زمن «الرّيباخات» بجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة
يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع
الربيد الإلكرتوين : info@achamal.ma
املوقع الإلكرتوين : www.achamal.ma
املدير امل�س�ؤول :عبد احلق بخات ـ الهاتف 05.39.94.30.08 :ـ الفاك�س 05.39.94.57.09 : الـعدد 869ـ الثمن 4دراهم ـ الثالثاء 27ربيع الأول 27 / 1438دي�سمرب � 2016إلى 2يناير 2017
«
• من الحسيمة إلى القاهرة ودمشق
انطلقت ،يوم الجمعة الماضي بطنجة، «األيام التجارية الجهوية العاشرة» المنظمة من طرف غرفة التجارة والصناعــة والخدمات لجهــة طنجــة ـ تطوان ـ الحسيمــة ،تحـــت شعار “التاجــر ،الشريــك الرئيسي في التنمية المستدامة” ،بمشاركــة مهنييــن وتجــار من مختلف مدن الجهة. وحسب الجهــة المنظمة ،فــإن هــذه التظاهرة االقتصاديــة الهــامـــة ،تهــدف إلى تشجيع الرواج التجاري على مستوى مدن الجهة، وتنشيط العملية التجارية بالمنطقة على نطاق واسع. ويتضمن برنامج هذه األيام التجارية «الريباخات السنوية» من 23دجنبر الجاري وإلى غاية نهاية يناير من السنة القادمة ،وهي التخفيضات التي تشتهر بها معظم األسواق التجارية األوروبية في فصل الصيف وعند نهاية السنة ،كما ستنظم بالمناسبة أيام إعالمية ودراسية وندوات ودورات تدريبية ولقاءات إعالمية بمختلف مدن الجهة.
القبيلة المنسية بين جبال الريف
• آخر قبيلة في المغرب والمشرق ال تزال تحمل اسم القبيلة األصلي« :كتامة» • كتامة تطالب بحقها في التنمية بدل االضطهاد والقمع
تساءل الكاتب واإلعالمي األستاذ فكري ولد علي في مقالة وزعها مؤخرا على بعض وسائل اإلعالم الوطنية عن حظ قبيلة كتامة والريف عموما في المخططات السياحية الوطنية ،وكيف يتم تغييب هذه المنطقة ككل ،في البرامج الترويجية العالمية للسياحة المغربية بالرغم من كونها تزخر بموروث تاريخي وحضاري وبيئي من مستوى عال.
(�ص )4
العدد 869
الثالثاء 27دي�سمرب � 2016إلى 2يناير 2017
2
الجماعة الحضرية تصادق على مراجعة القرار الجبائي
زيادات مهولة في مختلف الرسوم والجبايات والضرائب المحلية ...والذعائر
بني مكادة األخرى!!
-
محمد �سدحي
sadhimed@gmail.com
تأكد ما شاع في طنجــة ،خالل األيــام القليلة الماضية ،بواسطة العديد من المنابر اإلعالمية الوطنية ،حول عزم المجلس البلدي لهذه المدينة ،على الزيادة في العديد من الجبايات والضرائب الحضرية ،بعد أن أقر المجلس ،خ�لال اجتماع ط���ارئ ،الخميس الماضي ،مشروع الزيادات المقترحة ،بأغلبيته البيجيدية المناصرة من االتحاد الدستوري.... األغلبية العددية لعبت الدور الحسم في تمرير هذا المشروع الذي اعترض عليه كل من التجمع الوطني لألحرار واألصالة والمعاصرة بتبريرات يصعب دحضها العتبارات مبنية على الواقع المجتمعي وعلى الظرفية االقتصادية التي ال تسمح بمزيد من الزيادات في الجبايات، بحجة المقولة الشهيرة :إن الضريبة تقتل الضريبة !!! ..... المجلس البلــدي لمدينــة طنجــة (أو مجلس الجماعة الحضرية) اختــار الدعــــوة الجتماع استثنائي طارئ لتمرير سلة الزيادات الجبائية التي تفتقت عبقرية “بعض” أعضائه عنها كحل “سحري” لتدهور الوضع المالي للبلدية التي يبدو أنها لم تعد توفر الضمانة الكافية للحصول على قروض صندوق التجهيز الجماعي ،وهو ما يمكن فهمه من تصريحات أمحجور لمنبر إعالمي محلي ،في سياق حديثه عن “مبررات” الزيادات في الجبايات المحلية. أمحجور ،وه��و ،للتذكير ،نائب العمدة وظله والناطق الرسمي باسم “الجماعة” ،زاد فقال إن القرار المتعلق بالجبايات المحلية لم تتم مراجعته منذ سنة 2003والحال أن تلك المراجعة كان من المفروض أن تتم داخل 13سنة .كما أن المراجعة ج��اءت تنفيذا إلمالءات لجنة التفتيش التابعة لوزارة الداخلية التي اعتبرت أن مراجعة القرار الجبائي “باتت ضرورية” من أجل تحسين حال الميزانية الجماعية المتدهورة .وأضاف “تحفة” أخرى إلى تحفه التي يصر على أن “يرصع” بها مختلف تصريحاته وخرجاته الصحافية ،حين أعلن أن مجلس العبدالوي يريد وضع جبايات طنجة في مستوى ما هو معمول به في غير طنجة من المدن المغربية “تحقيقا للعدالة الجبائية والضريبية” بين المواطنين ،مؤكدا أن مجلس الجماعة سبق وأن عقد لقاءات مع مؤسسات وهيئات مهنية لتدارس ملف المراجعة الجبائية وأن��ه ق��رر أن يتحمـل مسؤوليته السياسية في هذا الموضوع(!).... تماما كما “تحملها” رئيسهم الكبير ،حين عمد إل��ى جيوب المواطنين وإل��ى تدمير القدرات الشرائية للمغاربة ،بسن الزيادات واالقتطاعات ،ليتمكن من تدبير سياساته اإلصالحية التي تحتاج ،أصال ،إلى إصالح في التصور والتوجه واالبتكار والتجديد ! وهكذا التأم شمل المجلس الجماعي، بأغلبيته البيجيديـة المسانــــدة باألحبــــة الدستوريين ،الخميـــس الماضي ،ليصادقوا، كما كان متوقعا ،على مشروع القرار الجبائي الجديد“ ،باألغلبية المطلقة” المنطلقة من األغلبية العددية للحزب المكتسح ــ وتلك إحدى “مزايا” لعبة النظام الديمقراطي الذي هو أسوأ نظام مقبول ،بين األنظمة السياسية األخ��رى ــ ! هذا القرار ال��ذي تمت بموجبه مراجعة مجمل القيم والنســـب المتعلقــة بالجبايات الحضرية المتصلـــة بالتعميــــر والسكنى والبنايات السكنيـــة والتجاريـــة والصناعية واألراضي المبنية واألراضي العارية ورس��وم تسليم السكنى ورس��وم الترقيم ورسوم الضريبة على عمليات البناء سواء ما خص المساكن الفردية والعقارات المعــدة للسكن أو ألغراض تجارية أو مهنية أخرى. ومن مظاهر التجديد في هذا القرار المراجع ،ــ بصيغة الزيادات المتفاوتة النسب، ــ فرض رسوم جبائية جديدة بخصوص احتالل
الملك العام من محالت تجارية أو صناعية أو ترفيهية اعتبارا للمساحات المستعملة ونوعية النشاط التجاري ،والزيادة في قيمة الرسوم على المشروبات الكحولية وغيرها واللوحات اإلشهارية المثبتـــة والمتحركة ، ولم ينج من الزيادات خدمات “الديبانـــاج” على مستوى الحصول على الرخصة للخواص أو االستعمال وسيارات اإلسعاف وواجبات “اإلقامة في المحجز البلدي” بالنسبة للمركبات والحيوانات والسلع وفرض ذعائر جديدة على سيارات األجرة والحافالت وغيرها مما سوف تقوم جماعة العبدالوي وأمحجور باإلعالن عن تفاصيله بمختلف وسائط التواصل االجتماعي كما يجب. ولو أن القرار الجبائي المراجع تم تمريره باألغلبية المطلقة إال أن مناقشته شهدت بعض “االنتقادات” “المحتشمة “ في صفوف “المعارضة” إذ تمت اإلشارة إلى أن الزيادات في الجبايات الحضرية ال تالئم الظرفية التي تعيشها طنجة في الوقت الراهن حيث يخيم الركود على عدد من القطاعات المهمة ،ومنها التجارة والعقار. “المعارضون” اعتبروا أيضا أن المجلس التجأ إلى الحلول السهلـــة ،يعني جيوب المغاربة ،رغمـــا عنهم ،لتطعيــم صنــــدوق “الجماعة” المهدد ب “المجاعة” بعد تنفيذ األحكام المليونية ،ضد البلدية ،إنصافا لبعض من تضرروا من القرارات المجحفة في حقهم، خاصة فيما يتعلق بنزع الملكية ألذي كثيرا ما كان يطبعه اإلرتجال واإلجحاف ويصاحبه الظلم والحكرة !!! . المعارضون ذك��روا ،بالمناسبة ،بملف “الباقي لالستخالص” ال��ذي تناهز قيمته المليار درهم والذي كان من الحكمة الرجوع إليه و”تصفيته” بجميع الطرق المشروعة ، بدل اللجوء إلى الزيادات في رسوم استعمال بعض المنشآت الرياضية البلدية من طرف فرق رياضية محلية ،التي ستصبح ملزمة بدفع رس��وم تتراوح ما بين 300و 2000درهم، والحال أن من بين واجبات “الجماعة” تشجيع الممارسة الرياضية والثقافية واالجتماعية بالمدينة. ويبقى السؤال الطويل العريض :ما ذا قدمت “جماعة طنجة” لمدينة طنجة وسكانها من خدمــات بنيــويـــة وتنموية واقتصادية واجتماعية ومن مشاريع هادفة إلى تحريك االقتصاد وإنتاج الثروة ؟؟؟ !!!......
وإلى جانب موقف الحزبين المعارضين بالمجلس “التجمع الوطني لألحرار” الذي صوت ،صراحة ،ضد المشـــروع ،واألصالة والمعاصرة” الذي ع��ارض ،وتماســـك ،ثم “أم��س��ك” ،خرجت غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجةـ تطوان ،الحسيمة، ببيان انتقدت فيــه المقاربة التي اعتمدتها الجماعة في صياغة مشروع القرار الجبائي المصادق عليه خالل دورة الخميس الماضي الطارئة ،لمجلس الجماعة، ونبهت الغرفة ،إلى الظرفية االقتصادية المحلية التي تعرف تراجعا ملحوظا في الرواج االقتصادي والتجاري ،األمر الذي ينعكس على مجموعة من القطاعات كقطاع البناء والقطاع التجاري وغيرهما .كما حذر البيان من أن حالة توتر كبيرة تسود في صفوف المهنيين بمدينة طنجة ،على إثر ما تسرب من اعتزام الجماعة الحضرية إجراء مراجعة جبائية شاملة تفضي إلى زيادات كبيرة في الضرائب بنسب عالية .األمر الذي كان موضوع شكايات عديدة من طرف جمعيات مهنية تندد بالزيادات الصاروخية في الرسوم الجبائية والرسوم المحلية المقررة في القرار الجبائي المصادق عليه لجماعة طنجة .أيضا أن العرف المتبع في مراجعة القرار الجبائي ،يقتضي التشاور مع مختلف المهنيين وتبادل األفكار واآلراء للخروج بمقترحات متوافق حولها .كما أن الشراكة التي تجمع بين كل من الجماعة الحضرية وغرفة التجارة والصناعة والخدمات ،تلزم هذه األخيرة بتقديم المشورة بعد التوصل بالمقترحات. نفهم من هذا أن االجتماعات العديدة مع مؤسسات وهيئات مهنية ،التي أعلن أمحجور في تصريح لموقع إعالمي إليكتروني محلي، أنها تمت في إطار التحضير للزيادات التي روعت سكان طنجة ،كانت ،ربما ،مشاريع أحالم لنائب العمدة من أحالمه الكثيرة. واعتبارا لما سبق ،طالبت الغرفة بإرساء عدالة حقيقية بتوسيع الوعاء الجبائي وإدماج المناطق الوافدة على جماعة طنجة وكذا القطاع غير المهيكل .كما دعت إلى التدرج في عملية تنزيل الزيادات في الرسوم والضرائب المحلية ومراعاة القطاعات المتضررة التي توجد على حافة اإلفالس.
عزيز كنوني
بودرا يخلف العماري على رأس الجمعية المغربية للرؤساء والعدالة تنسحب ان��ت��خ��ب محمد بودرا ،القيادي باألصالة وال��م��ع��اص��رة ،رئيس ال��م��ج��ل��س البلــدي للحسيمـــة ،بأغلبــيــة ساحـــقـــة على رأس الجمعيـــة المغـــربية ل����رؤس����اء م��ج��ال��س الجماعات خلفا لفؤاد العمـــاري المنتهيـــة والي��ت��ه ،خ�لال الجمع العام ال��ذي جرت أط��واره يوم الثالثاء 20 دجنبر الجاري ،حيث نال ثقة رؤساء احزاب البام ،األح���رار ،الحركة الشعبية ،االتحاد االشتراكي واالتحاد الدستوري. وعرف الجمع العــام انسحــاب رؤساء العدالة والتنميــة مدعومين بالمنتميــــن لحزبي االستقالل والتقدم واالشتراكيـــة، بعد تشبث إخ��وان بنكيــران بأحقيتهــم في ترؤس الجمعية ،لكونهــــم يسيرون
المـــدن الكبــرى ،كمــا طالبــوا بتأجيــل المؤتمر الى حين تشكيل الحكومة، وتكوين لجنة تحضيرية ل��وض��ع م��ش��روع تعديل القانون األساسي للجمعية، ورفضهم انتخاب الرئيس من الجمع العام. ان��س��ح��اب رؤس����اء العدالة والتنمية يطرح الكثير م��ن ال��ت��س��اؤالت، خاصة وأنهــم كانـــوا ينتقدون استمرار تواجد العماري على رأس الجمعية ،ولطالما طالبوا بتعجيل انعقاد المؤتمر . وفسرت مصادر متطابقة موقف االنسحاب بكون العدالة فوجئت بانعقاد المؤتمر قبيل الحسم في األغلبية الحكومية ،حيث كان حزب العدالة ينوي وض��ع رئاسة الجمعية ضمن القضايا المتفاوض عليها.
محمد العمراني
قبل أيام قليلة ،بادرت إحدى الجمعيات الفتية ،التي تعنى بشؤون الطفولة والتنشئة االجتماعية في بني مكادة ،إلى تنظيم ندوة تحت شعار «الرياضة والجهوية أية عالقة ..اإلشعاع الرياضي لبني مكادة نموذج ًا»... الندوة التي احتضنها مركز تنمية قدرات الشباب بأرض الدولة، والتي سيّرها باقتدار األستاذ والناقد الرياضي رشيد الحذيفي ،شارك فيها بمداخالت قيمة كل من اإلعالمــي المعــروف محمد الصمدي ورئيس اتحاد طنجة لكرة السلة عبد الواحد بولعيش ورئيس نهضة طنجة لكرة القدم عبد الرحيم الكمراوي وسيف الدين النايب رئيس جمعية قدماء العبي اتحاد طنجة ،وتميزت بحضور جماهيري منقطع النظير في مثل هذه المناسبات ،كم ًا ونوع ًا... وكان الفت ًا ،في الكلمة االفتتاحية للجمعية المنظمة «أطفال بالدي – العزيفات» ،الهدف األساس لهذا النشاط اإلشعاعي المتميز ،وهو إعطاء الصورة الحقيقية المغايرة تمام ًا للصورة النمطية المغلوطة الملفقة لهذه المنطقة المناضلة ،ذلك أن منطقة بني مكادة التي تمتد -جغرافي ًا وتاريخي ًا -من طريق الرباط (ملعب السواني وملعب التحرير) شما ًال إلى حي الجيراري -بني مكادة القديمة جنوب ًا ،ومن حي العزيفات -الدريسية شرق ًا إلى حي بن ديبان غرب ًا ،هذه المنطقة أنجبت عدداً هائ ً ال من األسماء التي بصمت تاريخ المدينة بمداد الفخر واالعتزاز كما يقال ،وفي جميع المجاالت... وسعي ًا من جمعية أطفال بالدي -العزيفات ،التي يسيرها مجموعة من الشباب الطموح ،إلى ربط ماضي المنطقة بحاضرها وإبراز الصورة الحقيقية ألبناء بني مكادة ،أقدمت على تكريم ،في مرحلة أولى ،ثلة من أبرز الرياضيين الذين تألقوا مع فرقهم ومثلوا المدينة أحسن تمثيل ،خاصة في ثمانينيات وجزء من تسعينيات القرن الماضي وهم: • عبد السالم بولوصو :قلب دفاع الشباب الحسني الطنجي ممثل بني مكادة في بطولة القسم الوطني الثاني لسنوات عدة ،قبل ان يلتحق بفريق اتحاد طنجة الذي حقق معه الكثير من النتائج المرضية... • حميد الهانتش :أحد األحصنة الدفاعية الصلبة لقلعة بني مكادة الكروية .لعب للحسنية ثم انتقل إلى االتحاد الرياضي الطنجي الذي حقق معه حلم الصعود بعد ربع قرن من االنتظار. • إدريس المرابط :ادريس نسيج رياضي وحده ..رفيع المستوى لعب ًا وسلوك ًا .انطلق من مدرسة حي موح باكو برعاية أشقائه عبد الرحمان ومحمد وسعيد ،ثم الشباب الحسني الطنجي فاتحاد طنجة في عملية التجميع المشهورة في تاريخ الكرة الطنجية ،إضافة إلى تجربة دولية مشرفة .وال زال يتألق في عالم المستديرة كمدرب ناجح، يحقق نتائج جيدة جعلت تجربته في التدريب محط اهتمام المتتبعين. • حكيم الداودي :واحد من أهم وأبرز الالعبين الذين أفرزتهم البطولة الوطنية .انطلق هو اآلخر من فريق الحي «النجم األخضر لبني مكادة» بإشراف «فريد بنعيشة» ،ثم التحق برجاء بني مكادة بقيادة أحد األسماء التي قدمت الكثير للكرة في طنجة «خاي أحمد عمرو» ،ثم كان من الضروري أن يلعب لفارس البوغاز في القسم األول لسنوات قبل أن ينتقل إلى الوداد البيضاوي في أشهر صفقة عرفتها بطولة المغرب .واآلن يواصل مسيرته الموفقة كمدرب لفريق المدينة الثاني وداد طنجة... • أحمد بنعيسى :أحد الوجوه الرياضية في بني مكادة ،ساهم بقسط وافر في تنشيط الساحة الكروية ،خاصة على مستوى دوريات فرق األحياء التي كانت ولم تعد لألسف تعمل على تفريخ جحافل الالعبين الذين كانوا يعززون صفوف الفرق الرسمية في بطوالت األقسام الثالثة أيامها... • محمد سدحي :هذا عداء من بني مكادة القديمة .وللتدقيق، الزال أرشيف نيابة التعليم يشهد على منجزات رياضية هامة وبطوالت حققها ممث ً ال لطنجة في ملتقيات جهوية ووطنية ودولية ،في العدو الريفي كما في المسافات المتوسطة .ومحطات أخرى كثيرة ليست المناسبة مواتية السترجاعها ...ولعل مفتشَي التربية البدنية المتقاعدين األستاذين البشير بويطة والبشير الشيوة ،متعهما اهلل بالصحة والعافية ،يحتفظان ببعض الذكريات في سفريات رياضية شاقة لتمثيل المدينة على أحسن وجه... جمعية أطفال بالدي -العزيفات ،تقول للجميع ،عبر هذه الفعاليات: إن بني مكادة ليست كما يعتقد البعض مرتع ًا للمخدرات والجريمة والتطرف وما إلى ذلك ،وإنما هي منطقة مناضلة ومكافحة بامتياز، أنجبت والزالت تنجب العدد الهائل من «وليدات الرضى» الذين رفعوا اسمها عالي ًا على جميع األصعدة. من جهة الداعي لكم بالخير ،يشرفني ويسعدني أن أكون واحداً من أبناء بني مكادة العتيدة أو طنجة السفلى كما يطيب لي أن أسميها. • نلتقي!
الثالثاء 27دي�سمرب � 2016إلى 2يناير 2017
العدد 869
درد شة
م�صطفى حجاج
3
دردشة جمعتني به المجامع ،فوجدتٌ التقاعد قد كدّر ص ْفوه ،وغير طبعه ،وبعثر أوراقه ،فلم يعد الشخص المتقد نشاطا وحيوية ،وانطالقا وحركة ،وإنما غدا شخصا آخر ،يسير على غير هدى. لقد حز في نفسه أن يخرج من هذه المؤسسة العتيدة بهذه السهولة ،وبواسطة ورقة صغيرة ،تُشعره بانتهاء مدة صالحيته. صحيح أنه بلغ الستين ،وصحيح أن قانون التقاعد صريح ،ال يقبل التأويل .ولكنه لم يكن شخصا عاديا في هذه المؤسسة ،بل إنه كان يأمر فيطاع ،ويصدر القرارات ،فتن ّفذ في الحال. فكيف يتساوى مع أي موظف بسيط؟ كيف؟ كان من حق المؤسسة –بل من واجبها -أن تحرص على اكتساب وُده ،واالستمرار في االستفادة من تجاربه وخبراته التي راكمها على مر السنين ،فتُمدد أو تجدد له العقد ،أو تتصرف معه أي تصرف يحتفظ فيه بكافة امتيازاته ،من كرسي وثير ،ومكتب فخم ،وحارس أمين ،ال يسمح لخلق اهلل بالتردد على رئيسه ،إال بعد سين وجيم ،وتحقيق وتدقيق. أما أن تلفظه إدارته بجرة قلم ،وكأنه لم يكن له هذا النفوذ والهيلمان ،فهذا ما لم يستسغه ،بل كدر صفوه ،وغيّر طبعه ،وبعثر أوراقه. وقد فهمتُ أنه اآلن يحاول ترتيب هذه األوراق ،فال تطاوعه ،وال تنصاع لرغبته. ويحاول تخطيط برنامج لحياته ،فال يتوفق في ذلك .ويحاول أن يصادق الكتاب ،فال يجد الرغبة في القراءة. إنه فقد طعم الحياة ،وفقد الحافز والمُح ّفز ،فزاغت نظراته ،وثقلت خطواته ،وغلب عليه اليأس والقنوط. ولو فكر وقدّر ،ثم فكر وقدّر ،الكتشف أن الحياة قد تبتدئ بعد الستين ،خصوصا إذا كان الشخص صحيحا مُعافى ،وأن مجال ممارسة الهوايات يكون أفسح وأرحب ،حين تزول القيود التي كانت تربطك بالوظيف ،أيا كان ،وكيفما كان.
توقيع «ماذا تحكي أيها البحر...؟» للكاتبة فاطمة الزهراء المرابط بثانوية المجد التأهيلية ـ انزكان آيت ملول
إمام السلم والترقي.. عبد اللطيف �شهبون
abdelchahboun@hotmail.com
مطمح اإلنسانية أن تعيــش في سلــم وسالم.. والتصوف أفق رحب لتحقيـق هذا المطمح العزيز. تكريماً للشاعر المالي يعقــوب داكـوري ،نعيد نشر قصيدته التي ارتجلهـا بـمـداغ يوم ثاني عشر ربيع األول 1438هـ.
رسول أميـــــن دينــــه وإالهـــــه سالم ويأبى العنف من كان مسلما إاله ودود مومــــــــن متفضــــــل برحمته غطـــى األنــــام وعممــــا لطيف رحيم غافـــر الذنب ساتـــر العيوب ألهل الذكر كان معممــــا قـــوي قديـــر كــون الكـــون كله ب «كن» أمره قد كان أمرا محتـمـا وكــل جميـــل مظهـــر لجمالــــه جميل محـــب للجمـــال تكرمـــــا تحية سكــــان الجنان لدى اللقـــا سالم سالم نائر من كــان أسلمــا تحية أهل الدين ختم صالتهـــــم سالم إذا صلـــى المصلي وسلمـــا إلى السلم دين اهلل يدعو وما رمى سوى بادئ باألمر والبدء حرمــــــا وال حل لإلرهاب والعنف والعـــــدا سوى العود توا للتصوف فاعلمـــا بذا الملتقى الحب اإلالهي قد بـدا
اختتمت فعاليات «المنتدى الثاني للقراءة واإلبداع» الذي نظمه «الراصد الوطني للنشر والقراءة» بمراكش ،بن جرير ،تارودانت ،انزكان آيت ملول (أكادير) واأليام الثقافية التي نظمها «نادي القراءة واإلبداع» بثانوية المجد أزرو التأهيلية (انزكان ايت ملول) أيام 17 ،16 ،15 :دجنبر ،2016بتوقيع المجموعة القصصية «ماذا تحكي أيها البحر...؟» للكاتبة فاطمة الزهراء المرابط ،صبيحة يوم السبت 17دجنبر ،2016بفضاء الثانوية ،وبمشاركة الباحثين :الحسين أخليفة ،جامع هرباط ،محمد أيت عبدي ،تنشيط :األستاذ يوسف تاحلو. وقد استهلت الجلسة اإلبداعية بكلمة األستاذ مصطفى سبيه (مدير المؤسسة) رحب فيها بالراصد الوطني للنشر والقراءة ،واألساتذة والتالميذ على تلبيتهم الدعوة ،معربا عن فرحته بهذا اللقاء اإلبداعي الذي نظمه نادي القراءة واإلبداع ،مؤكدا استعداده الدائم لدعم مختلف األنشطة الثقافية التي تسعى إلى ترسيخ قيم القراءة والتشجيع عليها. وفي عرض حول تجربة «الراصد الوطني للنشر والقراءة» في مجالي القراءة والنشر تحدث األستاذ رشيد شباري (الكاتب الوطني لرونق) عن طبيعة القراءة التي يطمح «رونق المغرب» إلى ترسيخها في نفوس الناشئة ،مستعرضا األنشطة التي نظمت لفائدة التالميذ والشباب على المستوى الوطني ،من ورشات تحسيسية في القراءة وتكوينية في الكتابة القصصية ولقاءات مفتوحة والتي أفرزت ثلة من األقالم الشابة المبدعة ،مشيرا إلى حرصه الكبير على جودة الكتاب المغربي مضمونا وشكال من خالل المساهمة في إصدار مجموعة من األعمال ومواكبتها إعالميا ونقديا. وفي ورقته النقدية التي وسمها بـ«جماليّات الحكاية والخطاب في القصة القصيرة :قراءة في قصص «ماذا تحكي أيها البحر..؟» لفاطمة الزهراء المرابط» أشار الباحث الحسين أخليفة إلى عتبات المجموعة ونصوصها الموازية التي تتقاسم عوالمها الداللية والتخييلية :الذات السردية ،والكتابة ،والبحر ،وتتبع الوشائج والعالقات التي تنسجها الذوات السردية ،بما يحيط بها من أصوات سردية ومواقف يومية وحوادث مؤرقة مثل :المدينة ،والبحر ،واإلدارة (الفساد ،الزبونية، الرشوة) ،والدين ،والسفر ،واإلبداع ،والعالقة الملتبسة بين الرجل والمرأة (الحب ،الخيانة ،الزواج ،الطالق ،العنف) وغيرها .كما تحدث عن السمات والخصائص الجمالية لنصوص المجموعة منها :التكثيف
واإليجاز والشحن الداللي ،غنية بحزم خصيبة من المعاني والدالالت والصور واالستيهامات ،ولغة أنيقة رصينة شاعرية ،قائمة على التكثيف من االنزياحات الدالة والصور الشعرية الموغلة في الخيال .واختتم ورقته بالحديث عن نجاح الكاتبة في اقتناص تفاصيل حياتنا المعاصرة وتالمس جملة من سراديبها المظلمة ،وتصوغها في لوحات فنية وصور سردية بديعة ،جديرة بالقراءة والتأمل. وحول المجموعة نفسها ،استهل األستاذ محمد أيت عبدي ورقته التي عنونها بـ «قلق السؤال في المجموعة القصصية «ماذا تحكي أيها البحر...؟»» بالحديث عن خصائص الخطاب السردي النسائي الذي تعد قراءته مغامرة ممتعة وشاقة ،نظرا لتنوع التقنيات الموظفة كالحوار والحلم واإلسقاط واعتماد القناع ،ثم قدم قراءة في عنوان المجموعة الذي جاء على شكل سؤال غير مكتمل متبوع بنقط الحذف مما يحيل على تناسل األسئلة ،كما تناول في ورقته حضور مجموعة من األسئلة التي تفرض نفسها على القارئ ،فهي أسئلة تسائل الواقع البئيس انطالقا من وعي الذات المبدعة بمحيطها وتفاعلها معه. أما الباحث جامع هرباط فقد ساهم بورقة نقدية عنونها بـ «تجليات التناظر في «ماذا تحكي أيها البحر...؟»» تحدث فيها عن نجاح الكاتبة في التعبير عن الجوانب النفسية والوجدانية لألنثى ،خصوصا وأن الكتابة ظلت في األدب المغربي حكرا على الرجل وكثيرا ما تميط العين عن معاناة المرأة وتطلعاتها بشتى مستوياتها ،متسائال عن مدى قدرة األدب الذكوري في بلوغ مقاصد األنثى وولوج عوالمها الخفية ،وأن يترصد صمتها وأحالمَها ،أن يفضح ما هو كائن في جسدها؛ فمن هذا المنطلق تستمد المجموعة «ماذا تحكي أيها البحر..؟» أهميتها في عوالم السرد والسردُ النسائي تحديدا .كما تطرق في ورقته إلى البناء السردي في المجموعة الذي جاء متوازيا ومتناظرا في أحيان كثيرة ،وذلك بتناول المستويات التالية :تيمة السؤال ،تقابل األنثى والرجل ،التقابل اللغوي ،البعد االجتماعي والمرجعي ،التناص والكتابة ،تقابل الذات واألمكنة. وبعد االستماع إلى األوراق النقدية تناولت القاصة فاطمة الزهراء المرابط الكلمة للحديث عن تجربتها اإلبداعية ،ثم فتح النقاش أمام األساتذة والتالميذ الذين سجلوا حضورهم لالحتفاء بالمجموعة القصصية «ماذا تحكي أيها البحر...؟».
ترى كل فـرد عاشقــــا أو متيـمــا مالئكــــة المولى بدار نعيمــــــه تحيتهم فيها الســــالم متممــــا أتينا إمام السلم حمـــزة سيـــدي إمام الترقي كان للقــوم سلمــــا أتى أرضه األفواج من كل وجهـــة رأوا مركـــــزا نـــــورا وعلـمــــــا جــزاه إاله الكــون خيـــر جزائــــه وصلى على موروثــــه ثم سلمـــا نبي الهدى واآلل والصحب دائمــا صالة تنامت تمأل األرض والسمــا
العدد 869
4
الثالثاء 27دي�سمرب � 2016إلى 2يناير 2017
«كتامة»
القبيلة المنسية بين جبال الريف • من الحسيمة إلى القاهرة ودمشق • آخر قبيلة في المغرب والمشرق ال تزال تحمل اسم القبيلة األصلي« :كتامة» • كتامة تطالب بحقها في التنمية بدل االضطهاد والقمع تساءل الكاتب واإلعالمي األستاذ فكري ولد علي في مقالة وزعها مؤخرا على بعض وسائل اإلعالم الوطنية عن حظ قبيلة كتامة والريف عموما في المخططات السياحية الوطنية ،وكيف يتم تغييب هذه المنطقة ككل ،في البرامج الترويجية العالمية للسياحة المغربية بالرغم من كونها تزخر بموروث تاريخي وحضاري وبيئي من مستوى عال. أو لم يكن من المجدي للمغرب ولقبيلة كتامة والقبائل الريفية أن تــدرج هذه المنطقة الغنية بطبيعتها الخالبة وبمناخها الجذاب، وبتنوع طبيعة األنشطة السياحية التي يمكن أن توفرها بقليل من العناية واالهتمام ،وقليل من المهنية في التخطيط السياحي الوطني الذي يغلب عليه طابع “السهل المتيسر” ،لو تم إدراجها في مختلف المخططات السياحية الوطنية التي يتنافس بها المغرب مع مختلف البلدان السياحية سواء في المحيط المتوسطي أو عبرالعالم ،من أجل تحقيق رؤية ،2020الهادفة إلى جلب 20 مليون سائح بعد ثالث سنوات ،وتفادي “إرجاء” هذه الرؤية ،من جديد ،إلى موعد آخر كما حصل مع “رؤية ”2010؟ وبالرغم من أن المغرب اتجه أيضا إلى تنويع مخططاته السياحية بإدراج السياحة القروية في برامجه الترويجية ،فإن منطقة كتامة والريف ، بوصف عام ،لم تستفد من تلك البرامج ،علما ما للسياحة القروية من مزايا اقتصادية واجتماعية هامة ومن دور كبيرفي تحقيق التنمية الدائمة، خاصة والعنصر البشري في هذه المنطقة مؤهل ماديا وثقافيا وعمليا لإلسهام الفعلي في إنجاح المشاريع السياحية بهذه المنطقة التي تعتبر من عيون قبائل الريف األمازيغية الواقعة بين قبائل صنهاجة السراير وغمارة وبني زروال ومتيوة ـ جبالة. وق��د تعددت ال��رواي��ات ح��ول أص��ول قبيلة كتامـــة ،حيـــث نسبها العرب ،ومنهم الطبري والكلبي إلى قبيلة حمير اليمنية ،بينما يرى األمازيغ أنها تنحدر من كتام بن برنس تفرعت إلى “غرسن“ و “يسودة” ومنهما تناسلت كل بطون كتامة المعروفة عند المؤرخين الذين ذك��روا في كتاباتهم حسب موقع “النسابون العرب” ،أن أهل كتامة “عناصر محلية أصيلة ارتبطوا بهذه البالد وعرفوا على أرضها منذ فجر التاريخ وأنه لم تأت بهم الهجرات البشرية التي كان شمال افريقيا مسرحا لها في العالم القديم”
إال أنهم اختلطوا كغيرهم من سكان المغرب بالعديد من العناصر الطارئة ،بسبب الهجرة أو االختالط عن طريق المصاهرة أو التحالف أو طول الجوار. وبين ما ذهب إليه بعض النسابين العرب من أن أهل قبيلة كتامة هم أبناء برنس بن بر بن مازيغ بن كنعان بن حام ،ومن ثم ،وحسب ابن خلدون“ ،دي��وان المبتدإ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان األكبر” يلتقون مع أهل فلسطين في األصل والنسب ،وبين النسابين األمازيغ الذين يربطون نسب أهل كتامة بـ “غرسن “ بن كتام و “يسودة” بن كتام ،بن برنس ،تبقى الحقيقة أن قبيلة كتامة هي من أهم القبائل األمازيغية في المغرب وفي شمال إفريقيا ،عددا وشأنا ،حيث اشتهرأهلها بقوتهم ورباطة جأشهم ودفاعهم عن أرض اإلسالم إذ تمكنوا من اإلطاحة بدولة األغالبة بتونس وكان لهم دور حاسم في نشأة الدولة الفاطمية وفي تأسيس مدينة القاهرة حيث ال ي��زال لهم ذك��ر في المواقع األثرية بهذه العاصمة كما في دمشق حيث توجد باب المغاربة.
