Achamal n° 863 le 15 novembre 2016

Page 1

‫‪1434‬منصب شغل بالتعاقد في قطاع‬ ‫التعليم لفائدة جهة طنجة‬ ‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 863‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪� 15‬صفـر ‪� 15 / 1438‬إلى ‪ 21‬نوفمبـر ‪2016‬‬

‫أعلن مدير أكاديمية التربية والتكوين الجهويــة‪،‬‬ ‫السبت الماضي‪ ،‬أنه تم تخصيص ‪ 1434‬منصب شغل‬ ‫بالتعاقد‪ ،‬لجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪ ،‬من أجل تغطية‬ ‫حاجة هذه الجهة إلى أطر التربية والتعليم في مستويات‬ ‫الثالث‪ ،‬االبتدائي واإلعدادي والثانوي ‪.‬‬ ‫وسوف يتم فتح مباراة في وجه الراغبين في التعاقد‬ ‫مع الوزارة ‪ ،‬الحاصلين على اإلجازة أو ما يعادلها‪ ،‬تشمل‬ ‫امتحانا كتابيا وآخر شفويا بهدف تقييم كفاءة المتقدمين‬ ‫للمباراة وقدرتهم على ممارسة مهنة التدريس‪ .‬وسوف‬ ‫يلحقون بمناصبهم فور صدور النتائج النهائية لهذه المباراة‪.‬‬ ‫وباستثناء الحق في التقاعد‪ ،‬فإن المتعاقدين سيحصلون على نفس االمتيازات المادية‬ ‫والمعنوية التي يتمتع بها زمالؤهم «الرسميون»‪.‬‬

‫صورة من أرشيف‬ ‫االمبراطورية‬ ‫االستعمارية الفرنسية‬ ‫تؤكد مغربية الصحراء‬ ‫الغربية والصحراء‬ ‫الشرقية‬ ‫أقاليم تندوف‬ ‫والساورة والقنادسة‪ ‬‬ ‫وكولوب بشار‪ ‬‬ ‫وتوات وتيديكلت‬ ‫أراض مغربية‬ ‫اغتصبتها الجزائر‬ ‫هذه هي ‪ ‬األرض المغربية التي «تسلمها» االستعمار الفرنسي غداة عقد اتفاقية الحماية في ‪ 30‬مارس‬ ‫‪ ،1912‬والصورة توجد ضمن األرشيف ‪ ‬االستعماري الفرنسي‪ ‬لـ «إفريقيا الفرنسيـة»‪ ‬التـي شكل «االنقضاض»‬ ‫عليها المرحلة الثانية‪ ‬للتوسع االستعماري الفرنسي ‪ ‬في إطار أإلمبراطورية الفرنسية التي تأسست في القرن‬ ‫السادس عشر والتي ‪ ‬تشكلت في ما بعد‪ ،‬من مجموعة من أراض خاضعة للوصاية أو الحماية أو ‪ ‬لالحتالل‬ ‫المباشر‪،‬في إطار «مسلسل الهرولة»‪ ‬األوروبية نحو إفريقيا‪ )Scramble for Africa( ‬انطالقا من مؤتمر‬ ‫برلين (‪ 1884‬ـ ‪.)1885‬‬

‫(�ص ‪)4‬‬


‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬نوفمرب ‪2016‬‬

‫العدد ‪863‬‬

‫‪2‬‬

‫دم عمر بنجلون أغلى من مصافحة من اغتالوه (‪)2‬‬ ‫يعــــز على الفـــرد أو الجماعــــة‬ ‫السياسيـــة المنظمــة‪ ،‬أو فئـــات من‬ ‫المجتمع المدني‪ ،‬وعلى كل من يفكر في‬ ‫هذا الوطن‪ ،‬وفاعال فيه‪ ،‬أن يرى ويتحسس‬ ‫بضياع حزب كان له من النفــوذ الشعبـي‬ ‫واإلشعاع الدولـي من أروبا إلى أمريكا‬ ‫الالتنية وما قــدمـــه هذا الحزب للدولة‬ ‫المغربيــة‪ ،‬وللقضيــة األولى في جدل‬ ‫أممي ف��ي ش��أن ال��ص��ح��راء المغربية‪،‬‬ ‫وباألخص في واجهة األمم اإلشتراكية‪،‬‬ ‫أن يتالشى تنظيميا وأن تركن أطره في‬ ‫حالة تأمل‪.‬‬ ‫إن من خطط الغتيال الشهيد عمر‬ ‫بنجلون أصاب الكيان الكلي لحزب االتحاد‬ ‫االشتراكي‪ ،‬ألنه كان القائد الفذ الذي ال‬ ‫يلين أمام المساومات واإلغ���راءات‪ ،‬بل‬ ‫كانت مواقفه وظلت مسجلة في ذاكرة‬ ‫المناضلين بمشمولها والتي صهرت‬ ‫وصقلت األداة الحزبية المتقدمة‪ ،‬فكرا‬ ‫وممارسة‪ ،‬طابعها الحوار حتى يتم الحصول‬ ‫على قناعة فردية أو جماعية‪ .‬وكان الراحل‬ ‫عبد الرحيم بوعبيد ال يستغني عنه‪ ،‬وجل‬ ‫أعضاء المكتب السياسي‪ ،‬آنذاك‪ ،‬إال واحدا‬

‫منهم كان ظلمه‪ ،‬وطالما اختلف معه‪،‬‬ ‫وكانت مقاصده أن يمتص من إشعاع عمر‬ ‫الشهيد وقد استفاد‪ ،‬بعد رحيل الشهيد‪،‬‬ ‫فاستوزر عشر سنوات كوزير بدون حقيبة‪،‬‬ ‫وكان يدعي أنه نائب رئيس الحكومة‪.‬‬ ‫إن الشهيـــد عمر بنجلـون كـان‬ ‫بذكائـه المفرط وثقافته العميقــة‪ ،‬يدرك‬ ‫ألول وهلة طبيعة الفرد قبل حديثه‪ ،‬وكان‬

‫يحسـن الخطــاب مـع الـفئـات االجتماعية‪،‬‬ ‫كانت عماليـة أو طالبيــة أو فالحية‪ ،‬وكان‬ ‫الشهيد عمــر صحفيـا متمرسا‪ ،‬يدرك‬ ‫الفكرة وهو في طـريقـه إلى منزلـه‪ ،‬فيعود‬ ‫إلى مقر الجريدة فيصيغها في مقال‪.‬‬ ‫إن ج���ذور اإلخ�����وان المسلمين‬ ‫عندنا أخذت كل مواصفتها من إخوان‬ ‫لهــم في مصر‪ ،‬بالتكافل‪ ،‬وتأسيس‬ ‫الجمعيات‪ ،‬والعنف المؤدي إلى االغتيال‪،‬‬ ‫والجهل بتسيير ش��ؤون ال��دول��ة‪ ،‬مع‬ ‫استعمال المساجد ودور العبادة من أجل‬ ‫االستقطاب‪ ،‬هدفهم العنف‪ ،‬فاغتالوا عمر‬ ‫بنجلون وفرج فودة في مصر‪.‬‬ ‫قد نلــوم نبيــل بن عبد اهلل الحاج‬ ‫الشيوعي‪ ،‬ألن��ه زاغ عن مبادئ حزبه‬ ‫العريق‪ ،‬ولكن ال نغفرلك ياادريس حتى إن‬ ‫صافحتهم‪ ،‬فارحم نفسك وتنحى بهدوء‪،‬‬ ‫واترك الحزب لمناضليه‪ ،‬ألن الوطن في‬ ‫حاجة إل��ى اإلتحاد االشتراكي للقوات‬ ‫الشعبية‪.‬‬

‫عبد العزيز الحليمي‬

‫األيام التواصلية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية‬ ‫للمضيق‬ ‫التغيرات المناخية كانت محور األيام‬ ‫التواصلية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪،‬‬ ‫التي احتضنتهـا مدينــة المضيــق األسبــوع‬ ‫الماضي‪ ،‬األيام التواصليــة تطرقت إلى دور‬ ‫المجتمع المدني في التحسيس بتداعيات هذه‬ ‫التغيرات وتعزيز جهود مختلف المتدخلين في‬ ‫الشأن البيئي‪.‬‬ ‫حسن بويا‪ ،‬عامل عمالة المضيق الفنيدق‬ ‫لدى افتتاحه لأليام التحسيسية ذكر في كلمة‬ ‫بالمناسبة وه��و يخاطب رؤس��اء الجماعات‬ ‫الترابية بالعمالة‪ ،‬ورجال السلطات المحلية‪،‬‬ ‫وممثلي المصالح الخارجية والمجتمع المدني‪،‬‬ ‫بأن هذا اللقاء يهدف إلى تبادل الخبرات حول‬ ‫مواضيع لها عالقة بالدورة ال‪ 22‬لمؤتمر‬ ‫األطراف بشأن التغيرات المناخية (كوب ‪)22‬‬ ‫الذي انطلق بداية األسبوع الماضي بمدينة‬ ‫مراكش‪ ،‬مبرزا أن اللقاء سيمكن من تحقيق‬ ‫جملة من األهداف أهمها‪ ،‬التعرف على أسباب‬ ‫التغيرات المناخية‪ ،‬واالطالع على السياسات‬

‫والتشريعات المغربية في مجال حماية البيئة‪.‬‬ ‫موضحا أن من بين أهداف األيام التواصلية‪،‬‬ ‫خلق دينامية ج��دي��دة ف��ي ال��ع�لاق��ة بين‬ ‫المواطنين والسلطة والمنتخبين وجمعيات‬ ‫المجتمع المدني‪ ،‬وترشيد وعقلنة المال العام‪،‬‬ ‫وإرساء حكامة جيدة‪ ،‬ومقاربة مندمجة‪ ،‬بهدف‬ ‫استفادة الساكنة المحلية من برامج المبادرة‬

‫الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬والسهر على تفعيل‬ ‫مبدأ انتقائية مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية‬ ‫البشرية مع باقي برامج التنمية لمختلف‬ ‫القطاعات الحكومية والجماعات المحلية‪،‬‬ ‫وفق المخططات االقتصادية واالجتماعية‬ ‫أن‪ ،‬األيام التواصلية التي استمرت إلى غاية‬ ‫يوم ‪ 10‬نونبر الجاري‪ ،‬مكنت من تسليط‬ ‫الضوء على إنجازات المبادرة الوطنية للتنمية‬ ‫البشرية في مجال البيئة ونشر التوعية بأهمية‬ ‫المحافظة على الموارد الطبيعية وتثمينها‪،‬‬ ‫كما تأتي في إطارر االحتفال بذكرى مرور إحدى‬ ‫عشرة سنة على انطــالق المبادرة الوطنية‬ ‫للتنمية البشرية‪ ،‬وهي فرصة لتقييم حصيلة‬ ‫المشاريع المنجزة أو تلك التي توجد في طريق‬ ‫االنجاز‪ ،‬وتعــد فرصــة لتبادل اآلراء وتعميق‬ ‫النقاش وتعــزيــز روح المواطنـة والحفـــاظ‬ ‫على البيئة ال��ذي يجب أن يكون في صلب‬ ‫االهتمامات اليومية للمواطن‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬

‫مهرجان القصر الكبير للكتاب يرفع شعار “اقرأ”‬ ‫تحت شعار ” اقرأ” تحتضن مدينة القصر‬ ‫الكبير من ‪ 17‬إلى ‪ 20‬من الشهر الجاري‪،‬‬ ‫الدورة األولى لمهرجان القصر الكبير للكتاب‪.‬‬ ‫وأوضح بالغ لمنتدى “أوبيدوم لإلعالم‬ ‫وال��ت��واص��ل”‪ ،‬أن ه��ذه التظاهرة الثقافية‪،‬‬ ‫المنظمة بدعم من وزارة الثقافة والجامعة‬ ‫الشعبية للتعلم مدى الحياة‪ ،‬وجمعية ابن رشد‬ ‫للبحث والتواصل‪ ،‬تسعى إلى االحتفاء بالكتاب‬ ‫من خالل مختلف األشكال التعبيرية واألجناس‬ ‫األدبية‪ ،‬في محاولة أولى للتعريف بالكتاب‬ ‫والتشجيع على فعل القراءة‪ ،‬الذي يشكل لبنة‬ ‫أساسية في بناء اإلنسان‪.‬‬ ‫وسيحتفي المهرجان الثقافي بعدد من‬ ‫اإلصدارات الحديثة في البحث العلمي والشعر‬ ‫والترجمة والرواية وأدب الرحلة والتحقيق‪،‬‬ ‫وسيكون مناسبة لـ”طرح األسئلة الراهنة‬ ‫المرتبطة بمجال الكتاب والنشر‪ ،‬إيمانا بالدور‬ ‫التنويري الذي يؤسس له فعل الكتابة في‬ ‫عالقة مع األدوار المنوطة بكل من اإلعالم‬ ‫والفنون التشكيلية”‪.‬‬ ‫ويهدف المهرجان‪ ،‬أيضا‪ ،‬إلى تكريس‬ ‫وتشجيع فعل القراءة والكتابة واإلب��داع في‬ ‫صفوف الناشئة كقنطرة أساسية نحو التنمية‬ ‫والتنوير‪ ،‬إذ سيكون البرنامج حافال بورشات‬ ‫الكتابة والرسم والقراءة في الساحات الكبرى‬ ‫لمدينة القصر الكبير‪ ،‬كما سيشكل المهرجان‬ ‫فرصة لدور النشر المغربية لتقديم اإلصدارات‬ ‫الجديدة وترويج الكتاب بين المهتمين‪.‬‬ ‫ويتضمن برنامج التظاهرة احتفاء‬ ‫خاصا بالفنان التشكيلي عبد الخالق قرمادي‪،‬‬ ‫الذي سيعرض عددا مهما من أغلفة الكتب‬ ‫التشكيليةـ التي أبدعها لفائدة مؤلفين من‬ ‫أبناء مدينة القصر الكبير‪ ،‬كما سيتم بالمناسبة‬ ‫تكريم الباحث عثمان المنصوري‪ ،‬الذي يعتبر‬ ‫من كبار المؤرخين المغاربة في التاريخ الحديث‬ ‫والمعاصر‪ ،‬وله عشرات المقاالت واألعمال‬ ‫العلمية‪ ،‬التي تناولت معركة وادي المخازن‪،‬‬ ‫كما ساهم في إنجاز كتب عدة فردية وجماعية‬ ‫مهمة عن تاريخ المغرب‪.‬‬

‫يا مدرس ًة‬ ‫في خاطري‪!! ..‬‬

‫‪-‬‬

‫محمد �سدحي‬

‫‪sadhimed@gmail.com‬‬

‫يروج‪ ،‬حالياً‪ ،‬في األوساط الطالبية‪ ،‬وفي الصحافة‪ ،‬ما يفيد أن (حكومة‬ ‫الصناديق) تسعى إلى تفويت المقر التاريخي لمنظمة «االتحاد الوطني‬ ‫لطلبة المغرب» إلى إحدى الوزارات‪ .‬وفي حال تم ذلك فإن الحركة الطالبية‬ ‫والحقوقية والمدنية‪ ،‬على األقل‪ ،‬لن تقبل بهذا‪ ،‬وسوف لن تبقى مكتوفة‬ ‫اللسان إزاء (جريمة) في حق تاريخ نضالي طالبي مجيد وإرث جماعي وحق‬ ‫مشترك‪ ،‬تفتخر به األجيال وتعتز بتجذره في التربة المغربية التي ال تسعها‬ ‫الصناديق وال محاضر مكاتب التصويت‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬يود الداعي لكم بالخير‪ ،‬وهو طالب قديم اختار مدرسة‬ ‫أوطم حباً طواعية‪ ،‬أن يستعيد معك أيها القارئ العزيز بعضاً من أجواء الساحة‬ ‫الجامعية في هذا النص المتواضع‪.‬‬

‫***‬

‫أوطـــم‬ ‫كانت أمنا (أم الثوار) تزغرد‪ ،‬ألن (أوطم ) حامل باألحرار… والفجر دم‬ ‫ونار… وكانت األطيار وشحارير الوادي تغار من زغاريدها‪.‬‬ ‫وكان (حنظلة) يطل من شرفة مدرج (الصمود ) يشتم ويشهر وسطاه في‬ ‫وجه (األواكس) الجسم الخبيث (اللص) الدخيل على الحرم الجامعي‪.‬‬ ‫وكانت دماء الشهداء عطرة… وكانت ساحة فلسطين عبقة بفوح الزهر‬ ‫ونسيم الياسمين… وكنا نتبضع الخبز والزيت وكتب الحب والنار… و كنا‬ ‫نسترق لحظات الحب في غفلة من عسس (المجتمع)… وكنا…‬ ‫علمتنا (أوطم) ما لم تعلمنا إياه مقررات الدولة‪ ،‬رغم (اإلصالح الجامعي)‬ ‫ومخططاته الجهنمية التي تفتقت عنها قريحة النظام المخزني األقوى من‬ ‫غيالن الكوابيس خارج أسوار الحرم‪ ،‬والذي ينكمش مثل حمار جدتي كلما‬ ‫وصله صدى ألحان الجماهير الطالبية…‬ ‫وسجل التاريخ‪ ،‬عبر مراحل ومحطات كثيرة‪ ،‬االنتصارات األوطمية‪ ،‬واندحار‬ ‫آالت القمع االستبدادية أكثر من مرة‪ ،‬و باءت محاوالتها اليائسة في اإلجهاز‬ ‫على ما راكمته الحركة الطالبية‪ ،‬وولت الرجعية المخزنية األدبار…‬ ‫وكانت فلسطين عروساً متجددة‪ ،‬دوما ترفل في حللها… تجوب ساحة‬ ‫الحرم بخيالء وكبرياء وعظمة… تجمع حولها وليدات الرضا… وليدات‬ ‫أوطم…‬ ‫وكانت زينة راية األمم تخفق في األعالي… تمأل األرجاء أبهة‪( :‬و اهلل‬ ‫وشفتك يا علمي‪.)...‬‬ ‫وهذه حلقة النقاش‪ ،‬دائرية… والكلمة (دايرة) كنحلة أتاها الربيع‪ ،‬تنتقل‬ ‫بين الزهور‪ ،‬هذه جرأة… هذا حماس… وهذا اندفاع‪ ،‬أيضا…‬ ‫كانت (الثورة) تبدو لنا أقرب من حبل الوريد (أو حبل المشنقة) وكان‬ ‫الوطن يخرج إلينا من الكتب كما نحبه ونرضاه‪ ،‬وكنا فخورين بالمناضل من‬ ‫أجل التغيير في الوطن المنتظر… إلى أن أتانا (الاليقين) وصرنا ال نشك في‬ ‫ضرورة تأجيل (الثورة) إلى الغد… ثم جاء الغد دون أن ينبئنا بأعظم انتصار…‬ ‫ساءت أحوال الجامعة‪ ،‬و فعلت الظروف فعلها‪ ،‬وأصبحنا ال نفصل بين‬ ‫الخيط األبيض من األسود‪:‬‬ ‫ــ هذا إسالمي يفتقد إلى الشرعية التاريخية…‬

‫ــ وهذا إصالحي يركب صهوة االنتهازية والوصولية أباً عن حزب…‬

‫ــ وهذا مستقل عديم الجرأة على التموقف و االنخراط في الدوائر الحمراء‬ ‫للحركة…‬ ‫كما سيتم‪ ،‬أي��ض��ا‪ ،‬تكريم الفنانة‬ ‫التشكيلية شمس الضحى أط��اع اهلل‪ ،‬وهي‬ ‫أول امرأة تخرجت من مدرسة الفنون الجميلة‬ ‫بتطوان سنة ‪.1960‬‬ ‫وتأتي هذه المبادرة‪ ،‬حسب المصدر‪،‬‬ ‫كحلقة ضمن سلسلة من األنشطة الثقافية‪،‬‬ ‫التي ستحتضنها مدينة القصر الكبير طيلة‬ ‫أيام المهرجان‪ ،‬من خالل االحتفاء باألصوات‬ ‫اإلبداعية وتقديم األعمال الجديدة‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى منح مساحة اهتمام كبيرة للمبدعين‬ ‫الشباب في شتى المجاالت‪ ،‬بانخراط المنتدى‬ ‫في مشروع ثقافي شامل يجعل الثقافة العنصر‬ ‫األهم في التغيير‪.‬‬ ‫كما سيتم بالمناسبة تقديم أعمال‬ ‫شعرية حديثة‪ ،‬كـ “عن ظهر قلب” لمحمد‬ ‫بنقدور الوهراني‪ ،‬و”انسياحات” ألمل الطريبق‪،‬‬ ‫و”نظرة ما” لحسن عتو‪ ،‬و”م��ب��ادرة القراءة‬ ‫للجميع” مفتوحة لتالميذ وأطفال المدينة‪ ،‬إلى‬ ‫جانب “ورشة تواصلية للقراءة” ينشطها عبد‬ ‫المالك العسري‪ ،‬و”ورشة في الرسم” يؤطرها‬ ‫عبد الخالق قرمادي‪.‬‬

‫كما سيتم تقديم أعمال في أدب الرحلة‪،‬‬ ‫منها “الرحلة المشرقية” لمحمد بن يحيى‬ ‫الصقلي‪ ،‬و”دراس���ة وت��خ��ري��ج”‪ ،‬لمصطفى‬ ‫الغاشي و”خريف فيرجينيا‪ :‬رحالت إلى أمريكا‬ ‫وأوروب��ا” لعبد الرحيم الخصار‪ ،‬وتنظيم لقاء‬ ‫مفتوح مع صالح الوديع وتوقيع روايته األخيرة‬ ‫“العريف”‪ ،‬و”ورشة في الكتابة” لفائدة تالميذ‬ ‫وأطفال مدينة القصر الكبير يؤطرها محمد‬ ‫اليوسفي‪”،‬ورشة في الكتابة” بجماعة سوق‬ ‫القلة لفائدة تالميذ وأطفال دواوي��ر جماعة‬ ‫القلة يؤطرها أنس الفياللي وعبد المنعم‬ ‫المؤذن‪ ،‬وتقديم أعمال روائية حديثة كـ “امرأة‬ ‫في الظل” لعبد الجليل الوزاني و”ليس في‬ ‫اللحى أملس” (بالفرنسية) لمنير السرحاني‪،‬‬ ‫و”شراك الهوى” لمحسن أخريف‪.‬‬ ‫ويتضمن البرنامج‪ ،‬أيضا‪ ،‬ندوة حول “دور‬ ‫اإلع�لام في نشر ثقافة الكتاب”‪ ،‬وحفال فنيا‬ ‫بمشاركة خولة بنعمران ويونس فخار وعلي‬ ‫بنسعيد ورشيد بوعسرية‪.‬‬

‫ــ وهذا طالب سلبي يشمر على قفاه و أذنيه بدل أن يشمر على ساعد‬ ‫الجد والنضال…‬ ‫ــ وهذا قاعدي مرق‪ ،‬ولى وجهه شطر موسكو…‬ ‫ــ وهذا عنصر من التنظيم الشبح (اتحاد طلبة صفر)‪ :‬رجل في الجامعة‬ ‫وأرجله األخرى‪ ‬في أماكن أخرى مثل (التشرنوط‪.)...‬‬ ‫تبلقنت الساحة واختلط العامر بالخاوي بكالم القهاوي… كثرت‬ ‫االتهامات واألسهم المتبادلة‪ ،‬وتأجج الصراع داخلياً إلى حد التصفية‬ ‫البيولوجية… الخصم يتفرج من عل‪ ،‬وحقوق الطالب ضائعة‪ ،‬وهو أمامها ال‬ ‫وراءها… ورغم هذه و ذاك‪:‬‬ ‫عاش اإلتحاد الوطني لطلبة المغرب‪ ،‬منظمة جماهيرية‪ ،‬ديمقراطية‪،‬‬ ‫تقدمية مستقلة…‬ ‫و الخزي و العار للذين في بالكم‪.‬‬ ‫‪ -‬نلتقي‬


‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬نوفمرب ‪2016‬‬

‫العدد ‪863‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫فرح واستبشر‪ ،‬وه ّلل وكبّر‪ ،‬وحمد اهلل وشكر‪ ،‬فقد نجح في االنتخابات‬ ‫األخيرة‪ ،‬وأصبح نائبا برلمانيا يُحسب له حساب‪.‬‬ ‫وشاهده ناخبوه‪ ،‬وهو يدخل إلى قبة البرلمان‪ ،‬متسربال باللباس‬ ‫األبيض التقليدي‪ ،‬فتساءلوا إن كان سيسير سيرة سابقيه‪ ،‬أو سيختلف‬ ‫عنهم في االهتمام بجهته‪ ،‬وإعادة االعتبار لها‪.‬‬ ‫صحيح أنهم لم يروه منذ ‪ 7‬أكتوبر‪ ،‬ولم يعرفوا إن كان مقيما بينهم‪،‬‬ ‫أو اختار إقامة تناسب المقام‪.‬‬ ‫َ‬ ‫يُعط‬ ‫ولكن هذا ال يغير من األمر شيئا إن كان الضوء األخضر لم‬ ‫للبرلمانيين بعد‪.‬‬ ‫وها هو البرلمان يفتح أبوابه‪ ،‬وها هو ينضم إلى نواب األمة‪ ،‬ليكون‬ ‫خير معبر عن طموحات أبناء بلدته‪ ،‬وأحسن مترجم آلمالهم وتطلعاتهم‪.‬‬ ‫فهل سيكون في مستوى هذه التطلعات وتلك الطموحات؟‬ ‫وهل سيمد جسور التواصل بينه وبينهم‪ ،‬أم سيهتم –كما يهتم‬ ‫اآلخرون‪ -‬بمصالحه الشخصية البحتة‪ ،‬وينسى األمانة التي طوقه بها‬ ‫ناخبوه؟‬ ‫إنها مسؤولية ثقيلة‪ ،‬ال يُقدرها حق قدرها‪ ،‬إال من آتاه اهلل الضمير‬ ‫السليم‪ ،‬وحُسن الطوية‪.‬‬ ‫ف ْلنتروّ‪ ،‬وال نسبق األحداث‪ ،‬و ْلنحسن الظن بممثلنا‪ ،‬فلعله يكون‬ ‫الرجل المنتظر‪ .‬وعسى أن يحقق اهلل على يديه‪ ،‬ما أخفق فيه أسالفه‪.‬‬ ‫ولنتفاءل بالغد‪ ،‬فقد يجعل اهلل بعد العسر يسرا‪.‬‬

‫نبش في ملف إفالس جمعية المسيرة للماء‬ ‫بسيدي رضوان بإقليم وزان‪ ‬‬

‫واهم من يعتقد بأن خزان ذاكرة ساكنة جماعة سيدي رضوان‬ ‫بإقليم وزان لم يعد حافظا لتفاصيل الفواجع التي ارتكبها طابور‬ ‫الفساد الذي أحكم قبضته مطلع القرن الجاري على دواليب الجماعة‬ ‫الترابية ‪ ،‬انتهت بمرافقها بغرفة اإلنعاش ‪.‬‬ ‫‪ ‬مرفق الماء الشروب واحد من المرافق المفلسة بجماعة سيدي‬ ‫رضوان التي يحاول البعض اليوم أن يلقي بمسؤولية إفالسها‬ ‫على التغير المناخي لوحده ‪ ،‬الذي كان من نتائجه الوخيمة على‬ ‫بالدنا خالل الموسم الفالحي الفارط ‪ ، ‬شح كبير في التساقطات‬ ‫المطرية‪ ،‬بينما الحقيقة التي ال يختلف حولها اثنان العثور على‬ ‫تفاصيلها يتحدث عنه التدبير الفاسد لجمعية المسيرة للماء‬ ‫الشروب‪ ،‬بعد أن كانت قد فصلت في الزمن المشار إليه على مقاس‬ ‫مالك القرار األول بالمجلس الجماعي ‪.‬‬ ‫‪ ‬الجمعية ‪ /‬الكارثة سبـق أن نقلـت الصحافـة الوطنيـة العبث‬

‫المسجل في تدبيرها المالي واإلداري ‪ ،‬اعتمادا على ما تم تناقله من‬ ‫معلومات خطيرة من جمعها العام العاصف ‪ ،‬المنعقد بمركز سيدي‬ ‫رضوان صيف ‪ ، 2009‬وانتهى برفض التقريرين األدبي والمالي ‪،‬‬ ‫وتعليق انتخاب مكتب جديد ‪ ،‬وهو التعليق الذي استمر إلى اليوم ‪.‬‬ ‫‪ ‬ساكنة جماعة سيدي رضوان ومنذ ذلك التاريخ وهي‬ ‫تنتظر من مختلف الجهات الدخول على خط التقصي الدقيق في‬ ‫مئات الماليين التي تصرف فيها مكتب الجمعية ‪ ،‬الذي أدار دفته‬ ‫منتخبون ‪ -‬يا حسرة على الزمن الساقط ‪ . -‬طال االنتظار ‪ ،‬وطالت‬ ‫معه معاناة الساكنة التي تضاعفت خالل فصل الصيف الفارط ‪،‬‬ ‫ولم تالحق القوانين ذات الصلة بالموضوع من ألحق ضررا بقيم‬ ‫النزاهة واالستقامة والتدبير الشفاف ألموال المئات من المنخرطين‬ ‫والمنخرطات بالجمعية ‪ .‬‬

‫محمد حمضي‬

‫محنة اللغة‬ ‫العربية بين‬ ‫األمس واليوم‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫اللغة العربية في بالدنا تعيش محنة حقيقية آخذة‬ ‫في العمق واالتساع نتيجة ما نشاهده من انتشار وباء‬ ‫التلهيج في الخطاب ‪ :‬اإلشهاري المرئي بمستوياته‪..‬‬ ‫واإلعالمي بمستوياتـــه‪ ..‬والسياســي بمستوياتــه‪..‬‬ ‫والتعليمي بمستواه األدائي‪ ..‬ولعل من مفارقات‬ ‫هذا الزمن أننا لم نعد نسمع أو نقرأ لزعيم سياسي‬ ‫واحد رأيا يدافع فيه عن اللغة العربية ؛ لغة الدين‬ ‫والوطن‪ ..‬أقول هذا وأنا أراجع مقالة كتبها األستاذ‬ ‫عبد الخالق الطريس واختار لها عنـــوان ‪« :‬عالميـــة‬ ‫اللغة العربية» ؛ وهي مقالة موسومة ببناء محكم‬ ‫ألفكارها‪ ..‬وصياغة بديعة ألسلوبها‪ ..‬واستدعاء ذكي‬ ‫آلليات حجاجها‪..‬واستحضار كثيف لمادتها المعرفية‪..‬‬ ‫وهذه المقالة الطريسية مضى على كتابتها ما يزيد‬ ‫عن ثمانية عقود*‪ ..‬وأول ما يسترعي االنتباه فيها أنها‬ ‫مادة مفارقة بين نموذج وعي حضاري لزعيم سياسي‬ ‫وطني مصلح أديب ومثقف وبين هذا اللفيف المفروق‬ ‫من «الساســـة» الذين يمألون الدنيا ضجيجا‪ ..‬وأما‬ ‫أهم أفكار المقالة الطريسية فهي ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ اللغـة العربية إحــدى اللغــات األولى‬ ‫لإلنسانية من حيث ‪:‬‬ ‫متانتها‬ ‫موسيقيتها‬ ‫طرفها الفكرية‬ ‫أسرارها اإللهامية ‪..‬‬ ‫‪ 2‬ـ مرور اللغة العربيـــة بأطوارهيأت لها‬ ‫عناصر القوى ‪:‬‬ ‫نشأتها في البادية ‪..‬‬ ‫وراثتها السالمة والجزالة ‪..‬‬ ‫عيشها في حضن شعب منتصــر متشوف‬ ‫لخلق مدنية‪..‬‬ ‫رضاعها الرقة والعذوبة‪..‬‬ ‫مصاحبتها لعمليات التوسع والفتح‪..‬‬ ‫دخولها خزائن الحكمة‪..‬‬ ‫فتحها ذاكرتها لما يتناسق مع محتدها‬ ‫وبيئتها ومقامها‪..‬‬ ‫‪3‬ـ بداية نهضة اللغـــة العربيــة بعد مدة‬ ‫قضتها في سكون وغفلة‪..‬‬ ‫‪ 4‬ـ التنــويه بجهــود المجامع والمعاهــد‬ ‫اللغوية‪..‬‬ ‫‪ 5‬ـ محدودية الجهود المبذولة للنهوض‬ ‫بلغة دين يعد أتباعه بالماليين‪..‬‬ ‫‪ 6‬ـ مسؤوليـة النهــوض باللغــة العربيـة‬ ‫تخص النحوي واللغوي والكاتب والشاعر‬ ‫والخطيب والنبغـــاء والعباقـــرة الذين‬ ‫يشعرون بالحاجة إلى التعبير عن هواجس‬ ‫شياطينهـم ونزعـات قلوبهــم ونتائــج‬ ‫اقتناعهم بنوع من أنواع الفكر والصور‪..‬‬ ‫‪ 7‬ـ مقارنة وضعنا اللغوي بأوضاع لغوية في‬ ‫أوربا وأمريكا‪..‬‬ ‫وبعد ‪ ،‬فهذا نموذج من كتابات زعماء السياسة‬ ‫في بالدنا فانظر كيف كنا‪ ..‬وكيف أصبحنا‪..‬‬ ‫ـــــــــــــــــ‬ ‫* «عالميــة اللغــة العربية» نشرها األستاذ المرحوم‬

‫عبد الخالق الطريس بمجلة المغرب الجديد‬ ‫(السنة األولى) ربيع الثاني ‪ 1354‬ـ يوليوز ‪. 1935‬‬

‫العدد الثاني‬

‫شكرا للدكتورة هدى المجاطي التي سلمتني‬ ‫صورة من هذه المقالة‪.‬‬


‫العدد ‪863‬‬

‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬نوفمرب ‪2016‬‬

‫صورة من أرشيف االمبراطورية االستعمارية الفرنسية‬ ‫تؤكد مغربية الصحراء الغربية والصحراء الشرقية‬ ‫أقاليم تندوف والساورة والقنادسة‪ ‬وكولوب بشار‪ ‬وتوات‬ ‫وتيديكلت أراض مغربية اغتصبتها الجزائر‬

‫وقــد شهــدت ‪ ‬المستعمــرات‬ ‫الفرنسيـــة في إفريقيــا توسعا‬ ‫في رقعتها كما فــــي استغــالل‬ ‫ثرواتها‪ ‬ومواطنيها ‪ ،‬بعد أن تمت‬ ‫السيطرة على الجزائر وتحويلها‬ ‫إلـــى مجموعــــة «مقاطعـــــات‬ ‫فرنسيــة» لتصـــل ‪ ‬إلى فــــرض‬ ‫حمايتها على ‪ ‬تونس ‪ ‬ثم المغرب‬ ‫الذي كـــان آخــــر «فتوحاتها»‬ ‫االستعمارية‪ ،‬والذي فقد الكثير‬ ‫من هيبتـــه ‪ ‬بعـد هزيمتـــه في‬ ‫حـــرب ‪ ‬إسلي ‪ 14( ‬غشت ‪)1844‬‬ ‫التي خاضها نصرة لألمير عبد‬ ‫القادر ودفاعــــا عن المقاومــــة‬ ‫الجزائرية ‪ ‬ضد االحتالل الفرنسي‬ ‫والتي ترتب عنها توقيع المغرب‬ ‫على معاهدة لال مغنية (‪ 18‬مارس‬ ‫‪ ،)1845‬تحت ‪ ‬ضغط ‪ ‬كبير تمثل‬ ‫في قصف شديد لسواحل المغرب‬ ‫ترتب عنه دمار وضحايا باآلالف‪.‬‬ ‫وكان من بين شروط هذه‬ ‫المعاهدة ترسيـــم الحدود بين‬ ‫الجزائر الفرنسيــــة والمملكـــة‬ ‫المغربية‪ ‬ولم يتم توثيق الحدود‬ ‫إال بين قلعة عجرود المغربية‬ ‫وثنيـة الساســـــي الجزائريــــة‪،‬‬ ‫على طـــول ‪ 140‬كلـــم‪ ،‬بينمـا‬ ‫ظلت المناطــق الجنوبيــة خارج‬ ‫التحديد‪ ،‬بدعـــوى أنها مناطــق‬ ‫خالية ولكن المستعمر الفرنسي‬ ‫تعمد ذلك ليتمكن من التوغل‬ ‫في األراضي المغربية‪ ‬انطالقا من‬ ‫الجزائر الفرنسية‪.‬‬ ‫وهكذا كان‪ ،‬فلم يتأخر االستعمار الفرنسي‬ ‫في احتالل تنــدوف‪( ‬التي ظلت تابعة لسلطات‬ ‫الحماية الفرنسية بالمغرب إلى سنة ‪،)1952‬‬ ‫واقتطاع أقاليــم مغربيــة شاسعة‪ ،‬في الساورة‬ ‫وكلومب بشـــار‪ ،‬وواحــات توات وتيديكـــات‬ ‫والقنادسة‪ ‬الذي ال زالت بها خاليا مقاومة من‬ ‫أجل استرجاع الصحراء الشرقية‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار‪ ‬تجدر اإلشارة إلى الهيئة‬ ‫الوطنية للمناطق الشرقية التي يوجد من بين‬ ‫قادتها المناضل على بنبريك‪ ،‬وهو أحد أبناء‬ ‫المجاهد العالمة ابن العربي بنبريك الذي يعتبر‬ ‫قيدوم رجال الحركة الوطنية‪ ‬بالصحراء الشرقية‪.‬‬ ‫وال زال ولده ‪ ‬علي ‪ ،‬على خط النضال ‪ ‬في الداخل‬ ‫والخارج ‪ ،‬على مستوى اإلعالم الوطني والدولي‬ ‫والمنظمات الدولية‪ ،‬من أجل لفت االنتباه إلى‬ ‫قضية المناطق الصحراوية المغربية المحتلة‬ ‫من الجزائر «الشقيقة» (‪ ) ! ‬تلك المناطق التي‬ ‫حددها السلطان الحسن األول‪ ‬في خارطته‪ ‬لسنة‬ ‫‪ 1880‬والتي تضم ما كان الفرنسيون يسمونها‬ ‫«الصحراء المغربية الكبرى» ومساحتها تفوق‬ ‫مليوني كلم‪ 2‬وسكانها فوق الستــة ماليين‪،‬‬ ‫ظلوا قبل االحتالل الفرنسي وبعده متشبثين‬ ‫بهويتهم ‪ ‬الوطنية المغربية‪.‬‬ ‫وفي أحد تصريحاته قال على بنبريك‪ ،‬إن‬ ‫تخليص الصحراء الشرقية يتطلب نفسا طويال‬ ‫وإعدادا جيدا لألجيــال الصاعــدة‪ ،‬خاصة وأن‬ ‫مواطني تلك المناطق ال زالوا متعلقين بوطنهم‬ ‫المغرب ومحافظيــن على التقاليــد المغربيـــة‬ ‫األصيلة‪.‬‬ ‫وذكر بأن ‪ ‬الهيئة الوطنية للمناطق الشرقية‬ ‫تتوفر على امتدادات داخلية وخارجية‪ ‬وأنها‬ ‫كانت قد نجحت في لفت انتباه البيت األبيض‬ ‫على عهـــد بوش ووزيرة خارجيتـــه كونداليازا‬ ‫رايس إلى قضية الصحراء الشرقية‪ ‬وطبيعة‬ ‫احتالل الجزائر لهذه المناطــق الموروثة عن‬ ‫الحقبة االستعمارية الفرنسية‪.‬‬

‫وكشف أنه كان قد ‪ ‬وجه مذكرات بهذا‬ ‫الشأن إلى السيد عباس الفاسي الوزير األول‬ ‫آنذاك‪ ،‬كما أجرى محادثات بهذا الخصوص‬ ‫مع عدد من المسؤولين المغاربة وقياديين‬ ‫في بعض األحزاب السياسية المغربية‪ ،‬خاصة‬ ‫االتحاد االشتراكي والعدالة والتنمية‪ .‬والحظ أن‬ ‫بعض األحزاب بدأت تركز اهتمامها على قضية‬ ‫الصحراء الشرقية‪ ‬حيث يتم دعوة الهيئة الوطنية‬ ‫للمناطق الشرقية لحضور مؤتمراتها ‪ ،‬إال أن هذه‬ ‫القضية ‪ ، ‬يقول‪ ،‬ال زالت مغيبة‪ ‬في أدبيات معظم‬ ‫األحزاب الوطنية بالرغم من أهميتها وحيويتها‪ ‬‬ ‫إذ يتعلق األمر بإرث لإلمبراطورية ‪ ‬االستعمارية‬ ‫االوروبية التي ‪ ‬تهافتت على القارة اإلفريقية‪ ‬‬ ‫واستأثرت بأراضيها وسكانها وخيراتها‪ ‬من‬ ‫نهاية القرن التاسع عشر إلى الحرب العالمية‬ ‫األولى‪ ،‬حيـــث تنافـــس على االستحواذ على‬ ‫أراضي وشعوب إفريقيا كل من فرنسا وبريطانيا‬ ‫وألمانيا‪ ‬وإيطاليا‪ ‬والبرتغال‪ ‬وبلجيكا واسبانيا‬ ‫لينتقل ‪ ‬االحتالل األوروبي ‪ ،‬تدريجيا ‪ ،‬ابتداء من‬ ‫‪ ، 1877‬من استعمار عسكري صرف ‪ ‬إلى استعمار‬ ‫عسكري ـ اقتصادي كان من مسببات اندالع‬ ‫الحرب الكونية األولى ‪.‬‬ ‫وهكذا سيطـــرت ألمانيـــــا على الكامرون‬ ‫والبوروندي ورواندا ‪ ‬وتانزانيا والطوغو‪ ‬وغانا‪.‬‬ ‫واحتلت بلجيكا الكونغو البلجيكي‪ ، ‬واسبانيا‪ ‬كال‬ ‫من الصحراء المغربية وأخضعت شمال المغرب‬ ‫لنظام الحماية‪ ‬كما احتلت غينيا إكواتوريال‪ .‬أما‬ ‫إيطاليا فقد بسطت نفوذ استعمارها على كل‬ ‫من ليبيا وإريتريا والصومال وهو ما كان يسمى‬ ‫بإفريقيا الشرقية االيطالية واحتل البرتغال كال‬ ‫من أنغوال والموزمبيق وغينيا بيساو والكاب فير‬ ‫وساو طومي إي برنسيب ‪. ‬‬ ‫انجلترا استولــت من جهتهـــا ‪ ‬على مصـــر‬ ‫والسودان المصري ـ ‪ ‬البريطانـــي‪ ‬والصومـــال‬ ‫وإفريقيا الشرقية (كينيا وأوغانـــدا وجــزء من‬ ‫تانزانيــــا‪ ‬وغامبيا وسيراليونــــي ‪ ‬ونيجيـــريا‬ ‫الشماليـــة والجنوبيــــة‪ ‬وغانــــا والكمــــرون‬ ‫البريطاني ‪ ‬وبوسطوانا‪ ‬وزامبيا‪ ‬ومالوي وزنزيبار‬ ‫و مستعمرات إفريقيا الجنوبية ‪.‬‬

