Achamal n° 862 le 08 novembre 2016

Page 1

‫الذكرى ‪ 41‬للمسيرة الخضراء المظفرة‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 862‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪� 08‬صفـر ‪� 08 / 1438‬إلى ‪ 14‬نوفمبـر ‪2016‬‬

‫أحيا الشعب المغربي األحد‬ ‫الماضي‪ ،‬في جو من االعتزاز‬ ‫والوطنية الصادقة وروح الوفاء‬ ‫للوحدة الترابيــة‪ ،‬الذكرى ‪41‬‬ ‫للمسيــــرة الخضــراء المظفرة‬ ‫التي جرت في مثل هذا التاريخ‬ ‫من ‪ 1975‬بهـــدف استرجــاع‬ ‫أقاليم الساقيــة الحمراء ووادي‬ ‫الذهـــب التي كانــــت تحت‬ ‫االحتالل اإلسباني‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة الخالـــدة‪،‬‬ ‫انطلقــــت في مختلــــف مدن‬ ‫المغرب وقراه‪ ،‬منذ صباح اليوم‪ ،‬عدة فعاليـات‪ ،‬حيــث نظمت عروض فنية وندوات ثقافية‪،‬‬ ‫احتفاء بذكرى استرجاع الصحراء المغربية‪.‬‬ ‫وقد أعلن أن جاللة الملك اختار إلقاء خطاب المسيرة الخضراء من دولة السينغال الشقيقة‬ ‫التي بدأ زيارة رسمية لها األحد الماضي‪ .‬ويرى المحللون أنها خطوة تحمل داللة رمزية‬ ‫وسياسية قوية تؤكد البعد اإلفريقي للمغرب كما تدعم قرار المغرب بالعودة إلى االتحاد‬ ‫اإلفريقي‪ ،‬فضال عن تأكيد عمق الجدور اإلفريقية للمغرب‪.‬‬

‫الغضب المغربي ضد «الحكرة»‬ ‫مقتل محسن فكري أخرج المغاربة إلى الشارع لالحتجاج‬

‫«جمعة الغضب» بالحسيمة‬

‫(�ص ‪)4‬‬

‫هزت قضية المواطن محسن فكري الرأي العام الوطني بسبب تعرضه لـ «الطحن» داخل شاحنة لألزبال‪ ،‬على الشارع العام‪ ،‬وبأمر من‬ ‫السلطات األمنية واإلدارية المحلية‪.‬‬ ‫وتناولت الواقعة بالتفصيل‪ ،‬منابر إعالمية وطنية ودولية‪ ،‬في سياق التدليل على سوء تدبير الشأن العام من طرف من وكل إليهم ذلك‪،‬‬ ‫أمنيين ورجال السلطة ‪ ،‬وتسرعهم في اتخاذ مبادرات وقرارات دون مراعاة جانب الخطورة فيها بما قد تحمله من استفزاز وما قد يترتب‬ ‫عنها من ردود فعل ربما وصلت حد الكارثة‪.‬‬ ‫ما قد يغيب عن تصور بعض الحكام‪ ،‬أن التدبير الجيد للشأن العام‪ ،‬ال يكون بالتطبيق الحرفي لنصوص جافة‪ ،‬بل في أسلوب تأويل‬ ‫النصوص والمسطرات‪،‬وطريقة التنفيذ‪ ،‬بعد ترسيخ ثقة المواطنين في اإلدارة‪ ،‬وهو ما ال يمكن اإلقرار به في الوقت الراهن‪ ،‬لألسف‬ ‫الشديد‪...! ‬‬


‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬نوفمرب ‪2016‬‬

‫العدد ‪862‬‬

‫دم عمر بنجلون أغلى من مصافحة من اغتالوه‬ ‫مخطط رهيب استهــــدف لـــه االتحـــاد‬ ‫االشتراكي للقوات الشعبية بتفتيته وتمييع‬ ‫مواقفه وإعطائه وجها آخر حتى يتصدر‬ ‫متسللون إلى قيادته بتزكية «إمعة» معروف‬ ‫بمواقفه الشــاذة في إطار مؤتمر مغشوش‪،‬‬ ‫نتــج عنه مسؤول ال يمت إلى النضال شكال‬ ‫ومضمونا‪ ،‬وليس مؤهال ليصطف بين قادته‬ ‫التاريخيين‪ ،‬وللتذكير فإن من اغتال المفكر‬ ‫والمنظر المصري فـرج فــودة في مصــر فإن‬ ‫نسختهم عندنا من اإلخوان المسلميـن في‬ ‫المغرب موجودة‪.‬‬ ‫يجهل كل المنحرفـيـــن أن المواقـف‬ ‫ال تمحى واألفكار ال تموت‪ ،‬وأن الذوات تظل‬ ‫حية ال تندثر وأن من يتالعب بتاريخ منظمة‪،‬‬ ‫وفي خلده محوها فإنه بنتحر رويدا رويدا‪ ،‬وأن‬ ‫طبيعة الوجود أقرت بالبقاء لألصلح وأن الراحل‬ ‫عبد الرحيم بوعبيد في تأبين عمر بنجلون‬ ‫أخبر كل المغاربة قائال‪ :‬إن عمر بنجلون ترك‬ ‫مدرسة‪.‬‬

‫الناخبون لم يهتفوا ويصوتـوا لصالح‬ ‫االتحاد االشتراكي ولو بحصوله على ‪ 20‬مقعدا‬ ‫في استحقاقات ‪ 7‬أكتوبر نظرا لفشل قيادته‬ ‫المفروضة بل صوتوا على االتحاد االشتراكي‬

‫حفاظا على اإلرث التاريخي الذي هو امتداد‬ ‫لحركات التحرير الشعبيــة في انتظـــار زمن‬ ‫التصحيح وليس ببعيد‪.‬‬ ‫من زرع (األشقر) في قيادة الحزب أخطأ‬ ‫وافتضح قبله ألنه في العموم بعيد عن صفة‬ ‫المناضل االتحادي الصلب في بعده الفكري‬ ‫والتنظيمي بل عنوة اتفقوا عليه في مؤامرة‬ ‫محبوكةخيوطها‪.‬‬ ‫وصفات القائد يا ادريس يجب أن يكون‬ ‫وفيا لمبادئ حزبه فأين إخالصك لحزبك الذي‬ ‫تدعى اإلنتماء إليه ولرموزه المهدي بن بركة‬ ‫وعمر بنجلون وغيرهم كثير‪.‬‬ ‫بدون خجـل وال وجل تصف من يتعلــم‬ ‫اللغة العربية فمآله أن يتخرج فقيها يقرأ السور‬ ‫على القبور‪ ،‬وأنت باللغة العربية تأكل خبزا في‬ ‫مرافعاتك ودفعاتك أيها المحامي‪.‬‬

‫عبد العزيز الحليمي‬

‫وقفة احتجاجية ضد الطبيب الذي اعتدى على ممرضة‬ ‫بمستشفى الدوق دو طوفار‬ ‫بمؤازرة ثالث نقابات وعدد من األطــر‬ ‫الطبية والتمريضية بمستشفى الدوق دو طوفار‬ ‫بطنجة‪ ،‬تم أمس الجمعة تنظيم وقفة تضامنية‬ ‫واحتجاجية ضد الطبيب ال��ذي اعتدى على‬ ‫الممرضة داخل المستشفى‪.‬‬ ‫هذه الوقفة التي دامت زهاء الساعة‪ ،‬رفع‬ ‫من خاللها المحتجون شعارات تندد بهذا العمل‬ ‫وهذا التصرف الالمسؤول بإهانة ممرضة وهي‬ ‫تقوم بعملها‪ ،‬وال��ذي ال يمكن أن يصدر إال‬ ‫عن شخص غير عادي‪ ،‬مطالبين من الجهات‬ ‫المسؤولة‪ ،‬معاقبة الجاني طبقا للقانون‪.‬‬ ‫وقد هدد المحتجون برفع دعوى قضائية‪،‬‬ ‫إذا لم يتم إنصاف الممرضة‪ ،‬التي اعتدى عليها‬ ‫أحد األطباء بإهانتها وهي تزاول عملها‪.‬‬ ‫وتأتي هذه الوقفة االحتجاجية‪ ،‬بعد أن قام‬ ‫المدير اإلقليمي لوزارة الصحة بطنجة‪ ،‬رفقة‬ ‫مدير مستشفى الدوق دو طوفــار بزيارة إلى‬ ‫عين المكان لمعاينة أسباب هذا الحادث‪ ،‬ورفع‬ ‫تقرير في الموضوع إلى الوزارة المعنية للقيام‬ ‫بما يلزم‪.‬‬

‫ج‪.‬ش‬

‫‪2‬‬

‫الحكرة‪..‬‬ ‫وأنا وأنت‪!! ‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪sadhimed@gmail.com‬‬

‫ر ّقصنــي يا جــدع‪ ..‬رقصة الوطن‪ ..‬في خاطـر األحبـاب‬ ‫المجموعين‪ ..‬في ساحة الشرف‪ ..‬ال للحكــرة‪ ..‬ال للمطحنة‪ ..‬لماذا‬ ‫تصرون على طحننا وطحن أمهاتنا المطحونات من غلب الزمان‬ ‫وضيق المكان يا أبناء جلدتنا‪..‬؟ يا أبناء وطننا‪ ..‬وطننا الكبير‬ ‫العريض الواسع الشامل الجامع المانع الالمع الماتع الدامغ الدامع‬ ‫وكل األوصاف‪ ..‬وطننا الممتد من الماء إلى الماء في الجغرافيا‪..‬‬ ‫الوطن المعلق في سبورة الفصل من البينيز إلى البينيز بتعبير‬ ‫رشيد شباري‪..‬‬ ‫علمونا‪ ،‬وتعلمنا‪ :‬حب الوطن من اإليمان‪.‬‬ ‫ويا خاطباً في الناس يحضهم على عدم الخروج إلى الشارع‬ ‫للتظاهر والتضامن والتنديد بالدم المهرق ظلماً وعدواناً في‬ ‫كبد الريف األبيّ‪ ،‬هل شققت على صدورهم وكشفت عن ضعف‬ ‫اإليمان في قلوبهم؟‬ ‫اتق اهلل واحشم على وجهك الفاقع لونه‪.‬‬ ‫رحل محسن فكري اهلل يواليه برحمته الواسعة‪ ،‬وخلف وراء‬ ‫ظهره جرحاً عميقاً في القلوب المفعمة‪ ،‬حقيقة‪ ،‬بحب الوطن‪ ...‬أما‬ ‫المدعون الذين يحتمون بحائط (الفتنة) فقلوبهم قدت من حجر‪،‬‬ ‫وال يحركها سوى الخطر المهدد للمناصب واالمتيازات والمصالح‬ ‫الخاصة‪ ..‬وساء ما يحبون‪.‬‬

‫ت�صوير ‪ :‬حمودة‬

‫بنكيران يجهز أم ثانويات وزان تخلد الذكرى ‪41‬‬ ‫على ذاكرة‬ ‫لحدث المسيرة الخضراء التاريخي‬ ‫اإلتحاد الوطني‬ ‫لطلبة المغرب‬ ‫ويلتجئ إلى‬ ‫القضاء‬

‫خرج الناس باسم الشعب‪ ،‬ورفعوا بالصوت الواحد شعار ال‬ ‫للحكرة‪ ...‬ثم عادوا إلى بيوتهم سالمين مسالمين‪ ..‬ال كسر وال‬ ‫فوضى وال خسائر في الحي وال في الميت وال تهديد أمن عام وال‬ ‫قلب نظام دولة‪...‬‬ ‫راجعوا‬ ‫أيها الماسكون‪ ،‬زعماً‪ ،‬بوصاية متآكلة على الشعب‪ِ ،‬‬ ‫كراساتكم قبل أن تراجَعوا‪ ،‬إنه جيل الربيــع الذي قتــل الخوف‬ ‫وخرج في جنازته يوم ‪ 20‬فبراير ‪ ،2011‬جيل يأبى أن ينساق‬ ‫مثل القطيع‪ ،‬جيل يرفض دروس (الوعظ واإلرشاد) في المصلحة‬ ‫العليا للوطن‪ ،‬ويلقن لغيره دروس المواطنة الحقة التي تجعل‬ ‫المواطن في أم عين الوطن‪ ...‬وما وجدت األوطان إال لينعم‬ ‫فيها المواطنون باألمن والطمأنينة والسالم‪ ،‬مشفوعة بالكرامة‬ ‫والحرية والعدالة والعيش الكريم للجميع‪...‬‬ ‫قلهم يا صديقي‪ :‬الوطن في الرأس والقلب والعيـن‪ ،‬ولو‬ ‫اختلط بالوجع‪ .‬وليس الوطن في الجيب والبطن وما إليها‪ ...‬رفقاً‬ ‫رفقاً بهذا الشعب فإن (الفتنة) هنا واآلن كذبة كبيرة كبيرة‪...‬‬ ‫فمن يصدقها؟‬ ‫وقل لسعد‪ :‬كلنا معك ما دمت (مجرداً) من المنسوب إليك‪..‬‬ ‫وقبل أن يقول القضاء (الفرنسي) كلمته‪ ،‬ال يجمل بالمرء أن ينبس‬ ‫ببنت شفة أو ينبش بابن معول‪ ...‬واهلل يستر عيوبنا ما لم تلحق‬ ‫األذى بالناس‪..‬‬ ‫نلتقي‪! ‬‬

‫بعد قرار الحكومة بتفويت مقر االتحاد‬ ‫الوطني لطلبة المغرب الموجود بالقرب من‬ ‫منزل رئيس الحكومة‪ ،‬تقدم عبد اإلله بنكيران‬ ‫بدعوى استعجالية ‪ ‬إلفراغ مقر االتحاد‪ ،‬ضد‬ ‫حارس المقر وضد آخر رئيس للمنظمة الطالبية‪،‬‬ ‫محمد بوبكري‪ ،‬بسبب «االحتالل بدون سند وال‬ ‫قانون» لمقر االتحاد الذي صرح حارســه المسن‪ ‬‬ ‫محمد فرحان (مؤقتا) أنه يحرس منذ سنة ‪1959‬‬ ‫مقر االتحاد الوطني لطلبة المغرب الذي تعرض‬ ‫للحظر بداية السبعينات ‪ ،‬وما أدراك ما سنوات‬ ‫«السبعينات»‪... !!! ‬‬ ‫وتطالب اليوم فعاليات سياسية وحقوقية‬ ‫برفع الحظر عن االتحاد الوطني لطلبة المغرب‬ ‫وفتح المجال أمام المنظمة الطالبية ‪ ‬لتنظيم‬ ‫مؤتمرها ‪ ‬وانتخاب مؤسساتها ومباشرة‪ ‬‬ ‫أنشطتها اإلشعاعية لفائدة طلبة المغرب من‬ ‫مختلف المشارب السياسية‪.‬‬ ‫فهل ينجــح المغرب في التوفيـــق بين‬ ‫إصرار بنكيـران على استرجــاع مقر االتحاد‬ ‫وضمه‪ ‬لممتلكات الشبيبة والرياضة ‪ ،‬واإلرادة‬ ‫الشعبية ‪ ‬المطالبة بالمحافظة على ذاكرة هذه‬ ‫المنظمة الطالبية العتيدة ؟‪.! ‬‬

‫محمد �سدحي‬

‫جريا على التقليــد المنقـوش في ذاكرة‬ ‫كل من اقتعـد مقاعــد حجراتها الذي سنته‬ ‫لنفسها منــذ عقـود‪ ،‬وربطا للماضي الوطني‬ ‫التليد الموشوم بالمالحم التاريخية‪ ،‬بالحاضر‬ ‫الذي يتلمس طريقه من أجل بناء مستقبل‬ ‫الكرامة‪ ،‬والعدالة االجتماعية‪ ،‬وسيادة حقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬عاشت أم ثانويات إقليم وزان ‪ -‬ثانوية‬ ‫موالي عبد اهلل الشريف ‪ -‬صباح يوم السبت ‪5‬‬ ‫نونبر الجاري‪ ،‬تفاصيل حدث المسيرة الخضراء‬ ‫التاريخي التي عانق فيها المغاربة قبل ‪ 41‬سنة‬ ‫مضت‪ ،‬إخوة وأخوات لهن ولهم بالجنوب كان‬ ‫قد وضعه مؤتمر الجزيرة الخضراء الغاشم تحت‬ ‫قبضة يد االستعمار االسباني‪ ،‬ناسية أو متناسية‬ ‫أطراف هذا المؤتمر بأن البلد الذي ازداد في‬ ‫العواصف‪ ،‬ال يهاب هبوب الرياح ‪.‬‬ ‫فقرات فنية وإبداعية وتاريخية ورياضية‪،‬‬ ‫بلمسات تالميـــذ وتلميـــذات المؤسســـة‪،‬‬ ‫استحضرت سيـاقــــات الحدث التــــاريخـــي‪،‬‬ ‫واستخلصت الدروس والعبر من معركة الجهاد‬

‫األصغر التي لم تكن إال لبنة من لبنات الجهاد‬ ‫األكبر‪ ،‬شكلت العمود الفقري لبرنامج االحتفال‬ ‫الذي احتضنــه الفضاء الداخلي للمؤسســـة‪،‬‬ ‫وتابعها مجموع التالميذ والتلميذات‪ ،‬واألطر‬ ‫اإلدارية والتربوية وباقي العاملين والعامالت‬ ‫بالثانوية‪ ،‬وثلة من أصدقاء وصديقات الثانوية ‪. ‬‬ ‫ستار االحتفال أسدل بعد أن غرف الكبير‬ ‫والصغير حقنته من جرعات المواطنة الحقة التي‬ ‫مررتها رسائل المساهمات النوعية‪ ،‬والبريئة‬ ‫المضمون التي جادت بها قريحة المشاركين‬ ‫والمشاركات‪ ،‬وبعد أداء الحضور قسم المسيرة‬ ‫الخضراء‪ ،‬ومتابعة مقابلة في كرة القدم‪ ،‬نازل‬ ‫فيه فريق الثانوية للموسم الدراسي المنصرم‪،‬‬ ‫الفريق الرياضي اآلخر الذي يمثل نفس الثانوية‬ ‫خالل الموسم الدراسي الجاري ‪ .‬مقابلة كانت‬ ‫فيها الكلمة للروح الرياضية التي انتصرت على‬ ‫باقي االنتظارات بدون منازع ‪ .‬‬

‫محمد حمضي‬

‫تهنئة‬ ‫ناقشت الطالبة الباحثة فاتن عزوزي‬ ‫رسالة لنيل الماستر في القانون الخاص‪،‬‬ ‫حول موضوع «التأمين البحري»‪ ،‬حيــث‬ ‫حظيت بإشادة خاصـة من طرف لجنة‬ ‫المناقشة‪ ،‬بالنظر للقيمــة العلمية لهذا‬ ‫البحث‪ ،‬والذي يتناول إشكاليــــة بدأت‬ ‫تطرح نفسها بحـــدة‪ ،‬خاصـــة مع النمو‬ ‫المتسارع لقطاع النقل البحري ببالدنا‪.‬‬ ‫وبهاته المناسبـــة نتقـــدم بأحر‬ ‫التهاني للطالبة الباحثة فاتن عزوزي مع‬ ‫منتمنياتنا بالتوفيق والمزيد من العطاء‪.‬‬ ‫تجدر اإلشارة إلى أن الطالبة فاتن‬ ‫عزوزي عضوة مجلـــس مدينة طنجــة‪،‬‬ ‫وتشغل مسؤولية رئيسة لجنة التعمير‬ ‫والبيئة بمجلس مقاطعة مغوغة‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬نوفمرب ‪2016‬‬

‫العدد ‪862‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫بسوق «أحد الغربية»‪ ،‬تح ّلق حولي مجموعة من الصبيان‪ ،‬يُلوّحون‬ ‫بألواح‪ ،‬ويتوسلون إليّ أن أمنحهم «التحريرة»‪.‬‬ ‫والتّحريرة في عُرف أطفال «المسيد» هي تقديم دريهمات لفقيههم الذي‬ ‫يُح ّفظهم القرآن‪ ،‬ليمنحهم عطلة يوم أو نصف يوم‪ ،‬حسب حجم األعْطية‬ ‫وقيمتها‪.‬‬ ‫تهافتُهم هذا على «التحريرة» عاد بي إلى المسيد المقابل للزاوية‬ ‫الريسونية‪ ،‬ففي هذا ُ‬ ‫الكتاب حفظتُ القرآن الكريم على الفقيه السيد عبد‬ ‫السالم بن حمزة طيب اهلل ذكره‪ ،‬وكان مُعاقا يستعين على السير بعكاز‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫والكتاب المذكور ال زال رابضا أمام باب سيدي علي بن ريسون‪ ،‬وطوله‬ ‫نحو سبعة أمتار‪ ،‬وعرضه ثالثة أمتار تقريبا‪ ،‬وله نافذة تشرف على الزاوية‬ ‫الريسونية‪ ،‬وفي زاوية من زواياه يوجد حوض صغير نمحُو به ألواحنا كل‬ ‫صباح‪ ،‬وفي الزاوية األخرى يتربع فقيهنا وبيده قضبان يهُش بها على‬ ‫الغشاشين والمشاكسين من «المْحاضْرة»‪.‬‬ ‫وكانت أسعد أيامنا يوم يغشى ُكتابنا محسن‪ ،‬فيتصدق على فقيهنا‪،‬‬ ‫ويلتمس منه أن يُحررنا‪ ،‬أي يمنحنا عطلة نصف يوم‪ ،‬أو يعفينا مما بقي من‬ ‫حصة المساء‪ ،‬مقابل الدعاء له بالتوفيق والصالح‪ ،‬والصحة والعافية‪.‬‬ ‫لهفتُنا على هذه التحريرة‪ ،‬كانت نفس اللهفة التي قرأتُها في عيون‬ ‫صبيان أحد الغربية‪ ،‬إال أن الفرق‪ ،‬أننا لم نكن نسعى إلى التحريرة‪ ،‬وإنما كانت‬ ‫هي التي تسعى إلينا‪ ،‬فتُروّح عنا‪ ،‬وتمنحنا اللذة والمتاع‪.‬‬ ‫كان هذا في بداية الخمسينات‪ .‬أما اليوم‪ ،‬فإن الفضول يدفعني الكتشاف‬ ‫هذا المكان واستنطاقه‪ ،‬وكلما ترددت على الزاوية الريسونية لحضور‬ ‫«تفريق» أو للترحم على قريب أو صديق‪ ،‬أو لحضور ليلة اإلسراء والمعراج‪،‬‬ ‫وجدتُ بابه موصدة‪.‬‬ ‫وال أدري ما الدور الذي أسند إليه في زمن غدا فيه القرآن غريبا‪.‬‬ ‫أال رحم اهلل أيام زمان‪ ،‬وكتاتيب زمان‪.‬‬

‫تالميذ السنة الثانية باكالوريا دولية بشفشاون وأولياء أمورهم‬ ‫يناشدون الجهات المعنية عدم تحويل الحلم إلى كوابيس‬

‫لم يكد تالميذ السنة الثانية من الباكالوريا‬ ‫الدولية‪ -‬شعبة علوم رياضية باء(خيار فرنسية)‬ ‫بثانوية موالي رشيد التأهيلية بشفشاون‬ ‫يتخطون صدمة نتائج االمتحان الجهوي للسنة‬ ‫الفارطة التي كانت محبطة ومقلقة لهم وألولياء‬ ‫أمورهم‪ ،‬حتى وجدوا أنفسهم‪ -‬إلى جانب‬ ‫زمالئهم الذين اختاروا إكمال مسارهم في‬ ‫البكالوريا الدولية‪ -‬شعبة علوم فيزيائية(خيار فرنسية)‪ ،-‬يتخبطون‬ ‫في مشاكل‪ ،‬الناقة لهم والجمل فيها‪ ،‬منذ انطالق الدراسة في‬ ‫السنة الحالية‪.‬‬ ‫فإذا كان التحلي بالواقعية يسمح بغض الطرف عن تأخر بداية‬ ‫الدراسة الذي كان شبه عام بحكم اإلكراهات التي يعرفها الدخول‬ ‫المدرسي باإلقليم كل سنة بسبب النقص في الموارد البشرية‬ ‫والصعوبات الناتجة عن تشتت الخريطة المدرسية بهذا اإلقليم‬ ‫الصعب التضاريس والمسالك والمناخ العام‪ ،‬وبصفة خاصة‪ ،‬بسبب‬ ‫ظروف االستحقاق التشريعي هذه السنة‪ ،‬فإن نقل واقع الحال كما‬ ‫هو يفرض القول إن الدراسة ال زالت متعثرة بهذا القسم بعد أن‬ ‫أشرف األسدس األول من الدورة األولى على النهاية؛ ونذكر في هذا‬ ‫الباب‪ ،‬أن تدريس مادتي الرياضيات والفيزياء‪ ،‬ويا للعجب‪ ،‬يتم في‬ ‫حصة مشتركة بين شعبتي علوم رياضيات وعلوم فيزيائية‪ ،‬وهو ما‬ ‫قد يعتبر اختراعا بيداغوجيا جديدا في أقسام البكالوريا‪ ،‬علما أن ثقل‬ ‫هاتين المادتين ومحتواهما وصعوبات تمارينهما و امتحاناتهما‪،‬‬ ‫باألساس‪ ،‬مختلفان من شعبة إلى أخرى كما يعرف المفتشون‬ ‫واألساتذة المختصون‪ ،‬ويتساءل التالميذ وأولياء أمورهم لماذا تم‬ ‫اختيار هذا الحل الترقيعي الذي قد يذهب باألخضر واليابس ويجني‬ ‫على تالميذ كان حلمهم ال يطابق واقعا مترديا يغيب فيه التخطيط‬ ‫المحكم واالستشراف وإعطاء كل أمر ما يستحقه‪ ،‬ولماذا يتم حل‬ ‫أمورقد تكون بسيطة تتعلق بالموارد البشرية على حساب مستقبل‬ ‫الفوج األول للبكالوريا الدولية وأبناء في عمر الزهور؟؟؟!!!‪.‬‬ ‫هذا وإن إحداث شعبة علوم رياضيات باء(خيار فرنسية) استجابة‬ ‫الختيار التوجه من طرف أغلب التالميذ الناجحين في السنة الماضية‪،‬‬

‫كان له الوقع الحسن لدى التالميذ‪ ،‬بحكم‬ ‫انتظاراتهم المستقبلية التي توازي طموحاتهم‬ ‫المشروعة في ظل منظومة تعليمية يعمل‬ ‫مسؤولوها في مناسبات متكررة على تشنيف‬ ‫أسماعنا بشعار»مدرسة النجاح» وإرادة ترجيح‬ ‫كفة توجهات تعليمنا وتالميذه للشعب العلمية‬ ‫والتقنية بدل الشعب األدبية؛ إال أن واقع قسم‬ ‫السنة الثانية باكالوريا دولية‪-‬شعبة الرياضيات‬ ‫باء(خيار فرنسية) بشفشاون في هذه السنة الدراسية يكذب‬ ‫الشعارات ويضعها على المحك؛ حيث أنه لحد اآلن الزال تالميذ‬ ‫هذا القسم ينتظرون انطالق فعلي لدروس مادة علوم المهندس‬ ‫بالنظر إلى التأخر في تعيين أستاذ لهذه المادة األساسية وهو ما‬ ‫جعل الطموح والوقع الحسن يتحول إلى قلق وغضب‪.‬‬ ‫ويشتكي أولياء التالميذ من التعثر العام للدراسة بالسنة الثانية‬ ‫باكالوريا الدولية‪ ،‬ومن األعطاب التي قد تؤثر سلبا على عملية‬ ‫التحصيل‪ ،‬وعلى استكمال الدروس في المواد المقررة‪ ،‬وبالتالي على‬ ‫النتائج النهائية في االمتحان الوطني؛ وهو ما قد يعصف باألهداف‬ ‫التي كانت وراء إحداث البكالوريا الدولية بشفشاون‪ ،‬خصوصا وأن‬ ‫الفوج الحالي هو الذي يشكل قاطرة التجربة التي بدأت باالنتقاء‬ ‫الصعب وباإلقبال المكثف وقد ينتهي باإلحساس بالذنب ثم الهجر‪.‬‬ ‫إن تالميذ السنة الثانية باكالوريا دولية بشفشاون وأولياء‬ ‫أمورهم؛ بعد أن بذلوا المساعي مع الجهات المعنية من أجل التغلب‬ ‫على االختالالت التي تطال بداية السنة الدراسية‪ ،‬فإنهم يناشدون‬ ‫الجميع‪،‬وخاصة المدير اإلقليمي لوزارة التربية الوطنية واألساتذة‪،‬‬ ‫العمل من أجل إيجاد السبل العملية لتدارك التأخر في المواد‬ ‫األساسية التي سيمتحن التالميذ فيها‪ ،‬وخلق الظروف التربوية‬ ‫الالزمة المطبوعة بروح التعاون والتضامن لكي يستعيد التالميذ‬ ‫ثقتهم في أنفسهم وفي قدرتهم على رسم طريق المستقبل الذي‬ ‫يعتبر تجاوز قنطرة امتحان البكالوريا بنجاح خطوة أساسية فيه؛ ولنا‬ ‫عودة مفصلة للموضوع إن شاء اهلل‪.‬‬

‫عبدالحي مفتاح‬

‫بالغـة‬ ‫إهـــداء‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫كنــت أراجـــع مكتبتـــي‪ ،‬ووقـــع بين يــدي‬ ‫كتـاب صديقـــي المرحـــوم سيـــدي عبــــد اهلل‬ ‫المرابـط الترغــي «فهــارس علمــــاء المغـــرب‬ ‫منذ النشأة إلى نهاية القرن الثاني عشر للهجرة‪:‬‬ ‫منهجيتها‪،‬تطورها‪،‬قيمتها العلمية» وهو كتاب‬ ‫صدر في طبعته األولى سنة ‪.1999‬‬ ‫كان سيدي عبد اهلل رحمه اهلل قد أهدى إلي‬ ‫نسخة منه‪ ،‬وكتب لي إهداء أنقله إلى هذا الحيز‬ ‫كما هو لغرض واحد‪ ،‬هو إبراز جانب من جوانب‬ ‫أخالق عالم جليل هو سيدي عبد اهلل رحمه اهلل‪،‬‬ ‫وهذا الجانب متعلق بتواضعه واعترافه بأفضال‬ ‫غيره‪ ..‬وهذه السمة النبيلة لم تفارقه طوال حياته‬ ‫ولم يخص بها شخص دون شخص‪.‬‬ ‫أما نص اإلهداء فهو ‪:‬‬

‫بسم اهلل الرحمان الرحيم‬ ‫وادي الو‪ 16 :‬غشت ‪2000‬‬ ‫إلى الفاضل األخ األعز‬ ‫األستاذ عبد اللطيف شهبون حفظه اهلل‪.‬‬ ‫إليه أهدي كتاب فهارس علماء المغرب‪،‬‬ ‫وأنا أدين له باختيار الطريق إلى الفهارس‪،‬‬ ‫ولم أكن يومئذ أرغب فيها‪ ،‬وقلت له وهو‬ ‫على جناح السفر قصد تجديد التسجيل في‬ ‫السلك الثالث‪ :‬إياك من درب أخاف على‬ ‫نفسي من أغواله وأشواكه‪ ..‬وأراك تعرفه‬ ‫وأعرفه؛ فال هو مني وال أنا منه‪ ،‬غير أنه عند‬ ‫لحظة القرار‪ ،‬ترشح الممنوع لالختيار‪ ،‬لتجري‬ ‫على حكم اهلل خفاء األفكار‪..‬‬ ‫فكان ما كان‪ ،‬وقد تجلت إرادة اهلل في‬ ‫إرادته ليتحقق الحسم‪ ،‬فكان صاحب الفضل‬ ‫في تغيير الطريق‪ ،‬وكان صاحب الفضل في‬ ‫الخطوة األولى في درب الفهاريس‪ .‬وأعترف‬ ‫له بهذا الفضل‪ ،‬وأنا أهدي له هذه الثمرة‬ ‫اليانعة التي اقتطفت من بستان كان سببا‬ ‫في قيام أغراسـه وأنواره‪ ،‬فأشجـاره اليوم‬ ‫تحمل ذكريات أثبــات العلمـــاء وفهارس‬ ‫الرواية واإلسناد‪.‬‬ ‫لك الفضل كـــل الفضل يا رفيــق الدرب‬ ‫والصاحب في هم البحث وإنتاجه‪.‬‬ ‫أخوكم د‪ .‬عبد اهلل المرابط الترغي‬

‫ومن طريف ما أتذكره أنه بعد صدور هذا‬ ‫الكتاب‪ ،‬تهافت الكثيرون على المرحوم سيدي عبد‬ ‫اهلل من أجل أن يمدهم بنسخة منه‪ ،‬لكنه رحمه‬ ‫اهلل كان يرد بعضهم قائال لهم ‪ :‬مشي شر لكتاب‬ ‫وجي نعملك شي توقيع مزيون!؟‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬نوفمرب ‪2016‬‬

‫العدد ‪862‬‬

‫الغضب المغربي ضد «الحكرة»‬ ‫مقتل محسن فكري أخرج المغاربة إلى الشارع لالحتجاج‬

‫«جمعة الغضب» بالحسيمة‬

‫هزت قضية المواطن محسن فكري الرأي‬ ‫العام الوطني بسبب تعرضه لـ «الطحن» داخل‬ ‫شاحنة لألزبال‪ ،‬على الشارع العام‪ ،‬وبأمر من‬ ‫السلطات األمنية واإلدارية المحلية‪.‬‬ ‫وتناولت الواقعة بالتفصيل‪ ،‬منابر إعالمية‬ ‫وطنية ودولية‪ ،‬في سياق التدليل على سوء تدبير‬ ‫الشأن العام من طرف من وكل إليهم ذلك‪،‬‬ ‫أمنيين ورجال السلطة‪ ،‬وتسرعهم في اتخاذ‬ ‫مبادرات وقرارات دون مراعاة جانب الخطورة‬ ‫فيها بما قد تحمله من استفزاز وما قد يترتب‬ ‫عنها من ردود فعل ربما وصلت حد الكارثة‪.‬‬ ‫ما قد يغيب عن تصور بعض الحكام‪ ،‬أن‬ ‫التدبير الجيد للشأن العام‪ ،‬ال يكون بالتطبيق‬ ‫الحرفي لنصوص جافة‪ ،‬بل في أسلوب تأويل‬ ‫النصوص والمسطرات‪،‬وطريقة التنفيذ‪ ،‬بعد‬ ‫ترسيخ ثقة المواطنين في اإلدارة‪ ،‬وهو ما‬ ‫ال يمكن اإلقرار به في الوقت الراهن‪ ،‬لألسف‬ ‫الشديد‪...! ‬‬ ‫فاجعة الحسيمة حركت المغاربة من أقصى‬ ‫البالد إلى أقصاها‪ ،‬حيث خرجوا باآلالف‪ ،‬في‬ ‫عشرين مدينة من إحدى عشرة جهة‪ ،‬للتنديد‬ ‫بالحدث والمطالبة بمحاسبة المتسببين في‬ ‫سحق المواطن محسن فكري‪ ،‬بعد أن قرر من‬ ‫يقرر دائما‪ ،‬مصادرة شحنة األسماك التي‬ ‫استدان لشرائها قصد االتجار فيها ‪ ،‬وإتالفها‬ ‫داخل شاحنة األزبال‪ ،‬على قارعة الطريق‪ ،‬دون‬ ‫المرور بالمسطرات المعروفة في مثل هذه‬ ‫الحاالت‪ ،‬على مستوى تجار السمك والمندوبية‬ ‫اإلقليمية للصيد البحري بالحسيمة وباالعتماد‬ ‫على محضر أعد في دقائق معدودة‪ ،‬يقول بعدم‬ ‫صالحية األسماك المصادرة لالستهالك‪ ،‬األمر‬ ‫الذي تم بموجبه اعتقال أحد عشر متابعا‪ ،‬من‬ ‫بينهم مندوب الصيد وسبعة من الموظفين‬ ‫الذين قيل في وسائل اإلعالم إن قاضي التحقيق‬ ‫تبنى التهم الموجهة إليهم وهي التزوير في‬ ‫محرر رسمي بالنسبة للمندوب اإلقليمي للصيد‬ ‫ورئيس مصلحة الصيد وقائد المقاطعة الرابعة‬ ‫وخليفة الباشا المكلف بالشؤون اإلدارية بينما‬ ‫تمت متابعة ثالثة من عمال النظافة بتهمة‬ ‫القتل الغير العمد‪.‬‬ ‫وعلم أنه بعد أن أنهى قاضي التحقيق لدى‬ ‫محكمة االستئناف بالحسيمة‪ ،‬مرحلة االستنطاق‬ ‫التمهيدي‪ ،‬وقرر متابعة ثمانية متهمين في حالة‬ ‫اعتقال وثالثة من الشركاء‪ ،‬في حالة سراح‪ ،‬دعا‬ ‫الوكيل العام بنفس المحكمة المواطنين ممن‬

‫حضروا وقائع الحادثة المأساوية إلى التبليـغ‬ ‫بما لديهم من معلومات ولو في سرية تامة‬ ‫مساهمة منهم في نجاح مساعي التحقيق‬ ‫الذي يسعى الجميع إلى أن يكون نزيها ودقيقا‬ ‫وشامال‪.‬‬ ‫ومعلــوم أن حوالي ثالثيـــن ألفــــا من‬ ‫المواطنين‪ ،‬من الحسيمــة والمــدن المجاورة‪،‬‬ ‫وحتى من مدن بعيدة‪ ،‬شاركوا في جنازة الراحل‬ ‫محسن فكري حيث شيعوا الموكب الجنائزي‬ ‫مشيا على األقدام لما فوق العشرين كيلومترا‪،‬‬ ‫من الحسيمة وصوال إلى إمزورن‪ ،‬مسقط رأس‬ ‫الهالك‪ ،‬عبر جماعتي‬ ‫أجديــــر التاريخيـــة‬ ‫وأيت يوسف وعلي‪.‬‬ ‫وكما كانت الحال‬ ‫خــــالل المظاهرات‬ ‫الشعبيـــة الحافلــة‪،‬‬ ‫فقد ســـاد الجنـــازة‬ ‫أجواء االنضباط على‬ ‫طول خط المسيرة‬ ‫التي كانـــت أيضــا‬ ‫مناسبة لرفع شعارات‬ ‫قوية ضـد الظـــلم‬ ‫والحكـــرة والتسلط‬ ‫والتحكم‪ ،‬وللمطالبة‬ ‫بالقصـــــاص مــــن‬ ‫الجناة‪.‬‬ ‫إن نزول المغاربة إلى الشارع العام كان‬ ‫احتجاجا من أجل قيم روحية ورمزية كالكرامة‬ ‫والعدالة والحرية‪ ،‬وهي قيم تبرز مدى تشبع‬ ‫المغاربة أينما وجدوا بمبادئ العدل واإلنصاف‬ ‫والتعلق بالكرامة والحرية ومدى كراهيتهم‬ ‫لالستبداد والظلم والحكرة‪ ،‬وهي حاالت‪ ،‬لألسف‬ ‫الشديد‪ ،‬صارت في مخيلة الشعب‪ ،‬ملتصقة‬ ‫بتصرف اإلدارة المغربيــة تجــاه المواطنين‪.‬‬ ‫ويكفي‪ ،‬في هذا الباب‪ ،‬ما ورد في الخطاب‬ ‫الملكي بمناسبة الدخول البرلماني حول‬ ‫االختالالت الفظيعة الموجودة في تعامل اإلدارة‬ ‫المغربية مع المواطنين‪.‬‬ ‫ولعل الكثيرين من المغاربــــة رأوا في‬ ‫التظاهرات والمسيرات المنظمة تنديدا بمقتل‬ ‫محسن فكري ‪ ،‬تعبيرا واضحا عن التضامن‬ ‫الوطني ضد الظلم والمهانـة واالستبداد‪،‬‬ ‫وتمردا على الوضع الحالي‪ ،‬حيث إن المواطن ال‬ ‫يعدو أن يكون «رقما» تافها في حسابات رجاالت‬ ‫اإلدارة‪.‬‬

‫هذه الفاجعة‪ ،‬عرت طبيعة العالقة التي‬ ‫تربط المواطن بالدولة ومؤسساتها وفضحت‬ ‫حالة فقدان الثقة‪ ،‬ثقة المواطن في المؤسسات‪،‬‬ ‫وهو أمر خطير يجب تداركه بإعادة التوازن في‬ ‫هذه العالقة وإرساء عامل الثقة الذي قد ينعكس‬ ‫سلبا‪ ،‬أو ربما انعكس في ما شوهد من مظاهر‬ ‫العزوف السياسي وأيضا في حالة االستياء التي‬ ‫تظهر على المواطنين كلما تعلق األمر بتدبير‬ ‫الشأن العام‪.‬‬ ‫إن عدم الثقـــة في مؤسسات الدولة‬ ‫وأجهزتهـــا عمـومــا أمــــر ترســـخ في ذاكرة‬ ‫المواطنيــــن عبـــر‬ ‫تعاملهم اليومـي مع‬ ‫اإلدارة‪ ،‬حتـى أنهـــم‬ ‫صاروا يستخفــــون‬ ‫بخطــب المسؤولين‬ ‫ووعــــــودهـــــــــم‬ ‫والضمـانـــات التــي‬ ‫يقدمونـــهــــا فــي‬ ‫ما يتعلق بتحسين‬ ‫ظــــروف حياتهــــم‬ ‫والوعــــــد بحـــــل‬ ‫مشاكلهم واالنتقـال‬ ‫بهم إلى حـــــيــاة‬ ‫الكرامــة والحريـــة‬ ‫والمســاواة‪ .‬وحيــن‬ ‫رفعت الجماهير الشعبية في مظاهرات الريف‬ ‫شعار «ال للحكرة» والتجاوب الشامـل معها‬ ‫عبر كافة تراب البالد‪ ،‬فإن «الحكرة» كانت‬ ‫في منطقهم بمفهومها الشامل الذي يعني‬ ‫الظلم واالستبداد والتسلط واالحتقار والمعاناة‬ ‫اليومية التي يواجهها المواطنون في تعاملهم‬ ‫اليومي مع اإلدارة المغربية‪.‬‬ ‫فلو أن الوالة والعمال ورجال السلطة قاموا‬ ‫بالواجب المفروض عليهم في تطبيق القانون‬ ‫ورد الحقوق وحماية المواطنين ضد كل أشكال‬ ‫الظلم والغلو واالستبداد ‪ ،‬لما كان حصاد وزير‬ ‫الداخلية مضطرا اليوم إلى جمع رجال السلطة‬ ‫بهدف «تحسيسهم» بضرورة تطبيق القانون‬ ‫وحفظ كرامة المواطنين‪ .‬إن هذه األمور من‬ ‫واجباتهم األكيدة ومسؤولياتهم المهنية‪.‬‬ ‫إن الشعب المغربي يتتبع عن كثب مجريات‬ ‫البحث الذي تجريه السلطات المختصة في قضية‬ ‫شهيد «الحكرة» الحسيمي وينتظر إجابـــات‬ ‫مقنعة وواضحة حول تساؤالته بخصوص ظروف‬

