Achamal n° 873 le 24 janvier 2017

Page 1

‫مطامير تطوان‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 873‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 25‬ربيع الثاين ‪� 24 / 1438‬إلى ‪ 30‬يناير ‪2017‬‬

‫أعلنت جمعيــة تطاون أسمير‪ ،‬في نشرتها‬ ‫األسبوعية‪ ،‬أنه تم‪ ،‬خالل اجتماع بوالية تطوان‪،‬‬ ‫اتخاذ قرار نهائي بشأن تهيئة «سجن المطامير»‬ ‫وفتحه عبر مدخل موجود بدار «ابن مرزوق» ‪.‬‬ ‫وستتكلف الجماعة الحضرية لتطوان باقتناء‬ ‫هذه الدار لكـي تنطلـق‪ ،‬قريبـا‪ ،‬أشغـال الشطر‬ ‫األول لمشروع تهيئة هذه المعلمة التاريخية‪،‬‬ ‫بمساهمة عدد من المتدخلين الرسميين ‪ ،‬فضــال‬ ‫عن جمعيــة «تطاون أسميــر» للتنمية الثقافية‬ ‫واالجتماعية واالقتصادية والرياضية‪.‬‬ ‫وجاء في هذه النشرة أيضا أن الجمعية تباشر‬ ‫في الوقت الراهن الترتيبات اإلدارية لتنظيم‬ ‫الدورة السابعة للقاء «تطوان األبواب السبعة»‪.‬‬ ‫وتضمنت النشرة كذلك خبرا ذا بعد ثقافي وحضاري أكيد ‪ ،‬يترجم أصالة المجتمع التطواني‬ ‫وتمدنه ورقيه‪ .‬يتعلق األمـر بمبادرة الجمعيـة بإطالق أسماء لنساء تطوانيات على بعض شوارع مدينة‬ ‫تطوان‪ ،‬تكريما للمرأة التطوانية‪.‬‬ ‫قد استحضرت الجمعية‪ ،‬في مرحلة أولى أسماء السيدة الحرة‪ ،‬ولال غيالنة‪ ،‬وآمنة اللوه واألستاذة‬ ‫وسيمة أخريف التي ال زالت تعمل في مجال الفضاء في الواليات المتحدة األمريكية وكندا‪.‬‬

‫الجميلة «حنان أوبال»‬

‫تتربع على عرش جميالت أمازيغ المغرب ‪2017‬‬ ‫احتضنت الجامعة الدولية بأكادير مؤخرا‪ ،‬اختيار‬ ‫ملكة جمال األمازيغ‘ خالل احتفال بهيج‪ ،‬تزامنا مع‬ ‫احتفال المغرب بالسنة األمازيغية الجديدة ‪.2967‬‬ ‫وكما كان الشأن بالنسبة للدورات السابقة‪ ،‬فقد‬ ‫تبارت عشر شابات أمازيغيات على لقب «ميس‬ ‫أمازيغ ‪ »2017‬استجبن لمعايير االختيار التي‬ ‫وضعتها لجنة تحكيم تابعة لجمعية «إشراقة‬ ‫حنان» المنظمة‪ ،‬والتي تخص «الجمال الطبيعي‪،‬‬ ‫واألصل‪ ،‬ومعرفة اللغة األمازيغية‪ ،‬والثقافة»‪.‬‬ ‫ويحرص المنظمون على التأكيد على أن‬ ‫الهدف من هذه التظاهرة الثقافية والفنية‪ ،‬هو‬ ‫نشر الثقافة األمازيغية وإبراز كنوزها ومكنوناتها‬ ‫وتسليط الضوء على موروثها الثقافي الضارب في‬ ‫التاريخ ‪ ،‬حيث إن «أمازغا» كانت تنتشر من مصر‬ ‫إلى جزر الكاناري وتمتد جنوبا إلى عمق إفريقيا‬ ‫عبر الصحراء الكبرى‪ ،‬كما أن الخط األمازيغي‬ ‫التيفيناغ يعتبر من أقدم األبجديات التي عرفتها‬ ‫اإلنسانية ‪ ،‬حيث تم العثور على كتابات أمازيغية‬ ‫بمصر التي أنشأ األمازيغ بها األسرة الفرعونية‬ ‫الثانية والعشرين‪ .‬وقد تفاعل األمازيغ‪ ،‬عبر‬ ‫العصور‪ ،‬مع الشعوب الكبرى التي عايشوها من‬ ‫فنيقيين و إغريق ورومان‪ ،‬وغيرهم‪ ،‬تفاعال ثقافيا‬ ‫وحضاريا وعسكريا‪ ،‬صاغ شخصية األمازيغ وأعطاها‬ ‫قدرة خارقة على التواصل‪ ،‬وسهولة كبيرة في‬ ‫االنفتاح على الغير‪.‬‬

‫(�ص ‪)4‬‬


‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يناير ‪2017‬‬

‫العدد ‪873‬‬

‫تفعيل‬ ‫الجهوية ‪:‬‬

‫اتفاقية تعاون جديدة بين جهة طنجة‬ ‫وجهة ماولي بالشيلي‬

‫إدراكا منها ألهمية الدور المنوط بالجهة‪،‬‬ ‫وفق الفصل ‪ 146‬من الدستور‪ ،‬كانت جهة‬ ‫طنجة‪ ،‬تطوان الحسيمة‪ ،‬سباقة إلى تفعيل‬ ‫الجهوية المغربية على أرض الواقع ونقلها من‬ ‫نصوص على الرفوف إلى قرارات فاعلة تبلور‬ ‫الغاية واألهداف المتوخاة من الجهوية كرافد‬ ‫هام من رواف��د التنمية البشرية والسياسية‬ ‫واالجتماعية واالقتصادية في المغرب الحديث‪.‬‬ ‫ولعل هذا المسعى ناتج عن نضج المسؤولين‬ ‫عن جهة طنجة تطوان الحسيمة وعن وعيهم‬ ‫بأهمية نظام الالمركزية التي اختارها المغرب‬ ‫من أجل تسريع وتيرة النمو الشامل وعن الخبرة‬ ‫التي اكتسبوها في مجال العالقات الدولية‬ ‫المباشرة إضافة إلى سهولة التواصل بفضل‬ ‫التحكم في عدد من اللغات األجنبية‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬وبعد إب��رام عدد من اتفاقيات‬ ‫الشراكة والتعاون مع جهات ترابية ومؤسسات‬ ‫مالية دولية‪ ،‬ومنها مؤسسات صينية من أجل‬ ‫إنجاز مشاريع اقتصادية كبرى وواعدة بالجهة‪،‬‬ ‫وجهة باكا الفرنسية والصندوق األندلسي‬ ‫للبلديـــات والحكومـــة المحلية باألندلس‬ ‫ومؤسسة «كونراد إليدنهاور» األلمانية من‬ ‫أجل إرس��اء تعاون شامل في مجال التكوين‬ ‫والتكوين المستمر لفائدة أعضاء وأطر الجهة‪،‬‬ ‫دشن مجلس الجهة السنة الجديدة بإبرام‬ ‫اتفاقية تعاون مع جهة ماولي بجمهورية‬ ‫الشيلي الالتينوـ أمريكية‪.‬‬ ‫وتندرج هذه االتفاقية في إطار العالقات‬ ‫الثنانية بيم المغــرب والشيلي المطبوعة‬ ‫بالتفاهم والتعاون‪ ،‬وتدخل في إطار العالقات‬ ‫الثنائية بين المغرب والشيلي المطبوعة‬ ‫بالتفاهم والتعاون واالحترام المتبادل‪ ،‬وتهدف‬ ‫إل��ى إقامة تعاون متبادل من أج��ل تعزيز‬ ‫العالقات القائمة ودعمها وتوسيعها لتشمل‬ ‫مجاالت جديدة‪ ،‬خاصة في ميداني السياحة‬ ‫والصناعــات الغذائيـــة والتعـاون العلمـــي‬ ‫والتكنولوجـي والثقافي والتراثي والدراسات‬ ‫الجامعية‪ ،‬والطاقات المتجددة‪ ،‬فضال عن العمل‬ ‫على تيسير مساهمة المؤسسات العمومية‬ ‫والشراكات البينية قي إنجاز برامج ومشاريع‬ ‫بشكل مشترك ولفائدة الطرفين‪.‬‬ ‫كما أن الطرفين أك��دا أهمية قطاعات‬ ‫الفالحة والبيئة واالقتصاد االجتماعي والتكوين‬ ‫المهنــــي والصحة‪ ،‬كقطاعات ذات طابع خاص‬ ‫ومحـــوري في مجــاال التعــاون الثنائي على‬ ‫مستوىالجهتين‪.‬‬ ‫وقع هذه االتفاقية‪ ،‬نائب رئيس جهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة‪ ،‬محمد علمي‪ ،‬المكلف بقطاع‬ ‫الشراكة والتعاون الدولي ومغاربة العالم‪،‬‬ ‫ومن الطرف الشيلي عمدة جهة ماولي بابلو‬ ‫دونوسو‪ .‬وكان وفد جهة طنجة مكونا‪ ،‬فضال‬ ‫عن محمد العلمي‪ ،‬من توفيق الشاوش‪ ،‬نائب‬ ‫الرئيس‪ ،‬و ومحمد الرملي‪ ،‬رئيس لجنة التنمية‬

‫االقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية‪،‬‬ ‫ومحمد امعاشو ‪..‬‬ ‫ومعلوم أن القانون التنظيمي المتعلق‬ ‫بالجهات المنشور في الجريدة الرسمية عدد‬ ‫‪ 6380‬ال��ص��ادرة بتاريخ ‪ 23‬يوليو ‪،2015‬‬ ‫بمقتضى ظهير ‪ 7‬يوليوز ‪ ،2015‬ينص في‬ ‫مادته ‪ 82‬على أن من بين “االختصاصات‬ ‫الذاتية” للجهة في مجال التنمية الجهوية وفيما‬ ‫يتعلق تحديدا بــ “التعاون الدولي”‪“ ،‬يمكن‬ ‫للجهة إب��رام اتفاقيات مع فاعلين من خارج‬ ‫المملكة في إطار التعاون الدولي وكذا الحصول‬ ‫على تمويالت في نفس اإلط��ار بعد موافقة‬ ‫السلطات العمومية طبقا للقوانين واألنظمة‬ ‫الجاري بها العمل»”‪.‬‬ ‫وجاءت اختصاصات الجهة في المادة ‪101‬‬ ‫حيث نصّت على اختصاصات ذات طابع جهوي‬ ‫قبل أن تخصص له مهاما ذات بعد دولي‪.‬‬

‫االختاصاصات الذاتية ‪:‬‬

‫–‪ ‬إعداد برنامج التنمية الجهوية يتضمن‬ ‫تشخيصا للحاجيـــات وتحديدا لألولويـــات‬ ‫وتقييما للموارد والنفقات التقديرية؛ التنمية‬ ‫االقتصادية‪ :‬وتشمـــل أساسا المياديــن ذات‬ ‫األولوية‪ :‬دعم المقاوالت‪ ،‬جــذب االستثمار‪،‬‬ ‫تهيئــة الطرق وإنعاش االقتصاد االجتماعــي‬ ‫والمنتجات الجهوية؛التنمية القروية‪ ،‬تنظيم‬ ‫النقل العام‪ ،‬الثقافة والبيئة‪ ،‬التكوين المهني‬ ‫والتكوين المستمر‪ ،‬التعمير وإعداد التراب‪.‬‬

‫االختصاصات المشتركة‪ :‬‬

‫‪ ‬يمكن للجهة بمبادرة منها‪ ،‬تمويل‬ ‫إنجاز مرفق أو تجهيز مشروع ال يدخل ضمن‬ ‫اختصاصاتها الذاتية إذا تبين أنه يساهم‬ ‫في بلوغ األه��داف المتوخاة وتحقيق التنمية‬ ‫االقتصادية واالجتماعية والقروية المنشودة‪.‬‬

‫االختصاصاتالمنقولة‪:‬‬

‫‪ ‬في إط��ار تمكين الجهــات من تحقيق‬

‫التنمية وبلوغ األهداف المسطرة‪ ،‬يمكن للدولة‬ ‫نقل بعض اختصاصاتها إلى الجهات‪ ،‬خاصة في‬ ‫المجاالت اآلتية‪:‬‬ ‫ التجهــيـــزات والبنيــــات التحتيـــة؛‬‫الصناعة والتجارة‪ ،‬التعليم‪ ،‬الصحــة‪ ،‬الثقافــة‪،‬‬ ‫الرياضة‪ ،‬الطاقة‪ ،‬الماء‪ ،‬البيئة‪.‬‬ ‫يذكر أن الجهويــة بالمغرب مشــروع‬ ‫هيلكي كبير من أجل تعزيز المسار الديمقراطي‬ ‫وصيانة الوحدة الترابيــة عن طريق انفتــاح‬ ‫النظام السياسي وتحديث البنيات االقتصادية‬ ‫واالجتماعية والسياسية والثقافية للمرور إلى‬ ‫الجهوية التي ال تحتمل أن توصف بالمتقدمة‬ ‫وال بالموسعة‪ ،‬بل بالجهوية وكفى‪ ،‬فالمدلول‬ ‫واض��ح‪ ،‬وهو يعني إقامة إطار مالئم لبلورة‬ ‫استراتيجيــة بديلـــة للتنميـــة االقتصادية‬ ‫واالجتماعية المحلية على أساس تعبئة الموارد‬ ‫و الطاقات المحلية من أجل ترسيخ الديمقراطية‬ ‫المحلية‪ ،‬وبالتالي الوطنية‪ ،‬و تطويـر البنــاء‬ ‫الجهوي‪ ،‬والمساهمة في بلورة استراتيجيات‬ ‫جديدة للتنمية الوطنية الشاملة‪ .‬وهو نظام‬ ‫اعتمدته بعض الدول األوروبية‪ ،‬منذ منتصف‬ ‫القرن الماضي كاستراتيجية لدعم الالمركزية‬ ‫في بعدها االجتماعي واالقتصادي والثقافي‪،‬‬ ‫خاصة وتحقيــق التنمية الشاملة‪ ،‬المحليــة‬ ‫والجهوية‪.‬‬ ‫وقد حدد جاللة الملك اإلط��ار القانوني‬ ‫والسياسي واالجتماعي للجهوية المغربية في‬ ‫خطاب جاللتــه بمناسبة الذكرى ‪ 33‬للمسيرة‬ ‫الخضراء‪ .‬حيث اعتبر أن مشــروع الجهوية «صرح‬ ‫هيكلي عميق» من شأنــه «ترسيخ الحكامـــة‬ ‫المحلية الجيدة وتعزيز القرب من المواطن‬ ‫وتفعيـل الجهوية المندمجــة االقتصاديـــة‬ ‫واالجتماعيـــة والثقافيـــة»‪ ،‬في نطاق «الوحدة‪،‬‬ ‫والتوازن‪ ،‬والتضامن»‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫غرفة الصيد البحري المتوسطية تعقد اجتماع‬ ‫دورتها العادية الرابعة‬

‫لكون قطاع الصيد البحري عرف ترسانة من‬ ‫قوانين جديدة مصاحبة لمشروع «أليوتيس»‬ ‫(‪ 2009‬ـ ‪ )2020‬وبالتالي‪ ،‬فإن هذه المجموعة‬ ‫من القوانين التي سيتم تنزيلها‪ ،‬تستدعي‬ ‫متابعة من رجال مختصين في المجال‪ ،‬أو‬ ‫قسم لقضاء متخصص‪ ،‬ألن الصيد البحري لم‬ ‫يعد يخضع لقوانين وطنية فحسب‪ ،‬بل أصبح‬ ‫يخضع لقوانين دولية‪ ،‬إذ هناك اتفاقيات حول‬ ‫الحفاظ على الثروة السمكية‪ ،‬والمغرب منخرط‬ ‫فيها‪ ،‬ولهذا فمن المفروض أن تكون قوانينه‬ ‫محينة‪ ،‬تأخذ بعين االعتبار القوانين الدولية‪،‬‬ ‫ذلك أن المغرب دولة فاعلة في هذا المجال‪،‬‬ ‫فموقعه يعرف ممر مجموعة من األسماك‪ ،‬منها‬ ‫التونيات الكبيرة التي تتجول عبرمحيطات العالم‪،‬‬ ‫لذا فإن االتفاقية مع هيئات المحامين بطنجة‬ ‫ستكون جد مهمة لخلق مجال تشاوري‪ ،‬بغية‬ ‫الدفع نحوخلق خانة داخل الهيئة القضائية التي‬

‫ال�شاعرة خديجة َك َ‬ ‫راكي‬ ‫تراق�ص ق�صيدتها على‬ ‫مقام اخلريف‬ ‫(‪1‬‬

‫‪-‬‬

‫محمد �سدحي‬

‫‪sadhimed@gmail.com‬‬

‫منـذ تعــرفـي عليها أول مــرة‪ ،‬وكــان ذلك في‬ ‫حضرة من حضرات «رونــق المغرب» أحسست بأن‬ ‫هذه المرأة الهادئة تضمر في دواخلها كثيراً من‬ ‫الشعر‪ ،‬ثم التقينــا مرات ومرات‪ ،‬على موائد اإلبداع‬ ‫والثقافة عموماً‪ ،‬وكانت وفيــة‪ ،‬دائماً‪ ،‬لالقتضاب في‬ ‫حديثها‪ ،‬والتركيز في أفكارها‪ ،‬والتكثيف في عباراتها‪،‬‬ ‫والسماحــة والعفــو في نقدهـا‪ ...‬وهذه عالمة من‬ ‫عالمات الشعراء‪.‬‬ ‫وفي باكورة أعمالها «تعاويذ على مقام الخريف»‬ ‫بعض منها‪...‬‬ ‫إن معظم الشعراء الذين باغتتهم قصائدهم‬ ‫في عز المراهقة‪ ،‬شيدوا حصونهم الشعرية على‬ ‫عاتق الربيع‪ ،‬بأزهاره وحدائقه وخرير مياهه وزقزقة‬ ‫عصافيره‪ ،‬وكثير من وجع القلب‪...‬‬ ‫أما في حــال خديجــة‪ ،‬فإن مصدر األلم عنـــدها‬ ‫العقــل‪ ،‬وتمظهــره صــداع الرأس‪ ...‬إنهــا عبـــر‬ ‫هـــذه األضمومــة العبقــة بفحــوى الشعر الشفيف‬ ‫(منشورات الراصد الوطني للنشــر والقراءة)‪ ،‬تكتفي‬ ‫من الربيــع بأشالئه‪ ،‬معلنة مبايعتها الكلية للخريف‬ ‫المقيم في تفاصيلنا على مدار الشمـس المتدبدبة‬ ‫في إشراقها‪ ...‬قصيدتها طاعنة في رماديتها‪ ،‬ومن‬ ‫رجع األنين تتغذى وتطعم‪ ،‬وعلى عتبة البوح تقف ثم‬ ‫تقفل حاملة قيثارة الريح المعلنة نهاية المطاف‪...‬‬ ‫كل شــيء انتهى أو ينتهي‪.‬‬ ‫«تعاويذ على مقام الريح»‪:‬‬ ‫تعاويذ أو تعويذات‪ ،‬جمع تعويــذة‪ .‬وهي ليست‪،‬‬ ‫هنا‪ ،‬بمعنى الرقية التي تقي من الشر‪ ،‬ولكنها‪ ،‬في‬ ‫تقديري‪ ،‬أقرب إلى ترانيم وأناشيد وتراتيل وترنيمات‪،‬‬ ‫وباللغة المغربية «دندنــات»‪ ،‬على مقــام‪ ،‬أي على‬ ‫سلم موسيقي‪ ،‬من عالماته الموسيقية الطبيعية‬ ‫فصل الرياح‪ ،‬فصل األسى والرحيل والناي الحزين‪...‬‬

‫ت�صوير ‪ :‬حمودة‬

‫عقدت غرفة الصيد البحري المتوسطية‬ ‫بمقرها أشغال جمعيتها العامة في دورتها‬ ‫العادية الرابعة‪ ،‬وذلك مساء الجمعة ‪ 13‬يناير‬ ‫الجاري‪ ،‬لمناقشة جدول األعمال الذي تضمن‬ ‫مجموعة من النقط التي تمت المصادقة‬ ‫عليها باإلجماع ‪ :‬قراءة محضر الدورة السابقة‬ ‫والمصادقة عليه‪ ،‬المصادقة على مشروع‬ ‫اتفاقية شراكة بين الغرفة وجمعية بحارة وأرباب‬ ‫مراكب الصيد التقليدي بشاطئ الديكي في إطار‬ ‫اتفاقية شراكة‪ ،‬الموقعة بين الغرفة ومجلس‬ ‫عمالة طنجة أصيلة سنة ‪ ،2015‬وذلك من أجل‬ ‫تجهيز قوارب الصيد التقليدي بمحركات خارجية‪،‬‬ ‫مناقشة مشروع عقد اتفاقية شراكة بين هيئة‬ ‫المحامين بطنجة وغرفة الصيد‪ ،‬المشاركة في‬ ‫معرض أليوتيس بآكادير‪ ،‬مناقشة مشاريع‬ ‫قرارات‪ ،‬المعروضة على الغرفة إلبداء الرأي فيها‪،‬‬ ‫سواء المتعلقة بقرار مشترك لوزير االقتصاد‬ ‫والمالية ووزير الفالحة حول تحديد بعض‬ ‫المبالغ وكيفيات أداء األتاوة السنوية‪ ،‬وحول‬ ‫المنع المؤقت لصيد كل من بعض أصناف‬ ‫سمك القرش‪ ،‬والمرجان األحمر‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫نقطةمختلفات‪.‬‬ ‫اللقـاء استأثـر في البداية‪ ،‬وخارج جدول‬ ‫األعمال‪ ،‬بمناقشــة مسألةــ تكويـن البحارة‪،‬‬ ‫مقابل دفع كل واحد منهم مبلغ ‪ 500‬درهم‬ ‫للدورة التكوينية‪ ،‬وهوالمبلغ الذي اعتبرته‬ ‫بعض مداخالت األعضاء مرتفعا‪ ،‬األمر الذي‬ ‫استدركه يوسف بنجلون‪ ،‬رئيس غرفة الصيد‬ ‫البحري‪ ،‬مشيرا إلى أن الغرفة سوف تعمل‬ ‫على إيجاد مخرج‪ ،‬لتدبيركيفية تمويل غالف‬ ‫التكوين‪ ،‬ولو بالمساهمة بنسبة مع البحارة‪.‬‬ ‫كما أجاب الرئيس على هامش هذا اللقاء عن‬ ‫سؤال الجريدة‪ ،‬بخصوص االتفاقية المبرمة مع‬ ‫هيئة المحامين بطنجة التي اعتبرها جد مهمة‪،‬‬

‫‪2‬‬

‫ستشتغل انطالقا من هذه الترسانة القانونية‬ ‫المعمول بها في مجال البحر على الصعيد‬ ‫المحلي والدولي‪.‬أما بخصوص الوحدة المتنقلة‪،‬‬ ‫لتكوين البحارة ـ يضيف يوسف بنجلون ـ فقد‬ ‫تمت المصادقة عليها‪ ،‬كما وافقت عليها مديرية‬ ‫وزارة الصيد البحري‪ ،‬خاصة وأن المهنيين لهم‬ ‫من يمثلهم بمدرسة التكوين بالعرائش‪ ،‬ومن‬ ‫يمثلهم بمؤسسة الغرفة ومن يمثلهم بالجهة‪،‬‬ ‫وبهذه المكونات سيتم العمل على إيجاد برنامج‬ ‫وورقة تقنية‪ ،‬موافق عليها‪ ،‬وبالتالي سيتم‬ ‫البحث عن صيغة للخروج من الطريقة التقليدية‬ ‫الخاصة بتكوين في مناطق محددة‪ ،‬إلى تكوين‬ ‫مباشــرة في المناطـق النائيــة وفــي نقــط‬ ‫اإلفــراغ الموجودة بالشواطئ‪ ،‬التابعة لغرفة‬ ‫الصيد البحري المتوسطية‪ ،‬ومساحتها تتحدد‬ ‫في ‪ 650‬كلم‪.2‬‬

‫محمد إمغران‬

‫حسب الشاعرة‪ ،‬من خالل هذه التعاويــذ دائماً‪،‬‬ ‫كل األشياء أصابها الخريف‪ ،‬والعيش في المدينة‬ ‫األكذوبة الكبرى أضيق ما يكون‪ ،‬حتى أن السائرين‬ ‫على رصيف العمر لم يتمكنوا من عبور الفجر حين‬ ‫جـاء‪ ،‬ألنهم كانوا في أقاصي الغيــوم‪ ،‬في الدرك‬ ‫األسفل من الصفحة ‪ ...14‬وما عاد الوطن يرضع غير‬ ‫الحب والموت‪ ،‬وأوراق الشجر في صعود نحو األفق‬ ‫األعلى هاربة من أسباب السقوط في صباح أعمى‬ ‫ال يجد من يرممه بما تبقى من النجوم وينسج له‬ ‫إشراقة جديدة من دم الشمعة المحترقة الذائبة في‬ ‫بياض الصفحة ‪ 48‬من هذا الكتاب الخريفي‪...‬‬

‫نلتقي‪! ‬‬ ‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يناير ‪2017‬‬

‫العدد ‪873‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬

‫شة‬

‫حين رأيت جاللة الملك‪ ،‬وهو يشرف بنفسه على أوراش ترميم مدينة مراكش‪،‬‬ ‫وإعادة االعتبار إلرثها الحضاري والعمراني‪ ،‬غبطت هذه المدينة‪ ،‬كما غبطت مدينة فاس‬ ‫عندما رأيت جاللته‪ ،‬حفظه اهلل وهو يقف بنفسه على سير أشغال البناء بشطرها القديم‪.‬‬ ‫غبطت المدينتين التاريخيتين‪ ،‬ألن تطوان التي أعطى عاهلنا الهمام إشارة انطالق‬ ‫األعمال بها في أواخر سنة ‪ ،2011‬لم تسر أعمال اإلصالح والترميم بها‪ ،‬كما سارت في‬ ‫المدينتين المذكورتين‪ .‬فما تم لحد الساعة‪ ،‬لم يرْق إلى المستوى الذي كان يرتضيه‬ ‫لها ملكنا نصره اهلل‪ ،‬بل إن األشغال التي كانت ستنتهي في وقت محدد معلوم‪ ،‬ال زالت‬ ‫قائمة لحد الساعة‪.‬‬ ‫واألسباب كثيرة ومتعددة‪.‬‬ ‫منها أن الذين و ّقعوا على محضر التهيئة‪ ،‬لم يفوا بوعودهم‪ ،‬ولم يلتزموا بما‬ ‫عاهدوا اهلل عليه‪ ،‬فتقلصت ميزانية اإلصالح‪.‬‬ ‫ومنها أن المقاولة التي تعهدت بدفتر تحمالت دقيق ومضبوط‪ ،‬ربما فوتت جزءا‬ ‫مما تعهدت به‪ ،‬إلى مقاوالت صغرى‪ ،‬ال تُحسن البناء‪ ،‬وال تتوفر على اآلليات المطلوبة‪،‬‬ ‫واأليدي العاملة المدربة‪ ،‬فأخذت تخبط خبط عشواء‪.‬‬ ‫ومنها أن الذين تسلموا أمانة اإلصالح والترميم‪ ،‬ال يتوصلون بأتعابهم في الوقت‬ ‫المناسب‪ ،‬فتترتب عليهم الديون‪ ،‬ويحدث لهم ما يحدث لكل مقاول ال يتسلم مستحقاته‪،‬‬ ‫فيعلن اإلفالس‪.‬‬ ‫ومنها أن األشغال التي انطلقت بالمدينة العتيقة‪ ،‬لم تخضع لمراقبة دقيقة من لدن‬ ‫المشرفين على هذا الورش الكبير‪ ،‬وال من لدن وكالة متخصصة في التراث المعماري‪.‬‬ ‫وحده والي صاحب الجاللة على جهة طنجة‪ -‬تطوان‪ -‬الحسيمة‪ ،‬كان يقف بين الحين‬ ‫والحين‪ ،‬على سير األشغال‪.‬‬ ‫ومن اإلنصاف أن نشيد هنا بالجهود التي بذلتها جمعية تطاون أسمير في مد قنوات‬ ‫ماء السكوندو‪ ،‬ووضع خريطة مفصلة للدور اآليلة للسقوط‪ ،‬والحفاظ على المطامير‪.‬‬ ‫وحتى ال أعيد وأكرر ما قلت‪ ،‬فإن ما تم ويتم بمراكش وفاس‪ ،‬سيعيد لهما –كمدينتين‬ ‫مدرجتين في مصاف المدن ذات التراث العالمي‪ -‬آثارهما العمرانية التي تضررت بفعل‬ ‫الزمن‪.‬‬ ‫أما تطوان التي اليفتأ صاحب الجاللة يُسبغ عليها سابغ نعمه‪ ،‬ويخصها بكامل‬ ‫عنايته‪ ،‬فإنها تتطلع إلى زيارة ملكية كريمة‪ ،‬يقف فيها جاللته على ما تحقق وما لم‬ ‫يتحقق في المدينة العتيقة‪ ،‬التي صنفت هي األخرى في سجل المدن ذات التراث‬ ‫العالمي‪.‬‬

‫ْ�س مْ ُ‬ ‫ا�ض َي ًة َم ْر ِ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ال ْط َم ِئ َن ُّة ْارجِ عِي �إِ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫اد ُخلِي يِف عِ َبادِ ي‬ ‫�ض ّ َي ًة َف ْ‬ ‫} َيا �أَ ّ َيت َُها ال ّ َنف ُ‬ ‫َو ْاد ُخلِي َج َّنتِي {‬ ‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫شيخ الطريقة القادرية البودشيشية في ذمة اهلل‬ ‫انتقل إلى عفـو اهلل تعالى العالم العارف باهلل‬ ‫سيدي حمزة بن العبـاس شيـخ الطريقة القادريــة‬ ‫البودشيشية في المغرب‪ ،‬فجر يوم األربعاء ‪ 19‬ربيع‬ ‫الثاني ‪ 1438‬الموافـق لـ ‪ 18‬يناير ‪ ،2017‬وووري‬ ‫جثمانه الطاهر الثـرى عصر يوم الخميس ‪ 20‬ربيع‬ ‫الثاني ‪ 1438‬الموافق لـ ‪ 19‬يناير ‪.2017‬‬ ‫وبهذه المناسبـة األليمـة‪ ،‬تتقـدم هيأة تحرير‬ ‫جريدة «الشمـال» بأحر التعـازي وأصدق المواساة‬ ‫إلى أوالده وأحفاده وأصهاره وكل محبيه ومريديه‬ ‫من داخ��ل المغرب وخارجه‪ ،‬سائلين المولى عز‬ ‫وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم أهله الصبر‬ ‫والسلوان‪ .‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫«كل نفس ذائقة الموات»‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫فارقت الحياة المشمولة بعفو اهلل المرحومة‬

‫احلاجة زهرة املجاطي‬

‫انتقلت إلى عفو اهلل تعالى السيدة الفاضلة الحاجة زهرة المجاطي؛ عمة‬ ‫األستاذة هدى المجاطــي‪ ،‬مساء يوم األحد ‪ 16‬ربيــع الثاني ‪ 1438‬الموافق‬ ‫لـ ‪ 15‬يناير ‪ 2017‬وووري جثمانها الطاهر عصر اليــوم الموالي في مقبرة‬ ‫المجاهدين‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة‪ ،‬تتقدم هيــأة تحريــر جريدة ‹‹الشمال›› بأحـر‬ ‫التعازي وأصدق المواساة إلى زوجها الحاج عمر عبا‪ ،‬وأبنائها‪ :‬فاطمة‪،‬التيجاني‪،‬‬ ‫مليكة‪ ،‬خديجة‪ ،‬رشيدة‪ ،‬عبد المالك‪ ،‬فتحية وإلى إخوتها ‪ :‬خدوج‪ ،‬فطومة‪،‬‬ ‫الطيب‪ ،‬أمينة ويوسف وإلى كافة أصهارها‪ .‬سائلين المولى عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫بعد وفاة شيخي سيدي حمزة القادري بودشيش‪،‬‬ ‫مررت بثالث حاالت ‪ :‬حالة الحزن والتأثر الشديدين‪،‬‬ ‫بعدما علمت بهذا النبأ بواسطة إخواني سيدي عبد‬ ‫العزيز أفيالل وسيدي مصطفى اليمالحي وسيدي‬ ‫رشيد عياد‪ ،‬الذين وفدوا على بيتي في ساعة‬ ‫أولى من صباح يوم األربعاء ‪ 19‬ربيع الثاني ‪1438‬‬ ‫الموافق ل‪ 18‬يناير ‪،2017‬وحالة ذهول شامل ونحن‬ ‫في الطريق إلى مداغ (سيدي مصطفى اليمالحي‬ ‫وسيـدي محمد عبد الواحد العسـري‪ ،‬وكاتب هذه‬ ‫اللمعة) في اليوم نفسه‪ ،‬ثم اندماجنا في ذلك الجو‬ ‫الجنائزي المشهـود‪ ،‬ووقوفنا على جثمان شيخنا‬ ‫قدس اهلل روحه‪ ،‬والناس في حزن عميق‪ .‬وحالة ثالثة‬ ‫هي حالة زيارتنا لقبر سيدي حمزة وتالوتنا آلي من‬ ‫الذكر الحكيم‪ ،‬ودعائنا أن يجمعنا اهلل به في مقام‬ ‫الصالحين يوم القيامة‪.‬‬ ‫كانت هذه الزيارة مدخال لبث طمأنينة النفس‪،‬‬ ‫والرضى بما قدر اهلل وقضى‪..‬وكانت لي إثر ذلك‬ ‫وقفة مع الوصية المباركة التي حررت بمداغ يوم ‪12‬‬ ‫ربيع األول ‪ 1411‬الموافق لـ ‪ 3‬أكتوبر‪ ،1990‬وصودق‬ ‫على هذه الوصية المباركة في فاتح غشت‪.2003‬‬ ‫هذه الوصية التي تركها شيخنا قدس اهلل روحه‬ ‫كتبت بحكمة بالغة‪ ،‬وتضمنت مفاصيلها الداللية‬ ‫توجيهات هي أعز ما يطلبه الفقراء والفقيرات‪..‬فقد‬ ‫أبان سيدي حمزة قدس اهلل روحه في وصيته أن‬ ‫طريق اإلرشاد إلى اهلل‪ ،‬وسبيل الداللة عليه تكمن‬ ‫في تلقين الذكر‪ ،‬وهذا الذكر هو أقوم طريق وأبين‬ ‫محجة خاصة لدى الذائقين حالوة اإليمان‪..‬وهي‬ ‫طريق تنكشف فيها عن قلوب المنتسبين الحجوب‬ ‫وتزول األذكار‪.‬‬ ‫وبهذه الطريقة ـ طريقة ذكر اهلل ـ تدرك‬ ‫مقامات األطهار‪ .‬وبهذه الطريقة ينال العلم الذي‬ ‫به يعبد اهلل حقا على نبضات اإلخالص الخالية من‬ ‫شوائب األغيار‪.‬‬ ‫‹‹ال إاله إال اهلل‬ ‫بعد البعد إلى ما ال نهاية‪ ،‬فال وجود إال هلل‪.‬‬ ‫وبعد قبل القبل إلى ما ال دراية‪ ،‬فال وجود إال هلل‪.‬‬ ‫في بحر الوحدة‪ ،‬تذوب الفرديات وتنطمس‬ ‫األنانيات‪.‬‬ ‫وفي حضرة القيــام المحمدي تثبت حقــوق‬ ‫العبودية هلل الواحد الفرد الصمد››‬ ‫بهذا التوجيه القلبي‪ ،‬أخلص سيدي حمزة قدس‬ ‫اهلل روحه لربه‪ ،‬فتفرغ كل وقته لغرس الفضائل في‬ ‫قلوب الفقراء والفقيرات في أصقاع الكون‪ ،‬وبهذا‬ ‫اإلذن الرباني كانت حكمة هذا التوجيه الفريد‪.‬‬ ‫وبهذا اإلذن‪ ،‬يوصينا سيدي حمزة قدس اهلل‬ ‫روحه‪ ،‬أن نجدد العهد به ومعه سيدي جمال الدين‬ ‫القادري بودشيش‪ ،‬وهو حقيقة كبرى من حقائق‬ ‫هذه الطريقة المباركة‪.‬‬ ‫رحم اهلل سيدي حمزة‪ ،‬وبارك اهلل فيما أمدنا به‬ ‫من ثمار قلبية وعقلية‪ ،‬وأما طريقته فهي مؤصلة‬ ‫من كتاب اهلل وسنة رسوله‪ ،‬وممتدة في وارث سره‬ ‫سيدي جمال القادري بودشيش جعل اهلل أيامه‬ ‫مؤيدة منصورة‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يناير ‪2017‬‬

‫العدد ‪873‬‬

‫الجميلة «حنان أوبال»‬ ‫تتربع على عرش جميالت أمازيغ المغرب ‪2017‬‬

‫احتضنت الجامعة الدولية بأكادير مؤخرا‪ ،‬اختيار ملكة جمال‬ ‫األمازيغ‘ خالل احتفال بهيج‪ ،‬تزامنا مع احتفال المغرب بالسنة‬ ‫األمازيغية الجديدة ‪.2967‬‬ ‫وكما كان الشأن بالنسبة للدورات السابقة‪ ،‬فقد تبارت عشر‬ ‫شابات أمازيغيات على لقب «ميس أمازيغ ‪ »2017‬استجبن‬ ‫لمعايير االختيار التي وضعتها لجنة تحكيم تابعة لجمعية‬ ‫«إشراقة حنان» المنظمة‪ ،‬والتي تخص «الجمال الطبيعي‪،‬‬ ‫واألصل‪ ،‬ومعرفة اللغة األمازيغية‪ ،‬والثقافة»‪.‬‬ ‫ويحرص المنظمون على التأكيد على أن الهدف من هذه‬ ‫التظاهرة الثقافية والفنية‪ ،‬هو نشر الثقافة األمازيغية وإبراز‬ ‫كنوزها ومكنوناتها وتسليط الضوء على موروثها الثقافي‬ ‫الضارب في التاريخ ‪ ،‬حيث إن «أمازغا» كانت تنتشر من مصر إلى‬ ‫جزر الكاناري وتمتد جنوبا إلى عمق إفريقيا عبر الصحراء الكبرى‪،‬‬ ‫كما أن الخط األمازيغي التيفيناغ يعتبر من أقدم األبجديات التي‬ ‫عرفتها اإلنسانية ‪ ،‬حيث تم العثور على كتابات أمازيغية بمصر‬ ‫التي أنشأ األمازيغ بها األسرة الفرعونية الثانية والعشرين‪ .‬وقد‬ ‫تفاعل األمازيغ‪ ،‬عبر العصور‪ ،‬مع الشعوب الكبرى التي عايشوها‬ ‫من فنيقيين و إغريق ورومان‪ ،‬وغيرهم‪ ،‬تفاعال ثقافيا وحضاريا‬ ‫وعسكريا‪ ،‬صاغ شخصية األمازيغ وأعطاها قدرة خارقة على‬ ‫التواصل‪ ،‬وسهولة كبيرة في االنفتاح على الغير‪.‬‬ ‫ولعل العديد من المهرجانات التي تنظمها جمعيات‬ ‫ومؤسسات أمازيغية عبر تراب المغرب‪ ،‬تندرج في إطار تمكين‬ ‫الثقافة األمازيغية من دور ريادي‪ ،‬هي جديرة به‪ ،‬في فضاء‬ ‫الثقافة الوطنية بعد أن أصبحت لغة وطنية ومكونا أساسيا من‬ ‫مكونات الهوية المغربية‪ .‬كما أن نشاط بعض هذه المنظمات‬ ‫يهدف أيضا إلى إثارة االنتباه إلى ضرورة إعطاء مزيد من‬ ‫االهتمام للمناطق األمازيغية‪ ،‬شماال ووسطا وجنوبا‪ ،‬على مختلف‬ ‫المستويات‪ ،‬ثقاقية واجتماعية واقتصادية وسياحية وأيضا على‬ ‫مستوة مخططات التنمية الشاملة‪.‬‬ ‫احتفاالت اختيار «ميس أمازيغ ‪ »2017‬شهدت هذه السنة‬ ‫مشاركة العديد من فعاليات المجتمع المدني‪ ،‬من مثقفين‬ ‫وأدباء ومفكرين وفنانين ورجال األعمال ومسؤولين عن المهن‬ ‫السياحية ‪ ،‬حيث كان «عرش الجمال» من نصيب الشابة حنان‬ ‫أوبال‪ ،‬وهي طالبة جامعية بكلية العلوم االقتصادية بأكادير‬

‫وحاصلة أيضا على دبلوم تقويم األسنان من معهد متخصص‪.‬‬ ‫‪ ‬وكان االختيار قد وقع على عشر طالبات للمشاركة في‬ ‫المسابقة النهائية للفوز بلقب «ملكة جمال األمازيغ» لسنة‬ ‫‪ ،2017‬من بين ‪ 60‬مترشحة ‪ ،‬فيما تم اعتماد مشاركة كل من‬ ‫نادية دغري (‪ 25‬سنة)‪ ،‬وبشرى نايت القاضي (‪ 21‬سنة)‪ ،‬و حياة‬ ‫حي (‪ 23‬سنة)‪ ،‬وفاطمة رقيب (‪ 24‬سنة)‪ ،‬و كوثر حرثوش (‪20‬‬ ‫سنة)‪ ،‬وحسناء نيد عبد اهلل (‪ 22‬سنة)‪ ،‬و أفالح مريم (‪ 24‬سنة)‪،‬‬ ‫وخديجة بعلي (‪ 23‬سنة)‪ ،‬و حنان أوبال (‪ 20‬سنة) ‪.‬‬ ‫وتتميز المتنافسات الـعشر بمستويات تعليمية متقدمة‪،‬‬ ‫حيث حازت أقلهن على شهادة البكالوريا ‪ ،‬وأعالهن تدرس في‬ ‫السنة الخامسة من التعليم العالي (جامعي‪ /‬ماجستير)‪ ،‬فيما‬ ‫تختلف التخصصات العلمية التي يتابعنها‪ ،‬بين القانون‪ ،‬والتدبير‬ ‫الفندقي‪ ،‬والتمريض‪ ،‬واإلنتاج السنيمائي‪ ،‬و الفيزياء‪.‬‬ ‫ومعلوم أن الفائزة بلقب «ميس أمازيغ ‪ »2017‬سيكون‬ ‫عليها المشاركة في العديد من األعمال الخيرية التي سوف‬ ‫تنظم برعاية جمعية «إشراقة أمل»‪ ،‬خاصة القافلة الطبية‬ ‫«تيويزي» لفائدة سكان دواوير المناطق الجبلية والحمالت‬ ‫اإلجتماعية التي تنظم خالل شهر رمضان و عيد الفطر وعيد‬ ‫األضحى‪ ،‬باإلضافة إلى الحمالت االجتماعية لفائدة دعم وتشجيع‬ ‫التمدرس ومحاربة األمية بالمناطق النائية‪.‬‬ ‫وقد ضمت لجنة التحكيم في عضويتها كال من رشيد بوقسيم‬ ‫مدير المهرجان الدولي للفيلم األمازيغي «إسني ن وورغ»‪،‬‬ ‫والفنانة األمازيغية خديجة سكارين‪ ،‬والشاعرة األمازيغية خديجة‬ ‫أروهال‪ ،‬والصحافي الحسن باكريم مدير الجريدة األمازيغية‬ ‫«نبض المجتمع»‪ ،‬والدكتورة لطيفة العبدالوي‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫مصمم األزياء األمازيغية محمد يوهامو‪.‬‬ ‫وقد فازت األنسة حنان أوبالبعرش الجمال األمازيغي لسنة‬ ‫‪ ،2967‬وهي من مواليد ‪ ،1996‬بدوار أتْبَّان جماعة اكلو باقليم‬ ‫تزنيت‪ ،‬وتتميز حنان بكونها تختزل جمال ورقة وإشعاع وتفاؤل‬ ‫المرأة األمازيغية المعروفة بلباقتها ولباقتها وجمالها وحبها‬ ‫للعمل وتعلقها القوي بقيم األسرة والمجتمع‪ .‬وقد تابعت‬ ‫تعليمها االبتدائي والثانوي بمدينة تزنيت وتخصصت في ‪ ‬شعبة‬ ‫العلوم الفيزيائية‪ .‬وبعد حصولها على الباكالوريا التحقت بكلية‬