‫وكان حظ ‪ ‬األسد من نصيب فرنسا التي‬ ‫أخضعت كال من تونس والمغرب ومادغاسكار‬ ‫لنظام الحماية الفرنسية‪ ‬وضمت الجزائر إلى‬ ‫التراب الفرنسي بكيفية مطلقة لتحولها إلى‬ ‫مقاطعات فرنسية‪ ،‬واحتلت إفريقيا الغربية‪:‬‬ ‫ال كوت ديفوار‪ ،‬بينان‪ ،‬بوركينا فاصو‪ ،‬غينيا‪ ،‬‬ ‫موريتانيا ‪ ،‬النيجير ‪ ،‬مالي‪ ‬والسنغال‪ .‬كما احتلت‬ ‫الطوغو وتشاد والكونغو الفرنسي و جمهورية‬ ‫السانطرافريك‪ ،‬وجيبوتي ‪ ‬واحتلت جزر موريس‬ ‫ومايوت والريونيون والسيشيل والقمروهي جزر‬ ‫توجد بالمحيط الهندي‪.‬‬ ‫وبهذا تكـــون األمبراطوريـــة االستعمارية‬ ‫الفرنسية قد حققت توسعا كبيرا في أراضي القارة‬ ‫اإلفريقية وبعض الجزر بالمحيط الهندي‪ ،‬حيث‬ ‫بلغت ‪ ‬مساحة هذه اإلمبراطورية فوق الملونين‬ ‫ونصف المليون كلم مربع وزاد عدد سكانها عن‬ ‫‪ 65‬مليون نسمة ‪ .‬وكانت السلطات االستعمارية‬ ‫الفرنسية‪ ،‬تعلل هذا التوســـع‪ ‬ب «رسالتهـــا»‬ ‫الحضارية‪...!!! ‬‬ ‫وضمن هذه «الرسالة»‪ ،‬يندرج استيالء‬ ‫االستعمار الفرنسي على أراضي المغرب الشرقية‬ ‫بعد ما تمكن من الجزائر التي ظفر بها‪ ‬سنة‬ ‫‪ ،1830‬لينقلها من والية تركية يحكمها «داي»‬ ‫إلى مقاطعات فرنسية بعد استسالم الداي التركي‬ ‫في الخامس من يوليوز ‪ ،1830‬واستسالم‪ ‬‬ ‫األمير عبد القادر للدوق «أومال» الفرنسي ‪ ‬في‬ ‫‪ 23‬دسمير ‪ .1847‬وكان الجيش الفرنسي ‪ ‬قد‬ ‫قام بإنزال عسكري‪ ‬على ‪ ‬شاطئ سيدي فروخ‪ ‬‬ ‫قرب الجزائر العاصمــة‪ ،‬في ‪ 14‬يونيه ‪.1830‬‬ ‫لتبدأ عملية تغيير الخارطة الديموغرافية للجزائر‬ ‫بتشجيع عملية التعمير التي شارك فيها مواطنو‬ ‫عدد من الدول األوروبيـة‪ ‬كألمانيا وإسبانيا‬ ‫وإنجلترا وسويسرا وجزيرة مالطا‪ ‬التي كانت‬ ‫تحت االحتالل البريطاني‪.‬‬ ‫وكانت عين االمبراطورية اإلستعمارية‬ ‫الفرنسية دوما على المغرب‪ ،‬هذه الدولة التي‬ ‫استعصى على األتراك التسلل إليها بالرغم من‬

‫أنهم كانوا قد بسطوا نفوذهم‬ ‫على كل دول الشمال اإلفريقي‪.‬‬ ‫وانطالقـــا مــــن الجزائــــر‪ ،‬بدأ‪ ‬‬ ‫الفرنسيون يمارسون حقدهم على‬ ‫المغرب باقتطاع أراض شاسعة من‪ ‬‬ ‫ترابه‪ ،‬مستفيدين من «الترعة»‬ ‫التي تعمدوا تركها بدون توثيق‪،‬‬ ‫في اتفاقية لال مغنية‪ ،‬ليستولوا‬ ‫على الصحراء الشرقية المغربية‪ ‬‬ ‫ومنها يصلون ‪ ‬إلى مناطق الداخل‬ ‫التي فتحتها أمامهم معاهدة فاس‬ ‫المشؤومة في ‪ 30‬مارس ‪.1912‬‬ ‫إن أحقية المغرب في حدوده‬ ‫الوطنية التاريخيــــة ‪ ‬ــ ‪ ‬بعد ‪ ‬أن‬ ‫تراجعـــت حــــدود اإلمبراطورية‬ ‫المغربية التي أرسى قواعدهــــا‬ ‫المولى اسماعيل العلوي في القرن‬ ‫الثامن عشر‪ ‬والتي ‪ ‬كانت تمتد‬ ‫إلى تومبوكتـــو ــ ‪ ‬وفي أراضيه‬ ‫المغتصبة شرقا وشماال ‪ ،‬في ما‬ ‫يخص الصحراء الشرقية ومدينتي‬ ‫سبتة ومليلية والجزر الجعفرية وما‬ ‫جاورها من الصخور‪ ،‬أحقية ‪ ‬ثابتة‬ ‫تاريخا وقانونا‪ ،‬ويوجد ما يزكيها‬ ‫من الحجج والدالئل ووثائق‬ ‫تاريخية هامة بالخزانة الملكية‬ ‫والخزانات الخاصة‪ ‬ومن االتفاقيات‬ ‫الدولية التي كان المغرب يبرمها‬ ‫مع الدول الكبرى آنذاك‪ ،‬من موقع‬ ‫القوة ‪ ،‬حيث كان يتمتع ‪ ‬بالمهابة‬ ‫واالحترام‪.‬‬ ‫وهذه وثيقـــة تاريخية من األرشيـــــف‬ ‫االستعماري الفرنسي‪ ‬تعرض ألراضي المغرب‬ ‫قبل أن يعمد المستعمر الفرنسي إلى اقتطاع‬ ‫مساحات شاسعة ‪ ‬من صحرائه الشرقية التي‬ ‫تختزن ‪ ‬ثروات طائلة من النفط والغاز‪ ،‬ويعمد‬ ‫الجزائريون إلى نقض عهودهم بالتفاوض مع‬ ‫المغرب بشأن أراضيه الملحقة بترابهم من‬ ‫طرف االستعمار‪ ،‬بل ولم يحترموا االتفاقية التي‬ ‫وقعها ‪ ‬سنة ‪ ،1961‬من جانب المغرب الراحل‬ ‫الحسن الثاني ومن الجانب الجزائري رئيس‬ ‫الحكومة المؤقتة فرحات عباس والتي نصت‬ ‫على ما يلي‪:‬‬ ‫«إن الحكومة الجزائرية المؤقتة تعترف من‬ ‫جهتها بأن مشكلة األراضي التي أقرت فرنسا‬ ‫حدودها بصورة جائرة سيتوصل إلى حل بشأنها‬ ‫عن طريق المفاوضات بين المغرب والجزائر عند‬ ‫ما تحصل الجزائر على استقاللها‪ ».‬‬ ‫ولرد جميل المغرب الذي احتضن المقاومة‬ ‫الجزائرية طيلة سنوات الكفاح المشترك من‬ ‫أجل استقالل الجزائر‪ ،‬قامت قوات جزائرية‬ ‫بالهجوم على تنجوب وحاسي بيضة‪ ‬وعلى قصر‬ ‫«إيش» الواقع شمال فيكيك المغربية‪ ‬بمشاركة‬ ‫قوات هائلة وتدخل من الطيران الجزائري‪،‬‬ ‫كما هاجمت قوات جزائرية ‪ ‬منطقة تندرارة‬ ‫بنفس ‪ ‬اإلقليم ‪ ‬وهي كلها ‪ ‬مناطق خارج النزاع‪،‬‬ ‫لتندلع بعد ذلك ‪ ‬ما سمي ب «حرب الرمال»التي‬ ‫حقق فيها الجيش المغربي انتصارا مدويا‪.‬‬ ‫لن ينسى الجزائريون على مر السنين حرب‬ ‫الرمال‪ ،‬التي اندلعت بين المغرب والجزائر سنة‬ ‫‪ ،1963‬والتي دفعت الجزائريين ‪ ‬إلى ترديد‬ ‫المقولة الشهيرة للرئيس الجزائري الراحل‪،‬‬ ‫أحمد بنبلة‪ ،‬آنذاك‪“ :‬المغاربة حكرونا»‪ ‬ولم‬ ‫يتوقف إطالق النار إال بتدخل من العديد من‬ ‫الدول اإلفريقية والدول الصديقة‪..‬‬ ‫وال زال المشكل قائما‪ ،‬كامال ‪......‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪863‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬نوفمرب ‪2016‬‬

‫عامالت النظافة ب «الموقف» نساء يجرين وراء‬ ‫لقمة مغموسة بالذل و اإلهانة و االستغالل الجنسي‬

‫متى ننتشل هذه الشريحة التي ينخرها البؤس‬ ‫لمياء السالوي‬ ‫من براثن الجهل و االستغالل‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬ ‫إعداد ‪:‬‬

‫هن نساء «الموقف»‪ ،‬لم يجدن منفذا للعمل في شركات النظافة‪ ،‬أو رفضن العمل بها‪ ،‬ألنها ال تؤدي الحد األدنى لألجر‪ ،‬وتسرحهن بدون موجب حق‪.‬‬ ‫وجدن أنفسهن في انتظار شخص يؤدي ماال مقابل شغل طيلة اليوم أو نصفه‪ ،‬أو من يسعى إلى استغالل الفرصة إلشباع غريزته على حساب نساء مقهورات‪.‬‬ ‫نساء يحلمن بتحصيل مال لسد رمق أسرة مفككة‪ ،‬عن طريق العمل المنزلي‪ ،‬ويحاولن صد التحرش الجنسي‪ ،‬والشتائم الحاطة بالكرامة‪ ،‬بل واإلغتصاب‪ ،‬هن من‬ ‫اللواتي يرتدين مالبس رثة‪ ،‬بينهن من تدخن‪ ،‬وأخريات يثرثرن بال توقف وكأنهن يعشن شريطا سينمائيا طويل الحلقات‪.‬‬

‫• نساء الموقف بوسط طنجة‬ ‫حينما تقف سيارات‪ ،‬يتسابقن «أسيدي‪ ،‬أاللة خاصكم شي خدامة أنا كندير كلشي‪ ،‬أسيدي الجفاف‬ ‫والصابون‪ ،‬ولغسيل والطياب وحتى الزرابي»‪ ،‬يقتعدن رصيف الشارع‪ ،‬يستظللن باألشجار في انتظار قدوم‬ ‫الزبائن‪ ،‬وإذا كنت مارا قربهن‪ ،‬ولم تستقبل إشارتهن في أن يذهبن معك للقيام باألعمال المنزلية‪،‬‬ ‫فإنهن‪ ،‬يطلبن منك ماال مساعدة على اقتناء حاجيات األسرة‪ ،‬مدعيات أنها ليست صدقة تمنح للمتسوالت‪،‬‬ ‫اللواتي يوجدن على النقيض من ذلك قرب مسجد‪ ،‬وفي حال إذا كان الرفض عبر إيماءة من رأسك‪،‬‬ ‫بعضهن يطلبن منك مدهن بسيجارة‪ ،‬خاصة الشابات‬ ‫منهن اللواتي أصبح وقوفهن في المكان بلباس عصري‪،‬‬ ‫أمرا عاديا‪ ،‬بعدما كان في السابق مثيرا للغاية‪ ،‬إذ يحبل‬ ‫هذا الزقاق‪ ،‬وما جاوره بتناقضات بين مسجد‪ ،‬ومطاعم‪،‬‬ ‫ومتسوالت يدخلن في مالسنات حول من تعيش أحسن‬ ‫من األخرى‪ ،‬ومن تمكنت من اقتناء منزل بعرق جبينها‬ ‫عبر التسول‪ ،‬هكذا يعلو صراخهن‪ ،‬فيما تندب اللواتي في‬ ‫الموقف حظهن‪ ،‬ألنهن ال يملكن منزال‪ ،‬بل يكترين بيوتا‬ ‫في منازل مشتركة بالمدينة القديمة‪.‬‬ ‫ما تغير بين األمس واليوم بهذا المكان‪ ،‬هو ظهور‬ ‫شابات في مقتبل العمر‪ ،‬يشتغلن خادمات بيوت وعامالت‬ ‫جنس أيضا‪ ،‬ولكن ال يمكن نعتهن بذلك‪ ،‬وإال تعرضت‬ ‫لوابل من الشتائم تحتاج معها “سالكة” ممن يتهجمن‪،‬‬ ‫طبعا بمساعدة رجال يرابطون قرب المكان‪.‬‬ ‫أهم يوم في حياتها‪ ،‬تقول فاطمة‪ (،‬اسم مستعار)‬ ‫في األربعين من عمرها‪ ،‬هي أن ال يطلب منها الزبون‪،‬‬ ‫عالقة جنسية‪ ،‬ألنها تريد أن تشتغل بما يرضي اهلل‪ ،‬وال‬ ‫تلوي على جمع حفنة مال كي تطعم أوالدها الذين تركهم‬ ‫أبوهم هاربا من تحمل المسؤولية‪ ،‬بعد طالق نهائي ال‬ ‫رجعة فيه‪.‬‬ ‫فاطمة‪ ،‬تتحسر على الوضع الذي آلت إليه األسرة اآلن‪،‬‬ ‫ألنه في السابق كان األفراد يعيشون في بيت واحد متضامنين ال يشعرون بفقرهم‪ ،‬وال بقلة ذات اليد‪،‬‬ ‫فيما اليوم كل واحد يتحمل مسؤوليته‪ ،‬فالفقر هو وصمة عار‪ ،‬ووالدة األبناء في أسرة فقيرة هو العار‬ ‫نفسه‪ ،‬ألنه‪ ‬يؤدي بك إلى أن تعيش في “تمرميد”‪ ،‬تروي فاطمة‪.‬‬ ‫المرأة خادمة بيوت لها كرامة‪ ،‬لكن بعض الزبناء‪ ،‬وبعض الشابات «كرفسن» هذه الحرفة‪ ،‬عبر‬ ‫إخفاء عملهن الحقيقي أال و هو امتهان الجنس‪ ،‬والظهور بمظهر الخادمة‪ ،‬لكن أصعب شيء‪ ،‬حينما‬ ‫تصدم بعينة زبائن ال رحمة وال شفقة فيهم‪ ،‬مصابين بمرض التحرش الجنسي‪ ،‬واإلستغالل البشع لجسد‬ ‫امرأة هي أصال منهكة‪ ،‬تحكي فاطمة‪ ،‬والصراع سيستمر‬ ‫بين اإلثنين‪ ،‬إلى حين إيجاد حل يمنح النساء المطلقات‬ ‫واألرامل واألمهات العازبات‪ ،‬مساعدات مالية من الدولة ‪.‬‬ ‫فاطمة تريد من المسؤولين مساعدتها‪ ،‬فهي تشتغل‬ ‫خادمة ب «الموقف»‪ ،‬وتتعرض للتحرش واإلستغالل‬ ‫الجنسي‪ ،‬وتدخل في صراع مع متسوالت‪ ،‬حينما ينقطع‬ ‫العمل المنزلي أو يشح لكثرة المتنافسات‪.‬‬

‫• اإلستغــالل الجنسـي بعد العمــل‬ ‫المنزلي‬ ‫عويشة (اسم مستعار) التي تصرخ في وجه صديقاتها‬ ‫باإلحتراس من الذئاب المفترسة‪ ،‬تحثهن على عدم‬ ‫التباهي بمفاتن الجسد حتى ال يسقطن فريسة لإلستغالل‬ ‫الجنسي البشع الذي قد يشارك فيه مجموعة من أصحاب‬ ‫مالكي البيت‪ ،‬تروي أنها تعرضت‪ ،‬وهي شابة ألبشع أنواع‬ ‫اإلستغالل‪ ،‬ألن زوجها الفقير‪ ،‬مدمن كحول ومخدرات‪ ،‬جراء‬ ‫قرار شخصي له‪ ،‬حينما طرد من عمله‪ ،‬وأصبح عالة على‬ ‫األسرة‪ ،‬يطلب تحضير وجبات األكل‪ ،‬وفي الوقت نفسه‪،‬‬ ‫ماال لشراء “البلية”‪ ،‬ما زاده إال عنفا لفظيا ونرفزة‪ ،‬لدرجة‬ ‫أنه طلب منها يوما ما‪ ‬أن «تخرج وتدبر على رأسها»‪ ،‬فكان‬ ‫أن وقفت كما النساء بالموقف‪ ،‬كل مرة تجلب معها ماال أحيانا يصل إلى ‪ 150‬درهما‪ ،‬في يوم واحد‪ ،‬لكن‬ ‫في أحد األيام‪ ،‬أقلها شاب على متن سيارته‪ ،‬وولج بها منزال بحي راق‪ ،‬وهناك حضر لها أكال مجهزا وحينما‬ ‫أكملت شغل البيت كما طلب منها‪ ،‬تبادل معها أطراف الحديث وهما يتناوالن وجبة غذاء‪ ،‬ارتاحت لحديثه‪،‬‬ ‫فمنحته فرصة عبر التلميح‪ ،‬فاستغلها جنسيا‪ ،‬مقابل أداء مالي‪ ،‬وشاركه أصحابه وحصلت على ‪ 300‬درهم‬ ‫ذاك اليوم‪ ،‬فانتصرت لفكرة زوجها المدمن «دبري على راسك»‪ ،‬لكن مع مرور الوقت‪ ،‬شعرت أنها لم تعد‬ ‫خادمة بيوت‪ ،‬ولكنها عاهرة بطريقة مقنعة‪.‬‬

‫• خادمات قهرهن الزمن‬ ‫هذا الموقف الذي سلكته “عويشة” في حياتها‪ ،‬وطلبت من الشابات عدم السقوط في حباله‬ ‫الملتوية‪ ،‬ترفضه أمينة( اسم مستعار)‪ ،‬ألنها‪ ‬اعتادت أن تكون في مستوى اإلصطدام‪ ،‬كلما تجرأ شخص‬ ‫على مفاتحتها في هذا النوع‪ ‬من المواضيع‪ ،‬وتؤكد أن األمر ال عالقة له بالجمال‪ ،‬الذي كانت تتباهى به‬ ‫“عويشة”‪ ،‬وهي شابة‪ ،‬ودخلت اآلن خريف العمر‪ ،‬ولكن له عالقة باحتقار أنواع معينة من النساء اللواتي‬ ‫يوجدن في حالة بؤس‪ ،‬وال يستطعن أن يخرجن منه‪ ،‬خاصة اللواتي سقطن في خطأ والدة أطفال من‬ ‫زوج فقير‪ ،‬محتجة أن هذا النوع من النساء عليهن «ربط لكرون باش ما يولدوش‪ ،‬وعيشوا الهم ولمسخ‬ ‫والمرض والقهرة والويل»‪ ،‬متسائلة ‪ :‬لماذا يستغل الرجال هذا النوع من النساء؟ حتى الالئي ال يتمتعن‬ ‫بأي جمال بل منهن من هي قبيحة الوجه؟ مجيبة أن هناك من هو مريض جنسيا‪ ،‬يريد إشباع غريزته‬ ‫بطريقة شاذة‪ ،‬وهناك من يعتقد أن استغالل نساء الموقف‪ ،‬هو شعوره بالرجولة‪ ،‬لكن الالئي يواجهن‪ ‬‬

‫التحرش الجنسي‪ ،‬ومحاولة اغتصابهن‪ ،‬يمتلكن قرار أنفسهن‪ ،‬ألن هناك نساء كثيرات لم يلمسهن‬ ‫أحد ينتهين من عملهن‪ ،‬ويحصلن على أجرتهن‪ ،‬ويغادرن بدون مشاكل‪ ،‬وحتى إذا بادر مالك البيت إلى‬ ‫التحرش فردهن يكون قويا‪ ،‬وبالتالي يتعظ الشخص‪ ،‬ويتراجع عن موقفه‪.‬‬ ‫وساندتها زينب (اسم مستعار) مؤكدة أنها تفضل الذهاب مع امرأة للقيام بأعمال المنزل‪ ،‬رغم بخل‬ ‫النساء‪ ،‬إذ يتشددن في أداء المقابل المالي الذي يعوض عرقهن في العمل المنزلي‪ ،‬مستغربة أن تقود‬ ‫صاحبة المنزل سيارة بـ ‪ 40‬مليونا‪ ،‬وتعيش في فيال راقية أو شقة كبيرة المساحة‪ ،‬وتنفق على سهراتها‬ ‫األسبوعية‪ ،‬عشرات اآلالف من الدراهم‪ ،‬لكنها شحيحة كثيرا في ما يخص تعويض الخادمات‪ ،‬بل تدخل في‬ ‫جدال معهن‪ .‬بالتأكيد أن ما قامت به الخادمة هذا اليوم‬ ‫ال يعدو أن يكون سوى عمل هامشي ال يستحق إال ‪100‬‬ ‫درهم‪ ،‬وأن السوق مليء بالنساء باللواتي يشتغلن بـ ‪50‬‬ ‫درهما فقط‪ ،‬فتخيرهن بين قبول ‪ 100‬درهم‪ ،‬أو العودة‬ ‫إلى الموقف‪ ،‬وقلة من تمنح لهن تعويضا يغطي ساعات‬ ‫العمل‪ ،‬مع صدقة عبارة عن بقايا أكل صالح للهضم‪،‬‬ ‫ومالبس مستعملة‪ ،‬وبعض الحاجيات المرتبطة بالمطبخ‬ ‫كاألواني‪.‬‬

‫• خادمة بيوت وعاملة جنس‬ ‫جسد سعاد (اسم مستعار) كجسد أي امرأة‪ ،‬قد يقال‬ ‫إنه مثير‪ ،‬لكن اإلثارة ترى حينما يستغل الشخص تلك‬ ‫الخادمة جنسيا ويمارس ساديته التي يخفيها عن زوجته‪،‬‬ ‫أم أطفاله‪ ،‬لكن اإلختالف بينها وبين أمينة‪ ،‬أنها تتمكن‬ ‫من إخراج المال من محفظة الرجال كما تريد‪ ،‬ليصل في‬ ‫اليوم إلى ‪ 300‬درهم أو ‪ ،400‬أما الليل‪ ،‬فله طقوسه‬ ‫الخاصة‪.‬‬ ‫وال تحتاج سعاد إلى مناقشة التحرش الجنسي‪ ،‬ألنها‬ ‫ألفت أن تجمع بين عمل «لحالل» وعمل «لحرام»‪ ،‬كما‬ ‫تروي على طريقتها «شوية لربي وشوية لعبدو»‪ ،‬لتضحك النساء جميعهن‪ ،‬وكأنهن طوين زمن القهر‬ ‫بضحكة صافية‪ ،‬يبحث عنها األغنياء وال يجدون سوى «الضحكة الصفراء»‪.‬‬

‫• أم عازب‪ ‬تربي ابنتها من الخدمة في البيوت‬ ‫تعرف امل(اسم مستعار) كيف تراود زبونها‪ ،‬خاصة إذا كان لوحده في شقة بعمارة‪ ،‬تقوم بعملها‬ ‫المنزلي‪ ،‬وتحرص على أناقتها‪ ،‬وتؤدي ما عليها‪ ،‬وتحصل‬ ‫على أجرتها التي تم اإلتفاق بشأنها مع الزبون‪ ،‬لكن‬ ‫حينما يطلب منها الممارسة الجنسية‪ ،‬تدخل معه في‬ ‫مفاوضات دقيقة عما يبحث عنه‪ ،‬وكل شيء بثمنه‪ ،‬هي‬ ‫التي عاشت محنة حب أعمى وهي مراهقة‪ ،‬أثمرت بنتا‪،‬‬ ‫أما عازبة هربت من بيت أسرتها من سيدي قاسم‪ ،‬خوفا‬ ‫من بطش العائلة في جرائم الشرف‪ ،‬إذ لم تتمكن من‬ ‫بيع ابنتها التي ولدتها بطنجة‪ ،‬كما يفعل عدد كبير من‬ ‫النساء‪ ،‬ولم تقم بكرائها بـ‪ 50‬درهما للمتسوالت‪ ،‬ولكنها‬ ‫تحرص على تربيتها بكل ما أوتيت من قوة‪ ،‬خادمة بيوت‪،‬‬ ‫وعاملة جنس‪ ،‬المهم أنها تحرص على التعامل مع زبناء‬ ‫من طينة الرجال ” السخيين”‪ ،‬الذين يصبحون ودودين‪،‬‬ ‫حينما يطلعون على صورة ابنتها‪ ،‬فتصبح الشفقة مضافة‬ ‫إلى اإلستغالل الجنسي لمساعدتها على تحمل عبء‬ ‫الحياة‪.‬‬

‫• تبادل أرقام الهواتف‬ ‫رغم آثار البؤس البارزة على نساء الموقف‪ ،‬فإنهن‬ ‫ال يبالين‪ ،‬إذ يتسابقن على الزبائن‪ ،‬سواء الذين يقفون‬ ‫بسياراتهم‪ ،‬أو الذين يحصلون على أرقام الهواتف المحمولة‪ ،‬لتحديد موعد‪ .‬اللواتي يظهرن حزما في‬ ‫العمل مطلوبات‪ ،‬من قبل الزبناء‪ ،‬إذ يأتين إلى الموقف‪ ،‬لكنهن ال ينتظرن كثيرا ألن الزبائن يتصلون بهن‬ ‫على األقل مرة واحدة في األسبوع‪ ،‬ويعني ذلك أن الخادمة التي تشتغل بتفان قد تحصل على ‪ 3‬فرص‬ ‫في األسبوع بشكل شبه دائم‪.‬‬ ‫فيما اللواتي يخلطن بين العمل المنزلي والعمل الجنسي‪ ،‬هواتفهن ال تتوقف عن الرنين‪ ،‬إذ يغطين‬ ‫حاجياتهن المالية‪ ،‬لوفرة الطلب‪ ،‬بين الشباب العازب‪ ،‬و المكبوتين جنسيا من المتزوجين‪ ،‬رجال متزوجون‬ ‫مسؤولون‪ ،‬سياسيون و أطباء و محامون و تجار يحتفظون بشقق في وسط المدينة أو على الكورنيش‪،‬‬ ‫للترويح عن النفس عبر استغالل بشع ألجساد الفقيرات البئيسات‪ ،‬فهناك قصص حول ساسة وخادمات‬ ‫بيوت‪ ،‬عامالت جنس‪ ،‬لكن تأكيد صحة القصص بقى مسألة صعبة‪.‬‬ ‫وفي غياب أي التفاتة من الوزارة المعنية لهذه الفئة من العامالت‪ ،‬و ال حتى جمعيات المجتمع المدني‬ ‫الطنجي إلدراج خادمات «الموقف» ضمن اهتماماتهم عبر إحداث مركز للخدمات والتكوين خاص بهن‪،‬‬ ‫مع تخصيص حضانة ألطفالهن تعنى باإلهتمام بهم أثناء غياب أمهاتهن للعمل‪ ،‬وكذا إخضاع هؤالء‬ ‫النسوة للتكوين في عدة مجاالت كالطبخ والخياطة والتدبير المنزلي‪ ،‬باإلضافة إلى دروس في محو األمية‬ ‫محاولة النتشالهن من براثن الجهل‪.‬‬ ‫إن الصورة الدرامية التي تعيشها هؤالء النسوة‪ ،‬كل صباح‪ ،‬وفي نفس المكان‪ ،‬تفرض التدخل‬ ‫العاجل لتنظيم هذه الحرفة وتقنينها لحماية هذه الفئة التي ينخرها البؤس‪.‬‬


‫العدد ‪863‬‬

‫دفاتري‬

‫من‬

‫عزيـز‬

‫قوانين القرون الوسطى‬ ‫«لـال» ليلى السليمانــي‪ ،‬الفائـزة بجائزة‬ ‫«الغونكور» الفرنسية‪ ،‬والتي حظيت بشرف تهنئة‬ ‫جاللة الملك لها بالمناسبة‪ ،‬اعتبرت أن قانون‬ ‫«تجريم» العالقات الجنسية بين البالغين يعود‬ ‫إلى «القرون الوسطى» ودعت لالحتجاج على تلك‬ ‫القوانين ‪ .‬تصريح المدام الغونكوراتية جاء تعقيبا‬ ‫على توقيف فتاتين قاصرتين بمراكش‪ ،‬سناء‬ ‫وهاجر‪ ،‬بتهمة الشذوذ الجنسي‪ ،‬كما اعتبرت أن‬ ‫إهانة المواطن وتعذيبه يندرج في سياق الحكرة‬ ‫واإلهانة التي آن الوقت لكي يمتلك المواطنون‬ ‫المغاربة قرارهم ويثوروا ضد هذه القوانين التي‬ ‫تنتمي إلى القرون الوسطى وهي «معزولة عن‬ ‫الواقع» كمنع العالقات الجنسية خارج إطار الزواج‬ ‫وتجريم المثلية الجنسية ‪.‬‬ ‫وكانت جمعيات حقوقية عديدة قد أطلقت‬ ‫عريضة دولية حظيت بتأييد كبير على الصعيد‬ ‫الدولي حيث قيل إن ما ال يقل عن ‪ 30‬ألف شخص‬ ‫من مختلف أنحاء العالم وقعوا عليها تضامنا مع‬ ‫الفتاتين اللتين تقرر أخيرا عدم متابعتهما جنائيا‬ ‫وتسليمهما لوالديهما‪.‬‬ ‫‪kkk‬‬

‫من أمر بإحضار شاحنة األزبال‬ ‫إذن‪! ‬‬

‫للمرة الثانية‪ ،‬أصدرت المديرية العامة لألمن‬ ‫الوطني بيانا للرأي العام‪ ،‬أوضحت فيه أن عناصر‬ ‫األمن بالحسيمة قامت بضبط سائق السيارة‬ ‫التي شحن بها السمك والمملوكة للهالك الذي‬ ‫تعاملت معه على أنه في وضعية خالف مع القانون‪.‬‬ ‫وأنه تم فورا إشعار النيابة العامة التي أمرت‬ ‫بإحالة األسماك المحجوزة والشاحنة والسائق‬ ‫على المندوبية اإلقليمية للصيد البحري بموجب‬ ‫تقرير كتابي‪ .‬وأن دور عناصر األمن «انحصر في‬ ‫اإلجراءات التمهيدية دون أن تتعداها إلى إجراءات‬ ‫اإلتالف والمطالبة بتحريك المتابعة والتي هي‬ ‫من «اختصاصات هيئات وأجهزة أخرى»‪.‬‬ ‫واضح تماما‪ .‬وما هو غير واضح تماما هو‬ ‫معرفة المسؤول أو الجهة التي أمرت بإحضار‬ ‫شاحنة األزبال وإتالف شحنة السمك الطري الذي‬ ‫خرج لتوه من الميناء‪ ،‬لحظات بعد توقيف الشاحنة‬ ‫«المتهمة» على قارعة الطريق‪ ،‬ودون تقرير‬ ‫المصلحة البيطرية بينما مخالفة القانون لها‬ ‫مساطر يعرفها الصيادون في كل موانئ المغرب‬ ‫وتمارسها المصالح المختصة كلما اتضج وجود‬ ‫مخالفة لتلك المساطر‪.‬‬ ‫على كل‪ ،‬فإن الشعب المغربي الذي حركته‬ ‫فاجعة الراحل محسن فكري‪ ،‬ينتظر نتائج البحث‬ ‫الذي تم الوعد علنا بأنه سوف يكون عادال ودقيقا‬ ‫وشفافا وشامال ‪.‬‬ ‫‪kkk‬‬

‫«ميدي آن تي في» تتحرك ‪.....‬‬ ‫من جديد‬

‫راجت في العديد من المنابع اإلعالمية أخبار‬ ‫عن «غليان» محتدم داخل قناة «ميدي آن تي‬ ‫في» بعد أن أقدم الخيار على طرد صحافي إثر ما‬ ‫اعتبر خطأ مهنيا‪ ،‬دون اعتبار الظروف التي يشتغل‬ ‫فيها الصحافي واألوضاع المأسوية التي يعيشها‬ ‫في حال ظهور خلل على اآللة التي يقرأ منها‬ ‫مقدمو األخبار ‪.‬‬ ‫النظام التقنـي الذي يشتغـل عليه مذيعو‬ ‫األخبار غير سليم وال مضبوط‪ ،‬بشهادة العاملين‬ ‫بالقناة الذين صرحوا أنهم نبهوا الخيار إلى هذا‬ ‫الوضع ولكنه أصر على استمرار التعامل معه‪! ،‬‬ ‫فهل يصح قانونيا وأخالقيا ومهنيا فصل‬ ‫إعالمي وقع في «ورطة» بسبب عرض النظام‬ ‫التقني أمامه أخبارا قديمة نسبيا؟‬ ‫هي الدنيا فوضى ؟‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬نوفمرب ‪2016‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫مدارس ابتدائية على مرمى حجر من السد والميناء المتوسطي‬ ‫وأوربا غارقة في الجفاف والظالم‬ ‫في الصيف الماضي تم تنظيم مسابقة غريبة‬ ‫في شاطئ الدالية‪ ،‬على مرمى حجر من ميناء طنجة‬ ‫المتوسطي‪ ،‬هذه المسابقة أطلق عليها منظموها اسم‪،‬‬ ‫«ملكة جمال األطفال»‪ ،‬نظمت بتنسيق مع إدارة ميناء‬ ‫طنجة المتوسط وجمعية هجينة تدعى جمعية الساحل‬ ‫وجهات أخرى‪.‬‬ ‫المسابقة كانت فضيحة بكل المقاييس‪ ،‬إذ تم خاللها‬ ‫إلباس طفالت صغيرات مالبس البحر وتم وضع مساحيق‬ ‫ماكياج كثيرة على وجوههن وتم عرضهن كما يتم عرض‬ ‫المتسابقات البالغات في عرض ملكات الجمال‪.‬‬ ‫هذه المسابقة لقيت استهجانا كبيرا في المنطقة‬ ‫وفي وسائط التواصل االجتماعي‪ ،‬إلى درجة أن أجانب‬ ‫ينتمون لبلدان أوربية تمنوا أن تكون تلك الصور المبثوثة‬ ‫في مسابقة ملكة جمال األطفال غير صحيحة‪ ،‬ألنها‪ ،‬وفق‬ ‫تعبيرهم‪ ،‬تعتبر جريمة حقيقية في حق أطفال يعتبرون‬ ‫حاملين لقيم الجمال والبراءة بشكل طبيعي‪ ،‬وألن طفلة‬ ‫في سن الخامسة أو العاشرة ليست محتاجة أبدا للباس‬ ‫البحر أو الكثير من المساحيق لكي تثبت جمالها‪ ،‬لكن‬ ‫يبدو أن إدارة الميناء المتوسطي‪ ،‬ومعها جمعيات متسولة‬ ‫لها موقف آخر‪ ،‬فكل ما يمكن أن يأتي بحفنة من المال‬ ‫يعتبر مباحا‪.‬‬ ‫على بعد مسافة قليلة من الشاطئ الذي أقيمت‬

‫فيه مسابقة الجمال األعجوبة‪ ،‬توجد مدارس ابتدائية‬ ‫وإعداديات تغرق في الظالم والجفاف‪ ،‬وقبل بضعة أشهر‬ ‫انفجرت فضيحة مدوية في المنطقة حين قطع المكتب‬ ‫الوطني للكهرباء النور عن مدرسة ابتدائية توصف بأنها‬ ‫أقرب مدرسة مغربية إلى أوربا‪ ،‬حيث يمكن لتالميذها‪،‬‬ ‫وهم داخل أقسامهم المتواضعة التي تشبه خم الدجاج‪،‬‬ ‫رؤية مدن إسبانية على الضفة األخرى لمضيق جبل طارق‪،‬‬ ‫وشتان ما بين مدارس الضفتين‪.‬‬ ‫هناك فضيحة تعليمية أخرى مستمرة منذ شهور‪،‬‬ ‫بل منذ إنشاء هذه المدرسة التي توجد في قرية تسمى‬ ‫“الدشيشة”‪ ،‬لذلك تحمل المدرسة نفس اسم القرية‬ ‫التي توجد على بعد أقل من كيلومترين من ميناء طنجة‬ ‫المتوسط‪ ،‬وهذه المدرسة ال توجد بها مراحيض وال‬ ‫صنابير مياه‪ ،‬وهي مدرسة مختلطة‪ ،‬وأطفالها يقضون‬ ‫بها ساعات طوال‪ ،‬وكل من أحس بالرغبة في قضاء حاجته‬ ‫الطبيعة يجب أن يبحث عن مكان مناسب بين األحراش‪،‬‬ ‫وهذا إن كان مهينا لكرامة التالميذ الذكور‪ ،‬فكيف سيكون‬ ‫بالنسبة للتلميذات اللواتي يجدن أنفسهن أمام كابوس‬ ‫كل صباح‪ ،‬وهو التوجه إلى مدرسة بال ماء وال مراحيض‪،‬‬ ‫مدرسة على بعد خطوات فقط من الشاطئ الذي يغلي‬ ‫كل صيف بمسابقات تافهة‪ ،‬من بينها مسابقة ملكة جمال‬ ‫األطفال!‬

‫في «مدرسة الدشيشة» تناقض آخر‪ ،‬وهي أنها تطل‬ ‫على أكبر سد في المنطقة‪ ،‬سد يزود الميناء المتوسطي‬ ‫بحاجته اليومية من الماء‪ ،‬كما أنه يزود باقي المؤسسات‬ ‫االقتصادية واإلدارية بالمياه‪ ،‬لكن مياه هذا السد‪ ،‬لسبب‬ ‫ما‪ ،‬ال تصل إلى هذه المدرسة وال إلى باقي المدارس‬ ‫واإلعداديات‪ ،‬وهذه “حكمة” ال يعرف مغزاها إال الذين‬ ‫يتحكمون في دواليب هذه المنطقة التي يروّج لها‬ ‫كثيرون بكونها القاطرة الجديدة القتصاد المغربي‪،‬‬ ‫قاطرة تضطر فيها التلميذات الصغيرات إلى االختباء بين‬ ‫األحراش لقضاء حاجتهن‪ ،‬بينما أموال الميناء المتوسط‬ ‫يتم صرفها في مسابقات جمال األطفال‪ ،‬بتواطؤ مع‬ ‫الجمعيات المتسولة‪.‬‬ ‫تلميذات وتالميذ مدرسة «الدشيشة» بدوا حائرين‬ ‫وهم يتحدثون عن غياب الماء عن مدرستهم‪ ،‬وكانت‬ ‫التلميذات باديات الخجل وهن يتحدثن عن كيفية قضائهن‬ ‫لحاجتهن في األحراش‪ ،‬لكن هذا الخجل المرتسم على‬ ‫وجوه التلميذات والتالميذ في «مدرسة الدشيشة» يبدو‬ ‫غائبا تماما عن وجوه المسؤولين عن هذه المنطقة‪ ،‬وغائبا‬ ‫بالخصوص عن وجوه أولئك الذين ينظمون مسابقات‬ ‫جمال ملكات جمال األطفال في الشواطئ صيفا‪ ،‬وال يبنون‬ ‫مراحيض لهن في المدارس شتاء!‬

‫عمدة طنجة يستنجد بالداخلية إلنقاذ ميزانية عاصمة البوغاز‬ ‫مفارقة غريبة تعيشها جماعة طنجة خالل السنوات‬ ‫األخيرة على صعيد ميزانيتها المحلية‪ ،‬فبالرغم من أن‬ ‫المدينة تشهد دينامية صناعية وتنموية متزايدة منذ مدة‪،‬‬ ‫وتتدفق عليها االسثمارات األجنبية‪ ،‬إال أن مداخيل الجماعة‬ ‫ال تنعكس على حجم هذا التطور االقتصادي‪ ،‬مما يضع‬ ‫جماعة طنجة في «وضع حرج»‪ ،‬على حد قول عمدة المدينة‬ ‫محمد البشير العبدالوي‪.‬‬ ‫وأرجع البشير العبدالوي استمرار اإلشكال الذي تعرفه‬ ‫الميزانية السنوية لمدينة طنجة‪ ،‬بسبب التفاوت بين‬ ‫المداخيل والنفقات‪ ،‬إلى تعثر تحصيل الباقي استخالصه من‬ ‫الرسوم الضريبية المحلية‪ ،‬ثم إلى الديون المتراكمة خالل‬ ‫السنوات الماضية‪ ،‬إضافة إلى االقتطاعات المتالحقة من‬ ‫حسابات الجماعة في إطار تنفيذ أحكام قضائية متعلقة بنزع‬ ‫الملكية لفائدة المصلحة العامة‪ ،‬بلغت مستوى «خطيرا»‬ ‫خالل السنة الجارية‪ ،‬حسب وصفه‪ ،‬بما يناهز ‪ 24‬مليار‬ ‫سنتيم‪ ،‬وهي «تكلفة باهظة»‪ ،‬يقول العبدالوي‪.‬‬ ‫من جل التغلب على هذا الوضع المالي الصعب الذي‬ ‫تمر منه ميزانية المدينة‪ ،‬كشف عمدة طنجة خالل اجتماع‬ ‫المجلس الجماعي برسم دورة أكتوبر‪ ،‬الذي انعقد صباح يوم‬ ‫الخميس‪ ،‬انتهى بتصويته باألغلبية على مشروع الميزانية‬ ‫مع امتناع المعارضة عن التصويت‪ ،‬وأن الجماعة تراهن‬ ‫على تدخل الجهات الحكومية في أقرب اآلجال‪ ،‬لالستفادة‬ ‫من المنح االستثنائية التي ترصدها وزارة الداخلية لفائدة‬ ‫الجماعات المحلية‪ ،‬حتى تتمكن من مواصلة أعمالها‬ ‫وتسيير مرافقها بشكل عادي‪.‬‬ ‫وأثار مشروع ميزانية الجماعة برسم سنة ‪ ،2017‬جدال‬ ‫بين األغلبية والمعارضة خالل اجتماع مجلس المدينة برسم‬ ‫الدورة العادية لشهر أكتوبر‪ ،‬والتي تأجلت بسبب االنتخابات‬ ‫التشريعية األخيرة‪ ،‬ففي الوقت الذي اعتبرت المعارضة التي‬

