‬

‫‪rrrrr‬‬

‫«قيـــزو» و«جوينـة» في‬ ‫قبضة أمن العرائش‬

‫عصابة ‪ TMAX‬تقع‬ ‫في كمين أمني‬

‫ّ‬ ‫تمكنت عناصر الشرطة القضائية ألمن‬ ‫العرائـــش‪ ،‬األسبـــوع الماضي‪ ،‬من توقيف‬ ‫الشخصين اللذين قاما يوم ‪ 7‬أكتوبر الجاري‬ ‫باقتحام داخلية إعدادية محمد بن عبد الكريم‬ ‫الخطابي واستوليا على ثالثة هواتف نقالة‬ ‫ومبالغ مالية بسيطة تخص ثالث طالبات‪.‬‬ ‫البحث التقني الذي أجرته الشرطة على‬ ‫الهواتف المسروقة مكن من الوصول إلى فتاة‬ ‫قاصر ضبط بحوزتها أحد الهواتف المسروقة‪،‬‬ ‫األمر الذي أفضى إلى تحديد هوية أحد اللصين‪،‬‬ ‫ليتم بعد ذلك القبض على شريكه في السرقة‪.‬‬ ‫يتعلق األمر بالملقب بـ «قزو» ‪ 23‬سنة‬ ‫ويقطن جنان رغيوي وهو من ذوي السوابق‬ ‫القضائية وحديث الخروج من السجن‪ ،‬والملقب‬ ‫بـ «جوينة» ‪ 24‬سنة ويقطن بجنان بيضاوة‪.‬‬ ‫اللصان اعترفا بالمنسوب إليهما أثناء التحقيق‬ ‫األمني ليتم وضعهما تحت الحراسة النظرية‬ ‫والبقية معروفة ‪.....‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫تحرش جنسي بسائحة‬ ‫في أصيلة‬

‫علم من أمن أصيلة‪ ،‬أن عناصر من مفوضية‬ ‫الشرطة هذه المدينة تمكنت‪ ،‬االثنين الماضي‪،‬‬ ‫من توقيف شخص‪ ،‬لالشتباه في تورطه في‬ ‫قضية تتعلق بمحاولة التحرش الجنسي بسائحة‬ ‫أجنبية‪ ،‬تحت التهديد باستعمال العنف‪.‬‬ ‫وحسب بالغ للمديرية العامة فإن المشتبه‬ ‫فيه‪ ،‬البالغ من العمر ‪ 34‬سنة‪ ،‬تحرش بسائحة‬

‫‪10‬‬

‫تعددت الشكايات ضد أفـــراد عصابـــة‬ ‫كانت تستعمل دراجة نارية من نوع ‪TMAX‬‬ ‫السريعة‪ ،‬في عمليات سرقة بمختلف جهات‬ ‫المدينة‪ .‬وقد نجحت عناصر األمن في توقيف‬ ‫عنصرين من هذه العصابة بعد تمكنهما من‬ ‫اإلفالت من أيدي رجال األمن بعد أن سقطا في‬ ‫كمين محكم نصب لهما بشارع محمد الخامس‪،‬‬ ‫األثنين الماضي‪.‬‬ ‫وتشير معظم الشكايات إلى أن أفراد‬ ‫العصابة كانوا «متخصصين» في سرقة‬ ‫الهواتف المحمولة ليقوموا ببيعها بعد ذلك‬ ‫لتجار هذه الهواتف‪ ،‬األمر الذي سوف يمكن ال‬ ‫محالة من اعتقال عدد من مشتري المسروق‪.‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫تتمكن من اعتقاله إال بعد أن أطلقت عليه‬ ‫الرصاص حين واجهته سنة ‪.2007‬‬ ‫إال أن عيون األمن اليقظة‪ ،‬سوف لن‬ ‫تمهله طويال قبل أن يتم اعتقاله ليلقى جزاء‬ ‫جرمه‪.‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫اختطاف طفلة على خلفية‬ ‫نزاع‬ ‫نجحت مصالــح األمن بمدينــة أصيال‪،‬‬ ‫بتنسيق مع نظيرتهــا بالعرائــش‪ ،‬السبت‬ ‫الماضي‪ ،‬من توقيف شخص يبلغ من العمر‬ ‫‪ 30‬سنة‪ ،‬من ذوي السوابق القضائية العديدة‪،‬‬ ‫يشتبه في تورطه في قضية تتعلق باختطاف‬ ‫واحتجاز طفلة تبلغ من العمر أربع سنوات‪.‬‬ ‫المعلومات المتوافــرة تشيــر إلى أن‬ ‫المشتبه فيه قد يكون قام باختطاف الطفلة‬ ‫بحي الوحدة بمدينة العرائش‪ ،‬وذلك على خلفية‬ ‫نزاع سابق مع أفراد من أسرتها‪ .‬إال أن األبحاث‬ ‫األمنية الميدانية مكنت من توقيف المشتبه‬ ‫فيه بمدينة أصيال والعثور على الفتاة المختطفة‬ ‫التي لم تظهر عليها‪ ،‬بحمد اهلل‪ ،‬أي عالمة عنف‬ ‫أو اعتداء بعد عرضها على الخبرة الطبية‪.‬‬ ‫والبحث ال زال جاريا مع المشتبه فيه من‬ ‫أجل تحديد ظروف ومالبسات هذه الواقعة‪.‬‬

‫استنكر العديد من المواطنين القاطنين‬ ‫بالقرب من غابة جبل إغماض ‪ ،‬دائرة اساكن‬ ‫إقليم الحسيمة‪ ،‬استمرار قطع أشجار األرز من‬ ‫طرف مافيا الغابة‪ ،‬هذا أمام السلطة المحلية‬ ‫وإدارة المياه والغابات والمنتخبين‪.‬‬ ‫تخريب الغابة وقطع أشجار األرز وقعت يوم‬ ‫‪ 13‬اكتوبر ‪. 2016‬األمر الذي يعتبر جريمة في‬ ‫حق البيئة وفي حق األجيال القادمة‪.‬‬ ‫واعتبر المواطنون‪ ،‬أن هذه الجريمة التي‬ ‫وقعت‪ ،‬والتي تتكرر باستمرار بتلك المناطق‪ ،‬لم‬ ‫تقابل بالجدية والحزم الكافيين من طرف إدارة‬ ‫المياه والغابات بالحسيمة والسلطة المحلية‬ ‫التي تكتفي فقط باستدعاء موظفيها بالقطاع‬ ‫الغابوي كلما حدثت مثل هذه الكوارث‪ ،‬التي‬ ‫تستهدف الثروة الغابوية باإلقليم من قبل‬ ‫بعض المنتفعين‪ ،‬بدون أي رادع حقيقي من‬ ‫قبل المعنيين بحماية القطاع الغابوي والبيئة‬ ‫عموما‪.‬‬ ‫محمد الشيبة فاعل جمعوي ومتتبع‬ ‫للشان المحلي بإساكن في تصريج صحافي‬

‫قال ‪« :‬إن مجزرة اليوم من غابة جبل إغماض‬ ‫نواحي إساكن حيث تم إبادة عشرات أشجار اﻷرز‬ ‫المعمرة بمناشير كهربائية مستغلين الطقس‬ ‫الممطر والضباب الكثيف الذي يعم المنطقة‬ ‫للتكتم على جرائمهم البيئية ونقل ما قطعوه‬ ‫عبر مسالك جبلية تؤدي إلى مفترق طرق يسمى‬ ‫السينكو على مشارف جماعة إساكن»‪.‬‬ ‫ومعلوم أن مصادر من إدارة المياه والغابات‬ ‫بالحسيمة ال تخفي تعرض مساحات مهمة من‬ ‫الغطاء الغابوي بإساكن للتخريب‪ ،‬كما تتحدث‬ ‫عن وجود العديد من المحاضر تم تحريرها في‬ ‫حق مخالفين‪ ،‬أغلبية سكان إساكن يعتبرون أن‬ ‫مواجهة اإلدارات المعنية لهذه الجرائم البيئية‬ ‫ليست في مستوى الحزم الذي تتطلبه حماية‬ ‫الملك الغابوي المهدد باالندثار يوما بعد يوم‪.‬‬ ‫القضية معروضة على السلطات اإلدارية‬ ‫اإقليمية والوطنية‪ .‬فهل من منتبه ومستجيب ؟‬

‫فكري ولد علي‬

‫إيقاف مبحوث عنها بتهمة ترويج‬ ‫المخدرات بالعرائش‬

‫‪rrrrr‬‬

‫يهرب من مسرح الجريمة‬

‫فـــرار‬ ‫يروج في بعض المواقع أن مبحوثا عنه‬ ‫اشتهر بهروبه المتكرر من االعتقال‪ ،‬عاوده‬ ‫الحنين إلى عادته القديمة حيث إنه ما أن‬ ‫الحظ بعض رجال األمن ينزلون من سيارتهم‬ ‫ويتوجهون إليه حتى انقض على سيارته‬ ‫«الغولف» ذات اللوحات األجنبية وقصد رجال‬ ‫األمن في محاولة إلرهابهم قبل أن يتبخر في‬ ‫الطبيعة ويصطدم قبل ذلك بحائط منزل دون‬ ‫أن يكترث‪ ،‬بل تابع السياقة بسرعة جنونية إلى‬ ‫مكان مجهول‪.‬‬ ‫للتذكير فإن هذا المنحرف كان قد فر من‬ ‫السجن المركزي بعد قضاء فترة من محكوميته‬ ‫بعشر سنوات سجنا نافذا حيث إن الشرطة لم‬

‫نجح متهم بمحاولة قتل ارتكبت بحي بن‬ ‫ديبان بطنجة اإلثنين الماضي من الهرب من‬ ‫رجال األمن الذين حاصروا المنزل الذي يقطن‬ ‫فيه بنفس الحي‪ .‬شهود عيان قالوا إن المتهم‬ ‫تمكن من الهرب بعد ساعات من محاصرته‬ ‫داخل المنزل حيث إنه استغل حالة الفوضى‬ ‫وصراخ الجيران حين صعد رجال األمن إلى‬ ‫سطح منزل من منازل الحي‪ ،‬وتسلل خارج الحي‬ ‫المحاصر‪.‬‬ ‫وقد عمد رجال األمن إلى اقتياد والدته‬ ‫وجدته إلى الكوميسارية لالستماع إلى أقوالهما‪،‬‬ ‫وهو ما دفع المبحوث عنه إلى تسليم نفسه‪.‬‬

‫ع‪.‬ك‬

‫ْ�س مْ ُ‬ ‫ا�ض َي ًة َم ْر ِ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ال ْط َم ِئ َن ُّة ْارجِ عِي �إِ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫�ض ّ َي ًة‬ ‫} َيا �أَ ّ َيت َُها ال ّ َنف ُ‬ ‫َف ْاد ُخلِي يِف عِ َبادِ ي َو ْاد ُخلِي َج َّنتِي {‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫تلقينا ببالغ األسى واألسف‪ ،‬وبمزيد من الحسرة والحزن نبأ انتقال‬ ‫الفقيدةالعزيزة‬

‫أم كلثوم الجزولي‬

‫إلى عفو اهلل‪ ،‬حيث وافاها األجل المحتوم إثر حادثة سير بمدينة‬ ‫ورزازات يوم األحد ‪ 16‬أكتوبر ‪.2016‬‬ ‫وقد ووري جثمانها الطاهر بمقبرة المصلى بمسقط رأسها بمدينة القصر الكبير بعد صالة ظهر يوم الثالثاء‬ ‫‪ 18‬أكتوبر الجاري‪.‬‬ ‫لقد عشنا في جريدة «الشمال» لحظات عصيبة ملؤها األلم والدموع ونحن نستعيد ذكريات اللقاءات التي‬ ‫كانت تجمعنا باإلعالمية والفنانة المقتدرة أم كلثوم الجزولي‪ ،‬كان آخرها منتصف الشهر الماضي‪ ،‬وكأننا كنا في‬ ‫لحظة وداع‪ ،‬فكان اللقاء األخير‪..‬‬ ‫مصابنا واحد وعزاؤنا ألفراد أسرتها ‪ :‬عبد القادر وعبد الرحمان ونجاة ونعيمة‪.‬‬ ‫رحم اهلل الفقيدة العزيزة وأسبل عليها شآبيب المغفرة والرضوان‪ ،‬وألهم أسرتها الصبر والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫أخيرا وقعت المدعوة (ك‪.‬أ‪.‬ح) البالغة‬ ‫من العمر ‪ 26‬سنة في قبضة عناصر الشرطة‬ ‫القضائية التابعة للمنطقة اإلقليمية لألمن‬ ‫بالعرائش‪ ،‬التي كانت موضوع بحث على‬ ‫الصعيد الوطني بعد صدورفي حقها العديد‬ ‫من المذكرات ‪ ،‬على خلفية الترويج واالتجار في‬ ‫المخدرات القوية ‪ .‬وكانت شرطة العرائش قد‬ ‫ألقت القبض على زوجها الملقب ب (تازوا) قبل‬

‫أشهر ضمن شبكة لإلتجار وترويج المخدرات‬ ‫الصلبة بين مدن العرائش‪ ،‬القصر الكبير‬ ‫وطنجة‪.‬‬ ‫الضنينة (ك‪.‬أ‪.‬ح) تعتبر من بين أكبر‬ ‫المزودي للمخدرات الصلبة بالعرائش‪ ،‬حيث‬ ‫كانت الممول الرئيسي للمدينة منذ مدة‪،‬‬ ‫تمكنت من خاللها إغراقها بمخدر الكوكايين ‪،‬‬ ‫كما ساهمت في انتشاره على نطاق واسع‪.‬‬

‫شكر على تعزية‬ ‫على إثر المصاب الجلل الذي ألم بعائلتي‬ ‫العمراني حلحول ومكارو‪ ،‬بفقدان الغالية‬ ‫عليهم‪،‬المرحومة‬

‫وداد العمراين حلحول‬

‫التي توفيت يوم ‪ 11‬أكتوبر ‪ ،2016‬الموافق لـ ‪ 10‬محرم ‪ ،1438‬عن‬ ‫سن تناهز ‪ 61‬سنة‪ ،‬بعد معاناة مع مرض عضال لم ينفع معه عالج‪ .‬وووري‬ ‫جثمانها الطاهر الثرى بعد صالة العصر من اليوم نفسه بمقبرة سيدي اعمار‬ ‫بطنجة‪ .‬يتقدم جميع أفراد أسرة المرحومة‪ ،‬وعلى رأسها‪ ،‬زوجها‪ ،‬السيد خليل‬ ‫مكارو‪ ،‬وأبناءها محمد رضا‪ ،‬حمزة وعمر‪ ،‬بجزيل الشكر واالمتنان والتقدير‬ ‫والعرفان لكل من قدم التعزية الصادقة والمواساة الحسنة‪ ،‬سواء كان حضوريا‬ ‫أو هاتفيا او برقيا‪ .‬في وفاة المرحومة بإذن اهلل‪« ،‬وداد العمراني حلحول»‪.‬‬ ‫ويسألون اهلل أن يتغمدها بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته‪ ،‬إنه سبحانه‬ ‫وتعالى ولي ذلك والقادر عليه‪ .‬كما يسألون اهلل أن يجازي الجميع خير الجزاء وأن‬ ‫ال يريهم أي مكروه في عزيز عليهم‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬


‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪� 31‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫العدد ‪860‬‬

‫�أوراق من�سية‬

‫الإهـــــانـــــــة‬

‫‪ 16‬ـ �أحزاب �سيا�سية‪...‬‬

‫ ‪ ‬م�صطفى البقايل الطاهري‬‫بداية ال بد أن أشير إلى أن عنوان هذا‬ ‫المقال مقتبس من كتاب ألفه العالم الكبير‬ ‫األستاذ الدكتور المهدي المنجرة يحمل‬ ‫عنوان ‪ :‬اإلهانة في عهد الميغا امبريالية ‪.‬‬ ‫و حيث إن اس��م ه��ذا الرجل العظيم‬ ‫يذكر في العالم وليس في بلدنا فقط‪ ،‬فإننا‬ ‫ال بد أن نسجل أن هذه الشخصية الفذة‬ ‫هي صاحبة «نظرية صراع الحضارات» وقد‬ ‫اعترف بهذا صاحب كتاب «صراع الحضارات»‬ ‫صمويل هنتينجتون الذي صرح بأن المهدي‬ ‫المنجرة هو من له األسبقية في طرح نظرية‬ ‫صراع الحضارات ‪..‬‬ ‫إن المهدي هذا يعتبر أكبر المراجع‬ ‫العربية والدولية في القضايا السياسية‬ ‫والعالقات الدولية والدراسات المستقبلية‪،‬‬ ‫وق��د اختير للتدريس في جامعات فرنسا‬ ‫وانجلترا وهوالندا وإيطاليا واليابان‪ ،‬وكان‬ ‫عضوا في أكاديميــة المملكــة المغربيــة‬ ‫واألكاديمية اإلفريقية‪ ،‬وبسبب تفوقه نال‬ ‫عدة جوائز دولية من بينها وسام الشمس‬ ‫المشرقة التي منحها له إمبراطور اليابان‪،‬‬ ‫وك��ان يتقن ع��دة لغات ويؤلف بها منها‬ ‫العربية واإلنجليزية واليابانية والفرنسية ‪..‬‬ ‫ورغم ذلك لم يخرج عن خط الحركة الوطنية‬ ‫صاحبة المبادئ األربعة منها التعريب وقد‬ ‫كان دائما يطالب بأن تكون اللغة الوطنية‬ ‫الجامعة لغة تدريس العلوم ألنها هي ركن‬ ‫من أرك��ان التنمية‪ ،‬ويجعل اليابان مثاال‬ ‫نموذجيا لذلك‪ ،‬فاليابان اعتمدت في تقدمها‬ ‫على اللغة اليابانية وليس على لغة الغير‬ ‫وكان يقول بأن االستعمال المكثف للدارجة‬ ‫المغربية ليس بريئا بل مخططا له يسعى إلى‬ ‫القضاء على اللغة العربية ‪..‬‬ ‫إن الذي يقول هذا عالم كبير يعتبر أبرز‬ ‫المفكرين الذين أنجبتهم األمة اإلسالمية‬ ‫في العصر الحديث ‪..‬‬ ‫أمام هذا العمالق نجد أناسا ليسوا في‬ ‫مستواه ثقافيا ولغويا يحتقرون لغة أعظم‬ ‫إنسان وه��و ال��رس��ول األك��رم «ص» ولغة‬ ‫المهدي بن بركة وعبد اهلل ابراهيم وعالل‬ ‫الفاسي وعبد الرحيم بوعبيد والشهيد عمر‬ ‫بن جلون وعبد الرحمن اليوسفــي وكل‬ ‫الشرفاء ‪..‬‬ ‫رغم هذه األسماء الوازنة‪ ،‬يطل علينا‬ ‫(زعيم) حزب جعل شرفاءه أيتاما ال حزب لهم‪،‬‬ ‫وعمل على تدحرج هذا الحزب الوطني إلى‬ ‫أسفل الدرجات حتى أصبح يقارن باألحزاب‬ ‫الهزيلة‪ ،‬ال حول له وال قوة ‪..‬‬ ‫يقف هذا (الزعيم) مستهزئا بلغة أسياده‬

‫‪11‬‬

‫وأساتذته‪ ،‬إذ يقول بأن اللغة العربية ال تُخَرج‬ ‫سوى الفقهاء أي فقهاء المقابر و( ال��زرود )‬ ‫مدافعا عن لغة االستعمار وهي الالتينية‬ ‫ال��م��زورة «فرنسيتهم» ألن بها يتخرج‬ ‫العلماء والعباقرة والمخترعون‪ ..‬الخ‪ .‬لذا علينا‬ ‫التمسك بها تمسك األعمى بعصاه ‪.‬‬ ‫إن هذا المستهزئ بأقواله ال يشعر أنه‬ ‫يهين العلماء وعلى رأسهم المهدي المنجرة‬ ‫ويهين الزعماء وعلى رأسهم المهدي بنبركة‬ ‫ويهين كل الشرفاء‪ ،‬ناسيا أنه بهذه اللغة‬ ‫تخرج وبها يقتات وه��و حينما يكون في‬ ‫الميدان ال يتكلم إال بها ‪.‬‬ ‫و حسب علمنا أنه ال يتقن أية لغة أجنبية‬ ‫وهو مع ذلك يتعمد إهانتنا مفتخرا بلغة‬ ‫ليوطي التي ال يتعدى عمرها ثالثة قرون‪،‬‬ ‫جزء منها مجلوب من اإلغريقية والجزء اآلخر‬ ‫من الالتينية وكثير من لغتنا العربية‪ ،‬ويكفي‬ ‫االطالع على البرنامج الذي كان يعرض في‬ ‫إذاعة ميدي ‪ 1‬لنعرف الكم الهائل من لغتنا‬ ‫المضموم إلى لغة فريري جاكو ‪.‬‬ ‫إنه بفعلته تلك كان ضدا على اتجاه‬ ‫أسياده في حزب القوات الشعبية الذي تحطم‬ ‫بفعل تذبذب القائمين عليه حتى أصبح‬ ‫موضوع تهكم ‪..‬‬ ‫لنذهـب إلى أي بلد شئنـــا سنجد أن‬ ‫الشعوب كلها تحتفل بلغتهـــا‪ ،‬وال أذكـــر‬ ‫إسرائيل الغاصبة فيكفي زيارة فنلندا ذات‬ ‫البرنامج التعليمي النموذجي‪ ،‬هناك نجد‬ ‫أن اللغة الفنلندية هي المهيمنة وهي‬ ‫المستعملة في كل مجاالت الحياة‪ ،‬ونكتشف‬ ‫وقتذاك أننا نكون االستثناء نتيجة وجود حزب‬ ‫سري فرنكفوني تابع خاضع مسلوب اإلرادة ال‬ ‫يرى إال بعين المعبود هبل باريس‪ ..‬وقد وصل‬ ‫األمر إلى وجود وزراء ال يعرفون لغتهم وهم‬ ‫يتحكمون في شيء يعتبر جوهر التقدم وهو‬ ‫التعليم ‪ ..‬وهم حينما يتكلمون عن إصالحه ال‬ ‫يقصدون سوى فرنسته وهذا يضحك العالم‬ ‫المتحرر الواعي بمصالح شعبه‪..‬‬ ‫من هؤالء ال��وزراء‪ ،‬وزيرة تكلمت كالما‬ ‫ال تقوله إنسانة واعية ووطنية‪ .‬وهو أنها لما‬ ‫تتكلم بالعربية تصاب بالحمى ( السخانة )‪،‬‬ ‫هذه الوزيرة لو كانت وزيرة في فرنسا وقالت‬ ‫إنها حينما تتكلم بالفرنسية تصاب بالحمى‬ ‫(السخانة) لطالبوها باالستقالة ولتعرضت‬ ‫لمحاكمة بتهمــة إهانــة األمة الفرنسية‪،‬‬ ‫ولكانت عبرة للحمقى والجهالء والمغرورين‬ ‫ولكن ما دام أن هذا البلد مصاب بالتسيب‬ ‫اللغوي حيث يفتخر الناس باحتقار لغة دينهم‬

