Achamal n° 865 le 29 novembre 2016

Page 1

‫أسماك قرش ضخمة قبالة سواحل‬ ‫مدينة طنجة‬ ‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 865‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪� 29‬صفـر ‪ 29 / 1438‬نوفمرب �إلى ‪ 5‬دي�سمبـر ‪2016‬‬

‫ذكرت «أخبارنا المغربية» أن فريقــاً‬ ‫دوليـاً مختصاً في تتبــع تحـرك أسمــاء‬ ‫القــرش عبـر بحــار العالم‪ ،‬رصد مجموعة‬ ‫من هــذه الحيوانــــات الخطيــرة قبالـــة‬ ‫سواحل طنجة‪.‬‬ ‫وحسب التقــريــر الذي أنجـزه فريق‬ ‫«مانكـــس» لألبحــاث البحــريــة‪ ،‬فـــإن‬ ‫األمر يتعلق بأسمــاك قــرش من نـــوع‬ ‫«باسكين» الخطيــرة والتي يبلـــغ طولها‬ ‫حوالي ‪ 7‬أمتار تتشكل في سرب يضم أزيد‬ ‫من ‪ 20‬فرداً ‪ ،‬تم تحديد وجودهم اعتماداً على قمر صناعي معد لهذا الغرض‪.‬‬ ‫هذا والزال الباحثون حائرين حول سبب وجود هذه األسماك بهذه المنطقة التي ال تالئم‬ ‫أصال الظروف المناسبة لعيشها بسبب دفء مياه األبيض المتوسط‪.‬‬

‫إلغاء مجانية التعليم إعدام للمدرسة العمومية‬ ‫القرار هجوم على التعليم العمومي وعلى مكتسبات الشعب‪،‬‬ ‫وتكريس للطبقية‬

‫بينما ال زال المغرب بدون حكومة‪ ،‬حوالي شهرين‪ ،‬بعد االنتخابات التشريعية األخيرة‪ ،‬وبينما ال يزال بنكيران يتأرجح بين اليمين‬ ‫واليسار ويصارع «نزوات» أحزاب يبدو أنها تمارس لعبة القط والفأر‪ ،‬من أجل»تزجية الوقت» وإحداث «الفرجة» السياسية‪ ،‬في بلد ال‬ ‫ينقصه وجع وال صداع ‪ ،‬وتزرع في طريق الرئيس المعين «قواليب» الغرض منها ‪ ،‬كما يبدو‪ ،‬اإلبتزاز السياسي من أجل الحصول على أكبر‬ ‫«قطعة» من الكعكة الحكومية‪ ،‬بينما معظم هذه األحزاب ال يستحق أن يلتفت إليه‪ ،‬لهزالة ما حصل عليها من نتائج‪ ،‬في هذه الظروف‬ ‫التي ال تحتاج لوصف‪ ...،‬طلع علينا المجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي برأي» استشـــاري» يؤيد مشروع رئيس الحكومة‬ ‫المنتهية واليته األولى‪ ،‬الفاشلة‪ ،‬القاضي بإلغاء مجانية التعليم في السلكين الثانوي والعالي‪ ،‬في إطار مشروع القانون الجديد المؤطر‬ ‫للمنظومة التربوية‪.‬‬

‫(�ص ‪)4‬‬


‫العدد ‪865‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬نوفمرب �إلى ‪ 05‬دي�سمرب ‪2016‬‬

‫‪2‬‬

‫الأمطار تغرق مدينة طنجة يف في�ضانات مهولة‬

‫عدد من م�شاريع طنجة الكربى «هزها املـا»‬

‫سياسي‪ ..‬وال فخر!!‬

‫‪-‬‬

‫محمد �سدحي‬

‫‪sadhimed@gmail.com‬‬

‫الطوفان الذي ضرب مدينة طنجة بداية‬ ‫األسبوع‪ ،‬لم يشهد له أهـل هذه المدينـة‬ ‫«المنكوبة» مثيال في العهد الحديث‪ .‬ولعل‬ ‫الذكريات عادت بهم‪ ،‬ولو للحظات‪ ،‬إلى يوم‬ ‫كانت أزقة ودروب وساحات المدينة تنظـف‬ ‫كل ليلـة بالمـاء و «الليخيــة» و «الجريزي»‪،‬‬ ‫وكان سوق السمك يبخر بالجاوي بعد عصر‬ ‫كل يوم حتى إذا قصده المواطنون صباحا لم‬ ‫يجدوا أنفسهم مكرهين على استنشاق الروائح‬ ‫الكريهة النتنة التي تغمر المكان في أيامنا هذه‬ ‫بالرغم من توافر إمكانات التنظيف والتطهير‬ ‫و «التعطير»‪ .‬وكانت عملية صيانة وتصفية‬ ‫المجاري تباشـر يوميـا‪ ،‬صيفا وشتـاء‪ ،‬كما الشأن‬ ‫بقنوات الصرف الصحي والبالوعات وكل ما له‬ ‫ارتباط بالفضاء الخارجي للمدينة‪.‬‬ ‫لقد كانت هناك بعض الفيضانات في‬ ‫الماضي ولكنها كانت ترتبط بالوديان التي‬ ‫تخترق المدينة لتصب في البحر‪ ،‬وهي بالنسبة‬ ‫للواجهة المتوسطية‪ :‬واد الماللح‪ ،‬واد مغوغـة‪،‬‬ ‫واد السوانـي‪ ،‬واد اليهود‪ .‬والواجهة األطلسيـة‬ ‫‪ :‬واد الزيتون‪ ،‬واد بوخلف‪ ،‬واد اكزناية‪ ،‬واد‬ ‫المهرهار‪ ،‬حيث إنه مع امتالء حقينة هذه‬ ‫األودية‪ ،‬خالل فصل الشتاء‪ ،‬كانت «تفيض»‬ ‫وتجرف بعض المناطق التي تمر منها كمغوغة‬ ‫والسواني وبوخالف‪ ،‬مثال‪ ،‬خاصة وأن معدل‬ ‫التساقطات المطرية التي كانت تشهدها‬ ‫منطقة طنجة سنويا أيام «الخير والبركة»‬ ‫كانت تقارب ‪ 1500‬ميليمتر‪ .‬مـاذا حـدث إذن‬ ‫لمدينـة طنجـــة التي تشهد مشاريع بنيويــة‬ ‫عمالقـة ومشاريع تنموية فرعونية وُكل أمر‬ ‫إنجازها إلى الوالي وإدارته المحلية واإلقليمية‪،‬‬ ‫حتى «تغرق» في يم عظيم‪ ،‬بعد سويعات فقط‬ ‫من تهاطل أمطار أخبرت بها مسبقا مصلحة‬ ‫األرصاد الجوية و «حذرت» منها‪ ،‬حتى يأخذ‬ ‫والة األمر االحتياطات الالزمة لتفادي كل‬ ‫ما من شأنه أن يزعج السكان ويرعبهم‪ ،‬أو‬ ‫يتسبب للمدينة في خسائر على مستوى األرواح‬ ‫والممتلكات العامة والخاصة‪.‬‬ ‫إن المشاهد التي حملتها مختلف المواقع‬ ‫اإلعالمية‪ ،‬خاصة اإلليكترونية التي أصبحت‬ ‫«قوة» حقيقية في المشهد اإلعالمي الوطني‪،‬‬ ‫تبعث الرعب في النفوس لما حملــت من‬ ‫صور االرتعاب واالرتياع والهلع والفــزع‪ ،‬حيث‬ ‫تحولت مناطق عديدة من المدينة إلى بحيرات‬ ‫عميقة‪ ،‬سمحت باستعمال قوارب لعبورها‪ ،‬ما‬ ‫دفع العديد من رواد المواقع الفيسبوكية إلى‬ ‫السخرية من مسؤولي المدينة التي شبهها‬ ‫بعض أهالها بمدينة البندقية اإليطالية‪.‬‬ ‫ولم يكن يتصور أحد من أهالي طنجة أن‬ ‫تغمر المياه الساحة المقابلة لمحطة السكك‬ ‫الحديدة القديمة حتى غمرت المياه السيارات‬

‫على كامل ارتفاعها في مشهد مؤلم بالنسبة‬ ‫لألهالي الذين ال يذكرون كارثة بهذه الحدة‬ ‫والشدة‪ ،‬وسط المدينة ‪.‬‬ ‫لقد استغرب أهـل طنجة أن تغرق أحياء‬ ‫بكاملها بمجـرد سقــوط أولى زخات المطر‬ ‫وتتسبب في خسائر مادية كبيرة ألصحـاب‬ ‫السيارات والتجار والمارة عبر طرق المدينة‬ ‫والمناطق المجاورة كحي كاساباراطا بأسواقه‬ ‫المنجرفة‪ ،‬ومنطقة حي الموظفين وبني مكادة‬ ‫التي تعتبر مركزا سكنيا وتجاريا من الدرجة‬ ‫األولى بالمدينة‪ ،‬وحي ادرادب‪ ،‬واإلدريسيـة‬ ‫القريب من جماعة العبدالوي‪ ،‬وشارع األطلس‬ ‫وشارع موالي حفيظ ومحيــط بنايـة مجلس‬ ‫الجهة الواقع في ما كان يسمى «بمنطقة‬ ‫إقامة» بأحيائها الراقية الممتدة إلى كاليفورنيا‬ ‫ثم الجبل الكبير‪ ،‬وعدد من المدارات الحديثة‬ ‫اإلنشاء لتمتد إلى الكورنيش الذي غمرت‬ ‫المياه جوانب منـه وحاصرت الميـاه بعض‬ ‫المنشآت السياحية الحديثة وتسببت في عرقلة‬ ‫سير المارة والسيارات بهذه المنطقة التي قد‬ ‫تتسبب المياه في ظهور الكثير من اختالالت‬ ‫البناء بها‪ ،‬وقد بدا بعضها ظاهرا على حافتي‬ ‫طريق الكورنيش‪ ،‬والمطلوب اإلسراع بعملية‬ ‫الصيانة في هذه المنطقة التي تعول عليها‬ ‫المدينة في مخططات التنمية التي رصدت‬ ‫لها ميزانية ضخمة ضمن مشاريع المخطط‬ ‫الملكي «لطنجــة الكبــرى» والتي وكل أمر‬ ‫تنفيذها إلى والي الجهة‪.‬‬ ‫إال أن بعض تلك المشاريع «هزها الما»‬ ‫ومنها بعض المدارات واألنفاق خاصة نفق بني‬ ‫مكادة الذي غمرته المياه بالكامل‪ ،‬حيث إنه‬ ‫أصبح غير صالح لالستعمال وزاد ذلك في عرقلة‬ ‫السير الذي أحدث النفق لتسهيله‪.‬‬ ‫هذا الطوفان دفع العديدين إلى القول‬ ‫بأن مشاريع «طنجة الكبرى» ال يسير إنجازها‬ ‫على ما يرام‪ ،‬يبدو ذلك من هشاشة البنيات‬ ‫التحتية‪ ،‬التي رصدت لها اعتمادات كبيرة في‬ ‫ميزانية المخطط الملكي والتي لم تصمد‬ ‫أمام أولى زخات المطر لتتحول المدينة إلى‬ ‫بركة ماء يغمرها البحر من كل جانب ‪ ،‬حتى أن‬ ‫بعض شباب أحياء البرانص‪ ،‬حولوا البركة التي‬ ‫«غزت» أحياءهم‪ ،‬إلى «مسبح» شعبي‪ ،‬دفعوا‬ ‫إلى داخله بصندوق بلدي للنفايات‪ ،‬ليستعمله‬ ‫الشباب منصة للقفز و للغطس في المياه التي‬ ‫ازدادت نسبة ارتفاعها مع توالي سقوط األمطار‪،‬‬ ‫حتى لتخال أن البحر تخطى سواحله ليغمر‬ ‫المنطقة بالكامل‪ .‬مشاهد مضحكة مبكية‬ ‫وثقها أهل الدراية بفيديوهات وقع تداولها على‬ ‫نطاق واسع‪.‬‬ ‫وقد ظلت تعليقات الفيسبوكيين على هذا‬ ‫الوضع قوية تتخللها «قفشات» تهكمية على‬

‫اإلدارة والجماعة وما بينهما حتى أن بعضهم‬ ‫نشر صورة لمواطن يعبر بحيرة بوسط المدينة‬ ‫على قارب بمجداف ‪ .‬وآخر نشر صورة لشباب‬ ‫يمارسون رياضـة «التيجيتسكـي» في مسبح‬ ‫القطار القديم‪ ،‬طبعا بتعليقات تبرز مدى «لطف»‬ ‫و «خفة دم» شباب طنجة وقدرتهم العالية على‬ ‫«التنكيت» السياسي كلما دعت إلى ذلك‬ ‫مواقف مثيرة وغريبة‪ .‬ولعل طوفان طنجة كان‬ ‫مبعث وحي وإلهام لمن به مس من هواية‬ ‫«التقشاب» على مواقف تغري بذلك‪! ‬‬ ‫وحيث أن «للجد أوقات وللهزل مثلها»‪،‬‬ ‫على قول الشاعر الجاهلي‪ ،‬فإن العديد من‬ ‫المعلقين ارتابوا من صمت المسؤولين‪ ،‬خاصة‬ ‫العبدالوي البيجيدي رئيس المجلس البلدي ــ‬ ‫ياحسرة ــ‪ ،‬ووارث سره أمحجور ‪ ،‬ومن يشمله‬ ‫جمعــه البلــدي «السعيــد» جدا‪ ....‬أيضا من‬ ‫صمت المنتخبين الجماعيين والبرلمانييـــن‬ ‫والمنظماتاألهلية‪....‬‬ ‫ولكن منبرا من المنابر اإلعالمية الوطنية‬ ‫أخبر بأن مقر والية طنجة شهد لقاءات ‪ ،‬اإلثنين‬ ‫والثالثاء‪ ،‬بحضور الوالي اليعقوبي والرئيس‬ ‫العبدالوي‪ ،‬والمدير الجهوي لشركة أمانديس‬ ‫الفرنسية التي عجزت الدولة عن فك االرتباط‬ ‫بها والتي فوض لها أمر تدبير قطاعات الماء‬ ‫والكهرباء وما قاربهما ‪ ،‬قيل إنها خصصت لـ‬ ‫«مناقشة» آثار الفيضانات التي اكتسحت جهات‬ ‫ومناطق عديدة من مدينة طنجة وخلفت أضرارا‬ ‫وخسائر متفاوتة بالعديد من المرافق الحيوية‬ ‫بالمدينة‪.‬‬ ‫نفس المصدر أورد وفق ما توصل إليه‬ ‫من معلومـات أن ممثـل «أمانديس» ووجــه‬ ‫بـ «عتاب» شديد بسبب ما اعتبر «تقصيرا»‬ ‫في صيانة ومتابعة وضعية البنيات التحتية‪،‬‬ ‫و تصفية المجاري وقنوات الصرف الصحي‬ ‫بالشكل المطلوب ــ والمتفق عليه في دفتر‬ ‫التحمالت‪ ،‬واهلل أعلم ــ والتأخر الحاصل في‬ ‫إنهاء األشغال ببعض األوراش الهامة‪ ،‬وتعطل‬ ‫خدمة مضخات الماء في األنفاق التي أغرقتها‬ ‫بضع دقائق من الغيث الذي لم يكن مفاجئا‪،‬‬ ‫بطبيعةالحال‪.‬‬ ‫وفي غياب أي بيان رسمي في الموضوع‪،‬‬ ‫فإننا نعتبر أن «العتـاب» الذي يكون ممثل‬ ‫«أمانديس» قد تلقاه خالل ذلك اللقاء من طرف‬ ‫«الناطق» باسم مواطني طنجة‪ ،‬يشكل أعلى‬ ‫ما يمكن أن نواجه به شركة أمانديس التي‬ ‫نفتقر إلى خدماتها ما دمنا أننا ال زلنا «عاجزين»‬ ‫على تدبير مائنا وكهربائنا وأزبالنا‪ ،‬بعد مرور‬ ‫أزيد من نصف قرن على استقالل بالدنا‪،‬‬ ‫الذي احتفلنا بذكراه الواحدة والستين‪ ،‬بداية‬ ‫األسبوع الحالي‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫مدينة طنجة تراث عالمي إنساني‬

‫وأخيرا وقع االنتباه إلى طنجة‪ ،‬وهي من‬ ‫أق��دم دوائـر التجمعــات البشريــة منــذ‬ ‫ما قبل التاريخ‪ ،‬وقد عايشت حقبا غابرة من‬ ‫التاريخ اإلنساني‪ ،‬واحتضنــت حضــارات أمم‬ ‫وشعوب تفاعلت معها وأنسجت ثقافة فريدة‬ ‫نسجتها على قيم التالحم والتالقح والتفاهم‬ ‫بين بني البشر‪ ،‬قبل أن يولد ميثاق حقــوق‬ ‫اإلنسان وينتبه البشر إلى أنهم سواسية رغم‬ ‫االختالف في األصل والجنس واللون واللغة‬ ‫والمعتقدات‪.‬‬ ‫وهكذا ظلت طنجة ترفع شعار “مختلفون‪،‬‬ ‫ولكن متحدون متضامنون” عبر أحلك العصور‬ ‫التي عاشتها البشرية‪ ...‬وال زالت صامدة في‬ ‫وجه تقلبات الزمن فخـورة بإرثهـا الحضـاري‬ ‫المتفرد‪ ،‬قلعة في مفترق طــرق مائي يربط‬ ‫البشر في قارات كوكبهم الست‪.‬‬ ‫هذه طنجة التي فتـــح في شأنها‪ ،‬هذا‬ ‫األسبوع‪ ،‬ورش دراسي وتفكير لبحث إمكانية‬ ‫إدراجها ضمن التراث العالمي اإلنساني‪.‬‬ ‫الورش دعــت إليه منظمــة اليونيسكو‬ ‫بشراكة مــع وكالــة إنعـاش الشمال ووزارة‬ ‫الثقافة‪ ،‬وشارك فيــه عدد من الخبراء المغاربة‬ ‫واألجانب‪.‬‬ ‫وجاء في بيان لمنظمة اليونيسكو بهذه‬ ‫المناسبة أن مشروع إدراج طنجة ضمن التراث‬

‫العالمي اإلنساني يعكــس التــزام المغــرب‬ ‫الراسخ بحماية وتثمين تراثه الوطني الذي‬ ‫يعد تراثا بشريا وأن المملكـــة المغربيـــة‬ ‫قويـــة بتاريخها العريــــق‪ ،‬الذي يتجلى من‬ ‫خالل معمــــارها التاريخي الرائع‪ ،‬وخبرتها‬ ‫التي راكمتها على امتداد الزمن‪ ،‬مشيرا‬ ‫أن مؤتمر المناخ “كوب ‪ ،”22‬الذي انعقد‬ ‫مؤخرا بمدينة مراكش‪ ،‬كان مناسبة لتقديم‬ ‫عروض تخص بعض المدن المدرجة ضمن‬ ‫قائمة مواقع التراث العالمي اإلنساني‪ ،‬من‬ ‫قبل “اليونيسكو”‪ ،‬كمدينـــة الرباط‪ ،‬والمدينة‬ ‫العتيقة لتطوان‪ ،‬ومدينة تونس العتيقـــة‪،‬‬

‫وجزيرة صقليــة‪ ،‬وموقع ملقــــا‪ ،‬في ماليزيــا‪،‬‬ ‫ومواقـع أثرية في مدينـة باليرمو‪..‬‬ ‫من جهته‪ ،‬أبرز المدير العـام لوكالــة‬ ‫إنعاش وتنمية الشمال “منير البويوسفي”‪،‬‬ ‫القيمة الكونية المتفــردة لمدينة طنجة‬ ‫كمــوروث حضــاري ضمن التـراث اإلنساني‬ ‫العالمي لدى اليونسكو‪ ،‬مذكرا بأن العديد‬ ‫من مشاريع “طنجة الكبرى”‪ ،‬التي يتم تنفيذها‬ ‫حاليا بطنجة‪ ،‬تروم تعزيز إشعاعها الثقافي‬ ‫وتأهيل موروثها التاريخي مما يجعلها مختبرا‬ ‫للتنمية على الصعيدين الوطني والجهوي‪.‬‬

‫ع‪.‬ك‬

‫في سنوات سابقة‪ ،‬من زمننا المغربي‪ ،‬وصف قيدوم‬ ‫اإلعالميين المغاربة‪ ،‬أستاذنا الجليل خالد مشبال‪ ،‬الصحافة‬ ‫المغربية‪ ،‬في إحدى تجلياتها‪ ،‬بمهنـــة من ال مهنة له‪...‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬سار كل من يهوى اللغــط‪ ،‬من الذين ال صفة لهم‪،‬‬ ‫يتستر بثوب الصحافة الفضفاض ويقدم نفسه بجرأة نادرة‪،‬‬ ‫للذين يعرفونه والذين ال يعرفونه‪ ،‬على أنه «صحافي»‪...‬‬ ‫هذا إذا لم يكن صحافياً جهبذاً (أو صحافي جبهة) يشار إليه‬ ‫بالبنان‪ ،‬وربما بجميع الفواكه التي تقدم خارج فصولها‪...‬‬ ‫الصديق البشير المسري (أستاذ اللغة العربية الكاتب‬ ‫المعتكف على كتابة القصة القصيرة جداً) يصنف هؤالء‬ ‫ضمن خانة يطلق عليها ( صحافيو «دعى» بألف مقصورة)‪...‬‬ ‫القصور قائم‪ ،‬ولكن ليس من طرف الذين يكتبون فقط‪،‬‬ ‫ولكن من جانب شريحة واسعة من جمهور القراء‪ ،‬إذ‬ ‫يختلط عليهم األمر بسهولة ويصعب عليهم الفصل بين‬ ‫الغث والسمين‪ ،‬والتمييز بين الجوز المليء من الخاوي‪...‬‬ ‫ومع االنفجار الذي قوّض الجسم اإلعالمي وجعل جز ًء‬ ‫هاماً منه مجرد عوالق في مدارات العناكب‪ ،‬استفحل األمر‬ ‫أكثر من ذي قبل‪ ،‬وأصبح الصحافيون أنفسهم يخطؤون‬ ‫في تحديد مالمح بعضهم بعضاً‪ ،‬ويحصل أن يبخس زميل‬ ‫عمل زميله‪ ،‬ويشيد‪ ،‬بالمقابل وبالمفارقة ‪ ،‬بمن يستهلون‬ ‫«خبيراتهم» بكلمة (دعى) بألف مقصورة‪ ...‬وهذه طامة‬ ‫كبرى‪ ،‬اهلل يعجل برحيلها‪.‬‬ ‫وفي مستوى آخر من انتحــال الصفات‪ ،‬يساهم إعالمنا‬ ‫في خلق دمى مطاطية وكراكيز (ليتها عرائس من قصب‬ ‫حر) ويلصق بها صفــة «محلل سياسي»‪ ...‬ذلك أن كــل‬ ‫من قرأ بعض االفتتاحيــات أو طالع عناوين الصحــف أو‬ ‫تتبع نشرات أخبار‪ ،‬يجمع (كمشة) جمل في السياسية‪ ،‬ثم‬ ‫يأخذ في تمطيطها‪ ،‬كمن يطوّع عجين الرغيف‪ ،‬ويعطيها‬ ‫شك ً‬ ‫ال مشوهاً في الغالب ثم يعلو المنصات ويخوض في‬ ‫التحليالت والتأويالت والتوقعات والتكتيكات وهكذا‪ ...‬وال‬ ‫أحد يستطيع أن يبزّ عمي قبان في صفته كمحلل سياسي‪...‬‬ ‫شخصياً‪ ،‬وبكل تواضـع‪ ،‬تواضـع الصغــار أعني‪ ،‬لم‬ ‫يثـر اهتمامـي أحـد من هـؤالء (المحللين السياسيين)‪...‬‬ ‫وعشت سنوات من العمـر المنذور للقراءة الحرة أميل إلى‬ ‫شخصيتين في التحليل السياسي ال مثيل لهما عندي على‬ ‫مستوى طنجة‪ ،‬وهما‪:‬‬ ‫أوال‪ ،‬المحلل السياسي الشعبــي «عالل الطليانو» على‬ ‫المستوى الوطني‪.‬‬ ‫ثانياً‪ ،‬العياشي الصروخ على الصعيد القومي‪.‬‬ ‫ومن يطعــن في ريادتهمــا ما عليه إلى أن يدلنا على‬ ‫عناوين أخرى‪.‬‬ ‫عندما استقر اختياري‪ ،‬أنا موحا كهرمات ولد بني مكادة‬ ‫القديمة‪ ،‬على ولوج معهد للتكوين في مجال اإلعالم‪،‬‬ ‫بدعم مالي من شقيقي المغترب‪ ،‬لم يكن بدافع أن أصبح‬ ‫صحافياً لحمل بطاقة بشريطين أحمر وأخضر‪ ،‬وإنما كانت‬ ‫رغبتي ملحة في السفر إلى بالد الكنانة من أجل مقابلة‬ ‫«شريهان» وإجراء مقابلة معها‪ ،‬فقط‪.‬‬ ‫أما مسألة «محلل سياسي» فإنها لم تخطر على بالي‪.‬‬ ‫لذلــك اكتفيــت من السياسة بأخبارهــا ومن السياسيين‬ ‫بالتيساع‪ ...‬واهلل يخرج السرابس على خير‪.‬‬ ‫نلتقي !‬


‫الثالثاء ‪ 29‬نوفمرب �إلى ‪ 05‬دي�سمرب ‪2016‬‬

‫العدد ‪865‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫في العاشرة وأربعين دقيقة من صبيحة اإلثنين الماضي‪ ،‬دخل إلى عيادة طبيب‬ ‫اختصاصي‪ ،‬فوجدها غاصة برجال ونساء وأطفال ينتظرون دورهم في قاعات االنتظار‪،‬‬ ‫وممرات العيادة ومدخلها‪.‬‬ ‫استطاع أن يميز بين هذه الجموع مكتبا تجلس في صدره كاتبة‪ .‬تَقدّم إليها‪،‬‬ ‫فسلمتْه رقما ظن في أول وهلة أنه رقم ‪ 16‬لكن تبين له بعد إمعان النظر أنه رقم‬ ‫‪ 61‬فسألها متى يؤهله هذا الرقم لعرض نفسه على الطبيب؟ فأخبرتْه في تردد‪ :‬في‬ ‫الثانية عشرة أو الثانية عشرة والنصف زواال‪.‬‬ ‫اتكأ على جدار لوقت لم ُ‬ ‫يطل‪ ،‬ألنه لمح مقعدا شاغرا في قاعة غادرها مريض‪،‬‬ ‫فسارع إلى الجلوس‪ ،‬وتناول مجلة‪ ،‬ودفن رأسه فيها مستعجال الوقت‪ ،‬ومتمنيا أن‬ ‫تدور عقارب الساعة لتصل إلى الموعد الموعود‪.‬‬ ‫بعد نصف ساعة أو أكثر‪ ،‬سمع الكاتبة وهي تنادي صاحب رقم ‪ 44‬فتأكد أنه لن‬ ‫ينعَم برؤية الطبيب في هذا الصباح‪ ،‬وأن عليه أن يراجع السيدة الكاتبة‪ ،‬فأخبرتْه أن‬ ‫موعده قد يتأخر إلى الثانية‪ ،‬ألن أصحاب المواعيد يُعرقلون تسلسل األرقام وتتابعها‪.‬‬ ‫التمس منها أن تحدد له موعدا في أي يوم تشاء‪ ،‬وفي أية ساعة تشاء‪.‬‬ ‫حددت له اليوم والساعة‪ ،‬فشكرها وغادر العيادة وهو يتساءل‪ :‬كيف يستطيع‬ ‫هذا الطبيب أن يفحص كل هذا العدد العديد من المرضى في وقت ال يتجاوز خمس‬ ‫ساعات؟ من أين له هذه الطاقة؟ وكيف يُقسم هذا الوقت الوجيز‪ ،‬على هذا الجمع‬ ‫الغفير من الزبناء؟‪.‬‬ ‫وفي الطريق‪ ،‬أخذ يسترجع صور وأسماء أطباء تردد عليهم في أوقات متباعدة‪،‬‬ ‫فالحظ أن بعضهم كان يُصر على تحديد مواعيد مضبوطة لمرضاه‪ ،‬إشفاقا عليهم‪،‬‬ ‫وتسهيال لمأموريته ومأموريتهم‪ ،‬وأن بعضهم كان ال يفحص في الحصة الصباحية‬ ‫أو المسائية إال عشر حاالت فحسب‪ ،‬وأن بعضهم كان ال يحسب حساب الربح‪ ،‬بقدر ما‬ ‫يحسب حساب راحة مريضه وشفائه‪.‬‬ ‫إنهم مالئكة الرحمة‪ ،‬ومالئكة الرحمة اليمكن أن ينال من احترامنا وتقديرنا‬ ‫لهم‪ ،‬اجتهادُ مجتهد قد يجانب الصواب‪ ،‬ويخرج عن الجادة‪.‬‬ ‫ولكل قاعدة استثناء كما يقال‪.‬‬

‫نقاد يناقشون تلقي إدوارد سعيد عربيا من خالل كتاب‪:‬‬

‫«إدوارد سعيد‪ .‬االنتفاضة الثقافية» إليف كلفارون‪ ،‬ترجمة‪:‬‬ ‫الدكتور محمد الجرطي بالقنيطرة‬ ‫استضافت الخزانة الجهوية بالقنيطرة‪ ،‬مساء يوم السبت ‪ 19‬نونبر ‪،2016‬‬ ‫ندوة علمية في موضوع‪« :‬تلقي إدوارد سعيد عربيا من خالل كتاب‪« :‬إدوارد‬ ‫سعيد‪ .‬االنتفاضة الثقافية» إليف كلفارون‪ ،‬ترجمة‪ :‬الدكتور محمد الجرطي»‪ ،‬التي‬ ‫نظمها «الراصد الوطني للنشر والقراءة»‪ ،‬بمشاركة ثلة من النقاد والباحثين‪:‬‬ ‫إدريس الخضراوي‪ ،‬أحمد الجرطي‪ ،‬رشيد شباري‪ ،‬محمد الجرطي‪ ،‬وتنشيط‬ ‫الباحث عبد اهلل لحميمة‪ ،‬بحضور ثلة من النقاد والباحثين والمبدعين والفاعلين‬ ‫والمهتمين بالحقل الثقافي‪/‬األدبي‪.‬‬ ‫الندوة افتتحت بورقة الباحث إدريس الخضراوي تحدث فيها عن التلقي‬ ‫المزدوج الذي طاول أعمال إدوارد سعيد في السياق الثقافي الفرنسي‪ ،‬مما‬ ‫فوت على الباحثين والمهتمين بالنظرية األدبية إمكانيات االستفادة من‬ ‫الجدة التي تنطوي عليها أعماله‪ ،‬وبالتالي تمكين الدراسات األدبية من تجاوز‬ ‫بعض اإلشكاليات التي واجهتها‪ ،‬والدليل على هذه االزدواجية هو كتاب إيف‬ ‫كلفارون‪« :‬إدوارد سعيد‪ .‬االنتفاضة الثقافية» الذي صدر سنة ‪ 2013‬أي بعد مرور‬ ‫عشر سنوات على رحيل إدوارد سعيد‪ ،‬ما جلعه يكتسب أهمية كبيرة سواء لدى‬ ‫القارئ الفرنسي أو القارئ العربي وهو يفتح أمامه منافذ إلى مسارات جديدة من‬ ‫شأنهــا تطويـــر الفهم بما قدمه إدوارد سعيد في حقل النظرية األدبية‪ ،‬وفي‬ ‫سـياق تقديمه للكتــاب توقف‬ ‫الباحــث إدريــس الخضــراوي‬ ‫عنـد المداخــل األساسية التي‬ ‫حاول من خــاللهــا كلفــارون‬ ‫النفاد إلى المنظور اإلدواردي‪،‬‬ ‫وكذلك مفاهيمـــه األساسيــة‬ ‫كالدنيوية والقراءة الطباقيـــة‬ ‫والمثقف والعالم وغيرها من‬ ‫الكلمات‪ /‬المفاتيح التي ينهض‬ ‫عليها التصور اإلدواردي لألدب‬ ‫والنقـــد‪ .‬كما نوه بالمجهــــود‬ ‫الذي بذلـه الدكتـــور محمد‬ ‫الجرطي في ترجمة هذا الكتاب‬ ‫من أجل تمكين القـــراء من‬ ‫االطالع على وجهـــة النظــــر‬ ‫الفرنسية حـول أعمـــال إدوارد‬ ‫سعيد‪.‬‬ ‫وحول الكتاب نفسه تحدث‬ ‫الناقد أحمد الجرطي في ورقته‬ ‫عن أهم القضايا التي أثارها الباحث الفرنسي إيف كلفارون في دراسته للفكر‬ ‫النقدي عند إدوارد سعيد حيث شدد على أن قيمة إدوارد تتجلى بالتحديد في‬ ‫مناهضة خطاب ما بعد البنيوية الذي غالى في متاهة التأويل والنهائيته مشددا‬ ‫بالمقابل على ضرورة موضعة النصوص داخل سياقاتها االجتماعية هذا فضال‬ ‫عن طرحه لمنظور هام لوظيفة المثقف ينادي من خالله التزامه السياسي‬ ‫بقضايا عصره‪ ،‬كما حاول كلفارون إبراز قيمة إدوارد سعيد في حقل الدراسات‬ ‫الثقافية من خالل مناداته بمفهوم القراءة الطباقية الذي يروم تفكيك السرديات‬ ‫الكولونيالية وتعرية ما تتبطن به من صور نمطية موغلة في التمركز الهوياتي‬ ‫ومبخسة لكل ما هو الغربي مع االنفتاح في الوقت نفسه على األصوات المضادة‬ ‫من داخل الشعوب ما بعد الكولونيالية ومساءلة مدى قدرتها على تحبيك سرد‬ ‫مضاد ال يكتفي فقط بتفكيك الصور النمطية لآلخر بل يعيد تصحيح صورة‬ ‫الذات وتبئير صوت السرد حول المهمشين والمقموعين الذين حرموا من تمثيل‬ ‫أنفسهم في ظل التسلط الكولونيالي‪ .‬وعموما يكتسي هذا الكتاب أهمية الفتة‬ ‫في الدراسات النقدية ألنه أول عمل نقدي متكامل يصدر في النقد الفرنسي حول‬ ‫إدوارد سعيد كما أن ترجمته للغة العربية من طرف الباحث والمترجم محمد‬ ‫الجرطي من شأنها أن تغني انفتاح النقد العربي على الدراسات الثقافية وتخصب‬ ‫عملية تمثل مفاهيمها‪.‬‬

‫الباحث رشيد شباري تحدث في ورقته عن الكتاب باعتباره قراءة عابرة‬ ‫للمنجز الفكري السعيدي من خالل تتبع مالمح السيرورة النقدية التي أطرت‬ ‫أعمال المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد‪ ،‬تلك السيرورة التي اختارت أن تتفاعل‬ ‫نقديا مع مختلف االتجاهات الفكرية واألدبية الغربية باعتبارها األرضية الصلبة‬ ‫التي ارتكزت عليها كل أعماله النقدية‪ ،‬مشيرا إلى أن الكتاب متعدد المداخل‬ ‫المنهجية والروافد المعرفية‪ ،‬موغل في السجال والنقد‪ ،‬فقد تعذر على المتلقي‬ ‫سهولة االرتكاز على مقاربة منهجية تستطيع القبض على مجمل القضايا التي‬ ‫يتناولها بما هي قضايا ال تستقر على قاعدة معرفية مسيجة بقدر ما يؤطرها‬ ‫الجدل الذي يأبى ويستعصي معه السكون واالستقرار‪ .‬كما تحدث في ورقته عن‬ ‫أعمال سعيد باعتبارها ترتكز في مجملها على الخلفية النظرية لميشيل فوكو‬ ‫سواء من خالل حفريات المعرفة أو من خالل نحت المفاهيم األساسية لهذه‬ ‫النظرية وخاصة مفهوم «الخطاب»‪ ،‬كما اعتبر هذه الترجمة المحكمة للدكتور‬ ‫محمد الجرطي لهذا العمل إضاءة وإضافة للخزانة العربية التي تفتقر لمثل هذه‬ ‫األعمال المستنيرة المثيرة للوجع العربي‪ ،‬في زمن تتداعى فيه قيم النقد واإلبداع‬ ‫وتنمو محلها ظواهر االبتذال والسطحية ومظاهر الدمار لألرض واإلنسان على‬ ‫طول وعرض خريطة العالم العربي‪.‬‬ ‫أما الباحث والمترجم محمد‬ ‫الجرطي فقــد تحــدث في ورقته‬ ‫عن ترجمتــه لكتــاب «إدوارد‬ ‫سعيد‪ .‬االنتفاضــة الثقافيـــة»‬ ‫للناقد الفرنســي إيف كلــفارون‬ ‫والتي تندرج ضمن الدراسات ما‬ ‫بعد الكولونيالية‪ ،‬حيث يسلط‬ ‫الكتاب الضوء على اإلبدال الذي‬ ‫أحدثه إدوارد سعيد في مجال‬ ‫النظرية النقديـــة لمقاربــة‬ ‫النصـــوص األدبيـــة متجــاوزاً‬ ‫تيار البنيوية وما بعد البنيوية‬ ‫مشدداً على دنيوية النصوص‬ ‫وانغراسها في عوالم المجتمع‪،‬‬ ‫وبهذا استطاع إدوارد سعيد‬ ‫في كتابه «االستشراق» تفكيك‬ ‫المركزية الغربية كاشفـــاً عن‬ ‫الصور النمطيــة التي رسمها‬ ‫المستشرقــــون في تمثيلهـــم للشرق بغية تكريس دونيته وتبعيته‪ .‬وهكذا‬ ‫شكلت أعمال إدوارد سعيد ثورة معرفية لتقويض المعارف التي أنتجتها أوربا‬ ‫عن المجتمعات العربية والشرقية عموماً متسلحاً بقراءة طباقية إلعادة االعتبار‬ ‫للشرق المزدرى في التقليد االستشراقي األوربي عن طريق تطوير معرفة عن‬ ‫الشرق بمنأى عن خطاب االستشراق وتمثيل هذه المعرفة في وجه المستشرقين‬ ‫حسب عملية الرد بالكتابة‪ .‬ومن هذا المنظور‪ ،‬أرست القراءة الطباقية سرداً بديال‬ ‫وخطاباً مضاداً للكشف عن تورط اآلداب الغربية في مساندة االستعمار األوربي‬ ‫من جهة‪ ،‬والعمل على المقاومة الفكرية لكسر االيديولوجية الكولونيالية‬ ‫الغربية من جهة أخرى‪ .‬آمال أن تحقق هذه الترجمة تفاعال من طرف النقاد العرب‬ ‫مع خطاب ما بعد الكولونيالية الذي ساهم إلى حد بعيد في إحداث إبدال في‬ ‫حقل النقد العربي المعاصر لتجاوز سكونية البنيوية التي تفرغ النصوص من‬ ‫مرجعياتها االجتماعية والتاريخية‪ ،‬حيث كانت الدراسات ما بعد الكولونيالية‬ ‫فعالة في ربط النصوص بمحاضنها االجتماعية‪.‬‬ ‫وعرفت الندوة نقاشا مستفيضا وعميقا من طرف ثلة من الباحثين‬ ‫والمبدعين الذين حضروا الندوة ما شكل إضافة لألوراق النقدية التي قاربت‬ ‫الكتاب من زوايا مختلفة‪.‬‬

