Achamal n° 871 le 10 janvier 2017

Page 1

‫تدشين «مارينا» ميناء طنجة القديم قريباً‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 871‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 11‬ربيع الثاين ‪� 10 / 1438‬إلى ‪ 16‬يناير ‪2017‬‬

‫أعلنت الشركة المكلفة بتأهيل الميناء‬ ‫القديم لمدينة طنجـة‪ ،‬عن قــرب افتتاح‬ ‫المارينا في وجه السياح وعشاق الرياضات‬ ‫المائية بعـد أن أوشكــت األشغال على‬ ‫نهايتها‪ ،‬وقد يتم تدشيـن هذا المرفــق‬ ‫الهام من مرافــق الميناء الترفيهي خالل‬ ‫شهر مارس المقبل‪.‬‬ ‫ويندرج مشروع تأهيل ميناء المدينة‬ ‫في إطار المخطط الملكي لتنمية طنجة‪،‬‬ ‫ويتم إنجازه على نحو ‪ 84‬هكتارا باإلضافة‬ ‫إلى مرافق أخرى منفعية وترفيهية وسياحية تضفي على هذا الميناء رونقا جديدا وترفع من جاذبيته‬ ‫السياحية‪ ،‬حيث إنه سوف يخصص للمراكب السريعة الرابطة بين طنجة وموانئ الجنوب اإلسباني‬ ‫وأيضا للبواخر السياحية الكبرى التي أدخلت هذا الميناء في شبكة وجهاتها السياحية المتوسطية‪.‬‬ ‫ومعلوم أن شركة تدبير ميناء طنجة القديم سبق وأن أعلنت عن انطالق عملية تسويق أماكن‬ ‫رسو اليخوث والمراكب الترفيهية‪ ،‬التي يبلغ عددها ‪ ،1400‬حيث تعتبر من أكبر مارينات األبيض‬ ‫المتوسط‪.‬‬

‫ذكرى المطالبة باالستقالل والوحدة‬

‫‪ 4‬وثائق وطنية والمطلب واحد ‪ :‬االستقالل‬ ‫‪ : 1931‬وثيقة «مطالب األمة المغربية» بالشمال‬ ‫‪ :1943‬وثيقة الجبهة القومية الوطنية بالشمال‬ ‫‪ :1944‬وثيقة الحزب الوطني ومستقلين‬ ‫‪ :1944‬وثيقة حركة القوميين‬

‫ستحل غدا الذكرى الثالثة‬ ‫والسبعون لتقديم «وثيقة‬ ‫االستقـــالل» التي تقــدم بها‬ ‫الحزب الوطني وجماعة من‬ ‫الوطنيين المستقلين‪ ،‬إلى جاللـــة‬ ‫السلطــان محمد بن يوسف وإلى‬ ‫اإلقامــة العامة الفرنسية بالرباط‬ ‫وإلى ممثلي بعض الدول األجنبية‪.‬‬ ‫ولم تكن هذه الوثيقة األولى‬ ‫أو الفريدة التي طالبت باستقالل‬ ‫المغرب ووحدة ترابه‪ ،‬إذ إنها‬ ‫تأتي الثالثـة في الترتيـــب‬ ‫الزمني مقارنة مع مجموعة‬ ‫المذكرات الوطنية المطالبة‬ ‫باالستقالل بعد و «ثيقة مطالب‬ ‫األمة المغربية» بتطوان سنة‬ ‫‪ 1931‬ووثيقة‪« ،‬الجبهة القومية‬ ‫الوطنية بالشمال» التي قدمها‬ ‫بصفة مشتركة حزب اإلصالح‬ ‫الوطني وحزب الوحدة المغربية‪،‬‬ ‫بعد تنامي الشعور الوطني في‬ ‫المنطقة الخليفية بضرورة رد‬ ‫االعتبار للمقاومة المسلحة‬ ‫المغربية بقيادة األمير محمد‬ ‫بن عبد الكريم الخطابي التي‬ ‫تكالب عليها االستعمار الفرنسي‬ ‫واإلسباني‪ ،‬بمساعدات دولية‪،‬‬ ‫ألمانية وأمريكية بوجه خاص‪،‬‬ ‫لتنتهي الثورة باستسالم «أسد‬ ‫الريف» ونفيه في سنة ‪ 1926‬كما‬ ‫تأتي قبل وثيقة حركة القوميين‬ ‫(الشورى واالستقالل) بيومين‪.‬‬

‫(�ص ‪)4‬‬

‫عالل الفا�سي‬

‫حممد احل�سن الوزاين‬

‫عبد اخلالق الطري�س‬

‫املكي النا�صري‬


‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يناير ‪2017‬‬

‫العدد ‪871‬‬

‫ساكنة قرية «الزرارع»‬ ‫تتهم وجوها معروفة باالستيالء‬ ‫على أراضيها والوالي اليعقوبي‬ ‫يدخل على الخط‬

‫ة‪ ..‬الن�سيج واخلياطة‪� :‬أي �آفاق لدعم وتنمية القطاع‬ ‫ندو‬ ‫بجهة طنجة ـ تطوان ـ احل�سيمة‬

‫تنظم غرفة التجارة والصناعة والخدمات‬ ‫بجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة يوم الثالثاء‬ ‫‪ 10‬يناير الجــاري على الساعة الرابعـة بعد‬ ‫الظهر‪ ،‬بفندق فرح بطنجة‪ ،‬ندوة هامة حول‬ ‫قطاع النسيج والخياطة‪ ،‬بتعاون مع عدد من‬ ‫المنظمات المهنية‪ ،‬من بينها جمعية المنطقة‬ ‫الصناعية بطنجة وجمعية المستثمرين بهذه‬ ‫المنطقة ‪.‬‬ ‫وستشهد النـدوة عددا من المداخالت‬ ‫العلمية‪ ،‬يتقدم بها‪ ،‬بعد كلمـة رئيس الغرفة‬ ‫عمر مورو‪ ،‬كل من رئيس الجمعية المغربية‬ ‫لصناعــة النسيـــج والخياطـــة ورئيس‬ ‫الكونفدرالية العامة للمقــاوالت المغربيــة‬ ‫في موضـــوع «النسيج والخياطة ‪ :‬أي آفـــاق‬ ‫لدعم وتنمية القطاع بجهة طنجة ـ تطوان ـ‬ ‫الحسيمة»‪.‬‬ ‫كما سيقــدم المندوب الجهوي لوزارة‬ ‫التجارة والصناعـــة بطنجـــة‪ ،‬عرضـــا حـول‬ ‫«استراتيجية تنمية قطاع النسيـــج والخياطة‬ ‫بجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة»‪.‬‬ ‫وسوف يلي هذه العروض مناقشــة عامة‬ ‫يشـارك فيهــا عدد من مهنيــي هذا القطــاع‬ ‫النشيط بالجهة‪.‬‬ ‫ويشغل قطاع النسيج حاليا أكثر من ‪175‬‬ ‫ألف ف��رد‪ ،‬وهو ما يمثل ‪ 30‬في المائة من‬ ‫مجموع فرص العمل الصناعية‪ ،‬ويساهم بأكثر‬ ‫من ‪ 25‬في المائة من الصادرات الصناعية‬ ‫الوطنية‪( ،‬فوق ‪ 30‬مليار درهم)‪ ،‬محققـا بذلك‬

‫‪ 15‬في المائة من القيمــة المضافة لقطــاع‬ ‫الصناعــة في الناتج الداخلي الخام‪.‬‬ ‫ومعلوم أن وزارة الصناعة والتجارة أطلقت‬ ‫سنة ‪ 2015‬أربع اتفاقيات حول مواكبة وتطوير‬ ‫ثالث منظومات صناعية في قطاع النسيج‪ ،‬بغية‬ ‫إحداث ‪ 100‬ألف منصب شغل جديد ‪ .‬وتندرج‬ ‫ه��ذه المنظومات في إط��ار مخطط تسريع‬ ‫التنمية الصناعية الهادف إلى خلق نصف مليون‬ ‫منصب شغل جديد في أفق ‪.2020‬‬ ‫وأعلن بالمناسبــة أن الدولة قدمــت‬ ‫مجموعة من التحفيـــزات بهـــدف تشجيــع‬

‫المهنيين على االنخراط في هذه المنظومات‬ ‫الصناعية من بينها عرض دعم مالي بقيمة ‪20‬‬ ‫مليار درهم من أجل مساعدة شركات النسيج‬ ‫على النمو‪ .‬كما تعهدت الدولة بتقديم أكثر من‬ ‫‪ 95‬هكتارا من األراضي لصالح شركات النسيج‬ ‫وبأثمنة تفضيلية‪ ،‬وحسب حاجة شركات النسيج‬ ‫في كل منطقة من مناطق المغرب‪ ،‬شريطة‬ ‫التزام شركات النسيج بخلق عدد من مناصب‬ ‫الشغل المحددة في االتفاقيات‪ ،‬وإنجاز مشاريع‬ ‫استثمارية في نفس القطاع‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫مواجهات عنيفة بين أجانب يعيشون بوزان‬

‫‪ ‬هراوات تنزل على الرؤوس وتختار ضحاياها‬ ‫بعناية تامة ‪ ....‬طاوالت مكسرة هنا ‪ ....‬كراسي‬ ‫ملقى بها في الشارع العام ‪ ....‬زبناء المقهى‬ ‫يفرون في كل االتجاهات ‪ ....‬ضحايا مضرجين‬ ‫في دمائهم ‪....‬إنها الفوضى التي كسرت هدوء‬ ‫مقهى توجد على مسافة السكة من مقر عمالة‬ ‫وزان صباح يوم الخميس ‪ 5‬يناير ‪ . 2017‬فماذا‬ ‫حدث ؟ ومن يقف وراء ذلك ؟ ولماذا وصل العنف‬ ‫إلى هذا المستوى من الخطورة ؟‬ ‫المعطيات التي وفرتها للجريدة مصادر‬ ‫متعددة ‪ ،‬تفيد بأن الساعة كانت تشير إلى‬ ‫حوالي الساعة الحادية عشرة من صباح يوم‬ ‫الخميس ‪ 5‬يناير ‪ ،‬الذي يصادف انعقاد السوق‬ ‫األسبوعي بالمدينة ‪ ،‬وبينما زبناء مقهى يتوسد‬ ‫مقر عمالة اإلقليم يرتشفون جرعات من قهوة‬ ‫الصباح ‪ ، ‬فإذا بالفضاء الذي يسرق فيه هؤالء‬ ‫الزبناء قسطا من الراحة ‪ ،‬يتحول إلى حلبة‬ ‫لمواجهات عنيفة بين أشخاص في عمر الشباب‬ ‫‪ ،‬كانوا مدججين بهراوات ‪ .‬ومن خالل لكنتهم‬ ‫ونبرات أصواتهم المرتفعة سيتضح بأنهم‬ ‫أجانب يحملون الجنسية السورية يستقرون‬ ‫بوزان منذ سنوات ويعيشون بين أهلها في‬ ‫سالم وطمأنينة ‪ .‬‬ ‫المواجهة الدامية التي يتضح بأن إعالنها‬ ‫بالشكل الذي دارت به رحاها كان معد لها سلفا‪،‬‬ ‫خلفت خمسة جرحى متفاوتة خطورة إصابتهم ‪،‬‬ ‫كما ألحقت أضرارا بتجهيزات وممتلكات صاحب‬ ‫المقهى ‪.‬‬ ‫المصالح األمنية وبمجرد ما تناهى إلى‬ ‫علمها تحويل الفضاء العام إلى حلبة لممارسة‬ ‫العنف على األشخاص والممتلكات الخاصة‬ ‫والعامة ‪ ،‬عوض أن يتم اللجوء إلى القضاء لحل‬ ‫مختلف النزاعات ‪ ،‬نزلت بكل ثقلها إلى عين‬

‫‪2‬‬

‫ال زال سكان قرية «الزرارع» التابعة للجماعة‬ ‫القروية «القصر الصغير» الواقعة بإقليم الفحص‬ ‫أنجرة‪ ،‬يخوضون معركة شرسة ضد ما أسموه‬ ‫«استيالء بعض الوجوه النافذة باإلقليم على‬ ‫أراضيهم»‪ ،‬حيث قام بعض سكان هذه القرية‬ ‫أول يوم اإلثنين ‪ 2‬يناير ‪ ،2017‬بوقفة احتجاجية‬ ‫نددوا من خاللها بالتجاوزات والخروقات التي‬ ‫يعرفها هذا الملف‪.‬‬ ‫وفي اتصال لموقع «طنجاوي» مع أحد‬ ‫المشاركين في هــذه الوقفـــة االحتجاجية‪،‬‬ ‫أوضح أن الساكنة المتضررة من هذا الملف‪،‬‬ ‫قد سلكت جميع الطرق والمساطر القانونية‬ ‫المعمول بها في هذا اإلط��ار‪ ،‬إال أن وجوها‬ ‫نافذة ومعروفة باإلقليم‪ ،‬من ضمنهم رئيس‬ ‫جماعة ترابية سابق‪ ،‬قد تحايلوا على القانون‪،‬‬ ‫واستغلوا نفوذهم ل «تزوير الحقائق»‪ ،‬حيث‬ ‫تطالب الساكنة اليوم بتدخل ملكي لجبر‬ ‫الضرر‪ ،‬خصوصا وأن األرض المسماة «ساقية‬

‫الرند» البالغة مساحتها حوالي ‪ 102‬هكتار‪ ،‬تم‬ ‫تحديدها تحت ملف (‪.)14283/06‬‬ ‫مضيفا أن أحد الرؤساء السابقين ‪ ‬يروج أن‬ ‫األرض قد تم بيعها دون أن يوضح الجهة التي‬ ‫قامت ببيعها وال الجهة المشترية‪ .‬وأمام هذا‬ ‫الغموض فإن السكان يطالبون بتدخل ملكي‬ ‫إلنصافهم‪ ،‬خاصة وأن بعض المتضررين تم‬ ‫الضغط عليهم للتنازل عن العقار‪.‬‬ ‫وفي عالقة بذات الموضوع‪ ،‬كشفت مصادر‬ ‫متطابقة أن الوالي اليعقوبي ترأس اجتماعا ‪ ‬يوم‬ ‫الثالثاء بمقر والية الجهة بحضور عامل إقليم‬ ‫فحص ‪ -‬أنجرة وكاتبه العام‪ ،‬وعدد آخر من‬ ‫المسؤولين‪ ،‬خصص لتدارس وضعية أراضي‬ ‫الجموع بإقليم الفحص أنجرة‪ ،‬حيث لم تتسرب‬ ‫إلى حدود كتابة هاته السطور النتائج التي خلص‬ ‫إليها االجتماع‪.‬‬

‫م‪ .‬العمراني‬

‫‪ ‬احتقان بأم ثانويات وزان بسبب‬ ‫اختناق شرايينها‬

‫المكان ‪ ،‬وقام أفرادها باعتقال بعض األشخاص‬ ‫المشتبه فيهم ‪ ،‬بينما تكلفت عناصر الوقاية‬ ‫المدنية بنقل الجرحى إلى المستشفى اإلقليمي‬ ‫أبو القاسم الزهراوي ‪ ،‬و نقل جريح آخر حالته‬ ‫خطيرة إلى المستشفى الجهوي بتطوان ‪.‬‬ ‫يذكر بأن الظروف الصعبة التي تعيشها‬ ‫سوريا الشقيقة كانــت وراء مغــادرة آالف‬ ‫السوريين لوطنهم‪ ،‬فكان أن اختار الكثير‬

‫منهم االستقرار بالمغرب الذي رحب بهم بين‬ ‫صفوف أهله ‪ .‬وبمناسبة إطالق المغرب للعملية‬ ‫اإلنسانية الخاصة بتسوية وضعية المهاجرين‬ ‫غير الشرعيين‪ ،‬استفاد السوريون والسوريات‬ ‫وأطفالهم المقيمون بوزان من ذلك ‪ ،‬وعبدت‬ ‫لهم مختلف المؤسسات العمومية والمدنية‬ ‫وساكنة دار الضمانة مسارات االندماج السلس‪.‬‬

‫الشرطة القضائية بمنطقة بني مكادة‪:‬‬

‫إيقاف شخصين بتهمة االتجار في الكوكايين‬

‫تمكنت عناصر الشرطة القضائية بمنطقة بني مكادة‪،‬‬ ‫من إيقاف شخصين لالشتباه في تورطهما في قضية تتعلق‬ ‫بالحيازة واالتجار في المخدرات القوية من نوع (كوكايين)‪،‬‬ ‫المعنيان باألمر المدعوان (ر‪.‬ر) ‪ 25‬سنة‪ ،‬و (ح‪.‬ب) ‪ 28‬سنة‪،‬‬ ‫جرى توقيفهما على مستوى حي الشرف وقد ضبط بحوزتهما‬ ‫كمية ‪ 104‬غرام من مخدر الكوكايين‪.‬‬ ‫و يستعمالن سيارة من نوع رونو كليو تابعة إلحدى‬ ‫وكاالت الكراء بالمدينة‪.‬‬ ‫و حسب المصدر األمني فاألبحاث والتحريات وعملية‬ ‫التفتيش المنجزة في هذه القضية أسفرت عن ضبط كمية‬ ‫أخرى بمنزل الموقوفان حوالي ‪12‬غرام من نفس المخدر‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى ميزان إليكتروني دقيق يستعمل في عملية‬ ‫االتجار ‪ ،‬كما تم حجز السيارة المستعملة‪.‬‬ ‫فتم االحتفاظ بالمتهمين رهن تدابير الحراسة النظرية‬ ‫في انتظار إحالتهما على النيابة العامة المختصة‪.‬‬

‫م‪.‬ح‪ ‬‬

‫‪ ‬من جديد يخيب أمل األطر التعليمية‬ ‫العاملة بأم ثانويات إقليم وزان ‪ ،‬التي كانت‬ ‫(األطر ) في األيام األخيرة قد تنفست الصعداء‪،‬‬ ‫وهي تقف شاهدة على شروع المعاول في دك‬ ‫السور الذي يفصل المؤسسة التعليمية عن‬ ‫ساحة مجاورة لها‪ ،‬اعتقادا من ‪ ‬هذه األطر‬ ‫بأن الغاية من العملية هو إطـــالق ورش‬ ‫تأهيل هذا الفضاء بعد ربطه بالثانوية ‪،‬‬ ‫ووضعه رهن إشارة أساتذة التربية البدنية‬ ‫الذين ضاقت بهم السبل فأصبحوا يقدمون‬ ‫تمارين (دروس) في ظروف تنعدم فيها أبسط‬ ‫الشروط الواجب توفرها ‪ .‬لكن الشيء مما تم‬ ‫تصوره حدث ‪ ،‬وتم االكتفاء بهدم جزء من هذا‬ ‫السور وتعويضه بشباك حديدي ‪.‬‬ ‫‪ ‬ثانوية موالي عبد اهلل الشريف التأهيلية‬ ‫واإلعدادية في نفس اآلن ‪ ،‬تعتبر من أقدم‬ ‫المؤسسات التعليمية بإقليم وزان ‪ ،‬بحيث‬ ‫يعود تاريخ بنائها إلى الحقبة االستعمارية ‪.‬‬ ‫وتشهد هندستها المعمارية ‪ -‬قبل أن يطالها‬ ‫العبث ‪ -‬على المقاربة الجمالية التي تحكمت‬ ‫في ‪ ‬توزيع مرافقها ‪ ،‬مما كان يوفر كل شروط‬ ‫نجاح العملية التربوية ‪ .‬ومع مرور الزمن ‪ ،‬وفي‬ ‫غياب أي حس جمالي عند من تعاقبوا على‬ ‫رأس قطاع التربية والتعليم مركزيا وإقليميا‬ ‫الذين زحف اإلسمنت على عقولهم ‪ ،‬توسعت‬ ‫رقعة البنايات ‪ ،‬وفي المقابل ضاقت الفضاءات‬

‫إلى حد أن التربية البدنية أضحت تمارس بين‬ ‫الحجرات ‪ .‬والنتيجة ليس غير تقديم الدروس‬ ‫في ظروف عديمة الشروط التربوية ولو في‬ ‫حدها األدنى‪ ،‬وتعريض تجهيزات المؤسسة‬ ‫التعليمية لإلتالف الغير مقصود ‪.‬‬ ‫ولوضـع حد لهـــذا الشرود‪ ،‬ومصالحة‬ ‫للثانوية مع تاريخها ورسالتهـــا التربويــة‪،‬‬ ‫وحتى ال يتبخر المجهود الملموس الذي‬ ‫تبذله‪ ‬األطر التربويــة واإلدارية‪ ،‬فإن على‬ ‫األكاديمية الجهوية وعمالة اإلقليم ‪ ،‬البحث‬ ‫عن أنجع السبل القانونية من أجل إلحاق جزء‬ ‫من الساحة المجاورة بمجال الثانوية ‪ ،‬والعمل‬ ‫على تأهيله ليصبــح فضاء خاصــا بالتربية‬ ‫البدنية ‪.‬‬ ‫وبالمناسبة فإن التعجيل بالتخلص من‬ ‫أطنان المتالشيات المتراكمة بأكبر قاعة‬ ‫بالثانوية‪ ،‬يفرض نفسه اليوم أكثر من أي‬ ‫وقت مضى ‪ ،‬نظرا للمخاطر التي يمكن أن‬ ‫تنتج عن ذلك‪ .‬ومن هذه المخاطر تحول‬ ‫البناية التي تتوسد مرفق القسم الداخلي‬ ‫إلى مرتع خصب للفئران والحشرات التي قد‬ ‫تتسرب إلى مخزن المواد الغذائية فتسمم‬ ‫هذه األخيرة ‪ ، ‬وكذلك الحالة الغير مطمئنة‬ ‫التي توجد عليها البناية بعد األمطار األخيرة ‪.‬‬

‫محمد حمضي‬


‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يناير ‪2017‬‬

‫العدد ‪871‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫ألول مرة‪ ،‬أشعر بأن عالقتي بالمقابر‪ ،‬أصبحت وطيدة ووثيقة‪ ،‬فقد وجدتُني في العشر‬ ‫األواخر من شهر دجنبر‪ ،‬أتردد عليها‪ ،‬لتوديع قريب‪ ،‬أو دفن صديق‪ ،‬أو تقديم العزاء في جار‪ ،‬أو‬ ‫الترحم على ميت‪.‬‬ ‫والناعي دائما وأبدا هو الهاتف محموال كان أو ثابتا‪ ،‬أو اإلعالن الذي يطالعنا في بوابة نادي‬ ‫االتحاد‪ .‬فعن طريقهما نعرف أن هناك جنازة ستُشيع من المكان الفالني إلى مقبرة زيانة‪ ،‬أو‬ ‫سيدي المنظري‪ ،‬بعد صالة عصر يوم محدد‪.‬‬ ‫وقد كان الناعون في يوم ما‪ ،‬أشخاصا احترفوا هذه الحرفة‪ .‬وآخرهم كان المدعو «عْمار»‬ ‫فهذا كان يتلقف الخبر من مصدره بالمقبرة‪ ،‬أو من نفس المنزل الذي مات فيه الميت‪ ،‬ثم‬ ‫يطوف به على اإلدارات والنوادي والبنوك‪ ،‬ومجموعة من المؤسسات‪ ،‬لتعرف المدينة برُمتها‬ ‫اسم الميت‪ ،‬وتترحم عليه‪ ،‬وتشيعه إلى مقره األخير‪ ،‬ثم تجلس في انتظار «عْمَار» عله يأتيها في‬ ‫اليوم الموالي بخبر جديد‪ ،‬وضحية جديدة‪.‬‬ ‫إنه الموت له رائحة خاصة‪ ،‬عرفناها حين كنا «مْحاضْرة» في مسيد الفقيه عبد السالم بن‬ ‫حمزة طيب اهلل ثراه‪ ،‬فقد كان الميت إذا جُهز واقترب وقت تشييعه‪ ،‬اليُحمَل في النعش‪ ،‬إال‬ ‫إذا أحطناه –نحن المْحاضْرة‪ -‬وقرأنا عليه سورة «المُ ْلك» في أصوات لها لحن خاص‪ ،‬و إيقاع‬ ‫خاص‪.‬‬ ‫هنا عر ْفنا رائحة الموت‪ ،‬ولعل الكافور‪ ،‬كان الحاضر األكبر فيها وال زال‪.‬‬ ‫وأذكر أن فقيهنا‪ ،‬كان يسلم لي اللواء‪ ،‬أقصد الصندوق الخشبي الذي كنا نسميه وقتها ب‬ ‫«الربيعة» فأسلمه بدوري للقوي فينا‪ ،‬ثم نتوجه في حفظ اهلل ورعايته إلى منزل الميت لنقرأ عليه‬ ‫سورة الملك أو سورة ياسين أو هما معا‪ ،‬ثم نتقدم الجنازة مرددين‪:‬‬

‫�أموالنـا يا رحمــن ُجد علينا بالغفران‬ ‫قدمنا لك العدنان �سيدنا ر�سـول اهلل‬ ‫وكان حجم الجنازة يكبر أو يصغر‪ ،‬بمقدار الصناديق التي يحملها تالميذ الكتاتيب القرآنية‪.‬‬ ‫فكل صندوق كان يمثل مسيدا‪ ،‬وبمقدار عدد الحناجر الصغيرة التي تردد «أموالنا يا رحمان»‪.‬‬ ‫اآلن‪ ،‬اختفت هذه الصناديق‪ ،‬واختفى حمَ َلتها‪ ،‬وأقفلت الكتاتيب القرآنية أبوابها‪ ،‬واختفت‬ ‫باختفائها األذكار التي كان يرددها أرباب الطرق الصوفية‪ ،‬وحل محلها ما يشبه السباق‬ ‫المراطوني للوصول إلى المقبرة‪ ،‬في أقصر مدة ممكنة‪ ،‬ود ْفن الميت في أقصر مدة ممكنة‪،‬‬ ‫وتقديم التعازي ألهالي الفقيد في مدة وجيزة‪.‬‬ ‫والحجة التي يبررون بها سباقهم هذا‪« ،‬إكرام الميت دفنه»‪.‬‬ ‫اختفت تلك ال ُقشعريرة التي كانت تنتابنا ونحن نقف أمام جثة هامدة‪ ،‬يستعد صاحبها للقاء‬ ‫ربه في ثوب أبيض ناصع البياض‪ ،‬واختفت تلك «الهيبة» التي كنا نحسها والموكب الجنائزي‬ ‫يسير في خطى ثابتة وئيدة‪ ،‬إلى المدافن‪ ،‬وعين اهلل ترعاه‪.‬‬ ‫فاللهم اغفر لنا‪ ،‬وارحمنا‪ ،‬وارحم والدِينا‪ ،‬وارحم موتانا‪ ،‬وارحم من ع ّلمنا‪ ،‬وارحم من سبقنا‬ ‫لإليمان‪ ،‬وارحم بفضلك جميع المسلمين والمسلمات‪ ،‬يا أرحم الراحمين‪ ،‬يا رب العالمين‪.‬‬

‫المؤسسة الحقوقية بالشمال تواكب عملية تسوية‬ ‫وضعية المهاجرين ‪ ‬‬ ‫مواكبة منها لعملية تسوية وضعية‬ ‫األجانب المقيمين بطريقة غير شرعية‬ ‫بالمغرب ‪ ،‬عقدت اللجنة الجهوية لحقوق‬ ‫اإلنسان بالشمال اجتماعا بمقرها بطنجة‬ ‫يوم الثالثاء ‪ 27 ‬دجنبر ‪ ،‬جمع حول نفس‬ ‫المائدة أعضاء وعضوات اآللية الحقوقية‬ ‫وأطرها اإلدارية المكلفين بمتابعة هذه‬ ‫العملية ‪ ،‬وممثلي وممثالت المنظمات‬ ‫الغير حكومية باللجان اإلقليمية التي‬ ‫تتولى النظر في طلبات تسوية وضعية‬ ‫اإلقامة‪ ،‬وممثلـات وممثلين لألجانب‬ ‫المنتظمين في جمعيات تنشط بالجهة ‪.‬‬ ‫سلمى الطــود رئيســة اللجنـــة‬ ‫الجهوية لحقوق اإلنسان بالشمال ذكرت في كلمتها التي افتتحت بها االجتماع‬ ‫بمكونات المقاربة اإلنسانية الجديدة التي تعتمدها المملكة المغربية في‬ ‫مجال الهجرة ‪ .‬كما توقفت عند المسار الذي قطعته العملية في طبعتها األولى‬ ‫سنة ‪ 2014‬على مستوى جهة الشمال ‪ ،‬تعلق األمر بعدد المهاجرين من‬ ‫مختلف الجنسيات الذين سويت وضعيتهم ‪ /‬هن ‪ ،‬أو بالصعوبات و اإلكراهات‬ ‫والتأويالت المتضاربة لمنشور وزارة الداخلية والوزارة المكلفة بالمغاربة‬

‫المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة ‪ .‬وختمت‬ ‫كلمتها التوجيهية بدعوة المجتمع المدني‬ ‫المغربي واألجنبي ‪ ،‬والمؤسسات العمومية‬ ‫والجماعات الترابية بالجهة إلى االنخراط في‬ ‫مسلسل إدماج المهاجرين ‪.‬‬ ‫المشاركون والمشاركــات في هــــذا‬ ‫االجتماع‪ ،‬وبعد مناقشتهــم المستفيضة‬ ‫لما جـــاء في منشــور الوزارتيــن السالف‬ ‫الذكر ‪ ،‬وبعد استعراضهم لطريقة اشتغال‬ ‫كل لجنة إقليميــة (المرحلة األولى) ‪ ‬التي‬ ‫جاءت متباينة نتــج عن ذلك «تهريب»‬ ‫العديد من المهاجريـن في وضعيـة غير‬ ‫نظاميـة ‪ ‬لملفاتهـــم إلى الربـــاط التــي‬ ‫احترمـت روح المنشور المنظم للعمليـة‪ ،‬أوصوا بتوفير المناخ اإلداري‬ ‫المحفز على إنجاح عملية التسوية ‪ ،‬ودعوا إلى إطالق مختلف المتدخلين‬ ‫لحملة تحسيسية في وسط األجانب من أجل التسريع بتعبئة ملفاتهم‬ ‫لالستفادة من حق اإلقامة القانونية بما توفره لهم من حقوق حافظة‬ ‫لكرامتهم ‪.‬‬

‫م‪ .‬حمضي‬

‫مديرية الشباب والرياضة بوزان والمؤسسة الحقوقية‬ ‫ينتصران لحقوق السجين‬

‫في‪ ‬سياق احتفالها باليوم العالمي لحقوق اإلنسان ‪ ،‬وفي إطار انفتاحها‬ ‫على الهيئات ‪ ‬والمؤسسات التي تشتغل على حقوق اإلنسان‪ ،‬سطرت المندوبية‬ ‫اإلقليمية لوزارة الشباب والرياضة بوزان ‪ ،‬بتعاون مع اللجنة الجهوية لحقوق‬ ‫اإلنسان بالشمال ‪ ،‬برنامجا حافال باألنشطة التي تالمس حقوق الشباب ‪.‬‬ ‫لقاء يوم األربعاء ‪ 28‬دجنبر األخير ‪ ،‬احتضنه الفضاء الداخلي للمؤسسة‬ ‫السجنية ‪ ،‬حيث تم تنظيم ورشة حول « حقوق السجين « استفاد منها العشرات‬ ‫من أشخاص لهذا السبب أو ذاك وجدوا أنفسهم محتجزين وراء القضبان ‪ ،‬لكن‬ ‫هذا االحتجاز ال يجيز ألي جهة كانت االلتفاف على حقوقهم التي تضمن لهم‬ ‫كرامتهم ‪ ،‬وكذا تمتعهم بالحقوق المتعارف عليها في المواثيق الدولية ‪.‬‬ ‫في كلمته التي افتتح بها أشغال هذه الورشة الحقوقية التي حضرها‬ ‫باإلضافة إلى السجناء ‪ ،‬العديد من الحراس والعاملين بإدارة سجن دار الضمانة‪،‬‬ ‫شدد مدير المؤسسة على أن المؤسسة السجنية التي تعتبر امتدادا للمجتمع‪،‬‬ ‫لساكنتها جملة من الحقوق التي ال يمكن للعقوبة السالبة للحرية السماح‬ ‫بالقفز عليها ‪.‬‬ ‫‪ ‬أما المديرة اإلقليمية للشباب والرياضة فتوقفت عند تنويع الوزارة‬ ‫الوصية اهتماماتها بمختلف شرائح الشباب بالمجتمع ‪ ،‬والذين يشكل السجناء‬ ‫الشباب جزءا منهم ‪ .‬وأضافت بأن التقرب من معاناة السجناء وراء القضبان‬ ‫يرمي إلى البصم مع باقي المتدخلين من أجل النهوض بثقافة حقوق اإلنسان‬

‫في صفوفهم ‪ ،‬و توفير المناخ الذي سيسهل إدماجهم في المجتمع بعد‬ ‫استرجاعهم لحريتهم ‪.‬‬ ‫بدوره قدم عضو اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان ورقة تمحورت حول‬ ‫التعريف بالمجلس الوطني لحقوق اإلنسان وآلياته الجهوية ‪ .‬وتوقف عند‬ ‫الهدف من العقوبة الذي يمكن حصره في اإلصالح والوقاية ‪ ،‬والعمل على‬ ‫تغيير سلوك الشخص الجانح من أجل إدماجه في المجتمع بشكل يحميه من‬ ‫ارتكاب مخالفة أو جرم آخر‪ .‬بعد ذلك انتقل إلى التذكير بالمرجعيات القانونية‬ ‫الوطنية والدولية التي تعتمدها المملكة المغربية في تأطير حياة ساكنة أماكن‬ ‫اإلحتجاز ‪ ( .‬الفصلين ‪ 22‬و ‪ 23‬لدستور ‪ ، 2011‬القواعد العامة التي سبق‬ ‫وأقرتها الجمعية العامة لألمم المتحدة ‪ ،‬القانون ‪ 23 / 98‬الذي يحدد حقوق‬ ‫وواجب السجناء ) ‪ .‬وخلص بعد استعراضه حقوق السجناء بأن كرامة السجين‬ ‫يجب أن تبقى مصانة ‪ ،‬وأن هذا األخير تمتعه بحقوقه المتعارف عليها دوليا‬ ‫محمية بالعديد من اآلليات ( اللجنة الجهوية واحدة منها ) على السجين االلتجاء‬ ‫إليها كلما شعر بأن حقا من حقوقه معرض لالنتهاك ‪.‬‬ ‫يذكر بأن تنظيم هذه الورشة تزامن مع ورش إصالح وتأهيل سجن وزان‬ ‫الذي يعود بناؤه إلى خمسينيات القرن الماضي ‪.‬‬

‫م‪ .‬ح‬

‫من جالس‬ ‫جانس‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫صحبتـي مع شيخــي سيـدي حمــزة القــادري‬ ‫بودشيش رضي اهلل عنه‪ ،‬أذاقتنـــي لــذة الطريق‬ ‫وأنهضت همتي‪ ،‬وفتحت باطني فتقوى قلبي‪..‬‬ ‫صحبتي مع هذا الشيخ العارف المتحقق في رياض‬ ‫مقامات اليقين تحاب في اهلل ليس لي فيها شائبة‬ ‫حظ في هذه العاجلة‪ ،‬ألني معه وبه على نفسي‪..‬‬ ‫صحبتي مع هذا المرشد الكامل جنبتني صحبة‬ ‫غافلين ومداهنين وجاهلين‪..‬‬ ‫هذه الصحبة الكريمــة هي التي وجهتني وما‬ ‫فتئت توجهني إلقامة اعتذاري عما جرى مني‪..‬بهذه‬ ‫الصحبة الراقية انطمست حيرتي‪ ،‬وانجلت حريتي‪،‬‬ ‫وسقطت قيودي‪ ،‬فارتقت نغمتي‪ ،‬وطار قلبي لما‬ ‫سمعت وأسمع في مخاطباته التربوية‪.‬‬ ‫سيدي حمزة علمني أن ذكر اهلل هو مفتاح كل‬ ‫شيء‪..‬‬ ‫وهو عنوان السعادة والمحبة والشفاء من كل‬ ‫األمراض‪..‬‬ ‫وسيدي حمــزة هو الذي نبهنـي إلى أن التحلي‬ ‫بذكـر اهلل هو مفتاح األسرار والعلـوم‪ ..‬وهو الذي‬ ‫علمني أن صورة الذاكر هي صورة الشخص المنتــج‬ ‫الفعال‪ ..‬والذكر المتواصل عند شيخي سيدي حمزة‬ ‫هو الذكر المثمر‪..‬‬ ‫صحبة سيدي حمزة نعمة كاملة ورحمة شاملة‬ ‫ألنها صحبة دائرة الواصلين‪ :‬صحبة تشفي وتهدي‬ ‫وتصفي‪..‬‬ ‫فالحمد هلل على هذه النعمة التي صيرت حالي إلى‬ ‫حال من أصاحب وأجالس؛ ألن من جالس جانس‪.‬‬ ‫اللهم شاف وعاف سيدي حمزة‪ ،‬واحفظه واحفظ‬ ‫أسرته الشريفة‪.‬‬


‫العدد ‪871‬‬

‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يناير ‪2017‬‬

‫ذكرى المطالبة باالستقالل والوحدة‬ ‫‪ 4‬وثائق وطنية والمطلب واحد ‪ :‬االستقالل‬ ‫‪ : 1931‬وثيقة «مطالب األمة المغربية» بالشمال‬ ‫‪ :1943‬وثيقة الجبهة القومية الوطنية بالشمال‬ ‫‪ :1944‬وثيقة الحزب الوطني ومستقلين‬ ‫‪ :1944‬وثيقة حركة القوميين‬ ‫ستحل غدا الذكرى الثالثة والسبعون‬ ‫لتقديم «وثيقة االستقـــالل» التي تقــدم‬ ‫بها الحزب الوطني وجماعة من الوطنيين‬ ‫المستقلين‪ ،‬إلى جاللـــة السلطــان محمد‬ ‫بن يوسف وإلى اإلقامــة العامة الفرنسية‬ ‫بالرباط وإلى ممثلي بعض الدول األجنبية‪.‬‬ ‫ولم تكن هذه الوثيقة األولى أو الفريدة‬ ‫التي طالبت باستقالل المغرب ووحدة ترابه‪،‬‬ ‫إذ إنها تأتي الثالثـة في الترتيـــب الزمني‬ ‫مقارنة مع مجموعة المذكرات الوطنية‬ ‫المطالبة باالستقالل بعد و «ثيقة مطالب‬ ‫األمة المغربية» بتطوان سنة ‪ 1931‬ووثيقة‪،‬‬ ‫«الجبهة القومية الوطنية بالشمال» التي‬ ‫قدمها بصفة مشتركة حزب اإلصالح الوطني‬ ‫وحزب الوحدة المغربية‪ ،‬بعد تنامي الشعور‬ ‫الوطني في المنطقة الخليفية بضرورة رد‬ ‫االعتبار للمقاومة المسلحة المغربية بقيادة‬ ‫األمير محمد بن عبد الكريم الخطابي التي‬ ‫تكالب عليها االستعمار الفرنسي واإلسباني‪،‬‬ ‫بمساعدات دولية‪ ،‬ألمانية وأمريكية بوجه‬ ‫خاص‪ ،‬لتنتهي الثورة باستسالم «أسد‬ ‫الريف» ونفيه في سنة ‪ 1926‬كما تأتي قبل‬ ‫وثيقة حركة القوميين (الشورى واالستقالل)‬ ‫بيومين‪.‬‬ ‫ولألمانة‪ ،‬فقد كان لمدينة تطوان‬ ‫السبق في بعث الروح الوطنية والوعي‬ ‫الوطني ليس فحسب في المنطقة الخليفية‪،‬‬ ‫بل وأيضا في المنطقة السلطانية التي كان‬ ‫الكثير من شبابها ومثقفيها يتابعون العمل‬ ‫الوطني بهذه المنطقة الذي تجلى‪ ،‬مبكرا‪،‬‬ ‫في قيام أول حركة وطنية منظمة‪ ،‬سنة‬ ‫‪ ،1930‬تحت رئاسة الفقيه الصفار والتي‬ ‫كانت قيادتها مكونة من الحاج عبد السالم‬ ‫بنونة ومحمد داود وأحمد غيالن‪ ،‬ومحمد‬ ‫طنان‪ ،‬ومحمد بنونة‪ ،‬والتهامي الوزاني‬ ‫وغيرهم من الوطنيين األفذاذ‪ .‬وتميزت‬ ‫تطوان مبكرا بجو ثقافي رفيع بفضل ارتباط‬ ‫مثقفيها باألوساط الثقافية في بالد المشرق‬ ‫خاصة مصر وفلسطين والعراق وسوريا‪ ،‬ووصول العديد من صحف ومجالت مصر إلى‬ ‫مثقفي هذه المدينة التي عمل أهلها على إنشاء المدارس واألندية الثقافية وتشجبع‬ ‫الفنون وإصدار الصحف والمجالت السياسية والثقافية‪ ،‬وتحرير المرأة التطوانية التي‬ ‫ساهمت بقدر كبير في تحقيق النهضة الثقافية والفكرية والعلمية ليس فحسب في‬ ‫تطوان‪ ،‬بل وأيضا في سائر مدن الشمال‪.‬‬ ‫وتميزت مرحلة األربعينات بتأسيس حزب اإلصالح الوطني بتطوان على يد كوكبة‬ ‫من الوطنيين يالشمال برئاسة الزعم عبد الخالق الطريس في ‪ 18‬ديسمبر ‪1936‬‬ ‫قبل قيام حزب الحركة القومية للزعيم محمد بن الحسن الوزاني (‪ )1937‬التي تحولت‬ ‫سنة ‪ 1946‬إلى حزب الشورى واالستقالل‪ ،‬و الحزب الوطني‪ ،‬حزب االستقالل فيما بعد‪،‬‬ ‫بزعامة عالل الفاسي( ‪. )1944‬‬ ‫وللتاريخ نذكر بأن الذين أشرفوا على إعداد وتقديم وثيقة ‪ 11‬يناير ‪ 1944‬وهم من‬ ‫خيرة رجال الوطنية المغربية‪ ،‬أصروا على إقصاء منافسيهم من الحركة القومية‪ .‬ويروي‬ ‫المرحوم عبد الهادي بوطالب أحد قادة حزب الشورى واالستقالل أنه بالرغم من وجود‬ ‫زعيمي الحزبين في المنفى‪ ،‬فإنه أبعد من التوقيع على وثيقة المطالبة باالستقالل حتى‬ ‫ولو بصفته الشخصية ودون اإلشارة للحزب الذي ينتمي إليه‪.‬‬