‫ووطنهم فإن األمر سهل ومباح‪ ،‬الشيء الذي‬ ‫كان السر في بقائنا توابع متخلفين‪ ،‬علما أن‬ ‫هناك دوال استقلت قبلنا بقليل استطاعت‬ ‫باالعتماد على لغتها أن تتــقــــدم وتصبح‬ ‫في المقدمة منها‪ :‬كوريا الجنوبية صاحبة‬ ‫سامسونج وكيا وهونداي و‪ ..‬و‪ ..‬و‪ ..‬الخ‪.‬‬ ‫إن األمة التي تهمل لغتها أمة تحتقر‬ ‫نفسها وتفرض على نفسها التبعية الثقافية‪،‬‬ ‫وإذا كانت اللغة مذلولة كانت األمة مذلولة‬ ‫‪ ..‬وهذا ما خططت له فرنسا إذ جعلت للغتنا‬ ‫خطوطا حمراء ال نتعداها‪ ،‬فهي محكوم عليها‬ ‫أن ال تكون لغة علم‪ ،‬فهي ال حق لها في كلية‬ ‫العلوم والهندسة والطب ‪ ..‬الخ‪ .‬أما العبرية‬ ‫والرومانية والتركية والفالمانية والهولندية ‪..‬‬ ‫الخ ‪ .‬لهم الحق في الوصول إلى هذه الكليات‬ ‫إال لغة واحدة وهي لغة القرآن محكوم عليها‬ ‫بالسجن المؤبد في انتظار إعدامها‪ ..‬أمة‬ ‫تتقبل هذا الوضع ال تستحق العيش بينما هي‬ ‫تمتلك لغة يفتخر بها كثير من علماء الغرب ‪.‬‬ ‫يقول الفرنسي ارنست رينان «اللغة‬ ‫العربية بدأت فجأة على غاية الكمال وهذا‬ ‫أغرب ما وقع في تاريخ البشر فليس لها طفولة‬ ‫وال شيخوخة»‪..‬‬ ‫و يقــــول األلماني فريتــــاج «اللغة‬ ‫العربية أغنى لغات العالم‪ ،‬نعم هي األغنى فإذا‬ ‫كان عدد كلمات اللغة الفرنسية المتبجح بها‬ ‫ال يتعدى ‪ 150.000‬كلمة‪ ،‬فالعربية رصيدها‬ ‫المعجمي يتجاوز ‪ 120‬مليون و‪ 300‬ألف كلمة‬ ‫ويمكن اشتقاق أكثر من ‪ 95‬مليون فعل فيها‬ ‫يستخدم منها فقط ( ‪. ) % 0.04‬‬ ‫تقول «زيجريد هونك» صاحبة كتاب‬ ‫شمس العرب تسطع على الغرب ‪:‬‬ ‫كيف يستطيع اإلنسان أن يقاوم جمال‬ ‫هذه اللغة ومنطقها السليم وسحرها الفريد ‪.‬‬ ‫و يقول « وليام ورك» ‪:‬‬ ‫إن للعربية لينا ومرونة يمكنانها من‬ ‫التكيف وفقا لمقتضيات العصر ‪.‬‬ ‫ه��ذا غيض م��ن فيض يتعلق بهذه‬ ‫اللغة العظيمة التي حتما ستخلد ولكن الذي‬ ‫سيموت حسب علم اللغة الكوني هي اللغة‬ ‫الفرنسية داخ��ل سبعين سنة ألنها تحمل‬ ‫موتها في طياتها‪.‬‬ ‫ك��ل ه��ذا يجب أن يكون ف��ي حسبان‬ ‫المحتقرين للغة الخلود التي لن تموت إال‬ ‫بموت جميع المسلمين ‪..‬‬ ‫الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية‬ ‫‪ -‬فـرع طنجـة ـ‬

‫محطاتسوداء‬ ‫محطات‬ ‫سوداء‬

‫م‪ .‬ب‪ .‬السوسي‬

‫في منطقة السواني ‪ 3‬أو الحي الجديد بالتحديد‪ ،‬ال وجود بالمرة للسلطة الترابية‪ ،‬فبعد صمت مريب أغلق الباعة‬ ‫المتجولون الذين أصبحوا ثابتين بطاوالت وأغطية وأفرشة‪ ،‬أغلقوا الشارع الذي يؤدي إلى سوق السمك ومدرسة رابعة‬ ‫العدوية بالكامل‪ ،‬بل وأغلقوا باب مقر بناية المقاطعة الخامسة عشر‪ ...‬مما دفع أصحاب الدكاكين الموجودة في الشارع إلى‬ ‫احتالل األرصفة المجاورة لها احتالال كامال بقنينات الغاز ذات الحجم الكبير وبصناديق وطاوالت لبيع الخبز وغيرها‪ ..‬وفي‬ ‫الجهة المقابلة تكلفت المعشبة والحالق بالممر المحاذي لهما‪ ،‬هذا رغما عن أعين الجميع بما فيها عيون أعوان السلطة‬ ‫التي يقولون أنها ال تنام‪ ...‬الفوضى والتسيب في هذه المنطقة ضاربة أطنابها‪..‬‬

‫‪kkk‬‬

‫السلطة اآلنفة الذكر لم تستطع حتى إخالء ساحة مسجد طارق بن زياد من محتليها رغم حرمة المكان‪ ...‬ورغم ما‬ ‫تحدثه الحركة الصاخبة من تشويش على المصلين‪ ،‬خصوصا يومي الخميس واألحد‪ ،‬رغم أن ظاهرة االحتالل مستمرة طوال‬ ‫األسبوع‪.‬‬

‫‪kkk‬‬

‫رغم ما تم إنجازه‪ ،‬فقد شهدت بعض المناطق بوالية طنجة الكبرى مع التساقطات المطرية األولى تجمع المياه في برك‬ ‫كبيرة عاقت حركة سير المارة خصوصا بمنطقة مغوغة‪.‬‬

‫‪kkk‬‬

‫شارع إيطاليا من أهم ممرات المدينة‪ ..‬فباإلضافة إلى كونه واجهة تجارية‪ ،‬إال أن تجمهر الباعة المتجولين فسدت‬ ‫رونقه‪ ،‬كما أن هؤالء الباعة حولوا األحواض الكبيرة المبثوثة في الشارع إلى مجمعات للنفايات واألزبال في الوقت الذي تحول‬ ‫جزء من حدائق المندوبة المجاور لهذا الشارع إلى مكان لنوم المشردين والمختلين والمتربصين بالناس‪.‬‬

‫‪kkk‬‬

‫يالحظ أن األحياء الشعبية الداخلية تخلو من أي أثر لوجود األمن‪ ،‬فرجال القوات المساعدة التابعين لمختلف المقاطعات‬ ‫ال يغادرون مقراتها ألنهم قالئل ال يستطيعون تغطية أحيائها‪ .‬واألمن العمومي ال يظهر إال القتناص مبحوث عنه أو في إطار‬ ‫حمالت موسمية‪ ..‬وما عدا ذلك فال شيء بالمرة يوحي بوجود األمن‪.‬‬

‫‪kkk‬‬

‫في شارع محمد السادس‪ ،‬ماالباطا‪ ،‬لم تباشر السلطات المعنية لحد اآلن رسم خطوط ممرات الراجلين تالفيا للحوادث‬ ‫التي تقع بسبب غياب هذه الخطوط والممرات منذ نهاية أشغال طريق مالباطا‪ ،‬كما يجب التأكيد على أن عالمات منع المرور‬ ‫للشاحنات بطريق مالباطا ‪ -‬بيالفيسطا‪ -‬من جهة المقاطعة العاشرة لم تعد إلى مكانها السابق مما يهدد حياة تالميذ‬ ‫مدرستين للصغار بالمنطقة‪ ،‬سيما وأن الشاحنات المثقلة باإلسمنت المسلح تمر من هذا الطريق بسرعة فائقة مخلفة غبارا‬ ‫وصوتا مزعجا‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫ال ديمقراطية بدون أحزاب سياسية‬ ‫األحزاب الدينية في أوروبا والبنية المباشرة‬ ‫وغير المباشرة لألحزاب‬ ‫لعبت المؤثرات العقائدية الدينية في أوروبا دورا كبيرا في تبني البنية‬ ‫غير المباشرة لبعض األحزاب الكاثوليكية‪ ،‬والعقائد تبنتها الجمعيات‬ ‫الديمقراطية المسيحية المستوحاة من المجامع الكنيسية‪ ،‬ويظهر هذا‬ ‫التصور أكثر وضوحا فيما يخص الحزب الشعبي النمساوي بمقدار ما‬ ‫كان لهذه العقائد النقابية التكتيكية من تأثير عميق في النمسا قبل‬ ‫عملية اإلدماج‪ ،‬حيث اتخذت هذه العقائد كركيزة للتنظيم الرسمي في‬ ‫الدولة‪ ،‬ومع ذلك تبقى االستنتاجات السريعة غير ناضجة‪ ،‬فأغلب األحزاب‬ ‫االجتماعية الكبرى المسيحية وخاصة في فرنساوألمانيا وإيطاليا ذات‬ ‫بنية مباشرة‪ ،‬ومن المحتمل أن إرادة تقليد األحزاب االشتراكية‪ ،‬واعتماد‬ ‫أساليبها قد لعب دورا أكبر من دور العقائد النقابية‪ ،‬فكل األحزاب‬ ‫الكاثوليكية هي إلى حد ما مرتبطة بمنظمات نقابية مسيحية‪،‬كارتباط‬ ‫األحزاب االشتراكية بالنقابات العلمانية‪.‬‬ ‫ففي هذه األحزاب األخيرة يبدو الميل األكبر للبنية الغير مباشرة‬ ‫بعقائد الحزب أو بالمفهوم الماركسي للحزب‪ ،‬الذي هو التعبير السياسي‬ ‫لطبقة ما‪ ،‬وهذا ينطبق على الحزب العمالي البريطاني‪ ،‬ولكن واقع‬ ‫هذا األخير أقل اشتراكية اهتماما بتعاليم (كارل ماركس)‪ ،‬وهذا يكفي‬ ‫الستبعاده عن هذا التفسير والتعليل‪.‬‬ ‫وعلى العموم‪ ،‬تتمثل صفة المساهمة غير المباشرة‪ ،‬خصوصا لدى‬ ‫األحزاب االشتراكية‪ ،‬وخاصة األحزاب األنجلوسكسونية‪ ،‬التي تلعب‬ ‫العقائد الماركسية دورا ضعيفا‪ ،‬في حين األحزاب االشتراكية الالثينية‬ ‫خصوصا (الفرع الفرنسي للعالمية العمالية) التي كانت تهتم كثيرا‬ ‫باإلديولوجيات‪ ،‬فكانت تنظم نفسها على أساس مباشر‪ ،‬فالحزب العمالي‬ ‫البريطاني واألحزاب المشابهة كانت لها وجهة األحزاب الواضحة‬ ‫واإلصالحية‪ ،‬دون االهتمام الكبير بالعقائد الدينية‪ ،‬فيما البنية السياسية‬ ‫المباشرة للحزب االشتراكي الفرنسي‪ ،‬وما يشاكله من األحزاب التي‬ ‫لها توجهه نحو القضايا النظرية‪ ،‬وليس الماركسية التي أدت إلى‬ ‫البنية النقابية‪ ،‬بل البنية النقابية هي التي أبعدت الماركسية‪ ،‬فاسحة‬ ‫المجال لالهتمام باإلصالح الفعال على االهتمام بالتحوالت الشاملة في‬ ‫المجتمع‪ ،‬وكان للمزاج الوطني تأثير أكبر من تأثير العقائد على اعتماد‬ ‫البنية غير المباشرة‪ ،‬وكانت ال توجد مطلقا‪ ،‬وكانت أحزاب غير مباشرة‬ ‫في البلدان الالثينية إال في البلدان األنجلوسكسونية والجرمانية وفي‬ ‫بلجيكا‪ ،‬حيث اعتمد الحزبان الرئيسيان على التوالي التنظيم الغير‬ ‫مباشر في دفترة من تاريخهما‪ .‬ويبدو أن هذا التنظيم هو أقوى أثرا في‬ ‫(الفالندر) منه في (قالونيا)‪ ،‬ويمكن هنا أن نستشف غريزة نقابية قوية‬ ‫نبأ بها تاريخ (الفالند)‪ ،‬ويظهر أن النظام النقابي قد لعب دورا في هذا‬ ‫المجال‪ ،‬حيث أن زوال االقتراع العام قد ساعد على تقييده من حيث نمو‬ ‫األحزاب االشتراكية لمصلحة النقابات والتعاونيات‪ ،‬وأدى إلى تدخل هذه‬ ‫األخيرة في بنية األحزاب‪ ،‬ومن جهة ثانية يمكن أن يكون نظام االقتراع‬ ‫على أساس الالئحة قد ساعد في بلجيكا والنمسا على اعتماد التنظيم‬ ‫الفيدرالي على األحزاب الكاثوليكية على أساس الطبقات‪ ،‬أي ما يسمى ب‬ ‫(الستان) و (البوند) وذلك بتمكين كليهما من اختيار مندوبيها لوضعها‬ ‫على الالئحة المشتركة‪ ،‬بينما يجبرها النظام الفردي على التفاهم في‬ ‫كل مكان على مرشح واحد‪ ،‬وبالتالي على االندماج فيما بينها‪ ،‬ويرى‬ ‫الباحثون السياسيون أن هذه التفسيرات تبقى جزئية‪ ،‬وبالتالي افتراضية‬ ‫إلى حد ما‪ ،‬ويمكن للتحليل أن يذهب بعيدا‪ ،‬بشرط حصره في مجال‬ ‫األحزاب االشتراكية فقط‪ ،‬ففي بداية القرن الماضي كان الصراع حادا‬ ‫بين األحزاب العمالية ذات التركيبة غير المباشرة‪ ،‬واألحزاب االشتراكية‬ ‫ذات التركيبة المباشرة‪ ،‬وغالبا ما يتعايش النوعان في البلدان نفسها‪،‬‬ ‫مثال ذلك في استراليا ونيوزيالندا وبلجيكا وانجلترا‪ ،‬فاألحزاب االشتراكية‬ ‫كانت تنتهي غالبا إلى الزوال لمصلحة األحزاب العمالية‪ ،‬وفي بلدان أخرى‬ ‫نشأت وحدها أحزاب اشتراكية صرفة‪ ،‬ذات تركيبة مباشرة‪ ،‬بينما كانت‬ ‫النقابات تحتفظ بتنظيم مستقل ومستمر خارج نطاق العمل السياسي‪،‬‬ ‫فالتركيب غير المباشر يبدو هنا نتيجة تطور سابق للنقابات قبل تطور‬ ‫األحزاب‪ ،‬بينما الوضع المعاكس‪ ،‬أي تطور األحزاب قبل ظهور النقابات‬ ‫يؤدي إلى التركيب المباشر‪ ،‬وفي بعض البلدان إما لعدم وجود االقتراع‬ ‫العام‪ ،‬أو لوجود ظروف خاصة‪ ،‬تتعلق بالصراع االنتخابي‪ ،‬كنظام الحزبين‬ ‫في بريطانيا الذي لم يكن تمثيل البروليتاريا فيهما ممكنا برلمانيا أبدا‪،‬‬ ‫كما لم يكن لها أثر في االنتخابات العامة المحلية خالل نهاية القرن‬ ‫التاسع عشر‪ ،‬وبداية القرن العشرين‪ ،‬ونتيجة لذلك تطور النشاط العمالي‬ ‫أوال في المجال عن طريق النقابات والكوبيراتيفات‪ ،‬التي أصبحت قديمة‬ ‫ومنظمة‪ ،‬قبل وجود األحزاب االشتراكية‪ ،‬وعندما سمح المناخ السياسي‬ ‫واالنتخابي بظهور األحزاب االشتراكية‪ ،‬قدمت لها التنظيمات المهنية‬ ‫التي سبقتها إلى الوجود الكادرات واألطر الكاملة‪ ،‬كما قدمت لها كل‬ ‫الدعم‪ ،‬لهذا طغت على هذه األحزاب التركيبة الغير مباشرة‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪� 31‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫العدد ‪860‬‬

‫من أجل مصالحة الفضاءات‬ ‫العمومية مع الولوجيات ‪ ‬‬

‫صديقي الباحث أسامة الزكاري‬ ‫‬‫‪ /1‬في السادس من شهر مارس‬ ‫‪ 2011‬جلستُ والصديق الراحل الشاعر‬ ‫مغيث البوعناني – رحمه اهلل تعالى –‬ ‫بمقهى مكناس الشعبي بأصيال نتجاذب‬ ‫أطراف الحديث في موضوعات مختلفة‪،‬‬ ‫وننتظر التحاق األستاذ عبد الرحيم‬ ‫الجباري بجلستنا‪ ،‬كما كانت عادته ـ رحمه‬ ‫اللهـ في الحرص على مجالسة أصدقائه‬ ‫عند زيارته ألصيال كل يوم أحد‪.‬‬ ‫كان مما تحدثنا فيه يومئذ وفاة‬ ‫األديب الراحل أحمد عبد السالم البقالي‪،‬‬ ‫وأذكر أن األستاذ مغيث كلمني في شأن‬ ‫الكتاب الذي تعتزم جمعية ابن خلدون‬ ‫للبحث التاريخي واالجتماعي إصدارَه‬ ‫حول تجربة البقالي األدبية‪ ،‬وطلب إليَّ‬ ‫مغيث – رحمه اهلل – أن أبعث بمقالتي‬ ‫المسمّاة «وظيفة التشبيه في رواد‬ ‫المجهول» إلى األستاذ أسامة الزكاري‬ ‫المشرف على هذا الكتاب لتكون من‬ ‫األبحاث والدراسات التي يتضمنها‪.‬‬ ‫وعندما عدتُ إلى المنزل ليال أرسلت‬ ‫إلى األستاذ أسامة مقالتي المذكورة‬ ‫بواسطة البريد اإللكتروني‪ ،‬فكان هذا‬ ‫َ‬ ‫أول تواصل بيننا‪.‬‬ ‫‪ /2‬على أن هذا التواصل بيني وبين‬ ‫الصديق أسامة الزكاري كان مسبوقا‬ ‫بلقاءات أخرى غير مباشــرة تعـــود إلى‬ ‫العام ‪ ،2003‬وذلك على صفحات جريدة‬ ‫«الشمال» التي ابتــدأتُ النشــر على‬ ‫صفحاتها في شهر سبتمبر ‪ ،2003‬وهي‬ ‫الجريدة التي اعتاد أسامة أن ينشر بها‬ ‫بعض كتاباته منذ صدورها عام ‪1999‬م‪.‬‬ ‫على صفحات «الشمال» إذاً كانت‬ ‫اللقاءات األولى بيني وبين األستاذ أسامة‬ ‫الزكاري‪ ،‬حيث كان يقرأ بعض ما أنشره‬ ‫في الجريدة‪ ،‬مثلما كنت أقرأ مقاالته‬ ‫في زاويته األسبوعية «كتابات في تاريخ‬ ‫منطقة الشمال»‪ ،‬وهي المقاالت التي‬ ‫التزم أسامة بكتابتها ونشرها بمواظبة‬ ‫أسبوعية تثير كل إعجاب وتقدير؛ ألنها‬ ‫مواظبة تعكس أمرين اثنين في أقل‬ ‫التقديرات هما‪ :‬الوفا ُء للكِتاب واالرتباط‬ ‫الوثيق به‪ ،‬وااللتزامُ بالتعريف أسبوعيا‬ ‫بمؤلفات تنتمي إلى منطقة شمال‬ ‫المغرب في عصور مختلفة‪ ،‬وهما أمران‬ ‫ال يتحققان بسهولة وال لكل الناس‪،‬‬ ‫خاصة في ظل االلتزامات األسرية‬ ‫والمهنية المطردة‪ ،‬مع ما يصاحب ذلك‪،‬‬ ‫في حالة الصديق أسامة‪ ،‬من عمليات‬ ‫تأليف الكتب‪ ،‬ورئاسة تحرير مجلة ثقافية‬ ‫(مجلة رهانات)‪ ،‬واإلسهام في أنشطة‬ ‫علمية بمركز مدى للدراسات واألبحاث‬

‫صميم‬ ‫من‬ ‫جتمع ‪:‬‬ ‫الم‬

‫‪12‬‬

‫�أبو اخلري النا�صري‬

‫اإلنسانية ومؤسسة محمد الزرقطوني‬ ‫للثقافة واألبحاث‪ ،‬وغيرها من االلتزامات‬ ‫التي استطاع أسامة أن يوفق بينها‬ ‫بمهارة واقتدار‪.‬‬ ‫‪ /3‬وحينما أنظر في جزء من المُنجَز‬ ‫الثقافي لألستاذ والصديق أسامة الزكاري‬ ‫تبدو لي جوانب إيجابية كثيرة فيه أذكر‬ ‫بعضا منها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬أوال‪ :‬في محبة أصيال‬

‫ويعكس هذه المحبة عند الصديق‬ ‫أسامة أمور من بينها‪:‬‬ ‫أ‪ -‬إصــدارُه كتابيـــن عن أصيــــال‬ ‫هما «أصيـــال ‪ :‬حصيلـــة البحث التاريخي‬ ‫واألركيــولوجــــي» (‪ ،)2007‬و «أصيال‪:‬‬ ‫قراءات بيبليوغرافية تصنيفية» (‪،)2016‬‬ ‫ودراساتٍ عن المدينة منشورة في صحف‬ ‫ومجالت عدة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬احتفاؤه بأعالم أصيال‪ ،‬ويتخذ‬ ‫هذا االحتفاء أشكاال من بينها إِصْدارُ‬ ‫عدد من مؤلفاتهم ضمن منشورات‬ ‫جمعية ابن خلدون للبحث التاريخي‬ ‫واالجتماعي‪ ،‬كديوان «أغاريد الشباب»‬ ‫لمغيث البوعناني (‪ ،)2009‬وكتاب «مائة‬ ‫حكاية وحكاية من أصيــال» لمحمـــد‬ ‫ٌ‬ ‫و«رجل مدينة»‬ ‫األمين المليحي (‪،)2013‬‬ ‫للمهدي أخريف (‪ ،)2014‬و«من ضمير‬ ‫حي» ألحمد عبد السالم البقالي (‪،)2016‬‬ ‫إضافة إلى تنظيم ندوات ولقاءات ثقافية‬ ‫لالحتفاء بهم ومناقشة أعمالهم‪ ،‬وتجميع‬ ‫أشغال تلك الندوات في كتب توثيقية‪،‬‬ ‫كالندوة التأبينية للفقيد أحمد عبد‬ ‫السالم البقالي المنظمة في ‪ 18‬من‬ ‫سبتمبر ‪ 2010‬بأصيال‪ ،‬وهي الندوة التي‬ ‫شكلت أشغالها نواة للكتاب الجماعي‬ ‫الصادر بعدها بعنوان «أحمد عبد السالم‬ ‫البقالي‪ :‬اإلبداع وإشراقاتُه»‪.‬‬ ‫وتظهر أهمية ما يقوم به األستاذ‬ ‫أسامة الزكاري في هذا الجانب عند‬ ‫مقارنة عمله بما في مدن مغربية أخرى‬ ‫من عدم اهتمام مثقفيها بأعالم مدنهم‬ ‫ومنجزاتهم‪ .‬إن هذا االهتمام بأعالم‬ ‫المدينة من الصديق أسامة ليشكل‪ ،‬في‬ ‫تقديري‪ ،‬إسهاما منه في التأريخ للمدينة‬ ‫من الناحية الثقافية‪ ،‬وانخراطا واعيا منه‬ ‫في كتابة تاريخ ثقافي للمغرب‪ ،‬انطالقا‬ ‫من اقتناع بفكرة مفادها أن كتابة تاريخ‬ ‫الوطن ال بد أن تمر عبر كتابة تواريخ‬ ‫محلية للحواضر والقرى كما شدد على‬ ‫ذلك أكثر من واحد من المشتغلين‬ ‫بالتاريخ كالعالم واألديب محمد المختار‬ ‫السوسي رحمه اهلل تعالى‪.‬‬