وكانت كتامة تنتسب في القديم إلى إقليم نوميديا قبــل اندحـــار االمبراطورية الرومانية ومجيء البيزنطيين الذي كانوا أسوأ من الرومان بما تسببوا فيه للمنطقة من خراب ودمار وألهلها من ظلم وإذالل ،فتعبأ أهل قبيلة كتامة لمحاربة الغازي الجديد ودحره إلى أن جاء الفتح االسالمي الذي أعاد للقبيلة وأهلها كامل السيطرة على منطقتهم. وتميز أهـل كتامة على ال��دوام ،بخصــال كريمة ،وعادات حميدة منها الشجاعة وحماية المالجئ وتوقيــر أهل العلــم وإك��رام الضيف والثبات على المبدأ وإسهامهم الواسع في نشر اإلسالم والعلوم االسالمية حيث لمع منهم عدد كبير من العلماء األجالء ومن القادة السياسيين في المغرب والمشرق. وتميزت كتامة باالستماتة في الدفـــاع عن منطقتها بأن قاومت محاوالت الغزو األجنبي ،ال سيما الروماني والوندالي والبيزنطي ،إلى الفتح اإلسالمي الذي اقتنعت به وتحالفت معــه وشكل العنصران األمازيغي واإلسالمي مجتمعا جديدا، كما شكال قوة مكنت من طرد االحتالل البيزنطي والروماني لتقوم بالمنطقة ممالك أمازيغية
معروفة بلغ نفوذها كامـــل إفريقيا الشمالية وم��ص��ر ،حيث ناصر أم��ازي��غ المغرب الدعوة الفاطمية التي كان لهم دور كبير في تأسيس دولتها ،وال زالت آثارهم بالمشرق العربي تدل على وجودهم وحمايتهم للفاطميين بالرغم من حمالت االنتقام العديدة التي تعرض لها أبناء المنطقة على يد العباسيين واألمويين. ويتفق المؤرخـون على أن أهل كتامة شعب أمازيغي أصيل ينتسب إلى الجد األكبر كتام بن برنس وهو من أشهر الشعوب األمازيغية وأشدهم بأسا وقوة وأكثرهم استقرارا وتمرسا بالحضارة .وبعـد أن تفرقوا في بلدان المغرب والمشرق ،لم يبق منهـــم سوى قبيلة واحدة بالعالم تحمل اإلسم األصلي للقبيلة “ :كتامة” وتوجد بين جبال الريف المغربي ،شمال البالد، وهي بحاجة اليوم إلى سياسة تنموية ترد إليها االعتبار وتفتح أمام أبنائها طريق النمو واالزدهار وسبل النماء واألم��ن والطمأنينة واالستقرار ، لتسترجع المكانة التي اشتهرت بها بين البلدان واألمصار على مر السنين والعصور واألزمان.
عزيز كنوني
العدد 869
الثالثاء 27دي�سمرب � 2016إلى 2يناير 2017
مصابات بالسرطان ،،،،يروين معاناتهن مع العالج ومصاريفه التي ال تنتهي ...في ظل تقصير كبير من الدولة و دعم محدود من المجتمع المدني «المرض الخبيث»« ..المرض الخايب»« ..داك المرض»، كلها أسماء تعكس عالقة متشنجة بين المغاربة ومرض السرطان ،المصابون أشبـه باألمــوات ،عندما يتنكر لهم محيطهم القريب ،ويضيف إلى معاناتهم مع األلم ،معاناة ال تقل قسوة ،إنها «ظلم ذوي القربى». «أنا راضية…المرض عطـــاه لي ربــي ما عنـــدي ما ندير…» ،تقول مليكة وهي تغالب دموعا أبت أن تذرفها أمام المارة…مليكة ،هجـرت مدينتها تازة هربا من نظرة محيط يحسبهـــا في عداد األمــوات بسبب إصابتهــــا بمرض السرطان…«بعــت الدار فتــازة وجيــت لطنجة
بين سندان المرض ومطرقة تكاليف العالج…
حال مليكة ،ال يختلف كثيرا عن حال العديد من المصابين بمرض السرطان ،فالتنقل من مدينة إلى أخرى لتلقي العالج أضافت لمعاناة المرض معاناة المصاريف المادية التي تثقل كاهل األسر البسيطة، فتكاليف السكن في الرباط أو في المدن الكبرى ليست باألمر الهين ،إذا أضيفت له مصاريف التنقل واألدوية. بوصولها إلى الرباط ،وجدت مليكة نفسها أمام تحديات كثيرة ،بين بدء رحلة العالج الطويلة بعزيمة قوية ،وبين توفير السكن والمأكل والمشرب لها والبنتها التي رافقتها… «راجلي عسكري متقاعد ،على قد الحال اهلل يكون فعوانو…فاألول تكلفت بيا بنت اختي من الرضاعة ،لكن بديت كنحس براسي ثقلت عليها ألن العالج كيطول ،ومشات بنتي كتخدم فالديور باش تصرف علينا…» ،عمل ابنتها كخادمة في المنازل كان كفيال برفع بعض التكاليف عن كاهل األسرة ،ليس بمدخوله ،وإنما ألن الفتاة تعرفت عن طريقه على منزل سيدة ،فاعلة خير ، ،اقترحت فتح بيتها ألحتضان أمها المريضة ،وتتكفل بتوفير األكل والنقل لها ،وتسمح بسكن مرافقة مع المريضة لإلعتناء بها… فانتقلت مليكة وابنتها إلى منزل السيدة .
اختلفت األسباب والسرطان واحد…
عقارب الساعة تشير إلى الحادية عشر صباحا… بالمستشفى ،و بعد انتظار طويل تس ّلي المريضات بعضهن البعض بالحديث وتبادل حكاياتهن مع السرطان… «فبالدي ما كيعرفوش مرضي» تقول رقية التازية ،كما تناديها صديقاتها ،شابة في نهاية عقدها الثالث ،شربت من نفس الكأس الذي شربت منه مليكة ،فإصابتها بالسرطان ،منذ عشر سنوات كانت بداية نهاية حياتها اإلجتماعية… «محيطي لم يرحمني ،فحتى أقرب المقربين مني «شمتو فيا» وأصبحوا يرفضون مخالطتي ربما ظنا منهم أنني «غانعاديهم »،أو أنني سأطلب منهم تغطية تكاليف عالجي وأصبحوا يسمونني بـ «تريكة المرض». «جعلوني أحــس أنني دون أي قيمــة في المجتمع ،إذ تحولت من الفتاة اليتيمة الجميلة التي كانت معيلة أسرة الجنـدي الشهيد ،إلى المريضة العالة التي بمرضها أصبح الجميع يتحاشاها ويتحــاشى أسرتهــا خوفــــا من أن يطلبوا إحسانهم…» حديث رقية هنا ليس عن جيرانها أو أصدقائها ،بل عن عائلتها المقربة من أعمامها وأخوالها الذين جعلوا من مرضها مادة تندّر ،خصوصا بعد أن قام خطيبها بفسخ الخطوبة بعد علمه بمرضها ليتزوج بابنة خالها، ولجوئها إلى الطـب النفسي لتجـــاوز صدمة اإلصابة بالمرض في سن مبكرة…«لم تؤثر في صدمة اإلصابة بالسرطان بقدر ما أثرت في الطريقة التي عرفتها بها… فبسبب األعراض التي كنت أعاني منها كنت أتابع العالج لدى طبيب عام لمدة طويلة ،ويوم جئت أبشره بخطبتي ألنه كان دائما يمازحني بخصوص تأخري في الزواج ،وجدته يطالع أوراقا على مكتبه بوجه متجهّم ،ليرفع رأسه ويقول لي دون مقدمات «واش عندك شي أمالك ؟ سيري بيعيهم ونزلي للرباط تداواي راه فيك المرض الخايب… «ال أستطيع وصف حالتي النفسية حينها ،لكن ما زلت أعاني من توابعها ليومنا هذا ،إذ ال أستطيع متابعة العالج بطريقة طبيعية دون مرافقة نفسية».
في الطريق إلى العالج…
5
حكاية رقية ومعاناتها لم تنته مع ابتعادها عن محيطها «غير المتفهم» وتوجهها إلى مدينة الرباط لتلقي العالج ،لكنها بدأت فصوال جديدة زادت الطين بلة… «التكرفيس اللي دوزتو أنا ما دوزو حد» تؤكد رقية وهي تحكي قصتها مع مدينة الرباط و«مسلميها» كما تقول…«أول مرة جئت فيها للرباط كانت في شهر رمضان ،لسوء حظي تأخر القطار ألتأخر عن المستشفى الذي وجدت أن موظفيه قد غادروا عملهم… ما يعني أنني اضطررت إلى قضاء الليلة أنا وأختي في الرباط التي ال نعرف فيها أحدا…اضطررنا إلى قضاء تلك الليلة في المحطة الطرقية «القامرة» في انتظار طلوع النهار ،لنتوجه إلى المستشفى على أساس أن آخذ موعدا ونعود أدراجنا إلى مدينتنا في انتظار حلوله ،إال أن حالتي الصحية آنذاك جعلت الطبيب يستعجل قيامي ببعض التحاليل…» . انتقال رقية المفاجئ للسكن في الرباط جعلها أمام تحدي إيجاد مأوى . لجأت في البداية إلى اكتراء «مطربة ،أو سداري» يعني مكانا للنوم حسب عدد األفراد ،في دور الصفيح القريبة من المستشفى مقابل عشرة دراهم لليلة الواحدة لكل منهما…استمر مقام رقية في «البرارك» حتى أجرت عملية استئصال الثدي…لتستيقظ في ليلة من الليالي على صوت الجرافات التي أتت لتهدم الدوار الذي تقيم فيه ،لتجد نفسها في الشارع مرة أخر… «دار نسيبة» بالرباط ،تقدم المأوى لنساء يصارعن الموت ،زينب واحدة منهن…امرأة في بدايات عقدها الخامس ،األخت الكبرى ألربعة فتيات يتيمات األب ،تركت مدينتها وأسرتها التي تعولها لتعالج من
إعداد :لمياء السالوي lamiae.s.81@gmail.com اللي ما كيعرفني فيهـا حــد ،الناس غيـر عرفوني مرضت بـ«الكونسير» «بداو كيعزيو والدي فيا…كلشي حاسبني دابا من الموتى…». باعت مليكــة منزلهـا بتازة ،وحملت سنواتهــا التسعة والخمسين وأبناءها السبعة في اتجاه مدينة طنجة ،أمال في محيط أكثر تفهما ومنزل أكثر قربا لمدينة الرباط ،لتكون رحالتها المكوكية أكثر سهولة نسبيا…«بعد ثالث سنوات من التنقل بين األطباء ،اكتشف أحدهم إصابتي بسرطان الرحم…نصحني بالتوجه فورا إلى العاصمة للبدء في رحلة العالج الطويلة…».
سرطان القولون الذي اكتشفت إصابتها به منذ ثالثة أشهر «كنت أنا المعيل الوحيد ألسرتي ،بعد مرضي، لم أعد استطيع أن أتابع عملي في الخياطة ،ولم يعد لنا معيل ولكن «عندنا اهلل»… رحالت زينب من وإلى الرباط استنفذت مدّخراتها ومدخرات أسرتها الصغيرة… «أول ما جيت للرباط بقيت نازلة فأوطيل ،ما كنتشي كنعرف الجمعيات ،كنت كنضطر نبقى نمشي ونجي ،فحالة إذا ما جبرتش الدوا باش ما نزيدش مصاريف السكنى»… تكاليف التنقل والعالج جعلت إبنة مدينة طنجة تفكر جديا في ترك العالج واالستسالم لألمر الواقع ،الشيء الذي أوقفه تدخل إحدى المعارف بمدينة طنجة التي دلتها على «دار نسيبة» إليواء مرضى السرطان…«بعدا هنا جالسة بكرامتي ،ما كاينش اللي كيطالبني بشي حاجة ،وحتى حد ما كيخليني نحس بالدونية أو النقص ،وايال احتاجيت الدوا كيوفروه لي» .تشرح وهي تكفكف دموعها… «اإلنسان ال يملك أعز من كرامته ،لذلك أناشد وزارة الصحة والعاملين في المستشفيات بحسن معاملة مرضى السرطان ،فالعامل النفسي من أهم مداخل العالج…وال أريد أن أستفيض في هذا الموضوع أكثر من هذا» تقول وهي تمسح دموعا أنزلتها ذكرى حادثة وقعت لها في المستشفى رفضت أن تكشف تفاصيلها ،لتنشغل بترتيب أوراق ملفها الطبي استعدادا ليوم جديد للتنقل بين المستشفيات… «هاد المرض كيساوي الكل وكيخلي كلشي ضعيف…» جملة لخصت بها زينب حال مرضى السرطان… تتعدد أسماؤهم وحكاياتهم مع المرض والتكاليف المادية للعالج… معاناتهم تساوي الرجل والمرأة ،الغني والفقير ،لكن يبقى القاسم المشترك بينهم هو حاجتهم للدعم النفسي من األسرة ،من المحيط ،ومن المجتمع الذي يرفضون نظرته إليهم على أنهم في عداد األموات…
«الراميد»…معاناة أخرى «الحكومة دارت خيـــر تكملــو» تشـــرح رقيـــة ما تصفه بمأساتها مع نظــام المساعدة الطبيــة «الراميد»… «أنا أصبت بالسرطان قبل عشر سنوات، أي قبل مدة طويلة من انطالق الراميد ،كل مراحل عالجي كانت في الرباط ،هناك طبيب يتابع حالتي منذ وصولي لمستشفى موالي عبد اهلل ،وشاء اهلل أن أصاب بالمرض مجددا ،ألفاجأ عند انتقالي للرباط الستئناف رحلة العــالج بإدارة المستشفى تخبرني أنني لن أستطيــع أن أستفيــد من الخدمـات التي يوفرها «الراميد» إال في مدينة فاس…أيعقل أن أبدأ رحلة العالج من الصفر؟ أن أعاود رحلة البحث عن المسكن والجمعيات مرة أخرى؟» رفض إدارة المستشفـى لبطاقة الراميد التي تحملها ،جعل رقية تضطــر لمحاولــة تدبــر أمرها بمساعدة المحسنين الذين يقدمون المساعدات لنزيالت «دار النسيبة» وغيرها من الدور التي فتحها أصحابها إليواء المصابين بمرض السرطان… إننا نتعامل مع مريض السرطان بنوع من الشفقة ،وربما بنوع من اإلقصاء ،وفي بعض الحاالت كذلك نتعامل معه على أساس أنه عقاب إلهي مع العلم أنه قد يصيب أي شخص. وفي هذه الحالة يكون لدى المصابين بهذا الداء معاناة نفسية مزدوجة ،معاناة من نظرة المجتمع إليهم من جهة ،ومن جهة أخرى يحضر هاجس الولوج للعالج ،إذ نالحظ تمركزه في مدينة الرباط والدار البيضاء أو المدن الكبرى التي تتوفر على مستشفيات جامعية ،مما يزيد الطين بلة ،ألنه في هذه الحالة تضاف للمصاب معاناة أخرى وهي اإلقامة في مدينة بعيدة عن مدينته ،بطنجة و مدن الشمال المعاناة تتضاعف ،لبعد المسافة و قلة الحيلة ،نساء يتجرعن مرارة السرطان و يزيد على آالمهم ،ألم تدبير مصاريف العالج . معاناة التنقل ومعاناة اإلقامة ،تُدخِل أسرة المصاب هي األخرى في المعاناة ،المصاريف تصبح كثيرة، وألن رحلة العالج مثال من طنجة إلى الرباط أو البيضاء ،تتطلب الكثير من التضحيات ،فهناك من يترك عمله الذي قد يكون المدخول الرئيسي لألسرة ،والمعاناة تتضاعف ألن المصاب في هذه الحالة عوض أن يركز على مرضه وألمه يركز في ذهنيته على ظروفه وظروف أسرته المادية ،وفي كثير من األحيان يلجأ المريض هنا إلى إحسان المجتمع والجمعيات الخيرية لتوفير المسكن واألدوية ،مسألة اإلحسان هذه هي منارة من نور ،و تآزر بين فئات المجتمع ،وتقوم بأدوار غابت عنها مؤسسات الدولة لألسف. في اعتقادي ،هناك السرطان الذي يصيب جسم الفرد ،وهناك سرطان من نوع آخر وهو مخلفات السرطان اإلجتماعية ،بمعنى أن ما تثيره اإلصابة بهذا المرض داخل المجتمعات من ردود الفعل ومن التكاليف القوية ومن الرحيل من مدينة إلى مدينة ،هو سرطان آخر بحد ذاته يسري في عروق المجتمع بفعل السرطان الحقيقي الذي يصيب جسم اإلنسان ،لذلك أعتقد أنه يجب التفكير جديا على مستوى الدولة في ال مركزية العالج ،بمعنى أن ال نمركز التطبيب ألمراض من هذا النوع ،في مدن الرباط والدارالبيضاء، فالمغرب شاسع وبالتالي يجب أن نفكر في مناطق أخرى بعيدة كل البعد عن التطبيب فيما يخص مرض السرطان واألمراض الخطيرة .
العدد 869
6
الثالثاء 27دي�سمرب � 2016إلى 2يناير 2017
الجوع يعتصر أمعاء عامالت وعمال النظافة بوزان
قضايا الشمال في الصحافة الوطنية مواعد الفحوصات الطبية للمواطنين بمستشفى الحسيمة تتجاوز السنة
أثار نشر وثائق على موقع التواصل االجتماعي «فايسبوك» ،من قبل نشطاء حقوقيين بمدينة الحسيمة، وهي تظهر تحديد مواعد إلجراء فحوصات طبية حدد أمدها في سنة( ،أثار) الكثير من الجدل ،فضال عن سخط عارم تجاه المستشفى الجهوي محمد الخامس بمدينة الحسيمة ،حيث تفرض هذه المواعد على المواطنين االنتظار لسنة كاملة قصد إجراء هذه الفحوصات. وتظهــر إحدى هــذه الوثائــق أن موعدا إلحــدى المواطنات التي وفدت إلجراء فحوصات مستعجلة ،حدد في 14من شهر مارس سنة ،2017بالرغم من أن الوثيقة سلمت إليها في شهر ماي المنصرم من السنة الجارية ،أي عليها االنتظار حوالي 11شهرا حتى يصل دورها ،رغم أن هذه الفحوصات هي في حد ذاتها أمر اعتيادي وال تتضمن
أي أسباب من شأنها تأخير إجراء الفحوصات ،نظرا النعدام األدوية ،أو األجهزة المستعملة في هذا األمر. وقد أثار هذا األمر حالة من السخط والتذمر ،لدى نشطاء مواقع التواصل االجتماعي ،كما أظهر جانبا من معاناة سكان الحسيمة ،مع حقهم في التطبيب ،في الوقت الذي أظهر األمر أيضا ما يعرفه مستشفى محمد الخامس بالمدينة من ترد على مستوى الخدمات ،إلى جانب غياب الوسائل اللوجستيكية ونقص حاد في الموارد البشرية، رغم الشكايات التي تتقاطر بشكل دوري لمطالبة المصالح الوزارية بإمداد هذه المؤسسة الصحية بالوسائل الكافية ،باعتبارها السبيل الوحيد لآلالف من المواطنين باإلقليم. وطالب النشطاء الحسين الوردي ،وزير الصحـــة،
بالتدخل وفتح تحقيق دقيق للكشف عن األسباب الكامنة وراء إصدار هذه المواعد المثيرة للجدل ،والتي تظهر جانبا من االستهتار بصحة المواطنين بالمدينة ،وتضرب بعرض الحائط كل المنطقة التي ال تزال تغلي على إثر حادثة سحق بائع للسمك ،خالل الشهرين الماضيين. ونبهت بعض المصادر إلى أن تحديد مثل هذه المواعد ،يرجح أن وراءه الغياب المتتالي لألطباء بالمؤسسة الصحية ،وإمكانية اشتغالهم في مصحات خاصة ،مما جعل المواطنين ينتظرون لما يقارب السنة قبل حلول وقت إجراء فحوصات طبية ،في انتظار سنة أخرى إلجراء عملية ،أو ما شابه ذلك.
محمد أبطاش
األمطار تنقذ سكان تطوان من شبح العطش قررت لجنة اليقظة والتتبع المحدثة لدى عمالة تطوان وقف العمل ببرنامج قطع تزويد السكان بالماء الصالح للشرب الذي تنفذه سلطات المدينة بتنسيق مع شركة «أمانديس» ،وذلك على إثر التساقطات المطرية المهمة التي عرفتها المنطقة ،والتي مكنت من ارتفاع نسبة ملء حقينة السدود. وأعلنت شرفات أفيالل ،الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء، أن تزويد مدينة تطوان والجماعات المجاورة بالماء الصالح للشرب سيتم بصفة مستمرة ابتداء من يوم اإلثنين ،مع تتبع دقيق للوضعية المائية ،داعية السكان إلى مزيد من الترشيد وعقلنة استعمال المياه .وكشفت الوزيرة عن نسبة ملء السدود ،والتي بلغت 6،2مليون متر مكعب بالنسبة لسد موالي الحسن بلمهدي ،و 10مليون متر مكعب بسد «مرتيل» ،وهي أقصى نسبة يمكن أن يخزنها في المرحلة الحالية ،حفاظا على سالمة هذه المنشأة. وفي السياق ذاته ،تحاشى الحاضرون باجتماع لجنة التتبع ،صباح اإلثنين بمقر عمالة تطوان لبحث مستجدات مشكل أزمة الماء ،التطرق إلى السبب الجوهري والرئيس في ندرة المياه بالمنطقة ،والمتمثل في التأخر الكبير لسير األشغال بسد واد مرتيل ،الذي أعطى الملك محمد السادس انطالقة األشغال به سنة ،2008على أن يكون جاهزا سنة ،2013ليضمن لسكان مدن تطوان والشريط الساحلي تزودهم بالماء الصالح للشرب لمدة طويلة بحكم حجم طاقته االستيعابية التي تصل إلى 100مليون متر مكعب. وصرح مصدر حضر االجتماع بأن البيان المنبثق عنه اكتفى بالتحدث عن وتيرة تقدم األشغال بالمشاريع «الترقيعية» ،حسب وصفه ،التي اعتمدتها السلطات
المحلية لتدارك األزمة ،والمتمثلة في ربط سد موالي الحسن بلمهدي بسد طنجة المتوسط بواسطة قنوات على طول 24كلم ،وربط سد النخلة بسد موالي بوشتة بالطريقة نفسها على مسافة 25كلم ..بينما يضيف المتحدث ذاته ،تجنب الحاضرون النبش في أصل المشكل، حيث تجاهلوا تماما مناقشة أسباب تأخر األشغال بسد واد مرتيل لثالث سنوات كاملة ومساءلة الشركة التي كانت مكلفة بإنجاز المشروع ،قبل سحبه منها من طرف الوزيرة الوصية على القطاع شرفات أفيالل ،عن هذا التأخر الكارثي الذي جعل المنطقة بكاملها متوقفة على ما تجود به السماء من أمطار ،في ظل السعة المتواضعة لسدود النخلة ،أسمير وموالي الحسن بلمهدي. ويجدر بالذكر أن هذا االجتماع مع لجنة تتبع ملف أزمة الماء حضره كل من الكاتبين العامين لعمالتي تطوان والمضيق ـ الفنيدق ،ومدير الحوض المائي اللوكوس ومدير المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بتطوان ومدير شركة التدبير المفوض «أمانديس» وممثلون عن الجماعات الترابية المعنية بالمشكل. وفي سياق ذي صلة ،علمت «المساء» من مصادرها الخاصة أن ممثلي الجماعات الترابية الموقعة على بيان اجتماع لجنة التتبع ،والذي قضى بتعليق قرار قطع الماء عن األحياء السكنية بتطوان ومدن الشريط الساحلي ،مرة أخرى ،لم يكلفوا آنفسهم عناء مناقشة حيثيات الموضوع مع السلطات المحلية أو طرح استفساراتهم عليها حول مضمون البيان ،المعد سلفا .بل اكتفوا ،وفق المصادر ذاتها ،بالتوقيع عليه بصفتهم المنتخبة سواء تعلق األمر برؤساء الجماعات الحاضرين أو بنواب الرؤساء المتغيبين،
وهو التصرف نفسه الذي قاموا به في اجتماع شهر أكتوبر الماضي حين تم تقرير تقنين توزيع الماء على سكان المنطقة ،حيث اختزل دورهم وقتها في التوقيع فقط على البيان دون أدنى مناقشة أو حتى إبداء رأي. من جهتها ،قالت الوزيرة المنتدبة المكلفة بقطاع الماء في اتصال مع «المساء» إن عودة المياه إلى توزيعها االعتيادي بتطوان والمدن المجاورة هو إجراء طبيعي وضروري بالنظر إلى التساقطات المطرية الغزيرة جدا التي عرفتها المنطقة حيث إن المواطنين لن يستسيغوا استمرار حرمانهم من الماء الصالح للشرب وشوارع مدنهم تجري بها السيول .كما وصفت الوزيرة هذا القرار بالمنطقي على اعتبار المخزون المائي المتوفر حاليا في سدودالمنطقة والذي بلغ 28مليون متر مكعب ،وهو ما يسد استهالك مدن تطوان والشريط الساحلي لفترة تصل إلى عشرة أشهر ،في انتظار ،تضيف الوزيرة ،االنتهاء من أشغال مشروعي نقل المياه إلى سدي موالي الحسن بلمهدي والنخلة .وبخصوص األخبار المتداولة على نطاق واسع حول تهريب الشركة المكلفة ببناء سد واد مرتيل لمواد البناء الخاصة بالمشروع إلى مشروع آخر تشرف عليه ،شددت الوزيرة أن هذه األخبار ال تعدو كونها إشاعات فقط تدخل في إطار تصفية حسابات خاصة بين مقاوالت متنافسة، مؤكدة بأنها وقفت على سير األشغال بالسد شخصيا وتتابع تقدمها عن كثب ،وتابعت بأنها ستوفد لجنة تفتيش لعين المكان للبحث مع المشرفين على المشروع كل العمليات التقنية المنجزة والتي توجد قيد اإلنجاز.
رضوان الحسوني
طنجة تريد تفويت بناء خمسة مرافق مهمة إلى وكالة الشمال تتجه جماعة طنجة إلى تفويت مجموعة من األوراش المتعلقة بتأهيل المدينة في مجال البنيات التحتية ،إلى وكالة تنمية وإنعاش أقاليم الشمال، الستكمال أشغال بناء مرافق عمومية تندرج في إطار برنامج «طنجة الكبرى» ،وذلك بعد إدراج نقطة متعلقة بالموضوع ضمن جدول أعمال دورة استثنائية لمجلس المدينة ،يرتقب أن تنعقد نهاية الشهر الجاري. ويهم القرار الجماعي الذي يتوقع أن يحصل على موافقة أغلبية أعضاء مجلس المدينة ،خمسة مرافق خدماتية في طور البناء ،ينتظر أن تعوض مرافق عمومية مماثلة قديمة لم تعد تستجيب للحاجيات المتزايدة أمام النمو الديمغرافي الذي تعرفه المدينة ،مثل المجزرة العمومية ،والمحطة الطرقية ،وسوق الجملة للخضر والفواكه ،وأخرى فاقت طاقتها االستعابية ،مثل المحجز البلدي ،وإحداث أخرى جديدة مثل سوق الماشية. وينتظر أن تشهد الدورة االستثنائية لمجلس المدينة نقاشا حادا حول الموضوع الذي تم تضمينه في جدول أعمالها ،إلى جانب نقاط أخرى ال تقل أهمية بالنسبة لجماعة طنجة التي أصبحت مهددة باإلفالس، بعد تراكم األحكام القضائية ضدها بسبب ديون عالقة
تعود للفترات السابقة ،مثل النقطة المتعلقة بمراجعة «القرار الجبائي» الذي يتوقع أن يعرف مراجعة جذرية. وفيما عزت مصادر منتخبة بمجلس المدينة ،في حديث ل «أخبار اليوم» ،لجوء الجماعة إلى خطوة تفويت استكمال بناء هذه المرافق إلى عجزها عن تدبير وتتبع مشاريع من صميم اختصاصاتها ،مما أدى إلى تعثر سير األشغال التي كان مقررا أن تتم في مدة ال تتجاوز 24 شهرا ،وأوضح محمد أمحجور ،النائب األول لعمدة مدينة طنجة ،أن المجلس الجماعي يتوخى «إتمام األشغال على أحسن وجه ،خاصة بعض المشاريع التي تعرف تعقيدات من الناحية التقنية». وأضاف أمحجور في تصريح لـ «أخبار اليوم» ،أن وكالة تنمية وإنعاش أقاليم الشمال تتوفر على خبرة أكبر من الجماعة في تدبير المشاريع التقنية ،كما أنها سبق وأن أشرفت على تدبير مشاريع مماثلة ،في عدد من أقاليم الجهة ،من قبيل أسواق الجملة للخضر والفواكه ،ومجازر ذبح المواشي ،والمحطات الطرقية، فضال عن أن وكالة تنمية أقاليم الشمال على دراية كاملة بتطورات المشاريع الجديدة ،مما سيمكن من ضمان الفعالية الكاملة في أشغال البناء مع شروط تضمن سرعة تنفيذها.
وبلغت األشغال في المرافق المذكورة حوالي 60 بالمائة من نسبة البناء ،والتي همت الجانب المعماري بشكل كبير ،فيما تراهن الجماعة على خبرة وكالة تنمية وإنعاش أقاليم الشمال ،فيما يتعلق بالجوانب التقنية والفنية األساسية بالمنشآت المذكورة ،لكي تستجيب لشروط ومعايير الجيل الجديد من المرافق العمومية من حيث الجودة والنجاعة ،على حد قول أمحجور. وتبلغ القيمة المالية للمرافق الخمسة مجتمعة، والتي انطلقت بها أشغال البناء منتصف سنة ،2014 حوالي 300مليون درهم ،الجزء األكبر من المبلغ اقترضته الجماعة من صندوق التجهيز الجماعي في وقت سابق لهذا الغرض ،فيما حصلت على حوالي 110 مليون درهم من وزارة التجهيز. تجدر اإلشارة إلى أن المشاريع العمومية المذكورة، تهدف إلى إعادة التأهيل الحضري لعاصمة البوغاز، وذلك بترحيل مختلف الخدمات الجماعية إلى الضواحي الجديدة لطنجة ،من أجل تخفيف االزدحام الحاصل على مستوى مركز المدينة.
عبد الرحيم بلشقار
فجر يوم الجمعة 23دجنبر ،وحدها أصوات عامالت وعمال النظافة نجحت في تكسير سكون وزان .... بالكاد كانوا يستطيعون فتح أفواههم / هن لترديد شعارات تختزل معاناتهم/هن ،بعد أن اخترق البرد القارس أجسادهم/هن ،وحفرت المعاناة أخاديد من األلم فوق وجوههم/هن ،واعتصر الجوع أمعائهم/هن .... «شوف شوف يا جمهور ،الزبالة بدون أجور»، كان هو الشعار المركزي الذي أطر الحركة االحتجاجية التي انخرط فيها بدعوة من نقابتهم/هن ،عامالت وعمال قطاع النظافة الذي تديره في إطار التدبير المفوض شركة خاصة ،تنديدا باالعتداء على حقهم/ هن في استخالص أجورهم/هن نهاية الشهر مقابل الخدمة الشاقة التي ينجزونها في وقتها المحدد كما هو مطلوب منهم/هن ،عوض أن يعلق استخالص هذه األجور شهريين متتاليين . ق��ب��ل أن ي��س��ي��ر ال��ع��م��ال وال��ع��ام�لات في مسيرة حضارية من حيث التنظيم والشعارات المرفوعة ،من مقر الجماعة إلى باب العمالة ،كان رئيس الجماعة قد استقبل أعضاء المكتب النقابي الذين بسطوا أمامه معانات عامالت وعمال النظافة مع إدارة الشركة التي تضع قانون الشغل وراء ظهرها ،وأكد لهم ( الرئيس ) بأنه سينظر في األمر مع إدارة الشركة ،خصوصا وأن الجماعة توجد في وضعية مالية سليمة مع الشركة . العمال والعمالت الذين التقت بهم /هن الجريدة في الوقفة االحتجاجية أمام باب العمالة يناشدون عامل دار الضمانة من أجل التدخل لدى الشركة لرفع المعاناة عنهم /هن بعد أن هز بركان ألمهم /هن استقرار األسر التي يعيلونها .
محمد حمضي
مصابة بمرض خطير في الدم تناشد القلوب الرحيمة!. تعاني المواطنة رشيدة المسلك ( 49سنة) من مرض خطير في الدم ،منذ سنوات ،األمر الذي أثر على صحتها كثيرا ،وجعلها عاجزة عن الحركة ،التتنقل إال على متن كرسي متحرك. حاليا ،تحتاج إلى دواء ،مصاريفه هي حوالي ألف دره��م شهريا .ومؤخرا ،وج��دت نفسها مطالبة بإجراء عملية جراحية بالدار البيضاء، وذل��ك على مستوى شرايينها المخنوقة، تتطلب مبلغ حوالي 4ماليين سنتيم .غير أنها اصطدمت بظروفها االجتماعية الصعبة ،فهي أم البنين ،وبالكاد يوفر زوجها لقمة العيش. وبالمناسبة ،وعبر هذا المنبر ،تناشد هذه المريضة المحسنين وذوي األريحية ،جزاهم اهلل خيرا ،من أجل مساعدتها في محنتها المرضية ،مفضلة أن يزوروها ليطلعوا على حالتها ،مباشرة ،قبل أي مبادرة أخرى منهم، حتى يطمئنوا على «خيرهم» كونه ـ مثال ـ قد وضع في سكته الصحيحة!.