‫العلوم االقتصادية باكادير‪ ،‬وموازاة مع دراستها الجامعية ‪،‬‬ ‫التحقت بأحد المعاهد الخاصة وحصلت ‪ ‬على ديبلوم ترميم‬ ‫األسنان‪ .‬حنان مولعة بكرة السلة على أن هوايتها المفضلة هي‬ ‫المطالعة واالطالع على ثقافات الشعوب‪.‬‬ ‫وتعزي مشاركتها في هذه المسابقة‪ ،‬بالرغم من العادات‬ ‫والتقاليد السوسيـة المحافظـــة‪ ،‬إلى والديها اللذين اقتنعا‬ ‫بفكرتها وأحاطاها بكامل الدعم والتشجيع‪ ،‬ما مكنها من التفكير‬ ‫في المشاركة‪ ،‬منذ السنة الماضية‪« .‬فالفضل يعود إليهما أوال‬ ‫وأخيرا» تقول حنان‪.‬‬ ‫وتقول حنان إنها استعدت لـ «يوم الحسم» استعدادا‬ ‫كافيا على المستوى الثقافي والعملي واستجمعت الكثير من‬ ‫المعلومات حول مادة المسابقة وطبيعتها ومتطلباتها‪ ،‬والباقي‬ ‫كان على لجنة التحكيم القيام به إلى جانب هيئة التصويت‪.‬‬ ‫من أهداف ملكة جمال األمازيغ لهذه السنة‪ ،‬العمل على رفع‬ ‫الصورة النمطية المرسومة عن المرأة األمازيغية‪ ،‬التي ترتسم‬ ‫في المخيلة المجتمعية على أنها ربة بيت مثقلة بالتقاليد‬ ‫والعادات وهي صورة ال تترجم حقيقة المرأة األمازيغية اليوم بعد‬ ‫أن خطت حواجز التقاليد وعانقت عالم العلم والمعرفة وأصبحت‬ ‫فاعلة في مختلف مجاالت الحياة العامة‪ .‬كما تطمح حنان إلى‬ ‫المساهمة في تحقيق الرقي للغة األمازيغية حتى تدرك العالمية‬ ‫وتتبوأ مكانتها بين لغات العالم المتحضر‪.‬‬ ‫وترغب حنان أيضا في القيام بدور سفيرة للنوايا الحسنة‬ ‫عبر برنامج ستعمل على تنفيذه مع جمعية «إشراقة أمل» ‪،‬وذلك‬ ‫بالقيام بزيارات ميدانية للعديد من المناطاق النائية والمهمشة‬ ‫بجهة سوس ماسة والبداية بحملة طبية كاملة التخصصات‪ ،‬مع‬ ‫توزيع مساعدات غذائية وإنسانية على األسر المعوزة والفقيرة‬ ‫بمنطقة ايموزار اذاوثنان‪ .‬‬ ‫هنيئا لحنان ولوالديها ولكافة سكان إقليم تزنيت الذي‬ ‫تنتسب إليه إداريا‪ ،‬ومزيدا من التوفيق في دراستها الجامعية‬ ‫وفي نشاطها المقبل كملكة جمال أمازيغ ‪ 2017‬وكسفيرة للخير‪،‬‬ ‫واألمل أن تكون فأل خير على بالد األمازيغ األحرار‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪873‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يناير ‪2017‬‬

‫تفاقم أزمة منظومتنا التربوية ‪...‬‬ ‫على احلكومة املقبلة تدارك هذا الت�أخر يف الإ�صالح و �إر�ساء ثقافة حكومية‬ ‫جديدة يف مقاربة ق�ضايـا الرتبيـة والتكويـن ب�إرادة �سيا�سية حقيقية ت�ضـع‬ ‫حدا نهائيا لغلبة النزعة القطاعيـة التي تقل�ص من عطاءاتـه ومردوديتـه‬ ‫يعد قطاع التربية والتكوين من الرافعات الكبرى لمشاريع التنمية البشرية وتأهيل االقتصاد الوطني‬ ‫في عصر متميز برهانات العولمة والتحديات المعرفية والتكنولوجية الحديثة ‪،‬إذ ال يمكن أن يتحقق‬ ‫التقدم المنشود للبلد إال من خالل إنجاز اإلصالحات التربوية والتعليمية‪ ،‬وتأهيل المدرسة والجامعة‬ ‫لخوض غمار التنافسية التي تفرض نفسها باعتبارها معرفة وخبرة‪ ،‬لكن اليوم في المغرب‪ ،‬يعيش قطاع‬ ‫التربية والتعليم على وقع خطاب األزمة التي ترخي بظاللها على جميع مفاصل منظومة التربية والتكوين‪،‬‬ ‫مما يجعل هذا القطاع في مفترق الطرق‪ ،‬ويطرح أمامه بإلحاح مسألة اإلصالح التربوي الذي يعتبر في‬ ‫الوقت الراهن مطلبا مجتمعيا آنيا ومستعجال فشلت الحكومة السابقة خالل واليتها في تفعيل برنامجها‬ ‫الحكومي في قطاع التعليم وتفعيل توصيات الرؤية اإلستراتيجية لإلصالح واستثمار المكتسبات ‪.‬‬ ‫رفع حزب العدالة والتنمية قبل انتخابات سنة ‪2011‬شعارات مغرية الستمالة الناخبين مدعيا من‬ ‫خاللها انه سينطلق‪ ،‬إذا تحمل مسؤولية الحكم ‪ ،‬مما هو أخالقي لمحاربة الفساد اإلداري والمالي والريع‬ ‫االقتصادي وتدعيم الطبقات الفقيرة والمتوسطة بمحاربة الهشاشة والفقر والبطالة والعمل على تنمية‬ ‫العالم القروي وإصالح منظومة التربية والتكوين وغيرها من الخطابات واألحالم التي كان يرددها الحزب‬ ‫في كل المناسبات…ولكن أوهام حصيلة برامج حكومة بنكيران في مختلف القطاعات ومن بينها قطاع‬ ‫التعليم لم تكن في مستوى انتظارات الشعب المغربي بعد انصرام خمس سنوات من والية الحكومة ومن‬ ‫عمر الشعب الذي كان ينتظرا لوفاء بالتعهدات وتحقيق شعاراته السياسية خاصة وان رئيس الحكومة في‬ ‫ظل الدستور الجديد لديه جميع الصالحيات الدستورية والقانونية لتفعيل برامجه اإلنتخابية وتنزيلها على‬ ‫أرض الواقع‪.‬‬ ‫في قطاع التعليم لم تف حكومة بنكيران بوعودها إلصالح منظومة التربية والتكوين انطالقا من‬ ‫برنامج العمل ‪ 2016/ 2013‬الذي التزمت به الحكومة بقيادة حزب العدالة والتنمية في بداية واليتها‪،‬‬ ‫وظل مجرد نوايا لإلصالح وصورة مصغرة للبرنامج اإلستعجالي الذي أتبث فشله في تحقيق طفرة نوعية‬ ‫للمنظومة التعليمية‪ ،‬والذي ألغته الحكومة‪ ،‬وقام برنامجها على دعائمه األربعة‪ ،‬وهي تعميم التمدرس‬ ‫والقطب البيداغوجي والموارد البشرية والحكامة وأضيفت إليه المؤسسة التعليمية باعتبارها مجاال‬ ‫قائما بذاته تمنح لها سلطة فعلية في القرار واستقاللية فاعلة في التدبير وتوفر لها الوسائل الضرورية‬ ‫والمؤهالت المناسبة لالضطالع بمهامها وأدوارها التربوية‪.،‬إال أن أهداف هذا البرنامج الحكومي المعلن‬ ‫عنها في قطاع التعليم لم تتحقق‪ ،‬بل وعرف‬ ‫قطاع التعليم تدهورا خطيرا في عهد هذه‬ ‫الحكومة‪ ،‬غطى على المكتسبات التي راكمها‬ ‫القطاع انطالقا من البرامج اإلصالحية‬ ‫السابقة ‪،‬و عجزت الحكومة عن إصالح قطاع‬ ‫التربية والتكوين في ظل تفاقم اإلختالالت‬ ‫وعرقلة برامج اإلصالح ‪ ..‬وعوض أن تعمل‬ ‫الحكومة تماشيا مع الخطب الملكية التي‬ ‫تدعو إلى إصالح التعليم العمومي ‪،‬على‬ ‫تنفيذ البرنامج الحكومي القطاعي بإرادة‬ ‫سياسية حقيقية إلصالح منظومة التربية‬ ‫والتكوين‪ ،‬تتجه الحكومة لدعم التعليم‬ ‫الخصوصي على حساب التعليم العمومي مما‬ ‫يعني انهيار المدرسة العمومية التي أنجبت‬ ‫الكفاءات والمواهب والمبدعين والفنانين‬ ‫واألدباء والعلماء ونساء ورجال الدولة منذ‬ ‫استقالل المغرب إلى الوقت الراهن‪.‬‬ ‫في هذه المرحلة لم يدخل اإلصالح‬ ‫المدرسة المغربية ولم تفعل التدابير التي‬ ‫نص عليها البرنامج الحكومي من قبيل‬ ‫مراجعة المناهج والبرامج الدراسية التي‬ ‫تجاوزت عمرها االفتراضي ولم تعد تساير‬ ‫المستجدات والحســم في إشكالية لغات التدريـس وتحقيــق استقالليـــة المؤسسة التعليمية ‪،‬وربط‬ ‫المسؤولية بالمحاسبة ومحاربة الفساد اإلداري والمالي‪،‬والتربية على القيم ‪،‬مما فاقم من اإلختالالت‬ ‫البنيوية التي تعاني منها منظومتنا التربوية كالهدر المدرسي واكتظاظ األقسام والخصاص المهول‬ ‫في األساتذة واإلداريين والمفتشين وصل ذروته عند انطالق الموسم الدراسي الحالي بسبب التقاعد‬ ‫الكلي والنسبي‪ 12( ،‬الف متقاعد و‪ 15‬الف تقاعد نسبي‪/‬الخصاص أكثر من ‪20‬الف منصب) وحياة مدرسية‬ ‫جامدة يخترقها العنف والتدمير والتطرف ويعبث بمرتاديها منحرفون جعلوا من محيطها سوقا لترويج‬ ‫أنواع المخدرات‪.‬‬ ‫أما الوسط القروي فيكاد يختزل عمق أزمة التعليم الوطني‪ ،‬بسبب ضعف المردودية الداخلية‬ ‫للمدرسة االبتدائية بالوسط القروي‪ ،‬باإلضافة إلى ضعف فظيع في ما يتعلق بتحكم المتعلمين في‬ ‫المعارف والمهارات األساسية‪ ،‬وتحديدا القراءة والكتابة والحساب‪ ،‬ما يفضي مباشرة إلى الفشل الدراسي‪،‬‬ ‫فاالنقطاع المبكر عن الدراسة بسبب غياب شروط التمدرس من بنيات تحتية وتجهيزات ضرورية ومرافق‬ ‫خدماتية وخصاص في األطر التربوية وانتشار األقسام المشتركة وعدم توفر وسائل النقل المدرسي‬ ‫باستثناء ما توفره المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومبادرات بعض جمعيات المجتمع المدني‪.‬‬ ‫ويرتبط تردي هذا الوضع التعليمي بواقع العالم القروي والمناطق الجبلية الذي يتطلب تنفيذ سياسة‬ ‫تنموية هادفة تستهدف األبعاد البشرية واإلجتماعية واإلقتصادية وفق مقاربة إدماجية تستحضر تدخل‬ ‫مختلف القطاعات‪ ،‬وهذا ما لم يتواصل تنفيذه وتحققه في والية حكومة بنكيران ‪.‬‬ ‫ويستفاد من تقرير حكومي يرسم صورة مقلقة للتعليم في عهد هذه الحكومة ‪ ،‬حيث أعدت وزارة‬ ‫التربية الوطنية تقريرا حول إنجاز البرنامج الحكومي خالل الفترة ‪ ،2013-2016‬يكشف أن العديد من‬ ‫مؤشرات القطاع مازالت سلبية‪ ،‬ومن أبرزها اإلنقطاع عن الدراسة الذي تفاقم بشكل مقلق‪ ،‬إذ تبين أنه‬ ‫بين الموسمين ‪ 2012-2011‬و‪ ،2015-2014‬سجلت نسبة اإلنقطاع ارتفاعا على الخصوص في التعليم‬ ‫الثانوي اإلعدادي‪ ،‬حيث انتقلت من ‪ 10.4‬في المائة إلى ‪ 12.2‬في المائة‪.‬‬ ‫كما أظهر التقرير أن نسبة التالميذ الذين أنهوا سلك التعليـم بين الموسمين ‪2012-2011‬‬ ‫و‪ ،2015-2014‬تراجعت في ما يخص سلكي التعليم اإللزامي (االبتدائي والثانوي اإلعدادي)‪ ،‬من ‪37.5‬‬ ‫في المائة إلى ‪ 30‬في المائة‪ ،‬مقابل تحسن طفيف بالنسبة إلى التعليم االبتدائي وحده من ‪ 86.2‬في‬ ‫المائة إلى ‪ 87.2‬في المائة‪.‬‬ ‫ورغم التحسن الذي شهده تمدرس اإلناث عموما‪ ،‬فإن التقرير يقف عند تعثر استفادتهن من تعميم‬ ‫التعليم األولي خاصة في العالم القروي‪ ،‬وذلك بالرغم من التطور اإليجابي لنسبة التمدرس العامة في هذا‬ ‫المستوى ما بين موسمي ‪ ،2011-2012‬و‪ .2014-2015‬أما في ما يتعلق بنسبة اإلنقطاع عن الدراسة‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫بالنسبة إلى اإلناث‪ ،‬فإنها مازالت مرتفعة‪ ،‬حيث بلغت بالتعليم الثانوي‪-‬اإلعدادي والتعليم الثانوي‪-‬‬ ‫التأهيلي ‪ 12.2‬في المائة سنة ‪ ،2015-2014‬وقاربت ‪ 9‬في المائة بالتعليم الثانوي‪-‬التأهيلي‪ ،‬مقابل‬ ‫تحسن طفيف في التعليم االبتدائي من ‪ 3.2‬في المائة إلى ‪ 2.9‬في المائة‪.‬‬ ‫هناك اليوم إجماع على تفاقم أزمة التعليم في كل المستويات في ظل حكومة عبد اإلله بنكيران‪،‬‬ ‫وهناك إجماع أيضا على تفاقم أزمة منظومتنا التربوية سواء من قبل النقابات التعليمية أو جمعيات‬ ‫المجتمع المدني أو الفاعلين التربويين‪ .‬وقد سبق أن نبه الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى ‪ 20‬غشت‪2013‬‬ ‫الحكومة في منتصف واليتها لتردي أوضاع التعليم ببالدنا مشيرا إلى أن الوضع الحالي للتعليم أصبح‬ ‫أكثر سوءا مقارنة بما كان عليه الوضع قبل أزيد من عشرين سنة ‪،‬داعيا إلى إجراء تقويم موضوعي‬ ‫لتحديد مكامن الضعف واإلختالالت كما ذكر بأهمية الميثاق الوطني للتربية والتكوين ودور الحكومات‬ ‫السابقة في تفعيل مقتضياته وتسخير اإلمكانات والوسائل الضرورية للبرنامج االستعجالي‪ ،‬ولكن الخطاب‬ ‫سجل أيضا عدم استثمار التراكمات اإليجابية والتراجع عن تجديد المناهج التربوية وبرنامج التعليم األولي‬ ‫منتقدا غياب االستمرارية في اإلصالح‪ ،‬ورافضا إقحام القطاع التربوي في الصراعات السياسية مؤكدا‬ ‫ضرورة وضعه في إطاره االجتماعي واالقتصادي والثقافي لالندماج في التنمية‪.‬‬ ‫وقد دفع هذا النقد القاسي للحكومة التي حملها مسؤولية تردي األوضاع التعليمية وزارة التربية‬ ‫الوطنية والتكوين المهني‪ ،‬إلى وضع برنامج عمل قطاعي تم التركيز فيه على التدابير ذات األولوية‬ ‫لإلصالح التعليمي استجابة ألفق اإلصالح الذي حدد خطوطه العريضة الخطاب الملكي‪ ،‬ومن أبرز‬ ‫مستجدات التدابير ذات األولوية في اإلصالح بالنسبة للوزارة الوصية‪ ،‬وضع منهاج جديد للسنوات األربع‬ ‫األولى من التعليم االبتدائي‪ ،‬مع تخفيف البرامج خالل السنوات األربع األولى‪ ،‬تنويع المسارات ودعم‬ ‫التمكن من اللغات األجنبية عبر تدريس بعض المواد خاصة العلمية منها من خالل مواصلة فتح أقسام‬ ‫للمسالك الدولية للبكالوريا بغالبية المؤسسات التعليمية العمومية‪ ،‬دمج التعليم العام والتكوين المهني‬ ‫وتثمين التكوين المهني من خالل تحسيس التالميذ منذ التعليم اإلبتدائي وإرساء سلك من ثالث سنوات‬ ‫في اإلعدادي يرتكز على التكوين المزدوج(التعليم العام والتكوين المهني)وإحداث عرض تكويني على‬ ‫مستوى الثانوي التأهيلي يهيئ لمهن مطلوبة في سوق الشغل من خالل تحضير برامج تكوينية تجمع‬ ‫بين التعليم العام والتكوين المهني والتطبيق الفعلي بالمقاوالت‪ ،‬مع إحداث شعب البكالوريا المهنية‪،‬‬ ‫ومالءمة العرض المدرسي لمتطلبات الشركاء‬ ‫االقتصاديين‪ ،‬مراجعة النظام األساس الحالي‬ ‫الخاص بموظفي وزارة التربية الوطنية في إطار‬ ‫حكامة تدبير الموارد البشرية‪ ،‬وتخليق المدرسة‬ ‫وتأهيلها بكيفية تمكنها من ترسيخ القيم‬ ‫والتربية على حقوق اإلنسان واالرتقاء بالقيم إلى‬ ‫مستوى القناعة الفعلية المؤطرة للممارسات‬ ‫الفردية والجماعية لدى الناشئة‪.‬‬ ‫وحسب وزارة التربية الوطنية والتكوين‬ ‫المهني‪ ،‬فإن هذه التدابير ذات األولوية تكتسي‬ ‫صبغة آنية سيتم اعتمادها إلى جانب التقرير‬ ‫اإلستراتيجي للمجلس األعلى للتربية والتكوين‬ ‫والبحث العلمي لبناء رؤية مستقبلية ‪. 2030‬‬ ‫ولكن يالحظ أن التدابير اإلصالحية المعلن‬ ‫عنها‪ ،‬وإن كانت تحيل على الميثاق الوطني‬ ‫للتربية والتكوين والبرنامج االستعجالي‪،‬فإن‬ ‫وزارة التربية الوطنية حاولت أن تالئم هذه‬ ‫التدابير مع الرؤية االسترتيجية إلصالح التعليم‬ ‫(‪ )2030 /2015‬التي وضعها المجلس األعلى‬ ‫للتربية والتكوين والبحث العلمي وان تبحث لها‬ ‫عن أوجه االلتقاء في حين أن المخول له دستوريا‬ ‫وضع خطة استراتيجية إلصالح منظومة التربية‬ ‫والتكوين هو المجلس األعلى للتربية والتكوين‬ ‫والبحث العلمي أما قطاع وزارة التربية الوطنية فيتولى تدبير المنظومة‪ ،‬وتفعيل توصيات المجلس األعلى‬ ‫للتربية والتكوين والبحث العلمي‪.‬‬ ‫وحول إخفاقات الحكومة في إصالح التعليم وتردي األوضاع التعليمية والتربوية في عهدها‪ ،‬حمل‬ ‫التقرير السنوي لبنك المغرب‪ ،‬والذي قدمه مؤخرا والي بنك المغرب عبد اللطيف الجواهري إلى الملك‬ ‫محمد السادس‪ ،‬العديد من اإلنتقادات للعراقيل التي تقف دون بلوغ المغرب مستوى مرتفع من النمو‬ ‫اإلقتصادي‪ ،‬وركز التقرير على أهمية التعليم والتكوين في تحسين الوضع اإلقتصادي‪.‬‬ ‫وانتقد التقرير‪ ،‬التأخر الذي يطال إصالح منظومة التعليم‪ ،‬وطالب بالتعجيل بهذا الملف «والجميع‬ ‫مدعو للمساهمة في تنفيذ وتحقيق الرؤية اإلستراتيجية إلصالح التعليم»‪ .‬وحذر البنك من أن المستوى‬ ‫الحالي للنظام التعليمي في المغرب سيؤدي إلى خسائر مادية «جسيمة في الرأسمال البشري‪ ،‬فجزء كبير‬ ‫من شبابنا‪ ،‬والسيما النساء‪ ،‬يعاني من أشكال متعددة من اإلقصاء‪ ،‬وحوالي ثلث الشباب ال يوجدون ال في‬ ‫وضعية تشغيل وال تمدرس وال تكوين»‪.‬‬ ‫وبلغة منتقدة‪ ،‬أكد بنك المغرب أن الشباب يعاني من «قدر كبير من اإلقصاء»‪ ،‬وتزداد وضعيته‬ ‫صعوبة مع «القصور في المنظومة التربوية التي تفضي إلى ضعف جودة التشغيل»‪.‬‬ ‫لقد اقتصر عمل الحكومة «السابقة»‪ ،‬على تدبير األزمة دون إيجاد حلول فعلية وجذرية لمشاكل‬ ‫التعليم انطالقا من برامج العمل وتوصيات الرؤية اإلستراتيجية إلصالح التعليم ومرت خمس سنوات‬ ‫بدون إصالح أو تقدم في مسار اإلصالح بل نسجل تراجعا للمنظومة وترديا في جودة التعليم وفشال على‬ ‫مستوى التنشئة اإلجتماعية والتربية على القيم ‪.‬‬ ‫وهذه الوضعية المتردية للتعليم في والنتائج الكارثية التي وصل اليها‪ ،‬ستطرح على الحكومة المقبلة‬ ‫تدارك هذا التأخر في اإلصالح وإرساء ثقافة حكومية جديدة في مقاربة قضايا التربية والتكوين بإرادة‬ ‫سياسية حقيقية تضع حدا نهائيا لغلبة النزعة القطاعية التي تقلص من عطاءاته ومردوديته‪ ،‬واعتماد‬ ‫المقاربة الشمولية المندمجة باعتبار أن قضايا التربية والتكوين قضايا متداخلة األبعاد تهم عموديا‬ ‫وأفقيا كل القطاعات ‪،‬وال يمكن أن تعالج من منظور قطاعي أو تقني أو مالي صرف ‪،‬كما تستدعي في نظري‬ ‫وضع اإلصالح ضمن تصور استراتيجي عام لمعالجة اإلختالالت الهيكلية التي يعرفها المغرب ‪،‬وذلك في‬ ‫إطار حكامة جيدة شاملة تعتمد مبادئ المشاركة والشفافية والمساءلة إلنجاح اإلصالح التربوي والتعليمي‬ ‫ببالدنا وإنزال المسألة التعليمية منزلة الصدارة في جدول أعمال الدولة واألحزاب والنقابات والجمعيات‬ ‫المهنية‪ ،‬واعتبارها أولوية وطنية بعد الوحدة الترابية‪،‬واإلنطالق في إصالح التعليم من أسئلة جديدة‬ ‫تراعي مقتضيات العصر وفق رؤية مندمجة تستجيب لحاجات التنمية اإلقتصادية‪ ،‬وتعزز قيم المواطنة‬ ‫والعقل والحرية وتستشرف ولوج مجتمع الحداثة والمعرفة‪.‬‬


‫العدد ‪873‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يناير ‪2017‬‬

‫�إ�صدار جديد‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬

‫للشاعر‬ ‫أحمد الطريبق أحمد‬

‫مطالب لوالي طنجة بالتحقيق في قضية «استيالء»‬ ‫على أراض قروية أقحم فيها اسم الملك‬

‫ملف خطير ذلك الذي وصلت حرارته بقوة أخيرا وزارة‬ ‫الداخلية‪ ،‬والذي وجد والي جهة طنجة تطوان الحسيمة‪،‬‬ ‫محمد اليعقوبي‪ ،‬نفسه مجبرا على إيجاد حل سريع له‪ ،‬حيث‬ ‫خرج سكان مدشر «الزرارع» التابع لجماعة القصر الصغير قرب‬ ‫طنجة‪ ،‬لالحتجاج على «االستيالء» على مئات الهكتارات من‬ ‫أراضي الخواص‪ ،‬من طرف رجال سلطة ومنتخبين‪ ،‬والزعم‬ ‫بأن األرض اقتنيت من طرف القصر الملكي‪ ،‬رغم أن أصحابها‬ ‫يملكون وثائق تثبت ملكيتهم لها‪.‬‬ ‫وتوصل والي جهة طنجة بطلب لقاء من السكان‬ ‫المتضررين يوم ‪ 12‬يناير الجاري‪ ،‬والذي تال وقفة احتجاجية‬ ‫هي األولى من نوعها للسكان المتضررين من حرمانهم من‬ ‫استغالل أرضهم الفالحية والرعوية منذ سنة ‪ ،2005‬والذين‬ ‫قالوا إن الرئيس السابق للمجلس اإلقليمي للفحص أنجرة‪،‬‬ ‫إلى جانب قائد ورئيس دائرة سابقين‪ ،‬وكذا رئيس قسم‬ ‫الشؤون القروية بعمالة الفحص أنجرة عملوا على نزع ملكية‬ ‫أراضيهم منهم دون سند قانوني‪ ،‬والقول بأنها بيعت للقصر‬ ‫الملكي‪.‬‬ ‫ووفق ممثلين للسكان التقتهم «المساء»‪ ،‬فإن األرض‬ ‫المسماة «ساقية الرند» ذات الرسم العقاري رقم ‪،61/1428‬‬ ‫الكائنة بالطريق الوطنية رقم ‪ 16‬الرابطة بين طنجة والقصر‬ ‫الصغير‪ ،‬والتي تتجاوز مساحتها ‪ 240‬هكتارا‪ ،‬حفظت لصالح‬ ‫الجماعة الساللية من طرف وزارة الداخلية دون معرفة‬ ‫السكان هؤالء الذين يملكون عقودا ملكية عدلية وإراثات‬ ‫منذ ‪ ،1953‬والذين فضلوا استغاللها عوض القدوم للمدينة‬

‫استجابة لطلب كان قد أطلقه الملك الراحل محمد الخامس‬ ‫من طنجة‪.‬‬ ‫ووفق المتحدثين فإن رجال السلطة شرعوا في منع‬ ‫السكان من استغالل األرض منذ ‪ ،2005‬وأخبروهم‪ ،‬أنها‬ ‫قد حفظت لصالح الجماعة الساللية التابعة لوزارة الداخلية‬ ‫عقب تحديد سنة ‪ ،2003‬لكن المفاجأة الكبرى كانت سنة‬ ‫‪ ،2011‬حين جمع كل من رئيس مجلس العمالة السابق‬ ‫وقائد ورئيس الدائرة السابقين ورئيس قسم الشؤون القروية‬ ‫بعمالة الفحص أنجرة (جمعوا) السكان ليخبروهم أن األرض‬ ‫بيعت للقصر الملكي‪.‬‬ ‫وحسب رواية ممثلي السكان‪ ،‬فإن هؤالء المسؤولين‬ ‫استوقفوا رجال القرية داخل المسجد بعد صالة الجمعة‬ ‫وأخبروهم بأن ‪ 102‬من الهكتارات من إجمالي مساحة‬ ‫«ساقية الرند» قد بيعت للقصر الملكي مقابل ‪ 2،5‬مليار‬ ‫سنتيم‪ ،‬وأن هذا المبلغ سيستغل في إنشاء مشاريع تنموية‪،‬‬ ‫وهي المشاريع التي لم ير السكان منها شيئا حسب قولهم‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى بناء مسجد بقيمة نحو ‪ 800‬مليون سنتيم‪،‬‬ ‫والذي لم ينجز لحد اآلن‪ ،‬حيث ال زال السكان يصلون في‬ ‫العراء‪ ،‬إلى جانب أن المتضررين لم يوافقوا أساسا على بيع‬ ‫أراضيهم‪.‬‬ ‫ويقول ممثلو السكان إنهم بعد أن طرقوا عدة أبواب‬ ‫وقدموا عدة شكايات منذ ‪ 2011‬لعدة جهات من بينها‬ ‫وزارة الداخلية الستعادة أراضيهم‪ ،‬اضطروا إلى تنظيم وقفة‬ ‫احتجاجية حتى يصل صوتهم إلى الملك «الذي استغل اسمه‬ ‫زورا في إحدى أكبر عمليات االستيالء على أراضي الخواص‬

‫بإقليم الفحص أنجرة»‪ ،‬حسب توصيفهم‪ ،‬مضيفين أن الوقفة‬ ‫شارك فيها العشرات فقط من المتضررين نتيجة الخوف‬ ‫والضغط الذي يتعرض له أغلب السكان‪ ،‬بسبب ارتباط‬ ‫القضية باسم الملك‪.‬‬ ‫وحسب ما أكده المحتجون فإن أحد ممثلي السلطة‬ ‫استدعاهم لمقر عمالة الفحص ـ أنجرة‪ ،‬حيث جالسوا رئيس‬ ‫قسم الشؤون العامة‪ ،‬إذ حدثوه عن تاريخ القرية وتاريخ‬ ‫ملكيتهم لألرض‪ ،‬وأدلوا بالوثائق التي تؤكد كالمهم‪،‬‬ ‫والتي حصلت «المساء» على نسخ منها‪ ،‬كما حكوا له عن‬ ‫الضغوطات التي قام بها الرئيس السابق للمجلس اإلقليمي‬ ‫وكذا مجموعة من ممثلي السلطة‪.‬‬ ‫ووعد المسؤول بالعمالة المتضررين‪ ،‬حسب قولهم‪،‬‬ ‫بفتح تحقيق في القضية‪ ،‬غير أن الملف عاد منذ أزيد من ‪15‬‬ ‫يوما لوضع الجمود‪ ،‬ما دفع السكان لوضع طلب لقاء مع والي‬ ‫جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬هذا األخير الذي تفيذ مصادر‬ ‫«المساء» أنه اجتمع مع عامل إقليم الفحص أنجرة أخيرا إليجاد‬ ‫حل لهذه المشكلة وإبعاد اسم الملك عن النزاع‪.‬‬ ‫ووفق السكان فإنهم ال زالوا يعيشون وسط غموض‬ ‫كبير‪ ،‬حيث ال يعرفون كيف تم ربط اسم الملك بهذه القضية‪،‬‬ ‫وكيف تم تحفيظ أراض يملك كل مستغليها وثائق دفعهم‬ ‫لمطالبة وزارة الداخلية ووالية طنجة مرارا بفتح تحقيق في‬ ‫القضية‪ ،‬وهو األمر الذي لم تتم االستجابة له‪ ،‬ما اضطرهم‬ ‫إلى إعالن «استنجادهم» بالملك خالل الوقفة االحتجاجية‪.‬‬

‫حمزة المتيوي‬

‫رؤساء الفرق بجهة طنجة يجتمعون لرفع «البلوكاج»‬ ‫عن المنح الجامعية‬

‫اجتمع رؤساء الفرق السياسية المكونة لمجلس جهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬بناء على دعوة من رئيسه إلياس‬ ‫العماري‪ ،‬لحل مشكلة «البلوكاج» التي طالت‪ ‬عملية توزيع‬ ‫المنح الجامعية‪ ،‬حسب ما أعلنه هذا األخير والذي سبق أن قال‬ ‫إن األمر ليس مرتبطا بتوقيعه‪ ،‬بعدما اعترف في ندوة صحفية‬ ‫بوجود‪ ‬المشكلةبالفعل‪.‬‬ ‫وارتفعت أصوات طلبة مختلف كليات جامعة عبد المالك‬ ‫السعدي متسائلة عن مصير ‪ 63‬مليون درهم‪ ،‬التي تمثل أكبر‬ ‫دعم للمنح الجامعية من طرف جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫لصالح الطلبة الجامعيين‪ ،‬وهو األمر الذي دفع العماري مؤخرا‬

‫إلى توضيح سبب المشكلة التي قال إنها تتعلق بتأخر توقيع‬ ‫رؤساء الفرق المكونة للمجلس‪ ‬في التوقيع على محضر صرف‬ ‫المبلغ‪ ،‬وهو ما استدعى اجتماع هؤالء لحل المشكلة‪.‬‬ ‫ووفق رئيس الجهة‪ ،‬فإنه قرر عدم التوقيع على أي وثيقة‬ ‫تهم شرف «أموال الشعب» راهنا األمر بتوافق كل الفرق‬ ‫المكونة للمجلس‪ ،‬وهو ما تسبب سنة ‪ 2015‬بعدم توزيع‬ ‫منع الجمعيات‪ ،‬مضيفا أن األمر تكرر في حالة منح الطلبة‬

‫الجامعيين هذه السنة‪ ،‬لكنه وعد بحل المشكلة بمجرد اجتماع‬ ‫رؤساء الفرق المطالبين بالتوقيع على المحضر‪.‬‬ ‫وكان مجلس الجهة قد وقع في ماي من السنة الماضية‬ ‫اتفاقية جمعته بوزارة التعليم العالي ورئاسة جامعة عبد‬ ‫المالك السعدي‪ ،‬اتفاقية لتحويل فائض ميزانية الجهة البالغ‬ ‫‪ 63‬مليون درهم لدعم منح الطلبة باإلضافة إلى تمويل إنشاء‬ ‫ملحقات جامعية ومدرجات وتجهيز مختبرات وإنشاء عدة‬ ‫فضاءات مفيدة للطلبة داخل عدة كليات‪.‬‬

‫ح‪.‬م‬

‫مواطنون يستغربون غياب لمسة «البيجيدي» بطنجة‬ ‫بعد مرور قرابة سنة ونصف من تسييره المحلي‬ ‫استغرب مواطنون ومتتبعون للشأن المحلي بمدينة‬ ‫طنجة‪ ،‬الغياب الكلي للمسة حزب العدالة والتنمية على‬ ‫مستوى تسييره للشأن المحلي للمدينة‪ ،‬بعد مرور قرابة‬ ‫سنة ونصف عن تسييره لعاصمة البوغاز بأغلبية مطلقة‪،‬‬ ‫حيث تراجع الحزب بشكل كبير عن الوفاء بوعوده التي‬ ‫سبق أن قدمها‪ ،‬في تنمية المدينة على جميع األصعدة‪ ،‬إذ‬ ‫ال تزال األحياء الهامشية بمختلف المقاطعات األربع تعيش‬ ‫تهميشا وضعفا في البنيات التحتية‪ ،‬حيث إن الطرقات التي‬ ‫خلفتها الفترة الجماعية السابقة لم تشهد أية تغيرات كما‬ ‫هو الشأن بالنسبة لألزقة‪ ،‬فيما لم تتعد تدخالت المجلس‬ ‫الحالي تحوله إلى االعتناء ببعض األعشاب المحيطة بشوارع‬ ‫وساحات المدينة‪ ،‬حيث لم يسجل إضافة أي منها‪ ،‬كما أن‬ ‫عددا من األسواق الشعبية التزال هي األخرى ترزح تحت‬ ‫التهميش وغياب شروط النظافة وانتشار األزبال‪ ،‬إلى جانب‬ ‫عجز المجلس على إرضاخ بعض التجار لمواكبة ذلك‪.‬‬

‫ومن الملفات التي فشل فيها المجلس الجماعي‪ ،‬كون‬ ‫البناء العشوائي الزال يضرب بأعماقه في أحياء هامشية‪ ،‬وهو‬ ‫األمر الذي جعل المسافة التي تجمع بين المجالس والسلطات‬ ‫المحلية‪ ،‬تعرف توترا منذ االنتخابات التشريعية األخيرة‪ ،‬بعد‬ ‫أن وجه «البيجيدي» أصابع االتهام إلى هذه السلطات بكونها‬ ‫تدعم مرشحين دون اآلخرين‪ ،‬مما أدى إلى بث حالة من‬ ‫الشك والريبة بين الطرفين منذ اللحظة المشار إليها‪.‬‬ ‫ومن ضمن الملفات التي عجز المجلس عن القيام بدوره‬ ‫المنوط يتعلق األمر بالشركة الفرنسية «أمانديس» المفوض‬ ‫لها تدبير قطاعي الماء والكهرباء بعاصمة البوغاز‪ ،‬وذلك من‬ ‫خالل عدم استجابتها لالستدعاءات التي توجه لها بهدف‬ ‫الحضور الجتماعات أثناء انعقاد الدورات بهذه المجالس‪ ،‬حيث‬ ‫أقدمت الشركة الفرنسية على شبه مقاطعة أنشطة حزب‬ ‫العدالة والتنمية على غرار المجالس السابقة‪ ،‬تزامنا وضخه‬

‫لماليين الدراهم في حسابات هذه الشركة األجنبية في إطار‬ ‫التعاقد بين هذه األطراف‪ ،‬كون المجلس يشرف على لجنة‬ ‫التتبع وكان الحزب ذاته‪ ،‬إبان فترة المعارضة يهاجمها مطالبا‬ ‫برحيلها‪.‬‬ ‫ويسود تخوف كبير وسط عاصمة البوغاز‪ ،‬مخافة إدخال‬ ‫المدينة في حالة من الشلل التام‪ ،‬بعد أن تعرض قطاع‬ ‫السياحة واالستثمار لكساد كبير‪ ،‬فضال عن كون ملفات أخرى‬ ‫لها صلة مباشرة بالمواطنين ال تزال مركونة فوق مكاتب‬ ‫رؤساء الجماعات‪ ،‬ما دفع برئيس المجلس إلى االستنجاد‬ ‫برئيس الجهة واألمين العام لحزب األصالة والمعاصرة إلياس‬ ‫العماري‪ ،‬قصد توقيع اتفاقيات مستقبال إلنقاذ المجلس‬ ‫الجماعي في إطار الشركات التي يوقعها مع المجالس القروية‬ ‫والحضرية بجهة طنجة‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫انتشار األزبال بطنجة يضع استنزاف شركة النظافة لمليار‬ ‫سنتيم من مالية الجماعية تحت المجهر‬

‫وضع انتشار األزبال بعدة شوارع بطنجة الشركة‬ ‫المفوض لها تدبير هذا القطاع‪ ،‬بموجب عقد يجمعها مع‬ ‫المجلس الجماعي للمدينة‪( ،‬وضع) استنزاف نحو مليار سنتيم‬ ‫بشكل سنوي تحت المجهر‪ ،‬بعد أن عجز المجلس عن فرض‬ ‫شروطه على هذه الشركة عبر مراقبة صارمة‪ ،‬حيث تم رصد‬ ‫انتشار األزبال بعدد من األحياء الهامشية‪ ،‬إلى جانب كون‬ ‫حاويات وضع النفايات يتم التعامل معها من طرف القائمين‬ ‫على هذه الشركة بشكل مزاجي‪ ،‬إذ يتم غسل بعض منها‬ ‫خصوصا باألحياء الراقية في الوقت الذي يتم تجاهل البقية‬ ‫سيما في بعض األحياء الهامشة بالمدينة‪ ،‬في حين تتقاطر‬

‫الشكايات على المجلس للمطالبة بتنظيف األحياء حيث‬ ‫ضغط الوقت ما يتسبب في انتشار هذه األزبال بمحيط‬ ‫بعض األماكن‪ ،‬مثل بعض األسواق الشعبية بحي بنكيران‪،‬‬ ‫وبالقرب من سوق السمك بالمنطقة المعروفة ب «سوق برا»‪،‬‬ ‫وكشفت بعض المصادر الجماعية أن شركة النظافة تتعامل‬ ‫هي األخرى مع المجلس الجماعي‪ ،‬على غرار السياسة الجديدة‬ ‫للشركة الفرنسية‪ ،‬حين قامت بتجاهل تام للرسائل التي توجه‬ ‫إليها من طرف جماعة طنجة‪ ،‬بالرغم من كون العمدة يشرف‬ ‫على لجنة التتبع‪.‬‬ ‫وأوضحت المصادر ذاتها أنه يرجح أن تكون األوضاع‬

‫غير المستقرة بشركة النظافة وراء ما يجري‪ ،‬من خالل بعض‬ ‫اإلضرابات التي يشنها المستخدمون بين الفينة واألخرى‪،‬‬ ‫وكذا الصراعات النقابية الداخلية‪ ،‬بعدما اتهم المستخدمون‬ ‫أحد المسؤولين عن نقابة محسوبة على حزب العدالة‬ ‫والتنمية‪ ،‬بتأجيج الوضع عن طريق محاولة فرض االتجاه‬ ‫الواحد في قلب الشركة‪ ،‬فيما لجأ آخرون إلى القضاء حول‬ ‫ما أسموه تهديدهم بالطرد في حال عدم االنخراط بهذه‬ ‫المكاتب النقابية‪ ،‬وهو األمر الذي نفاه المعني باألمر في‬ ‫اتصاالت سابقة مع «األخبار»‪.‬‬

‫م‪ .‬أ‬

‫صدر للشاعر أحمد الطريبق أحمد‪ ،‬عن مطبعة سليكي‬ ‫أخوين‪ ،‬مؤلف‪ ،‬تحت عنوان “ من عدوة طنجة العاليا‪..‬إلى بحر‬ ‫الصين” ‪.‬العمل يصنف في إطار أدب الرحالت‪ ،‬وبالمناسبة‪،‬‬ ‫فإن صاحبه كان قد قام برحلة إلى دولة الصين العظيمة‪،‬‬ ‫ضمن الجمعية المغربية لقدماء طلبة سورية‪ ،‬فأرخ لهذه‬ ‫الرحلة بأسلوب قصصي وشاعري رائع‪ ،‬مرفق بصور تذكارية‬ ‫لشاعرنا بهذا البلد العجيب‪ ،‬حيث قال عنه أحمد الطريبق ‪:‬‬ ‫” إن الصين الحديثة ليست خرائط منبتة‪ ،‬عن تربتها‪ ،‬بل‬ ‫هي تجسيد متناظر لتراكم حضاري عريق‪ ،‬بحيث لم تغب عن‬ ‫الميدان‪ ،‬ومن ال وعيها‪ ،‬حكمة الصين القديمة‪ ،‬فلم يمسح‬ ‫من على خشبة الحياة ظل من ظالل “كونفوشيوس” ومن‬ ‫وااله من أعمدة الحكمة الصينية‪ :‬يتجلى ذلك على مسرح‬ ‫الواقع اليومي لشعب الصين وما أنجزه في مجاالت الحياة‬ ‫المعاصرة‪ ،‬خاصة في مجال االستشفاء‪ ،‬بوصفات الطب‬ ‫القديم‪ ،‬من اهتمام بعالم النبات‪ ،‬وتوظيفه كمستحضر‬ ‫طبي‪ ،‬يصاحبك حتى في المطاعم العائلية”‪.‬‬ ‫المؤلف جدير بالمتابعة‪ ،‬خاصة وأن الخصاص الزال‬ ‫سمة تطبع أدب الرحالت‪.‬‬