‫ ثانيا‪ :‬في محبة الحوار‬‫ويُجَ ّلي هذا الجانـــب في مُنجَز‬ ‫الرجل بعضُ ما أصــدره من كتب مما‬ ‫شكل الحوارُ مادتـــه الرئيســة ككتابه‬ ‫«مع األديب أحمد عبد السالم البقالي‪:‬‬ ‫حوار السيرة والذاكرة» (‪ ،)2010‬أو ما‬ ‫كان مزيجا بين محاورة المؤلف ومحاورة‬ ‫أعماله ومصنفاته ككتابه «الدكتور عبد‬ ‫العزيز خلوق التمسماني‪ :‬مسار مؤرخ‬ ‫وإشعاع سيرة ذهنية» (‪.)2007‬‬ ‫كما يُجلي هذا الجانب في منجز‬ ‫الصديق أسامة أيضا عددٌ من مقاالته‬ ‫المنشورة بزاويته األسبوعية بجريدة‬ ‫«الشمال»‪ ،‬حاور فيها أعماال لمؤلفين من‬ ‫أزمنة مختلفة حوارا يحتكم إلى أدبيات‬ ‫البحث العلمي بصرف النظر عن اعتبارات‬ ‫القرابة‪ ،‬أو النسب‪ ،‬أو الصداقة أو غيرها‬ ‫من العالقـــات التي يتنزه عنها البحث‬ ‫العلمي الجاد‪.‬‬

‫ ثالثا‪ :‬في تأسيس تواصل‬‫ثقافي مثمر‬

‫وخير ما يُظهر هذا الجانبَ احتفا ُء‬ ‫ُ‬ ‫المتواصل بأعمال المبدعين‬ ‫الرجل‬ ‫واألدباء والباحثين في زمن يشكو فيه‬ ‫أغلبُهم من عدم مواكبة النقاد لما يُنشر‬ ‫من أعمال أدبية وفنية‪.‬‬ ‫وأرى أن هذا االحتفـــاء المتواصل‬ ‫باإلصدارات هــو أحد األسباب التي‬ ‫جعلت د‪.‬مصطفى يعلى يقول ذات يوم‬ ‫موجها كالمه للصديق أسامة‪« :‬أما‬ ‫أنت يا أسامة فليت لنا في المغرب مائة‬ ‫شخص من أمثالك»؛ ألن ما تقوم به من‬ ‫احتفاء بأعمال األدباء والباحثين سلوكٌ‬ ‫راق يرفع الغبن عنهم‪ ،‬ويحقق‬ ‫ثقافي ٍ‬ ‫حالة صحية من التواصل الثقافي المثمر‪،‬‬ ‫ويسهم في تأسيس مناخ ثقافي وعلمي‬ ‫غير المناخ الذي جعل أمثال محمد العربي‬ ‫الفاسي – رحمه اهلل – يشتكي من إهمال‬ ‫المغاربة فضل علمائهم وعدم التنبيه‬ ‫على قيمة ما ألفوه وما قدموه للساحة‬ ‫العلمية ببالدهم‪.‬‬ ‫تلكم أسطر قليلة في بيان صلتي‬ ‫بالصديق الباحث أسامة الزكاري‪ ،‬وبيان‬ ‫أهمية منجزه الثقافي وبعض أفضاله‬ ‫على المشهد الثقافي المحلي والوطني‪،‬‬ ‫أحببت أن أدونها تقديرا للرجل وإقرارا‬ ‫بقيمة عطائه الثقافي‪ .‬وآخر دعوانا أن‬ ‫الحمد هلل رب العالمين‪.‬‬

‫ق�صة م�ؤثرة ملواطن يت�ساءل‪:‬‬

‫«وأين حقوق الرجل؟»‬

‫زارنا بمقر الجريدة المواطن عبد الواحد لوطاوي‪ ،‬الساكن بمنطقة السانية بطنجة‪ ،‬راغبا في نشرمختصرلقصته المؤلمة‬ ‫لفائدة الرأي العام والجهات المسؤولة‪ ،‬آمال في أن يجد إفادة أوحال لقضيته التي عاش تفاصيلها لمدة سنين والزالت تروج‬ ‫في ردهات المحاكم‪ ،‬ذاق خاللها معاناة‪ ،‬حرمته من راحة النوم وأفقدته عمله‪ ،‬وأدخلته في دوامة التتوقف‪.‬‬ ‫القصة تتمحورحول الخيانة الزوجية‪ ،‬حيث كان ضبط زوجته في مواقف مشبوه فيها‪ ،‬فضال عن توفره على شهود‪.‬ولغرابة‬ ‫الصدف‪ ،‬وفي ظل الوسوسة التي أصيب بها بسبب هذا المشكل‪ ،‬فكر في أن يخضع إلجراء تحليالت طبية‪ ،‬للتأكد من حقيقة‬ ‫صحته اإلنجابية من عدمها‪.‬وفعال‪ ،‬لما أجراها‪ ،‬كانت النتيجة صادمة‪ ،‬الينجب‪ ..‬ذلك أن موقفه كان صعبا عليه‪ ،‬حيث كان‬ ‫أربعة أبناء فتحوا عيونهم عليه‪ ،‬أكبرهم عمره ‪ 26‬سنة‪ ،‬وأصغرهم طفلة عمرها ‪ 12‬سنة‪ ،‬وكم عمل وشقي من أجل تربيتهم‬ ‫ورعايتهم‪.‬والمثيرفي القضية‪ ،‬يشير عبد الواحد لوطاوي‪ ،‬أنه خالل فترة النزاع مع زوجته‪ ،‬وبعد غيابها لمدة سنة ونصف‪ ،‬وبعد‬ ‫أن حكمت عليها المحكمة بالرجوع إلى بيت الطاعة‪ ،‬عادت إليه وهي حامل بأربعة أشهر‪ .‬وكانت راجت بينهما في المحكمة‬ ‫قضية رقم ‪/2555‬ج‪.‬ح‪/‬ش‪.‬ق ـ‪ 28 /10 /03‬وأخرى رقم تسجيلها لدى النيابة العامة‪ ،07 /3683 :‬وتم الحكم فيهما لفائدة‬ ‫الزوجة‪ ،‬رغم جميع الشهادات التي قدمها الزوج الذي لم يسمح له بأخذ عينات من الحمض النووي ألبنائه‪ ،‬األمرالذي جعله‬ ‫يشك في أن مؤامرة حيكت خيوطها ضده‪ ،‬وربما كان لدفاعه يد فيها‪ ،‬السيما عندما لم يدل بوثيقة تخص تحليالته الطبية‬ ‫الخاصة باإلنجاب لسنة ‪ ،2005‬يؤكد الزوج‪.‬أكثر من هذا أن الزوجة بعد ذلك‪ ،‬استطاعت الحصول على طالقها منه‪ ،‬دون أن‬ ‫تنال عقابها‪ ،‬ثم سافرت إلى إسبانيا‪ ،‬وهناك ـ حسب تصريح الزوج ـ أنجبت ثالثة أبناء مع أجانب‪.‬‬ ‫ويختصرالضحية عبد الواحد لوطاوي كالمه في سؤال وحيد‪« :‬وأين حقوق الرجل؟»‬

‫م‪.‬إمغران‬

‫في العشرية األخيرة اعتلت قضية‬ ‫المسنين والمسنــات واألشخـــاص في‬ ‫وضعية إعاقة‪ ،‬منصة األجيــال الجديدة‬ ‫لحقوق اإلنسان‪ .‬نسائم هذه األجيال التي‬ ‫بلورتها المجموعة الدولية في مجموعــة‬ ‫من االتفاقيـــات‪ ،‬استنشقها المغاربة‬ ‫في دستـــور ‪ 2011‬المنتصـــر للمساواة‬ ‫وتكافؤ الفرص‪ ،‬وترجمت هذه المبادئ في‬ ‫قوانين من مستويات عدة ‪.‬‬ ‫‪ ‬كان ال بد من هذه التوطئــة قبل‬ ‫الوقوف عند المعانـــاة الحقيقيــة التي‬ ‫تتحمل عبئها فئة عريضة من المواطنات‬ ‫والمواطنين بوزان‪ ،‬الممنوع عليهم ولوج‬ ‫الفضاءات العمومية لتزجية الوقت‪ ،‬وهروبا‬ ‫من رتابة البيوت ‪ .‬وسبب هذا التمييز الذي‬ ‫يحضره الدستور‪ ،‬يرجع إلى عدم تأهيل هذه‬ ‫الفضاءات العمومية بالولوجيـــات‪ ،‬التي‬ ‫تسمــــحللمسنيـــنوالمسناتواألشخاص‬ ‫في وضعية إعاقة‪ ،‬استعمالها بشكل متساو‬ ‫مع باقي المواطنين والمواطنات ‪.‬‬ ‫‪ ‬من الفضاءات العمومية بدار الضمانة‪،‬‬ ‫المغلقة في وجه هذه الفئة العريضة من‬

‫ساكنتها‪ ،‬حديقة لال أمينة وساحة ‪ 3‬مارس‪،‬‬ ‫اللتان تشكالن كوتي ضوء صغيرتين جدا‪،‬‬ ‫في مدينة شاء تدبير شأنها باعتماد مقاربة‬ ‫الفساد لعقود مضت ‪ ‬إغراقها في التصحر‬ ‫واألسمنة ‪.‬‬ ‫‪ ‬فضائي لال أمينة و‪ 3‬مارس‪ ،‬ورغــم‬ ‫استفادتهما من عملية التأهيل الحضري‪،‬‬ ‫التي كان قد أشرف جاللة الملك ‪ ‬على إعطاء‬ ‫انطالقتها‪ ،‬فإن الروح الحقوقية في الدستور‪،‬‬ ‫والقانون ‪ 10 / 03 ‬الخاص بالولوجيات قد‬ ‫غيبها‪ ،‬من صمم وتابع ورش التأهيل‪ ،‬الذين‬ ‫لم تتحرر عقولهم ‪/‬هن بعد من الصور‬ ‫النمطية عن األشخاص في وضعية إعاقة‪،‬‬ ‫والمسنين والمسنات ‪.‬‬ ‫‪ ‬المجلـــس الــبــلــــدي للمدينـــــة‪،‬‬ ‫مدعــو إلى تفاعــل اإليجابي والفوري‬ ‫مع المطلب الحقوقـــي لهذه الفئة من‬ ‫المواطنين والمواطنات‪ ،‬وذلك بتعزيـــز‬ ‫الفضائين ‪ ‬العموميين المشـــار إليهمـــا‬ ‫بالولوجيات‪ ،‬مع احترام المعايير المعمول‬ ‫بها في هذا الموضوع ‪.‬‬

‫محمد حمضي‪ ‬‬

‫العرائش ‪ :‬اإلعالن عن انطالق‬ ‫اإلعداد لبرنامج التنمية اإلقليمي‬

‫تم يوم الخميس الماضي بالعرائش‬ ‫اإلعالن عن انطـــالق اإلعــداد لبرنامج‬ ‫التنمية اإلقليمي‪ ،‬تحت شعار «التخطيط‬ ‫االستراتيجي أداة وغاية لتحقيق رهان‬ ‫التنمية»‪.‬‬ ‫هذا البرنامج الذي يسهر على إنجازه‬ ‫المجلس اإلقليمي للعرائش‪ ،‬مدة ست‬ ‫سنوات‪ ،‬يدخل في إطارتنزيل المقتضيات‬ ‫الدستورية المنصوص عليها في القانون‬ ‫التنظيمي للجماعات الترابية ‪ ،‬تمنح من‬ ‫خاللها للمجالس المنتخبة مهام إعداد‬ ‫برنامج التنمية و تتبعه وتحيينه وتقييمه‪.‬‬ ‫البرنامج يشتمل على مشاريع تنموية‬ ‫تمت برمجتها إلنجازها بتراب إقليم‬ ‫العرائش من حيث نوعيتها وآليات توطينها‬ ‫وكلفتها‪ ،‬لتحقيق تنمية مستدامة وفق‬ ‫منهج تشاركي‪.‬‬ ‫وسيتضمن برنامـــج التنميـــة وفــق‬ ‫التصور األولي تشخيصا لحاجيات وإمكانيات‬ ‫المنطقة وأولوياتها وتقييما لمواردها‬ ‫ونفقاتها التقديرية الخاصة‪ ،‬مع األخذ بعين‬ ‫االعتبار اإلمكانات والمؤهالت المتوفرة‪،‬‬ ‫ومقاربة النوع ومبدأ المساواة والسعي نحو‬ ‫تحقيق العدالة االجتماعية والمجالية‪.‬‬

‫‪ ‬وسترتكـــز منهجيـــة العمل‪ ،‬حسب‬ ‫المصدر‪ ،‬على استقصاء المعطيات الميدانية‬ ‫واإلحصائية والمؤشرات المتعلقة باإلقليم‬ ‫وتوفير واستقــراء الدراسات العلميــة‬ ‫واألكاديمية والبحـوث الجامعية ‪،‬وتحديد‬ ‫ودعم المشاريع المبرمجـة‪ ،‬والتشخيص‬ ‫الدقيق واالستراتيجي لحاجيات المنطقة‬ ‫في بعده الجهوي والوطني ‪،‬مع مراعاة‬ ‫البعد البيئي في التخطيط الترابي و البعد‬ ‫اإلنساني في التخطيط وإعطاء األهمية‬ ‫للحق في الصحة والتعليم والشغل ‪.‬‬ ‫وسيحـرص المجلس إلعداد وتنزيل‬ ‫البرنامج اإلقليمي للتنمية على وضـــع‬ ‫مخططــات مشــاريــــع تستحضر أيضا‬ ‫خصوصيات إقليم العرائش في مخططات‬ ‫التنمية‪ ،‬التي تهم جهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة‪ ،‬كما يستحضــر الحاجيــــات‬ ‫المتصاعدة للمنطقة‪ ،‬مع الحرص كذلك‬ ‫على ضمان االنسجام بين المشاريع التي‬ ‫سيتم إنجازها ‪ ،‬وكذا االنسجام بين المصالح‬ ‫والهيئات الرسمية والمنتخبة والفعاليات‬ ‫المدنية بالمنطقة ‪.‬‬

‫م‪ .‬ح‬


‫العدد ‪860‬‬

‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪� 31‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫الهاشمي الطود‪..‬‬ ‫ﺫاكرة املرحلة‬

‫ال أستطيع تمالك نفسي في التعبير عن تأثري الكبير بفاجعة رحيل المجاهد الهاشمي الطود يوم‬ ‫‪ 16‬أكتوبر الماضي‪ ،‬وال يمكنني التعبير عن هول األلم الذي ألم بكل معارف الرجل وأوفيائه ومريديه‪.‬‬ ‫إنه ألم ناجم عن االعتزاز الكبير الذي يحمله العارفون بخبايا حركات التحرير المغاربية بسيرة الرجل‬ ‫العطرة وبنضاله المثير في محطات عديدة غطت مساحات واسعة من أقطار العالم العربي‪ .‬وتعود‬ ‫دوافع هذا االعتزاز وهذا التقدير الكبيرين إلى مجموعة من العوامل المرتبطة بشخصية الهاشمي‬ ‫الطود أوال‪ ،‬ثم إلى طبيعة العالقات اإلنسانية العميقة التي جمعتني وإياه ثانيا‪ .‬فالرجل أكبر من أن‬ ‫تختزل سيرته في مجرد محطات وتقلبات غطت جل عقود القرن ‪ ،20‬وال مجرد مهام ووظائف اضطلع‬ ‫بها هنا وهناك‪ ،‬وال ‪ -‬كذلك – مجرد رقم داخل فضاءات مدينة القصر الكبير‪ .‬إنه سيرة الشموخ‬ ‫النضالي تحت لواء مدرسة األمير محمد بن عبد الكريم الخطابي‪ ،‬مدرسة اإلباء والعزة والكرامة التي‬ ‫استطاعت أن تقهر آلة االستعمار‪ ،‬بنفس القدر الذي استطاعت ‪ -‬معه – أن تربك حسابات سياسيي‬ ‫مغرب «إيكس ليبان»‪ ،‬بعد أن تبنت رؤية مغايرة لترتيبات تحقيق استقالل المغرب‪ ،‬وبعد أن وضعت‬ ‫تصورا بديال لم تهادن فيه أحدا‪ ،‬بأفق واضح أساسه االستقالل التام والفعلي لكل مكونات الفضاء‬ ‫المغاربي الموحد في واقعه وفي مصيره وفي انتظاراته‪ .‬ومعلوم أن المجاهد الهاشمي الطود قد دفع‬ ‫ثمن هذه المواقف باهظا‪ ،‬حيث تكالبت ضده‬ ‫اآللة الحزبية الرهيبة وفرق ما سمي ‪ -‬آنذاك –‬ ‫ب «جيش التحرير»‪ ،‬فوجد نفسه في أتون حرب‬ ‫لم تكن حربه‪ ،‬وصراع لم يكن – أبدا– أفقا له‬ ‫في العمل التأطيري والتعبوي الوطني التحرري‪.‬‬ ‫وقد استطاع هذا التآمر أن يترك جروحا عميقة‬ ‫على نفسيته‪ ،‬إﺫ بقي يحمل آثارها وندوبها‬ ‫إلى يومنا هذا‪ ،‬وخاصة عندما استفحل األمر‬ ‫باختطاف الوالد عبد السالم الطود‪ ،‬ثم الخال‬ ‫عبد السالم‪ ،‬والتنكيل باألسرة الصغيرة بمدينة‬ ‫القصر الكبير‪ ،‬وتقديمه لمحاكمة صورية بعد‬ ‫التحاقه بالوطن ببضع سنوات تحت مبررات‬ ‫واهية‪ ،‬استهدفت تصفية الحساب مع التركة‬ ‫النضالية للمجاهد محمد بن عبد الكريم‬ ‫الخطابي ومع امتداداتها السلوكية والمواقفية‬ ‫التي جسدها الهاشمي الطود ورفاقه‪ ،‬سواء‬ ‫بالقاهرة أو بمختلف أقطار المغرب العربي‪.‬‬ ‫ولد الهاشمي الطود سنة ‪ 1930‬بمدينة‬ ‫القصر الكبير‪ ،‬حيث تابع دراسته األولية ب‬ ‫«المدرسة القرآنية» التي كان يشرف عليها‬ ‫األستاذ الغالي الطود‪ .‬وبعد الحصول على‬ ‫الشهادة االبتدائية‪ ،‬انتقل إلى مدينة تطوان‬ ‫لمتابعة الدراسة الثانوية ب «معهد موالي‬ ‫المهدي» الذي كان يديره الشيخ محمد المكي الناصري‪ .‬وبعد التخرج من هذا المعهد‪ ،‬التحق‬ ‫ب «المدرسة البوليتقنية» بتطوان‪ ،‬حيث أتم تكوينه بالسنة األولى من قسم المعلمين‪ .‬وبذلك‬ ‫انتهت مرحلة تكوينه األولي بالمغرب‪ ،‬إذ انطلق ‪ -‬مباشرة بعد ذلك – في رحلة الهجرة الطويلة‬ ‫نحو المشرق العربي‪ ،‬مشيا على األقدام‪ ،‬وهي الهجرة التي حملته إلى مدينة القاهرة سنة ‪.1945‬‬ ‫وفي هذه المدينة‪ ،‬تابع دراسته بثانوية «الحلمية»‪ ،‬حيث حصل على شهادة الثانوية العامة سنة‬ ‫‪ .1947‬ونظرا لما كان يحمله من أفكار تحررية فطرية ومن حماس نضالي شبابي كبير‪ ،‬فقد تفاعل‬ ‫مع كل األحداث السياسية التي كان يعيشها العالم العربي آنذاك‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬وبعد صدور قرار‬ ‫مجلس األمن الدولي القاضي بتقسيم فلسطين يوم ‪ 29‬نوفمبر من سنة ‪ ،1947‬وعقب النداء الذي‬ ‫وجهه األمير الخطابي إلى كل العرب والمسلمين للجهاد ورد العدوان الصهيوني على األراضي‬ ‫المقدسة‪ ،‬استجاب الهاشمي الطود ورفيقه محمد إبراهيم القاضي لنداء الواجب الجهادي‪ ،‬تحت وقع‬ ‫تعبئة نفسية حماسية منقطعة النظير‪ .‬فالتحق بوحدات المتطوعين العرب بتاريخ فاتح يناير من‬ ‫سنة ‪ .1948‬وهي الوحدات التي كان يشرف عليها الشهيد أحمد عبد العزيز على الجبهة المصرية‪.‬‬ ‫ومن هذا الموقع‪ ،‬كان له شرف المشاركة الميدانية المباشرة في الكثير من المواجهات المسلحة‬ ‫ضد قوات العصابات الصهيونية داخل منطقة قطاع غزة‪ .‬وفي أواخر سنة ‪ ،1948‬وبأمر من األمير‬ ‫محمد بن عبد الكريم الخطابي‪ ،‬عاد من الجبهة إلى القاهرة‪ ،‬رفقة الشهيد محمد إبراهيم القاضي‪،‬‬