لالتصال :زنقة الصنوبر رقم 36 عين حياني ـ طنجة
الهاتف0660449086 :
العدد 869
7
الثالثاء 27دي�سمرب � 2016إلى 2يناير 2017
إقتصاد المغاربة وشراء األدوية
المغرب ثاتني سوق إفريقية للتأمين
حققت سوق األدوية بالمغرب رقم معامالت بـ 8,9مليار درهم في 2015مقابل 8,8ماليير في ،2014أي إن المبيعات كانت مستقرة ولم تتأثر بانخفاض األسعار.. ووفقا للجمعية المغربية للصناعات الدوائية ،فإن سعر الدواء يمثل دائما حاجزا أمام ضعف القدرة الشرائية ،لدى العديد من األسر ،مشيرة إلى أن الدواء بالمغرب يعتبر مرتفعا بشكل عام مقارنة ببعض الدول الشبيهة اقتصاديا بالمغرب ،باإلضافة إلى أن منظومة التغطية الصحية بالمغرب التي تتسم ببطء إجراءات التسديد ،يجعل العديد من المرضى محرومين من الرعاية الصحية ،وبالتالي ،ال يزال استهالك األدوية محدودا بالمغرب ،ووفقا للبيانات الصادرة عن الجمعية ،بلغ متوسط استهالك الفرد الواحد من األدوية 415درهما في 2015مقابل 413 درهما في .2013 وتطالب الجمعية المغربية لصناعة األدوية ،بالترخيص لصناعة أدوية جنيسة تفتقر إليها السوق المغربية ،وقال أيمن الشيخ لحلو ،رئيس الجمعية المغربية لصناعة األدوية ،إنه خالل الخمس سنوات الماضية بذلت الحكومة مجهودات في مجال صناعة األدوية ،غير أنها مجهودات غير كافية ،علما أن المغرب يستورد ثلث األدوية المستهلكة بالبالد .رئيس الجمعية المغربية لصناعة األدوية أوضح أن 65في المائة من الدواء المستهلك بالمغرب مصنوعة محليا. EEEEEEEE
حسب دراسة جديدة فإن قطاع التأمينات بالمغرب استمر في أدائه الجيد ،األمر الذي مكنه من تسجيل نمو واسع ومتواصل في القارة اإلفريقية واالحتفاظ بالمركز الثاني كأفضل سوق بعد جنوب إفريقيا. الدراسة التي أطلقها مركز الدراسات «شانز المز أند كامبني» ،اعتبرت أن المغرب نجح كأحد األسواق الثالثة األولى للتأمين في إفريقيا بفضل استقراره السياسي وحجم وتنوع اقتصاده وطبقته المتوسطة المزدهرة وقوانينه المتينة ،وأن المغرب من بين األسواق اإلفريقية الثالثة التي حققت نموا قويا إلى جانب نيجيريا وكينيا. وصنف المركز المغرب كثاني سوق للتأمين في إفريقيا بعد جنوب إفريقيا بمنح سنوية قيمتها 3،1مليار دوالر في ،2015معتبرا أنه في الوقت الذي تعاني العديد من البلدان المجاورة من عدم االستقرار السياسي ،يظل المغرب بلدا مستقرا وموثوقا به بحكامة جيدة ويتوفر على اقتصاد في تقدم ،مبرزا الجهود التي يبذلها المغرب لتعزيز انفتاح قطاع التأمين به. وقال المركز إن هذا االنفتاح يحظى بمتابعة على الصعيد الدولي ،مبرزا الدور اإليجابي الذي ستقوم به مدينة الدار البيضاء المالية كأرضية مالية تتجه نحو إفريقيا ،وإفريقيا الغربية بصفة خاصة. وكانت فدرالية شركات التأمين اإلفريقية «فاناف» قد كشفت في وقت سابق أن سوق التأمينات المغربي يواصل نموه الجيد ،إذ بلغت أرباحه مع متم سنة 2015ما قيمته 3،2مليار دوالر ،ما يضع المملكة في الرتبة الثانية على الصعيد اإلفريقي بعد جنوب إفريقيا ،وقالت الفدرالية إن السوق الوطنية تتطور وتواكب الطفرة والتحول الكبير الذي يشهده االقتصاد وتطور البنية االجتماعية بالمملكة بدليل أن نسبة شمول التأمينات سجل في نهاية 2014 رقم 3،2في المائة من الناتج الداخلي الخام .وأن السوق المغربية للتأمينات تسجل حاليا 18 فاعال مختلفا. EEEEEEEE
تفاقم العجز التجاري في المبادالت الخارجية للمغرب أفاد مكتب الصرف بأن المبادالت الخارجية للمغرب شهدت تفاقم عجز الميزان التجاري بواقع 18في المائة نهاية شهر نونبر ،2016حيث بلغ 166،031مليار درهم ،مقابل 140،723 مليار درهم سنة قبل ذلك. وجاء في المؤشرات األولية للمبادالت الخارجية لشهر نوفمبر الماضي ،لمكتب الصرف أن هذا التفاقم راجع إلى ارتفاع قيمة الواردات (زائد 8،3في المائة) أكثر من الصادرات (زائد 1،4 في المائة) ،بمعنى أن معدل تغطية الواردات للصادرات بلغ 55في المائة ،مقابل 58،7في المائة نهاية نونبر .2015 ويرجع ارتفاع الواردات أساسا ،إلى ارتفاع المقتنيات من معدات التجهيز ،والمنتجات الغذائية ،والمنتجات الجاهزة لالستهالك ،والمنتجات نصف المصنعة .وأشار المصدر ذاته إلى أن هذا االرتفاع تقلص ،بالمقابل ،جراء انخفاض المقتنيات من المنتجات الطاقية بنحو 19,9في المائة والمنتوجات الخام بناقص 16,4في المائة خالل األشهر الـ 11األولى من سنة ،2016مبرزا أن الواردات ،باستثناء المقتنيات من سلع التجهيز والمنتوجات نصف المصنعة ،لم تسجل ارتفاعا سوى ب 1،1في المائة. وبخصوص الصادرات أبرز مكتب الصرف أنها انتقلت من 200,003مليار درهم نهاية شهر نونبر 2015إلى 203,2مليار درهم خالل األشهر الـ 11األولى من سنة ،2016وذلك على الرغم من تراجع مبيعات الفوسفاط ومشتقاته بواقع ناقص 12،5في المائة. وعزا المكتب هذا التطور إلى ارتفاع مبيعات غالبية القطاعات ،السيما قطاع «الطيران» (زائد 13,3في المائة) ،و«اإللكترونيك» (زائد 11,3في المائة) ،و«السيارات» (زائد 8,5في المائة)، و«الصناعة الصيدلية» (زائد 6,5في المائة) ،والنسيج والجلد (زائد 1،,6في المائة) ،والفالحة والصناعة الغذائية (زائد 4,8في المائة). على مستوى آخر ،كشف مكتب الصرف أن الفاتورة الطاقية للمغرب سجلت انخفاضا بنسبة 19,9في المائة حتى متم شهر نونبر ،2016إذ بلغت 49,193مليار درهم مقابل 61,431 مليار درهم قبل سنة. وأوضح المكتب أن هذا االنخفاض يعزى إلى تراجع مقتنيات غاز النفط ومحروقات أخرى ، والفحم ومحروقات مماثلة ،إلى تراجع المقتنيات من الزيت الخام للنفط.
االحتياطيات الدولية لبنك المغرب في ارتفاع أعلن بنك المغرب أن صافي االحتياطيات الدولية للمغرب ارتفع إلى 249,9مليار درهم، وذلك إلى حدود 9دجنبر ، 2016مسجال بذلك ارتفاعا بنسبة 12,6بالمائة على أساس سنوي. وحسب المؤشرات األخيرة للبنك المركزي برسم األسبوع الممتد من 8إلى 14دجنبر 2016فإن هذه االحتياطات ظلت مستقرة من أسبوع آلخر .وأشار البنك إلى أنه ضخ ،خالل هذا األسبوع ،ما مجموعه 15,2مليار درهم ،من بينها 11مليار درهم تم ضخها على شكل تسبيقات لمدة سبعة أيام بناء على طلب عروض ،ومبلغ 4,1مليار درهم في إطار برنامج دعم تمويل المقاوالت الصغيرة جدا والمتوسطة. وسجل المعدل البنكي ،خالل هذه الفترة ،استقرارا عند 2,27في المائة ،فيما انتقل حجم المبادالت من 3,6مليار درهم إلى 3,9مليار درهم أسبوعا قبل ذلك. وخالل طلب العروض ليوم 14دجنبر ، 2016ضخ بنك المغرب مبلغ 14مليار درهم برسم تسبيقات لمدة سبعة أيام. من جهة أخرى ،ذكر بنك المغرب أن وتيرة نمو المجمع م 3بلغت 5،5في المائة على أساس سنوي بعد تسجيل 5,9بالمائة في شتنبر ، 2016مشيرا إلى أن هذا التطور يعزى ،على الخصوص ،إلى انخفاض الحسابات ألجل بنسبة 1،1في المائة بعد ارتفاع بـ 1,6في المائة قبل شهر ،وتراجع وتيرة نمو سندات الفاعلين االقتصاديين في هيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة النقدية إلى 3,5بالمائة بعد 4,1بالمائة.
بـــــالغ بالنظر لما تعرفه الظرفية االقتصادية المحلية من تراجع ملحوظ في الرواج االقتصادي والتجاري ،وهو األمر الذي يؤثر بطريقة مباشرة على مجموعة من القطاعات كقطاع البناء، والقطاع التجاري وغيرهما... وفي هذا السياق توصلت غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجة تطوان الحسيمة بعدة رسائل من جمعيات مهنية يشتكون فيها االقتراحات في الزيادة الصاروخية في الضرائب والرسوم المحلية المقرر المصادقة عليها في القرار الجبائي لجماعة طنجة ،وكذا استقبلت مجموعة من رؤساء الجمعيات بمقر الغرفة لنفس الغرض ،األمر الذي يعكس التوتر الكبير في صفوف المهنيين بطنجة جراء ذلك ،وانسجاما مع العرف السابق المتبع في مراجعة القرار الجبائي ،والقاضي بالتشاور مع مختلف المهنيين وتبادل اآلراء واألفكار للخروج بمقترحات متوافق حولها. وفي إطار الشراكة التي تربط مؤسستنا بجماعة طنجة والتي تطوق عنقنا بتقديم المشورة بعد التوصل بالمقترحات ،ونظرا لكوننا كذلك شركاء في صياغة القرار.
فإن غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجة الحسيمة تطلب من شريكها جماعة طنجة ما يلي: ـ تأجيل البت في مشروع القرار الجبائي إلى وقت الحق. ـ ضرورة توسيع التشاور وإدماج كافة المهنيين المعنيين بذلك. ـ إرساء عدالة جبائية بتوسيع الوعاء الجبائي وإدماج المناطق الوافدة على جماعة طنجة وكذا القطاع الغير مهيكل. ـ التدرج في عملية تنزيل الزيادات في الرسوم والضرائب المحلية ،ومراعاة القطاعات المتضررة التي توجد على حافة اإلفالس. الرئيس :
عمر مورو
العدد 869
الثالثاء 27دي�سمرب � 2016إلى 2يناير 2017 يف رحاب ال�سرية
قمر �سيدنا النبي قمر
حر�ص النبي ب�أمته -بقلم :عمر محمد قرباش
هدباء الفاطميمرت أيام قليلة على ذكرى مولد سيد أسيادنا محمد رسول اهلل ولست هنا ألناقش هل يجوز االحتفال بميالده أو ال والسند في ذلك حتى ال نسقط في فخ قصة البقرة وبنو إسرائيل .المراد من مقالي هذا هو حب النبي وإسقاطاته على واقعنا الحزين والرسالة الخاتمة بين أيدينا بلسان عربي مبين. يقول اهلل سبحانه وتعالى في سورة األحزاب َ « :يا �أَ ُّي َها ال َّنب ُِّي �إِ َّنا �أَ ْر َ�س ْلن َ َاك َ�شاهِ دًا ِيرا (َ )45ودَ اعِ ًيا �إِ َلى ال َّلهِ ِب�إِ ْذنِهِ َو ُم َب�شرِّ ً ا َو َنذ ً ريا ( .»)46سأتوقف على كلمة �س ً اجا ُّم ِن ً َو رِ َ سراج منير ومعنى األن��وار في حياة اإلنسان ومعنى الهدي ونتيجة الحب. أجريت دراسات كثيرة عن الظالل في حياة اإلنسان أشهرها ظالل جونج المعاصر لفرويد فهو يتكلم عن ظالل األمم والظالل التاريخية والظالل السوسيو إجتماعية ويختم جونج بقوله أن اإلنسان الذي يعانق ظالله يغير مجرى التاريخ. ما عالقة هذه الرزمة من علم النفس برسول اهلل؟ كل العالقة .فإن المسلمين لديهم قائد رباني يجمعهم إلى يوم القيامة ويؤلف بين قلوبهم ويؤاخي بين المتنافرين منهم ويربيهم عن طريق القدوة على عدم الغش والصدق في المعاملة واألمانة والجود والعطاء.
أعتذر إن كنت أسرد باقة من الدراسات الغربية الحديثة وذلك فقط ألن لها مصداقية هذه األيام وستجدون مضمونها في الكتاب والسنة بأسلوب واضح وبسيط .والرفيق جوجل يدعو العرب إلى المساعدة في رفع مستوى الترجمة إلى العربية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الذي احتفل به العالم في 18ديسمبر .فهيا أيها الدكاترة في اللغة العربية الواقفون أمام البرلمان ساهموا في تحسين الترجمة العربية حتى نتواصل مع أمم األرض فما المشاكل التي تمطر على رأس المسلمين إال أزمة تواصل نتجت من تقصيرنا في التعلم وتوقفنا عن العطاء. كنت أتحدث عن القدوة وكثير من هم الخواجات الذين فسروا أهمية االقتداء بالرموز التي نريد أن نشبهها حتى أن ذلك اإلقتداء يمكن أن يتلخص في تقليد حركات الشخص الذي نريد أن نشبهه في النتائج .هذا يذكرنا ...نعم ,بالسنة النبوية .أي أننا بتتبع خطوات النبي األعظم نصل إلى نتائجه. هنا أقول أن الجري وراء الغنى الكثير ال يتطلب أن نقتدي باألنبياء وهنا أسطر أن القيم السامية هي أهم بكثير من الدراهم والدنانير والدوالرات .لقد جعلنا اهلل أمة وسطا ننقل إلى الناس السلم والسالم .ينظر إلينا أهل األرض فيقولون ياه شخص مسلم ,كم هو رائع.
bachomar@gmail.com
فحب رسول هلل هو أن نستحضر الرحمة في قلوبنا ونحن نتعامل مع اآلخرين وأن نحب الناس ونحب لهم الخير الذي نحبه ألنفسنا وأن نهتم بما يعنينا فقط وأن ال نخوض في سير القوم. أنا أعلم أن البطالة متفشية وفرص العمل قليلة وأذكر بحياة رسول اهلل الذي قاسى المرير لكي يصل إلينا دين اإلسالم .لقد عاش سيد ولد آدم ما يقرب ثالث سنين محاصرا وعرف الجوع والفقر وهذا لم يمنعه من أن يكون رحمة للعالمين مع أنه توفى ودرعه مرهونة عند يهودي. السراج المنير ...األنوار التي خاض فيها العيد من الصوفية وحضارات روحية مثل البوذية التي تعتبر مستويات الماندال واألنوار مستويات للكمال الروحي. لكن نحن المسلمون علينا أن نكون أولي األيدي واألبصار أي العمل والحكمة. ومستويات التحسن المستمر ال تخص التكوين فقط بل تنظيف أنفسنا من الداخل بخدمة اآلخرين والتجرد وقبسة من الزهد في ظل المادية الطاغية التي تجعل المادة أهم شيء في الوجود. و أهم ما في الوجود هو اهلل جل وعال .ثم حبيبه المصطفى. و أنار الكون بنور طه.
الزاوية الصديقية تحتفل بالمولد النبوي الشريف
أحييت الزاوية الصديقية بطنجة يوم الجمعة 16ربيع النبوي حفال دينييا كبيرا بمناسبة مولد سيدنا محمد صلى اهلل عليه وآله وسلم افتتح الحفل بتالوة القرآن العظيم ودالئل الخيرات أدتها مجموعة شوارق األنوار بعد ذلك تلتها حصة من المديح النبوي الشريف من أداء شباب الزاوية الصديقية تحت إشراف السيد المقتدر عبد الحميد الحنوط .ومباشرة بعد صالة المغرب تم سرد المولد النبوي الشريف والتبشير بوالدته صلى اهلل عليه وآله وسلم مع تخليالت من أمداح نبوية شريفة. وبعد صالة العشاء ألقى شيخ الزاوية الشريف الجليل سيدي عبد المنعم بن الصديق كلمة بالمناسبة دكر فيها على أن من مقاصد االحتفال بمولد سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم إظهار قدره العظيم وفضله العظيم الذي أعطاه اهلل سبحانه وتعالى ،كما ذكر بهذه المناسبة جهود علماء االسرة الصديقية في خدمة الجناب النبوي الشريف وإظهار قدره العظيم منها تأليف والده اإلمام المحدث الصوفي السيد عبد العزيز بن الصديق رضي اهلل تعالى عنه «تنزيه الرسول عن افتراء الغبي الجهول» وكذلك دفاعه عن حديث أولية النور المحمدي ،وكذلك كتابات الحافظ الكبير اإلمام المجتهد السيد أحمد بن الصديق..
8
وهي كثيرة في بابها ومنها تشنيف اآلذان بوجوب السيادة عند ذكر اسمه الشريف عليه الصالة والسالم.ثم استعرض بعض ما كتبه العالمة الكبير اإلمام المحدث السيد عبد اهلل بن الصديق رضي اهلل عنه واختص بذكر كتاب داللة القرآن المبين إلى ان النبي أفضل العالمين ..وذكر أمثلة منه بعد ذلك ألقى الكلمة فضيلة الدكتور محمد ابن كيران من أبناء الزاوية الصديقية بالقصر الكبير وبين في مداخلته فضل رسول
اهلل صلى اهلل عليه وسلم ووجوب تعظيم وتوقيــر ومحبـــة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم . مباشرة بعــد وجبة العشاء،أقيمت حلقة خاشعة لذكر اهلل تعالى «الحضرة» استهلت بقراءة الصالة المشيشية والحلل . و ختـــم الحفل بالدعــاء للمسلمين في مشارق األرض ومغــارهــا والدعــاء ألمير المؤمنين نصره اهلل.
امل�سرحية ال�صامتة!. أطول مسرحية في التاريخ ..القصة أنتم ..والسيناريو أنتم..واأللم أنتم..أما األمل فقد ضاع منكم ،بعد أن أسدل الستار ،وصار في كل ركن دمار!. القاتل عربي ..والمقتول عربي أيضا..الكل لألسف عربي ،إال المخرج ،فهو صهيوني. ويستمر العرض في صمت ،والكل يتابع في صمت سيالن الدم والدموع في صمت !.ال أحد يعيد لإلنسان ما فات ،فالضمير العربي ،لألسف ،قد هان !.فمن المجد إلى الدمار ،ومن الفخر إلى العار...المشهد مأساوي في كل مكان...فرات الحضارات في خبر كان ،بينما أرض الشام صارت في قبضة بركان!.فأين أنتم..؟ أين محلكم من اإلعراب.؟ متى تستيقظون، فالموت فاق في حصده المليون ،ضمنهم األب واالبن والحبيب واألخ الشقيق ،فإلى متى تغطون في النوم العميق.؟ نور الدين الزراد
إن المتأمل في سيرة النبي ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ يجد أن اهلل تعالى وصفه بأعظم األوص���اف التي ت��دل على اهتمامه بأمته وحرصه على الناس عامَّة ،وأُمَّته خاصة، وكان هذا الحرص نابعًا من رأفة رسول اهلل بأمته والشفقة بها والتيسير عليها ،رجاء أن تكون في ظل الرحمن وجنّته يوم القيامة، لذلك وصف اهلل حرصه على أُمته بقوله جاءك ْم َر ٌ ُ �سول منْ �أَن ُف ِ�س ُك ْم عزِ يزٌ فقالَ « :ل َقدْ ع َليهِ ما عن ِْتم حرِ ي�ص ع َل ُيكم ب مْ ُ ِني ِال�ؤْمن َ َر�ؤ ٌ ُوف َّرحِ ي ٌم». وصور حرصه -صلى اهلل عليه وسلم- بأمته تنوعت وتعددت؛ فشملــــت األصدقاء واألع���داء ،والمؤمن وغيره على الســواء، ووسعـــت الكِبار والصغار ،واإلنسان والطير والحيوان. فمن مظاهر حرصه على أمته أنه كان يكره أن يكثر أحد من أصحابه السؤال عن شيء فيه سعة ،مخافة أن يضيق ويشدد عليهم ما يسره اهلل ووسعه ،وفي هذا يقول إن َ عليه وسلمَّ ( : - اهلل َفرَضَ فرائِضَ فال تُضيّعوها ،وحَ��دَّ ح��دوداً فال تَعْتَدوها، َ وسَ��ك��تَ عن أش��ي��ا َء رحم ًة لكم مِ��ن غي ِر ِنسيانٍ فال تبحثوا عنها) ،وامتد حرصه ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ ورحمته بأمته حتى شمل جانب العبادات ،ومن ذلك ت��ردده - صلى اهلل عليه وسلم -ليلة المعراج بين ربه ـ عز وجل ـ وبين موسى ـ عليه السالم، وسؤاله لربه التخفيف في الصالة حتى جعلها اهلل خمس صلوات في اليوم والليلة بعد أن كانت خمسين شفقة على أمته ،وكان صلى اهلل عليه وسلم يغضب الغضب الشديد، يتّسمُ حين يصدر من بعض النّاس تصرف ِ بالتشديد ،لقد سمع مرة أن بعض أصحا ِبه يُطيل الصال َة عندما يَؤمُّ النّاس ؛ فغضب صلى اهلل عليه وسلم -وق��ال�« :إنَّ مِ نْكمَجوزْ » - ُمن ِّفرينَ ؛ ف�أَ ُّيكم َ�ص ّلى بال ّن ِ ا�س ف ْليت َّ أي :ف ْل ِّ يخففْ َّ - فإن فيهمُ الضعيفَ والكبيرَ وذا الحاجةِ) ،لقد كان طبعه الشريف -صلى اهلل عليه وسلم -يميل دائما إلى التيسير والتخفيف ،فكثيرا ما رأيناه يُع ِرض عن عمل من األعمال -وهو مقرب إلى قلبه ،ومحبَّب إلى نفسه -ال لشيء إال لخوفه أن يفرض على أمته ،فيشق عليهم ؛ فيفتقدون التوازن في حياتهم ،فقال « َل ْو َال �أَ ْن �أَ ُ�ش َّق َع َلى �أُ َّمتِي لأَ َّخ ْر ُت َ�ص َال َة ا ْلع َِ�شاءِ � إِ َلى ُث ُل ِث ال َّل ْيلِ َ�أ ْو ن ِْ�ص ِف ال َّل ْيلِ » ،ونظيره قوله عليه السالم (لوال أن أشق على أمتي ألمرتهم بالسواك عند كل صالة) فهذا يبين مدى حب رسول اهلل ألمته، وحرصه عليها وعلى مصالحها في أمور دينها، لذا قالت السيدة عائشة- رضي اهلل عنها «�إِ ْن َكانَ َر ُ�س ُ ول ال َّلهِ َل َي َد ُع ا ْل َع َم َل َوهُ َو ُيحِ ُّب �أَ ْن ا�س َف ُي ْف َر َ �ض َي ْع َم َل بِهِ ؛ َخ ْ�ش َي َة �أَ ْن َي ْع َم َل بِهِ ال َّن ُ َع َل ْي ِه ْم» وهذا الحرص امتد به حتى باألطفال رحمة بهم وشفقة عليهم ،فيروي أنس بن مالك أنه صلى اهلل عليه وسلم قال�« :إِ يِّن ال�صلاَ ِة َو�أَنَا �أُرِ ي ُد ِ�إ َطا َلت ََها َف َ�أ ْ�س َم ُع َ أَلدْ ُخ ُل يِف َّ ال�صب ِِّي َف�أَ جَ َ ما �أَ ْع َل ُم مِ نْ ُب َك َاء َّ ت َّوزُ يِف َ�صلاَ تِي مِ َّ ِ�ش َّد ِة َو ْج ِد �أُ ِّمهِ مِ نْ ُب َكائِهِ ». ومن صور حرصه على أمته ،أنه كان يدعو ألمته بالخير والمغفرة في كل صالة ُ رح��م��ة منه صلى اهلل عليه وسلم بأمته وإشفاقه عليها فعن عائشة ـَض ـ أنها قالت: صلى اللهَُّ ع َليهِ َّ لما رأيت من النبي َّ وَسلمَ طيب نفس ،قلت :يا رس��ول ،ادع اهلل لي، فقال« :ال َّل ُه َّم ْاغف ِْر ِل َعائ َِ�ش َة َما َت َقد ََّم مِ نْ َذ َنب َِها �س ْت َو َما �أَ ْع َلن َْتَ ،ف َ�ضحِ َك ْت َو َما َت�أَ َّخ َرَ ،ما �أَ رَ َّ َعائ َِ�ش ُة َح َّتى َ�س َق َط َر ْ�أ ُ�س َها يِف حِ ْجرِ هَ ا مِ نَ ال�ضحِ كِ َ ،ق َال َل َها َر ُ�س ُ َّ ول ال َّلهِ َ�ص َّلى ال َّلهُ َع َل ْيهِ �سكِ دُ َعائِي؟»َ ،ف َقا َلتْ :وَما لي َو َ�س َّل َم�« :أَ َي رُ ُّ لاَ يسرُّ ِني دُع��اؤُكََ ،ف َق َ ال َّ صلى اللهَُّ ع َليهِ
َّ «وال َّلهِ �إِ َّن َها َلد َُعائِي ِ أُل َّمتِي يِف ُك ِّل وَسلمَ : َ�صلاَ ةٍ» . وم��نْ مظاه ِر حرصه -صلى اهلل عليه وسلم -البالغ بأمته شدة اهتمامه على هداية الناس وإِرشادهم إلى ما فيه سعادتهم في الدنيا واآلخرة ،حتى لقد بلغ به الحِرص على ذلك أنّه كان يأسف ويحزن حين يرى بعض الناس قد ابتعدوا عن طريق الهداية ،وسلكوا سبيل الغواية ،غير أن القرآن الكريم كان ينزل عليه يسليه ويسري عنه ،ويعلمه بأنه ليس عليه َّ إال إِبالغ رسالة ربِّه ،فمن اهتدى ُ يقول فلنفسه ومن ضل فإنَما يضل عليها، ُ «وال حَ ْ تزَ ْن َع َل ْي ِه ْم» ،ويقول -جل اهلل تعالىَ : وعال -مخاطبا نبيه -عليه الصالة والسالم- لكثرة اشتغاله بهداية أمته ،وتحسره على من لم يطعه ولم يتبعه ،ولم يدخل في دينه « َفلاَ ات» .ولم يقتصر �س ٍ ت َْذهَ ْب َن ْف ُ�س َك َع َل ْي ِه ْم َح رَ َ حرصه صلى اهلل عليه وسلم على الكبير فقط بل شمل حتى الصغير ،فقد بلغ إليه الخبر صلى اهلل عليه وسلم -أن ابن جاره اليهوديعلى فراش الموت ،فأسرع إليه -صلى اهلل عليه وسلم -ووقف عند صدره وقال له قل: ال إله إال اهلل محمد رسول اهلل» ،فكان الولد ينظر ت��ار ًة إلى رس��ول اهلل وت��ار ًة إلى أبيه، فقال اليهودي البنه :أطع أبا القاسم ،أطع أبا القاسم ،فنطق بالشهادة ،ففرح رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم -وق��ال« :الحمد هللالذي أنقذه من النار». فقد كان صلى اهلل عليه وسلم يتقطع ألما وحسرة وأسى على العصاة الذين خرجوا عن الطريق المستقيم ،أو لم يدخلوا في هذا الدين العظيم ؛ حتى إنه صلى اهلل عليه وسلم وقف عند رأس عمه أبي طالب إلى آخر رمق، وإلى آخر لحظة يطلب له الهداية ،ويدعوه إلى اإلس�لام« ،أي عم قل« :ال إله إال اهلل» كلمة أحاج لك بها عند اهلل» لكن اهلل -جل وعال -ما أراد له الهداية . إن من رحمة نبينا صلى اهلل عليه وسلم بأمته حرصه الدائم عليها ،ودعاؤه المستمر لسعادتها في الدنيا واآلخرة ،فقد روى عبد اهلل بن عمرو بن العاص رضي اهلل عنهما :أن النبي تال قول اهلل تعالى في إبراهيم ريا مِ نَ ال َّن ِ ا�سَ ف َمنْ «ر ِّب ِ�إ َّن ُه َّن �أَ ْ�ض َل ْلنَ َك ِث ً َ : ور َت ِب َعنِي َف�إِ َنّهُ مِ ِّني َو َمنْ َع َ�ص يِان َف ِ�إ َّن َك َغ ُف ٌ َرحِ ي ٌم» ،وتال حكاية عن عيسى�« إِ ْن ُت َع ِّذ ْب ُه ْم و ِ�إ ْن ت َْغف ِْر َل ُه ْم َف�إِ َّن َك �أَن َْت ا ْل َعزِ يزُ َف�إِ َّن ُه ْم عِ َبادُ َك َ ِيم»َ ،فر َفعَ يديهِ وَ َق َ حْ َ هُمَ أُمتي ال (ال َّل ّ الك ُ أُمتي) وبكى ،فقال اهلل :يا جبريلْ ،اذه��بْ إِ َلى محمد -وربكَ أَع َلمَُ -فس ْلهُ ما يبكيكَ يل َف َ ُ ؟ َفَأتاهُ ِجب ِر ُ هلل سأ َلهَُ ،فَأخبرَهُ رَسول ا ِ َ ُ َ َ َ َ بما َق َ ال ،وَهوَ أعلمُ ،فقال اهلل :يا ِجب ِر ُ يل، ن ِ�ض َ ْاذهب إِ َلى محمدَ ،ف ُقل �« :إِنَا َ�س رُ ْ يك يِف �أُ َّمت َِك َوال ن َُ�سو� َؤك». ومن حرص النبي صلى اهلل عليه وسلم على أمته في اآلخرة بكاؤه عليها وشدة خوفه عليهم ورحمته لهم أنه يسأل اهلل تعالى إخراج من وقع في النار من أمته ،فعن أبي هريرة قال :قال رسول اهللِّ : «لكل َنب ٍِّي دَ ْعو ٌة ُم ْ�ست ََجا َب ٌة َف َت َع َّج َل ُك ٌّل َنب ٍِّي دَ ْع َوتَهُ َ ،و� يِّإن ْ اخ َت َب�أْ ُت دَ ْع َوتِي وم ال ِق َي َامة» . َ�ش َف َ اع ًة لأُ َّمتِي َي َ فهكذا تتعدد صور ومظاهر حرص النبي ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ على أمته ورحمته بها في السيرة النبوية ،ولم يؤثر عن نبي من األنبياء ـ عليهم السالم ـ ذلك الحرص والحب الشديد ألمته كما أُثِر عنه ـ صلوات اهلل وسالمه عليه ،وإن هذا النبي الحريص على األمة الرؤوف الرحيم بها لهو حقيق بأن يطاع وأن يقتفى أثره وتتبع سنته ويستمسك بحبله ويعظم أمره ،ويدافع عن ملته وشرعته صلى اهلل عليه وسلم تسليماً كثيراً.
