Achamal n° 874 le 31 janvier 2017

Page 1

‫احلي الذي ال مَيوت‬ ‫�سبحان ّ‬

‫عبد اللطيف الخطيب في ذمة اهلل‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 874‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 3‬جمادى ‪ 31 / 1438 /1‬يناير �إلى ‪ 6‬فرباير ‪2017‬‬

‫في الذكرى الرابعة‬

‫‪54‬‬

‫انتقل إلى عفو اهلل وكرمه‪ ،‬الوطني الفذ‪ ،‬األستاذ عبد اللطيف الخطيب الذي وافاه األجل المحتوم‬ ‫يوم األحد الماضي بمسقط رأسه بتطوان‪.‬‬ ‫والراحل الكبير يعتبر من الرعيل األول للوطنيين المغاربة في الشمال‪ ،‬حيث ناضل في شبيبة حزب‬ ‫اإلصالح الوطني بزعامة الراحل األستاذ عبد الخالق الطريس كما طبع بإنتاجه الغزير‪ ،‬الحياة الثقافية‬ ‫والفكرية واإلعالمية بمدينة تطوان‪ ،‬حيث برز ككاتب ممتاز ومثقف موسوعي وإعالمي متمكن جعل‬ ‫من كتاباته الصحافية في شتى المنابر اإلعالمية وطنيا وعربيا‪ ،‬خاصة جريدة «األمة» لسان حال حزب‬ ‫اإلصالح الوطني‪ ،‬منبرا لجهاده الوطني وإلبالغ أفكاره النضالية من أجل التحرير والوحدة‪.‬‬ ‫وبعد االستقالل تحمل المرحوم عبد اللطيف الخطيب مسؤوليات عليا في جهاز الدولة‪ ،‬منها تعيينه‬ ‫سفيرا لبالده في البرازيل وفي العاصمة اإلسبانية‪ ،‬مدريد‪ ،‬كما عين عامال على إقليم تطوان‪ .‬وتميز طول‬ ‫حياته بأداء مهني تطبعه روح الوطنية والشعور األمثل بمسؤولية وواجب خدمة الوطن والمواطنين‪.‬‬ ‫وبهذا المصـاب الجلــل تتقــدم جريدة «الشمال» بالتعـــازي الصادقة ألسرة الفقيد الكبيـــر‬ ‫وعثرته وأهله‪ ،‬كما تعزي في فقدانه رجال الحركة الوطنية المغربيــة بالشمـــال التي كان المرحـوم‬ ‫عبد اللطيف الخطيب قائدا من قاداتها األفذاذ ومناضال شهما داخل كوكبتها األولى‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫والخمسين لوفاة األمير‬

‫محمد بن عبد الكريم الخطابي‬

‫صاحب نظرية «حرب العصابات» األولى في العالم‬ ‫وزعيم ثورة التحرير المغاربية ‪ 1882‬ـ ‪1963‬‬ ‫تحل يوم اإلثنين المقبل سادس فبراير ‪ 2017‬الذكري الرابعة والخمسين لوفاة أمير التحرير المغربي محمد بن عبد الكريم‬ ‫الخطابي‪ ،‬أسد الريف الذي قهر االستعمار وأذاق عسكر اإلسبان هوان الهزيمة واالندحار‪ ،‬في الوقت الذي سجل التاريخ انبطاح‬ ‫السلطات المركزية أمام المستعمر الفرنسي واستسالمها لمناوراته المتواصلة الستحكام سيطرته ونفوذه على بالد المغرب الذي‬ ‫كان يعيش حياة اإلقطاع القبلي والتخلف اإلداري وحروب السيبة التي نخرت البالد من الداخل‪ ،‬وقوضت شوكتها وقلصت من‬ ‫هيبتها ومن المكانة الدولية التي كانت تتمتع بها أيام المولى اسماعيل العلوي (‪ 1645‬ـ ‪.)1727‬‬ ‫هذا الوضع أدى إلى تكالب االستعمار الدولي على المغرب‪ ،‬وسعيه إلى محاولة بسط سيطرته بالكامل عليه‪ ،‬عبر مؤتمر برلين‬ ‫األول (‪ )1880‬الذي اعترف بحق السفراء األجانب بالمغرب في حماية «رعاياها» المغاربة‪ ،‬والثاني (‪ )1884‬حول تقسيم القارة اإلفريقية‬ ‫ومؤتمر الجزيرة الخضراء (‪ )1906‬الذي خول لفرنسا وإسبانيا حق اقتسام المغرب بينهما‪.‬‬

‫(�ص ‪)4‬‬


‫العدد ‪874‬‬

‫الثالثاء ‪ 31‬يناير �إلى ‪ 06‬فرباير ‪2017‬‬

‫‪2‬‬

‫خطوة تستحق التنويه‪:‬‬

‫البام يدعو برلمانييه للتخلي عن تعويضات أربعة‬ ‫أشهر كان فيها البرلمان في حالة عطالة‬ ‫قرر حزب األصالة والمعاصرة دعوة جميع‬ ‫نوابه البرلمانيين إلى التنازل عن تعويضاتهم‬ ‫الشهرية عن الفترة السابقة التي كان خاللها‬ ‫مجلس النواب المغربي ‪ ‬في حالة عطالة‪.‬‬ ‫وحسب بالغ صادر عن الحزب‪ ،‬فإن هذا‬ ‫القرار يأتي إيمانا من حزب األصالة والمعاصرة‬ ‫ب��م��ب��دأي رب��ط المسؤولية بالمحاسبة‪،‬‬ ‫واألجر‪ ‬والتعويض المستحق مقابل العمل‪ .‬حيث‬ ‫يعتبر الحزب أن التعويضات الشهرية للسيدات‬ ‫والسادة النواب ال تكون مستحقة إال ابتداء‬ ‫من تاريخ الشروع في أداء المهام البرلمانية‬ ‫التي انتخب ألجلها النواب‪ ‬من طرف الموطنات‬ ‫والمواطنين‪.‬‬ ‫فهل تقتدي باقي األح��زاب السياسية‬ ‫بمبادرة البام؟‪..‬‬

‫تراقص قصيدتها‬ ‫على مقام الخريف‬ ‫(‬

‫‪-‬‬

‫محمد �سدحي‬

‫‪sadhimed@gmail.com‬‬

‫ج‪.‬ش‬

‫الدورة العادية األولى لغرفة الفالحة لطنجة ‪ -‬تطوان ‪ -‬الحسيمة‬ ‫لسنة ‪2017‬‬

‫انعقدت‪ ‬يوم األربعاء‪ 25،‬يناير‪ 2017‬بمقر‪ ‬‬ ‫مجلس‪ ‬الجهة‪ ،‬الدورة العادية األولى للغرفة‬ ‫الفالحية لجهة‪ ‬طنجة ‪ -‬تطوان ‪ -‬الحسيمة‬ ‫للسنة الحالية‪ ،‬وكانــت مناسبــة لمناقشــة‬ ‫وتدارس عدة ملفات‪ ،‬والمتعلقة أساسا بتربية‬ ‫المواشي‪ ،‬البذور‪ ‬المختارة‪ ،‬إشكالية قلة القمح‬ ‫الصلب ‪ ،‬وسقي‪ ‬األشجار المثمرة‪ ،‬فموضوع‬ ‫االنتقال من النشاط الفالحي التقليدي إلى‬ ‫العصري‪ ،‬عبر تخصيص ‪ ‬منطقة سقوية على‬ ‫امتداد واحد‪ ‬وعشرين هكتار‪ ،‬األمرالذي لن‬ ‫يتأتى إال بتوفر ميزانية مالية ضخمة‪ ،‬وموارد‬ ‫بشرية مؤهلة‪.‬‬ ‫وقد أشاد عبد اللطيـف اليونسي رئيس‬ ‫الغرفة الفالحية لجهة طنجة ‪ -‬تطوان ‪-‬‬ ‫الحسيمة في كلمته بالمناسبة‪ ،‬بالدور الهام‬ ‫الذي يلعبه القطــاع‪ ‬الفـــالحي في‪ ‬النسيــج‪ ‬‬ ‫االقتصادي المغربي‪ ،‬بما يشغله من يد عاملة‪ ‬‬ ‫مهمة‪ ،‬منوها بمخطط المغرب األخضر‪،‬‬ ‫وبسياسة‪ ‬المجلس‪ ‬الحالي‪ ‬للغرفة‪ ،‬المركزة‬ ‫على طرح تصورات‪ ‬وأفكار تصب في مجملها‬ ‫في صالح الفالح الصغير‪ ،‬المزاول لمهامه في‬ ‫المناطق النائية‪ .‬مؤكداً على ضرورة التفكير‬ ‫في فتح ‪ ‬مسالك طرقية جديدة‪ ،‬وخلق مركز‬ ‫للتلقيح االصطناعي‪ ‬للقطيع‪.‬‬ ‫فيما تطرق محمد زردون ‪ ‬مدير المكتــب‬ ‫الوطني للسالمة الصحية للمنتجات الغذائية‬

‫بجهة طنجــة ‪ -‬تطـــوان ‪ -‬الحسيمــة‪ ،‬إلى‪ ‬‬ ‫بعـض‪ ‬الخروقـــات‪ ‬المسجلـــة في‪ ‬األسواق‪ ‬‬ ‫األسبوعية‪ ،‬كبيـع المبيــدات في ‪ ‬متـــاجـــر‬

‫غيـــر‪ ‬مرخصـــة‪ ،‬وترقيم القطيع‪ ،‬فالمنتجات‬ ‫الصحية الحاملــة لبطاقة‪ ‬حمـــراء‪ ،‬الصالحة‬ ‫لالستهالك‪.‬‬

‫قضية مصرع محسن فكري‪ :‬الفرقة الوطنية تنهي‬ ‫تحقيقاتها بطنجة حول شركات تصدير سمك أبوسيف‬

‫أنهت الفرقة الوطنية تحقيقاتها ‪ ‬بمدينة‬ ‫طنجة مع الشركات المتخصصة في تصدير‬ ‫سمك أبوسيف على خلفية قضية مصرع سماك‬ ‫الحسيمة محسن فكري‪.‬‬ ‫وحسب مصادر متطابقة فإن التحقيقات‬ ‫التي تجري تحت اإلشراف المباشر للوكيل العام‬ ‫بالحسيمة‪ ،‬تطلبت حوالي أسبوع‪ ،‬وانصبت على‬ ‫مصادر ‪ ‬وتوقيت اقتناء هاته الشركات لسمك‬ ‫أبوسيف‪ ،‬ومدى احترامها للراحة البيولوجية‬ ‫التي يمنع فيها اصطياد هذا النوع من السمك‪،‬‬ ‫كما شملت التحقيقات الكميات المصدرة‪،‬‬ ‫و مدى مطابقة تأشيرة المصالح البيطرية‬ ‫للتدابير واإلجراءات المؤطرة لعملية اصطياد‬ ‫هذا النوع من السمك‪.‬‬ ‫وتأتي هاته التحقيقات تنفيذا للتعليمات‬ ‫الملكية القاضية بفتح تحقيق شامل حول قضية‬ ‫مصرع سماك الحسيمة‪ ،‬والوصول إلى جميع‬ ‫مالبساتها‪ .‬ومن خالل التحريات التي باشرتها‬ ‫الفرقة الوطنية بالحسيمة‪ ،‬تبين أن الراحل‬ ‫فكري كان معتادا على اقتناء كميات من سمك‬ ‫أبوسيف التي يتم اصطيادها وتفريغها بميناء‬

‫الحسيمة في مرحلة الراحة البيولوجية‪ ،‬حيث‬ ‫يتم نقلها إلى مدينة طنجة وبيعها إلى الشركات‬ ‫المتخصصة في تصدير هذا النوع من السمك‪،‬‬ ‫األم��ر ال��ذي يفيد بوجود تواطؤات بين عدة‬ ‫أطراف‪ ،‬وهو ما انصبت عليه تحقيقات الفرقة‬

‫الوطنية‪ ،‬حيث يسود تكتم كبير على نتائجها‪،‬‬ ‫التي رفعتها إلى الوكيل العام للملك‪ ،‬في انتظار‬ ‫ما سيتخذه من قرارات بشأنها‪.‬‬

‫م‪ .‬العمراني‬

‫أنا ال أخرّف‪ ..‬هذا كالمها‪ ..‬ومما جاء فيه بصيغة‬ ‫أخرى‪:‬‬ ‫‪...‬السماء‪ ..‬السماء تغرق نفسها في كأس‪ .‬تتشرب‬ ‫الغيم لتمطر األسى على جفاف الرمل في ذكرى خريف‬ ‫ومنزل‪.‬‬ ‫الوقت‪ ..‬الوقـت ينـام في رمـاده الساخن‪ ،‬وجسد‬ ‫المدينة في كفنه يرفل‪ ،‬يسبح بحمد الطير في عتمة‬ ‫األشياء‪.‬‬ ‫البحر‪ ..‬البحـر الئذ ببطن الحوت ينصت إلى ما تبقى‬ ‫من هدير‪ ..‬لو يسعـل الحوت ولفظ أنفـاس القراصنة‬ ‫والصيادين‪.‬‬ ‫الزهرة‪ ..‬الزهرة تنفجر وتنسف الربيع سعياً إلى مقام‬ ‫الخريف‪.‬‬ ‫الصمت‪ ..‬للصمت رائحة وظل‪.‬‬ ‫الطريق‪ ..‬لقارعة الطريق نجمتها المشتهاة‪.‬‬ ‫المشي‪ ..‬للمشي ما يكفي من األزقة المغلقة‪.‬‬ ‫الجرح‪ ..‬للجرح أكثر من سكين في يد ظالم عابث‪.‬‬ ‫المرايا‪ ..‬للمرايا أوج شبه‪.‬‬ ‫الحلم‪ ..‬الحلم قتيل‪ ،‬بدم بارد‪.‬‬ ‫المعنى‪ ..‬المعنى مستريح في رماد الالمعنى‪ ،‬في‬ ‫غيبوبة الشفق ينعم‪.‬‬ ‫القلب‪ ..‬القلب منشطر نصفين‪ ،‬هنا وهناك‪.‬‬ ‫الحِرباء‪ ..‬الحِرباء‪ ،‬كدأبها دائماً‪ ،‬تتقدم في مسيرها‬ ‫بثبات‪.‬‬ ‫الطيور‪ ..‬الطيور صوتت للغراب‪ ،‬يتحدث بلسانها‬ ‫لغة النعيق‪.‬‬ ‫الدمع‪ ..‬وحدها‪ ،‬براعم الدمع ال يصيبها فصل‬ ‫القحط‪ ،‬وللحريم فيها الحظ األوفر‪.‬‬ ‫الموت‪ ..‬الموت يظهر ويختفي كثعلب زفزاف‪.‬‬ ‫الحكاية‪ ..‬الحكاية تأتي من غيمة عابرة‪.‬‬ ‫وحكايات أخرى يموج بها الفنجان األخير على مائدة‬ ‫الزمن الرديء‪ ،‬نكاية في الزمن الجميل الذي خرج ولم‬ ‫يعد‪.‬‬ ‫انتهى كالمــي‪ ،‬وتبــدأ قصيدة خديجــة َك َ‬ ‫راكي‬ ‫التمسماني على مقام الخريف‪ .‬خذوا الكتاب واقرؤوا‪.‬‬ ‫نلتقي‪! ‬‬ ‫(انتهى)‬


‫الثالثاء ‪ 31‬يناير �إلى ‪ 06‬فرباير ‪2017‬‬

‫العدد ‪874‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬

‫شة‬

‫أخيرا‪ ،‬تأهل المغرب للدور الثاني من إقصائيات كأس إفريقيا‪ ،‬وتأهل على‬ ‫حساب من؟ على حساب ساحل العاج‪ ،‬الذي كان المرشح األكبر لنيل هذه‬ ‫الكأس‪.‬‬ ‫وإن يكن المغاربة‪ ،‬لم يفرحوا باالنتصارات‪ ،‬منذ زمن بعيد‪ ،‬فإن فرحتهم‬ ‫بانتصار الثالثاء‪ ،‬كانت كبيرة وكبيرة‪ ،‬فتحت لهم أبواب األمل لمزيد من‬ ‫االنتصارات‪ ،‬ومزيد من التألق‪ ،‬بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك‪ ،‬وأخذوا يُمنون‬ ‫أنفسهم بالحصول على كأس هذه الدورة‪.‬‬ ‫وما هذا على اهلل بعزيز‪ ،‬إن تحلى العبونا بروح المواطنة‪ ،‬وشمروا عن‬ ‫سواعد الجد‪.‬‬ ‫فالرياضة أصبح لها شأن في عالم اليوم‪ ،‬واألفارقة قد ذهبوا بعيدا في‬ ‫لعبة كرة القدم‪ ،‬وغدَوا الخزان الذي تستورد منه أوربا المواهب والكفاءات‬ ‫والنجوم‪ ،‬لتدعم بها فرقها‪ ،‬نضرب المثل بإنجلترا وفرنسا واسبانيا‪.‬‬ ‫وإذا كانت رياضتنا لم يعد لها اإلشعاع الذي عرفتْه زمن فرس‪ ،‬واعسيلة‪،‬‬ ‫وبوجمعة‪ ،‬والهزاز‪ ،‬والظلمي‪ ،‬وعويطة‪ ،‬ونوال المتوكل‪ ،‬ونزهة بدوان‪،‬‬ ‫والسكاح‪ ،‬فألنها لم تخطط للمستقبل‪ ،‬ولم تضع البرامج الكفيلة بربط الخ َلف‬ ‫بالس َلف‪ ،‬وخ ْلق أبطال لهم نفس الكفاءات‪ ،‬ونفس المالمح‪ ،‬ونفس الن َفس‬ ‫الطويل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫نتحل بروح المسؤولية‪ ،‬وروح المواطنة‪ ،‬سنظل نترنّح تحت وطأة‬ ‫وما لم‬ ‫كل منافسة أو منازلة‪ ،‬سواء كانت في ألعاب القوى‪ ،‬أو في الكرة بأنواعها‪.‬‬ ‫وعلى كل حال‪ ،‬فعليّ أال أفسد عليكم نشوة االنتصار‪ ،‬و ْلنتطلع إلى‬ ‫المستقبل‪ ،‬فالخير إلى األمام‪ ،‬وما علينا إال أن نأخذ الدروس من أخطائنا‪ ،‬فمن‬ ‫األخطاء يتعلم الناس‪.‬‬ ‫وال أنسى –وأنا أدردش‪ -‬أن أضع هذا االنتصار أو أدرجه في عودتنا القوية‬ ‫إلى إفريقيا‪ ،‬بقيادة جاللة الملك نصره اهلل وأيده‪.‬‬ ‫فهو يأتي في هذا السياق‪ ،‬وفي هذه الظروف‪ ،‬ليؤكد أننا أفارقة‪ ،‬وأن عودتنا‬ ‫إلى المنظمة اإلفريقية آتية ال ريب فيها‪ ،‬وأن الحق يعلو وال يُعلى عليه‪.‬‬

‫نحن وسبتة ؟‪ ...‬آه يا سبتة‪! ...‬‬

‫ال �إاله �إال اهلل‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫تنبيه ‪:‬‬

‫وقع يف هذا العمود يف العدد السابق أخطاء‬ ‫مطبعية‪ ،‬حرفت املعنى‪ ،‬لذا نعيد نشره بعد إجراء‬ ‫التصحيح الالزم‪ .‬ومعذرة للقراء‪.‬‬ ‫بعد وفاة شيخي سيدي حمزة القادري بودشيش‪،‬‬ ‫مررت بثالث حاالت ‪:‬‬ ‫ حالة الحزن والتأثر الشديدين‪ ،‬بعدما علمت بهذا‬‫النبأ بواسطة إخواني سيدي عبد العزيز أفيالل وسيدي‬ ‫مصطفى اليمالحي وسيدي رشيد عياد‪ ،‬الذين وفدوا‬ ‫على بيتي في ساعة أولى من صباح يوم األربعاء ‪ 19‬ربيع‬ ‫الثاني ‪ 1438‬الموافق ل‪ 18‬يناير ‪.2017‬‬ ‫ وحالة ذهول شامل ونحن في الطريق إلى مداغ‬‫(سيدي مصطفى اليمالحي وسيدي محمد عبد الواحد‬ ‫العسري‪ ،‬وكاتب هذه اللمعة) في اليوم نفسه‪ ،‬ثم‬ ‫اندماجنا في ذلك الجو الجنائزي المشهود‪ ،‬ووقوفنا على‬ ‫جثمان شيخنا قدس اهلل روحه‪ ،‬والناس في حزن عميق‪.‬‬ ‫ وحالة ثالثة هي حالة زيارتنا لقبر سيدي حمزة‬‫وتالوتنا آلي من الذكر الحكيم‪ ،‬ودعائنا أن يجمعنا اهلل‬ ‫به في مقام الصالحين يوم القيامة‪.‬‬ ‫كانت هذه الزيارة مدخال لبث طمأنينة النفس‪،‬‬ ‫والرضى بما قدر اهلل وقضى‪..‬وكانت لي إثر ذلك وقفة‬ ‫مع الوصية المباركة التي حررت بمداغ يوم ‪ 12‬ربيع‬ ‫األول ‪ 1411‬الموافق ل ‪ 3‬أكتوبر‪ ،1990‬وصودق على‬ ‫هذه الوصية المباركة في فاتح غشت‪.2003‬‬ ‫هذه الوصية التي تركها شيخنا سيدي حمزة قدس‬ ‫اهلل روحه كتبت بحكمة بالغة‪ ،‬وتضمنت مفاصيلها‬ ‫الداللية توجيهات هي أعز ما يطلبه الفقراء والفقيرات‪..‬‬ ‫فقد أبان سيدي حمزة قدس اهلل روحه في وصيته أن‬ ‫طريق اإلرشاد إلى اهلل‪ ،‬وسبيل الداللة عليه تكمن في‬ ‫تلقين الذكر‪ ،‬وهذا الذكر هو أقوم طريق وأبين محجة‬ ‫خاصة لدى الذائقين حالوة اإليمان‪..‬وهي طريق تنكشف‬ ‫فيها عن قلوب المنتسبين الحجب وتزول األكدار‪.‬‬

‫سبتة المدينة االستراتجية تاريخيا التي كانت دائما محط‬ ‫أطماع بين القوى المتصارعة في البحر األبيض المتوسط‬ ‫لم تفقد قيمتها في الحاضر‪ ،‬إذ تشكل إحدى محطات العبور‬ ‫البحرية المهمة من إفريقيا‪ ،‬وخاصة المغرب إلى الضفة‬ ‫األخرى من المتوسط‪ ،‬و نقطة تجارية هامة بحكم «النظام‬ ‫الخاص» الذي تتمتع به‪.‬‬ ‫أول ما يستقبلك قبل الدخول إلى هذه المدينة التي تعتبر‬ ‫قطعة من الغرب األوروبي رغم وجودها جغرافيا بإفريقيا‪ ،‬هو‬ ‫المركـز الحدودي المغربي>اإلسباني واإلسباني>المغربي‪،‬‬ ‫الدخول إلى سبتــة والخروج منها يخضع للشروط المتفق‬ ‫عليها بين الدول فيما يتعلق بالتنقل بين الحدود‪ ،‬التأشيرة‬ ‫بالنسبة للبعض و جواز السفر فقط بالنسبة للبعض اآلخر‪،‬‬ ‫لهذا أصبح جواز السفر الصادر في تطوان وما جاورها مطلوبا‬ ‫وازداد الطلب عليه بعد أن اكتشف الكثيرون أن التسوق من‬ ‫سبتة يعفي من التسوق في سوق باب النوادر أو سوق خديجة‬ ‫أو غيرهما‪.‬‬

‫صفوف السيارات وطوابير البشر تنتظر على أبواب سبتة‬ ‫قبل القيام بإجراءات الدخول والخروج في فضاءات أمنية‪،‬‬ ‫بامتياز‪ ،‬يغلب عليها الحديد والخرسانة المسلحة‪ ‬واألسالك‬ ‫الشائكة‪ ،‬تشعرك بالضيق‪ ،‬وكأنك تقوم بعمل خطير‪.‬‬

‫لهذا؛ ينتابك الشعور بالحرية عندما تلمس رجلك تراب‬ ‫الوطن‪ ،‬و يلف جلدك شيء من الغربة عندما تتعداه إلى‬ ‫عتبة سبتة حيث يطاردك بائعو األورو وعيـون العسس‬ ‫والحواجز‪ ،‬ويؤلمك عنف الحياة ومعاناة النساء والبحث عن‬

‫سلع راكمت ماراكمته عبر الزمن من بريق قديكون المعا‬ ‫أو خادعا‪.‬‬ ‫وألن منطق التبادل هو منطق السوق‪ ،‬فإن ثلج األحاسيس‬ ‫المتضاربة يذوب شيئا فشيئا في كأس آخر من اللباقة‬ ‫اإلنسانية الضرورية في الطريق إلى سبتة أو عند وجودك في‬ ‫قلبها‪.‬‬ ‫لماذا هذا التشوف الزائد إلى سبتة‪ ،‬رغم عنت الوصل‪،‬‬ ‫وليس إلى طنجة أوتطوان أوغيرهما؟‪.‬‬ ‫قد يكون مس الغرب الذي قتل بجنونه الكثيرين‪ ،‬رغم‬ ‫أنه لم تعد له نفس السطوة على العقول‪ ،‬وقد يكون جنون‬ ‫االستهالك وسحر العالمات التجارية الذي بدأ يغزو عالمنا‪ ،‬وقد‬ ‫يكون وهم الرغبة في التسوق االقتصادي‪ ،‬أو السفر‪ ،‬أوالتجول‬ ‫أوالتعرف على أمكنة قريبة منا لكنها ال تشبه أمكنتنا‪ ،...‬أو‬ ‫كل هذا معا؟‪! ‬‬ ‫كل واحد له أربه ويجيء إلى سبتة ليقضي وطره‪ ،‬سواء‬ ‫كانت له نظرة الجوار أو نظرة البعد‪ ،‬يلتقي الناس من كل‬ ‫األعمار والسحنات واللكنات‪ ...‬عند الدخول إلى سبتة وهم‬ ‫يراقبون ويترقبون‪ ،‬وعند الخروج منها وهم مستعجلون‪،‬‬ ‫يحكون ويتقاربون ويتعارفون‪ ،‬وفي سبتة وهم يتبضعون‬ ‫ويأكلون ويشربون ويتفسحون‪...‬لماذا ال تشبه مدننا مدينة‬ ‫سبتة التي نشتهيها بقوة وهي قريبة منها‪ ،‬سؤال ‪،‬واهلل‪،‬‬ ‫محير‪ ! ‬قد يكون لكل مشته جواب فتزيد األسئلة لهيبا والتي‬ ‫تحتاج لكي نطفئ غلتها إلى جواب جماعي مازال مفقودا‬ ‫اآلن!!!‪.‬‬

‫عبدالحي مفتاح‬

‫وبهذه الطريقة ‪ -‬طريقة ذكر اهلل‪ -‬تدرك مقامات‬ ‫األطهار‪ .‬وبهذه الطريقة ينال العلم الذي به يعبد اهلل‬ ‫حقا على نبضات اإلخالص الخالية من شوائب األغيار‪.‬‬ ‫‹‹ال إاله إال اهلل بعد البعد إلى ما ال نهاية‪ ،‬فال وجود‬ ‫إال هلل‪ .‬وقبل القبل إلى ما ال دراية‪ ،‬فال وجود إال هلل‪ .‬في‬ ‫بحر الوحدة‪ ،‬تذوب الفرديات وتنطمس األنانيات‪ ،‬وفي‬ ‫حضرة القيام المحمدي تثبت حقوق العبودية هلل الواحد‬ ‫الفرد الصمد››‬ ‫بهذا التوجيه القلبي‪ ،‬أخلص سيدي حمزة قدس‬ ‫اهلل روحه لربه‪ ،‬فتفرغ كل وقته لغرس الفضائل في‬ ‫قلوب الفقراء والفقيرات في أصقاع الكون‪ ،‬وبهذا اإلذن‬ ‫الرباني كانت حكمة هذا التوجيه الفريد‪.‬‬ ‫وبهذا اإلذن‪ ،‬يوصينا سيدي حمزة قدس اهلل روحه‪،‬‬ ‫أن نجدد العهد به ومعه سيدي جمال الدين القادري‬ ‫بودشيش‪ ،‬وهو حقيقة كبرى من حقائق هذه الطريقة‬ ‫المباركة‪.‬‬ ‫رحم اهلل سيدي حمزة‪ ،‬وبارك اهلل فيما أمدنا به من‬ ‫ثمار قلبية وعقلية‪ ،‬وأما طريقته فهي مؤصلة من كتاب‬ ‫اهلل وسنة رسوله‪ ،‬وممتدة في وارث سره سيدي جمال‬ ‫القادري بودشيش جعل اهلل أيامه مؤيدة منصورة‪.‬‬