‫مقتل محسن فكري كما ينتظر محاسبة الجناة‬ ‫ومعاقبتهم بما يستحقونه من عقاب‪ ،‬بصرف‬ ‫النظر عن صفاتهم أو حيثياتهم أو المظالت‬ ‫التي قد يسعون إلى االحتماء بها‪....!!! ‬‬

‫«جُمعة الغضب»‬ ‫بالحسيمة‬

‫وبعد أن عرفت الحسيمة ومعهــا مختلف‬ ‫المدن التي شهدت حركــات تنديــد بمقتـــل‬ ‫المواطن محسن فكري‪ ،‬تجددت كما هو معلوم‪،‬‬ ‫مساء الجمعة الماضية‪ ،‬بمدينة الحسيمة‬ ‫االحتجاجات الشعبية‪ ،‬حيــث تجمــع اآلالف من‬ ‫المتظاهرين الذين حملوا الشموع‪ ،‬في ساحة‬ ‫الشهداء بمدينة الحسيمة وهو المكان الذي‬ ‫قتل فيه محسن الحسيمة‪ ،‬مساء الجمعة الماضي‬ ‫داخل شاحنة األزبال وهو يحاول إنقاذ بضاعته‬ ‫من اإلتالف الذي أمرت به سلطات مدينته‪.‬‬ ‫المشاركون في هذه المظاهرة‪ ،‬أكدوا أن‬ ‫مقتل محسن فكري ال تخصه وحده أوأسرته‬ ‫أو مدينة الحسيمة‪ ،‬بل تخص جميع المغاربة‬ ‫«المطحونين والمقهورين»‪ .‬وأن تحرك سكان‬ ‫الحسيمة جاء للتنديد بالظلم والقهر الممارس‬ ‫من طرف «لوبيات» الفساد في المؤسسات‪،‬‬ ‫وللتحذير من مغبة االلتفاف على الملف‬ ‫وللمطالبة بتسريع التحقيق ومحاسبة الجناة ‪.‬‬ ‫وفي مسيرة الشمـــوع‪ ،‬خـــالل «جمعــــة‬ ‫الغضب» الحاشدة التي نظمت في الحسيمة‪،‬‬ ‫وانتهت بنجاح تام دون تسجيل ما قد يمس‬ ‫بطابعها السلمي ‪« ،‬رسالة» إلى كل الجهات في‬ ‫المغرب التي كانت تحذر من «الفتنة» ورسالة‬ ‫أيضا إلى العالم‪ ،‬تُبين وعي ونضج ووطنية‬ ‫أهل الريف الشرفاء‪ .‬فقد تطوعت أعداد من‬ ‫الشباب لتأطير المظاهرات وتحصين المنشآت‬ ‫والبنايات الرسمية والخاصة والممتلكات العامة‪،‬‬ ‫ليلقنوا المتخاذلين وأصحاب النيات السيئة‪،‬‬ ‫أن أهل الريف ذوو وعي ومسؤولية و»رقي‬ ‫في االحتجاج»‪ ،‬وأنهم تصرفوا تصرفا مسؤوال‪،‬‬ ‫ليدحضوا ادعاءات المتقولين عليهم بمحاولة‬ ‫«إيقاظ الفتنة»‪ ،‬بل إنهم بتظاهرهم المنظم‬ ‫والسلمي‪ ،‬أرسلوا رسالة إلى من يهمهم األمر‪،‬‬ ‫أنهم مواطنون شرفاء ومغاربة أقحاح وأنهم‬ ‫حملوا رسالة شهيد الحسيمة إلى المغاربة وإلى‬ ‫العالم بشكل سلمي وحضاري ومسؤول‪.‬‬


‫العدد ‪862‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬نوفمرب ‪2016‬‬

‫ضحية حزب الخبز‪ .....‬محسن فكري‪.....‬‬ ‫بين جبابرة السلطة و دعاة الوطنية‬ ‫أدرك جيداً ما معنى أن تكون إنسانا بسيطا ‪ ،‬أفهم ما يتكبده اإلنسان المغلوب على أمره‪ ،‬إنسان‬ ‫همه الوحيد قوت يومه‪ ،‬نأى بنفسه عن عالم اآلخرين المتعفن‪ ،‬هدفه الوحيد «طرف الخبز» ورغم رضوخه‬ ‫واستسالمه وتقبله للواقع تستعمل فيه العدالة اإلجتماعية وتكافؤ الفرص كمساحيق للتجميل لم يسلم‬ ‫«المسكين» من سوط الجالد‪.‬‬ ‫هي حكاية موسمية بطلها في هذا الموسم محسن فكري‪ ،‬تاجر سمك لقي حتفه في شاحنة للنفايات‬ ‫بعد أن دخل إليها مساء الجمعة ألجل استرداد بضاعته المحجوز عليها‪ ،‬بيد أن آلة شفط األزبال جرى‬ ‫تحريكها‪ ،‬ممّا أدى إلى اإلجهاز على الشاب ومصرعه في الحال‪.‬‬ ‫إن محسن فكري ليس ثورياً وال يسارياً وال سلفياً وال جهادياً ال ينتمي إلى حزب معين‪ ،‬إنه مواطن‬ ‫مغربي ينتمي إلى حزب «الخبز»‪ ،‬الحزب الذي يشكل شريحة مهمة من المغاربة‪ ،‬شريحة ال تكترث‬ ‫لأليديولوجيا‪ ،‬ال تغريها السياسة وال تتابع األخبار‪ ،‬وتقتصر عالقتها باإلعالم‪ ،‬على المسلسالت وحالة‬ ‫الطقس لمعرفة طبيعة الجو‪.‬‬ ‫هم مواطنون ال يسألون وال يطالبون بحقوقهم‪ ،‬حتى وإن انتهكت يرفعون أيديهم في الصالة‬ ‫تاركين أمرهم هلل ‪-‬عز وجل‪ -‬قانعين وحامدين‪ ،‬ينتظرون لقاء الخالق في اآلخرة لتعويضهم عن الظلم‬ ‫الذي عانوه في الدنيا‪.‬‬ ‫ومحسن يمثل هذه الفئة التي تبحث عن لقمة العيش‪ .‬فبعد أن حجزت السلطات سلعته قفز إلى‬ ‫داخل الشاحنة لمحاولة جمع السمك المصادر‪ ،‬غير أن أحدهم قام بتشغيل محرك الشاحنة‪ ،‬فاشتغلت آلة‬ ‫الشفط التي ابتلعته وسحقت عظامه حتى الموت؛ لتعيدنا قضيته إلى «مي فتيحة موالت البغرير» التي‬ ‫صبت على نفسها البنزين‪ ،‬وأشعلت النيران‪ ،‬منهية بذلك رحلة معاناة تعيشها كل األرامل في المغرب‪.‬‬ ‫مي فتيحة ك ّلت عزيمتها عن مواصلة مسلسل إختار القدر أن تلعب فيه دور المستضعفة ال سيما‬ ‫بعدما حجزت عناصر القوات المساعدة سلعتها‪ ،‬ووجهوا إليها إهانات‪ ،‬لم تتحملها‪ ،‬طرقت باب‬ ‫القائد‪ ،‬عسى أن ينصفها ويعيد إليها المحجوزات‪ ،‬إال أنها وجدت أمامها رجا ًال يتلذذون بتعنيفها‬ ‫معنويا ومادياً‪.‬‬ ‫فمّي فتيحة ومحسن فكري وغيرهما من الدراويش يشكلون فرصة لتفريغ مكبوتات البعض‬ ‫السلطوية وإطفاء نيران الشوق إلى زمن اإلستبداد وإهانة الضعفاء وتجريدهم من أبسط حقوقهم‪.‬‬

‫• كلنا_محسن_فكري‬ ‫• إلى_متى_طحن_شعب؟!‬ ‫هاشتاغ يلهب مواقع التواصل اإلجتماعي‪ ،‬نشطاء‬ ‫أعربوا عن تضامنهم مع بائع السمك‪ ،‬ولكن هل يكفي‬ ‫التضامن في العالم األزرق خالل كل حدث يهزنا من‬ ‫الداخل ويذكرنا بواقع تناسيناه‪ ،‬هل يكفي هاشتاغ‬ ‫ليطفئ نيران اإلحساس بالظلم و «الحكرة» المشتعلة‬ ‫في قلوب عائلته ومعارفه؟ هل سننتظر محسن فكري آخر‬ ‫ومي فتيحة أخرى لنظهر إنسانيتنا أليام قليلة وبعدها‬ ‫نعود إلى حياتنا؟‬ ‫هكــذا بــات العالــم اإلفتراضي وسيلتنا الوحيدة‬ ‫لتحقيــق «الكوجيطــو» اإلنسانـــي أنا متضامــن على‬ ‫صفحتي إذن أنا إنسان‪.‬‬ ‫اإلنسانية هي دعمك لمحسن الذي تقابله يومياً‬ ‫وأنت في طريقك نحو عملك‪ ،‬اإلنسانية تكمن في وقوفك‬ ‫إلى جانب مي فتيحة التي تبيع في الشارع وقد تراها‬ ‫تعاني من الظلم وال تتحرك مشاعرك الفيسبوكية‪ ،‬وال‬ ‫يهمك كيف ستعول أسرتها؛ ألنك تعتبر نفسك قد‬ ‫تصدقت عليها في صفحتك وكتبت «هاشتاغ» لقي‬ ‫إعجاباً كبيراً من لدن أصدقائك‪ ،‬هنيئاً لك أنت اآلن‬ ‫أصبحت إنساناً افتراضياً‪.‬‬ ‫وهنا أستحضر مقولة الباحث االجتماعي عبد الرحيم‬ ‫العطري‪« :‬هل الجحود صناعة مغربية؟»؛ ألننا انتقلنا إلى‬ ‫زمن الكل يفكر في ذاته ومصالحه الخاصة‪ ،‬ولكن هذا ال يمنعه من اتباع الموضة الفيسبوكية وكتابة‬ ‫«كلنا محسن فكري»‪.‬‬ ‫اإلنسانية ليست موضة‪ ،‬اإلنسانية إحساس باآلخر الذي ربما قد تقتسم معه نفس البيت ونفس‬ ‫الحي؛ لنبحث عن محسن ومي فتيحة اللذين يوجدان في حيّنا ونساندهما ضد الظلم‪ ،‬خاصة ونحن ندرك‬ ‫أن «حزب الخبز» يتكبد المعاناة في صمت‪.‬‬ ‫لقد حان الوقت الحترام اإلنسان‪ ،‬وطيّ صفحة العقلية المخزنية السلطوية‪ ،‬ومحاسبة المتواطئين‬ ‫في تجريد اإلنسان من كرامته‪.‬‬

‫تحريف األحداث من انتفاضة غضب إلى خلق الفتنة‬ ‫تعالت أصوات المنتسبين لهذا الوطن ‪ ،‬هؤالء الذين لم يذوقوا قسوة اإلهانة و القهر من لدن أي‬ ‫سلطة من السلطات المغربية و ال يعرفون للحرمان طعما ‪ ،‬تعالت أصواتهم اليوم و هم يتسابقون نحو‬ ‫الوطنية و من فيهم األكثر وطنية معتبرين أن مسيرات الحسيمة و باقي المدن المغربية ألجل الشهيد‬ ‫محسن فكري هي مناورات و مخططات من جهات مختلفة لإلطاحة ببلدنا ‪ ،‬على أساس أنهم وطنيون‬ ‫أكثر من غيرهم أقول لهم ‪:‬‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫الوطنية غريزة إنسانية متأصلة في النفس البشرية‪،‬ومفهوم اإلنتماء الوطني وراثي يولد مع الفرد‬ ‫من خالل ارتباطه بأهله‪،‬ومحبته لألرض التي يعيش عليها‪،‬وتفاعله مع البيئة المحيطة به‪.‬‬ ‫فالوطن هو الرحم الذي ولدنا منه‪،‬واألرض التي نحيى عليها ونموت‪،‬وندفن فيها‪.‬وخالل مسيرة‬ ‫حياتنا نعمل على رفعة الوطن وبنائه وتقدمه وحمايته والدفاع عنه‪ .‬وهو األرض التي نعيش عليها‪،‬نقتات‬ ‫من خيراته‪ ،‬وننعم بطيب هوائه‪ ،‬وعذوبة مائه‪ ،‬وجمال وروعة جباله وسهوله ووديانه‪ ،‬وفيه جذورنا‬ ‫وأشجاننا وذكريات طفولتنا‪،‬ومراهقتنا‪ ،‬وكهولتنا‪.‬‬ ‫واإلنتماء للوطن عقيدة راسخة‪،‬وهو اإلحساس الداخلي الصادق بحب الوطن لدرجة الذوبان الوجداني‬ ‫فيه وبأحداثه والعمل على رفعته ورقيه‪،‬والتناغم التام مع دستوره وقوانينه وأنظمته وكل ما فيه خير‬ ‫له‪،‬وهو جزء من منظومة األخالق المتكاملة‪،‬التي يجب أن يتشربها الطفل منذ صغره‪،‬ويجب أن يحرص‬ ‫عليها اآلباء والمعلمون إلى جانب حرصهم على بقية المكارم واألخالق‪،‬حتى نضمن جيال يتوازى لديه‬ ‫التطبيق والسلوك العام –قوال وفعال‪-‬مع فطرة اإلحساس الداخلي باإلنتماء للوطن‪.‬‬ ‫وهنا يدور في الخلد سؤاال ‪ :‬كيف لنا قياس انتماء األشخاص ومعرفة مدى وطنيتهم؟؟؟‬ ‫من هنا يمكن لنا أن نميز بين الوطني الحقيقي وبين مُدعي الوطنية إذا ما عرفنا أن ‪ ( :‬الوطني‬ ‫هو الذي يكون مستعدا لتقديم كل ما يملك من أجل وطنه حتى ولو وصلت تضحيته فداء وطنه‪،‬بروحه‬ ‫ودمه‪.‬بيمنا التابع هو الذي ال يُقدم أي شيء لوطنه‪،‬حتى الكلمة يبخل بها وال ينطقها إال إذا ما كانت‬ ‫مدفوعة األجر )‪.‬‬ ‫وإليــك يــا مُدعـي الوطنيــة … مُـذكــرين ومُتـسائليــن ‪:‬‬ ‫* أين وطنيتك عندما تحنث بال َقسَم واليمين وتخون األمانة وتصد محتاجا عن بابك ؟؟؟‬ ‫* أين وطنيتك عندما تُ ّقرب من ال يستحق وتمنحـه المناصب واإلمتيـــازات وتُبعد وتحــرم األجــدر‬ ‫واألحق ؟؟؟‬ ‫* أين وطنيتك عندما تُقصي الكفاءات والخبرات الوطنية وتقضي على اإلبداع والتميز ؟؟؟‬ ‫* أين وطنيتك عندما تُهدر المال العام‪،‬تُسرف وتُبذر بدون حسيب أو رقيب؟؟؟‬ ‫* أين وطنيتك عندما تنقلب على الوطن ومؤسساته وتُقصي أبناءه األكفاء ؟؟؟‬ ‫* أين وطنيتك عندما ال تقيم وزنا إلنسان‪،‬ممارسا‬ ‫عليه كل أنواع الظلم والطغيان ؟؟؟‬ ‫* وأين هي وطنيتك عندما تتطاول وتسيء إلى‬ ‫كل المبادىء والقيم والثوابت الوطنية؟؟؟‬ ‫فالوطنية نراها ونشاهدها تتجلى في الكثير من‬ ‫المناسبات‪،‬يقوم بها أشخاص منفردين أو مجتمعين‬ ‫وتتخذ العديد من األشكال للتعبير عنها بصفة‬ ‫شخصية أو مؤسسية ‪:‬‬ ‫ يضع الشعارات والصور والملصقات الوطنية‬‫على مركبته ويخالف أبسط قواعد المرور‪.‬‬ ‫ يجلس في مكتبه والصور الوطنية فوق رأسه‬‫ويعيث فسادا وإفسادا في المؤسسة‪.‬‬ ‫ يكتب الشعارات الوطنية في بياناته ويتنكر‬‫للوطن‪.‬‬ ‫ يَسوق الوطنية ويُجاهر فيها ويُحاجج بها وعند‬‫وصوله لمبتغاه ينسى أن هناك وطن‪.‬‬ ‫ يطرح الشعارات الوطنية التي تدعو للعدالة‬‫والمساواة وعندما يجلـــس على الكرســي يصبـــح‬ ‫إقصائيا ممارسا للشلليــة والواسطـــة والمحسوبية‬ ‫والجهوية‪.‬‬ ‫ يدعو إلى اإلنتماء للوطن وينساه مجيزا شحنة‬‫مشبوهة أو ممررا عطاء مخالفا‪.‬‬ ‫يُدافع عن قضايا الوطن وينحاز الى جانب أصحاب الفكر والعقيدة من خارج حدود الوطن‪.‬‬‫ ينادي بتكافؤ الفرص ويسقط عند أول اختبار بتعيين قريب أو نسيب متجاهال حقوق الغير‪.‬‬‫ يقطع على نفسه أغلظ األيمان بأن يكون للوطن وإلى جانب المواطن ويتخلى عنهما من أجل‬‫مصالحه الضيقة‪.‬‬

‫وبعد كل هذا أال نكون محقين عندما نقول بأن هناك ‪:‬‬ ‫( ُتخمة يف الوطنية … و ُندرة يف التطبيق ؟؟؟ )‬ ‫من حق كل شعوب العالم أن تنتفض غضبا و قهرا ‪ ،‬من حق كل شعوب العالم أن تطالب بحقوقها‬ ‫اإلنسانية األساسية ‪ ،‬من حق كل شعوب العالم أن تفرض احترام وطنيتها ‪ ،‬و أنتم من تدعون الوطنية‬ ‫الزائفة و تعتبرون أن المطالبة بالحقوق هي فتن و فوضى أٌقول لكم ‪ ،‬أولى بكم أن تتركوا هذا البلد‬ ‫األمين ‪ ،‬و أن تمارسوا نفاقكم السياسي و اإلجتماعي بعيدا عنا ‪ ،‬فنحن أبناء هذا الوطن الحقيقيون ‪ ،‬و كل‬ ‫ما نرجوه هو ما يرجوه إبن من أمه ‪ ،‬أن تحن عليه و تحبه كما يحبها ‪....‬‬


‫العدد ‪862‬‬

‫دفاتري‬

‫من‬

‫عزيـز‬

‫‪700 = 16‬‬ ‫هذه معادلة‪ ‬تامة وصحيحة‪.‬‬ ‫سرها عند بنشماس‪ ،‬رئيس مجلس المستشارين‬ ‫ومناضل‪ ‬نافذ في حزب األصالة والمعاصرة‪.‬‬ ‫أما رقم ‪ ،16‬فهو عدد السيارات المرسيديس‪ ‬‬ ‫آخر صيحة‪ ،‬التي اشتراها بنشما س بسومة ‪ 43‬مليونا‬ ‫للسيارة الواحدة‪ ،‬ليستفيد من واحدة وليهدي الباقي‬ ‫ألعضاء مكتب الغرفة‪ ،‬األحد عشر ‪ ،‬بهدف استغاللها‬ ‫في تنقالتهم «النيابية» بالرغم من استفادتهم‪ ‬من‬ ‫تعويض مهم عن التنقل‪ ،‬بقيمة ‪ 7‬آالف درهم شهريا‪،‬‬ ‫فضال عن رواتبهم التي تناهز األربعين ألف درهم‬ ‫ومآرب أخرى علمها عند ربي في كتاب‪! ‬‬ ‫وأما رقم‪ ، 700 ‬فهو قيمة فاتورة السيارات‬ ‫الست عشرة ‪ 12 ‬سيارة مرسيديس فارهة و ‪4‬حافالت‬ ‫مرسيديس صغيرة‪ ،‬التي ‪ ‬كلفت ‪ 700‬مليون سنتيم‪،‬‬ ‫والتي سوف تنضم إلى أسطول سيارات مجلس‬ ‫المستشارين الذي قال عنه بنشماس إنه «متهالك»‪.‬‬ ‫خبر‪ ‬هذه الصفقة نزل بردا وسالما على بنشماس‬ ‫ورفاقه‪ ،‬ونزل كالصاعقة ‪ ‬على كل من كان يعتقد‬ ‫أن البلد انخرط فعال في ‪ ‬مخطط ترشيد نفقات‬ ‫الدولة‪ ،‬بعد أن وصل إلى «قاع الخابية»‪! ‬‬ ‫وبطبيعة الحال‪ ،‬فإن رئيس الحكومة‪ ،‬وكالعادة‪،‬‬ ‫«ما في راسه شيء»‪...!!! ‬‬ ‫‪ k k k‬‬

‫‪ 11‬ألـــف‬ ‫بعد سنــــوات المظاهـــرات واالعتصامــــات‬ ‫و»الهراوات» ‪.....‬‬ ‫وبعد أسابيـــع من الدخول المدرسي الجديد‬ ‫المطبوع بالخصــــاص واالكتظــــاظ ‪ ‬واحتجاجات‬ ‫التالميذ وأولياء أمورهم ‪..‬والمعلمين‪ ،‬أفرجت وزارة‬ ‫بلمختار عن التوظيف بالتعاقد‪ ،‬مع أحد عشر ألفا من‬ ‫المربيات والمربين‪ ،‬لتأطير منظومة التعليم بالمغرب‪،‬‬ ‫التي أجمعت كل القوى الحية بالبالد على فسادها‬ ‫وتخلفها ‪ ‬وفشلها بالرغم من المخططات والبرامج‬ ‫واللجان والمجالس‪ ،‬وتوظيف الماليين ‪......‬‬ ‫«الكونطراطو» المقترح على المعنيين باألمر‪ ،‬من‬ ‫طرف األكاديميات وليس الدولة‪ ،‬ال يخول للمتعاقدين‬ ‫الـ ‪ 11‬ألفا ‪ ‬حق اإلدماج المباشر أو الغير المباشر‬ ‫في الوظيفة العمومية ‪ ‬وال حق التقاعد‪ ،‬وبالمقابل‪،‬‬ ‫يحملهم كافة المسؤوليات التي حددها قانون الوظيفة‬ ‫العمومية بالنسبة للمدرسين الرسميين‪.‬‬ ‫يعنى أنه سوف يكون في المدرسة الواحدة ‪ ‬نوعان‬ ‫من المعلمات والمعلمين «تيتولير» و «أوكازيونيل»‬ ‫وبينهما «برزخ» من الحكرة والغبن»‪....‬‬ ‫يبدو أن «سيستيــم» ‪« ‬الكنطراطـــو» هو الحل‬ ‫السحري الذي تفتقت ‪ ‬عنه عبقرية الحكومة التي عفا‬ ‫اهلل عنها وعنا‪ ،‬من أجل امتصاص بطالة المتعلمين‬ ‫وأصحاب الكفاءات العالية‪.‬‬ ‫‪ k k k‬‬

‫‪ 24‬سنـــة‬ ‫برأي مندوب التخطيط الحليمي فإن تقليص‬ ‫الفوارق االجتماعية بالمغرب ‪ ‬بنسبة النصف‪ ،‬يحتاج‬ ‫إلى ‪ 24‬سنة ‪ ،‬ولعله يقصد السنة الضوئية‪ ،‬التي تمثل‬ ‫تسعة ماليير وخمسمائة ‪ ‬مليون كيلوميتر‪ .‬أما سنوات‬ ‫اهلل القمرية والشمسية فإن المغرب البد وأن يكون‬ ‫بحاجة منها إلى عمر أجيال عدة بالكامل‪.‬‬ ‫إحصائيات الحليمي‪ ‬تحاول إقناعنا بأن ‪ ‬ثلثي‪ ‬‬ ‫المغاربة من سكان البوادي والقفار‪ ،‬يعانون هشاشة‬ ‫اقتصادية واجتماعية وأنه ال يوجد بالمغرب من‬ ‫طنجة إلى الكويرة‪ ،‬أكثر من ‪ 200‬ألف فقير يوجدون‬ ‫كلهم بالبادية‪ ،‬وهذا سر عدم وصول الوزيرة الحقاوي‬ ‫إليهم‪ ،‬حين نفت‪ ،‬نفيا قاطعا‪ ،‬تحت قبة البرلمان‪ ،‬أن‬ ‫ال وجود للفقر والفقراء بالمغرب…‪.‬لعلها لم تنتقل إلى‬ ‫البادية ‪ ‬أو «العروبية» بلغة ما وراء عرباوة‪ ،‬منذ أن أنعم‬ ‫اهلل عليها بنعمة الوزارة‪! ‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬نوفمرب ‪2016‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫«المنزه» يحتاج إلى ‪ 4‬ماليين سنتيم إلنقاذه واإلدارة تشرع‬ ‫في طرد العاملين‬ ‫يبدو أن مشاكل فندق «المنزه» أعرق فنادق‬ ‫طنجة‪ ،‬والذي خفضت وزارة السياحة في إجراء عقابي‬ ‫تصنيفه من ‪ 5‬نجمات إلى ‪ 3‬فقط‪ ،‬أكبر من غياب‬ ‫شروط السالمة الصحية في المطبخ‪ ،‬فحسب ما‬ ‫علمته «المساء» من مصادر مطلعة فإن األمر يشمل‬ ‫كل جنبات الفندق الذي يحتاج إلى مبالغ ضخمة من‬ ‫أجل إنقاذه‪ ،‬وهو األمر الذي جعل إدارته تشرع في‬ ‫طرد العمال‪ ،‬بحجة الحاجة لسيولة مالية‪.‬‬ ‫ووفق مصادر «المساء» فإن اللجنة التي زارت‬ ‫الفندق التابع للمجموعة العالمية «روايال» وقررت‬ ‫تخفيض تصنيفه‪ ،‬رصدت بالفعل مشاكل عديدة على‬ ‫مستوى المطبخ من شأنها اإلضرار بصحة الزبائن‪،‬‬ ‫لكنها أيضا اكتشفت خروقات أخرى داخل الغرف‬ ‫متعلقة بنظام التهوية والتدفئة‪ ،‬وسالمة البناء‪ ،‬األمر‬

‫الذي دفعها إلى تخفيض تصنيف الفنذق بنجمتين‪،‬‬ ‫وإلزامه بتصحيح تلك االختالالت إن أراد استرجاع‬ ‫تصنيفه القديم‪.‬‬ ‫وأوردت مصادر الجريدة أن القيمة الكلية‬ ‫لألموال التي يحتاجها الفندق للتمكن من تصحيح‬ ‫تلك االختالالت تقارب ‪ 4‬ماليير سنتيم‪ ،‬حيث يحتاج‬ ‫إلى استبدال تجهيزات المطبخ التي يعمل بها‬ ‫منذ التسعينيات بأخرى حديثة تتوفر فيها معايير‬ ‫السالمة‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك عليه انتظار زيارة اللجنة‬ ‫المعنية من أجل التحقيق من مدى تطبيقه للشروط‪.‬‬ ‫ومن ناحية أخرى أكدت مصادر «المساء» أن‬ ‫اإلدارة شرعت بالفعل في طرد المستخدمين بحجة‬ ‫عدم توفرها على السيولة المالية الكافية‪ ،‬وبدأت‬ ‫بأصحاب العقود المحدودة‪ ،‬حيث أخطرتهم بضرورة‬

‫االستعداد للرحيل‪ ،‬وتوقعت المصادر ذاتها أن يشمل‬ ‫الفصل موظفين آخرين‪ ،‬موردة أن اإلدارة تتعلل‬ ‫بتراجع المداخيل نتيجة العقوبة التي طالت الفندق‪،‬‬ ‫والتي شملت تخفيض أثمنة المبيت‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫التأثير على سمعته بعد التطرق للموضوع إعالميا‪.‬‬ ‫ويعد هذا الموقف الحرج الذي تورطت فيه أعرق‬ ‫مؤسسة فندقية في طنجة نتيجة طبيعية للطريقة‬ ‫التي يتعامل بها مدير الشركة المالكة له‪ ،‬العراقي‬ ‫لؤي الطريحي‪ ،‬مع اإلداريين والمستخدمين‪ ،‬حيث‬ ‫عانى الفندق كثيرا بعد طرد العشرات من الموظفين‬ ‫أصحاب الخبرة والتجربة الطويلة‪ ،‬دون حتى تمكينهم‬ ‫من مستحقاتهم‪ ،‬ما دفعهم للتوجه للقضاء تارة‬ ‫واالحتجاج أمام الفندق تارة أخرى‬

‫حمزة المتيوي‬

‫حجز ‪ 51‬طنا من القطاني المهربة من مليلية المحتلة بالناظور‬ ‫في ضــربــة موجعــة وغير مسبوقــة تلقـــاها‬ ‫المهربون المتاجرون في المواد الغذائية التي تمس‬ ‫القدرة الشرائية للمواطنين المغاربة‪ ،‬تمكنت عناصر‬ ‫الشرطة القضائية‪ ،‬التي تحركت تحت قيادة رئيسها‪،‬‬ ‫ببلدة فرخانة‪ ،‬أحد المعابر المؤدية إلى مدينة مليلية‬ ‫السليبة‪ ،‬في إطار محاربتها لظاهرة التهريب‪ ،‬من‬ ‫حجز ‪ 51‬طنا من القطاني‪ ،‬عدس وفاصوليا وحمص‪،‬‬ ‫وهي المواد الغذائية التي عرفت أسعارها ارتفاعا غير‬

‫مسبوق تجاوزت نسبته ‪ 250‬في المائة‪.‬‬ ‫عناصر الشرطة القضائية اقتحمت‪ ،‬بناء على‬ ‫معلومات توصلت بها في شأن هذه العملية‪ ،‬منزال‬ ‫عبارة عن مخزن لهذه الكمية الهائلة من القطاني‬ ‫المهربة من الثغر المحتل‪ ،‬وأفلحت كذلك في حجز‬ ‫خمس سيارات تحمل صفائح بأرقام مزورة كما تم‬ ‫اعتقال أحد المهربين صاحب المنزل‪.‬‬ ‫وقد تم تسليم البضاعة المحجوزة إلى اآلمر‬

‫بالصرف لدى مديرية الجمارك للشمال الشرقي ببني‬ ‫انصار‪ ،‬فيما أحيل الموقوف على المصالح المختصة‬ ‫التخاذ المتعين‪ ،‬كما تمّ فتح تحقيق في عملية‬ ‫التهريب إليقاف متورطين محتملين قد يشكلون‬ ‫شبكة لتهريب هذه المواد الغذائية التي تعرف رواجا‬ ‫استهالكيا هاما بعد أن ّ‬ ‫قل العرض وأصبحت مادة‬ ‫نادرة مما أدى إلى اشتعال أسعارها في األسواق‪.‬‬

‫عبد القادر كترة‬

‫شهادات «مشبوهة» تجر رئيس جماعة بطنجة ونائبه األول‬ ‫إلى القضاء‬ ‫علمت «األخبار» من مصادر مطلعة‪ ،‬أن مصالح‬ ‫الدرك الملكي التابعة للقيادة الجهوية للدرك بطنجة‪،‬‬ ‫استمعت أخيرا إلى رئيس الجماعة القروية للعوامة‬ ‫عن حزب االتحاد الدستوري‪ ،‬إلى جانب نائبه األول عن‬ ‫حزب العدالة والتنمية‪ ،‬بسبب ملف ثقيل يتعلق بإصدار‬ ‫شهادات إدارية بدون التأشير عليها من لدن السلطات‬ ‫المحلية‪.‬‬ ‫ووفق المعلومات المتوفرة فضال عن وثائق هذا‬ ‫الملف الحارق الذي ينتظر أن يكتسي صبغه جنائية‬ ‫(وتتوفر «األخبار» على نسج منها)‪ ،‬فإن تفاصيله تعود‬ ‫إلي متم منتصف شهر شتنبر الماضي‪ ،‬وذلك حين‬ ‫وضعت عائلة مكونة من أربعة أفراد‪ ،‬شكاية أمام‬ ‫وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية قصد البت في‬ ‫هذه القضية‪ ،‬بناء على الوثائق واألدلة التي بحوزتها‪،‬‬ ‫والتي تكشف أن األمر يتعلق بكونهم يملكون قطعة‬ ‫أرضية بمدشر «الكوارت المشاعلة» بالجماعة المشار‬

‫إليها‪ ،‬مساحتها ‪ 679‬مترا مربعا‪ ،‬ويوجد فوقها مسكن‬ ‫وبئر‪ ،‬كما عاينت ذلك «األخبار» غير أنهم تفاجؤوا‬ ‫بكون النائب األول للرئيس عن حزب العدالة والتنمية‪،‬‬ ‫أقدم على إصدار شهادة إدارية مشبوهة ينتظر أن‬ ‫يكشف القضاء عن كيفية تسليمها‪ ،‬لسيدة تدعى‬ ‫(م‪.‬ج) قصد إثبات كون األرض في ملكيتها‪ ،‬في الوقت‬ ‫الذي تتوفر العائلة المشتكية على شهادة إدارية حول‬ ‫هذه األرض‪ ،‬وحسب مضمون الشكاية التي وضعت‬ ‫أمام القضاء‪ ،‬بناء على تحريات محامي المشتكين‪ ،‬فإن‬ ‫المشتكى به عمل على تسليم الشهادة اإلدارية دون‬ ‫اعتماد بحث قائد المنطقة باعتباره ممثال للسلطة‬ ‫ودون معاينة القسم التقني للجماعة‪ ،‬وهي األسئلة‬ ‫التي طرحها المحققون األمنيون على المسؤولين‬ ‫اللذين جرى االستماع إليهما‪.‬‬ ‫وتبعا لذلك‪ ،‬تظهر الشكايتان الصادرتان حول‬ ‫هذه البقعة األرضية‪ ،‬أن األولى يعود تاريخها إلى‬

‫متم شهر دجنبر من سنة ‪ ،2015‬هي الوثيقة المثيرة‬ ‫للجدل وبشأنها جرى وضع ملف أمام القضاء‪ ،‬بغية‬ ‫الكشف عن التفاصيل المحيطة بكيفة إصدارها‪،‬‬ ‫تحمل رقم ‪ ،37/2015‬وتحمل توقيع النائب األول عن‬ ‫الجماعة بحكم أنه مفوض له من قبل الرئيس‪ ،‬فيما‬ ‫صدرت الشهادة اإلدارية الثانية‪ ،‬والتي تختلف في‬ ‫المساحة األرضية لهذه البقعة األرضية‪ ،‬بتاريخ الرابع‬ ‫من شهر يوليوز المنصرم‪ ،‬وتحمل توقيع رئيس هذه‬ ‫الجماعة بشكل شخصي‪.‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬وحسب المصادر‪ ،‬فإنه يرتقب إحالة‬ ‫محاضر الضابطة القضائية‪ ،‬على النيابة العامة‬ ‫بابتدائية طنجة‪ ،‬قصد اتخاذ اإلجراءات القانونية‬ ‫الالزمة على ضوء هذا الملف‪ ،‬علما أن العائلة المشتكية‬ ‫كشفت أن النائب األول زراها في منزلها إلجراء معاينة‬ ‫عن هذه البقعة األرضية‬

‫محمد أبطاش‬

‫صحاب أرض بتطوان يطالبون بتعويضهم عن نزع الملكية‬ ‫طالب العديد من مالك األراضي الفالحية‬ ‫بتطوان‪ ،‬في وقفة احتجاجية نظموها زوال األحد‬ ‫الماضي‪ ،‬المؤسسات المعنية بإنصافهم وضمان‬ ‫تعويضهم عن أراضيهم التي نزعت منهم لتشييد‬ ‫مشروع تهيئة وادي مرتيل الشطر األول‪ ،‬دون أن‬ ‫يحصلوا على أي تعويض مادي إلى حد اآلن‪ ،‬رغم‬ ‫الوعود الشفوية التي تلقوها من قبل‪ ،‬وتأكيد‬ ‫استعداد ذوي الحقوق والورثة للتضحية من أجل‬ ‫خدمة المنفعة العامة‪ ،‬وعدم التعرض أمام المشاريع‬ ‫الضخمة التي يمكن أن تفيد االقتصاد المحلي‬ ‫والوطني وتساهم في تنمية البالد‪.‬‬ ‫وكشف أحد المحتجين‪ ،‬أن السكان طال‬ ‫انتظارهم للتعويض دون أن يحصلوا عليه‪ ،‬والحوار‬ ‫مع السلطات المحلية والمؤسسات المعنية لم‬ ‫يأت بأي نتجة تذكر سوى المماطلة والتسويف‪..‬‬ ‫لذلك ستستمر االحتجاجات السلمية والحضارية‬

‫حتى تحقيق المطالب وتنزيل التوجيهات الملكية‬ ‫التي طالبت المسؤولين والمؤسسات بتعويض‬ ‫المتضررين من نزع الملكية واإلسراع في تنفيذ ذلك‬ ‫وفق القوانين الجاري بها العمل‪.‬‬ ‫وكشف المتحددث نفسه‪ ،‬أن أغلب السكان‬ ‫المحتجين بسطاء ويعيشون أوضاعا اجتماعية قاسية‪،‬‬ ‫فضال عن اعتمادهم على أراضيهم الفالحية مصدر‬ ‫عيش وحيد ال يمكنهم التفريط فيه أو اإلنتظار‪،‬‬ ‫والحل الوحيد لتدارك هذا األمر‪ ،‬هو تعويض‬ ‫المتضررين بحلول اتفاقية أو إرسال لجنة خاصة‬ ‫للتقييم حتى ال تضيع الحقوق‪ ،‬وسط هذا الغموض‬ ‫الذي أصبح يلف الملف‪ ،‬واإلشاعات المكثفة التي‬ ‫تتحدث عن نزع األراضي مقابل تعويضات زهيدة ال‬ ‫تسمن وال تغني من جوع‪.‬‬ ‫وشدد المحتجون على أنهم يتوفرون على وثائق‬ ‫قانونية مضبوطة تؤكد ملكيتهم لألراضي منذ سنين‬

‫خلت‪ ،‬وكل ما يطالبون به المسؤولين هو توضيح‬ ‫نوع المشاريع التي ستقام وتحديد تاريخ وقيمة‬ ‫التعويض الذي سيتلقونه‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار‬ ‫الحالة االجتماعية للعديد من العائالت التي ستصبح‬ ‫مشردة رفقة أطفالها إذا تم تنفيذ نزع الملكية دون‬ ‫دفع التعويضات الضرورية وفق القوانين الجاري بها‬ ‫العمل‪.‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬يعرف ملف نزع الملكية الخاصة بتهيئة‬ ‫وادي مرتيل مشاكل متعددة واحتجاجات مستمرة‬ ‫للمالك وذوي الحقوق‪ ،‬إذ رغم االجتماعات المتكررة‬ ‫مع المسؤولين يستمر المتضررون في االحتجاج‬ ‫والمطالبة بالتعويض بشكل مستعجل‪ ،‬لكون بعض‬ ‫األراضي الفالحية هي المورد الوحيد لرزق األسر‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬


‫العدد ‪862‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬نوفمرب ‪2016‬‬

‫‪7‬‬

‫إقتصاد‬ ‫‪ 62‬مليار درهم من القروض المتعثرة‬ ‫كشف بنك المغرب ارتفاع القروض‬ ‫المتعثرة بنسبة ‪ 8،3‬في المائة مع‬ ‫نهاية شتنبر الماضي مقارنة مع نفس‬ ‫الفترة من سنة ‪ ،2015‬لتبلغ نحو ‪62‬‬ ‫مليار درهم‪ .‬ويمثل هذا المبلغ ‪ 7،8‬في‬ ‫المائة من إجمالي القروض البنكية‪.‬‬ ‫كما أن القروض المتعثرة التي تجد‬ ‫األبناك صعوبة في استخالصها‪ ،‬سجلت‬ ‫كذلك ارتفاعا بنسبة ‪ 1،6‬في المائة‬ ‫بنهايـــة شتنبــر الماضي مقارنـــة مع‬ ‫الشهر السابق‪ .‬أما بالنسبة للقروض‬ ‫المتعثرة على األسر المغربية فبلغت ‪ 22،5‬مليار درهم بارتفاع نسبته ‪ 1،1‬في المائة بنهاية‬ ‫شتنبر الماضي مقارنة مع الشهر السابق‪.‬‬ ‫وبالنسبة للمقاوالت‪ ،‬فإن حجم القروض المتعثرة بلغ نحو ‪ 38،5‬مليار درهم مسجال‬ ‫ارتفاعا لهذه القروض بنسبة ‪ 2،3‬في المائة مقارنة مع الشهر السابق و ‪ 18،7‬في المائة‬ ‫مقارنة مع نفس الفترة من النسبة الماضية‪ ،‬وفي نهاية شتنبر الماضي‪ ،‬أيضا بلغ حجم‬ ‫القروض المتعثرة بالنسبة للمقاوالت غير المالية نحو ‪ 872‬مليون درهم مسجال استقرارا‬ ‫بالمقارنة مع الشهر السابق وارتفاعا بنسبة ‪ 29‬في المائة بالمقارنة مع نهاية شهر شتنبر‬ ‫من السنة لماضية‪.‬‬ ‫وإجماال ارتفاع حجم القروض البنكية المتعثراستخالصها من طرف األبناك مع نهاية‬ ‫شتنبر من ‪ 7،8‬في المائة إلى ‪ 62‬مليار درهم من إجمالي القروض البالغ ‪ 795،8‬مليار درهم‪.‬‬ ‫في المقابل تحسن مستوى اإلقبال على القروض البنكية بنسبة ‪ 4‬في المائة مع نهاية‬ ‫شتنبر الماضي‪ ،‬متجاوزا بذلك توقعات بنك المغرب التي حددتها في ‪ 3‬في المائة‪ .‬وسجلت‬ ‫إحصائيات بنك المغرب ارتفاعا على مستوى قروض التجهيز بنسبة ‪ 5،8‬في المائة لتصل إلى‬ ‫‪ 146،7‬مليار درهم‪ ،‬ضمنها ‪ 94،3‬مليار درهم موجهة للمقاوالت غير المالية الخاصة‪ ،‬كما‬ ‫عرفت القروض العقارية ارتفاعا بنسبة ‪ 2،4‬في المائة لتبلغ ‪ 246،4‬مليار درهم‪ ،‬ويفسر هذا‬ ‫االرتفاع بنمو لقروض السكن بنسبة ‪ 5،3‬في المائة لتصل إلى ‪ 186،1‬مليار درهم‪ ،‬مقابل‬ ‫تراجع القروض الممنوحة للمنعشين العقاريين بنسبة ‪ 4،2‬في المائة‪.‬‬ ‫أما قروض االستهالك فقد سجلت ارتفاعا بنسبة ‪ 5،5‬في المائة لتصل إلى ‪ 48،7‬ماليير‬ ‫درهم مع نهاية شتنبر الماضي‪ ،‬وبخصوص القروض الموجهة للمؤسسات‪ ،‬فقد عرف معدل‬ ‫نمو القروض للقطاع غير المالي استقرارا عند ‪ 3،5‬في المائة مع نهاية شتنبر‪ ،‬وتميزت‬ ‫القروض الموجهة لهذا القطاع بتباطؤ في تطور القروض الممنوحة للشركات العمومية غير‬ ‫المالية‪ ،‬وتسارعا للقروض الممنوحة للقطاع الخاص الذي سجل نموا بنسبة ‪ 3،5‬في المائة‪.‬‬ ‫ويعزى هذا التطور إلى ارتفاع جاري القروض الممنوحة للشركات الخاصة غير المالية‪،‬‬ ‫وتطور القروض الموجهة إلى األسر التي استقرت عند ‪ 4،7‬في المائة‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫مقاوالت مغربية تعتبر مناخ األعمال «غير مالئم»‬ ‫في الوقت الراهن‬ ‫اعتبر عدد من المقاوالت المغربي أن مناخ األعمال «غير مالئم» حاليا‪ .‬وحسب بنك المغربـ‬ ‫فإن ربع هذه المقاوالت يقول بهذا الرأي في ما يخص الفصل الثالث من السنة الجارية‪.‬‬ ‫وحسب نتائج بحث حول الظرفية برسم الفصل الثالث لسنة ‪ ،2016‬فإن نسبة الفاعلين‬ ‫الصناعيين الذين يعتقدون أن مناخ األعمال عاد‪ ،‬بلغت ‪ 89‬في المائة في قطاع «الصناعة‬ ‫الغذائية»‪ ،‬والثلثين في قطاع «النسيج والجلد» وفي الصناعات «الكميائية وشبه الكميائية»‪،‬‬ ‫و‪ 35‬في المائة في الصناعات «الميكانيكية والمعدنية»‪.‬‬ ‫وأفاد بنك المغرب ــ الذي أكد أن هذه اآلراء هي للفاعلين االقتصاديين وال تعكس‬ ‫بالضرورة وجهة نظر البنك المركزي ــ أن ‪ 64‬في المائة من المقاوالت تصف وضعية‬ ‫خزينتها المالية برسم الفصل الثالث لسنة ‪ 2016‬بـ«العادية» فيما تعتبرها ‪ 31‬في المائة‬ ‫من المقاوالت دون ذلك‪.‬‬ ‫كما أن الصعوبات التي تواجهها مالية المقاوالت مرتبطة بارتفاع التكاليف غير المالية‪،‬‬ ‫وزيادة الصعوبات المرتبطة باسترجاع األموال‪ ،‬وخفض آجال األداء من طرف الممونين‪.‬‬ ‫وبخصوص ظروف التمويل‪ ،‬أشار بنك المغرب إلى أن غالبية المقاوالت اعتبرتها «عادية»‪،‬‬ ‫مبرزا أن ‪ 90‬بالمائة من أرباب المقاوالت يعتبرون الولوج إلى التمويل عاديا في الصناعات‬ ‫الغذائية والكميائية وشبه الكميائية‪ ،‬مقابل ‪ 74‬في المائة بالنسبة للصناعات الميكانيكية‬ ‫والمعدنية و‪ 58‬في المائة بالنسبة لصناعة النسيج والجلد‪ ،‬مضيفا أن ‪ 78‬في المائة منهم‬ ‫يصرحون بأن تكلفة االئتمان مستقرة‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق بنفقات االستثمار‪ ،‬فقد عرفت ارتفاعا في الفصل الثالث لسنة ‪2016‬‬ ‫بالنسبة لـ‪ 25‬في المائة من أرباب المقاوالت‪ ،‬بينما اعتبرت الغالبية (‪ 69‬في المائة) أنها‬ ‫ظلت مستقرة‪ ،‬مبرزا أن أرباب الصناعة الذين صرحوا بارتفاع هذه النفقات يزاولون نشاطهم‬ ‫في قطاعات الصناعات الكيماوية وشبه الكيماوية (‪ 9‬في المائة) وصناعة النسيج والجلد (‪43‬‬ ‫في المائة)‪.‬‬ ‫وذكر البنك المركزي أن أرباب المقاوالت الصناعية يتوقعون حصول ارتفاع خالل الفصل‬ ‫القادم في نفقات االستثمار في مختلف فروع األنشطة التي يزاولونها‪ ،‬موضحا أن هذه‬ ‫النفقات ستمول بالنسبة ألزيد من ثلثي المقاوالت من خالل موارد ذاتية‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫مؤسسة كويتية تستقبل الــ « ‪ »VIP‬بمطارات المغرب‬ ‫فازت الشركة الكويتية «ناس» بمناقصة خدمات استقبال الضيوف المرموقين ‪ VIP‬بـ ‪18‬‬ ‫قاعة بمحطتي الذهاب واإلياب بتسعة مطارات مغربية‪ ،‬وذلك بعد منافسة قوية بين خمس‬ ‫شركات دولية كبرى‪.‬‬ ‫وقد تم إبرام اتفاقية شراكة بين المكتب الوطني للمطارات وهذه الشركة الكويتية التي‬

‫تعهدت من خالل هذا المشروع بإحداث ما بين ‪ 200‬و‪ 250‬منصب شغل مباشر لتأمين هذه‬ ‫الخدمات في ظروف جيدة‪.‬‬ ‫وفي كلمة بالمناسبة‪ ،‬أعرب المدير العام للمكتب الوطني للمطارات ‪ ،‬والرئيس التنفيذي‬ ‫للشركة الكويتية عن ارتياحهما لتوقيع هذه االتفاقية التي تنص على تمكين الشركة‬ ‫الكويتية مع مطلع السنة القادمة من اإلش��راف على معالجة مختلف خدمات االستقبال‬ ‫المنقولة بشكل تدريجي عن المكتب الوطني للمطارات حتى تشمل في مجملها مختلف‬ ‫قاعات الضيوف المتميزين بكل من مطارات الدار البيضاء والرباط ومراكش وأكادير وطنجة‬ ‫وفاس ووجدة والداخلة والعيون‪.‬‬ ‫وسيتم االعتماد في تسيير هذه العمليات ذات الصلة بمختلف مرافق االستقبال على فريق‬ ‫متمرس ومؤهل ‪ ،‬تقنيا وإداريا‪ ،‬والذي سيخضع لدورات تكوينية مسبقة في مجاالت عدة من‬ ‫قبيل شروط السالمة وجودة الخدمات وفقا للمعايير الدولية‪ ،‬فضال عن عامل التمكن من‬ ‫اللغات الثالث (العربية والفرنسية واالنجليزية) وذلك حتى تجعل شركة «ناس» من المغرب‬ ‫مركزا محوريا لالنفتاح من خالله على مختلف الوجهات اإلفريقية واألوربية‪.‬‬ ‫وتمت اإلشارة بالمناسبة إلى أنه في انتظار الشروع الرسمي في تفعيل هذه الخدمات‪،‬‬ ‫فقد تم التفكير في إحداث قاعات متنقلة في أفق تهيئ القاعات الرسمية التي سيتم الجمع‬ ‫في تصميمها ما بين الموروث الثقافي األصيل للمملكة المغربية وباقي المواصفات التي‬ ‫تتطلبها العصرنة‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫طنجة عاصمة صناعة السيارات في المغرب وإفريقيا‬ ‫ملتقى قطاع صناعة السيارات بطنجة تحت شعار‬ ‫«النظم االقتصادية تتحرك»‬ ‫‪ 25 - 23‬نوفمبر ‪2016‬‬ ‫أكد المدير العام لمجموعة «رونو»‬ ‫المغرب مارك نصيف‪ ،‬أن منطقة طنجة‬ ‫لها كل المقومات البنيوية واإلنتاجية‬ ‫لتصبح عاصمة لصناعة السيارات في‬ ‫المغرب وأفريقيا في األفق المنظور‪.‬‬ ‫وأوض��ح في تصريح لوكالة المغرب‬ ‫ال��ع��رب��ي ل�لأن��ب��اء‪ ،‬ان م��دي��ن��ة طنجة‬ ‫وضواحيها لها كــل المقومات لتكون‬ ‫بدون منازع عاصمة وقاطــرة لصناعة‬ ‫السيارات في المغرب وأفريقيـا‪ ،‬مـع‬ ‫تحقيق إنتاج سيتجاوز ‪ 270‬ألف سيارة‬ ‫سنة ‪ 2016‬الجارية وبلوغ نحو ‪ 90‬بالمائة من الطاقة اإلنتاجية لمعمل «رونو» بمدينة‬ ‫البوغاز ‪.‬‬ ‫وعزا الفاعل الصناعي هذا األداء وهذه النتائج المتميزة إلى أهمية وحيوية السوق الداخلية‬ ‫واالستقرار االجتماعي واالقتصادي الذي يتميز به المغرب ‪ ،‬والحكامة الجيدة في التدبير التي‬ ‫تنهجها المملكة ‪ ،‬ومهارات وكفاءات الموارد البشرية والطلب الخارجي المتزايد على المنتوج‬ ‫المغربي في مجال صناعة السيارات‪ ،‬خاصة من أوروبا والدول العربية‪ ،‬مشيرا إلى أن المغرب‬ ‫يحظى حاليا بموقع متميز في سوق السيارات على الصعيد الدولي‪.‬‬ ‫واعتبر أن قطاع صناعة السيارات‪ ،‬المصدر األول على الصعيد الوطني‪ ،‬حقق رقم معامالت‬ ‫بقيمة ‪ 50‬مليار درهم سنة ‪ ،2015‬وهو ما يجعل من هذا الصنف الصناعي ركيزة أساسية‬ ‫للتنمية على المستويات المحلية والوطنية وقاطرة للنمو االقتصادي وتشجيع خلق الثروات‬ ‫وفرص العمل‪ ،‬مشيرا إلى أن مصنع «صوماكا» بالدار البيضاء ‪،‬التابع لمجموعة رونو المغرب‪،‬‬ ‫يستعد بدوره لتسجيل رقم قياسي جديد خالل العام الجاري مع إنتاج ما يقارب ‪ 70‬ألف سيارة‪.‬‬ ‫وأضاف ان االداء الذي سيحققه معمل الدار البيضاء سيمكن من بلوغ حجم إنتاج شركة‬ ‫«رونو» المغرب أكثر من ‪ 340‬الف مركبة خالل سنة ‪ ،2016‬مما يجعل من المملكة بشكل‬ ‫عام قاعدة صناعية مهمة للشركة على الصعيد الدولي‪ ،‬وهو ما سيمكنها من االستحواذ على‬ ‫أكثر من ‪ 10‬بالمائة من إجمالي مبيعات المجموعة على الصعيد الدولي‪.‬‬ ‫ورأى أن هذا اإلنجاز الذي تحققه المجموعة يعود أيضا إلى البنيات المينائية والطرقية‬ ‫والسككية المتميزة التي يزخر بها المغرب بشكل عام ومنطقة طنجة على وجه الخصوص‪،‬‬ ‫وكذا الى توفر المواد الطاقية ووجود عنصر بشري كفء أثبت مهاراته العالية في كل‬ ‫مستويات اإلنتاج‪ ،‬وهو ما يجعل من منطقة طنجة نموذجا في الفعالية ومرجعا في الصناعة‬ ‫الخضراء‪ ،‬ولها كذلك القدرة على دعم جهود المغرب الرامية إلى التخفيف من آثار التغيرات‬ ‫المناخية في أفق احتضان الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر األطراف في اتفاقية األمم‬ ‫المتحدة اإلطارية‪ ،‬بشأن تغير المناخ «كوب ‪ »22‬األسبوع القادم‪.‬‬ ‫واوضح في هذا السياق أن مصنع طنجة‪ ،‬الذي يحقق «صفر كربون» و «صفر في تصريف‬ ‫السوائل الصناعية « يعد حاليا األول في مجموعة «رونو» المغرب من حيث الحد من انبعاثات‬ ‫الطاقة والكربون‪ ،‬وبالتالي يشكل مفخرة للمغرب كما لمجموعة رونو بأكملها ‪.‬‬ ‫ومن المتوقع أن يصل رقم معامالت القطاع خالل السنة الجارية نحو ‪ 60‬مليار درهم على‬ ‫أن يتجاوز في أفق سنة ‪ 2020‬قيمة ‪ 100‬مليار درهم ‪ ،‬وهو ما سيوفر أكثر من ‪ 175‬ألف‬ ‫منصب شغل‪.‬‬ ‫وستحتضن مدينة طنجة‪ ،‬من ‪ 23‬إلى ‪ 25‬نونبر الجاري ‪ ،‬الدورة الخامسة لملتقى فاعلي‬ ‫قطاع صناعة السيارات‪ ،‬تحت شعار «النظم االقتصادية تتحرك»‪.‬‬ ‫وتسعى الدورة الجديدة لملتقى فاعلي قطاع صناعة السيارات‪ ،‬المنظمة تحت الرعاية‬ ‫السامية لصاحب الجاللة الملك محمد السادس‪ ،‬إلى دعم ومواكبة العديد من األهداف‬ ‫المهنية المرسومة والمخططات التي تهم مختلف الفاعلين في مجال صناعة السيارات‬ ‫والقطاعات األخرى المرتبطة به‪ ،‬خاصة قطاع المناولة‪ ،‬وكذا إلى توفير فضاء لتعزيز التعاون‬ ‫وتطوير الشراكات بين المهتمين بقطاع السيارات على مستوى األورومتوسطي‪ ،‬من خالل‬ ‫تنظيم لقاءات ثنائية واجتماعات وموائد مستديرة سينشطها خبراء في المجال‪.‬‬


‫العدد ‪861‬‬

‫طـاللــة‬ ‫إ‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 07‬نوفمرب ‪2016‬‬

‫المسرح الطنجي‬ ‫خالل فجر االستقالل‬

‫‪8‬‬

‫مدارس وزان تناهض العنف بوسطها‬

‫إعداد ‪ :‬مصطفى بديع السوسي‬ ‫الفرقة من ‪ 1975‬إلى ‪.1998‬‬ ‫ت�����ول�����ى ع�������دد م��ن‬ ‫المسؤوليــن إدارتها‪ ،‬نذكر‬ ‫م��ن بينهــم ال��س��ـ��ـ��ـ��ادة‬ ‫األفــاضــل ‪ :‬عبـــد الســـــالم‬ ‫بوحديـــد‪ ،‬محمــد شقــــور‪،‬‬ ‫محمد المتــيـــوي‪ ،‬شفـــاه‬ ‫اهلل‪ ،‬وهو من أبناء هــذه‬ ‫المدينة الذين أخلصــوا‬ ‫لها وتفانـوا في عشقهـا‬ ‫ومحبتـــهـا‪ ،‬وهو مـــن‬ ‫أقطاب رجــال التعليــم‪،‬‬ ‫كان مديرا إلعدادية ماء‬ ‫العينين قبل إحالتـــه‬ ‫على التقاعد‪.‬‬

‫في أواخ��ر الخمسينـات‪،‬‬ ‫أنشــأ السيد فــؤاد بنزكري‪،‬‬ ‫الذي تولــى مسؤوليــة في‬ ‫ديــوان العامل وك��ذا في‬ ‫مصالح الحالة المدنية كأول‬ ‫ضابط لها‪ ،‬جمعيـة «صالح‬ ‫الدين األي��وب��ي»‪ ،‬وكانت‬ ‫جمعية ثقافية فنية التقى‬ ‫فيها عدد من فعاليــات‬ ‫الشباب الطنجـي‪ ،‬حيــث‬ ‫قدموا تمثيليات عربية‬ ‫وفرنسيــة‪ ،‬إما بلغتهــا‬ ‫الصادق الزفري‬ ‫عبد العزيز الناصري‬ ‫األصليــــة أو مُعربـــة‬ ‫أو باللســـان العــربـــي‬ ‫الفصيح‪ ،‬وكانت تلــك‬ ‫اإلبداعــات المسرحيـــة‬ ‫أهم أعمــال جمعية‬ ‫امـتـــــدادا لنهــضـــــة‬ ‫النهضة الثقافية ‪:‬‬ ‫المــــســرح بطنــجــــــة‬ ‫ «ال���زواج ب��ال��دراع»‪:‬‬‫منذ نهــايـــة العشرينات‬ ‫تأليــف محـمد العربـــي‬ ‫م��ن ال��ق��رن الماضي أي��ام‬ ‫الصحراوي‪ ،‬إخ��راج ‪ :‬عبــــد‬ ‫جمعية الهالل للمسرح‪ ،‬كما‬ ‫العزيـــز الناصري‪ ،‬كان ذلك‬ ‫أسلفنا من قبل في الحلقات‬ ‫سنة ‪.1975‬‬ ‫الماضية‪..‬‬ ‫ «أص��وات القادمين» ‪:‬‬‫ذلك كله أصبح تاريخــا‬ ‫أحمد الشنتوف‬ ‫يشهد لهــذه المدينــة بما محمد العربي الصحراوي‬ ‫تأليف عبد السالم بوحديد‪،‬‬ ‫الشـخـص الذي عـــرف بنبـل‬ ‫كان لهـــا من عـز وافتخـار ونشـاط‬ ‫مؤسسيهــــــا الفنان الالمع الصادق أخالقــه وسلوكه الرفيـــع‪ ،‬أخــرج‬ ‫فني وثقافي‪..‬‬ ‫ «ف��رق��ة ال��س��ت��ار الذهبـي» الزفري متعه اهلل بالصحة والعافية‪ ،‬هذه المسرحيــة السيد عبد العزيــز‬‫تأسست في ‪ 18‬يوليــوز ‪ 1968‬على ومن إبداعاته التي صفق لها الجميع النــاصــري‪ .‬تشخـــــيـــص ‪ :‬عبد‬ ‫يد مجموعة من تالميذ ثانوية ابن وأث��ارت إعجاب الحاضرين مسرحية العزيز البقالي‪ ،‬رشيدة المراكشي‬ ‫الخطيب سابقا‪ ،‬والحقا ثانوية زينب «ال��ع��اش��ق اليتيــم» ال��ت��ي ألفها وآخـــرون‪..‬‬ ‫وف��ي سنة ‪ 2005‬أنشأ الفنان‬ ‫النفزاوية‪ ،‬نذكر من بينهم البشير وقام بإخراجها المبدع عبد العزيز‬ ‫والمبدع الزبير بن بوشتى فرقة «باب‬ ‫بنزكري‪ ،‬عبد القادر منيصار‪ ،‬عبد الناصري‪..‬‬ ‫ف��ي س��ن��ـ��ة ‪ 1975‬أنشــئت البحر سينيمسرح»‪ ،‬حيث ألف نصوصا‬ ‫المالك السوســي‪ ،‬محمد الصنهاجي‬ ‫السليماني الذي كان يقوم بإدارتها فرقــة «النهضة الثقافيــة» بفضل مسرحية وش��ارك في إخراجها رفقة‬ ‫مجموعـة من المثقفين عن طريق المخرج السينمائي الجياللي فرحاتي‪،‬‬ ‫لعدة سنوات خلت‪.‬‬ ‫تنظيم لقاءات تربوية في إطار برنامج نذكر من بينها ‪« :‬ال��ن��ار الحمرا»‬ ‫أهم األعمال ‪:‬‬ ‫«الوقت الثالث» الموجه للمؤسسات و«لالجميلة»‪ ،‬كان ذلك ما بين ‪2005‬‬ ‫مسرحيــــة «صالح» باللســـان التعليمية بطنجة‪ ،‬استمر نشاط هذه و‪ 2010‬وهي مطبوعة‪.‬‬ ‫العربي الفصيح‪ ،‬تأليف السيـــد عبد‬ ‫السالم التمسماني جاد‪ ..‬هذا الوجه‬ ‫الوضاء إضافة إلى تألقه في المسرح‬ ‫كمؤلف وممثل كتب أزجاال غنائيــة‬ ‫أبدعهــا المطـــرب الراحل محمد‬ ‫شهدت رحـاب الثانويـــة‬ ‫العربــي العوامي نذكر من بينها ‪ :‬يا اإلعدادية الحســـن الثانــي‪،‬‬ ‫مريض اهلل يشافيك‪ ،‬والربيب غريب‪ ،‬الواقعة بمـركـــز الجماعــة‬ ‫وبابا يا ألف حجـــاب‪ ،‬ثم مسرحية الترابية زومي‪ ،‬يــوم الثالثاء‬ ‫الموســـم الجهنــمــــي‪ ،‬باللســان فاتح نونبر ‪ ، 2016‬تنظيم‬ ‫العربــي الدارج‪ ،‬تأليف المرحـوم عبد تظاهرة متعددة الفقرات‪،‬‬ ‫المجيـــد الحمراني الذي كان موظفا وذلك بمنـــاسبـــة إعطـــاء‬ ‫انطالقة تنزيـــل برنامـــج‬ ‫إداريا بوكالة النقل الحضري‪ ،‬حافالت «إعداديـــات وثانـــويـــات‬ ‫المدينة‪ ،‬إخراج عبد العزيز الناصري‪ ،‬بدون تدخين»‪ ،‬المدعـــم‬ ‫ه��ذا األخير فنان عصامي موهوب من طـــرف مـــؤسســــة‬ ‫منذ ريعان شبابه‪ ،‬غاب عن الساحة لالسلمى للوقايــة وعـــالج‬ ‫الفنية منذ مايزيد عن عشر سنوات‪ ،‬السرطان ‪.‬‬ ‫قبل أن يتمتـــع الحضور‬ ‫أول مشاركته في مسرح الهواة كانت الكثيف الذي حج إلى فضاء‬ ‫بمسرحية شعرية‪« ،‬بقيت وحدي» المؤسسة بما أبدعه تالميذ‬ ‫للشاعر أبو بكر اللمتوني رحمه اهلل‪ ،‬وتلميذات من فقرات قزحية‬ ‫كان ذلك سنة ‪ ،1969‬وكان الناصري األلوان‪ ،‬حاملة لرسالة واحدة‬ ‫ممن بنوا المسرح الهزلي صحبة مبتدأها وخبرهــا شـــدد على‬ ‫فرقة «الثالثي المرح» سابقـا والحقـا‪ ،‬أن الجســم السليـــم والعمر‬ ‫«غني واضحـك» التي كانت تضم الطويـــل ال يستقيمان مع‬ ‫التدخين‪ ،‬كان قـــد تنـــاوب‬ ‫مؤسسهـا عبد النور بناني في دور على تناول الكلمة مجموعة‬ ‫«الحزمري» ومحمد العربي الصحراوي من المتدخلين وشركـــاء‬ ‫في دور «هشومة» والمرحوم أحمد المؤسسة التعليمية إلعطاء‬ ‫الشنتوف في دور العياشي الذي كان االنطالقة الفعليــة لتنزيـــل‬ ‫البرنامج المذكــور بمختلــف‬ ‫يهتــم بالفــن التشكيلــي وباألخص المؤسسات التعليمية باإلقليم‪ ،‬كل من ذات األسنان السامة ‪ .‬وأضاف المتدخلون‬ ‫البورتريه‪ ،‬وكنزة فاضل والمرحوم المدير اإلقليمي لوزارة التربية الوطنية وهم يتناولون مخاطر التعاطي للتدخين‬ ‫والتكوين المهني بوزان‪ ،‬ورئيس الجماعة في كلماتهم‪ ،‬بأن مزحة السيجارة األولى‬ ‫محمد الوافي‪.‬‬ ‫الترابية‪ ،‬ورئيس جمعية أمهات وآبـــاء تجسر الطريق نحو مآسي اإلدمان ومرض‬ ‫قـام الفنــان الناصري بجــوالت التالميذ ‪ ،‬ومدير اإلعدادية ‪.‬‬ ‫السرطان‪ ،‬وقتل كل ما هو جميل في حياة‬ ‫ع��ب��ر م���دن ال��م��غ��رب م��ع ك��ل من‬ ‫مختلف الكلمات أجمعت على أن األمر المتعاطي لهذه اآلفة الذي يدق بنفسه‬ ‫جمعيـة «الستار الذهبي» وجمعية يتعلق بآفة تفتك بصمت رهيب بأجسام أول مسمار في نعشه ‪ .‬وشددت على أن‬ ‫«شموع المسرح» التي كان من بين وعقول كل من يسقط بين كماشتيها المتعاطي للتدخين ذكرا كان أم أنثى ال‬

‫شكل الحضور المكثف لمختلف‬ ‫القطاعات الحكومية والفعاليات الحقوقية‬ ‫والمدنية‪ ،‬في أشغال المائدة المستديرة‬ ‫التي نظمهـــا المركـــز اإلقليمي لرصــد‬ ‫ومناهضة العنـــف بالوسط المدرسي‪، ‬‬ ‫بتعاون مع المنطقـــة اإلقليمية لألمن‬ ‫الوطني‪ ،‬وذلك يوم الخميس ‪ 27‬أكتوبر‬ ‫‪ 2016‬برحاب ثانوية ابن زهر‪ ( ،‬شكل )‪ ‬‬ ‫تعبيرا إيجابيا وإشارة قوية عن رغبة‪ ‬مختلف‬ ‫هؤالء الفاعلين الرسميين والمدنيين‪،‬‬ ‫االنخراط النوعي لتنزيل شعار «جميعا‬ ‫من أجل وسط مدرسي آمن» الذي يؤطر‬ ‫األسبوع التحسيسي ‪ ‬لمناهضة العنف‬ ‫بالوسط المدرسي‪ ،‬الذي أطلقت المديرية‬ ‫اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين‬ ‫المهني بوزان نسخته الثانية‪.‬‬ ‫انطلقت أشغـــــال المائدة المستديرة‬ ‫بكلمة المديـر اإلقليمي للتعليـــم فؤاد‬ ‫أرواضي‪ ،‬الذي استهل كلمته باإلشارة إلى‬ ‫أن اختيار مديرية التعليم إطالق الحملة‬ ‫التحسيسية لمناهضة للعنف بالوسط‬ ‫المدرسي في مستهل الدخول المدرسي‬ ‫لم يكن محض صدفة‪ ،‬بل له دالالته على‬ ‫اعتبار أن التحصيل التربوي والتعليمي‬ ‫اليمكن أن يتم إال إذا توفرت له الشروط‬ ‫الضرورية لذلك‪ .‬وأضاف بأن التحصيل‬ ‫الجيد والسليم ال يتم في وسط يسوده‬ ‫العنف و لالمن ‪.‬‬ ‫ممثلو وممثالت القطاعات الحكومية‬ ‫والفعاليات الحقوقية والمدنية (نائب رئيس‬

‫المحكمة االبتدائيــة‪ ،‬الدكتــورة رئيسة‬ ‫مصلحة الصحة المدرسية‪ ،‬ضابط بمديرية‬ ‫األمن الوطني‪ ،‬ضابــط بسريـــة الدرك‬ ‫الملكي‪ ،‬منسقة مركز رصد العنف‪ ،‬عضو‬ ‫اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان بالشمال‪،‬‬ ‫إطار تربوي بمديرية التعليم‪ ،‬إطار تربوي‬ ‫بمديرية الشباب والرياضة‪ ،‬نائب رئيس‬ ‫المجلس البلدي‪ ،‬عضو المجلس العلمي‪،‬‬ ‫عضو جمعية حركة الطفولة الشعبية )‪،‬‬ ‫تناول كل واحد منهم ‪ /‬هن ظاهرة العنف‬ ‫بالوسط المدرسي من زاوية حقل اشتغال‬ ‫المؤسسة التي يمثلها‪ .‬وأقر الجميع بأنه‬ ‫ال توجد وصفة سحرية لتحجيم الظاهرة‪ ،‬‬ ‫لكن شالل‪ ‬المقاربات انتصر إلى ضرورة‬ ‫احترام كرامة التالميذ‪ ،‬والنهوض بثقافة‬ ‫حقوق اإلنسان‪ ،‬والعمل على ترجيح كفة‬ ‫العقوبات البديلة‪ ،‬مادام الحل الزجري‬ ‫في مثل هذه القضايا ليس ناجعا وفعاال‬ ‫كما أشار إلى ذلك نائب رئيس المحكمة‬ ‫االبتدائية ‪.‬‬ ‫يذكر بأن المائدة المستديرة شارك‬ ‫في أشغالها باإلضافة إلى الفعاليات السالفة‬ ‫الذكر‪ ،‬ثلة من تالميذ وتلميذات الثانوية‬ ‫المستضيفة‪ ،‬ومنسقي ومنسقات وأعضاء‬ ‫وعضوات األندية التربوية بالمؤسسة‬ ‫التعليمية‪ ،‬وممثلين عن فيدرالية أمهات‬ ‫وآباء التالميذ‪ ،‬وأطر المراقبة التربوية‪،‬‬ ‫ومديري ومديرات مجموعة من المؤسسات‬ ‫التعليمية باإلقليم ‪.‬‬

‫محمد حمضي‬

‫شركاء ثانويات وزان يتجندون لتنظيف رئات تالمذتها من آفة التدخين‬

‫يتمتع بنعمة تعاقب فصول حياته بشكل‬ ‫طبيعي بل حياته خريفية من ألفها إلى‬ ‫يائها‪.‬‬ ‫إن «إعداديـــــات وثانويـــات بدون‬ ‫تدخين» حلم جميل‪ ،‬ومسعى يستلزم نجاحه‬ ‫انخراط كل المتدخلين وشركاء المؤسسات‬ ‫التعليمية ‪ ‬في تنزيله‪ ،‬لهذا لم يجانب‬ ‫المدير اإلقليمي الصواب حينما شدد على‬

‫أنه لربح الرهان‪ ،‬وجب أن ‪ ‬ال‬ ‫يكون هناك وقت فراغ للتلميذ‪،‬‬ ‫ألن الفراغ هو الثقب الذي‬ ‫تتسلل منه اآلفة بكل أشكالها‬ ‫وأنواعها ‪.‬‬ ‫الفقرات الفنية واإلبداعية‬ ‫التي تخللت هذا العرس‬ ‫المنتصر للحياة كانت من إبداع‬ ‫التالميذ والتلميذات‪ ،‬وقد جاءت‬ ‫موزعة بين الغناء والمسرح‬ ‫والشعر والرياضة والتشكيل‪،‬‬ ‫المس فيها من تناوب على‬ ‫منصة العروض اآلفة بقالب‬ ‫فني وإبداعي متميز‪ ،‬يشي‬ ‫بوعي التالميـــذ بالمخاطـــر‬ ‫المحدقة بأجســاد وعقــــول‬ ‫ومصير زمالئهم وزميالتهم‬ ‫الذين لهذا السبب أو ذاك‬ ‫كانوا ضحايا « مزحة السيجارة‬ ‫األولى»‪.‬‬ ‫يذكر بأن هذه التظاهرة‬ ‫تابع فـقـــراتهــــا المتنوعــــة‬ ‫باإلضافــة إلى المدير اإلقليمي‬ ‫للتعليم‪ ،‬والنائــب البرلماني‬ ‫ورئيــــس الجماعــــة‪ ،‬كـــل‬ ‫من قائـــد المنطقة الترابية‪،‬‬ ‫وممثل اللجنة الجهوية لحقـــوق اإلنســان‬ ‫بالشمال‪ ،‬وأعضاء مكتب جمعية أمهات‬ ‫وآباء التالميذ ‪ ، ‬واألطر اإلدارية والتربوية‬ ‫العاملة بثانويتي الحسن الثاني ومحمد‬ ‫الخامس‪ ،‬والمئات من تالميذ المؤسستين‬ ‫وفاعالت وفاعلين بالمجتمع المدني ‪ .‬‬

‫م‪ .‬حمضي‬


‫العدد ‪862‬‬

‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬نوفمرب ‪2016‬‬

‫احل�سيمة ت�ست�ضيف �أ�شغال الدورة العادية لغرفة ال�صيد البحري املتو�سطية‬

‫انعقدت بعمالة الحسيمة‪ ،‬يوم الجمعة ‪ 04‬من نونبر الجاري‪ ،‬أشغال الدورة العادية للجمعية العامة‬ ‫لغرفة الصيد البحري المتوسطية برسم سنة ‪ ،2016‬برئاسة يوسف بنجلون‪ ،‬بحضور مدير غرفة الصيد‬ ‫البحري المتوسطية محمد المصباحي ‪ ،‬مفتش الوزارة الوصية‪ ،‬ممثل عمالة الحسيمة رئيس اللجنة‬ ‫اإلقتصادية بالعمالة‪ ،‬عبد الواحد الشاعر رئيس لجنة الصيد البحري لجهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة‪ ،‬منية‬ ‫لبحر المندوبة الجهوية للمكتب الوطني للصيد بالحسيمة‪ ،‬مندوب الصيد البحري بالحسيمة‪ ،‬مدير معهد‬ ‫التكنولوجيا للصيد البحري‪ ،‬ممثل الوكالة الوطنية للموانئ ‪ ،‬وأعضاء غرفة الصيد البحري المتوسطية ‪.‬‬ ‫في مستهل الدورة‪ ،‬تم عرض شريط رقمي يضم تعريفا موجزا لغرفة الصيد البحري المتوسطية‪،‬‬ ‫وأنشطتها‪ ،‬بعد التأكد من اكتمال النصاب القانوني‪ ،‬تمت تالوة آيات بينات من الذكر الحكيم ‪ ،،‬رفع‬ ‫الفاتحة ترحما على محسن فكري‪ ،‬الذي قضى حتفه في حادث يهم القطاع األسبوع المنصرم ‪ ،،‬قد قام‬ ‫وفد غرفة‪ -‬الصيد البحري المتوسطية برئاسة يوسف بنجلون مساء الخميس ‪ 3‬نونبر الجاري بزيارة ألهل‬ ‫الفقيد‪ ،‬لتقديم واجب العزاء ‪.‬‬ ‫و افتتحت الدورة العادية للجمعية العامة لغرفة‬ ‫الصيد البحري المتوسطية‪ ،‬بسرد جدول األعمال الذي‬ ‫يهم قراءة محضر ال��دورة السابقة‪ ،‬المصادقة عليه‪،‬‬ ‫تقديم مشروع ميزانية الغرفة برسم سنة ‪،2017‬‬ ‫المصادقة عليه‪ ،‬تقديم مشروع عقد إتفاقية شراكة‬ ‫بين الغرفة‪ ،‬جمعية أرباب مراب الصيد التقليدي تيبوذا‬ ‫كهف الدنيا‪ ،‬المجلس االقليمي للناظور ‪ ،‬ومجلس الجهة‬ ‫الشرقية لدعم ق��وارب الصيد التقليدي بالمحركات‬ ‫الخارجية والمصادقة عليه‪ ،‬ومجموعة من اإلخباريات‬ ‫حول مستجدات قانون الشرطة المينائية‪ ،‬حول مصيدة‬ ‫األسماك السطحية‪ ،‬وكذا مناقشة السمك العابر بين‬ ‫الجبهة‪ ،‬الناظور ‪.‬‬ ‫و بعد المصادقة باإلجماع‪ ،‬على محضر ال��دورة‬ ‫السابقة‪ ،‬تمت المصادقة على ميزانية الغرفة برسم‬ ‫‪ 2017‬باإلجماع أيضا‪ ،،‬التي أثثت بدعم سخي من‬ ‫جهة طنجة‪-‬تطوان – الحسيمة‪ ،‬يصل إلى ‪ 20‬مليون‬ ‫درهم‪،‬لدعم تكاليف التسيير‪ ،‬اإلستثمارات‪ ،‬حيث تم‬ ‫إحداث لجنة خاصة بالصيد البحري‪ ،‬التي تولى رئاستها‬ ‫عبد الواحد الشاعر النائب األول لرئيس الغرفة‪ ،‬ممثل‬ ‫القطاع بالجهة‪ ،‬وستخصص ‪ 10‬ماليين دره��م من‬ ‫القيمة اإلجمالية لدعم التعاونيات في الجهة ‪.‬‬ ‫و خالل مناقشة الميزانية‪ ،‬من بين تدخالت الحضور‪ ،‬تم اقتراح دعم مباشر للصيد التقليدي‪ ،‬توفير‬ ‫نقاط تفريق مجهزة مما دعا يوسف بنجلون‪،‬الى التأكيد على أن غرفة الصيد البحري المتوسطية ‪ ،‬هي‬ ‫الغرفة الوحيدة التي تدعم مشاريع من شأنها تسهيل العمل على عمال القطاع‪ ،‬بدون أي شراكة مع‬ ‫الوزارة الوصية ‪ ،‬وباإلمكانيات الخاصة بالغرفة‪ ،‬مما يستدعي بذل مجهود لجلب الدعم من جهات مختلفة‬ ‫كي تستطيع الغرفة تلبية مطالب الجمعيات‪ ،‬التعاونيات‪.‬‬ ‫فيما يهم عقد اتفاقية شراكة بين جمعية أرباب قوارب الصيد التقليدي تيبوذا كهف الدنيا‪ ،‬المجلس‬ ‫اإلقليمي للناظور‪ ،‬مجلس الجهة الشرقية‪ ،‬غرفة الصيد البحري المتوسطية‪ ،‬قصد المساهمة في تمويل‬ ‫مشروع إقتناء ‪ 76‬محركا مخصصا لقوارب الصيد التقليدي بالجهة الشرقية‪ ،‬والمشروع الذي سيكلف ما‬ ‫يقارب ‪ 1.600.000‬درهم ‪.‬‬ ‫و في سياق متصل‪ ،‬أكد مصطفى بوروا العضو بمجلس الجهة الشرقية‪ ،‬عضو غرفة الصيد البحري‬

‫لى ال‬

‫هام‬

‫ع‬

‫ش‪:‬‬

‫المتوسطية‪ ،‬أكد أن هذه اإلتفاقية من شأنها أن تشجع المهنيين البسطاء‪ ،‬ولتشجيع العمل بهذا القطاع‬ ‫خصوصا في صفوف الشباب‪ ،‬فالبحار بالجهة الشرقية يعاني الكثير لقلة المنتوج بل‪ ،‬انعدامه في الكثير‬ ‫من األحيان‪ ،‬خالف البحارة بالجهة الجنوبية‪ ،‬وأضاف أنه‪ ،‬نظرا للوضع الصعب جدا الذي يعرفه القطاع‬ ‫بالمنطقة‪ ،‬فأصبح من الضروري أخذ العديد من اإلجراءات منها إلغاء القيمة المضافة‪ ،‬تبسيط المساطر‬ ‫اإلدارية بخصوص تطبيق هذه اإلتفاقية للتشجيع على استمرار العمل بالقطاع ‪.‬‬ ‫و حول مستجدات مشروع قانون الشرطة المينائية ‪ ،‬وحول مصيدة األسماك السطحية أكد يوسف‬ ‫بنجلون‪ ،‬أن مطالب المهنيين بخصوص هذا المشروع قد تم تحقيقها من لدن غرفة الصيد البحري‬ ‫المتوسطية‪ ،‬عبر مراسالت‪،‬و إجراءات اتخذت لذات الهدف‪،‬‬ ‫و بعد التصديق على محاو الدورة العادية‪ ،‬فتح النقاش للحضور لطرح القضايا المتعلقة بمشاكل‬ ‫المهنيين البحريين في الجهة‪ ،‬حيث طرح محمد غيالن عن أصيلة‪ ،‬العديد من المشاكل التي يتخبط فيها‬ ‫القطاع في أصيلة خصوصا ما يتعلق بالميناء وظروف‬ ‫العمل القاسية‪ ،‬وقلة الموارد‪ ،‬حيث يتوفر الميناء اآلن‬ ‫على ثالثة مراكب مردودها ضعيف جدا‪ ،‬والبحارة هم‬ ‫في حالة صعبة جدا ‪.‬‬ ‫طرحت أيضا للنقاش مسألة التكوين البحري ‪ .‬وأكد‬ ‫محمد خيري في مداخلته على انه من غير المعقول أن‬ ‫يفرض التكوين على البحارة الذين تجاوزت تجربتهم‬ ‫سنينا طويلة من العمل بعرض البحر ‪ ،،‬لذلك وجب‬ ‫التكوين وفقا للتجربة العملية ‪.‬‬ ‫و بخصوص اإلنتقال الى الميناء الجديد بطنجة‪،‬‬ ‫بعد طرح النقطة من طرف عضو مشارك‪ ،‬أكد بنجلون‬ ‫أن هنالك عراقيل تحول الى اآلن دون ذلك‪ ،‬مع العلم‬ ‫أن الحوار بين مكونات الصيد البحري المؤسساتية‬ ‫والمهنية قصد تعزيز التعاون‪ ،‬التشارك وتسهيل‬ ‫تدارس‪ ،‬مناقشة اإلشكاالت التي يعرفها قطاع الصيد‬ ‫البحري بالمنطقة المتوسطية‪ ،‬مبرزا أن كل مكونات‬ ‫القطاع تحذوها الرغبة للنهوض بهذا القطاع أكثر فأكثر‬ ‫ليساهم كباقي القطاعات االقتصادية الحيوية األخرى‬ ‫في منحى التقدم الذي يسير عليه المغرب بثبات‪ .‬وأكد‬ ‫أن المشاورات الجارية بين مهنيي قطاع الصيد البحري‬ ‫ومسؤولي المكتب الوطني للصيد حول عملية اإلنتقال‬ ‫إلى الميناء الجديد‪ ،‬بطرح نقاط لم يتم البت فيها الى‬ ‫اآلن‪ ،‬هي القيمة الكرائية‪ ،‬فال يعقل ‪-‬حسب يوسف بنجلون ـ أن يتم اإلنتقال دون أن نعرف شروط ذلك‪،‬‬ ‫وعندها نرى إن كانت األمور مضبوطة‪ ،‬حتى يكون هذا االنتقال بشكل سلس يراعي مصلحة المهنيين‬ ‫التنظيمية واالقتصادية ‪ ،‬وحتى تؤدي هذه البنية المهمة جدا دورها على أحسن وجه‪.‬‬ ‫خالل الجزء الثاني من هذه الدورة تم تنظيم اجتماع ترأسه يوسف بنجلون‪ ،‬بحضورمحمد المصباحي‬ ‫مدير الغرفة‪ ،‬مندوب الصيد البحري بالحسيمة‪ ،‬وممثلين عن جمعيات‪ ،‬وتعاونيات محلية‪ ،‬الستفاضة‬ ‫الحديث عن مكامن الخلل في المنطقة‪ ،‬وما تكابده من صعوبات تحول دون تنمية القطاع بالمنطقة‪،‬‬ ‫تزيد من معاناة المهنيين البسطاء‪ ،‬الذين تجري عليهم قوانين يعدّونها بالمدمرة للبحّارة بالنظر إلى‬ ‫خصوصية المنطقة‪ ،‬وقلة الموارد البحرية فيها‪ ،‬ما يجعل من الطارئ إعادة هيكلة الصيد التقليدي بالشكل‬ ‫الصحيح‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫مـن يراقـب هـذه ال�شواطــئ اخلارجــة عن كـل رقابــة ؟‬

