Achamal n° 869 le 27 décembre 2016

Page 1

‫زمن «الرّيباخات»‬ ‫بجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 869‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 27‬ربيع الأول ‪ 27 / 1438‬دي�سمرب ‪� 2016‬إلى ‪ 2‬يناير ‪2017‬‬

‫«‬

‫• من الحسيمة إلى القاهرة ودمشق‬

‫انطلقت‪ ،‬يوم الجمعة الماضي بطنجة‪،‬‬ ‫«األيام التجارية الجهوية العاشرة» المنظمة‬ ‫من طرف غرفة التجارة والصناعــة والخدمات‬ ‫لجهــة طنجــة ـ تطوان ـ الحسيمــة‪ ،‬تحـــت‬ ‫شعار “التاجــر‪ ،‬الشريــك الرئيسي في التنمية‬ ‫المستدامة”‪ ،‬بمشاركــة مهنييــن وتجــار من‬ ‫مختلف مدن الجهة‪.‬‬ ‫وحسب الجهــة المنظمة‪ ،‬فــإن هــذه‬ ‫التظاهرة االقتصاديــة الهــامـــة‪ ،‬تهــدف إلى‬ ‫تشجيع الرواج التجاري على مستوى مدن الجهة‪،‬‬ ‫وتنشيط العملية التجارية بالمنطقة على نطاق‬ ‫واسع‪.‬‬ ‫ويتضمن برنامج هذه األيام التجارية «الريباخات السنوية» من ‪ 23‬دجنبر الجاري وإلى غاية‬ ‫نهاية يناير من السنة القادمة‪ ،‬وهي التخفيضات التي تشتهر بها معظم األسواق التجارية األوروبية‬ ‫في فصل الصيف وعند نهاية السنة‪ ،‬كما ستنظم بالمناسبة أيام إعالمية ودراسية وندوات ودورات‬ ‫تدريبية ولقاءات إعالمية بمختلف مدن الجهة‪.‬‬

‫القبيلة المنسية‬ ‫بين جبال الريف‬

‫• آخر قبيلة في المغرب والمشرق ال تزال تحمل اسم القبيلة األصلي‪« :‬كتامة»‬ ‫• كتامة تطالب بحقها في التنمية بدل االضطهاد والقمع‬

‫تساءل الكاتب واإلعالمي األستاذ فكري ولد علي في مقالة وزعها مؤخرا على بعض وسائل اإلعالم الوطنية عن‬ ‫حظ قبيلة كتامة والريف عموما في المخططات السياحية الوطنية‪ ،‬وكيف يتم تغييب هذه المنطقة ككل‪ ،‬في البرامج‬ ‫الترويجية العالمية للسياحة المغربية بالرغم من كونها تزخر بموروث تاريخي وحضاري وبيئي من مستوى عال‪.‬‬

‫(�ص ‪)4‬‬


‫العدد ‪869‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬دي�سمرب ‪� 2016‬إلى ‪ 2‬يناير ‪2017‬‬

‫‪2‬‬

‫الجماعة الحضرية تصادق على مراجعة القرار الجبائي‬

‫زيادات مهولة في مختلف الرسوم‬ ‫والجبايات والضرائب المحلية‪ ...‬والذعائر‬

‫بني مكادة األخرى‪!! ‬‬

‫‪-‬‬

‫محمد �سدحي‬

‫‪sadhimed@gmail.com‬‬

‫تأكد ما شاع في طنجــة‪ ،‬خالل األيــام‬ ‫القليلة الماضية‪ ،‬بواسطة العديد من المنابر‬ ‫اإلعالمية الوطنية‪ ،‬حول عزم المجلس البلدي‬ ‫لهذه المدينة‪ ،‬على الزيادة في العديد من‬ ‫الجبايات والضرائب الحضرية‪ ،‬بعد أن أقر‬ ‫المجلس‪ ،‬خ�لال اجتماع ط���ارئ‪ ،‬الخميس‬ ‫الماضي‪ ،‬مشروع الزيادات المقترحة‪ ،‬بأغلبيته‬ ‫البيجيدية المناصرة من االتحاد الدستوري‪....‬‬ ‫األغلبية العددية لعبت الدور الحسم في‬ ‫تمرير هذا المشروع الذي اعترض عليه كل من‬ ‫التجمع الوطني لألحرار واألصالة والمعاصرة‬ ‫بتبريرات يصعب دحضها العتبارات مبنية على‬ ‫الواقع المجتمعي وعلى الظرفية االقتصادية‬ ‫التي ال تسمح بمزيد من الزيادات في الجبايات‪،‬‬ ‫بحجة المقولة الشهيرة ‪ :‬إن الضريبة تقتل‬ ‫الضريبة !!! ‪.....‬‬ ‫المجلس البلــدي لمدينــة طنجــة (أو‬ ‫مجلس الجماعة الحضرية) اختــار الدعــــوة‬ ‫الجتماع استثنائي طارئ لتمرير سلة الزيادات‬ ‫الجبائية التي تفتقت عبقرية “بعض” أعضائه‬ ‫عنها كحل “سحري” لتدهور الوضع المالي‬ ‫للبلدية التي يبدو أنها لم تعد توفر الضمانة‬ ‫الكافية للحصول على قروض صندوق التجهيز‬ ‫الجماعي‪ ،‬وهو ما يمكن فهمه من تصريحات‬ ‫أمحجور لمنبر إعالمي محلي‪ ،‬في سياق حديثه‬ ‫عن “مبررات” الزيادات في الجبايات المحلية‪.‬‬ ‫أمحجور‪ ،‬وه��و‪ ،‬للتذكير‪ ،‬نائب العمدة‬ ‫وظله والناطق الرسمي باسم “الجماعة”‪ ،‬زاد‬ ‫فقال إن القرار المتعلق بالجبايات المحلية لم‬ ‫تتم مراجعته منذ سنة ‪ 2003‬والحال أن تلك‬ ‫المراجعة كان من المفروض أن تتم داخل‬ ‫‪ 13‬سنة‪ .‬كما أن المراجعة ج��اءت تنفيذا‬ ‫إلمالءات لجنة التفتيش التابعة لوزارة الداخلية‬ ‫التي اعتبرت أن مراجعة القرار الجبائي “باتت‬ ‫ضرورية” من أجل تحسين حال الميزانية‬ ‫الجماعية المتدهورة‪ .‬وأضاف “تحفة” أخرى‬ ‫إلى تحفه التي يصر على أن “يرصع” بها‬ ‫مختلف تصريحاته وخرجاته الصحافية ‪ ،‬حين‬ ‫أعلن أن مجلس العبدالوي يريد وضع جبايات‬ ‫طنجة في مستوى ما هو معمول به في غير‬ ‫طنجة من المدن المغربية “تحقيقا للعدالة‬ ‫الجبائية والضريبية” بين المواطنين‪ ،‬مؤكدا‬ ‫أن مجلس الجماعة سبق وأن عقد لقاءات‬ ‫مع مؤسسات وهيئات مهنية لتدارس ملف‬ ‫المراجعة الجبائية وأن��ه ق��رر أن يتحمـل‬ ‫مسؤوليته السياسية في هذا الموضوع(!)‪....‬‬ ‫تماما كما “تحملها” رئيسهم الكبير‪ ،‬حين‬ ‫عمد إل��ى جيوب المواطنين وإل��ى تدمير‬ ‫القدرات الشرائية للمغاربة ‪ ،‬بسن الزيادات‬ ‫واالقتطاعات‪ ،‬ليتمكن من تدبير سياساته‬ ‫اإلصالحية التي تحتاج‪ ،‬أصال‪ ،‬إلى إصالح في‬ ‫التصور والتوجه واالبتكار والتجديد !‬ ‫وهكذا التأم شمل المجلس الجماعي‪،‬‬ ‫بأغلبيته البيجيديـة المسانــــدة باألحبــــة‬ ‫الدستوريين‪ ،‬الخميـــس الماضي‪ ،‬ليصادقوا‪،‬‬ ‫كما كان متوقعا‪ ،‬على مشروع القرار الجبائي‬ ‫الجديد‪“ ،‬باألغلبية المطلقة” المنطلقة من‬ ‫األغلبية العددية للحزب المكتسح ــ وتلك‬ ‫إحدى “مزايا” لعبة النظام الديمقراطي الذي‬ ‫هو أسوأ نظام مقبول‪ ،‬بين األنظمة السياسية‬ ‫األخ��رى ــ ! هذا القرار ال��ذي تمت بموجبه‬ ‫مراجعة مجمل القيم والنســـب المتعلقــة‬ ‫بالجبايات الحضرية المتصلـــة بالتعميــــر‬ ‫والسكنى والبنايات السكنيـــة والتجاريـــة‬ ‫والصناعية واألراضي المبنية واألراضي العارية‬ ‫ورس��وم تسليم السكنى ورس��وم الترقيم‬ ‫ورسوم الضريبة على عمليات البناء سواء ما‬ ‫خص المساكن الفردية والعقارات المعــدة‬ ‫للسكن أو ألغراض تجارية أو مهنية أخرى‪.‬‬ ‫ومن مظاهر التجديد في هذا القرار‬ ‫المراجع‪ ،‬ــ بصيغة الزيادات المتفاوتة النسب‪،‬‬ ‫ــ فرض رسوم جبائية جديدة بخصوص احتالل‬

‫الملك العام من محالت تجارية أو صناعية‬ ‫أو ترفيهية اعتبارا للمساحات المستعملة‬ ‫ونوعية النشاط التجاري ‪ ،‬والزيادة في قيمة‬ ‫الرسوم على المشروبات الكحولية وغيرها‬ ‫واللوحات اإلشهارية المثبتـــة والمتحركة ‪،‬‬ ‫ولم ينج من الزيادات خدمات “الديبانـــاج”‬ ‫على مستوى الحصول على الرخصة للخواص‬ ‫أو االستعمال وسيارات اإلسعاف وواجبات‬ ‫“اإلقامة في المحجز البلدي” بالنسبة للمركبات‬ ‫والحيوانات والسلع وفرض ذعائر جديدة على‬ ‫سيارات األجرة والحافالت وغيرها مما سوف‬ ‫تقوم جماعة العبدالوي وأمحجور باإلعالن عن‬ ‫تفاصيله بمختلف وسائط التواصل االجتماعي‬ ‫كما يجب‪.‬‬ ‫ولو أن القرار الجبائي المراجع تم تمريره‬ ‫باألغلبية المطلقة إال أن مناقشته شهدت‬ ‫بعض “االنتقادات” “المحتشمة “ في صفوف‬ ‫“المعارضة” إذ تمت اإلشارة إلى أن الزيادات‬ ‫في الجبايات الحضرية ال تالئم الظرفية التي‬ ‫تعيشها طنجة في الوقت الراهن حيث يخيم‬ ‫الركود على عدد من القطاعات المهمة‪ ،‬ومنها‬ ‫التجارة والعقار‪.‬‬ ‫“المعارضون” اعتبروا أيضا أن المجلس‬ ‫التجأ إلى الحلول السهلـــة‪ ،‬يعني جيوب‬ ‫المغاربة‪ ،‬رغمـــا عنهم‪ ،‬لتطعيــم صنــــدوق‬ ‫“الجماعة” المهدد ب “المجاعة” بعد تنفيذ‬ ‫األحكام المليونية ‪ ،‬ضد البلدية‪ ،‬إنصافا لبعض‬ ‫من تضرروا من القرارات المجحفة في حقهم‪،‬‬ ‫خاصة فيما يتعلق بنزع الملكية ألذي كثيرا‬ ‫ما كان يطبعه اإلرتجال واإلجحاف ويصاحبه‬ ‫الظلم والحكرة !!! ‪.‬‬ ‫المعارضون ذك��روا‪ ،‬بالمناسبة‪ ،‬بملف‬ ‫“الباقي لالستخالص” ال��ذي تناهز قيمته‬ ‫المليار درهم والذي كان من الحكمة الرجوع‬ ‫إليه و”تصفيته” بجميع الطرق المشروعة ‪،‬‬ ‫بدل اللجوء إلى الزيادات في رسوم استعمال‬ ‫بعض المنشآت الرياضية البلدية من طرف‬ ‫فرق رياضية محلية‪ ،‬التي ستصبح ملزمة بدفع‬ ‫رس��وم تتراوح ما بين ‪ 300‬و‪ 2000‬درهم‪،‬‬ ‫والحال أن من بين واجبات “الجماعة” تشجيع‬ ‫الممارسة الرياضية والثقافية واالجتماعية‬ ‫بالمدينة‪.‬‬ ‫ويبقى السؤال الطويل العريض‪ :‬ما ذا‬ ‫قدمت “جماعة طنجة” لمدينة طنجة وسكانها‬ ‫من خدمــات بنيــويـــة وتنموية واقتصادية‬ ‫واجتماعية ومن مشاريع هادفة إلى تحريك‬ ‫االقتصاد وإنتاج الثروة ؟؟؟ !!!‪......‬‬

‫وإلى جانب موقف الحزبين المعارضين‬ ‫بالمجلس “التجمع الوطني لألحرار” الذي‬ ‫صوت‪ ،‬صراحة‪ ،‬ضد المشـــروع‪ ،‬واألصالة‬ ‫والمعاصرة” الذي ع��ارض‪ ،‬وتماســـك‪ ،‬ثم‬ ‫“أم��س��ك”‪ ،‬خرجت غرفة التجارة والصناعة‬ ‫والخدمات لجهة طنجةـ تطوان‪ ،‬الحسيمة‪،‬‬ ‫ببيان انتقدت فيــه المقاربة التي اعتمدتها‬ ‫الجماعة في صياغة مشروع القرار الجبائي‬ ‫المصادق عليه خالل دورة الخميس الماضي‬ ‫الطارئة‪ ،‬لمجلس الجماعة‪،‬‬ ‫ونبهت الغرفة‪ ،‬إلى الظرفية االقتصادية‬ ‫المحلية التي تعرف تراجعا ملحوظا في الرواج‬ ‫االقتصادي والتجاري‪ ،‬األمر الذي ينعكس على‬ ‫مجموعة من القطاعات كقطاع البناء والقطاع‬ ‫التجاري وغيرهما‪ .‬كما حذر البيان من أن‬ ‫حالة توتر كبيرة تسود في صفوف المهنيين‬ ‫بمدينة طنجة‪ ،‬على إثر ما تسرب من اعتزام‬ ‫الجماعة الحضرية إجراء مراجعة جبائية شاملة‬ ‫تفضي إلى زيادات كبيرة في الضرائب بنسب‬ ‫عالية‪ .‬األمر الذي كان موضوع شكايات عديدة‬ ‫من طرف جمعيات مهنية تندد بالزيادات‬ ‫الصاروخية في الرسوم الجبائية والرسوم‬ ‫المحلية المقررة في القرار الجبائي المصادق‬ ‫عليه لجماعة طنجة‪ .‬أيضا أن العرف المتبع‬ ‫في مراجعة القرار الجبائي‪ ،‬يقتضي التشاور مع‬ ‫مختلف المهنيين وتبادل األفكار واآلراء للخروج‬ ‫بمقترحات متوافق حولها‪ .‬كما أن الشراكة‬ ‫التي تجمع بين كل من الجماعة الحضرية‬ ‫وغرفة التجارة والصناعة والخدمات‪ ،‬تلزم‬ ‫هذه األخيرة بتقديم المشورة بعد التوصل‬ ‫بالمقترحات‪.‬‬ ‫نفهم من هذا أن االجتماعات العديدة مع‬ ‫مؤسسات وهيئات مهنية ‪ ،‬التي أعلن أمحجور‬ ‫في تصريح لموقع إعالمي إليكتروني محلي‪،‬‬ ‫أنها تمت في إطار التحضير للزيادات التي‬ ‫روعت سكان طنجة‪ ،‬كانت‪ ،‬ربما‪ ،‬مشاريع أحالم‬ ‫لنائب العمدة من أحالمه الكثيرة‪.‬‬ ‫واعتبارا لما سبق‪ ،‬طالبت الغرفة بإرساء‬ ‫عدالة حقيقية بتوسيع الوعاء الجبائي وإدماج‬ ‫المناطق الوافدة على جماعة طنجة وكذا‬ ‫القطاع غير المهيكل‪ .‬كما دعت إلى التدرج في‬ ‫عملية تنزيل الزيادات في الرسوم والضرائب‬ ‫المحلية ومراعاة القطاعات المتضررة التي‬ ‫توجد على حافة اإلفالس‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫بودرا يخلف العماري على رأس الجمعية‬ ‫المغربية للرؤساء والعدالة تنسحب‬ ‫ان��ت��خ��ب محمد‬ ‫بودرا‪ ،‬القيادي باألصالة‬ ‫وال��م��ع��اص��رة‪ ،‬رئيس‬ ‫ال��م��ج��ل��س البلــدي‬ ‫للحسيمـــة‪ ،‬بأغلبــيــة‬ ‫ساحـــقـــة ‪ ‬على رأس‬ ‫الجمعيـــة المغـــربية‬ ‫ل����رؤس����اء م��ج��ال��س‬ ‫الجماعات خلفا لفؤاد‬ ‫العمـــاري المنتهيـــة‬ ‫والي��ت��ه‪ ،‬خ�لال الجمع‬ ‫العام ال��ذي جرت أط��واره يوم الثالثاء ‪20‬‬ ‫دجنبر الجاري‪ ،‬حيث نال ثقة رؤساء احزاب‬ ‫البام‪ ،‬األح���رار‪ ،‬الحركة الشعبية‪ ،‬االتحاد‬ ‫االشتراكي واالتحاد الدستوري‪.‬‬ ‫وعرف الجمع العــام انسحــاب رؤساء‬ ‫العدالة والتنميــة مدعومين بالمنتميــــن‬ ‫لحزبي االستقالل والتقدم واالشتراكيـــة‪،‬‬ ‫بعد تشبث إخ��وان بنكيــران بأحقيتهــم‬ ‫في ترؤس الجمعية‪ ،‬لكونهــــم يسيرون‬

‫المـــدن الكبــرى‪ ،‬كمــا‬ ‫طالبــوا بتأجيــل المؤتمر‬ ‫الى حين تشكيل الحكومة‪،‬‬ ‫وتكوين لجنة تحضيرية‬ ‫ل��وض��ع م��ش��روع تعديل‬ ‫القانون األساسي للجمعية‪،‬‬ ‫ورفضهم انتخاب الرئيس‬ ‫من الجمع العام‪.‬‬ ‫ان��س��ح��اب رؤس����اء‬ ‫العدالة والتنمية يطرح‬ ‫الكثير م��ن ال��ت��س��اؤالت‪،‬‬ ‫خاصة وأنهــم كانـــوا ينتقدون استمرار تواجد‬ ‫العماري على رأس الجمعية‪ ،‬ولطالما طالبوا‬ ‫بتعجيل انعقاد المؤتمر‪ .‬‬ ‫وفسرت مصادر متطابقة موقف االنسحاب‬ ‫بكون العدالة فوجئت بانعقاد المؤتمر قبيل‬ ‫الحسم في األغلبية الحكومية‪ ،‬حيث كان حزب‬ ‫العدالة ينوي وض��ع رئاسة الجمعية ضمن‬ ‫القضايا المتفاوض عليها‪.‬‬

‫محمد العمراني‬

‫قبل أيام قليلة‪ ،‬بادرت إحدى الجمعيات الفتية‪ ،‬التي تعنى بشؤون‬ ‫الطفولة والتنشئة االجتماعية في بني مكادة‪ ،‬إلى تنظيم ندوة تحت‬ ‫شعار «الرياضة والجهوية أية عالقة‪ ..‬اإلشعاع الرياضي لبني مكادة‬ ‫نموذج ًا»‪...‬‬ ‫الندوة التي احتضنها مركز تنمية قدرات الشباب بأرض الدولة‪،‬‬ ‫والتي سيّرها باقتدار األستاذ والناقد الرياضي رشيد الحذيفي‪ ،‬شارك‬ ‫فيها بمداخالت قيمة كل من اإلعالمــي المعــروف محمد الصمدي‬ ‫ورئيس اتحاد طنجة لكرة السلة عبد الواحد بولعيش ورئيس نهضة‬ ‫طنجة لكرة القدم عبد الرحيم الكمراوي وسيف الدين النايب رئيس‬ ‫جمعية قدماء العبي اتحاد طنجة‪ ،‬وتميزت بحضور جماهيري منقطع‬ ‫النظير في مثل هذه المناسبات‪ ،‬كم ًا ونوع ًا‪...‬‬ ‫وكان الفت ًا‪ ،‬في الكلمة االفتتاحية للجمعية المنظمة «أطفال بالدي‬ ‫– العزيفات»‪ ،‬الهدف األساس لهذا النشاط اإلشعاعي المتميز‪ ،‬وهو‬ ‫إعطاء الصورة الحقيقية المغايرة تمام ًا للصورة النمطية المغلوطة‬ ‫الملفقة لهذه المنطقة المناضلة‪ ،‬ذلك أن منطقة بني مكادة التي‬ ‫تمتد‪ -‬جغرافي ًا وتاريخي ًا‪ -‬من طريق الرباط (ملعب السواني وملعب‬ ‫التحرير) شما ًال إلى حي الجيراري‪ -‬بني مكادة القديمة جنوب ًا‪ ،‬ومن‬ ‫حي العزيفات‪ -‬الدريسية شرق ًا إلى حي بن ديبان غرب ًا‪ ،‬هذه المنطقة‬ ‫أنجبت عدداً هائ ً‬ ‫ال من األسماء التي بصمت تاريخ المدينة بمداد الفخر‬ ‫واالعتزاز كما يقال‪ ،‬وفي جميع المجاالت‪...‬‬ ‫وسعي ًا من جمعية أطفال بالدي‪ -‬العزيفات‪ ،‬التي يسيرها مجموعة‬ ‫من الشباب الطموح‪ ،‬إلى ربط ماضي المنطقة بحاضرها وإبراز الصورة‬ ‫الحقيقية ألبناء بني مكادة‪ ،‬أقدمت على تكريم‪ ،‬في مرحلة أولى‪ ،‬ثلة‬ ‫من أبرز الرياضيين الذين تألقوا مع فرقهم ومثلوا المدينة أحسن‬ ‫تمثيل‪ ،‬خاصة في ثمانينيات وجزء من تسعينيات القرن الماضي وهم‪:‬‬ ‫• عبد السالم بولوصو‪ :‬قلب دفاع الشباب الحسني الطنجي ممثل‬ ‫بني مكادة في بطولة القسم الوطني الثاني لسنوات عدة‪ ،‬قبل ان‬ ‫يلتحق بفريق اتحاد طنجة الذي حقق معه الكثير من النتائج المرضية‪...‬‬ ‫• حميد الهانتش‪ :‬أحد األحصنة الدفاعية الصلبة لقلعة بني مكادة‬ ‫الكروية‪ .‬لعب للحسنية ثم انتقل إلى االتحاد الرياضي الطنجي الذي‬ ‫حقق معه حلم الصعود بعد ربع قرن من االنتظار‪.‬‬ ‫• إدريس المرابط‪ :‬ادريس نسيج رياضي وحده‪ ..‬رفيع المستوى‬ ‫لعب ًا وسلوك ًا‪ .‬انطلق من مدرسة حي موح باكو برعاية أشقائه عبد‬ ‫الرحمان ومحمد وسعيد‪ ،‬ثم الشباب الحسني الطنجي فاتحاد طنجة‬ ‫في عملية التجميع المشهورة في تاريخ الكرة الطنجية‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫تجربة دولية مشرفة‪ .‬وال زال يتألق في عالم المستديرة كمدرب ناجح‪،‬‬ ‫يحقق نتائج جيدة جعلت تجربته في التدريب محط اهتمام المتتبعين‪.‬‬ ‫• حكيم الداودي‪ :‬واحد من أهم وأبرز الالعبين الذين أفرزتهم‬ ‫البطولة الوطنية‪ .‬انطلق هو اآلخر من فريق الحي «النجم األخضر لبني‬ ‫مكادة» بإشراف «فريد بنعيشة»‪ ،‬ثم التحق برجاء بني مكادة بقيادة‬ ‫أحد األسماء التي قدمت الكثير للكرة في طنجة «خاي أحمد عمرو»‪ ،‬ثم‬ ‫كان من الضروري أن يلعب لفارس البوغاز في القسم األول لسنوات‬ ‫قبل أن ينتقل إلى الوداد البيضاوي في أشهر صفقة عرفتها بطولة‬ ‫المغرب‪ .‬واآلن يواصل مسيرته الموفقة كمدرب لفريق المدينة الثاني‬ ‫وداد طنجة‪...‬‬ ‫• أحمد بنعيسى‪ :‬أحد الوجوه الرياضية في بني مكادة‪ ،‬ساهم‬ ‫بقسط وافر في تنشيط الساحة الكروية‪ ،‬خاصة على مستوى دوريات‬ ‫فرق األحياء التي كانت ولم تعد لألسف تعمل على تفريخ جحافل‬ ‫الالعبين الذين كانوا يعززون صفوف الفرق الرسمية في بطوالت‬ ‫األقسام الثالثة أيامها‪...‬‬ ‫• محمد سدحي‪ :‬هذا عداء من بني مكادة القديمة‪ .‬وللتدقيق‪،‬‬ ‫الزال أرشيف نيابة التعليم يشهد على منجزات رياضية هامة وبطوالت‬ ‫حققها ممث ً‬ ‫ال لطنجة في ملتقيات جهوية ووطنية ودولية‪ ،‬في العدو‬ ‫الريفي كما في المسافات المتوسطة‪ .‬ومحطات أخرى كثيرة ليست‬ ‫المناسبة مواتية السترجاعها‪ ...‬ولعل مفتشَي التربية البدنية‬ ‫المتقاعدين األستاذين البشير بويطة والبشير الشيوة‪ ،‬متعهما اهلل‬ ‫بالصحة والعافية‪ ،‬يحتفظان ببعض الذكريات في سفريات رياضية‬ ‫شاقة لتمثيل المدينة على أحسن وجه‪...‬‬ ‫جمعية أطفال بالدي‪ -‬العزيفات‪ ،‬تقول للجميع‪ ،‬عبر هذه الفعاليات‪:‬‬ ‫إن بني مكادة ليست كما يعتقد البعض مرتع ًا للمخدرات والجريمة‬ ‫والتطرف وما إلى ذلك‪ ،‬وإنما هي منطقة مناضلة ومكافحة بامتياز‪،‬‬ ‫أنجبت والزالت تنجب العدد الهائل من «وليدات الرضى» الذين رفعوا‬ ‫اسمها عالي ًا على جميع األصعدة‪.‬‬ ‫من جهة الداعي لكم بالخير‪ ،‬يشرفني ويسعدني أن أكون واحداً‬ ‫من أبناء بني مكادة العتيدة أو طنجة السفلى كما يطيب لي أن‬ ‫أسميها‪.‬‬ ‫• نلتقي‪! ‬‬


‫الثالثاء ‪ 27‬دي�سمرب ‪� 2016‬إلى ‪ 2‬يناير ‪2017‬‬

‫العدد ‪869‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫جمعتني به المجامع‪ ،‬فوجدتٌ التقاعد قد كدّر ص ْفوه‪ ،‬وغير طبعه‪ ،‬وبعثر أوراقه‪ ،‬فلم‬ ‫يعد الشخص المتقد نشاطا وحيوية‪ ،‬وانطالقا وحركة‪ ،‬وإنما غدا شخصا آخر‪ ،‬يسير على‬ ‫غير هدى‪.‬‬ ‫لقد حز في نفسه أن يخرج من هذه المؤسسة العتيدة بهذه السهولة‪ ،‬وبواسطة‬ ‫ورقة صغيرة‪ ،‬تُشعره بانتهاء مدة صالحيته‪.‬‬ ‫صحيح أنه بلغ الستين‪ ،‬وصحيح أن قانون التقاعد صريح‪ ،‬ال يقبل التأويل‪ .‬ولكنه لم‬ ‫يكن شخصا عاديا في هذه المؤسسة‪ ،‬بل إنه كان يأمر فيطاع‪ ،‬ويصدر القرارات‪ ،‬فتن ّفذ‬ ‫في الحال‪.‬‬ ‫فكيف يتساوى مع أي موظف بسيط؟ كيف؟‬ ‫كان من حق المؤسسة –بل من واجبها‪ -‬أن تحرص على اكتساب وُده‪ ،‬واالستمرار‬ ‫في االستفادة من تجاربه وخبراته التي راكمها على مر السنين‪ ،‬فتُمدد أو تجدد له‬ ‫العقد‪ ،‬أو تتصرف معه أي تصرف يحتفظ فيه بكافة امتيازاته‪ ،‬من كرسي وثير‪ ،‬ومكتب‬ ‫فخم‪ ،‬وحارس أمين‪ ،‬ال يسمح لخلق اهلل بالتردد على رئيسه‪ ،‬إال بعد سين وجيم‪ ،‬وتحقيق‬ ‫وتدقيق‪.‬‬ ‫أما أن تلفظه إدارته بجرة قلم‪ ،‬وكأنه لم يكن له هذا النفوذ والهيلمان‪ ،‬فهذا ما لم‬ ‫يستسغه‪ ،‬بل كدر صفوه‪ ،‬وغيّر طبعه‪ ،‬وبعثر أوراقه‪.‬‬ ‫وقد فهمتُ أنه اآلن يحاول ترتيب هذه األوراق‪ ،‬فال تطاوعه‪ ،‬وال تنصاع لرغبته‪.‬‬ ‫ويحاول تخطيط برنامج لحياته‪ ،‬فال يتوفق في ذلك‪ .‬ويحاول أن يصادق الكتاب‪ ،‬فال يجد‬ ‫الرغبة في القراءة‪.‬‬ ‫إنه فقد طعم الحياة‪ ،‬وفقد الحافز والمُح ّفز‪ ،‬فزاغت نظراته‪ ،‬وثقلت خطواته‪ ،‬وغلب‬ ‫عليه اليأس والقنوط‪.‬‬ ‫ولو فكر وقدّر‪ ،‬ثم فكر وقدّر‪ ،‬الكتشف أن الحياة قد تبتدئ بعد الستين‪ ،‬خصوصا‬ ‫إذا كان الشخص صحيحا مُعافى‪ ،‬وأن مجال ممارسة الهوايات يكون أفسح وأرحب‪ ،‬حين‬ ‫تزول القيود التي كانت تربطك بالوظيف‪ ،‬أيا كان‪ ،‬وكيفما كان‪.‬‬

‫توقيع «ماذا تحكي أيها البحر‪...‬؟»‬ ‫للكاتبة فاطمة الزهراء المرابط بثانوية المجد‬ ‫التأهيلية ـ انزكان آيت ملول‬

‫إمام السلم‬ ‫والترقي‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫مطمح اإلنسانية أن تعيــش في سلــم وسالم‪..‬‬ ‫والتصوف أفق رحب لتحقيـق هذا المطمح العزيز‪.‬‬ ‫تكريماً للشاعر المالي يعقــوب داكـوري‪ ،‬نعيد نشر‬ ‫قصيدته التي ارتجلهـا بـمـداغ يوم ثاني عشر ربيع‬ ‫األول ‪ 1438‬هـ‪.‬‬

‫رسول أميـــــن دينــــه وإالهـــــه‬ ‫سالم ويأبى العنف من كان مسلما‬ ‫إاله ودود مومــــــــن متفضــــــل‬ ‫برحمته غطـــى األنــــام وعممــــا‬ ‫لطيف رحيم غافـــر الذنب ساتـــر‬ ‫العيوب ألهل الذكر كان معممــــا‬ ‫قـــوي قديـــر كــون الكـــون كله‬ ‫ب «كن» أمره قد كان أمرا محتـمـا‬ ‫وكــل جميـــل مظهـــر لجمالــــه‬ ‫جميل محـــب للجمـــال تكرمـــــا‬ ‫تحية سكــــان الجنان لدى اللقـــا‬ ‫سالم سالم نائر من كــان أسلمــا‬ ‫تحية أهل الدين ختم صالتهـــــم‬ ‫سالم إذا صلـــى المصلي وسلمـــا‬ ‫إلى السلم دين اهلل يدعو وما رمى‬ ‫سوى بادئ باألمر والبدء حرمــــــا‬ ‫وال حل لإلرهاب والعنف والعـــــدا‬ ‫سوى العود توا للتصوف فاعلمـــا‬ ‫بذا الملتقى الحب اإلالهي قد بـدا‬

‫اختتمت فعاليات «المنتدى الثاني للقراءة واإلبداع» الذي نظمه‬ ‫«الراصد الوطني للنشر والقراءة» بمراكش‪ ،‬بن جرير‪ ،‬تارودانت‪ ،‬انزكان‬ ‫آيت ملول (أكادير) واأليام الثقافية التي نظمها «نادي القراءة واإلبداع»‬ ‫بثانوية المجد أزرو التأهيلية (انزكان ايت ملول) أيام‪ 17 ،16 ،15 :‬دجنبر‬ ‫‪ ،2016‬بتوقيع المجموعة القصصية «ماذا تحكي أيها البحر‪...‬؟» للكاتبة‬ ‫فاطمة الزهراء المرابط‪ ،‬صبيحة يوم السبت ‪ 17‬دجنبر ‪ ،2016‬بفضاء‬ ‫الثانوية‪ ،‬وبمشاركة الباحثين‪ :‬الحسين أخليفة‪ ،‬جامع هرباط‪ ،‬محمد أيت‬ ‫عبدي‪ ،‬تنشيط‪ :‬األستاذ يوسف تاحلو‪.‬‬ ‫وقد استهلت الجلسة اإلبداعية بكلمة األستاذ مصطفى سبيه‬ ‫(مدير المؤسسة) رحب فيها بالراصد الوطني للنشر والقراءة‪ ،‬واألساتذة‬ ‫والتالميذ على تلبيتهم الدعوة‪ ،‬معربا عن فرحته بهذا اللقاء اإلبداعي‬ ‫الذي نظمه نادي القراءة واإلبداع‪ ،‬مؤكدا استعداده الدائم لدعم مختلف‬ ‫األنشطة الثقافية التي تسعى إلى ترسيخ قيم القراءة والتشجيع عليها‪.‬‬ ‫وفي عرض حول تجربة «الراصد الوطني للنشر والقراءة» في مجالي‬ ‫القراءة والنشر تحدث األستاذ رشيد شباري (الكاتب الوطني لرونق) عن‬ ‫طبيعة القراءة التي يطمح «رونق المغرب» إلى ترسيخها في نفوس‬ ‫الناشئة‪ ،‬مستعرضا األنشطة التي نظمت لفائدة التالميذ والشباب‬ ‫على المستوى الوطني‪ ،‬من ورشات تحسيسية في القراءة وتكوينية في‬ ‫الكتابة القصصية ولقاءات مفتوحة والتي أفرزت ثلة من األقالم الشابة‬ ‫المبدعة‪ ،‬مشيرا إلى حرصه الكبير على جودة الكتاب المغربي مضمونا‬ ‫وشكال من خالل المساهمة في إصدار مجموعة من األعمال ومواكبتها‬ ‫إعالميا ونقديا‪.‬‬ ‫وفي ورقته النقدية التي وسمها بـ«جماليّات الحكاية والخطاب في‬ ‫القصة القصيرة‪ :‬قراءة في قصص «ماذا تحكي أيها البحر‪..‬؟» لفاطمة‬ ‫الزهراء المرابط» أشار الباحث الحسين أخليفة إلى عتبات المجموعة‬ ‫ونصوصها الموازية التي تتقاسم عوالمها الداللية والتخييلية‪ :‬الذات‬ ‫السردية‪ ،‬والكتابة‪ ،‬والبحر‪ ،‬وتتبع الوشائج والعالقات التي تنسجها‬ ‫الذوات السردية‪ ،‬بما يحيط بها من أصوات سردية ومواقف يومية‬ ‫وحوادث مؤرقة مثل‪ :‬المدينة‪ ،‬والبحر‪ ،‬واإلدارة (الفساد‪ ،‬الزبونية‪،‬‬ ‫الرشوة)‪ ،‬والدين‪ ،‬والسفر‪ ،‬واإلبداع‪ ،‬والعالقة الملتبسة بين الرجل‬ ‫والمرأة (الحب‪ ،‬الخيانة‪ ،‬الزواج‪ ،‬الطالق‪ ،‬العنف) وغيرها‪ .‬كما تحدث عن‬ ‫السمات والخصائص الجمالية لنصوص المجموعة منها‪ :‬التكثيف‬

‫واإليجاز والشحن الداللي‪ ،‬غنية بحزم خصيبة من المعاني والدالالت‬ ‫والصور واالستيهامات‪ ،‬ولغة أنيقة رصينة شاعرية‪ ،‬قائمة على التكثيف‬ ‫من االنزياحات الدالة والصور الشعرية الموغلة في الخيال‪ .‬واختتم‬ ‫ورقته بالحديث عن نجاح الكاتبة في اقتناص تفاصيل حياتنا المعاصرة‬ ‫وتالمس جملة من سراديبها المظلمة‪ ،‬وتصوغها في لوحات فنية‬ ‫وصور سردية بديعة‪ ،‬جديرة بالقراءة والتأمل‪.‬‬ ‫وحول المجموعة نفسها‪ ،‬استهل األستاذ محمد أيت عبدي‬ ‫ ‬ ‫ورقته التي عنونها بـ «قلق السؤال في المجموعة القصصية «ماذا تحكي‬ ‫أيها البحر‪...‬؟»» بالحديث عن خصائص الخطاب السردي النسائي الذي‬ ‫تعد قراءته مغامرة ممتعة وشاقة‪ ،‬نظرا لتنوع التقنيات الموظفة كالحوار‬ ‫والحلم واإلسقاط واعتماد القناع‪ ،‬ثم قدم قراءة في عنوان المجموعة‬ ‫الذي جاء على شكل سؤال غير مكتمل متبوع بنقط الحذف مما يحيل‬ ‫على تناسل األسئلة‪ ،‬كما تناول في ورقته حضور مجموعة من األسئلة‬ ‫التي تفرض نفسها على القارئ‪ ،‬فهي أسئلة تسائل الواقع البئيس‬ ‫انطالقا من وعي الذات المبدعة بمحيطها وتفاعلها معه‪.‬‬ ‫أما الباحث جامع هرباط فقد ساهم بورقة نقدية عنونها بـ «تجليات‬ ‫التناظر في «ماذا تحكي أيها البحر‪...‬؟»» تحدث فيها عن نجاح الكاتبة‬ ‫في التعبير عن الجوانب النفسية والوجدانية لألنثى‪ ،‬خصوصا وأن‬ ‫الكتابة ظلت في األدب المغربي حكرا على الرجل وكثيرا ما تميط العين‬ ‫عن معاناة المرأة وتطلعاتها بشتى مستوياتها‪ ،‬متسائال عن مدى قدرة‬ ‫األدب الذكوري في بلوغ مقاصد األنثى وولوج عوالمها الخفية‪ ،‬وأن‬ ‫يترصد صمتها وأحالمَها‪ ،‬أن يفضح ما هو كائن في جسدها؛ فمن‬ ‫هذا المنطلق تستمد المجموعة «ماذا تحكي أيها البحر‪..‬؟» أهميتها في‬ ‫عوالم السرد والسردُ النسائي تحديدا‪ .‬كما تطرق في ورقته إلى البناء‬ ‫السردي في المجموعة الذي جاء متوازيا ومتناظرا في أحيان كثيرة‪ ،‬وذلك‬ ‫بتناول المستويات التالية‪ :‬تيمة السؤال‪ ،‬تقابل األنثى والرجل‪ ،‬التقابل‬ ‫اللغوي‪ ،‬البعد االجتماعي والمرجعي‪ ،‬التناص والكتابة‪ ،‬تقابل الذات‬ ‫واألمكنة‪.‬‬ ‫وبعد االستماع إلى األوراق النقدية تناولت القاصة فاطمة الزهراء‬ ‫المرابط الكلمة للحديث عن تجربتها اإلبداعية‪ ،‬ثم فتح النقاش أمام‬ ‫األساتذة والتالميذ الذين سجلوا حضورهم لالحتفاء بالمجموعة‬ ‫القصصية «ماذا تحكي أيها البحر‪...‬؟»‪.‬‬

‫ترى كل فـرد عاشقــــا أو متيـمــا‬ ‫مالئكــــة المولى بدار نعيمــــــه‬ ‫تحيتهم فيها الســــالم متممــــا‬ ‫أتينا إمام السلم حمـــزة سيـــدي‬ ‫إمام الترقي كان للقــوم سلمــــا‬ ‫أتى أرضه األفواج من كل وجهـــة‬ ‫رأوا مركـــــزا نـــــورا وعلـمــــــا‬ ‫جــزاه إاله الكــون خيـــر جزائــــه‬ ‫وصلى على موروثــــه ثم سلمـــا‬ ‫نبي الهدى واآلل والصحب دائمــا‬ ‫صالة تنامت تمأل األرض والسمــا‬


‫العدد ‪869‬‬

‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬دي�سمرب ‪� 2016‬إلى ‪ 2‬يناير ‪2017‬‬

‫«كتامة»‬

‫القبيلة المنسية بين جبال الريف‬ ‫• من الحسيمة إلى القاهرة ودمشق‬ ‫• آخر قبيلة في المغرب والمشرق ال تزال تحمل اسم القبيلة األصلي‪« :‬كتامة»‬ ‫• كتامة تطالب بحقها في التنمية بدل االضطهاد والقمع‬ ‫تساءل الكاتب واإلعالمي األستاذ فكري ولد‬ ‫علي في مقالة وزعها مؤخرا على بعض وسائل‬ ‫اإلعالم الوطنية عن حظ قبيلة كتامة والريف‬ ‫عموما في المخططات السياحية الوطنية‪ ،‬وكيف‬ ‫يتم تغييب هذه المنطقة ككل‪ ،‬في البرامج‬ ‫الترويجية العالمية للسياحة المغربية بالرغم من‬ ‫كونها تزخر بموروث تاريخي وحضاري وبيئي من‬ ‫مستوى عال‪.‬‬ ‫أو لم يكن من المجدي للمغرب ولقبيلة‬ ‫كتامة والقبائل الريفية أن تــدرج هذه المنطقة‬ ‫الغنية بطبيعتها الخالبة وبمناخها الجذاب‪،‬‬ ‫وبتنوع طبيعة األنشطة السياحية التي يمكن أن‬ ‫توفرها بقليل من العناية واالهتمام‪ ،‬وقليل من‬ ‫المهنية في التخطيط السياحي الوطني الذي‬ ‫يغلب عليه طابع “السهل المتيسر”‪ ،‬لو تم إدراجها‬ ‫في مختلف المخططات السياحية الوطنية التي‬ ‫يتنافس بها المغرب مع مختلف البلدان السياحية‬ ‫سواء في المحيط المتوسطي أو عبرالعالم‪ ،‬من‬ ‫أجل تحقيق رؤية ‪ ،2020‬الهادفة إلى جلب ‪20‬‬ ‫مليون سائح بعد ثالث سنوات‪ ،‬وتفادي “إرجاء”‬ ‫هذه الرؤية ‪ ،‬من جديد‪ ،‬إلى موعد آخر كما حصل‬ ‫مع “رؤية ‪ ”2010‬؟‬ ‫وبالرغم من أن المغرب اتجه أيضا إلى تنويع‬ ‫مخططاته السياحية بإدراج السياحة القروية في‬ ‫برامجه الترويجية‪ ،‬فإن منطقة كتامة والريف ‪،‬‬ ‫بوصف عام‪ ،‬لم تستفد من تلك البرامج‪ ،‬علما ما‬ ‫للسياحة القروية من مزايا اقتصادية واجتماعية‬ ‫هامة ومن دور كبيرفي تحقيق التنمية الدائمة‪،‬‬ ‫خاصة والعنصر البشري في هذه المنطقة مؤهل‬ ‫ماديا وثقافيا وعمليا لإلسهام الفعلي في إنجاح‬ ‫المشاريع السياحية بهذه المنطقة التي تعتبر‬ ‫من عيون قبائل الريف األمازيغية الواقعة بين‬ ‫قبائل صنهاجة السراير وغمارة وبني زروال‬ ‫ومتيوة ـ جبالة‪.‬‬ ‫وق��د تعددت ال��رواي��ات ح��ول أص��ول قبيلة‬ ‫كتامـــة‪ ،‬حيـــث نسبها العرب‪ ،‬ومنهم الطبري‬ ‫والكلبي إلى قبيلة حمير اليمنية‪ ،‬بينما يرى‬ ‫األمازيغ أنها تنحدر من كتام بن برنس تفرعت‬ ‫إلى “غرسن“ و “يسودة” ومنهما تناسلت كل‬ ‫بطون كتامة المعروفة عند المؤرخين الذين‬ ‫ذك��روا في كتاباتهم حسب موقع “النسابون‬ ‫العرب”‪ ،‬أن أهل كتامة “عناصر محلية أصيلة‬ ‫ارتبطوا بهذه البالد وعرفوا على أرضها منذ فجر‬ ‫التاريخ وأنه لم تأت بهم الهجرات البشرية التي‬ ‫كان شمال افريقيا مسرحا لها في العالم القديم”‬