‫م‪.‬إمغران‬

‫حفل تقديم‬ ‫وتوقيع “رحيل‬ ‫بسيط” للشاعر‬ ‫حجيب الجربي‬

‫بتنسيق مع مؤسسة األعمال االجتماعية للتعليم‬ ‫(ف��رع طنجة)‪ ،‬ينظم “الراصد الوطني للنشر والقراءة”‪،‬‬ ‫حفل تقديم وتوقيع كتاب‪“ :‬رحيل بسيط” للشاعر حجيب‬ ‫الجربي‪ ،‬بمشاركة األساتذة‪ :‬فؤاد صابر‪ ،‬محسن الطيبي‪،‬‬ ‫عبد الصمد مرون‪ ،‬تنشيط‪ :‬الباحثة شيماء أبجاو‪ .‬ويتخلل‬ ‫الحفل معزوفات ووصالت غنائية من أداء الفنان عبد الحميد‬ ‫بوعجاج‪ ،‬وذلك يوم السبت ‪ 28‬يناير ‪ ،2017‬على الساعة‬ ‫الرابعة مساء‪ ،‬بنادي ابن بطوطة للتعليم (قرب مسجد محمد‬ ‫الخامس) ـ طنجة‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يناير ‪2017‬‬

‫العدد ‪873‬‬

‫إقتصاد‬ ‫‪ 6,85‬مليارات درهم قيمة الصيد الساحلي والتقليدي‬ ‫خالل ‪2016‬‬ ‫أفاد المكتب الوطني للصيد البحري بأن القيمة المالية لمنتجات الصيد الساحلي‬ ‫والتقليدي المفرغة تجاوزت ‪ 6،85‬مليار درهم خالل السنة الفارطة‪ ،‬أي بزيادة بأكثر من‬ ‫‪ 1،38‬مليون طن‪ ،‬وهو ما يمثل ارتفاعا بنسبة ‪ 7‬بالمائة من حيث الوزن وبنسبة ‪ 4‬في‬ ‫المائة من حيث القيمة مقارنة مع الفترة ذاتها من سنة ‪.2015‬‬ ‫وأوضح المكتب‪ ،‬في إحصائياته األخيرة حول الصيد الساحلي والتقليدي بالمغرب‬ ‫بالنسبة لسنة ‪ ،2016‬أن قيمة تسويق األسماك السطحية بلغت ‪ 2،81‬مليار درهم‪ ،‬مقابل‬ ‫‪ 2،71‬مليار درهم سنة قبل ذلك‪ ،‬مسجال ارتفاعا نسبته ‪ 4‬بالمائة من حيث القيمة‪.‬‬ ‫وعزا المصدر ذاته هذا األداء إلى ارتفاع قيمة الكميات المفرغة لكل من سمك السيف‬ ‫(‪ 36‬بالمائة)‪ ،‬وسمك األسقمري (‪ 30‬بالمائة)‪ ،‬والشنشار (‪ 11‬في المائة)‪ ،‬والسردين (‪ 6‬في‬ ‫المائة)‪ ،‬والتونة (‪ 6‬في المائة) وسمك أبو سيف (‪ 2‬في المائة)‪ ،‬غير أن هذا االرتفاع قابله‬ ‫انخفاض في قيمة سمك األنشوبة وبونيتو ساردا انخفاضا بلغ على التوالي (‪ 32-‬بالمائة)‬ ‫و(‪ 34-‬بالمائة)‪.‬‬ ‫وأشار المكتب إلى أن قيمة الطحالب المفرغة حققت ارتفاعا بـ‪ 42‬في المائة من حيث‬ ‫القيمة‪ ،‬لتستقر عند أزيد من ‪ 91،6‬مليون درهم‪ ،‬وذلك بفضل تحسن بنسبة ‪ 34‬في المائة‬ ‫من حيث الوزن‪.‬‬ ‫وبدورها‪ ،‬عرفت الكميات المفرغة من القشريات ارتفاعا ب ‪ 12‬في المائة من حيث‬ ‫القيمة وال��وزن إلى ‪ 293،32‬مليون درهم و‪ 6383‬طنا‪ ،‬فيما عرفت الكميات المفرغة‬ ‫لرأسيات األرجل ارتفاعا بنسبة ‪ 5‬بالمائة من حيث القيمة إلى أكثر من ‪ 2،21‬مليار درهم‪.‬‬ ‫بالمقابل عرفت الصدفيات انخفاضا بنسبة ‪ 25‬بالمائة من حيث القيمة لتستقر في‬ ‫‪ 3،23‬مليون درهم‪ ،‬بسبب تسجيلها النخفاض ملحوظ في الوزن ب‪ 37‬بالمائة‪ .‬وتراجعت‬ ‫القيمة المفرغة لشوكيات الجلد المفرغة بـ‪ 13‬في المائة من حيث القيمة لتحقق ‪ 818‬الف‬ ‫درهم‪ ،‬فيما انخفض وزنها بـ‪ 16‬في المائة‪.‬‬ ‫وتراجعت قيمة السمك األبيض المفرغ بنسبة ‪ 1‬بالمائة لتستقر عند ‪ 1،41‬مليار درهم‪،‬‬ ‫بينما تراجع وزنها بـ‪ 5‬في المئة‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫العجز التجاري يتفاقم بنسبة ‪ 19.6‬في المائة خالل سنة ‪2016‬‬ ‫أفاد مكتب الصرف المبادالت الخارجية للمغرب شهدت العجز في الميزان التجاري بنسبة‬ ‫‪ 19,6‬في المائة عند متم ‪ ،2016‬حسب مكتب الصرف‪ ،‬ليرتفع إلى ‪ 184،38‬مليار درهم‪،‬‬ ‫في مقابل ‪ 154،18‬مليار درهم سنة قبل ذلك‪.‬‬ ‫وأوضح مكتب الصرف‪ ،‬الذي نشر مؤخرا المؤشرات األولية لسنة ‪ ،2016‬أن هذا التفاقم‬ ‫يرجع إلى ارتفاع الواردات (زائد ‪ 9،3‬بالمائة)‪ ،‬بشكل يفوق الصادرات (زائد ‪ 2،1‬بالمائة)‪،‬‬ ‫مسجال أن معدل تغطية الواردات من قبل الصادرات استقر في ‪ 54،7‬بالمائة في مقابل‬ ‫‪ 58،6‬بالمائة سنة ‪ ،2015‬و‪ 51،3‬في المائة سنة ‪ ،2014‬بتحسن بـ‪ 3،7‬نقطة مقارنة مع‬ ‫المعدل المتوسط خالل السنوات الخمس األخيرة (‪.)2015 - 2011‬‬ ‫وأشار المكتب إلى أن ال��واردات‪ ،‬وعقب االنخفاض المسجل في ‪( 2015‬ناقص ‪4،9‬‬ ‫بالمائة)‪ ،‬بلغت ‪ 407‬مليار درهم سنة ‪ ،2016‬في مقابل ‪ 373،22‬مليار درهم سنة قبل‬ ‫ذلك‪ ،‬أي بارتفاع بنسبة ‪ 9،3‬في المائة‪.‬‬ ‫وأوضح أن هذه النتيجة تعزى إلى ارتفاع المقتنيات من معدات التجهيز (زائد ‪ 25،7‬في‬ ‫المئة)‪ ،‬والمنتجات الجاهزة لالستهالك (زائد ‪ 15،2‬في المئة)‪ ،‬والمنتجات الغذائية (زائد ‪25‬‬ ‫في المئة) والمنتجات نصف المصنعة (زائد ‪ 5‬في المئة)‪.‬‬ ‫بالمقابل‪ ،‬يضيف المصدر‪ ،‬تراجعت المقتنيات من المنتجات الطاقية بناقص ‪ 17،7‬في‬ ‫المئة والمنتجات الخام ب (ناقص ‪ 14،4‬في المئة)‪ ،‬مضيفا أن الواردات باستثناء المقتنيات‬ ‫من سلع التجهيز والمنتجات نصف المصنعة‪ ،‬لم ترتفع سوى ‪ 2،5‬بالمائة (زائد ‪ 4،8‬مليار‬ ‫درهم)‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق بالصادرات‪ ،‬أبرز المكتب أنها سجلت ارتفاعا بـ‪ 2،1‬بالمائة (بعد تسجيل‬ ‫زائد ‪ 8،6‬بالمائة في ‪ ،)2015‬لتستقر في ‪ 222،62‬مليار درهم‪ ،‬عوض ‪ 218،04‬مليار درهم‬ ‫سنة قبل ذلك‪.‬‬ ‫ويعزى هذا التطور إلى صادرات المهن العالمية للمغرب‪ ،‬ومن بينها قطاع السيارات‬ ‫(زائد ‪ 11،5‬في المائة)‪ ،‬والطيران (زائد ‪ 14،6‬في المائة) واإللكترونيك (زائد ‪ 10،2‬بالمائة)‪.‬‬ ‫كما سجلت المبيعات ارتفاعا بالنسبة لكل من قطاع النسيج والجلد (زائد‪ 6,7‬بالمائة)‬ ‫والزراعة والصناعة الغذائية (زائد ‪ 4,5‬بالمائة)‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫توقعات مركز الظرفية‪ :‬ارتفاع اإلنتاج بأزيد من ‪ 4‬بالمائة‬ ‫خالل ‪2017‬‬ ‫أعلن المركز المغربي للظرفية في نشرة حول التوقعات الخاصة بدورة اإلنتاج خالل سنة‬ ‫‪ ،2017‬أن هذه الدورة ستسجل ارتفاعا بـ ‪ 4،1‬في المائة‪.‬‬ ‫وأوضحت النشرة أن توجهات دورة اإلنتاج برسم السنة الجارية تبدو إيجابية‪ ،‬مقارنة مع‬ ‫السنة الماضية التي سجلت أدنى مستوياتها بحيث لم تتجاوز ‪ 1،2‬في المائة‪.‬‬ ‫وأبرزت النشرة أن الدينامية الجديدة لنمو القطاعات أظهرت مساهمة متباينة حسب‬ ‫فروع األنشطة‪ ،‬مشيرة إلى أن القيمة المضافة الفالحية المعلنة حسب حصيلة الحبوب‪،‬‬ ‫من المتوقع أن ترتفع حسب قاعدة بنيات اإلنتاج الحالي بـ ‪ 6،7‬في المائة‪.‬‬ ‫من جهتها ستعرف الصناعات التحويلية ارتفاعا مهما برسم السنة الجارية مقارنة‬ ‫مع السنة الماضية حيث ستبلغ ‪ 2،3‬في المائة‪ ،‬في حين سوف تعزز أنشطة قطاع‬ ‫البناء و األشغال العمومية الدينامية التي انطلقت في الشهور الماضية‪ ،‬مع استرجاع‬

‫السكن االقتصادي لنشاطــه و مواصلة برامـــج االستثمـــار في مجال البنيات التحتية‬ ‫األساسية حيث سوف تسجــل القيمــة المضافة لهذه األنشطة ارتفاعا ب ‪ 2‬في المائة‬ ‫برسم سنة ‪.2017‬‬ ‫بدورها ستسجل قطاعات النقل و االتصاالت وباقي الخدمات نتائج إيجابية‪ ،‬وذلك بفضل‬ ‫ارتفاع االستهالك و تطور أنشطة الصناعات التحويلية و البناء والسياحة‪.‬‬ ‫كما سيستفيد قطاع التجارة من اتساع اإلنتاج الداخلي والواردات التي سترتفع بـ ‪5،3‬‬ ‫في المائة‪ .‬وحسب نفس التوقعات ستعرف المكونات األساسية للطلب ارتفاعا‪ ،‬وسيرتفع‬ ‫االستثمار بــ ‪ 4،8‬في المائة‪ ،‬وذلك بفضل االسترجاع المتوقع لتدفق الرساميل األجنبية‪،‬‬ ‫مع ارتفاع أسعار االستهالك‪ ،‬مقارنة مع سنة ‪ 2016‬ونسبة تضخم تبلغ ‪ 1،9‬في المائة‪.‬‬ ‫وترتبط النتائج اإليجابية التي من المتوقع أن يحققها االقتصاد الوطني برسم سنة‬ ‫‪ ،2017‬حسب النشرة‪ ،‬من جهة باألداء الجيد لألنشطة األولية ومؤشراتها حول تكوين‬ ‫العائدات وشكل الطلب الداخلي‪ ،‬ومن جهة أخرى بقدرة األنشطة الصناعية والتجارية‬ ‫والخدمات على تعزيز مؤهل اإلنتاج من خالل تحسين نسب استعمال قدرة اإلنتاج من‬ ‫خالل االستثمار ومكاسب اإلنتاج‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫‪ 1400‬مليار سنتيم لشراء القمح والشعير في ‪2016‬‬ ‫كما كان متوقعا‪ ،‬فاقت الفاتورة الغذائية عجز الميزان التجاري مع الزيادة الكبيرة التي‬ ‫عرفتها واردات القمح نتيجة تضرر المحاصيل‪ ،‬إذ ارتفعت قيمة ال��واردات بنسبة ‪49،4‬‬ ‫في المائة‪ ،‬لتصل إلى ‪ 12،78‬مليار درهم بنهاية سنة ‪ ،2016‬مقابل ‪ 5،5‬ماليير درهم‬ ‫المسجلة السنة التي قبلها‪ ،‬فضال عن أن واردات الشعير سجلت بدورها زيادة كبيرة بلغت‬ ‫‪ 973‬مليون درهم‪ ،‬لتنتقل من ‪ 782‬مليون درهم إلى ‪ 1،75‬مليار درهم‪ ،‬كما سجلت فاتورة‬ ‫استيراد السكر الخام زيادة بنسبة ‪ 37،7‬في المائة‪ ،‬لتنتقل من ‪ 3،36‬ماليير درهم إلى‬ ‫‪ 4،62‬ماليير درهم مع نهاية دجنبر‪ ،‬وكشفت بيانات مكتب الصرف زيادة في الفاتورة‬ ‫الغذائية بنحو الربع‪ ،‬أي ما يمثل نحو ‪ 8،9‬مليار درهم إضافية‪ ،‬لتنتقل من ‪ 35،6‬مليار درهم‬ ‫سنة ‪ 2015‬إلى ‪ 44،5‬مليار درهم سنة ‪.2016‬‬ ‫وسجل المغرب‪ ،‬في الموسم الماضي‪ ،‬أضعف حصيلة خالل السنوات الخمس الماضية‪،‬‬ ‫إذ لم تتعد المحاصيل ‪ 33،5‬مليون قنطار‪ ،‬براجع نسبته ‪ 70‬في المائة عن محصول السنة‬ ‫الماضية‪ ،‬ضمنها حوالي ‪ 18،6‬مليون قنطار من القمح اللين‪ ،‬متبوعا بالقمح الصلب بـ ‪8،7‬‬ ‫ماليير قنطار‪ ،‬ثم الشعير بنحو ‪ 6،2‬ماليير قنطار‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫إنتاج البيض بالمغرب بألف خير‬ ‫المغاربة يستهلكون فوق ‪ 3500‬مليون بيضة سنويا‬ ‫خالل السنوات العشر الماضية‪ ،‬ضاعف المغرب حجم إنتاج البيض على الصعيد الوطني‪،‬‬ ‫حيث أنه تمكن من تأمين االكتفاء الذاتي من هذه المادة‪ ،‬إذ بلغ اإلنتاج الوطني من‬ ‫بيض االستهالك‪ ،‬خالل سنة ‪ ،2015‬ما مجموعه ‪ 5,2‬ماليير وحدة‪ ،‬موفرا بذلك ما يعادل‬ ‫‪ 160‬بيضة للفرد في السنة‪ ،‬وذلك وفق البيانات الصادرة عن الجمعية الوطنية لبيض‬ ‫االستهالك بمناسبة اليوم العالمي للبيض‪..‬‬ ‫البيانات تفيد أن إنتاج البيض يغطي مائة في المائة حاجيات المغرب من بيض‬ ‫االستهالك‪ ،‬علما أن المملكة شرعت‪ ،‬خالل السنوات األخيرة‪ ،‬في تصدير البيض إلى بعض‬ ‫الدول اإلفريقية‪ ،‬كما حقق هذا القطاع‪ ،‬خالل السنوات األخيرة‪ ،‬رقم معامالت يقدر بخمسة‬ ‫ماليير درهم‪ ،‬فيما يوفر بصفة دائمة ‪ 12‬ألف منصب شغل مباشر و‪ 30‬ألف غير مباشر من‬ ‫خالل شبكة التسويق والتوزيع‪.‬‬ ‫وعرف قطاع إنتاج البيض‪ ،‬خالل السنوات األخيرة‪ ،‬استثمارات تقدر بـ‪ 2،2‬مليار درهم‪،‬‬ ‫مكنت من خلق ‪ 240‬ضيعة في مستوى كبير إلنتاج بيض االستهالك مرخصة طبقا للقانون‬ ‫‪ 99-49‬المتعلق بـالحماية الصحية لضيعات الدواجن ومراقبة إنتاج وتسويق منتوجات‬ ‫الدواجن‪ ،‬بغية إنتاج بيض ذي جودة عالية يستوفي جميع شروط السالمة الغذائية الجاري‬ ‫بها العمل من أجل الحفاظ على صحة المستهلك‪.‬‬ ‫ويقدر مهنيو القطاع حجم ما يستهلكه المغاربة من البيض في السنة الواحدة بما يزيد‬ ‫عن ‪ 5،3‬مليار وحدة‪ ،‬وتشمل كل أنواع البيض التي يتم تسويقها في السوق المغربي‪.‬‬ ‫ويسعى المهنيــون‪ ،‬أيضا‪ ،‬إلى مضاعفــة حجم استهــالك المغاربة للبيض ليصل إلى‬ ‫معدالت الدول المجاورة‪ ،‬كتونس وإسبانيا اللتين يبلغ المعدل استهالكهما ‪ 384‬بيضة‬ ‫للفرد الواحد‪ ،‬وفرنسا الني يفوق فيها هذا المعدل ب ‪ 250‬بيضة‪ ،‬وأمريكا التي يستهلك‬ ‫فيها كل مواطن ‪ 323‬بيضة سنويا‪ ،‬واليابان بنحو ‪ 324‬بيضة في السنة لكل مواطن‪ ،‬وهو‬ ‫ما يمثل الضعف مقارنة مع معدل المسجل في المغرب‪ ،‬والذي انتقل فيه هذا المتوسط‬ ‫من ‪ 21‬بيضة للفرد الواحد سنة ‪ 1970‬إلى ‪ 156‬بيضة سنة ‪ ،2013‬ليبلغ ‪ 160‬بيضة سنة‬ ‫‪.2015‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن الجمعية الوطنية لمنتجي بيض االستهالك‪ ،‬التي تأسست سنة‬ ‫‪ 1995‬من قبل منتجي بيض االستهالك بالمغرب‪ ،‬تهدف‪ ،‬بالخصوص‪ ،‬إلى تمثيل المصالح‬ ‫االقتصادية لقطاع إنتاج لحوم الدواجن‪ ،‬ودراسة طرق جديدة لتحسين تنظيم القطاع‪،‬‬ ‫وطرق اإلنتاج والبيع والتسويق‪ ،‬وكذا مالءمتها مع حاجيات السوق‪ ،‬والعمل على تشجيع‬ ‫استهالك البيض ولحوم الدواجن‪.‬‬ ‫ويشكل اليوم الوطني للبيض‪ ،‬الذي يحتفل به في ‪ 15‬يناير من كل سنة‪ ،‬مناسبة‬ ‫للتعريف بهذه المادة الغذائية المفيدة واألساسية لنظام غذائي متوازن ال تزال قيمته‬ ‫مجهولة لدىالمستهلك المغربي‪.‬‬ ‫ويحتوي البيض على عدد كبير من المواد المغذية التي تساهم في سد الحاجيات‬ ‫الغذائية المرتبطة بالنمو والمحافظة على الجسم في صحة جيدة‪ ،‬فهو يمثل مصدر‬ ‫البروتينات واألمالح المعدنية األقل ثمنا في السوق‪ ،‬حيث أن القيمة الغذائية لبيضتين‬ ‫تعادل ما توفره ‪ 100‬غرام من اللحم‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يناير ‪2017‬‬

‫العدد ‪873‬‬ ‫ناق�شت الأ�ستاذة �إميان اخلطابي‬ ‫�أطروحتها التي نالت بها درجة‬ ‫الدكتوراه يف الآداب مبيزة م�شرف‬ ‫جداً مع تنويه اللجنة‪ ،‬بكلية الآداب‬ ‫والعلوم الإن�سانية بتطوان‪،‬‬ ‫وهذا تقرير هام عنها‪:‬‬ ‫تتخذ «المرائي» معاني متعددة‪ ،‬وتكتسب دالالت متنوعة‪ ،‬تتوزع على‬ ‫مجاالت متداخلة متنافرة‪ ،‬أو متجانسة متآلفة‪ ،‬تجتمع كلها في «المرئي» الذي‬ ‫«يُرى»‪ ،‬و»الرائي» الذي «يَرى»‪ ،‬و»الرؤيا» التي «تتراءى»‪.‬‬ ‫ولكن المجال الذي عُنيت به في هذه األطروحة هو مجال «التصوف»‪،‬‬ ‫ومن ثم‪ ،‬فـ»الرؤيا» التي حللتها‪« ،‬رؤيا» تتجاوز طور األشياء‪ ،‬إلى طور المعاني‪،‬‬ ‫فتخرق حجب الحس‪ ،‬إلى عالم الروح‪ ،‬وقد استقرت على حال البشارة عبر اإلشارة‪،‬‬ ‫واستيقنت من الكرامة عبر التقرب‪ ،‬وقالت إن «العقل قيد» (كما ذكر ابن عربي‬ ‫في «فصوص الحكم» (ص ‪.)122‬‬ ‫أما «المرائي» التي من جنسها وثمرتها‪ ،‬والتي تناولتها بالوصف والقراءة‪،‬‬ ‫فهي «مرائي» المتن الصوفي المغربي‪ ،‬عبر نصوص محددة‪ ،‬وأسماء معينة‪،‬‬ ‫اخترت منها البعض دليال على الكل‪ ،‬مُعللة هذا االختيار‪ ،‬ومُظهرة أسبابه‪،‬‬ ‫ومُبينة دوافعه‪.‬‬ ‫ويمكن عدّ هذه المرائي بمثابة الدليل القاطع على برهان الصوفي على‬ ‫صدق دعواه القلبية‪ ،‬المتجاوزة لبرهان العقل‪ ،‬والمتجاورة مع برهان الذوق‪.‬‬ ‫كما يمكن عدها مرآة الحياة الروحية للعصر الذي ظهرت فيه‪ ،‬ومرشدا أمينا‬ ‫إلى أحواله االجتماعية والسياسية وأحداثه التاريخية‪ ،‬وال يحتاج األمر إال لدراسة‬ ‫متفحصة لمضامينها‪ ،‬تتناولها من زوايا نظر مختلفة‪ ،‬أدبية وفنية وروحية‬ ‫وأنثروبولوجية‪.‬‬ ‫ومن هذا الوجه‪ ،‬يُطلب درسها‪ ،‬ويُرجى نفعها‪ ،‬ويُراد تحقيق ما تنطوي‬ ‫عليه من حقائق وأسرار‪.‬‬ ‫وال ريب أن اختيار موضوع ما لمعالجته علميا‪ ،‬تحكمه أسباب متعددة‪،‬‬ ‫وتوجهه اعتبارات مختلفة‪ .‬وهذا هو حال موضوع «المرائي في الكتابة الصوفية‬ ‫المغربية»؛ فقد حكمته جملة من األسباب‪ ،‬ووجهته طائفة من االعتبارات‪ ،‬فأما‬ ‫األسباب‪ ،‬فقد لخصتها فيما يلي‪:‬‬ ‫ أن متن الكتابة الصوفية ينطوي على مادة غزيرة فيما يتصل بالمرائي؛‬‫ أن المرائي الصوفية عالم قائم الذات‪ ،‬له لغته‪ ،‬وعالماته‪ ،‬وقواعده‪،‬‬‫وأسراره‪ ،‬وحقائقه؛‬ ‫ أن االشتغال على هذا العالم القائم الذات ربما يساعدنا على إدراك أبعاد‬‫التجربة الروحية الصوفية‪ ،‬ويُعيننا على فقه آليات اشتغالها في الكتابة الصوفية‪،‬‬ ‫ويُنير لنا بعض ما استغلق من عوالمها وأسرارها‪.‬‬ ‫أما االعتبارات‪ ،‬فيمكن إجمالها‪ ،‬فيما يلي‪:‬‬ ‫ اعتبار جمالي؛ حيث أن المرائي منبع خصب لحكايات وصور رمزية‬‫وتعبيرية تتفوق على أجمل وأغرب قصص األدب العجائبي‪ .‬مع فارق أن المجال‬ ‫األول ال يتعمد ذلك وال يلجأ إليه أو يستعين به‪ ،‬فهو معطى ومكون ضمني غير‬ ‫مفتعل أو مفكر فيه‪ .‬بينما المجال الثاني يقوم على اعتماد التخييل والمبالغة في‬ ‫هذا التخييل كاختيار فني وجمالي مقصود‪ ،‬ينهض بدور معين في سياق النص‬ ‫األدبي‪ ،‬ويطبعه بسمات مخصوصة‪.‬‬ ‫ اعتبار علمي؛ فقد وجدت أن الغالب على الدراسات التي تناولت المرائي‪،‬‬‫إذا وُجدت‪ ،‬لم توفها حقها من العناية والتأمل‪.‬‬ ‫إن األسباب واالعتبارات المشار إليها سابقا‪ ،‬كانت تبرز مثل الحدوس‬ ‫المنثورة شيئا فشيئا أثناء إعدادي لشهادة الماستر‪ ،‬واتخذت صورة واضحة أثناء‬ ‫انجازي لرسالة الدكتوراه‪ ،‬السيما وقد اتصل موضوعهما برابط وثيق؛ إذ تناول‬ ‫البحث األول المرائي الصوفية في كتاب «اإلبريز» لسيدي عبد العزيز الدباغ‬ ‫(ت‪1131.‬هـ)‪ ،‬وتناول البحث الثاني «المرائي الصوفية في الكتابة الصوفية‬ ‫فكأن األول ّ‬ ‫مثل بداية الثاني وعينّة منه‪ ،‬وكأن الثاني ّ‬ ‫المغربية»‪ّ ،‬‬ ‫شكل امتدادا‬ ‫لألول وتطويرا له‪ ،‬فكانا بذلك أحدهما لآلخر بمثابة الجزء من الكل‪.‬‬ ‫وقد سلكت في عملي هذا السبل المعهودة في التقديم والتقسيم‬ ‫واالستنتاج؛ حيث قسمته إلى أربعة أبواب‪ ،‬كل باب له فصول محددة‪ ،‬مع وضع‬ ‫مقدمة عامة في بدايته‪ ،‬وخاتمة استنتاجية في نهايته‪.‬‬ ‫وهكذا تناولت في التقديم المرائي بصفة عامة؛ حيث ارتأيت إلقاء نظرة‬ ‫عامة عليها في بعض الثقافات األجنبية من باب المقارنة والتمثيل واالستشهاد‪،‬‬ ‫وتحدثت عن أسباب اختيار الموضوع؛ وأشرت إلى ما أنجز فيه من أبحاث سابقة؛‬ ‫وحددت الغايات والمقاصد المطلوبة‪ ،‬وسطرت معالم المنهجية المتبعة؛‬ ‫وتحدثت عن طبيعة المصادر المعتمدة؛ وسميت الصعوبات القائمة في سبيل‬ ‫إعداده؛ وسجلت كلمة شكر في أهل الفضل عليّ في إنجازه‪.‬‬ ‫أما الباب األول‪ ،‬فجعلته «في مفهومي التجربة والكتابة الصوفيتين»‪،‬‬ ‫وقسمته إلى ثالثة فصول‪ ،‬تناولت في أوالها «التجربة الصوفية» لدى اليهودية‪،‬‬ ‫والنصرانية‪ ،‬واإلسالم؛ مع شئ من التفصيل في التجربة الصوفية في اإلسالم‬ ‫نظرا النتماء المرائي قيد القراءة الوصفية إلى المدونة الصوفية المغربية‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬وكان بذلك مادة الفصل الثاني؛ حيث عرضت للتصوف والتجربة‬ ‫الصوفية من خالل ثالثة كتب أساسية في التأليف الصوفي اإلسالمي وهي‬

‫ملخ�ص �أطروحة‬ ‫«اللمع في التصوف» للطوسي‪ ،‬و»التعرف ألهل التصوف» للكالباذي‪ ،‬و»الرسالة‬ ‫القشيرية»للقشيري‪.‬‬ ‫أما الفصل الثالث‪ ،‬فتناولت فيه مفهوم الكتابة الصوفية من الناحية العامة‪،‬‬ ‫مقسمة إياها إلى عناصرها العضوية من كتابة‪ ،‬وكتابة صوفية‪ ،‬مُستشرفة‬ ‫بذلك بعض القضايا اإلشكالية التي عرضت لي أثناء تناول المرائي باعتبارها‬ ‫جزءا من الكتابة الصوفية بشروطها المعلومة‪ ،‬وخصائصها المشهورة‪.‬‬ ‫وجعلت الباب الثاني حول «الكتابة الصوفية المغربية»‪ ،‬فسعيت إلى‬ ‫تحديد أنواعها‪ ،‬واجتهدت في الوقوف على قيمتها؛ صاعدة بذلك من العام إلى‬ ‫الخاص‪ ،‬وقسمته إلى ثالثة فصول‪ ،‬ألقيت في الفصل األول «نظرة تاريخية على‬ ‫نشأة وتطور التجربة الصوفية المغربية في المغرب واألندلس»‪ ،‬وعرضت في‬ ‫الفصل الثاني لـ»أنواع الكتابة الصوفية» التي تضمنت بصورة مباشرة أو غير‬ ‫مباشرة‪ ،‬معالم من التجربة الصوفية‪ ،‬مثل كتب الفهارس‪ ،‬والتراجم‪ ،‬والمناقب‪،‬‬ ‫والكرامات‪،‬والمبشرات‪.‬‬ ‫أما في الفصل الثالث‪ ،‬فخصصته لـ»قيمة الكتابة الصوفية»‪ ،‬وتخيرتُ‬ ‫ناحيتين منها؛ الناحية األدبية‪ ،‬ومثلت لها بـ»القول الشعري الصوفي لدى‬ ‫التستاوتي»‪ ،‬والناحية التاريخية‪ ،‬ومثلت لها بكتابي «التشوف إلى رجال‬ ‫التصوف» البن الزيات التادلي‪ ،‬و»الروض العطر األنفاس» المنسوب البن‬ ‫عيشون الشراط‪.‬‬ ‫وجعلت الباب الثالث للمرائي الصوفية‪ ،‬وقسمته إلى خمسة فصول‪،‬‬ ‫خصصت أوالها لطائفة من «التدقيقات» و»الوقفات» المنهجية‪ ،‬في «الفرق‬ ‫بين المرائي والرؤى»‪ ،‬وصلة هذه األخيرة بعلم النفس‪ ،‬وبالتصوف‪ ،‬وخصصت‬ ‫ثانيها للتعريف بالمرائي لغة واصطالحا‪ ،‬وثالثها لمصدر الرؤى لدى مدرسة‬ ‫التحليل النفسي‪ ،‬والفالسفة‪ ،‬والصوفية‪ ،‬والتمست في الفصل الرابع المشروعية‬ ‫الدينية والصوفية والعلمية للرؤى‪ .‬أما في الفصل الخامس‪ ،‬فقد حددت أصناف‬ ‫الرؤى ما بين رؤى عامة ورؤى عرفانية‪ ،‬ثم رصدت خصائصها من ناحية اللغة‪،‬‬ ‫والوصف‪ ،‬والوظيفة انطالقا من أمثلة محددة‪ ،‬ولمّحت في نهاية هذا الفصل‬ ‫إلى قيمتها؛ مع بعض التدقيقات المنهجية التي قمت بها هنا وهنالك‪.‬‬ ‫أما في الباب الرابع‪ ،‬فأدرت الكالم فيه على «المرائي في الكتابة الصوفية‬ ‫المغربية»‪ ،‬وقسمته إلى ثالثة فصول‪ ،‬عملت في الفصل األول على إلقاء نظرات‬ ‫نقدية عليها‪ ،‬وتحديد بنيتها‪ ،‬وتسمية مكوناتها‪ ،‬واإلشارة إلى خصائصها‪،‬‬ ‫وعملت في الفصل الثاني على ذكر بعض النماذج التمثيلية منها للشيخ عبد‬ ‫الرحمان الفاسي (ت‪ 1096 .‬هـ)‪ ،‬والشيخ أحمد بن المبارك المالكي (ت‪1156 .‬‬ ‫هـ)‪ ،‬والشيخ محمد المعطى بن الصالح الشرقاوي (ت‪ 1180 .‬هـ)‪ ،‬مع ذكر ما‬ ‫تيسر لي من معلومات حول ترجمتهم‪ ،‬وعملت في الفصل الثالث على «قراءة‬ ‫وصفية للمرائي المنتخبة»‪ ،‬من حيث موضوعاتها‪ ،‬ولغتها‪ ،‬ودالالتها‪.‬‬ ‫وفي نهاية أطروحتي‪ ،‬وضعت طائفة من الخالصات والنتائج التي انتهيت‬ ‫إليها‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫ أن التجربة الصوفية تجربة فريدة من نوعها‪ ،‬متنوعة في أنماطها؛‬‫ اختالف أنواع الكتابة الصوفية من حيث القيمة والقدر‪ ،‬والعمق والطول‪،‬‬‫واألسلوب والبالغة‪ ،‬واللغة والبيان‪ ،‬كما غناها من حيث المادة التاريخية‬ ‫والعلميةوالنظرية؛‬ ‫ أن «المرائي في الكتابة الصوفية المغربية» ما تزال موضع استشكال‬‫من حيث نضج واستواء الكتابة الصوفية المغربية التي تتضمنها‪ ،‬وعدم وجود‬ ‫متنها المكتوب على وجه الكمال والحصر‪ ،‬وعدم إدراك التجربة الصوفية طورا‬ ‫متقدما من أطوار نشأتها حتى بلغت فيه الشأو البعيد سوى ما قررته من رقائق‬ ‫أو ما المسته من حقائق؛‬ ‫ التمييز بين «الرؤى»‪ ،‬و»المرائي»؛ فـ»المرائي» هي «الرؤى» وقد صارت‬‫مكتوبة‪ ،‬ومقيدة‪ ،‬ومدونة‪ ،‬ومحكية‪ ،‬ومسموعة‪ ،‬وهُيئت لها أسباب الخروج من‬ ‫رتبة «الذاتية» إلى رتبة «الموضوعية»؛‬ ‫ أن التماس المشروعية للرؤى أمر ممكن من الناحية الدينية والصوفية‬‫والعلمية؛‬ ‫ لغة المرائي لغة مخصوصة شانها شأن القول الصوفي برمته؛‬‫ أنها تنهض بالوصف‪ ،‬إما لحال النفس في الماضي قبل العلم‪ ،‬أوحال‬‫المرئيين‪ ،‬أو تصف قضية خالفية وتقترح لها حال؛‬ ‫ أنها تقوم بعدة وظائف إما بحسم مادة الخالف حول بعض القضايا‬‫الدينية‪ ،‬أواستمداد السند آلراء الصوفية الرائين في تفسير القرآن الكريم‪،‬‬ ‫وألنظارهم في إدراك معانيه‪ ،‬أو تزكية الطريق الذي فيه يسلكون‪ ،‬أواستدعاء‬ ‫المدد للنفس بالغير؛‬ ‫ أن لها قيمة تسمو بها‪ ،‬جمالية‪ ،‬ورمزية‪ ،‬وروحية‪ ،‬وأنثروبولوجية‪،‬‬‫وتاريخية؛‬ ‫‪ -‬أنها تشكل نسقا أو نظاما يمكن التماسه في «المقدس»‪ ،‬بمظاهره‬

‫إعداد‪ :‬إيمان الخطابي‬ ‫‪ 20‬دجنبر‪2016 ،‬‬ ‫الثالثة «األلوهية» و»النبوة» و»الكرامة»؛ و»الخارق للعادة» في الزمان‬ ‫والمكان‪ ،‬و»العجيب»‪ ،‬بعنصري «اإلدهاش»‪ ،‬و»اإلبهار»؛ و»الرسالة»‪ ،‬بعنصري‬ ‫«البشارة» و»النذارة»؛‬ ‫ أن لها وجها من المعقولية يمكن التماسه في «الغاية» التي تنشدها كل‬‫رؤيا‪ ،‬ووجها من «الكلية» يمكن التماسه في «الشوق إلى المطلق»؛‬ ‫ أن ما تشهده من تحوالت يقع في «المرئيات» التي ترى في «الرؤى»‪ ،‬من‬‫حيث موضوعاتها‪ ،‬وعناصرها‪ ،‬وأشخاصها‪ ،‬وأعيانها؛‬ ‫ أن الثابت فيها باعتبارها بنية‪ ،‬هو الرائي والرؤيا ذاتهما؛‬‫ أن المكونات التي تدخل في بنيانها‪ ،‬فتجعلها قائمة بوظيفتها‪ ،‬وواصلة‬‫إلى غاياتها‪ ،‬تكمن في «الحكاية»‪ ،‬و»الحوار»‪ ،‬والتحقق‪ ،‬والتنبؤ بالغيب‪ ،‬والرؤية‬ ‫الغيرية‪ ،‬ورؤيا الفرج‪ ،‬والكرامة‪ ،‬والتنبيه‪ ،‬والتحذير؛‬ ‫ أن موضوعاتها تدور حول «الجليل» الذي يحضر في «برزخ النبي»‪،‬‬‫و»برزخ الولي»‪ ،‬و»برزخ الصفي»‪ ،‬كما تدور حول «الجميل» باللون والشكل‪،‬‬ ‫والجميل بالعجيب والغريب‪ ،‬والجميل بالنور والضياء‪ ،‬كما تدور حول «الدليل»‪،‬‬ ‫بالتاريخ‪ ،‬و»الدليل» بالشخص‪ ،‬و»الدليل» بالمناسبة؛‬ ‫ أن لغتها لغة واصفة لألشياء‪ ،‬ولألشخاص‪ ،‬ولألحوال؛‬‫ أن لغتها لغة سردية تسرد وتصف وتفصل وتنقل األحداث المتواترة‬‫في الرؤيا‪ ،‬وتصطنع صيغة «الماضي» في سرد وقائعها‪ ،‬حتى لو تعلق األمر‬ ‫بالمستقبل؛‬ ‫ أن لغتها تقريرية‪ ،‬تقرر واقع األشياء أو حال األشخاص‪ ،‬أو طبيعة األحوال؛‬‫ أنها تنطوي على داللة روحية‪ ،‬وداللة جمالية‪ ،‬وداللة تاريخية‪ ،‬تتمازج‬‫فيما بينها تمازجا عجيبا ينصهر في النهاية إلى مرائي منطوية على قيمة جليلة‪.‬‬ ‫وككل أطروحة علمية‪ ،‬ال بد من توفر مقاصد تسعى إلى تحقيقها‪ ،‬وعلى‬ ‫منهجية تصطنعها في العمل؛ فأما الغايات التي سعيت إلى تحقيقها فهي‪:‬‬ ‫ جمع ما تفرق من بعض المرائي في بطون الكتب والمصنفات؛‬‫ تقديم نموذج من المرائي شكل جوهر التجربة الصوفية المغربية في‬‫أبهى صورها؛‬ ‫ تهيئتها للدرس والتحليل لمن بسبيله إلى الوقوف على مفاتيح التصوف‬‫المغربي؛‬ ‫ التنبيه على أهمية التجربة الصوفية عامة‪ ،‬وتجربة المرائي خاصة‪ ،‬في‬‫مساعدتنا على فهم جوانب مهملة من فكرنا وتاريخنا الوطنيين‪.‬‬ ‫وأما منهجية البحث التي اعتمدتها‪ ،‬فتتمثل فيما يلي‪:‬‬ ‫ انتخاب مرائي معينة لقراءتها قراءة وصفية وفق معيار خاص سميته في‬‫موضعه؛‬ ‫ جمعها وفق تسلسل تاريخي وموضوعي؛‬‫ قراءتها قراءة وصفية من مختلف النواحي التي تراءت لي خالل فحصها‪،‬‬‫واإلطالع على مضامينها‪.‬‬ ‫ تقييمها من خالل المضامين التي تنطوي عليها‪ ،‬واإلشارات التي تشير‬‫إليها‪.‬‬ ‫ونظرا التساع موضوع الكتابة الصوفية‪ ،‬وامتداد المرائي في متونها‪ ،‬كان‬ ‫ال بد من انتهاج منهج انتقائي لبعضها وفق اعتبارات فنية وأدبية وتاريخية‪.‬‬ ‫وهذا ما يفسر طبيعة المصادر والمراجع المعتمدة في هذه األطروحة‪.‬‬ ‫ويمكن تصنيفها ضمن األنماط التالية‪:‬‬ ‫ تاريخية‪ ،‬من حيث تهيئتها األرضية الزمانية للمرائي الصوفية خصوصا‪،‬‬‫وللكتابة الصوفية المغربية عموما؛‬ ‫ نظرية‪ ،‬من حيث إسنادها للمفاهيم المتداولة في دراسة تلك المرائي‬‫المنتقاة من متن الكتابة الصوفية المغربية؛‬ ‫ نقدية‪ ،‬من حيث مساعدتها في االنطالق بالمرائي إلى أفق الوصف‬‫والتحليلوالتأويل‪.‬‬ ‫وكما هو معلوم‪ ،‬إن كل رسالة علمية لها صعوباتها التي تواجهها‪ ،‬وغايات‬ ‫ترجو تحقيقها؛ فأما الصعوبات فيمكن اإلشارة إلى بعضها مثل‪:‬‬ ‫ قلة األبحاث العلمية المنجزة في موضوع المرائي الصوفية؛‬‫ تفرق مادة المرائي في متون عدة من المتن الصوفي المغربي؛‬‫ صعوبة الحصول على بعض المصادر في مظانها ‪.‬‬‫وأما الغايات‪ ،‬فقد تمثلت في‪:‬‬ ‫ السعي إلى تدارك قلة األبحاث المنجزة في موضوع المرائي الصوفية؛‬‫ تجميع مادة معتبرة من المرائي من متون منتخبة من المتن الصوفي‬‫المغربي؛‬ ‫‪ -‬دراستها الدراسة المناسبة حسب الجهد والقدرة‪.‬‬

‫مسطحة رقمية لعملية الدعم المدرسي لفائدة تلميذات وتالميذ جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬

‫ثمرة اتفاقية شراكة بين األكاديمية ومؤسسة تمكين‬

‫احتضن مقر األكاديمية بتطوان يوم الخميس‬ ‫‪ 19‬يناير الجاري مراسيم توقيع اتفاقية شراكة بين‬ ‫األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة في شخص مديرها ذ محمد عواج‪،‬‬ ‫ومؤسسة تمكين في شخص رئيسها ذ عبد االله‬ ‫كاديلي‪ ،‬وتروم هذه االتفاقية المساهمة في الجهود‬ ‫المبذولة لدعم المدارس لتحسين نوعية التعلم واالرتقاء‬ ‫بمهارات التلميذات والتالميذ‪ ،‬خصوصا خالل فترات‬ ‫التحضيرلالمتحانات‪.‬‬ ‫وقد شكل اللقاء الذي حضره المديرون اإلقليميون‬ ‫وممثلو هيأة تنسيق التفتيش بالجهة‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫رؤساء األقسام والمصالح باألكاديمية وبعض ممثلي‬ ‫وسائل اإلعالم‪ ،‬مناسبة أشاد فيها ذ محمد عواج‬ ‫مدير األكاديمية بالمجهودات المبذولة من طرف‬ ‫مؤسسة تمكين من أجل المساهمة في ورش النهوض‬ ‫بالمنظومة التربوية وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص والرفع من جودة التعلمات ونسب النجاح بما يتالءم مع الرؤية‬ ‫االستراتيجية للوزارة ‪ 2030-2015‬والتعليميات الملكية السامية‪.‬‬ ‫ومن جهتها قدمت ذة‪ .‬ربيعة الصالحي المديرة المكلفة بالعالقات بين مؤسسة تمكين واألكاديميات الجهوية‬ ‫للتربية والتكوين للوزارة‪ ،‬عرضا مركزا حول أهداف المشروع التي تروم تلبية حاجيات المتعلمين حسب الخصوصيات‬

‫ونسب التعثر‪ ،‬سواء بالنسبة للمستويات أو الشعب أو المسالك‬ ‫أو المواد‪ ،‬وذلك من أجل تحقيق الهدف األسمى –مبدأ تكافؤ‬ ‫الفرص‪ -‬والرفع من معدالت النجاح‪.‬‬ ‫وارتباطا بذات الموضوع نوه ذ‪ .‬عبد االله كاديلي رئيس‬ ‫مؤسسة تمكين في كلمته بالمناسبة بالمستوى المهني الذي‬ ‫تم التعامل به مع المشروع من طرف أطر األكاديمية‪ ،‬كما دعا‬ ‫الجميع –خاصة المجتمع المدني‪ -‬إلى ضرورة االنخراط في‬ ‫ورش اصالح المنظومة في ظل التوجيهات السامية لصاحب‬ ‫الجاللة الملك محمد السادس الذي يولي قضية التربية‬ ‫والتكوين المرتبة الثانية بعد قضية الوحدة الترابية للملكة‪.‬‬ ‫وقد تميز هذا اللقاء بتقديم ذة ايمان البقالي المكلفة‬ ‫بتسيير المركز الجهوي لمنظومة اإلعالم باألكاديمية لعرض‬ ‫تجربة حية تفاعلية ومباشرة لعملية الدعم عبر المسطحة‬ ‫الرقمية للبرنامج وذلك عبر ربط ‪ 3‬مؤسسات تعليمية تنتمي إلى ثالث مديريات إقليمية مختلفة (وزان‪ ،‬طنجة‬ ‫أصيلة وتطوان)‪ ،‬حيث تم اكتشاف التفاعل المباشر بين األساتذة والتالميذ المستفيدين من أول تجربة دعم عبر‬ ‫الوسائل المعلوماتية قبل أن يختتم بتدخالت الحضور الذين عبروا عن استعدادهم لالنخراط القوي من أجل إنجاح‬ ‫المشروع والوصول الى األهداف المتوخاة منه‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يناير ‪2017‬‬

‫العدد ‪873‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 21‬يناير ‪2017‬‬

‫لو قام «خدام الدولة» بواجبهم !‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫وانتهى الكالم !‬ ‫ال مانتهاش‪....‬‬ ‫ولن ينتهي إال عندما تنتهي لعبة القط والفار‬ ‫ومن هو القط ومن هو الفأر‬ ‫الحقيقة أن حكاية القطط والفئران تشابه علينا‪...‬‬ ‫ونحن عصبة ‪....‬من المدبرين الباحثين عن موقع‬ ‫مريح حول مائدة «اللئام»‪.‬‬ ‫إنه «إغ��راء» الكعكة ياصاحبي وما أدراك ما‬ ‫«الكعكة»!‪ ...‬كل من «ذاق» حالوتها‪ ،‬مرة‪ ،‬يأبى‬ ‫أن يتخلى عنها‪ ،‬حتى ولو تطاب األمر المرابطة في‬ ‫بالطها لسنوات‪...‬حتى ول��و تطلب األم��ر «تغيير‬ ‫القشابة» أكثر من مرة‪ ،‬ونبذ المبادئ والمواقف‬ ‫المعلنة‪ ،‬والتنكر للوعود والعهود‪ ،‬واالنقالب على‬ ‫التحالفات واالئتالفات‪ ......‬والتحالف مع الشيطان‪...‬‬ ‫لعنه اهلل !‬ ‫وهل هذا ما حصل ؟‬ ‫بل ما حصل أسوأ بكثير !‬ ‫سب وق��ذف وابتزاز وتناور وت��آم��ر‪ .....‬وشنطاج‬ ‫و«ب��ل��وك��اج»‪ ،‬والقيم المعين يأبى أن «يخلط‬ ‫العرارم»‪ ..‬كل وما بسلته من بيض!‬ ‫فمن ثقلت «سلته» فهو في عيشة راضية‪ ،‬ومن‬ ‫خفت‪ ....‬فحظوظه واه��ي��ة‪...‬وال أمل له في جالبة‬ ‫«سوسدي» وسلهام وشاشية !!!‪ .....‬ومرسديس‬ ‫بسائق‪ ،‬وبطانة وحاشية‪ ،‬وغالف ثمين وتقاعد سخي‬ ‫وحياة مرضية هنية !‬ ‫انتهى الكالم‪....‬‬ ‫اهلل !‪ ،‬نريد فرصة ثانية‪ ....‬وثالثة ورابعة‬ ‫ال فرص عندي بعد اليوم‪ .‬سأدبر حالي بما توفر‬ ‫لدي من سلل عامرة‪ .‬والبيض «اعطى اهلل»‪ ،‬هذه‬ ‫األيام‪ .‬ال يهمني إن كان «بلديا» أو «كروازيا»‪....‬‬ ‫ولكنه لم ينتبه إلى أن البيض «فيه وفيه»‪ ،‬وأن‬ ‫بيض هذا الزمان ليس كله «على ما يرام» وأن من‬ ‫األفضل أخذ العصا من الوسط‪ ،‬والقبول بما توافر‬ ‫وتيسر‪ ،‬وأن «توافقا سيئا» خير من تقاض جيد ! هكذا‬ ‫تحدث األلباء‪.‬‬ ‫عناد يقابله عناد‪ ،‬وإص��رار يواجهه إص��رار ‪...‬‬ ‫وشؤون القوم غيبتها األنانية واألثرة والنخوة‪ ،‬بينما‬ ‫الحل يكمن في «ال ضرر وال ضرار» !‪...‬‬ ‫إلى أن جاء القوم «إلهام» فتح أعينهم على‬ ‫حقيقة الصراع القائم على قاعدة « أنا ومن بعدي‬ ‫الطوفان» ‪...‬‬ ‫يافالن بن فرتالن ! ‪..‬‬ ‫ودف��ع��ه��م إل���ى ط��ي ب��ع��ض ال��ص��ف��ح��ات من‬ ‫كتاب «ال��ع��رف��ان» بما ج��رى وص��ار ف��ي كواليس‬ ‫«البنيقات»المظلمة‪ ،‬ال��وارد ذكرها في كنانيش‬ ‫القدامى من مؤرخي بالطات السلطان‪.... ،‬‬ ‫ليدخل كل في «جواه» ويلتئم جمع من «وضعها‬ ‫بيضاء» ومن «خربش» عليها كلمات «االمتناع»‪،‬‬ ‫ومن فضل «انتفاضة» المهرجان‪ ،‬وإث��ارة االنتباه‬ ‫برسم ش��ارة النصر قبل المغادرة االستعراضية‪،‬‬ ‫ومنهم من وزع االبتسامات العريضة على المتتبعين‬ ‫والمشاهدين «األعزاء» قبل أن «يدسها» في صناديق‬ ‫االقتراع ويحتل مكانته في المنصة الرئاسية‪ ،‬ليقرأ‬ ‫«مكتوبا» حرره قبل ساعة أو قبل يوم ولربما قبل‬ ‫أربعة شهور‪ ،‬ليثبت لمن بحاجة إلى يقين أن ال وجود‬ ‫لعنصر المفاجأة والتلقائية فيما يسري ويدور‪ ،‬وأن‬ ‫األمر مرتب ومخدوم‪ ،‬وأن الباقي من األيام سوف‬ ‫يشهد مزيدا من خيبات األمل التي تدفع إلى مزيد‬ ‫من فقدان الثقة في «جواكير» السياسة التي تدور‬ ‫في فلك محصور ومحكوم ومخدوم‪ ،‬والعباد في دار‬ ‫غفلون !‪..‬‬

‫انتهى الكالم!‪.....‬‬

‫‪9‬‬

‫ع‪.‬ك‬

‫كان على جاللة الملك أن ينبه الحكومة إلى تطبيق‬ ‫القانون فيما يخص طبيعة قرارات نزع الملكية وما يصاحبها‬ ‫من اعتداءات على مصالح أصحاب الحقوق حين يتعلق األمر‬ ‫بالتعويضات وبطول المسطرات‪ ......،‬لكي تنتفض مصالح‬ ‫وزارة الداخلية ويتذكر الوالة والعمال أن بمكاتبهم آالف‬ ‫التظلمات من مواطنين سلبت حقوقهــم ظلمــا وعدوانا‬ ‫دون أن يجدوا في «الدولة» من يحميهم وينصفهم ولكي‬ ‫يسارع بعضهــم إلى مراجعـــة «لوحه» اتقــاء «الغضبة»‬ ‫القاضية‪.....‬‬ ‫وهاهو جاللة الملك ينبه وزير العدل عبر مكتوب ملكي‬ ‫سام‪ ،‬إلى خطــورة قضايا االستيـــالء على عقارات محفظة‬ ‫ومسجلة في إسم الغير ومنهم مواطنون متغيبون وأجانب‪.‬‬ ‫شكايات المتضررين من هذه الممارسات كانت وال زالت‬ ‫تغطي مساحات واسعة من صفحات الجرائد الوطنية اليومية‪،‬‬ ‫دون أن تجد من يقرأها ممن «يحسبون على المواطنين‬ ‫أنفاسهم ويقرؤون في نواياهم‪ ،‬ويسكنون خواشمهم» إلى‬ ‫أن وصلت إلى الديوان الملكي وهو دليل على «استفحال‬ ‫هذه الظاهرة» و «مؤشر» على محدودية الجهود المبذولة‬ ‫لمكافحتها إلى حد اآلن»‪....‬‬ ‫الرميد تلقى «أمرا ملكيا» صارما‪ ،‬باالنكباب الفوري على‬ ‫هذا الملف‪ ،‬نظرا لما يشكل من مساس جسيم بحق الملكية‬ ‫الذي يضمنه دستور‪ ،‬وذلك عبر التطبيق الصارم للمساطر‬ ‫القانونية والقضائية في مواجهة المتورطين‪.‬‬ ‫ترى‪ ،‬هل كان ضروريا أن ينبه جاللة الملك أعضاء‬ ‫الحكومة إلى مثـل هـذه الممارسات المشينة والمجحفة‬ ‫بحقوق المواطنيـن لو كـان كـل الوزراء والعمـال والوالة‬ ‫و«خدام الدولة» يقومون بواجبهم !‬ ‫‪ooooo‬‬

‫يا حفيــظ‬ ‫المغرب يعاني هشاشة نموه االقتصادي بسبب ضعف‬ ‫تنافسية نسيجه االقتصادي األمر الذي يدفعــه إلى مزيد‬ ‫من الديون الخارجية لتمويل اإلقتصاد الوطني ومواجهة‬ ‫متطلباته االقتصادية‪ ،‬كما يدفع في اتجاه تفاقم العجز‬ ‫التجاري الذي بلغ ‪ 184‬مليار درهم‪....‬فقط !‪.‬‬ ‫هذا القول‪ ،‬لـ «باطرون» التخطيط‪ ،‬أحمد الحليمي الذي‬ ‫توقع أن يحقق المغرب عند نهاية السنة الجارية‪ ،‬نموا‬ ‫اقتصاديا بنسبة ‪ 3,7‬بالمائة‪ ،‬شريطة أن تصل نسبة‬ ‫القطاع الفالحي ‪ 1,2‬بالمائة والقطاعات األخرى ‪ 2,5‬بالمائة‬ ‫وأن يشهد المغرب سنة فالحية متوسطة‪.‬‬ ‫‪ooooo‬‬

‫كروازي ؟‪...........‬ال شكرا‬ ‫بعد كل السموم التي يدسونها في مأكوالتنــا بما‬ ‫يستعملون من مواد ضارة بصحتنا التي ال تهمهم بقدر ما‬ ‫يسعون إلى تسخيرها لتكون وسيلتهم لالستغناء السريع‬ ‫وتضخيم حساباتهم البنكية وتكديـــس دنانيرهم التي‬ ‫يجنونها من الغش الحرام‪ ،‬ها هم يطلعون علينا بنبأ روع‬ ‫ما فضل بنا من اطمئنان إلى الدواجن التي ما أن تتعافى‬ ‫من مرض حتى تتداركها أمراض أخرى أكثر مقاومة وصالبة‪.‬‬ ‫ومع ذلك فالدواجن ال تزال تشكل مصدر بروتينات على‬ ‫موائدنا الفقيرة بل وحتى على موائد متوسطي الحال بيننا‪،‬‬ ‫بعد أن لم تعد تقوى موائدنا على القطنيـات بل وحتى‬ ‫على الخضر األساس‪ ،‬من بطاطا وماطيشا وفـول وجلبـان‬ ‫وقوق وبادنجـان وخرشوف‪ ....... ،‬في عام «شـي ياكل وشي‬ ‫يشوف» !‪..‬‬ ‫بعض مهنيي القطاع طلعوا علينا مؤخرا ببيان تحذير من‬ ‫تناول دجاج البيض‪ ،‬أمهات الكتاكيت التي تستغل تسعين‬ ‫أسبوعا‪« ،‬تشحن» خاللها بالعديد من األدوية والمضادات‬ ‫الحيوية‪ ،‬األمر الذي يشكل «خطرا» على صحة المستهلك‬ ‫(بفتح الالم أو بكسرها‪ ،‬ال فرق !)‪....‬‬ ‫طائفة أخرى أصدرت بيانا مضادا يطمئننا أن ال خطر في‬ ‫استهالك الدجاجات «المكروزة»‪ ،‬ألنها ال تسلم لالستهالك‬ ‫إال بعد أن تسلم من آثــار األدوية واللقاحات التي تعالـــج‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫وتطعم بها خالل فترة «الحمل» والوالدة !!!‪....‬‬ ‫ولكن كيف نعلم نحن أن ما نشتريه من عند «الكزار»‬ ‫دجاج «رومي» أو «كروازي» إذ ما نتسلمـه دجاج مذبـوح‬ ‫ومسلوخ وأحيانا مقطع ومفصل‪ .‬والثمن واحد في كال‬ ‫الحالتين‪ ،‬يرتفع وينزل قليال حسب مزاج حكومة «تصريف‬ ‫األهوال» !!!‪....‬‬ ‫‪ooooo‬‬

‫السانية والبير والما جاري للالّ‪ ،‬للالّ !!!‪...‬‬ ‫ختام «حكومة» اإلسالميين في دولة المغرب األقصى‪،‬‬ ‫شهد تنوع وسائـــط المتعـــة والترفيه و «النشاط» الذي‬ ‫احتد واشتد‪ .....‬حتى «شاط»‪ .‬أصحاب «ياليل يا عين» لم‬ ‫يعدموا في هذه السنة أيضا‪ ،‬ما يساعدهم على «اإلفالت»‬ ‫من قبضة «الهم والغم»‪ ،‬بعد أن «تزيرت» الحال‪ ،‬و«تبخرت»‬ ‫بالعهود والوعود‪ ،‬وقلت أسباب األمل والرجاء‪ ،‬وضاقت‬ ‫األرض يما رحبت‪....! ،‬‬ ‫أنهر من البيرا والروج والويسكي والفودكا وما جاورها‪،‬‬ ‫وما صاحبها‪ ،‬مما ينعش القلب والروح‪ ،‬للراغبين في هذا‬ ‫النوع من «اإلنعــاش»‪ ،‬أنهر جرت هذه السنـــة أيضا عبر‬ ‫ربوع الوطن‪ ،‬حيث فاقت توقعات مدبري الميزانيات‪ ،‬ورفعت‬ ‫من قيمة الضريبة الداخلية عن االستهالك بحوالي عشرة‬ ‫بالمائة‪ ،‬بما يوازي ألف مليار سنتيم‪.‬‬ ‫وإذا كان استهالك البيرة والروج لم يتخط عتبة العشرة‬ ‫بالمائة‪ ،‬قياسا بالسنة الماضية‪ ،‬نظرا إلمكانيات الطبقة‬ ‫المستهلكة‪ ،‬فإن المشروبات الروحية الرفيعة فاقت نسبة‬ ‫‪ 15‬بالمائة ‪...‬والخير «للقدام» خالل السنة الجديدة التي‬ ‫تراهن عليها حكومة «تصريف الهم» للحصول على مداخيل‬ ‫ضريبية مرتفعة جدا فيما يخص استهالك الجعة والروج‬ ‫واألوساك المتنوعة‪ ،‬بما يفوق ‪ 125‬مليار سنتيم‪ .‬كما‬ ‫تتوقع الحكومة البيجيدية «المنتهية صالحيتها» الحصول‬ ‫على ‪ 916‬مليار سنتيم من ضريبة التبغ و‪ 16‬مليار سنتين‬ ‫من الضريبة على القمار بأنواعه المختلفة‪.‬‬ ‫وقد صدق من قال‪ :‬إن الفلس ال دين له وال ملة !‬ ‫‪ooooo‬‬

‫اخدم يالتاعس للناعس‬ ‫أمر خازن المملكة‪ ،‬نور الدين‪ ،‬بصرف تعويضات لفائدة‬ ‫‪ 395‬نائبا‪ ،‬بما مجموعه ‪ 14‬مليونا دفعة واحدة‪ ،‬مقابل‬ ‫«مستحقات» عطالة أربعة أشهر‪ .‬قد علم من مصادر ال يأتيها‬ ‫الباطل ال من خلفها وال من أمامها‪ ،‬أن الرئيس االشتراكي‬ ‫الذي لم يقو حزبه على تخطي عتبـة الـ ‪ 20‬مقعدا‪ ،‬ليصبح‬ ‫«رئيسا» قد الدنيا لـ ‪ 395‬نائبا حسب «توافق» «مخدوم»‬ ‫قدم مذكرة البن سودة‪ ،‬حول اإلفراج عن تعويضات النواب‬ ‫لمدة أربعة أشهر كاملة‪ ،‬لم «يضرب فيها أي منهم ضربة‬ ‫واحدة» في إطار «الخدمة العمومية» للمواطنين‪ ،‬تشريعا‬ ‫ومراقبة ألعمال الحكومة التي ال تزال في خبر «كان»‪....‬‬ ‫إلى أن يحدث «توافق» جديد حول «الكعكة» المغرية التي‬ ‫أقسموا على أن تكون االستفادة منها بعيدة عن منطق‬ ‫الديمقراطية وحسابات األغلبية العددية‪ ،‬بل على مبدأ‬ ‫احتساب «العراقة السياسية» والقدرة على «المناورة»(!)‪.....‬‬ ‫وهكذا سيحصل كل نائب محترم على ما ال يقل عن ‪14‬‬ ‫مليون دفعة واحدة‪ ،‬تعويضا مباركا خالصا لوجه اهلل‪ ،‬مقابل‬ ‫فوزه المبارك بمقعد برلماني مريح‪ ،‬وبأجر شهري مريح‪،‬‬ ‫وبتقاعد شهري هني‪..... ،‬‬ ‫وللتذكير فقد بلغت مخصصات التعويضات المخصصة‬ ‫للمصاريف‪ ،‬وتقاعد أعضاء مجلس النواب‪ ،‬والتعويض‬ ‫الجزافي عن استعمال السيارة الشخصية لحاجيات المصلحة‪،‬‬ ‫خالل السنة المقبلة‪ ،‬ما يقارب ‪ 20‬مليار سنتيم؛ ‪ 17‬مليار‬ ‫سنتيم للتعويضات‪ ،‬ومليار وربع المليار للتقاعد‪ ،‬و‪200‬‬ ‫مليون سنتيم للسيارات‪.‬و‪ 3,5‬ماليير تعويضات عن دورات‬ ‫المجلس‪ ،‬و‪ 380‬مليون سنتيم لتنقالت النواب داخل المغرب‪،‬‬ ‫و‪ 336‬مليون لتنقالتهم خارج الوطن‪ ،‬ومليار و‪ 104‬ماليين‬ ‫إلقامتهم في فنادق «قد المقام» و‪ 360‬مليون تعويضات‬ ‫عن مهامهم الرسمية في البرلمانات األهرى واألنشطة ذات‬ ‫الصلة‪ ،‬وفوائد أخرى ‪....‬ال تخفى على لبيب‪....‬‬


‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يناير ‪2017‬‬

‫العدد ‪873‬‬

‫َ‬ ‫أمـنـيــات‬ ‫� �أمنـيـات‬ ‫قتل من أجل السرقة‬

‫يجب أن يتيقن المنحرفون أن ال أمل لهم في اإلفالت‬ ‫من قبضة رجال األمن اليقظين‪ .‬فال توجد جريمة كاملة‪.‬‬ ‫وبالرغم من أنهما حاوال طمس معالم الجريمة‪ ،‬إال أن‬ ‫عيون رجال األمن كانت لهما بالمرصاد ووصلت إليهما‬ ‫وألقت القبض عليهما وأودعتهما السجن‪.‬‬ ‫األمر يتعلق برجل وامرأة‪ ،‬يرتبطــان بعالقــات حرة‪،‬‬ ‫قاما باإلعتداء على رجل بغاية سرقة سيارته وما يملك‪،‬‬ ‫حيث انهـاال عليه بضربة قاضية بآلة حادة على مستوى‬ ‫الرأس‪ ،‬ورميا به في منطقة خالء بطريق الرباط‪ ،‬لتلتقطه‬ ‫الشرطة وهو في حالة غيبوبة تامة وتنقله إلى المستشفى‬ ‫اإلقليمي حيث لفظ أنفاسه األخيرة متأثرا بجروحه البليغة‪.‬‬ ‫أبحاث وتحريات رجال األمن المختصين أسفرت عن‬ ‫توقيف الفاعل الرئيسي وخليلته اللذين اعترفا بقتل الهالك‬ ‫بدافع السرقة‪ .‬كما تم توقيف شخص اشترى سيارة الهالك‬ ‫وأيضا الوسيط الذي سهل عملية البيع‪.‬‬ ‫وقد تم نهاية األسبوع الماضي تشخيص جريمة القتل‬ ‫العمد المتبوع بالسرقة الموصوفة ليتبين أن «العصابة»‬ ‫اعتدت أيضا على سيدة من أجل سرقة ما بحوزتها من‬ ‫ممتلكات ‪.‬‬ ‫والبقية ال صعوبة في تصورها‪.‬‬ ‫‪kkkkkk‬‬

‫مخدرات صلبة‬

‫كانــا شخصيــن‪ ،‬والحصيلـــة ‪ 120‬كيلوغراما من‬ ‫الكوكايين تم حجزها من طرف األمن في عملية وصفت‬ ‫بالجريئة‪ ،‬خاصة ومن المحتمل أن يكون خلف الشخصين‬ ‫في طنجة‬ ‫الموقوفين عصابة ومروجون للكوكايين‬ ‫والشمال وجهات أخرى يتم التحري بشأنها‪.‬‬ ‫ولربما أفضت التحريات األمنية إلى الكشف عن»‬ ‫رؤوس قوية» تدير «اللعبة» من خلف‪ ،‬وتدفع إلى توسيع‬ ‫دائ��رة االستهالك خاصة في أوس��اط تالميذ الثانويات‬ ‫وطلبة الجامعة‪.‬‬ ‫البحث يجري أيضا في اتجاه معرفة إذا ما كان لهذه‬ ‫العملية وأصحابها ارتباط بالشبكات التي تم تفكيكها‬ ‫والتي كانت تروج ألطنان من مخدر الكوكايين بالمغرب‬ ‫وتنشط أيضا في عمليات التهريب في اتجاه اسبانيا‬ ‫وأوروبا بشكل عام‪.‬‬ ‫‪kkkkkk‬‬

‫رشوة على الحدود‬

‫بميناء طنجة المتوسط الذي يشهد باستمرار‪ ،‬العديد‬ ‫من محاوالت تهريب السلع والبضائع الحالل منها والحرام‪،‬‬ ‫حدثت مؤخرا‪ ،‬حكاية طريفة‪ ،‬إذ عمد سائق شاحنة للنقل‬ ‫الدولي على تهجير شخص بطريقة سرية ولكن أمره‬ ‫اكتشف عند المراقبة األمنية للحدود حيث تم ضبطه من‬ ‫طرف مقدم شرطة في حالة تلبس ‪ ،‬ما دفع السائق التعيس‬ ‫الحظ إلى محاولة إرشاء رجل األمن بمبلغ مليون سنتيم‪.‬‬ ‫إال أن األمني تصلب في موقفه وأحال السائق ومركبته‬ ‫على الشرطة القضائية التي قامت بالواجب وفتحت بحثا‬ ‫قضائيا بإشراف النيابة العامة‪.‬‬

‫ا�ض َي ًة َم ْر ِ�ض ّ َي ًة‬ ‫} َيا �أَ ّ َي ُتهَ ا ال ّ َن ْف ُ�س مْ ُال ْط َم ِئ ّ َن ُة ْار ِجعِي ِ�إ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫ك َر ِ‬

‫ّ‬

‫َف ْ‬ ‫اد ُخلِي يِف عِ َبادِ ي َو ْاد ُخلِي جَ ّ َنتِي {‬

‫برتقال وشيرا في طريقهما إلى فرنسا‬

‫في عملية امنية مشتركة بين شرطة المنطقة األمنية‬ ‫بميناء طنجة المتوسطي والجمارك‪ ،‬أسفرت عملية تفتيش‬ ‫إحدى الشاحنات الكبيرة والمسيرة في النقل الدولي‪ ،‬نهاية‬ ‫األسبوع الماضي عن حجز ما مجموعه ‪ 21‬كيلوغراما من‬ ‫مخدر الشيرا مخبأة بإحكام في مبرد الشاحنة الخلفي‪.‬‬ ‫وحسب المعلومات المتوافرة‪ ،‬فإن الشاحنة كانت‬ ‫محملة بالبرتقال المغربي ومتوجهة إلى فرنسا عبر الجزيرة‬ ‫الخضراء حيث كان ال بد من أن يكتشف أمرها لو نجحت في‬ ‫العبور إلى الضفة الشمالية‪.‬‬ ‫سائق الشاحنة‪ ،‬وهو مغربي في الخمسينــــات من‬ ‫عمره‪ ،‬تم توقيفه وإحالته على المصلحة الوالئية للشرطة‬ ‫القضائية بأمن طنجة من أجل تعميق البحث تحت إشراف‬ ‫النيابة العامة‪.‬‬ ‫‪kkkkkk‬‬

‫ومن ميناء الصيد أيضا‬

‫في هذا الميناء ‪ ،‬وبناء على معلومات دقيقة وترصد‬ ‫ميداني ‪ ،‬تمكنت المصالح األمنية بمدينة طنجة ‪ ،‬من‬ ‫إحباط عملية تهريب ‪ 107‬كيلوغرامات من مخدر الشيرا‬ ‫موضوعة في ‪ 18‬طردا‪ .‬العملية األولى استهدفت توقيف‬ ‫«ريس» مركب صيد بنقطة المراقبة األمنية عند مدخل‬ ‫حوض إصالح السفن‪ ،‬وبعد تفتيشه تم العثور بسيارته على‬ ‫‪ 12‬طردا يصل وزن محتواه من المخدر إلى ‪ 77‬كيلوغراما‪.‬‬ ‫أما العملية الثانية ‪ ،‬فقد قادت رجال األمن إلى العثور‬ ‫على ‪ 6‬طرود اخرى تحمل في مجموعها ‪ 40‬كيلوغرام‬ ‫ملفوفة بطريقة جيدة رمي بها للبحر بعد ربطها بإحكام‬ ‫إلى مركب صيد في ملكية الشخص الموقوف‪.‬‬ ‫والبحث ال زال جاريامن طرف الشرطة القضائية األمنية‬ ‫لميناء مدينة طنجة‪.‬‬ ‫‪kkkkkk‬‬

‫ولد الحوزي‪...‬ال مفر !‬ ‫ولد الحوزي الذي روع حي الدرادب بأعماله اإلجرامية‬ ‫وعنفه وبطشه‪ ،‬سقط في الفخ‪ ،‬وتم اعتقاله في الساعات‬ ‫األولى من صباح األربعاء الماضي‪ ،‬من طرف فرقة البحث‬ ‫التابعة لألمن العمومي بطنجة‪،‬‬ ‫وحسب المعلومات المتوافرة فإن ولد الحوزي صاحب‬ ‫ملف سوابق قضائية ثقيل‪ ،‬وأنه موضوع مذكرات بحث‬ ‫وطنية من أجل ترويج المخدرات القوية وتكوين عصاية‬ ‫إجرامية والسرقة‪ .‬كما أن ولد الحوزي يوجد متابعا في‬ ‫قضية ضرب وجرح أدى إلى إحداث عاهو مستدامة‪.‬‬ ‫وصباح نفس اليوم‪ ،‬تمكنت فرقة البحث التابعة لألمن‬ ‫العموميي بطنجة‪ ،‬من توقيف أفراد عصابة تقوم بعمليات‬ ‫االختطاف والسرقة في حق الفتيات بواسطة دراجة نارية‪،‬‬ ‫بمحج محمجد ال��س��ادس‪ .‬كما حجزت بحوزتهما سيف‬ ‫وسكين من الحجم الكبير وقنينتين من الغاز‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫ْ�س مْ ُ‬ ‫ا�ض َي ًة َم ْر ِ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ال ْط َم ِئ َن ُّة ْارجِ عِي �إِ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫اد ُخلِي يِف عِ َبادِ ي‬ ‫�ض ّ َي ًة َف ْ‬ ‫} َيا �أَ ّ َيت َُها ال ّ َنف ُ‬ ‫َو ْاد ُخلِي َج َّنتِي {‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫عن عمر يناهز ‪ 74‬سنة‪ ،‬وبعد مرض لم يمهلها طويال‪ ،‬فارقت الحياة المشمولة بعفو اهلل‪ ،‬المرحومة‬

‫اسالمة الحراق‬

‫شقيقة زميلنا مصطفى الحراق‬ ‫وذلك يوم األربعاء ‪ 19‬ربيع الثاني ‪1438‬الموافق ‪ 18‬يناير ‪ ،2017‬وفي اليوم الموالي‪ ،‬شيع جثمانها الطاهر في‬ ‫موكب جنائزي مهيب‪ ،‬حضره األهل واألحباب والمعارف‪ ،‬ودفن بمقبرة الريحان بأصيلة‪ ،‬بعد صالة الظهر بمسجد‬ ‫موالي ادريس‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬نتقــدم بأحــر التعــازي‪ ،‬إلى زوج الفقيـــدة السيد مصطفى‪ ،‬وإلى أبنائهمــا‪ ،‬محمد‬ ‫وعبد اللطيف ومحمد العربي وسعاد وثوريا وحنان‪ ،‬وإلى إخوة الفقيدة‪ ،‬أحمد وزميلنا مصطفى والمختار‪ ،‬وكذا إلى‬ ‫جميع أفراد عائالت الحراق والعيساوي والبقالي وبوشركة والشواطي والسريفي والناظمي وجبور‪ ،‬راجين لهم منه‬ ‫تعالى الصبر والسلوان‪ ،‬وللفقيــدة عظيم األجر والغفــران‪ ،‬تغمدهــا اهلل بواسـع رحمته وأسكنها فسيـح جناتــه‬ ‫مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫(صدق اهلل العظيم)‬

‫عن ســن ينـاهـز ‪ 78‬سنة لبـى نــداء ربـــه‬ ‫المشمول بعفو اهلل‪ ،‬المرحوم‬

‫أحمد المرابط‬

‫اإلطار في بريد المغرب‬ ‫وذلك يوم األحد ‪ 15‬يناير ‪ ،2017‬وفي اليوم‬ ‫الموالي شيــع جثمانه الطاهر في موكـب جنائزي‬ ‫مهيب‪ ،‬حضره األهل واألحباب والمعارف‪ ،‬بعد‬ ‫صالة الظهـر بمسجــد «بوحوت» ‪ ،‬ودفن بمقبرة‬ ‫سيدي اعمار بطنجة‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬نتقدم بأحر التعازي إلى أرملته السيدة ارحيمو‬ ‫الدراس‪ ،‬وإلى أبنائهما‪ ،‬محمد وأمال وحميد وأنور وسعاد وياسين وإيمان‪ ،‬وكذا‬ ‫إلى جميع أفراد عائالت المرابط والدراس والسمار والمزور وبوعجاج‪ ،‬راجين‬ ‫لهم منه تعالى الصبروالسلوان‪ ،‬وللفقيد األجر والغفران‪ ،‬تغمده اهلل بواسع‬ ‫رحمته وأسكنه فسيح جناته مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين‬ ‫وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫الزهرة زروال في ذمة اهلل‬ ‫عن عمر يناهز ‪ 85‬سنة‪ ،‬فارقت الحياة المشمولة بعفو اهلل‪ ،‬المرحومة‬

‫الزهرة زروال‬

‫جدة زميلنا ابراهيم بودحيح‬

‫وذلك يوم الخميس ‪ 20‬ربيع الثاني ‪1438‬الموافق ‪ 21‬يناير ‪2017‬‬ ‫وشيع جثمانها الطاهر في موكب جنائزي مهيب‪ ،‬حضره األهل واألحباب‬ ‫والمعارف‪ ،‬ودفن بمقبرة الشرف‪ ،‬بعد صالة العصر‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬نتقدم بأحر التعازي‪ ،‬إلى ابنتي الفقيدة‪ ،‬رحمة‬ ‫وفاطمة‪ ،‬وإلى حفيدها الزميل ابراهيم بودحيح‪ ،‬وإلى جميع أحفادها‬ ‫وحفيداتها‪ ،‬وكذا إلى جميــع أفراد عائالت زروال والحراق وبودحيح‪،‬‬ ‫راجين لهم منه تعالى الصبر والسلوان‪ ،‬وللفقيدة عظيم األجر والغفران‪،‬‬ ‫تغمدها اهلل بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته مع النبيئين والصديقين‬ ‫والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫«وما عند اهلل خير وأبقى»‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫والد العميد محمود لشحم‬ ‫في ذمة اهلل ‪ ‬‬

‫أسلم الروح إلى بارئها يوم الخميس ‪ 12‬يناير والد محمود لشحم‬ ‫عميد األمن بالمنطقة اإلقليمية لألمن الوطني بوزان ‪.‬‬ ‫‪ ‬وأمام هذا المصاب الجلل يتقدم محمد حمضي عضو اللجنة الجهوية‬ ‫لحقوق اإلنسان بالشمال بتعازيه الحارة ومواساته القلبية إلى أبناء‬ ‫وبنات الفقيد‪ ،‬يتقدمهم العميد محمود ‪ ،‬وإلى جميع أفراد عائلته ‪ ،‬راجيا‬ ‫من الذي جل جالله ‪ ‬بأن يلهم ذويه ‪ ‬الصبر والسلوان ‪ ،‬ويمطر المرحوم‬ ‫بشآبيب رحمته ويسكنه فسيح جنانه بجانب الصديقين والشهداء ‪.‬‬

‫أخ األستاذة ثورية فاضل‬ ‫في ذمة اهلل‬ ‫بقلوب مؤمنة بقضاء اهلل وقدره‪ ،‬تلقت األطر اإلدارية والتربوية‬ ‫واألعوان بثانوية موالي عبد اهلل الشريف بوزان‪ ،‬نبأ وفاة أخ األستاذة‬ ‫فاضل تورية بمدينة مكناس ‪.‬‬ ‫وأمام هذا المصــاب الجلل‪ ،‬تتقدم الشغيلة التعليمية بالثانوية‪،‬‬ ‫ومحمد حمضــي عضو اللجنـــة الجهويــة لحقوق اإلنسان‪ ،‬والمكتب‬ ‫اإلقليمي لجمعية مديري ومديرات التعليم الثانوي بوزان‪ ،‬بالتعازي‬ ‫الحارة والمواساة القلبية إلى كافة أفراد أسرة المشمول برحمة اهلل‪، ‬‬ ‫تتقدمهم أخته األستاذة ثورية فاضل ‪ ،‬وصهره صالح الدين الحلة مدير‬ ‫الثانوية التأهيلية موالي عبد اهلل الشريف ‪ ،‬سائلين المولى عز وجل أن‬ ‫يلهمهم جميعا جميل الصبر ‪ ،‬ويتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه‬ ‫فسيح جنانه ‪ .‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬


‫العدد ‪873‬‬

‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يناير ‪2017‬‬

‫الدكتور محمد أحمد أنقار لـ ”الشمال ‪: ”2000‬‬

‫رحابة إشكال الصورة والتصوير توافق كونية اإلبداع وشموليته‬ ‫محمد أحمد أنقار باحث شاب ورصين ينحت اسمه في حقل النقد األدبي بالمغرب‪ ،‬متسلحا بكثير من االجتهاد واألناة؛ وهو ما أبان عنه ابن مدينة‬ ‫الحمامة البيضاء من خالل المقاالت التي ينجزها حول بعض األعمال القصصية القصيرة والتي ينشرها ببعض المنابر الوطنية بين الفينة واألخرى‪ ،‬وأيضا‬ ‫من خالل القراءات التي يقدمها في ندوات وحفالت توقيع لمؤلفات بعض الكتّاب‪.‬‬ ‫في اآلونة األخيرة‪ ،‬أصدر محمد أحمد أنقار‪ ،‬الذي حصل منذ أواخر سنة ‪ 2011‬على شهادة الدكتوراه في األدب المغربي والذي يعمل أستاذا للغة‬ ‫العربية بإحدى الثانويات التأهيلية بالدار البيضاء‪ ،‬الكتاب البكر الذي أنتجه حول «بالغة التصوير في قصص مصطفى يعلى»‪.‬‬ ‫حول هذا الكتاب وقضايا أخرى ذات ارتباط بالقراءة والمشهد النقدي ومساره العلمي والمهني وغيرها من الجوانب والموضوعات‪ ،‬يدور هذا الحوار‬ ‫الذي أجريناه مع محمد أحمد أنقار‪:‬‬

‫حاوره في الدار البيضاء‪ :‬عبد اهلل بديع‬

‫صدر لك‪ ،‬منذ أسابيع‪ ،‬مؤلف بكر حول «بالغة التصوير في قصص‬ ‫مصطفى يعلى»‪ ...‬فما السياق الذي جاء فيه هذا الكتاب؟‬ ‫يمكن حصر سياق تأليف كتاب «بالغة التصوير في قصص مصطفى‬ ‫يعلى» في مسألتين‪ ،‬األولى لها ارتباط بما هو ذاتي؛ فمنذ وعيي بالقراءة‬ ‫واكتشافي متعتها‪ ،‬تزايد شغفي أكثر بالقص والحكي‪ ،‬موثرا إياه عن الشعر‬ ‫وغموضه‪ .‬فكنت أنسل إلى مكتبة والدي‪ ،‬أنتقي منها ما يروي فضولي‪ .‬ما‬ ‫زلت أتذكر‪ ،‬وأنا في المرحلة اإلعدادية من مشوراي الدراسي‪ ،‬أول مجموعة‬ ‫قصصية قرأتها‪ ،‬هي «أنياب طويلة في وجه المدينة» للكاتب مصطفى يعلى‪.‬‬ ‫صحيح أني لم أكن أعي‪ ،‬في تلك السن المبكرة‪ ،‬جمالياتها ومقاصدها؛ بيد‬ ‫أنني أعجبت بسالسة محكياتها‪ ،‬وجرأة مبدعها‪ .‬بعدها بسنوات الحقة‪ ،‬قرأت‬ ‫نصوصا سردية لتوفيق الحكيم وطه حسين ومصطفى لطفي المنفلوطي‬ ‫وجبران خليل جبران وغيرهم‪ .‬أما المسألة الثانية‪ ،‬فتتعلق بمسيرتي العلمية‬ ‫في رحاب كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان‪ ،‬حيث انشغلت بالسرد‪ ،‬قراءة‬ ‫وبحثا ودراسة خالل سنوات اإلجازة بنظامها القديم (أربع سنوات)‪ .‬وفي نهاية‬ ‫مرحلة الدراسات العليا أو ما كان يعرف بالسلك الثالث بالكلية سالفة الذكر‪،‬‬ ‫قررت إنجاز بحث أكاديمي لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة عن قصص‬ ‫مصطفى يعلى؛ فكان هذا البحث مناسبة من أجل االقتراب أكثر من التجربة‬ ‫القصصية لهذا المبدع‪ ،‬واكتناه أسرارها الفنية والجمالية؛ لكن بعُدّة علمية‬ ‫ووعي معرفي‪.‬‬