‫ذلك أن الحزب الوطني كان مصرّا على‬ ‫االنفراد بمبادرة الوثيقــة‪ ،‬نظرا للتنافي‬ ‫الحاصل بيــن فكــر عالل الفاسي األصولــي‬ ‫وفكر محمد الحســن الوزاني الذي حصل‬ ‫على تكوين سياسي عال ورافق في معاهد‬ ‫فرنسية عليا كبار السياسيين األوروبيين مثل‬ ‫مانديس فرانس‪ ،‬وأنطوان بيني وميشيل‬ ‫جوبير وغيرهم‪ ،‬إلى جانب تفوّقه في العلوم‬ ‫الدينية بجامعة القروين‪ .‬وهذا ما يفسر تصور‬ ‫الزعيم الشوري للنظام السياسي للمغرب‬ ‫الحديث‪ ،‬الذي يرى أنه يجب أن يقوم على مبدأ‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬والحرّية‪ ،‬والعدل‪ ،‬والمساواة‪،‬‬ ‫وحماية حقـوق اإلنسان وإعطـــاء المــرأة‬ ‫حقوقها كاملـة ‪ ....‬وهي مطالـــب‪ ،‬كما يبدو‪،‬‬ ‫الزال الشعب المغربي يمنّي نفسه بتحقيقها‬ ‫كاملة‪ ،‬وقد ّ‬ ‫تخطى عتبة األلفية الثالثة‪.‬‬ ‫وقد انتبه السلطان محمد الخامس إلى‬ ‫أن في إقصاء حزب الشورى واالستقالل من‬ ‫وثيقة المطالبة باالستقالل‪ ،‬مــا قــد يوحي‬ ‫للمستعمر بأن هذه الوثيقة ال تحظى بإجماع‬ ‫الحركة الوطنية والشعــب المغربي‪ ،‬فأوعز‬ ‫إلى قادة حزب الشورى واالستقالل بإعداد‬ ‫وثيقة مماثلة لوثيقة ‪ 11‬يناير‪ ،‬خالل يومين‪،‬‬ ‫وهو ما تم في ظروف استثنائية‪ ،‬حيث أعدّ‬ ‫الحزب وثيقة المطالبة باالستقالل‪ ،‬تحمـل‬ ‫توقيع قيادات الحزب ومكاتبه في مختلف‬ ‫حواضر وبوادي المملكة وسلمها في ‪ 13‬يناير‬ ‫‪ 1944‬إلى جاللة السلطان الذي ارتاح إليها‬ ‫و أعلم بها المقيم العام الفرنسي بالمغرب‪،‬‬ ‫وقد كان هذا األخير قلل من أهمية وثيقة‬ ‫حزب االستقالل واعتبر أنها ال ّ‬ ‫تمثـل جميع‬ ‫التيارات السياسية للشعب المغربي‪ .‬كما أقام‬ ‫الحزب اتصاالت بشأن تلك الوثيقة مع البعثات‬ ‫الدبلوماسية بطنجة ومع عدد من األحزاب‬ ‫السياسية األوروبية‪.‬‬ ‫ومعلوم أن الجبهــة القوميــة الوطنية‬ ‫المغربية التي انضم إليها‪ ،‬فضال عن مناضلي‬ ‫حزبي اإلصالح الوطني والوحدة المغربية‪ ،‬عدد‬ ‫الشخصيات المستقلة من سياسيين ومثقفين وعلماء وأدباء أعلنت في تطوان عن‬ ‫ميثاقها الذي نص على المطالبة باالستقالل الكامل والوحدة الترابية للمملكة تحت‬ ‫شعار «المغرب كل ال يتجزأ» و «العرش بالشعب والشعب بالعرش»‪.‬‬ ‫لعل من أهم الدروس التي يمكن أن نستخلصها من هذه الذكرى أن نؤمن‬ ‫بالوطن‪ ،‬كما آمن به الرواد األمجاد‪ ،‬أمثال عالل الفاسي ومحمد بن الحسن الوزاني‬ ‫و عبد الخالق الطريس والشيخ محمد المكي الناصري الذين واجهوا قوة االستعمار‬ ‫الغاشم‪ ،‬وهم عزل من كل سالح إال من إيمانهم بقضية الوطن‪ ،‬وركوبهم مغامرة‬ ‫تحرير الوطن ولم يبخلوا بأرواحهم ودمائهم في معركة النضال من أجل كرامة الوطن‪.‬‬ ‫والعبرة التي يمكن أن نستخلصها من هذه الذكرى‪ ،‬ونحن نواجه أوضاعا مؤلمة من‬ ‫النفاق السياسي‪ ،‬و المكر الحزبي والفساد اإلداري‪ ،‬والظلم االجتماعي‪ ،‬والتفاوت الطبقي‪،‬‬ ‫أن نعمل على أن تترسخ في أذهاننا عقيدة العمل من أجل التغيير اإليجابي الموصل إلى‬ ‫اإلصالح الشامل‪ ،‬والتشبث بالمبادئ التي قامت عليها عقيدة النضال الوطني من أجل‬ ‫عزة وكرامة المواطن المغربي‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪871‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يناير ‪2017‬‬

‫عميد دعاة التلهيج الجدد بالمغرب يخرج قاموساً‬ ‫أقل ما يمكن وصفه أن يوصف بالحقير و الماسخ‬ ‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬ ‫قاموس الدارجة المغربية لرجل األعمال نورالدين عيوش‪ ،‬يجدد الصراع بين العامية والفصحى في‬ ‫المغرب‪ ،‬ويثير موجة من السخرية على مواقع التواصل اإلجتماعي‪.‬‬ ‫بعد ما أثارته دعوة سابقة من نشطاء إلى تدريس اللهجة العامية المغربية في مراحل التعليم‪،‬‬ ‫من جدل كبير‪ ،‬تجدد النقاش حول القضية مع إصدار القائم على تلك الدعوة ما وصفه بـ «أول قاموس‬ ‫للدراجة» (العامية)‪ ،‬وهو ما اعتبره منتقدون استهدافا جديدا من تيار الفرنكوفونية للغة العربية في‬ ‫المغرب‪.‬‬ ‫قبل سنتين‪ ،‬رفع الناشط المدني‪ ،‬ورجل األعمال المختص في مجال اإلعالنات‪ ،‬نورالدين عيوش‪،‬‬ ‫مذكرة إلى الحكومة‪ ،‬دعا فيها إلى اعتماد العامية المغربية بدال من اللغة العربية الفصحى في التعليم‪.‬‬ ‫وخالل شهــر دجنبــر ‪ 2016‬و موازاة‬ ‫مع اليوم العالمي لالحتفاء باللغــة العربية‬ ‫(‪18‬دجنبر)‪ ،‬عاد عيــوش إلى مشهــد الجدل‬ ‫اللغوي والسياسي في المغرب‪ ،‬بإصداره ما‬ ‫اعتبره أول قاموس للهجة العامية المغربية‪،‬‬ ‫أطلق عليه اسم «قامـــوس اللغة العربيــة‬ ‫المغربية»‪.‬‬ ‫ما أصبح يوصف بـ «قاموس عيوش»‪،‬‬ ‫صادر عن «مركز تنمية الدارجة المغربية»‪،‬‬ ‫الذي أسسه عيوش‪ ،‬ويقع في حوالي ‪1000‬‬ ‫صفحة‪ ،‬ويتضمن كلمات متداولة في اللسان‬ ‫المغربي الدارج‪ ،‬وتفسيرها بالدارجة كذلك‪.‬‬ ‫عيوش‪ ،‬وهو كذلك عضو بالمجلس‬ ‫األعلى للتربية والتكوين والبحث العملي‪ ،‬قال‬ ‫في مؤتمر صحفي يوم ‪ 7‬دجنبر المنصرم‪ ،‬إن‬ ‫قاموسه هو «أول قاموس في المغرب والعالم‬ ‫العربي تم اإلعتماد في صياغته على الدارجة»‪،‬‬ ‫وإنه ثمرة أربع سنوات من العمل‪ ،‬وأشرف عليه‬ ‫متخصصون من جامعات مغربية‪.‬‬ ‫قاموس «الدراجة» المغربية تعهد عيوش‬ ‫بإتاحته مجانا‪ ،‬ووضعه على شبكة اإلنترنت‪،‬‬ ‫«كي يتمكن كل المغاربة من اإلطالع عليه‬ ‫وقراءته وتحليله‪ ،‬وتقديم اقتراحات إلضافة «كلمات»‪ ،‬واعدا أيضا بإصدار كتاب لما اعتبره «قواعد ونحو»‬ ‫الدارجة المغربية خالل الشهور الثالثة المقبلة‪.‬‬ ‫ولكونهم «يتكلمون هذه اللغة»‪ ،‬على حد تعبيره‪ ،‬رجح عيوش أن يُقبل المغاربة على قاموسه‪ ،‬لكنه‬ ‫واجه انتقادات شديدة من قطاعات كثيرة من الفاعلين والمثقفين والمعنيين‪ ،‬وحتى سخرية عارمة من‬ ‫طرف رواد مواقع التواصل اإلجتماعي‪.‬‬ ‫رئيس فيدرالية اتحاد ناشري الصحف بالمغرب ‪،‬نورالدين مفتاح‪ ،‬وصف «قاموس عيوش» بـ «المسخ‬ ‫اللساني»‪ ،‬و «السوقية»‪ ،‬معتبرا أنه يتضمن مصطلحات «سوقية وكالما ال‬ ‫يستطيع المغربي أن يقوله أمام والدته أو أخيه أو أبيه أو في اجتماع أو في‬ ‫المدرسة‪ ،‬أي أن مكانه (القاموس) هو السوق»‪.‬‬ ‫وفي افتتاحية ألسبوعية «األيام»‪ ،‬التي يرأس تحريرها‪ ،‬تساءل مفتاح‪« :‬لمن‬ ‫هو موجه قاموس للكلمات المغربية (‪ )...‬مشروح بالدارجة؟»‪ ،‬معتبرا أن هذا‬ ‫السؤال سيبقى بدون جواب‪ ،‬ألن «ناحتو كلمات الدارجة هم في غنى عن قاموس‬ ‫يشرح لهم ما يتداولونه»‪.‬‬ ‫ووصف القاموس بـ «الصادم بكل المقاييس»‪ ،‬واعتبر أنه «يراد به تقريب‬ ‫المغاربة من دارجة غريبة أطلق عليها أصحاب المشروع اسم العربية المغربية»‪،‬‬ ‫مضيفا أن ذلك القاموس «تم فيه ظلم للدارجة المغربية مع سبق اإلصرار‬ ‫والترصد وإخضاعها لعملية شوهت مالمحها الطبيعية وأفرغتها حتى من‬ ‫عفويتها»‪.‬‬ ‫كما رأى أن القاموس «أصر على اإلنزياح بالدارجة المغربية نحو مصطلحات‬ ‫ال يمكن أن تكون الدارجة التي يتحدث بها عامة المغاربة‪ ،‬بل وال يمكن حتى‬ ‫أن يتعلمها الذين يتحدثون اللغة العربية ويجهلون كل شيء عن الدارجة‬ ‫المغربية»‪ ،‬معتبرا أن «قاموس عيوش يستحق أن يكون اسوأ إصدار لهذه‬ ‫السنة»‪ .‬‬ ‫بدوره‪ ،‬اعتبر فؤاد بوعلي‪ ،‬منسق اإلئتالف الوطني من أجل اللغة العربية‪،‬‬ ‫أن هذا القاموس «ليس إال محاولة إلعادة إحياء النقاش حول التدريس‬ ‫بالعامية»‪.‬‬ ‫ووصف بوعلي دعوى التلهيج (التدريس باللهجة العامية) بكونها‬ ‫«منتوج فرنكفوني (منحاز للغة والثقافة الفرنسية) بامتياز»‪ ،‬مشددا على أنه‬ ‫«ال ينبغي لقارئ خطاب الدعاة إلى الدارجة أن يقف عند حدود الشعارات‬ ‫البراقة المتحدثة عن التعدد اللغوي والخصوصية المغربية»‪.‬‬ ‫ومضى قائال إن «هؤالء الذين يدافعون عن التدريس بالعامية ال يعرفونها أصال‪ ،‬وإنما هم مدفوعون‬ ‫لضرب العربية وتهديم المشترك الوطني الذي تميزه»‪.‬‬ ‫وتابع بوعلي أن «رفض أطروحة التلهيج ال يعني رفضا للعامية أو التحامل عليها‪ ،‬بل إن اإلعتناء بها‬ ‫جزء من اإلهتمام بالذاكرة الوطنية والقومية»‪ ،‬معتبرا أن «الخلل هو أن تغدو العامية بديال عن الفصحى‬ ‫أو ضرّتها»‪.‬‬ ‫وعن مستقبل الدعوة إلى تدريس العامية من خالل هذا القاموس‪ ،‬قال إن «محاولة عيوش هذه‬ ‫ومن ورائه ستفشل كما فشل من سبقه‪ ،‬ويكفي أن نعرف أنه ليس القاموس األول‪ ،‬بل كانت محاوالت‬ ‫سبقت‪ ،‬مثل معجم العامية المغربية للمستشرق كوالن‪ ،‬لكنها لم تستطع أن تصل إلى مبتغاها مادام‬ ‫جدار الممانعة قويا»‪.‬‬ ‫وأوضح أن «نشر العامية في اإلعالم العمومي‪ ،‬واإلشهار (اإلعالنات) بالدارجة‪ ،‬وفرض (اللغة) الفرنسية‬ ‫في التعليم‪ ،‬هي قفز إلى األمام ضد كل مخرجات النقاش العمومي الوطني حول التعليم والسياسة‬ ‫اللغوية»‪.‬‬ ‫على مواقع التواصل اإلجتماعي‪ ،‬أثار «قاموس عيوش» موجة سخرية من بعض الرواد‪ ،‬لتضمنه‬

‫عبارات اعتبرت «غريبة وسوقية»‪ ،‬متسائلين عما يمكن أن يقدمه هذا القاموس من «فائدة علمية» للهجة‬ ‫العامية المغربية‪ ،‬التي يتداولها الناس‪.‬‬ ‫المنتقدون على مواقع التواصل عبروا أيضا عن استيائهم من الطريقة التي تم بها شرح «األعضاء‬ ‫التناسلية والعملية الجنسية» في هذا القاموس‪ ،‬معتبرين أنها جرى شرحها بطريقة «سوقية ومستفزة»‪،‬‬ ‫فضال عن تضمنه «ألفاظا نابية»‪.‬‬ ‫بعض نشطاء موقع «فيسبوك» تداولوا نماذج لطلبات عمل‪ ،‬ونماذج المتحانات مفترضة بالدارجة‬ ‫المغربية‪ ،‬أثارت الكثير من السخرية والتهكم‪.‬‬ ‫وبحسب منتقدين‪ ،‬فإن عيوش‪ ،‬الذي يدافع‬ ‫عن الدارجة دون أن يكون مختصا في اللسانيات‪،‬‬ ‫يريد أن يحل مشكل «قلة من الفرنكفونيين» ال‬ ‫يعرفون العربية‪ ،‬الذين يريدون أن يجعلوا الدارجة‬ ‫الممزوجة بالفرنسية هي اللغة الرسمية للمغرب‪.‬‬ ‫وع ّلق عيوش‪ ،‬في تصريحات صحفية‪ ،‬بأنه‬ ‫لم يكن يتوقع أن يثير إصدار القاموس كل هذه‬ ‫الضجة‪ ،‬معتبرا «سوء فهم البعض لهذا القاموس‬ ‫هو الذي جعلهم ينتقدونه»‪.‬‬ ‫األستاذ إسماعيـل عاللي الباحث في علــوم‬ ‫اللغة في الغرب اإلسالمي‪ ،‬أكد أن من األخطاء‬ ‫المنهجية في معجم الدارجة المغربية‪ ،:‬أن العربية‬ ‫الفصحى تشرح الدارجة‪.‬‬ ‫و يضيف‪ ،‬إن الناظــر في معجم العربية‬ ‫المغربية الدارجة‪ ،‬الذي أصدره حديثا نور الدين‬ ‫عيوش عميد دعــاة التلهيــج الجدد بالمغرب‪،‬‬ ‫يكتشف عدة مزالق منهجية وقع فيها عيوش‬ ‫وواضعو قاموسه من معجميي الدارجة المغربية‪.‬‬ ‫فمن األخطاء المنهجية‪ ،‬وإن شئتم قلتم‬ ‫التصورية‪ ،‬التي وقع فيها عيوش‪ ،‬إخالله بالشروط‬ ‫التي برّر بها دعواه اللهجية‪ ،‬حيث وقع في تناقض‬ ‫صريح مع تصوراته التي أذاعتها كثير من الوسائط اإلعالمية الورقية والرقمية والمرئية‪.‬‬ ‫ومن البيِّن‪ ،‬أن كل من شاهد مناظرة عيوش والعروي‪ ،‬أو قرأ ما تكتبه الصحف المبشرة برسالته‬ ‫اللهجية‪ ،‬يجد أن عيوش أقام دعواه على ادعاء مفاده‪( :‬أن العربية لغة صعبة وجب استبدالها بوسيط‬ ‫لغوي يكون أقرب من لغة العامة‪ ،‬و مادامت الدارجة‪ -‬من وجهة نظره‪ -‬هي لغة التواصل اليومي عند أغلب‬ ‫المغاربة فهي األصلح للقيام بهذا الدور التعليمي بدل اللغة العربية) !!!‪.‬‬ ‫فهذه الدعوى هي التي صوّغ بموجبها عيوش دفاعه عن التلهيج‪ ،‬ودعوته إلى‬ ‫ضرورة تقعيد الدارجة المغربية زاعما أن مستقبل المغاربة العلمي رهين‪/‬مشروط‬ ‫بها‪.‬فهل نجح عيوش في تنزيل معجمه الدارج وفق استراتيجيات تتماهى مع رؤيته‬ ‫ودعواه؟‬ ‫إن معجم الدارجة المغربية الذي طبّل له عيوش وأتباعه ُّ‬ ‫الطبوليات التي‬ ‫سمعناها وقرأنا عنها في الوسائط اإلعالمية‪ ،‬يضم بين دفتيه أخطاء منهجية‬ ‫تنسف دعواه ومشروعه التلهيجي نسفا‪.‬‬ ‫فدعوى صعوبة اللغة العربية التي ادعاها عيوش‪ ،‬تدحض‪ /‬تسقط عند أول‬ ‫نظرة في معجم الدارجة المغربية‪ ،‬حيث عمِد واضعو معجمه على شرح األلفاظ‬ ‫الدارجة العربية الفصحى‪ ،‬مما يعني – منطقيا‪ -‬أن اللغة العربية الفصحى أبسط‬ ‫من الدارجة‪ ،‬واألقدر على تقريب معاني مفرداتها‪ ،‬وال يخفى أن من شروط تعريف‬ ‫اللفظ وشرحه أن يكون بلغة مبسطة تقرب معنى اللفظ المشروح للقارئ‪،‬وبهذا‬ ‫يكون عيوش وأتباعه وقعوا في تناقض صريح مع دعاويهم‪ ،‬بل واعترفوا ضمنيا‬ ‫بسهولة اللغة العربية التي اتهموها بالصعوبة والقصور‪.‬‬ ‫ومن نماذج شرحهم للكلمات الدارجة بالعربية الفصحى قولهم‪:‬‬ ‫دود‪ :‬حشرة صغيرة‬ ‫دوبالج‪ :‬تجاوز مركبة في الطريق‬ ‫دهشة‪ :‬حيرة وارتباك‪ ...‬إلخ‬ ‫فضال عن شرحه لأللفاظ ذات الحمولة الجنسية‪ ،‬وكثير من األلفاظ التي‬ ‫تندرج في ثقافتنا العربية ضمن ما يصطلح عليه بــ(المناهي اللفظية) التي‬ ‫وضعت ً‬ ‫خططا تعريفية للتعبير عنها في تراثنا العربي يجهلها على ما يبدو‬ ‫معجميّ الدارجة نور الدين عيوش‪.‬‬ ‫فهذا التناقض الملحوظ في معجم عيوش المتوسل باللغة العربية‬ ‫الفصحى في التعريف بالدراجة المغربية‪ ،‬يبرز بما ال يدع مجاال للشك‪،‬بأن العربية الفصحى أبسط من‬ ‫الدارجة التي يحاول عيوش التقعيد لها‪ ،‬وبأن دعوى صعوبة اللغة العربية دعوى باطلة يدحضها –قبل أي‬ ‫دليل نستدل به ‪-‬معجم الدارجة الذي أنشأه المدعي وطبّل له أتباعه‪.‬‬ ‫ومن دالئل تطرّف التصوروتضخّم األنا ‪-،‬أنا عيوش الباحث المستثمر في الدارجة ‪ ،-‬تنصيصه‬ ‫على ضرورة طرد السياسين والنقابيين‪ ،‬وبخاصة المنافحين عن الضاد‪ ،‬الرافضين لمشروعه من أعضاء‬ ‫المجلس األعلى للتعليم بدعوى إعاقة خطط إصالح التعليم‪.‬‬ ‫وعلى اإلجمال‪ ،‬فإن معجم عيوش الدارج يحمل منذ الوهلة األولى بذور موته وموت مشروعه و رؤيته‬ ‫التي هي من بيت العنكبوت‪ ،‬وإذا كانت له فضيلة من الفضائل فهي محصورة في خدمته للغة العربية‬ ‫التي يحاربها وتبرئتها من معرَّةِ الصعوبة التي ادعاها واتهمها بها‪.‬‬ ‫ويكفينا دليال على بداية أفول مشروع التلهيج الجديد الذي يقوده عيوش‪ ،‬األخطاء المنهجية‬ ‫والتناقضات الواضحة الفاضحة التي وقع فيه واضعو معجم الدارجةالمغربية‪ ،‬ولعلنا سنراها مرة أخرى متى‬ ‫شرع أنصار الدارجة في وضع نحو الدارجة المغربية‪.‬‬


‫العدد ‪871‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يناير ‪2017‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫الفقر والتهميش يخرجان مواطنين في مسيرة‬ ‫بمنطقة الريف‬

‫خرج المئات من المواطنين من سكان بلدة‬ ‫تامسينت‪ ،‬التابعة إلقليم الحسيمة‪ ،‬الثالثاء الماضي‪ ،‬في‬ ‫مسيرة مشيا على األقدام في اتجاه عمالة المدينة مرورا‬ ‫بمقر قيادة بني ورياغل بأجدير‪ ،‬من أجل تحقيق مجموعة‬ ‫من المطالب االجتماعية‪ ،‬رافعين شعارات تندد بما أسموه‬ ‫«الظلم والقهر» الممارس في حق بلدتهم التي تعاني‬ ‫الويالت بسبب الفقر والبطالة وغياب فرص تنمية حقيقة‪.‬‬ ‫المسيرة‪ ،‬بحسب مصادر حقوقية‪ ،‬انطلقت من ساحة‬ ‫«حدو أقشيش» في اتجاه مقر دائرة بني ورياغل الكائن‬ ‫بجماعة أجدير‪ ،‬وعبرت مدينة إمزورن ‪،‬بلدة بوكيدان‬

‫مستغرقة أزيد من خمس ساعات مشيا على األقدام‪.‬‬ ‫الشعارات التي رفعها المحتجون طالبت بتنزيل‬ ‫مشاريع حقيقة تخدم الساكنة اجتماعيا واقتصاديا‪ ،‬وترفع‬ ‫عنها التهميش الذي حاصرها لسنوات وجعلها في عزلة‬ ‫عن العام بسبب الحالة لمتهالكة للطرق والبنيات التحتية‪،‬‬ ‫وغياب مرافق ومؤسسات صحية وتعليمية في مستوى‬ ‫تطلعات الساكنة‪.‬‬ ‫ورفع المشاركون في المسيرة االحتجاجية شعارات‬ ‫تندد بتهميش عدة دواوير تابعة إلقليم الحسيمة‪،‬‬ ‫مطالبين بتوفير فرص الشغل وتقريب الخدمات العمومية‪.‬‬

‫واستنكر أحد المحتجيـــن الوعــود التي يقدمهـــا‬ ‫المنتخبون للساكنة في كل موسم انتخابي‪ ،‬والتي ال ترى‬ ‫النور‪ ،‬لتظل مجرد كلمات «ال تسمن وال تغني من جوع»‬ ‫حسب وصفه‪ ،‬مؤكدا أن المسؤولين على مستوى اإلقليم‪،‬‬ ‫يحاولون تشتيت كل الجهود النضالية لعرقلة تقدمها‬ ‫وإسماع صوتها على المستوى الوطني‪ ،‬فضال عن أن‬ ‫أبناء البلدة وما جاورها يعانون كثيرا بسبب بعد المدارس‬ ‫وغياب وسائل نقل ثقلهم إليها‪.‬‬

‫هيام بحراوي‬

‫مستشار برلماني استقاللي بغرفة الفالحة بجهة طنجة‬ ‫يرتكب مجزرة بيئية ضد طائر الحبار‬

‫أقدم المستشار البرلماني محمد لشهب‪ ،‬عن غرفة‬ ‫الفالحة بجهة طنجة ‪ -‬تطوان‪ -‬الحسيمة‪ ،‬الشهر الماضي‪،‬‬ ‫على ارتكاب مجزرة في حق طائر الحبار‪ ،‬حين ممارسته‬ ‫لهواية الصيد بإحدى المناطق الجبلية بضواحي مدينة‬ ‫وزان‪.‬‬ ‫وحسب الصور والمعلومات المتوفرة‪ ،‬فإن المستشار‬ ‫البرلماني عن حزب االستقالل‪ ،‬قام بخرق قانوني حين‬ ‫اصطاد كميات من طائر الحبار تفوق ما هو مصرح به‬ ‫قانونيا‪ ،‬والتي ال تتجاوز أربعة طيور من الحبار أو أربعة أرانب‪،‬‬ ‫إذ تجاوز األمر ‪ 20‬طائرا في أوقات متفرقة بين شهري نونبر‬ ‫ودجنبر‪ ،‬حسب المعطيات ذاتها‪ ،‬علما أن المدة القانونية‬ ‫للصيد تنطلق من األحد األول من شهر أكتوبر إلى يوم‬ ‫األحد األخير من شهر دجنبر‪ ،‬في حين لم تصدر المصالح‬

‫المختصة بالمياه والغابات أي توضيحات للرأي العام‬ ‫المحلي‪ ،‬تزامنا ومتابعة أشخاص قاموا باصطياد نسر ذهبي‬ ‫في اآلونة األخيرة بضواحي مدينة شفشاون‪ ،‬خصوصا أن‬ ‫الفصل ‪ 16‬من القانون المتعلق بالصيد البري الصادر في‬ ‫‪ 6‬ذي الحجة ‪ 1341‬الموافق لـ‪ 21‬يوليوز ‪ ،1923‬والذي‬ ‫يتعلق ببعض مخالفات الصيد المتسمة بالخطورة‪ ،‬يشدد‬ ‫«على أنه وقع الرفع على التوالي من مقدار الغرامة لتكون‬ ‫متراوحة بين ‪ 4000‬درهم و‪ 14000‬درهم‪ ،‬ومن مدة‬ ‫العقوبة الحبسية التي صارت محددة من شهرين إلى ستة‬ ‫أشهر»‪ ،‬في حال رصد مخالفات من هذا القبيل‪.‬‬ ‫وتبعا لذلك‪ ،‬تظهر الصور التي نشرها المستشار‬ ‫البرلماني على صفحته الرسمية على موقع التواصل‬ ‫االجتماعي «فيسبوك» أنه قام باصطياد نحو ‪ 20‬طائرا في‬

‫كل رحلة صيد قام بها إلى الجبال المحيطة بالمنطقة‪ ،‬وهو‬ ‫ما يخالف القوانين الجاري بها العمل بشكل صريح‪ ،‬كما أنه‬ ‫أفرغ الحزم الخاص بالرصاص في عمليات الصيد المتتالية‪،‬‬ ‫وهو ما يعتبر أيضا خرقا قانونيا واضحا ومن شأن ذلك أن‬ ‫يتسبب في جر المستشار البرلماني للسجن‪ ،‬إذا كان من‬ ‫األولى‪ ،‬حسب بعض المصادر‪ ،‬أن يكون أول ينبه إلى حماية‬ ‫البيئة ألنه عضو في غرفة الفالحة بجهة طنجة التي تنظم‬ ‫ملتقيات بين الفينة واألخرى للتحسيس بضرورة حماية‬ ‫الغطاء الغابوي وما يمثله من أهمية على المستوى الوطني‪.‬‬ ‫يشار إلى أن المستشار المذكور سبق له أن أثار جدال‬ ‫في ما بات يعرف بقضية تواجد العائالت الثرية بالبرلمان‪،‬‬ ‫بسبب كونه مستشارا برلمانيا إلى جانب أحد أشقائه‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫مستثمر يتهم إدعمار بالتزوير ويقدم شكاية إلى وكيل‬ ‫الملك باستئنافية تطوان‬ ‫تقدم مستثمر بالمنطقة الصناعية بتطوان عبر دفاعه‬ ‫بشكاية إلى وكيل الملك بمحكمة االستئناف ضد إدعمار‪،‬‬ ‫رئيس الجماعة الحضرية‪ ،‬تتوفر «األخبار بريس» على نسخة‬ ‫منها‪ ،‬يتهمه فيها بالتزوير في محرر رسمي‪ ،‬والتوقيع على‬ ‫بيع قطعة أرضية عارية في حين أنها تحتوي على ثالثة‬ ‫معامل قائمة البناء ويشتغل بها العديد من العمال‪.‬‬ ‫وحسب دفاع المستثمر فرئيس الجماعة قام بتفويت‬ ‫أمالك جماعية خارج القوانين المنصوص عليها ودون‬ ‫احترام بنود دفتر التحمالت الموقع الذي يمنع اتخاذ القرارات‬ ‫الفردية‪ ،‬ويشدد على العودة الضرورية إلى اللجنة اإلقليمية‬ ‫المكونة من عدة أطراف للبت في كل المشاكل العالقة‪.‬‬ ‫وأضاف المتحدث نفسه‪ ،‬أن توقيع عقد بيع قطعـــة‬

‫أرضية من طرف الرئيس رغم علمه أن بنايات مشاريع توجد‬ ‫فوقها تم في ظروف غامضة وغير مفهومة‪ ،‬لذلك يتطلب‬ ‫األمر فتح تحقيق لكشف حيثيات وظروف اتخاذ هذا القرار‬ ‫وكشفت مصادر «األخبار» أن تعليمات وكيل الملك بمحكمة‬ ‫االستئناف بتطوان إلى الضابطة القضائية بفتح تحقيق في‬ ‫موضوع الشكاية والتدقيق في االتهامات مع كافة األطراف‬ ‫المعنية‪ ،‬يمكن أن يكشف عن اختالالت خطيرة تحدث على‬ ‫مستوى المنطقة الصناعية التي أصبحت مهددة بالفشل‬ ‫وتحولها إلى مستودعات وأشباح إسمنتية‪.‬‬ ‫ويفتقر مجلس تطوان الستراتيجية واضحة من‬ ‫أجل النهوض بالمنطقة الصناعية‪ ،‬وتحويلها إلى قبلة‬ ‫للمستثمرين والمشاريع التي يمكنها أن تخفف من شبح‬

‫البطالة بتوفير فرص عمل مهمة والمساهمة في التنمية‬ ‫بشكل عام‪.‬‬ ‫وحاولت «األخبار» االتصال بإدعمار رئيس الجماعة‬ ‫ألخذ وجهة نظره في موضوع الشكاية‪ ،‬التي وضعها ضده‬ ‫دفاع المستثمر واتهمه فيها بالتزوير في محرر رسمي‪ ،‬لكنه‬ ‫اختار الصمت وعدم الرد‪.‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬قالت المصادر ذاتها‪ ،‬أن التهم التي وجهها‬ ‫دفاع المستثمر إلى رئيس الجماعة هي‪ ،‬تهم ثقيلة وخطيرة‪،‬‬ ‫لذلك ينتظر أن يأمر وكيل الملك بشكل مستعجل باالستماع‬ ‫إلى كافة األطراف لكشف حيثيات وظروف هذا الملف‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫هدوء حذر في الريف بعد تعليق االحتجاجات في تارجيست‬ ‫على غالء فواتير الماء والكهرباء‬ ‫بعد شهرين من االحتجاجات الميدانية لساكنة‬ ‫مدينة تارجيست‪ ،‬رفضا لغالء فواتير استهالك الطاقة‪،‬‬ ‫خيم على المدينة نهاية األسبوع المنصرم‪ ،‬هدوء‬ ‫حذر‪ ،‬تجاوبا مع قرار اللجنة المؤقتة للحَراك الشعبي‬ ‫وقف االحتجاج بشكل مؤقت‪ ،‬إلتاحة الفرصة لمسؤولي‬ ‫المكتب الوطني للماء والكهرباء‪ ،‬لتنفيذ مقتضيات‬ ‫الحوار الذي جمع ممثلي الساكنة بالمسؤولين وباشا‬ ‫المدينة‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬وذكرت مصادر محلية‪ ،‬لـ«أخبار اليوم»‪ ،‬أن‬ ‫اللجنة المؤقتة للحراك الشعبي بتارجيست‪ ،‬قررت‬ ‫التفاعل اإليجابي مع مخرجات الحوار المحلي‪ ،‬على‬ ‫خلفية أزمة االرتفاع الصاروخي في فواتير الماء‬ ‫والكهرباء‪ ،‬مما أدى إلى اندالع احتجاجات غاضبة‬ ‫استمرت نحو شهرين‪ ،‬وذلك من خــــالل وقفـــات‬ ‫ومسيرات شعبية نهاية كل أسبوع‪.‬‬

‫وتجاوزت المبالغ المفوترة في بعض المنازل‬ ‫برسم شهري أكتوبر ونونبر الماضيين‪ ،‬حسب وثائق‬ ‫توصلت «أخبار اليوم»‪ ،‬بنسخة منها‪ ،‬ألف درهم في‬ ‫خدمة الكهرباء فحسب‪ ،‬وهي مبالغ تعجيزية عن األداء‬ ‫بالنسبة إلى ساكنة منطقة تعاني من “الهشاشة‬ ‫االجتماعية”‪ ،‬خاصة وأن المبالغ المذكورة تتعدى الحد‬ ‫األقصى لحجم االستهالك المنزلي‪ ،‬وفق ما أكدته‬ ‫مصادر محلية‪.‬‬ ‫المدير اإلقليمي للمكتب الوطني للماء والكهرباء‪،‬‬ ‫تعهد حسب مصادر حضــرت االجتمـاع المذكور‪،‬‬ ‫بمعالجة االختالالت المرتبطة بغالء الفواتير‪ ،‬ومراجعة‬ ‫اإلجراءات المتبعـــة في عمليــة حساب االستهالك‬ ‫الشهري للمنازل‪ ،‬وذلك باعتماد المراقبة الدورية‬ ‫لعدادات الماء والكهرباء كل شهر‪ ،‬مع إلزامية وضع‬

‫تأشيرة مرور المراقب‪ ،‬وذلك لضمان نزاهة احتساب‬ ‫القيمة الحقيقية لالستهالك‪.‬‬ ‫كما انتـــزع أعضــاء اللجنة المؤقتــة للحراك‬ ‫الشبابي بتارجيســت‪ ،‬مطلب عدم قطــع التيـــار‬ ‫الكهربائي والربط بالمـــاء الصالح للشرب‪ ،‬وعدم‬ ‫نزع العدادات‪ ،‬خالل فترة مراجعة الفواتير التي‬ ‫طالتها «االختالالت»‪ ،‬ومطابقة حساباتها مع حجم‬ ‫االستهالك الحقيقي‪ ،‬مع اعتماد آلية اإلشعار واإلنذار‬ ‫في المستقبل‪ ،‬مرفوقة بفاتورة تتضمن قيمة‬ ‫المبالغ غير المؤداة عن شهور التأخير‪ ،‬واعتماد‬ ‫مهلة للسداد قبل أي خطوة لحرمان المستهلك من‬ ‫خدمة الطاقة‬

‫عبدالرحيم بلشقار‬

‫تفاصيل مشروع‬ ‫ميزانية جماعة‬ ‫طنجة بعد تنبيهات‬ ‫وزارة الداخلية‬

‫أظهرت أرق��ام مشروع ميزانية جماعة طنجة‪ ،‬بعد‬ ‫تعديلها‪ ،‬بعض التفاوتات مقارنة بالفترة السابقة قبيل‬ ‫تنبيهات وزارة الداخلية‪ ،‬حيث ألول مرة سيعمد المجلس‬ ‫التباع توجيهات لجان منبثقة منه‪ ،‬حول ضرورة ترشيد‬ ‫النفقات‪ ،‬خصوصا أنه كان يتعامل مع األم��ر بمقاس‬ ‫المصالح‪.‬‬ ‫ففي الوقت الذي كانت إعانات مخصصة للجمعيات‬ ‫الرياضية لوحدها تستنزف ما يقرب من سبعة ماليين‬ ‫درهم تم تخفيضها في إطار المشروع الجديد إلى ‪ 5‬ماليين‬ ‫درهم‪ ،‬كما عرف بند المنح الخاص بالجمعيات الثقافية‬ ‫تخفيضا من أربعة إلى ‪ 3‬ماليين درهم‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫حافظ المجلس على الدعم المخصص للمقاطعات‪ ،‬حيث‬ ‫استأثرت مقاطعة بني مكادة بحصة األسد وذلك بمبلغ ‪22‬‬ ‫مليون درهم‪ ،‬متبوعة بمقاطعة طنجة المدينة بمبلغ ‪19‬‬ ‫مليون درهم ثم مقاطعة امغوغة بـ ‪ 17‬مليون درهم‪ ،‬ثم‬ ‫انتهاء بمقاطعة السواني بـ‪ 15‬مليون درهم‪ .‬وعرفت هذه‬ ‫البنود زيادة من حيث المبالغ مقارنة بالمجالس الجماعية‬ ‫السابقة‪ ،‬وبالرغم من أن معظم تدخالتها تشمل ما هو‬ ‫اجتماعي إلى درجة توجيه اتهامات لهذه المجالس إبان‬ ‫الفترة االنتخابية السابقة بكونها تستغل الدعم المقام لها‬ ‫في حمالت انتخابية سابقة ألوانها‪.‬‬ ‫وكانت تنبيهات مصالح وزارة الداخلية في محلها‪،‬‬ ‫حسب أكثر من متتبع‪ ،‬إذ أن��ه في الوقت ال��ذي كان‬ ‫المجلس يعيش أزمة مالية خانقة‪ ،‬فإن مصاريف اإلطعام‬ ‫لوحدها كانت تكلفتها ما يقارب مليوني دره��م‪ ،‬ليتم‬ ‫تخفيضها إلى حدود مليون و ‪ 800‬ألف درهم‪ ،‬كما عادت‬ ‫هذه التنبيهات لتنهي الجدل القائم حول دعم المجلس‬ ‫الجماعي للمنظمات الدولية بما فيها منظمات ببعض‬ ‫العواصم اإلسالمية‪ ،‬خصوصا أن لها ارتباطا بما بات يعرف‬ ‫بـ «التنظيم العالمي لإلخوان المسلمين»‪ ،‬حيث ألول مرة‬ ‫سيتم تخصيص مبلغ ‪ 750‬ألف درهم لهذا البند‪ ،‬األمر‬ ‫رفض من طرف وزارة الداخلية ليستقر الحال في مبلغ‬ ‫‪ 100‬ألف درهم ال غير‪ ،‬وكانت هذه النقطة محط جدل‬ ‫واسع داخل المجلس‪ ،‬وهو األمر ذاته الذي عرفته البنود‬ ‫الخاصة بهذا الدعم كمنظمة عمداء المدن‪ ،‬فضال عن‬ ‫المنظمة العالمية للمدن المتحدة‪ ،‬في حين من المرتقب‬ ‫أن يشهد المجلس أزمة مستقبال في مواجهة الموظفين‬ ‫التابعين له‪ ،‬حيث جرى تخفيض المساهمات الخاصة‬ ‫ببعض الصناديق الموجهة لهذه الفئة وعلى رأسها‬ ‫المساهمات في منظمات االحتياط االجتماعي‪ ،‬وكذا منح‬ ‫رواتب التقاعد التي انخفضت من ‪ 400‬ألف درهم إلى‬ ‫‪ 300‬ألف درهم‪ ،‬بينها سيتم إلغاء كافة األمور المتعلقة‬ ‫بالندوات والمناظرات والتداريب عبر تخصيص مبلغ ‪100‬‬ ‫درهم لهذه النقطة في مختلف المحطات المرتبطة به‪،‬‬ ‫وذلك بهدف محاولة خلق نوع من التوازن في إطار األزمة‬ ‫المالية وكذا عجز المجلس عن تسديد الديون المترتبة‬ ‫عن نزع الملكية الذي حرك وزارة الداخلية بشكل قوي تبعا‬ ‫لتوجيهات الخطاب الملكي األخير حول إنصاف المواطنين‬ ‫ذوي الحقوق‪.‬‬

‫األخبار‪ :‬محمد أبطاش‬

‫مصابة بمرض خطير‬ ‫في الدم تناشد‬ ‫القلوب الرحيمة‪!.‬‬ ‫تعاني المواطنة رشيدة المسلك (‪ 49‬سنة)‬ ‫من مرض خطير في الدم‪ ،‬منذ سنوات‪ ،‬األمر‬ ‫الذي أثر على صحتها كثيرا‪ ،‬وجعلها عاجزة عن‬ ‫الحركة‪ ،‬التتنقل إال على متن كرسي متحرك‪.‬‬ ‫حاليا‪ ،‬تحتاج إلى دواء‪ ،‬مصاريفه هي حوالي‬ ‫ألف دره��م شهريا‪ .‬ومؤخرا‪ ،‬وج��دت نفسها‬ ‫مطالبة بإجراء عملية جراحية بالدار البيضاء‪،‬‬ ‫وذل��ك على مستوى شرايينها المخنوقة‪،‬‬ ‫تتطلب مبلغ حوالي ‪ 4‬ماليين سنتيم‪ .‬غير أنها‬ ‫اصطدمت بظروفها االجتماعية الصعبة‪ ،‬فهي‬ ‫أم البنين‪ ،‬وبالكاد يوفر زوجها لقمة العيش‪.‬‬ ‫وبالمناسبة‪ ،‬وعبر هذا المنبر‪ ،‬تناشد هذه‬ ‫المريضة المحسنين وذوي األريحية‪ ،‬جزاهم‬ ‫اهلل خيرا‪ ،‬من أجل مساعدتها في محنتها‬ ‫المرضية‪ ،‬مفضلة أن يزوروها ليطلعوا على‬ ‫حالتها‪ ،‬مباشرة‪ ،‬قبل أي مبادرة أخرى منهم‪،‬‬ ‫حتى يطمئنوا على «خيرهم» كونه ـ مثال ـ قد‬ ‫وضع في سكته الصحيحة‪!.‬‬

‫لالتصال‪ :‬زنقة الصنوبر رقم ‪36‬‬ ‫عين حياني ـ طنجة‬

‫الهاتف‪0660449086 :‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يناير ‪2017‬‬

‫العدد ‪871‬‬

‫إقتصاد‬ ‫وأخيرا البنوك «اإلسالمية»‬ ‫كشف بنك المغرب الالئحـة النهائية‬ ‫للبنوك المرخص لها لتقديم منتجـــات‬ ‫تعتمد طرق المعامالت المالية المطابقة‬ ‫للشريعـــة‪ .‬وفي نفس الوقت رفضت‬ ‫لجنة «مؤسسات االئتمان» الترخيص‬ ‫لبعض المصارف الخليجيـــة التي وضعت‬ ‫طلباتها الفردية إلنشاء بنوك إسالمية‪..‬‬ ‫بالمقابل‪ ،‬رخصــت اللجنـــة ألربـــــع‬ ‫مجموعات بنكية مغربيـــة دخلـــت في‬ ‫شراكات مع بنوك خليجية‪ ،‬ويتعلق األمر‬ ‫بكل من «القرض العقاري والسياحي»‬ ‫بشراكة مع بنك قطر الدولي اإلسالمي‪ ،‬و«البنك المغربي للتجارة الخارجية إلفريقيا» بشراكة‬ ‫مع مجموعة السعودية البحرينية «دلة البركة»‪ ،‬و«البنك الشعبي المركزي» مع المجموعة‬ ‫السعودية «غايدنس» وهي شركة مالية متخصصة في التمويل العقاري فضال عن «القرض‬ ‫الفالحي للمغرب» بشراكة مع المؤسسة اإلسالمية لتنمية القطاع الخاص‪ ،‬التابعة للبنك‬ ‫اإلسالمي للتنمية‪.‬‬ ‫قرار اللجنة كشف‪ ،‬أيضا‪ ،‬عن منح ترخيص لمجموعة «التجاري وفا بنك» التي وضعت طلبا‬ ‫منفردا‪ ،‬كما رخصت لفروع البنوك الفرنسية العاملة بالمغرب وخاصة» البنك المغربي للتجارة‬ ‫والصناعة» و «مصرف المغرب» و «الشركة العامة»‪ ،‬قصد تقديم منتجات بنكية تشاركية‬ ‫لزبنائها عبر نوافذ تحدث لهذه الغاية‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫انخفاض ملموس لمعدل النمو خالل الفصل الثالث‬ ‫سجل إيقاع النمو االقتصادي الوطني انخفاضا خالل الفصل الثالث من سنة ‪ 2016‬حسب‬ ‫مندوبية التخطيط التي أوضحت في مذكرة إخبارية أن هذا التراجع يعزى إلى انخفاض حاد في‬ ‫النشاط الفالحي وإلى نمو معتدل في األنشطة غير الفالحية‪.‬‬ ‫وعلى مستوى القطاع األولي‪ ،‬أشارت المذكرة إلى أن القيمة المضافة في الحجم‪ ،‬المصححة‬ ‫بالتحوالت الفصلية‪ ،‬سجلت انخفاضا ب‪ 10.9‬في المائة في الفصل الثالث من سنة ‪،2016‬‬ ‫مقابل نمو قوي ب ‪ 13.5‬في المائة خالل الفترة ذاتها من سنة ‪ ،2016‬موضحة أن هذا األداء‬ ‫السيء يعود إلى تقلص النشاط الفالحي ب ‪ 11,7‬في المائة وكذا الصيد البحري ب ‪ 6, 1‬في‬ ‫المائة مقابل ارتفاع ب‪ 13,3‬في المائة و‪ 15,9‬في المائة على التوالي قبل سنة‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق بالقيمة المضافة للقطاع الثانوي‪ ،‬فقد سجلت تباطؤا في إيقاع نموها لينتقل‬ ‫من ‪ 1.8‬في المائة إلى ‪ 0.9‬في المائة برسم الفصل الثالث من سنة ‪ ،2016‬بسبب االرتفاع‬ ‫الضعيف للقيم المضافة للكهرباء والماء من ‪ 3.9‬في المائة بدال من ارتفاع ب ‪4,6‬في المائة‪،‬‬ ‫والصناعات التحويلية (‪ 0,8‬في المائة عوض ‪ 2،8‬في المائة)‪ ،‬والبناء واألشغال العمومية (‪0,7‬‬ ‫في المائة عوض‪ 0,1‬في المائة) وانخفاض القيمة المضافة للصناعة االستخراجية (‪1,4‬في‬ ‫المائة عوض انخفاض ب ‪ 3‬في المائة))‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر ذاته أن القيمة المضافة لقطاع الخدمات سجلت‪ ،‬من جهتها‪ ،‬تقدما ب ‪2,5‬‬ ‫في المائة عوض ‪ 1,2‬في المائة في الفصل نفسه من سنة ‪.2015‬‬ ‫وهكذا سجلت القيمة المضافة اإلجمالية التي حققتها األنشطة االقتصادية بمجملها ارتفاعا‬ ‫ب ‪ 1,9‬في المائة بدال من ‪ 1.6‬في المائة في الفصل الثالث من سنة ‪.2015‬‬ ‫من جهة أخرى ارتفع الطلب الداخلي في المغرب بـ ‪ 4.2‬في المائة خالل الفصل الثالث‬ ‫من سنة ‪ ،2016‬مقابل ‪ 0.1‬في المائة خالل نفس الفترة من سنة ‪ ،2015‬وحسب‬ ‫المندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬فإن الطلب الداخلي ساهم أيضا بـ ‪ 4.5‬نقطة في النمو‬ ‫االقتصادي خالل الفصل الثالث من سنة ‪ ،2016‬مقابل ‪ 0.1‬نقطة خالل نفس الفترة‬ ‫سنة قبل ذلك‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫احتياطيات المغرب من العملة الصعبة في ارتفاع‬ ‫ارتفــع صافـــي االحتياطات الدولية‬ ‫للمغرب إل���ى‪ 250,8,‬مليار دره��م‪ ،‬إلى‬ ‫ح��دود ‪ 23‬دجنبر ‪ ،2016‬مسجال بذلك‬ ‫ارتفاعا بنسبة ‪ 12.9‬بالمائة على أساس‬ ‫سنوي‪ ،‬حسب بنك المغرب ال��ذي أوضح‬ ‫في مؤشراته األسبوعية برسم األسبوع‬ ‫الممتد من ‪ 22‬إلى ‪ 28‬دجنبر ‪ ،2016‬أن‬ ‫هذه االحتياطات سجلت من أسبوع إلى‬ ‫آخر ارتفاعا بنسبة ‪ 0.3‬في المائة‬ ‫وأض���اف البنك أن المبلغ اإلجمالي‬ ‫لتدخالته‪ ،‬خالل هذا األسبوع‪ ،‬وصل إلى ما‬ ‫مجموعه ‪ 15.1‬مليار درهم‪ ،‬منها ‪ 11‬مليار درهم تم ضحها على شكل تسبيقات لمدة سبعة‬ ‫أيام بناء على طلب العروض‪ ،‬ومبلغ ‪ 4.1‬مليارات درهم الممنوحة في إطار برنامج دعم تمويل‬ ‫المقاوالت الصغيرة جدا والمتوسطة‪.‬‬ ‫وبقي سعر الفائدة بين البنوك‪ ،‬في نفس مستوى سعر الفائدة الرئيسي عند ‪ 2.25‬في‬ ‫المائة‪ ،‬في حين بلغ حجم المبادالت ‪ 4.3‬مليارات درهم‪ ،‬مقابل ‪ 3.6‬مليارات درم أسبوعا قبل‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق بأسعار الصرف‪ ،‬سجل البنك المركزي أن سعر صرف الدرهم ارتفع‪ ،‬خالل‬ ‫األسبوع الممتد من ‪ 22‬إلى ‪ 28‬دجنبر ‪ ،2016‬بنسبة ‪ 0.18‬في المائة مقابل األورو‪ ،‬فيما تراجع‬ ‫سعر صرف الدرهم بنسبة ‪ 0.26‬في المائة مقابل الدوالر‪.‬‬