‫إال أنهم اختلطوا كغيرهم من سكان المغرب‬ ‫بالعديد من العناصر الطارئة‪ ،‬بسبب الهجرة أو‬ ‫االختالط عن طريق المصاهرة أو التحالف أو طول‬ ‫الجوار‪.‬‬ ‫وبين ما ذهب إليه بعض النسابين العرب‬ ‫من أن أهل قبيلة كتامة هم أبناء برنس بن بر‬ ‫بن مازيغ بن كنعان بن حام‪ ،‬ومن ثم‪ ،‬وحسب‬ ‫ابن خلدون‪“ ،‬دي��وان المبتدإ والخبر في أيام‬ ‫العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي‬ ‫السلطان األكبر” يلتقون مع أهل فلسطين في‬ ‫األصل والنسب‪ ،‬وبين النسابين األمازيغ الذين‬ ‫يربطون نسب أهل كتامة بـ “غرسن “ بن كتام‬ ‫و “يسودة” بن كتام‪ ،‬بن برنس‪ ،‬تبقى الحقيقة‬ ‫أن قبيلة كتامة هي من أهم القبائل األمازيغية‬ ‫في المغرب وفي شمال إفريقيا‪ ،‬عددا وشأنا‪ ،‬حيث‬ ‫اشتهرأهلها بقوتهم ورباطة جأشهم ودفاعهم‬ ‫عن أرض اإلسالم إذ تمكنوا من اإلطاحة بدولة‬ ‫األغالبة بتونس وكان لهم دور حاسم في نشأة‬ ‫الدولة الفاطمية وفي تأسيس مدينة القاهرة‬ ‫حيث ال ي��زال لهم ذك��ر في المواقع األثرية‬ ‫بهذه العاصمة كما في دمشق حيث توجد باب‬ ‫المغاربة‪.‬‬

‫وكانت كتامة تنتسب في القديم إلى إقليم‬ ‫نوميديا قبــل اندحـــار االمبراطورية الرومانية‬ ‫ومجيء البيزنطيين الذي كانوا أسوأ من الرومان‬ ‫بما تسببوا فيه للمنطقة من خراب ودمار وألهلها‬ ‫من ظلم وإذالل ‪ ،‬فتعبأ أهل قبيلة كتامة لمحاربة‬ ‫الغازي الجديد ودحره إلى أن جاء الفتح االسالمي‬ ‫الذي أعاد للقبيلة وأهلها كامل السيطرة على‬ ‫منطقتهم‪.‬‬ ‫وتميز أهـل كتامة على ال��دوام‪ ،‬بخصــال‬ ‫كريمة ‪ ،‬وعادات حميدة منها الشجاعة وحماية‬ ‫المالجئ وتوقيــر أهل العلــم وإك��رام الضيف‬ ‫والثبات على المبدأ وإسهامهم الواسع في نشر‬ ‫اإلسالم والعلوم االسالمية حيث لمع منهم عدد‬ ‫كبير من العلماء األجالء ومن القادة السياسيين‬ ‫في المغرب والمشرق‪.‬‬ ‫وتميزت كتامة باالستماتة في الدفـــاع عن‬ ‫منطقتها بأن قاومت محاوالت الغزو األجنبي‪ ،‬ال‬ ‫سيما الروماني والوندالي والبيزنطي‪ ،‬إلى الفتح‬ ‫اإلسالمي الذي اقتنعت به وتحالفت معــه وشكل‬ ‫العنصران األمازيغي واإلسالمي مجتمعا جديدا‪،‬‬ ‫كما شكال قوة مكنت من طرد االحتالل البيزنطي‬ ‫والروماني لتقوم بالمنطقة ممالك أمازيغية‬

‫معروفة بلغ نفوذها كامـــل إفريقيا الشمالية‬ ‫وم��ص��ر‪ ،‬حيث ناصر أم��ازي��غ المغرب الدعوة‬ ‫الفاطمية التي كان لهم دور كبير في تأسيس‬ ‫دولتها‪ ،‬وال زالت آثارهم بالمشرق العربي تدل‬ ‫على وجودهم وحمايتهم للفاطميين بالرغم من‬ ‫حمالت االنتقام العديدة التي تعرض لها أبناء‬ ‫المنطقة على يد العباسيين واألمويين‪.‬‬ ‫ويتفق المؤرخـون على أن أهل كتامة شعب‬ ‫أمازيغي أصيل ينتسب إلى الجد األكبر كتام‬ ‫بن برنس وهو من أشهر الشعوب األمازيغية‬ ‫وأشدهم بأسا وقوة وأكثرهم استقرارا وتمرسا‬ ‫بالحضارة ‪ .‬وبعـد أن تفرقوا في بلدان المغرب‬ ‫والمشرق‪ ،‬لم يبق منهـــم سوى قبيلة واحدة‬ ‫بالعالم تحمل اإلسم األصلي للقبيلة ‪“ :‬كتامة”‬ ‫وتوجد بين جبال الريف المغربي‪ ،‬شمال البالد‪،‬‬ ‫وهي بحاجة اليوم إلى سياسة تنموية ترد إليها‬ ‫االعتبار وتفتح أمام أبنائها طريق النمو واالزدهار‬ ‫وسبل النماء واألم��ن والطمأنينة واالستقرار ‪،‬‬ ‫لتسترجع المكانة التي اشتهرت بها بين البلدان‬ ‫واألمصار على مر السنين والعصور واألزمان‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪869‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬دي�سمرب ‪� 2016‬إلى ‪ 2‬يناير ‪2017‬‬

‫مصابات بالسرطان ‪ ،،،،‬يروين معاناتهن مع العالج‬ ‫ومصاريفه التي ال تنتهي‪ ...‬في ظل تقصير كبير‬ ‫من الدولة و دعم محدود من المجتمع المدني‬ ‫«المرض الخبيث»‪« ..‬المرض الخايب»‪« ..‬داك المرض»‪،‬‬ ‫كلها أسماء تعكس عالقة متشنجة بين المغاربة ومرض‬ ‫السرطان‪ ،‬المصابون أشبـه باألمــوات‪ ،‬عندما يتنكر لهم‬ ‫محيطهم القريب‪ ،‬ويضيف إلى معاناتهم مع األلم‪ ،‬معاناة ال‬ ‫تقل قسوة‪ ،‬إنها «ظلم ذوي القربى»‪.‬‬ ‫«أنا راضية…المرض عطـــاه لي ربــي ما عنـــدي ما‬ ‫ندير…»‪ ،‬تقول مليكة وهي تغالب دموعا أبت أن تذرفها‬ ‫أمام المارة…مليكة‪ ،‬هجـرت مدينتها تازة هربا من نظرة‬ ‫محيط يحسبهـــا في عداد األمــوات بسبب إصابتهــــا‬ ‫بمرض السرطان…«بعــت الدار فتــازة وجيــت لطنجة‬

‫بين سندان المرض ومطرقة تكاليف العالج…‬

‫حال مليكة‪ ،‬ال يختلف كثيرا عن حال العديد من المصابين بمرض السرطان‪ ،‬فالتنقل من مدينة إلى‬ ‫أخرى لتلقي العالج أضافت لمعاناة المرض معاناة المصاريف المادية التي تثقل كاهل األسر البسيطة‪،‬‬ ‫فتكاليف السكن في الرباط أو في المدن الكبرى ليست باألمر الهين‪ ،‬إذا أضيفت له مصاريف التنقل‬ ‫واألدوية‪.‬‬ ‫بوصولها إلى الرباط‪ ،‬وجدت مليكة نفسها أمام تحديات كثيرة‪ ،‬بين بدء رحلة العالج الطويلة بعزيمة‬ ‫قوية‪ ،‬وبين توفير السكن والمأكل والمشرب لها والبنتها التي رافقتها… «راجلي عسكري متقاعد‪ ،‬على‬ ‫قد الحال اهلل يكون فعوانو…فاألول تكلفت بيا بنت اختي من الرضاعة‪ ،‬لكن بديت كنحس براسي ثقلت‬ ‫عليها ألن العالج كيطول‪ ،‬ومشات بنتي كتخدم فالديور باش تصرف علينا…»‪ ،‬عمل ابنتها كخادمة في‬ ‫المنازل كان كفيال برفع بعض التكاليف عن كاهل األسرة‪ ،‬ليس بمدخوله‪ ،‬وإنما ألن الفتاة تعرفت عن‬ ‫طريقه على منزل سيدة‪ ،‬فاعلة خير‪ ، ،‬اقترحت فتح بيتها ألحتضان أمها المريضة ‪ ،‬وتتكفل بتوفير األكل‬ ‫والنقل لها‪ ،‬وتسمح بسكن مرافقة مع المريضة لإلعتناء بها… فانتقلت مليكة وابنتها إلى منزل السيدة ‪.‬‬

‫اختلفت األسباب والسرطان واحد…‬

‫عقارب الساعة تشير إلى الحادية عشر صباحا… بالمستشفى‪ ،‬و بعد انتظار طويل تس ّلي المريضات‬ ‫بعضهن البعض بالحديث وتبادل حكاياتهن مع السرطان…‪ ‬‬ ‫«فبالدي ما كيعرفوش مرضي» تقول رقية التازية‪ ،‬كما تناديها صديقاتها‪ ،‬شابة في نهاية عقدها‬ ‫الثالث‪ ،‬شربت من نفس الكأس الذي شربت‬ ‫منه مليكة‪ ،‬فإصابتها بالسرطان‪ ،‬منذ عشر‬ ‫سنوات كانت بداية نهاية حياتها اإلجتماعية…‬ ‫«محيطي لم يرحمني‪ ،‬فحتى أقرب المقربين مني‬ ‫«شمتو فيا» وأصبحوا يرفضون مخالطتي ربما‬ ‫ظنا منهم أنني «غانعاديهم‪ »،‬أو أنني سأطلب‬ ‫منهم تغطية تكاليف عالجي وأصبحوا يسمونني‬ ‫بـ «تريكة المرض»‪.‬‬ ‫«جعلوني أحــس أنني دون أي قيمــة في‬ ‫المجتمع‪ ،‬إذ تحولت من الفتاة اليتيمة الجميلة‬ ‫التي كانت معيلة أسرة الجنـدي الشهيد‪ ،‬إلى‬ ‫المريضة العالة التي بمرضها أصبح الجميع‬ ‫يتحاشاها ويتحــاشى أسرتهــا خوفــــا من أن‬ ‫يطلبوا إحسانهم…» حديث رقية هنا ليس عن‬ ‫جيرانها أو أصدقائها‪ ،‬بل عن عائلتها المقربة‬ ‫من أعمامها وأخوالها الذين جعلوا من مرضها‬ ‫مادة تندّر‪ ،‬خصوصا بعد أن قام خطيبها بفسخ‬ ‫الخطوبة بعد علمه بمرضها ليتزوج بابنة خالها‪،‬‬ ‫ولجوئها إلى الطـب النفسي لتجـــاوز صدمة اإلصابة بالمرض في سن مبكرة…«لم تؤثر في صدمة‬ ‫اإلصابة بالسرطان بقدر ما أثرت في الطريقة التي عرفتها بها…‬ ‫فبسبب األعراض التي كنت أعاني منها كنت أتابع العالج لدى طبيب عام لمدة طويلة‪ ،‬ويوم جئت‬ ‫أبشره بخطبتي ألنه كان دائما يمازحني بخصوص تأخري في الزواج‪ ،‬وجدته يطالع أوراقا على مكتبه‬ ‫بوجه متجهّم‪ ،‬ليرفع رأسه ويقول لي دون مقدمات «واش عندك شي أمالك ؟ سيري بيعيهم ونزلي‬ ‫للرباط تداواي راه فيك المرض الخايب… «ال أستطيع وصف حالتي النفسية حينها‪ ،‬لكن ما زلت أعاني من‬ ‫توابعها ليومنا هذا‪ ،‬إذ ال أستطيع متابعة العالج بطريقة طبيعية دون مرافقة نفسية»‪.‬‬

‫في الطريق إلى العالج…‬

‫‪5‬‬

‫حكاية رقية ومعاناتها لم تنته مع ابتعادها عن محيطها «غير المتفهم» وتوجهها إلى مدينة الرباط‬ ‫لتلقي العالج‪ ،‬لكنها بدأت فصوال جديدة زادت الطين بلة… «التكرفيس اللي دوزتو أنا ما دوزو حد» تؤكد‬ ‫رقية وهي تحكي قصتها مع مدينة الرباط و«مسلميها» كما تقول…«أول مرة جئت فيها للرباط كانت في‬ ‫شهر رمضان‪ ،‬لسوء حظي تأخر القطار ألتأخر عن المستشفى الذي وجدت أن موظفيه قد غادروا عملهم…‬ ‫ما يعني أنني اضطررت إلى قضاء الليلة أنا وأختي في الرباط التي ال نعرف فيها أحدا…اضطررنا إلى قضاء‬ ‫تلك الليلة في المحطة الطرقية «القامرة» في انتظار طلوع النهار‪ ،‬لنتوجه إلى المستشفى على أساس‬ ‫أن آخذ موعدا ونعود أدراجنا إلى مدينتنا في انتظار حلوله‪ ،‬إال أن حالتي الصحية آنذاك جعلت الطبيب‬ ‫يستعجل قيامي ببعض التحاليل…»‪ .‬‬ ‫انتقال رقية المفاجئ للسكن في الرباط جعلها أمام تحدي إيجاد مأوى‪ .‬‬ ‫لجأت في البداية إلى اكتراء «مطربة ‪ ،‬أو سداري» يعني مكانا للنوم حسب عدد األفراد ‪ ،‬في دور‬ ‫الصفيح القريبة من المستشفى مقابل عشرة دراهم لليلة الواحدة لكل منهما…استمر مقام رقية في‬ ‫«البرارك» حتى أجرت عملية استئصال الثدي…لتستيقظ في ليلة من الليالي على صوت الجرافات التي‬ ‫أتت لتهدم الدوار الذي تقيم فيه‪ ،‬لتجد نفسها في الشارع مرة أخر…‬ ‫«دار نسيبة» بالرباط ‪ ،‬تقدم المأوى لنساء يصارعن الموت‪ ،‬زينب واحدة منهن…امرأة في بدايات‬ ‫عقدها الخامس‪ ،‬األخت الكبرى ألربعة فتيات يتيمات األب‪ ،‬تركت مدينتها وأسرتها التي تعولها لتعالج من‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬ ‫اللي ما كيعرفني فيهـا حــد‪ ،‬الناس غيـر عرفوني مرضت‬ ‫بـ«الكونسير» «بداو كيعزيو والدي فيا…كلشي حاسبني‬ ‫دابا من الموتى…»‪.‬‬ ‫باعت مليكــة منزلهـا بتازة‪ ،‬وحملت سنواتهــا التسعة‬ ‫والخمسين وأبناءها السبعة في اتجاه مدينة طنجة‪ ،‬أمال في‬ ‫محيط أكثر تفهما ومنزل أكثر قربا لمدينة الرباط‪ ،‬لتكون‬ ‫رحالتها المكوكية أكثر سهولة نسبيا…«بعد ثالث سنوات‬ ‫من التنقل بين األطباء‪ ،‬اكتشف أحدهم إصابتي بسرطان‬ ‫الرحم…نصحني بالتوجه فورا إلى العاصمة للبدء في رحلة‬ ‫العالج الطويلة…»‪.‬‬

‫سرطان القولون الذي اكتشفت إصابتها به منذ ثالثة أشهر «كنت أنا المعيل الوحيد ألسرتي‪ ،‬بعد مرضي‪،‬‬ ‫لم أعد استطيع أن أتابع عملي في الخياطة‪ ،‬ولم يعد لنا معيل ولكن «عندنا اهلل»…‬ ‫رحالت زينب من وإلى الرباط استنفذت مدّخراتها ومدخرات أسرتها الصغيرة… «أول ما جيت للرباط‬ ‫بقيت نازلة فأوطيل‪ ،‬ما كنتشي كنعرف الجمعيات‪ ،‬كنت كنضطر نبقى نمشي ونجي‪ ،‬فحالة إذا ما جبرتش‬ ‫الدوا باش ما نزيدش مصاريف السكنى»… تكاليف التنقل والعالج جعلت إبنة مدينة طنجة تفكر جديا‬ ‫في ترك العالج واالستسالم لألمر الواقع‪ ،‬الشيء الذي أوقفه تدخل إحدى المعارف بمدينة طنجة التي‬ ‫دلتها على «دار نسيبة» إليواء مرضى السرطان…«بعدا هنا جالسة بكرامتي‪ ،‬ما كاينش اللي كيطالبني‬ ‫بشي حاجة‪ ،‬وحتى حد ما كيخليني نحس بالدونية أو النقص‪ ،‬وايال احتاجيت الدوا كيوفروه لي»‪ .‬تشرح‬ ‫وهي تكفكف دموعها… «اإلنسان ال يملك أعز من كرامته‪ ،‬لذلك أناشد وزارة الصحة والعاملين في‬ ‫المستشفيات بحسن معاملة مرضى السرطان‪ ،‬فالعامل النفسي من أهم مداخل العالج…وال أريد أن‬ ‫أستفيض في هذا الموضوع أكثر من هذا» تقول وهي تمسح دموعا أنزلتها ذكرى حادثة وقعت لها في‬ ‫المستشفى رفضت أن تكشف تفاصيلها‪ ،‬لتنشغل بترتيب أوراق ملفها الطبي استعدادا ليوم جديد للتنقل‬ ‫بين المستشفيات… ‪ ‬‬ ‫«هاد المرض كيساوي الكل وكيخلي كلشي ضعيف…» جملة لخصت بها زينب حال مرضى‬ ‫السرطان… تتعدد أسماؤهم وحكاياتهم مع المرض والتكاليف المادية للعالج… معاناتهم تساوي ‪ ‬الرجل‬ ‫والمرأة‪ ،‬الغني والفقير‪ ،‬لكن يبقى القاسم المشترك بينهم هو حاجتهم للدعم النفسي من األسرة‪ ،‬من‬ ‫المحيط‪ ،‬ومن المجتمع الذي يرفضون نظرته إليهم على أنهم في عداد األموات…‬

‫«الراميد»…معاناة أخرى‬ ‫«الحكومة دارت خيـــر تكملــو» تشـــرح رقيـــة‬ ‫ما تصفه بمأساتها مع نظــام المساعدة الطبيــة‬ ‫«الراميد»… «أنا أصبت بالسرطان قبل عشر سنوات‪،‬‬ ‫أي قبل مدة طويلة من انطالق الراميد‪ ،‬كل مراحل‬ ‫عالجي كانت في الرباط‪ ،‬هناك طبيب يتابع حالتي‬ ‫منذ وصولي لمستشفى موالي عبد اهلل‪ ،‬وشاء اهلل‬ ‫أن أصاب بالمرض مجددا‪ ،‬ألفاجأ عند انتقالي للرباط‬ ‫الستئناف رحلة العــالج بإدارة المستشفى تخبرني‬ ‫أنني لن أستطيــع أن أستفيــد من الخدمـات التي‬ ‫يوفرها «الراميد» إال في مدينة فاس…أيعقل أن أبدأ‬ ‫رحلة العالج من الصفر؟ ‪ ‬أن أعاود رحلة البحث عن‬ ‫المسكن والجمعيات مرة أخرى؟»‬ ‫رفض إدارة المستشفـى لبطاقة الراميد التي‬ ‫تحملها‪ ،‬جعل رقية تضطــر لمحاولــة تدبــر أمرها‬ ‫بمساعدة المحسنين الذين يقدمون المساعدات لنزيالت «دار النسيبة» وغيرها من الدور التي فتحها‬ ‫أصحابها إليواء المصابين بمرض السرطان…‪ ‬‬ ‫إننا نتعامل مع مريض السرطان بنوع من الشفقة‪ ،‬وربما بنوع من اإلقصاء‪ ،‬وفي بعض الحاالت كذلك‬ ‫نتعامل معه على أساس أنه عقاب إلهي مع العلم أنه قد يصيب أي شخص‪.‬‬ ‫وفي هذه الحالة يكون لدى المصابين بهذا الداء معاناة نفسية مزدوجة‪ ،‬معاناة من نظرة المجتمع‬ ‫إليهم من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى يحضر هاجس الولوج للعالج‪ ،‬إذ نالحظ ‪ ‬تمركزه في مدينة الرباط‬ ‫والدار البيضاء أو المدن الكبرى التي تتوفر على مستشفيات جامعية‪ ،‬مما يزيد الطين بلة‪ ،‬ألنه في هذه‬ ‫الحالة تضاف للمصاب معاناة أخرى ‪ ‬وهي اإلقامة في مدينة بعيدة عن مدينته‪ ،‬بطنجة و مدن الشمال‬ ‫المعاناة تتضاعف‪ ،‬لبعد المسافة و قلة الحيلة ‪ ،‬نساء يتجرعن مرارة السرطان و يزيد على آالمهم‪ ،‬ألم‬ ‫تدبير مصاريف العالج‪ .‬‬ ‫معاناة التنقل ومعاناة اإلقامة‪ ،‬تُدخِل أسرة المصاب هي األخرى في المعاناة‪ ،‬المصاريف تصبح كثيرة‪،‬‬ ‫وألن رحلة العالج مثال من طنجة إلى الرباط أو البيضاء‪ ،‬تتطلب الكثير من التضحيات‪ ،‬فهناك من يترك‬ ‫عمله الذي قد يكون المدخول الرئيسي لألسرة‪ ،‬والمعاناة تتضاعف ألن المصاب في هذه الحالة عوض أن‬ ‫يركز على مرضه وألمه يركز في ذهنيته على ظروفه وظروف أسرته المادية‪ ،‬وفي كثير من األحيان يلجأ‬ ‫المريض هنا إلى إحسان المجتمع والجمعيات الخيرية لتوفير المسكن واألدوية‪ ،‬مسألة اإلحسان هذه هي‬ ‫منارة من نور‪ ،‬و تآزر بين فئات المجتمع‪ ،‬وتقوم بأدوار غابت عنها مؤسسات الدولة لألسف‪.‬‬ ‫في اعتقادي‪ ،‬هناك السرطان الذي يصيب جسم الفرد ‪ ،‬وهناك سرطان من نوع آخر وهو مخلفات‬ ‫السرطان اإلجتماعية‪ ،‬بمعنى أن ما تثيره اإلصابة بهذا المرض داخل المجتمعات من ردود الفعل ومن‬ ‫التكاليف القوية ومن الرحيل من مدينة إلى مدينة‪ ،‬هو سرطان آخر بحد ذاته يسري في عروق المجتمع‬ ‫بفعل السرطان الحقيقي الذي يصيب جسم اإلنسان‪ ،‬لذلك أعتقد أنه يجب التفكير جديا على مستوى الدولة‬ ‫في ال مركزية العالج‪ ،‬بمعنى أن ال نمركز التطبيب ألمراض من هذا النوع‪ ،‬في مدن الرباط والدارالبيضاء‪،‬‬ ‫فالمغرب شاسع وبالتالي يجب أن نفكر في ‪ ‬مناطق أخرى بعيدة كل البعد عن التطبيب فيما يخص مرض‬ ‫السرطان واألمراض الخطيرة‪ .‬‬


‫العدد ‪869‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬دي�سمرب ‪� 2016‬إلى ‪ 2‬يناير ‪2017‬‬

‫الجوع يعتصر أمعاء‬ ‫عامالت وعمال‬ ‫النظافة بوزان‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫مواعد الفحوصات الطبية للمواطنين بمستشفى الحسيمة‬ ‫تتجاوز السنة‬

‫أثار نشر وثائق على موقع التواصل االجتماعي‬ ‫«فايسبوك»‪ ،‬من قبل نشطاء حقوقيين بمدينة الحسيمة‪،‬‬ ‫وهي تظهر تحديد مواعد إلجراء فحوصات طبية حدد‬ ‫أمدها في سنة‪( ،‬أثار) الكثير من الجدل‪ ،‬فضال عن سخط‬ ‫عارم تجاه المستشفى الجهوي محمد الخامس بمدينة‬ ‫الحسيمة‪ ،‬حيث تفرض هذه المواعد على المواطنين‬ ‫االنتظار لسنة كاملة قصد إجراء هذه الفحوصات‪.‬‬ ‫وتظهــر إحدى هــذه الوثائــق أن موعدا إلحــدى‬ ‫المواطنات التي وفدت إلجراء فحوصات مستعجلة‪ ،‬حدد في‬ ‫‪ 14‬من شهر مارس سنة ‪ ،2017‬بالرغم من أن الوثيقة‬ ‫سلمت إليها في شهر ماي المنصرم من السنة الجارية‪ ،‬أي‬ ‫عليها االنتظار حوالي ‪ 11‬شهرا حتى يصل دورها‪ ،‬رغم أن‬ ‫هذه الفحوصات هي في حد ذاتها أمر اعتيادي وال تتضمن‬

‫أي أسباب من شأنها تأخير إجراء الفحوصات‪ ،‬نظرا النعدام‬ ‫األدوية‪ ،‬أو األجهزة المستعملة في هذا األمر‪.‬‬ ‫وقد أثار هذا األمر حالة من السخط والتذمر‪ ،‬لدى‬ ‫نشطاء مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬كما أظهر جانبا من‬ ‫معاناة سكان الحسيمة‪ ،‬مع حقهم في التطبيب‪ ،‬في الوقت‬ ‫الذي أظهر األمر أيضا ما يعرفه مستشفى محمد الخامس‬ ‫بالمدينة من ترد على مستوى الخدمات‪ ،‬إلى جانب غياب‬ ‫الوسائل اللوجستيكية ونقص حاد في الموارد البشرية‪،‬‬ ‫رغم الشكايات التي تتقاطر بشكل دوري لمطالبة‬ ‫المصالح الوزارية بإمداد هذه المؤسسة الصحية‬ ‫بالوسائل الكافية‪ ،‬باعتبارها السبيل الوحيد لآلالف من‬ ‫المواطنين باإلقليم‪.‬‬ ‫وطالب النشطاء الحسين الوردي‪ ،‬وزير الصحـــة‪،‬‬

‫بالتدخل وفتح تحقيق دقيق للكشف عن األسباب الكامنة‬ ‫وراء إصدار هذه المواعد المثيرة للجدل‪ ،‬والتي تظهر جانبا‬ ‫من االستهتار بصحة المواطنين بالمدينة‪ ،‬وتضرب بعرض‬ ‫الحائط كل المنطقة التي ال تزال تغلي على إثر حادثة‬ ‫سحق بائع للسمك‪ ،‬خالل الشهرين الماضيين‪.‬‬ ‫ونبهت بعض المصادر إلى أن تحديد مثل هذه‬ ‫المواعد‪ ،‬يرجح أن وراءه الغياب المتتالي لألطباء بالمؤسسة‬ ‫الصحية‪ ،‬وإمكانية اشتغالهم في مصحات خاصة‪ ،‬مما جعل‬ ‫المواطنين ينتظرون لما يقارب السنة قبل حلول وقت إجراء‬ ‫فحوصات طبية‪ ،‬في انتظار سنة أخرى إلجراء عملية‪ ،‬أو ما‬ ‫شابه ذلك‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫األمطار تنقذ سكان تطوان من شبح العطش‬ ‫قررت لجنة اليقظة والتتبع المحدثة لدى عمالة تطوان‬ ‫وقف العمل ببرنامج قطع تزويد السكان بالماء الصالح‬ ‫للشرب الذي تنفذه سلطات المدينة بتنسيق مع شركة‬ ‫«أمانديس»‪ ،‬وذلك على إثر التساقطات المطرية المهمة‬ ‫التي عرفتها المنطقة‪ ،‬والتي مكنت من ارتفاع نسبة ملء‬ ‫حقينة السدود‪.‬‬ ‫وأعلنت شرفات أفيالل‪ ،‬الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء‪،‬‬ ‫أن تزويد مدينة تطوان والجماعات المجاورة بالماء الصالح‬ ‫للشرب سيتم بصفة مستمرة ابتداء من يوم اإلثنين‪ ،‬مع‬ ‫تتبع دقيق للوضعية المائية‪ ،‬داعية السكان إلى مزيد من‬ ‫الترشيد وعقلنة استعمال المياه‪ .‬وكشفت الوزيرة عن نسبة‬ ‫ملء السدود‪ ،‬والتي بلغت ‪ 6،2‬مليون متر مكعب بالنسبة‬ ‫لسد موالي الحسن بلمهدي‪ ،‬و‪ 10‬مليون متر مكعب بسد‬ ‫«مرتيل»‪ ،‬وهي أقصى نسبة يمكن أن يخزنها في المرحلة‬ ‫الحالية‪ ،‬حفاظا على سالمة هذه المنشأة‪.‬‬ ‫وفي السياق ذاته‪ ،‬تحاشى الحاضرون باجتماع لجنة‬ ‫التتبع‪ ،‬صباح اإلثنين بمقر عمالة تطوان لبحث مستجدات‬ ‫مشكل أزمة الماء‪ ،‬التطرق إلى السبب الجوهري والرئيس‬ ‫في ندرة المياه بالمنطقة‪ ،‬والمتمثل في التأخر الكبير لسير‬ ‫األشغال بسد واد مرتيل‪ ،‬الذي أعطى الملك محمد السادس‬ ‫انطالقة األشغال به سنة ‪ ،2008‬على أن يكون جاهزا سنة‬ ‫‪ ،2013‬ليضمن لسكان مدن تطوان والشريط الساحلي‬ ‫تزودهم بالماء الصالح للشرب لمدة طويلة بحكم حجم‬ ‫طاقته االستيعابية التي تصل إلى ‪ 100‬مليون متر مكعب‪.‬‬ ‫وصرح مصدر حضر االجتماع بأن البيان المنبثق‬ ‫عنه اكتفى بالتحدث عن وتيرة تقدم األشغال بالمشاريع‬ ‫«الترقيعية»‪ ،‬حسب وصفه‪ ،‬التي اعتمدتها السلطات‬

‫المحلية لتدارك األزمة‪ ،‬والمتمثلة في ربط سد موالي‬ ‫الحسن بلمهدي بسد طنجة المتوسط بواسطة قنوات‬ ‫على طول ‪ 24‬كلم‪ ،‬وربط سد النخلة بسد موالي بوشتة‬ ‫بالطريقة نفسها على مسافة ‪ 25‬كلم‪ ..‬بينما يضيف‬ ‫المتحدث ذاته‪ ،‬تجنب الحاضرون النبش في أصل المشكل‪،‬‬ ‫حيث تجاهلوا تماما مناقشة أسباب تأخر األشغال بسد واد‬ ‫مرتيل لثالث سنوات كاملة ومساءلة الشركة التي كانت‬ ‫مكلفة بإنجاز المشروع‪ ،‬قبل سحبه منها من طرف الوزيرة‬ ‫الوصية على القطاع شرفات أفيالل‪ ،‬عن هذا التأخر الكارثي‬ ‫الذي جعل المنطقة بكاملها متوقفة على ما تجود به السماء‬ ‫من أمطار‪ ،‬في ظل السعة المتواضعة لسدود النخلة‪ ،‬أسمير‬ ‫وموالي الحسن بلمهدي‪.‬‬ ‫ويجدر بالذكر أن هذا االجتماع مع لجنة تتبع ملف‬ ‫أزمة الماء حضره كل من الكاتبين العامين لعمالتي تطوان‬ ‫والمضيق ـ الفنيدق‪ ،‬ومدير الحوض المائي اللوكوس ومدير‬ ‫المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بتطوان ومدير شركة‬ ‫التدبير المفوض «أمانديس» وممثلون عن الجماعات‬ ‫الترابية المعنية بالمشكل‪.‬‬ ‫وفي سياق ذي صلة‪ ،‬علمت «المساء» من مصادرها‬ ‫الخاصة أن ممثلي الجماعات الترابية الموقعة على بيان‬ ‫اجتماع لجنة التتبع‪ ،‬والذي قضى بتعليق قرار قطع الماء‬ ‫عن األحياء السكنية بتطوان ومدن الشريط الساحلي‪ ،‬مرة‬ ‫أخرى‪ ،‬لم يكلفوا آنفسهم عناء مناقشة حيثيات الموضوع‬ ‫مع السلطات المحلية أو طرح استفساراتهم عليها حول‬ ‫مضمون البيان‪ ،‬المعد سلفا‪ .‬بل اكتفوا‪ ،‬وفق المصادر‬ ‫ذاتها‪ ،‬بالتوقيع عليه بصفتهم المنتخبة سواء تعلق األمر‬ ‫برؤساء الجماعات الحاضرين أو بنواب الرؤساء المتغيبين‪،‬‬

‫وهو التصرف نفسه الذي قاموا به في اجتماع شهر أكتوبر‬ ‫الماضي حين تم تقرير تقنين توزيع الماء على سكان‬ ‫المنطقة‪ ،‬حيث اختزل دورهم وقتها في التوقيع فقط على‬ ‫البيان دون أدنى مناقشة أو حتى إبداء رأي‪.‬‬ ‫من جهتها‪ ،‬قالت الوزيرة المنتدبة المكلفة بقطاع‬ ‫الماء في اتصال مع «المساء» إن عودة المياه إلى توزيعها‬ ‫االعتيادي بتطوان والمدن المجاورة هو إجراء طبيعي‬ ‫وضروري بالنظر إلى التساقطات المطرية الغزيرة جدا التي‬ ‫عرفتها المنطقة حيث إن المواطنين لن يستسيغوا استمرار‬ ‫حرمانهم من الماء الصالح للشرب وشوارع مدنهم تجري‬ ‫بها السيول‪ .‬كما وصفت الوزيرة هذا القرار بالمنطقي على‬ ‫اعتبار المخزون المائي المتوفر حاليا في سدودالمنطقة‬ ‫والذي بلغ ‪ 28‬مليون متر مكعب‪ ،‬وهو ما يسد استهالك‬ ‫مدن تطوان والشريط الساحلي لفترة تصل إلى عشرة‬ ‫أشهر‪ ،‬في انتظار‪ ،‬تضيف الوزيرة‪ ،‬االنتهاء من أشغال‬ ‫مشروعي نقل المياه إلى سدي موالي الحسن بلمهدي‬ ‫والنخلة‪ .‬وبخصوص األخبار المتداولة على نطاق واسع حول‬ ‫تهريب الشركة المكلفة ببناء سد واد مرتيل لمواد البناء‬ ‫الخاصة بالمشروع إلى مشروع آخر تشرف عليه‪ ،‬شددت‬ ‫الوزيرة أن هذه األخبار ال تعدو كونها إشاعات فقط تدخل‬ ‫في إطار تصفية حسابات خاصة بين مقاوالت متنافسة‪،‬‬ ‫مؤكدة بأنها وقفت على سير األشغال بالسد شخصيا وتتابع‬ ‫تقدمها عن كثب‪ ،‬وتابعت بأنها ستوفد لجنة تفتيش لعين‬ ‫المكان للبحث مع المشرفين على المشروع كل العمليات‬ ‫التقنية المنجزة والتي توجد قيد اإلنجاز‪.‬‬

‫رضوان الحسوني‬

‫طنجة تريد تفويت بناء خمسة مرافق مهمة‬ ‫إلى وكالة الشمال‬ ‫تتجه جماعة طنجة إلى تفويت مجموعة من‬ ‫األوراش المتعلقة بتأهيل المدينة في مجال البنيات‬ ‫التحتية‪ ،‬إلى وكالة تنمية وإنعاش أقاليم الشمال‪،‬‬ ‫الستكمال أشغال بناء مرافق عمومية تندرج في إطار‬ ‫برنامج «طنجة الكبرى»‪ ،‬وذلك بعد إدراج نقطة متعلقة‬ ‫بالموضوع ضمن جدول أعمال دورة استثنائية لمجلس‬ ‫المدينة‪ ،‬يرتقب أن تنعقد نهاية الشهر الجاري‪.‬‬ ‫ويهم القرار الجماعي الذي يتوقع أن يحصل على‬ ‫موافقة أغلبية أعضاء مجلس المدينة‪ ،‬خمسة مرافق‬ ‫خدماتية في طور البناء‪ ،‬ينتظر أن تعوض مرافق عمومية‬ ‫مماثلة قديمة لم تعد تستجيب للحاجيات المتزايدة أمام‬ ‫النمو الديمغرافي الذي تعرفه المدينة‪ ،‬مثل المجزرة‬ ‫العمومية‪ ،‬والمحطة الطرقية‪ ،‬وسوق الجملة للخضر‬ ‫والفواكه‪ ،‬وأخرى فاقت طاقتها االستعابية‪ ،‬مثل المحجز‬ ‫البلدي‪ ،‬وإحداث أخرى جديدة مثل سوق الماشية‪.‬‬ ‫وينتظر أن تشهد الدورة االستثنائية لمجلس‬ ‫المدينة نقاشا حادا حول الموضوع الذي تم تضمينه‬ ‫في جدول أعمالها‪ ،‬إلى جانب نقاط أخرى ال تقل أهمية‬ ‫بالنسبة لجماعة طنجة التي أصبحت مهددة باإلفالس‪،‬‬ ‫بعد تراكم األحكام القضائية ضدها بسبب ديون عالقة‬

‫تعود للفترات السابقة‪ ،‬مثل النقطة المتعلقة بمراجعة‬ ‫«القرار الجبائي» الذي يتوقع أن يعرف مراجعة جذرية‪.‬‬ ‫وفيما عزت مصادر منتخبة بمجلس المدينة‪ ،‬في‬ ‫حديث ل «أخبار اليوم»‪ ،‬لجوء الجماعة إلى خطوة تفويت‬ ‫استكمال بناء هذه المرافق إلى عجزها عن تدبير وتتبع‬ ‫مشاريع من صميم اختصاصاتها‪ ،‬مما أدى إلى تعثر سير‬ ‫األشغال التي كان مقررا أن تتم في مدة ال تتجاوز ‪24‬‬ ‫شهرا‪ ،‬وأوضح محمد أمحجور‪ ،‬النائب األول لعمدة مدينة‬ ‫طنجة‪ ،‬أن المجلس الجماعي يتوخى «إتمام األشغال‬ ‫على أحسن وجه‪ ،‬خاصة بعض المشاريع التي تعرف‬ ‫تعقيدات من الناحية التقنية»‪.‬‬ ‫وأضاف أمحجور في تصريح لـ «أخبار اليوم»‪ ،‬أن‬ ‫وكالة تنمية وإنعاش أقاليم الشمال تتوفر على خبرة‬ ‫أكبر من الجماعة في تدبير المشاريع التقنية‪ ،‬كما‬ ‫أنها سبق وأن أشرفت على تدبير مشاريع مماثلة‪ ،‬في‬ ‫عدد من أقاليم الجهة‪ ،‬من قبيل أسواق الجملة للخضر‬ ‫والفواكه‪ ،‬ومجازر ذبح المواشي‪ ،‬والمحطات الطرقية‪،‬‬ ‫فضال عن أن وكالة تنمية أقاليم الشمال على دراية‬ ‫كاملة بتطورات المشاريع الجديدة‪ ،‬مما سيمكن من‬ ‫ضمان الفعالية الكاملة في أشغال البناء مع شروط‬ ‫تضمن سرعة تنفيذها‪.‬‬

‫وبلغت األشغال في المرافق المذكورة حوالي ‪60‬‬ ‫بالمائة من نسبة البناء‪ ،‬والتي همت الجانب المعماري‬ ‫بشكل كبير‪ ،‬فيما تراهن الجماعة على خبرة وكالة تنمية‬ ‫وإنعاش أقاليم الشمال‪ ،‬فيما يتعلق بالجوانب التقنية‬ ‫والفنية األساسية بالمنشآت المذكورة‪ ،‬لكي تستجيب‬ ‫لشروط ومعايير الجيل الجديد من المرافق العمومية‬ ‫من حيث الجودة والنجاعة‪ ،‬على حد قول أمحجور‪.‬‬ ‫وتبلغ القيمة المالية للمرافق الخمسة مجتمعة‪،‬‬ ‫والتي انطلقت بها أشغال البناء منتصف سنة ‪،2014‬‬ ‫حوالي ‪ 300‬مليون درهم‪ ،‬الجزء األكبر من المبلغ‬ ‫اقترضته الجماعة من صندوق التجهيز الجماعي في‬ ‫وقت سابق لهذا الغرض‪ ،‬فيما حصلت على حوالي ‪110‬‬ ‫مليون درهم من وزارة التجهيز‪.‬‬ ‫تجدر اإلشارة إلى أن المشاريع العمومية المذكورة‪،‬‬ ‫تهدف إلى إعادة التأهيل الحضري لعاصمة البوغاز‪،‬‬ ‫وذلك بترحيل مختلف الخدمات الجماعية إلى الضواحي‬ ‫الجديدة لطنجة‪ ،‬من أجل تخفيف االزدحام الحاصل على‬ ‫مستوى مركز المدينة‪.‬‬

‫عبد الرحيم بلشقار‬

‫فجر يوم الجمعة ‪ 23‬دجنبر ‪ ،‬وحدها أصوات‬ ‫عامالت وعمال النظافة نجحت في تكسير سكون‬ ‫وزان ‪.... ‬بالكاد كانوا يستطيعون فتح أفواههم ‪/‬‬ ‫هن لترديد شعارات تختزل معاناتهم‪/‬هن ‪ ،‬بعد أن‬ ‫اخترق البرد القارس أجسادهم‪/‬هن ‪ ،‬وحفرت المعاناة‬ ‫أخاديد من األلم فوق وجوههم‪/‬هن ‪ ،‬واعتصر الجوع‬ ‫أمعائهم‪/‬هن ‪....‬‬ ‫«شوف شوف يا جمهور‪ ،‬الزبالة بدون أجور»‪،‬‬ ‫كان هو الشعار المركزي الذي أطر الحركة االحتجاجية‬ ‫التي انخرط فيها بدعوة من نقابتهم‪/‬هن ‪ ،‬عامالت‬ ‫وعمال قطاع النظافة الذي تديره في إطار التدبير‬ ‫المفوض شركة خاصة ‪ ،‬تنديدا باالعتداء على حقهم‪/‬‬ ‫هن في استخالص أجورهم‪/‬هن نهاية الشهر مقابل‬ ‫الخدمة الشاقة التي ينجزونها في وقتها المحدد كما‬ ‫هو مطلوب منهم‪/‬هن ‪ ،‬عوض أن يعلق استخالص‬ ‫هذه األجور شهريين متتاليين ‪.‬‬ ‫‪ ‬ق��ب��ل أن ي��س��ي��ر ال��ع��م��ال وال��ع��ام�لات في‬ ‫مسيرة ‪ ‬حضارية من حيث التنظيم والشعارات‬ ‫المرفوعة ‪ ،‬من مقر الجماعة إلى باب العمالة ‪ ،‬كان‬ ‫رئيس الجماعة قد استقبل أعضاء المكتب النقابي‬ ‫الذين بسطوا أمامه معانات عامالت وعمال النظافة‬ ‫مع إدارة الشركة التي تضع قانون الشغل وراء ظهرها‬ ‫‪ ،‬وأكد لهم ( الرئيس ) بأنه سينظر في األمر مع إدارة‬ ‫الشركة ‪ ،‬خصوصا وأن الجماعة توجد في وضعية‬ ‫مالية سليمة مع الشركة ‪.‬‬ ‫العمال والعمالت الذين التقت بهم ‪ /‬هن‬ ‫الجريدة في الوقفة االحتجاجية أمام باب العمالة‬ ‫يناشدون عامل دار الضمانة من أجل التدخل لدى‬ ‫الشركة لرفع المعاناة عنهم ‪/‬هن بعد أن هز بركان‬ ‫ألمهم ‪ /‬هن استقرار األسر التي يعيلونها ‪ .‬‬