‫العدد ‪874‬‬

‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪ 31‬يناير �إلى ‪ 06‬فرباير ‪2017‬‬

‫في الذكرى الرّابعة والخمسين لوفاة األمير‬ ‫محمد بن عبد الكريم الخطابي‬ ‫صاحب نظرية «حرب العصابات» األولى في العالم‬ ‫وزعيم ثورة التحرير المغاربية ‪ 1882‬ـ ‪1963‬‬ ‫تحل يوم اإلثنين المقبل سادس فبراير ‪ 2017‬الذكري‬ ‫الرابعة والخمسين لوفاة أمير التحرير المغربي محمد بن عبد‬ ‫الكريم الخطابي‪ ،‬أسد الريف الذي قهر االستعمار وأذاق عسكر‬ ‫اإلسبان هوان الهزيمة واالندحار‪ ،‬في الوقت الذي سجل‬ ‫التاريخ انبطاح السلطات المركزية أمام المستعمر الفرنسي‬ ‫واستسالمها لمناوراته المتواصلة الستحكام سيطرته ونفوذه‬ ‫على بالد المغرب الذي كان يعيش حياة اإلقطاع القبلي والتخلف‬ ‫اإلداري وحروب السيبة التي نخرت البالد من الداخل‪ ،‬وقوضت‬ ‫شوكتها وقلصت من هيبتها ومن المكانة الدولية التي كانت‬ ‫تتمتع بها أيام المولى اسماعيل العلوي (‪ 1645‬ـ ‪.)1727‬‬ ‫هذا الوضع أدى إلى تكالب االستعمار الدولي على المغرب‪،‬‬ ‫وسعيه إلى محاولة بسط سيطرته بالكامل عليه‪ ،‬عبر مؤتمر‬ ‫برلين األول (‪ )1880‬الذي اعترف بحق السفراء األجانب بالمغرب‬ ‫في حماية «رعاياها» المغاربة‪ ،‬والثاني (‪ )1884‬حول تقسيم‬ ‫القارة اإلفريقية ومؤتمر الجزيرة‬ ‫الخضراء (‪ )1906‬الذي خول لفرنسا‬ ‫وإسبانيا حق اقتسام المغرب بينهما‪.‬‬ ‫في هذه الظـــروف‪ ،‬وأمــــام‬ ‫محـــاوالت حاكـــم قطــــاع مليليــة‬ ‫الجنرال سيلفيستر‪ ،‬الزحف على بالد‬ ‫الريف‪ ،‬التي نجح في بعض أهدافها‬ ‫باالستيالء على مناطق محدودة‪ ،‬برز‬ ‫القائد محمد بن عبد الكريم الخطابي‬ ‫(‪ 1882‬ـ ‪ )1963‬محذرا اإلسبان من‬ ‫التقدم في اتجاه المناطق الداخلية‬ ‫للريف‪ ،‬ولكن غرور الجنرال دفعه‬ ‫إلى عدم االهتمام بتحذيرات الزعيم‬ ‫الريفي واستمر متقدما بغاية بسط‬ ‫احتالل بالده الشامل على الريف‪.‬‬ ‫ولد األمير محمد بن عبد الكريم‬ ‫الخطابي‪ ،‬سنة ‪ 1882‬في بلدة أجدير‬ ‫قبيلة بني ورياغل‪ ،‬وهي أكبر قبائل‬ ‫الريف التي كان يتزعمها والده عبد‬ ‫الكريم‪ ,‬بعد حفظه للقرآن الكريم‬ ‫على عادة أهل الريف أرسلـــه أبوه‬ ‫لتطوان ومنها إلى جامع القرويين‬ ‫لدراسة العلوم العربية الدينية‪ ،‬وقد‬ ‫تلقى على والده أيضا أصول اللغة‬ ‫العربية والدين والتاريــخ واألدب‬ ‫العربي‪ ،‬قبل أن يلتحــق بجامعة‬ ‫«سلمنكا» بإسبانيا‪ ،‬حيـــث حصل‬ ‫على درجة الدكتوراه في الحقوق‪ ،‬وبذلك جمع بين‬ ‫الثقافة العربية اإلسالمية األصيلة وجوانب هامة من‬ ‫الثقافة األوروبية‪ ،‬ليعين قاضيا بمدينة مليلة التي‬ ‫يعتبرها األسبان جزءا من التراب «الوطني» االسباني‪.‬‬ ‫وخالل إقامته بمليلية‪ ،‬ازداد شعوره بضرورة مواجهة‬ ‫المستعمر االسباني والتخلص من بطشه وتعامله‬ ‫المهين للمواطنين المغاربة الريفيين‪.‬‬ ‫ولم يتأخر الفتى الثائر كثيرا في اللحاق في بلدة‬ ‫أجدير‪ ،‬بوالده الفقيه عبد الكريم الخطابي‪ ،‬الذي‬ ‫انتقل إلى الرفيق األعلى سنة (‪ )1920‬لتنتقل زعامة‬ ‫قبيلة بني ورياغل إليه وهو لم يقفل بعد عقده الرابع‬ ‫‪ ،‬كما انتقلت إليه قيادة الثورة في بالد الريف‪ ،‬التي‬ ‫أطلقها والده وحمل مشعلها فيما بعد القائد الشريف‬ ‫محمد أمزيان (‪ 1912‬ـ ‪ )1958‬الذي واجد في بداية‬ ‫األمر «ثورة» بوحمارة الزرهوني وقضى عليها بعد‬ ‫اكتشافه عمالته لألجانب‪ ،‬وبعد أن اختارته قبائل الريف قائدا‬ ‫للثورة األولى‪ ،‬في أكتوبر سنة ‪ 1908‬حاول الشريف محمد‬ ‫أمزيان الحصول على «نجدة» سلطان فاس التي حل بها مع‬ ‫وفد من رجال القبائل سنة ‪ ،1909‬دون أن يتلقى جوابا‪ ،‬فعاد‬ ‫إلى الريف حيث استجمع قوات من قبائل الريف المجاهدة ونظم‬ ‫هجومات مستمرة على مواقع العدو خاصة في «سيدي موسى»‬ ‫و «وهدة الديب»‪ ،‬و«إجدياون»‪ ،‬و موقع «عزيب حدو» حيث‬ ‫استشهد بفعل تسلل الجواسيس‪ ،‬بعد أن واجه رجاله وكان‬ ‫في ‪ 700‬نفر‪ ،‬جيشا إسبانيا في أزيد من ‪ 40‬ألف محارب مزودين‬ ‫بمدافع وبطاريات ألمانية الصنع‪ ،‬حديثة‪ .‬وكان استشهاده في‬ ‫ماي سنة ‪.1912‬‬ ‫وكان على قائد الثورة الكبرى‪ ،‬محمد بن عبد الكريم الخطابي‬ ‫أن يقوم بتأسيس مجتمع مسالم ومتخلق بالفضيلة اإلسالمية‪،‬‬

‫والصدق في القول والعمل‪ ،‬ونبذ النزاعات الدامية التي اشتهرت‬ ‫بها قبائل الريف والتي خلقت شعورا بانعدام األمن ‪ ،‬ودعاها‬ ‫أيضا إلى نبذ مبدأ الثأر الجاهلي‪ ،‬حيث إنه أعطى مثال بنفسه‪،‬‬ ‫إذ أنه عفا عن قاتل والده‪ ،‬مكرسا بذلك وحدة المجتمع لخدمة‬ ‫المجتمع‪ .‬وكان أن استجابت له قبائل الريف وساهمت في بناء‬ ‫مجتمع يقوم على مبادئ اإلسالم في التآخي والتضامن والتآزر‬ ‫ووحدة الهدف‪.‬‬ ‫بهذه الروح ‪ ،‬قاد محمد عبد الكريم الخطابي رجاله‪ ،‬وكانوا‬ ‫قلة‪ ،‬عددا وعتادا‪ ،‬في هجومات متتالية ضد كل المواقع التي‬ ‫احتلها األسبان‪ ،‬كما قام بمحاصرة تلك المواقع محاصرة شديدة‬ ‫شلت حركة الجيوش اإلسبانية ومقاومتها للمد الريفي القوي‬ ‫إلى أن كانت منعركة أنوال المجيدة في ‪ 22‬يوليوز سنة ‪1921‬‬ ‫التي أبيدت فيها جيوش الجنرال سيلفيستر‪ ،‬الذي فقد حياته‬ ‫في تلك المعركة إلى جانب ‪15‬ألف قتيل كما أوقع المجاهدون‬

‫فوق ‪ 570‬أسير وغنموا منها العديد من‬ ‫األسلحة والعتاد الحربي واللوجيستيكي‬ ‫المتطور‪.‬‬ ‫وتواصلت الهزائم التي ألحقتهــا‬ ‫قــوات القــائــد الخطابـــي بالمحتـــل‬ ‫اإلسباني بشكل بعث الرعب في قلوب‬ ‫جيوش اإلسبان ما عجل بتحالف بين‬ ‫الجيش اإلسباني والفرنسي في خريف‬ ‫العام ‪ 1924‬ضد الخطر الريفي المهدد‬ ‫للوجود االستعماري في المغرب الذي‬ ‫كان يعيش اضطرابات ما يسمى بـ‬ ‫«حروب القصور»بعد إبعاد السلطان‬ ‫عبد العزيز وتنازل السلطان عبد الحفيظ‬ ‫سنة ‪ 1912‬وتولى الملك بعده السلطان‬ ‫يوسف الذي توفى سنة بعد استسالم‬ ‫أمير الجهاد محمد بن عبد الكريم الخطابي لفرنسا التي بات‬ ‫وجودها مهددا بانتصارات مجاهدي ثورة الريف‪ ،‬خاصة بعد‬ ‫هزيمته للقوات الفرنسية في معركة تازة سنة ‪.1925‬‬ ‫فـعملت فرنسا على إضعافه بإشـاعة أنه يطمع في عـرش‬ ‫المغرب ‪ ،‬والحال أنه رفض عرضا تقدمت به إليه سلطات‬ ‫مدريد باالعتراف باستقالل ذاتي لمنطقة الريف يكون خاضعا‬ ‫لالتفاقات الدولية المتعلقة بالنظام االستعماري للمغرب‪ ،‬وكان‬ ‫رفض األمير مبعث دهشة واستغراب السلطات االستعمارية‬ ‫اإلسبانية والفرنسية‪ ،‬بسبب أنهم لم يدركوا أن األمير محمد بن‬ ‫عبد الكريم الخطابي لم يكن ال جهويا وال انفصاليا‪ ،‬ولم يكن‬ ‫يطمع في سلطة أو نفوذ على حساب الشرعية المغربية‪ .‬بل إنه‬ ‫كان مغربيا حتى النخاع وأنه كان يعتبر أن ثورته ثورة مغربية‬ ‫تعيد للمغرب حريته واستقالله وهيبته‪.‬‬

‫وهكذا كثفت الجيوش االستعمارية الفرنسية واإلسبانية من‬ ‫ونسَقـت دعايتهـا مع الحكومة اإلسبانيـة‪،‬‬ ‫هجماتها على الريف‪ّ ،‬‬ ‫بعد أن ضمنت دعم إيطاليـا وصَمْتَ بريطانيا‪ .‬بهدف إحداث‬ ‫نوع من البلبلة في صفـوف المجاهدين‪ ،‬كما شجعت بعض أتباع‬ ‫الطرق على التحالف مع القوة المعادية‪.‬‬ ‫وكان طبيعيا أن تتأثر ثورة الريف بالهجمة الشرسة للقوات‬ ‫االسبانية والفرنسية على ثوارها وما خلفه ذلك من ضحايا‬ ‫في صفوف المدنيين المغاربة في منطقة الريف‪ ،‬وخصوصا‬ ‫بعد استعمال القوات المتحالفة األسلحة «الكيماوية» األلمانية‬ ‫الصنع‪ ،‬األمر الذي أجبر األمير محمد بن عبد الكريم الخطابي‬ ‫على االستسالم لفرنسا باعتباره أسير حرب‪ ،‬في شهر شتنبر من‬ ‫العام ‪ ، 1926‬بعد أن شعر بعدم جدوى االستمرار في المقاومة‪.‬‬ ‫وقد قامت فرنسا بنفي األمير وأسرته إلى جزيرة الرينيون‬ ‫«الفرنسة» ومصادرة كل أمالكه‪.‬‬ ‫غير أن السلطات الفرنسية قررت‪،‬‬ ‫سنة ‪ 1947‬نقل األمير وأسرته إلى‬ ‫فرنسا عن طريق البحر‪ ،‬وحين رسو‬ ‫السفينة بميناء بور سعيد‪ ،‬تمكن‬ ‫بعض زعماء الحركة الوطنية المغربية‬ ‫بتعاون مع الملك فاروق األول من‬ ‫إقناعه بطلب اللجوء السياسي بمصر‬ ‫حيث حل ضيفــــا معززا ومكرما‬ ‫ومحاطا باحترام الحكومات المصرية‬ ‫المتعاقبة ومختلف األحزاب والتيارات‬ ‫المصرية ‪ ،‬يتمتع بكافة الصالحيات‬ ‫ليباشر نشاطه السياسي خاصة‬ ‫بوصفه رئيس «لجنة تحرير المغرب‬ ‫العربي» التي أنشأهــا في شهــــر‬ ‫دجنبر من سنة ‪ 1947‬والتي كان‬ ‫يعمل تحت لوائها كل زعماء التحرير‬ ‫بالمغرب والجزائر وتونس‪.‬‬ ‫وبالقاهـــرة‪ ،‬جــدد اتصاالتـــه‬ ‫مع رفـــاق السالح في حرب الريـــف‬ ‫التحريريــــة‪ ،‬وعمـــل على تأسيس‬ ‫لجنة “تحرير المغرب العربي” التي‬ ‫انتخب رئيسا دائما لها وانتخب‬ ‫شقيقه امحمد نائبا له كما انتخب‬ ‫بقية أعضاء اللجنة‪ .‬وبالقاهرة أيضا‬ ‫أرسى قواعد اللجنة وأنشأ فروعا لها‬ ‫بلبنان وسوريا‪ ،‬كما وجه موفدين‬ ‫إلى مختلف دول العالم اإلسالمي‬ ‫لتعريفهم بدواعي وأهداف تأسيس اللجنة‪.‬‬ ‫وأشرف على تكوين جيش تحرير المغرب الكبير‪ ،‬وأرسل‬ ‫بعثات طالبية إلى الكليات العسكرية بالعراق وسوريا لتكوين‬ ‫ضباط عسكريين‪ ،‬كما أشرف على معسكرات تدريبية بمصر‪،‬‬ ‫وأعد الخطة العسكرية الكفيلة بتحرير المغرب الكبير بشكل‬ ‫شامل‪ ،‬بتوحيد المقاومة وتكثيفها في تونس والجزائر والمغرب‪.‬‬ ‫إال أن ظهور صراعات حزبية داخل اللجنة‪ ،‬دفع األمير إلى التوجه‬ ‫للعمل الميداني باإلشراف على جيش التحرير المغاربي الذي نتج‬ ‫عنه انهزام مناورات السلطات االستعمارية الفرنسية في كل من‬ ‫المغرب وتونس‪ ،‬لتتمسك فرنسا بالجزائر التي كانت تعتبرها‬ ‫أرضا فرنسية‪.‬‬ ‫ومعلوم أن األمير محمد عبد الكريم الخطابي لم يكن راضيا‬ ‫عن اتفاقية إيكس ليبان التي اعتبرها ضربا من «الخيانة للشعب‬ ‫المغربي» ومقاومته‪ ،‬وقد زاد من حدة غضبه ما حصل في الريف‬ ‫أواخر ‪ 1958‬وبداية ‪ 1959‬من قمع مسلح ضد المواطنين‬ ‫الريفيين العزل‪،‬‬ ‫ورغم محاوالت المسؤولين السياسيين والحزبيين المغاربة‬ ‫تليين مواقفه من استقالل المغرب الذي اعتبره ناقصا إذ لم‬ ‫يشمل سائر التراب الوطني كما لم يلح على جالء القوات األجنبية‪،‬‬ ‫فإن األمير ظل على ثوابته إلى أن وافته المنية بمصر سنة ‪1963‬‬ ‫ودفن بمقبرة الشهداء بالقاهرة‪،‬‬ ‫رحمه اهلل وأثابه عن جهاده من أجل المغرب وعن التضحيات‬ ‫الجسام التي قدمها دفاعا عن حرية الشعب المغربي واستقالله‬ ‫وكرامته‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪874‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪ 31‬يناير �إلى ‪ 06‬فرباير ‪2017‬‬

‫منع تجارة البرقع‪.....‬‬ ‫قرار يجني على الحريات الفردية‬ ‫باسم دواع أمنية‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬

‫ال يزال الرأي العام المغربي يناقش مسألة حظر تصنيع و بيع البرقع « اللباس األفغاني» ‪ ،‬حديث‬ ‫الساعة الساخن‪ ،‬بعدما أبلغت محالت األثواب بمختلف المدن المغربية‪ ،‬بتوصيالت رسمية‪ ،‬بمنع بيع لباس‬ ‫البرقع‪ ،‬القضية التي خلفت جدلاً محتدمًا بين مرحب ورافض للقرار‪.‬‬ ‫و أقدمت السلطات المغربية على إقرار حظر صناعة وبيع «البرقع»‪ ،‬وهو قرار يعني عمليا التمهيد‬ ‫لحظر ارتدائه في الفضاء العام‪ ،‬ما دفع ببعض النساء المنقبات إلى اإلحتجاج أمام البرلمان ضدّ هذا القرار‬ ‫الذي اعتبرنه مسّ صريح بحريتهن في اختيار لباسهن‪.‬‬ ‫يُلزمنا هذا بمقاربة هذا الموضوع من ثالث نواح‪ :‬الحقوقية‪ ،‬القانونية والسياسية‪.‬‬ ‫فمن الناحية الحقوقية يبدو أن المرجعية الكونية لحقوق اإلنسان قد اعتبرت اللباس ضمن الحريات‬ ‫الفردية التي يعود اختيارها إلى الفرد ذاته ‪ ،‬ال إلى أية قوة أجنبية عنه‪ ،‬فباستثناء المجاالت المهنية‬ ‫التي تقتضي لباسا رسميا مفروضا لممارسة عمل أو نشاط ما مثل الجيش واألجهزة األمنية والعمل في‬ ‫المناجم أو غير ذلك من أنواع النشاط الصناعي‪ ،‬فإن اللباس بمفهومه الالرسمي المتعارف عليه إنما هو‬ ‫من حيث المبدأ حرية شخصية خالصة‪ ،‬قد تختلف درجة التمتع بها حسب السياقات الثقافية واإلجتماعية‬ ‫والسياسية‪.‬‬ ‫فإذا كانت جميع الثقافات قد جرّمت العري‬ ‫التام في الفضاء العام‪ ،‬فإن القوانين والدول تركت‬ ‫لألفراد على العموم حرية اختيار لباسهم الذي‬ ‫يتمظهرون به في الشـارع وداخل المؤسسات‪.‬‬ ‫باستثناء األنظمة الشمولية التي اتخذت طابعا‬ ‫استبداديا قويا والتي حرسـت كما في إيران في‬ ‫ظل حكم الماللي أو لدى طالبان أو السعودية على‬ ‫فرض لباس محدّد على النساء على الخصوصن‬ ‫وإلزامهن به عن طريق اإلكراه السلطوي‪ ،‬أو كما‬ ‫حدث في الصين أيام «ماو تسـي تونـغ» الذي‬ ‫فرض لباسا شيوعيا خاصا على الجميع‪ ،‬وهو نهج‬ ‫مخالف مخالفة تامة لما تنصّ عليه مرجعية حقوق‬ ‫اإلنسان‪.‬‬ ‫فاحترام الحريـات‪ ،‬والحريــات الفردية على‬ ‫وجه الخصوص‪ ،‬من المبادئ األساسية للنظم‬ ‫الديمقراطية ‪ ،‬حيث يقرّ القانون لكل واحد بحقه‬ ‫في اختيار نمط حياته‪ ،‬وحقه في أن يكون مختلفا‪،‬‬ ‫وبواجب اإلحترام له والختياراته التي تتمّ بحريته خارج أي‬ ‫إكراه أجنبي‪ ،‬وما دام ال يؤذي أحدا باختياره ذاك‪ ،‬أي ّ‬ ‫أن جوهر‬ ‫الديمقراطية هو احترام اآلخر وقبوله كما هو‪ ،‬والتعايش‬ ‫معه بشكل سلمي في إطار القانون الذي يساوي بين الجميع‬ ‫مهما كانت ألوانهم ومعتقداتهم وأجناسهم وأنسابهم‬ ‫وألسنهم‪ ،‬ولهذا تتعارض الديمقراطية العلمانية تماما مع كل‬ ‫اإليديولوجيات الشمولية التي تسعى بوسائل السلطة والغلبة‬ ‫إلى فرض نهج معين على الجميع‪ ،‬ومنظومة قيم ثابتة على‬ ‫ّ‬ ‫الكل‪.‬‬ ‫أما من الناحية القانونية فليس في الترسانة القانونية‬ ‫المغربية ما يمنع لباسا محددا أو يفرض غيره‪ ،‬بل ترك المشرّع‬ ‫للمواطنين المغاربة حق اختيار لباسهم كان عصريا أو تقليديا‪،‬‬ ‫ويمثل الشارع المغربي نموذجا لهذا التنوع‪ ،‬حيث يتراوح بين‬ ‫أكثر المالبس عصرية وانفتاحا وأكثرها تقليدانية ومحافظة‪،‬‬ ‫بل يمكن القول بهذا الصدد إن القوانين المغربية وكذا‬ ‫الفضاء العام الوطني أكثر ديمقراطية وعلمانية من فرنسا‪،‬‬ ‫التي ما فتئت تسعى إلى فرض المزيد من التضييق على أنواع‬ ‫من اللباس وآخرها لباس البحر المعروف بـ «البوركيني» الذي‬ ‫أثار نقاشا حادا خالل الصيف الماضي‪.‬‬ ‫غير أنه إذا كان الجانبان القانوني والحقوقي ال يطرحان‬ ‫أي مشكل بالنسبة لـ «البرقع» وكل األنواع التي تدخل ضمن‬ ‫ما يُسمى بـ «الحجاب»‪ ،‬إال ّ‬ ‫أن الجانب السياسي واألمني يطرح‬ ‫إشكاالت جديدة مرتبطة بسياقات غير مسبوقة يمرّ بها بلدنا‬ ‫كما هو شأن البلدان المغاربية والعالمية األخرى‪ ،‬ويتعلق األمر تحديدا بتزايد مظاهر التطرف الديني الذي‬ ‫لم يعد يقف عند حدود نمط الحياة الفردية‪ ،‬بل أصبح يطمح إلى أن يصبح أنظمة ودوال بقوة السالح وكل‬ ‫أساليب الضغط االجتماعي والتحريض اإليديولوجي‪ ،‬ما جعل الكثير من مظاهر التديّن اإلسالمي تتحول‬ ‫بسرعة كبيرة إلى آليات لالستقطاب والتعبير عن الموقف السياسي‪ ،‬وكذا للتجمّع في فضاءات خاصة‬ ‫(في األحياء المهمّشة) منعزلة عن المجتمع والدولة‪ ،‬وهو ما أصبح يمثل تهديدا حقيقيا الستقرار العديد‬ ‫من البلدان التي لم تعرف من قبل هذا النوع من الظواهر بهذه الحدّة‪ .‬كما تبيّن من بعض األحداث‬ ‫اإلرهابية استعمال «البرقع» و «الخمار» وكل أنواع اللباس الذي يخفي الوجه والجسم بكامله في التخفي‬ ‫بعد اقتراف جرائم إرهابية خطيرة‪ ،‬ما دفع ببعض الدول الغربية إلى التحفظ على هذا النوع من اللباس‬ ‫في الفضاء العام‪ ،‬الذي سرعان ما أصبح يشيع الرعب في أوساط السكان في مناطق مختلفة من العالم‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وخلف اإلجراء ردودًا متباينة بين مؤيد ورافض في الصحف المحلية والتيارات السياسية والجمعيات‬ ‫الحقوقية وعلى مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬ ‫وجاءت األصوات األكثر غضبًا تجاه القرار من قبل التيار السلفي‪ ،‬حيث نشر عمر الحدوشي‪ ،‬على‬

‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫صفحته بموقع التواصل االجتماعي‪ ،‬فيسبوك‪ ،‬منشورًا‪ ‬قال‪ ‬فيه‪« :‬أين الحرية التي يتبجحون بها؟ اللهم ال‬ ‫تعاقبنا بما فعل السفهاء منا‪ .‬سيبدؤون‪ ‬بمحاربة النقاب‪ ،‬والدفاع عن التبان‪ ،‬ثم محاربة اللحية‪ ،‬ثم محاربة‬ ‫الصالة‪ .‬أين سنهاجر ونفر بديننا؟»‪.‬‬ ‫وانتقدت بعض الجمعيات الحقوقية القرار‪ ،‬بينها مرصد الشمال لحقوق اإلنسان‪ ،‬الذي‪ ‬علق‪ ‬على القرار‬ ‫ً‬ ‫«انتهاكا غير مباشر لحق النساء في حرية التعبير وارتداء اللباس الذي يعد تعبيرًا عن هويتهن‬ ‫واص ًفا إياه‪ ‬‬ ‫أو معتقداتهن الثقافية أو السياسية أو اإلجتماعية»‪.‬‬ ‫في المقابل‪ ‬رحب آخرون‪ ‬بالقرار‪ ،‬كالجبهة الوطنية لمناهضة التطرف واإلرهاب‪ ،‬التي ثمنت في بيان‬ ‫لها قرار وزارة الداخلية‪ ،‬قائل ًة إن «البرقع لباس أفغاني دخيل ال يمت بصلة للخصوصية المغربية ويكتسي‬ ‫تطر ًفا واضحًا في المظهر‪ ،‬وقد يستغل الرتكاب جرائم عادية أو إرهابية»‪.‬‬ ‫و حظي قرار منع تجارة البرقع بالمغرب‪ ،‬الذي اتخذته وزارة الداخلية ‪ ،‬باهتمام كبير من قبل وسائل‬ ‫اإلعالم الدولية‪ ،‬التي تطرقت إلى الموضوع من وجهات نظر مختلفة‪.‬‬ ‫وخصص موقع «تيليغراف» البريطاني تقريرا مطوال حول الموضوع‪ ،‬وأورد أن الحكومة المغربية لم‬ ‫تؤكد منع تجارة البرقع بشكل رسمي؛ في حين‬ ‫يأتي القرار في سياق قيادة الملك محمد السادس‬ ‫الدعوة إلى اإلسالم المعتدل‪.‬‬ ‫واستشهد الموقع البريطاني بإحدى خطابات‬ ‫الملك‪ ،‬التي قال فيها إن الذين ينخرطون في أعمال‬ ‫إرهابية «ال يمثلون اإلسالم‪ ،‬وانحرفوا عن الطريق‬ ‫الصحيح‪ ،‬ومصيرهم هو جنهم إلى األبد»‪.‬‬ ‫في مقابل ذلك‪ ،‬أورد «تيليغراف» تصريحات‬ ‫للناشطة الحقوقية سعيدة اإلدريسي‪ ،‬تنتقد فيها‬ ‫السلفيين بالمغرب‪ ،‬قائلة إنه عندما يتعلق األمر‬ ‫بالحجاب أو البرقع يتفقون‪ ،‬لكن عندما يتعلق‬ ‫بالتنورة يحتجون‪ ،‬وزادت متسائلة‪« :‬هل يؤمن‬ ‫هؤالء بحرية الدين والحقوق الفردية؟»‪.‬‬ ‫أما جريدة «إندبندت» البريطانية فأوردت‬ ‫هي األخرى أن هذه القضية أثارت جدال كبيرا في‬ ‫المغرب‪ ،‬بين من يعتبر حظر تجارة البرقع «اعتداء على حرية‬ ‫المرأة»‪ ،‬ومن يرحب به ويعتبر لباسه تفسيرا لإلسالم؛ كما‬ ‫نقلت تصريحات الشيخ السلفي عبد الحميد أبو النعيم‪ ،‬التي‬ ‫قال فيها إنه سيوفر هذا اللباس مجانا في بيته‪ ،‬مقابل رأي‬ ‫الشيخ محمد الفيزازي‪ ،‬الذي اعتبر أن هذا الحضر يعد مبررا‪،‬‬ ‫مرجعا ذلك إلى أن البرقع يمثل رمزا دخيال على الثقافة الدينية‬ ‫المغربية‪.‬‬ ‫الصحيفة البريطانية ذاتها اعتبرت أن منع صناعة واستيراد‬ ‫البرقع يمثل إجابة عن التهديدات التي يمثلها التطرف الديني‬ ‫أكثر من القرار الذي أقدمت عليه السلطات الفرنسية العام‬ ‫الماضي بمنع سباحة النساء بـ «البوركيني»‪.‬‬ ‫موضوع تجارة البرقع بالمغرب اهتمت به أيضا الصحف‬ ‫األمريكية‪ ،‬إذ نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» تصريحات‬ ‫لستيفاني ويلمان‪ ،‬وهي ناشطة حقوقية في إحدى المنظمات‬ ‫األجنبية بالمملكة‪ ،‬تقول فيها إن عددا من المغاربة ينظرون‬ ‫إلى هذا اللباس على أنه مستورد من دول الخليج‪ ،‬موضحة‬ ‫أن هذا القرار يظهر اهتمام السلطات المغربية بشكل أكبر‬ ‫باألمن أكثر من حقوق المرأة‪.‬‬ ‫ونقل المنبر اإلعالمي األمريكي تصريحا لفرح شريف‬ ‫دوزان‪ ،‬رئيسة مركز التواصل الثقافي في الرباط‪ ،‬تقول فيه‬ ‫إن من الصعب تنفيذ القرار‪ ،‬وأوضحت أنه في حال صدوره‬ ‫بشكل رسمي‪ ،‬فإنه يدل على أن البرقع يرتبط بتهديدات أمنية مباشرة؛ فيما شددت على أن عددا قليال‬ ‫من النساء المغربيات يرتدينه‪.‬‬ ‫و لم تقدم السلطات المغربية أي تفسير لإلجراء الذي اتخذته‪ ،‬كما أنها لم تتح لوسائل اإلعالم‬ ‫أية معطيات دقيقة تسمح بمناقشة الموضوع أو بمعرفة مدى نجاعته وضرورته‪ ،‬وهو ما اعتبره الكثير‬ ‫من الحقوقيين ضربا من التعسف غير المبرّر‪ ،‬خاصة ّ‬ ‫وأن الطريقة التي فرضت بها السلطات على تجّار‬ ‫«البرقع» التخلص من بضاعتهم في ‪ 48‬ساعة‪ ،‬دون احترام ألية مساطر قانونية‪ ،‬أو دون أن يكون ذلك‬ ‫مسبوقا بتقديم مشروع قانون وفق المسالك المعتادة للتشريع‪ ،‬وفتح نقاش مستفيض في الموضوع‪ ،‬قد‬ ‫جعل القرار المذكور يبدو كما لو أنه اتخذ في حالة طوارئ غير معلنة‪.‬‬ ‫إن قيام الدولة بحماية المجتمع من التطرف والغلو بكل أنواعه‪ ،‬وضمان التعايش السلمي بين الجميع‬ ‫يدخل ضمن مهامها األساسية التي من أجلها وُجدت‪ ،‬غير أنها ملزمة بمراعاة مرجعياتها القانونية‬ ‫والسياسية وضوابط عملها‪ ،‬التي تمثل مصدر هيبتها لدى المواطنين‪.‬‬


‫العدد ‪874‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪ 31‬يناير �إلى ‪ 06‬فرباير ‪2017‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫شركة مملوكة لعائلة ثرية بطنجة تتحول إلى «شبح»‬ ‫بعد صدور حكم ضدها‬

‫رغم صدور أحكام لصالحهم‪ ،‬لم يستطع مجموعة من‬ ‫المستخدمين السابقين بشركة «ماروك سيفود» بطنجة‪،‬‬ ‫نيل تعويضاتهم التي انتظروها طويال بعد طردهم تعسفيا‪،‬‬ ‫عقب اختفاء الشركة وتوهان المتضررين وسط مساطر‬ ‫التنفيذ‪.‬‬ ‫وقام مجموعة من المستخدمين بمقاضاة الشركة‬ ‫المختصة في تصدير األسماك وفواكه البحر‪ ،‬بعد طرد‬ ‫المئات منهم سنة ‪ 2013‬أثناء عملية نقل مقر الشركة من‬ ‫ميناء طنجة المدينة لفسح المجال أمام عمليات إعادة تهيئته‬ ‫وتحويله إلى ميناء ترفيهي حيث قام أصحاب الشركة بتغيير‬ ‫اسمها وهويتها القانونية‪.‬‬ ‫ووفق أحمد المهادي‪ ،‬وهو متضرر التقته «المساء»‪ ،‬فإن‬ ‫هذا التالعب‪ ،‬حسب وصفه‪ ،‬تسبب في ضياع حقوق مئات‬

‫المستخدمين‪ ،‬موضحا بانه كان يشتغل في الشركة منذ‬ ‫يناير من سنة ‪ ، 2005‬براتب شهري قيمته ‪ 2600‬درهم‪ ،‬قبل‬ ‫أن يطرد بشكل تعسفي في فبراير من سنة ‪ ،2013‬دون أن‬ ‫يتقاضى أي تعويض كما ينص على ذلك قانون الشغل‪.‬‬ ‫وحصل المهادي على حكم قضائي بتاريخ ‪ 2‬نونبر ‪2016‬‬ ‫يثبت تعرضه للفصل التعسفي ويقضي بأداء المدعى عليها‬ ‫شركة «ماروك سيفود» تعويضات لصالح المدعي عن األخطار‬ ‫والفصل عن العمل والعطلة السنوية ومتأخرات األجر والضرر‬ ‫الناجم عن الفصل التعسفي بقيمة إجمالية تقارب ‪ 57‬ألف‬ ‫درهم‪ ،‬باإلضافة إلى تمكينه من شهادة العمل‪ ،‬وهو الحكم‬ ‫الذي حصلت «المساء» على نسخة منه‪ ،‬غير أن المتضرر‪،‬‬ ‫ورغم وضعه المادي الصعب‪ ،‬لم يستطع تنفيذ الحكم بعد‬ ‫تحول الشركة التي صدر ضدها قرار المحكمة إلى «شبح»‪،‬‬

‫إذ لم يعثر لها على مقر‪ ،‬ولم يهتد إلى أي سبيل قانوني‬ ‫بديل لنيل تعويضاته‪ ،‬بالرغم من أن الشركة ظلت طرفا‬ ‫في كل أطوار القضية‪ ،‬وكان يمثلها محام من هيئة طنجة‬ ‫باسمها األصلي «ماروك سيفود‪ ،‬شركة ذات مسؤولية‬ ‫محدودة»‪.‬‬ ‫ولإلشارة‪ ،‬فإن عملية إفراغ ميناء طنجة من الشركات‬ ‫والمعامل التي كانت مستقرة به سنة ‪ ،2013‬والتي كان‬ ‫ينشط أغلبها في قطاعي النسيج وتصدير المنتجات البحرية‪،‬‬ ‫تسبب في مشاكل اجتماعية ألزيد من ‪ 1500‬عامل وعاملة‬ ‫بعد اختفاء المؤسسات التي كانت تشغلهم إما بسبب تغير‬ ‫أسمائها أو إعالن إفالسها‪ ،‬رغم حصولها على أوعية عقارية‬ ‫بديلة لمتابعة أنشطتها‪.‬‬

‫حمزة المتيوي‬

‫نظام تسيير سوق الجملة يتسبب في ضياع ‪ 5‬ماليير‬ ‫من مداخيل جماعة طنجة‬

‫كشفت معطيات حصلت عليها ´األخبار‪ ª‬أن فقدان‬ ‫المجلس الجماعي لطنجة‪ ،‬لما يشبه شخصيته المعنوية‪ ،‬في‬ ‫ضبط ما يجري داخل سوق الجملة للفواكه والخضر بالمدينة‪،‬‬ ‫يفوت عليه ما يقرب من خمسة ماليير سنتيم بشكل سنوي‪،‬‬ ‫نتيجة غياب مساطر قانونية زجرية لردع اللوبيات المنتشرة‬ ‫داخل هذا السوق‪.‬‬ ‫ووفق مصادر‪ ،‬فإن المجلس الحالي الذي يسيره حزب‬ ‫العدالة والتنمية يشتغل بـ ´النظام القبلي‪ ª‬لهذه األسواق‪،‬‬ ‫وهو ما يسهل مأمورية التالعبات في قضية الميزان الخاص‬ ‫بهذا الغرض‪ ،‬كما سجل لمرات متعددة‪ ،‬وفق المصادر ذاتها‪،‬‬ ‫أن تم بيع الخضر والفواكه بأقل من األثمنة األصلية التي تباع‬ ‫بها‪ ،‬وذلك عكس ´النظام البعدي‪ ª‬الذي يشدد على ضرورة‬ ‫توفر السوق على كتاب يتضمن ثالث صفحات‪ ،‬إحداها خاصة‬ ‫بالتجارة وأخرى خضراء تمنح لصاحب السلعة المراد بيعها‪ ،‬إلى‬ ‫جانب ورقة بيضاء مخصصة للمجلس الجماعي‪ ،‬حيث يتوصل‬ ‫بكافة التقارير المالية بشكل دقيق أسبوعيا‪ ،‬مما يفوت على‬ ‫اللوبيات التالعب في قيمة السلع وكذا الوزن‪.‬‬ ‫وشددت المصادر نفسها على أن الكتاب المشار إليه‬ ‫سبق أن تم اعتماده‪ ،‬مما قطع الطريق على المتالعبين‪،‬‬ ‫وعبرت عن استغرابها لتجاهل المجلس الحالي لهذا األمر‪،‬‬ ‫رغم التنبيهات التي وجهت إليه من قبل بعض العارفين‬ ‫بخبايا هذا السوق المثير للجدل‪.‬‬

‫وأوضحت المصادر ذاتها أن تسجيل المجلس الجماعي‬ ‫لطنجة لمبلغ ثالثة ماليير سنتيم كمداخيل سنوية لسوق‬ ‫الجملة للفواكه والخضر‪ ،‬يأتي في ظرفية حاول خالها إعادة‬ ‫ضبط األمور داخل السوق المذكور الذي يصنف األكبر‬ ‫بعاصمة البوغاز‪ ،‬بيد أنه سرعان ما استسلم أمام األمر‬ ‫الواقع بفعل غياب الصرامة لتطبيق القوانين الجاري بها‬ ‫العمل‪.‬‬ ‫كما سبق للمجلس األعلى للحسابات أن كشف في تقرير‬ ‫له‪ ،‬عن وضعية سوداوية داخل السوق آنف الذكر‪ .‬وكان أبرزها‬

‫وجود عمليات تغيير المعطيات المصرح بها في أوراق للكشف‬ ‫بدون االستناد في ذلك إلى المحاضر القانونية‪ ،‬كما سبق‬ ‫للمجلس نفسه أن أوصى بضرورة تفعيل برج للمراقبة داخل‬ ‫السوق‪ ،‬وكذا إلغاء إمكانية احتساب الوزن الزائد وخصمه‬ ‫من الوزن الخام الصافي للبضاعة‪ ،‬كما أوصى أيضا بضرورة‬ ‫اتخاذ اإلجراءات الالزمة قصد تفعيل نظام المراقبة عن طريق‬ ‫الفيديو بالسوق‪ ،‬وهي كلها نقاط أعملت ولم يتم االعتماد‬ ‫عليها بهدف سد الطريق على اللوبيات‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫وزارة األوقاف تسعى إلى حماية ‪ 42‬ألف مغربي بسبتة‬ ‫من خطر الجماعات الجهادية‬

‫وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية حاضرة بقوة في‬ ‫مدينة سبتة المحتلة من أجل محاربة الفكر المتطرف‬ ‫والمتشدد‪ ،‬ومنع تحول مدينة سبتة المحتلة إلى ´قاعدة‬ ‫خلفية‪ ª‬للجهاد قد تهدد استقرار المملكة إلى جانب عملها‬ ‫على ضمان األمن الروحي لحوالي ‪ 42‬ألف مغربي مسلم‬ ‫يقيمون في الثغر المحتل‪.‬‬ ‫في هذا الصدد‪ ،‬كشف تحقيق الموقع اإللكتروني ´شبكة‬ ‫سبتة‪ ،ª‬أن وزارة أحمد توفيق تخصص ميزانية تقدر بمليار‬ ‫و ‪ 245‬مليون سنتيم من أجل مراقبة وضمان السير العادي‬ ‫لحوالي ‪ 31‬مكانا ألداء الشعائر الدينية اإلسالمية في مدينة‬ ‫سبتة‪ 15 :‬مسجدا و‪ 16‬دورا للعبادة‪ .‬وتنقسم هذه الميزانية‪،‬‬ ‫التي تخصصها الوزارة لسبتة إلى قسمين‪ :‬أوال‪ 700 ،‬مليون‬ ‫سنتيم سنويا توجه لتسديد رواتب ‪ 125‬إماما‪ ،‬ومؤذنا‪،‬‬ ‫وخطيبا‪ ،‬ومرشدا‪ ،‬على األقل‪ ،‬تم التعاقد معهم لخدمة مغاربة‬ ‫المدينة؛ ثانيا‪ ،‬حصة أخرى توجه إلى المصاريف الدورية‪ ،‬مثل‬ ‫الكهرباء‪ ،‬الذي يكلف الوزارة ‪ 200‬مليون سنتيم سنويا‪ ،‬والماء‬ ‫بـ‪ 120‬مليون سنتيم‪ ،‬والصيانة بـ‪ 130‬مليون سنتيم‪ ،‬وبعض‬ ‫المصاريف األخرى الطارئة‪ ،‬التي قدرت بـ‪ 95‬مليون سنتيم‪.‬‬ ‫التحقيق يوضح أيضا‪ ،‬أن شهر رمضان يكلف وزارة‬ ‫األوقاف الكثير من األموال‪ ،‬إذ ترتفع فاتورات الماء‪ ،‬والكهرباء‪،‬‬ ‫والصيانة‪ ،‬ما دفع الوزارة إلى التفكير في تزويد المساجد‪ ،‬ودور‬ ‫العبادة التابعة لها في سبتة بمصابيح ‪( LED‬صمام ثنائي‬ ‫باعث للضوء) والتي تعتبر أكثر اقتصادية‪.‬‬ ‫على صعيد متصل‪ ،‬يكشف التحقيق أن مدينة سبتة‬ ‫المحتلة‪ ،‬التي ال تتعدى مساحتها ‪ 19‬كيلومترا مربعا‪ ،‬وتضم‬

‫‪ 40‬ألف مسلم مغربي‪ ،‬تتوفر على أكثر من ‪ 55‬مكانا للعبادة‪،‬‬ ‫بين مساجد‪ ،‬ودور للعبادة ‪ ،‬أي أكثر من عدد أماكن العبادة‬ ‫الموجودة في مدن الفنيدق‪ ،‬والمضيق‪ ،‬ومارتيل‪،‬التي تصل‬ ‫مساحتها إلى ‪ 240‬كيلومترا مربعا‪ ،‬وتضم ‪ 350‬ألف نسمة‪.‬‬ ‫وأضاف التحقيق‪ ،‬كذلك‪ ،‬أن ‪ 30‬في المائة من مغاربة‬ ‫سبتة (‪ 42‬ألفا)‪ ،‬تقل أعمارهم عن ‪ 14‬سنة‪ ،‬أي أن ‪ 30‬ألف‬ ‫مغربي تفوق أعمارهم ‪ 14‬سنة ‪ ،‬غير أن عدد الذين يترددون‬ ‫على المساجد ال يتجاوز ‪ 24‬ألف مصل بمعدل ‪ 800‬مصل‬ ‫لكل مكان عبادة‪ ،‬علما عددها يفوق ‪ 55‬مسجدا ودارا للعبادة‪،‬‬ ‫بينما يوجد في كل التراب المغربي ‪ 55‬ألف مكان للعبادة‪.‬‬ ‫كما أن عدد المسلمين‪ ،‬الذين ال يصلون في سبتة‬ ‫ألسباب مختلفة ال يتجاوز ‪ 15( 4500‬في المائة) مغربي‪ ،‬فيما‬ ‫أن عدد الذين يصلون دون الذهاب إلى المسجد بلغ ‪1500‬‬ ‫(‪ 5‬في المائة) مغربي‪.‬‬ ‫ويقول التحقيق إن من بين أهداف الوزارة من األموال‬ ‫التي تنفقها في سبتة‪ ،‬ضمان االستقرار والسير العادي لخدمة‬ ‫المغاربة في خمس مناسبات يوميا‪ ،‬وطوال السنة‪ ،‬السيما‬ ‫أن كل مغربي مواظب على المسجد يصلي نحو ‪1800‬‬ ‫صالة سنويا‪ ،‬ما يتطلب خدمات النظافة‪ ،‬وتدفئة الماء‪ ،‬إلى‬ ‫جانب سعي الوزارة بإنفاقها تلك األموال إلى قطع الطريق‬ ‫على بعض الجماعات الدينية المتشددة والمتطرفة‪ ،‬التي‬ ‫تحاول استقطاب أبناء المغاربة للجهاد‪ ،‬السيما مع ظهور‬ ‫بعض الجمعيات اإلسالمية‪ ،‬التي تحاول أن تحل محل الوزارة‬ ‫بدعم بعض المساجد‪ ،‬والجمعيات‪ .‬ووزارة األوقاف والشؤون‬ ‫اإلسالمية تؤطر وتراقب فقط ‪ 31‬مكانا للعبادة من أصل ‪55‬‬ ‫مكانا‪.‬‬

‫لقاء تواصلي‬ ‫حول خدمات‬ ‫مسار “فضاء ولي”‬ ‫و”فضاء متمدرس”‬ ‫بجهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة‬

‫وبخصوص الخطب‪ ،‬التي تلقى في المساجد التابعة‬ ‫للوزارة في سبتة المحتلة‪ ،‬يقول التحقيق إن هناك لجنة رسمية‬ ‫مغربية تدرس‪ ،‬وتحلل‪ ،‬وتقيم القدرات والكفاءات العلمية‪،‬‬ ‫والفكرية‪ ،‬والتوجهات الروحية لألئمة‪ ،‬والخطباء‪ .‬وأضاف أنه‬ ‫بدون الحصول على الضوء األخضر من الوزارة‪ ،‬ال يمكن ألي‬ ‫إمام أن يؤم‪ ،‬أو أن يخطب في المغاربة بهذه المساجد‪.‬‬ ‫وبين التحقيق أنه حتى أئمة سبتة تلقوا تعليمات من‬ ‫وزارة أحمد التوفيق بعدم الخوض في السياسة‪ ،‬أو إلقاء خطب‬ ‫متشددة بعيدة عن منهج االعتدال المتبع من قبل المغرب‪،‬‬ ‫والمتمثل في المذهب المالكي‪.‬‬ ‫ويوضح التحقيق‪ ،‬أيضا‪ ،‬أنه في الوقت الذي يتوجب فيه‬ ‫على أي جمعية‪ ،‬أو مجموعة الحصول في الداخل المغربي على‬ ‫موافقة وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية لبناء مسجد‪ ،‬فإن‬ ‫األمر مختلف في سبتة‪ ‬المحتلة‪ ،‬حيث‪ ‬ال تحتاج أي مجموعة‬ ‫ألي رخصة من الوزارة‪ ،‬إذ يكمن المشكل في التمويل فقط‪.‬‬ ‫وأضاف أنه في السنوات الماضية‪ ،‬كان الراغبون في بناء‬ ‫المساجد يطرقون أبواب الوزارة لمساعدتهم‪ ،‬لكن الوضع‬ ‫اليوم تغير‪ ،‬إذ أصبح بعض المغاربة يطرقون أبواب جمعيات‬ ‫أخرى‪ ،‬مثل «جمعية التعددية والتعايش» بسبتة التي تساعد‬ ‫المسلمين المغاربة في بناء المساجد‪ ،‬وهذا المعطى األخير‬ ‫يستنفر الوزارة‪ ،‬خوفا من فقدانها السيطرة على أماكن‬ ‫العبادة في سبتة‪.‬‬

‫توفيق سليمان‬

‫في إطار تنفيذ استراتيجيتها التواصلية‪ ،‬وفي سياق‬ ‫تعميم التعريف بالمستجدات الخاصة باإلجراءات المتعلقة‬ ‫بتقوية نظام المعلومات للتربية والتكوين والمبرمج‬ ‫ضمن المشاريع المندمجة لتنفيذ الرؤية االستراتيجية‬ ‫‪ ،2030/2015‬نظمت األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين‬ ‫لجهة طنجة تطوان الحسيمة يوم اإلثنين ‪ 23‬يناير الجاري‬ ‫لقاء تواصليا تحسيسيا لفائدة ممثلي جمعيات آباء وأمهات‬ ‫وأول��ي��اء أم��ور التلميذات والتالميذ بالمجلس اإلداري‬ ‫لألكاديمية وبعض رؤساء المؤسسات التعليمية بالجهة ‪،‬‬ ‫حضره رؤساء مصالح االرتقاء بتأطير المؤسسات التعليمية‬ ‫والمكلفين بالتواصل بالجهة ‪,‬اطره أطر عن المركز الجهوي‬ ‫لمنظومة اإلعالم باألكاديمية‪.‬‬ ‫ويهدف هذا اللقاء إلى تعزيز التواصل بين األسرة‬ ‫والمدرسة‪ ،‬عبر التعريف تعميم الولوج إلى خدمات “مسار”‬ ‫وذل��ك لفائدة مديرات ومديري المؤسسات التعليمية‪،‬‬ ‫وممثلي جمعيات أمهات وآب��اء وأولياء أم��ور التلميذات‬ ‫والتالميذ‪.‬‬ ‫وفي كلمتها بالمناسبة أشارت ذة‪.‬إيمان البقالي إلى‬ ‫السياق الذي جاء فيه عقد هذا اللقاء بكونه يندرج ضمن‬ ‫سلسلة اللقاءات التي استهلت بورشة تواصلية همت‬ ‫المكلفين بتدبير منظومة مسار تم عقدها نهاية الشهر‬ ‫المنصرم؛ و يهم مختلف المتدخلين للتعريف بهذه الخدمة‬ ‫ومساعدة األسر والمتمدرسين على االستفادة من خدماتها‪.‬‬ ‫وقد تميز هذا اللقاء بعرض شريط تركيبي سيتم‬ ‫اعتماده خالل اللقاءات التواصلية التي ستعقد في مختلف‬ ‫المديريات والمؤسسات العاملة بالجهة‪ ،‬تاله تقديم‬ ‫ذ‪.‬عبد اهلل بوشرحة المكلف بمنظومة مسار على مستوى‬ ‫األكاديمية لدراسة وشرح مبسط لدليل عملي موثق لولوج‬ ‫فضاء الولي ولمختلف الخدمات الموجودة به‪،‬حتى يتسنى‬ ‫للمنظومة‪ ،‬تمكين األسرة من متابعة المسار الدراسي‬ ‫ألبنائها بكل دقة وفاعلية‪.‬‬

‫مصابة بمرض خطير‬ ‫في الدم تناشد‬ ‫القلوب الرحيمة‪!.‬‬ ‫تعاني المواطنة رشيدة المسلك (‪ 49‬سنة)‬ ‫من مرض خطير في الدم‪ ،‬منذ سنوات‪ ،‬األمر‬ ‫الذي أثر على صحتها كثيرا‪ ،‬وجعلها عاجزة عن‬ ‫الحركة‪ ،‬التتنقل إال على متن كرسي متحرك‪.‬‬ ‫حاليا‪ ،‬تحتاج إلى دواء‪ ،‬مصاريفه هي حوالي‬ ‫ألف دره��م شهريا‪ .‬ومؤخرا‪ ،‬وج��دت نفسها‬ ‫مطالبة بإجراء عملية جراحية بالدار البيضاء‪،‬‬ ‫وذل��ك على مستوى شرايينها المخنوقة‪،‬‬ ‫تتطلب مبلغ حوالي ‪ 4‬ماليين سنتيم‪ .‬غير أنها‬ ‫اصطدمت بظروفها االجتماعية الصعبة‪ ،‬فهي‬ ‫أم البنين‪ ،‬وبالكاد يوفر زوجها لقمة العيش‪.‬‬ ‫وبالمناسبة‪ ،‬وعبر هذا المنبر‪ ،‬تناشد هذه‬ ‫المريضة المحسنين وذوي األريحية‪ ،‬جزاهم‬ ‫اهلل خيرا‪ ،‬من أجل مساعدتها في محنتها‬ ‫المرضية‪ ،‬مفضلة أن يزوروها ليطلعوا على‬ ‫حالتها‪ ،‬مباشرة‪ ،‬قبل أي مبادرة أخرى منهم‪،‬‬ ‫حتى يطمئنوا على «خيرهم» كونه ـ مثال ـ قد‬ ‫وضع في سكته الصحيحة‪!.‬‬

‫لالتصال‪ :‬زنقة الصنوبر رقم ‪36‬‬ ‫عين حياني ـ طنجة‬

‫الهاتف‪0660449086 :‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪ 31‬يناير �إلى ‪ 06‬فرباير ‪2017‬‬

‫العدد ‪874‬‬

‫إقتصاد‬ ‫أوربا الوجهة األولى لحركة النقل الجوي للمطارات سنة ‪2016‬‬ ‫احتلت وجهة أوروبا‪ ،‬خالل سنة ‪ ،2016‬مركز الصدارة ضمن مختلف وجهات حركة النقل‬ ‫الجوي بمطارات المملكة بحصة ‪ 68،87‬في المائة‪.‬‬ ‫وحسب بيان للمكتب الوطني للمطارات فأن مجموع المسافرين الوافدين من وإلى أوروبا‬ ‫عبر المطارات المغربية بلغ ‪ 12‬مليون و‪ 560‬ألف و‪ 661‬مسافرا من أصل ‪ 18‬مليون و‪ 237‬ألف‬ ‫و‪ 272‬مسافرا كرقم قياسي تم تسجيله خالل السنة الفارطة‪.‬‬ ‫نفس المصدر أوضح أن معدل نسبة المسافرين بالوجهة األوروبية لم يتجاوز ‪ 0,68‬في‬ ‫المائة مقارنة مع األشهر اإلثني عشر سنة ‪ 2015‬حيث كان العدد محددا في ‪ 12‬مليون و‪475‬‬ ‫ألف و‪ 477‬مسافرا‪.‬‬ ‫والمالحظ أن وجهة دول الشرق األوسط واألقصى حققت ارتفاعا ملموسا فيما يخص حركة‬ ‫النقل الجوي في ارتباط بالمطارات المغربية بنسبة ‪ 10,68‬في المائة‪ ،‬حيث انتقل عددهم من‬ ‫مليون و‪ 252‬ألف و‪ 840‬مسافرا في سنة ‪ 2015‬إلى ما مجموعه مليون ‪ 386‬ألف و‪ 671‬مسافرا‬ ‫في السنة ما بعدها‪.‬‬ ‫ويشير البيان أيضا إلى أن حصة دول الشرق األوسط واألقصى بلغت ‪ 7,60‬في المائة‬ ‫متبوعة بوجهة إفريقيا بنسبة ‪ 7,08‬في المائة تليها دول المغرب العربي بنسبة ‪ 3,60‬في‬ ‫المائة وأمريكا الشمالية ‪ 02،2‬في المائة ثم أمريكا الجنوبية ‪ 0,31‬في المائة‪.‬‬ ‫وفيما يخص حركة النقل الجوي الدولي عموما فقد شهدت ارتفاعا بنسبة ‪ 3‬في المائة حيث‬ ‫انتقل العدد إلى ‪ 16‬مليون و‪ 319‬ألف و‪ 316‬مسافرا في سنة ‪ 2016‬مقابل ‪ 15‬مليون و‪844‬‬ ‫ألف و‪ 42‬مسافرا في السنة ما قبلها‪.‬‬ ‫كما عرفت حركة النقل الجوي الداخلي ارتفاعا من حيث العدد الذي انتقل من مليون و‪763‬‬ ‫ألف و‪ 449‬مسافرا إلى مليون و‪ 917‬ألف و‪ 956‬مسافرا في السنة الماضية‪ ،‬أي بنسبة ‪ 8,76‬في‬ ‫المائة‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫التجاري وفابنك في إفريقيا‬ ‫نادي إفريقيا للتنمية بالكونغو‬