9
الثالثاء 27دي�سمرب � 2016إلى 2يناير 2017
العدد 869
من دفاتري
�أوراق مغربية
عزيز گنوني
�سل�سة جديدة
مطلوب توضيح من اإلدارة العامة لألمن الوطني نشرت جريدة «المساء» في عدد أخير خبرا مفاده أن شرطة أزمور اعتقلت الصحافي أحمد مصباح بعد تعنيفه وتصفيد يديه ورميه بسيارة تابعة لمفوضية األمن بأزمور «دون أن يرتكب أي مخالفة أو جريمة» ،كما ورد في خبر «المساء» التي أضافت أن اعتقال أحمد مصباح أثار استنكار عدد من الجمعيات الحقوقية والجمعيات األهلية والمرصد الدولي لحقوق اإلنسان ونقابة الصحافيين المغاربة والهيئة المغربية لحماية المواطنة والمال العام ،ونادي الحرية للصحافة بدكالة ،التي اعتبرت أن هذا «االعتداء» يشكل ضربة في العمق لمكتسبات المغرب في مجال حقوق اإلنسان والحريات ولدولة الحق والقانون ،كما اعتبرت أن االعتقال «التعسفي» وسوء المعاملة التي تعرض إليها أحمد مصباح بطريقة «مفاجئة وغريبة»« إهانة لجميع الصحافيين بالجديدة» .بينما علمت الجريدة ذاتها أن فعاليات المجتمع المدني تعتزم تنظيم وقفات احتجاجية بالمدينة للتنديد بـ «االعتقال والتعنيف السافرين» اللذين تعرض لهما «الصحافي والفاعل الحقوقي أحمد مصباح». إن عدم تعليق الجهات األمنية المعنية على هذا الخبر الذي نشر على نطاق واسع عبر التراب الوطني، قد يوحي بأن األحداث مرت على الطريقة التي صيغت بها في المقالة المذكورة ،وهو ما قد يضع على النقاش العام ،سؤال حرية اإلعالم وحقوق اإلنسان وقانون حماية الصحافيين .... أو ليس من حق الرأي العام الوطني وهيئات الصحافيين المغاربة أن يتم تقديم توضيحات رسمية في الموضوع ،تفاديا لكل لبس أو ظن خاطئ أو ظلم غير مقصود. ooooo
خبر طريف : قرويون يشيدون قنطرة بتنغير لفك العزلة عن دواويرهم! البــــد وأن يكونـــوا قـــــد أعياهـــم انتظـــار الدولــة لتفـــك عزلتهـــم وتخفف من معاناتهـــم مـع عبــور واد دادس كــل فصــل شتــاء ،فقــرروا االعتمــــاد على اهلل وعلى أنفسهـــم ،وشيــدوا ألهــل داويرهـــم قنطـــرة بإمكانيــــات ذاتيه رغم قلة تلك اإلمكانيات ،عبر تبرعات األهالي ومساهماتهم ،بينما يستقـــر بنكيــران ووزراؤه وكبـــار موظفيه ونـواب األمــة والمنتخبون الجمــاعيـــون والجهــــويــون فــي أرائكهم المريحـة ،ويستمتعـــون برواتبهـــم المليونيــــة وبتقاعداتهــم الذهبية وبأشيـاء أخرى مما تعلمون ومما ال تعلمون..... ! القنطرة التي أطلق عليها األهالي اسم «قنطرة المحسنين» والتي يبلغ طولها 65مترا وعرضها مترين ونصف المتر وارتفاعها ثالثة أمتار ،أشرف على تخطيطها وعلى إنجازها ،تطوعا ،مهندسون وتقنيون وبناءون متخصصون في تشييد القناطر ينحدرون من المنطقة. ، حفل تدشين القنطرة الذي غابت عنه «الوجوه التليفزيونية المعروفة» خلت من كـل «المراسيم الرسمية» حيـث إنها جرت خـالل تظاهـرات شعبية ،شارك فيها أهالي قبائـــل آيت حمودن والدواوير المجاورة ،بأهازيجهم االحتفالية رافعين األعالم الوطنية والرايات األمازيغية تعبيرا عن نهاية معاناتهم مع مشكلة عبور واد دادس خالل فصل الشتاء الذي يشطر سبعة دواوير إلى شطرين ،كل عام بسبب الفيضانات والثلوج ،وتغلق جميع المسالك الترابية على وعورتها في وجه المواطنين ووسائل النقل من دواب وسيارات ،ويصبح التواصل داخل المنطقة للتبضع ،بيعا و شراء ،أو للتطبيب خاصة في حال المرضى الكبار السن ،والنساء الحوامل ..... ،من المستحيالت! فهل ستستفيد الدولة «العميقة» من الدرس الذي لقنه إياها أهالي تنغير وتعمد إلى فك العزلة عن آالف الدواوير األخرى التي يعيش أهلها أقسى ظروف الفقر والتعاسة والهشاشة وانعدام بنيات أساسية تستجيب لمتطلبات حياة اإلنسان التي ينعم بها أهل جهات أخرى من هذا الوطن ؟ ooooo
اشهد لي نشهد لك : P.J.D العثماني يعرب عن «تضامنه» مع ماء العينين األمر ليس غريبـــا ،مـــاء العينين «قيادية» بارزة في «العدالة والتنمية» تتعرض ،بين الفينـــة والفينة ،كجميع «الوجــوه العموميــة» لبعــض النقـــد من الرأي العـــام أو من المتتبعين للشـأن العام أو من المنافسيــن من جهــــات سياسية أخرى واألمر عاد وعام. أخيرا راج ما يفيــد أن ماء العينين تجمع بين العديد من المهام إلى جانب مهامها البرلمانية تتقاضى عنها مرتبات وتعويضات إضافية كبيرة...... العثماني اعتبر أن كل ما يروج في حق الزعيمة ماء العينين «أكاذيـــب»، فال تعويضــات «وال هم يحزنـــون»... هكذا دون رئيس المجلس الوطني للعدالة والتنمية على صفحته الفيسبوكية ما اعتبره تهجما مقصودا وممنهجا واستهدافا مرفوضا للنائبة البيجيدية... قد يكون ،ولكن الصحافيين «المشاغبين» لن يعدموا أسباب الوصول إلى حقيقة «المهام» التي يتم االدعاء بأن ماء العينبن تشغلها ،وإلى «الصناديق» التي تصرف منها التعويضات السخية لمن تتعدد مهامهم بين مؤسسات الدولة والمجالس االستشارية إلى جانب مهامهم االنتخابية محليا ووطنيا....
azizguennouni@hotmail.com
كل شيء وارد في هذا الباب ،حيث إنه ال يوجد في عالم اليوم ،المتمدن والمتحضر ،ما يمنع من وصول اإلنسان إلى المعلومة ،إال ما كان من بعض األنظمة المتخلفة ،المتحجرة والعياذ باهلل....!
ooooo
كتاب التربية اإلسالمية :جدل «النقل والعقل» هذا المقرر المدرسي للجذع المشترك والسنة أولى بكالوريا، أزعج أساتذة الفلسفــة لما تضمنـــه في باب« اإليمان والفلسفة» من مفاهيــم اعتبرتهــا الجمعيـــة المغربية لمدرسي الفلسفـــة« ،مضامين مسيئة لمادة الفلسفة والعلوم اإلنسانية « وداعية إلى «التعصب والجمود والتطرف وال تمت بصلة إلى التقاليد المغربية الراسخة في الثقافة الفلسفية» .ويؤاخذ أساتذة الفلسفة على المقرر «منار التربية االسالمية» وصف بن تيمية بـ «شيخ اإلسالم» مما يعتبر «تزكية له» ،فضال عن أن المقرر تضمن أسئلة غير تربوية من قبيل :كيف ينظر الفالسفة إلى الدين أو كيف يرى المتدينون الفلسفة ،ما يوحي بوجود تعارض بين الدين والفلسفة، بينما «ال تعارض بين عقل صريح ونقل صحيح» كما ورد في كتاب بن تيمية نفسه« ،درء التعارض بين العقل والنقل» وفي «فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة» و «مناهج األدلة في الكشف عن عقائد أهل الملة» البن رشد الذي يعتبر أعظم فالسفة العرب والمسلمين. وزارة التربية في محاولة منها لتلطيف الجو ،أمام تهديد أساتذة الفلسفة والتالميذ باالحتجاج واإلضراب ،ذكرت بالتوجيهات العامة في مجال المناهج الدراسية التي تنبني على« التوازن وعلى تكامل المواد الدراسية وعدم مصادرة حق المتعلم في السؤال والتأمل والفهم والتعبير ومناقشة الراي المخالف بإعمال العقل ...إلى آخره من «العموميات» التي دأبت وزارة بلمختار على تبنيها في بياناتها الرسمية. وإلى جانب ذلك ،تفادت الوزارة مجادلة ادعاءات الجمعية المغربية ألساتذة الفلسفة حول مضمون مقرر «منار التربية اإلسالمية» ،محيلة على المنهاج الدراسي الذي يعتبر «المرجع الرسمي لتدريس جميع المواد الدراسية .أما الكتب فهي في نظرها «وثائق مساعدة».
ooooo
قضاة جطو وقضايا الفساد في وزارة التعليم ال دخان بدون نار! راجت في وسائل اإلعالم الوطنية أخبار عن تسلم قضاة المجلس األعلى للحسابات والفرقـــة الوطنيــة ملفات تتعلــق بقضايـــا الفســاد في قطـــاع التعلـيـــم ،حيـــث يكــون قـــد تــــم االستمـاع إلى جمــيـــع المسؤوليــن الذين وردت أسماؤهــم في «فضائـح» صفقـــات العتـــاد الديداكتيكـــي وأن البحث ال زال جاريا .كمـــا أن المفتشية العامة للوزارة ،التي تنتـج حوالــي مائة تقرير سنويــا أعدت تقريا مفصال حول «شبـهـــات الفســاد» التي قــد يتــورط فيها بعض مسؤولــي الوزارة. هذا فــي الوقـــت الــــذي أعلــــن الوزيـــر بلمختــار أن وزارتـه تتجـــه لمقاضـــاة مدير إقليمي وقع إعفاؤه مؤخرا على خلفيـة تصريحات صحافيــة بوجود «عصابة ومافيا فساد» بقطاع التعليم فيما تعلق بصفقــات البرنامـــج االستعجالي ،صدر بيان للوزارة يؤكد أن مشاريع البرنامـــج االستعجالــــي خضعــت ،على مستوى جميع األكاديميات الجهوية لعملية افتحاص داخلية من طـــرف المفتشيات العامة للوزارة ،وخارجية ،من طـرف كـــل من المفتشيـــة العامـــة للماليـــة والمجلس األعلى للحسابات.... يعني أنه ال فساد وال مافيا وأن ما صدر عن النائب االقليمي «السابق» للوزارة بالقنيطرة ، أحمد كيكيش ،مجرد هراء في هراء ،وأن النائب المقال سوف يواجه مقاضاة الوزارة له فيما ادعاه من وجود تالعبات يكون قد قام بها مسؤولون كبار بوزارة التعليم ووزارة المالية .
ooooo
مواجهات بين البوليس بالرباط من غرائب الصـــدف أن يحدث ما حدث بالرباط ،مؤخرا ،حيـــث وقــعـــت مواجهة بالشارع العام ،بين البوليــس «السنيور» والبوليس «الجنيـــور» خالل مظاهرة نظمها خريجو مدارس الشرطة الذين تقـــرر طردهم بعد «نجاحهم» ، كما يدعون ،وقبـــل التحاقهم بمقرات عملهم. تدخل رجال األمن ضـــد «أشبـــال األمن» شهــد نوعـا من االحتكــاك بين «الممارسيـن» وبين «الوافدين» بعــد أن رفض المحتجون االنسحاب وتسليم الفتة يناشدون فيها جاللـة الملك أن يأمر بإعادة النظر في القرار الصادر في حق مائتين من خريجي مدارس الشرطة تم االستغناء عنهم بعد خضوعهم للتدريب بشكل عاد ،كما يدعون ،بل وبعد توصل بعضهم بقرارات التعيين ،ليفاجؤوا بقرارات «الطرد» تنزل عليهم كالصاعقة.. الغريب أنه لم يصدر أي بيـــان رسمــي في الموضوع بالرغم من أن المظاهـــرة كانت في الشارع العـــام وأن عددا من المنابـر اإلعالميــة قد تناقلــت بعض تفاصيلها ،موثقـــة بالصوت والصورة.
الثالثاء 27دي�سمرب � 2016إلى 2يناير 2017
العدد 869
َ أمـنـيــات � �أمنـيـات ّ
حصيلة مشرفة لعمل مديريـة األمــن الوطني خالل سنة ،2016تبرز مدى جدية عمل األمن الوطني ونجاعته في حماية سالمة المواطنين ومحاربة كل أشكال الجريمة ،وأيضا في مراقبة رجال األمن على المستوى الوطني بهدف الكشف عن كل ما يخل بسالمة التدخل األمني بين المواطنيــن ولصالـــح أمنهم وسالمتهم. وفي هذا اإلطار العام ،تجــــدر اإلشارة إلى أن مختلف مصالح األمن أوقفــت نحو نصف مليــون شخص مشتــبــه فيـــه من بينهــم أزيــد من 150 ألـف من المبحوثين عنهم ،كما أن عدد الموقوفين في قضايا مرتبطة بالمخدرات فاق 90أألفا فيما ارتفعت نسبة المحجــوزات من المخــدرات حيــث بلغـــت ،بالنسبة للحشيش وحده 106أطنان و870 كيلوغراما بزيادة فوق 55طنا بالنسبـــة للسنـــة الماضية. ولم تقتصر تدخالت لألمن في ما يتعلق بمكافحة الجريمة على إيقاف المبحوثين عنهم في الداخل ،بل إن مصالح األمن المغربية نجحت في القبض على 120مبحوثا عنهم على الصعيد الدولي ونشرت « 141أمرا دوليا بإلقاء القبض» ( 75سنة )2015ونفذت 77 عملية إنابة دولية بالمغرب ،كما شاركت في تنفيذ 27عملية دولية بالخارج. وعلى مستوى مراقبة عمل عناصر األمن ،في أداء مهامهم ،تم ،هذه السنة ،عزل 84رجل شرطة من مختلف الرتب وتويقف 31 شرطيا عن العمل بصفة مؤقتة ،كما تم توجيه 1104إنذار و 517توبيخا ،فيما أحيل 259شرطيا على معهد الشرطة إلعادة التكوين و 3آخرين أحيلوا على التقاعد .إضافة إلى ذلك ،تم إعفاء 4من عناصر الشرطة من مناصبهم وخفض رتب خمسة رجال الشرطة وتوجيه 1899تنبيها لموطفي األمن وتوقيف 176موظفا من بينهم 58الرتباطهم بقضايا فساد مالي. هذه النتائج العملية كانت ثمرة عمليات البحث المستمرة بعضها تم بطريقة سرية وفجائية ،من طرف المفتشية العامة لألمن التي أنجزت 442بحثا إداريا سنة 2016مقابل ،73السنة التي قبلها.. كما أن المكالمات التي أجراها المواطنون على رقم النجدة الهاتفي 19ناهزت المليون ومائة ألف ،تطلبت معالجتها إحداث وحدات جديدة للنجدة في بعض جهات المغرب مع رفع نسبة التغطية الجغرافية لهذه المصلحة بإحداث تغييرات واسعة داخل بعض المناطق األمنية وإحداث أربع قاعات للقيادة والتنسيق بمواصفات تقنية عالية بهدف تلقي اتصاالت المواطنين على مدار الساعة وتدبير التدخالت األمنية على الشارع العام. وأحدثت المديرية العامة األمن الوطني ،هذا العام ،سبع فرق جهوية للتدخل في إطار دعم الفرق الالممركزة للشرطة القضائية، بهدف تنفيذ العمليات الكبيرة كما أنشأت مجموعتين للبحث والتدخل بهدف تعزيز العمليات الميدانية في إطار مكافحة الجريمة، وكذا أربع فرق جهوية للشرطة القضائية لتتولى األبحاث والتحريات في الجرائم االقتصادية والمالية و 19خلية جهوية للتحليل واإلحصاء فيما يخص االتجاهات اإلجرامية المستجدة ،و 16مجموعة جديدة بينها 10متنقلة و 5لمكافحة الشغب ،ومجموعة للتدخل السريع ومجموعتين والئيتين لحماية المصالح األجنبية بكل من الرباط والدار البيضاء ودعمت مختلف هذه المجموعات وباقي الفرق بـ 1244سيارة جديدة للشرطة تم اقتناؤها هذه السنة. هذه بعض مالمح العمل الهام الذي قامت به المديرية العامة لألمن الوطني خالل سنة ،2016والذي يبرز جدية هذا العمل وحرص اإلدارة العامة لألمن الوطني على حشد جميع اإلمكانيات الضرورية لمكافحة الجريمة بجميع أشكالها حماية ألمن وسالمة المواطنين وأيضا على تحسين أداء رجال األمن بالمراقبة الدائمة واللصيقة بغية مواجهة كل االختالالت التي قد تلحق تدخالتهم اليومية في نطاق مباشرة عملهم في خدمة المواطنين. النتائج الكبرى التي حققتها اإلدارة العامة لألمن الوطني خالل السنة التي نودع ،تسهم إلى حد كبير في إشاعة الشعور لدى المواطنين باألمن بالرغم من التنامي الفاحش للجريمة عبر كافة التراب الوطني ،ولكن ما يدعو لإلطمئنان هو الجدية التي تواجه بها اإلدارة العامة لألمن الوطني مكافحة الجريمة في نطاق منظومة متكاملة عبأت لها طاقات بشرية هائلة وإمكانات لوجيستيكية واسعة وإطار نظري وعملي من مستوى عال.
أمنيات محلية
تعددت التدخالت األمنية الناجحة ،خالل هذا األسبوع أيضا ، حيث تم فك لغز بعض الجرائم وإيقاف مرتكبي جرائم عدة ،منها توقيف جانح بطنجة ،يلقب بـ «القتال» ثالث ساعات تقريبا بعد قيامه باعتداء بشع بمنطقة مسنانة بطنجة ،على تلميذ بهدف سرقة هاتفه المحمول .ومنها أيضا إيقاف 11عشر شخصا بمدينة برشيد ،كانوا موضوع بحث وطني من أجل تهم متعددة تتوزع بين الضرب والجرح بواسطة السيوف والسرقة واالتجار بالمخدرات والخمور واالعتداء على ملك الغير. كما ألقت عناصر األمن القبض على «عصابة مستشفى ابن سينا» بالرباط ،بعد أن قاموا بالهجوم على المستشفى والتسبب في خسائر مادية بهذه المؤسسة الجامعية .أفراد العصابة تم تقديمهم أمام القضاء الذي أصدر في حقهم حكما بالسجن النافذ أربعة أشهر. الشرطة القضائية بعمالة سال نجحت في وضع حد لما سمي إعالميا ،بـ «عصابـة الحسنــاوات» التي روعت أصحاب السيارات الفارهة بسال والرباط ،عبر «تقنية» األوطوسطوب التي تتقنها حيث كن يستهدفن أصحاب هذه السيارات من أجل السرقة عبر اإلغراء والتحريض على الفساد. وصول أولى الشكايات بالعصابة إلى مصالح األمن عجل بتوقيف فتاتين قاصرتين من عناصر العصابة ليتم توقيف الفتاتين األخريين، بالشارع العمومي وحجز العديد من الهواتف والساعات اليدوية والحقائب كانت بحوزتهن مع محجوزات أخرى تحصلن عليها من السرقة .وكيل الملك بمحكمة سال أمر بإيداعهن السجن في انتظار االنتهاء من التحقيق المستمر باالستماع إلى العديد من ضحايا العصابة «الفاجرة» ..... وبإنزكان تمكنت الشرطة القضائية ،نهاية األسبوع الماضي، من اعتقال عصابة إجرامية مكونة من خمسة أفراد تتراوح أعمارهم ما بين 20و 30سنة ،يشتبه في تورطهم بسرقة وسلب ما بحوزة زوار المدينة من هواتف محمولة ونقود ووسائل نقـل عبــر االستعانة بكلب من فصيلة «البتيول» .األوصاف التي قدمها عدد من ضحايا العصابة مكنت في ظرف وجيز من توقيف «زعيم» العصابة األمر الذي مكن من الوصول إلى باقي «الشركاء» .... حتى النحوت الصخرية بظاهرة السمارة لم تنـج من محاولــة السرقة وهي تمثل ذخيرة ثمينة بالنسبة لإلنسانية جمعاء .إال أنه
10
من حسـن الحـظ ،تمكن الدرك الملكي من إيقـاف أفراد العصابــة الخمسة بعد مباغتتهم وهم يمارسون عمليات حفر على مقربة من منطقة النقش الصخرية لتتم محاصرتهم واعتقالهم .في انتظار عرضهم على العدالة.
طنـجـة
وبالعودة إلى طنجة ،نشير إلى أن عناصر األمن المكلفة بأمن المؤسسات التعليمية تمكنوا من توقيف أربعة أشخاص من بينهم فتاة تتراوح أعمارهم ما بين 18و 21سنة ،بسبب تورطهم في قضايا تتعلق بالسرقة بالعنف واستعمال السالح األبيض خاصة ضد تالميذ إعدادية «ابن الهيثم» حيث تم توقيفهم في حالة تلبس وتم ضبط مجموعة من الهواتف المحمولة وكذا أسلحة بيضاء بحوزتهم. البحث مع أفراد العصابة مستمر. وفي طنجة كذلك ،تم اإلعالن عن وفاة سيدة متأثرة بمضاعفات صدمة نفسية قوية ،إثر علمها بتعرض ابنتها ذات الست سنوات لالغتصاب من طرف شخص بحي الرهراه حيث تقطن ،كان يكتري شقة بمنزل األسرة ،ويقوم باستغالل كل فرصة سانحة لالعتداء جنسيا على الطفلة .وحين افتضح أمره ،غادر شقته وتوجه إلى مكان مجهول. األم ماتت بالمستشفى حيث نقلت في محاولة إلنقاذها والطفلة توجد في حالة نفسية متدهــورة والجانــي حـر طليــق في انتظار «مغامرة» كارثية جديدة ....والجيران في حالة استغراب وحيرة..... ! وفي طنجة كذلك ،تم اغتصاب طفل ال يتجاوز سنه عامين ،داخل حضانة ،نهاية األسبوع الماضي ،حيث الحظت والدته معاناة طفلها من آالم ببطنه ودبره ،ليتبين بعد فحص طبي أن الطفل تعرض العتداء جنسي فظيع. مسير الحضانة تم إيقافه بأمر من الوكيل العام لدى محكمة االستئناف بطنجة ،على ذمة التحقيق بالرغم من نفيه أي صلة بالجريمة النكراء ،بينما تنتظر نتائج بعض التحاليل التي أجريت على الطفل والتي تتم معالجتها بالمختبر الوطني.
ع .كنوني
أكبر قضية نصب واحتيال وتزوير وانتحال الملكية بمدينة طنجة الحلقـة الثانية والعشـرون تطرقنا في العدد السابق لبعض الثغرات التي شابت الملفات والنزاعات القائمة بين شركة فونسير دوجيرونس بروكس وورثة الهواري السوسي ونعود في عددنا الحالي إلى إثاراة مجموعة من االستفهامات التي ظلت عالقة في ذهن جميع متتبعي هذه السلسلة حيث الزال ورثة امبارك الهواري السوسي لم يستسيغوا أو يفهموا كيف لشركة تملك مطلب تحفيظ تصل مساحته إلى 10هكتارات بمنطقة واد اليهود ولم تتقدم بالتعرض إال على مطلب تحفيظهم عدد 06/18534والبالغ مساحته 2هـ 9آر 30س وقد سبق أن تم التصرف فيه بالتفويت إلى الجماعة الحضرية بينما تم إهمال باقي الهكتارات األخرى التي انهال عليها عصابات االستالء على العقارات نصبا وسلبا ووضعوا فيها مجموعة من مطالب التحفيظ أغلبها قد انتهت بخصوصه جميع إجراءات التحفيظ من تحديد أولي ونهائي وإشهار بالمحكمة والمقاطعة والجريدة الرسمية دون أن تحرك الشركة ساكنا صدرات فيها رسوم عقارية نهائية غير قابلة لإللغاء والزالت لحد الساعة مطالب أخرى ،مفتوحة بعضها قديم وأخرى جديدة، لم تبادر الشركة إلى التعرض على أي منها ،ليبقى التساؤل مطروحا لماذا تعرفت الشركة على هذا المطلب الوحيد دون المطالب األخرى والغريب أن التعرض كان خارج األجال ، وبأجل إستثنائي من النيابة العامة ،الجواب كان بعد بحث وتدقيق الورثة بيد موظف بالنيابة العامة بمحكمة اإلستئناف بطنجة ،تجمعه عالقة نسب مع أحد أبناء الورثة حيث سبق له أن اطلع على الملف ،وعلم بجميع محتوياته ،ومضامينه كما وصل إلى علمه أن الورثة قد توصلوا من الجماعة الحضرية بالمبلغ المالي مقابل التفويت روبما أن ابنته كانت متزوجة بإبن أحد الورثة فقد طمع أن ينوبه نصيب من هذا المبلغ وصادف أن تاريخ التعرض على المطلب كانت إجراءات طالق ابنته وصراعات مع العائلة قد وصلت أوجها وبما أنه كان يحوز نسخة من الحكم العائد لسنة 1969الذي حكمت فيه المحكمة بأحقية الشركة في تملك هذه القطعة األرضية ،قد حمل هذا الموظف جميع المعلومات ونسخة الحكم وجميع وثائق الملف التي سرقتها ابنته من بيت الزوجية ،حملها إلى دفاع شركة بروكس وأطلعه على أحقية الشركة في هذه األرضية بمقتضى هذا الحكم وبالتالي تكون هي الحائزة الشرعية للمبلغ المالي الذي تسلمه الورثة من الجماعة الحضرية ،فورا رفع المحامي سماعة هاتفه وأطلع عائلة بنيس على جميع هذه المعطيات ليمكنوه من صالحيات مطلقة للتصرف باسم الشركة بخصوص هذا المطلب والتعرف عليه ونزعه منهم وبالتالي الحصول على المبلغ الذي سلمته الجماعة للورثة ،أكيد أن دفاع الشركة المذكور سيستولي على كل أو الجزء األكبر من هذا المبلغ بعد إنتهاء الملف، لكن لم يدر في خلده بأن التعرض على المطلب ستتفرغ عنه مجموعة من الملفات وسيطول النزاع لسنوات مع فضح ممل لتالعبات الشركة التي طالت جميع عقارات عائلة جونهاي بروكس ،على سبيل المثال فإنه قد تم العثور على عقد بيع قطعة أرضية مقابلة لمسجد محمد الخامس بإبريا فوتتها عائلة بنيس لنفسها وانتزعتها من ممتلكات الشركة ،وهو تصرف غريب ينم عن جشع وطمع بعض أفراد هذه العائلة، إذ نظرا ألهمية موقع هذه القطعة فإنه لم يتم اإلبقاء عليها من جملة ممتلكات الشركة كما درج العمل عندهم بل إنهم جعلوا نفسهم مشترين من الشركة ،وأن هذه األخيرة باعت لهم هذه األخيرة ،وكيف يمكن لشخص يملك شركة ويبرم عقد بيع مع نفسه ليحول أصول الشركة السمه الخاص وهي جملة من التالعبات الكثيرة جدا والتي بعد البحث يمكن أن نكشف قطاعات أخرى وما خفي كان أعظم.
العدد 869
11
الثالثاء 27دي�سمرب � 2016إلى 2يناير 2017
استضافة كريمة ...استضافة كريمة حظي بها الصالون األدبي لنادي االتحاد ،في شخص األستاذ األديب والصحفي الكبير أحمد الشيخ ،الذي قدم إلينا من عاصمة األنوار (باريس) .و قد شارك في عدَّة ندوات علمية دولية هامة ،وعلى القنوات التلفزة العربية واألجنبية .يشخص من خاللها قضايا المجتمعات العربية التي تسكن وجدانه .وهو يجهد قلمه وفكره الوازن ،داعيا إلى الثقافة والعلم والحداثة .دأب أخونا أحمد الشيخ بتواضع العلماء على التأليف والترجمة لجهابدة وعظماء فالسفة ومفكري الغرب وله عــدة مؤلفـــات ومنشورات علمية .هذا الذي يعيش قضايا العروبة وفي صدره حرج للمآسي التي تحياها بعض الشعوب العربية في المشرق على وقع االنتهاكات الخطيرة لحقوق اإلنسان العربي، أصبح الغرب يشكل حالة مرضية ،وأضحى خطرا على العالم باتجاهه اتجاهات قومية .ثم أمسى يتنكر للقيم اإلنسانية متسائال (األستاذ أحمد ): نسير إلى أين ؟ وإلى أين ينتهي به ( الغرب ) هذا االنهيار األخالقي ؟ يزعم الغرب َّ أن الخطر اإلسالمي يهدِّدُ العالم ! ما هي إال افتراءات ومشجب مهترئ للغرب ليعلق عليه أوساخ مالبسه ! يرصد األستاذ أحمد ارتدادات الزالزل السخيفة األمريكية في العراق وما أعقبها من جرائم ضدّ اإلنسانية في البالد العربية ،التي طالت شعوبها ،عند مطالبتها بحقها في الحياة الكريمة ،في أنظمة ديمقراطية تكفل لها حقوق اإلنسان .ولألستاذ الكريم قراءة موضوعية
لألحداث وما يمكن ْ أن يتمخض عنها مستقبليا، كنوع من التنظير والتحليل العقالني ...فمعذرة لصديقي أحمد ْ إن كنت قد قصرتُ في تراتيبية األحداث ،حفاظا على المنهج الفكري ... ليس بالمرَّة األولى التي دعيتُ فيها لهذا الفضاء الثقافي وبين هذه الكوكبة من المثقفين ( محاضرة األستاذ بعنوان :نسير إلى أين ؟ ) .تساؤالت موضوعية وضرورية تفرض علينا طرح هذا السؤال :نسير إلى أين ؟ تحوالت جديدة وجذرية وفي نفس األفق بتعقيدات أخرى ،إلى أين ؟ تستوجب علي اختياري لهذا العنوان ،فضال عن ذلك لما أراه في أمريكا وأروبا. نحاول ْ أن نفهم ماذا يجري حولنا في واقع األمر. ليست تساؤالت بالغية .المذابح التي عانت منها الشعوب العربية وهي تعيش أزمات طاحنة، عندما أرادت أن تتحرك من أجل الحرية وضدّ االستبداد .ال أقول المصادمة مع الغرب وال أقول على طريقة الجماعات اإلسالمية المعتدلة .علينا أن نذكر الغرب بالنزعة اإلنسانية للتحوالت التي تحدث يوما عن يوم .الغرب موجود في كل مكان، وفي أماكن مختلفة من العالم .أتحدث عن الغرب الذي يتجه إلى قومية شعبوية شوفينية .قلت في كتابي أثناء انهيار اإلمبراطورية العثمانية ،إننا نعيش في عصر المسألة األمريكية ،على نفس التعبير في الشرق .استخدام أمريكا ( الواليات المتحدة األمريكية ) للقوة الغير المتحكم فيها في العراق ،والمآسي التي أحدثتها حتى الوصول
بقلم :عبد المجيد اإلدريسي إلى «داعش» ،ما هو إال ردّ فعل على العمل األمريكي .ما يحدث هو عودة اليمين المحافظ الذي يعتمد ويخلط الدين بالسياسة .نتيجة «داعش» هي مشكاة ليست بهذه القوة وال األنظمة اإلسالمية .نحن شعوب مهزومة، نسمع الخطاب الغربيَّ ، أن الحضارة الغربية في خطر في فرنسا وأنها سوف تتحول بعد عشرين سنة إلى دولة إسالمية .لسنا بهذه الصورة .في الوقت يطلبون منا الفرق بين الدين والسياسة. ويفرضون على الدول اإلسالمية فصل الدين عن الدولة .وال أتحدث عن الشوفينية الروسية األرتدوكسية ،وليست الدول االشتراكية .فكل دول الغرب تدعو عن طريق الكنيسة .في فرنسا أصبحوا يتكلمون لغة الكنيسة السياسية .بينما نجد طوائف في بالدنا تحارب الدين . ثمة تحوُّل في العالم الغربي .نحاول أن نفهم ،ماذا يجري حولنا ؟ ليس من اختيار ذاتي، بل موضوعي .يجب علينا أن نمعن التفكير في حقيقة األمور .لكي نتصرَّف إذا كان لنا القدرة على التصرُّف .ليس له أيُّ داللة .األمور تكاد تكون واضحة للجميع ( أنا كنت أحذر عما يحدث في الغرب منذ سنوات ) .رأينا الشعب األمريكي يصوِّت « لترامب « ،وهو تحو ٌ ُّل في النظام العالمي بكامله ،وليس في أمريكا وحدها. (نظرية نهاية الحكم لِيكوهاما ) ،وداعا الغرب للحائز على جائزة نوبل .الغرب يشكل أرضية ُّل إلى أزمة وانهيار ذاتي .يقول َّ : إن الغرب تحو ٍ
مع التحوالت وخروج بريطانيا من أروبا ،وانتخاب اليمين الفرنسي آجال ،ما هي إال عودة القومية الشعبوية ،وموت الغرب عند ترك البعد اإلنساني، واألخالق والمبادئ الكونية بوحشية قد تفقده القيم التي ميَّزَته عن باقي الدول االستبدادية. نحن ال ندرك حجم الكارثة .هذا خطر حقيقي وليست مسألة بسيطة .نحن ال نستوعب في بالدنا ما يحدث في الجامعة الفرنسية .أنا أعيش في فرنسا ،وقد أعطتني الكثير .أصبحت الدولة الفرنسية ال تأخذ برأي في القضية الدينية إال بعد استشارة مع الكنيسة الكاثوليكية .إثنان من ثالثة موظفين يتكلمون بلهجة دينية ،وهم من رجال الدولة .يتحو ُ َّل الغرب عن القيم اإلنسانية الكونية .ماذا يحدث؟ الفتور األخالقية ثم الرجوع عنها بهمجية ،علينا ْ أن نفكر كيف نواجه ذلك. نعيش في مَكلمَة ،يتحدثون فيها بنفس اللغة. نسمع الخطاب الغربي أمام هجوم إسالمي زاحف. أمرٌ غريب ! عندما كنت أخشى َّ أن أحد الكتاب المصريين اقتبسه في انتخابات «رونالد ريكان إن اإلنجيل هو ّ « .كان يقولَّ : الحل ،وترجمه إلى القرآن هو ّ الحل .
بعيدا عن الخطر اإلسالمي ،هناك من يقع في هذا الخطأ ،أننا خطرا على الغرب ،لكي يبرِّرَ الجرائم ضدّ الشعوب العربية .ويبرّر الجالد من جرائمه على لسان « رئيس « دولة عربية قائال : نريد ْ أن نفرض اإلسالم على العالم وبرَّأ الغرب عن الجرائم التي يرتكبها ! الظواهر الغربية والقيادات العربية تتجه اتجاهات قومية .يكفي ذكر الحربان العالميتان. تستوجب منا نظرة جديدة ،نظرا لهذا التحوُّل، ال أقول على الطريقة اإلخوانية وال « الداعشية». علينا ْ أن نذكر الغرب بالقيم اإلنسانية ،والنزعة اإلنسانية هي التي في مصلحتنا جميعا .نأخذ نحن العرب مشعل اإلنسانية التي أخذناها عن الغرب .الحقوق اإلنسانية علينا ْ أن نتبناها .من كثرة ما عانيناه من المذابح والحروب التي عشناها في غزَّة والدول العربية ،تدفعنا إلى تعميق هذه اإلنسانية ،إذ هي الخالص لنا وللجميع .لستُ شامتا فيما يحدث في الغرب. نريد للغرب ْ أن يعود إلى رشده ،والرجوع إلى إنسانيته .على األحزاب ْ أن تذهب في هذا االتجاه .فليكن شعارنا تعميق النزعة والمرصد اإلنساني .