‫من جرائم‬ ‫إبراهيم غالي‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫خالل مراسي الطويل بالعمــل الحقوقـي (مدة ناهزت‬ ‫أربعة عقود) استفدت من ملفاته الواطئة ونوازله الكبرى‪،‬‬ ‫وشخصياته المناضلة استفادة عظيمة‪..‬‬ ‫خالل مسؤولياتي ومهامــي الحقوقية في المنظمة‬ ‫المغربية لحقـــوق اإلنســـان‪ ،‬صادفت قضايـــا شائكة‪:‬‬ ‫أخطرها االنتهاكات الجسيمة لحقــوق اإلنسان بتنــدوف‬ ‫في‹‹الجزائر››!‬ ‫كنت أجد نفسي في معمعان هذا الملف الخطير خالل‬ ‫زياراتي لسويسرا وفرنسا وإسبانيا وجنوب إفريقيا وتونس‬ ‫والجزائر‪..‬‬ ‫أتذكر اآلن وأنـــا أتابع خبر قــرار القاضي اإلسباني‬ ‫بالمحكمة الوطنية بمدريد خوسي دي الماتا باالستماع‬ ‫إلى إبراهيم غالي «زعيم الكيان الوهمي» المتهم بارتكاب‬ ‫جرائم ضد اإلنسانية‪ ،‬ولم يكن إبراهيم هذا بمفرده‪ ،‬فإلى‬ ‫جانبه هناك أسماء أخرى مثل محمد لمين بهالي وسيدي‬ ‫أحمد البطل المسؤول السابق عن األمن العسكري والذي‬ ‫تولى فيما بعد مسؤولية وزارة اإلعالم‪ ،‬ومحمد لمين ولد‬ ‫ليلي ومحفوظ بيضة وغيرهم‪.‬‬ ‫في ديسمبر ‪ 2007‬رفعت أسرة إسبانيــة من مدينة‬ ‫مورسيا دعوى قضائية ضد إبراهيم غالي الممثل وقتئذ‬ ‫لالنفصاليين بإسبانيا‪ ،‬متهمة إياه بممارسة استعباد‪..‬‬ ‫وقد نشرت المنظمة المغربية لحقوق اإلنسان بالغا في‬ ‫الموضوع تضمن تكليفــي بمالحظة محاكمــة إبراهيم‬ ‫غالي يوم عاشر ديسمبر‪ ،2007‬والذي صادف تخليد اليوم‬ ‫العالمي لحقوق اإلنسان‪..‬‬ ‫مضمون الدعوى القضائية كان متعلقا بفتاة صحراوية‬ ‫اسمها سلطانة وهي موريطانية األصل‪ ،‬كانت قد وصلت‬ ‫إلى إسبانيا في صيف ‪ 2002‬في إطار برنامج «عطلة في‬ ‫سلم» تبنتها أسرة إسبانية لكونها رفضت العودة إلى‬ ‫تندوف حيث تعيش في ظل نظام استعبادي ممأسس‪.‬‬ ‫أثارت قضية سلطانة ضجة كبيرة في العالم‪ ،‬وكثير من‬ ‫مناصري االنفصاليين سكتوا عن قضيتها‪ ،‬لكن القضاء‬ ‫اإلسباني في مورسيا رفض عودتها إلى تندوف‪ ،‬لكونها‬ ‫كانت تعاني من أمراض جسدية ونفسية خطيرة‪..‬‬ ‫وفي هذا الصدد كنت قد قرأت رسالة لطماراهورمايشيا‬ ‫نشـــرت بجريــدة (‪ )El Pais‬يوم ‪ 13‬مارس‪ ،2007‬تقول‬ ‫الرسالة التي أترجمها بتصرف‪« :‬نحن جد متأثرين بحظ‬ ‫سلطانة‪ ..‬مثل هذه الحاالت ليست غريبة علي وعلى زوجي‬ ‫ألننا نشتغل بصفتنا متعاونين متطوعين في لجنة محاربة‬ ‫االستعباد؛ وهذه اللجنة يوجد مقرها بباريس‪.‬‬ ‫بكل أسف ليس غريبا علينا أن نالحظ أن أسرا من‬ ‫إفريقيا أو من الشرق األوسط عندما تقرر االستقرار في أوربا‬ ‫تصحب معها «بطريقة غيرقانونية» فتاة تستعبدها‪ .‬وبكل‬ ‫تأكيد فإن سلطانة إذا تم إرجاعها إلى أمها البيولوجية‬ ‫ستسقط مجددا في شبكات االستعباد حيث ينتظرها‬ ‫مستقبل حزين‪ ،‬فضال عن كونها لن تستطيع التمتع‬ ‫بمتابعة العالج الطبي الذي تحتاج إليه مدة طويلة‪..‬نتألم‬ ‫أكثر عندما نرى رد فعل «أصدقاء الشعب الصحراوي» الذين‬ ‫اليدافعون عن مستقبل سلطانة! ولكنهم يشعرون باستياء‬ ‫أكبر لكون قضية الشعب الصحراوي قريبة من قلوبهم؟!»‪.‬‬ ‫أكتب عن إبراهيم غالي ألثير حجم العبث واالستهتار‬ ‫بالقيم اإلنسانية النفصاليي البوليساريو ولألوليغارشيا‬ ‫العسكرية الجزائريــة التي ترعى االنتهاك وتنميــه بل‬ ‫تتاجربه ضدا على قيم السلم والتعايش‪.‬‬ ‫وأستغرب أكثر لصمت منظمات حقوقيــة عن جــرائم‬ ‫إبراهيم غالي؟!‬


‫العدد ‪865‬‬

‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬نوفمرب �إلى ‪ 05‬دي�سمرب ‪2016‬‬

‫إلغاء مجانية التعليم إعدام للمدرسة العمومية‬ ‫القرار هجوم على التعليم العمومي وعلى مكتسبات الشعب‪،‬‬ ‫وتكريس للطبقية‬

‫بينما ال زال المغرب بدون حكومة‪ ،‬حوالي‬ ‫شهرين‪ ،‬بعد االنتخابات التشريعية األخيرة‪ ،‬وبينما‬ ‫ال يزال بنكيران يتأرجح بين اليمين واليسار ويصارع‬ ‫«نزوات» أحزاب يبدو أنها تمارس لعبة القط‬ ‫والفأر‪ ،‬من أجل»تزجية الوقت» وإحداث «الفرجة»‬ ‫السياسية‪ ،‬في بلد ال ينقصه وجع وال صداع ‪ ،‬وتزرع‬ ‫في طريق الرئيس المعين «قواليب» الغرض منها ‪،‬‬ ‫كما يبدو‪ ،‬اإلبتزاز السياسي من أجل الحصول على‬ ‫أكبر «قطعة» من الكعكة الحكومية‪ ،‬بينما معظم‬ ‫هذه األحزاب ال يستحق أن يلتفت إليه‪ ،‬لهزالة ما‬ ‫حصل عليها من نتائج‪ ،‬في هذه الظروف التي ال‬ ‫تحتاج لوصف‪ ... ،‬طلع علينا المجلس األعلى للتربية‬ ‫والتكوين والبحث العلمي برأي» استشـــاري» يؤيد‬ ‫مشروع رئيس الحكومة المنتهية واليته األولى‪،‬‬ ‫الفاشلة‪ ،‬القاضي بإلغاء مجانية التعليم في السلكين‬ ‫الثانوي والعالي‪ ،‬في إطار مشروع القانون الجديد‬ ‫المؤطر للمنظومة التربوية‪.‬‬

‫جدل كبير حول رأي مجلس عزيمان‬

‫وكما كان متوقعا‪ ،‬فإن هذا الرأي الذي يلزم األسر‬ ‫المستفيدة من التعليم‪ ،‬بالمساهمة في تمويل‬ ‫هذا القطاع باعتباره «مرفقا عموميا»‪« ،‬على أساس‬ ‫االستحقاق والقدرة (‪ )..... ! ‬أثار ‪ ،‬وال زال‪ ،‬الكثير من‬ ‫الجدل ‪ ،‬في األوساط التعليمية واالجتماعية والنقابية‬ ‫والسياسية المغربية‪.‬‬ ‫هذا القرار الذي اعتبــر مدعـاة لالستغــراب‬ ‫واالستنكار يضرب في الصميم مبدأ «التعليم حق‬ ‫لكل مواطن ومواطنة على المجتمع والدولة» التي‬ ‫عليها أن تعبئ الموارد الوطنية من ضرائب وغيرها‬ ‫لتوفير التعليم للجميع‪ ،‬كخدمة عمومية أساسية‪.‬‬ ‫ثم إن قضية «االستحقاق والقدرة» مسألة فيها‬ ‫نظر‪ .‬ذلك أن الطلب على المدرسة والجامعة‪ ،‬في‬ ‫التعليم العمومي‪ ،‬ال يأتي إال من الفقراء‪ ،‬وهم أغلبية‬ ‫الشعب‪ ،‬بالرغم مما يشهده التعليم العمومي من‬ ‫تدهور على كافة المستويات التنظيمية والبيداغوجية‬ ‫وعلى مستوى الجودة أيضا‪.‬‬ ‫الميسورون يستطيعون توفير نفقات تعليم‬ ‫أبنائهم في المدارس الخصوصية التي تشتغل‪ ،‬في‬ ‫معظمها‪« ،‬خارج التغطية»‪ .‬وإذن‪ ،‬فال معنى إلضافة‬ ‫رسوم جديدة تزيد من صعوبة الحياة وضنكها‬ ‫بالنسبة لغالبية األسر المغربية‪ ،‬ومن معاناتها‬ ‫مع التعليم‪ ،‬والصحة وقطاعات حيوية أخرى‪ ،‬التي‬ ‫تتعاظم سنة بعد سنة‪ ،‬بتدهور األوضاع االجتماعية‬ ‫وتراجع القدرة الشرائية للمغاربة‪ ،‬بسبب السياسة‬

‫الالشعبية التي نهجتها حكومة بنكيران خالل‬ ‫السنوات الخمس لواليتها األولى‪.‬‬

‫مس خطير بحق المواطن‬ ‫ثم إن الحديث عن مساهمة األسر في تمويل‬ ‫التعليم العمومي يشكل مسا خطيرا بحق المواطن‪،‬‬ ‫أيا كان انتماؤه‪ ،‬في التعليم كما أنه قد يدخل البالد‬ ‫في نفق مظلم‪ ،‬إذ أنه يختلق «فوارق» طبقية» كتلك‬ ‫التي كانت على عهد االستعمار الذي أدخل في‬ ‫منظومة التعليم العمومي ـــ الذي كان على درجة‬ ‫عالية من الجودة ـــ مدارس «أوالد األعيان»‪ .‬خدمة‬ ‫ألغراض معلومة‪ ،‬والحال أن المدرسة العمومية‬ ‫ليست‪ ،‬حاليا‪ ،‬مجانية بالمعنى الكامل للكلمة‪.‬‬ ‫والغريب أنه في الوقت الذي تم االعتراف إجماعا‪،‬‬ ‫بفشل المنظومة التربوية في المغرب‪ ،‬وفي الوقت‬ ‫الذي كان يؤمل أن يقع تسريع البحث عن حلول‬ ‫تخرج التعليم الوطني من حالة الفشل الذي يعيشه‪،‬‬ ‫فوجئ الرأي العام المغربي بمصادقة الجمعية العامة‬ ‫للمجلس األعلى للتعليم والتربية والتكوين والبحث‬ ‫العلمي‪ ،‬على مشروع رأي تقدم به بنكيران يقضي‬ ‫بإلغاء مجانية التعليم في السلكين الثانوي والعالي‪،‬‬ ‫هذا المشروع الذي اعتبره الكثيرون «هجوما» من‬ ‫الحكومة على المدرسة العمومية بشكل عام‪.‬‬

‫المدرسة العموميـة ملجــأ الفقــراء‬ ‫والمعوزين‬ ‫وقد يدفعني فضولي إلى السؤال عن عدد‬ ‫أعضاء مجلس عزيمان الذين يثقون في التعليم‬ ‫العمومي ويفضلون تعليم أبنائهم وبناتهم في‬ ‫المدارس العمومية!!!‪....‬والسؤال يسري أيضا على‬ ‫الوزراء والمديرين والوالة والحكام وكبار القوم من‬ ‫«خدام الدولة»‪ .‬الميسورون من أبناء الشعب لهم‬ ‫الحق في اختيار التعليم الذي يرتضونه ألبنائهم ما‬ ‫دامت لهم القدرة على توفير المصاريف الضرورية‪.‬‬ ‫أما الفقراء‪ ،‬وهم كثر في هذا البلد السعيد ‪،‬‬ ‫بالرغم من المرافعة التافهة للوزيرة الحقاوي تحت‬ ‫قبة البرلمان‪ ،‬دفاعا عن اندثار الفقر في المغرب ــــ‬ ‫بينما صنفت فرنسا في خانة الفقراء‪ ،‬كل مواطن‬ ‫يعيش بألف وثمانين اورو فقط‪ ،‬في الشهرـــ‪،‬‬ ‫أما الفقراء‪ ،‬فإنهم مضطرون إلى اللجوء للتعليم‬ ‫العمومي‪ ،‬ولسان حالهم يقول «مكره أخاك ال‬ ‫بطل»‪.!!! ‬‬ ‫وللتذكير‪ ،‬فإن المجلس األعلى للتربية والتكوين‬ ‫والبحث العلمي يتكون من ‪ 92‬عضوا من بينهم‬

‫وزراء وخبراء ومنتخبون كبار ونقابيون وأطر تربوية‬ ‫وجمعيات أولياء التالميذ والمنظمات األهلية‬ ‫وممثلون للتعليم الخصوصي‪ ،‬أصال لم يوافقوا‬ ‫باإلجماع على رأي مجلسهم بخصوص إلغاء مجانية‬ ‫التعليم الذي «يستثني الفئات الهشة والفقيرة’’‬ ‫وهم ال بد يعلمون أن الشعب لم يعد يثق بمثل‬ ‫هذه «المسكنات»‪ ،‬ألن «المؤمن ال يلذغ من جحر‬ ‫مرتين»‪ ،‬وفي حالتنا فإن اللذغ أصابنا ألف مرة ومرة‪،‬‬ ‫حتى «تكسرت النصال على النصال»‪ ،‬على قول أمير‬ ‫الشعراء أبي الطيب المتنبي‪.‬‬

‫الضوء األخضر‬ ‫ولم تتأخر قوى سياسية ونقابية عن إدانة قرار‬ ‫مجلس عزيمان بإعطاء الضوء األخضر لبنكيران‬ ‫بالقطع مع مجانية التعليم عبر فرض رسوم جديدة‬ ‫على األسر وإشراكها في تمويل التعليم العمومي‪،‬‬ ‫في التنديد بهذا القرار الذي اعتبرته جائرا كما‬ ‫اعتبرته استمرارا للسياسات الالشعبية لحكومة الـ‬ ‫‪ PJD‬التي أجهزت على القدرات الشرائية للشعب‪،‬‬ ‫وعمدت إلى جيوب المغاربة لحل مشاكل مزمنة ال‬ ‫قبل وال مسؤولية للشعب في وجودها‪.‬‬ ‫ويرى الكثير من المعنيين والمهتمين‬ ‫والمتتبعين‪ ،‬أنه كان على الحكومة أن تراهن على‬ ‫الرفع من جودة التعليم العمومي بدل التفكير في‬ ‫فرض رسوم جديدة على األسر‪ ،‬تعلم أنها تثقل‬ ‫كاهلها وتعرض أبناءها للضياع‪ .‬كما أن مشروع‬ ‫القرار هذا ‪ ،‬يعتبر مدخال لخصخصة قطاع التعليم‬ ‫العمومي وتصفية المدرسة العمومية في إطار‬ ‫سياسة الحكومة الهادفة إلى إلغاء البعد االجتماعي‬ ‫في مخططها الرامي إلى «تسليم قطاعات اجتماعية‬ ‫مثل الصحة والتعليم للقطاع الخاص‪ .‬وقد سبق‬ ‫للوزير المتنكر للحزب الذي أوصله إلى السفارة‬ ‫والوزارة‪ ،‬محمد الوفا‪ ،‬أن صرح بأن الدولة لم يعد‬ ‫في مقدورها تمويل قطاعي التعليم والصحة‪.....‬وال‬ ‫بد أن إجراءات أخرى توجد في الطريق‪.‬‬ ‫رأي مجلس عزيمان بتأييد مقترح بنكيران‪ ،‬حول‬ ‫إلغاء مجانية التعليم فهمه العديدون أنه «محاولة»‬ ‫لدفع األسر إلى اللجوء للقطاع الخاص للتعليم‬ ‫الثانوي والجامعي هذا التوجه الذي يلغي من حسابه‬ ‫الغالبية العظمى من المغاربة الذين يشكلون‬ ‫الطبقات الهشة والفقيرة من الشعب المغربي كما‬ ‫أنه يتنكر للتضحيات الجسام التي تحملها الشعب‬ ‫المغربي بكل طبقاته وفئاته من أجل توفير تعليم‬ ‫ديمقراطي عمومي لكل فئات الشعب دون تمييز‬

‫أو تفاضل‪ .‬وكان والد عمر عزيمان‪ ،‬األستاذ محمد‬ ‫عزيمان رحمه اهلل‪ ،‬واحدا من المناضلين من أجل‬ ‫هذه المبادئ وهو رائد من رواد التعليم بشمال‬ ‫المغرب ومسؤول سام لمنظومة التعليم العمومي‬ ‫في المنطقة الخليفية قبل االستقالل وبعده‪.‬‬ ‫ومن المفارقات «السياسية» أن تصطف الجامعة‬ ‫الوطنية لموظفي التعليم التابعة لنقابة العدالة‬ ‫والتنمية إلى جانب المنددين بمشروع قرار مجلس‬ ‫عزيمان وأن تعلن رفضها الشديد للمساس بمجانية‬ ‫التعليم التي تعتبرها «حقا ال يمكن التنازل عنه أو‬ ‫التفاوض في موضوعه» وأن «ال مصداقية لقرارات أو‬ ‫توصيات ألي جهة أو مؤسسة كانت‪ ،‬ال تأخذ بعين‬ ‫االعتبار نبض الشارع وتضمن الحقوق األساسية في‬ ‫إطار القانون والدستور»‪.‬‬ ‫وللعلم‪ ،‬فإن أعضاء مجلس عزيمان الذي يحضر‬ ‫مع الحكومة لمباركة قرار إلغاء مجانية التعليم‬ ‫يتسلمون أجورا اعتبرت بالسخية جدا‪ ،‬حيث إن‬ ‫تعويضات جزافية خصصت ألعضاء المجلس حددت‬ ‫في ‪ 14‬ألف و ‪ 285‬درهم كحد أدنى و ‪ 57‬ألف و ‪142‬‬ ‫درهم كحد أقصى حسب نوع العمل‪.‬‬ ‫أما أعضاء المجلس فيتلقون تعويضا جزافيا حدد‬ ‫في ‪ 7.142‬درهما شهريا مستحقة عن االجتماعات‬ ‫التي يحضرونها ‪ ،‬بينما يستفيــد رؤســـاء اللجان‬ ‫الدائمة واللجان المؤقتة ومجموعات العمل الخاصة‬ ‫بتعويض قدره ‪ 3571‬درهم عن كل يوم عمل‪.‬‬ ‫ويستفيد أعضاء المجلس من تعويض يومي‬ ‫قدره ‪ 2.500‬درهم في حالة القيام بمهمة بالخارج و‬ ‫‪ 1000‬درهم يوميا إذا كانت المهمة داخل المغرب‪.‬‬ ‫وحسب أحد المواقع االليكترونية فإن عزيمان‬ ‫يكون قد نفى وجود أي تغيير على مستوى مجانية‬ ‫التعليم «إلى حدود الساعـــة»‪ ،‬حسب قولـــه‪ ،‬وأن‬ ‫رأي المجلس جاء ليؤكد أن نص الميثاق (مشروع‬ ‫بنكيران) يأخذ بعين االعتبار الخيارات الكبرى للرؤية‬ ‫االستراتيجية للتعليم ومدى مطابقته لرؤية الحكومة‬ ‫والتزامها بهذا الخصوص‪.‬‬ ‫وإذا ظهر المعنى‪.......‬‬ ‫وإال‪ ،‬فمن يوقظ الفتنة في هذه األوقات الصعبة‪،‬‬ ‫برأيكم ؟‪.... ! ‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪865‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬نوفمرب �إلى ‪ 05‬دي�سمرب ‪2016‬‬

‫إرحموهم يرحمكم اهلل‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫وأنت تتجول في شوارع مدينتك ‪ ،‬حتما ستراهم هنا وهناك‪ ،‬سوف تجدهم في الساحات‬ ‫وعند المقاهي وفي محطات النقل‪ ،‬وكذلك في األماكن المهجورة والخرابات‪.‬‬ ‫أطفال بوجوه شاحبة‪ ،‬غابت نظارتها‪ ،‬وتراجع ألقها‪ ،‬وفقد فيها نزق الحياة وروعتها‪ .‬عيونهم‬ ‫غائرة‪،‬وأجسامهم هزيلة‪ ،‬ونفوسهم مهيضة‪ ،‬هدّها الضياع‪ ،‬وأتعبها الجوع‪ ،‬لتموت في‬ ‫أعماقهم كل تلك المعاني واألماني الجميلة في الحلم بغد أفضل‪.‬‬ ‫لقد أضحت أحالمهم موقوفة عن التنفيذ بعدما اقتلعهم القدر‬ ‫من أحضان أسرهم الدافئة‪ ،‬ليمج بهم في عوالم مجهولة المعالم‪،‬‬ ‫لتتحول حياتهم إلى جحيم يكتنفها الغموض ويطبعها اليأس‪،‬‬ ‫ويسمها الحرمان‪.‬‬ ‫الكالم هنا عن أطفال الشوارع المشردين‪.‬‬ ‫تعود مع كل فصل شتاء قضية إنسانية بالدرجة األولى‪ ،‬وإحدى‬ ‫مهام ومسؤوليات الدولة‪ ،‬والمتمثلة في حماية اآلالف من المغاربة‬ ‫الذين رمتهم األقدار ليعيشوا دون مأوى‪ ،‬ويقضون لياليهم داخل‬ ‫زوايا ضيقة‪ ،‬يفترشون األرض ويلتحفون السماء‪ ،‬إال من بعض‬ ‫األسمال البالية أو قطع الورق المقوى “كرتون” أمال في أن تحميهم‬ ‫من صقيع برد قارس وهطول أمطار متواصلة‪ ،‬أو التفاتة إنسانية‬ ‫من جمعية خيرية أو أفراد‪ ،‬يقدمون لهم وجبة ساخنة تعيد الدفء‬ ‫ألمعائهم الخاوية‪.‬‬ ‫«المشردون» هم فئة من البشر موجودون في كل مكان‪ ،‬اعتادت أعيننا على رؤيتهم دائما‪،‬‬ ‫ليس لهم مأوى وال دخل وال طعام‪ ،‬مجرد رؤيتنا لهم نشعر بأننا فقدنا جميع معانى اإلنسانية‪،‬‬ ‫لرؤيتهم في الشوارع دون مأوى‪ ،‬يرتعدون من البرد القارس في الشتاء‪ ،‬فقط يحاولون الحصول‬ ‫على مساعدات‪ ،‬ولألسف ال يوجد اهتمام بهم من قبل‬ ‫الجهات المعنية‪.‬‬ ‫مشردو الشوارع واألزقة‪ ،‬ظاهرة اقترن نموها باتساع‬ ‫نطاق الفقر والبطالة وانعكاسهما على استقرار األسرة‬ ‫المغربية‪ ،‬فهم ضحايا فشل السياسات االقتصادية في‬ ‫تحسين دخل الفرد وضحايا فشل القطاعين العام والخاص‬ ‫في توفير فرص عمل تلبي تطلعات الكادحين وتأخذ‬ ‫بأيديهم نحو مزيد من اإلنتاج واالستقرار الحياتي‪ ،‬يضاف‬ ‫إلى ذلك ضحايا العنف اإلجتماعي من األطفال والشباب‪،‬‬ ‫الذين غالبا ما يلجؤون للبحث عن بصيص أمل في العيش‬ ‫بسالم‪ ،‬فتصدهم القسوة بتوحش ليؤول مصيرهم إلى‬ ‫التنازل عن جل حقوقهم مقابل البقاء في مجتمع تتناغم‬ ‫فيه معاني الشقاء والحرمان والويل من المجهول مع البرد‬ ‫والجوع والمخافة‪ ،‬إنه مجتمع المشردين الذي ينمو عاما‬ ‫بعد آخر على حساب مجتمع العقالء دون أن يبدي األخير أدنى خشية أو تعبيراً عن قلق من‬ ‫اإلرتفاع المضطرد ألعداد المشردين المتجاهلين من قبل‪ ‬الدولة‪.‬‬ ‫ورغم المعاناة إال أن مجتمع المشردين في المغرب يتسم بالتعايش بين المشردين‬ ‫(المختلين عقلياً)‪ ،‬والذين تخلت عنهم أسرهم ومنهم ما يمكن وصفهم بالتائهين في الحياة‬ ‫الذين ارتضوا أن يعيشوا بعيدا عن معرفة أهاليهم بمعاناتهم‬ ‫وهم عقالء‪ ،‬إال أن فشلهم في الحياة دفعهم إلى العيش بعيداً‬ ‫عن أهاليهم‪ ،‬ومنهم من يحملون أسماء مستعارة‪ ،‬ويحرصون‬ ‫على تغيير مالمحهم لكي ال يعرفهم اآلخرون ومنهم من وجدوا‬ ‫أنفسهم في مجتمع التشرد‪ ،‬حيث تقطعت بهم السبل وحال عليهم‬ ‫العوز والفقر ولم يستطيعوا التحرك‪ ،‬ويصنفون بالمشردين مؤقتاً‪،‬‬ ‫سيما وأن معظم أولئك المشردين الجدد قدموا إلى العاصمة‬ ‫بحثاً عن عمل فلم يجدوا‪ ،‬فأنفقوا كل ما بحوزتهم من مال‪ ،‬فبات‬ ‫الرصيف مأواهم المؤقت‪ ،‬ورغم ذلك فإنهم بمختلف أصنافهم‬ ‫يعيشون أجواء مفتوحة ال سطوح فيها وال جدران‪ ،‬يتقاسمون برد‬ ‫الشتاء بأجسادهم العارية وأمطار الصيف‪ ،‬ولم يجدوا ملجأً أو داراً‬ ‫يأويهم فيقبلون بقهر الواقع والعيش على الرصيف في مجتمع‬ ‫التشرد‪.‬‬ ‫قد يكون غياب دور الدولة في حماية هذه الشريحة المسحوقة أبرز أسباب معاناتها‪،‬‬ ‫ولكن ال ننسى بأننا مجتمع وصفه رسول األكرمين باألرق قلوبا واأللين أفئدة‪ ،‬فمعظم‬ ‫المشردين في شوارعنا من مرضى نفسيين وكادحين وغيرهم لهم أسر‪ ،‬ونحن في مجتمع‬

‫(محافظ)‪ ،‬الغريب أن غياب األسرة لم يكن سبباً لقيام منظمات حقوق اإلنسان بحفظ كرامة‬ ‫هذه الشريحة‪.‬‬ ‫في منعطف حي قديم طفل صغير افترش األرض وتوسد نعليه المحطمتين ثم راح‬ ‫يغط في نوم عميق‪ ...‬لم يخفه الظالم ولم تزده الوحشة إال كرها لنفسه‪ ...‬شعره الطويل‬ ‫تهدل فوق حاجبيه وثيابه الواسعة جعلته يبدو أكبر من‬ ‫عمره‪ ...‬سنتان مضيتا وهويسكن المنعطف ألف كل شيء فيه‪،‬‬ ‫حتى القطط و الفئران والكالب‪...‬الظالم واألحجار‪ ...‬سقوف‬ ‫األبنية العتيقة‪ ...‬خرير األمطار‪ ..‬وذات يوم وضع رأسه على عتبة‬ ‫المنعطف سمع صوتا يناديه من بعيد ففزع وقفز يحبو كأنه‬ ‫طفل صغير تذكر أن الصوت ليس غريبا على مسامعه فلطالما‬ ‫سمعه وهو يحلم خالل غفواته ‪ ‬الطويلة‪ ....‬كان الصوت حنونا‬ ‫رقيقا لم يسمع بين أصوات الناس مثله يخاطبه‪..‬إنه ليس‬ ‫حلما‪ ....‬إنه حقيقة‪ ....‬دنا من الصوت‪ ....‬رأى شبح امرأة‪...‬مسح‬ ‫عيونه وحدق مرة أخرى لم ير شيئا‪....‬‬ ‫لكن الكلمات ظلت ترن في أذنيه‪« ،،،،‬ولدي الحبيب تنام في‬ ‫قارعة الطريق»؟‬ ‫يقول الباحث اإلجتماعي محمد لطفي‪ ،‬إن أعداد المشردين في‬ ‫ارتفاع مستمر‪ ،‬متأثرة بكثرة المشاكل اإلجتماعية الناجمة عن التفكك األسري مثل الطالق أو‬ ‫فقد أحد الوالدين‪ ،‬وانتشار تعاطي المخدرات والجرائم وارتفاع نسب البطالة والفقر والفشل‬ ‫الدراسي‪ ،‬واعتبر أن هذه المشاكل تغذي أفواج المشردين وترفع أعداد الذين يهيمون على‬ ‫وجوههم في الشوارع هرباً من المشاكل والضغط العائلي‬ ‫وبحثاً عن حياة الضياع حيث تنعدم المسؤولية والمحاسبة‪.‬‬ ‫وأوضح أن أغلب المشردين لم يتحملوا قساوة البرد‬ ‫في الشارع خالل الفصل الحالي‪ ،‬فبحثوا عن أماكن تحميهم‬ ‫من البرد مثل المقابر والمنازل المهجورة‪ ،‬بينما ظل بعض‬ ‫المشردين يعيشون في العراء حيث أمضوا الليالي الباردة‬ ‫بقدر ضئيل من صور الحماية متمثلة في األغطية والصناديق‬ ‫الورقية كما أضرموا النيران لحماية أنفسهم من موجة البرد‬ ‫والصقيع غير المعهودة التي تجتاح المغرب حالياً‪.‬‬ ‫وقال إن ‘’المشردين فئة تجمع شريحة من العاطلين‬ ‫والمدمنين والمتسولين والمجرمين واألطفال والمعاقين‬ ‫والمسنين يجوبون الشوارع ويستوطنون األرصفة واألزقة‬ ‫والممرات ويعيلون أنفسهم من خالل بيع أشياء بسيطة على‬ ‫إشارات المرور أو من خالل التسول’’‪.‬‬ ‫وأكد أن القضاء على هذه الظاهرة يستلزم حل مشاكل‬ ‫المشردين ومساعدتهم على إيجاد عمل أو الحصول على مساعدات مالية ووضع المسنين‬ ‫والمعاقين واألطفال في دور الرعاية‪ ،‬وتوزيع منشورات والفتات في الشوارع الرئيسية لتوعية‬ ‫المواطنين على التعاون في حل هذه المشكلة التي تعكس صورة غير حضارية تسيء إلى‬ ‫اإلنسانية‪.‬‬ ‫وأكد أن كل هؤالء المتشردين يتم استغاللهم في التسول‬ ‫االحترافي أو السرقة أو توزيع المخدرات‪ ،‬واعتبر أن ردع هذه‬ ‫الظاهرة يبدأ من عدم اإلنصياع إلى هذا اإلبتزاز بدافع الشفقة‪،‬‬ ‫وعدم السماح للمشردين باستغالل التكافل والبر والرحمة في‬ ‫استدرار العطف‪ ،‬وإعادة إدماجهم في المجتمع بخلق أنشطة مدرة‬ ‫للدخل لفائدتهم حتى ال يكونوا عالة على المجتمع ويتسببون في‬ ‫ضعفه وهوانه وتقديم صورة سيئة له‪.‬‬ ‫واآلن سنخاطب الوزارة المعنيـــة بالشـــــؤون اإلجتماعية‬ ‫والجهات المسؤولة عن هؤالء المواطنين و نقول لهم‪ :‬أين أنتم‬ ‫من المجتمع وشؤونه؟‪ ..‬الناس يباتون في العراء‪ ،‬وأنتم ال تحركون‬ ‫ساكنا‪ ،‬اسم الوزارة و الجهات أكبر من عملهم البئيس ‪ ،‬و نخاطب‬ ‫كل مغربية و مغربي ‪ :‬أين ضميركم اإلنساني الحي‪ ..‬أين التراحم‬ ‫والتآزر؟! ‪ ،‬لماذا نصرف وجوهنا حين نرى هؤالء وكأننا ال نرى سوى‬ ‫أحجار تنام على األرض!! هؤالء إخواننا فمن لهم إن لم يكن أنتم؟‪..‬‬ ‫ارحموا من في األرض يرحمكم من في السماء‪....‬‬


‫العدد ‪865‬‬

‫دفاتري‬

‫من‬

‫عزيـز‬

‫ال مكان لحزب «ثان» في الدستور‬

‫العماري يؤكد أنه لن يقبل بتشكيل الحكومة‬ ‫في حال فشل «غريمه» بنكيران في الخروج من‬ ‫«البلوكاج» الذي كان البام أحد مدبريه‪ .‬زعيم‬ ‫البام كان على صواب حين قال إن التأخير في‬ ‫تشكيل الحكومة «له تكلفة سياسية واقتصادية‬ ‫كبيرة على البالد»‪ .‬إال أن حزبه «حسم» موقفه‬ ‫من تأويل يمكن أن يفضي إلى تكليف الحزب‬ ‫الثاني بتشكيل الحكومة‪ .‬والحال أنه ال وجود‬ ‫في الدستور لحزب ثان أو ثالث أو عاشر‪ .‬الحزب‬ ‫األول يبقى أوال مكلفا برئاسة الحكومة ما دام أنه‬ ‫«طلع األول» من صناديق االقتراع‪ .‬فال مجال ألي‬ ‫«انقالب» على اإلرادة الشعبية‪ .‬من أي جهة كانت‪.‬‬ ‫ثم إن الدستور «سكت» عن «طريق ثالثة» في‬ ‫حالة «البلوكاج» الذي يتطلب الرجوع إلى االقتراع‬ ‫المباشر‪ ،‬أو يعود فيه النظر إلى جاللة الملك‪ ،‬نظرا‬ ‫لتكلفتهالماليةالمرتفعة‪.‬‬ ‫األمر واضح إذن‪! ‬‬ ‫‪kkk‬‬

‫سيارات بنشماس هدايا ملغومة‬

‫أثارت صفقة شــراء سيــارات فارهـــة من‬ ‫نوع «ميرسيدس» جدال واسعا في مجلس‬ ‫المستشارين‪ ،‬خاصة بعد أن علم من مصدر مطلع‬ ‫أن حكيم بنشماس‪ ،‬رئيس الغرفة الثانية‪ ،‬لجأ إلى‬ ‫البوليس السترجاع سيارة من خليفته األول عن‬ ‫حزب االستقالل أصر على االحتفاظ بها «بغير سند‬ ‫قانوني» بعد أن استعملها في «كوب ‪.»22‬‬ ‫وحتى تستفيد جميع الفرق البرلمانية من‬ ‫«الوزيعة» فقد طالب رؤساء خمس فرق برلمانية‬ ‫من الحكيم بنشماس االستفادة من سيارات‬ ‫توضع رهن إشارة فرقهم وتوفير وسيلة نقل‬ ‫«كالص» تضمن تنقل أعضاء الفرق البرلمانية‬ ‫من وإلى المؤسسات اإلدارية سواء داخل الرباط‬ ‫أو خارجها‪ ،‬وعيونهم‪ ،‬طبعا‪ ،‬على المرسيديسات‬ ‫آخر طراز‪! ‬‬ ‫ولم ال‪ ،‬ما دام الخير موجود وعين الحسود‬ ‫فيها ألف عود وعود‪! ‬‬ ‫‪kkk‬‬

‫التعسف له ثمنه‬

‫وله أيضا تكلفته السياسية في الداخل‬ ‫والخارج‪ .‬فقد اختارت التنسيقية المغاربية لحقوق‬ ‫اإلنسان التي تضم ‪ 26‬منظمة حقوقية مغاربية‪،‬‬ ‫الترافــع حول االنتهاكـات التي تمس الحـق في‬ ‫تأسيس الجمعيات وحرية التجمعات السلمية‬ ‫والحق في التظاهر كأولوية‪ .‬وذلك خالل الدورة‬ ‫‪ 33‬العادية لمجلس حقوق اإلنسان بجنيف‪.‬‬ ‫ولعل هذا ما دفع وزير العدل إلى االعتراف‬ ‫بوجود ما أسماه «تجـاوزات» اتجـاه الجمعيات‪،‬‬ ‫خاصة في مجال المنع من التجمعات أو الحق‬ ‫في تنظيم مختلف األنشطة القانونية ‪ ،‬واعتبر‬ ‫الوزير أن رفض السلطات تسليم الوصل المؤقت‬ ‫للجمعيات هو «خرق للقانون ال يمكن القبول به»‪.‬‬ ‫هذا الخرق يقوم به إذن رجال وزارة الداخلية‪.‬‬ ‫وألن تفسير الواضحات من المفضحات‪ ،‬فال حاجة‬ ‫لمزيد من الشرح والتبيين‪.‬‬ ‫‪kkk‬‬

‫مطلوب «مساعدون» للبرلمانيين‬

‫وراتب بخمسة آالف درهم مع ما يتبع ذلك‬ ‫من االمتيازات و «الحينات»‪ .‬ذلك أن عددا من‬ ‫البرلمانيين طالبـــوا باالستعانـــة بمساعدين‬ ‫يساندونهم في القيام بـ «مهامهم» في دراسة‬ ‫المقترحات التشريعية والقيام بالبحوث وإعداد‬ ‫تقارير اللجان‪ ،‬وأيضا تحرير األسئلة الشفوية‬ ‫وتدريب بعضهم على طريقة إلقاء األسئلة أمام‬ ‫الوزراء الذين يأتون بأجوبة مكتوبة خطها لهم‬ ‫أيضا «مساعدون» بأربعين ألف درهم شهريا‪.‬‬ ‫بالمناسبة‪ ،‬فقد علم أن عـددا من النواب‬ ‫توصلوا بهواتفهــم الذكيـــة جــدا‪ ،‬ولوحات‬ ‫إليكترونية أسمى «خبرة» ذكاء‪ ،‬وذلك بهدف‬ ‫تسهيل مأمورية النواب وكذا من أجل «تجويد»‬ ‫أداء البرلمان‪! ‬‬ ‫هنيئا مريئا‪! ‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬نوفمرب �إلى ‪ 05‬دي�سمرب ‪2016‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫ثري معروف بطنجة يستغل ملكا للدولة بشكل غير قانوني‬ ‫ال تزال شكاية ضد أحد أثرياء طنجة موضوعة لدى‬ ‫وكيل الملك بالمحكمة البتدائية‪ ،‬ترواح مكانها‪ ،‬على‬ ‫الرغم مما تكشفه الوثائق المرفقة بها من أفعال خطيرة‪،‬‬ ‫تتمثل في استغالل المشتكي به ألمالك خاصة بالدولة‪،‬‬ ‫وحيازة ما يزيد عن ‪ 48‬مليون سنتيم من عائداتها بشكل‬ ‫غير قانوني‪ ،‬علما أن عالمات ستفهام كبيرة بدأت تطرح‬ ‫حول هذا الملف ‪ ،‬بفعل تجاهله ممن طرف النيابة العامة‬ ‫من جهة‪ ،‬وتساهل إدارة الخزينة العامة مع الثري ذي‬ ‫النفوذ الكبير من جهة أخرى‪.‬‬ ‫وترجع بدايات هذه القضية إلى سنة ‪ ،2005‬حين قام‬ ‫الملياردير والسياسي المعروف «ط‪.‬أ»‪ ،‬بتأجير محل يوجد‬ ‫بطريق تطوان تبلغ مساحته نحو ‪ 2000‬متر مربع‪ ،‬لشخص‬ ‫يدعى إدريس الصابوني‪ ،‬ليحوله هذا األخير إلى فضاء‬ ‫إلصالح هياكل السيارات‪ ،‬مقابل سومة كرائية شهرية‬ ‫قيمتها ‪ 5000‬درهم‪ ،‬وفق عقد تجديده سنة ‪.2007‬‬