‫• أسامة الزكاري‬

‫لينضما معا للبعثة العسكرية المغاربية األولى إلى بغداد‪ ،‬حيث التحقا بالكلية العسكرية الملكية‬ ‫ابتداء من تاريخ ‪ 17‬أكتوبر ‪ .1948‬وفي أواخر شهر يونيو من سنة ‪ ،1951‬تخرج برتبة مالزم ثاني‪،‬‬ ‫تخصص مدرعات‪ ،‬وعاد إلى القاهرة واضعا نفسه‪ ،‬إلى جانب رفاقه في البعثة‪ ،‬تحت أمرة األمير‬ ‫الخطابي‪ ،‬رئيس لجنة تحرير المغرب العربي‪ ،‬في خدمة مشروع ثورة التحرير المغاربية‪ .‬وانطالقا‬ ‫من هذا الموقع‪ ،‬حفظ له التاريخ الكثير من اإلسهامات الرائدة في دعم النضال التحرري المغاربي‪،‬‬ ‫من خالل العديد من المبادرات المتميزة‪ ،‬لعل أبرزها على اإلطالق اإلشراف المباشر على تكوين‬ ‫المتطوعين المغاربيين وإرسالهم إلى الجبهات‪ ،‬وتجميع العتاد واألسلحة ونقله إلى جبهات القتال‬ ‫وخاصة بالجزائر‪ ،‬والتنقل عبر كل دول المغرب العربي لإلشراف على إنشاء القواعد التنظيمية للحركة‬ ‫التحريرية المغاربية‪ ،‬وتحمل مسؤولية تسيير معسكرات التداريب‪ ... ،‬إلى غير ذلك من المهام‬ ‫النضالية البارزة التي تحفظها الذاكرة التحررية بكل األقطار المغاربية خالل مرحلة خمسينيات‬ ‫القرن ‪ .20‬وفي سنة ‪ ،1952‬كانت للهاشمي الطود أدوار مركزية في تنظيم «مؤتمر ضباط المغرب‬ ‫العربي» بالقاهرة‪ ،‬وهو المؤتمر الذي أعلن فيه عن وضع الخطة العامة لتحرك «جيش تحرير المغرب‬ ‫العربي»‪ ،‬بعد إرساء هياكله التنظيمية وضبط آليات تحركه‪ ،‬وتوضيح مواقفه‪ ،‬تحت اإلشراف العام‬ ‫لألمير محمد بن عبد الكريم الخطابي‪ .‬وبعد‬ ‫إبرام اتفاقية «إيكس ليبان» سنة ‪،1956‬‬ ‫وانسحاب القطر المغربي من الثورة التحريرية‬ ‫المغاربية‪ ،‬استمر الهاشمي الطود في العمل‬ ‫داخل «جيش تحرير المغرب العربي» في مقاومة‬ ‫يائسة أحبطها تحالف «إيكس ليبان»‪ ،‬من خالل‬ ‫عمليات تآمرية مضادة‪ ،‬من أبرزها تسريب‬ ‫معلومات إلى السلطات الفرنسية عن وصول‬ ‫الباخرة آتوس المحملة بالسالح إلى المناطق‬ ‫المحاذية للشواطئ المغربية الجزائرية واستيالء‬ ‫الفرنسيين عليها‪ ،‬ثم الشروع في تنفيذ مسلسل‬ ‫رهيب من االختطافات والتصفيات في حق‬ ‫العديد من المناضلين األحرار‪ ،‬وخاصة ممن‬ ‫كانوا على ارتباط باألمير الخطابي‪ ،‬من أمثال‬ ‫محمد إبراهيم القاضي وشباطة تركي سعيد‬ ‫وحدو أقشيش والنقيب بربر‪ ،‬وغيرهم من‬ ‫الشهداء األبرار‪ .‬وفي شتنبر من سنة ‪،1960‬‬ ‫عاد نهائيا إلى المغرب لالستقرار به‪ ،‬والتحق‬ ‫بصفوف القوات المسلحة الملكية برتبة نقيب‪،‬‬ ‫لكنه اعتقل سنة ‪ 1965‬من طرف السلطات‬ ‫العسكرية بتهم واهية وملفقة وسخيفة‪ ،‬مثل‬ ‫المشاركة في حرب فلسطين‪ ،‬واالتصال بالزعماء‬ ‫العرب المشاركين في مؤتمر الدار البيضاء سنة‬ ‫‪ ،1965‬والتعاون مع عناصر مناهضة لنظام الحماية في المغرب‪ ،‬وتوزيع منشورات على الضباط‬ ‫الشباب إلفساد عقولهم‪ ،‬وإصدار أحكام مخففة على المقاومين المغاربة بصفته قاضيا للتحقيق‬ ‫في المحكمة العسكرية‪ ... ،‬إلى غير ذلك من التهم «الصفراء» التي كشف التحقيق ثم الحكم –‬ ‫الحقا – عن زيفها وعن تهافتها وعن طابعها التآمري‪.‬‬ ‫هذا جزء من فيض مسار حياة المجاهد الهاشمي الطود‪ ،‬ال شك وأننا اختزلناه إلى أضيق‬ ‫مدى ممكن‪ .‬ويقينا إن االطالع على كل خباياه وعلى كل تفاصيله ومنعرجاته‪ ،‬سيقدم مادة خامة‬ ‫ثرية تسمح بإعادة النظر في الكثير من يقينيات العمل الوطني لمرحلة النصف األول من القرن‬ ‫الماضي‪ .‬لذلك‪ ،‬فإني أجد نفسي محظوظا باالشتغال على تجميع ذاكرة الرجل في عمل سير –‬ ‫ذاتي وتوثيقي شامل سيرى النور في القادم من األيام‪ ،‬إن شاء اهلل‪ .‬لقد مكنني االشتغال لسنوات‬ ‫طويلة على ذاكرة هذا المجاهد الفذ من اكتشاف عناصر الوفاء اإلنساني في أبهى معالمه‪ ،‬وفاء‬ ‫المناضل الصلب والوطني الغيور‪ ،‬ووفاء اإلنسان النبيل الذي جعله يتحول إلى أحد أعالم العمل‬ ‫الوطني التحرري‪ ،‬ليس فقط على المستوى القطري‪ ،‬ولكن على امتداد كل خريطة العالمين‬ ‫المغاربي والعربي‪ .‬إنها سيرة للتأمل ولالستثمار‪ ،‬سيرة تشكل مفاتيح أمام مؤرخي المرحلة‬ ‫إلعادة تجميع شتات دروس عطاء المدرسة «الخطابية»‪ ،‬مدرسة األمير محمد بن عبد الكريم‬ ‫الخطابي األصيلة‪.‬‬

‫�صا َب ْت ُه ْم ُم ِ‬ ‫يب ٌة َقا ُلوا ِ�إ ّ َنا لِ هّ َ ِ‬ ‫ل َو ِ�إ ّ َنا ِ�إ َل ْي ِه‬ ‫ين ِ�إ َذا �أَ َ‬ ‫‪« ‬ا ّ َلذِ َ‬ ‫�ص َ‬

‫ون»‪ .‬البقرة ‪.156‬‬ ‫َر ِ‬ ‫اج ُع َ‬

‫تعزية جمعية البحث التاريخي واالجتماعي في وفاة المرحوم القائد المناضل األستاذ الهاشمي الطود‬ ‫تلقت جمعية البحث التاريخي واالجتماعي بالقصر الكبير‪ ،‬بحزن كبير وأسى عميق‪ ،‬نبأ وفاة أحد أبناء‪ ‬هذه المدينة الذي جعل غاية الغايات من وجوده في هذه الحياة تحقيق حلم الوحدة والحرية‪ .‬فمنذ تلك اللحظة الحاسمة التي أمسك فيها‬

‫بالمصحف الكريم أمام األمير محمد بن عبد الكريم الخطابي بمصر‪ ،‬هو ومجموعة من رفقائه في النضال ليقسموا “ أقسم باهلل العظيم أن أخدم المغرب والعروبة واإلسالم بإخالص” وبعدها خاطبهم األمير‪“ :‬إنكم اليوم‬ ‫مجاهدون”‪ .‬منذ تلك اللحظة إذن‪ ،‬وإلى آخر أيام عمره‪ ،‬ظل الراحل الكريم وفيا لهذا القسم‪ ،‬فال حديث يحلو له إال حديث الوطن والوطنية‪ ،‬بيد أن الوطن في تفكير من فقدناه ال يقتصر على المغرب وحده‪ ،‬بل يشمل المغرب‬ ‫الكبير‪ ،‬وعلى الرغم من حصول هذه الدول على استقاللها‪ ،‬فإن الراحل لم يكن يرى في ذلك نقطة النهاية‪ ،‬بل بداية للعمل الجدي نحو وحدة المغرب الكبير‪ ،‬ولذلك كان قد وضع مهارته وخبرته في التكوين العسكري والتخطيط‬ ‫االستراتيجي في خدمة شعوب المنطقة من المغرب حتى مصر‪.‬‬ ‫وبالمناسبة‪ ،‬فالعديد ممن أصبحوا زعماء وقادة في الجارة الجزائر‪ ،‬كانوا وقتها تالميذ له‪ ،‬تكونوا عنده وتشبعوا منه بروح الثورة والمقاومة والتحرير‪ .‬ومما يؤسف له أن قادة جارتنا اليوم أصبحوا أبعد ما يكون عن فكرة‬ ‫الوحدة‪ .‬فقادة الجزائر يعرفون أكثر من غيرهم قيمة هذا الرجل وأفضاله وخدماته للثورة الجزائرية‪ ،‬ويتجلى ذلك في التقدير الذي كان يحظى به عندما يستدعى للحضور في مناسباتهم الوطنية‪.‬‬ ‫وللتذكير فإن الشعب الفلسطيني‪ ،‬الذي يعاني ما يعانيه من تقتيل‪ ،‬وتهجير‪ ،‬وحصار‪ ،‬كان الرجل قد تطوع للقتال إلى جانبه استجابة لنداء األمير محمد بن عبد الكريم الخطابي سنة ‪.1947‬‬ ‫وسجله النضالي غني بالمكرومات والمواقف البطولية‪ ،‬وهو ال يرتبط في ذاكرة مجموعة من الطالب القصريين الذين قدر لهم أن يتابعوا دراستهم بالقاهرة وبغداد بهذا المنحى النضالي وحده‪ ،‬بل يرتبط أيضا‬ ‫بالمساعدات الجمة التي كان يقدمها لكل طالب جديد يفد إلى مصر من أبناء المغرب الكبير‪ ،‬مساعدات يقدمها بأريحية قل نضيرها‪ ،‬إلقامتهم والتحاقهم بمختلق الكليات المصرية‪.‬‬ ‫أيتها العائلة المكلومة‪ ،‬إن هذا الطود الشامخ‪ ،‬الذي ودعناه‪ ،‬بالرغم من أنه كان يعتز بأنه أحد أبناء المغرب الكبير‪ ،‬فإن وجدانه ظل دوما مرتبطا بمسقط رأسه ومهوى أبائه وأجداده‪ ،‬وكان أعظم متمنياته في األعوام‬ ‫األخيرة أن يعيش بقية عمره في كنف مدينته وبين أصفيائه‪ ،‬واستجاب اهلل عز وجل لدعائه‪ ،‬فبعد الصالة عليه في الجامع األعظم بالقصر الكبير‪ ،‬دفن الراحل في مقبرة ضريح الولي الصالح موالي علي بن أبي غالب بجوار قبر‬ ‫خاله الشهيد عبد السالم الطود يوم األحد ‪ 14‬محرم ‪/ 1438‬موافق ‪ 16‬أكتوبر ‪.2016‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة‪ ،‬يتقدم كافة أعضاء الجمعية لكافة أفراد أسرته الفاضلة بأحر التعازي والمواساة‪ ،‬طالبين من اهلل عز وجل للفقيد المغفرة والرضوان‪ ،‬وألسرته الكريمة الصبر والسلوان‪.‬‬ ‫رئيس الجمعية ج‪ .‬محمد أخريف‬


‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪� 31‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫العدد ‪860‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫‪-‬‬

‫‪3‬‬

‫استمر الرسول صلى اهلل عليه وسلم في تعبده في غار حراء‪ ،‬فعاد الوحي إليه بعد انقطاعه‬ ‫«يا �أَ ُّي َها مْ ُ‬ ‫الر ْجزَ‬ ‫ال َّد ِّث ُر ‪ُ ،‬ق ْم َف�أَنْ ذ ِْر‪َ ،‬و َر َّبكَ َفكَ رِّ ْ‬ ‫فنزل عليه قوله تعالى‪َ :‬‬ ‫ب‪َ ،‬وث َِي َابكَ َف َط ِّه ْر‪َ ،‬و ُّ‬ ‫تن ُْن ت َْ�ستَكْ رِ ُ‬ ‫ا�ص ْرِ‬ ‫ب»‪ .‬ثم أبطأ الوحي عليه عدة ليال فقال المشركون‪:‬‬ ‫ف‬ ‫اه ُج ْر‪َ ،‬و اَل مَ ْ‬ ‫َف ْ‬ ‫ث ‪َ ،‬ول َِر ِّبكَ َ ْ‬ ‫ً‬ ‫ال�ض َحى َوالل َّْيلِ �إ َِذا َ�س َجى‪َ ،‬ما َو َّد َعكَ َر ُّبكَ َو َما َقلَى‪،‬‬ ‫وجل‬ ‫عز‬ ‫اهلل‬ ‫فأنزل‬ ‫ربُّه‪،‬‬ ‫ا‬ ‫محمد‬ ‫ودّع‬ ‫قد‬ ‫«و ُّ‬ ‫َ‬ ‫ت َ�ضى»‪.‬‬ ‫ي لَكَ مِ َن ْ أ‬ ‫الُولَى‪َ ،‬ول َ​َ�س ْو َف ُي ْعطِ يكَ َر ُّبكَ َف رَ ْ‬ ‫َول َْل ِآخ َرةُ َخ رْ ٌ‬ ‫‏ وقد كان صلى اهلل عليه وسلم يأتيه الوحي أحيانا مثل صلصلة الجرس ‪ -‬وهو أشد الوحي‬ ‫عليه ‪ -‬فيفصم عنه وقد وعى عنه ما قال‪ ،‬وأحياناً كان يأتيه الملك على هيئة رجل فيكلمه فيعي‬ ‫ما يقول‪.‬وكان الرسول صلى اهلل عليه وسلم كلما نزل عليه شيء من القرآن إال واجتهد في‬ ‫ت ِّر ْك بِهِ ل َِ�سا َنكَ ِلت َْع َجلَ بِهِ ‪� ،‬إ َِّن َعل َْينَا َج ْم َع ُه َو ُق ْر�آن َُه‪،‬‬ ‫حفظه بتكراره فنزل عليه قوله تعالى‪ :‬اَ‬ ‫«ل حُ َ‬ ‫َاه َفا َّتب ِْع ُق ْر�آن َُه‪ُ ،‬ث َّم �إ َِّن َعل َْينَا َب َيان َُه»‪.‬‬ ‫َف�إ َِذا َق َر ْ�أن ُ‬ ‫وكانت خديجة رضي اهلل عنها أول من آمن به‬ ‫من النساء‪ ،‬ثم آمن من الصبيان عليّ رضي اهلل عنه‪،‬‬ ‫ثم آمن من الرجال أبو بكر الصديق رضي اهلل عنه‪،‬‬ ‫وزيد بن حارثة‪ ،‬وبالل بن رباح‪ ،‬وسعد بن أبي وقاص‪،‬‬ ‫وعثمان بن عفان ‪ ،‬وطلحة بن عبيد اهلل‪ ،‬والزبير بن‬ ‫العوام‪ ،‬وخالد بن سعيد بن العاص‪ ،‬وعبد اهلل بن‬ ‫مسعود‪ ،‬وخباب بن األرت‪ ،‬وعمار بن ياسر‪ ،‬وعمرو بن‬ ‫عبسة السلمي‪ ،‬وأبو ذر الغفاري‪ ،‬وعبد الرحمن بن‬ ‫عوف‪ ،‬وأبو عبيدة بن الجراح‪ ،‬وعثمان بن مظعون‪،‬‬ ‫وسعيد بن زيد‪ ،‬وأسماء بنت أبي بكر‪ ،‬وفاطمة بنت‬ ‫الخطاب‪ ،‬وخلق آخرون‪ ،‬ثم عمر بن الخطاب الذي‬ ‫قيل إن اهلل أتم به أربعين من الصحابة‪ ،‬وقبله أسلم‬ ‫حمزة بن عبد المطلب عمّ الرسول صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم وأخوه من الرضاعة ‪ ،‬وأسلم أيضاً المقداد‬ ‫بن األسود ولكنه كان يكتم إيمانه‪ ،‬رضي اهلل عنهم‬ ‫أجمعين‪ .‬‏‬ ‫ولقد بدأ رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يدعو‬ ‫إلى اإلسالم سرا بين أهله وأقربائه وبعض عشيرته‬ ‫حيث استمر على ذلك ثالث سنوات ‪ ،‬ثم أُمر بإظهار‬ ‫الدعوة بنزول قول اهلل عز وجل‪َ :‬‬ ‫با ُت�ؤ َْم ُر‬ ‫«ف ْ‬ ‫ا�ص َد ْع مِ َ‬ ‫�ض َعنِ مْ ُ‬ ‫ني»‪.‬‏فجاهرت قريش رسول اهلل‬ ‫َو�أَ ْعرِ ْ‬ ‫ال رْ�شِكِ َ‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم بالعداوة واألذى‪ ،‬وكان عمه أبو‬ ‫طالب يمنعهم ويدافع عنه‪ ،‬في حين أن عمه أبا لهب كان أشد قومه وأولهم إيذا ًء له صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم ‪ ،‬واشتركت بطون قريش ورجال منها في إيذائه كذلك‪ ،‬واشتدوا في هذا‬ ‫اإليذاء‪ ،‬يعذبون الضعاف من أصحابه ويؤذون من ال يقدرون على عذابه‪ ،‬فلقي أصحاب رسول‬ ‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم من العذاب أمراً عظيماً‪ ،‬ورزقهم اهلل تعالى على ذلك من الصبر أمراً‬ ‫عظيماً‪ ،‬واإلسالم على هذا ينتشر في الرجال والنساء‪.‬‬ ‫وحينما اشتد البالء والفتنة واإليذاء على المسلمين في مكة‪ ،‬قال لهم رسول اهلل صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم‪« :‬إن بأرض الحبشة ملكاً ال يظلم أحد عنده‪ ،‬فالحقوا ببالده حتى يجعل اهلل لكم‬ ‫فرجاً ومخرجاً مما أنتم فيه»‪.‬‏‬ ‫فخرج المسلمون حتى نزلوا بالحبشة فأكرمهم النجاشي وأمّنهم‪ ،‬وكان أول من هاجر من‬ ‫المسلمين عثمان بن عفان وزوجته رقية بنت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وتبعه جمع من‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫محمد كنون احل�سني‬ ‫كبار الصحابة‪ ،‬وكانت الهجرة األولى سنة خمس من مبعث الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وعدد‬ ‫الذين هاجروا فيها أحد عشر رج ً‬ ‫ال وأربع نسوة‪.‬‏‬ ‫وأما الثانية فكان عدد الذين هاجروا فيها اثنين وثمانين رج ً‬ ‫ال وثماني عشرة امرأة‪،‬‬ ‫وأبناؤهم ‪ ،‬وسببها أن المهاجرين األوائل سمعوا بإسالم قريش فعاد بعضهم ومنهم عثمان‬ ‫بن عفان وزوجته فلم يجدوا قريشاً أسلمت‪ ،‬ووجدوا المسلمين في بالء عظيم وشدة‪ ،‬فهاجروا‬ ‫مرة أخرى ومعهم هذا العدد الكبير‪.‬‏‬ ‫وقد أرسلت قريش في أثرهم عمرو بن العاص وعبد اهلل بن أبي ربيعة بهدايا إلى النجاشي‬ ‫ليردّ المسلمين‪ ،‬ولكن هيهات فقد أسلم النجاشي وأبى أن يردّهم‪ ،‬بل أعطاهم األمان في‬ ‫أرضه وأقرّهم على دينهم‪ ،‬وردّ رسل قريش لم ينالوا شيئاً‪.‬‏‬ ‫وفي هذه الفترة كان رسول اهلل صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم يعرض نفسه في موسم الحج على القبائل‪،‬‬ ‫فتعرض لستة نفر من الخزرج سنة ‪ 11‬من النبوة‪،‬‬ ‫منهم أسعد بن زرارة‪ ،‬وعقبة بن عامر‪ ،‬وجابر بن عبد‬ ‫اهلل‪ ،‬ودعاهم إلى اإلسالم وإلى معاونته في تبليغ‬ ‫رسالة ربه‪ ،‬فآمنوا به وصدقوه ووعدوه المقابلة في‬ ‫الموسم القابل ‪ ،‬وهذه بداية إسالم األنصار‪.‬‏‬ ‫فلما كان الموسم التالي سنة ‪ 12‬من النبوة أتوا‪،‬‬ ‫ويقول عبادة بن الصامت‪« :‬كنا اثني عشر رج ً‬ ‫ال في‬ ‫العقبة األولى‪ ،‬فبايعنا رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫علي بيعة النساء «أن ال نشرك باهلل شيئاً وال نسرق‪،‬‬ ‫وال نزني‪ ،‬وال نقتل أوالدنا‪ ،‬وال نأتي ببهتان نفتريه‬ ‫بين أيدينا وأرجلنا‪ ،‬وال نعصيه في معروف‪ ،‬فمن و ّفى‬ ‫فله الجنة‪ ،‬ومن غش من ذلك شيئاً فأمره إلى اهلل‪ ،‬إن‬ ‫شاء عذبه وإن شاء غفر له»‪ ،‬وعاد األنصار إلى المدينة‬ ‫ومعهم مصعب بن عمير‪ ،‬يعلمهم اإلسالم ويفقههم‬ ‫في الدين ويقرئهم القرآن‪.‬‏‬ ‫ثم قدم وفد األنصار في موسم الحج في السنة‬ ‫الثالثة عشر من النبوة‪ ،‬واجتمع منهم في الشعب عند‬ ‫العقبة ثالثة وسبعون رج ً‬ ‫ال وامرأتان‪ ،‬وجاءهم الرسول‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم ومعه عمه العباس ‪ -‬وكان ال يزال‬ ‫على دين قومه ‪ -‬وكان العباس هو أول المتكلمين‬ ‫في هذا االجتماع قال‪« :‬يا معشر الخزرج إن محمداً منا‬ ‫حيث قد علمتم‪ ،‬وقد منعناه من قومنا من هو على مثل‬ ‫رأينا فيه‪ ،‬فهو في عز من قومه ومنعة بلده‪ ،‬وإنه قد أبى إال االنحياز إليكم واللحوق بكم‪ ،‬فإن‬ ‫كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه‪ ،‬ومانعوه ممن خالفه‪ ،‬فأنتم وما تحملتم من ذلك‪،‬‬ ‫وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج به إليكم فمن اآلن فدعوه‪ ،‬فإنه في عز‬ ‫ومنعة من قومه وبلده»‪ .‬‏قال كعب بن مالك األنصاري‪« :‬فقلنا له‪« :‬قد سمعنا ما قلت‪ ،‬فتكلم‬ ‫يا رسول اهلل‪ ،‬فخذ لنفسك ولربك ما أحببت‪ ،»..‬وهذا الجواب من األنصار يدل على تصميمهم‬ ‫وشجاعتهم وإيمانهم وإخالصهم في تحمل هذه المسؤولية العظيمة‪.‬‏وتكلم رسول اهلل صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم فدعاهم إلى اهلل ورغبهم في اإلسالم‪ ،‬وقال‪« :‬أبايعكم على أن تمنعوني مما‬ ‫تمنعون منه نساءكم وأبناءكم‪ ،‬فبايعوه وتمت البيعة‪ ،‬وعاد األنصار إلى المدينة يترقبون هجرة‬ ‫الرسول صلى اهلل عليه وسلم بعد أن جعل عليهم اثني عشر نقيباً‪.‬‏‬