‫محمد حمضي‬

‫مصابة بمرض خطير‬ ‫في الدم تناشد‬ ‫القلوب الرحيمة‪!.‬‬ ‫تعاني المواطنة رشيدة المسلك (‪ 49‬سنة)‬ ‫من مرض خطير في الدم‪ ،‬منذ سنوات‪ ،‬األمر‬ ‫الذي أثر على صحتها كثيرا‪ ،‬وجعلها عاجزة عن‬ ‫الحركة‪ ،‬التتنقل إال على متن كرسي متحرك‪.‬‬ ‫حاليا‪ ،‬تحتاج إلى دواء‪ ،‬مصاريفه هي حوالي‬ ‫ألف دره��م شهريا‪ .‬ومؤخرا‪ ،‬وج��دت نفسها‬ ‫مطالبة بإجراء عملية جراحية بالدار البيضاء‪،‬‬ ‫وذل��ك على مستوى شرايينها المخنوقة‪،‬‬ ‫تتطلب مبلغ حوالي ‪ 4‬ماليين سنتيم‪ .‬غير أنها‬ ‫اصطدمت بظروفها االجتماعية الصعبة‪ ،‬فهي‬ ‫أم البنين‪ ،‬وبالكاد يوفر زوجها لقمة العيش‪.‬‬ ‫وبالمناسبة‪ ،‬وعبر هذا المنبر‪ ،‬تناشد هذه‬ ‫المريضة المحسنين وذوي األريحية‪ ،‬جزاهم‬ ‫اهلل خيرا‪ ،‬من أجل مساعدتها في محنتها‬ ‫المرضية‪ ،‬مفضلة أن يزوروها ليطلعوا على‬ ‫حالتها‪ ،‬مباشرة‪ ،‬قبل أي مبادرة أخرى منهم‪،‬‬ ‫حتى يطمئنوا على «خيرهم» كونه ـ مثال ـ قد‬ ‫وضع في سكته الصحيحة‪!.‬‬

‫لالتصال‪ :‬زنقة الصنوبر رقم ‪36‬‬ ‫عين حياني ـ طنجة‬

‫الهاتف‪0660449086 :‬‬


‫العدد ‪869‬‬

‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬دي�سمرب ‪� 2016‬إلى ‪ 2‬يناير ‪2017‬‬

‫إقتصاد‬ ‫المغاربة وشراء األدوية‬

‫المغرب ثاتني سوق إفريقية للتأمين‬

‫حققت سوق األدوية بالمغرب رقم معامالت بـ ‪ 8,9‬مليار درهم في ‪ 2015‬مقابل ‪8,8‬ماليير‬ ‫في ‪ ،2014‬أي إن المبيعات كانت مستقرة ولم تتأثر بانخفاض األسعار‪..‬‬ ‫ووفقا للجمعية المغربية للصناعات الدوائية‪ ،‬فإن سعر الدواء يمثل دائما حاجزا أمام ضعف‬ ‫القدرة الشرائية‪ ،‬لدى العديد من األسر‪ ،‬مشيرة إلى أن الدواء بالمغرب يعتبر مرتفعا بشكل عام‬ ‫مقارنة ببعض الدول الشبيهة اقتصاديا بالمغرب‪ ،‬باإلضافة إلى أن منظومة التغطية الصحية‬ ‫بالمغرب التي تتسم ببطء إجراءات التسديد‪ ،‬يجعل العديد من المرضى محرومين من الرعاية‬ ‫الصحية‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬ال يزال استهالك األدوية محدودا بالمغرب‪ ،‬ووفقا للبيانات الصادرة عن‬ ‫الجمعية‪ ،‬بلغ متوسط استهالك الفرد الواحد من األدوية ‪ 415‬درهما في ‪ 2015‬مقابل ‪413‬‬ ‫درهما في ‪.2013‬‬ ‫وتطالب الجمعية المغربية لصناعة األدوية‪ ،‬بالترخيص لصناعة أدوية جنيسة تفتقر إليها‬ ‫السوق المغربية‪ ،‬وقال أيمن الشيخ لحلو‪ ،‬رئيس الجمعية المغربية لصناعة األدوية‪ ،‬إنه خالل‬ ‫الخمس سنوات الماضية بذلت الحكومة مجهودات في مجال صناعة األدوية‪ ،‬غير أنها مجهودات‬ ‫غير كافية‪ ،‬علما أن المغرب يستورد ثلث األدوية المستهلكة بالبالد‪ .‬رئيس الجمعية المغربية‬ ‫لصناعة األدوية أوضح أن ‪ 65‬في المائة من الدواء المستهلك بالمغرب مصنوعة محليا‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫حسب دراسة جديدة فإن قطاع التأمينات بالمغرب استمر في أدائه الجيد ‪ ،‬األمر الذي مكنه‬ ‫من تسجيل نمو واسع ومتواصل في القارة اإلفريقية واالحتفاظ بالمركز الثاني كأفضل سوق‬ ‫بعد جنوب إفريقيا‪.‬‬ ‫الدراسة التي أطلقها مركز الدراسات «شانز المز أند كامبني»‪ ،‬اعتبرت أن المغرب نجح كأحد‬ ‫األسواق الثالثة األولى للتأمين في إفريقيا بفضل استقراره السياسي وحجم وتنوع اقتصاده‬ ‫وطبقته المتوسطة المزدهرة وقوانينه المتينة‪ ،‬وأن المغرب من بين األسواق اإلفريقية الثالثة‬ ‫التي حققت نموا قويا إلى جانب نيجيريا وكينيا‪.‬‬ ‫وصنف المركز المغرب كثاني سوق للتأمين في إفريقيا بعد جنوب إفريقيا بمنح سنوية‬ ‫قيمتها ‪ 3،1‬مليار دوالر في ‪ ،2015‬معتبرا أنه في الوقت الذي تعاني العديد من البلدان المجاورة‬ ‫من عدم االستقرار السياسي‪ ،‬يظل المغرب بلدا مستقرا وموثوقا به بحكامة جيدة ويتوفر على‬ ‫اقتصاد في تقدم‪ ،‬مبرزا الجهود التي يبذلها المغرب لتعزيز انفتاح قطاع التأمين به‪.‬‬ ‫وقال المركز إن هذا االنفتاح يحظى بمتابعة على الصعيد الدولي‪ ،‬مبرزا الدور اإليجابي الذي‬ ‫ستقوم به مدينة الدار البيضاء المالية كأرضية مالية تتجه نحو إفريقيا‪ ،‬وإفريقيا الغربية بصفة‬ ‫خاصة‪.‬‬ ‫وكانت فدرالية شركات التأمين اإلفريقية «فاناف» قد كشفت في وقت سابق أن سوق‬ ‫التأمينات المغربي يواصل نموه الجيد‪ ،‬إذ بلغت أرباحه مع متم سنة ‪ 2015‬ما قيمته ‪ 3،2‬مليار‬ ‫دوالر‪ ،‬ما يضع المملكة في الرتبة الثانية على الصعيد اإلفريقي بعد جنوب إفريقيا‪ ،‬وقالت‬ ‫الفدرالية إن السوق الوطنية تتطور وتواكب الطفرة والتحول الكبير الذي يشهده االقتصاد‬ ‫وتطور البنية االجتماعية بالمملكة بدليل أن نسبة شمول التأمينات سجل في نهاية ‪2014‬‬ ‫رقم ‪ 3،2‬في المائة من الناتج الداخلي الخام‪ .‬وأن السوق المغربية للتأمينات تسجل حاليا ‪18‬‬ ‫فاعال مختلفا‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫تفاقم العجز التجاري في المبادالت الخارجية للمغرب‬ ‫أفاد مكتب الصرف بأن المبادالت الخارجية للمغرب شهدت تفاقم عجز الميزان التجاري‬ ‫بواقع ‪ 18‬في المائة نهاية شهر نونبر ‪ ،2016‬حيث بلغ ‪ 166،031‬مليار درهم‪ ،‬مقابل ‪140،723‬‬ ‫مليار درهم سنة قبل ذلك‪.‬‬ ‫وجاء في المؤشرات األولية للمبادالت الخارجية لشهر نوفمبر الماضي‪ ،‬لمكتب الصرف أن‬ ‫هذا التفاقم راجع إلى ارتفاع قيمة الواردات (زائد ‪ 8،3‬في المائة) أكثر من الصادرات (زائد ‪1،4‬‬ ‫في المائة)‪ ،‬بمعنى أن معدل تغطية الواردات للصادرات بلغ ‪ 55‬في المائة‪ ،‬مقابل ‪ 58،7‬في‬ ‫المائة نهاية نونبر ‪.2015‬‬ ‫ويرجع ارتفاع الواردات أساسا‪ ،‬إلى ارتفاع المقتنيات من معدات التجهيز‪ ،‬والمنتجات الغذائية‬ ‫‪ ،‬والمنتجات الجاهزة لالستهالك ‪ ،‬والمنتجات نصف المصنعة‪ .‬وأشار المصدر ذاته إلى أن هذا‬ ‫االرتفاع تقلص‪ ،‬بالمقابل‪ ،‬جراء انخفاض المقتنيات من المنتجات الطاقية بنحو ‪ 19,9‬في المائة‬ ‫والمنتوجات الخام بناقص ‪ 16,4‬في المائة خالل األشهر الـ‪ 11‬األولى من سنة ‪ ،2016‬مبرزا أن‬ ‫الواردات‪ ،‬باستثناء المقتنيات من سلع التجهيز والمنتوجات نصف المصنعة‪ ،‬لم تسجل ارتفاعا‬ ‫سوى ب‪ 1،1‬في المائة‪.‬‬ ‫وبخصوص الصادرات أبرز مكتب الصرف أنها انتقلت من ‪ 200,003‬مليار درهم نهاية شهر‬ ‫نونبر ‪ 2015‬إلى ‪ 203,2‬مليار درهم خالل األشهر الـ‪ 11‬األولى من سنة ‪ ،2016‬وذلك على‬ ‫الرغم من تراجع مبيعات الفوسفاط ومشتقاته بواقع ناقص ‪ 12،5‬في المائة‪.‬‬ ‫وعزا المكتب هذا التطور إلى ارتفاع مبيعات غالبية القطاعات‪ ،‬السيما قطاع «الطيران» (زائد‬ ‫‪ 13,3‬في المائة)‪ ،‬و«اإللكترونيك» (زائد ‪11,3‬في المائة)‪ ،‬و«السيارات» (زائد ‪ 8,5‬في المائة)‪،‬‬ ‫و«الصناعة الصيدلية» (زائد ‪ 6,5‬في المائة)‪ ،‬والنسيج والجلد (زائد ‪ 1،,6‬في المائة)‪ ،‬والفالحة‬ ‫والصناعة الغذائية (زائد ‪ 4,8‬في المائة)‪.‬‬ ‫على مستوى آخر‪ ،‬كشف مكتب الصرف أن الفاتورة الطاقية للمغرب سجلت انخفاضا بنسبة‬ ‫‪ 19,9‬في المائة حتى متم شهر نونبر ‪ ،2016‬إذ بلغت ‪ 49,193‬مليار درهم مقابل ‪61,431‬‬ ‫مليار درهم قبل سنة‪.‬‬ ‫وأوضح المكتب أن هذا االنخفاض يعزى إلى تراجع مقتنيات غاز النفط ومحروقات أخرى ‪،‬‬ ‫والفحم ومحروقات مماثلة ‪ ،‬إلى تراجع المقتنيات من الزيت الخام للنفط‪.‬‬

‫االحتياطيات الدولية لبنك المغرب في ارتفاع‬ ‫أعلن بنك المغرب أن صافي االحتياطيات الدولية للمغرب ارتفع إلى ‪ 249,9‬مليار درهم‪،‬‬ ‫وذلك إلى حدود ‪ 9‬دجنبر ‪ ، 2016‬مسجال بذلك ارتفاعا بنسبة ‪ 12,6‬بالمائة على أساس سنوي‪.‬‬ ‫وحسب المؤشرات األخيرة للبنك المركزي برسم األسبوع الممتد من ‪ 8‬إلى ‪ 14‬دجنبر‬ ‫‪ 2016‬فإن هذه االحتياطات ظلت مستقرة من أسبوع آلخر‪ .‬وأشار البنك إلى أنه ضخ‪ ،‬خالل‬ ‫هذا األسبوع‪ ،‬ما مجموعه ‪ 15,2‬مليار درهم‪ ،‬من بينها ‪ 11‬مليار درهم تم ضخها على شكل‬ ‫تسبيقات لمدة سبعة أيام بناء على طلب عروض‪ ،‬ومبلغ ‪ 4,1‬مليار درهم في إطار برنامج دعم‬ ‫تمويل المقاوالت الصغيرة جدا والمتوسطة‪.‬‬ ‫وسجل المعدل البنكي‪ ،‬خالل هذه الفترة‪ ،‬استقرارا عند ‪ 2,27‬في المائة‪ ،‬فيما انتقل حجم‬ ‫المبادالت من ‪ 3,6‬مليار درهم إلى ‪ 3,9‬مليار درهم أسبوعا قبل ذلك‪.‬‬ ‫وخالل طلب العروض ليوم ‪ 14‬دجنبر ‪ ، 2016‬ضخ بنك المغرب مبلغ ‪ 14‬مليار درهم برسم‬ ‫تسبيقات لمدة سبعة أيام‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬ذكر بنك المغرب أن وتيرة نمو المجمع م ‪ 3‬بلغت ‪ 5،5‬في المائة على‬ ‫أساس سنوي بعد تسجيل ‪ 5,9‬بالمائة في شتنبر ‪ ، 2016‬مشيرا إلى أن هذا التطور يعزى‪ ،‬على‬ ‫الخصوص‪ ،‬إلى انخفاض الحسابات ألجل بنسبة ‪ 1،1‬في المائة بعد ارتفاع بـ ‪ 1,6‬في المائة‬ ‫قبل شهر‪ ،‬وتراجع وتيرة نمو سندات الفاعلين االقتصاديين في هيئات التوظيف الجماعي للقيم‬ ‫المنقولة النقدية إلى ‪ 3,5‬بالمائة بعد ‪ 4,1‬بالمائة‪.‬‬

‫بـــــالغ‬ ‫بالنظر لما تعرفه الظرفية االقتصادية المحلية من تراجع ملحوظ في الرواج االقتصادي‬ ‫والتجاري‪ ،‬وهو األمر الذي يؤثر بطريقة مباشرة على مجموعة من القطاعات كقطاع البناء‪،‬‬ ‫والقطاع التجاري وغيرهما‪...‬‬ ‫وفي هذا السياق توصلت غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫بعدة رسائل من جمعيات مهنية يشتكون فيها االقتراحات في الزيادة الصاروخية في الضرائب‬ ‫والرسوم المحلية المقرر المصادقة عليها في القرار الجبائي لجماعة طنجة‪ ،‬وكذا استقبلت‬ ‫مجموعة من رؤساء الجمعيات بمقر الغرفة لنفس الغرض‪ ،‬األمر الذي يعكس التوتر الكبير‬ ‫في صفوف المهنيين بطنجة جراء ذلك‪ ،‬وانسجاما مع العرف السابق المتبع في مراجعة القرار‬ ‫الجبائي‪ ،‬والقاضي بالتشاور مع مختلف المهنيين وتبادل اآلراء واألفكار للخروج بمقترحات‬ ‫متوافق حولها‪.‬‬ ‫وفي إطار الشراكة التي تربط مؤسستنا بجماعة طنجة والتي تطوق عنقنا بتقديم المشورة‬ ‫بعد التوصل بالمقترحات‪ ،‬ونظرا لكوننا كذلك شركاء في صياغة القرار‪.‬‬

‫فإن غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجة الحسيمة تطلب من شريكها جماعة‬ ‫طنجة ما يلي‪:‬‬ ‫ـ تأجيل البت في مشروع القرار الجبائي إلى وقت الحق‪.‬‬ ‫ـ ضرورة توسيع التشاور وإدماج كافة المهنيين المعنيين بذلك‪.‬‬ ‫ـ إرساء عدالة جبائية بتوسيع الوعاء الجبائي وإدماج المناطق الوافدة على جماعة طنجة‬ ‫وكذا القطاع الغير مهيكل‪.‬‬ ‫ـ التدرج في عملية تنزيل الزيادات في الرسوم والضرائب المحلية‪ ،‬ومراعاة القطاعات‬ ‫المتضررة التي توجد على حافة اإلفالس‪.‬‬ ‫الرئيس ‪:‬‬

‫عمر مورو‬


‫العدد ‪869‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬دي�سمرب ‪� 2016‬إلى ‪ 2‬يناير ‪2017‬‬ ‫يف رحاب ال�سرية‬

‫قمر �سيدنا النبي قمر‬

‫حر�ص النبي ب�أمته‬ ‫‪ -‬بقلم ‪ :‬عمر محمد قرباش‬

‫ هدباء الفاطمي‬‫مرت أيام قليلة على ذكرى مولد سيد‬ ‫أسيادنا محمد رسول اهلل ولست هنا ألناقش‬ ‫هل يجوز االحتفال بميالده أو ال والسند في‬ ‫ذلك حتى ال نسقط في فخ قصة البقرة وبنو‬ ‫إسرائيل‪ .‬المراد من مقالي هذا هو حب النبي‬ ‫وإسقاطاته على واقعنا الحزين والرسالة‬ ‫الخاتمة بين أيدينا بلسان عربي مبين‪.‬‬ ‫يقول اهلل سبحانه وتعالى في سورة‬ ‫األحزاب ‪َ « :‬يا �أَ ُّي َها ال َّنب ُِّي �إِ َّنا �أَ ْر َ�س ْلن َ‬ ‫َاك َ�شاهِ دًا‬ ‫ِيرا (‪َ )45‬ودَ اعِ ًيا �إِ َلى ال َّلهِ ِب�إِ ْذنِهِ‬ ‫َو ُم َب�شرِّ ً ا َو َنذ ً‬ ‫ريا (‪ .»)46‬سأتوقف على كلمة‬ ‫�س ً‬ ‫اجا ُّم ِن ً‬ ‫َو رِ َ‬ ‫سراج منير ومعنى األن��وار في حياة اإلنسان‬ ‫ومعنى الهدي ونتيجة الحب‪.‬‬ ‫أجريت دراسات كثيرة عن الظالل في‬ ‫حياة اإلنسان أشهرها ظالل جونج المعاصر‬ ‫لفرويد فهو يتكلم عن ظالل األمم والظالل‬ ‫التاريخية والظالل السوسيو إجتماعية ويختم‬ ‫جونج بقوله أن اإلنسان الذي يعانق ظالله‬ ‫يغير مجرى التاريخ‪.‬‬ ‫ما عالقة هذه الرزمة من علم النفس‬ ‫برسول اهلل؟ كل العالقة‪ .‬فإن المسلمين‬ ‫لديهم قائد رباني يجمعهم إلى يوم القيامة‬ ‫ويؤلف بين قلوبهم ويؤاخي بين المتنافرين‬ ‫منهم ويربيهم عن طريق القدوة على عدم‬ ‫الغش والصدق في المعاملة واألمانة والجود‬ ‫والعطاء‪.‬‬

‫أعتذر إن كنت أسرد باقة من الدراسات‬ ‫الغربية الحديثة وذلك فقط ألن لها مصداقية‬ ‫هذه األيام وستجدون مضمونها في الكتاب‬ ‫والسنة بأسلوب واضح وبسيط‪ .‬والرفيق‬ ‫جوجل يدعو العرب إلى المساعدة في رفع‬ ‫مستوى الترجمة إلى العربية بمناسبة اليوم‬ ‫العالمي للغة العربية الذي احتفل به العالم‬ ‫في ‪ 18‬ديسمبر‪ .‬فهيا أيها الدكاترة في اللغة‬ ‫العربية الواقفون أمام البرلمان ساهموا في‬ ‫تحسين الترجمة العربية حتى نتواصل مع أمم‬ ‫األرض فما المشاكل التي تمطر على رأس‬ ‫المسلمين إال أزمة تواصل نتجت من تقصيرنا‬ ‫في التعلم وتوقفنا عن العطاء‪.‬‬ ‫كنت أتحدث عن القدوة وكثير من هم‬ ‫الخواجات الذين فسروا أهمية االقتداء بالرموز‬ ‫التي نريد أن نشبهها حتى أن ذلك اإلقتداء‬ ‫يمكن أن يتلخص في تقليد حركات الشخص‬ ‫الذي نريد أن نشبهه في النتائج‪ .‬هذا يذكرنا‬ ‫‪ ...‬نعم‪ ,‬بالسنة النبوية‪ .‬أي أننا بتتبع خطوات‬ ‫النبي األعظم نصل إلى نتائجه‪.‬‬ ‫هنا أقول أن الجري وراء الغنى الكثير ال‬ ‫يتطلب أن نقتدي باألنبياء وهنا أسطر أن القيم‬ ‫السامية هي أهم بكثير من الدراهم والدنانير‬ ‫والدوالرات‪ .‬لقد جعلنا اهلل أمة وسطا ننقل إلى‬ ‫الناس السلم والسالم‪ .‬ينظر إلينا أهل األرض‬ ‫فيقولون ياه شخص مسلم‪ ,‬كم هو رائع‪.‬‬

‫‪bachomar@gmail.com‬‬

‫فحب رسول هلل هو أن نستحضر الرحمة‬ ‫في قلوبنا ونحن نتعامل مع اآلخرين وأن نحب‬ ‫الناس ونحب لهم الخير الذي نحبه ألنفسنا وأن‬ ‫نهتم بما يعنينا فقط وأن ال نخوض في سير‬ ‫القوم‪.‬‬ ‫أنا أعلم أن البطالة متفشية وفرص العمل‬ ‫قليلة وأذكر بحياة رسول اهلل الذي قاسى المرير‬ ‫لكي يصل إلينا دين اإلسالم‪ .‬لقد عاش سيد‬ ‫ولد آدم ما يقرب ثالث سنين محاصرا وعرف‬ ‫الجوع والفقر وهذا لم يمنعه من أن يكون‬ ‫رحمة للعالمين مع أنه توفى ودرعه مرهونة‬ ‫عند يهودي‪.‬‬ ‫السراج المنير‪ ...‬األنوار التي خاض فيها‬ ‫العيد من الصوفية وحضارات روحية مثل‬ ‫البوذية التي تعتبر مستويات الماندال واألنوار‬ ‫مستويات للكمال الروحي‪.‬‬ ‫لكن نحن المسلمون علينا أن نكون‬ ‫أولي األيدي واألبصار أي العمل والحكمة‪.‬‬ ‫ومستويات التحسن المستمر ال تخص‬ ‫التكوين فقط بل تنظيف أنفسنا من الداخل‬ ‫بخدمة اآلخرين والتجرد وقبسة من الزهد في‬ ‫ظل المادية الطاغية التي تجعل المادة أهم‬ ‫شيء في الوجود‪.‬‬ ‫و أهم ما في الوجود هو اهلل جل وعال‪ .‬ثم‬ ‫حبيبه المصطفى‪.‬‬ ‫و أنار الكون بنور طه‪.‬‬

‫الزاوية الصديقية تحتفل بالمولد النبوي الشريف‬

‫أحييت الزاوية الصديقية بطنجة يوم‬ ‫الجمعة ‪ 16‬ربيع النبوي حفال دينييا كبيرا‬ ‫بمناسبة مولد سيدنا محمد صلى اهلل عليه‬ ‫وآله وسلم‬ ‫افتتح الحفل بتالوة القرآن العظيم ودالئل‬ ‫الخيرات أدتها مجموعة شوارق األنوار بعد‬ ‫ذلك تلتها حصة من المديح النبوي الشريف‬ ‫من أداء شباب الزاوية الصديقية تحت إشراف‬ ‫السيد المقتدر عبد الحميد الحنوط‪ .‬ومباشرة‬ ‫بعد صالة المغرب تم سرد المولد النبوي‬ ‫الشريف والتبشير بوالدته صلى اهلل عليه وآله‬ ‫وسلم مع تخليالت من أمداح نبوية شريفة‪.‬‬ ‫وبعد صالة العشاء ألقى شيخ الزاوية الشريف‬ ‫الجليل سيدي عبد المنعم بن الصديق كلمة‬ ‫بالمناسبة دكر فيها على أن من مقاصد‬ ‫االحتفال بمولد سيدنا محمد صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم إظهار قدره العظيم وفضله العظيم‬ ‫الذي أعطاه اهلل سبحانه وتعالى‪ ،‬كما ذكر‬ ‫بهذه المناسبة جهود علماء االسرة الصديقية‬ ‫في خدمة الجناب النبوي الشريف وإظهار قدره‬ ‫العظيم منها تأليف والده اإلمام المحدث‬ ‫الصوفي السيد عبد العزيز بن الصديق رضي‬ ‫اهلل تعالى عنه «تنزيه الرسول عن افتراء الغبي‬ ‫الجهول» وكذلك دفاعه عن حديث أولية النور‬ ‫المحمدي ‪ ،‬وكذلك كتابات الحافظ الكبير‬ ‫اإلمام المجتهد السيد أحمد بن الصديق‪..‬‬

‫‪8‬‬

‫وهي كثيرة في بابها ومنها تشنيف اآلذان‬ ‫بوجوب السيادة عند ذكر اسمه الشريف عليه‬ ‫الصالة والسالم‪.‬ثم استعرض بعض ما كتبه‬ ‫العالمة الكبير اإلمام المحدث السيد عبد اهلل‬ ‫بن الصديق رضي اهلل عنه واختص بذكر‬ ‫كتاب داللة القرآن المبين إلى ان النبي أفضل‬ ‫العالمين‪ ..‬وذكر أمثلة منه‬ ‫‪ ‬بعد ذلك ألقى الكلمة فضيلة الدكتور‬ ‫محمد ابن كيران من أبناء الزاوية الصديقية‬ ‫بالقصر الكبير وبين في مداخلته فضل رسول‬

‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم ووجوب تعظيم‬ ‫وتوقيــر ومحبـــة رسول اهلل صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم‪ .‬‬ ‫مباشرة بعــد وجبة العشاء‪،‬أقيمت حلقة‬ ‫خاشعة لذكر اهلل تعالى «الحضرة» استهلت‬ ‫بقراءة الصالة المشيشية والحلل‪ .‬‬ ‫‪ ‬و ختـــم الحفل بالدعــاء للمسلمين‬ ‫في مشارق األرض ومغــارهــا والدعــاء ألمير‬ ‫المؤمنين نصره اهلل‪.‬‬

‫امل�سرحية ال�صامتة‪!.‬‬ ‫أطول مسرحية في التاريخ‪ ..‬القصة أنتم‪ ..‬والسيناريو أنتم‪..‬واأللم أنتم‪..‬أما األمل فقد‬ ‫ضاع منكم‪ ،‬بعد أن أسدل الستار‪ ،‬وصار في كل ركن دمار‪!.‬‬ ‫القاتل عربي‪ ..‬والمقتول عربي أيضا‪..‬الكل لألسف عربي‪ ،‬إال المخرج‪ ،‬فهو صهيوني‪.‬‬ ‫ويستمر العرض في صمت‪ ،‬والكل يتابع في صمت سيالن الدم والدموع في صمت‪ !.‬ال أحد‬ ‫يعيد لإلنسان ما فات‪ ،‬فالضمير العربي‪ ،‬لألسف‪ ،‬قد هان‪ !.‬فمن المجد إلى الدمار‪ ،‬ومن‬ ‫الفخر إلى العار‪...‬المشهد مأساوي في كل مكان‪...‬فرات الحضارات في خبر كان‪ ،‬بينما أرض‬ ‫الشام صارت في قبضة بركان‪!.‬فأين أنتم‪..‬؟ أين محلكم من اإلعراب‪.‬؟ متى تستيقظون‪،‬‬ ‫فالموت فاق في حصده المليون‪ ،‬ضمنهم األب واالبن والحبيب واألخ الشقيق‪ ،‬فإلى متى‬ ‫تغطون في النوم العميق‪.‬؟‬ ‫نور الدين الزراد‬

‫إن المتأمل في سيرة النبي ـ صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم ـ‪ ‬يجد أن اهلل تعالى وصفه بأعظم‬ ‫األوص���اف التي ت��دل على اهتمامه بأمته‬ ‫وحرصه على الناس عامَّة‪ ،‬وأُمَّته خاصة‪،‬‬ ‫وكان هذا الحرص نابعًا من رأفة رسول اهلل‬ ‫بأمته والشفقة بها والتيسير عليها‪ ،‬رجاء أن‬ ‫تكون في ظل الرحمن وجنّته يوم القيامة‪،‬‬ ‫لذلك وصف اهلل حرصه على أُمته بقوله‬ ‫جاءك ْم َر ٌ‬ ‫ُ‬ ‫�سول منْ �أَن ُف ِ�س ُك ْم عزِ يزٌ‬ ‫فقال‪َ « :‬ل َقدْ‬ ‫ع َليهِ ما عن ِْتم حرِ ي�ص ع َل ُيكم ب مْ ُ‬ ‫ِني‬ ‫ِال�ؤْمن َ‬ ‫َر�ؤ ٌ‬ ‫ُوف َّرحِ ي ٌم»‪.‬‬ ‫وصور حرصه ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪-‬‬ ‫بأمته تنوعت وتعددت؛ فشملــــت األصدقاء‬ ‫واألع���داء‪ ،‬والمؤمن وغيره على الســواء‪،‬‬ ‫ووسعـــت الكِبار والصغار‪ ،‬واإلنسان والطير‬ ‫والحيوان‪.‬‬ ‫فمن مظاهر حرصه على أمته أنه كان‬ ‫يكره أن يكثر أحد من أصحابه السؤال عن‬ ‫شيء فيه سعة‪ ،‬مخافة أن يضيق ويشدد‬ ‫عليهم ما يسره اهلل ووسعه‪ ،‬وفي هذا يقول‬ ‫إن َ‬ ‫عليه وسلم‪َّ ( : -‬‬ ‫اهلل َفرَضَ فرائِضَ فال‬ ‫تُضيّعوها‪ ،‬وحَ��دَّ ح��دوداً فال تَعْتَدوها‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وسَ��ك��تَ عن أش��ي��ا َء رحم ًة لكم مِ��ن غي ِر‬ ‫ِنسيانٍ فال تبحثوا عنها)‪ ،‬وامتد حرصه ـ‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم ـ ورحمته بأمته حتى‬ ‫شمل جانب العبادات‪ ،‬ومن ذلك ت��ردده ‪-‬‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬ليلة المعراج بين‬ ‫ربه ـ عز وجل ـ وبين موسى ـ عليه السالم‪،‬‬ ‫وسؤاله لربه التخفيف في الصالة حتى جعلها‬ ‫اهلل خمس صلوات في اليوم والليلة بعد أن‬ ‫كانت خمسين شفقة على أمته‪ ،‬وكان صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم يغضب الغضب الشديد‪،‬‬ ‫يتّسمُ‬ ‫حين يصدر من بعض النّاس تصرف ِ‬ ‫بالتشديد‪ ،‬لقد سمع مرة أن بعض أصحا ِبه‬ ‫يُطيل الصال َة عندما يَؤمُّ النّاس ؛ فغضب‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬وق��ال‪�« :‬إنَّ مِ نْكم‬‫َجوزْ » ‪-‬‬ ‫ُمن ِّفرينَ ؛ ف�أَ ُّيكم َ�ص ّلى بال ّن ِ‬ ‫ا�س ف ْليت َّ‬ ‫أي‪ :‬ف ْل ِّ‬ ‫يخففْ ‪َّ -‬‬ ‫فإن فيهمُ الضعيفَ والكبيرَ‬ ‫وذا الحاجةِ)‪ ،‬لقد كان طبعه الشريف ‪ -‬صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم ‪ -‬يميل دائما إلى التيسير‬ ‫والتخفيف ‪ ،‬فكثيرا ما رأيناه يُع ِرض عن عمل‬ ‫من األعمال ‪-‬وهو مقرب إلى قلبه‪ ،‬ومحبَّب‬ ‫إلى نفسه‪ -‬ال لشيء إال لخوفه أن يفرض‬ ‫على أمته‪ ،‬فيشق عليهم ؛ فيفتقدون التوازن‬ ‫في حياتهم‪ ،‬فقال « َل ْو َال �أَ ْن �أَ ُ�ش َّق َع َلى �أُ َّمتِي‬ ‫لأَ َّخ ْر ُت َ�ص َال َة ا ْلع َِ�شاءِ ‪� ‬إِ َلى ُث ُل ِث ال َّل ْيلِ َ�أ ْو ن ِْ�ص ِف‬ ‫ال َّل ْيلِ »‪ ،‬ونظيره قوله عليه السالم (لوال أن‬ ‫أشق على أمتي ألمرتهم بالسواك عند كل‬ ‫صالة) فهذا يبين مدى حب‪ ‬رسول اهلل ألمته‪،‬‬ ‫وحرصه عليها وعلى مصالحها في أمور دينها‪،‬‬ ‫لذا قالت السيدة عائشة‪- ‬رضي اهلل عنها «�إِ ْن‬ ‫َكانَ َر ُ�س ُ‬ ‫ول ال َّلهِ َل َي َد ُع ا ْل َع َم َل َوهُ َو ُيحِ ُّب �أَ ْن‬ ‫ا�س َف ُي ْف َر َ‬ ‫�ض‬ ‫َي ْع َم َل بِهِ ؛ َخ ْ�ش َي َة �أَ ْن َي ْع َم َل بِهِ ال َّن ُ‬ ‫َع َل ْي ِه ْم» وهذا الحرص امتد به حتى باألطفال‬ ‫رحمة بهم وشفقة عليهم‪ ،‬فيروي أنس بن‬ ‫مالك أنه صلى اهلل عليه وسلم‪ ‬قال‪�« :‬إِ يِّن‬ ‫ال�صلاَ ِة َو�أَنَا �أُرِ ي ُد ِ�إ َطا َلت َ​َها َف َ�أ ْ�س َم ُع‬ ‫َ أَلدْ ُخ ُل يِف َّ‬ ‫ال�صب ِِّي َف�أَ جَ َ‬ ‫ما �أَ ْع َل ُم مِ نْ‬ ‫ُب َك َاء َّ‬ ‫ت َّوزُ يِف َ�صلاَ تِي مِ َّ‬ ‫ِ�ش َّد ِة َو ْج ِد �أُ ِّمهِ مِ نْ ُب َكائِهِ »‪.‬‬ ‫ومن صور حرصه على أمته‪ ،‬أنه كان‬ ‫يدعو ألمته بالخير والمغفرة في كل صالة‬ ‫ُ‬ ‫رح��م��ة منه صلى اهلل عليه وسلم بأمته‬ ‫وإشفاقه عليها فعن عائشة ـَض ـ أنها قالت‪:‬‬ ‫صلى اللهَُّ ع َليهِ َّ‬ ‫لما رأيت من النبي َّ‬ ‫وَسلمَ‬ ‫طيب نفس‪ ،‬قلت ‪ :‬يا رس��ول‪ ،‬ادع اهلل لي‪،‬‬ ‫فقال‪« :‬ال َّل ُه َّم ْاغف ِْر ِل َعائ َِ�ش َة َما َت َقد َ​َّم مِ نْ َذ َنب َِها‬ ‫�س ْت َو َما �أَ ْع َلن َْت‪َ ،‬ف َ�ضحِ َك ْت‬ ‫َو َما َت�أَ َّخ َر‪َ ،‬ما �أَ رَ َّ‬ ‫َعائ َِ�ش ُة َح َّتى َ�س َق َط َر ْ�أ ُ�س َها يِف حِ ْجرِ هَ ا مِ نَ‬ ‫ال�ضحِ كِ ‪َ ،‬ق َال َل َها َر ُ�س ُ‬ ‫َّ‬ ‫ول ال َّلهِ َ�ص َّلى ال َّلهُ َع َل ْيهِ‬ ‫�سكِ دُ َعائِي؟»‪َ ،‬ف َقا َلتْ ‪ :‬وَما لي‬ ‫َو َ�س َّل َم‪�« :‬أَ َي رُ ُّ‬ ‫لاَ يسرُّ ِني دُع��اؤُكَ‪َ ،‬ف َق َ‬ ‫ال َّ‬ ‫صلى اللهَُّ ع َليهِ‬

‫َّ‬ ‫«وال َّلهِ �إِ َّن َها َلد َُعائِي ِ أُل َّمتِي يِف ُك ِّل‬ ‫وَسلم‪َ :‬‬ ‫َ�صلاَ ةٍ» ‪.‬‬ ‫وم��نْ مظاه ِر حرصه ‪-‬صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم‪ -‬البالغ بأمته شدة اهتمامه على هداية‬ ‫الناس وإِرشادهم إلى ما فيه سعادتهم في‬ ‫الدنيا واآلخرة‪ ،‬حتى لقد بلغ به الحِرص على‬ ‫ذلك أنّه كان يأسف ويحزن حين يرى بعض‬ ‫الناس قد ابتعدوا عن طريق الهداية‪ ،‬وسلكوا‬ ‫سبيل الغواية‪ ،‬غير أن القرآن الكريم كان‬ ‫ينزل عليه يسليه ويسري عنه‪ ،‬ويعلمه بأنه‬ ‫ليس عليه َّ‬ ‫إال إِبالغ رسالة ربِّه‪ ،‬فمن اهتدى‬ ‫ُ‬ ‫يقول‬ ‫فلنفسه ومن ضل فإنَما يضل عليها‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫«وال حَ ْ‬ ‫تزَ ْن َع َل ْي ِه ْم»‪ ،‬ويقول ‪-‬جل‬ ‫اهلل تعالى‪َ :‬‬ ‫وعال‪ -‬مخاطبا نبيه ‪-‬عليه الصالة والسالم‪-‬‬ ‫لكثرة اشتغاله بهداية أمته‪ ،‬وتحسره على من‬ ‫لم يطعه ولم يتبعه‪ ،‬ولم يدخل في دينه « َفلاَ‬ ‫ات» ‪ .‬ولم يقتصر‬ ‫�س ٍ‬ ‫ت َْذهَ ْب َن ْف ُ�س َك َع َل ْي ِه ْم َح رَ َ‬ ‫حرصه صلى اهلل عليه وسلم على الكبير فقط‬ ‫بل شمل حتى الصغير‪ ،‬فقد بلغ إليه الخبر‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬أن ابن جاره اليهودي‬‫على فراش الموت‪ ،‬فأسرع إليه ‪-‬صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم‪ -‬ووقف عند صدره وقال له قل‪:‬‬ ‫ال إله إال اهلل محمد رسول اهلل»‪ ،‬فكان الولد‬ ‫ينظر ت��ار ًة إلى رس��ول اهلل وت��ار ًة إلى أبيه‪،‬‬ ‫فقال اليهودي البنه‪ :‬أطع أبا القاسم‪ ،‬أطع أبا‬ ‫القاسم‪ ،‬فنطق بالشهادة‪ ،‬ففرح رسول اهلل‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬وق��ال‪« :‬الحمد هلل‬‫الذي أنقذه من النار»‪.‬‬ ‫‪ ‬فقد كان صلى اهلل عليه وسلم يتقطع‬ ‫ألما وحسرة وأسى على العصاة الذين خرجوا‬ ‫عن الطريق المستقيم‪ ،‬أو لم يدخلوا في هذا‬ ‫الدين العظيم ؛ حتى إنه صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫وقف عند رأس عمه أبي طالب إلى آخر رمق‪،‬‬ ‫وإلى آخر لحظة يطلب له الهداية‪ ،‬ويدعوه‬ ‫إلى اإلس�لام‪« ،‬أي عم قل‪« :‬ال إله إال اهلل»‬ ‫كلمة أحاج لك بها عند اهلل» لكن اهلل ‪-‬جل‬ ‫وعال‪ -‬ما أراد له الهداية ‪.‬‬ ‫إن من رحمة نبينا صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫بأمته حرصه الدائم عليها‪ ،‬ودعاؤه المستمر‬ ‫لسعادتها في الدنيا واآلخرة‪ ،‬فقد روى عبد‬ ‫اهلل بن عمرو بن العاص رضي اهلل عنهما‬ ‫‪ :‬أن النبي تال قول اهلل تعالى في إبراهيم‬ ‫ريا مِ نَ ال َّن ِ‬ ‫ا�س‪َ ‬ف َمنْ‬ ‫«ر ِّب ِ�إ َّن ُه َّن �أَ ْ�ض َل ْلنَ َك ِث ً‬ ‫‪َ :‬‬ ‫ور‬ ‫َت ِب َعنِي َف�إِ َنّهُ مِ ِّني َو َمنْ َع َ�ص يِان َف ِ�إ َّن َك َغ ُف ٌ‬ ‫َرحِ ي ٌم»‪ ،‬وتال حكاية عن عيسى‪�« ‬إِ ْن ُت َع ِّذ ْب ُه ْم‬ ‫‪ ‬و ِ�إ ْن ت َْغف ِْر َل ُه ْم َف�إِ َّن َك �أَن َْت ا ْل َعزِ يزُ‬ ‫َف�إِ َّن ُه ْم عِ َبادُ َك َ‬ ‫ِيم»‪َ ،‬فر َفعَ يديهِ وَ َق َ‬ ‫حْ َ‬ ‫هُمَ أُمتي‬ ‫ال (ال َّل ّ‬ ‫الك ُ‬ ‫أُمتي) وبكى‪ ،‬فقال اهلل‪ :‬يا جبريل‪ْ ،‬اذه��بْ‬ ‫إِ َلى محمد ‪ -‬وربكَ أَع َلمُ‪َ -‬فس ْلهُ ما يبكيكَ‬ ‫يل َف َ‬ ‫ُ‬ ‫؟ َفَأتاهُ ِجب ِر ُ‬ ‫هلل‬ ‫سأ َلهُ‪َ ،‬فَأخبرَهُ‬ ‫رَسول ا ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫بما َق َ‬ ‫ال‪ ،‬وَهوَ أعلمُ‪ ،‬فقال اهلل ‪ :‬يا ِجب ِر ُ‬ ‫يل‪،‬‬ ‫ن ِ�ض َ‬ ‫ْاذهب إِ َلى محمد‪َ ،‬ف ُقل ‪�« :‬إِنَا َ�س رُ ْ‬ ‫يك يِف‬ ‫�أُ َّمت َِك َوال ن َُ�سو� َؤك»‪.‬‬ ‫ومن حرص النبي صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫على أمته في اآلخرة بكاؤه عليها وشدة خوفه‬ ‫عليهم ورحمته لهم أنه يسأل اهلل تعالى إخراج‬ ‫من وقع في النار من أمته‪ ،‬فعن أبي هريرة‬ ‫قال‪ :‬قال رسول اهلل‪ِّ :‬‬ ‫«لكل َنب ٍِّي دَ ْعو ٌة ُم ْ�ست َ​َجا َب ٌة‬ ‫َف َت َع َّج َل ُك ٌّل َنب ٍِّي دَ ْع َوتَهُ ‪َ ،‬و� يِّإن ْ‬ ‫اخ َت َب�أْ ُت دَ ْع َوتِي‬ ‫وم ال ِق َي َامة» ‪.‬‬ ‫َ�ش َف َ‬ ‫اع ًة لأُ َّمتِي َي َ‬ ‫فهكذا تتعدد صور ومظاهر حرص النبي‬ ‫ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ على أمته ورحمته‬ ‫بها في السيرة النبوية‪ ،‬ولم يؤثر عن نبي‬ ‫من األنبياء ـ عليهم السالم ـ ذلك الحرص‬ ‫والحب الشديد ألمته كما أُثِر عنه ـ صلوات‬ ‫اهلل وسالمه عليه‪ ،‬وإن هذا النبي الحريص‬ ‫على األمة الرؤوف الرحيم بها لهو حقيق بأن‬ ‫يطاع وأن يقتفى أثره وتتبع سنته ويستمسك‬ ‫بحبله ويعظم أمره‪ ،‬ويدافع عن ملته وشرعته‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم تسليماً كثيراً‪.‬‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬دي�سمرب ‪� 2016‬إلى ‪ 2‬يناير ‪2017‬‬

‫العدد ‪869‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫عزيز گنوني‬

‫�سل�سة جديدة‬

‫مطلوب توضيح من اإلدارة العامة لألمن الوطني‬ ‫نشرت جريدة «المساء» في عدد أخير خبرا مفاده أن‬ ‫شرطة أزمور اعتقلت الصحافي أحمد مصباح‪ ‬بعد تعنيفه‬ ‫وتصفيد يديه ورميه بسيارة تابعة لمفوضية األمن بأزمور‬ ‫«دون أن يرتكب‪ ‬أي مخالفة أو جريمة»‪ ،‬كما ورد في خبر‬ ‫«المساء»‪ ‬التي‪ ‬أضافت أن اعتقال أحمد مصباح أثار استنكار‬ ‫عدد من الجمعيات الحقوقية‪ ‬والجمعيات األهلية والمرصد‬ ‫الدولي لحقوق اإلنسان ‪ ‬ونقابة الصحافيين المغاربة‪ ‬‬ ‫والهيئة المغربية لحماية المواطنة والمال العام‪ ،‬ونادي‬ ‫الحرية للصحافة بدكالة‪ ،‬التي اعتبرت أن هذا «االعتداء»‬ ‫يشكل ضربة في العمق لمكتسبات المغرب في مجال حقوق‬ ‫اإلنسان والحريات‪ ‬ولدولة الحق والقانون‪ ،‬كما اعتبرت أن‬ ‫االعتقال «التعسفي» وسوء المعاملة التي تعرض إليها أحمد مصباح بطريقة «مفاجئة وغريبة»‪« ‬إهانة‬ ‫لجميع الصحافيين بالجديدة»‪ .‬بينما علمت الجريدة ذاتها أن فعاليات المجتمع المدني تعتزم تنظيم‬ ‫وقفات احتجاجية‪ ‬بالمدينة للتنديد‪ ‬بـ «االعتقال والتعنيف‪ ‬السافرين» اللذين تعرض لهما «الصحافي‬ ‫والفاعل الحقوقي‪ ‬أحمد مصباح»‪.‬‬ ‫إن عدم تعليق الجهات األمنية المعنية على هذا الخبر الذي نشر على نطاق واسع عبر التراب الوطني‪،‬‬ ‫قد يوحي بأن األحداث مرت على الطريقة التي صيغت بها في المقالة المذكورة‪ ،‬وهو ما قد يضع على‬ ‫النقاش العام‪ ،‬سؤال حرية اإلعالم وحقوق اإلنسان وقانون حماية الصحافيين ‪....‬‬ ‫أو ليس من حق الرأي العام الوطني وهيئات الصحافيين المغاربة أن يتم تقديم توضيحات رسمية في‬ ‫الموضوع‪ ،‬تفاديا لكل لبس أو‪ ‬ظن خاطئ أو ظلم غير مقصود‪.‬‬ ‫‪ ooooo‬‬