‫غير أن المكتري سيكشف بعد سنوات من العمل أن‬ ‫المحل الذي يدفع إيجاره للثري المعروف‪ ،‬ليس في ملكيته‪،‬‬ ‫إنما هو تابع لألمالك الخاصة للدولة‪ ،‬ما دفعه إلى تقديم‬ ‫شكاية بالنصب واالحتيال إلى وكيل الملك بابتدائية‬ ‫طنجة‪ ،‬وهي الشكاية التي أرفقت بوثائق تثبت أن الملك‬ ‫كان تابعا للدولة‪ ،‬حيث أن ملكيته لم تنتقل إلى المؤجر‬ ‫إال بتاريخ ‪ 4‬دجنبر‪.‬‬ ‫وحصلت «المساء» على نسخة من الشيك وشهادة‬ ‫التحويل الموقعة من الخزينة العامة للمملكة‪ ،‬اللذين‬ ‫يثبتان أنه مدين‪ ،‬بمبلغ مليونين و ‪ 991‬ألف درهم‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى ما يعني أنه كان يجري رسم الكراء طيلة‬ ‫‪ 97‬شهرا‪ ،‬هي مدة سريان العقد قبل اقتناء المحل بشكل‬ ‫غير قانوني‪ ،‬علما أن إجمالي المبلغ الذي حصله الملياردير‬ ‫المذكور هو ‪ 485‬ألف درهم‪.‬‬ ‫ووفق المشتكي ‪ ،‬فإن عالمات استفهام كثيرة تحوم‬

‫حول هذا الملف‪ ،‬إذ كيف تم تفويت هذا الملك للملياردير‬ ‫صاحب النفوذ باسم شركته في الوقت الذي تثبت شهادة‬ ‫الملكية أن قباضة إدارة الضرائب بطنجة تعرضت على‬ ‫تحفيظها باسمه بسسب الديون التي لها في ذمته‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى أنها سمحت بإتمام عملية البيع بعد انكشاف‬ ‫استغالله غير القانوني للملك‪ ،‬في الوقت الذي كان‬ ‫يفترض فيه متابعته قضائيا وتستعاد منه األموال التي‬ ‫جناها دون وجه حق‪.‬‬ ‫وما يزيد هذا الملف غموضا‪ ،‬هو أنه رغم كل الوثائق‬ ‫التي تثبت تصرف الثري المذكور في ملك خاص للدولة‬ ‫خارج القانون‪ ،‬إال أن الشكاية الموضوعة لدى وكيل الملك‬ ‫بابتدائية طنجة ال تزال تراوح مكانها منذ ‪ 16‬شهرا‪ ،‬إذ لم‬ ‫يتم حتى االستماع إلى المشتكى به‪.‬‬

‫حمزة المتيوي‬

‫مستثمرة إسبانية تطالب بالتحقيق في هدم جانب من‬ ‫مشروعها السياحي بطنجة‬ ‫طالبت مستثمرة إسبانية تدعى «كارمن شبارو»‪،‬‬ ‫بمدينة طنجة‪ ،‬المصالح المركزية لوزارة الداخلية بالرباط‪،‬‬ ‫بالتدخل للكشف عن المتورطين في إصدار تعليمات إلى‬ ‫عمال تابعين للمجلس الجماعي خالل سنة ‪ ،2008‬بهدم‬ ‫ممتلكاتها الخاصة بمشروع سياحي ضخم بمنطقة أشقار‬ ‫بالمدينة‪ ،‬في ظروف ال تزال الضبابية تحيط بها‪.‬‬ ‫وتفيد الوثائق المرتبطة بهذا الملف ومنها حكم‬ ‫قضائي صادر عن المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬أن صاحبة‬ ‫المشروع فوجئت بتاريخ ‪ 26‬من شهر مارس من السنة‬ ‫المشار إليها بمسؤولين عن المجلس المذكور وقتها‬ ‫يباشرون عملية هدم بنايتين من المركب السياحي‪،‬‬ ‫بدون تقديم أي مبررات حول هذا اإلمر‪ ،‬مما تسبب لها‬ ‫في فقدان هذه األبنية التي دفع فيها مستثمرون كبار‬ ‫قادمون من بعض البلدان األوربية نحو ‪ 70‬في المائة من‬ ‫التسبيقات المالية‪ ،‬علما أنها حصلت على قرض لتمويل‬ ‫المشروع حدد في ‪ 80‬مليون درهم‪.‬‬ ‫وتوضح الوثائق ذاتها‪ ،‬أن المشتكية لم تستطع‬ ‫سداد القرض مما أدى إلى تحملها لعدة فوائد بنكية تقدر‬

‫بالماليين‪ ،‬كما وضع الملف أمام القضاء بالعاصمة اإلدارية‬ ‫للمملكة‪ ،‬بسبب فظاعة الوضع وهو األمر الذي أكدته‬ ‫الخبرة القضائية بكون المستثمرة محقة في طالت الملف‬ ‫من قبل المجلس الجماعي‪ ،‬الذي نفى من جهته أن يكون‬ ‫قد صدرت عنه أية مذكرة حول هذا الملف‪.‬‬ ‫وتبعا لذلك‪ ،‬أصدرت المحكمة اإلدارية‪ ،‬أخيرا‪ ،‬حكما‬ ‫أكدت فيه أن عملية الهدم التي همت البناية المشار‬ ‫إليها‪ ،‬بالمركب السياحي الممملوك للمشتكية‪ ،‬تمت فعال‬ ‫من طرف المجلس الجماعي وذلك دون أن يكون متوفرا‬ ‫على أي سند قانوني يخول له الحق في ذلك‪ ،‬كما أوضح‬ ‫القضاء أن الوسائل المستعملة تابعة للمجلس كما يثبت‬ ‫ذلك محضر معاينة قضائية‪ ،‬فضال عن تأكيد المسؤول‬ ‫عن المستودع البلدي أن الشاحنات المرقمة والتي ظهرت‬ ‫في صورة أثناء عملية الهدم هي في ملكية الجماعة‪ ،‬مما‬ ‫يحملها مسؤولية ما جرى بسبب أدائها للخدمة المنوط‬ ‫بها بشكل سيء وتعسفي‪.‬‬ ‫وبناء على المعطيات التي توصل بها القضاء فقد‬ ‫حصر المبلغ في ‪ 5‬ماليين درهم‪ ،‬بينما رفضت المحكمة‬

‫اإلدارية القيمة التي تم بها تفويت الشقق السكنية‬ ‫الكاملة كما هو مصرح بها في عقود البيع‪ ،‬وهو أمر ال‬ ‫يستقيم اعتبارا لطبيعة البنايات المهدمة و غير كاملة‬ ‫التجهيز والبناء‪.‬‬ ‫وفي السياق ذاته‪ ،‬لجأت المشتكية إلى محكمة النقض‬ ‫للطعن في هذا الحكم القضائي‪ ،‬األمر الذي دفع القضاء‬ ‫إلى رفع قيمة التعويض حتى حدود ‪ 12‬في المائة‪ ،‬وهو‬ ‫األمر الذي رأت فيه المشتكية أنه ال يتماشى مع األضرار‬ ‫التي خلفها القرار الجماعي الغامض‪ ،‬مطالبة المصالح‬ ‫المركزية بالتحقيق في هذا الملف الحارق بغية تعويضها‬ ‫والكشف عن المتورطين فيه‪ ،‬على اعتبار أنها كانت بصدد‬ ‫القيام بمشاريع استثمارية جديدة وقامت بدراسات إلحداث‬ ‫أكبر برج بمدينة طنجة‪ ،‬غير أنها سرعان ما تراجعت بسبب‬ ‫القرارات المجحفة الصادرة من قبل مسؤولين عن المجلس‬ ‫وقتها يستوجب مساءلتهم قضائيا‪ ،‬في إطار الدعم الكبير‬ ‫الذي توليه الدولة للقضايا االستثمارية‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫من المضيق يوقف بارون مخدرات قوية مبحوث عنه بمدن الشمال‬ ‫علمت «األخبار»‪ ،‬من مصادر أمنية‪ ،‬أن السلطات‬ ‫األمنية بالمضيق وبتنسيق مع الفرقة الوالئية لمكافحة‬ ‫المخدرات بالمضيق وبتنسيق مع الفرقة الوالئية لمكافحة‬ ‫المخدرات بتطوان‪ ،‬تمكنت‪ ،‬نهاية األسبوع الماضي‪،‬‬ ‫من إلقاء القبض على بارون المخدرات القوية الملقب ب‬ ‫«البوزرتي»‪ ،‬المبحوث عنه في قضايا متعددة تتعلق باالتجار‬ ‫في الهيروين والكوكايين‪ ،‬فضال عن السرقة باستعمال‬ ‫السالح األبيض وغاز «الكريموجين» وصدرت في حقه أكثر‬ ‫من ثماني مذكرات بحث على المستوى المحلي والوطني‪.‬‬ ‫وكشفت المصادر نفسها‪ ،‬أن المتهم كان موضوع‬

‫مراقبة وترصد من طرف السلطات األمنية بطنجة وتطوان‪،‬‬ ‫وتم إلقاء القبض عليه بالمضيق في عملية أشرف عليها‬ ‫رؤساء أمنيون بشكل ميداني مباشر‪.‬‬ ‫وأسفرت علمية التفتيش التي قام بها رجال األمن‪،‬‬ ‫بتنسيق مع النيابة العامة المختصة‪ ،‬لمنزل المتهم‪ ،‬عن‬ ‫العثور على أسلحة بيضاء من الحجم الكبير وقنينة من غاز‬ ‫«الكريموجين»‪ ،‬فضال عن ميزان دقيق لألحجام الصغيرة‬ ‫يستعمل في بيع المخدرات القوية‪ ،‬وعدد من الهواتف‬ ‫النقالة المحتمل تحصيلها من خالل عمليات سرقة تحت‬ ‫التهديد بالعنف والضرب والجرح‪.‬‬

‫هذا وتم فتح تحقيق أولي مع بارون المخدرات المتهم‬ ‫من طرف أمن المضيق‪ ،‬قبل نقله إلى والية أمن تطوان‪،‬‬ ‫لتتسلمه الفرقة الوالئية المكلفة بمكافحة المخدرات‪،‬‬ ‫من أجل توسيع التحقيق معه بتنسيق مع النيابة العامة‬ ‫المختصة‪ ،‬حول حيثياث وظروف ترويجه للمخدرات القروية‬ ‫ومحاولة الوصول إلى الجهات المزودة‪،‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬ينتظر أن يتم تقديم المتهم أمام هيئة‬ ‫المحكمة فور انتهاء التحقيق وإنجاز المحاضر الرسمية‬ ‫والتوقيع عليها‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫اعتقال ‪ 25‬مهرباً وحجز ‪ 5.5‬طن من الحشيش وميناء الناظور‬ ‫ومليلية في قفص االتهام‬ ‫في واحدة من العمليات األمنية المثيرة للجدل‪ ،‬كشفت‬ ‫السلطات اإلسبانية‪ ،‬مؤخراً‪ ،‬أنها قامت بتفكيك منظمة‬ ‫إجرامية دولية متخصصة في تهريب كميات كبيرة من‬ ‫الحشيش‪ ،‬انطالقا من الشمال المغربي إلى أوروبا ومصر‬ ‫وأيضا ليبيا‪ ،‬التي ينشط فيها تنظيم «داعش»‪ .‬كما تم‪،‬‬ ‫أيضا‪ ،‬اعتقال ‪ 25‬شخصا‪ ،‬أغلبهم إسبان ومغاربة‪ ،‬فيما تم‬ ‫حجز ‪ 5.5‬طن من الحشيش‪.‬‬ ‫التحقيقات التي باشرها اإلسبان قبل ‪ 6‬أشهر كشفت‪،‬‬ ‫كذلك‪ ،‬أن أفراد المنظمة يعتمدون على أسلوبين ومسلكين‬ ‫رئيسيين لتهريب الحشيش المغربي‪ :‬أوله‪ ،‬استعمال‬ ‫تجويفات محدثة داخل شاحنات لنقل الحشيش انطالقا‬ ‫من ميناءي الناظور ومليلية إلى موانئ الجنوب اإلسباني‬ ‫(مالقة والميريا وموتريل) ومنه إلى الداخل اإلسباني وفرنسا‬

‫وألمانيا‪ ،‬ثانيا‪ ،‬حيث تتم االستعانة بقوارب مطاطية سريعة‬ ‫لنقل الحشيش‪ ،‬ليال‪ ،‬من الشمال المغربي إلى سفن في‬ ‫المياه الدولية قبالة السواحل الجزائرية‪ ،‬حيث يتم تفريغ‬ ‫تلك الشحنات فيها‪ ،‬قبل أن تكمل تلك السفن رحلتها صوب‬ ‫ليبيا ومصر‪ ،‬حيث‪ ،‬حسب مصادر إسبانية‪ ،‬يتضاعف ثمن‬ ‫الكيلوغرام الواحد من الحشيش أربعة مرات‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬ورفضت وزارة الداخلية اإلسبانية والحرس المدني‬ ‫اإلسباني‪ ،‬الكشف عن الجهات التي كانت تلك الكميات‬ ‫الكبيرة من الحشيش موجهة إليها‪ ،‬ما جعل البعض يصف‬ ‫العملية بـ «المثيرة للجدل»‪.‬‬ ‫وعلى صعيد متصل‪ ،‬كشفت صحيفة «إلباييس» نقال‬ ‫عن األجهزة األمنية اإلسبانية‪ ،‬حجز ‪ 13‬قاربا واعتقال ‪15‬‬

‫مهربا‪ ،‬أغلبهم مغاربة وإسبان‪ ،‬في ‪ 30‬يوما‪ ،‬كانوا يحاولون‬ ‫تهريب كميات مهمة من الحشيش المغربي نحو إسبانيا‪.‬‬ ‫وأضافت الصحيفة أن المنظمات اإلجرامية «تكتري القوارب‬ ‫السريعة التي ينقل فيها المهربون الحشيش من المغرب‬ ‫صوب سواحل قاديس‪ ،‬كما أن هذه المنظمات تتوفر على‬ ‫سفن تخبئ فيها تلك القوارب السريعة إلبعاد كل الشبهات‬ ‫عنها»‪.‬‬ ‫المصدر ذاته‪ ،‬كشف أن كل واحد من القوارب السريعة‬ ‫الـ‪ 13‬المحتجزة تبلغ قيمتها المالية نحو ‪ 200‬مليون سنتيم‪،‬‬ ‫أي إن قيمة المحجوزات كلها تبلغ ‪ 2.6‬مليار سنتيم‪.‬‬

‫توفيق سليماني‬


‫العدد ‪865‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬نوفمرب �إلى ‪ 05‬دي�سمرب ‪2016‬‬

‫‪7‬‬

‫إقتصاد‬ ‫‪BMCE‬‬ ‫يخضع خطا ائتمانيا أزرق مخصصا لحماية التزود بالماء‬ ‫وضع البنك المغربي للتجارة الخارجية‬ ‫إلفريقيــا والبنــك األوروب��ي لالستثمار‬ ‫والوكالة الفرنسية للتنمية خطا ائتمانيا‬ ‫أزرق مخصصا لحماية التزود بالماء‪ ،‬بغية‬ ‫مواكبة استراتيجية المغـــرب في مجال‬ ‫التكيف مع التغير المناخي‪.‬‬ ‫ووق��ع هـذا الخـط االئتمانـي‪ ،‬الذي‬ ‫يروم تمويـــل المشـــاريــع المخصصــة‬ ‫لحماية التزود بالماء‪ .‬كال من إبراهيم بن‬ ‫جلون المتصـرف المدير العام التنفيذي‬ ‫لمجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية ‪،‬ومريون هونيكي رئيس مصلحة البنك األوروبي‬ ‫لالستثمار‪ ،‬لعمليات القروض للمقاوالت الصغرى والمتوسطة في الدول المجاورة‪ ،‬ولورانس‬ ‫بروتون – مويي‪ ،‬المديرة التنفيذية المكلفة بعمليات الوكالة الفرنسية للتنمية‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬سيعيد البنك المغربي للتجارة الخارجية إلفريقيا منح األموال لرجال الصناعة‬ ‫ومنعشي الماء الصالح للشرب والتطهير لتمويل مشاريع لحماية التزود بالماء والتكيف مع‬ ‫التغير المناخي‪.‬‬ ‫وقال بن جلون ‪ ،‬على هامش حفل التوقيع الذي تم موازاة مع فعاليات «كوب‪« ،»22‬إن‬ ‫البنك المغربي للتجاري الخارجية يجدد التزامه لفائدة التكيف مع التغير المناخي»‪ ،‬مشيرا إلى‬ ‫أنه وفي ظل ندرة المياه الذي تعرفه القارة اإلفريقية‪ ،‬وتبعا للمبادالت بين مختلف البلدان‬ ‫حول موضوع الماء خالل الكوب ‪ 22‬أضحى الدعم المالي ضرورة ال غنى عنها‪ .‬وأشار المتحدث‬ ‫إلى أن “عبر التموقع القوي للبنك المغربي للتجارة الخارجية الفريقيا في قطاع الطاقة عبر‬ ‫منتوجه كاب – طاقة – برنامج مورسيف‪ ،‬كانت الفرصة سانحة له لمواكبة المقاوالت المغربية‬ ‫في سعيها لالمتثال للتنظيم في ما يخص المعالجة القبلية للمياه مع تحسين مردوديتها من‬ ‫خالل إعادة استعمال مياه الصرف الصحي”‪ ،‬مؤكدا اعتزاز المجموعة بمواكبة المملكة في‬ ‫تعزيز شبكات الماء والتظهير‪.‬‬ ‫وأضاف إبراهيم بن جلون أن “إدماج االنشغاالت االجتماعية قي تمويالتنا سيسهم في‬ ‫جعل التمويل المستدام تمويال ذا تأثير إيجابي”‪ .‬وأشارت السيدة بريتون مويي‪ ،‬من جانبها‪،‬‬ ‫إلى أن خط االئتمان األزرق هذا‪ ،‬المخصص بالكامل لمشاريع التكيف مع التغير المناخي‬ ‫وتدبير الموارد المائية‪ ،‬تعد سابقة في المغرب وحتى في إفريقيا‪.‬‬ ‫وقالت مويي إن خط االئتمان هذا يشكل فرصة ليظهر للمجتمع الدولي ما يستطيع‬ ‫المغرب فعله”‪ ،‬مضيفة أن “هذا سيكون ملهما للتمكين من وضع خطوط ائتمان أخرى‬ ‫وجهودا أخرى في بلدان افريقية أخرى وذلك إلظهار أن التغيير ممكن في اعتماد التغيرات‬ ‫المناخية”‪.‬‬ ‫والجدير بالذكر أن البنك األوروبي لالستثمار هو مؤسسة تمويلية على المدى الطويل‬ ‫لالتحاد األوروبي‪ .‬وتعمل على تحقيق أهداف االتحاد وذلك عن طريق تمويل مشاريع طويلة‬ ‫األمد‪.‬‬ ‫ويعد البنك المغربي للتجارة الخارجية – بنك إفريقيا‪ ،‬البنك الرائد على مستوى القـارة‬ ‫اإلفريقية‪ ،‬بنكا كونيا مع مجموعة من الخدمات التي تهم األبناك الخاصة والمقاولة واالستثمار‬ ‫وكذا الخدمات المالية الخاصة (مؤسسة بنكية ذات خدمات متنوعة تشمل اإلجارة‪ ،‬وقروض‬ ‫االستهالك والتحصيل)‪ .‬وتقدم مجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية ‪ ،‬التي تشغل أزيد‬ ‫من ‪ 13‬ألف متعاون ‪ ،‬خدمات ألزيد من ‪ 4،5‬مليون مستهلك من خالل ‪ 2300‬نقطة بيع‬ ‫بحوالي ‪ 30‬بلدا عبر العالم منها ‪ 19‬في إفريقيا‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫األبناك اإلسالمية تنمو بـ ‪ ٪ 20‬سنوياً والمغرب يستعد‬ ‫الفتتاح أولى المؤسسات في ‪2017‬‬

‫ك��ش��ف ع��ب��د ال��رح��م��ن ب��ن ع��ب��داهلل‬ ‫الحميدي‪ ،‬المديــر العــام رئيس مجلس‬ ‫إدارة صندوق النقد العربــي‪ ،‬أن األبناك‬ ‫اإلسالمية حققت نموا يتراوح بين ‪% 15‬‬ ‫و‪ % 20‬سنوياً خالل العقد الحالي‪.‬‬ ‫وأضاف «الحميدي» في كلمتــه‪ ،‬على‬ ‫هامــش مؤتمــر حول الرقـابة واإلشراف‬ ‫على البنوك اإلسالمية في أبو ظبي‪ ،‬أن‬ ‫المصارف اإلسالمية‪ ،‬وأصبحت تنتشر في‬ ‫أكثــر من ‪ 60‬دولة‪ .‬وأوضـــح أن أصــول‬ ‫المصارف اإلسالمية ارتفعت إلى حوالي ‪2‬‬ ‫تريليون دوالر في نهاية عام ‪.2015‬وتعد صناعة الصرافة اإلسالمية في كل من السعودية‬ ‫واإلمارات ذات أهمية عالمية‪ ،‬وتمثل أصول المصارف اإلسالمية بهما نحو ‪ 19‬و‪ 7%‬على‬ ‫التوالي من أصول الصناعة على مستوى العالم‪ .‬وبحسب دراسة صدرت في يونيو‪/‬حزيران‬ ‫الماضي عن صندوق النقد العربي‪ ،‬فإن المصارف اإلسالمية أصبحت تحوز جزءاً ال يستهان به‬ ‫من مستويات السيولة في عدد من دول العالم‪ ،‬مما يتطلب من المصارف المركزية استمرار‬ ‫مواكبة هذا التطور السريع والمتالحق وتطوير أدوات السياسة النقدية بما يتالءم وتنامي‬

‫أنشطة هذه الصناعة‪ .‬ولفت «الحميدي» إلى أن هذا التطور في حجم الصيرفة اإلسالمية‬ ‫يتطلب إيالء سالمة ومتانة هذا القطاع األهمية الالزمة من أجل الحفاظ على االستقرار‬ ‫المالي في االقتصادات التي تعمل بها هذه المؤسسات‪.‬‬ ‫المغرب‪ ،‬وبعد مصادقة البرلمان على القانون البنكي الجديد في دجنبر ‪ ،2014‬يعتزم‪،‬‬ ‫الدخول إلى المنافسة بقوة‪ ،‬حيث أعلن بنك المغرب مؤخرا أنه منح خالل العام الحالي‬ ‫موافقات لعدد من البنوك التشاركية بهدف السماح ببدء نشاطها العام المقبل بعد أن أعد‬ ‫النظم القانونية لهذه الخطوة‪ .‬مؤكدا أنه تلقى سبعة طلبات لفتح بنوك تشاركية وثالثة‬ ‫طلبات لفتح نوافذ لبيع المنتجات المصرفية اإلسالمية بينها بنوك خليجية‪.‬‬ ‫وذكر الحسن بنحليمة‪ ،‬مدير الرقابة البنكية في البنك المركزي في نفس اللقاء‪ ،‬أن‬ ‫المغرب يعتزم تأسيس صناعة مصرفية إسالمية قوية‪ ،‬من خالل توفير جميع الظروف لذلك‬ ‫سواء القانونية أو التنظيمية أو المالية لتسهيل عمل البنوك اإلسالمية‪.‬‬ ‫المغرب أسس مجلسا مركزيا شرعيا يتولى إصدار الفتاوى المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية‪،‬‬ ‫الفتا إلى إنه لن تكون هناك لجان أو هيئات شرعية داخل البنوك‪ ،‬إذ ستكون البنوك التشاركية‬ ‫التي ستنطلق من المغرب ملتزمة بفتاوى المجلس المركزي الذي ستشكله الحكومة وقال‬ ‫بن حليمة إن وجود مجلس موحد سيضمن عدم تضارب الفتاوى وحل عدد من اإلشكاليات‪.‬‬ ‫وأكد المسؤول المغربي أن البنك المركزي تلقى طلبات الفتتاح بنوك إسالمية‪ ،‬الفتا إلى‬ ‫أن هناك اهتماما بالتمويالت الصغيرة بحسب هذه البنوك‪ ،‬وتوفير منتجات إسالمية ستتواءم‬ ‫مع طبيعة اقتصاده‪.‬‬ ‫وأضاف بن حليمة إن الصورة غير واضحة تماما بشأن كلفة السيولة بين البنوك التشاركية‬ ‫اإلسالمية والبنوك التقليدية‪ ،‬مؤكدا وجود مخاوف لدى السلطات المغربية من انتقال جزء‬ ‫كبير من السيولة إلى البنوك اإلسالمية من زبائن البنوك التقليدية بحيث تصل األخيرة‬ ‫إلى مستوى حرج من وجود نسبة كبيرة من السيولة التي تفقدها‪ ،‬مما قد يتطلب التدخل‪.‬‬ ‫وشرح المسؤول المغربي أن المغرب في وضع مريح نسبيا فيما يتعلق بوضع سيولة البنوك‪،‬‬ ‫حيث إن البنوك تتميز بتنوع أكبر في مجال الدخل والودائع المصرفية‪ ،‬خصوصا أنها دولة‬ ‫غير مصدرة للنفط‪ ،‬على عكس البنوك الخليجية التي يعتمد جزء كبير منها على الودائع‬ ‫الحكومية‪ ،‬والتي قد تشكل ‪ 40‬في المائة‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫واردات القمح والمعدات ترفع العجز التجاري المغربي‬ ‫إلى ‪ 149‬مليار درهم‬ ‫أعلن مكتب الصرف‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬عن ارتفاع‬ ‫الميزان التجاري المغربـي خالل األشهــر‬ ‫العشرة األولى من العام الــجاري بنسبة‬ ‫‪ 15،8‬بالمائة حيث وصل إلى ‪149،17‬‬ ‫مليار دره��م‪ ،‬مفسرا ذلك بسبب ارتفاع‬ ‫واردات المملكة من القمح والمعدات‪.‬‬ ‫ويتجلــى انطالقـــا من بيانات مكتـــب‬ ‫الصرف‪ ،‬أن العجز التجاري للمغرب وصل‬ ‫خ�لال العشرة أشهر األول��ى من السنة‬ ‫الجارية إلى ‪ 149،1‬مليار درهم‪ ،‬مقابل‬ ‫‪ 128،8‬مليار درهم في الفترة نفسها من العام الماضي‪ ،‬مسجال بذلك زيادة بـ ‪ 20،3‬مليار‬ ‫درهم‪.‬‬ ‫ويعزى ارتفاع عجز الميزان التجاري للمغرب‪ ،‬وفق المعطيات الصادرة عن مكتب الصرف‪،‬‬ ‫إلى ارتفاع قيمة واردات المغرب‪ ،‬بنسبة ‪ 38‬في المائة‪ ،‬كما وصلت مع متم أكتوبر الماضي‬ ‫إلى ‪ 10،24‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وفي تلك الفترة وصلت مشتريات المغرب من الخارج إلى ‪ 333،6‬مليار درهم‪ ،‬مرتفعة‬ ‫بنسبة ‪ 7،5‬في المائة‪ ،‬بينما بلغت صادرات ‪ 184،1‬مليار درهم‪ ،‬بارتفاع بنسبة ‪ 1،5‬في المائة‪.‬‬ ‫ومن جهتها‪ ،‬فقد شهدت واردات المغرب من المعدات ارتفاعا خالل الفترة نفسها من‬ ‫السنة بـ ‪ 95،30‬مليار درهم‪ ،‬في حين قفزت واردات القمح بسبب تسجيل تراجع حاد في‬ ‫المحصول المحلي من الحبوب خالل الموسم الزراعي الماضي‪.‬‬ ‫كما ارتفعت مبيعات المغرب من السيارات في متم أكتوبر بـ ‪ 12،2‬في المائة والنسيج‬ ‫والجلد بـ ‪ 5،3‬في المائة‪ ،‬وزادت صادرات قطـاع الطيران بـ ‪ 10،2‬في المائة‪ ،‬واإللكترونيــك‬ ‫بـ ‪ 11،9‬في المائة‪ ،‬وصناعة األدوية بـ ‪ 6،6‬في المائة‪.‬‬ ‫وفي المقابل‪ ،‬خففت مشتريات الطاقة من زيادة الواردات‪ ،‬حيث تراجعت فاتورة الطاقة بـ‬ ‫‪ 12،5‬في المائة‪ ،‬لتستقر في نهاية أكتوبر في حدود حوالي ‪ 44‬مليار درهم‪ ،‬مقابل ‪ 56‬مليار‬ ‫درهم في الفترة نفسها من العام الماضي‪.‬‬ ‫وأشارت بيانات مكتب الصرف‪ ،‬إلى أن إجمالي حجم الصادرات ارتفع بـ ‪ 1،5‬في المائة‪ ،‬إلى‬ ‫‪ 184،48‬مليار درهم بقيادة صادرات السيارات التي زادت ‪ 12،2‬في المائة‪ ،‬بينما انخفضت‬ ‫مبيعات الفوسفاط ‪ 12،8‬في المائة إلى ‪ 32،88‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وأفاد المصدر ذاته أن حجم التحويالت النقدية من المواطنين المقيمين بالخارج‪ ،‬والبالغ‬ ‫عددهم ‪ 4،5‬ماليين مغربي‪ ،‬بلغ نحو ‪ 53،12‬مليار درهم‪ ،‬بزيادة سنوية تناهز ‪ 4،2‬ومن‬ ‫جهة أخرى‪ ،‬فقد تراجعت االستثمارات األجنبية المباشرة خالل األشهر العشرة األولى من‬ ‫العام الجاري بنسبة ‪ 12،6‬في المائة إلى ‪ 27،75‬مليار درهم‪ ،‬كما واصلت مبيعات الفوسفاط‬ ‫تراجعها خالل نفس الفترة بـ ‪ 12،8‬في المائة لتستقر في حدود ‪ 32،8‬مليار درهم‪.‬‬


‫الثالثاء ‪ 29‬نوفمرب �إلى ‪ 05‬دي�سمرب ‪2016‬‬

‫العدد ‪865‬‬

‫ات‪..‬‬

‫شذر‬

‫‪8‬‬

‫عفا اهلل ع ّما �سلف‪..‬‬ ‫• إعداد ‪ :‬مصطفى بديع السوسي‬

‫من وزان ‪ ،‬جمعية السيدة الحرة‬ ‫بالشمال تطلق قافلة مناهضة‬ ‫العنف ضد النساء ‪ ‬‬

‫تبدو أحزابنا مثل فقاعات الصابون‪ ...‬تنتفخ ثم تذوب في الهواء‪،‬‬ ‫فليس من رابط يجمعهـا إال المصلحة‪ ..‬والمصطلحات السياسيـة‬ ‫المتداولة عن اليسار والديمقراطية والوسط واليمين مجرد أباطيل‬ ‫وترهات وأقراص منومة واستهالك لكالم موزون يتأرجح بين حق‬ ‫وباطل‪...‬‬

‫ليس‬

‫للمرجعيات وال للمبادئ وج��ود في‬ ‫خضم هذا الزخم المتلون المنافق‪..‬‬ ‫إنما هي مصالح تروم بالدرجة األولى الحصول على‬ ‫قطعة من الكعكـة‪ ..‬ربعها أو نصفها أو كلها‪ ..‬وإال‬ ‫لما طالت المدة على تعيين رئيس الحكومة دون‬ ‫أن توجد حكومة! وبالتالي فيبدو أن رئيس الحكومة‬ ‫عاد إلى نقطة الصفر‪ ،‬فالمشاورات بدأت والصور‬ ‫الزاهية التقطت لرؤوس القوم مع رئيس الحكومة‪...‬‬ ‫وال شيء بعد هذا تحرك‪ ...‬واألحزاب كعادتها تتبادل‬ ‫القفشات الساخرة‪ ..‬والنقد الممل‪ ،‬والشروط‪ ...‬وخالفا‬ ‫لتوجيهات جاللة الملك الواردة في خطاب المسيرة‬ ‫الخضراء‪ ،‬فاالستشارات والشروط تسير في اتجاه‬ ‫الترضية‪ ...‬ترضية كل األحزاب باستثناء حزب الجرار‪،‬‬ ‫والترضية نابعة من الشروط‪ ،‬وهذا إذا تم سيصل إلى‬ ‫التعددية أي ملء الوعاء الحكومي بمناصب مرادفة‬ ‫لمنصب الوزير حتى يكسب رئيس الحكومة ود الجميع‬ ‫ولو وصل تعداد أعضاء الحكومة إلى األربعين وزيرا‬ ‫يستنزفون المال العام ويقدمون بدائل شاحبة بل ال‬ ‫وجود لها‪ ،‬أليس من الغريب أن يتوصل رئيس حزب‬ ‫بطلبات استوزار فاقت المئتين؟!‪ ..‬أليس من العجيب‬ ‫والمضحك أن ينتظر رئيس حكومة ع��ودة رئيس‬ ‫حزب إلىالوطن من سفرخارجي حتى يتم مشاوراته‬ ‫لتشكيل الحكومة‪ ...‬لقد انتظره في مرة أولى وعاد‬ ‫رئيس الحزب ثم سافر فانتظره رئيس الحكومة مرة‬ ‫ثانية‪ ...‬ومع ذلك فقد كال رئيس الحزب التجمعي‬ ‫الكثير من االنتقاد لرئيس الحكومة مما هو مدوّن‬ ‫ومعروف‪ ...‬وتستمر الحياة السياسية بوزراء أشباح‪...‬‬ ‫أو وزراء صرف األمور‪ ،‬ويستمر الفراغ السياسي الذي‬ ‫يبدو طويال وعميقا‪ ،‬وقد ينتهي بعدد ثقيل وترضية‬ ‫واسعة خصوصا عندما يتمسك رئيس الحكومة‬ ‫بأحزاب بعينها ويرفض استبعادها‪ ...‬وحتى الحزب‬ ‫الذي عجز عن الوصول إلى رقم يخوله تشكل فريقه‬ ‫البرلماني يوضع في الميزان وال يُقبل استثناؤه أو‬ ‫إبعاده من التشكيلة الحكومية نظرا لما أبداه طوال‬ ‫مدة االنتداب السابقة من تفاهم وتأييد وطاعة‪...‬‬ ‫وبالرغم من الرفض الشعبي المبدئي للتعدد‬ ‫المبالغ فيه‪ ،‬والترضيات التي تتجاهل الكفاءات‪ ،‬فإن‬ ‫هذا كله غير مهم إذا قورن بفعالية الحكومة الجديدة‬ ‫أو ضعفها وخذالنها‪ ...‬ذلك أن المطلوب‪ ،‬وبعد هذه‬ ‫المدة الطويلة من االستشارات والمشاورات واللقاءات‬ ‫والبسمات البلهاء‪ ،‬والعناق الذي يضمر الكثير من‬ ‫النفاق‪ ،‬المطلوب أن تنبثق من هذا الخليط العجينة‬ ‫المعقدة حكومة صلبة قوية‪ ،‬حازمة‪ ،‬صارمة‪ ،‬ملتزمة‪،‬‬ ‫ق��ادرة على الخروج بالمغرب من أنشوطة الديون‬ ‫المتراكمة‪ ...‬ومن نفــق المعضــالت االجتماعية‬ ‫واالقتصادية التي تأخذ بتالبيب المواطن الذي تحمل‬

‫ويتحمل الكثير من شظـف العيـش والذي لم يصل‬ ‫بعد إلى الخماسي الذي يحدده حق المواطنة‪ ...‬وحق‬ ‫الحياة‪ ..‬وحق الكرامة‪ ..‬وأي حكومة لم تستطع أن‬ ‫تحقق للمغاربة هذا الخماسي المقدس أو حتى الحد‬ ‫األدنى منه‪ ..‬العمل‪ ،‬الصحة‪ ،‬السكن‪ ،‬التعليم‪ ،‬األمن‪...‬‬ ‫فهي حكومة فاشلة‪.‬‬ ‫فالبطالــة تتصاعـــد باستمرار‪ ...‬انظروا أرقام‬ ‫المندوبية السامية للتخطيط والمجلس االقتصادي‪...‬‬ ‫بل وحتى االتحاد العام لمقاوالت المغرب الذي يتحمل‬ ‫الجزء األكبر في التشغيل‪ ،‬فالقطاع الخاص يشكل‬ ‫الرافد األهم في عملية التشغيل رغم بعض التجاوزات‬ ‫التي تخرق قوانين الشغل‪ ،‬وتمس الحقوق المادية‬ ‫للعامل‪.‬‬ ‫والصحة بال صحة‪ ...‬فالتطبيب انقلب من المجانية‬ ‫إلى األداء‪ ،‬وهذه المعضلة األولى‪...‬والدواء مفقود في‬ ‫المستشفيات أو هو خاضع للزبونية مع أعطاب دائمة‬ ‫في أجهزة الفحص السكانير والراديو ومرتفع الثمن‬ ‫في الصيدليات رغم حكاية النقص في أثمان األدوية‬ ‫التي هُلل لها ُ‬ ‫وطبل‪ ...‬والمصحات الخصوصية جحيم‬ ‫ال يُطاق‪ ..‬عن السكن يطول الحديث‪ ،‬فالسكن الذي‬ ‫أرادوه اقتصاديا هو عبارة عن جحر بدأ معظمها‬ ‫يتصدع‪...‬‬ ‫وأما الحديث عن التعليم واألمن‪ ،‬فكالهما كارثة‬ ‫ومعاناة وإحباط‪ ،‬ال نريد أن نُسوّق بهذا الحديث لغة‬ ‫اليأس أو التشاؤم‪ ،‬وليس المراد أن نزيد السحابة التي‬ ‫تخيم علينا كثافة وسوداوية‪ ...‬وال أن نعمق الجراح‬ ‫ويالكثرتها‪ -‬أو نجعل من كل األلوان لونا واحدا قاتما‬‫عبوسا قمطريرا‪ ...‬ولكنه الواقع‪ ...‬وال يمكن للطبيب‬ ‫أن يداوي المريض دون أن يكشف العلة أوال‪ ،‬كما ال‬ ‫يمكن للحياة أن تستقيم بدون أن نجهر بكوارثنا وأن‬ ‫نعالجها ونحل عُقدها بصبر وأناة وعزيمة‪ ،‬لقد قالوا‬ ‫عن الفساد ووجوب محاربته الكثير!!‬ ‫وقالوا أنهم سيفعلون‪ ...‬وحينما تربعوا واستووا‬ ‫وتراخوا فوق األســرة واألرائك والكراسي المخمليــة‬ ‫و ووجهوا بريح صرصر عاتية ال تبقي وال تذر‪ ...‬وفساد‬ ‫مأل األرض والبحر‪ ...‬رفعوا شعار «عفا اهلل عما سلف»‬ ‫وأصدروا عفوا عن مهربي األموال‪ ...‬وطالبوا بتقنين‬ ‫زراعة القنب الهندي والعفو عن زارعيه والمتاجرين‬ ‫به ورفعـوا الدعــم عن المواد االستهالكيــة‪ ،‬وفي‬ ‫المقابل نفخوا في تعويضات البرلمانيين وغيرهم‬ ‫من الموظفين السامين فزادوهم بطنة وانتفاخا ثم‬ ‫داعبوهم بالهواتف الذكية والسيارات الفارهة وبونات‬ ‫الوقود‪ .‬فهل ترى لهم من باقية؟!‬