‫نموّ القروض البنكية خالل شهر نوفمبر الماضي‬ ‫أوضح بنــك المغرب في مؤشراتـــه‬ ‫األسبوعية المالية والنقديــة أن القرض‬ ‫البنكي ارتفع بنسبة ‪ 4‬في المائة خالل شهر‬ ‫نونبر ‪ 2016‬بعدما كان ‪ 3.8‬في المائة في‬ ‫شهر السابق‪ ،‬حسب بنك المغرب‪.‬‬ ‫وأشار البنك المركـــزي إلى أن تطـــور‬ ‫القرض البنكي يعزى أساسا إلى ارتفاع‬ ‫بنسبة ‪ 7.1‬في المائة بعدما كان ‪ 6‬في‬ ‫المائة في شهر أكتوبر‪ ،‬وقروض التجهيز‪،‬‬ ‫مع تسارع في مساهمات المقاوالت غير‬ ‫المالية‪ ،‬وبالمقابل‪ ،‬عادت تسهيالت الخزينة إلى مستوى نونبر ‪ ،2015‬بعدما سجلت تقدما بـ‬ ‫‪ 1.9‬في المائة في أكتوبر‪ ،‬حسب البنك المركزي الذي أشار إلى أنه في ما يتعلق بمساهمات‬ ‫العقار نسبة النمو من ‪ 2.7‬في المائة إلى ‪ 2،2‬في المائة‪ ،‬وحسب القطاع الموسساتي‪ ،‬ارتفعت‬ ‫المساهمات المخصصة لكل قطاع غير مالي بـ ‪ 3.5‬في المائة بدال من ‪ 3.7‬في المائة في‬ ‫الشهر المنصرم‪.‬‬ ‫وأوضح المصدر نفسه‪ ،‬أن هذا التطور يغطي نمو قروض القطاع الخاص بـ ‪ 2.5‬في المائة‬ ‫بعد ‪ 2.8‬في المائة وحفاظا على إيقاع مساهمات األسر بـ ‪ 5‬في المائة‪ .‬وفي ما يتعلق بقروض‬ ‫الشركات غير المالية العمومية‪ ،‬فقد سجلت ارتفاعا بـ ‪ 20‬في المائة بعد تسجيلها ‪ 19‬في المائة‬ ‫في الشهر الماضي‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫نمو صادرات الصناعة التقليدية المغربية‬ ‫خالل سنة ‪2016‬‬ ‫أعلنــت وزارة الصناعـــة التقليديـــة‬ ‫واالقتصاد االجتماعــي والتضامنــــي‪ ،‬بأن‬ ‫صادرات الصناعة التقليدية سجلت نسبة‬ ‫نمو بلغت ‪ 16‬في المائة خالل سنة ‪،2016‬‬ ‫وهو نمو غير مسبوق خالل أزيد من ‪15‬‬ ‫سنة وأوضحت الوزارة‪ ،‬في بالغ ‪ ،‬أن هذه‬ ‫الصادرات واصلت بذلك‪ ،‬للسنة الثالثة‬ ‫على التوالي‪ ،‬التطور الذي شهدته منذ سنة‬ ‫‪ 2014‬والذي بلغ حينها ‪ 14‬في المئة‪ ،‬تاله‬ ‫تقدم بنسبة ‪ 6‬في المئة خالل سنة ‪.2015‬‬ ‫وأب��رزت أن األداء المتميز للصادرات‬ ‫خالل سنة ‪ 2016‬يظهر أن العمل على تنوع األسواق كانت له نتائج واضحة ‪ ،‬بحيث أن حصة‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية من رقم معامالت التصدير ما فتئت تزداد‪ ،‬لتتموقع مباشرة بعد‬ ‫أوروبا‪ ،‬الزبون األول للصناعة التقليدية المغربي‪ .‬ثم إن طلب الدول العربية على منتوجات‬ ‫الصناعة التقليدية سجل نموا تصاعديا وكذا الشأن بالدول اإلفريقية ‪.‬‬ ‫يذكر أن هذا التطور اإليجابي أهم معظم منتوجات الصناعة التقليدية‪ ،‬مع تميز ملحوظ‬ ‫للمالبس التقليدية التي عرفت خالل سنة ‪ 2016‬طلبا قويا باألسواق الخارجية‪ ،‬الشيء الذي‬ ‫بوأها المراتب األولى إلى جانب الزرابي والفخار‪ -‬الحجر التي تشكل المنتوجات األكثر تصديرا‪.‬‬ ‫ثم إن الحصة الكبرى‬ ‫من الصادرات مازالت تمر عبر مراكش والدار البيضاء‪ ،‬وأن هذه األخيرة حافظت على المركز‬ ‫الذي سلبته من المدينة الحمراء خالل سنة ‪ 2015‬كأول قطب للتصدير‪ .‬كما تميز محور وجدة‪-‬‬ ‫الناظور للسنة الثانية على التوالي بأداء ممتاز‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫مبيعات السيارات تتجاوز ‪ 155‬ألف سيارة خالل ‪2016‬‬ ‫شكت سنة ‪ ،2016‬سنــة استثنائيــة‬ ‫لقطاع توزيع السيارات إذ لم يسبق أن تم‬ ‫تسجيل بلوغ رقم مبيعات بنحو ‪ 155‬ألف‬ ‫وحدة جديدة منذ سنة ‪ 2012‬حيث بلغت‬ ‫فيها المبيعات ‪ 130‬ألف سيارة جديدة‪.‬‬ ‫وسجل نمو مبيعات السيارات مع نهاية‬ ‫نونبر الماضي‪ ،‬أزي��د من ‪ 25‬في المائة‬ ‫بزيادة ‪ 30‬ألف وحدة جديدة مقارنة مع‬ ‫نفس الفترة من سنة ‪2015‬‬ ‫وحسب معطيات القطاع‪ ،‬فإن مبيعات‬ ‫السيارات الفاخرة شهدت نموا يتراوح ما‬ ‫بين ‪ 20‬إلى ‪ 80‬في المائة‪ ،‬وفي السياق ذاته‪ ،‬ساهمت عملية تجديد حظيرة سيارة األجرة‬ ‫التي أطلقتها الدولة‪ ،‬في نمو مبيعات السيارات خالل السنة الماضية‪ ،‬إذ رفعت معدل النمو‬ ‫بحوالي ‪ 8‬نقاط مئوية‪ ،‬ويتيح السوق المغربي فرص نمو لقطاع السيارات بشكل كبير‪ ،‬بالنظر‬ ‫إلى كون نسبة األسر المغربية التي تتوفر على سيارة ال يتعدى ‪ 27‬في المائة مقابل ‪ 80‬في‬ ‫المائة بالنسبة ألوروبا‪ ،‬وذلك وفق دراسة أنجزت في هذا اإلطار همت سنة ‪ 2013‬وتوقعات‬ ‫ثالث سنوات مقبلة بعدها‪ ،‬الدراسة ذاتها كشفت أن ‪ 3‬من أصل ‪ 10‬مغاربة عبروا عن‬ ‫رغبتهم في شراء سيارة للمرة األولى ما بين ‪ 2014‬و ‪ .2016‬ويرى مهنيون أن غياب آليات‬ ‫تمويل لشراء السيارة لدى األسر المغربية يبقى عائقا أمام تجهيز هذه األسر ويحد من‬ ‫نمو مبيعات القطاع‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يناير ‪2017‬‬

‫العدد ‪871‬‬

‫الفضاء الثقافي‬

‫‪...‬كان ثمة اجتماع استثنائي لفضاء ثقافي‬ ‫بنادي االتحاد‪ ،‬بفِناء القاعة الكبرى‪ ،‬وقد تحوَّل‬ ‫إلى «برلمان» مُصغر لمعالجة شتى القضايا‪،‬‬ ‫وإبداء الحلول المناسبة لها‪ْ .‬‬ ‫وإن هي إال نبذة‬ ‫عن التجاذبات الفكرية لممارسة الديمقراطية‬ ‫بصدر رحب ‪.‬‬ ‫بنص دستور المملكة في بابه األول لسنة‬ ‫‪ 2011‬للميالد‪ ،‬وفي فصله الثاني عشر‪ ،‬على‬ ‫نهج الديمقراطية التشاركية‪ ،‬وبإضافة نوعية‬ ‫لنصوصه ( ‪) 15-14-13‬من ثراء وقيم الحريات‬ ‫وحقوق اإلنسان‪ .‬نادي االتحاد خلية تتمتع بروح‬ ‫المواطنة‪ .‬وعضو النادي هو المواطن العادي‬ ‫والمحوَر في قلب اهتمامات التدبير النزيه‪،‬‬ ‫إلشراكه في نقاشات لجميــع المحاور‪ ،‬بنقذ‬ ‫معرفي تنبجس منه أفكار بصيغة أصلية ‪.‬‬ ‫بمقتضى الظهير الشريف رقم ‪102.206‬‬ ‫بتاريخ جمادى األولى ‪ 1423‬للهجرة النبوية‬ ‫(‪ ،)2002/7/23‬وبتنفــيــذ القانـــون ‪75.00‬‬ ‫المغيرو المتمم بموجبه الظهير الشريف رقم‬ ‫‪108.376‬الصادر في جمـــادى األولى ‪1378‬‬ ‫هجرية (‪ ،)1958/11/15‬بتنظيم حق الجمعيات‬

‫وتجديدهــا‪ ،‬ثـــمَّ بموجــــب‬ ‫القانونين األساســي والداخلي‬ ‫للنادي ‪.‬‬ ‫انعـــقــد الجمـــع العــام‬ ‫االستثنائي في جوٍّ مفعم بروح‬ ‫المسؤولية‪ ،‬إلطـــالع األعضــاء‬ ‫المحترـــميــــن على القضايــــا‬ ‫الطارئة‪ ،‬من بينهـا األحـــوال‬ ‫المادية والثقافية حتى يتأتى‬ ‫لجميع األعضاء اإلدالء بآرائهم‬ ‫واقتراحاتهــم‪ ،‬من أجل توضيح‬ ‫«المضبّب» من الالمفهــــوم‪.‬‬ ‫واجتناب آفة الهوى‪ .‬كان علينا‬ ‫ْ‬ ‫أن نمارس نوعــا من الرقابـــة على أنفسنا‪،‬‬ ‫بعينين ليست كسيرتين وال ذابلتين‪ .‬فلم‬ ‫يكن هناك منْ يشتري لهو الحديث‪ .‬كانت‬ ‫هناك اختالفات في الرؤى‪ ،‬إذ توَفرتْ الحقوق‬ ‫واألجواء ولم تضعف الطاقة الفكرية‪ .‬فمرحبا‬ ‫بكل المتقابالت من المعاني‪ .‬انبثقتْ مياه‬ ‫األفكار الزلل‪ ،‬فرَوَتْ بريح طيبة سُقيا الصالون‬ ‫األدبي‪ ،‬وتنفستْ النفوس صُبحًا‪ ،‬ونهــتْ‬ ‫عن الهوى‪ ،‬لتقطف ثمارا دانية ظاللهـا‪ .‬إرتوى‬

‫الصالون األدبي بتقديم وتوقيع كتاب « أنوال‬ ‫في موكب اإلشراق» للدكتور حسن الطريبق‬ ‫بإشراف مجلة «روافـــد» وبمشاركة الكاتب‬ ‫المسرحي رضوان احدّادو واألستاذ الناقد‬ ‫محمد أهواري بمعية رئيس النادي األستاذ عبد‬ ‫المجيد اإلدريسي‪ ،‬وذلك بتاريخ ‪92016/4/9‬‬ ‫للميالد‪ .‬وفي يوم ‪ 21‬رمضان ‪1437‬للهجرة من‬ ‫نفـــس السنـــة الميالدية (السابقة الذكر ) تمَّ‬ ‫تنظيم ندوة علمية بعنوان « الليلة المباركة»‪،‬‬ ‫شارك فيها الدكتور يوسف احنانة والشاعر‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫عبد الواحد الكنيـــاري‪ ،‬من‬ ‫تقــديــــم األستــاذ عبد‬ ‫المجيد اإلدريســي‪ .‬أعقبتها‬ ‫ندوة أدبية وزجلية بمباركة‬ ‫األستاذة أسماء المصلوحي‬ ‫واألستاذ مصطفى مشبـــال‪،‬‬ ‫برئاسة األديب حسن بيريش‬ ‫حيث أشــرف على توقيـــع‬ ‫كتابه بعنـــوان ‪ :‬مبدعـــون‬ ‫ال ينطقون عن «الهــوى»‪.‬‬ ‫افتتـــح الندوة األستاذ عبد‬ ‫المجيد اإلدريســـي‪ .‬السعود‬ ‫والدكتــور إدريس بوهليلة واألستــاذ محمــد‬ ‫جيدة‪ .‬قام بتقديمها ذ‪ .‬عبد المجيد اإلدريسي‪،‬‬ ‫وبتسييرها أ‪.‬الدكتور نزار التجديتي‪ .‬وذلك بتاريخ‬ ‫‪2016/11/24‬م‪ .‬ثمّ استضاف الصالون األدبي‬ ‫األستاذ والصحفي الكبير المترجم لعدة علماء‬ ‫وفالسفة الغرب والذي َّ‬ ‫حل بتطوان قادما من‬ ‫باريس‪ .‬ألقى محاضرة بعنوان « نسير إلى أين»‬ ‫؟ من تقديم وتسيير ذ‪ .‬عبد المجيد اإلدريسي‪.‬‬ ‫( اللجنة الثقافية من إشراف أ‪.‬د‪.‬نزار التجديتي‬

‫وعضوية أ‪.‬د‪.‬إدريس بوهليلة وذ‪.‬عبد الرحمان‬ ‫ابن األشهب‪ ،‬برئاسة ذ‪.‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫)‪ .‬أهدافها االنفتاح على المحيط الجامعي (كلية‬ ‫اآلداب‪ ،‬وفعاليات خارج المغرب‪ ،‬بتقديم وتنشيط‬ ‫أ‪.‬د‪.‬نزار التجديتي وذ‪.‬عبد المجيد اإلدريسي )‪.‬‬ ‫يتميز فضاء النادي بمدرسة الهيئة المغربية‬ ‫للشطرنج برئاسة الحكـــم الوطني واألستاذ‬ ‫محمد أحمد شقرون‪ ،‬إذ يشرف صبيحة كل‬ ‫أيام اآلحاد على تدريس المادة‪ .‬قام بتظاهرات‬ ‫عديدة لمختلف األعمار على مدار السنة‪ .‬وشارك‬ ‫بالشطرنجيين من الهيئة في التظاهرات‬ ‫الوطنية‪ .‬له يرجع الفضل في الحفاظ على (علم)‬ ‫لعبة الشطرنج في نادي االتحاد ‪.‬‬ ‫بنسيج الودِّ ولملمة الصفّ‪ ،‬لقطف‬ ‫االحترام ألوراق شجرة من ثمارها أعضاء ألنساب‬ ‫نادي االتحاد‪ .‬أضيئتْ القاعــة الكبـــرى بنور‬ ‫أعضائها وحقوق مستخدميهـــا‪ .‬وهي الكلمة‬ ‫الحانية التي تؤلف بين القلوب والعقول عند بناء‬ ‫الخطاب‪ ،‬وهي أيضا هدية لإلخوة أعضاء النادي‪،‬‬ ‫بقارورة عِطر وباقة قرُنفل ووَصلة من « رمل‬ ‫الماية» تشنف السمع والبصر والفؤاد ‪.‬‬

‫رحلة ابن بطوطة‬ ‫بين الرواية والكاتب‬

‫تعتبر رحلة ابن بطوطة الموسومة ب ‪ « :‬تحفة النظار في غرائب األمصار‬ ‫وعجائب األسفار»‪ ،‬والتي تعرف على االختصار بإسم « رحلة ابن بطوطة»‪ ،‬من‬ ‫أشهر الرحالت المغربية والعربية‪ ،‬ويعد صاحبها من أعالمها الكبار‪ .‬وقد حظيت‬ ‫هذه الرحلة بذيوع الصيت‪ ،‬ونالت مكانة كبيرة على الصعيد العربي وعند‬ ‫األمم األجنبية ‪ .‬حيث ترجمت إلى عدة لغات أجنبية‪ ،‬وكانت موضوع مجموعة‬ ‫من الدراسات واألبحاث والتحقيقات‪ .‬وتعتبر هذه الرحلة من أشهر الرحالت‬ ‫وأطولها‪ ،‬والتي دامت ما يقرب من ثالثين سنة‪ ،‬يقول عنها عبد الهادي‬ ‫التازي ‪ ... ( :‬ويكفي أن له أربع رحالت إلى مكة‪ ،‬وسبع حجات‪ ،‬وانه صام فيها‬ ‫ثالث رمضانات‪ ،‬وهذا ما لم يتيسر لغيره‪ ،‬وهو ما ضرب به ابن بطوطة الرقم‬ ‫القياسي)‪)1( .‬‬ ‫والرحلة العربية اإلسالمية تتنوع وتختلف عبر العصور‪ ،‬من حيث الموضوع‬ ‫والهدف منها‪ ،‬فدون لنا الرحالة العرب مجموعة من الرحالت‪ ،‬ويقول محمد‬ ‫الفاسي ‪ ( :‬ويمكننا أن نقسم الكالم على الرحالت باالستناد إلى اعتبارات‬ ‫مختلفة‪ ،‬كأن نرتبها على العصور التاريخية مسلسلين الحديث عنها من أول‬ ‫رحلة إلى عصرنا هذا‪ ،‬ويمكن أيضا أن نرتبها حسب النواحي التي قصدها‬ ‫الرحالة وكتبوا عنها‪ ،‬كما يمكن أن نقسمها إلى قسمين كبيرين ‪ :‬الرحالت‬ ‫التي سافر أصحابها برا‪ ،‬والرحالت التي سافر أصحابها بحرا‪ ،‬إلى غير ذلك من‬ ‫االعتبارات‪ ،‬ولكن الطريقة التي اتبعتها في دراسة الرحالت في األدب العربي‬ ‫عموما‪ ،‬هي التي ينبغي أن تتبع في الكالم على خصوص الرحالت المغربية‪،‬‬ ‫وهذه الطريقة ترجع إلى أسباب الرحلة‪ ،‬وذلك أنني قسمت أنواع الرحالت إلى‬ ‫عشرة أقسام‪ ،‬منها عند المغاربة أنواع ‪:‬‬ ‫‪ )1‬الرحالت الحجازية وهي الكثيرة ألنه يدخل فيها الرحالت الدراسية‬ ‫وبعض رحالت السياحة خارج المغرب ورحالت الزيارات وغير الزيارات وغير ذلك‪.‬‬ ‫‪ )2‬الرحالت السفارية‪.‬‬ ‫‪ )3‬الرحالت الرسمية‪.‬‬ ‫‪ )4‬الرحالت السياحية‪.‬‬ ‫‪ )5‬الرحالت العامة أي التي تأخذ من كل هذه األنواع كرحلة ابن بطوطة‬ ‫مثال ) ‪)2( .‬‬ ‫وبالرجوع إلى كتب الرحالت العر بية واإلسالمية نجد من أشهرالرحالة ‪:‬‬ ‫الشريف اإلدريسي ( ت ‪ 560‬هــ ‪ 1165 /‬م)‪ .‬وابن حبير ( ت ‪ 614‬هـ ‪1217 /‬‬ ‫م)‪ .‬والعبدري الحاحي ( ت ‪ 689‬هـ ‪ 1290 /‬م)‪ .‬وابن رشد ( ت ‪ 721‬هـ ‪1321 /‬‬ ‫م)‪ .‬والمقري صاحب نفح الطيب ( ت ‪ 759‬هـ ‪ 1358 /‬م)‪ .‬وابن بطوطة (ت ‪779‬‬ ‫هـ ‪ 1377 /‬م)‪ .‬واألميرة خناثة بنت بكار زوجة السلطان العلوي موالي إسماعيل‬ ‫وأم السلطان موالي عبد اهلل ( ت ‪ 1155‬هـ ‪ 1742 /‬م)‪ .‬وابن خلدون (ت ‪808‬‬ ‫هـ ‪ 1406 /‬م)‪ .‬هؤالء الذين جمعوا ما سجلوه أثناء رحالتهم وتركوا لنا نوعا أدبيا‬ ‫راقيا ومفيدا لما يتضمنه من معارف ومعلومات ثقافية عامة ‪.‬‬ ‫وابن بطوطة قد سجل خالل رحلته التي دامت ثالثين عاما تقريبا‪ ،‬ما‬ ‫شاهده وعاينه‪ ،‬وما الحظه وعاشه‪ ،‬سواء فيما يتعلق بالتقاليد والعادات‪ ،‬والبناء‬ ‫والعمران‪ ،‬أو فيما يتعلق بطريقة العيش وحياة التجمعات البشرية ‪ .‬فقد جاء في‬ ‫كتاب رحلة ابن بطوطة ‪ ( :‬وقد دون رحلته هذه‪ ،‬وتحدث فيها عن البلدان التي‬ ‫زارها‪ ،‬والشعوب التي عرفها‪ ،‬متحدثا عن مواقع البلدان‪ ،‬والمسافات بينها‪ ،‬وعن‬ ‫أحداث من تاريخها‪ ،‬وعن العادات والتقاليد السائدة فيها‪ ،‬والعالقات بينها‪ ،‬كما‬ ‫وصف مظاهر العمران‪ ،‬وألوان الحضارة‪ ،‬مما ال نعتبر معه مغالين‪ ،‬وال مبالغين‬ ‫إذا قلنا ‪ :‬إنها تكاد أن تكون دائرة معارف مصغرة لهذا العصر الذي عاش فيه‬ ‫ابن بطوطة ) (‪.)3‬‬ ‫ورحلة ابن بطوطة لها ثالثة أشخاص شاركوا في إخراجها‪ ،‬آمر وراوية‬ ‫وكاتب‪ ،‬وهم السلطان المريني أبو عنان المريني ( ‪ 1358 – 1329‬م)‪ ،‬الذي أمر‬ ‫بتدوين الرحلة وكتابتها ‪ .‬والسارد هو ابن بطوطة ( ‪ 1377 – 1304‬م) صاحب‬ ‫الرحلة الذي سرد أحداثها ووقائعها ‪ .‬والكاتب هو ابن جزي الكلبي ( ‪1321‬‬ ‫– ‪ 1356‬م ) كاتب السلطان الذي كتب الرحلة ‪ .‬فانتقلت الرحلة من الحديث‬ ‫والحكاية إلى التدوين والكتابة‪.‬‬ ‫وقد أعجب السلطان بها وبما تضمنته من سرد جميل ووقائع‬ ‫وحكايات عن سياسة حكام البلدان التي زارها ابن بطوطة‪ ،‬وعادات وتقاليد‬ ‫الشعوب التي شاهدها‪ ،‬فسأل ابن بطوطة ( أن يدون أخبار رحلته‪ ،‬فأمالها على‬ ‫كاتب السلطان محمد بن جزي الكلبي‪ ،‬وإنما أملى تلك األخبار إمالء‪ ،‬ألنه فقد‬ ‫مذكراته في المحيط الهندي في أثناء غارة شنها القرصان على المركب الذي‬ ‫كان يقله‪ ،‬وقد زاد ابن جزي كثيرا من أبيات الشعر في كتاب الرحلة‪ ،‬كما تناول‬

‫لغته بشيء من التهذيب‪. )4( )...‬‬ ‫ويقول في نفس السياق كذلك نيقوال زيادة ‪ ( :‬وفي بالط السلطان أبي‬ ‫عنان المريني تحدث ابن بطوطة عن أسفاره‪ ،‬قص أخباره علي السلطان نفسه‬ ‫وعلى خواصه وعلى العلماء ‪ .‬فأعجب السلطان بها‪ ،‬ولذلك صدرت إرادته إلى‬ ‫الرحالة بأن (( يملي ما شاهده في رحلته من األمصار‪ ،‬وما علق بحفظه من نوادر‬ ‫األخبار‪ ،‬ويذكر من لقيه من ملوك األقطار وعلمائها األخيار وأوليائها األبرار ))‪،‬‬ ‫ووضع السلطان كاتبه ابن جزي تحت تصرف الرحالة ‪ .‬فكانت لنا من ذلك هذه‬ ‫المتعة األدبية التي ننعم بقراءتها‪ ،‬فنطلع على كنوز من المعرفة‪ ،‬فنذكر بالخير‬ ‫الرحالة والسلطان وابن جزي ) ‪. )5( .‬‬ ‫فالفضل في إحداث وكتابة تلك الرحلة يرجع إلى أوالئك األشخاص الثالثة‪،‬‬ ‫إال أن كاتبها ظل غير معروف لدى كثير من الناس‪ ،‬الشيء الذي جعل إسمه غائبا‬ ‫عن بعض الكتب والدراسات والتحقيقات التي تناولت الرحلة ‪ .‬جاء في كتاب‬ ‫من أعالم الفكر واألدب في العصر المريني ‪ ( :‬ال يليق بالذين يكتبون عن رحلة‬ ‫ابن بطوطة أن يهملوا الحديث عن كاتبها أبي عبد اهلل بن جزي األندلسي‪،‬‬ ‫ألن إهمال الحديث عنه يكون مضيعة لعمل جليل قام به‪ ،‬ومحوا لتعاون أدبي‬ ‫صادق كان موجودا بين المغرب واألندلس في عهد المرينيين‪ .‬فابن جزي هذا‬ ‫هو الذي طبع رحلة ابن بطوطة بطابع األدب في كثير من فصولها‪ ،‬وجعلها‬ ‫بعيدة عن اإلسفاف في التعبير‪ ،‬والضعف في التصوير‪ ،‬ألنه كان يمتاز بسعة‬ ‫ثقافته وحسن ترصيفه للمعاني بألفاظ بديعة وجمل رفيعة ال تعقيدة فيها‬ ‫وال غموض‪ ،‬وهو الذي بفضله أصبحت هاته الرحلة نموذجا أدبيا خالدا يصور‬ ‫عصرا من عصور االزدهار المغربي في العلم واألدب‪ ،‬ألنه استغل في تأليفها كل‬ ‫طاقاته األدبية حتى اكتسبت بفضله الخلود وذلك أمر طبيعي‪ ،‬فاألدباء هم أقوى‬ ‫على تخليد المرئيات والصور من غيرهم‪ ،‬وهم أقدر على التعبير عن المعاني‬ ‫بأساليب جذابة تستهوي القارئين وتستميلهم إلى االستزادة من االستطالع ‪.‬‬ ‫وحيث أن رحلة ابن بطوطة كانت تسجل مشاهدات مختلفة‪ ،‬ومرئيات‬ ‫متعددة‪ ،‬وتتحدث عن آثار ملوك ودول وتصف مسالك وممالك‪ ،‬وتعبر عن‬ ‫الحياة العامة ‪ .‬فإنه كان من الضروري أن يستعان في التعبير عن هاته الرحلة‬ ‫بأديب له القدرة على التصوير يجعل من الحوادث صورا ناطقة تشوق القارئ‬ ‫إلى مشاهدة تلك األماكن نفسها‪ .‬وإنما كانت هاته االستعانة ضرورية‪ ،‬ألن‬ ‫ابن بطوطة لم يكن أديبا وإنما كان رجال فقيها‪ ،‬وهو بنفسه يعترف بذلك‪،‬‬ ‫فقد خيره يوما ملك الهند بين الوزارة والكتابة والقضاء والمشيخة‪ ،‬فقال ‪ « :‬أما‬ ‫الوزارة والكتابة فليست شغلي‪ ،‬وأما القضاء والمشيخة فشغلي وشغل آبائي»‪.‬‬ ‫وإنما فضل القضاء على الوزارة والكتابة ألنه يعرف مقدرته في الفقه اإلسالمي‬ ‫ويعلم أن هاتين الوظيفتين تحتاجان إلى متانة في األسلوب وعلم األدب )‪. )6( .‬‬ ‫والسلطان أبو عنان المريني ‪ 729 ( :‬ـ ‪ 759‬هـ ‪ 1329 /‬ـ ‪1358‬م )‪ .‬هو‪:‬‬ ‫(فارس بن علي بن عثمان بن يعقوب المريني‪ ،‬أبو عنان المريني‪ ،‬المتوكل‬ ‫على اهلل ‪ :‬من ملوك الدولة المرينية بالمغرب ‪ .‬ولد بفاس الجديدة ( المدينة‬ ‫البيضاء) ونشا محبوبا في قومه‪ ،‬لفضله وعلمه‪ ،‬وواله أبوه إمارة تلمسان‪ ،‬ثم‬ ‫ثار على أبيه‪ ،‬وبويع في حياته ( سنة ‪ 749‬هـ )‪ ،‬ولما مات أبوه ( سنة ‪ 752‬هـ )‬ ‫استتب أمره‪ ،‬فبدأ بإخضاع بني عبد الواد ( وكانوا أمراء زناتة بتلمسان ) فقاتلوه‬ ‫فظفر بهم ودخل تلمسان ‪ .‬وانتظم له أمر المغرب األوسط ‪ .‬وعصاه أخ له‬ ‫يدعى أبا الفضل فأرسل إليه من قاتله في جبل السكسيوي وجبال المصامدة‬ ‫من بالد السوس‪ ،‬فاعتقل وحمل إليه فسجنه اياما ثم أمر بخنقه في محبسه‬ ‫( سنة ‪ 754‬هـ ) وقصد إفريقيا سنة ( ‪ 758‬هـ ) فانتزع قسطنطينة وتونس‬ ‫من أيدي الحفصيين ‪ .‬وبدت له ريبة في إخالص بعض قواده‪ ،‬فعاد إلى فاس‬ ‫وقتلهم ‪ .‬ومرض أياما فدخل عليه وزيره الحسن بن عمر الفردودي فقتله خنقا‪،‬‬ ‫لسبب يطول شرحه ‪ .‬وقد ذكره السالوي في االستقصا‪ ،‬وقال فيه كان جهوري‬ ‫الصوت‪ ،‬في كالمه عجلة‪ ،‬عظيم اللحية‪ ،‬تمأل صدره‪ ،‬فارسا شجاعا يقوم في‬ ‫الحرب مقام جنده‪ ،‬فقيها يناظر العلماء‪ ،‬كاتبا بليغا شاعرا‪ ،‬له آثار من مدارس‬ ‫وزوايا ‪. )7( ).‬‬ ‫أما عن شخص ابن بطوطة فقد ولد في طنجة ‪ 17‬رجب سنة ‪ 703‬هـ ‪/‬‬ ‫‪ 24‬يبراير ‪ 1304‬ومات سنة ‪ 779‬هـ ‪1377 /‬م ‪ .‬كان قاضيا وكاتبا ورحالة‪،‬‬ ‫كثير األسفار والتنقل‪ ،‬وقد دامت رحلته ثالثون سنة تقريبا‪ ،‬تخللتها أربع حجات‪،‬‬ ‫وسبع عمرات ألداء فريضة الحج حتى انقضى أجله بمدينة طنجة ودفن بها‪،‬‬ ‫وضريحه مشهور ‪.‬‬ ‫وابن جزي الكلبي كاتب الرحلة أديب وشاعر ويمتهن كتابة الدواوين‬ ‫السلطانية النصرية بغرناطة‪ ،‬والمرينية بالمغرب‪ ،‬وهو كاتب السلطان أبي‬

‫‪-‬‬

‫بقلم‪ :‬عبد القادر الغزاوي‬

‫عنان المريني من أصل أندلسي‪ ،‬حيث ولد بغرناطة‪ ،‬وهاجر إلى المغرب وتوفي‬ ‫بفاس ‪ ...‬وجاء في كتاب األعالم ‪ ( :‬ابن جزي الكلبي ( ‪ 757 – 721‬هـ ‪1321 /‬‬ ‫– ‪ 1356‬م) محمد بن محمد بن أحمد‪ ،‬ابن جزي الكلبي أبو عبد اهلل‪ ،‬شاعر من‬ ‫كتاب الدواوين السلطانية أندلسي‪ ،‬من أهل غرناطة‪ ،‬ولد فيها‪ ،‬وفاق بشعره‬ ‫ونثره على حداثة سنه ‪ .‬واستكتبه أمير المسلمين أبو الحجاج يوسف بن األحمر‬ ‫النصري‪ ،‬ثم ضربه بالسياط من غير ذنب اقترفه‪ ،‬ففارقه وانتقل إلى المغرب‬ ‫فأقام بفاس وحظي عند ملكها المتوكل على اهلل أبي عنان المريني‪ ،‬وتوفي‬ ‫فيها ‪ .‬له كتاب في « تاريخ غرناطة « وقف لسان الدين بن الخطيب على أجزاء‬ ‫منه‪ .‬وهو الذي أملى عليه ابن بطوطة رحلته فكتبها سنة ‪ 756‬هـ‪ ،‬وكان أبوه‬ ‫من أعالم األندلس أيضا )‪. )8( .‬‬ ‫وجاء في كتاب مواقف حاسمة أن الرحلة كتبت من طرف الكاتب السلطاني‬ ‫ابن جزي بعد ما أمالها عليه صاحبه الرحالة ابن بطوطة‪ ( ،‬وقد أملى ابن‬ ‫بطوطة رحلته ولم يكتبها ‪ .‬أمالها على ابن جزي وهو فقيه أندلسي تقرب مثل‬ ‫ابن بطوطة إلى بني مرين‪ ،‬وكان إمالؤها بأمر من السلطان أبي عنان سنة‬ ‫‪ 756‬هـ في مدينة فاس ‪ ...‬ويقول ابن جزي نفسه (( إنه نقل كالم الشيخ أبي‬ ‫عبد اهلل ( ابن بطوطة ) بألفاظ موفية للمقاصد التي قصدها موضحة للمناحي‬ ‫التي اعتمدها ‪ .‬وربما أوردت لفظه على وضعه )‪. )9( .‬‬ ‫وهكذا دونت تلك الرحلة الشهيرة التي تعتبر تحفة األدب العربي ‪ .‬ومن‬ ‫أشهر الرحالت المغربية والعربية ‪ .‬والتي جاءت نتيجة المبادرة الحميدة من‬ ‫السلطان أبو عنان المريني الذي كلف كاتبه الخاص ابن جزي كتابة تلك الرحلة‬ ‫بناء على رواية صاحبها ابن بطوطة ‪.‬‬

‫المراجع ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ كتاب رحلة الرحالت مكة في مائة رحلة مغربية ورحلة ‪ .‬عبد الهادي التازي ‪ .‬ص‬ ‫‪ .138‬الجزء ‪.2005 .1‬‬ ‫‪ 2‬ـ الرحالة المغاربة وآثارهم ‪ .‬محمد الفاسي ‪ .‬مجلة دعوة الحق العدد ‪ 2‬السنة‬ ‫‪ .2‬نونبر ‪ . 1958‬ص ‪.8‬‬ ‫‪ 3‬ـ كتاب رحلة ابن بطوطة تحفة النظار في غرائب األمصار وعجائب األسفار‪ .‬قدم‬ ‫له وحققه محمد عبد المنعم العريان راجعه وأعد فهارسه مصطفى القصار‪ .‬ط ‪ . 1‬السنة‬ ‫‪1987‬م‪ .‬ج ‪ . 1‬ص ‪.9‬‬ ‫‪ 4‬ـ كتاب األدب المغربي محمد بن تاويت ومحمد الصادق عفيفي ‪ .‬ص ‪. 381‬‬ ‫ط‪ .2‬السنة ‪1969‬م ‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ كتاب الجغرافية والرحالت عند العرب ‪ .‬نقوال زيادة ‪ .‬ص ‪. 1962 .189‬‬ ‫‪ 6‬ـ كتاب من أعالم الفكر واألدب في العصر المريني‪ .‬محمد بن عبد العزيز الدباغ‬ ‫‪ .‬ص ‪ 194‬و ‪ .195‬الطبعة األولى السنة ‪1992‬م‪ .‬ومجلة دعوة الحق العدد ‪ 10‬السنة‬ ‫‪ 5‬يوليوز ‪. 1962‬‬ ‫‪ 7‬ـ كتاب األعالم قاموس تراجم ‪ .‬خيرالدين الزركلي ‪ .‬الجزء الخامس ‪ .‬ص ‪323‬‬ ‫و ‪ .324‬الطبعة الثالثة‪.‬‬ ‫‪ 8‬ـ في كتاب األعالم قاموس وتراجم ‪ .‬الجزء ‪ 7‬ص ‪.266‬‬ ‫‪ 9‬ـ كتاب ‪ :‬مواقف حاسمة في تاريخ اإلسالم ‪ .‬تأليف محمد عبد اهلل عنان ‪ .‬ص ‪358‬‬ ‫‪ .‬الطبعة الرابعة ‪ .‬السنة ‪.1962‬‬ ‫‪ 10‬ـ كتاب المصادر العربية لتاريخ المغرب‪ .‬محمد المنوني ‪ .‬ج ‪ 1‬الرحالت ‪.‬‬ ‫‪ 11‬ـ كتاب النبوغ المغربي في األدب العربي‪ .‬ابن بطوطة ‪ .‬عبد اهلل كنون ‪ .‬ط‪.2‬‬ ‫السنة ‪.1961‬‬ ‫‪ 12‬ـ كتاب المغرب عبر التاريخ‪ .‬إبراهيم حركات‪ .‬ج‪ .2‬السنة ‪2000‬م‪.‬‬

‫‪ 13‬ـ كتاب تأمالت في األدب المعاصر‪ .‬إبراهيم السوالمي ‪.‬‬ ‫‪ 14‬ـ كتاب الرحلة في األدب المغربي النوع‪ .‬النص‪ .‬السياق‪ .‬عبد الرحيم الموذن ‪.‬‬ ‫‪ 15‬ـ كتاب مشاهير الشعر والكتاب في المشرق واألندلس والمغرب‪ .‬أبو الوليد‬ ‫إسماعيل بن يوسف ابن األحمر‪ .‬حققه وقدم له محمد رضوان الداية‪ .‬الطبعة األولى‬ ‫‪.1986‬‬ ‫‪16‬ـ أبو القاسم الزياني كتاب الترجمانة الكبرى في أخبار المعمور برا وبحرا‪.‬‬ ‫‪ 17‬ـ مجلة البينة ‪ .‬الرحالت السفرية المغربية‪ .‬محمد الفاسي ‪ .‬العدد ‪ .7‬السنة‬ ‫‪.1962‬‬ ‫‪ 18‬ـ مجلة المناهل عدد خاص القسم األول ابن يطوطة ( المعرلفة والتاريخ‪ .‬األدب‬ ‫والسرد‪ .‬الرحلة والنقد)‪ .‬العدد ‪ . 59‬السنة ‪ 24‬ماي ‪1999‬م‪.‬‬ ‫‪ 19‬ـ كتاب ابن بطوطة ورحالته ‪ .‬تحقيق ودراسة وتحليل‪ .‬حسين مؤنس‪ .‬السنة‬ ‫‪.1980‬‬ ‫‪ 20‬ـ معلمة المغرب‪ .‬ج ‪.9‬‬ ‫‪ 21‬ـ كتاب اإلكسير في فكاك األسير‪ .‬محمد بن عثمان المكناسي ‪ .‬حققه وعلق‬ ‫عليه محمد الفاسي ‪ .‬السنة ‪.1965‬‬


‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يناير ‪2017‬‬

‫العدد ‪871‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬ ‫تكريم األئمة‪:‬‬

‫‪9‬‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 07‬يناير ‪2017‬‬

‫التكريم فيه وفيه‬

‫دخلت خطبة الجمعــة عهــد المسابقــات‬ ‫والجوائز تماما كما يحدث بالنسبة للممثلين‬ ‫عند نهايـــة «الفيستيفــاالت» السينمائيــــة‬ ‫والمسرحية‪ ،‬ونجــوم المقابــالت الرياضيــة‬ ‫وحتى أطفال المدارس االبتدائية‪....‬‬ ‫فهذه جائزة وطنية كبرى ألحسن خطيب‪،‬‬ ‫وتلك جائــزة تنويهيـــة‪ ،‬وأخرى تقويميــــة‬ ‫وجوائز غيرهــا قد يعلن عنها في ما سيـــأتي‬ ‫من األعوام والمهرجانات‪.‬‬ ‫فكرة تكريم أئمة المساجد فكرة مقبولة‪،‬‬ ‫بل ومستحبة‪ .‬إذ إنها تعبر عن تقدير األمة لألئمة المتألقين بإبداعاتهم من أجل تطوير‬ ‫وتجديد خطبة الجمعة التي لها دور كبير في تحقيق التوازن الروحي للمؤمنين‪ .‬إال أن أسلوب‬ ‫التكريم من جانب المجلس األعلى للعلماء ووزارة التوفيق لم يكن متطورا وال متجددا‪ .‬بل‬ ‫إنه سار على درب المهرجانات الثقافية والرياضية والفنية‪ ،‬بينما األمر يختلف تماما من‬ ‫فئة من المكرمين ألخرى‪ .‬والبد أن حاجة األئمة في تكريم غير الميداليات والمراسيم‬ ‫االحتفالية‪ ،‬خاصة وأن أحوالهم االجتماعية والمادية غير مستقرة وال تستجيب كما يجب‬ ‫للحاجيات الضرورية لخدام بيوت اهلل‪ .‬ولعل إحداث لجنة وطنية لتلقي شكايات القيمين‬ ‫الدينيين لخير دليل على أن هناك خلال ما في تعامل وزارة األوقاف مع هذه الفئة من «خدام‬ ‫إمارة المؤمنين» في حين تعتبر وزارة األوقاف أغنى وزارات الحكومة بما تتصرف فيه‪ ،‬خارج‬ ‫الرقابة الشعبية‪ ،‬من أموال وعقارات حبسها المغاربة «لوجه اهلل» منذ الفتح اإلسالمي‬ ‫للمغرب وأشهدوا األمة في ذلك على أنه «من غير أو بدل‪ ،‬فاهلل وليه» !‬ ‫‪ooooo‬‬