‫طبيــعـي أن تصدر وزارة الفـــالحـة والصيد البحري بيـن‬ ‫الفينــة واألخرى على مدار السنة‪ ،‬بالغا تمنع بمقتضاه صيد بعض‬ ‫أنواع السمك التي هي في طور الوالدة والتفريخ‪ .‬ويكون البحارة‬ ‫ملزمين بتنفيذ مقرر المنع حفاظا على الثروة السمكية‪ ،‬إال أن هناك‬ ‫حاالت ال تستطيع معها أجهزة المراقبة البحرية القيام بواجــب‬ ‫الرقابة كما هو مطلوب منها‪.‬‬ ‫خـــالل الصيــف األخير‪ ،‬الحظـــت أن مركبين للصيـد الساحلي‬ ‫تابعيـــن لشاطئ وادأليان‪ ،‬ويبعــــد عن طنجة بحوالي ‪ 20‬كلم‪،‬‬ ‫كانا ال يمكثان كثيرا‪ ،‬إذ بعد رمي الشباك يعودان للشاطئ لجرها‬ ‫وكنا نتحلق حولها قبل أن تنقل في سالل إلى غرف تابعة لمقهى‬ ‫الحاج الرايس‪ ،‬وكلنا أمل لحيازة طاجين سمك طري والزال يتنفس‬ ‫مع أن شاطئ والد أليان كله أصبح مهدد‪ h‬بمصب واد الحار لفندق‬ ‫طريفة وإقاماته التي ال تتوفر على مجاري مغطــاة وتصب ملوثاتهـــا كلها في الشاطئ‪ ،‬مما أصبح معه‬ ‫هذا الشاطئ ملوثا ومهدِّدا أصناف األسماك والطيور بالتسمم‪.‬‬ ‫المهم في األمر أنني كنــت أالحظ ضمـن األسمــاك العالقــة بالشبــاك والمعروضة للبيـع‪ ،‬أسمــاك‬

‫شطون لم تكتمل بعـد‪ ،‬وأسمــاك شـرال صغيرة الحجم‪ ..‬وهذه‬ ‫األسماك كلها مصطادة في غير إبانهـا ومازالـت تتوالـد وهي‬ ‫تباع في الشاطئ وفي الطريق‪..‬‬ ‫فمن يراقب هذه الشواطئ الخارجة عن كل رقابة؟!‪..‬‬ ‫وكيف نعاقب المشتري وقد صادرنا بضاعته في الطريق‬ ‫ونتجاهل البائع الذي استخرج السمك الوليد من البحر‪.‬‬ ‫هذا ما حصل مـع المرحوم حسن فكري شهيـد الحسيمـة‪،‬‬ ‫فقد انتزعت بضاعته (نصف طن من سمك بوسيف) وقذفت في‬ ‫حاوية أزبال‪ ،‬بينما الباعة الصيادون كانوا داخل الميناء ولم يُشر‬ ‫إليهم إال بعد انطالق التحقيق‪ .‬فمن أحق بالمراقبة الصياد أو‬ ‫البائع الذي اشترى من الصياد؟ وفيهم من لم يحترم مذكرة المنع؟‪ ..‬وأين كانت مندوبية وزارة الصيد‬ ‫البحري‪ ،‬والمراكب تصيد الصيد الممنوع والمحرم؟!‬

‫م‪ .‬ب‪ .‬السوسي‬


‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬نوفمرب ‪2016‬‬

‫العدد ‪862‬‬

‫طنجة‬

‫جماعة جبل الحبيب‪:‬‬

‫الحمـالت األمنيـة مستمـرة‬

‫أقراص مخدرة باألطنان‬

‫‪ 5280 ‬قرص مخــدر‪ ،‬وعبــوة غاز مسيل‬ ‫للدموع‪ ،‬وسيف من الحجم الكبير‪ ،‬وميزان‬ ‫كهربائي‪ ،‬ومبلغ مالي بالعملة الوطنية‪ .....،‬هذا‬ ‫ما تم حجزه داخل غرفة بحي بني يدر القريب‬ ‫من السوق الداخل ‪ ،‬داخل المدينة العتيقة‪.‬‬ ‫الغرفة يشغلها شخـــص معـــروف بسوابقه‬ ‫القضائية في االتجار في المخدرات‪.‬‬ ‫‪ ‬البحث أفضى إلى التعرف على شخصين‬ ‫«ينشطان» معا في تجارة المخدرات ‪ ،‬خاصة‬ ‫األقراص المهلوسة‪ ،‬وقعا في مشاداة نتيجة‬ ‫خالف «مهني»‪ ،‬سارع إثره أحدهما إلى تقديم‬ ‫شكاية إلى األمن الذي انتقل إلى عين المكان‬ ‫ليكتشف األقراص والعبوات المسيلة للدموع‬ ‫والسيف وأمور أخرى‪....‬‬ ‫األبحاث والتحريات المنجزة‪ ،‬كشفت أن‬ ‫المشتكي يشكــل بدوره موضــوع مذكرتين‬ ‫للبحث في قضايا إجرامية أخرى تتعلق بالسرقة‪،‬‬ ‫حيث تم توقيفه بينما الزالت التحريات متواصلة‬ ‫لتوقيف صاحبه المشتبه في كونه رأس‬ ‫العصابة‪..‬‬

‫بواسطتها المصاب إلى المستشفى للعالج من‬ ‫إصابته‪.‬‬ ‫واحدة من ألف‪! ‬‬ ‫‪ ‬وكان اهلل في عون رجال األمن‪!! ‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫أمن تطوان يفك لغز‬ ‫المحفظة‪...‬‬

‫شرطة مرتيل وبتنسيق مع أمن تطوان‪،‬‬ ‫تمكنت من توقيف اللصين اللذين استوليا‬ ‫على محفظة العشرين ألف درهم‪ ،‬العملية التي‬ ‫كانت موضوع نشر موسع على مستوى مواقع‬ ‫التواصلاالجتماعي‪.‬‬ ‫العناصر األمنية قامت بحملة تمشيط‬ ‫واسعة داخل المدينتيـــن الجارتيـــن مكنت‬ ‫من اعتقال اللص الذي كان يحمل الحقيبة‬ ‫المسروقة بعد محاصرته بمنزل أسرته بتطوان‬ ‫في ما البحــث استمــر لتوقيف شريكه الذي‬ ‫يسكن بمدينة مرتيل والذي تم تحديد هويته‬ ‫وعنوانه‪.‬‬

‫‪rrrrr‬‬

‫‪rrrrr‬‬

‫المكناسي و ‪ 1350‬قرصا‬ ‫طبيا مخدرا‬

‫ترسانة من عبوات‬ ‫الكريموجين وعصي‬ ‫كهربائية بالمتوسط‬

‫تمكنت فرقة األبحاث و التدخالت للشرطة‬ ‫القضائية ‪ ،‬األسبوع الماضي‪ ،‬من إيقاف شخص‬ ‫من ذوي السوابق القضائية‪ 25( ،‬سنة) والملقب‬ ‫بـ «المكناسي»‪ ،‬بسبب االشتبـــاه في حيازة‬ ‫وترويج األقــراص المهلوسـة بشتى أنواعها‬ ‫على مستوى بني مكــادة‪ ،‬حومــة الشوك‪ ،‬حي‬ ‫بنكيران‪ .‬الموقوف كانت بحوزته ساعة وقوعه‬ ‫في أيدي رجال األمن‪ 10 ،‬أقراص مهلوسة‪ .‬إال‬ ‫أنه بعد القيام بتفتيش منزله ثم العثور على‬ ‫ما مجموعه ‪ 1340‬قرصا مخدرا كانت معدة‬ ‫لتموين سوق المخدرات بمدينة مكناس‪ ،‬حسب‬ ‫ما اتضح من البحث‪ .‬إال أن «السلعة» لن تصل‪،‬‬ ‫هذه المرة إلى شبكات التوزيع‪ ،‬والسر عند رجال‬ ‫األمن بطنجة‪! ‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫فرار واصطدام وسقوط‪...‬‬ ‫واعتقال‬

‫تطلب توقيف جانحين على مستوى شارع‬ ‫يوسف بن تاشفين واألبيض المتوسط‪ ،‬مطاردة‬ ‫أمنية عجيبة أدت إلى اصطدام دراجة المشتبه‬ ‫فيهما بسيارة والسقوط أرضا ما مكن رجال‬ ‫األمن من توقيفهما ليتبين أن أحدهما فار من‬ ‫وجه العدالة وأنه كان ساعتئذ في وضع غير‬ ‫طبيعي وبه رضوض وجروح نتيجة االصطدام‬ ‫مع السيارة والسقوط‪ .‬كما تبين أن الدراجة‬ ‫النارية التي يمتطيانها كانت بدون أوراق إدارية‪.‬‬ ‫دخلت في ما بعد عناصر الشرطة القضائية‬ ‫لتوثيق العملية كما تم إحضار سيارة إسعاف نقل‬

‫‪10‬‬

‫راج في مواقع للتواصل االجتماعي أنه تم‬ ‫العثور‪ ،‬هذا األسبوع‪ ،‬بميناء طنجة المتوسط‪،‬‬ ‫على مسدسين كاتمين للصوت وأزيد من ألف‬ ‫قنينة الكريموجين إلى جانب أقنعة وعصي‬ ‫كهربائية ومعدات أخرى داخل سلعة في ملكية‬ ‫مواطن من دولة مالي‪.‬‬ ‫المسدسان لم يكونا حقيقيين بل من‬ ‫تلك التي تستعمل عادة للتخويف‪ ،‬والدفاع عن‬ ‫النفس ‪ ,‬إال أن «السوسبانس» يظل كامنا‬ ‫بخصوص الـ ‪ 1120‬علبة الكريموجين التي‬ ‫عثر عليها داخل أغراض الشخص اإلفريقي األمر‬ ‫الذي سوف يتوصل إليه المحققون المغاربة‬ ‫المعتادون على مثل هذه «األلغاز» البوليسية‬ ‫كما أنهم مهتادون على حلها وفك خيوطها‬ ‫الامهارة والحنكة المعروفين بهما على مستوى‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫نار يا حبيبي نار‪....! ‬‬ ‫النار بالعوامة‪ .‬فقد اضطر دركي ‪ ،‬الثالثاء‬ ‫الماضي‪ ،‬إلى استعمال سالحه لتوقيف رئيس‬ ‫شبكة من المنحرفين يتاجرون في المخدرات‬ ‫الصعبة والكحول ‪.‬وقد لوحظ أن الطلقات‬ ‫النارية التحذيرية لم تثن رئيس العصابة عن‬ ‫مقاومة الدركي ومحاولة االعتداء عليه بالسالح‬ ‫األبيض‪ ،‬قصد اإلفالت من االعتقال األمر الذي‬ ‫دفع بالدركي إلى استعمال سالحه‪ ،‬حيث أصاب‬

‫المنحرف في فخذه األيمن‪ .‬ومعلوم أنه تم‬ ‫تفكيك هذه العصابة خالل شهر اكتوبر الماضي‬ ‫بطنجة بعد توقيف أربعة منحرفين وبحوزتهم‬ ‫كمية من مخدر الكوكايين والهيروين إضافة‬ ‫إلى ‪ 249‬قرصا مخدرا و ‪ 100‬قنينة من‬ ‫المشروبات الكحولية‪ .‬واستمر البحث األمني‬ ‫في ما بعد‪ ،‬بخصوص عناصر الشبكة وهو‬ ‫ما أفضى إلى محاصرة رئيسها الذي تم نقله‬ ‫إلى المستشفى للعــالج قبل متابعة التحقيق‬ ‫معه‪.‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫حوالي طنين من الشيرا‬ ‫في شاحنة اسبانية‬ ‫باكزناية‪! ‬‬

‫حوالي طنيـــن من مخـــدر الشيرا على‬ ‫شكل صفائح‪ ،‬تم اكتشافها مدسوسة بدقة‬ ‫وعناية داخل شاحنة مرقمة بإسبانيا‪ ،‬تمكنت‬ ‫عناصر مختصة من الدرك الملكي بطنجة‪ ،‬من‬ ‫اكتشافها األحد الماضي بالمنطقة الصناعية‬ ‫الكزناية‪ ،‬ووضع اليد على حمولتها المليونية‪.‬‬ ‫الشاحنة االسبانية وما كانت تشحن‪ ،‬تم‬ ‫تسليمها للمصالح المعنية‪ ،‬في حين يواصل‬ ‫الدرك الملكي البحــث حول كــل مالبســـات‬ ‫القضية والوصول إلى المتورطين في شحنة‬ ‫المخدرات التي ربما كانت موجهة لألسواق‬ ‫األوروبية‪.‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫«بورنو» لدى أقل‬ ‫من ‪ 18‬سنة‬

‫من كان يصدق أن يعمد قاصر إلى‬ ‫تصوير فتاتين وهما في أوضاع جنسية‬ ‫كاملة؟‬ ‫هذا ما حصل وما دفع السلطات األمنية‬ ‫بمدينة المضيق‪ ،‬الخميس الماضي‪ ،‬إلى‬ ‫اعتقال القاصر وحجز مجموعة من الفيديوهات‬ ‫الجنسية والصور الفاضحة كانت لديه والتي‬ ‫تعود إلى الفتاتين المذكورتين‪ ،‬وهما يمارسان‬ ‫الجنس بصفة كاملة وفاضحة مع القاصر‪.‬‬ ‫الفيديوهات والصور تم العثور عليها من طرف‬ ‫رجال األمن‪ ،‬مخزنة في ذاكرة الهاتف المحمول‬ ‫للقاصر ‪.‬‬ ‫الهاتف الذي تم تحليل ذاكرته ومعالجتها‬ ‫مكن من الوقوف على مجموعة صور فاضحة‬ ‫لفتيات أخريات ما دفع رجال األمن إلى متابعة‬ ‫وتعميق البحث من أجل كشف ظروف تصوير‬ ‫األشرطة والصور والهدف من كل ذلك‪.‬‬ ‫وكان طبيعيا أن يتم االحتفاظ ببطل‬ ‫البورنو المبكر وتقديمه إلى العدالة‪! ‬‬

‫محطاتسوداء‬ ‫محطات‬ ‫سوداء‬

‫ع‪.‬ك‬

‫م‪ .‬ب‪ .‬السوسي‬

‫لوحظت حركة مراقبة أمنية للسيارات خالل هذه األيام بمختلف شوارع المدينة‪ ،‬المبادرة مشكورة فحبذا لو‬ ‫اتسع نطاق الحملة ليشمل كل المزعجين من سيارات النقل السري والنقل المزدوج والدراجات ذات األصوات‬ ‫المزعجة‪.‬‬ ‫‪kkk‬‬ ‫يجمع سوق الخضر المؤدي إلى سوق السمك بالحي الجديد حثالة غريبة من بشر مهاجر من بوادي وقرى‬ ‫واستقر بأنحاء المدينة البعيدة‪ ،‬وبسوق الحي الجديد بائعا‪ ،‬وكثيرا ما تنتاب هؤالء هستيريا العنف الساكن‬ ‫أعماقهم فيفجرونه حمما في وجه الجميع‪ ،‬وقلنا أن السلطة موجودة ولكنها نائمة‪..‬‬ ‫‪kkk‬‬ ‫ما حدث في بعض مناطق المغرب من فيضانات بث الخوف من حدوث مثله في بعض مناطق طنجة ذات‬ ‫البنيان الهش كالقصبة وباب البحر وبعض المناطق األخرى المعروفة بالفيضانات الموسمية كحي مغوغة‬ ‫والعوامة‪.‬‬ ‫‪kkk‬‬ ‫الكثيرون يرون في األحكام الصادرة عن فئات من الجانحين والمنحرفين أحكاما مخففة ال ترقى إلى خطورة‬ ‫الفعل المرتكب‪ ،‬ويطمحون إلى إدخال تعديالت على القانون الجنائي ليواكب الموجة الجديدة من العنف الذي‬ ‫اجتاح مدننا وقرانا‪.‬‬ ‫‪kkk‬‬ ‫قطاع سيارات األجرة الصغيرة بحاجة إلى تنظيم ومراقبة‪ .‬بعض السائقين يرفضون نقل ثالثة أشخاص دفعة‬ ‫واحدة‪ ،‬بعضهم اآلخر يرفض طلب راكب بأن يستقل السيارة وحده‪.‬‬ ‫‪kkk‬‬ ‫قيل الكثير عن ترميم األسوار التاريخية‪ ..‬فماذا عن الذين أقاموا مشاريع فوق هذه األسوار كمقهى القصبة‬ ‫الذي يوجد مدخله عند باب حاحة في اتجاه حي أمراح ويطل على ساحة القصبة من فوق السور التاريخي‪.‬‬

‫نائب ساللي معزول يتاجر‬ ‫في قطع وبيع األشجار‪..‬‬ ‫توصلـــت الجريــــدة‬ ‫بنسخة من شكاية موجهة‬ ‫إلى المدير الجهوي للمياه‬ ‫والغابات ومحاربة التصحر‬ ‫بمدينة تطوان‪ ،‬بعث بها‬ ‫نائب الجماعة الساللية بدوار‬ ‫«الخـروب» بجماعــــة «جبل‬ ‫الحبيب»‪ ،‬بصفتـــه نائبا‬ ‫للجماعــــة الساللية بالدوار‬ ‫ذاته‪ ،‬مفادهــــا أن النائب‬ ‫الساللي بنفس الدوار‪،‬‬ ‫المسمى «عبد السالم‪ .‬ع»‪ ،‬ولدوافع مادية‪،‬‬ ‫قام بتفويت الغابة ألحد المقاولين‪ ،‬بطريقة‬ ‫تحايلية‪ ،‬على اعتبار أن هذا المقاول سيقوم‬ ‫بتنظيف المقبرة‪ ،‬لرفع ضرر الخنزير البري عن‬ ‫المكان‪ ،‬إال أنه ركز على قطع األشجار‪ ،‬بواسطة‬ ‫أدوات كهربائية‪ ،‬ثم أخذ الخشب ونقله إلى‬ ‫وجهة مجهولة‪ .‬وتضيف الشكاية أن المشتكى‬ ‫به والمقاول ألحقا ضررا بالغا بالساكنة‪،‬‬ ‫عامة‪ ،‬وبالمقبرة خاصة‪ ،‬التي يسمى موقعها‬

‫«الروادي»‪ ،‬حيــــث يضـــم‬ ‫أشجارا غابوية كثيرة‪ ،‬تعتبر‬ ‫متنفسا للجماعة ومصدرا‬ ‫مهما للعود الميت‪ ،‬لفائدة‬ ‫السكان الذين يلتمسون‬ ‫من المســؤول المعنــي‬ ‫التدخل العاجــل والدائم‪،‬‬ ‫وذلك من أجل إيقـاف هذا‬ ‫النزيف الغابوي‪.‬‬ ‫ولإلشارة‪ ،‬فإن سكان‬ ‫المنطقة يشيرون إلى أن‬ ‫المشتكى به «عبد السالم‪.‬ع» كان تم عزله عن‬ ‫مهامه‪ ،‬منذ سنة ‪ ،2013‬وسبق لهم أن تقدموا‬ ‫بعدة شكايات ضده‪ ،‬وذلك لدى مختلف اإلدارات‬ ‫والمؤسسات‪ ،‬منها المحكمة االبتدائية ودائرة‬ ‫المالليين‪ ،‬والوالية‪ ،‬ومجلس الوصاية‪...‬إال أنه‬ ‫الزال يتصرف كما يحلو له‪ ،‬بنوع من الفوضى‬ ‫والتسيب‪ ،‬تحت غطاء قيادة جبل الحبيب‪ ،‬يؤكد‬ ‫سكانالمنطقة‪.‬‬

‫م‪.‬إ‬

‫جماعة حكامة ‪:‬‬

‫هجوم على بيت‪ ،‬نتجت عنه‬ ‫وفاة رب أسرة‬

‫وقــــع شجـــار بيـــن‬ ‫أسرتين‪ ،‬صباح اإلثنين ‪31‬‬ ‫أكتوبرالمنصرم‪ ،‬بجماعـــة‬ ‫حكامة‪ ،‬نتجـت عنــه وفـــاة‬ ‫شخص بمنزلـه‪ ،‬إثر تلقيــه‬ ‫ضربات بواسطـة «هراوة»‪،‬‬ ‫بعد الهجوم عليه‪ ،‬من طرف‬ ‫شخص وزوجتــــه وشــاب‪،‬‬ ‫لينقل إلى مستودع األموات‪،‬‬ ‫بهدف إخضاع جثته لعملية‬ ‫تشريح‪.‬‬ ‫وحسب مصدر مقرب‪،‬‬ ‫فإن الهالك‪ ،‬المسمى قيد‬ ‫حياته‪ ،‬المختـــار الخيـاط‪،‬‬ ‫البالغ من العمر ‪ 85‬سنة‪ ،‬وأب البنة وحيدة‪،‬‬ ‫سلمت له ـ فيما بعد ـ شهادة وفاة‪ ،‬تثبت أنه‬

‫لم يلفظ أنفاسه األخيرة‪،‬‬ ‫متأثرا بضربات على مستوى‬ ‫رأسه‪ ،‬والتي كانت آثارها بادية‬ ‫للعيان‪ ،‬األمر الذي جعل أفراد‬ ‫عائلة الضحية يستقبلون هذا‬ ‫المعطى‪ ،‬باستياء شديد‪.‬‬ ‫وحسب ذات المصدر‪،‬‬ ‫فإن الضحية كـان ـ سابقا ـ‬ ‫قد قدم شكاية ضد الجاني‪،‬‬ ‫إثر نزاع بينهما بسبب حدود‬ ‫عقاريهما‪.‬‬ ‫وتلتمس أسرة الضحية‬ ‫من المسؤوليــــن أخذ هذه‬ ‫المعلومات بعين االعتبار‪ ،‬رغبة‬ ‫في إحقاق الحق وإنصافهم‪.‬‬

‫«وما عند اهلل خير وأبقى»‬

‫م‪.‬إ‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫ببالغ األسى واألسف‪ ،‬يوم ‪ 3‬نوفمبر ‪2016‬‬ ‫تلقينا وفاة المشمول برحمة اهلل الفقيد العزيز‬

‫محمد بركة‬

‫وفي محفل جنائزي مهيب أقيم يوم‬ ‫الجمعة‪ ،‬حضره األهل واألحباب و األصدقاء‬ ‫والجيران‪ ،‬حيــث رافقــو جثمانه الطاهــر‬ ‫إلى متواه األخير حيث ووري الثرى بمقبرة‬ ‫سيدي اعمر‪ ،‬بعــد صالة الجمعة‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبـة األليمـــة نتقــدم‬ ‫بالتعازي الحارة إلى أسرة الفقيد وعلى‬ ‫رأسها أرملته فوزية الفحصي‪ ،‬وإلى أوالده محمد‪ ،‬رضا ومحاسن‪ ،‬وجميع‬ ‫أفراد عائلة بركة والفحصي‪ ،‬سائلين اهلل تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع‬ ‫رحمته‪ ،‬وأن يسكنه فسيح جناته‪ ،‬وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫} َيا �أَ ّ َيت َُها ال َنّفْ ُ�س مْ ُ‬ ‫ا�ض َي ًة َم ْر ِ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ال ْط َم ِئ ّ َن ُة ْار ِجعِي �إِ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫�ض ّ َي ًة‬ ‫اد ُخلِي َج ّ َنتِي {‬ ‫اد ُخلِي يِف عِ َبادِ ي َو ْ‬ ‫َف ْ‬

‫(صدق اهلل العظيم)‬

‫ببالغ األسى وصادق المواساة يتقدم رئيس وأعضاء اتحاد‬ ‫المنعشين العقاريين بطنجة بأحر التعازي للمهندسة محاسن‬ ‫بركة إطار بالوكالة الحضرية لطنجة في وفاة والدها محمد بركة‪،‬‬ ‫سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته‪ ،‬ويرزقها‬ ‫وباقي أفراد العائلة الكريمة الصبر والسلوان‪.‬‬ ‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬


‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬نوفمرب ‪2016‬‬

‫العدد ‪862‬‬

‫يجهدُ قلمه غاية الجهد‬ ‫‪...‬وهو ِ‬ ‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫�أوراق من�سية‬

‫‪ 18‬ـ �أحزاب �سيا�سية‪...‬‬ ‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫ال ديمقراطية بدون أحزاب سياسية‬

‫‪...‬حظيَ الصالون األدبــي لــنادي‬ ‫االتحاد باستضافة األستاذ الدكتور عبد‬ ‫الرحمن بودرع‪ ،‬أستـــاذ لسانيات النص‬ ‫وتحليل الخطاب‪ ،‬وهـو عالمٌ جليل وقد‬ ‫أتحفنا بعلمه الغزير ليَنْقلِبَ ثِ َق ُل معاني‬ ‫لغة البيان إلى مباني الفكر األكاديمي‪،‬‬ ‫من مَعين العِرفان الذي يعتمِدُ العقل‬ ‫والحداثة‪ .‬إذ ليس العلم ما حُفِظ وإنما‬ ‫العلم ما نفع‪ .‬وقــد ألقـى على مسامِع‬ ‫الحضور الوازن أفانين البديع التي توشي‬ ‫بأدب واسع األ ُفق‪ .‬وهو يغوص في علم‬ ‫اللسانيات في بحار لغة الضاد ‪.‬‬ ‫التجارب في الرحلـــة الحجازيــــة‪،‬‬ ‫موضوع المحاضرة‪ ،‬وهي فنٌّ من فنون‬ ‫الكتابة في آداب الرحلة‪ .‬إذ دأب بعض‬ ‫العلماء واألدباء تدوين رحالتهم إلى بيت‬ ‫اهلل الحرام‪ .‬من بينهم مصطفى صادق‬ ‫الرافعي الذي قضى نحبه بمكة المكرّمة‪،‬‬ ‫حيث جاء ذلك في كتـــابـــه «السحاب‬ ‫األحمر» في فصله الثامن وهو يذكرُ‬ ‫الصداقة المتينة التي جمعته بالشيخ‬ ‫أحمد الرافعي ابْنُ عمِّه وصديق‬ ‫نشأته وشبابه وخال أوالده‪ ،‬قائال‪:‬‬ ‫الصداقة منزلتان‪ ،‬الصبرُ على‬ ‫الصديق حين يَغ ُلبُه طبعُه فيسيء‬ ‫إليك‪ ،‬ثمَّ صبرُك على هذا الصبر‬ ‫حين تُغالِبُ طبعك لكيْال تسيء‬ ‫إليه‪ .‬ألف أيضا في آداب الرحلة إلى‬ ‫الحجاز الفقيه العالمة محمد األمين‬ ‫بوخبزة‪ ،‬والمديني وأبوبكر القادري‪،‬‬ ‫والدكتــــور عبد الرحمـــن بودرع‬ ‫وغيرهم كثر ‪.‬‬ ‫انتقل المحاضر بمعية الرَكب‬ ‫من البيضاء عبر الجوِّ إلى ْ‬ ‫أن حَطتْ‬ ‫الطائرة بمطار قاهرة المعِزِّ لدين‬ ‫اهلل الفاطمي‪ .‬دور بالد الكنانة الرائد‬ ‫زمانئذ بالنسبة للحججيج القادمين‬ ‫من األندلس والغرب اإلفريقي‬ ‫بقوافلهم‪ .‬ثمَّ في اتجاه جدَّة وعند‬ ‫مرور الطائرة فوق الميقات أحرم‬ ‫الحجاج‪ ،‬فإذا بالحاج يشعر بإحساس‬ ‫من اندماجه في عالم مجرَّد من الهوى‬ ‫والنفس األمارة‪ ،‬إلى المطمئنة والتذلل‬ ‫إلى الخالق‪ .‬بوصف مهيب يعبِّرُ عما‬ ‫تسطع به أنوار مكة المكرَّمة والكعبة‬ ‫المشرفة ومقامها من البيت المعْمور‪،‬‬ ‫عند رؤيتها‪ .‬وعمّا يختلج صدر المعتمِر‬ ‫والحاج من اإلحساس باألمن واإليمان‬ ‫الصادق بين يدَي اهلل‪ ،‬أقدم العبد على‬ ‫نسك العُمْرَة بأشواطها السبعة‪ ،‬بدْءاً‬ ‫من الحجر األسود فالملتَزم إلى حجر‬ ‫إسماعيل‪ ،‬ثمَّ الحجر األسود على قدر‬ ‫األشواط إلى نهايتها‪ ،‬ولسانه ْ‬ ‫رَطبٌ‬ ‫بذكر اهلل‪ .‬تأتي على الفور ْ‬ ‫رُكعَتيْ بمقام‬ ‫إبراهيم واالرتواء بماء زمزم وهو الطعام‬ ‫ولِما شُ ِربَ له‪ .‬أعقبتها شعيرة الصفا‬ ‫والمرْوَة واستحضار السيدة هاجر زوجة‬ ‫ابراهيم وأمُّ إسماعيل عليهما السالم‪.‬‬ ‫وقد أنعم اهلل عليها بماء زمزم (في واد‬ ‫غير ذي زرع عند بيتك المُحَرَّم)‪ ،‬ثمَّ‬ ‫الحلق للمُعْتمِر مع المُقصِّرين‪ .‬تلك‬ ‫هي حالوة اإليمان بالواحد األحد‪ .‬لقول‬ ‫رسول اهلل – صلعم ‪« -‬إنَّكِ ألحبّ البقاع‬ ‫إلى اهلل وأحبّ منكِ إليَّ» ‪.‬‬ ‫القيمة العلمية في المُجاورة والنزول‬ ‫إلى الجوار الشريف‪ .‬عندما يترُك اإلنسان‬ ‫المادة الفا ِنية في دُنيا الناس وراء ظهره‪،‬‬

‫يسمو بالرُّوح إلى ملكوت خالِقِه‪ .‬ينتقي‬ ‫الكاتب لؤلؤ اللفظ لوصف شعور المؤمن‬ ‫أثناء الطواف وَيْكأنَّهُ كوكب يسبح حوْل‬ ‫الشمس‪ .‬وَكأنِّي به أستحضر قول أحد‬ ‫علماء الغرب اإلخصائيين في علم األجنَّة‪،‬‬ ‫وهو يشرح نتائج بحوثه المَعْمَلِيَة ‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫«إن الحيوانات المَنَويَة عند اقترابها‬ ‫واختراق إحداها لبُوَيْضَة األنْثى من‬ ‫أجل الخُصوبة‪ ،‬تبدأ دَوَرانها حوْلها‬ ‫يسارا كأشواط الحجّ واالعتمار حول‬ ‫الكعبة» ‪.‬‬ ‫ال يألو جهدا المحاضر عن وصف‬ ‫أمِّ القرى بأجمل حُلة لعظمة المكان‬ ‫وبدعاء سيدنا إبراهيم إذ يطغى على‬ ‫ذاكرته «فاجعل أفئدة الناس تهـــوي‬ ‫إليهم وارزُقهــم من الثمــرات لعلهم‬ ‫يشكرون» – صدق اهلل العظيم – اآلية‬ ‫‪37‬سورة إبراهيم)‪ .‬ويذكر ما جاء به‬ ‫كتاب «نفح الطيب»‪َّ .‬‬ ‫إن مكة ليس لها‬ ‫مثيل على وجه األرض‪ ،‬تأوي كل أجناس‬

‫األرض من بني البشر من العرب‬ ‫والعجم‪ ،‬بلغات وثقافات متعدِّدَة‪ .‬هي‬ ‫ال يَغمَضُ لها جفن ليل نهار‪ .‬وكيف‬ ‫َّ‬ ‫أن طبيعتها الصخرية اسْتنْ ِبثتْ عليها‬ ‫زرابيُ خضراء من البساتين مساكنة آمنة‬ ‫للطيور‪ .‬حتى يقِفَ العالِمُ إزاء كتاب ناذر‬ ‫مضى يُفتِّشُ عنه عدة سنين ويسجد‬ ‫هلل‪ ،‬تحسَبُه يسجد للكتاب ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫كل من حجَّ البيت أو اعتمر يجتهد‬ ‫دواخِل‬ ‫في التنقيب عن شهد الكالم في‬ ‫ِ‬ ‫ِوجْدا ِنه للتعبير عن روائع جمال المقام‪،‬‬ ‫وقد يَتتعْتعُ لسانه في حضرة البيت‬ ‫العتيق‪ْ .‬‬ ‫إن هي إال شعور جياشة تنهمِرُ‬ ‫العبرات عند المشاعر‪ ،‬لآلآلء التي حبا اهلل‬ ‫بها أمّ القرى‪ .‬تقشعِرُّ الجلود وتخشع‬ ‫القلوب واألصوات للرحمن‪ ،‬عند مشعر‬ ‫عرفة واالتجاه نحو جبل الرحمة في ازدحام‬ ‫شديد‪ ،‬واألصوات تناجي ربَّها بدُعاء‬ ‫سؤاله المغفرة والرحمة‪ .‬أداء صالتَيْ‬ ‫الظهر والعصر جمع تقصير وتقديم بأذان‬

‫واحد وإقامتين‪ .‬خطبة عرفات وما أدراك‬ ‫ما خطبة الوداع لرسول هلل –صلعم‪-‬‬ ‫(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم‬ ‫نعمتي ورضيت لكم اإلسالم دينا )‪ ،‬فال‬ ‫أحد يستطيع والدموع تذرف من عينيْه‬ ‫أن يتوقف عن ذكر اهلل َّ‬ ‫ْ‬ ‫جل وعال‪ .‬إلى‬ ‫غاية مغرب شمس التاسع من ذي الحجة‬ ‫والتوسل والتذلل إلى الخالق يزداد شوقا‬ ‫وإلحاحا ( َّ‬ ‫إن اهلل يُحِبَّ العبد الملحاح)‪.‬‬ ‫مزدلفة بعدها تفتح ذراعيها للحجيج‬ ‫ألءداء صالتيْ المغرب والعشاء جمع‬ ‫تقصير‪ .‬هنا تُجْمَعُ الحصيات والمبيت‬ ‫بها على سنة المصطفى –صلعم‪ -‬إذ لم‬ ‫يستطع المحاضر والرَكب المبيت إال على‬ ‫متن الحافلة‪ .‬بصُحْبة الدكتور محمد‬ ‫رمْي‬ ‫الحبيب الهيلة توجه ُّالمحاضر إلى ِ‬ ‫والتحلل األصغر‪ .‬فتوجها‬ ‫العقبة والغسل‬ ‫بعد ذلك إلى طواف اإلفاضة في منتصف‬ ‫الليل لعلى االزدحام يكون قد خفّ‪ .‬مشيا‬ ‫على األقدام‪ ،‬يذكر المحاضر َّ‬ ‫أن رفيقه‬ ‫التونسي الحبيب الهيلة‪ ،‬يروي‬ ‫للرَكب تاريخ وقصَّة المعالم التي‬ ‫اندثرتْ‪ .‬متحديان االزدحام في‬ ‫األنفاق إلى ْ‬ ‫أن وصال مع الركب‬ ‫الذي كان يرأسه الدكتور حسن‬ ‫الوراكلي‪ ،‬إلى ركن طواف اإلفاضة‪.‬‬ ‫مرَّت أشواط هذا الركن في يسر‪،‬‬ ‫أعقبه رُكعتيْ مقام إبراهيم ثمَّ‬ ‫ماء زمزم فالصفا والمرْوَة من‬ ‫شعائر اهلل‪ .‬عودة الركب بعدها‬ ‫إلى منى في أيام التشريق لرمي‬ ‫الجمـــرات‪ .‬فعليكـــم عباد اهلل‬ ‫بالدعاء‪ ،‬قالها الصادق المصدوق‪،‬‬ ‫مالم يدْعُ بإثم أو بقطع رحِم‪.‬‬ ‫يشرح المحاضر الغاية الزمانية‬ ‫والمكانية الشرطية عند االنتهاء‬ ‫إلى المسجد األقصى‪ ،‬ال يتحقق‬ ‫إال باالنطالق من المسجد‬ ‫الحرام والمرور منه إلى األقصى‬ ‫المُبارك ‪.‬‬ ‫يــروي الكــاتــب حـــالــة‬ ‫احتضــار التـــراث المعمـاري‬ ‫اإلسالمي من أجــل توسعـــة‬ ‫الحرم المكي‪ ،‬بطغيان المعمار‬ ‫الغربي‪ ،‬كحصان «طروادة»‬ ‫أجهش على أماكن تاريخية‪،‬‬ ‫فقام بهدم أهمِّ مآثر الصحابة‪،‬‬ ‫منهــا مسكــن أمُّ المؤمنين خديجة‬ ‫رضي اهلل عنها‪ ،‬ومساكن أصحاب رسول‬ ‫هلل –صلعم‪ -‬ويُتخوَّفُ على مقرِّ مولد‬ ‫النبي الذي تحوَّل إلى مكتبة بجوار البيت‪،‬‬ ‫وهي ذاكرة األمة اإلسالمية‪ .‬على ِّ‬ ‫حذ‬ ‫قول عبد اهلل بن عمرو ‪ :‬إذا رأيتَ قريشا‬ ‫قد هدَّموا البيت ثمَّ بنوْهُ فزوَّقوه‪،‬‬ ‫فإن استطعتَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫أن تموت‪ ،‬فمُتْ‪ .‬ويذكر‬ ‫كراهة رفع البناء على البيت والكعبة لقول‬ ‫بن رُشد واإلمام مالك‪ .‬مستدال ببعض‬ ‫المصادر ألبي الحسن علي الحسن‬ ‫الندْوي في كتاب « األركان األربعة»‪،‬‬ ‫والطريق إلى اإلسالم نقله محمد أسد‬ ‫إلى العربية‪ .‬ويذكر صفة اإليثار عند تجار‬ ‫مكة والمدينة‪ .‬مدينة رسول هلل – صلعم‬ ‫– وزيارة مسجد المختار و ِنعْم المختار‬ ‫والصالة به ثمَّ السالم عليه وعلى‬ ‫صاحبيْه‪ .‬وإنَّهُ لنافِعٌ لِمنْ يُقدِّرُ‬ ‫محمدا وليس بنافع لمحمد ْ‬ ‫أن يُقدِّروه‪.‬‬ ‫فمن تواضعَ‬ ‫وليس في المسلمين كا ِبرٌ‪ِ ،‬‬ ‫هلل رَفعه ‪....‬‬