‫‪ ‬بجانب المرأة المنتصر لحقوقها‬ ‫كما هي متعارف عليها كونيا‪ ،‬ومدا لجسور‬ ‫تواصل نساء وزان الكبرى مع أخواتهن‬ ‫بجهة الشمال ‪ -‬كان للمقاربة األمنية‬ ‫ولعقود اليـــد الطولـى في حرمــان دار‬ ‫الضمانة من االرتباط بمحيطها في كل‬ ‫أبعاده ‪ -‬اختــار المكتب الجهوي للسيدة‬ ‫الحرة للمواطنة وتكافؤ الفرص بتعاون‬ ‫مع جمعية نســاء وزان وشركــاء آخرين‬ ‫من أقاليم جهة طنجة تطوان الحسيمة‪،‬‬ ‫إعطاء انطالقة قافلة جديدة لدعم الحقوق‬ ‫اإلنسانية للنساء‪ ،‬وذلك بمناسبة اليوم‬ ‫العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة الذي‬ ‫اختارت األمم المتحدة االحتفال به يوم ‪25‬‬ ‫نونبر من كل سنة‪ .‬‬ ‫حزمة من البرقيات على شكل مطالب‬ ‫بعثت بها نساء العشرات من الجمعيات‬ ‫النسائية بالجهــة اللواتي توافــدن على‬ ‫الفضاء الجمعوي بحي العدير بوزان يوم‬ ‫الجمعة ‪ 25‬نونبر‪ ،‬بعد تسجيلهن باألرقام‬ ‫والوقائع التي ال تحتمل التأويل‪ ،‬واللمسة‬ ‫الفنية الجميلة التي نقلتها صور شريطين‬ ‫تمعرضهمابالمناسبة‪(،‬تسجيلهن)‪ ‬التزايد‬ ‫الملحوظ لظاهرة العنف ضد النساء‪،‬‬ ‫واستمرار معاناتهن بسبب كل أشكال العنف‬ ‫المنتهكة إلنسانيتهن‪ ،‬وهي أشكال تتنافى‬ ‫مع مقتضيات دستور ‪ ،2011‬والمواثيق‬ ‫واالتفاقيات والتوجيهــات الدوليــة التي‬ ‫التزم المغرب باحترامها وإعمالها ‪ ‬ضمن‬ ‫سياساته العمومية ‪.‬‬ ‫من بين المطالب التي حملها بيان‬ ‫وزان ‪ -‬تتوفر الجريدة على نسخة منه ‪-‬‬ ‫الصادر عن المحطة األولى للقافلة الجهوية‬ ‫المناهضة للعنف ضد النساء التي يؤطرها‬ ‫شعار» كفى عنفا ضد النساء‪ .‬بغينا قانون‬ ‫يحمينا ودولة مسؤولة علينا « ‪ ‬التشديد‬ ‫على التطبيق الفعلي ألحكام الدستور‪،‬‬ ‫والعمل على مالئمة كل التشريعات الوطنية‬ ‫مع االتفاقيات والمواثيق الدولية التي‬ ‫صادق عليها المغرب‪ ،‬كما لم يفت البيان‬

‫مطالبة الحكومة بمراجعة قانون العنف‬ ‫اعتمادا على مقترحات الجمعيات النسائية‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬والمجلس الوطني لحقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬والمجلس االقتصادي واالجتماعي‬ ‫والبيئي‪ .‬والنسبة لمشروع هيأة المناصفة‬ ‫ومكافحة التمييز طالبت الجمعيات الموقعة‬ ‫على البيان تمتيع الهيأة باالستقاللية عن‬ ‫الحكومة وعن أي مؤسسة رسمية أو غير‬ ‫رسمية‪ ،‬وإدراجها ضمن هيئــات حمايـة‬ ‫حقوق اإلنسان والنهوض بها‪ .‬وبالنسبة‬ ‫للمؤسسات المنتخبة فقد دعاها البيان‬ ‫إلى وضع سياسات وبرامج محلية وجهوية‪،‬‬ ‫وعمل هذه المؤسسات على رصد ميزانية‬ ‫خاصة لمحاربة العنف ضد النساء وتقديم‬ ‫الخدمات الضرورية لهـن‪ ،‬وذلك بإنشاء‬ ‫مراكز الستقبال وإيواء النساء ضحايا‬ ‫العنف‪ .‬ونظرا ألهمية دور خاليا مناهضة‬ ‫العنف بالمحاكم ومندوبيات األمن والدرك‬ ‫والمستشفيات‪ ،‬فإن الهيئات النسائية‬ ‫الديمقراطية بالشمال تطالب بتفعيل هذه‬ ‫الخاليا‪ ،‬وتحسين شروط االستقبال‪ ،‬وتأهيل‬ ‫المتدخلين والمتدخالت بها ‪.‬‬ ‫يذكر بأن هذه المحطة التواصلية‬ ‫األولى للقافلة الجهوية المناهضة للعنف‬ ‫ضد النساء التي انطلقت من وزان‪ ،‬بمبادرة‬ ‫من ‪ ‬عضوات المكتب الجهوي لجمعية‬ ‫السيدة الحرة للمواطنة وتكافؤ الفرص‬ ‫بالشمال‪ ،‬وبتعاون مع جمعية نساء وزان‬ ‫للتنمية‪ ،‬وتنشيط جمعية السينما للجميع‬ ‫وفي كل مكان‪ ،‬تابعها باإلضافة إلى طيف‬ ‫جمعوي فاعل في الحقل النسائي‪ ،‬كل من‬ ‫نائب لوكيل الملك بالمحكمة االبتدائية‬ ‫بوزان‪ ،‬وممثلة لسرية الدرك الملكي بنفس‬ ‫المدينة‪ ،‬والمدير اإلقليمي للتعاون الوطني‪،‬‬ ‫وعضو اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان‪ .‬وأن‬ ‫القافلة التي ستستمر أسبوعين‪ ،‬ستشتغل‬ ‫في ورشات مع تلميذات بمؤسسات تعليمية‬ ‫بالجهة ‪.‬‬

‫محمد حمضي‬

‫مصابة بداء «روماتيزم القلب»‬ ‫تتوسل المحسنين‬ ‫تعاني المواطنة واألم زليخة البوزياني من داء «روماتـيـزم القلــب» الذي‬ ‫أثرعلى صحتها كثيرا‪ ،‬دون أن تجد مصاريف العالج‪ ،‬بحكم ظروفها االجتماعية‬ ‫الصعبة‪ ،‬فهي أم لثالثة أبناء صغار‪ ،‬وزوجها عاطل عن العمل‪.‬لذا لجأت إلى هذا‬ ‫المنبر‪ ،‬تتوسل المحسنين‪ ،‬لإلشراف بأنفسهم على عملية خاصة‪ ،‬كم هي في‬ ‫أمس الحاجة إليها‪ ،‬ابتغاء للشفاء‪ ،‬ورسم البسمة على ثغرها وعلى باقي أفراد‬ ‫أسرتها‪ ،‬واهلل اليضيع أجر المحسنين‪.‬‬

‫العنوان ‪ :‬دوار مايشان فرحية زايوـ إقليم الناظور‬

‫الهاتف‪0626783934:‬‬


‫العدد ‪865‬‬

‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬نوفمرب �إلى ‪ 05‬دي�سمرب ‪2016‬‬

‫مشاركة متميزة لجمعية التنمية المحلية بشفشاون‬ ‫في “مؤتمر األمم المتحدة لتغير المناخ” بمراكش‬

‫فضاء األنثى ‪:‬‬ ‫رابطة نساء المغرب وقضايا‬ ‫النساء في اإلعالم الجهوي‬ ‫‪ -‬بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬

‫أعضاء مجلس جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬ ‫شكلت فعاليات المؤتمر الثاني والعشرين حول‬ ‫التغيرات المناخية (ك��وب‪ )22‬التي احتضنها موقـع‬ ‫باب إيغلي بمراكش فرصة للعديد من التنظيمات‬ ‫المدنية للتعريف بنفسها وباألعمال التي تقوم بها‪،‬‬ ‫وعرض نماذج من المشاريع التي حققتها والمنتوجات‬ ‫التي أنتجتها‪ ،‬كما كانت فرصة للتواصل بين هذه‬ ‫التنظيمات‪ ،‬التي حلت من مختلف بقــاع المعمور‪،‬‬ ‫بعضها البعض‪ ،‬وبينها وبيـن الجمهور الواسع من‬ ‫زائري المنطقة الخضراء‪.‬‬ ‫جمعية التنمية المحلية بشفشاون من الجمعيات‬ ‫القليلة بجهة طنجة تطوان الحسيمة التي كانت‬ ‫حاضرة في هذا التظاهرة الدولية‪ ،‬وهذه الجمعية‬ ‫للتذكير ح��ازت على جائزة الحسن الثاني للبيئة‬ ‫الممنوحة للمبادرات المدنية مرتين (‪ 2003‬و ‪،)2015‬‬ ‫وهو ما أهلها طبيعيا بحكم موقعها المتميز هذا أن‬ ‫تمثل في هذه التظاهرة البيئية الدولية الكبرى‬ ‫نموذجا للجمعيات المحلية أو الجهوية التي انخرطت‬ ‫مبكرا في الميدان التنموي ذي التوجهات المستدامة‪.‬‬ ‫وفي تصريح لعبدالعزيز الهبطي رئيس جمعية‬ ‫التنمية المحلية بشفشاون قال‪:‬‬ ‫“مشاركة جمعية التنمية المحلية بشفشاون‪ ‬في‬ ‫فعاليات مؤتمر األطراف حول المناخ بمراكش‪COP22‬‬ ‫تعتبر محطة مهمة في مسار الجمعية‪ :‬أوال من خالل‬ ‫المساهمة في تأثيث المنطقة الخضراء برواق خاص‬ ‫بها عرضت فيه أهم األنشطة والمشاريع التي أنجزتها‬ ‫الجمعية طيلة عشرين سنة من التجربة الميدانية‬ ‫في مجاالت البيئة والتنمية المستدامة عموما‪ ،‬على‬ ‫امتداد جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬حيث تجاوزت‬ ‫إنجازاتها أزيد من سبعين مشروعا في عدة مجاالت؛‪:‬‬ ‫التنمية القروية المدمجة –السياحة القروية وحماية‬ ‫البيئة ‪،‬االقتصاد التضامني واألنشطة المدرة للدخل‬ ‫‪،‬البنية التحية والخدمات‪ ،‬التمدرس ومحو األمية‬ ‫والتكوين‪ ،‬الحكامة الجيدة والدعم المؤسساتي‪.‬‬ ‫وقد استقطب الرواق عددا كبيرا من الزائرين‬ ‫وطنيين ودوليين من فاعلين جمعويين وسياسيين‬ ‫وخبراء وأكاديميين وطلبة باحثين‪ ،‬ومنظمات وطنية‬ ‫ودولية قدمت لهم شروحات حول التجربة وتنوعها‪،‬‬ ‫مما مكن الجمعية من تحقيق إشعاع واسع فتح لها‬ ‫آفاقا مستقبلية من أجل مزيد من العمل في المجال‬ ‫التنموي والبيئي‪.‬‬

‫كما تميز حضور الجمعية في‪ COP22‬بالمساهمة‬ ‫في عدة نقاشات حول البيئة و التغيرات المناخية‬ ‫والطاقة والمجاعة الطاقية من خالل المشاركة في‬ ‫ندوتين‪ :‬األولى قدمت فيها تجربة الجمعية في مجال‬ ‫الطاقة النظيفة (مشروع كهربة دوار أكان ومشروع‬ ‫كهربة دوار أغار إقليم شقشاون)‪ ،‬أما الندوة الثانية‬ ‫فتناولت فيها مساهمة الجمعية بمعية جمعية أخرى‬ ‫مشروع إحداث مركز اإلرشـاد الطاقي لصالح بلدية‬ ‫شفشاون‪.‬‬ ‫على المستوى اإلعالمي شكلت هذه المحطة‬ ‫نافذة إعالمية للجمعية عبر المساهمة في مجموعة‬ ‫من البرامج اإلذاعية والتلفزية تمحورت حول تجربة‬ ‫الجمعية في مجال التنمية عامة والتنمية المستدامة‬ ‫خاصة‪ ،‬وكذا أبعاد مشاركتها في مؤتمر األمم المتحدة‬ ‫لتغير المناخ‪”.‬‬ ‫إن الرهان المستقبلي هو أن ينخرط جميع‬ ‫الفاعلين بالجهة بجدية في جعل جهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة إحدى الجهات الرائدة على مستوى التنمية‬ ‫المستدامة‪ ،‬إذ ولى اآلن زمن الكالم والوعود وحان‬ ‫وقت العمل والنضال في الميدان كما تم التشديد من‬ ‫جميع األطراف في “كوب ‪.”22‬‬ ‫و اليخفى على أحد أن الجهة من الجهات التي‬ ‫تعرف ضغطا متزايدا على الموارد الطبيعية البرية‬ ‫والبحرية‪ ،‬بحكم النمو الصناعي والتجاري والخدماتي‪،‬‬ ‫والعمراني والبشري إلخ‪ ،‬ولعل أزمة الماء التي تسجل‬ ‫بمدينة تطوان وبعدد من المناطق بالجهة‪ ،‬خاصة‬ ‫القروية‪ ،‬وك��ذا الحـدث األليم ال��ذي عرفته مدينة‬ ‫الحسيمة يدقان ناقــوس الخطر حـول االنعكاسات‬ ‫الكارثية الذي قد يخلفها االستغالل غيــر العقالني‬ ‫للموارد الطبيعيــة‪ ،‬مما يطــرح تغييــر العقليات‬ ‫والسلوكات والممارسات لوقف النزيف البيئي قبل‬ ‫فوات األوان‪.‬‬ ‫والجمعيات المدنية الجـــادة في مجال التنمية‬ ‫والبيئة عليهـــا مسؤوليـــة التنبيـــه والمرافعــة‬ ‫والتحسيس أكثـــر من أي وقت مضى‪ ،‬ذلك ألن‬ ‫األنانيات و الريع وتغير أنماط االستهالك من جهة‬ ‫ثم غياب الحكامة وتضارب المصالح بين الفاعلين‬ ‫على أرض الواقع من جهة أخرى قد يعيق االلتزام‬ ‫بالتوجه نحو التنمية المستدامة ويحول الرغبات إلى‬ ‫أحالم متبخرة‪.‬‬

‫عبداحلي مفتاح‬

‫تستعــد مدينـــة تطــوان‬ ‫الحتضان ندوة علميــة هامـــة‬ ‫تنظمها جمـعـيـــة «رابطـــة‬ ‫نســــاء المغـرب للتـــنـمــيــة‬ ‫والتكويــن» يــوم ‪ 18‬دجنبـر‬ ‫المقبـل‪ ،‬بفنـدق أثينـــا على‬ ‫الثـالــثــة بعـد الزوال‪ ،‬حـــول‬ ‫موضــوع ‪« :‬اإلعــالم الجهــوي‬ ‫والمحلي‪ ،‬أي التزام بقضايا النساء؟»‬ ‫هذه النـدوة تندرج في إطـار تعزيز الحقوق القانونية للنساء‬ ‫وصوال إلى العدالة االجتماعية عبر إشراك وسائل اإلعالم الجهوية‬ ‫والمحلية وكافة الفعاليات المجتمعية ‪ ،‬خاصة المنظمات األهلية‪،‬‬ ‫بهدف إغناء النقاش حول موضوع حقوق المرأة والمرأة واألسرة‬ ‫بوصف عام في المغرب‪.‬‬ ‫وسيشارك في تأطيــر هـذه الندوة كل من األستاذة نادية‬ ‫الناير التي ستقدم مداخلة حول «صورة المرأة في االعالم‪ ،‬شكل‬ ‫من أشكــال العنـف الرمـزي ضد النســـاء» واألساتدة مصطفى‬ ‫العباسي الذي سيعالج موضوع ‪« :‬الصورة النمطية للمرأة في‬ ‫اإلعالم» واألستاذ أحمد الدرداري الذي سيعـرض لـ «المؤسسات‬ ‫المجتمعية وقضايا المرأة» وأخيرا‪ ،‬األستاذ عبد السالم األندلوسي‬ ‫الذي سيتمحورعرضه حول»المرأة كما تبدو في اإلعالم الجهوي»‬ ‫يذكر أن رابطــة نســاء المغرب للتنمية والتكوين تأسست‬ ‫بتطوان في ‪ 13‬مارس سنة ‪ 2000‬بهدف العمل على القضاء على‬ ‫العنف ضد المـــرأة وإلغاء كافة أشكال التمييز ضدها وتشجيع‬ ‫النساء على المشاركة الفعلية في العمل السياسي وتوعيتهن‬ ‫بأهمية االنخراط ف دينامية العمل السياسي بالمغرب ‪ ،‬والتعريف‬ ‫بالقوانين الوطنية والدولية التي تهـــم المـرأة‪ ،‬والعمل على‬ ‫الرقي بالمكانة االقتصادية والسياسية واالجتماعية للنساء‪،‬‬ ‫وإقامة عالقات شراكة وتعاون مع مختلف االمنظمات والجمعيات‬ ‫المهتمة بقضايا النساء والمنخرطة في العمل من أجل استفادة‬ ‫النساء من كافة حقوقهن السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪،‬‬ ‫وتعزيز دور المرأة في الحياة العامة‪.‬‬ ‫ومن أجل تحقيق هذه األهداف‪ ،‬تقوم الرابطة بتنظيم دورات‬ ‫تدريبية لتقوية القدرات الفردية والجماعية لعضوات ومؤطرات‬ ‫الجمعية‪ ،‬ودورات تكوينية لفائدة الجمعيات المحلية والجهوية‪.‬‬ ‫وفي هـذا اإلطــار قامــت الجمعيـــة في إطــار أنشطتهــا‬ ‫المستمـرة‪ ،‬بتنظيــم يــوم دراســـي حـــول «مدونـة األسـرة‬ ‫واإلشكاالت المطروحـة أمام تطبيقهـــا» بمشـــاركـــة عدد من‬ ‫الفعاليات الحقوقية والمهنية الجمعوية‪ ،‬ويوم دراسي حول «دور‬ ‫المجتمع المدني في مناهضة العنف ضد النساء»‪ ،‬ولقاء تواصلي‬ ‫حول «قضايا النساء بمحاكم تطوان» في إطار البحث الميداني‬ ‫الذي قامت به في هذا الشأن ‪ ،‬من أجل معرفة السبل الكفيلة‬ ‫بمناهضة العنف ضد النساء المبني على أساس النوع اإلجتماعي‪،‬‬ ‫حيث غالبا ما يتم استبعاد النساء والحفـــاظ على اإلمتيازات‬ ‫الذكورية‪ ،‬وإبطال مضامين القوانين التي تسعى إلنصافهن‬ ‫وتحقيق المساواة وتكافـؤ الفرص بين الجنسين‪ ،‬باإلعتمـاد‬ ‫على البحث العلمي لمالمسـة الواقع ومحاولة استنطاق خفاياه‬ ‫والوقوف على مختلـف القضايا التي تشغل بال النساء وتعكر‬ ‫عليهن صفو الحياة‪.‬‬ ‫كما قامـت الجمعية بإنجاز برنامج للتدريب على الحقوق‬ ‫األساسية للنساء وندوة حول «حقوق المرأة في التشريعات‬ ‫الوطنية‪ ،‬وأصدرت مجلة «المبادرة» وكتيب حول مدونة األسرة‬ ‫ودليل حول المرأة واالنتخابات ومطويات وملصقات بمناسبة‬ ‫اليوم العالمي للمرأة وأعدت برنامجا حافال ومستمرا للتوعية‬ ‫السياسية والقانونية للنساء ‪ ،‬إضافة إلى أنشطة أخرى متنوعة‬ ‫ينظمها فرع تطوان لفائدة المرأة بهذه الجهة‪.‬‬ ‫وكانت الرابطة من بين الهيئــات النسائية الوطنية والشبكات‬ ‫المكونة لربيع الكرامة التي وقعت على بيان بخصوص مشروع‬ ‫محاربة العنف ضد النساء (نوفمبر ‪)2013‬وعلى عريضة تطالب‬ ‫بإقرار قانون جنائي ملتزم بحقوق االنسان بمضمونها الكوني‪،‬‬ ‫كما كانت ضمن المنظمات والشبكات النسائية الموقعة على‬ ‫بيان للتنديد بتصريحات رئيس الحكومة تحت قبة البرلمان‪ ،‬التي‬ ‫اعتبرت أنها تشكل مسا بكرامة المرأة ‪.‬‬ ‫رابطــة نســاء المغــرب فـــرع تطوان‪ ،‬توجــد في الساحة‬ ‫الحقوقية الجهويـة والوطنية منذ تأسيسها‪ ،‬منظمة فاعلة ومؤثرة‬ ‫في مجال الدفاع عن حقوق المرأة المغربية كاملة‪ ،‬سياسيا‬ ‫واقتصاديا ومجتمعيا‪ ،‬وأحقية مطالبتها بالمساواة والمناصفة‬ ‫التامتين وفق الفصل ‪ 19‬من الدستور وطبقا للمواثيق الدولية‬ ‫التي تخص المرأة والطفل واألسرة والتي صادق عليها المغرب‪،‬‬ ‫وأصبح طرفا فيها‪.‬‬


‫الثالثاء ‪ 29‬نوفمرب �إلى ‪ 05‬دي�سمرب ‪2016‬‬

‫العدد ‪865‬‬

‫طنجة‬

‫‪10‬‬

‫الحمالت األمنية مستمرة‬

‫مذكرة جديدة لإلدارة العامة لألمن الوطني تخص تدابير محددة تتعلق بإجراءات مراقبة تصرف رجال األمن‪ ،‬بعد ما‬ ‫راجت أخبار في شتى المنابر عن «تعسفات» وشطط في تعامل بعض األمنيين مع المواطنين‪ .‬كما تهدف هذه االجراءات‬ ‫إلى حماية المواطنين من منتحلي صفة الشرطة لإليقاع بهم وابتزازهم‪.‬‬ ‫التعليمات الجديدة تتعلق بإلزام رجال األمن بحمل شاراتهم وإشهارها خالل القيام بمهامهم اليومية وكذا األصفاد‬ ‫والسالح‪.‬‬ ‫وستقوم عناصر من المفتشية العامة بزيارات دورية لجميع الدوائر األمنية والقطاعات ومصالح المداومة للتأكد من حسن تفعيل‬ ‫تعليمات إدارة األمن‪.‬‬ ‫وأعلن مؤخرا عن تعليمات جديدة تخص وضع كاميرات فوق صداريات عناصراألمن لتسجيل كل مخالفة قد يقوم بها بعض رجال‬ ‫األمن ‪ ،‬حماية لألمنيين أنفسهم من أي شبهة قد تلتصق بهم‪ ،‬وللمواطنين من أي تعسفات قد تلحق بهم‪.‬‬

‫صهد الخطاب الملكي لم تتسلل خيوطه‬ ‫إلى جسد قطاع الصحة المعتل بوزان‬

‫نهاية كابوس‬ ‫ولد الرايس‬ ‫إنجاز ه��ام لرجال األم��ن بوالية أمن‬ ‫طنجة‪ ،‬تتمثل في إلقـاء القبـض على مجرم‬ ‫خطير روع سكان منطقة غابة الرميالت التي‬ ‫أقيم بها منتـزه رائـع «بيرديكاريـس» الذي‬ ‫تقصده طيلة األسبوع عائالت طنجة وأفواج‬ ‫السياح لالستمتاع بجمال الطبيعـة في هـذا‬ ‫المرتفع الجميل من الجبل الكبير‪.‬‬ ‫وعلم أن والي��ة األم��ن جنـدت لهذه‬ ‫العملية فرقا أمنية متخصصة‪ ،‬قامت بعملية‬ ‫تمشيط واسعة للغابة والمنتجع‪ ،‬بعد تطويق‬ ‫المنتزه من كافـة مداخله ومعابره‪ ،‬تكللت‬ ‫بالعثور على «مخبأ» أنشأه من ألواح خشبية‬ ‫ومواد بالستيكية‪ ،‬كان يترصد منه ضحاياه‬ ‫من األهالي والسياح‪ ،‬ليتم إيقاف ولد الرايس‪،‬‬ ‫(‪ 23‬سنة)»‪ ،‬المتورط في العديد من جرائم‬ ‫السرقة بالعنف واستعمال السالح األبيــض‪،‬‬ ‫كما تم حجز سكينين من الحجم الكبير‬ ‫بحوزته وبعض الهواتف المحمولة المتحصل‬ ‫عليها من السرقة‪.‬‬ ‫وقد تمكن عدد من ضحاياه من التعرف‬ ‫عليه بسهولة‪ ،‬كما أنه اعترف بكل ما نسب‬ ‫إليه ليوضع تحت الحراسة النظرية من أجل‬ ‫تعميق البحث معه‪.‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫مروجو مخدرات صلبة‬ ‫بــ «أرض الدولة»‬ ‫سقط منهم مروجان نهاية األسبوع‬ ‫الماضي وكانا مبحوثا عنهما في قضايا تتعلق‬ ‫باالتجار في المخدرات القوية بمنطقة أرض‬ ‫الدولة‪.‬‬ ‫يتعلق األمر بشخص من ذوي السوابق‬ ‫العدلية و الملقب «بغريرة» ورفيقه «أ‪.‬س هو‬ ‫أيضا من ذوي السوابق العدلية‪.‬‬ ‫وقـد جــرى توقيفهمـــا بأحد المقاهي‬ ‫بأرض الدولــة‪ ،‬و ضبـــط بحوزتهما سالح‬ ‫أبيض من الحجـم الكبـيـر و ‪ 15‬لفافة من‬ ‫مخدر الهيروين ومبلغ مالي ودراج��ة نارية‬ ‫مجهولة المصدر‪ ،‬كانا يستعمالنها في ترويج‬ ‫المخدرات والفرار‪.‬‬ ‫الجانيان يوجدان تحت البحث وسيقدمان‬ ‫إلى العدالة لتقول فيهما قول القصاص‪.‬‬

‫«بونو»‪ ....‬يابونو‪! ‬‬

‫توقيف المدعو «بونو» لم يكن سهال‪،‬‬ ‫بل كان محفوفا بالمخاطر تطلب تعبئة فرقة‬

‫تابعة للدائرة ‪ ،11‬في مطاردة هوليودية‬ ‫انتهت بتوقيفه بعد تطويق ومحاصرة دقيقة‪،‬‬ ‫بالقرب من سوق مسنانة بالرغم من سوء‬ ‫األحوال الجوية‪.‬‬ ‫هذا «البونـو» المصنـف ضمن العناصر‬ ‫الخطيرة في «أوساط اإلجرام والمجرمين»‬ ‫بطنجة‪ ،‬كان مطلوبا للعدالـة بسبب تورطه‬ ‫مع غيــره في هجـوم مسلـح على شاحنـــة‬ ‫أزبال تم خاللـه اإلعتداء على عمال النظافة‬ ‫بالسالح األبيض‪ ،‬بهدف السرقة‪.‬‬ ‫هذه العملية أثارت استنكار كافة السكان‬ ‫اعتبارا للوضعية االجتماعية للمعتدى عليهم‬ ‫ولضعف حالهم فضال عن تفانيهم في القيام‬ ‫بعملهم المضني والشاق‪.‬‬ ‫وكان طبيعيــا أن يلقــى توقيـف هذا‬ ‫المجرم الخطير استحسان المواطنين ويحظى‬ ‫بثنائهم على جدية ومهنية رج��ال األمن‬ ‫وتفانيهم في حماية أمن وسالمة المواطنين‪.‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫اعتداء جنسي على قاصر‬ ‫والعالم يخلد اليوم العالمي للطفولــة‪،‬‬ ‫ح��اول ذئب بشري ممن خلت قلوبهم من‬ ‫مشاعر اإلنسانية‪ ،‬أن يعتدي جنسيا على‬ ‫طفل في الثانية عشرة من عمره‪ ،‬داخل حمام‬ ‫شعبي‪.‬‬ ‫أمنكر فوق هذا المنكر؟‬ ‫المعتدي تخطى األربعين من عمره‪،‬‬ ‫لم يرحم براءة طفل في سن ولده ولم يراع‬ ‫شعور ونفسية هذا الطفل الذي جاء ليستحم‬ ‫ليجد نفسه بين مخالب حيوان مفترس خال‬ ‫قلبه من كل عاطفة أو شفقة أو حنو‪.‬‬ ‫ولحســن الحظ‪ ،‬تمكنــت المصالـــح‬ ‫األمنيـــة‪ ،‬بناء على شكايــة صاحب الحمــام‪،‬‬ ‫من التدخل في الوقت المناسب‪ ،‬مساء األحد‬ ‫الماضي‪،‬وأقفت الشخص المذكور الذي شهد‬

‫مستخدمو الحمام أنه كان يحاول االعتداء‬ ‫جنسيا داخل الحمام على الطفل الذي عال‬ ‫صوت استغاثته مما لفت انتباه المستخدمين‬ ‫والمستحمين‪..‬‬ ‫الشخص الموقوف وضع تحت الحراسة‬ ‫النظرية بأمر من النيابة العامة لتورطه في‬ ‫هذا العمل المشين‪ ،‬قبل أن يقدم للعدالة‪.‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫سالح أبيض بيد قاصر‬ ‫يقتل قاصرا‬ ‫من أجل فتاة قاصر‬ ‫انظروا كيف تحولت األمواس والخناجر‬ ‫والسكاكين والسيوف إل��ى «لعب عيال»‬ ‫«يتلهون» بها في األزقة والدروب‪ ،‬يقلدون‬ ‫بها الكبار ممن اع��ت��ادوا على استعمالها‬ ‫لتصفية حساب أو لترهيب خصم أو لسرقة‬ ‫أو انتقام‪ ،‬دون مباالة بقانون أو بسلطة‪.‬‬ ‫القانون هو ما يوحي لهم به القرقوبي أو ما‬ ‫شابهه من المهلوسات والمخدرات‪ .....‬وإذا‬ ‫سئل أحدهم عن خطورة ما ارتكب‪ ،‬رد أنه‬ ‫كان «منغما»‪..… ! ‬‬ ‫تلك حالة طفل في السادسة عشرة من‬ ‫عمره‪ ،‬طعن حتى المـــوت‪ ،‬صديقه الطفــــل‬ ‫ذي الـ ‪ 15‬سنة‪ ،‬بحي المرس ‪ ،‬بعد مشاداة‬ ‫كالمية حول «فتاة» ظن القاتل أنها «غدرت‬ ‫به» فهوي بسالحه على الذي ظن أنه الغادر‪،‬‬ ‫ليرديه قتيال في الحال‪ .‬ثم أطلق قدميه للريح‬ ‫‪ ،‬فالمخدر الذي اعتاد تناوله ال يمنحه شجاعة‬ ‫الوقوف في وجه الشرطة وتحمل مسؤوليته‬ ‫في قتل صديق دربه‪ .‬ولكن الشرطة توصلت‬ ‫إليه في وقت قصير في «مخبئــــه» في حي‬ ‫شعبي بمنطقة بير الشفا‪.‬‬ ‫وال حول وال قود إال باهلل‪.‬‬

‫محطاتسوداء‬ ‫محطات‬ ‫سوداء‬

‫ع‪.‬ك‬

‫‪ ‬استحضارا للخطاب الملكي بمناسبة‬ ‫افتتـــاح الدورة العاشـــرة للمؤسسـة‬ ‫التشريعية ‪ ‬مطلع شهر أكتوبر األخير الذي‬ ‫تقول إحدى برقياتــه القويــة‪...« ‬ولكن‬ ‫هل سيطلب مني المواطنون التدخل لو‬ ‫قامت اإلدارة بواجبها ؟»‪ ،‬هل كان أهل‬ ‫دار الضمانة بعالميها الحضري والقروي‬ ‫سيلتجئون من جديد إلى ملك البالد طلبا‬ ‫لتدخله لوضع حد لمعاناتهم اليومية من‬ ‫رداءة الخدمات الصحية وانعدامها في‬ ‫الكثير من األحيان رغم توفر األطر‪ ،‬لو أن‬ ‫الساهرين على هذا القطاع االجتماعي‬ ‫بامتياز‪ ،‬سارعوا إلى ‪ ‬مد أكثر من جسر‬ ‫يسمح باختراق صهد الخطاب الملكي قالع‬ ‫المواطنة االمتيازية التي تتحصن وراءها‬ ‫حفنة ال تسعى إلى خدمة المواطن ؟‬ ‫إذا وضعنا جانبا جبل المشاكل التي‬ ‫يعاني منها قطاع الصحة باإلقليم‪ ،‬ألنه‬ ‫القطاعاالجتماعيالوحيدمنبينالقطاعات‬ ‫االجتماعية األخرى‪ ،‬الذي نال حصة األسد‬ ‫من تشريح أمراضه التي نقلتها المنابر‬ ‫اإلعالمية‪ ،‬ووسائط التواصل االجتماعي‪،‬‬ ‫بل كان محط لقاء تواصلي ‪ /‬تشخيصي‬ ‫أشرف على ترؤسه عامل دار الضمانة‪ ،‬وكان‬ ‫قد انتهى ببلورة جملة من التوصيات لم‬ ‫تلمس ساكنة اإلقليم ‪ ‬من المسؤولين‬ ‫المباشرين على القطاع ‪ ‬تنزيلها على أرض‬ ‫الواقع‪ .‬فإن تركيزنا في هذا المرور الصحفي‬ ‫السريع سيتعرض الستهتار بعض األطباء‬ ‫ لحسن الحظ أنهم قلة ‪ -‬بالمسؤولية‬‫الملقاة على عاتقهم ‪.‬‬ ‫‪ ‬المعطيات المتوافرة للجريدة‪ ،‬وهي‬ ‫بالمناسبة نفس المعطيات التي فجرتها‬ ‫ممرضة في األيام األخيرة بلقاء عمومي‬ ‫بدار الشباب المسيرة‪ ،‬تتحدث عن تعطيل‬ ‫حفنة من األطباء ‪ /‬الطبيبات تقديم‬ ‫الخدمات للمرضى‪ ،‬مع ما يترتب عن ذلك‬ ‫من مضاعفات خطيرة يؤدي فاتورتها‬

‫المريض من صحته وعمره‪ .‬تعطيل زمن‬ ‫الزيارات والفحوصات بالمستشفى اإلقليمي‬ ‫أبو القاســم الزهــراوي مرده‪ ،‬اعتمــاد‬ ‫المتحدث عنهم ‪ /‬عنهن‪ ،‬وأمام أعين إدارة‬ ‫المستشفى‪ ،‬والمدير اإلقليمي‪ ،‬توقيتا ال‬ ‫وجود له في أي بقعة بالعالم‪ .‬بحيث كما‬ ‫يتحدث أكثر من مصدر‪ ،‬هناك من يلتحق‬ ‫بمقر عمله مرة في األسبوع‪ ،‬وهناك من‬ ‫يلتحق مرتين في الشهر‪ . ‬مثل هذا السلوك‬ ‫المتمرد على القانون هو الذي قال عنه‬ ‫ملك البالد بنبرة حادة في الخطاب المشار‬ ‫إليه «إن الهدف الذي تسعى إليه كل‬ ‫المؤسسات هو خدمة المواطن‪ ،‬وبدون‬ ‫قيامها بهذه المهمة فإنها تبقى عديمة‬ ‫الجدوى‪ ،‬بل ال مبرر لوجودها أصال »‪.‬‬ ‫أمراض كثيرة تنخر قطاع الصحة بهذا‬ ‫اإلقليم الفتي الذي تتموقع غالبية ساكنته‬ ‫بدائرة الهشاشة االجتماعية‪ ،‬وهو ما كان‬ ‫يستدعي من الوزارة الوصية بأن تسارع إلى‬ ‫إخراج مركب المستشفى اإلقليمي للوجود‬ ‫(الحالي يعود إلى الحقبــة االستعمارية)‪،‬‬ ‫وتعزيزه باآلليــات والتجهيـزات واألطــر‬ ‫الصحية الكافية‪ ،‬وتوسيع وتنويع وتجويد‬ ‫الخدمات الصحية بالعالم القروي‪ ،‬وذلك‬ ‫ببناء مستشفييـــن محلييـــن بكل من‬ ‫مركز عين دريج‪ ،‬ومركز زومي‪ ،‬وإخضاع‬ ‫التدبير اإلداري والمالي للقطـاع للتقصــي‬ ‫واالفتحاص‪ ،‬والعمل على مصالحـة حفنة‬ ‫من العاملين والعامـــالت بدواليبـــه مع‬ ‫المسؤوليـة التي قال عنها جاللة الملك‬ ‫في تشريحه لجسد اإلدارة المغربية العليل‬ ‫« غير أن المسؤولية تتطلب من الموظف‪،‬‬ ‫الذي يمارس مهمة أو سلطة عمومية‪،‬‬ ‫تضع أمور الناس بين يديه‪ ،‬أن يقوم على‬ ‫األقل بواجبه في خدمتهم والحرص على‬ ‫مساعدتهم»‪ .‬انتهى الكالم‪ ،‬فهل يبدأ‬ ‫العمل ؟‬

‫ْ�س مْ ُ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ال ْط َم ِئ َن ُّة ْارجِ عِي ِ�إ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫ا�ض َي ًة‬ ‫} َيا �أَ ّ َيت َُها ال ّ َنف ُ‬ ‫َم ْر ِ�ض َّي ًة َف ْاد ُخلِي يِف عِ َبادِ ي َو ْاد ُخلِي َج َّنتِي {‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫م‪ .‬ب‪ .‬السوسي‬