‫يمثلها حزبا األصالة والمعاصرة والتجمع الوطني لألحرار‪،‬‬ ‫وأن الميزانية على شفا اإلفالس قد يصل بالمجلس إلى‬ ‫عجزه عن توفير أجور الموظفين‪ ،‬علقت األغلبية أسباب‬ ‫العجز المالي على تركة المجلس السابق بسبب الديون‬ ‫وسوء التدبير‪ ،‬حسب ما جاء على لسان النائب األول لعمدة‬ ‫المدينة محمد أمحجور‪.‬‬ ‫ومن األمثلة على ذلك‪ ،‬كشف أمحجور أن المجلس‬ ‫الجماعي الحالي قام األول مرة بمراجعة حساب استهالك‬ ‫الطاقة الذي تؤدي فواتيره الجماعة الحضرية لفائدة شركة‬ ‫أمانديس‪ ،‬حيث قامت مصالحها بتنسيق مع المقاطعات‬ ‫األربع بجرد العدادات واحدا تلو اآلخر‪ ،‬وأظهرت هذه العملية‬ ‫«أن ما كان يؤدي في السابق ليس مطابقا لحجم ما كان‬ ‫يستهلك»‪ ،‬واليوم‪ ،‬يضيف المتحدث‪« ،‬يتم تحديد حجم‬ ‫االستهالك بالفاصلة والنقطة‪ ،‬وتأدية مبالغ الفواتير حسب‬ ‫معدل االستهالك بالتدقيق‪ ،‬مما مكن الجماعة من ربح‬ ‫مبالغ مالية» مهمة خالل السنة المنتهية»‪.‬‬ ‫إلى جانب ذلك‪ ،‬كشف أمحجور أن المجلس الجماعي‬ ‫الحالي اضطر لفك التعاقد الذي كان يربطه بشركة‬ ‫ميديتيل لالتصاالت‪ ،‬بعد أن ضبطت مصالح الجماعة‬ ‫«اختالالت كثيرة» في عهد المجلس السابق‪ ،‬خلفت ديونا‬ ‫كبيرة بسبب أمور «غير عادية» على حد قوله‪ ،‬مثل وجود‬ ‫اشتراكات خطوط الهاتف الثابت لجهات غير معلومة‪،‬‬ ‫وخطوط اتصاالت مفتوحة ألشخاص ال عالقة لهم بالجماعة‬ ‫يستغلونها في شؤون تجارية‪ ،‬مشيرا إلى أن «فواتير‬ ‫استهالكها كانت تصل إلى ‪ 30‬ألف درهم» مما حذا بمكتب‬ ‫مجلس الجماعة لقطعها بشكل نهائي‪.‬‬ ‫وأكثر من ذلك‪ ،‬كشف المتحدث أن الجماعة رغم أنها‬ ‫تجمعها اتفاقية مع شركة االتصاالت المذكورة‪ ،‬إال أن‬ ‫معامالتها كانت تتم كأي زبون عادي من دون االستفادة‬

‫من امتيازات التفاوض التي تحظى بها المؤسسات‪ ،‬مما‬ ‫يظهر حجم سوء التدبير الذي كان يهدر مبالغ مالية مهمة‬ ‫بسبب غياب الحكامة والترشيد لدى المجلس الجماعي‬ ‫السابق‪ ،‬واستطرد ملمحا إلى وجود سوء تدبير في خدمات‬ ‫أخرى تؤدي نفقاتها الجماعة‪ ،‬مثل مادة الغازوال والمكتبيات‬ ‫وكثير من المصاريف األخرى‪ ،‬حتى وصل بالمجلس الجماعي‬ ‫الحالي للتقشف إلى حد المبالغة‪ ،‬بسبب إكراه حقيقي متعلق‬ ‫بالعجز المالي‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬رد فؤاد العماري عمدة طنجة السابق‪ ،‬على‬ ‫هذه االتهامات باالقول‪« ،‬عندما تكون هناك اختالالت ذات‬ ‫طبيعة جنائية‪ ،‬يجب أن تأخذ مساطرها لتطبيق القانون»‪،‬‬ ‫مضيفا «إن المواطنين قالوا كلمتهم واختاروا من سيكون‬ ‫في التسيير ومن سيكون في المعارضة‪ ،‬وبالتالي فإنه ينتظر‬ ‫من المجلس الجماعي الحالي تقديم الحلول وليس تعليق‬ ‫المشاكل الحالية على المكتب السابق»‪.‬‬ ‫وأوضح العماري «أنه عندما تسلم التسيير سنة ‪،2010‬‬ ‫وجد معدل الميزانية في حدود ‪ 43‬مليار درهم وتركها في‬ ‫حدود ‪ 69‬مليار سنه ‪ ،2015‬وعندما يصادق المجلس على‬ ‫الميزانية‪ ،‬فإنها تمر إلى مصالح وزارة الداخلية لمراجعتها‪،‬‬ ‫وال يمكن لهذه األخيرة أن تصادق على أرقام مغلوطة‪ ،‬هذا‬ ‫مستحيل» يردف المتحدث‪.‬‬ ‫وكشف العمدة السابق أنه لو لم تكن الوضعية المالية‬ ‫للمجلس خالل فترة تسييره سليمة‪ ،‬لم يكن ليستفيد من‬ ‫قروض صندوق التجهيز الجماعي بشكل استثنائي على‬ ‫المستوى الوطني‪ ،‬والتي ال تمنح القروض إال للمؤسسات‬ ‫القوية على حد قوله‪ ،‬ليخلص إلى نفي ارتباط مجلسه‬ ‫باالختالالت المالية التي أغرقت جماعة طنجة في الديون‪.‬‬

‫عبد الرحيم بلشقار‬

‫توقيف عون سلطة بسبب شهادات بأختام مزورة وإصدار‬ ‫مذكرة بحث في حق آخر بطنجة‬ ‫علمت «األخبار» من مصادر متطابقة‪ ،‬أن المصالح‬ ‫األمنية التابعة لوالية أمن طنجة‪ ،‬أوقفت‪ ،‬خالل األسبوع‬ ‫المنصرم‪ ،‬عون سلطة يشتغل بالملحقة اإلدارية الثامنة‬ ‫بالمدينة‪ ،‬بسبب اتهامه بإصدار شهادة مشبوهة ألحد‬ ‫المواطنين القاطنين بالمنطقة الجنوبية‪.‬‬ ‫وأكدت المصادر‪ ،‬أن اكتشاف هذا األمر‪ ،‬جاء حين تم‬ ‫العثور بحوزة العون المذكور‪ ،‬على خاتم مشابه لخاتم قائد‬ ‫الملحقة‪ ،‬حيث سار كل طرف منهما يصدر شهادات بشكل‬ ‫مستمر فيما كانت الشهادات الصادرة عن هذا العون‪،‬‬ ‫غير قانونية وغير مؤشر عليها ضمن الدفاتر المعتمدة‬

‫بهذا الجانب‪ ،‬وهو األمر الذي اكتسته شبهات التزوير وفق‬ ‫تعبير المصادر‪ ،‬بعد أن تقدم المستفيد من هذه الشهادة‬ ‫إلى المصالح األمنية الستخراج الوثائق الخاصة بالبطاقة‬ ‫الوطنية لدى الدائرة األمنية الحادية عشرة التابعة لوالية‬ ‫أمن المدينة‪.‬‬ ‫وبعد تحريات دقيقة وربط االتصال بالملحقة اإلدارية‪،‬‬ ‫جرى اكتشاف أن الشهادة لم تصدر عن قائد الملحقة‪،‬‬ ‫ليتم بعدها توقيف العون داخل مكتبه بعد إشعار النيابة‬ ‫العامة المختصة‪ ،‬الذي قضى فترة الحراسة النظرية ليتم‬ ‫تحويله إلى السجن المحلي إلى حين تقديمه أمام العدالة‬

‫للكشف عن الظروف المحيطة بهذه القضية‪ .‬كما أصدرت‬ ‫والية الجهة‪ ،‬من جهتها‪ ،‬قرارا يقضي بالتشطيب عليه‬ ‫بسبب خطورة األفعال التي ارتكبها‪ ،‬وفي سياق آخر‪ ،‬كشفت‬ ‫المصادر ذاتها‪ ،‬أن عون سلطة آخر بمدينة طنجة‪ ،‬صدرت‬ ‫في حقه مذكرة بحث وطنية‪ ،‬حين توارى عن األنظار بعد‬ ‫مشاركته في تزوير تأشيرة تعود لمواطن يقطن خارج أرض‬ ‫الوطن‪ ،‬حيث يرجح أن يكون العون غادر التراب الوطني‪،‬‬ ‫حين تم اكتشاف هذا األمر‪ ،‬وال يزال فارا من العدالة‪ ،‬حسب‬ ‫المصادر ذاتها‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬


‫العدد ‪863‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬نوفمرب ‪2016‬‬

‫‪7‬‬

‫إقتصاد‬ ‫عجز الميزانية يتراجع بـ ‪ 6،3‬مليار درهم‬ ‫أفادت الخزينة العامة التابعة لوزارة‬ ‫االقتصاد والمالية‪ ،‬في نشرتها اإلحصائية‬ ‫الشهرية‪ ،‬بأن العجز في الميزانية سجل‬ ‫تقلصا بواقع ‪ 6,3‬مليار درهم متم شهر‬ ‫شتنبر ‪ ،2016‬حيث بلغ ‪ 23,1‬مليار درهم‪،‬‬ ‫مقابل ‪ 29,4‬مليار درهم سنة قبل ذلك‪.‬‬ ‫وأوضحــت الخزينة العـامـة‪ ،‬أن هــذا‬ ‫التطور يعـــزى أساسا إلى تراجــع نفقـات‬ ‫التسيير بنحــو ‪ 2‬في المائــة‪ ،‬وتكاليـــف‬ ‫ميدونيـة الخزينــة بـ ‪ 14,4‬في المائــة‪،‬‬ ‫فضال عن زيادة نفقات االستثمار ب ‪15,5‬‬ ‫في المائة‪.‬‬ ‫وأضافت النشرة أن نفقات التسير الصادرة وصلت إلى نحو ‪ 126,1‬مليار درهم‪ ،‬خصص‬ ‫‪ 78,1‬مليار درهم منها ألجور ومرتبات الموظفين التي سجلت زيادة بنسبة ‪ 2‬في المائة‪،‬‬ ‫مشيرة إلى أن نفقات المعدات ارتفعت بنحو ‪ 11,1‬في المائة بينما شهدت التكاليف المشتركة‬ ‫انخفاضا بنحو ‪ 24,9‬في المائة‪ ،‬بسبب انخفاض بـ ‪ 58,8‬في المائة على مستوى إصدارات‬ ‫صندوق المقاصة ‪.‬وفي ما يتعلق بنفقات االستثمارات الصادرة برسم الميزانية العامة‪ ،‬فقد‬ ‫استقرت في حدود ‪ 42,8‬مليار درهم برسم الشهور التسعة األولى من سنة ‪ ،2016‬مقابل‬ ‫‪ 37‬مليار درهم سنة قبل ذلك‪ ،‬مضيفة أن نفقات االستثمار تأخذ بعين االعتبار التحويالت‬ ‫المتعلقة بالحسابات الخاصة للخزينة التي قدرت بـ‪ 14‬مليار درهم مقابل ‪ 8,3‬مليار درهم‬ ‫متم شهر شتنبر ‪.2015‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬أفادت الخزينة بأن المداخيل العادية حققت ‪ 160,3‬مليار درهم متم شهر‬ ‫شتنبر ‪ ،2016‬مقابل ‪ 152‬مليار درهم سنة قبل ذلك‪ ،‬مستفيدة من نمو الضرائب المباشرة‬ ‫بنحو ‪ 7,2‬في المائة ورسوم الجمارك (‪ 21,9‬في المائة) والضرائب غير المباشرة (‪ 3,7‬في‬ ‫المائة) وحقوق التسجيل والتنبر (‪ 3,8‬في المائة)‪ ،‬عالوة على تراجع المداخيل غير الجبائية‬ ‫ب‪ 0،3‬في المئة‪.‬‬ ‫وبخصوص المداخيل الجبائية‪ ،‬تضيف الخزينة العامة للمملكة‪ ،‬فقد وصلت خالل األشهر‬ ‫التسعة األولى من سنة ‪ 2016‬إلى ‪ 142,8‬مليار درهم‪ ،‬مقابل ‪ 134,6‬مليار درهم متم شهر‬ ‫شتنبر ‪ ،2015‬مسجلة نموا بواقع ‪ 6,1‬في المائة‪ ،‬موضحة أن هذا األداء يعزى أساسا إلى‬ ‫ارتفاع حجم المداخيل الجمركية بواقع ‪ 8،8‬في المائة والضريبة على استهالك األسر ب ‪4،4‬‬ ‫في المائة‪.‬‬ ‫وأشار المصدر ذاته إلى أن مداخيل الحسابات الخاصة للخزينة حققت ما مجموعه ‪59,7‬‬ ‫مليار درهم‪ ،‬موضحة‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬أن النفقات الصادرة عن هذه الحسابات بلغت ‪50,3‬‬ ‫مليار درهم‪.‬‬ ‫أما مداخيل خدمات الدولة التي تدبر بشكل مستقل‪ ،‬يضيف ذات المصدر‪ ،‬فقد حققت نحو‬ ‫‪،1 ,5‬مليار درهم‪ ،‬مقابل ‪ 1,7‬مليار درهم متم شهر شتنبر ‪ .2015‬أما النفقات الصادرة فقد‬ ‫بلغت ‪ 1،1‬مليار درهم‪ ،‬مقابل ‪ 1,2‬مليار درهم برسم األشهر التسعة األولى من سنة ‪،2015‬‬ ‫مسجلة بذلك تراجعا قدر بنحو ‪ 7‬في المائة‪ .‬وخالل شهر شتنبر ‪ ،2016‬حققت المداخيل‬ ‫العادية نحو ‪ 76,6,‬من التوقعات الواردة في قانون المالية‪ ،‬فيما جرى صرف النفقات العادية‬ ‫في حدود ‪ 69,7‬في المائة‪ ،‬وتم إصدار نحو‪ 70,2‬في المائة من نفقات االستثمار‪ .‬وبذلك‬ ‫يضيف المصدر‪ ،‬فإن معدل تغطية النفقات العادية من قبل المداخيل العادية بلغ نحو‬ ‫‪ 108,3‬في المائة برسم األشهر التسعة األولى من سنة ‪ ،2016‬مقابل ‪ 96,5‬سنة قبل ذلك‪..‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫صندوق الضمان المركزي ‪:‬‬

‫توزيع ‪ 12‬مليار درهم لفائدة ‪ 5‬آالف مقاولة‬ ‫سجلـــت أنشطـة صندوق الضمـــان‬ ‫المركزي الموجهة للمقاوالت‪ ،‬عند متـــم‬ ‫شهر شتنبر ‪ ،2016‬ارتفاعا بنسبة ‪ 33‬في‬ ‫المائة مقارنة مع الفترة نفسها من السنة‬ ‫الماضية‪ ،‬بإجمالي قروض معبأة بلغت‬ ‫‪ 12,5‬مليار درهم‪ .‬وأفاد صندوق الضمان‬ ‫المركزي‪ ،‬في بالغ له‪ ،‬بأن أزيد من ‪5038‬‬ ‫مقاوالت استفادت من القروض البنكية‬ ‫التي تمت الموافقة عليها بفضل تدخل‬ ‫الصندوق‪ ،‬أي بارتفاع بلغت نسبته ‪ 51‬في‬ ‫المائة‪.‬‬ ‫وبلغ حجم القروض المضمونة من قبل صندوق الضمان المركزي لفائدة المقاوالت‬ ‫الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة عند نهاية شتنبر الماضي حوالي ‪ 10,84‬مليار درهم‪ ،‬أي‬ ‫بارتفاع بلغ ‪ 43‬في المائة مقارنة مع ما كان عليه األمر سنة من قبل‪ ،‬بحجم ضمانات ممنوحة‬ ‫بلغ ‪ 5,67‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وعزا الصندوق هذه الدينامية إلى أداء «قروض االستثمار « المخصصة لتمويل وإحداث‬ ‫وتنمية المقاوالت الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة بمجموع ‪ 1,77‬مليار درهم‪ ،‬أي بارتفاع‬ ‫بنسبة ‪ 31‬في المائة مقارنة مع الفترة نفسها من سنة ‪ ،2015‬مشيرا إلى أن هذه القروض‬ ‫مكنت من خلق استثمارات بقيمة ‪ 3,83‬مليار درهم من شأنها إحداث حوالي ‪ 11‬ألف منصب‬ ‫شغل‪ .‬وتعزى هذه الدينامية أيضا إلى أداء «قروض االستغالل» الخاصة بضمان قروض‬ ‫اعتمادات التسيير‪ ،‬سواء عبر الدفع أو التوقيع‪ ،‬والتي بلغ حجمها ‪ 7,38‬مليار درهم‪ ،‬أي بارتفاع‬ ‫بنسبة ‪ 51‬في المائة مقارنة مع الفترة نفسها من سنة ‪.2015‬‬ ‫وأبرز الصندوق أن أنشطة «القروض المخصصة للتصدير» لفائدة المقاوالت الصغيرة‬ ‫جدا والمتوسطة المصدرة قد بلغت‪ ،‬من جهتها‪ 386 ،‬مليون درهم أي بارتفاع بنسبة ‪44‬‬ ‫في المائة‪ ،‬مضيفا أن أنشطة «القروض المخصصة للمقاوالت الصغيرة جدا والصغرى‬

‫والمتوسطة» برسم «ضمان اكسبريس» بلغت أزيد من مليار درهم‪ ،‬أي بارتفاع مهم بلغ ‪60‬‬ ‫في المائة مقارنة مع األشهر التسعة األولى من السنة الماضية‪.‬‬ ‫وأشار الصندوق إلى أن القطاعات الرئيسية المستفيدة من ضمان الصندوق المركزي‬ ‫للضمان تتمثل في الصناعة (‪ 27‬في المائة) والتجارة والتوزيع (‪ 27‬قي المائة) والبناء‬ ‫واألشغال العمومية (‪ 22‬في المائة)‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق بأنشطة التمويل المشترك لصندوق الضمان المركزي مع األبناك‪ ،‬فقد‬ ‫بلغت القروض الممنوحة برسم مشاريع االستثمار وإعادة الهيكلة المالية ‪ 1,66‬مليار درهم‬ ‫(‪ 863‬مليون درهم بالنسبة لحصة صندوق الضمان المركزي و‪ 796‬مليون درهم ممنوحة‬ ‫من قبل األبناك)‪.‬‬ ‫وأضاف البالغ أن حجم قروض االستثمار الممولة بشكل مشترك بلغ على مدى األشهر‬ ‫التسعة األولى من سنة ‪ 2016‬ما مجموعه ‪ 691‬مليون درهم‪ ،‬مسجلة بذلك ارتفاعا ملموسا‬ ‫بلغ ‪ 101‬في المائة بالنسبة لحصة صندوق الضمان المركزي وزائد ‪ 85‬في المائة بالنسبة‬ ‫لحصة األبناك مقارنة مع الفترة نفسها من سنة ‪ ،2015‬مشيرا إلى أن هذه القروض‬ ‫المشتركة مكنت من خلق استثمارات في حدود ‪1,2‬مليار درهم‪.‬‬ ‫أما طلبات قروض إعادة الهيكلة المالية برسم صندوق الدعم المالي لفائدة المقاوالت‬ ‫الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة (الموجه للمقاوالت القادرة على االستمرار والتي تواجه‬ ‫صعوبات مالية عابرة)‪ ،‬فقد عرفت تراجعا حيث بلغ حجم القروض ‪ 968‬مليون درهم‪571 :‬‬ ‫مليون درهم ممولة من طرف الصندوق (ناقص ‪ 32‬بالمائة) و‪ 397‬مليون درهم ممولة من‬ ‫طرف البنوك (ناقص ‪ 37‬بالمائة)‪.‬‬ ‫وأشار صندوق الضمان المركزي إلى أن هذه القروض المشتركة استفادت منها أساسا كل‬ ‫من قطاعات الصناعة بنسبة ‪ 67‬بالمائة واألشغال العمومية بنسبة ‪ 14‬بالمائة وكذا قطاع‬ ‫التعليم بنسبة ‪ 13‬بالمائة‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫احتياطيات المغرب من العملة الصعبة في تزايد‬ ‫أعلن بنك المغرب ضكم مؤشراته‬ ‫األسبوعية‪ ،‬أن صافي االحتياطيات الدولية‬ ‫بلغ ‪ 250,2‬مليار درهم إلى غاية حدود ‪28‬‬ ‫أكتوبر ‪ ،2016‬مسجال ارتفاعا بنسبة ‪14,4‬‬ ‫في المائة على أساس سنوي‪.‬‬ ‫وأوض���ح ال��ب��ن��ك‪ ،‬ال���ذي نشر مؤخرا‬ ‫مؤشراته األسبوعية من ‪ 27‬أكتوبر إلى‬ ‫‪ 02‬نونبر ‪ ،2016‬أنه من أسبوع آلخر‬ ‫سجلت هذه االحتياطيات انخفاضا بنسبة‬ ‫‪ 0،2‬في المائة‪.‬‬ ‫وأضاف البنك أنه ضخ‪ ،‬خالل الفترة ما‬ ‫بين ‪ 27‬أكتوبر إلى ‪ 02‬نونبر ‪ ،2016‬ما مجموعه ‪ 17,3‬مليار درهم‪ ،‬منها ‪ 13‬مليار درهم تم‬ ‫ضخها على شكل تسبيقات لمدة سبعة أيام بناء على طلب عروض‪ ،‬ومبلغ ‪ 163‬مليون درهم‬ ‫على شكل تسبيقات لمدة ‪ 24‬ساعة‪ ،‬مشيرا إلى أنه منح ما مجموعه ‪ 4,1‬مليار درهم في إطار‬ ‫برنامج دعم تمويل المقاوالت الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة‪.‬‬ ‫وسجل المعدل البنكي‪ ،‬خالل هذه الفترة‪ ،‬استقرارا عند ‪ 2,26‬في المائة‪ ،‬فيما ارتفع حجم‬ ‫المبادالت إلى ‪ 4,5‬مليار درهم بعد تسجيل ‪ 3,9‬مليار درهم أسبوعا قبل ذلك‪.‬‬ ‫وخالل طلب العروض ليوم ‪ 2‬نونبر ‪ ،2016‬ضخ بنك المغرب مبلغ ‪ 15‬مليار درهم برسم‬ ‫تسبيقات لمدة سبعة أيام‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق بحجم المبادالت‪ ،‬فبعد أن سجلت مبلغا إجماليا قدره ‪ 396‬مليون درهم‬ ‫أسبوعا قبل ذلك‪ ،‬أشار البنك إلى أن حجمها ارتفع إلى ‪ 806,1‬مليون درهم‪ ،‬منها ‪ 70‬في‬ ‫المائة تحقق في السوق المركزية «األسهم»‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬ذكر بنك المغرب أن وتيرة تطور المجمع م ‪ 3‬ارتفعت بنسبة ‪ 5,9‬بالمائة‬ ‫بعد تسجيل ‪ 5،5‬بالمائة في غشت ‪ ،2016‬مشيرا إلى أن هذا التطور يعزى‪ ،‬على الخصوص‪،‬‬ ‫إلى ارتفاع بنسبة ‪ 7,2‬في المائة بعد ‪ 6,9‬في الودائع لدى األبناك وارتفاع بنسبة ‪ 1.6‬في‬ ‫المائة بعد ‪ 1،1‬المائة في الحسابات ألجل‪ ،‬وبارتفاع بنسبة ‪ 4,1‬في المائة بعد ‪ 3,9‬في المائة‬ ‫في وتيرة سندات مؤسسات التوظيف الجماعي في القيم المنقولة النقدية‪.‬‬ ‫وبالمقابل‪ ،‬تراجع نمو حسابات الرواج االئتماني إلى ‪ 4،4‬في المائة بعد ‪ 6‬في المائة خالل‬ ‫غشت‪.‬‬ ‫كما عرفت قيمة الدرهم انخفاضا خالل األسبوع الممتد من ‪ 27‬أكتوبر إلى ‪ 02‬نونبر‬ ‫‪ 2016‬بـ ‪ 0,64‬في المائة مقابل األورو‪ ،‬وارتفاعا بـ ‪ 1‬في المائة في مواجهة الدوالر‪ ،‬يضيف‬ ‫بنك المغرب‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫إعادة تدوير البطاريات باستثمار للبنك الشعبي‬ ‫بقيمة ‪ 10‬ماليير سنتيم‬ ‫أعلن المدير العام ألفريك كابل التابعة لمجموعة يينا هولدينغ‪ ،‬أن بطاريات السيارات‬ ‫المعالجة حاليا في السوق غير المهيكل تتجاوز ‪ 18‬ألف طن‪ ،‬وهو ما جعل الشركة تستثمر ‪10‬‬ ‫ماليير سنتيم إلعادة تدوير وتثمينن البطاريات المستعملة في احترام تام للبيئة‪.‬‬ ‫وأوضحت «أفريك كابل» ‪ ،‬المصنعة لبطاريات السيارات تحت عالمة ‪ ELECTRA‬أنها‬ ‫أول شركة بالمغرب تحصل على الترخيص من وزارة البيئة إلعادة تدوير وتثمين البطاريات‬ ‫قد استثمرت ما يزيد عن ‪ 100‬مليون درهم قصد تجديد معداتها الصناعية وإنشاء وحدة‬ ‫صناعية حديثة إلعادة تدوير البطاريات‪ ،‬المستعملة‪ .‬هذا االستثمار سيمكن من رفع حصة‬ ‫القدرة اإلنتاجية للشركة من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى سيمكن من الولوج إلى سوق كبار منتجي‬ ‫السيارات مثل رونو‪ ،‬بيجو ـ ستروين (‪ ،)PSA‬فورد‪..‬‬ ‫وأض��اف أن هذا المصنع سيمكن من معالجة ما يناهز ‪ 10‬ألف طن من البطاريات‬ ‫المستعملة‪ ،‬وبالتالي استيعاب كمية كبيرة من البطاريات المعالجة حاليا في السوق غير‬ ‫المهيكل‪ ،‬والتي تتجاوز ‪ 18‬ألف طن‪ ،‬والتي لها تأثير اقتصادي وبيئي كبير‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬نوفمرب ‪2016‬‬

‫العدد ‪863‬‬

‫أمواج عاتية وملوثة تتقاذف دار الطالبة بوزان‬

‫فضاء األنثى ‪:‬‬

‫َن ٌ‬ ‫وخ َ‬ ‫يانة‬ ‫زق وغد ٌر ِ‬ ‫ بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬‫لست أدري أيّ بعوضة لدغــت البرلمانيــة خديجة الزياني عن‬ ‫دائرة الفنيدق باسم الالئحة النسائية لالتحاد الدستوري‪ ،‬حين‬ ‫عممت تدوينة‪ ‬فيسبوكية‪ ‬مثخنة ‪ ‬بكالم اإلهانة واإلساءة في حق‬ ‫أهل الريف وأهل الشمال بوصف عام‪ ،‬وهم من خيرة أبناء هذا‬ ‫البلد ‪ ‬وطنية وغيرة وتشبثا بوحدة الشعب واألرض‪ ...‬والمصير‪.‬‬ ‫«ممثلة» الشعب ــ ياحسرة ـ سجلــــت‪« ‬للتاريخ» ‪ ‬ما يفيد أنها‬ ‫مع الرأي القائل إن سكان الشمال والريف خاصة «أوباش» ‪ .‬والكلمة‪،‬‬ ‫لغة‪ ،‬جمع وبش‪ ،‬وهي تعني سفلة الناس‪ ،‬أرذال‪ ،‬أوغاد‪ ،‬رعاع وهمج‪.‬‬

‫ماذا يحدث بدار الطالبة بوزان التي‬ ‫تستضيف العشرات من الفتيات اللواتي‬ ‫تتابعن دراستهن بثانويات عاصمة‬ ‫اإلقليم‪ ،‬بعد أن تعذر عليهن ذلك حيث‬ ‫مقرات سكناهن ؟ من يستهدف هذه‬ ‫المؤسسة االجتماعية التي تسارع عقارب‬ ‫الزمن من أجل ولوج ‪ ‬فتيات في وضعيات‬ ‫اجتماعية هشة‪ ،‬ومنحدرات من بعض قرى‬ ‫دار الضمانة‪ ( ،‬ولوج ) مساحة الحق في‬ ‫التعليم النافع الذي أقر به دستور يوليوز‬ ‫‪ 2011‬؟‬ ‫األخبار الواردة على الجريدة من أكثر‬ ‫من مصدر جد مطلع‪ ،‬تفيد بأن الجمعية‬ ‫التي تدير شأن دار الطالبة توجد على‬ ‫صفيح ساخن منذ مطلع الموسم الدراسي‬ ‫الجديد‪ ،‬وأن عواصف هوجاء بعثرت أوراق‬ ‫تدبيرها للسنوات األخيرة‪ ،‬فجعلتها في‬ ‫متناول الرأي العام المتتبع‪ ،‬الذي أصابته‬ ‫الصدمة وه��و يستمع لبعض أعضاء‬ ‫مكتبها وهم يقرؤون تفاصيل هذه األوراق‬ ‫بالمقاهي‪ ،‬وبصفحات مواقع التواصل‬ ‫االجتماعي التي تعنى بقضايا إقليم وزان ‪.‬‬ ‫لقد اختار بعض أعضاء مكتب جمعية‬ ‫دار الطالبة الذين قد يكون ضميرهم قد‬ ‫تعرض لفيروس الصحوة اإليجابي بعد‬ ‫سهو دام طويال‪( ،‬اختاروا) تسليط كشافات‬ ‫من الضوء على التدبير اإلداري والمالي‬ ‫الغامض للجمعية‪ ،‬على حد تعبير من‬ ‫التقت بهم الجريدة ‪ .‬وهكذا فقد تحدث‬ ‫المنتفضون الذين أبلغوا تذمرهم إلى‬ ‫أكثر من جهة‪ ،‬بأن مكتب الجمعية معطلة‬ ‫اجتماعاته‪ ،‬مما فتح الباب أمام التدبير‬ ‫االنفرادي‪ ،‬الذي نتج عنه إغراق مؤسسة‬ ‫الرعاية االجتماعية في بحر من المشاكل‬ ‫تعاني منها القاطنات‪ ،‬وتنعكس سلبا‬ ‫على تحصيلهن وتغذيتهن واستقرارهن‬

‫النفسي ‪ .‬وأضافت نفس المصادر بأن‬ ‫شركاء دار الطالبة من محسنين وجماعات‬ ‫ترابية‪ ......‬عطلوا مؤقتــا ضــخ دعمهم‬ ‫المالي والعيني في قنوات الجمعية‪ ،‬فكان‬ ‫أن نتج عن ذل��ك سقوط ه��ذه األخيرة‬ ‫في عجز مالي مهول لن تكون ضحاياه‬ ‫غير القاطنات وأسرهن والمستخدمين‬ ‫والمستخدمات‪ .‬واسترســــاال في سرد‬ ‫المشاكل التي تسبــح فيهـا الجمعيــة‪،‬‬ ‫تتحدث مصادرنا عن األحكام الصادرة‬ ‫ضدها‪ ،‬والتي ستكلفها غالفا ماليا يصل‬ ‫إلى حوالي ‪ 10‬ماليين سنتيم ‪ .‬وأرجعت‬ ‫هذه المصادر ذلك إلى األحكام الصادرة‬ ‫ضد مكتب الجمعية الذي سبق وقام بطرد‬ ‫بعض األجيرات واألج��راء الذين اشتغلوا‬ ‫بالمؤسسة لصالح الجمعية‪.‬‬ ‫بعض أعضاء مكتب الجمعية الذين‬ ‫التقت بهم الجريدة يتبرؤون من عملية‬ ‫الطرد التي طالت بعض المستخدمين‪،‬‬ ‫وفي المقابل يطرحون عالمات استفهام‬ ‫كبرى حول المعايير التي تم اعتمادها عند‬ ‫تشغيل بعض المستخدمات في الشهور‬ ‫األخيرة‪ ،‬والمبالغة في تدليل حلقة جد‬ ‫ضيقة منهم ‪ /‬هن ‪.‬‬ ‫جعبة األعضاء الذين تقدموا بطلب‬ ‫عقد جمع عام استثنائي من أجل تجديد‬ ‫مكتب الجمعية‪ ،‬يتحدث ما بداخلها عن‬ ‫غياب الشفافية في إعداد وإعالن صفقات‬ ‫تموين دار الطالبة بالمواد الغذائيــة‪،‬‬ ‫ودليلهم في ذلك إقصاءهم من تتبــع‬ ‫العملية من ألفها إلى ‪ ‬يائها‪ ،‬وهو الحق‬ ‫الذي يضمنه لهـــم القانون األساسي‬ ‫للجمعية‪ .‬وبالمناسبــة فإن هــذا الذي‬ ‫يسمى قانونا أساسيا ال يوجد له مثيال من‬ ‫حيث الرداءة اللغوية‪ ،‬والقاموس القانوني‬ ‫المستعمل‪ ،‬وترجيح كفة االنفراد بتدبير‬

‫شأن الجمعية‪ ،‬واالنتصار لمقاربة اإلقصاء‬ ‫على حساب المقاربة التشاركية‪ ،‬وتعطيل‬ ‫هياكل الجمعية ‪....‬‬ ‫لمغادرة الجمعية دائرة المأزق الذي‬ ‫زج��ت فيه ض��د على إرادت��ه��ا‪ ،‬وضمانا‬ ‫الستمرار مؤسسة الرعاية االجتماعية‬ ‫في تقديم خدماتها لمن تستحقها من‬ ‫تلميذات جماعات ترابية باإلقليم‪ ،‬يناشد‬ ‫بعض أعضاء مكتبها المستاءون مما‬ ‫يعتمل ببطنها من اختالالت‪ ( ،‬يناشدون )‬ ‫السيد عامل دار الضمانـة التسريع بإعالن‬ ‫حل مكتب الجمعية‪ ،‬وتنصيب لجنة من‬ ‫الفعاليات النزيهة وذات المصداقية‪،‬‬ ‫وذلك طبقا للقانون رقم ‪ 14.05‬المتعلق‬ ‫ب��ش��روط ت��دب��ي��ر م��ؤس��س��ات ال��رع��اي��ة‬ ‫االجتماعية‪ ،‬تعهد إليهم مهمة مصالحة‬ ‫المؤسسة مع محيطها ورسالتها اإلنسانية‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬وإعداد قانون أساسي يضخ‬ ‫نفسا ديمقراطيا في تسيير الجمعية‪ ،‬في‬ ‫أفق زمني ال يتعدى أربعة أشهر ينتهي‬ ‫بانتخاب مكتب جديد‪.‬‬ ‫يذكر بأن مكتب الجمعية الذي يدير‬ ‫شأن دار الطالبة منــذ سنوات‪ ،‬يمارس‬ ‫عمله بشكل غير قانوني‪ ،‬وبما يتنافى مع‬ ‫قانونه األساسي‪ ، ‬كما كشف عن ذلك‬ ‫بعض أعضائه‪ ،‬حيث أكدوا بأن ال أحد من‬ ‫مكتب الجمعية سبق وقدم طلب االنضمام‬ ‫إليها‪ ،‬مصحوبا ب ‪ 10000‬درهم( مليون‬ ‫سنتيم ) ‪ ، ‬ولم يسبق أن جددوا اشتراكهم‬ ‫السنوي المحدد في ‪ 200‬درهما‪ ،‬كما‬ ‫تنص على ذلك المادة ‪ 9‬من القانون‬ ‫األساسي المكتــوب بلغــة اإلقصاء على‬ ‫عينك يا بن عدي ‪.‬‬

‫وزان ‪ :‬محمد حمضي‬

‫انح�سار يف مخزون ال�سدود بجهة ال�شمال‬

‫الظروف المنـــاخيـــة بالمـــغــرب‪،‬‬ ‫وانحســار المطر بنسبة مرتفعة‪ ،‬مقارنة‬ ‫مع السنوات الممطرة العادية‪ ،‬قلص من‬ ‫مخزون السدود بمنطقة الشمال بشكل‬ ‫مقلق‪ ،‬بدأت سلبياته تظهــر في تراجــع‬ ‫وتيرة تزويد بعض الحواضر بالماء الصالح‬ ‫للشرب‪.‬‬ ‫ففي تـقـــريـــر لوكالـــة الحــوض‬ ‫المائي اللوكوس‪ ،‬صدر يوم الخميس‬ ‫الماضي‪ ،‬جـــاء أن مخزون المياه بمختلف‬ ‫سـدود الشمـال‪ ،‬الموضوعة تحت اإلشراف‬ ‫المباشـر لوكالة اللوكوس‪ ،‬بلغ إلى حدود‬ ‫الخميس‪:‬‬ ‫‪ 397‬مليون متر مكعب‪ ،‬مقابـــل‬ ‫‪ 634‬مليون تم تسجيلها خالل نفــس‬ ‫الفترة من العام الماضي‪.‬‬ ‫ه��ذا الوضـع خفـض إل��ى حــدود‬ ‫النصــف تقريبا‪ ،‬نسبة الملء بتسعـة‬ ‫سدود موجـودة بمنطقة الشمال حيث‬ ‫بلغت هذه النسبة ‪ 35,7‬بالمائة مقابل ‪9‬‬ ‫حوالي ‪ 60‬بالمائة‪ ،‬مقارنة مع نفس الفترة‬ ‫من السنة المنصرمة‪.‬‬ ‫وف��ي ه��ذا اإلط��ار تم اإلع�لان على‬ ‫أن ســـد واد المخازن المـــوجــود‬ ‫بالعرائش‪،‬سجل إلى حدود صباح الخميس‬ ‫الماضي مخزونا مائيا بلغ ‪227،688‬‬ ‫مليون متر مكعب ‪ ،‬بنسبة ملء وصلت‬ ‫إلى ‪ 33،8‬بالمائة‪ ،‬في حين سجل سد ‪9‬‬ ‫أبريل ‪ 1947‬بطنجة ‪ 138،110‬مليون متر‬ ‫مكعب بنسبـة ملء بلغــت ‪ 46‬بالمائة‪،‬‬

‫هكذا ترى «السيدة النائبة» أهل الريف‪ ،‬وتصدح برأيها في‬ ‫وجوههم وفي وجه الشعب المغربي قاطبة والعالم أجمع‪ ،‬ما‬ ‫دامت تدوينات‪ ‬الفيسبوك تدور حول األرض بسرعة الضوء وتمر‪،‬‬ ‫بطبيعة الحال‪ ،‬على «ديار» خصومنا وكل من ال يرتاح إلى طبيعة‬ ‫الحياة عندنا‪ ،‬وإلى وحدتنا وتماسكنا كشعب أصيل‪ ،‬وما تتميز به‬ ‫بالدنا من طمأنينة واستقرار قبل أن تتسلل إلى صفوفنا المتراصة‪،‬‬ ‫«طفيليات» ضارة‪ ،‬تسعى إلى تخريبنا من الداخل‪.‬‬ ‫‪ ‬وال أدل على ذلك من التجاوب المنقطع النظير الذي رد به‬ ‫الشعب المغربي من أقصاه إلى أقصاه‪ ،‬على فاجعة الحسيمة التي‬ ‫أودت بحياة شاب‪ ‬في ظروف مشينة ‪ ،‬لم يشهدها المغرب حتى في‬ ‫أحلك الظروف التاريخية ‪ ‬التي ‪ ‬مر منها ‪ ،‬على يدي سفاحي السياسة‬ ‫و «أبطال» الظلم و العنف واالستبداد‪.‬‬ ‫«نائبة» االتحاد الدستوري لم تراع حالة الحزن الشديد الذي‬ ‫أرخى ‪ ‬سدوله على مدينة الحسيمة‪ ‬وهي تقف عاجزة أمام مشهد‬ ‫مثير لرجل تطحنه شاحنة األزبال‪ ‬بالشارع العام‪ ،‬تحت أعين رجال‬ ‫السلطة المحلية‪ ،‬إدارية وأمنية وقضائية‪ ،‬ومن يعود إليهم أمر‬ ‫حماية كرامة وشهامة المواطن‪ ،‬ولم تقدر أهمية وخطورة «الحراك»‬ ‫الشعبـــي الذي دفع بآالف المواطنين في جهات المغرب االثنتي‬ ‫عشــرة‪ ،‬إلى االحتجــاج‪ ‬والتنديـد بــ َ«الحكرة»‪ ‬المرادفــة لـ‬ ‫«المهانة» التي يرفضها إباء وشموخ المغاربة ‪.‬‬ ‫أي جنون أصاب هذه «النائبة» التي وصلت إلى قبة البرلمان‬ ‫عن طريق «الئحة النساء» لحزب الحصان‪ .‬ومن أوحى لها بسب أهل‬ ‫الريف والعودة إلى وصف مشين ال يجوز في حق مواطني هذا البلد‪،‬‬ ‫بلد المغاربة األباة‪...! ‬‬ ‫لقد سعيتُ إلى أن أجعل من هذا الركن‪ ‬فضاء يبرز كفاءات‬ ‫المرأة المغربية ونبوغها في شتى الميادين وقدرتها على اإلسهام‬ ‫في الدفع بعجلة التنمية الوطنية الشاملة ‪ ،‬بما تختزنه من مهارات‬ ‫ومقدرات ‪ ،‬إال أني أجدني محبطة بسبب تصرف هذه «الخديجة»‪ ‬التي‬ ‫أرادت‪ ،‬ربما‪ ،‬أن تلفت إليها األنظار‪ ،‬فسقطت في متاهات التيه‬ ‫السياسي الرخيص‪ ،‬والعبث اللغوي البغيض‪ ،‬وهي «أستاذة» للغة‬ ‫العربية‪ ،‬ياحسرة‪ ،‬تعلم قيمة الكلمة في تهييج العواطف وإثارة‬ ‫المشاعر والدفع إلى الغضب العارم‪ ‬وإلى ‪.....‬الفتنة‪! ‬‬ ‫قبل أسابيع‪ ،‬أطلق عضو في شبيبة العدالة والتنمية‪ ،‬تدوينة‬ ‫دعا فيها إلى قطع رؤوس المعارضين‪( ‬لحزب اإلسالميين طبعا)‬ ‫وتعليقها بالساحات العمومية ‪ .‬ومنذ أيام‪ ،‬طلع علينا عضو في‬ ‫المجلس الوطني لنفس الحزب ومستشار جماعي بمجلس المحمدية‪،‬‬ ‫بتدوينة أخرى ال تقل غرابة ‪ ،‬وظف فيها آية قرآنية بعد تحريفها‪ ،‬في‬ ‫دعوة قيل إنها تخص تذمر العدالة والتنمية من االتحاد االشتراكي‬ ‫في إطار البحث عن «طبخة» لحكومة جديدة‪ ،‬يبدو أن ال خير ينتظر‬ ‫منها‪ ،‬حيث كتب‪« :‬اقتلوا «ادريس» أو اطرحوه أرضا يخـل لكـم وجـه‬ ‫«حزبكــم» وتكونوا من بعده قوما صالحين»‪....!!! ‬‬