‫الخبز والكرامة أوال‬ ‫يبدو أن الشيخ الفيزازي الناشط الديني‬ ‫تخلى عن المتاهات التي كان يحشر نفسه‬ ‫فيها عبر الفايسبوك‪ ،‬وتوجه للعمل الجاد في‬ ‫مجال الدعوة والتبليغ ‪ :‬الدعوة إلى السالم‬ ‫والتبليغ بما جاءت به الشريعة السمحـاء من‬ ‫أجل «محاربة كل مظاهر الغلو والتطرف قي‬ ‫الدين عبر الحوار» المتيسر الهادئ‪.‬‬ ‫من بين أهداف جمعية الفيزازي مواجهة‬ ‫«األعداء» وهم في الغالب من رفـاق األمس‪،‬‬ ‫«قبل التوبة النصوح»‪ ،‬عبر «محاربة البــدع»‬ ‫و «االنحراف الفكري» والعمل على ترسيـــخ‬ ‫مفاهيم السالم والسلم التربوي واألسري‪.‬‬ ‫مبروك‪ ،‬الفضاء المجتمعي يتســع لكـل األفكار والمبادرات‪ .‬إال أن المجتمع كما يبدو‪،‬‬ ‫بحاجة‪ ،‬اليوم‪ ،‬إلى «فترة استراحة» يسترجع خاللها أنفاسه من زخم األفكار الدعوية‪،‬‬ ‫والممارسات الشاذة في مجاالت الفتوى الشرعية التي أحدثت «خلخلة» في مفاهيم بعض‬ ‫العامة‪ ،‬خاصة وأن الشعب المغربي‪ ،‬شيبا وشبابا‪ ،‬يعتبر من أكثر شعوب العالم تدينا‪ ،‬وتشبثا‬ ‫باإلسالم وبقيمه العليا‪.‬‬ ‫اإلنسان المغربي بحاجة اليوم إلى الخبز والكرامة التي تحترم إنسيته وتتيح له فرصة‬ ‫تطوير ملكاته الفطرية والمكتسبة بالعلم النافع‪ ،‬من أجل الغد األحسن لألجيال القادمة‬ ‫‪ooooo‬‬

‫مراقبة !‬ ‫وكما حركت مأساة محسن فكري جماهير‬ ‫المواطنيــن عبر تراب المغــرب‪ ،‬احتجاجـــا‬ ‫وتنديدا‪ ،‬حركــت أيضا قطاع الصيد البحري‬ ‫الرسمي الذي أطلق عملية مراقبــة واسعة‬ ‫ضد لوبيات استنزاف الثروة السمكية بفرض‬ ‫مراقبة «صارمة» على سفن الصيد بالتبريد‪،‬‬ ‫خاصة تلك التي لم تكـن خاضعة للمراقبة‬ ‫في السابق بحيث سيتم إخضاع الكميــات‬ ‫المصطادة للمراقبة على أن تكون في حدود‬ ‫‪ 250‬طنا كحد أقصى‪ .‬كما ستخضع عمليات‬ ‫التفريغ في الوحدات الصناعية للمراقبة وكذا‬ ‫الشأن بالنسبة للكميات المصطادة في المياه اإلقليمية الوطنية‪ ،‬مع الحرص على االحترام‬ ‫الكامل لفترات الراحة البيولوجية‪.‬‬ ‫ويقول المهتمون‪ ،‬إن حادثة المأسوف على حياته محسن فكري هي التي «حركت»‬ ‫المسؤولين عن قطاع الصيد البحري التخاذ قرارات تشديد المراقبة حول الصيد داخل الفترة‬ ‫البيولوجية‪.‬‬ ‫هل ضروري أن ال تتحرك المصالح الحكومية التخاذ التدابير الضرورية إال بعد حدوث‬ ‫كارثة بشرية أو طبيعية‪ ،‬كما الشأن بحالة المرحوم محسن فكري وحاالت االنتحار بسبب‬ ‫الحكرة أو وفاة الحوامل من جراء سوء المعاملة بالمستشفيات أو انقطاع المسالك الجبلية‬ ‫بفعل الثلوج‪ ،‬مثال‪ ،‬مثال !!؟‪....‬‬ ‫‪ooooo‬‬

‫ما مصير؟‪...‬‬ ‫تساءلت جريدة وطنية كبرى عن مصير لجان تقصي الحقائق التي شكلها البرلمان‬ ‫المغربي منــذ سنــة ‪ ،1979‬وعددها ثمانية‪ ،‬حسب نفس المصدر‪ ،‬ابتداء من لجنة تقصي‬ ‫الحقائق بشـأن فضيحــة تسريــب امتحانات البكالوريا إلى لجنـة تخص اختــالالت مكتب‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫التسويق والتصدير سنة ‪ ،2011‬مرورا بلجـان‬ ‫حول أحداث فاس سنة ‪ ،1990‬ولجنة حول‬ ‫تورط مسؤوليــن بأجهزة الدولــة في ملــف‬ ‫مخــدرات سنـــة ‪ ،1996‬ولجنــة بخصــوص‬ ‫اختالسات بصندوق الضمان االجتماعي‪ ،‬سنـة‬ ‫‪ ،2001‬ولجنة القــرض العقـــاري والسياحي‪،‬‬ ‫سنة ‪ ،2003‬ولجنــة حول أحداث سيدي إفني‪،‬‬ ‫سنة ‪ ،2008‬ولجنة أحداث «أكديم ازيك»‪،‬‬ ‫سنة ‪.2010‬‬ ‫إال أن الجريدة المذكورة ذكرت أن نتائج‬ ‫تقارير هذه اللجان لم تنشر ولم يعرف مصيرها باستثناء نشر جزء يسير من لجنة أحداث‬ ‫فاس عام ‪.1990‬‬ ‫وتساءلت ‪ :‬ما مصير تقارير ثماني لجان تقصي الحقائق في تاريخ البرلمان المغربي؟‬ ‫فضولي مشاغب‪ ،‬رد على الفور‪ :‬سلة المهمالت‪ ،‬أو في أحسن الحاالت‪ ،‬رفوف أرشيف‬ ‫المجلسين‪ ،‬واهلل أعلم !‬ ‫‪ooooo‬‬

‫هدية الحكومة بمناسبة السنة الجديدة ‪:‬‬

‫الزيادة في أسعار الكهرباء‬ ‫يجب أن نبادر إلى تقديم الشكر لرئيس‬ ‫الحكومة التي قد تتشكل خالل الشهر الرابع‬ ‫بعد االنتخابات‪ ،‬بحــول اهلل وقوتــه وعونه‪،‬‬ ‫وبعد أن «طـــارت» موريتانيــا برأس الزعيم‬ ‫التازي لحزب الزعيــم الفاســـي‪ ،‬المأســوف‬ ‫على تهوره‪ .‬الشكر موجبه قرار بنكيران إلغاء‬ ‫الزيادات المقررة في الماء واالكتفاء بالزيادات‬ ‫في الكهرباء !‬ ‫هــذه الزيــادات ستتــم فوترتهــا ابتداء‬ ‫من يناير الجاري‪ ،‬بحكم البرنامج التعاقدي‬ ‫بين الحكومـة والفاسي الفهـري الموقع في‬ ‫‪ 27‬ماي‪ ،‬سنة ‪ 2014‬والذي أنعم بمقتضاه عبد اإلله بنكيران على المكتب الوطني للماء‬ ‫والكهرباء بمبلغ ‪ 45‬مليار درهم إلنقاذه من اإلفالس‪ ،‬دون أدنى بحث أو تفتيش أو محاسبة‬ ‫حول أسباب هذا اإلفالس‪ .‬جزء هام من هذه الماليير سوف نسددها نحن عبر رفع أسعار‬ ‫االستهالك !‪...‬‬ ‫وهكذا فإن كنت تستهلك أقل من ‪ 100‬كيلواط ‪ /‬الساعة شهريا‪ ،‬فأنت من الثلث الناجي‬ ‫عند اهلل ويمكنك أن تفرح بذلك‪ .... ،‬مؤقتا‪ ،‬على كل حال !‪.‬‬ ‫أما إذا كان استهالكك بين ‪ 101‬و ‪ 150‬كيلواط ‪ /‬الساعة شهريا‪ ،‬فستتوصل بفاتورتك‬ ‫وقد تضمنت زيادة ‪ 8‬دراهم مقارنة مع سنة ‪ .2016‬ونفس السعر سيطبق على من‬ ‫يستهلكون بين ‪ 151‬و ‪ 200‬كيلواط ‪ /‬الساعة شهريا‪.‬‬ ‫الزيادة سوف تتراوح بين ‪ 9‬و ‪ 13‬درهما بالنسبة لمن يستهلكون ما بين ‪ 201‬و ‪300‬‬ ‫كيلواط ‪ /‬الساعة‪ ،‬وما بين ‪ 13‬و ‪ 24‬درهما بالنسبة ألصحاب االستهالك الذي يتراوح ما بين‬ ‫‪ 301‬و ‪ 500‬كيلواط‪ /‬الساعة‪ .‬وإذا زاد االستهالك عن ‪ 500‬كيلواك ‪ /‬الساعة فإن الزيادة‬ ‫ستبدأ من ‪ 27‬درهما‪ ،‬ويعلم اهلل عند أي حد ستقف !!!‪...‬‬ ‫‪ooooo‬‬

‫رؤوس قد أينعت في بيت بلمختار‬ ‫وآن قطافها !‪...‬‬ ‫حــذر المجلــس األعلى للحسابــات‪ ،‬في‬ ‫مذكرة استعجاليـة‪ ،‬وزير التربية الوطنيــة‪،‬‬ ‫من وجود خروقـات خطيرة تستدعي إجراءات‬ ‫فورية‪ ،‬بعد وقوف قضاة المجلس على وجود‬ ‫واستمرار العديد من االختالالت رغم التنبيه‬ ‫إليها في وقت سابق‪.‬‬ ‫هذه المذكرة صدرت عقب التصريحات‬ ‫التي أدلى بها المفتش العام للوزارة والتي‬ ‫أكد فيها رصد المفتشية لخروقات في صفقات‬ ‫العتاد بعد القيام بتفتيش فرضته فضيحة‬ ‫تسريبات هاتفيــة منسوبــة للمديرة السابقة ألكاديمية الرباط‪ ،‬ومسؤولة عن شركتين‬ ‫اقترن اسمهما بهذه الصفقات المشبوهة‪ ،‬مما استدعى إنجاز تقرير مفصل قدم للمجلس‬ ‫والفرقة الوطنية للشرطة القضائية‪.‬‬ ‫األمر يتعلق بالبرنامج االستعجالي الذي سوف يعجل بسقوط العديد من المسؤولين في‬ ‫وزارة التعليم والتربية وما قاربهما‪.‬‬ ‫وحسب مصادر إعالمية فإن جطو نبه بلمختار إلى جملة من الفضائح التي تنذر بسقوط‬ ‫عدد من الرؤوس‪ ،‬التي وردت في التسريبات الهاتفية بعد مراجعة تقرير المفتشية العامة‪،‬‬ ‫والصفقات وسندات الطلب‪ ،‬والتحري بحوالي ‪ 114‬مؤسسة تعليمية‪ ،‬واالستماع إلى عشرات‬ ‫المسؤولين‪ ،‬األمر الذي أفضى إلى رصد اختالالت خطيرة سيتم تحديد المسؤوليات فيها‬ ‫الحقا‪.‬‬ ‫وبالرغم من «تزكية» بلمختار لموظفي وزارته فإن وزارة التربية والتعليم مرشحة لكي‬ ‫تشهد «قربلة» كبرى قي القادم من األيام‪ ،‬بعد الكشف عن تقرير قضاة جطو ونتائج‬ ‫التحقيقات‪ ،‬التي تباشرها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية منذ أشهر‪ ،‬بهذا الشأن !‪..‬‬ ‫لننتظر إذن‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يناير ‪2017‬‬

‫العدد ‪871‬‬

‫َ‬ ‫أمـنـيــات‬ ‫� �أمنـيـات‬ ‫ّ‬

‫فوق ‪ 8‬آالف موقوف فخالل ‪ 20‬يوماً‬ ‫ال زالت المديرية العامة لألمن الوطني تفاجئ المواطنين بتحقيق نتائج‬ ‫باهرة بخصوص العمليات األمنية التي تباشرها في إطار مكافحة مختلف‬ ‫أشكال الجريمة‪ ،‬عبر تراب المملكة‪.‬‬ ‫فخالل العشرين يوما األخيرة من شهر دجنبر الماضي‪ ،‬تمكن رجال األمن‬ ‫من توقيف ‪ 8‬آالف و ‪ 162‬شخصا كان من بينهم ‪ 5‬آالف و ‪ 237‬شخصا تم‬ ‫ضبطهم في حالة تلبس بارتكاب أفعال إجرامية‪ ،‬و ‪ 2‬ألفان و‪ 925‬كانوا موضوع‬ ‫بحث من أجل قضايا تتعلق باالعتداء على األشخاص والمس بالممتلكات‬ ‫الخاصة والعامة‪ ،‬واالتجار في المخدرات‪ ،‬وانتهاك األخالق العامة‪،‬وأفعال أخرى‬ ‫تتصل بالجرائم اإلقتصادية والمالية‪.‬‬ ‫ووفق بيانات رسمية‪ ،‬فإن العمليات النوعية التي باشرتها مختلف الفرق‬ ‫األمنية من عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية ومصالح الشرطة‬ ‫القضائية وفرق األمن العمومي عبر مختلف المدن المغربية انصبت بوجه خاص‪ ،‬على مكافحة الجرائم المقرونة بالعنف واستهداف‬ ‫األشخاص المبحوث عنهم ‪.‬المقرونة بالعنف‪ ،‬واستهداف األشخاص‬ ‫وشملت خالل المرحلة األولى واليات األمن بالدار البيضاء والرباط ومراكش وطنجة وفاس ومكناس وأكادير‪ ،‬فيما شملت في‬ ‫المرحلة الثانية واليات األمن بوجدة وتطوان والعيون وسطات وبني مالل‪ ،‬وفي المرحلتين الثالثة والرابعة مدن الراشيدية وورزازات‬ ‫وتازة والجديدة والداخلة ووزان والعرائش والقصر الكبير وسيدي سليمان وسوق األربعاء الغرب وسيدي يحيى وأصيلة‪.‬‬ ‫وقد مكنت التدخالت األمنية المنجزة في إطار هذه العمليات‪ ، ،‬من حجز ‪ 757‬سكينا من مختلف األحجام‪ ،‬و‪ 707‬كيلوغراما من مخدر‬ ‫الحشيش‪ ،‬و‪ 6‬كيلوغرامات و‪ 763‬غراما من الكوكايين‪ ،‬و‪ 771‬غراما من الهيروين‪ ،‬و‪ 37‬ألفا و‪ 719‬قرصا مخدرا‪ ،‬باإلضافة إلى ضبط ‪85‬‬ ‫سيارة‪ ،‬و‪ 157‬دراجة نارية‪ ،‬و‪ 473‬هاتفا محموال من عائدات أو متحصالت العمليات اإلجرامية‪.‬‬ ‫إن النتائج السارة للتدخالت األمنية التي تباشرها مختلف المصالح والفرق األمنية التابعة للمديرية العامة لألمن الوطني‪ ،‬تستحق‬ ‫اإلشادة والتنويه من المواطنين في كافة ربوع المملكة بفضل الشعور باألمن والطمأنينة الذي خلقته ودعمته لدى المواطنين الذين‬ ‫يقدرون الجهد المبذول من طرف رجال األمن‪ ،‬والتضحيات الجسيمة التي يتحملونها بشجاعة وتصميم وإصرار‪ ،‬رغم الصعوبات الجمة‬ ‫التي تواجههم في أداء مهمتهم النبيلة ‪ ،‬حماية للوطن والمواطنين وضمانا الستقرار البالد ونجاح مشاريع التنمية الكبرى التي‬ ‫أطلقها جاللة الملك والتي توجد حيز التنفيذ بمختلف جهات المملكة‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫�أمنيات محلية‬ ‫«عميد» شرطة مزيف‬

‫حل بطنجة قبل شهور لينخرط في مغامرات انتهت به داخل‬ ‫ردهات مخافر األمن طنجة‪.‬‬ ‫العميد المزيــف‪ ،‬خمسيني يدعى م‪.‬و‪ ،‬استهدف في مغامراته‬ ‫بوجه خاص‪ ،‬بعض الفقهـــاء والقيميــن على بيوت اهلل وعدد من‬ ‫التجار‪ ،‬في بعض أحيــاء المدينـــة الجانبية‪ ،‬حيث يواجههم بتهم‬ ‫مختلقة منها إيواؤهم ألشخاص صنفتهم النيابة العامة بالخطرين‬ ‫ويعمد إلى تفتيش منازلهم واالستحواذ‪ ،‬بالمناسبة‪ ،‬على بعض‬ ‫ممتلكاتهم الغالية القيمــة‪ ،‬كما نصب على عــدد من السلفييــن‪،‬‬ ‫بوصفه ضابط مخابرات ومســؤول أمني رفيــع الدرجـات‪ ،‬للنصــب‬ ‫عليهم وابتزازهم‪ ،‬مقابل غض الطرف عنهم‪.‬‬ ‫وبعد تنقيطه ‪ ،‬تبين أنه كان مبحوثا عنه على الصعيد الوطني‬ ‫بعد أن قام بعمليات نصب مماثلة في العديد من المدن المغربية‬ ‫قبل أن يأتي الدور على طنجة ليحرق بها مراكبه وأوراقه ويستقر في‬ ‫«قاع الخابية»‪.‬‬ ‫‪kkk‬‬

‫إيحاءات جنسية‬

‫استعــان أفراد عصابة إجراميـــة بفتاة عشرينيــة «متحررة»‬ ‫الستهداف تالميذ إحدى مؤسسات التعليم الثانوي بطنجة‪ ،‬من أجل‬ ‫االعتداء عليهم واالستيــالء على ما بحوزتهم من هواتف محمولة‬ ‫ونقود ومالبس وأشياء أخرى لهم فيها فائدة‪.‬‬ ‫الفتاة كانت تستدرج بعض تالميذ الثانوية المذكورة‪ ،‬بإيحات‬ ‫جنسية ‪ ،‬يفهمون منها استعداد الفتاة لتقدم لهم «خدمات خاصة»‬ ‫تطفئ ظمأهم الجنسي‪ ،‬وتستدرجهم من أجل ذلك إلى مكان خالء‬ ‫حيث يباغتهم أفراد العصابة ويجهزون عليهم ويستولون على‬ ‫كل ما بحوزتهم من هواتف محمولة ونقود وأغراض أخرى تحت‬ ‫التهديد بالسالح األبيض‪.‬‬ ‫وعلى إثر شكايات توصل بها األمن بهذا الخصوص‪ ،‬تمت‬ ‫محاصرة المنطقة ليتمكن رجال األمن من إلقاء القبض على أفراد‬ ‫ووضعهم تحت الحراسة النظرية من أجل إتمام البحث وتقديمهم‬ ‫أمام القضاء‪.‬‬ ‫أيها التالميذ‪ ،‬احذروا إغراءات «الجنس ــــ المهلكة»‪...! ‬‬ ‫‪kkk‬‬

‫التحفيظ عن طريق الزور‬

‫تزوير وثائق إدارية في محاولة تحفيظ عقار لتملكه‪ ،‬دفعت‬ ‫خمسة أشخاص ضمنهم موظفون ورجل أعمال إلى مخافر الشرطة‬ ‫بتطوان‪ ،‬بداية األسبوع الجاري‪ ،‬بعد ثبوت ضلوعهم في محاولة‬ ‫تحفيظ أرض تبلغ مساحتها أكثر من هكتار عن طريق الزور‬ ‫واستعماله لفائدة شخص تم اكتشاف تالعبه في القضية‪ ،‬ساحة‬ ‫محاولته تحفيظ العقار الذي سارع مالكه الشرعي إلى تسجيل شكاية‬ ‫في الموضوع ليتم فتح تحقيق مكن من اعتقال المشتبه فيهم‬

‫ومنهم من لديــه سوابــق في جرائم التزوير في تطوان والمناطق‬ ‫المجاورة‪.‬‬ ‫التحقيق في هذه القضية ال زال جاريــا وربما سيكشـــف عن‬ ‫متورطين آخرين ويتطلب فتح ملفات جديدة تتعلق بمحاوالت‬ ‫استيالء بعض المضاربين على أمالك الغير عن طريق التحفيظ‬ ‫المبني على الزور واستعماله‪.‬‬ ‫‪kkk‬‬

‫أمواج البحر تلفظ مخدرات‬ ‫فتحت ‪ ‬مصالح األمن بتطوان تحقيقا حول ظروف ومالبسات‬ ‫واقعة لفظ بحر الفنيدق‪ ،‬مخدرات يظن أنها لشبكة دولية تتاجر في‬ ‫الممنوعات بين الضفتين‪.‬‬ ‫مصادر إعالمية تحدثت عن قــارب مطاطي سريــع يحمـــل‬ ‫كميات من مخدر الشيرا المعدة للتهريب شوهد وهو يتجه إلى‬ ‫ميناء سبتة‪ ،‬فارا من مطاردة البحرية الملكية‪ .‬إال أن عناصر من‬ ‫الحرس اإلسباني تمكنت من الوصول إلى القارب بعد دخوله الميناء‬ ‫واعتقال مصاب بنيران البحرية الملكية التي أطلقت النار على القارب‬ ‫الفار‪ .‬أما باقي ركاب القارب وعددهم أربعة‪ ،‬فقد تمكنوا من الفرار‬ ‫إلى وجهة مجهولة ‪ .‬وقد تم بعد ذلك تحديد هوية أحد الفارين‬ ‫واعتقاله‪ ،‬نتيجة التحقيق الذي باشرته عناصر األمن‪ ،‬مع المتهم‬ ‫المصاب داخل المستشفى‪ ،‬حيث نقل للعالج‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬وضعت عناصر األمن المغربي يدها على عدد‬ ‫من رزم المخدرات لفظتها مياه شاطئ الفنيدق ‪،‬كانت أيضا معدة‬ ‫للتهريب ‪ ،‬والتي يعتقد أنها كانت على متن قارب سريع‪ ،‬لكن فضل‬ ‫أصحابها التخلص منها بعد مطاردة محتملة بينهم وبين الدرك‬ ‫البحري أو الحرس المدني‪ ،‬لتخفيف وزن القارب السريع‪.‬‬ ‫‪ ‬مواطنــون عثروا على تلــك ال��رزم بعد وصولهــا لشاطئ‬ ‫البحر‪ ،‬ليقوموا بإخطار المصالح المختصة التي حلت بعين المكان‬ ‫وقامت بحجزها وفتح تحقيق بشأنها‪.‬‬ ‫‪kkk‬‬

‫«بوشرطة» يقع من جديد في يد الشرطة‬ ‫نجحت عناصر الشرطة القضائية بمدينة أصيلة التابعة لوالية‬ ‫أمن طنجة من إلقاء القبض على المدعو «بوشرطة» ‪ 34 ،‬سنــة‬ ‫‪ ،‬معروف بتعاطيه لترويج المخدرات بهذه المدينــة‪ .‬وهو من ذوي‬ ‫السوابق العدلية المتعددة‪ ،‬حيث أنه لم يغادر السجن إال في شهر‬ ‫نوفمبر الماضي‪.‬‬ ‫ومباشرة بعد اإلفراج عنه استأنف نشاطه اإلجرامي في االتجار‬ ‫في المخدرات بأحد أحياء أصيلة حيث تم إخضاعه لمراقبة لصيقة‬ ‫وترصد ليتم إلقاء القبض عليه في ساعة متأخرة من ليلة الثالثاء‬ ‫الماضي‪ ،‬وكان على متن دراجة نارية يستعملها في توزيع المخدرات‪،‬‬ ‫وبحوزته مجموعة من قطع الشيرا كما كان يحمل سيفا وسكينا‬ ‫من الحجم الكبير‪ ،‬لعلها من «أدوات العمل» التي يحتاج إليها لـ‬ ‫«تصفية» معامالته «التجارية» المشبوهة‪! ‬‬

‫ع‪.‬ك‬

‫أكبر قضية نصب واحتيال‬ ‫وتزوير وانتحال الملكية‬ ‫بمدينة طنجة‬ ‫الحلقـة الثالثة والعشـرون‬ ‫تتمة واستكماال لما سبق نشره من فضائح وتالعبات‬ ‫شركة «فونسيير دوجيرونس بروكس»‪ ،‬اتضح أن عائلة‬ ‫بنيس التي استولت على ممتلكاتها تصرفوا في بعض‬ ‫أراض��ي الشركة بالبيع لفائدتهم الشخصية وقاموا‬ ‫بتحويل بعض القطع األرضية المهمة من أصول الشركة‪،‬‬ ‫إلى الممتلكات الخاصة لهم‪ ،‬وال ندري هل هي بداية‬ ‫تصفية الشركة بعد الضجة التي أحدثتها هذه السلسلة‬ ‫بحيث أصبحث حديث العام والخاص بمدينة طنجة‪،‬‬ ‫أم أنها اتفاقات بين أفراد عائلة بنيس على تقسيم‬ ‫ممتلكات الشركة بينهم مقابل تصفية حسابات مالية‬ ‫عالقة بين بعضهم البعض واسترساال لهذه التفويتات‪،‬‬ ‫وجدنا أحدهم قد عمل على رهن قطعة أرضية لفائدة‬ ‫البنك الشعبي بقيمة تصل إلى مليار ومائتي مليون‪،‬‬ ‫صدر بشأنها قرار تخصيصها كمنطقة خضراء وهي‬ ‫تتواجد في الشارع الرئيسي لمنطقة الدرادب شارع اإلمام‬ ‫مسلم‪ ،‬بحيث تحول هذا الرهن إلى ورطة بعد صدور‬ ‫قرار تخصيص القطعة األرضية لمنطقة خضراء حال‬ ‫دون إتمام مشروع بناء العمارة‪ .‬من جهة أخرى أصبح ال‬ ‫يخفى على الرأي العام المحلي أن كل هذه الممتلكات‬ ‫كانت في األصل لعائلة البارون بروكس وهي عائلة من‬ ‫الطبقة النبيلة لها قرابة مع العائلة الملكية البريطانية‪،‬‬ ‫استقرت بمدينة طنجة بداية القرن العشرين وتملكت‬ ‫عشرات الهكتارات من القطع األرضية‪ ،‬تمتد من مسجد‬ ‫إبريا إلى حتى منطقة واد اليهود‪ ،‬وهذه األراضي هي‬ ‫التي بني عليها حي عين الحياني والدرادب وكذلك جميع‬ ‫الفيالت والعمارات المجاورة لفندق انتركونتيننتال‪ ،‬لكن‬ ‫«جونهاي بروكس» قبل وفاته تبرع بكل ثرواته لفقراء‬ ‫مدينة طنجة وبعض الجمعيات الخيرية واأليتام الذين‬ ‫كانوا موجودين آنداك‪ ،‬وبرغم من كون هذه الجمعيات‬ ‫لم يعدلها وجود وأعضاؤها لم يطالبوا بهذه العقارات‬ ‫فإن هذه الوصية الزالت قائمة ومن بين المستفيدين‬ ‫منها جمعية شورشي إنكلند تترأسها ملكة بريطانيا‬ ‫يوجد مقرها ببريطانيا وهي الزالت قائمة لحد الساعة‬ ‫تمارس نشاطها الديني واإلنساني وأن هناك اتصاالت‬ ‫جارية مع مسيريها قصد القدوم إلى المغرب وتقديم‬ ‫شكايات إلى الجهات المسؤولة قصد استرجاع ما تبقى‬ ‫من هذه العقارات والمطالبة بتعويضات عن ما تم‬ ‫التصرف فيه‪ ،‬بحيث أبدوا رغبتهم في المطالبة بهذه‬ ‫العقارات وهم بصدد القيام باإلجراءات القانونية الالزمة‬ ‫لجعل مطالبهم تتماشى مع ما ينص عليه القانون‬ ‫المغربي‪ ،‬أضف إلى هذه الجمعية أن الوصية تنص على‬ ‫استفادة جميع العمال المغاربة الذين كانوا في خدمة‬ ‫عائلة بروكس بمدينة طنجة‪ .‬وبما أن هؤالء العمال‬ ‫قد رحلوا إلى دار البقاء فهناك أوالده��م وأحفادهم‬ ‫الزالوا على قيد الحياة‪ ،‬وهو بمثابة نداء لكل من يرى‬ ‫في نفسه أنه ابن أو حفيد شخص كان في خدمة عائلة‬ ‫بروكس‪ ،‬أن يتقدم للحصول على نسخة من الوصية‬ ‫واللجوء للمحاكم قصد المطالبة بحقوقه المشروعة‪،‬‬ ‫هذا دون أن ننسى أن جميع الجمعيات اإلنسانية التي‬ ‫تعنى باالهتمام بفقراء مدينة طنجة تثبت لهم الصفة‬ ‫والمصلحة في المطالبة بنصيبهم من هذه العقارات‬ ‫بحيث أن الصيغة الواردة في الوصية جاءت عامة وتشمل‬ ‫جميع فقراء المدينة‪ ،‬دون تمييز ألسماء محددة أو لزمن‬ ‫معين‪ ،‬والفقير ابن المدينة يستفيد من هذه العقارات‬ ‫مادام وجودها الزال قائما‪ .‬وكخالصة نستنتج أن عائلة‬ ‫بنيس قد اغتنت وكونت ثرواتها على ظهر فقراء المدينة‬ ‫وجمعيات إنسانية وعلى حساب ملك عمومي كان باألحرى‬ ‫أن ينتقل إلى إدارة األمالك المخزنية وهي العائلة التي‬ ‫هاجرت من مدينة الحاجب ال تملك من متاع الدنيا إال‬ ‫لباسا كان يستر عورتهما‪.‬‬


‫العدد ‪871‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يناير ‪2017‬‬

‫‪11‬‬

‫“ تأويل المقدس عند ابن عربي‪ :‬من إبستيمولوجيا‬ ‫التأويل‪ ،‬إلى أنطولوجيا الفهم “ (‪)2/1‬‬ ‫ناقـ�ش الأ�ستــاذ محمــد النحيـــل �أطــروحتـه التي نـــال بهـا درجــة‬ ‫الدكتـــوراه ‪ ‬يف الآداب مبيــزة م�شرف جـد ًا‪ ،‬مع تنويـه اللجنة وتو�صيتها‬ ‫بالطبع‪ ،‬بكلية الآداب والعلوم الإن�سانية بتطوان وهذا تقرير هام عنها ‪:‬‬ ‫بسم اهلل سيد األسماء‪ ،‬القائم بكل شيء‪ ،‬والغني عن كل شيء‪ ،‬ثبت له الغنى‪،‬‬ ‫وافتقر إلى فيضه األقدس الهو واألنا‪ ،‬جمع بأسمائه متفرقات األمر والخلق في وحدة‬ ‫الجمع‪ ،‬فأقام به غيب كل شاهد‪ ،‬وأظهر به كل غائب‪ ،‬والصالة والسالم على من اكتملت‬ ‫به وفيه الحقيقة‪ ،‬وتوحدت معه‪ ،‬فكان عينها التي رأى بها آدم األسماء التي اهتدى بها‬ ‫وهو يتلمس أطوار صيرورته وعروجه نحو الكمال‪.‬‬ ‫السادة األساتذة األفاضل‪ ،‬السالم عليكم ورحمة اهلل تعالى وبركاته‪ ،‬وتحية علمية‬ ‫عطرة ملئها الشوق الفياض لمجالستكم‪ ،‬واإلغتراف من معين علمكم‪ ،‬واإلستفادة من‬ ‫خبراتكم في مجال البحث والدرس‪.‬‬ ‫في مفتتح هذا العرض‪ ،‬أجد نفسي داخل لزوم أخالقي‪ ،‬يفرض علي أن أكون من‬ ‫الذاكرين لفضل من أعتبرهم‪ ،‬بعد اهلل تعالى‪ ،‬السبب المباشر الذي مكنني من الجلوس‬ ‫بين أيدي حضراتكم‪ ،‬عارضا ما انتهى إليه مجهودي المتواضع حول فكر ابن عربي‪ ،‬وأول‬ ‫هؤالء الفضالء‪ ،‬أستاذي الدكتور عبد اللطيف شهبون أمد اهلل في عمره‪ ،‬فلواله‪ ،‬ما كان‬ ‫بإمكاني إذاعة هذا المجهود وبثه في رحاب كلية اآلداب‪ ،‬ولوال ثقته في أنني قادر على‬ ‫الدخول على ابن عربي من باب الفلسفة‪ ،‬ما امتلكت جرأة الفعل‪ ،‬لذا‪ ،‬فواجب اإلعتراف‬ ‫بالجميل‪ ،‬يقضي أن أنسب إليه العديد من األفضال‪ ،‬والتي يتقدمها فضل الدعم النفسي‬ ‫والمعنوي غير المنقطعين‪.‬‬ ‫كما أشكر أستاذي الفاضل الدكتور أحمد هاشم الريسوني على تجشمه تعب‬ ‫الفحص والقراءة والتتبع‪ ،‬وعلى ما تسلح به من صبر وأناة في سبيل استجالء مفاصل‬ ‫البحث الكبرى‪ ،‬وذلك لما عهد فيه من تعدد اإلهتمامات العلمية‪ ،‬ما جعله يعطي‬ ‫للعمل قيمة نوعية مشرفة لصاحبه‪ ،‬وكذا‪ ،‬شكري موصول ألستاذي الدكتور عز الدين‬ ‫الشنتوف‪ ،‬الذي بحكم نشأته الصوفية‪ ،‬لم يكن يفتأ‪ ،‬طول إنجازي لفصول الرسالة‪ ،‬في‬ ‫مفاتحتي فيما أغلق علي من مآزق الشيخ األكبر‪ ،‬والتواصل معي حول بعض اإلشكاليات‬ ‫ذات المنزع الصوفي‪ ،‬ولعله كان يحدس‪ ،‬في بعض األحيان‪ ،‬بما قد أستنتجه‪ ،‬فيقتنص‬ ‫اللحظة كي يتوسع معي في استنتاجاتي‪ ،‬إلى أن تبينت لي السبل الموصلة إلى عالم‬ ‫الشيخ‪ ،‬بقدر جعلني أربط مالحظاته بتوجيهات أستاذي الدكتور عبد اللطيف شهبون‪،‬‬ ‫ألصل في النهاية إلى تركيب الرؤية‪ ،‬استعدادا للتوسع في قراءتها في ضوء الفلسفة‪،‬‬ ‫وإلى كل األفاضل من أساتذة الكلية الذين بصموا الدرس العربي‪ ،‬مغربيا وأندلسيا‪،‬‬ ‫ببصمات أكسبت الكلية هوية تأصيلية ميزتها عن باقي الكليات في المغرب‪ ،‬وعلى رأس‬ ‫هؤالء أستاذنا المرحوم الدكتور عبد اهلل الترغي المرابط تغمده اهلل بواسع رحماته‪ ،‬فقد‬ ‫استوجب أن أقرن شكر أستاذي عبد اللطيف شهبون‪ ،‬بشكر هؤالء‪.‬‬ ‫الموضوع الذي أتشرف اليوم بإلقائه أمام حضراتكم‪ ،‬هو محاولة إلستئناف النظر‬ ‫في التراث العربي اإلسالمي من منظور التأويل األكبري للمقدس‪ ،‬ولعلنا جميعا على‬ ‫وعي كامل بحاجتنا المستمرة الستئناف متجدد للنظر في هذا التراث كلما أحسسنا بما‬ ‫يهدد هويتنا‪ ،‬أو ما يبخسها‪ ،‬وذلك لفهم ذواتنا في عالقتها باآلخر أوال‪ ،‬ولحاجتنا ثانيا‬ ‫إلى تأصيل الحديث‪ ،‬وتحديث األصيل من هذا التراث‪ ،‬مسايرة منا لتجدد الرؤى الفكرية‬ ‫إنسانيا وعالميا‪ ،‬ومساهمة في مشروع تجديد الخطاب الديني‪ ،‬وبعث تجاربه التنويرية‬ ‫التي يزخر بها تراثنا‪ ،‬وهو اإلستئناف الذي تفرضه اللحظة الراهنة وإكراهاتها وشروطها‪،‬‬ ‫من عولمة‪ ،‬وصراع بين الحضارات أو حوار بين الثقافات‪ ،‬كما تفرضه هيمنة خطاب‬ ‫الكراهية الذي ساد مجاالت التدافع اإلنساني من هذا الجانب أو ذاك‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬يغدو‬ ‫هذا اإلستئناف مفروضا علينا بحكم انصهار اآلفاق بتعبير الفيلسوف غادامير‪ ،‬ولعل أولى‬ ‫الحاجات الملحة آنيا‪ ،‬حاجتنا إلى إنقاذ النزعة اإلنسية في ديننا الحنيف‪ ،‬كتعبير عن شكل‬ ‫من أشكال الوعي المتجدد ‪ ،‬والذي نجده حاضرا في نصوص العديد من أعالم تراثنا‬ ‫العربي اإلسالمي‪ ،‬وعلى الخصوص أعالم القرن الرابع الهجري‪ /‬العاشر الميالدي قبل‬ ‫أن تغيبه الصراعات المذهبية والطائفية‪ ،‬وتحل محله رؤى متشظية ومغرضة استهدفت‬ ‫إلغاء كلية اإلنسان‪ ،‬ووحدته المتناظرة مع وحدة خالقه‪ ،‬ولعل المشروع الذي بدأه الشيخ‬ ‫محيي الدين بن عربي في القرن السادس‪ ،‬كان قمة ما عبر عنه ذلك الوعي المتجدد‪،‬‬ ‫عندما استبدل النظر من الدعوة إلى مركزية إلهية‪ ،‬لم تقد إال إلى عقم جدلي‪ ،‬إلى‬ ‫مركزية أسمائية‪ ،‬أي بجعل األسماء الحسنى نماذج للفعل‪ ،‬وهو بهذا اإلستبدال‪ ،‬مَحور‬ ‫اإلنسان في قلب الخطاب الديني‪ :‬اإلنسان الممتلئ بالمعنى‪ ،‬والمتخلق بصفات خالقه‪،‬‬ ‫فهو المصباح والفتيلة والمشكاة والزجاجة بتعبيره‪ ،‬وهو تحول أخالقي وليس ميتافزيقيا‬ ‫اختلف به ابن عربي عن سابقيه من المتصوفة اإلشراقيين‪ ،‬أولئك الذين اشترطوا لمن‬ ‫أراد أن يتعرف على اهلل أن يكون عارفا باهلل‪ ،‬ومن أراد أن يتعرف على الرسالة المحمدية‬ ‫أن يسلك الذل والزهد ‪ ،‬كما سبق ابن عربي بهذا التحول فيلسوف األخالق الغربي كانط‬ ‫‪ ،‬ما جعله في مقدمة الفالسفة الكونيين الذين امتلكوا شرعية الحديث عن المقدس‬ ‫من خارج عباءات التقليد والتقييد‪ ،‬وذلك لكونه اختار لنفسه مدخال جديدا لتناوله للنص‬ ‫الديني‪ ،‬وهو تناول مغاير لما كان متداوال من قبله‪ ،‬إال أن القول بالمغايرة ال يعني أن ابن‬ ‫عربي قام بتقويض األبنية التفسيرية السابقة‪ ،‬وال معارضتها وطرح رؤى غريبة عن ثقافته‬ ‫العربية اإلسالمية‪ ،‬كما فهم ذلك كل من آسين بالثيوس‪ ،‬ونيكلسون‪ ،‬وتلميذه أبو العال‬ ‫عفيفي عندما رموه بالقول بوحدة الوجود‪ ،‬وبتأثره بالفلسفة األفلوطيبنية‪ ،‬بل تعني‬ ‫مغايرته للتراث التفسيري السابق عليه‪ ،‬نزوعه نحو ابتداع مقاربة تنطلق من العقيدة‪ ،‬ثم‬ ‫تفترض إمكانية أخرى للوصول إلى المقدس‪ ،‬بشكل يسمح بتجاوز اإلشكاليات المشرقية‬ ‫ذات الطابع الجدلي‪ ،‬والفلسفية ذات الطابع العقالني األحادي‪ ،‬ويسمح ثانيا بتعايش هذه‬ ‫القراءات وبتكاملها‪ ،‬بل وبالتقائها في وحدة وجودية تستوعب الكثرة والتشظي والتنوع‪،‬‬ ‫وهو التحدي الذي ما يزال قائما إلى اليوم أمام كل من يروم تجديد الخطاب الديني‪،‬‬ ‫سواء بأدوات تقليدية‪ ،‬أو اعتمادا على ما وصلت إليه العلوم الحديثة والمعاصرة‪.‬‬ ‫ففي هذا السياق‪ ،‬تندرج تجربة الشيخ ابن عربي الهيرمنوطيقية‪ ،‬كمنهج في‬ ‫القراءة‪ ،‬وفي الفهم‪ ،‬وهي محاولة مبكرة في تراثنا اإلسالمي اقتضت دمج الممكنات‬ ‫المعرفية للعقل في قراءته للنص الديني‪ ،‬استطاع بواسطتها ابن عربي تأسيس‬ ‫باراديغم جديد انتقل بالقراءة من العقل اإلبستيمولوجي إلى العقل الهيرمنوطيقي‪،‬‬ ‫أي من عقل التدوين والتقعيد والمعايير األصولية‪ ،‬إلى العقل الذوقي والكشفي‪ ،‬وهو‬ ‫البارديغم الذي جعله يعتبر أن اإليمان ال يمكن أن يرقى إلى مستوى الحقيقة الكلية‪،‬‬ ‫بمعنى أن اإليمان ال يتحقق من خالل اإلستقراء واإلستنباط‪ ،‬وال يثبت بالمنطق والعلم‪،‬‬ ‫بقدر ما يعتبره حقيقة مستقلة عن كل ذلك‪ ،‬بل ال يمكن تحقيقه إال عبر مخاطرة أو قفزة‬ ‫في المجهول‪ ،‬وقد ساعده على هذا‪ ،‬اتصال محاولته وتمركزها حول اللغة‪ ،‬معتبرا‪ ،‬قبل‬ ‫هيدغر‪ ،‬أن الوجود يسكن اللغة‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬قام بدمج اللغة في بنية المعنى وفي بنية‬ ‫الوجود‪ ،‬وهو بهذا‪ ،‬يعتبر أول من قام بقراءة النص الديني من خالل النظرة إلى الفهم‬ ‫بدل قراءته من خالل النظرة التي أسسها العلم العربي‪ ،‬تلك النظرة التي ظلت حبيسة‬ ‫العقل األداتي الذي اعتبر البالغة والنحو والحجاج علوما خادمة‪ ،‬أو أدوات صورية‪ ،‬وطالما‬ ‫أن العلم ال يفكر حسب هيدغر‪ ،‬فإن تلكم النظرة األداتية هي التي جعلت النحو ينتصر‬ ‫على الفكر‪ ،‬وتنتصر أصول الفقه على الفقه‪ ،‬وينتصر العروض على الشعر‪ ،‬وبالتالي‪،‬‬ ‫انتصرت القاعدة على الفهم اإلنساني الذي ينبثق من الذات‪ ،‬وهكذا‪ ،‬لم تستطع فلسفة‬ ‫اإلستعارة عند الجرجاني أن تصل إلى تأسيس منظور فلسفي يدفع بآلية التخييل اللغوي‬ ‫إلى صلب التفكير العقالني‪ ،‬في أفق بناء منظومة معرفية مختلفة‪ ،‬كما لم تستطع نظرية‬ ‫النظم لديه أن تتحول إلى باراديغم جديد لصناعة الخطاب‪ ،‬وتشكيل بنيات جديدة‬ ‫للفهم‪ ،‬فتأسس العلم على حساب الفهم‪ .‬بينما‪ ،‬جاءت تجربة ابن عربي الهيرمنوطيقية‪،‬‬ ‫لتؤسس اتجاها معاكسا يقضي باستعمال النص الديني كدافع لتطوير فلسفة التأويل‪،‬‬ ‫أي وضع النص الديني في دائرة التفكير الذي يسمح باستعادة المعاني الواقعة في‬