‫في هذه الحلقة سنحاول إعطاء تعريف للحزب‪ ،‬فحسب الباحثين‬ ‫في الميدان السياسي يعرفونه ليس بطائفة بل بمجموعة‬ ‫طوائف‪ ،‬واجتماع مجموعات صغيرة منتشرة في البالد متكونة‬ ‫من شعب‪ ،‬لجان‪ ،‬جمعيات محلية ‪ ...‬إلخ‪ ،‬ترتبط بنظم تنسق‬ ‫بينها‪ ،‬وبعبارة أخرى هي خاليا يتكون منها الجهاز الحزبي وهي‬ ‫(عناصر أساسية)‪ ،‬أما التعارض بين األحزاب المباشرة‪ ،‬واألحزاب‬ ‫غير المباشرة كان يقع على الصعيد أفقي‪ ،‬حيث أن مفهوم‬ ‫(العناصر األساسية) يقع على صعيد العمودي‪ ،‬وكل مجموعة‬ ‫من المجموعات النقابية أو المهنية التي يتألف منها الحزب‬ ‫غير المباشر هو اتحاد (عناصر أساسية) كالنقابات والتعاونيات‬ ‫وجمعيات ما كان يسمى (البورنبوند)‪ ،‬واألحالف المحلية للطبقات‬ ‫المتوسطة ‪ ...‬وغيرها‪ ،‬لكن هذه ليست ذات طبيعة سياسية‪،‬‬ ‫والحزب ال يظهر إال في تجمعات إما في القمة فقط أو على مختلف‬ ‫األصعدة‪ ،‬وحسب الباحثين في الميدان السياسي ال ينبغي أن‬ ‫نخلط بين العناصر األساسية‪ ،‬وبين الخاليا األم للحزب واألجهزة‬ ‫الملحقة التي هي عبارة عن مؤسسات تدور حوله‪ ،‬أما لتجميع‬ ‫المجندين‪ ،‬وإما لتقوية تعلق المنتسبين‪ ،‬مثل حركات الشباب‪،‬‬ ‫والمنظمات النسائية‪ ،‬والنوادي الرياضية‪ ،‬والمؤسسات الثقفية ‪..‬‬ ‫وغيرها‪ .‬والتمييز ليس سهال أبدا بين هذه الجمعيات المهنية أو‬ ‫التعاونية المنظمة التي يشكل اجتماعها األحزاب غير المباشرة‪،‬‬ ‫فالنقابات مثال تكون مرة أجهزة تابعة لحزب مباشر‪ ،‬أو فرعا من‬ ‫فروع حزب غير مباشر‪ ،‬والتحليل وحده ‪ -‬حسب الباحثين ‪ -‬لتركيب‬ ‫الحزب يساعد على التمييز بين اإلثنين‪.‬‬ ‫والعناصر األساسية لكل حزب ذات تركيبة أصيلة‪ ،‬كاللجنة‬ ‫الراديكالية االشتراكية الفرنسية‪ ،‬والشعبة الفرنسية للحزب‬ ‫الفاشي العمالي‪ ،‬واللجان االنتخابية‪ ،‬وممثلو األحزاب األمريكية‪،‬‬ ‫وخاليا األحزاب الشيوعية‪ ،‬وكتائب الحزب الفاشي اإليطالي‪ ،‬كل‬ ‫هذه المؤسسات تختلف اختالفا جذريا‪ ،‬بعضهاعن بعض‪ ،‬ولكل‬ ‫حزب تركيبه الخاص الذي ال يشبه في شيئ تركيبة األحزاب‬ ‫األخرى‪.‬‬ ‫وبالرغم من كل ذلك يمكن التميز بين أربعة أنواع كبرى من‬ ‫العناصر األساسية‪ ،‬وإليها يمكن رد أغلب األحزاب وهي اللجنة‬ ‫الشعبية‪ ،‬الخلية والمليشيات‪.‬‬ ‫اللجنة ‪ :‬يدل هذا التعبير على المدلول الواقعي تقريبا الذي هو‬ ‫لكلمة (كوكيس) أي لجنة انتخابية في المفهوم األنجلوسكسوني‪،‬‬ ‫وتحدد اللجنة أوال‪ ،‬بمدلولها الضيق‪ ،‬إذ ال تضم إال عددا صغيرا‬ ‫من األعضاء‪ ،‬ومن دون أن تسعى إلى تكاثرهم‪ ،‬فهي ال تقوم‬ ‫بأي دعاية لنفسها لكي توسع قوة جذبها‪ ،‬زد على ذلك أنه ليس‬ ‫لها منتسبون بالمعنى الصحيح ألن مجموعتها مغلقة‪ ،‬وال يدخل‬ ‫فيها من يشاء‪ ،‬وال يمكن االنضمام إليها باالختيار الضمني‪ ،‬أو‬ ‫بالتعيين الصريح‪ .‬وبالرغم من قلة عددها فإن اللجنة قد تتمتع‬ ‫مع ذلك بسلطة قوية‪ ،‬وقوتها ال ترتكز بالفعل على كثرة أعضائها‬ ‫بل على صفاتهم‪ ،‬وتشكل اللجنة تجمعا للوجهات المنتخبين‬ ‫بسبب نفوذهم‪ ،‬وتتصرف اللجنة ضمن نطاق جغرافي واسع‪،‬‬ ‫يتطابق غالبا مع المنظمات االنتخابية الرئيسية‪ .‬وفي فرنسا‬ ‫مثال كانت تعمل اللجان أساسا ضمن دائرة القضاء( (�‪arron‬‬ ‫‪ )dissement‬الذي كان التقسيم السياسي األساسي‪ ،‬في ظل‬ ‫الجمهورية الثالثة‪ ،‬وفي أمريكا تأخذ اللجان أهميتها في نطاق‬ ‫المناطق التي تجري في إطارها االنتخابات لملء المراكز اإلدارية‬ ‫الرئيسية الشاغرة وفقا لنظام التجريد الحزبي‪.‬‬ ‫ومن جهة ثانية فإن نشاط اللجنة موسمي‪ ،‬حيث يبلغ ذروته‬ ‫أيام االنتخابات ليتالشى تقريبا في الفترة التي تفصل بين‬ ‫انتخابين‪ ،‬وعلى العموم فإن اللجنة ذات صفة نصف دائمة ليست‬ ‫مؤسسة عرضية توجد من أجل حملة انتخابية لتنتهي بانتهائه‪،‬‬ ‫بل هي أيضا ليست مؤ سسة دائمة شبيهة باألحزاب التي تبقى‬ ‫في حركة دائمة‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬نوفمرب ‪2016‬‬

‫العدد ‪862‬‬

‫«من �أعالم �شمال املغرب»‬

‫للعالمة الدكتور عبد اهلل المرابط الترغي‬ ‫تقديم ‪ :‬سي محمد أملح ‪ /‬تطوان‬ ‫الحديث عن كتاب “من أعالم شمال‬ ‫المغرب” للعالمة الدكتور عبد اهلل المرابط‬ ‫الترغي هو حديث عن مشروع فكري كبير‬ ‫ورصين‪ ،‬كما أنه حديث عن هاجس ثقافي‬ ‫وطني شغل بال المؤلف طوال حياته‪ .‬فال‬ ‫يخفى أن الرجل كرس حياته لخدمة التراث‬ ‫المغربي في شتى أشكاله‪ ،‬ومن زواي��اه‬ ‫المختلفة‪ .‬وكان االهتمام بتراجم األعالم‬ ‫المغاربة ورصد سير حياتهم وعطاءاتهم‬ ‫العلمية واحداً من تلك األشكال التي تفوق‬ ‫فيها بال منازع‪ .‬لذلك فإن المتصفح لعدد‬ ‫كبير من كتابات المؤلف المنشورة‪ ،‬يجدها‬ ‫تصب في هذا المجال‪ ،‬ب��دءاً من رسالته‬ ‫لنيل دبلوم الدراسات العليا “فهارس علماء‬ ‫المغرب”‪ ،‬ثم أطروحته لنيل الدكتوراه التي‬ ‫خصص فيها قسما كبيراً لكتب التراجم‬ ‫المغربية‪ ،‬وم��روراً بتراجمه المبثوثة في‬ ‫موسوعة معلمة المغرب‪ ،‬وانتهاء بهذا‬ ‫الكتاب موضوع هذا المقال‪ .‬فقد أظهر‬ ‫الرجل في كل ذلك اجتهاداً منقطع النظير‬ ‫في عصره ومصره‪ ،‬حتى عُدَّ مرجعاً أساساً‬ ‫في التراجم المغربية‪ ،‬يلجأ إليه في كل ما‬ ‫يتعلق بهذا المجال‪ ،‬وعلى األخص تراجم‬ ‫المنطقة الشمالية المغربية التي أبدع فيها‬ ‫وأنقذ عدداً منها كان قد طواها اإلهمال‬ ‫والنسيان‪.‬‬ ‫صدر كتاب “من أعالم شمال المغرب”‬ ‫في جزءين من الحجم المتوسط عن‬ ‫منشورات المجلس العلمي المحلي لعمالة‬ ‫طنجة ‪ -‬أصيلة‪ ،‬وهما ج��زآن يستوعبان‬ ‫مائة ترجمة‪ ،‬ويتوافقان إلى حد كبير شك ًال‬ ‫ومضموناً‪.‬‬ ‫يقع الجزء األول الصادر سنة ‪2014‬م‬ ‫في حوالي ثلثمائة (‪ )300‬صفحة‪ ،‬ضمت‬ ‫سبعاً وخمسين (‪ )57‬ترجمة‪ ،‬تبدأ بترجمة‬ ‫الفقيه الولي الصالح سيدي أبي مهدي‬ ‫عيسى المنصوري من أعالم منتصف القرن‬ ‫الثاني عشر الهجري‪ ،‬وتنتهي بترجمة‬ ‫الباحث المحقق سعيد أعراب المتوفى سنة‬ ‫‪2003‬م‪ .‬ويقع الجزء الثاني الصادر سنة‬ ‫‪2015‬م في حوالي ثلثمائة وثالثين (‪)330‬‬ ‫صفحة‪ ،‬ضمت ثالثاً وأربعين (‪ )43‬ترجمة‪،‬‬ ‫تبدأ بترجمة العالمة الشريف سيدي علي بن‬ ‫أحمد البقالي من أعالم بداية القرن الثاني‬ ‫عشر‪ ،‬وتنتهي بترجمة العالمة الشاعر عبد‬ ‫الواحد أخريف دفين تطوان سنة ‪2010‬م‪.‬‬ ‫فهذا الكتاب‪ ،‬مثلما يتضح من عنوانه‬ ‫الصريح‪ ،‬خصه مؤلفه عبد اهلل المرابط‬ ‫الترغي للحديث عن أعالم شمال المغرب‪.‬‬ ‫وما دام المؤلف متمرساً بعلم التراجم كما‬ ‫أسلفنا‪ ،‬فقد أفصح في طالعة الجزء األول‬ ‫من كتابه عن الحدود الزمانية والمكانية‬ ‫للمترجمين‪ ،‬حيث جعل الشرط المكاني‬ ‫محصوراً في منطقة الشمال الغربي للمغرب‬ ‫ليستوعب تراجم األع�لام المنتمين إلى‬ ‫مدن طنجة وتطوان وأصيلة والعرائش‬ ‫والقصر الكبير وشفشاون ووزان‪ ،‬بما في‬ ‫ذلك تراجم رجال القبائل الجبلية الواقعة في‬ ‫نطاق هذه المدن كقبائل الهبط وقبائل‬ ‫جبالة وغمارة واألخماس وغيرها‪ .‬أما الشرط‬ ‫الزماني للمترجمين‪ ،‬فقد حصره ضرورة في‬ ‫انتمائهم للقرون الثالثة األخيرة‪ ،‬أي بدءاً‬ ‫من القرن الثالث عشر إلى اآلن‪ ،‬مع قلة‬ ‫قليلة من علماء القرن الثاني عشر‪.‬‬ ‫إن القراءة المتأملة لكتاب “من أعالم‬ ‫شمال المغرب” أمكنتنا ال��وق��وف على‬ ‫مجموعة الخصائص التي ميزت صياغة‬ ‫تراجم الكتاب نشير إليها فيما يلي‪:‬‬ ‫أوال ‪ -‬االلتزام والتقيد بالبناء الترجمي‬ ‫مثلما وضعه القدماء‪ ،‬ومحاولة استيفاء جل‬ ‫عناصر الترجمة بإثبات جميع المعلومات‬ ‫المتعلقة بحياة الشخصية‪ .‬فقد أحس‬ ‫المؤلف أن المجال مبسوط في هذا الكتاب‬ ‫لتقديم أكبر قدر ممكن من مواد التراجم‪،‬‬ ‫خصوصاً تلك التي كان ينشرها على أعمدة‬ ‫جريدة الشمال‪ ،‬فيضطر إلى اختصار موادها‬ ‫تبعاً لشروط النشر بهذه الجريدة‪.‬‬ ‫وامتثا ًال لذلك‪ ،‬حاول المؤلف الكشف‬

‫عن سير مترجميه في حدود ما توفر من‬ ‫مواد الترجمة بدءاً من الوالدة‪ ،‬ثم النشأة‪،‬‬ ‫والتكوين‪ ،‬وعرض المشيخة‪ ،‬والرحلة في‬ ‫طلب العلم‪ ،‬ومقدار االستفادة من العلماء‪،‬‬ ‫وممارسة المهام‪ ،‬وتولي الخطط المختلفة‬ ‫من تدريس أو قضاء‪ ،‬أو خطابة‪ ،‬ثم إنتاج‬ ‫المترجم من تأليف وكتابة‪ ،‬لتختم الترجمة‬ ‫بذكر الوفاة وتاريخها ومحلها‪ ،‬وما أحدث‬ ‫ذل��ك في نفوس المقربين والمحبين‪.‬‬ ‫وقد يضاف إلى ذلك ما هو زائد على هذه‬ ‫العناصر مما تتميز به شخصية المترجـــم‬ ‫باعتبــارها تنفرد به‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ -‬الترجمة داخل الترجمة‪ :‬وهو‬ ‫أمر تكرر عند المؤلف في غير ما موضع من‬ ‫كتابه‪ ،‬حيث نجده وهو بصدد الترجمة ألحد‬ ‫أعالم الكتاب‪ ،‬يستطرد في معرض الحديث‬ ‫عن مشيخة المترجم ليعرف بأحد شيوخه‬ ‫بنوع من اإليجاز‪ ،‬ولكن تبقى أهميتها كبيرة‬ ‫في إماطة اللثام عن جوانب الترجمة األم‪.‬‬ ‫ونموذج ذلك ترجمة المؤلف لمجموعة من‬ ‫شيوخ وال��ده العالمة القاضي محمد بن‬ ‫المفضل الترغي‪ ،‬وذلك في معرض الحديث‬ ‫عن مشيخته‪ .‬يقول مثال‪« :‬وخ�لال هذه‬ ‫المرحلة ‪ ...‬يكون الطالب محمد المرابط‬ ‫الترغي قد جمع عدته الوافرة من العلم في‬ ‫ذلك على الشيوخ التالية أسماؤهم‪ ،‬وهم‪:‬‬ ‫‪ ...‬الفقيه العالمة الصوفي سيدي محمد بن‬ ‫عبد الصمد التجكاني الحسني (ت‪1411‬هـ)‪،‬‬ ‫وهو شيخ برع في فن الخطابة والوعظ‬ ‫واإلرش��اد‪ ،‬وتعاطاها طيلة حياته‪ ،‬ومارس‬ ‫التدريس في جميع مستوياته‪ ،‬فكان مفيداً‬ ‫وكثير النفع»‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ -‬إشارات المؤلف إلى مشيخته‪:‬‬ ‫حيث إنه لما جاء لترجمة مجموعة من‬ ‫َ‬ ‫شَرْطي‬ ‫شيوخه الذين ينخرطون في‬ ‫الكتاب السالفي الذكر‪ ،‬وجد فسحة للحديث‬ ‫عن عالقته بهم‪ ،‬وم��ا أخ��ذه عنهم من‬ ‫العلوم والمتون أيام التتلمذ وطلب العلم‪،‬‬

‫األم��ر ال��ذي يمكن معه للقارئ المهتم‬ ‫صياغة فهرسة للمؤلف‪ .‬من ذلك ما أورده‬ ‫المؤلف عند ترجمة شيخه العالمة المحقق‬ ‫سعيد أعراب‪ ،‬حيث جعل زاوية الحديث عن‬ ‫مشاركة هذا العالم في مجال التدريس‬ ‫مجا ًال لبسط ما استفاده منه خالل مرحلة‬ ‫تتلمذه بين يديه‪ ،‬واصفاً مهارة المترجم‬ ‫في دروسه‪ ،‬ومعلقاً عليه مثلما كان يعاينها‪،‬‬ ‫فانتقل بذلك الحديث من صيغة ضمير‬ ‫الغائب إلى صيغة ضمير المتكلم‪.‬‬ ‫وإذا كانت تلك إشارة على غرار عدة‬ ‫إش���ارات أخ��رى ج��اءت في ثنايا التراجم‬ ‫المعروضة‪ ،‬فإننا نصادف بعض التراجم‬ ‫التي يمكن أن تصنف كلها في فهرسة‬ ‫المؤلف عبد اهلل الترغي‪ ،‬حيث استحوذ‬ ‫الحديث فيها على المشيخة ال غير‪ .‬ونعرض‬ ‫نموذجاً لذلك ترجمة المؤلف لشيخه الفقيه‬ ‫سيدي عبد اهلل بن عبد السالم البقالي‪.‬‬ ‫يقول‪ « :‬والحاج عبد اهلل البقالي هو أول‬ ‫شيوخي في قراءة القرآن وتعلمه وحفظه‪،‬‬ ‫فقد كان مكتبه بمدينة تطوان بحومة‬ ‫المصداع أول مكتب يستقبلني وأنا في سن‬ ‫دون الخامسة من عمري‪ ،‬وعلى يد الفقيه‬ ‫عبد اهلل البقالي تعلمت الكتابة ودرجت‬ ‫في مكتبه وبين يديه إلى أن كدت أقطع‬ ‫مرحلة السلكة األول��ى من حفظ القرآن‬ ‫الكريم‪ ،‬قبل أن أصبح في مكتب الفقيه‬ ‫الصالح سيدي الحسن السعيدي‪ ...‬فعلى‬ ‫يديه رحمه اهلل أتممت حفظ القرآن الكريم‬ ‫من خالل السلكات الخمس التي خرجتها‬ ‫وعرضتها عليه ومحوت لوحي عليها‪.‬‬ ‫وبين يديه حفظت بعض المتون العلمية‬ ‫قبل التهيؤ لمرحلة طلب العلم وااللتحاق‬ ‫بالمعهد الديني آنذاك»‪.‬‬ ‫رابعا ‪ -‬االنفراد ببعض التراجم‪ :‬وهو‬ ‫األمر الذي يزيد في أهمية هذا الكتاب‪ ،‬إذ‬ ‫يعرض فيه المؤلف تراجم تنشر ألول مرة‪،‬‬ ‫أغلبُ رجالها من علماء البادية‪ ،‬ولم يكن‬ ‫لهم حظ أو ذكر في كتب‬ ‫الرجال التي أرخت لعلماء‬ ‫المغرب عموماً أو لعلمــاء‬ ‫المنطقــة الشماليـــة‬ ‫خصوصـاً‪ ،‬رغم ما كان‬ ‫لهم من الحضور الوازن‬

‫في الثقافة والتأليف وصنع المواقف‪ .‬وكأني‬ ‫بالمؤلف عبد اهلل الترغي في هذه المسألة‬ ‫يستأنف العمل العلمي الذي كان قد بدأه‬ ‫شيخه وأستاذه العالمة المحقق سعيد‬ ‫أعراب عندما كان يحفر على بعض علماء‬ ‫وأدباء البادية‪ ،‬فينشر تراجمهم على أعمدة‬ ‫جريدة الميثاق‪.‬‬ ‫فلهذه األهمية التي أشرنا إليها‪ ،‬يكون‬ ‫ِّ‬ ‫المؤلف بهذا الصنيع قد أس��دى خدمة‬ ‫كبيرة لهؤالء العلماء بانتشالهم من زوايا‬ ‫اإلهمال والنسيان‪ ،‬ويكون هذا المؤَّ​ّلف هو‬ ‫المصدر األول والمرجع المتفرد في التعريف‬ ‫بهم وذكر أحوالهم وأخبارهم وسيرهم‪.‬‬ ‫ومن بين أولئك األعالم نذكر على سبيل‬ ‫المثال الفقيه المدرر الشريف سيدي الطيب‬ ‫الوجدي البوعناني الترغي‪ ،‬والفقيه المدرر‬ ‫السيد الهاشمي الدحمان الترغي‪.‬‬ ‫َ‬ ‫خامسا ‪ -‬ندرة مصادر الكتاب وفرادتها‪.‬‬ ‫وهي مسألة تستحق أن تفرد بقراءة خاصة‬ ‫ألهميتها الكبيرة‪ .‬ذلك أن المؤلف اعتمد‬ ‫في صياغة م��واد تراجمه على مجموعة‬ ‫من المؤلفات أغلبها عبارة عن مخطوطات‬ ‫غميسة ووثائق نادرة وتقاييد دفينة‪ ،‬وهذا‬ ‫أمر تميز به المؤلف في سائر كتاباته‪،‬‬ ‫ويذكرنا إلى حد كبير بما كان يطلع به‬ ‫علينا العالمة محمد المنوني من المؤلفات‬ ‫الجديدة التي ال تسمع عناوينها إال عن‬ ‫طريقه‪ .‬فأين لنا بتقييد ألحد علماء األسرة‬ ‫الزعرية فيمن نزل بالقبيلة الورياكلية؟‬ ‫وأين لنا بكناشة محمد بن العربي البقالي‬ ‫المساري؟ وأين لنا بتقييد في ترجمة الشيخ‬ ‫الكبير ابن يرماق؟ وأين؟ وأين؟ هي مصادر‬ ‫ومراجع استأثر بها المؤلف في جمع هذه‬ ‫التراجم‪.‬‬ ‫والواقع أنه ليس هناك من شك في أن‬ ‫المؤلف عالوة على بحثه وتنقيبه وعالقاته‬ ‫الخاصة‪ ،‬قد استفاد بشكل كبير في هذه‬ ‫الزاوية مما كان يقع بين يديه من الوثائق‬

‫المختلفة والفريدة التي كان يعهد إليه‬ ‫جمعها وتقييمها وتقديمها وترشيحها لنيل‬ ‫جائزة الحسن الثاني للمخطوطات‪.‬‬ ‫سادسا ‪ -‬التحلية في حق المترجمين‪:‬‬ ‫وقد آثرت االلتفات واإلش��ارة إليها بشكل‬ ‫منفرد باعتبارها جزءاً مهمّاً في بناء الترجمة‬ ‫قد ال يُلتفت إليها كثيراً عند المهتمين‬ ‫بالتراجم‪ ،‬وقد عُني المؤلف عبد اهلل الترغي‬ ‫بها عناية كبيرة‪ ،‬فجاءت جز ًء ال تتجزأ من‬ ‫مكونات الترجمة عنده‪.‬‬ ‫والتحليــة‪ ،‬كما هو معلــوم‪ ،‬مرادف‬ ‫للصفة والنعت‪ .‬قال الخليـل ‪« :‬الوصف‪:‬‬ ‫وصفك الشيء بحليته ونعته»‪ .‬وقــال ابن‬ ‫فارس‪« :‬الواو والصاد والفاء أصل واحد‪ ،‬هو‬ ‫تحلية الشيء ونعته‪ ،‬والصفة األمارة الالزمة‬ ‫للشيء»‪ .‬وق��ال اب��ن منظور‪« :‬والصفة‬ ‫الحلية»‪ .‬وجاء في تفسير الطبري عند تفسير‬ ‫قوله تعالى في سورة البقرة « ُا ْد ُع َلنَا َر َّبكَ‬ ‫ي َلنَا َما هِ ي» ‪ :‬أي « ما هي؟ ما صفتها؟‬ ‫ُي َب نِّ ْ‬ ‫وما حليتها؟»‪ .‬وق��ال في خزانـة األدب‪:‬‬ ‫«والتحلية ‪ :‬الوصف‪ .‬يـقـــال حليت الرجل‬ ‫تحلية‪ ،‬إذا وصفته»‪.‬‬ ‫والمتصفح لتراجم كتاب “من أعالم‬ ‫شمال المغرب” لن يفوته أن يلحظ أن‬ ‫المؤلف درج على تحلية مترجميه ووصفهم‪.‬‬ ‫فباستثناء أحد عشر علماً من أعالم الجزء‬ ‫األول من الكتاب‪ ،‬نجد باقي أعالم الكتاب‬ ‫التسع والثمانين محالة بألفاظ دالة‬ ‫ومخصوصة مثل‪ :‬الشيخ‪ ،‬والفقيه‪ ،‬والعالمة‪،‬‬ ‫واألفضل‪ ،‬والشريف‪ ،‬والولي‪ ،‬والصالح‪،‬‬ ‫والصوفي‪ ،‬والنقيب‪ ،‬والمجاهد‪ ،‬والقاضي‪،‬‬ ‫والمقرئ‪ ،‬والمفتي‪ ،‬والنوازلي‪ ،‬والشاعــر‪،‬‬ ‫واألدي���ب‪ ،‬والمربي‪ ،‬وال��م��درر‪ ،‬واألستاذ‪،‬‬ ‫والمدرس والباحث‪ ،‬والدكتور‪ ،‬والمحقق‪،‬‬ ‫والمحامي‪،‬والحقوقي‪.‬‬ ‫وما دامت التحلية هي الوصف الجامع‬ ‫المميز للشخصية‪ ،‬فإن اعتمادها مدخ ًال‬ ‫أساساً في عنونة اس��م العلم المترجم‬ ‫لم يكن أمراً اعتباطياً من طرف المؤلف‪،‬‬ ‫بل كان عن وعي كبير بأن هذا العنوان‬ ‫الحامل أله��م الصفات والنعوت التي‬ ‫تميز المترجم يعد أكبر تلخيص لسيرته‪،‬‬ ‫بحيث يتبين القارئ معه مكانته العلمية‬ ‫ودرجته المعرفية منذ الوهلة األولى وقبل‬ ‫الغوص في قراءة تفاصيل حياته‪ .‬ونموذج‬ ‫ذلك المترجم سيدي محمد بن بلقاسم‬ ‫بن المفضل الحرائقي‪ ،‬فقد حاله المؤلف‬ ‫بالعالمة المدرس الشريف‪ ،‬وي��دل على‬ ‫استحقاقه لهذه التحلية كونه أو ًال من‬ ‫األسرة البقالية الشريفة ومن أهل زاوية‬ ‫الحرائق حيث ضريح جده الشيخ العارف‬ ‫باهلل سيدي عالل الحاج البقالي‪ ،‬وكونه ثانياً‬ ‫جلس إلى حلقات كبار رجال العلم بمدينة‬ ‫فاس أمثال شيخ الجماعة التاودي ابن سودة‬ ‫والفقيه أبي حفص عمر الفاسي‪ ،‬ثم عاد إلى‬ ‫بلده متصدراً للتدريس بزاوية الحرائق‪،‬‬ ‫فكان محلقاً بدرسي الفقه والنحو‪ ،‬متقناً لما‬ ‫يقدمه في حلقاته من شروح علمية وتحليل‬ ‫للقضايا والمسائل التي تعرض له أثناء‬ ‫ذلك‪ ،‬ما سمح له أن تكون له مشاركة في‬ ‫الصناعة التأليفية أيضاً‪ ،‬فحرر شرحاً حفي ًال‬ ‫على المية الزقاق أبدأ فيه وأعاد‪.‬‬ ‫صفوة القول‪ ،‬إن كتـــاب “من أعـــالم‬ ‫شمال المغرب” عمل فريد يضاف إلى‬ ‫المكتبة المغربية‪ ،‬وتصنيف جليل جعل‬ ‫صاحبه عبد اهلل المرابط الترغي ينخرط في‬ ‫سلك األدباء المؤرخين المغاربة في العصر‬ ‫الحديث الذين اهتموا برجال بمنطقة‬ ‫مخصوصة‪ ،‬وذلك إلى جانب الفقيه محمد‬ ‫الكانوني بكتابه “جواهر الكمال”‪ ،‬والفقيه‬ ‫العباس بن إبراهيم المراكشي بكتابه‬ ‫“اإلع�ل�ام”‪ ،‬وال��م��ؤرخ اب��ن زي��دان بكتابه‬ ‫“اإلتحاف”‪ ،‬واألديب الشاعر محمد المختار‬ ‫السوسي بموسوعته “المعسول”‪ ،‬والفقيه‬ ‫محمد داود بكتابه “تاريخ تطوان”‪ .‬فكل‬ ‫هؤالء قاموا بواجبهم في مجال التراجم‬ ‫صوناً للذاكرة التاريخية المغربية وحفاظاً‬ ‫على هويتها‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬نوفمرب ‪2016‬‬

‫العدد ‪862‬‬

‫�أعالم من�سيون‬ ‫من مدينة‬ ‫الق�رص الكبري‪:‬‬

‫‪13‬‬

‫محمد الرايسي‬

‫الباحث والناقد في مجال الموسيقى األندلسية‬ ‫والفنون الشعبية‬ ‫بقلم‪ :‬عبد القادر الغزاوي‬

‫في أدبنا العربي كتاب وباحثون وأدباء وشعراء وفنانون رجاال ونساء نقشوا أسماءهم في سجل الخلود نتيجة تكوينهم العصامي المتين والغير النظامي‪،‬‬ ‫بإبداعاتهم القيمة وإنتاجاتهم الرائعة في مختلف المجاالت الفكرية واألجناس األدبية ‪ .‬ومن هؤالء المرحوم األستاذ محمد الرايسي ابن مدينة القصر‬ ‫الكبير‪ ،‬الكاتب والباحث الموسيقي‪ ،‬الذي بصم بمجهوداته الخاصة وعصاميته الفريدة إسمه في سماء الفكر واألدب‪ ،‬وأضحت كتاباته ذخيرة أدبية وفنية‪.‬‬ ‫‪ - 1‬مولده ونشأته‪:‬‬ ‫ولد محمد الرايسي بالقصر الكبير سنة ‪1948‬م‪،‬‬ ‫من أبيه بنعيسى عالل‪ ،‬وأمه حدهم بنت عبد السالم‬ ‫الغزاوي‪ ،‬فترعرع في دار خاله (المرحوم محمد حسن‬ ‫عبد السالم الغزاوي العبودي اإلدريسي)‪ .‬فنشأ به‬ ‫نشأة غير عادية حيث ظهرت عليه بوادر النباهة‬ ‫والنجابة‪ ،‬وال غرو في ذلك فالبيت بيت علم وثقافة‪.‬‬ ‫وكباقي أطفال مدينة القصر الكبير‪ ،‬التحق بالمسيد‬ ‫(الكتاب القرآني)‪ ،‬لحفظ القرآن الكريم‪ ،‬ثم التحق‬ ‫بالتعليم االبتدائي لتعلم أبجدية القراءة والكتابة‪ ،‬إال‬ ‫أنه انقطع عن التعليم النظامي‪ ،‬ولم يتم تعليمه في‬ ‫المدارس النظامية‪ ،‬كأنه يريد اختصار مراحل الدراسة‪،‬‬ ‫فاعتمد على نفسه وذكائه في التعلم والقراءة‪ ،‬فبدأ‬ ‫ينهل من الكتب والمراجع التي تقع بين يديه‪ ،‬والتي‬ ‫تقع عينه عليها‪ ،‬وكذا المجالت والجرائد منتقيا وآخذا‬ ‫منها الصالح‪ ،‬ومتحاشيا ما هو دون ذلك‪ ،‬مع مسايرة‬ ‫لنشاطات وتطورات الحركة الوطنية‪ ،‬وما صاحبها‬ ‫من أناشيد وطنية‪ .‬ورحل إلى مدينة الرباط‪ ،‬وهو في‬ ‫الرابعة عشرة من عمره‪ ،‬حيث التحق بالمعهد الوطني‬ ‫للموسيقى بالرباط سنة ‪1962‬م‪ ،‬فدرس فيه على‬ ‫أيدي أساتذة مغاربة أمثال‪ :‬الطاهر الزواني‪ ،‬وأحمد‬ ‫عواطف‪ ،‬وعمر السرغيني‪ ،‬وعبد السالم الحجاوي‪،‬‬ ‫ومحمد بن عمر الجعيدي‪ ،‬وأحمد المدغري العلوي‪ ،‬كما‬ ‫أخذ عن أساتذة أجانب منهم‪ :‬بول ماريطون (فرنسي)‬ ‫وهانس أورط (ألماني)‪ ،‬أخذ عنهم النظرية العامة‬ ‫للموسيقى‪ ،‬والتدوين الموسيقي والصولفيج إلى غاية‬ ‫سنة ‪1969‬م‪ ،‬حيث حصل على دبلوم المعهد (الجائزة‬ ‫األولى في الصولفيج)‪.‬‬ ‫وبعد تخرجه زاول مهنة التدريس الموسيقي‬ ‫ببعض المعاهد الموسيقى المغربية‪ .‬وكذا مدير‬ ‫لبعض المعاهد الموسيقي ‪ ،‬ثم تقلد رئاسة مكتب‬ ‫الموسيقى واالمتحانات بوزارة الشؤون الثقافية‪ ،‬وكان‬ ‫يتقلد مهمة التعليم الموسيقي ومسؤولية التسيير‬ ‫في وقت واحد‪ .‬وفي سنة ‪ 1986‬التحق بالوزارة‪.‬‬ ‫عانى المرحوم محمد الرايسي خالل حياته كثيرا‬ ‫بسب مرض القلب الذي أصابه في الستينات من‬ ‫القرن الماضي‪ ،‬حيث أجريت له عمليتان جراحيتان‬ ‫في القلب‪ ،‬األولى خالل الستينات‪ ،‬والثانية أواسط‬ ‫الثمانينات من القرن الماضي‪ ،‬وقد أشارت إلى ذلك‬ ‫جريدة أنوال‪ ،‬التي كان يشرف المرحوم على صفحتها‬ ‫الموسيقية‪ ،‬حيث أخبرت عن (دخوله المستشفى إلجراء‬ ‫عملية جراحية على القلب) ‪ .1‬قاوم مرضه بشجاعة‬ ‫وروح معنوية عالية‪ ،‬فتحمل بصبر المؤمنين مرضه‬ ‫إلى أن وافاه األجل المحتوم يوم األربعاء ‪ 21‬شعبان‬ ‫‪1417‬هـ الموافق لفاتح يناير سنة ‪ ، 1997‬فالتحق‬ ‫بالرفيق األعلى في رفق وصمت‪ ،‬أمام أصدقائه األوفياء‪،‬‬ ‫بالنادي المغربي بالقصر الكبير‪ ،‬وهو يبلغ من العمر‬ ‫تسعا وأربعين (‪ )49‬سنة‪ .‬وأن المنية أصابته خبط‬ ‫عشواء وأنها لم تمهله‪ .‬فانتشر الخبر‪ ،‬وتناقله الخالن‬ ‫واألحباب‪ .‬وووري جثمانه الثرى بمقبرة الولي الصالح‬ ‫موالي علي أبي غالب في اليوم الموالي لوفاته‪ .‬راجين‬ ‫له من العلي القدير الرحمة والمغفرة‪( .‬وإنا هلل وإنا إليه‬ ‫راجعون) ‪.2‬‬ ‫وقد أقيم حفل تأبيني للمرحوم يوم الجمعة‬ ‫‪ 14‬فبراير سنة ‪ 1997‬بمدينة القصر الكبير‪ ،‬من‬ ‫تنظيم النقابة الوطنية للموسيقيين ومبدعي األغنية‬ ‫المغربية بتعاون مع وزارة الشؤون الثقافية‪ .‬وقد حضر‬ ‫هذا الحفل التأبيني عدد كبير من أصدقاء المرحوم‪،‬‬ ‫فتم اإلعالن من طرف ممثل الوزارة ( للمبادرة التي‬ ‫اتخذتها الوزارة الوصية فيما يخص إطالق اسم محمد‬ ‫الرايسي على المعهد الموسيقي بمدينة القصر الكبير‬ ‫الذي كان يديره المرحوم بحنكة واقتدار)‪ . 3‬إال أن ذلك‬ ‫لم يتم تفعيله لحد الساعة‪.‬‬

‫‪ .2‬تكوينـه وإنتاجه الفكري ‪:‬‬

‫مات األستاذ محمد الرايسي‪ ،‬وارتحل إلى الدار‬ ‫اآلجلة‪( ،‬واآلخرة خير وأبقى) ‪ ،4‬فهدأ قلبه إلى األبد‪،‬‬ ‫فأفل شمسه‪ ،‬وغاب قمره‪ ،‬ورقد تحت التراب مثل‬ ‫اآلخرين ينتظر بزوغ صبح جديد‪( ،‬أليس الصبح‬ ‫بقريب)‪ .5‬تاركا إبداعاته موزعة بين الضياع واإلهمال‬ ‫والنسيان‪ .‬والمهتمون واألصدقاء يتساءلون عن‬ ‫إبداعاته أين تكون ؟‪ ...‬حيث لم يترك آثارا أو أعماال‬

‫األستاذ الرايسي بالموسيقى‪ ،‬وظلت هاجسا يمأل قلبه‬ ‫وعقله‪ ،‬الذي كان منشغال بها‪ ،‬فوهب حياته للموسيقى‪،‬‬ ‫ووهبته الموسيقى الحياة‪ ،‬إلى أن أضحى بدون ريب‪،‬‬ ‫علما من أعالم الموسيقى‪ .‬فأهله ذلك لتقلد مجموعة‬ ‫من المسؤوليات والمهام التعليمية واإلدارية‪ .‬منها‬ ‫أستاذ للتعليم الموسيقي ببعض المعاهد الموسيقية‬ ‫المغربية‪ ،‬ومدير المعهد الموسيقي في مجموعة من‬ ‫المدن المغربية منها القصر الكبير وطنجة‪ ،‬وكان له‬ ‫الفضل في إحداث بعضها‪ ،‬كما تقلد منصب رئيس‬ ‫مكتب الموسيقى بوزارة الثقافة‪ ،‬فجمع بين التدريس‬ ‫والتسيير‪ .‬وكذا المشاركة في الملتقيات الموسيقية‬ ‫داخل الوطن وخارجه ( داخل المغرب ‪:‬القصر الكبير‬ ‫وأصيال وطنجة والرباط وشفشاون والمحمدية وأسفي‬ ‫وتارودانت ومكناس وأكادير وفاس والقنيطرة‪.‬‬ ‫خارج المغرب‪ :‬براغ وبغداد وطرابلس‪ .)...‬باإلضافة‬ ‫إلى ذلك كان ال يبخل على قاصديه بمدهم يد‬ ‫المساعدة والتوجيه‪ .‬إذ نجد هناك جماعة من األساتذة‬ ‫والمنتسبين إلى الفن األندلسي والفنون الشعبية‬ ‫المغربية‪ ،‬قام بتكوينهم وتأطيرهم والوقوف بجانبهم‪،‬‬ ‫إلى أن تمكنوا من هذه الفنون حق تمكين وتكونوا‬ ‫فيه أحسن تكوين‪ ،‬وأصبح منهم من له باع في هذا‬ ‫الميدان‪.‬‬ ‫متضمنة في كتاب‪ ،‬بل ترك كل كتاباته وإنتاجا ته‬ ‫وإبداعاته مبعثرة في بطون بعض الجرائد والمجالت‬ ‫الوطنية والعربية‪ ،‬وكذا بعض التسجيالت اإلذاعية‬ ‫الوطنية والجهوية‪.‬‬ ‫قليلون هم الذين يعرفونه حق المعرفة كإنسان‪،‬‬ ‫طيب القلب‪ ،‬متواضع النفس‪ ،‬صبور‪ ،‬سموح‪ ،‬يمتاز‬ ‫بأخالق حميدة‪ ،‬صادق الصداقة‪ ،‬فهو موهوب بال‬ ‫جدال‪ ،‬يريد الخير لغيره ويثيرهم على نفسه‪.‬‬ ‫وهو كموسيقي‪ ،‬رجل يتقـــن الفن األندلســي‬ ‫والشعبي اللذين كان مغرما بهما‪ ،‬وهب حياته للبحث‬ ‫في أغوار الموسيقي‪ ،‬فكان همه الرئيس اإللمام‬ ‫بالفنون الشعبية والفلكلورية المغربية‪ ،‬وقد هيأته‬ ‫دراسته العصامية المتينة ومؤهالته الموسيقية بأن‬ ‫يكون موسيقيا موهوبا‪ .‬هذا الموسيقي ـ الذي يمكن‬ ‫اعتباره حسب اعتقادي ـ علما ومرجعا للموسيقي‬ ‫األندلسية والفنون الشعبية المغربية‪ ،‬بفضل إبداعاته‬ ‫وإنتاجه‪ ،‬التي تعبر بصدق عن ثقافة فكرية وموسيقية‬ ‫عالية‪ ،‬حيث يشهد بذلك أهل الموسيقى‪ ،‬والذين‬ ‫عرفوه‪ ،‬واستمعوا إليه وعايشوه‪ ،‬حيث كان يعشق حتى‬ ‫الثمالة تلك الفنون‪ ،‬و كانت له جرأة قوية في اقتحام‬ ‫موضوعات على جانب كبير من األهمية‪ ،‬موضوعات‬ ‫جامعة وشاملة لمختلف قضايا الموسيقى األندلسية‬ ‫والفنون الشعبية‪ .‬وال يسمح ألي متطفل على هذا‬ ‫الميدان‪ ،‬باالقتراب منه أو الخوض فيه‪ ،‬إن لم يكن‬ ‫ملما بـه ومتمكنا منه‪ ،‬فحبه لهذا التخصص كان قويا‪،‬‬ ‫وعشقه له كان كبيرا‪.‬‬ ‫كان المرحوم محمد الرايسي علما وباحثا وناقدا‪،‬‬ ‫وصريحا وصادقا وجريئا‪ ،‬معروف عنه االستقالل في‬ ‫الرأي‪ ،‬فهو يقف دائما قويا وثابتا عند رأيه‪ ،‬وعند إبدائه‬ ‫آلرائه وأفكاره‪ ،‬وأثناء كتاباته‪ .‬ومما ال جدال فيه‪ ،‬أنه‬ ‫كان يخوض نقاشا وسجاال‪ ،‬ومعارك أدبية على صفحات‬ ‫الصحف والجرائد حول الموسيقى األندلسية‪ ،‬والفنون‬ ‫الشعبية‪ .‬وأخص بالذكر المعركة األدبية والنقاش‬ ‫الموسيقي‪ ،‬اللذين استعرت نيرانهما في الثمانينات‬ ‫من القرن الماضي بينه وبين األستاذين عبد الرحمان‬ ‫فنيش الباحث الموسيقي المغربي‪ ،‬وصالح المهدي‬ ‫الباحث الموسيقي التونسي‪ .‬معتمدا في ذلك على‬ ‫منهجه وأسلوبه‪ ،‬وعلى نقاش هادئ ألفكاره‪ ،‬وعلى‬ ‫شجاعة علمية في طرح نظرياته وأفكاره‪ .‬ومستعينا‬ ‫بأوثق وأصح الكتب والمراجع‪ ،‬بلغة بعيدة عن‬ ‫التعصب‪ ،‬سالكا مسلك التحبيب والقبول‪ ،‬دون أن‬ ‫تأخذه لومة الئم ‪.‬‬ ‫وقد مرت سنوات وسنوات‪ ،‬على رحيله‪ ،‬وكتاباته‬ ‫وإبداعاته ما زالت مبعثرة في الجرائد والمجالت‪ ،‬ولم‬ ‫تحظ بعد بأي بحث أو جمع‪ ،‬بل ال زالت تنتظر يدا‬ ‫تنقذها من هذا الضياع‪ ،‬وتخرجها من زاوية النسيان‪،‬‬ ‫ولهذا السبب انصب اهتمامي على االطالع والبحث‬ ‫عن تلك المذخرات المختلفة‪ ،‬والموضوعات العديدة‪،‬‬