‫تم إطالق نادي إفريقيا للتنمية وبنك (كريدي دي كونغو)‪ ،‬التابع لمجموعة (التجاري‬ ‫وفابنك)‪،‬مؤخرا بمدينة بوانت نوار (العاصمة االقتصادية للكونغو)‪ ،‬نادي افريقيا للتنمية‬ ‫بجمهورية الكونغو‪ .‬وأوضح بالغ لمجموعة التجاري وفابنك‪ ،‬أنه تم إطالق النادي على هامش‬ ‫مؤتمر ينظم تحت شعار «تنمية إفريقيا‪ :‬أي رافعات لتطوير المقاوالت الصغرى والمتوسطة»‬ ‫بمشاركة عدد من أرباب المقاوالت وصناع القرار االقتصادي والشخصيات السامية‪.‬‬ ‫وحسب مصادر إعالمية‪ ،‬فإن المدير العام ل كريدي الكونغو‪ /‬محمد مجبار أوضح أن الفرع‬ ‫الكونغولي لمجموعة (التجاري وفا بنك) يضطلع بدوره كامال كمؤسسة بنكية مواطنة تعمل‬ ‫على خلق وإحداث مؤهالت وإمكانيات التنمية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬ ‫من جهتها‪ ،‬أشارت منى القادري مديرة نادي إفريقيا للتنمية التابع لمجموعة التجاري وفا‬ ‫بنك إلى التطور الذي شهدته المعامالت والعالقات اإلفريقية البينية منذ انطالق المنتدى‬ ‫الدولي لتنمية افريقيا الذي انعقد سنة ‪ 2010‬بفضل تضافر جهود جميع مكونات عالم األعمال‬ ‫في إفريقيا والسيما الفاعلين االقتصاديين وصناع القرار في الكونغو‪.‬‬ ‫وذكرت في هذا السياق باحتضان مدينة الدار البيضاء يومي ‪16‬و‪ 17‬مارس المقبل للدورة‬ ‫الخامسة للمنتدى الدولي لتنمية إفريقيا تحت شعار النماذج الجديدة للنمو االقتصادي الشامل‬ ‫في إفريقيا بمشاركة ‪ 1200‬فاعل اقتصادي من ‪ 30‬دولة إفريقية‪.‬‬ ‫ويروم المنتدى تشجيع المبادالت الجهوية وتسهيل التعاون جنوب جنوب‪ ،‬إلى جانب كونه‬ ‫أرضية للقاءات الثنائية‪ ،‬وتمكين األبناك من رؤية واضحة بخصوص المشاريع االستثمارية‬ ‫والبرامج الوطنية للتنمية من خالل سوق االستثمار‪ .‬أما مدير ديوان وزيرة المقاوالت الصغرى‬ ‫والمتوسطة والصناعة التقليدية والقطاع الغير مهيكل‪ ، ،‬أرماند بيان فوني فويديبيو‬ ‫فقد استعرض بهذه المناسبة‪ ،‬رؤية الحكومة الكونغولوية في هذا المجال والتدابير التي‬ ‫تم اعتمادها والجهود التي بذلت من طرف الوزارة في مجال النهوض بالمقاوالت الصغرى‬ ‫والمتوسطة وتطويرها‪.‬‬ ‫وأبرزت أنيك باتريسيا مونغو المديرة العامة لوكالة النهوض باالستثمارات‪ ،‬الجهود التي‬ ‫تبذلها الوكالة من أجل تشجيع االستثمارات المنتجة والسيما من خالل المقاوالت الصغرى‬ ‫والمتوسطة المحلية التي تعد القاطرة الرئيسية للتنويع االقتصادي في الكونغو‪.‬‬ ‫وبخصوص االستراتيجيات التي يتعين على المقاوالت الصغرى والمتوسطة وضعها‪ ،‬أشار‬ ‫بول أوبامبي رئيس غرفة التجارة والصناعة والفالحة والمهن ببرازافيل إلى اإلصالحات التي تم‬ ‫اعتمادها من أجل المحافظة على نمو المقاوالت الكونغولوية بالرغم تباطؤ وتيرة نمو االقتصاد‬ ‫المحلي‪ .‬وأضاف البالغ إلى أن عددا من المتدخلين أعربوا‪ ،‬بهذه المناسبة‪ ،‬عن التزامهم‬ ‫وإرادتهم في المساهمة في رفع مستويات النمو االقتصادي والتنمية بالدول االفريقية والسيما‬ ‫جمهورية الكونغو‪..‬‬ ‫وتميزت هذه التظاهرة بتنظيم عدد من اللقاءات الثنائية بين الفاعلين االقتصاديين‬ ‫بالكونغو ونظرائهم بعدد من بلدان المنطقة‪ ،‬في أفق فتح المجال لتعزيز العالقات االقتصادية‬ ‫والتجاربة‪ .‬وخلص البيان إلى التذكير بأن نادي إفريقيا للتنمية يعد مبادرة خرجت لحيز الوجود‬ ‫في أعقاب انعقاد أربع دورات للمنتدى الدولي «إلفريقيا والتنمية» بعد مبادرة خرجت لحيز‬ ‫الوجود في أعقاب انعقاد أربع دورات للمنتدى الدولي التي نظمتها مجموعة التجاري وفابنك‬ ‫منذ سنة ‪.2010‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫ارتفاع احتياطات بنك المغرب من العملة الصعبة‬

‫أعلن بنك المغرب أن صافي االحتياطيات الدولية للمملكة بلغ ‪ 251,6‬مليار درهم إلى غاية‬ ‫‪ 13‬يناير الجاري‪ ،‬مسجال ارتفاعا بنسبة ‪ 9,1‬في المائة على أساس سنوي‪.‬‬ ‫وأوضح البنك المركزي‪ ،‬الذي نشر مذكرة حول مؤشراته برسم األسبوع الممتد من ‪ 12‬إلى‬ ‫‪ 18‬يناير ‪ ،2017‬أن هذه االحتياطيات بقيت‪ ،‬من أسبوع إلى آخر‪ ،‬دون تغيير‪.‬‬ ‫وأشارت المذكرة إلى أنه خالل هذه الفترة وصل المبلغ اإلجمالي لتدخالت بنك المغرب‬ ‫‪ 12,5‬ماليير درهم‪ ،‬منها مبلغ ‪ 8‬ماليير درهم تم ضخها على شكل تسبيقات لسبعة أيام على‬ ‫أساس طلب عروض‪ ،‬ومبلغ ‪ 4,5‬ماليير درهم منحت في إطار برنامج دعم تمويل المقاوالت‬ ‫الصغيرة جدا والمتوسطة‪.‬‬

‫وبخصوص سعر الفائدة بين البنوك‪ ،‬فقد بقي دون تغيير عند ‪ 2,25‬في المائة‪ ،‬بينما انتقل‬ ‫حجم المبادالت من ‪ 4‬ماليير درهم إلى‪ 4,3‬ماليير درهم‪.‬‬ ‫وضخ بنك المغرب‪ ،‬خالل طلب العروض ليوم ‪ 18‬يناير (تاريخ االستحقاق حدد في ‪ 19‬يناير‬ ‫‪ ،)2017‬مبلغ ‪ 10‬ماليير درهم على شكل تسبيقات لسبعة أيام‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫مواصلة تخفيض معدالت الفوائد البنكية المطبقة على القروض‬ ‫يتواصل انخفاض معدالت الفوائد البنكية المطبقة على القروض سنة بعد أخرى‪ ،‬حيث‬ ‫اتجهت األبناك نحو تخفيض نسب الفوائد مع بداية السنة الجارية‪ ،‬إذ سجل معدل الفوائد‬ ‫المطبقة على قروض السكن انخفاضا إلى ‪ 4,3‬في المائة‪ ،‬فيما انخفضت معدالت الفوائد‬ ‫المطبقة على القروض االستهالكية إلى ما دون ‪ 5‬في المائة‪ .‬ويعد هذا االنخفاض األول من‬ ‫نوعه‪ ،‬بحيث لم يسبق أن وصلت معدالت الفوائد إلى ما دون ‪ 5‬في المائة من قبل‪.‬‬ ‫وبالرغم من ارتفاع معدالت القروض المتعثرة التي لم تستطع األبناك استخالصها‪ ،‬فإنها‬ ‫بادرت إلى حفيز الزبناء قصد تشجيع اإلقبال على منتجاتها‪ ،‬حيث تراوحت المعدالت المطلقة‬ ‫على القروض ما بين ‪ 4,3‬و‪ 4,5‬في المائة وهو األقل‪ ،‬إذ أن متوسط معدل الفائدة كان في‬ ‫حدود ‪ 6‬في المائة وبالرجوع إلى النسب المطلقة خالل الشهر األولى من السنة الماضية‪ ،‬فإن‬ ‫المؤسسات البنكية تحتسب معدال بأزيد من ‪ 5,6‬في المائة بالنسبة لقروض السكن‪ ،‬فيما يصل‬ ‫المعدل المطبق على قروض االستهالك إلى نحو ‪ 7‬في المائة‪.‬‬ ‫ومن شأن تخفيض معدالت الفوائد المطبقة على القروض أن يحسن مستوى إقبال الزبناء‬ ‫على القروض البنكية‪ ،‬وهو االتجاه الذي تنهجه المؤسسات البنكية‪ ،‬في العروض التي يطرحها‪.‬‬ ‫وخالل شتنبر الماضي سجلت معطيات بنك المغرب‪ ،‬تحسنا على مستوى اإلقبال على‬ ‫القروض البنكية بنسبة ‪ 4‬في المائة‪ ،‬متجاوزا بذلك التوقعات المحددة في ‪ 3‬في المائة‪.‬‬ ‫وسجلت معطيات بنك المغرب ارتفاعا على مستوى قروض التجهيز بنسبة ‪ 5,8‬في المائة لتصل‬ ‫إلى ‪ 146,7‬مليار درهم‪ ،‬ضمنها ‪ 94,3‬ميار درهم موجهة للمقاوالت غير المالية الخاصة‪ ،‬كما‬ ‫عرفت القروض العقارية ارتفاعا بنسبة ‪2‬و‪ 4‬في المائة لتبلغ ‪ 246,4‬مليار درهم‪ ،‬ويفسر هذا‬ ‫االرتفاع بنمو القروض الممنوحة لقروض السكن بنسبة ‪ 5,3‬في المائة لتصل إلى ‪ 186,1‬مليار‬ ‫درهم‪ ،‬مقابل تراجع القروض الممنوحة للمنعشين العقاريين بنسبة ‪ 4,2‬في المائة‪ ،‬وبدورها‬ ‫سجلت قروض االستهالك ارتفاعا بنسبة ‪ 5،5‬في المائة لتصل إلى ‪ 48,7‬ماليير درهم مع نهاية‬ ‫شتنبر الماضي‪ ،‬وبخصوص القروض الموجهة للمؤسسات‪ ،‬فقد عرفت معدل نمو القروض‬ ‫للقطاع غير المالي استقرارا عند ‪ 3,5‬في المائة مع نهاية شتنبر‪ ،‬وتميزت القروض الموجهة‬ ‫لهذا القطاع بتباطؤ في تطور القروض الممنوحة للشركات العمومية غير المالية‪ ،‬وتسارعا‬ ‫للقروض الممنوحة للقطاع الخاص الذي سجل نموا بنسبة ‪ 3,5‬في المائة‪ .‬ويعزى هذا التطور‬ ‫إلى ارتفاع جاري القروض الممنوحة للشركات الخاصة غير المالية‪ ،‬وتطور القروض الموجهة‬ ‫إلى األسر التي استقرت عند ‪ 4,7‬في المائة‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن بنك المغرب سبق أن خفض نسبة الفائدة المرجعية ألكثر من مرة‬ ‫حيث انتقلت من ‪ 3‬إلى ‪ 2,25‬في المائة‪.‬‬ ‫على مستوى آخر‪ ،‬كشفت معطيات بنك المغرب‪ ،‬أن القروض المتعثرة سجلت ارتفاعا بنسبة‬ ‫‪ 8,3‬في المائة مع نهاية شتنبر السنة الماضية مقارنة مع نفس الفترة من السنة التي قبلها‪،‬‬ ‫لتبلغ نحو ‪ 62‬مليار درهم‪ ،‬ويمثل هذا الحجم ‪ 7,8‬في المائة من إجمالي القروض البنكية‪.‬‬ ‫وأوضح بنك المغرب في إحصائياته أن القروض المتعثرة التي تجد األبناك صعوبة في‬ ‫استخالصها‪ ،‬سجلت كذلك ارتفاعا بنسبة ‪ 1,6‬في المائة بنهاية شتنبر الماضي مقارنة مع شهر‬ ‫غشت من ‪.2016‬‬ ‫أما بالنسبة للقروض المتعثرة على األسر المغربية فقد بلغت ‪ 22,5‬مليار درهم بارتفاع‬ ‫نسبة ‪ 1،1‬في المائة مقارنة مع غشت من السنة الماضية‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫جائزة «السياحة المستدامة» للمغرب في «فيتور ‪ 2017‬بمدريد‬ ‫حاز المغرب على جائزة االلتزام من أجل السياحة المستدامة‪ ،‬التي تمنحها المجلة اإلسبانية‬ ‫المتخصصة في السياحة الريفية والمغامرة (إير ليبر)‪ ،‬في إطار الدورة ‪ 37‬لمعرض مدريد الدولي‬ ‫للسياحة (فيتور ‪ ،) 2017‬من ‪ 18‬إلى ‪ 22‬يناير ‪.2017‬‬ ‫وتم تسليم هذه الجائزة‪ ،‬التي تندرج في إطار إعالن األمم المتحدة ل‪ 2017‬سنة دولية‬ ‫للسياحة المستدامة من أجل التنمية‪ ،‬للمغرب‪ ،‬ممثال في المكتب الوطني المغربي للسياحة‪،‬‬ ‫لتنظيم المغرب بنجاح المؤتمر الثاني والعشرين لألطراف في االتفاقية اإلطار لألمم المتحدة‬ ‫حول التغيرات المناخية (كوب‪ ،)22‬الذي مكن من اعتماد إطار عمل شامل لمكافحة ظاهرة‬ ‫االحتباس الحراري‪..‬‬ ‫وأشار المدير التنفيذي ألوتيسد كومينيكاسيون‪ ،‬الشركة الناشرة لمجلة (إير ليبر)‪ ،‬خوسيه‬ ‫اغناسيو فرنانديز غارسيا‪ ،‬في كلمة في حفل تسليم هذه الجائزة‪ ،‬إلى أن المغرب‪ ،‬تحت قيادة‬ ‫جاللة الملك محمد السادس‪ ،‬جعل من التنمية المستدامة هدفا وطنيا‪ ،‬ووضع اإلنسان في‬ ‫صلب السياسات التنموية‪.‬‬ ‫وذكر‪ ،‬في هذا السياق‪ ،‬بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬التي تعمل منذ سنة ‪ 2005‬على‬ ‫مكافحة الفقر والهشاشة واإلقصاء االجتماعي‪ ،‬وكذا االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة‬ ‫التي تسعى للحفاظ على التراث البيئي‪ ،‬بالنظر ألهمية التنوع البيولوجي في التنمية المستدامة‪.‬‬ ‫كما أشار إلى مشاريع التشجير بالمغرب التي أهمت أزيد من ‪ 500‬ألف هكتار بأنواع مختلفة‪،‬‬ ‫والسياسة الوطنية للماء التي تروم ضمان حق جميع المواطنين في الماء‪ ،‬وإقامة بنية تحتية‬ ‫مائية حديثة‪ ،‬إضافة إلى الجهود المبذولة لجعل األقاليم الجنوبية نموذجا للتنمية الجهوية‬ ‫المتكاملة من خالل التنمية المستدامة وتشجيع االستثمار‪.‬‬ ‫وتميز حفل تسليم هذه الجوائز بإطالق مبادرة برعاية مجلة (إير ليبر) تروم المساهمة في‬ ‫حماية وتنمية غابات األركان بالمغرب‪ ،‬التي ترمز لالستدامة المساهمة في التنمية االجتماعية‬ ‫و االقتصادية للسكان‪..‬‬ ‫وعرف رواق المغرب بالمعرض‪ ،‬الذي مثل جميع المناطق السياحية بالمملكة‪ ،‬إقباال كبيرا‬ ‫منذ افتتاح هذه التظاهرة السياحية الدولية‪.‬‬ ‫وأبدى زوار المعرض اهتماما كبيرا بالمؤهالت والعروض السياحية الغنية والمتنوعة‬ ‫للمغرب‪.‬‬


‫العدد ‪874‬‬

‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪ 31‬يناير �إلى ‪ 06‬فرباير ‪2017‬‬

‫معبودات سكان المغرب القديم وإيكونوغرافية الرسوم الصخرية‬ ‫والروايات المتوارثة تماثيل إغيل امدغار وروايات قدمائه نموذجاً‬ ‫يسجل التاريخ توافد عدة حضارات على المغرب القديم على مر مختلف‬ ‫العصور ‪ ،‬جاءت الستبدال القطف والترحال باإلنتاج واالستقرار والزراعة وتدجين‬ ‫الحيوانات ‪ ،‬وتعددت األمكنة التي استوطنوها ‪ ،‬وفي المقابل جلبوا معهم‬ ‫معتقداتهم الدينية وثقافاتهم الروحية مما أدى إلى ترسخ االعتقاد المغربي‬ ‫القديم في االذهان بوجود قوى خفية قادرة على خلق المعجزات ودرء المخاطر‬ ‫‪,‬وهذا راجع‪ ،‬آنذاك‪ ،‬إلى قصر نظرهم للكون والحياة على مسببات الظواهر‬ ‫الطبيعية‪ ،‬وتعددت معبوداتهم بتعدد مدنهم وقراهم ‪ ،‬وتنوعت بتنوع‬ ‫أقاليمهم وما ضمته كل منها من مظاهر تبعث على الخوف والحزن والحذر‪،‬‬ ‫أحيانا‪ ،‬والترجي واألمل واالطمئنان‪ ،‬تارة أخرى‪ ،‬فاعتقدوا بوجود اله في السماء‬ ‫يسيطر على رعدها وبرقها ‪ ،‬وااله للمياه يضبط جريانها ويتحكم في فيضاناتها‬ ‫‪ ،‬وتجسدت آلهة القدماء تارة في منحوتات وتماثيل ‪ ،‬وأخرى في كواكب وضبط‬ ‫اتجاهاتها ‪ ،‬فجعل من الشمس والقمر والكهوف والرياح والوديان والمياه عبادة‬ ‫له ‪.‬‬ ‫وقد عرف اإلنسان المغربي القديم خالل مراحل تكون فكره الديني نفس‬ ‫الخطوات التي مر بها اإلنسان بصورة عامة‪ ،‬انطالقا من االعتقاد العام القديم‬ ‫أن للطبيعة قوى خارقة مليئة باألرواح الخيرة والشريرة ‪ ،‬مما جعل المغاربة‬ ‫القدماء يمعنون التأمل في فطرته غير المكتملة وانه في دائرة يسيرها او‬ ‫يقودها ويضبطها اله حكيم فجعل معبوده في قوى الطبيعة التي اعتبرت مرحلة‬ ‫أساسية مرت به‪.‬‬ ‫ومن المؤكد تاريخيا انه ومنذ ما قبل القرن الخامس قبل الميالد أن أول‬ ‫ماعبده المغاربة القدماء كان الشمس ‪ ،‬وهذا ماذهب إليه هيرودوت‪ ،‬وهذه‬ ‫العبادة كان الدافع لها إنارة الشمس ودفئها باستثناء قبائل’’الترانتس الجيتول‬ ‫‘’اللذين كانوا يلعنونها بسبب أشعتها المحرقة ‪.‬‬ ‫وتطور األمر في العبادة إلى مستوى مايعرف بعبادة األرباب أو اآللهة‬ ‫‪,‬وصاحب رحلة سكيالس ويؤكدا شهر شعائره (هوميروس)‪.‬‬ ‫ويذكر عن المعبود بوزيدون وترثون ذو األصول اإلفريقية كانــوا‬ ‫يمثلون مكانة شرفية ومن اآللهة الشاهدة على ‘’جني بعل وبجانبها األرباب‬ ‫الثالثة التي ذكرها هيرودوت‪/‬اذيقول هناك أرباب امازيغية كثيرة منها الربة‬ ‫‘’تانيث’’و’’بعل’’و’’افري قيا’’و’’سباووخ و’’أوش’’‪.‬‬ ‫وقد عهدنا عند معمري منطقة ايت سيدال باقليم الناظور ـ المملكة‬ ‫المغربية ـ منذ صغرنا كلمة ‘’أوشت’’ وكنت اتسائل دائما عن معنى ومغزى هذه‬ ‫الكلمة وهذا االسم والسيما أنه كلما ألمت بهم شدة من الشدائد يستنجدون‬ ‫بكلمة ‘’أوشت’’او’’اوشتي’’ او’’أوشت اربي ‘’ وقد سار التوحيد في عروقهم ولكن‬ ‫بعد البحث العميق عن المعبودات التي مر بها المغربي القديم خاصة أدركت‬ ‫ان هذا االسم ‘’أوشت’’ كان معبودا وثنيا عند االمازيغ وبقي اسمه متوارثا شفهيا‬ ‫عجز االسالم عن محوه من ذاكرتهم‪( .‬ج‪.‬ب)‪.‬‬ ‫مثله مثل المعبود ‘’عمون» او» آمون رع’’ اذ انطلقنا من حاضرنا نالحظ‬ ‫أن اإلنسان االمازيغي خاصة الريفي القروي بشكل خاص الذي يرى‬ ‫في تربية الغنم بتبجيله للكبش وتقديسه اذ في بعض المناطق‬ ‫يحتفظ بقرونه في البيوت اعتقادا منهم انهاقادرة على ابعاد‬ ‫القوى او األرواح الشريرة وتقي من شر العين‪ ،‬ويبدوا ان مثل‬ ‫هذه االعتقادات مستوحاة من رواسب العقيدة االمازيغية القديمة‬ ‫الناتجة عن تقديس وعبادة هذا الحيوان الذي أصبح أضحية يقدم‬ ‫ـ «قربانا» ـ تقربا من اهلل تعالى في الدين اإلسالمي‪ ،‬وتحكي لنا‬ ‫معظم النقوش الصخرية التي اكتشفناها سابقا ‪ ،‬التي بالمناسبة‬ ‫تعد من أقدم الوثائق ‪ ،‬فصال من زمن عبادة الكبش اإلفريقي»‬ ‫آمون رع» المغربي «عمون رع»‪.‬‬ ‫وقد تطرقت في بحوث سالفة عن التماثيل المكتشفة بقرية‬ ‫اغيل امدغار التابعة لجماعة بني سيدال الجبل وما تحمل من‬ ‫دالالت واشارت تاريخية مهمة ويرجح نظريا ان تكون شاهدة على‬ ‫اشكال وخصوصيات العبادة المغربية القديمة والتي تعد من أندر‬ ‫الثقافات المغربية في حوض المتوسط‪.‬‬ ‫وتطرقت في البحث سالف الذكر إلى عن كلمة « رع» التي‬ ‫كان ومازال الراعي البدوي يعارك بها كباشه باسم ‘’تور رعرع’’‬ ‫كلمة امازيغية قحة تعتبر من مخلفات كهنوتية متوارثة بتقديس‬ ‫الكبش وعبادته منذ عصور األسالف العريقة‪.‬‬ ‫وقد انجز العالم االثري « سينتاس» إلى جانب «تراديل»‬ ‫عدة اكتشافات هي عبارة عن نتائج حفريات اقامها بتطوان سنة‬ ‫‪ ،1948‬عندما تولى العالم االسباني تراديل اإلشراف على التنقيب‬ ‫في مدينة ليكسوس‪ ،‬إذ بعد أن وصل في تعمقه الى األرض البكر‬ ‫عثر على كسرية قخار ذات لون أحمر المع يرجع تاريخها إلى القرن‬ ‫السادس والسابع قبل الميالد ‪.‬وجد تشابه بينه وهذا النوع من الفخار القرطاجي‬ ‫الذي يرجع تاريخه الى منتصف القرن الثامن ‪.‬ق‪.‬م‪.‬‬ ‫وأما حفريات سنة‪ 1951‬والتي كانت ثمارها العثور على جعران مصري لم‬ ‫يحدد تاريخ صناعته وإنما يعود الى أزمنة متوغلة في القدم قدتكون نهاية األلف‬ ‫الثاني ‪.‬ق‪.‬م‪.‬ويتكون الجعران من قطعة خزف لينة الملمس تحمل على إحدى‬ ‫وجهيها رسم لصقر في حالة التحليق وأمامه رمز إلهة الحصاد (زنتوت) وفي رأي‬ ‫(سينتاس) فان عمر الجعران اليتجاوز القرن الثامن ‪.‬ق‪.‬م‪) )9( .‬وقد حاول الباحث‬ ‫المشار إليه أخيرا أن يجد العالقة بين هذا الجعران المغربي والتونسي بقرطاجة‬ ‫والعائد الى عهد (امنوفيس الثالث)فرعون مصر الذي حكم حوالي القرن الرابع‬ ‫عشر ق‪.‬م‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى ماسبق عثر في نفس الحفرية السابقة الذكر على تمثال ابي‬ ‫الهول المصنوع من المرمر شبيه بذالك الذي عثر عليه بسوسة تونس وقد‬ ‫ذهب سينتاس إلى أن أبي الهول هذا يمكن أن يكون رمزا للعبادة الشرقية التي‬ ‫استقاها المغاربة القدماء والتي كانت تمارس في مدينة ليكسوس والتي كان‬ ‫منطلقها هو المعبود (بعل حمون) ومن دراسة تمثال آبي الهول تبين ان تقنية‬ ‫صناعته التدل على انتسابه إلى عصر االزدهار الصناعي القرطاجي وإنما يمكن‬ ‫ان يكون عائدا إلى القرنين الثالث والرابع ق‪.‬م‪.‬وهما القرنين التي انحطت فيها‬ ‫الصناعةالقرطاجية‬ ‫ويرجع تمثال ابي الهول المغربي أصال إلى التمثال الضخم المصري للملك‬ ‫الفرعوني (خفرع) بالجيزة في عصر الدولة الوسطى وتم تصويره وتعداد نحته‬ ‫إلى تماثيل صغيرة الى منطقة فلسطين وسوريا( اوجاريت القديمة )حيث خلط‬ ‫الكنعانيون بينه وبين معبوداتهم (حورون) او (حول)التي حرفت حائه إلى هاء‬ ‫(هول) بالعربية ومن معبودات العالم السفلي والموتى واما مشيل داهون‬ ‫‪ _ Mitchell.j .Dehood‬في كتابه‪Botter’s­ Dehood-Gaskel-le‬‬ ‫‪.Antiche Divinita Semitch.Rome (1958)p.82-83‬‬ ‫فيرى ان الفينيقيين خلطوا بين هذا المعبود والمعبود المصري حوروس‬ ‫الصقر وكان يقابله عند الساميين البابليين المعبود ترجال معبود العالم‬ ‫السفلي او اله الموتى‪)11 ( .‬‬