‫خبر طريف ‪:‬‬ ‫قرويون يشيدون قنطرة بتنغير‪ ‬لفك العزلة عن دواويرهم‪! ‬‬ ‫البــــد وأن يكونـــوا قـــــد‬ ‫أعياهـــم انتظـــار الدولــة لتفـــك‬ ‫عزلتهـــم وتخفف من معاناتهـــم‬ ‫مـع عبــور واد دادس كــل فصــل‬ ‫شتــاء‪ ،‬فقــرروا االعتمــــاد على اهلل‬ ‫وعلى أنفسهـــم‪ ،‬وشيــدوا ألهــل‬ ‫داويرهـــم ‪ ‬قنطـــرة ‪ ‬بإمكانيــــات‬ ‫ذاتيه رغم قلة تلك اإلمكانيات‪ ،‬عبر‬ ‫تبرعات األهالي ومساهماتهم‪ ،‬بينما‬ ‫يستقـــر بنكيــران ووزراؤه وكبـــار‬ ‫موظفيه ونـواب األمــة والمنتخبون‬ ‫الجمــاعيـــون والجهــــويــون فــي‬ ‫أرائكهم المريحـة‪ ،‬ويستمتعـــون برواتبهـــم المليونيــــة وبتقاعداتهــم الذهبية وبأشيـاء أخرى مما‬ ‫تعلمون ومما ال تعلمون‪..... ! ‬‬ ‫القنطرة ‪ ‬التي أطلق عليها األهالي اسم «قنطرة المحسنين» ‪ ‬والتي يبلغ طولها ‪ 65‬مترا وعرضها‬ ‫مترين ونصف المتر وارتفاعها ثالثة أمتار‪ ،‬أشرف على تخطيطها وعلى إنجازها ‪ ،‬تطوعا‪ ،‬مهندسون‬ ‫وتقنيون ‪ ‬وبناءون ‪ ‬متخصصون في تشييد القناطر‪ ‬ينحدرون من المنطقة‪. ،‬‬ ‫حفل تدشين القنطرة الذي غابت عنه «الوجوه التليفزيونية المعروفة» خلت من كـل «المراسيم‬ ‫الرسمية» حيـث إنها جرت خـالل تظاهـرات شعبية‪ ،‬شارك فيها أهالي‪ ‬قبائـــل‪ ‬آيت حمودن‪ ‬والدواوير‬ ‫المجاورة‪ ،‬بأهازيجهم‪ ‬االحتفالية رافعين األعالم الوطنية والرايات األمازيغية ‪ ‬تعبيرا عن نهاية معاناتهم‬ ‫مع مشكلة عبور واد دادس خالل فصل الشتاء‪ ‬الذي يشطر سبعة دواوير إلى شطرين‪ ،‬كل عام بسبب‬ ‫الفيضانات والثلوج‪ ،‬وتغلق جميع المسالك الترابية على وعورتها في وجه المواطنين ووسائل النقل من‬ ‫دواب وسيارات‪ ،‬ويصبح التواصل داخل المنطقة للتبضع ‪ ،‬بيعا و شراء ‪ ،‬أو للتطبيب ‪ ‬خاصة في حال المرضى‬ ‫الكبار السن‪ ،‬والنساء الحوامل‪ ..... ،‬من المستحيالت‪! ‬‬ ‫فهل ستستفيد الدولة «العميقة» من الدرس الذي لقنه إياها أهالي تنغير وتعمد إلى فك العزلة عن‬ ‫آالف الدواوير األخرى التي يعيش أهلها أقسى ظروف الفقر والتعاسة والهشاشة ‪ ‬وانعدام بنيات أساسية‪ ‬‬ ‫تستجيب لمتطلبات حياة اإلنسان التي ينعم بها‪ ‬أهل جهات أخرى من هذا الوطن ؟‬ ‫‪ooooo ‬‬

‫اشهد لي نشهد لك ‪ : P.J.D‬‬ ‫العثماني يعرب عن «تضامنه» مع ماء العينين‬ ‫األمر ليس غريبـــا‪ ،‬مـــاء العينين‬ ‫«قيادية» بارزة في «العدالة والتنمية»‪ ‬‬ ‫تتعرض‪ ،‬بين الفينـــة والفينة‪ ،‬كجميع‬ ‫«الوجــوه العموميــة» لبعــض النقـــد‬ ‫من الرأي العـــام أو من المتتبعين‬ ‫للشـأن العام أو من المنافسيــن من‬ ‫جهــــات سياسية أخرى واألمر عاد وعام‪.‬‬ ‫أخيرا راج ما يفيــد أن ماء العينين‬ ‫تجمع بين العديد من المهام إلى جانب‬ ‫مهامها البرلمانية تتقاضى عنها مرتبات‬ ‫وتعويضات ‪ ‬إضافية كبيرة‪......‬‬ ‫العثماني اعتبر أن كل ما يروج في‬ ‫حق الزعيمة ماء العينين «أكاذيـــب»‪،‬‬ ‫فال تعويضــات «وال هم يحزنـــون»‪...‬‬ ‫هكذا دون رئيس المجلس الوطني للعدالة والتنمية على صفحته الفيسبوكية ما اعتبره تهجما مقصودا‬ ‫وممنهجا واستهدافا مرفوضا للنائبة البيجيدية‪...‬‬ ‫قد يكون‪ ،‬ولكن الصحافيين «المشاغبين» لن يعدموا أسباب الوصول إلى ‪ ‬حقيقة «المهام» التي‬ ‫يتم االدعاء بأن ماء العينبن تشغلها‪ ،‬وإلى «الصناديق» التي تصرف منها التعويضات السخية ‪ ‬لمن تتعدد‬ ‫مهامهم بين ‪ ‬مؤسسات الدولة والمجالس االستشارية إلى جانب مهامهم االنتخابية‪ ‬محليا ووطنيا‪....‬‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫كل شيء وارد في هذا الباب‪ ،‬حيث إنه ال يوجد في عالم اليوم‪ ،‬المتمدن والمتحضر‪ ،‬ما يمنع من‬ ‫وصول اإلنسان إلى المعلومة ‪ ،‬إال ‪ ‬ما كان من بعض األنظمة المتخلفة‪ ،‬المتحجرة والعياذ باهلل‪....! ‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫كتاب التربية اإلسالمية‪ :‬جدل «النقل والعقل»‬ ‫هذا المقرر المدرسي‪ ‬للجذع المشترك والسنة أولى بكالوريا‪،‬‬ ‫أزعج أساتذة الفلسفــة لما تضمنـــه في باب‪« ‬اإليمان‬ ‫والفلسفة» من مفاهيــم اعتبرتهــا‪ ‬الجمعيـــة المغربية‬ ‫لمدرسي الفلسفـــة‪« ،‬مضامين مسيئة لمادة الفلسفة‪ ‬‬ ‫والعلوم اإلنسانية « وداعية إلى «التعصب والجمود‬ ‫والتطرف وال تمت بصلة إلى التقاليد المغربية الراسخة‬ ‫في الثقافة الفلسفية»‪ .‬ويؤاخذ أساتذة الفلسفة على المقرر‬ ‫«منار التربية االسالمية» وصف بن تيمية بـ «شيخ اإلسالم»‬ ‫مما يعتبر «تزكية له»‪ ،‬فضال عن أن المقرر تضمن أسئلة غير‬ ‫تربوية‪ ‬من قبيل‪ :‬كيف ينظر الفالسفة إلى الدين‪ ‬أو كيف‪ ‬يرى‬ ‫المتدينون الفلسفة‪ ،‬ما يوحي بوجود تعارض بين الدين والفلسفة‪،‬‬ ‫بينما «ال تعارض بين عقل صريح ونقل صحيح»‪ ‬كما ورد في كتاب بن‬ ‫تيمية نفسه‪« ،‬درء التعارض بين العقل والنقل» وفي «فصل المقال فيما‬ ‫بين الحكمة والشريعة» ‪ ‬و «مناهج األدلة في الكشف عن عقائد أهل الملة»‬ ‫البن رشد الذي يعتبر أعظم فالسفة العرب والمسلمين‪.‬‬ ‫وزارة التربية في محاولة منها لتلطيف الجو‪ ،‬أمام تهديد أساتذة الفلسفة والتالميذ باالحتجاج‬ ‫واإلضراب‪ ،‬ذكرت بالتوجيهات العامة في مجال المناهج الدراسية‪ ‬التي تنبني على‪« ‬التوازن وعلى تكامل‬ ‫المواد الدراسية‪ ‬وعدم مصادرة حق المتعلم في السؤال‪ ‬والتأمل والفهم‪ ‬والتعبير ومناقشة الراي‬ ‫المخالف ‪ ‬بإعمال العقل‪ ...‬إلى آخره من «العموميات» التي دأبت وزارة بلمختار على تبنيها في بياناتها‬ ‫الرسمية‪.‬‬ ‫وإلى جانب ذلك‪ ،‬تفادت الوزارة مجادلة‪ ‬ادعاءات الجمعية المغربية ألساتذة الفلسفة حول مضمون‬ ‫مقرر «منار التربية اإلسالمية»‪ ،‬محيلة على المنهاج الدراسي الذي يعتبر «المرجع الرسمي‪ ‬لتدريس جميع‬ ‫المواد الدراسية‪ .‬أما الكتب فهي في نظرها «وثائق مساعدة»‪.‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫قضاة جطو وقضايا الفساد في وزارة التعليم‬ ‫ال دخان بدون نار‪! ‬‬ ‫راجت في وسائل اإلعالم الوطنية‬ ‫أخبار عن تسلم قضاة المجلس األعلى‬ ‫للحسابات‪ ‬والفرقـــة الوطنيــة ملفات‬ ‫تتعلــق بقضايـــا الفســاد في قطـــاع‬ ‫التعلـيـــم ‪ ،‬حيـــث‪ ‬يكــون قـــد تــــم‬ ‫االستمـاع إلى جمــيـــع المسؤوليــن‬ ‫الذين وردت أسماؤهــم في «فضائـح»‬ ‫صفقـــات العتـــاد‪ ‬الديداكتيكـــي وأن‬ ‫البحث ال زال جاريا‪ .‬كمـــا أن المفتشية‬ ‫العامة للوزارة ‪ ،‬التي تنتـج حوالــي مائة‬ ‫تقرير سنويــا‪ ‬أعدت تقريا مفصال‬ ‫حول «شبـهـــات الفســاد»‪ ‬التي‬ ‫قــد يتــورط فيها بعض مسؤولــي‬ ‫الوزارة‪.‬‬ ‫هذا فــي الوقـــت الــــذي أعلــــن الوزيـــر بلمختــار أن وزارتـه تتجـــه لمقاضـــاة مدير‬ ‫إقليمي وقع إعفاؤه مؤخرا‪ ‬على خلفيـة تصريحات ‪ ‬صحافيــة‪ ‬بوجود «عصابة ومافيا فساد»‬ ‫بقطاع التعليم ‪ ‬فيما تعلق بصفقــات البرنامـــج االستعجالي‪ ،‬صدر بيان للوزارة يؤكد أن مشاريع‬ ‫البرنامـــج االستعجالــــي خضعــت‪ ،‬على مستوى جميع األكاديميات الجهوية لعملية افتحاص‬ ‫داخلية من طـــرف المفتشيات العامة للوزارة‪ ،‬وخارجية‪ ،‬من‪ ‬طـرف كـــل من المفتشيـــة العامـــة‬ ‫للماليـــة والمجلس األعلى للحسابات‪....‬‬ ‫يعني أنه ال فساد وال مافيا وأن‪ ‬ما صدر عن النائب االقليمي «السابق» للوزارة بالقنيطرة‪ ،‬‬ ‫أحمد كيكيش‪ ،‬مجرد هراء في هراء‪ ،‬وأن النائب المقال سوف يواجه مقاضاة الوزارة له فيما ادعاه‬ ‫من وجود تالعبات يكون قد قام بها مسؤولون كبار بوزارة التعليم ووزارة المالية ‪.‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫مواجهات بين البوليس بالرباط‬ ‫من غرائب الصـــدف أن يحدث ما‬ ‫حدث بالرباط‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬حيـــث وقــعـــت‬ ‫مواجهة بالشارع العام‪ ،‬بين‪ ‬البوليــس‬ ‫«السنيور» والبوليس «الجنيـــور» خالل‬ ‫مظاهرة نظمها خريجو مدارس الشرطة‪ ‬‬ ‫الذين تقـــرر طردهم بعد «نجاحهم» ‪،‬‬ ‫كما يدعون‪ ،‬وقبـــل التحاقهم بمقرات‬ ‫عملهم‪.‬‬ ‫تدخل رجال األمن ضـــد «أشبـــال‬ ‫األمن» شهــد نوعـا من االحتكــاك بين‬ ‫«الممارسيـن» وبين «الوافدين» بعــد‬ ‫أن رفض المحتجون االنسحاب وتسليم‬ ‫الفتة ‪ ‬يناشدون فيها جاللـة الملك أن يأمر بإعادة النظر في القرار الصادر في حق مائتين من خريجي‬ ‫مدارس الشرطة ‪ ‬تم االستغناء عنهم بعد خضوعهم للتدريب بشكل عاد‪ ،‬كما يدعون‪ ،‬بل وبعد توصل‬ ‫بعضهم بقرارات التعيين‪ ،‬ليفاجؤوا بقرارات «الطرد» تنزل عليهم كالصاعقة‪..‬‬ ‫الغريب أنه لم يصدر أي بيـــان رسمــي في الموضوع بالرغم من أن المظاهـــرة كانت في‬ ‫الشارع العـــام وأن عددا من المنابـر اإلعالميــة قد تناقلــت بعض تفاصيلها‪ ،‬موثقـــة بالصوت‬ ‫والصورة‪.‬‬


‫الثالثاء ‪ 27‬دي�سمرب ‪� 2016‬إلى ‪ 2‬يناير ‪2017‬‬

‫العدد ‪869‬‬

‫َ‬ ‫أمـنـيــات‬ ‫� �أمنـيـات‬ ‫ّ‬

‫حصيلة مشرفة لعمل مديريـة األمــن الوطني‬ ‫خالل سنة ‪ ،2016‬تبرز مدى جدية عمل األمن الوطني‬ ‫ونجاعته في حماية سالمة المواطنين ومحاربة كل‬ ‫أشكال الجريمة‪ ،‬وأيضا في مراقبة رجال األمن على‬ ‫المستوى الوطني بهدف الكشف عن كل ما يخل‬ ‫بسالمة التدخل األمني بين المواطنيــن ولصالـــح‬ ‫أمنهم وسالمتهم‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار العام‪ ،‬تجــــدر اإلشارة إلى أن‬ ‫مختلف مصالح األمن أوقفــت نحو نصف مليــون‬ ‫شخص مشتــبــه فيـــه من بينهــم أزيــد من ‪150‬‬ ‫ألـف من المبحوثين عنهم‪ ،‬كما أن عدد الموقوفين‬ ‫في قضايا مرتبطة بالمخدرات فاق ‪ 90‬أألفا فيما‬ ‫ارتفعت نسبة المحجــوزات من المخــدرات حيــث‬ ‫بلغـــت‪ ،‬بالنسبة للحشيش وحده ‪ 106‬أطنان و‪870‬‬ ‫كيلوغراما بزيادة فوق ‪ 55‬طنا بالنسبـــة للسنـــة‬ ‫الماضية‪.‬‬ ‫ولم تقتصر تدخالت لألمن في ما يتعلق بمكافحة الجريمة على إيقاف المبحوثين عنهم في الداخل‪ ،‬بل إن مصالح األمن المغربية‬ ‫نجحت في القبض على ‪ 120‬مبحوثا عنهم على الصعيد الدولي ونشرت ‪« 141‬أمرا دوليا بإلقاء القبض» (‪ 75‬سنة ‪ )2015‬ونفذت ‪77‬‬ ‫عملية إنابة دولية بالمغرب ‪ ،‬كما شاركت في تنفيذ ‪ 27‬عملية دولية بالخارج‪.‬‬ ‫وعلى مستوى مراقبة عمل عناصر األمن‪ ،‬في أداء مهامهم‪ ،‬تم ‪ ،‬هذه السنة‪ ،‬عزل ‪ 84‬رجل شرطة من مختلف الرتب وتويقف ‪31‬‬ ‫شرطيا عن العمل بصفة مؤقتة‪ ،‬كما تم توجيه ‪ 1104‬إنذار و ‪ 517‬توبيخا‪ ،‬فيما أحيل ‪ 259‬شرطيا على معهد الشرطة إلعادة التكوين‬ ‫و ‪ 3‬آخرين أحيلوا على التقاعد‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬تم إعفاء ‪ 4‬من عناصر الشرطة من مناصبهم وخفض رتب خمسة رجال الشرطة‬ ‫وتوجيه ‪ 1899‬تنبيها لموطفي األمن وتوقيف ‪ 176‬موظفا من بينهم ‪ 58‬الرتباطهم بقضايا فساد مالي‪.‬‬ ‫هذه النتائج العملية كانت ثمرة عمليات البحث المستمرة بعضها تم بطريقة سرية وفجائية‪ ،‬من طرف المفتشية العامة لألمن‬ ‫التي أنجزت ‪ 442‬بحثا إداريا سنة ‪ 2016‬مقابل ‪ ،73‬السنة التي قبلها‪..‬‬ ‫كما أن المكالمات التي أجراها المواطنون على رقم النجدة الهاتفي ‪ 19‬ناهزت المليون ومائة ألف ‪ ،‬تطلبت معالجتها إحداث‬ ‫وحدات جديدة للنجدة في بعض جهات المغرب مع رفع نسبة التغطية الجغرافية لهذه المصلحة بإحداث تغييرات واسعة داخل بعض‬ ‫المناطق األمنية وإحداث أربع قاعات للقيادة والتنسيق بمواصفات تقنية عالية بهدف تلقي اتصاالت المواطنين على مدار الساعة‬ ‫وتدبير التدخالت األمنية على الشارع العام‪.‬‬ ‫وأحدثت المديرية العامة األمن الوطني‪ ،‬هذا العام‪ ،‬سبع فرق جهوية للتدخل في إطار دعم الفرق الالممركزة للشرطة القضائية‪،‬‬ ‫بهدف تنفيذ العمليات الكبيرة كما أنشأت مجموعتين للبحث والتدخل بهدف تعزيز العمليات الميدانية في إطار مكافحة الجريمة‪،‬‬ ‫وكذا أربع فرق جهوية للشرطة القضائية لتتولى األبحاث والتحريات في الجرائم االقتصادية والمالية و ‪ 19‬خلية جهوية للتحليل‬ ‫واإلحصاء فيما يخص االتجاهات اإلجرامية المستجدة‪ ،‬و‪ 16‬مجموعة جديدة بينها ‪ 10‬متنقلة و ‪ 5‬لمكافحة الشغب‪ ،‬ومجموعة للتدخل‬ ‫السريع ومجموعتين والئيتين لحماية المصالح األجنبية بكل من الرباط والدار البيضاء ودعمت مختلف هذه المجموعات وباقي‬ ‫الفرق بـ ‪ 1244‬سيارة جديدة للشرطة تم اقتناؤها هذه السنة‪.‬‬ ‫هذه بعض مالمح العمل الهام الذي قامت به المديرية العامة لألمن الوطني خالل سنة ‪ ،2016‬والذي يبرز جدية هذا العمل‬ ‫وحرص اإلدارة العامة لألمن الوطني على حشد جميع اإلمكانيات الضرورية لمكافحة الجريمة بجميع أشكالها حماية ألمن وسالمة‬ ‫المواطنين وأيضا على تحسين أداء رجال األمن بالمراقبة الدائمة واللصيقة بغية مواجهة كل االختالالت التي قد تلحق تدخالتهم‬ ‫اليومية في نطاق مباشرة عملهم في خدمة المواطنين‪.‬‬ ‫النتائج الكبرى التي حققتها اإلدارة العامة لألمن الوطني خالل السنة التي نودع‪ ،‬تسهم إلى حد كبير في إشاعة الشعور لدى‬ ‫المواطنين باألمن بالرغم من التنامي الفاحش للجريمة عبر كافة التراب الوطني‪ ،‬ولكن ما يدعو لإلطمئنان هو الجدية التي تواجه‬ ‫بها اإلدارة العامة لألمن الوطني مكافحة الجريمة في نطاق منظومة متكاملة عبأت لها طاقات بشرية هائلة وإمكانات لوجيستيكية‬ ‫واسعة وإطار نظري وعملي من مستوى عال‪.‬‬

‫أمنيات محلية‬

‫تعددت التدخالت األمنية الناجحة‪ ،‬خالل هذا األسبوع أيضا ‪،‬‬ ‫حيث تم فك لغز بعض الجرائم وإيقاف مرتكبي جرائم عدة‪ ،‬منها‬ ‫توقيف جانح بطنجة‪ ،‬يلقب بـ «القتال» ثالث ساعات تقريبا بعد قيامه‬ ‫باعتداء بشع بمنطقة مسنانة بطنجة‪ ،‬على تلميذ بهدف سرقة هاتفه‬ ‫المحمول‪ .‬ومنها أيضا إيقاف ‪ 11‬عشر شخصا بمدينة برشيد‪ ،‬كانوا‬ ‫موضوع بحث وطني من أجل تهم متعددة تتوزع بين الضرب والجرح‬ ‫بواسطة السيوف والسرقة واالتجار بالمخدرات والخمور واالعتداء على‬ ‫ملك الغير‪.‬‬ ‫كما ألقت عناصر األمن القبض على «عصابة مستشفى ابن‬ ‫سينا» بالرباط‪ ،‬بعد أن قاموا بالهجوم على المستشفى والتسبب في‬ ‫خسائر مادية بهذه المؤسسة الجامعية‪ .‬أفراد العصابة تم تقديمهم‬ ‫أمام القضاء الذي أصدر في حقهم حكما بالسجن النافذ أربعة أشهر‪.‬‬ ‫الشرطة القضائية بعمالة سال نجحت في وضع حد لما سمي‬ ‫إعالميا‪ ،‬بـ «عصابـة الحسنــاوات» التي روعت أصحاب السيارات‬ ‫الفارهة بسال والرباط‪ ،‬عبر «تقنية» األوطوسطوب التي تتقنها حيث‬ ‫كن يستهدفن أصحاب هذه السيارات من أجل السرقة عبر اإلغراء‬ ‫والتحريض على الفساد‪.‬‬ ‫وصول أولى الشكايات بالعصابة إلى مصالح األمن عجل بتوقيف‬ ‫فتاتين قاصرتين من عناصر العصابة ليتم توقيف الفتاتين األخريين‪،‬‬ ‫بالشارع العمومي وحجز العديد من الهواتف والساعات اليدوية‬ ‫والحقائب كانت بحوزتهن مع محجوزات أخرى تحصلن عليها من‬ ‫السرقة‪ .‬وكيل الملك بمحكمة سال أمر بإيداعهن السجن في انتظار‬ ‫االنتهاء من التحقيق المستمر باالستماع إلى العديد من ضحايا‬ ‫العصابة «الفاجرة» ‪.....‬‬ ‫وبإنزكان تمكنت الشرطة القضائية‪ ،‬نهاية األسبوع الماضي‪،‬‬ ‫من اعتقال عصابة إجرامية مكونة من خمسة أفراد تتراوح أعمارهم‬ ‫ما بين ‪ 20‬و ‪ 30‬سنة‪ ،‬يشتبه في تورطهم بسرقة وسلب ما بحوزة‬ ‫زوار المدينة من هواتف محمولة ونقود ووسائل نقـل عبــر االستعانة‬ ‫بكلب من فصيلة «البتيول»‪ .‬األوصاف التي قدمها عدد من ضحايا‬ ‫العصابة مكنت في ظرف وجيز من توقيف «زعيم» العصابة األمر‬ ‫الذي مكن من الوصول إلى باقي «الشركاء» ‪....‬‬ ‫حتى النحوت الصخرية بظاهرة السمارة لم تنـج من محاولــة‬ ‫السرقة وهي تمثل ذخيرة ثمينة بالنسبة لإلنسانية جمعاء‪ .‬إال أنه‬

‫‪10‬‬

‫من حسـن الحـظ‪ ،‬تمكن الدرك الملكي من إيقـاف أفراد العصابــة‬ ‫الخمسة بعد مباغتتهم وهم يمارسون عمليات حفر على مقربة من‬ ‫منطقة النقش الصخرية لتتم محاصرتهم واعتقالهم‪ .‬في انتظار‬ ‫عرضهم على العدالة‪.‬‬

‫طنـجـة‬

‫وبالعودة إلى طنجة‪ ،‬نشير إلى أن عناصر األمن المكلفة بأمن‬ ‫المؤسسات التعليمية تمكنوا من توقيف أربعة أشخاص من بينهم‬ ‫فتاة تتراوح أعمارهم ما بين ‪ 18‬و ‪ 21‬سنة‪ ،‬بسبب تورطهم في‬ ‫قضايا تتعلق بالسرقة بالعنف واستعمال السالح األبيض خاصة ضد‬ ‫تالميذ إعدادية «ابن الهيثم» حيث تم توقيفهم في حالة تلبس وتم‬ ‫ضبط مجموعة من الهواتف المحمولة وكذا أسلحة بيضاء بحوزتهم‪.‬‬ ‫البحث مع أفراد العصابة مستمر‪.‬‬ ‫وفي طنجة كذلك‪ ،‬تم اإلعالن عن وفاة سيدة متأثرة بمضاعفات‬ ‫صدمة نفسية قوية‪ ،‬إثر علمها بتعرض ابنتها ذات الست سنوات‬ ‫لالغتصاب من طرف شخص بحي الرهراه حيث تقطن‪ ،‬كان يكتري‬ ‫شقة بمنزل األسرة‪ ،‬ويقوم باستغالل كل فرصة سانحة لالعتداء‬ ‫جنسيا على الطفلة‪ .‬وحين افتضح أمره‪ ،‬غادر شقته وتوجه إلى مكان‬ ‫مجهول‪.‬‬ ‫األم ماتت بالمستشفى حيث نقلت في محاولة إلنقاذها والطفلة‬ ‫توجد في حالة نفسية متدهــورة والجانــي حـر طليــق في انتظار‬ ‫«مغامرة» كارثية جديدة‪ ....‬والجيران في حالة استغراب وحيرة‪..... ! ‬‬ ‫وفي طنجة كذلك‪ ،‬تم اغتصاب طفل ال يتجاوز سنه عامين‪ ،‬داخل‬ ‫حضانة‪ ،‬نهاية األسبوع الماضي‪ ،‬حيث الحظت والدته معاناة طفلها‬ ‫من آالم ببطنه ودبره‪ ،‬ليتبين بعد فحص طبي أن الطفل تعرض‬ ‫العتداء جنسي فظيع‪.‬‬ ‫مسير الحضانة تم إيقافه بأمر من الوكيل العام لدى محكمة‬ ‫االستئناف بطنجة‪ ،‬على ذمة التحقيق بالرغم من نفيه أي صلة‬ ‫بالجريمة النكراء‪ ،‬بينما تنتظر نتائج بعض التحاليل التي أجريت على‬ ‫الطفل والتي تتم معالجتها بالمختبر الوطني‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫أكبر قضية نصب واحتيال‬ ‫وتزوير وانتحال الملكية‬ ‫بمدينة طنجة‬ ‫الحلقـة الثانية والعشـرون‬ ‫تطرقنا في العدد السابق لبعض الثغرات التي شابت‬ ‫الملفات والنزاعات القائمة بين شركة فونسير دوجيرونس‬ ‫بروكس وورثة الهواري السوسي ونعود في عددنا الحالي إلى‬ ‫إثاراة مجموعة من االستفهامات التي ظلت عالقة في ذهن‬ ‫جميع متتبعي هذه السلسلة حيث الزال ورثة امبارك الهواري‬ ‫السوسي لم يستسيغوا أو يفهموا كيف لشركة تملك‬ ‫مطلب تحفيظ تصل مساحته إلى ‪ 10‬هكتارات بمنطقة واد‬ ‫اليهود ولم تتقدم بالتعرض إال على مطلب تحفيظهم عدد‬ ‫‪ 06/18534‬والبالغ مساحته ‪ 2‬هـ ‪ 9‬آر ‪ 30‬س وقد سبق أن تم‬ ‫التصرف فيه بالتفويت إلى الجماعة الحضرية بينما تم إهمال‬ ‫باقي الهكتارات األخرى التي انهال عليها عصابات االستالء‬ ‫على العقارات نصبا وسلبا ووضعوا فيها مجموعة من مطالب‬ ‫التحفيظ أغلبها قد انتهت بخصوصه جميع إجراءات التحفيظ‬ ‫من تحديد أولي ونهائي وإشهار بالمحكمة والمقاطعة‬ ‫والجريدة الرسمية دون أن تحرك الشركة ساكنا صدرات‬ ‫فيها رسوم عقارية نهائية غير قابلة لإللغاء والزالت لحد‬ ‫الساعة مطالب أخرى‪ ،‬مفتوحة بعضها قديم وأخرى جديدة‪،‬‬ ‫لم تبادر الشركة إلى التعرض على أي منها‪ ،‬ليبقى التساؤل‬ ‫مطروحا لماذا تعرفت الشركة على هذا المطلب الوحيد دون‬ ‫المطالب األخرى والغريب أن التعرض كان خارج األجال ‪،‬‬ ‫وبأجل إستثنائي من النيابة العامة‪ ،‬الجواب كان بعد بحث‬ ‫وتدقيق الورثة بيد موظف بالنيابة العامة بمحكمة اإلستئناف‬ ‫بطنجة‪ ،‬تجمعه عالقة نسب مع أحد أبناء الورثة حيث سبق له‬ ‫أن اطلع على الملف‪ ،‬وعلم بجميع محتوياته‪ ،‬ومضامينه كما‬ ‫وصل إلى علمه أن الورثة قد توصلوا من الجماعة الحضرية‬ ‫بالمبلغ المالي مقابل التفويت روبما أن ابنته كانت متزوجة‬ ‫بإبن أحد الورثة فقد طمع أن ينوبه نصيب من هذا المبلغ‬ ‫وصادف أن تاريخ التعرض على المطلب كانت إجراءات طالق‬ ‫ابنته وصراعات مع العائلة قد وصلت أوجها وبما أنه كان‬ ‫يحوز نسخة من الحكم العائد لسنة ‪ 1969‬الذي حكمت فيه‬ ‫المحكمة بأحقية الشركة في تملك هذه القطعة األرضية‪ ،‬قد‬ ‫حمل هذا الموظف جميع المعلومات ونسخة الحكم وجميع‬ ‫وثائق الملف التي سرقتها ابنته من بيت الزوجية‪ ،‬حملها‬ ‫إلى دفاع شركة بروكس وأطلعه على أحقية الشركة في هذه‬ ‫األرضية بمقتضى هذا الحكم وبالتالي تكون هي الحائزة‬ ‫الشرعية للمبلغ المالي الذي تسلمه الورثة من الجماعة‬ ‫الحضرية‪ ،‬فورا رفع المحامي سماعة هاتفه وأطلع عائلة بنيس‬ ‫على جميع هذه المعطيات ليمكنوه من صالحيات مطلقة‬ ‫للتصرف باسم الشركة بخصوص هذا المطلب والتعرف‬ ‫عليه ونزعه منهم وبالتالي الحصول على المبلغ الذي سلمته‬ ‫الجماعة للورثة‪ ،‬أكيد أن دفاع الشركة المذكور سيستولي‬ ‫على كل أو الجزء األكبر من هذا المبلغ بعد إنتهاء الملف‪،‬‬ ‫لكن لم يدر في خلده بأن التعرض على المطلب ستتفرغ عنه‬ ‫مجموعة من الملفات وسيطول النزاع لسنوات مع فضح ممل‬ ‫لتالعبات الشركة التي طالت جميع عقارات عائلة جونهاي‬ ‫بروكس‪ ،‬على سبيل المثال فإنه قد تم العثور على عقد بيع‬ ‫قطعة أرضية مقابلة لمسجد محمد الخامس بإبريا فوتتها‬ ‫عائلة بنيس لنفسها وانتزعتها من ممتلكات الشركة‪ ،‬وهو‬ ‫تصرف غريب ينم عن جشع وطمع بعض أفراد هذه العائلة‪،‬‬ ‫إذ نظرا ألهمية موقع هذه القطعة فإنه لم يتم اإلبقاء عليها‬ ‫من جملة ممتلكات الشركة كما درج العمل عندهم بل إنهم‬ ‫جعلوا نفسهم مشترين من الشركة‪ ،‬وأن هذه األخيرة باعت‬ ‫لهم هذه األخيرة‪ ،‬وكيف يمكن لشخص يملك شركة ويبرم‬ ‫عقد بيع مع نفسه ليحول أصول الشركة السمه الخاص وهي‬ ‫جملة من التالعبات الكثيرة جدا والتي بعد البحث يمكن أن‬ ‫نكشف قطاعات أخرى وما خفي كان أعظم‪.‬‬


‫العدد ‪869‬‬

‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬دي�سمرب ‪� 2016‬إلى ‪ 2‬يناير ‪2017‬‬

‫استضافة كريمة‬ ‫‬‫‪ ...‬استضافة كريمة حظي بها الصالون‬ ‫األدبي لنادي االتحاد‪ ،‬في شخص األستاذ األديب‬ ‫والصحفي الكبير أحمد الشيخ‪ ،‬الذي قدم إلينا‬ ‫من عاصمة األنوار (باريس) ‪.‬و قد شارك في‬ ‫عدَّة ندوات علمية دولية هامة‪ ،‬وعلى القنوات‬ ‫التلفزة العربية واألجنبية‪ .‬يشخص من خاللها‬ ‫قضايا المجتمعات العربية التي تسكن وجدانه‬ ‫‪.‬وهو يجهد قلمه وفكره الوازن‪ ،‬داعيا إلى الثقافة‬ ‫والعلم والحداثة‪ .‬دأب أخونا أحمد الشيخ بتواضع‬ ‫العلماء على التأليف والترجمة لجهابدة وعظماء‬ ‫فالسفة ومفكري الغرب وله عــدة مؤلفـــات‬ ‫ومنشورات علمية‪ .‬هذا الذي يعيش قضايا‬ ‫العروبة وفي صدره حرج للمآسي التي تحياها‬ ‫بعض الشعوب العربية في المشرق على وقع‬ ‫االنتهاكات الخطيرة لحقوق اإلنسان العربي‪،‬‬ ‫أصبح الغرب يشكل حالة مرضية‪ ،‬وأضحى خطرا‬ ‫على العالم باتجاهه اتجاهات قومية‪ .‬ثم أمسى‬ ‫يتنكر للقيم اإلنسانية متسائال (األستاذ أحمد )‪:‬‬ ‫نسير إلى أين ؟ وإلى أين ينتهي به ( الغرب )‬ ‫هذا االنهيار األخالقي ؟ يزعم الغرب َّ‬ ‫أن الخطر‬ ‫اإلسالمي يهدِّدُ العالم ! ما هي إال افتراءات‬ ‫ومشجب مهترئ للغرب ليعلق عليه أوساخ‬ ‫مالبسه ! يرصد األستاذ أحمد ارتدادات الزالزل‬ ‫السخيفة األمريكية في العراق وما أعقبها من‬ ‫جرائم ضدّ اإلنسانية في البالد العربية‪ ،‬التي‬ ‫طالت شعوبها‪ ،‬عند مطالبتها بحقها في الحياة‬ ‫الكريمة‪ ،‬في أنظمة ديمقراطية تكفل لها حقوق‬ ‫اإلنسان‪ .‬ولألستاذ الكريم قراءة موضوعية‬

‫لألحداث وما يمكن ْ‬ ‫أن يتمخض عنها مستقبليا‪،‬‬ ‫كنوع من التنظير والتحليل العقالني ‪...‬فمعذرة‬ ‫لصديقي أحمد ْ‬ ‫إن كنت قد قصرتُ في تراتيبية‬ ‫األحداث‪ ،‬حفاظا على المنهج الفكري ‪...‬‬ ‫ليس بالمرَّة األولى التي دعيتُ فيها‬ ‫لهذا الفضاء الثقافي وبين هذه الكوكبة من‬ ‫المثقفين ( محاضرة األستاذ بعنوان ‪ :‬نسير إلى‬ ‫أين ؟ )‪ .‬تساؤالت موضوعية وضرورية تفرض‬ ‫علينا طرح هذا السؤال ‪ :‬نسير إلى أين ؟ تحوالت‬ ‫جديدة وجذرية وفي نفس األفق بتعقيدات‬ ‫أخرى‪ ،‬إلى أين ؟ تستوجب علي اختياري لهذا‬ ‫العنوان‪ ،‬فضال عن ذلك لما أراه في أمريكا وأروبا‪.‬‬ ‫نحاول ْ‬ ‫أن نفهم ماذا يجري حولنا في واقع األمر‪.‬‬ ‫ليست تساؤالت بالغية‪ .‬المذابح التي عانت منها‬ ‫الشعوب العربية وهي تعيش أزمات طاحنة‪،‬‬ ‫عندما أرادت أن تتحرك من أجل الحرية وضدّ‬ ‫االستبداد‪ .‬ال أقول المصادمة مع الغرب وال أقول‬ ‫على طريقة الجماعات اإلسالمية المعتدلة‪ .‬علينا‬ ‫أن نذكر الغرب بالنزعة اإلنسانية للتحوالت التي‬ ‫تحدث يوما عن يوم‪ .‬الغرب موجود في كل مكان‪،‬‬ ‫وفي أماكن مختلفة من العالم‪ .‬أتحدث عن الغرب‬ ‫الذي يتجه إلى قومية شعبوية شوفينية‪ .‬قلت في‬ ‫كتابي أثناء انهيار اإلمبراطورية العثمانية‪ ،‬إننا‬ ‫نعيش في عصر المسألة األمريكية‪ ،‬على نفس‬ ‫التعبير في الشرق‪ .‬استخدام أمريكا ( الواليات‬ ‫المتحدة األمريكية ) للقوة الغير المتحكم فيها‬ ‫في العراق‪ ،‬والمآسي التي أحدثتها حتى الوصول‬

‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫إلى «داعش»‪ ،‬ما هو إال ردّ فعل على العمل‬ ‫األمريكي‪ .‬ما يحدث هو عودة اليمين المحافظ‬ ‫الذي يعتمد ويخلط الدين بالسياسة‪ .‬نتيجة‬ ‫«داعش» هي مشكاة ليست بهذه القوة وال‬ ‫األنظمة اإلسالمية‪ .‬نحن شعوب مهزومة‪،‬‬ ‫نسمع الخطاب الغربي‪َّ ،‬‬ ‫أن الحضارة الغربية في‬ ‫خطر في فرنسا وأنها سوف تتحول بعد عشرين‬ ‫سنة إلى دولة إسالمية‪ .‬لسنا بهذه الصورة‪ .‬في‬ ‫الوقت يطلبون منا الفرق بين الدين والسياسة‪.‬‬ ‫ويفرضون على الدول اإلسالمية فصل الدين‬ ‫عن الدولة‪ .‬وال أتحدث عن الشوفينية الروسية‬ ‫األرتدوكسية‪ ،‬وليست الدول االشتراكية‪ .‬فكل‬ ‫دول الغرب تدعو عن طريق الكنيسة‪ .‬في فرنسا‬ ‫أصبحوا يتكلمون لغة الكنيسة السياسية‪ .‬بينما‬ ‫نجد طوائف في بالدنا تحارب الدين ‪.‬‬ ‫ثمة تحوُّل في العالم الغربي‪ .‬نحاول أن‬ ‫نفهم‪ ،‬ماذا يجري حولنا ؟ ليس من اختيار ذاتي‪،‬‬ ‫بل موضوعي‪ .‬يجب علينا أن نمعن التفكير في‬ ‫حقيقة األمور‪ .‬لكي نتصرَّف إذا كان لنا القدرة‬ ‫على التصرُّف‪ .‬ليس له أيُّ داللة‪ .‬األمور تكاد‬ ‫تكون واضحة للجميع ( أنا كنت أحذر عما يحدث‬ ‫في الغرب منذ سنوات )‪ .‬رأينا الشعب األمريكي‬ ‫يصوِّت « لترامب «‪ ،‬وهو تحو ٌ‬ ‫ُّل في النظام‬ ‫العالمي بكامله‪ ،‬وليس في أمريكا وحدها‪.‬‬ ‫(نظرية نهاية الحكم لِيكوهاما )‪ ،‬وداعا الغرب‬ ‫للحائز على جائزة نوبل‪ .‬الغرب يشكل أرضية‬ ‫ُّل إلى أزمة وانهيار ذاتي‪ .‬يقول ‪َّ :‬‬ ‫إن الغرب‬ ‫تحو ٍ‬

‫مع التحوالت وخروج بريطانيا من أروبا‪ ،‬وانتخاب‬ ‫اليمين الفرنسي آجال‪ ،‬ما هي إال عودة القومية‬ ‫الشعبوية‪ ،‬وموت الغرب عند ترك البعد اإلنساني‪،‬‬ ‫واألخالق والمبادئ الكونية بوحشية قد تفقده‬ ‫القيم التي ميَّزَته عن باقي الدول االستبدادية‪.‬‬ ‫نحن ال ندرك حجم الكارثة ‪.‬هذا خطر حقيقي‬ ‫وليست مسألة بسيطة‪ .‬نحن ال نستوعب في‬ ‫بالدنا ما يحدث في الجامعة الفرنسية‪ .‬أنا أعيش‬ ‫في فرنسا‪ ،‬وقد أعطتني الكثير‪ .‬أصبحت الدولة‬ ‫الفرنسية ال تأخذ برأي في القضية الدينية إال‬ ‫بعد استشارة مع الكنيسة الكاثوليكية‪ .‬إثنان من‬ ‫ثالثة موظفين يتكلمون بلهجة دينية‪ ،‬وهم من‬ ‫رجال الدولة‪ .‬يتحو ُ‬ ‫َّل الغرب عن القيم اإلنسانية‬ ‫الكونية‪ .‬ماذا يحدث؟ الفتور األخالقية ثم الرجوع‬ ‫عنها بهمجية‪ ،‬علينا ْ‬ ‫أن نفكر كيف نواجه ذلك‪.‬‬ ‫نعيش في مَكلمَة‪ ،‬يتحدثون فيها بنفس اللغة‪.‬‬ ‫نسمع الخطاب الغربي أمام هجوم إسالمي زاحف‪.‬‬ ‫أمرٌ غريب ! عندما كنت أخشى َّ‬ ‫أن أحد الكتاب‬ ‫المصريين اقتبسه في انتخابات «رونالد ريكان‬ ‫إن اإلنجيل هو ّ‬ ‫«‪ .‬كان يقول‪َّ :‬‬ ‫الحل‪ ،‬وترجمه إلى‬ ‫القرآن هو ّ‬ ‫الحل ‪.‬‬