‫واآلثار المتنوعة في بطون الجرائد والمجالت الوطنية‬ ‫والعربية وكذا بعض التسجيالت اإلذاعية‪ ،‬التي كان‬ ‫يشارك فيها‪ ،‬أو يساهم بها‪ ،‬في عدة ملتقيات وطنية‬ ‫وأجنبية‪،‬والتي ظلت على عروشها خاوية‪ .‬فارتأيت‬ ‫العمل مستقبال على جمع وتدوين إبداعاته وإنتاجاته‪.‬‬ ‫وإخراجها من حيز األوراق والتسجيالت إلى عالم‬ ‫الطبع والنشر‪ .‬حتى تكون نبراسا لمن يهمه األمر‪،‬‬ ‫وإيصالها إلى عشاق الفن الرفيع والجيد‪ ،‬وهذا كذلك‬ ‫ـ على ما أعتقد ـ مطلب بعض أصدقائه األوفياء الذين‬ ‫عرفوه وتعرفوه‪ ،‬والذين يشيدون بعلمه وبنبوغه‬ ‫وبمساهماته العديدة‪ ،‬والمتنوعة في مجال اختصاصه‪،‬‬ ‫حتى ال يظل ذلك اإلنتاج الذي تركه منسيا ومهمال‪،‬‬ ‫وقد استطعت بعد جهد كبير‪ ،‬أن أجد مجموعة من‬ ‫اإلنتاجات واإلبداعات‪ ،‬وهي ال تمثل بحق آثاره التي‬ ‫أنجزها خالل سنوات طويلة من البحث والدرس‪ ،‬حيث‬ ‫عمدت على جمعها‪ ،‬قاصدا من وراء ذلك وضعها في‬ ‫سفر‪ ،‬ليطلع عليها ويرجع إليها الباحثون والدارسون‬ ‫لتلك الفنون‪ ،‬وذلك لكي يتمكنوا من معرفة ما تحتوي‬ ‫عليه من دروس قيمة‪ ،‬وتراث بارز‪ ،‬فكنت لهذا الغرض‬ ‫ال أذخر جهدا في البحث والتنقيب واالتصال ببعض‬ ‫رفاقه وزمالئه األوفياء‪ .‬إال أني لم أتمكن من الحصول‬ ‫على بعضها ألسباب خارجة عن إرادتي‪.‬‬ ‫والمرحوم حظي باحترام الجميع سواء داخل‬ ‫وطنه أو خارجه‪ ،‬خاصة وأنه جدير بأن يحبه الجميع‪،‬‬ ‫إذ لم يعد اسمه خافيا على أحد من المهتمين بتلك‬ ‫الفنون السالفة الذكر‪ ،‬فلمع اسمه‪ ،‬وسطع نجمه‪،‬‬ ‫وبدت شخصيته قوية وعمالقة‪ ،‬بدون ريب حيث كان‬ ‫أحد الذين مضوا يشقون طريقهم ويخطون ألنفسهم‬ ‫سبيال‪ ،‬يمشون عليه ويتبعونه خالل حياتهم‪( ،‬ال خوف‬ ‫عليهم وال هم يحزنون)‪ .6‬ولم ينقطع عن متابعة‬ ‫التكوين العصامي دون كلل أوملل‪( ،‬ولكل امرئ‬ ‫من دهره ما تعودا) ‪ ،7‬وعادة المرحوم شحذ مواهبه‬ ‫باإلكثار من القراءة والتثقيف‪ ،‬جال بين أمهات الكتب‬ ‫والمراجع‪ ،‬لالطالع واالستفادة‪ ،‬فحصل على رصيد من‬ ‫الثقافة المتنوعة العربية منها والغربية‪ ،‬وعلى دراسة‬ ‫واسعة وعميقة النثرية والشعرية‪ .‬وجعل كل اهتماماته‬ ‫وعنايته بالموسيقى األندلسية وبالفنون الشعبية‬ ‫والفلكلورية المغربية‪ ،‬فكان موزعا وقته بين البحث‬ ‫والنقد والدراسة‪ .‬واتسمت كتاباته بالدقة واألصالة‪،‬‬ ‫فأنجز مجموعة من الكتابات والمقاالت المتنوعة‪،‬‬ ‫والموضوعات العديدة‪ ،‬بأسلوب يتصف بالموضوعية‬ ‫األدبية والفنية والثقافية‪ ،‬وبالدقة والبساطة في‬ ‫األسلوب‪ .‬هذه الكتابات والدراسات واألبحاث تصنف‬ ‫في حقول ‪ :‬البحث والنقد الموسيقيين‪ ،‬والموسيقى‬ ‫األندلسية‪ ،‬والنوبة األندلسية المغربية‪ ،‬والفنون‬ ‫الشعبية والفلكلور المغربيين‪ ،‬واألهازيج الشعبية‪،‬‬ ‫والموسيقى التقليدية‪ ،‬واألغنية المغربية الشعبية‪،‬‬ ‫خاصة العيطة والطقطوقة الجبلية‪...‬الخ‪ .‬كل هذه‬ ‫الحقول وغيرها كانت تدخل في سياق اهتمامات‬

‫هذا بالنسبة إلى الكتابات والتسجيالت‪ ،‬أما بالنسبة‬ ‫إلى األلحان والتأليف والتوزيع الموسيقيين‪ ،‬فقد خلف‬ ‫مجموعة من اإلبداعات الموسيقية‪ ،‬واأللحان الغنائية‪،‬‬ ‫لمجموعة من الشعراء المغاربة والعرب‪ .‬منهم ‪ :‬محمد‬ ‫الخمار الكنوني‪ ،‬وأحمد المجاطي‪ ،‬ومحمد الميموني‪،‬‬ ‫ومحمد السرغيني‪ ،‬ومصطفى الطريبق‪ ،‬وأحمد الطود‪،‬‬ ‫ووفاء العمراني‪ ،‬وبدر شاكر السياب‪ ،‬وعبد الوهاب‬ ‫البياتي‪ ،‬وأحمد عبد المعطي حجازي‪ ،‬ووجيه فهمي‬ ‫صالح‪ .‬باإلضافة إلى ألحان خاصة بأناشيد وأغاني‬ ‫الطفل ألشعار الشعراء ‪ :‬علي الصقلي‪ ،‬وأحمد عب‬ ‫دالسالم ألبقالي‪ ،‬ومحمد الرباوي‪ ،‬وسعدي يوسف‪،‬‬ ‫وكذا تلحين بعض قطعه الشعرية‪ ،‬وتلحين وتوزيع‬ ‫األناشيد الوطنية‪ ،‬خاصة التي قدمت في السهرة‬ ‫الموسيقية الكبرى بمناسبة الذكرى العشرين العتالء‬ ‫صاحب الجاللة الملك الحسن الثاني قدس اهلل روحه‪،‬‬ ‫عرش أسالفه األماجد‪ ،‬والذكرى الخامسة والعشرين‬ ‫لالستقالل‪ ،‬تحت عنوان‪ :‬معركة التحرير والبناء من‬ ‫خالل األناشيد الوطنية‪ .‬وذلك بمسرح محمد الخامس‬ ‫بالرباط‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أنه في السنوات األخيرة من‬ ‫حياته تعرض للتهميش واإلقصاء‪ ،‬حيث أمسى بدون‬ ‫مهمة وظيفية‪ ،‬وإن كان الزال منتميا إلى إدارته‪ .‬دون‬ ‫أخذ بعين االعتبار التضحيات الجسيمة والتلقائية التي‬ ‫كان يقدمها‪ ،‬قصد أداء مهامه ووظيفته على الوجه‬ ‫المطلوب واإليجابي‪ .‬إال أن ذلك لم يؤثر عليه‪ ،‬ولم‬ ‫ينقص من إرادته القوية‪ ،‬ولم ينل من عزيمته الكبيرة‪،‬‬ ‫بل ظل عاكفا على القراءة والكتابة‪ ،‬سالكا طريقه‬ ‫المختار وناهجا نهجه العادي‪ ،‬مستعينا بذاكرته القوية‬ ‫وبقلمه المطواع‪ ،‬ألنه خلق لكل شيء إال للتهميش‬ ‫واإلقصاء‪.‬‬

‫يعد األستاذ محمد الرايسي‪ ،‬علما وباحثا ورائدا‬ ‫في الموسيقى األندلسية والفنون الشعبية المغربية‪،‬‬ ‫التي القت اإلعجاب والتقدير من طرف المهتمين‬ ‫والدارسين لهذه الفنون‪ ،‬وأصبحت مرجعا للطالب‬ ‫والباحث في عالم الموسيقى‪ .‬والمرحوم خليق وجدير‬ ‫بإيالئه المكانة واالهتمام الالئقين به وبعطاءاته‪،‬‬ ‫خاصة أنه مضت سنوات على وفاته‪ .‬راجيا من اهلل‬ ‫تعالى أن يرحمه بأعماله وبعلمه‪ ،‬وبما خلفه من صدقة‬ ‫جارية‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــ‬ ‫الهوامش ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ جريدة أنوال‪ .‬العدد ‪ 161‬السنة ‪ .6‬بتاريخ ‪ 10‬يناير ‪.1985‬‬ ‫‪ 2‬ـ اآلية رقم ‪ 2‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ مجلة شؤون ثقافية‪ .‬السنة الثانية‪ .‬العدد‪ .20 :‬مارس‬ ‫‪.1997‬‬ ‫‪ 4‬ـ اآلية رقم ‪ 17‬من سورة األعلى ‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ اآلية رقم ‪ 81‬من سورة هود‪.‬‬ ‫‪ 6‬ـ اآلية رقم ‪ 112‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪ 7‬ـ الشاعر أبو الطيب المتنبي‪.‬‬


‫العدد ‪862‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬نوفمرب ‪2016‬‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫‪-‬‬

‫‪5‬‬

‫لم تنقطع قريش عن استفزاز المسلمين بعد الهجرة ومحاولة النيل منهم‪ ،‬بل استمرت في‬ ‫تهديدها وإيذائها للمسلمين عموماً‪ ،‬ولألنصار على وجه الخصوص‪ ،‬وراسلوا مشركي المدينة‬ ‫قائلين‪ :‬إنكم آويتم صاحبنا‪ ،‬وإنا نقسم باهلل لتقاتلنه أو لتخرجنه أو لنسيرن إليكم بأجمعنا‪ ،‬حتى‬ ‫نقتل مقاتليكم‪ ،‬ونستبيح نساءكم‪ .‬‏وراسلوا المهاجرين أيضا مهددين متوعدين قائلين‪ :‬ال‬ ‫يغرنكم أنكم أفلتم إلى يثرب‪ ،‬سنأتيكم فنستأصلكم ونبيد خضراءكم في عقر داركم‪.‬‏‬ ‫ُون ِب�أَن َُّه ْم ُظل ُِموا َو�إ َِّن الل َ​َّه‬ ‫ِين ُيقَا َتل َ‬ ‫وفي هذه الفترة نزل اإلذن بالقتال‪ ،‬قال تعالى‪�( :‬أُذِ َن ِل َّلذ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال�ص اَلةَ َو�آت َُوا الزَّ كَ اةَ‬ ‫الَ ْر ِ‬ ‫َّاه ْم يِف ْ أ‬ ‫ِين �إ ِْن َم َّكن ُ‬ ‫ِير)‪ ،‬وقال تعالى‪( :‬ا َّلذ َ‬ ‫اموا َّ‬ ‫َعلَى ن رْ‬ ‫�ض �أق ُ‬ ‫َ�صِهِ ْم َل َقد ٌ‬ ‫ِال َْع ُر ِ‬ ‫وف َون َ​َه ْوا َعنِ مْ ُ‬ ‫َو�أَ َم ُروا ب مْ‬ ‫الُ ُمورِ ) واإلذن بالقتال كان إلزاحة الباطل‬ ‫النْكَ رِ َو ِللَّهِ َعاقِ َب ُة ْ أ‬ ‫وإقامة الشعائر‪.‬‬ ‫فكانت البداية بغزوة بدر التي دشنت سلسلة انتصارات الرسول صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫وبداية بناء مجد الدولة اإلسالمية‪ ،‬حيث فاجأ النبي عليه السالم قافلة قريش التجارية العائدة‬ ‫من الشام والمحملة بثروات طائلة‪ ،‬وأراد أن يوجه ضربة عسكرية وسياسية واقتصادية قاصمة‬ ‫لقريش إذا فقدت هذه الثروة‪ ،‬فعلمت قريش باألمر وخرجت للدفاع عن عيرها وتجارتها وأصرت‬ ‫على لقاء الرسول صلى اهلل عليه وسلم وأصحابه ومحاربته فكانت موقعة بدر الفاصلة بين الكفر‬ ‫واإليمان في تاريخ اإلسالم‪ ،‬لذلك سماها اهلل عز وجل في كتابه «يوم الفرقان»‪ ،‬ألنه فرق بها‬ ‫بين الحق والباطل‪ ،‬وقد استحق المقاتلون ببدر أن ينالوا التقدير الكبير الذي صار يالزم كلمة‬ ‫«البدري»‪ ،‬ففي البخاري‪« :‬جاء جبريل إلى النبي صلى اهلل عليه وسلم فقال‪« :‬ما تعدّون أهل بدر‬ ‫فيكم؟ قال‪ :‬أفضل المسلمين‪ ،‬قال‪ :‬وكذلك من شهد بدراً من المالئكة»‪ ،‬وبهذاكانت غزوة بدر‬ ‫بداية لمرحلة جديدة من السيادة واالستعالء والعزة لإلسالم والمسلمين‪.‬‏‬ ‫‪‎‎‬ثم كانت غزوة أحد في شوال من السنة الثالثة للهجرة‪ ،‬ومن أسبابها أن قريشاً أرادت الثأر‬ ‫لقتالها في بدر‪ ،‬كما أرادت إنقاذ طرق التجارة إلى الشام من سيطرة المسلمين‪ ،‬واستعادة‬ ‫مكانتها بين القبائل العربية بعد أن زعزعتها موقعة بدر‪ ،‬وقد كان النصر حليف قريش فاستشهد‬ ‫فيها من المسلمين سبعون ولم يؤسر أحد‪ ،‬وقتل من قريش اثنان وعشرون رج ً‬ ‫ال‪ ،‬وأسر منهم‬ ‫أبو عزة الشاعر‪ ،‬فقتل صبراً الشتراكه قبل ذلك في قتال المسلمين ببدر‪.‬‬ ‫‪ ‎‎‬وصبر المسلمون على هذه المصيبة‪ ،‬وأنزل اهلل عزل وجل‪( :‬وال تحسبن الذين قتلوا في‬ ‫سبيل اهلل أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون) ‪.‬‬ ‫ثم تلتها مجوعة من الغزوات قادها الرسول صلى اهلل عليه وسلم ضد المشركين دفاعا‬ ‫عن دين اإلسالم ومن أجل نشر دعوته ونصرتها‪ ،‬دخل صلى اهلل عليه وسلم في مرحلة جديدة‬ ‫اتسمت بالسلم والمهادنة افتتحها بصلح الحديبية‪ ،‬ففي يوم اإلثنين مستهل ذي القعدة من‬ ‫السنة السادسة للهجرة خرج صلى اهلل عليه وسلم قاصداً العمرة‪ ،‬ونظراً لتوقع الشر من قريش‬ ‫فقد أخذ المسلمون سالحهم معهم‪ ،‬وبلغ عددهم ألف رجل‪ .‬وعندما سمعت قريش بمسيرتهم‬ ‫جمعت الجموع لصدهم عن دخول مكة‪ ،‬وخرج خالد بن الوليد على رأس خيالة قريش لمالقاة‬ ‫المسلمين‪ ،‬ولكن الرسول صلى اهلل عليه وسلم غير طريق جيشه تجنباً للقتال‪ ،‬وأرسل عثمان‬ ‫بن عفان رسو ًال إلى قريش فأبلغهم رسالة النبي صلى اهلل عليه وسلم وأنهم يريدون العمرة‪،‬‬ ‫وأخرت قريش عثمان بن عفان رضي اهلل عنه فحسب المسلمون أنها قتلته‪ ،‬فدعا رسول اهلل‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم أصحابه للبيعة تحت الشجرة‪ ،‬فبايعوه جميعاً فأثنى رسول اهلل صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم على المبايعين ونزل القرآن برضوان اهلل على أهل البيعة‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬لق َْد َر ِ�ض َي‬ ‫ت َت َّ‬ ‫الل َُّه َعنِ مْ ُ‬ ‫ال�سكِ ين َ​َة َعل َْيهِ ْم َو�أَ َث َاب ُه ْم‬ ‫ِني �إ ِْذ ُي َباي ُِعو َنكَ حَ ْ‬ ‫ال�ؤْمِ ن َ‬ ‫ال�ش َج َرةِ َف َعل َِم َما يِف ُقلُوبِهِ ْم َف�أَنْ زَ لَ َّ‬ ‫يبا )‪.‬‬ ‫َفت ًْحا َقرِ ً‬ ‫ولقد أرسلت قريش عدة رسل لمفاوضة الرسول صلى اهلل عليه وسلم كان آخرهم سهيل‬ ‫بن عمرو فكان صلح الحديبية الذي تم فيه الصلح وتمت الهدنة وعاد المسلمون إلى المدينة‬ ‫بعد أن نحروا الهدي وتحللوا من العمرة وأقاموا في الحديبية عشرين يوماً‪.‬‏‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬ ‫وهنا انتقل النبي صلى اهلل عليه وسلم من العمل الداخلي إلى العمل الخارجي حيث عمد‬ ‫إلى مكاتبة عدد من القادة والرؤساء من أجل دعوتهم إلى الدخول في اإلسالم‪ ،‬وهكذا أرسل‬ ‫دحية بن خليفة الكلبي‪ ،‬إلى قيصر‪ ،‬وعبد اهلل بن حذافة السهمي إلى كسرى‪ ،‬وعمرو بن أمية‬ ‫الضمري إلى نجاشي الحبشة‪ ،‬وحاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس حاكم مصر‪ ،‬وسليط بن‬ ‫عمرو العامري إلى هوذة بن علي الحنفي في اليمامة‪ ،‬وذلك بين عامي ستة وسبعة للهجرة‪.‬‏‬ ‫وفي السنة السابعة للهجرة‪ ،‬خرج الرسول صلى اهلل عليه وسلم متوجها إلى مكة ألداء‬ ‫مناسك العمرة ‪-‬حسب االتفاق مع قريش في الحديبية‪ -‬في جمع بلغ ألفين سوى النساء‬ ‫والصبيان‪ ،‬فيهم الذين شهدوا الحديبية‪ ،‬وطاف المسلمون بالكعبة‪ ،‬ولما انتهت األيام الثالثة‬ ‫خرج الرسول صلى اهلل عليه وسلم عائداً إلى المدينة‪ ،‬وأنزل اهلل في هذه العمرة قوله تعالى‪:‬‬ ‫ِال ِّق َلت َْد ُخل َُّن مْال َْ�سجِ َد حْ َ‬ ‫الر�ؤ َْيا ب حْ َ‬ ‫ِني‬ ‫ِني ُم َح ِّلق َ‬ ‫اء الل َُّه �آمِ ن َ‬ ‫ام �إ ِْن َ�ش َ‬ ‫( َلق َْد َ�ص َد َق الل َُّه َر ُ�سول َُه ُّ‬ ‫ال َر َ‬ ‫َ‬ ‫ِين اَل تَخَ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫لَ‬ ‫مِ‬ ‫ِكَ‬ ‫ْ‬ ‫مَ‬ ‫رِ‬ ‫ِ‬ ‫يبا )‪:‬‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫ْح‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ذ‬ ‫ون‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ج‬ ‫ف‬ ‫وا‬ ‫َم‬ ‫ل‬ ‫َع‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ِم‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫ون‬ ‫اف‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ�ص َ‬ ‫ُ‬ ‫و�سكُ ْم َو ُمق رِّ‬ ‫َ َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُر ُء َ‬ ‫ثم عزم الرسول صلى اهلل عليه وسلم على فتح مكة وتطهير الكعبة من األصنام واألوثان‪‎‎‬‬ ‫فأمر عليه السالم أصحابه بالتجهز للغزو‪ ،‬ولم يعلمهم بوجهته تكتماً ألمر الفتح‪ ،‬واستنفر‬ ‫القبائل التي حول المدينة‪ ،‬وقد بلغ جيش المسلمين عشرة آالف مقاتل‪ ،‬ولم يتخلف من‬ ‫المهاجرين واألنصار أحد‪.‬‬ ‫‪ ‎‎‬وخرج صلى اهلل عليه وسلم من المدينة في رمضان سنة ثمان للهجرة‪ ‎‎ ،‬وفي مر الظهران‬ ‫عسكر المسلمون‪ ،‬وخفيت أخبارهم عن قريش حتى ظنت قريش أن هذا الجيش جيش خزاعة‪،‬‬ ‫وفي هذه األثناء صحب العباس ‪ -‬عم الرسول صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬أبا سفيان ليقابل الرسول‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم فدعاه إلى اإلسالم فتردد أبو سفيان وعاد في اليوم الثاني فأسلم‪،‬‬ ‫واستعرض أبو سفيان جيش المسلمين وقوتهم ثم قال للعباس‪ :‬لقد أصبح ملك بن أخيك‬ ‫اليوم عظيماً‪ .‬فقال العباس‪ :‬ويحك يا أبا سفيان إنها النبوة‪ ،‬قال‪ :‬ف ِنعمَ ذا‪ .‬ومضى أبو سفيان‬ ‫إلى مكة فأخبر قريشاً بقوة المسلمين ونهاهم عن المقاومة‪.‬‬ ‫‪‎‬ومع ذلك جمعت قريش جموعاً من قبائل شتى ومن أتباعها لحرب المسلمين‪ ،‬فأمر الرسول‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم بقتالهم‪ ،‬وأمر قادة جيشه أال يقاتلوا إال من يقاتلهم وأعلن األمان للناس‪‎‎،‬‬ ‫ودخلت جيوش المسلمين حتى انتهت إلى الصفا في التاسع عشر من رمضان سنة ثمان‬ ‫للهجرة‪ ،‬ودخل الرسول صلى اهلل عليه وسلم مكة من أعالها من جهة كداء‪ ،‬ودخل خالد بن‬ ‫الوليد من أسفلها‪ ،‬وكانت المقاومة يسيرة‪.‬‬ ‫‪ ‎‎‬وأعلن الرسول صلى اهلل عليه وسلم وقف القتال عصر أول يوم من الفتح‪ ،‬وأصدر عفواً عاماً‬ ‫عن أهل مكة حيث ناداهم قائال‪( :‬ما تظنون أني فاعل بكم؟ فقالوا‪ :‬خيراً أخ كريم وابن أخ كريم‪،‬‬ ‫فقال‪ :‬ال تثريب عليكم‪ ،‬اليوم يغفر اهلل لكم) ‪ .‬وفي هذا العفو حفظ لألنفس من القتل أو السبي‪،‬‬ ‫وإبقاء لألموال واألراضي بيد أصحابها‪ ،‬وهذا خاص بمكة لقدسيتها وحرمتها‪.‬‏‬ ‫و‪ ‎‎‬دخل رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم خاشعاً يقرأ سورة الفتح وهو على راحلته‪ ،‬وطاف‬ ‫بالكعبة‪ ،‬وبيّن حرمة مكة وأنها ال تغزى بعد الفتح‪ ،‬وأمر بتحطيم األصنام وتطهير البيت الحرام‬ ‫منها‪ ،‬وكان عددها ستين وثالثمائة من األنصاب‪ ،‬وشارك في ذلك بيده الشريفة‪ ،‬وهو يقرأ‪:‬‬ ‫(وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) ‪ .‬ومحا الصور التي كانت بالكعبة‪ ،‬ثم دخل‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم فصلى ركعتين‪ ،‬وأعطى عثمان بن طلحة مفتاح الكعبة‪ ،‬وبعد تطهير‬ ‫الكعبة من مظاهر الوثنية‪ ،‬أمر رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم خالد بن الوليد فذهب إلى نخلة‬ ‫وهدم العزى أعظم آلهة المشركين‪ ،‬وأرسل عمرو بن العاص فهدم سواعاً صنم هذيل‪ ،‬وأرسل‬ ‫سعد بن زيد األشهلي إلى مناة (أحد اآللهة) فهدمها‪ ،‬وبذلك أزيلت مراكز الوثنية‪.‬‏‬

‫(انتهى)‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫إذا كانت شهادة الزور مذمومة فشهادة الحق محمودة‬

‫عن أبي بكر رضي اهلل عنه وأرضاه قال‪ :‬قال رسول‬ ‫الل ص ّلى هّ‬ ‫هّ‬ ‫الل عليه وسلم «أال أنبئكم بأكبر الكبائر؟»‬ ‫هّ‬ ‫هّ‬ ‫ثالثا‪ ،‬قلنا‪ :‬بلى يا رسول الل‪ ،‬قال‪« :‬اإلشراك بالل وعقوق‬ ‫الوالدين»‪ ،‬لقد كان متكئاً فجلس‪ ،‬فقال‪« :‬أال وقول الزّور‬ ‫وشهادة الزور»‪ ،‬فما زال يكرّرها حتّى قلنا‪ :‬ليته سكت‪.‬‬ ‫متفق عليه‪.‬‬ ‫اليوم افتتح الحديث بأسلوب االستفهام في قوله‬ ‫ص ّلى هّ‬ ‫الل عليه وسلم «أال أنبئكم بأكبر الكبائر؟»‪ .‬من‬ ‫األساليب الدعوية المهمة التي تحصل بها لفت انتباه‬ ‫المدعوّين واستحضار أذهانهم‪ ،‬أن هّ‬ ‫الل سبحانه وتعالى‬ ‫أرسل رسله وأنزل كتبه وخلق السماوات واألرض ليعرف‬ ‫ويعبد ويوحد‪ ،‬فيكون الدين ك ّله هّ‬ ‫لل‪ ،‬والطاعة كلها له‪،‬‬ ‫والدعوة له‪ ،‬كما قال هّ‬ ‫الل سبحانه وتعالى‪« :‬وما خلقت‬ ‫الجن واإلنس إ ّ‬ ‫ال ليعبدون»‪ .‬لقد أخبر نبيّنا عليه الصالة‬ ‫والسالم؛ أن أكبر الكبائر اإلشراك باهلل‪ ،‬إن اهلل سبحانه‬ ‫وتعالى حرّم الجنّة على ّ‬ ‫كل مشرك‪ ،‬وأبى سبحانه‬ ‫وتعالى أن يقبل عمال من المشرك‪ ،‬أو يقبل منه شفاعة‬ ‫أو يستجيب له في اآلخرة دعوة‪ ،‬فهو القائل‪« :‬إن هّ‬ ‫الل ال‬ ‫يغفر أن يشرك ويغفر مادون ذلك لمن يشاء ومن يشرك‬ ‫باهلل فقد افترى إثما عظيما»‪ ،‬قال ابن كثبر‪« :‬فالمشرك‬ ‫أجهل الجاهلين حيث جعل في خلق هّ‬ ‫الل نداء‪ ،‬وذلك غاية‬ ‫الجهل كما أنه غاية الظلم منه‪ ،‬وإن كان المشرك لم‬ ‫يظلم ربّه وإنما ظلم نفسه‪ ،‬وهذا ما ّ‬ ‫أكده في قوله‬ ‫سبحانه وتعالى‪ّ :‬‬ ‫«إن الشّرك لظلم عظيم»‪.‬‬ ‫هّ‬ ‫ثم ذكر النّبي صلى الل عليه وسلم كبيرة عقوق‬

‫الوالدين بعد الشرك ليؤكد إثم من عقّ والديه‪ ،‬وقد‬ ‫رهب إلى ذلك‪ ،‬فقال صلى اهلل عليه وسلم «ثالثة ال ينظر‬ ‫هّ‬ ‫الل إليهم يوم القيامة ثم ذكر منهم العاق لوالديه»‬ ‫رواه النسائي‪ ،‬قال النووي‪ :‬ومعنى ال ينظر إليهم أيهم‬ ‫أي يعرض عنهم‪ ،‬اهلل سبحانه نظر لعباده رحمته ولطفه‬ ‫بهم‪ .‬ثم أخبر رسول اهلل ص ّلى هّ‬ ‫الل عليه وسلم بقوله‪( :‬أال‬ ‫وقول الزور‪ ،‬أال وشهادة الزور) «فما زال يكررها حتى قلنا‪:‬‬ ‫ليته سكت»‪ ،‬ويفيد ذلك تأكيد تحريم الزور وعظم قبحه‪،‬‬ ‫وسبب االهتمام بذلك كون قول الزور أو شهادة الزور‬ ‫أسهل وقوعا على الناس‪ ،‬التهاون بها أكثر‪ ،‬إن اإلشراك‬ ‫ينوء عنه قلب المسلم‪ ،‬والعقوق يصرف عنه ّ‬ ‫الطبع‪ ،‬وأما‬ ‫الزّور فالحوامل عليه كثيرة‪ ،‬كالعداوة والحسد وغيرها‪،‬‬ ‫فاحتيج لالهتمام بتعظيمه‪ ،‬لقد كثر قول الزوربين‬ ‫النّاس وحضور أماكنه‪ ،‬والخوض فيه‪ ،‬فانتشرت شهادة‬ ‫الزور‪.‬‬ ‫بما في ذلك من تضييع الحقوق‪ ،‬واإلعانة على الظلم‪.‬‬ ‫لقد يكون معناها الفرار من مجرد الوجود في مجلس‬ ‫أو مجال يقع فيه الزّور بكل صنوفه وألوانه‪ ،‬تر ّفعا عن‬ ‫شهود مثل هذه المجالس والمجاالت‪ .‬وهو أبلغ وأوقع‪.‬‬ ‫هم كذلك يصونون أنفسهم واهتماماتهم عن ال ّلغو‬ ‫والهذر‪{ :‬وإذا مرّوا بال ّلغو مرّوا كراماً} وقد ّ‬ ‫حذرالحبيب‬ ‫المصطفى عليه الصالة والسالم‪ ،‬من الزور‪ ،‬وقوله‪،‬‬ ‫والعمل به حتى قال «من لم يدع قول الزور والعمل به‬ ‫فليس هلل حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»‪.‬‬ ‫إن شهادة الزور سبب لزرع األحقاد والضغائن في‬

‫القلوب‪ ،‬ألن فيها ضياع حقوق الناس وظلمهم‪ ،‬وطمس‬ ‫معالم العدل واإلنصاف‪ ،‬من شأنها أن تعين الظالم على‬ ‫ظلمه‪ ،‬وأن تعطي الحق لغير مستحقه‪ ،‬وتقوّض أركان‬ ‫األمن‪ ،‬وتعصف بالمجتمع وتدمره‪.‬‬ ‫فشهادة الزور نوع خطير من الكذب‪ ،‬شديد القبح‬ ‫سيء األثر‪ ،‬يتوصل بها إلى الباطل من إتالف نفس‪،‬‬ ‫أو أخذ مال أو تحليل حرام أو تحريم حالل‪ ،‬والفرق بين‬ ‫أن يكون المشهودبه قلي ً‬ ‫ال أو كثيراً‪ ،‬فضال عن هذا‬ ‫المفسدة القبيحة الشنيعة جداً وال ّ‬ ‫يحل قبولها وبناء‬ ‫األحكام عليها‪.‬‬ ‫إذا كانت شهادة الزّور مذمومة فشهادة الحق‬ ‫محمودة‪ ،‬ولذلك قال هّ‬ ‫الل تعالى‪{:‬يا أيها الذين آمنوا‬ ‫هّ‬ ‫كونوا قوّامين بالقسط شهداء لل ولو على أنفسكم‬ ‫أو الوالدين واألقربين إن يكن غنياً أو فقيراً هّ‬ ‫فالل أولى‬ ‫بهما فال تتبعوا الهوى أن تعدلوا إن تلووا أو تعرضوا‬ ‫فإن هّ‬ ‫الل كان بما تعلمون خبيرا} [النساء‪ .]135:‬من‬ ‫موضوعات الدعوة المستنبطة من الحديث‪ ،‬حبّ‬ ‫الصحابة وشفقتهم على النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬كما‬ ‫يظهر ذلك فيما قال رواي الحديث‪ ،‬ما يزال يكرّرها حتى‬ ‫قلنا ليته سكت‪ ،‬قال ابن حجر‪ :‬أي تمنياه يسكت إشفاقا‬ ‫عليه لما رأوا من انزعاجه في ذلك‪ ،‬قال عمر بن الخطاب‬ ‫هّ‬ ‫فوالل إن تسلم أحبّ كان إليّ‬ ‫للعباس عم النبي‪« :‬أسلم‬ ‫هّ‬ ‫من أن يسلم ّ‬ ‫الخطاب‪ ،‬وما ذلك إال لما رأيت رسول الل‬ ‫ص ّلى هّ‬ ‫الل عليه وس ّلم يعجبه إسالمك»‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬نوفمرب ‪2016‬‬

‫العدد ‪862‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬

‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache7@hotmail.com‬‬

‫‪ 21‬ـ مقتطفات من كتاب «المستطرف في كل فن مستظرف»‬ ‫الكتاب من تأليف الشيخ شهاب الدين أبوالفتح محمد بن أحمد األبشيهي‪ ،‬نسبة إلى قرية أبْشيه (أبْشَواي) من قرى الفيّوم المصرية‪ ،‬أقام‬ ‫بالمحلة ورحل إلى القاهرة ‪،‬درس الفقه والنحو وولي الخطابة ببلدته بعد وفاة والده ‪ ،‬توفي حوالي (‪ 850‬هـ‪1448/‬م)‪.‬‬ ‫وعن دواعي تأليف هذا الكتاب ومضامينه يقول األبشيهي في ديباجته‪:‬‬ ‫«‪...‬أما بعد فقد رأيت جماعة من ذوي الهمم جمعوا أشياء كثيرة من اآلداب والمواعظ والحكم وبسطوا مجلدات في التواريخ والنوادر واألخبار‬ ‫والحكايات واللطائف ورقائق األشعار وألفوا في ذلك كتبا كثيرة وتفرد كل منها بفرائد فوائد لم تكن في غيره من الكتب محصورة فاستخرت اهلل تعالى‬ ‫وجمعت من جموعها هذا المجموع اللطيف وجعلته مشتمال على كل فن ظريف وسميته «المستطرف في كل فن مستظرف» واستدللت فيه بآيات كثيرة‬ ‫من القرآن العظيم وأحاديث صحيحة من أحاديث النبي الكريم وطرزته بحكايات حسنة عن الصالحين األخيار ونقلت فيه كثيرا مما أودعه الزمخشري‬ ‫في كتابه ربيع األبرار وكثيرا مما نقله ابن عبد ربه في كتابه العقد الفريد ورجوت أن يجد مطالعه فيه كل ما يقصد ويريد‪ .‬وجمعت فيه لطائف وظرائف‬ ‫عديدة من منتخبات الكتب النفيسة المفيدة وأودعته من األحاديث النبوية واألمثال الشعرية واأللفاظ اللغوية والحكايات الجدية والنوادر الهزلية‬ ‫ومن الغرائب والدقائق واألشعار والرقائق ما تشنف بذكره األسماع وتقر برؤيته العيون ‪.‬وجعلته يشتمل على أربعة وثمانين بابا من أحسن الفنون‬ ‫متوجة بألفاظ كأنها الدر المكنون‪..‬‬ ‫وضمنته كل لطيفة ونظمته بكل ظريفة وقرنت األصول فيه بالفضول ورجوت أن يتيسر لي ما رمته من الوصول وجعلت أبوابه مقدمة وفصلتها‬ ‫في مواضعها مرتبة منظمة ليقصد الطالب إلى كل باب منها عند االحتياج إليه ويعرف مكانه باالستدالل عليه فيجد كل معنى في بابه إن شاء اهلل‬ ‫تعالى واهلل المسؤول في تيسير المطلوب وأن يلهم الناظر فيه ستر ما يراه من خلل وعيوب إنه على ما يشاء قدير وباإلجابة جدير ‪ ...‬واهلل سبحانه‬ ‫المهون للصعاب»‪.‬‬ ‫ولألبشيهي أيضا كتاب «تذكرة العارفين وتبصرة المستبصرين» وكتاب «أطواق األزهار على صدور األنهار» كما أنه شرع في تأليف كتاب «في‬ ‫صنعة الترسل والكتابة» لكنه لم يتممه‪.‬ورغم أن في لغته ضعف ‪،‬كما يؤكد بعض المصنفين كالزركلي مثال ‪ ،‬إالأن قوة خطابه ‪ -‬وهو المتمرس‬ ‫بفن الخطابة‪ -‬تغطي ذلك الضعف اللغوي‪ ،‬وتجلي العديد من نقط ضعف بني اإلنسان‪ ،‬وتصف للمرء العليل مقويات روحية تقوي إيمانه وتصفي قلبه‬ ‫وتشد أزره‪ .‬ونسأل العلي القديرأن يفرج عنا كربتنا ويهدينا سواء السبيل في هذا الشهر الفضيل‪.‬‬

‫في ذكر نبذة من عجائب المخلوقات وصفاتهم (‪)11‬‬ ‫دبـاب‬

‫رخ‬

‫ذئـب‬

‫رخـم‬

‫زرافـة‬

‫• ذبـاب‪ :‬كنتيه أبو جعفر وهو أصناف كثيرة يتولد من العفونة ؛ومن عجيب أمره أنه يلقي رجيعه‬ ‫على األبيض يسود وعلى األسود يبيض‪ ،‬وال يقعد على شجرة الدباء‪.‬‬ ‫وفي الحديث‪« :‬إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليصرحه كله ثم ليطرحه‪« ،‬فإن في‬ ‫إحدى جناحيه دواء وفي األخرى داء»‪ ،‬وإن من طبعه أن يلقي نفسه بالجناح الذي فيه الداء‪.‬‬ ‫وحكي أن المنصور كان جالسا فألح عليه الذباب حتى أضجره فقال‪« :‬انظروا من بالباب من العلماء»‬ ‫فقالوا ‪« :‬مقاتل بن سليمان» فدعا به ثم قال له‪« :‬هل تعلم ألي حكمة خلق اهلل الذباب ؟» قال‪« :‬ليذل‬ ‫به الجبابرة» قال‪« :‬صدقت»‪ ،‬ثم أجازه‪.‬‬ ‫(‪ )...‬وقال المأمون‪« :‬قالوا أن الذباب إذا دلك به موضع لسعة الزنبور سكن ألمه‪ ،‬فلسعني زنبور‬ ‫فحككت على موضعه أكثر من عشرين ذبابة فما سكن له ألم؛فقالوا‪« :‬هذا كان حتفا قاضيا ‪،‬ولوال هذا‬ ‫العالج لقتلك»‪.‬‬ ‫وقال الجاحظ‪« :‬من منافع الذباب أنها تحرق وتخلط بالكحل‪ ،‬فإذا اكتحلت به المرأة كانت عينها‬ ‫أحسن ما يكون»‪ .‬وقيل إن المواشط تستعمله ويأمرن به العرائس(‪ )...‬وقيل إن بخر البيت بورق القرع‬ ‫هرب منه الذباب‪.‬‬ ‫ذئب‪« :‬حيوان معروف‪ ،‬وكنيته أبو جعدة وأبو جاعد وأبو ثمامة‪ ،‬لونه رمادي ‪ ،‬وهو من الحيوان الذي‬ ‫ينام بإحدى عينيه ويحرس باألخرى حتى تمل فيغمضها ويفتح األخرى‪ ،‬كما قال بعض واصفيه‪:‬‬

‫ينام بإحدى مقلتيــه ويتقـــي‬

‫بأخرى المنايا فهو يقظان هاجع‬

‫وإذا أراد السفاد اختفى ‪ ،‬ويطول في سفاده كالكلب ؛ وإذا جاع عوى فتجتمع الذئاب حوله ‪ ،‬فمن هرب‬ ‫منها أكلوه‪ .‬وإذا خاف منه اإلنسان طمع فيه(‪ )...‬وقيل ال يعرف االلتحام عند السفاد إال في الكلب والذئب؛‬ ‫وإذا هجم الصياد على الذئب والذئبة وهما يتسافدان قتلهما كيف شاء؛واهلل أعلم‪.‬‬ ‫• رخ ‪ :‬طير عظيم الخلقة يوجد بجزائر الصين؛ قال أبو حامد األندلسي‪« :‬ذكر لي بعض المسافرين‬ ‫في البحر أنهم أرسوا بجزيرة‪ ،‬فلما أصبحوا وجدوا في طرفها لمعانا وبريقا فتقدموا إليه وإذا هم بشيء‬ ‫مثل القبة‪،‬فجعلوا يضربون فيه بالفؤوس إلى أن كسروه فوجدوه كهيئة البيضة وفيه فرخ عظيم‪،‬‬ ‫فتعلقوا بريشه وجروه‪ ،‬ونشبوا القدور وخرجوا يحتطبون من تلك الجزيرة حطبا فأكلوا ذلك الطعام‬ ‫(‪)...‬فلما أصبحوا جاءهم الرخ‪ ،‬فوجدهم قد صنعوا بفرخه ما صنعوا‪ ،‬فذهب وأتى في رجليه بحجر عظيم‬ ‫وتبعهم بعدما ساروا في البحر وألقاه على سفينتهم فسبقت السفينة وكانت مشرعة بتسع قلوع‪ ،‬ووقع‬ ‫الحجر في البحر فنجاهم اهلل تعالى منه‪ .‬وكان ذلك من لطف اهلل تعالى بهم‪...‬‬ ‫• رخم ‪ :‬طير أغبر أصفر المنقار‪ ،‬وهو من أشر الطيور ويقال أنها صماء (‪. )...‬‬ ‫• زرافة ‪ :‬حيوان غريب الخلقة‪ ،‬ولما كان مأكولها ورق الشجر خلق اهلل تعالى يديها أطول من‬ ‫رجليها‪ ،‬وهي ألوان عجيبة؛ يقال إنها متولدة من ثالث حيوانات(الناقة الوحشية والبقرة الوحشية‬ ‫والضبع)والصحيح أنها خلقة بذاتها ذكر وأنثى كبقية الحيوانات‪ ،‬ألن اهلل تعالى لم يخلق شيئا إال بحكمة‪.‬‬ ‫• زنبور ‪ :‬حيوان فوق النحل له ألوان؛ وقد أودعه اهلل حكمة في بنيانه بيته‪ ،‬وذلك أنه يبنيه مربعا له‬