‫ايكونوغرافية النقوش الصخرية‬ ‫وتتواجد في عدة مناطق من الشمال المغربي رسوما صخرية تعد من‬ ‫اندر الوثائق التي يجب على الباحثين المغاربة ‪ ،‬بالخصوص‪ ،‬ان يفهموا مغازي‬ ‫ودالالت تلك الرسوم التي صمدت لقرون وابرازها كثقافة غنية يزخر بها المغر‬ ‫دون ان نمد ايدينا الى باحثين اجانب وتدريس تلك البحوث في جامعاتنا‪ ،‬و البد‬ ‫من التذكير في هذا الباب باكتشاف رسم صخري جديد ينضاف الى االكتشافات‬ ‫األخيرة بقرية اغيل امدغار التي سبق ان نشرت عدة بحوث تاريخية عن‬ ‫المعبودات الحجرية المكتشفة اخيرا بنفس القرية التاريخية المذكورة سالفا‪.‬‬ ‫وغير بعيد عن اغيل امدغار من ناحية بني بوغافر الشمالية حيث تتواجد‬ ‫مزارة قديمة سمى اهل المنطقة عينا مائية باسمها ‪ ،‬وقد قمت بزيارة خاصة‬ ‫وشاقة بالنسبة لي صحيا بتسلق المنحذرات الوعرة للوصول اليها وهذا شيء‬ ‫يسير اقدمه للمغاربة باكتشاف جزء من تاريخنا العريق‪.‬‬ ‫فمنذ صغري وانا اسمع حكايات كبار السن بالمنطقة حول هذه العين‬ ‫المائية والتي يسمونها « مرابطة» وقد دلني احد ابناء المكان عن موضعها‬ ‫االصلي وذو شكلية دائرية حيث تتضمها قلعية اتجاه الساحل في بني بوغافر‬ ‫وهو مدشر بوحمزة والذي هو نقطة حدود بين بني سيدال الجبل وجماعة‬ ‫اعزانن وكانت هذه المنطقة قد شهدت استقرارا سكنيا ضخما بتوفره على‬ ‫اراضي ممتدة وينابيع مياه العيون النابعة من اسفل جبلين والتزال جدران‬ ‫خرائبه المهجورة واقفة وشاهدة على نفسها ‪ ،‬ويالحظ أيضا تعدد مقابرها اذ‬ ‫تتكون من خمسة مقابر ضخمة من اهمها مقبرة سيدي امحمد اوعلوا والتي‬ ‫كتب عنها الباحث الفرنسي(اوجيست مولييراس) بأنها تتضمن مقابر شهداء في‬ ‫العهد اإلسماعيلي ـ كتاب المغرب المجهول (اكتشاف الريف) صفحة ‪،172-174‬‬ ‫ذكر دوار بوحمزة عام ‪ 1889‬كان يضم ‪100‬منزل ‪ ،‬بينما ذكر اغيل امدغار بعدد‬ ‫كبير من الساكن وهو ‪500‬منزل ‪ ،‬وذكر الناضور والذي سماه النظور بتسمية‬ ‫عربية اي الراصد كان يظم ‪100‬منزل ‪.‬‬ ‫وتتمركز صخرة منحوتة شبه مربعة عليها رسم دائري بمدخل سفلي ‪،‬‬ ‫وحسب بعض الروايات التي استقيناها من قدماء المنطقة ان الروضة كانت‬ ‫تتخذ شكل دائري ومن هنا نجد مغزى الرسم الحجري ينطبق تماما مع شكلية‬ ‫المزارة على انها مقابر افريقية امازيغية‪ ،‬وتم استعمالها للدفن حتى في العهود‬ ‫الفينقية الرومانية‪ ،‬وي تسمى بمدافن البازينا ذات الشكل الدائري ‪ ،‬والتي‬ ‫سبق لي ان نشرت بحثا حول دالئل وشكلية تلك المدافن الحجرية والكهفية‬ ‫واالرضية في بحث سابق‪..‬‬ ‫انظر بحثنا المغارات المقدسة بشمال الناضوربتاريخ‪ 24‬ديس‪2015-‬‬ ‫المواقع االعالمية بالناضور وجريدة الشمال العدد ‪ 814‬بتاريخ‪08‬ديس‪-2015‬‬ ‫امتداد شهود وقبور عائدة للحضارة الدلمونية بشمال المغرب القديم‬ ‫جريدة الشمال‪ 2000‬العدد‪ 808‬بتاريخ ‪ 27‬اكتوبر ‪.2015‬‬

‫وتعتبر هذه االماكن المقدسة في اذهان اهالي المنطقة وايضا لدى العامة‬ ‫مدفنا النسان صالح او ولي من األولياء الصالحين دفن داخله‪ ،‬ولذالك يقومون‬ ‫بالعناية به وبنائه وتقديسه ويستقرون امامه حيث تبنى حولها ابراج صغيرة‬ ‫وفي بعض االحيان تكون شجرة تعلق في اغصانها الخرق بقصد التبرك والتقرب‬ ‫بصاحب من يرقد فيها‪.‬‬ ‫ولقد أصر المغربي القديم على ايالء عناية خاصة لجثث موتاهم لضمان‬ ‫وصولها إلى عالمها المنشود ـ العالم األخر ـ وكان يلزم على أهل الميت حماية‬ ‫موتاهم من الموت بدءا باالعتناء بالجثة‪.‬‬ ‫ويبدوا أن سكان المغرب القديم لم يختلفوا عن باقي الحضارات القديم‬ ‫في طريقة دفن الموتى فقد أولوا اهتماما بالغا لمسالة دفن بموتاهم منذ‬ ‫العصور الحجرية القديمة ‪ ،‬مما يدفعنا لالستخالص بأنهم قد اهتموا بالموت‬ ‫وشؤون العالم األخر ‪ ،‬فكانوا يردمون موتاهم بركام من الحجر أو يضعون‬ ‫الجثث داخل مدافن صخرية ذات أحجام مختلفة مثل [المغارات] و[الدلمن]‬ ‫و[البازينا] و[التومولوس] و[الحوانيت] و[الدوائر الحجرية] وهي المقابر ذات‬ ‫الشكل الدائري و[القبور القالعية] مما يؤكد منذ النظرة األولى على امتالكهم‬ ‫اللوع الديني وبالتالي يستوجب االهتمام بوضعيات الدفن المختلفة كوضعية‬ ‫[القرفصاء] والوضعية[ المنطوية] و[الممددة] الى جانب طريقة[ الترميد] وهي‬ ‫حرق الموتى وكل ذالك من استنتاج جملة من الطقوس المتعلقة باإلنسان‬ ‫المغربي القديم تجاه العالم األخر أو المنشود‪.‬‬ ‫وفي غياب المصادر المكتوبة عن عقائد مابعد الموت فيما يخص المغربي‬ ‫القديم أثناء العصور الحجرية ومنذ فجر التاريخ يتحتم األمر على الباحث اللجوء‬ ‫لهذه المخلفات األثرية المتمثلة في المعالم الجنائزية واألثاث الجنائزي بكل‬ ‫أنواعه زيادة لوضعيات الدفن التي كانت سارية آنذاك‪.‬‬ ‫جمال بوطيبي‪.‬‬ ‫وقد حفظت لنا اإليكوغرافية االيقونية في النقوش الصخرية وهي من‬ ‫أندر الوثائق المادية عن نوعية العبادة المتخذة والبيئة المحاطة ونوعية الخيال‬ ‫والوهم ونوعية الطقوس الجنائزية والنذرية التي مر بها المغربي القديم منذ‬ ‫عهود باكرة من فجر التاريخ‪.‬‬

‫بحث وحتقيق ‪:‬‬

‫جمــال بوطيبــي‬

‫فتلك العبادات الوثنية القديمة تنقسم إلى قسمين العبادات الدينية وهي‬ ‫الشعائر والطقوس المقدمة لآللهة والنقوش النذرية اإلهدائية والتي تقدم‬ ‫لمباركة اإلله وخاصة عند تقديم النذور للميت‪.‬‬ ‫النقوش النذرية اإلهدائية‬ ‫‪Mounument votifs‬‬ ‫‪ Mounument funéraires‬الشعائر والطقوس الدينية‬ ‫والنموذج من هذا البحث النقوش والرسوم االيقوني المكتشفة على‬ ‫الشاهد الجنائزي وأيضا التي يتضمنها جزء من تماثيل اغيل امدغار وهي‬ ‫رسومات تشير إلى معبودات راجعة للعهد النوميدي والفينيقي وتلك الرسوم‬ ‫تعبر عن إهداء الى صاحب المدفن لتقربه الى اآللهة‪ ,‬باإلضافة إلى تاريخ زمن‬ ‫الدفن واسم الشخص المدفون والذي قدم النذور‪.‬‬ ‫ونرى بوضوح ماتركته لنا النقوش الصخرية ومخلفات كهنوتية التزال‬ ‫تبصم ذاتها في عقل االمازيغي المغربي الذي سار على روايات أسالفه والشاهد‬ ‫هنا من تلك الوثائق الصخرية صخرة ظلت مقدسة كمزارة تعاقبت على‬ ‫تقديسها االجيال السابقة والتي ظلت كمكان مقدس يتبرك بزيارته ويوقد‬ ‫النار فوقها تبركا لصاحب اوصاحبة المدفن واستحضار المكان كمرابطة تقام‬ ‫لها والئم جماعية تجدد كل سنة حسب علمنا من اكبر معمري المنطقة ‪.‬‬ ‫وإذانظرنا إلى جانبها األثري فإن الصخرة المقدسة تحوي أسرارا أو إشارات‬ ‫نذرية عبارة مضمونها رسم مثلث الرأس والبطن برجلين منبسطين وذراعين‬ ‫ممددين وهو رسم للمعبود الفنيقي [بعل ملقارت] أو [حمون بعل ] المشار إليه‬ ‫في األعلى بحرف الحاء الفينيقية [^] والذي يوازي يمينا حرف التاء[†] بالفينيقية‬ ‫ويظهر في األعلى على هيئة حرف التفيناغ العريقة مشيرا الى المعبودان‬ ‫المنسجمان بين اإلله بعل واآللهة» تانيث» بني بعل وهم معبودان إفريقيان‬ ‫األصل ‪(.‬ج‪.‬ب)‪.‬‬ ‫ومن مظاهر الشعائر األيقونية أو الرسمية ركز القدمان وجل العهود بدا‬ ‫من االغريق والرومان والفينيقيين والقرطاجيين والنوميديين على تصوير‬ ‫ورسم الخيال الواقعي لمدافن امواتهم بدا من رسم الشجرة كعنصر نباتي حي‬ ‫واخر هندسي كهيكل ومذبح وانتهاء بقربان أو ذبيحة التي تبقى العالقة بين‬ ‫الجهتين ممثلة باالشخاص المخلصين‪.‬‬ ‫الهيكل والمذبح الذي يعتبر حضوره عشوائيا بقدر ماهو تبيان للطبيعة‬ ‫االهوتي للمشهد والذي ياتي العمل الشعائري في مجال مقدس الذي يرمز الى‬ ‫الذبائح وتقديم القرابين المقامة على شرف اإلله وهو في نفس السياق عالمة‬ ‫للعزة والشرف‪.‬‬ ‫والقربان أو األضحية أو الذبيحة هدفها تكريم وتبجيل اإلله وتحميس‬ ‫نفسية المؤمن الذي أصبح عنصرا أساسيا للقيام بالشعائر الدينية‪.‬‬ ‫وأما الكتابات والرسومات واأليقونات المنقوشة على النصب أو التمثال‬ ‫وهي بدون شك تسمح بمعرفة وطبيعة النقش اما نذريا او جنائزيا فان كان‬ ‫المكان معبد فيعد النقش نذريا وأما ان كان نذريا جنائزيا فيعد‬ ‫فينص أن المكان مأتميا فيعد المكان كمقبرة مخصصة للدفن‪.‬‬ ‫واعتقد اإلنسان القديم أن النقوش على النصب أو المغارات‬ ‫الجنائزية لها قيمة جنائزية أكثر من معرفية حيث يفسرها كقربان‬ ‫من األحياء إلى روح األموات وفي بعض األحيان يصاحب النقش‬ ‫كتابة وزخرفة تشير إلى مناقب الميت وتحمل رسم المعبود‬ ‫والمقصود من ذالك هو جعل الميت يعيش في ذاكرة األحياء‪,‬كلما‬ ‫وقعت أنظارهم على النصب التذكاري أو الجنائزي ‪.‬‬ ‫كذالك كانت هناك أسطورة فينيقية سامية مفادها أن روح‬ ‫الميت تستقر في الشاهد الجنائزي الذي يعلوا قبره لذالك أطلقت‬ ‫علية في اللغة السامية( نفش) أي نفس أي الروح‪.‬‬ ‫ويالحظ أن التذمريين في بالميرا وفي فلسطين عرفوا كلمة‬ ‫( نفش) فكان تصوير الموتى محرما ولذالك وضعوا هذه الشواهد‬ ‫لتحل محل الميت في المدفن‪.‬‬ ‫والواقع أننا حينما نرى هذه النقوش الجنائزية او المشهد‬ ‫اإليكوغرافي على النصب التذكارية أو النذرية الجنائزية الشك أننا‬ ‫نتساءل إلى أي حد تبدوا هذه النقوش االيقونية مطابقة للواقع‬ ‫ونعلم ان جميع النحاتين سواء كانوا قدماء أو محدثين يعملون‬ ‫بجدية وإصرار للوصول بانتاجاتهم إلى اقرب نقطة من الواقع‪.‬‬ ‫علما أن كل عمل ينتج نجاحه إال كانت لها صلة بالواقع فيما‬ ‫يتعلق بالزمان والمكان ‪.‬‬ ‫وقد حاول اإلنسان القديم وصف أحداثه اليومية ووصوال‬ ‫إلى مكانته األخيرة في الجانب األخر من الحياة األبدية بعد مماته‬ ‫فكان يهيئ لنفسه كل الوسائل لمؤانسته في مدفنه والتي تشير إلى أهله‬ ‫وحفظ مكانته في ذاكرتهم‪.‬‬ ‫الهوامش‬ ‫‪)1‬مقدمة بحثنا ج‪.‬بوطيبي حول اكتشاف رسم صخري بمزارة قديمة ببني بوغافر‬ ‫وكشف جزء يسير ينضاف الى تاريخنا‪.‬ترجيحا بمدافن قديمة‪.‬‬ ‫‪)2‬احمد المكناسي مدينة ليكسوس األثرية دار كريمان تطوان سنة ‪-’1961‬ص‪.-9‬‬ ‫‪)3‬محمد الصغير غانم التواجد الفينقي والبوني بالجزائر المستوطنات الباكرة في‬ ‫بالد المغرب القديم صص‪.73.75.‬‬ ‫مخلفات فجر التاريخ في بالد المغرب القديم المدافن الحجرية ذات الطابع البدائي‬ ‫واالرضية والكهفية صص‪18.22.‬‬ ‫قراءة ايكونوغرافية بعض النصب التذكارية االغريقية ذ‪.‬عبد الرازق العسري كلية‬ ‫االداب المحمدية كتاب بحوث العدد‪ 6‬سنة ‪ 1996‬صص‪.232-227.‬‬ ‫‪- M-Tarradell,lixus ,instituto,Muley el hassan,Tetuan(1959)p,30.‬‬ ‫‪Botter’s­ Dehood-Gaskel-le Antiche‬في كتابه _ ‪Mitchell.j .Dehood‬‬ ‫‪Divinita Semitch.Rome (1958)p.82-83.‬‬ ‫‪P-Cintas .Contribution a l’étude de l’expansion Carthaginoises au‬‬ ‫‪Maroc. p.63.‬‬ ‫­‪- R-Staclemann,synisch-palastin ensicchi Gratteinin ,Egypten‬‬ ‫‪probleme du­Agyptologie.‬‬ ‫‪P-Cintas » Amulettes pinques .pl. IV,N°18­paris (1964);p.16‬‬ ‫‪­F-Decert­carthage au l’empire de la mer….,p.133.‬‬ ‫‪­S, Moscati l’épopée des phéniciens. P.144.‬‬ ‫‪J.G.fevriér.notes de lexicographie punique dans extrait du (journal‬‬ ‫‪asiatique) ,(1)année(1951),pp,66­11; .‬‬ ‫‪S, Moscati l’épopée des phéniciens. P.144.‬‬ ‫‪­Géographie,graec.Minores I.p.92.‬‬ ‫­‪- R-Staclemann,synisch-palastin ensicchi Gratteinin, Egypten‬‬ ‫‪probleme du­Agyptologie.‬‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪ 31‬يناير �إلى ‪ 06‬فرباير ‪2017‬‬

‫العدد ‪874‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 31‬يناير ‪2017‬‬

‫األصالة والمعاصرة ‪ :‬ضربة معلم ‪! ‬‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫‪ 100‬يوم بدون حكومة‬ ‫وبخيــر‪! ‬‬ ‫مائة يوم األولى مرت بسالم‪ ..‬والمائة الثانية‬

‫وربما الثالثة في الطريق ‪ ،‬وال بادرة تلوح في‬ ‫أفق‪ ‬الحكومة التي قد تأتي‪ ،‬وقد ال تأتي‪،‬‬ ‫والتي أصبح تشكيلها «مزحة» يتسلى بها‪ ‬‬ ‫من باب البسط والتسلية‪......! ‬‬ ‫أخبار تشكيل الحكومة لم تعد تعني‬ ‫غالبيتنا بنفس االهتمام الذي كانت عليه منذ‬ ‫السابع من أكتوبر الماضي‪ .‬فالناس انشغلوا‬ ‫عن «مسلسل» تشكيل الحكومة ‪ ‬بقضايا‪ ‬‬ ‫تلتصق بحياتهم اليومية‪ ‬من غالء ‪ ‬المعيشة‬ ‫وبطالة مزمنة ‪ ،‬وتعليم في أزم��ة دائمة‪،‬‬ ‫ومخدرات رائجة ‪ ،‬وأمن منفلت ‪ ‬أو يكاد‪ ،‬وعنف‬ ‫منتشر ‪ ،‬وجرائم فظيعة تزهق بسببها أرواح‬ ‫األبرياء شيبا وشبابا ‪ ،‬ذكورا وإناثا‪ ،‬بينما‪ ‬‬ ‫ينعم «المنعمون»‪ ‬بــ «خيرات» االنتخابات‪،‬‬ ‫التي ال تعد وال تحصى‪.....! ‬‬ ‫وكنا نأمل أن يقنع المتسابقون إلى مقاعد‬ ‫البرلمان بما «قسم اهلل» بعد أن طلعت علينا‬ ‫نتائج انتخابات سابع أكتوبر‪ ،‬تلك التي أعطت‬ ‫لكل ح��زب سياسي ‪ ‬حجمه ال��ذي يستحق‪،‬‬ ‫واتضحت الرؤية بخصوص خيارات األغلبية‬ ‫الجديدة المتاحة‪ ،‬ولكن‪ ،‬سرعان ما رفعت‬ ‫بعض األحزاب شعار «إنا عكسنا» ودخل العناد‬ ‫والغرور والتشبث بالرأي على خط المشاورات‬ ‫‪ ،‬وطفت على السطع أطماع من هنا وهناك‪،‬‬ ‫من أجل اقتسام « الغنائم» الحكومية التي‬ ‫لم يرفض أحد «منهم» حضور وليمتها‪ ،‬بل‬ ‫إن منهم من أعلنها بصراحة‪ ‬واندس بين‬ ‫الصفوف ليكون أول «الواصلين»‪ ‬لوال أن‪ ‬‬ ‫«التهافت» أفسد اللعبة‪ ،‬وأدخل الالعبين‬ ‫في متاهـــات «صبيانية» من بـــاب «أنـــا‬ ‫وصاحبي» أو «جميعـا أو ال أحد»‪ .....‬ليحدث‬ ‫«الحصــار» أو «البلوكاج» ‪ ‬بلغــة محترفــي‬ ‫السياسة ‪ ‬وممتهني «الدريبـــالج» ‪ ‬في هــذا‬ ‫العصر‪....! ‬‬ ‫إذاك‪ ،‬ارتفعــــت أصـــوات مطالـــبـــة‬ ‫بـ «التحكيم» وأجاب العارفون أن التحكيم‬ ‫يكون على مستوى المؤسسات وليس على‬ ‫مستوى األحزاب‪.‬‬ ‫وانتهى الكالم ‪..........‬‬ ‫‪ ‬بعد أن أدرك شهرزاد الصباح‪ ،‬وسكتت‬ ‫عن الكالم المباح‪....‬وأقسم شهريار أال يكلم‬ ‫الناس مائة يوم أخرى‪..‬و «علي وعلى أعدائي‬ ‫يارب»‪......!!! ‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫بمكر أو بدهاء سياسي‪ ،‬طالب حزب األصالــة والمعاصــرة من‬ ‫نوابه بالبرلمان رفض تعويضاتهم عن شهور «العطالة» بسبب تعثر‬ ‫مفاوضات تشكيل الحكومة‪ ،‬وجاء قرار «البام» متزامنا مع اإلعالن عن‬ ‫جلسة برلمانية يؤشر خاللها الرئيس االشتراكي المنتخب‪ ،‬الحبيب‪ ،‬عن‬ ‫اإلفراج عن التعويضات التي كان‪ ،‬بمقتضاها‪ ،‬سيتحصل البرلمانيون ال‬ ‫‪ 395‬على ما يناهز ‪ 14‬مليون سنتيم لكل نائب‪ ،‬تعويضا عن «الشغل»‪.‬‬ ‫بيان الحزب جاء إيمانا بمبدأ «ربط المسؤولية بالمحاسبة واألجر‬ ‫بالعمل وهو مبدأ نادت به حكومة بنكيران وجعلته شعارا لواليتيها‬ ‫األولى والثانية التي ال زالت في طور «المخاض العسير»‪.‬‬ ‫والمثيــر للسخريــة أن برلمانيا عن حزب رئيــس الحكومـــة‬ ‫المعين‪« ....‬إلى حين»‪ ،‬محمود بك‪ ،‬طلع بتصريح تناقلته بعض‬ ‫الصحف اإلليكترونية‪ ،‬دفاعا عن حق البرلمانيين في هذا التعويض‬ ‫وغيره خاصة أولئك «الواقفين على باب اهلل» والذين ال مورد‬ ‫لهم غير هذا التعويض الذي «لن يكفيهم حتى لتغطية مصاريف‬ ‫التنقل والهاتف وكراء المكتب للتواصل وأجرة الموظف والمساهمة‬ ‫المفروضة على النواب لفائدة مالية الحزب» إضافة إلى المساعدات‬ ‫التي يقدمونها للمواطنين والتي» ال حصر لها» حسب نفس المصدر‪.‬‬ ‫وبرأي البرلماني البيجيدي‪ ،‬الذي ال نعلم إن كان قد أخذ اإلذن من‬ ‫زعيم حزبه ليدلي بمثل هذه الترهات فإن كل من تحدث عن تعويض‬ ‫«العطالة» «سخيف وقليل الذوق’ و «مغالط»‪ ....‬ألن النواب انطلقوا‬ ‫في عملهم منذ أول يوم بعد انتخابهم‪.‬‬ ‫أسيدي بــــــــاز‪!!! ‬‬ ‫وكان أحرى بالبرلمانيين أن يتطوعوا كلهم‪ ،‬ومن تلقاء أنفسهم‬ ‫لرفض تعويض «عن ال شغل»‪ ،‬ليس لهم أي ذنب فيه أصال‪ ،‬ولكنها‬ ‫«فلوس الشعب» الفقير‪ ،‬التعيس‪ ،‬الذي يواجه «النعورة» السياسية‬ ‫باشمئزاز ونفور وتقزز‪ ،‬والذي فقد الثقة‪ ،‬أو كاد‪ ،‬في األحزاب وفي‬ ‫العمل السياسي وفي االنتخابات والحكومات‪...‬‬ ‫‪ooooo‬‬

‫أموال حقوق اإلنسان و «رياضة األصابع»‪! ‬‬

‫االتحاد األوروبي يحقق بالمغرب‪ ،‬في طريقــة صرف أمواله التي‬ ‫رصدها للتنسيقية المغاربية لمنظمات حقـوق اإلنسان التي ترأسها‬ ‫خديجة الرياضي وذلك بهدف تمويل بعض المشاريع التي تشرف‬ ‫عليها التنسيقية‪ ،‬ومن أبرزها مشـــروع «خطوة» من أجل تشجيع‬ ‫المجتمع المدني بشمال إفريقيا على تحقيــق االندماج المغاربــي‬ ‫والتنمية االجتماعية والبشرية والتحول الديمقراطي بالمنطقة‪.‬‬ ‫وفد االتحاد األوروبي طالب بـ «الحساب» خاصة وأن نائبا برلمانيا‬ ‫أوروبيا سبق وأن أشار إلى أن أموال الدعم األوروبي تعرضت لعملية‬ ‫اختالس‪ ،‬ليتضح فيما بعد أن أمين مال التنسيقية قام باختالس‬ ‫حوالي ‪ 20‬مليون سنتيم من حساب المنظمة بعد أن تشابه عليه األمر‬ ‫بين حساب المنظمة المغاربية المليوني وحسابه البنكي الشخصي‪،‬‬ ‫قبل أن يقر ويلتزم بإرجاع جزء من األموال المختلسة‪ .‬التنسيقية سعت‬ ‫إلى احتواء الفضيحة نظرا ألبعادها الدولية وإسقاطاتها السيئة على‬ ‫مصداقية التنسيقية التي تنشط في مجال حماية حقوق اإلنسان ‪.‬‬ ‫إال أن أخبار «الفضيحة» وصلت إلى مقر االتحاد األوروبي فقرر‬ ‫التحقيق‪..........‬واستخلص العبر!‬ ‫‪ooooo‬‬

‫الحجز على أموال بلدية مرتيل انصافا لمتضررين‬ ‫من نزع الملكية‬ ‫«يحيا العدل!»‬ ‫وفق «األخبار» فقد صدرت أحكام قضائية بالحجز على أموال‬ ‫بلدية مرتيل‪ ،‬بمبلغ ‪ 650‬مليون سنتيم‪ ،‬من أجل تعويض المتضررين‬ ‫من نزع الملكية وأن مجموع التعويض المتعلق بنزع الملكية في‬ ‫هذه الجماعة الحضرية بلغ خمسة مليارات سنتيم «قابلة» لالرتفاع‪.‬‬ ‫بلدية مرتيل مهددة باإلفالس بسبب قرارات نزع الملكية التي ال‬ ‫تراعي مصالح األفراد والجماعات وتعتبر أن للبلدية اليد الطولى في‬ ‫التصرف المطلق في ملك الغير وتعريض المواطنين‪ ،‬أفرادا وجماعات‬ ‫وأسر بكاملها للبؤس وللتشرد والفقر والجوع والضياع‪ ،‬بسبب‬ ‫االرتجال وعدم التريث والالمباالة بمصالح الناس وأحوالهم واإلجحاف‬ ‫المطلق في تعويضهم عن فقدان ممتلكاتهم باسم منفعة تتحقق‬ ‫على حسابهم‪ ،‬وعلى منفعة أسرهم وذويهم ‪ .‬إلى آخره‪.‬‬ ‫إلى أن كان الخطاب الملكي عند افتتاح السنة التشريعية الجديدة‬ ‫الذي أسس لتعامل جديد مع قرارات نزع الملكية‪ ،‬مبني على الحق‬ ‫والقانون‪ ،‬واعتبار حق االنسان الذي هو جوهر الدولة وكنهنا وغايتها‪.‬‬ ‫وتحرك القضاء في هذا االتجاه وأصدر قرارات بالحجز عن أموال‬ ‫البلديات ومنها العزيزة جماعة طنجة‪ ،‬من أجل تعويض المتضررين‪.‬‬ ‫واآلن وقد أعلنت جماعة طنجة الحضرية عن اعتماد مخطط‬ ‫التهيئة الجديد الذي اعتــرض عليــه فوق الخمســة آالف مواطن‬ ‫«مشمول» بهذا المخطط‪ ،‬فإن الجماعة مطالبة بتوفير االعتمادات‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫الالزمة لتعويض المتضررين الجدد‪ ،‬وتحديد مبالغ هذا التعويض‬ ‫وفق ثمن الرواج ووضع معايير منصفة وفق منطق السوق ال وفق‬ ‫تصور أمحجور‪ ،‬وأن ال تشرع في التنفيذ إال عندما تكون كافة الشروط‬ ‫المطابقة للخطاب الملكي متوافرة‪،‬‬ ‫‪ooooo‬‬