نظرات في حقوق اإلنسان اإلسالمية والكونية وبميثاق األمم المتحدة لسنة 1948 إن المفاهيم التي تعطى في العصر الحديث لعدد من الكلمات التي تشير إلى الحياة اإلنسانية المعنوية والمادية ولجوانبها االجتماعية واالقتصادية والفكرية والسياسية، قد ولدت بعد عصور وأجيال عديدة وتطورت إلى أن وصلت إلينا اليوم ،مثل الفرد ،والشخص، والحق ،والعدل ،وغير ذلك من المفاهيم ،لذا. كان من الضروري أن نعبر عن المدلول لهذه المفاهيم خالل عصرنا الحاضر ،وفي تراثنا اإلسالمي والعربي . فعبارة «حقوق اإلنسان» التي يتداولها العديد من الناس في عصرنا الحاضر لم تظهر إال بعد الثورة الفرنسية ( ، )1789وقد نجد عبارة في نصوص إسالمية تقرب منها هي «حقوق اهلل» و «حقوق العباد». إال أنه في العصر الحديث ،يتم التركيز . أساسا على العالقة بين اإلنسان والجماعة اإلنسانية :التي هو فيها ومعها أي ينظر فيها من زاويتين متكاملتين من رؤية سياسية وأخرى اجتماعية أي من منظور «المواطن والدولة» ومن وضع اإلنسان أي الفرد والمجتمع. لذا يتحدد مفهوم «حقوق اإلنسان « في العصر الحديث من زاويتين ،حقوقه من الدولة من جهة ،وحقوقه من طرف المجتمع ككل..أما ما كان قديما حقوق اهلل وحقوق العباد فهذا لم يكن يتحدد ال بالدولة وال بالمجتمع ،ويختلف معناهما بين الماضي والحاضر... وهنا سأتعامل مع النصوص اإلسالمية في هذا المضمار بالحفاظ على تاريخ لها ،وكيف ترفع درجة وعينا بمضمونها ،و الوصول بها ألفاق تفكيرنا ومشاغلنا في الوقت الراهن . حقوق اهلل وحقوق الناس :الفقهاء كانوا دائما يميزون بين حقوق اهلل وحقوق الناس. فحقوق اهلل :هي التي تشتمل على اإليمان باهلل والصالة والصوم وكل الفرائض والسنن التعبدية األكيدة ،ومعها زكاة الفطر وعقوبات الحدود كحد السرقة والكفارات وحد الزنا . وحقوق الناس:مثل حق أولياء المقتول في الدية ،وكذلك حق الجروح في القصاص لقوله تعالى في كتابه الحكيم (أن النفس بالنفس والعين بالعين واألنف باألنف واألذن باألذن والسن بالسن والجروح قصاص) ،وحق الرجل المتعرض للمس بعرضه كالشتم واللعن ،وحق كل زوجة على زوجها ،وحق الزوج على زوجته، وكذلك حقوق الورثة .وهذه الحقوق تخص أفراد معينين ،لكن حقوق اهلل هي لكل المسلمين. و الحق والواجب في اإلسالم مرتبطان ببعضهما كل االرتباط في اللغة العربية
ويتالزمان ويتناوبان فيما بينهما ،ويتخصص معنى أي منهما بحرف الجر...فالفعل إذن حق له ويفيد معنى وجب له أو ثبت عليه ،والغالب ما جاء في القرآن الكريم من فعل حق جاء متعديا بحرف على ليفيد وجوب الشيء ولزومه فمثال لقوله تعالى وتبارك « ولقد أرسلنا من قبلك رسال إلى قومهم فجاؤهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين «من سورة الروم اآلية »47ويتوضح هذا النوع من التناوب بين «الحق» و «الواجب» ويبين أن ما يجب على طرف هو حق للطرف المقابل :أي ما يجب على اهلل هو حق لإلنسان وما يجب على اإلنسان هو حق اهلل ،ومن الحقوق كذلك حق الراعي وحق الرعية ،هو العدل والطاعة . فإذا كان المؤلفون في اآلداب السلطانية ونصائح الملوك ( أو مرايا األمراء ) كما يشير إلى ذلك األوربيون والكثير منهم كانوا فقهاء أو متكلمين الذين اهتموا «بالحق» و«العدل» وذلك للعالقة بين اهلل واإلنسان .فكانوا يهتمون خاصة «بالحقوق» في عالقة الحاكم بالمحكوم ،وكذلك على المستوى السياسي، كما بنوا هذا االرتباط على «العدل» و«الطاعة» ألنهما حقان متالزمان ،ألنه على الراعي أن يكون عادال وفي المقابل ذلك على الرعية أن تمتثلوتطيع.
ونجد في كتاب اهلل العزيز أن األمر مطلقا وعاما في آياته العديدة كقوله تعالى وتبارك، ( إن اهلل يأمر بالعدل واإلحسان ) وكذلك قوله (إن اهلل يأمركم أن تؤدوا األمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) .ويؤكد القرآن الكريم عدم التمييز بين الناس سواء بين الفقير والغني والبعيد والقريب ويلزم أن يكون العدل بينهم لقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء هلل ولو على أنفسكم أو الوالدين واألقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فاهلل أولى بهما فال تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن اهلل كان بما تعملون خبيرا) ،وقوله كذلك في كتابه الحكيم أيضا ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين هلل شهداء بالقسط وال يجرمنكم شنآن قوم على أال تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) .فالعدل واجب ومطلوب حتى مع الخصوم ونجد كذلك أحاديث كثيرة رويت عن النبي (صلع) لإلشادة بالعدل وحث الناس على االلتزام به ،من ذلك أنه قال (إن أحب الناس إلى اهلل يوم القيامة وأدناهم منه مجلسا إمام عادل وأبغض الناس إلى اهلل وأبعدهم منه مجلسا إمام جائر ) (رواه الترمذي) . و إذا كان قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة 217ألف (د )3.المؤرخ في 10ديسمبر 1948اعتمدت اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان
بقلم :عبد القادر أحمد بن قدور
وأصدرته ،وطلبت من البلدان األعضاء كافة أن تدعو لنص اإلعالن «وأن تعمل على نشره وتوزيعه وقراءته وشرحه ،والسيما في المدارس والمعاهد التعليمية األخرى ،دون أي تمييز بسبب المركز السياسي للبلدان أو األقاليم» فال بد أن نستحضر بعض نصوصه في هذه الدراسة ألهميته والعمل به تنفيذا لميثاقه الذي صادق عليه المغرب ودول عديدة في العالم المعاصر ألن ديباجته كذلك تؤكد حق االنسان رجاال ونساء بصفة متساوية ،في الكرامة والحرية والعدل والسالم وأن يتولى القانون حماية حقوق اإلنسان ضد الظلم واالستبداد وأن ال يتعرض إي إنسان للتعذيب وال للمعاملة القاسية أو الوحشية أو الحاطة بالكرامة اإلنسانية ،وأن لكل شخص الحق في التعلم ،على أن يكون التعليم في مراحله األولى واألساسية على األقل بالمجان ،وأن يكون التعليم األولي إلزاميا وأن يعمم التعليم الفني والمهني ،وأن ييسر الوصول للتعليم العالي على قدم المساواة التامة للجميع وعلى أساس الكفاءة. وقد جاء الدستور المغربي مطابقا لميثاق األمم المتحدة ،ولكن يجب أن تصان وتطبق فصوله تامة وكاملة لنكون في مستوى الدول التي تحقق الحقوق ألبنائها وبناتها دون تمييز
وكل مطالبها األساسية والمشروعة والعادلة لتصون الحقوق والمكتسبات التي نادى بها اإلسالم الحنيف والعلماء والمفكرون عبر التاريخ اإلنساني الطويل ،إذ كيف يعقل أن يكون التعليم بوطننا غير مجاني وعمومي للجميع بجميع مستوياته ،وقد نادى بذلك الوطنيون منذ مدة طويلة والحقوقيون والزعماء وغيرهم ممن لهم غيرة كبيرة على تقدم بلدهم وأمتهم ،وهذا ال يتأتي باكتظاظ األقسام التعليمية وبالكم الهائل للمقررات بل بالكيف الغير المشحون بالمواد المكثفة التي تسعف العقل بتحملها وباالستفادة منها كما تعمل الدول الراقية والمتقدمة في مقرراتها التعليمية المنظمة أحسن تنظيم كما في دول كل من أند ونسيا واليابان وألمانيا وغيرها ،بل أضيف في الختام ما وقع بدولة مصر العربية الشقيقة خالل سنوات األربعينيات من القرن الماضي في عهد الملك الراحل فاروق ،لما طلب من عميد األدب العربي المرحوم برحمة اهلل الواسعة طه حسين أن يتولى منصب وزيرا للتعليم بها ،فقد اشترط أن يكون في عهده إصالح التعليم الشامل وأن يكون مجانيا وعموميا ،فقبلت مصر بذلك منه وأصبح وزيرا للتعليم والمعاريف ...كما أن هذا العميد الموقر لما طلب منه كذلك في العهد المذكور ألن يدخل إلى الجامعة من جديد بعد استقالته منها -ألنه هو من المؤسسين األوائل لها بمصر العزيزة -وذلك بسبب اعتقال المناضل والمفكر الفذ أحمد لطفي السيد وإدخاله إلى السجن -و الذي كان مسؤوال في الحزب الوطني الوفد المصري الذي كان يترأسه الزعيم سعد زغلول -نظرا لكونه كان يدافع عن الحريات العامة بجامعة األزهر وبالمجتمع المصري ،ولما استجابت الحكومة لطلبه بإطالق سراحه من السجن السياسي استأنف طه حسين من جديد عمله بالجامعة المصرية ،في خدمة أبناء وطنه. كما كان الشأن بالنسبة لمحرر المغرب محمد الخامس ووارث سره الحسن الثاني طيب اهلل ثراهما ،والزعيم الهندي المهاتما غاندي الرائد في تحرير بالده بالسلم والزعماء الكبار أمثال عالل الفاسي ومحمد عبد الكريم الخطابي وغيرهم من الزعماء األحرار الذين خلدهم تاريخ الشعوب واألمم وظلوا مثاال ونبراسا يحتذى في التضحيات الجسام بالغالي والنفيس من أجل حرية واستقالل وتقدم بلدانهم وتحريرها من االستعمار الغاشم والغاصبين والمستبدين.
العدد 869
12
الثالثاء 27دي�سمرب � 2016إلى 2يناير 2017
صورة المرأة في شعر البيضان :
«الفصيح والعامي : التمثالت وأشكال الحضور» نوق�شت ب�آداب تطوان �أطروحة للطالبة الباحثة عزيزة عكيدة ح�صلت �إثرها على الدكتوراه يف الآداب بدرجة م�شرف ً جدا ،وهذا تقرير مركز مل�ضامينها وخال�صتها :
الحمد هلل على واسع فضله ،وسابغ نعمته ،والصالة والسالم على خير البرية ،وإمام البشرية ،وأفصح من نطق بالضاد ،وعلى آله وصحبه أجمعين ،ومن تبعهم باإلحسان إلى يوم الدين. اسمحوا لي بداية أن أحي وأشكر اللجنة المحترمة على تفضلها بقبول مناقشة رسالتي في هذا اليوم المبارك الذي نأمل اهلل أن يوفقنا فيه .كما ال يسعني إال وأن أتوجه بخالص الشكر وموفور االمتنان إلى أستاذي المشرف الدكتور عبد اللطيف شهبون الذي كان له بالغ الفضل في توجيه وتوضيب وتهذيب ما تناثر في هذه األطروحة وبهذه المناسبة ال يسعني إال أن أشكره وأطلب له مديد العمر وموفور الصحة والعافية ومن خالله أتوجه إلى كافة أساتذتي بكلية اآلداب بتطوان العامرة وإلى كافة الحضور أصدقائي وزمالئي وأفراد عائلتي الكريمة وعلى رأسهما والداي أطال اهلل في عمرهما وأخواتي وأبناء عمومة. أما بعد: يعد موضوع المرأة في الصحراء من المواضيع المغمور التي ظلت على هامش االشتغال من لدن الباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي المحلي ،رغم صلته بأكثر أفراد المجتمع حساسية وأكثرها عرضة لإلثارة والجدل منذ األزل. األطروحة مساهمة لتخطي القصور الدراسي و الندرة التي تلفّ وتميّز هذا الموضوع خاصة ما يتعلق بالتجربة الشعرية عند النساء وحولهن ،وبيان ما يهم – بالدرس والتحليل -هذا «الجنس البشري» في ثقافة وشعر «البيضان» من خالل التركيز على مكانة المرأة به ،والصورة التي اتخذتها فيه ،وأبعاد ذلك الحضور الذي امتازت به، ووجوه تج ّليات تلك التمثالت التي شكلتها ذهنيتهم عنها أو حولها. إن البحث في شعر البيضان الفصيح والشعبي عمل مضن وهام بالنظر إلى ما ُّ يَحُفه من مغامرة وصعوبات جمة في الجمع والتحقيق والتحليل والتأويل وما ينطوي عليه هذا الديوان من غِنىً معرفي عام مازال مجهوال وبعيدا عن التناول األكاديمي، خاصة ما يتعلق بإشكالية األدب النسائي القديم عموما والشعري خصوصا ،وما يكتنفها من تساؤالت تتعلق بالنشأة ،والمدونة ،وما يرتبط بذلك من تصورات اجتماعية وثقافية وفكرية حول هذا الكائن المثير. فلئن كان تناول هذا الشعر –على أهميته وغناه -قد سار اليوم من األهمية بمكان لدى دارسي األدب العربي عموماً والشعر على وجه التحديد فيما يتعلق بدراسة ظواهره المختلفة ،واستكناه قضاياه المتعددة ،ولفت االنتباه إلى المائز فيه والمتفرد بما قد يساهم في التعريف به ،والوقوف عند ثرائه وخصب جماله البالغي والفني (التصويري) من هذه الناحية ،فإنه يبقى من المباحث المحفوفة بالمخاطر والمستعصية على الطرق والسَّلك بفعل ما يعتريها من إكراهات ومطبات معرفية ومنهجية جمة ومترابطة، خصوصاً إذا استحضرنا أن جزءاً ال يستهان به من هذا التراث الشعري بشقيه الفصيح والعامي ما يزال شفهيا وطي النسيان بل حبيس رفوف الخزانات الخاصة ،وفي حاجة إلى تحرٍّ كبير ،واستقراء واسع وعدة الزمة قصد تحمل أعباء الجمع والتوثيق ،وأنضاء التنقل والتحقيق إلخ... ولما كان حال هذا الشعر البيضاني كما عرضت أعاله ،ويعرفه بعض المهتمين ممن بدأ انصرافهم يشتد ويمتد إليه مؤخرا ،فقد سكنني هوس وهاجس خاص إزاء البحث فيه وتناوله منذ أن أخذني فضول معرفي في االنفتاح عليه ،وااللتذاذ ببالغة سماعه ،ومطالعة بعد نتفه المخطوطة ،فما أن كبر فِيَّ جموح الغيرة عليه حتى قادتني تلك البواعث وغيرها -الموضوعية والذاتية -إلى ولوج يَمِّ معتركه ،والتقاط بعض درره وجواهره وأصدافه الغميسة. وبذلك استقر عنوان أطروحتني على البنية العنوانية التالية« :صورة المرأة في شعر البيضان الفصيح والشعبي :التمثالت وأبعاد الحضور» ،وهو تركيب واضح الحدود ،جليّ المعالم ،محيط بموضوع صورة المرأة في الشعر بشقيه الفصيح والشعبي ،ومجاله وهو تراب البيضان ،وغاياته وأهدافه وهي إدراك طبيعة التمثالت الذهنية والمخيال الجمعي الشائع عن المرأة ومكانتها ووظيفتها في مجتمع ذي مالمح بدوية ،فض ًال عن تصور المرأة لنفسها وشخصيتها فيما أبدعته أناملها وجادت به قريحتها . ويأتي الحد المجالي الموسوم بـ «تراب البيضان» لبيان الفضاء الجغرافي المشمول بالدراسة ،والذي يمتد –كما هو معروف -من وادي نون شما ًال إلى نهر السينغال جنوباً، ومن المحيط األطلسي غرباً إلى أطراف مالي وأحواز محيطة بالجزائر شرقاً ،وذلك باعتباره اإلطار العام النتشار هذا المجتمع وثقافته الذي ظل محكوما إلى حدود يومه بوحدة النسق الحضارية واإلثنية (القبلية) واللغوية (العربية/الحسانية) إلخ ...ومن ثم فمجال دراستنا ال يتقيد بالحدود السياسية الراهنة ،وإنما يراعي في منطلقاته الحدود الثقافية التي كان هذا التوصيف «البيضان» دا ًال عليها أو معبّراً عنها ،ويتمثل أبعادها الحضارية المختلفة ،وحسبي أني قد وضّحت هذا األمر بإسهاب في مدخل هذه األطروحة العام المؤطر لمجال ومجتمع الدراسة. إن اختياري لهذا الموضوع ومجاله قد أملته عليَّ مجموعة من الدواعي والعوامل المتضافرة التي يمكنني أن اختزالها فيما يلي: ّ وتتمثل أو ًال في انتمائي لهذه الرقعة الجغرافية النائية والشاسعة • عوامل ذاتية: من بالد المغرب التي ظلت على امتداد القرون ّ تمثل جزءاً ال يتجزأ من حدوده التاريخية، وغنى ثقافته ،وتنوعه الحضاري واإلثني ،والتي يعدُّ البحث فيها وحولها من ثوابت خدمة الهوية الوطنية والذوذ عن وحدة المجال .وثانيّاً في حجم الرغبة الجامحة التي تسكنني إزاء حفظ هذا التراث الشعري العام من االندثار ونقله من واقعه الشفهي وما يتهدده من هذه الناحية من أجل علميا. • عوامل موضوعية :الكشف عن جوانب تراث أدبي دفين خاص بالمرأة ،قلما امتدت إليه أيدي الباحثين ،وإذا حاولت تلك األيدي أن تطال هذا الجانب من التراث، يكون ذلك من خلف حجاب ،والمساهمة في جمع الشعر النسائي ،الذي تثار الكثير من الشكوك حول وجوده وأهميته في الثقافة األدبية العالمة والشعبية ،وأن يكون هذا العمل صرخة لتنبيه المهتمين بالشأن الثقافي الوطني بغنى ثقافة الصحراء بشقيها العالمة والشعبية والدعوة النفتاح الدرس الجامعي عليه والتعريف بأساطين هذه الثقافة النسائية والرجالية. وتكمن أهمية هذا المشروع البحثي كونه مقاربة لموضوع المرأة في الشعر البيضاني انطالقاً من جانبي استحضار سلمية هرمية المجتمع الفئوية (الزوايا ،حسان، اللحمة) من جهة ،وتمايز ثقافتيه الشعرية وأدابها (الشعر الفصيح/اللغة العربية المعيار، والشعر الشعبي/اللهجة الحسانية الملحونة) من جهة ثانية .ذلك أنني لما باشرت التعمق في مسار البحث استوقفتني خاصية أساسية في أدب/شعر البيضان ،وهي أن لكل طبقة أو فئة من تلك الطبقات والفئات لها أدبها الخاص الذي يعتبر لسان حالها وديوانها ،فكان البد –والحالة هاته -أن تكون مقاربتي المنهجية والمعرفية مستحضرة لذلك ،ومنتبه ًة إليه ،تراعي حدود تمايزهما من هذه الناحية حتى يتيسّر ضبط مميزات ومقومات الخطاب الشعري عند كل فئة ،وإدراك تمثالتهم عن المرأة المتباينة أيضاً –حضوراً وتصوّراً -بحسب تباين االنتماء الطبقي الفئوي العام لهذا المجتمع البدوي. كما تتبدى أهمية األطروحة كذلك في كونها تسعى جاهدة إلى تسليط الضوء على بعض الجوانب المهمة من ثقافة الصحراء بشقيها «العالمة» و»الشعبية» على نحو ومُوَاز ال يجعالنها على مسافتين متباعدتين أو منفصلتين ،وال اختزالهما في متصاقب ٍ ُّم ذلك في أبحاثهم الدراسية المتداولة. شق دون أخر كما دأب أغلب الباحثين على ترس ِ وعليه ،تتغيّى األطروحة في أهدافها العامة تحقيق جهد دراسي يسدُّ الخصاص المسجل بشأن موضوع صورة المرأة في شعر البيضان ،وإحقاق نوع من اإلنصاف لها إلبراز علو المكانة التي حظيت بها في هذا المجتمع ومنقوله الشعري ،وحجم مساهمتها المعتبرة في النهضة األدبية التي عرفتها المنطقة ،وخاصة ما يتعلق منها بالشعر ،فض ًال عن بيان بعض القضايا والظواهر المرتبطة بتجربتها الشعرية الخاصة ،وما ظل مغموراً
من إبداعها وإنتاجها في هذا الباب سواء أكان من عيون الفصيح أو العامي ،وإبراز جوانب بيوغرافية ألسماء وخبر حياة وسيرة أولئك الشواعر الالئي ِبتْنَ مجهوالت الذكر وبمنأى عن االهتمام أو على هامش اشتغال الباحثين والمهتمين على الرغم من علي كعبهن في الشعر ومتعلقاته .وال أغالي إن ألمعت إلى حجم الصعوبات الكبيرة التي واجهتنا في إنجاز هذه الدراسة ،بل ومنذ أن شرعت في بلورة مشروع تصورها مروراً بإجراءات التحرّي الميداني التي خضناها بحثاً عن مادتها المعرفية ،وحتى صياغتها النهائية .وقد فرضت مضن تجشمت فيه أنضاء الرحلة والطراب والتنقل علينا طبيعة الموضوع خوض تحر ٍ في امتدادات جغرافيته الواسعة ،وتحمّلت عناء التردد على بعض الخزانات الخاصة والرواة لعقد بعض اللقاءات والمقابالت واالستجوابات أم ًال في بلوغ متن من المتون، أو إفادة ما ،أو خبراً ،أو ما قد يفيدني في بناء دراستي هاته .وهكذا ألزمني هذا االكراه الموضوعي التجوال المديد في الزمان والمكان في مناطق وقبائل ومحاضر داخل البالد و خارجها (موريتانيا) تشوفا لبلوغ مرماي .ولم يكن النبش في منقول الثقافة الشعبية الشعري ،وجمع المتون المحفوظة منها من أفواه الرواة باألمر الهيّن وال المتاح ،بل حملني على مباشرة اتصاالت وترتيبات ،وشغل مني وقت كبيرا ،وصبراً فوق المعتاد، كما أقتضى مني يقظة وحرصا شديدين في التوثيق والتسجيل ..وقد زاد من صعوبة الجمع والتوثيق هاته الطابع الشفهي لراوية هذا الشعر العامي الذي مايزال لم يعرف بعد طريقه للتدوين بما يكفي ،مما جعل أمر الوقوف على بعض منتخبات درره صعباً وشاقاً بل ومتعذرا في بعض أحايين كثيرة .كما أن إشكالية رسمه ال تسعف على دليل مرشد في منهجية كتابته على النحو الذي ينشده الناطقون بلهجته المتداولة .ومن ثم لم يكن االشتغال على نصوصها العامية يسيرا ،بالنظر إلى ما كانت تطرحه كتابة هذه «اللهجة الحسانية» من إشكاالت تتطلب مراعاة وضعها الشفوي الخاص ،وبعض سماتها الصوتية والداللية إلخ ...ولذلك كان يستلزم تعريب مضامين بعض النصوص اتخاذ بعض الحيطة والحذر في مراعاة سياق الكالم .كما كان التنقيب في منقول الثقافة العالمة الشعري ،هو األخر تعتريه بعض الصعوبات واإلكراهات المرتبطة بمصادره وسُبل بلوغها ،فمنها ما هو محفوظ في الذاكرة الجمعية تلوكه ألسنة الرواة والعامة ويحتاج إلى جهود مضنية لجمعه وتوثيقه ،ومنها ما هو مخطوط دفين في خزانات عائلية خاصة أو األهلية/القبلية ،أو لدى بعض المهتمين بالشأن الثقافي المحلي ،وهو ما يجعل أمر االطالع عليها أو نسخها بالغ الصعوبة ،بل من المالكين لها والقيّمين عليها من يسترزق منها بيعاً أو نسخاً أو اطالعاً إلخ ...وال يعيرون أدنى اهتمام لمطلوب الباحثين .وينضاف إلى هذه الصعوبات ما اعترضني من شح بالغ في المصادر والمراجع التي تهم موضوع هذه األطروحة ،إذ لم أظفر سوى على نزر يسير من الدراسات التي عُنيت ببعض مباحثها ،كأن تلفت االنتباه إلى شاعرة مّا ،أو إلى قصيدة معينة ،أو قضية من تلك القضايا التي تناولناها بالدراسة والتحليل ،وهي دراسات وأبحاث في مجملها تمت خارج اإلطار األكاديمي ،باستثناء جهد الباحثة «العالية ماء العينين» الذي أفردته لـ «شعر التبراع» عند نساء البيضان ،وبعض الجهود الترجمية لعدد من األساتذة الموريتانيين حول بعض النساء المشهورات وهي مرقونة ومودوعة برفوف خزاناتهم الخاصة .وقد زاد من حدة وقع تلك المثبطات ،ما كنت أتلقاه بداية من استغراب لدى الكثيرين ممن صادفتهم أو التقيتهم أثناء التحري بشأن موضوع شعر المرأة البيضانية، والذي كان مؤداه يسير في اتجاه إنكار حوكها للشعر الفصيح وإبداعها فيه ،مؤكدين أن عطاءها محصوراً في الشعر الشعبي (التبراع) ...غير أن أمر التحقيق والتحرّي الدقيق الذي باشرته طو ًال وعرضاً بالمجال حول الموضوع قادني إلى شيء مختلف يجعل زعمهم هذا مجانباً للصواب .وال أنكر أن ما بلغته من أسماء هؤالء الشواعر ونصوصهم قد اعترضتني فيه صعوبة تتعلق بتحفظ بعض ذويهن (حفدتهن) من إمدادي ببعض متونهن الشعرية كاملة ،احتراماً لهيبتهن ووفاتهن ،فأجدهم يكتفون فقط برواية ما يدخل في دائرة غرضي المديح النبوي ،أو االستمطار وغيره ...متجنبين ما قد يسيء إليهن ،أو يبيّن جانباً من شخصيتهن وعالقتهن بزمنهن ،أو ما يموج في كل ذات شاعرة من أحاسيس مرهفة ومشاعر فياضة وهجاء الذع ،فكان تكتمهم وحيطتهم في الرواية ال يتعدى حدود الممكن والمتاح سواء في شعرهن الفصيح أو الشعبي .وكم كانت الصعوبة كبيرة حين حاولت الترجمة لبعض النساء المشهورات ،دون أن أجد لهن ذكراً أو خبراً يفي بالمطلوب ،األمر الذي تطلب مني وقتا إضافيا لتوسيع البحث واالطالع على المزيد من المظان والمصادر التاريخية واألدبية ،واالستئناس بالروايات الشفوية لعلي أظفر بقبس ينير لنا بعضاً من مناطق العتمة في سيرتهن ونسبهن .ولئن كان كل موضوع أو بحث يظل محكوماً في عمقه بجملة من اإلشكاليات التي توجهه وترسي مشروعية االشتغال به ،فال مناص أن انصرافي إلى تناول هذا الموضوع وخوض يَمّه قد حملني عليه بالتأكيد مجموعة من اإلشكاالت واألسئلة المؤطرة التي يمكن صياغتها فيما يلي: • كيف تتحدد مكانة المرأة ووظيفتها في المجتمع البيضاني وثقافته العامة؟ وما هي وجوه اختالف وضعياتها في سلمية هرميته الفئوية؟ وأبعاد حضورها؟ • ما هي مالمح صورة المرأة في شعر البيضان الفصيح والشعبي؟ وكيف تتبدى تجليات عناصرها األساس فيهما؟ وما أهم التمثالت الثاوية في الذهنية الجمعية المحلية حولها أو المشكلة عنها؟ • ما هي أبرز شواعر الفصيح والشعبي بالمجال المدروس؟ وما مقومات وخصائص خطابهن الشعري؟ • ما هي مضامين التجربة الشعرية المعبّر عنها لدى المرأة البيضانية؟ وكيف استطاعت أن تصوّر نفسها فيه؟ • ما هو شعر المرأة البيضانية الشعبي الخاص؟ وما أبرز سيماته ومراحل تطوره شك ًال ومضموناً؟ وقد فرض علي تناول هذا الموضوع اعتماد مجموعة من المناهج واألدوات اإلجرائية قصد معالجة قضاياه وبلوغ مقاصدي فيه ،فكان تركيزي على المنهج البنيوي التحليلي باديّاً حيال بناء األطروحة وتحليل المتون الشعرية وبعض األفكار ،إلى جانب اعتماد المنهج التاريخي االجتماعي في تتبع الظاهرة الشعرية داخل هذا المجتمع ولدى شعرائه وتطوراتها ،ووضعيات المرأة فيه وأبعاد حضورها به ،عالوة على آليات الوصف واالستقراء واالستنباط والمقارنة في بيان بعض القضايا واألحكام. ومن ثم ،فإني حاولت -قدر المستطاعي -استثمار هذه المناهج المألوفة في الدراسات األدبية في إطار مقاربة تكاملية تعاضد فيها تلك األدوات اإلجرائية العلمية بعضها البعض َّ علنا نظفر في النهاية بدراسة شمولية وموضوعية .وقد اقتضى موضوع هذه األطروحة أن يستوي منهجيّاً على تبويب متدرج يقوم أساساً على مدخل عام، وبابين ،وخاتمة .ففي المدخل ،حاولنا تقديم فرش نظري عام يحيط بمجال الدراسة وأصول تسميته ومتغيراتها بحسب الوقائع والقرون ،فض ًال عن عرض بعض اللمحات واإلضاءات حول مجتمع الدراسة وسلميته القبلية وتوزيعه الوظيفي ،وحركة التعرب التي شهدها والمستويين الرسمي والشعبي .أما الباب األول ،فقد عرجت فيه على تناول «صورة المرأة في شعر البيضان الفصيح والشعبي» ،وذلك من خالل فصلين: عكفت في األول منهما على بيان «صورة المرأة في شعر البيضان الفصيح» ،وذلك بالوقوف على أهم القضايا المرتبطة بالشعر الفصيح وخاصة منه ما دخل في باب الغزل في مرحلة متقدمة من تشكل المجتمع؟ وما مدى تأثير تلك القضايا واالنتماء الفئوي على تصوير المرأة في شعر القوم ،وقد قسمته إلى ثالثة مباحث أساسية ،تعرضت في األول منها لـ «مكانة المرأة في مجتمع البيضان» ،وفي الثاني لموضوع «الشعر الفصيح بين معارف القوم وموقفهم منه» ،فيما ركزت في المبحث الثالث على إبراز «عناصر صورة المرأة في شعر البيضان الفصيح» وأهم تجلياتها فيه .ثم درجت في الفصل الثاني إلى تناول «صورة المرأة في شعر البيضان الشعبي» ،باعتباره الشق الثاني من القول الشعري المتداول في هذا المجتمع ،فقسمته هو األخر على ثالثة مباحث ،بسطت الحديث في األول منها حول «منزلة الشعر الحساني في ثقافة القوم» ،وتوقفت في الثاني منها
على حدود و»تعريف الشعر الشعبي الحساني» ،فيما خصصت المبحث الثالث لبيان «عناصر صورة المرأة» في هذا «الشعر البيضاني الشعبي» العام. في حين انتقلت في الباب الثاني إلى مستوى أخر من مستويات الدراسة ،حيث عقدته لموضوع الظاهرة الشعرية عند نساء البيضان ،أي «اإلبداع النسائي في تراب البيضان» ،وقد جعلته على ثالثة فصول أساسية: • أفردت األول منها لـ «الشعر النسائي الفصيح» ،ويعنى بدراسة مدونة الشعر النسائي الفصيح واستعراض تاريخ نشأته ،وكيف استطاعت المرأة أن تواكب طرائق القول الشعري في مجتمع محافظ ال يرى ضرورة انشغال المرأة بهذا اللون من الثقافة، مستخلصة معوقات وجدود شعر نسائي وأسباب ندرته ،وأهم سماته وأغراضه ،حيث وزعته على ثالثة مباحث ،هَمَّ األول منها مسألة «مدونة الشعر الفصيح وأسباب الغياب» ،والثاني قضية «المرأة البيضانية ونشأة الشعر الفصيح» ،والثالث بعض خصوصيات ومقومات «التجربة الشعرية عند المرأة البيضانية» في هذا اللون من حوك القريض .فيما انصرفت في الفصل الثاني إلى طرق موضوع النوع الثاني من «الشعر الشعبي لدى المرأة البيضانية (لغن)» ،معرّجا عليه من خالل ثالثة مباحث هي األخرى ،خصصت األول منها لقضية «نشأة الشعر النسائي ( َلغْنَ)» ،والثاني لمسألة « َلغْنَ النسائي البيضاني وإشكالية الندرة» التي تميّزه ،والثالث لبعض مالمح «التجربة الشعرية الشعبية عند المرأة البيضانية» في هذا المجال .أما الفصل الثالث ،فقد انبرى فيه اشتغالي على تناول لون خاص من الشعر عرفت بحوكه هذه المرأة البيضانية ،وهو «التبراع :شعر نسائي ببصمة الخصوصية» ،وهي محاولة لرصد ماهية التبراع ،ومدى تعبيره عن المعاناة الوجدانية للمرأة البيضانية وما تثيره مضامينه االجتماعية والفنية من تساؤالت يدور حول نشأته وعالقته بلغن ،ومراحل تطوره ،وسبب انشغال المرأة البيضانية بهذا اللون من األدب دون غيره بهذه الكيفية ،ومدى تعبيره عن نفسيتها وتفكيرها ،وما أحاط بهذه التجربة من كتمان جعلها تظهر في شكل معاناة تمتطي أجنحة البوح ،فقي لحظات خاصة من حياة الفتاة البيضانية ،وقد جاء موزعاً على ثالثة مباحث ،تطرقت في األول منها إلى موضوع «التبراع ،تعريفه ونشأته» ،والثاني إلى «اَلتَّبْرَاعْ» باعتباره «وثيقة اجتماعية» ،وفي الثالث إلى بيان «مراحل تطور اَلتَّبْرَاعْ» كشعر نسائي ،ومدونته المدروسة .وعقب هذين البابين ،وشحت األطروحة بملحق خاص ،تعرضت فيه لـ «صور بعض األعالم النسائية المشهورة» بهذا المجال المدروس، العالمات الفقيهات ،والمدرسات المربيات ،والصالحات التقيات ،الجميالت الحسناوات. وخلصت من خالل هذا البحث إلى نقاط هامة يمكن إدراجها كالتالي: • بالرغم من المكانة المتميزة للمرأة في مجتمع البيضان ،فقد تباينت صورها في شعرهم الفصيح والشعبي تبعاً لتمايز وضعها الفئوي/الطبقي من جهة ،وتباين مستوى الواقعين المادي ورافدي الذهنية ومرجعياتهما من جهة ثانية ،حيث كانت صورتها في الشعر الفصيح تعبر عن تمثالت ذهنية «فئة الزوايا» عنها ،ومحكومة بخلفية دينية محافظة تارة ،وتتمثل نهجاً وتستضمر وعيّاً يستمد مشروعيته من روافد لها أصولها ومرجعياتها في ثقافة الشعراء القدماء تارة أخرى .فيما جاءت صورتها في الشعر الشعبي معبّرة عن تمثالت عقلية «فئة حسان» ومن واالهم من «فئة اللحمة». • إن جل صور المرأة في الشعر الفصيح مستقاة من عيون الشعر العربي القديم، وتشبيهاتهم تقليدية أخذوها عن الشاعر الجاهلي ،فلم أجد أوصفا متواترة ألماكن صحراوية بعينها ،وال أسماء وألقاب تراثية لنساء المنطقة ،كما أن معايير الجمال كانت واحد ،وال مجال للتفاضل بين هذا الشاعر وذاك ،رغم تمايز فترات اإلنتاج ،وهذا يدل على أن الشاعر لم يكن يعبر في شعره الفصيح عن تجربة إنسانية حقيقية ،بل جاءت مقدمته الغزلية ،كتقليد فني ليبرز أوال :تمكنه من الملكة الشعرية ،شأنه شأن أجداده العرب في الجاهلية ،ثانيا :حتى يصرف النظر عن التصوير الحسي الحقيقي ،ألن مكانته الدينية ال تسمح له بذلك. • جاءت صورة المرأة في الشعر الحساني أكثر صدقا وتعبيرا عن صور المرأة في هذا المجتمع ،بحيث نقل لنا الشاعر صورة المرأة بتلويناتها وصورها المختلفة في المجتمع، فتغنى بها وبوجوهها المختلفة معبرا عما ينتابه أو يخالجه إزاءها ،متخلصا من كل ما قد يكدر صفو مخيلته ،فأطلق العنان لوصفها سواء كانت حاضرة أو غائبة ،واقعية أو متخيلة ،...فانساق في اتجاه تجاوز كل الحدود المرسومة المتاحة منها والمحظورة في تقاليد حوك القريض في ذلك المجتمع البدوي المحافظ ،فاعتبر التشبب بها من مرتكزات الفتوة انتصار لعالمها اآلسر المغري والمثير لدواخل الذات ووجدانها ،فوقف بذلك على تضاريس جسمها وإن كان المجتمع يستهجن ذلك واألعراف تحرمه ،ثم تحدى الرقيب وظل يحوم بخيمة المحبوبة في الليل والنهار رغم معرفته المسبقة بعدم وصوله إليها في ظل تعنتها الدائم ،وإن وصل إليها أحيانا حتى وهي بين أحضان زوجها فذاك من صنيع مخياله الذي جعل الوصل بها ضربا من ضروب عوالم االفتراض الممكنة فيما حاكه من شعر في هذا االتجاه الغزلي. • أبان لنا الشعر الحساني عن طبيعة تلك اإلكراهات التي كانت تواجهها المرأة الحسانية في مرحلة البداوة ،والتي كانت فيها محط أنظار الجميع ،تحسب تصرفاتها وينظر إليها من خلف حجا ب كجسد غاوي تمارس عليها العادات والتقاليد لتأهيله حسب معيار الذوق الجماعي ونظرته الذكورية. • إن المرأة البيضانية كانت حاضرة وبقوة في المجال الشعري إنتاجا ،واستطاعت أن تتحدى كل الصعاب ،وتتغلب على المعاناة ،لتقول كلمتها الفصل عبر الشعر الفصيح والشعبي ،وتعبر عن اهتماماتها في مجتمع بدوي محافظ. • بالرغم من الرقابة التي مورست على الشعر الفصيح ،فالمرأة نفذت من تلك الصرامة وواكبت نشأة الشعر الفصيح وتفننت في القول محترمة المساحة المخصصة لقولها ،فأنتجت نصوصا غنية تعبر عن تمكنها من ناصية اللغة أوال ،ومستوى أدبيتها الرفيعة ثانيا. • استغلت المرأة البيضانية امكانيات اللغة الشعبية من حيوية ومرونة في التعبير، فضمنت مقولها من «لغن» الكثير من لحظات اإلبداع ،وخلقت لنفسها هامشا أدبيا قل نظيره ،عرف بالتبراع ،وتمكنت عبر هذا المخلوق المتمرد أن تبوح بعواطفها أتجاه الجنس اآلخر في مجتمع بدوي محافظ. إن محاصرة المرأة داخل الخيمة ،أثر على مساهماتها في النهضة الثقافية والعلمية التي عرفتها المنطقة ،فقد بقي تعليمها محصورا على المحيط العائلي ومدى رغبتها هي في التعلم ،وال يسمح لها السفر إلنهاء مشوارها التعلمي في المحاضر البعيدة كما الرجل ،لذلك نجد جل من لهن مشاركات علمية ينتمين لوسط عالم (الزوايا) ،ومرتبط بشخصية المرأة نفسها ومدى رغبتها في التعلم ،أو حسب ما تلقاه من عناية واهتمام من قبل ذويها. • إن مكانة لمرأة في فئة حسان ارتبطت بالجمال وقوة الشخصية ،لذلك جاء شعرهم الشعبي ومروياتهم حبلى بألقاب نساء عرفن بالجمال والحكمة ،إن الجمال في هذه الفئة شرف ودليل على المكانة الراقية التي تنعم بها المرأة في وسطها ويعكس مستواهم األرستقراطي المترف. ونحن -في كل هذا ال ندعي -اإلحاطة بجميع ما يتعلق بهذا الموضوع ،أو اإلتيان على كل جوانبه وإيفائه القدر الكافي من الدراسة والتحليل الشاملين ،فهذا بعيد المنال، صعب التحقق ،لتعذره ،وحاجته إلى وقت مستفرغ للتقصي واالستقراء ،بل ومشروع أدبي ونقدي كبير ،ومجهودات مضنية ،وإمكانيات مادية هائلة ال نرى توافرها متحص ًال لدينا... ومن ثم ،حسب ما قدمته في هذه األطروحة أنها لفتت االنتباه إلى هذا الموضوع، وساهم في وضع لبنة فيه ،أمال في تشجع الباحثين –مستقب ًال -على تطويره واستكمال صروحه. واهلل ولي التوفيق.