‫الخبرات اإلنسانية المتقلبة في الصيرورة ‪ ،‬فكل معنى تم تحصيله‪ ،‬إنما هو جزء مرتبط‬ ‫بالوجود ككل‪ ،‬وليس مقطوعا عن سيرورته‪ ،‬إن النص المقدس‪ ،‬في فهم ابن عربي‪،‬‬ ‫يدعونا إلى القيام بتقص وجودي عبر دهاليز اللغة ‪ ،‬وليس إلى تحصيل بنية معرفية‬ ‫حكمها عقل الترادف‪ ،‬ومنهج التواتر‪ ،‬فلم تعد معه العالقة التي تربط بين الحقيقة‬ ‫والمنهج عالقة لزوم‪ ،‬بمعنى‪ ،‬لم يعد المنهج ضامنا للحقيقة‪ ،‬طالما‪ ،‬أن الحقيقة تنبع‬ ‫من الذات عن طريق ما تولده رموزها‪ ،‬ألن في الرمز ما يدعو إلى التفكير كما يقول‬ ‫بول ريكور‪ ،‬وطالما أن المنهج‪ ،‬ومهما كانت عدته وصرامته في تحديد المفاهيم‪،‬‬ ‫يصبح في كثير من األحيان الوسيلة والهدف في آن واحد‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬تصبح الحقيقة‬ ‫مقيدة بسلطته‪ ،‬بدل أن يكون المنهج إحدى الممكنات التي تقود إليها‪ ،‬فابن عربي‬ ‫ينبهنا منذ بداية الفتوحات المكية‪ « ،‬أن العارفين ال يستطيعون نقل مشاعرهم‬ ‫جملة إلى غيرهم من الناس‪ ،‬وكل الذي يستطيعونه هو أن يرمزوا بها إلى الذي‬ ‫بدأوا بدأه «‪ ،‬وبهذا‪ ،‬يصبح العارف متحررا من مدونات التفسير ومرجعياته وحدوده‬ ‫وضوابطه‪ ،‬وقادرا على توليد الدالالت الهاجعة تحت االلفاظ‪ ،‬والتي يدخل بها في‬ ‫« متاهات التأويل» ‪.‬‬ ‫لقد اختارت محاولة ابن عربي التأويلية في فهم المقدس‪ ،‬أن تمر عبر البحث‬ ‫في وحدة الوجود فلسفيا‪ ،‬ولكن ليس باإلعتماد على العقل وحده‪ ،‬كما هو الشأن عند‬ ‫أفالطون‪ ،‬وإنما عبر تركيب المعرفة بالحب‪ ،‬إذ إن كليهما يستمد وجوده في نظره من‬ ‫الواحد الكلي المطلق‪ ،‬أو إن كال منهما يحركه الواحد ‪ ،‬وهو ما دعاه هنري كوربان باإلله‬ ‫التأثري باعتباره حركة الحب السارية في مفاصل الوجود علال ورؤى‪ ،‬ولهذا‪ ،‬اعتبر البحث‪،‬‬ ‫أن التأويل الذي مارسه ابن عربي للمقدس‪ ،‬إنما كان يتقعد آلية المجاز التي جعلته يرى‬ ‫شيئا من خالل شيء آخر‪ ،‬وهو ما تدعوه األبحاث الهيرمنوطيقية الحديثة بالمجاز المبدع‪،‬‬ ‫وهي عند ابن عربي مجازات النور والمشكاة والكهف والمرآة والظالل والتجلي والفيض‪،‬‬ ‫بل يمكن القول‪ ،‬إن ابن عربي نحا في استعماله للمجاز نحوا أثيريا‪ ،‬أي أنه لم يعتبره شيئا‬ ‫فائضا وتكميليا وملحقا بالمعنى على شاكلة بالغيي القرون الخمسة السابقة عليه‪ ،‬إن‬ ‫لحضور المجاز في تأويلية ابن عربي قيمة معرفية في بناء الخطاب‪ ،‬ألن أمهات المفاهيم‬ ‫الفلسفية كلها هي باألساس ذات صياغات مجازية كما يرى طه عبد الرحمن‪ ،‬وبالتالي‪،‬‬ ‫فقد اشتغل التأويل األكبري للمقدس على الكشف على تلك العالقات التي تربط الحقائق‬ ‫لغويا ومجازيا وعقديا وحسيا‪ ،‬وهذا ما لم يعه أبو العال عفيفي عندما أرجع المضمون‬ ‫التأويلي للمفهوم‪ ،‬إلى تأثر ابن عربي بأفالطون‪ ،‬أو بأفلوطين‪ ،‬مثل تأويله لمفهوم‬ ‫الواحد ومفهوم األحد‪ ،‬ومفهوم الجوهر الكلي ‪.‬‬ ‫لقد ذهب ابن عربي إلى أن اعتبار الداللة منتهية هو قتل للعلم‪ ،‬وتقويض‬ ‫للصيرورة المالزمة لوجود اإلنسان‪ ،‬فاإلنتقال من التفسير إلى التأويل‪ ،‬أو ما دعاه دلتاي‬ ‫باإلزاحة‪ ،‬هو تأسيس متجدد للعلم‪ ،‬قابل لتوظيف جميع مناهج العلوم اإلنسانية‪ ،‬في‬ ‫أفق استحداث نموذج جديد يقوم على اعتبار حركية النص من المكتوب إلى المرئي‬ ‫مرورا بالمقروء‪ ،‬وهو التأسيس الذي جعله من جهة ال ينظر إلى النص المقدس‬ ‫كنسق مغلق من الرموز واإلشارات والدالالت‪ ،‬وال يفصل من جهة أخرى بين الفكري‬ ‫والمعرفي‪ ،‬فإذا كان المعرفي يحيل إلى جملة من القواعد والمعايير ذات المنحى‬ ‫الوضعي‪ ،‬وذلك حين يرى أن فهم المعنى ينحصر فقط في إعادة تركيب ذهني‬ ‫لجملة المقاصد واألهداف‪ ،‬فإن الفكري يطرح الفهم باعتباره شرطا إنسانيا‪ ،‬وليس‬ ‫مجرد نتيجة لذلك التركيب ‪.‬‬ ‫لذا‪ ،‬فالبحث يقوم على فرضية مؤداها أن المعرفي في ثقافتنا العربية اإلسالمية‪،‬‬ ‫وفي مجال « قراءة النص المقدس» يكاد يكون من نصيب التراث التفسيري‪ ،‬بينما ينفرد‬ ‫قطاع التصوف بمجال الفكري‪ ،‬أي بمجال التأويل‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬يمكن اعتبار العلم العربي‪،‬‬ ‫والذي ينسجه تراث ضخم من القواعد والمعارف واإلجتهادات‪ ،‬اعتباره وجها واحدا من‬ ‫أوجه المعرفة العربية أدرجه الدكتور محمد عابد الجابري ضمن ما دعاه بالنسق البياني‬ ‫الذي يميز اإلنتاج المعرفي العربي الخالص‪ ،‬بينما يمثل التصوف الوجه اآلخر غير المتاح‬ ‫للعامة‪ ،‬الوجه الذي يعكس التجربة الذاتية في مجال فهم النص‪ ،‬وهي تجربة معاشة‪،‬‬ ‫أنتجها الوعي وأطرتها الذات ‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬تغدو التجربة الذاتية تأويال حيويا وفعاال يعبر‬ ‫عن الطابع الخالق للحياة ولتجليات المقدس فيها‪ ،‬وهو التأويل الذي ينتظم في إطاره‬ ‫متصوفة كبار أمثال البسطامي والسهروردي والجنيد والنفري وابن عربي‪ ،‬باعتبارهم‬ ‫أقطابا يمثلون تيار اإلستغراق الروحي في اإلسالم‪.‬‬ ‫لكن‪ ،‬لماذا تم اختيار ابن عربي ممثال رئيسا لهذا التيار الوجودي الخالق؟ وهل‬ ‫يقدم لنا تصوف ابن عربي تبريرا النفصال المعرفة عن الحقيقة؟ أو التفسير عن الفهم؟‬ ‫أو المعرفي عن الفكري؟ هل ألن عالم الوسائط والبرازخ الموصلة إلى الحقيقة والمتصلة‬ ‫بها‪ ،‬والذي يمكن اعتباره متعاليَ ابن عربي‪ ،‬ينقلنا من سؤال كيف ندرك الحقيقة؟ إلى‬ ‫التساؤل عن حدود إمكانية إدراكها‪ ،‬أو حدود إدراك مستويات منها على شاكلة سؤال‬ ‫كانط الشهير؟ أليس غريبا أن أبدأ حديثي عن التنوير اإلسالمي بابن عربي‪ ،‬وليس‬ ‫بالمعتزلة أو بالكندي أو بابن رشد؟ إنه استغراب مشروع‪ ،‬ألن ابن عربي‪ ،‬إذا لم يفهم‬ ‫على حقيقته‪ ،‬فقد يؤدي ذلك بالمرء إما إلى اإلنقطاع عن الوجود الواقعي‪ ،‬والدخول‬ ‫في ضبابيات الميتافزيقا والشطحات الصوفية‪ ،‬أو الوقوع في تيار النزعة اإلقصائية‬ ‫التصنيفية‪ ،‬ولكن‪ ،‬إذا وضعناه داخل منظور واسع‪ ،‬أي إذا قرأناه في إطار فلسفة الدين‪،‬‬ ‫وعلم األديان المقارن‪ ،‬فإننا سوف نكتشف أن في تراثنا ثمة أفقا آخر للتفكير‪ ،‬يسمح لنا‬ ‫بتجديد الرؤى‪ ،‬وبناء أنساق نظرية جديدة تدفع الفكر اإلسالمي إلى مواكبة تجليات‬ ‫الحقيقة في واقعنا ‪ ،‬وسوف يمكننا هذا من نقل الخطاب الديني من المستوى التقريري‬ ‫إلى المستوى اإلبداعي من جهة‪ ،‬كما سوف يجعلنا نمتلك القدرة العلمية على اختراق‬ ‫تلك التقريرية للوصول إلى ما يدعوه فالسفة ما بعد الحداثة بفلسفة الدين‪ .‬ومن خالل‬ ‫هذه الفرضية‪ ،‬اختار البحث أن يستأنف النظر في جانب من جوانب تراثنا‪ ،‬والذي يتعلق‬ ‫بقراءة ابن عربي للنص المقدس‪ ،‬وهي القراءة التي ابتغاها الشيخ أن تكون قراءة تأويلية‬ ‫بالمعنى الذي تحدث عنه فالسفة التأويل المحدثون أمثال دلتاي وشاليماخر وريكور‪،‬‬ ‫والتي استطاع من خاللها تأسيس فهم جديد متحرر من مدونات التفسير وهوامش‬ ‫التقعيد‪ ،‬ولعله بهذا‪ ،‬قد شكل منعطفا جديدا في تاريخ الثقافة العربية اإلسالمية‪ ،‬بعد‬ ‫منعطف التدوين الذي أسس لتقعيد العقل العربي حيث كانت تجارب الفهم تنطلق كلها‬ ‫من منطلق العلم‪ ،‬إال أن ابن عربي سيغير استراتيجية القراءة ‪ ،‬فيشرع في قراءة المقدس‬ ‫من منطلق الفهم‪ ،‬وليس من منطلق اإلتباع كما فعل سابقوه‪ ،‬غير أن هذا ال يعني إعراضا‬ ‫منه أو مصادرة لما تم إنجازه من منطلق العلم‪ ،‬وإنما كانت قراءاته تعبيرا منه عن رغبته‬ ‫في الكشف عن وجود فراغات في الوجود أو هوامش ال يستطيع العقل المعياري اإلحاطة‬ ‫بها‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فهي تقتضي قوى إدراكية أخرى إلى جانب العقل ال يمكن أن يمألها إال‬ ‫العرفان‪ ،‬ليس بوصفه ممارسة وسلوكا فحسب‪ ،‬بل أيضا بوصفه نظاما معرفيا من نوع‬ ‫آخر‪ ،‬يقوم على اإلنصات الذاتي كاستعادة لتلك الهوامش‪ ،‬وهو ما اصطلح عليه حديثا‬ ‫بالقراءة الهيرمنوطيقية‪ ،‬باعتبارها مجاال جديدا للتفكير الفلسفي‪ ،‬ولعل ابن عربي كان‬ ‫أول من مارسها في تراثنا العربي اإلسالمي‪ ،‬حين قام بدمج الممكنات المعرفية للعقل‪،‬‬ ‫باعتبارها نوعا من الخيال‪ ،‬في عملية التفكير في المقدس‪ ،‬فماهي اإلعتبارات التي حكمت‬ ‫اختيار البحث البن عربي؟‬ ‫يمكن إجمال اإلعتبارات التي احتكم إليها البحث فيما يلي‪:‬‬ ‫ــ اعتبار وجودي‪ :‬وقد تم على أساسه اعتبار التجربة الفلسفية البن عربي‪ ،‬مقاربة‬ ‫مغايرة في تتبعه للمقدس‪ ،‬لذا عمل البحث في الباب الثاني على عرض هذه المقاربة من‬ ‫خالل تفكيك مجاالتها الوجودية الخمسة التي تهيكل الفتوحات المكية‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫• مجال المتعالي المفارق‪ ،‬ويؤوله ابن عربي بمقولة الذات‪ ،‬باعتبارها من عالم‬ ‫األسرار‪ ،‬والتي ال يمكن إدراكها إال بالسلب‪.‬‬ ‫• مجال المتعالي المحايث‪ ،‬ويؤوله ابن عربي باأللوهة‪ ،‬باعتبارها صلة الوصل بين‬ ‫الذات والعالم‪ ،‬وذلك من خالل األسماء الحسنى بمراتبها الثالث المحققة لألحدية ذاتا‬ ‫وإلها وربا‪.‬‬ ‫• مجال المتعالي المعقول‪ ،‬والذي يؤوله ابن عربي بمفهوم الحقيقة المحمدية‬ ‫باعتبارها معقوال محض‪.‬‬ ‫• ومجال المتعالي المطلوب لذاته‪ ،‬وهو اإلنسان الكامل باعتباره جامعا بين‬ ‫المعقول والمحسوس‪ ،‬بين النظري والعملي‪.‬‬ ‫• وأخيرا مجال المتعالي المطلوب لغيره ‪ ،‬وهو ما يدعوه باألعيان الثابتة‪ ،‬أو العالم‪.‬‬ ‫ــ اعتبار معرفي‪ ،‬يقدم البحث من خالله رؤية ابن عربي التجاوزية والتي حققها‬ ‫على مستوى نظرية المعرفة‪ ،‬بالمقارنة مع ما ورثته المرحلة من جهود لغوية وكالمية‪،‬‬ ‫استوعبها النسق البياني التقليدي‪ ،‬وهي رؤية امتلكت مفاهيمها ومعجمها الخاص‪،‬‬ ‫الشيء الذي أصبح معه الغموض الذي يرمى به الشيخ‪ ،‬أمرا مفهوما ومبررا‪ ،‬وبالتالي‪،‬‬ ‫يقدم ابن عربي من خالل هذه الرؤية مثاال على إمكانية بناء لغة خاصة‪ ،‬ذات قيمة‬ ‫تداولية عالية‪ ،‬ال تقوم على اإلنفصال بين المعنى والمبنى‪ ،‬بل تقوم على استدماج‬ ‫بنيتها العامة من حرف وكلمات وصور ورموز وتداعيات وعالمات في صلب الداللة‪ ،‬وهو‬ ‫مسعى غير مسبوق في تاريخ المعرفة العربية اإلسالمية‪ ،‬ومن خالل اإلشتغال‪ ،‬توصل‬ ‫البحث إلى أن ابن عربي تمكن من تأسيس ثالثة اعتبارات تأويلية جديدة في مجال‬ ‫قراءة المقدس‪:‬‬ ‫‪ °‬ضرورة اإلنطالق من وحدة الموضوع‪ ،‬فالمقدس واحد من حيث وجوده‪ ،‬متعدد‬ ‫من حيث إدراكه‪.‬‬ ‫‪ °‬ضرورة تأويل الموضوع في كليته بإدراك أجزائه التي تضمن وحدته وانسجامه‪.‬‬ ‫‪ °‬ضرورة اعتماد تأويل راهني‪ ،‬فراهنية التأويل تعني لديه بناء الموضوع في‬ ‫اللحظة الراهنة كتجربة معاشة‪ ،‬وذلك إلعطاء حياة للمعنى‪ ،‬مع تأكيد انتمائه إلى المتن‬ ‫الديني ‪.‬‬ ‫ــ اعتبار أخالقي‪ ،‬استطاع أن يضع ابن عربي في مصاف الفالسفة الغربيين الكبار‪،‬‬ ‫أمثال كانط ‪ ،‬وهيغل‪ ،‬والذين أقاموا أنساقهم الفلسفية‪ ،‬على جدلية العقلي والحسي‪،‬‬ ‫وهي الجدلية التي أنتجت عندهم ذلك النزوع األخالقي ‪ ،‬فابن عربي‪ ،‬ال يحصر المقدس‬ ‫في مجال المعنى فقط‪ ،‬بل يوزعه على مجاالت التكوين‪ ،‬والمعنى‪ ،‬والحقيقة‪ ،‬وذلك‬ ‫للحفاظ على النزعة اإلنسانية في الدين‪ ،‬فالتخلق بصفات اهلل‪ ،‬ال يتم إال باإلمتالء‬ ‫بالمعنى‪ ،‬واإلتحاد معه أخالقيا‪ ،‬وليس وجوديا كما فهم أبو العال عفيفي‪ ،‬وال يتم هذا‬ ‫اإلتحاد األخالقي إال عبر الحب‪ ،‬باعتباره دخول في صفات المحبوب‪ ،‬ومنه تناسلت مفاهيم‬ ‫التقمص والفناء والتالشي‪.‬‬ ‫وقبل إقدام البحث على تقديم وعرض معالم التأويل األكبري‪ ،‬تلك التي عكستها‬ ‫المجاالت الثالثة اآلنف ذكرها‪ ،‬واستعراض آلياته‪ ،‬وتفكيك مكوناته‪ ،‬ارتأى تخصيص‬ ‫الباب األول للقيام بتتبع ورصد تاريخيين لظاهرة التأويل‪ ،‬وذلك من خالل منعطفين‬ ‫تاريخيين‪:‬‬ ‫أ‪ /‬منعطف التأويل ما قبل إسالمي‪ ،‬وفيه توقف البحث على مفهوم التأويل اليوناني‬ ‫عند كل من الفيثاغورية والرواقية‪ ،‬والغنوصية‪ ،‬كما تتبعه عند أفلوطين وأفالطون‪ ،‬وعند‬ ‫اإلتجاه القبالي اليهودي الذي مثله فيللون اإلسكندري‪ ،‬كما تطرق للتأويل المسيحي‪،‬‬ ‫مستنتجا منه أن التأويل في هذا المنعطف‪ ،‬ارتبط بتفسير النصوص المقدسة من‬ ‫خالل اعتماد الزوج ‪ :‬ظاهر‪ /‬باطن‪ ،‬كمستويين دالليين يعكسان جدلية الخفاء والتجلي‪،‬‬ ‫تلك التي مثلت البنية الميتافيزيقية للظاهرة الدينية التي دفعت إلى نشوء الرمزية‬ ‫والتأويلية عند اإلنسان‪.‬‬ ‫ب‪ /‬منعطف التأويل اإلسالمي‪ ،‬وفيه‪ ،‬سيحقق التأويل انعطافة هامة في تاريخه‪،‬‬ ‫وذلك عندما سيغير موضوعه من الوجود إلى النص‪ ،‬من الحسي إلى الرمزي‪ ،‬حيث‬ ‫مثل القرآن‪ ،‬طيلة القرون الخمسة األولى‪ ،‬المرتكز األول للتأويل بامتياز كمرجع لغوي‬ ‫ومفاهيمي ورؤياوي للعقل اإلسالمي‪ ،‬وفي هذه المرحلة‪ ،‬ميز البحث بين ثالثة أنماط‬ ‫أو حقب تأويلية‪:‬‬ ‫‪ °‬نمط التأويل القرآني‪ ،‬والذي تجسد بدءا من كونه معطى لغويا عكسه ورود كثير‬ ‫من اآليات القرآنية التي تؤكد على وجوده كأفق آخر للتفكير في المعنى‪ ،‬إلى كونه فاعلية‬ ‫إلنتاج هذا المعنى‪ ،‬وتوجيه العقل اإلسالمي نحو وجود إشكالية في الفهم‪ ،‬عكستها‬ ‫بكثير من الخصوص اآلية السابعة من سورة آل عمران‪ « :‬هو الذي أنزل عليك القرآن‬ ‫منه آيات محكمات هن أم الكتاب‪ ،‬وأخر متشابهات ‪ ،»...‬وقد تتبع البحث هذا النمط من‬ ‫التأويل‪ ،‬من خالل تتبع دالالته‪ ،‬وعلى الخصوص في سورتي الكهف ويوسف‪ ،‬حيث توزع‬ ‫التأويل بين مجاالت التعبير عن الرؤيا‪ ،‬والكشف عن الحقيقة‪ ،‬ومجال انتماء التأويل لعلم‬ ‫مستقل هو العلم اللدني الذي ال سبيل إلى تحصيله من طرف العامة‪.‬‬ ‫‪ °‬نمط التأويل المعياري‪ ،‬وفيه مورس التأويل باعتباره تعقال معرفيا‪ ،‬ومعياريا‬ ‫للظاهرة‪ ،‬والمعنى‪ ،‬وهي المرحلة التي زخرت بتراث حافل بتجارب تأويلية‪ ،‬قدمت مقاربات‬ ‫علمية للنص المقدس‪ ،‬من خالل اعتمادها آليات معرفية‪ ،‬كاإلستنباط‪ ،‬والقياس‪،‬‬ ‫واإلستقراء‪ ،‬وهي كلها آليات عكست وعيا معرفيا ودينيا في آن واحد‪ ،‬إذ في تناولها لهذه‬ ‫اآلليات‪ ،‬كانت واعية تماما بخصوصيتها اليونانية‪ ،‬لذلك ارتبطت الممارسة التأويلية في‬ ‫مجال التأليف اإلسالمي‪ ،‬بنزوع نحو تبيئة المفهوم بما يخدم الهدف‪ ،‬وهو الدفاع عن‬ ‫العقيدة‪ ،‬وتلك مهمة تصدى لها كل من المعتزلة واألشاعرة‪ ،‬ثم الفلسفة اإلسالمية‬ ‫فيما بعد‪ ،‬إال أن هذه الممارسات‪ ،‬لم تنتج‪ ،‬رغم خصوبتها النظرية‪ ،‬إال فهما أحاديا‬ ‫وتلفيقيا قام على افتراض وجود بداهة لغوية بين القارئ والنص‪ ،‬فاألنساق المعرفية‬ ‫البانية للتأويل المعرفي‪ ،‬ورغم اختالف مجاالت اشتغالها‪ ،‬نظرت إلى النص‪ ،‬ليس من‬ ‫خالل انفتاحه على مختلف الدالالت واألبعاد الوجودية التي يشير إليها‪ ،‬والمتجددة بتجدد‬ ‫الوعي‪ ،‬بل نظرت إليه باعتباره وحدة داللية منتهية في اللغة‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فهي تؤول إلى‬ ‫فهم واحد‪ ،‬هكذا‪ ،‬عمل التقليد التراثي على مرادفة العلم بذلك الجهاز المفاهيمي الذي‬ ‫قام بتقييد الفهم في مجاالت لغوية مختلفة من أصول للفقه وعلم للكالم‪..‬‬ ‫‪ °‬نمط التأويل باعتباره كشفا وذوقا‪ ،‬وفي إطاره‪ ،‬عملت التجارب الصوفية على‬ ‫إعطاء معنى للوجود من خالل ما يشير إليه النص المقدس‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬اعتبار النص‬ ‫مقدمة أو مدخال لفهم الوجود‪ ،‬أو آية لإلطالع على مضمراته وأسراره وحجبه‪ ،‬فلم‬ ‫تقتصر هذه التجارب على ما أنتجه العلم اإلسالمي في مجال تأصيل المفهوم‪ ،‬بل توسلت‬ ‫بمفاهيم خارج ما صنفته سلطة التدوين‪ ،‬وقد كان مفهوما الظاهر والباطن مفهومين‬ ‫رئيسيين هيكال بحضورهما القرآني كاسمين من أسماء اهلل هذه التجارب‪ ،‬وذلك عندما‬ ‫تم تناولهما كآلية يقوم عليها النص‪ ،‬وليس ككيانين منفصلين كما اعتبرهما تراث‬ ‫التفسير‪ ،‬فالظاهر‪ /‬الباطن‪ ،‬طاقة تكشف عن قدرة هائلة على الذهاب بالداللة إلى‬ ‫أقاصي النفس والوجدان اإلنساني‪ ،‬كما تكشف أن التأويل يسكن األعماق‪ ،‬وليس مجرد‬ ‫نشاط عقالني يقوم على دواع تصنيفية لمستويات النص‪ ،‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬كان اختياري‬ ‫لنموذجين تأويليين بارزين‪:‬‬

‫(البقية في العدد القادم)‬


‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يناير ‪2017‬‬

‫العدد ‪871‬‬

‫ْ�س مْ ُ‬ ‫ا�ض َي ًة َم ْر ِ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ال ْط َم ِئ َن ُّة ْارجِ عِي �إِ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫�ض ّ َي ًة َف ْ‬ ‫} َيا �أَ ّ َيت َُها ال ّ َنف ُ‬ ‫اد ُخلِي فيِ‬ ‫َو ْاد ُخلِي َج َّنتِي {‬ ‫(�صدق اهلل العظيم)‬ ‫عِ َبادِ ي‬

‫تلقينا ببالغ األسى واألسف يوم الخميس ‪ 5‬يناير ‪ 2017‬نبــأ وفــاة المشمول‬ ‫برحمة اهلل تعالىالفقيد‬

‫عبد ال�سالم اغزييل‬

‫أحد الفاعلين في الحقل الرياضي بطنجة‬ ‫وفي محفل جنائزي مهيب أقيم يوم الجمعة ‪ 6‬يناير ‪ ،2017‬بحضور األهل‬ ‫واألحباب‪ ،‬واألصدقاء والجيران الذين رافقوا جثمان الفقيد الطاهر إلى مثواه‬ ‫األخير‪ ،‬حيث ووري الثرى بمقبرة سيدي اعمار بعد صالة الظهر بمسجد مرشان‪.‬‬ ‫وبهذه المصاب الجلل نتقدم بالتعازي الحارة‪ ،‬إلى جميع أفراد عائلة الفقيد وعلى رأسها أرملته‬ ‫السيدة أسية النادي‪ ،‬وأوالدها عماد‪ ،‬رشيد ونزهة‪ ،‬وإلى عائلة النادي واغزييل‪ .‬سائلين اهلل تعالى أن‬ ‫يتغمد الفقيد بواسع رحمته‪ ،‬وأن يسكنه فسيح جناته‪ ،‬وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫كلمة حق تقدير ًا للمرحوم «�سي عبد ال�سالم اغزييل»‬ ‫فقدت الساحة الرياضية وساكنة المدينة بوفاة المرحوم «سي عبد السالم اغزييل» واحداً من ألمع رجاالت عاصمة‬ ‫البوغاز الذين خدموا شؤون الرّياضة‪ ،‬وبذلوا الغالي والنفيس‪ ،‬من أجل الرفع من شأنها‪.‬‬ ‫الراحل انخرط منذ السنوات األولى الستقالل المغرب في تأسيس وتسيير الفرق الرياضية لكرة القدم بالمدينة‪ ،‬إذ‬ ‫كان أول رئيس لفريق أطلس طنجة (القسم الثالث) ثم فريق شرطة طنجة‪ ،‬الممارس آنذك بالقسم الوطني الثاني‪ ،‬وعدة‬ ‫فرق أخرى‪ ،‬منها نهضة طنجة واتحاد طنجة الرياضي‪.‬‬ ‫لقد سجل بحقّ اسمه بمداد من الفخر واالعتزاز‪ ،‬تاركا بصماته الواضحة في السجل التاريخي لكرة القدم المحلية‬ ‫بالمنطقة الدولية‪ ،‬كما تميّز بغيرته الشديدة على الفرق التي سيّرها من ماله الخاص‪ ،‬ذلك أن انخراطه التطوعي‬ ‫في أعمال التسير والتدبير كان نابعاً من إيمانه العميق بالتضحية وحب أعمال الخير‪ ،‬وهو األمر الذي ال يختلف حوله‬ ‫أصدقاؤه ومجايلوه ومعارفه الذين بفقدانهم للراحل‪ ،‬يكونون قد فقدوا نموذجاً لذلك الطنجاوي األصيل الذي كان‬ ‫يؤنس وحشتهم بالدّعابة والفكاهة‪ ،‬ويثيرهم بفعل الخير لفائدة الجميع‪.‬‬ ‫رحم اللهّ «سي عبد السالم الغزييل» فقيد الرياضة الطنجاوية بدون منازع‪.‬‬

‫والدة الأ�ستاذ محمد العربي �أقبيب يف ذمة اهلل‬ ‫عن عمـر يناهــز ‪ 76‬سنــــة‪ ،‬لبـــت نداء ربها المشمولة بعفـــو اهلل‪،‬‬ ‫المرحومة‬

‫عائ�شة بنتاويت‬

‫والدة السيد محمد العربــي أقبيب‪ ،‬األستاذ بهيئة المحامين بطنجة‪ ،‬وذلـــك‬ ‫يوم الجمعـــة ‪ 30‬دجنبر‪ ،2016‬وفي اليوم الموالي (السبت‪ 31‬دجنبر) وفي موكب‬ ‫جنائــزي مهيب‪ ،‬حضره األهل واألحباب والمعارف‪ ،‬شيع جثمانها الطاهرودفن بعد‬ ‫صالة الظهر بمقبرة مسجد عمر بن الخطاب‪ ،‬الكائن بحي مسترخوش‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬نتقدم بأحرالتعــازي إلى السيد محمد أقبيب‪ ،‬زوج‬ ‫المرحومة‪ ،‬وإلى أبنائهما ذ‪ .‬محمد العربي‪ ،‬ورشيـد وأسية وثريا ونادية وليلى‪،‬‬ ‫وإلى إخوة الفقيدة‪ ،‬أحمد ومحمد وأمينة وفاطمة‪ ،‬وكذا إلى جميع أفراد عائلتي أقبيب وبنتاويـت‪ ،‬راجين لهم‬ ‫منــه تعالى الصبر والسلوان‪ ،‬وللفقيدة عظيم األجر والغفران‪ ،‬أمطرها اهلل بشآبيب رحمته وأسكنها فسيح‬ ‫جناته مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫�شكر على تعزية‬ ‫على إثر وفاة المشمولة بعفو اهلل‪،‬‬ ‫المرحومة‬

‫كنزة الزودي‬ ‫الــتــي وافـتـــــهــا المنـــيـــة‬ ‫بتاريـــــخ ‪ 24‬دجنبر ‪.2016‬‬ ‫يــــتـــقــــــــدم أفـــــــراد‬ ‫عــــائــالت الزودي وقنــــجـاع‬ ‫وبولعيـز بعظيـم تشكراتهم إلى كــل من واساهــم في‬ ‫مصابهـم الجلل‪ ،‬راجين منـــه تعالى أن ال يريهم مكروها‬ ‫في عزيز لديهم‪ ،‬وأن يرزقهم بموفور الصحة ويبارك في‬ ‫عمرهم‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫«كل نف�س ذائقة املوت»‬

‫يف رحاب ال�سرية‬

‫وفاة النبي‬ ‫‪ -‬بقلم ‪ :‬عمر محمد قرباش‬

‫‪bachomar@gmail.com‬‬

‫هذه وقفــة مع وقفــات السيرة النبوية‪،‬‬ ‫ولكنها ليســت كسابقتها هذه وقفــــة مع‬ ‫مصيبةِ المصائب وكبرى الفواجع على هذه‬ ‫األمة المكلومة‪ ،‬إنها مصيبة المسلمين بوفاة‬ ‫نبيهم صلى اهلل عليه وسلم ـ لقد كانت وفاته‬ ‫أعظم حدث مر بالمسلمين فأذهل عقولهم‪،‬‬ ‫وزلزل أركانهم‪ ،‬وحير أفهامهم‪.‬‬ ‫بوفاة الرسول أظلمت المدينة واهتزت‬ ‫من هول وقع الخبر على مسامع الصحابة‪ ،‬فلم‬ ‫ير في ذلك اليوم في تاريخ اإلسالم أظلم منه‪،‬‬ ‫قال أنس بن مالك رضي اهلل عنه‪ « :‬ما رأيت‬ ‫يوماً قط كان أحسن وال أضوأ من يوم دخل‬ ‫علينا فيه رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وما‬ ‫رأيت يوماً كان أقبح وال أظلم من يوم مات فيه‬ ‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم» ‪.‬‬ ‫ففي ضحى يوم اإلثنين الثاني عشـــر من‬ ‫ربيع األول انقطع الوحي من السماء إلى األرض‬ ‫وأقفلت الرساالت‪ ،‬وودع النبي صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم الدنيا لاللتحــاق بالرفيـــق األعلى‪،‬‬ ‫ري َلكم‬ ‫وقال معزيا أمته ومطمئنا ‪( :‬حياتي خ ٌ‬ ‫تعر ُ‬ ‫�ض‬ ‫ووفاتي خ ٌ‬ ‫حُتدِثونَ و َيحد ُ​ُث َل ُكم َ‬ ‫ري َل ُكم َ‬ ‫دت ال َّلهَ‬ ‫ري َحمِ ُ‬ ‫علي �أعما ُلكم فما ر� ُ‬ ‫أيت من خ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫عليهِ وما ر� ُ‬ ‫ا�ستغفرت ال َّلهَ َلكم)‪،‬‬ ‫رش‬ ‫أيت من � ٍّ‬ ‫الدُنيا‬ ‫وقد خيره اهلل تعالى بين البقاء في هذه ّ‬ ‫وبين لقاء اهلل‪ ،‬فاختار عليه السالم ال ُّلحوق‬ ‫بالرفيق األعلى‪ ،‬فعن عائشة قالت‪« :‬كان‬ ‫رسول اهلل ص َّلى اهلل عليه وس َّلم وهو صحيح‬ ‫يقول‪�« :‬إِ َنّهُ مَ ْل ُي ْق َب ْ‬ ‫بي َق ُّط َح َّتى َي َرى َم ْق َع َد ُه‬ ‫�ض َن ٌّ‬ ‫مِ نَ َ‬ ‫خي »‪. ‬‬ ‫اجل َّنة ُث َّم ُي رَّ‬ ‫إن نبينا صلى اهلل عليه وسلم حسس‬ ‫بدنو أجله قبله بأشهر‪ ،‬وقد كان ص َّلى اهلل‬ ‫عليه وس�� َّل��م يشير إل��ى وفاته في مواضع‬ ‫متعدِدة ومناسبات مختلفة‪ ،‬فلما بعث معا ًذا‬ ‫ّ‬ ‫إلى اليمن خرج معه صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫يوصيه‪ ،‬ومعاذ راكبٌ ورسول اهلل صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم يمشي تحت راحلته‪ ،‬فلما فرغ‬ ‫قال‪َ « :‬يا ُم َع ُاذ! �إِ َّن� َ�ك َع َ�سى �أَ ْن َال َت ْل َق يِان َب ْع َد‬ ‫َعامِ ي هَ َذا‪َ ،‬و َل َع َّل َك �أَ ْن مَ ُ‬ ‫مب ْ�سجِ دِي هَ َذا � َأو‬ ‫ت َّر َ‬ ‫َق رْبِي »‪َ ،‬ف َ‬ ‫بَكى معاذ لفراق رسول اهلل صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم‪ ،‬ثم التفت فأقبل بوجهه نحو‬ ‫ا�س بي مْ ُ‬ ‫ال َّت ُقونَ ؛‬ ‫المدينة فقال‪� « :‬إِ َّن �أَ ْو َلى ال َّن ِ‬ ‫َمنْ َكا ُنوا َو َح ْي ُث َكا ُنوا»‪ ،‬وقال في حجة الوداع‬ ‫(إني ال أدري لعلي ال ألقاكم بعد عامي هذا‬ ‫بهذا الموقف أب��داً)‪ ،‬وس��ورة النصر «إذا جاء‬ ‫نصر اهلل والفتح ‪« ...‬سميت بسورة النعي‪،‬‬ ‫بعد أن تفطن لفهم ذلك حبر األمة وترجمان‬ ‫القرأن عبد اهلل بن عباس حين قال لعمر رضي‬ ‫اهلل عنهم ‪ « :‬إن اهلل ينعى إلى رسوله أجله»‪.‬‬ ‫وعند الطبراني أنها لما نزلت هذه السورة أخذ‬ ‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أشد ما كان‬ ‫اجتهادا في أمر اآلخرة ‪.‬‬ ‫لقد كان ابتداء مرضه صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم في العشر األخير من صفر‪ ،‬وكانت‬ ‫بداية وجعه في بيت ميمونة ثم انتقل حين‬ ‫اشتد وجعه صلى اهلل عليه وسلم إلى بيت‬ ‫السيدة عائشة رضي اهلل عنها‪ ،‬قالت عائشة‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فقال‪:‬‬ ‫«ثقل‬ ‫أَ َّ‬ ‫صلى الناس ؟ فقلت ال هم ينتظرونك يا رسول‬ ‫المخضب ففعلنا‬ ‫اهلل فقال‪ :‬ضعوا لي ماء في‬ ‫ِ‬ ‫فاغتسل ثم ذهب لينهض ُ‬ ‫فأغمي عليه ثم‬ ‫أفاق فقال أصلى الناس ؟ فقلنا ال هم ينتظرون‬ ‫يا رس��ول اهلل» قالت ‪ :‬والناس عكوفٌ في‬ ‫المسجد ينتظرون رسول اهلل لصالة العشاء ‪.‬‬ ‫فأرسل رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم إلى‬ ‫أبي بكر يصلي بالناس ‪.‬‬ ‫ولما ارتفع الضحى دعا النبي ‪ -‬صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم ‪ -‬فاطمة فسَارَّها بشيء فبكت‪ ،‬ثم‬ ‫دعاها‪ ،‬فسارها بشيء فضحكت! قالت عائشة ‪:‬‬ ‫فسألنا عن ذلك فيما بعد‪ ،‬فقالت‪ :‬سارني النبي‬ ‫‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬أنه يقبض في وجعه‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫ببالغ الحزن واألسى‪ ،‬و بقلــوب مؤمنــة‬ ‫بقضاء اهلل وقدره‪ ،‬تلقينا نبأ وفاة المرحوم‬

‫بن �سامل بومديان‬ ‫وقد لبى الراحل نداء ربه مساء يوم‬ ‫األربعاء ‪ 20‬دجنبر ‪ 2016‬عن سن يناهز‬ ‫‪ 63‬سنة‪.‬‬ ‫وعلى إثــر هذا المصاب الجلل‪ ،‬نتقدم بأحر التعازي إلى عائلـــة‬ ‫المرحوم‪ ،‬أوالده‪ :‬أمين‪ ،‬سكينة‪ ،‬إكرام‪ ،‬وأرملته السيدة أسية‬ ‫الحارثي‪ ،‬سائلين اهلل عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته‬ ‫ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫الذي توفي فيه‪ ،‬فبكيت‪ ،‬ثم سارني فأخبرني‬ ‫أني أول أهله يتبعه فضحكت‪.‬‬ ‫وطفق الوجع يشتد ويزيد فأسندته عائشة‬ ‫إليها‪ ،‬فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح به‬ ‫وجهه يقول ( ال إله إال اهلل‪ ،‬إن للموت سكرات‪)..‬‬ ‫ثم رفع يده أو أصبعه‪ ،‬وشخص بصره نحو‬ ‫السقف‪ ،‬وتحركت شفتاه‪ ،‬فأصغت إليه عائشة‬ ‫وهو يقول ‪( :‬مع الذين أنعمت عليهم من‬ ‫النبيين والصديقين والشهداء والصالحين‪،‬‬ ‫اللهم اغفر لي وارحمني‪ ،‬وألحقني بالرفيق‬ ‫األعلى‪ ،‬اللهم الرفيق األعلى) ثالثاً‪ ،‬ومالت يده‬ ‫ولحق بالرفيق األعلى‪.‬‬ ‫و ُغسل صلى اهلل عليه وسلم من بئره‬ ‫التي كان يشرب منهــا‪ُ ،‬‬ ‫وك ّفــن عليه الصالة‬ ‫والسالم في ثالثة أثواب بيض ثم جاء الرجال‬ ‫فوجا بعد فوج فصلوا عليه ‪.‬‬ ‫و دفن صلى اهلل عليه وسلم في البقعة‬ ‫التي توفي فيها‪ ،‬فلقد جاء عن الصدّيق رضي‬ ‫اهلل عنه أنه قال ‪ :‬سمعت رسول اهلل صلى اهلل‬ ‫نبي �إال دُ فِنَ ُ‬ ‫عليه وسلم يقول ‪ « :‬ما ُق َ‬ ‫حيث‬ ‫ب�ض ٌّ‬ ‫ُيق َب�ض» ‪ .‬فرفع فراشه وحفر له تحته ‪.‬‬ ‫لقد توفي النبي صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫شهيدا كما ذكر أهل السير حيث ظهر أثر السم‬ ‫الذي أكله بخيبر حتى كان يقول‪َ ( :‬يا َعائ َِ�ش ُة‬ ‫َما �أَزَ ُال �أَجِ ُد َ�أ مَ َل َّ‬ ‫ب َف َه َذا‬ ‫الط َع ِام ا َّلذِي �أَ َك ْل ُت ب َِخ ْي رَ َ‬ ‫ال�س ِّم )‪.‬‬ ‫�أَ َوانُ َو َجدْ ُت ا ْنق َِط َاع �أَ ْب َهرِ ي مِ نْ َذل َِك ُّ‬ ‫أبهَري» ‪ :‬عرق مرتبط بالقلب‪ ،‬إذا انقطع مات‬ ‫اإلنسان ‪.‬‬ ‫لقد ودع النبي صلى اهلل عليه وسلم الدنيا‬ ‫وأصحابه وأحبته بكلمات مخلدة ومسددة‪،‬‬ ‫وبوصايا موجهة ومن أواخر كلماته صلى اهلل‬ ‫عليه وعلى آله وسلم ما رواه أنس رضي اهلل‬ ‫عنه قال‪ ( :‬كانت عامة و�صية ر�سول الله �صلى‬ ‫ال�ص َال َة‬ ‫الله عليه و�سلم حني ح�رضته الوفاة‪َّ ،‬‬ ‫يا ُن ُك ْم ) ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ال�ص َال َة َو َما َم َل َك ْت �أَ مْ َ‬ ‫كان وقع هذه الفاجعة على الصحابة‬ ‫الكرام رضوان اهلل عليهم عظيما‪ ،‬فلم تكد‬ ‫عقولهم وقلوبهم تطيق ثقل المصيبة‪ ،‬حتى‬ ‫أنكر عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه أن يكون‬ ‫النبي صلى اهلل عليه وسلم قد مات‪ ،‬وكان من‬ ‫الصحابة من أصمت‪ ،‬ومنهم من أقعد إلى‬ ‫األرض فلم يستطع حراكا‪ ،‬وهكذا لم يصب‬ ‫الصحابة بمصاب أعظم من ذلك اليوم ‪.‬‬ ‫ثم قام عمر بن الخطاب فقال‪« :‬إن رجا ًال‬ ‫يزعمون أن رسول اهلل قد توفي وإن رسول اهلل‬ ‫بكر الصديق ودخل على‬ ‫ما مات»‪ ،‬فأقبل أبو ٍ‬ ‫رسول اهلل فكشف عن وجه فقبله قبلة الوداع‬ ‫بين عينيه وقال‪« :‬بأبي أنتَ وأمي يا َ‬ ‫رسول اهلل‬ ‫الناس فقال‪:‬‬ ‫طِبتَ حيا ِّ‬ ‫وميتا»‪ .‬ثم أقبل على ِ‬ ‫«أيها الناس إنه من كان يعبد محمدا فإن‬ ‫محمدا قد مات‪ ،‬ومن كان يعبد اهلل فإن اهلل‬ ‫«و َما ُم َح َّم ٌد‬ ‫حي ال يموت» ثم تال هذه اآلية َ‬ ‫�إِ َّال َر ُ�س ٌ‬ ‫الر ُ�س ُل‪� ،‬أَ َف ِ�إن َّم َ‬ ‫ات‬ ‫ول َقدْ َخ َل ْت مِ ن َق ْبلِهِ ُّ‬ ‫�أَ ْو ُقت َِل ان َق َل ْب ُت ْم َع َلى �أَ ْع َقا ِب ُك ْم‪َ ،‬و َمن َين َقل ِْب َع َل َى‬ ‫َع ِق َب ْيــهِ َف َلن َي�ضرُ َّ اللهَ َ�ش ْيئًا‪َ ،‬و َ�س َي ْجـــزِ ي اللهُ‬ ‫َّ‬ ‫ال�شاكِ رِ ينَ »‪ .‬فصحا الناس ورجعوا إلى أنفسهم‬ ‫وتيقنوا وفاة النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬ولم‬ ‫يعودوا يترددون في ذلك حتى عمر رجع عندما‬ ‫سمع ما تال الصديق من القرأن الكريم‪ ،‬ونزل‬ ‫به من األسى والحزن ما كاد يسقط معه على‬ ‫األرض ‪.‬‬ ‫انتقل رسول اهلل صلى اهلل عليه وعلى آله‬ ‫وسلم إلى الرفيق األعلى بعد أن بلغ الرسالة‬ ‫وأدى األمانة ونصح األمة وجاهد في اهلل حق‬ ‫جهاده حتى أتاه اليقين‪ ،‬اللهم صل على سيدنا‬ ‫محمد في األولين واآلخ��ري��ن أب��د األبدين‪،‬‬ ‫اللهم صل عليه في المأل األعلى إلى يوم‬ ‫الدين ‪.‬‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫لبـى نــداء ربــه يــوم الخميـس ‪27‬‬ ‫دجنبر ‪ ،2016‬المشمـول برحمة اهلل تعالى‬ ‫الفقيد‬