‫فاقد لألهلية يفقد مقعده البرلماني‬ ‫باسم االتحاد الدستوري‬ ‫توبع قضائيا بتهمة الحيازة واالتجار في المخدرات القوية‪ ،‬وحكم‬ ‫عليه بست سنوات سجنا «نافعا» تم خفضها استئنافيا إلى ثالث سنوات‬ ‫نافذة‪ ،‬وغرامة مليونية وأدائه ‪ 13‬مليونا ونصف المليون درهم لفائدة‬ ‫الجمارك وحجز مودعاته البنكية وبإتالف المخدر‪......‬‬ ‫ومع ذلك‪« ،‬زكاه» حزب االتحاد الدستوري ليترشح خالل انتخابات‬ ‫‪ 7‬أكتوبر الماضي لمقعد برلماني عن دائرة إقليم الجديدة‪ ،‬ولكن‬ ‫المحكمة قضت بإلغاء انتخابه بسبب مانع األهلية‪ ،‬وأمرت بتنظيم‬ ‫انتخابات جزئية في هذه الدائرة‪ .‬ويبدو أن الئحة طويلة للمطعون‬ ‫في انتخابهم ال تزال قيد البحث القضائي‪ ،‬ولربما أسفر الحكم فيها‬ ‫عن مفاجآت غير سارة‪ ،‬بالطبع‪ ،‬لعدد من األحزاب السياسية‪ ،‬بسبب‬ ‫حرب «التزكيات» التي حملت الكثير من المفاجآت بالنسبة للمتتبعين‬ ‫وكثيرا من االستغراب والدهشة والذهول‪! ‬‬ ‫‪ooooo‬‬

‫بلمختار يبــرر‬ ‫كثرت االنتقادات الموجهة لوزارة بلمختار من داخل الوزارة‬ ‫وخارجها‪ ،‬حتي «تكسرت النصال على النصال» على قول المتنبي‪،‬‬ ‫فكان على الشيخ الوزير أن يسعى لتبرير الوضع‪ ،‬بأن قدم معلومات‬ ‫تفند العديد من «االدعاءات المغلوطة» و «الباطلة» الصادرة عن‬ ‫بعض الجهات وعن منابر إعالمية‪ ،‬والحال أنه يجب التفريق بين‬ ‫«األخطاء التدبيرية» و «التجاوزات» التي ال تتأخر الوزارة عن تقويمها‬ ‫وتجاوزها‪ .‬أبدا‪ .‬على أن نسبة تلك االختالالت تبقى محدودة بفضل‬ ‫«إصرار» الوزارة على الرقابة المستمرة والتتبع والحكامة‪ ،‬بحيث أن‬ ‫تدبير وزارته خضع لتفتيشيات دقيقة ومتواصلة‪.‬‬ ‫أما األخطاء التي رافقت عملية تدبير العتاد الديداكتيكي‬ ‫بالمؤسسات التعليمية من حيث صيانتها وجردها فهي ناتجة عن‬ ‫انعدام وجود أطر المحضرين المتخصصين في هذا المجال بسبب‬ ‫عدم استجابة وزارة المالية إلى طلب تخصيص مناصب مالية لتوظيف‬ ‫المحضرين وباقي أطر الدعم بالمؤسسات التعليمية‪.‬‬ ‫وبخصوص البرنامج االستعجالي الذي سال بسببه مداد كثير‪،‬‬ ‫وكان موضوع سخرية عامة وعارمة سواء من طرف أطر الوزارة أو من‬ ‫طرف المعنيين والمتتبعين‪ ،‬فقد أكد الوزير أن ‪ 25‬مشروعا تضمنها‬ ‫هذا البرنامج ما بين ‪ 2009‬و ‪ ،2012‬بلغت كلفتها ‪ 33‬مليار درهم‬ ‫إال أن الكلفة الحقيقية لهذا البرنامج لم تتجاوز ‪ 17‬مليار درهم خالل‬ ‫سنوات البرنامج األربع‪ ،‬بسبب أن وزارة المالية لم تحول ألختها وزارة‬ ‫التربية إال ‪ 25‬مليارا بمعدل سنوي وصل إلى ‪ 6,2‬مليارات درهم‪.‬‬ ‫ــــ ما ذا نستنتج من كالم الوزير؟‬ ‫ــــ أستاذ‪ ،‬أستاذ‪ ،‬أستاذ‪...‬كل شيء على ما يرام‪! ‬‬ ‫ــــ حسن جدا‪!!! ‬‬ ‫‪ooooo‬‬

‫مدارس الفاتح‬

‫فاجأت وزارة الداخلية عموم المواطنين بقرار إغالق مدارس‬ ‫«الفاتح» عبر كل تراب المملكة‪ ،‬ألسباب تراها الوزارة وجيهة‪ .‬وهذا‬ ‫شأنها‪ .‬وقد تكون على صواب‪ ،‬ومحقة في هذا القرار‪ ،‬بالرغم من أن‬ ‫المعنيين لم يصدقوا تبريرات الوزارة‪ ،‬وهم العالمون ببرامج التدريس‬ ‫بهذه المدارس‪ ،‬عبر االطالع على دفاتر وكنانيش أطفالهم التي‬ ‫تعكس برامج الدراسة ومقرراتها‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإننا نريد أن نقتنع بوجهة نظر حصاد‪ ،‬الذي يعلم «ما ال‬ ‫نعلم» و «يرى ما ال نرى» بسبب «غشامتنا» وسذاجتنا‪ ،‬وقلة إحاطتنا‬ ‫بــ «دواخل األمور»‪ ،‬وما يجري في هذا البلد ويدور‪ ،‬ولكن‪ ،‬ألم يكن‬ ‫بمقدور الوزير أن يجد الحلول الضرورية آلالف التالميذ الذين سيلقى‬ ‫بهم عرض الشارع بين يوم وليلة‪ ،‬والذين سيعرضون إلى ضياع سنة‬ ‫من عمرهم المديد بإذن اهلل‪ ،‬قد تؤثر على تحصيلهم خالل السنوات‬ ‫المقبلة‪.‬‬ ‫قال بعضهم‪ :‬يجب توزيع تالميذ الفاتح على المدارس الموجودة‪.‬‬ ‫والكل يعلم حالة االكتظاظ بالمدارس العمومية الذي يبلغ حد االختناق‬ ‫في بعضها‪ .،‬ويبقى المشكل األساس هو في «التغيير» المفروض على‬ ‫التالميذ بعد أربعة أو خمسة شهور من بداية السنة الدراسية ما قد‬ ‫يشكل صعوبة إضافية بالنسبة لقابليتهم للتحصيل‪ ،‬فضال عن الشعور‬ ‫الذي قد يمتلك عليهم مشاعرهم ووجدانهم إزاء حكومة بالدهم التي‬ ‫قد تبدو لهم غير مكترثة بمستقبلهم وبتضحيات آبائهم وأوليائهم‪. .‬‬ ‫شيء من النضج‪ ‬والحكمة ياحضرات‪! ‬‬


‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪ 31‬يناير �إلى ‪ 06‬فرباير ‪2017‬‬

‫العدد ‪874‬‬

‫َ‬ ‫أمـنـيــات‬ ‫� �أمنـيـات‬ ‫إهانة رجلي أمن من طرف «الماريكان»‬ ‫تداولت بعض المواقع خبر تعرض رجلي أمن كانا يقومان بواجبهما‬ ‫في محيط المدرسة األمريكية بطنجة‪ ،‬إلى إهانة من طرف سيدة‬ ‫أمريكية‪ ،‬كانت برفقة شخصين يحمالن أيضا الجنسية األمريكية‪ .‬رجل‬ ‫األمن طلب من السيدة عدم ركن سيارتها بباب المدرسة األمر الذي‬ ‫لم يرقها وأثار غضبها فانهالت عليه بوابل من الشتائم اشترك فيها‬ ‫مرافقاها‪.‬‬ ‫الحادث استنفر عددا من المسؤولين األمنيين الذين حاولوا بداية‬ ‫إنهاء الخالف وديا‪ ،‬إال أن تعليمات صارمة من المركز أمرت بضرورة‬ ‫تطبيق القانون فتم االستماع إلى األمريكان الثالثة في محضر رسمي‬ ‫قبل أن يتم تمتيعهم بالسراح المؤقت‪.‬‬ ‫إن االعتداء على رجل األمن اعتداء على سيادة القانون الذي يوجد‬ ‫الجهاز األمني من بين حماته الرئيسيين وبالتالي فال مجال للتهاون في‬ ‫معاقبة وبصرامة‪ ،‬كل من يتطاول على رجل األمن‪ ،‬مغربيا كان أو أجنبيا‪.‬‬ ‫‪kkkkkk‬‬

‫غرام وانتقام‬ ‫نجحت مصالح األمن اإلقليمي بمدينة أصيلة من تفكيك عصابة‬ ‫مكونة من ثالثة شبان تتراوح أعمارهم ما بين ‪ 18‬و ‪ 22‬سنة‪ ،‬تتزعمهم‬ ‫تلميذة في مستوى الثانوي ال يتعدى عمرها ‪ 21‬سنة‪ ،‬كانت على‬ ‫عالقة حميمية بالضحية‪ ،‬وهو شاب في الثانية والعشرين من عمره‪ ،‬تم‬ ‫استدراجه إلى مكان خالء بمحيط المحطة الطرقية بأصيلة حيث تم‬ ‫تعريضه ألشكال من العنف بالسالح األبيض قبل تكثيفه واالستيالء على‬ ‫هاتفه المحمول وعلى مبلغ مالي كان بحوزته‪.‬‬ ‫وخالل التحقيق أقرت الفتاة أنها كانت على عالقة غير عادية مع‬ ‫الضحية الذي سبق وأن أخذ لها صورا في وضعيات خاصة‪ ،‬بواسطة‬ ‫هاتفه المحمول‪ .‬وخشية من أن يبث تلك الصور على مواقع التواصل‬ ‫االجتماعي ‪ ،‬استعانت بأفراد العصابة المنحدرين كلهم من منطقة‬ ‫القصرالكبير‪.‬‬ ‫البحث أفضى إلى إلقاء القبض على الفتاة وعلى المجرمين الثالثة‬ ‫حيث تم حجز عدد من الهواتف المحمولة وأسلحة بيضاء في انتظار‬ ‫تقديمهم للنيابة العامة باستئنافية طنجة‪.‬‬ ‫‪kkkkkk‬‬

‫برقوق «الملعوق»‬ ‫زمن «الفتوة» انتهى أمام يقظـــة رجال األمن الذين اهتدوا‬ ‫ببديهتهم وحسهم المعرفي ومهنيتهم إلى الشخصين اللذين نشرا‬ ‫فيديو وهما يلوحان بالسالح األبيض في وجه المارة ومحاولة االعتداء‬ ‫عليهم من أجل السرقة‪ .‬رجال األمن باغتوا المعتديين بمنطقة كاسا‬ ‫براطا‪ ،‬وهما في حالة تلبس بتوقيف شخص ومحاولة سرقته‪.‬‬ ‫برقوق «الملعوق» ‪ 23‬سنة‪ ،‬لم تنفعه «شطارته» في اإلفالت من‬ ‫قبضة رجال األمن الذين اعتقلوه بنفس المكان‪ ،‬بينما تم توقيف شريكه‪،‬‬ ‫بعد مطاردة عنيفة‪ ،‬قرب سوق كاسا براطا تمكن األمنيون من شل‬ ‫حركته وتصفيده‪ ،‬وكان اإلثنان تحت تأثير المخدرات القوية‪.‬‬ ‫والمسطرة مستمرة بشأنهما إلى أن يناال عقابهما‪.‬‬ ‫‪kkkkkk‬‬

‫مغامرة‬ ‫مصالح األمن والجمارك بطنجة أفشلت اإلثنين الماضي‪ ،‬عملية‬ ‫تهريب جديدة للسجائر عبر ميناء طنجة المتوسط‪ ،‬في اتجاه اسبانيا‪.‬‬ ‫الشيخ «السكانير» بعد معافاته‪ ،‬كان له دور هام في اكتشاف خزائن‬

‫حول عقوبة اإلعدام‬

‫ّ‬

‫وعلب السجائر داخل مخابئ «محصنة» بالشاحنة المرقمة بإسبانيا والتي‬ ‫هي في ملكية مهاجر مغربي‪ ،‬ال شك أن الطمع أعماه ليخاطر بنفسه‬ ‫وأهله ومستقبله في هذه المغامرة الخاسرة ‪.‬‬ ‫جمارك الميناء تمكنت من حجز نحو ‪ 800‬علبة من السجائر‪ ،‬بينما‬ ‫تم توقيف السائق وإحالته على الشرطة القضائية بوالية أمن طنجة‬ ‫لتعميق البحث معه‪.‬‬ ‫‪kkkkkk‬‬

‫‪ 9‬أشهر سجنا إلمام اغتصب طفلة بمحراب‬ ‫المسجد الذي يؤم فيه المؤمنين‬ ‫خالل شهر دجنبر الماضي تمكنت مصالح األمن بمدينة أصيلة من‬ ‫إلقاء القبض على إمام مسجد في حالة تلبس وهو يمارس الجنس‪ ،‬على‬ ‫فتاة قاصر‪ ،‬داخل محراب بيت اهلل‪ ،‬الموجود وسط المدينة‪.‬‬ ‫الفقيه والفتاة تم توقيفهما ونقلهما إلى مفوضية األمن حيث اعترف‬ ‫الفقيه اإلمام بالمنسوب إليه ليقدم فيما بعد إلى المحكمة االبتدائية‬ ‫بأصيلة التي تابعته بالتورط في التغرير بقاصر وهتك عرضها بدون عنف‪.‬‬ ‫وعقابا له على فعله المشين وممارسته الرذيلة بالمسجد الذي كان‬ ‫يؤم فيه المؤمنين‪ ،‬بممارسته الجنس عن طريق التغرير‪ ،‬على فتاة قاصر‪،‬‬ ‫بل ووسط المحراب الذي يتلى به كتاب اهلل‪ ،‬خمس مرات في اليوم‪،‬‬ ‫وتدنيس بيت اهلل وهو من المقدسات في اإلسالم‪....،‬‬ ‫عقابا له على كل هذه األفعال المشينة‪ ،‬قضت المحكمة بسجن‬ ‫الفقيه لمدة «تسعة» أشهر نافذة وبغرامة مالية بمبلغ ألفي درهم‪.....!!! ‬‬ ‫يحيا العدل‬ ‫وكان ذلك «عدال»‪...! ‬‬ ‫‪kkkkkk‬‬

‫«شينوي» أصيلة في مكان «محفوظ»‬ ‫بعد عمليات تتبع ومراقبة وترصد‪ ،‬تمكنت عناصر الشرطة القضائية‬ ‫بمدينة أصيلة‪ ،‬الثالثاء الماضي‪ ،‬من إلقاء القبض على المدعو (الشينوي)‬ ‫البالغ من العمر حوالي أربعين سنة‪ ،‬ومن ذوي السوابق العدلية‬ ‫والمبحوث عنه من أجل االتجار في المخدرات‪.‬‬ ‫وقد عثر بحوزته ساعة إلقاء القبض عليه‪ ،‬وسط المدينة‪ ،‬مجموعة‬ ‫من قطع «الشيرا» كانت معدة للبيع والترويج بين المدمنين بمختلف‬ ‫مقاهيالمدينة‪.‬‬ ‫الشينوي ينتظر عقابه على تدميـــر صحة مواطنين بتريوجــه‬ ‫للمخدرات‪ ،‬بعد إخضاعه لتدابير الحراسة النظرية وللبحث األمني‪.‬‬ ‫‪kkkkkk‬‬

‫«كوميرا» في البنيقة‪! ‬‬ ‫دخل المدعو «كوميرا»‪ ،‬ليلة العشرين من يناير الجاري‪ ،‬البنيقة‬ ‫«المعلومة» بعد ما تم توقيفه بساحة الروداني بتهمة االتجار بالمخدرات‪.‬‬ ‫المعني باألمر كان موضوع مذكرة بحث وطنية لمديرية األمن‬ ‫الوطني بسبب تعاطيه لترويج المخدرات وتمت إحالته على الشرطة‬ ‫القضائية‪ ،‬وال شك أن البحث الذي أخضع له سيمكن من الحصول على‬ ‫معلومات ثمينة بخصوص الشبكات التي تعمل في مجال االتجار في‬ ‫المخدرات بمدينة طنجة وبعض مدن الشمال‪.‬‬

‫} يــا �أَ ّ َي ُت َه ــا ال َنّفْ ُ�س مْ ُ‬ ‫ا�ض َيـ ـ ًة َم ْر ِ‬ ‫ـك َر ِ‬ ‫ال ْط َم ِئ ّ َن ـ ُـة ْار ِجعِي ِ�إ َلى َر ّ ِب ـ ِ‬ ‫اد ُخ ِل ــي‬ ‫�ض ّ َيـ ـ ًة َف ْ‬ ‫اد ُخلِي َج ّ َنتِي‬ ‫يِف عِ َبادِ ي َو ْ‬

‫{‬

‫عن عمر يناهز ‪ 69‬سنة لبت نداء ربها يوم السبت ‪ 22‬ربيع الثاني ‪1438‬‬ ‫هجرية‪ ،‬الموافق لـ ‪ 21‬يناير ‪ 2017‬ميالدية‪ ،‬المشمولة برحمة اهلل تعالى‬ ‫الفقيدة العزيزة‬

‫احلاجة الزهرة اغبالـو‬

‫وفي محفل جنائزي مهيب أقيم في اليوم الموالي بحضور األهل واألحباب‬ ‫واألصدقاء والجيران الذين رافقوا جثمانها الطاهر إلى مثواه األخيـر‪ ،‬ووري‬ ‫الثرى بمقبـرة المجاهدين بعد صالة الظهر بمسجد السوريين‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبــة األليمــة نتقـدم بالتعــازي الحـــارة إلى أوالدهــا السي‬ ‫محمد‪ ،‬سميـة‪ ،‬أنيسـة‪ ،‬صهينـاج‪ ،‬عواطف ووسيلة‪ ،‬وإلى جميع أحفادها‪ ،‬كما‬ ‫نتقدم بالتعازي إلى عائـالت اغبالو‪ ،‬الهسكوري العزاوي‪ ،‬سائلين اهلل تعالى أن‬ ‫يتغمد الفقيدة بواسع رحمته‪ ،‬وأن يسكنها فسيح جناته‪ ،‬وأن يلهم ذويها الصبر والسلوان‪.‬‬ ‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫الخضر الجباري الحسني‬ ‫تبعــا لمقــال األستاذ مصطفى بديع السوسي في زاويـــة‬ ‫(شذرات) لجريدة الشمال الغراء عدد ‪ 872‬بتاريخ ‪ 17‬يناير ‪2017‬‬ ‫تحت عنوان (اإلعدام والحق في الحياة)‪.‬‬ ‫أنوه بهذا المقال القيم الذي أفاد فيه صاحبه وأجاد بما يزيل‬ ‫كل لبس في هذا الموضوع الذي أصبح كما قال (األسطوانة‬ ‫المشروخة التي يشنفون بها آذاننا بين الحين واآلخر‪ ،‬رغم قرفها)‪.‬‬ ‫وتأكيداً لما جاء في المقال أسوق بعض األمثلة األخرى التي‬ ‫تبين تهافت وتناقض الرافعين لشعار إلغاء عقوبة اإلعدام لما‬ ‫تمثله في زعمهم من وحشية ومن المس بالحق المقدس في‬ ‫الحياة‪ .‬ففي العديد من البرامج والحلقات التلفزية يطل علينا بين‬ ‫الفينة واألخرى رجال ونساء من المجتمع المخملي يتباكون جميعا‬ ‫حول عقوبة اإلعدام الجائرة‪.‬‬ ‫وهنا أسائل بعض السيدات (الحقوقيات) بالخصوص عن‬ ‫موقفهن حول هذه العقوبة إذا اغتصب أحد أطفالهن من طرف‬ ‫وحش آدمي ثم قتل وألقي بجثته في حفرة واعترف الجاني بفعلته‬ ‫الشنيعة‪ ،‬أكنن إذ ذاك يطلبن الشفقة بالمجرم وتمتيعه بظروف‬ ‫التخفيف وحقه المشروع في الحياة معززا مكرما‪ ،‬أم العكس؟!!‪.‬‬ ‫كما أسوق مثاال آخر ناطقا في هذا الموضوع‪:‬‬ ‫لما وقع الحدث اإلرهابي في مقهى ومطعم (أركانة) وسط‬ ‫مدينة مراكش وراح ضحيته عدد من المواطنين والسياح األجانب‬ ‫األبرياء‪ ،‬وقدم المجرم أمام العدالة‪ ،‬وفعال نطق القضاء بالحكم‬ ‫العادل قصاصا وهو اإلعدام‪.‬‬ ‫فماذا كان رد فعل أسر الضحايا خصوصا القادمين من بالد‬ ‫(حقوق اإلنسان والحق المقدس في الحياة) كان ردهم بالطبع هو‬ ‫التهليل للحكم الذي صدر في الواقعة ولم يقولوا أبدا‪ ،‬وقد فقدوا‬ ‫فلذات أكبادهم في هجوم غادر‪ ،‬لم يقترفوا معه إثما‪ ..‬إننا نطالب‬ ‫بالشفقة وحق هذا المجرم في الحياة؟!‪.‬‬

‫«وما عند اهلل خير وأبقى»‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫انتقلت إلى عفو اهلل تعالى المرحومة‬

‫فاطمة الشحموطي‬

‫جدة أخينا األستاذ أبو الخير الناصري‬

‫وذالك يوم الثالثاء ‪ 25‬ربيع‬ ‫الثانـي ‪ 1438‬الموافــق ل ‪24‬‬ ‫يناير ‪ 2017‬ودفنت في مقبرة‬ ‫الريحان بأصيلة‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبـة األليمة‪،‬‬ ‫نتقدم بأحـر التعـازي وأصدق‬ ‫المواساة إلى أوالدها‪ :‬عائشة‪،‬‬ ‫فاطمة‪ ،‬أمينة‪ ،‬عبــــد السالم‪،‬‬ ‫أحمد‪ ،‬محمــد‪ ،‬وإلى كل أفراد‬ ‫عائلتهـــا سائلــيـــن المولى‬ ‫عز وجـــل أن يلهمهم الصبر‬ ‫والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫والد بشرى الصوالحي في ذمة اهلل‬ ‫‪ ‬بعيـون دامعـة وقلـوب خاشعــة ودعــت الشغيلــة‬ ‫التعليمية ومعها سكان جماعة سيدي رضوان‪ ،‬أحد أبنائها‬ ‫البررة الذي سيظــل التاريخ يشهد له بما تمتع به من‬ ‫نكران للذات‪ ،‬والتفاني في خدمة المدرسة العمومية‪،‬‬ ‫وساكنة دوار الحلويين‪ ،‬الفقيد العزيز‬

‫سي علي الصوالحي‬

‫وذلك يوم الثالثاء ‪ 17‬يناير ‪2017‬‬ ‫‪ ‬وأمام هذا المصاب الجلل يتقدم محمد حمضي عضو‬ ‫اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان بالشمال‪ ،‬بتعازيه الحارة‬ ‫ومواساته القلبية‪ ،‬إلى أبناء وبنات المرحوم تتقدمهم‬ ‫األستاذة بشرى‪ ،‬وإلى صهره اإلطار النقابي أبو بكر فوزي‪،‬‬ ‫راجيا من الذي جل جالله بأن يلهمهم جميعا بالصبر‬ ‫والسلوان ‪ ،‬وأن يمطر الفقيد بشآبيب رحمته‪ ،‬ويسكنه‬ ‫فسيح جنانه بجانب الصديقين والشهداء ‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬


‫العدد ‪874‬‬

‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪ 31‬يناير �إلى ‪ 06‬فرباير ‪2017‬‬

‫األديبة غادة الصنهاجي لـ «الشمال ‪:»2000‬‬ ‫• أكره أن يتقيد األدب بأية شروط أو قواعد‪ ،‬ألن اإلبداع هو كسر القيد‬ ‫• الكتابة بالنسبة إليّ نتاج تفاعلي مع ما يقع من أحداث على أرض الواقع‬ ‫تواصل األديبة والصحافية المتألقة غادة الصنهاجي مسيرتها في عالم النشر والكتابة‪ ،‬من خالل إصدار جديد وسمته بـ «هي‬ ‫وهو» (قصص حوارية)‪ .‬في هذا اللقاء ‪ /‬المكاشفة‪ ،‬تحدّثنا غادة عن البواعث التي تقف وراء إخراج هذه المجموعة‪ ،‬وعن األسلوب‬ ‫الذي سلكته في كتابة القصص المضمنة فيها‪ .‬كما تقدّم ضيفتنا الكريمة‪ ،‬في هذا الحوار‪ ،‬رأيها في عديد من القضايا التي تروج‬ ‫وسط الساحة األدبية بالمغرب‪.‬‬ ‫حاورها في الدار البيضاء‪ :‬عبد اهلل بديع‬