‫بعيدا عن الخطر اإلسالمي‪ ،‬هناك من يقع‬ ‫في هذا الخطأ‪ ،‬أننا خطرا على الغرب‪ ،‬لكي يبرِّرَ‬ ‫الجرائم ضدّ الشعوب العربية‪ .‬ويبرّر الجالد من‬ ‫جرائمه على لسان « رئيس « دولة عربية قائال ‪:‬‬ ‫نريد ْ‬ ‫أن نفرض اإلسالم على العالم وبرَّأ الغرب‬ ‫عن الجرائم التي يرتكبها !‬ ‫الظواهر الغربية والقيادات العربية تتجه‬ ‫اتجاهات قومية ‪.‬يكفي ذكر الحربان العالميتان‪.‬‬ ‫تستوجب منا نظرة جديدة‪ ،‬نظرا لهذا التحوُّل‪،‬‬ ‫ال أقول على الطريقة اإلخوانية وال « الداعشية»‪.‬‬ ‫علينا ْ‬ ‫أن نذكر الغرب بالقيم اإلنسانية‪ ،‬والنزعة‬ ‫اإلنسانية هي التي في مصلحتنا جميعا‪ .‬نأخذ‬ ‫نحن العرب مشعل اإلنسانية التي أخذناها‬ ‫عن الغرب‪ .‬الحقوق اإلنسانية علينا ْ‬ ‫أن نتبناها‬ ‫‪.‬من كثرة ما عانيناه من المذابح والحروب‬ ‫التي عشناها في غزَّة والدول العربية ‪ ،‬تدفعنا‬ ‫إلى تعميق هذه اإلنسانية‪ ،‬إذ هي الخالص لنا‬ ‫وللجميع‪ .‬لستُ شامتا فيما يحدث في الغرب‪.‬‬ ‫نريد للغرب ْ‬ ‫أن يعود إلى رشده‪ ،‬والرجوع إلى‬ ‫إنسانيته‪ .‬على األحزاب ْ‬ ‫أن تذهب في هذا‬ ‫االتجاه ‪ .‬فليكن شعارنا تعميق النزعة والمرصد‬ ‫اإلنساني ‪.‬‬

‫نظرات في حقوق اإلنسان اإلسالمية والكونية‬ ‫وبميثاق األمم المتحدة لسنة ‪1948‬‬ ‫‬‫إن المفاهيم التي تعطى في العصر‬ ‫الحديث لعدد من الكلمات التي تشير إلى‬ ‫الحياة اإلنسانية المعنوية والمادية ولجوانبها‬ ‫االجتماعية واالقتصادية والفكرية والسياسية‪،‬‬ ‫قد ولدت بعد عصور وأجيال عديدة وتطورت‬ ‫إلى أن وصلت إلينا اليوم ‪ ،‬مثل الفرد‪ ،‬والشخص‪،‬‬ ‫والحق ‪ ،‬والعدل ‪ ،‬وغير ذلك من المفاهيم‪ ،‬لذا‪.‬‬ ‫كان من الضروري أن نعبر عن المدلول لهذه‬ ‫المفاهيم خالل عصرنا الحاضر ‪ ،‬وفي تراثنا‬ ‫اإلسالمي والعربي ‪.‬‬ ‫فعبارة «حقوق اإلنسان» التي يتداولها‬ ‫العديد من الناس في عصرنا الحاضر لم تظهر‬ ‫إال بعد الثورة الفرنسية (‪ ، )1789‬وقد نجد عبارة‬ ‫في نصوص إسالمية تقرب منها هي «حقوق‬ ‫اهلل» و «حقوق العباد»‪.‬‬ ‫إال أنه في العصر الحديث‪ ،‬يتم التركيز ‪.‬‬ ‫أساسا على العالقة بين اإلنسان والجماعة‬ ‫اإلنسانية ‪ :‬التي هو فيها ومعها أي ينظر فيها‬ ‫من زاويتين متكاملتين من رؤية سياسية وأخرى‬ ‫اجتماعية أي من منظور «المواطن والدولة»‬ ‫ومن وضع اإلنسان أي الفرد والمجتمع‪.‬‬ ‫لذا يتحدد مفهوم «حقوق اإلنسان « في‬ ‫العصر الحديث من زاويتين‪ ،‬حقوقه من الدولة‬ ‫من جهة‪ ،‬وحقوقه من طرف المجتمع ككل‪..‬أما‬ ‫ما كان قديما حقوق اهلل وحقوق العباد فهذا لم‬ ‫يكن يتحدد ال بالدولة وال بالمجتمع‪ ،‬ويختلف‬ ‫معناهما بين الماضي والحاضر‪...‬‬ ‫وهنا سأتعامل مع النصوص اإلسالمية في‬ ‫هذا المضمار بالحفاظ على تاريخ لها‪ ،‬وكيف‬ ‫ترفع درجة وعينا بمضمونها ‪،‬و الوصول بها‬ ‫ألفاق تفكيرنا ومشاغلنا في الوقت الراهن ‪.‬‬ ‫حقوق اهلل وحقوق الناس‪ :‬الفقهاء كانوا‬ ‫دائما يميزون بين حقوق اهلل وحقوق الناس‪.‬‬ ‫فحقوق اهلل ‪ :‬هي التي تشتمل على اإليمان‬ ‫باهلل والصالة والصوم وكل الفرائض والسنن‬ ‫التعبدية األكيدة‪ ،‬ومعها زكاة الفطر وعقوبات‬ ‫الحدود كحد السرقة والكفارات وحد الزنا ‪.‬‬ ‫وحقوق الناس‪:‬مثل حق أولياء المقتول في‬ ‫الدية‪ ،‬وكذلك حق الجروح في القصاص لقوله‬ ‫تعالى في كتابه الحكيم (أن النفس بالنفس‬ ‫والعين بالعين واألنف باألنف واألذن باألذن‬ ‫والسن بالسن والجروح قصاص)‪ ،‬وحق الرجل‬ ‫المتعرض للمس بعرضه كالشتم واللعن‪ ،‬وحق‬ ‫كل زوجة على زوجها‪ ،‬وحق الزوج على زوجته‪،‬‬ ‫وكذلك حقوق الورثة‪ .‬وهذه الحقوق تخص أفراد‬ ‫معينين‪ ،‬لكن حقوق اهلل هي لكل المسلمين‪.‬‬ ‫و الحق والواجب في اإلسالم مرتبطان‬ ‫ببعضهما كل االرتباط في اللغة العربية‬

‫ويتالزمان ويتناوبان فيما بينهما‪ ،‬ويتخصص‬ ‫معنى أي منهما بحرف الجر‪...‬فالفعل إذن حق له‬ ‫ويفيد معنى وجب له أو ثبت عليه‪ ،‬والغالب ما‬ ‫جاء في القرآن الكريم من فعل حق جاء متعديا‬ ‫بحرف على ليفيد وجوب الشيء ولزومه فمثال‬ ‫لقوله تعالى وتبارك « ولقد أرسلنا من قبلك‬ ‫رسال إلى قومهم فجاؤهم بالبينات فانتقمنا من‬ ‫الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين‬ ‫«من سورة الروم اآلية ‪ »47‬ويتوضح هذا النوع‬ ‫من التناوب بين «الحق» و «الواجب» ويبين أن‬ ‫ما يجب على طرف هو حق للطرف المقابل ‪ :‬أي‬ ‫ما يجب على اهلل هو حق لإلنسان وما يجب على‬ ‫اإلنسان هو حق اهلل‪ ،‬ومن الحقوق كذلك حق‬ ‫الراعي وحق الرعية‪ ،‬هو العدل والطاعة ‪.‬‬ ‫فإذا كان المؤلفون في اآلداب السلطانية‬ ‫ونصائح الملوك ( أو مرايا األمراء ) كما يشير‬ ‫إلى ذلك األوربيون والكثير منهم كانوا فقهاء‬ ‫أو متكلمين الذين اهتموا «بالحق» و«العدل»‬ ‫وذلك للعالقة بين اهلل واإلنسان ‪ .‬فكانوا‬ ‫يهتمون خاصة «بالحقوق» في عالقة الحاكم‬ ‫بالمحكوم‪ ،‬وكذلك على المستوى السياسي‪،‬‬ ‫كما بنوا هذا االرتباط على «العدل» و«الطاعة»‬ ‫ألنهما حقان متالزمان‪ ،‬ألنه على الراعي أن‬ ‫يكون عادال وفي المقابل ذلك على الرعية أن‬ ‫تمتثلوتطيع‪.‬‬

‫ونجد في كتاب اهلل العزيز أن األمر مطلقا‬ ‫وعاما في آياته العديدة كقوله تعالى وتبارك‪،‬‬ ‫( إن اهلل يأمر بالعدل واإلحسان ) وكذلك قوله‬ ‫(إن اهلل يأمركم أن تؤدوا األمانات إلى أهلها وإذا‬ ‫حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) ‪ .‬ويؤكد‬ ‫القرآن الكريم عدم التمييز بين الناس سواء بين‬ ‫الفقير والغني والبعيد والقريب ويلزم أن يكون‬ ‫العدل بينهم لقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا‬ ‫كونوا قوامين بالقسط شهداء هلل ولو على‬ ‫أنفسكم أو الوالدين واألقربين إن يكن غنيا‬ ‫أو فقيرا فاهلل أولى بهما فال تتبعوا الهوى أن‬ ‫تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن اهلل كان بما‬ ‫تعملون خبيرا)‪ ،‬وقوله كذلك في كتابه الحكيم‬ ‫أيضا ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين هلل‬ ‫شهداء بالقسط وال يجرمنكم شنآن قوم على أال‬ ‫تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) ‪ .‬فالعدل واجب‬ ‫ومطلوب حتى مع الخصوم ونجد كذلك أحاديث‬ ‫كثيرة رويت عن النبي (صلع) لإلشادة بالعدل‬ ‫وحث الناس على االلتزام به‪ ،‬من ذلك أنه قال‬ ‫(إن أحب الناس إلى اهلل يوم القيامة وأدناهم‬ ‫منه مجلسا إمام عادل وأبغض الناس إلى اهلل‬ ‫وأبعدهم منه مجلسا إمام جائر ) (رواه الترمذي) ‪.‬‬ ‫و إذا كان قرار الجمعية العامة لألمم‬ ‫المتحدة ‪ 217‬ألف (د‪ )3.‬المؤرخ في ‪ 10‬ديسمبر‬ ‫‪ 1948‬اعتمدت اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‬

‫بقلم ‪ :‬عبد القادر أحمد بن قدور‬

‫وأصدرته‪ ،‬وطلبت من البلدان األعضاء كافة‬ ‫أن تدعو لنص اإلعالن «وأن تعمل على نشره‬ ‫وتوزيعه وقراءته وشرحه‪ ،‬والسيما في المدارس‬ ‫والمعاهد التعليمية األخرى‪ ،‬دون أي تمييز‬ ‫بسبب المركز السياسي للبلدان أو األقاليم»‬ ‫فال بد أن نستحضر بعض نصوصه في هذه‬ ‫الدراسة ألهميته والعمل به تنفيذا لميثاقه‬ ‫الذي صادق عليه المغرب ودول عديدة في‬ ‫العالم المعاصر ألن ديباجته كذلك تؤكد حق‬ ‫االنسان رجاال ونساء بصفة متساوية‪ ،‬في‬ ‫الكرامة والحرية والعدل والسالم وأن يتولى‬ ‫القانون حماية حقوق اإلنسان ضد الظلم‬ ‫واالستبداد وأن ال يتعرض إي إنسان للتعذيب‬ ‫وال للمعاملة القاسية أو الوحشية أو الحاطة‬ ‫بالكرامة اإلنسانية‪ ،‬وأن لكل شخص الحق في‬ ‫التعلم‪ ،‬على أن يكون التعليم في مراحله األولى‬ ‫واألساسية على األقل بالمجان‪ ،‬وأن يكون‬ ‫التعليم األولي إلزاميا وأن يعمم التعليم الفني‬ ‫والمهني‪ ،‬وأن ييسر الوصول للتعليم العالي‬ ‫على قدم المساواة التامة للجميع وعلى أساس‬ ‫الكفاءة‪.‬‬ ‫وقد جاء الدستور المغربي مطابقا لميثاق‬ ‫األمم المتحدة‪ ،‬ولكن يجب أن تصان وتطبق‬ ‫فصوله تامة وكاملة لنكون في مستوى الدول‬ ‫التي تحقق الحقوق ألبنائها وبناتها دون تمييز‬

‫وكل مطالبها األساسية والمشروعة والعادلة‬ ‫لتصون الحقوق والمكتسبات التي نادى بها‬ ‫اإلسالم الحنيف والعلماء والمفكرون عبر التاريخ‬ ‫اإلنساني الطويل‪ ،‬إذ كيف يعقل أن يكون‬ ‫التعليم بوطننا غير مجاني وعمومي للجميع‬ ‫بجميع مستوياته‪ ،‬وقد نادى بذلك الوطنيون‬ ‫منذ مدة طويلة والحقوقيون والزعماء وغيرهم‬ ‫ممن لهم غيرة كبيرة على تقدم بلدهم‬ ‫وأمتهم‪ ،‬وهذا ال يتأتي باكتظاظ األقسام‬ ‫التعليمية وبالكم الهائل للمقررات بل بالكيف‬ ‫الغير المشحون بالمواد المكثفة التي تسعف‬ ‫العقل بتحملها وباالستفادة منها كما تعمل‬ ‫الدول الراقية والمتقدمة في مقرراتها التعليمية‬ ‫المنظمة أحسن تنظيم كما في دول كل من أند‬ ‫ونسيا واليابان وألمانيا وغيرها‪ ،‬بل أضيف في‬ ‫الختام ما وقع بدولة مصر العربية الشقيقة خالل‬ ‫سنوات األربعينيات من القرن الماضي في عهد‬ ‫الملك الراحل فاروق‪ ،‬لما طلب من عميد األدب‬ ‫العربي المرحوم برحمة اهلل الواسعة طه حسين‬ ‫أن يتولى منصب وزيرا للتعليم بها‪ ،‬فقد اشترط‬ ‫أن يكون في عهده إصالح التعليم الشامل وأن‬ ‫يكون مجانيا وعموميا‪ ،‬فقبلت مصر بذلك منه‬ ‫وأصبح وزيرا للتعليم والمعاريف ‪ ...‬كما أن هذا‬ ‫العميد الموقر لما طلب منه كذلك في العهد‬ ‫المذكور ألن يدخل إلى الجامعة من جديد‬ ‫بعد استقالته منها ‪ -‬ألنه هو من المؤسسين‬ ‫األوائل لها بمصر العزيزة‪ -‬وذلك بسبب اعتقال‬ ‫المناضل والمفكر الفذ أحمد لطفي السيد‬ ‫وإدخاله إلى السجن ‪-‬و الذي كان مسؤوال في‬ ‫الحزب الوطني الوفد المصري الذي كان يترأسه‬ ‫الزعيم سعد زغلول ‪-‬نظرا لكونه كان يدافع‬ ‫عن الحريات العامة بجامعة األزهر وبالمجتمع‬ ‫المصري‪ ،‬ولما استجابت الحكومة لطلبه بإطالق‬ ‫سراحه من السجن السياسي استأنف طه حسين‬ ‫من جديد عمله بالجامعة المصرية‪ ،‬في خدمة‬ ‫أبناء وطنه‪.‬‬ ‫كما كان الشأن بالنسبة لمحرر المغرب‬ ‫محمد الخامس ووارث سره الحسن الثاني طيب‬ ‫اهلل ثراهما‪ ،‬والزعيم الهندي المهاتما غاندي‬ ‫الرائد في تحرير بالده بالسلم والزعماء الكبار‬ ‫أمثال عالل الفاسي ومحمد عبد الكريم الخطابي‬ ‫وغيرهم من الزعماء األحرار الذين خلدهم تاريخ‬ ‫الشعوب واألمم وظلوا مثاال ونبراسا يحتذى في‬ ‫التضحيات الجسام بالغالي والنفيس من أجل‬ ‫حرية واستقالل وتقدم بلدانهم وتحريرها من‬ ‫االستعمار الغاشم والغاصبين والمستبدين‪.‬‬


‫العدد ‪869‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬دي�سمرب ‪� 2016‬إلى ‪ 2‬يناير ‪2017‬‬

‫صورة المرأة في شعر البيضان ‪:‬‬

‫«الفصيح والعامي ‪:‬‬ ‫التمثالت وأشكال الحضور»‬ ‫نوق�شت ب�آداب تطوان �أطروحة للطالبة الباحثة عزيزة عكيدة ح�صلت �إثرها على الدكتوراه‬ ‫يف الآداب بدرجة م�شرف ً‬ ‫جدا‪ ،‬وهذا تقرير مركز مل�ضامينها وخال�صتها ‪:‬‬

‫الحمد هلل على واسع فضله‪ ،‬وسابغ نعمته‪ ،‬والصالة والسالم على خير البرية‪ ،‬وإمام‬ ‫البشرية‪ ،‬وأفصح من نطق بالضاد‪ ،‬وعلى آله وصحبه أجمعين‪ ،‬ومن تبعهم باإلحسان‬ ‫إلى يوم الدين‪.‬‬ ‫اسمحوا لي بداية أن أحي وأشكر اللجنة المحترمة على تفضلها بقبول مناقشة‬ ‫رسالتي في هذا اليوم المبارك الذي نأمل اهلل أن يوفقنا فيه‪ .‬كما ال يسعني إال وأن أتوجه‬ ‫بخالص الشكر وموفور االمتنان إلى أستاذي المشرف الدكتور عبد اللطيف شهبون الذي‬ ‫كان له بالغ الفضل في توجيه وتوضيب وتهذيب ما تناثر في هذه األطروحة وبهذه‬ ‫المناسبة ال يسعني إال أن أشكره وأطلب له مديد العمر وموفور الصحة والعافية ومن‬ ‫خالله أتوجه إلى كافة أساتذتي بكلية اآلداب بتطوان العامرة وإلى كافة الحضور‬ ‫أصدقائي وزمالئي وأفراد عائلتي الكريمة وعلى رأسهما والداي أطال اهلل في عمرهما‬ ‫وأخواتي وأبناء عمومة‪.‬‬ ‫أما بعد‪:‬‬ ‫يعد موضوع المرأة في الصحراء من المواضيع المغمور التي ظلت على هامش‬ ‫االشتغال من لدن الباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي المحلي‪ ،‬رغم صلته بأكثر أفراد‬ ‫المجتمع حساسية وأكثرها عرضة لإلثارة والجدل منذ األزل‪.‬‬ ‫األطروحة مساهمة لتخطي القصور الدراسي و الندرة التي تلفّ وتميّز هذا‬ ‫الموضوع خاصة ما يتعلق بالتجربة الشعرية عند النساء وحولهن‪ ،‬وبيان ما يهم –‬ ‫بالدرس والتحليل‪ -‬هذا «الجنس البشري» في ثقافة وشعر «البيضان» من خالل التركيز‬ ‫على مكانة المرأة به‪ ،‬والصورة التي اتخذتها فيه‪ ،‬وأبعاد ذلك الحضور الذي امتازت به‪،‬‬ ‫ووجوه تج ّليات تلك التمثالت التي شكلتها ذهنيتهم عنها أو حولها‪.‬‬ ‫إن البحث في شعر البيضان الفصيح والشعبي عمل مضن وهام بالنظر إلى ما‬ ‫ُّ‬ ‫يَحُفه من مغامرة وصعوبات جمة في الجمع والتحقيق والتحليل والتأويل وما ينطوي‬ ‫عليه هذا الديوان من غِنىً معرفي عام مازال مجهوال وبعيدا عن التناول األكاديمي‪،‬‬ ‫خاصة ما يتعلق بإشكالية األدب النسائي القديم عموما والشعري خصوصا‪ ،‬وما يكتنفها‬ ‫من تساؤالت تتعلق بالنشأة‪ ،‬والمدونة‪ ،‬وما يرتبط بذلك من تصورات اجتماعية وثقافية‬ ‫وفكرية حول هذا الكائن المثير‪.‬‬ ‫فلئن كان تناول هذا الشعر –على أهميته وغناه‪ -‬قد سار اليوم من األهمية بمكان‬ ‫لدى دارسي األدب العربي عموماً والشعر على وجه التحديد فيما يتعلق بدراسة ظواهره‬ ‫المختلفة‪ ،‬واستكناه قضاياه المتعددة‪ ،‬ولفت االنتباه إلى المائز فيه والمتفرد بما قد‬ ‫يساهم في التعريف به‪ ،‬والوقوف عند ثرائه وخصب جماله البالغي والفني (التصويري)‬ ‫من هذه الناحية‪ ،‬فإنه يبقى من المباحث المحفوفة بالمخاطر والمستعصية على الطرق‬ ‫والسَّلك بفعل ما يعتريها من إكراهات ومطبات معرفية ومنهجية جمة ومترابطة‪،‬‬ ‫خصوصاً إذا استحضرنا أن جزءاً ال يستهان به من هذا التراث الشعري بشقيه الفصيح‬ ‫والعامي ما يزال شفهيا وطي النسيان بل حبيس رفوف الخزانات الخاصة ‪ ،‬وفي حاجة إلى‬ ‫تحرٍّ كبير‪ ،‬واستقراء واسع وعدة الزمة قصد تحمل أعباء الجمع والتوثيق‪ ،‬وأنضاء التنقل‬ ‫والتحقيق إلخ‪...‬‬ ‫ولما كان حال هذا الشعر البيضاني كما عرضت أعاله‪ ،‬ويعرفه بعض المهتمين‬ ‫ممن بدأ انصرافهم يشتد ويمتد إليه مؤخرا‪ ،‬فقد سكنني هوس وهاجس خاص إزاء‬ ‫البحث فيه وتناوله منذ أن أخذني فضول معرفي في االنفتاح عليه‪ ،‬وااللتذاذ ببالغة‬ ‫سماعه‪ ،‬ومطالعة بعد نتفه المخطوطة‪ ،‬فما أن كبر فِيَّ جموح الغيرة عليه حتى قادتني‬ ‫تلك البواعث وغيرها ‪-‬الموضوعية والذاتية‪ -‬إلى ولوج يَمِّ معتركه‪ ،‬والتقاط بعض درره‬ ‫وجواهره وأصدافه الغميسة‪.‬‬ ‫وبذلك استقر عنوان أطروحتني على البنية العنوانية التالية‪« :‬صورة المرأة في شعر‬ ‫البيضان الفصيح والشعبي‪ :‬التمثالت وأبعاد الحضور»‪ ،‬وهو تركيب واضح الحدود‪ ،‬جليّ‬ ‫المعالم‪ ،‬محيط بموضوع صورة المرأة في الشعر بشقيه الفصيح والشعبي‪ ،‬ومجاله وهو‬ ‫تراب البيضان‪ ،‬وغاياته وأهدافه وهي إدراك طبيعة التمثالت الذهنية والمخيال الجمعي‬ ‫الشائع عن المرأة ومكانتها ووظيفتها في مجتمع ذي مالمح بدوية‪ ،‬فض ًال عن تصور‬ ‫المرأة لنفسها وشخصيتها فيما أبدعته أناملها وجادت به قريحتها ‪.‬‬ ‫ويأتي الحد المجالي الموسوم بـ «تراب البيضان» لبيان الفضاء الجغرافي المشمول‬ ‫بالدراسة‪ ،‬والذي يمتد –كما هو معروف‪ -‬من وادي نون شما ًال إلى نهر السينغال جنوباً‪،‬‬ ‫ومن المحيط األطلسي غرباً إلى أطراف مالي وأحواز محيطة بالجزائر شرقاً‪ ،‬وذلك باعتباره‬ ‫اإلطار العام النتشار هذا المجتمع وثقافته الذي ظل محكوما إلى حدود يومه بوحدة‬ ‫النسق الحضارية واإلثنية (القبلية) واللغوية (العربية‪/‬الحسانية) إلخ‪ ...‬ومن ثم فمجال‬ ‫دراستنا ال يتقيد بالحدود السياسية الراهنة‪ ،‬وإنما يراعي في منطلقاته الحدود الثقافية‬ ‫التي كان هذا التوصيف «البيضان» دا ًال عليها أو معبّراً عنها‪ ،‬ويتمثل أبعادها الحضارية‬ ‫المختلفة‪ ،‬وحسبي أني قد وضّحت هذا األمر بإسهاب في مدخل هذه األطروحة العام‬ ‫المؤطر لمجال ومجتمع الدراسة‪.‬‬ ‫إن اختياري لهذا الموضوع ومجاله قد أملته عليَّ مجموعة من الدواعي والعوامل‬ ‫المتضافرة التي يمكنني أن اختزالها فيما يلي‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫وتتمثل أو ًال في انتمائي لهذه الرقعة الجغرافية النائية والشاسعة‬ ‫• عوامل ذاتية‪:‬‬ ‫من بالد المغرب التي ظلت على امتداد القرون ّ‬ ‫تمثل جزءاً ال يتجزأ من حدوده التاريخية‪،‬‬ ‫وغنى ثقافته‪ ،‬وتنوعه الحضاري واإلثني‪ ،‬والتي يعدُّ البحث فيها وحولها من ثوابت خدمة‬ ‫الهوية الوطنية والذوذ عن وحدة المجال‪ .‬وثانيّاً في حجم الرغبة الجامحة التي تسكنني‬ ‫إزاء حفظ هذا التراث الشعري العام من االندثار ونقله من واقعه الشفهي وما يتهدده‬ ‫من هذه الناحية من أجل علميا‪.‬‬ ‫• عوامل موضوعية‪ :‬الكشف عن جوانب تراث أدبي دفين خاص بالمرأة‪ ،‬قلما‬ ‫امتدت إليه أيدي الباحثين‪ ،‬وإذا حاولت تلك األيدي أن تطال هذا الجانب من التراث‪،‬‬ ‫يكون ذلك من خلف حجاب‪ ،‬والمساهمة في جمع الشعر النسائي‪ ،‬الذي تثار الكثير من‬ ‫الشكوك حول وجوده وأهميته في الثقافة األدبية العالمة والشعبية‪ ،‬وأن يكون هذا‬ ‫العمل صرخة لتنبيه المهتمين بالشأن الثقافي الوطني بغنى ثقافة الصحراء بشقيها‬ ‫العالمة والشعبية والدعوة النفتاح الدرس الجامعي عليه والتعريف بأساطين هذه الثقافة‬ ‫النسائية والرجالية‪.‬‬ ‫وتكمن أهمية هذا المشروع البحثي كونه مقاربة لموضوع المرأة في الشعر‬ ‫البيضاني انطالقاً من جانبي استحضار سلمية هرمية المجتمع الفئوية (الزوايا‪ ،‬حسان‪،‬‬ ‫اللحمة) من جهة‪ ،‬وتمايز ثقافتيه الشعرية وأدابها (الشعر الفصيح‪/‬اللغة العربية المعيار‪،‬‬ ‫والشعر الشعبي‪/‬اللهجة الحسانية الملحونة) من جهة ثانية‪ .‬ذلك أنني لما باشرت‬ ‫التعمق في مسار البحث استوقفتني خاصية أساسية في أدب‪/‬شعر البيضان‪ ،‬وهي أن‬ ‫لكل طبقة أو فئة من تلك الطبقات والفئات لها أدبها الخاص الذي يعتبر لسان حالها‬ ‫وديوانها‪ ،‬فكان البد –والحالة هاته‪ -‬أن تكون مقاربتي المنهجية والمعرفية مستحضرة‬ ‫لذلك‪ ،‬ومنتبه ًة إليه‪ ،‬تراعي حدود تمايزهما من هذه الناحية حتى يتيسّر ضبط مميزات‬ ‫ومقومات الخطاب الشعري عند كل فئة‪ ،‬وإدراك تمثالتهم عن المرأة المتباينة أيضاً‬ ‫–حضوراً وتصوّراً‪ -‬بحسب تباين االنتماء الطبقي الفئوي العام لهذا المجتمع البدوي‪.‬‬ ‫كما تتبدى أهمية األطروحة كذلك في كونها تسعى جاهدة إلى تسليط الضوء‬ ‫على بعض الجوانب المهمة من ثقافة الصحراء بشقيها «العالمة» و»الشعبية» على نحو‬ ‫ومُوَاز ال يجعالنها على مسافتين متباعدتين أو منفصلتين‪ ،‬وال اختزالهما في‬ ‫متصاقب‬ ‫ٍ‬ ‫ُّم ذلك في أبحاثهم الدراسية المتداولة‪.‬‬ ‫شق دون أخر كما دأب أغلب الباحثين على ترس ِ‬ ‫وعليه‪ ،‬تتغيّى األطروحة في أهدافها العامة تحقيق جهد دراسي يسدُّ الخصاص‬ ‫المسجل بشأن موضوع صورة المرأة في شعر البيضان‪ ،‬وإحقاق نوع من اإلنصاف لها‬ ‫إلبراز علو المكانة التي حظيت بها في هذا المجتمع ومنقوله الشعري‪ ،‬وحجم مساهمتها‬ ‫المعتبرة في النهضة األدبية التي عرفتها المنطقة ‪ ،‬وخاصة ما يتعلق منها بالشعر‪ ،‬فض ًال‬ ‫عن بيان بعض القضايا والظواهر المرتبطة بتجربتها الشعرية الخاصة‪ ،‬وما ظل مغموراً‬

‫من إبداعها وإنتاجها في هذا الباب سواء أكان من عيون الفصيح أو العامي‪ ،‬وإبراز جوانب‬ ‫بيوغرافية ألسماء وخبر حياة وسيرة أولئك الشواعر الالئي ِبتْنَ مجهوالت الذكر وبمنأى‬ ‫عن االهتمام أو على هامش اشتغال الباحثين والمهتمين على الرغم من علي كعبهن‬ ‫في الشعر ومتعلقاته‪ .‬وال أغالي إن ألمعت إلى حجم الصعوبات الكبيرة التي واجهتنا في‬ ‫إنجاز هذه الدراسة‪ ،‬بل ومنذ أن شرعت في بلورة مشروع تصورها مروراً بإجراءات التحرّي‬ ‫الميداني التي خضناها بحثاً عن مادتها المعرفية‪ ،‬وحتى صياغتها النهائية‪ .‬وقد فرضت‬ ‫مضن تجشمت فيه أنضاء الرحلة والطراب والتنقل‬ ‫علينا طبيعة الموضوع خوض تحر‬ ‫ٍ‬ ‫في امتدادات جغرافيته الواسعة‪ ،‬وتحمّلت عناء التردد على بعض الخزانات الخاصة‬ ‫والرواة لعقد بعض اللقاءات والمقابالت واالستجوابات أم ًال في بلوغ متن من المتون‪،‬‬ ‫أو إفادة ما‪ ،‬أو خبراً‪ ،‬أو ما قد يفيدني في بناء دراستي هاته‪ .‬وهكذا ألزمني هذا االكراه‬ ‫الموضوعي التجوال المديد في الزمان والمكان في مناطق وقبائل ومحاضر داخل البالد‬ ‫و خارجها (موريتانيا) تشوفا لبلوغ مرماي‪ .‬ولم يكن النبش في منقول الثقافة الشعبية‬ ‫الشعري‪ ،‬وجمع المتون المحفوظة منها من أفواه الرواة باألمر الهيّن وال المتاح‪ ،‬بل‬ ‫حملني على مباشرة اتصاالت وترتيبات‪ ،‬وشغل مني وقت كبيرا‪ ،‬وصبراً فوق المعتاد‪،‬‬ ‫كما أقتضى مني يقظة وحرصا شديدين في التوثيق والتسجيل ‪ ..‬وقد زاد من صعوبة‬ ‫الجمع والتوثيق هاته الطابع الشفهي لراوية هذا الشعر العامي الذي مايزال لم يعرف‬ ‫بعد طريقه للتدوين بما يكفي‪ ،‬مما جعل أمر الوقوف على بعض منتخبات درره صعباً‬ ‫وشاقاً بل ومتعذرا في بعض أحايين كثيرة‪ .‬كما أن إشكالية رسمه ال تسعف على دليل‬ ‫مرشد في منهجية كتابته على النحو الذي ينشده الناطقون بلهجته المتداولة‪ .‬ومن‬ ‫ثم لم يكن االشتغال على نصوصها العامية يسيرا‪ ،‬بالنظر إلى ما كانت تطرحه كتابة‬ ‫هذه «اللهجة الحسانية» من إشكاالت تتطلب مراعاة وضعها الشفوي الخاص‪ ،‬وبعض‬ ‫سماتها الصوتية والداللية إلخ‪ ...‬ولذلك كان يستلزم تعريب مضامين بعض النصوص‬ ‫اتخاذ بعض الحيطة والحذر في مراعاة سياق الكالم‪ .‬كما كان التنقيب في منقول الثقافة‬ ‫العالمة الشعري‪ ،‬هو األخر تعتريه بعض الصعوبات واإلكراهات المرتبطة بمصادره‬ ‫وسُبل بلوغها‪ ،‬فمنها ما هو محفوظ في الذاكرة الجمعية تلوكه ألسنة الرواة والعامة‬ ‫ويحتاج إلى جهود مضنية لجمعه وتوثيقه‪ ،‬ومنها ما هو مخطوط دفين في خزانات‬ ‫عائلية خاصة أو األهلية‪/‬القبلية‪ ،‬أو لدى بعض المهتمين بالشأن الثقافي المحلي‪ ،‬وهو‬ ‫ما يجعل أمر االطالع عليها أو نسخها بالغ الصعوبة‪ ،‬بل من المالكين لها والقيّمين‬ ‫عليها من يسترزق منها بيعاً أو نسخاً أو اطالعاً إلخ‪ ...‬وال يعيرون أدنى اهتمام لمطلوب‬ ‫الباحثين ‪ .‬وينضاف إلى هذه الصعوبات ما اعترضني من شح بالغ في المصادر والمراجع‬ ‫التي تهم موضوع هذه األطروحة‪ ،‬إذ لم أظفر سوى على نزر يسير من الدراسات التي‬ ‫عُنيت ببعض مباحثها‪ ،‬كأن تلفت االنتباه إلى شاعرة مّا‪ ،‬أو إلى قصيدة معينة‪ ،‬أو قضية‬ ‫من تلك القضايا التي تناولناها بالدراسة والتحليل‪ ،‬وهي دراسات وأبحاث في مجملها‬ ‫تمت خارج اإلطار األكاديمي‪ ،‬باستثناء جهد الباحثة «العالية ماء العينين» الذي أفردته‬ ‫لـ «شعر التبراع» عند نساء البيضان‪ ،‬وبعض الجهود الترجمية لعدد من األساتذة‬ ‫الموريتانيين حول بعض النساء المشهورات وهي مرقونة ومودوعة برفوف خزاناتهم‬ ‫الخاصة ‪ .‬وقد زاد من حدة وقع تلك المثبطات‪ ،‬ما كنت أتلقاه بداية من استغراب لدى‬ ‫الكثيرين ممن صادفتهم أو التقيتهم أثناء التحري بشأن موضوع شعر المرأة البيضانية‪،‬‬ ‫والذي كان مؤداه يسير في اتجاه إنكار حوكها للشعر الفصيح وإبداعها فيه‪ ،‬مؤكدين‬ ‫أن عطاءها محصوراً في الشعر الشعبي (التبراع)‪ ...‬غير أن أمر التحقيق والتحرّي الدقيق‬ ‫الذي باشرته طو ًال وعرضاً بالمجال حول الموضوع قادني إلى شيء مختلف يجعل زعمهم‬ ‫هذا مجانباً للصواب‪ .‬وال أنكر أن ما بلغته من أسماء هؤالء الشواعر ونصوصهم قد‬ ‫اعترضتني فيه صعوبة تتعلق بتحفظ بعض ذويهن (حفدتهن) من إمدادي ببعض‬ ‫متونهن الشعرية كاملة‪ ،‬احتراماً لهيبتهن ووفاتهن‪ ،‬فأجدهم يكتفون فقط برواية ما‬ ‫يدخل في دائرة غرضي المديح النبوي‪ ،‬أو االستمطار وغيره‪ ...‬متجنبين ما قد يسيء‬ ‫إليهن‪ ،‬أو يبيّن جانباً من شخصيتهن وعالقتهن بزمنهن‪ ،‬أو ما يموج في كل ذات شاعرة‬ ‫من أحاسيس مرهفة ومشاعر فياضة وهجاء الذع‪ ،‬فكان تكتمهم وحيطتهم في الرواية ال‬ ‫يتعدى حدود الممكن والمتاح سواء في شعرهن الفصيح أو الشعبي‪ .‬وكم كانت الصعوبة‬ ‫كبيرة حين حاولت الترجمة لبعض النساء المشهورات‪ ،‬دون أن أجد لهن ذكراً أو خبراً‬ ‫يفي بالمطلوب‪ ،‬األمر الذي تطلب مني وقتا إضافيا لتوسيع البحث واالطالع على المزيد‬ ‫من المظان والمصادر التاريخية واألدبية‪ ،‬واالستئناس بالروايات الشفوية لعلي أظفر‬ ‫بقبس ينير لنا بعضاً من مناطق العتمة في سيرتهن ونسبهن‪ .‬ولئن كان كل موضوع‬ ‫أو بحث يظل محكوماً في عمقه بجملة من اإلشكاليات التي توجهه وترسي مشروعية‬ ‫االشتغال به‪ ،‬فال مناص أن انصرافي إلى تناول هذا الموضوع وخوض يَمّه قد حملني‬ ‫عليه بالتأكيد مجموعة من اإلشكاالت واألسئلة المؤطرة التي يمكن صياغتها فيما يلي‪:‬‬ ‫• كيف تتحدد مكانة المرأة ووظيفتها في المجتمع البيضاني وثقافته العامة؟ وما‬ ‫هي وجوه اختالف وضعياتها في سلمية هرميته الفئوية؟ وأبعاد حضورها؟‬ ‫• ما هي مالمح صورة المرأة في شعر البيضان الفصيح والشعبي؟ وكيف تتبدى‬ ‫تجليات عناصرها األساس فيهما؟ وما أهم التمثالت الثاوية في الذهنية الجمعية المحلية‬ ‫حولها أو المشكلة عنها؟‬ ‫• ما هي أبرز شواعر الفصيح والشعبي بالمجال المدروس؟ وما مقومات وخصائص‬ ‫خطابهن الشعري؟‬ ‫• ما هي مضامين التجربة الشعرية المعبّر عنها لدى المرأة البيضانية؟ وكيف‬ ‫استطاعت أن تصوّر نفسها فيه؟‬ ‫• ما هو شعر المرأة البيضانية الشعبي الخاص؟ وما أبرز سيماته ومراحل تطوره‬ ‫شك ًال ومضموناً؟‬ ‫وقد فرض علي تناول هذا الموضوع اعتماد مجموعة من المناهج واألدوات‬ ‫اإلجرائية قصد معالجة قضاياه وبلوغ مقاصدي فيه‪ ،‬فكان تركيزي على المنهج البنيوي‬ ‫التحليلي باديّاً حيال بناء األطروحة وتحليل المتون الشعرية وبعض األفكار‪ ،‬إلى جانب‬ ‫اعتماد المنهج التاريخي االجتماعي في تتبع الظاهرة الشعرية داخل هذا المجتمع ولدى‬ ‫شعرائه وتطوراتها‪ ،‬ووضعيات المرأة فيه وأبعاد حضورها به‪ ،‬عالوة على آليات الوصف‬ ‫واالستقراء واالستنباط والمقارنة في بيان بعض القضايا واألحكام‪.‬‬ ‫ومن ثم‪ ،‬فإني حاولت ‪-‬قدر المستطاعي‪ -‬استثمار هذه المناهج المألوفة في‬ ‫الدراسات األدبية في إطار مقاربة تكاملية تعاضد فيها تلك األدوات اإلجرائية العلمية‬ ‫بعضها البعض َّ‬ ‫علنا نظفر في النهاية بدراسة شمولية وموضوعية‪ .‬وقد اقتضى موضوع‬ ‫هذه األطروحة أن يستوي منهجيّاً على تبويب متدرج يقوم أساساً على مدخل عام‪،‬‬ ‫وبابين‪ ،‬وخاتمة‪ .‬ففي المدخل‪ ،‬حاولنا تقديم فرش نظري عام يحيط بمجال الدراسة‬ ‫وأصول تسميته ومتغيراتها بحسب الوقائع والقرون‪ ،‬فض ًال عن عرض بعض اللمحات‬ ‫واإلضاءات حول مجتمع الدراسة وسلميته القبلية وتوزيعه الوظيفي‪ ،‬وحركة التعرب‬ ‫التي شهدها والمستويين الرسمي والشعبي‪ .‬أما الباب األول‪ ،‬فقد عرجت فيه على تناول‬ ‫«صورة المرأة في شعر البيضان الفصيح والشعبي»‪ ،‬وذلك من خالل فصلين‪:‬‬ ‫عكفت في األول منهما على بيان «صورة المرأة في شعر البيضان الفصيح»‪ ،‬وذلك‬ ‫بالوقوف على أهم القضايا المرتبطة بالشعر الفصيح وخاصة منه ما دخل في باب الغزل‬ ‫في مرحلة متقدمة من تشكل المجتمع؟ وما مدى تأثير تلك القضايا واالنتماء الفئوي‬ ‫على تصوير المرأة في شعر القوم‪ ،‬وقد قسمته إلى ثالثة مباحث أساسية‪ ،‬تعرضت في‬ ‫األول منها لـ «مكانة المرأة في مجتمع البيضان»‪ ،‬وفي الثاني لموضوع «الشعر الفصيح‬ ‫بين معارف القوم وموقفهم منه»‪ ،‬فيما ركزت في المبحث الثالث على إبراز «عناصر‬ ‫صورة المرأة في شعر البيضان الفصيح» وأهم تجلياتها فيه‪ .‬ثم درجت في الفصل الثاني‬ ‫إلى تناول «صورة المرأة في شعر البيضان الشعبي»‪ ،‬باعتباره الشق الثاني من القول‬ ‫الشعري المتداول في هذا المجتمع‪ ،‬فقسمته هو األخر على ثالثة مباحث‪ ،‬بسطت الحديث‬ ‫في األول منها حول «منزلة الشعر الحساني في ثقافة القوم»‪ ،‬وتوقفت في الثاني منها‬