‫سيارات األجرة الكبيرة الرابطة بين جهات ومناطق المدينة تتصرف في المواقف الخاصة بها بشكل فوضوي‬ ‫بدون ضابط‪ ،‬وكثيرا ما عرقلت مرور سيارات اإلسعاف‪ ،‬وعلى سبيل المثال موقف طريق محمد كنون والشارع‬ ‫الخلفي لمسجد محمد الخامس القريب من بناية المعهد الموسيقي‪.‬‬ ‫‪kkk‬‬ ‫بعض بنايات المدينة القديمة مهددة باالنهيار خصوصا مع حلول موسم الشتاء‪ .‬المفروض القيام بجولة في‬ ‫أحيائها كجنان قبطان وحي بني يدر ودار البارود والحافة (باب البحر)‪.‬‬ ‫‪kkk‬‬ ‫كثير من المطاعم إن لم نقل جلها احتلت األرصفة المجاورة لها رغم أنف السلطات المسؤولة‪ ،‬كمطاعم شارع‬ ‫موسى بن نصير‪ ،‬وساحة ‪ 9‬أبريل (بيتزريا)‪ ،‬والالئحة طويلة‪ ...‬أليس صمت السلطات المسؤولة تحريض على‬ ‫الفوضى؟ إما إذا كانت هذه المطاعم تتوفر على رخص الستغالل األرصفة المجاورة لها فالمصيبة أكبر‪...‬‬ ‫‪kkk‬‬ ‫كارثة السيارات المجنونة الزالت قائمة‪ ،‬فهي تجوب شوارع المدنية بسرعة مفرطة‪ ،‬والمباالة بقوانين السير‪...‬‬ ‫من جهة أخرى متى تتخلص المدينة من عبث سيارات النقل السري؟‪..‬‬ ‫‪kkk‬‬ ‫موزع فواتير أمانديس المكلف بناحية السواني ‪ 3‬التي تضم بعض العمارات‪ ،‬ال ينضبط مع ضرورات عمله‪،‬‬ ‫حيث ال يوزع الفواتير على الشقق السكنية‪ ،‬خصوصا عمارة الوداد التابعة لشركة ديار المدينة‪ ،‬حيث يكتفي برمي‬ ‫هذه الفواتير التي يجب أداء مبالغ استهالكها في مدخل العمارة أو يضعها في فجوة بين قناة والجدار‪ ،‬مما يتعذر‬ ‫على السكان الحصول عليها لضياعها أو عبث األطفال بها الشيء الذي يقلق السكان ويعرقل األداء في وقته‪.‬‬

‫محمد حمضي‬

‫لبـت نــداء ربهـا يوم ‪،2016 / 11 / 22‬‬ ‫المشمولة برحمة اهلل تعالى الفقيدة العزيزة‬ ‫المرحومة‬

‫احلاجة فاطمة‬ ‫ال�سوماتي‬

‫حرم المرحوم الفياللي بوشعيب‬ ‫في محفــل جنائــزي مهيب حضره األهل واألحباب‪ ،‬واألصدقــاء‬ ‫والجيران‪ ،‬شيع جثمانها الطاهر إلى مثواه األخير‪ ،‬حيث ووري الثرى بمقبرة‬ ‫سيدي عمار‪ ،‬بعد صالة الظهر بمسجد محمد الخامس بطنجة‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة‪ ،‬نتقدم بالتعازي الحارة إلى أبناء الفقيدة‬ ‫وبناتها ‪ :‬نعيمة‪ ،‬سعاد‪ ،‬عبد الحميد ونور الدين‪ ،‬وإلى صهرها الحاج‬ ‫العربي بودقة‪ ،‬وعائلتي الفياللي و السوماتي‪.‬‬ ‫تغمد اهلل الفقيدة بواسع رحمته‪ ،‬وأسكنها فسيح جناته‪ ،‬وألهم ذويها‬ ‫الصبر والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬


‫الثالثاء ‪ 29‬نوفمرب �إلى ‪ 05‬دي�سمرب ‪2016‬‬

‫العدد ‪865‬‬

‫اإلستزادة من معرفة التأريخ‪...‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪...‬يبتهــج الصالــون األدبـــي لنادي‬ ‫االتحـــاد بشراكــة مع فريــق البحــث‬ ‫وثقافـــات المجتمــعـــات المتوسطيـــة‬ ‫لألشكـــال الحضاريــة (جامعـــة عبد‬ ‫المالك السعدي –كلية اآلداب والعلوم‬ ‫اإلنسانية بتطوان) قراءة في كتاب‬ ‫«أسرة أشعاش التطوانية»‪ .‬استرجاع‬ ‫ذاكرة لمؤلفه األستاذ عمــر أشعــاش‪.‬‬ ‫بمشاركة األساتــــذة ‪ :‬الدكتـــور عبد‬ ‫العزيــــز السعــود‪ ،‬واألستــاذ إدريس‬ ‫بوهليلة‪ ،‬واألستاذ محمد جيـــدة‪ .‬أشرف‬ ‫على التقديم‪ ،‬األستــاذ عبـــد المجيد‬ ‫إلدريسي‪ ،‬وقام بالتنشيط والتسيير‬ ‫األستاذ الدكتور نزار التجديتي‪ .‬وإذ يزفَّ‬ ‫النادي الثقافي للمهتمِّ والباحث إصدار‬ ‫مولود جديد بعد مخاض عسير‪ .‬قلم أجاد‬ ‫ليقدِّم للمكتبة والخزانة المغربية إضافة‬ ‫نوعية في مادة التأريخ‪ .‬عكف األستاذ‬ ‫عمر أشعاش منذ مدَّةٍ في‬ ‫البحث والتنقيب عن الحفريات‬ ‫والمستنـــدات والحجــــج من‬ ‫الظهائر والتعيينات والرسائل‬ ‫المخزنيــة‪ .‬ثــــمَّ المراجــــع‬ ‫والمخطوطــات‪ ،‬ك «نُزهــة‬ ‫اإلخوان في أخبــــار تطوان»‬ ‫للفقيه عبد الســالم السكيرج‬ ‫وللفقيهان الرهوني ومحمد‬ ‫داود في تاريخ تطــوان‪ .‬كتاب‬ ‫«كشــاف عائـــالت تطــاون»‬ ‫لحكيم عزوز‪ ،‬من بين المراجع‬ ‫التي اعتمدها في تأليفه لهذا‬ ‫النوع من الكتابات إذ ال تخلو‬ ‫لمسات أجنبية كان لها اليد‬ ‫الطولى في صناعة حقبة من‬ ‫تاريخ المغرب‪ .‬وقد جمع من‬ ‫المادة ما أهله ليغوص في‬ ‫نهر ال شاطئ له ‪.‬‬ ‫أشـــعــــاش عائلــــــــة‬ ‫موريسكيـــة قال في حقهــم‬ ‫«سيرفــانطيــس»‪ ،‬في «دون‬ ‫كيخوطي»‪ ،‬مقولتهم ‪« :‬أينما‬ ‫كنا فنحن نبكي إسبانيا»‪ .‬إذ‬ ‫كان الموريسكيون يحلمون‬ ‫بالعودة إلى أرضهــم وحال‬ ‫سبيلهم‪ .‬هم وُلدوا بها وهـــو‬ ‫وطنهــــم الطبيعــي‪ .‬اعتمـد‬ ‫الكاتـــب في أبحاثــــه أيضا‬ ‫َّ‬ ‫واستدل بظهائر‬ ‫على التراجم‬ ‫سلطانية منذ سنة ‪- 1845‬‬ ‫‪ 1846‬للميالد‪ ،‬ثمَّ القياس والمقارنـــة‬ ‫والمقارعـــة‪ ،‬مـــع (على سبيل المثال)‬ ‫ســوزان ميالر التي كان موقفها وأقوالها‬ ‫ال تليق بمقام سفير السلطان‪ ،‬عبد القادر‬ ‫أشعاش‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫فاستدل المؤلف بالحكمة «ما آفــة‬ ‫األخبار إال رُوَّاتها »‪.‬‬ ‫هو (عمر أشعاش) حفيـــد بار آلل‬ ‫أشعـــاش واكــب األحــداث من خالل‬ ‫المستندات التي بحوزته واجتهاده في‬ ‫العثــور على المخطوطــــات والكتابات‬ ‫الديبلوماسيــة األجنبيــة حول تاريــخ‬ ‫العوائـــل المغربيـــة وخصَ بالذكـــر‬ ‫والتأليف أســـرة أشعاش التي ينتسب‬ ‫إليها‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫دار الشعر بتطوان تحتفي بالشعر العمودي‬

‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫تقتضي المادة العلميــة‪ ،‬ومضات‬ ‫من األسئلة تفرض نفسها ‪....‬‬ ‫ فهل هذا القلم غلبتْ عليه عاطفة‬‫الفطرة لإلطنـــاب األســـري‪ ،‬أم اعتمد‬ ‫المنهج العلمي من التنقيب عن الحفريات‬ ‫وتحليلها المختبري من داخل النصوص‪،‬‬ ‫للبحث عن مصداقيتها‪ ،‬التي ينتهجها‬ ‫أهل التخصص ؟‬ ‫المادة العلمية باعتمادها على‬ ‫المؤرخ الحاكم تُصبح أسطورة وجناية‬ ‫على تاريخ األحداث‪ ،‬وتزجُّ بها في‬ ‫حلقــــات «جامــع الفنا» وال ترقى بها إلى‬ ‫العمـل األكاديمي‪.‬‬ ‫• هل تطرَّق المؤلـــف إلى األحوال‬ ‫االجتماعيـــــة والتاريخيــة بوقوفـــــه‬ ‫على األشخاص العاديين والعـثــــور على‬ ‫المذكرات لهؤالء البسطاء ‪.‬‬

‫• هل افتــقـــد المؤلــف للنظـــرة‬ ‫االجتماعية لتاريخ الشعوب المعاصرة‬ ‫آلل أشعاش واختصَ بالتاريخ السياسي‬ ‫لدار المخزن‪ ،‬واستنباط ما كتبَ بمفهوم‬ ‫التاريخ السياسي ؟‬ ‫• هل لهذا العمل مواقف نقدية أم‬ ‫اكتفى صاحبه بالدفاع عن مواقف السفراء‬ ‫والباشوات والقواد ؟‬ ‫• هل ألبسَتْه أبحاثه حُلة المحامي‬ ‫فتقمَّصَ صفته أكثر منه مؤرخ ؟‬ ‫• هل ارتقى المؤلف إلى مقام القاضي‬ ‫«فبرَّأ » السفير من ِّ‬ ‫كل ما نُسبَ إليه؟‬ ‫متى كان السجن صوريا ؟ وقد اعتمد‬ ‫المؤلف على رسالة بركاش إلى السلطان‬

‫ب ‪8‬محرَّم ‪ 1281‬للهجــــرة‪ ،‬وهي من‬ ‫مُصنفات كتابات التاريخ السياسي؟ وهي‬ ‫من األدوات التي اضطرَّ إلى توظيفها‬ ‫إذ ال شكَّ َّ‬ ‫أن الظروف السياسية كانت‬ ‫أقوى من الحاكم حتى ْ‬ ‫وإن كان يملك‬ ‫السُلــط الثـــالثة‪ ،‬ممــا يُعرِّضه إلى‬ ‫ارتكاب «المظــالـــم» ! الخــوض في‬ ‫علـــم التاريخ‪ْ ،‬‬ ‫إن لم يخضع إلى المنهج‬ ‫والبحث العلمي قد يعاني من قول الزور‬ ‫وشهادة الزور‪ .‬فالتاريخ مادة علمية كان‬ ‫يميل لها عظماء العلماء كالمقريزي‬ ‫الذي أجاد في مؤلفاته التي أربتْ عن‬ ‫مئتيْ مجلد‪ ،‬وهو تلميذ البن خلدون‪.‬‬ ‫المؤرخ الباحث يجدُ المتعة في البحث‬ ‫والدراسة واالستقصاء‪ .‬األستــاذ عمـــر‬ ‫أشعــاش لم يقدِمْ على «مغامرة» هذا‬ ‫الكتاب استجابة للحاكم وإنما استزادة‬ ‫في العلم ومعرفة الحقائق‪ .‬وقد وضع يده‬ ‫على بعض المكامِن المُبهمة‪،‬‬ ‫وتجرَّأ على مناقشة أحداثها‬ ‫ومحاولـــة شــرح أسبابهـــا‪.‬‬ ‫ويعتمد على األسس المادية‬ ‫في مناقشته وطرحه للقضايا‪،‬‬ ‫نظرا لفكره اإلقتصادي‪ .‬ال شك‬ ‫أنه قدَّم للخزانة التطوانية –‬ ‫المغربية من خالل األسباب‬ ‫التــي صنعـــتْ األحــــداث‪،‬‬ ‫والدواعي التي دفعتْ به ْ‬ ‫أن‬ ‫يدرس حقبة تاريخية حساسة‪،‬‬ ‫من قبل معركة إيسلي إلى‬ ‫معركة تطوان وما صاحبهما‬ ‫من «وَيْالت» على المغرب‪.‬‬ ‫كما قال «فرانز روزينطال»‬ ‫المؤرِّخ الباحـــث ‪« :‬التاريـــخ‬ ‫روايــــة‪ ،‬وجوهرهــا األسلوب‬ ‫الحـي الذي يُرْوى به الحدث‬ ‫وفي مجموعة من الحقائق‬ ‫وبأسلوب ال يتجـــاوز الحـــد‬ ‫األدنى من الصنعة األدبية»‪.‬‬ ‫مصطلح التاريخ ظهر على‬ ‫أيدي المسلمين األوائل‪ ،‬فقد‬ ‫نُسبَ إلى عمر بن الخطاب‬ ‫ِ‬ ‫نحــو عـام ‪ 17‬للهجـــرة‪ ،‬مع‬ ‫أبي موســـى األشعـــري جاء‬ ‫يُخبرهُ عن حيرته في العمل‬ ‫بما يَ ِردُ عليه من كتب أمير‬ ‫المؤمنيــن‪( .‬القصة معروفة‬ ‫لدى المؤرخين )‪ .‬حتى جاء علي‬ ‫بن أبي طالب كرَّم اهلل وجهه‬ ‫بالرأي الذي لقي القبول‪ ،‬وهو بداية‬ ‫التقويم من عام الهجرة‪.‬‬ ‫صفوة القول وغني عن البيان َّ‬ ‫أن‬ ‫قراءة متأنية ومختبرية لهذا العمل من‬ ‫لدن المتخصصين واألساتيذ سيسهم‬ ‫ال شك في تجلية أسلوب الحكامة في‬ ‫الزمان والمكان ألسرة أشعاش المنتسبة‬ ‫إلى دار المخزن بقلم أشعاشي‪ .‬قد كانت‬ ‫للمؤلف الجرأة في التحليل واالستنباط‪،‬‬ ‫ولم تبق آراؤه في مرتبة التيمُّم عند‬ ‫الوضوء أو في منزلة التيمُّم عند افتقاده‬ ‫للماء‪ .‬كما جاء على لسان المقريزي ‪َّ :‬‬ ‫إن‬ ‫َّ‬ ‫كل شيء خاضع للتطوُر‪ ،‬يولد وينمو‬ ‫ويموت‪....‬وقد انتهتْ عندما انتهتْ‬ ‫المسببات ‪...‬‬

‫احتضنت مدرسة الصنائــع والفنــون‬ ‫الوطنية بمدينة تطوان األسبـــوع الماضي‬ ‫الليالي الشعرية التي نظمتها دار الشعــر‬ ‫بتطوان‪ ،‬بمشاركة ثلة من خيرة الشعراء‪ ،‬من‬ ‫بينهم عائشة البصيري‪ ،‬ياسين عدنان ورشيد‬ ‫المومني‪ ،‬الذين يمثلون مختلف المدارس‬ ‫الشعرية‪ ،‬شكلت قصائدهم مناسبة لتمكين‬ ‫المهتمين والمتتبعين للشأن األدبي بصفة‬ ‫عامة واإلبداع الشعري الحديث بصفة خاصة‬ ‫من تتبع خطوات الشعراء المبدعين‪ ،‬الذين‬ ‫فرضوا ذواتهم في الساحة الشعرية‪ ،‬بطرح‬ ‫إبداع يكون أكثر التصاقا بقضايا مجتمعهم‪.‬‬ ‫وكان فضاء مدرسة الصنائع قد احتفى‬ ‫بالشعر العمودي من خالل استضافته‬ ‫للشاعرين الطالــب بويا لعتيــك الذي يعد من‬

‫أبرز شعراء الشعر الحساني في المغرب‪،‬ويمثل‬ ‫الشعر الحساني رافدا من روافد الهوية الشعرية‬ ‫المغربية‪ ،‬والشاعر حسن الطريبق أحـــد أعــالم‬ ‫القصيــدة العمودية والمعاصرة في المغرب‪،‬‬ ‫وأحد المنظريــن له على المستــوى الجامعي‬ ‫واألكاديمي‪ ،‬و الذي كان له الفضل في إثارة‬ ‫النقاش والسجال النقــدي حول القصيدة‬ ‫المغربية الحديثة‪ ،‬ويعد من أهم كتاب الشعر‬ ‫المسرحي في المغرب‪ ،‬كما شاركت أيضا في‬ ‫ليالي الشعر‪ ،‬الشاعرة سميرة فرجي التي تعد‬ ‫اليوم من أهم شاعرات القصيدة العمودية في‬ ‫المغرب‪ ،‬وقد برعت فيها كتابة وإنشادا‪ ،‬من‬ ‫خالل لغة رقيقة وأنيقة‪ ،‬وصور خالبة وجذابة‪،‬‬ ‫وإيقاعات منسابة هادرة‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬

‫مبادرة تزيين أحياء المدينة تطال‬ ‫بعض أزقة تطوان‬

‫بعد مدن شفشاون‪ ،‬أصيلة وطنجة‪ ،‬بادرة‬ ‫طيبة أقدم عليها بعض شباب حي جبل درسة‬ ‫بتطوان‪ ،‬تمثلت في القيام بتنظيف وتزيين‬ ‫فضاءات بعض أزقة الحي‪ ،‬موجهين بذلك دعوة‬ ‫صريحة لسكان أحياء مدينة تطوان‪ ،‬وخاصة‬ ‫العتيقة منها لإلنخراط في هذا الورش البيئي‪،‬‬ ‫إلعطاء مدينتهم ما تستحقه من عناية‪ ،‬يزيدها‬ ‫رونقا وجماال‪ ،‬و تحسين مجالها البيئي‪ ،‬الذي‬ ‫يشهد عدة خروقات‪ ،‬بفعل اإلهمال الذي طال‬ ‫بعضها‪.‬‬ ‫هذه المبادرة التطوعية التي قام بها‬ ‫شبان غيورين علىحيهم‪ ،‬وبإمكانياتهم الذاتية‬ ‫المتواضعة‪ ،‬وإن بدأت محتشمة‪ ،‬إال أنها نالت‬ ‫استحسان السكان‪ ،‬والمطلوب هو دعم مثل‬ ‫هذه المبادرات‪ ،‬وضمان استمرارها‪ ،‬والعمل‬

‫من أجل المحافظة عليها‪ ،‬بتربية الناشئة تربية‬ ‫بيئية‪ ،‬انطالقا من البيت‪ ،‬ثم المدرسة‪ ،‬عن‬ ‫طريق تعويد أطفال الحي خاصة‪ ،‬التأقلم مع‬ ‫محيط بيئي نظيف‪ ،‬يتزين برداء أخضر ‪ ،‬قد يراه‬ ‫كل يوم انطالقا من بيته‪ ،‬مرورا باألزقة والشوارع‬ ‫إلى داخل مؤسسته التعليمية ‪ ،‬مسافة يقطعها‬ ‫الطفل والتلميذ وحتى الشباب منهم‪ ،‬كلها‬ ‫فضاءات نظيفة‪ ،‬مزينة جدرانها بمختلف األلوان‪،‬‬ ‫مع نشر بســـاط أخضر‪ ،‬مشكل من مزهريات‪،‬‬ ‫بهدف غرس بذور التربية على البيئة وبث‬ ‫فيهم روح المحافظة على هذا الكنز األخضر‪،‬‬ ‫ولتصبح هذه البادرة ثقافة بيئية لدى اإلنسان‬ ‫منذ طفولته‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬

‫الورشة التكوينية حول إدماج البعد البيئي‬ ‫في التنمية بالعرائش‬

‫في إطـــار الشـــراكــة‪ ‬بين الجامعـــة‬ ‫الشعبية للتعلم مدى الحيــاة فــرع القصر‬ ‫الكبير وجمعية الدفــاع عن حقوق اإلنسـان‬ ‫فرع العرائش‪ ،‬نظمــت هذه األخيرة‪ ،‬الورشة‬ ‫التكوينية الثالثة حول موضوع «إدماج البعد‬ ‫البيئي في التنمية»‪ ،‬استفاد منها مايزيدعن ‪35‬‬ ‫مستفيد و مستفيدة ينتمون لجمعيات حقوقية‬ ‫بمدينةالعرائش‪.‬‬ ‫وخالل هذه الورشة تدخل محمد المتوكي‬ ‫المؤطر الرئيسي لهذه الورشة‪ ،‬ليقدم تعريفا‬ ‫للحق في البيئة السليمة انطالقا من منظومة‬ ‫حقوق اإلنسان‪ ،‬مع استعراض المسار التاريخي‬ ‫إلقرار هذا الحق في منظومة حقوق اإلنسان‬ ‫على المستوى الدولي و الوطني‪ ،‬و اإلشكاالت‬ ‫القانونية و العملية لتنزيل البعد البيئي على‬ ‫المستوى المحلي كالمخطط الجماعي للتنمية‬ ‫وفق ما نص عليه الميثاق الجماعي لسنة‬ ‫‪ 2009‬منها حقه في العيش والحياة في محيط‬ ‫طبيعي اجتماعي وحضاري متوازن وسليم‪ ،‬وحق‬

‫يسري على الجيل الحالي وأجيال المستقبل‪ ،‬وهو‬ ‫بذلك يرتبط مع الحق في التنمية المستدامة‬ ‫ويؤسس لها‪.‬‬ ‫ورشة العرائش هاته تمكنت من الوقوف‬ ‫على الحقوق البيئية سواء منها الطبيعية أو‬ ‫المكتسبة‪ ،‬باعتبارها حقوق طبيعية لألفراد‬ ‫والجماعات‪ ،‬وحق دائم ومستمر بتعاقب األجيال‬ ‫التي تعيش فوق كوكب هذه األرض‪ ،‬ورغم أن‬ ‫بعض الباحثين يرونه حق قيد التكوين‪ ،‬إال أن‬ ‫االعتراف بهذا الحق جاء في عدة إعالنات صادرة‬ ‫عن مؤسسات دولية منها مؤتمر ستوكهولم‬ ‫لسنة‪. 1972 ‬‬ ‫الحقوق البيئية ليست ذات طبيعة مستقلة‬ ‫كما يذهب جانب من الفقهاء‪ ،‬بل هي مركبة‪،‬‬ ‫تنطوي على عناصر عديدة ومختلفة‪ ،‬كما أنها‬ ‫حق غير مستقل على مستوى المنظومة الدولية‬ ‫لحقوق اإلنسان بل مرتبطة بحقوق أخرى مثل‬ ‫الحق في التنمية ‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬


‫العدد ‪865‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬نوفمرب �إلى ‪ 05‬دي�سمرب ‪2016‬‬

‫مناشدة في فضاء ّ‬ ‫الطب والّلغة‬ ‫ ‪ ‬م�صطفى البقايل الطاهري*‬‫إن معـالجـة أيــة قضيـة‪ ،‬تقتضـي‬ ‫التريث والتمحيص والدراسة ومعاينة‬ ‫قضايا مشابهة عند الشعوب األخ��رى‬ ‫لمعرفة كيف كانت الحلول لديها إزاء‬ ‫اللغة األجنبية ‪..‬‬ ‫فالباحث في هذا البلد حينما يحاول‬ ‫معرفة موقع اللغة األجنبية في الوطن‬ ‫ويتجرأ على إقحام لغــة ه��ذا الوطن‬ ‫في ميدان الطب يواجه باالستغراب‬ ‫بل بالمعارضة فقط ألن العربيـة في‬ ‫المخطط الفرنكفوني ال ينبغـــي أن‬ ‫تكون مزاحمـــة للغــة المعـبــود هبل‬ ‫باريس‪ ..‬وبحكم طول المدة يترســـخ‬ ‫هذا في األذهان حتى تجد ضعاف النفوس‬ ‫مقتنعين بالطرح االنهزامي متذرعين‬ ‫بحيثيات ال تقبلها الشعوب الحرة التي‬ ‫نجعلها هنا دالئل قوية إلثبات أن الشعب‬ ‫الحر تكون لغته حرة وال يقبل أن تكون‬ ‫حبيسة لغة مستعمر مثل ما هو حاصل‬ ‫عندنا ‪.‬‬ ‫إن اللغة الفالمانية يتكلم بها شعب‬ ‫ال يتجاوز عدده ستة ماليين‪ ،‬ورغم ذلك‬ ‫فلغته حرة ال تقف في وجهها أية لغة وإن‬ ‫تكن الفرنسية ألن شعبها حر ال تهيمن‬ ‫عليه عقدة األجنبي وال عقدة النقص‪..‬‬ ‫لذلك كانت لغته تستعمــل في جميع‬ ‫مجاالت الحياة منها مجال العلم ‪ ..‬فكلية‬ ‫العلوم والهندسة والطب تكون فيها لغة‬ ‫الفالمانيين حاضرة وبقوة‪ ،‬وال يتجرأ أحد‬ ‫ليقول إن الفالمانية ضعيفة ال تساير‬ ‫العصر ‪ ..‬بل الذي يتفوه بهذا هو الشعب‬ ‫العبد الذي يجعل لغته أسيرة عبدة للغة‬ ‫الغير ال حق لها في التقافة والهندسة‬ ‫والعلوم والطب ‪..‬‬ ‫و إذ أذكر الشعب الفالماني كمثال‪،‬‬ ‫فإني اخترته ألن ع��دده قليــل وكذا‬ ‫مساحة أرض��ه‪ ..‬لكن من هـنا حيث ال‬ ‫وجود لرابط لغـوي أو ديني أنتقل لدولة‬ ‫كمثال تربطنا وإياها رابطة دينية ولغوية‬ ‫وهي تركيا‪ ،‬فهذا البلد عاشت معه اللغة‬ ‫العربية محنة‪ ،‬فقد عمل اتاتورك على‬ ‫محاربة العربية على مستوى الخط وعلى‬ ‫مستوى الكلمات الموجودة في اللغـــة‬ ‫التركية‪ ،‬فعلى مستوى الخط العربي‬ ‫فقد نجح وغيره بالخط الالتيني‪ ،‬أما على‬ ‫مستــــوى الكلمات العربية فرغم بذله‬ ‫مجهودات لتغييرها‪ ،‬لم يستطـع إزاحتهـا‬ ‫كليــا وبقيت اللغة التركية مزدانة بكثير‬ ‫من الكلمات العربية نذكر منها ‪:‬‬ ‫محكمـــة ‪ - MAHKEM‬كلمــــة‬ ‫‪ - KALIME‬بـــرهــان ‪- BURHAN‬‬ ‫انتظار ‪ - INTIZAR‬انفعال ‪INFIAL‬‬ ‫ إصــالح ‪ ..ISLAH‬إلــخ‪.‬‬‫ولكن رغم ذل��ك‪ ،‬فالشعب التركي‬ ‫متشبث بلغتـه ألنـه حر وقيادتـه حرة‬ ‫بغض النظـر عن أن لغتــه عبارة عن‬ ‫خليـط عربي تركي وهم يعتبرون أن عدم‬ ‫استعمال لغتهم في العلم إهانة والدليل‬ ‫هو أنه ذات يوم سئل سليمان دميريل ‪:‬‬ ‫ما هي اللغة التي تدرسون بها الطب ؟‪..‬‬ ‫تفاجأ دميريـل من هذا واستغرب حتى‬ ‫اعتبر أن السؤال في حد ذاته إهانة له‪،‬‬ ‫فأجاب ‪ :‬كيف يعقل أن ندرس الطب بلغة‬ ‫الغير وبلدنا مستقل‪..‬‬ ‫هذه األمة الحرة الرائعة لم تقل إن‬ ‫لغتها قاصرة ال تستطيع المسايرة‪ ،‬و لم‬ ‫تعمل على إتاحة الفرصة للغة استعمارية‬ ‫لتسيطر على األم��ة وتصبح فعليا هي‬ ‫اللغـة الرسميـة مـع وجود ترحيب بهذا‬ ‫الوضع البئيس السيء من طرف البعض‬ ‫الذي همه الوحيد هو الشبع المادي وال‬ ‫اعتبار لالستقالل وال للوطنية وال للهوية‪.‬‬ ‫في بلـدي إذا سأل صحافـي عن اللغة‬ ‫المهيمنة على الوطن سيقولون له إنها‬ ‫الفرنسية اللغة االستعماريـة المسماة‬ ‫بالالتينيـــة المزورة‪ ،‬هذه األعجوبــة‬ ‫تسيطر على العقول التي ال تعرف معنى‬ ‫لالستقالل وال للوطنيـــة وال للهوية‬ ‫وتسيطر أيضا على الواقع في جل اإلدارات‬ ‫وفي الشوارع والمحيط‪ ،‬أما كليات العلم‬ ‫وباألخص كلية الطب فإنها كارثة إذ ال‬

‫‪12‬‬

‫�أوراق من�سية‬

‫‪ 21‬ـ �أحزاب �سيا�سية‪...‬‬ ‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫ال ديمقراطية بدون أحزاب سياسية‬

‫تدرس بها ولو مادة واحدة باللغة العربية‬ ‫ألن هناك خطوطا حمراء رسمــت للغــة‬ ‫محمد الرسول العربي ( ص) ‪.‬‬ ‫لنـقارن سياستنـا اللغوية بسياسة‬ ‫تركيا التي تستعمــل كما هائــال من‬ ‫كلماتنا في لغتها‪ ،‬هناك الطب يدرس‬ ‫بالتركية والطبيب يحرر الوصفة الطبية‬ ‫بلغته وهنا الطب ي��درس بالفرنسية‬ ‫والطبيب يحرر الوصفة الطبية باللغة‬ ‫الفرنسية التي يقول عنها علم لغة الكون‬ ‫أنها ستموت داخ��ل سبعين سنة‪ ،‬هنا‬ ‫تجد بعض األطباء في قاعة انتظارهم‬ ‫ال يتوفـرون إال على م��ا ه��و مكتوب‬ ‫بالفرنسية تأكيـــدا للمســخ اللغوي‪ ،‬بل‬ ‫هنــاك من يكتـب إعالنـا بالفرنسيـــة‬ ‫للزبائــــن وال يوجد ضمنهـــم فرنسي‬ ‫واحد‪.‬‬ ‫لكن هنـاك استثنــاء‪ ،‬هناك أطباء‬ ‫مناضلون‪ ،‬تجدهم ملتصقين بلغتهم‬ ‫ويبدون اهتمامهم بها كلما أتيحت لهم‬ ‫الفرصة وهناك من لهم الجرأة لكتابة‬ ‫الوصفة باللغة العربية منهم ‪ :‬الدكتور‬ ‫فؤاد قابيـل‪ ،‬مديــر مستشـفى محمد‬ ‫الخامس بطنجــة‪ .‬والدكتورة حسنـــاء‬ ‫الشريف الكتاني‪ ،‬الموجــودة عيادتها‬ ‫بالرباط‪ ،‬هذه الطبيبة المناضلة تكتب‬ ‫الوصفات الطبية باللغة العربية‪ ،‬وهي‬ ‫بذلك تواجه معارضة شنيعــة تعكس‬ ‫الجهل والتخلف وانعدام الوعي الوطني‪.‬‬ ‫ه����ؤالء ال��م��ع��ارض��ون ي��ج��ب أن‬ ‫نصطحبهم معنا لزيارة الشعوب الحرة‬ ‫ليتعلموا هنـــاك كيف يكتــب األطباء‬ ‫وصفات مرضاهم ونعتقــد أنه بعد ذلك‬ ‫سنصل إلى إقناعهم أن الدكتور فؤاد‬ ‫قابيل والدكتورة حسناء الشريف الكتاني‬ ‫هما على صواب ‪..‬‬ ‫إننا بالمناسبــة وباسم الجمعيــة‬ ‫المغربية لحماية اللغـة العربية فرع طنجة‬ ‫نناشد ونوجـه نداءنا إلى كل األطباء‬ ‫الشرفاء المناضلين الوطنييـن ليتحدوا‬ ‫االستعمار الثقافي اللغـــوي‪ ،‬ويعملون‬ ‫على استعمال اللغة العربية في عياداتهم‬ ‫وكتابة وصفاتهم الطبية بلغة القرآن‬ ‫الشافي لعل اهلل يتقبل منا ويهدينا سبل‬ ‫الرشاد‪ ،‬ذلك أن التعجيم لم نحصد منه‬ ‫سوى التخلف وإذا كان االستعمار يقول‬ ‫سابقا إذا عربت خربت‪ ،‬فإننا نقول اليوم ‪:‬‬ ‫إذا فرنست فلست‪ ،‬ألن األمور تنتقل من‬ ‫تدهور آلخر بسبب رئيسي وهو تخلينا عن‬ ‫الخط المحمدي التقدمي وعن لغة ديننا‬ ‫وعوض أن نعتمد على اهلل وعلى أنفسنا‬ ‫وعلى لغة الذي يقول فيه القرآن الكريم‪:‬‬ ‫“وإن��ك لعلى خلــق عظيم“ تشبثنــا‬ ‫باألوهام الفرنكفونيــة التي ال تسمن‬ ‫وال تغني من جوع والتي أدت بنا إلى أن‬ ‫نصبح مقاطعة لغوية فرنسية متخلفة‬ ‫مضطربة في تعليمها وفي سياستها‬ ‫العامة ‪..‬‬ ‫إن التشبـث بهذا الرســول ولغتــه‬ ‫طريق سيؤدي حتما إلى االنتصار‪ ،‬ألنه‬ ‫قدوتنا وألنه أعظم عظماء التاريخ ‪.‬‬ ‫يقول صاحب موسوعة قصة الحضارة‬ ‫“ ويـل ديوران “ ‪ ( :‬إن محمــدا هو أعظم‬ ‫عظماء التاريخ ) ‪.‬‬ ‫و يقـول “كوستاف لوبـون“ المـؤرخ‬

‫الفرنسي ‪ ( :‬إن محمدا هو أعظم رجال‬ ‫التاريخ ) ‪.‬‬ ‫و يقول الفيلسوف “المارتين“‪( :‬هل‬ ‫هناك الذي من هو أعظــم من النبي‬ ‫محمد ) ‪.‬‬ ‫و يقــول “مايكل ه��ارث“ صاحـب‬ ‫كتاب المائة ‪ ( :‬إنه الرجــل الوحيد في‬ ‫التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على‬ ‫المستويين الديني والدنيوي )‪.‬‬ ‫و يقول “طوماس كارليل“ اإلنجليزي‪:‬‬ ‫( إني ألحـب محمدا لبراءة طبعه من الرياء‬ ‫والتصنع‪ ،‬إنه يخاطب بقوله الحر المبين‬ ‫قياصرة الروم وأكاسرة العجم يرشدهم‬ ‫إلى ما يجب عليهم لهذه الحيــاة الدنيــا‬ ‫والحيــاة اآلخرة ) ‪.‬‬ ‫و يقــول “ بيرنارتشـو “اإليرلندي‬ ‫‪( :‬هذا النبي لو تولى أمر هذا العالم‬ ‫لوفق في حل مشكالتنا بما يؤمن السالم‬ ‫والسعادة التي يرنو البشر إليها )‪.‬‬ ‫و يقــول الكاتـــب الروسي الكبير‬ ‫“تولوستــــوي“ ‪( :‬إن شريعــة محمـــد‬ ‫ستسود العالم النسجامهــا مع العقـل‬ ‫والحكمة)‪.‬‬ ‫و يقول الباحث اإلنجليزي “ليتنير“‪:‬‬ ‫(المسيـحــي الحقيقـــي الصــــادق هو‬ ‫المسيحي الذي يعترف برسالة محمد )‪.‬‬ ‫هذه األقوال الرائعة تخص شخص‬ ‫الرسول األك��رم محمد (ص)‪ ،‬أما فيما‬ ‫يتعلق بلغة هذا الرسـول‪ ،‬فإن هناك أقواال‬ ‫أخرى تمجد لغتـه وهي اللغــة العربية ‪.‬‬ ‫يقول األلمانــي “فيرتـاج“ ‪( :‬اللغة‬ ‫العربية أغنى لغات العالم) ‪.‬‬ ‫فالعربية رصيدها المعجمي يتجاوز‬ ‫‪ 12‬مليون و‪ 300‬أل��ف كلمة ويمكن‬ ‫اشتقاق أكثر من ‪ 95‬مليون فعل يستخدم‬ ‫منهــا فقــط ‪ ،% 0.04‬بينما الفرنسية ال‬ ‫يتجاوز عدد كلماتها ‪ 150‬ألف ‪.‬‬ ‫يقول الفرنســي “ارنيست رينان“‪:‬‬ ‫(اللغة العربية ب��دأت فجأة على غاية‬ ‫الكمال وه��ذا أغـرب ما وقع في تاريخ‬ ‫البشر‪ ،‬فليس لها طفولة وال شيخوخة‪.‬‬ ‫و يقول “وليام وورك “ ‪ ( :‬إن للعربية‬ ‫لينا ومرونة يمكنانها من التكيف وفقا‬ ‫لمقتضيات العصر ) ‪.‬‬ ‫وتقول “ سيكريد هونكا “ صاحبة‬ ‫كتاب “ شمس العرب تسطع على الغرب‪:‬‬ ‫(كيف يستطيع اإلنسان أن يقاوم جمال‬ ‫هذه اللغة ومنطقها السليم وسحرها‬ ‫الفريد ) ‪.‬‬ ‫هـذا غيـض من فيـض‪ ،‬قيل عن لغة‬ ‫الرسول (ص)‪ ،‬فماذا بقي للذين يحاربون‬ ‫لغة أعظم عظماء التاريخ دون معرفتهم‬ ‫أنهـم بذلك يحاربـون هـذا األعظم‬ ‫ويحاربون دينه الذي سيسود العالم رغم‬ ‫أنف الجاحدين المزايدين ‪.‬‬ ‫إن��ن��ا م���رة أخ���رى ن��ن��اش��د اإلخ���وة‬ ‫وبالخصوص األطباء األخـذ في االعتبار ما‬ ‫قيل ويبدؤون بإدخال تغييرات تدل على‬ ‫الحس الوطني وتدل على الوعي وعلى‬ ‫إدراك معنى استقـالل األمــة ومعنى‬ ‫الوطنية ومعنى الهوية‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــ‬ ‫* عضو في المجلس الوطني للجمعية‬ ‫المغربية لحماية اللغة العربية‪.‬‬