‫وسد أسمير بتطـوان‪038 ،‬ر‪ 3‬مليون متر‬ ‫مكعب بنسبة ملء وصلت إلى ‪ 7،5‬بالمائة‪،‬‬ ‫وسد طنجة المتوسط إقليم الفحص‪،‬‬ ‫‪ 18،737‬مليون متر مكعب بنسبة ملء‬ ‫بلغت ‪ 85،1‬بالمائة‪ ،‬وســد موالي الحسن‬ ‫بن المهـدي‪ 3،963 ،‬مليون متر مكعب‬ ‫بنسبة ملء قدرت ب ‪ 13،8‬بالمائة‪.‬‬ ‫كما أن مخزون سد اب��ن بطوطة‬ ‫بطنجة‪ ،‬سجل ‪ 0،623‬مليون متر مكعب‬ ‫بنسبة ملء بلغت ‪ 2،1‬بالمائة‪ ،‬وسد عبد‬

‫الكريم الخطابي بالحسيمة‪ 1،565 ،‬مليون‬ ‫متر مكعب بنسبة ملء ق��درت ب ‪13،5‬‬ ‫بالمائــة‪ ،‬وسـد النخلــة بتطوان‪0،907 ،‬‬ ‫مليـون متــر مكعــب بنسبة ملء تصـل‬ ‫إلى ‪ 21‬بالمائــة‪ ،‬وسد الجمعة بالحسيمة‪،‬‬ ‫‪3،047‬ماليين متر مكعــب بنسبــة ملء‬ ‫بلغت ‪ 60،3‬بالمائة‪.‬‬ ‫نسأل اهلل أن يسقي عباده وبهيمته‪،‬‬ ‫وينشر رحمته ويحيي بلده الميت‪.‬‬

‫والكل فهم المقصود من هذه «التحريفة»‪ ‬المثيرة‪ .‬والتي‬ ‫يمكن أن تعتبر‪ ،‬قانونا‪ ،‬دعوة إلى القتل‪ ‬وإشادة باإلرهاب‪.‬‬ ‫أهذه إذن‪ ،‬هي «التربية» الحزبية‪ ‬التي تقدمها بعض األحزاب‬ ‫السياسية لمناضليها وخاصة الشباب منهم‪ ،‬وللمغاربة المفروض‬ ‫فيها تأطيرهم وتوعيتهم وتربيتهم على حب الوطن والعمل على‬ ‫ترسيخ مبادئ المواطنة‪ ‬الحقة وقيم التضامن والتسامح والتعاضد‬ ‫فيما بينهم ؟‪! ‬‬ ‫من يسعى إذن إليقاظ الفتنة ؟‪...! ‬‬


‫العدد ‪863‬‬

‫ش‪:‬‬

‫هامــ‬

‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬نوفمرب ‪2016‬‬

‫�إفــريقيــــا واحلكـــومــــة‬

‫خطاب جاللة الملك بمناسبة حلول الذكرى الواحدة‬ ‫واألربعين للمسيرة الخضراء المظفرة‪ ،‬التي أوقد جذوتها‬ ‫الملك الراحل الحسن الثاني تغمــده اهلل بواســع رحمته‪،‬‬ ‫كانت له دالالت وكانت لـــه رمزيتــه‪ ..‬فخطاب الوحدة‬ ‫والتحرير ينطلق من عمق إفريقيا القارة التي عانــت من‬ ‫الفتن والحروب وتكالب االستعمار الغربي وتفشي النعرات‬ ‫القبلية واإلثنية التي جعلت األمـة الواحدة تأكل بعضها‪..‬‬ ‫وجاءت الشركات المتعددة الجنسـيــات لتسحق المواطن‬ ‫اإلفريقـي صاحب األرض‪ ،‬وتنهــب خيــراتــه‪ ،‬وتستعبده‬ ‫وأبناءه في خط طويل من سالسل اإلذالل واالستعبـاد‪...‬‬ ‫وباع بعضهم أنفسهــم للشيطــان فساعـدوا على إذالل‬ ‫مواطنيهم‪ ...‬ولكـن دوام الحال من المحال‪ ...‬والبد لليل‬ ‫أن ينجلي‪ ...‬بدأت الصحوة تنتاب القارة السوداء‪ ...‬وتجند‬ ‫رجال خلدهم التاريــخ‪ ،‬فمنهم من سحقتهــم آلة الغدر‬ ‫فسقوا بدمائهم تربة بكـرا‪ ،‬ومنهم من قاد ثورة التحرير‬ ‫إلى مشارف الحرية‪ .‬فمن ال يتذكر باتريس لومومبا شهيد‬ ‫الحرية‪ ،‬ومن ال يتذكر قوامي نكرومـا والشاعــر الرئيس سيدار سنغور وأحمد سكوتوري‬ ‫وغيرهم‪...‬‬ ‫من هنا جاءت رمزية الخطاب من العمق ومن أرض سنغور لتربط بلحمة متينة ال تزول بين‬ ‫شمال إفريقيا ودول جنوب الصحراء في العمق اإلفريقي ولتؤكد مرة أخرى أن المغرب جزء من‬ ‫قارته وأن خطاب الوحدة يكون أكثر داللة وهو ينطلق من دكار وكأنه من الرباط‪ .‬فالوشائج‬ ‫واحدة‪ ،‬والعمق واحد‪ ،‬واألهداف واحدة‪ ،‬واألمن ومحاربة اإلرهاب قضية مشتركة واهتمام‬ ‫مشترك‪ ...‬إال أن ما أثار المواطن المغربي حقا‪ ...‬وما جعل الجميع يعيش صدق اللحظة‪ ،‬ونشوة‬ ‫الحقيقة ما جاء في الخطاب الملكي بصدد الحكومة الجديدة‪ ،‬التي يبدو أن لعابا كثيرا سال‬ ‫حولها‪ ،‬وأن أنيابا وأظافر شخذت للقضم‪ ...‬وهي فعال كعكة ال يريد أحد أن يحرم لذتها‪ ،‬كيف‬ ‫بحزب تتوصل قيادته بأكثر من ‪ 200‬طلب توزير؟‪ ..‬وكيف بشروط تُطرح أين منها شروط‬ ‫إكس ليبان؟ وكيف لرئيس حزب جديد يشترط أن يكون شريكا كامال في عملية انتقاء الوزراء‬

‫مع أنه كباقي مكونات الطيف الحزبي المراد باالستشارة‪،‬‬ ‫ولتكن الحكومة ما كانت ومهما كانت‪ ،‬فاألحداث تمر ثقاال‪،‬‬ ‫سواء هم األمر بالدنا أو بالد ما وراء الصحراء أو البحر‪ ،‬لذا ال‬ ‫يُراد بها حكومة تصريف أعمال! وال حكومة تتمة مافات أو‬ ‫ما شُرع في تنفيذه‪ ،‬وال حكومة تصريحات وسفريات تشدُّ‬ ‫الرحال دائما إلى غرب الكرة‪ ،‬وال أبهات وال امتيازات وال‬ ‫تعويضات تنوء بها الخزينة المريضة أصال‪ ،‬وال ركوع لوصايا‬ ‫أو استجداء لصدقات‪.‬‬ ‫لقــد بدأ الملك من المنبــع ليوحد الصــف اإلفريقــي‬ ‫وينقيــه من الشوائب االنفصاليــة والديماغوجية والغوغائية‬ ‫والرشاوية‪ ،‬ففي هذا المنبع يجب أن نسبح‪ ،‬أن نسير مع‬ ‫التيار‪ ،‬وأن نجدف بعيدا عن المغول والتتار وإرهاب الرايات‬ ‫السود المشبعة بالشؤم والتشاؤم ورائحة الدم‪.‬‬ ‫وقد نريدها إذن حكومــة صارمــة‪ ،‬حازمة‪ ،‬ال حكومــة‬ ‫ترضيات وإرضاءات‪ ،‬وتشكرات‪ ...‬ال مجال للتسامح والتغاظي‬ ‫ولفلفة الحزن الذي يغلف المواطن ويُسقطه في براثن اليأس‪ .‬فكم صبر هذا المواطن وكم‬ ‫تحمل؟ وكم انسحق وصبر؟ وكم ارتجى من حكومات وأحزاب متتالية فحصد الريح‪ ...‬غاب‬ ‫الغائبون وعاد هو إلى ركنه البارد وجداره الشاحب‪ ،‬وأوانيه الفارغة التي ال تنطق بما سكن!‪..‬‬ ‫ليس ألحد أن يبرر فشله بعد هذا بهراطيق من خيال الزمن الرديء‪ ،‬وال أن يعلق على هذا‬ ‫الفشل بكائنات فضائية غريبة أو بأسماء ما أتى اهلل بها من سلطان‪.‬‬ ‫كما ليس للمعارضة أن تتمنطق بعرف المعارضة ألجل المعارضة‪ ،‬فالمصلحة العليا مصلحة‬ ‫الوطن والمواطن أولى باالهتمام واالعتبار‪ ،‬وإال فنحن ال نستحق هذا االنتماء ألشرف وأطهر‬ ‫وأبدع ما خلق اهلل من أرضه الواسعة‪.‬‬

‫مصطفى بديع السوسي‬

‫دكتور �شاب طنجوي يقرتح خطة وطنية للرتبية على ثقافة ال�سالم‬ ‫والالتطرف متا�شي ًا مع خطابات جاللة امللك‬ ‫استضافت‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬جريدة طنجة الباحث المغربي في كرسي «اليونسكو لفلسفة السالم باسبانيا»‪ ،‬األمريتعلق بالشاب الطنجوي سعيد بحاجين‪ ،‬الحاصل على دكتوراه‬ ‫تخصص الدراسات الدولية للسالم والنزاعات والتنمية بدرجة امتياز من جامعة «جومي األول» بإسبانيا‪ ،‬حيث كان قام بإرسال مقترح خطة وطنية للتربية على ثقافة‬ ‫السالم والالتطرف إلى جاللة الملك محمد السادس تلبية لندائه‪ ،‬نصره اهلل وأيده‪ ،‬في خطابه بمناسبة الذكرى ال ‪ 63‬لثورة الملك والشعب الذي ناشد فيه «الجميع‪،‬‬ ‫مسلمين ومسيحيين ويهودا‪ ،‬الوقوف في صف واحد من أجل مواجهة كل أشكال التطرف والكراهية واالنغالق»‪ .‬وجاء في الرسالة‪:‬‬ ‫«إلى حضرة صاحب الجاللة الملك محمد السادس نصره اهلل وأيده‪ ،‬موالي صاحب الجاللة والمهابة أدام‬ ‫اهلل عزكم وخلد في الصالحات ذكركم‪ ،‬نعم سيدي أعزكم اهلل ونصركم‪ ،‬يسعدني أن أرسل لكم مقترح خطة‬ ‫وطنية للتربية على ثقافة السالم والالتطرف‪ ،‬تماشيا مع خطاباتكم السامية الداعية إلى بلورة استراتيجية‬ ‫مندمجة لمحاربة التطرف واإلرهاب والمؤكدة على دور التربية والتعليم في تحصين المواطن المغربي من آفة‬ ‫التطرف واالنغالق‪.‬‬ ‫موالي أمير المؤمنين نصركم اهلل‪ ،‬أخبركم أنني حاصل على دكتوراه تخصص الدراسات الدولية للسالم‬ ‫والنزاعات والتنمية بدرجة امتياز من جامعة‬ ‫«جومي األول» بإسبانيا وسفير للجامعة‬ ‫وباحث في كرسي اليونسكو لفلسفة السالم‬ ‫بنفس الجامعة‪ ،‬ومؤطر بوالية المكسيك‬ ‫في برنامج التربية على السالم والتعايش‬ ‫المدرسي‪ ،‬ومديــر شبكــة ‪ DEEP‬للحـوار‬ ‫وبناء السالم في الدول العربيــة‪ ،‬ورئيس‬ ‫جمعية مبدعون بال حدود بالمغرب‪ .‬وأنا‬ ‫رهن اشارتكم للعمل على جعل المغرب بلدا‬ ‫رائدا إقليميا ودوليا في نشر ثقافة السالم‬ ‫ومحاربة التطرف العنيف باستعمال القوة‬ ‫المرنة‪ .‬وأطلب من العلي القدير أن يبقيكم‬ ‫ذخرا للعلم والعلماء؛ ومنارة شامخة لهذا‬ ‫البلد األمين‪ .‬والسالم على المقام العالي‬ ‫باهلل»‪ .‬ووقعت الرسالة باسم سعيد بحاجين‬ ‫وأرفقت بمقترح خطة وطنية للتربية على‬ ‫ثقافة السالم والالتطرف‪.‬‬ ‫ولإلشــارة‪ ،‬فإن الشــاب سعيد بحاجين‬ ‫توصل‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬بدعوى من األمم المتحدة‬ ‫للمشاركة في مائدة مستديرة في الموضوع‪،‬‬ ‫إذ أوضح بهدا الخصوص أن «الخطة تقوم‬ ‫على أساس أن المقاربــة األمنية وحدها‬ ‫ليست هي السبيــل لمواجهــة التطرف‪،‬‬ ‫وبالتالي تعطي أولوية قصوى للتربية داخل‬ ‫المؤسسة التعليمية والمجتمع واألس��رة‪،‬‬ ‫وتعتبرها الوسيلــة األنجــع لمواجهة آفــة‬ ‫التطرف والمساهمة في التقدم والتماسك االجتماعي والتنمية‪ ،‬ألنه «من المستحيل تحقيق التقدم في أي‬ ‫مجتمع يعاني من التطرف والكراهية‪ ،‬ألنهما السبب الرئيسي النعدام األمن واالستقرار» كما أكد على ذلك‬ ‫صاحب الجاللة الملك محمد السادس نصره اهلل في خطابه األخير‪.‬‬ ‫وجاء في كالمه‪ :‬أن الخطة تأخذ بعين االعتبار ما يعيشه العالم‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬من أعمال العنف واإلرهاب‪ ،‬نتيجة‬ ‫لتنامي التطرف في المستويات السياسية والدينية واالقتصادية واألمنية‪ ،‬وتتماشى مع سياسة المغرب‪ ،‬الذي‬ ‫يتقاسم مع هولندا رئاسة المنتدى العالمي لمكافحة اإلرهاب‪ ،‬بانخراطه الدائم في الجهود الدولية من أجل‬ ‫إيجاد حلول ناجعة وسلمية للوقاية من التطرف‪ ،‬ونشر ثقافة السالم‪ ،‬وجعل العالم أكثر أمنا واستقرارا‪ .‬وهي‬

‫خطة رائدة يمكن تعميمها في المجتمعات العربية واإلسالمية‪ ،‬لتصبح خطة عربية أو إسالمية‪ ،‬أو حتى دولية‬ ‫للتربية على ثقافة السالم والالتطرف‪ .‬وبما أن المغرب بلد التمازج الثقافي والديني والعرقي لم يسلم من تأثير‬ ‫بعض المنظمات اإلرهابية على فئة قليلة من شبابه‪ ،‬لجهلهم بدينهم وثقافتهم‪ ،‬وكذا بحقيقة هذه المنظمات‬ ‫وأهدافها‪ ،‬فال سبيل إلنقاذ شبابه من االنزالق وراء خطاب التحريض على الكراهية والتطرف‪ ،‬سوى تعزيز الكرامة‬ ‫اإلنسانية ومكافحة قوى التطرف عبر التربية على ثقافة السالم‪ .‬فالتربية على السالم هي ليست تربية على‬ ‫القيم فقط‪ ،‬بل هي كذلك تربية على التنمية والمواطنة واإلبداع والصحة واألخالق واحترام حقوق اإلنسان‬ ‫والمحافظة على البيئــة واكتساب الحس النقدي وفهم الواقع والمشاركة الفاعلة في المجتمع‪ ،‬وتعمل على‬ ‫بناء مواطن يحترم القيم اإلنسانية ويساهم‬ ‫بأفكاره ومبادراته في أمن واستقرار بالده‬ ‫والعالم‪.‬‬ ‫وعن مدة إنجاز الخطة المذكورة‪ ،‬أشار‬ ‫المتحدث إلى أنها تمتد إلى عشر سنوات‬ ‫‪2017‬ـ‪ ،2027‬تخـصــص السنــة األولى‬ ‫لتشكيل فريق رفيع المستـوى‪ ،‬يعمل من‬ ‫خالل االتصال بالمواطنين‪ ،‬وخصوصا منهم‬ ‫المهتمين والمختصين بدراسات السالم‬ ‫والتربيةوثقافةالسالم ومحاربةالتطرف‪ ،‬على‬ ‫اتخاذ التدابير الالزمة‪ ،‬لتنفيذ الخطة خالل‬ ‫السنوات التسع المتبقية والتي تستدعي‬ ‫مشاركة كل المواطنين‪ ،‬ألن نجاحها رهين‬ ‫بمشاركة كل المغاربة‪ ،‬صغيرهم وكبيرهم‪،‬‬ ‫فقيرهم وغنيهم‪ ،‬نساءهم ورجالهم‪ ،‬ويمكن‬ ‫اعتبارها مسيرة خضراء ثانية‪ ،‬إلخراج هذه‬ ‫اآلفة من بالدنا‪.‬‬ ‫وأنهى الدكتور الشاب سعيد بحاجين‬ ‫حديثه عن ك��ون ه��ده الخطة ال تعوض‬ ‫األعمال التي تقوم بها المؤسسات المغربية‬ ‫الحكومية‪ ،‬وغير الحكومية‪ ،‬لتعزيز السالم‬ ‫واألمن بالمغرب‪ ،‬بل تكملها لبناء مجتمع‬ ‫مغربي متماسك من خالل تحسين مناخ‬ ‫التعايش والمشاركة الديمقراطية‪ ،‬والقيام‬ ‫بأنشطــة تنمي المعرفــة بطــرق التحـول‬ ‫السلمي للنزاعات‪ ،‬وتحد من استعمال العنف والتطرف‪ ،‬وتشجع البحث في مجال ثقافة السالم والالعنف‪.‬‬ ‫وبالتالي‪ ،‬فإن الخطة تشتغل على عدة مستويات في المؤسسات الحكومية‪ ،‬والدينية‪ ،‬وهيئات المجتمع المدني‪،‬‬ ‫وتعمل على تكوين األئمة‪ ،‬والموظفين‪ ،‬والحرفيين‪ ،‬واآلباء‪ ،‬واألمهات‪ ،‬والشباب‪ ،‬واألطفال وأصحاب السوابق‪،‬‬ ‫والمتواجدين بالسجون على أهمية استعمال الطرق السلمية‪ ،‬والدفع بالتي هي أحسن‪ ،‬ومجادلة اآلخر والقول‬ ‫اللين في حل النزاعات‪ ،‬وعلى الحفاظ على الطبيعة والتراث‪ ،‬واحترام االختالف‪ ،‬واالنفتاح على العالم‪ ،‬ونبذ العنف‬ ‫والتطرف‪ .‬لكنها تركز على المؤسسات التعليمية لدورها في تربية المواطن المغربي‪.‬‬

‫م‪ .‬إمغران‬


‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬نوفمرب ‪2016‬‬

‫العدد ‪863‬‬

‫طنجة‬

‫الحمـالت األمنيـة مستمـرة‬

‫حسب ما روجته بعض‬ ‫وسائل اإلعالم‬

‫‪rrrrr ‬‬

‫عصابة «واد الو» تسقط‬

‫نجحت عناصر الدرك الملكي التابعة‬ ‫لسرية واد الو بإقليم تطوان‪ ،‬في توقيف‬ ‫ثالثة إخوة مبحوث عنهم وطنيا في قضايا‬ ‫ترويج الكوكايين والهيروين بمدينة “واد‬ ‫الو” ونواحيها‪ .‬كانوا يشكلون عصابة تقوم‬ ‫عناصرهــا بترويــج المخدرات القوية في‬ ‫منطقة واد الو الساحلية والمناطق الشمالية‬ ‫المجاورة‪ .‬كما كانوا يمارسون نوعا من‬ ‫اإلرهاب ضد السكان لمنعهم من الوشاية‬ ‫بهم لدى السلطات المختصة‪.‬‬ ‫وحتى تتمكن عناصر الدرك الملكي‬ ‫من اإليقاع بعناصر هذه الشبكة اإلجرامية‪ ،‬‬ ‫قامت بتنظيم عملية أمنية واسعة شاركت‬ ‫فيها إمدادات من رجـــال الدرك الملكــي‬ ‫اعتمدت عنصر المباغتة حتى ال يفلت‬ ‫اإلخوة الثالثة من قبضة رجال الدرك الذين‬ ‫ووجهوا‬ ‫بمقاومة كبيـــرة من طرف األشقــاء‬ ‫الثالثة الذين حاولوا الفرار دون جدوى‪.‬‬ ‫وبعد السيطرة على األضناء ‪ ‬الثالثة‪،‬‬ ‫تم اقتيادهم إلى سرية الدرك الملكي بواد‬

‫سيطرت الحراكة على ميناء طنجة المدينة‬ ‫تدعو للقلق‪!. ..‬؟‬

‫الظاهرة المشينة التي تشكل‬ ‫وصمة عار على جبين السياحة ببالدنا‬

‫ثالثة أعوان السلطة‬ ‫يعنفون مواطنا ‪ ‬بحومة‬ ‫السواني بطنجة‬

‫‪ ‬وجه مواطن من حومـــة السوانــي‬ ‫بطنجة شكاية إلى النيابة العامة ضد ثالثة‬ ‫أعوان السلطة تابعين للملحقة اإلدارية ‪19‬‬ ‫بسبب ما تعرض على يدهم من تعنيف‬ ‫جسدي وتحقير وإهانة‪ ،‬داخل منزله بـ «ظهر‬ ‫القنفود»‪ ،‬حيث يدعي أنه تم توقيفه من‬ ‫طرف األعوان المذكورين ‪ ‬داخل بيته ليتم‬ ‫اقتياده‪ ،‬مكبل اليدين‪ ،‬إلى الملحقة اإلدارية‬ ‫وفي غياب القائد‪ ،‬وذلك بسبب البناء الغير‬ ‫المرخص‪.‬‬ ‫وقد تم الهجوم عليه كما يدعي‬ ‫أمام أسرته والعديد من الجيران الذين‬ ‫استنكروا مثل هذه التصرفات من جانب‬ ‫أعوان السلطة‪ ،‬حيث رغم مخالفة ضوابط‬ ‫البناء ال تبيح ألي مسؤول إهانة مرتكب‬ ‫المخالفة‪ ‬واعتقاله وتعنيفه‪ ،‬األمر الذي‬ ‫تسبب لصاحب الشكاية في أضرار تطلبت‬ ‫حصوله على شهادة طبية تثبت عجزه‪ ‬‬ ‫لمدة ‪ 22‬يوما‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫الو الستكمال إجراءات التحقيق معهم ‪ ‬في‬ ‫انتظار إحالتهــم على النيابـــة العامــة‬ ‫المختصة‪.‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫عنصران من شبكة لترويج‬ ‫المخدرات‪ ‬يسقطان‬ ‫في يد أمن تطوان‬

‫نجحت فرقـــة مكافحـــة المخدرات‬ ‫بوالية أمن تطوان الجمعة الماضية‪ ،‬من‬ ‫توقيف ‪ ‬عنصرين من شبكة يشتبه في‬ ‫ترويجهما للمخدرات القوية واألقراص‬ ‫المهلوسة‪ . ‬العملية األمنية أسفرت عن‬ ‫حجز أزيد من ‪ 19‬ألف قرص من األقراص‬ ‫المهلوية من نوع «ريفوتريل» ‪ ‬إضافة إلى‬ ‫‪ 350‬غراما من الكوكايين‪ ،‬كما تم حجز‬ ‫دراجة نارية يعتقد أنها تستعمل في عملية‬ ‫التوزيع‪ .‬وقد أخضع المتهمان للتحقيق‬ ‫داخل مقر والية أمن تطوان قبل تقديمهما‬ ‫للمحاكمة‪.‬‬ ‫ومعلوم أن والية أمن تطوان تشن‬ ‫حمالت مستمرة‪ ‬في إطار الجهود المبذولة‬ ‫من أجل محاربــة‪ ‬الجريمة بوصف عام ‪،‬‬ ‫خاصة جرائم ترويــج المخــدرات‪ ‬بهـــذا‬ ‫اإلقليم‪.‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫«طنطون» في السيلول‬ ‫‪ ‬تمكنت المصلحة الوالئية للشرطة‬ ‫القضائية بطنجة‪ ،‬مساء األربعاء الماضي‪،‬‬ ‫بحــي مرشـــان من توقيـــف الملقب بـ‬ ‫«طنطون» ‪ 23 ،‬سنة‪ ،‬وهو ‪ ‬من أصحاب‬

‫السجالت العدلية «الحافلة»‪ ،‬وكان مبحوثا‬ ‫عنه قبل «قطفه» بسبب تورطه قي العديد‬ ‫من السرقات بالعنف واستعمال السالح‬ ‫األبيض‪ ‬خاصــة ضــد تالميــذ مدارس‬ ‫المدينة‪.‬‬ ‫‪ ‬الطنطون‪ ‬ليس «طونطونــا» كما‬ ‫يعتقد‪ ،‬فقد قاوم العناصر األمنية التي‬ ‫سعت العتقاله‪ ،‬وأشهر في وجههم سالحه‬ ‫األبيض الذي كان ال يفارقه‪ ،‬ولكن رغم‬ ‫مقاومته للعناصر االمنية وإشهاره للسالح‬ ‫األبيض تمكنـــوا من اخضاعه وإيقافه‬ ‫وحجز السالح األبيض الذي كان بحوزته‬ ‫وسيتم عرضه على العدالة‪ ‬فور انتهاء‬ ‫األبحاث التي تجرى بإشــراف مباشــر من‬ ‫النيابة العامة المختصة‪.‬‬ ‫‪rrrrr ‬‬

‫أزيد من طن من المخدرات‬ ‫بميناء طنجة المتوسط‬

‫ضبطت شرطة ميناء طنجة المتوسط‪ ،‬‬ ‫اإلثنين الماضي‪ ،‬شاحنة للنقل الدولي‬ ‫مسجلة بالمغرب‪ ،‬وعلى متنها طن و ‪350‬‬ ‫كيلوغرام من حشيش الشيرا كانت مهيأة‬ ‫للتهريب‪.‬‬ ‫شكوك رجال األمن والجمارك حامت‬ ‫حـول السائــق الذي هو مالك الشاحنــة‪،‬‬ ‫ليتم تفتيش الشاحنة والعثور على شحنة‬ ‫المخدرات وكانت مخبأة بشكل «احترافي»‬ ‫في ‪ ‬المقصورة وفي أماكن مختلفة من‬ ‫الشاحنة‪.‬‬ ‫وقد تم االحتفاظ بالسائق‪ ‬لضــرورة‬ ‫البحث قبل تقديمه للنيابة العامة‪.‬‬

‫محطاتسوداء‬ ‫محطات‬ ‫سوداء‬

‫م‪ .‬ب‪ .‬السوسي‬

‫كثرت محالت األكالت الخفيفة في غياب رقابة على المواد المعروضة والنظافة‪ ،‬ولم تعد هناك مقاييس تربط‬ ‫بين مطعم وآخر أو مقهى وأخرى وذلك بدعوى أن التجارة حرة‪ ،‬فأصبحت الفوضى حرة‪..‬‬ ‫‪kkk‬‬ ‫اتساع رقعة طنجة الكبرى يتطلب تجهيزها بمراحيض واسعة ونظيفة ومحروسة وإال تحولت شوارعها‬ ‫وأسوارها إلى بدائل لها مما ال يرضي الساكنة‪ .‬فهل يفكر المجلس الجماعي في هذا‪ ،‬أم أن إفالسه المادي يحول‬ ‫دون تنفيذ ذلك؟!‬ ‫‪kkk‬‬ ‫ال أحد يعرف مصير النافورات المهجورة التي أضحت مجمعا لألزبال ووكرا للقطط الضالة بما فيها نافورة‬ ‫ساحة تاسع أبريل المشهورة والتي أنفق عليها الكثير‪ ...‬أضف إليها نافوراتي عين اقطيوط وساحة تافياللت‪..‬‬ ‫الغريب أن والية طنجة الكبرى هي الوحيدة الخالية من نافورات جميلة باستثناء نافورة ساحة فرنسا اليتيمة‬ ‫والمعطلة دائماً‪.‬‬ ‫‪kkk‬‬ ‫يشهد قطاع األدوية ارتفاعا مهوال في األثمان‪ ،‬فدواء ‪ ALDACTONE 75mg‬مثال يساوي ‪ 120‬درهما وهو‬ ‫ثمن غال بالنسبة لجيوب العامة‪ .‬كذب المنجمون إذن وهم يبشرون بنزول أثمنة الدواء إلى أدنى مستوياتها‪.‬‬ ‫‪kkk‬‬ ‫مستشفيات المدينة بحاجة إلى رقابة صارمة وتطهير من السماسرة الذين يجوبون أرجاءها‪ .‬نفس الشيء‬ ‫يقال عن المصحات الخصوصية التي ال تخضع ألية رقابة أو فحص‪ ،‬وهكذا‪ ،‬ورغم كل ما يُقال‪ ،‬يظل المواطن‬ ‫الضحية هنا وهناك‪.‬‬ ‫‪kkk‬‬ ‫رغم مرور شهور طوال‪ ،‬لم يتم بعد االنتهاء من أشغال ترميم أسوار القصبة وأرضيتها المطلة على البحر‪،‬‬ ‫حيث كان السياح والمواطنون يقفون الستشراف أبنية طريفة اإلسبانية في الجهة المقابلة‪ ،‬حيث كانت تبدو‬ ‫حركة السيارات في أيام الصحو‪ ...‬األشغال بهذه الناحية تمضي بطيئة وكأنها غير موجوده معرقلة حركة السير‬ ‫بالناحية ومثيرة الغبار الكثيف من ناحية أخرى‪ ،‬وأضحت مالذا للمتسكعين والفاسقين ليال‪.‬‬

‫لم تكن الهيكلة الجديدة للبنية‬ ‫التحتية لميناء طنجة المدينة في الموعد‬ ‫المناسب‪ ،‬كمشروع ذي أهمية قصوى يعول‬ ‫عليه‪ ،‬إلنعاش الحركة المالحية واستقطاب‬ ‫السياح من كل فج عميق‪ ،‬بمدينة تعتبر‬ ‫جسرا مهما يربط بين أفريقيا وأوروبا!‬ ‫والسبب هو انتشار ظاهرة «الحريك»‬ ‫التي طفت على السطح‪ ،‬بشكل ملحوظ‪،‬‬ ‫منذ أشهر! أما أبطالها‪ ،‬فهم مجموعة‬ ‫من القاصرين والمنحرفين‪ ،‬حيث تتزايد‬ ‫أعدادهم‪ ،‬في ظل «الفراغ القانوني»‪ ،‬أو‬ ‫ما يسمى ب‪« :‬عدم وضوح التهمة» ليتم‬ ‫إطالق سراح مجموعة من «الحراكة»‪ ،‬بعد‬ ‫ضبطهم وهم يحاولون التسلل واالختباء‪،‬‬ ‫تحت الحافالت في محاولة منهم للعبور‬ ‫نحو الضفة األخرى‪ ،‬وبالتالي فإن هؤالءـ‬ ‫بعد إطالق سراحهم ـ يعاودون الكرّة‬ ‫من جديد‪.‬لذا‪ ،‬فال غرابة أن تتعامل معهم‬ ‫عناصر الشرطة‪ ،‬بنوع من الالمباالة ـ‬ ‫أحياناـ‪ ،‬وهم يحومون أمام مرآها‪ ،‬وكأن‬ ‫هذه العناصر م ّلت من «الحراكة» الذين‬ ‫يفلتون من العقاب‪ ،‬عندما يتم عرضهم‬ ‫على أنظار النيابة العامة‪!.‬‬ ‫أكثر من هذا أن هؤالء «الحراكة» قد‬ ‫يترصدون عن بعد ضحاياهم من السياح‪،‬‬

‫لالختالء بهم وسلب ما يكون بحوزتهم‪،‬‬ ‫تحت طائلة التهديد بالسيوف والخناجر‪،‬‬ ‫إذ كم من مرة تسببوا في تأخير الحافالت‬ ‫عن انطالقها‪ ،‬وتعطيل مصالح السياح‪،‬‬ ‫نتيجة ضبط بعض من «الحراكة» وهم‬ ‫مختبئون تحتها‪ !.‬واألكثر بشاعة هو لجوء‬ ‫هؤالء إلى أفخم الفنادق بالمدينة‪ ،‬لتصيد‬ ‫فرصة تسلل ما‪ ،‬تحت الحافالت السياحية‪،‬‬ ‫األمر الذي يقلق راحة السياح األجانب الذين‬ ‫يستشعرون نوعا من خطر يهددهم‪ ،‬في‬ ‫غياب صرامة حقيقية في التعاطي مع هذه‬ ‫الظاهرة المشينة التي تشكل وصمة عار‬ ‫على جبين السياحة ببالدنا‪ ،‬خاصة وأن‬ ‫الدولة تراهن على مستقبل واعد في المجال‬ ‫السياحي‪ ،‬بالنظر إلى ما تتمتع به بالدنا من‬ ‫عوامل محفزة‪ ،‬كاالستقرار والسلم واألمان‪.‬‬ ‫آن األوان ـ إذا كانت بالدنا تسعى‪ ،‬فعال‪،‬‬ ‫إلى تسجيل نقط متقدمة في مجال السياحة‬ ‫على المستوى اإلقليمي ـ لكي يتم التصدي‬ ‫لهؤالء «الحراكة» وتطبيق الصرامة والردع‬ ‫في حقهم‪ ،‬ليكونوا عبرة للمتسيبين من‬ ‫أمثالهم‪.‬‬

‫م‪ .‬إمغران‬

‫شكـــر على تعــزيـــة‬ ‫على إثر المصاب الجلل الذي ألم بعائلة العمراني‪ ،‬بفقدان‬ ‫الغالية عليهم‪ ،‬المرحومة‬

‫ارحيمو العمراني‬ ‫التي توفيت يوم ‪ 24‬شتنبر ‪ ،2016‬عن سن تناهز ‪77‬‬ ‫سنة‪ .‬والتي ازدادت ببني بوفراح بإقليم الحسيمة وتابعت‬ ‫دراستها بمدينة تطوان‪ ،‬والتحقت قيد حياتها بسلك التعليم‪،‬‬ ‫واشتغلت معلمة بمدينة العرائش‪ ،‬بالتحديد بمدرسة محمد‬ ‫الخامس‪ ،‬يتقدم جميع أفراد أسرة المرحومة‪ ،‬زوجها مصطفى‬ ‫العمراني وابنها زكرياء وابنتها إيمان وباقي أفراد أسرة العمراني‪ ،‬بجزيل الشكر واالمتنان‬ ‫والتقدير والعرفان لكل من قدم التعزية الصادقة والمواساة الحسنة سواء كان حضوريا‬ ‫أو هاتفيا او برقيا‪ .‬في وفاة المرحومة بإذن اهلل‪« ،‬ارحيمو العمراني»‪ ،‬ويسألون اهلل أن‬ ‫يتغمدها بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته‪ ،‬إنه سبحانه وتعالى ولي ذلك والقادر عليه‪.‬‬ ‫كما يسألون اهلل أن يجازي الجميع خير الجزاء وأن ال يريهم أي مكروه في عزيز لهم‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫مصابة بداء «روماتيزم القلب» تتوسل المحسنين‬ ‫تعاني المواطنة واألم زليخة البوزياني من داء «روماتـيـزم القلــب» الذي‬ ‫أثرعلى صحتها كثيرا‪ ،‬دون أن تجد مصاريف العالج‪ ،‬بحكم ظروفها االجتماعية‬ ‫الصعبة‪ ،‬فهي أم لثالثة أبناء صغار‪ ،‬وزوجها عاطل عن العمل‪.‬لذا لجأت إلى هذا‬ ‫المنبر‪ ،‬تتوسل المحسنين‪ ،‬لإلشراف بأنفسهم على عملية خاصة‪ ،‬كم هي في أمس‬ ‫الحاجة إليها‪ ،‬ابتغاء للشفاء‪ ،‬ورسم البسمة على ثغرها وعلى باقي أفراد أسرتها‪ ،‬واهلل‬ ‫اليضيع أجر المحسنين‪.‬‬

‫العنوان ‪ :‬دوار مايشان فرحية زايوـ إقليم الناظور‬

‫الهاتف‪0626783934:‬‬


‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬نوفمرب ‪2016‬‬

‫العدد ‪863‬‬

‫�أوراق من�سية‬

‫ضنكُ العيش (لمتقاعدي القرض الفالحي)!‬ ‫‪-‬‬

‫‪...‬وقـدْ أصبح بعضٌ من متقاعدي‬ ‫القرض الفالحي في عُرْي كامــل مـــن‬ ‫ضنك المعيشة‪ .‬يمَّمْتُ قلمــي لشـــحِّ‬ ‫المياه الجارية بين المسؤولين ومتقاعدي‬ ‫القرض الفالحي بعد انقطاع الحِبْر منه‬ ‫من كثرة اإللحاح‪ .‬والذين على أكتافهم‬ ‫وبسواعدهم بُ ِنيَ هذا الصرْح يوم كان‬ ‫«نكِرَة»‪.‬‬ ‫المؤسسة التــي عَضَّتْ اليد التي‬ ‫أحسنتْ إليها‪ُ ،‬‬ ‫بتنكرها لحقهم في تقاعد‬ ‫أساسي‪ ،‬يضمن لهم حياة «كريمة» مع‬ ‫عوائلهم‪ ،‬وقدْ أحيل بعضهم على طبقة‬ ‫المصارف الثمانية (التي تجوز في حقهم‬ ‫الصدقة )‪ .‬منْ جــرَّاء «إهمال مقصود»‬ ‫وتفريط في حقوق الشغيلة‪ ،‬ارتكبها‬ ‫مدراء سابقون باتخاذهم مواقف رمادية‬ ‫كرَّرتْ مآسي ألكثر من سبع مائة أسرة‪،‬‬ ‫منهم ( العائل ) من قضى نحبه ومنهم‬ ‫من ينتظر ‪.‬‬ ‫وقد تعرَّى مستخدم األمــس‪ ،‬وهو‬ ‫يتقاضى اآلن في معاشه سبعون درهما‬ ‫شهريا من الصندوق المهني المغربي‬ ‫للتقاعد‪ .‬ذنبه أنه أصبح متقاعدا‪ .‬فالمدراء‬ ‫الحاليون‪ ،‬ولرُبما يعتقدون َّ‬ ‫أن القضية‬ ‫ليستْ من شأنهم‪ ،‬وهم يعلمون جيِّدا‬ ‫أنهم يتحملون مسؤواية إدارية ورثوها‬ ‫عن أسالفهم‪ ،‬حتى ْ‬ ‫وإن تركوا لهم عيوبا‬ ‫ال مثيل لها‪ ،‬في المناهج اإلدارية‪ .‬عيوبُ‬ ‫أفقرتْ شريحة من المستخدمين أفنوْا‬ ‫أعمارهم في العمل الدؤوب‪ .‬إذ الفقر‬ ‫عنصر لحاضنة االنحراف والعنف ‪.‬‬ ‫األكيــد َّ‬ ‫أن غايــة المشرع ونوايــاه‬ ‫تسوية النزاعــات اإلدارية خارج نطاق‬ ‫القضاء لتخفيف الضغط الذي تعاني منه‬ ‫المحاكم‪ ،‬وهذا ما تحتاج إليه منازعات‬ ‫الشغل‪ .‬جبر ضــرر هؤالء المتقاعدين‬ ‫حتمية لروح الدستور في مواده السادس‬ ‫والثاني عشر والتاسع والعشرين‪ .‬ليستْ‬ ‫هناك قراءات مختلفة لنصوص الدستور‬ ‫بل هـــي مشتركـــة بين المواطنين‬ ‫جميعهم ‪ .‬المتقاعدون الذين قضوا ما‬ ‫يربو عن أربعين سنة في خدمة بلدهم‪.‬‬ ‫ومنذ تأسيس القرض الفالحي سنة‬ ‫‪ ،1961‬مرورا بمحطة هامة بتاريخ فاتح‬

‫‪ 19‬ـ �أحزاب �سيا�سية‪...‬‬

‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫ال ديمقراطية بدون أحزاب سياسية‬

‫أكتوبر سنة ‪ 1967‬عند افتتاح الصناديق‬ ‫المحلية للصندوق الوطنــي للقــــرض‬ ‫الفالحي‪ .‬إذ أصبحت هي العمود الفقري‬ ‫لهـــذه المؤسسة‪ .‬هــؤالء (المتقاعدون)‬ ‫كلهم انتُ ِزعَتْ منهم حقوقهم من تقاعد‬ ‫أساسي‪ ،‬ليُمْنحوا فقط تقاعد تكميلي‬ ‫من الصندوق المهني المغربي للتقاعد‪،‬‬ ‫ال يسمــنُ وال يُغني مـــن جوع‪ .‬أضــفْ‬ ‫إلى ذلك ما يمكن ْ‬ ‫أن يلقاه األبناء من‬ ‫سوء المعيشة تفضي بهـم إلى نوع من‬ ‫القسوْة ‪.‬‬ ‫حتى َّ‬ ‫إن الوقفة االحتجاجية المنظمة‬ ‫بأسلوب متمـدن وراقـي أمام األبــواب‬ ‫المؤصدة لمجموعــة القــرض الفالحي‬ ‫بتاريخ ‪ ،2015/05/20‬تغاضـــت عنهـــا‬ ‫المنابر اإلعـالمية واإلذاعــة والتلفـــزة‬ ‫الوطنيـة‪ ،‬بعد تدخـــالت مريبــة إلدارة‬ ‫القرض الفالحي والتي لها يد في إعاقتها‪.‬‬ ‫المواثيق الوطنية والدولية التي صادقت‬ ‫عليها المملكة المغربية‪ ،‬وهي تنُصُّ‬ ‫في المادة ‪َّ ،27‬‬ ‫أن لكل مواطن الحق في‬ ‫المعلومة من طرف اإلدارة العمومية‬ ‫والمصلحة العامة‪ .‬مما يؤكد دون أدنى‬ ‫شك َّ‬ ‫أن القرض الفالحي يُجْهضُ كل‬ ‫َ‬ ‫بُغيَة تحويلها إلى انعدام عنصر‬ ‫مبادرة‬