‫على حدود و»تعريف الشعر الشعبي الحساني»‪ ،‬فيما خصصت المبحث الثالث لبيان‬ ‫«عناصر صورة المرأة» في هذا «الشعر البيضاني الشعبي» العام‪.‬‬ ‫في حين انتقلت في الباب الثاني إلى مستوى أخر من مستويات الدراسة‪ ،‬حيث‬ ‫عقدته لموضوع الظاهرة الشعرية عند نساء البيضان‪ ،‬أي «اإلبداع النسائي في تراب‬ ‫البيضان»‪ ،‬وقد جعلته على ثالثة فصول أساسية‪:‬‬ ‫• أفردت األول منها لـ «الشعر النسائي الفصيح»‪ ،‬ويعنى بدراسة مدونة الشعر‬ ‫النسائي الفصيح واستعراض تاريخ نشأته‪ ،‬وكيف استطاعت المرأة أن تواكب طرائق‬ ‫القول الشعري في مجتمع محافظ ال يرى ضرورة انشغال المرأة بهذا اللون من الثقافة‪،‬‬ ‫مستخلصة معوقات وجدود شعر نسائي وأسباب ندرته‪ ،‬وأهم سماته وأغراضه‪ ،‬حيث‬ ‫وزعته على ثالثة مباحث‪ ،‬هَمَّ األول منها مسألة «مدونة الشعر الفصيح وأسباب‬ ‫الغياب»‪ ،‬والثاني قضية «المرأة البيضانية ونشأة الشعر الفصيح»‪ ،‬والثالث بعض‬ ‫خصوصيات ومقومات «التجربة الشعرية عند المرأة البيضانية» في هذا اللون من‬ ‫حوك القريض‪ .‬فيما انصرفت في الفصل الثاني إلى طرق موضوع النوع الثاني من‬ ‫«الشعر الشعبي لدى المرأة البيضانية (لغن)»‪ ،‬معرّجا عليه من خالل ثالثة مباحث هي‬ ‫األخرى‪ ،‬خصصت األول منها لقضية «نشأة الشعر النسائي ( َلغْنَ)»‪ ،‬والثاني لمسألة‬ ‫« َلغْنَ النسائي البيضاني وإشكالية الندرة» التي تميّزه‪ ،‬والثالث لبعض مالمح «التجربة‬ ‫الشعرية الشعبية عند المرأة البيضانية» في هذا المجال‪ .‬أما الفصل الثالث‪ ،‬فقد انبرى‬ ‫فيه اشتغالي على تناول لون خاص من الشعر عرفت بحوكه هذه المرأة البيضانية‪ ،‬وهو‬ ‫«التبراع‪ :‬شعر نسائي ببصمة الخصوصية»‪ ،‬وهي محاولة لرصد ماهية التبراع‪ ،‬ومدى‬ ‫تعبيره عن المعاناة الوجدانية للمرأة البيضانية وما تثيره مضامينه االجتماعية والفنية‬ ‫من تساؤالت يدور حول نشأته وعالقته بلغن‪ ،‬ومراحل تطوره‪ ،‬وسبب انشغال المرأة‬ ‫البيضانية بهذا اللون من األدب دون غيره بهذه الكيفية‪ ،‬ومدى تعبيره عن نفسيتها‬ ‫وتفكيرها‪ ،‬وما أحاط بهذه التجربة من كتمان جعلها تظهر في شكل معاناة تمتطي‬ ‫أجنحة البوح‪ ،‬فقي لحظات خاصة من حياة الفتاة البيضانية‪ ،‬وقد جاء موزعاً على ثالثة‬ ‫مباحث‪ ،‬تطرقت في األول منها إلى موضوع «التبراع‪ ،‬تعريفه ونشأته»‪ ،‬والثاني إلى‬ ‫«اَلتَّبْرَاعْ» باعتباره «وثيقة اجتماعية»‪ ،‬وفي الثالث إلى بيان «مراحل تطور اَلتَّبْرَاعْ»‬ ‫كشعر نسائي‪ ،‬ومدونته المدروسة‪ .‬وعقب هذين البابين‪ ،‬وشحت األطروحة بملحق‬ ‫خاص‪ ،‬تعرضت فيه لـ «صور بعض األعالم النسائية المشهورة» بهذا المجال المدروس‪،‬‬ ‫العالمات الفقيهات‪ ،‬والمدرسات المربيات‪ ،‬والصالحات التقيات‪ ،‬الجميالت الحسناوات‪.‬‬ ‫وخلصت من خالل هذا البحث إلى نقاط هامة يمكن إدراجها كالتالي‪:‬‬ ‫• بالرغم من المكانة المتميزة للمرأة في مجتمع البيضان‪ ،‬فقد تباينت صورها في‬ ‫شعرهم الفصيح والشعبي تبعاً لتمايز وضعها الفئوي‪/‬الطبقي من جهة‪ ،‬وتباين مستوى‬ ‫الواقعين المادي ورافدي الذهنية ومرجعياتهما من جهة ثانية‪ ،‬حيث كانت صورتها‬ ‫في الشعر الفصيح تعبر عن تمثالت ذهنية «فئة الزوايا» عنها‪ ،‬ومحكومة بخلفية دينية‬ ‫محافظة تارة‪ ،‬وتتمثل نهجاً وتستضمر وعيّاً يستمد مشروعيته من روافد لها أصولها‬ ‫ومرجعياتها في ثقافة الشعراء القدماء تارة أخرى‪ .‬فيما جاءت صورتها في الشعر الشعبي‬ ‫معبّرة عن تمثالت عقلية «فئة حسان» ومن واالهم من «فئة اللحمة»‪.‬‬ ‫• إن جل صور المرأة في الشعر الفصيح مستقاة من عيون الشعر العربي القديم‪،‬‬ ‫وتشبيهاتهم تقليدية أخذوها عن الشاعر الجاهلي‪ ،‬فلم أجد أوصفا متواترة ألماكن‬ ‫صحراوية بعينها‪ ،‬وال أسماء وألقاب تراثية لنساء المنطقة‪ ،‬كما أن معايير الجمال كانت‬ ‫واحد‪ ،‬وال مجال للتفاضل بين هذا الشاعر وذاك‪ ،‬رغم تمايز فترات اإلنتاج‪ ،‬وهذا يدل على‬ ‫أن الشاعر لم يكن يعبر في شعره الفصيح عن تجربة إنسانية حقيقية‪ ،‬بل جاءت مقدمته‬ ‫الغزلية‪ ،‬كتقليد فني ليبرز أوال‪ :‬تمكنه من الملكة الشعرية‪ ،‬شأنه شأن أجداده العرب في‬ ‫الجاهلية‪ ،‬ثانيا‪ :‬حتى يصرف النظر عن التصوير الحسي الحقيقي‪ ،‬ألن مكانته الدينية ال‬ ‫تسمح له بذلك‪.‬‬ ‫• جاءت صورة المرأة في الشعر الحساني أكثر صدقا وتعبيرا عن صور المرأة في هذا‬ ‫المجتمع‪ ،‬بحيث نقل لنا الشاعر صورة المرأة بتلويناتها وصورها المختلفة في المجتمع‪،‬‬ ‫فتغنى بها وبوجوهها المختلفة معبرا عما ينتابه أو يخالجه إزاءها‪ ،‬متخلصا من كل ما‬ ‫قد يكدر صفو مخيلته‪ ،‬فأطلق العنان لوصفها سواء كانت حاضرة أو غائبة‪ ،‬واقعية أو‬ ‫متخيلة‪ ،...‬فانساق في اتجاه تجاوز كل الحدود المرسومة المتاحة منها والمحظورة‬ ‫في تقاليد حوك القريض في ذلك المجتمع البدوي المحافظ‪ ،‬فاعتبر التشبب بها من‬ ‫مرتكزات الفتوة انتصار لعالمها اآلسر المغري والمثير لدواخل الذات ووجدانها‪ ،‬فوقف‬ ‫بذلك على تضاريس جسمها وإن كان المجتمع يستهجن ذلك واألعراف تحرمه‪ ،‬ثم تحدى‬ ‫الرقيب وظل يحوم بخيمة المحبوبة في الليل والنهار رغم معرفته المسبقة بعدم وصوله‬ ‫إليها في ظل تعنتها الدائم‪ ،‬وإن وصل إليها أحيانا حتى وهي بين أحضان زوجها فذاك‬ ‫من صنيع مخياله الذي جعل الوصل بها ضربا من ضروب عوالم االفتراض الممكنة فيما‬ ‫حاكه من شعر في هذا االتجاه الغزلي‪.‬‬ ‫• أبان لنا الشعر الحساني عن طبيعة تلك اإلكراهات التي كانت تواجهها المرأة‬ ‫الحسانية في مرحلة البداوة‪ ،‬والتي كانت فيها محط أنظار الجميع‪ ،‬تحسب تصرفاتها‬ ‫وينظر إليها من خلف حجا ب كجسد غاوي تمارس عليها العادات والتقاليد لتأهيله حسب‬ ‫معيار الذوق الجماعي ونظرته الذكورية‪.‬‬ ‫• إن المرأة البيضانية كانت حاضرة وبقوة في المجال الشعري إنتاجا‪ ،‬واستطاعت‬ ‫أن تتحدى كل الصعاب‪ ،‬وتتغلب على المعاناة‪ ،‬لتقول كلمتها الفصل عبر الشعر الفصيح‬ ‫والشعبي‪ ،‬وتعبر عن اهتماماتها في مجتمع بدوي محافظ‪.‬‬ ‫• بالرغم من الرقابة التي مورست على الشعر الفصيح‪ ،‬فالمرأة نفذت من تلك‬ ‫الصرامة وواكبت نشأة الشعر الفصيح وتفننت في القول محترمة المساحة المخصصة‬ ‫لقولها‪ ،‬فأنتجت نصوصا غنية تعبر عن تمكنها من ناصية اللغة أوال‪ ،‬ومستوى أدبيتها‬ ‫الرفيعة ثانيا‪.‬‬ ‫• استغلت المرأة البيضانية امكانيات اللغة الشعبية من حيوية ومرونة في التعبير‪،‬‬ ‫فضمنت مقولها من «لغن» الكثير من لحظات اإلبداع‪ ،‬وخلقت لنفسها هامشا أدبيا‬ ‫قل نظيره‪ ،‬عرف بالتبراع‪ ،‬وتمكنت عبر هذا المخلوق المتمرد أن تبوح بعواطفها أتجاه‬ ‫الجنس اآلخر في مجتمع بدوي محافظ‪.‬‬ ‫إن محاصرة المرأة داخل الخيمة‪ ،‬أثر على مساهماتها في النهضة الثقافية والعلمية‬ ‫التي عرفتها المنطقة‪ ،‬فقد بقي تعليمها محصورا على المحيط العائلي ومدى رغبتها‬ ‫هي في التعلم‪ ،‬وال يسمح لها السفر إلنهاء مشوارها التعلمي في المحاضر البعيدة كما‬ ‫الرجل‪ ،‬لذلك نجد جل من لهن مشاركات علمية ينتمين لوسط عالم (الزوايا)‪ ،‬ومرتبط‬ ‫بشخصية المرأة نفسها ومدى رغبتها في التعلم‪ ،‬أو حسب ما تلقاه من عناية واهتمام‬ ‫من قبل ذويها‪.‬‬ ‫• إن مكانة لمرأة في فئة حسان ارتبطت بالجمال وقوة الشخصية‪ ،‬لذلك جاء‬ ‫شعرهم الشعبي ومروياتهم حبلى بألقاب نساء عرفن بالجمال والحكمة‪ ،‬إن الجمال في‬ ‫هذه الفئة شرف ودليل على المكانة الراقية التي تنعم بها المرأة في وسطها ويعكس‬ ‫مستواهم األرستقراطي المترف‪.‬‬ ‫ونحن ‪-‬في كل هذا ال ندعي‪ -‬اإلحاطة بجميع ما يتعلق بهذا الموضوع‪ ،‬أو اإلتيان‬ ‫على كل جوانبه وإيفائه القدر الكافي من الدراسة والتحليل الشاملين‪ ،‬فهذا بعيد المنال‪،‬‬ ‫صعب التحقق‪ ،‬لتعذره‪ ،‬وحاجته إلى وقت مستفرغ للتقصي واالستقراء‪ ،‬بل ومشروع أدبي‬ ‫ونقدي كبير‪ ،‬ومجهودات مضنية‪ ،‬وإمكانيات مادية هائلة ال نرى توافرها متحص ًال لدينا‪...‬‬ ‫ومن ثم‪ ،‬حسب ما قدمته في هذه األطروحة أنها لفتت االنتباه إلى هذا الموضوع‪،‬‬ ‫وساهم في وضع لبنة فيه‪ ،‬أمال في تشجع الباحثين –مستقب ًال‪ -‬على تطويره واستكمال‬ ‫صروحه‪.‬‬ ‫واهلل ولي التوفيق‪.‬‬


‫الثالثاء ‪ 27‬دي�سمرب ‪� 2016‬إلى ‪ 2‬يناير ‪2017‬‬

‫العدد ‪869‬‬

‫ات‪..‬‬

‫شذر‬

‫‪13‬‬

‫أمة العرب الشاردة‪ ..‬ولعبة الكبار‬ ‫• إعداد ‪ :‬مصطفى بديع السوسي‬

‫محطات سوداء‬ ‫محطات‬ ‫سوداء‬

‫األمن ضرورة قصوى‪ ،‬وأمام استفحال الجريمة‪ ،‬واعتراض سبيل المارة حتى في وضح‬ ‫النهار‪ ،‬وانتشار تعاطي المخدرات‪ ،‬فإن األمر يؤكد وجود خلل ما في المنظومة األمنية‪ ،‬يمكنك‬ ‫أن تجول نصف المدينة بنقطها البيضاء والسوداء ليال فلن تصادف أبدا دورية أمنية تجوب‬ ‫الشوارع لتتلقف مجانين الليل وعناكب الظالم‪ ،‬وكثيرا ما تساءل المواطنون وهم يرون خلو‬ ‫مناطقهم من دوريات أمن جاهزة‪ .‬ماذا يمنع مجرما محترفا من اعتراض سبيل مواطن مار‬ ‫واالعتداء عليه مادام أنه آمن وبعيد عن العيون الساهرة على حماية المواطنين‪ ،‬أزمة انعدام‬ ‫األمن تشكل هاجسا ومعضلة في اآلن نفسه‪ ،‬فعسى أن يتغير الوضع وتمأل شوارعنا دوريات‬ ‫الحراسة األمنية ليل نهار‪.‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫نفس الشيء يقال عن شرطة المرور‪ ،‬فكثيرا ما يغيب شرطي المرور عن المناطق‬ ‫المزدحمة والكثيفة الحركة‪ ،‬مما يفسح المجال لفوضى المرور‪ ،‬وعدم احترام اإلشارات‬ ‫الضوئية‪ ،‬وارتفاع ضجيج المنبهات‪ ،‬خصوصا من لدن حافالت النقل العمومي «ألـــزا»‬ ‫وأصوات أصحاب سيارات النقل السري المزعجة‪.‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫احتالل الملك العمومي أصبح عادة وواقعا ولم يعد ظاهرة بعد تجاهل السلطات المحلية‬ ‫وتغاضيها عن األمر مما فتح المجال النتشار هذا المنكر وعربدة المحتلين وقطعهم لكثير‬ ‫من الممرات في وجه المارة وسيارات اإلسعاف‪.‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫فوضى حافالت النقل العمومي «ألزا» أصبحت على كل لسان‪ ،‬فحمولتها تفوق قدرتها‬ ‫مع عدم احترامها لمواقفها‪ ..‬وإطالق منبهاتها بمناسبة أو غير مناسبة‪ ،‬كما أن بعض‬ ‫سائقيها ال يتوفرون على الحد األدنى من األخالق وحسن السلوك‪.‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫الضحك على الذقون‪ ...‬ذقون العرب‪ ...‬واللعب على الوتر‬ ‫الحساس‪ ...‬وإذكاء نار الفتنة الطائفية والدينية في العالم‬ ‫العربي بضاعة الرؤوس الكبيرة التي توزعها على أطراف البالد‬ ‫العربية المشتعلة بغرض الهيمنة وتجزيئ الوطن العربي‬ ‫وإغراقه في تكتالت ومحاور وتجمعات عقدية متنافرة‪...‬‬ ‫هل عجزت القوة الغربية األولى عن إيقاف الحرب األهلية‬ ‫بسوريا وإطفاء أوارها‪ ...‬من قال بذلك فهو واهم‪ ...‬لو أرادت‬ ‫لفعلت‪ ...‬لو أرادت روسيا لفعلت‪ ،‬أما إيران وتركيا فإنهما‬ ‫ذيالن يتوزعان بين شرق وغرب في شبه حلف مشبوه كذبوا‬ ‫ولو صدقوا‪ ...‬فالحرب مكسب ألمريكا وروسيا‪ ...‬تجارة السالح‬ ‫مزدهرة وسياسة كسب المواقع رائجة‪ ...‬وهما يضحكان على‬ ‫العالم ويحيالن القضية‪ ...‬قضية تدمير وطن وتصفية أهله‪،‬‬ ‫وتمزيق وحدته إلى مجلس األمن الذي يلعب فيه الكبار لعبة‬ ‫النقض ثم تلتئم لجان وجمعيات وينبري خطباء للتنديد‪ ،‬وتصدر‬ ‫في األخير توصيات ال تحرك للفتنة ساكنا‪ ...‬أما القرارات فهي‬ ‫عقوبات ومزيد من العقوبات ضد المعتدي‪ ،‬عقوبات تمنع كبراء‬ ‫البلد من التنقل عبر العالم‪ !...‬فبماذا يفيد هذا ضحايا الفتنة‬ ‫والقتل المجاني؟‪ ..‬وبماذا ينفع حشود المشردين والالجئين في‬ ‫عز الصقيع وزمهرير الشتاء؟!‪...‬‬ ‫العالم المتقدم كله يمارس لعبة االستغماية على‬ ‫المنكوبين‪ ،‬ويهزأ من استجداء المغلوبين به‪ ...‬بينما اآلخرون‬ ‫يجمعون الصدقات والمعونات لالجئي المخيمات ومحاصري‬ ‫المدنالمشتعلة‪...‬‬ ‫وقد اختلطت األمور على الناس أمام كم وتعدد وتلون‬ ‫واختالف األسماء والمسميات‪ ...‬واأللوان واأللوية والجماعات‪.‬‬ ‫عسكر نظامي‪ ،‬دواعش‪ ،‬جيش حر‪ ،‬النصرة‪ ،‬جيش فتح الشام‪،‬‬ ‫الدعم الشعبي‪ ،‬األكراد‪ ،‬ثم رايات أخرى انبثقت عن فتنة ليبيا‪..‬‬ ‫في طرابلس‪ ،‬وبنغازي‪ ،‬وسرت‪ ،‬وحرب مواقع لالستئثار بحقول‬ ‫النفط‪ ...‬ومع ذلك مازال هناك من يستمع إلى خزعبالت أمريكا‪،‬‬ ‫وتلويحات روسيا‪ ،‬وبينهما إيران وتركيا والمواقف الموالية ثم‬ ‫المتناقضة‪ ...‬باألمس كانت تركيا تطالب برأس األسد وتقول‬ ‫أنه ال مخرج لألزمة إال بذهابه‪ ،‬واليوم تدعي بأنها ال تستهدف‬ ‫األسد‪ ..‬وهذه هي السياسة ال روح فيها‪ ...‬ال ضمير‪ ،‬وال مبادئ‪،‬‬ ‫وكما قلت سابقا في السياسة ال صداقات دائمة وال عداوات‬ ‫دائمة‪ ،‬ولكن مصالح دائمة‪...‬‬ ‫وللذكرى‪ ،‬فباألمس أيضا وصلت العالقات بين روسيا‬ ‫وتركيا إلى الحضيض بعد حادث إسقاط الطائرة الروسية‪..‬‬ ‫تركيا سعت بعد ذلك وبكل الوسائل إلى االعتذار لروسيا‪ ،‬وإلى‬ ‫التمسح بقباب قصر الكرملين إلى أن انفجرت األمور والتحقت‬ ‫تركيا بركب روسيا‪...‬‬ ‫تركيا نفسها‪ ،‬وبعد حادث سفينة مرمرة لفك الحصار عن‬ ‫غزة‪ ،‬ورغم ضحاياها‪ ،‬عادت لتطبيع العالقات مع إسرائيل بعد‬ ‫غضبة كصفير الريح أو السحاب الذي ال يُمطر فذهب الضحايا‬ ‫مع شربة ماء مُسكر إثر تبادل األنخاب‪...‬‬ ‫الزال��ت أمة العرب الشاردة تثق في مسيلمة الكذاب‬ ‫وتصدق نبوءته الضالة‪ ...‬وتبحث عن الخالص في مجالس‬ ‫«الحكماء» والدائمي العضوية‪ ...‬وأروقة األمم والجمعيات‬ ‫ومراتع الببغاوات‪ ...‬مازال العرب‪ ،‬رغم إمكانياتهم الهائلة‪،‬‬ ‫غير قادرين على حل خالفاتهم المزمنة‪ ،‬ففوضوا ألمم وقوى‬ ‫أخرى حل إشكاالتهم المعقدة‪ ،‬لدرجة طالب معها الرئيس‬ ‫األمريكي الجديد من دول الخليج منح بالده ثلث عائدات النفط‬ ‫مقابل الحماية التي توفرها لهم أمريكا‪ ..‬وهكذا دفع التخاذل‬ ‫العربي إلى الطمع الغربي‪ .‬أضف إلى ذلك‪ ،‬تصويت الكونغرس‬ ‫األمريكي على حق كل مواطن أمريكي تضرر في حادث برج‬ ‫نيويورك أن يرفع دعوى المطالبة بالتعويض ضد المملكة‬

‫العربية السعودية‪ ،‬بدعوى رعايتها لإلرهاب‪ ،‬وإال فسيتم اللجوء‬ ‫إلى المدخرات السعودية بالواليات المتحدة‪.‬‬ ‫وعندما سُمح لبضعة آالف محاصر سوري بالخروج من‬ ‫حلب الشرقية إلى حلب الغربية‪ ،‬كانت روسيا هي الراعية‪ ،‬وهي‬ ‫الحارسة‪ ،‬وكان العرب هم آخر من يعلم بالرغم من قوتهم‬ ‫العددية‪ ،‬وقوتهم االقتصادية‪ ،‬ولكنهم غثاء كغثاء السيل‬ ‫وبإطاللة سريعة على الحصيلة الثقيلة للصراع المسلح في‬ ‫سوريا نجد أنه ُقتل ما بين ‪ 400‬ألف ونصف مليون سوري‪.‬‬ ‫وأصيب ثمانية ماليين بإعاقات جسدية‪ ،‬ودُمرت ثلث‬ ‫مدارس سوريا وكل مدارس شرق حلب‪ ،‬ونزح الشعب إلى مناطق‬ ‫أخرى داخل سوريا وخارجها‪ ،‬و‪ 13‬مليون شخص أصبحوا بحاجة‬ ‫إلى مساعدات‪ ،‬بينهم ‪ 5‬ماليين و‪ 800‬ألف طفل‪ ،‬وجود أكثر من‬ ‫مليون شخص تحت الحصار‪ ،‬و‪ 7‬ماليين و‪ 900‬ألف يعيشون‬ ‫في مناطق يتعذر الوصول إليها‪ ،‬وعملية اإلجالء لم تشمل لحد‬ ‫اآلن إال فئات قليلة كالفتات وسط الزحام‪ .‬ثمانون في المائة‬ ‫أصبحوا يعيشون تحت حد الفقر‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬ورغم ما يعانيه‬ ‫العرب في ديار الفتنة أو غيرها‪ ،‬فحضارتهم بأبراجها وبحيراتها‬ ‫االصطناعية بنيت بكفاءات أجنبية‪ ..‬أمريكية بالخصوص‪ ،‬فال‬ ‫غرابة أن تتقوى علينا هذه القوى الكبرى‪ ،‬ثم أن تجعل األرض‬ ‫العربية سوقا للسالح‪ ،‬وكثيرا ما استعملت في حروبها المفتوحة‬ ‫أسلحة جديدة للتجربة كصواريخ «طاو ‪ 2‬ألف» و«طاو ‪ 2‬باء»‬ ‫و«طاو بانكر باستر» التي تنتجها شركة «رايتون» األمريكية‪،‬‬ ‫والتي جُربت في شرق حلب بسوريا‪ ...‬وامتدت شرايين الهيمنة‬ ‫والتحكم لتشمل إفريقيا وتركز ذلك بالخصوص في تأسيس‬ ‫«أفريكوم» وجعل مقرها كمركز للقيادة اإلفريقية في السينغال‪،‬‬ ‫فأصبح أطلس إفريقيا أمريكيا بال منازع‪ ،‬في حين ليس للعالم‬ ‫العربي دور حتى لالستشارة‪.‬‬ ‫فالمفروض أن يلتئم لكل القرارات الفوقية‪ .‬فالدول‬ ‫المتقدمة تملك كل أوراق الضغط‪ ...‬كما أن الئحة االتهامات‬ ‫واالفتراءات وحتى األكاذيب جاهزة كتشجيع اإلرهاب‪ ،‬ومعاداة‬ ‫السامية وغيرها‪ ...‬ألم تُبرر الواليات المتحدة األمريكية والقوى‬ ‫الموالية لها اكتساحها لعراق صدام بتوفره على أسلحة الدمار‬ ‫الشامل‪ ،‬وسعيها لتدميرها؟‪ ...‬وأخيرا وبعد مهزلة االجتياح‪،‬‬ ‫وقربان عيد األضحى‪ ،‬تبين للعالم أجمع أكذوبة بوش األب‬ ‫واإلبن‪ ..‬فال أسلحة دمار شامل وال هم يحزنون‪ ...‬وقد قالها‬ ‫صراحة الوزير األول البريطاني آنذاك طوني بلير في مذكراته‬ ‫واعترف باألكذوبة الكبيرة‪ /...‬وتساءل الباحثون يومها ‪ :‬لماذا لم‬ ‫تمارس أمريكا وحلفاءها نفس الجنون مع كوريا الشمالية رغم‬ ‫توفرها على هذه األسلحة التدميرية‪ ...‬ورغم تجاربها المتكررة‬ ‫ألسلحة متطورة بعيدة المدى‪ ،‬ورغم تهديدها لجارتها كوريا‬ ‫الجنوبية التي تحظى بالمظلة األمريكية؟‪ ..‬وهو تساؤل مشروع‬ ‫خصوصا أمام كم التهديدات التي وجهتها أمريكا للنظام‬ ‫الشيوعي بكوريا الشمالية‪ ...‬وتجاهل هذه األخيرة للتهديد بل‬ ‫ومواجهته بمزيد من التجارب لألسلحة التدميرية‪...‬‬ ‫هكذا ترسم خريطة العالم‪ ...‬فال مكان للضعيف مهما‬ ‫بلغت قدراته المادية واالقتصادية‪ ،‬فالعالم مُجمع للكبار وملك‬ ‫لهم أيضا‪ ،‬لذا خلقوا أسطورة «العالم الجديد»‪.‬‬ ‫وفي األفق القريب والبعيد‪ ،‬تبدو مالمح ُّ‬ ‫تشكل خريطة‬ ‫جديدة مثيرة قد تكون حافلة بالمفاجآت‪ ،‬فكل شيء ممكن‬ ‫الحدوث‪.‬‬

‫لماذا لم يتم وضع حد لنزق وعشوائية الدراجات الثالثية التي ال تتوفر على أي وضعية‬ ‫قانوني‪ ،‬وال أرقام تسجيل‪ ،‬كما أنه ال حد لحمولتها البضائعية والبشرية وكثيرا ما تسببت‬ ‫في حوادث سير خطيرة ألنها ال تعترف ال بإشارات المرور وال بقوانين السير‪ ،‬كما ال تنضبط‬ ‫للسرعة المطلوبة‪ .‬فمتى تتدخل الجهات المختصة لوضع حد لهذا التسيب أم أننا بكل‬ ‫فئاتنا المجتمعية والسلطوية واألمنية أصبحنا نتعايش مع الفوضى؟ أم أننا نطبق القاعدة‬ ‫المعروفة‪« :‬كم من أشياء قضيناها بتركها»؟!‪..‬‬ ‫‪rrrrr‬‬

‫نشير إلى وجود حفرة كبيرة من مخلفات أشغال «أمانديس» بها أحجار متراكمة في‬ ‫محاولة لسد الحفرة التي ظلت عارية وهي تشكل خطرا محدقا بالسكان خصوصا المسنين‬ ‫منهم والعجزة والنساء واألطفال‪ ..‬الحفرة توجد بمنطقة السواني ‪ 2‬ديور ليراك‪ ،‬عمارة ب‪،4/‬‬ ‫وهي منطقة مظلمة ليال وتنعدم فيها اإلنارة مما يجعل الخطر كبيرا ومؤكدا‪ .‬المطلوب من‬ ‫أمانديس تغطية هذه الحفرة بالكامل‪ ،‬وعلى السلطة المحلية التدخل‪.‬‬

‫م‪ .‬ب‪ .‬السوسي‬

‫ا�ض َي ًة َم ْر ِ�ض ّ َي ًة‬ ‫} َيا �أَ ّ َي ُتهَ ا ال ّ َن ْف ُ�س مْ ُال ْط َم ِئ َن ُّة ْار ِجعِي ِ�إ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫َف ْاد ُخلِي فيِ عِ َبادِ ي َو ْاد ُخلِي َج َّنتِي {‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫من السيد عمر مورو‬

‫رئيس غرفة التجارة و الصناعة و الخدمات‬ ‫لجهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة‬ ‫إلى السيد المحترم عادل الرايس‬ ‫رئيس جمعية مالكي المنطقة الصناعية بطنجة‬

‫تعــزيـة‬

‫على إثـر نبـأ وفـاة والدتكم المشمولة برحمـة اهلل ورضوانـــه‪ ،‬أتقـــدم‬ ‫إليكم باسمي الخاص ونيابة عن السادة أعضاء وأطر و موظفي غرفة التجارة‬ ‫والصناعة و الخدمات لجهة طنجة ‪ -‬تطوان ‪ -‬الحسيمة‪ ،‬بأحر التعازي والمواساة‬ ‫لكم و لعائلتكم سائال المولى سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته‬ ‫ومغفرته وأن يسكنها فسيح جناته و يلهم ذويكم جميل الصبر والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫جد الأ�ستاذة ي�سرى احلودار‬ ‫يف ذمة اهلل‬ ‫‪ ‬يوم األربعاء ‪ 21‬دجنبر خيم الحزن واألسى‬ ‫على عائلة األخت يسرى الحودار المقيمة بضواحي‬ ‫وزان ‪ ،‬بعد أن بلغ إلى علمها الرحيل المفاجئ ألحد‬ ‫أفراد أسرتها بمدينة القنيطرة حيث وري جثمانه‬ ‫في موكب جنائزي مهيب ‪ ،‬المشمول برحمة اهلل‬ ‫ومغفرته عبد القادر شقرون ‪.‬‬ ‫‪ ‬وأمام هذا المصاب الجلل ‪ ،‬يتقدم محمد‬ ‫حمضي عضو اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان‬ ‫بالشمال ‪ ،‬والشغيلة التعليمية بجماعة تروال ‪، ‬‬ ‫بالتعازي الحارة والمواساة القلبية إلى أرملة‬ ‫المرحوم فاطمة القادري ‪ ،‬وأبنائه ‪ -‬محمد ‪،‬‬ ‫خديجة ‪ ،‬آسية ‪ ،‬عبد اللطيف ‪ ،‬بشرى ‪ ،‬سعد ‪ ،‬عبد اهلل ‪ ،‬أسماء ‪ -‬وإلى األخت‬ ‫يسرى الحودار ووالدها ‪ ،‬راجين من الذي جل جالله بأن يمطر الفقيد بشآبيب‬ ‫رحمته ‪ ،‬ويسكنه فسيح جنانه بجانب الصديقين والشهداء ‪ ،‬وأن يلهم ذويه‬ ‫الصبر والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬


‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬دي�سمرب ‪2016‬‬

‫العدد ‪868‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫مبنا�سبة ال�سنة امليالدية اجلديدة‬

‫استقبلنا منذ أيام قليلة سنة هجرية جديدة‪ ،‬واحتفلنا بذكرى عظيمة غالية‪ ،‬ذكرى هجرة‬ ‫الرسول صلى اهلل عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة‪ ،‬تلك الذكرى الغالية‬ ‫التي ال نجد لها مثيال في الحديث وال في القديم‪ ،‬لما ترتب عليها من اآلثار الجليلة في اإلصالح‬ ‫االجتماعي وترقية النفوس واألرواح وبث مكارم األخالق‪ .‬فوقفنا على تلك اآلثار واستحضرنا‬ ‫االنتصارات واإلنجازات وكل ما حملته أيامنا الماضية وعصورنا الخالية‪ ،‬فافتخرنا بتاريخنا وعددنا‬ ‫أعمال أسالفنا وما صنعوه وأبدعوه وخلدوه‪ ،‬ثم نظرنا إلى واقعنا وأحوالنا وما آلت إليه أو ضاعنا‬ ‫فعددنا النكبات وكثرة اآلهات والتحسرات‪.‬‬ ‫ونستقبل في هذا األسبوع سنة ميالدية جديدة‪ ،‬فنستحضر ما حوته السنة التي نودعها‬ ‫من أحداث‪ ،‬وما انطوت عليه من وقائع ومستجدات‪ ،‬ومن ودعنا فيها من رجال العلم والفكر‬ ‫والسياسة‪...‬‬ ‫إنها ثالثمائة وخمسة وستون يوما طويناها من عمرنا دون أن نسأل أنفسنا ما ذا استفدنا‬ ‫منها؟ وماذا قدمنا فيها من أعمال تنفعنا يوم لقاء ربنا؟ وماذا أنجزنا فيها من األعمال الموكلة‬ ‫إلينا مما ينفع أهلنا ومدينتنا ووطننا؟ هل أدينا واجبنا بأمانة؟ وهل أخلصنا النية والعمل في كل‬ ‫ما قمنا به؟ وكم من الوقت ضيعنا فيها؟ وكم من األعمال أهملناها فضيعنا بها على أنفسنا‬ ‫وأهللنا وأمتنا الشيء الكثير؟ وكم‪ ،‬وكم‪ ،‬وكم‪.....‬‬ ‫إنها أسئلة لو طرحها كل منا على نفسه لتأسف على كل لحظة مرت من عمره‪ ،‬ولحاسب‬ ‫نفسه على كل عمل قام به‪ ،‬وعلى كل ما فرط فيه لنفسه أو أهله أو بلده‪ ،‬ولو استحضر قول‬ ‫الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬ال تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن شبابه فيما أباله‪،‬‬ ‫وعن عمره فيما أفناه ‪ ،‬وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ‪ ،‬وعن علمه ماذا عمل فيه)‪.‬‬ ‫إن من أعظم نعم اهلل تعالى على اإلنسان في هذه الحياة ما أوجد له من األوقات واألزمان‬ ‫التي هي فرصة عظيمة لتحقيق الحياة الكريمة في الدنيا واآلخرة وألجل هذا إمتن تعالى على‬ ‫عباده بهذه النعمة في كتابه الكريم في مواضع متعددة قال سبحانه‪( :‬هو الذي جعل لكم الليل‬ ‫لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك آليات لقوم يسمعون) وقال أيضا‪( :‬وسخر لكم الليل‬ ‫والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك آليات لقوم يعقلون) بل لقد أقسم‬ ‫سبحانه وتعالى بالوقت في آيات عظيمة من كتابه‪ ،‬واهلل عز وجل ال يقسم بشيء من خلقه‬ ‫إال ألهميته وعظمته ولفت األنظار إليه والتنبيه على مكانته وجاللته‪ ،‬قال سبحانه‪( :‬والليل إذا‬ ‫يغشى والنهار إذا تجلى) وقال سبحانه‪( :‬والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر هل‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫في ذلك قسم لذي حجر) وقال سبحانه‪( :‬والعصر إن اإلنسان لفي خسر إال الذين آمنوا وعملوا‬ ‫الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)‪.‬‬ ‫إن الوقت هو حياة اإلنسان وعمره الذي هو أنفاس تتردد وأمال تتعدد تضيع إن لم تتحدد‪،‬‬ ‫فالحياة ما هي إال دقائق معدودة وثوان محدودة ولحظات محسوبة وإن طالت في نظر بعض‬ ‫الناس‪ ،‬تمر باإلنسان متوالية متتابعة في ساعات وأيام ‪،‬وشهور وأعوام‪ ،‬كلما مر منها شيء‬ ‫ذهب معه العمر حتى ينتهي ذلك إلى الدار اآلخرة يقول حسن البصري رحمه اهلل‪ :‬يا ابن آدم‬ ‫إنما أنت أيام كلما ذهب يوم مضى بعضك‪ ،‬نعم إن الليل والنهار هما رأسمالك في هذه الحياة‬ ‫ربحهما ثمنه الجنة‪ ،‬وخسرانهما جزاءه النار‪.‬‬ ‫فلو جمعنا بين استغالل الوقت والمحافظة عليه وبين محاسبة النفس وتربيتها على‬ ‫الحرص على األمانة والقيام بالواجب لما تحسرنا في نهاية كل سنة على واقعنا وعددنا نكباتنا‬ ‫ومشاكلنا‪ ،‬لو حرص كل على استغالل وقته وعلى أداء أمانته واستحضر في كل وقت وحين‬ ‫قوله تعالى‪( :‬إنا عرضنا األمانة على السماوات واألرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن‬ ‫منها وحملها اإلنسان إنه كان ظلوما جهوال) لما وجدت موظفا خارج مبى اإلدارة ساعة العمل‪،‬‬ ‫وال وثيقة غير جاهزة فوق مكتب‪ ،‬وال ماال مهدورا وال مستغال‪ ،‬وال تلميذا مهمال‪ ،‬وال مسؤوال‬ ‫مرتشيا‪...‬وال ‪ ..‬وال‬ ‫لو اقتطع كل واحد منا كل يوم خمس دقائق يسائل فيها نفسه قبل أن ينام‪:‬‬ ‫ما ذا فعل في يومه؟‬ ‫ما ذا قدم لنفسه من أفعال الخير؟‬ ‫ما ذا فعل بوقته؟ هل ضيعه كله أو بعضه؟ هل أنفقه في الخير أم الشر؟‬ ‫ما مقدار الوقت الذي قضاه في طاعة اهلل؟ وهل أدى صلواته في وقتها؟‬ ‫ماذا ضيع من وقته؟ وأين؟ وكيف؟ ولماذا؟‬ ‫هل أدى عمله بأمانة؟ وهل قدم لنفسه وألمته أعماال وأسدى إليها معروفا؟‬ ‫ثم عاهد نفسه على تصحيح أخطاء اليوم في الغد فإن الحول سيدور علينا ونستقبل سنة‬ ‫جديدة وقد حققنا الكثير وانطلقنا على الطريق الصحيح الذي نتحدث فيه عن إنجازاتنا وأعمالنا‬ ‫عوض أن نستعرض تاريخنا وعمل أسالفنا ونتحسر على واقعنا وعلى ما ضاع منا وما أضعناه‬ ‫نحن على أبنائنا‪.‬‬

‫«إن هّ‬ ‫ّ‬ ‫الل ال يحب المفسدين»‬

‫ّ‬ ‫إن التعايش نزعة فطرية أودعها اهلل ـ سبحانه وتعالى ـ في‬ ‫اإلنسان بحيث يتعذر على اإلنسان أن يعيش وحيدا مهما أوتي من‬ ‫قوة بدنية أو مادية‪ ،‬وهذا اإلنسان ال يستطيع كفرد أن يبني حضارة‬ ‫أو يؤسس لثقافة وذلك يحسب على الدول والجماعات في هذا العصر‬ ‫وكل العصور ألنه يستحيل أن تعيش دولة بمعزل عن غيرها من‬ ‫الدول‪ ،‬أو جماعة في انقطاع تام عن غيرها من الجماعات‪ ،‬لقد أثبتت‬ ‫الدراسات بأن أشد العقوبات أثرا على النفس ما يعرف بعقوبة العزل‪،‬‬ ‫حيث يفصل اإلنسان تماما عن محيطه اإلجتماعي‪ ،‬كما تقطع صالته‬ ‫اإلنسانية مع غيره من الناس‪ ،‬ولو توفرت له في عزلته كل أسباب‬ ‫الراحة والرّفاهية‪.‬‬ ‫إن الدراسات اإلجتماعية أشارت أن األفراد الدين عوقبوا بما‬ ‫اصطلح عليه ب «العزل اإلجتماعي» لفترات طويلة ظلوا يعانون‬ ‫أمراضا اجتماعية ونفسية طول حياتهم وكثير منهم لم يعد إلى‬ ‫حالته السوية رغم المجهودات التي بذلت من أجل ذلك‪.‬‬ ‫إذا انتقلنا من العامل الفطري إلى العامل الديني‪ ،‬فسوف لن نجد‬ ‫أي دين وضعي أو كتابي يدعو إلى التنافر والقطيعة أو إلى التقوقع‬ ‫واإلنكفاء على الذات‪ ،‬إن الحاصل هو العكس‪ ،‬فجميع الشرائع‬ ‫والعقائد ترى التعايش اإليجابي خيارا ال مفر منه وال مناص منه‬ ‫إلعمار األرض وبناء مستقبل أفضل لألجيال المنتظرة وفي اإلختالف‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫حكمة التعارف المشار إليها في القرآن الكريم‪ ،‬في قوله سبحانه‬ ‫وتعالى‪« :‬يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا‬ ‫وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند اللهّ أتقاكم» (سورة الحجرات‪ )13 :‬إن‬ ‫التعايش مطلب ديني تناولته الفلسفات الدينية واألدبيات‪.‬‬ ‫لقد دعا إليه األنبياء والمصلحون‪ ،‬ومارسوه‪ ،‬إن أي دعوة مهما‬ ‫كانت تبرر الصراع وتروج للصدام‪ ،‬هي دعوة تتنافى مع جوهر الدّين‬ ‫اإلسالمي الحنيف‪ ،‬فتصطدم مع الحكمة الرّبانية المتمثلة في‬ ‫اختالف ألسنتنا وألواننا وانتشارنا في األرض شعوبا وقبائل ليخدم‬ ‫ويعين بعضنا بعضا‪.‬‬ ‫إذا انتقلنا من العامل الديني إلى العامل اإلقتصادي نجده يتأثر‬ ‫سلبا وإيجابا بدرجة التعايش بين األمم واألقوام واألفراد فكلما‬ ‫رفعت قيمة التعايش في االحترام المتبادل واإلعتراف بالخصوصيات‬ ‫العقدية والثقافية كلما تهيأ المناخ لتحقيق معدالت تنموية عالية‪،‬‬ ‫والعكس صحيح‪ ،‬وكلما ساد التوتر واحتكم البشر إلى العنف والقوة‬ ‫من أجل تسوية خالفاتهم‪ ،‬وكلما نزلت معدالت التنمية‪ ،‬ربما قد‬ ‫تتعرض إلى انتكاسات مدمرة‪ ،‬والدليل على ذلك ما تخلفه الصراعات‬ ‫والصدمات من تأثير على اإلنجازات الحضارية اإلنسانية والمالية في‬ ‫العراق وسوريا وإفريقيا‪ ...‬وفي نفس الوقت نجد كثيرا من األشياء‬ ‫تحققت باإلستقرار اإلجتماعي والتعايش‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫هناك تعايش آخر طرفه األول هو اإلنسان‪ ،‬في إحدى الصور‬ ‫المشار إليها‪ ،‬إن المحيط البيئي بتعدد مكوناته‪ ،‬هو تعايش ال يقل‬ ‫أهمية عن تعايش اإلنسان مع أخيه اإلنسان‪.‬‬ ‫لذلك فإن العمل على إفساد المحيط البيئي بمجمله وبتعدد‬ ‫مكوناته يعد قتال لإلنسان نفسه‪ ،‬يقول رب العزة سبحانه وتعالى‪:‬‬ ‫«من قتل نفسا بغير نفس أو فسادا في األرض فكأنما قتل الناس‬ ‫جميعا» (سورة لمائدة‪ .)32 :‬كما أن اإلسراف في استهالك خيراته‬ ‫وسوء ستغالل موارده والعبث بها‪.‬‬ ‫يقول ربنا الكريم سبحانه وتعالى‪« :‬كلوا واشربوا من رزق اهلل وال‬ ‫تعثوا في األرض مفسدين» (البقرة‪ )60:‬وقال سبحانة وتعالى‪« :‬وال‬ ‫تبغ الفساد في األرض إن اهلل ال يحب المفسدين» (القصص‪،)77:‬‬ ‫ومما ال شك فيه هو أن األمر تتفق عليه كل العقائد والشرائع‪ ،‬إن‬ ‫التعايش من القضايا التي تستأثر اليوم باهتمام عالمي غير مسبوق‬ ‫خصوصا بعد ظهور نظريات تؤسس للصراع الحضاري والصدام‬ ‫الثقافي وتنامي التطرف والعنف‪ ،‬لكن المتوكل عليه بعد ربنا سبحانه‬ ‫وتعالى ـ هم حكماء هذا العالم وعلماءه لعلهم يسعون من أجل‬ ‫العمل الجاد والدؤوب لكي تنتصر قيم الخير والسالم والتعايش‪،‬‬ ‫لنؤسس جميعا لمستقبل أكثر أمنا وطمأنينة وعلما وخيرا ألجيالنا‬ ‫الذين سيأتون من بعدنا‪.‬‬


‫العدد ‪869‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬دي�سمرب ‪� 2016‬إلى ‪ 2‬يناير ‪2017‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬

‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫مقتطفات من «امل�ستطرف يف كل فن م�ستظرف»‬ ‫الكتاب من تأليف الشيخ شهاب الدين أبوالفتح محمد بن أحمد األبشيهي‪ ،‬نسبة إلى قرية أبْشيه (أبْشَواي) من قرى الفيّوم المصرية‪ ،‬أقام‬ ‫بالمحلة ورحل إلى القاهرة ‪،‬درس الفقه والنحو وولي الخطابة ببلدته بعد وفاة والده ‪ ،‬توفي حوالي (‪ 850‬هـ‪1448/‬م)‪.‬‬ ‫وعن دواعي تأليف هذا الكتاب ومضامينه يقول األبشيهي في ديباجته‪:‬‬ ‫«‪...‬أما بعد فقد رأيت جماعة من ذوي الهمم جمعوا أشياء كثيرة من اآلداب والمواعظ والحكم وبسطوا مجلدات في التواريخ والنوادر واألخبار‬ ‫والحكايات واللطائف ورقائق األشعار وألفوا في ذلك كتبا كثيرة وتفرد كل منها بفرائد فوائد لم تكن في غيره من الكتب محصورة فاستخرت اهلل‬ ‫تعالى وجمعت من جموعها هذا المجموع اللطيف وجعلته مشتمال على كل فن ظريف وسميته «المستطرف في كل فن مستظرف» واستدللت فيه‬ ‫بآيات كثيرة من القرآن العظيم وأحاديث صحيحة من أحاديث النبي الكريم وطرزته بحكايات حسنة عن الصالحين األخيار ونقلت فيه كثيرا مما أودعه‬ ‫الزمخشري في كتابه ربيع األبرار وكثيرا مما نقله ابن عبد ربه في كتابه العقد الفريد ورجوت أن يجد مطالعه فيه كل ما يقصد ويريد‪ .‬وجمعت فيه‬ ‫لطائف وظرائف عديدة من منتخبات الكتب النفيسة المفيدة وأودعته من األحاديث النبوية واألمثال الشعرية واأللفاظ اللغوية والحكايات الجدية‬ ‫والنوادر الهزلية ومن الغرائب والدقائق واألشعار والرقائق ما تشنف بذكره األسماع وتقر برؤيته العيون ‪.‬وجعلته يشتمل على أربعة وثمانين بابا من‬ ‫أحسن الفنون متوجة بألفاظ كأنها الدر المكنون‪..‬‬ ‫وضمنته كل لطيفة ونظمته بكل ظريفة وقرنت األصول فيه بالفضول ورجوت أن يتيسر لي ما رمته من الوصول وجعلت أبوابه مقدمة وفصلتها‬ ‫في مواضعها مرتبة منظمة ليقصد الطالب إلى كل باب منها عند االحتياج إليه ويعرف مكانه باالستدالل عليه فيجد كل معنى في بابه إن شاء اهلل‬ ‫تعالى واهلل المسؤول في تيسير المطلوب وأن يلهم الناظر فيه ستر ما يراه من خلل وعيوب إنه على ما يشاء قدير وباإلجابة جدير‪ ...‬واهلل سبحانه‬ ‫المهون للصعاب»‪.‬‬ ‫ولألبشيهي أيضا كتاب «تذكرة العارفين وتبصرة المستبصرين» وكتاب «أطواق األزهار على صدور األنهار» كما أنه شرع في تأليف كتاب «في‬ ‫صنعة الترسل والكتابة» لكنه لم يتممه‪.‬ورغم أن في لغته ضعف ‪ ،‬كما يؤكد بعض المصنفين كالزركلي مثال ‪ ،‬إالأن قوة خطابه ‪ -‬وهو المتمرس‬ ‫بفن الخطابة‪ -‬تغطي ذلك الضعف اللغوي‪ ،‬وتجلي العديد من نقط ضعف بني اإلنسان‪ ،‬وتصف للمرء العليل مقويات روحية تقوي إيمانه وتصفي‬ ‫قلبه وتشد أزره‪ .‬ونسأل العلي القديرأن يفرج عنا كربتنا ويهدينا سواء السبيل في هذا الشهر الفضيل‪.‬‬