‫هل تعني أن هذا الكتاب يندرج ضمن المشروع النقدي الذي رسم‬ ‫حدوده األستاذ الدكتور محمد أنقار؟‬ ‫الرهان الذي حاولت تحقيقه في الكتاب يكمن في الكشف عن العالقات‬ ‫المحتملة بين إشكال الصورة والتصوير‪ ،‬وبين جنس أدبي عصيّ ومراوغ‪ ،‬هو‬ ‫القصة القصيرة‪ ،‬باتخاذ إبداع مصطفى يعلى نموذجا‪ .‬أثناء تحليلي للقصص‬ ‫ودراستها استثمرت قدر اإلمكان اآلليات النقدية التي أرسى معالمها األديب‬ ‫الدكتور محمد أنقار‪ ،‬من قبيل‪ :‬الصورة والتصوير والصورة المتوازنة والصورة‬ ‫المختلة والمكون والسمة والسمات التكوينية والتساند والتوتر وغيرها‪ .‬كما‬ ‫أن الكتاب يضاف إلى عدد من المقاالت والدراسات والكتب واألطاريح الجامعية‬ ‫التي انشغلت بإشكال «الصور السردية» بحثاً ونقداً في نصوص تراثية؛‬ ‫المقامات والنوادر والمناقب والمنامات والرحالت والحكايات الصوفية‪ ،‬وفي‬ ‫نصوص حديثة؛ الروايات والقصص والمسرحيات‪.‬‬ ‫وال أخفيك سراً بأني المست حرية أكثر‪ ،‬بل وفعالية في الغوص بين‬ ‫طيات القصص وسبر أغوارها اإلنسانية؛ ألن المنهج الذي استندت إليه رحب‬ ‫في إمكاناته وفي مقاصده أيضا‪ .‬وبتعبير أدق‪ ،‬أسعفني البحث بآليات الصورة‬ ‫والتصوير االبتعاد‪ ،‬ما أمكن‪ ،‬عن العناوين التقنية الجافة والصارمة؛ إذ بمجرد‬ ‫تأمل عناوين فصول الكتاب ومباحثه بإمكان القارئ استخالص أن أساس‬ ‫عنوان الفصل‪ ،‬ومن ثم‪ ،‬إشكاله النقدي‪ ،‬يبتعد عن صرامة المناهج اآللية التي‬ ‫تتعسف على النصوص‪ ،‬كما يبتعد أيضا عن التحليل المدرسي الضيق‪.‬‬ ‫كما أن رحابة إشكال الصورة والتصوير توافق‪ ،‬إلى حد بعيد‪ ،‬كونية‬ ‫اإلبداع وشموليته‪ .‬فمن المعلوم أن اإلبداع يسمو بمكوناته ومقاصده؛ إذ‬ ‫بقدر ما ينأى عن الحصر والقيد‪ ،‬فهو ينحو اتجاه التخييل وسعة األفق‪ .‬وهذا‬ ‫ما أتاحه لنا االشتغال ببالغة التصوير في قصص مصطفى يعلى‪ ،‬بعدم تجزيء‬ ‫القصة الواحدة إلى بنيات مفصولة عن بعضها‪ ،‬وبعدم تحليل مكونات القصة‬ ‫كل على حدة؛ الحدث والشخصيات والمكان والزمان واللغة وغيرها‪ ،‬وكذلك‬ ‫بعدم النظر إلى الصورة القصصية بمنظار الشعر أو الرواية‪ ،‬ألن جمالياتها‬ ‫ودالالتها‪ ،‬بل وبالغتها تستمدها أساسا من خضوعها للجنس األدبي الذي‬ ‫تنتمي إليه‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬نعلم بأن كل قصة قصيرة تنبني على‬ ‫مبدأين هما التركيز واإليجاز؛ أي التصوير الجزئي للحدث أو باقي المكونات‬ ‫األخرى دون اإلسهاب في التفاصيل‪ ،‬بيد أن هذين المبدأين ال يسهمان في‬ ‫ضبابية الصورة القصصية أو غموضها‪ ،‬بل يمكن إثراؤها بعوالم حية تتدفق‬ ‫بتساند المكونات فيما بينها‪ ،‬من جهة أولى‪ ،‬وإسهام القارئ نفسه بمخيلته‬ ‫وأحاسيسه‪ ،‬من جهة ثانية‪.‬‬

‫إلى جانب اهتمامك النقدي والعلمي بالقصة القصيرة‪ ،‬تنكب على‬ ‫التنقيب والحفر في أدب المنامات أو الرؤى‪ ...‬فكيف توّلد االهتمام‬ ‫بهذا األدب؟ ثم ما القواسم المشتركة التي تجمع بين الجنسين‬ ‫السالفين (القصة القصيرة والمنامات) على المستوى الجمالي؟‬

‫بدأ اهتمامي بالمنامات والمرائي إبان اشتغالي على تحقيق كتاب‬ ‫«المرائي» ودراسته للشيخ محمد المعطي الشرقاوي (‪1180‬هـ)‪ ،‬أثناء تهيئ‬ ‫أطروحة الدكتوراه بآداب تطوان؛ فقد اكتشفت جنسا سرديا غنيا بإمكانات‬ ‫فنية‪ ،‬ال يقل شأنا عن باقي األجناس األدبية األخرى المعهودة والمتداولة‪،‬‬ ‫لم يلتفت إليه من قبل الباحثين‪ .‬بيد أنه ال بد من الفصل بين األحالم وبين‬ ‫نصوص المنامات‪ .‬فاألحالم‪ ،‬بالنظر إلى سيرورتها التاريخية‪ ،‬كثر الحديث‬ ‫عنها قديما وحديثا؛ حيث ألفت مصنفات عديدة تعرف باألحالم وماهيتها‬ ‫وأصنافها وأوقاتها وأدب تعبيرها وطبقات مشاهير المعبرين‪ .‬كما أن االهتمام‬ ‫بهذا الصنف من التأليف نلفيه عند الفقهاء واللغويين والفالسفة وعلماء‬ ‫الكالم والمتصوفة واألطباء وغيرهم‪ .‬أما نصوص المنامات‪ ،‬أو ما يعرف عند‬ ‫أهل الصالح والوالية بالمبشرات‪ ،‬فهي جنس أدبي قائم الذات‪ ،‬له مكوناته‬ ‫وسماته ومقاصده‪ .‬ويمكن تصنيف هذه المنامات؛ من حيث حضورها في‬ ‫الكتب‪ ،‬إلى صنفين؛ األول تنشر بوصفها نصوصا مستقلة‪ ،‬منها على سبيل‬ ‫المثال‪« :‬مبشرات» ابن عربي‪ ،‬و»المرائي الحسان» البن أبي جمرة األندلسي‪،‬‬ ‫و»مرائي» الشيخ محمد المعطي‪ ،‬وكذلك بعض نصوص المنامات التي نشرت‬ ‫في فصول بعض كتب التراجم‪« ،‬مناقب عمر بن عبد العزيز» البن الجوزي‬ ‫مثال‪ .‬أما الصنف الثاني فنصوصه كثيرة جدا‪ ،‬مبثوثة في عدد كبير من كتب‬ ‫التاريخ والمناقب والفهارس‪ ،‬مثل فهرسة الشيخ أحمد بن عجيبة األنجري‪.‬‬ ‫كما كانت لنا مناسبة التعمق أكثر في هذا الجنس من خالل تحليل مرائي‬ ‫الشيخ محمد المعطي‪ ،‬انطالقا من البحث في إشكال التجنيس‪ ،‬باستقصاء‬ ‫مكامن أدبية الرؤيا بناء على ثالثة سياقات هي‪ :‬النوع والتلقي واللغة‪ .‬وكذلك‬ ‫الحديث عن مكونات التصوير وأبعاده في المرائي‪ ،‬منها؛ التخييل والخارق‪،‬‬ ‫وأنماط التصوير الواقعي واإلنساني‪.‬‬ ‫تتقاسم المنامات مع القصة القصيرة روابط متعددة؛ فكالهما يندرجان‬ ‫ضمن مجال السرد األدبي‪ .‬ولعل أهم الحدود العامة المشتركة‪ ،‬االستناد إلى‬ ‫راو أو رواة؛ بحيث يحرص مؤلفو المنامات على التأكد من سند الرؤيا وصحة‬ ‫تواترها‪ ،‬باستلهام سند الحديث النبوي الشريف وروايته‪ ،‬لذلك تستهل بعض‬ ‫المرائي بألفاظ من قبيل‪« :‬أخبرنا»‪ ،‬أو «حدثنا»‪ .‬ويبدو أن هذا الحرص نابع‬ ‫من ماهية الرؤيا نفسها فهي جزء من أجزاء النبوة والغيب‪ ،‬كما ورد عن نبيينا‬

‫محمد صلى اهلل عليه وسلم‪ .‬ومن‬ ‫الحدود األخرى المشتركة‪ ،‬االعتماد‬ ‫على التخييل‪ ،‬من حيث هو مكون‬ ‫تصوري متحقق في كل نص أدبي‪.‬‬ ‫نعلم بأن العقل البشري يبقى عاجزا‬ ‫تماما عن إدراك األحوال الروحية‪،‬‬ ‫وبما أن اإلنسان يواجه عوالم غامضة‬ ‫يصعب تفسيرها علميا؛ الموت‬ ‫والغيب والمستقبل وغيرها‪ ،‬فإن الرؤيا‬ ‫أضحت منفذا لالتصال بتلك العوالم‬ ‫المجهولة؛ ألن الرائي بإمكانه أن‬ ‫يخترق بمخيلته كل العوالم‪ ،‬ممكنة‬ ‫وغير ممكنة‪ ،‬معلومة أو مجهولة‪،‬‬ ‫تمحى فيها حدود المكان والزمان‬ ‫كما هي متعارف عليها في عالم‬ ‫المحسوسات‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فإن التخييل‬ ‫في نصوص المرائي مكون حيويّ‬ ‫يتماهى مع باقي المكونات األخرى؛‬ ‫الحدث والشخصيات والفضاء واللغة‪ .‬ومن الطرائف المأثورة في منامات بعض‬ ‫الصالحين‪ ،‬أنه يُرى بعد مماته في المنام‪ ،‬ويُسأل ماذا فعل اهلل بك؟ فيجيب‪:‬‬ ‫غفر اهلل لي بفعل كذا‪ .‬فمثل هذه المنامات تمتاز بقصرها ولغتها المكثفة‪ ،‬بيد‬ ‫أنها تحفل بدالالت أرحب‪ ،‬منها؛ قلق اإلنسان من الموت وانشغاله بما بعده‪.‬‬

‫ما زال األدب المغربي القديم يحتاج إلى النبش والتنقيب‪...‬‬ ‫فما التصور الذي تراه مواتيا ومالئما‪ ،‬باعتبارك باحثا شابا متخصصا‬ ‫في هذا األدب‪ ،‬للتمكن من الكشف عن الذخائر التي يحفل الخزانة‬ ‫المغربية؟‬ ‫من نافلة القول إن األدب المغربي القديم‪ ،‬بأجناسه المتباينة‪ ،‬ال يزال في‬ ‫حاجة إلى من يعرف بذخائره؛ فقسم كبير منه حبيس رفوف الخزانات العامة‬ ‫والخاصة‪ .‬صحيح أن عددا من الكتاب والباحثين المغاربة‪ ،‬وبعض وحدات‬ ‫البحث والتكوين األكاديمية في الجامعات المغربية وهيئات أخرى انكبت‪ ،‬منذ‬ ‫سنوات‪ ،‬في تحقيق نصوص عديدة وفي نشرها‪ ،‬سواء تعلق مجالها بالرحالت‬ ‫أم بالتاريخ أم بالفقه أم باألدب أم بالتصوف؛ لكنها تبقى جهودا فردية‪ ،‬ذات‬ ‫نتائج محدودة‪ ،‬ال ترقى إلى ما يصبو إليه الباحث في األدب المغربي من تحقيق‬ ‫تراكم خصب‪ .‬وإن ما يثير األسف هو أن عددا من الرسائل العلمية واألطاريح‬ ‫الجامعية التي انشغلت بتحقيق نصوص مغربية مهمة لم تعرف طريقها نحو‬ ‫النشر؛ ألسباب متشعبة‪ ،‬لها صلة باإلشكاالت المزمنة التي يعرفها الشأن‬ ‫الثقافي والبحث العلمي بالمغرب‪.‬‬ ‫وتصوري من أجل تحقيق الغاية المنشودة يكمن في ضرورة إعادة إحياء‬ ‫وحدات البحث والتكوين الخاصة بتحقيق مخطوطات التراث المغربي داخل‬ ‫الجامعات المغربية‪ ،‬ومدها بكل اإلمكانات الالزمة‪ ،‬ومن ضمنها توفير أساتذة‬ ‫أكفاء مؤهلين علميا ومعرفيا وأخالقيا‪ ،‬ليقوموا بمهامهم خير قيام؛ لكن‬ ‫برؤية حديثة وإستراتيجية علمية دقيقة؛ بمعنى‪ ،‬ال بد من اإلجابة عن أسئلة‬ ‫من قبيل‪ :‬عن أيّ مخطوط نتحدث؟ ما اإلضافة التي يمكن أن يضيفها‪ ،‬ونحن‬ ‫نعيش في زمن التكنولوجيا الذكية والعوالم االفتراضية؟ ما العدة العلمية‬ ‫التي بها نحقق المخطوط؟ هل نقتصر على ما هو معتاد ومتعارف عليه‪ ،‬من‬ ‫التعريف بنسخ المخطوط وصاحبه ومقابلة النسخ فيما بينها؟ هل بإمكاننا‬ ‫استثمار مختلف المناهج العلمية والنقدية لدراسة متون المخطوط ونصوصه؟‬ ‫هذه أسئلة وغيرها كثيرا ما تشغل تفكيري‪.‬‬

‫تشتغل‪ ،‬منذ سنوات‪ ،‬في حقل التدريس؛ وهو ما يتيح لك‬ ‫فرصا مستمرة لالحتكاك‪ ،‬عن قرب‪ ،‬بالتالميذ والمتعلمين واالطالع‬ ‫على الميوالت واالختيارات والمهارات الذي ينجذبون إليها‪ ...‬فكيف‬ ‫تقيّم تعاطي هذه الفئة العمرية‪ ،‬خالل المرحلة الراهنة‪ ،‬مع القراءة‬ ‫والكتاب؟‬ ‫تعد فئة المتعلمين والمتعلمات جزءا من بنية المجتمع‪ .‬وكما هو معلوم أن‬ ‫فعل القراءة واالهتمام بالكتاب‪ ،‬لألسف الشديد‪ ،‬ال يندرج ضمن أولويات األسر‬ ‫المغربية وانشغاالتها‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فإن انعكاس ذلك وارد بحدة على التالميذ‪،‬‬ ‫حيث نلمس أثناء مزاولتنا للمهنة تعثرات ال حصر لها في قراءة النصوص‪ ،‬فما‬ ‫بالك بفهمها‪ ،‬وفي مرحلة الحقة تفكيك بنياتها‪ ،‬وتأويل عباراتها‪ .‬ولعل الوزارة‬ ‫الوصية على القطاع انتبهت إلى مثل هاته الصعوبات‪َ ،‬‬ ‫فأوْ َلت أهمية للقراءة‬ ‫وتعلم مبادئها في المراحل األولية من مسيرة المتعلم والمتعلمة‪ ،‬بتشجيع‬ ‫التالميذ على االهتمام بقراءة الكتب ومطالعتها‪ ،‬واإلسهام في اإلقبال‪ ،‬مثال‪،‬‬ ‫على برنامج «تحدي القراءة» المنظم على صعيد عدد من البلدان العربية‪،‬‬ ‫باختيار فئة من المتعلمين والمتعلمات ذوي كفاءة في القراءة ودراية بها‪،‬‬ ‫قصد المشاركة في نهائيات ذلك البرنامج‪ ،‬المقام في دولة اإلمارات العربية‬ ‫المتحدة‪ .‬كما أن ثمة تجربة رائدة داخل المديرية اإلقليمية للوزارة بسيدي‬ ‫البرنوصي بالدار البيضاء‪ ،‬بشراكة مع جمعية «الشريف اإلدريسي لدعم‬ ‫التمدرس»‪ ،‬تتمثل في تنظيم مسابقة «فن الخطابة باللغة العربية»‪ ،‬وقد‬ ‫وصلت إلى دورتها الرابعة خالل هذا الموسم؛ بحيث تجرى إقصائيات داخل‬ ‫كل مؤسسات المديرية‪ ،‬الختيار المرشحين والمرشحات يمثلون مدارسهم في‬ ‫النهائيات شهر يونيو‪ .‬وقد استخلصنا من هذه التجربة أن عددا من التالميذ‬ ‫والتلميذات لهم إمكانات هائلة وقدرات إبداعية‪ ،‬تحتاج فحسب‪ ،‬إلى االلتفات‬ ‫إليها والعناية بها‪.‬‬ ‫بيد أننا ال يجب أن نغفل أهمية باقي المؤسسات األخرى التي لها تأثيرها‬ ‫في مسيرة المتعلمين‪ ،‬منها األسرة‪ .‬فإذا كان البيت خاليا من وجود مكتبة‪ ،‬أو‬ ‫أن طقوس القراءة فيه غائبة تماما‪ ،‬فمن المتوقع‪ ،‬أن نلفي نفورا من األبناء‬ ‫عن كل ما له صلة بالكتاب‪..‬‬

‫التحقت‪ ،‬منذ سنة ‪ ،2011‬بالدار البيضاء للعمل بإحدى المؤسسات‬ ‫التعليمية بها‪ ..‬ومنذ ذلك التاريخ وإلى حدود اليوم‪ ،‬تقيم بهذه‬ ‫المدينة‪ ...‬فمـا هي اإلضافـة التي أكسبتها لتجربتك اإلنسانية‬ ‫والثقافية والمعرفية هذه اإلقامة؟‬ ‫كل إنسان يمر‪ ،‬في حياته‪ ،‬من تجارب سارة أو مريرة؛ لكن‪ ،‬حسب وجهة‬ ‫نظري‪ ،‬ثمة سؤال يلح نفسه هو‪ :‬ما السبل التي من خاللها تستفيد من تلك‬ ‫التجارب اإلنسانية؟ انتقلت من مدينة هادئة ووديعة؛ تطوان‪ ،‬إلى مدينة‬

‫صاخبة‪ ،‬دائمة الحركة‪ ،‬ليلها مثل نهارها‪ ،‬كما يقال؛ الدار البيضاء‪ .‬تجربتي‬ ‫المتواضعة بهذه المدينة يمكن حصرها فيما يلي‪ :‬انفتاحي على أنماط أخرى‬ ‫من التقاليد والعادات وسبل العيش‪ ،‬تشترك وفي اآلن نفسه تختلف عما‬ ‫ألفته في مدينتي‪ .‬كما أن تعرفي على عدد من مثقفي المدينة‪ ،‬من شعراء‬ ‫ومسرحيين ونقاد وصحفيين‪ ،‬أمكنني االحتكاك أكثر بالشأن الثقافي واالطالع‬ ‫على بعض خفاياه ودسائسه‪ .‬على العموم‪ ،‬يمكن أن أُ َقيِّمَ مقامي في الدار‬ ‫البيضاء‪ ،‬بوجهه اإليجابي‪ ،‬هي تجربة غنية بعالقاتها اإلنسانية التي نسجتها‬ ‫مع أهلها‪ ،‬أو الوافدين إليها‪.‬‬

‫تشرف‪ ،‬رفقة زمالء آخرين يعملون في قطاع التربية والتكوين‪،‬‬ ‫على إصدار مجلة دورية ثقافية فكرية محكمة «فكر العربية»‪..‬‬ ‫فكيف نبع التفكير في هذه المبادرة‪ ،‬التي وصلت إلى حد اآلن (يناير‬ ‫‪ )2017‬عددها الثالث الموجود في المكتبات واألكشاك؟‬

‫هذا نتاج إيجابي آخر لمقامي في الدار البيضاء‪ .‬بدأت فكرة تأسيس مجلة‬ ‫«فكر العربية» إثر النقاش مع صديقي د‪ .‬عمر الرويضي‪ ،‬رئيس تحريرها‪ ،‬عن‬ ‫ضيق آفاق النشر بالمجالت العلمية‪ ،‬على قلتها‪ ،‬بالمغرب‪ .‬فما فتئ أن بادر‬ ‫د‪ .‬الرويضي إلى خوض مغامرة تأسيس مجلة علمية فكرية وثقافية محكمة‪،‬‬ ‫تصبح مرجعا يحال إليه‪ ،‬بمعية ثلة من الباحثين والمثقفين؛ مدير النشر ذ‪.‬‬ ‫يوسف الصاديقي‪ ،‬وأعضاء هيئة التحرير؛ ذ‪ .‬حسن منير‪ ،‬ود‪ .‬محمد أحمد أنقار‪،‬‬ ‫ود‪ .‬عبد المجيد شكير‪ ،‬وذ‪ .‬علي بعروب‪ .‬فتوالت االجتماعات للحسم في خط‬ ‫تحرير المجلة‪ ،‬وأبوابها ومحاورها وشكلها‪ ،‬وما أعقبه من االتصال والتواصل‬ ‫مع عدد من األساتذة الباحثين والكتاب‪ ،‬داخل المغرب وخارجه‪ ،‬الذين شكلوا‬ ‫لجنتها العلمية واالستشارية‪ .‬بعدها بدأنا بتذليل مختلف الصعاب‪ ،‬المرتبطة‬ ‫بجمع مواد المجلة وتصنيفها وتصحيحها وبعثها إلى اللجنة العلمية‪ ،‬قصد‬ ‫الحسم في شأنها‪ .‬باإلضافة إلى تجاوز العائق المادي‪ ،‬بتوفير السيولة المالية‬ ‫لطبع العدد ونشره‪ .‬وبفضل اهلل وقوته‪ ،‬وبفضل تضافر جهود كل أسرة تحرير‬ ‫المجلة‪ ،‬والدعم الذي حظينا به من قبل عدد من الكتاب والمبدعين‪ ،‬تخطينا‬ ‫كل المعيقات‪ ،‬فنشرنا العدد األول بداية السنة الماضية (يناير ‪2016‬م)‪ ،‬فلقي‬ ‫قبوال من قبل القارئ واستحسانه‪ .‬واآلن نشرنا العدد الثالث‪ ،‬بعد أن حصلت‬ ‫المجلة على دعم وزارة الثقافة‪ .‬نتمنى أن نكون عند حسن ظن القارئ‪ ،‬وأن‬ ‫نكون عند مستوى تطلعاته‪ ،‬ونسهم بنصيب ولو يسير بالنهوض بالشأن‬ ‫الثقافي ببلدنا‪ .‬مع أمل االستمرارية والرقي نحو األفضل‪.‬‬

‫انخرطت‪ ،‬رفقة باحثين آخرين‪ ،‬في تأسيس «المركز المغربـي‬ ‫للبحث العلمي وتحقيق التراث»‪ ..‬فما هي الرهانـات التي وضعها‬ ‫الفريق على هذه التجربة العلمية؟‬

‫يسعى المركز «المغربي للبحث العلمي وتحقيق التراث» إلى تحقيق‬ ‫أهدافه النبيلة بكل الوسائل المتاحة قانونا؛ وذلك من خالل القيام بعدد من‬ ‫األنشطة العلمية والثقافية والفكرية واالجتماعية الموجهة إلى كافة عناصر‬ ‫المجتمع خدمة للصالح العام‪ .‬ويشمل نشاط المركز المجاالت اآلتية‪ :‬العمل‬ ‫على تأصيل أساليب البحث العلمي وتطويره‪ ،‬وإغناء مضامينه في خدمة التراث‬ ‫المغربي؛ وجمع المخطوطات المغربية والعربية من مختلف المكتبات العامّة‬ ‫والخاصّة‪ ،‬الوطنيّة والدّوليّة‪ ،‬وترميمها وتصنيفها وتحقيقها ودراستها‬ ‫علميا والعمل على نشرها قدر المستطاع؛ والبحث في التراث الشفهي‬ ‫المغربي وتوثيقه وتدوينه ونشر؛ واإلسهام في التكوين العلمي لفائدة ّ‬ ‫الطلبة‬ ‫الباحثين المشتغلين في دراسة التّراث المغربي وتحقيقه‪ ،‬واإلسهام في الرقي‬ ‫بالثقافة المغربية وحماية تراثها وتاريخها؛ وإرساء دعائم ثقافية وفكرية‬ ‫متوازنة؛ وربط عالقات التعاون والشراكة مع المنظمات الحكومية وغير‬ ‫الحكومية داخل التراب الوطني وخارجه ومع مختلف اإلدارات العمومية بقصد‬ ‫تحقيق أهداف المركز؛ والتنسيق والتعاون مع الجمعيات والمراكز الثقافية ذات‬ ‫االهتمام المشترك جهويا ووطنيا ودوليا‪ ،‬والقيام بالرحالت العلمية والثقافية؛‬ ‫وإعداد وانجاز مشاريع تنموية وثقافية وفكرية واجتماعية؛ ونشر اإلنتاج‬ ‫العلمي والفكري والثقافي لمركز البحث؛ وتكريم أعالم ومؤسسات أسهمت‬ ‫في خدمة التّراث المغربي؛ وعقد ندوات فكرية‪ ،‬وتنظيم لقاءات ثقافية‪ ،‬وأيام‬ ‫دراسية علمية لإلسهام في التنمية الثقافية والفكرية والبشرية؛ وتنظيم‬ ‫زيارات ميدانية علمية لمؤسسات ومكتبات عامّة وخاصّة؛ وتكوين المكتبات‪،‬‬ ‫وإصدار الكتب‪ ،‬والمجالت‪ ،‬والنشرات العلمية والفكرية والثقافية‪.‬‬

‫يصدر لكم تأليف مشترك يضم باقة من الدراسات التي حررها‬ ‫باحثون من خريجي وحدة البحث والتكوين «األدب العربي في المغرب‬ ‫على عهد الدولة العلوية»‪ ...‬ألتمس منك أن تقرب القارئ من هذه‬ ‫التجربة‪ ،‬باعتبارك من المسهمين في مواده‪..‬‬

‫هذه التجربة العلمية لها ارتباط بأنشطة المركز المغربي السابق ذكره؛‬ ‫فمن بين أهدافه نشر دراسات علمية عن التراث المغربي‪ .‬لذلك‪ ،‬سعى اإلخوة‪،‬‬ ‫أعضاء المركز‪ ،‬في افتتاح أنشطته العلمية والثقافية لهذا الموسم‪ ،‬إلى تأليف‬ ‫كتاب مشترك يضم عددا من الدراسات النقدية لنصوص تراثية مغربية‪ ،‬منها؛‬ ‫الرسائل والمناقب والمنامات والشروح األدبية‪ .‬الغاية منها ليس التعريف بما‬ ‫تزخر به المكتبة المغربية من ذخائر‪ ،‬فحسب‪ ،‬بل محاولة اإلجابة عن جملة من‬ ‫اإلشكاالت النقدية‪ ،‬من قبيل التجنيس‪ ،‬وعالقة األدب بحقول معرفية أخرى‪،‬‬ ‫مثل التصوف والتاريخ‪ ،‬باإلضافة إلى إثارة المكامن الفنية والجمالية المضمرة‬ ‫والثاوية فيها‪ .‬فضال عن ذلك‪ ،‬إن الكتاب الجماعي هو نتاج وفائنا ألستاذنا‬ ‫الراحل د‪ .‬عبد اهلل المرابط الترغي وإخالصنا له‪ ،‬الذي لم يدخر جهدا في‬ ‫تعليمنا أصول تحقيق المخطوط وقراءته‪ ،‬بل وعشقنا لتراثنا المغربي واعتزازنا‬ ‫به‪.‬‬

‫في ختام هذا اللقاء‪ ،‬أطلب منك التعليق في كلمات مركزة‬ ‫ومختصرة على األسماء التالية‪ :‬الراحل د‪ .‬عبد اهلل المرابـط الترغي‪،‬‬ ‫ود‪ .‬محمد أنقار‪ ،‬ود‪ .‬محمد مفتاح‪..‬‬

‫الراحل د‪ .‬عبد اهلل المرابط الترغي؛ حبب إليّ التراث المغربي‪ .‬أستاذ في‬ ‫علم تحقيق المخطوط‪ ،‬تغمده اهلل الفقيد بواسع الرحمة والمغفرة والرضوان‪.‬‬ ‫د‪ .‬محمد أنقار؛ منه تعلمت أصول الكتابة العلمية الدقيقة والمتأنية‪،‬‬ ‫وكيفية الغوص في النصوص بروية وعمق؛ هو األب الروحي‪ .‬حفظه اهلل وبارك‬ ‫في عمره‪.‬‬ ‫د‪ .‬محمد مفتاح؛ أستاذي الذي تعلمتُ منه الكثير‪ ،‬وما زلت‪ .‬أستاذ محقق‬ ‫وموسوعي‪ ،‬من الباحثين والمحققين القلة الذين ورثوا العلم عن جيل رواد‬ ‫األدب المغربي‪ .‬حفظه اهلل وبارك في عمره‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يناير ‪2017‬‬

‫العدد ‪873‬‬

‫خصائص الترجمة عند العالمة‬ ‫سيدي عبد اهلل كنون (‪)2/2‬‬ ‫‬‫كتابة التراجم والتعريف بشخصيات أدبية وتاريخية‪ ،‬مجال تراثي‬ ‫أصيل في اآلداب العربية‪ ،‬وعلم أرسيت قواعده من طرف علماء‬ ‫أجلة من بينهم العالمة سيدي عبد اهلل كنون الذي اعتبر أن كتابة‬ ‫التراجم‹‹تكاد تكون فنا مستقال بذاته‪ ،‬وإن عد شعبة من شعب‬ ‫التاريخ‪ ،‬من حيث إنها تؤرخ لصانعيه من أبطال النضال وعباقرة‬ ‫الفكر‪ .‬ولقد طفح تراثنا المجيد بأعمال عظيمة في هذا المجال‪.‬‬ ‫وهي تتمثل في آالف الكتب الموضوعة في تراجم الملوك والوزراء‪،‬‬ ‫والعلماء والفقهاء‪ ،‬والفالسفة واألطباء‪ ،‬والكتاب والشعراء‬ ‫وغيرهم من النوابغ والعظماء››(‪.)1‬‬ ‫وقد أكد هذا التعريف المرحوم العالمة سيدي عبد اهلل المرابط‬ ‫الترغي الذي كان يرى أن كتابة التراجم تساعد على إحياء التراث‪،‬‬ ‫والتعريف بأعالم األدب والثقافة ‹‹واالشتغال بجمع أخبارهم وذكر‬ ‫أحوالهم وموالدهم ووفياتهم‪ ،‬إلحياء ذكرهم والتعريف بهم‬ ‫وبأنشطتهم التي خدموا فيها العلوم اإلسالمية‪ ،‬وخدموا فيها‬ ‫وطنهم بالحفاظ على مقوماته الثقافية وشخصيته اإلسالمية‬ ‫وهويته العربية››(‪.)2‬‬ ‫هذا وإن الكالم عن الترجمة عند العالمة سيدي عبد اهلل‬ ‫كنون‪ ،‬اليتخذ منطلقه مما قرأه المهتمون في مجموعته المعروفة‬ ‫‹‹ذكريات مشاهير رجال المغرب›› بل إنه يسترفد مادته أساسا من‬ ‫مجالت أدبية كانت تصدر بتطوان (العاصمة الثقافية لشمال المغرب‬ ‫قبل االستقالل)‪.‬‬ ‫فما هي خصائص الترجمة عند العالمة سيدي عبد اهلل كنون؟‬ ‫وفي ترجمة أبي العباس المقري‪ ،‬أكد أنها استكمال لما كتبه األستاذ عبد الهادي الشرايبي‬ ‫في مجلة الرسالة للتعريف بشخصية األديب والمؤرخ أبي العباس المقري‪ ،‬قال‪‹‹ :‬كان ذلك‬ ‫المقال عنوانا واضحا للشعور الذي ساد الشباب المثقف بهذه البالد‪ ،‬وفهمه للمسؤولية‬ ‫الملقاة على عاتقه‪ ،‬وبرهانا على نبوغ الكاتب وذكائه‪ ،‬ومحاولة تقديم شخصية المقري كما‬ ‫نريد أن نعرفها‪ ،‬ولئن فاته الكثير‪ ،‬فالمحاولة والعزيمة هما مالك العمل وقوامه‪ ،‬وقد حبب لنا‬ ‫مشاركة الكاتب في محاولته وإبداء بعض المالحظات على مقاله‪ ،‬نتقدم بها للقراء عسى أن‬ ‫نكون تعاونا جميعا على هذه الدراسة‪ ،‬وإال فإن حياة أبي العباس المقري تحتاج إلى أبحاث‬ ‫ممتعة ودراسة مطولة››(‪ 3‬عمد في هذه الترجمة إلى تحليل كل المعطيات المرتبطة بحياة‬ ‫المترجم له‪ ،‬وتصحيح ما ورد في مجلة الرسالة في هذا الصدد‪،‬استكمال ما نقص فيه ‪ ،‬خاصة‬ ‫ما يتعلق بضبط نسب المقري‪ ،‬وشيوخه‪ ،‬والوسط الذي عاش فيه‪ ،‬ورحلته إلى المغرب وتنقله‬ ‫بين أحيائه‪ .‬وكان الهدف من هذا النقد‪ ،‬رسم صورة واضحة المعالم عن حياة واحد من أبرز‬ ‫الشخصيات المغربية في األدب والنبوغ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬خاصية استدعاء الشاهد وذكر مالبساته‪:‬‬ ‫ترفق التراجم بعدد من النصوص األدبية؛ نثرية كانت أو شعرية لتكون عنوانا بارزا على‬ ‫مشاركتهم في الكتابة والشعر‪ ،‬وترد هذه المادة األدبية حسب ما توصل إليه المؤلف‪ ،‬أو حسب‬ ‫القيمة الجمالية للنصوص التي تم استدعاؤها‪ ،‬من منطلق الذوق الخاص أو الرؤية الذاتية‬ ‫للنص‪.‬‬ ‫ففي معرض حديثه عن شعر ابن الطيب العلمي‪ ،‬أشار إلى أنه اطلع على ما كتبه في الرثاء‪،‬‬ ‫فلم يجد ما يناسب هذا الغرض‪ ،‬إال قصيدة له في رثاء شيخ تطوان علي بركة‪ ،‬إلحكام صنعتها‬ ‫وقوة معنى الرثاء فيها‪ ،‬مطلعها‪:‬‬

‫مني عليك السالم والبركـــة‬ ‫قــد كنــــت ذا ورع وذا أدب‬ ‫علمت علما وكنــت مالكـــه‬

‫يا واحد العصر يا علي بركـة‬ ‫وذا مـــدارسـة وذا ملكـــــة‬ ‫وحزت حلما ســواك ما ملكه‬

‫وعند حديثه عن شاعرية ‹‹الصاحب الشرقي›› أكد أنه ‹‹شاعر مبدع حسن التصرف في‬ ‫المعاني الشعرية كثير التفنن في المذاهب الكالمية‪ ،‬وهو إن لم يسلم من داء البديع وينطلق‬ ‫من قيود الترصيع والتوشيح والتسجيع‪ ،‬فقد كان يغلب‬ ‫عليه االنطباع وال يضطر أبدا إلى التكلف‪ ،‬فلنظمه‬ ‫ديباجة ناصعة‪ ،‬وفيها سهولة وعليه رونق‪ ،‬وقد يمزج‬ ‫بين الصنعة والغرض فيظهر كل منهما تابعا متبوعا‪،‬‬ ‫وال يضيع حظ اللفظ من التحسين‪ ،‬كما ال يدخل المعنى‬ ‫أدنى شيء من التحوير‪ ،‬وتلك غاية ال يدركها إال السباق‬ ‫في حلبة البيان‪ ،‬والحذاق من ملوك الكالم››(‪ )4‬وأورد له‬ ‫مجموعة من المقطوعات الشعرية في أغرض متنوعة‪،‬‬ ‫وذكر مناسباتها‪ ،‬مؤكدا صدق حكمه على شعر المترجم‬ ‫له‪ ،‬الذي اجتمع فيه حسن التعبير مع تمام األداء للمعنى‬ ‫المراد‪.‬‬

‫بقلم ‪ :‬دة‪ .‬هدى المجاطي‬ ‫هذه الرسالة مقطعة‪ ،‬وهي على األسلوب المسجع الشائع في ذلك‬ ‫العهد‪ ،‬ولكنها رغم ذلك بليغة المعنى منتقاة األلفاظ››‪ .‬كما أورد‬ ‫مساجلة بينه وبين عبد المومن الموحدي قيل أنها كانت سببا في‬ ‫نكبة ابن عطية‪.‬‬ ‫وهكذا كانت تراجم العالمة عبد اهلل كنون غنية بالشواهد‬ ‫الشعرية والنثرية‪ ،‬وعملية اإلحضار تأتي مرفوقة ببعض اإلضاءات‬ ‫النصية المرتبطة خاصة بجانب المؤثرات‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬خاصية إصدار أحكام قيمية‪:‬‬ ‫ال يكتفي العالمة عبد اهلل كنون بالمعلومـــات المتوصل إليها‬ ‫وتحليلها فقط‪ ،‬بل يصدر أحكاما قيمية تتعلق إما بحياة المترجم‬ ‫له أو بآثاره األدبية‪ .‬وتكتسي هذه األحكام في الغالب طابعا ذاتيا‪.‬‬ ‫ففي ترجمته للشاعر عبد الرحمان المكودي‪ ،‬وحديثه عن‬ ‫مقصورته المشهورة التي نظمها في السيرة النبوية‪ ،‬وعارض‬ ‫بها مقصورتي ابن دريد وحازم‪ ،‬قال‪‹‹:‬أكثر اقتباسه فيها ومجاراته‬ ‫لحازم والشقراطسي والبوصيري‪ ،‬ومع ذلك فإنه أجاد في بعض‬ ‫أبياتها إجادة نادرة‪ ،‬وتوخى فيها السهولة فلم يغمض في‬ ‫ألفاظها وال في معانيها‪ ،‬وجانب األغراض الباطلــة التي ال تتناسب‬ ‫والمقصود المهم من نظمها وهو مدح الذات المحمدية الشريفة‪،‬‬ ‫لذلك تلقيت بالقبول وكثر اعتناء الناس بها فشرحها كثير من‬

‫األدباء والعلماء››‬ ‫أو في ترجمته لإلمام أبي عبد اهلل محمد المسناوي المجاطي الدالئي‪ ،‬أورد بيتين شعريين‬ ‫له أجاب بهما بعض حساده قال‪:‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫ولم يتعــرض للقنـــا والصوارم‬ ‫لتنظر من عبد القفا والالهازم‬

‫أيا من رماني باليراعـة واختفـى‬ ‫هلم إلى الميدان إن كنت فارسا‬

‫(‪)6‬‬

‫ثم علق بقوله‪ ‹‹ :‬وذلك مما يدل على قوة عارضته وملكته األدبية وتحديه لخصوم الدعوة‬ ‫واإلصالح››‪.‬‬ ‫وفي حديثه عن حياة ابن الطيب العلمي‪ -‬في ظل غياب المصادر التي تؤرخ لحياة هذا‬ ‫األديب‪ -‬أصدر أحكاما عامة على حياته ونشأته معتمدا على االستقراء والمقارنة‪.‬‬ ‫وفي كل تراجمه يصدر أحكاما قيمية تحضر فيها الذات بشكل كبير‪ ،‬مؤكدا أن النقد ال‬ ‫يمكنه أن يكون عملية علمية خالصة‪ ،‬بل ال بد أن يعكس ذوق الناقد‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬خاصية التصرف الوظيفي‪:‬‬ ‫عناصر الترجمة ليست ثابتة‪ ،‬بل تتحدد حسب المادة المتوفرة‪ ،‬وقد أشار العالمة عبد اهلل‬ ‫كنون في كثير من المواضع إلى أن المصادر تعوز في ضبط المعلومات المتعلقة بالمترجم‬ ‫لهم‪.‬‬ ‫فقد ركز في بعض التراجم على العناصر المتعارف عليها من‪ :‬تاريخ الوالدة‪ ،‬والنشأة‪،‬‬ ‫والتدرج في طلب العلم‪ ،‬واإلنتاجات األدبية‪ ،‬وتاريخ الوفاة ومكانها‪ .‬في حين تحررت تراجم‬ ‫أخرى من هذه العناصر واستبدلت بعناصر أخرى من قبيل‪ :‬شعره‪ ،‬مساجالته‪ ،‬بعض مواقفه‪،‬‬ ‫عالقته بالسلطان‪..‬حسب المادة المتوفرة‪.‬‬ ‫فهو يتصرف بالمعطيات المتوفرة ويجعل عناصر الترجمة تخلق نوعا من االنسجام في‬ ‫المعلومات بتكييف المادة المحصل عليها مع البناء العام للترجمة‪ .‬والمعلومة التي يأتي بها‬ ‫عن المترجم له يحاول أن يضمها إلى عناصر أخرى حتى تؤدي المطلوب؛ وهو استكمال الصورة‬ ‫من جوانب متعددة؛ جانب متعلق بالحياة الخاصة‪ ،‬وجانب متعلق بالمادة األدبية‪.‬‬

‫على سبيل الختـم‪:‬‬ ‫والعالمة عبد اهلل كنون وضع خطا منهجيا سار على منواله تابعوه‪ ،‬وفتح اختيارا فنيا في‬ ‫الكتابة المنهجية‪.‬‬ ‫جل الذين تخصصوا في الترجمة استفادوا من‬ ‫كتابات هذا األديب العالم الذي أصل لهذا النمط‬ ‫الكتابي‪ ،‬فساهمت تراجمه مساهمة حاسمة في رص‬ ‫لبنات األدب المغربي الحديث‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪.3:‬‬ ‫‪2‬‬

‫مغرب(جزءاألول)ص‪.7:‬‬

‫) سدي عبد اهلل كون‪ :‬قدمة كتاب إسعاف إلخوان‬ ‫غين بتراجم ثلة ن مء غب لعاصري‪ :‬حمد بن‬ ‫سميلحاجبند‪.‬رعة‪:‬س‪،‬حجلفابنطمي‬ ‫) ‪.‬عبد اهلل لمرابط الترغي‪ :‬من أعالم شمال‬ ‫(ألوىشنةعس‪-‬جيد‪:‬المغرب )‬

‫‪3‬‬ ‫)ص‪.17:‬‬ ‫نوفمبر‪1935‬‬ ‫‪135‬‬ ‫وفي ترجمة أبي ‪3-‬جعفربن عطية‪ ،‬انتقى العالمة‬ ‫‪135‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫)ص‪.23:‬‬ ‫ونيو‪1934‬‬ ‫عبد اهلل كنون من اآلثار األدبية رسالة استشفاع كتبها‬ ‫)العبهللن‪:‬شحقرةالمكوديص‪. 6:‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المترجم له لعبد المومن الموحدي‪ ،‬وذكر ظروفها‬ ‫) الالمة عبد اهلل ون‪ :‬ذكت مشاهير ج المغرب‬ ‫‪6‬‬ ‫(جزءاألول)ص‪.607:‬‬ ‫بتفصيل‪ ،‬ووصفها وعلق عليها بقوله‪‹‹ :‬وصلت إلينا‬


‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يناير ‪2017‬‬

‫العدد ‪873‬‬

‫هيأة المساواة وتكافؤ‬ ‫الفرص ومقاربة النوع بوزان‬ ‫تتواصل مع محيطها‬

‫أليس الصبح بقريب ؟‬ ‫‪-‬‬

‫‪...‬أصبح اإلنسان يشعر بالعزلة في هذا‬ ‫الكون‪ ،‬إذ لم يعدْ ملت ِزمٌ بالطبيعة وال مشارك‬ ‫مؤثرٌ فيها‪ ،‬فاقِدُ الوعي لظواهرها‪ ،‬واتصاله مع‬ ‫الطبيعة‪ ،‬بل قطع عالقاته بها‪ ،‬ففسدَتْ أخالقه‬ ‫مما أدّى إلى ضياع شعور اإلنسانية منه‪ ،‬وجُرِّدَ‬ ‫من صفاتها ‪.‬‬ ‫وضعوا خطة للعراق ثمَّ أجهشوا على‬ ‫تقسيم الجسد العربي على عدّة أقسام‪ُّ ،‬‬ ‫كل‬ ‫«طبيب» يعالج بعضا منه ! َّ‬ ‫حل حلفـاء النظام‬ ‫السـوري للقضــاء على «داعش» واإلرهـــاب‪،‬‬ ‫والمفارقة أنهم يحاربون المعارضة والشعب‬ ‫السوري‪ ،‬على هواهــم‪ ،‬ويزعمون مجيئهم‬ ‫للسلم‪ .‬ليس من المنطقــي أن يسرعوا في‬ ‫القضاء على «داعش»‪ ،‬بل يريدون أن تبقى‪،‬‬ ‫«داعش» كي يكــون لهــم «الحق» للعودة‬ ‫إلى منطقة العمليات! الحليف زاد من انتشار‬ ‫الحرب وقد وسع من مواقعه السياسية‪ .‬لم‬ ‫يكن قراره إال سيناريو مدروس ومتزامن مع‬ ‫جنيف ‪ ،4‬تتمة لجنيف ‪ - 3-2-1‬والتي تشبث‬ ‫فيها النظام بقدسية الرئيس‪ ،‬إذ منذ ستٍ‬ ‫وأربعين سنة وعائلته تقتل وتستبيح كرامة‬ ‫الشعب السوري‪ .‬فمقام الرئاسة غير خاضع‬ ‫للنقاش ! ال شك َّ‬ ‫أن «االنسحاب» مهد للمزيد‬ ‫من ديبلوماسية الحليف للنظام‪ .‬أرادت الثورة‬ ‫السلمية الشعبية ْ‬ ‫أن تسقط النظام الجائر‪،‬‬ ‫وقد صمد بقوة «بفضل» قنابل حليف النظام‬ ‫والبراميل المتفجرة واألسلحة الكيماوية‪ ،‬وسالح‬ ‫حزب اهلل الفارسي‪ .‬فكان ثمنه جيل من األطفال‬ ‫السوريين‪ ،‬غالبيتهم قضوا تحت « رحمة» غارات‬ ‫الحليف‪ .‬ومنْ نجا منهم لم يعرفوا إال لون‬ ‫الدم ورائحة البارود والقصف والتشرد‪ ،‬منعهم‬ ‫وحرمهم من االلتحاق بالمدارس‪ .‬وكثير منهم‬ ‫يحتاجون ألطباء متخصصين لعالج عاهاتهم‬ ‫من جراء أزمات وأمراض نفسية وتوترات رهيبة‬ ‫قاتلة‪ ،‬وليمكثوا زمنا طويال من أجل الشفاء‪.‬‬ ‫تعرضوا للقصف الوحشي ودُمِّرت منازلهم‬ ‫وتيتم بعضهم‪ .‬وصلوا إلى المخيمات ليعيشوا‬ ‫تحت الخيام الفتقادها ألبسط مرافق الحياة‬ ‫وفي أجواء من البرد القارس‪ « ،‬تحفهم» األمطار‬ ‫والثلوج ‪.‬هناك جيل كامل ال يعرف سوى الحرب‪.‬‬ ‫هذه كارثة وأزمة ذو حجم كبير جدا‪ْ .‬‬ ‫إن هي إال‬ ‫أبشع الجرائم في تاريخ اإلنسانية‪ .‬فقلما يكون‬ ‫الصمتُ أبلغ من الكلمات ليُعرِّيَ اإلنسانية‬ ‫الزائفة‪ .‬كتلك الصورة للطفل عمران الذي زلزل‬ ‫العالم كله‪ .‬القنابل التي حصدت آالف األرواح‬ ‫السورية‪ .‬إمأل عينيك من قوة الجرائم التي‬ ‫يرتكبها النظام وحلفاؤه‪ .‬أين المجتمع الدولي ؟‬ ‫أخرسه الصمت « المتواطئ» حُيال جرائم ضدّ‬ ‫اإلنسان العربي ‪.‬‬ ‫هي عُقدة في المنشار‪ ،‬إذ كيف ومتى‬ ‫سيرحل األسد ؟ لالنتقال السياسي من بعده‪.‬‬ ‫على حلفائه القيام بهذا الدور‪ ،‬وهم يعزِّزونه‬ ‫يوما‪ ،‬ولربما يضحون به يوما ما ! روسيا وإيران‬ ‫وتركيا في شبه غياب عن الغرب‪ ،‬عليهم دور‬ ‫ترتيب لحكم انتقالي (إن استطاعوا التغلب على‬ ‫اإلكراهات )‪ ،‬بحكومة انتقالية جديدة‪ ،‬تتلوها‬ ‫انتخابات رئاسية‪ ،‬يسبقها الولوج إلى حوار‬ ‫ومفاوضات بدون منطق التشفي وال الطائفي !‬ ‫فثمَّة من ال يريد أن يفهم بعد ! ثم‬ ‫إن محور القضية العربية‪ ،‬ما هي إال القضية‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬حلم إسرائيل أن تتوارى مع األجنحة‬

‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫المتكسرة للدول العربية من خالل الثورة‬ ‫المضادة للثورة العربية‪ .‬القضية الفلسطينية‪،‬‬ ‫قضية عربية‪-‬إسالمية – كاثوليكية وكونية‪.‬‬ ‫فالمقاومة مشروعة قانونا وشرعا وإنسانيا‬ ‫ضَّد أي احتالل‪ .‬الكيان الصهيوني يبحث عن‬ ‫المبررات والمسوغات‪ ،‬الرتكاب جرائم القتل ضدّ‬ ‫الشعب الفلسطيني والعربي‪ .‬أيا كان الزمان‬ ‫والمكان‪ ،‬جرائم ترتكب في تونس للشهيد أبو‬ ‫جهاد وللشهيد محمد الزواري ثم قبلها في لندن‬ ‫وباريس ولبنان وبعدها في اإلمارات‪ ،‬فحدث وال‬ ‫حرج لالستخبارات الصهيونية وتخصصها في‬ ‫اإلقبال على الجريمة‪ .‬التحوالت للثورات المضادة‬ ‫أدّى ومكن ألجهزتها‪ ،‬تشكيل «كوماندو»‬ ‫للعمل في خارج الحدود‪ ،‬وفي العالم العربي خوفا‬ ‫من أبنائه‪ .‬كيف يكون ألروبا «مباركتها»للجرائم‬ ‫اإلسرائيلية في فلسطين باتخاذها ديبلوماسية‬ ‫الشجب‪ .‬ألم يفض هذا النـوع من «النفاق»‬ ‫السيــاســـي إلى عمليــــات «إرهابيــة»‪ .‬وكيف‬ ‫لالتحاد االروبي أن يقف مع «اإلرهاب»؟ في تركيا‬ ‫ويتعامل مع الحزب الكرديستاني وهي تعتبره‬ ‫«إرهابي» ؟ أسلوب اضطهاد المسلمين في أروبا‬ ‫وخصيصا في بورما لم يلق آذانا صاغية ال في‬ ‫الشرق وال حتى في الغرب الزعيم «زعما» لحقوق‬ ‫اإلنسان‪.‬‬ ‫من سخرية القدر أن تجد إحدى مذيعات‬ ‫قناة عربية « تكــشــف» عن مؤامرة لتهريب‬ ‫الدكتـــور محمـــد مرسي الرئيـــس الشرعي‬ ‫لجمهورية مصر العربية‪ ،‬من طرف ـ الحرس‬ ‫الثوري ‪ -‬و «داعش» و ـ وجيش اإلسالم ـ‬ ‫وحزب اهلل الشيعي‪ ،‬من محبسه برفقة مرشد‬ ‫اإلخوان ! ! ما هذا اللغط والهراء‪ ،‬لنقائض‬ ‫أضحت مرادفات ؟ فإن لم تستحي فقل ما شئت‪.‬‬ ‫النظام العربي الذي يستحق بعدد إعداماته‬ ‫ومعتقليه أن يتصدر قائمة «كينيس»‪ .‬وكيف ال‪،‬‬ ‫وجامعة األزهر الشريف اعتراها نوع من دخولها‬ ‫مع النظام «العسكري»‪ .‬األمن يتحكم في‬ ‫الجامعة بشكل كبير‪ .‬ليس هناك أي انتخابات‬ ‫في الجامعة إال بإذن من األمن‪ .‬وحتى عناوين‬ ‫ومواضيع الماجيستير والدكتوراة تخضع لحراسة‬ ‫األمن‪ .‬تراجع االجتهاد في األزهر‪ .‬أين نحن من‬ ‫المشايخ‪ ،‬الشيخ شلتوت والشعراوي والقرضاوي‬ ‫والغزالي‪ ،‬وهم العلماء الذين قالوا كلمة حق‬ ‫عند سلطان جائر‪ .‬أسوة برسول اهلل –صلعم‪-‬‬

‫والمقولة التي هزَّتْ الدنيا عند فتح مكة قائال‪:‬‬ ‫يا معشر قريش‪ ،‬ما تروْن أني فاعل بكم ؟‬ ‫قالوا‪ :‬أخ كريم وابن أخ كريم ‪.‬فإني –رسول اهلل‬ ‫صلعم‪ -‬أقول لكم كما قال يوسف إلخوته‪ .‬ال‬ ‫تثريب عليكم اليوم‪ .‬إذهبوا فأنتم الطلقاء ‪.‬‬ ‫على غرار االنقالب العسكري بمصر‪ ،‬عانت‬ ‫تركيا من أربع انقالبات عسكرية‪ ،‬آخرها انقالب‬ ‫‪15‬يوليوز‪ 2016‬للميالد‪ .‬محاولة انقالب (أطربت‬ ‫لها القنوات المصرية بدون خجل ) فجاءت فاشلة‬ ‫من أجل تفتيت دولة تركيا وضرب مؤسساتها‪.‬‬ ‫نجح الشعب التركي مع الرئيس والحكومة‬ ‫المنتخبة في إجهاضها والتغلب على المؤامرات‬ ‫التي تحاك ضدها‪ ،‬والتي قد خطط لها من‬ ‫الموقع العسكري ومن داخلها‪ .‬هو شعب أبيٌ‬ ‫بال نظير‪ ،‬استطاع أن يقف ّ‬ ‫ضذ االنقالبيين‪ ،‬حيث‬ ‫أبى رئيسه إال أن يكون وزوجته وأبناؤه مع شعبه‬ ‫في ساحة الوغى لاللتحام به بمطار إسطانبول‪.‬‬ ‫كان الشعب على قدر التحدي لربط مواطنيه‬ ‫باإلنجازات الهامة من اإلصالحات في الصحة‬ ‫والتعليم والعدل واإلقتصاد والسياسة التي تمَّ‬ ‫تحقيقها في ظل حكم حزب العدالة والتنمية‬ ‫التركي‪ْ .‬‬ ‫إن هي إال مؤامرات من إسرائيل والغرب‬ ‫بيديه الفارغتين نحو تركيا‪ .‬هي التي ال تهتمُّ‬ ‫بشأنها الداخلي فقط بل بالعالم اإلسالمي‬ ‫والعربي أيضا‪ .‬تركيا ليست عربية‪ ،‬فيجب على‬ ‫العرب أن ال يحاسبونها على أكثر مما تفعل مع‬ ‫الدول العربية والفلسطينية‪ .‬ولموقف الرئيس‬ ‫التركي في «دافوس» وهو يتحدى رئيس الكيان‬ ‫الصهيوني وبجانبه رئيس الجامعة العربية‬ ‫«كاراكوز»‪ ،‬خير شاهد على ذلك‪ .‬فال يلومنَّ‬ ‫العرب إال أنفسهم‪ .‬لغة حوار عربي أطرش تريد‬ ‫إعادة عقارب الساعة إلى الوراء‪ ،‬وبين هذا وذاك‬ ‫وأوالئك‪« ،‬يزفون» اختناقا حواليْ خمسة آالف‬ ‫غريق في البحر األبيض أم « األسود» بينما‬ ‫تتساقط األرواح برّا من جرّاء القنابل «الذكية»‬ ‫والبراميــل «الغبيــــة» على رؤوس األطفال‬ ‫والصبية‪ .‬يتكلف الخبراء بمجلس حقوق اإلنسان‬ ‫بالتحقيق منذ خمس سنوات بإبادة ترقى إلى‬ ‫جرائم حرب وانتهاكات لحقوق اإلنسان‪ُّ .‬‬ ‫كل‬ ‫المجرمين يجب أن يذهبوا لمقاضاتهم إلى‬ ‫محكمة العدل الدولية لالقتصاص منهم كائنا‬ ‫من كان ‪...‬أليس الصُبح بقريب ؟ وهو موعدٌ‬ ‫قريب الحلول ‪....‬‬

‫قافلة العلوم تفتح الشهية العلمية لتالميذ‬ ‫مدارس وزان‬

‫تنقيبا عن خزان الميوالت العلمية لدى‬ ‫جيل الغــد الذي تهيئـــه ‪ ‬المدرسة المغربيـــة‬ ‫لضمان مساهمته في تسريع وتيرة دوران‬ ‫عجلة تنمية الوطن‪ .‬واستنهاضا للخاليا العلمية‬ ‫النائمة ‪ ‬بداخل كل تلميذ ( ة ) بغاية استثمارها‬ ‫في كل ما ينمي ثقافة الفضول العلمي لدى‬ ‫الناشئة ‪..‬بغاية تحقيق هذه األهداف ‪ ،‬وتحت‬ ‫شعار «يد الجميع في العجينة» ‪ ،‬أطلقت المديرية‬ ‫اإلقليمية للتربية الوطنية والتكوين المهني‬ ‫بوزان بمعية شركاء من المؤسسات العمومية‪،‬‬ ‫والمجتمع المدني ‪ ،‬والقطاع الخاص‪ ،‬والجامعة‪،‬‬ ‫والمعهد الفرنسي ‪ ،‬قافلة العلوم (األولى من‬ ‫نوعها على الصعيد الوطني ) ‪.‬‬ ‫القافلة وحسب بالغ المديرية اإلقليمية في‬ ‫الموضوع ‪ ،‬ستقتطع حيزا زمنيا مهما ( ‪ 4‬أشهر‬ ‫) من الموسم الدراسي الحالي ‪ ،‬حيث ستحط‬ ‫الرحال ‪ ‬خاللها بجميع المدارس االبتدائية‬ ‫بإقليم وزان ( ‪ . ) 88‬ويتضمن برنامج القافلة الذي‬ ‫انطلق خالل هذا األسبوع ‪ ،‬العمل على استئناس‬ ‫تالميذ المستويين الخامس والسادس بالعدة‬ ‫المختبرية ‪ ،‬والمعدات التجريبية ذات الصلة‬ ‫بعلوم الفيزياء والكيمياء والحياة واألرض ‪ .‬وقد‬

‫‪13‬‬

‫تجلى هذا االستئناس كما وقفت الجريدة على‬ ‫ذلك في الورشات الموضوعاتية ( الميكانيك ‪،‬‬ ‫اإللكترونيك والكهرباء ‪ ،‬الكيمياء ‪ ،‬علوم الحياة‬ ‫واألرض ‪ ،‬اإلعالميات ‪ ،‬البيئة ) التي استقطبت‬ ‫التالميذ حسب الميول العلمي لكل واحد ( ة)‬ ‫منهم ‪.‬‬ ‫وباإلضافة إلى ذلك فإن القافلة ستشكل‬ ‫مناسبة لتنظيم رحالت علمية بغاية زيارة‬ ‫بعض المنشآت االقتصادية (سد الوحدة‪ ،‬شركة‬ ‫لتركيب السيارات ‪ ،‬وحدات إنتاج الزيتون ‪، )...‬‬

‫كما سينظم معرض للمناخ « من مراكش إلى‬ ‫بون الطريق يمر عبر المحيط الهادي» ‪.‬‬ ‫يذكر بأن فعاليات هذه القافلة تدخل في‬ ‫إطار تنزيل مشاريع الرؤية اإلستراتيجية لإلصالح‬ ‫التربوي‪ ،‬كما جاء ذلك على لسان المدير‬ ‫اإلقليمي للتربية الوطنية والتكوين المهني‬ ‫بوزان‪ ،‬الذي أشرف يوم الخميس ‪ 12 ‬يناير‬ ‫على إعطاء انطالقتها الرسمية من قلب مدرسة‬ ‫اإلمام علي ‪ .‬‬

‫م‪ .‬ح‬

‫في إطار سلسلة اللقاءات التواصلية التي‬ ‫أطلقتها هيأة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة‬ ‫النوع المحدثة في األسابيع األخيرة من طرف‬ ‫مجلس جماعة‪ ‬وزان‪ ،‬طبقا للقانون التنظيمي‬ ‫‪ 113 - 14‬المتعلق بالجماعات الترابية‪ ،‬كان‬ ‫أعضاؤها وعضواتها يوم الثالثاء ‪ 17‬يناير الجاري‬ ‫على موعد جديد مع المدير اإلقليمي للتربية‬ ‫الوطنية والتكوين المهني للتداول في جملة‬ ‫من القضايا تتقاطع فيها مساحــة ‪ ‬اشتغــال‬ ‫آلية الديمقراطية التشاركية مع مساحة قطاع‬ ‫التربية الوطنيــة الذي من المهــام الكبرى‬ ‫لمدارسه بمختلف مستوياتها جعلها مشاتل‬ ‫إلنبات قيم المساواة وتكافؤ الفرص واالنتصار‬ ‫لها ‪.‬‬ ‫‪ ‬في كلمته وتفاعله مع مداخـالت أعضاء‬ ‫وعضوات الهيأة الذين شـددوا على توفير‬ ‫المديرية المناخ المناسب لضمان الحق في‬ ‫التعليم لكل التالميذ ( أقسام الدمج بالنسبة‬ ‫لألطفال في وضعية إعاقة )‪ ،‬وتهيئة الفضاءات‬ ‫الداخلية للمؤسسات التعليمية لجعلها والجة‬ ‫بالنسبة للتالميذ واألطر العاملة بها الذين هم‬ ‫في وضعية إعاقة حركية‪ ،‬والعمل على تجويد‬ ‫الخدمات التي تقدمها األقسام الداخلية ضمانا‬ ‫لتكافؤ الفرص‪ ،‬ووضع خطة عملية لمحاصرة‬ ‫آفة الهذر المدرسي الذي تعاني منه الفتاة‬ ‫بالدرجة األولى‪ ،‬والتزام المديرية بالقانون‬ ‫‪ 10 / 03‬الخاص بالولوجيات كلما تعلق األمر‬

‫ببناء مؤسسة تعليمية جديدة أو مرفقا إداريا‪،‬‬ ‫والعمل على تفعيل خاليا االستماع بالمؤسسات‬ ‫التعليمية‪ ،‬ووضع برامج لمحاصرة ظاهرة العنف‬ ‫بالوسط المدرسي وخصوصا العنف المبني‬ ‫على النوع ‪ ،.....،‬استعرض ( في كلمته) المدير‬ ‫اإلقليمي الخطوط العريضة لبرنامج عمل‬ ‫المديرية اإلقليمية الذي يعمل على تنزيل‬ ‫وتفعيل شعار «من أجل مدرسة اإلنصاف وتكافؤ‬ ‫الفرص» الذي يتقاطع في جزء منه مع ما جاءت‬ ‫به انشغاالت أعضاء الهيأة‪ .‬وأضاف بأن المديرية‬ ‫ستطلـــق مع شركائها في الشهور القادمة‬ ‫برنامجا لتأهيل مجموعة من المؤسســـات‬ ‫التعليمية بحاضرة وزان ‪.‬‬ ‫اللقــاء التواصلي حضــره وساهـــم في‬ ‫تنشيطـه رؤســاء مصالــح المديرية اإلقليمية‬ ‫للتربية الوطنية‪ ،‬ورئيــس مكتــب االتصال‪،‬‬ ‫والنائب األول لرئيس بلدية وزان ‪.‬‬ ‫‪ ‬يذكــر بأن هيـــأة المساواة وتكافــؤ‬ ‫الفرص ومقاربة النوع بوزان تتكون من ‪17‬‬ ‫عضوا وعضــوة يمثلون فعاليات المجتمع‬ ‫المدني‪ ،‬وتعتبر آلية من ‪ ‬بين اآلليات الجديدة‬ ‫التي جاء بها دستور ‪ 2011‬لتعزيز الديمقراطية‬ ‫التشاركيـة‪ ،‬وهي استشاريــة تختص بدراسة‬ ‫القضايا المتعلقة بتفعيل مبادئ المساواة‬ ‫وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع ‪ .‬‬

‫محمد حمضي‬

‫ذاكرة وزان من مخطوطات‬ ‫وكتـب تاريخيـة تتبخـر‬ ‫في سماء مربع النهب! ‪ ‬‬

‫‪ ‬وزان حاضرة تاريخية ما في ذلك شك ‪.‬‬ ‫والحواضر التاريخية في كل بقاع المعمور يقف‬ ‫الموروث المادي والرمزي شاهدا على مساهمتها‬ ‫في صنع الحضارة اإلنسانية‪ ،‬لذلك ال تدخر‬ ‫الدول حيث توجد هذه الحواضر‪ ،‬ومعها منظمة‬ ‫اليونسكو‪ ،‬جهدا من أجل حماية هذا الرأسمال‬ ‫المادي و الالمادي باعتباره ملكا مشتركا‬ ‫لإلنسانية جمعاء ‪.‬‬ ‫‪ ‬وحدها وزان كمدينة ذات الثقل التاريخي‬ ‫كما شهد على ذلك إشعاع دار الضمانة العابر‬ ‫للحدود‪ ( ،‬وحدها ) من شدت عن القاعدة ‪ .‬فقد‬ ‫حولتها أيادي آثمة إلى مدينة بدون هوية‪،‬‬ ‫وبدون ذاكرة‪ ،‬بعد أن دكت معالمها التاريخية‪،‬‬ ‫المادي منها والالمادي‪ ،‬وذلك أمام أعين مختلف‬ ‫المتدخلين الذين ظل الكثير منهم‪ ‬لعقود يتفرج‬ ‫و يشجع على العمليات المتتالية الجتثاث جذور‬ ‫المدينة وتحويلها إلى فضاء إسمنتي بال روح ‪.‬‬ ‫‪ ‬من بين كنوز المدينة التي تعرضت‬ ‫لإلتالف والنهب منذ حصول المغرب على‬ ‫استقالله‪ ،‬يتحدث العارفون بخبايا األمور عن‬ ‫مخطوطات وكتب تاريخية كانت موزعة منذ‬ ‫قرون على ثمان خزائن بخزانة المسجد األعظم‪،‬‬ ‫حيث ضريح موالي عبد اهلل الشريف مؤسس‬ ‫الزاوية الوزانية ‪.‬‬ ‫‪ ‬المعطيات التي وفرها للجريدة أكثر‬ ‫من فاعل يوجد على خط تماس بهذه الخزانة‬ ‫التاريخية‪ ،‬تشير بأن رفوف هذه األخيرة اشتملت‬ ‫على اآلالف من المخطوطات وأمهات الكتب التي‬ ‫من بين من أوقفها الذين تحدثت عنهم مصادر‬

‫تاريخية‪ ،‬نذكر موالي التهامي بن علي‪ ،‬وأخوه‬ ‫موالي المكي‪ ،‬وشريفات وزانيات ‪ . .....‬وأضافت‬ ‫نفس المصادر بأن هذه الثروة العلمية تالمس‪،‬‬ ‫التفسير‪ ،‬والفقه‪ ،‬والحديث‪ ،‬واللسانيات‪ ،‬واألدب‪،‬‬ ‫والطب والفلك‪ ،‬والفنون بمختلف حقولها‪ ،‬وأن‬ ‫اإلشراف على تدبير هذا المخزون وجعله رهن‬ ‫إشارة مختلف الباحثين والباحثات موكول إلى‬ ‫قيمين الذين هم مقدمي الضريح ‪.‬‬ ‫‪ ‬اليوم المخطوطات والكتب المتحدث عنها‬ ‫أصبح عددها محسوبا على رؤوس األصابع‪،‬‬ ‫بعد أن امتدت أكثر من يد فخطفت اآلالف‬ ‫منها‪ ،‬فحرمت وزان ومعها المملكة المغربية‬ ‫والباحثين والباحثات من كل بقاع العالم من‬ ‫حقهم في استثمار هذا الموروث‪ ،‬بما يخدم‬ ‫اإلنسانية جمعاء ‪ .‬‬ ‫‪ ‬إن هذا الموروث المشترك الذي استولت‬ ‫عليه حفنة من ال يقدرون قيمته التاريخية‪،‬‬ ‫يسائل الجهات المعنية التي لم تنتبه لهذا‬ ‫اإلرث التاريخي وهو يغادر نحو المجهول رفوف‬ ‫خزانة تقع بقلب ضريح موالي عبد اهلل الشريف‪،‬‬ ‫ويحرسها قيمون مما يطرح أكثر من عالمات‬ ‫استفهام عريضة على مجريات عمليات النهب ‪.‬‬ ‫‪ ‬فهل من مبادرة لتتبع خيوط تبديد‬ ‫رأسمال دار الضمانة ؟ وهل تصحو ضمائر‬ ‫البعض ممن أخفى في ظروف غامضة برفوف‬ ‫مكتبته كتبا ومخطوطات هذه الخزانة فيبادر‬ ‫بإرجاعها ؟‬

‫م‪ .‬ح‬


‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يناير ‪2017‬‬

‫العدد ‪873‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫مدنية الإ�سالم (‪)4‬‬

‫مما يميز مدنية اإلسالم عن غيرها من المدنيات أنها قائمة على معرفة خصائصها‬ ‫والتي بمعرفتها يزداد المرء ثقة وقناعة بكونها حال لمشاكل البشرية ووسيلة إلسعادهم في‬ ‫الدارين وهي مدنية‪:‬‬ ‫كت َ‬ ‫• ربانية المصدر ‪ :‬باعتبارها جزء من حيث يقول الحق عز وجل ( َو َن َّز ْل َنا َع َل ْي َ‬ ‫ك ا ْل ِ‬ ‫َاب‬ ‫ت ِْب َيانًا لِّ ُ‬ ‫ِني) ‪.‬‬ ‫�شى ِل ْل ُم ْ�س ِلم َ‬ ‫ك ِّل َ�ش ْي ٍء َوهُ ًدى َو َر ْح َم ًة َو ُب رْ َ‬ ‫هّ‬ ‫َ‬ ‫• ربانية المنهج ‪ :‬انطالقا من قوله تعالى ُ‬ ‫الل َع َلى َب ِ‬ ‫ريةٍ‬ ‫(ق ْل هَ ـذِ هِ َ�سبِيلِي �أ ْد ُعو �إِ َلى ِ‬ ‫�ص َ‬ ‫َ‬ ‫ن ات َ​َّب َعنِي) ‪.‬‬ ‫�أ َن ْا َو َم ِ‬ ‫• ربانية الهدف والغاية ‪ :‬باعتبارها تنصرف إلى غاية عظمى وهي مرضاة اهلل عز وجل‬ ‫اخ َلقْ ُ‬ ‫قال تعالى ( َو َم َ‬ ‫ون)‪.‬‬ ‫ِن َو ْ ِإ‬ ‫ت جْال َّ‬ ‫ال َ‬ ‫ن�س ِ�إ اَّل ل َِي ْع ُب ُد ِ‬ ‫ويترتب على أن القيم من عند اهلل تعالى‬ ‫عدة اعتبارات منها ‪ :‬‬ ‫• أنها تتسم بالعدل ‪:‬‬ ‫فالعدل في اإلسالم مطلق وبعيد عن أهواء‬ ‫البشر ‪ ،‬قال تعالى ( ِ�إن هّ َ‬ ‫الل َي�أْ ُم ُر ُ‬ ‫ك ْم �أَن ُت� ُّؤدو ْا‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الأَ َمان ِ‬ ‫ا�س‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ُم‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ح‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫َات �إِ َلى �أَ ْهل َِها َو‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َينْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫كمو ْا بِا ْل َع ْدل �إِن هّ َ‬ ‫�أَن حَ ْ‬ ‫الل ِن ِع َّما َيع ُِظ ُ‬ ‫كم ِب ِه �إِ َّن‬ ‫ِ َّ‬ ‫ت ُ ُ‬ ‫هّ َ‬ ‫الل َ‬ ‫ان َ�سمِي ًعا َب ِ‬ ‫ريا) ‪.‬‬ ‫ك َ‬ ‫�ص ً‬ ‫ب ‪ -‬أنها تتصف بالقدسيـــة ‪ :‬باعتبارها‬ ‫تُحترم وتلتزم القيم في اإلسالم ألنها تقوم على‬ ‫اإليمان ‪ .‬‬ ‫جـ ‪ -‬أنها تنال ثقــة المسلـم ‪ :‬باعتبارها‬ ‫مستمدة من كتاب اهلل فإن ذلك يؤدي إلى شعور‬ ‫عميق بالثقة الكاملة بتلك القيم ‪.‬‬ ‫د ‪ -‬ارتباطها بالجزاء الدنيوي واألخروي ‪:‬‬ ‫فالتزام شرائع اإلسالم وقيمه مرتبط بالترغيب‬ ‫والترهيب وبالوعد والوعيد قال تعالى ( َو�أَ َّل ِو‬ ‫َاموا َع َلى َّ‬ ‫لَ ْ�سق َْينَاهُ م َّماء َغ َد ًقا)‪.‬‬ ‫الط ِري َق ِة َ أ‬ ‫ْا�س َتق ُ‬ ‫فأية مدنية أرقى من مدنية اإلسالم أنارت طرق الحياة الخالدة وأخذت بأسباب العز‬ ‫ين‬ ‫ون َوا َّلذِ َ‬ ‫ي�س َت ِوي ا َّلذِ َ‬ ‫ين َي ْع َل ُم َ‬ ‫والمجد‪ ،‬فحضت على المعارف والفنون‪ ،‬قال تعالى‪« :‬قل هَ ْل ْ‬ ‫َ‬ ‫ون»‪ ،‬وقال صلى اهلل عليه وسلم «طلب العلم فريضة على كل مسلم»‪ ،‬وقال‪« :‬كن‬ ‫ال َي ْع َل ُم َ‬ ‫عالماً أو متعلماً وال تكن الثالث فتهلك»‪ ،‬ولم يخصص الدين علماً من العلوم بل أمر المسلم‬ ‫كل ما هو مفيد يعود نفعه على األمة والمجتمع اإلنساني‪ ،‬ومن أعمل الطرف قلي ً‬ ‫أن يتعلم ّ‬ ‫ال‬ ‫في تاريخ اإلسالم واطلع على ما كان للمسلمين من المدارس في مشارق االرض ومغاربها‬ ‫علم أن المسلمين هم سادة األمم وأساتذة الشعوب‪ ،‬عَلِمَ أنهم هم الذين ّ‬ ‫هذبوا أوروبا‬ ‫وثقفوها‪ ،‬هم الذين خلصوها من مخالب العبودية الهمجية التي كانت عاضة عليها الحروب‬ ‫الصليبية‪ ،‬إذن ما دعا الجهال األغبياء من الناس حتى رموا مدنية اإلسالم بكل ما فيهم من‬ ‫نقائص‪ ،‬أغرهم ما عليه المسلمون اليوم من التأخر واالنحطاط‪ ،‬فليس الوزر في ذلك على‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫اإلسالم ومدنية اإلسالم‪ ،‬وإنما الوزر في ذلك على المسلمين وأبناء المسلمين‪ ،‬فإنهم هم‬ ‫الذين أرادوا ألنفسهم غير ما أراد لهم قرآنهم وشريعة رسولهم‪.‬‬ ‫فأية مدنية أرقى من مدنية االسالم التي نظمت للمسلمين طرق العبادات والمعامالت‬ ‫والجنايات والقصاص والحدود‪ ،‬حتى دخلت فيما بين المرء وزوجه فبينت له ما يجب عليه من‬ ‫حسن المعاملة والعشرة في جميع مراحل حياته‪ ،‬ونظمت تقسيم ميراثه من بعده منعاً من‬ ‫االعتداء ومن توالد البغضاء والشحناء وحفظاً لألخوة االسالمية أن تتفكك ولوحدتها الروحية‬ ‫أن تنهار‪ ،‬ومنعت من الربا حتى ال يحقد المدين على الدائن وحتى ال تنحل الرابطة الروحية‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬وما حوادث االغتيال التي تحدث بسبب الربا حتى بين األخ وأخيه عنَّا ببعيدة‪،‬‬ ‫فمن لنا بتحريك إحساس الشرف وبهز أعصاب المروءة في رؤوس هؤالء األغنياء الذين زعموا‬ ‫أن مدنية اإلسالم لم تبلغ منتهى اإلبداع وغاية الكمال‪ ،‬فماذا يريدون من مدنية اإلسالم‬ ‫ياترى؟‬ ‫ال تغتروا بزخروف القول وتنميق الكالم‪ ،‬لقد‬ ‫شهد لكم التاريخ وأيدته الحقائق أن مدنيتكم‬ ‫أسمى مدنية شهدها وعهدها اإلنسان‪ ،‬ولم يسع‬ ‫فالسفة العرب وحكامه ولم يسع كتابه ومفكروه‬ ‫أن يطمسوا نور الحقيقة‪ ،‬بل أرغمهم اإلنصاف‬ ‫أن يعترفوا بفضلها على أوربا وعلى سائر األمم‬ ‫أجمع‪.‬‬ ‫إنه لعار أن تأخذ أمم األرض روح الحياة‬ ‫الخالدة‪ ،‬روح األخالق واآلداب من مدنيتكم‬ ‫وقرآنكم وأنتم بعيدون عنهما بعد السماء عن‬ ‫األرض‪ ،‬على أنكم أولى الشعوب بتلك كلها‪ ،‬إن‬ ‫أجدادكم األولين ال تزال أرواحهم ترفرف فوق‬ ‫رؤوسكم وتناديكم صارخة‪ :‬لقد أضعتم علومنا‬ ‫ودرستم آثارنا واستهنتم بمجدنا وسلمتم ثمار‬ ‫أعمالنا إلى غيرنا‪ ،‬فهتكتم حرمتنا وأسقطتم‬ ‫عظمتنا حتى طمعت فيكم وحوش الغرب وذئاب‬ ‫االستعمار‪ ،‬حتى أذلكم من كنــا لهــم ســـادة‬ ‫وكانوا لنا عبيداً فتباً لكم من أوالد‪ ،‬بمثل تلك‬ ‫الكلمات المؤلمة وذلك التقريع المر تناديكم أرواح أجدادكم وهي في عالم البرزخ‪ ،‬فاسمعوا‬ ‫لندائهم وتدبروا كالمهم واسألوا وجدانكم ثم اعملوا ما شئتم فسيرى اهلل عملكم ورسوله‬ ‫والمومنون‪.‬‬ ‫إن من أشد األخطــار التي دفعتنا إليها المناظر السطحية للمدنيــة الحديثة ازدراء‬ ‫الواجبات الدينية حتى أصبحنا ال نرى إال القليل من الصناع والعمال الفقراء يعمرون بيوت‬ ‫اهلل ويستمسكون بما عرفوه من قواعد الدين‪ ،‬ولعمري إنه نقص كبير في أخالقنا ومفسدة‬ ‫لنفوسنا لم تهتم المدنية الحاضرة بمكارم األخالق ولم يعمل على احترام الدين‪ ،‬مع أن‬ ‫التربية مهما بلغت من النفس وأثرت في الخلق فال توازي الدين‪ ،‬فال يزال له األثر األول في‬ ‫تهذيب النفوس وتقويم األخالق‪ ،‬فهو الدعامة لنظام المجتمع وحفظ كيان األمم‪ ،‬أال ينبغي‬ ‫أن يتقي اهلل شباننا في دينهم ويجعلوا للواجب الديني نصيباً من أوقاتهم حتى يتحقق لنا ما‬ ‫نصبو إليه من الحياة الصحيحة‪ ،‬واهلل يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫حتمية التعاي�ش و�ضرورته‬

‫التعايش نزعة فطرية أودعها اهلل سبحانه وتعالى في‬ ‫بني آدم‪ ،‬بحيث يتعذر عليه العيش بوحده مهما أوتي من‬ ‫قوة بدنية أومادية‪ ،‬وهو ال يستطيع كفرد بناء حضارة أو‬ ‫تأسيس ثقافة‪ ،‬وذلك يحسب على الدول في هذا العصر‬ ‫وفي كل العصور‪ ،‬من المستحيل أن تعيش دولة بمعزل عن‬ ‫غيرها من الدول‪ ،‬لقد أثبتت الدراسات بأن أشد العقوبات‬ ‫أثرا على النفس هي العقوبات العزلية‪ ،‬حيث يفصل اإلنسان‬ ‫عن محيطه االجتماعي تماما‪ ،‬فتقطع صالته اإلنسانية مع‬ ‫غيره من البشر‪ ،‬حتى ولو توفرت كل أسباب الراحة والرفاهية‬ ‫في عزلته‪ ،‬أشارت دراسات اجتماعية أن األفراد الذين عوقبوا‬ ‫بما اصطلح عليه ب «العزل االجتماعي» ظلوا يعانون‬ ‫أمراضا اجتماعية ونفسية طوال حياتهم وكثير منهم رغم‬ ‫المجهودات التي بذلت لم يعد إلى حالته السوية‪.‬‬ ‫وإذا تجاوزنا العمل الفطري إلى العمل الديني‪ ،‬فلن‬ ‫نجد دينا كتابيا أو وضعيا يدعو إلى القطيعة‪ ،‬بل العكس‬ ‫هو الحاصل‪ ،‬إن جميع العقائد والشرائع ترى في التعايش‬ ‫اإليجابي خيارا ال مناص منه من أجل إعمار األرض وبناء‬ ‫مستقبل أفضل لألجيال القادمة‪ ،‬وفي االختالف حكمة‬ ‫التعارف التي أشار إليها القرآن الكريم صراحة في قوله‬ ‫تعالى‪« :‬يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم‬ ‫شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند اهلل أتقاكم» (سورة‬ ‫الحجرات‪.)13 :‬‬ ‫لقــد كان التعايــش مطلبــا دينيــا تناولتـــه األدبيات‬

‫والفلسفات الدينية‪ ،‬والمصلحون مارسوه ودعوا إليه‪ .‬إن أي‬ ‫دعوة تبرر الصراع أو تروج للصدام هي دعوة منافية لجوهر‬ ‫الدين وتصطدم بالحكمة اإللهية المتمثلة في اختالف‬ ‫ألسنتنا وألواننا وتفرقنا في األرض شعوبا وقبائل ليخدم‬ ‫بعضنا بعضا‪.‬‬ ‫وإذا انتقلنا من العامل الديني إلى العامل االقتصادي‬ ‫فسنجده هو اآلخر يتأثر سلبا وإيجابا بدرجة التعايش بين‬ ‫األفراد واألقوام واألمم‪ ،‬فكلما سمت قيمة التعايش في‬ ‫إطار االحترام المتبادل واالعتراف بالخصوصيات العَقدية‬ ‫والثقافية كلما كان المناخ مهيأً لتحقيق معدالت تنموية‬ ‫عالية‪ ،‬فكلما ساد التوتر واحتكم الناس إلى العنف والقوة‬ ‫في تسوية خالفاتهم كلما هبطت معدالت التنمية‪ ،‬بل‬ ‫قد تتعرض إلى انتكاسات مدمرة‪ ،‬ولسنا في حاجة إلى‬ ‫التدليل على ذلك ونحن نتابع كل يوم ما تخلفه الصراعات‬ ‫والصدامات من تأثير على اإلنجازات المادية والحضارية‬ ‫اإلنسانية في العراق وسوريا وأفغانستان وإفريقيا… في‬ ‫حين نجد كثيرا من األشياء تحققت بالتعايش واالستقرار‬ ‫االجتماعي في مناطق تنوعت فيها العقائد واألعراق مثل‬ ‫ماليزيا وأستراليا وأغلب دول أوربا‪.‬‬ ‫وإذا كنا تكلمنا عن التعايش سابقا الذي يكون طرفاه‬ ‫معا اإلنسان في صورته الفردية أو المجتمعية أو الدولية‬ ‫فإن هناك تعايشا آخر طرفه األول هو اإلنسان في إحدى‬ ‫الصور التي أشرنا إليها‪ .‬والمحيط البيئي بمجمله وبتعدد‬

‫مكوناته‪ ،‬هو تعايش ال يقل أهمية عن تعايش اإلنسان مع‬ ‫أخيه اإلنسان‪ ،‬إذ ال يمكن أن نجد لهذا اإلنسان كوكبا آخر‬ ‫تتحقق له الحياة فوقه إذا ما عمد إلى تدمير كوكبه هذا‪ ،‬أو‬ ‫اإلسهام في ذلك بأي صورة من الصور‪.‬‬ ‫إن العمل على إفساده أو تلويثه أو تدمير مكوناته يعد‬ ‫قتال لإلنسان نفسه‪ ،‬يقول سبحانه وتعالى‪« :‬من قتل نفسا‬ ‫بغير نفس أو فساد في األرض فكأنما قتل الناس جميعا»‬ ‫(سورة المائدة‪ .)32 :‬كما أن اإلسراف في استهالك خيراته‬ ‫وسوء استغالل موارده والعبث بها‪ ،‬وحرمان األجيال القادمة‬ ‫منها يعد من المحرمات التي تحدث عنها القرآن الكريم‬ ‫بوضوح‪ ،‬يقول سبحانه‪« :‬كلوا واشربوا من رزق اهلل وال تعثوا‬ ‫في األرض مفسدين» (البقرة‪ )60 :‬وقال سبحانه‪« :‬وال تبغ‬ ‫الفساد في األرض إن اهلل ال يحب المفسدين» (القصص‪:‬‬ ‫‪ .)77‬ومما شك فيه هو أن هذا األمر تتفق حوله كل الشرائع‬ ‫والعقائد‪.‬‬ ‫إن التعايش من القضايا التي تستأثر اليوم باهتمام‬ ‫عالمي غير مسبوق‪ ،‬خاصـة بعــد ظهور نظريات تؤسس‬ ‫للصراع الحضــاري والصدام الثقافي‪ ،‬ومع تنامي حركــات‬ ‫التطرف والعنف‪ .‬لكن المعول عليهم بعد اللهّ سبحانه‬ ‫وتعالى هم حكماء هذا العالم وعلماؤه من أجل العمل الجاد‬ ‫والدؤوب النتصار قيم الخير والسالم والتعايش من أجل‬ ‫مستقبل أكثر أمنا ألجيالنا القادمة بكل طاقاتها‪.‬‬


‫العدد ‪873‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يناير ‪2017‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬

‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫مقتطفات من «المستطرف في كل فن مستظرف»‬ ‫الكتاب من تأليف الشيخ شهاب الدين أبوالفتح محمد بن أحمد األبشيهي‪ ،‬نسبة إلى قرية أبْشيه (أبْشَواي) من قرى الفيّوم المصرية‪ ،‬أقام‬ ‫بالمحلة ورحل إلى القاهرة ‪،‬درس الفقه والنحو وولي الخطابة ببلدته بعد وفاة والده ‪ ،‬توفي حوالي (‪ 850‬هـ‪1448/‬م)‪.‬‬ ‫وعن دواعي تأليف هذا الكتاب ومضامينه يقول األبشيهي في ديباجته‪:‬‬ ‫«‪...‬أما بعد فقد رأيت جماعة من ذوي الهمم جمعوا أشياء كثيرة من اآلداب والمواعظ والحكم وبسطوا مجلدات في التواريخ والنوادر واألخبار‬ ‫والحكايات واللطائف ورقائق األشعار وألفوا في ذلك كتبا كثيرة وتفرد كل منها بفرائد فوائد لم تكن في غيره من الكتب محصورة فاستخرت اهلل‬ ‫تعالى وجمعت من جموعها هذا المجموع اللطيف وجعلته مشتمال على كل فن ظريف وسميته «المستطرف في كل فن مستظرف» واستدللت فيه‬ ‫بآيات كثيرة من القرآن العظيم وأحاديث صحيحة من أحاديث النبي الكريم وطرزته بحكايات حسنة عن الصالحين األخيار ونقلت فيه كثيرا مما أودعه‬ ‫الزمخشري في كتابه ربيع األبرار وكثيرا مما نقله ابن عبد ربه في كتابه العقد الفريد ورجوت أن يجد مطالعه فيه كل ما يقصد ويريد‪ .‬وجمعت فيه‬ ‫لطائف وظرائف عديدة من منتخبات الكتب النفيسة المفيدة وأودعته من األحاديث النبوية واألمثال الشعرية واأللفاظ اللغوية والحكايات الجدية‬ ‫والنوادر الهزلية ومن الغرائب والدقائق واألشعار والرقائق ما تشنف بذكره األسماع وتقر برؤيته العيون ‪.‬وجعلته يشتمل على أربعة وثمانين بابا من‬ ‫أحسن الفنون متوجة بألفاظ كأنها الدر المكنون‪..‬‬ ‫وضمنته كل لطيفة ونظمته بكل ظريفة وقرنت األصول فيه بالفضول ورجوت أن يتيسر لي ما رمته من الوصول وجعلت أبوابه مقدمة وفصلتها‬ ‫في مواضعها مرتبة منظمة ليقصد الطالب إلى كل باب منها عند االحتياج إليه ويعرف مكانه باالستدالل عليه فيجد كل معنى في بابه إن شاء اهلل‬ ‫تعالى واهلل المسؤول في تيسير المطلوب وأن يلهم الناظر فيه ستر ما يراه من خلل وعيوب إنه على ما يشاء قدير وباإلجابة جدير‪ ...‬واهلل سبحانه‬ ‫المهون للصعاب»‪.‬‬ ‫ولألبشيهي أيضا كتاب «تذكرة العارفين وتبصرة المستبصرين» وكتاب «أطواق األزهار على صدور األنهار» كما أنه شرع في تأليف كتاب «في‬ ‫صنعة الترسل والكتابة» لكنه لم يتممه‪.‬ورغم أن في لغته ضعف ‪ ،‬كما يؤكد بعض المصنفين كالزركلي مثال ‪ ،‬إالأن قوة خطابه ‪ -‬وهو المتمرس‬ ‫بفن الخطابة‪ -‬تغطي ذلك الضعف اللغوي‪ ،‬وتجلي العديد من نقط ضعف بني اإلنسان‪ ،‬وتصف للمرء العليل مقويات روحية تقوي إيمانه وتصفي‬ ‫قلبه وتشد أزره‪ .‬ونسأل العلي القديرأن يفرج عنا كربتنا ويهدينا سواء السبيل في هذا الشهر الفضيل‪.‬‬

‫الباب السادس والسبعون في النوادر‬ ‫خرج المهدي يتصيد‪ ،‬فغار به فرسه حتى وقع في خباء أعرابي‪ ،‬فقال‪« :‬يا أعرابي هل من قرى؟»‪ ،‬فأخرج‬ ‫له قرص شعير‪ ،‬فأكله‪ ،‬ثم أخرج له فضلة من لبن فسقاه‪ ،‬ثم أتاه بنبيذ في ركوة فسقاه ‪ ،‬فلما شرب قال‪:‬‬ ‫«أتدري من أنا؟» قال‪« :‬ال»‪ ،‬قال‪« :‬أنا من خدم أمير المؤمنين الخاصة»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«بارك اهلل لك في موضعك»‪ ،‬ثم سقاه مرة أخرى‪ ،‬فشرب فقال‪« :‬يا أعرابي‪ ،‬أتدري من أنا؟» قال‪:‬‬ ‫«زعمت أنك من خدم أمير المؤمنين الخاصة»‪ ،‬قال‪« :‬ال‪ .‬أنا من قواد أمير المؤمنين»‪ ،‬قال‪« :‬رحبت بالدك‬ ‫وطاب مرادك»‪ ،‬ثم سقاه الثالثة‪ ،‬فلما فرغ قال‪« :‬يا أعرابي‪ ،‬أتدري من أنا؟» قال‪:‬‬ ‫«زعمت أنك من قواد أمير المؤمنين»‪ ،‬قال‪« :‬ال‪ ،‬ولكني أمير المؤمنين»‪ .‬فأخذ األعرابي الركوة‪،‬‬ ‫فوكأها وقال‪:‬‬ ‫«إليك عني‪ ،‬فو اهلل لو شربت الرابعة الدعيت أنك رسول اهلل»‪ ،‬فضحك المهدي حتى غشي عليه‪ ،‬ثم‬ ‫أحاطت به الخيل‪ ،‬ونزلت إليه الملوك واألشراف‪ ،‬فطار قلب األعرابي فقال له‪« :‬ال بأس عليك‪ ،‬وال خوف»‪،‬‬ ‫ثم أمر له بكسوة ومال جزيل‪..‬‬ ‫ووجد أعرابي يأكل ويتغوط ويفلي ثوبه‪ ،‬فقيل له في ذلك‪ ،‬فقال‪« :‬أخرج عتيقا ‪،‬وأدخل جديدا‪ ،‬وأقتل‬ ‫عدوا»‪.‬‬ ‫وقيل لبعض األعراب‪« :‬إن شهر رمضان قدم»‪ ،‬فقال‪« :‬واهلل ألبددن شمله باألسفار»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫«الَ ْع ُ‬ ‫راب �أَ َ�ش ُّد ُ‬ ‫كفْ راً َونِفاقا» فقال‪:‬‬ ‫وسمع أعرابي قارئا يقرأ القرآن حتى أتى على قوله تعالى‪ ْ :‬أ‬ ‫لقد هجانا‪ ،‬ثم بعد ذلك سمعه يقرأ‪:‬‬ ‫هَّ‬ ‫ِ��ن ِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫���الل َوا ْل َ��ي ْ��و ِم‬ ‫الَ ْع‬ ‫ِ���ن ْ أ‬ ‫��ن ُي ْ���ؤم ُ‬ ‫« َوم َ‬ ‫����راب َم ْ‬ ‫ْال ِآخ ِر»‪،‬‬ ‫فقال‪:‬البأس‪ ،‬هجا ومدح‪،‬هذا كما قال شاعرنا ‪:‬‬

‫هجوت زهيــرا ثم إني مدحته‬ ‫وما زالت األشراف تهجى وتمدح‬

‫وحضر أع��راب��ي على مائدة يزيد بن مزيد فقال‬ ‫ألصحابه‪:‬‬ ‫«أفرجوا ألخيكم»‪ ،‬فقال األع��راب��ي‪« :‬ال حاجة لي‬ ‫بإفراجكم إن أطنابي طوال» يعني سواعده؛ فلما مد يده‬ ‫ضرط‪ ،‬فضحك يزيد‪ ،‬فقال ‪« :‬يا أخا العرب‪ ،‬أظن أن طنبا‬ ‫من أطنابك قد انقطع»‪.‬‬ ‫ورؤي أعرابي يغطس في البحر ومعه خيط‪ ،‬وكلما‬ ‫غطس غطسة عقد عقدة‪ ،‬فقيل له‪« :‬ما ه��ذا؟»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«جنابات الشتاء أقضيها في الصيف»‪.‬‬ ‫وسرق أعرابي غاشية من على سرج ثم دخل المسجد‬ ‫تاك َحدِ ُ‬ ‫يصلي فقرأ اإلمام‪« :‬هَ ْل �أَ َ‬ ‫يث ا ْلغا�شِ َيةِ»‪ ،‬فقال‪« :‬يا فقيه ال تدخل في الفضول»‪ ،‬فلما قرأ‪:‬‬ ‫«و ُجوهٌ َي ْو َمئِذٍ خا�شِ َع ٌة»‪ ،‬قال‪« :‬خذوا غاشيتكم وال يخشع وجهي ال بارك اهلل لكم فيها»‪ ،‬ثم رماها من‬ ‫ُ‬ ‫يده وخرج‪.‬‬ ‫وحضر أعرابي مجلس قوم فتذكروا قيام الليل‪،‬فقيل له‪« :‬يا أبا أمامة أتقوم الليل؟» فقال‪« :‬نعم»‪.‬‬ ‫قالوا‪« :‬ما تصنع؟»‪ .‬قال‪« :‬أبول وأرجع أنام»‪.‬‬ ‫وسرق أعرابي صرة فيها دارهم ثم دخل المسجد يصلي‪ ،‬وكان اسمه موسى‪ ،‬فقرأ اإلمام « َوما ِت ْلكَ‬ ‫ب َِيمِين َ‬ ‫ِك يا ُمو�سى»‪ ،‬فقال األعرابي‪« :‬واهلل إنك لساحر»‪ ،‬ثم رمى الصرة وخرج‪.‬‬ ‫وحكى األصمعي قال‪« :‬ضلت لي إبل‪ ،‬فخرجت في طلبها‪ ،‬وكان البرد شديدا‪ ،‬فالتجأت إلى حي من‬ ‫أحياء العرب‪ ،‬وإذا بجماعة يصلون وبقربهم شيخ ملتف بكساء‪ ،‬وهو يرتعد من البرد وينشد‪:‬‬

‫أيا ربّ إن البـرد أصبــح كالحـــا وأنت بحالـي يا إلهـــي أعلـــــــم‬ ‫فإن كنت يوما في جهنم مدخلي ففي مثل هذا اليوم طابت جهنم‬ ‫قال األصمعي‪« :‬فتعجبت من فصاحته‪ ،‬وقلت‪ :‬يا شيخ أما تستحي تقطع الصالة وأنت شيخ كبير؟!»‪،‬‬ ‫فأنشد يقول‪:‬‬

‫أيطمع ربـــــــــي أن أص ّلــي عاريـا ويكســو غيـري كســـوة البـرد والحـرّ‬ ‫فو اهلل ال صليــت ما عشـــت عاريــا عشــاء وال وقــت المغيـــب وال الوتــر‬ ‫وال الصبح إلاّ يـوم شمـس دفيئــــة وإن عممت فالويـل للظهــر والعصــر‬ ‫وإن يكسني ربــي قميصــا وجبــــة أصلي له مهمــا أعيـش من العمــــر‬

‫قال‪« :‬فأعجبني شعره وفصاحته‪ ،‬فنزعت قميصا وجبّة كانا عليّ ودفعتهما إليه‪ ،‬وقلت له‪« :‬البسهما‬ ‫وقم»‪ ،‬فاستقبل القبلة‪ ،‬وص ّلى جالسا وجعل يقول‪:‬‬

‫إليك اعتـــذاري من صالتـي جالســا‬ ‫فمالي ببـرد المــــاء يـا رب طـاقـــة‬ ‫ولكننــي استغــــــــفر اهلل شاتيــــا‬ ‫وإن أنـا لم أفعــل فأنــت محكــــــم‬

‫على غير طهـر موميــا نحـــو قبلتـــي‬ ‫ورجــالي ال تقـــوى على ثني ركبتـــي‬ ‫وأقضيكهــا يا ربّ في وجه صيفتـــي‬ ‫بما شئت من صفعي ومن نتف لحيتي‬

‫قـــال ‪« :‬فعجـــبـــت من فصـاحتـــه‪ ،‬وضحكــــت‬ ‫وانصرفت»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫وصلى أعرابي مع قوم فقرأ اإلمام «قل �أ َر�أ ْي��ت ُْ��م �إِ ْن‬ ‫كنِي هَّ ُ‬ ‫ِي �أَ ْو َر ِح َمنا»‪ ،‬فقال األعرابي‪:‬‬ ‫الل َو َم ْ‬ ‫ن َمع َ‬ ‫�أَ ْه َل َ َ‬ ‫«أهلكك اهلل وحدك‪ ،‬ما كان ذنب الذين معك»‪ ،‬فقطع‬ ‫القوم الصالة من شدة الضحك‪.‬‬ ‫وقيل‪« :‬دخلت أعرابية على قوم يصلون‪ ،‬فقرأ اإلمام‬ ‫ك ُحوا ما ط َ‬ ‫��اب َل ُ‬ ‫« َفا ْن ِ‬ ‫ِ��ن ال ِّن�ساءِ»‪ ،‬وجعل‬ ‫ك ْم م َ‬ ‫يرددها‪ ،‬فجعلت األعرابية تعدو وهي هاربة حتى جاءت‬ ‫ألختها فقالت‪« :‬يا أختاه ما زال اإلمام يأمرهم أن ينكحونا‬ ‫حتى خشيت أن يقعوا عليّ»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫مَ‬ ‫ْ‬ ‫وصلى أعرابي خلف إمام‪ ،‬فقرأ اإلمام‪�« :‬أل ن ُْهل ِ‬ ‫ِك‬ ‫ِني»‪ ،‬وكان في الصف األول‪ ،‬فتأخر إلى الصف اآلخر‪،‬‬ ‫ْ أ‬ ‫الَ َّول َ‬ ‫ِك نَفْ َعلُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫«كذل َ‬ ‫ين»‪ ،‬فقرأ‪َ :‬‬ ‫فقرأ‪« :‬ث َّم ُن ْتب ُِع ُه ُم ال ِآخ ِر َ‬ ‫ب مْ ُ‬ ‫ِني»‪ ،‬وكان اسم البدوي مجرما‪ ،‬فترك الصالة‬ ‫ِال ْج ِرم َ‬ ‫وخرج هاربا‪ ،‬وهو يقول‪:‬‬ ‫«واهلل ما المطلوب غيري»‪ ،‬فوجده بعض األعراب‪ ،‬فقال له‪« :‬ما لك يا مجرم؟» فقال‪« :‬إن االمام أهلك‬ ‫األولين واآلخرين وأراد أن يهلكني في الجملة‪ ،‬واهلل ال رأيته بعد اليوم»‪.‬‬ ‫وجلس بعض األعراب يشرب مع ندائمه فاحتاج إلى بيت الخالء‪ ،‬فدلوه عليه‪ ،‬فلما دخل جعل يضرط‬ ‫ضراطا شنيعا‪ ،‬فضحكوا عليه‪ ،‬فأنشد يقول‪:‬‬

‫إذا ما خال اإلنسان في بيـت غائـط‬

‫تراخـت بال شـك مصاريـع فتحـتــــه‬

‫فمن كان ذا عقل فيعـذر ضارطــا‬

‫ومن كان ذا جهل ففي وسط لحيته‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يناير ‪2017‬‬

‫العدد ‪873‬‬

‫‪16‬‬

‫«السير على األشواك‪ ..‬شذرات من حياة»‬

‫ذ‪ .‬محمد بولعي�ش‬ ‫يف احلياة والرتبية والن�ضال‬ ‫أصدر األديب والمترجم والفاعل المدني األستاذ محمد بولعيش‪ ،‬خالل اآلونة األخيرة‪ ،‬نصا سير ذاتيا عنونه بـ «السير على األشواك‪..‬‬ ‫شذرات من حياة»‪ .‬ويتكون هذا الكتاب الجديد‪ ،‬الذي يقع في ‪ 200‬صفحة من الحجم المتوسط (تشمل النص والتعليقات التي‬ ‫ذيلها به المؤلف)‪ ،‬من ‪ 59‬شذرة ‪ /‬فصال اختار الكاتب أن يعتمد في إيرادها وإثباتها على الترقيم وليس العناوين ويغطي فيها‬ ‫مسارا زمنيا يمتد على زهاء من ‪ 50‬سنة‪..‬‬ ‫وعن «سبب نزول» هذا النص السير ذاتي الموسوم بـ»السير على األشواك‪ ..‬شذرات من حياة»‪ ،‬يقول محمد بولعيش‪ ،‬ابن‬ ‫طنجة الذي اشتغل لعقود في ميدان التربية بالدار البيضاء واختار االستقرار هناك‪ ،‬في التقديم الذي صدّره به الكتاب‪« :‬لم يخطر‬ ‫ببالي أبدا أن أكتب سيرة ذاتية‪ ،‬وال مقتطفات منها على كل حال‪ ..‬لم يحكمني‪ ،‬أبدا‪ ،‬هاجس الحديث عن الذات وال عرضها أمام‬ ‫العموم؛ ألنني كنتُ وما زلتُ أعتبر حياتي ملكا خاصا بي‪ ،‬ال تهم أحدا‪ ،‬خصوصا أن صاحبها لم يكن «شخصية» عمومية وال سعى‬ ‫ولن يسعى يوما إلى أن يصبحها‪ ..‬بدأت الحكاية بشكل عفوي‪ ،‬يكاد يكون طفوليا‪ ،‬جنونيا‪ ...‬بدأت برغبة في إشراك بالعشتي (لفظ‬ ‫يطلقه الكاتب على المنتسبين إلى عائلة بولعيش) وأصدقائي ورفاقي في مغامرة صغيرة كنت بطلها (رغم أنفي) وأنا رضيع حين‬ ‫فارقت الحياة‪ ،‬حسب منطوق حكاية الرواة‪ ،‬وعدتُ إليها‪ ..‬كنتُ عازما على سرد تفاصيل هذ المغامرة مع الموت لبضع ساعات‪ ،‬ثم‬ ‫أنصرف إلى مشاغلي الحياتية العادية؛ غير أن للذاكرة نزواتها‪ ،‬فصارت تستدرجني إلى سرد تفاصيل أخرى متصاعدة زمنيا‪ :‬كل حدث‬ ‫أو واقعة تدفعني إلى بسط حادثة أو واقعة أخرى‪ ..‬وهكذا‪ ،‬وجدتُ نفسي متورطا في أمور تخصني أنشرها أمام المأل برغبتي أحيانا‬ ‫وضدها أحيانا أخرى‪( .»...‬ص‪.)07 :‬‬ ‫إذا كان النجاح في مثل هذه األعمال السير ذاتية‪ ،‬التي تحسب على الذاكرة وتتعلق بما جرى في الزمن‬ ‫الماضي من وقائع وأحداث ألصحابها خالل المسار الحياتي لكل واحد منهم وما صدر عنهم من مواقف‪،‬‬ ‫يظل رهينا بالدرجة األساسية والمقام األول بما يلتزم به المؤلفون ‪ /‬أصحابها من صراحة وصدق واستعداد‬ ‫للكشف عن تلك األحداث والوقائع التي عاشها وعاصرها والتي كان فاعال فيها أو منفعال معها وأيضا عن‬ ‫األسماء التي شاركت معه وإلى جانبه في صناعة تلك األحداث والوقائع دونما أي تردد أو خجل؛ فإن األستاذ‬ ‫محمد بولعيش ّ‬ ‫تمكن من الوصول إلى هذه الغاية‪ ،‬واستطاع الحفاظ على السمة األساسية التي يتوجب‬ ‫وينبغي أن تطبع هذا النمط من الكتابة والمتمثلة في الصدق واالستعداد للكشف عن كل األوراق والخبايا‬ ‫واألسرار إلى حد بعيد‪ ،‬في مختلف المجاالت التي باشرها أو عمل بها‪ ،‬سواء في المسار المهني في التربية‬ ‫والتكوين أو في النضال النقابي والسياسي ‪ /‬الحزبي أو في المضمار اإلعالمي والفكري‪ ...‬ولربما هذا‬ ‫هو السبب ‪ /‬الباعث الذي دعا المؤلف إلى أن يختار هذا العنوان المعبر والدال في اآلن ذاته‪« :‬السير على‬ ‫األشواك‪ ..‬شذرات من حياة»‪ ،‬باعتبار أن المسلك الذي سار على منواله في التدوين والتحرير والكتابة يعد‬ ‫في مقام السير على األشواك‪ ،‬ال سيما أن الكاتب يقدم في التصدير المشار إليه سابقا توضيحا جاء فيه‪:‬‬ ‫«‪ ...‬وكما وعدت (ووعد الحر دين) بالعشتي وأصدقائي ورفاقي –نساء ورجاال‪ -‬فإنني عملت على نشر تلك‬ ‫الشذرات (كان المؤلف قد نشر من قبل على صفحته بموقع التواصل االجتماعي فايسبوك) بين دفتي كتاب‬ ‫اخترت له عنوان «السير على األشواك»‪ ..‬ولن تخفى داللة هذا العنوان على متتبع حلقات الكتاب‪...»...‬‬ ‫ومن ثم‪ ،‬فإن كتاب «السير على األشواك‪ ..‬شذرات من حياة» يعدّ مبادرة ثقافية حسنة تنطوي على‬ ‫كثير من المعاني والدالالت‪ ،‬وتكتسي القدر غير اليسير من األهمية؛ بالنظر إلى الموضوعات والقضايا‬ ‫المثارة فيه والمرتبطة بالذاكرة‪.‬‬

‫***‬

‫إن القارئ لكتاب «السير على األشواك‪ ..‬شذرات من حياة» يقف على طائفة‬ ‫من القيم والشيم النبيلة التي أخذت في الضمور والتراجع من المجتمع المغربي‬ ‫خالل المرحلة الراهنة من حياة البالد‪ .‬ولعل أبرز تلك القيم النبيلة‪ ،‬نذكر‪ :‬االعتراف‬ ‫بفضل الرجال الذين كان لهم الفضل في التكوين والتعليم‪ ،‬من خالل اإلشادة بكل‬ ‫من األستاذين الفاضلين عبد السالم شقور ومحمد بن المختار العلمي وغيرهما؛‬ ‫والوفاء للصداقات والعالقات اإلنسانية التي جمعت كاتب السيرة بعدد من‬ ‫األصدقاء‪ :‬الناقد السينمائي والباحث األستاذ أحمد الفتوح‪ -‬الفنان التشكيلي األستاذ‬ ‫أحمد البراق‪..‬؛ إسداء الخدمات لآلخرين (قصة السجان مع صاحب السيرة وزميله‬ ‫في الدراسة والمعتقل فور اإلفراج عنها‪ /‬قصة المكلف باالستقبال في أحد فنادق‬ ‫مدينة فاس‪)...‬؛ والوقوف إلى جانب أفراد العائلة في المحن التي يتعرّضون من أجل‬ ‫العمل والمساعدة على تجاوزها‪( ...‬مواقف األب وبعض أفراد العائلة والجيران خالل‬ ‫االعتقال)؛ والكرم والشهامة‪( :‬قصة السجان أيضا)‪...‬‬ ‫وبناء عليه‪ ،‬فإن الكاتب محمد بولعيش يكشف‪ ،‬في هذه السيرة‪ -‬الشذرات‪،‬‬ ‫الغطاء ‪ /‬الستار عن جوانب إنسانية وشخصية ومهنية شديدة الخصوصية؛ من‬ ‫قبيل‪ :‬اختياره االستمرار في المشروع المتعلق بالزواج من آنسة تجمعه بها المهنة‬ ‫(التدريس) بعيدة عن الوسط األسري‪ ،‬في وقت ربما كانت األسرة (خاصة الوالدين‬ ‫رحمهما اهلل‪ :‬األب يعمل في قطاع التعليم والوالدة كانت ربة بيت) تأمل أو تمني‬ ‫النفس بأن يُقبل االبن الذي حظي بوظيفة في القطاع العام على الزواج من إحدى‬ ‫الفتيات من العائلة (البالعشة) (وربما تخطط وتدبر من جهتها من أجل تلك الغاية‪،‬‬ ‫على غرار ما كان يسلكه إلى وقت قريب الكثير من اآلباء واألمهات في مختلف ربوع‬ ‫المغرب في تزويج أبنائهم وحتى بناتهم من األقارب‪ ،‬وخاصة في جبالة الشامخة)؛‬ ‫غير أن االبن (الكاتب) أصر على إكمال الخطوات المتعلقة بهذا المشروع‪ ،‬بالرغم من معارضة من أفراد‬ ‫األسرة‪ ،‬وعلى رأسهم األم‪.‬‬ ‫وفي أمثلة أخرى‪ ،‬يورد المؤلف محمد بولعيش الكثير من المواقف التي تتقاطع كال أو بعضا مع المثال‬ ‫السابق‪ ،‬وتدل داللة واضحة على ما ذهبنا إليه هنا واآلن‪.‬‬ ‫وإن هذا األسلوب أو االختيار المتبع في الكشف عن الخبايا واألسرار الحميمية ذات االرتباط بالذات‬ ‫وشديدة الخصوصية هو الذي يمنح مثل هذه الكتابات‪ ،‬التي تندرج ضمن هذا الباب أو النمط من األدب‬ ‫والتعبير‪ ،‬قوتها وسحرها وجاذبيتها؛ ألن القارئ يتطلع‪ ،‬في الغالب‪ ،‬إلى الوقوف على مثل هذه الجوانب‬ ‫ومطالعة المحطات المثيرة من حياة أصحابها وكتّابها‪...‬‬ ‫وتحضر فضاءات طنجة وأمكنتها في هذه السيرة (بني مكادة ‪ /‬اإلدريسية وغيرهما من األحياء الخلفية‬ ‫للمدينة) حضورا ينطوي على قدر غير يسير من الحنين (النوستالجيا)؛ وهو ما يدل على عشق المؤلف الكاتب‬ ‫األستاذ محمد بولعيش للمدينة التي ولد وتربى بين أحضانها ودرج في مرابعها خالل مراحل الطفولة‬ ‫والمراهقة والشباب‪ .‬وفي هذا المقام‪ ،‬يسجل القارئ أن حضور طنجة لم يقتصر‪ ،‬مثلما جرت به العادة لدى‬ ‫كثير من الكتّاب والمؤلفين الذين خصصوا كتابات حول هذه المدينة‪ ،‬على الشوارع الموجودة في الواجهة؛‬ ‫بل إن مؤلف «السير على األشواك‪ ..‬شذرات من حياة» تحدّث عن فضاءات ظلت منسية وبعيدة عن أنظار‬ ‫أولئك الكتّاب والمؤلفين والزائرين لطنجة والواردين عليها من الذين تناولوا الحديث عن هذه المدينة في‬ ‫كتاباتهم‪ ،‬مثل حي بني مكادة واإلدريسية وعلي باي وسيدي قاسم وغيرها من الفضاءات التي كانت تحتاج‬ ‫إلى عين القطة تنقل إلينا ذاكرتها ‪..‬‬

‫***‬

‫لما كان انتماء الكتاب إلى صنف السيرة الذاتية يفرض أن تكون الموضوعات والقضايا واألحداث‬ ‫المعروضة فيه تمثل أصداء لحياة المؤلف وتحوالتها ومساراتها؛ فإن المسار المتعدد والغني الذي سلكه‬ ‫الكاتب ‪ /‬المؤلف محمد بولعيش في الحياة الواقعية انعكس بدوره على صفحات هذا الكتاب السير ذاتي‬

‫المتسم بالغنى والتنوع من حيث القضايا والموضوعات التي يتناولها ويعرضها الكاتب بين ثناياه والتي‬ ‫أكسب حضورها في هذه الشذرات الكثير من التشويق والمتعة بالنسبة إلى القارئ الذي لن يحس بالملل‬ ‫أو الرتابة في متابعة الوقائع واألحداث (وهو ما عبر عنه بعض القراء الذين علقوا على الكتاب‪ ،‬كما هو مثبت‬ ‫في ذيل الكتاب)‪.‬‬ ‫ومن هنا‪ ،‬فإن المؤلف في الكتاب يقدم صورا من الحياة االجتماعية (الفئات والجنسيات التي تقطن بحي‬ ‫علي باي بطنجة)‪ ...‬كما تحضر في الكتاب صور من الحياة التعليمية والتربوية (مدرسة بني مكادة‪ /‬طنجة‪-‬‬ ‫ثانوية ليوطي بالدار البيضاء‪ -‬ثانوية ابن رشد بالبيضاء)‪ ...‬ومن الحياة السياسية‪ ،‬ومن الحياة الثقافية‪ ،‬ومن‬ ‫الحياة االقتصادية‪ ،‬وغيرها من الموضوعات والقضايا التي تصل في كثير من المواضع بالكتاب إلى درجة‬ ‫التشابك‪ ،‬إذ يختلط السياسي بالتربوي بالثقافي‪.‬‬ ‫وال شك في أن قيمة أي نص سير ذاتي وأهميته تكمن في ما يمكن أن يقدمه ويتضمنه من أخبار‬ ‫ومواقف وفوائد ومعلومات عن المسار الحياتي الذي سلكه كاتبه ‪ /‬الشخصية المحورية في النص وكان‬ ‫شاهدا عليها‪ ..‬ومن ثم‪ ،‬تتفاوت قيمة النصوص السيرية وتتباين تبعا لتباين وحضور تلك الفوائد واألخبار‬ ‫والمعلومات والمواقف التي تحتويها بين سطورها تلك النصوص‪.‬‬ ‫وإن الناظر في النص السير ذاتي الموجود بين أيدينا يلمس أن المؤلف ‪ /‬الكاتب ‪ /‬الشخصية المحورية‬ ‫استطاع أن يحقق القدر غير اليسير على هذا المستوى؛ فمن الفوائد واألخبار التي أوردها الكاتب ما يتعلق‬ ‫بموقع ضريح سيدي قاسم بن إدريس على محيط طنجة وإقبال الناس والزوار على رماله طلبا للشفاء‬ ‫خالل موسم الصيف‪ ،‬فضال عن كثير من المعلومات التي تهم أسماء بعض األحياء‬ ‫والمؤسسات التي ارتبط بها الكاتب خالل مسار حياته‪ ،‬وهي مسألة مهمة لكل‬ ‫من يشتغل بالتاريخ االجتماعي لهذه المدن أو يريد معرفة التحوالت التي عاشتها‬ ‫وشهدتها خالل حياتها‪..‬‬ ‫ويقف القارئ‪ ،‬في كثير من المواضع داخل الكتاب‪ ،‬على مواقف تنطوي على‬ ‫األلم والحزن من قبيل‪ :‬االعتقال وحيثياته؛ غير أن هناك في المقابل مواقف‬ ‫وأحداثا تضمّنتها هذه السيرة «العسيرة» تنطوي على سخرية قوية وحادة ال‬ ‫يتمالك معها القارئ نفسه من االنخراط في الهستريا من الضحك أو على االنفجار‬ ‫من الضحك‪ ،‬تجاه مواقف ووقائع وأحداث من قبيل ما كان يعيشه المؤلف على‬ ‫سبيل المثال ال الحصر بين أسوار المدرسة االبتدائية بحي بني مكادة من مواقف‬ ‫مع المعلمين المغاربة واألجانب رفقة زمالئه من التالميذ المنحدرين من أوساط‬ ‫اجتماعية متنوعة‪ ،‬وأيضا من مغامرات في دروب الحي رفقة أبناء الجيران‪ ...‬وفي‬ ‫كالم الموقفين‪ /‬الحالتين‪ ،‬استطاع المؤلف الكاتب األستاذ محمد بولعيش أن‬ ‫ينجح في المهمة المتمثلة في خلق األثر في نفس القارئ؛ ألن األديب الحقيقي‬ ‫هو الذي يمتلك السر في القدرة على التكيف مع الوقائع والحاالت‪ ،‬والتمكن من‬ ‫التفاعل مع القارئ ‪ /‬المتلقي‪...‬‬ ‫وإن القارئ ‪ /‬المتلقي لهذه الشذرات يشعر بأحاسيس مضاربة تجتاح كيانه‬ ‫الداخلي يمتزج فيها الفرح ‪ /‬األمل بالحزن ‪ /‬األلم؛ ففي المواضع التي يعرض فيها‬ ‫المؤلف صورا من األجواء التي عاشها في مرحلة الطفولة داخل البيت أو بين أبناء‬ ‫الحي أو حتى بين زمالئه في المدرسة‪ ،‬توفق األستاذ محمد بولعيش أن يولد‬ ‫في ذهني ونفسي الكثير من الحبور والسرور؛ غير أن هذا السرور ينقلب إلى كدر‬ ‫وألم وحسرة حين يتابع القارئ ذاته المؤلف وهو يعرض أمام أعيينا فصوال من الصراع غير المتكافئ بين‬ ‫المناضلين والسلطة إبان مرحلة عصيبة من تاريخ البالد المغربية‪ ،‬حيث دفع الكاتب ورفاقه الكثير من‬ ‫التضحيات‪ ...‬ولم يقف حال هذا الصراع عند تلك الحدود؛ بل إن بعض المناضلين السياسيين والنقابيين‬ ‫معا أنفسهم‪ ،‬وفق ما رأينا في بعض المقاطع القاسية‪ ،‬كانوا أكثر لؤما وخبثا في المواقف التي صدرت عنهم‪،‬‬ ‫لألسف الشديد‪ ...‬وتلك مسألة تدعو إلى الرثاء والبكاء‪ ...‬واحسرتااااااااااااااااه‪...‬‬ ‫وعلى العموم‪ ،‬فإن القارئ لهذه السيرة يدرك أن الكاتب استطاع أن يقدم لنا الشخصية الرئيسية‬ ‫الفاعلة فيها‪ ،‬وتمكن من أن ينفذ إلى األعماق النفسية لتلك الشخصية وأن يبسطها أمام القارئ في أجلى‬ ‫تجلياتها وأروعها‪ ،‬وأن يكسب التفاعل معه واالنفعال من لدن القارئ؛ وتلك غاية منى كل كاتب أو حامل‬ ‫قلم بكل تأكيد‪.‬‬ ‫يذكر أن األستاذ محمد بولعيش‪ ،‬الذي يعد واحدا من أبناء حي علي باي بمدينة طنجة‪ ،‬مارس ‪-‬إلى‬ ‫جانب عمله المهني في قطاع التربية والتكوين‪ -‬النشاط اإلعالمي وأبان عن حضور على الفت ومتألق في‬ ‫هذا الميدان األخير من خالل عدد من المنابر التي أشرف على صدورها أم أسهم في إصدارها؛ أبرزها‪ :‬مجلة‬ ‫«بيت الحكمة» الشهيرة المتخصصة في الترجمة في العلوم اإلنسانية‪ ،‬ومجلة «نوافذ» الثقافية الفصلية‬ ‫وغيرهما من المنابر التي كان ينشر بها لسنوات طويلة مقاالت وأبحاث مترجمة رصينة في حقول التربية‬ ‫والنقد السينمائي والقصة القصيرة‪ ...‬كما ترجم األستاذ بولعيش كتاب «دينامية الرأسمالية» لفرنان‬ ‫بروديل باالشتراك مع األستاذ محمد البكري‪ ،‬فضال عن أنه قام بنشاط حيوي والفت في المجالين السياسي‬ ‫والنقابي في صفوف بعض الهيئات الحزبية وداخل بعض المنظمات النقابية‪ ،‬التي كان من أبرز قيادييها‬ ‫لسنوات طويلة مثل االتحاد المغربي للشغل والجمعية المغربية لحقوق اإلنسان‪...‬‬

‫عبد اهلل بديع‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يناير ‪2017‬‬

‫العدد ‪873‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)343‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫زوجة شرطي‪ ...‬تمارس التعذيب‬ ‫على موظفة بالمديرية اإلقليمية‬ ‫للتعليم بطنجة‪!.‬؟‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫مدخل بيت الضحية وأثار التخريب بادية‪!..‬‬

‫أحمد صدقي‬

‫بحث عن متغيب‬ ‫غاب السيد سعيد الدريوش البالغ من‬ ‫العمر ‪ 49‬سنة عن بيت أسرته الكائن بجبل‬ ‫درسة بمدينة تطوان منذ ثالث سنوات‪ ،‬ولم‬ ‫يظهر له أثر‪.‬‬ ‫المرجو من لديه معلومات علی مكان‬ ‫تواجده أن يتصل بأقرب مركز للشرطة‪ ،‬أو االتصال بالرقم الهاتفي‬ ‫التالي ‪:‬‬

‫‪06.67.11.20.36‬‬

‫لجميع إعالناتكم‬ ‫اإلشهارية واإلدارية‬ ‫يف جريدة‬

‫االتصال على الرقم ‪0539943008‬‬

‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫ديرالمسؤول‪:‬‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫توصلت الجريدـة بنسخـــة من‬ ‫شكايـــة موجهة إلى وكيــل الملك‬ ‫لدى المحكمة االبتدائية بطنجـــة‪،‬‬ ‫بتاريخ ‪ 10‬ـ ‪ 01‬ـ ‪ 2017‬تحت عدد ‪/340‬‬ ‫‪ ،17 /3101‬تقدمت بها الضحية (ل‪.‬و)‬ ‫الموظــفــــــة بالمديريــة اإلقليميــة‬ ‫للتعليــم بطنجــــة‪ ،‬فضلت عدم ذكر‬ ‫اسمها‪ ،‬مفادها أنها تعرضت مرارا‬ ‫للضرب والنتف والجرح‪ ،‬بواسطة شفرة‬ ‫حالقة‪ ،‬واإلهانة والشتـم والسـب‪ ،‬سواء‬ ‫بمقر عملها أو ببيتهـــا‪ ،‬وذلك ظلما‬ ‫وعدوانا من طـرف المشتكى بهـا (ح‪.‬أ)‬ ‫بسبب غيرة هذه األخيرة واتهامها‬ ‫للضحية بالتحرش بزوجها‪ ،‬رجل أمن‬ ‫يعمل ب��إدارة والية األمن ـ المنطقة‬ ‫األول��ى‪ ،‬سبق للضحية أن أس��دت له‬ ‫خدمة إداري��ة‪ ،‬بتـأكيد شهود عيان‪،‬‬ ‫بعدها انجذب إليها بفضل معاملتها الضحية بسروال‬ ‫الطيبة‪ ،‬المشهود لها بها‪ ،‬ثم سرعان‬ ‫ما بدأ يتحرش هاتفيا بها‪ ،‬ولما صدته ممزق وكف مجروحة‬ ‫عن ذلك‪ ،‬حاول االنتقام منها بتحريض‬ ‫بشفرة حالقة‬ ‫زوجته عليها‪ .‬والمثير في األم��ر‪ ،‬أن‬ ‫الضحية تقدمــت بعـــدة شكايات في‬ ‫الموضـوع‪ ،‬كما سبــق للدائرة األمنية ‪ 7‬إنجاز المسطرة في النازلة باالستماع‬ ‫إلى جميع األطراف‪ ،‬ورغم ذلك لم يتم تقديم المشتكى بها إلى النيابة العامة‪،‬‬ ‫رغم حصول الضحية على شهادة طبية‪ ،‬مدة العجز فيهـا حددت في ‪ 21‬يوما‪،‬‬ ‫تتوفر الجريدة على نسخــة منها‪ ،‬وذلك بسبب الحمايـة التي يوفرهــا لها زوجهـا‬ ‫الشرطي الذي سبـق له العمل بالمحكمة االبتدائيــة بطنجــة‪ ،‬مكلفا بالسجناء‪،‬‬ ‫أي له نفوذ واسع!‬ ‫وحسب الشكاية‪ ،‬فإن االعتداء‪ ،‬ماقبل األخير‪ ،‬الذي تعرضت له الضحية التي‬ ‫انهارت في الشارع العام وذلك من طرف زوجة الشرطي‪ ،‬بواسطة شفرة حالقة‪،‬‬ ‫نتج عنه نزيف حاد‪ ،‬تكون والية أمن طنجة شاهدة عليه‪ ،‬بحكم أن هذه األخيرة‬ ‫هي التي ربطت االتصال هاتفيا بسيارة اإلسعاف‪ ،‬لنقل المصابة‪ ،‬حيــث كانــت‬ ‫خضعــت لإلسعافات األوليــة بمستشفــى محمد الخامس‪ ،‬وسلمت لها شهادة‬ ‫طبية‪ ،‬مدة عجزها المؤقت‪ ،‬تم تحديده في ‪ 21‬يوما‪ ،‬حيث كان لهذه االعتداءات‬ ‫المتكررة أثركبير على نفسيتها‪ ،‬خاصة أنه ـ وإلى حد كتابة هذه السطور ـ لم يتم‬ ‫اعتقال الجانية‪ ،‬لمجرد أنها زوجة شرطي‪ ،‬بيد أن الضحية ترى نفسها قادرة على‬ ‫الرد عليها بعنف مضاعف‪ ،‬إال أنها تفضل سلك الطرق القانونية‪ ،‬لرد اعتبارها‪،‬‬ ‫ملتمسة من وكيل الملك إصدار تعليماته لتطبيق المساطر القانونية في هذه‬ ‫النازلة‪ ،‬طالما أن المغاربة سواسية أمام القانون‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫ئستح‪:‬مديالنشرو‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هئةالتحير‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬

‫محمد طارق بخات‬

‫دإلشهروالقتلعامة‪:‬‬

‫إلخرجوالتصيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنحمرالالتسويق‬

‫إلوشهار‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحبمنهذالعد‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫مك‪:‬ر‪.‬د‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪343‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 893‬ـ الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يناير ‪2017‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫أوراق من تاريخ كأس األمم اإلفريقية‬ ‫منذ ‪) 3 / 1 ( 1957‬‬ ‫كانت كرة القدم األفريقية تخطو خطواتها األولى عندما قرر االتحاد‬ ‫األفريقي لكرة القدم إقامة بطولة لكأس األمم عام ‪.1957‬‬

‫سنة ‪:1957‬‬

‫شاركت كل من مصر والسودان وإثيوبيا في البطولة األولى‪ ،‬بعد أن‬ ‫استبعدت جنوب أفريقيا ألنها رفضت أن ترسل فريقا مختلطا من البيض‬ ‫والسود إلى السودان التي أقيمت البطولة األولى على مالعبه‪.‬‬

‫سنة ‪:1959‬‬

‫و بعد سنتين‪ ،‬حصلت مصر على البطولة للمرة الثانية على أرضها‬ ‫بقيادة المدافع محمود الجوهري‪ ،‬وضمت هذه البطولة الدول الثالث التي‬ ‫ضمتها البطولة األولى عام ‪ .1957‬وكانت الستينات هي فترة ازدهار‬ ‫االتحاد األفريقي لكرة القدم‪ ،‬وفي هذا العقد أيضا ازدهرت بطوالت كأس‬ ‫األمم‪.‬‬

‫سنة ‪:1962‬‬

‫و استضافت إثيوبيا النهائيات الثالثة عام ‪ ،1962‬والتي ضمت دوال‬ ‫جديدة هي تونس وأوغندا التين شاركتا للمرة األولى‪ ،‬وأثبت اإلثيوبيون‬ ‫بأسهم‪ ،‬ووصلوا إلى المباراة النهائية أمام المنتخب المصري‪ .‬وتمكن‬ ‫اإلثيوبيون من التعادل بنتيجة ‪ ،2-2‬لتدخل المباراة للمرة األولى في تاريخ‬ ‫البطولة إلى الحسم عن طريق الوقت اإلضافي‪ ،‬وحسمتها إثيوبيا بنتيجة‬ ‫‪.4-2‬‬

‫سنة ‪:1963‬‬

‫وحصلت غانا على أول بطولة استضافتها عام ‪ ،1963‬وكان يتولى‬ ‫تدريبها حينها المدرب الشهير‪ ،‬تشارلز جيامفي‪ ،‬وتألقت (النجوم السوداء)‬ ‫لتفوز على السودان في المباراة النهائية بثالثة أهداف نظيفة‪ ،‬في المباراة‬ ‫التي أقيمت في العاصمة الغانية أكرا‪.‬‬

‫سنة ‪:1965‬‬

‫وفي عام ‪ ،1965‬نجحت غانا في االحتفاظ باللقب في تونس‪ ،‬بعد أن‬ ‫تغلبت على الدولة المضيفة بثالثة أهداف مقابل هدف واحد بعد أن دخلت‬ ‫المباراة إلى الوقت اإلضافي‪ ،‬وكان في الفريق الغاني العبين فقط من‬ ‫الفريق الذي فاز باللقب عام ‪.1963‬‬