‫الثقة‪ ،‬وذلك من أجل عدم االنكباب على‬ ‫ِّ‬ ‫حل المُعضلة‪ ،‬وما هي إال صيحة في‬ ‫وادي أبي رقراق‪ .‬ال وجود للمشاكل التي‬ ‫ليس لها ّ‬ ‫حل إال‪ْ ،‬‬ ‫إن كان المسؤولون في‬ ‫بيات شتوي أم دُعاة للتمييع ؟ النقاش‬ ‫والحوار هما أفضل السبل للوصول إلى‬ ‫النتيجة من أجل استدراج المسؤولين‬ ‫إلى ذلك بنُبْل األخالق والقيَم‪ .‬ثقتنا في‬ ‫أنفسنا للقدرة على تنظيم وقفة احتجاجية‬ ‫قانونية تالية أمـام مقـر المجموعــة‬ ‫مطالبين بحقنا في تقاعد أساسي أو الجبر‬ ‫للضرر الذي عانى منه هؤالء الضحايا‪.‬‬ ‫حق تنصُّ عليه كل األعراف والقوانين‬ ‫الوطنية والدولية‪ .‬غ ِنيٌّ عن البيان َّ‬ ‫أن‬ ‫الخالف الدائم يؤدي بصاحبه إلى مَعْزل‬ ‫عن العالم‪ .‬وعلى المسؤول التخلص من‬ ‫هذا الملف بإرادة سياسية‪ ،‬فال أحد يأخذ‬ ‫على مَحْمَل الجدِّ دوام المنصب !‬ ‫طلبُ الحقِّ فضيلـة ‪ ،‬من متقاعــدي‬ ‫القرض الفالحي‪ ،‬إذ يقتضي الوَضع‬ ‫االستنجاد بالسُدَّة العالية باهلل‪ ،‬صاحب‬ ‫الجاللة أعزَّ اهلل أمره وسدَّدَ خطاه‪،‬‬ ‫وحفظه مالك الملك والملكوت بما حفظ‬ ‫به الذكر الحكيم‪.‬‬

‫كلمة ال بد منها‬

‫أخطبوطات الفساد في الموانئ‪..‬‬

‫ح��ادث محسن فكري ال يجب أن نأخذه‬ ‫بمعزل عن اإلطار العام الذي وقع فيه‪ ...‬بل إن‬ ‫الحادث الفاجع يجرنا إلى سيـاق عام لما يجــري‬ ‫داخل مرافق الميناء‪ ،‬بما فيها قاعات المزاد‪.‬‬ ‫والحجة في ذلك أن سعـر السمـك بالحسيمة‬ ‫انخفض إلى أدنى مستوى بعد الحادث‪ ،‬لما كان‬ ‫يشــوب عملية المزاد من اختــالالت وزبونية‬ ‫ومصالح متبادلة انفجرت فجــأة في وجــه‬ ‫البعض‪ ،‬مما أحدث تشوها في جسم الصيد‬ ‫البحري عموما‪ ،‬وتسيبا وصل أعالي البحار‪ ،‬أما‬ ‫سواحلها فحدث وال حرج‪ ...‬أما الميناء وأقول‬ ‫الموانئ األخرى‪ ،‬فال تدخل من أسماكها إلى‬ ‫المزاد إال ما يُ��راد به إخفاء الممنوع مما ال‬ ‫يدخل المزاد ألسباب عدة‪ ،‬منها قرارات منع‬ ‫الصيد ألسباب بيولوجية التي تتخذها الوزارة‬ ‫المعنية والتي في الغالب ال تجد طريقها إلى‬ ‫التنفيذ إال عبر وسائل اإلع�لام التي تُغيط‬ ‫لها وتطبل بينما هي على أرض الواقع بعيدة‬ ‫المنال‪.‬‬ ‫في العـدد الماضـي‪ ،‬كتبنـا عن الشواطئ‬ ‫الخارجة عن كل رقابة‪ ،‬وأعطينا المثال بشاطئ‬ ‫وادليان القريب من طنجة والذي تصب فيه‬ ‫أوساخ وقاذورات فندق طريفة وملحقاته‪ ،‬وهو‬ ‫إلى جانب الشواطئ األخرى يخلو من كل رقابة‬ ‫وتصاد بشباكه كل أن��واع األسماك الوليدة‬ ‫والصغيرة والممنوعــة‪ ...‬وهي شواطـــئ‬ ‫شاسعـة واسعـة‪ ...‬ويتساءل الكثيرون وهم‬ ‫على صواب‪ ..‬إذا كانت الموانئ المراقبة وبها‬

‫‪11‬‬

‫مندوبية الصيد البحري وجميع المؤسسات‬ ‫والمرافق المهتمة والمعنية غائبة والصيد‬ ‫الممنوع يفرغ في أرضيتها‪ ،‬فما بالك بالشواطئ‬ ‫البعيدة المتناثرة؟!‪...‬‬ ‫ورجوعا إلى قضية الشهيد محسن فكـري‪،‬‬ ‫فهو اشترى كمية من سمك بوسيف من داخل‬ ‫الميناء‪ ،‬وهنا تتصادم المشروعية بالالمشروعية‬ ‫ومسحن ضحيـة لهمـا‪ ...‬فقد اشتـرى محسن‬ ‫الكمية بطريقة مكشوفة واضحة ومن داخل‬ ‫ميناء الصيد البحري‪ ،‬ولكن الذين ص��ادوا‬ ‫وباعوا مارسوا عمال غير مشروع‪ ،‬وهم يعرفون‬ ‫بالمنع الذي شمل سمك بوسيف لمدة حددها‬ ‫قرار وزارة الفالحة والصيد البحري‪ ،‬لذلك كان‬ ‫اندفاع محسن إلنقاذ بضاعته ألنه اشتراها‬ ‫بشكل واضح ومعقول بالنسبة له‪ ..‬فالموانئ‬ ‫عموما بحاجة إلى تطهير‪ ،‬فأخطبوطات الفساد‬ ‫فرخت فيها أذياال وأطرافا‪ ،‬والتفت بمقدرات‬ ‫وإمكانات وأصبح أثرياء البحر في غنى عن‬ ‫التعريف‪ ،‬والعارفون ببواطن األمور وخباياها‬ ‫يعرفون أن سمك أعالي البحار كثيرا بل غالبا‬ ‫ما يتم بيعه في البحر مع األمواج العالية دون‬ ‫أن يدخل الميناء‪ ،‬وأحيانا كان الثمن يدفع في‬ ‫الميناء بدون أن يُرى أثر لسمك وهذه شهادة‬ ‫بحار قديم قضى في الموج خمسة عشرة سنة‬ ‫وأقسم أن سمكة واحدة مما يصاد لم تدخل‬ ‫الميناء وأن كل األنواع كانت تُصاد‪ ،‬وبعضها‬ ‫يتلف بإعادته إلى البحر لعدم نفعيته! فأين‬ ‫كانت أجهزة المراقبة البحرية‪...‬؟ ربما األمر‬

‫في هذه الحلقة سنواصل تسليط الضوء على نشاط اللجان‬ ‫داخل األحزاب في الدول األوروبية‪ ،‬واألدوار التي تضطلع بها منذ‬ ‫بداية القرن التاسع عشر‪ ،‬وبداية القرن العشرين‪ ،‬وذلك إلعطاء‬ ‫القارئ صورة عن كيفية نشأة األحزاب في العالم الغربي‪ ،‬وكيف‬ ‫تطورت بتطور الفكر الغربي‪ ،‬حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من‬ ‫ديمقراطية وتقدم‪ ،‬منها ما تالشى من الخريطة السياسية بفعل‬ ‫الجمود‪ ،‬ومنها ما ظل صامدا في وجه التقلبات‪ ،‬ومنها ما ساهم‬ ‫بشكل كبير في تقدم شعوبها‪ ،‬وكانت الراديكالية االشتراكية‬ ‫الفرنسية تضم األعيـان بناء على صفاتهــم الفرديــة‪ ،‬وتأثيرهم‬ ‫الشخصي‪ ،‬من تجار مرموقين‪ ،‬ومالكين متوسطين بدويين‪ ،‬أطباء‪،‬‬ ‫موظفون وأساتذه ‪ ،‬ومحامين وغيرهم‪ ...‬وكان ال يمثل أحد منهم‬ ‫طبقة أو مجموعة‪ ،‬وليسوا منتدبين‪ ،‬بل هم شخصيات‪ ،‬وانتقاؤهم‬ ‫ال يرتكز على أي قاعدة محدودة‪ ،‬بل هو نتيجة اختيار ضمني‪ ،‬عكس‬ ‫ذلك في حزب العمال البريطاني‪ ،‬حيث في منطقة انتخابية قبل‬ ‫وجود األعضاء الفرديين نجد أعضاء منتخبين من قبل الفروع‬ ‫المحلية كنقابات العمال‪ ،‬وجمعيات التجار‪ ،‬والجمعيات االشتراكية‪،‬‬ ‫والمنظمات التعاونية وغيرها‪ ...‬هذا العنصر األساسي في الحزب‬ ‫العمالي يكون نتاج اجتماع مندوبي العناصر المحلية لكل الطوائف‬ ‫التي كان مجموعها يؤلف الحزب‪ ،‬ولجنة هذا الحزب غير مباشرة‪،‬‬ ‫وهي تقترب من اللجنة الراديكالية الفرنسية‪ ،‬ذات المنشأ المباشر‪،‬‬ ‫ذلك أن كل عضو فيها له صفة الوجاهة‪ ،‬ليس بسبب شخصيته‪،‬‬ ‫بل بسبب التفويض الذي تلقاه‪ ،‬وهذا يترجم ترك مفهوم النخبة‬ ‫التقليدية الموروثة أو المنتقاة على الطبيعة لمصلحة مفهوم‬ ‫نخبة أي (مؤسسة) متوجة بالثقة الممنوحة لها من طرف الجماهير‬ ‫المنظمة‪.‬‬ ‫وأمام لجان األعيان هذه‪ ،‬هناك لجان (التقنيين) وهي مؤلفة من‬ ‫أشخاص مختارين لمعرفتهم باألساليب االنتخابية كلجان األحزاب‬ ‫األمريكية مثال‪ ،‬إال أن التقنيين قلما يلتقون داخل اللجنة‪ ،‬بل‬ ‫يشتغلون على مستوى العمالء المحليين‪ ،‬كممثلي اللجنة المحلية‪،‬‬ ‫حيث يكون لها من التأثير حتى في أدنى المستويات داخل البالد‪.‬‬ ‫وفي فرنسا تعمل اللجان المشكلة على مستوى القضاء‪ ،‬على أن‬ ‫يكون لها عميل في كل بلدية‪ ،‬وفي الواليات المتحدة األمريكية‪،‬‬ ‫تنسق اللجان المشكلة على مستوى المدينة‪ ،‬وحسب الباحثين في‬ ‫الميدان السياسي‪ ،‬فإنه يجب عدم الخلط بين العمالء االنتخابيين‪،‬‬ ‫وحملة الدعاية المجانيين‪ ،‬الذين يساعدون لجان الحزب أثناء‬ ‫الحمالت االنتخابية‪.‬‬

‫جار ومستمر‪ ،‬فليس هناك ما يُغيره‪ ،‬ومع ذلك‬ ‫نتساءل ويتساءل الكثيرون عن غالء السمك مع‬ ‫أن المغرب يضم بحرين‪ ،‬ولكن إذا ظهر الخبر‬ ‫بطل العجب‪ ...‬مخزون سمكي هام يذهب خفية‬ ‫إلى روسيا أو اليابان أو كوريا فضال عن اتفاقية‬ ‫الصيد البحري مع االتحاد األوربي الذي تستفيد‬ ‫منه إسبانيا بالدرجة األولى‪...‬‬ ‫فكيف يتسنــى مـع هـذا النهـب المفضوح‬ ‫والعلني شماال وجنوبا وغربا‪ ...‬عبر مفاوضـات‬ ‫وم��واث��ي��ق‪ ...‬وقرصنة في أعالي البحار‪...‬‬ ‫وشواطئ مُستباحة لشباك شرهة ال تميز بين‬ ‫وبين‪ ...‬وتحايل في الموانئ‪ ...‬كيف يتسنى‬ ‫ألسواقنا أن تشهد أسماكا متنوعة وبأسعار‬ ‫في المتناول؟ بل عكس ذلك فقدنا أنواعا من‬ ‫األسماك بينما قلت أن��واع أخ��رى‪ ..‬ثم جاءت‬ ‫مقذوفات المعامل الكيماوية القاتلة لتصب في‬ ‫األوديـة واألنهــار التي كانت زاخرة بأسماكها‪،‬‬ ‫زاهية بطيورها‪ ،‬ناعمة بضاياتها‪ ،‬فتعلـن‬ ‫القضاء المبرم على ثرواتنا السمكية‪.‬‬ ‫هذا جزء من جبل جليدي يُخفي أكثر مما‬ ‫يظهر ولن يعرفـه‪ ،‬ويسبــر غوره إال من غادر‬ ‫مكتبه الوثير المكيف وارتدى لباس العامـل‬ ‫الحاذق‪ .‬الباحث عن الحقيقة ومن ثم العالج‬ ‫وإال بقيت دار لقمان على حالها‪ ،‬وبقي استنزاف‬ ‫الثروات الوطنية نزيفا قاتال ال يتوقف وجرحا‬ ‫غائرا ال يندمل‪.‬‬

‫م‪ .‬ب‪ .‬السوسي‬

‫والعمالء االنتخابيون قلما يكونون موظفين في اللجان‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ليسوا مساعدين مجانيين‪ ،‬وغالبا ما يتخذون وضعا وسطا‪ ،‬آخدين‬ ‫من الحزب بعض المنافع المادية‪ ،‬مع احتفاظهم بمهنة خاصة‪،‬‬ ‫تعطيهم بعض االستقاللية‪ ،‬ومع ذلك نجد في الواليات المتحدة‬ ‫األمريكية‪ ،‬أن الزعماء يقبضون أحيانا راتبا كامال من الحزب‪ ،‬عن‬ ‫طريق تهيئ الحزب لوظيفة إدارية وهمية لهم تمكنهم من العمل‪.‬‬ ‫وكانت المالهي والمقاهــي والحانــات أهــم مكـان للقـــاءات‪،‬‬ ‫والستقطاب األفراد‪ ،‬وللدعاية السياسية‪ ،‬وللمناقشة بحرية‪.‬‬ ‫وتؤلف اللجان نموذجا قديما في تركيب األحزاب السياسية‪ ،‬كما‬ ‫يساهم التنظيم العادي لألحزاب في نظام االقتراع المحدد‪ ،‬أو في‬ ‫نظام االقتراع العام‪ ،‬الذي ال يزال في بدايته‪.‬‬ ‫وفي أوروبا ومنذ أواخر القرن التاسع عشر‪ ،‬يمكن مالحظة‬ ‫نموذجين من اللجان‪ ،‬األول مطابق لألحزاب المحافظة‪ ،‬وتضم‬ ‫االرستوقراطيين وكبار الصناع وأصحاب المصارف ورجال الدين‬ ‫النافذين‪ ،‬والثاني يتطابق مع األحزاب الليبيرالية الراديكالية‪،‬‬ ‫ويضم في عضويته التجار والصناع الصغار والموظفين واألساتذة‬ ‫والمدرسين‪ ،‬والمحامين والصحافيين والكتاب‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬نوفمرب ‪2016‬‬

‫العدد ‪863‬‬

‫من دفائن التدوين التاريخي ل�سبتة‬

‫“رسائل علماء فاس إلى المجاهدين المحاصرين لسبتة”‬ ‫تقديم ‪ :‬سي محمد أملح ‪ /‬تطوان‬ ‫أوال‪ :‬في السياق التاريخي‬

‫كما هو معلوم‪ ،‬فإن مدينة سبتة كانت‬ ‫طوال التاريخ محط أطماع الدول المهيمنة‬ ‫شأنها في ذلك شأن عدد من مدن شمال‬ ‫إفريقيا عموماً والمغربية منها خصوصاً‪ ،‬مثل‬ ‫طنجة وأصيلة والعرائش والجديدة وآسفي‬ ‫وأكادير وغيرها‪ .‬وكانت بعض الدول التي‬ ‫تعاقبت على الحكم بالمغرب في محاوالت‬ ‫مستمرة لتحرير واسترجاع هذه الثغور‬ ‫المغتصبة عبر التاريخ‪ ،‬إذ لم تفتأ تشن‬ ‫الغارات تلو الغارات‪ ،‬وتضرب الحصارات إثر‬ ‫الحصارات إلى أن أتى عهد السلطان المولى‬ ‫إسماعيل‪ ،‬الذي جاهد في تحرير الثغور في‬ ‫خط سير متجه من الجنوب إلى الشمال‪.‬‬ ‫فتحقق بقيادته تحرير المهدية‪ ،‬ثم طنجة‪،‬‬ ‫وبعدهما العرائش‪ ،‬فأصيلة التي كانت‬ ‫الفتح الرابع‪ .‬وبعد هذه الفتوحات المباركة‬ ‫المذكورة والمبسوطة في كتب التاريخ مثل‬ ‫تاريخ الضعيف واالستقصا والحلل البهية‪،‬‬ ‫نهض السلطان المولى إسماعيل مجاهداً‬ ‫لتحرير ثغر سبتة‪.‬‬ ‫والجدير باإلشارة أن السلطان المولى‬ ‫إسماعيل كان يعد الجهاد لتحرير سبتة‬ ‫الجهاداألكبربالنظرإلىصعوبتهاالجغرافية‬ ‫وموقعها اإلستراتيجي‪ .‬ونقرأ ذلك في رسالة‬ ‫فريدة بعث بها إلى السلطان العثماني بعد‬ ‫أن وصفه بكثرة الجهاد‪ ،‬وأنه ال جهاد في‬ ‫الحقيقة إال جهادهم‪ .‬يقول مخاطبا إياه‪:‬‬ ‫«فجهادكم أنتم ‪ ...‬هو واهلل الجهاد األكبر‪،‬‬ ‫وأما جهادنا نحن فيما تسمعون عن هذه‬ ‫الثغور المهدية والعرائش وغيرها‪ ،‬وحتى‬ ‫طنجة بنفسها‪ ،‬فجهاد على قدر حاله‪ ،‬وعلى‬ ‫قدر رجاله‪ ،‬وعلى قدر البالد‪ ،‬إذ كل بلد من‬ ‫هؤالء البلدان المذكورات ال تكاد عمارتها‬ ‫تزيد على ستمائة أو ثمانمائة مقاتل‪،‬‬ ‫والغاية ألف أو ألفان إذا انحازوا ولم يتركوا‬ ‫شيئاً من الجهد واالستعداد‪ ،‬اللهم إال إذا‬ ‫كان جهاد ثغر سبتة أعادها اهلل بفضله دار‬ ‫إسالم‪ ،‬فهو جهاد حقيقي‪ ،‬يسمى عند أهل‬ ‫الهمم الكبيرة جهاداً‪ ،‬ألن سبتة جاءت في‬ ‫موضع أكثر من أن يوصف من التحصين‬ ‫والمنَعَة إال ما يرجى فيها من عون اهلل‬ ‫وتيسيره‪ ،‬إذ هي في جانب البوغاز مركبة‬ ‫على ذلك البر‪ ،‬وما بينهما وبين الجزيرة‬ ‫إال مقدار مسافة أو أقل في البحر ال غير‪...‬‬ ‫فجهاد سبتة أي واهلل يشبه جهادكم فيمن‬ ‫قرب منكم أو بعد عنكم‪ ...‬وأما جهادنا‬ ‫في غير سبتة فأمر خفيف‪ ،‬واألجر والثواب‬ ‫على قدر المشقة وبعد الشقة “حفت الجنة‬ ‫بالمكاره‪ ،‬وحفت النار بالشهوات”»‪.‬‬ ‫وتبعا لذلك‪ ،‬أمر السلطان المجاهد‬ ‫موالي إسماعيل عامله الباشا عليّاً بن عبد‬ ‫اهلل الريفي والقائد أحمد بن حدو بالنهوض‬ ‫لحصار سبتة المحتلة‪ ،‬والمرابطة حولها‬ ‫إلى أن يفتحها اهلل عليهم‪ ،‬وك��ان ذلك‬ ‫سنة ‪ 1106‬كما في الحلل البهية‪ ،‬أو سنة‬ ‫‪ 1107‬مثلما جاء في نشر المثاني‪ .‬ومهما‬ ‫يكن‪ ،‬فقد توجه القائدان بالجيوش إليها‬ ‫وحاصروها‪ ،‬و«أردفهم السلطان بعسكر من‬ ‫عبيده‪ ،‬كما أمر قبائل الجبال أن يُعَيِّنُوا‬ ‫حصة من كل قبيلة بالرباط عليها‪ ،‬وأمر‬ ‫أهل فاس أن يوجهوا حصتهم‪ ،‬فكان عدد‬ ‫المرابطين عليها خمسة وعشرين ألفاً‪،‬‬ ‫والقتال ال ينقطع صباحاً ومسا ًء‪ ،‬حتى أتاه‬ ‫أن القواد الذين على حصارها لم ينصحوا‬ ‫في فتحها لئال يتوجهوا إلى حصار البريجة‬ ‫(الجديدة) ويبعدوا عن أوالدهم وبالدهم‬ ‫لما سئموه من السفر ومشقة الحركة إلى‬ ‫أن مات القائد علي بن عبد اهلل الريفي سنة‬ ‫خمس وعشرين ومائة‪ ،‬وولى ولده القائد‬ ‫أحمد‪ ،‬فبقي محاصرا لها‪ ،‬وفي كل عام‬ ‫يتبدل الغزاة إلى أن مات السلطان»‪.‬‬ ‫لقد وفر الحصار والجهاد لفتح سبتة‬ ‫في الواجهة األدبية مجاال للكتابة والتعبير‬ ‫عن المواقف الدينية والوطنية اتجاه ذلك‪،‬‬ ‫على اعتبار أن األدب المغربي في مسيرته‬ ‫اإلبداعية الزم التاريخ؛فكان يجسده ويتفاعل‬ ‫معه ويؤرخ له بأشكاله الخاصة‪ .‬بصيغة‬

‫أخرى‪ ،‬كان الحدث حافزاً على اإلبداع‪ ،‬وظل‬ ‫اإلبداع شهادة على واقع الحدث ومالبساته‪.‬‬ ‫ومن خالل تصفحنا للتراث األدبي المغربي‬ ‫لتلك المرحلة‪ ،‬نتبين تنوع النصوص التي‬ ‫واكبت أح��داث الفتوح والجهاد‪ ،‬وهي ما‬ ‫يدخل ضمن أدب الجهاد أو أدب الثغور‪ .‬فإذا‬ ‫كان الشعراء أمثال عبد الواحد البوعناني‬ ‫وعبد السالم جسوس ومحمد بن علي‬ ‫الرافعي التطواني قد عبروا من خالل‬ ‫مجموعة من القصائد عن موقفهم الرافض‬ ‫الحتالل سبتة ودعوتهم إلى استنهاض‬ ‫الهمم والتشبث بقوة العزيمة والحث على‬ ‫الجهاد واالستشهاد من أجل تحرير هذا‬ ‫الثغر من قبضة الصليبيين‪ ،‬فإن العلماء‬ ‫واألدباء كان لهم حظهم أيضاً في المشاركة‬ ‫في هذه الحملة تعبيراً منهم عن موقفهم‬ ‫الديني والوطني‪ .‬ونسجل في هذا المقام‬ ‫تلكم الرسائل التي كتب بها علماء فاس‬ ‫سنة ‪1132‬هـ إلى المجاهدين المحاصرين‬ ‫لسبتة‪ ،‬بعد أن استغرق حصارهم لها زهاء‬ ‫ستٍّ وعشرين سنة‪.‬‬

‫أ‪ :‬التعريف بالرسائل‬

‫مجموع م��ا ه��و م��وج��ود م��ن هذه‬ ‫الرسائل هو ثمان مراسالت‪ ،‬نحمد اهلل أنها‬ ‫ضمت إلى بعضها البعض‪ ،‬فبقيت محفوظة‬ ‫على الصورة التي وصلتنا بها؛ فهي في‬ ‫أصلها مما كتبه أصحابها من علماء فاس‬ ‫بخطوطهم في وقت شبه موحد‪ ،‬لتنقل فيما‬ ‫بعد إلى جماعة المجاهدين المرابطين على‬ ‫ثغر سبتة‪ ،‬وتقرأ على مسامعهم‪ ،‬ولتؤدي‬ ‫وظيفتها في إثارة هممهم وترسيخ مفهوم‬ ‫الجهاد وبذل النفس في سبيل اهلل‪.‬‬ ‫تعرف من هذه المراسالت مجموعتان‬ ‫مخطوطتان من ربائد الخزانة الحسنية‬ ‫بالرباط‪.‬‬ ‫• المجموعة األولى رقم ‪ :6926‬تقع في‬ ‫عشر ورقات لم يعرف ناسخها‪ ،‬وبها خروم‬ ‫كثيرة‪ ،‬وتضم سبع مراسالت كتبها كل من‪:‬‬ ‫‪ – 1‬محمد بن عبد الرحمان البكري‬ ‫الدالئي (ت ‪.)1141‬‬ ‫‪ – 2‬أحمد بن محمد بن عبد القادر‬ ‫الفاسي (ت ‪. )1164‬‬ ‫‪– 3‬محمد بن أحمد بن المسناوي‬ ‫الدالئي (ت ‪.) 1136‬‬ ‫‪ – 4‬محمد ب��ن زك��ري الفاسي (ت‬ ‫‪.)1144‬‬ ‫‪ – 5‬زاوي��ة المخفية بفاس‪ .‬وكان‬

‫شيخها آنذاك هو امحمد بن محمد بن معن‬ ‫(ت ‪.)1134‬‬ ‫‪ – 6‬الطيب بن مسعود المريني (ت‬ ‫‪.)1145‬‬ ‫‪ – 7‬كاتب لم يعرف بنفسه‪.‬‬ ‫• المجموعة الثانية‪ :‬تقع ضمن مجموع‬ ‫تحت رقم ‪ .14117‬وقد جمعها بخطه شيخ‬ ‫الجماعة في وقته محمد بن قاسم جسوس‪،‬‬ ‫وهو أحد تالمذة الشيخ محمد بن زكري‬ ‫والشيخ محمد المسناوي المتقدمين‪ .‬لذلك‪،‬‬ ‫فهو ينقل من خطوط شيوخه مباشرة‪.‬‬ ‫وقد صرح بذلك في نهاية بعض من تلكم‬ ‫الرسائل‪ ،‬نحو قوله آخر رسالة محمد بن عبد‬ ‫الرحمان الدالئي‪« :‬انتهى من خطه أدام‬ ‫اهلل عاله‪ ،‬وجعل الجنة مقره ومثواه»‪.‬‬ ‫تضم هذه المجموعة‪ ،‬التي كتبت بخط‬ ‫مغربي واضح وجميل‪ ،‬ثمان مراسالت؛ سبع‬ ‫منها هي نفسها في المجموعة األولى‬ ‫مع اختالف في الترتيب‪ ،‬ثم مراسلة أخرى‬ ‫خاصة أجاب بها الشيخ محمد بن أحمد بن‬ ‫المسناوي أحد المجاهدين بسبتة دون أن‬ ‫يشير إلى اسمه‪.‬‬

‫ب‪ :‬مضمونها وبناؤها‬

‫إن ُكتَّاب هذه الرسائل ‪-‬كما يظهر ‪-‬‬ ‫هم نخبة من كبار علماء فاس‪ ،‬ومن رواد‬ ‫الحركة العلمية واألدبية في زمانهم‪ .‬وقد‬ ‫كتبوا هذه الرسائل بهدف واح��د وغاية‬ ‫مشتركة‪ .‬فالرسائل وإن تفاوتت فيما بينها‬ ‫من حيث الطول‪ ،‬إال أنها تجتمع في غرض‬ ‫ُ‬ ‫المضمون أو البناء‪.‬‬ ‫واحد من حيث‬ ‫فمن ناحية المضمون‪ ،‬ج��اءت هذه‬ ‫الرسائل من أجل أن ترفع الروح المعنوية‬ ‫ل��دى المجاهدين الذين ط��ال مكثهم‬ ‫محاصرين لثغر سبتة‪ .‬وه��ي بذلك قد‬ ‫ارتكزت على إث��ارة العاطفة الدينية في‬ ‫نفوسهم بتذكيرهم بفضل الجهاد والحث‬ ‫على اإلق��دام على العدو مع بيان مكانة‬ ‫الجهاد في اإلسالم وما ينتظر المجاهدين‬ ‫من األجر والثواب العظيمين‪ .‬ونلمس ذلك‬ ‫بوضوح في مجموعة من العبارات‪ ،‬نمثل لها‬ ‫بما جاء في على لسان الشيخ محمد بن عبد‬ ‫الرحمان الدالئي‪« :‬فاهلل اهلل يا أهل ال إله‬ ‫إال اهلل‪ ،‬ويا أهل غارة اهلل‪ ،‬ويا حملة كتاب‬ ‫اهلل‪ ،‬ويا أمة رسول اهلل‪ ،‬بايعوا اهلل تعالى‬ ‫بهذه النفوس الفانية‪ ،‬والحياة المتقاضية‪،‬‬ ‫بالنعيم األكبر الذي ال يفنى‪ ،‬والحياة الباقية‬

‫والعيش الهني والملك األسنى‪ ،‬وما أعد‬ ‫اهلل للمؤمنين من الرضوان األكبر‪ ،‬مما ال‬ ‫عين رأت وال أذن سمعت وال خطر على قلب‬ ‫بشر‪﴿ .‬إن اهلل اشترى من المؤمنين أنفسهم‬ ‫وأموالهم بأن لهم الجنة‪ ،‬يقاتلون في سبيل‬ ‫اهلل‪ ،‬فيَ ْقتُلون ويُ ْقتَ ُلون وعداً عليه ح ّقاً في‬ ‫التوراة واإلنجيل والقرآن‪ ،‬ومن أوفى بعهده‬ ‫من اهلل‪ ،‬فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به‪،‬‬ ‫وذلك هو الفوز العظيم﴾»‪ .‬ويرتبط بإثارة‬ ‫العاطفة الدينية تحريك الحس الوطني عند‬ ‫هؤالء المجاهدين باعتبار مدينة سبتة جز ًءا‬ ‫من التراب المغربي اإلسالمي الذي ال ينبغي‬ ‫التفريط فيه‪.‬‬ ‫أما من ناحية البناء‪ ،‬فجاءت الرسائل في‬ ‫أسلوب شبيه بالخطب في بنائها الحجاجي‬ ‫واإلقناعي‪ ،‬عالوة على كونها مسجوعة على‬ ‫عادة الكتابة النثرية في تلك المرحلة‪ ،‬نظراً‬ ‫لكون أصحابها من األدب��اء المتمرسين‬ ‫بالكتابة األدبية كالشيخ محمد بن زكري‬ ‫مث ًال صاحب التآليف الجليلة‪ .‬وعلى مستوى‬ ‫اللغة والتركيب‪ ،‬اتسمت بالوضوح والخلو‬ ‫من الصناعة اللفظية المعقدة‪ ،‬ثم البعد‬ ‫عن التكلف واإلطناب الذي ال فائدة منه‪.‬‬ ‫وألجل تحقيق التأثير في نفوس المجاهدين‬ ‫وإقناعهم بقدسية الجهاد وفضل القتال‬ ‫في سبيل اهلل‪ ،‬فقد توسل أصحاب الرسائل‬ ‫بالحجج والشواهد الدينية من القرآن‬ ‫الكريم والسنة النبوية‪ ،‬وتعدى األمر أحيانا‬ ‫في بعض الرسائل إلى جلب أقوال ومواقف‬ ‫السلف الصالح الذي استحق أن يكون مثاال‬ ‫يحتذى‪.‬‬

‫ج‪ :‬قيمتها التاريخية‬

‫إن القارئ لهذه الرسائل لن يفوته أن‬ ‫يسجل أهميتها التاريخية الكبيرة بالنسبة‬ ‫إلى تاريخ المغرب عموماً‪ ،‬وتاريخ سبتة‬ ‫خصوصاً؛ فهي‪:‬‬ ‫• أوال‪ :‬ترسم الوضعية التي آل إليها‬ ‫الجيش المجاهد المحاصر لسبتة‪ ،‬حيث إن‬ ‫طول مدة الحصار ولد لديهم تعباً شديداً‪،‬‬ ‫وربما تسلل اليأس إلى بعضهم؛ األمر الذي‬ ‫احتيج معه شحذ هممهم وتشجيعهم على‬ ‫مواصلة الحصار‪ ،‬خصوصاً أن الحرب ما زالت‬ ‫مستمرة حتى بعد أن ييسر اهلل فتح سبتة‪،‬‬ ‫إذ ما زالت ثغور أخرى تنتظر الخطة نفسها‪،‬‬ ‫وعلى رأسها ثغر مليلية في أقصى الشمال‬ ‫الغربي‪ ،‬وثغر الجديدة في الجنوب‪.‬‬ ‫• ثانيا‪ :‬تبرز تضامن المغاربة عموماً‬

‫وتآزرهم مع هؤالء المجاهدين ودعاءهم‬ ‫لهم بالنصر والتمكين‪ ،‬في كل حال وحين‪.‬‬ ‫وهذا نوع من الجهاد باللسان في مقابل‬ ‫جهادهم بالسيف والسنان‪ .‬وقد عبّر عنه‬ ‫صراحة الشيخ المسناوي بقوله‪« :‬وهذا‬ ‫حظنا معكم بقدر اإلمكان‪ ،‬وغاية ما نقدر‬ ‫عليه من إعانتكم في هذا الشأن‪ .‬فأنتم جند‬ ‫السيوف‪ ،‬ونحن جند الكفوف‪ ،‬أي نمد إليه‬ ‫تعالى أكف الضراعة في نصركم وأنتم هناك‬ ‫بالجسوم واألشباح‪ ،‬ونحن معكم بالقلوب‬ ‫واألرواح»‪ .‬ولعل ذلك رمز من الرموز القوية‬ ‫لتالحم الشعب في مكابدة الهموم والفتن؛‬ ‫وعلى رأسها الجهاد من أجل تحرير األراضي‬ ‫المغتصبةمنلدنالصليبيين‪.‬فكأنيبهذه‬ ‫الرسائل تترجم قوله تعالى‪﴿ :‬إن يمسسكم‬ ‫قرح‪ ،‬فقد مس القوم قرح مثله﴾‪ ،‬أو تجسد‬ ‫قول الصادق األمين‪﴿ :‬مثل المومنين في‬ ‫توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد‪،‬‬ ‫إذا اشتكى منه عضو‪ ،‬تداعى له سائر الجسد‬ ‫بالسهروالحمى﴾‪.‬‬ ‫• ثالثا‪ :‬تصور موقف أهل فاس خاصة‬ ‫في إحساسهم العميق والصادق بمعاناة‬ ‫المجاهدين المحاصرين لسبتة‪ .‬فنقرأ في‬ ‫الرسالة التي يسم كاتبها قوله‪« :‬فكل من‬ ‫بفاس يدعو لكم عند ضريحه في كل ساعة‪،‬‬ ‫وخصوصاً بالغدو واآلص��ال‪ ،‬فال تسمع إال‬ ‫عويل النساء‪ ،‬وتضرع الرجال‪ ،‬مادين أكف‬ ‫الرغبة‪ ،‬راجين أن يمن عليكم المولى بالفتح‬ ‫وتعجيل واألوبة»‪.‬‬ ‫• رابعاً‪ :‬تشيد بماضي سبتة العظيم‬ ‫ومجدها األثيل دينياً وعلمياً من خالل‬ ‫التذكير بأهم أعالمها ورجالها‪ ،‬ثم تصور‬ ‫ما آلت إليه المدينة على يد الصليبيين‬ ‫من تحويل المساجد التي كان يسمع فيها‬ ‫األذان إلى كنائس تدق فيها النواقيس‪.‬‬ ‫وحسبنا أن نقرأ ما قيل في الرسالة التي‬ ‫لم يسم صاحبها‪« :‬فاهلل اهلل إخواننا في‬ ‫تلك البلدة‪ ،‬أنقذوها بكل ما تقدرون عليه‬ ‫من اإلق��دام والنجدة‪ ،‬فقد طال أسرها‪،‬‬ ‫وعيل صبرها‪ ،‬وكثيراً ما رفع النداء فيها‬ ‫بالتكبير على كل منار‪ ،‬وكانت مأوى األماجد‬ ‫والفضالء واألول��ي��اء والعلماء واألخ��ي��ار‪،‬‬ ‫فاستبدلت بعد سرورها ِب ِهمْ وجهاً عبوساً‪،‬‬ ‫وعادت سعودها نحوساً‪ ،‬وعوِّض من األذان‬ ‫بكل منار ناقوساً»‪ .‬ولنا أن نقرأ أيضاً ما قاله‬ ‫محمد البكري في رسالته‪« :‬قاتلوهم‪ ...‬حتى‬ ‫يكون الدين هلل الحق‪ ،‬ويُدمغ باطلهم‬ ‫بصميم الحق‪ ،‬وتبدل النواقيس باألذان‪،‬‬ ‫والكنائس والبيع بمساجد يعبد فيها‬ ‫الرحمان‪ ،‬ويخلص اهلل على أيديكم هذه‬ ‫البقعة من الكفر‪ ،‬وتستنقذوها إن شاء اهلل‬ ‫من بين ناب ُ‬ ‫وظفر‪ ،‬وتفتح بحول اهلل وقوته‬ ‫هذه المدينة التي طالما وهي أسيرة‪ ،‬وفي‬ ‫أيدي الكفار منذ زمان كئيبة حسيرة‪ ،‬بعدما‬ ‫كانت دار إسالم‪ ،‬ومطالع شموس وأعالم‪،‬‬ ‫ومحافل تسبيح وتقديس فأين روضها‬ ‫الفائح‪ ،‬وكوكبها المنير الالئح‪ ،‬وعياضها‬ ‫الذي لواله ما فاحت تلك األباطح‪ ،‬وأين‬ ‫قطب العارفين باهلل‪ ،‬ومناخ ركاب أولياء‬ ‫اهلل‪ ،‬سبتيها الشهير‪ ،‬أبو العباس الولي‬ ‫الكبير» ‪.1‬‬ ‫صفوة القول‪ ،‬إذن‪ ،‬هي أن هذه الرسائل‬ ‫على ق��در كبير من األهمية ح��ول تلك‬ ‫المرحلة التاريخية التي طال فيها الحصار‬ ‫بعد عدة فتوح وتنقالت للجنود بين ميادين‬ ‫القتال‪ .‬فجاءت لتحريك مشاعر المجاهدين‬ ‫وإثارة حميتهم الجهادية بضرب األمثلة‬ ‫واستحضار المشاهد والمواقف التاريخية‬ ‫لخيرة السلف الصالح‪ ،‬مع استحضار تاريخ‬ ‫سبتة الزاهر بمعالمه ومساجده‪ ،‬وكذا دور‬ ‫هذه المدينة في التاريخ العلمي في الغرب‬ ‫اإلسالمي‪ .‬وال شك في أن مزيداً من البحث‬ ‫والتنقيب في خبايا التراث المغربي سيقودنا‬ ‫إلى وثائق دفينة أخرى ستسهم في تجلية‬ ‫صورة المرحلة‪ ،‬ومن ثم وال ريب اإلجابة عن‬ ‫مجموعة من األسئلة التي بقيت معلقة‪ ،‬ولم‬ ‫يكشف اللثام عن حلها‪.‬‬ ‫ــــــــــــــ‬