‫في ذكر النساء وصفاتهن ونكاحهن وطالقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن (‪)3‬‬ ‫الفصل الثالث في صفة المرأة السوء نعوذ باهلل تعالى منها‬ ‫كتب الحجاج إلى الحكم بن أيوب‪« :‬اخطب لعبد الملك بن مراون امرأة جميلة من بعيد‪،‬‬ ‫مليحة من قريب‪ ،‬شريفة في قومها‪ ،‬ذليلة في مشيها‪،‬مؤاتية لبعلها»‪.‬‬ ‫فكتب إليه‪« :‬قد أصبتها لوال عظم ثديها» ؛ فكتب إليه‪»:‬ال يكمل حسن المرأة حتى يعظم‬ ‫ثديها فتدفي الضجيع وتروي الرضيع»‪.‬‬ ‫وقال عبد الملك بن مروان لرجل من غطفان‪« :‬صف لي أحسن النساء؟»‪ ،‬فقال‪« :‬خذها‬ ‫يا أمير المؤمنين ملساء القدمين‪ ،‬ردماء الكعبين‪ ،‬ناعمة الساقين‪ ،‬ضخماء الركبتين‪ ،‬لفاء‬ ‫الفخذيـــن‪ ،‬ضخمــة الذراعين‪ ،‬رخصــة الكفيــن‪ ،‬ناهـدة الثديين‪ ،‬حمراء الخدين ‪ ،‬كحالء‬ ‫العينين‪ ،‬زجاء الحاجبين‪ ،‬لمياء الشفتين ‪ ،‬بلجاء الجبين‪،‬‬ ‫شماء العرنين‪ ،‬شنباء الثغر‪،‬محلولكة الشعر‪،‬غيداء‬ ‫العنق‪ ،‬مكسرة البطن»‪.‬‬ ‫فقال‪« :‬ويحك‪ ،‬وأين توجد هذه؟»‪ ،‬قال‪« :‬تجدها‬ ‫في خالص العرب وفي خالص الفرس»‪.‬‬ ‫وقال حكيم ‪« :‬عليكم بمن تربت في النعيم ثم‬ ‫أصابتها فاقة‪ ،‬فأثر فيها الغنى وأدبها الفقر»‪.‬‬ ‫وقال رجل لخاطب‪« :‬ابغ لي امرأة ال تؤنس جارا وال‬ ‫توطن دارا» ‪ -‬يعني ال تدخل على الجيران وال تدخل‬ ‫الجيران عليها‪ -‬وفي مثل هذه قال الشاعر‪:‬‬ ‫هيفـاء فيهـا إذا اسـتقبلتـها صلـف‬ ‫عيطـاء غامضـــة الكعبيـن معطــار‬ ‫خود مـــن الخفــرات البيض لم يرها‬ ‫بساحــة الدار ال بــعــــــل وال جـــار‬ ‫وقال األعشى‪:‬‬ ‫لم تمش ميال ولم تركب على جمل‬ ‫ولم تـــر الشمـــس دونهــا الكلـل‬ ‫وكانت امرأة عمران بن حطان من أجمل الناس‬ ‫وجها‪ ،‬وكان هو من أقبح الناس وجها‪ ،‬فقال لها يوما‪:‬‬ ‫«أنا وإياك في الجنة إن شاء اهلل تعالى»‪ ،‬فقالت له ‪:‬‬ ‫«وكيف ذلك؟»‪ ،‬فقال‪« :‬ألني أعطيت مثلك فشكرت‪،‬‬ ‫وأعطيت مثلي فصبرت؛ والصابر والشاكر في الجنة»‪.‬‬ ‫وقال أحدهـم‪« :‬رأيت في طريق مكـة أعرابيـة ما‬ ‫رأيت أحسن منها وجها‪ ،‬فقعدت أنظر إليها وأتعجب‬ ‫من جمالها‪ ،‬فجاء شيخ قصير فأخذ بردائها وسار بها‬ ‫ومضى‪ ،‬فلقيتها مرة أخرى فقلت لها ‪« :‬من هذا الشيخ؟‬ ‫قالت‪« :‬زوج��ي»‪ ،‬قلت ‪« :‬كيف يرضى مثلك بمثله؟»‬ ‫فأنشد‪:‬‬ ‫أيا عجبا للخـود يجـري وشاحهـا‬ ‫تزف إلى شيخ بأقبـــــــح تمثال‬ ‫دعـــانـي إليـه أنــه ذو قــرابـة‬ ‫يعز علينا من بنـي العـم والخـال‬ ‫وسمع بعضهم قائال يقول‪:‬‬ ‫ومن ال يـرد مـدحـي فإن مدائـحـي‬ ‫نوافـق عند األكــرميـن نوامــــي‬ ‫نوافق عند المشتـري الحمد بالنـدى‬ ‫نفــاق بنــات الحـــارث بن هشـام‬ ‫فقال‪« :‬يا ابن أخي‪ ،‬ما بلغ من نفاق بنات الحارث بن هشام؟»‪ ،‬قال ‪« :‬كن من أجمل‬ ‫الناس وجوها‪ ،‬وكان أبوهن إذا زوجهن يسوقهن ومهورهن إلى بعولتهن»‪.‬‬

‫فقال‪« :‬يا ابن أخي‪ ،‬لو فعل هذا إبليس ببناته لتنافست فيهن المالئكة المقربون»‪.‬‬ ‫وقال عبد الملك البن أبي الرقاع‪« :‬كيف علمك بالنساء؟»‪ ،‬قال ‪« :‬أنا واهلل أعلم الناس‬ ‫بهن»‪ ،‬وشرع يقول‪:‬‬ ‫قضاعية الكعبيـن كنديـة الحشـا خزاعية األطراف طائيـة الفـم‬ ‫لها حكـم لقمـان وصورة يوسف ومـنـطـق داود وعفـة مريـم‬ ‫وقالوا‪« :‬الوجه الحسن أحمر‪ ،‬وقد تضرب فيه الصفرة مع طول المكث في الكن والتضمخ‬ ‫بالطيب»‪ .‬وقالوا ‪« :‬إن الوجه الرقيق البشرة ‪،‬الصافي األديم‪،‬إذا خجل يحمر‪،‬وإذا فرق يصفر»‪،‬‬ ‫ومنه قولهم (ديباج الوجه) يريدون تلونه من رقته» قال علي بن زيد في وصفه‪:‬‬ ‫حمرة خلطت بصفرة في بياض‬ ‫مثــل ما حاك حائـك ديبــاجـا‬ ‫وقال علي بن عبد ربه‪:‬‬ ‫بيضــاء يحمر خداهـا إذا خجـلـت‬ ‫كما جرى ذهب في صفحتي ورق‬ ‫وقالوا‪« :‬إن الجاريــة الحسنـاء تتلــون بتلـون‬ ‫الشمس‪ ،‬فهي بالضحى بيضاء‪ ،‬وبالعشي صفراء»‪.‬‬ ‫وقال ذو الرمة‪:‬‬ ‫بيضــاء صفراء قد تنازعهــا‬ ‫لونان من فضــة ومن ذهــب‬ ‫قالوا ‪« :‬ليس المرأة الجميلة التي تأخذ ببصرك‬ ‫جملة على بعد‪ ،‬فإذا دنت منك لم تكن كذلك‪ ،‬بل‬ ‫الجميلـــة التي كلمــا كررت بصـــرك فيهـــا زادتك‬ ‫حسنا» (‪.)...‬‬

‫الفصل الثالث في صفة المرأة السوء نعوذ‬ ‫باهلل تعالى منها‬ ‫في حكمة داود عليه السالم أن‪« :‬المرأة السوء مثل‬ ‫شرك الصياد ال ينجو منها إال من رضي اهلل تعالى عنه»‪.‬‬ ‫وقيل ‪« :‬المرأة السوء غل يلقيه اهلل تعالى في عنق من‬ ‫يشاء من عباده»‪.‬‬ ‫وقيل ألعرابي كان ذا تجربة للنساء‪« :‬صف لنا شر‬ ‫النساء؟‬ ‫فقال‪« :‬شرهن النحيفة الجســـم‪ ،‬القليلــة اللحـــم‪،‬‬ ‫المحيـــاض الممـراض‪ ،‬المصفــرة الميشومة‪ ،‬العسرة‬ ‫المبشومة‪ ،‬السلطة البطرة‪ ،‬النفرة السريعة‪ ،‬الوثبة كأنها‬ ‫لسان حربة‪ ،‬تضحك من غير عجب وتبكي من غير سبب‪،‬‬ ‫وتدعو على زوجها بالحرب‪ ،‬أنف في السماء وإست في الماء‪،‬‬ ‫عرقوبها حديد‪ ،‬منتفخة الوريد‪ ،‬كالمها وعيد‪ ،‬وصوتها‬ ‫شديد‪،‬تدفن الحسنات وتفشي السيآت‪ ،‬تعين الزمان على‬ ‫بعلها وال تعين بعلها على الزمان‪ ،‬ليس في قلبها عليه رأفة وال عليها منه مخافة‪ ،‬إن دخل خرجت وإن‬ ‫خرج دخلت‪ ،‬وإن ضحك بكت وإن بكى ضحكت‪ ،‬كثيرة الدعاء‪ ،‬قليلة اإلرعاء‪ ،‬تأكل لما وتوسع ذما‪ ،‬ضيقة‬ ‫الباع مهتوكة القناع‪ ،‬صبيها مهزول وبيتها مزبول‪ ،‬إذا حدثت تشير باإلصبع ‪ ،‬تبكي في المجامع‪ ،‬بادية‬ ‫من حجابها ‪،‬نباحة عند بابها‪ ،‬تبكي وهي ظالمة ‪،‬وتشهد وهي غائبة‪،‬يدلي لسانهابالزور‪ ،‬ويسيل دمعها‬ ‫بالفجور؛ابتالها اهلل بالويل والثبور وعظائم األمور» (‪.)...‬‬ ‫وقال داود عليه الصالة والسالم‪« :‬المرأة السوء على بعلها كالحمل الثقيل على الشيخ الكبير‪،‬‬ ‫والمرأة الصالحة كالتاج المرصع بالذهب كلما رآها قرت عينه برؤيتها»‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬دي�سمرب ‪2016‬‬

‫العدد ‪868‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)774‬‬

‫‪16‬‬

‫«مخاض حياة على جليد‪،‬‬ ‫وتحت الرماد»‬

‫كيف يمكن التوثيق إلبداالت الزمن الثقافي المغربي الراهن؟ وكيف يمكن‬ ‫رصد سياق تبلور عناصر الثبات والتغير داخل نسق تفاعل مكونات الهوية الثقافية‬ ‫المغربية؟ وهل يمكن القبض بتالبيب هذه العناصر بدون العودة المستمرة‬ ‫للتأمل في تجارب الرواد والنخب والفاعلين‪ ،‬تشريحا للقيم وتحليال للسياقات‬ ‫وتوثيقا للوقائع؟ وأخيرا‪ ،‬كيف يمكن االنتقال من الخاص إلى العام في سياق تالزم‬ ‫االهتمامات الفردانية للذات المبدعة والمنتجة لألفكار وللقيم من جهة‪ ،‬مع رصيد‬ ‫المخيال الجماعي المشترك والمسؤول عن ترصيص العناصر الناظمة للهوية‬ ‫الثقافية المركبة والمشتركة لمغاربة الزمن الراهن؟ أسئلة متناسلة‪ ،‬تفرضها القراءة‬ ‫المتمعنة في مضامين السيرة الذهنية لألستاذ أحمد الطريبق أحمد التي صدرت‬ ‫في بحر السنة الجارية (‪ ،)2016‬تحت عنوان مثير وشاعري‪« :‬مخاض حياة على جليد‬ ‫وتحت الرماد»‪ ،‬وذلك في ما مجموعه ‪ 915‬من الصفحات ذات الحجم الكبير‪ ،‬توزعت‬ ‫بين جزءين متكاملين في طبيعة المواد المكونة لبنية السرد والتوثيق والتركيب‬ ‫التي ينهض عليها العمل‪.‬‬ ‫والحقيقة‪ ،‬إن صدور هذه المذكرات بلغتها الشاعرية الراقية‪ ،‬وبرؤاها النقدية‬ ‫التحليلية العميقة‪ ،‬يشكل إضافة متميزة لحقول كتابة التاريخ الوطني‪ ،‬مادام أن األمر‬ ‫ال يتعلق بسيرة ذهنية خاصة بصاحبها‪ ،‬بقدر ما أنها سيرة جيل كامل‪ ،‬ينتمي لمرحلة‬ ‫انتقال تاريخي حاسم عرفه مغرب سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي‪ .‬أضف إلى‬ ‫ذلك‪ ،‬أن األمر ال يتعلق – إطالقا – بكتابة خطية تسجيلية تتوخى تدوين الوقائع‬ ‫واألحداث والتواريخ‪ ،‬ولكن بسيرة ذهنية‪ ،‬تالقحت داخلها األفكار‪ ،‬واغتنت عبرها‬ ‫التجارب‪ ،‬وتعززت من خاللها المبادرات‪ ،‬فأنتجت كل هذا البهاء األدبي والثقافي‬ ‫المرتبط باسم الرائد أحمد الطريبق أحمد‪.‬‬ ‫لقد استطاع المؤلف تجاوز الطابع التقريري المباشر في نهجه الحكواتي‪ ،‬فكانت‬ ‫النتيجة بروز متن سردي عميق‪ ،‬يسمو بالذات وبالروح إلى مراقي الخلود والتميز‪،‬‬ ‫حيث تتداخل المهام المهنية الحصرية مع االهتمامات الثقافية المتداخلة‪ ،‬ثم مع‬ ‫تغيرات المحيط الوطني والعربي والدولي في مستوياته المتشعبة والمتداخلة‪.‬‬ ‫يرصد األستاذ الطريبق أدق التفاصيل ويستلهم أدق الجزئيات والحميميات التي قد‬ ‫ال تلتفت لها عين المتلقي العادي‪ ،‬ثم يقوم بتعويم حصيلة نبش الذاكرة الفردية‬ ‫والجماعية في حضن شعري دافق شكل الميسم المركزي للكتاب في كل مستويات مضامينه وفي جزئيات‬ ‫وقائعه‪ .‬فحتى وهو يكتب عن المسار المهني‪ ،‬وعن االرتباطات األسرية‪ ،‬وعن العالقات الشخصية‪ ،‬ظل أحمد‬ ‫الطريبق شاعرا في كل شيء‪ ،‬في لغته‪ ،‬في استعاراته‪ ،‬في توثيقه‪ ،‬وفي تأويالته‪ .‬ولعل هذا ما يثير االنتباه‬ ‫إلى ميزة أساسية في مجال كتابة تاريخ الذهنيات العالمة والمبدعة‪ ،‬مضمونها أن خير من يكتب صفحات‬ ‫هذا التاريخ‪ ،‬يظل الشاعر المسكون بلوثة القصيدة‪ ،‬فهو القادر على تجميع التفاصيل التي ال تنتبه‬ ‫لها عين المؤرخ المتخصص المهووس باالنضباط الحديدي لصرامة التوثيق المادي‪ ،‬وهو القادر‬ ‫على التوثيق للتراث الرمزي غير المدون عبر تعبيراته المتعددة والمرتبطة بإفرازات النظم المعيشية‬ ‫اليومية وبأنساق التفكير الفردية والجماعية‪.‬‬

‫بمناسبة مرور الذكرى الستمائة على احتالل مدينة سبتة السليبة‪ ،‬صدر ضمن منشورات المجلس العلمي‬ ‫المحلي لعمالة المضيق الفنيدق‪ ،‬كتاب «تواريخ السبتيين»‪ ،‬بدراسة وتحقيق الدكتور عبد السالم الجعماطي‪،‬‬ ‫أستاذ التعليم العالي مؤهل بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين‪ ،‬لجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪ ،‬واألستاذ‬ ‫المحاضر الزائر في كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان‪ ،‬وقدم للكتاب األستاذ الدكتور توفيق الغلبزوري‪،‬‬ ‫رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة المضيق الفنيدق‪ ،‬واألستاذ المحاضر‪ ،‬ونائب عميد كلية أصول الدين‬ ‫بتطوان‪.‬‬ ‫يقع الكتاب في ‪ 290‬صفحة من القطع المتوسط‪ ،‬ويشتمل على ثالثة كتب تاريخية دونها أصحابها عن‬ ‫تاريخ سبتة وأعالمها وخططها وآثارها العمرانية‪ .‬وهي على التوالي‪ :‬شذرات من كتاب َ‬ ‫«الكواكبُ‪ ‬الو ّقادَة‪ ،‬فِي‬ ‫غة ُ‬ ‫ذك ِر منْ دفنَ في سبتة‪ ،‬منَ العُ َلما ِء والص َلحا ِء وال َقادَة»‪ .‬وكتاب «ب ْل ُ‬ ‫ْ‬ ‫األم ِنية‪ ،‬ومَ ْقصَدُ ال َّل ِبيب‪ ،‬فيمنْ َك َ‬ ‫ان‬ ‫ِب َ‬ ‫سبتة في الدوَ‬ ‫ر‬ ‫مدَ‬ ‫‪ ‬مِنْ‬ ‫ية‪،‬‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الم‬ ‫ةِ‬ ‫ل‬ ‫س وَأُستاذٍ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫وَط ِبيب»‪ ،‬وكالهما ألبي عبد اهلل محمد بن أبي بكر‬ ‫الحضرمي السبتي (حياًّ‪820 :‬ﻫ)‪ ،‬وكتاب «اخْتصارُ‬ ‫َ‬ ‫سبْتَة‪ ‬مِنْ سَ ِن ّي َ‬ ‫َ‬ ‫األخْباِر‪ ،‬عمّا َ‬ ‫اآلثار»‪،‬‬ ‫كان ِب َثغْ ِر‬ ‫ِ‬ ‫ألبي القاسم محمد بن القاسم األنصاري‪ ‬السبتي‬ ‫(حيّا‪825 :‬ﻫ)‪ ،‬وجميعها تصانيف حَبّرها علماء‬ ‫سبتيون‪َ ،‬غيْرَة منهم على تُراث مدينتهم‬ ‫السليبة وتاريخها العلمي والحضاري‪ ،‬وحُبّاً في‬ ‫تخليد ذكراها‪ ،‬والتنويه بعلمائها‪ ،‬والتعريف بآثارها‬ ‫وخططها وضواحيها‪ ،‬من سواحل ومقاصر وقرى‬ ‫ورساتيق‪.‬‬ ‫وقد عبّر المحقق عبد السالم الجعماطي‬ ‫عن أهمية هذه التواريخ من الناحيتين المادية‬ ‫والمعنوية في تقديمه لكتابه هذا‪ ،‬بقوله‪« :‬أهدي‬ ‫إلى جمهور الباحثين في التاريخ الوطني وإلى قرّاء‬ ‫اللغة العربية ثالثة تواريخ سبتية‪ُ ،‬كتِبَتْ بُعَيْدَ‬ ‫تَجف بَعدُ دِما ُء شُهدا ِء‬ ‫سُقوط المدينة‪ ،‬ولم ِ‬ ‫الوطن واإلسالم‪ ،‬قبل ْ‬ ‫تَجف المحا ِبر التي دُ ِّونَت‬ ‫أن ِ‬ ‫بها هذه التواريخ‪ ،‬شاهِد ًة على شُموخ الحاضرة‬ ‫السبتية خالل عهودها اإلسالمية الزاهرة‪ ،‬وفي أوج‬ ‫عطائها الحضاري»‪.‬‬ ‫واعتمد الباحث في تحقيق الكتب الثالثة‪ ،‬على‬ ‫سبع نسخ مخطوطة‪ ،‬منها نسخة خطية نقلت عن‬ ‫األصل المفقود لكتاب «الكواكب الوقادة»؛ ومن‬ ‫المعلوم لدى أهل التحقيق أن النسخة المعتمدة على األصل المخطوط بقلم المؤلف هي أصل ثان‪ .‬كما جنّد‬ ‫في دراسته‪ ‬قائمة بيبليوغرافية غنية ومتنوعة تضم ‪ 140‬مصدرا ومرجعا بأربع لغات هي‪ :‬العربية والفرنسية‬ ‫واإلسبانيةوالبرتغالية‪.‬‬ ‫ويعتبر الكتاب من بين أعمال كثيرة صدرت للباحث المغربي عبد السالم الجعماطي‪ ،‬كانت من أبرزها‪:‬‬ ‫كتاب «المغرب‪ ،‬عن محاسن أهل المغرب»‪ ،‬الرباط‪ :‬دار األمان‪ .2015 ،‬وكتاب جماعي باللغة اإلنجليزية بعنوان‬ ‫«الحضارة العربية اإلسالمية في صقلية»‪ ،‬تحت إشراف دة‪ .‬سلمى الخضراء الجيوسي‪ ،‬دبي‪ .2015 ،‬وكتاب‬ ‫«النفقات»‪( ،‬باالشتراك مع د‪ .‬رضوان الحضري)‪ ،‬منشورات المجلس العلمي األعلى بالرباط‪ .2012 ،‬وكتاب‬ ‫«دراسات في تاريخ المالحة البحرية وعلوم البحار بالغرب اإلسالمي»‪ ،‬بيروت‪ .2012 ،‬وكتاب «قاموس المفردات‬ ‫البحرية بسبتة اإلسالمية»‪ ،‬تطوان‪ .2011 ،‬وكتاب «النقل والمواصالت باألندلس خالل عصري الخالفة‬ ‫والطوائف (‪316-422‬ﻫ)»‪ ،‬عن ‪ ‬دار ابن حزم ببيروت‪ .2010 ،‬وكتاب «أكرية السفن»‪ ،‬تطوان‪2009 ،‬م‪.‬‬ ‫وتتجلى أهمية كتاب «تواريخ السبتيين» في تصديره بدراسة استقصائية دقيقة‪ ،‬وفق المنهج االستقرائي‪،‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬ ‫ال شك أن كتابة السيرة الذهنية أو الثقافية وفق هذه المحددات‬ ‫المنهجية‪ ،‬تعطي للحصيلة صفة الخلود والسمو‪ ،‬مادام أن األمر يصبح‬ ‫مرتبطا – في نهاية المطاف – بحصيلة عطاء بنية جماعية مركبة‪ ،‬تنصهر‬ ‫داخلها الذات لبلورة قيم التعايش المشترك‪ ،‬رغم كل االنزياحات الفردانية‬ ‫التي تفرزها سياقات تاريخية معينة‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن كتاب األستاذ الطريبق يقدم‬ ‫خريطة للمشهد الثقافي المغربي والعربي للعقود الزمنية األربعة الماضية‪،‬‬ ‫في أسئلته المؤطرة وفي انشغاالته المركزية‪ ،‬ثم في معالم نبوغه وعبقريته‪.‬‬ ‫ورغم أن أحمد الطريبق أحمد قد اعتمد على البعد التركيبي الشاعري‬ ‫في تقديم حلقات سرده‪ ،‬فقد اختار إلحاق مالحق توضيحية هامة بعمله‪ ،‬على‬ ‫رأسها ملحق خاص بوثائقه وبمراسالته الشخصية مع أسماء وازنة من نخب‬ ‫المغرب والعالم العربي‪ ،‬من أمثال أبو القاسم محمد كرو ومحمد برادة وعبد‬ ‫الرحمن بوعلي ومحمد الطوبي وحميد سعيد ومحمد القيسي وصبري حافظ‬ ‫وعلي عقلة عرسان وأبي بكر القادري وأحمد شوقي بنيوب‪ ،‬إلى جانب ملحق‬ ‫خاص بالصور الفوتوغرافية التي تؤرخ لمحطات من حياة المؤلف‪ ،‬سواء في‬ ‫بعدها العائلي أم في بعدها العلمي والثقافي والمهني الغزير والمتنوع‪.‬‬ ‫لقد استطاع الشاعر أحمد الطريبق أحمد اختزال مساره الثقافي والعلمي‬ ‫بلغة تبتعد عن التتبع الحدثي التبسيطي الذاتي‪ ،‬فانفتح على تجارب اإلبداع‬ ‫المختلفة وعلى تيارات الفكر والثقافة والمعرفة بعموم بلدان العالم العربي‪،‬‬ ‫راصدا أشكال تفاعله مع إبداالت هذه الحقول‪ ،‬على مستوى عطائها وتراثها‬ ‫وتحوالتها وأعالمها‪.‬‬

‫ولالقتراب من سقف الكتابة الشاعرية التي اعتمدها أحمد الطريبق في‬ ‫سرده االسترجاعي‪ ،‬نستشهد بفقرة من تصديره للكتاب‪ ،‬جاء فيها‪« :‬علمتني‬ ‫الحياة القصيرة السباحة والطيران‪ :‬أسبح في المحيطات الدواهي‪ ،‬دون أن‬ ‫أغرق وأطير في األجواء السديمية دون أن أسقط‪ ...‬علمتني حياتي القصيرة‬ ‫أن أقف في وسط الدائرة أللمس ببصيرتي األبعاد والحدود‪ ،‬وبعد الوقوف‬ ‫أتأمل خطوط االتجاهات ومنطلقاتها وارتطامها‪ .‬وفي نقطة الوسط تتضح‬ ‫الرؤية في اتساع هندسي شمولي‪ ،‬وفي نقطة الوسط تلتقي الرؤى في بؤرة ثاقبة‪ .‬علمتني الحياة أن أثبت‬ ‫قدمي ثم أنظر إلى السماء حتى ولو ديست قدماي بأشواك األرض‪ ،‬وحتى ولو عضتني السعالى وعقارب األرض‪.‬‬ ‫كما علمتني أن أقفز بحركية في هضاب الثلوج وجليد الشتاء حتى وإن غشيني ضباب وحطمتني بروق الرعد‬ ‫الخاطفة‪.»...‬‬ ‫هذه لغة الشاعر أحمد الطريبق‪ ،‬وهذه سيرته العلمية والثقافية مضمخة بأريج ملكوت النظم وبفتنة‬ ‫االستعارات وببهار القصيدة‪ .‬سيرة جيل كامل يظل عنوانا لنبوغ الثقافة المغربية المعاصرة‪ ،‬ولقلق السؤال‪،‬‬ ‫ولفتنةالمتخيل‪.‬‬

‫عن التدوين التاريخي بسبتة اإلسالمية‪ ،‬كشف فيها الباحث عن الجديد المفيد‪ ،‬منذ البواكير األولى لهذا اللون‬ ‫من التأليف‪ ،‬على عهد القاضي عياض وابن حمادوه البرنسي‪ ،‬وإلى زمن أبي عبد اهلل الحضرمي وابن القاسم‬ ‫األنصاري‪ ،‬اللذين عاصرا احتالل المدينة السليبة‪ .‬وفي اعتماد المحقق على منهج علمي يراعي الفروق بين‬ ‫النسخ الخطية‪ ،‬ويرجح بعضها على بعض‪ ،‬تبعا لقربها من منطوق باقي المصادر‪ ،‬وموافقته للحقائق التاريخية‪.‬‬ ‫وفي كونه إسهاماً أصيال في تاريخ الكتابة التاريخية المغربية‪ ،‬ممثلة في المدرسة التاريخية السبتية‪ ،‬العريقة‬ ‫بروادها الكبار‪ ،‬الذين أسهموا بتصانيفهم في التأسيس لنشأة التدوين التاريخي بالمغرب األقصى الوسيط‪،‬‬ ‫ككتاب «الفنون الستة‪ ،‬في أخبار سبتة» لعياض‪ ،‬وكتاب «تاريخ أهل سبتة» ألبي عبد اهلل محمد بن حمادوه‪،‬‬ ‫وكتاب «بغية السامع» لمحمد بن القاسم األنصاري السبتي‪ ...‬وفي كونه تأصيال لالنتماء المغربي والعربي‬ ‫اإلسالمي لسبتة السليبة‪ ،‬وفق الحقوق التاريخية والجغرافية والوطنية الثابتة‪ ،‬والتوريث التاريخي والحضاري‬ ‫لمطالب المغرب الترابية المشروعة‪ ،‬في الجيوب‬ ‫المحتلة‪ ،‬ضداً على الشرعية القانونية الدولية‪،‬‬ ‫ومبادئ السيادة الترابية لكل دولة على أراضيها‬ ‫المتعارف عليها منذ زمن مديد‪ .‬وفي إسهامه في‬ ‫تنمية الوعي الوطني والدولي‪ ،‬بمكانة الحضارة‬ ‫المغربية العريقة‪ ،‬في مختلف أوجه العلوم واآلداب‪،‬‬ ‫والمعارف والصنائع‪ ،‬واألخالق والعوائد‪ ،‬ممثلة في‬ ‫سيرة علماء سبتة وأدبائها‪ ،‬وقضاتها وفقهائها‪،‬‬ ‫وأطبائها وصلحائها‪ ،‬وما خلفوه من كتب جليلة‬ ‫في شتى المعارف النقلية والعقلية‪ ،‬مما يعدّ تراثا‬ ‫حضاريا نفيسا لألمة المغربية والتاريخ اإلنساني‬ ‫بأسره؛ جديرا بالبحث والتنقيب‪ .‬وفي إغنائه‬ ‫للمكتبة العلمية العربية اإلسالمية بمصدر جامع‬ ‫مانع علمي وتاريخي وحضاري‪ ،‬يغني عن الرجوع‬ ‫إلى شتات من المصادر المتفرقة حول تاريخ سبتة‬ ‫وتراجم أهلها‪ ،‬وتطورها العمراني‪.‬‬ ‫وقد أكد الباحث في تصديره للكتاب على‬ ‫ضرورة توجيه عناية الدارسين المهتمين بتاريخ‬ ‫هذه الحاضرة المغربية السليبة‪ ،‬لبذل غاية‬ ‫وسعهم ومنتهى جهودهم‪ ،‬من أجل التأصيل‬ ‫التاريخي والحضاري لمغربية المدينة‪ ،‬وذلك تعميق‬ ‫البحث عن التراث السبتي المادي والمعنوي‪ ،‬وعن‬ ‫الجذور المغربية والعربية اإلسالمية لهذه الحاضرة‬ ‫العريقة‪.‬‬ ‫ومما صرح به المحقق عن دوافع إنجازه لهذا العمل قوله‪« :‬وقد رأينا أن نُبَادِر إلى نشر ما تحصّل لدينا‬ ‫من تواريخ السبتيين‪ ،‬التي تخ ّلفت من تراث المدينة السليبة‪ ،‬إقامة للحجة والبرهان على مغربيتها‪ ،‬ورغبة في‬ ‫تذكير طالب العلم والمشتغلين بالتوثيق التاريخي‪ ،‬من أبناء الشعب المغربي الطموح‪ ،‬والمتطلع إلى غد مشرق‬ ‫ومستقبل أفضل‪ ،‬بمطالبنا الترابية الثابتة والمشروعة‪ ،‬ولكي تبقى قضية سبتة‪ ‬ومليلية والجزر الجعفرية‪ ،‬قضية‬ ‫وطنية ذات أولوية‪ ،‬غير قابلة للتقادم أو النسيان‪ ،‬حاضرة في الذاكرة الجماعية لكل المغاربة‪ ،‬من خالل نشر‬ ‫هذه الكتب المدونة‪ ‬بأقالم إخوانهم من أهل سبتة‪ ،‬الذين سلبوا ديارهم وأُجْ ِبرُوا على الجالء عن حاضرتهم‪،‬‬ ‫شَذرَ َ‬ ‫وشُ ِّردُوا َ‬ ‫مَذر‪ ،‬في باقي رُبُوع الوطن‪ ،‬فأبى بعضهم إال أن يَكتبوا عن تاريخ مدينتهم‪ ،‬ومعالمها‬ ‫العمرانية الشامخة‪ ،‬ويدوّنوا تراجم أعالمها‪ ،‬نساء ورجاال‪ ،‬مخلدين عظمة الحاضرة السبتية األسيرة‪ ،‬وتاركين‬ ‫لمن خلفهم وثائق تاريخية في غاية األصالة والنَّفاسة‪ ،‬ولسان حالهم ناطقٌ بعدالة قضيتهم‪ ،‬مناشدٌ شبابَ‬ ‫المغرب‪ ‬ذوي الهمم العالية‪ ،‬وأولي العزم األكيد‪ ،‬لمُواصَلة الطريق في سبيل إحقاق حق ثابت‪ ،‬واسترداد جزء‬ ‫سليب من هذه األمة المجيدة»‪.‬‬


‫العدد ‪869‬‬

‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬دي�سمرب ‪� 2016‬إلى ‪ 2‬يناير ‪2017‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)339‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫تعطيل مصالح سكان قيادة‬ ‫ملوسة‪!.‬؟‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫جميع المكاتــب‪ ،‬بما فيها مكتـــب رئيس جماعة قيادة ملوســة‪ ،‬فارغة من‬ ‫الموظفين الذين يكثرون من تغيباتهم‪ ،‬طول اليوم‪ ،‬األمر الذي يؤثر على قضــاء‬ ‫مصالح وأغراض المواطنين بالمنطقة‪ ،‬يقول أحد المتضرريــن الغيوريــن في‬ ‫تصريحه لجريدة طنجة‪ ،‬مضيفــا أن هذا اإلشكــال يخالــف ما قضى به الخطاب‬ ‫الملكي السامي‪ ،‬حديثا‪.‬‬ ‫ويلتمس المصرح من والي جهة طنجة تطوان الحسيمة إيفاد لجنة لمراقبة‬ ‫ومعاينة الوضع عن كثب‪ ،‬وبالتالي تطبيق القانون في حق الموظفين العابثين‬ ‫بمصالح المواطنين‪.‬‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫م‪.‬إ‬

‫اختفاء مبلغ مالي من الصندوق‬ ‫الخلفي لسيارة مهاجر مغربي‬

‫تفــاجــأ‪ ،‬مؤخــرا‪ ،‬المواطن المغربـــي‪،‬‬ ‫مـــوالي الحسن الطاهيري‪ ،‬العائد من الديار‬ ‫الفرنسية إلى أرض الوطن‪ ،‬على متن باخرة‬ ‫إيطالية‪ ،‬باختفاء مبلغ مالي مهم من سيارته‬ ‫المركونة بمرآب هذه الباخرة‪.‬‬ ‫الضحية في تصريحاته لوسائل اإلعالم‪،‬‬ ‫أشارإلى أنه اعتاد التنقل على الخط البحري‪،‬‬ ‫ويوم الحادث كان على متن الباخرة االيطالية‬ ‫‪ GRANDI NAVI VELOCI‬عائدا من الديار‬ ‫الفرنسية إلى المغرب في زيارة ألسرته بخنيفرة‪ ،‬إذ استغرقت الرحلة من سيتي إلى طنجة‬ ‫حوالي ‪ 36‬ساعة‪ ،‬ليصل إلى عروس الشمال في التاسعة والنصف ليال‪ ،‬من يوم األربعاء ‪16‬‬ ‫نونبر المنصرم‪ ،‬وبعد مرحلة نقل البضائع والتفتيش من طرف الجمارك‪ ،‬توجه المعني باألمر‬ ‫إلى سيارته ألخذ بعض النقود‪ ،‬ليفاجأ بتعرض صندوقها الخلفي للكسر واختفاء مبلغ ‪3500‬‬ ‫يورو في ظروف غامضة‪ ،‬ليشعرعناصر شرطة الميناء بالواقعة التي أصغت إليه وأحسنت‬ ‫معاملته‪ ،‬وكما هو الشأن بالنسبة لرجال الجمارك‪ ،‬وبعد اشتباه الجميع في وقوف عمال‬ ‫ايطاليين وراء الفعل اإلجرامي‪ ،‬وإبالغ شرطة الميناء المتوسط به‪ ،‬تقدم المعني باألمر إلى‬ ‫الشركة االيطالية للتشكي‪ ،‬إال أنها تعره اهتماما‪ ،‬قبل مساءلته لبعض عمال الباخرة االيطالية‬ ‫الذين تنكروا له‪ ،‬وبينما أكد له بعض رجال الشرطة أن واقعة السرقة ليست هي المرة األولى‬ ‫على متن الباخرة‪ ،‬بل تكاد تكون مألوفة‪ ،‬لم يتمكن من التحدث إلى رئيس الباخرة المذكورة‪،‬‬ ‫وذلك بسبب منعه من طرف بعض الحراس‪ ،‬ولما طالب بتسجيالت للكاميرا الموجودة بمرآب‬ ‫السيارات لتحديــد هويـــة الفاعلين‪ ،‬بالغ أحدهم في سبه وشتمه‪.‬‬ ‫وعالقة بالموضوع‪ ،‬عاد المعني باألمـــر للتقدم للشركة االيطالية المسيرة للباخرة من‬ ‫أجل الكشف عن مالبسات وظروف الواقعة‪ ،‬فطالبته الباخرة بترسانة من األوراق والوثائق‪،‬‬ ‫واعدة إياه بالتحقيق في األمر الذي ـ ربما ـ سيظل عالقا إلى أجل غير مسمى‪ ،‬وهو يصر على‬ ‫متابعة الشركة ذاتها من أجل تعويضه‪.‬‬

‫خطير‪...‬عمارة حديثة البناء‬ ‫مغشوشة‪!.‬؟‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬ ‫توصلنا بشكايــة‪ ،‬مرفوقــة بعريضة‪ ،‬مذيلة بتوقيعات سكان المجموعة ‪ 4‬عمارة‬ ‫‪« 6‬مجمع ديار طنجة»‪ ،‬وذلك ضد شركة «بروكري بات ش‪.‬م‪.‬م»‪ ،‬مقرها االجتماعي بالدار‬ ‫البيضاء كلم ‪ 9‬المنطقة الصناعية‪ ،‬ليساسفة‪ ،‬طريق الجديدة «مجمع ديار طنجة» (مجموعة‬ ‫الجامعي) بطنجة‪ ،‬من أجل رفع الضرر عنهم‪ ،‬الناجم عن تشييد بنايات مغشوشة‪.‬‬ ‫ومما ورد فيها أن السكان استغربوا وجود أعمال الغش الذي طال شققهم المقتناة‪،‬‬ ‫حديثا‪ ،‬وخاصة على مستوى البنيات التحتية‪ ،‬إذ بعد التساقطات المطرية األخيرة‪ ،‬تسربت‬ ‫المياه إلى شققهم‪ ،‬فضال عن ظهورعدة عيوب وتشققات‪ ،‬من داخلها وخارجها‪ ،‬أخطرها وجود‬ ‫جدار بالطابق الرابع‪ ،‬مهدد باالنهيار في أي وقت‪ ،‬القدر اهلل‪ ،‬األمر الذي أثرنفسيا على السكان‪،‬‬ ‫قاطني العمارة المذكورة‪ ،‬والذين يلتمسون من خالل هذا المنبر‪ ،‬من الجهات المسؤولة‬ ‫التدخل لرفع الضرر عنهم‪ ،‬شريطة أن يقوموا هم بأنفسهم‪ ،‬أي السكان‪ ،‬باختيارواستقدام‬ ‫المصلحين‪ ،‬بينما الجهة المعنية عليها فقط تسديد الفواتير‪ ،‬وذلك لكونهم فقدوا الثقة في‬ ‫الكيفية التي يصلح بها مسؤولو الشركة المذكورة‪.‬كما يناشدون السلطات المحلية لفتح‬ ‫تحقيق نزيه في الموضوع‪.‬‬

‫م‪ .‬إ‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪339‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫‪3‬‬

‫العـدد ‪ 869‬ـ الثالثاء ‪ 27‬دي�سمرب ‪� 2016‬إلى ‪ 6‬يناير ‪2017‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫التعديالت الخاصة لقانون خماسي‬ ‫كرة القدم (‪)4‬‬

‫مخالفات وعقوبات‬ ‫تشهر البطاقة الحمراء أو البطاقة الصفراء لالعبين فقط وتشهر‬ ‫بطريقة ظاهرة في أرض الملعب بعد بداية المباراة ‪ .‬أما في الحاالت‬ ‫األخرى يبلغ الحكم الرياضيين واالداريين شفوياً عن العقوبة‪.‬‬ ‫للحكام سلطة إتخاذ عقوبات إنظباطية من لحظة دخول القاعة قبل‬ ‫بداية المباراة وحتى مغادرتها‪ .‬‬ ‫األخطاء التي يعاقب عليها باالنذار‬ ‫ينذر الالعب في حالة ارتكب أي من األخطاء السبعة التالية‪:‬‬ ‫· إذا ارتكب سلوك غير رياضي‬ ‫· إذا أظهر اعتراضاً بالقول أو الفعل‬ ‫· إذا أصر على مخالفة قانون لعبة كرة القدم الخماسية‬ ‫· إذا أخر استئناف اللعب‬ ‫· إذا فشل في احترام المسافة المطلوبة عند استئناف اللعب بركلة‬ ‫ركنية أو ركلة حرة أو ركلة تماس (العبي الفريق المدافع)‬ ‫· إذا دخل أو عاد لدخول أرض الملعب بدون إذن الحكام أو خالف‬ ‫إجراءات االستبدال‬ ‫· تعمد مغادرة الملعب بدون إذن الحكام‪ ‬‬ ‫القانون (‪ )13‬الركالت الحرة‬ ‫مخالفات وعقوبات‬ ‫عند لعب ركلة حرة وكان الخصم على مسافة من الكرة أقل من‬ ‫المسافة المطلوبة‪:‬‬ ‫· تعاد الركلة وينذر الالعب المخالف إال في حالة تطبيق األسبقية أو‬ ‫في حالة حدوث مخالفة أخرى يعاقب عليها بركلة جزاء‪ .‬وإذا كانت المخالفة‬ ‫يعاقب عليها بركلة حرة ‪ ،‬يقرر الحكم تطبيق العقوبة األصلية أو الالحقة‪.‬‬ ‫وفي حالة ما كانت عقوبة المخالفة الثانية ركلة جزاء أو ركلة حرة مباشرة‬ ‫يسجل خطأ ضمن األخطاء التراكمية على الفريق المخالف‪.‬‬ ‫إبتدء من الخطأ المتراكم السادس ‪ ،‬في حالة قيام زميل لالعب بلعب‬ ‫الركلة الحرة بعد أن تم تحديد العب أخر لتنفيذ الركلة‪:‬‬ ‫· يوقف الحكم اللعب وينذر الالعب الذي نفذ الركلة لسوء السلوك‬ ‫ويستأنف اللعب بركلة حرة غير مباشرة للفريق المضاد من المكان الذي‬ ‫ركلت منه الكرة‪.‬‬ ‫إبتداء من الخطأ المتراكم السادس وبعد تنفيذ الركلة ‪ ،‬إذا ‪:‬‬ ‫إنفجرت الكرة أو تضررت عندما أصبحت في اللعب ولم تلمس أحد‬‫القائمين أو العارضة أو العب أخر‪:‬‬ ‫· تعاد الركلة‪ ‬‬