‫زنبـور‬

‫�سنجـاب‬

‫�سمندل‬

‫�سنـور‬

‫أربعة أبواب‪ ،‬كل باب مستقبل جهة من الرياح األربع‪ ،‬فإذا جاء الشتاء دخل تحت األرض ويبقى إلى أيام‬ ‫الربيع فينفخ اهلل تعالى فيه الروح فيخرج ويطير ؛وفي طبعه التهافت على الدم واللحم ؛ومن خاصيته أنه‬ ‫إذا وضع في الزيت مات وفي الخل عاش‪،‬ولسعته تزال بعصارة الملوخية(‪.)...‬‬ ‫• سمندل ‪ :‬طائر (أسطوري) كان يوجد بأرض الصين‪،‬ومن عجيب أمره أنه يبيض في النار ويفرخ‬ ‫فيها؛ ويؤخذ وريشه فينسج ويجعل منه المناشف‪،‬وهذه المناشف إذا اتسخت جعلت في النار فتأكل النار‬ ‫وسخها وال تحرقها؛ حكي أن شخصا ب ًلل واحدة من هذه المناشف بالزيت وجعلت في النار وأوقدت ساعة‬ ‫ولم تحترق ‪.‬‬ ‫• سنجاب ‪ :‬حيوان كهيئة الفأر على قدر اليربوع ‪،‬إذا أبصر اإلنسان هرب منه‪ ،‬وشعره كشعر الفأر‬ ‫وهو ناعم فيؤخذ ويسلخ جلده ويجعل فروا يلبس؛ وطبعه موافق لكل طبع وأحسنه األزرق‪.‬‬ ‫• سنور ‪ :‬حيوان متواضع ألوف خلقه اهلل تعالى لدفع الفأر والحشرات‪ ،‬كناه وأسماؤه كثيرة‪...‬‬ ‫حكي أن أعرابيا صاد سنورا فرآه شخص فقال‪ :‬ما تصنع بهذا القط ؟‬ ‫ولقيه آخر فقال‪:‬ما تصنع بهذا الخيدع؟‬ ‫ولقيه آخر فقال‪ :‬ما تصنع بهذا الهر ؟‬ ‫قال‪ :‬أبيعه‪.‬‬ ‫قال‪ :‬بكم ؟‬ ‫قال‪ :‬بمائة درهم‪.‬‬ ‫فقال‪:‬إنه يساوي نصف درهم‪.‬‬ ‫فرمى به وقال‪ :‬لعنه اهلل ما أكثر أسماءه وأقل قيمته‪.‬‬ ‫وهذا الحيوان يهيج في زمان الشتاء في شهرين منه‪،‬وتراهن‪ -‬أي القطط ‪ -‬يترددن صارخات في‬ ‫طلب السفاد؛ فكم من حرة خجلت‪ ،‬وذي غيرة هادت حميته‪ ،‬وعزب تحركت شهوته‪.‬‬ ‫وطيب فم السنور كطيب فم الكلب في النكهة؛ وقيل أن الهرة تحمل خمسين يوما ؛والهر يجمع بين‬ ‫العض بالناب والخمش بالمخالب‪ ...‬وهو يناسب اإلنسان في بعض األحوال(يعطس ويتمطى )ويغسل‬ ‫وجهه بلعابه ويلطخ وبر ولده بلعابه حتى يصير كأن الدهن يسري في جلده‪ .‬وقيل إذا بال الهر شم بوله‬ ‫ودفنه‪ ،‬قيل ألجل الفأر فإذا شمه علم أن هناك هرا فلم يخرج‪ .‬وأما سنور الزباد فهو الفهد بالهند ويوجد‬ ‫الزباد تحت إبطيه وفخذيه‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪862‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)767‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬نوفمرب ‪2016‬‬

‫«في الثقافة المغربية»‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫ولقد أحسن الناقد نجيب العوفي‪ ،‬الذي وضع تقديم الكتاب‪ ،‬التقاط مالمح‬ ‫إذا كان اسم الشاعر إدريس علوش قد ارتبط بهموم تطويع القصيدة‬ ‫المغربية المعاصرة‪ ،‬فإن االنفتاح على عوالم الكتابة النثرية لم يكن أمرا‬ ‫هذا البعد المهيمن على مضامين الكتاب‪ ،‬عندما قال‪« :‬في هذه القطوف‬ ‫بعيدا عن اهتماماته وال عن انشغاالته‪ .‬وإذا كان إيقاع مواده المنشورة‬ ‫الثقافية نقرأ إدريس علوش‪ ،‬كما نقرأ من خالله أسماء أدبية مغربية عديدة‬ ‫قد عرف تواترا ملفتا بصدور سلسلة دواوين صنعت رصيد المنجز الشعري‬ ‫ووازنة‪ ،‬يستحضرها في سياق قراءاته ومقارباته للثقافة المغربية‪ ،‬فاتحا‬ ‫للشاعر علوش‪ ،‬فإن مجموع كتاباته النثرية قد ظلت عبارة عن مقاالت‬ ‫أقواسا وفسحا لحديثها ومالحظاتها‪ ،‬باألريحية الثقافية ذاتها التي تسكن‬ ‫متناثرة بين هذا المنبر أو ذاك‪ ،‬سواء داخل المغرب أم خارجه‪ .‬لذلك‪،‬‬ ‫الكتاب‪ .‬وهو ما يجعل منه أنطولوجيا مكثفة للثقافة المغربية‪ ،‬لخصوبة‬ ‫فإن صدور الكتاب النثري التأملي الجديد للشاعر إدريس علوش‪ ،‬تحت‬ ‫مادته وتنوع شرفاته ونوافذه‪ ...‬كما يستحضر الكتاب‪ ،‬تذكرة وتنويها‪،‬‬ ‫عنوان «في الثقافة المغربية»‪ ،‬خالل مطلع السنة الجارية (‪ ،)2016‬في ما‬ ‫أسماء ورموز الثقافة المغربية‪ ،‬بكل أطيافها القزحية‪ ...‬يستحضر أسماء‬ ‫مجموعه ‪ 124‬من الصفحات ذات الحجم المتوسط‪ ،‬يشكل تكثيفا لنتاج‬ ‫شعراء وزجالين ومسرحيين ومغنيين أمازيغ‪ ...‬من كل فج مغربي وبال‬ ‫مسيرة طويلة من العطاء ومن الفعل ومن المبادرة ومن الجرأة‪ ،‬وكلها‬ ‫جمارك ثقافية‪ ،‬من أقصى الريف إلى أقصى سوس‪ .‬يستحضر الكتاب هذه‬ ‫صفات ارتبطت باسم إدريس علوش‪ ،‬المبدع واإلعالمي والجمعوي والفاعل‬ ‫األسماء والعالمات‪ ،‬مع دراية عميقة وذكية بأسرار وتفاصيل الموضوع الذي‬ ‫المدني المسكون بالقصيدة وبأسئلة التغيير وبلوثة اليسار في تعبيراته‬ ‫يقاربه‪( »...‬ص ص‪.)7-8 .‬‬ ‫الوجودية المتداخلة‪ .‬والكتاب الجديد‪ ،‬تجميع لسلسلة مقاالت‪ ،‬كتبها‬ ‫وعلى هذا األساس‪ ،‬استطاع الكتاب تقديم مقاربات عميقة حول بعض‬ ‫المؤلف في سياقات مختلفة أنتجتها التباسات تلقي معالم خصوبة الحقل‬ ‫من أبرز إبداالت المشهد الثقافي المغربي المعاصر‪ ،‬في قضاياه الكبرى‬ ‫الثقافي الوطني الراهن‪ .‬هي قضايا شكلت ميسما النفتاح إدريس علوش‬ ‫وأسئلته الحارقة‪ ،‬مثلما هو الحال مع التباسات القصيدة العامية وواقع‬ ‫على نبض الفعل الثقافي الوطني الراهن‪ ،‬من خالل قضايا كبرى‪ ،‬تفاعل‬ ‫األغنية الملتزمة وبنية الشعر األمازيغي وإشكاالت التعاطي مع القضية‬ ‫معها المؤلف من موقعه كمنصت جيد لتفاصيل التحول داخل نظيمة‬ ‫األمازيغية‪ ،‬لغة وثقافة‪ .‬وبموازاة مع هذه القضايا المركزية‪ ،‬اهتم الكتاب‬ ‫الخلق والعطاء التي تضفي على المشهد الثقافي الراهن ميسم التنوع‬ ‫باستحضار تجارب كانت لها‪/‬والزالت بصماتها على أنساق اإلبداع والفكر‬ ‫والتجديد والجرأة في إثارة األسئلة الحارقة‪ ،‬خاصة منها تلك المرتبطة‬ ‫والفن المغربي المعاصر‪ ،‬مثلما هو الحال مع تجارب كل من محمد شكري‬ ‫بإفرازات سنوات الجمر والرصاص والمعتقالت والسجون‪ ،‬وهي التجربة‬ ‫وعبد اهلل زريقة ومحمد عابد الجابري وإدمون عمران المليح وجان جنيه‬ ‫التي كان لقطاعات واسعة من مثقفي المرحلة نصيبهم من لهيبها‪ ،‬مثلما‬ ‫وعبد الحق الزروالي ومجموعة «لمشاهب» ومسرح سيربانطيس‪.‬‬ ‫غـالف الكتاب‬ ‫واالستلهام‪.‬‬ ‫استحضرته بعض مقاالت إدريس علوش بالكثير من عناصر الوفاء‬ ‫ال يتعلق األمر بكتابات شذرية تحتفي باالهتمامات الشخصية للمؤلف‪ ،‬بقدر ما أنها‬ ‫للواقع‪،‬‬ ‫تفكيكها‬ ‫في‬ ‫وبهذه الصفة‪ ،‬فقد تجاوز الكتاب ملمح تشريح أسئلة الذات‬ ‫استحضار عميق لعناصر التحول التي تضفي البهاء على رصيد التراكم المعرفي واإلبداعي لصاحب‬ ‫نصيبها‬ ‫لها‬ ‫كان‬ ‫التي‬ ‫األخرى‬ ‫الذوات‬ ‫إلى رصد الكثير من معالم العطاء أو المعاناة أو التميز لدى‬ ‫دواوين «الطفل البحري» و»دفتر الموتى» و «رأس الدائرة» و «مرثية حذاء» و «يد الحكيم» و«قميص‬ ‫قراءة‬ ‫إنها‬ ‫الراهن‪.‬‬ ‫الزمن‬ ‫لمغاربة‬ ‫الثقافية‬ ‫في تأثيث معالم التنوع والخصب داخل مكونات الهوية‬ ‫األشالء» و «فارس الشهداء» و «زغب األقحوان» و «آل هؤالء» و «دوارة أسطوانة» و «جهات العدم‬ ‫على‬ ‫تضفي‬ ‫التي‬ ‫اإلنسانية‬ ‫القيم‬ ‫على‬ ‫االنفتاح‬ ‫استرجاعية تحتفي باألسماء وبالتجارب‪ ،‬من خالل‬ ‫المشتهى»‪ .‬هي كتابة تسائل عناصر التلقي لدى ذات المبدع‪ ،‬وتضع أسس القراءات التفكيكية‬ ‫االنخراط‬ ‫حيث‬ ‫«العضوي»‬ ‫ميسمه‬ ‫المثقف‬ ‫لوظيفة‬ ‫األعمال اإلبداعية صفة الخلود والبقاء‪ ،‬وتعطي‬ ‫المنتشية بحميمياتها المخصوصة‪ ،‬في تقاطع ذلك مع خصوبة عطاء المشهد الثقافي المغربي‬ ‫والحداثة‪.‬‬ ‫التنوير‬ ‫للواء‬ ‫كحامل‬ ‫المثقف‬ ‫وظيفة‬ ‫ولترسيخ‬ ‫في المغامرة الكبرى للتغيير وألنسنة الوجود‬ ‫الراهن‪ .‬وال شك أن استحضار هذا البعد التركيبي في كل محاوالت تشريح المخيال اإلبداعي المنتج‬ ‫تغيرات‬ ‫مع‬ ‫علوش‬ ‫إدريس‬ ‫الشاعر‬ ‫تفاعل‬ ‫أوجه‬ ‫لمختلف‬ ‫لذلك‪ ،‬فالعمل يتجاوز القراءات االختزالية‬ ‫للقصيدة والقصة والرواية والمسرحية‪ ...‬يظل عنصرا موجها لكل محاوالت رصد إواليات الكتابة لدى‬ ‫محيطه التي أثمرت بذرة القصيدة في داخله‪ ،‬إلى مستوى التقاط تفاصيل الزمن البهي للثقافة الذات الفردية المبدعة‪ .‬فقبل أن يختلي الكاتب بعوالمه المميزة ويعود إلى فر دانيته المخصوصة‪،‬‬ ‫المغربية المعاصرة‪ ،‬من خالل تعبيراته اإلبداعية المتداخلة‪ ،‬العالمة منها واالجتماعية حتى ال أقول فإن عينه الثالثة تكون قد اشتغلت على التفاصيل المحيطة بالذات‪ ،‬بالتقاط قيمها وبتحليل خالصاتها‬ ‫الشعبية‪ ،‬العربية والعامية واألمازيغية‪ ،‬المدونة والشفاهية‪ ،‬النثرية والشعرية‪ ،‬المادية والرمزية‪ ،‬وباستيعاب تمثالتها‪ .‬وفي هذا الجانب بالذات‪ ،‬تبدو قراءة المثقف والمبدع لتحوالت الواقع الثقافي‬ ‫التفكيكية والتوثيقية الصرفة‪ .‬وداخل هذه البنية المتداخلة العناصر‪ ،‬تنهض تجارب على تجارب‪ ،‬مدخال مؤسسا لكل جهود فك طالسم هذا الواقع وبناه الحاضنة‪ ،‬ومدخال لبلورة القراءات النقدية‪،‬‬ ‫وأسماء على أسماء‪ ،‬ومسارات على مسارات‪ ،‬أحسن الشاعر إدريس علوش االنفتاح – من خاللها – والثقافية تحديدا‪ ،‬الراصدة لمعالم التراكم والتحول أو النكوص في الممارسة الثقافية المغربية‬ ‫على متاهات االحتفاء بنقاط الضوء المشعة في الكثير من أوجه عطاء الثقافة المغربية المعاصرة‪ .‬الراهنة‪.‬‬

‫ماراطون طنجة الدولي‬

‫بالغ صحفي‬ ‫تم يوم الخميس ‪ 03‬نونبر ‪ 2016‬عقد ندوة صحفية إلطالع وسائل اإلعالم والجمهور على سير األشغال‬ ‫التحضيرية لماراطون طنجة الدولي‪ ،‬المزمع تنظيمه يوم ‪ 13‬نونبر ‪ 2016‬حيث حضره مجموعة من اإلعالميين‬ ‫يمثلون محطات إذاعية وصحف ومواقع إعالمية‪ .‬كما تميزت هذه الندوة بحضور ممثلين عن السلطات الوالئية‬ ‫ووزارة الشباب والرياضة ووزارة السياحة وممثل والي األمن بطنجة وممثلة وكالة تنمية أقاليم الشمال باإلضافة إلى‬ ‫ممثلي المؤسسات االقتصادية الراعية لهذه التظاهرة‪.‬‬ ‫خالل هذه الندوة تم تسليط الضوء على جديد هذه الدورة والمتمثل في الدعم والرعاية التي يوليها والي جهة‬ ‫طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة‪ ،‬السيد محمد اليعقوبي‪ ،‬لهذه التظاهرة الرياضية‪ ،‬حيث تمت اإلشارة إلى أن السيد الوالي‬ ‫قد أكد‪ ،‬في استقباله للجنة المنظمة يوم ‪ 26‬أكتوبر ‪ ،2016‬حرصه على أن تمر هذه الدورة في أحسن الظروف‪،‬‬ ‫واهتمامه الشخصي من أجل تدليل كل العقبات في وجه المنظمين‪ ،‬وفي موضوع متعلق بتنظيم السير والجوالن‪،‬‬ ‫أكد السيد الوالي‪ ،‬في نفس اللقاء‪ ،‬على أنه سوف يتم التنسيق مع المنظمين من أجل ضمان السير العادي لهذه‬ ‫التظاهرة الكبرى‪.‬‬ ‫وفي سياق متصل‪ ،‬أشار رئيس مؤسسة ماراطون طنجة الدولي‪ ،‬أنه بعد اللقاء مع والي الجهة واالتصاالت‬ ‫التي أجرتها المصالح الوالئية المختصة‪ ،‬باعتبارها شريكا في تنظيم هذا العرس الرياضي‪ ،‬وباعتبار الرياضة رافعة‬ ‫مهمة البراز المواهب الشابة في إطار التنمية البشرية المستدامة‪ ،‬تم التأكيد على مشاركة ساكنة األحياء الهامشية‬ ‫بالجهة ككل‪ ،‬وهكذا فإن وكالة تنمية األقاليم الشمالية قد رفعت مساهمتها لتغطية تكاليف مشاركة هذه الفئة من‬ ‫الشباب وفتح المجال أمامهم إلبراز مواهبهم‪ .‬وتم االتفاق مع المنظمين لتفعيل هذه المشاركة‪...‬‬ ‫تدخالت مندوب وزارة السياحة وممثلة مديرية الشباب والرياضة بالجهة‪ ،‬أكدت جميعها على دور هذه التظاهرة‬ ‫في تنشيط الفعل الرياضي واالجتماعي‪ ‬ككل‪ ،‬والترويج االقتصادي والسياحي بالمدينة‪...‬‬ ‫أما أسئلة الصحافيين فقد انصبت حول المواضيع التقنية‪ ،‬حيث أشار المدير التقني إلى االستعدادات الجارية في‬ ‫هذا المجال‪ ،‬وسهولة مطاف السباق وجماليته‪ ،‬خاصة بعد انتهاء األشغال الكبرى التي أنجزها والي صاحب الجاللة‬

‫في إطار برنامج طنجة الكبرى‪ .‬كما أشار إلى أن فلسفة ماراطون طنجة الدولي تروم المشاركة المكثفة للعدائين‬ ‫وخاصة من داخل الجهة‪ ،‬حتى يصبح لهذا السباق اسم بين التظاهرات العالمية الكبرى‪ ،‬كما أكد حضورأسماء‬ ‫وازنة على الساحة الوطنية في مجال السباق على الطريق‪ .‬أما فيما يخص استجالب العدائين األجانب ذوي األرقام‬ ‫القياسية‪ ،‬فقد أكد المدير التقني أن االهتمام ينصب اآلن على رفع عدد المشاركين وحسن التنظيم‪ ،‬في حين أن‬ ‫الميزانية المرصودة لهذا العام ال تسمح «بترف» استجالب العدائين‪ ،‬غير أنه لم يستبعد حضور أسماء عالمية بفضل‬ ‫االتصاالت التي تجريها اللجنة المنظمة في إطار عالقة التعاون والصداقة التي تربط المنظمين ببعض العدائين‬ ‫أو مسيري أعمالهم‪.‬‬ ‫وقد أشارت اللجنة المنظمة أن التسجيل مفتوح وسيستمر إلى غاية يوم ‪ 12‬نونبر‪ 2016‬كما يمكن للمشاركين‬ ‫سحب صدرياتهم والقميص الرسمي للسباق يومي ‪11‬و‪ 12‬نونبر ‪ 2016‬بمعرض السباق الذي سيقام بالقاعة‬ ‫المغطاة درادب‪.‬‬ ‫رئيس عصبة طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة أللعاب القوى أكد من جانبه على الدور الذي تقوم به العصبة في تأطير‬ ‫هذه التظاهرة من خالل عقد الشراكة التي تجمع الطرفين‪ ،‬والتزام المنظمين بدفتر التحمالت الموقع مع الجامعة‬ ‫الملكية المغربية أللعاب القوى‪...‬‬ ‫السيد مدير المركز الجهوي للسياحة أبرز االهتمام الذي يوليه أرباب المقاوالت السياحية بالمدينة‪ ،‬وإيمانهم‬ ‫بأن مثل هذه التظاهرات من شأنها تحريك القطاع السياحي في شهر يعرف ركودا كبيرا‪.‬‬ ‫وفي تدخله‪ ،‬أكد المستشار الجماعي المكلف بالتنشيط الرياضي‪ ،‬أن جماعة طنجة تنظر باعتزاز لهذه التظاهرة‬ ‫وأنها تعتزم عقد شراكة مع مؤسسة الماراطون‪...‬‬ ‫وقد تم في بداية هذه الندوة قراءة الفاتحة ترحما على أحد أبرز الفاعلين في الحقل السياحي‪ ،‬الفقيد الحاج‬ ‫العربي مفرج‪ ،‬كما عرضت أشرطة عن الدورة الثانية‪ ،‬نالت كلها إعجاب الحاضرين‪...‬‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬نوفمرب ‪2016‬‬

‫العدد ‪862‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)332‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫اغتصـاب طفلـة نتـج عنه حمـل‪..‬‬ ‫وللمتهم سنة سجن نافذة!؟‬ ‫باألمــس القريــب‪ ،‬كانـــت «بهيجة» إسمــا‬ ‫على مسمـــاه‪ ،‬طفلة بريئة تلعب وتضحك‬ ‫بالحي «الجديــد»‪ ،‬ال يتجاوز عمرهـــا ‪14‬‬ ‫سنـــة‪ ،‬تقضي ساعات يومها مرتاحة البال‪،‬‬ ‫الشيء يكدر صفوها‪ ،‬بل كانت دائمة الغبطة‬ ‫والسرور‪ ،‬وكأنها عصفورة تزين أغصان شجرة‬ ‫الحياة‪ .‬لكن أيــن هي من هذا كله اليوم ؟ لقد‬ ‫تغيرت حياتها رأسا على عقب‪ ،‬بعد أن غرر بها‬ ‫ذئب بشري‪ ،‬حسب والدتها فـــي تصريحــهـــا‬ ‫لجريـــدة طنجـــة‪ ،‬مستغـــال صغــــر سنهــا‬ ‫وسذاجتها‪ ،‬حيــث استدرجهـا على متن سيارتـه‬ ‫إلى أحد األماكن القريبة من حي «البرانص»‬ ‫بطنجة‪ ،‬وهناك قضى على أحالم‬ ‫طفولتها‪ ،‬بالنيل من شرفها‬ ‫وعذريتها‪ ،‬تاركا إياها متورطة‬ ‫لوحدها في فضيحة‪ ،‬لم تقو على‬ ‫الضحية‬ ‫مواجهتها‪ ،‬هي الطفلة التي كان‬ ‫مكانها الحقيقي يجب أن يكون‬ ‫بداخل األقسام الدراسية‪ ،‬لوال الفقر‬ ‫والظروف االجتماعية الصعبة التي عصفت بها‪.‬أكثر من هذا أنها حملت مولودا‪ ،‬عمره اليوم‬ ‫سنة ونصف‪ .‬وخالل هذه المدة‪ ،‬تحركت األسرة دفاعا عن فلذة كبدها القاصر‪ ،‬بلجوءها إلى‬ ‫القضاء‪ ،‬طلبا إلنصافها‪ ،‬وإنقاذها من الضياع‪ ،‬بإبرام عقد الزواج واالعتراف بمولودها من‬ ‫طرف المشتكى به‪ ،‬البالغ من العمر ‪ 28‬سنة‪ ،‬والذي بينت الخبرة الطبية أن هذا المولود هو‬ ‫من صلبه‪ ،‬تؤكد والدة الضحية‪.‬وبما أن ظروف األسرة صعبة جدا‪ ،‬على المستوى االجتماعي‬ ‫واالقتصادي‪ ،‬وليس لها نفوذ معين‪ ،‬يمكن أن يسهل أمامها مأمورية ابنتها‪ ،‬بضمان‬ ‫حقها‪ ،‬فقد كانت النتيجــة مخيبــة آلمالها‪ ،‬إذ تم الحكــم على الجاني بسنة سجن نافذة‪،‬‬ ‫قضى منها إلى حدود كتابة هذه السطور‪ ،‬مـدة ســتـة أشهر‪ ،‬رافضـا زواجـــه من الطفلـــة‬ ‫المغتصبة واعترافـــه بثمـــرة خطيئتهمـا‪ ،‬األمـــر الذي كان له وقع صادم على نفوس أفراد‬ ‫أسرة الضحية‪ ،‬والذين رفضوا المساومة في شرفهم‪ ،‬لطي هذا الملف إلى األبد‪».‬فأين إذن‬ ‫هي حقوق الطفل‪..‬واألسرة وقانون مدونتها‪..‬و‪..‬و‪..‬أليس األمر تشجيعا على هتك عرض كل‬ ‫مغرّر بها‪ ،‬إذا كانت العقوبة جد مخففة‪ ،‬كما حصل في قضية ابنتي «بهيجة»؟‬ ‫وتلتمس والدة القاصرمن كل مسؤول ذي ضمير‪ ،‬يطالع هذه القصة» النظر إلى‬ ‫قضيتها بعين الرحمة‪ ،‬وليضع «بهيجة» محل ابنته‪».‬‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫تعاني المواطنة واألم زليخة البوزياني من داء «روماتـيـزم القلــب» الذي‬ ‫أثرعلى صحتها كثيرا‪ ،‬دون أن تجد مصاريف العالج‪ ،‬بحكم ظروفها االجتماعية‬ ‫الصعبة‪ ،‬فهي أم لثالثة أبناء صغار‪ ،‬وزوجها عاطل عن العمل‪.‬لذا لجأت إلى هذا‬ ‫المنبر‪ ،‬تتوسل المحسنين‪ ،‬لإلشراف بأنفسهم على عملية خاصة‪ ،‬كم هي في‬ ‫أمس الحاجة إليها‪ ،‬ابتغاء للشفاء‪ ،‬ورسم البسمة على ثغرها وعلى باقي أفراد‬ ‫أسرتها‪ ،‬واهلل اليضيع أجر المحسنين‪.‬‬

‫العنوان ‪ :‬دوار مايشان فرحية زايوـ إقليم الناظور‬

‫الهاتف‪0626783934:‬‬

‫طلب مساعدة إلجراء عملية جراحية‬ ‫يعانـــي عبد السالم األندلســـي البالغ من‬ ‫العمـــر ‪ 60‬سنة‪ ،‬مرض القصور الكلوي‪ ،‬ومرض‬ ‫السكري مما تسبب له في بتر ساقه اليمنى وفي‬ ‫فقدان شبكة عينيه‪ ،‬عبد السالم األندلسي كان‬ ‫خياطا قبل فقدان بصره‪ ،‬وعن طريق هذه الحرفة‬ ‫يعيل زوجته وأوالده الصغار‪ ،‬واليوم بعد أن فقد‬ ‫بصره أصبح عاطال‪ ،‬وال من معيل‪ ،‬والسترجاع‬ ‫بصره يتطلب إجراء عملية جراحية لزرع شبكة‬ ‫العين بإحدى مصحات العيون بطنجـة‪ ،‬بتكلفة‬ ‫‪12.200،00‬‬ ‫دره�������م‪،‬‬ ‫(ح����س����ب‬ ‫الشهـــادة الطبيـة التي تتوفر عليها‬ ‫الجريدة) حيث لم تنفعه بطاقة (الرميد)‬ ‫في شيء‪ ،‬وأم��ام العطــالـــة التــي‬ ‫يعانــي منها‪ ،‬ينــــاشــد عبد السالم‬ ‫األندلسي ذوي القلـــوب الرحيمــة‪،‬‬ ‫وممن أفاض اهلل عليهم من رزقه من‬ ‫المحسنين التدخل إلنقاذه في استرجاع‬ ‫بصره‪ ،‬ليعود لحرفة الخياطة التي‬ ‫بواسطتها يكسب قوت عياله‪ ،‬وله أجر‬ ‫كبير عند اهلل‪.‬‬

‫العنوان ‪ :‬حي العوينة عزيب‬ ‫الحاج قدور بطنجة‬ ‫الهاتف ‪06.05.54.94.50 :‬‬

‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫م‪ .‬إمغران‬

‫م�صابـــة بداء «روماتيـــزم القلـــب»‬ ‫تتو�ســــل املح�سنيـــن‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 10‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪332‬‬


‫الرياضي‬ ‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 862‬ـ الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬نوفمرب ‪2016‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫«الرياضة حديثاً» (‪)3‬‬

‫كلمة العدد‬

‫أنزلت‬

‫لجنة التأديب التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عقوبة‬ ‫حرمان اتحاد طنجة من اللعب أمام جمهوره لثالث مباريات على‬ ‫خلفية إستعمال جمهور الفريق للشهب اإلصطناعية‪ ،‬ورميها داخل محيط الملعب‬ ‫الكبير بطنجة خالل مباراة األربعاء االسود التي جمعت اتحاد طنجة بفريق المغرب‬ ‫الفاسي لحساب إياب دور نصف نهائي كاس للعرش‪ .‬من المتضرر من العماية؟‪.‬‬ ‫أكيد الفريق وأغلبية الجماهير التي أصبت ضحية التصرفات الطائشة لمن يمكن‬ ‫وصفهم بأعداء الفريق‪ .‬أكيد أن هناك من ال يرقهم نجاح المكتب المسير الحالي في‬ ‫تسجيل اسمهم في تاريخ التتويج‪ ،‬وهذا غلط بطبيعة الحال ألن من كان سيدخل‬ ‫التاريخ هي مدينة طنجة‪ ،‬أما األشخاص فيأتون ويذهبون‪ .‬وحين أتحدث عن هذه‬ ‫الفرضية فألن إقدام البعض على رمي القنينات داخل الملعب والفريق منتصر‬ ‫بهدف يؤهله للمباراة النهائية جواب صريح على هذا الحقد الدفين‪.‬لألسف‪.‬‬

‫بدر الدين نروني‪...‬‬ ‫رئي�س م�ؤ�س�سة مراطون طنجة الدويل ومدير املراطون‬

‫بداية نود تقريبنـا من النيخ السابقــة لمراطون‬ ‫طنجة الدولي‪ ،‬وظروف واهداف تنظيمه؟‬

‫‪ – 2‬تنظيم جديد‪:‬‬ ‫وهو أسلوب يتفق مع وجهة النظر البورباكية التي قضت بفشل‬ ‫العرض التقليدي للرياضيات ‪ ،‬ونادت بإعادة بناء الرياضيات بما‬ ‫يحقق‪:‬‬ ‫‪ ‬إعادة تنظيم الرياضيات قديمة وجديدة في كيان وتنظيم‬‫موحد يقوم على عدد من المفاهيم األساسية مثل‪ ‬مفاهيم ‪:‬‬ ‫المجموعة ‪،‬العالقة ‪ ،‬الدالة ‪ ،‬العملية اإلثنائية وعلى البني الرئيسية‬ ‫التي يمكن بناؤها من هذه المفاهيم مثل‪:‬الزمرة والحلقة والحقل‬ ‫والفراغات التوبولوجية‪. . Spaces Topological ‬‬ ‫‪ ‬االتجــاه نحـــو التجريـــد‪ Abstraction ‬والتحرر من قيود‬‫المحسوسات إلعطاء إمكانيات أكبر النطالق الفكر الرياضي كما‬ ‫حدث – على سبيل المثال – في الهندسات الالاقليدية‪.‬‬ ‫‪ ‬االعتمـــاد على استخــــدام المنطــــق الرمــزي‪Symbolic ‬‬‫‪ Logic‬وقواعده لبناء أنظمة‪ Systems ‬وأنماط‪، Patterns ‬‬ ‫رياضية باتباع األسلوب االستداللي‪ Deductive Method‬في‬ ‫إرساء نظريات ونتائج تلك األنظمة االفتراضية االستداللية‪.‬‬ ‫‪ ‬تحول الرياضيات من مفهومها التقليدي على إنها دراسة للعدد‬‫والفضاء‪ space ‬إلى دراســـة للبنى الرياضيـــة‪Mathematical ‬‬ ‫‪ Structures‬وألنماط رياضية‪ Mathematical Patterns‬ودراسة‬ ‫العدد والفضاء من خالل بني وأنماط أكثر شموال‪.‬‬ ‫‪ ‬استخدام لغة ورموز جديدة أكثر دقة وأسهـــل طواعية في‬‫التعبير الرياضي السليم وهي لغة المجموعات‪. Sets ‬‬ ‫‪ ‬التركيز على المفاهيم مع العناية بتنمية المهارات واالبتعاد‬‫عن التدريب اآللي واالهتمام بدراسة الخواص والمبادئ الرئيسية‬ ‫للمفاهيم والعمليات مثل خواص اإلبدال‪ Commutativity‬والتجميع‬ ‫‪ Associativity ‬والتوزيع‪ . Distributivity ‬‬

‫(يتبع)‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫النشأة كانت سنة ‪ ،2013‬بتأسيس جمعية األقدام‬ ‫الذهبية للثقافة والرياضة والتنمية‪ .‬فكرنا في تنظيم‬ ‫تظاهرة دولية في مستوى طنجة الكبرى‪ .‬فكانت‬ ‫النسخة األولى من المراطــون الدولي‪ ،‬لبعث الروح‬ ‫في المنشآت العمرانية الكبرى‪ .‬كان هذا شعارنا في‬ ‫الجمعية‪ .‬الن مدينة طنجة تشهد ازدهارا عمراني‪،‬‬ ‫بنايات شاهقة‪ ،‬شق وتوسيع طرقات‪ ،‬حفر انفاق‪ .‬عرفت‬ ‫نقل الميناء الى القصر الصغير واصبح من اكبر موانئ‬ ‫العالم‪ ،‬وأصبح الميناء السابق للترفيه‪ ،‬وسيجعل طنجة‬ ‫تعود لسابق عهدها في االزدهار السياحي‪ .‬وهذا التحول‬ ‫ال يمكن أن يمر دون أن يواكب‬ ‫بروح ثقافيــــة‪ ،‬رياضيــة تعطـــي‬ ‫لهذه المنشآت معنى‪ .‬وهذا هو‬ ‫اإلطار الذي انبعث فيه مراطون‬ ‫طنجة الدولي‪ .‬كذلك الحظنا أن‬ ‫مجموعة من الحواضر والعواصم‬ ‫العالمية يرتبـط اسمهــا بحــدث‬ ‫مهم‪ ،‬يتجلى ابرزه في المراطون‪،‬‬ ‫نظير مراطون ( شيكاغو‪ ،‬باريس‪،‬‬ ‫برلين‪ ،‬مدريـد)‪ .‬وتشهــــد حضور‬ ‫رؤساء الدول ومسؤولون سامون‬ ‫يعطون انطالقتــــه‪ .‬وهو فرصة‬ ‫العطاء المدينة إشعاع والتعريف‬ ‫بمعالمهــا والترويـــج للسياحــــة‬ ‫واالستثمار بها‪ .‬هو مراطون‬ ‫مدينة طنجة وفي رياضة تكون مفتوحة في وجه العموم‬ ‫تعطي تالحم وتوحد مختلف الطبقات‪.‬‬

‫هــل مــن تفاصيـــل إكرهـــات النسختيـــن‬ ‫السابقتين؟‬ ‫البداية غالبا ما تكون صعبــة‪ .‬الهدف كان هو‬ ‫االنتقال من العدم الى الوجود‪ .‬كان يصعب علينا في‬ ‫البداية اقناع العديد من األطراف كي ينخرطوا معنا في‬ ‫هذه التجربة‪ ،‬سيما أننا لم نأتي من المجال الرياضي‪.‬‬ ‫أكيد أنه كان هناك توجس سواء من األطراف الرياضية‬ ‫أو اإلدارية من الدورة األولى التي عشنا خاللها بعض‬ ‫التعثرات بسبب ظروف ال مجال لذكرها‪ ،‬وال تهمنا اليوم‪.‬‬ ‫ونحن تفهمنا ذلك باعتبار أنه ال يمكن لوليد حديث‬ ‫العهد أن يصنع مكانته منذ الوهلة األولى‪ ،‬أضف إلى‬ ‫هذا الخبرة والتجربة التي كانت تنقصنا‪ ،‬في التحضير‬ ‫وفي التواصل حين كنا نعتمد في ملفنا على صور من‬ ‫مراطونات أخرى نستقيها من مواقع إلكترونية‪ .‬كانت‬

‫وفاة مشجع تعلق أنشطة الدوري‬ ‫األوروجوائي‬

‫قرر اتحاد أوروجواي لكرة القدم تعليق الجولة الـ‪ 11‬من دوري الدرجة األولى بعد وفاة مشجع لفريق‬ ‫بينيارول متأثرا بجراح تعرض لها خالل هجوم من مشجعي ناسيونال‪ .‬وذكر االتحاد على حسابه بشبكة‬ ‫(تويتر) «إزاء الوفاة المؤسفة للشاب هرنان فيوريتو‪ ،‬قرر االتحاد تعليق جميع أنشطته المقررة يومي‬ ‫السبت واألحد»‪ .‬وكان الضحية قد تعرض إلطالق نار هو ومشجعين اثنين من بينيارول في ‪ 28‬سبتمبر‬ ‫الماضي في بلدة سانتا لوسيا بمقاطعة كانيلونيس جنوبي البالد‪ ،‬وفقا للصحافة المحلية‪ .‬وتسبب إطالق‬ ‫النار في إصابة المشجعين االثنين اآلخرين اللذين خضعا للعالج‪ ،‬فيما توفي فيوريتو الجمعة بعد أن ظل‬ ‫في وحدة العناية المركزة‪ .‬واعتقل عدد من مشجعي ناسيونال على خلفية هذه الواقعة‪.‬‬

‫النسخ االولى صعبة جدا‪ ،‬لكننا تحدينا العديد من‬ ‫المتاعب‪ ،‬انعدام المستشهرين‪ ،‬وأتذكر أن المراطون‬ ‫كان على األبواب وعلى بعد ‪ 15‬يوما ونحن لم نحصل‬ ‫بعد على مستشهر‪ .‬إلى حين أن وجدنا شركة كبرى‬ ‫معروفة على الصعيد العالمي‪ ،‬لها مقر بالدار البيضاء‬ ‫وضعت ثقتها في مشروعنا‪ .‬وكان أول مشروع رياضي‬ ‫في المغرب يحظى بثقة هذه الشركة‪ ،‬ومن هنا جاء‬ ‫اإلنقاذ دون أن ننسى دعم والية طنجة وإن كان على‬ ‫توجس‪ ،‬سيما أننا كنا في بدايتنا‪ ،‬واستطعنا على األقل‬ ‫تنظيم التظاهرة التي عرفت مشاركة ‪ 1200‬مشارك‬ ‫والتوقيع على تنظيم البأس به رغم صعوبة الحصول‬ ‫على مدار منبسط سهل‪ ،‬وفي ظل إكراهات السير‬ ‫والجوالن الذي كان كذلك مشكلة‬ ‫حقيقية‪ .‬كانـــت هنـــاك سيارات‬ ‫تسير جنبا إلى جنب مع العدائين‪،‬‬ ‫ما خلق لنا إحراجا كبيرا في تقديم‬ ‫صور وفيديوهات حول نسخة‬ ‫من المراطون‪ .‬وكان لهذا تأثير‬ ‫على مستوى االستشهار‪ ،‬وتلقينا‬ ‫انتقادات كثيـــرة على مستــــوى‬ ‫صفحتنا على الفايسبوك‪.‬‬

‫ما هي أحسن البــوادر التي‬ ‫منحتكــم االرتيــاح بخصوص‬ ‫النسخة الثالثة؟‬

‫أحسنهــا هو التفاــف اإلدارات‬ ‫العمومية حول النسخــة الثالثـــة‬ ‫من مراطـــون طنجــــة الدولي‪ .‬بالنسبة إلينا أحسن‬ ‫حتى من الجانب المادي‪ .‬ألنه في الدورات السابقة‬ ‫كان مخاطبنا الوحيد هي والية طنجة التي واكبت معنا‬ ‫في أمور تقنية وإدارية‪ .‬وحاليا هناك اهتمام مهم جدا‬ ‫من طرف السيد عبد الواحد اعزيبو‪ ،‬المدير الجهوي‬ ‫لوزارة الشباب والرياضة بجهة طنجة تطوان الحسيمة‪،‬‬ ‫ونعتبره مكسبا لنا وللرياضة بطنجة‪ ،‬كان لنا لقاء معه‪،‬‬ ‫مثمر جدا‪ ،‬أحسسنا بسرعة في أجرأة األمور‪ ،‬وسرعة‬ ‫في التنفيذ والتجاوب بوضع بعض المنشآت التابعة‬ ‫له رهن إشارتنا‪ ،‬استطعنا فتح مراكز التسجيل بدور‬ ‫الشباب التابعة لطنجة وهذا ما كنا نجد صعوبة‬ ‫بشأنه في السابق‪ .‬وعلى مستوى جماعة طنجة كان‬ ‫لنا لقاءين مع عمدة المدينة‪ ،‬وعمل على تشكيل‬ ‫لجنة تضم المسؤول عن الرياضة بالجماعة وعضو‬ ‫آخر لمتابعة نشاطنــــا‪ ،‬لكـــن على مستـــوى‬ ‫الدعم المادي يستمـــر اإلشكــــال بسبب انعــــدام‬ ‫ا لميز ا نية ‪.‬‬