‫‪ 1‬ـ مخطوط الخزانة الحسنية بالرباط رقم‬ ‫‪ ،14117‬ص ‪.440‬‬


‫العدد ‪863‬‬

‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬نوفمرب ‪2016‬‬

‫جديد البحث التاريخي الوطني المتخصص في مدن الشمال‪..‬‬

‫أصيال‪ :‬قراءات بيبليوغرافية تصنيفية‬ ‫يبدو لي قبل الحديث‪ ،‬عن كتاب زميلي األستاذ المؤرخ أسامة الزكاري‪ ،‬ال بد من طرح تساؤالت‬ ‫ومالحظات عن المدينة التاريخية المغربية بشكل عام‪ ،‬هل هي وليدة تفاعل عوامل اجتماعية وثقافية‬ ‫واقتصادية وسياسية‪ ،‬داخل المجتمع المغربي؟ أم هي منتوج استعماري؟ وهل يمكن القول أن المدينة‬ ‫المغربية قبل االستعمارية لم تشكل نقطة تحول وانطالق المدينة العصرية؟‬ ‫يمكن اعتبار‪ ،‬المدينة االستعمارية عند إنشائها وتنظيمها لم تنبثق نتيجة تطور طبيعي للقوى‬ ‫االجتماعية ونمط اإلنتاج االقتصادي داخل المجتمع ما قبل االستعماري‪ ،‬ولكنها إنتاج أجنبي مستورد‪،‬‬ ‫وهذا الرأي خاضع للنقاش ‪.‬‬ ‫إن االصطدام الحاصل بين النموذج المعماري الغربي والنموذج المغربي‪ ،‬واكبته قطيعة‪ ،‬بمعنى ليس‬ ‫هناك استمرارية وتكامل بينهما‪ .‬وفي مستوى أخر نالحظ ‪،‬أن المدن التاريخية المغربية بدأت ولمدة‪،‬‬ ‫تتخلى عن وظائفها‪ ،‬الشيء الذي أدى إلى بروز مظاهر جديدة منها استقبال الوافدين القرويين وتخلي‬ ‫السكان القدامى عنها والحضور القوي للمضاربات والسمسرة‪ ،‬أضف إلى ذلك تدهور الحرف‪ ،‬واختفاء‬ ‫العالقات االجتماعية التي تقوم على المحبة والتكافل‪ ،‬وفقدان الوظيفة الثقافية والدينية‪ ،‬ثم حضور‬ ‫األجانب في اقتناء المنازل التاريخية وإعادة صيانتها‪.‬‬ ‫فبعدما كانت المدينة التاريخية تمثل اإلطار المجالي‪،‬‬ ‫الذي تتالءم وتتفاعل داخله كل القوى االجتماعية والسياسية‬ ‫واالقتصادية والثقافية والدينية ‪ -‬وهنا نعني بالدينية وجود‬ ‫مقرات الزوايا ‪ -‬أضحت اليوم‪ ،‬المدينة التاريخية نموذجا‬ ‫للتهميش المبكر‪.‬‬ ‫إن كتاب‪« ،‬أصيــــال ‪ :‬قراءات بيبليوغرافيــــة وتصنيفية»‬ ‫لألستاذ والمؤرخ أسامة الزكاري‪ ،‬يجعلنا في وضعية تأمل وانبهار‬ ‫أمام إنجاز تاريخي من نوع خاص‪ ،‬ينهل من منهجية التاريخ‬ ‫الجديد امتدادا لمدرسة الحوليات بفرنسا‪ .‬ونحن نقبل على قراءته‬ ‫ليس بغرض انتقادي‪ ،‬بل بهدف إعجابي ومعاينة كتابة تاريخية‬ ‫لمدينة اصيال‪.‬‬ ‫تشكل قراءة الكتاب دعوة للتساؤل عن وضعية الكتابات‬ ‫التاريخية‪ ،‬حول المدن في عالقتها المتداخلة‪ ،‬في إطار الدراسات‬ ‫المونوغرافية‪ ،‬كأداة أساسية لكتابة التاريخ المحلي‪ .‬أعتقد أن إنجاز‬ ‫أبحاث حول المدن‪ ،‬أمر صعب نظرا لطبيعة األدوات المصدرية‪،‬‬ ‫لكن تميزت مدينة أصيال عن باقي المدن المغربية بتاريخها الغني‬ ‫نظرا الرتباطها بتاريخ حوض البحر األبيض المتوسط‪ ،‬وبكونها‬ ‫تعاقبت عليها ثقافات لشعـوب مختلفة تنتمي لهذا الحوض‪ ،‬إن‬ ‫موقعها وماضيها جعلهـا مفخـرة لسكانها‪ ،‬فالنشاط االقتصادي‬ ‫لمدينة أصيال ارتبط بالبحر في إطار التجارة البعيدة المدى‪ ،‬كانت‬ ‫خزانا للتوابل والمعادن النفيسة مع االكتشافات الجغرافية الكبرى‬ ‫خالل القرنين ‪ 15‬و‪ 16‬م‪ .‬وهكذا يعد مجال المدينة حافال بالدراسات‬ ‫التاريخية والجغرافية واألدبية وحقال للدراسات البيبليوغرافية‪ ،‬لذلك‬ ‫كتاب المؤرخ أسامة الزكاري لم يخرج عن هذه القاعدة ‪.‬‬ ‫فهذه الدراسة التي نحن بصدد قراءتها تعد امتدادا لكتاب‬ ‫سابق أصدره األستاذ أسامة الزكاري «أصيال‪ :‬حصيلة البحث التاريخي‬ ‫واألركيولوجي» الصادر سنة ‪ ، 2007‬يقول األستاذ أسامة في مقدمة‬ ‫كتابه الذي بين أيدينا « إن مجال كتابة تاريخ مدينة أصيال يبقى‬ ‫مجاال بكرا بالنسبة للباحتين وللمؤرخين‪ ،‬فقد ارتأيت تطوير تجربة‬ ‫كتابي السابق‪ ،‬من خالل توسيع مجال الدراسة وتجاوز منطق اللوائح‬ ‫العامة»‪.‬‬ ‫فقارئ عنوان الكتاب يوحي له‪ ،‬أنه عبارة عن لوائح عامة لعناوين‬ ‫مصادر ومراجع‪ ،‬لما كتب حول مدينة أصيال‪ .‬لكن عند قراءتنا له نجد‬ ‫األستاذ أسامة‪ ،‬اتخذ منهجية مختلفة في إنجاز عمله ‪ -‬ال نجدها إال عند عمالقة التاريخ مثل مجموعة البحث‬ ‫التاريخي مع جاك لوكوف بالمدرسة الفرنسية ‪ -‬عبارة عن جمع لبعض ما كتب حول مدينة أصيال من تاريخ‬ ‫وأدب‪ ،‬لكن األستاذ لم يقف عند التصنيف والتدوين‪ ،‬بل كل نص تناوله بمالحظات دقيقة أغنت النص‪،‬‬ ‫وتقديم ينم على أن الرجل محترفا في صنعة التاريخ ‪.‬‬ ‫إن تعامل األستاذ مع مادته تجاوزت القراءات التبسيطية االختزالية إلى مستوى أكثر علمية وأكاديمية‪،‬‬ ‫يظهر لنا ذلك من خالل المنهج النقدي ‪ -‬الذي هو قاعدة المدرسة الوضعانية ‪ -‬الداخلي والخارجي الذي‬ ‫اعتمده في تشريح وتجريح تيمات الدراسة‪ ،‬وبالتالي االنتقال إلى مرقى النسق التحليلي النقدي المتجانس‬ ‫لتوسيع آفاق توظيفها‪ .‬ال نجد تناقضا بين اعتماده على المدرسة الوضعانية في التجريح المعتمد على‬ ‫النقد الداخلي والخارجي‪ ،‬واعتماده مدرسة الحوليات الفرنسية على مستوى منهج الكتابة‪ ،‬بل بصنعة‬ ‫متناهية الدقة مزج بين المدرسة الوضعانية ومدرسة الحوليات البروديلية ‪.‬‬

‫«إدوارد سعيد‪،‬‬ ‫االنتفاضة الثقافية»‬ ‫إصدار جديد للمترجم‬ ‫المغربي‬

‫محمد الجرطي‬

‫• عـالل بنـور‬

‫يقوم الكتاب على التصنيف التحقيبي من التاريخ القديم لمدينة أصيال إلى التاريخ الوسيط إلى‬ ‫التاريخ الحديث ثم المعاصر‪ ،‬هذا على مستوى الموضوعات التاريخية حسب الحقب‪ ،‬ثم تضمن الكتاب‬ ‫نصوصا إبداعية‪ ،‬فانتهى بكتابات توثيقية للمنتوج الثقافي والعمل الجمعوي بمدينة أصيال‪.‬‬ ‫أتت مضامين الكتاب‪ ،‬مقاالت متفاوتة في الحجم‪ ،‬تعبر في حقيقة األمر عن إشكالية الكتاب‪ ،‬أعتقد أن‬ ‫هذه المقاالت كافية للتعرف على تاريخ اصيال في مستوى من المستويات‪ ،‬لكن ليس في معناه المعماري‪،‬‬ ‫بل هو تاريخ البنيات داخل المدينة‪ ،‬فهو أكثر جاذبية لجمهور القراء من تاريخ الزعماء والقادة والمعارك‬ ‫التي ال تستحق مكانا في الذاكرة‪ ،‬إال إذا كان لها دور في كشف البنيات االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬ ‫في مستوى أخر‪ ،‬جاء الكتاب بطريقة جديدة في الفهرسة‪ ،‬خرج عن المألوف من حيث التبويب‬ ‫والفصول والترقيم‪ ،‬إلى ترتيب جديد‪ ،‬وهو مقبول‪ ،‬من عناوين رئيسية إلى عناوين مواضيع بدون ترقيمها‪.‬‬ ‫يقع اإلصدار في ‪ 565‬صفحة صادر عن منشورات جمعية ابن خلدون للبحث التاريخي واالجتماعي‬ ‫بأصيال‪ ،‬تتصدره توطئة وينتهي بخاتمة عجيبة تختلف عن الخواتم المألوفة‪ ،‬طرح فيها األستاذ أسامة‪،‬‬ ‫إن العمل الفردي يبقى عاجزا عن سد كل الثغرات‪ ،‬وهذا تواضعا‬ ‫منه‪ ،‬ثم قدم دعوة ألبناء المدينة على بذل الجهد‪ ،‬الستكمال البحث‬ ‫التاريخي حول مدينتهم‪ ،‬كذلك دعا الجهات المعنية بالبحث بتقديم‬ ‫الدعم المتواصل إلنجاز أي مشروع ثقافي مماثل‪.‬‬ ‫يتضمن الكتاب سبعة عناوين رئيسية‪:‬‬ ‫ األول ‪ :‬متعلق بالتاريخ القديم‪ ،‬تناول فيه عشر موضوعات‬‫بالقراءة والتعليق ‪.‬‬ ‫ الثاني ‪ :‬خاص بالكتابات الموسوعية العامة يضم ثمانية‬‫عشر موضوعا تتناول قضايا تنظيمية ودراسات اجتماعية مجالية‬ ‫ودراسات إثنولوجية لمنطقة الشمال جاء غنيا بالمعلومات‬ ‫المتناهية الدقة‪.‬‬ ‫ الثالث ‪ :‬حول كتابات في التاريخ الوسيط تشمل اثنا عشر‬‫موضوعا تتأطر في دراسات حول المغرب الوسيط من قراءة‬ ‫وتعليق لكتب تاريخية إلى التعريف ببعض السير لشخصيات لها‬ ‫وقع ديني صوفي ‪.‬‬ ‫ الرابـع ‪ :‬دراسات مؤطرة في التاريخ الحديث‪ ،‬تضم ثالث‬‫وعشرون دراسة تتوزع ما بين قراءة وتحليل لكتب مؤرخين‬ ‫مغاربة حول دراسات المجتمع والمجال المغربي‪.‬‬ ‫ الخامـس ‪ :‬يتموضــع في كتابــات التاريخ المعاصر‬‫يضم اثنتا وثالثون دراسة تغطي مرحلـة الحمايـة الفرنسية‬ ‫واالستعمار اإلسباني‪ ،‬ثم دراسة في الوثائق بما فيها البحث‬ ‫في شخصيات نافذة في تاريخ المغرب المعاصر‪.‬‬ ‫يعد هذا الفصل أطول فصول الكتاب‪ ،‬نظرا لغزارة‬ ‫الكتابات في المرحلة المعاصرة على مستوى الكتابة التاريخية‪.‬‬ ‫ السـادس ‪ :‬خصص للكتابات اإلبداعية يضم ستون‬‫إبداعا تتوزع بين الرواية والدراسات الشعرية والفن التشكيلي‬ ‫والمجموعات القصصية والدراسات المسرحية‪ ،‬أعتقد إن‬ ‫الكتابات اإلبداعية تعد مراجع لكتابة التاريخ اآلني‪ ،‬باعتبار‬ ‫أنها ال تخلو من أهمية خبرية‪ ،‬وبالتالي فالتاريخ الجديد‪،‬‬ ‫يعتبر كل إبداع هو شاهدة تاريخية‪.‬‬ ‫ السابـع ‪ :‬خاص بالكتابات الثوثيقية لإلبداع الثقافي والعمل الجمعوي بأصيال‪ ،‬يضم هذا الفصل‬‫أحد عشر عمال يهتم بالتعريف بمعالم العطاء الثقافي المؤسساتي ألصيال‪.‬‬ ‫وينتهي الكتاب بتقديم إصدارات جمعية ابن خلدون للبحث التاريخي واالجتماعي لمدينة أصيال‪،‬‬ ‫هذه الجمعية التي أصبح لها الفضل الكبير في تعميم تداول تاريخ المدينة بشكل قد ال نجد مثيال له في‬ ‫المدن المغربية األخرى‪.‬‬ ‫على سبيل الختم‪ :‬إن القارئ المنغمس في قراءة كتاب األستاذ والمؤرخ أسامة الزكاري‪ ،‬أيقونة أصيال‪،‬‬ ‫يجده يندرج في إطار منهجية التاريخ الجديد مع جاك لوكوف‪ ،‬فالكتاب جدير بالقراءة نظرا لغناه المعرفي‬ ‫والمفاهيمي والمنهجي‪ ،‬لذلك يعتبر قدوة لكل باحث في تاريخ أصيال أوال‪ ،‬ثم تاريخ المدينة المغربية‬ ‫عموما‪.‬‬

‫عن منشورات «رونق المغرب» صدر مؤخرا للمترجم المغربي محمد الجرطي‪ ،‬ترجمة عربية لكتاب «إدوارد سعيد‪،‬‬ ‫االنتفاضة الثقافية» للباحث الفرنسي إيف كلفارون (صدر عن دار كيمي بفرنسا سنة ‪ ،)2013‬يقع الكتاب في ‪ 228‬صفحة من‬ ‫الحجم المتوسط‪ ،‬ويضم بين دفتيه أربعة فصول‪1 :‬ـ سعيد‪ ،‬مفكر في العالم‪2 ،‬ـ إدوارد سعيد الناقد المقارناتي‪3 ،‬ـ سعيد‬ ‫والعالم ما بعد الكولونيالي‪4 ،‬ـ تلقي أعمال إدوارد سعيد‪.‬‬ ‫«إدوارد سعيـد‪ ،‬االنتفاضـة الثقافيــة» مقاربة منهجية شاملة ألهم روافد إدوارد سعيد الثقافية بدءاً من أطروحته‬ ‫حول الكاتب جوزيف كونراد‪ ،‬و «البدايات‪ :‬القصد والمنهج» مروراً بـ «العالم‪ ،‬النص‪ ،‬والناقد» و «االستشراق» و «الثقافة‬ ‫واإلمبريالية» وصوال إلى اَخر أعماله «عن األسلوب المتأخر»‪ .‬إذ يعتبر هذا الكتاب ـ حسب مقدمة المترجم ـ إضافة نوعية‬ ‫لتسليط الضوء على مسار إدوارد سعيد الثقافي الذي طالب دوماً بنزعة أنسنية ما بعد أوربية عابرة للقارات‪ ،‬نزعة أنسنية‬ ‫تؤمن بالفعل اإلنساني وتدين اإلقصاء مع انفتاح شامل على منابع المعرفة االنسانية‪ .‬يقتفي هذا الكتاب المسار األصيل‬ ‫لمثقف انتقائي‪ ،‬مفكر مرتحل بين عوالم المعرفة‪ ،‬مثقف يقاوم من داخل الحقل األكاديمي الغربي بفكر نقدي وثوري لتكسير‬ ‫صنمية اآلراء المسبقة ولدحر اإليديولوجيات الموجهة لبناء جسور الحوار المثمر بين الثقافات المختلفة الكفيلة بإرساء القيم‬ ‫اإلنسانية المؤمنة بالتعايش مع ا َالخر‪.‬‬ ‫والكاتب محمد الجرطي باحث ومترجم مغربي‪ ،‬حاصل على شهادة الدكتوراه في األدب الفرنسي‪ ،‬نشر العديد من‬ ‫المقاالت والدراسات األدبية والنقدية والفكرية والجيو‪ -‬سياسية في العديد من الصحف والمجالت المحلية والعربية والدولية‪،‬‬ ‫صدرت له العديد من الكتب‪« :‬حوارات القرن»‪« ،‬تزفيتان تودوروف‪ .‬تأمالت في الحضارة والديمقراطية والغيرية»‪« ،‬ما بعد‬ ‫الربيع العربي في العالقات الدولية»‪« ،‬إدوارد سعيد‪ .‬من تفكيك المركزية الغربية إلى فضاء الهجنة واالختالف»‪ ،‬وله مجموعة‬ ‫من األعمال المخطوطة‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬نوفمرب ‪2016‬‬

‫العدد ‪863‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫‪-‬‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫إن التذكير بأيام اهلل التي هي من نعمه على خلقه ومن دروسه لعباده‪ ،‬من أساليب‬ ‫الهداية والتعليم في القرآن الكريم‪ ،‬ومن البواعث التي تذكي في القلوب روح اإليمان‪ ،‬وتذكر‬ ‫اإلنسان بماضيه وتدفعه إلى العمل من أجل غده‪ ،‬فاألمم تعيش ذكرياتها لتستخلص الدروس‬ ‫والعبر‪ ،‬ولتستحضر فعل اآلباء وتجعله عبرة لألبناء‪ ،‬ولتجعل منها قاعدة النطالق العمل والبناء‪،‬‬ ‫خصوصا إذا كانت الذكرى في تاريخ األمة حدا فاصال بين عهدين تمخض ثانيهما عن إشراقة‬ ‫النور وصبح الحرية‪ ،‬وامتداد الكرامة في عنان السماء‪.‬‬ ‫فلقد كانت بعثة النبي صلى اهلل عليه وسلم حدا فاصال بين الظالم والنور‪ ،‬أحيا اهلل بها‬ ‫ِلر ُ�سولِ‬ ‫(يا �أَ ُّي َها ا َّلذ َ‬ ‫هذه األمة التي استجابت لدعوته في قوله تعالى‪َ :‬‬ ‫ا�ستَجِ ُيبوا ِللَّهِ َول َّ‬ ‫ِين � َآمنُوا ْ‬ ‫َ‬ ‫ون) األنفال‬ ‫ي مْال َْرءِ َو َق ْلبِهِ َو�أن َُّه �إِل َْيهِ حُ ْ‬ ‫�ش َ‬ ‫اعل َُموا �أَ َّن الل َ​َّه َي ُحولُ َب نْ َ‬ ‫�إ َِذا َد َعاكُ ْم مِلَا ُي ْحيِيكُ ْم َو ْ‬ ‫ت رَ ُ‬ ‫‪ ،24‬فأحياها حياة طيبة بيضت وجه التاريخ بأخالقها وعدالتها وإحسانها‪ ،‬ووفى اهلل لها الوعد‬ ‫ال ِ‬ ‫ال�ص حِ َ‬ ‫ات ل َ​َي ْ�ست َْخ ِل َفن َُّه ْم يِف‬ ‫(و َع َد الل َُّه ا َّلذ َ‬ ‫ِين � َآمنُوا مِ نْكُ ْم َو َعمِ لُوا َّ‬ ‫الذي قطعه على نفسه في قوله‪َ :‬‬ ‫دِ‬ ‫َّ‬ ‫الَ ْر ِ‬ ‫َ�ضى ل َُه ْم َول َُي َب ِّد َلن َُّه ْم مِ ْن َب ْع ِد‬ ‫ِي‬ ‫ذ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫َه‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫َه‬ ‫ل‬ ‫َن‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫َي‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ْأ‬ ‫ارت َ‬ ‫هِ‬ ‫كِّ‬ ‫َّ‬ ‫ا�ست َْخل َ​َف ا َّلذ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِين مِ ْن َق ْب ِل ْ َ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫�ض كَ َما ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َخ ْو ِفهِ ْم �أ ْمنًا ) النور ‪ ،55‬وقد تحقق هذا الوعد اإللهي في أجمل صوره وأكرم مظاهره‪ ،‬فاسأل‬ ‫التاريخ كم أسدت الخالفة اإلسالمية لإلنسانية من إحسان ومكارم‪ ،‬وأشادت للحضارة والعلوم‬ ‫من مآثر ومعالم مادام المسلمون متمسكين بهداية تلك الشريعة ومستظلين براية اإلمامة‬ ‫اإلسالمية الرفيعة‪.‬‬ ‫ولقد دخلت أمتنا هذا التاريخ الذهبي منذ دخولها في اإلسالم‪ ،‬وسجلت فيه صفحات ذهبية‬ ‫فرضت نفسها على جميع كتابه‪ ،‬وتداولت على عرشها دول إسالمية مجيدة أخذت على عاتقها‬ ‫خدمة اإلنسانية واإلسالم‪ ،‬وساهمت في نشر الحضارة‬ ‫اإلسالمية بين مختلف الشعوب‪ ،‬وعلى رأسها الدولة‬ ‫العلوية الشريفة التي اختارتها العناية اإللهية الحكيمة‬ ‫لتتسلم مقاليد األمر بهذه الديار فبايعها هذا الشعب‬ ‫المغربي األبي على الطاعة والوالء والنصرة والوفاء‪ ،‬بيعة‬ ‫شعب مسلم حر مختار‪ ،‬وواثقها بميثاق الشرف والفخار‪،‬‬ ‫ميثاق سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم مع صحابته‬ ‫المهاجرين واألنصار‪ ،‬فكانت البيعة النبوية المحمدية هي‬ ‫العقد األساسي الخالد الذي انبعثت منه البيعة العلوية‬ ‫المغربية‪ ،‬ومن توفيق اهلل الذي وافق الدولة العلوية‬ ‫الشريفة منذ نشأتها أنها كانت وارثا أمينا لجميع الدول‬ ‫اإلسالمية التي تعاقبت على عرش هذا الوطن فعملت على‬ ‫صيانة أجل أمجادنا‪ ،‬وحافظت على أجمل تقاليدنا‪ ،‬وجعلت‬ ‫من تلك األمجاد والتقاليد عقدا واحدا منظما وباقة واحدة‬ ‫منسقة‪ ،‬وحمت البالد والثغور‪ ،‬وذادت عن الوطن وأهله‪،‬‬ ‫فدفعت الطامعين‪ ،‬وطردت المستعمرين‪ ،‬وكفت المغاربة شر األعداء والخائنين‪.‬‬ ‫إن المغرب العربي المسلم لمدين بكل فضل للبيت العلوي المجيد‪ ،‬فقد طهر أئمة هذا‬ ‫البيت شواطئ المغرب من كل غزو أجنبي‪ ،‬وحرروا ربوعه من كل استعمار واحتالل‪ ،‬ودافعوا‬ ‫عن صحراءه حتى نالت حرية االستقالل‪ ،‬وها نحن نعيش اليوم ذكرى من أعز ذكرياتنا‪ ،‬ويوما‬ ‫من أغلى أيامنا‪ ،‬كان له فضل تغيير خريطة التاريخ السياسي ألمتنا‪ ،‬دفع كآبة الحزن والوهن‪،‬‬ ‫واستكمال مجد اآلباء واألجداد‪ ،‬والسير قدما إلى الرفعة والسؤدد‪ ،‬إنه يوم عيد استقاللنا‪ ،‬ويوم‬ ‫بزوغ حريتنا‪ ،‬وطرد المستعمر الغاشم عن أرضنا‪ ،‬إنه يوم يحمل في طياته الكثير من المعاني‬ ‫والعبر‪ ،‬وذكرى تجربة رائدة في تاريخ الشعوب المعاصرة تفخر بها األمة المغربية‪ ،‬وتعتز وتسير‬ ‫في طريق الحياة وقد جعلت نصب أعينها ما استفادته من معاني هذه الذكرى العظيمة التي‬ ‫تالحمت فيها عزائم الشعب األبي مع إرادة الملك المجاهد المخلص الغيور محمد الخامس‬ ‫طيب اهلل ثراه‪ ،‬فتعاقدت وتعاهدت على رد كيد المستعمر إلى نحره‪ ،‬وتحرير البالد ورد االعتبار‬ ‫والكرامة المكلومة مهما كانت التضحيات ومهما كانت التكاليف‪ ،‬فوقف الكل موقف رجل واحد‬ ‫ال يرهبهم القمع وال يخيفهم السجن والنفي واإلبعاد‪ ،‬ال ينقص من عزمهم التنكيل والقتل‪،‬‬ ‫زادُهم اإليمان العميق والعقيدة الصحيحة ووحدة الصف واإلخالص للوطن‪ ،‬وهدفهم رفع راية‬ ‫اإلسالم وتحرير أبنائه من القيود التي فرضها عليهم المستعمر الغاشم‪ ،‬وإرجاع األرض إلى‬ ‫أهلها والخيرات إلى أصحابها‪ .‬وشعارهم‪ :‬اهلل أكبر‪ ،‬اهلل أكبر‪ ،‬وإنها معركة حتى النصر‪ ،‬فتحقق‬ ‫فيهم قوله سبحانه وتعالى‪( :‬مِ َن مْ ُ‬ ‫اه ُدوا الل َ​َّه َعل َْيهِ َفمِ ن ُْه ْم َم ْن َق َ�ضى‬ ‫ِني رِ َجالٌ َ�ص َد ُقوا َما َع َ‬ ‫ال�ؤْمِ ن َ‬ ‫ِني ب ِ‬ ‫ِ�ص ْدقِ هِ ْم َو ُي َع ِّذ َب مْ ُ‬ ‫ن َْح َب ُه َومِ ن ُْه ْم َم ْن َي ْن َتظِ ُر‪َ ،‬و َما َب َّدلُوا ت َْبد اً‬ ‫ِني �إ ِْن‬ ‫ال َنافِ ق َ‬ ‫ال�صادِ ق َ‬ ‫ِيل‪ ،‬ل َِي ْجزِ َي الل َُّه َّ‬ ‫يما )األحزاب ‪ 23‬ـ ‪.24‬‬ ‫ُوب َعل َْيهِ ْم إِ� َّن الل َ​َّه كَ َ‬ ‫َ�ش َ‬ ‫اء �أَ ْو َيت َ‬ ‫ُورا َر ِح ً‬ ‫ان َغف ً‬ ‫فالملك المجاهد لم يثنه عن خوض المعركة تهديد وال وعيد وال نفي وال تشريد‪ ،‬وأبى لهذه‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫األمة أن يراها مضاعة الحقوق‪ ،‬مقطوعة الجناح‪ ،‬فحاول المستعمر استمالته بشتى الوسائل من‬ ‫ترغيب وترهيب ووعد ووعيد‪ ،‬إال أن روح اإليمان الذي كان يتوقد في صدره أبت عليه المهادنة‬ ‫والمسالمة والقبول بالوعد واالستمالة‪ ،‬فضرب بذلك مثال خالدا من أمثلة الصعود واالستعالء‪.‬‬ ‫والشعب األبي المشحون باإليمان والوطنية لم تخفه السجون ولم يثنه التقتيل والتنكيل‪،‬‬ ‫فانطلق كرصاصة ال تقبل الرد وال التحويل‪ ،‬ال يبغي عن االستقالل بديال وال عن الحرية مساومة‪،‬‬ ‫فكان النصر وكان الفتح العظيم لهذه األمة التي ظن المستعمر أنه بقوته وجيوشه يوهن‬ ‫صوت الحق الذي أعلنه الشعب‪ ،‬ويبقى مستحوذا على األرض والخيرات‪ ،‬لكن أنى له ذلك وقد‬ ‫أبى اهلل والمومنون‪ ،‬ففتح أفواه مدافعه على المناضلين األحرار‪ ،‬والعزل من الشيوخ واألطفال‪،‬‬ ‫وأشرع أبواب السجون والمعتقالت‪ ،‬وسارع إلى النفي والتشريد‪ ،‬فطار صوابه واستعجل نهايته‪،‬‬ ‫إذ لم يستطع الصمود أمام الحق ورجاله‪ ،‬ومواجهة اإليمان والوطنية‪.‬‬ ‫إنها ذكرى عظيمة ومناسبة جليلة نستحضر فيها الماضي برجاله األوفياء‪ ،‬ومناضليه‬ ‫األبرار‪ ،‬ووطنييه األحرار‪ ،‬ونعيش لحظة مع هذا الماضي المشرق لعلنا نستلهم منه قبسا من‬ ‫نور يعلم أبناءنا سبل الكفاح والنضال من أجل النجاح وبلوغ المرامي‪ ،‬وكيفية النهوض بالدين‬ ‫والوطن‪ ،‬والتشبث بالقيم والمبادئ‪ ،‬والتحلي بالوطنية الصادقة‪ ،‬ويفتح األفق أمامهم للعمل‬ ‫من أجل غد أفضل‪.‬‬ ‫إن اإليمان الصادق وحب الوطن يبعثان في كل مواطن روح الجهاد التي تدع ألي مستعمر‬ ‫وال دخيل مكانا في بلدك‪ ،‬مهما كان قويا وطاغية‪ ،‬فالجهاد روح المواطنة وحب الوطن من‬ ‫اإليمان‪ ،‬و كيف ال يكون هذا الحب من اإليمان؟ وهو يدعو‬ ‫إلى الغيرة على الوطن‪ ،‬ودفع الضرر عنه‪ ،‬والذود عن حرمته‪،‬‬ ‫والسعي لجلب ما ينفعه ويسير به إلى األمام‪ ،‬وحفظ‬ ‫خيراته والحرص على نمائها‪ ،‬وصيانة تجهيزاته والعمل‬ ‫على تطويرها‪ ،‬والدفاع عنه في المجامع والملتقيات‪،‬‬ ‫والتعريف بأعمال أبنائه ومنجزاتهم ‪....‬‬ ‫فحب الوطن من اإليمان‪ ،‬واإليمان روح العقيدة‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬والجهاد من أجل الوطن سبيل المؤمن‬ ‫وطريقه‪ ،‬فهو إما أن يحيى حياة العز والكرامة التي أرادها‬ ‫اهلل سبحانه له‪ ،‬وإما أن يموت موت الشهداء‪ ،‬وهي ميتة‬ ‫العزة والكرامة‪ ،‬وهي كذلك حياة دائمة كما جاء عن النبي‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم «رباط شهر خير من صيام دهر‪ ،‬ومن‬ ‫مات مرابطا في سبيل اهلل أمن من الفزع األكبر وغدي عليه‬ ‫برزقه وريح من الجنة‪ ،‬ويجري عليه أجر المرابط حتى يبعثه‬ ‫اهلل عز وجل»‪ ،‬وكما جاء كذلك في حديث آخر‪ « :‬من مات‬ ‫مرابطا في سبيل اهلل أجري عليه عمله الصالح الذي كان‬ ‫يعمل وأجري عليه رزقه‪ ،‬وأمن الفتن‪ ،‬ويبعثه اهلل يوم القيامة آمنا من الفزع األكبر»‪.‬‬ ‫إن هذه الروح‪ ،‬الروح الجهادية هي روح العمل والبناء‪ ،‬فالجهاد‪ :‬بذل الجهد واستفراغ‬ ‫المجهود في كل شأن يرفع من قيمة الوطن والمجتمع ويعلي من شأنهما‪ ،‬فعندما تكون‬ ‫البالد مهددة باالستعمار يكون الجهاد في مجابهة المستعمر وفي النضال من أجل الحرية‬ ‫واالستقالل‪ ،‬وعندما تكون البالد آمنة مستقرة يكون الجهاد بالبناء والتعمير والحفاظ على‬ ‫المكتسبات‪ ،‬وتعليم األبناء وتهذيبهم وتربيتهم على المواطنة الصادقة‪ ،‬وبنشر الخير والتعاون‬ ‫على البر والتقوى‪ ،‬فمن فاته الجهاد األول فالباب أمامه مفتوح لالنخراط في الجهاد الثاني ـ‬ ‫الجهاد األكبرـ من أجل الرقي واالزدهار والبناء والتشييد‪.‬‬ ‫إن كل أمة ال تأخذ نفسها بروح الجهاد ستبقى عرضة للمغير والمنتهب‪ ،‬للجهل والتخلف‪،‬‬ ‫للفقر والحاجة‪ ،‬وكل أمة ال يتعاون أبناؤها على الفالح والنجاح‪ ،‬وال يتبادلون الرأي والمشورة‬ ‫والنصيحة‪ ،‬وال يتماسكون ويعتصمون بحبل اهلل‪ ،‬ستتخطاها األمم ويفوتها الركب‪.‬‬ ‫فلنجعل من هذه الذكريات والمناسبات محطات للعبرة والتعلم‪ ،‬ودروسا في اإليمان‬ ‫والوطنية‪ ،‬ومنارات نهتدي بها في مسيرتنا من أجل بناء الغد األفضل بنفس الوطنية الصادقة‪،‬‬ ‫والنضال المستمر‪ ،‬والبطولة والجهاد الذي قاد آباءنا إلى الحرية واالستقالل‪ .‬سائرين على نهج‬ ‫الملك المجاهد جاللة الملك محمد الخامس الذي عاد من منفاه وانتهى من مرحلة التحرير‬ ‫لينهض مباشرة إلى الجهاد من أجل البناء والتعمير‪ ،‬وهي المرحلة التي استكملها بعزم وإصرار‬ ‫رفيقه في الجهاد فقيد المغرب الكبير جاللة الملك الحسن الثاني طيب اهلل ثراه محرر الصحراء‬ ‫وباني المغرب الحديث‪ ،‬وقد واصل تلك المشاريع واألعمال الكبرى جاللة الملك محمد السادس‬ ‫نصره اهلل معالجا ملفاتها برزانة وحكمة‪ ،‬مجاهدا من أجل اإلصالح والتجديد في التعليم‬ ‫واألسرة‪ ،‬وترسيخ الحريات العامة‪ ،‬والتضامن والتآزر واالجتماعي‪ ،‬وإعادة هيكلة الحقل الديني‪.‬‬

‫يا أيها الناس‪ :‬إنها األمة التي ال تموت‬

‫لقد تعرض اإلسالم منذ نشأته وانتشار نوره في شتى‬ ‫بقاع األرض لكثير من المؤامرات والدسائس التي كان‬ ‫هدفها القضاء على اإلسالم وإطفاء أنواره في قلوب الناس‪،‬‬ ‫لكن سهام األعداء ردت إلى نحورهم فواصل اإلسالم انتشاره‬ ‫وتجذره في قلوب الناس وبقي صامدا عبر قرون يتلقى‬ ‫ضربات تلو آخرى وهو الجبل األشم والقمة التي عزت على‬ ‫تسلق السفهاء‪.‬‬ ‫كلما ظن أعداؤه أنهم اقتربوا من اإلجهاز عليه قام‬ ‫المارد من جديد ينتفض وينفض عن جسده وعقله غبار‬ ‫الشبهات والشهوات ويواصل رسالته هاديا الناس‪ ،‬قائما‬ ‫بالحجة عليهم‪ ،‬يا أيها الناس إنها األمة التي ال تموت‪ ،‬إنها‬ ‫األمة التي أخرجها اهلل سبحانه‪ ،‬إنها األمة التي تدين بدين‬ ‫ارتضاه اهلل تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم‬ ‫نعمتي ورضيت لكم اإلسالم دينا) [المائدة‪ ،]3:‬اقرؤوا التاريخ‬ ‫القديم والحديث لتدركوا هذه الحقيقة وقبل ذلك إقرؤوا قول‬ ‫ربكم لتستبشروا بوعده لكم بانتشار هذا الدين برغم كيد‬ ‫أعدائه له‪ .‬قال اهلل سبحانه وتعالى‪{:‬يريدون أن يطفئوا نور‬

‫اهلل بأفواههم ويأبى اهلل إال أن يتم نوره ولو كره الكافرون‬ ‫هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين‬ ‫كله ولو كره المشركون} [الصف ‪ 8‬ـ ‪.]9‬‬ ‫يا أيها القراء الكرام‪ ،‬إن اإلعجاز العلمي في هذا العصر‬ ‫هو الدليل الحي والبرهان اليقيني المشهود بالحجة البالغة‬ ‫في زمان العلم والسلطان الذي يعلو وال يعلى عليه‪ ،‬كما أنه‬ ‫أفضل لغة للحوار بين المسلمين وغيرهم لدعوتهم إلى‬ ‫الدين وهو السبيل األمثل لجذب الشاردين من المسلمين‬ ‫لبث اليقين في نفوسهم واإلعترار بدينهم والتمسك بحبله‬ ‫المتين‪.‬‬ ‫من جديد يحاول األعداء أن يجردوا المسلمين من هذا‬ ‫السالح ويكيدوالهم ولدينهم بصد الناس عن اإلعجاز العلمي‬ ‫في القرآن والسنة بعد أن وجدوا إقبال الناس الشديد على‬ ‫هذا الدين من خالل هذا المجال‪ ،‬فجندوا تالميذهم من‬ ‫المستغربين وعمالءهم من المنتسبين لإلسالم لبذر الشوك‬ ‫وتسويق الوهم بأن اإلعجاز العلمي خرافة ووهم «واألعجب‬ ‫من هذا أن بعضا من صغار طلبة العلم الشرعي انضموا إلى‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫هذا الفريق للنيل من اإلعجاز العلمي وتشكيك الناس فيه‬ ‫بحجة الحفاظ على نصوص الشريعة من تفسيرها بالنظريات‬ ‫والفروض‪ ،‬إن الشيء الغريب أن حجج الفريقين وشبهاتهم‬ ‫واحدة‪ ...‬على طالب العلم والمسلمين أن ينتبهوا متمسكين‬ ‫بدينهم من الوقوع في شرك أعداء الدين وأال يكونوا أولياء‬ ‫لهم وهم ال يشعرون‪،‬وأال يستدرجهم الشيطان بشبهات إذا‬ ‫عرضت على دالئل الحق تساقطت تلك األوهام وما أسوأ أن‬ ‫يستدرجك األعداء وأنت ال تعلم لكي تحقق مرادهم وأنت‬ ‫الواهم بأنك تقوم بخير‪ ،‬وقديما قال الشيطان ألبينا آدم {ما‬ ‫نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إال أن تكونا ملكين أو تكونا‬ ‫من الخالدين} [األعراف ـ ‪.]20‬‬ ‫فليسدد بعضنا بعضا وال ننسى أبدا أن سفينتنا واحدة‬ ‫وأننا في مواجهة عدو شرس له من أساليب المكر والدهاء‬ ‫والتضليل ما اهلل به عليم‪ ...‬وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب‬ ‫العالمين‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬نوفمرب ‪2016‬‬

‫العدد ‪863‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬

‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache7@hotmail.com‬‬

‫‪ 22‬ـ مقتطفات من كتاب «المستطرف في كل فن مستظرف»‬ ‫الكتاب من تأليف الشيخ شهاب الدين أبوالفتح محمد بن أحمد األبشيهي‪ ،‬نسبة إلى قرية أبْشيه (أبْشَواي) من قرى الفيّوم المصرية‪ ،‬أقام‬ ‫بالمحلة ورحل إلى القاهرة ‪،‬درس الفقه والنحو وولي الخطابة ببلدته بعد وفاة والده ‪ ،‬توفي حوالي (‪ 850‬هـ‪1448/‬م)‪.‬‬ ‫وعن دواعي تأليف هذا الكتاب ومضامينه يقول األبشيهي في ديباجته‪:‬‬ ‫«‪...‬أما بعد فقد رأيت جماعة من ذوي الهمم جمعوا أشياء كثيرة من اآلداب والمواعظ والحكم وبسطوا مجلدات في التواريخ والنوادر واألخبار‬ ‫والحكايات واللطائف ورقائق األشعار وألفوا في ذلك كتبا كثيرة وتفرد كل منها بفرائد فوائد لم تكن في غيره من الكتب محصورة فاستخرت اهلل تعالى‬ ‫وجمعت من جموعها هذا المجموع اللطيف وجعلته مشتمال على كل فن ظريف وسميته «المستطرف في كل فن مستظرف» واستدللت فيه بآيات كثيرة‬ ‫من القرآن العظيم وأحاديث صحيحة من أحاديث النبي الكريم وطرزته بحكايات حسنة عن الصالحين األخيار ونقلت فيه كثيرا مما أودعه الزمخشري‬ ‫في كتابه ربيع األبرار وكثيرا مما نقله ابن عبد ربه في كتابه العقد الفريد ورجوت أن يجد مطالعه فيه كل ما يقصد ويريد‪ .‬وجمعت فيه لطائف وظرائف‬ ‫عديدة من منتخبات الكتب النفيسة المفيدة وأودعته من األحاديث النبوية واألمثال الشعرية واأللفاظ اللغوية والحكايات الجدية والنوادر الهزلية‬ ‫ومن الغرائب والدقائق واألشعار والرقائق ما تشنف بذكره األسماع وتقر برؤيته العيون ‪.‬وجعلته يشتمل على أربعة وثمانين بابا من أحسن الفنون‬ ‫متوجة بألفاظ كأنها الدر المكنون‪..‬‬ ‫وضمنته كل لطيفة ونظمته بكل ظريفة وقرنت األصول فيه بالفضول ورجوت أن يتيسر لي ما رمته من الوصول وجعلت أبوابه مقدمة وفصلتها‬ ‫في مواضعها مرتبة منظمة ليقصد الطالب إلى كل باب منها عند االحتياج إليه ويعرف مكانه باالستدالل عليه فيجد كل معنى في بابه إن شاء اهلل‬ ‫تعالى واهلل المسؤول في تيسير المطلوب وأن يلهم الناظر فيه ستر ما يراه من خلل وعيوب إنه على ما يشاء قدير وباإلجابة جدير ‪ ...‬واهلل سبحانه‬ ‫المهون للصعاب»‪.‬‬ ‫ولألبشيهي أيضا كتاب «تذكرة العارفين وتبصرة المستبصرين» وكتاب «أطواق األزهار على صدور األنهار» كما أنه شرع في تأليف كتاب «في‬ ‫صنعة الترسل والكتابة» لكنه لم يتممه‪.‬ورغم أن في لغته ضعف ‪،‬كما يؤكد بعض المصنفين كالزركلي مثال ‪ ،‬إالأن قوة خطابه ‪ -‬وهو المتمرس‬ ‫بفن الخطابة‪ -‬تغطي ذلك الضعف اللغوي‪ ،‬وتجلي العديد من نقط ضعف بني اإلنسان‪ ،‬وتصف للمرء العليل مقويات روحية تقوي إيمانه وتصفي قلبه‬ ‫وتشد أزره‪ .‬ونسأل العلي القديرأن يفرج عنا كربتنا ويهدينا سواء السبيل في هذا الشهر الفضيل‪.‬‬

‫في ذكر نبذة من عجائب المخلوقات وصفاتهم (‪)12‬‬

‫�شاهيـن‬

‫�شحرور‬

‫�ضـب‬

‫�صفدع‬

‫ظـبـي‬

‫�ضـ�أن‬

‫�ضبـع‬

‫طاوو�س‬

‫ظربـان‬

‫• شاهين ‪ :‬طير يكون كهيئة الصقر‪،‬إال أنه عظيم الهامة واسع العينين‪ ،‬ومزاجه أيبس من‬ ‫مزاج الصقر‪ ،‬وحركته من العلو إلى أسفل أقوى؛ ولذلك ينقض على الطير بشدة‪ ،‬فربما يخطئه‬ ‫فيضرب نفسه باألرض بشدة فيموت‪.‬‬ ‫وقيل أول من صاد به قسطنطين‪ ،‬وذلك أنه قد جعل له الحكماء الشواهين تظله من‬ ‫الشمس إذا سار‪ ،‬فاتفق في بعض األيام أنه ركب فدارت الشواهين عليه وسار‪،‬فطار واحد منها‬ ‫وانقض على صيد فأخذه‪ ،‬فأعجب الملك ذلك وصار يتصيد به‪.‬‬ ‫• شحرور ‪ :‬طير أسود‪ ،‬فوق العصفور‪ ،‬يصوت بأصوات مطربة‪)...(.‬‬