الثالثاء 27دي�سمرب � 2016إلى 2يناير 2017
العدد 869
ات..
شذر
13
أمة العرب الشاردة ..ولعبة الكبار • إعداد :مصطفى بديع السوسي
محطات سوداء محطات سوداء
األمن ضرورة قصوى ،وأمام استفحال الجريمة ،واعتراض سبيل المارة حتى في وضح النهار ،وانتشار تعاطي المخدرات ،فإن األمر يؤكد وجود خلل ما في المنظومة األمنية ،يمكنك أن تجول نصف المدينة بنقطها البيضاء والسوداء ليال فلن تصادف أبدا دورية أمنية تجوب الشوارع لتتلقف مجانين الليل وعناكب الظالم ،وكثيرا ما تساءل المواطنون وهم يرون خلو مناطقهم من دوريات أمن جاهزة .ماذا يمنع مجرما محترفا من اعتراض سبيل مواطن مار واالعتداء عليه مادام أنه آمن وبعيد عن العيون الساهرة على حماية المواطنين ،أزمة انعدام األمن تشكل هاجسا ومعضلة في اآلن نفسه ،فعسى أن يتغير الوضع وتمأل شوارعنا دوريات الحراسة األمنية ليل نهار. rrrrr
نفس الشيء يقال عن شرطة المرور ،فكثيرا ما يغيب شرطي المرور عن المناطق المزدحمة والكثيفة الحركة ،مما يفسح المجال لفوضى المرور ،وعدم احترام اإلشارات الضوئية ،وارتفاع ضجيج المنبهات ،خصوصا من لدن حافالت النقل العمومي «ألـــزا» وأصوات أصحاب سيارات النقل السري المزعجة. rrrrr
احتالل الملك العمومي أصبح عادة وواقعا ولم يعد ظاهرة بعد تجاهل السلطات المحلية وتغاضيها عن األمر مما فتح المجال النتشار هذا المنكر وعربدة المحتلين وقطعهم لكثير من الممرات في وجه المارة وسيارات اإلسعاف. rrrrr
فوضى حافالت النقل العمومي «ألزا» أصبحت على كل لسان ،فحمولتها تفوق قدرتها مع عدم احترامها لمواقفها ..وإطالق منبهاتها بمناسبة أو غير مناسبة ،كما أن بعض سائقيها ال يتوفرون على الحد األدنى من األخالق وحسن السلوك. rrrrr
الضحك على الذقون ...ذقون العرب ...واللعب على الوتر الحساس ...وإذكاء نار الفتنة الطائفية والدينية في العالم العربي بضاعة الرؤوس الكبيرة التي توزعها على أطراف البالد العربية المشتعلة بغرض الهيمنة وتجزيئ الوطن العربي وإغراقه في تكتالت ومحاور وتجمعات عقدية متنافرة... هل عجزت القوة الغربية األولى عن إيقاف الحرب األهلية بسوريا وإطفاء أوارها ...من قال بذلك فهو واهم ...لو أرادت لفعلت ...لو أرادت روسيا لفعلت ،أما إيران وتركيا فإنهما ذيالن يتوزعان بين شرق وغرب في شبه حلف مشبوه كذبوا ولو صدقوا ...فالحرب مكسب ألمريكا وروسيا ...تجارة السالح مزدهرة وسياسة كسب المواقع رائجة ...وهما يضحكان على العالم ويحيالن القضية ...قضية تدمير وطن وتصفية أهله، وتمزيق وحدته إلى مجلس األمن الذي يلعب فيه الكبار لعبة النقض ثم تلتئم لجان وجمعيات وينبري خطباء للتنديد ،وتصدر في األخير توصيات ال تحرك للفتنة ساكنا ...أما القرارات فهي عقوبات ومزيد من العقوبات ضد المعتدي ،عقوبات تمنع كبراء البلد من التنقل عبر العالم !...فبماذا يفيد هذا ضحايا الفتنة والقتل المجاني؟ ..وبماذا ينفع حشود المشردين والالجئين في عز الصقيع وزمهرير الشتاء؟!... العالم المتقدم كله يمارس لعبة االستغماية على المنكوبين ،ويهزأ من استجداء المغلوبين به ...بينما اآلخرون يجمعون الصدقات والمعونات لالجئي المخيمات ومحاصري المدنالمشتعلة... وقد اختلطت األمور على الناس أمام كم وتعدد وتلون واختالف األسماء والمسميات ...واأللوان واأللوية والجماعات. عسكر نظامي ،دواعش ،جيش حر ،النصرة ،جيش فتح الشام، الدعم الشعبي ،األكراد ،ثم رايات أخرى انبثقت عن فتنة ليبيا.. في طرابلس ،وبنغازي ،وسرت ،وحرب مواقع لالستئثار بحقول النفط ...ومع ذلك مازال هناك من يستمع إلى خزعبالت أمريكا، وتلويحات روسيا ،وبينهما إيران وتركيا والمواقف الموالية ثم المتناقضة ...باألمس كانت تركيا تطالب برأس األسد وتقول أنه ال مخرج لألزمة إال بذهابه ،واليوم تدعي بأنها ال تستهدف األسد ..وهذه هي السياسة ال روح فيها ...ال ضمير ،وال مبادئ، وكما قلت سابقا في السياسة ال صداقات دائمة وال عداوات دائمة ،ولكن مصالح دائمة... وللذكرى ،فباألمس أيضا وصلت العالقات بين روسيا وتركيا إلى الحضيض بعد حادث إسقاط الطائرة الروسية.. تركيا سعت بعد ذلك وبكل الوسائل إلى االعتذار لروسيا ،وإلى التمسح بقباب قصر الكرملين إلى أن انفجرت األمور والتحقت تركيا بركب روسيا... تركيا نفسها ،وبعد حادث سفينة مرمرة لفك الحصار عن غزة ،ورغم ضحاياها ،عادت لتطبيع العالقات مع إسرائيل بعد غضبة كصفير الريح أو السحاب الذي ال يُمطر فذهب الضحايا مع شربة ماء مُسكر إثر تبادل األنخاب... الزال��ت أمة العرب الشاردة تثق في مسيلمة الكذاب وتصدق نبوءته الضالة ...وتبحث عن الخالص في مجالس «الحكماء» والدائمي العضوية ...وأروقة األمم والجمعيات ومراتع الببغاوات ...مازال العرب ،رغم إمكانياتهم الهائلة، غير قادرين على حل خالفاتهم المزمنة ،ففوضوا ألمم وقوى أخرى حل إشكاالتهم المعقدة ،لدرجة طالب معها الرئيس األمريكي الجديد من دول الخليج منح بالده ثلث عائدات النفط مقابل الحماية التي توفرها لهم أمريكا ..وهكذا دفع التخاذل العربي إلى الطمع الغربي .أضف إلى ذلك ،تصويت الكونغرس األمريكي على حق كل مواطن أمريكي تضرر في حادث برج نيويورك أن يرفع دعوى المطالبة بالتعويض ضد المملكة
العربية السعودية ،بدعوى رعايتها لإلرهاب ،وإال فسيتم اللجوء إلى المدخرات السعودية بالواليات المتحدة. وعندما سُمح لبضعة آالف محاصر سوري بالخروج من حلب الشرقية إلى حلب الغربية ،كانت روسيا هي الراعية ،وهي الحارسة ،وكان العرب هم آخر من يعلم بالرغم من قوتهم العددية ،وقوتهم االقتصادية ،ولكنهم غثاء كغثاء السيل وبإطاللة سريعة على الحصيلة الثقيلة للصراع المسلح في سوريا نجد أنه ُقتل ما بين 400ألف ونصف مليون سوري. وأصيب ثمانية ماليين بإعاقات جسدية ،ودُمرت ثلث مدارس سوريا وكل مدارس شرق حلب ،ونزح الشعب إلى مناطق أخرى داخل سوريا وخارجها ،و 13مليون شخص أصبحوا بحاجة إلى مساعدات ،بينهم 5ماليين و 800ألف طفل ،وجود أكثر من مليون شخص تحت الحصار ،و 7ماليين و 900ألف يعيشون في مناطق يتعذر الوصول إليها ،وعملية اإلجالء لم تشمل لحد اآلن إال فئات قليلة كالفتات وسط الزحام .ثمانون في المائة أصبحوا يعيشون تحت حد الفقر ،ومع ذلك ،ورغم ما يعانيه العرب في ديار الفتنة أو غيرها ،فحضارتهم بأبراجها وبحيراتها االصطناعية بنيت بكفاءات أجنبية ..أمريكية بالخصوص ،فال غرابة أن تتقوى علينا هذه القوى الكبرى ،ثم أن تجعل األرض العربية سوقا للسالح ،وكثيرا ما استعملت في حروبها المفتوحة أسلحة جديدة للتجربة كصواريخ «طاو 2ألف» و«طاو 2باء» و«طاو بانكر باستر» التي تنتجها شركة «رايتون» األمريكية، والتي جُربت في شرق حلب بسوريا ...وامتدت شرايين الهيمنة والتحكم لتشمل إفريقيا وتركز ذلك بالخصوص في تأسيس «أفريكوم» وجعل مقرها كمركز للقيادة اإلفريقية في السينغال، فأصبح أطلس إفريقيا أمريكيا بال منازع ،في حين ليس للعالم العربي دور حتى لالستشارة. فالمفروض أن يلتئم لكل القرارات الفوقية .فالدول المتقدمة تملك كل أوراق الضغط ...كما أن الئحة االتهامات واالفتراءات وحتى األكاذيب جاهزة كتشجيع اإلرهاب ،ومعاداة السامية وغيرها ...ألم تُبرر الواليات المتحدة األمريكية والقوى الموالية لها اكتساحها لعراق صدام بتوفره على أسلحة الدمار الشامل ،وسعيها لتدميرها؟ ...وأخيرا وبعد مهزلة االجتياح، وقربان عيد األضحى ،تبين للعالم أجمع أكذوبة بوش األب واإلبن ..فال أسلحة دمار شامل وال هم يحزنون ...وقد قالها صراحة الوزير األول البريطاني آنذاك طوني بلير في مذكراته واعترف باألكذوبة الكبيرة /...وتساءل الباحثون يومها :لماذا لم تمارس أمريكا وحلفاءها نفس الجنون مع كوريا الشمالية رغم توفرها على هذه األسلحة التدميرية ...ورغم تجاربها المتكررة ألسلحة متطورة بعيدة المدى ،ورغم تهديدها لجارتها كوريا الجنوبية التي تحظى بالمظلة األمريكية؟ ..وهو تساؤل مشروع خصوصا أمام كم التهديدات التي وجهتها أمريكا للنظام الشيوعي بكوريا الشمالية ...وتجاهل هذه األخيرة للتهديد بل ومواجهته بمزيد من التجارب لألسلحة التدميرية... هكذا ترسم خريطة العالم ...فال مكان للضعيف مهما بلغت قدراته المادية واالقتصادية ،فالعالم مُجمع للكبار وملك لهم أيضا ،لذا خلقوا أسطورة «العالم الجديد». وفي األفق القريب والبعيد ،تبدو مالمح ُّ تشكل خريطة جديدة مثيرة قد تكون حافلة بالمفاجآت ،فكل شيء ممكن الحدوث.
لماذا لم يتم وضع حد لنزق وعشوائية الدراجات الثالثية التي ال تتوفر على أي وضعية قانوني ،وال أرقام تسجيل ،كما أنه ال حد لحمولتها البضائعية والبشرية وكثيرا ما تسببت في حوادث سير خطيرة ألنها ال تعترف ال بإشارات المرور وال بقوانين السير ،كما ال تنضبط للسرعة المطلوبة .فمتى تتدخل الجهات المختصة لوضع حد لهذا التسيب أم أننا بكل فئاتنا المجتمعية والسلطوية واألمنية أصبحنا نتعايش مع الفوضى؟ أم أننا نطبق القاعدة المعروفة« :كم من أشياء قضيناها بتركها»؟!.. rrrrr
نشير إلى وجود حفرة كبيرة من مخلفات أشغال «أمانديس» بها أحجار متراكمة في محاولة لسد الحفرة التي ظلت عارية وهي تشكل خطرا محدقا بالسكان خصوصا المسنين منهم والعجزة والنساء واألطفال ..الحفرة توجد بمنطقة السواني 2ديور ليراك ،عمارة ب،4/ وهي منطقة مظلمة ليال وتنعدم فيها اإلنارة مما يجعل الخطر كبيرا ومؤكدا .المطلوب من أمانديس تغطية هذه الحفرة بالكامل ،وعلى السلطة المحلية التدخل.
م .ب .السوسي
ا�ض َي ًة َم ْر ِ�ض ّ َي ًة } َيا �أَ ّ َي ُتهَ ا ال ّ َن ْف ُ�س مْ ُال ْط َم ِئ َن ُّة ْار ِجعِي ِ�إ َلى َر ّ ِب ِ ك َر ِ َف ْاد ُخلِي فيِ عِ َبادِ ي َو ْاد ُخلِي َج َّنتِي {
(�صدق اهلل العظيم)
من السيد عمر مورو
رئيس غرفة التجارة و الصناعة و الخدمات لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة إلى السيد المحترم عادل الرايس رئيس جمعية مالكي المنطقة الصناعية بطنجة
تعــزيـة
على إثـر نبـأ وفـاة والدتكم المشمولة برحمـة اهلل ورضوانـــه ،أتقـــدم إليكم باسمي الخاص ونيابة عن السادة أعضاء وأطر و موظفي غرفة التجارة والصناعة و الخدمات لجهة طنجة -تطوان -الحسيمة ،بأحر التعازي والمواساة لكم و لعائلتكم سائال المولى سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته ومغفرته وأن يسكنها فسيح جناته و يلهم ذويكم جميل الصبر والسلوان.
«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»
جد الأ�ستاذة ي�سرى احلودار يف ذمة اهلل يوم األربعاء 21دجنبر خيم الحزن واألسى على عائلة األخت يسرى الحودار المقيمة بضواحي وزان ،بعد أن بلغ إلى علمها الرحيل المفاجئ ألحد أفراد أسرتها بمدينة القنيطرة حيث وري جثمانه في موكب جنائزي مهيب ،المشمول برحمة اهلل ومغفرته عبد القادر شقرون . وأمام هذا المصاب الجلل ،يتقدم محمد حمضي عضو اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان بالشمال ،والشغيلة التعليمية بجماعة تروال ، بالتعازي الحارة والمواساة القلبية إلى أرملة المرحوم فاطمة القادري ،وأبنائه -محمد ، خديجة ،آسية ،عبد اللطيف ،بشرى ،سعد ،عبد اهلل ،أسماء -وإلى األخت يسرى الحودار ووالدها ،راجين من الذي جل جالله بأن يمطر الفقيد بشآبيب رحمته ،ويسكنه فسيح جنانه بجانب الصديقين والشهداء ،وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.
«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»
الثالثاء � 20إلى 26دي�سمرب 2016
العدد 868
منبر المجلس العلمي بطنجة
مبنا�سبة ال�سنة امليالدية اجلديدة
استقبلنا منذ أيام قليلة سنة هجرية جديدة ،واحتفلنا بذكرى عظيمة غالية ،ذكرى هجرة الرسول صلى اهلل عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة ،تلك الذكرى الغالية التي ال نجد لها مثيال في الحديث وال في القديم ،لما ترتب عليها من اآلثار الجليلة في اإلصالح االجتماعي وترقية النفوس واألرواح وبث مكارم األخالق .فوقفنا على تلك اآلثار واستحضرنا االنتصارات واإلنجازات وكل ما حملته أيامنا الماضية وعصورنا الخالية ،فافتخرنا بتاريخنا وعددنا أعمال أسالفنا وما صنعوه وأبدعوه وخلدوه ،ثم نظرنا إلى واقعنا وأحوالنا وما آلت إليه أو ضاعنا فعددنا النكبات وكثرة اآلهات والتحسرات. ونستقبل في هذا األسبوع سنة ميالدية جديدة ،فنستحضر ما حوته السنة التي نودعها من أحداث ،وما انطوت عليه من وقائع ومستجدات ،ومن ودعنا فيها من رجال العلم والفكر والسياسة... إنها ثالثمائة وخمسة وستون يوما طويناها من عمرنا دون أن نسأل أنفسنا ما ذا استفدنا منها؟ وماذا قدمنا فيها من أعمال تنفعنا يوم لقاء ربنا؟ وماذا أنجزنا فيها من األعمال الموكلة إلينا مما ينفع أهلنا ومدينتنا ووطننا؟ هل أدينا واجبنا بأمانة؟ وهل أخلصنا النية والعمل في كل ما قمنا به؟ وكم من الوقت ضيعنا فيها؟ وكم من األعمال أهملناها فضيعنا بها على أنفسنا وأهللنا وأمتنا الشيء الكثير؟ وكم ،وكم ،وكم..... إنها أسئلة لو طرحها كل منا على نفسه لتأسف على كل لحظة مرت من عمره ،ولحاسب نفسه على كل عمل قام به ،وعلى كل ما فرط فيه لنفسه أو أهله أو بلده ،ولو استحضر قول الرسول صلى اهلل عليه وسلم( :ال تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن شبابه فيما أباله، وعن عمره فيما أفناه ،وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ،وعن علمه ماذا عمل فيه). إن من أعظم نعم اهلل تعالى على اإلنسان في هذه الحياة ما أوجد له من األوقات واألزمان التي هي فرصة عظيمة لتحقيق الحياة الكريمة في الدنيا واآلخرة وألجل هذا إمتن تعالى على عباده بهذه النعمة في كتابه الكريم في مواضع متعددة قال سبحانه( :هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك آليات لقوم يسمعون) وقال أيضا( :وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك آليات لقوم يعقلون) بل لقد أقسم سبحانه وتعالى بالوقت في آيات عظيمة من كتابه ،واهلل عز وجل ال يقسم بشيء من خلقه إال ألهميته وعظمته ولفت األنظار إليه والتنبيه على مكانته وجاللته ،قال سبحانه( :والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى) وقال سبحانه( :والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر هل
ن ود
دي
نيا :
14
محمد كنون احل�سني
في ذلك قسم لذي حجر) وقال سبحانه( :والعصر إن اإلنسان لفي خسر إال الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر). إن الوقت هو حياة اإلنسان وعمره الذي هو أنفاس تتردد وأمال تتعدد تضيع إن لم تتحدد، فالحياة ما هي إال دقائق معدودة وثوان محدودة ولحظات محسوبة وإن طالت في نظر بعض الناس ،تمر باإلنسان متوالية متتابعة في ساعات وأيام ،وشهور وأعوام ،كلما مر منها شيء ذهب معه العمر حتى ينتهي ذلك إلى الدار اآلخرة يقول حسن البصري رحمه اهلل :يا ابن آدم إنما أنت أيام كلما ذهب يوم مضى بعضك ،نعم إن الليل والنهار هما رأسمالك في هذه الحياة ربحهما ثمنه الجنة ،وخسرانهما جزاءه النار. فلو جمعنا بين استغالل الوقت والمحافظة عليه وبين محاسبة النفس وتربيتها على الحرص على األمانة والقيام بالواجب لما تحسرنا في نهاية كل سنة على واقعنا وعددنا نكباتنا ومشاكلنا ،لو حرص كل على استغالل وقته وعلى أداء أمانته واستحضر في كل وقت وحين قوله تعالى( :إنا عرضنا األمانة على السماوات واألرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها اإلنسان إنه كان ظلوما جهوال) لما وجدت موظفا خارج مبى اإلدارة ساعة العمل، وال وثيقة غير جاهزة فوق مكتب ،وال ماال مهدورا وال مستغال ،وال تلميذا مهمال ،وال مسؤوال مرتشيا...وال ..وال لو اقتطع كل واحد منا كل يوم خمس دقائق يسائل فيها نفسه قبل أن ينام: ما ذا فعل في يومه؟ ما ذا قدم لنفسه من أفعال الخير؟ ما ذا فعل بوقته؟ هل ضيعه كله أو بعضه؟ هل أنفقه في الخير أم الشر؟ ما مقدار الوقت الذي قضاه في طاعة اهلل؟ وهل أدى صلواته في وقتها؟ ماذا ضيع من وقته؟ وأين؟ وكيف؟ ولماذا؟ هل أدى عمله بأمانة؟ وهل قدم لنفسه وألمته أعماال وأسدى إليها معروفا؟ ثم عاهد نفسه على تصحيح أخطاء اليوم في الغد فإن الحول سيدور علينا ونستقبل سنة جديدة وقد حققنا الكثير وانطلقنا على الطريق الصحيح الذي نتحدث فيه عن إنجازاتنا وأعمالنا عوض أن نستعرض تاريخنا وعمل أسالفنا ونتحسر على واقعنا وعلى ما ضاع منا وما أضعناه نحن على أبنائنا.
«إن هّ ّ الل ال يحب المفسدين»
ّ إن التعايش نزعة فطرية أودعها اهلل ـ سبحانه وتعالى ـ في اإلنسان بحيث يتعذر على اإلنسان أن يعيش وحيدا مهما أوتي من قوة بدنية أو مادية ،وهذا اإلنسان ال يستطيع كفرد أن يبني حضارة أو يؤسس لثقافة وذلك يحسب على الدول والجماعات في هذا العصر وكل العصور ألنه يستحيل أن تعيش دولة بمعزل عن غيرها من الدول ،أو جماعة في انقطاع تام عن غيرها من الجماعات ،لقد أثبتت الدراسات بأن أشد العقوبات أثرا على النفس ما يعرف بعقوبة العزل، حيث يفصل اإلنسان تماما عن محيطه اإلجتماعي ،كما تقطع صالته اإلنسانية مع غيره من الناس ،ولو توفرت له في عزلته كل أسباب الراحة والرّفاهية. إن الدراسات اإلجتماعية أشارت أن األفراد الدين عوقبوا بما اصطلح عليه ب «العزل اإلجتماعي» لفترات طويلة ظلوا يعانون أمراضا اجتماعية ونفسية طول حياتهم وكثير منهم لم يعد إلى حالته السوية رغم المجهودات التي بذلت من أجل ذلك. إذا انتقلنا من العامل الفطري إلى العامل الديني ،فسوف لن نجد أي دين وضعي أو كتابي يدعو إلى التنافر والقطيعة أو إلى التقوقع واإلنكفاء على الذات ،إن الحاصل هو العكس ،فجميع الشرائع والعقائد ترى التعايش اإليجابي خيارا ال مفر منه وال مناص منه إلعمار األرض وبناء مستقبل أفضل لألجيال المنتظرة وفي اإلختالف
-
بقلم الدكتور
حكمة التعارف المشار إليها في القرآن الكريم ،في قوله سبحانه وتعالى« :يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند اللهّ أتقاكم» (سورة الحجرات )13 :إن التعايش مطلب ديني تناولته الفلسفات الدينية واألدبيات. لقد دعا إليه األنبياء والمصلحون ،ومارسوه ،إن أي دعوة مهما كانت تبرر الصراع وتروج للصدام ،هي دعوة تتنافى مع جوهر الدّين اإلسالمي الحنيف ،فتصطدم مع الحكمة الرّبانية المتمثلة في اختالف ألسنتنا وألواننا وانتشارنا في األرض شعوبا وقبائل ليخدم ويعين بعضنا بعضا. إذا انتقلنا من العامل الديني إلى العامل اإلقتصادي نجده يتأثر سلبا وإيجابا بدرجة التعايش بين األمم واألقوام واألفراد فكلما رفعت قيمة التعايش في االحترام المتبادل واإلعتراف بالخصوصيات العقدية والثقافية كلما تهيأ المناخ لتحقيق معدالت تنموية عالية، والعكس صحيح ،وكلما ساد التوتر واحتكم البشر إلى العنف والقوة من أجل تسوية خالفاتهم ،وكلما نزلت معدالت التنمية ،ربما قد تتعرض إلى انتكاسات مدمرة ،والدليل على ذلك ما تخلفه الصراعات والصدمات من تأثير على اإلنجازات الحضارية اإلنسانية والمالية في العراق وسوريا وإفريقيا ...وفي نفس الوقت نجد كثيرا من األشياء تحققت باإلستقرار اإلجتماعي والتعايش.
-
بقلم :محمد الشعري
هناك تعايش آخر طرفه األول هو اإلنسان ،في إحدى الصور المشار إليها ،إن المحيط البيئي بتعدد مكوناته ،هو تعايش ال يقل أهمية عن تعايش اإلنسان مع أخيه اإلنسان. لذلك فإن العمل على إفساد المحيط البيئي بمجمله وبتعدد مكوناته يعد قتال لإلنسان نفسه ،يقول رب العزة سبحانه وتعالى: «من قتل نفسا بغير نفس أو فسادا في األرض فكأنما قتل الناس جميعا» (سورة لمائدة .)32 :كما أن اإلسراف في استهالك خيراته وسوء ستغالل موارده والعبث بها. يقول ربنا الكريم سبحانه وتعالى« :كلوا واشربوا من رزق اهلل وال تعثوا في األرض مفسدين» (البقرة )60:وقال سبحانة وتعالى« :وال تبغ الفساد في األرض إن اهلل ال يحب المفسدين» (القصص،)77: ومما ال شك فيه هو أن األمر تتفق عليه كل العقائد والشرائع ،إن التعايش من القضايا التي تستأثر اليوم باهتمام عالمي غير مسبوق خصوصا بعد ظهور نظريات تؤسس للصراع الحضاري والصدام الثقافي وتنامي التطرف والعنف ،لكن المتوكل عليه بعد ربنا سبحانه وتعالى ـ هم حكماء هذا العالم وعلماءه لعلهم يسعون من أجل العمل الجاد والدؤوب لكي تنتصر قيم الخير والسالم والتعايش، لنؤسس جميعا لمستقبل أكثر أمنا وطمأنينة وعلما وخيرا ألجيالنا الذين سيأتون من بعدنا.
العدد 869
15
الثالثاء 27دي�سمرب � 2016إلى 2يناير 2017
نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة
• محمد وطاش
oitache@hotmail.com
مقتطفات من «امل�ستطرف يف كل فن م�ستظرف» الكتاب من تأليف الشيخ شهاب الدين أبوالفتح محمد بن أحمد األبشيهي ،نسبة إلى قرية أبْشيه (أبْشَواي) من قرى الفيّوم المصرية ،أقام بالمحلة ورحل إلى القاهرة ،درس الفقه والنحو وولي الخطابة ببلدته بعد وفاة والده ،توفي حوالي ( 850هـ1448/م). وعن دواعي تأليف هذا الكتاب ومضامينه يقول األبشيهي في ديباجته: «...أما بعد فقد رأيت جماعة من ذوي الهمم جمعوا أشياء كثيرة من اآلداب والمواعظ والحكم وبسطوا مجلدات في التواريخ والنوادر واألخبار والحكايات واللطائف ورقائق األشعار وألفوا في ذلك كتبا كثيرة وتفرد كل منها بفرائد فوائد لم تكن في غيره من الكتب محصورة فاستخرت اهلل تعالى وجمعت من جموعها هذا المجموع اللطيف وجعلته مشتمال على كل فن ظريف وسميته «المستطرف في كل فن مستظرف» واستدللت فيه بآيات كثيرة من القرآن العظيم وأحاديث صحيحة من أحاديث النبي الكريم وطرزته بحكايات حسنة عن الصالحين األخيار ونقلت فيه كثيرا مما أودعه الزمخشري في كتابه ربيع األبرار وكثيرا مما نقله ابن عبد ربه في كتابه العقد الفريد ورجوت أن يجد مطالعه فيه كل ما يقصد ويريد .وجمعت فيه لطائف وظرائف عديدة من منتخبات الكتب النفيسة المفيدة وأودعته من األحاديث النبوية واألمثال الشعرية واأللفاظ اللغوية والحكايات الجدية والنوادر الهزلية ومن الغرائب والدقائق واألشعار والرقائق ما تشنف بذكره األسماع وتقر برؤيته العيون .وجعلته يشتمل على أربعة وثمانين بابا من أحسن الفنون متوجة بألفاظ كأنها الدر المكنون.. وضمنته كل لطيفة ونظمته بكل ظريفة وقرنت األصول فيه بالفضول ورجوت أن يتيسر لي ما رمته من الوصول وجعلت أبوابه مقدمة وفصلتها في مواضعها مرتبة منظمة ليقصد الطالب إلى كل باب منها عند االحتياج إليه ويعرف مكانه باالستدالل عليه فيجد كل معنى في بابه إن شاء اهلل تعالى واهلل المسؤول في تيسير المطلوب وأن يلهم الناظر فيه ستر ما يراه من خلل وعيوب إنه على ما يشاء قدير وباإلجابة جدير ...واهلل سبحانه المهون للصعاب». ولألبشيهي أيضا كتاب «تذكرة العارفين وتبصرة المستبصرين» وكتاب «أطواق األزهار على صدور األنهار» كما أنه شرع في تأليف كتاب «في صنعة الترسل والكتابة» لكنه لم يتممه.ورغم أن في لغته ضعف ،كما يؤكد بعض المصنفين كالزركلي مثال ،إالأن قوة خطابه -وهو المتمرس بفن الخطابة -تغطي ذلك الضعف اللغوي ،وتجلي العديد من نقط ضعف بني اإلنسان ،وتصف للمرء العليل مقويات روحية تقوي إيمانه وتصفي قلبه وتشد أزره .ونسأل العلي القديرأن يفرج عنا كربتنا ويهدينا سواء السبيل في هذا الشهر الفضيل.