‫ح�سن العمريي‬

‫السائق المهني المعروف ب (محسن)‬

‫وفي محفـــل جنــائــزي مهيــب حضره األهل‬ ‫واألحبــاب‪ ،‬األصدقـــاء والجيران‪ ،‬الذين رافـقـــوا‪،‬‬ ‫جثمـــانه الطاهر إلى مثواه األخير‪ ،‬حيـث ووري‬ ‫الثرى بمقبرة سيدي اعمار بعد صالة العصر‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة نتقدم بالتعازي الحارة إلى جميع أفراد أسرته‪،‬‬ ‫وعلى رأسها أرملته‪ ،‬وإخوانه‪ ،‬وكذا إلى جميع أصدقائه وزمالئه في القطاع‬ ‫المهني‪ .‬سائلين اهلل تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته‪ ،‬وأن يسكنه فسيح‬ ‫جناته‪ ،‬وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬


‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يناير ‪2017‬‬

‫العدد ‪871‬‬

‫ات‪..‬‬

‫شذر‬

‫‪13‬‬

‫�ساكنة احلر والزمهرير‪ ..‬خبز و�شاي‪!!..‬‬ ‫احلطب �أوال ثم اخلبز ثانيا‪..‬‬ ‫• إعداد ‪ :‬مصطفى بديع السوسي‬

‫�أوراق من�سية‬

‫‪ 23‬ـ �أحزاب �سيا�سية‪...‬‬ ‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫ال ديمقراطية بدون أحزاب سياسية‬

‫الزال البون شاسع بين حواضرنا وبوادينا‪ ،‬وأغلب‬ ‫سكان الجبال واألودية والقمم ومنحدرات الطرق الملتوية‬ ‫والمنعرجة والمُلتوية يعيشون تحت خط الفقر‪ ،‬تتقاذفهم‬ ‫عوائل الجوع والجهل والمرض والتجاهل فينشأ بينهم وبهم‬ ‫ومعهم جيل من الضائعين ال يكادون يفارقون قممهم‬ ‫المكسوة بالثلوج رغم المرض‪ ،‬ورغم الحاجة‪ ...‬والخطاب‬ ‫السياسي المتداول يحاول تبرئة الذمة باجترار ألفاظ من‬ ‫قاموس الغزل العبيط‪ ،‬والعاطفة الزائفة التي لن تخفف عن‬ ‫السكان حرّاً وال صقيعا‪ ...‬وأغلبهم يعيشون حياة بدائية‪،‬‬ ‫يتزاحمون مع حيواناتهم داخل كهوف ومغارات نحتت من‬ ‫الصخر ال عالقة لهم ببشر القرن الواحد والعشرين‪ ،‬وال‬ ‫بحضارة النيون واإلشهارات المعتصرة من ألفاظ أجنبية‪،‬‬ ‫وال بالمالهي الحمراء المطلة على البحر أو القابعة وراء‬ ‫رياضات محروسة‪ ،‬وال بالسيارات الفارهة التي تجوب األرض‬ ‫طوال وعرضا تفوح من داخلها روائح «البارفان» وتوابعه‬ ‫التي تحول حيوانا ناطقا بصيرا إلى دمية مسلوقة الوجه‪،‬‬ ‫معفرة بألوان قزحية كثيفة‪ ،‬وال باليخوت التي تمخر عباب‬ ‫الماء وعلى سطحها تنتشر أجساد بضة ماجنة‪.‬‬ ‫ساكنة الحر والزمهرير من طينة أخرى‪ ..‬فهي شقيقة‬ ‫قبائل غابات األم��زون بوجوه شاحبة‪ ،‬وعيون جاحظة‪،‬‬ ‫وهياكل عظمية بارزة وبقايا أسنان صفراء بارزة‪ ،‬تتحدث‬ ‫بلغة هي أقرب إلى السوريالية والكتابة أو نقش‪ .‬ربما‬ ‫استطاعوا أن يحفروا في الصخر أشكاال هي أقرب إلى الكتابة‬ ‫المسمارية‪ ...‬ال العربية يعرفون‪ ،‬وال األجنبية‪ ،‬بل كلمات‬ ‫سموها أمازيغية‪ ،‬في حين أنها كلمات طائرة تتناثر فوق‬ ‫جبال ووهاد ومسارات كالحة‪ ...‬خبز وشاي قوي وحبات مواد‬ ‫أخرى جمعوها في عز الحر‪ ...‬من أسواق أسبوعية ليوم الريب‬ ‫فيه‪ ...‬لم تصل إليهم كلمة «طب» ونساؤهن يلدن جنبا‬ ‫إلى جنب مع حيواناتهن يرتوين بلبنهن من ضرع جاف قد‬ ‫يُعطي الدم بدل اللبن‪ ،‬وكثيرا ما أرادوا حمل امرأة داهمها‬ ‫المخاض إلى أقرب نقطة صحية فماتت في الطريق فوق‬ ‫العربة القذرة المجرورة بحمار أعجف أو يد معرورقة نحيلة‪.‬‬ ‫كذب من قال أن هؤالء السكان أقوياء وأصحاء وأنهم‬ ‫يشربون ماءا صافيا عذبا‪ ،‬ويُطمعون خبزا طريا‪ ،‬ويتغذون‬ ‫على أعشاب غير مخلوطة بمواد كيماوية‪...‬‬ ‫أكذوبة أغنياء الزمن الرديء‪ ...‬ومترفي العصر المخنثين‬ ‫تفضحها الوقائع واإلحصاءات الموثقة حول سكان البوادي‬ ‫والقرى المتوارية والبعيدة عن أعين الحضارة المادية‪ ،‬هم‬ ‫يشربون ماء عكرا مخلوطا بالوحل والطفيليات التي تعشش‬ ‫وتفرخ في البرك والمياه الضحلة التي يشرب منها القرويون‪،‬‬ ‫اآلبار القليلة غير مُعالجة بمطهرات تجعلها صالحة للشرب‪،‬‬ ‫وفي المستنقعات التي تسبب المالريا والحمى البكتيرية‬ ‫وزد عليها يسبح أطفالهم في عز الحر أو تغسل فيها النساء‬ ‫المالبس المتسخة‪...‬‬ ‫وقالوا أنهم خصصوا ماليير لتنمية البوادي وإخراجها‬ ‫من حالة البؤس التي تعيشها‪ ،‬وتنافس المتنافسان في من‬ ‫سيشرف على صرف هذه االعتمادات وتسابق إليها رئيس‬ ‫الحكومة ووزير الفالحة في الحكومة السابقة ثم لم يظهر‬ ‫بعد أثر لهذه الماليير‪ ،‬ربما كنا مستعجلين‪ ،‬في حين أن األمر‬ ‫يحتاج إلى دراسات وإحصائيات وخبرات وتقديرات وأولويات‪،‬‬ ‫ولكنهم انتظروا طويال‪ ...‬سكان الكهوف والمغارات والجبال‬ ‫النائية المترامية العالقة بالسحاب ملوا االنتظار‪ ...‬سنوات‬ ‫عجاف‪ ...‬وأجيال ضائعة ونساء ورج��ال وأطفال ذهبوا‪...‬‬ ‫غابوا‪ ...‬ولم يبد وميض أمل أو شعاع شمس في لياليهم‬ ‫الظلماء‪...‬‬ ‫هم ال يعرفون ميزانية وال اعتمادات وال أغلفة منفوخة‬ ‫بالهواء‪ ..‬هم فقط يريدون خبزا وطريقا سالكا إلى الحاضرة‪،‬‬ ‫ومدرسة ومستوصفا مجهزا‪ ،‬وليس حجرة فارغة إال من‬ ‫طاولة وحارس عجوز‪ ...‬وإنارة تنقلهم ولو هامشيا إلى مدينة‬ ‫زائفة مغشوشة‪ ،‬ال يمكنهم أن ينتظروا أكثر ألن أشالءهم‬ ‫تتناثر مع عواء الذئاب وباقي الزائرين الغير المرغوب فيهم‪،‬‬ ‫أحيانا يصل الموت إلى الحواضر نفسها فتتساقط أجساد‬ ‫المشردين في دروب المدينة والذين ال يجدون لحافا وال‬

‫فراشا وال غطاء وال حتى أسماال بالية تدفع عنهم كثيرا من‬ ‫البرد وتجلب إليهم قليال من الدفء‪ ،‬ومنذ أيام سقط ثالثة‬ ‫مواطنين صرعى تحت وطأة البرد في مدينة الشاون‪ ،‬هؤالء‬ ‫لم يموتوا تحت ركام الثلوج‪ ،‬وإنما في مدينة‪ .‬فكيف بالذين‬ ‫يعيشون في قمم الجبال البيضاء أو سفوحها تلسعهم سياط‬ ‫البرد والصقيع ليل نهار‪ ...‬وتتناثر على وجوههم نتف الثلج‬ ‫وال يجدون مالذا سوى الخشب واألشجار التي يشترونها‬ ‫بسعر الذهب‪ ،‬فالحطب أوال ثم الخبز ثانيا‪.‬‬ ‫هكذا تعيش بوادينا وقرانا خارج الحياة وخارج التاريخ‪،‬‬ ‫وقد توالت عليهم السنين دون تغيير‪ ،‬وال يعرفون عن‬ ‫العالم الخارجي شيئا إال من خالل قوافل اإلغاثة الغذائية‬ ‫والطبية التي تزورهم مرة في لسنة ثم يعودون إلى سبات‬ ‫أهل الكهف‪ .‬إذن‪ ،‬فالحل يكمن في إيجاد مخطط رائد‬ ‫وجبار‪ ..‬يبدأ من فتح المسالك والطرق وتعبيدها لفك العزلة‬ ‫عن هذه البوادي وإلحاقها بركب المجتمع‪ ،‬وفتح األوراش‬ ‫لفك جوعها وفقرها‪ ،‬ثم المدرسة إلخراج أبنائها من ظلمات‬ ‫الجهل‪ .‬وحتى بعض الدواوير البعيدة عن سكن الكهوف‬ ‫والثلج بدأت تهاجر أفواجا إلى المدن‪ ..‬أعرف أسرة كاملة‬ ‫هاجرت من ثالثاء ريصانة إلى طنجة‪ ،‬واستقرت بحومة‬ ‫الشوك بعد أن دفعتها قساوة الحياة وجفاف السنة الماضية‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬ومن دوار العوامرة بإقليم العرائش أيضا رغم أن‬ ‫العوامرة من المناطق الفالحية المعروفة خصوصا في إنتاج‬ ‫وتسويق الفراولة إلى الخارج‪ ،‬وبها استثمارات أجنبية فضال‬ ‫عن الفالحة المحلية التي تدر إنتاجا جيدا وعالي الجودة‬ ‫ولكن الضرائب أرهقتهم سيما بالنسبة للفالح الصغير‪ ،‬أو‬ ‫اإلقطاعيين أصحاب الضيعات الفالحية التي اليحدها بصر‬ ‫فال مشكل لديهم حتى مع الجفاف‪ .‬وقد رحم اهلل عباده‬ ‫هذه السنة بغيث نافع فعساه أن يكون حافزا لتشبث الفالح‬ ‫بأرضه‪ ،‬والساكن بدواره وقريته‪ ..‬واألكيد أن كل الحلول‬ ‫الهادفة لتحقيق التنمية لن تعطي أكلها ولن تنجح إال‬ ‫بنسبة ضئيلة إال لم تشمل خطط التنمية البادية المغربية‬ ‫من أقصاها إلى أقصاها‪ ،‬خصوصا تلك المنعزلة والمتعرضة‬ ‫لشتى الضغوطات االجتماعية واالقتصادية وأحوال الطقس‬ ‫المتقلبة وهي بوادي معروفة‪ ...‬فتنمية بدون بادية صالحة‬ ‫هي تنمية عرجاء‪ ،‬وإحداث مناطق صناعية وتعميمها كفيل‬ ‫بامتصاص بطالة وفراغ شباب ورجال هذه البوادي‪ .‬والجدير‬ ‫باإلشارة أنه عند إحداث الميناء المتوسطي قريبا من القصر‬ ‫الصغير المعروف بأنه طريق إلى مدينة الفنيدق وسبتة‬ ‫السليبة استبشر سكان المنطقة خيرا خصوصا وقد تلقوا‬ ‫وعودا وتطمينات لتشغيل أبناء المنطقة‪ ،‬وفي ورش كالميناء‬ ‫المتوسطي‪ ،‬كان من المنتظر أال يظل هناك عاطل في‬ ‫منطقة القصر الصغير وما جاورها من قرى‪ ،‬فإذا بالصدمة‬ ‫تنزل على الساكنة كالكارثة عندما جلبت الشركة المشرفة‬ ‫على إحداث المشروع عماال من خارج المنطقة فتبخرت كل‬ ‫الوعود والتطمينات وذهبت مع الريح وظل السكان مع‬ ‫موردهم الوحيد‪ ...‬التهريب وفالحة بسيطة ال تسمن وال‬ ‫تغني من جوع‪ ،‬ولم تلق احتجاجات السكان واستنكارهم‬ ‫آذانا صاغية‪ ..‬لقد قيل إن أهالي الشمال ُكسالى ومقصرين‬ ‫ويختلفون شدة وحنكة ومثابرة عن سكان المناطق الداخلية‬ ‫والنائية‪ ،‬بل إن العامل فيهم لن يعود إلى بيته مساء فيظل‬ ‫في الورش عامال نهارا وحارسا ليال عكس العامل الساكن في‬ ‫القصر الصغير‪ ...‬هكذا يفكر االنتهازيون بعقلية االستغالل‬ ‫واالستنزاف بدون اعتبار لكرامة البشر‪ ،‬أما قانون الشغل فال‬ ‫مجال للحديث عنه ألنه ال يطبق حتى في كبريات الشركات‬ ‫االستثمارية أجنبية كانت أو وطنية والتي تعتبر العامل‬ ‫المغربي عبدا من سوق النخاسة‪.‬‬ ‫حديث الشركات والمعامل في المناطق الصناعية‬ ‫وغيرها حديث ذو شجون‪ ،‬والكشف عن ممارسات هذه‬ ‫المرافق الصناعية يفضح جبال مثقال بالخطايا والتجاوزات‬ ‫والتالعب بحقوق العامل المغربي‪ .‬وقد نتطرق إلى هذا‬ ‫الملف في مستقبل األيام بحول اهلل‪.‬‬

‫في هذه الحلقة سنواصل الحديث عن (الشعبة) لما لها من‬ ‫دور في األحزاب الغربية‪ ،‬والفرق بينها وبين (الخلية) كمكونان‬ ‫أساسيان داخل هذه األحزاب وخاصة العريقة منها‪ ،‬وذلك لنضع‬ ‫القارئ أو المهتم بالشأن الحزبي في الصورة التي تدبر بها األحزاب‬ ‫السياسية شأنها‪ ،‬حيث تشكل (الشعبة) التركيب الشرعي لألحزاب‬ ‫بالمعنى االجتماعي للكلمة‪ ،‬شرعية المؤسسة المنسجمة مع‬ ‫العقائد السائدة في عصر ما‪ ،‬ومع المعتقدات األكثر انتشارا حول‬ ‫طبيعة الحكم وشكله‪ ،‬وحسب الباحثين فإذا استثنينا االشتراكيون‪،‬‬ ‫فالوحدويون الذين استطاعوا إحياء (الشعبة) هم عموما األحزاب‬ ‫الكاثوليكية‪ ،‬أو األحزاب ذات النزعة الفاشية‪ ،‬فاإليمان الديني‬ ‫لدى األولين‪ ،‬والصوفية الوطنية عند اآلخرين‪ ،‬دفع بالطبقات‬ ‫الوسطى للخضوع السياسي رغما عنها‪ ،‬وهذان النمودحان من‬ ‫األحزاب يتجاوزان بصورة واسعة‪ ،‬حدود الطبقة حتى بالعقيدة‪،‬‬ ‫وينجحان على العموم في استقطاب واجتذاب قسم ال يستهان به‬ ‫من الجماهير‪ ،‬وقد شهدت سنوات ‪ 1914 - 1900‬قمة نشاطها‪،‬‬ ‫ليتراجع هذا النشاط تدريجيا ويتدهور ‪ -‬حسب الباحثين ‪ -‬بفعل‬ ‫تطور تركيبة (الشعبة) االجتماعي‪ ،‬حيث برزت الشعب البرجوازية‬ ‫والشعب المختلطة‪.‬‬ ‫وبالنسبة ل (الخلية) هناك ميزتان تميزانها عن (الشعبة) وهما‬ ‫أساس التجمع وعدد األعضاء‪ ،‬وترتكز الشعبة على أساس إقليمي‪،‬‬ ‫بينما ترتكز الخليةعلى أساس مهني‪ ،‬لكونها تجمع كل المنتسبين‬ ‫إلى الحزب الذين لهم نفس مكان العمل‪ ،‬وتتميز أيضا بتنوعها‪،‬‬ ‫فهناك خاليا المصنع وخالياالمعمل والمخزن والمكتب واإلدارة‬ ‫وغيرها‪ .‬وليس لموطن المنتسبين من أهمية تذكر‪ ،‬ففي المدن‬ ‫الكبرى حيث توجد بها المعامل والمصانع يكثر فيها العمال‬ ‫والموظفين‪ ،‬تتكون فيها خاليا‪ ،‬كخاليا البحارة مثال‪ ،‬ويمكن أن‬ ‫تجمع خاليا سفينة صيد‪ ،‬إلى جانبه توجد خاليا أخرى تمثل معامل‪،‬‬ ‫تعمل على استقطاب العمال من قطاعات أخرى إما منفردين (حيث‬ ‫إنه في األحزاب الشيوعية مثال يجب أن يجتمع ثالثة منتسبين‪،‬‬ ‫من كل معمل ليكونوا خلية) وإما لجمع أعضاء الحزب الذين ال‬ ‫يشتغلون في مجموعة ما‪ ،‬منهم الحرفيون‪ ،‬اآلطباب‪ ،‬المحامون‪،‬‬ ‫التجار‪ ،‬المرارعون ‪ ...‬وغيرهم‪ ،‬والخلية المحلية تشبه الشعبة بالنظر‬ ‫إلى أساسها الجغرافي‪ ،‬غير أنها تتميز بصغرها‪ ،‬فبدال من (الشعب)‬ ‫البلدية‪ ،‬نجد خاليا تمثل القرية والمزارعين‪ ،‬أو خاليا األحياء أو‬ ‫الشورارع‪ ،‬وخاليا البنايات (في المدن الكبرى ذات الوحداث السكنية‬ ‫الكبرى)‪ ،‬ولكن الخاليا المحلية تبقى خلية مساعدة فقط باعتبار‬ ‫أن خلية المعمل أو المصنع أو المكتب أو المقر ‪ ،‬حيث يجتمع‬ ‫أعضاء الحزب هي الخلية األم‪ .‬وبالنظر إلى عدد المنتسبين تكون‬ ‫الخلية عبارة عن مجموعة أصغر من (الشعبة)‪ ،‬مثال ذلك نجده في‬ ‫الوحدات السكنية الكبرى‪ ،‬فأعضاء الشعبة يصل إلى ما يفوق المائة‬ ‫‪ ،‬بينما عدد المنتسبين إلى الخلية ال يجب أن يفوق المائة‪ ،‬وبسبب‬ ‫هذا كانت الخلية تجد صعوبة للقيام بعمل إيجابي كما قال (ليون‬ ‫موفيه) في تقريره عن مشاكل التنظيم في اجتماع الحزب الشيوعي‬ ‫الفرنسي سنة ‪ ،1945‬حيث أبرز أن هناك خاليا مكونة من ‪ 15‬إلى‬ ‫‪ 20‬عضوا تحقق ثالثة أضعاف العمل الذي تنجزه الخاليا ذات ‪ 50‬إلى‬ ‫‪ 60‬عضوا‪ ،‬وهكذا يكون العدد األنسب ما بين ‪ 15‬إلى ‪ 20‬منتسبا‪،‬‬ ‫ومع ذلك فأنظمة الحزب الشيوعي ال يجد مجاال محددا ألن عدد‬ ‫المنتسبين ليس هو المهم‪ ،‬بل إمكان زيادة المديريات‪ ،‬فتسمية‬ ‫خلية كبرى تتطلب إيجاد سكرتير آخر قادر على القيام بالمهامات‪،‬‬ ‫ويستطرد (ليون موفيه) في تقريره «عندما تتوفر الشروط إلنشاء‬ ‫مديريتين يجب تقسيم الخاليا ذات العدد الوفير»‪.‬‬ ‫أما طبيعة الخلية وحجمها يعطيانها سيطرة على أعضائها أكبر‬ ‫بكثير من سيطرة الشعبة‪ ،‬فالخلية مجموعة دائمة ألنها تشكل‬ ‫في مكان العمل‪ ،‬فعدا عن االجتماعات نفسها يكون اإلتصال بين‬ ‫األعضاء مستمرا ودائم‪ ،‬فعند الدخول أو الخروج من العمل يكون‬ ‫للسكرتير أن يقدم بسهولة التعليمات‪ ،‬ويوزع المهام‪ ،‬ويراقب نشاذ‬ ‫كل عضو‪ ،‬والعمل يكون بهذه الصفة أكثر قوة‪ ،‬بمقدار ما يكون‬ ‫عدد المنتسبين قليل‪ ،‬ففي (الشعبة) يوجد مآت من المنتسبين ال‬ ‫يستطيع المديرون معرفة كل فرد‪ ،‬كما ال يمكن التواصل معهم‬ ‫بشكل دائم ومنتظم‪ ،‬بينما ال يشكل هذا في الخلية المؤلفة من‬ ‫‪ 15‬إلى ‪ 20‬عضوا أي عائق أو صعوبة‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يناير ‪2017‬‬

‫العدد ‪871‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫مدنية الإ�سالم (‪)2‬‬

‫تحدثنا في العدد الماضي عن أصول مدنية اإلسالم التي تمتاز بأنها تجمع فضائل كثيرة‬ ‫وتنطلق من أن المسلم يحب الخير للناس‪ ،‬كل الناس‪ ،‬ويكره الشر لهم وهو يهتم بأمر إخوانه‬ ‫ألن من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم‪ ،‬وهو ال يؤذى غيره‪ ،‬ألن من آذى آدمياً كان كمن‬ ‫آذى الناس جميعا‪ ،‬وهذا هو الجانب اإلنساني‪ ،‬عَنْ ص ْف َ‬ ‫بن س َليم ‪ ،‬عنْ عدَّةٍ مِنْ أبنا ِء‬ ‫وان ِ‬ ‫ٍ‬ ‫آبائهمْ ً‬ ‫هلل صلى اهلل عليه‬ ‫دنية ‪ ،‬عنْ‬ ‫أصحاب‬ ‫رَسول ا ِ‬ ‫رَسول ا ِ‬ ‫هلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬عنْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ‪« :‬أ َال مَنْ َظ َلمَ معاهدًا‪ ،‬أو انْتَ َقصهُ‪ ،‬أوْ َك َّلفهُ َفوْقَ َطا َقتهِ‪ ،‬أوْ َ‬ ‫وسلم َق َ‬ ‫أخذ منهُ شي ًئا ِبغي ِر‬ ‫َ‬ ‫حجيجهُ يوْمَ ا ْلقيامة»‪.‬أخرجه أبو داود‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫س‪َ ،‬فأنا ِ‬ ‫طيب ن ْف ٍ‬ ‫كما أن المسلم حين يقدم على الخير للناس أو يبتعد عن إذايتهم ال يطلب مقابل ذلك‬ ‫يد ِم ْن ُكمْ َ‬ ‫الل اَل ُن ِر ُ‬ ‫اء و اَ​َل �ش ُكو ًرا»‬ ‫جز ً‬ ‫إحساناً أو ثمناً بل يفعل ذلك لوجه ربه سبحانه‪� »:‬إِ مَّ َنا ُن ْط ِع ُم ُكمْ ِلوَجْ ِه هَّ ِ‬ ‫إن مدنية اإلسالم أرشدت اإلنسان إلى الوفاء بالعهد ألن الغدر يُزيل الطمأنينة وينزع‬ ‫من النفوس الثقة‪ ،‬وفي ذلك اختالل نظام المعامالت‪ ،‬قال تعالى‪ »:‬وَأَوْ ُفوا ِبعَهْدِ اللهَّ ِ إِ َذا‬ ‫عَاهَدتُّمْ «‪ ،‬وقال عليه السالم‪« :‬لكل غادر لواء‬ ‫يوم القيامة يُعرف به»‪ ،‬وقال‪« :‬ال إيمان لمن ال‬ ‫أمانة له وال دين لمن ال عهد له»‪.‬‬ ‫أرشدته إلى الصدق في قوله وفعله‪« ،‬يَا‬ ‫�أَ ُّيهَا ا َّل ِذ َ‬ ‫ون مَا اَل َت ْف َع ُل َ‬ ‫ين �آ َم ُنوا لمِ َ َت ُقو ُل َ‬ ‫ون َكبرُ َ َم ْق ًتا ِع َ‬ ‫ند‬ ‫الل �أَن َت ُقو ُلوا مَا اَل َت ْف َع ُل َ‬ ‫ون»‪ ،‬وقال عليه السالم‪:‬‬ ‫هَّ ِ‬ ‫«عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر‬ ‫وإن البر يهدي إلى الجنــة‪ ،‬وما يزال الرجــل‬ ‫يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتــب عند اهلل‬ ‫صديقاً‪ ،‬وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى‬ ‫الفجور وإن الفجور يهدي إلى النــار‪ ،‬وما يزال‬ ‫الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند‬ ‫اهلل كذاباً»‪ ،‬وقال‪« :‬مررت ليلة أسري بي بأقوام‬ ‫تُقرض شفاههم بمقاريض من نار‪ ،‬قلت من‬ ‫هؤالء ياجبريل؟ قال‪ :‬خطباء أمتك الذين يقولون‬ ‫ما ال يفعلون»‪.‬‬ ‫حضته على اآلداب االجتماعية فعلمته‬ ‫آداب اللقاء والمجالسة‪ ،‬قال عليه السالم‪« :‬ما‬ ‫من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إال ُغفر لهما‬ ‫قبل أن يفترقا»‪ ،‬وسئل صلى اهلل عليه وسلم أي‬ ‫اإلسالم خير؟ قال‪ :‬تطعم الطعام وتقرأ السالم‬ ‫على من عرفت وعلى من لم تعرف‪ ،‬وقال‪« :‬ثالث يصفين لك وُدّ أخيك‪ ،‬تسلم عليه إذا لقيته‪،‬‬ ‫وتوسع له في المجلس‪ ،‬وتدعوه بأحب أسمائه إليه»‪ ،‬وقال‪« :‬إن المسلميْن إذا التقيا فتصافحا‬ ‫وتساءال أنزل اهلل بينهما مائة رحمة تسعة وتسعين ألبشهما وأطلقهما وأبرهما وأحسنهما‬ ‫مساءلة بأخيه»‪.‬‬ ‫علمته أدب الجلوس‪ ،‬قال عليه السالم ‪« :‬ال يقيمن أحدكم رج ً‬ ‫ال من مجلسه ولكن توسعوا‬ ‫أو تفسحوا»‪.‬‬ ‫علمته ما يجب عليه نحو إخوانه‪ ،‬قال عليه السالم‪« :‬حق المسلم على المسلم خمس‪ ،‬ردُّ‬ ‫السالم‪ ،‬وعيادة المريض‪ ،‬واتباع الجنائز‪ ،‬وإجابة الدعوة‪ ،‬وتشميت العاطس»‪.‬‬ ‫علمته أدب االستئذان عند دخول بيت غير بيته‪ ،‬لما في عدم االستئذان من إزعاج أهله‬ ‫ين �آ َم ُنوا اَل َت ْد ُخ ُلوا ُبي ً‬ ‫واإلطالع على ما يكره اطالع غيره عليه‪ ،‬قال تعالى‪« :‬يَا �أَ ُّيهَا ا َّل ِذ َ‬ ‫ُوت ُكمْ‬ ‫ُوتا َغيرْ َ ُبي ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫جَ‬ ‫ُ‬ ‫لاَ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫حَ َّتى َت ْ�س َت�أْ ِن ُ�سوا و َُت َ�س ِّل ُموا عَ َلى �أَ ْه ِلهَا َذ ِل ُكمْ َخيرْ ٌ َّل ُكمْ َل َع َّل ُكمْ َت َذ َّك ُر َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫تدوا ِفيهَا �أحَ دا ف تدخل َ‬ ‫وها حَ تى‬ ‫ون َف�إِن لمَّ ْ ِ‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫‪14‬‬

‫نيا ‪:‬‬

‫إن الحبيب المصطفى لم يترك ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ طريقا‬ ‫من طرق الخير‪ ،‬إال دله ألمته‪ ،‬ولم يترك سبيال من سبل الشر إال‬ ‫حذر أمته منه‪ ،‬فجزاه اهلل عن اإلسالم والمسلمين خير الجزاء‪ ،‬إن‬ ‫هذا الهدي النبوي الشريف يلفت أنظار الصحابة ـ رضي اهلل عليهم‬ ‫جميعا ـ إلى أمر عظيم ومهم وإلى ناحية دقيقة طالما غفل الكثير‬ ‫من الناس عنها ولم ينتبهوا لها‪ ،‬أال وهو توضيح مفهوم «اإلفالس»‬ ‫على حقيقته‪.‬‬ ‫الناس يعدون أن المفلس هو الذي ليس له من المال شيئا‪ ،‬أو‬ ‫الذي ضيع ثروته وماله‪ ،‬فهم الذين يحصرون اإلفالس في الدرهم‬ ‫والدنيا والمتاع‪ ،‬إن هذه نظرة ضيقة‪ .‬الرسول عليه الصالة والسالم‪،‬‬ ‫ينظر إلى اإلفالس من زاوية واسعة ألنه مهتم بالحقيقة ال بالصورة‬ ‫وبالواقع ال بالمظهر‪ ،‬إنه عليه ـ الصالة والسالم ـ يخاطب أصحابه‬ ‫بأسلوب فيه إشارة إلى البحث والتفكير وتنبيه لهم إلى الغوص‬ ‫في أعماق الموضوع ليظهر ألصحابه الحقيقة الناصعة الجلية‪ ،‬عن‬ ‫أبي هريرة رضي اهلل عنه وأرضاه‪« ،‬إن رسول اللهّ ـ ص ّلى اللهّ عليه‬ ‫وس ّلمـ قال‪ :‬أتدرون من المفلس؟ قالوا‪ :‬المفلس فينا من ال درهم له‪،‬‬ ‫وال متاع‪ ،‬فقال‪ :‬إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصالة‬ ‫وصيام وزكاة‪ ،‬ويأتي وقد شتم هذا‪ ،‬وضرب هذا وقذف هذا وأكل مال‬ ‫هذا وسفك دم هذا‪ ،‬فيعطي هذا من حسناته‪ ،‬وهذا من حسناته‪ ،‬فإن‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫يل َل ُكمُ ا ْر ِجعُوا َفا ْر ِجعُوا ُه َو َ�أ ْز َكى َل ُكمْ و هَّ ُ‬ ‫ُي ْ�ؤ َذ َن َل ُكمْ َو ِ�إن ِق َ‬ ‫َالل بمِ َا َت ْع َم ُل َ‬ ‫ون عَ ِليمٌ »‪ ،‬وفي البخاري عن سهل‬ ‫جحْر ‪،‬أي ثقب مستدير‪ ،‬في حجر النبي صلى اهلل عليه وسلم وفي‬ ‫بن سعد قال‪ :‬اطلع رجل من ٍ‬ ‫يده مدرى يحك بها رأسه‪ ،‬فقال لو أعلم أنك تنظر لطعنت بها في عينك‪ ،‬إنما جعل االستيذان‬ ‫من أجل غض البصر‪ ،‬أي لكي ال يقع على عورة أهل البيت َّ‬ ‫ويطلع على أحوالهم‪ ،‬وفيه أيضاً ‪:‬‬ ‫«من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم فقد حل لهم أن يفقئوا عينه»‪ ،‬وفي رواية للنسائي‪« :‬من‬ ‫اطلع في بيت قوم بغير إذنهم ففقئوا عينه فال دية له وال قصاص»‪ ،‬وفي البخاري مرفوعاً‪ »:‬إذا‬ ‫استأذن أحدكم ثالثاً فلم يؤذن له فليرجعْ»‪.‬‬ ‫ومنعت من كشف عورات النساء ألنه مقدمة للزنى سدّاً للذرائع حتى ال يفكر أحد في ارتكاب‬ ‫هذه الجريمة‪ ،‬وإن زنى فوضعت له من الحدود ما يزجره وغيرَه عن ارتكاب هذه الفاحشة التي‬ ‫َ‬ ‫َاج َك‬ ‫تسبب الشحناء والبغضاء‬ ‫وقتل النفس واختالط األنساب‪ ،‬قال تعالى‪« :‬يَا �أَ ُّيهَا ال َّن ِب ُّي ُقل ِّ ألَ ْزو ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫هَّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ني ي ُْد ِن َ‬ ‫َوب َ​َن ِات َك َو ِن َ�س ِاء المْ ُ�ؤْ ِم ِن َ‬ ‫ني عَ َل ْي ِه َّن ِمن جَ لاَ ِبي ِب ِه َّن ذ ِلك �أدْنى �أن ُيع َْرف َن فلاَ ُي�ؤْذي َْن وَك َ‬ ‫ان الل غفو ًرا َّر ِحي ًما »‪.‬‬ ‫فأية مدنية بعد أرقى من مدنية اإلسالم‬ ‫المتشبعة بروح الحياء والطهارة من الرذائل‬ ‫اللتين هما مبعث العز ورسول الفالح‪ ،‬ومن رجع‬ ‫إلى القرآن وحدوده وما أعدت الشريعة للسارق‬ ‫من القطع‪ ،‬والزاني المحصن من الرجم ولغير‬ ‫المحصن من الجلد‪ ،‬ولشارب الخمر من الجلد‪،‬‬ ‫ولقاتل النفس من القتل وغير ذلك‪ ،‬علم ما‬ ‫انطوت عليه المدنية اإلسالمية من الفضيلة‬ ‫ومحاربتها للرذيلة‪ ،‬وكفى قوله سبحانه وتعالى‪:‬‬ ‫َاح َ�ش مَا َظه َ​َر ِم ْنهَا َومَا ب َ​َط َن»‪ ،‬وكما‬ ‫« و اَ​َل َت ْق َربُوا ا ْل َفو ِ‬ ‫أنها أوجبت الطهارة المعنوية دائماً أمرت‬ ‫بالطهارة الحسية فأوجبت على المسلم التطهر‬ ‫خمس مرات في اليوم والليلة ألداء الصالة‬ ‫وعند قراءة القرآن‪ ،‬وأوجبت عليه االغتسال يوم‬ ‫الجمعة وللعيدين وأن يغسل يديه إذا استيقظ‬ ‫من نومه‪ ،‬كل ذلك لحكمة بالغة وسر عظيم‬ ‫ليكون المسلم أشد الناس بنية وأعظمَهم قوة‬ ‫وأكمَ َلهم تمتعاً بنعيم الحياة ولذاتها البريئة‬ ‫الحالل‪ ،‬كل ذلك بُعداً بالمسلم عن الجرائم‬ ‫التي تصرف الدوّل األموال العظيمة للقضاء‬ ‫عليها‪ ،‬ولن تجد سبي ً‬ ‫ال سوى الطهارة والنظافة‬ ‫اللتين حض اإلسالم عليها حتى جعلهما أص ً‬ ‫ال من أصول الدين وركناً من أركان اإلسالم‪ ،‬قال‬ ‫عليه السالم‪ « :‬الدين النظافة»‪ ،‬وقال‪« :‬الطهور شطر اإليمان»‪.‬‬ ‫أية مدنية أرقى من مدنية اإلسالم التي أوثقت عرى الوحدة االسالمية السامية وقررت‬ ‫ما كان في االشتراكية من المبادئ العالية‪ ،‬قال تعالى‪�ِ « :‬إ مَّ َنا المْ ُ�ؤْ ِم ُن َ‬ ‫ون ِ�إ ْخو ٌَة َف�أَ ْ�ص ِلحُ وا َبينْ َ �أَ َخ َو ْي ُكمْ »‪،‬‬ ‫وقال عليه السالم‪« :‬المسلم أخوا المسلم ال يظلمه وال يخذله وال يحقره»‪ ،‬وحضت على االتحاد‬ ‫واالجتماع واالتفاق‪ ،‬ونهت عن التنازع والخالف واالفتراق الذي عاقبته الفشل والخيبة وذهاب‬ ‫ين َف َّر ُقوا ِد َ‬ ‫القوة‪ ،‬قال تعالى‪« :‬و اَ​َل َت َن َازعُ وا َف َت ْف َ�ش ُلوا و َ​َت ْذ َهبَ ِريحُ ُكمْ »‪ ،‬وقال‪�ِ « :‬إ َّن ا َّل ِذ َ‬ ‫ينهُمْ و َ​َكا ُنوا ِ�ش َيعًا َّل ْ�س َت‬ ‫ِم ْنهُمْ فيِ َ�ش ْي ٍء»‪ ،‬وقال عليه السالم‪« :‬ما اختلفت أمة بعد نبيها إال ظهر أهل باطلها على أهل‬ ‫حقها»‪ ،‬وقال‪« :‬الجماعة رحمة والفرقة عذاب»‪ ،‬وقال‪« :‬من رأيتموه فارق الجماعة أو يريد أن‬ ‫يفرق أمة محمد كائناً من كان فاقتلوه فإن يد اهلل مع الجماعة‪ ،‬وإن الشيطان مع من فارق‬ ‫الجماعة يركض»‪ ،‬وقال «عليكم بالجماعة والعامة والمساجد‪ ،‬وإياكم والشعاب»‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫املفهوم احلقيقي للإفال�س‪...‬‬

‫فنيت قبل أن يقضي ماعليه‪ ،‬أخذ خطاياهم فطرحت عليه‪ ،‬ثم طرح‬ ‫في النار» رواه مسلم‪ .‬تعريف المفلس‪ :‬التعريف العرفي والتعريف‬ ‫الشرعي‪ ،‬إن التعريف المتعارف عليه بين الناس‪ :‬هو من ال درهم له‬ ‫وال متاع «أي المفلس من المال» والتعريف الشرعي‪ :‬أن المفلس هو‬ ‫من اعتدى على غيره بالشتم أو القذف أو الغيبة أو سفك دم وأكل‬ ‫مال بالباطل‪ ،‬فإنه يؤخذ من حسناته ما يقابل هذه األعمال وتعطى‬ ‫حسناته لمن اعتدى عليهم‪ ،‬حتى تفنى حسناته ويصبح مفلسا من‬ ‫الحسنات‪.‬‬

‫التحذير من العدوان على الناس‪ ،‬كما يجب على اإلنسان أن‬ ‫يؤدي ما للناس في حياته قبل مماته‪ ،‬حتى يكون القصاص في الدنيا‬ ‫ممّا يستطيع‪ ،‬أما في اآلخرة فليس هناك إال الحسنات أو السيئات‪،‬‬ ‫فيبقى هكذا حتى يفدي نفسه‪.‬‬ ‫إن السيئات إذا غلبت الحسنات أدخلت صاحبها إلى النار والعياذ‬ ‫باهلل‪ .‬سئل رسول اللهّ عليه الصالة والسالم عن بيع الرطب بالتمر‬ ‫«أينقص إذا جف؟» حيث قالوا‪« :‬نعم» فنهى رسول اللهّ ـ ص ّلى اللهّ‬ ‫عليه وسلم ـ عن ذلك‪ ،‬أما في هذه الحديث فسيخبر الصحابة عن‬ ‫أمر ال يعلمونه‪ ،‬أو ال يعملون مراد النبي ـ عليه الصالة والسالم ـ به‪.‬‬ ‫صدق رسول اهلل صلى اللهّ عليه وس ّلم‪ ،‬إن هذا هو المفلس‬ ‫حقا‪ ،‬فإن الدنيا تأتي وتذهب‪ ،‬وربما يكون اإلنسان فقيرا‪ ،‬فيمسي‬ ‫غنيا‪ ،‬أو العكس‪ ،‬لكن اإلفالس كل اإلفالس أن يفلس اإلنسان من‬ ‫حسناته ثم يؤخذ منه لفالن وفالن‪ ،‬فال بد لكل عاقل أن يتوقف برهة‬ ‫من الزمان ليحاسب نفسه ويعيد تقييم ذاته عسى يجتنب غضب‬ ‫اللهّ عليه في الدنيا الفانية وأن يكون من الناجين في يوم القيامة‬ ‫فيدخل إلى الجنة خالدا فيها‪.‬‬

‫(انتهى)‬


‫العدد ‪871‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يناير ‪2017‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬

‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫مقتطفات من «المستطرف في كل فن مستظرف»‬ ‫الكتاب من تأليف الشيخ شهاب الدين أبوالفتح محمد بن أحمد األبشيهي‪ ،‬نسبة إلى قرية أبْشيه (أبْشَواي) من قرى الفيّوم المصرية‪ ،‬أقام‬ ‫بالمحلة ورحل إلى القاهرة ‪،‬درس الفقه والنحو وولي الخطابة ببلدته بعد وفاة والده ‪ ،‬توفي حوالي (‪ 850‬هـ‪1448/‬م)‪.‬‬ ‫وعن دواعي تأليف هذا الكتاب ومضامينه يقول األبشيهي في ديباجته‪:‬‬ ‫«‪...‬أما بعد فقد رأيت جماعة من ذوي الهمم جمعوا أشياء كثيرة من اآلداب والمواعظ والحكم وبسطوا مجلدات في التواريخ والنوادر واألخبار‬ ‫والحكايات واللطائف ورقائق األشعار وألفوا في ذلك كتبا كثيرة وتفرد كل منها بفرائد فوائد لم تكن في غيره من الكتب محصورة فاستخرت اهلل‬ ‫تعالى وجمعت من جموعها هذا المجموع اللطيف وجعلته مشتمال على كل فن ظريف وسميته «المستطرف في كل فن مستظرف» واستدللت فيه‬ ‫بآيات كثيرة من القرآن العظيم وأحاديث صحيحة من أحاديث النبي الكريم وطرزته بحكايات حسنة عن الصالحين األخيار ونقلت فيه كثيرا مما أودعه‬ ‫الزمخشري في كتابه ربيع األبرار وكثيرا مما نقله ابن عبد ربه في كتابه العقد الفريد ورجوت أن يجد مطالعه فيه كل ما يقصد ويريد‪ .‬وجمعت فيه‬ ‫لطائف وظرائف عديدة من منتخبات الكتب النفيسة المفيدة وأودعته من األحاديث النبوية واألمثال الشعرية واأللفاظ اللغوية والحكايات الجدية‬ ‫والنوادر الهزلية ومن الغرائب والدقائق واألشعار والرقائق ما تشنف بذكره األسماع وتقر برؤيته العيون ‪.‬وجعلته يشتمل على أربعة وثمانين بابا من‬ ‫أحسن الفنون متوجة بألفاظ كأنها الدر المكنون‪..‬‬ ‫وضمنته كل لطيفة ونظمته بكل ظريفة وقرنت األصول فيه بالفضول ورجوت أن يتيسر لي ما رمته من الوصول وجعلت أبوابه مقدمة وفصلتها‬ ‫في مواضعها مرتبة منظمة ليقصد الطالب إلى كل باب منها عند االحتياج إليه ويعرف مكانه باالستدالل عليه فيجد كل معنى في بابه إن شاء اهلل‬ ‫تعالى واهلل المسؤول في تيسير المطلوب وأن يلهم الناظر فيه ستر ما يراه من خلل وعيوب إنه على ما يشاء قدير وباإلجابة جدير‪ ...‬واهلل سبحانه‬ ‫المهون للصعاب»‪.‬‬ ‫ولألبشيهي أيضا كتاب «تذكرة العارفين وتبصرة المستبصرين» وكتاب «أطواق األزهار على صدور األنهار» كما أنه شرع في تأليف كتاب «في‬ ‫صنعة الترسل والكتابة» لكنه لم يتممه‪.‬ورغم أن في لغته ضعف ‪ ،‬كما يؤكد بعض المصنفين كالزركلي مثال ‪ ،‬إالأن قوة خطابه ‪ -‬وهو المتمرس‬ ‫بفن الخطابة‪ -‬تغطي ذلك الضعف اللغوي‪ ،‬وتجلي العديد من نقط ضعف بني اإلنسان‪ ،‬وتصف للمرء العليل مقويات روحية تقوي إيمانه وتصفي‬ ‫قلبه وتشد أزره‪ .‬ونسأل العلي القديرأن يفرج عنا كربتنا ويهدينا سواء السبيل في هذا الشهر الفضيل‪.‬‬