‫• ضأن ‪ :‬نوع من الحيوانات ذوات األربع‪ ،‬وهو من الحيوانات المباركة‪ ،‬تحمل األنثى منه‬ ‫بواحد واثنين وفيها البركة‪ ،‬وغيرها تحمل بالسبعة والتسعة وليس فيها بركة‪ ،‬وإذا رعت زرعا‬ ‫نبت عوضه وذلك لبركتها بخالف ذوات الشعر؛ ومن عجيب أمرها أنها إذا رأت الذئب تخـور‬ ‫وتخاف منه وال تخاف من سائر السباع‪.‬‬ ‫قال بعض القصاص‪« :‬مما أكرم اهلل تعالى به الكبش أن خلقه مستور العورة من قبل ومن‬ ‫دبر‪ ،‬ومما أهان به التيس أن خلقه مهتوك الستر مكشوف العورة من قبل ومن دبر»‪.‬‬ ‫ويقال‪« :‬الضأن من دواب الجنة» و «هي صفوة اهلل من البهائم»‪ .‬ويقال في المدح ‪« :‬هو‬ ‫كبش من الكباش» وفي الذم‪« :‬هو تيس من التيوس»‪ ،‬وأهدى بعضهم إلى صديقه شاة‬ ‫هزيله فقال‪:‬‬

‫يقول لي اإلخوان حين طبختها أتطبخ شطرنجا عظاما بال لحم‬

‫ومن العجب أنه يأتي غنم من الهند للكبش منها ألية في صدره وألية في كتفيه وألية‬ ‫على ذنبه ‪ ،‬وربما تكبر ألية الضأن حتى تمنعه من المشي؛ ومن عجيب أمرها أنها إذا تسافدت‬ ‫وقت المطر ال تحمل‪ ،‬وعند هبوب الريح‪ ،‬إن كانت شمالية ‪،‬حملت ذكرا‪ ،‬وإن كانت جنوبية حملت‬ ‫أنثى‪...‬‬ ‫ومن خواصها أن لحمها ينفع للسوادء ويزيد في المني والباه‪ ،‬وإذا تحملت المرأة بصوفها‬ ‫قطع حبلها؛ وإذا غطي إناء العسل بصوف الضأن األبيض منع وصول النمل إليه ؛وإذا دفن قرن‬ ‫كبش تحت شجرة كثر حملها على ما ذكر (واهلل أعلم)‪.‬‬ ‫• ضب ‪ :‬حيوان يجعل جحره في األرض الصلدة؛ وعنده بله ‪،‬فربما ال يهتدي لجحره إذا خرج‬ ‫منه‪ ،‬فلذلك ال يحفره إال بقرب كدية أو إشارة‪ ،‬وهو من الحيوان الذي يعمر ‪،‬قيل إنه يعيش‬ ‫سبعمائه سنة ‪،‬ومن طبعه أنه يصبر على الماء‪ ،‬يقال إنه ال يشرب‪ ،‬و يبول في كل أربعين‬ ‫يوما قطرة؛ واألنثى تبيض سبعين بيضة وأكثرفتتعهدها أربعين يوما(‪ )...‬وبيضها قدر بيض‬ ‫الحمام‪.‬‬ ‫وهذا الحيوان شديد الخوف من اآلدمي‪ ،‬ولذلك يجعل العقارب في جحره حتى يحتمي بها‪،‬‬ ‫ويخرج من جحره كليل البصر فيستقبل الشمس فيحصل له بذلك حدة في بصره؛ وإذا عطش‬ ‫نشق النسيم فيروى‪ .‬وبينه وبين األفاعي مناسبة ‪،‬وذلك أنه ال يخرج زمن الشتاء‪.‬‬ ‫• ضبع ‪ :‬حيوان معروف‪ ،‬ومن كناه أم عامر‪ ،‬ومن طبعه حب لحم اآلدمي‪ ،‬حتى قيل إنه‬ ‫ينبش القبور وإذا مر بإنسان نائم حفر تحت رأسه ووثب عليه وبقر بطنه وشرب دمه (‪)...‬‬

‫• ضفدع ‪ :‬حيوان يتولد من المياه الضعيفة الجري ومن العفونات وعقيب األمطار‪ ،‬وأول ما‬ ‫يظهر مثل الحب األسود ثم ينمو ثم تتشكل له األعضاء‪ ،‬وإذا نق جعل فكه األسفل في الماء‬ ‫واألعلى من خارج‪ ،‬وفي صوته حدة‪.‬‬ ‫قال سفيان‪« :‬ليس من الحيوان أكثر ذكرا هلل تعالى من الضفدع»؛ وفي اآلثار أن داود عليه‬ ‫الصالة والسالم قال‪« :‬ألسبحن اهلل تعالى بتسبيح ما سبحه أحد قبلي‪ ،‬فنادته ضفدعة‪ :‬يا داود‬ ‫تمن على اهلل تعالى بتسبيحك وأنا لي تسعون سنة ما جف لساني عن ذكر اهلل تعالى‪ .‬قال‪ :‬فما‬ ‫تقولين في تسبيحك ؟ قالت‪ :‬أقول‪ :‬سبحان من هو مسبح بكل لسان‪ ،‬سبحان من هو مذكور في‬ ‫كل مكان ‪.‬فقال داود‪ :‬ما عسى أن أقول؟»‪.‬‬ ‫• طاووس ‪ :‬طير مليح ذو ألوان عجيبة وعنده الزهو في نفسه ‪.‬ومن طبعه العفة‪ ،‬وهو من‬ ‫الطير كالفرس من الحيوان‪ .‬واألنثى تبيض حين يمضي لها من العمر ثالث سنين‪ ،‬وفي ذلك‬ ‫األوان يكمل ريش الذكر ويتم لونه ‪،‬وتبيض األنثى مرة واحدة في كل شهر‪ ،‬ففي السنة تبيض‬ ‫اثنتا عشرة بيضة أو أقل أو أكثر‪ .‬ويسفد الذكر في أيام الربيع ويرمي ريشه في أيام الخريف‪،‬‬ ‫كالشجر فإذا بدأ طلوع الورق طلع ريشه ‪،‬ومدة حضنه ثالثون يوما‪.‬‬ ‫قيل ( في أساطيراألولين)‪ :‬إن آدم لما غرس الكرمة جاء إبليس لعنه اهلل فذبح عليها طاووسا‬ ‫فشربت دمه‪ ،‬فلما طلعت أوراقها ذبح عليها قردا‪،‬فشربت دمه‪ ،‬فلما طلعت ثمرتها ذبح عليها‬ ‫أسدا فشربت دمه‪ ،‬فلما انتهت ثمرتها ذبح عليها خنزيرا فشربت دمه؛ فمن أجل ذلك تجد‬ ‫شارب الخمر أول ما يشربها وتدب فيه يزهو بنفسه ويميس عجبا كالطاووس‪ ،‬فإذا جاء مبادئ‬ ‫السكر لعب وصفق بيديه كالقرد‪ ،‬فإذا قوي سكره قام وعربد كهيئة األسد‪ ،‬فإذا انتهى سكره‬ ‫انقبض كما ينقبض الخنزير ثم يطلب النوم(‪.)....‬‬ ‫• ظبي ‪ :‬واحد الغزالن وهو ثالثة أصناف‪ :‬األول اآلرام وهو ظباء الرمل ولونها رمادي وهي‬ ‫سمينة العنق‪ ،‬والثاني العفر ولونها أحمر وهي قصيرة العنق ‪،‬والثالث اآلدم وهي طويلة العنق‬ ‫وتوصف بحدة البصر‪.‬‬ ‫وقيل إن الظبي يقضم الحنظل ويمضغه مضغا وماؤه يسيل من شدقيه‪ ،‬ويرد الماء المالح‬ ‫فيشرب الماء األجاج ‪،‬ويغمس خرطومه فيه كما تغمس الشاة لحييها في العذب؛فأي شيء‬ ‫أعجب من حيوان يستعذب ملوحة البحر ويستحلي مرارة الحنظل(‪.)...‬‬ ‫• ظربـان ‪ :‬دويبة فوق جرو الكلب‪ ،‬منتنة الريح‪ ،‬تزعم العرب أن من صادها وفست في ثوبه‬ ‫ال تزول الرائحة منه حتى يبلى الثوب ؛ويحكى من شؤمها أنها تأتي بيت الظب فتفسو فيه‬ ‫ثالث مرات فتقتل ما فيه وتأكله بعد ذلك‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪863‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)768‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬نوفمرب ‪2016‬‬

‫«مقهى الحافة – مديح الجيل العالي»‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫هل يمكن للمبدع أن يكتب تاريخه الثقافي؟ وهل بإمكانه الخروج من شرنقات العناوين واألوسمة داخل مكونات هذا النسق‪ .‬في هذا اإلطار التركيبي‪ ،‬كان البد أن يعود المؤلف إلى «ميالده» األول‪ ،‬ليؤرخ‬ ‫والتتويجات ليدون رصيد منجزه من القيم العابرة للحدود والمخترقة لألفكار والمتالحمة مع الوجوه؟ لمسار األلم واللذة الذي أنتج نص مسرحية «الحقيبة» ثم نص مسرحية «الصقيع»‪ ،‬باعتبارهما نقطة‬ ‫وأخيرا‪ ،‬أليست كتابة تاريخ الذهنيات الجماعية تنهض على منعرجات الذاكرة الفردية في تفاعلها مع انبثاق دهشة الوالدة لدى المؤلف‪ ،‬وأساس التأصيل لشروط اختراق اآلفاق الرحبة داخل عوالم فعل‬ ‫قلقها الداخلي ومع ضجيج محيطها المباشر؟ أسئلة متناسلة‪ ،‬تفرضها القراءة المتأنية للعمل المتميز الكتابة‪ .‬وداخل هذه العوالم‪ ،‬كانت ذات المبدع تشفي لهيب شغفها بعطاء رواد مدينتي طنجة وأصيال‬ ‫للمبدع الزبير بن بوشتى الصادر سنة ‪ 2014‬تحت عنوان «مقهى الحافة – مديح الجيل العالي»‪ ،‬وذلك في سياق دوحة اإلبداع التي ارتبطت بالتاريخ الحاضر للمدينتين ولوجهيهما اإلبداعي‪.‬‬ ‫في ما مجموعه ‪ 78‬من الصفحات ذات الحجم المتوسط‪ .‬ويمكن القول‪ ،‬إن الكتاب يحمل داللة رمزية‬ ‫في هذا اإلطار‪ ،‬استحضر الزبير بن بوشتى الكثير من معالم الخصب في ذاكرة طنجة الراهنة من‬ ‫عميقة مرتبطة بالمكان‪ ،‬أو لنقل بسلطة المكان‪ ،‬في تأثيرها على المخيال المبدع الموجه نحو تكريس خالل تجارب مخصوصة في مبادراتها وفي جرأتها في نحت توهج الزمن الثقافي الراهن للمدينة‪ ،‬مثلما‬ ‫البعد الفرداني في كل نظم الخلق والسمو الجمالي واالحتفاء بالوجود وباألفكار‪.‬‬ ‫هو الحال مع تجارب كل من عبد اللطيف شهبون وجياللي فرحاتي وفؤاد بن زكري‬ ‫لذلك‪ ،‬لم يكن غريبا أن يصر العنوان على إدراج فضاء «مقهى الحافة» بالنظر‬ ‫وحسن المنيعي وثريا جبران ومنير بولعيش وعبد الحق الزروالي ومحمد شكري‬ ‫لحموالته الثرية المرتبطة بأسرار طنجة األخرى‪ ،‬طنجة العميقة‪ ،‬طنجة الذاكرة‬ ‫وبول بولز وتينيسي وليامز ومجموع أعضاء «حلقة السينفيليين المفقودين»‬ ‫والتاريخ‪ ،‬باختصار‪ ،‬طنجة ملتقى الحضارات واللغات والنزوات التي جعلتها قبلة‬ ‫المرتبطين بفضاء مقهى باريس‪ ،‬المكان واأللفة‪ ،‬منطلق التفكير وأفق الحلم‪.‬‬ ‫لقطاعات واسعة من مريدي الضفة األخرى ولمجنوني عشاق أزقتها وحواريها‬ ‫وبموازاة هذا االسترجاع العميق لوجوه طنجة المكانية والبشرية‪ ،‬تحضر‬ ‫ومعالمها المادية والرمزية‪ .‬والحقيقة‪ ،‬إن استحضار فضاء مقهى الحافة في‬ ‫فضاءات مدينة اصيال بسلطتها الرمزية الفريدة التي استطاع الزبير بن بوشتى‬ ‫العنوان‪ ،‬يشكل توسيعا آلفاق استثمار تمثالت الذاكرة الفردية المبدعة في‬ ‫التقاط الكثير من جزئياتها في عدد من مواد الكتاب‪ ،‬وخاصة في نص «المهدي‬ ‫تعاطيها مع الواقع ومع الوجوه ومع التاريخ‪ ،‬األمر الذي عكسه الكتاب الذي كان‬ ‫أخريف‪ :‬التالشي في كينونة الفناء األصيلي»‪ ،‬وهو النص الذي أعاد المؤلف فيه‬ ‫قد أصدره الزبير بن بوشتى سنة ‪ 2009‬تحت عنوان «مقهى الحافة – عزلة‬ ‫ربط جسور الهيام الصوفي مع ظالل عوالم «بديع الرماد» وصفائها المميزة‬ ‫في الزحام»‪ ،‬وعاد – في عمله الجديد – لتوسيع ظالله الوارفة بترسيخ إواليات‬ ‫المرتبطة باسم كل من المهدي أخريف وخليل غريب‪ ،‬وكذا في نص «أوديسا‬ ‫التأسيس لكتابة استرجاعية مخصوصة في عشق المؤلف لمجالين جغرافيين‬ ‫أصيلة» الذي عاد فيه صاحب «طانجيتانوس» إلى استحضار الظالل النوسطالجية‬ ‫مركزيين‪ ،‬سكنا ذات المؤلف ووجها مضامين الجزء الكبير مما استطاع تحقيقه‬ ‫التي وجهت نصه التقديمي لمعرض جماعي يعود إلى سنة ‪ ،2014‬نظمه فنانون‬ ‫في إطار رصيد منجزه الفكري واإلبداعي الغزير والمتنوع‪ ،‬ويتعلق األمر بفضاءات‬ ‫أصيليون أصبحوا قريبين من وضع الخطاطات والتمارين األولى لما يمكن وصفه‬ ‫مدينتي طنجة وأصيال‪ .‬وسواء بالنسبة للمدينة األولى أم بالنسبة للمدينة الثانية‪،‬‬ ‫ب»مدرسة أصيال» في الفنون التشكيلية الوطنية المعاصرة‪ .‬يتعلق األمر بكل من‬ ‫ظل الزبير بن بوشتى شديد االرتباط بالتفاصيل التي تصنع ألفة المكان‪ ،‬وهي‬ ‫محمد المليحي‪ ،‬وحسن الشركي‪ ،‬ومحمد األمين المليحي‪ ،‬ويونس الخراز‪ ،‬ومحمد‬ ‫األلفة التي أنتجت تجارب على تجارب‪ ،‬وأسماء على أسماء‪ ،‬ومسارات على مسارات‪،‬‬ ‫العنزاوي‪ ،‬وأنس البوعناني‪ ،‬وسهيل بنعزوز‪ ،‬وحكيم غيالن‪ ،‬ومعاذ الجباري‪ ،‬وعبد‬ ‫وقبل ذلك‪ ،‬سمحت للمؤلف بالتأسيس لشبكة عالقات واسعة مع أعالم الزمن‬ ‫القادر المليحي‪ ،‬والباتول السحيمي‪ ،‬ونرجس الجباري ومحسن الحراقي‪.‬‬ ‫الراهن من نخب مثقفة وفنانين ومبدعين وكتاب‪ ،‬ال شك وأن االحتكاك المباشر‬ ‫هي ذاكرة متشظية‪ ،‬تنطلق من الذات لتبحث لنفسها عن توأمها‪ ،‬ولروحها‬ ‫بتجاربهم قد منح للزبير بن بوشتى فرصا نادرة لبلورة الرؤى ولتخصيب المسار‬ ‫عن سكينتها الموجهة لعين المبدع الملتقطة لمعالم الخصب ولبؤر الجمال‬ ‫ولفتح «العين الثالثة» المنتشية بقيم الجمال والخلق في مسار أي مبدع‪.‬‬ ‫ولتفرد العطاء في كل ما يحبل به المحيط المادي والرمزي‪ ،‬وفي كل ما تنتجه‬ ‫تحضر طنجة وأصيال ضمن نصوص متن الكتاب بمستويات مختلفة‪ ،‬محورها‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫الوجوه من قيم ومن تمثالت ومن نظم للتفكير وللعيش وللنظر لألنا وللعالم‪.‬‬ ‫استحضار تجارب أسماء أعطت للبهاء الثقافي معناه النبيل داخل تفرعات إبداعية شتى‪،‬‬ ‫ولالقتراب من عوالم الكتابة االسترجاعية لدى المبدع الزبير بن بوشتى‪ ،‬نقترح‬ ‫جمعت بين الشعر والمسرح والسينما والكتابات النثرية والتشكيل‪ .‬هي أسماء تعطي‬ ‫للولع الثقافي عمقه اإلنساني النبيل‪ ،‬عبر استحضار نظيمة القيم المرجعية التي اشتغل عليها كل االستئناس بمقتطف من نص «المهدي أخريف‪ :‬التالشي في كينونة الفناء األصيلي»‪ ،‬ففيه اختزال‬ ‫واحد من األسماء المستعادة‪ .‬ال يتعلق األمر بكتابة تسجيلية خطية لتوثيق منعرجات التجارب وتالوين لمجمل خصائص هذه الكتابة حسب ما حددنا معالمه أعاله‪ .‬يقول المؤلف‪« :‬لو كان يود المرء اختيار‬ ‫الكرونولوجيا‪ ،‬بقدر ما أنها كتابة شذرية تعيد قراءة رصيد المبدع الزبير بن بوشتى في عالقته بروافده مسقط الرأس ومدفن القلب حيث يفنى الجسد وتخلد الروح‪ ،‬لما اختار غير أصيلة‪ ..‬أن تختار أصيلة معناه‬ ‫التي أغنت منطلقات الكتابة لديه وأضفت عليها ملح التميز والتفرد‪ .‬هي كتابة استحضارية للمعنى أن تنحاز لعشاق التالشي والفناء في حضرة الحياة‪( »...‬ص‪.)8 .‬‬ ‫وللرمز وللقيم المجردة العابرة للحدود وللقارات وللعادات اليومية‪ ،‬في مقابل تركيزها على الحضور‬ ‫هكذا يحضر المكان بتمثالت شاعرية‪ ،‬تعيد أنسنة الوجود وتعطي للحياة كينونتها السامية التي‬ ‫داخل نسق اإلبداع الخاص بالمبدع بن بوشتى‪ ،‬عبر إبراز التقاطعات والتأثيرات والتفاعالت المتبادلة بها نحيا وإليها نؤول‪.‬‬

‫تعزية حارة وصادقة للوطني الغيور والمجاهد الكبير (الكولونيل)‬

‫المرحوم الهاشمي الطود‬

‫تلقت ساكنة القصر الكبير كافة وأسرة المقاومة وجيش التحرير والوطنيون‬ ‫والوطنيات كافة والمناضلون والمناضالت بالمغرب العربي والعالم العربي بنفوس‬ ‫مفجوعة وقلوب مكلومة وجريحة نبأ وفاة الوطني الغيور والمناضل الكبير المرحوم‬ ‫برحمة اهلل الواسعة المجاهد الفذ والعقيد الهاشمي الطود يوم األحد ‪ 14‬محرم ‪1438‬‬ ‫هـ الموافق ل ‪ 16‬أكتوبر ‪ 2016‬في الصباح الباكر بمدينة المناضلين والمناضالت‬ ‫والمجاهدين والمجاهدات األبرار‪ ،‬حيث كان شعلة وهاجة في النضال التحريري والتكوين‬ ‫العسكري الكبير والمتين‪ ،‬ورائدا من رواده في المغرب العربي خاصة وفي فلسطين‬ ‫الجريحة والسليبة‪ ...‬وقد ووري جثمانه الثرى بعد صالة العصر بالمسجد األعظم بمقبرة‬ ‫العالمة األندلسي الكبير علي بن أبي غالب بمدينة القصر الكبير التي أوفى لها الوفاء‬ ‫الكبير‪ ،‬حيث كان رحمه اهلل يفتخر بها وبرجاالتها ونسائها األفذاذ‪ ،‬وكان يتمنى أن‬ ‫يتوفى فيها‪ ،‬حيث لبى اهلل رغبة هذا الوطني الصامد بها رغم العقبات الكأداء التي‬ ‫تعرض لها في حياته بوطننا العزيز ولألدوار الطالئعية والتحريرية والوحدوية التي كان‬ ‫يجاهد ويعمل من أجلها الستقالل شعوب المغرب العربي وعزة وكرامة أبنائه وبناته‬ ‫ورجاالته أيام الشدائد والمحن‪.‬‬ ‫و بمناسبة حلول الذكرى األربعينية لوفاته والتي خلفت في أعماق نفوسنا مشاعر‬ ‫من األسى والحزن الكبير بهذا المصاب الجلل‪ ،‬أتقدم مع أسرتي بأحر التعازي القلبية‬ ‫وأصدق المواساة إلى أبنائه وبناته وكل أفراد عائلته الصغيرة الكريمة ولعائلته الكبيرة‬ ‫في الحركة الوطنية والنضالية والمقاومة وجيش التحرير وأصدقائه ومحبيه وكل معارفه بأن يلهمهم اهلل جميعا‬ ‫الصبر والسلوان‪ ،‬وأن يتغمد الفقيد العزيز بواسع الرحمة والمغفرة والرضوان ويسكنه فسيح جناته مع النبيئين‬ ‫والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ‪.‬‬ ‫هذا وأشير إلى أنه تزرع األفكار الوطنية والعلمية بالقصر الكبير وتطوان منذ نعومة أظفاره وصهرته على حب‬ ‫الوحدة العربية والمغربية والدفاع عن كل وطني غيور بحب كبير يغمر كيانه عنهم‪ ،‬وقد حصل على شهادة الثانوية‬ ‫العامة سنة ‪ 1947‬بمصر العزيزة‪ ،‬وقد تخرج سنة ‪ 1951‬من الكلية العسكرية ببغداد بالعراق مالزم متخصص في‬ ‫سالح المدرعات‪.‬‬ ‫لذلك أصبح رمزا وهاجا من رموز الكفاح الوطني والعربي في فلسطين والمغرب العربي‪ ،‬حيث نهل من معين‬ ‫رفيقه الكبير والعزيز شيخ المجاهدين العرب األمير والثائر ضد االستعمار الغاشم محمد بن عبد الكريم الخطابي‬ ‫بالقاهرة والذي كان يناديه (بالقايد) والتي رحل إليها مشيا على األقدام في رحلة ألزيد من ثالثة أشهر‪ ،‬حيث كان‬ ‫يستقبل ويساعد ويؤازر كل من جاء إليها للدراسة من المغرب أو من المغرب العربي أو غيره‪ ،‬وبمبادرة منه تم إنشاء‬ ‫بيت للطلبة المغاربة بشارع (عمرطوسون) وكان مساعدا له المهندس الزراعي المحنك المرحوم برحمة اهلل الواسعة‬ ‫رفيقه في الدرب عبد الكريم بوعجاج ابن مدينة القصر الكبير كذلك الثائر ضد الظلم‪.‬‬ ‫و في ‪ 29‬نونبر ‪ 1947‬تطوع مع صديقه محمد إبراهيم القاضي للقتال في فلسطين السليبة والجريحة استجابة‬ ‫لنداء أمير المجاهدين محمد بن عبد الكريم الخطابي رحمه اهلل وفي شهر شتنبر ‪1953‬أشرف الهاشمي الطود على‬ ‫تنفيذ أول عمليتين واسعتين لشراء األسلحة انطلقت على إثرها العمليات العسكرية في تونس بمهاجمة معتقل‬ ‫أرمادا حيث كان يحتجز الحبيب بورقيبة‪.‬‬ ‫كما انطلقت شرارة المقاومين معه بالمغرب عندما نفي رائد ثورة المغرب والشعب الراحل محمد الخامس‬ ‫قدس اهلل روحه‪ ،‬وفي فاتح نونبر ‪ 1953‬انطلقت الثورة المسلحة بالجزائر‪ ،‬وتكلف المجاهد الهاشمي الطود بمهمتي‬ ‫التدريب وتزويد المقاومين وجبهة التحرير الجزائرية بالسالح بمساعدة الرئيس األول للجزائر بعد االستقالل‬ ‫المرحوم أحمد بن بلة‪ ،‬كما درب العديد من الوطنيين الكبار بالجزائر والذين قادوا ثورتها ضد االستعمار الفرنسي‬

‫وغيرهم من المجاهدين المغاربة والتونسيين‪ .‬وبمناسبة ثورة الشعوب المغاربية‬ ‫التي قادها المجاهد الهاشمي الطود تم اضطهاد العديد من المناضلين باالختطاف‬ ‫والتصفية من المغرب والجزائر وتونس واستشهد الكثير من الشهداء األبرار واألحرار‪.‬‬ ‫وفي شهر شتنبر ‪ 1960‬دخل من مصر إلى المغرب نهائيا ليستقر به‪ ،‬والتحق بصفوف‬ ‫القوات المسلحة الملكية برتبة نقيب بعد عناء وتضييق عنه‪ ،‬ثم سنة ‪ 1961‬عين قاضيا‬ ‫للتحقيق بالمحكمة العسكرية المغربية‪ ،‬وفي دجنبر ‪ 1965‬التحق بالفوج ‪ 17‬بتادلة‪،‬‬ ‫وفي شهر شتنبر سنة ‪ 1974‬التحق بالكلية العسكرية بمكناس مدرسا لمادتي التاريخ‬ ‫والتكوين المعنوي وظل بها إلى أن تقاعد برتبة عقيد (كولونيل) سنة ‪.1995‬‬ ‫كما كان منذ سنوات عديدة يطلب مني أن أمنحه بعض المقاالت التي كنت‬ ‫أنشرها ببعض الجرائد الوطنية بين الفينة واألخرى ويطلع عليها ويشجعني كثيرا على‬ ‫هذا العمل الوطني بحب عميم للدفاع عن هذه المدينة الصامدة والعتيدة والمنسية‬ ‫والمهمشة وقضايا األمة والوطن والحقوق لنا كافة‪.‬‬ ‫و كان مهتما وشغوفا بالثقافة واإلبداع المتنور ومتواضعا جدا‪ ،‬ومحبوبا من لدن‬ ‫الجميع‪ ،‬وكان مؤمنا كل اإليمان بالعدالة االجتماعية لسنين طويلة والتي نادى بتحقيقها‬ ‫في المدة األخيرة رئيس الدولة المغربية جاللة الملك محمد السادس حفظه اهلل ورعاه‪،‬‬ ‫وأطال عمره ومتعه بالصحة والعافية‪ ،‬ولقد تأثرت كثيرا جدا مع سكان هذه المدينة‬ ‫والوطنيين األحرار عند سماعي خبر وفاته‪ ،‬ومنذ تلك األيام لم أقدر على كتابة هاته‬ ‫التعزية في حينه‪ ،‬حتى لما قربت الذكرى األربعينية لوفاته‪ ،‬وبعد جهد جهيد وتأثر شديد لفقدان هذا الرجل الوطني‬ ‫الكبير والعظيم‪ ،‬استطعت كتابتها ألنه هو من جملة من تأثرت بهم وبحياته وشخصيته‪ ،‬كما تأثر بشخصيته العديد‬ ‫من الوطنيين األفذاد بالمغرب العربي‪ ،‬والشباب التواق إلى اإلنعتاق من الظلم واالضطهاد وحب الحرية والكرامة‬ ‫والعدالة الحقة في كل المجاالت واإلنسانية عامة‪ .‬وللتذكير فقط فمن مبادراته العديدة والكثيرة والتاريخية فبعد‬ ‫تقاعده مباشرة ألقى محاضرة قيمة وهامة بالمركز الثقافي البلدي بالقصر الكبير عن المعركة المصيرية الكبرى‬ ‫معركة وادي المخازن ومما قال فيها أن هذه المعركة الفاصلة في تاريخ المغرب والشعوب أنها تدرس بالعدد الكبير‬ ‫من الكليات العسكرية بالعالم أجمع ليستفيد منها ومن أساليبها العسكريون ومن استراتجيتها والتخطيط لها من‬ ‫المملكة المغربية آنئذ وكيفية استطاع المغاربة أن يتغلبوا على البرتغاليين في هذه المعركة الحاسمة رغم أن عدد‬ ‫جيوشهم ومعداتهم أكبر بكثير من عدد الجيوش المغاربة الذين انضم إليهم العديد من الجيوش والمتطوعين‬ ‫من مدينة مراكش وفاس ومن كل أنحاء هذا الوطن‪ ،‬واستطاع سكان مدينة القصر الكبير وناحيتها أن يجاهدوا عن‬ ‫بكرة أبيهم في هذه المعركة الفاصلة بعدد كبير من المتطوعين وبالمؤنة الكثيرة التي جمعوها منذ مدة طويلة‬ ‫استعدادا لهذه المعركة التي استطاع فيها هذا الوطن أن ينتصر فيها وال يترك للبرتغاليين ومن يساندونهم‬ ‫ويؤازرونهم في هذه الحرب الفاصلة من المسحيين لدول عديدة من الغرب ليواصلوا زحفهم بالمد الصليبي إلى‬ ‫دول إفريقيا والعالم العربي ليكتسحوه ويستعمروه‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬وكما توجد في بيته مكتبة هامة وغنية بذخيرة من الكتب المتعلقة بتاريخ وصور مدينة القصر الكبير‬ ‫العريقة والمجيدة والوطنية لمدة طويلة‪ ،‬وتاريخ المغرب األقصى والمغرب العربي ورجاالته الوطنيين األفذاذ لحقب‬ ‫من الزمن المديدة‪.‬‬ ‫نتمنى من أعماقنا وجوارحنا أن ال تضيع هذه الذخيرة من الكتب الوطنية القديمة والحديثة والوثائق الوطنية‬ ‫األساسية بتاريخ المغرب والوطنيين ببلدنا والعالم العربي والعالم الحر‪ ،‬ورجاالته المخلصين لشعوبهم وللحركات‬ ‫الوطنية بالعالم أجمع‪...‬‬

‫القصر الكبير ‪ :‬عبد القادر أحمد بن قدور‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬نوفمرب ‪2016‬‬

‫العدد ‪863‬‬

‫مع‬

‫املواطنني‬

‫هدم جزء من بناية سكنية بحي دار البارود‬ ‫(زنقة الشيخ ابن الصديق)‬

‫استنكار السكان للعملية واتهام‬ ‫السلطات المحلية بالكيل بمكيالين‬ ‫في تنفيذ القانون‬

‫لعبة السودوكو (‪)333‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫يوم اإلثنين ‪ 2016/11/07‬كادت الفتنة أن تستيقظ من نومها في زنقة الشيخ‬ ‫ابن الصديق (حي دار البارود بطنجة) حينما أقدمت السلطات المحلية على هدم جزء‬ ‫من بناية سكنية أضيف دون ترخيص على إثر شكاية تقدم بها فرنسي يقطن منزال‬ ‫مجاورا أضيف إليه طابق يعتبره السكان تم خارج ضوابط البناء و التعمير دون أن‬ ‫تمتد إليه معاول الهدم‪.‬‬ ‫ورغم أن عملية الهدم تمت وفــق الشروط المنصــوص عليها في قانــون‬ ‫التعمير و البناء و احترام المساطر القانونية و اإلدارية إال أن األمور كادت تتحول‬ ‫إلى مواجهة بين بعض سكان الحي و السلطة احتجاجا ليس على عملية الهدم‬ ‫وإنما على ما سماه السكان بسياسة «الكيل بمكيالين» للهيئات و األجهزة‬ ‫المختصة بالمراقبة و الزجر التعميري في تعاملها مع خروقات قانون البنــــاء‬ ‫والمخالفين لمقتضياته وضوابطه‪ ،‬حيــث تتحـــرك السلطة بسرعة لهدم‬ ‫البناية عندما يكون المشتكي أجنبيا و ال تحرك ساكنا عندما يكون مشتكى به‬ ‫و منهم من اعتبر ذلك استفزاز ا للمشاعر الوطنية‪.‬‬ ‫وفي جو متوتر ومحتقن تعالت الحناجر دعما و تضامنا و مطالبة برحيل‬ ‫رجال السلطة‪ ،‬امتزجت بعويــل النســـاء داخل المنزل المستهدف من عملية‬ ‫الهـــدم أعقبته إغماءات وحاالت هسيترية في صفوف بعض افراد االسرة‬ ‫القاطنة بالمنزل المؤازرة من طرف شباب الحي‪.‬‬ ‫لكن قائد الملحقة اإلدارية الثانية تمكن بحكمة ورباطـــة جأش مقرونة‬ ‫بصرامة إدارية من تهدئـــة المحتجين والتمكن رفقة مهندس الوالية و بعض‬ ‫مراقبي التعمير التابعين للوالية و ضباط الشرطة القضائية و ثالثة عمال من‬ ‫ولوج المنزل و الشروع في عملية هدم األجزاء موضوع الشكاية ‪ ،‬في الوقت‬ ‫الذي كان فيه رجال اإلسعاف ينقلون صاحبة المنزل إلى المستشفى بعد ما‬ ‫انهار وضعها الصحي ‪.‬‬ ‫إن استباحة الفضاء المعماري التاريخي للمدينة العتيقة بطنجة من طرف‬ ‫االجانب وبعض المواطنين المغاربة يعرض المدينة العتيقة بطنجة ومعالمها‬ ‫الهندسيـــة الضاربة في عمق التاريخ لعمليات طمس خطيرة و لتشويه معماري‬ ‫ممنهج في غفلة عن مسؤولي الجماعة و مفتشية المباني التاريخية‪.‬‬

‫عبد المجيد اليطفتي‬

‫ْ�س مْ ُ‬ ‫ا�ض َي ًة‬ ‫ال ْط َم ِئ َن ُّة ْار ِجعِي �إِ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫} َيا �أَ ّ َي ُتهَ ا ال ّ َنف ُ‬ ‫َم ْر ِ�ض َّي ًة َف ْاد ُخلِي يِف عِ َبادِ ي َو ْاد ُخلِي َج َّنتِي {‬

‫(صدق اهلل العظيم)‬

‫انتقل إلى عفو اهلل ورحمته المشمول برضوانه ومغفرته ‪ ،‬المرحوم‬

‫عبد السالم حمضي‬

‫زوج عمة اإلخوة حمضي‪ ،‬وذلك عصر يوم اإلثنين ‪ 7‬نونبر الجاري‪،‬‬ ‫بقرية تادلة بالجماعة الترابية سيدي رضوان ‪ .‬‬ ‫‪ ‬وبهذه المناسبة األليمة يتقدم جميع األهل واألحباب واألصدقاء‪،‬‬ ‫بأحر التعازي وأسمى عبارات المواساة إلى أرملة الفقيد السيدة‬ ‫الصافية حمضي‪ ،‬وأبنائه ‪ :‬عبد الغاني‪ ،‬مليكة‪ ،‬فاطمة‪ ،‬عبد المنعم‪،‬‬ ‫أحمد‪ ،‬نزهة‪ ،‬مينة‪ ،‬عبد المنعم ‪ .‬وإلى اإلخوة حمضي بوزان‪ ،‬محمد‪،‬‬ ‫عبد الرفيع‪ ،‬حبيبة‪ ،‬خليد‪ ،‬سمير‪ ،‬ياسر‪ ،‬الطيب‪ ،‬جواد‪ ،‬عبد الصمد‪،‬‬ ‫راجين من العلي القدير‪ ،‬أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته‪ ،‬ويسكنه‬ ‫فسيح جنانه مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك‬ ‫رفيقا‪ ،‬وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان‪ ،‬إنه مجيب الدعاء ‪ .‬‬ ‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 6‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪333‬‬


‫الرياضي‬ ‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 863‬ـ الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬نوفمرب ‪2016‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫هدد‬

‫بودريقة‪ ،‬الرئيس السابق للرجاء‪ ،‬فوزي لقجع رئيس الجامعة‪ ،‬بكشف‬ ‫حقائق مثيرة‪ ‬بالحديث عن أرقام مالية تخص لقجع‪ ،‬الذي يشغل أيضا‬ ‫رئاسة نادي نهضة بركان‪ .‬وأضاف بودريقة في شريط الفيديو أنه سيكشف عن لقجع‬ ‫حقائق خطيرة‪ ،‬ألنه بدال من أن يتحدث في شؤونه‪ ،‬فضل الحديث عن الرجاء وعنه‪ .‬لكن‬ ‫بودريقة فضل تأخير في تنفيد وعيده إلى حين إجراء مباراة المغرب مع كوت ديفوار كي‬ ‫ال يتهم بالتشويش على تحضيرات المنتخب‪ .‬والمثير في هذه االتهامات أن بودريقة‬ ‫طالب لقجع كي يخبر الجميع كيف استقدم نهضة بركان ‪ 400‬مليون بدل إقحام أقحم‬ ‫نفسه في الحديث عن الرجاء‪ .‬وأكد بودريقة أنه بدوره سيكشف أدلة وبراهين تدينه‬ ‫رئيس الجامعة‪ .‬المشكلة اليوم‪ ،‬ليست ثنائية بين بودريقة ولقجع‪ ،‬بل هي مشكلة عامة‬ ‫تمس كرة القدم المغربية ككل وجميع األندية المغربية معنية‪ .‬لهذا وجب تشكيل لجنة‬ ‫تمثل األندية المنضوية تحت لواء الجامعة وفتح ملف في الموضوع من أجل إصالح األمور‬ ‫وإبعاد أصحاب المصالح الشخصية من مسؤوليات هي أكبر منهم وتتطلب مسؤولين‬ ‫شرفاء‪ ،‬يتحلون بالمصداقية والنزاهة‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫«الرياضة حديثاً» (‪)4‬‬

‫كلود لوروا‪...‬‬

‫املدرب الفرن�سي‬ ‫ملنتخب الطوغو‬

‫‪ ‬أسلوب تعليم وتعلم جديد ‪ :‬حيث تتجاوز مناهج الرياضيات‬‫المعاصرة كونها مادة جديدة وتنظيم جديد إلى كونها أيضاً أسلوب‬ ‫تعلم يؤكد على جوانب إنسانية وعلمية ال ينبغي أن تنفصل عن‬ ‫األسلوب الذي يتم به تعليمها فال تعدو المادة العلمية كونها واحدة‬ ‫من مكونات عملية التعلم يضم إليها األهداف واألنشطة وخطة‬ ‫التدريس وأسلوب التعلم‪،‬والرياضيات المعاصرة‪ ‬إذا‪ ‬درست بنفس‬ ‫األسلوب التقليدي الذي صاحب مناهج الرياضات التقليدية فإنها ال‬ ‫تقدم إال القليل فهي بحاجة إلى مدخل ألسلوب تعلم جديد تحكمه‬ ‫المعايير التالية ‪:‬‬ ‫ يعطي الفرصة الستثارة التعليم وتنشيطه ‪.‬‬‫‪ ‬يهيئ الفرصة للتفكير وتجريب األفكار التي يقترحها المعلمون‪.‬‬‫‪ ‬يعتمد على فكرة الكشف حيث يقدم الخبرة التي تشجع‬‫االكتشاف ‪.‬‬ ‫‪ ‬ينمي قدرة المتعلمين على تطبيق الرياضيات في مواقف‬‫جديدة ‪.‬‬ ‫‪ ‬يحقق جوانب اكتساب المهارات الرياضية ‪ ،‬الدقة والفهم‬‫والسرعة‪.‬‬ ‫‪ ‬يهتم بالفهم وينمي القدرة على الترجمة والتفسير واالستكمال‬‫– المظاهر الدالة على االستيعاب ‪.‬‬ ‫‪ ‬يضمن عدم حدوث تعلم مضاد فيما بعد أو تعلم معطل بتعلم‬‫سابق أو الحق ‪.‬‬ ‫ يساعد المتعلم على أن يرى صورة أوسع لطبيعة الرياضيات‬‫واللغة الرياضية المستخدمة‪.‬‬ ‫‪ ‬لقد كان التجاه تبني الرياضيات المعاصرة في مناهج التعليم‬ ‫العام صداه الواسع على المستوى الدولي شمل الدول المتقدمة ‪،‬‬ ‫وامتد ليشمل الدول العربية ‪ .‬‬

‫(يتبع)‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫‪3‬‬

‫كلمة العدد‬

‫ما رأيـك في قرعـــة كأس إفريقيـــا لألمــم التي‬ ‫أوقعت منتخــب الطوغــو إلى جانــب المغــرب‪ ،‬كوت‬ ‫يدفوار والكونغو الديموقراطية‪ ،‬وكيف تقرأ حظوظ‬ ‫المنتخبات المتنافسة في هذه المجموعة؟‬ ‫بداية أشكركم على اإلتصال بي إلجراء هذا الحوار‪،‬‬ ‫وبخصوص رأيي في المجموعة التي أوقعتنا إلى‬ ‫جانب المغرب‪ ،‬كوت ديفوار والكونغو الديموقراطية‬ ‫فهو واضح‪ ،‬ولن أغيره‪ ،‬أظنكم إضطلعتوا عليه عقب‬ ‫إجراء القرعة بالغابون‪ .‬كل المنتخبات المتنافسة لها‬ ‫حظوظها للعبور للدور الثاني‪ ،‬والمنتخب الذي سيتعامل‬ ‫معه مبارياته بذكاء سيتمكن من التأهل‪،‬شخصيا لست‬ ‫من المدربين الذين ينظرون للخلف كثيرا‪،‬صحيح أن‬ ‫كوت ديفوار وكذا المغرب كانا ومازاال ضمن أفضل‬ ‫المنتخبات اإلفريقية‪،‬وباألخص الفيلة الذين تمكنوا من‬ ‫الظفر بلقب أخر نسخة من نهائيات كأس إفريقيا‪ ،‬لكن‬ ‫هذا اليعني أي شيء بالنسة لي‪ ،‬مباريات كرة القدم تجرى‬ ‫في ‪ 90‬دقيقة والمنتخب الذي سيركز كثيرا وسيظهر‬ ‫تفوقه يستحق العبورفي هذه المجموعة‪ ،‬التي بإستطاع‬ ‫الكونغو الديموقراطية أن تبصم فيها على مستوى جيد‬ ‫أيضا‪ ،‬شأنها شأن الطوغو التي أشرف عليها‪ .‬تعلمت‬ ‫من خالل تجربتي الطويلة في المالعب اإلفريقية بأنه‬ ‫اليوجد فرق كبير بين كافة المنتخبات‪ ،‬ولكن ما يمكنني‬ ‫أن أؤكده هو أن الدور األول غالبا ما يكون حاسما بنسبة‬ ‫كبيرة بخصوص المنتخب الذي يطمح للذهاب إلى أبعد‬ ‫حد في المنافسة القارية‪ ،‬فمن سيقدم أوراق إعتماده‬ ‫في المباريات الثالث األولى حظوظه ستكون كبيرة‬ ‫للذهاب إلى أبعد في النهائيات مالم تقع أي مفاجأت‪.‬‬ ‫كما يعرف الجميع فالمدرب هيرفــي رونار تتلمذ‬ ‫على يدك وأنت الذي فسحـت له مجال اكتشاف أجواء‬ ‫القارة اإلفريقية‪ ،‬أكيد مواجهته في «الكان» ستكون‬ ‫بطعم خاص؟‬