في ذكر النساء وصفاتهن ونكاحهن وطالقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن ()3 الفصل الثالث في صفة المرأة السوء نعوذ باهلل تعالى منها كتب الحجاج إلى الحكم بن أيوب« :اخطب لعبد الملك بن مراون امرأة جميلة من بعيد، مليحة من قريب ،شريفة في قومها ،ذليلة في مشيها،مؤاتية لبعلها». فكتب إليه« :قد أصبتها لوال عظم ثديها» ؛ فكتب إليه»:ال يكمل حسن المرأة حتى يعظم ثديها فتدفي الضجيع وتروي الرضيع». وقال عبد الملك بن مروان لرجل من غطفان« :صف لي أحسن النساء؟» ،فقال« :خذها يا أمير المؤمنين ملساء القدمين ،ردماء الكعبين ،ناعمة الساقين ،ضخماء الركبتين ،لفاء الفخذيـــن ،ضخمــة الذراعين ،رخصــة الكفيــن ،ناهـدة الثديين ،حمراء الخدين ،كحالء العينين ،زجاء الحاجبين ،لمياء الشفتين ،بلجاء الجبين، شماء العرنين ،شنباء الثغر،محلولكة الشعر،غيداء العنق ،مكسرة البطن». فقال« :ويحك ،وأين توجد هذه؟» ،قال« :تجدها في خالص العرب وفي خالص الفرس». وقال حكيم « :عليكم بمن تربت في النعيم ثم أصابتها فاقة ،فأثر فيها الغنى وأدبها الفقر». وقال رجل لخاطب« :ابغ لي امرأة ال تؤنس جارا وال توطن دارا» -يعني ال تدخل على الجيران وال تدخل الجيران عليها -وفي مثل هذه قال الشاعر: هيفـاء فيهـا إذا اسـتقبلتـها صلـف عيطـاء غامضـــة الكعبيـن معطــار خود مـــن الخفــرات البيض لم يرها بساحــة الدار ال بــعــــــل وال جـــار وقال األعشى: لم تمش ميال ولم تركب على جمل ولم تـــر الشمـــس دونهــا الكلـل وكانت امرأة عمران بن حطان من أجمل الناس وجها ،وكان هو من أقبح الناس وجها ،فقال لها يوما: «أنا وإياك في الجنة إن شاء اهلل تعالى» ،فقالت له : «وكيف ذلك؟» ،فقال« :ألني أعطيت مثلك فشكرت، وأعطيت مثلي فصبرت؛ والصابر والشاكر في الجنة». وقال أحدهـم« :رأيت في طريق مكـة أعرابيـة ما رأيت أحسن منها وجها ،فقعدت أنظر إليها وأتعجب من جمالها ،فجاء شيخ قصير فأخذ بردائها وسار بها ومضى ،فلقيتها مرة أخرى فقلت لها « :من هذا الشيخ؟ قالت« :زوج��ي» ،قلت « :كيف يرضى مثلك بمثله؟» فأنشد: أيا عجبا للخـود يجـري وشاحهـا تزف إلى شيخ بأقبـــــــح تمثال دعـــانـي إليـه أنــه ذو قــرابـة يعز علينا من بنـي العـم والخـال وسمع بعضهم قائال يقول: ومن ال يـرد مـدحـي فإن مدائـحـي نوافـق عند األكــرميـن نوامــــي نوافق عند المشتـري الحمد بالنـدى نفــاق بنــات الحـــارث بن هشـام فقال« :يا ابن أخي ،ما بلغ من نفاق بنات الحارث بن هشام؟» ،قال « :كن من أجمل الناس وجوها ،وكان أبوهن إذا زوجهن يسوقهن ومهورهن إلى بعولتهن».
فقال« :يا ابن أخي ،لو فعل هذا إبليس ببناته لتنافست فيهن المالئكة المقربون». وقال عبد الملك البن أبي الرقاع« :كيف علمك بالنساء؟» ،قال « :أنا واهلل أعلم الناس بهن» ،وشرع يقول: قضاعية الكعبيـن كنديـة الحشـا خزاعية األطراف طائيـة الفـم لها حكـم لقمـان وصورة يوسف ومـنـطـق داود وعفـة مريـم وقالوا« :الوجه الحسن أحمر ،وقد تضرب فيه الصفرة مع طول المكث في الكن والتضمخ بالطيب» .وقالوا « :إن الوجه الرقيق البشرة ،الصافي األديم،إذا خجل يحمر،وإذا فرق يصفر»، ومنه قولهم (ديباج الوجه) يريدون تلونه من رقته» قال علي بن زيد في وصفه: حمرة خلطت بصفرة في بياض مثــل ما حاك حائـك ديبــاجـا وقال علي بن عبد ربه: بيضــاء يحمر خداهـا إذا خجـلـت كما جرى ذهب في صفحتي ورق وقالوا« :إن الجاريــة الحسنـاء تتلــون بتلـون الشمس ،فهي بالضحى بيضاء ،وبالعشي صفراء». وقال ذو الرمة: بيضــاء صفراء قد تنازعهــا لونان من فضــة ومن ذهــب قالوا « :ليس المرأة الجميلة التي تأخذ ببصرك جملة على بعد ،فإذا دنت منك لم تكن كذلك ،بل الجميلـــة التي كلمــا كررت بصـــرك فيهـــا زادتك حسنا» (.)...
الفصل الثالث في صفة المرأة السوء نعوذ باهلل تعالى منها في حكمة داود عليه السالم أن« :المرأة السوء مثل شرك الصياد ال ينجو منها إال من رضي اهلل تعالى عنه». وقيل « :المرأة السوء غل يلقيه اهلل تعالى في عنق من يشاء من عباده». وقيل ألعرابي كان ذا تجربة للنساء« :صف لنا شر النساء؟ فقال« :شرهن النحيفة الجســـم ،القليلــة اللحـــم، المحيـــاض الممـراض ،المصفــرة الميشومة ،العسرة المبشومة ،السلطة البطرة ،النفرة السريعة ،الوثبة كأنها لسان حربة ،تضحك من غير عجب وتبكي من غير سبب، وتدعو على زوجها بالحرب ،أنف في السماء وإست في الماء، عرقوبها حديد ،منتفخة الوريد ،كالمها وعيد ،وصوتها شديد،تدفن الحسنات وتفشي السيآت ،تعين الزمان على بعلها وال تعين بعلها على الزمان ،ليس في قلبها عليه رأفة وال عليها منه مخافة ،إن دخل خرجت وإن خرج دخلت ،وإن ضحك بكت وإن بكى ضحكت ،كثيرة الدعاء ،قليلة اإلرعاء ،تأكل لما وتوسع ذما ،ضيقة الباع مهتوكة القناع ،صبيها مهزول وبيتها مزبول ،إذا حدثت تشير باإلصبع ،تبكي في المجامع ،بادية من حجابها ،نباحة عند بابها ،تبكي وهي ظالمة ،وتشهد وهي غائبة،يدلي لسانهابالزور ،ويسيل دمعها بالفجور؛ابتالها اهلل بالويل والثبور وعظائم األمور» (.)... وقال داود عليه الصالة والسالم« :المرأة السوء على بعلها كالحمل الثقيل على الشيخ الكبير، والمرأة الصالحة كالتاج المرصع بالذهب كلما رآها قرت عينه برؤيتها».
(يتبع)
الثالثاء � 20إلى 26دي�سمرب 2016
العدد 868
كتابات يف تاريخ منطقة ال�شمال :
()774
16
«مخاض حياة على جليد، وتحت الرماد»
كيف يمكن التوثيق إلبداالت الزمن الثقافي المغربي الراهن؟ وكيف يمكن رصد سياق تبلور عناصر الثبات والتغير داخل نسق تفاعل مكونات الهوية الثقافية المغربية؟ وهل يمكن القبض بتالبيب هذه العناصر بدون العودة المستمرة للتأمل في تجارب الرواد والنخب والفاعلين ،تشريحا للقيم وتحليال للسياقات وتوثيقا للوقائع؟ وأخيرا ،كيف يمكن االنتقال من الخاص إلى العام في سياق تالزم االهتمامات الفردانية للذات المبدعة والمنتجة لألفكار وللقيم من جهة ،مع رصيد المخيال الجماعي المشترك والمسؤول عن ترصيص العناصر الناظمة للهوية الثقافية المركبة والمشتركة لمغاربة الزمن الراهن؟ أسئلة متناسلة ،تفرضها القراءة المتمعنة في مضامين السيرة الذهنية لألستاذ أحمد الطريبق أحمد التي صدرت في بحر السنة الجارية ( ،)2016تحت عنوان مثير وشاعري« :مخاض حياة على جليد وتحت الرماد» ،وذلك في ما مجموعه 915من الصفحات ذات الحجم الكبير ،توزعت بين جزءين متكاملين في طبيعة المواد المكونة لبنية السرد والتوثيق والتركيب التي ينهض عليها العمل. والحقيقة ،إن صدور هذه المذكرات بلغتها الشاعرية الراقية ،وبرؤاها النقدية التحليلية العميقة ،يشكل إضافة متميزة لحقول كتابة التاريخ الوطني ،مادام أن األمر ال يتعلق بسيرة ذهنية خاصة بصاحبها ،بقدر ما أنها سيرة جيل كامل ،ينتمي لمرحلة انتقال تاريخي حاسم عرفه مغرب سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي .أضف إلى ذلك ،أن األمر ال يتعلق – إطالقا – بكتابة خطية تسجيلية تتوخى تدوين الوقائع واألحداث والتواريخ ،ولكن بسيرة ذهنية ،تالقحت داخلها األفكار ،واغتنت عبرها التجارب ،وتعززت من خاللها المبادرات ،فأنتجت كل هذا البهاء األدبي والثقافي المرتبط باسم الرائد أحمد الطريبق أحمد. لقد استطاع المؤلف تجاوز الطابع التقريري المباشر في نهجه الحكواتي ،فكانت النتيجة بروز متن سردي عميق ،يسمو بالذات وبالروح إلى مراقي الخلود والتميز، حيث تتداخل المهام المهنية الحصرية مع االهتمامات الثقافية المتداخلة ،ثم مع تغيرات المحيط الوطني والعربي والدولي في مستوياته المتشعبة والمتداخلة. يرصد األستاذ الطريبق أدق التفاصيل ويستلهم أدق الجزئيات والحميميات التي قد ال تلتفت لها عين المتلقي العادي ،ثم يقوم بتعويم حصيلة نبش الذاكرة الفردية والجماعية في حضن شعري دافق شكل الميسم المركزي للكتاب في كل مستويات مضامينه وفي جزئيات وقائعه .فحتى وهو يكتب عن المسار المهني ،وعن االرتباطات األسرية ،وعن العالقات الشخصية ،ظل أحمد الطريبق شاعرا في كل شيء ،في لغته ،في استعاراته ،في توثيقه ،وفي تأويالته .ولعل هذا ما يثير االنتباه إلى ميزة أساسية في مجال كتابة تاريخ الذهنيات العالمة والمبدعة ،مضمونها أن خير من يكتب صفحات هذا التاريخ ،يظل الشاعر المسكون بلوثة القصيدة ،فهو القادر على تجميع التفاصيل التي ال تنتبه لها عين المؤرخ المتخصص المهووس باالنضباط الحديدي لصرامة التوثيق المادي ،وهو القادر على التوثيق للتراث الرمزي غير المدون عبر تعبيراته المتعددة والمرتبطة بإفرازات النظم المعيشية اليومية وبأنساق التفكير الفردية والجماعية.
بمناسبة مرور الذكرى الستمائة على احتالل مدينة سبتة السليبة ،صدر ضمن منشورات المجلس العلمي المحلي لعمالة المضيق الفنيدق ،كتاب «تواريخ السبتيين» ،بدراسة وتحقيق الدكتور عبد السالم الجعماطي، أستاذ التعليم العالي مؤهل بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين ،لجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة ،واألستاذ المحاضر الزائر في كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان ،وقدم للكتاب األستاذ الدكتور توفيق الغلبزوري، رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة المضيق الفنيدق ،واألستاذ المحاضر ،ونائب عميد كلية أصول الدين بتطوان. يقع الكتاب في 290صفحة من القطع المتوسط ،ويشتمل على ثالثة كتب تاريخية دونها أصحابها عن تاريخ سبتة وأعالمها وخططها وآثارها العمرانية .وهي على التوالي :شذرات من كتاب َ «الكواكبُ الو ّقادَة ،فِي غة ُ ذك ِر منْ دفنَ في سبتة ،منَ العُ َلما ِء والص َلحا ِء وال َقادَة» .وكتاب «ب ْل ُ ْ األم ِنية ،ومَ ْقصَدُ ال َّل ِبيب ،فيمنْ َك َ ان ِب َ سبتة في الدوَ ر مدَ مِنْ ية، ن ي ر الم ةِ ل س وَأُستاذٍ ِ ّ ِ ِ ٍ َ وَط ِبيب» ،وكالهما ألبي عبد اهلل محمد بن أبي بكر الحضرمي السبتي (حياًّ820 :ﻫ) ،وكتاب «اخْتصارُ َ سبْتَة مِنْ سَ ِن ّي َ َ األخْباِر ،عمّا َ اآلثار»، كان ِب َثغْ ِر ِ ألبي القاسم محمد بن القاسم األنصاري السبتي (حيّا825 :ﻫ) ،وجميعها تصانيف حَبّرها علماء سبتيونَ ،غيْرَة منهم على تُراث مدينتهم السليبة وتاريخها العلمي والحضاري ،وحُبّاً في تخليد ذكراها ،والتنويه بعلمائها ،والتعريف بآثارها وخططها وضواحيها ،من سواحل ومقاصر وقرى ورساتيق. وقد عبّر المحقق عبد السالم الجعماطي عن أهمية هذه التواريخ من الناحيتين المادية والمعنوية في تقديمه لكتابه هذا ،بقوله« :أهدي إلى جمهور الباحثين في التاريخ الوطني وإلى قرّاء اللغة العربية ثالثة تواريخ سبتيةُ ،كتِبَتْ بُعَيْدَ تَجف بَعدُ دِما ُء شُهدا ِء سُقوط المدينة ،ولم ِ الوطن واإلسالم ،قبل ْ تَجف المحا ِبر التي دُ ِّونَت أن ِ بها هذه التواريخ ،شاهِد ًة على شُموخ الحاضرة السبتية خالل عهودها اإلسالمية الزاهرة ،وفي أوج عطائها الحضاري». واعتمد الباحث في تحقيق الكتب الثالثة ،على سبع نسخ مخطوطة ،منها نسخة خطية نقلت عن األصل المفقود لكتاب «الكواكب الوقادة»؛ ومن المعلوم لدى أهل التحقيق أن النسخة المعتمدة على األصل المخطوط بقلم المؤلف هي أصل ثان .كما جنّد في دراسته قائمة بيبليوغرافية غنية ومتنوعة تضم 140مصدرا ومرجعا بأربع لغات هي :العربية والفرنسية واإلسبانيةوالبرتغالية. ويعتبر الكتاب من بين أعمال كثيرة صدرت للباحث المغربي عبد السالم الجعماطي ،كانت من أبرزها: كتاب «المغرب ،عن محاسن أهل المغرب» ،الرباط :دار األمان .2015 ،وكتاب جماعي باللغة اإلنجليزية بعنوان «الحضارة العربية اإلسالمية في صقلية» ،تحت إشراف دة .سلمى الخضراء الجيوسي ،دبي .2015 ،وكتاب «النفقات»( ،باالشتراك مع د .رضوان الحضري) ،منشورات المجلس العلمي األعلى بالرباط .2012 ،وكتاب «دراسات في تاريخ المالحة البحرية وعلوم البحار بالغرب اإلسالمي» ،بيروت .2012 ،وكتاب «قاموس المفردات البحرية بسبتة اإلسالمية» ،تطوان .2011 ،وكتاب «النقل والمواصالت باألندلس خالل عصري الخالفة والطوائف (316-422ﻫ)» ،عن دار ابن حزم ببيروت .2010 ،وكتاب «أكرية السفن» ،تطوان2009 ،م. وتتجلى أهمية كتاب «تواريخ السبتيين» في تصديره بدراسة استقصائية دقيقة ،وفق المنهج االستقرائي،
�أ�سامـة الزكاري
zougariousama@gmail.com ال شك أن كتابة السيرة الذهنية أو الثقافية وفق هذه المحددات المنهجية ،تعطي للحصيلة صفة الخلود والسمو ،مادام أن األمر يصبح مرتبطا – في نهاية المطاف – بحصيلة عطاء بنية جماعية مركبة ،تنصهر داخلها الذات لبلورة قيم التعايش المشترك ،رغم كل االنزياحات الفردانية التي تفرزها سياقات تاريخية معينة .لذلك ،فإن كتاب األستاذ الطريبق يقدم خريطة للمشهد الثقافي المغربي والعربي للعقود الزمنية األربعة الماضية، في أسئلته المؤطرة وفي انشغاالته المركزية ،ثم في معالم نبوغه وعبقريته. ورغم أن أحمد الطريبق أحمد قد اعتمد على البعد التركيبي الشاعري في تقديم حلقات سرده ،فقد اختار إلحاق مالحق توضيحية هامة بعمله ،على رأسها ملحق خاص بوثائقه وبمراسالته الشخصية مع أسماء وازنة من نخب المغرب والعالم العربي ،من أمثال أبو القاسم محمد كرو ومحمد برادة وعبد الرحمن بوعلي ومحمد الطوبي وحميد سعيد ومحمد القيسي وصبري حافظ وعلي عقلة عرسان وأبي بكر القادري وأحمد شوقي بنيوب ،إلى جانب ملحق خاص بالصور الفوتوغرافية التي تؤرخ لمحطات من حياة المؤلف ،سواء في بعدها العائلي أم في بعدها العلمي والثقافي والمهني الغزير والمتنوع. لقد استطاع الشاعر أحمد الطريبق أحمد اختزال مساره الثقافي والعلمي بلغة تبتعد عن التتبع الحدثي التبسيطي الذاتي ،فانفتح على تجارب اإلبداع المختلفة وعلى تيارات الفكر والثقافة والمعرفة بعموم بلدان العالم العربي، راصدا أشكال تفاعله مع إبداالت هذه الحقول ،على مستوى عطائها وتراثها وتحوالتها وأعالمها.
ولالقتراب من سقف الكتابة الشاعرية التي اعتمدها أحمد الطريبق في سرده االسترجاعي ،نستشهد بفقرة من تصديره للكتاب ،جاء فيها« :علمتني الحياة القصيرة السباحة والطيران :أسبح في المحيطات الدواهي ،دون أن أغرق وأطير في األجواء السديمية دون أن أسقط ...علمتني حياتي القصيرة أن أقف في وسط الدائرة أللمس ببصيرتي األبعاد والحدود ،وبعد الوقوف أتأمل خطوط االتجاهات ومنطلقاتها وارتطامها .وفي نقطة الوسط تتضح الرؤية في اتساع هندسي شمولي ،وفي نقطة الوسط تلتقي الرؤى في بؤرة ثاقبة .علمتني الحياة أن أثبت قدمي ثم أنظر إلى السماء حتى ولو ديست قدماي بأشواك األرض ،وحتى ولو عضتني السعالى وعقارب األرض. كما علمتني أن أقفز بحركية في هضاب الثلوج وجليد الشتاء حتى وإن غشيني ضباب وحطمتني بروق الرعد الخاطفة.»... هذه لغة الشاعر أحمد الطريبق ،وهذه سيرته العلمية والثقافية مضمخة بأريج ملكوت النظم وبفتنة االستعارات وببهار القصيدة .سيرة جيل كامل يظل عنوانا لنبوغ الثقافة المغربية المعاصرة ،ولقلق السؤال، ولفتنةالمتخيل.
عن التدوين التاريخي بسبتة اإلسالمية ،كشف فيها الباحث عن الجديد المفيد ،منذ البواكير األولى لهذا اللون من التأليف ،على عهد القاضي عياض وابن حمادوه البرنسي ،وإلى زمن أبي عبد اهلل الحضرمي وابن القاسم األنصاري ،اللذين عاصرا احتالل المدينة السليبة .وفي اعتماد المحقق على منهج علمي يراعي الفروق بين النسخ الخطية ،ويرجح بعضها على بعض ،تبعا لقربها من منطوق باقي المصادر ،وموافقته للحقائق التاريخية. وفي كونه إسهاماً أصيال في تاريخ الكتابة التاريخية المغربية ،ممثلة في المدرسة التاريخية السبتية ،العريقة بروادها الكبار ،الذين أسهموا بتصانيفهم في التأسيس لنشأة التدوين التاريخي بالمغرب األقصى الوسيط، ككتاب «الفنون الستة ،في أخبار سبتة» لعياض ،وكتاب «تاريخ أهل سبتة» ألبي عبد اهلل محمد بن حمادوه، وكتاب «بغية السامع» لمحمد بن القاسم األنصاري السبتي ...وفي كونه تأصيال لالنتماء المغربي والعربي اإلسالمي لسبتة السليبة ،وفق الحقوق التاريخية والجغرافية والوطنية الثابتة ،والتوريث التاريخي والحضاري لمطالب المغرب الترابية المشروعة ،في الجيوب المحتلة ،ضداً على الشرعية القانونية الدولية، ومبادئ السيادة الترابية لكل دولة على أراضيها المتعارف عليها منذ زمن مديد .وفي إسهامه في تنمية الوعي الوطني والدولي ،بمكانة الحضارة المغربية العريقة ،في مختلف أوجه العلوم واآلداب، والمعارف والصنائع ،واألخالق والعوائد ،ممثلة في سيرة علماء سبتة وأدبائها ،وقضاتها وفقهائها، وأطبائها وصلحائها ،وما خلفوه من كتب جليلة في شتى المعارف النقلية والعقلية ،مما يعدّ تراثا حضاريا نفيسا لألمة المغربية والتاريخ اإلنساني بأسره؛ جديرا بالبحث والتنقيب .وفي إغنائه للمكتبة العلمية العربية اإلسالمية بمصدر جامع مانع علمي وتاريخي وحضاري ،يغني عن الرجوع إلى شتات من المصادر المتفرقة حول تاريخ سبتة وتراجم أهلها ،وتطورها العمراني. وقد أكد الباحث في تصديره للكتاب على ضرورة توجيه عناية الدارسين المهتمين بتاريخ هذه الحاضرة المغربية السليبة ،لبذل غاية وسعهم ومنتهى جهودهم ،من أجل التأصيل التاريخي والحضاري لمغربية المدينة ،وذلك تعميق البحث عن التراث السبتي المادي والمعنوي ،وعن الجذور المغربية والعربية اإلسالمية لهذه الحاضرة العريقة. ومما صرح به المحقق عن دوافع إنجازه لهذا العمل قوله« :وقد رأينا أن نُبَادِر إلى نشر ما تحصّل لدينا من تواريخ السبتيين ،التي تخ ّلفت من تراث المدينة السليبة ،إقامة للحجة والبرهان على مغربيتها ،ورغبة في تذكير طالب العلم والمشتغلين بالتوثيق التاريخي ،من أبناء الشعب المغربي الطموح ،والمتطلع إلى غد مشرق ومستقبل أفضل ،بمطالبنا الترابية الثابتة والمشروعة ،ولكي تبقى قضية سبتة ومليلية والجزر الجعفرية ،قضية وطنية ذات أولوية ،غير قابلة للتقادم أو النسيان ،حاضرة في الذاكرة الجماعية لكل المغاربة ،من خالل نشر هذه الكتب المدونة بأقالم إخوانهم من أهل سبتة ،الذين سلبوا ديارهم وأُجْ ِبرُوا على الجالء عن حاضرتهم، شَذرَ َ وشُ ِّردُوا َ مَذر ،في باقي رُبُوع الوطن ،فأبى بعضهم إال أن يَكتبوا عن تاريخ مدينتهم ،ومعالمها العمرانية الشامخة ،ويدوّنوا تراجم أعالمها ،نساء ورجاال ،مخلدين عظمة الحاضرة السبتية األسيرة ،وتاركين لمن خلفهم وثائق تاريخية في غاية األصالة والنَّفاسة ،ولسان حالهم ناطقٌ بعدالة قضيتهم ،مناشدٌ شبابَ المغرب ذوي الهمم العالية ،وأولي العزم األكيد ،لمُواصَلة الطريق في سبيل إحقاق حق ثابت ،واسترداد جزء سليب من هذه األمة المجيدة».
العدد 869
17
الثالثاء 27دي�سمرب � 2016إلى 2يناير 2017
مع
لعبة السودوكو ()339
املواطنني
أصل اللعبة
يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً ؤقتا كل �أ�سبوع
لعبة السودوكو اليابانية األصل « ،»SUDOKUكانت معروفة منذ الثمانينيات في اليابان ،إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة .2005
تعطيل مصالح سكان قيادة ملوسة!.؟
معنى كلمة سودوكو
كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية ()Nikagiru Sujiwa Dokushin وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة .وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة .Nikol
كيف تلعبها؟
اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة ،وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل منطقة مكونة من تسع خانات ،وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من 1إلى ،9حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه أو السطر أو القطر ،وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات.
مفيدة لكن معقدة
جميع المكاتــب ،بما فيها مكتـــب رئيس جماعة قيادة ملوســة ،فارغة من الموظفين الذين يكثرون من تغيباتهم ،طول اليوم ،األمر الذي يؤثر على قضــاء مصالح وأغراض المواطنين بالمنطقة ،يقول أحد المتضرريــن الغيوريــن في تصريحه لجريدة طنجة ،مضيفــا أن هذا اإلشكــال يخالــف ما قضى به الخطاب الملكي السامي ،حديثا. ويلتمس المصرح من والي جهة طنجة تطوان الحسيمة إيفاد لجنة لمراقبة ومعاينة الوضع عن كثب ،وبالتالي تطبيق القانون في حق الموظفين العابثين بمصالح المواطنين.
اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق ،ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة.
م.إ
اختفاء مبلغ مالي من الصندوق الخلفي لسيارة مهاجر مغربي
تفــاجــأ ،مؤخــرا ،المواطن المغربـــي، مـــوالي الحسن الطاهيري ،العائد من الديار الفرنسية إلى أرض الوطن ،على متن باخرة إيطالية ،باختفاء مبلغ مالي مهم من سيارته المركونة بمرآب هذه الباخرة. الضحية في تصريحاته لوسائل اإلعالم، أشارإلى أنه اعتاد التنقل على الخط البحري، ويوم الحادث كان على متن الباخرة االيطالية GRANDI NAVI VELOCIعائدا من الديار الفرنسية إلى المغرب في زيارة ألسرته بخنيفرة ،إذ استغرقت الرحلة من سيتي إلى طنجة حوالي 36ساعة ،ليصل إلى عروس الشمال في التاسعة والنصف ليال ،من يوم األربعاء 16 نونبر المنصرم ،وبعد مرحلة نقل البضائع والتفتيش من طرف الجمارك ،توجه المعني باألمر إلى سيارته ألخذ بعض النقود ،ليفاجأ بتعرض صندوقها الخلفي للكسر واختفاء مبلغ 3500 يورو في ظروف غامضة ،ليشعرعناصر شرطة الميناء بالواقعة التي أصغت إليه وأحسنت معاملته ،وكما هو الشأن بالنسبة لرجال الجمارك ،وبعد اشتباه الجميع في وقوف عمال ايطاليين وراء الفعل اإلجرامي ،وإبالغ شرطة الميناء المتوسط به ،تقدم المعني باألمر إلى الشركة االيطالية للتشكي ،إال أنها تعره اهتماما ،قبل مساءلته لبعض عمال الباخرة االيطالية الذين تنكروا له ،وبينما أكد له بعض رجال الشرطة أن واقعة السرقة ليست هي المرة األولى على متن الباخرة ،بل تكاد تكون مألوفة ،لم يتمكن من التحدث إلى رئيس الباخرة المذكورة، وذلك بسبب منعه من طرف بعض الحراس ،ولما طالب بتسجيالت للكاميرا الموجودة بمرآب السيارات لتحديــد هويـــة الفاعلين ،بالغ أحدهم في سبه وشتمه. وعالقة بالموضوع ،عاد المعني باألمـــر للتقدم للشركة االيطالية المسيرة للباخرة من أجل الكشف عن مالبسات وظروف الواقعة ،فطالبته الباخرة بترسانة من األوراق والوثائق، واعدة إياه بالتحقيق في األمر الذي ـ ربما ـ سيظل عالقا إلى أجل غير مسمى ،وهو يصر على متابعة الشركة ذاتها من أجل تعويضه.
خطير...عمارة حديثة البناء مغشوشة!.؟
املوقع الإلكرتوين : www.achamal.com ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة المدير المسؤول :
عبد احلــق بخــات مدير النشر ورئيس التحرير :
عزيـز گنـونـي هيئة التحرير :
عبد اللطيف �شهبون زبيدة الورياغلي هدى املجاطي ر�ضوان احدادو �أ�سامـة الزكــاري محمــد وطـــا�ش محمد �إمغــران م�صطفى احلراق ملـيـــاء ال�ســالوي محمد ال�سعيدي محمد �سدحــي اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة :
محمد طارق بخات اإلخراج والتصفيف:
«جريدة ال�شمال» عنوان التحرير والمراسالت والتسويق واإلشهار :
7مـكـــرر ،زنقـة عمــر بــن عبد العزيز ـ طنجــة ـ
سرعة المالحظة
بين الصورة واألصل 7اختالفات ،حاول أن تهتدي إليها.
الهاتــف : 05.39.94.30.08 06.22.45.30.67 الفاكــ�س :
05.39.94.57.09 الربيد الإلكرتوين :
info@achamal.com achamal2000 @gmail.com سحب من هذا العدد :
� 10آالف ن�سخــة التوزيع:
�سبـريــ�س Sapress الإيداع القانوين99/10 : ر.د.م.ك:
I.S.S.N : 1114-1832 توصلنا بشكايــة ،مرفوقــة بعريضة ،مذيلة بتوقيعات سكان المجموعة 4عمارة « 6مجمع ديار طنجة» ،وذلك ضد شركة «بروكري بات ش.م.م» ،مقرها االجتماعي بالدار البيضاء كلم 9المنطقة الصناعية ،ليساسفة ،طريق الجديدة «مجمع ديار طنجة» (مجموعة الجامعي) بطنجة ،من أجل رفع الضرر عنهم ،الناجم عن تشييد بنايات مغشوشة. ومما ورد فيها أن السكان استغربوا وجود أعمال الغش الذي طال شققهم المقتناة، حديثا ،وخاصة على مستوى البنيات التحتية ،إذ بعد التساقطات المطرية األخيرة ،تسربت المياه إلى شققهم ،فضال عن ظهورعدة عيوب وتشققات ،من داخلها وخارجها ،أخطرها وجود جدار بالطابق الرابع ،مهدد باالنهيار في أي وقت ،القدر اهلل ،األمر الذي أثرنفسيا على السكان، قاطني العمارة المذكورة ،والذين يلتمسون من خالل هذا المنبر ،من الجهات المسؤولة التدخل لرفع الضرر عنهم ،شريطة أن يقوموا هم بأنفسهم ،أي السكان ،باختيارواستقدام المصلحين ،بينما الجهة المعنية عليها فقط تسديد الفواتير ،وذلك لكونهم فقدوا الثقة في الكيفية التي يصلح بها مسؤولو الشركة المذكورة.كما يناشدون السلطات المحلية لفتح تحقيق نزيه في الموضوع.