‫(انتهى)‬

‫الطبيعة‪ ..‬المفهوم والمخالفة‬

‫الطبع‪َ .‬‬ ‫الطبيعة‪ :‬لفظ مشتق من َّ‬ ‫وطبْعُ الشيء أي خُ ُل ُقه‪.‬‬ ‫وطبيعته أي خلقته التي خلق عليها من حيث شكله ولونه‬ ‫وسلوكه وبقية أوصافه‪ ،‬ومن هنا يأتي الطبع بمعنى الختم‬ ‫وهو التأثير في الشيء ليتشكل على هيئة معينة‪ ،‬والطبيعي‬ ‫هو غير الصنعي‪ ،‬وإذا أطلق اسم الطبيعة قصد به كل ما هو‬ ‫موجود في هذا الكون من مخلوقات اهلل ـ عز وجل ـ وعلم‬ ‫الطبيعة هو العلم الذي يبحث في طبائع األشياء وما اختصت‬ ‫به‪ ،‬والطبائع األربعة عند األقدمين هي الحرارة والبرودة‬ ‫والرطوبة واليبوسة‪.‬‬ ‫‪ 1‬ـ الطبيعة والسنن اإللهية‪ :‬لقد جعل اهلل ـ عز وجل ـ‬ ‫لكل مخلوق من مخلوقاته طبيعته الخاصة به‪ ،‬وقدر لكل‬ ‫منها مجموعة من السنن (القوانين) التي تميزه عن غيره من‬ ‫المخلوقات‪ ،‬وهذه السنن ال يمكن تغيرها وال تعديلها كما‬ ‫قال تعالى‪َ :‬‬ ‫ت َد ل ُِ�س َنّن ال َلّهِ‬ ‫«فلَن جَ ِ‬ ‫ت َد ل ُِ�س َنّنِ ال َلّهِ ت َْبدِي ًال َولَن جَ ِ‬ ‫توِ يال» (فاطر‪.)43‬‬ ‫حَ ْ‬ ‫فمن طبيعة الماء مث ً‬ ‫ال أنه يتجمد عند درجة الصفر‬ ‫المئوية‪ ،‬ويتبخر عند (‪ )100‬بينما طبيعة الحديد أنه يتمدد‬ ‫بالحرارة ويتقلص بالبرودة! ومن طبيعة اإلنسان أنه يتنفس‬ ‫الهواء ويموت إذا ما غرق بالماء‪ ،‬بينما تعيش األسماك بالماء‬ ‫وتموت إذا ما خرجت إلى الهواء! والمخلوق ال يستطيع الفكاك‬ ‫عن طبيعته التي خلقه اهلل عليها‪ ،‬وال يستطيع الخالص من‬ ‫السنن التي تحكم هذه الطبيعة‪ ،‬وإذا ما تغيرت طبيعة الشيء‬ ‫فهذا يعني أن سننًا أخرى دخلت فيها‪ ،‬فالماء مثال إذا مزج‬ ‫ببعض السوائل كالغليسيرين لم يعد يتجمد عند الصفر ولم‬ ‫يعد يتبخر عند درجة المائة‪ ،‬ويفيدنا فهم طبيعة المخلوقات‬ ‫على هذه الصورة في عدة أمور‪:‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫‪ 2‬ـ فما دام لكل مخلوق طبيعته التي ال تنفك عنه فينبغي‬ ‫علينا أن ندرك هذه الطبيعة والسنن التي تحكمها‪ ،‬لكي‬ ‫نستطيع تسخير هذا المخلوق تسخيرًا مجديًا‪ ،‬وهكذا فإننا‬ ‫عندما عرفنا السنن التي تحكم الماء أصبحنا قادرين على‬ ‫تسخيره في خدمتنا‪ ،‬وكذلك الحديد‪ ،‬وكذلك سائر المخلوقات‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ بما أنه ال يمكـن تغيير وال تعديل السنن التي قدرها‬ ‫اهلل ـ عز وجل ـ للمخلوقـات‪ ،‬فـإن علينـا توجيه اهتمامنا لكشف‬ ‫هذه السنن ال إلى تغييرها أو تعديلها‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ إن عدم القدرة على تغيير السنن ال يعني العجز أمام‬ ‫طبائع األشياء‪ ،‬بل يمكن االستفادة من معارضة بعض السنن‬ ‫لبعض‪ ،‬أو تآزر بعض السنن مع بعض‪ ،‬من أجل الحصول‬ ‫على مزايا جديدة لم تكن موجودة من قبل‪ ،‬ومثال ذلك تآزر‬ ‫الغليسرين مع الماء لتغيير طبيعة الماء كما ذكرنا آن ًفا‪ ،‬ودوران‬ ‫المركبات الفضـائية حول األرض بمعـارضة سـنة القوة‬ ‫الطاردة لسنة الجاذبية األرضية‪ ،‬وبهذا تتمكن المركبات من‬ ‫الدوران حول األرض لسنوات طويلة بال محركات وال وقود‪،‬‬ ‫ومن ذلك أيضًا مدافعة سنة المرض بسنة التداوي‪ ..‬وهكذا‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ تسخير المخلوقات‪:‬‬ ‫لقد كرم اهلل ـ عز وجل ـ اإلنسان فاختاره من بين سائر‬ ‫المخلوقات ليكون الخليفة في خلقه‪ ،‬وسخر له كل المخلوقات‬ ‫األخرى ليقوم بهذه المهمة الجليلة‪« :‬ال َل ُّه ا َّلذِى َ�س َّخ َر لَكُ ُم‬ ‫ال َْب ْح َر ِلت َْجرِ َى ا ْل ُفلْكُ فِيهِ ِب�أَ ْمرِ هِ َو ِلت َْبتَغُ و ْا مِ ن َف ْ�ضلِهِ َول َ​َع َّلكُ م‬ ‫او ِ‬ ‫ات َو َما فِ ى الأَ ْر ِ‬ ‫يعا‬ ‫ت َْ�شكُ ُر َ‬ ‫�ض َجمِ ً‬ ‫ال�س َم َ‬ ‫ون َو َ�س َّخ َر لَكُ م َّما فِ ى َّ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ِكَ‬ ‫ون»‪( ،‬الجاثية ‪.)13 ،12‬‬ ‫ر‬ ‫َك‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫َو‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫ات‬ ‫آي‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ذ‬ ‫فِى‬ ‫ّمن ُْه �إ َِّن‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ٍ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫وتسخير المخلوقات لإلنسان ال يعني امتثالها ألمره من‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫غير جهد يبذله‪ ،‬بل ال بد لإلنسان أن يبذل الجهد الكافي‬ ‫لمعرفة السنن التي تحكم طبائع المخلوقات‪ ،‬وأن يدرك‬ ‫كيفية عمل هذه السنن‪ ،‬وأن يعد لها الشروط الالزمة لكي‬ ‫تفعل فعلها‪ ،‬فيستفيد من خصائصها ويسخرها في خدمته‪.‬‬ ‫علمًا بأن القدرة على اكتشاف السنن اإللهية وتسخيرها‬ ‫ليس حكرًا على المؤمنين وحدهم‪ ،‬بل هو باب مفتوح‬ ‫للجميع‪ ،‬مؤمنين وغير مؤمنين‪ ،‬كما قال تعالى‪« :‬كُ ًال ُمّ ِ‬ ‫ن ُّد‬ ‫ورا»‬ ‫َه�ؤُلآءِ َو َه ؤُ�لآءِ مِ ْن َع َط�آءِ َر ِّبكَ َو َما كَ َ‬ ‫ان َع َط� ُآء َر ِّبكَ َم ْح ُظ ً‬ ‫(اإلسراء ‪.)20‬‬ ‫‪ 6‬ـ قهــر الطبيعة‪ :‬هو تعبير يستخدم! أو ما نرى إصرارهم‬ ‫على ذلك؟ من قبل بعض المفكرين والعلماء والفالسفة‬ ‫والملحدين الذين ينكرون أن اهلل ـ عز وجل ـ هو خالق الطبيعة‪،‬‬ ‫وأنه هو الذي سخرها لإلنسان‪ ،‬فهؤالء بإنكارهم للخالق‬ ‫يتصورون أنفسهم في مواجهة مباشرة مع الطبيعة‪ ،‬ويرون‬ ‫أنها تتحداهم من خالل سننها الصارمة ولهذا يتصورون‬ ‫أنهم كلما اكتشفوا شي ًئا من سنن الطبيعة فإنهم يكونون‬ ‫قد قهروها وحققوا االنتصار عليها(؟!) وهذا اعتقاد ظاهر‬ ‫الفساد‪ ،‬ألن اهلل ـ عز وجل ـ الذي خلق الطبيعة لم يجعلها‬ ‫عَصِيَّة على البشر‪ ،‬بل سخرها لهم كما بينا آن ًفا‪.‬‬ ‫ومن ثم فال يجوز شرعًا استعمال مصطلح (قهر الطبيعة)‬ ‫ألنه يتنافى مع االعتراف هلل ـ تعالى ـ بفضله علينا إذ سخر‬ ‫لنا كل ما في هذا الوجود! ولقد كان الفيلسوف الهولندي‬ ‫اسبينوزا مُحِ ٌّقا‪ .‬وكان أكثر وعيًا من هؤالء الملحدين حين‬ ‫قال‪« :‬إن حرية الفعل ال تقوم في التحرر من الجبرية التي‬ ‫تسود الطبيعة بل في إدراك اإلنسان لعبوديته»‪.‬‬


‫العدد ‪860‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪� 31‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬

‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache7@hotmail.com‬‬

‫‪ 19‬ـ مقتطفات من كتاب «المستطرف في كل فن مستظرف»‬ ‫الكتاب من تأليف الشيخ شهاب الدين أبوالفتح محمد بن أحمد األبشيهي‪ ،‬نسبة إلى قرية أبْشيه (أبْشَواي) من قرى الفيّوم‬ ‫المصرية‪ ،‬أقام بالمحلة ورحل إلى القاهرة ‪،‬درس الفقه والنحو وولي الخطابة ببلدته بعد وفاة والده ‪ ،‬توفي حوالي (‪ 850‬هـ‪1448/‬م)‪.‬‬ ‫وعن دواعي تأليف هذا الكتاب ومضامينه يقول األبشيهي في ديباجته‪:‬‬ ‫«‪...‬أما بعد فقد رأيت جماعة من ذوي الهمم جمعوا أشياء كثيرة من اآلداب والمواعظ والحكم وبسطوا مجلدات في التواريخ‬ ‫والنوادر واألخبار والحكايات واللطائف ورقائق األشعار وألفوا في ذلك كتبا كثيرة وتفرد كل منها بفرائد فوائد لم تكن في غيره‬ ‫من الكتب محصورة فاستخرت اهلل تعالى وجمعت من جموعها هذا المجموع اللطيف وجعلته مشتمال على كل فن ظريف وسميته‬ ‫«المستطرف في كل فن مستظرف» واستدللت فيه بآيات كثيرة من القرآن العظيم وأحاديث صحيحة من أحاديث النبي الكريم وطرزته‬ ‫بحكايات حسنة عن الصالحين األخيار ونقلت فيه كثيرا مما أودعه الزمخشري في كتابه ربيع األبرار وكثيرا مما نقله ابن عبد ربه في‬ ‫كتابه العقد الفريد ورجوت أن يجد مطالعه فيه كل ما يقصد ويريد‪ .‬وجمعت فيه لطائف وظرائف عديدة من منتخبات الكتب النفيسة‬ ‫المفيدة وأودعته من األحاديث النبوية واألمثال الشعرية واأللفاظ اللغوية والحكايات الجدية والنوادر الهزلية ومن الغرائب والدقائق‬ ‫واألشعار والرقائق ما تشنف بذكره األسماع وتقر برؤيته العيون ‪.‬وجعلته يشتمل على أربعة وثمانين بابا من أحسن الفنون متوجة‬ ‫بألفاظ كأنها الدر المكنون‪..‬‬ ‫وضمنته كل لطيفة ونظمته بكل ظريفة وقرنت األصول فيه بالفضول ورجوت أن يتيسر لي ما رمته من الوصول وجعلت أبوابه‬ ‫مقدمة وفصلتها في مواضعها مرتبة منظمة ليقصد الطالب إلى كل باب منها عند االحتياج إليه ويعرف مكانه باالستدالل عليه فيجد‬ ‫كل معنى في بابه إن شاء اهلل تعالى واهلل المسؤول في تيسير المطلوب وأن يلهم الناظر فيه ستر ما يراه من خلل وعيوب إنه على ما‬ ‫يشاء قدير وباإلجابة جدير ‪ ...‬واهلل سبحانه المهون للصعاب»‪.‬‬ ‫ولألبشيهي أيضا كتاب «تذكرة العارفين وتبصرة المستبصرين» وكتاب «أطواق األزهار على صدور األنهار» كما أنه شرع في‬ ‫تأليف كتاب «في صنعة الترسل والكتابة» لكنه لم يتممه‪.‬ورغم أن في لغته ضعف ‪،‬كما يؤكد بعض المصنفين كالزركلي مثال ‪ ،‬إالأن‬ ‫قوة خطابه ‪ -‬وهو المتمرس بفن الخطابة‪ -‬تغطي ذلك الضعف اللغوي‪ ،‬وتجلي العديد من نقط ضعف بني اإلنسان‪ ،‬وتصف للمرء‬ ‫العليل مقويات روحية تقوي إيمانه وتصفي قلبه وتشد أزره‪ .‬ونسأل العلي القديرأن يفرج عنا كربتنا ويهدينا سواء السبيل في هذا‬ ‫الشهر الفضيل‪.‬‬

‫في ذكر نبذة من عجائب المخلوقات وصفاتهم (‪)9‬‬

‫• حربـاء ‪ :‬دويبة صغيرة على‬ ‫هيئة السمك ورأسها تشبه رأس‬ ‫العجل ؛ إذا رأت اإلنسان انتفشت‬ ‫وكبـرت‪ ،‬ولها أربعــة أرجل وسنام‬ ‫كهيئـة الجمل‪ ،‬ولها كنى كثيرة‬ ‫منها‪ :‬أم قرة‪ ،‬ويقــال لها جمــل‬ ‫اليهود‪ ،‬وهي أبدا تطلب الشمـس‪،‬‬ ‫فمن أجل ذلك يقال أنها مجوسية‪،‬‬ ‫وتستقبلها بوجهها وت��دور معها‬ ‫كيفما دارت‪ ،‬ف��إذا غابت الشمس‬ ‫أخذت في كسبها ومعاشها‪ ،‬ويقال‬ ‫إن لسانها طويل نحو ذراع‪ ،‬وهو‬ ‫مطوي في حلقها‪ ،‬فذلك تخطف به ما بعد عنها من الذباب وتبتلعه؛ واألنثى من هذا النوع‬ ‫تسمى أم حبين‪ ،‬ويقال أن الصبيان ينادونها‪« :‬أم حبين انشري برديك إن األمير ناظر إليك‬ ‫وضارب بسوطه جنبيك» فإذا زادوا عليها نشرت جناحيها وانتصبت على رجليها ‪،‬فإذا ازدادوا‬ ‫عليها أيضا نشرت أجنحة أحسن من تلك ملونة‪ ،‬وإذا مشت تطأطئ برأسها وتتلون ألوانا‪ ،‬ولذا‬ ‫يقال ‪ :‬يتلون كالحرباء‪.‬‬ ‫• حمـار أهلــي ‪ :‬معروف‪،‬‬ ‫ليس في الحيوان من ينزو على‬ ‫غير جنسه إال هو والفرس‪ ،‬ونزوه‬ ‫بعد تمام ثالثين شهرا؛ وكنيته أبو‬ ‫محمود وأبو جحش وغير ذلك‪ ،‬وهو‬ ‫أنواع ‪ :‬فمنه ما هو لين األعطاف‬ ‫سريع الحركة‪ ،‬ومنه ما هو بضد‬ ‫ذلك‪ ،‬ويوصف بالهداية إلى سلوك‬ ‫الطريق‪.‬‬ ‫وللناس في ذمه ومدحه أقوال‬ ‫متباينة بحسب األغ���راض فمن‬ ‫مدحه‪ ،‬أن أبا صفوان وجد راكبا على‬ ‫حمار فقيل له في ذلك‪ ،‬فقال‪« :‬عير هو من نسل األكراد‪ ،‬يحمل الرجل ويبلغ العقبة ويمنعني‬ ‫أن أكون جبارا في األرض»؛ وقال آخر‪« :‬وأقل الدواب مؤنة وأكثرها معونة وأخفضها مهوى‬ ‫وأقربها مرتعا»‪.‬‬ ‫وكان حمار أبي يسارة مثال في الصحة والقوة ‪،‬وهو حمار أسود حمل الناس عليه من منى‬ ‫إلى المزدلفة أربعين سنة؛ وكان خالد بن صفوان والفضل بن عيسى الرقاشي يختاران ركوب‬ ‫الحمار ويجعالن أبا يسارة قدوة لهما وحجة ‪.‬ومن ذمه ما نقل عن عبد الحميد الكاتب أنه قال‪:‬‬ ‫«ال تركب الحمار فإنه إن كان فارها أتعب يدك‪ ،‬وإن كان بليدا أتعب رجلك»؛ وقيل‪« :‬ما ينبغي‬ ‫لمركب الدجال أن يكون مركبا للرجال»؛ وقال أعرابي‪« :‬الحمار بئس المطية‪ ،‬إن أوقفته أدلى‬ ‫وإن تركته ولى ‪،‬كثير الروث قليل الغوث‪ ،‬سريع إلى الفرارة بطيء في الغارة‪ ،‬ال توقى به الدماء‬ ‫وال تمهر به النساء‪ ،‬وال يحلب في اإلناء»‪.‬‬ ‫قال الزمخشري هاجيا راكبه‪:‬‬

‫إن الحمار ومن فوقه ‪ ...‬حماران شرهما الراكب‬

‫ومن العرب من ال يركبه أبدا ولو بلغت به الحاجة والجهد‪.‬‬ ‫قيل كان لرجل بالبادية حمار وكلب وديك ‪،‬فالديك يوقظه للصالة والكلب يحرسه إذا نام‪،‬‬ ‫والحمار يحمل أثاثه إذا رحل؛ فجاء الثعلب فأكل الديك‪ ،‬فقال‪ :‬عسى أن يكون خيرا؛ ثم أصيب‬ ‫الكلب بعد ذلك فقال‪ :‬ال حول وال قوة إال باهلل العلي العظيم ‪،‬عسى أن يكون خيرا؛ ثم جاء الذئب‬ ‫فبقر بطن الحمار‪ ،‬فقال‪ :‬عسى أن يكون خيرا؛ قال ثم إن جيرانه من الحي أغير عليهم فؤخذوا؛‬ ‫فأصبح ينظر إلى منازلهم وقد خلت؛ فقيل‪:‬إنماأُخذوا بأصوات دوابهم فقال‪ :‬إنما كانت الخيرة‬ ‫في هالك ما عندي‪ ،‬فمن عرف لطف اهلل رضي بفعله‪.‬‬ ‫• حمـام ‪ :‬هو أنواع كثيرة‪،‬‬ ‫والكالم في الذي ألف البيوت‪ ،‬وهو‬ ‫قسمان‪ ،‬أحدهما بري‪ ،‬وهو الذي‬ ‫يوجد في ال��ق��رى‪ ،‬واآلخ��ر أهلي‪،‬‬ ‫وهو أنواع وأشكال‪ ،‬فمنه الرواعب‬ ‫والمراعيش وال��ش��داد والغالب‬ ‫والمنسوب؛ ومن طبعه أنه يطلب‬ ‫وكره ولو كان في مسافة بعيدة‬ ‫وألجل ذلك يحمل األخبار‪ ،‬ومنه من‬ ‫يقطع عشرة فراسخ في يوم واحد‪،‬‬ ‫وربما صيد وغاب عن وطنه عشر‬ ‫سنين‪ ،‬وهو على ثبات عقله وقوة‬ ‫حفظه حتى يجد فرصة فيطير ويعود إلى وطنه؛ وسباع الطير تطلبه أشد الطلب‪ ،‬وخوفه من‬ ‫الشاهين أشد من غيره ‪،‬وهو أطير منه‪ ،‬لكن إذا أبصره يعتريه ما يعتري الحمار إذا رأى األسد‬ ‫والشاة إذا رأت الذئب والفأر إذا رأى الهر‪ ،‬ومن طبعه أنه ال يريد إال ذكره إلى أن يهلك أو يفقد‬ ‫أحدهما ‪،‬ويحب المالعبة والتقبيل ‪،‬ويسفد لتمام أربعة أشهر‪ ،‬ويحمل أربعة عشر يوما ‪،‬ويبيض‬ ‫بيضتين ويحضن عشرين يوما‪ ،‬ويخرج من إحدى البيضتين ذكر واألخرى أنثى ؛واتخاذها في‬ ‫البيوت ال بأس به غير أنه ال يجوز تطييرها واالشتغال بها واالرتقاء بها على األسطحة؛ وعليه‬ ‫حمل أهل العلم قوله عليه الصالة والسالم ‪« :‬شيطان يتبع شيطانة» حين رأى شخصا يتبع‬ ‫حمامة؛ فإن لم يحصل شيء مما ذكر جاز اتخاذها‪ ،‬قال رسول اهلل ‪« :‬اتخذوا الحمام في بيوتكم‬ ‫فإنها تلهي الجن عن صبيانكم»؛ وقال النخعي‪« :‬من لعب‪ ...‬بالحمام لم يمت حتى يذوق ألم‬ ‫الفقر»؛ ولم يوجد شيء أبله من الحمام ‪،‬فإنه تؤخذ أفراخه فتذبح في مكان‪ ،‬ثم يعودإلى ذلك‬ ‫المكان ويبيض فيه ويفرخ‪.‬‬ ‫وقال الجاحظ‪« :‬وللحمام من الفضيلة والفخر أن الحمامة قد تبتاع بخمسمائة دينار ولم‬ ‫يبلغ ذلك القدر شيء من الطير وغيره‪ ،‬وهو الهادر الذي جاوز الغاية ‪.‬قالوا ولو دخلت بغداد‬ ‫والبصرة وجدت ذلك بال معاناة ؛ولو حدثت أن برذونا أو فرسا بيع بخمسمائة دينار لكان ذلك‬ ‫سمرا ‪ ،‬وقد تباع البيضة الواحدة من بيض ذلك الحمام بخمسة دنانير والفرخ بعشرين‪ ،‬فمن‬ ‫كان له زوج منه قام في الغلة مقام ضيعة‪ ،‬وأصحابه يبنون من أثمانه الدور والحوانيت‪ ،‬وهو‬ ‫مع ذلك ملهى عجيب ومنظر أنيق‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪� 31‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫العدد ‪860‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)765‬‬