‫• بداية‪ ،‬كيف نبع لديك التفكير في كتابة هذا المؤلف‬ ‫الجديد؟‬ ‫• • استوحيتُ مادة نصوص هذه المجموعة القصصية من‬ ‫صميم الواقع المعاش‪ ،‬لتحكى كسلسلة أفالم قصيرة أصرّ ممثلوها‬ ‫على التوغل في أعماق الشخصيات الحقيقية لتكون تأديتها ألدوارها‬ ‫على مستوى عال من التشخيص الواقعي؛ ففي أحيان كثيرة‪ ،‬تكون‬ ‫المرأة أو الرجل عاجزين عن البوح بحقيقة ما يشعران به‪ ،‬أو عن‬ ‫كشف ما يخفيانه عن بعضهما‪ ..‬ومهما استطاعا ذلك يبقى جزء‬ ‫كبير من الحقيقة تائها في أعماقهما‪ ،‬ويرفض أن يتجلى بأي شكل‪.‬‬ ‫وهناك أشياء ال يجسران على االعتراف بها؛ ألنها ستعرضهما غالبا‬ ‫لمساءلة من الشريك‪ ،‬ومن المجتمع‪ ،‬ومن القانون‪ ،‬وأيضا يخافان‬ ‫كثيرا من فقدان بعضهما أو فقدان شيء يربطهما‪ ،‬وربما يكونا قد‬ ‫افترقا ويكون الوقت قد فات على المواجهة ويدركان ذلك في أعماق‬ ‫نفسيهما‪ ،‬فيبقيان على صمتهما الصارخ في ضميرهما‪.‬‬ ‫حاولت‪ ،‬من خالل كتابة المجموعة القصصية الحوارية «هي‬ ‫وهو»‪ ،‬أن أكون موضوعية وأن أكون محايدة وأال أتحيز إلى أيّ طرف‬ ‫من الطرفين؛ ال إلى المرأة كوني أنا امرأة‪ ،‬وال إلى الرجل كوني أدرك‬ ‫جيدا أن الرجل أيضا كائن لديه أحاسيس ومن الممكن أيضا أن‬ ‫يعاني وأن يكون ضحية‪.‬‬ ‫ما كنت دائما أعيبه هو أن أغلب الناس يصدرون أحكامهم‪،‬‬ ‫بعد سماعهم لطرف واحد في عالقة تجمع طرفين‪ :‬رجل وامرأة‪..‬‬ ‫ولطالما سمعت قصصا عن نساء دمّر الرجال حياتهن وعن كونهن‬ ‫كن ضحايا وتعرضن ألنواع من العنف‪ ،‬وعن رجال كادَت لهم النساء‬ ‫ففقدوا ما لم يتوقعوا فقدانه‪ .‬وكنت دائما أقول لنفسي‪ :‬ليتهم‬ ‫حين يسمعون يفعلون ذلك مع الطرفين‪ ،‬األول والثاني؛ فالسماع‬ ‫للطرف الثاني ليس فيه تكذيب للطرف األول بقدر ما فيه تمحيص‬ ‫في ظروفهما‪ ،‬وأيضا في معرفة األسباب الحقيقية وتجلياتها على‬ ‫الطرفين‪ .‬وحين كنت أسمع فقط لقصة الطرف األول أتعاطف معه‬ ‫ضد الطرف الثاني‪ ،‬وحين أسمع فقط لقصة الطرف الثاني أتعاطف‬ ‫معه ضد الطرف األول؛ لكن حين أسمع القصة ذاتها من الطرفين‬ ‫معا كنت أجد أن المرأة مظلومة‪ ،‬وأن الرجل مظلوم‪ ،‬وبأن الظروف‬ ‫هي الجانية وهي التي كانت قاسية وظالمة‪.‬‬ ‫• في نص اإلهداء الذي صدّرت به «هي وهو»‪ ،‬جاء ما يلي‪:‬‬ ‫«أهديها إلى الذين أخفيتُ أسماءهم بين السطور‪ ..‬أهديها إلى‬ ‫الزمن الذي صدر من عمري‪ ..‬أهديها إلى من عانى في الحياة»؛ وهو‬ ‫إهداء يضمر ‪ /‬يظهر إشارات معينة‪ ..‬فما هي‪ ،‬في نظرك‪ ،‬حدود‬ ‫الواقع وحدود الخيال في تلك القصص؟ أو بتعبير آخر‪ :‬كيف تختار‬ ‫غادة الصنهاجي نصوصها ‪ /‬قصصها؟‬ ‫• • ليس للخيال حدود كما للواقع؛ فالواقع يفرض علينا االلتزام‬ ‫بما تمليه ظروفه‪ .‬حاولت في القصص المضمنة في هذه المجموعة‬ ‫الجديدة أن أكون واقعية أكثر؛ ألن الخيال يفتح مجاال أرحب للحلم‪،‬‬ ‫والحلم نادرا ما قد يتحقق‪ .‬حقيقة‪ ،‬وددت لو أنني استعملت القليل من‬ ‫الخيال‪ ،‬ألجمّل بعض القصص أو أجعلها تؤول إلى نهاية سعيدة؛‬ ‫لكنني حاولت االشتغال على حاالت نقلتها بعناية وأمانة‪ .‬إن ما أردته‬ ‫في «هي وهو» هو أن أجعل المرأة صادقة‪ ،‬وأن أجعل الرجل صادقا‪،‬‬ ‫وأن أكنس الزيف وذلك الوشاح الذي يضعانه على العالقة ليضمنان‬ ‫عدم لومهما أو عقابهما وليستمرا في طريق يرسمه سوء تدبيرهما‬ ‫للعالقة‪ .‬باختصار‪ ،‬يمكن أن أقول‪ :‬في المجموعة القصصية الحوارية‬ ‫«هي وهو» الطرفان يتقاسمان المسؤولية في مآل عالقتهما‪ ،‬واألمر‬ ‫يكون منطقيا بالنظر إلى ما فعاله في بعضهما البعض‪.‬‬ ‫• إن القارئ المتمعن في «هي وهو»‪ ،‬التي تعد المجموعة‬ ‫الثانية في رصيدك من األعمال المنشورة إلى حد اآلن‪ ،‬يلمس أنك‬ ‫اخترت في قصصها أن تعالجي قضايا المرأة وهمومها النفسية‬ ‫واالجتماعية؛ وهو ما سبق لك أن قمت به في المجموعة األولى‬ ‫(الهاربة) التي صدرت منذ عامين ونيف‪ ..‬أال تخشين من الوقوع في‬ ‫نوع من التكرار؟‬ ‫• • إن الوقوع في التكرار بالنسبة إليّ هو أمر مستبعد؛ فما‬ ‫يثير الكاتب هو االختالف والتفرد‪ ،‬وأيضا العمل على المستجدات‬ ‫من الظروف‪ .‬ومن ثمّ‪ ،‬فإن التشابه قد ال يتعدى بعض الجزئيات‬ ‫البسيطة‪ ،‬وسيظل مرتكزا على العالقات البشرية بتجلياتها اإليجابية‬ ‫والسلبية وفي أبعادها االجتماعية والدينية والثقافية والسياسية‬ ‫وغيرها‪.‬‬ ‫هنا‪ ،‬أؤكد لك أن المجموعة القصصية األولى «الهاربة»‪ ،‬التي‬ ‫صدرت منذ عامين والتي تتضمن ‪ 122‬قصة قصيرة جدا على امتداد‬ ‫‪ 142‬صفحة قدمها الروائي المصري الراحل فؤاد نصر الدين‪ ،‬تختلف‬ ‫جذريا عن المجموعة األخيرة؛ فهي من نوع القصة القصيرة جدا‪،‬‬ ‫وتتخللها بعض الومضات‪ ،‬وتحمل في طيات كل قصة من قصصها‬ ‫حياة متكاملة تتجلى في سطر أو سطرين‪ .‬إجماال‪ ،‬هو نوع من القص‬ ‫المكثف يتناول مواضيع اجتماعية واقتصادية وسياسية‪ ،‬ويستهدف‬ ‫نخبة معينة من القراء؛ ألنه يحتاج إلى رؤية ثاقبة وإلى مستوى عال‬ ‫من الفهم لكونه مثقال بالمعاني المضمرة وزاخرا باالختزال ومعتقا‬ ‫بالداللة‪.‬‬ ‫أما بخصوص األعمال المقبلة‪ ،‬فهي ‪ -‬بإذن اهلل‪ -‬ستكون‬ ‫مختلفة نوعا ما عن سابقيْها‪ .‬لديّ مجموعتان جاهزتان‪ ،‬سأعمل‬ ‫على نشرهما في أقرب وقت‪ ،‬وهما‪ :‬مجموعة «البالبل ال تح ّلق في‬ ‫األعالي»‪ ،‬وهي رسائل قصصية؛ ومجموعة «ثغر الحقيقة»‪ ،‬وهي‬ ‫قصص ومخاتالت وخواطر‪.‬‬ ‫• في قصة «رسالة»‪ ،‬التي تضمها المجموعة األخيرة (هي‬ ‫وهو)‪ ،‬تقول الساردة (هي)‪« :‬الكالم أصبح عندي هو الحرية التي‬ ‫ال تقيدني وال تلزمني وال تجبرني وال تكرهني‪ ،‬وال تقول لي‪:‬‬

‫اصتمي‪( »...‬ص ‪ ...)15‬وفي مقطع من قصة «الورطة»‪ ،‬تقول‬ ‫الساردة (هي دائما) مخاطبة اآلخر (هو= الزوج‪ ،‬هذه المرة)‪...« :‬‬ ‫كنت تمنعني من الكتابة‪ ،‬وربما كنت أخشاك إلى درجة تقف فيها‬ ‫بيني وبين ما أفعل أو أفكر‪( »...‬ص ‪ ..)25‬فماذا تعني الكتابة‬ ‫بالنسبة إلى غادة؟ وما الوظيفة التي ترينها للكتابة في المرحلة‬ ‫الراهنة في مجتمع ال تمثل فيه القراءة عادة مألوفة وطقسا يوميا‬ ‫اعتياديا؟‬ ‫• • الكتابة بالنسبة إليّ نتاج تفاعلي مع ما يقع من أحداث‬ ‫على أرض الواقع‪ ،‬هي رد فعل أستطيع أن أدرج فيه جميع أحاسيسي‪،‬‬ ‫وأحيانا أتخذ منه فرصا لكشف النفوس أكثر وجعلها تقول ما عجزت‬ ‫عنه في واقعها حلوا كان أو مرا‪ ..‬إن ما أكتبه هو الصراع الذي يعيشه‬ ‫البشر على األرض في أغلب تجلياته‪ ،‬وكما يعيشه اآلخرون أو كما‬ ‫يتمنون عيشه‪ ..‬أنقل األحداث مرفقة باألحاسيس‪ ،‬أحاول نقل الصور‬ ‫مكتملة‪ ،‬ما يمكن أن نراه بالعين وما يمكن أن نحسه بالشعور‪ .‬وال‬ ‫أرى للكتابة وظيفة أو أريد أن أقتحم بها عالم قراء أصبحوا بعيدين‬ ‫على عالمها ومنذ زمن؛ فحين يكتب الكاتب ال يخاطب أحد هو‬ ‫يخاطب نفسه أوال وأخيرا‪ ،‬هو يعيش حالة من االرتباك ومن الحيرة‬ ‫واالستفهام‪ ،‬الكاتب يسأل نفسه ويجيبها‪ ،‬ثم يدونها‪ ..‬ومن ثم‪ ،‬فما‬ ‫يكتبه يكون قطعه من فكره‪.‬‬ ‫• يقول الناقد األدبي األستاذ نجيب العوفي‪« :‬ثمة طفرة‬ ‫نسوية مشهودة في المغرب تجعل النساء‪ ،‬بالفعل‪ ،‬شقائق الرجال‬ ‫في األعمال؛ واإلبداع هو غرة هذه األعمال»‪ ..‬كيف ترين هذه‬ ‫الفورة الكبيرة التي يشهدها األدب‪ ،‬بمختلف أجناسه وألوانه‪ ،‬في‬ ‫المغرب؟‬ ‫• • الفورة الكبيرة ال يشهدها األدب وحده‪ ،‬والناقد رآها في‬ ‫تخصصه األدبي‪ ،‬وتحدث عنها من منطلقه‪،‬‬ ‫وبمنظار الناقد يُرى األدب مدققا‪ ،‬ويصنف‬ ‫إلى أجناس وألوان‪ ،‬واإلبداع ال نحصره‬ ‫في الجنس البشري بقدر ما قد نميزه في‬ ‫الجنس األدبي‪ ..‬وربما الطفرة النسوية‬ ‫التي أصبحت مشهودة في المغرب‪،‬‬ ‫كما جاء على لسان الناقد نجيب العوفي‪،‬‬ ‫جاءت نتاجا للتكنولوجيا؛ فاليوم الكاتبة‬ ‫تختبر كتاباتها عبر عرضها في صفحات‬ ‫األنترنيت والمواقع والمنتديات‪ ..‬وعندما‬ ‫تالقي تشجيعا وترحيبا فهي تستمر وتبدع‬ ‫وتخرج أعمالها إلى الوجود‪ ..‬وهذا ال يعني‬ ‫أن األعمال النسائية كثرت في يومنا؛‬ ‫بل نستطيع أن نعتبر المرأة المشرقية‬ ‫والعربية مترددة ومتأنية ومتخوفة‪،‬‬ ‫وتحتاج إلى دعم نفسي يواكب إبداعها‬ ‫ويخرجه من خموده وضموره إلى‬ ‫الوجود‪ ،‬وأيضا هي ليست أكثر إقداما من‬ ‫الرجل في شجاعة طرح المواضيع وجرأة‬ ‫مواجهة القراء‪ ،‬فاإلبداع ليس بالنوع‬ ‫فقط بل بالكيف وبالظروف أيضا‪.‬‬ ‫• على ذكر الجرأة‪ ،‬يسجل القارئ المتأمل كون الكثير من‬ ‫قصص المجموعة تتسم بنوع من الجرأة اإليجابية‪ ،‬إذ يتحوّل‬ ‫بعضها إن لم يكن كلها إلى اعترافات تقدمها الساردة أو السارد‬ ‫حول قضايا ومواقف وأحاسيس يصعب على المرء في الحياة‬ ‫الواقعية أن يكشف عنها لآلخر؟‬ ‫• • ال يمكن أن نكتب بطريقة إنشائية‪ ،‬وال يمكن أن نمارس‬ ‫النفاق االجتماعي حتى ونحن نكتب‪ ..‬في الحياة الواقعية‪ ،‬قد تخيفنا‬ ‫القوانين الوضعية واألعراف وااللتزامات البشرية وغيرها‪ ...‬وإذا‬ ‫لم تحررنا الكتابة من جميع العقبات الموجودة في الواقع‪ ،‬وإذا لم‬ ‫تمكنا من تعريته ومن كشف خباياه وغموضه ومن معالجة ظواهره‬ ‫وعيوبه‪ ،‬فاألحرى أن نفعل شيئا آخر غيرها‪..‬‬ ‫• أطلقت على النصوص التي جمعتها بين دفتي مجموعة‬ ‫«هي وهو» توصيف ‪ /‬تجنيس «قصص حوارية»؛ وهو تجنيس غير‬ ‫متداول في الساحة األدبية‪ .‬فكيف نبع هذا االختيار؟ أو بتعبير آخر‪:‬‬ ‫ما المبررات الجمالية والفكرية التي تحكمت في هذا االختيار؟‬ ‫• • عندما كتبت «هي وهو» كنت أريد أن أكون عادلة نوعا‪،‬‬ ‫هي قصص جاءت على ألسن أصحابها‪ ..‬وحين كانت تتكلم المرأة‬ ‫في قصة فإنني أترك للرجل حق الرد في القصة نفسها‪ .‬ومن ثم‪،‬‬ ‫فالقصة تكون نفسها؛ لكن على وجهين ورأيين‪ ،‬أي أن القصة تكون‬ ‫من منظور الرجل وفي الوقت نفسه من منظور المرأة‪ ..‬وألن الحوار‬ ‫ال يكون دائما مباشرا أو بين شخصين بالضرورة‪ ،‬فلقد ارتأيت أن‬ ‫أسمي القصص حوارية‪ .‬االختالف في مضمون القصص داخل هذه‬ ‫المجموعة يجعل الحوار متنوعا‪ ،‬ويجعل القارئ في حيرة؛ ألنه حوار‬ ‫مركب‪ ،‬فهناك قصص على هيئة مونولوج وفيها تحاور الشخصية‬ ‫نفسها بينما تحاور في الوقت نفسه الشخصية األخرى التي تعيش‬ ‫نفس حالتها والتي تجيب بدورها عن الحوار بحوار مزدوج آخر‪.‬‬ ‫وطبعا‪ ،‬ال توجد أي مبررات تحكمت في هذا االختيار‪ ،‬فلم‬ ‫يكن اختيارا بقدر ما كان تجربة‪ ،‬والتجربة ‪-‬كما هو معلوم‪ -‬هي أمّ‬ ‫االختراع‪ ..‬فلم أكن مصممة أو كان عندي اختيار مسبق لكتابة هذا‬ ‫النوع‪ ،‬ولم أستوح فكرته من أيّ نوع آخر؛ ألنني وفقط حين كتبت‬ ‫قصة «هي» أحسست بأن المشهد غير مكتمل وبأنني ظلمت «هو»؛‬

‫ألن مكانه في الصورة بقي فارغا بل وكظل أسود‪ ،‬وهو ما سيؤثر‬ ‫بالسلب على جمالية الصورة التي التقطتها لحياتهما معا‪ ،‬فكان من‬ ‫الواجب عليّ إبراز وجه «هو»‪ ،‬ليراهما القارئ معا وفي الضوء‪...‬‬ ‫• يلمس القارئ لهذه المجموعة الجديدة اتجاهك نحو‬ ‫التجريب‪ ،‬سواء على مستوى التجنيس الذي وضعت على الغالف‬ ‫أسفل العنوان «قصص حوارية» أو على مستوى المكونات‬ ‫الموظفة داخل النصوص ذاتها التي ال تتقيد إلى حد كبير وبكل‬ ‫صرامة بالقواعد والضوابط المعروفة المتبعة في الكتابة القصصية‪،‬‬ ‫إذ تحضر – على سبيل المثال‪ -‬الحكاية والشخصية في كل النصوص‬ ‫التي تضمها المجموعة القصصية «هي وهو»؛ غير أن أركانا أخرى‬ ‫من أركان القصة مثل المكان والزمان تغيب تارة وتحضر أخرى‪...‬‬ ‫هل كان هذا التغييب ينبني على وعي وقصد مسبقين؟ بمعنى‬ ‫آخر‪ :‬هل تحقق هذا التجريب بوعي وإدراك مسبقين من لدنك أم‬ ‫أن طبيعة الموضوعات المعالجة في القصص فرضت عليك السير‬ ‫في هذا االتجاه؟‬ ‫• • يتقاطع هذا السؤال نوعا ما مع السؤال الذي تفضلت له به‬ ‫منذ قليل‪ ،‬وأكدت لكم فيه أن االختيار كان نتاجا للتجريب‪ ،‬والتجريب‬ ‫يوصل إلى نتائج مختلفة وجديدة‪ ،‬إما لم تكن موجودة في أصلها أم‬ ‫أنها وجدت؛ لكن على شاكلة أخرى مشابهة لها في أشياء ومختلفة‬ ‫عنها في أخرى‪.‬‬ ‫ومن منظوري الشخصي‪ ،‬أكره أن يتقيد األدب بأية شروط‬ ‫أو ضوابط أو قواعد؛ ألن اإلبداع هو كسر القيد وليس التقيد‪..‬‬ ‫وبالنسبة إليّ أركان القصة‪ ،‬من زمان ومكان وغيرهما‪ ،‬سوف‬ ‫تلزمني البقاء على أرض الواقع وسوف تمنعني من التحليق عاليا في‬ ‫سماء الخيال‪ ..‬إن تغييب األركان من ناحية القراءة النقدية األدبية‬ ‫الكالسيكية هو موجود‪ ،‬وعدم وجوده ال‬ ‫يدل قطعا على أنه غير موجود حتى وإن‬ ‫لم يوجد دليل أدبي على عدم وجوده؛‬ ‫ألن الزمن والمكان منهما انطلق الكاتب‬ ‫حين كتب قصة تروي أحاسيس ما‪ ،‬وهو‬ ‫يترك للقارئ تخيل المكان والزمان ويمنح‬ ‫له كامل الحرية في اختياره‪ ،‬هو ال يلزمه‬ ‫وال يدخله إلى زمن محدد‪ ،‬هو يفتح له آفاقا‬ ‫ليعيش تلك القصة بما يتماشى مع مكانه‬ ‫وزمنه كقارئ‪ ..‬وللتوضيح قليال‪ ،‬فحين‬ ‫يتكلم الكاتب عن الحزن مثال‪ ،‬فالشخصية‬ ‫لم تعش الحزن داخل العدم؛ فمنطقيا‬ ‫ستكون قد عاشت الحزن انطالقا من مكان‬ ‫وزمان محددين‪ ،‬حتى وإن لم يتم ذكرهما‪..‬‬ ‫وأحداث القصة في مجملها تكون نفسية‪،‬‬ ‫ويجرد الكاتب تفاصيل معاناة الشخصية‬ ‫مع الحزن وما فعله الحزن بكل جزء من‬ ‫شعورها‪ ..‬هنا ليس بالضرورة أن نعرف بأن‬ ‫شخصية القصة تمضي فصل الخريف في‬ ‫السجن‪ ،‬أو تعرضت للخيانة أو لحادث أو رزئت‬ ‫في حبيب؛ بل يترك الكاتب للقارئ حرية‬ ‫اختيار مكان وزمان هذه القصة‪ ،‬ويترك له مجاال واسعا الستخدام‬ ‫فكرهومخيلته‪.‬‬ ‫• تحضر‪ ،‬على طول نصوص المجموعة‪ ،‬عدد من العبارات‬ ‫والفقرات المسجوعة على منوال الحكم واألمثال؛ من قبيل‪« :‬الندم‬ ‫غال حين ندفع ثمنه لمرات والخيبة والهزيمة طعمهما مرّ على‬ ‫من ألف مذاق العسل» (ص ‪ )5‬و «االستسالم للنسيان ّ‬ ‫حل سليم‪،‬‬ ‫وهو ليس برضوخ للضعف» (ص ‪ )6‬و «أصعب شيء هو أن تعيش‬ ‫حياتك كلها في ندم» (ص ‪ ..)9‬فهل كانت الغاية لديك من هذا‬ ‫األمر تقديم العبر والدروس إلى القارئ؟‬ ‫• • حين تتكلم الشخصية في النص فهي المسؤولة عما تقوله‬ ‫وليس الكاتب‪ ،‬الذي يبقى مجرد واسطة بين الشخصية وبين القارئ‪،‬‬ ‫إذ يساعدها على القول ويساعد اآلخرين على سماعها‪ ..‬وما يأتي في‬ ‫النصوص من عبر أو دروس فهي ما توصلت إليه الشخصية‪ ،‬من‬ ‫خالل تجربتها التي تحكيها للقارئ الذي بدوره قد يعتبر من عبرتها‪..‬‬ ‫ومن ثم‪ ،‬فغاية الكاتب هي غاية األدب‪ ،‬أي التثقيف واإلمتاع ولم ال‬ ‫التوعية أيضا؟‪..‬‬ ‫• ركبت‪ ،‬في مواضع عديدة من المجموعة‪ ،‬اللغة المجازية‬ ‫ذات الدرجة العالية في البالغة والتنميق كما أنك كنت مباشرة‬ ‫في مواضع أخرى‪ ..‬أال ترين أن الحضور البالغي الطاغي في النص‬ ‫القصصي يؤثر على ظروف التلقي؟‬ ‫• طبعا هو يؤثر على ظروف التلقي وحسب نوع المتلقي‪ ،‬وال‬ ‫يمكن أن نكتب باستعمال نوع واحد من الكتابة طالما أن المتلقي‬ ‫ليس نوعا واحدا‪ ،‬فنحن نخاطب العموم بفئاتهم ومستوياتهم‪،‬‬ ‫وباختالف سمات شخصياتهم‪ ..‬لهذا‪ ،‬فالكاتب ال يحصل على رأي‬ ‫واحد بل على آراء مختلفة‪ ،‬وما يعجب هذا القارئ قد ال يعجب القارئ‬ ‫اآلخر‪ ..‬وكلما أدرج الكاتب طرقا مختلفة في الكتابة سالكا التعقيد‬ ‫مرة والتبسيط مرة‪ ،‬كلما اتسعت شريحة قرائه وكلما تباينت آراؤهم‪.‬‬ ‫• • على غرار عدد من األسماء في المغرب وخارجه‪ ،‬تمارسين‬ ‫العمل الصحافي إلى جانب الكتابة األدبية‪ ..‬فأيّهما يستفيد من‬ ‫اآلخر؟ وما طبيعة تلك االستفادة التي ينالها؟‬ ‫طبعا‪ ،‬تختلف الكتابة الصحافية عن الكتابة األدبية‪ ..‬وأجد أن‬

‫الكاتب من السهل أن يصبح صحافيا‪ ،‬في حين أن الصحافي من‬ ‫الصعب أن يصبح كاتبا؛ فالكاتب يمتلك األساليب والوسائل األدبية‬ ‫والحنكة واألسلوب المؤثر في القارئ‪ ..‬وهذا قد يجعله صحافيا بارعا‪،‬‬ ‫خصوصا في كتابة أعمدة الرأي‪ .‬كما يوظف الكاتب إمكاناته الثقافية‬ ‫أيضا في العمل الصحافي‪ ،‬فالكاتب شخص يدمن القراءة ويعيش‬ ‫بين الكتب‪ ،‬وحين يتوجه إلى الكتابة الصحافية يستعين برصيده‬ ‫المعرفي في التحليل والمناقشة وإدراج األمثلة والمراجع‪.‬‬ ‫• في كتاباتك الصحافية‪ ،‬ال تتخلصين من األديبة فيك‪ ،‬إذ إن‬ ‫القارئ لألعمدة الصحافية التي تحررينها ضمن ركن «ممنوع على‬ ‫الرجال» في الصفحة األخيرة من جريدة «األخبار» كل يوم ثالثاء‬ ‫يلمس أن نفسا قصصيا يسري بين سطور تلك األعمدة‪ /‬الكتابات‪...‬‬ ‫أال ترين أنه ال بد من وضع الحدود الفاصلة بين النمطين (القصة‬ ‫والعمود الصحافي)‪ ،‬ال سيما أن القارئ يختلف من مقام إلى آخر؟‬ ‫• • لكتابة مقال ال تحتاج إلى أكثر من فهم للموضوع ومعلومات‬ ‫واقعية وطريقة بسيطة في الكتابة‪ ،‬ولتكتب قصة تحتاج إلى آليات‬ ‫الكتابة األدبية وتستند إلى األحداث الواقعية لتشغيلها في السرد‪..‬‬ ‫ويتقاطع المقال مع القصة في الخيال‪ ..‬وألن الحياة بمجملها قصة‬ ‫كبيرة وبداخلها قصص صغيرة‪ ،‬فكل شيء يعيشه اإلنسان كان واقعا‬ ‫أو خياال فهو قصة‪ ،‬وكتابة المقال بنَ َفس القصة يجعل القارئ يعيش‬ ‫معك أحداثا واقعية وفي الوقت نفسه تخلق لديه تأثرا باألحداث؛‬ ‫فعندما تكتب مقالك مستعينا مثال بالسخرية كأسلوب أدبي‪ ،‬فأنت‬ ‫تجعل المقال متميزا ألنك تمنحه أبعادا أخرى‪ ،‬والكاتب الصحافي‬ ‫حين يخلط بين القصة وبين المقال يفعل ذلك بشكل مدروس ال‬ ‫يؤثر على النمطين إنما يخلق منهما عمال إبداعا‪.‬‬ ‫• رأى مولودك األول البكر «الهاربة» النورخارج أرض المغرب‪،‬‬ ‫وتحديدا في القاهرة؛ غير أنك قررت العودة‪ ،‬في وقت الحق‪ ،‬إلى‬ ‫أحضان الوطن من أجل إطالق عمل جديد‪ ..‬كيف تقارنين بين‬ ‫التجربتين‪ ،‬على مستوى القراءة والتلقي تحديدا؟‬ ‫• • أشهر الكتاب العرب وأغلبهم ينحدرون من المشرق الذي‬ ‫يعد مهد األدب العربي‪ ،‬وما زلنا وإلى يومنا نقرأ للكتّاب المصريين‬ ‫واللبنانيين والعراقيين والفلسطينيين‪ ..‬ومن منا لم يحلم يوما‬ ‫بمعانقة أرضهم لمالمسة ما كتبوه عنها‪ ،‬فباألحرى أن يكون كاتبا‬ ‫ويجعلهم يقرؤون له؟ وإطالق أول عمل لي من مصر كان ربما بحثا‬ ‫عن االهتمام والعناية من بلدان تعترف بقيمة األدب واألدباء ولو‬ ‫معنويا‪ ..‬فالكاتب يحتاج إلى القراء واآلراء ليعرف موطئ قدمه على‬ ‫أرض الكتابة‪ ..‬وكما قلت في سؤالك كانت مجرد تجربة؛ ألن الكاتب‬ ‫منا ابن بيئته ووطنه وال محيد له عنهما‪ ،‬والتجربة تجعلك تتوصل‬ ‫إلى أن النجاح في وطنك ال يعادله أيّ نجاح في أيّ مكان آخر‪ ،‬وعلى‬ ‫الكاتب أال يتسرع في الحكم على نوع القراء أو البلدان التي ينتمون‬ ‫إليها‪ ،‬ألن النجاح ال يكمن في المكان بل في نوع العمل‪ ..‬ولعل الزمن‬ ‫كفيل بكشف الصالح من الطالح‪ ،‬والبقاء يكون لألصلح‪ ،‬كما أثبت لنا‬ ‫التاريخ الذي أخذ كامل وقته قبل أن يخلد األسماء‪..‬‬ ‫• إلى جانب القصة القصيرة‪ ،‬تمارسين الكتابة الشذرية التي‬ ‫أصبحت موئال وملجأ للعديد من األقالم األدبية في المغرب في الوقت‬ ‫الراهن‪ ..‬فما هي البواعث التي تدفعك إلى االنخراط في التعبير‬ ‫بوساطة هذا الجنس األدبي؟‬ ‫• • الكتابة الشذرية تفشت مؤخرا تفشيا كبيرا في األوساط‬ ‫األدبية المغربية والعربية‪ ..‬وألن هذا النمط األدبي‪ ،‬الذي يعود أصله‬ ‫إلى فالسفة اليونان ونجده في الكتب الفلسفية والدينية وفي التراث‬ ‫العربي في الكتابات الصوفية والعرفانية‪ ،‬يعد طريقة لها خاصية‬ ‫مميزة في الكتابة كونها تعتمد على االختزال والتركيز؛ فلقد أصبحت‬ ‫اليوم ملجأ لمن يريد تدوين أفكاره بشكل ثائر‪ ،‬واستعمال اللغة كرمز‬ ‫وكرؤية وكقنطرة للمرور إلى عمق الواقع‪.‬‬ ‫لجوئي إلى هذا النوع األدبي هو ربما نابع عن اهتمامي بفلسفة‬ ‫الشك وإعجابي الشديد بطرق التعبير التي ينهجها الفالسفة؛ ألن‬ ‫الكتابة الرمزية والسريالية لها قدرة كبيرة على التمرد ورفض ما‬ ‫هو موجود على الواقع ونقده بالالواقع‪ ..‬والشذرة بالنسبة إليّ هي‬ ‫القليل من الكثير‪ ،‬وهي النور من الظالم‪ ،‬وهي النهاية من البداية‬ ‫والشك من الحقيقة والمعرفة من الجهل‪ ..‬وبناء عليه‪ ،‬فإنني عندما‬ ‫أكتب شذرة‪ ،‬فأنا أمهد طريقا إلى عالم وجداني يقع بين عالمين‬ ‫واقعي وخيالي‪ ،‬وال أمنع القارئ من اكتشافه بل أتيح له كامل الحرية‬ ‫في طريقة ووقت الوصول إليه وكيفية العيش فيه‪.‬‬ ‫• يلمس القارئ لبعض نصوصك القصصية أن النبرة الخطابية‬ ‫التقريرية (المباشرة) تكاد تهيمن على تلك النصوص‪ ..‬أال تحط‪،‬‬ ‫في نظرك‪ ،‬هذه النبرة من درجة األدبية في كل نص أدبي وتسقط‬ ‫به في شباك التقريرية؟‬ ‫• • سأجيب عن هذا السؤال بسؤال‪ :‬ربما من السهل أن‬ ‫تكشف حقيقة شخص في غيابه‪ ،‬فهل من السهل أيضا أن تكشفها‬ ‫في حضوره؟ يحتاج أسلوب الخطاب المباشر والمواجهة إلى جسارة‬ ‫وجرأة‪ ،‬ويتطلب مواجهة اآلخرين ومواجهة الذات‪ ،‬في نوع من‬ ‫المصارحة والمكاشفة‪ ،‬والخطاب في عمومه يحتاج إلى بالغة وحجة‬ ‫وقدرة كبيرة على التأثير واإلقناع‪ ،‬وما كان للسياسي أن ينجح خطته‬ ‫(قصته) السياسية لو لم يكن له خطاب مباشر ليقنع من سينتخبه‪..‬‬ ‫والحال نفسه ينطبق على األديب‪ ،‬فلن تنجح كتاباته إذا لم يكن‬ ‫خطابه األدبي مباشرا ليقنع قراءه بما جاء في قصته –خطته –‬ ‫األدبية‪.‬‬