م .إ
حل السودوكو رقم 339
كلمة العدد
الشمال
صفحة
18 �إعداد :
محمد ال�سعيدي
3
العـدد 869ـ الثالثاء 27دي�سمرب � 2016إلى 6يناير 2017
الخزانة الرياضية :
أسئلة :
التعديالت الخاصة لقانون خماسي كرة القدم ()4
مخالفات وعقوبات تشهر البطاقة الحمراء أو البطاقة الصفراء لالعبين فقط وتشهر بطريقة ظاهرة في أرض الملعب بعد بداية المباراة .أما في الحاالت األخرى يبلغ الحكم الرياضيين واالداريين شفوياً عن العقوبة. للحكام سلطة إتخاذ عقوبات إنظباطية من لحظة دخول القاعة قبل بداية المباراة وحتى مغادرتها . األخطاء التي يعاقب عليها باالنذار ينذر الالعب في حالة ارتكب أي من األخطاء السبعة التالية: · إذا ارتكب سلوك غير رياضي · إذا أظهر اعتراضاً بالقول أو الفعل · إذا أصر على مخالفة قانون لعبة كرة القدم الخماسية · إذا أخر استئناف اللعب · إذا فشل في احترام المسافة المطلوبة عند استئناف اللعب بركلة ركنية أو ركلة حرة أو ركلة تماس (العبي الفريق المدافع) · إذا دخل أو عاد لدخول أرض الملعب بدون إذن الحكام أو خالف إجراءات االستبدال · تعمد مغادرة الملعب بدون إذن الحكام القانون ( )13الركالت الحرة مخالفات وعقوبات عند لعب ركلة حرة وكان الخصم على مسافة من الكرة أقل من المسافة المطلوبة: · تعاد الركلة وينذر الالعب المخالف إال في حالة تطبيق األسبقية أو في حالة حدوث مخالفة أخرى يعاقب عليها بركلة جزاء .وإذا كانت المخالفة يعاقب عليها بركلة حرة ،يقرر الحكم تطبيق العقوبة األصلية أو الالحقة. وفي حالة ما كانت عقوبة المخالفة الثانية ركلة جزاء أو ركلة حرة مباشرة يسجل خطأ ضمن األخطاء التراكمية على الفريق المخالف. إبتدء من الخطأ المتراكم السادس ،في حالة قيام زميل لالعب بلعب الركلة الحرة بعد أن تم تحديد العب أخر لتنفيذ الركلة: · يوقف الحكم اللعب وينذر الالعب الذي نفذ الركلة لسوء السلوك ويستأنف اللعب بركلة حرة غير مباشرة للفريق المضاد من المكان الذي ركلت منه الكرة. إبتداء من الخطأ المتراكم السادس وبعد تنفيذ الركلة ،إذا : إنفجرت الكرة أو تضررت عندما أصبحت في اللعب ولم تلمس أحدالقائمين أو العارضة أو العب أخر: · تعاد الركلة
(يتبع)
جواب
الجامعة بشأن العب الوداد شيكاتارا يثير الشكوك واتحاد طنجة في الطريق للتصعيد .هذا ما تبين من خالل رفض الجامعة االعتراض الذي تقدم به الفريق الطنجاوي بخصوص عدم أهلية الالعب النجيري شيكاتارا للعب بالوداد لعدم توفره على 10مباريات دولية .وفي الوقت الذي قال في اتحاد طنجة أنه لم يقدم اعتراض ضد الالعب ،بل تقدم فقط باستفسار بشأن ذلك لدى الجامعة .لكن األخيرة رفضت الرد واكتفت بالتأكيد على أن اعتراض اتحاد طنجة شابه عيوب ولم يستفي الشروط دون تأكيد أو نفي ادعاء اتحاد طنجة بشأن شيكاتارا .ما حمل القضية إلى الشك وتحريك وسائل إعالم وأندية دخلت على الخط. في انتظار ما سيقوله رئيس اتحاد طنجة في ندوة األربعاء .سيما بعد إطاللة حسن بلخيضر الكاتب العام الموقوف في تدوينة على الفايسبوك قال فيها أن موضوع شيكيطارا مقبل على تطورات أخرى ،مؤكدا أن أفضل طريقة للدفاع الهجوم .ألن الجامعة بحسب بلخيضر ،لحد اآلن لم تجب على استفسار الفريق بخصوص الالعب، والفريق لم يقدم اعتراضا بل قدم استفسارا عن وضعية الالعب القانونية.
سعيد الزكري... املدرب امل�ساعد ب�شباب الريف احل�سيمي لكرة القدم
كيف تقيـم نتـــائــج شبـاب الحسيمــة في البطـولــة ،وكـــذا مستوى الالعبين؟ الحصيلة التقنيـــة لشبــــاب الريف الحسيمي متواضعة ،ألن الفريق يتوفــر على 13نقطــــة محصل عليها في 13مبــاراة ،ما يعني أن نتائج الفريق هزيلة ،مقارنــة مع عـدد المباريات التي خاضها ،ولكن رغـم ذلك فـــإن العديد من األشياء تغيرت داخل شباب الريف الحسيمـــي ،بعد إشرافي على تداريــب الفريـــق مباشــرة بعــد استقــــالــة المــــدرب الفرنـــســـي دومينـــــيــك بيجوتات ،هناك تحسن في األداء في خطي الدفاع ووسط الميدان ،ما ينقص الفريق حاليا ،الفعالية والنجاعة في خط الهجوم ،وأمام مرمى الفريق المنافس ،ونحن اآلن نشتغل وفق ما تسمح لنا به الظروف ،وال نريد إرهاق الالعبين، باإلكثار من المباريات ،ونحن في حاجة إلى شيء من الوقت لنشتغل مع كل خط والعب على حدة ،ونحن مطالبون بتحقيق نتائج إيجابية وتكوين فريق تنافسي ،وهذا لن يأتي إال بالعمل الجدي واالنضباط وهذا ما نأمل تحقيقه في مستقبل الدورات .وبخصوص مستوى الالعبين ،أنا راض عن المستوى التقني الذي قدمه العبو الفريق في جميع المباريات التي قدتها منذ الدورة التاسعة .قدمنا مباريات جيدة سواء داخل ملعبنا أو خارجه .فباستثناء مباراة الدفاع الحسني الجديدي التي ارتكب فيها الفريق بعض األخطاء الفردية ،فإن جميع المباريات التي خضناها كانت جدية على مستوى أداء الالعبين ،لكن حين يعاكسنا الحظ وتنقص الفعالية في خط الهجوم تخوننا النتائج ونحن في حاجة إليها.
كيف ستتعاملون مع قــرار الجامعــة بمنـــع األندية المفلسة من جلب العبين؟ نحن في شباب الريف الحسيمي ال ننتظر انتدابات جديدة في مرحلة االنتقاالت الشتوية .إذ أنا واثق من إمكانيــات الالعبيــن الذين يتوفـــر عليهم الفريق في
الوقت الراهن وقدراتهم البدنية والتقنيـــة ،ما ينقصنـــا هو شيء من العمل في العمـــق ،خاصـــة على المســتـــوى النفســـي ،إذ هنـــاك العبــون كان مستواهم جيدا ،فبدؤوا يفقــدون الثقــــة في أنفسهم ،بعد تضييعهـــم العديــد من الفــرص السانحـــة للتهـــديــــف ،فهــؤالء الالعبون في أمس الحاجــة إلى إعداد نفسي لنعيد إليهم الثقة.
هـــنـــــاك تخـــوف علــــى مستقبـل الفريق مــن قــــبـــل جمهـوره ،ما رأيــــك ،و كيـــف تتوقع مرحلة اإلياب؟ أعتقد أال خوف على شباب الريف الحسيمي ،وإن كان هناك تخوف من قبل الجمهور ،فنحن نطلب منه العودة إلى مدرجات ملعب ميمون العرصي لمؤازرة الفريق ومساندته في الوقت الراهن ،ألنه في أمس الحاجة إلى الجمهور .نحن في هذا الموسم نطمح في أن نحقق نتائج إيجابية لضمان البقاء بالقسم األول في وقت مبكر ،لنكسر تلك القاعدة التي اعتادها الفريق ،وهي الصراع على البقاء حتى آخر دورة .ما يزيد من الضغط، كما قلت لك ،آن األوان ليغير الفريق أهدافه ،ويلعب من أجل احتالل الصفوف األولى ،وهذا لن يأتي إال بالعمل الجيد ودعم الجمهور وفعاليات المدينة .كماى نطمح بعد ضمان البقاء ،إلى إعطاء الفرصة لالعب المحلي ،ألن الحسيمة تزخر بالمواهب ،تنقصها الخبرة فقط ،ألن هذا النوع من الشباب ال يقدرون على تحمل الضغط ،فهم في حاجة إلى من يساعدهم ليصبحوا العبين كبارا .وبالنسبة لمرحلة اإليابن لن نغير تصورنا ،فكل مباراة لها حساباتها وخصوصيتها .صحيح في مرحلة اإلياب يزداد الضغط على بعض األندية ،سنعمل بجدية وال نستصغر أي فريق، وال نعطيه أكثر من حجمه في الوقت ذاته .سنعمل على تحسين مستوى الفريق من جميع النواحي ،وتطوير أدائنا، وأعتقد أنة الشطر الثاني من البطولة سيكون صعبا ،إذ سيبدأ العد العكسي.
خبـر الريال في مواجهة إشبيلية وبرشلونة أمام بلباو دولـي في سدس عشر نهائي كأس الملك أوقعــت قرعــة دور الـ 16بكـــأس ملك إسبانيا ،الريال مدريد في مواجهة إشبيلية وبرشلونة أمام بلباو .وسيواجه الريال نظيره إشبيلية في واحدة من أبرز المواجهات ،وسيلتقي الفريقان 3مرات في ظرف 10أيام ،حيث سيتواجه رجال زيدان وسامباولي في الليجا بتاريخ 15يناير لحساب الجولة .18وتعتبر مباراة اتلتيك بيلباو وبرشلونة من المواجهات الساخنة خصوصا انها تجمع بين الفريقين األكثر تتويجا بكأس الملك ،حيث سبق لبرشلونة أن رفع الكأس 28مرة ،فيما توج اتلتيك بيلباو 23مرة .وعلق إيميليو بوتراجينيو ،مدير العالقات العامة لريال مدريد ،على وقوع الفريق مع منافسه إشبيلية في هذا الدور وقال في تصريحات نقلها موقع «ديفنسا سنترال» اإلسباني« :يجب أن نستعد لمواجهة إشبيلية ستكون مباراة صعبة للغاية» .وأضاف« :سنلعب 4 مباريات عقب العودة من العطلة ،التوقيت ليس مثاليا خاصة بعد مشاركتنا في كأس العالم لألندية ،البد أن نستعد بشكل جيد». وتابع« :إشبيلية فريق على استعداد جيد للعب ،يملك العبين على أعلى مستوى ،نحن نعلم مدى صعوبة مواجهته على ملعبه حيث جمهوره المتحمس» .وأتم« :علينا أن نستعد للتكيف مع اللعب هذه المباريات المكثفة ،لذلك علينا أن نكون في أفضل حاالتنا من أجل التأهل إلى الدور التالي» .من جانبها ،قالت صحيفة «سبورت»، إن إنريكي منح ثالثي هجوم الفريق ليونيل ميسي ونيمار دا سيلفا
ولويس سواريز ،باإلضافة إلى جيرارد بيكيه راحة حتى يوم 2يناير المقبل .وأضافت الصحيفة «هذا على خالف باقي أفراد الفريق المقرر عودتهم إلى التدريبات قبل نهاية هذا العام ،وبالتحديد يوم 30ديسمبر الجاري». وتابعت «وبالتالي مع مواجهة بلباو يوم 4 يناير المقبل سيكون هناك بعض الشكوك حول لحاق الالعبين الـ 4بالمبــاراة نظرًا لعودتهم قبل اللقاء بيومين فقط» .وختمت الصحيفة تقريرها بالقول «قرار عودة الـ MSNوبيكيه من العطلة في وقت مبكر بعد معرفة خصم برشلونة في دور الـ 16من الكأس في يد إنريكي». وستجرى مباريات ذهاب دور الـ 16بتاريخ 4يناير المقبل في حين أن اإلياب سيجرى يوم 11من نفس الشهر. وجاءت قرعة دور 16لكأس ملك اسبانيا بالنسبة لمباريات الذهاب كاآلتي : أتلتيكو مدريد -الس بالماس ريال مدريد -إشبيلية برشلونة -أتلتيك بلباو قرطبة -الكوركون فياريال -ريال سوسيداد ديبوتيفو الكرونيا – االفيس فالنسيا -سيلتا فيجو أوساسونا -إيبار
الشمال الرياضي
العدد 869
توقيف هيرفي لمباراة واحدة والفريق ينازل الجمارك من النيجر في كأس الكاف
الثالثاء 27دي�سمرب � 2016إلى 2يناير 2017
19
منالجامعة أخبارأخبار الجامعة توصل أندية النخبــة 1و 2بالشطـــر الثاني من المنحة برسم الموسم الرياضي 2016/2017
تنهي العصبة الوطنية لكرة القدم االحترافية ،إلى علم كافة رؤساء البطولة الوطنية اإلحترافية بقسميها األول والثاني ،أنه قد تم يوم الخميس 22دجنبر ،2016دفع الشطر الثاني من المنحة المخصصة ألندية النخبة برسم الموسم الرياضي .2016/2017وبلغ المبلغ اإلجمالي الذي توصلت به أندية البطولة االحترافية اتصاالت المغرب القسم األول 18.9مليون درهما ،بينما أندية البطولة االحترافية اتصاالت المغرب القسم الثاني توصلت بمبلغ 12مليون درهما.
vvvvvv
الئحة األسود لتحضيرات كأس األمم اإلفريقية ،الغابون 2017 أعلن الناخب الوطني السيد هيرفي رونار الخميس 22دجنبر 2016عن الئحة 26العبا الذين سيخوضون المعسكر اإلعدادي للمنتخب الوطني األول ،بدولة اإلمارات العربية المتحدة بداية من 27دجنبر الجاري تحضيرا لكأس األمم اإلفريقية التي ستحتضن أطوارها دولة الغابون منتصف يناير .2017وسيعلن السيد هيرفي رونار عن الالئحة النهائية لـ 23العبا في اآلجال المحددة من طرف الكونفدرالية اإلفريقية لكرة القدم .وفيما يلي أسماء 26العبا المنادى عليهم للتجمع اإلعدادي بدولة اإلمارات :منير المحمدي ( نومانسيا اإلسباني) ،ياسين بونو ( خيرونا اإلسباني) ،ياسين الخروبي(لوكوموتيف بلوفديف البلغاري ) ،فؤاد شفيق (ديجون الفرنسي) ،مروان داكوستا (أولمبياكوس اليوناني ) ،حمزة منديل (ليل الفرنسي)، نبيل درار (موناكو الفرنسي ) ،المهدي بنعطية (يوفونتوس اإليطالي) ،رومان سايس (وولفر هامبتون اإلنجليزي )،أمين عطوشي (الوداد الرياضي المغربي)، محمد ناهيري (اتحاد الفتح الرياضي المغربي ) ،يوسف آيت بناصر (نانسي الفرنسي ) ،منير عبادي (ليل الفرنسي) ،كريم األحمدي (فينورد روتيردام الهولندي ) ،فيصل فجر (ديبورتيفو الكورونيا اإلسباني ) ،مبارك بوصوفة (الجزيرة اإلماراتي ) ،يونس بلهندة (نيس الفرنسي)،سفيان بوفال (ساوتهامبثون اإلنجليزي) ،أسامة طنان (سانت إتيان الفرنسي) ،المهدي كارسيال (غرناطة اإلسباني) ،نور الدين أمرابط (واتفورد اإلنجليزي) ،إسماعيل الحداد (الوداد الرياضي المغربي) ،رشيد العليوي (نيم الفرنسي )،يوسف الناصيري (ملقا اإلسباني) ،خالد بوطيب (ستراسبورغ الفرنسي)، يوسف العربي (لخويا القطري ).
vvvvvv أوقفت اللجنة المركزية للتأديب و الروح الرياضية العب اتحاد طنجة بي بوال هيرفي لمبارتين واحدة منها موقوفة التنفيد ،بعد حصوله على بطاقة حمراء مباشرة من طرف الحكم الداكي الرداد في المقابلة التي جمعت بين اتحاد طنجة و النهضة البركانية لحساب الدورة 13من البطولة اإلحترافية. وكان اتحاد طنجة راسل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم اإلثنين بخصوص حالة طرد الالعب اإليفواري هيرفي .وفي موضوع آخر ،أسفرت قرعة الدور التمهيدي األول من مسابقة
كأس االتحاد اإلفريقي عن وقوع اتحاد طنجة في نزال مع فريق الجمارك ( ) AS Douanesمن دولة النيجر .وسيكون الفريق الطنجاوي خالل أول مشاركة قارية في تاريخه على موعد مع مباراة الذهاب في دولة النيجر يوم 10أو 11أو 12من شهر فبراير المقبل .بينما سيكون لقاء العودة بالملعب الكبير بمدينة طنجة يوم 17أو 18أو 19من الشهر نفسه .وكان اتحاد طنجة بلغ المشاركة في هذه المنافسات القارية بعد إحرازه المركز الثالث في البطولة االحترافية للموسم الماضي.
اتحاد طنجة يودع السنة بندوة صحفية
منتخب عصبة الصحراء لكرة القدم يعود إلى المغرب عاد منتخب عصبة الصحراء لكرة القدم زوال األربعاء الماضي إلى المغرب قادما من كمبوديا بعد مشاركته في المباراة الودية التي جمعته يوم األحد الماضي ،بنجوم الدوري الكمبودي لكرة القدم .وكانت هذه المباراة التي أقيمت على أرضية ملعب« ريتي سوم نانغ» بمدينة «فنوم بنه» قد انتهت بنتيجة التعادل هدف لمثله .وتدخل هذه المباراة الودية في إطار العالقات المتينة التي تجمع بين المملكة المغربية ومملكة كمبوديا ،احتفاء بالذكري الـعشرين للعالقات الديبلوماسية الثنائية بين البلدين.
vvvvvv
المنتخب الوطني لكرة القدم الشاطئية يحتل الرتبة الرابعة في كأس إفريقيا احتل المنتخب الوطني لكرة القدم الشاطئية الرتبة الرابعة في نهائيات كأس إفريقيا لألمم التي اختتمت أطوارها األحد 18دجنبر 2016بمدينة الغوس النيجيرية .وكان المنتخب الوطني لكرة القدم الشاطئية قد انهزم بنتيجة 4أهداف مقابل 1في مباراة الترتيب أمام المنتخب المصري ،علما أنه انهزم أيضا في لقاء نصف النهاية أمام المنتخب النيجيري بنتيجة 6أهداف لهدف واحد .وجدير بالذكر، أن كان المنتخب الوطني لكرة القدم الشاطئية كان قد تأهل إلى الدور النصف النهائي لهذه البطولة اإلفريقية بعد احتالله الرتبة الثانية في مجموعته بست نقاط بعد فوزه على كل من منتخبي ليبيا ومدغشقر ،وانهزامه أمام المنتخب السنغالي.
جراء المشاكل العديدة التي بات يشتكي منها اتحاد طنجة لكرة القدم منذ بداية الموسم ،قرر مكتبه المسير عقد ندوة صحفية يوم غد األربعاء 28دجنبر الحالي ،من أجل توضيح مجموعة من األمور و النقاط التي تهم الفريق.
وكان الفريق أخر اإلعالن عن مكان وتوقيت الندوة إلى بعد المباراة التي استقبل خاللها شباب الريف الحسيمي لحساب الدورة الرابعة عشر من البطولة اإلحترافية بالملعب الكبير بطنجة زوال األحد الماضي.
البطولة الوطنية لكرة القدم تتوقف 20يوماً أكدت العصبة الوطنية لكرة القدم االحترافية ان البرنامج العام للبطولة االحترافية اتصاالت المغرب بالقسم الوطني األول والثاني الذي تم اإلعالن عنه قبل انطالق بطولة الموسم الرياضي الحالي لم يطرأ عليه أي تغيير ولهذا وجب التذكير أن نهاية مرحلة الذهاب واستئناف مرحلة اإلياب للبطولة هما كالتالي : القسم الوطني األول : آخر مباراة من مرحلة الذهاب يوم األحد فاتح يناير.2017 تاريخ استئنـــاف مباريــات البطولـــة لمرحلـــة اإلياب ابتــــداء من يومالجمعة 20 يناير .2017 القسم الوطني الثاني: آخــــــر مبـــاراة من مرحلــــة الذهــــاب يـــوم األحد 25 دجنبر.2016 تاريخ استئناف مباريات البطولة لمرحلــة اإليــاب ابتداء من يوم السبت 14يناير.2017
عصبة الشمال تدريب دولي في رياضتي المواي طاي والكايوان بطنجة والمضيق نظمت عصبة الشمال تدريب دولي في رياضتي المواي طــــاي والكاــيوان سيؤطره البطل العالمي فكري التجارتي والذي سبق أن توج ألكثر من اثني عشر مرة كبطل للعالم للمواي طاي .ونظم هذا النشاط الذي يعتبر ضمن البرنامـج السنوي للعصبة لفائدة كل ممارسيها على اختالف مستوياتهم وأجناسهم، يوم األحد الماضي 25دجنبر 2016بالقاعة المغطاة الزياتن بمدينة طنجة في الساعة التاسعة صباحا ،ثم بالقاعة المغطاة اللة خديجة بمدينة المضيق في الساعة الثانية بعد الزوال .وتضمن هذا التدريب آخر المستجدات التي عرفتها رياضتي المواي طاي والكايوان مؤخرا ،ثم شروحات مستفيضة خاصة بتقنيات التباري العالــي المستـــوى واللياقة الخاصة باألبطال إضافـــة إلى شـــق خاص بمجـــال الكلينشــغ .
العدد 869
فضاء األنثـى :
الثالثاء 27دي�سمرب � 2016إلى 2يناير 2017 األخيرة الغرفة الفالحية لجهة طنجة -تطوان-الحسيمة
تنظـم
«ن�ساء طنجة الرائدات»
الملتقى الجهوي الثاني للزيتون بتطوان
للدكتورة زبيدة بن على الورياغلي بقلـم � :سم ّيــة �أمغـارإصـدار جديـد للدكتـورة زبيدة بن علي الورياغلي ،العالمة والباحثة واألستاذة ،تضمن تراجم لعدد من نساء طنجة الفضليات الالئي تميزن بالعلم والفضل والحضور الفعلي على الساحة العلمية واألدبية ،إلى جانب الرجل الطنجاوي والمغربي بصفة عامة ،في وقت كان يصعب مشاركة المرأة الرجل في مجاالت كانت تعتبر من معاقل الرجال المحروسة. الدكتــورة زبيـــدة الورياغلي، ابنة طنجــة المدينة التي أنجبت العديد من جهابدة العلماء والفقهاء والمحدثين والمجاهدين ،آثـرت أن تنبــش فــي البيئة النسائية لهذه المدينة لتبـــرز أهمية الحضور النسائي في الميادين العلمية والتربوية والنضالية لهذه المدينة، في العصر الحديث ،وتقــدم ألهـل طنجة والمغرب بوصف عام ،باقة من «زهرات» طنجة المتألقات ،المبدعات« ،الرائدات» الالئي كان ألدائهن في المجاالت التي اخترن االشتغال عليها ،األثر الكبير في تطور المجتمع الطنجيوتقدمه. إن من يمارس البحث التأريخي بالمغرب ليشعر بالصعوبات التي تحد من هذا العمل في هذا المجال ،بسبب غياب المراجع وقلة العناية باألرشيف سواء على مستوى األسرة أو الجماعة ،أو المؤسسات المهتمة ،بل إن المراجع الشفاهية هي أيضا تحتاج إلى الكثير من التدقيق والمقارنة والبد أن عالمتنا قاست من هذا الفراغ في تحضير تراجمها لمجموعة «الرائدات» التي تشكل الجزء األول لتراجم «نساء طنجة الرائدات» ،واعتمدت ،غالبا ،على ما تختزنه ذاكرتها الشخصية من معلومات وأخبار عن نساء طنجة ،وعن اهتمامها الشخصي بهذا الموضوع والنبش داخل األسر عن أخبار «الرائدات» ،ممن انتقلت إليها أخبارهم عن طريق الرواية أو ممن أدركتهن في مغرب عمرهم أو ممن تختزن الذاكرة الشعبية بعضا من أخبارهن ،وبالتالي فإن عملية التركيب التاريخي عند تدوين التراجم ال تبدو هينة ،بل وتتطلب جهدا كبيرا من البحث والتقصي والمقاربة والمقارنة والترتيب ،من أجل إنتاج عمل أدبي وتاريخي يترجم بأمانة أهمية الحركة النسائية المعاصرة لـ «نساء طنجة الرائدات». والواقع أن مضمون هذا الكتاب يقطع مع فترة «التهميش» الذي كان يلحق دورالمرأة على مستوى مجاالت اإلبداع ،إن لم نقل «التبخيس» ،بينما دور المرأة ،لم يكن قط «ثانويا» بالرغم من الحجر الذي مورس عليها عبر العصور ،بل إن دورها كان رياديا وحاسما ،في تكوين المجتمعات وبناء الوعي بداخلها وإعداد النشء للخالفة. وإلى هذه الفصيلة من النساء تنتمي «رائدات طنجة» الالئي نجحت بامتياز ،عالمتنا األصيلة ،الدكتورة زبيدة الورياغلي في تخليد ذكراهنّ بين دفتي كتابها الثمين« :نساء طنجة الرائدات» الالئي كان لهن الفضل في تشكيل الخاليا األولى لمجتمع طنجة في العصر الحديث ،خارج «طابوهات» تميزات «النوع» التي أقصت المرأة ،ظلما ،ولعقود ،نتيجة ترسخ الثقافات الذكورية وترسب أفكار جمدها الجهل وسوء التأويل والتقدير. «نساء طنجة الرائدات» يعرض مجموعة من سيدات المجتمع الطنجي الالئي تميزن بإسهاماتهن الرائعة في شتى مجاالت الحياة العلمية والفكرية واألدبية والسياسية كما تميزن بمبادراتهن القيمة في تشكيل الوعي الوطني داخل مجتمع ساهمن إلى حد كبير في تكوينه ونموه عبر التربية والتعليم ،والكتابة والتدوين ،والتوعية والتكوين .ذلك أن معظم صاحبات التراجم لهن قاسم مشترك ،انتسابهن إلى أسر شرف وعلم وصالح وريادة وحضور ،وإلى بيئة اشتهرت بالعلم والفضل والنبوغ ،فكان البد أن يجمعن من تلك «الشمائل» ما يساعدهن على تكوين شخصيتهن وبناء فكرهن وتوسيع آفاق مداركهن، حتى إذا اكتملت لديهن الرؤيا بخصوص العمل المدعوة له في خدمة المجتمع ،انطلقن في اتجاهات شتى ،وفق المواهب والميوالت والخاصيات ،إال أن كثيرا منهن ،اتجهن إلى التربية والتعليم والتكوين ،تطوعا بأن أقمن «مسايد» وفصول لتعليم البنات ،أو عبر انخراطهن في أسالك المعلمات ،وعيا منهن بضرورة بناء األجيال الصاعدة ،وتكوين العقول الناشئة، في أفق تطوير المجتمع الذي ال يتحقق إال بالعلم وبإشراك الرجل والمرأة على حد سواء في عملية البناء .كما توجه اهتمام رائدات طنجة إلى مجاالت أخرى لها أيضا ارتباط بالتنمية المجتمعية ،كتأسيس الجمعيات الخيرية واإلنسانية ،واالنخراط فيها والتحريض على اإلسهام في الحركات الوطنية والوصول إلى مختلف المنابر اإلعالمية من صحافة وإذاعة بهدف نشر الوعي داخل المجتمع ،ليتوج هذا العمل الجبار بانخراط «رائدات طنجة» في العمل السياسي وخاليا المقاومة من أجل تحرير البالد وعودة الشرعية. ولم تغب المجاالت الفنية عن اهتمام رائدات طنجة ،من مسرح وموسيقى وفنون أخرى برعت فيها بشكل الفت ،بالرغم من ظروف ذلك الزمان حيث يكفي أن نعلم ما أوردته المؤلفة من أن واحدا من الفقهاء المتزمتين من أصحاب الطرق والزوايا أفتى بتحريم التمثيل ،في كتاب أصدره بعنوان «إقامة الدليل على حرمة التمثيل» .إال أن هذه «الفتوى» الغريبة وغيرها لم تمنع من انتشار الحركة المسرحية في كل ربوع البالد وكانت انطالقتها من طنجة ،في عشرينات القرن الماضي . تحية للدكتورة زبيدة بن علي الورياغلي على هذا اإلصدار الهام الذي يمكن القارئ، ليس فحسب ،من اإلطالع على الحركة العلمية والثقافية واألدبية النسائية بطنجة ،على يد «نساء رائدات» ،بل وأيضا من القيام برحلة تاريخية عبر تاريخ طنجة العبق ،وأحوالها خالل القرنين التاسع عشر والعشرين حيث إنها كانت تشكل دائرة ضوء في عالم مكهرب وملجأ لإلنسان من مختلف األجناس والثقافات والمعتقدات ،ليتشكل مجتمع طنجة من خالصة وتالقح تلك الثقافات التي دعمت هويته وثقافته وحفزت مواهبه وإبداعاته ورسخت إيمانه بالحرية والعدالة والمساواة.
نظمت الغرفـة الفالحية لجهــة طنجة- تطوان-الحسيمـة ،يوم الثالثــاء 20دجنبــر الجاري و لمــدة ثالثة أيام الملتقى الجهوي الثاني للزيتون ،تحت شعار« :التدبير المتكامل للمنتجات الثانوية للزيتون في إطار مخطط المغرب األخضر». وبالمناسبة ،أكد رئيس الغرفة الفالحية لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة ،يونس عبد اللطيف ،في تصريــح لــه ،على أن المناظرة الثانية للزيتون ،تندرج في إطار تشجيع الفالحة المستدامة وتماشيا مع التوجهات العامة للقطاع الفالحي فيما يخص تنمية قطاع الزيتون وتثمين منتوجاته والمحافظة على الموارد المائية والمناخية من التلوث. وأضاف أن الملتقى يأتي كذلك في إطار تشجيع الفالحة المستدامة ولتحسيس الفاعلين في القطاع وأرباب معاصر الزيتون بالمخاطر التي يسببها رمي مخلفات زيت الزيتون على البيئة والخروج بحلول لمعالجة هاته الظاهرة التي تلوت البيئة تماشيا مع توصيات مؤتمر األطراف في االتفاقية اإلطار لألمم المتحدة بشأن تغير المناخ –كوب 22-الذي انعقد مؤخرا بمراكش. و أشار المدير الجهوي للفالحـة لجهـة طنجة-تطوان-الحسيمة ،محمد العلمي ودان، في خطاب ألقاه بالنيابة عنه المدير اإلقليمي للفالحة بتطوان ،العامري موالي عبد العزيز،إلى أن المديرية الجهوية للفالحة ركزت منذ سنة 2010في تدخالتها في إطار تنمية الفالحة التضامنية بالجهة على تنمية سلسلة الزيتون، التي تغطي 27بالمئة من المساحة الصالحة للزراعة بالجهة ،من خالل إطالق وإنجاز 61 مشروعا منذمجا لغرس 55661هكتارا من الزيتون لفائدة 35ألف فالح وبكلفة إجمالية ناهزت مليار درهم ،مشيرا إلى بناء وتجهيز 12 وحدة لعصر الزيتون ،ودعم التنظيمات الفالحية المستفيدة ومواكبتها من الناحية التقنية. من جهته ،ذكر الخبير في التكنولوجيا الغذائية وأستاذ سابق بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة ،حمادي الشيمي ،في تصريح مماثل أن الملتقى يروم إيجاد حلول إلنتاج زيتون ذي جودة عاليــة مع احتــرام الوسط البيئي وتفادي مجموعة من المخلفات الثانوية منها التيفال والمرجان اللذان يؤديان إلى عدة إشكاالت بيئية. وأوضح أن عــدة دراسات أثبتـت إمكانية استبدال مصانـــع الزيتــون التي تقوم على استعمال الضغط أو الدوران المركزي إلنتاج زيت الزيتون بأخرى تنتج زيت الزيتون والفيتور الغني بالماء 65 -بالمائة -والذي يمكن تثمينه باستعماله كأسمدة فالحية أو تغذية للمواشي.
وتم خالل الملتقى الذي حضره مجموعة من الفاعلين في قطاع الزيتون والبيئة على المستوى الجهوي والوطني خاصــة أربــاب المعاصر والتعاونيات وخبراء وممثلو القطاعات الوزارية المعنية وأعضاء الغرفــة الفالحيـــة بالجهة ،تقديم مجموعة من العروض التقنية تهم إبراز أهمية قطاع الزيتون بالجهة، وترويج جودة زيت الزيتون مع احترام البيئة، وجرد لمعاصر الزيتون في منطقة نفوذ وكالة الحوض المائي اللوكوس ،وإشكالية تلوث البيئة بالمرجان ،وآليات استخراج زيت الزيتون وتأثيرها على البيئة. كما تمت مناقشــة محاور تهم باألساس تقنيات معالجـة وتثمين المنتجــات الثانوية للزيتون ،وإجراءات دراسة التأثير على البيئة لمعاصر الزيتون ،ووسائل التمويل :الميكانيزم التطوعي لمكافحة التلوث الصناعي ،وشهادة
التنظيمات المهنية حول ضرورة احترام البيئة ، وإمكانية المعالجة والتثمين للمنتجات الثانوية للزيتون ،كما تم يوم األربعـــاء تنظيم زيارة لوحدة لتثمين المنتجات الثانويـــة للزيتون بالجهة. يذكر أن قطاع الزيتون يلعب بالجهة دورا اجتماعيا واقتصاديا مهما حيث يبلغ متوسط اإلنتاج السنوي 160.170طن ،ويوفر 3,8 مليون يوم عمل بما في ذلك أكثر من 5000 منصب عمل دائم. ويبلغ عدد وحدات تثمين الزيتون بالجهة 2036وحدة منها 1925وحدة تقليدية و111 وحدة عصرية تنتج في المجموع حوالي 370ألف طن من الزيت ،منها 70ألف طن مستخرجة من الوحدات التقليدية و 300ألف طن مستخرجة من الوحدات العصرية.
لمياء السالوي
«روافد موسيقية» تنظم لقاء فنيًا فريدًا
نظمـــت جمعيـــة روافد موسيقيــــة ،يوم الخميس23 ، دجنبر الجاري ،ببرج الحجــوي بمدينة طنجـــة ،أمسيـــة فنّية فريدة من نوعهـــا لعشـــاق «طـرب اآللـــة» ،تجلت في لقــا ٍء تعريفــي وفنّي لتقديــم التجربــة الفنية المسمــاة «نوبـــة اإلصبهان» ،بتقديم نوبة لطرب اآللة ،بشكل كامل ومتواصل، دون تجـــزيء ،مع الجمع بين األدب والموسيقى والهندســـة الصوتية واإلخراج النهائي.ففي مجال األدب ،قدم الكاتب عبد المجيد السماللي كتابه «ك��أس المعاني في شرح مفردات المغاني» ،شارحا عددا من المصطلحات التي ترد في أشعار اآللة، إضافة إلى سياقات تنهل من التاريخ الخاص بتطوّر اآلالت في هذا النوع من الموسيقى .بينما قدّم الباحث والموسيقــي عمر
المتيوي ،رئيس جمعيـــة روافد موسيقية ،شرحاً فنيـــا لنوبــة اإلصبهان ،التي تجمـــع عــــددا ممــا يعرف بـ «الميـــازين» في طـرب اآللة ،في عرض واحد متواصل يعرف بـ «النوبة» ،يستمر مدّة 6ساعات كاملة ،وذلك على شاكلة السيمفونيات العالمية التي تستمرّ لفترة زمنية طويلة .أما شكيب العبادي فقد تكلف بعملية تنظيم أوّل حفل ألداء النوبة كاملة في منزله السنة الفارطة ،قبل أن يقوم بتوثيقها على أقراص مدمجة على شكل «فيديو» كامل وآخر مختصر ،إضافـــة إلى كتيّب مرفق ،حيث كان لهذا المزيج الثالثي أن جعل عددا كبيرا من عشاق طرب اآللة ،والذين كانوا بمقر الجمعية ،يعربون عن افتتانهم بهــذه التجربة.