‫(يتبع)‬

‫جواب‬

‫الجامعة بشأن العب الوداد شيكاتارا يثير الشكوك واتحاد طنجة في‬ ‫الطريق للتصعيد‪ .‬هذا ما تبين من خالل رفض الجامعة االعتراض‬ ‫الذي تقدم به الفريق الطنجاوي بخصوص عدم أهلية الالعب النجيري شيكاتارا‬ ‫للعب بالوداد لعدم توفره على ‪ 10‬مباريات دولية‪ .‬وفي الوقت الذي قال في اتحاد‬ ‫طنجة أنه لم يقدم اعتراض ضد الالعب‪ ،‬بل تقدم فقط باستفسار بشأن ذلك لدى‬ ‫الجامعة‪ .‬لكن األخيرة رفضت الرد واكتفت بالتأكيد على أن اعتراض اتحاد طنجة‬ ‫شابه عيوب ولم يستفي الشروط دون تأكيد أو نفي ادعاء اتحاد طنجة بشأن‬ ‫شيكاتارا‪ .‬ما حمل القضية إلى الشك وتحريك وسائل إعالم وأندية دخلت على الخط‪.‬‬ ‫في انتظار ما سيقوله رئيس اتحاد طنجة في ندوة األربعاء‪ .‬سيما بعد إطاللة حسن‬ ‫بلخيضر الكاتب العام الموقوف في تدوينة على الفايسبوك قال فيها أن موضوع‬ ‫شيكيطارا مقبل على تطورات أخرى‪ ،‬مؤكدا أن أفضل طريقة للدفاع الهجوم‪ .‬ألن‬ ‫الجامعة بحسب بلخيضر‪ ،‬لحد اآلن لم تجب على استفسار الفريق بخصوص الالعب‪،‬‬ ‫والفريق لم يقدم اعتراضا بل قدم استفسارا عن وضعية الالعب القانونية‪.‬‬

‫سعيد الزكري‪...‬‬ ‫املدرب امل�ساعد ب�شباب الريف احل�سيمي لكرة القدم‬

‫كيف تقيـم نتـــائــج شبـاب‬ ‫الحسيمــة في البطـولــة‪ ،‬وكـــذا‬ ‫مستوى الالعبين؟‬ ‫الحصيلة التقنيـــة لشبــــاب الريف‬ ‫الحسيمي متواضعة‪ ،‬ألن الفريق يتوفــر‬ ‫على ‪ 13‬نقطــــة محصل عليها في‬ ‫‪ 13‬مبــاراة‪ ،‬ما يعني أن نتائج الفريق‬ ‫هزيلة‪ ،‬مقارنــة مع عـدد المباريات التي‬ ‫خاضها‪ ،‬ولكن رغـم ذلك فـــإن العديد‬ ‫من األشياء تغيرت داخل شباب الريف‬ ‫الحسيمـــي‪ ،‬بعد إشرافي على تداريــب‬ ‫الفريـــق مباشــرة بعــد استقــــالــة‬ ‫المــــدرب الفرنـــســـي دومينـــــيــك‬ ‫بيجوتات‪ ،‬هناك تحسن في األداء في‬ ‫خطي الدفاع ووسط الميدان‪ ،‬ما ينقص‬ ‫الفريق حاليا‪ ،‬الفعالية والنجاعة في خط‬ ‫الهجوم‪ ،‬وأمام مرمى الفريق المنافس‪ ،‬ونحن اآلن نشتغل‬ ‫وفق ما تسمح لنا به الظروف‪ ،‬وال نريد إرهاق الالعبين‪،‬‬ ‫باإلكثار من المباريات‪ ،‬ونحن في حاجة إلى شيء من الوقت‬ ‫لنشتغل مع كل خط والعب على حدة‪ ،‬ونحن مطالبون‬ ‫بتحقيق نتائج إيجابية وتكوين فريق تنافسي‪ ،‬وهذا لن‬ ‫يأتي إال بالعمل الجدي واالنضباط وهذا ما نأمل تحقيقه‬ ‫في مستقبل الدورات‪ .‬وبخصوص مستوى الالعبين‪ ،‬أنا‬ ‫راض عن المستوى التقني الذي قدمه العبو الفريق في‬ ‫جميع المباريات التي قدتها منذ الدورة التاسعة‪ .‬قدمنا‬ ‫مباريات جيدة سواء داخل ملعبنا أو خارجه‪ .‬فباستثناء‬ ‫مباراة الدفاع الحسني الجديدي التي ارتكب فيها الفريق‬ ‫بعض األخطاء الفردية‪ ،‬فإن جميع المباريات التي خضناها‬ ‫كانت جدية على مستوى أداء الالعبين‪ ،‬لكن حين يعاكسنا‬ ‫الحظ وتنقص الفعالية في خط الهجوم تخوننا النتائج‬ ‫ونحن في حاجة إليها‪.‬‬

‫كيف ستتعاملون مع قــرار الجامعــة بمنـــع‬ ‫األندية المفلسة من جلب العبين؟‬ ‫نحن في شباب الريف الحسيمي ال ننتظر انتدابات‬ ‫جديدة في مرحلة االنتقاالت الشتوية‪ .‬إذ أنا واثق من‬ ‫إمكانيــات الالعبيــن الذين يتوفـــر عليهم الفريق في‬

‫الوقت الراهن وقدراتهم البدنية‬ ‫والتقنيـــة‪ ،‬ما ينقصنـــا هو شيء‬ ‫من العمل في العمـــق‪ ،‬خاصـــة على‬ ‫المســتـــوى النفســـي‪ ،‬إذ هنـــاك‬ ‫العبــون كان مستواهم جيدا‪ ،‬فبدؤوا‬ ‫يفقــدون الثقــــة في أنفسهم‪ ،‬بعد‬ ‫تضييعهـــم العديــد من الفــرص‬ ‫السانحـــة للتهـــديــــف‪ ،‬فهــؤالء‬ ‫الالعبون في أمس الحاجــة إلى إعداد‬ ‫نفسي لنعيد إليهم الثقة‪.‬‬

‫هـــنـــــاك تخـــوف علــــى‬ ‫مستقبـل الفريق مــن قــــبـــل‬ ‫جمهـوره‪ ،‬ما رأيــــك‪ ،‬و كيـــف‬ ‫تتوقع مرحلة اإلياب؟‬ ‫أعتقد أال خوف على شباب الريف‬ ‫الحسيمي‪ ،‬وإن كان هناك تخوف من قبل الجمهور‪ ،‬فنحن‬ ‫نطلب منه العودة إلى مدرجات ملعب ميمون العرصي‬ ‫لمؤازرة الفريق ومساندته في الوقت الراهن‪ ،‬ألنه في‬ ‫أمس الحاجة إلى الجمهور‪ .‬نحن في هذا الموسم نطمح‬ ‫في أن نحقق نتائج إيجابية لضمان البقاء بالقسم األول في‬ ‫وقت مبكر‪ ،‬لنكسر تلك القاعدة التي اعتادها الفريق‪ ،‬وهي‬ ‫الصراع على البقاء حتى آخر دورة‪ .‬ما يزيد من الضغط‪،‬‬ ‫كما قلت لك‪ ،‬آن األوان ليغير الفريق أهدافه‪ ،‬ويلعب من‬ ‫أجل احتالل الصفوف األولى‪ ،‬وهذا لن يأتي إال بالعمل‬ ‫الجيد ودعم الجمهور وفعاليات المدينة‪ .‬كماى نطمح‬ ‫بعد ضمان البقاء‪ ،‬إلى إعطاء الفرصة لالعب المحلي‪ ،‬ألن‬ ‫الحسيمة تزخر بالمواهب‪ ،‬تنقصها الخبرة فقط‪ ،‬ألن هذا‬ ‫النوع من الشباب ال يقدرون على تحمل الضغط‪ ،‬فهم في‬ ‫حاجة إلى من يساعدهم ليصبحوا العبين كبارا‪ .‬وبالنسبة‬ ‫لمرحلة اإليابن لن نغير تصورنا‪ ،‬فكل مباراة لها حساباتها‬ ‫وخصوصيتها‪ .‬صحيح في مرحلة اإلياب يزداد الضغط‬ ‫على بعض األندية‪ ،‬سنعمل بجدية وال نستصغر أي فريق‪،‬‬ ‫وال نعطيه أكثر من حجمه في الوقت ذاته‪ .‬سنعمل على‬ ‫تحسين مستوى الفريق من جميع النواحي‪ ،‬وتطوير أدائنا‪،‬‬ ‫وأعتقد أنة الشطر الثاني من البطولة سيكون صعبا‪ ،‬إذ‬ ‫سيبدأ العد العكسي‪.‬‬

‫خبـر الريال في مواجهة إشبيلية وبرشلونة أمام بلباو‬ ‫دولـي‬ ‫في سدس عشر نهائي كأس الملك‬ ‫أوقعــت قرعــة دور الـ ‪ 16‬بكـــأس‬ ‫ملك إسبانيا‪ ،‬الريال مدريد في مواجهة‬ ‫إشبيلية وبرشلونة أمام بلباو‪ .‬وسيواجه‬ ‫الريال نظيره إشبيلية في واحدة من أبرز‬ ‫المواجهات‪ ،‬وسيلتقي الفريقان ‪ 3‬مرات في‬ ‫ظرف ‪ 10‬أيام‪ ،‬حيث سيتواجه رجال زيدان‬ ‫وسامباولي في الليجا بتاريخ ‪ 15‬يناير‬ ‫لحساب الجولة ‪ .18‬وتعتبر مباراة اتلتيك‬ ‫بيلباو وبرشلونة من المواجهات الساخنة‬ ‫خصوصا انها تجمع بين الفريقين األكثر‬ ‫تتويجا بكأس الملك‪ ،‬حيث سبق لبرشلونة‬ ‫أن رفع الكأس ‪ 28‬مرة‪ ،‬فيما توج اتلتيك بيلباو ‪ 23‬مرة‪ .‬وعلق‬ ‫إيميليو بوتراجينيو‪ ،‬مدير العالقات العامة لريال مدريد ‪ ،‬على وقوع‬ ‫الفريق مع منافسه إشبيلية في هذا الدور وقال في تصريحات نقلها‬ ‫موقع «ديفنسا سنترال» اإلسباني‪« :‬يجب أن نستعد لمواجهة‬ ‫إشبيلية ستكون مباراة صعبة للغاية»‪ .‬وأضاف‪« :‬سنلعب ‪4‬‬ ‫مباريات عقب العودة من العطلة‪ ،‬التوقيت ليس مثاليا خاصة بعد‬ ‫مشاركتنا في كأس العالم لألندية‪ ،‬البد أن نستعد بشكل جيد»‪.‬‬ ‫وتابع‪« :‬إشبيلية فريق على استعداد جيد للعب‪ ،‬يملك العبين على‬ ‫أعلى مستوى‪ ،‬نحن نعلم مدى صعوبة مواجهته على ملعبه حيث‬ ‫جمهوره المتحمس»‪ .‬وأتم‪« :‬علينا أن نستعد للتكيف مع اللعب‬ ‫هذه المباريات المكثفة‪ ،‬لذلك علينا أن نكون في أفضل حاالتنا من‬ ‫أجل التأهل إلى الدور التالي»‪ .‬من جانبها‪ ،‬قالت صحيفة «سبورت»‪،‬‬ ‫إن إنريكي منح ثالثي هجوم الفريق ليونيل ميسي ونيمار دا سيلفا‬

‫ولويس سواريز‪ ،‬باإلضافة إلى جيرارد بيكيه‬ ‫راحة حتى يوم ‪ 2‬يناير المقبل‪ .‬وأضافت‬ ‫الصحيفة «هذا على خالف باقي أفراد الفريق‬ ‫المقرر عودتهم إلى التدريبات قبل نهاية هذا‬ ‫العام‪ ،‬وبالتحديد يوم ‪ 30‬ديسمبر الجاري»‪.‬‬ ‫وتابعت «وبالتالي مع مواجهة بلباو يوم ‪4‬‬ ‫يناير المقبل سيكون هناك بعض الشكوك‬ ‫حول لحاق الالعبين الـ ‪ 4‬بالمبــاراة نظرًا‬ ‫لعودتهم قبل اللقاء بيومين فقط»‪ .‬وختمت‬ ‫الصحيفة تقريرها بالقول «قرار عودة الـ‬ ‫‪ MSN‬وبيكيه من العطلة في وقت مبكر بعد‬ ‫معرفة خصم برشلونة في دور الـ ‪ 16‬من الكأس في يد إنريكي»‪.‬‬ ‫وستجرى مباريات ذهاب دور الـ‪ 16‬بتاريخ ‪ 4‬يناير المقبل في حين‬ ‫أن اإلياب سيجرى يوم ‪ 11‬من نفس الشهر‪.‬‬ ‫وجاءت قرعة دور ‪ 16‬لكأس ملك اسبانيا بالنسبة لمباريات‬ ‫الذهاب كاآلتي ‪:‬‬ ‫أتلتيكو مدريد ‪ -‬الس بالماس‬ ‫ريال مدريد ‪ -‬إشبيلية‬ ‫برشلونة ‪ -‬أتلتيك بلباو‬ ‫قرطبة ‪ -‬الكوركون‬ ‫فياريال ‪ -‬ريال سوسيداد‬ ‫ديبوتيفو الكرونيا – االفيس‬ ‫فالنسيا ‪ -‬سيلتا فيجو‬ ‫أوساسونا ‪ -‬إيبار‬


‫الشمال الرياضي‬

‫العدد ‪869‬‬

‫توقيف هيرفي لمباراة واحدة والفريق ينازل‬ ‫الجمارك من النيجر في كأس الكاف‬

‫الثالثاء ‪ 27‬دي�سمرب ‪� 2016‬إلى ‪ 2‬يناير ‪2017‬‬

‫‪19‬‬

‫منالجامعة‬ ‫أخبارأخبار‬ ‫الجامعة‬ ‫توصل أندية النخبــة ‪ 1‬و ‪ 2‬بالشطـــر الثاني من المنحة‬ ‫برسم الموسم الرياضي ‪2016/2017‬‬

‫تنهي العصبة الوطنية لكرة القدم االحترافية‪ ،‬إلى علم كافة رؤساء البطولة‬ ‫الوطنية اإلحترافية بقسميها األول والثاني‪ ،‬أنه قد تم يوم الخميس ‪ 22‬دجنبر‬ ‫‪ ،2016‬دفع الشطر الثاني من المنحة المخصصة ألندية النخبة برسم الموسم‬ ‫الرياضي ‪ .2016/2017‬وبلغ المبلغ اإلجمالي الذي توصلت به أندية البطولة‬ ‫االحترافية اتصاالت المغرب القسم األول ‪ 18.9‬مليون درهما‪ ،‬بينما أندية البطولة‬ ‫االحترافية اتصاالت المغرب القسم الثاني توصلت بمبلغ ‪ 12‬مليون درهما‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫الئحة األسود لتحضيرات كأس األمم اإلفريقية‪ ،‬الغابون‬ ‫‪2017‬‬ ‫أعلن الناخب الوطني السيد هيرفي رونار الخميس ‪ 22‬دجنبر ‪ 2016‬عن الئحة‬ ‫‪ 26‬العبا الذين سيخوضون المعسكر اإلعدادي للمنتخب الوطني األول‪ ،‬بدولة‬ ‫اإلمارات العربية المتحدة بداية من ‪ 27‬دجنبر الجاري تحضيرا لكأس األمم اإلفريقية‬ ‫التي ستحتضن أطوارها دولة الغابون منتصف يناير ‪ .2017‬وسيعلن السيد هيرفي‬ ‫رونار عن الالئحة النهائية لـ ‪ 23‬العبا في اآلجال المحددة من طرف الكونفدرالية‬ ‫اإلفريقية لكرة القدم‪ .‬وفيما يلي أسماء ‪ 26‬العبا المنادى عليهم للتجمع اإلعدادي‬ ‫بدولة اإلمارات‪ :‬منير المحمدي ( نومانسيا اإلسباني)‪ ،‬ياسين بونو ( خيرونا‬ ‫اإلسباني)‪ ،‬ياسين الخروبي(لوكوموتيف بلوفديف البلغاري )‪ ،‬فؤاد شفيق (ديجون‬ ‫الفرنسي)‪ ،‬مروان داكوستا (أولمبياكوس اليوناني )‪ ،‬حمزة منديل (ليل الفرنسي)‪،‬‬ ‫نبيل درار (موناكو الفرنسي )‪ ،‬المهدي بنعطية (يوفونتوس اإليطالي)‪ ،‬رومان‬ ‫سايس (وولفر هامبتون اإلنجليزي )‪،‬أمين عطوشي (الوداد الرياضي المغربي)‪،‬‬ ‫محمد ناهيري (اتحاد الفتح الرياضي المغربي )‪ ،‬يوسف آيت بناصر (نانسي الفرنسي‬ ‫)‪ ،‬منير عبادي (ليل الفرنسي)‪ ،‬كريم األحمدي (فينورد روتيردام الهولندي )‪ ،‬فيصل‬ ‫فجر (ديبورتيفو الكورونيا اإلسباني )‪ ،‬مبارك بوصوفة (الجزيرة اإلماراتي )‪ ،‬يونس‬ ‫بلهندة (نيس الفرنسي)‪،‬سفيان بوفال (ساوتهامبثون اإلنجليزي)‪ ،‬أسامة طنان‬ ‫(سانت إتيان الفرنسي)‪ ،‬المهدي كارسيال (غرناطة اإلسباني)‪ ،‬نور الدين أمرابط‬ ‫(واتفورد اإلنجليزي)‪ ،‬إسماعيل الحداد (الوداد الرياضي المغربي)‪ ،‬رشيد العليوي (نيم‬ ‫الفرنسي )‪،‬يوسف الناصيري (ملقا اإلسباني)‪ ،‬خالد بوطيب (ستراسبورغ الفرنسي)‪،‬‬ ‫يوسف العربي (لخويا القطري )‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬ ‫أوقفت اللجنة المركزية للتأديب و الروح الرياضية العب‬ ‫اتحاد طنجة بي بوال هيرفي لمبارتين واحدة منها موقوفة‬ ‫التنفيد‪ ،‬بعد حصوله على بطاقة حمراء مباشرة من طرف‬ ‫الحكم الداكي الرداد في المقابلة التي جمعت بين اتحاد طنجة‬ ‫و النهضة البركانية لحساب الدورة ‪ 13‬من البطولة اإلحترافية‪.‬‬ ‫وكان اتحاد طنجة راسل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‬ ‫اإلثنين بخصوص حالة طرد الالعب اإليفواري هيرفي‪ .‬وفي‬ ‫موضوع آخر‪ ،‬أسفرت قرعة الدور التمهيدي األول من مسابقة‬

‫كأس االتحاد اإلفريقي عن وقوع اتحاد طنجة في نزال مع فريق‬ ‫الجمارك (‪ ) AS Douanes‬من دولة النيجر‪ .‬وسيكون الفريق‬ ‫الطنجاوي خالل أول مشاركة قارية في تاريخه على موعد مع‬ ‫مباراة الذهاب في دولة النيجر يوم ‪ 10‬أو ‪ 11‬أو ‪ 12‬من شهر‬ ‫فبراير المقبل‪ .‬بينما سيكون لقاء العودة بالملعب الكبير‬ ‫بمدينة طنجة يوم ‪ 17‬أو ‪ 18‬أو ‪ 19‬من الشهر نفسه‪ .‬وكان‬ ‫اتحاد طنجة بلغ المشاركة في هذه المنافسات القارية بعد‬ ‫إحرازه المركز الثالث في البطولة االحترافية للموسم الماضي‪.‬‬

‫اتحاد طنجة يودع السنة بندوة صحفية‬

‫منتخب عصبة الصحراء لكرة القدم يعود إلى المغرب‬ ‫عاد منتخب عصبة الصحراء لكرة القدم زوال األربعاء الماضي إلى المغرب‬ ‫قادما من كمبوديا بعد مشاركته في المباراة الودية التي جمعته يوم األحد‬ ‫الماضي‪ ،‬بنجوم الدوري الكمبودي لكرة القدم‪ .‬وكانت هذه المباراة التي أقيمت‬ ‫على أرضية ملعب‪« ‬ريتي سوم نانغ» بمدينة «فنوم بنه»‪ ‬قد انتهت بنتيجة‬ ‫التعادل هدف لمثله‪ .‬وتدخل هذه المباراة الودية في إطار العالقات المتينة‬ ‫التي تجمع بين المملكة المغربية ومملكة كمبوديا‪ ،‬احتفاء بالذكري الـعشرين‬ ‫للعالقات‪ ‬الديبلوماسية‪ ‬الثنائية بين البلدين‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫المنتخب الوطني لكرة القدم الشاطئية يحتل الرتبة الرابعة‬ ‫في كأس إفريقيا‬ ‫احتل المنتخب الوطني لكرة القدم الشاطئية الرتبة الرابعة في نهائيات‬ ‫كأس إفريقيا لألمم التي اختتمت أطوارها األحد ‪ 18‬دجنبر ‪ 2016‬بمدينة الغوس‬ ‫النيجيرية‪ .‬وكان المنتخب الوطني لكرة القدم الشاطئية قد انهزم بنتيجة ‪ 4‬أهداف‬ ‫مقابل ‪ 1‬في مباراة الترتيب أمام المنتخب المصري‪ ،‬علما أنه انهزم أيضا في لقاء‬ ‫نصف النهاية أمام المنتخب النيجيري بنتيجة ‪ 6‬أهداف لهدف واحد‪ .‬وجدير بالذكر‪،‬‬ ‫أن كان المنتخب الوطني لكرة القدم الشاطئية كان قد تأهل إلى الدور النصف‬ ‫النهائي لهذه البطولة اإلفريقية بعد احتالله الرتبة الثانية في مجموعته بست‬ ‫نقاط بعد فوزه على كل من منتخبي ليبيا ومدغشقر‪ ،‬وانهزامه أمام المنتخب‬ ‫السنغالي‪.‬‬

‫جراء المشاكل العديدة التي بات يشتكي منها اتحاد‬ ‫طنجة لكرة القدم منذ بداية الموسم‪ ،‬قرر مكتبه المسير‬ ‫عقد ندوة صحفية يوم غد األربعاء ‪ 28‬دجنبر الحالي‪ ،‬من‬ ‫أجل توضيح مجموعة من األمور و النقاط التي تهم‪ ‬الفريق‪.‬‬

‫وكان الفريق أخر اإلعالن عن مكان وتوقيت الندوة إلى بعد‬ ‫المباراة التي استقبل خاللها شباب الريف الحسيمي لحساب‬ ‫الدورة الرابعة عشر من البطولة اإلحترافية بالملعب الكبير‬ ‫بطنجة زوال األحد الماضي‪.‬‬

‫البطولة الوطنية لكرة القدم تتوقف ‪ 20‬يوماً‬ ‫أكدت العصبة الوطنية لكرة القدم االحترافية ان البرنامج العام للبطولة‬ ‫االحترافية اتصاالت المغرب بالقسم الوطني األول والثاني الذي تم اإلعالن عنه‬ ‫قبل انطالق بطولة الموسم الرياضي الحالي لم يطرأ عليه أي تغيير ولهذا وجب‬ ‫التذكير أن نهاية مرحلة الذهاب واستئناف مرحلة اإلياب للبطولة هما كالتالي ‪:‬‬ ‫القسم الوطني األول ‪:‬‬ ‫‪ ‬آخر مباراة من مرحلة الذهاب يوم األحد فاتح يناير‪.2017 ‬‬‫‪ ‬تاريخ استئنـــاف مباريــات البطولـــة لمرحلـــة اإلياب ابتــــداء من يوم‬‫الجمعة‪ 20 ‬يناير‪ .2017‬‬ ‫القسم الوطني الثاني‪:‬‬ ‫‪ ‬آخــــــر مبـــاراة من‪ ‬مرحلــــة الذهــــاب يـــوم األحد‪ 25 ‬دجنبر‪.2016 ‬‬‫‪ ‬تاريخ استئناف مباريات البطولة لمرحلــة اإليــاب ابتداء من يوم السبت‬‫‪ 14‬يناير‪.2017‬‬

‫عصبة الشمال تدريب دولي في رياضتي‬ ‫المواي طاي والكايوان بطنجة والمضيق‬ ‫نظمت عصبة الشمال تدريب دولي في‬ ‫رياضتي المواي طــــاي والكاــيوان سيؤطره‬ ‫البطل العالمي فكري التجارتي والذي سبق‬ ‫أن توج ألكثر من اثني عشر مرة كبطل للعالم‬ ‫للمواي طاي‪ .‬ونظم هذا النشاط الذي يعتبر‬ ‫ضمن البرنامـج السنوي للعصبة لفائدة كل‬ ‫ممارسيها على اختالف مستوياتهم وأجناسهم‪،‬‬ ‫يوم األحد الماضي ‪ 25‬دجنبر ‪ 2016‬بالقاعة‬ ‫المغطاة الزياتن بمدينة طنجة في الساعة‬ ‫التاسعة صباحا‪ ،‬ثم بالقاعة المغطاة اللة‬ ‫خديجة بمدينة المضيق في الساعة الثانية بعد‬ ‫الزوال‪ .‬وتضمن هذا التدريب آخر المستجدات‬ ‫التي عرفتها رياضتي المواي طاي والكايوان‬ ‫مؤخرا‪ ،‬ثم شروحات مستفيضة خاصة بتقنيات‬ ‫التباري العالــي المستـــوى واللياقة الخاصة‬ ‫باألبطال إضافـــة إلى شـــق خاص بمجـــال‬ ‫الكلينشــغ ‪.‬‬


‫العدد ‪869‬‬

‫فضاء األنثـى ‪:‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬دي�سمرب ‪� 2016‬إلى ‪ 2‬يناير ‪2017‬‬ ‫األخيرة‬ ‫الغرفة الفالحية لجهة طنجة‪ -‬تطوان‪-‬الحسيمة‬

‫تنظـم‬

‫«ن�ساء طنجة الرائدات»‬

‫الملتقى الجهوي الثاني للزيتون بتطوان‬

‫للدكتورة زبيدة بن على الورياغلي‬ ‫ بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬‫إصـدار جديـد للدكتـورة زبيدة‬ ‫بن علي الورياغلي‪ ،‬العالمة والباحثة‬ ‫واألستاذة‪ ،‬تضمن تراجم لعدد من‬ ‫نساء طنجة الفضليات الالئي تميزن‬ ‫بالعلم والفضل والحضور الفعلي على‬ ‫الساحة العلمية واألدبية‪ ،‬إلى جانب‬ ‫الرجل الطنجاوي والمغربي بصفة‬ ‫عامة‪ ،‬في وقت كان يصعب مشاركة‬ ‫المرأة الرجل في مجاالت كانت تعتبر‬ ‫من معاقل الرجال المحروسة‪.‬‬ ‫الدكتــورة زبيـــدة الورياغلي‪،‬‬ ‫ابنة طنجــة المدينة التي أنجبت‬ ‫العديد من جهابدة العلماء والفقهاء‬ ‫والمحدثين والمجاهدين‪ ،‬آثـرت أن‬ ‫تنبــش فــي البيئة النسائية لهذه‬ ‫المدينة لتبـــرز أهمية الحضور‬ ‫النسائي في الميادين العلمية‬ ‫والتربوية والنضالية لهذه المدينة‪،‬‬ ‫في العصر الحديث‪ ،‬وتقــدم ألهـل‬ ‫طنجة والمغرب بوصف عام‪ ،‬باقة من «زهرات» طنجة المتألقات‪ ،‬المبدعات‪« ،‬الرائدات»‬ ‫الالئي كان ألدائهن في المجاالت التي اخترن االشتغال عليها‪ ،‬األثر الكبير في تطور المجتمع‬ ‫الطنجيوتقدمه‪.‬‬ ‫إن من يمارس البحث التأريخي بالمغرب ليشعر بالصعوبات التي تحد من هذا العمل‬ ‫في هذا المجال‪ ،‬بسبب غياب المراجع وقلة العناية باألرشيف سواء على مستوى األسرة أو‬ ‫الجماعة‪ ،‬أو المؤسسات المهتمة‪ ،‬بل إن المراجع الشفاهية هي أيضا تحتاج إلى الكثير من‬ ‫التدقيق والمقارنة والبد أن عالمتنا قاست من هذا الفراغ في تحضير تراجمها لمجموعة‬ ‫«الرائدات» التي تشكل الجزء األول لتراجم «نساء طنجة الرائدات»‪ ،‬واعتمدت‪ ،‬غالبا‪ ،‬على ما‬ ‫تختزنه ذاكرتها الشخصية من معلومات وأخبار عن نساء طنجة‪ ،‬وعن اهتمامها الشخصي‬ ‫بهذا الموضوع والنبش داخل األسر عن أخبار «الرائدات»‪ ،‬ممن انتقلت إليها أخبارهم عن‬ ‫طريق الرواية أو ممن أدركتهن في مغرب عمرهم أو ممن تختزن الذاكرة الشعبية بعضا‬ ‫من أخبارهن‪ ،‬وبالتالي فإن عملية التركيب التاريخي عند تدوين التراجم ال تبدو هينة‪ ،‬بل‬ ‫وتتطلب جهدا كبيرا من البحث والتقصي والمقاربة والمقارنة والترتيب‪ ،‬من أجل إنتاج عمل‬ ‫أدبي وتاريخي يترجم بأمانة أهمية الحركة النسائية المعاصرة لـ «نساء طنجة الرائدات»‪.‬‬ ‫والواقع أن مضمون هذا الكتاب يقطع مع فترة «التهميش» الذي كان يلحق دورالمرأة‬ ‫على مستوى مجاالت اإلبداع‪ ،‬إن لم نقل «التبخيس» ‪ ،‬بينما دور المرأة‪ ،‬لم يكن قط «ثانويا»‬ ‫بالرغم من الحجر الذي مورس عليها عبر العصور‪ ،‬بل إن دورها كان رياديا وحاسما‪ ،‬في‬ ‫تكوين المجتمعات وبناء الوعي بداخلها وإعداد النشء للخالفة‪.‬‬ ‫وإلى هذه الفصيلة من النساء تنتمي «رائدات طنجة» الالئي نجحت بامتياز‪ ،‬عالمتنا‬ ‫األصيلة‪ ،‬الدكتورة زبيدة الورياغلي في تخليد ذكراهنّ بين دفتي كتابها الثمين‪« :‬نساء‬ ‫طنجة الرائدات» الالئي كان لهن الفضل في تشكيل الخاليا األولى لمجتمع طنجة في العصر‬ ‫الحديث‪ ،‬خارج «طابوهات» تميزات «النوع» التي أقصت المرأة‪ ،‬ظلما‪ ،‬ولعقود‪ ،‬نتيجة ترسخ‬ ‫الثقافات الذكورية وترسب أفكار جمدها الجهل وسوء التأويل والتقدير‪.‬‬ ‫«نساء طنجة الرائدات» يعرض مجموعة من سيدات المجتمع الطنجي الالئي تميزن‬ ‫بإسهاماتهن الرائعة في شتى مجاالت الحياة العلمية والفكرية واألدبية والسياسية كما‬ ‫تميزن بمبادراتهن القيمة في تشكيل الوعي الوطني داخل مجتمع ساهمن إلى حد كبير‬ ‫في تكوينه ونموه عبر التربية والتعليم‪ ،‬والكتابة والتدوين‪ ،‬والتوعية والتكوين ‪ .‬ذلك أن‬ ‫معظم صاحبات التراجم لهن قاسم مشترك‪ ،‬انتسابهن إلى أسر شرف وعلم وصالح وريادة‬ ‫وحضور‪ ،‬وإلى بيئة اشتهرت بالعلم والفضل والنبوغ‪ ،‬فكان البد أن يجمعن من تلك‬ ‫«الشمائل» ما يساعدهن على تكوين شخصيتهن وبناء فكرهن وتوسيع آفاق مداركهن‪،‬‬ ‫حتى إذا اكتملت لديهن الرؤيا بخصوص العمل المدعوة له في خدمة المجتمع‪ ،‬انطلقن في‬ ‫اتجاهات شتى‪ ،‬وفق المواهب والميوالت والخاصيات‪ ،‬إال أن كثيرا منهن‪ ،‬اتجهن إلى التربية‬ ‫والتعليم والتكوين‪ ،‬تطوعا بأن أقمن «مسايد» وفصول لتعليم البنات‪ ،‬أو عبر انخراطهن‬ ‫في أسالك المعلمات‪ ،‬وعيا منهن بضرورة بناء األجيال الصاعدة‪ ،‬وتكوين العقول الناشئة‪،‬‬ ‫في أفق تطوير المجتمع الذي ال يتحقق إال بالعلم وبإشراك الرجل والمرأة على حد سواء في‬ ‫عملية البناء‪ .‬كما توجه اهتمام رائدات طنجة إلى مجاالت أخرى لها أيضا ارتباط بالتنمية‬ ‫المجتمعية‪ ،‬كتأسيس الجمعيات الخيرية واإلنسانية‪ ،‬واالنخراط فيها والتحريض على‬ ‫اإلسهام في الحركات الوطنية والوصول إلى مختلف المنابر اإلعالمية من صحافة وإذاعة‬ ‫بهدف نشر الوعي داخل المجتمع ‪ ،‬ليتوج هذا العمل الجبار بانخراط «رائدات طنجة» في‬ ‫العمل السياسي وخاليا المقاومة من أجل تحرير البالد وعودة الشرعية‪.‬‬ ‫ولم تغب المجاالت الفنية عن اهتمام رائدات طنجة‪ ،‬من مسرح وموسيقى وفنون‬ ‫أخرى برعت فيها بشكل الفت‪ ،‬بالرغم من ظروف ذلك الزمان حيث يكفي أن نعلم ما أوردته‬ ‫المؤلفة من أن واحدا من الفقهاء المتزمتين من أصحاب الطرق والزوايا أفتى بتحريم‬ ‫التمثيل‪ ،‬في كتاب أصدره بعنوان «إقامة الدليل على حرمة التمثيل»‪ .‬إال أن هذه «الفتوى»‬ ‫الغريبة وغيرها لم تمنع من انتشار الحركة المسرحية في كل ربوع البالد وكانت انطالقتها‬ ‫من طنجة‪ ،‬في عشرينات القرن الماضي ‪.‬‬ ‫تحية للدكتورة زبيدة بن علي الورياغلي على هذا اإلصدار الهام الذي يمكن القارئ‪،‬‬ ‫ليس فحسب‪ ،‬من اإلطالع على الحركة العلمية والثقافية واألدبية النسائية بطنجة‪ ،‬على يد‬ ‫«نساء رائدات»‪ ،‬بل وأيضا من القيام برحلة تاريخية عبر تاريخ طنجة العبق‪ ،‬وأحوالها خالل‬ ‫القرنين التاسع عشر والعشرين حيث إنها كانت تشكل دائرة ضوء في عالم مكهرب وملجأ‬ ‫لإلنسان من مختلف األجناس والثقافات والمعتقدات‪ ،‬ليتشكل مجتمع طنجة من خالصة‬ ‫وتالقح تلك الثقافات التي دعمت هويته وثقافته وحفزت مواهبه وإبداعاته ورسخت إيمانه‬ ‫بالحرية والعدالة والمساواة‪.‬‬

‫نظمت الغرفـة الفالحية لجهــة طنجة‪-‬‬ ‫تطوان‪-‬الحسيمـة‪ ،‬يوم الثالثــاء ‪ 20‬دجنبــر‬ ‫الجاري و لمــدة ثالثة أيام الملتقى الجهوي‬ ‫الثاني للزيتون‪ ،‬تحت شعار‪« :‬التدبير المتكامل‬ ‫للمنتجات الثانوية للزيتون في إطار مخطط‬ ‫المغرب األخضر»‪.‬‬ ‫وبالمناسبة‪ ،‬أكد رئيس الغرفة الفالحية‬ ‫لجهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة‪ ،‬يونس عبد‬ ‫اللطيف‪ ،‬في تصريــح لــه‪ ،‬على أن المناظرة‬ ‫الثانية للزيتون‪ ،‬تندرج في إطار تشجيع الفالحة‬ ‫المستدامة وتماشيا مع التوجهات العامة‬ ‫للقطاع الفالحي فيما يخص تنمية قطاع‬ ‫الزيتون وتثمين منتوجاته والمحافظة على‬ ‫الموارد المائية والمناخية من التلوث‪.‬‬ ‫وأضاف أن الملتقى يأتي كذلك في إطار‬ ‫تشجيع الفالحة المستدامة ولتحسيس الفاعلين‬ ‫في القطاع وأرباب معاصر الزيتون بالمخاطر‬ ‫التي يسببها رمي مخلفات زيت الزيتون على‬ ‫البيئة والخروج بحلول لمعالجة هاته الظاهرة‬ ‫التي تلوت البيئة تماشيا مع توصيات مؤتمر‬ ‫األطراف في االتفاقية اإلطار لألمم المتحدة‬ ‫بشأن تغير المناخ –كوب ‪ 22-‬الذي انعقد مؤخرا‬ ‫بمراكش‪.‬‬ ‫و أشار المدير الجهوي للفالحـة لجهـة‬ ‫طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة‪ ،‬محمد العلمي ودان‪،‬‬ ‫في خطاب ألقاه بالنيابة عنه المدير اإلقليمي‬ ‫للفالحة بتطوان‪ ،‬العامري موالي عبد العزيز‪،‬إلى‬ ‫أن المديرية الجهوية للفالحة ركزت منذ سنة‬ ‫‪ 2010‬في تدخالتها في إطار تنمية الفالحة‬ ‫التضامنية بالجهة على تنمية سلسلة الزيتون‪،‬‬ ‫التي تغطي ‪ 27‬بالمئة من المساحة الصالحة‬ ‫للزراعة بالجهة‪ ،‬من خالل إطالق وإنجاز ‪61‬‬ ‫مشروعا منذمجا لغرس ‪ 55661‬هكتارا من‬ ‫الزيتون لفائدة ‪ 35‬ألف فالح وبكلفة إجمالية‬ ‫ناهزت مليار درهم‪ ،‬مشيرا إلى بناء وتجهيز ‪12‬‬ ‫وحدة لعصر الزيتون‪ ،‬ودعم التنظيمات الفالحية‬ ‫المستفيدة ومواكبتها من الناحية التقنية‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬ذكر الخبير في التكنولوجيا‬ ‫الغذائية وأستاذ سابق بمعهد الحسن الثاني‬ ‫للزراعة والبيطرة‪ ،‬حمادي الشيمي‪ ،‬في تصريح‬ ‫مماثل أن الملتقى يروم إيجاد حلول إلنتاج‬ ‫زيتون ذي جودة عاليــة مع احتــرام الوسط‬ ‫البيئي وتفادي مجموعة من المخلفات الثانوية‬ ‫منها التيفال والمرجان اللذان يؤديان إلى عدة‬ ‫إشكاالت بيئية‪.‬‬ ‫وأوضح أن عــدة دراسات أثبتـت إمكانية‬ ‫استبدال مصانـــع الزيتــون التي تقوم على‬ ‫استعمال الضغط أو الدوران المركزي إلنتاج‬ ‫زيت الزيتون بأخرى تنتج زيت الزيتون والفيتور‬ ‫الغني بالماء ‪ 65 -‬بالمائة‪ -‬والذي يمكن تثمينه‬ ‫باستعماله كأسمدة فالحية أو تغذية للمواشي‪.‬‬

‫وتم خالل الملتقى الذي حضره مجموعة‬ ‫من الفاعلين في قطاع الزيتون والبيئة على‬ ‫المستوى الجهوي والوطني خاصــة أربــاب‬ ‫المعاصر والتعاونيات وخبراء وممثلو القطاعات‬ ‫الوزارية المعنية وأعضاء الغرفــة الفالحيـــة‬ ‫بالجهة‪ ،‬تقديم مجموعة من العروض التقنية‬ ‫تهم إبراز أهمية قطاع الزيتون بالجهة‪،‬‬ ‫وترويج جودة زيت الزيتون مع احترام البيئة‪،‬‬ ‫وجرد لمعاصر الزيتون في منطقة نفوذ وكالة‬ ‫الحوض المائي اللوكوس‪ ،‬وإشكالية تلوث‬ ‫البيئة بالمرجان‪ ،‬وآليات استخراج زيت الزيتون‬ ‫وتأثيرها على البيئة‪.‬‬ ‫كما تمت مناقشــة محاور تهم باألساس‬ ‫تقنيات معالجـة وتثمين المنتجــات الثانوية‬ ‫للزيتون‪ ،‬وإجراءات دراسة التأثير على البيئة‬ ‫لمعاصر الزيتون‪ ،‬ووسائل التمويل ‪ :‬الميكانيزم‬ ‫التطوعي لمكافحة التلوث الصناعي‪ ،‬وشهادة‬

‫التنظيمات المهنية حول ضرورة احترام البيئة ‪،‬‬ ‫وإمكانية المعالجة والتثمين للمنتجات الثانوية‬ ‫للزيتون‪ ،‬كما تم يوم األربعـــاء تنظيم زيارة‬ ‫لوحدة لتثمين المنتجات الثانويـــة للزيتون‬ ‫بالجهة‪.‬‬ ‫يذكر أن قطاع الزيتون يلعب بالجهة دورا‬ ‫اجتماعيا واقتصاديا مهما حيث يبلغ متوسط‬ ‫اإلنتاج السنوي ‪ 160.170‬طن‪ ،‬ويوفر ‪3,8‬‬ ‫مليون يوم عمل بما في ذلك أكثر من ‪5000‬‬ ‫منصب عمل دائم‪.‬‬ ‫ويبلغ عدد وحدات تثمين الزيتون بالجهة‬ ‫‪ 2036‬وحدة منها ‪ 1925‬وحدة تقليدية و‪111‬‬ ‫وحدة عصرية تنتج في المجموع حوالي ‪ 370‬ألف‬ ‫طن من الزيت‪ ،‬منها ‪ 70‬ألف طن مستخرجة من‬ ‫الوحدات التقليدية و‪ 300‬ألف طن مستخرجة‬ ‫من الوحدات العصرية‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫«روافد موسيقية» تنظم لقاء فنيًا فريدًا‬

‫نظمـــت جمعيـــة روافد موسيقيــــة‪ ،‬يوم الخميس‪23 ،‬‬ ‫دجنبر الجاري‪ ،‬ببرج الحجــوي بمدينة طنجـــة‪ ،‬أمسيـــة فنّية‬ ‫فريدة من نوعهـــا لعشـــاق «طـرب اآللـــة»‪ ،‬تجلت في لقــا ٍء‬ ‫تعريفــي وفنّي لتقديــم التجربــة الفنية المسمــاة «نوبـــة‬ ‫اإلصبهان»‪ ،‬بتقديم نوبة لطرب اآللة‪ ،‬بشكل كامل ومتواصل‪،‬‬ ‫دون تجـــزيء‪ ،‬مع الجمع بين األدب والموسيقى والهندســـة‬ ‫الصوتية واإلخراج النهائي‪.‬ففي مجال األدب‪ ،‬قدم الكاتب عبد‬ ‫المجيد السماللي كتابه «ك��أس المعاني في شرح مفردات‬ ‫المغاني»‪ ،‬شارحا عددا من المصطلحات التي ترد في أشعار اآللة‪،‬‬ ‫إضافة إلى سياقات تنهل من التاريخ الخاص بتطوّر اآلالت في‬ ‫هذا النوع من الموسيقى‪ .‬بينما قدّم الباحث والموسيقــي عمر‬

‫المتيوي‪ ،‬رئيس جمعيـــة روافد موسيقية‪ ،‬شرحاً فنيـــا لنوبــة‬ ‫اإلصبهان‪ ،‬التي تجمـــع عــــددا ممــا يعرف بـ «الميـــازين» في‬ ‫طـرب اآللة‪ ،‬في عرض واحد متواصل يعرف بـ «النوبة»‪ ،‬يستمر‬ ‫مدّة ‪ 6‬ساعات كاملة‪ ،‬وذلك على شاكلة السيمفونيات العالمية‬ ‫التي تستمرّ لفترة زمنية طويلة‪ .‬أما شكيب العبادي فقد تكلف‬ ‫بعملية تنظيم أوّل حفل ألداء النوبة كاملة في منزله السنة‬ ‫الفارطة‪ ،‬قبل أن يقوم بتوثيقها على أقراص مدمجة على شكل‬ ‫«فيديو» كامل وآخر مختصر‪ ،‬إضافـــة إلى كتيّب مرفق‪ ،‬حيث‬ ‫كان لهذا المزيج الثالثي أن جعل عددا كبيرا من عشاق طرب‬ ‫اآللة‪ ،‬والذين كانوا بمقر الجمعية‪ ،‬يعربون عن افتتانهم بهــذه‬ ‫التجربة‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.