‫عَن ا ْلخَمْ ِر‬ ‫وقد أنزل اهلل تعالى في الخمر ثالث آيات؛ األولى قوله تعالى‪(( :‬يَسْأ ُلونَكَ ِ‬

‫لِلنَّاس)) ‪ .‬فكان من المسلمين من شارب‪،‬‬ ‫فِيهما إِ ْثمٌ َك ِبيرٌ وَمَنافِعُ‬ ‫وَا ْل ِ‬ ‫مَيْس ِر ُق ْل ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ومن تارك إلى أن شرب رجل‪ ،‬فدخل في الصالة فهجر‪ ،‬فنزل قوله تعالى‪(( :‬يا أيُّهَا‬ ‫َّالذِينَ آمَنُوا ال تَ ْقرَبُوا الصَّال َة وَأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْ َلمُوا ما تَ ُقو ُل َ‬ ‫ون))‪،‬‬ ‫فشربها من شربها من المسلمين وتركها من تركها حتى شربها عمر رضي اهلل تعالى‬ ‫عنه‪ ،‬فأخذ بلحي بعير وشج به رأس عبد الرحمن بن عوف‪ ،‬ثم قعد ينوح على قتلى بدر‬ ‫بشعر األسود بن يعفر يقول‪:‬‬ ‫وكائـــن بالقليـب قليـب بــدر من الفتيان والعرب الكــــرام‬ ‫أيوعدني ابن كبشة أن سنحيـا وكيف حيـاة أصـداء وهـــــام‬ ‫أيعجز أن يردّ الموت عنــــــي وينشرنــي إذا بليــت عظـامـي‬ ‫أال من مبلـغ الرحمن عنــــــي بأني تــارك شهـر الصيــــــام‬ ‫فقل هلل يمنعني شرابــــــــي وقل هلل يمنعني طعـامــــــي‬ ‫فبلغ ذلك رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فخرج مغضبا يجر رداءه‪ ،‬فرفع شيئا كان‬ ‫في يده‪ ،‬فضربه به‪ ،‬فقال‪« :‬أعوذ باهلل من غضبه وغضب رسوله»‪ ،‬فأنزل اهلل تعالى‪:‬‬ ‫يد ال�شَّ ْي ُ‬ ‫«�إِ مَّنا ي ُِر ُ‬ ‫الل‬ ‫مر وَ المْ َ ْي ِ�س ِر َوي َُ�ص َّد ُك ْم عَ ْن ِذ ْك ِر هَّ ِ‬ ‫ُوقعَ َب ْي َن ُك ُم ا ْل َعدا َو َة وَا ْل َب ْغ َ‬ ‫طان �أَ ْن ي ِ‬ ‫�ضاء يف الخْ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫الة فهَل �أنت ْم ُمنته َ‬ ‫ُون»‪.‬‬ ‫وَعَ ِن ال�صَّ ِ‬ ‫فقال عمر رضي اهلل تعالى عنه‪« :‬انتهينا انتهينا»‪.‬‬ ‫ومن األخبار المتفق عليها في تحريمها قول سيدنا رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬ ‫«ال يدخل الجنة مدمن خمر» ‪ .‬وقوله صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬أول ما نهاني ربي بعد‬ ‫عبادة األوثان عن شرب الخمر ومالحاة الرجال»‪.‬‬ ‫وممن تركها في الجاهلية عبد اهلل بن جدعان‪ ،‬وكان‬ ‫جوادا من سادات قريش‪ ،‬وذلك أنه شرب مع أمية بن‬ ‫أبي الصلت الثقفي‪ ،‬فضربه على عينه‪ ،‬فأصبحت عين‬ ‫أمية مخضرّة يخاف عليها الذهاب‪ ،‬فقال له عبد اهلل‪« :‬ما‬ ‫بال عينك؟» فسكت‪ ،‬فألح عليه‪ ،‬فقال‪« :‬ألست ضاربها‬ ‫باألمس؟»‪ ،‬فقال‪« :‬أو بلغ مني الشراب ما أبلغ معه إلى‬ ‫هذا‪ ،‬ال أشربها بعد اليوم»‪ .‬ثم دفع له عشرة آالف درهم‪،‬‬ ‫وقال‪:‬‬ ‫«الخمر عليّ حرام ال أذوقها بعد اليوم أبدا»‪.‬‬ ‫وممن حرمها في الجاهلية أيضا‪:‬قيس بن عاصم‪،‬‬ ‫وذلك أنه سكر ذات ليلة‪ ،‬فقام البنته أو ألخته‪ ،‬فهربت‬ ‫منه‪ ،‬فلما أصبح سأل عنها فقيل له‪« :‬أو ما علمت ما‬ ‫صنعت البارحة؟» فأخبر بالقصة‪ ،‬فحرم الخمر على نفسه‪.‬‬ ‫وممن حرمها في الجاهلية أيضا‪ :‬العباس بن مرداس‪،‬‬ ‫وقيس بن عاصم‪ ،‬وذلك أن قيسا شرب ذات ليلة‪ ،‬فجعل يتناول القمر ويقول‪« :‬واهلل‬ ‫ال أبرح حتى أنزله»‪ ،‬ثم يثب الوثبة بعد الوثبة ويقع على وجهه‪ ،‬فلما أصبح وأفاق‬ ‫قال‪« :‬مالي هكذا؟» فأخبروه بالقصة‪ ،‬فقال‪« :‬واهلل ال أشربها أبدا»‪ .‬وقيل للعباس بن‬ ‫مرداس‪« :‬لم تركت الشراب‪ ،‬وهو يزيد في سماحتك؟»‪ ،‬فقال‪« :‬أكره أن أصبح سيد‬ ‫قومي وأمسي سفيههم»‪.‬‬ ‫ودخل نصيب على عبد الملك بن مروان فأنشده‪ ،‬فأعجبه إنشاده وشعره ووصله‪،‬‬ ‫ثم دعا بالطعام‪ ،‬فطعم منه‪ ،‬فقال له عبد الملك‪« :‬يا نصيب هل لك فيما ينادم عليه؟»‬ ‫قال‪« :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬جلدي أسود وخلقي مشوه ووجهي قبيح‪ ،‬وتكفيني مجالستك‬

‫ومؤاكلتك‪ ،‬ولم يوصلني إلى ذلك إال عقلي وأنا أكره أن يدخل عليه ما ينقصه»‪ ،‬فأعجبه‬ ‫كالمه ووصله‪.‬‬ ‫وقال الوليد بن عبد الملك للحجاج في وفدة وفدها عليه‪« :‬هل لك في الشراب؟»‬ ‫فقال‪« :‬يا أمير المؤمنين‪،‬ال خالف لما أمرت‪ ،‬ولكن أنا أمنع أهل عملي منه‪ ،‬وأكره أن‬ ‫أمنعهم عن شيء وال أمتنع منه»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وقال اهلل تعالى‪« :‬وَما �أُ ِر ُ‬ ‫يد �أَ ْن �أُخا ِل َف ُك ْم ِ�إلى ما �أ ْنها ُك ْم عَ ْن ُه»‪.‬‬ ‫وقال تعالى‪َ « :‬ت�أْ ُم ُر َ‬ ‫ا�س ِبا ْلبرِ ِّ َو َت ْن َ�س ْو َن �أَ ْن ُف َ�س ُك ْم»‬ ‫ون ال َّن َ‬ ‫وقيل ألعرابي‪« :‬لم ال تشرب النبيذ؟»‪.‬‬ ‫فقال‪« :‬ال أشرب ما يشرب عقلي»‪.‬‬ ‫وقال الضحاك بن مزاحم لرجل‪« :‬ماتصنع بشرب النبيذ؟»‪ ،‬قال‪« :‬يهضم طعامي»‪.‬‬ ‫قال‪« :‬أما إنه يهضم من دينك وعقلك أكثر!» (‪.)...‬‬ ‫وقال الحسن‪« :‬لو كان العقل يشترى لتغالى الناس في ثمنه‪ ،‬فالعجب ممن يشتري‬ ‫بماله ما يفسده»‪.‬‬ ‫(‪)...‬وقال حكيم‪ :‬إياك وإخوان النبيذ‪ ،‬فبينما أنت متوج عندهم مخدوم مكرم معظم‬ ‫إذ زلت بك القدم‪،‬فجروك على شوك السلم ‪ ،‬فاحفظ قول القائل فيه‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫وكل أناس يحفظون حريمهـــم وليس ألصحـاب النبيـذ حريـم‬ ‫فإن قلت هذا لم أقل عن جهالـة ولكنني بالفاســقين عليــــم‬ ‫وقال الصفدي‪:‬‬ ‫دع الخمـر فالراحـات في ترك راحهـا وفي كأسها للمرء كسـوة عـار‬ ‫وكم ألبست نفس الفتى بعد نورهـا مدارع قـار في مــــدار عـــقــار‬ ‫نكتة‪« :‬اجتمع نصراني ومحدث في سفينة‪ ،‬فصب‬ ‫النصراني خمرا من زق كان معه في شربة وشرب‪ ،‬ثم صب‬ ‫فيها وعرض على المحدث فتناولها من غير فكر وال مباالة‪،‬‬ ‫فقال النصراني‪« :‬جعلت فداءك إنما هي خمر»‪.‬‬ ‫قال‪« :‬من أين علمت أنها خمر؟» قال‪« :‬اشتراها غالمي‬ ‫من يهودي وحلف أنها خمر»‪ ،‬فشربها المحدث على عجل‪،‬‬ ‫وقال للنصراني‪« :‬يا أحمق‪ ،‬نحن أصحاب الحديث نضعف‬ ‫مثل سفيان بن عيينة‪ ،‬ويزيد بن هارون‪ ،‬أفنصدق نصرانيا‬ ‫عن غالمه عن يهودي‪ ،‬واهلل ما شربتها إال لضعف اإلسناد»‪.‬‬ ‫(‪ )...‬حكي أن سكرانا استلقى على طريق‪ ،‬فجاء كلب‬ ‫فلحس شفتيه‪ ،‬فقال‪« :‬خدمك بنوك وال عدموك»‪ ،‬فبال على‬ ‫وجهه‪ ،‬فقال‪« :‬وماء حار أيضا‪ ،‬بارك اهلل فيك»؛ وقيل‪« :‬حالة‬ ‫السكارى ثالثة‪ :‬قرد حرك رأسه فرقص‪ ،‬وكلب هارش فنبح‪،‬‬ ‫وحية زويت فنامت»‪.‬‬ ‫ومر عقال الناسك بمرداس بن خدام األسدي‪ ،‬فاستسقاه لبنا‪ ،‬فصب له خمرا وعاله‬ ‫بلبن فشربه‪ ،‬وسكر ولم يتحرك ثالثة أيام فقال‪:‬‬ ‫سقيت عقاال بالعشيـــة شـربـة فمالت بعقل الكاهليّ عقـالي‬ ‫ّ‬ ‫الخـــل حبّة قلبــه فلم ينتعش منها ثالث ليالـي‬ ‫قرعـت بــأم‬ ‫ويقال‪« :‬الخمر مصباح السرور ولكنها مفتاح الشرور»‪ .‬اللهم تب علينا وعلى العصاة‬ ‫والمذنبين برحمتك يا أرحم الراحمين‪ ،‬آمين‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪871‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)775‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يناير ‪2017‬‬

‫حصيلة البحث في تاريخ الشمال‬ ‫سنة ‪2016‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫‪ – 3‬الترجمة ‪:‬‬ ‫لم يعرف مجال الترجمة تراكما حقيقيا يمكن أن يلبي نهم الباحثين‪ ،‬كما غابت عنه‬ ‫أوجه العمل المؤسساتي الداعم‪ ،‬فارتبط بجهود الذوات المعزولة في مشاريعها وفي‬ ‫إمكانياتها‪ .‬من أهم هذه األعمال ‪:‬‬ ‫ـ خوان باندو ديسبيرتو ‪ ،‬الشريف أحمد الريسوني – سبعة أعمال لميتة واحدة‪ ،‬ترجمة‬ ‫المهدي أخريف ‪.2016 ،‬‬ ‫ـ آنخيل غاينيط‪ ،‬رسائل فنلندية ورجاالت الشمال‪ ،‬ترجمة عبد العزيز السعود‪.‬‬ ‫ـ خرونيمو بيكر‪ ،‬إسبانيا والمغرب‪ :‬عالقاتهما الديبلوماسية خالل القرن ‪ ،19‬ترجمة عبد‬ ‫العزيز السعود‪.‬‬ ‫ـ دايفيد مونتكومري هارت‪ ،‬أيت ورياغر‪ :‬قبيلة من الريف المغرب – دراسة إثنوغرافية‬ ‫وتاريخية‪ ،‬ترجمة محمد أونيا وعبد المجيد عزوزي وعبد الحميد الرايس‪.‬‬ ‫ـ سباستيان بلفور‪ ،‬العناق المميت – من حرب الريف إلى الحرب األهلية اإلسبانية‪،‬‬ ‫ترجمة عبد المجيد عزوزي‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ ندوات علمية ‪:‬‬ ‫أثارت بعض هذه الندوات اهتمام قطاعات واسعة من الباحثين على مستويات واسعة‪،‬‬ ‫تجاوز البعض منها الحدود الوطنية‪ .‬على رأس هذه الندوات ‪:‬‬ ‫ـ ندوة‪ :‬األسر العلمية بشمال المغرب – األسرة البقالية نموذجا‪ 9 ،‬مارس بتطوان‪،‬‬ ‫تنظيم‪ :‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان ومنتدى التراث والثقافات بطنجة‪.‬‬ ‫ـ ندوة‪ :‬سبتة العالمة – تاريخ وأعالم‪ ،‬تطوان ‪ 21‬أبريل‪ ،‬تنظيم المجلس العلمي‬ ‫للمضيق الفنيدق بتعاون مع جامعة عبد المالك السعدي‪.‬‬ ‫ـ ندوة‪ :‬جنوب وشمال المملكة‪ :‬التواصل المتواصل‪ ،‬العيون‪/‬تطوان أبريل ‪ ،2016‬تنظيم جمعية‬

‫تعزز مجال البحث التاريخي المتخصص في ماضي منطقة الشمال خالل سنة ‪2016‬‬ ‫بصدور أعمال مرجعية هامة‪ ،‬ال شك وأنها تساهم في استكمال عمل الرواد المؤسسين‪،‬‬ ‫سواء من بين أبناء الجيل المؤسس من أمثال محمد داود والتهامي الوزاني وأحمد الرهوني‬ ‫وعبد اهلل كنون‪ ،‬أم من بين قطاعات مؤرخي مغرب ما بعد االستقالل‪ ،‬من أمثال محمد‬ ‫بن عزوز حكيم وعبد العزيز التمسماني خلوق ومحمد األمين البزاز وعبد المجيد بن جلون‬ ‫وامحمد بنعبود وعبد العزيز السعود ومحمد الشريف‪...‬‬ ‫وإذا كنا في هذا المقام ال ننوي تقديم قراءة تقييمية بمفهومها األكاديمي الخالص‪،‬‬ ‫فإننا سنسعى لتقديم جرد تجميعي لحصيلة المنجز في جانبه الكمي الذي يشكل أرضية‬ ‫للباحثين المتخصصين من أجل إنجاز الدراسات التقييمية الضرورية‪ ،‬تشريحا للمواد‬ ‫الوثائقية والمصدرية‪ ،‬وتحليال للرصيد اإلسطوغرافي المجدد‪ ،‬وتفكيكا للخالصات‬ ‫وللتراكمات المنجزة في مواقع مختلفة وبخلفيات متباينة‪ .‬ويبدو أن أهم األعمال المنجزة‪،‬‬ ‫بهذا الخصوص قد انطلقت من حضن مراكز بحثية وإطارات مدنية انخرطت في مغامرة‬ ‫التوثيق إلبداالت تاريخ منطقة الشمال‪ ،‬مثلما هو الحال مع جمعية تطاون أسمير ومؤسسة‬ ‫محمد داود للتاريخ والثقافة ومؤسسة الشهيد امحمد أحمد بن عبود بتطوان وجمعية البحث‬ ‫التاريخي واالجتماعي بالقصر الكبير وجمعية ابن خلدون للبحث التاريخي واالجتماعي بأصيال‬ ‫وجمعية ذاكرة الريف بالحسيمة‪ .‬وغني عن التذكير أننا ال نقدم إال األعمال التي أتيحت لنا‬ ‫إمكانية مواكبة صدورها من اإلصدارات التصنيفية دون المقاالت الموزعة عبر الصحف‬ ‫والدوريات‪ ،‬وأي تغافل عن ذكر بعض العناوين يظل مرتبطا بمحدودية هذه المواكبة‬ ‫وبطبيعتها الفردية المطوقة بإكراهات تلقي سوق اإلصدارات ببالدنا‪.‬‬ ‫تتوزع أهم إصدارات سنة ‪ 2016‬حسب هذا التحديد المنهجي‪ ،‬على الشكل التالي ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬أعمال قطاعية ومونوغرافية ‪:‬‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫عرف هذا المجال غزارة واضحة في اإلنتاج المتخصص‪ ،‬تفاوتت قيمه العلمية باختالف مواقع‬ ‫تطاون أسمير‪.‬‬ ‫أصحابه وسقف اهتماماتهم المعروفة‪ .‬على رأس هذه العناوين‪ ،‬يمكن أن نذكر ‪:‬‬ ‫ـ ندوة‪ :‬مرتين بين الذاكرة والحاضر‪ ،‬مرتيل ‪ 29‬أبريل‪ ،‬تنظيم نادي مرتيل لإلعالم والتواصل‪.‬‬ ‫ـ رشيد العفاقي‪ ،‬األندلسيون في القصر الكبير‪.‬‬ ‫ـ ندوة‪ :‬القصر الكبير – المجال والتاريخ والمجتمع والتراث‪ ،‬القصر الكبير ‪ 22 – 20‬ماي‪ ،‬تنظيم‪ :‬كلية اآلداب‬ ‫ـ مصطفى المرون‪ ،‬التاريخ السري للحرب الكيماوية ضد منطقة الريف وجبالة (‪.)1927 – 1921‬‬ ‫ـ علي بن أحمد بن األمين الريسوني‪ ،‬الوثيقة األولى المطالبة باستقالل المغرب ـ رسالة زعيم المقاومة الجبلية والعلوم اإلنسانية بالرباط وجمعية القصر الكبير للحفاظ على التراث الثقافي وجمعية خريجي المعهد الوطني لعلوم‬ ‫موالي أحمد الريسوني إلى الرئيس األمريكي ويلسون‪.‬‬ ‫اآلثار والتراث‪.‬‬ ‫ـ عبد العزيز طليح‪ ،‬إبقوين – نبش في الذاكرة‪.‬‬ ‫ـ ندوة‪ :‬الحرب الكيماوية ضد الريف‪ ،‬الحسيمة ‪ 28 – 27‬ماي‪ ،‬تنظيم‪ :‬جمعية ذاكرة الريف‪.‬‬ ‫ـ محمد داود‪ ،‬التكملة – ذيل كتاب تاريخ تطوان (في خطط المدينة وسكانها وحياتها االجتماعية)‪ ،‬مراجعة‬ ‫ـ ندوة‪ :‬فرنسا وحرب الريف التحريرية‪ ،‬طنجة ‪ 29 – 27‬ماي‪ ،‬تنظيم‪ :‬منتدى محمد بن عبد الكريم الخطابي للفكر‬ ‫وتعليق وإضافات‪ :‬حسناء داود‪.‬‬ ‫والحوار وجمعية ثويزا بطنجة ومؤسسة سيدي مشيش العلمي‪.‬‬ ‫ـ محمد داود‪ ،‬مراسالت وطنية أخوية‪ ،‬إعداد وتقديم‪ :‬حسناء داود‪ ،‬منشورات مؤسسة محمد داود للتاريخ‬ ‫ـ ندوة‪ :‬التاريخ الوطني لمدينة سبتة والدور الريادي ألعالم تطوان‪ :‬سيدي طلحة الدريج نموذجا‪ ،‬تنظيم‪ :‬جمعية‬ ‫والثقافة ومؤسسة الشهيد امحمد أحمد بنعبود‪.‬‬ ‫تطاون أسمير وجمعية سيدي طلحة‪ ،‬تطوان ‪ 15‬أكتوبر ‪.2016‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫ـ رشيد العفاقي‪ ،‬أوراق من تاريخ طنجة‪ ،‬ج‪.‬‬ ‫‪ – 5‬مذكرات وسير األعالم ‪:‬‬ ‫ـ رشيد العفاقي‪ ،‬أوراق من تاريخ طنجة‪ ،‬ج‪.2 .‬‬ ‫الزالت اإلصدارات المرتبطة بهذا المجال محدودة إلى حد كبير‪ ،‬ومن أبرز ما صدر بهذا الخصوص سنة ‪،2016‬‬ ‫ـ جماعي‪ ،‬الخليفة السلطاني في شمال المغرب وصحرائه‪ :‬األمير موالي الحسن بن المهدي‪ ،‬أعمال ندوة سنة‬ ‫نذكر ‪:‬‬ ‫‪ ،2014‬منشورات مؤسسة الشهيد امحمد أحمد بنعبود وجمعية تطاون أسمير‪.‬‬ ‫ـ حسناء داود‪ ،‬مراسالت وطنية أخوية موجهة إلى األستاذ محمد داود‪.‬‬ ‫ـ المنظوم والمنثور (في الرحلة إلى مالقة‪ ،‬آلخر شعبان المكرم عام ‪744‬ه)‪ ،‬تأليف‪ :‬أبي عبد اهلل محمد المعروف‬ ‫ـ امحمد بن عبود ومصطفى عديلة‪ ،‬الشهيد امحمد أحمد بن عبود – صور من حياته‪ ،‬منشورات مؤسسة الشهيد‬ ‫بابن الخطيب والمتوفى سنة ‪776‬ه‪ ،‬تحقيق‪ :‬حياة قارة‪.‬‬ ‫امحمد أحمد بن عبود‪.‬‬ ‫ـ فريد المساوي‪ ،‬القرصنة البحرية بالريف خالل القرن ‪ 19‬والضغوط االستعمارية على المغرب‪.‬‬ ‫ـ مؤسسة الشهيد امحمد أحمد بن عبود‪ ،‬النضال الوطني للشهيد امحمد أحمد بن عبود – شهادات ووثائق‪.‬‬ ‫ـ زينب حمودة‪ ،‬طنجة في معترك االستقالل‪.‬‬ ‫ـ محمد داود‪ ،‬عائالت تطوان‪ ،‬مراجعة وتحقيق وإضافات حسناء داود‪ ،‬منشورات جمعية تطاون أسمير‪.‬‬ ‫ـ عبد العزيز السعود‪ ،‬االستعمار اإلسباني في المغرب – المقاومة المسلحة والنضال اإلصالحي والسياسي‬ ‫الوطني‪ ،‬ج‪ ،1 .‬منشورات مؤسسة الشهيد امحمد أحمد ابن عبود بتطوان‪.‬‬ ‫ـ عمر أشعاش‪ ،‬أسرة أشعاش التطوانية ـ استرجاع ذاكرة الوثائق المخزنية والديبلوماسية والعائلية‪.‬‬ ‫ـ حسناء داود (تقديم وتخريج)‪ ،‬تحفة اإلخوان في الصنائع القديمة بتطوان للمرحوم السيد الحاج عبد السالم‬ ‫‪ 6‬ـ التاريخ الثقافي المعاصر ‪:‬‬ ‫بنونة‪ ،‬منشورات مؤسسة محمد داود للتاريخ والثقافة‪.‬‬ ‫الزال هذا المجال بعيدا عن االستجابة النتظارات الباحثين والمهتمين‪ ،‬بالنظر لضعف وتيرة العمل على مستوى‬ ‫ـ خالد بويقران‪ ،‬المفوضون السامون اإلسبان بين العمل العسكري بالمتروبول والمهام االستعمارية بالمغرب البحث في تاريخ الذهنيات المحلية وتعبيراتها الرمزية المتعددة‪ ،‬وتوظيفاتها اإلبداعية المتشعبة‪ .‬وعلى رأس ما صدر‬ ‫الخليفي (‪.)1056 – 1912‬‬ ‫بهذا الخصوص‪ ،‬نذكر ‪:‬‬ ‫ـ عبد السالم الجعماطي (دراسة وتحقيق)‪ ،‬تواريخ السبتيين‪ ،‬منشورات المجلس العلمي لعمالة الفنيدق المضيق‪.‬‬ ‫ـ أحمد عبد السالم البقالي‪ ،‬من ضمير حي – مختارات من نثريات حسن الشريف (‪ ،)1964 – 1961‬جمع وإعداد‬ ‫ـ العثماني أوالد الفاضل‪ ،‬دار النيابة السلطانية بطنجة والتدخل األجنبي في المغرب – النائب محمد بن العربي أسامة الزكاري‪ ،‬منشورات جمعية ابن خلدون للبحث التاريخي واالجتماعي بأصيال‪.‬‬ ‫الطريس نموذجا‪.‬‬ ‫ـ عبد اللطيف الوراري‪ ،‬عبد الكريم الطبال ناسك الجبل – حوار في الحياة والشعر‪.‬‬ ‫ـ زبيدة الورياغلي‪ ،‬نساء طنجة الرائدات‪.‬‬ ‫ـ أحمد الطريبق أحمد‪ ،‬مخاض حياة على جليد وتحت الرماد‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ دوريات متخصصة ‪:‬‬ ‫ـ جماعي‪ ،‬مقاربات نقدية في القصة القصيرة جدا عند الطيب الوزاني‪.‬‬ ‫ويكفي‬ ‫السلبية‪.‬‬ ‫تداعياته‬ ‫من‬ ‫الحد‬ ‫الراهنة‬ ‫المرحلة‬ ‫نخب‬ ‫تستطع‬ ‫لم‬ ‫رهيبا‬ ‫وفراغا‬ ‫خطيرا‬ ‫عرف هذا المجال ترديا‬ ‫وبعد‪ ،‬فال شك أن الحصيلة تظل بعيدة عن االستجابة لنهم المهتمين‪ ،‬وال شك أن األجيال الراهنة من‬ ‫أن نشير إلى مستوى الفراغ الرهيب الذي خلفه رحيل كل من عبد العزيز التمسماني خلوق ومحمد األمين البزاز الباحثين والمؤرخين الزالت تعاني من مشاكل اإلعاقة التي تحد من ضمان انسياب نهر العطاء واإلنتاج‪ .‬إنه مجال‬ ‫ومحمد بن عزوز حكيم‪ ،‬وهم األعالم الذين كان لهم الدور المركزي في تخصيب حقل تلقي المعرفة التاريخية‪ ،‬من بكر‪ ،‬الزال ينتظر المزيد من العمل من أجل إضفاء طابع مؤسساتي على جهود النهوض بهذا المجال‪ ،‬خدمة لذاكرة‬ ‫خالل منابر ودوريات علمية أعطت للشمال إشعاعه العلمي والثقافي الرائد‪ ،‬مثلما هو الحال مع دورية «دار النيابة» جماعية متيقظة‪ ،‬واستلهاما لحيوية ذاكرة تاريخية نراهن عليها في سعينا المشروع نحو إعادة التأصيل لمنطلقات‬ ‫ومجلة «الطنجيون» ومجلة «الوثائق الوطنية»‪...‬‬ ‫االشتغال العلمي على تالوين الذاكرة المشتركة لمنطقة الشمال‪.‬‬

‫رجاء كنوني تتحدث عن تنظيمات أهلية لدعم النساء ضحايا العنف بمدينة وزان‬ ‫قبل عشر سنوات تم افتتاح المركز االجتماعي‬ ‫بمدينة وزان الذي أنشئ بشراكة بين جمعيات أهلية‬ ‫تنشط في المجــاالت االجتماعية والمبادرة الوطنية‬ ‫للتنمية البشرية‪ .‬وحسب رجاء كنوني‪ ،‬رئيسة جمعية‬ ‫“نساء وزان” فإن هذا المركز فتح أمام شباب وزان فضاء‬ ‫لالبتكار والمبادرة في مختلف المجاالت االجتماعية‬ ‫خاصة‪ :‬جمعية البسمة‪ ،‬وجمعية الحنان اللتين تنشطان‬ ‫في مجال اإلعاقة ومنتدى الشباب لأللفية الثالثة‬ ‫وجمعية نساء وزان لمساعدة النساء ضحايا العنف‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬صرحت رجاء كنوني لجريــدة‬ ‫“هيسبريس” أن الهدف من وراء تأسيس جمعيــة‬ ‫نساء وزان‪ ،‬النساء‪ ،‬ضحايا العنف األسري عبر قاعدة‬ ‫المعطيات المتوافرة عن طريق “مركز أمل لالستماع‬ ‫واإلرش��اد القانوني للنساء المعنفات ب��وزان”‪ ،‬الذي‬ ‫أنشأته الجمعية سنة ‪ 2006‬بدعم من الشبكة الوطنية‬ ‫لالستماع للنساء ضحايا العنف‪.‬‬ ‫وأضافت أن هذا المركز يقوم بتسجيل مختلــف‬ ‫الحاالت التي ترد عليه وتوثيق تصريحات الضحايا‬ ‫والشهود ‪ ،‬كما يقوم بمساعدة الضحايا ومواكبتهن بالمحاكم والمؤسسات الحكومية وغير‬ ‫الحكومية‪ ،‬وذلك بتنسيق مع الخلية المحلية لمكافحة العنف ضد النساء بالمحكمة االبتدائية‬ ‫بوزان التي تضم إلى جانب النيابة العامة ‪ ،‬مفوضية الشرطة والدرك الملكي ومندوبية‬ ‫الصحة‪.‬‬

‫وأصرت رئيسة جمعية نساء وزان على أن اإلحصائيات‬ ‫والمعطيات المتوافرة لدى الجمعية والمنظمات المماثلة‪،‬‬ ‫ال تعكس بالضرورة الواقع المعاش للنساء المعنفات‬ ‫في إقليم وزان نظرا لضعف عمليات التبليغ من لدنهن‬ ‫والتزامهن الصمت إزاء هذه الظاهرة المشينة ‪ ،‬اعتبارا‬ ‫لثقافة مجتمعية تقبل بالعنف األسري داخل البيت على أنه‬ ‫من “طابوهات” المجتمع التي تفرضها التقاليد واألعراف‪.‬‬ ‫وبينت في تصريحها للجريدة المذكورة‪ ،‬أن حاالت‬ ‫العنف ضد النساء بإقليم وزان‪ ،‬يشكل ‪ 66‬بالمائة منها‬ ‫عنف زوجي‪ ،‬يعني أنه من بين ثالث نساء متزوجات اثنتان‬ ‫منهن تتعرضان للعنف الجســدي أو اللفظي أو الجنسي‬ ‫أو النفسي أو القانونــي أو االقتصادي على يد أزواجهن‬ ‫داخل بيت الزوجية‪.‬‬ ‫وتأسفت رئيسة جمعية نساء وزان لعدم وجود فرص‬ ‫تشغيل هؤالء النسوة الالئي يوجدن في حاالت صعبة بعد‬ ‫وقوفهن في وجه معنفيهن‪ ،‬خاصة منهن من تتوفر على‬ ‫شهادات في الفصالة والخياطة والطرز ‪ ،‬وهي مجاالت اشتهرت بها مدينة وزان العريقة‪ ،‬األمر‬ ‫الذي يضطر بعضهن إلى الرحيل لجهات أخرى مع ما يمثله هذا األمر من متاعب وأخطار بالنسبة‬ ‫إليهن وإلى أسرهن‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يناير ‪2017‬‬

‫العدد ‪871‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)341‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫مواطن يتعرض للنصب عليه وسلبه‬ ‫ما مجموعه سبعة ماليين سنتيم‬ ‫توصلنا بنسخة من شكاية موجهة إلى وكيل جاللة الملك لدى المحكمة االبتدائية‬ ‫بطنجة‪ ،‬تحت عدد ‪ ،16/3101/11989‬بتاريخ ‪ 27‬ـ ‪ 12‬ـ‪ ،2016‬تقدم بها المواطن عزوز‬ ‫عابد(رقم بطاقة تعريفه الوطنية س ‪ 43919‬ضد المسماة إكرام‪ ،‬الساكنة بزنقة ‪73‬‬ ‫شارع فاطمة الزهراء‪ ،‬باإلضافة إلى شخص(رجل أمن) يرافقها‪ ،‬فضال عن شخصين آخرين‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مشكلين بأفعالهم ما يشبه سلوك عصابة متخصصة في النصب واالحتيال‪ ،‬استحوذت‬ ‫على مبلغ ‪ 10‬آالف درهـم من أجل تأسيس شركة للعارض في مجـال النقــل والبنــاء‬ ‫واألشغال العامة والحصول على أوراقها (القانون األساســي والسجــل التجاري) كما‬ ‫استحوذت «رأس الحربة» على مبلغ ‪ 6‬ماليين من أجل تصفية شركة للمشتكي‪ ،‬كائنة‬ ‫بمنطقة النجمة‪ ،‬كما سبـــق لها أن سلمت له شيكا بمبلغ ‪ 3000‬درهم‪ ،‬بدون رصيد‪،‬‬ ‫كطريقة إلسكاته وإيهامه بأنها سترد له أمواله‪ ،‬قسطا قسطا‪ ،‬مستغلــة بذلك عدم‬ ‫تعلمه وجهله بالقانون‪.‬‬ ‫وأضافت الشكاية أن العارض تعب كثيرا في الذهاب إلى الدائرة األمنية الثانية‪،‬‬ ‫باعتبار أن الوقائع المذكورة مرتبطة بتراب نفوذ هذه األخيرة‪ ،‬دون أي فائدة من مالحقة‬ ‫الجناة‪ ،‬المعروفين بعناوين سكناهم وباألمكنة التي يرتادونها‪ ،‬باستمرار‪.‬‬ ‫ويلتمس العارض‪ ،‬إزاء هذه الوضعيــة التي أزمت وضعيته المادية‪ ،‬من وكيل جاللة‬ ‫الملك التدخل العاجل من أجل إنصافه‪.‬‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫محمد الهنداوي‬

‫شكاية ضد موقع إلكتروني‬ ‫توصلنا بنسخة من شكاية موجهة إلى وكيل جاللة الملك بابتدائية طنجة‪ ،‬تقدم بها‬ ‫المواطن رشيد أشمرال‪ ،‬مفادها أنه كان له في ذمة المشتكى به (محمد‪.‬ح) مبالغ مالية‪،‬‬ ‫ولما بدأ هذا األخير يتهرّب من تسديدها‪ ،‬قام العارض بترك رسالة حبية له تحت باب‬ ‫منزله‪ ،‬فإذا بهذه الرسالة تضاف فيها عبارة تهديدية بقلم أزرق‪ ،‬وتسلم كحجة لصاحب‬ ‫موقع إلكتروني مشبوه بطنجة‪ ،‬هدفه التشويه بالناس واتهامهم بما ليس فيهم‪ ،‬كنوع‬ ‫من االبتزازالحقيقي‪ ،‬حيث سبق لصاحب «أوقات طنجة» أن «أكل سلخة» في الشارع‪،‬‬ ‫بسبب دخوله في متاهات أكبر منه‪ ،‬هو الذي التكوين له‪ ،‬بل اقتحم المجال اإلعالمي‬ ‫اإللكتروني ب‪ »:‬الصنطيحة»‪ ،‬وهذا يعرفه الخاص والعام‪.‬‬ ‫ويلتمس العارض من وكيل جاللة الملك أخذ هذه الشكاية بعين االعتبار‪ ،‬وذلك‬ ‫بفتح بحث دقيق في هذا الموضوع الذي بالغ فيه المشتكى به‪ ،‬المعروف بابتزازه‬ ‫اإللكتروني‪.‬‬ ‫كما بعث العارض كذلك بشكايـــة‪ ،‬والساكن بحي الجديد زنقة ‪ 43‬رقم ‪ 1‬مكـــرر‬ ‫طنجة نيابة عن ابنه القاصر‪ ،‬المسمى حمزة المعتقل بالسجن المدني في إطار البحث‪،‬‬ ‫بعد تلفيق تهمة لــه‪ ،‬خاصة بعـد علمـــه‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬بأن خصم ابنه‪ ،‬هوقريب ألحد رجال‬ ‫األمن بالدائرة األمنية للمنطقة ذاتها والذي أشرف على عملية اعتقال ابنه وإعداد محضر‬ ‫تقديمه‪ ،‬ملتمسا من وكيل جاللة الملك إعطاء تعليماته من أجل إعادة النظر في هذه‬ ‫القضية التي أثرت على جميع أفراد أسرة العارض‪ ،‬وذلك إحقاقا للحق ونصرة للعدالة‪.‬‬

‫أحمد صدقي‬

‫وداعاً «لطيفة»‪ ...‬امرأة عاشت في‬ ‫األعالي قبل أن تطيح بها المآسي‪!.‬‬ ‫بعد معاناة كبيرة مع المرض‬ ‫واإلع��اق��ة‪ ،‬أسلمت روح��ه��ا إلى‬ ‫بارئها‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬المرحومة «لطيفة»‬ ‫ه��ذا الوجه الشعبي المعروف‪،‬‬ ‫خاصة بحي المصلى‪ ،‬والمدينة‬ ‫القديمة‪ ،‬فضال ع��ن ح��ي سوق‬ ‫البقرالذي سبق لها أن قطنت‬ ‫به‪.‬الفقيدة سهل لها اهلل مراسيم‬ ‫الجنازة على يد أفراد أسرة محسنة‪،‬‬ ‫أشفقوا على حالها‪ ،‬إذ لم يترددوا‬ ‫ـ لحظة واحدة ـ في القيام بهذا‬ ‫العمل اإلنساني النبيل‪ ،‬فطوبى‬ ‫لهم على صنيعهم هذا ‪.‬‬ ‫ولمن اليعرف «لطيفة» فقد‬ ‫كانت وسيمة‪ ،‬تنعم بصحة جيدة‪،‬‬ ‫وتعيش حياة الرفاهية‪ ،‬حيث كانت‬ ‫تقتسم سعادتها مع البسطاء من‬ ‫الناس بطنجة‪ ،‬هي التي كانت‬ ‫ت��وزع األضاحي على المحتاجين‬ ‫منهم‪ ،‬كلما حلت مناسبات العيد‬ ‫«الكبير»‪ .‬تزوجت المرأة مرتين‪ ،‬لم يرزقها اهلل بذرية‪ ،‬و بديار المهجـر‪ ،‬عاشـت سنين‪ ،‬وجابت‬ ‫عواصم العالم‪ ،‬قبل أن تعود إلى أرض الوطن‪ ،‬ومعها «تحويشة العمر» كما يقال على ألسنة‬ ‫أشقائنا المصريين‪.‬‬ ‫نعم عادت المرأة‪ ،‬منذ سنين‪ ،‬من أجل رعايــة والدتها التي كانت مريضة‪ ،‬وما يتبع‬ ‫ذلك من مصاريف عالجها الباهظة‪ ،‬إلى أن توفيــت رحمها اهلل‪ ،‬قبل أن يداهم داء ّ‬ ‫السكري‬ ‫ابنتها « لطيفة»‪ ،‬لتبدأ هذه األخيرة رحلتها مع هذا الداء الذي أثر عليها نفسيا ومعنويا‪ ،‬بينما‬ ‫«التحويشة» كانت تنقص ّ‬ ‫كل يوم‪ ،‬في الوقت الذي كانت تستفحل حالتها الصحية‪ ،‬شيئا فشيئا‪،‬‬ ‫إلى أن أدت بها إلى بتر ساقيها معا‪ ،‬الواحدة بعد األخرى‪ ،‬قبل أن ترمي األيام بها في نهاية‬ ‫المطاف إلى غرفة للكراء‪ ،‬تستجدي سوماتها ب‪»:‬باطيو»‪ ،‬كائن بحي «كراج زرياح»‪ ،‬حيث عاشت‬ ‫بها ظروفا صعبة‪ ،‬وسط جيران‪ ،‬منهم من كان يسيء إليها‪ ،‬ومنهم من كان يسدي إليها‬ ‫خدمــات بالمقابــل‪ ،‬رغم إعاقتها‪ ،‬واحسرتاه‪!.‬‬ ‫ـ هذه عبرة أوخالصة لقصة امرأة عاشت في األعالي‪ ،‬قبل أن تطيح بها المآسي‪ ،‬غيرأن‬ ‫الجميل فيها صبرُ«لطيفة» على المواجع‪ ،‬ودعائها إلى خالقها‪ ،‬كلما ازدادت لديها شدة‬ ‫المواقف‪ ،‬حيث التقت بها جريدة طنجة‪ ،‬مرارا‪ ،‬بعدد من األماكن‪ ،‬فاللهم اجعل صبرها شفيعا‬ ‫لها‪ ،‬يمسح المساوىء ويبقي على المحاسن‪.‬‬

‫محمد إمغران‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 8‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪341‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 891‬ـ الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يناير ‪2017‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫قال‬

‫الموقع الرسمي للفريق‪ ،‬أن بعض المنابر اإللكترونية و الصفحات‬ ‫بمواقع التواصل اإلجتماعي تداولت أن مهاجم اتحاد طنجة يحيى‬ ‫بومديان سيلتحق بأحد النوادي بالدوري اإليطالي‪ ،‬و في هذا الصدد يوضح‬ ‫فريق اتحاد طنجة للرأي العام المحلي و الوطني أن الالعب يحيى بومديان‬ ‫يربطه مع الفريق عقد احترافي و مستمر في صفوف فارس البوغاز‪ ،‬و يخضع‬ ‫حاليا إلى فترة عالج بعد اإلصابة التي تعرض لها في مباراة الدورة السادسة‬ ‫من البطولة اإلحترافية أمام فريق حسنية أكادير و التي غيبته على الميادين‬ ‫ألزيد من شهرين‪ .‬بالمقابل هاجم الفريق حارسه السابق أحمد محمدينا على‬ ‫خلفية خروجه على الراي العام محتجا على ما وصفه باإلجحاف في حقه من‬ ‫طرف الفريق‪ ،‬الذي لم يعترف له بما اسداه في الموسم الماضي‪ .‬ترى لماذا‬ ‫يهاجم الالعبون الخارجون من اتحاد طنجة سياسة التصرف المالي معهم‬ ‫من طرف الفريق‪ ،‬في الوقت الذي يتحدثون فيه بلغة عكسية أثناء مسارهم‬ ‫مع الفريق؟‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫التعديالت الخاصة لقانون خماسي‬ ‫كرة القدم (‪)6‬‬

‫‪5‬‬ ‫تفسير قانون لعبة كرة القدم الخماسية‬ ‫والتعليمات للحكام‬ ‫القانون (‪ )1‬ميدان اللعب‬ ‫اإلعالنات على ميدان اللعب‬

‫يسمح بوجود إعالنات على ميدان اللعب إذا نصت لوائح البطولة على‬ ‫ذلك بشرط عدم إحداث إرتباك لالعبين والحكام وأن ال تغطى خطوط‬ ‫الملعب المنصوص عليها في قانون لعبة كرة القدم الخماسية‪ .‬‬

‫اإلعالنات على شباك المرمى‬

‫يسمح بوجود إعالنات على شباك المرمى إذا نصت لوائح البطولة على‬ ‫ذلك بشرط عدم إحداث إرتباك لالعبين والحكام‪.‬‬

‫اإلعالنات في المنطقة الفنية‬

‫يسمح بوجود إعالنات على أرضية المناطق الفنية إذا نصت لوائح‬ ‫البطولة على ذلك بشرط عدم إحداث إرتباك للمتواجدين بالمنطقة الفنية‬ ‫واالعبين والحكام‪ .‬‬

‫القانون (‪ )3‬عدد الالعبين‬ ‫الالعبين المطرودين‬

‫·‪ ‬في حالة ارتكاب العب لخطأ ويطرد بسبب اإلنذار الثاني أو طرد‬ ‫مباشر بعد منح األسبقية ويدخل مرمى فريقه هدف بعد تطبيق األسبقية‬ ‫قبل طرده ‪ ،‬ال ينقص عدد الالعبين بفريقه ‪ ،‬حيث أن الخطأ قد أرتكب قبل‬ ‫تسجيل الهدف‪.‬‬ ‫·‪ ‬في حالة ارتكاب العب لخطأ عقوبته الطرد خالل فترة ما بين‬ ‫الشوطين أو قبل بداية أحد شوطي الوقت اإلضافي يبدأ فريقه الشوط‬ ‫التالي منقوص العب‪ .‬‬