‫في هذه الحلقة نواصل الحديث عن (اللجان) و كذلك (الشعب)‪،‬‬ ‫باعتبار الدور الهام الذي كانت تضطلع به سواء خالل االنتخابات‬ ‫أو بعدها‪ ،‬وكذا تأثيراتها في األحزاب‪ ،‬وفيما يخص اللجان‪ ،‬يمكن‬ ‫اعتبار األحزاب األمريكية أحزاب لجان‪ ،‬إال أن الباحثين يرون ضرورة‬ ‫التمييز بينها‪ ،‬لوجود لجان رسمية ولجان شبه رسمية‪ ،‬باعتبار أن‬ ‫اللجن تضم مجموعات صغيرة من الوجهاء يعتمدون على النفوذ‬ ‫الشخصي‪ ،‬أكثر مما يعتمدون على الكم من األعضاء‪ .‬والوجهاء‬ ‫المعنيون يتم اختيارهم عن طريق االنتقاء من داخل األجهزة‬ ‫الحزبية‪ ،‬وفق النظام الكالسيكي للجان المباشرة‪ .‬وهؤالء الوجهاء‬ ‫يكونون منتمين غالبا إلى نوع معين من السياسيين المرموقين‪،‬‬ ‫وهكذا يمكن اعتبار األحزاب األمريكية أحزابا ذات التركيبة القديمة‪.‬‬ ‫ورغم أن هذه األحزاب قد استقطبت العديد من المنخرطين‪،‬‬ ‫إال أن اللجنة ظلت تحتفظ بإطارها األساسي القديم للديمقراطية‬ ‫البرجوازية‪ ،‬والسؤال الذي يطرح هو‪ :‬لماذا لم تعوض األحزاب‬ ‫األمريكية اللجان بالمواطنين أو الخاليا؟‪ ،‬الجواب هو أن التجربة‬ ‫أتبثت أن عددا قليال جدا من األحزاب في العالم غيرت تركيبتها‬ ‫في هذا المجال‪ .‬فاألحزاب األوروبية القديمة بقيت محتفظة باللجان‬ ‫كمثيالتها في الدول ما وراء األطلسي‪.‬‬ ‫والسؤال الذي يطرح أيضا وهو‪ :‬لماذا لم يتسبب االقتراع‬ ‫العام‪ ،‬ودخول العديد من المواطنين الحياة السياسية األمريكية‬ ‫في تأسيس حزب يساري‪ ،‬ذي تركيب حديث؟ ويرى الباحثون بهذا‬ ‫الخصوص‪ ،‬أنها ترجع إلى عدم وجود حزب اشتراكي كبير‪ ،‬وقد يرجع‬ ‫هذا إلى انعدام الشعور بالطبقية لدى العامل األمريكي‪ ،‬أي وفقا‬ ‫لما يسميه (لينين) عقلية البرجوازية الصغرى‪ .‬فالتركيب القديم‬ ‫لألحزاب األمريكية أنتج المحافظين في السياسة األمريكية‪.‬‬ ‫أما مايسمى ب (الشعبة) التي أسلفنا الحديث عنها في إحدى‬ ‫حلقاتنا السابقة‪ ،‬فهي تعد عنصرا أساسيا أقل المركزية من اللجنة‪،‬‬ ‫وتشكل (الشعبة) جزءا من الكل‪ ،‬وال يمكن تصور وجودها منفردة‪،‬‬ ‫بخالف اللجنة التي تعد واقعا مستقال قادرا على العيش وحيدا‪ ،‬كما‬ ‫أن األحزاب التي أسسها المواطنون تكون أكثر مركزية من األحزاب‬ ‫المؤسسة على حساب اللجان‪.‬‬ ‫واللجنة مجموعة مغلقة ال يمكن ولوجها أو الدخول إليها إال‬ ‫عن طريق التعيين أو التفويض‪ ،‬بينما(الشعبة) أبوابها مشرعة‬ ‫في وجه الجميع‪ ،‬وعمليا يكفي االختيار لمن يريد االنتساب إليها‪،‬‬ ‫فاألحزاب تضع قواعد وشروط‪ ،‬بينما تبقى هذه النظرية بوجه عام‬ ‫أقل بالنسبة لنظام (الشعبة)‪.‬‬ ‫واللجنة في تركيبها تضم فقط الوجهاء المختارين نظرا‬ ‫لنفوذهم‪ ،‬بينما (الشعبة) تتوجه إلى الجماهير‪ ،‬وهي تحاول أيضا‬ ‫المحافظة على اإلتصال الدائم بهذه الجماهير‪ ،‬ومن هنا نجد اتساع‬ ‫قاعدتها جغرافيا أكثر من قاعدة اللجنة‪ .‬ففي فرنسا مثال كانت تعمل‬ ‫اللجان على مستوى القضاء‪ ،‬بينما تعمل (الشعب) على مستوى‬ ‫البلديات‪ ،‬وفي المدن الكبرى تميل (الشعب) لوجودها بكثرة على‬ ‫مستوى األحياء‪ .‬كما نجد بعض األحزاب تفتح لها فروعا ثانوية‬ ‫داخل (الشعب) تمكنها من إحاطة أشمل بأعضائها كتنظيمات‬ ‫«البلوكات والعقــارات» كما هــو الحال في األحــزاب االشتراكية‬ ‫األلمانية النمساوية‪ ،‬وتجمعات الحزب الفرنسي‪.‬‬ ‫فأنظمة الحزب االشتراكي الفرنسي الموحد سنة ‪ 1905‬أكدت‬ ‫أهمية (الشعبة) في مقاومة الخصومــات بين التجمعــات الصغيرة‬ ‫التي أضعفت األحزاب االشتراكية السابقة‪.‬‬ ‫إن استمرار (الشعبة) يتعارض مع شبه دوام اللجنة‪ ،‬فخارج الفترة‬ ‫االنتخابية تبقى اللجنة وحدها‪ ،‬حيث تصبح اجتماعاتها قليلة وغير‬ ‫ثابتة‪ ،‬وبعكس (الشعبة) التي يبقى نشاطها مستمرا‪ ،‬حيث يبلغ‬ ‫ذروته في االنتخابات‪ .‬ف (الشعب) االشتراكية تجتمع في العموم‬ ‫كل شهر أو كل نصف شهر‪ ،‬واجتماعها يخالف اجتماع اللجان‪ ،‬وال‬ ‫يتعلق فقط بالتكتيك االنتخابي‪ ،‬وإنما يتناول الثقافة السياسية‬ ‫خالل اجتماعاتها حيث يتم عقد ندوات يؤطرها محاضرون من‬ ‫داخل الحزب‪ ،‬يتناولون من خاللها موضوعات سياسية‪ ،‬تعقبها‬ ‫مناقشة عامة‪ ،‬ويري المالحظون أن اجتماعات (الشعبة) كانت‬ ‫غالبيتها تركز على القضايا المحلية الصغيرة‪ ،‬وكذلك االنتخابية‪،‬‬ ‫ورغم ذلك فاألحزاب تقوم بمجهودات كبرى لمناهضة هذا االتجاه‪،‬‬ ‫بإعطاء مجال أكبر للمناقشة العقائدية والمصلحة العامة‪ ،‬وبما أن‬ ‫الشعبة تشكل مجموعة أكبر من اللجنة‪،‬فهي تشتمل على تنظيم‬ ‫داخلي أكثر اكتماال‪ ،‬ففي الواليات المتحدة ليست اللجنة سوى أداة‬ ‫انتخابية تابعة‪ ،‬لها وظائف وألقاب رسمية‪ ،‬وتقسيم المهمات بها‬ ‫غير دقيق‪ ،‬بالمقارنة مع (الشعبة) التي تبدو أكثر وضوحا‪ ،‬وفصل‬ ‫المهمات أكثر بروزا‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪865‬‬

‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬نوفمرب �إلى ‪ 05‬دي�سمرب ‪2016‬‬

‫رحيل شاعر كبير من مدينة تطوان‬

‫والدتــه ‪:‬‬

‫ولد محمد بنيحيى (المعروف بمحمد الطنجاوي أخ شهيد المقاومة الفلسطينية‬ ‫(الحسين الطنجاوي) بمدينة تطوان عام ‪.1936‬‬

‫مسيره الدراسي والمهني ‪:‬‬ ‫تلقى تعليمه األولي في الكتاب القرآني ثم التحق بالمعهد الديني بتطوان وبعده‬ ‫بالمعهد الحر‪ ،‬انتقل إلى فاس فيما بعد لمتابعة دراسته بالقرويين‪.‬‬ ‫في سن مبكرة‪ ،‬أصدر مجلة خطية‪ ،‬ثم التحق للعمل بجريدة «النهار ‪»EL DIA‬‬ ‫لصاحبها محمد بولعيش بيصة وبعدها بجريدة «األمة» التي أسسها عبد الخالق‬ ‫الطريس سنة ‪ 1952‬حيث صدرت له على صفحاتها العديد من المقاالت ‪.‬‬ ‫إلى جانب العمل الصحفي كان يكتب الشعر‪ ،‬وتميزت قصائده األولى بالنفس‬ ‫الرومانسي الغنائي‪ ،‬المتأثر بشعراء المهجر مثل جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة ‪.‬‬ ‫عام ‪ 1955‬فاز بجائزة المغرب للشعر‪ ،‬وقد ورد الخبر في مجلة الحديقة كما يلي‪:‬‬ ‫«قرئ محضر لجنة التحكيم في المسابقة األدبية للشعر والنثر التي نظمت بمناسبة‬ ‫عيد الكتاب‪ ،‬فأسفر الحكم عن فوز األخ محمد الطنجاوي (بلبل الحديقة) وأحد محرريها‬ ‫بجائزة الشعر‪ ،‬وفوز األخ أحمد البقالي (شاعر األصيل) بجائزة النثر»‪.‬‬ ‫وفي ‪ 1957‬انضم إلى هيئة تحرير جريدة «الصحراء» التي أسسسها األستاذ عالل‬ ‫الفاسي‪ ،‬كما اشتغل بجريدة « الرأي العام » ومجلة « دعوة الحق» ‪ ،‬وبعد سنتين التحق‬ ‫باإلذاعة المركزية بالرباط‪ ،‬ثم انضم إلى جريدة «التحرير»‪.‬‬ ‫انتقل عام ‪ 1962‬إلى القاهرة للمشاركة في دورة صحافية استغرقت سنتين‬ ‫ونصف‪ ،‬تعرف خاللها على كبار الصحافيين المصريين في تلك الفترة‪ ،‬كما استفاد من‬ ‫خبرات اإلعالم المصري ‪.‬‬ ‫عاد إلى المغرب عام ‪ ،1964‬وتم اختياره لتقلد إدارة ورئاسة جريدة « األنباء»‪.‬‬ ‫تم تكريمه بمدينة طنجة يوم ‪ 15‬نوفمبر ‪ 2007‬بمناسبة اليوم الوطني لإلعالم‬ ‫ومئوية تأسيس «جريدة طنجة» ‪.‬‬

‫من آثــاره ‪:‬‬ ‫ مقاالت بجريدتي ‹‹النهـار›› و‹‹األمة››‪.‬‬‫ أشعار متفرقة في مجلة ‹‹ الحديقة››‬‫ ديوان ‹‹ تطوان التي تسكنني››‬‫ ملحمة العهد بأجزائها الثالث‪ ،‬التي ميزت االحتفاالت الوطنية في أواخر‬‫الثمانينيات‪.‬‬

‫‹‹يعد محمد الطنجاوي من أبرز وأهم أعالم الصحافة والكتابة الشعرية في المغرب‪،‬‬ ‫وقد دأب منذ فترة على نشر مقال أسبوعي على صفحات جريدة « الشمال» يحظى‬ ‫بمتابعة واسعة النطاق من طرف القراء» (‪.)1‬‬ ‫من أشعاره المبكرة قصيدة بمناسبة صدور مجلة «الحديقة» عام ‪ ،1954‬عنوانها‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫تحية الحديقة‬ ‫أنع��م الطــرف ومتــ��ع بالخيـــــال قلبــك التائـه ف��ي روض الجمـــال‬ ‫و اش��رب الخمرة م��ن كأس المنـى إنما الخمرة م��ا يحـكــي المقــــال‬ ‫و تنغـــ��م بنش��يـــــد صاغــــــــه شاعـــر ينطــق بالس��حــر الحــالل‬ ‫و تـــح��رر من قـــيــ��ود زانــــــها عندنا البخـل‪ ،‬وس��ــــارع للكمـــال‬ ‫و ارفعــ��ن صوت��ك يحكيه الصـدى نغمـــة س��ـاحـــرة فـــوق التــالل‬ ‫فاألديــ��ب الح��ق ذاك المصطـفـى نفس��ه للـــذوذ عن حـوض المعـال‬ ‫و أرى الش��اعر م��ن يحكــي المنــى في ضمير الش��عب ال يحكي المحال‬ ‫هـــ��ذه أنغـــــــام عـــ��ود ووتــــر من بقايــا عهدن��ا الزاهـــي األغــر‬ ‫عصــ��ف الدهر بهــا‪ ،‬ث��م انثــنــى يقطع الباقـي‪ ،‬فمــا أقس��ـى القـدر‬ ‫لك��ن التاريــــخ يحكـ��ي قصــــصا تبعـــث الش��ـــوق إلى مــن يذكـر‬ ‫م��ن بها يصلحهــــ��ا ؟ عل المنــى ترقـــص اليوم عل��ى نغــم الوتــر‬ ‫من يع��ود عصف الده��ر بهــا بــه ونس��ـــاه اليوم أبنـاء األســــــــــر‬ ‫من ب��ه ‪..‬؟ يرهف إحس��ــاس الورى بأناش��يد جــرت مجــــرى العبـــــر‬ ‫و يعي��د الذكريـــ��ات المصطـــفـا ة بلحـــن تحـت أضـ��واء القمــــــر‬ ‫هذه النسمة تس��ــري وموسيقـــة أين نهجي أين صوبـي « للحديقة»‬ ‫عبقت نس��متها ف��وق الربـــــــــى ذوبتــــها نس��مة أخرى عتيقــــــة‬ ‫خط��رت أغصانها صبحــــ��ا علــــى ج��دول داعــب في األرض عقيقــــة‬ ‫و رنــ��ا الفجــــر فحياه��ا الحيــــى وإذا البلبـل يشــــــدو وصديقــــه‬ ‫و تغنــــــ��ى كل م��ن كان بــــهــ بلحون هي في الكـــون طليـقــــة‬ ‫س��كـر اللــــــب بهــائــ��م انثنــــ يسأل الباقي‪ ،‬ويهفـــو للحقيقــــة‬ ‫فتمهــ��ل س��ــــــوف تجـنـــي درر وورودا ثـم أفكـــــــارا عميقـــــــة‬

‫وفـاته‪:‬‬

‫توفي رحمه اهلل تعالى يوم الجمعة ‪ 25‬صفر‪ 1438‬الموافق ل‪ 25‬نونبر ‪2016‬‬ ‫بمدينة الرباط‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــ‬ ‫(‪ : )1‬جريدة الشمال ‪ :‬عدد ‪. 480‬‬ ‫(‪ : )2‬مجلة الحديقة ‪ :‬العدد األول ( جمادى األولى ‪ – 1374‬ديسمبر ‪ ) 1954‬ص ‪. 4 :‬‬

‫دة‪ .‬هدى المجاطي‬


‫العدد ‪865‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫‪14‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬نوفمرب �إلى ‪ 05‬دي�سمرب ‪2016‬‬

‫المصلحة العامة والمصالح الخاصة‬

‫إن من قواعد ديننا اإلسالمي الحنيف‪ ،‬ومن أسسه العظيمة المتينة قاعدة‪« :‬جلب المصالح‬ ‫وتكثيرها‪ ،‬ودرء المفاسد وتقليلها»‪ .‬بل إن الشريعة مبنية على المصالح والمفاسد‪ ،‬فكل ما‬ ‫أمر اهلل به إما أن تكون المصلحة فيه خالصة‪ ،‬وإما راجحة‪ ،‬وكل ما نهى اهلل عنه إما أن تكون‬ ‫المصلحة فيه خالصة‪ ،‬وإما راجحة‪ ،‬قال ابن القيم‪ -‬رحمه اهلل ‪« : -‬إن الشريعة مبناها على الحكم‬ ‫ومصالح العباد في المعاش والمعاد‪ ،‬وهي عدل كلها ورحمة كلها‪ ،‬ومصالح كلها‪ ،‬وحكمة كلها‪،‬‬ ‫فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور‪ ،‬وعن الرحمة إلى ضدها‪ ،‬وعن المصلحة إلى المفسدة‪،‬‬ ‫وعن الحكم إلى العبث‪ ،‬فليست من الشريعة‪ ،‬وإن أدخلت فيها بالتأويل»‪.‬‬ ‫ولكن مع األسف الشديد لقد خبط الناس في فهم القواعد التي فيها اعتبار المصالح‬ ‫والمفاسد‪ ،‬وتنزيلها على الواقع خبط عشواء‪ ،‬فأصبح كل شخص وكل قوم يتذرعون بتحليل ما‬ ‫حرم اهلل‪ ،‬أو تحريم ما أحل اهلل‪ ،‬أو البحث عن مآربهم الخاصة وقضاء حوائجهم ومصالحهم‪ ،‬بما‬ ‫يسمى «المصلحة» وال حول وال قوة إال باهلل‪.‬‬ ‫ومن الناس من يريد تغيير المنكر دون نظر إلى المصلحة والمفسدة‪ ،‬بل من الناس من ال‬ ‫يعترف بشيء اسمه مصلحة ومفسدة‪.‬‬ ‫فالمصلحة في اللغة هي كالمنفعة وزناً ومعنىً‪ ،‬وقد قسمها العلماء األجالء إلى أقسام‬ ‫عدة‪ ،‬وفقاً العتبارات وحيثيات مختلفة‪ ،‬فقسموها باعتبار الفرد والجماعة إلى قسمين‪ :‬مصلحة‬ ‫عامة‪ ،‬ومصلحة خاصة‪ ،‬وبينوا أنه في حال تعارض المصلحة العامة مع الخاصة‪ ،‬أي مصلحة‬ ‫الجماعة واألمة والوطن على مصلحة األفر اد والجماعات‪ ،‬فإنها تقدم المصلحة العامة‪ ،‬وقعَّدوا‬ ‫لذلك قاعدة هي «المصلحة العامة تقدم على المصلحة الخاصة»‪ .‬ويمثلون للمصلحة العامة‬ ‫بالمقاصد والكليات الخمس وهي‪ :‬حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال‪.‬‬ ‫فهذه كليات ال تقوم الحياة إال بها‪ ،‬وال تنضبط أمور المجتمعات إال بحفظها‪ ،‬وال يمكن ذلك‬ ‫إال بما أحكم اهلل‪ ‬عز وجل‪ ‬من شرعه العظيم‪ ،‬وما قرره رسوله الكريم‪ ‬صلى اهلل عليه وسلم‪. ‬‬ ‫فحفظ الدين من أعظم األمور‪ ،‬وأجل المقاصد؛ ومما ينبغي أن نجعله في مقدمة األمور‪،‬‬ ‫فقد جاءت الشريعة الغراء بحفظ الدين من وجوه متعددة‪ :‬أولها ‪ :‬العمل به؛ فإن دين اهلل‪ ‬عز‬ ‫وجل‪ ‬ال نعلمه لنحفظه فقط‪ ،‬وال نتعرف على نصوصه وأدلته لنعلم ما فيها من األسرار‬ ‫ين � َآمنُو ْا‬ ‫«يا �أَ ُّي َها ا َّل ِذ َ‬ ‫أو األحكام‪ ،‬وإنما للعمل بما دلت عليه‪ ،‬استجابة ألمر اهلل‪ ‬عز وجل‪َ :‬‬ ‫ِلر ُ�سولِ �إ َِذا َد َعاكُ م مِ َ‬ ‫ي مْال َْرءِ َو َق ْلبِهِ َو�أَن َُّه‬ ‫اعل َُمو ْا �أَ َّن الل َّه َي ُحولُ َب نْ َ‬ ‫لا ُي ْحيِيكُ ْم َو ْ‬ ‫ا�ستَجِ ُيبو ْا ِللّهِ َول َّ‬ ‫ْ‬ ‫ون»‪.‬‬ ‫�إِل َْيهِ حُ ْ‬ ‫�ش َ‬ ‫ت رَ ُ‬ ‫وبعد العمل به وإقرار أحكامه تأتي الدعوة إليه‪ ،‬وهي من المهمات والواجبات في حفظ‬ ‫الدين تذكيراً للغافلين‪ ،‬وتعليماً للجاهلين‪ ،‬ودحضاً لشبهات المبطلين‪ ،‬وتحذيراً من شهوات‬ ‫ِال َْع ُر ِ‬ ‫ون ب مْ‬ ‫ون �إِلَى خْ َ‬ ‫وف َو َين َْه ْو َن‬ ‫الفاسقين‪ ،‬قال‪ ‬عز‬ ‫ال رْ ِ‬ ‫ي َو َي�أْ ُم ُر َ‬ ‫وجل‪« :‬و ْلتَكُ ن ِّمنكُ ْم �أُ َّم ٌة َي ْد ُع َ‬ ‫َ‬ ‫النكَ رِ َو�أُ ْو َلئِكَ ُه ُم مْ ُ‬ ‫َعنِ مْ ُ‬ ‫الفْ ل ُِحون»‪ .‬وعن أبي سعيد الخدري‪ ‬رضي اهلل عنه‪ ‬قال سمعت رسول‬ ‫اهلل‪ ‬صلى اهلل عليه وسلم‪ ‬يقول‪ « :‬من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه‬ ‫فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف اإليمان»‪.‬‬ ‫ثم يأتي بعد ذلك حفظ النفس والعقل والنسل والمال‪ ،‬حفظ النفس من األضرار والمصائب‬ ‫واألمراض ‪،‬وعدم تعريضها للمهالك‪ ،‬وعدم تعذيبها بحملها فوق طاقتها‪ ،‬أو التفريط فيها أو‬ ‫إزهاقها وقتلها عمدا ألننا مسؤولين عنها وعلى حفظها لقوله تعالى‪ ( :‬وال تقتلوا النفس التي‬ ‫حرم اهلل إال بالحق)‪،‬‬ ‫ومن الكليات التي يجب الحفاظ عليها العقل ‪ ،‬بصيانته من كل ما يعطل إدراكه ونشاطه‬ ‫من مخدرات ومسكرات ومتلفات له‪ ،‬ألن فساده ضياع لإلنسان وفساد في دينه ودنيا‪.‬‬ ‫ثم حفظ النسل برعايته وتربيته تربية صالحة‪ ،‬وتعليمه وتوجيهه‪ ،‬فأبناؤنا أمانة في‬ ‫عنقنا نؤديها إن نحن حفظناهم من المهالك وربيناهم على روح الشريعة السمحة‪ ،‬وعلمناهم‬ ‫وأدبناهم‪ ،‬وجعلناهم جيال صالحا لبناء األمة وتحمل المسؤولية‪ ،‬ونكون خائنين لألمانة إن نحن‬ ‫أهملناهم وتركناهم عرضة للضياع‪.‬‬ ‫ثم حفظ المال والمراد به كل الموارد االقتصادية التي تنفع األمة وتستقيد منها‪ ،‬من‬ ‫فالحة وصناعة وتجارة وصيد وبناء ‪..‬وغيره‪ ،‬فحفظه وتنميته واجبة على األمة كل من جهته‬ ‫ومسؤوليته‪ ،‬سواء كان عامال أو حارسا‪ ،‬أو مسؤوال‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫فهذه الكليات دعا الشارع إلى الحفاظ عليها‪ ،‬وأوجب تقديمها على كل مصلحة‪ ،‬في أي‬ ‫وقت وفي أي مكان‪.‬‬ ‫لقد بنى اإلسالم تشريعاته على تأمين المصالح الخاصة والعامة‪ .‬فاإلسالم يدور مع‬ ‫المصلحة والنفع للعباد فحيثما وجدت المصلحة وجد اإلسالم قال تعالى‪( :‬وَأَمَّا مَا يَنْ َفعُ‬ ‫يَمْك ُث فِي أَْ‬ ‫النَّاسَ َف ُ‬ ‫رْض‪ ) ‬فالحق هو عين المنفعة وعين المصلحة وقد فهم الصحابة هذا‬ ‫ال ِ‬ ‫المعنى وبنوا عليه رسالتهم ولقد أظهرها ربعي بن عامر رضي اهلل عنه لرستم مبينا له معالم‬ ‫هذه الرسالة العظيمة وما تقتضيه من حمل المصلحة للعباد (نحن قوم ابتعثنا اهلل لنخرج العباد‬ ‫من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد‪ ،‬ومن جور األديان إلى عدل اإلسالم‪ ،‬ومن ضيق الدنيا إلى‬ ‫سعة الدنيا واآلخرة‪) ‬‬ ‫وإذا ما تعارضت المصلحة الخاصة مع مصلحة العباد فإن اإلسالم يرغب في تقديم المصلحة‬ ‫العامة‪ ،‬إن تغليب المصلحة العامة على الخاصة أمر رغب فيه اإلسالم وقد كان هذا هو سلوك‬ ‫الصحابة والتابعين والعلماء والمخلصين من هذه األمة‪ ،‬ولوال تغليبهم للمصلحة العامة ما‬ ‫ألفوا مؤلفاتهم وال سهروا الليالي وال أمضوا حياتهم كلها جهادا وحركة لنشر الدعوة والقيم‬ ‫والمبادىء واألخالق ولما كان أغلبهم يموت ويدفن خارج أرضه ووطنه بعيداً عن أزواجهم‬ ‫وذرياتهم وما كان ذلك كله إال من أجل مصلحة العباد‪.‬‬ ‫والتشريع اإلسالمي ال يرمي إال إلى صالح الفرد والمجتمع وإذا تعارضت مصلحة الفرد‬ ‫ومصلحة الجماعة قدمت مصلحة الجماعة ألنها المصلحة العامة‪ .‬‬ ‫‪ ‬أي أنه ينبغي على كل إنسان سواء كان مسئو ّ‬ ‫ال‪ ،‬رئيسا أو مرؤوسا‪ ،‬موظفا أو عامال‪ ،‬أن‬ ‫يجعل نصب عينيه تقديم المصلحة العامة على الخاصة‪ ،‬فاإلنسان الناجح هو الذي ينمي هذا‬ ‫المفهوم في تصرفاته وفيمن يعملون معه فيحرص على تلبية احتياجات العمل و مصلحة البالد‬ ‫وقضاء مصالح الناس حيث يقدمها على مصالحه الخاصة‪ ،‬فال يقوم بأعماله الشخصية أثناء‬ ‫العمل الرسمي وال يستخدم إمكانات العمل في األمور الخاصة والرغبات الذاتية‪ ،‬بحيث يستطيع‬ ‫تحقيق نوع من التوازن بين المصلحتين بحيث يسعى إلى تحقيق راحة العاملين معه ورضاهم‬ ‫عن العمل في سبيل اإلخالص والتفاني في إنجاز العمل نحو تحقيق الهدف المطلوب وفي نفس‬ ‫الوقت يضع في المقام األول المصلحة العامة ومتى ما تعارضت المصلحة العامة مع المصلحة‬ ‫الخاصة ‪،‬قدمت المصلحة العامة‪.‬‬ ‫إن المدير الناجح هو من يرجح كفة الصالح العام على حساب الصالح الخاص‪ ،‬وذلك بتواجده‬ ‫باستمرار في موقع عمله وبذل كل جهد ممكن للرفع من دور المؤسسة التي ينتمي إليها في‬ ‫تنمية المجتمع وتحقيق أهدافها ‪ ،‬والحرص على إيثار العاملين لديه المستحقين لإلجازات أو‬ ‫الدورات التدريبية على نفسه في سبيل مصلحة العمل‪ ،‬ويمتنع عن تأدية مصالحه الخاصة وقت‬ ‫العمل والتفرغ للعمل المكلف بإدارته والمحافظة على ممتلكات المؤسسة وعدم استخدامها‬ ‫إال في الصالح العام‪ .‬واستغالل وقته الخاص في تطوير نفسه بهدف تطوير أدائه في سبيل‬ ‫تحقيق األهداف واالهتمام بتطبيق كل ما يخدم المؤسسة دون النظر إلى مصالحه الشخصية ‪.‬‬ ‫إن َ‬ ‫يحتسب ُّ‬ ‫كل فردٍ منه أنه جُز ٌء من هذا المُجتمع فإنه‬ ‫قيمة المُجتمع في أخالقِه‪ ،‬فإن لم‬ ‫ِ‬ ‫سيرَى أنه هو المُجتمعُ وحدَه‪ ،‬وهذه هي َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫المُوجعة‪.‬‬ ‫ة‬ ‫رَ‬ ‫ث‬ ‫األ‬ ‫ِ‬ ‫إنه لن ينجحَ مُجتمعٌ ُّ‬ ‫كل واحدٍ فيه ال يع ِرفُ إال كلمة «أنا»‪ .‬فالمجتمعُ أُسر ٌة يشتركُ جميعُ‬ ‫كل ما يصلحها‪ ،‬واتِّقاء ِّ‬ ‫أفرادها في ِرعايةِ ِّ‬ ‫يُفسدُها‪ ،‬بالنظر إلى الصالِح العام فيُج َلب‪،‬‬ ‫كل ما ِ‬ ‫وإلى الفساد العام فيُتَّقى‪ ،‬ضا ِربين بكلمة «أنا» عُرضَ الحائِط؛ ألنه لن يَحيَا مُجتمعٌ ُّ‬ ‫كل‬ ‫فردٍ من أفرادِه ال يرَى فيه إال نفسه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫قائمة المُجتمعات دون أن َّ‬ ‫يتحقق فيها الشعورُ باآلخرين‪ ،‬واستِحضارُ حقوقهم‬ ‫بل ال تقومُ‬ ‫ليحسنَ ِرعايتها بما يرضي اهلل ‪ -‬جل وعال ‪ -‬ال بما يرضي نفسه‬ ‫التي أوجبها اهلل على كل فردٍ‬ ‫ِ‬ ‫دونهم‪.‬‬

‫بالغ صحافي حول اجتماع للمجلس اإلداري لمؤسسة مهرجان تطوان‬ ‫الدولي لسينما بلدان البحر األبيض المتوسط‬ ‫دعا المجلس اإلداري لمؤسسة مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان‬ ‫البحر األبيض المتوسط إلى ضرورة وفاء جميع األطراف بالتزاماتها من‬ ‫أجل دعم المهرجان‪ ،‬وخاصة الجماعة الحضرية لتطوان‪ ،‬مع التوجه نحو‬ ‫تنويع مصادر الدعم والتمويل‪ ،‬واالنفتاح على القطاع الخاص‪ ،‬والتفكير في‬ ‫الحصول على تمويالت دولية‪ .‬‬ ‫وانعقدت الدورة ‪ 15‬للمجلس اإلداري لمؤسسة مهرجان تطوان الدولي‬ ‫للسينما المتوسطية يوم السبت ‪ 19‬نونبر الجاري‪ ،‬بحضور أغلبية أعضاء‬ ‫المجلس اإلداري‪ ،‬الذين صادقوا على تقرير الدورة ‪ 14‬من المجلس‪ ،‬مثلما‬ ‫صادقوا على دعوة «لجنة الفيلم بجهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة»‪ ،‬التي‬ ‫تأسست‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬لتأخذ مكانها ضمن مؤسسة المهرجان‪ .‬‬ ‫وعرض أحمد حسني‪ ،‬رئيس مؤسسة مهرجان تطوان الدولي لسينما‬ ‫بلدان البحر األبيض المتوسط‪ ،‬مشروع الميزانية المحتملة للدورة المقبلة من المهرجان‪،‬‬ ‫مؤكدا أن نجاح الدورة المقبلة‪ ،‬وتطور مهرجان تطوان يبقى رهينا بتوفره على ميزانية معقولة‬ ‫وكافية‪ ،‬تمكنه من ترسيخ مكانته بين المهرجانات الوطنية والمتوسطية‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬عرض مدير المهرجان نور الدين بندريس الصيغة األولية للبرنامج الفني‬ ‫والثقافي للدورة ‪ 23‬الفني والثقافي‪ ،‬مع تقديم مختلف فقرات برنامج الدورة ‪ 23‬من مهرجان‬ ‫تطوان الدولي لسينما بلدان البحر األبيض المتوسط‪ ،‬ومحورها العام واألهداف والرهانات‬ ‫الفنية والجمالية والتربوية بهذه الدورة‪ .‬‬

‫وتم فتح باب النقاش‪ ،‬حيث تداول أعضاء المجلس اإلداري مختلف‬ ‫األسئلة والقضايا التي تمت إثارتها بخصوص مستقبل المهرجان وتحدياته‬ ‫على مستوى البرمجة والدعم والتمويل‪ ،‬وخلص المتدخلون إلى اقتراح‬ ‫تنظيم لقاء حول «تطوير السينما‪ :‬في الكتابة والتوزيع واإلنجاز»‪ ،‬وإدراج‬ ‫معرض «حدود سائلة» للصور الفوتوغرافية ضمن البرنامج الثقافي للدورة‬ ‫المقبلة‪ ،‬مع ضرورة االنفتاح على شباب األحياء والمناطق الهامشية‪ ،‬وكذا‬ ‫االنفتاح على مدن الجهة‪ .‬‬ ‫كما اقترح المجلس اإلداري للمهرجان تخصيص فقرة في البرنامج‬ ‫الثقافي تكون مرتبطة بالتغيرات المناخية التي يعرفها عالم اليوم‪ .‬ونوه‬ ‫أعضاء المجلس اإلداري بفقرة «يوم مهن السينما»‪ ،‬ودعوا‪ ،‬في هذا السياق‪،‬‬ ‫إلى توجيه دعوة للمكلفين بالتوجيه على مستوى األكاديمية الجهوة للتربية والتكوين‪ ،‬كما‬ ‫رفعوا اقتراحا يقضي بإحداث باكالوريا مهنية في تخصص السمعي – البصري و‪.BTS‬‬ ‫وانتهى اجتماع للمجلس اإلداري لمؤسسة مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر‬ ‫األبيض المتوسط بالدعوة إلى تفعيل لجنة محمد العربي المساري‪ ،‬والتوجه نحو تنظيم وعرض‬ ‫فقرات من البرنامج العام لمهرجان بشراكة مع جمعيات ومؤسسات وسفارات‪ ،‬مثلما أثيرت فكرة‬ ‫إطالق «نداء الذكرى ‪ 25‬لتأسيس المهرجان»‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬نوفمرب �إلى ‪ 05‬دي�سمرب ‪2016‬‬

‫العدد ‪865‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬

‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache7@hotmail.com‬‬

‫‪ 24‬ـ مقتطفات من كتاب «المستطرف في كل فن مستظرف»‬ ‫الكتاب من تأليف الشيخ شهاب الدين أبوالفتح محمد بن أحمد األبشيهي‪ ،‬نسبة إلى قرية أبْشيه (أبْشَواي) من قرى الفيّوم المصرية‪ ،‬أقام‬ ‫بالمحلة ورحل إلى القاهرة ‪،‬درس الفقه والنحو وولي الخطابة ببلدته بعد وفاة والده ‪ ،‬توفي حوالي (‪ 850‬هـ‪1448/‬م)‪.‬‬ ‫وعن دواعي تأليف هذا الكتاب ومضامينه يقول األبشيهي في ديباجته‪:‬‬ ‫«‪...‬أما بعد فقد رأيت جماعة من ذوي الهمم جمعوا أشياء كثيرة من اآلداب والمواعظ والحكم وبسطوا مجلدات في التواريخ والنوادر واألخبار‬ ‫والحكايات واللطائف ورقائق األشعار وألفوا في ذلك كتبا كثيرة وتفرد كل منها بفرائد فوائد لم تكن في غيره من الكتب محصورة فاستخرت اهلل تعالى‬ ‫وجمعت من جموعها هذا المجموع اللطيف وجعلته مشتمال على كل فن ظريف وسميته «المستطرف في كل فن مستظرف» واستدللت فيه بآيات كثيرة‬ ‫من القرآن العظيم وأحاديث صحيحة من أحاديث النبي الكريم وطرزته بحكايات حسنة عن الصالحين األخيار ونقلت فيه كثيرا مما أودعه الزمخشري‬ ‫في كتابه ربيع األبرار وكثيرا مما نقله ابن عبد ربه في كتابه العقد الفريد ورجوت أن يجد مطالعه فيه كل ما يقصد ويريد‪ .‬وجمعت فيه لطائف وظرائف‬ ‫عديدة من منتخبات الكتب النفيسة المفيدة وأودعته من األحاديث النبوية واألمثال الشعرية واأللفاظ اللغوية والحكايات الجدية والنوادر الهزلية‬ ‫ومن الغرائب والدقائق واألشعار والرقائق ما تشنف بذكره األسماع وتقر برؤيته العيون ‪.‬وجعلته يشتمل على أربعة وثمانين بابا من أحسن الفنون‬ ‫متوجة بألفاظ كأنها الدر المكنون‪..‬‬ ‫وضمنته كل لطيفة ونظمته بكل ظريفة وقرنت األصول فيه بالفضول ورجوت أن يتيسر لي ما رمته من الوصول وجعلت أبوابه مقدمة وفصلتها‬ ‫في مواضعها مرتبة منظمة ليقصد الطالب إلى كل باب منها عند االحتياج إليه ويعرف مكانه باالستدالل عليه فيجد كل معنى في بابه إن شاء اهلل‬ ‫تعالى واهلل المسؤول في تيسير المطلوب وأن يلهم الناظر فيه ستر ما يراه من خلل وعيوب إنه على ما يشاء قدير وباإلجابة جدير ‪ ...‬واهلل سبحانه‬ ‫المهون للصعاب»‪.‬‬ ‫ولألبشيهي أيضا كتاب «تذكرة العارفين وتبصرة المستبصرين» وكتاب «أطواق األزهار على صدور األنهار» كما أنه شرع في تأليف كتاب «في‬ ‫صنعة الترسل والكتابة» لكنه لم يتممه‪.‬ورغم أن في لغته ضعف ‪،‬كما يؤكد بعض المصنفين كالزركلي مثال ‪ ،‬إالأن قوة خطابه ‪ -‬وهو المتمرس‬ ‫بفن الخطابة‪ -‬تغطي ذلك الضعف اللغوي‪ ،‬وتجلي العديد من نقط ضعف بني اإلنسان‪ ،‬وتصف للمرء العليل مقويات روحية تقوي إيمانه وتصفي قلبه‬ ‫وتشد أزره‪ .‬ونسأل العلي القديرأن يفرج عنا كربتنا ويهدينا سواء السبيل في هذا الشهر الفضيل‪.‬‬