‫«األساليب التكتيكية‬ ‫العسكرية عبر تاريخ الحروب‬ ‫المغربية»‬

‫تعزز مجال البحث التاريخي الوطني المعاصر بصدور عمل تركيبي متميز حول تطور النظم الحربية‬ ‫المغربية خالل العصرين الوسيط والحديث‪ ،‬وذلك تحت عنوان «األساليب التكتيكية العسكرية عبر‬ ‫تاريخ الحروب المغربية – من عهد األدارسة إلى عهد العلويين قبل الحماية»‪ ،‬للكولونيل أحمد البسيري‪،‬‬ ‫وذلك مطلع السنة الجارية (‪ ،)2016‬في ما مجموعه ‪ 329‬من الصفحات ذات الحجم الكبير‪ .‬ويمكن القول‬ ‫إن هذا العمل يقدم إضافات هامة لمجال تاريخي لم ينل نصيبه الكافي من االهتمام ومن التوثيق ومن‬ ‫التنقيب لدى مؤرخي مغرب الزمن الراهن‪ .‬فباستثناء األعمال التنقيبية أو األطروحات الجامعية التي‬ ‫اشتغل عليها بعض مؤرخي المرحلة الراهنة من أمثال محمد المنوني وعبد‬ ‫الحق المريني وثريا برادة ومصطفى الشابي‪ ،‬نكاد ال نجد إال شذرات من‬ ‫المعطيات الموزعة بين متون التصانيف الكالسيكية والدراسات القطاعية‬ ‫والمونوغرافيات المجهرية التي لم تهتم بقضايا األساليب التكتيكية‬ ‫العسكرية إال في سياق قضايا عامة موجهة‪ .‬بمعنى أن الموضوع ظل يتيه‬ ‫بين ثنايا قضايا مركزية في تاريخ المغرب كانت تثير انتباه المؤرخ أكثر‬ ‫من سواها‪ ،‬وفق نظرة تبخيسية لم تستطع استيعاب عمق الموضوع ودوره‬ ‫في تفسير التغيرات الحضارية لمغرب األمس‪ ،‬سواء في إطار تناقضات بناه‬ ‫الداخلية العتيقة‪ ،‬أم في إطار مستلزمات مدافعة الهجمة األوربية التي‬ ‫اكتسحت عالم ما وراء البحار‪ ،‬على األقل منذ مطلع القرن ‪15‬م‪ ،‬مع انبثاق‬ ‫حركة االكتشافات الجغرافية الكبرى وارتداداتها الميركنتيلية على أرجاء‬ ‫واسعة من القارات اإلفريقية واألسيوية واألمريكية‪.‬‬ ‫وإذا كان مجرد صدور هذا العمل التركيبي الهام‪ ،‬بعمقه العلمي المحكم‪،‬‬ ‫يشكل إضافة نوعية لحقل الدراسات التاريخية المتخصصة‪ ،‬فإن مؤلفه يظل‬ ‫أحد أكبر العارفين بخبايا الموضوع وبتعقيداته المتداخلة‪ .‬فالكولونيل أحمد‬ ‫البسيري يشكل نقطة ضوء استثنائية لرجل جمع بين مهامه المهنية داخل‬ ‫المؤسسة العسكرية وبين تكريس الكثير من الوقت ومن الجهد للبحث‬ ‫وللتنقيب في قضايا التاريخ العسكري المغربي‪ ،‬بشكل أصبح معه مرجعا‬ ‫للباحثين ورائد ميدانه بدون منازع‪ ،‬األمر الذي حمل تعبيرات قوية عنه‬ ‫في رصيد منجزه الفكري والعلمي الغزير والممتد في الزمن‪ .‬وأكتفي‪ ،‬في‬ ‫هذا الباب‪ ،‬باإلشارة إلى إحرازه لجائزتين اثنتين في المسابقة األدبية التي‬ ‫كانت تشرف عليها مديرية التشريفات الملكية بمناسبة عيد العرش‪ ،‬األولى‬ ‫سنة ‪ 1959‬في موضوع التاريخ الحربي للمغرب‪ ،‬والثانية سنة ‪ 1960‬في‬ ‫موضوع العالقات الديبلوماسية المغربية في عهد الدولة العلوية‪ .‬وفي‬ ‫مجال النشر‪ ،‬صدرت ألحمد البسيري الكثير من المقاالت ومن الدراسات‬ ‫التاريخية المتخصصة‪ ،‬أهمها كتابه «مصادر من التراث العسكري المخطوط‬ ‫بالمغرب»‪ ،‬وذلك سنة ‪ ،2014‬كما عرف هذا الباحث الفذ بغزارة مشاركاته األكاديمية في العديد من‬ ‫الندوات والمنتديات العلمية ذات الصلة بمجال تخصصه‪ ،‬داخل المغرب وخارجه‪ .‬وبهذا التراكم العلمي‬ ‫الرفيع‪ ،‬تحول الكولونيل البسيري إلى أحد أكبر العارفين بخبايا التاريخ العسكري المغربي‪ ،‬على مستوى‬ ‫نظمه وآلياته وخصوصياته المكتسبة عبر تعاقب األزمنة والعصور‪.‬‬ ‫لكل ذلك‪ ،‬أمكن القول إن صدور الكتاب موضوع هذا التقديم ما هو إال تتويج لمسيرة طويلة من‬ ‫البحث ومن التنقيب‪ ،‬خاصة وأن العمل تحرر من الطابع التقريري المرتبط باالستنطاق التقني للسجالت‬ ‫المخزنية ذات الصلة‪ ،‬وانتقل إلى التركيز على تفكيك بنية اشتغال المؤسسة العسكرية المغربية‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫من خالل تطور األساليب التكتيكية المعتمدة‪ ،‬األمر الذي ال نعرف عنه إال النزر القليل داخل رصيد‬ ‫اإلسطوغرافيات الكالسيكية‪ .‬ولقد أبرز المؤلف القيمة العلمية الكبرى للبحث في هذا الجانب‪ ،‬عندما قال‬ ‫في كلمته التصديرية‪« :‬إن استقراء مضامين التكتيك العسكري المغربي على مر العصور‪ ،‬يفيد الباحث‬ ‫والمتتبع‪ ،‬في آن واحد‪ ،‬اإلقرار بوجود إرث تاريخي عميق في هذا الباب‪ .‬وهو اإلرث الذي تبلور وتطور‬ ‫وفق تطور آليات الصراع الحربي‪ ،‬وتقدم تقنياته‪ ،‬فلم يقتصر األمر على مجرد استكناه وتكرار منظومات‬ ‫تكتيكية عرفتها شعوب مجاورة للضفة المتوسطية والمحيط األطلنتي‪ ،‬بل عمل المغاربة على بلورة‬ ‫فكر ونموذج خاص‪ ،‬منبعث من بنية فكرية متكاملة العناصر‪ ،‬تنهل أسسها‬ ‫العسكرية من خالصات التجارب الكونية الممزوجة بواقع المعارك والحروب‬ ‫على اختالف ظرفياتها وبيئاتها‪ ،‬بل آنيتها في بعض األحيان»‪.‬‬ ‫وللتأصيل لشروط بلورة هذه الرؤية في البحث وفي التنقيب‪ ،‬سعى المؤلف‬ ‫إلى التعريف بمقاصد األعمال التكتيكية وبنظم عملها المتداخلة‪ ،‬إلى جانب‬ ‫التعريف بالمفاهيم األساسية المهيكلة للموضوع‪ .‬وللبحث في التطبيقات‬ ‫العملية لهذه القضايا النظرية‪ ،‬اهتم المؤلف بإنجاز التقابل الضروري بين‬ ‫مكونات التكتيك العسكري المغربي المتراوحة بين النمط العسكري اإلسالمي‬ ‫من جهة‪ ،‬وبين الخصوصيات المغربية المكتسبة من جهة ثانية‪ .‬وقد استدل‬ ‫على ذلك بوقائع دالة وبتنقيبات عميقة غطت عهود الدولة اإلدريسية والدولة‬ ‫المرابطية والدولة الموحدية‪ .‬والستكمال رسم عناصر الصورة‪ ،‬انتقل المؤلف‬ ‫إلى توسيع دوائر بحثه بالتنقيب في آليات التكتيك الحربي في ظل التحول‬ ‫المرتبط بتطور األسلحة ومستجدات التنظيمات العسكرية خالل عهد حكم كل‬ ‫من المرينيين والسعديين والعلويين‪ .‬وإلعطاء طابع إجرائي لخالصاته ولنتائج‬ ‫تنقيباته‪ ،‬اهتم المؤلف برصد المتغيرات الجديدة التي حملتها التكتيكات‬ ‫الحربية المغربية مع بداية توظيف الخطط الخداعية واعتماد أسلوب التحصين‬ ‫والحصار‪ ،‬وبداية االهتمام بتطوير القوات العسكرية البحرية وانعكاسات ذلك‬ ‫على بنية اشتغال المؤسسة العسكرية المغربية خالل عهود ما قبل فرض‬ ‫نظام الحماية على بالدنا‪.‬‬ ‫وفي كل هذه المحاور المركزية في البحث‪ ،‬ظل الكولونيل أحمد البسيري‬ ‫حريصا على تعزيز عمله بكم هائل من الكتابات والمصنفات‪ ،‬العربية واألجنبية‪،‬‬ ‫الكالسيكية والمجددة‪ ،‬التي اشتغلت على الموضوع‪ ،‬األمر الذي ال شك وأنه‬ ‫تطلب من المؤلف الكثير من الجهد ومن الوقت الستنباط الجزئيات الموزعة‬ ‫داخل أكوام وقائع السرد الحدثي التقليدي‪ .‬ويبدو أن المؤلف قد نجح في تنظيم‬ ‫استغالل نبشه في هذه المظان‪ ،‬وفق رؤية علمية تخصصية ثاقبة‪ ،‬ساهمت‬ ‫في تجميع المادة الخام األساسية وفي غربلتها وفي تقييمها‪ ،‬ثم في تقويم‬ ‫استثمارها في مختلف النتائج الكبرى التي تنهض عليها مضامين الكتاب‪.‬‬ ‫وإذا أضفنا إلى ذلك حرص المؤلف على إنجاز المقارنات الضرورية وعمليات التفكيك المرتبطة بالنقد‬ ‫التاريخي‪ ،‬ثم تعزيز السياقات بسلسلة هامة من الرسوم التوضيحية والخطاطات التفصيلية والخرائط‬ ‫التوطينية والضبط المفاهيمي التاريخي‪ ،‬أمكن القول إن العمل يشكل إضافة أكاديمية رفيعة‪ ،‬ال شك‬ ‫وأنها تكتسب الشروط الضرورية للتأسيس لفرع مستقل داخل دروب «المدرسة التاريخية الوطنية»‪،‬‬ ‫على قاعدة استغالل الجهد النظري وتطبيقاته اإلجرائية قصد فتح آفاق تطوير النتائج وتوسيع مجاالت‬ ‫توظيفاتها‪ ،‬ليس فقط على المستوى العسكري المحض‪ ،‬ولكن – كذلك – على مستوى كل نظم الدولة‬ ‫المغربية في أبعادها الحضارية المتداخلة‪.‬‬

‫«بغيني نبغيك» رسالة قوية في قالب أغنية‬ ‫وفيديو كليب من توقيع الفنان الشمالي‬

‫حميد الحضري‬

‫نظــم الفنــان حميد الحضــري يوم الثالثاء ‪ 18‬أكتوبر الجاري‪ ،‬في رحاب الخزانة السينيمائية بطنجة ‪ ،‬ندوة صحفية‪،‬‬ ‫قدم من خاللها آخر أعماله التي تتجلى في فيديو كليب ألغنية «بغيني نبغيك»‪ ،‬بحضور عدد كبير من المعجبين واألصدقاء‬ ‫والفنانين واإلعالميين بطنجة ‪.‬‬ ‫«بغيني نبغيك» كلمات وألحان حميد الحضري ومحمد المرابط ‪ ،‬توزيع أسامة بن صريحة وإخراج الفيديو كليب من‬ ‫بصمات المخرج الشاب رضوان أكالي‪ ،‬وقد تم اختيار مدينة ماربيا اإلسبانية للتصوير ألجل إغناء أجندته التصويرية بعد أن‬ ‫سبق وأن صور كليبات بمختلف أرجاء المملكة‪.‬‬ ‫و أكد الفنان حميد الحضري أن موضوع األغنية يتمحور حول الحب والسالم وتعدد الثقافات‪ ،‬ذلك الحب المتعدد‪،‬‬ ‫المتنوع ‪،‬المتماوج المنساب والمتسامح ‪ ،‬باعتبار أن الفنان الحضري يحرص دائما على ضخ روح اإلنسانية في أعماله وال‬ ‫يخفى على متتبعي حميد الحضري أنه يحاول دائما إدراج رسائل إنسانية قوية ترجعنا إلى الفن الحقيقي الذي يسمو إلى‬ ‫اإلرتقاء بروح القيم من خالل كلمات منتقاة بعناية ولحن يتماشى وعصرنة األغاني مع الحفاظ على المعنى الحقيقي للفن‬ ‫األصيل ‪.‬‬ ‫تجدر اإلشارة إلى أن حميد الحضري الفنان الشمالي إبن الجوهرة الزرقاء شفشاون‪ ،‬متعدد المواهب وتتوزع طاقاته‬ ‫بين التلحين والغناء وكتابة الكلمات والعزف على آالت موسيقية مختلفة‪ ، ،‬ترعرع وسط عائلة فنية بامتياز‪ ،‬إذ كانت‬ ‫الموسيقى هوايته وانشغاله اليومي منذ نعومة أظافره‪ .‬ويعود تعامله مع المسرح إلى أول تجربة في سن العاشرة‪ ،‬إذ‬ ‫مثل شفشاون في برنامج “سباق المدن” ثم توالت المشاركات والتجارب الفنية فأصبح أحد أعضاء فرقة “بالوما”‪ .‬كما‬ ‫دفعه ولعه الشديد بالمسرح إلى مشاركة فرقة مسرح “أبينوم” في عدة مسرحيات أهمها “مذكرات شيطانية” التي فازت‬ ‫بالجائزة األولى في مهرجان المسرح العربي باألردن سنة ‪ 2006‬واكتشف الجمهور المغربي الحضري عندما مثل المغرب‬ ‫في برنامج ستار أكاديمي المغرب العربي في ‪ 2007‬في نسخته األولى على قناة “نسمة تي في” التونسية‪ ،‬ثم عن طريق‬ ‫مجموعة “آلما” حيث كان أحد مؤسسيها‪ ،‬وحاليا هو بصدد بصم مسيرته الفنية مع مجموعة «مازاغان» الموسيقية من‬ ‫خالل التعاون اإليجابي داخل وخارج الوطن‪.‬‬

‫ل‪ .‬السالوي‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪� 31‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫العدد ‪860‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)330‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫ما سرُّ هذا البناء العشوائي‬ ‫الذي يتحدى أعلى سلطة بالمدينة؟‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫في خرق سافــر لقانون البنــاء‪ ،‬تسبب المشتكى به المسمى عمر أقلعي في إلحاق الضّرر‬ ‫بجاره المشتكي عالل اغزييل‪ ،‬وذلك إثر مخالفة بناء ارتكبها بزنقة سطات بالجبل الكبير (فوق‬ ‫أمراح الشلوح)‪.‬‬ ‫وكان المشتكي قد سعى إلى الحصول على إعطاء األمر بالهدم من قبل أعلى سلطة‬ ‫والجهات المختصّة بالمدينة‪ ،‬حيث ّ‬ ‫تأكدت هذه األخيرة من ثبوت بناء عشوائي) في حقّ‬ ‫المشتكى به‪ .‬وحسب شكاية موجهة إلى والي جهة طنجة ـ تطوان‪ ،‬تتوفر الجريدة على نسخة‬ ‫منها‪ ،‬ورد في سطورها أنه تمّ توجيه األمر المذكور بتاريخ ‪ 26‬ماي ‪ 2015‬تحت رقم ‪1237‬‬ ‫إرسالية رقم ‪ 10037‬بنفس التاريخ‪ ،‬وجهت إلى قائد الملحقة الخامسة‪ ،‬غير أنّه ظل حبراً على‬ ‫ورق‪ ،‬دون تنفيذ‪ ،‬علماً أن القائد‪ ،‬قبل هذا التاريخ‪ ،‬كان يبرّر عدم تحركه‪ ،‬بكونه لم يتوصل‬ ‫بقرار الهدم‪!.‬‬ ‫ويلتمس المشتكي عالل اغزييل من والي جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة إعطاء أوامره‪،‬‬ ‫لتوجيه القائد المشار إليه‪ ،‬لتنفيذ األمر‪ ،‬موضوع المراجع أعاله‪ ،‬ووضع حدّ لوعوده المتكرّرة‬ ‫التي ال يطبّقها‪ ،‬وذلك احتراماً للقانون الذي يعلو فوق الجميع‪ ،‬وحماية لقوانين البناء من عبث‬ ‫العابثين‪ ،‬وتهور المتهوّرين‪ ،‬وتهافت العشوائيين‪!.‬‬

‫طلب مساعدة إلجراء عملية جراحية‬ ‫يعانـــي عبد السالم األندلســـي البالغ من‬ ‫العمـــر ‪ 60‬سنة‪ ،‬مرض القصور الكلوي‪ ،‬ومرض‬ ‫السكري مما تسبب له في بتر ساقه اليمنى وفي‬ ‫فقدان شبكة عينيه‪ ،‬عبد السالم األندلسي كان‬ ‫خياطا قبل فقدان بصره‪ ،‬وعن طريق هذه الحرفة‬ ‫يعيل زوجته وأوالده الصغار‪ ،‬واليوم بعد أن فقد‬ ‫بصره أصبح عاطال‪ ،‬وال من معيل‪ ،‬والسترجاع‬ ‫بصره يتطلب إجراء عملية جراحية لزرع شبكة‬ ‫العين بإحدى مصحات العيون بطنجـة‪ ،‬بتكلفة‬ ‫‪12.200،00‬‬ ‫دره�������م‪،‬‬ ‫(ح����س����ب‬ ‫الشهـــادة الطبيـة التي تتوفر عليها‬ ‫الجريدة) حيث لم تنفعه بطاقة (الرميد)‬ ‫في شيء‪ ،‬وأم��ام العطــالـــة التــي‬ ‫يعانــي منها‪ ،‬ينــــاشــد عبد السالم‬ ‫األندلسي ذوي القلـــوب الرحيمــة‪،‬‬ ‫وممن أفاض اهلل عليهم من رزقه من‬ ‫المحسنين التدخل إلنقاذه في استرجاع‬ ‫بصره‪ ،‬ليعود لحرفة الخياطة التي‬ ‫بواسطتها يكسب قوت عياله‪ ،‬وله أجر‬ ‫كبير عند اهلل‪.‬‬

‫العنوان ‪ :‬حي العوينة عزيب‬ ‫الحاج قدور بطنجة‬ ‫الهاتف ‪06.05.54.94.50 :‬‬

‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫لغز اختطاف طفلة بالعرائش تحله‬ ‫شرطة أصيلة‬

‫م ‪.‬ح‬

‫‪www.achamal.com‬‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫م‪.‬إ‬

‫بتنسيق مع رجال األمن بالعرائش‪ ،‬اهتدت شرطة أصيلة إلى فك لغز‬ ‫اختطاف طفلة بالعرائش‪ ،‬التي اختفت في ظروف غامضة‪ ،‬حيت تمكنت شرطة‬ ‫أصيلة من توقيف الشخص الذي تمكن من اختطاف الطفلة ذات ‪ ‬األربع سنوات‬ ‫بالقرب من بيت أسرتها بحي الوحدة بمدينة العرائش‪.‬‬ ‫وكانت العناصر األمنية بالعرائش قد فتحت تحقيقا في موضوع اختفاء‬ ‫الطفلة‪ ،‬حيـــث كثفــوا جهودهم ‪ ‬في محاولة للبحث عنها‪ ،‬مستعينين بصور‬ ‫لهاعملوا على نشرها في جميع الدوائر األمنية بالمغرب ‪ ،‬وبمجرد ما التقطت‬ ‫الشرطة القضائية بمدينة اصيلة اإلشارة‪ ،‬قامت بمراقبة مشددة‪ ،‬مكنتها من‬ ‫االهتداء إلى شخص أثار انتباههم‪ ،‬وهو يتجول مع طفلة صغيرة بمدينة أصيلة‪،‬‬ ‫ومن خالل مبادرتهم له بالسؤال‪ ،‬تبين أنه هو الشخص الجاني من خالل‬ ‫ارتباك هذا األخير‪ ،‬رغم أنه حاول مراوغة الشرطة‪ .‬وبمخفر الشرطة بأصيلة‪،‬‬ ‫وبعد التحقيقات األولية مع الجاني الذي يناهز عقده الثالث‪ ،‬تبين أن إقدامه‬ ‫على اختطاف الطفلة يرجع إلى نزاع مع عائلتها‪ ،‬وبعد تعميق البحت تبين أن‬ ‫للجاني سوابق قضائية‪ .‬حيث يوجد اآلن تحت الحراسة النظرية‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪330‬‬


‫الرياضي‬ ‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 860‬ـ الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪� 31‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫«الرياضة حديثاً» (‪)1‬‬

‫كلمة العدد‬

‫تلقى‬

‫اتحاد طنجة وباستغراب ضربة ‪ ،‬متمثلة في قرار لجنة العقوبات‬ ‫القاضي بإيقاف مدرب الفريق‪ ،‬عبد الحق ببنشيخة ألربع مباريات‪،‬‬ ‫اثنتان منهما موقوفتا التنفيذ‪ ،‬رغم أن المدرب لم يصدر عنه سلوك يستوجب‬ ‫هذه العقوبة لمجرد تنبيهه لالعب الفريق أحمد حمودان‪ ،‬والذي اعتبره مكتب‬ ‫اتحاد طنجة تصرفا عاديا لمدرب مع العبه في إطار تفاعل يحدث اثناء المباريات‬ ‫وفي اإلطار المسموح له‪ .‬مؤكدا أن القرار كان قاسيا اتخذ على خلفية نقاش عادي‬ ‫بين العب ومدربه‪ .‬ترى لماذا هذه التصرفات مع فريق يبذل مجهودات كبيرة في‬ ‫ظل مشاكل مادية كبيرة‪ ،‬من أجل تلميع صورة مدينة تستحق أن يكون لها فريق‬ ‫منافسا على األلقاب؟‪ .‬أم أن البعض يرفض أن تخرج المنافسة عن محور الرباط‬ ‫والبيضاء؟‬

‫يونس بلهندة‪...‬‬ ‫العـــائـــد للمنتخـــــب الوطـــنـــي‬

‫• عاد الفريق الوطني بنتيجة التعادل أمام منتخب‬ ‫الغابون في إطار إقصائيات كـأس العـالــم‪ ،‬ما هــي‬ ‫إنطباعاتك بخصوص هذه النتيجة؟‬ ‫• • في اعتقـــادي هي نتيجــة إيجابيــة أمام منتخـب‬