‫القانون (‪ )4‬معدات الالعبين‬ ‫المجوهرات‬

‫ال يسمح للحكام والحكام المساعدين لبس المجوهرات ( بإستثناء‬ ‫الحكم الذي يسمح له بلبس ساعة في حالة عدم وجود ميقاتي)‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫محمد اليوسفي‪...‬‬ ‫حار�س مرمى املغرب التطواين‬ ‫في ظل هذه النتائــج‪ ،‬هــل‬ ‫يملـك المغــرب التطواني كـل‬ ‫مقومات المنافسة على اللقب؟‬

‫استرجعـــت رسميتك في‬ ‫الدورات األخيرة وأصبحت تتألق‬ ‫بشكل كبير‪ ،‬هل إستفدت من‬ ‫الدروس التي جعلتك إحتياطيا‬ ‫لعدة شهـــور‪ ،‬و هل أنت راض‬ ‫عن نتائج الفريـق في مرحلـــة‬ ‫الذهاب؟‬ ‫كـــل شــيء وارد في كرة‬ ‫القدم كما يقــال‪ ،‬وهلل الحمد‬ ‫فالمغرب التطواني يتوفر على‬ ‫حـــراس مرمى في المستــوى‬ ‫المطلوب فال فــرق بين هذا‬ ‫الالعب أو ذاك‪ ،‬فهدفنا واحد‬ ‫هو خدمـــة الفريــق لتحقيق‬ ‫نتائج جيدة‪ ،‬كما ال يهمني أن‬ ‫أجلس احتياطيا‪ ،‬بل العمـــل‬ ‫واإلجتهاد هو األهــم ألكــون‬ ‫في المستوى‪ ،‬ولتبقــى الكلمة‬ ‫للطاقم التقني‪ ،‬والجميع داخل‬ ‫المغرب التطواني يعتبر عائلة‬ ‫واحدة وهذا هو سر نجاحنا‪.‬‬ ‫وبالنسبة لنتائج الفريــق في‬ ‫مرحلة الذهاب‪ ،‬بطبيعة الحال‬ ‫أنا راض عنها‪ ،‬وهلل الحمد فرغم‬ ‫التغييرات التي عرفتها التشكيلة الرسمية للفريق بعد‬ ‫رحيل مجموعة من الالعبين المميزين إال أنه حافظ على‬ ‫توازنه وبرهن للجميع على أن المغرب التطواني أصبح‬ ‫مشتال لتفريخ الالعبين‪ ،‬وأنتم تعرفون جيدا أن الفريق‬ ‫يتوفر على ‪ 17‬العبا من أبناء المدينة وهذا شيء جيد‬ ‫بالنسبة للفريق التطواني‪ ،‬أما بالنسبة للنتائج التي‬ ‫حصلنا عليها حتى الدورة ‪ 14‬فأعتبرها جيدة ولوال بعض‬ ‫الهفوات لكنا في مرتبة أحسن ألن المستوى يسير في‬ ‫خط تصاعدي بفضل العمل الكبير الذي يقوم به الطاقم‬ ‫التقني على جميع المستويات‪ ،‬وسنحاول الظهور بمظهر‬ ‫آخر في مرحلة اإلياب التي ستكون صعبة بكل المقاييس‪،‬‬ ‫وبهذه المناسبة أطلب من الجماهير التطوانية العودة‬ ‫لمساندة فريقها على غرار بعض الفرق التي تستفيد من‬ ‫جماهيرها‪ ،‬كما أتمنى من اهلل أن يوفقنا لنكون عند حسن‬ ‫ظن جميع مكونات الفريق‪.‬‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫المغرب التطواني يبقى واحــدا‬ ‫من الفـــرق القـــويـــة بالبطولة‬ ‫الوطنية وكل موسم يريد الظهور‬ ‫بمظهر مشرف يليق به وبسمعتــه‬ ‫التي أهلته للفوز بلقبين للبطولة‬ ‫االحترافيـــة في ظـــرف ثالثــــة‬ ‫مواســم‪ ،‬لذلــك فحظوظنا تبقى‬ ‫قائمة مادام المستوى متقارب بين‬ ‫الكثير من الفرق‪ ،‬والفرق ليس‬ ‫كبيرا بين فرق الصدارة‪ ،‬وحتى اآلن‬ ‫لم يتضح األمر أكثر ألن المنافسة‬ ‫ستزداد شراسة في مرحلة اإلياب‬ ‫التي ال مكان فيها للفرق الضعيفة‪،‬‬ ‫أظن أن اللقب لن يخرج عن خمسة‬ ‫أندية وال داعي لذكرها ألن األمور‬ ‫ستكون أكثر وضوحا في الدورات‬ ‫المقبلة من مرحلة اإلياب‪.‬‬ ‫الفـريــق يظهــر بوجهيـــن‬ ‫مختلفين من مباراة ألخرى‪ ،‬فتارة‬ ‫يقنع وتارة ال يقنــع‪ ،‬كيف تفسر‬ ‫ذلك؟‬ ‫المغرب التطواني كما قلت لك عرف مجموعة من‬ ‫التغييرات على مستوى تركيبته البشرية بعد رحيل‬ ‫مجموعة من العبيه الذين قضوا سنوات مع الفريق وشكلوا‬ ‫عموده الفقري‪ ،‬لذلك سعى لجلب العبين من المستوى‬ ‫المطلوب‪ ،‬وهلل الحمد توفق في ذلك‪ ،‬لكن اإلنسجام بين‬ ‫الالعبين الجدد والشبان إستغرق بعض الوقت مما أثر‬ ‫على محدودية الفريق في بعض المباريات‪ ،‬إال أن األمور‬ ‫تحسنت بشكل كبير واسترجع المغرب التطواني مقوماته‬ ‫وهيبته بأسلوبه المألوف‪ ،‬ليبرهن للجميع على أنه يمكنه‬ ‫أن يمرض لكنه ال يموت ألنه يتوفر على تركيبة بشرية‬ ‫جيدة تعتبر األصغر سنا بالبطولة الوطنية‪ ،‬إذ أن معدل‬ ‫األعمار ال يتجاوز ‪ 22‬سنة‪ ،‬وهذا سيكون له وقع كبير على‬ ‫مستقبل الفريق‪ ،‬دون ان ننسى المكتب المسير الذي‬ ‫يعمل كل ما في وسعه ليوفر الظروف المتاحة لتحقيق‬ ‫نتائج جيدة‪.‬‬

‫إفالس سانتوس األمريكي‬ ‫يعيد أرانجو إلى فنزويال‬

‫أعلن نادي زوليا الفنزويلي لكرة القدم أن نجم كرة القدم الفنزويلي‬ ‫الدولي السابق خوان أرانجو‪ 36 ،‬عاما‪ ،‬سينضم إلى صفوف الفريق ليخوض‬ ‫معه بطولة كأس ليبرتادوريس‪ .‬وقال سيزار فارياس مدير النادي والمدير‬ ‫الفني السابق للمنتخب الفنزويلي إن أرانجو سيرتدي قميص الفريق مثل‬ ‫العب الوسط الفنزويلي الدولي يوهاندري أوروزكو وحارس المرمى ريني‬ ‫فيجا للمشاركة مع الفريق في الفترة المقبلة‪ .‬وأوضح فارياس‪« :‬أرانجو‬ ‫سيلعب إلى جوار أوروزكو‪ .‬وسيدعم صفوف الفريق قبل وصول المزيد‬ ‫من الالعبين لتدعيم صفوفه بشكل أكبر»‪ .‬وينضم أرانجو لصفوف‬ ‫زوليا قادما من سانتوس األمريكي بعد إفالس األخير‪ .‬وسطع أرانجو في‬ ‫الماضي في صفوف تيخوانا المكسيكي وريال مايوركا األسباني وبوروسيا‬ ‫مونشنجالدباخ األلماني كما تألق في صفوف المنتخب الفنزويلي قبل‬ ‫إعالن اعتزاله اللعب الدولي في ‪ . 2015‬وأكد فارياس أن انضمام أرانجو‪:‬‬ ‫«أهم العب في تاريخ الكرة الفنزويلية» سيساعد الفريق على تعويض‬ ‫فارق الخبرة كما سيكون «هدية» ألنصار الفريق‪ .‬واعترف فارياس بأن‬ ‫بعض التفاصيل في التعاقد مع أرانجو لم تحسم بعد ولكنها لن تؤثر على‬ ‫إبرام الصفقة‪.‬‬


‫العدد ‪871‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫المسكيني إلى أسفي بعد انفصاله عن اتحاد طنجة‬ ‫أعلن فريق اتحاد طنجة لكرة القدم أنه فسخ العقد الذي‬ ‫كان يربطه مع الالعب عادل المسكيني بالتراضي‪ ،‬بعدما‬ ‫قضى نصف الموسم رفقة فارس البوغاز‪ ،‬و يشكر الفريق‬ ‫الالعب على انضباطه وحسن أخالقه داخل وخارج الملعب‪،‬‬ ‫ويتمنى له التوفيق في مسيرته الكروية‪ .‬ووقع الالعب مع‬ ‫فريق أولمبيك اسفي الذي يدربه أمين بنهاشم‪ ،‬المدرب‬ ‫السابق التحاد طنجة‪.‬‬ ‫وعالقة بوضعية الحارس أحمد محمدينا والذي أساء‬ ‫للفريق ومكوناته بطريقة غير احترافية‪ ،‬نؤكد أن اتحاد‬ ‫طنجة وفر له كل الظروف من أجل العودة السريعة إلى‬ ‫الميادين‪ ،‬إال أنه لم يستطع ذلك‪ ،‬مما جعل النادي يطلب‬ ‫منه فسخ العقد بالتراضي خصوصا أن اتحاد طنجة يتوفر‬ ‫على ثالثة حراس للمرمى وهو ما رفضه الحارس‪ ،‬وكان عليه‬ ‫أن يلجأ للفريق عوض التشهير و الخوض في أمور داخلية‪.‬‬ ‫وبالنسبة لالعب الشرادي فقد وضعه مدرب اتحاد طنجة في‬ ‫الئحة المغادرين‪ ،‬ويتمنى الفريق حظا موفقا لالعب عدنان‬ ‫الشرادي في مسيرته الكروية‪ .‬وفِي سياق أخر‪ ،‬ألحق المدرب‬ ‫عبد الحق بنشيخة ثالثة العبين من فريق األمل بالفريق‬ ‫األول‪.‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يناير ‪2017‬‬

‫‪19‬‬

‫منالجامعة‬ ‫أخبارأخبار‬ ‫الجامعة‬ ‫تجمع إعدادي للمنتخب الوطني ألقل من ‪ 19‬سنة بالمعمورة‬

‫مكتب اتحاد طنجة لكرة السلة يتضامن‬ ‫مع رئيس الفريق‬

‫يدخل المنتخب الوطني ألقل من ‪ 19‬سنة في الفترة المتراوحة ما بين ‪ 16‬و‪18‬‬ ‫يناير ‪ 2017‬تجمعا إعداديا مغلقا بالمركز الوطني لكرة القدم بالمعمورة‪ ،‬تحسبا‬ ‫للمباراتين الوديتين اللتين سيخوضهما أمام المنتخب البرتغالي يومي ‪ 29‬يناير‬ ‫‪ 2017‬و‪ 2‬فبراير ‪ 2017‬بمدينة لشبونة ‪ .‬ولهذا الغرض وجه السيد مصطفى مديح‬ ‫الدعوة لـ‪ 24‬العبا ويتعلق األمر بكل من‪ ،‬عبد الكبير عبقار من أكاديمية محمد‬ ‫السادس لكرة القدم‪ ،‬سامي أمل شرف من أكاديمية محمد السادس لكرة القدم‪،‬‬ ‫موعاد بحساين من الفتح الرباطي‪ ،‬أسامة بلخياري من الوداد البيضاوي‪ ،‬حاتم‬ ‫الوهابي من وداد طنجة‪ ،‬أيوب بناني من الفتح الرباطي‪ ،‬أيوب حلوم من الراسينغ‬ ‫البيضاوي‪ ،‬إسماعيل بنيدر من الجيش الملكي‪ ،‬حسن بارا من حسنية أكادير‪ ،‬أمير‬ ‫الحداوي من الرجاء الرياضي‪ ،‬رشيد الصياد من الجيش الملكي‪ ،‬زياد فكري من‬ ‫الفتح الرباطي‪ ،‬حسن بوعين من الرجاء البيضاوي‪ ،‬عبد الرزاق غازوت من الرجاء‬ ‫البيضاوي‪ ،‬غسماعيل لكرايعي من من أكاديمية محمد السادس لكرة القدم‪ ،‬ياسين‬ ‫لمين من الرشاد البرنوصي‪ ،‬يوسف ليموري من الفتح الرباطي‪ ،‬حمزة كساب من‬ ‫أكاديمية محمد السادس لكرة القدم‪ ،‬مروان مويرت من الرجاء البيضاوي‪ ،‬أسامة‬ ‫فلوح من أكاديمية محمد السادس لكرة القدم‪ ،‬عمر صابوني من الوداد البيضاوي‪،‬‬ ‫إبراهيم العمل من الفتح الرباطي‪ ،‬عيسى عبد الصمد من الفتح الرباطي ومهدي‬ ‫بلعربي من الفتح الرباطي‪.‬‬

‫عمر القادوري يعوض أمرابط‬ ‫وجه الناخب الوطني السيد هيرفي رونار الدعوة لـ عمر القادوري العب فريق‬ ‫نابولي اإليطالي لتعزيز صفوف المنتخب الوطني‪ ،‬للمشاركة رفقة األسود في‬ ‫نهائيات كأس األمم األفريقية التي تجرى أطوارها بدولة الغابون من ‪ 14‬يناير‬ ‫وإلى غاية ‪ 5‬فبراير ‪ .2017‬وجاء قرار الناخب الوطني بالمناداة على عمر القادوري‪،‬‬ ‫بعد تأكد طبيب المنتخب الوطني من إصابة نورالدين امرابط العب نادي واتفورد‬ ‫اإلنجليزي‪ .‬وكان امرابط قد التحق بمقر إقامة المنتخب الوطني بمدينة العين؛‬ ‫صباح يومه الخميس ‪ 5‬يناير ‪2017‬؛ لعرض حالته على طبيب النخبة الوطنية‬ ‫السيد عبد الرزاق هفتي‪ ،‬والذي تبين له بعد إخضاع الالعب للفحوصات الالزمة انه‬ ‫مصاب بالتواء حاد على مستوى الكاحل‪ .‬وعليه‪ ،‬فالالعب نورالدين أمرابط لن يرافق‬ ‫األسود لدولة الغابون وسيحل مكانه عمر القادوري‪.‬‬

‫المنتخب المحلي يفوز على بوركينا فاصو‬

‫عقد مكتب اتحاد طنجة لكرة السلة اجتماعا طارئا تدارس‬ ‫فيه ما تعرض له‪ ،‬السيد عبد الواحد بولعيش‪ ،‬رئيس الفريق‬ ‫من هجوم ال أخالقي عبر موقع التواصل االجتماعي فايسبوك‪.‬‬ ‫وعلى إثر هذا االجتماع‪ ،‬أصدر المكتب المسير البيان‬ ‫االستنكاري التالي‪:‬‬ ‫«على إثر تعرض رئيس جمعية االتحاد الرياضي لطنجة‬ ‫لكرة السلة‪ ،‬السيد عبد الواحد بولعيش إلساءة مغرضة‪ ،‬من‬ ‫خالل نشر أخبار زائفة ومغلوطة مسته في شخصه‪ ،‬عبر موقع‬ ‫التواصل االجتماعي (فايسبوك)‪ ،‬من قبل شخص من ذوي‬ ‫السوابق العدلية‪ ،‬ينتحل صفة وكيل ﻻعبين‪ ،‬ومعروف في‬ ‫أوساط كرة السلة الوطنية بإثارته للفتنة والبلبلة بغرض‬ ‫االبتزاز واالرتزاق‪ ،‬عقد المكتب المسير للفريق اجتماعا‬ ‫طارئا يوم الجمعة ‪ 30‬دجنبر ‪ ،2016‬على الساعة السابعة‬ ‫مساء بمقر الجمعية‪ ،‬لمناقشة ظروف وحيثيات هذه الهجمة‬ ‫الدنيئة واالدعاءات الباطلة التي مست شخص الرئيس عبد‬ ‫الواحد بولعيش‪ ،‬والعضو حسن شمالل‪ ،‬ومست سمعة الفريق‬ ‫ككل‪ ،‬وتزامنا مع الحرب المعلنة ضد الفريق‪ .‬من طرف أطراف‬

‫مسؤولة على تسيير كرة السلة الوطنية‪ .‬وعلى ضوء هذا‬ ‫االجتماع‪ ،‬يعلن المكتب المسير للنادي ما يلي‪:‬‬ ‫ استنكاره بشدة كل المحاوالت اليائسة والدنيئة التي‬‫تهدف إلى زعزعة إستقرار النادي‪ ،‬وتحاول تحريف الحقائق‬ ‫والتبخيس وكبح البرامج الكبيرة والهادفة التي بدأ النادي‬ ‫في تنفيذها بدعم من سلطات المدينة و مسؤولين على‬ ‫القطاع الرياضي بالجهة‪ ،‬من خالل تسخير شخص من ذوي‬ ‫السوابق‪ ،‬من خارج مدينة طنجة‪ ،‬لإلساءة لرئيس النادي السيد‬ ‫عبد الواحد بولعش‪ ،‬باتهامه بأمور باطلة وال أساس لها من‬ ‫الصحة‪ ،‬سيما أن شخص الرئيس مشهود له محليا وجهويا‬ ‫ووطنيا بأخالقه العالية‪ ،‬ونبله‪ ،‬وحبه وتضحياته في مجال‬ ‫الرياضة‪ ،‬وكرة السلة على وجه الخصوص‪ ،‬التي أخذت من‬ ‫وقته وماله على حساب أسرته الطيبة‪.‬‬ ‫ تأكيد المكتب المسير تضامنه المطلق مع السيد عبد‬‫الواحد بولعيش والسيد حسن شمالل ودعمهما باللجوء‬ ‫إلى القضاء لمتابعة الشخص الذي أساء إليهما وللفريق عبر‬ ‫صفحته على الفايسبوك»‪.‬‬

‫اتحاد طنجة ينتدب العب كونغولي وسكور‬ ‫يخضع لعملية جراحية‬ ‫و ّقع الالعب الكونغولي إسماعيل نجوبـــو في‬ ‫كشوفات فريق اتحاد طنجــة عقــدا يمتد لمدة ‪4‬‬ ‫سنوات‪ .‬ولم يتم الكشف عن قيمة التعاقد مع الوافد‬ ‫الجديد ‪ 19 ،‬سنة‪ ،‬والذي خضع الختبار موفق ارتاح له‬ ‫المدرب عبدالحق بنشيخة الذي أعطى الضوء األخضر‬ ‫للمكتب المسير للفريق للتوقيع للالعب‪ .‬وكانــت‬ ‫عيون فريق الجيش الملكي تترقب هذا الالعب‪ ،‬لكن‬ ‫وكيل أعماله اقتنع بعرض اتحاد طنجة‪ .‬وفي خبر آخر‪،‬‬ ‫أجرى يوسف سكور العب خط وسط الفريق أول أمس‬ ‫الخميس عملية جراحية ناجحة على ركبته اليمنى‪،‬‬ ‫في إحدى المستشفيات‪ ‬بمدينة الدار البيضاء‪.‬‬ ‫وحدد الجهاز الطبي لفريق اتحاد طنجة مدة غياب‬ ‫يوسف سكور عن الميادين في ‪ 33‬أسابيع قبل‬ ‫العودة ‪ ‬لخوض تدريباته وفق برنامج طبي تأهيلي‬ ‫استعدادا للعودة الرسمية‪ .‬وكان سكور أصيب في‬ ‫مباراة فريق اتحاد طنجة األخيرة ضد فريق الجيش‬ ‫الملكي حيث خضع لكشوفات طبيـة أكــدت حاجته‬ ‫لعملية جراحية‪.‬‬

‫فاز المنتخب الوطني المحلي بهدف لصفر في المباراة الودية التي جمعته مساء‬ ‫يومه األربعاء ‪ 4‬يناير ‪ 2017‬بمنتخب بوركينافاسو األول‪ .‬وسجل الهدف الوحيد‬ ‫للمنتخب الوطني المحلي في هذه المباراة الودية التي أقيمت على أرضية ملعب‬ ‫الملحق للملعب الكبير لمدينة مراكش‪ ،‬الالعب أشرف بنشرقي في الدقيقة ‪45‬‬ ‫الالئحة الرسمية لـ ‪ 23‬العبا الذين سيشاركون في كأس األمم اإلفريقية‬ ‫كشف الناخب الوطني السيد هيرفي رونار يومه األربعاء ‪ 4‬يناير ‪ 2017‬عن‬ ‫الالئحة الرسمية لـ ‪ 23‬العبا الذين سيشاركون في كأس األمم اإلفريقية ‪,‬التي‬ ‫ستحتضن أطوارها دولة الغابون ما بين ‪ 14‬يناير و ‪ 5‬فبراير ‪.2017‬‬ ‫فيما يلي الالئحة الرسمية للمنتخب الوطني األول‪ :‬بونو ياسين من خيرونا‬ ‫اإلسباني‪ ،‬خروبي ياسين من لوكوموتيف بلوفديف البلغاري‪ ،‬الكجوي (المحمدي)‬ ‫منير من نومانسيا اإلسباني‪ ،‬المتقي (بنعطية) مهدي من يوفونتوس اإليطالي‪،‬‬ ‫شفيق فؤاد من ديجون الفرنسي‪ ،‬منديل حمزة من ليل الفرنسي‪ ،‬بوصوفة‬ ‫مبارك من الجزيرة اإلماراتي‪ ،‬درار نبيل من موناكو الفرنسي‪ ،‬داكوستا مروان من‬ ‫أولمبياكوس اليوناني‪ ،‬عبادي منير من ليل الفرنسي‪ ،‬فيصل فجر‪ ،‬من ديبورتيفو‬ ‫الكورونيا اإلسباني‪ ،‬نور اليدن أمرابط من واتفورد اإلنجليزي‪ ،‬رومان سايس من‬ ‫وولفر هامبتون اإلنجليزي‪ ،‬يوسف آيت ناصر من نانسي الفرنسي‪ ،‬سفيان بوفال‬ ‫من ساوتهامبثون اإلنجليزي‪ ،‬مهدي كارسيال من غرناطة اإلسباني‪ ،‬كريم األحمدي‬ ‫من فينورد روتيردام الهولندي‪ ،‬عزيز بوحدوز من سانت باولي األلماني‪ ،‬يوسف‬ ‫الناصري من ملقا اإلسباني‪ ،‬رشيد العليوي من نيم الفرنسي‪ ،‬خالد بوطيب من‬ ‫ستراسبورغ الفرنسي‪ ،‬يوسف العربي من لخويا القطري و أمين عطوشي من الوداد‬ ‫البيضاوي‪.‬‬

‫افتتاح التسجيل بمدرسة نهضة طنجة‬ ‫لكرة القدم‬

‫تعلن إدارة مدرسة نهضة طنجة لكرة القدم أنها شرعت في تسجيل‬ ‫وإعادة التسجيل للتالميذ الراغبين في االنخراط بالمدرسة‪ ،‬وعلى الراغبين‬ ‫في ذلك االتصال بمدير المدرسة على الرقم التالي (‪ )0661720614‬أو‬ ‫الحضور لملعب مرشان حسب البرنامج التالي‪:‬‬ ‫ كل يوم األربعاء‪ :‬من الساعة الثانية زواال (‪ )h 14‬إلى الخامسة مساء‬‫(‪.)h 17‬‬ ‫ كل يوم الجمعة‪ :‬من الساعة الثالثة زواال (‪ )h 15‬إلى السادسة مساء‬‫(‪. )h 18‬‬ ‫ كل يوم السبت‪ :‬مـن الساعـة الثامنــة صباحا (‪ )h 08‬إلى الواحدة‬‫زواال (‪.)h 13‬‬ ‫ كل يوم األحــد‪ :‬من الساعــة الثامنــة صباحا (‪ )h 08‬إلى الواحدة‬‫زواال (‪.)h 13‬‬


‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪ 16‬يناير ‪2017‬‬

‫العدد ‪871‬‬

‫انطالق القطار فائق السرعة بين طنجة والدار البيضاء‬ ‫في صيف سنة ‪2018‬‬

‫فضاء األنثـى ‪:‬‬

‫«كلهن يف الهم �سواء»‬ ‫ بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬‫نظمت إحدى القنوات التلفزية الفرنسية‪ ،‬بداية هذا األسبوع‪،‬‬ ‫ندوة حول التحرش الجنسي بالمرأة‪ ،‬خاصة في العمل‪ .‬مقدمة‬ ‫البرنامج والمتدخلون ‪ ،‬نساء ورجاال‪ ،‬توسعوا في التعريف بالتحرش‬ ‫واالغتصاب‪ ،‬خاصة داخل األسرة أو في الشارع‪ ‬العام إال أنهم توقفوا‬ ‫طويال عند التحرش الجنسي بالعمل‪ ،‬ومن طرف صاحب العمل‬ ‫بالذات‪ ،‬حيث ال يبقى للمرأة هامشا لالختيار بين القبول والرفض‪،‬‬ ‫خصوصا إذا كانت هي أو أسرتها في وضعية ضعف من الناحية‬ ‫المالية‪.‬‬ ‫الحديث جر المتدخالت والمتدخلين إلى التساؤل عن سبب عدم‬ ‫لجوء المرأة المتحرش بها إلى القضاء‪ .‬وهنا كانت المفاجأة‪ .‬الكل‬ ‫أجمع على أن «السيستيم» القضائي يتطلب من المتقدمة بشكاية‬ ‫ضد التحرش أو االغتصاب حتى وإن كان المشتكى به زوج الضحية ‪،‬‬ ‫اإلتيان بحجج ‪ ‬كافية تقنع هيئة المحكمة‪ .‬وقالت إحدى المتدخالت‪،‬‬ ‫وهي ضالعة في القانون‪ ،‬إن شكايات التحرش أو االغتصاب التي‬ ‫تتقدم بها الضحايا من النساء غالبا ما تحفظ‪ ،‬بدعوى عدم وجود‬ ‫حجج كافية لتفعيل المتابعة‪.‬‬ ‫وأكدت متدخلة أخرى أن المتضررات من التحرش الجنسي‬ ‫واالغتصاب سواء في البيت أو العمل‪ ،‬غالبا ما يعزفن عن التوجه‬ ‫إلى القضاء‪ ،‬أوال بسبب خشيتهن من انتقام ‪ ‬الزوج ‪ ،‬األمر الذي قد‬ ‫يعرضها للتعنيف الجسدي واللفظي أو رب العمل الذي قد يرمي بها‬ ‫إلى الشارع فتفقد مورد رزق هي بحاجة أكيدة إليه‪.‬‬ ‫ولخصت متدخلة أخرى وضع المرأة المغتصبة أو المتحرش‬ ‫بها ‪ ،‬خاصة إذا صاحب هذا التحرش نوايا عدوانية ‪ ‬أو تهديدات‬ ‫ضد سالمتها أو سالمة أسرتها ‪ ،‬بأن أكدت أن العقلية الذكورية‬ ‫للقضاة‪ ،‬عادة ما تميل بهم إلى الشك في أقوال النساء المعنفات أو‬ ‫المغتصبات أو المتحرش بهن‪ ،‬وتدفعهم إلى التقليل من خطورة‬ ‫الوضع‪ ‬في حال ما إذا عجزت المرأة عن اإلتيان بالدليل المقنع على‬ ‫صحة أقوالها‪ ،‬وهي غالبا ما تعجز عن ذلك إال في حاالت قالئل‪ ،‬عند‬ ‫ما تتداركها شهادات شهود من الجيران الجنب‪ ،‬وقليال ما يقبل‬ ‫الناس ‪ ‬التدخل في الحياة الخاصة للجيران وتحمل مشقات وأعباء‬ ‫اإلدالء بالشهادة عبر مسيرة تنطلق من البوليس القضائي إلى‬ ‫قاضي التحقيق والنيابة والعامة وأخيرا جلسات المحاكمة‪.‬‬ ‫ولعل في هذه الحاالت شبه كبير بين نساء أوروبا ونساء المغرب‬ ‫والعالم العربي واإلسالمي حيث تعيش المرأة وضعا «لقيطا» غير‬ ‫خاضع تماما ال لقوانين الشرع التي تطالبها بـ «ميزان الخيط»(‪ )! ‬في‬ ‫حال االغتصاب‪ ،‬وال للقوانين الوضعية التي تفرض عليها اإلتيان‬ ‫بالبرهان الغير قابل للطعن‪....‬‬ ‫وال يختلف اثنان في أن التشريع المغربي فيما يخص حقوق‬ ‫األسرة وواجباتها وحقوق األزواج ‪ ،‬على بعضهما البعض بحاجة‬ ‫إلى إصالح ‪ ‬جذري‪ ،‬اعتبارا للوضع االجتماعي الجديد بالنسبة للمرأة‬ ‫التي لم تعد تسري عليها شروط القوامة كما كانت عليه الحال أيام‬ ‫عنترة ابن شداد‪ ،‬ولم يعد دورها محصورا في المطبخ‪ ‬واإلنجاب‪ ‬‬ ‫واالستجابة لشهوات «السي سيد» البعل‪ ،‬المفروض طاعته‬ ‫ومهابته‪ ،‬في كل ‪ ‬الظروف والحاالت‪....‬‬ ‫‪ ‬المرأة الزوجة اليوم أصبحت «شريكة» الرجل ماديا ومعنويا ‪،‬‬ ‫وشريكته أيضا في المشورة ولها اعتبار رأيها في كل ما يتعلق ‪ ‬بأمور‬ ‫البيت واألسرة‪ ،‬وكلمتها في هذا الشأن بكلمة الرجل‪ ،‬ال‪ ‬بنصف‬ ‫قيمتها ‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة للميراث واإلشهاد‪ ،‬بحيث ال فضل‬ ‫للرجل على المرأة وال للمرأة على الرجل‪ ،‬إنهما متساويان «كأسنان‬ ‫المشط» يسند بعضهما البعض بود ومحبة وإحسان‪ ،‬إلى أن يغادرا‬ ‫قطار الحياة‪ ،‬وهما على هدى من اهلل ورضوان‪.‬‬ ‫لقد استبشرت النساء بالمدونة المعلومة‪ ،‬كحد أدنى لحصول‬ ‫المرأة على «حد أدنى» من حقوقها‪ ،‬ولكن سرعان ما وقع التحايل‬ ‫عليها من طرف من كلفوا بتنفيذها التنفيذ السليم ‪ ،‬لتفقد ‪ ‬بذلك‬ ‫مفعولها وتنفر الناس منها ‪ ،‬بل إن العديد من ناشطات الجمعيات‬ ‫النسائية من طالبن بمراجعتها وتصحيحها وتوسيع المجاالت‬ ‫الحقوقية ‪ ‬الواردة فيها لفائدة النساء الالئي يضطرهن وضعهن‬ ‫السيء إلى اللجوء لمحاكم األسرة التي تحتاج هي األخرى لقضاة‬ ‫متخصصين‪ ‬قريبين من المجتمع المغربي بثقافته الذكورية‬ ‫المتحكمة وعاداته المتأصلة‪ ‬الموروثة خلفا عن سلف‪ ،‬فيما عليه‬ ‫عالقة الرجل بالمرأة الزوجة‪ ،‬أو الجارية‪ ،‬أو مما ملكت أيمانه من‬ ‫الحريم ‪ ‬الذي ال حد له سوى الخيال‪! ‬‬ ‫حقيقة إنه وقع بعض «االنفراج» في عالقة األزواج‪ ،‬بفضل تنامي‬ ‫الوعي لدى الزوجات‪ ‬بحقوقهن القانونية واالجتماعية واالقتصادية‬ ‫والسياسية‪ ،‬وبفضل نضالهن من أجل انتزاع تلك الحقوق التي ال‬ ‫تنال بالتمني‪« ‬ولكن تؤخذ الدنيا غالبا»‪.... ! ‬‬ ‫وحتى وإن تمكنت المرأة المغربية من تحقيق بعض المكاسب‪ ،‬‬ ‫بنضالها وإصرارها وشجاعتها‪ ،‬وليس بخطب بسيمة الحقاوي‪،‬‬ ‫وتصريحاتها العجيبة التي منها أن «الفقر انتهى نهائيا‪ ‬واختفى كليا‬ ‫من المغرب»‪....‬وأنها «حققت للمرأة المغربية فوق ما كانت تحلم‬ ‫به منذ عشرات السنين»‪...!!! ‬فإن المرأة المغربية واعية تمام الوعي‬ ‫بأن الطريق إلى الهدف األسمى في المساواة التامة الكاملة قانونا‪،‬‬ ‫ال زالت طويلة وأن تغيير العقليات الخرافية أمر البد أت ‪ ،‬فالمرأة‬ ‫ليست نصف المجتمع‪ ،‬إنها المجتمع كله‪ ،‬برجاله ونسائه‪ ،‬هي من‬ ‫تهب لهم الحياة بإذن اهلل سبحانه وتعالى‪ ،‬وتسهر على ‪ ‬نشأتهم‬ ‫وتربيتهم وتفتح أبواب اإلدراك والمعرفة أمامهم ليستطيعوا‬ ‫تحقيق التغيير المنشود في عقليات المجتمع الخرافية وفي طبيعة‬ ‫العالقات بين الرجل والمرأة داخل المجتمعات المتطورة‪ ،‬الخالية من‬ ‫الكبت ومن العقد النفسية ‪.....‬‬

‫• البنيات التحتية جاهزة بن�سبة ‪ 85‬بالـمائـة‬ ‫• ‪ 6‬ماليني م�سافر يف ال�سنوات الأولى والأ�سعار لن تكون حكرا‬ ‫على الأغنياء ‪ ،‬ح�سب محمد اخلليع مدير ‪ONCF‬‬ ‫أعلن مؤخرا عن برنامج دخول القطار‬ ‫فائق السرعة مرحلة الخدمة العمومية بين‬ ‫طنجة والدار البيضاء‪ ،‬خالل السنة القادمة‪.‬‬ ‫وأوضح‪ ،‬في هــذا الشـــأن‪ ،‬المدير العام‬ ‫للمكتب الوطني للسكك الحديدية‪ ،‬محمد‬ ‫ربيع الخليع‪ ،‬في ندوة صحافيــة‪ ،‬بحضور‬ ‫زميله الفرنسي غيوم بيبي‪ ،‬أن التجارب‬ ‫األولية لقطار ‪TGV‬المغربي ستنطلق على‬ ‫الخط بين طنجة والقنيطرة داخل الشهرين‬ ‫المقبلين‪ ،‬وعلى أبعد تقدير بداية مارس‬ ‫المقبل‪ ،‬على أن تكون االنطالقة الرسمية‬ ‫للخط في أولى رحالته‪ ،‬قبل شهر يوليوز‬ ‫‪.2018‬‬ ‫وأوضح الخليع أن المواقــــع والخطوط‬ ‫والبنيات التحتية جاهـــزة اآلن بنسبـــة‬ ‫‪ 85‬بالمائة‪ .‬كما أعلن ‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬أن‬ ‫هدف المكتب الوطني للسكك الحديدية‬ ‫هو الوصول إلى ‪ 6‬ماليين مسافر خالل‬ ‫السنوات األولى لالستغالل‪ ،‬على خط طنجة‬ ‫الدار البيضاء عبر الرباط‪ ،‬عوض ‪ 3‬ماليين‬ ‫حاليا‪ ،‬كمــا شدد على أن أسعـــار القطار‬ ‫الفائق السرعة سوف تكون في متناول‬ ‫جميع مستعملي القطــارات الحالية وأن‬ ‫هذه األسعار لن تكون حكرا على الطبقات‬ ‫الميسورة فقط‪.‬‬ ‫ومن المتوقــــع أن يقلـــص ال ‪TGV‬‬ ‫المغربي مدة السفر بين طنجة والدار‬ ‫البيضاء من ‪ 5‬ساعات حاليا إلى ساعتين‬ ‫و ‪ 20‬دقيقة وبين طنجة والرباط من ‪4‬‬ ‫ساعات حاليا إلى ساعة والنصف‪ ،‬بعد دخول‬ ‫هذا القطار الخدمة العمومية في منتصف‬ ‫العام المقبل‪.‬‬ ‫كما أن هذا المشروع‪ ،‬الذي يستفيـد‬ ‫من الخبرة الفرنسية التي تعتبر رائدة في‬ ‫هذا المجال‪ ،‬يعد مرحلة هامة في مسـار‬ ‫تطوير البنيات التحتية للنقل بالمغــــرب‪،‬‬ ‫حيـــث إنه تضمن إنشاء خط سككي جديد‬ ‫وتجهيزه بنظم تقنية متطورة جدا‪ ،‬يربط‬ ‫طنجة بالدار البيضاء عبر القنيطرة والرباط‪،‬‬ ‫مصمم من أجل سرعة قصوى تبلغ ‪350‬‬ ‫كلم في الساعة‪..‬‬ ‫وخالل حفـــل التوقيـــع على مختلـــف‬ ‫اإلتفاقيات المتعلقــة بإنجاز المشروع تم‬

‫اإلعالن على أن مشروع خط القطار فائق‬ ‫السرعة بين طنجة والدار البيضاء يعد‬ ‫المرحلة األولى من المخطط العام المتعلق‬ ‫بخطوط القطارات فائقة السرعة الذي يهم‬ ‫إنجاز خطوط جديدة يبلغ طولها ‪1500‬‬ ‫كلم تشمل المحور «األطلســي»‪ ،‬طنجــة‬ ‫ــ الدار البيضاء مراكش أكادير‪ ،‬والمحـور‬ ‫«المغاربي» الرابط بين فاس ووجدة‪ ،‬في‬ ‫انتظار توسيعه إلى دول الجــوار بشمال‬ ‫إفريقيا‪.‬‬ ‫ومن مميــزات خـــط طنجـــة ـ الدار‬ ‫البيضاء‪ ،‬تحقيق التقارب والتناغم بين‬ ‫جهتين تعتبران قطبي اإلقتصاد الوطني‪:‬‬ ‫قطب الدار البيضاء ومحاورها األطلسية‬ ‫وقطب طنجة الصاعد والواعد الذي صار‬ ‫يفرض مكانته العالمية على ضفتي األبيض‬ ‫المتوسط‪ .‬كمــا سيساهم في مواكبـــة‬ ‫االرتفاع المتزايـد الذي يشهــده النقــل‬ ‫السككي للمسافرين على محور طنجة ـ الدار‬ ‫البيضاء‪ ،‬ودعم النمو المتزايد لجهة طنجة ـ‬ ‫تطوان ـ الحسيمة وتقليص المسافات بين‬ ‫شمال المغرب وجنوبه وتسهيل حركة نقل‬ ‫البضائع على هذا المحورانطالقا من ميناء‬ ‫طنجة المتوسط الذي يشهد نموا متصاعدا‬ ‫وإشعاعا اقتصاديا متناميا في المنطقـــة‬ ‫المتوسطية‪ .‬ومن مميزاته أيضا‪ ،‬تجسيد‬ ‫أهم محاور النقل ذات األولوية‪ ،‬المعتمدة‬ ‫من طرف اإلتحاد األوروبي بهدف توسيع‬ ‫شبكات النقل إلى البلدان المجاورة لإلتحاد‬ ‫األوروبي‪ ،‬كما تمت اإلشارة إلى ذلك في‬ ‫إعالن باريس المتعلق بإنشاء اإلتحاد من‬

‫أجل المتوسط‪ .‬وبفضل هذا اإلنجاز العظيم‬ ‫سوف يتمكن المغرب من تحقيق منجزات‬ ‫ضخمة في المستقبل‪ ،‬في إطار سياسة جاللة‬ ‫الملك الرامية إلى مزيد من االنفتاح على‬ ‫القارة اإلفريقية‪ ،‬في شتى المجاالت اإلنسانية‬ ‫واالقتصادية واالجتماعية والتنموية‪.‬‬ ‫وكان جاللة الملــك قد أطلق أشغال‬ ‫ال«تي جي فــي» رفقــة الرئيس الفرنسـي‬ ‫السابق‪ ،‬نيكوال ساركوزي وصاحـــب السمو‬ ‫الملكــي األمير مقرن بن عبد العزيز‪ ،‬سنة‬ ‫‪ ،2011‬بعد استكمال تمويل ا المشروع‬ ‫الضخم بقيمة تفوق ‪ 20‬مليار درهم‪ ،‬من‬ ‫الميزانية العامة للدولة‪ ،‬وصندوق الحسن‬ ‫الثاني للتنمية االقتصادية واالجتماعية‪،‬‬ ‫وهبة من الدولة الفرنسية‪ ،‬وقرض من‬ ‫الخزينة واألبنــاك الفرنسيـــة‪ ،‬والوكالــة‬ ‫الفرنسية للتنمية‪ ،‬وقــرض من الصنــدوق‬ ‫السعودي للتنمية‪ ،،‬وقرض من الصندوق‬ ‫الكويتي للتنمية االقتصادية العربية‪ ،‬وقرض‬ ‫من الصندوق العربي لإلنماء االقتصادي‪.‬‬ ‫ويندرج هذا المشروع في إطار سياسة‬ ‫األوراش الكبرى التي تشهدها البالد بقيادة‬ ‫جاللة الملك حيث يعتبر المغرب أول بلد‬ ‫عربي وإفريقي يتوفر على نظام متطور‬ ‫ذي مستوى تكنولوجي عال في مجال النقل‬ ‫السككي‪.‬‬

‫احتفاء بذكرى تقديم وثيقة المطالبة باالستقالل ‪ 11‬يناير ‪1944‬‬

‫احدادو يحاضر حول الحركة المسرحية‬ ‫ودورها في المقاومة‬ ‫تنظم جمعية محترف الفدان للمسرح والتنشيط الثقافي‪ ،‬على‬ ‫الساعة الـ‪ 5‬من مساء يوم األربعاء ‪ 11‬يناير الجاري‪ ،‬ندوة علمية حول‬ ‫موضوع «المسرح والمقاومة‪.‬‬ ‫ويشارك في هذه الندوة العلمية‪ ،‬التي يحضنها فضاء الذاكرة‬ ‫التاريخية للمقاومة والتحرير بتطوان بالقرب من الجامع الكبير بالمدينة‬ ‫العتيقة‪ ،‬كل من األستاذ رضوان احدادو‪ ،‬الكاتب المسرحي والباحث‬ ‫في تاريخ المسرح بشمال المغرب‪ ،‬بمداخلة حول «الحركة المسرحية‬ ‫ودورها في المقاومة بشمال المغرب تطوان نموذجا»؛ واألستاذ عادل‬ ‫الدكداكي‪ ،‬محافظ فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بتطوان‪،‬‬ ‫بمداخلة حول «وثيقة ‪ 11‬يناير ‪ 1944‬التاريخية ودالالتها»؛ واألستاذ بالل‬ ‫بلحسين‪ ،‬اإلعالمي والباحث‪ ،‬بمداخلة حول «المسرح السياسي بين الفن‬ ‫والسياسة»‪.‬‬ ‫وستشكل هذه الندوة‪ ،‬التي ينظمها المحترف سالف الذكر احتفاء‬ ‫بذكرى تقديم وثيقة المطالبة باالستقالل ‪ 11‬يناير ‪ ،1944‬مناسبة‬ ‫لتسليط الضوء على الدور الذي لعبه المسرح كفعل وممارسة من أجل‬ ‫نيل الحرية واالستقالل من المستعمر وأيضا زيارة مختلف أروقة الفضاء‬ ‫المتحفي للمقاومة والتحرير بتطوان‪.‬‬ ‫وحسب بالغ صادر عن الجمعية المنظمة اطلعت عليه جريدة‬ ‫«الشمال ‪ ،»2000‬فإن هذه الندوة تندرج في إطار البرنامج السنوي‬ ‫الذي سطرته الجمعية والذي يتضمن سلسلة من الندوات والتكوينات‬ ‫والعروض المسرحية والتظاهرات الكبرى التي دأبت على تنظيمها كل‬ ‫سنة كمهرجان الفدان العربي للمسرح الذي تستعد الجمعية لتنظيم‬ ‫دورته الثامنة‪.‬‬ ‫يذكر أن هذه الندوة العلمية تنظمها الجمعية بتنسيق مع النيابة‬ ‫الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير‬ ‫بتطوان وبدعم من المديرية اإلقليمية للثقافة بتطوان ومركب التأهيل‬ ‫االجتماعي طابولة التابعة لمؤسسة التعاون الوطني‪.‬‬

‫عبد اهلل بديع‬

‫عزيز كنوني‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.