‫سنة ‪:1968‬‬

‫ومما يعكس انتشار اللعبة في القارة السمراء‪ ،‬ضمت النهائيات التي‬ ‫أقيمت في إثيوبيا عام ‪ 1968‬بطولة حقيقية جرت عن طريق التصفيات‪،‬‬ ‫وتنافست فيها ثمانية منتخبات‪.‬‬ ‫لكن الكونغو كينشاسا أو زائير(الكونجو الديمقراطية) هي التي وصلت‬ ‫إلى المباراة النهائية أمام غانا‪ ،‬وسجل الالعب بيير كالال هدف الفوز‬ ‫للكونجو كينشاسا‪ .‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬سجل الالعب اإليفواري لوران بوكو‬ ‫ستة أهداف‪ ،‬وهو عدد أقل بهدفين عن عدد األهداف التي سجلها في‬ ‫البطولة السابقة‪.‬‬

‫سنة ‪:1970‬‬

‫وفي عام ‪ ،1970‬شهدت البطولة التي أقيمت في السودان أول ظهور‬ ‫للتغطية التليفزيونية للمباريات‪ .‬وسقطت زائير‪ ،‬حاملة اللقب‪ ،‬في الدول‬ ‫األول بينما تأهلت غانا للمبارة النهائية للمرة الرابعة على التوالي‪ ،‬لكن‬ ‫القدر أصاب النجوم السوداء بالمهاجم السوداني السيد‪ ،‬الذي أهدى لبالده‬ ‫الكأس الوحيدة على مدار تاريخهم‪.‬‬

‫سنة ‪:1972‬‬

‫واستضافت الكاميرون البطولة عام ‪ ،1972‬وتأهلت للدور قبل‬ ‫النهائي‪ ،‬ولكنها خسرت في مفاجأة أمام الكونغو‪ ،‬وفي مباراة نهائية لم‬ ‫يتوقعها الكثيرون‪ ،‬فازت الكونغو على مالي بثالثة أهداف مقابل هدفين‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫تكريم‬

‫الالعب الدولي‪ ،‬المرحــوم أحمد الزبطــي‪ ،‬الشهير في األوســاط‬ ‫الرياضية بلقــب «الروبيو» أو «عمو»‪ ،‬من طرف اتحاد طنجة خالل‬ ‫المباراة الودية التي جمعته بشباب بلوزداد الجزائري األحد الماضي بالملعب الكبير‬ ‫بطنجة‪ ،‬بادرة حسنة‪ ،‬بهدف استحضار إسم المرحوم الذي أسدى خدمات كبيرة لكرة‬ ‫القدم الطنجاوية‪ ،‬لكن الفكرة والظرف غير مواتيان‪ ،‬وال يمنحان القيمة التي يستحقها‬ ‫المرحوم‪ ،‬والذي يستحق مباراة تكريمية كبيرة وفي ظروف أحسن‪ ،‬وليس بالصدفة‪.‬‬ ‫وهذا ما يفرضه شموخ الالعب ونجوميته قيد حياته حين حمل قميص نهضة واتحاد‬ ‫طنجة‪ ،‬وحسنية أكادير والمغرب التطواني‪ ،‬باإلضافة إلى المنتخب الوطني‪ .‬وهذا ما‬ ‫يستوجب التفكير في إقامة مباراة تكريمية يتم التحضير لها بشكل يليق بقيمة‬ ‫الراحل‪ ،‬وليس بتحويل مباراة ودية برمجت صدفة‪ ،‬إلى عرس رياضي تكريمي ألحد‬ ‫رموز كرة القدم بالمدينة‪ .‬على األقل بالتحضير لمباراة الئقة بتنسيق وتشاور مع‬ ‫جل المهتمين باللعبة بالمدينة‪ ،‬من رياضيين‪ ،‬فعاليات اقتصادية‪ ،‬سلطات ومجالس‬ ‫منتخبة حتى تحظى أسرة الفقيد الذي خلف زوجة وولدين‪ ،‬بالعناية الالزمة‪.‬‬

‫فوزي لقجع‪..‬‬ ‫رئي�س اجلامعة امللكية املغربية لكرة القدم‬

‫أخيرا كـان المغــرب وجهـــة لجياني أنفانتينو‬ ‫رئيس اإلتحــاد الدولي لكرة القــدم‪ ،‬وزيارة عمل‬ ‫لعيسى حياتو رئيس الكونفدرالية اإلفريقية لكرة‬ ‫القدم‪ ،‬في نظركم ما هي دالالت وأبعاد الزيارتين‬ ‫معا؟‬ ‫الزيارتــان معا تحكمهما العالقــات المهنيــة‬ ‫والرياضية التي تحرص الجامعة الملكيــة المغربية‬ ‫لكرة القدم على أن تكون بدرجة عالية من الجودة‬ ‫والمسؤولية مـع األجهـــزة الكرويـــة ســـواء على‬ ‫المستوى الدولي أو على المستــوى القــاري‪ ،‬ومن‬ ‫منطلق حرص الجامعة على تمثين الروابط وتفعيل‬ ‫كل عالقات الشراكة نبادر إلى ما يمكن اإلصطالح‬ ‫عليه بالديبلوماسية الموازية‪ ،‬فنحن داخل الجامعة‬ ‫نفتح العديد من األوراش لنؤسس لحكامــة جيدة‬ ‫ولدخول متزن إلى عالم اإلحتراف‪ ،‬وفي ذلك نحن‬ ‫متطابقون تطابقا كامال مع ما توصي به الفيفـــا‬ ‫والكاف على حد سواء‪ ،‬كما أن المغرب سباق على مستوى‬ ‫قارته إلى تقوية بنياته التحتية الرياضية ليضع نفسه‬ ‫تحت تصرف المؤسستين معا لتنظيم األحداث الكروية‬ ‫الكبرى‪ ،‬وبالطبع فإننا نتطلع لمثــل هذه الزيارات ليقف‬ ‫المسؤولون المباشرون على حجم المجهودات المبذولة‬ ‫من طرف الجامعة من أجــل تطوير كرة القــدم بكافــة‬ ‫أوجهها وشعبها‪.‬‬ ‫في أعقاب زيارة أنفانتينو‪ ،‬نوه األخير بالمغرب‪.‬كيف‬ ‫استقبلتم كرئيس للجامعة هذا التنويه من المسؤول‬ ‫األول للفيفا؟‬ ‫أعتقد أنه تنويه بشيء مجسد على أرض الواقع‪ ،‬وهو‬ ‫أيضا اعتراف من المسؤول األول عن كرة القدم الذي‬ ‫يحمل كشعار تطوير كرة القدم في العالم‪ ،‬لقد حرصت‬ ‫على وضعه في الصورة الحقيقية لألوراش التي فتحناها‬ ‫ويجري العمل بها من أجل تقوية بنيات وهياكل كرة‬ ‫القدم الوطنية سواء على مستوى قاعدة الهرم أو على‬ ‫مستوى قمته‪ ،‬وقد مكنته من كتيب يفيض في شرح كل‬ ‫هذه األوراش‪ ،‬وبدوره أحاله على قسم الدراسات وخلص‬ ‫في النهاية إلى أن اإلستراتيجية التي تتبناها الجامعة‬ ‫ترمي ليس فقط إلى تطوير البنيات التحتية‪ ،‬ولكن‬ ‫أيضا إلى ضمان أعلى نسبة ممكنة من الحكامة الجيدة‪،‬‬ ‫وأعتقد على أن اإلتفاقيات المبرمة مع مديرية التجهيزات‬ ‫العمومية بشأن كل األوراش البنيوية هو تجسيد‬ ‫للشفافية ويمكن إعتباره اليوم نموذجا يحتذى به‪ .‬أما‬ ‫على المستوى الرياضي الذي يدخل في صلب اختصاصات‬ ‫الجامعة‪ ،‬فقد أطلع السيد رئيس الفيفا على كل اإلجراءات‬ ‫التي فعلتها الجامعة من أجل إحالل نوع من التدبير‬ ‫الحكيم واإلحترافي لكرة القدم الوطنية‪ .‬وأذكر أنني لما‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫انتهيت من عرض قدمتـــه أمام السيد أنفانتينـــو خالل‬ ‫لقاء أول بالعاصمة الفرنسية باريس بخصوص التجربة‬ ‫المغربية في مجال إعادة الهيكلة والتقويم وتنزيل قيم‬ ‫الحكامة الجيدة‪ ،‬قال بشكل تلقائي أن التجربة المغربية‬ ‫نموذجية ويجب تعميمها على مختلف دول القارة‪.‬كأس‬ ‫العالم لم يعد مجرد حلم‪.‬‬

‫في ظل اإلشارة التي قدمهـا أنفانتينو بخصوص‬ ‫تمتع المغرب بكـــل المؤهـــالت لتنظيم التظاهــرات‬ ‫الكروية العالمية‪ ،‬فهل هناك إرادة فعلية ليتقـــدم‬ ‫المغرب بترشيحه الستضافة كأس العالـم لسنة ‪2026‬؟‬

‫عندما تكـــون للمغرب شبكــة من المالعب ذات‬ ‫المستوى العالـــي والمتطابقة تطابقــا كامــال مع دفتر‬ ‫التحمالت الموضــوع من قبـــل الفيفـــا‪ ،‬وعندما نعرف‬ ‫أن هناك خطوات يجري قطعها من أجل الشروع في بناء‬ ‫ملعبي تطوان ووجدة تكون المحصلة في النهاية أننا‬ ‫أمام نقط قوة ال بد من استثمارها على نحو أفضل‪ ،‬كما‬ ‫أنه من الضروري أن نستثمر في هذا اإلعتراف الضمني‬ ‫الذي قدمه رئيس الفيفا والذي يدعمه بشكل مطلق‬ ‫السيد عيسى حياتو رئيس الكونفدرالية اإلفريقية لكرة‬ ‫القدم‪ ،‬وفي ذات السياق يسير الشيخ سلمان بن إبراهيم‬ ‫آل خليفة رئيس اإلتحاد األسيوي لكرة القدم‪ ،‬لذلك أقول‬ ‫أن طريق المغرب واضحة ليدخل مسلحا بهذه اإلمتيازات‬ ‫سباق تنظيم نهائيات كأس العالم‪ ،‬وعلى مستوى آخر‬ ‫يجب أن نعيد إشعاع كرة القدم الوطنية على المستويين‬ ‫القاري والدولي لنعطي في النهاية ‪ ‬معنى لهذا العمل‬ ‫البنيوي الذي نقوم به‪.‬‬

‫ألمانيا تطلب رسميا‬ ‫استضافة يورو ‪2024‬‬

‫عن «المنتخب»‬

‫حسمت ألمانيا قرارها بالتقدم لطلب استضافة بطولة كأس األمم األوروبية لكرة القدم عام‬ ‫‪ ،2024‬وذلك بعد الموافقة الرسمية من جانب االتحاد األلماني لكرة القدم الجمعة الماضي‪ .‬وذكر‬ ‫االتحاد األلماني في بيان أنه سيقدم طلبا لالتحاد األوروبي للعبة (يويفا) في موعد أقصاه الثالث‬ ‫من مارس المقبل‪ ،‬يتضمن إقامة عشرة استادات مقترحة في عشر مدن الحتضان فعاليات البطولة التي تقام بمشاركة ‪ 24‬منتخبا‪.‬‬ ‫وتعد ألمانيا مرشحة الستضافة البطولة األوروبية للمرة الثانية‪ ،‬حيث كانت قد استضافت نسخة عام ‪ .1988‬ومن المقرر أن تعلن‬ ‫اللجنة التنفيذية لليويفا عن البلد المنظمة ليورو ‪ 2024‬في سبتمبر ‪ .2018‬وفي أعقاب قضية كأس العالم ‪ 2006‬بألمانيا‪ ،‬المتعلقة‬ ‫بتحويل مبالغ مالية مثيرة للشبهات إلى االتحاد الدولي للعبة (فيفا)‪ ،‬طالب االتحاد األلماني منظمة الشفافية الدولية بمتابعة‬ ‫إجراءات طلب استضافة البطولة األوروبية‪ .‬وقال راينهارد جريندل‪ ،‬رئيس االتحاد األلماني «استضافة البطولة األوروبية في ‪2024‬‬ ‫ستكون بمثابة منارة لكرة القدم األلمانية ككل»‪ .‬وأضاف «سنقدم طلبا يفي بأعلى مستويات الجودة‪ ،‬وسنتأكد من ترشيح المواقع‬ ‫العشرة الحتضان المباريات ‪،‬بما يتماشى مع معايير الشفافية وبشكل واضح‪ ،‬لدينا في ألمانيا االستادات والبنى األساسية وكذلك‬ ‫الدراية بكيفية تنظيم بطولة مجدية اقتصاديا ومتوافقة مع قضايا البيئة»‪ .‬وتابع «أؤكد أننا سنبذل قصارى الجهد من أجل إقناع‬ ‫اليويفا بأننا لدينا أوراق اعتماد قوية لتنظيم بطولة أوروبية أخرى ناجحة‪ ،‬مثلما كان الحال في ‪ .»1988‬وتقام النسخة المقبلة من‬ ‫البطولة األوروبية (يورو ‪ )2020‬في ‪ 13‬دولة منها ألمانيا‪ ،‬حيث تستضيف ميونيخ ثالث مباريات في دور المجموعات ومباراة واحدة‬ ‫في دور الثمانية‪ ،‬بينما تحتضن العاصمة البريطانية لندن مباراتي الدور قبل النهائي والمباراة النهائية على ملعب ويمبلي‪.‬‬


‫العدد ‪873‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫‪ 250‬مشارك في النسخة العاشرة للبطولة الوطنية‬ ‫لرجال التعليم بطنجة‬ ‫ينظم فرع مؤسسة األعمال‬ ‫االجتماعية للتعليم بمديرية طنجة‬ ‫أصيلة‪ ،‬في الفترة الممتدة بين‬ ‫‪ 29‬يناير الحالي و‪ 3‬فبراير المقبل‬ ‫بمدينة طنجة البطولة الوطنية في‬ ‫كرة القدم المصغرة لرجال التعليم‬ ‫في نسختها العشرة التي أطلق عليها‬ ‫« دورة المرحوم ميلود الرندي »‪.‬‬ ‫وستشهد النسخة التي تنظم‬ ‫تحت شعـار «الرياضة في خدمـــة‬ ‫األعمال اإلجتماعية»‪ ،‬وتجرى أطوارها‬ ‫بقاعتي الزياتن وادرادب‪ ،‬مشاركة‬ ‫‪ 250‬فردا من العبين ومدربين‬ ‫ومسيرين وحكام‪ ،‬وأطر عن المكتب‬ ‫الوطني‪ ،‬يشكلون ‪ 12‬فريقا من ‪12‬‬ ‫جهة بالمملكة إضافة إلى الفـــرع‬ ‫المنظم‪ ،‬وفضال عن طاقــــم من‬ ‫الهالل األحمر‪.‬‬ ‫وتروم التظاهرة التي انطلقت‬ ‫نسختها األولى سنة ‪ 2007‬بمدينة‬ ‫طنجة في إطار مشاركة رجال التعليم‬ ‫في حملة دعم ملف مدينة طنجة أثناء ترشيحها الحتضان‬ ‫إكسبو ‪ .2012‬تشجيع األطر التربوية واإلدارية على العناية‬ ‫بالجسم والسالمة الصحية والنفسية‪ ،‬كما أكدت الجهة‬

‫المنظمة خــالل الندوة الصحفيـــة‬ ‫المنعقـــدة مساء الخميـــس بقاعة‬ ‫اإلجتماعات الكبرى التابعة لنادي ابن‬ ‫بطوطة لرجال التعليم‪ .‬نشطها محمد‬ ‫مكوار‪ ،‬الكاتب العـــام لفرع طنجــة‬ ‫أصيلــة‪ ،‬وهشــام بنعريجة‪ ،‬العضو‬ ‫الوطني ونائب الكاتب العام للفرع‬ ‫ذاته‪ ،‬وعبد الحــق المامون‪ ،‬الكاتب‬ ‫العام الوطني‪ .‬إذ تطرقوا للخطوات‬ ‫التي قطعتها اللجنة المنظمة في‬ ‫التحضير للبطولة للنسخة العاشرة‬ ‫واألهداف التي ترغب في بلوغها‪.‬‬ ‫كما يشهـــد البرنامــج العــام‬ ‫للتظاهرة‪ ،‬تنظيـم ندوة اجتماعية‬ ‫وأمسيات ثقافية وفنية‪ ،‬وتنظيم يوم‬ ‫الوفاء تكريما لرواد البطولة األولى‪.‬‬ ‫يذكر أن قرعة المنافسات التي‬ ‫أجريت خالل الندوة الصحفية‪ ،‬أسفرت‬ ‫عن مواجهات فروع طنجة أصيلة‪،‬‬ ‫خنيفــــرة‪ ،‬مراكـــش في المجموعة‬ ‫األولى‪ ،‬وفروع تارودانت‪ ،‬الناظـــور‪،‬‬ ‫ميديلت‪ ،‬في المجموعة الثانية‪ ،‬وفروع آسفي‪ ،‬سيدي سلمان‪،‬‬ ‫كلميم في المجموعة الثالثة‪ ،‬ثم فروع تطوان‪ ،‬تاونات‪ ،‬العيون‪،‬‬ ‫الحي الحسني في المجموعة الرابعة‪.‬‬

‫المغرب التطواني يستسلم لرغبة الصالحي‬ ‫استسلم مكتب المغــرب التطواني لرغبـــة‬ ‫مهاجمه‪ ،‬ياسين الصالحي‪ ،‬في تغيير األجواء من أجل‬ ‫تحسين دخله‪ .‬وأكد مصدر من الفريق التطواني أن‬ ‫استند إلى بند يتضمنه العقد الموقع مع الالعب‪،‬‬ ‫يخول له حق االنتقال ألي فريق خارج المغرب في‬ ‫حالة توصله بعرض جيد‪.‬‬ ‫والتحق الصالحي بشكل رسمي بنادي الظفرة‬ ‫اإلماراتي معارا إلى نهاية الموسم‪ .‬و يستفيد الفريق‬ ‫التطواني من مبلغ ‪ 180‬ألف دوالر مقابل الصفقة‪.‬‬ ‫وكان الصالحي تعاقد مع المغرب التطواني في‬ ‫انتقال حر بداية الموسم الحالي لموسمين‪.‬‬ ‫ويواصل المغرب التطواني سياسة بناء الفريق‬ ‫من خالل االعتماد على مدرســـة الفريق في ظل‬ ‫غياب الدعم المادي يسمح له بمسايرة تحدياته‪ ،‬مع‬ ‫انتداب العبين متمرسين و تحفيزهم على العطاء‬ ‫بتوفير ظروف الممارسة الجيدة لهم ليتم تسويقهم‬ ‫بعد تألقهم بمبالغ محترمة تضخ في ميزانية الفريق‬ ‫لتخفف من األعباء المالية الكبرى وبالتالي ضمان‬ ‫استمرارية النادي‪.‬‬

‫عصبة الشمال تنظم الدوري الجهوي‬ ‫في الاليت كونتاكت‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يناير ‪2017‬‬

‫‪19‬‬

‫منالجامعة‬ ‫أخبارأخبار‬ ‫الجامعة‬ ‫تنظيم يومين دراسيين لفائدة الكتاب العامون ألندية الهواة‬

‫نظمت العصبة الوطنية لكرة القدم هواة يومي السبت ‪ 14‬و األحد ‪ 15‬يناير الجاري‬ ‫بالمركب الدولي للطفولة و الشباب موالي رشيد بمدينة بوزنيقة‪ ‎ ،‬يومين دراسيين‬ ‫لفائدة الكتاب العامون ألندية الهواة‪ .‬وعرفت انطالقة هذه األشغال التي ترأسها‬ ‫كل من السيدين جمال السنوسي عضو المكتب المديري للجامعة الملكية المغربية‬ ‫لكرة القدم ورئيس العصبة الوطنية لكرة القدم هواة‪ ،‬وطارق ناجم الكاتب العام‬ ‫للجامعة‪ ،‬مشاركة مجموعة من أندية الهواة المنضوية تحت لواء الجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم‪ .‬وقال جمال السنوسي في كلمته االفتتاحية‪ ،‬إن الهدف من‬ ‫تنظيم هاذين اليومين الدراسيين‪ ،‬اطالع أندية الهواة على المستجدات التنظيمية‬ ‫والقانونية الجاري بها العمل‪ ،‬وذلك من أجل ضمان تدبير معقلن وحكامة جيدة داخل‬ ‫إدارة فرقها‪ ،‬منوها بالمجهودات التي يقوم بها فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم الرامية إلى النهوض بكرة القدم هواة‪ ،‬وذلك من خالل األوراش‬ ‫المفتوحة على مستوى‪ ،‬خلق العصبة الوطنية لكرة القدم هواة‪ ،‬و‪ ‬تجهيز مالعب‬ ‫الهواة بالعشب االصطناعي‪ ،‬ورفع منح اندية الهواة بأكثر من ‪ .100%‬وشمل برنامج‬ ‫اليومين الدراسيين تقديم الهيكلة اإلدارية ومختلف اللجان الدائمة الخاصة بالعصبة‬ ‫الوطنية لكرة القدم هواة‪ .‬النظام األساسي النموذجي للجمعيات الرياضية‪ .‬نظام‬ ‫وقانون انتقال الالعبين‪ .‬تدبير ملفات التأمين الرياضي‪ .‬النظام الرياضي للمنافسات‪.‬‬ ‫التعديالت الجديدة للتحكيم‪ .‬والنظام الرياضي التأديبي والروح الرياضية‪.‬‬

‫المنتخب الوطني ألقل من ‪ 20‬سنة ينهزم أمام مصر في لقاء‬ ‫ودي‬

‫انهزم المنتخب الوطني ألقل من ‪ 20‬سنة بهدفين لصفر في المباراة الودية‬ ‫التي جمعته مساء الثالثاء الماضي بالمنتخب المصري‪ .‬وسجل الهدف األول للمنتخب‬ ‫المصري ألقل من ‪ 20‬سنة في هذه المباراة الودية التي أقيمت على أرضية ملعب‬ ‫«ستاد القاهرة»‪ ،‬الالعب أسامة جمال في الدقيقة ‪ 21‬من ضربة جزاء قبل أن يضيف‬ ‫زميله نصر ماهر الهدف الثاني في الدقيقة ‪ 27‬من ضربة جزاء أيضا‪.‬‬

‫الجامعة تعزي في وفاة جد الالعب سايس‬

‫تقدم فوزي لقجع‪ ،‬رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪،‬‬ ‫وأعضاء‪ ‬بعثة‪ ‬المنتخب‪ ‬الوطني بالغابون‪ ،‬بتعازيهم الحارة إلى الالعب الدولي‬ ‫المغربي غانم سايس‪ ،‬على إثر وفاة المشمول برحمة اهلل‪ ،‬جد‪ ‬ه عشية الثالثاء ‪17‬‬ ‫يناير‪.2017‬‬ ‫وتقدم رئيس الجامعة بتعازيه الحارة لالعب الموجود رفقة المنتخب الوطني‬ ‫بالغابون‪ ،‬بإسمه الخاص ونيابة عن أعضاء‪ ‬طاقم‪ ‬األسود‪ ‬والالعبين‪. ‬‬ ‫وكان غانم سايس تلقى خبر فقدان جده بعد عودته من تداريب عصر الثالثاء‪،‬‬ ‫ورغم تأثره بهذا الحدث األليم إال أنه قرر البقاء رفقة النخبة الوطنية بالغابون وعدم‬ ‫المغادرة‪.‬‬

‫المنتخب الوطني لالعبين المحليين يفوز على منتخب الرأس‬ ‫األخضر‬

‫فاز المنتخب الوطني لالعبين المحليين بنتيجة ‪ 4‬أهداف مقابل ‪ 0‬في المباراة‬ ‫الودية التي جمعته مساء يوم الثالثاء الماضي بمنتخب الرأس األخضر‪.‬‬ ‫وتناوب على تسجيل أهداف المنتخب الوطني في هذه المباراة الودية كل من‬ ‫الالعبين وليد أزارو في مناسبتين (دقيقتين ‪ 16‬و‪ )82‬وعبد الغني معاوي (الدقيقة‬ ‫‪ )57‬وعمر النمساوي (الدقيقة ‪ .)72‬جدير بالذكر‪ ،‬أن هذه المباراة الودية التي قادها‬ ‫الحكم بوشعيب لحرش‪ ،‬أجريت على أرضية الملعب البلدي لمدينة القنيطرة‪.‬‬

‫لجنة االستئناف تأيد قرارات ضد النواصر‬

‫اجتمعت اللجنة المركزية لالستئناف التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة‬ ‫القدم‪ ،‬لدراسة الملفات المحالة عليها‪ ،‬ومن بين القرارات التي أصدرتها‪ ،‬تأييد قرار‬ ‫لجنة األخالقيات بتوقيف عبد الحق العمراني العب فريق النادي الرياضي النواصر‬ ‫أوالد صالح لمدة سنة ستة أشهر منها موقوفة التنفيذ‪ .‬وتأييد قرار لجنة األخالقيات‬ ‫بتوقيف علي بوغو رئيس فريق النادي الرياضي النواصر أوالد صالح لمدة سنة ستة‬ ‫أشهر منها موقوفة التنفيذ‪ ،‬مع غرامة مالية قدرها ‪ 50‬ألف درهما‪ ،‬وذلك من أجل‬ ‫القيام بتصرفات منافية لألخالق الرياضية والغير الالئقة برئيس نادي رياضي‪.‬‬

‫افتتاح التسجيل بمدرسة نهضة طنجة‬ ‫لكرة القدم‬

‫نظمت عصبة الشمال‪ ،‬طيلـــة يوم األحد‬ ‫الماضي ‪ 15‬يناير الجاري‪ ،‬بالقاعة المغطاة «بدر»‬ ‫بمدينة طنجة‪ ،‬الدوري الجهوي في رياضة الاليت‬ ‫كونتاكت‪ ،‬لفائدة الفئات الصغرى من مواليد سنة‬ ‫‪ 2005‬للذكور واإلناث‪.‬‬ ‫وعرف الدوري الذي تميز بمشاركة العديد‬ ‫من الجمعيات المنضوية تحــت لواء العصبة‪،‬‬ ‫بالنجاح على مستوى التنظيم‪ ،‬وبتقديم مستوى‬ ‫تقني كبير من قبل بطالت وأبطال المستقبل‪.‬‬ ‫بشهادة اآلباء واألمهات الذين رافقوا أبناءهم‬ ‫خالل الدوري‪ ،‬الذي اختتم بحفل توزيع الشواهد‬ ‫والميداليات على جميع المشاركين‪.‬‬

‫تعلن إدارة مدرسة نهضة طنجة لكرة القدم أنها شرعت في تسجيل‬ ‫وإعادة التسجيل للتالميذ الراغبين في االنخراط بالمدرسة‪ ،‬وعلى الراغبين‬ ‫في ذلك االتصال بمدير المدرسة على الرقم التالي (‪ )0661720614‬أو‬ ‫الحضور لملعب مرشان حسب البرنامج التالي‪:‬‬ ‫ كل يوم األربعاء‪ :‬من الساعة الثانية زواال (‪ )h 14‬إلى الخامسة مساء‬‫(‪.)h 17‬‬ ‫ كل يوم الجمعة‪ :‬من الساعة الثالثة زواال (‪ )h 15‬إلى السادسة مساء‬‫(‪. )h 18‬‬ ‫ كل يوم السبت‪ :‬مـن الساعـة الثامنــة صباحا (‪ )h 08‬إلى الواحدة‬‫زواال (‪.)h 13‬‬ ‫ كل يوم األحــد‪ :‬من الساعــة الثامنــة صباحا (‪ )h 08‬إلى الواحدة‬‫زواال (‪.)h 13‬‬


‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬يناير ‪2017‬‬

‫العدد ‪873‬‬

‫فضاء األنثـى ‪:‬‬

‫ال م�س�ؤولية للمر�أة‬ ‫يف «املع�ص ّية الأولى» !‬

‫مكتب إقليمي لغرفة التجارة والصناعة والخدمات‬ ‫الجهوية بمدينة شفشاون‬

‫ بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬‫الحديث عن المرأة في كتب المتقدمين وشروح المتأخرين‬ ‫يختلف من متحــدث آلخر بحسب بيئتـــه وثقافتــه وتقاليده‬ ‫واألساطير التي يحشى بها دماغه‪ ،‬على أنها حقائــق ثابتة يجب‬ ‫الدفاع عنها طلبا لألجر والثواب‪.‬‬ ‫ومن تلك «الحقائق» أن حواء خلقت من ضلع أعوج من‬ ‫ضلوع آدم‪ ،‬وأنها سبب كل البالوى التي أصابت البشر‪ ،‬إذاكانت‬ ‫«موجب» غضب الرب على آدم وطرده من الجنة‪.‬‬ ‫والواقع أنه ال يوجد ذكر باإلسم لحواء في القرآن الكريم‪ ،‬كما‬ ‫أنه ال يوجد ذكر باإلسم إال لمريم العذراء‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ا�صطف ِ‬ ‫َـــاك َوط َّه َر ِك‬ ‫ي �إِ َّن ال َل َّه ْ‬ ‫«و�إِ ْذ َقال َِت مْال اَ​َل ِئكَ ُة َيا َم ْر مَ ُ‬ ‫ا�ص َطف ِ‬ ‫َاك َعلَى ن َِ�ســـاءِ ال َْع مَالِني» (سورة آل عمران آية‪ ،)42‬في‬ ‫َو ْ‬ ‫حين ورد ذكر لنساء غيرها باإلشارة‪ ،‬كأم موسى‪ ،‬وزوجتي نوح‬ ‫ولوط‪ ،‬وزوجةابراهيم‪ ،‬وزوجة فرعون‪ ،‬وزوجة عزيز مصر‪ ،‬وأخت‬ ‫ت ِلكُ ُه ْم َو�أُوت َِي ْت مِ ن‬ ‫ام َر�أَةً مَ ْ‬ ‫موسى‪ ،‬والملكة بلقيس‪�«،‬إين وجدت ْ‬ ‫كُ ِّل َ�ش ْيءٍ َول َ​َها َع ْر ٌ‬ ‫يم»‪�(،‬سورة النمل‪ ،‬الآية ‪ ،)23‬وخولة‬ ‫�ش َعظِ ٌ‬ ‫بنت حكيم أو بنت ثعلبة أو بنت الصامت أو بنت ابن الدليج «قد‬ ‫�سمع الله قول التي جتادلك يف زوجها وت�شتكي �إلى الله» (سورة‬ ‫المجادلة‪ ،‬آية رقم ‪.)1‬‬ ‫وبالعودة إلى حواء التي تُحمل مسؤولية طرد آدم وعترته من‬ ‫الجنة‪ ،‬وبالتالي مسؤولية كل الشرور التي أصابت الجنس البشري‬ ‫منذ النشء‪ ،‬حتى أن اإلمام القرطبي اعتبر أن «المرأة تقبل في‬ ‫صورة شيطان‪ ،‬أي في صفته من الوسوسة والتحريك للشهوة‬ ‫بما يبدو منها من المحاسن المثيرة للشهوة النفسية (الجنسية)‬ ‫والميل الطبيعي‪ ،‬وبذلك تدعو إلى الفتنة التي هي أعظم من فتنة‬ ‫الشيطان»!!!!‪..‬‬ ‫والحال أن اهلل كرم حواء حيث خلقها من كائن حي ومنه‬ ‫اسمها «حواء»‪،‬وجعلها أما لكل حي‪ ،‬ونهاية قمة هرم الخلق‪ ،‬ولم‬ ‫يشركها في معصية آدم بل وجه سبحانه وتعالى الخطاب اإللهي‬ ‫كليا آلدم «وقلنا ياآدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكال منها رغدا‬ ‫حيث شئتما وال تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين»‪.‬‬ ‫ويف �سورة طه ‪« :‬قلنا يا�آدم �إن هذا عدو لك ولزوجك فال‬ ‫يخرجنكما من اجلنة فت�شقى‪�( ،‬أنت) �إن لك �أال جتوع فيها وال‬ ‫تعرى و�إنك ال تظم�أ فيها وال ت�ضحى‪ ،‬فو�سو�س �إليه ال�شيطان‬ ‫(�إلى �آدم) قال يا �آدم هل �أدلك على �شجرة اخللد وملك ال يبلى‪،‬‬ ‫ف�أكال منها فبدت لهما �سو�أتهما وطفقا يخ�صفان عليهما من ورق‬ ‫اجلنة‪ ،‬وع�صى �آدم ربه فغــوى‪ ،‬ثم اجتبـاه ربــه فتاب عليه‬ ‫وهدى‪( »....‬صدق اهلل العظيم)‪.‬‬ ‫الشيطان لعنه اهلل وسوس إلى آدم وغره‪ ،‬هو‪ ،‬بشجرة الخلد‪،‬‬ ‫وأن حواء شاركت زوجها في األكل المحظور‪ .‬وقال الحق إن آدم‬ ‫«عصى ربه فغوى» ولم تسر المعصية على حواء وال الغواية‪ ،‬ثم‬ ‫«اجتباه ربه فتاب عليه وهدى» ولم تُحمل حواء أي ذنب فيما‬ ‫جرى‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬ ‫وبالتالي فال يجب على المرأة أن تشعر بنقص أو بذنب‬ ‫فيما جرى للخلق وفيما نسجت األساطير من خرافات وأساطير‬ ‫حول المرأة‪ ،‬وصدقها الرجل بل وعمل على انتشارها وترسيخها‬ ‫وتداولها على أساس أنها حقائق ثابتة‪ ،‬بل إن اهلل خلق األنثى‬ ‫لكي يسكن إليها الرجل ولم يأت القول بصيغة أن تسكن إليه‬ ‫المـــرأة‪ ،‬فهي إذن مصدر السكينـــة واالستقرار والطمأنينة‬ ‫بالنسبة للرجل‪ ،‬وليســـت مصدر وسوسة وفتنة كما تصورها‬ ‫بعض األساطير المغرضة‪.‬‬ ‫وال أدل من التكريم اإللهي للمرأة أن الحق سبحانه وتعالى‬ ‫أقرنها بالرجل في كل األوامر اإللهية المتعلقة بالدين والدنيا‪،‬‬ ‫وأن األمر اإللهي يسري عليهمــا معـــا‪ .‬وفي سورة «األحزاب»‬ ‫ساوى اهلل سبحانه وتعالى بين الرجال والنساء «�إن مْ ُ‬ ‫ني‬ ‫ال ْ�سلِمِ َ‬ ‫ِيـــن َوا ْلقَا ِنت ِ‬ ‫ال�ؤْمِ ن ِ‬ ‫ال ْ�سل َِم ِ‬ ‫ِيــن َو مْ ُ‬ ‫ـــات َو مْ ُ‬ ‫َو مْ ُ‬ ‫َــــات‬ ‫َات َوا ْلقَا ِنت َ‬ ‫ال�ؤْمِ ن َ‬ ‫َ‬ ‫ا�شعِ‬ ‫ات َوالخْ َ ِ‬ ‫ال�صاب َِر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ادِ‬ ‫قِ‬ ‫ادِ‬ ‫ِرِ‬ ‫يـــــن‬ ‫و‬ ‫يــن‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ال�ص‬ ‫و‬ ‫ات‬ ‫ق‬ ‫ال�ص‬ ‫و‬ ‫ني‬ ‫ال�ص‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫َو َّ‬ ‫َ‬ ‫ِمِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫مْ‬ ‫مْ‬ ‫َوالخْ َ‬ ‫يـــن‬ ‫ئ‬ ‫ا‬ ‫ال�ص‬ ‫و‬ ‫ــــات‬ ‫ق‬ ‫د‬ ‫َ�ص‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫يـــن‬ ‫ق‬ ‫د‬ ‫َ�ص‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ــــات‬ ‫ِع‬ ‫ـ‬ ‫ـــا�شـ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اكِ‬ ‫ِ‬ ‫افِظِ‬ ‫ِ‬ ‫حْ‬ ‫حْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫رِ‬ ‫ِريا‬ ‫ث‬ ‫الله‬ ‫ين‬ ‫ذ‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ات‬ ‫افِظ‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫وج‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫ني‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ات‬ ‫ِم‬ ‫ئ‬ ‫ا‬ ‫ال�ص‬ ‫كَ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ ُْ َ‬ ‫َ‬ ‫َو َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ظِ‬ ‫ِ‬ ‫ةً‬ ‫غْ‬ ‫يما»‪.‬‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ج‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ِر‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫َه‬ ‫ل‬ ‫الله‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ات‬ ‫َوال َّذاكِ َر‬ ‫َ َّ‬ ‫ُْ َ َ َ ْ ً َ ً‬ ‫ثم إننا لو تأملنا هذه اآلية ‪« :‬بعضكم من بعض» نفهم أن‬ ‫اهلل سبحانه وتعالى جعل المرأة بعضا من الرجل‪ ،‬وحد من طغيان‬ ‫الرجل‪ ،‬فجعله «بعضا» من المرأة‪.‬‬ ‫وال شك أن السعادة المثلى والمطلقة تكمن في أن يكمل‬ ‫«البعض بعضه» في وئام تام وانسجام كامل‪ ،‬ويقين عميق‬ ‫بأن للرجل والمرأة رسالة كونية أزلية في هذه الحياة‪ ،‬وأن الحياة‬ ‫تستحق أن تعاش بتفاؤل !‬

‫في إطار تفعيل الجهوية على مستوى جهة طنجة‪ ،‬تطوان‪،‬‬ ‫الحسيمة‪ ،‬تم‪ ،‬خالل هذا األسبوع تدشين مكتب إقليم شفشاون‬ ‫لغرفة التجارة والصناعة والخدمات الجهوية بحضور منتخبي‬ ‫اإلقليم بالجهــة وعدد من الفاعلين األقتصاديين والمهنيين‬ ‫بشفشاون ‪ ،‬حيث تمت‪ ،‬بالمناسبة‪ ،‬دراسة سبل تفعيل ودعم‬ ‫اتفاقية الشراكة المبرمة بين الغرفة والمجلس الجماعي إلقليم‬ ‫شفشاون خالل لقاء تم لهذه الغاية بين مكتب الغرفة ومجلس‬ ‫جماعة شفشاون ‪.‬‬ ‫وحسب مسؤولي الغرفة الجهوية ‪ ،‬فإن افتتاح مكتب بمدينة‬ ‫شفشاون‪ ،‬يندرج في إطار تقريب خدمات الغرفة من أعضائها‬ ‫ومنتسبيها بهذا اإلقليم الناهض‪ ،‬وفتح آليات للتواصل المستمر‬ ‫معهم‪ ،‬من أجل االطالع على أحوالهم واالستماع إلى رغباتهم‬ ‫ودراسة مشاكلهم‪ ،‬سواء على مستوى الممارسة المعنية أو من‬

‫أجل تنزيل برامج الغرفة الجهوية الرامية إلى تحقيق التنمية‬ ‫االقتصادية واالجتماعية وخلق الظروف المواتية لتطوير االقتصاد‬ ‫المحليوالجهوي‪.‬‬ ‫وخلص هذا اللقاء إلى تشكيل لجنة تقنية تعمل على إعداد‬ ‫مسودة مشروع ـ برنامج مشترك لسنة ‪ 2017‬تتم دراسته على‬ ‫مستوى مكتبي غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجة‪،‬‬ ‫تطوان‪ ،‬الحسيمة ومكتب المجلس الجماعي لشفشاون‪.‬‬ ‫وتوج هذا اليوم بلقاء لرئيس غرفة التجارة والصناعة‬ ‫والخدمات لجهة طنجة تطوان الحسيمة عمر مورو ورئيس جماعة‬ ‫شفشاون السيد محمد السفياني مع الفاعلين االقتصاديين‬ ‫المحليين من تجاروصناع ومهنيين ومسؤولين بمختلف القطاعات‬ ‫المعنية‪ ،‬بمدينة شفشاون‪.‬‬ ‫ع‪ .‬ك‬

‫مرينـة طنجـة الدوليـة‪ .....‬قريبــاً‬ ‫تكاد أشغال إنجاز الميناء الترفيهي بالميناء‬ ‫القديم أن تشرف على نهايتها وفق ما أعلنه‬ ‫مسؤول بالشركة المنفذة‪ ،‬حيث من المنتظر‬ ‫أن تكون «المارينا» جاهزة بعد ثالثة أو أربعة‬ ‫شهور‪.‬‬ ‫ومعلوم أن مارينا طنجة التي تم تصورها‬ ‫على أساس أن تكون واحدة من أكبر وأفخم‬ ‫المارينات التي تزخر بها شواطئ ضفتي األبيض‬ ‫المتوسط‪ ،‬خاصة بجنوب اسبانيا‪ ،‬هذا المشروع‬ ‫الهام‪ ،‬ينـدرج في إطـــار المخطـــط الملكي‬ ‫لــ «طنجة الكبرى» ‪ ،‬ويضم‪ ،‬إلى جانب المارينا‬ ‫مرافق ترفيهية واجتماعية وسياحية أخرى ال‬ ‫تزال المنجزات به لم تظهر مالمحها بعد بكامل‬ ‫الوضوح‪ ،‬باستثناء ميناء الصيد والنادي البحري‬ ‫اللذين يقع الحديث عنهما بين الفينة واألخرى‪.‬‬ ‫وأشغال بعض الترميمات لبنايات تاريخية‬ ‫بمحيط الميناء خاصة كالميناء البرتغالي الذي‬ ‫يعود إلى القرن السادس الميالدي‪ ،‬وبعض‬ ‫«األبراج» التي تحتاج فعال لمخطط ترميم جذري‬ ‫ألنها ملك للمدينة ومعلمات من معلماتها‬ ‫ويحق ألهالي المدينة أن يلحوا على ذلك‪ ،‬لما‬ ‫لتلك المشاريع من نفع عام يعود على المدينة‬ ‫والمنطقة‪ .‬بينما يتحدث البعض عن تباطؤ‬

‫الفساد‬

‫في عمليات إنجاز المخطط برمته ‪ .‬والمؤسف‬ ‫أنه قلما ترشح أخبار عن تقدم األشغال في إنجاز‬ ‫المخطط الملكي الذي سيرقى بطنجة إلى‬ ‫مصاف كبريات العواصم المتوسطية‪ .‬ويبقى‬ ‫ميناء طنجة المتوسط أكبر مفخرة لطنجة‬ ‫وأهاليها ‪ ،‬شاهدا على عبقرية جاللة الملك الذي‬ ‫أشرف شخصيا على وضع اللبنات األولى لهذا‬ ‫المشروع الضخم وتابع عن كثب أشغال إنجازه‬ ‫وانطالقته الناجحة في عالم المالحة التجارية‬ ‫والتبادل التجاري العالمي‪.‬‬

‫للتذكير فقد انطلقت أشغال تهيئة ميناء‬ ‫طنجة القديم منذ ست سنوات بهدف تحويل‬ ‫هذا الميناء إلى منصة دولية على المستوى‬ ‫السياحي والثقافي والترفيهـي تذكـر بالدور‬ ‫الهائل الذق قام به هذا الميناء على امتداد‬ ‫قرن من الزمان‪ ،‬في ربط طنجة الدولية بالقارات‬ ‫الخمس ‪ ،‬وحقق لهذه المدينة شهرة عالمية‬ ‫في مجال المالحة التجارية والتنمية السياحية‬ ‫واالقتصادية والثقافية ‪.‬‬

‫ع‪.‬ك‬

‫احلكومة‬ ‫املواطن‬ ‫املقهور‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.