‫ش��هد عصرن��ا الحاضر تط��ورا علمي��اً وتكنولوجي��ا بصورة لم‬ ‫تعرفها البشرية في تاريخها من قبل وقد ساهمت الرياضيات مادة‬ ‫و طريق��ة مس��اهمة فعالة في ه��ذا التطور العلم��ي والتكنولوجي‬ ‫فالطاقة النووية و الحاسبات اإللكترونية و األقمار الصناعية والسفن‬ ‫الفضائي��ة والصواريخ وأجهزة التس��يير الذاتي وغيرها من مظاهر‬ ‫التقدم العلم��ي والتكنولوجي تعتمد اعتمادً كبيراً على الرياضيات‬ ‫وبصفة عامة نس��تطيع أن نقول إن ثورة التكنولوجيا التي شهدها‬ ‫القرن العشرون والتي كان ارتياد اإلنسان للقمر من قمم إنجازاتها‬ ‫إنم��ا يعود الفض��ل في تقدمها إل��ى التطور ف��ي الرياضيات الذي‬ ‫ازده��ر في بداية القرن الماضي وبل��غ اوجه في القرن الحالي‪ .‬لقد‬ ‫غزت الرياضيات اآلن وبشكل ظاهر حياة اإلنسان اليومية حيث كثر‬ ‫اس��تخدامها في مجال الصناعة وخاص��ة في مجال تصميم وتحليل‬ ‫تجارب البحث الصناعي وفي مشكالت التحكم النوعي اإلحصائي(ما‬ ‫يعرف بمراقبة جودة اإلنتاج) فض ً‬ ‫ال عن انتش��ار الحاسبات و العقول‬ ‫اإللكترونية في عالم الصناعة والتجارة والعمل ولم تعد الرياضيات‬ ‫وقفاً على علوم المهندسين و الفيزيائيين بل أصبحت تحقق قيادة‬ ‫حقيقي��ة في مجاالت العلوم الطبيعي��ة واالجتماعية وإدارة األعمال‬ ‫والصناع��ة واالقتص��اد فض ً‬ ‫ال ع��ن غ��زو الرياضيات لجمي��ع فروع‬ ‫المعرف��ة األخرى مثل علوم الحياة‪ ،‬والكيمياء والجيولوجيا‪ ،‬والعلوم‬ ‫االجتماعية واإلنس��انية وعلم االقتصاد وعل��وم الطب والصيدلية ‪،‬‬ ‫والعلوم السياس��ية وغيرها فنظرية األلع��اب التي تعتبر من أحدث‬ ‫الموضوعات الرياضية والتي بدأت عام ‪ 1920‬وازدهرت عام ‪1944‬‬ ‫لم تس��هم فقط في تطور العديد م��ن الموضوعات الرياضية مثل‬ ‫األنظمة الخطي��ة ‪ Linear Systems‬والمصفوف��ات االحتمالية‬ ‫والبرمجة الخطية وإنما استخدمت في االقتصاد‪، Economics ‬‬ ‫وف��ي مش��كلة وض��ع الق��رار‪، Making decision problem ‬‬ ‫واألعمال‪، Business ‬وعلم النفس وعلم االجتماع وغيرها‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫الغابون بالنظر لألجواء التي صاحبت المباراة‪ ،‬كنا في‬ ‫الموعد مرة أخرى وعدنا بنقطة ثمينة وهذا مؤشر إيجابي‬ ‫على أن المنتخب الوطني أصبح‬ ‫جاهزا لمنازلة كل المنتخبات‬ ‫بــال مركـــب نقـص لكوننــا‬ ‫نتوفر على قطــع غــيــار من‬ ‫المستوى العالي‪ ،‬مع األســـف‬ ‫افتقدنا للمســة األخيــرة في‬ ‫هذه المبـــاراة‪ ،‬وهو الشـــيء‬ ‫الذي سنعمل على تجاوزه في‬ ‫المباراة القادمة ضد منتخب‬ ‫كوت ديفوار‪ ،‬العناصر الوطنية‬ ‫أبانت على إنسجام كبير فيما‬ ‫بينها وإن شـــاء اهلل سنكون‬ ‫في مستوى تطلعـات الجمهور‬ ‫المغربي‪ ،‬العناصــر الوطنيــة‬ ‫قدمت طيلة المباراة استماتة‬ ‫كبيرة لكوننا كنا نعرف جيدا‬ ‫صعوبــة المبــاراة وصعوبـــة‬ ‫الخصم الذي استعد بما يكفي‬ ‫لهــذه المواجهـــة التي كان‬ ‫يعتبرها فرصــة لبداية جيدة‬ ‫في هذه اإلقصائيات‪ ،‬علما أن‬ ‫منتخب الغابــون لم يسبق له‬ ‫أن تأهل لكأس العالم‪ ،‬الحمد‬ ‫هلل المنتخب الوطني كان في‬ ‫كامل الجاهزيـــة والالعبـــون‬ ‫كانوا في مستـــوى التطلعات‪،‬‬ ‫وأنتم شاهدتم كيف أن توقيت المباراة تزامن مع حرارة‬ ‫مرتفعة‪ ،‬ودرجة رطوبة عالية كذلك‪ ،‬وحتى أرضية الميدان‬ ‫كانت عائقا‪ ،‬المهم أن نتيجة التعادل تبقى إيجابية مع‬ ‫كل األمل أن نحقق الفوز على منتخب كوت ديفوار في‬ ‫المباراة المقبلة‪.‬‬

‫• أال ترى معي بأن المنتخب الوطني فرط في الفوز‪،‬‬ ‫وكيف تأقلم الالعبون مع هذه األجواء بالغابون ؟‬ ‫• • بكــل صراحــة المنتخــب الوطنـي المغربــي كان‬ ‫يستحق الفوز في هذه المباراة بالنظر للعرض الكبير الذي‬ ‫قدمه أمام منتخب الغابون‪ ،‬الالعبون سيطروا على وسط‬ ‫الميدان والمدافعون كانوا بالمرصاد لكل المحاوالت‪،‬‬

‫المهم أن نتيجة التعادل ستفتح شهية الالعبين للبحث‬ ‫عن الفوز في المباراة القادمة أمام كوت ديفوار‪ ،‬وعلى‬ ‫الجمهور المغربي أن يحضر بكثافة لدعم العناصر الوطنية‬ ‫حتى نحقق الفوز الذي سيفتح أمامنا الطريق لكسب مزيد‬ ‫من اآلمال‪ ،‬ألن هذا الجيل الجديد عليه أن يسعد الجمهور‬ ‫المغربي ويحضر كأس العالم ‪ 2018‬بروسيا‪ .‬وبالنسبة‬ ‫للتأقلم مع األأجواء‪ ،‬فعال أجرينا مباراتنا أمام منتخب‬ ‫الغابون تحـــت درجــة رطوبة‬ ‫عالية وكذلك الحرارة‪ ،‬لكـــن‬ ‫المعسكر الذي خضنـــاه بغينيا‬ ‫اإلستوائية كان مفيدا للغاية‪،‬‬ ‫إذ أن ماالبو تقريبا تعيش نفس‬ ‫الطقـــس‪ ،‬الالعبــون استماتوا‬ ‫برغم حالـة الطقــس وهذا كان‬ ‫مهما بالنسبة لنا على مستوى‬ ‫اللياقة البدنية‪ ،‬نحن نمارس‬ ‫في إفريقيا ويجب أن نتأقلم مع‬ ‫كل األجواء‪.‬‬

‫• هل تحفـــزون الالعبين‬ ‫الشباب بالتركيبــة الحاليـــة‪،‬‬ ‫وما هي أمنياتك مع المنتخب‬ ‫الوطني؟‬ ‫• • التحفيــز يحضـر دائمــا‬

‫داخــل المنتخـــب‪ ،‬ســــواء من‬ ‫طـرف الناخــب الوطني هيرفي‬ ‫رونار أو الالعبيـــن أنفسهـــم‬ ‫بدون أن ننســى المسؤوليـــن‬ ‫الجامعيين‪ ،‬المنتخـــب الوطني‬ ‫يجب أن يبقى دائما في أجواء‬ ‫مريحة حتى يتمكن الالعبون‬ ‫من تقديم األداء المطلـــوب‪،‬‬ ‫ومـــن المفــــروض أن نكــون‬ ‫معبئين لنكون عنــد حسن ظن الجمهور المغربي الذي‬ ‫أعرف أنه يعشق منتخبه‪ .‬وبالنسبــة ألمنيتــي‪ ،‬التأهــل‬ ‫لكأس العالم التي لم نحضرها منذ ‪ ،1998‬لكوننا نتوفر‬ ‫حاليا على جيل رائع‪ ،‬ثم الفوز بكأس إفريقيا التي لم نفز‬ ‫بها منذ ‪ ،1976‬صحيح ما أقوله قد يكون صعبا للغاية‬ ‫لكن بالطموح والعزيمة واإلرادة يمكن تحقيق ذلك‪،‬‬ ‫كل المباريات أصبحت صعبة وكل المنتخبات طورت من‬ ‫أدائها ويجب إحترامها‪ ،‬األجواء حاليا داخل المنتخب جيدة‬ ‫بقيادة الناخب الوطني هيرفي رونار‪ ،‬وعلينا إستثمارها‬ ‫مع هذا الجيل الجديد الذي سيحمل مشعل الكرة الوطنية‬ ‫مستقبال‪ ،‬والحفاظ على صورة المغرب كرويا لكونه قدم‬ ‫العبين كبارا‪ ،‬وأن نضعه في الصورة التي يستحقها‪.‬‬

‫سيميوني يصعق أتلتيكو مدريد بحثا عن تحدِ جديد‬

‫ربطت تقارير صحفية إنجليزية‪ ،‬األرجنتيني دييجو سيميوني‪ ،‬المدير الفني لفريق‬ ‫أتلتيكو مدريد ‪ ،‬باالنتقال إلى البريميرليج الموسم المقبل‪ .‬وقالت صحيفة «ذا صن»‬ ‫البريطانية‪« :‬رغم رفضه تدريب تشيلسي بعد محاوالت رومان ابراموفيتش‪ ،‬مالك البلوز‪ ،‬إال أن سيميوني‬ ‫قد يميل إلى التدريب في البريميرليج قبل نهاية عقده مع األتلتي»‪ .‬وأضافت الصحيفة‪« :‬سيميوني قاد‬ ‫أتلتيكو لنهائي دوري أبطال أوروبا مرتين‪ ،‬باإلضافة إلى الفوز بالدوري اإلسباني وكأس الملك والدوري‬ ‫األوروبي وكأس السوبر األوروبي‪ ،‬إال أنه يرغب في تحد جديد بالدوري اإلنجليزي»‪ .‬وتابعت‪« :‬بعد تليمحات‬ ‫آرسين فينجر‪ ،‬المدير الفني آلرسنال إلى إمكانية رحيله عن صفوف الجانرز بنهاية الموسم الحالي‪ ،‬يعُتقد‬ ‫أن النادي اللندني سيكون مهتمًا بالحصول على خدمات سيميوني»‪ .‬وواصت‪« :‬أيضًا تشيلسي قد يكون‬ ‫خيارًا للمدرب األرجنتيني إن لم تسر األمور على خير ما يرام‪ ،‬تحت قيادة المدرب اإليطالي أنطونيو‬ ‫كونتي»‪ .‬وكان سيميوني قد رفض عروضًا مغرية من أندية الدوري اإلنجليزي الموسم الماضي‪ ،‬إال أنه‬ ‫سيتراجع ويحول وجهته للبرييمرليج بحسب التقرير‪ .‬وينتهي عقد سيميوني مع أتلتيكو مدريد في صيف‬ ‫‪ ،2018‬حيث يعد إنتر ميالن اإليطالي أبرز المهتمين بالحصول على خدمات المدرب األرجنتيني‪.‬‬


‫العدد ‪860‬‬

‫أخبـار‬ ‫اتحـاد طنجـة‬

‫الشمال الرياضي‬

‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪� 31‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫المغرب في المجموعة الثالثة في نهائيات كأس‬ ‫إفريقيا لألمم بالغابون‬

‫بنشيخة يعتذر عن تصرفه‬ ‫تقدم عبد الحق بن شيخة مدرب اتحاد‬ ‫طنجة لكرة القدم باعتذاره للجماهير المغربية‬ ‫بعد التصرف غير الالئق الذي صدر منه في‬ ‫مباراة فريقه باخنيفرة أمام شباب أطلس‬ ‫اخنيفرة خالل مباراة الدورة الخامسة من‬ ‫البطولة االحترافية‪ .‬حيث طرده الحكم الجعفر‬ ‫بعد احتجاج بنشيخة على العبه حمودان‬ ‫لمبالغة األخير في المراوغات‪ ،‬وكاد المدرب‬ ‫بتدخله االنفعالي أن يضرب الالعب‪ .‬وقال‬ ‫بنشيخة” إنه تصرف دأبت على القيام به ورأى‬ ‫الحكم أنه مسيئ‪ ،‬فطردني وأنا أقبل قراره‪،‬‬ ‫كنت أقصد الالعب حمودان الذي استفز زمالءه‬ ‫كما استفزني‪ ،‬أفضل أن أواجه العبا يخطئ‬ ‫بصفوف فريقي على طعنه من الخلف وانتقاده‬ ‫بوسائل اإلعالم أو أن أطلب من إدارة النادي‬ ‫تأديبه‪ ،‬وحمودان سيظل رغم ما قام به ابني و‬ ‫أنا أجدد اعتذاري للجميع”‪.‬‬

‫اتحاد طنجة يحتـج على البرمجـة‬ ‫وإيقاف مدربه‬ ‫أبدى مكتب اتحاد طنجة لكرة القدم‬ ‫استغرابه من برمجة مباراته ضد فريق حسنية‬ ‫اكادير لحساب الدورة السادسة من البطولة‬ ‫اإلحترافية السبت الماضي بدل يوم األحد‪.‬‬ ‫على عكس الفرق األخرى التي خاضت مبارتي‬ ‫نصف نهائي كاس العرش وتمت برمجت‬ ‫مبارياتها يوم األحد‪ .‬وأكد الفريق أنه راسل‬ ‫العصبة االحترافية المغربية بهذا الشأن‪ ،‬إال‬ ‫أنه لم يتلق أي رد‪ .‬وتساءل الفريق الطنجاوي‬ ‫عن اسباب هذه االنتقائية في القرارات التي‬ ‫ترضي البعض وتسيء لآلخر دون مبرر‪ .‬كما‬ ‫استغرب المكتب قرار لجنة العقوبات القاضي‬ ‫بإيقاف مدرب الفريق‪ ،‬عبد الحق ببنشيخة ألربع‬ ‫مباريات‪ ،‬اثنتان منهما موقوفتا التنفيذ‪ ،‬رغم أن‬ ‫المدرب لم يصدر عنه سلوك يستوجب هذه‬ ‫العقوبة لمجرد تنبيهه لالعب الفريق أحمد‬ ‫حمودان‪ ،‬والذي اعتبره مكتب اتحاد طنجة‬ ‫تصرفا عاديا لمدرب مع العبه في إطار تفاعل‬ ‫يحدث اثناء المباريات وفي اإلطار المسموح‬ ‫له‪ .‬مؤكدا أن القرار كان قاسيا اتخذ على‬ ‫خلفية نقاش عادي بين العب ومدربه‪ .‬يذكر‬ ‫أن اتحاد طنجة تعادل األربعاء الماضي بفاس‬ ‫أمام المغرب الفاسي في مباراة الذهاب لنصف‬ ‫نهائي كاس العرش بدون أهداف‪ ،‬وتجرى‬ ‫مباراة اإلياب يوم ‪ 2‬نوفمبر المقبل بالملعب‬ ‫الكبير بطنجة‪.‬‬

‫اتحاد طنجـة يستنكــر االعتداء‬ ‫على جمهوره‬ ‫استنكر مكتب اتحاد طنجة لكرة القدم‬ ‫بشدة االعتداء الذي تعرض له جمهور الفريق‬ ‫اثناء سفره إلى مدينة خنيفرة لمآزرة فريقه‪.‬‬ ‫وتعرض جمهور اتحاد طنجة للرشق بالحجارة‪،‬‬ ‫ترتب عنه إصابة أحد المشجعين الذي تم نقله‬ ‫إلى أحد المستشفيات ببني مالل‪ .‬كما استغرب‬ ‫مكتب الفريق الزيادة المفاجئة في أثمنة تذاكر‬ ‫المباراة‪ ،‬واعتماد أثمنة غير معهودة بشبابيك‬ ‫الملعب البلدي باخنيفرة‪ ،‬ورفعها من ‪20‬‬ ‫إلى ‪ 50‬درهم‪ .‬وكانت إدارة الفريق الزياني‬ ‫استجابت لتدخل مكتب اتحاد طنجة في آخر‬ ‫المطاف‪ ،‬بالسماح بدخول شخصين بتذكرة‬ ‫واحدة‪ ،‬بعدما استنكرت مجموعة أخرى حرمت‬ ‫من هذا االمتياز أثناء دخولها الملعب مبكرا‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫أخبـار‬ ‫المغرب التطواني‬

‫المغرب التطوانـــي مطالــب‬ ‫بتسديد مستحقات الهـــردومي‬ ‫والحواصي‬

‫شهد ملعب الصداقة في ليبروفيل‪ ،‬عاصمة الغابون‪ ،‬مساء‬ ‫االربعاء‪ ،‬عملية سحب قرعة نهائيات كأس إفريقيا لألمم في كرة‬ ‫القدم في نسختها الواحد والثالثون والمقررة في الغابون من‬ ‫‪ 14‬يناير إلى ‪ 5‬فبراير ‪ .2017‬وأوقعت القرعة‪،‬المنتخب الوطني‬ ‫المغربي في المجموعة الثالثة بجوار منتخبات ساحل العاج‪،‬‬ ‫الكونغو الديمقراطية والطوغو‪ .‬و استندت القرعة لتصنيف‬ ‫المنتخبات على مستويات أربعة ضمت المنتخب المغربي في‬ ‫المستوى الثالث بسبب تغيبه عن نهائيات المنافستين القارية‬ ‫والعالمية األخيرتين‪ .‬حيث اعتمد التصنيف على النتائج التي‬ ‫أحرزتها المنتخبات في تصفيات بطوالت كأس األمم اإلفريقية‬ ‫في سنوات ‪ 2015 ،2013‬و‪ ،2017‬وكذا نتائج بطوالت كأس‬ ‫األمم األفريقية الثالث الماضية ‪ 2012،2013‬و‪ ،2015‬بخالف‬

‫نتائجها في تصفيات ونهائيات بطولة كأس العالم الماضية‬ ‫بالبرازيل‪ .‬وأسفرت القرعة في النهاية عن المجموعات التالية‪:‬‬

‫المجموعة األولى‪:‬‬

‫الغابون ـ بوركينافاسو ـ الكامرون ـ غينيا بيساو‪.‬‬

‫المجموعة الثانية‪:‬‬

‫الجزائر ـ تونس ـ السنغال ـ زيمبابوي‪.‬‬

‫المجموعة الثالثة‪:‬‬

‫ساحل العاج ـ الكونغو الديمقراطية ـ المغرب ـ طوغو‪.‬‬

‫المجموعة الرابعة‪:‬‬

‫غانا ـ مالي ـ مصر ـ أوغندا‪.‬‬

‫بنشيخة ضمن الموقوفين من طرف لجنة التأديب‬ ‫والروح الرياضية‬ ‫اجتمعت اللجنة المركزية للتأديب والروح الرياضية‬ ‫التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬مساء الثالثاء‬ ‫الماضي‪ 18 ،‬أكتوبر ‪ ،2016‬لدراسة الملفات المحالة عليها‪،‬‬ ‫وأصدرت القرارات التالية‪ :‬وبالنسبة للبطولة االحترافية‬ ‫اتصاالت المغرب القسم األول قررت ما يلي‪:‬‬ ‫ توقيف عبد الحق بنشيخة مدرب فريق اتحاد طنجة‬‫أربع مباريات اثنتان منها موقوفتا التنفيذ مع غرامة مالية‬ ‫قدرها ‪ 1000‬درهما لقيامه بتصرف غير رياضي منافي للقيم‬ ‫والمبادئ التربوية ‪. ‬‬ ‫ توقيف جواد ياميق العب فريق الرجاء الرياضي أربع‬‫مباريات اثنتان منها موقوفتا التنفيذ مع غرامة مالية قدرها‬ ‫‪ 3000‬درهما‪.‬‬ ‫ توقيف المهدي أوبيال العب فريق حسنية أكادير ‪3‬‬‫مباريات واحدة موقوفة التنفيذ مع غرامة مالية قدرها ‪1000‬‬ ‫درهما‪.‬‬ ‫ توقيف محمد أمين باموسى العب فريق شباب الريف‬‫الحسيمي لمباراة واحدة‪.‬‬

‫ توقيف سعد اللمطي العب الرجاء الرياضي مباراة‬‫واحدة‪.‬‬ ‫ توجيه تحذير لجالل الداودي العب فريق حسنية أكادير‪.‬‬‫وبالنسبة للبطولة االحترافية اتصاالت المغرب القسم‬ ‫الثاني فقد قررت مايلي‪:‬‬ ‫ توقيف مراد كعواش العب فريق يوسفية برشيد أربع‬‫مباريات اثنتان منها موقوفتا التنفيذ مع غرامة مالية قدرها‬ ‫‪ 1500‬درهما‪.‬‬ ‫ توقيف يوسف بوشتى العب فريق مولودية وجدة لمدة‬‫مباراتين نافذتين‪.‬‬ ‫ توقيف محمد لمني العب فريق المغرب الفاسي لمباراة‬‫واحدة‪.‬‬ ‫ توقيف هيثم عينا العب فريق يوسفية برشيد لمباراة‬‫واحدة‪.‬‬

‫عصبة الشمال تفتح باب مدرسة التحكيم‬ ‫في وجه العنصر النسوي‬ ‫أعلنت عصبة الشمال لكرة القدم عن افتتاح عملية‬ ‫التسجيل بمدارس تكوين الحكام والحكمات المتواجدة‬ ‫بالمنطقة الترابية للعصبة‪ ،‬بالتحديد بمدن طنجة‪ ،‬تطوان‬ ‫والقصر الكبير‪ .‬واسترطت العصبة في الراغبين في ولوج هذه‬ ‫المدارس‪ ،‬ضرورة توفر الجاهزية النفسية و الرغبة األكيدة‬ ‫لممارسة التحكيم‪ ، ‬على اساس أن يتراوح السن بين ‪17‬‬ ‫و ‪ 21‬سنة‪ ،‬مع ضرورة توفر المترشحين من الجنسين على‬ ‫مستوى السنة األولى من التعليم الثانوي التأهيلي على‬ ‫األقل بالنسبة للممدرسين أو شهادة الباكالوريا على األقل‬ ‫بالنسبة لغير الممدرسين‪ .‬مع ضرورة التوفر على قامة تفوق‬

‫‪ 1,70‬متر‪ .‬وستستغرق مدة التكوين سنتين‪ ،‬يستفيد منها‬ ‫الراغبون والراغبات في ولوج المدرسة بعد وضع ملفاتهم‬ ‫مستوفية الشروط بمقر العصبة قبل تاريخ ‪ 25‬اكتوبر الجاري‪،‬‬ ‫من حصص نظرية وتطبيقية‪ .‬ويذكر أن ملف الترشيح‬ ‫يتضمن طلبا خطي يحمل رقم الهاتف الشخصي لمترشح‪ ،‬و‬ ‫شهادة مدرسية تثبت المستوى الدراسي المطلوب‪ ،‬و شهادة‬ ‫طبية تثبت القدرة البدنية على ممارسة التحكيم‪ ،‬و صورتان‬ ‫فوتوغرافيتان‪ ،‬و نسخة من بطاقة التعريف‪ ‬الوطنية‪ ،‬وموافقة‬ ‫األب أو ولي األمر بالنسبة للمترشحين القاصرين‪.‬‬

‫انطالق أنشطة مدارس اتحاد طنجة لكرة السلة‬ ‫بشراكة مع المديرية الجهوية لوزارة الشباب والرياضة‬ ‫بجهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬و انسجاما مع روح و برامج‬ ‫المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بوالية طنجة‪ ،‬فتحت جمعية‬ ‫اإلتحاد الرياضي لطنجة لكرة السلة باب التسجيل بمدارس‬ ‫كرة السلة بمراكز‪ ،‬قاعة درادب ‪ ،‬ملعبي القرب بمسنانة و‬ ‫أرض الدولة‪ ،‬في إطار البرنامج المشترك و الموقع بين‬ ‫المدير الجهوي لوزارة الشباب و الرياضة و رئيس جمعية‬ ‫اﻹتحاد الرياضي لطنجة لكرة السلة في أفق تطلعات و برامج‬ ‫و أهداف المديرية الجهوية لوزارة الشباب والرياضة بجهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة خالل الفترة الممتدة مابين سنة‬

‫‪ 2016‬و ‪ 2021‬الذي يهدف إلى تطوير آليات العمل و توسيع‬ ‫قاعدة ممارسي كرة السلة و تكوين االطر و فتح الفضاءات‬ ‫أمام الناشئة اناثا و ذكورا لممارسة و صقل مواهبها إلبراز‬ ‫قدراتهم و جعل كرة السلة وسيلة للمصاحبة و اإلدماج و‬ ‫التربية و التكوين وفق أسس أكاديمية علمية حديثة تحت‬ ‫اإلشراف الفعلي للمندوب الجهوي لوزارة الشباب والرياضة‬ ‫و األطر التقنية للجمعية وذلك تحت شعار « طنجة الكبرى‬ ‫تتنفس كرة السلة «‪ .‬ويعتبر هذا اإلعالن بمثابة دعوة لكل‬ ‫الناشئة بااللتحاق بهذه المراكز لالستفادة من هذا البرنامج‬ ‫الهادف الذي يحمل عدة أنشطة متميزة ذات المنفعة العامة‪.‬‬