‫أيندهوفن يرفض إعالن هوية مشجعيه‬ ‫في واقعة «المتسولين اإلسبان»‬

‫قرر نادي بي إس في أيندهوفن الهولندي الجمعة‪ ،‬عدم إبالغ إسبانيا بهوية المشجعين الذين أهانوا‬ ‫متسولين في مدريد خالل مارس الماضي‪ ،‬حينما كان يتواجد الفريق الهولندي في العاصمة اإلسبانية لمواجهة‬ ‫أتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا‪ .‬وأبلغ النادي الهولندي الصحافة المحلية بأنه يتعامل مع الموضوع بشكل‬ ‫داخلي‪ ،‬حيث قرر منع أبرز أربعة مشجعين ضمن هذه المجموعة من دخول ملعبه خالل السنوات الثالث المقبلة‪.‬‬ ‫وذكر موقع «داتش نيوز» اإلخباري أن مدير أيندهوفن‪ ،‬تون جيربراند‪ ،‬أعرب عن اندهاشه من تلقي خطاب رسمي‬ ‫مرسل من النيابة اإلسبانية لمطالبة النادي باإلعالن عن هوية المشجعين‪ .‬ويلعب الناديان معا مجددا في ‪23‬‬ ‫نوفمبر بالعاصمة اإلسبانية في إطار دور المجموعات بدوري األبطال‪.‬‬

‫أحيانا التلميذ يتفوق على أستاذه‪ ،‬وهذا معروف لذا‬ ‫الجميع‪ ،‬صحيح فسحت لرونار مجال التدريب في القارة‬ ‫اإلفريقية‪ ،‬لكن أنظروا ماذا فعل األن وكيف أصبح في‬ ‫رصيده لقب إفريقي مع زامبيا وآخر مع كوت ديفوار‪،‬‬ ‫شخصيا أنا فخور به وأتوقع نجاحه مع المغرب‪ .‬كنت‬ ‫ألمس فيه دوما رغبة في التعلم ومابلغه لحد اآلن‬ ‫صدقني لم يدهشني كثيرا‪ ،‬ألني أعرفه جيدا‪ ،‬وأتنبأ‬ ‫له بالمزيد من العطاء مستقبال‪ .‬وبخصوص المواجهة‬ ‫التي ستجمعنا أظن بأنها ستكون مثيرة واإلعالم أصبح‬ ‫يتحدث عنها قبل األوان‪ ،‬سأحاول الفوز عليه‪ ،‬كما‬ ‫سيحاول كذلك التغلب علينا‪ ،‬وصراحة هذا يعطي لكرة‬ ‫القدم نكهة خاصة‪ ،‬أتمنى أن يكون الجمهور المستفيد‬ ‫فيها‪.‬‬ ‫قبيل إجراء قرعة كأس إفريقيا إتفقت مع رونار‬ ‫إلجراء مباراة ودية في ‪ 15‬من نونبر الجاري‪ ،‬وراج حديث‬ ‫بعدها عن إمكانية إلغاء هذا النزال بحكم تواجد‬ ‫المنتخبين في نفس المجموعة؟‬ ‫ال أرى أي مانع إللغاء هذا النزال الودي الذي سيجمع‬ ‫المنتخب المغربي بالطوغو في ‪ 15‬نونبر‪ ،‬كما إتفقت‬ ‫عليه سابقا مع رونار‪ ،‬فشخصيا أعرف جيدا منتخبكم‬ ‫كما هو الحال لناخبكم الوطني فهو يعرف تفاصيلنا‪،‬‬ ‫ناهيك عن كون موعد إلتقائنا في «الكان» سيكون‬ ‫في شهر يناير‪ ،‬لذا أظن بأن المباراة ستبقى مبرمجة‬ ‫لحد اآلن‪ .‬ستواجهون كوت يفوار في إقصائيات كأس‬ ‫العالم وبعدها ستعودون لمالقاتهم في كأس إفريقيا‪،‬‬ ‫وكذلك األمر بالنسبة لمصر مع غانا‪ ،‬وهذا أمر طبيعي‪،‬‬ ‫مع التقدم العلمي والنقل التلفزي أصبح كل منافس‬ ‫مكشوف وليس هناك أي شيء يمكن أن نتستر عليه‬ ‫بإستثناء ما يدور في فكر المدرب‪.‬‬

‫عن «المنتخب»‬


‫العدد ‪863‬‬

‫أخبـار‬ ‫اتحـاد طنجـة‬

‫الشمال الرياضي‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬نوفمرب ‪2016‬‬

‫انطالق تداريب برنامج «طنجة الكبرى تتنفس‬ ‫كرة السلة»‬

‫برنامج صعب ينتظر اتحاد طنجة‬ ‫ينتظر اتحــاد طنجــة برنامجا قويا من‬ ‫المباريات الرسمية‪ ،‬في ظل عقوبة صادمة‬ ‫من لجنة التأديب القاضية بخــوض الفريق‬ ‫ثالث مباريات بدون جمهور على خلفية أحداث‬ ‫مباراة إياب دور نصف نهائي كاس العرش‬ ‫أمام المغرب الفاسي‪ .‬وسيحل اتحاد طنجة‬ ‫ضيفا على الكوكب المراكشي لحساب الدورة‬ ‫التاسعة من البطولة اإلحترافية يوم السبت ‪19‬‬ ‫نونبر على الساعة السابعة والربع‪ .‬ويستقبل‬ ‫فريق أولمبيك خريبكة بالملعب الكبير بطنجة‬ ‫بدون جمهور لحساب الدورة العاشرة يوم‬ ‫السبت ‪ 26‬نونبر على الساعة الخامسة مساء‪.‬‬ ‫ويرحل لمنازلة الوداد البيضاوي لحساب الدورة‬ ‫الحادية عشر يوم السبت ‪ 3‬دجنبر على الساعة‬ ‫الثالثة زواال‪ .‬تليها بعد أربعة ايام المباراة‬ ‫المؤجلة عن الدورة الرابعة من البطولة‬ ‫اإلحترافية‪ ‬أمام الرجاء البيضاوي يوم األربعاء‬ ‫‪ 7‬دجنبر على الساعة الثالثة زواال‪.‬‬ ‫المكتب يتوعد المتربصين‬ ‫ساند مكتب اتحاد طنجة العبيه‪ ،‬خالل‬ ‫اجتماع طارئ عقده أخيرا على خلفية إغالق‬ ‫ملعب طنجة الكبير في وجه الجمهور‬ ‫لثالث مقابالت بداعي إشعال ورمي الشهب‬ ‫الصناعية داخل أرضيته‪ .‬وهو تصرف وصفه‬ ‫المكتب بالمتعمد ومقصود من جهة ال تريد‬ ‫الخير للفريق وتسعى إلى إغالق الملعب في‬ ‫وجه الجمهور وإلحاق الضرر المادي والمعنوي‬ ‫بالفريق‪ .‬وأكد مكتب اتحاد طنجة خالل‬ ‫االجتماع عزمه التنسيق مع الجهات األمنية‬ ‫لمتابعة كل من تسبب في إغالق الملعب‪،‬‬ ‫قضائيا‪ .‬اجتماع المكتب أعقبه اجتماع مع‬ ‫الالعبين والطاقم التقني‪ .‬الطرفان عبرا عن‬ ‫استيائهما من اإلشاعات التي تطلق ضدهم‪،‬‬ ‫داعين إلى الدعم والمساندة في هذه الظرفية‬ ‫الصعبة التي يجتازها الفريق بعد خروجه من‬ ‫نصف نهائي كاس العرش الذي كان حلما لم‬ ‫يتم تحقيقيه‪ ،‬وأكدا عزمهما على التعويض في‬ ‫منافسات البطولة االحترافية والذهاب بعيدا‬ ‫في منافسات كاس الكونفدرالية اإلفريقية‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬طمأن المكتب المسير الالعبين‬ ‫والطاقم التقني بتأكيد رضاه على ما وصل‬ ‫إليه الفريق وحققه من نتائج مرضية جدا في‬ ‫ظل موسمه الثاني في البطولة االحترافية‪،‬‬ ‫واستمراره في مراكز متقدمه ترشحه للمنافسة‬ ‫على لقب البطولة‪.‬‬

‫أخبـار‬ ‫المغرب التطواني‬

‫إسبانيــا المغرب التطوانــي يلجـآن‬ ‫لل ”فيفـا” وبرنـــامــج صعــب ينتظر‬ ‫الفريق‬

‫اتحاد طنجة يعود للتداريب المغلقة‬ ‫في غياب حمودان‬ ‫استأنف اتحاد طنجة لكرة القدم تداريبه‬ ‫منذ األربعاء بعدما استفاد العبوه من ثالثة ايام‬ ‫راحة أعقبت مباراة الدورة الثامنة من البطولة‬ ‫االحترافية التي تعادل فيها الفريق أمام ضيفه‬ ‫الفتح الرباطي بهدف لمثله‪ .‬وأجريت الحصة‬ ‫التدريبية بحضور الجمهور ووسائل والصحافة‪،‬‬ ‫فيما يعود الفريق في باقي حصص األسبوع‬ ‫لألبواب المعلقة‪ .‬وكان أحمد حمودان‪ ،‬من أبرز‬ ‫الغائبين عن تداريب الفريق اللتحاقه بالتجمع‬ ‫االعدادي المغلق رفقة المنتخب الوطني‬ ‫الرديف الذي يقوده جمال السالمي‪ ،‬بمدينة‬ ‫الرباط و انطلق منذ سادس نوفمبر ويستمر‬ ‫إلى غاية الثالثاء المقبل‪ ،‬تحضيرا لمباراة ودية‬ ‫يخوضها المنتخب الرديف أمام المنتخب‬ ‫الفلسطيني‪ .‬وهي الدعوة الثانية التي تلقاها‬ ‫نجم اتحاد طنجة بعد وديتين أمام منتخب‬ ‫كاميرون لم يشارك فيها بداعي اإلصابة‪،‬‬ ‫وأمام منتخب األردن بأكادير التي تألق خاللها‪.‬‬ ‫ومن المنتظر أن يكون الفريق أجرى مبارتين‬ ‫وديتين يومي السبت واألحد الماضيين‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫انطلقت تداريب مدرسة القرب بأرض الدولة ببني‬ ‫مكادة في إطار مشروع « طنجة الكبرى تتنفس كرة السلة‪،‬‬ ‫«الذي يقام بشراكة بين جمعية اإلتحاد الرياضي لطنجة‬ ‫لكرة السلة والمديرية الجهوية لوزارة الشباب والرياضة‬ ‫بجهة طنجة تطوان الحسيمة ووالية الجهة بطنجة‪.‬‬ ‫وانطلقت التداريب تحت إشراف المدير التقني للجمعية‬ ‫ومؤطري مدارس القرب التي تشمل المشروع الذي افتتح‬ ‫خالل الفترة الصباحية من الساعة التاسعة صباحا إلى‬ ‫العاشرة بالفوج األول الذي عرف استفادة خمسون طفلة‬ ‫وطفل لفئة أقل من ‪ 12‬سنة ثم نفس العدد أثناء مشاركة‬ ‫الفوج الثاني‪ .‬ليختتم الفترة الصباحية باستفادة مائة‬ ‫مشاركة ومشارك ‪ .‬وانطلقت الفترة المسائية من البرنامج‬ ‫على الساعة الثالثة إلى الرابعة مساء باستفادة خمسون‬ ‫طفلة وطفل كذالك ‪ ،‬تلتها خمسون أخرى من المستفيدات‬ ‫والمستفيدين من الرابعة إلى الخامسة مساء ‪ ،‬ليصل العدد‬

‫اإلجمالي من المستفيدين من البرنامج مائتي مستفيدة‬ ‫ومستفيد من تلميذات وتالميذ مدرسة موسى بن نصير‬ ‫التابعة للنفوذ الترابي للمقاطعة التابع لها الملعب‪ ،‬حيث‬ ‫ستتم عملية انتقاء الطاقات والمواهب وفق المعايير‬ ‫التقنية المحددة من طــرف اإلدارة التقنية للجمعية وكذا‬ ‫القامة والموهبة بمدرسة خديجة ام المؤمنين بنفس‬ ‫المقاطعة‪ .‬وعرفــت عمليــة انطالق مشروع مدارس القرب‬ ‫الذي يدخل في إطار البرنامج المشترك لطنجة الكبرى‬ ‫تتنفس كرة السلة‪ ،‬إقباال مهما من لدن الناشئة التابعة‬ ‫للحي وأولياء األمور وجمعيات آباء وأولياء التالميذ وبعض‬ ‫الجمعيات النشيطة بالحي ومدير مدرسة موسى ابن نصير‬ ‫وممثلي المديرية الجهوية لوزارة الشباب والرياضة بجهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة ورئيس وأعضاء جمعية اإلتحاد‬ ‫الرياضي لطنجة لكرة السلة ورئيس لجنة الفئات الصغرى‬ ‫الذي يشرف على المشروع بصفة مباشرة‪.‬‬

‫مورالن وجمال يحضران حفل توزيع شواهد‬ ‫التدريب بعصبة الشمال‬ ‫حضر بيير مورالن وفتحي جمال بمدينة اصيال حفل‬ ‫توزيع دبلوم الرخصة دال على المدربين الذين اجتازوا بنجاح‬ ‫الدورات التكوينية السابقة التي أشرفت عليها اللجنة التقنية‬ ‫للعصبة‪ .‬ويمكن هذا الديبلوم‪ ،‬حامله باجتياز دورات تكوينية‬ ‫أخرى حسب التصنيف الجديد المعتمد من طرف الكنفدرالية‬ ‫اإلفريقية لكرة القدم‪ .‬وتشرف على تأطير هذه الدورات‬ ‫التكوينية‪ ،‬اإلدارة التقنية الوطنية والجهوية وأشاد جون بيير‬ ‫مورالن وفتحي جمال بمستوى المشاركة والتنظيم ‪ ،‬وأكدا‬ ‫على أهمية هذه الدورات التكوينية‪ ،‬كما أثنيا على العمل التي‬ ‫تقوم به عصبة الشمال على مستوى التكوين الذي يساهم‬ ‫في الرفع من المستوى التقني لكرة القدم‪ .‬وأصبح مجموعة‬ ‫من مدربي منطقة الشمال أصبحوا حاصلين على ديبلومات‬ ‫رسمية للتدريب من خالل المشاركة في مثل هذه الدورات‪.‬‬ ‫حيث تتوفر العصبة على ثالثة مدربين حاصلين على دبلوم‬ ‫التدريب درجة ألف‪ ،‬وسبعة عشر مدرب حاصلون على دبلوم‬ ‫التدريب درجة باء‪ ،‬ومائة وثالثة مدربين حاصلين على دبلوم‬ ‫درجة جيم‪ ،‬ثم مائتان وتسعة وخمسون مدرب حاصلون على‬ ‫دبلوم تدريب درجة دال‪.‬‬

‫اتحاد طنجة للطائرة يقدم العبه‬ ‫الدولي في جمعه العام‬ ‫قدم مكتب اتحاد طنجة لكرة الطائرة العبه الدولي الجديد‪ ،‬الفرنسي دفيد‪ ،‬العب‬ ‫موزع‪ ،‬خالل جمعه العام المنعقد بداية األسبوع حالي بمقر الجماعة الحضرية لطنجة‪ .‬وأبدى‬ ‫الالعب الذي حمل قميص المنتخب الفرنسي ألقل من ‪ ،21‬استعداده لحمل القميص الوطني‬ ‫المغربي في أفق حصوله على الجنسية المغربية‪.‬‬ ‫وتطرق التقرير االدبي لحصيلة مسيرة الفريق في الموسم الرياضي المنتهي التي لم‬ ‫ترق للتألق الذي حققه في المواسم السابقة‪ ،‬بداعي مجموعة من اإلكراهات‪ ،‬سيما المادية‪.‬‬ ‫ونوه التقرير بالمسيرة الموفقة للفئات الصغرى المطمئنة على مستقبل النادي‪ ،‬من خالل‬ ‫النتائج الجيدة على مستوى منافسات البطولة الوطنية للفئات الصغرى وبلوغها للمراحل‬ ‫النهائية‪ .‬سيما فريق الفتيان الذي بلغ نهائي كأس العرش وتتويجه ببطولة وكأس العصبة‪.‬‬ ‫وقدم سهيل بوطاهري‪ ،‬المشرف على الكرة الطائرة المصغرة بمدرسة الفريق عرضا‬ ‫في هذا الصدد‪.‬‬ ‫و سجل التقرير المالي عجزا ماليا بلغ ‪ 54‬مليون من أصل ‪ 109‬مليون بعد تسديد‬ ‫قسط منها‪.‬‬ ‫وصادق الجمع باإلجماع على التقريرين األدبي والمالي‪ ،‬ومنح الصالحية لرئيس الفريق‪،‬‬ ‫مصطفى بولبرص صالحية تغيير ثلث المكتب المسير كثالث نقطة ضمن جدول أعمال‬ ‫الجمع‪.‬‬ ‫وقرر مكتب الفريق اللجوء للتقشف في المراحل المقبلة لتفادي العجز المالي‪ ،‬وترشيد‬ ‫النفقات من خالل تخفيض أجور الالعبين وفرض المردودية في تحديد المنح لحمل الالعبين‬ ‫على بدل مجهود للرقي بنتائج الفريق‪.‬‬ ‫يذكر أن تداريب الفريق انطلقت منذ أكثر من شهر تحت إشراف المدرب سمير ادشار‪.‬‬ ‫وشارك الفريق في دوري دولي بفرنسا شارك فيه ناديان من فرنسا وآخر من اسبانيا‪ .‬وأحرز‬ ‫اتحاد طنجة خالله المركز الرابع‪.‬‬

‫تقدم اإلسبانيان تاتا رودريجيز‪ ،‬ورويدا‪،‬‬ ‫بشكوى لدى االتحاد الدولي لكرة القدم‬ ‫“فيفا”‪ ،‬ضد فريقهما السابق المغرب‬ ‫التطواني لكرة القدم‪ ،‬للمطالبة بمستحقات‬ ‫مالية متأخرة لهما عندما كانا ضمن صفوف‬ ‫الفريق‪ .‬ويطالب الالعبان بتعويض مالي بلغ‬ ‫‪ 200‬مليون‪ ،‬حيث سارا على نهج العبين‬ ‫آخرين قدموا شكاوى ضد الفريق التطواني‬ ‫التحادللجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‬ ‫بعد رحيلهم بسبب المستحقات‪ ،‬وضمنهم‬ ‫أنور حدوير‪ ،‬وعبدالمولى الهردومي‪ ،‬ويونس‬ ‫الحواصي‪ .‬وكانت موارد فريق المغرب‬ ‫التطواني تأثرت بشكل كبير هذا الموسم‬ ‫بسبب غياب أنصاره عن أهم مبارياته في‬ ‫البطولة الوطنية‪ .‬ووفقا لبرنامج الجامعة‪،‬‬ ‫سيكون الفريق التطواني على موعد مع‬ ‫برنامج يشمــل استقبـــال الفريق للنادي‬ ‫القنيطري يوم األحد ‪ 20‬نوفمبر على الساعة‬ ‫الثالثة زواال‪ .‬ويرحل لمنازلة شباب قصبة‬ ‫تادلة يوم السبت ‪ 26‬نوفمبر في نفس‬ ‫الساعة‪ ،‬ثم يستقبل الرجاء البيضاوي يوم‬ ‫السبت ‪ 3‬دجنبر على الساعة السابعة والربع‬ ‫مساء‪.‬‬ ‫الحبوري و كرادة يفسخان عقديهما‬ ‫قرر عثمان الحبوري مغادرة المغرب‬ ‫التطواني‪ ،‬بعد فترة قضاها رفقة الفريق‬ ‫الذي كان قد وقع له في الميركاتو الصيفي‬ ‫لمدة ثالث سنوات‪ .‬وطلب الحبوري‪ ،‬الالعب‬ ‫السابق للنادي المكناسي من المسؤولين‬ ‫فسخ عقده‪ ،‬لعدم االعتماد عليه من طرف‬ ‫المدرب اإلسباني سيرجيو لوبيرا‪ ،‬الذي ال‬ ‫يشركه في المباريات‪ ،‬لذلك عقد اجتماعا مع‬ ‫المكتب المسير للفريق‪ ،‬وشرح لهم أسباب‬ ‫رغبته في الرحيل‪ ،‬وهو الطلب الذي استجابت‬ ‫له مكتب الفريق سيما أن الحبوري تنازل عن‬ ‫مستحقاته المالية مقابل السماح له بالرحيل‪.‬‬ ‫وسينتظر الالعب الميركاتو الشتوي لتحديد‬ ‫وجهته المقبلة‪ .‬كما فسخ سعيد كرادة بدوره‬ ‫عقده بالتراضي مع الفريق لألسباب ذاتها‪،‬‬ ‫ورغب بدوره في تغيير األجواء‪ .‬وتم فسخ عقد‬ ‫الالعبان بموافقة المدرب سيرخيو لوبيرا‬ ‫الذي كان قد أشر على جلب الحبوري بداية‬ ‫الموسم الحالي بعد فترة تجريبية قضاها‬ ‫رفقة الفريق لكنه لم يستطع كسب رسميته‬ ‫في ظل تألق الظهير األيسر حمزة الموساوي‪.‬‬ ‫لجنة االنضباط تستدعي كروش‬ ‫قررت لجنة االنضباط بالجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم استدعاء زيد كروش‪،‬‬ ‫العب المغرب التطواني‪ ،‬لالستماع إلى‬ ‫شهادته‪ ،‬على خلفية تصريحاته‪ ،‬ضد حكم‬ ‫مباراة فريقه‪ ،‬أمام الوداد في البطولة‬ ‫االحترافية بعدما وجه انتقادات شديدة‬ ‫للحكم اليعقوبي‪ ،‬الذي أدار مباراة الفريق‬ ‫أمام الوداد‪ ،‬والتي انتهت بفوز األخير (‪2‬ـ‪،)1‬‬ ‫مشيرا إلى أنه تغاضى عن ضربتي جزاء‬ ‫لصالح فريقهما‪ .‬ودخلت مديرية التحكيم‬ ‫بالمغرب‪ ،‬التي يرأسها يحيى حدقة‪ ،‬على خط‬ ‫هذه التصريحات‪ ،‬وطالبت بمعاقبة كروش‪،‬‬ ‫في حين دافع مكتب الفريق التطواني عن‬ ‫العبه‪ ،‬ودعم تصريحاته‪ ،‬ببيان ناري‪ ،‬انتقد‬ ‫أداء الحكم‪ .‬وكان محمد أبرهون‪ ،‬العب‬ ‫المغرب التطواني هاجم بدوره التحكيم‬ ‫في البطولة المغربية‪ ،‬في تصريحات مثيرة‬ ‫للموقع الرسمي للنادي بخصوص المباراة‬ ‫ذاتها‪ .‬وقال “لماذا يقع الحكام دائما في‬ ‫أخطاء لمصلحة الوداد والرجاء”‪ .‬وقال أبرهون‬ ‫“ال ينبغي أن يستمر الوضع هكذا‪ .‬ما حدث‬ ‫يهدر مبدأ تكافؤ الفرص”‪.‬‬


‫العدد ‪863‬‬

‫كلمة رئي�س التحرير ‪:‬‬ ‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫يحيى العدل‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬نوفمرب ‪2016‬‬

‫المنظمة المهنية للمحاسبين المعتمدين بالجهة‬ ‫تطرح مستجدات التصريح الضريبي و األداء اإللكتروني‬ ‫نظمـت المنظمـة المهنية للمحاسبين‬ ‫المعتمديــن بالجهــة بعد زوال يوم الثالثاء‬ ‫الثامن من نونبر الحالي‪ ،‬بمقر غرفة التجارة‬ ‫والصناعة والخدمات بطنجـــة‪ ،‬نــدوة حــول‬ ‫موضوع‪“ :‬مستجــدات التصريــح الضريبــي‬ ‫واألداء اإللكتروني”‪ ،‬وذل��ك من تأطيــر‬ ‫عبدالعزيز الجبــــوري‪ ،‬و تحليــــل الفكـاك‬ ‫الشنــانــي الكاتب العــــام للمنظمـــــة‪،‬‬ ‫وعبد الكريم الصيـــاد نائب الكاتــــب العام‬ ‫‪،‬بحضور عدد من أصحاب اإلختصاص ونساء‬ ‫ورجال اإلعالم ‪.‬‬ ‫و في مداخلة تفصيلية حول مستجدات‬ ‫التصريح الضريبي واألداء اإللكتروني لألستاذ‬ ‫عبد الكريم الصياد‪ ،‬عرض فيها أبرز مبادئ‬ ‫وشروط اإلنتقال اإللكتروني الذي بات إجباريا‪،‬‬ ‫حيث أوضح أن المديرية العامة للضرائب‬ ‫قامت بتطوير خدمات” ‪( ”SIMPL‬الخدمات‬ ‫الضريبية على األنترنت) من أجــل تمكين‬ ‫المستعمليــن من اإلستيفــاء بالتزاماتهــم‬ ‫الضريبية بطريقة إلكترونية‪.‬‬ ‫وأوضح أن هذه العملية إجبارية حاليا‬ ‫بالنسبة للمقاوالت التي يعادل أو يفوق رقم‬ ‫معامالتها ‪ 10‬ماليين درهم‪ ،‬دون احتساب‬ ‫الضريبة على القيمة المضافة وبعض المهن‬ ‫الحرة التي يفوق رقم معامالتها مليون درهم‪،‬‬ ‫وبالتالي فابتداء من فاتح يناير ‪ 2017‬سيكون‬ ‫اإلنخراط في العمليات اإللكترونية إجباريا‬ ‫لكافة الخاضعين للضريبة بغض النظر عن‬ ‫رقم معامالتهم باستثناء الملزمين ضريبيا‬ ‫حسب النظام الجزافي‪.‬‬ ‫و خالل العرض الذي قدمه عبد الكريم‬ ‫الصياد نائب الكاتب العام للمنظمة‪ ،‬ركز على‬ ‫طريقة االنخراط في الخدمات اإللكترونية‪،‬‬ ‫عبر وضع طلب االنخراط بالمديرية الجهوية‬ ‫للضرائب الموجودة بموطن مقر الخاضع‬ ‫للضريبة‪ ،‬حيث يتكون ملف االنخراط من ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬طلب االنخراط لخدمات التصريح‬ ‫واألداء اإللكتروني‬ ‫‪ – 2‬طلب تسجيل مستعمل الخدمات‬ ‫‪ – 3‬طلب اإلذن باالقتطاع البنكي‬ ‫‪ – 4‬توكيل للقيام بعمليات التصريح‬ ‫واألداء اإللكتروني‪.‬‬ ‫الخطوة الثانية‬ ‫بعد الحصول على رم��ز ال��دخ��ول من‬ ‫طرف مديرية الضرائب الجهوية يتم الولوج‬ ‫لموقع المديرية المركزية للضرائب بواسطة‬ ‫هذا الرمز وبالتالي يقدم طلبااإلنخراط عن‬ ‫طريق ملء معلومات ضرورية) ممثل المقاولة‬ ‫والمستعملين الذين سيتكلفون بالتصريحات‬

‫الضريبية واألداءات اإللكترونية باسمه‪.....،‬‬ ‫إلخ)‪.‬‬ ‫في نهايــة عملية اإلنخراط‪ ،‬يحصل‬ ‫المنخرط على إسم الولوج ‪ Login‬وكلمة‬ ‫المرور ‪ mot de passe‬التي تأمن الوصول‬ ‫إلى الخدمات اإللكترونية‪.‬‬ ‫نوعية الخدمات اإللكترونية‬ ‫تمكن خ��دم��ة ‪ SIMPL‬للخاضعين‬ ‫للضريبة من إنجاز كافة إقراراتهم ودفعاتهم‬ ‫عبر اإلنترنيت واإلطالع على سجل إيداعاتهم‬ ‫في أي وقت بالنسبة للضرائب التالية ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬خدمة الضريبة على الشركات‬ ‫‪ – 2‬خدمة الضريبة على القيمة المضافة‬ ‫‪ – 3‬خدمة الضريبة على الدخل‪.‬‬ ‫مزايـا وفوائـــد النظــام الجديـــد‬ ‫للخدمات اإللكترونية‬ ‫اإلمتيازات للخاضعين للضريبة‬ ‫ التسجيل م��رة واح���دة فقــط في‬‫عمرالشركة من أجل الخدمات اإللكترونية‪.‬‬ ‫ تبسيـط عمليــة ملء التصريحـــات‬‫الضريبية مباشـــرة في الموقــع وتقديــم‬ ‫المساعدة إلجراء العمليات الحسابية لتحديد‬ ‫مبلغ الضريبة‪.‬‬ ‫ تحسين ج��ودة الخدمــة المقدمــة‬‫من قبل إدارة الضرائب وتحين المعلومات‬ ‫والبيانات المتعلقة بالمنخرط في أي وقت‬ ‫وتحيين مهـام المستعملين والمعلومــات‬ ‫المتعلقة بالحسابـــات المصرفية وكلمات‬ ‫السر‪...،‬إلخ‪.‬‬ ‫ الحصول على شهادات ضريبية من‬‫البوابة واإلطالع مباشرة على كل المعلومات‬

‫بما فيه الوضع الضريبي في حينه )حساب‬ ‫الضريبة( ومحرك البحث عن خاضع للضريبة‪.‬‬ ‫ الحد م��ن التنقالت واالن��ت��ظ��ار في‬‫شبابيك مصلحة الضرائب‪.‬‬ ‫ الحد من األخطاء في تدوين البيانات‬‫والنزاعات الناشئة عنها‪.‬‬ ‫ خدمة على مدار ‪ 24‬ساعة لمدة ‪ 7‬أيام‬‫في األسبوع‪.‬‬ ‫و ت��ج��در اإلش����ارة إل��ى أن المنظمة‬ ‫المهنية للمحاسبين المعتمدين تسعى إلى‬ ‫إعادة تنظيم هذه المهنة من خالل معالجة‬ ‫النواقص المتمثلة في غياب تحديد المهام‬ ‫الموكولة للمحاسب المعتمد وطرق مزاولة‬ ‫المهنة والواجبات وموانع األهلية واألحكام‬ ‫والعقوبات على غرار هيأة الخبراء المحاسبين‪.‬‬ ‫كما يحدد القانون رقم ‪ 12-127‬والذي‬ ‫يتعلق بتنظيم مهنة محاسب معتمد بإحداث‬ ‫المنظمة المهنية للمحاسبين المعتمدين‪،‬‬ ‫ش��روط القيد في سجل المنظمة المهنية‬ ‫للمحاسبين المعتمدين باإلضافة إلى قواعد‬ ‫التنظيم والتسيير‪ .‬كما ينص في ما يخص‬ ‫الصالحيـات على أن المنظمــة المهنيـــة‬ ‫للمحاسبين المعتمدين تمــارس السلطـــة‬ ‫التأديبية إزاء المهنيين الذين ارتكبوا أخطاء‬ ‫مهنية أو لم يحترموا األحكام التشريعية‬ ‫والتنظيمية الملزم بها أعضاء المنظمة‪.‬‬ ‫و يتضمن القانون أيضا أحكاما إنتقالية‬ ‫تخــص التقيــيــد في المنظمـــة المهنيـــة‬ ‫للمحاسبين المعتمدين بالنسبة للمهنيين‬ ‫الذين يمارسون حاليا مهنة المحاسبة بصفة‬ ‫حرة‪ .‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫حفل تكرم هرم الموسيقى األندلسية والشعبية‬ ‫بالشمال الفنان عبد الصادق شقارة‬ ‫بمناسبة مرور ‪ 18‬سنة على رحيل الفنان المقتدر هرم الموسيقى األندلسية والشعبية‬ ‫الفنان عبد الصادق شقارة‪ ،‬شهد مسرح سينما أبينيدا بتظوان مؤخرا حفل تكريم أحد أبنائها‬ ‫البررة المرحوم شقارة ‪ ،‬بحضور بعض أفراد عائلة المرحوم شقارة‪.‬‬ ‫اللقاء كان مناسبة إلحياء أمجاد ليالي أندلسية صوفية وشعبية كانت عنوان تألق تطوان‬ ‫الموسيقية إبان مرحلة شقارة‪ ،‬وأمام جمهور غفير أعتلى حفيد الفنان الفنان شقارة‪ ،‬الشاب آية‬ ‫اهلل عمران شقارة ركح سينما أبينيدا رفقة الفرقة الجديدة التي تحمل اسم “شقارة” والتي تضم‬ ‫فنانين مخضرمين وشباب‪ ،‬إلى جانب كورال‪ ،‬أشرفت على تدريبه ابنة المرحوم بشرى اشقارة ‪.‬‬ ‫حفيد شقارة آية اهلل خالل كلمته بالمناسبة‪ ،‬ذكر بظروف إعادة إحداث جوق شقارة‪ ،‬مشيرا‬ ‫إلى أنه تم وضع أمام أعينهم دور الموسيقيين األوائل أمثال الفنانين الطود وجلون وغيرهما من‬ ‫رواد الموسيقى األندلسية بالشمال‪ ،‬نظرا لدورهم الكبير في الحفاظ على الموسيقى األندلسية‬ ‫والروحية‪ ،‬مع إقحام عناصر شابة‪ ،‬طامحين إلى المساهمة في إعادة األمجاد‪ ،‬مبرزا أن تأسيس‬ ‫هذا الجوق جاء رغبة من عائلة شقارة في الحفاظ على تراث المرحوم الموسيقي‪ ،‬وحمايته‬ ‫من القرصنة‪ .‬وتمكين كل من يطلب مساعدة من أهل شقارة في توظيف تراث المرحوم ‪.‬‬ ‫الحفل كان مناسبة لتقديم العديد من األغاني الخالدة من إبداعات المرحوم عبد‬ ‫الصادق شقارة‪ ،‬ذكرت الحضور الذين غصت بهم جنبات مسرح سينما أبنيدا باأليام‬ ‫الجميلة‪ ،‬تخللتها معزوفات موسيقية أندلسية‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬

‫عبد الرحيم عاللي‬ ‫للعالج باألعشاب والزيوت‬ ‫الطبيعية‬

‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫عــــــالج‬

‫وأخيرا تستطيع جمعية «الحرية اآلن» أن تخرج للعلن ‪ ،‬بعد مرور أزيد‬ ‫من سنتين على إعالن تأسيسها‪ ،‬وتضع حدا لمعاناتها مع اإلدارة‪ ،‬وتباشر‬ ‫نشاطها في ظل القانون‪ ،‬بعد أن صدر عن المحكمة اإلدارية بالرباط‪،‬‬ ‫حكم لصالحها يقضي بإلغاء قرار والية الرباط سال القنيطرة‪ ،‬برفض تسلم‬ ‫ملف تأسيس الجمعية‪.‬‬ ‫المحكمة اإلدارية رفضت دفوعات المفوض القضائي الذي ناب عن‬ ‫الحكومة‪ ،‬خاصة ما تعلق باعتبار اجتماع التأسيس خارج غطاء القانون‪،‬‬ ‫نظرا ألن هذا االجتماع لم يكن موضوع تصريح مسبق مقدم للسلطة‬ ‫اإلدارية المحلية‪.‬‬ ‫المحكمة ردت بأن قانون الجمعيات يجيز تأسيس الجمعيات بكل‬ ‫حرية ودون سابق إذن‪ ،‬مع وجوب مراعاة الفصل الخامس من ظهير‬ ‫الحريات العامة الذي يلزم كل جمعية بتقديم ملف التأسيس لمقر السلطة‬ ‫اإلدارية الكائن بها مقر الجمعية ويسلم عنه وصل مؤقت مختوم ومؤرخ‬ ‫في الحال وتقدم نسخة من الملف إلى النيابة العامة إلبداء الرأي عند‬ ‫االقتضاء‪.‬‬ ‫قرار المحكمة اإلدارية يُحمل وزارة الداخلية مسؤولية رفض تسلم‬ ‫ملف تأسيس هذه الجمعية‪ ،‬ويفرض عليها أداء تعويض بمبلغ خمسة‬ ‫ماليين سنتيم لفائدة مؤسسي الجمعية مع تحميل الصائر لوزارة الداخلية‪.‬‬ ‫ومع أن هذا الحكــم قابــل لالستئناف‪ ،‬فإن المؤسسين يأملون في‬ ‫أن يقتنع المسؤولون بوزارة الداخلية بصدق نيتهم في خدمة البالد‬ ‫ويساعدوهم على القيام بنشاطهم في خدمة حرية الصحافة والتعبير‬ ‫وهي من أسس الحريات العامة وحقوق اإلنسان‪ ،‬التي نص عليها الدستور‬ ‫صراحة‪ ،‬عبر العديد من مواده‪.‬‬ ‫إن تعنت بعض رجال السلطة في قبول ملفات تأسيس الجمعيات‪ ،‬إما‬ ‫بسبب الشك في أهدافها أو االرتياب في نية بعض مؤسسيها الذين قد‬ ‫يوجد من بينهم من يتبنى أفكارا متطرفة دينيا أو سياسية أو أخالقيا ‪،‬‬ ‫يفضي إلى جدل قانوني حول مدى احترام السلطات اإلدارية لنصوص‬ ‫القوانين المنظمة لتأسيس الجمعيات وفقا لظهير الحريات العامة (‪15‬‬ ‫نوفمبر ‪ )1958‬ما دفع عددا من مؤسسي الجمعيات للتوجه إلى المحكمة‬ ‫اإلدارية التي قضت بإلغاء العديد من القرارات اإلدارية الرافضة لتسلم‬ ‫ملفات تأسيس الجمعيات وهي إطار للتعاون بين األشخاص لتحقيق أهداف‬ ‫مشروعة‪ ،‬يفصحون عنها في قوانين التأسيس المقدم للسلطات المحلية‪،‬‬ ‫وتعتبر الجمعيات من أهم الحريات العامة والحريات الفردية‪.‬‬ ‫ويجدر التذكير في هذا الباب بقرار المحكمة اإلدارية برفض قرار عدم‬ ‫تسلم ملف تأسيس جمعية بتطوان‪ ،‬صادر عن رئيس المنطقة الحضرية‬ ‫«تطوان األزهر»‪ ،‬حيث اعتبر القضاء أن الجمعية الطاعنة في القرار اإلداري‬ ‫تقدمت بتصريح بالتأسيس في إطار القانون دون أن تتحصل ال على وصل‬ ‫مؤقت رغم التنصيص على فورية تسليمه‪ ،‬وال على وصل نهائي‪ ،‬رغم‬ ‫مرور ‪ 60‬يوما على واقعة اإليداع‪ ،‬األمر الذي يعتبر مخالفة من جانب‬ ‫السلطة اإلدارية للفصل ‪ 5‬من القانون المنظم للجمعيات‪ ،‬ما تعين معه‬ ‫الحكم بإلغاء القرار اإلداري المطعون فيه‪.‬‬ ‫إن االتجاه الذي كرسه القضاء اإلداري هو تأكيد عدم أحقية السلطات‬ ‫اإلدارية المختصة بتسليم التصريح بتأسيس الجمعيات‪ ،‬في مناقشـــة‬ ‫مشروعية أو عدم مشروعيـة الجمعيــة ‪ ،‬حيــث يبقى ذلك من اختصاص‬ ‫القضاء ‪ .‬أما دور السلطات المحلية فإنه ينحصر في «اإلشهاد» على واقعة‬ ‫إيداع ملف الجمعية ‪.‬‬ ‫وفي حالة جمعية «الحرية اآلن ــ لجنة حماية الصحافة وحرية التعبير»‬ ‫فإن ملف الجمعية مر بمراحل شاقة شابها تحايل دائم من أجل الحؤول‬ ‫دون إتمام مسطرة التأسيس القانوني للجمعية‪ ،‬عبر إثارة العديد من‬ ‫الشكليات القانونية والمسطرية‪ ،‬منها رفض المحكمة دعوى طعن تقدمت‬ ‫به الجمعية سنة ‪ ،2014‬بسبب كون الطعن تم باسم جمعية لم تكتسب‬ ‫بعد الشخصية القانونية التي تؤهلها للتقاضي‪.‬‬ ‫وتفاديا لهذا اإلشكال تقدم مؤسسو الجمعية خالل شهر غشت ‪2016‬‬ ‫بملف جديد بأسماء المؤسسين وهم رضى بن عثمان وفاتحة أعرور‬ ‫وفاطمة اإلفريقي وعلي أنوزال ورشيد طارق وآمنة تفنوت وربيعة البوزيدي‬ ‫وتوفيق بو عشرين وخديجة رياضي ومحمد مسعودي والمعطي منجب‬ ‫وأحمد بن الصديق ومحمد سلمى وأحمد بوز وسليمان الريسوني ‪ ،‬حيث‬ ‫رفضت المحكمة الدفوعات الشكلية التي تقدم بها المفوض القضائي‬ ‫من حيث عدم الحصول على تصريح إداري بعقد الجمع العام التأسيسي‬ ‫للجمعية وعدم بيان مهنة المتقدمين بالطعن ومحل إقامتهم وعدم‬ ‫وجود سند مشترك بينهم‪ ،‬فإن المحكمة اعتبرت أن رفض تسلم ملف‬ ‫الجمعية مخالف للفصل ‪ 5‬من ظهير الحريات العامة وماسا بحرية تأسيس‬ ‫الجمعيات ‪ ،‬مما يجعله قرارا مشوبا بعيب مخالفة القانون وبالتالي متسما‬ ‫بتجاوز السلطة ‪ ،‬األمر الذي يتعين معه الحكم بإلغائه‪.‬‬ ‫وكان ذلك عدال‪.‬‬

‫األخيرة‬

‫تساقط الشعر‬ ‫األمراض الجلدية‬ ‫تـونيـــا‬ ‫اإلكزيمـــة‬ ‫مسمار الكيف‬ ‫الحـــزاز‬ ‫ألم األذن‬ ‫التــالل‬ ‫البواسير‬

‫شارع محمد الخامس‪ ،‬رقم ‪ 47‬ـ وزان ـ ‪GSM : 0660 32 86 82 / 0606 10 49 48‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.