‫في ذكر نبذة من عجائب المخلوقات وصفاتهم (‪)14‬‬ ‫غرغر‬

‫فـاختـة‬

‫قـاقـم‬

‫قـرد‬

‫كركدان‬

‫كركـي‬

‫قـنفـذ‬

‫كروان‬

‫كـلـب‬

‫غرغر‪ :‬دجاج بني إسرائيل‪ ،‬يقال إن فرقة من بني إسرائيل كانت بتهامة فطغت وبغت وتجبرت‬ ‫وكفرت فعاقبهم اهلل تعالى بأن جعل رجالهم قردة وكالبهم أسودا (‪)...‬ودجاجهم الغرغر‪ ،‬وهو الدجاج‬ ‫الحبشي فال ينفع لحمه لرائحته الكريهة؛ وهذا مشاهد في زماننا هذا اآلن على ما نقل‪ .‬واهلل سبحانه‬ ‫وتعالى أعلم‪.‬‬ ‫فاختة ‪ :‬طير أغبر من ذوات األطواق بقدر الحمام‪ ،‬لها حسن الصوت؛ يحكى أن الحيات تهرب من‬ ‫صوتها‪ ،‬وفي طبعها األنس فمن أجل ذلك تتخذ بيتها في البيوت‪ ،‬وهي من الحيوان الذي يعمر‪ ،‬وقد‬ ‫ظهر منهاماعاش خمسا وعشرين سنة‪.‬‬ ‫قاقم ‪ :‬دويب يشبه السنجاب إال أنه أبرد منه مزاجا وهو أبيض‪ ،‬وجلده أعز قيمة من السنجاب‪.‬‬ ‫قرد ‪ :‬حيوان معروف‪ ،‬وكنيته أبو خالد وغير ذلك‪ ،‬وهو قبيح المنظر‪ ،‬خفيف الذكاء‪ ،‬سريع الفهم‪،‬‬ ‫يتعلم الصنائع؛ قيل إنه أهدي للمتوكل قرد خياط وآخر صائغ‪.‬‬ ‫وأهل اليمن يعلمون القرد البيع والجلوس في الدكاكين‪ ،‬حتى قيل إنه يخرز النعل ويصر القرطاس‪.‬‬ ‫وهو ذو غيرة وعنده لواط؛ حتى قيل إنه يعدو خلف المليح من شدة المحبة‪.‬‬ ‫والتفت ابن الرومي يوما إلى أبي الحسن األخفش وهو يحاكي القرد فقال‪:‬‬ ‫هنيئا يا أبـا الحسـن المــفـدى بلغت من الفضائل كل غاية‬ ‫شركت القرد في قبح وسخــف وما قصرت عنه في الحكاية‬ ‫قنفذ ‪ :‬بالذال المعجمة وكنيته أبو سفيان‪،‬ومن عجيب أمره أنه يصعد الكرم فيرمي العنقود ثم‬ ‫ينزل فيأكل منه ماطاب له‪،‬فإن كان له أفراخ تمرغ في الباقي فيتعلق بشوكه فيذهب به إلى أوالده‪ ،‬وهو‬ ‫مولع بأكل األفاعي ‪،‬فإذا لدغته ال يؤثر فيه سمها لدفع ذلك بشوكه‪ ،‬وإذا تأذى منها ذهب فأكل السعتر‬ ‫البري فيزول أذاها‪ ،‬وهو الحيوان الذي يسفد مباطنة كالرجل؛وله خمسة أرجل‪..‬‬ ‫كركدان ‪ :‬حيوان يوجد ببالد الهند والنوبة‪،‬وهو دون الجاموس‪ ،‬وله قرن واحد عظيم ال يستطيع‬ ‫رفع رأسه منه لثقله‪ ،‬وهو مصمت قوي يقاتل به الفيل فيغلبه وال تعمل ناباه شيئا معه‪ ،‬وعرض قرنه‬ ‫شبران وليس بطويل جدا ‪،‬وهو محدد الرأس شديد المالمسة ‪،‬وإذا نشر قرنه ظهرت في معاطفه صور‬ ‫عجيبة كالطواويس والغزالن وأنواع الطير والشجر وبني آدم ‪،‬ولذلك يتخذ منه صفائح األسرة للملوك‬ ‫ويتغالون في ثمنها (‪ .)...‬واألنثى تحمل ثالث سنين ويخرج ولدها نابت األسنان والقرون قوي الحافر ‪.‬‬ ‫ويقال إنها إذا قاربت الوضع أخرج الولد رأسه من بطنها وصار يرعى أطراف الشجر‪ ،‬فإذا شبع أدخل رأسه‬ ‫في بطن أمه‪ .‬ويزعم أهل الهند أنه إذا كان ببالد لم يدع فيها من الحيوان شيئا حتى يكون بينها وبينه‬ ‫مائة فرسخ من جميع الجهات هيبة له وهربا منه‪ ،‬ويسمى «الحمار الهندي» وهو شديد العداوة لإلنسان‬ ‫يتبعه إذا سمع صوته فيقتله وال يأكل منه شيئا‪.‬‬ ‫كروان ‪ :‬طير معروف ال ينام غالب الليل خصوصا في الليلةالمقمرة‪ ،‬وعنده ذكاء‪ ،‬قيل إنه يتكلم‬ ‫بجميع ما يبصره وال يحتمل المغابنة‪.‬‬

‫كركي‬

‫‪ :‬طير محبوب للملوك ‪،‬وله مشتى ومصيف‪ ،‬فمشتاه بأرض مصر ومصيفه بأرض العراق‪،‬‬

‫وهو من الحيوان إذا نزل بمكان اجتمع خلقه ونام وقام عليه واحد يحرسه‪ ،‬وهو يصوت تصويتا لطيفا‬ ‫حتى يفهم أنه يقظان‪ ،‬فإذا تمت نوبته أيقظ غيره لنوبته‪.‬‬ ‫قال القزويني ‪« :‬وإذا مشى وطئ األرض بإحدى رجليه وباألخرى قليال‪ ،‬خوفا من أن يحس به‪ ،‬وإذا‬ ‫طار سار سطرا يتقدمه واحد كهيئة الدليل ثم تتبعه البقية»‪.‬‬ ‫كلب ‪ :‬معروف وهو نوعان‪ ،‬أهلي وسلوقي‪ ،‬وهذان النوعان سواء‪ ،‬إال أن أنثى السلوقي أسرع في‬ ‫التعلم من ذكره‪ ،‬وهذا الحيوان حليم وعنده رياضة وفي طبعه إكرام األجالء من الناس‪ .‬وحكي أن رجال‬ ‫عزم جماعة فتخلف شخص منهم في منزله ودخل على زوجة صاحب المنزل فضاجعها فوثب الكلب‬ ‫عليهما فقتلهما فرجع صاحب المنزل فوجدهما قتيلين فأنشد يقول‪:‬‬ ‫وما زال بذمتــــي ويحـوطنـي ويحفظ عهدي والخليل يخون‬ ‫فواعجبا للخل يهتـك حرمتــي وواعجبـا للكلـب كيف يصون‬ ‫وحكى أبو عبيدة قال‪:‬خرج رجل إلى الجبانة ومعه أخوه وجاره لينظروا إلى الناس فتبعه كلب له‬ ‫فضربه ورماه بحجر‪ ،‬فلم ينته ولم يرجع‪ ،‬فلما قعد ربض الكلب بين يديه فجاء عدو له في طلبه فلما رآه‬ ‫خاف على نفسه‪ ،‬فإذا بئر هناك قريبة القعر فنزل فيها وأمر أخاه وجاره أن يهيال عليه التراب‪ ،‬ثم ذهب‬ ‫أخوه وجاره إلى سبيلهما ‪،‬وصار الكلب ينبح حوله فلما انصرف العدو أتاه الكلب فما زال يبحث في التراب‬ ‫إلى أن كشف عن رأسه فتنفس الرجل ومر به أناس فتناولوه وردوه إلى أهله‪ ،‬فلما مات ذلك الكلب عمل‬ ‫له قبرا ودفنه فيه وجعل عليه قبة وسمى ذلك قبر الكلب وفي ذلك قيل‪:‬‬ ‫تفرق عنـه جاره وشقيقـــه وما حاد عنه كلبه وهو ضاربه‬ ‫ومن ذلك ما حكي أن رجال قتل ودفن وكان معه كلب فصار يأتي كل يوم إلى الموضع الذي دفن‬ ‫فيه وينبح وينبش ويتعلق برجل هناك؛ فقال الناس إن لهذا الكلب شأنا فكشفوا عن ذلك وحفروا ذلك‬ ‫الموضع فوجدوا قتيال فقبضوا على ذلك الرجل الذي ينبح عليه الكلب وضربوه فأقر بقتله فقتل؛ وهو من‬ ‫الحيوان الذي يعرف الحسنة ‪.‬‬ ‫وقيل أن األنثى تحيض في كل شهر سبعة أيام ‪،‬وأكثر ما تضع إثنا عشر جروا‪ ،‬وذلك في النادر‪،‬‬ ‫والغالب خمسة أو ستة وربما ولدت واحدا‪ ،‬ويعيش الكلب في الغالب عشر سنين وربما بلغ عشرين سنة؛‬ ‫ووصف للمتوكل كلب بأرمينية يفترس األسد فأرسل من جاء به إليه فجوع أسدا وأطلقه عليه فتهارشا‬ ‫وتواثبا حتى وقعا ميتين‪.‬‬ ‫وقيل كلب الصياد يشبه به الفقير المجاور للغني‪ ،‬ألنه يرى من نعمته وبؤس نفسه ما يفتت كبده‪.‬‬ ‫وقيل لرجل‪ :‬ما بال الكلب يرفع رجله إذ بال ؟‬ ‫قال‪ :‬يخاف أن يلوث ذراعيه‪.‬‬ ‫قيل‪ :‬أو للكلب ذراعان ؟‬ ‫قال‪ :‬هو يتوهم ذلك‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬نوفمرب �إلى ‪ 05‬دي�سمرب ‪2016‬‬

‫العدد ‪865‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫«الطنجيون (‪»)11‬‬

‫(‪)770‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫أصدرت دورية «الطنجيون» التي كان يشرف عليها المرحوم الدكتور عبد العزيز‬ ‫خلوق التمسماني عددها الحادي عشر خالل سنة ‪ ،2004‬ساعية إلى تطوير مسارها‬ ‫العلمي التنقيبي المتميز‪ ،‬وإلى ترسيخ تجربتها العصامية داخل التربة القاحلة‬ ‫لوسطها الثقافي المحلي والوطني‪ .‬وبهذه االستمرارية‪ ،‬نجحت المجلة في كسب‬ ‫رهانات متعددة مرتبطة بواقع سوق النشر وتلقي الكتاب ببالدنا‪ ،‬أوالها مرتبط‬ ‫باالنتقال إلى االشتغال على ملفات متخصصة تتيح للباحثين فرص تعميق الرؤى‬ ‫في القضايا المدروسة‪ ،‬وثانيها مرتبط باالنفتاح على طاقات فاعلة في مجال البحث‬ ‫التاريخي المهتم بالتوثيق لماضي منطقة الشمال داخل المغرب وخارجه‪ ،‬وثالثها‬ ‫مرتبط بالمواكبة الدقيقة لجل اإلصدارات الوطنية واألجنبية ذات الصلة بماضي‬ ‫مدينة طنجة ونواحيها‪ ،‬ورابعها مرتبط بالتوظيف الجيد لنتائج دراسات جامعية‬ ‫وتنقيبات أكاديمية رصينة اشتغلت على تاريخ منطقة الشمال‪ .‬ويبدو أن المجلة قد‬ ‫اكتسبت لنفسها عناصر القوة والمناعة التي ضمنت لها شروط التطور واالستمرار‪،‬‬ ‫متحدية كل اإلكراهات التي طالما خنقت أصواتا ثقافية ومنابرا إعالمية عديدة خالل‬ ‫السنوات الماضية من عمرنا الثقافي‪.‬‬ ‫تتوزع مضامين العدد الحادي عشر بين ما مجموعه ‪ 94‬من الصفحات ذات‬ ‫الحجم المتوسط‪ ،‬غطت أقساما أربعة‪ ،‬كتب كل واحد منها بلغة مختلفة هي العربية‬ ‫واإلسبانية والفرنسية واإلنجليزية‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬احتوى القسم العربي على‬ ‫افتتاحية مركزة عرف فيها عبد العزيز خلوق التمسماني ببحوث جامعية معمارية‬ ‫جديدة حول مدينة طنجة‪ ،‬كما احتوى نفـس القسـم على مواد ملـف العـدد الخاص‬ ‫ب «المغرب والحرب األهلية اإلسبانية (‪ ،»)1939 – 1936‬حيث نجد تقديما لألطروحة الجامعية التي تقدم‬ ‫بها بوبكر بوهادي حول الموضوع‪ ،‬إلى جانب مالحظات الدكتور خلوق التمسماني حول مضامين هذه‬ ‫الرسالة التي نوقشت بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بالرباط سنة ‪ ،1989‬كما قدم نفس الباحث عرضا‬ ‫حول األطروحة التي أنجزها الباحث مصطفى المرون بجامعة غرناطة حول موضوع «فرق الجيش المغربي‬ ‫في الحرب األهلية اإلسبانية (‪ .»)1939 – 1936‬وفي نفس السياق كذلك‪ ،‬أعادت المجلة نشر دراسة‬ ‫هامة كانت قد نشرت بجريدة «الصحيفة» (ع‪ 31 ،134 .‬أكتوبر ‪ ،)2003‬قدمت حقائق جديدة عن الحرب‬ ‫الكيماوية القذرة على المغرب التي خاضتها إسبانيا االستعمارية وأدت إلى انتشار داء السرطان بمناطق‬ ‫شمال المغرب إلى يومنا هذا‪ .‬وإلى جانب ذلك‪ ،‬قدمت المجلة رصدا بيبليوغرافيا غزيرا حول كتابات المؤرخ‬ ‫مصطفى المرون‪ ،‬توزعت بين اإلصدارات المستقلة‪ ،‬والمساهمات في إنجاز كتب ومقاالت‪ ،‬والمقاالت‬

‫بمناسبة أربعينية‬ ‫الفقيد‬ ‫الهاشمي الطود‪..‬‬

‫المستقلة‪ ،‬والكتابات التي تناولت أطروحته الجامعية المشار إليها أعاله‪ .‬وقد ختمت‬ ‫المجلة قسمها العربي بإدراج نعي للراحل محمد شكري (‪ )2003 – 1939‬مقتبس‬ ‫مما نشرته جريدة «االتحاد االشتراكي» في عددها الصادر يوم ‪ 16‬نونبر ‪.2003‬‬ ‫وفي القسم الثاني من المجلة‪ ،‬كتبت حنان لمساحل تقديما باللغة اإلسبانية‬ ‫لمضامين العدد العاشر من دورية «الطنجيون»‪ ،‬وقدم عبد العزيز خلوق التمسماني‬ ‫دراسة باإلسبانية حول ظاهرة التمرد التي هيمنت بمنطقة جبالة خالل العقود‬ ‫األولى من القرن ‪ ،20‬استنادا إلى تجربة موالي أحمد بن محمد الريسوني وحسب‬ ‫ما استقاه المؤلف من وثائق إسبانية دفينة‪ .‬وفي القسم الفرنسي‪ ،‬تم إدراج‬ ‫بيبليوغرافيا شاملة حول سيرة المغفور له محمد الخامس‪ ،‬واهتم حسن القجيري‬ ‫بالتعريف بمتحف المفوضية األمريكية السابقة بمدينة طنجة‪ .‬وأعادت المجلة نشر‬ ‫المقال الهام الذي كان قد كتبه المعطي منجيب حول السيرة النضالية لألستاذ‬ ‫عبد الرحمان اليوسفي‪ ،‬والذي سبق نشره بجريدة «لوجورنال» في عددها الصادر‬ ‫يوم فاتح نونبر من سنة ‪ .2003‬وفي القسم اإلنجليزي من نفس العدد‪ ،‬تم إدراج‬ ‫الجزء الثالث من الترجمة اإلنجليزية التي أنجزها س‪.‬ر‪ .‬بينيل لكتاب الدكتور خلوق‬ ‫التمسماني حول عالقة منطقة جبالة بظاهرتي اللصوصية والصلحاء‪.‬‬ ‫هذه هي مجموع مواد العدد الحادي عشر من دورية «الطنجيون»‪ ،‬عرضناها‬ ‫مقتضبة إلبراز الحيوية التي كانت تميز عمل هذا المنبر الثقافي والعلمي المتميز‬ ‫الذي ساهم في إعادة اسم مدينة طنجة إلى الواجهة الثقافية الوطنية‪ ،‬باعتبارها‬ ‫قطبا معرفيا وإبداعيا أصيال ترك بصماته الناصعة على المسار التطوري الكبير الذي‬ ‫مس ذهنيات المغاربة على امتداد قرون طويلة‪ .‬وال شك أن هذه الحيوية التي ميزت روح المبادرة الثقافية‬ ‫والعلمية لدى الدكتور المرحوم عبد العزيز خلوق التمسماني ستظل خير محفز لدى المتتبعين والمهتمين‬ ‫من أبناء المدينة من أجل ضمان استمرارية الصدور المنتظم لهذا المنبر الثقافي الرائد‪ .‬لقد نجحت المجلة‬ ‫في التحول إلى «صوت طنجة» المغيب في مجال المواكبة الثقافية واإلعالمية التي تتنفس من عبق ماضي‬ ‫المدينة لتجعل منه مادة محورية للتأمل وللدراسة‪ .‬إنها عمل رصين نجح في تجاوز سمة التعامل االنطباعي‬ ‫المرتبط بردود األفعال اآلنية واالنفعالية حول قضايا مدينة طنجة الراهنة‪ ،‬ليؤسس لرؤى عميقة ومتأنية‬ ‫تعيد االعتبار لوظيفة البحث األكاديمي‪ ،‬وتربطه بانشغاالت‪ ،‬ليس فقط المؤرخ المتخصص‪ ،‬ولكن كذلك‬ ‫عموم المتلقين المهووسين بالبحث عن آليات النهوض بواقع المدينة‪ ،‬ارتكازا إلى معرفة تاريخية دقيقة‬ ‫بأسباب إشراقات األمس وبدواعي انتكاسات الحاضر‪.‬‬

‫رجل الوفاء الغائب الحاضر‬

‫الهاشمي الطـود‪ ..‬أشهــر من نار على علم‪ ،‬رجـــل‬ ‫يشكل لوحده إحدى منارات حركة التحرر المغاربي لعقود‬ ‫النصف األول من القرن ‪ .20‬الهاشمي الطود‪ ..‬ابن هذه‬ ‫التربة الطيبة التي أنجبت أحرار الوطن ورجاالته األفذاذ‪.‬‬ ‫الهاشمي الطود‪ ..‬سليل المدرسة الخطابية التي علمتنا‬ ‫معنى العزة والكرامة واالستماتة في الدفاع عن الحق‬ ‫مهما كلف ذلك من ثمن‪ .‬الهاشمي الطود‪ ..‬اختــزال‬ ‫لهويتنا التحررية الجماعية كما صنعها روادها في ساحات‬ ‫الوغى وفي دروب الجهاد وفي فيافي السجون والمنافي‪.‬‬ ‫الهاشمي الطود‪ ..‬عنوان جحود الوطن في حق أبنائه‬ ‫األوفياء‪ ،‬مادام بعض لقطاء العمل الوطني قد أصر على‬ ‫مجازاته عند فجر االستقالل عن وفائه لوطنه بجريمة‬ ‫اختطاف الوالد‪ ،‬الشهيد عبد السالم الهاشمي الطود‪.‬‬

‫لم تشفع للهاشمي الطود سيرته النضالية في‬ ‫فلسطين منذ سنة ‪ ،1947‬عقب تلبيته لنداء األمير محمد‬ ‫بن عبد الكريم الخطابي بهذا الخصوص‪ ،‬وال أدواره‬ ‫الكبرى في تأطير متطوعي “جيش تحرير المغرب العربي”‪،‬‬ ‫وال مهامه التسليحية والتنظيمية بأقطار عربية شتى‪،‬‬ ‫أهمها مصر والسودان وليبيا وتونس والجزائر‪ ،‬وال أدواره‬ ‫إلى جانب قيادة الثورة الجزائرية عقب انطالقتها يوم‬ ‫فاتح نوفمبر من سنة ‪ ،1954‬ولم يشفع له إخالصه للقيم‬ ‫العليا لالنتماء الوطني‪ ،‬لم يشفع له كل ذلك لدى فيالق‬ ‫منافسيه السياسيين من أجل االنتقام منه شر انتقام‪.‬‬ ‫فكيف يجازى أوفياء الوطن بهذا الشكل؟ وكيف يستميت‬ ‫الجاحد في دفاعه عن نهجه الظالم ضد كل من يخالفه‬ ‫الرأي؟ ولماذا انتقم هذا الجاحد المتدثر – عن باطل –‬ ‫بعباءة العمل الوطني والمقاومة وجيش التحرير‪ ،‬من األب‬ ‫بعد أن فشل في الوصول إلى االبن؟‬

‫رحل عنا العقيد الهاشمي الطود في إحدى صباحات‬ ‫شهر أكتوبر الماضي (‪ ،)2016‬مخلفا لوعة كبرى في‬ ‫وم��ع ذل��ك‪ ،‬وعلى الرغم من أن الفئة الباغية قد‬ ‫نفوس كل محبيه ومريديه وأصفيائه‪ ،‬وقبل ذلك‪ ،‬مخلفا‬ ‫نجحت في إخراس أصوات الحق‪ ،‬فإن الصبح سرعان ما‬ ‫سيال جارفا من تعابير الحزن على هذا الرحيل الذي اقتلع‬ ‫بزغت أنواره من جديد‪ .‬عاد الهاشمي الطود إلى وسطه‬ ‫هذه الدوحة المعطاءة من حضن تربتها الخصبة‪ .‬كان‬ ‫الحميمي‪ ،‬ليطل بروحه الطاهرة على مدينة القصر الكبير‬ ‫حزنا معمما‪ ،‬هيمن على البعيد قبل القريب‪ ،‬وعلى الخصم‬ ‫مساء يوم ‪ 19‬نونبر ‪ ،2016‬بمناسبة تنظيم فعاليات اللقاء‬ ‫قبل الرفيق‪ ،‬وعلى المتآمر قبل الوطني‪ .‬فالكل كان‬ ‫التأبيني الذي يصادف ذكرى أربعينية وفاته‪ .‬كان اللقاء‬ ‫حميميا وحمل الكثير من عناصر التقدير والوفاء‪ ،‬لذكرى‬ ‫يتقاطع في االعتراف بفضل الرجل في تأطير شرارة الثورة‬ ‫رجل أعطى فأوفى‪ ،‬صاحب فأخلص‪ ،‬جاهد فضحى‪ .‬كان‬ ‫المغاربية الكبرى ضد االستعمار‪ ،‬حسب ما كان يخطط‬ ‫لقاءا لالعتراف بسيرة الرجل وبالقيمة اإلنسانية الكبرى‬ ‫له األمير محمد بن عبد الكريم الخطابي‪ .‬كانت صحوة‬ ‫المجاهد الهاشمي الطود أثناء تكريمه بأصيال (‪ 26‬يوليوز ‪)2005‬‬ ‫لتراثه النضال الزاخر‪ ،‬حسب ما عكسته مجموع الكلمات‬ ‫ال��روح‪ ،‬مضمخة بلهيب أن��وال‪ ،‬وببركات دهار أوبران‪،‬‬ ‫والشهادات التي ألقاها المشاركون في اللقاء والذين‬ ‫وبميسم الوفاء واإلخالص في االنتماء لهذه التربة الطيبة التي أنجبت تجارب على تجارب‪،‬‬ ‫ومسارات على مسارات‪ ،‬وتضحيات على تضحيات‪ ،‬لكي تبقى شعلة الوطن متقدة‪ ،‬ولكي يبقى جاؤوا من جهات مختلفة‪ ،‬من داخل المغرب ومن خارجه‪ ،‬ويتعلق األمر بكل من األساتذة‬ ‫محمد يعلى وأسامة الزكاري وحسن العلوي البلغيثي ومحمد البوعناني وعلي اإلدريسي وجمال‬ ‫للكرامة ألقها الذي ال معنى للحياة بدونه‪.‬‬ ‫الخطابي ومصطفى مشيش العلمي وبهاء الدين الطود وسعدي يوسف ومحمد علي الطود‬ ‫رحل الهاشمي الطود وحلمه مكسورا‪ ،‬بعد أن عجز عن تحقيق أغلى متمنياته‪ ،‬والمتمثلة وعبد السالم الغازي‪ ،‬إلى جانب العشرات من الشهادات ومن الكلمات التي توصل بها منظمو‬ ‫في الكشف عن جريمة اختطاف والده في الظروف التاريخية المعروفة لمرحلة فجر االستقالل اللقاء على أساس نشرها في أعمال تصنيفية الحقة‪.‬‬ ‫السياسي‪ .‬رحل رافعا صوته ضد بؤس المرحلة‪ ،‬وضد جحافل اإلجرام التي تدثرت بالعمل‬ ‫هي أعمال للوفاء لذكرى واحد من آخر رجاالت المدرسة الخطابية‪ ،‬وكأني بروحه تنتصب‬ ‫الوطني وبجيش التحرير في غفلة عن زمن األوفياء‪ .‬رحل الهاشمي الطود‪ ،‬وخفافيش ظالم‬ ‫عاليا لتسائل جبننا ولتستفز ضعفنا ولتحفز هممنا‪ .‬أشعر – اآلن – أن العقيد الهاشمي الطود‪،‬‬ ‫الوطنية المفترى عليها‪ ،‬الزالت تبسط سطوتها على الكثير من مجاالت الفعل السياسي وهو في ملكوت الرحمان‪ ،‬ينظر إلينا نظرته الطفولية الوديعة والرائعة‪ ،‬ولسان حاله يردد ما‬ ‫الراهن‪ ،‬لتنخرط في مؤامرة الصمت وتزييف الذاكرة‪ ،‬بعد أن أنهت مؤامرة تكميم أفواه علمه إياه “معلمه األكبر” من دروس اإلباء والشموخ‪ :‬اللهم اشهد أني قد بلغت‪ ،‬اللهم اشهد‬ ‫أتقياء الوطن‪ ،‬باالختطافات وبالسجون وبالمعتقالت السرية وباإلعدامات الجماعية‪ .‬اسألوا أني قد بلغت‪ ...‬لك الرحمة والمغفرة وأنت بين يدي خالقك‪ ،‬وتأكد أننا لن ننساك أبدا في كل‬ ‫أرواح شهداء المرحلة‪ ،‬لتطلعوا على تفاصيل جرائم آخر الليل‪ ،‬اسألوا عبد السالم أحمد حركاتنا وسكناتنا‪ .‬أنت حضننا الواحد‪/‬المتعدد‪ ،‬فلتسترح روحك في أمن وسالم‪.‬‬ ‫الطود وإبراهيم الوزاني ومحمد إبراهيم القاضي وحدو أقشيش وشباظة تركي سعيد‪،‬‬ ‫والالئحة طويلة‪...‬‬ ‫أ‪ .‬الزكاري‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬نوفمرب �إلى ‪ 05‬دي�سمرب ‪2016‬‬

‫العدد ‪865‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)335‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫الزالت دار لقمان على حالها‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫سبق أن تطرقنا في أعدادنا الماضية إلى موضوع حول رئيس مصلحة‬ ‫بوكالة لصندوق الضمان االجتماعي‪ ،‬كائنة بطريق الرباط‪ ،‬بالقرب من‬ ‫“أهال”‪ ،‬وذلك بخصوص تغيباته المستمرة‪ ،‬وآثارها السلبية على سير أعمال‬ ‫اإلدارة‪ ،‬وانعكاساتها المؤثرة‪ ،‬كذلك‪ ،‬على مصالح المواطنين‪ ،‬األمرالذي جعل‬ ‫اإلدارة اإلقليمية المعنية تقيم الدنيا وتقعدها‪ ،‬حتى ظن الجميع‪ ،‬والسيما‬ ‫المتضررة مصالحهم أن هذا السيد ستطاله المساءلة والمحاسبة‪ ،‬نتيجة‬ ‫تقاعسه عن الحضور وقيامه بواجبه‪ ،‬كما تفرض ذلك المسؤولية الموضوعة‬ ‫على عاتقه‪ ،‬وإذا به يعطي انطباعا بأن دار لقمان الزالت على حالها‪ ،‬وأنه قوي‬ ‫وبيده الحل والعقد‪ ،‬غير مهتم بالشكايات والبالمقاالت الصحفية التي تنتقد‬ ‫المباالته‪ ،‬إزاء مايفرضه عليه واجبه المهني‪ ،‬وهكذا استفحلت األمور‪ ،‬أكثر‬ ‫مما كانت عليه‪ ،‬وذلك على مستوى تغيباته وارتياده للمراقص والمالهي‬ ‫والعلب الليلية‪ ،‬ولو خارج طنجة‪ ،‬إن كانت في األمرمتعة‪ ،‬يقتفي أثرها‪ ،‬دون‬ ‫ملل أوكلل‪!.‬‬ ‫حقيقة‪ ،‬إن هذا الشخص الطاغي الذي عمل بكل من مدن الشاون‬ ‫والناظوروتطوان‪ ،‬وحاليا طنجة‪ ،‬كثر الحديث عنه حول تهاونه وإخالله بواجبه‬ ‫المهني‪.‬فهل من منقذ لهذه اإلدارة من جرثومة فتاكة بالمصلحة العامة‪.‬؟‬ ‫يتساءل المتضررون آملين تدخل اإلدارة اإلقليمية من أجل استئصالها‪،‬‬ ‫وإالسيضطرون إلى مراسلة المديرالعام لصندوق الضمان االجتماعي‪،‬‬ ‫المشهود له بالجدية والصرامة في العمل‪.‬‬ ‫لنا عودة إلى الموضوع‪ ،‬لتناول بعض من فضائح طاغوت وكالة لصندوق‬ ‫الضمان االجتماعي بطنجة‪.‬‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫ج‪.‬ط‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬

‫سكـان القرى المجاورة‬ ‫لـمينـاء طنجـة المتـوسـط يحتجـون‬

‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬ ‫سكان المداشــر المجاورة لميناء طنجة المتوسط ومنهم من انتزعت‬ ‫أراضيهم من أجل “المنفعـة” العامة‪ ،‬يريـــدون أن ينتفعـــوا هم أيضا من‬ ‫هذه المنفعة بعد الوعود الكثيرة التي أهطيت لهـم‪ ،‬وبعـد وقفـات متعددة‬ ‫للمطالبة بتشغيلهم أو تشغيل أبنائهم في المنشآت العديدة بالميناء‪،‬‬ ‫عادوا‪ ،‬بداية االسبوع إلى االحتجاج على إدارة الميناء التي اتهموها بالتالعب‬ ‫بهم والتنصل من وعودهــا تجاههم ومطالبين بتشغيل شباب المنطقــة‬ ‫مع استعدادهــم للخضوع لفترات التكوين التي اقترحتها إدارة الميناء من‬ ‫أجل تأهيلهم‪.‬‬ ‫وب��م��وازاة احتجاجات السكان‪ ،‬عبرت جمعيات أهلية من المنطقة‬ ‫عن دعوتها للشركة المكلفة بتدبير الميناء إلى االهتمام بالشــؤون‬ ‫االجتماعيـــة واالقتصادية والثقافيـــة والرياضـــة للمنطقة التي ينبغي أن‬ ‫ينالها إشعاع الميناء المتوسطي المتوهج وينعكس إيجابا عاى تطور هذه‬ ‫المنطقة ‪.‬‬ ‫ولمعالجة الوضع‪ ،‬جلــس ممثـــل للشركة المكلفــــة بتدبير المينـــاء‬ ‫إلى المحتجين لالستماع إلى مطالب السكان وإلى مقترحاتهم وقدم لهم‬ ‫وعودا بهذا الشأن‪ ،‬إال أن المحتجين عبروا عن عدم ثقتهم في تلك الوعود‬ ‫التي قدمت إليهم في أكثر من مناسبة والتي يقـع التغاضـي عنهـا مع‬ ‫مـرور الوقت‪ ،‬ولذا فإنهم قرروا نهج أشكال احتجاجية جديدة من أجل إثارة‬ ‫انتباه السلطات المحلية واإلقليمية والجهوية إلى مطالبهم التي يعتبرونها‬ ‫مشروعة‪.‬‬

‫ع‪.‬ك‬

‫بنت تبحث عن أبويها الحقيقيين‬ ‫إسمها لبنى‪ ،‬احتضنتها أسرة ميسورة وعملت على تربيتها تربية حسنة‪،‬إلى أن وصلت‬ ‫‪ 37‬سنة‪ ،‬حينها عرفت أن مربيها ليسوا هما األبوين الحقيقين‪ ،‬مما حدا بها إلى البحث‬ ‫منذ مدة عن والديها البيولوجيين‪ ،‬وذلك من أجل مساعدتها على استكمال هويتها‪ ،‬ذلك‬ ‫أنها التحمل هوية األب واألم في بطاقتها الوطنية‪ ،‬مما يعرقل حياتها الشخصية‪ ،‬المهنية‬ ‫منها والزوجية‪.‬‬ ‫المرجو ممن يعرفون شيئا عن قصتها‪ ،‬أن يدلوها لمعرفة والديها ‪ ،‬ولهم أجر كبير‬ ‫عند اهلل تعالى‪ ،‬أو يتصلوا بالعنوان التالي ‪:‬‬

‫حي بئر الشعيري‪ ،‬بني مكادة طنجة‪.‬‬ ‫أو اإلتصال بالرقم التالي ‪06،95،95،67،18 :‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪335‬‬


‫الرياضي‬ ‫الشمال‬

‫كلمة العدد‬

‫ساند‬

‫مكتب اتحاد طنجة العبيه‪ ،‬خالل اجتماع طارئ عقده أخيرا على خلفية إغالق‬ ‫ملعب طنجة الكبير في وجه الجمهور لثالث مقابالت بداعي إشعال ورمي‬ ‫الشهب الصناعية داخل أرضيته‪ .‬وهو تصرف وصفه المكتب بالمتعمد ومقصود من جهة‬ ‫ال تريد الخير للفريق وتسعى إلى إغالق الملعب في وجه الجمهور وإلحاق الضرر المادي‬ ‫والمعنوي بالفريق‪ .‬وأكد مكتب اتحاد طنجة خالل االجتماع عزمه التنسيق مع الجهات‬ ‫األمنية لمتابعة كل من تسبب في إغالق الملعب‪ ،‬قضائيا‪ .‬اجتماع المكتب أعقبه اجتماع مع‬ ‫الالعبين والطاقم التقني‪ .‬الطرفان عبرا عن استيائهما من اإلشاعات التي تطلق ضدهم‪،‬‬ ‫داعين إلى الدعم والمساندة في هذه الظرفية الصعبة التي يجتازها الفريق بعد خروجه من‬ ‫نصف نهائي كاس العرش الذي كان حلما لم يتم تحقيقيه‪ ،‬وأكدا عزمهما على التعويض‬ ‫في منافسات البطولة االحترافية والذهاب بعيدا في منافسات كاس الكونفدرالية اإلفريقية‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬طمأن المكتب المسير الالعبين والطاقم التقني بتأكيد رضاه على ما وصل‬ ‫إليه الفريق وحققه من نتائج مرضية جدا في ظل موسمه الثاني في البطولة االحترافية‪،‬‬ ‫واستمراره في مراكز متقدمه ترشحه للمنافسة على لقب البطولة‪.‬‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫‪3‬‬

‫العـدد ‪ 865‬ـ الثالثاء ‪ 29‬نوفمبر �إلى ‪ 05‬دي�سمرب ‪2016‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫«الرياضة حديثاً» (‪)6‬‬ ‫على المستوى العربي‪:‬‬ ‫شهدت مناهج الرياضيات في الدول العربية في العقود الثالثة األخيرة‬ ‫سلسلة من محاوالت التغيير بقصد التحديث والتطوير في غالبية المدارس‬ ‫العربية‪،‬ويمكن رصد المراحل التالية في تطوير مناهج الرياضيات خاصة‬ ‫في مدارس المشرق العربي‪:‬‬

‫مشروع اليونسكو لتطوير تدريس الرياضيات في‬ ‫البالد العربية ‪:‬‬ ‫في شباط فبراير ‪1966‬م انعقد المؤتمر العام لليونسكو وتوصل إلى‬ ‫تقارير مفادها أن تطوير تدريس العلوم والرياضيات أمر الزم حتى تالحق‬ ‫هاتين المادتين ثورة البحث العلمي والتكنولوجي ‪ ،‬وقد اختيرت الدول‬ ‫العربية لتكون من بين الدول التي تتعاون معها اليونسكو في تطوير‬ ‫تدريس الرياضيات بمدارسها ‪ .‬وكان ذلك نتيجة لتوصيات مؤتمر وزراء‬ ‫التخطيط العرب الذي انعقد في طرابلس بليبيا في الفترة من (‪)9-14‬‬ ‫نيسان (إبريل) عام ‪1966‬م‪ .‬وقد وضعت اليونسكو باالشتراك مع خبراء‬ ‫الدول العربية مشروعاً لتطوير تدريس الرياضيات بالمرحلة الثانوية‬ ‫وتكونت في البلد العربية التي اشتركت في المشروع لجان وطنية تعمل‬ ‫على اإلعداد لتنفيذ المشروع‪ .‬‬

‫مشـروع المنظمـة العربيــة للتربيـة والثقـــافـة‬ ‫والعلوم (األليكسو) لتطويــر الرياضيــات في البــالد‬ ‫العربية ‪:‬‬ ‫كان لمشروع منظمة اليونسكو في تطوير الرياضيات بالمرحلة‬ ‫الثانوية عام ‪1969‬م أثره في تهيئة الجو العلمي والنفسي لتطوير مناهج‬ ‫الرياضيات في الوطن العربي ‪ ،‬وفي خالل خمس سنوات من بداية هذا‬ ‫المشروع تبنت خاللها بعض الدول العربية تدريس عدة موضوعات مما‬ ‫تضمنه المشروع‪ ،‬وقامت بعض الدول بتأليف كتب جديدة للرياضيات‬ ‫تضم مفاهيم الرياضيات المعاصرة مسترشدة في ذلك بالكتب التي قدمها‬ ‫مشروع اليونسكو ‪ ،‬وقد ظهرت الحاجة إلى نوع من التقريب بين وجهات‬ ‫النظر المختلفة مما حدا بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم القيام‬ ‫بمشروع ريادي لتطوير الرياضيات في المرحلتين المتوسطة ( اإلعدادية )‬ ‫والثانوية يتناول المقررات والكتب الدراسية‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫فيصل فجر‪...‬‬ ‫الدويل املغربي املحرتف بديبورتيفو الكوروينا‬

‫• بعـد التعادل أمام كــوت ديفـــوار ‪،‬الجمهور‬ ‫المغربي كان يتطلع لتحقيق نتيجة أفضل‪،‬والنقطة‬ ‫أغضبت العديد من المغاربة‪ ،‬وكذلك طريقة لعب‬ ‫المنتخب ؟‬ ‫• • لألسف الشديد لم نتمكن من الفوز على المنتخب‬

‫اإليفواري‪،‬لكن مايجب أن يعرفه العديد من المتتبعين بأن‬ ‫سباق التأهل للمونديال‬ ‫لم ينتــــه بعـــد‪ ،‬الفريق‬ ‫الوطنـــي يتوفـــــر على‬ ‫حظوظ كبيرة رغم تصدر‬ ‫الفيلــة للمجموعة‪،‬األمور‬ ‫ستتضح كثيـــــرا عندما‬ ‫نواجه منتخــــب مالـــي‪،‬‬ ‫فإذا تمكننا من تحقيق‬ ‫اإلنتصار عليهــا ستعــود‬ ‫األمور لنصابهـــا‪ ،‬صراحة‬ ‫تحقيق النقـــاط الثــالث‬ ‫في المبـــاراة المقبلـــة‬ ‫سيفيدنا كثيرا‪ .‬الجمهور‬ ‫المغـــربـــــي سينســـى‬ ‫كـــل شــــيء بمــجـــرد‬ ‫تحقيـــق الفــــوز فــي‬ ‫الجولة الثالثة‪ ،‬لذلــــك‬ ‫الينبغـــي عــــن يـــدب‬ ‫الـيــأس لنفوسنا‪ ،‬ويجب‬ ‫أن نواصل العمل من‬ ‫أجل تحقيــق المزيــــد‬ ‫من النتائج‪ .‬وبالنسبـــة‬ ‫لطريقة لعب المنتخــب‬ ‫المغربي‪ ،‬صراحة في مثل هذه المباريات اليجب ان ينتظر‬ ‫الجمهور تقديم أداء كبير‪،‬بقدر مايعرف أن الالعبين‬ ‫يبحثون عن اإلنتصار‪،‬اليجب أن تنسوا بأن المنتخب‬ ‫اإليفواري قوي ولم يكن خصما سهال‪،‬لحد األن لم نخسر‬ ‫وفي رصيدنا نقطتين‪،‬يجب أن نسخر كافة جهودنا لتحقيق‬ ‫اإلنتصارات‪،‬قد نكون بدأنا بشكل سيء‪،‬لكن األمور قد‬ ‫تختلف في القادم من األيام‪ .‬شخصيا أنا متفائل بمستقبل‬ ‫المنتخب المغربي‪،‬رغم إستياء كل العبي المنتخب المغربي‬ ‫الذين كانوا ييحثون عن اإلنتصار‪،‬وإهدائه للجمهور‬ ‫المغربي الذي حضر لملعب مراكش‪،‬أو الذي تابعنا خلف‬ ‫شاشات التلفزيون‪.‬‬