‫العدد ‪862‬‬

‫أخبـار‬ ‫اتحـاد طنجـة‬

‫ثالث مباريات التحاد طنجة بدون‬ ‫جمهور‬ ‫بات الملعب الكبير بطنجة مغلق في وجه‬ ‫جمهور اتحاد طنجة لثالث مباريات بقرار‬ ‫من لجنة التأديب التابعة للجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم اتخذته الجمعة الماضي‬ ‫على خلفية األحداث التي شهدتها نهاية مباراة‬ ‫اتحاد طنجة أمام المغرب الفاسي األربعاء‬ ‫الماضي لحساب مباراة العودة من دور نصف‬ ‫نهائي كاس العرش الذي منح تأشيرة العبور‬ ‫إلى نهائي العيون لفريق المغرب الفاسي‪.‬‬ ‫وبسبب ورمي الشهب االصطناعية داخل‬ ‫الملعب‪ ،‬وعوامل أخرى قد يكون ضمها تقرير‬ ‫الحكم‪ .‬وكان مكتب الفريق حذر جمهوره قبل‬ ‫المباراة من استعمال الشهب االصطناعية‪،‬‬ ‫وتحدث عن الحراسة المشددة بأبواب الملعب‪،‬‬ ‫ورغم ذلك تمكن الجمهور من إدخال عدد‬ ‫كبير من الشهب االصطناعية التي ظهرت في‬ ‫الملعب أثناء المباراة‪.‬‬

‫واعتقـــال ‪ 23‬فردا على خلفيــة‬ ‫أحداث األربعاء األسود‬ ‫أكد مصدر أمني أن أحداث األربعاء األسود‬ ‫بالملعب الكبير بطنجة أسفرت عن اعتقال‬ ‫‪ 23‬شخصا‪ ،‬ضمنهم تسعة قاصرين‪ ،‬على‬ ‫خلفية أعمال العنف و الشغب التي شهدها‬ ‫محيط الملعب الكبير عقب نهاية المباراة التي‬ ‫جمعت اتحاد طنجة بالمغرب الفاسي‪ .‬وعلم‬ ‫أنه تم إطالق سراح القاصرين بوضعهم تحت‬ ‫المراقبة القضائية ‪ ،‬مع استمرار حبس الباقي‬ ‫إحتياطيا‪ .‬واستنادا إلى المصادر ذاتها‪ ،‬فإن‬ ‫إثني عشر سيارة خصوصية ‪ ‬تعرضت لخسائر‬ ‫مادية جسيمة‪ ،‬كما أن ثمانية من عناصر‬ ‫حفظ النظام تعرضوا لجروح متفاوتة‪ ،‬وتعرض‬ ‫سبع سيارت خاصة بهم للتكسير وتهشيم‬ ‫زجاجها بالكامل‪ .‬وال يزال البحث جاريا عن‬ ‫أشخاص أخرين حددت هويتهم كاميرات‬ ‫المراقبة الموجودة بمحيط الملعب‪ ،‬يشتبه في‬ ‫تورطهم بأعمال الشغب‪.‬‬

‫حضور وازن لصورة قاتمة‬ ‫في إطار اإلهتمام و المتباعة الكبيرة الذي‬ ‫تبليه القنصلية الفرنسية لفريق اتحاد طنجة‪،‬‬ ‫حضرت مورييل سوريط ‪،‬القنصلة الفرنسية‬ ‫العامة بطنجة بمعية ممثلين عن شركة‬ ‫رونو الفرنسية‪ ،‬و مجموعة من المستثمرين‬ ‫الفرنسيين في ميناء طنجة المتوسط‪ ،‬المباراة‬ ‫التي جمعت الفريق الطنجاوي بالمغرب الفاسي‬ ‫في إياب نصف نهائي كاس العرش‪ .‬الضيوف‬ ‫حملوا بدون شك صورتين‪ ،‬األولى جميلة‬ ‫وحضارية إعطاء ضربة االنطالقة من حيث‬ ‫اإلقبال الجماهري‪ ،‬واألهاجيز واللوحات الجميلة‬ ‫التي رسمت على مستوى المدرجات‪ .‬وصورة‬ ‫ثانية قاتمة حين اندلعت الفوضى باقتالع‬ ‫كراسي مدرجات الملعب الكبير‪ ،‬وتطور األمور‬ ‫خارج اسوار الملعب باندالع أعمال شغب وحرق‬ ‫وتخريب وتهشيم زجاج سيارات األمن الوطني‬ ‫والقوات المساعدة وحالة االستنفار القصوى‬ ‫في صفوف المصالح األمنية بالمدينة‪.‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬نوفمرب ‪2016‬‬

‫اتحاد طنجة يهدر فرصة تاريخية انيل أول لقب‬ ‫في تاريخه وبنشيخة يعتذر لجماهيره‬ ‫أهدر اتحاد طنجة لكرة القدم فرصة تاريخية لبلوغ‬ ‫أول نهائي في تاريخه‪ ،‬حين لم يستغل عاملي األرض‬ ‫والجمهور والسبق إلى تسجيل هدف من ضربة جزاء‬ ‫أحرزه إسماعيل بلمعلم مع بداية الشوط الثاني من‬ ‫المباراة‪ ،‬كان كافيا لدخول التاريخ‪ ،‬إذ قلب فريق‬ ‫المغرب الفاسي‪ ،‬المتواضـــع في البطولـــة‪،‬‬ ‫الطاولة على الفريق الطنجاوي بتحقيق‬ ‫هدف التعادل والتأهــل إلى نهائي‬ ‫كاس العرش الذي تحتضنه مدينــة‬ ‫العيون يوم ‪ 18‬نوفمبر الحالي‪ ،‬من‬ ‫ضربة جزاء أحرزها جيجي كايزا قبل‬ ‫ربع ساعة من نهاية المباراة‪ .‬ويعود‬ ‫الفضل في تأمين التأهــل لحارس‬ ‫مرمى المغرب الفاسي‪ ،‬يحيى الفياللي‬ ‫الذي تصدى لفرصة من رجل يونس الحواصي في الوقت بدل‬ ‫الضائع من المباراة كادت تعصف بطموح الفاسيين‪ .‬المباراة‬ ‫انطلقت في صورة حضارية وأجواء رياضية بعد تأثيث أكثر من‬ ‫‪ 40‬ألف متفرج مدرجات الملعب الكبير‪ ،‬ضمنهم حوالي أربعة‬ ‫آالف من مناصري المغرب الفاسي وحدهم النشيد الوطني‬ ‫وشعارات ضد المنع الذي يطال اإللتراس‪ ،‬لكن نتيجة المباراة‬ ‫فرقتهم وحولتهم إلى أعداء‪ .‬وحمل الهدف األول للفريق‬ ‫الطنجاوي أولى شرارة الفوضى حين بدأت الجماهير الفاسية‬ ‫برشق الجمهور الطنجاوي‪ ،‬واقتحام بعضها رقعة الملعب‪،‬‬ ‫لتنتقل العدوى للجماهير الطنجاوية التي فجرت غضب الخروج‬ ‫من نصف النهائي بفوضى عارمة انطلقت باقتالع كراسي‬ ‫مدرجات الملعب الكبير ورشق الالعبين ورجال األمن بها‪.‬‬ ‫لتستعر بشكل خطير في محيط الملعب باندالع مواجهات بين‬ ‫الجمهور وقوات األمن العمومية‪ ،‬خلفت خسائر مادية كبيرة‬ ‫بإلحاق أضرار بممتلكات عمومية وممتلكات مواطنين‪ ،‬تعرض‬ ‫زجاج سياراتهم للتهشيم‪ ،‬وقلب بعضها‪ ،‬ضمنها سيارات‬ ‫رجال األمن‪ .‬كما لم تسلم واجهات بعض المنازل والمحالت‬

‫التجارية من التخريب‪ .‬وخالل الندوة الصحفية بدت‬ ‫مالمح الحزن على محيا عبد الحق بنشيخة‪ ،‬الذي‬ ‫ظهر في صورة التأثر والحزن لم يعتد عليها‬ ‫الصحافيين حتى في بعض المباريات التي خسرها‬ ‫الفريق‪ .‬وقال المدرب بصوت خافت وهو منهمك‪»:‬‬ ‫أوال أهنئ المغرب الفاسي‪ ،‬وأطلب المسامحة‬ ‫من ساكنة مدينة طنجة التي كانت‬ ‫تنتظر منا إهداءها أول نهائي في‬ ‫تاريخها‪ .‬اشعر بخيبة أمل كبيرة‪.‬‬ ‫ضيعنــا الكأس التي اختـارت فريق‬ ‫المغرب الفاســي‪ .‬الحيـــاة تستمر‪،‬‬ ‫وسنحاول التعويض في المنافسات‬ ‫المقبلة‪ ،‬ولما ال يبتسم الموسم‬ ‫المقبل لنا في هذه المنافسة التي‬ ‫بلغنا خاللها مرحلة نصف النهائي»‪ .‬وحول مردود فريقه في‬ ‫المباراة‪ ،‬أضاف بنشيخة‪ »:‬طالبت العبي فريقي ببذل مجهود‬ ‫من اجل تحقيق حلم الطنجاويين‪ ،‬حاولوا‪ ،‬وبذلوا كل ما‬ ‫وسعهم لحسم التاهل‪ .‬سيطرنا في الشوط األول‪ .‬وفي الثاني‬ ‫حصلنا على هدف من ضربة جزاء‪ ،‬كنت أعي صعوبة النتيجة‪،‬‬ ‫وطالبت الالعبين بالبحث عن هدف ثاني لتسهيل مامورية‬ ‫التاهل‪ ،‬بالخروج للضغط على الفريق المنافس‪ ،‬ال أعرف سبب‬ ‫تراجعهم إلى الوراء في بعض مراحل المباراة‪ ،‬تحدث أشياء‬ ‫في بعض األحيان يصعب استيعابها‪ ،‬هذه كرة القدم‪ ،‬سيما‬ ‫مباريات الكاس‪ .‬خسرت مباريات ونهايات‪ ،‬لكنني لم أتجرع‬ ‫المرارة التي أحس بها في هذه اللحظة‪ ،‬اكرر اعتذاري لجماهير‬ ‫الفريق‪ ،‬سنواصل عملنا في البطولة بهدف تدارك اإلخفاق‬ ‫في الكاس‪ ،‬كل شيء وارد في كرة القدم»‪ .‬ويذكر أن اتحاد‬ ‫طنجة العائد بفوز من أسفي في إطار منافسات البطولة‪،‬‬ ‫يستقبل اليوم السبت فريق الفتح الرباطي بالملعب الكبير‬ ‫بطنجة على الساعة السابعة مساء لحساب الدورة الثامنة‬ ‫من البطولة االحترافية‪.‬‬

‫طارق السكتيوي يعترف بقوة اتحاد طنجة‬ ‫وريادة جمهوره‬ ‫بدا طارق السكتيوي مدرب المغرب الفاسي‬ ‫هادئا في الندوة الصحفية‪ ،‬منتشيا باإلنجاز‬ ‫والتألق الذي حققه في الكاس‪ ،‬وعجز عنه لحد‬ ‫الساعة في البطولة‪ .‬وقال‪ »:‬خضنا المباراة‬ ‫ضد أحد اقوى فرق البطولة الوطنية‪ ،‬يتميز‬ ‫بجمهور كبير يحسد عليه‪ ،‬ونفتخر به من‬ ‫الشمال الى الجنوب‪ ،‬ألنه يعطي لكرة القدم‬ ‫المغربية رونقا‪ .‬له مدرب كفء‪ ،‬مخضرم‪ ،‬احترمه‬ ‫كثيرا‪ .‬العبين من مستوى عالي دون ذكر األسماء‪.‬‬ ‫حضرنا لخوض المباراة وفي جعبتنا ثالث هزائم‬ ‫في البطولة التي ال تعكس مستوانا في الكأس‪.‬‬ ‫وإذا كانت نتائج البطولة مخيبة‪ ،‬فإنها شكلت‬ ‫حافزا ساهم في نجاحنا في الكاس»‪ .‬وعن‬ ‫الظروف التي يشتغل فيها ومستقبل الفريق‪،‬‬ ‫اضاف طارس السكتيوي‪ »:‬تحملت مهام تدرب‬ ‫الفريق وهو يمر من ظرفية حرجة‪ .‬وجدته فريا‬ ‫منهكا‪ ،‬مريضا على جميع االصعدة‪ .‬قمنا بعمل‬ ‫كبير حتى حصلنا على التركيبة الحالية‪ ،‬وفريقنا في طور البناء‪،‬‬ ‫من خالل العمل القاعدي الذي انطلقنا به ويتطلب وقتا‪ .‬قمنا‬ ‫باختيارات ترتكز على االنضباط وحب قميص الفريق‪ ،‬والتفاني‬ ‫له»‪ .‬وعاد مدرب المغرب الفاسي للحديث عن الظروف الصعبة‬ ‫التي واجهته قبل مباراته ضد اتحاد طنجة وقال‪»:‬بالنسبة‬ ‫للمباراة‪ ،‬قضيت أسبوعا صعبا جدا‪ ،‬لكنني كنت أحس ان‬

‫ورائي رجاال واعون بالعمل الذي كنا نقوم به‪ ،‬دخلنا‬ ‫مواجهة اإلياب امام اتحاد طنجة ونحن منهزمون في‬ ‫ثالث مباريات في البطولة‪ ،‬وان كانت النتائج المخيبة ال‬ ‫تعكس المستوى الحقيقي للفريق خالل هذه المواجهات‬ ‫التي كنا خاللها األفضل تقنيا وتكتيكيا وأداءا‪ .‬لكننا‬ ‫كنا متسلحين باألمل بفضل المسيرة المميزة في‬ ‫الكاس‪ .‬واجهنا أندية قوية نظير الوداد‬ ‫البيضاوي في عز االهتمام االعالمي‬ ‫وهو ينافـس على المستوى القاري‪،‬‬ ‫وفي أجواء الحضور الجماهري‬ ‫الغفير‪ ،‬بينمــا نخـــوض نحــن‬ ‫مباريات على مستـــوى القسم‬ ‫الثانـــي‪ ،‬في غيــــاب الحماس‬ ‫الجماهري و اإلعالمي الذي‬ ‫يميز منافسات بطولة القسم‬ ‫االول‪ .‬وأجزم على أن النقط التي أهدرناها في البطولة كانت‬ ‫حافزا‪ .‬ولكم يكن أمامنا خيار بديل عن التوهج في منافسات‬ ‫الكاس ونحن بلغنا دورا مهما‪ ،‬وغير مسموح لنا كي نضيع‬ ‫فرصة بلوغ النهائي بعد إزاحتنا ألقوى فرق القسم األول‪.‬‬ ‫والتأهل سيمنحنا خطوة هامة لمواصلة العمل بارتياح‪ ،‬واشكر‬ ‫الالعبين ولهم يعود كل الفضل»‪.‬‬

‫براعم اتحاد طنجة أبطال النسخة األولى للكأس‬ ‫الممتازة لعصبة الشمال‬

‫‪19‬‬

‫أخبـار‬ ‫المغرب التطواني‬

‫المغرب التطواني يشكو الحكم‬ ‫للجامعة‬ ‫تقدم نادي المغرب التطواني بشكاية‬ ‫إلى رئيس اللجنة المركزية للتحكيم التابعة‬ ‫للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪،‬‬ ‫ضد الحكم عبد الرحيم اليعقوبي الذي قاد‬ ‫المباراة المؤجلة عن الجولة الثالثة من‬ ‫البطولة االحترافية اتصاالت المغرب بين‬ ‫فريق الوداد البيضاوي والمغرب التطواني‬ ‫يوم أمس الثالثاء بملعب الفتح بالرباط‪.‬‬ ‫ودعا مسؤولوفريق المغرب التطواني اللجنة‬ ‫المركزية للتحكيم‪ ،‬إلى التدخل العاجل‬ ‫إليقاف هذه التصرفات المسيئة لكرة القدم‬ ‫الوطنية‪ ،‬والبث في الشكاية واتخاذ اإلجراءات‬ ‫القانونية الالزمة حماية للفريق التطواني‪،‬‬ ‫وتعيين حكام قادرين على توفير النزاهة‬ ‫والعدل قبل اتخاذ أي قرار‪.‬‬ ‫ويأتي رفع فريق المغرب التطواني تظلمه‬ ‫إلى اللجنة‪ ،‬بسبب تجاهل الحكم اليعقوبي‬ ‫اإلعالن عن ضربتي جزاء واضحتين لصالح‬ ‫المغرب التطواني في المباراة المذكورة‪،‬‬ ‫األولى في الدقيقة ‪ 34‬من المباراة بعد لمس‬ ‫الكرة ليد الالعب جمال آيت ايدر‪ ،‬والثانية‬ ‫في الدقيقة ‪ 82‬بعد عرقلة واضحة داخل‬ ‫مربع عمليات لالعب زيد كروش‪ ،‬فضال عن‬ ‫اإلعالن تسلل خيالي في الدقيقة الثانية من‬ ‫الوقت بدل الضائع في حق الالعب أنس‬ ‫جبرون‪ ،‬ما تسبب في تضييع مجهودات كل‬ ‫مكونات الفريق التطواني وتحضيراته لهاته‬ ‫المباراة‪ ،‬وأحبط مساعيه في نيل نقاط مهمة‬ ‫لالقتراب أكثر من مقدمة الترتيب‪.‬‬

‫شكوى ضد عزيز العامري‬

‫تقدم المغرب التطواني‪ ،‬بشكوى للجامعة‬ ‫ضد مدربه السابق العامري‪ ،‬ومدرب الجيش‬ ‫الملكي‪ ،‬بسبب ما رأى أنه استفزازات صدرت‬ ‫منه‪ ،‬خالل المؤتمر الصحفي‪ ،‬عقب المباراة‪،‬‬ ‫التي جمعت الفريقين‪ ،‬بالجولة السابعة‬ ‫بالدوري‪ .‬وتضمنت رسالة االحتجاج‪ ،‬إشارات‬ ‫تعمد العامري‪ ،‬استفزاز مدرب المغرب‬ ‫التطواني لوبيرا‪ ،‬ونسب كل النجاحات له‪،‬‬ ‫نافيًا أن يكون للمدرب الحالي‪ ،‬أي دور في‬ ‫ترسيخ أسلوب يميز الفريق التطواني‪ ،‬عن‬ ‫بقية فرق الدوري‪ .‬كان العامري‪ ،‬قال عقب‬ ‫مباراة الجيش والتطواني‪ ،‬إن األخير‪ ،‬مازال‬ ‫يجني ثمار عمله‪ ،‬وطريقة” تيكي ـ تاكا”‬ ‫التي كان سباقا لترسيخها البطولة ‪ ،‬وهو‬ ‫ما أغضب لوبيرا‪ ،‬الذي أكد أن العبي الفريق‬ ‫حاليا‪ ،‬لم يسبق لهم أن لعبوا‪ ،‬تحت إشراف‬ ‫العامري‪ ،‬وال عالقة له بتدريبهم‪.‬‬

‫كروش وأبرهون يهاجمان الحكم‬

‫توج اتحاد طنجة بطال للكأس الممتازة لفئة البراعم عقب‬ ‫فوزه على براعم المغرب التطواني في المباراة التي جمعتهما‬ ‫األحد الماضي بالملعب البلدي باصيال‪ .‬وتميزت المباراة‬ ‫بمستوى تقني جيد أبان عنه العبو الفريقين‪ .‬وكان الفريق‬ ‫الطنجاوي توج بطال للبطولة لموسم ‪ 2016/2015‬فيما أحرز‬ ‫المغرب التطواني كأس العصبة للموسم ذاته‪.‬‬ ‫وتعتبر هذه المنافسة الجديدة استمرارا لنهج اللجنة‬ ‫التقنية الجهوية لعصبة الشمال تهدف إلى تطوير الممارسة‬ ‫وصقل المواهب بعصبة الشمال بخلق منافسات لالحتكاك‬ ‫والتكوين أمام الفئات الصغرى اقل من ‪ 13‬سنة بعد أن كانت‬

‫اللجنة التقنية الجهوية لعصبة‪ ‬الشمال السباقة على الصعيد‬ ‫الوطني لخلق بطولة جهوية ألقل من ‪ 13‬و ‪ 11‬سنة والتي‬ ‫ستدخل هذه السنة نسختها الثالثة وكأس العصبة لنفس‬ ‫المواليد‪ .‬وتابع المباراة أعضاء المديرية التقنية الوطنية‪ ،‬في‬ ‫مقدمتهم جون بيير مورالن وفتحي جمال‪ .‬باإلضافة للمديرين‬ ‫التقنيين للعصبة‪ .‬وكان الهدف من الحضور هو الوقوف على‬ ‫المستوى التقني لالعبين قصد انتقائهم وضمهم للمنتخب‬ ‫الوطني مستقبال‪ .‬وشهد ختام المباراة حفل تسليم الكؤوس‬ ‫والميداليات الذي أشرف عليه رئيس العضبة وكاتبها العام‪،‬‬ ‫بحضور كذلك أعضاء العصبة والمديرية التقنية الوطنية‬ ‫والجهوية‪.‬‬

‫شن العبا المغرب التطواني زيد كروش‬ ‫ومحمد أبرهون‪ ،‬هجوما عنيفا على التحكيم‬ ‫بالبطولة المغربية‪ ،‬في تصريحات مثيرة‬ ‫للموقع الرسمي للنادي‪ ،‬بعد هزيمة الفريق‬ ‫أمام الوداد البيضاوي بهدفين لواحد في‬ ‫البطولة االحترافية‪ .‬وطرح كروش‪ ،‬هداف‬ ‫الفريق‪ ،‬تساؤال مثيرا حول فائدة مواجهة‬ ‫الوداد إذا كان الحكم عبد الرحيم اليعقوبي‬ ‫هو الذي أدار المباراة‪ .‬وقال كروش “لو كنا‬ ‫نعلم مصيرنا لما خضنا المباراة‪ .‬ما حدث‬ ‫فضيحة بكل المقاييس‪ ،‬الحكم اليعقوبي‬ ‫ارتكب مهزلة بقراراته الجائرة ضدنا”‪ .‬وأضاف‬ ‫كروش “من تابع مباراة الوداد وقف على‬ ‫حقيقة الظلم الذي تعرضنا له‪ ،‬الحكم حرمنا‬ ‫من ركلتي جزاء وامتيازات كان بإمكانها قلب‬ ‫معطيات المواجهة وهو أمر لن نسكت عنه‬ ‫بكل تأكيد”‪.‬‬


‫العدد ‪862‬‬

‫كلمة رئي�س التحرير ‪:‬‬ ‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫فاجعة الحسيمة‪ ،‬فاجعة المغرب‬ ‫حتى ال يصبح الظلم هو القاعدة‪...! ‬‬

‫بكل معاييـــر المشاهــدة والمتابعـــة‬ ‫المجردة‪ ،‬فقد كانت أشغال مهرجان أوروبا‬ ‫الشرق للفيلم الوثائقي في دورت��ه الرابعة‬ ‫بطنجة من ‪ 26‬إلى ‪ 29‬أكتوبر ‪ ،2016‬موفقة‬ ‫إع��دادا وتنظيما‪ ،‬مما زاد من رونق المركز‬ ‫الثقافي الجديد أحمد بوكماخ‪ ،‬وأضفى عليه‬ ‫أرقى وأجمل احتضان واستقبال ألكبر تظاهرة‬ ‫فنية تقام في المغرب‪ .‬وقد يجد القارئ مساحة‬ ‫صحافية أخرى في هذا العدد للحديث عن‬ ‫األفالم المشاركة في هــذا المهرجان الناجح‪،‬‬ ‫وأعضاء لجان التحكيم‪ ،‬والجوائز المستحقة‪،‬‬ ‫إال أنه يجب التنويه إلى أبرز نشاطين على‬ ‫هامش احتفاالت المهرجان‪ .‬األول استقبال‬ ‫رواد اإلعالم الوطني من بينهم ‪ :‬خالد مشبال‪،‬‬ ‫أمينة السوسي‪ ،‬أحمد قروق‪ ،‬أميمة الوزاني‪،‬‬ ‫محمد البوكيلي‪ ،‬مع تسليمهم دروع الشرف‬ ‫والتقدير من طرف إدارة “الشركة الوطنية‬ ‫لإلذاعة والتلفزة”‪ .‬وفي هذا الصدد ألح قيدوم‬ ‫اإلعالميين المغاربة خالد مشبال‪ ،‬على إنجاز‬ ‫مشروع بناية جديدة إلذاعة طنجة‪ ،‬اعتبارا‬ ‫لدورها الفاعل في استنهاض الوعي الوطني‬ ‫قبل وبعد إستقالل المغرب‪ ،‬وشجاعة مواقفها‬ ‫اإلعالمية في الظروف السياسية الحرجة‪.‬‬ ‫أم��ا النشـاط الثاني وإن لم يكن في‬ ‫صميمه‪ ،‬هو اإلحتفال الرائع بالقيمة والقامة‬ ‫اإلعالمية للرائديـــن الكبيريــــن ‪ :‬محمـــد‬ ‫البوعناني وأمينة السوسي‪ .‬لقد كانت القاعة‬ ‫الكبرى للمركز الثقافي ممتلئة عن آخرها‬ ‫بالمعجبين بهما‪ ،‬الذين بادلوهما في مشهد‬ ‫مؤثر‪ ،‬حرارة التصفيق وقوفا أكثر من مرة‪.‬‬ ‫ومثل هذا التجاوب الصادق ال نراه حاليا إال‬ ‫نادرا‪ ،‬بعد أن سادت وشاعت حفالت التكريم‬ ‫غير المستحق‪.‬‬

‫ومما قاله محمد البوعناني شفاه اهلل‬ ‫في كلمة التكريم ‪ :‬شكرا لحضوركم‪ ،‬وتأكدوا‬ ‫أنني أراكم جميعا بقلبي‪ ،‬بعدما قل السمع‬ ‫والبصر‪ ،‬وتلعثم اللسان‪ ،‬وثقوا أن برامجي‬ ‫اإلذاعية والتلفزية كانت من إنتاجكم‪ ،‬وبالحب‬ ‫وعلى الحب نتالقى ونتواصل‪.‬‬ ‫كذلك أهم ما قالته أمينة السوسي في‬ ‫كلمة التكريم‪ :‬أنتم أيها الحضور الغالي‪ ،‬من‬ ‫سماني”ماما أمينة”‪ ،‬وهو وسام الرضى الذي‬ ‫أعتز بحمله في صدري‪ ،‬مع تقديري العميق‬ ‫لموسوعة اإلع�لام المغربي األستاذ محمد‬ ‫البوعناني متعه اهلل بالصحة والعافية‪ .‬وكل‬ ‫ماضي اإلع�لام المضيء‪ ،‬هدية من القلب‬ ‫ألجيال اإلعالم الجديد‪.‬‬

‫وإنجاز وتقديم روبورتاجين مصورين‬ ‫عن اإلعالميين المكرمين‪ ،‬كانا إضافة مهمة‬ ‫لألفالم الوثائقية التــي شاهدهــا جمهور‬ ‫المهرجان‪.‬‬ ‫في نفس السياق‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن‬ ‫اإلعالمية إيمان أغوتان كانت متميزة‪ ،‬وأبانت‬ ‫على مقدرة عالية في تقديم مختلف فقرات‬ ‫المهرجان‪.‬‬ ‫وبصفة عامة فقـد شهدت مدينة طنجة‬ ‫أعـــراس اإلبتــهــــاج‪ ،‬بتنظيــــم الدورة‬ ‫الرابعة لمهرجـان “أوروبا الشرق للفيلـــم‬ ‫الوثائقي”‪.‬‬

‫عمر أجانا‬

‫المجلس الجماعي في دورة الميزانية‬

‫الجماعة الحضرية مهدّدة باإلفالس‬

‫طغى النقاش خالل هذه الدورة حول االعتمادات المخصصة‬ ‫لالتصاالت الهاتفية حيت الحظت القيادة الجديدة للمجلس أنها‬ ‫اضطرت لفسخ القعد المبرم في هذا الصدد مع إحدى الشركات‬ ‫العاملة في هذا المجال بطنجة‪ ،‬بسبب ما لوحظ من وجود‬ ‫«اختالالت» في استعمال العديد من خطوط الهاتف خارج‬ ‫الغايات اإلدارية‪.‬‬ ‫إال أن مسؤوال سابقا بالمجلس تصدى لهذه االدعاءات وقال‬ ‫إنه إذا لوحظ وجود اختالالت ذات طابع جنائي فما على المجلس‬ ‫إال أن يتوجه إلى القضاء‪ .‬كما أنه كان من األجدر بالمجلس وأن‬ ‫يخفف من ميزانية االشتراكات في خطوط الهاتف بدل رفعها في‬ ‫ميزانية ‪ 2017‬بما يفوق ‪ 30‬مليون سنتيم‪.‬‬ ‫ومع ذلك فقد صادق المجلس الجماعي باألغلبية المطلقة‬ ‫على ميزانية ‪ 2017‬حيث لم يصوت ضدها أي فريق في حين‬ ‫امتنع البام واألحرار عن التصويت‪.‬‬ ‫من جهة أخرى أعلن خالل هذه الدورة‪ ،‬أن مالية الجماعة‬ ‫توجد في حالة سيئة جدا بسبب الحجز على ما يناهز ‪ 23‬مليار‬ ‫سنتيم‪ ،‬تنفيذا ألحكام قضائية لفائدة «ضحايا» نزع الملكية‬ ‫الذين لم تتم تسوية وضعياتهم فالتجؤوا إلى القضاء الذي‬ ‫أنصفهم‪.‬‬ ‫وهو ما سيحصل ال محالة في حال ما إذا لم توفر الجماعة‬ ‫المال الالزم لتسوية وضعيات فوق ال ‪ 5000‬ممن تم نزع‬ ‫ملكياتهم في إطار مخطط التهيئة الجديد لمدينة طنجة‪ .‬تنفيذا‬ ‫للتعليمات الملكية الصارمة في هذا المجال‪.‬‬

‫ت�صوير ‪ :‬حمودة‬

‫ع‪ .‬ك‬

‫عبد الرحيم عاللي‬ ‫للعالج باألعشاب والزيوت‬ ‫الطبيعية‬

‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫عــــــالج‬

‫فاجعة الحسيمة التي حركت المغاربة على امتداد جغرافية البلد‪ ،‬لفظاعتها‬ ‫وهمجيتها واحتمال ضلوع «نافذين» في وقوعها أو التسبب فيها‪ ،‬عنفا وشططا‪ ،‬أو‬ ‫التستر عليها اتباعا‪ ،‬وهو أمر موقوف التقرير بشأنه إلى أن تظهر نتائج التحقيق‬ ‫األمني النهائي‪ ،‬الذي وعدوا الشعب أن يكون نزيها شفافا عميقا وشامال‪......‬‬ ‫هذه الفاجعة ملكت على الناس قلوبهم ومشاعرهم ودفعت بهم إلى أن يرسموا‬ ‫لها سيناريوهات محتملة ويربطوها بأحداث من زمن مضى كان المواطن خاللها ال‬ ‫يساوي عود ثقاب أو عقب سيجارة رخيصة‪.‬‬ ‫هذه الفاجعة حركت أيضا مشاعر رجل أمن مشهور‪ ،‬طلع علينا بفيديو يتحسر فيه‬ ‫على ما حدث لعائلة فكري المكلومة‪ ،‬ويقدم ‪ ‬واجب العزاء والمواساة ألسرة الفقيد‪.‬‬ ‫وهو شعور نبيل من طرف رجل أمن ليته توقف عند حد العزاء والمواساة‪ .‬ولكنه دخل‬ ‫في «مشبكات» كبرى حين «حذر» «خوتي المغاربة» من خطر ‪ ‬الفتنة واستعطفهم‪ ‬‬ ‫بـ «اهلل يرحم لكم الوالدين» أال يسقطوا في الفتنة التي يتصيدها بعض المتربصين‬ ‫بالمغرب‪ ،‬ليحولوا البلد إلى بؤرة لالقتتال‪ ‬والسلب ‪ ‬والنهب ‪ ‬والفوضى‪.‬‬ ‫وشدد الشرطي على أن حق االحتجاج السلمي مضمون وحذر من ركوب البعض‬ ‫على قضية فكري إلشعال نار الفتنة‪ ‬وفتح الباب أمام ‪« ‬الشفارة « وهواة «الكريساج»‪،‬‬ ‫وكل من يحاول تحويل البالد إلى حمام دم‪.....‬‬ ‫وأعلن للمغاربة ‪ ‬أنه‪ ‬يتوفر على «فيزا» أمريكية وأخرى أوروبية‪ ،‬و أنه بالرغم‬ ‫من ضعف «الصالير» وتوفره على «الفيزتين»‪ ‬ما يمكنه ‪ ‬من العمل أين يشاء ‪ ،‬فإنه‬ ‫يفضل البقاء بالمغرب‪ ‬ألنه يحب بالده‪ ‬ويسعى للمساهمة في تنميته «حتى يزيد‬ ‫للقدام»‪....‬‬ ‫شعور نبيل لهذا األمني الذي تفاعل إيجابا مع فاجعة حركت الشعب المغربي من‬ ‫أقصاه إلى أقصاه‪ ،‬بسبب ما اتفق الجميع على وصفه بـ «الظلم والحكرة» ولو أن من‬ ‫خبر اإلدارة المغربية يعلم أن رجل أمن حتى من الدرجات الرفيعة يستحيل أن يأخذ‬ ‫مبادرة «التصريح»‪ ‬العلني ‪ ‬بآرائه الشخصية حول حادثة ما أو موضوع عمومي‪ ،‬إال‬ ‫بسلطان‪ .‬ومع ذلك فإنه يستحق التنويه‪.‬‬ ‫إال أن ما يجب أن يعلمه رجل األمن المعني بهذا العمود هو أن االستقرار الذي‬ ‫«ينعم» به المغرب‪ ،‬لم يأت نتيجة سياسات ‪ ‬صائبة من طرف الحكام وال من ممارسات‬ ‫حزبية سليمة ومؤثرة لدى عامة الشعب‪ ،‬حتى وإن لم يتوقف ‪ ‬البيجيدى منذ انبجاسه‬ ‫عن ‪« ‬التغني» بأنه حقق االستقرار‪ .‬والحقيقة أن هذا االستقرار نابع من نبوغ ‪ ‬ونضج‬ ‫الشعب المغربي ‪ ‬ووعيه بأهمية المحافظة على أمن وأمان البالد وإيمانه بأن‪ ‬الفتنة‬ ‫سر البالء ‪ ،‬ال خير فيها وال منها بالرغم من أن هذا الموقف المتحضر النبيل ال يواجه‪،‬‬ ‫دائما‪ ،‬بالتقدير واالحترام من طرف الحكام على مختلف المستويات‪ ....‬خصوصا أولئك‬ ‫الذين «تضطرهم» ظروفهم إلى االحتكاك بهم من أجل قضاء حوائجهم اليومية‪.‬‬ ‫وقد الحظ الجميع كيف أن موجات «الفوضى» التي اجتاحت دول الجوار العربي‬ ‫لم تنل من ‪ ‬المغرب وال من إيمان الشعب المغربي ببلده‪ ،‬ولم يشأ أن ينخرط في‬ ‫تلك الفوضى القاضية‪ ،‬رغم أنه كان يملك أسبابا وجيهة لذلك‪ ،‬وبالتالي فال مكان‬ ‫للتبجح بأن هذه الحكومة أو تلك‪ ،‬أو أن ذلك الحزب أو ذاك‪ ،‬وراء استقرار األوضاع‬ ‫بالبالد‪ .‬الشعب المغربي هو من اراد االستقرار وهو من فرض الحفاظ على ‪ ‬االستقرار‬ ‫واستمرار االستقرار‪ ،‬وعيا منه بأهميته في تقدم البالد ونموها ورقيها‪.‬‬ ‫أما «الفتنة» التي حذر منها رجل األمن‪ ،‬إما بمبادرة منه أو بوحي من غيره‪ ،‬فإن‬ ‫الشعب المغربي رفضها حتى وهو يواجه أحلك الظروف في تاريخه المعاصر‪ ،‬خاصة‬ ‫خالل فترة سبعينات القرن الماضي‪ ،‬حيث ‪ ‬تحالف الحكام وزبانية الطغاة‪ ‬والظلم‬ ‫والقمع واالستبداد ليصادروا الحريات‪ ،‬ويعتدوا على الحقوق الفردية والجماعية‪،‬‬ ‫ويطلقوا أيدي الغالة في رقاب الشعب‪ ......‬وإال فال خطر من جانب الشعب في‬ ‫هذا الجانب‪ ،‬ألن وعي الشعب بأهمية وخطورة «اللحظة» يحصنه ضد تيارات‬ ‫الهدم ‪ ‬والدمار والتخريب‪ ‬المادي والمعنوي‪ .‬وألن الشعب يعي جيدا أنه قادر على‬ ‫تقويم األوضاع الفاسدة بوسائل متحضرة وأكثر نجاعة وفعالية من االندفاع وراء‬ ‫الفتنة‪.‬‬ ‫الذين يدفعون في اتجاه الفتنة‪ ،‬هم أولئك الذين يسخرون سلطتهم الحتقار‬ ‫الشعب ‪ ‬وتعمد معاملته بنوع من السلطوية المتعالية والممارسات التعسفية لفئة‬ ‫من المسؤولين ‪ ‬في اإلدارة العمومية ‪ ‬التي ال نحتاج للحديث عنها بعد ما ورد في‬ ‫الخطاب الملكي األخير بشأنها‪.‬‬ ‫الذين يدفعون إلى الفتنة هم أولئك الذين يتالعبون بعواطف الشعب وال‬ ‫يحققون المساواة ‪ ‬بين جميع أفراد الشعب أمام القانون‪ ،‬ويباشرون االستبداد‬ ‫واالستفزاز والمحسوبية في تعاملهم مع الشعب‪ ،‬أو يتسترون على الفساد في‬ ‫دواليب الدولة ‪ ،‬ويستعملون نفوذهم في ما يثير حنق الشعب وغضبه‪ ،‬ويثير شعوره‬ ‫بـالمهانة و «الحكرة» ‪ ، ‬خاصة في مجال العدالة ‪ ‬حيث إن بعض قرارات المحاكم‬ ‫تدفع مواطنين ومواطنات إلى االنتحار حرقا أمام المآل‪.‬‬ ‫ولعل‪ ‬قصة «أمي فتيحة»‪ ‬وخديجة السويدي وقبلهما‪ ‬أمينة‪ ‬الفياللي‪ ،‬وغيرهن‬ ‫كثيرات ممن ضحين بحياتهن بمروءة وشهامة‪ ،‬من أجل الكرامة ‪ ،‬األمر الذي يدل‬ ‫على أن في األمر خلال ما‪ ....‬يجب تقويمه وإصالحه‪! ‬‬ ‫وما مأساة قتيل الحسيمة ــ الذي ال يأتي ذكره ‪ ،‬ظلما‪ ،‬في وسائل اإلعالم إال‬ ‫مقرونا بـ «السماك» أو «بائع السمك»‪ ,‬والحال أنه «المواطن المغربي محسن فكري»‪،‬‬ ‫إال دليال آخر على االختالالت العميقة التي تضرب اإلدارة المغربية في العمق‪ ،‬بشهادة‬ ‫رئيس الحكومة الذي أقر بفشله في محاربة الفساد الذي جاء من أجل مواجهته ‪.....‬‬ ‫الذي يدفع أيضا ‪ ‬في اتجاه الفتنة هم أمثال تلك‪« ‬البرلمانية»‪ ‬ــ ياحسرة ــ‬ ‫التي تجرأت‪ ،‬دون حشمة أو حياء‪ ،‬فنعتت أهل الشمال والريفيين بوجه خاص‪ ،‬بـ‬ ‫«األوباش»‪ ،‬عبر تدوينة ‪ ‬فيسبوكية‪ ،‬في نوع من التحدي لروح المواطنة وشرف‬ ‫المواطنة وكرامة المواطنين الذين تقدمت لتمثيلهم‪ .‬والحال أن أهل الحسيمة‬ ‫ومعهم الشعب المغربي قاطبة‪ ،‬باستثناء زعيم البيجيدي‪ ،‬كانوا يعيشون حالة‬ ‫غضب عارم من جراء الفاجعة الكبرى التي أصابتهم‪ ‬بسبب استبداد اإلدارة‪ ‬وتخبطها‪ ‬‬ ‫في تطبيق القانون‪ ،‬خاصة وحالة الراحل محسن فكري لم تكن األولى في سجل‬ ‫«المخالفات» اإلدارية التي يتعامل معها مكتب الصيد بتدابير إدارية وليس بطحن‬ ‫«المخالفين» داخل‪ ‬شاحنات نقل األزبال بالشارع العمومي‪! ‬‬ ‫‪ ‬منتهى الخزي والعار‪..! ‬‬ ‫هذه النائبة التي ال تستحق االحترام‪ ،‬كان من المفروض أن تسحب منها‬ ‫الحصانة البرلمانية وتطرد من البرلمان وتقدم للمحاكمة‪ ‬بتهمة اإلساءة للوطن‬ ‫ولوحدة الشعب المغربي‪.‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬نوفمرب ‪2016‬‬ ‫األخيرة‬ ‫تكريم محمد البوعناني وأمينة السوسي في مهرجان‬ ‫أوروبا الشرق للفيلم الوثائقي‬

‫تساقط الشعر‬ ‫األمراض الجلدية‬ ‫تـونيـــا‬ ‫اإلكزيمـــة‬ ‫مسمار الكيف‬ ‫الحـــزاز‬ ‫ألم األذن‬ ‫التــالل‬ ‫البواسير‬

‫شارع محمد الخامس‪ ،‬رقم ‪ 47‬ـ وزان ـ ‪GSM : 0660 32 86 82 / 0606 10 49 48‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.