‫أصبح التطواني لكرة القدم مطالب بدفع‬ ‫مستحقات الالعبان عبد المولى الهردومي و‬ ‫يونس الحواصي بعد كسب األخيران نزاعهما‬ ‫ضد فريق الحمامة البيضاء الذي أصبح مطالب‬ ‫بدفع أكثر من ‪ 120‬مليون لالعبين معا‪ ،‬وهي‬ ‫مستحقات متأخرة لالعبين عن المواسم التي‬ ‫قضاها بالفريق‪ .‬وفي حالة عجزه الفريق عن‬ ‫التسديد ستدخل الجامعة الملكية المغربية‬ ‫لكرة القدم على الخط القتطاع هذه المبالغ‬ ‫المالية من الدعم المخصص للفريق‬ ‫التطواني في شهر نوفمبر المقبل و الذي‬ ‫يبلغ ‪ 200‬مليون الذي يتقاضاه الفريق مقابل‬ ‫تسويق مبارياته بالدوري على التلفزيون‪ .‬هذا‬ ‫الحكم من شأنه أن يزيد من أزمة المغرب‬ ‫التطواني الذي يعيش مشاكل مادية خانقة‪.‬‬

‫لوبيرا يطالـب الصالحي بخفض‬ ‫وزنه‬ ‫طالب سيرخيو لوبيرا‪ ،‬مدرب فريق‬ ‫المغرب التطواني لكرة القدم‪ ،‬من مهاجمه‬ ‫الجديد‪ ،‬الالعب ياسين الصالحي بضرورة‬ ‫مضاعفة مجهوداته في الحصص التدريبية‬ ‫من أجل الخفض من وزنه الذي يراه المدرب‬ ‫غير مناسب لالعب حتى يصبح أكثر جاهزية‬ ‫للمباريات المقبلة من الدوري االحترافيلكرة‬ ‫القدم‪ .‬ويذكر أن ياسين الصالحي كان قد‬ ‫وقع في كشوفات الفريق التطواني في فترة‬ ‫االنتقاالت الصيفية‪ .‬واعتبره مسؤولي الفريق‬ ‫أحد أبرز صفقات الموسم‪ .‬لكن االنتظارات‬ ‫قائمة إلى حين مشاركة الالعب في مباريات‬ ‫الفريق ويثبت هذا التصور‪ .‬وكان الصالحي‬ ‫عانى من مشكلة الوزن الزائد في الفترة التي‬ ‫كان يحمل فيها قميص الرجاء البيضاوي‬ ‫تحت قيادة المدرب الهولندي رود كرول‪.‬‬

‫الجماهير تعترف باألخطاء‬

‫نشرت صحيفة المغرب التطواني على‬ ‫الفايس بوك صورة اعتبرتها صورة األسبوع‬ ‫دون منازع‪ ،‬علقت عليها بكلمات “تحدي‬ ‫وإصرار ‪ ،‬حضارية وانتصار‪ ،‬جماهير تطوان‬ ‫تعيد جبر الفريق وقت االنكسار وتؤكد انها‬ ‫الالعب رقم ‪ 12‬في الفريق ‪ ،‬عادت الجماهير‬ ‫ليعود معها الدفئ للمدرجات ‪ ،‬ويعود معها‬ ‫أداء الفريق الذي نريده ‪ ،‬الجماهير تحدت قرار‬ ‫السلطات ‪ ،‬وتحدت انتقادات االدارة المتواصلة‬ ‫‪ ،‬لتفتح الباب أمام طرح آالف التساؤالت عن‬ ‫ماهية الفريق في غياب الجماهير وعن برودة‬ ‫الدوري بصفة عامة حين تغيب عنه اهازيج‬ ‫المدرجات ‪ ،‬الصورة انتشرت محليا ووطنيا‬ ‫انتشار النار في الهشيم ‪ ،‬مسيرة سوداء‬ ‫سلمية طغى فيها التحضر واألسلوب الراقي‬ ‫في اإلحتجاج”‪ .‬وكانت أطراف من الجمهور‬ ‫التطواني ناشدت الجماهير التطوانية‬ ‫المتنقلة لمدينة الحسيمة نهاية األسبوع‬ ‫الماضي من أجل دعم فريقها بملعب‪ ،‬سواء‬ ‫المنتمين لألولتراس او الغير منتمين لها‪،‬‬ ‫بارتداء اللون األسود كتعبير منها على الدعم‬ ‫الال مشروط للمجموعات المناصرة بكل ربوع‬ ‫المملكة معتبرين غيابهم عن المالعب جعل‬ ‫المباريات في غاية الرتابة‪.‬‬


‫العدد ‪860‬‬

‫كلمة رئي�س التحرير ‪:‬‬ ‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫على ضوء الخطاب الملكي في افتتاح السنة التشريعية الجديدة‬

‫مطلوب تنسيقية وطنية للمتضررين‬ ‫من تصميم التهيئة الجديد لمدينة طنجة‬ ‫في شهر مارس الماضي أصبح تصميم التهيئة الحضرية الجديد لمدينة‬ ‫طنجة‪ ،‬وثيقة بلدية «معتمدة» لدى مجلس الجماعة الذي تبناه بأغلبية‬ ‫«العدالة والتنمية» واالتحاد الدستوري بينما عارضه حزبا األحرار واألصالة‬ ‫«للضرر الكبير الذي سيلحق المواطنين بسببه»‪.‬‬ ‫المجلس اعتمد تقرير لجنة التعمير ليصرح بأن هذا التصميم الذي قام‬ ‫على «مقاربة تشاركية» بين الجماعة والسكان وهيئات المجتمع المدني(!)‬ ‫يستجيب للنمو الديمغرافي واالقتصادي الذي تشهده طنجة‪ ،‬في إطار‬ ‫«العدالة العقارية» و «العدالة المجالية» كما أن الجماعة رفعت شعار مشروع‬ ‫«طنجة الكبرى» لتمرير مخططها الذي اعترض عليه فوق الخمسة آالف‬ ‫متضرر وبالضبط ‪ 5400‬من سكان المدينة‪ ،‬خاصة في بني مكادة ومغوغة‬ ‫والسواني والمدينة‪! ‬‬ ‫وعلى إثر الخطاب الملكي السامي عند افتتاح السنة التشريعية الجديدة‪،‬‬ ‫الذي أشار بوضوح إلى «النقائص» التي تعاني منها اإلدارة المغربية من‬ ‫ضعف في األداء وفي جودة الخدمات ومن قلة الكفاءات وغياب روح المسؤولية‪،‬‬ ‫وتعرض بالذات إلى معاناة المغاربة مع «نزع الملكية» ‪ ،‬ألن الدولة لم تقم‪ ‬‬ ‫بتعويضهم عن أمالكهم‪ ،‬أو لتأخير عملية التعويض لسنوات طويلة تضر‬ ‫بمصالحهم‪ ،‬أو ألن مبلغ التعويض أقل من ثمن البيع المعمول به‪ ،‬وغيرها‬ ‫من األسباب‪.‬‬ ‫إن جاللة الملك شدد على أن نزع الملكية يجب أن يتم لضرورة المصلحة‬ ‫العامة القصوى‪ ،‬وأن‪ ‬يتم التعويض طبقا لألسعار المعمول بها‪ ،‬في نفس‬ ‫تاريخ القيام بهذه العملية‪ ‬مع تبسيط مساطر الحصول عليه‪ .‬وال ينبغي‬ ‫أن يتم تغيير وضعية األرض التي تم‪ ‬نزعها‪ ،‬وتحويلها ألغراض تجارية‪ ،‬أو‬ ‫تفويتها من أجل المضاربات العقارية‪ .‬كما‪ ‬أن المواطن يشتكي بكثرة‪ ،‬من‬ ‫طول و تعقيد المسا طر القضائية ‪ ،‬ومن عدم‪ ‬تنفيذ األحكام ‪ ،‬وخاصة في‬ ‫مواجهة اإلدارة‪ .‬واعتبر جاللة الملك أنه «من غير المفهوم أن تسلب اإلدارة‬ ‫للمواطن حقوقه ‪ ،‬وهي التي يجب‪ ‬أن تصونها وتدافع عنها»‪.‬‬ ‫اعتمادا على ما ورد في الخطاب الملكي بشأن نزع الملكية‪ ،‬ونظرا للجدل‬ ‫الحاصل بخصوص تصميم التهيئة الذي أعده لطنجة مجلس الجماعة ‪،‬‬ ‫أسابيع بعد تنصيبه‪ ،‬واعتراض آالف المواطنين المتضررين على هذا المشروع‬ ‫ألسباب معقولة ومقبولة ومنطقية‪ ،‬فإنه من الضروري إنشاء «تنسيقية»‬ ‫للمتضررين من مشروع تصميم التهيئة الجديد‪ ،‬لتكون المخاطب الوحيد‬ ‫لإلدارة الجماعية ولتواجه كل ما من شأنه أن يخرج عن نطاق توجيهات‬ ‫جاللة الملك نصره اهلل‪ ،‬التي تنص على أن‪:‬‬ ‫ـ نزع الملكية ال يجب أن يتم إال لضرورة المصلحة العامة القصوى‬ ‫ـ أن يتم التعويض طبقا لألسعار المعمول بها في نفس تاريخ القيام‬ ‫بهذه العملية‬ ‫ـ وأن يتم تبسيط مساطر الحصول على التعويض‬ ‫ـ وأن تسخر األراضي المنزوعة ملكيتها لما خصصت له دون تغيير‬ ‫ـ ضرورة تبسيط المساطر القضائية واإلسراع في تنفيذ األحكام ‪،‬‬ ‫خاصة في مواجهة اإلدارة‪.‬‬ ‫التنسيقية المقترح إنشاؤها يجب أن تطالب مجلس الجماعة والهيئات‬ ‫التي تتشكل منها اإلدارة البلدية‪ ،‬بـ «تبرير» «المصلحة القصوى» في نزع‬ ‫ملكية كل ملف على حدة‪ ،‬وأن تفرض التعويض على أساس أسعار «رواج‬ ‫وقته» وإال يعهد إلى لجان «إدارية» بالتقرير في أرزاق المواطنين كما حدث‬ ‫في مشروع المنطقة الصناعية بمغوغة حيث وكل أمر تحديد التعويض إلى‬ ‫مدير الوكالة الحضرية لتوزيع الماء والكهرباء آنداك‪ ،‬الذي حدد ثمن المتر‬ ‫المربع في درهم واحد‪ ،‬وحين انتفضت الصحافة المحلية‪ ،‬أضاف عشرين‬ ‫سنتيما للدرهم اليتيم‪ .‬وضاعت حقوق مئات المواطنين بسبب اإلدارة‪.‬‬ ‫وعلى التنسيقية أن تتأكد من أن الجماعة تتوفر على مبالغ التعويض‬ ‫الذي يخص كافة األراضي المنزوعة ملكيتها قبل الشر وع في تنفيذ‬ ‫التصميم‪ .‬ألن حق المواطنين سابق على حقوق اإلدارة‪ ،‬وأنه «بدون المواطن‬ ‫لن تكون هناك إدارة»‪ .‬ومن حق المواطن أن يتلقى جوابا عن رسائله‪،‬‬ ‫وحلوال لمشاكله‪ ،‬المعروضة عليها‪ .‬واإلدارة ملزمة بأن تفسر األشياء للناس‬ ‫وأن تبرر قراراتها التي يجب أن تتخذ بناء على القانون‪. ‬‬ ‫إن التنسيقية المراد تأسيسها يجب أن تسهر على حماية حقوق‬ ‫المتضررين والمعترضين على مشروع التهيئة ‪ ،‬هذا المشروع الذي سجلت‬ ‫بشأنه العديد من المالحظات الوجيهة التي يجب توثيقها بكامل الدقة‪،‬‬ ‫الستعمالها ساعة الحسم‪ ،‬حتى يستوفي كافة المتضررين حقوقهم التي‬ ‫يكفلها لهم القانون والتي ذكر بها جاللة الملك نصره اهلل‪ ،‬في خطابه األخير‬ ‫بالبرلمان‪.‬‬ ‫ولعل من حظوظ نجاح هذه المبادرة أن تعمل المنابر اإلعالمية والمواقع‬ ‫اإلليكترونية مشكورة على إشاعتها‪ ،‬خدمة لمصالح المواطنين و للمصلحة‬ ‫العامة‪.‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪� 31‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫األخيرة‬

‫المركز الثقافي أحمد بوكماخ يرى النور بعد ‪ 16‬سنة‬ ‫من اإلنتظار و الشاعرة وداد بنموسى مديرة للمركز‬ ‫احتضن بيت الصحافـة بطنجـة ‪ ،‬مساء‬ ‫الخميس‪ ،‬ندوة صحفية خصصت لتقديم‬ ‫مجموعة من المعلومات و المعطيات ‪ ‬حول‬ ‫المركز الثقافي «أحمد بوكماخ» الذي تم‬ ‫افتتاحه يوم السبت‪ ،‬كما سلطت الندوة‬ ‫الضوء على الرهانـات المستقبلية التي‬ ‫تنتظر المركــز باعتباره األول من نوعــه‬ ‫بطنجـــة والثاني على المستوى الوطني ‪ .‬‬ ‫واستهلالنائباألولللمجلسالحضري‬ ‫لطنجة‪ ،‬محمد أمحجـــور‪ ،‬الحديــــث حول‬ ‫كرونولوجيا تشيــيـــد الصرح الثقافـــي‬ ‫الذي أعطيت انطالقته منذ سنة ‪2000‬‬ ‫ومر عبر عــدة مراحل ليتم اإلعالن عن‬ ‫افتتاحـــه يوم السبت الفـــارط‪ ،‬وأضـــاف‬ ‫أمحجور أن المشروع يعود لملكية الجماعة‬ ‫الحضرية لطنجة وقد ‪ ‬كلف ‪ 52‬مليون‬ ‫درهم وشيد على مساحة بلغت أزيد من‬ ‫‪ 12‬ألف متر مربع ويتضمن قاعات للعرض‬ ‫وفضاءات خضراء ومجهز بأحدث التقنيات‬ ‫و بكافــة المستلزمـات الحديثــة والخاصة‬ ‫بالمسارح‪ ،‬إلى جانب مكاتب إدارية وغيرها‬ ‫من الملحقــات الضرورية لخدمة الزوار‬ ‫والعاملين‪.‬‬ ‫و في كلمة لمديرة المركز الثقافي‪،‬‬ ‫الشاعرة وداد بنموسى ‪ ،‬أكدت من خاللها‬ ‫أن المركز سيحترم تعددية و تنوع الثقافة‬ ‫بدون قيد أوشرط وسيكون فضاء مالئما‬ ‫لألسرة الطنجاوية بصفة عامة‪. ‬‬ ‫‪ ‬وأضافت بنموسى أن المركز الثقافي‬ ‫أحمد بوكماخ هو مفخرة لعاصمة البوغاز‪،‬‬ ‫وأنه سيتم افتتاح المركز بمعرض تشكيلي‬ ‫ضخم ‪ ،‬بعـد أن تم التوافـق مع ‪ ‬مجموعة‬ ‫من رواد الفنـون التشكيليــة من بينهـم‬ ‫الفنان العالمي إبن مدينة تطوان‪ ،‬أحمد بن‬ ‫يسف‪ ،‬للمشاركة بشكل جماعي‪ ،‬وأضافت‬ ‫المتحدثة أن طنجة اآلن تتوفر على مركز‬ ‫بمقاييس دولية ّ‬ ‫يمكن من العمل في‬ ‫ظروف جيدة ‪ ، ‬كما أن الفضاء متاح للعروض‬ ‫المسرحية ومجال الفن التشكيلي وإقامة‬

‫معارض فردية وجماعية وورشات تالمس‬ ‫جميع الفئات العمرية إضافة إلى محترفات‬ ‫للكتابة القصصية والفن التشكيلي‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى توثيق البحوث الجامعية وصون ذاكرة‬ ‫الزمن الجميل من شخصيــات وإبداعــات‬ ‫عالمية‪. ‬‬ ‫و تجدر اإلشارة إلى‪ ‬أن المركز الثقافي‬ ‫أحمد بوكمـاخ‪ ،‬كان أحد أبرز النقاط التي‬ ‫ناقشها مجلس مدينة طنجـة‪ ،‬في دورته‬ ‫العادية برسم شهر فبراير المنصرم بعد أن‬ ‫تأخر ‪ 16‬سنة‪ ،‬حيث كان قد تقرر استبعاد‬ ‫مجانية هذا المرفق أمام جميع الفعاليات‬ ‫الراغبة في اإلستفادة من خدماته‪ ،‬وكان‬ ‫المجلس الجماعي قد حدد تسعيرة متفاوتة‬ ‫نظير استغالل المركز‪ ،‬حيـث تراوحت‬ ‫قيمة التعويضات المطلــوب أداؤها من‬ ‫طرف مختلف المؤسســات الجمعوية أو‬ ‫اإلقتصادية‪ ،‬ما بين ‪ 1000‬درهم و ‪8000‬‬ ‫درهم‪.‬‬ ‫وجاء قرار فرض تعويضات مادية على‬ ‫الجهات الراغبة في استغـالل المرفق‪ ،‬في‬ ‫سعي من المجلس الجماعي إلى دفع هذه‬ ‫الجهات للمحافظة على هذه المعلمة التي‬

‫ت�صوير ‪ :‬حمودة‬

‫من شأنها أن تعزز العرض الثقافي لمدينة‬ ‫طنجة ‪.‬‬ ‫وهكـذا حدد المجلس الجماعي‪ ،‬مبلغ‬ ‫‪ 8000‬درهم‪ ،‬مقابل استغالل هذا الفضاء‬ ‫الجديد من طرف المدارس والمعاهد‬ ‫الخاصة‪ ،‬و ‪ 4000‬درهم‪ ،‬بالنسبة للجهات‬ ‫الراغبة في تنظيم مؤتمرات ولقاءات‪ ،‬بينما‬ ‫يتعين على منظمي اللقاءات واألنشطة‬ ‫الفنية‪ ،‬أداء مبلغ ‪ 3000‬درهم‪ ،‬أما األنشطة‬ ‫الجمعوية‪ ،‬فتم تحديد مبلغ ‪ 1000‬درهم‬ ‫نظير استغاللها للفضاء‪.‬‬ ‫أخيرا تجدر اإلشارة إلى ‪ ‬أن أهمية‬ ‫المركز تكمن في أنه نقطة إشعاع ثقافي‬ ‫وفكري في طنجة‪ ،‬لما سيكون له من دور‬ ‫في تفعيل حضور الهيئات الثقافية في‬ ‫المدينة ومساعدتها على إقامة أنشطتها‬ ‫وبرامجها الثقافية المتنوعة‪ ،‬كما سيوفر‬ ‫المشروع‪ ‬البنية التحتية لمشاريع الشباب‬ ‫اإلبداعية الفنية ‪ ،‬مما سيساعد أبناء هذه‬ ‫المدينة على إخراج منتوجاتهم إلى حيز‬ ‫الوجود بمواصفات عالمية ‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫جمعية اتحاد أرباب مراكب الصيد البحري الساحلي‬ ‫بطنجة تعقد اجتماعها‬

‫صباح يوم الجمعة ‪ 21‬أكتوبر الجاري‪،‬‬ ‫عقـدت جمعيــة اتحـاد أرباب مراكب الصيد‬ ‫البحري الساحلي بطنجة اجتماعها لتدارس‬ ‫مجموعة من النقط‪ ،‬منها إعادة هيكلة المكتب‬ ‫المسير‪ ،‬ومتابعة الملف الضريبي ألصحاب‬ ‫مراكب الصيد البحري الساحلي بميناء طنجة‪،‬‬ ‫ونقطة الميناء الجديد‪ ،‬وثمن األكرية‪ ،‬وموعد‬ ‫ولوج هذا الميناء‪.‬‬ ‫وفي تصريحــه لجريــدة «الشمـال»‪،‬‬ ‫أشاريوسف بنجلون‪ ،‬رئيس الجمعية المذكورة‪،‬‬ ‫إلى أنه «بخصوص النقطة األولى‪ ،‬فقد تمت‬ ‫المصادقة على تشكيلة المكتب المسير‪ .‬أما‬ ‫بالنسبة للملف الضريبي‪ ،‬فقد تم االتفاق على‬ ‫أنه سيتم إي��داع جميع الملفات التي تعرف‬ ‫المشاكل مع المديرية الجهوية للضرائب لدى‬ ‫غرفة الصيد البحري التي بدورها ستتكفل‬ ‫بعقد جمع مع المدير الجهوي للضرائب‪ ،‬بعد‬ ‫ضبط جميع الشكايات وتحيين جميع الملفات‬ ‫للمهنيين الذين يعانون من بعض الخالفات‬ ‫مع المؤسسة الضريبية»‪.‬‬ ‫أما فيما يتعلق بالميناء الجديد‪ ،‬فقد‬ ‫أوض��ح بنجلون‪« ،‬ك��ون الجميع اتفق على‬ ‫مسألة التنسيق مع جميع الهيئات العاملة‬ ‫بالميناء‪ ،‬حيث اليمكن مناقشة أمرتحويل‬ ‫العاملين بقطاع الصيد البحري من الميناء‬ ‫الحالي إلى الميناء الجديد‪ ،‬إال بعد الخلوص إلى‬ ‫محضرموقع مع اإلدارات المعنية بإتمام أشغال‬ ‫الميناء الجديد وتسليمه‪ ،‬يتوضح من خالله‬ ‫الثمن المحدد لألكرية المخصصة لكل هيئة‬ ‫من الهيئات العاملة في قطاع الصيد البحري‬ ‫بميناء طنجة‪ ،‬والذي اتفق الجميع بشأنه‪ ،‬حيث‬ ‫لن يقبل إال الثمن المعمول به حاليا‪.‬أما فيما‬ ‫يتعلق بكراءات الملك العمومي المينائي‪ ،‬فلن‬ ‫يتنقل العاملون بالصيد البحري إلى الميناء‬ ‫الجديد‪ ،‬إطالقا‪ ،‬إال تحت هذا الشرط»‪.‬‬ ‫يشار إل��ى أن��ه بعد م��رور ‪ 20‬سنة من‬ ‫الكد والعمل الجمعوي‪ ،‬تمت المصادقة على‬ ‫الفائض المالي‪ ،‬البالغ مجموعه ‪ 320‬ألف درهم‪،‬‬ ‫حيث سيتم توظيفه في األعمال االجتماعية‪،‬‬ ‫وحاجيات أخرى‪.‬‬

‫ت�صوير حمودة‬ ‫وتجدر اإلش��ارة إلى أن تشكيلة المكتب‬ ‫المسيرجاءت على النحو التالي‪:‬‬ ‫الرئيس‪ :‬يوسف بن جلون‬ ‫النائب األول‪ :‬رشيد بوطالب‬ ‫النائب الثاني‪ :‬محمد كمنتي‬ ‫النائب الثالث‪ :‬عالل سوداني‬ ‫كاتب عام ‪ :‬زكرياء وجنان‬ ‫نائبه ‪ :‬محمد فرتيل الشرقاوي‬

‫أمين المال‪ :‬عبد العزيز العشيري‬ ‫نائبه‪ :‬الخليل طالب أقلعي‬ ‫المستشارون‪:‬‬ ‫عبد الرحمان دواس‬ ‫بغداد العكيوي‬ ‫عبد الواسع دواس‬ ‫محمد نجيب الشرقاوي‬

‫• محمد إمغران‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.