‫• قدمت مردودا مستحسنا أمام الطوغو‪،‬والعديد‬ ‫من المتتبعين أجمعوا على ضرورة نيل فرصتك في‬ ‫المباريات الرسمية؟‬ ‫• • كما صرحت قبل مباراة كوت ديفوار‪،‬عندما أتلقى‬ ‫دعوة من الناخب الوطني ألبيها على الفور‪،‬وسواء شاركت‬ ‫مع المنتخب المغربي في مباراة رسمية أو ودية‪،‬ألعب‬ ‫بقتالية وأبلل القميص‬ ‫الوطني‪،‬المغرب بلدي وأنا‬ ‫فخور باإلنتماء إليه‪،‬وسواء‬ ‫لعب ‪ 90‬دقيقة أو حتى دقيقة‬ ‫واحدة لن أغضب‪ ،‬وسأواصل‬ ‫العمل بجديــــة من أجـــــل‬ ‫تحسيـــــن إمكانــيـــاتـــي‪.‬‬ ‫أمـــام الطــوغـــو الناخــــب‬ ‫الوطنـــي منحنــــي حريــــة‬ ‫كبيــرة في الملعب للتحرك‬ ‫كما أريد‪،‬وشخصيـا أظن أن‬ ‫األمور ستتحسن أكثر داخل‬ ‫الفريق الوطني‪،‬رغم ما أثير‬ ‫من زوبعة في األونة األخيرة‬ ‫بعد التعادل أمام كوت‬ ‫ديفوار‪.‬‬

‫• قبيل مواجهة كوت‬ ‫ديفــوار بمراكـــش خصــم‬ ‫الدولي المغربــي السابـــق‬ ‫نورالين نيبت بزيارة لمقر‬ ‫التــداريب‪ ،‬والكــل يعــرف‬ ‫الصداقة التي تجمعـــك به‬ ‫كونه ‪ ‬كان واحـــد من نجوم‬ ‫فريقك الحالي ديبورتيفو الكورونيا؟‬ ‫• • زيارة نيبت كانت أكثر من رائعة‪،‬فالرجل يمثل‬ ‫بالنسبة للعديد من الدوليين المغاربة مثاال وقدوة يحتدى‬ ‫به‪،‬بالفعل تربطني عالقة صداقة به وفخور به كالعب‬ ‫مغربي ترك بصمته واضحة في صفوف»الديبور»ولحد‬ ‫األن الجمهور يتذكره ويحتفظ له بذكريات رائعة مع‬ ‫ممثل غاليسيا‪ .‬أتمنى صراحة أن أحقق ولو جزءا من‬ ‫المستوى الذي بلغه نيبت‪،‬شأنه في ذلك شأن مصطفى‬ ‫حجي وكذا بصير الذين تركوا بصمتهم واضحة في‬ ‫صفوف ديبورتيفو الكورونيا‪.‬‬

‫الكالسيكو السابع‪ ..‬هل يتعادل إنريكي أم يوسع زيدان الفارق؟‬

‫سيكون ملعب كامب نو مسرحاً لكالسيكو‬ ‫األرض المنتظر الذي سيرسم الخطوط الفاصلة‬ ‫للمنافسة على الليجا هذا الموسم‪ ،‬وفي نفس الوقت‬ ‫سيلعب دورا كبيرا في تحديد مصير القيادة الفنية ألكبر فريقين في‬ ‫العالم‪ ،‬لويس إنريكي مدرب برشلونة‪ ،‬وزين الدين زيدان مدرب ريال‬ ‫مدريد‪ .‬فعلى الصعيد التدريبي‪ ،‬ليست هذه هي المرة األولى التي‬ ‫يلتقي فيها إنريكي وزيدان وجهاً لوجه في الكالسيكو من على مقاعد‬ ‫المدربين‪ ،‬حيث التقى المدربان من قبل في كالسيكو الدور الثاني‬ ‫الموسم الماضي‪ ،‬والذي استضافه ملعب كامب نو أيضا‪ ،‬وكانت الغلبة‬ ‫للميرينجي إال أن اللقب ذهب للبلوجرانا في نهاية المطاف‪ .‬ويعتبر هذا‬ ‫هو الموسم الثالث إلنريكي مع برشلونة‪ ،‬حيث حصد خالل موسمه‬ ‫األول الثالثية‪ ،‬الليجا وكأس الملك ودوري األبطال‪ ،‬وفي الموسم الثاني‬ ‫نجح في الجمع بين الليجا وكأس الملك‪ ،‬ولكنه فشل في الحفاظ على‬ ‫لقبه في دوري األبطال‪ .‬ويواجه إنريكي انتقادات على خلفية النتائج‬ ‫التي حققها برشلونة هذا الموسم‪ ،‬حيث تقهقر إلى المركز الثالث في‬ ‫الليجا‪ ،‬وأصبح واضحاً أن الفريق يهتز بشدة عندما يفقد أحد أضالع‬ ‫المثلث‪ MSN ‬ميسي وسواريز ونيمار‪ ،‬كما أن الصفقات الجديدة التي‬ ‫طلبها إنريكي لم تنجح في وضع بصمتها حتى اآلن مع الفريق‪ ،‬خاصة صمويل أومتيتي وأليكس فيدال‬ ‫في الدفاع‪ ،‬وباكو ألكاسير في الهجوم‪ .‬وفي المقابل تولى الفرنسي زيدان قيادة ريال مدريد في منتصف‬ ‫الموسم الماضي بعد إقالة اإلسباني رفائيل بينيتيز‪ ،‬ونجح في إعادة الريال إلى مساره الطبيعي‪ ،‬وقاده نحو‬ ‫تحقيق لقب دوري األبطال بعد ملحمة أمام الجار اللدود أتلتيكو مدريد‪ ،‬ثم اقتنص السوبر األوروبي أمام‬

‫إشبيلية‪ ،‬ولكن الوقت لم يسعفه كي يُتوّج بالليجا‪ ،‬وهو ما يحلم به‬ ‫هذا الموسم‪ .‬وشاءت األقدار أن ينتمي إنريكي وزيدان لنفس الجيل‪،‬‬ ‫حيث تواجها ‪ 5‬مرات في الكالسيكو‪ ،‬وفاز كل منهما بالمواجهة مرة‬ ‫واحدة‪ ،‬وهيمن التعادل على المواجهات الثالث األخرى‪ .‬وكانت هناك‬ ‫واقعة شهيرة بين إنريكي وزيدان في كالسيكو عام ‪ ،2003‬وذلك حين‬ ‫تدخل زيدان بعنف ضد المدافع الكتالوني كارلوس بويول‪ ،‬مما دفع‬ ‫إنريكي إلى االنفجار غضبا في وجه زيزو الذي واجه إنريكي بدفعة قوية‬ ‫في وجهه‪ ،‬وانتهت المباراة بالتعادل وكان هدف برشلونة من نصيب‬ ‫إنريكي‪ .‬وفي إجمالي مواجهات الكالسيكو التي شارك فيها النجمان‪،‬‬ ‫فإن إنريكي حظي بشرف ارتداء قميصي الريال والبارسا‪ ،‬حيث لعب‬ ‫‪ 11‬كالسيكو مع الريال‪ ،‬فاز في ‪ 3‬وخسر ‪ 4‬وتعادل في ‪ ،4‬وأحرز هدفاً‬ ‫واحداً‪ ،‬وعندما انتقل إنريكي إلى البلوجرانا لعب ‪ 18‬كالسيكو‪ ،‬فاز في‬ ‫‪ 8‬وتعادل في ‪ ،7‬وخسر ‪ ،3‬وأحرز ‪ 5‬أهداف للبارسا في مرمى الريال‪.‬‬ ‫وعلى الجانب اآلخر فإن زيدان خاض كالعب مع الريال ‪ 11‬كالسيكو‪ ،‬فاز‬ ‫في ‪ 4‬وخسر في ‪ ،3‬وتعادل في ‪ 4‬مباريات‪ .‬وعلى مقعد القيادة الفنية‪،‬‬ ‫التقى المدربان مرة واحدة في كالسيكو الدور الثاني للموسم الماضي‪،‬‬ ‫ويومها انتصر الريال ‪ 2-1‬في ملعب كامب نو‪ ،‬حيث تقدم بيكيه أو ًال‬ ‫للبارسا‪ ،‬إال أن كريم بنزيمة تعادل للملكي‪ ،‬واقتنص كريستيانو رونالدو الفوز للريال في الدقيقة ‪،86‬‬ ‫بعد دقيقتين من طرد قائد الريال سيرجيو راموس‪ .‬العالم ينتظر كالسيكو األرض الثاني بين المدربين‬ ‫الشابين‪ ،‬وانتصر زيدان في المرة الوحيدة التي جمعهما الكالسيكو كمدربين‪ ،‬فهل يثأر إنريكي أم يؤكد‬ ‫زيزو تفوقه؟‪.‬‬


‫العدد ‪865‬‬

‫أخبـار‬ ‫اتحـاد طنجـة‬

‫الهياللي ينقــذ فريقــه أمــام‬ ‫خريبكة‬ ‫قدم بكر الهاللي‪ ،‬الذي دخل بديال في‬ ‫الشوط الثاني‪ ،‬هدية من ذهب لفريقه اتحاد‬ ‫طنجة حين أحرز هدف الفوز في الدقيقة ‪86‬‬ ‫في مرمى أولمبيك اخريبكة‪ ،‬الذي كان يسير‬ ‫نحو العودة بتعادل تحت قيادة مدربه الجديد‪،‬‬ ‫الجزائري آيت جودي‪ .‬وبهذا الفوز الهام الذي‬ ‫جرى لحساب الدورة العاشرة من البطولة‬ ‫االحترافية‪ ،‬وبملعب خالي من الجمهور بسبب‬ ‫المباراة الثانية من الويكلو تمكن اتحاد طنجة‬ ‫من استعادة توازنه من جديد‪ ،‬حيث ارتقى‬ ‫الفريق للمركز الثاني برصيد ‪ 18‬نقطة‪ ،‬بينما‬ ‫تراجع الفريق الخريبكي إلى المركز الرابع عشر‬ ‫برصيد ‪ 7‬نقاط‪.‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫الثالثاء ‪ 29‬نوفمرب �إلى ‪ 05‬دي�سمرب ‪2016‬‬

‫محكمة التحكيم الرياضي الدولية تنصف‬ ‫سلة اتحاد طنجة‬ ‫أوقفت محكمة التحكيم الرياضي الدولية قرار غرفة‬ ‫التحكيم التابعة لالتحاد الدولي لكرة السلة‪ ،‬القاضي بحرمان‬ ‫اتحاد طنجة للعبة من انتداب العبين أجانب إلى حين تسديد‬ ‫التعويض الذي قضت به ضدها‪ ،‬لفائدة الالعب الصربي‬ ‫دانييل ميتروفيتش‪.‬‬ ‫واستنادا إلى «الصباح الرياضي» فإن « محكمة التحكيم‬ ‫الرياضي الدولية « «طاس” استجابت لطلب اتحاد طنجة لكرة‬ ‫السلة‪ ،‬بعد أن طلبت في الدعوى القضائية التي رفعتها ضد‬ ‫االتحاد الدولي‪ ،‬توقيف جميع القرارات المترتبة عن الدعوى‬ ‫التي رفعها الالعب الصربي‪ ،‬إلى حين البت في القضية‬ ‫الجوهرية بينهما‪ ،‬بعد أن رفضت محكمة االتحاد الدولي النظر‬

‫في دفوعات الفريق الطنجي‪ .‬وربح اتحاد طنجة الشوط األول‬ ‫من القضية المرفوعة أمام محكمة التحكيم الرياضي الدولية‪،‬‬ ‫في انتظار البت في القضية األساسية المتعلقة بفرض عقوبة‬ ‫مالية على الفريق المغربي‪ ،‬وأداء ‪ 35‬ألف دوالر لالعب الصربي‬ ‫تعويضا عن الفترة التي قضاها بالفريق‪ .‬ويسمح قرار ”طاس”‬ ‫التحاد طنجة بإجراء انتدابات والحفاظ على وضعه السابق‬ ‫دون مشاكل‪ ،‬إلى حين البت في ملف الالعب الصربي الذي‬ ‫استفاد بشكل كبير من دعم مواطنيه بغرفة التحكيم الخاصة‬ ‫بكرة السلة‪ ،‬سيما أنه تبين من خالل مجرياته أن األخيرة لم‬ ‫تعتد بالوثائق والقرائن التي قدمتها ضد الالعب الصربي‪،‬‬ ‫فضال عن رفضها تسليم نسخة من الشكاية التحاد طنجة‬ ‫النتداب محام‪.‬‬

‫مدرسة الداخلة تشارك في (كأس ج القطرية)‬ ‫بمدينة مراكش‬

‫غيابات في الدفـاع تؤرق اتحاد‬ ‫طنجة قبل الكالسيكو‬ ‫أكد اتحاد طنجة لكرة القدم الثالثاء‬ ‫الماضي أن مدافعه إسماعيل بلمعلم‪ ،‬سيغيب‬ ‫لمدة شهر ونصف‪ ،‬جراء اإلصابة التي تعرض‬ ‫لها في المباراة التي جمعت الفريق الطنجاوي‬ ‫بالكوكب المراكشي في الدورة قبل الماضية‪.‬‬ ‫وغادر بلمعلم المباراة خالل الشوط األول‬ ‫متأثرا بآالم على مستوى الفخد‪ .‬وأكد الفحص‬ ‫الطبي الذي خضع له الالعب غيابه عن فريقه‬ ‫لمدة شهر ونصف بعدما عرض إصابته على‬ ‫عبدالرزاق هفتي‪ ،‬طبيب المنتخب الوطني‪ .‬ما‬ ‫يعني عودت بلمعلم إلى الميادين لن تكون‬ ‫إال خالل الشطر الثاني من البطولة االحترافية‪.‬‬ ‫كما يفتقد دفاع الفريق لجمال أيت المعلم‬ ‫الذي تعرض إلصابة خالل تداريب الفريق ليوم‬ ‫الخميس التي غادرها للتو بعد إحساسه بآالم‬ ‫حادة على مستوى الكاحل‪ .‬واضطر الالعب بعد‬ ‫الفحوصات الطبية التي خضع لها يوم الجمعة‬ ‫لحمل الجبيرة من أجل الحصول على العالج‬ ‫السريع‪ .‬وأكدت مصادر طبية من الفريق أن‬ ‫مدة الغياب قد تصل إلى أربعة أسابيع‪.‬‬

‫أخبـار‬ ‫المغرب التطواني‬

‫إسبانيا المغرب التطواني يلجآن‬ ‫للفيفا‬ ‫تقدم كال من تاتا رودريجيز‪ ،‬ورويدا‪،‬‬ ‫الالعبان اإلسبانيان اللذان التحقا بالمغرب‬ ‫التطواني هذا الموسم‪ ،‬بشكاية ضد فريق‬ ‫الحمامة البيضاء لدى االتحاد الدولي لكرة‬ ‫القدم “الفيفا”‪ ،‬مطالبان بمستحقات مالية‬ ‫متأخرة لفائدتهما عن الفترة التي قضاها‬ ‫مع الفريق‪ .‬حيث يطالب الالعبان بتعويض‬ ‫مادي قدره ‪ 200‬مليون‪ .‬وكان الفريق‬ ‫التطواني تعرض لشكايات مماثلة تقدم بها‬ ‫مجموعة من الالعبين لدى الجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم بسبب عدم تسلمهم‬ ‫مستحقاتهم المالية بعد تخلي الفريق عن‬ ‫خدماتهم‪ ،‬ضمنهم‪ ،‬أنور حدوير‪،‬عبد المولى‬ ‫الهردومي‪ ،‬ويونس الحواصي‪.‬‬

‫الصالحي يهـــدي فـــوزا هامـا‬ ‫للفريق‬ ‫يشارك فريق مدرسة الداخلة لكرة القدم‪ ،‬التابع لمديرية‬ ‫طنجة – أصيلة‪ ،‬وممثل أكاديمية جهة طنجة ‪ -‬تطوان‪-‬‬ ‫الحسيمة في البطولـة الوطنيــة (كأس ج القطريــة) لمواليـد‬ ‫(‪ ،)2004-2004‬التي انطلقت منذ ‪ 27‬نوفمبر الحالي وتستمر‬ ‫إلى غاية ‪ 30‬منه‪ .‬وتشارك في الدوري ‪ 12‬جهة توزع على‬ ‫مجموعات للتباري فيما بينها في المرحلة األولى‪ .‬وستفرز‬ ‫هذه المرحلة الفريقين المؤهلين لمباراة النهائي‪ .‬وفي سياق‬ ‫المشاركة وتمثيل أكاديمية جهة طنجة ‪ -‬تطوان‪ -‬الحسيمة‪،‬‬ ‫قال األستاذ محمد للعربي اللواح‪ »:‬إنه لشرف كبير بالنسبة‬ ‫إلينا المشاركة في هذا الدوري الهام‪ ،‬الذي تحتضنه قناة ج‬ ‫القطرية‪ .‬سيما أنها المرة األولى التي يتأهل فيها فريق من‬ ‫مدرسة تنتمي لمديرية طنجة ‪ -‬أصيلة‪ .‬قمنا بجميع الترتيبات‬

‫الضرورية للسفر بتنسيق بين األكاديمية الجهوية ومديرية‬ ‫طنجة أصيلة»‪ .‬وعن حظوظ الفريق في التألق خالل هذه‬ ‫التطاهرة الهامة‪ ،‬أضاف اللواح‪ »:‬هذا هو هدفنا‪ ،‬قمنا بانتدابات‬ ‫مهمة لتطعيم الفريق ‪ ،‬بناء على المذكرة الوزارية ‪ ،‬خصوصا‬ ‫أن هذه البطولة ستعرف حضور أجود الالعبين المغاربة في‬ ‫الفئة السالف ذكرها‪ .‬نبذل كل ما في وسعنا لتحقيق الهدف‬ ‫المنشود‪ ،‬نتمى أن يوفقنا اهلل»‪ .‬ويذكر أن قناة ج القطرية‬ ‫تقوم بنقل جميع المباريات‪ ،‬والفائز في الدوري سيظفر ببطاقة‬ ‫التأهل للبطولة الدولية بقطر‪ ،‬حيث سيعزز بوجود العناصر‬ ‫التي تميزت في الدوري‪.‬‬

‫وداد طنجة يحرز كأس العصبة للفتيات‬

‫شكوى ضد الحكم بلوط للجامعة‬ ‫تقدمت فريق اتحاد طنجة لكرة القدم‬ ‫برسالة احتجاج إلى الجامعة الملكية المغربية‬ ‫لكرة القدم ضد الحكم محمد بلوط‪ ،‬الذي‬ ‫قاد مباراة الفريق الطنجاوي أمام الكوكب‬ ‫المراكشي‪ ،‬السبت قبل الماضي لحساب الدورة‬ ‫التاسعة من البطولة االحترافية‪ ،‬اتصاالت‬ ‫المغرب‪ ،‬وآلت نتيجتها لمصلحة الكوكب‬ ‫المراكشي بهدفين مقابل هدف واحد‪ ،‬بعدما‬ ‫كان اتحاد طنجة سباق إلى اإلحراز‪ .‬وأكد‬ ‫المكتب المسير لفارس البوغاز في رسالة‬ ‫االحتجاج‪ ،‬عدم انضباط الحكم بلوط في‬ ‫مجموعة من القرارات اتخذها و‪ ‬لم تكن‬ ‫صائبة‪ ،‬نظير تغاضيه عن احتساب ضربتي‬ ‫جزاء لصالحه‪ .‬وأرفق اتحاد طنجة احتجاجه‬ ‫بقرص يتضمن جميع الحاالت التي تثبت‬ ‫ارتكاب الحكم بلوط ألخطاء تضرر منها الفريق‬ ‫الطنجاوي الذي حمل الحكم مسؤولية الهزيمة‬ ‫خالل هذه المباراة التي كانت في متناوله‪،‬‬ ‫مطالبا بضرورة اإلنصاف‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫أحرز فريق فتيات وداد طنجة لركة القدم يوم الجمعة‬ ‫‪ 18‬نونبر ‪ 2016‬النسخة األولى لكأس عصبة الشمال لكرة‬ ‫القدم الذي تنظمه العصبة في إطار تطوير وتشجيع الممارسة‬ ‫لدى العنصر النسوي وتنفيذا للبرنامج السنوي للجنة التقنية‬ ‫الجهوية‪ ،‬بتنسيق مع المديرية التقنية الوطنية‪ ،‬وتزامن‬ ‫مع احتفاالت ذكرى عيد االستقالل‪ .‬وأحرز فريق فتيات‬ ‫المغرب التطواني الرتبة الثانية‪ ،‬وجاء فريق فتيات امل وزان‬

‫في الرتبة الثالثة فيما حلت فريق فتيات رجاء العرائش في‬ ‫المرتبة الرابعة‪ .‬وشكرت الجهة المنظمة جميع من ساهم‬ ‫في نجاح التجربة‪ ،‬سيما‪ ،‬محمد بنطالب‪ ،‬المدير التقني على‬ ‫العمل الكبير الذي قام به إلنجاح التظاهرة‪ ،‬وكذا الفرق‬ ‫المشاركة على الروح الرياضية العالية والمنافسة الشريفة‪،‬‬ ‫ولمسؤولي هذه األندية على اهتمامهم بالتكوين والفئات‬ ‫الصغرى‪.‬‬

‫إناث طائرة اتحاد طنجة يتعرف على ضيفه‬ ‫في بطولة بالقسم الوطني االول‬ ‫بعد توصله بصفة رسمية بمحضر من الجامعة‬ ‫الملكية المغربية لكرة الطائرة‪ ،‬أصبح فريق اتحاد طنجة‬ ‫لكرة الطائرة رسميا أحد أندية بطولة القسم الوطني‬ ‫األول‪ .‬ويستعد الفريق الذي يتدرب تحت قيادة المدرب‬ ‫الوطني سهيل بوطاهري لخوض أولى مباريات البطولة‬ ‫الوطنية بالقسم األول يوم ‪ 18‬دجنبر المقبل في مواجهة‬

‫فريق الجيش الملكي بالرباط‪ .‬ولتحقيق مسيرة متوازنة‬ ‫في البطولة النسوية‪ ،‬عمل المكتـــب المسير للفريق على‬ ‫تدعيم التركيبة البشرية بالعبات يتوفرن على خبرة يمنحن‬ ‫قيمة مضافــة للفريــق وخبرة لالعبات المحليات الشابات‬ ‫لتحقيق االستمرارية بالقسم األول كهدف للمكتب‪.‬‬

‫تمكن المغرب التطواني من تحقيق‬ ‫فوزه الخامس هذا الموسم‪ ،‬بعد عودته بفوز‬ ‫هام من رحلته إلى قصبة تادلة بهدف في‬ ‫الربع ساعة األولى من المباراة أحرزه ياسين‬ ‫الصالحي‪ .‬وهو الهدف الذي منح الفريق‬ ‫التطواني ثالث نقط ثمينة‪ .‬وأشاد الشارع‬ ‫الرياضي التطواني بأداء الوافد الجديد‬ ‫للقلعة التطوانية ياسين الصالحي خاصة وأن‬ ‫الالعب تمكن من تسجيل ‪ 4‬أهداف من أصل‬ ‫‪ 5‬مباريات شارك فيها‪ ،‬ضمنها مباراة واحدة‬ ‫كأساسي‪ .‬وباءت محاوالت زمالء بنحمص‬ ‫للتعديل بالفشل‪ ،‬حيث استمات دفاع‬ ‫الفريق التطواني خالل هذه المباراة التي‬ ‫دارت بالملعب البلدي بتادلة لحساب الدورة‬ ‫العاشرة من البطولة االحترافية‪ ،‬اتصاالت‬ ‫المغرب‪ .‬وعن نتيجة الفريق الذي حققه‬ ‫الفريق‪ ،‬قال المدرب اإلسباني سيرجيو لوبيرا‪،‬‬ ‫ان فوز فريقه على حساب شباب قصبة تادلة‬ ‫كان صعبا ‪ ،‬وذلك بالنظر لقوة الفريق الخصم‬ ‫الذي تأقلم مع أجواء البطولة اإلحترافية‪.‬‬ ‫وبهذا الفوز األول للفريق خارج ملعبه هذا‬ ‫الموسم‪،‬ورفع المغرب التطواني رصيده ورفع‬ ‫المغرب التطواني رصيده إلى ‪ 17‬نقطة في‬ ‫حين تجمد رصيد الفريق المضيف‪ ،‬شباب‬ ‫قصبة تادلة عند ‪ 10‬نقاط في المركز ‪.11‬‬ ‫ويذكر أن مباراة شباب قصبة تادلة أمام‬ ‫المغرب التطواني قادها الحكم خالد النوني‬ ‫بمساعدة كال من زكرياء البرينسي مساعد‬ ‫أول وعبد الرحيم بلوا مساعد ثاني‪ ،‬من‬ ‫عصبة الغرب‪ ،‬فيما كان الحكم الرابع هو‬ ‫حمزة الفارق من مدينة تادلة‪.‬‬

‫عملية جراحية لرئيس الفريق‬ ‫قام العبو فريق المغرب التطواني بمعية‬ ‫الطاقم التقني و الطبي و اإلداري بزيارة‬ ‫رئيس الفريق عبد المالك أبرون بإحدى‬ ‫المصحات الطبية بمدينة الرباط ‪ ،‬بعد‬ ‫إجراءه لعملية جراحية على مستوى العين‬ ‫إلزالة(اجاللة)‪ .‬وتكللت هذه العملية بالنجاح‬ ‫وتمنى الجميع لرئيس الفريق الشفاء العاجل‬ ‫والعودة السريعة لمهامه‬


‫العدد ‪865‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬نوفمرب �إلى ‪ 05‬دي�سمرب ‪2016‬‬

‫كلمة رئي�س التحرير ‪:‬‬

‫ملتقى طنجة المتوسط لصناعة السيارات‬

‫المغرب قادر على صناعة مليون سيارة في أفق ‪2020‬‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫دخان وأحالم‬ ‫فوق طن و ‪ 263‬كيلوغراما من الكوكايين التهمتها النيران في لحظات‬ ‫لتتبخر معها ماليين الدورالرات وما فوق ‪ 200‬من ماليير السنتيمات‪ ،‬وأحالم‬ ‫العديدين من مروجي سموم المخدرات والمتسببين في هموم اآلالف من األسر‬ ‫والعائالت التي تضيع بسبب حبة قرقوبي أو جرعة كوكايين ‪......‬‬ ‫«عنصرة» كوكايينية حافلة‪ ،‬شهدتها طنجة ‪ ،‬الثالثاء الماضي‪ ،‬بعد أن قدمت‬ ‫لجنة قضائية وأمنية وإدارية رزمات من كوكايين الداخلة‪ ،‬قربانا لهيكل إله‬ ‫النار اإلغريقي «‪ Héphaïstos» Ἥφαιστος‬باليونانية‪ ،‬لتتبخر بذلك أحالم‬ ‫المهربين والمروجين للمخدرات‪ ،‬المخربين لعقول الناس المتسببين في محن‬ ‫رجال ونساء و شباب بالماليين‪ ،‬يفقدون بذلك اتزانهم ورصانتهم ووعيهم‬ ‫وبصيرتهم ‪ ،‬بعد الزج بهم في عالم «الغبطة والنشوة»‪ ،‬عالم ال يعطي لألخالق‬ ‫وزنا وال للقيم ثمنا وال لإلنسانية قدرا‪ ،‬عالم يطغى فيه الزيغ والضالل والجهالة‬ ‫والفتك والصالبة والقساوة‪.....‬والعنف !‬ ‫البحث األمني في هذه النازلة المدهشة نجح في الوصول إلى واحد من كبار‬ ‫المستثمرين في قطاع الصيد البحري المعروفين بطنجة‪ ،‬وإلى إيقاف شخص‬ ‫آخر يشتبه بعالقته بنفس الملف‪ ،‬وهما معا‪ ،‬معروفان لدى السلطات األمنية‬ ‫لسوابقهما القضائية في ميدان تهريب المخدرات‪.‬‬ ‫وقد تم وضعهما بالسجن المركزي في انتظار تقديمهما إلى القضاء يوم‬ ‫فاتح ديسمبر المقبل‪ .‬والبد أن البحث سوف يكشف عن «أسرار» أخرى‪ ،‬ربما‬ ‫تكون أكثر غرابة و إثارة ‪ ،‬خاصة وبعض اإلشاعات بدأت تحوم حول أشخاص‬ ‫تربطهم عالقات بغرفة مهنية ودوائر سياسية‪ ،‬بطنجة‪.‬‬ ‫ويعود الفضل في إحباط هذه العملية التي اعتبرت من أكبر وأخطر عمليات‬ ‫تهريب المخدرات القوية على مقربة من السواحل الجنوبية المغربية‪ ،‬إلى‬ ‫المكتب المركزي لألبحاث القضائية‪ ،‬بناء على معلومات دقيقة محصل عليها‬ ‫من تتبع نشاط «كارتيالت» المخدرات عبر العالم‪ ،‬وذلك بتنسيق مع الدرك‬ ‫البحري والبحرية الملكية‪ ،‬حيث تم يوم ‪ 13‬نوفمبر الجاري رصد باخرة صيد‬ ‫مغربية مسجلة تحت رقم ‪ ZHAR2‬بطنجة‪ ،‬وهي في ملك المتهم الرئيسي‬ ‫«الطنجاوي» قبالة ساحل مدينة الداخلة‪ ،‬ليتبين أنه وقع شحن الباخرة في‬ ‫أعالي البحار بما يفوق طنا ومائتين وثالثين كيلوغراما من مخدر الكوكايين‪،‬‬ ‫من طرف بارونات أميركا الالتينية الذين يسعون إلى استغالل الموقع الجغرافي‬ ‫االستراتيجي للمغرب‪ ،‬كنقطة عبور لنشاطهم اإلجرامي‪.‬‬

‫وقد تأكد أن عدد الموقوفين في هذه القضية المثيرة بلغ ‪ 16‬شخصا ‪12‬‬ ‫منهم تم توقيفهم أثناء اعتراض الباخرة فيما أوقف أربعة أشخاص بكل من‬ ‫أكادير وطنجة‪ ،‬وضعوا تحت الحراسة النظرية‪ .‬وال زالت التحريات قائمة‪.‬‬ ‫وعلم أن شحنة الكوكايين تحمل بعض رزماتها غالفا أخضر يحمل رمز ‪c.k‬‬ ‫ورزمات أخرى غالفا أسود ما قد يعني أن الشحنة تتكون من أنواع مختلفة من‬ ‫الكوكايين‪ .‬ويبدو أن «كارتيل طنجة» وقع تسخيره من طرف كارتيالت أمريكا‬ ‫الالتينية لتسهيل عبور «منطقة الخطر» بين إفريقيا وأوروبا‪ ،‬بعد تشديد‬ ‫الحراسة اإلليكترونية على الشواطئ الجنوبية اإلسبانية‪.‬‬ ‫كما علم أنه بعد إحباط عملية الداخلة‪ ،‬عاد الدرك الملكي البحري والبحرية‬ ‫الملكية نهاية األسبوع الماضي ليداهما باخرة في عرض مياه خليج الداخلة تبين‬ ‫أنها توجد في ملكية «طنجاوي الداخلة» إال أنه لم يعثر بداخلها على أي بضاعة‬ ‫ممنوعة‪.‬‬ ‫لإلشارة فإنه تم رصد عملية «كوكايين الداخلة» منذ انطالقها من أحد‬ ‫بلدان أمريكا الالتينية إلى ساعة شحن الباخرة المغربية بالمخدرات القوية قرب‬ ‫السواحل المغربية الجنوبية ليتم إرغامها على التوجه لميناء الداخلة‪ .‬كما أن‬ ‫اعتقال صاحب الباخرة وشريكه تم داخل مقهى للشيشة بكورنيش طنجة‪ ،‬كانا‬ ‫يترددان عليه باستمرار‪ ،‬لتنطلق عملية البحث والتحقيق معهما حول امتدادات‬ ‫هذه الشبكة وطنيا ودوليا وعدد أفرادها وأساليب عملها وصوال إلى تحديد‬ ‫هويات كافة عناصر الشبكة ‪.‬‬ ‫وفي بيان للمكتب المركزي لألبحاث القضائية تمت اإلشارة إلى أن حجم‬ ‫العملية وطبيعتها يبين «مستوى التحديات األمنية التي يتصدى لها المغرب‬ ‫حتى ال يكون نقطة عبور ووجهة رئيسية للجريمة المنظمة عبرالموانئ الوطنية‬ ‫وممرا أساسيــا للتهريب الدولي للمخدرات»‪ .‬وأن إحبــاط تهريب المخدرات‬ ‫القوية يأتي في إطار المجهودات الحثيثة التي يبذلها المكتب المركزي لألبحاث‬ ‫القضائية الرامية إلى مكافحة الظواهر اإلجرامية خصوصا تلك المتعلقة باالتجار‬ ‫والتهريب الدولي للمخدرات‪.‬‬

‫ت�صوير ‪ :‬حمودة‬ ‫احتضنت طنجـة‪ ،‬هذا األسبـوع‪ ،‬الدورة‬ ‫الخامسة لملتقى “طنجة المتوسط أوطوموتيف‬ ‫ميتينغ” المنظم‪ ،‬تحــت رعايـة جاللة الملك‪،‬‬ ‫من طرف الجمعية المغربية لصناعة وتجارة‬ ‫السيارات‪ ،‬بهدف تشجيع الشراكات في مجال‬ ‫صناعة السيارات األورومتوسطية والعالمية‪،‬‬ ‫وذلك بين اآلمرين باألعمال ومصنعي المعدات‬ ‫األصلية لقطاع السيارات ومناولي القطاع‪ ،‬وهو‬ ‫ما سيسمح‪ ،‬في أفق ‪ ،2020‬بتوفير أزيد من‬ ‫‪ 160‬ألف منصب شغل وتحقيق أزيد من ‪100‬‬ ‫مليار درهم خاصة بقطاع التصدير‪.‬‬ ‫وتميز حفل االفتتاح بحضور رئيس الجهة‪،‬‬ ‫إلياس العمــاري و وزير الصناعــة والتجــارة‬ ‫واالقتصاد الرقمي حفيظ العلمي ووالي الجهة‬ ‫محمد اليعقوبي وعدد كبير من المدعوويين‬ ‫مغاربة وأجانب‪.‬‬ ‫ويشارك فيه ال��دورة أزي��د من ستمائة‬

‫فاعل من مختلف القطاعات المرتبطة بصناعة‬ ‫السيارات والمناولــة‪ ،‬وتجــارة السيارات‪ ،‬من‬ ‫المغرب ومن الخارج‪.‬‬ ‫وبالمناسبة‪ ،‬كشــف حفيــظ العلمي أن‬ ‫المغرب يتوفر اآلن على قدرة تصنيع ‪600‬‬ ‫ألف سيارة في السنة ‪ ،‬وبذا فإنه يعد من كبار‬ ‫مصنعي السيارات في العالم‪ .‬وأن المملكة‬ ‫المغربية تتطلع إلى مالءمة استراتجياتها في‬ ‫هذا الميدان من أجـل الوصول إلى تصنيــع‬ ‫مليون سيارة في أفـق سنة ‪ ،2020‬أي بعد‬ ‫ثالث سنوات‪ ،‬وهو ما سوف يسمـح بتوفيـــر‬ ‫أزيد من ‪ 160‬ألف منصب شغل وتحقيق أزيد‬ ‫من ‪ 100‬مليار درهم خاصة بقطاع التصدير‪.‬‬ ‫وأشار الوزير‪ ،‬في هذا الصدد إلى أن المغرب‪،‬‬ ‫إلى جانب شركة رونو‪ ،‬يصدر نحو ملياري أورو‬ ‫من قطاع الغيار سنويا‪ ،‬باإلضافة إلى أكثر من‬ ‫مليار أورو مع بيجو سيتروين و‪ 600‬مليون أورو‬ ‫مع شركة فورد‪.‬‬

‫البيدوكايدو المغربي‬ ‫يتألق بفرنسا‬

‫شاركـت‪ ،‬مؤخــرا‪ ،‬الجمعيــة المغربيــة‬ ‫للبيدوكايدو‪ ،‬الممثل الرسمي للجامعة الدولية‬ ‫للبيدوكايدو بالمغرب‪ ،‬في تظاهرة رياضية‬ ‫بمدينة “بريطينيول‪ ،‬بفرنسا‪ ،‬حيــث أحــرزت‬ ‫على ثالث ميداليات‪ ،‬فضية ونحاسيتين‪ ،‬كانت‬ ‫حصيلة ألربعة مشاركين‪ ،‬هم على التوالي‪:‬‬ ‫سامي الناجي(وزن أكثرمن ‪ 60‬كلغ)وأشرف‬ ‫طبزور(وزن أقل من ‪ 65‬كلغ) وعلي قاسم (وزن‬ ‫أقل من ‪ 85‬كلغ)بينما المشارك محمد طويت‬ ‫(وزن أقل من ‪ 75‬كلغ) لم يحالفه الحظ‪.‬كما‬ ‫تم توشيح ذ‪.‬ابراهيم المرابطي‪ ،‬رئيس الوفد‬ ‫المغربي المدير التقني الوطني بميدالية من‬ ‫فضة‪ ،‬تحمل شعار مدينة “بريطينيول”‪.‬‬ ‫وأفاد مصدرنا أن الوفد المغربي استقبل‬ ‫بحفاوة من طرف عمدة المدينة‪ ،‬تم االتفاق‬ ‫مع مسؤول عن رياضة “البيدوكايدو” بالمدينة‬ ‫ذاتها عن برنامـج سنـوي‪ ،‬سيتم من خالله‬ ‫تبادل الزيارات‪ ،‬وتنظيم بطولة دولية‪ ،‬شهر‬ ‫أبريل ‪ 2017‬بطنجة‪.‬‬

‫م‪.‬إمغران‬

‫من جهـة أخـرى أكــد حفيــظ العلمي‬ ‫أن الهيكلـة الحاليـة لقطـاع السيارات تأخذ‬ ‫شكل منظومات صناعية فعالة طبقا لمخطط‬ ‫التسريع الصناعي ‪ ،2020-2014‬وأن هـذه‬ ‫المشاريع ستساهـم في تعـزيـــز الدينامية‬ ‫التنموية المندمجة لقطاع السيارات وإحداث‬ ‫فرص شغل جديدة ونقل المهارات واستكمال‬ ‫خبرات الموارد البشرية والكفاءات‪.‬‬ ‫وأضاف أنه تم إطـالق سبعـة منظومات‬ ‫صناعية في قطـاع صنــاعـة السيـارات في‬ ‫إطار تفعيل مخطط تسريـع التنمية وتتعلق‬ ‫بتخصصات “األسالك الكهربائيـــة”‪” ،‬مقاعد‬ ‫ال��س��ي��ارات”‪ ،‬و”ختم األل���واح المعدنيـــة”‪،‬‬ ‫و”بطاريات السيارات”‪ ،‬ومحركات ونظام نقل‬ ‫الحركة‪ ،‬عالوة على منظومة “رونو“ و“بوجو‬ ‫سيتروين”‪.‬‬

‫ع‪.‬ك‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.