‫الثالثاء ‪ 31‬يناير �إلى ‪ 06‬فرباير ‪2017‬‬

‫العدد ‪874‬‬

‫ات‪..‬‬

‫شذر‬

‫‪12‬‬

‫�أما �آن للقطار العاطل �أن يتحرك‪..‬؟!‬ ‫• إعداد ‪ :‬مصطفى بديع السوسي‬

‫ كل الأحزاب بدون ا�ستثناء تلهث وراء الظفر بحق يف الغنيمة‪..‬‬‫‪ -‬الأر�ض حتتنا تهتز لهيبا واحرتاقا ودمارا‬

‫مازال قطار بنكيران العاطل لم يتحرك بعد رغم‬ ‫مرور األي��ام والشهور‪ ...‬وهذا ما يعني جمود الكثير‬ ‫من المصالح واالتفاقيات والمعاهدات بما فيها تلك‬ ‫المبرمة مع بعض الدول اإلفريقية‪ ،‬ومازالت األحزاب‬ ‫تعاند وتعرقل عملية انطالق القطار المعطوب وتمارس‬ ‫لعبة شد الحبل مع بنكيران الذي يقابل العناد بمثله‪.‬‬ ‫فأين مصلحة الوطن إزاء ما نشاهده ونعيشه من‬ ‫غرائب سياسة آخر ال��زم��ان؟!‪ ..‬لم يعد أحد يفهم ما‬ ‫يدور من خفايا السياسة في المغرب‪ ،‬وال ما يتحرك‬ ‫في كواليسها المفعمة بالغموض وااللتباس‪ ،‬فالصور‬ ‫تطالعنا باالبتسامات وأحيانا بالعناق‪ ...‬ثم تأتي الكلمات‬ ‫والتصريحات بعكس ما تعكسه الصور الخادعة‪ ..‬ثم يأتي‬ ‫دور التنابز باأللقاب واألوصاف والتشبيهات والطقوس‬ ‫الحزبية المعهودة‪ ،‬ونتيه فيما بين ما هو مقبول‬ ‫ومرفوض وما بين صالح وطالح‪ ،‬وما هو متفق عليه أو‬ ‫مختلف فيه وعليه‪ ...‬الزال منطق الصديق والحليف الذي‬ ‫الغنى عنه يطغى على مبدأ المصلحة إن كان لهذا المبدأ‬ ‫وجود في أرضنا وسياستنا المهزوزة المرتبكة‪ ،‬فالشروط‬ ‫هذ اللغة السائدة ومنطق فرض األمر الواقع هو المبدأ‪،‬‬ ‫وما عداهما يذهب جفاء وال أثر له‪ ،‬وليس غريبا أن يدخل‬ ‫الجميع معمعة المنافسة في هذا المزاد العلني وصوال‬ ‫إلى تحقيق هدف الهيمنة واالستحواذ‪ .‬كل األحزاب‬ ‫بدون استثناء تلهث وراء الظفر بحق في الغنيمة‪ ،‬وكلها‬ ‫تشترط وتعاند من أجل الوصول‪ .‬وأمام جبل المكابرة‬ ‫ال يملك الرئيس إال أن يطأطئ الرأس أحيانا‪ ،‬ويقاوم‬ ‫أو يناور أحيانا أخ��رى‪ ...‬وبعضهم يحشدون الجموع‪،‬‬ ‫ويستعرضون العضالت ويُولمون الوالئم إلظهار قوتهم‬ ‫وإبراز طاقاتهم‪ ...‬وبدل إبراز هذه القوة وإفراغ هذه‬ ‫الطاقات وحشدها ألجل إقرار المصلحة العامة‪ ،‬وتعبئة‬ ‫الجهود‪ ،‬جهود الهاتفين والزاعفين والصارخين دفاعا‬ ‫عن وحدة األرض‪ ،‬ووحدة اإلنسان في مغربنا الحبيب‪،‬‬ ‫فإننا ننفخ في قربة مثقوبة‪ ،‬ونتجه عكس التيار وتترك ما‬ ‫هو أولى إلى ما هو هامشي ال يكرس سوى مصالح ذاتية‪،‬‬ ‫آنية‪ .‬لذلك ارتقى بعضهم درجات السلم إلى أن تربعوا‬ ‫في القمة‪ ،‬بينما ظل األغلب من يعيشون ّ‬ ‫ذل المسكنة‬ ‫في فسح السلم يلوكون الصمت‪ ،‬ويمضغون الريح وال‬ ‫يجدون سوى الفتات‪ ،‬طبعا كلهم دخلوا فلك المزايدة‬ ‫ي��دورون بدورته‪ ،‬حزب واحد أعلن امتناعه عن دخول‬ ‫اللعبة ألسباب إديولوجية أو فكرية أو سياسية أو بدونها‪،‬‬ ‫وأعلن منذ البدء أنه ال يمكنه أن يجتمع في إطار واحد مع‬ ‫حزب رئيس الحكومة المعين الختالف المرجعية‪ ،‬وهكذا‬ ‫ظل بعيدا عن مهاترات السياسة الحزبية ومزايداتها‬ ‫ونقاشاتها المملة المحبطة‪ ،‬ولم يشارك من قريب أو‬ ‫بعيد في هذا الطوفان الذي جرف الجميع‪.‬‬ ‫كيفما كان الحال‪ ،‬فحزب الجرار لم يقرر ركوب القطار‬ ‫المعطوب‪ ،‬وال المشاركة في مسيرته العرجاء‪ ،‬وال في‬ ‫حواراته ومحادثاته المرتبكة المنخورة‪ ،‬وبدا جليا أنه‬ ‫ظهر بوجهه بدءا ومنتهاى‪ ،‬ليس في األمر محاباة‪ ،‬كما‬ ‫أنني لست منتميا بعد فترة الممارسة والنضال والتي‬ ‫خضتها في سالف األع��وام في ظل قادة رواد أماجد‪،‬‬ ‫وزمالء منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر‪ ...‬ولكنها‬ ‫حقيقة يثبتها الواقع السياسي البئيس الذي نعيشه‪،‬‬

‫ونحيا مخاضاته األليمة في ظل وفرة حزبية وانعدام عمل‬ ‫صالح‪ ...‬وال أقول قلة‪ ،‬فليس لدينا حتى الفتات نتلهى‬ ‫به في انتظار الذي يأتي وال يأتي‪ .‬قد يتحرك القطار‬ ‫في األيام القادمة‪ ،‬فال يمكن أن يظل الحال على ما هو‬ ‫عليه والمغرب مقبل على خوض غمار مرحلة حاسمة‬ ‫وصعبة وحرجة في عالقاته اإلقليمية والقارية والدولية‪،‬‬ ‫خصوصا ونحن على أب��واب دخ��ول االتحاد اإلفريقي‬ ‫وتحفز الخصوم المرتشين لمعاكسة المغرب في حق‬ ‫من حقوقه المشروعة‪ ،‬كما يجب التأكيد على أهمية‬ ‫المرحلة الحضارية والسياسية الراهنة والمستقبلية‪،‬‬ ‫فهناك إدارة الرئاسة األمريكية الجديدة‪ ،‬والرئاسة‬ ‫الفرنسية‪ ،‬واإلرهاب المتنامي الذي دك القالع الحصينة‬ ‫ألوربا وبعض الدول األخرى‪ ،‬ثم الفتن األهلية الناشبة‬ ‫ببعض الدول اإلفريقية وتمزق خريطة المشرق العربي‬ ‫وانقسامها إلى مليشيات وفرق تنشر الموت في كل مكان‪،‬‬ ‫وزد على ذلك مما يجعل األرض تحتنا تهتز لهيبا واحتراقا‬ ‫ودمارا‪ ،‬أمام كل هذا الزخم الفاتن والعفن‪ ،‬فليس أمام‬ ‫األحزاب المغربية إال أن تنسى مزايداتها البيزانطية‪،‬‬ ‫واختياراتها الديماغوجيـــة‪ ،‬وصراعاتهـــا المصلحيـــة‪،‬‬ ‫وقذائفها الطائرة الطائشة المنفوخة بالهواء وبمزيد‬ ‫من األوصاف القدحية‪ .‬ألم يروجوا لمبدأ الديبلوماسية‬ ‫الموازية؟! وسعي األحزاب في إطار البرلمان لمد جسور‬ ‫االتصال والتفاهم مع األح��زاب والبرلمانات األجنبية‬ ‫للتوعية بقضية الوحدة التربية المقدسة‪ ،‬واختيار الحكم‬ ‫الذاتي للصحراء المغربية كإطار أمثل وأفضل وأصح وكذا‬ ‫لتالفي أي نقص أو قصور للديبلوماسية الرسمية التي‬ ‫تعاني تقصيرا في بعض ممثلياتنا الديبلوماسية في‬ ‫دول العالم‪ ،‬والتي يعيش بعض رجالها خارج التاريخ‪...‬‬ ‫وخارج مجريات األحداث‪ .‬وهذا بالذات هو ما أصبح يشكل‬ ‫األهمية القصوى للبرلمان بغرفتيه‪ .‬فمادام أنه ال يُعطي‬ ‫للداخل سوى الفراغ حيث الوضع االجتماعي واالقتصادي‬ ‫يزداد ترديا وانهيارا في ظل فشل كامل للتدبير العقالني‬ ‫للوضع في بالدنا فعلى األقل أن يتجه البرلمان إلى الخارج‬ ‫للدفاع عن مصالح المغرب االستراتيجية وعلى رأسها‬ ‫وحدته الترابية التي ال نقاش وال جدال وال مساومة فيها‪.‬‬ ‫هذا الحديث فرضته الظروف التي نمر بها‪ ..‬وهي‬ ‫ظروف تتسم بالحساسية واألهمية والخطورة البالغة‪،‬‬ ‫ظ��روف لم تعد تسمح ألح��د بالنكوص أو اإلهمال‬ ‫والتقصير‪ ،‬والمؤكد أنه بات من الضروري تفعيل إجراء‬ ‫المحاسبة في وج��ه كل المتخاذلين‪ ،‬والمصلحيين‬ ‫واالنتهازيين‪ ،‬فالكثيرون انتُدبوا لمهام خارجية ففضلوا‬ ‫أن يكونوا سياحا بدل أداء مهامهم الرسمية ساعدهم‬ ‫في ذلك أريحية المجلس وكرم رئاسة غرفتيه‪..‬‬ ‫أما آن للقطار العاطل‪ ،‬إذن‪ ،‬أن يتحرك؟!‪..‬‬

‫�أوراق من�سية‬

‫‪ 25‬ـ �أحزاب �سيا�سية‪...‬‬ ‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫ال ديمقراطية بدون أحزاب سياسية‬ ‫في هذه الحلقة سنواصل الحديث عن الشعبة والخلية‪،‬‬ ‫وعن دور المنخرطين في األحزاب‪ ،‬وتأثيراتهم المباشرة والغير‬ ‫مباشرة‪ ،‬سواء في صيرورة األحزاب أو عند التجديد‪ ،‬في بداية‬ ‫القرن العشرين في بعض الدول الغربية‪ ،‬وخاصة الديمقراطية‬ ‫منها‪ ،‬حيث لعبت صالبة المنخرطين في األحزاب دورا مهما‪،‬‬ ‫خاصة مقاومتهم ضد إعادة تنظيم األحزاب الشيوعية في أوروبا‬ ‫سنة ‪ 1925 - 1924‬ذلك أن المنخرطين واألتباع كانوا يفضلون‬ ‫اإلطار القديم ل (الشعب) على النظام الجديد‪ ،‬حفاظا على العادات‬ ‫والتعلق بتقاليد الحزب‪ ،‬ورغم ذلك كانت المقاومة ل (الخلية)‬ ‫أشرس وأعمق من مقاومة التجديد‪ ،‬ورغم مضي ‪ 25‬سنة على‬ ‫وجود هذا النظام في األحزاب الشيوعية‪ ،‬ظل االتجاه نحو تفضيل‬ ‫الخاليا المحلية على الخاليا المركزية‪.‬‬ ‫وفي سنة ‪ 1950‬شدد زعماء الحزب الشيوعي الفرنسي طويال‬ ‫على الصفة الجوهرية للخلية المركزية خالل اجتماع الحزب‪ ،‬حيث‬ ‫قال (موريس توريز) أحد رموز الحزب الشيوعي الفرنسي « إنها‬ ‫مسألة سياسية ذات أهمية بالغة تتعلق بصميم مفهوم حزبنا»‪.‬‬ ‫وفي تقريره حول التنظيم اعتبر (آل كور) أن الكره للخلية المركزية‬ ‫أو ما يعرف بخلية المصنع‪ ،‬ناتج عن توجهها الخاطئ ألنها تتقوقع‬ ‫ضمن المطالب المهنية الخالصة‪ ،‬وتهمل المشاكل السياسية‪،‬‬ ‫وهنا يطرح السؤال‪ ،‬إذا كان تفضيل التجمع المحلي أي (الشعبة) ال‬ ‫يرتبط بأسباب أكثر عمقا‪ ،‬هل يمكن أن نقول أن عمل (الشعب)‬ ‫أو (الخاليا المحلية) أقل فعالية؟‪ ،‬هو أمر ال شك فيه‪ ،‬ولكن كثيرا‬ ‫من الذين ينتسبون إلى الحزب ينتمون إليه ليس من أجل العمل‬ ‫فحسب‪ ،‬بل وللتعبير عن همومهم‪ ،‬أو توسيعا آلفاقهم‪ ،‬وقد يكون‬ ‫انتسابهم تسلية فقط كما يراها (باسكال)‪.‬‬ ‫وتعتبر من هذه الوجهة اجتماعات (الشعب) بإطارها األوسع‬ ‫فرصة للقاء في أماكن مختلفة‪ ،‬واالستماع إلى الخطب‪ ،‬والمحادثاث‬ ‫ذات األهمية المحلية‪.‬‬ ‫إذن يمكن القول إن نظام الخاليا ال يستقر وال يستمر إال‬ ‫بجهد دائم من المركز‪ ،‬هذا الجهد ممكن في حزب شيوعي‬ ‫حيث تكون سلطة اإلدارة في الحزب قوية‪ ،‬وغير ممكن في حزب‬ ‫اشتراكي أكثر ال مركزية وأقل انضباطا‪.‬‬ ‫مغزى القول إن نظام (الشعب) طبيعي في حزب يضم‬ ‫الجماهير الشعبية‪،‬أي أنه ينطبق على اإلتجاه الغالب‪ ،‬بينما نظام‬ ‫(الخاليا) مصطنع يتطلب توترات دائمة من أجل أن يستمر‪ ،‬وهذا‬ ‫يمكن أن يكون في الحزب الشيوعي بسبب واقع اندماج قوي بين‬ ‫اتحاد نقابي ك (اإلتحاد العمالي العام) وبين الحزب الشيوعي‪،‬‬ ‫وعندما تكون أهم النقابات اشتراكية فإن الخلية الشيوعية‬ ‫تركز على العمل المهم والواضح ك (صراع ضد النقابات‪ ،‬ونشر‬ ‫المطالب بلهجة أقوى )‪ ،‬وعكس ذلك فإذا كانت النقابات شيوعية‪،‬‬ ‫فهناك يكمن الخطر من المزايدة بين العمل النقابي الصرف‬ ‫ونشاط الخلية‪ ،‬ومهما يكن من أمر يمكن اإلشارة إلى أن أهمية‬ ‫الخاليا المركزية أو ما يعرف بخاليا المشاريع قد تضاءلت بشكل‬ ‫محسوس في الحزب الشيوعي الفرنسي سنة ‪ ،1945‬فالتحول في‬ ‫تركيب الحزب االجتماعي يفسر جزئيا هذه الظاهرة‪ ،‬وكان عدد‬ ‫خاليا المشاريع سنة ‪ 1944‬أضعف منه في سنة ‪ ،1937‬في حين‬ ‫ازداد عدد النقابات العمالية منذ سنة ‪ ،1948‬حيث بدا أن النسبة‬ ‫العمالية في الحزب تتزايد‪ ،‬في الوقت الذي كانت فيه أعداد خاليا‬ ‫المشاريع تتراجع وتتضاءل وتتناقص‪ ،‬وهو ما ذكره (آل كور) في‬ ‫تقرير اجتماع سنة ‪ ،1950‬بدون أن يعطي أرقاما لذلك‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪874‬‬

‫الثالثاء ‪ 31‬يناير �إلى ‪ 06‬فرباير ‪2017‬‬

‫‪ ‬هل من مساهمة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية‬ ‫بوزان في اإلدماج االجتماعي للسجناء ؟‬

‫‪ ‬تستعد اللجنة اإلقليمية للتنمية البشرية‬ ‫بوزان ‪ ،‬حسب ما حمله بالغ أصدره عامل دار‬ ‫الضمانة في األيام األخيرة ‪ ،‬الشروع في استقبال‬ ‫المشاريع التي تقترحها الهيئات العاملة في‬ ‫مجال التنمية االجتماعية ‪ .‬‬ ‫‪ ‬وللتذكير فقط فإن المبادرة الوطنية‬ ‫للتنمية البشرية التي سلخت من عمرها أزيد‬ ‫من عقد ‪ ،‬تشتغل على ثالث محاور أساسية ‪،‬‬ ‫التي تتمثل أهم مرتكزاتها ‪ ،‬التصدي للعجز‬ ‫االجتماعي باألحياء الحضرية الفقيرة والجماعات‬ ‫الترابية القروية األشد خصاصا ‪ ،‬وتشجيع‬ ‫األنشطة المدرة للدخل القار وخلق فرص الشغل‬ ‫‪ ،‬والعمل على االستجابة للحاجيات الضرورية‬ ‫لألشخاص في وضعيات صعبة ‪.‬‬ ‫‪ ‬في سياق هذه المقاربة يندرج تطلع‬ ‫مواطنين ومواطنات من وزان سبق وحرموا‬ ‫من حريتهم بعد مخالفتهم للقواعد القانونية‬ ‫التي تحكم المجتمع ‪ ،‬إلى تفعيل الحق في‬ ‫إعادة إدماجهم في النسيج السوسيو‪ -‬اقتصادي‬ ‫الذي تشكل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‬ ‫إحدى معابره األساسية‪ .‬خطوة يرى الكثير‬ ‫من المتدخلين ‪ ‬يوجدون في عالقة تماس‬ ‫بالمؤسسة السجنية ‪ ،‬بأنها ستساهم في‬ ‫انتشال السجناء السابقين من عالم اإلقصاء‬ ‫الذي تكرسه نظرة المجتمع ‪ ،‬كما ستعمل على‬ ‫التخفيض بشكل كبير من حاالت العود الذي‬ ‫تؤدي فاتورته الساكنة الشابة للسجن المحلي‬ ‫بوزان ‪ ،‬مما يعمق من معاناة هذه األخيرة‬ ‫بسبب ما يحدثه من اكتظاظ ‪ ،‬ويجسر التطبيع‬ ‫مع االنحراف ‪ .‬كما أن انخراط اآللية اإلقليمية‬ ‫للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بوزان في هذا‬ ‫المسعى ‪ ،‬سيعطي معنى لشعار « جعل السجن‬ ‫مدرسة للفرصة الثانية»‪.‬‬ ‫‪ ‬إن حمل اللجنة اإلقليمية للمبادرة الوطنية‬ ‫للتنمية البشرية بدار الضمانة بمعية شركاء‬ ‫آخرين ‪ ،‬لمشروع ‪ ‬إدماج السجناء الذي تدعمه‬ ‫بشكل كبير مؤسسة محمد السادس إلعادة‬ ‫إدماج السجناء ( أنشطة مدرة للدخل ‪ ،‬التشغيل‬

‫ساحة الرويضة بوزان تتطلع‬ ‫لمصالحتها مع ماضيها المشرق‬

‫المزبلة بقلب الساحة‬

‫اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان في زيارة سابقة لسجن وزان‬ ‫الذاتي ‪ ،‬توفير التجهيزات ‪ )....‬يعتبر مبادرة ذات‬ ‫حمولة اجتماعية ‪ ،‬وضخا لنفس ‪ ‬نفس قوي في‬ ‫روح مبادرات ملكية ذات الصلة ‪ ،‬سبق واستفاد‬ ‫منها سجناء سابقون مروا بسجون طنجة‬ ‫والدارالبيضاء و ‪......‬‬ ‫‪ ‬إن مسافة األلف ميل تبدأ بالخطوة األولى‬ ‫‪ ،‬لذلك إذا ما أنزلت اللجنة اإلقليمية للمبادرة‬ ‫الوطنية للتنمية البشرية مشاريع مدرة للدخل‬ ‫لصالح هذه الفئة من المواطنين والمواطنات‬ ‫المفرج عنهم ‪ ،‬وإذا ما ساعدهم مركز الرعاية‬ ‫الالحقة الذي يضطلع بمهمة المصاحبة‬ ‫االجتماعية ‪ ،‬فإن ذلك سيضمن نجاح عملية‬ ‫إعادة إدماجهم ‪ ‬في المجتمع ‪ ،‬و سيشجع العديد‬

‫من المؤسسات الخاصة فتح أبوابها أمامهم‬ ‫لالستفادة من مؤهالتهم المهنية والحرفية‬ ‫التي صقلوها داخل المؤسسة السجنية ‪ ،‬كما‬ ‫أن عملية إدماج السجين في النسيج التنموي‬ ‫ستساعد المجتمع على تصحيح نظرته السلبية‬ ‫نحو هذه الفئة من المواطنين والمواطنات‬ ‫الذين لهذا السبب أو ذاك صودرت حريتهم‬ ‫لشهور وسنوات وربما لعقود ‪ ، ‬وسيظل السجن‬ ‫يحكم على السجناء ‪ ‬بشكل دائم إذا لم يتم‬ ‫االنتصار لمقاربة اإلدماج االجتماعي التي تشكل‬ ‫عماد اإلستراتيجية المندمجة التي تشتغل عليها‬ ‫مؤسسة محمد السادس إلعادة إدماج السجناء ‪ .‬‬

‫محمد حمضي‬

‫تطوان ‪ :‬اإلعالن عن سنة دراسية بدون عنف‬ ‫بجهة طنجة تطوان الحسيمة‬

‫بحضور رئيس قسم الشؤون التربوية‪،‬‬ ‫وأعضاء المركز الجهوي للوقاية ومناهضة العنف‬ ‫بالوسط المدرسي‪ ،‬ورؤساء مصالح الشؤون‬ ‫التربويةبالمديرياتاإلقليميةبالجهة‪،‬ومنسقي‬ ‫المراكز اإلقليمية للوقاية ومناهضة العنف‬ ‫بالوسط المدرسي‪ ،‬وممثلي هيأة التفتيش‬ ‫التربوي بالجهة‪ ،‬ترأس محمد عـواج مديــر‬ ‫األكاديمية الجهويــة للتربية والتكويــن‬ ‫بجهة طنجة تطوان الحسيمــة‪ ،‬األسبوع‬ ‫المنصرم لقاءا تم خالله اإلعالن عن سنة‬ ‫دراسية بدون عنف وتوزيع الحقيبة التربوية‬ ‫للوقاية ومناهضة العنف بالوسط المدرسي‬ ‫بالجهة‪.‬‬ ‫وبالمناسبة أبرز رئيس قسم الشؤون‬ ‫التربوية دور الوزارة في ‪ ‬مجال محاربة ظاهرة‬ ‫العنف بالوسط المدرسي‪ ،‬حيث أضحت من‬ ‫أهم انشغاالتها‪ ،‬عن طريق تجنيد كل مكوناتها‬ ‫وبنياتها وطاقاتها في محاولة للحد منها لضمان‬ ‫السير العادي والسليم للعملية التعليمية‪،‬‬ ‫مطالبا بانخراط كل المكونات الفاعلة في‬ ‫المنظومة التربوية والتعليمية‪ ،‬من أجل إنجاح‬ ‫هذه المحطة‪ ،‬معتبرا اإلصالح الحقيقي هو‬ ‫الذي ينبع من القسم ويصل إلى التلميذ‪ ،‬مما‬ ‫يستدعي تكثيف الجهود داخل المؤسسات‬ ‫التعليمية‪ ،‬وتبني خطة فعالة للدعم التربوي‪.‬‬ ‫أما منسق المرصد الجهوي للوقاية‬ ‫ومناهضة العنف بالوسط المدرسي‪ ،‬فقد قدم‬ ‫عرضا تطرق فيه ألهم المحطات التي قطعها‬ ‫تعامل الوزارة مع ملف الوقاية ومناهضة‬ ‫العنف‪ ،‬معرفا بمضامين الحقيبة التربوية‬ ‫للوقاية ومناهضة العنف بالوسط المدرسي‪،‬‬ ‫الموجهة لجميع المتدخلين في الشأن التربوي‪،‬‬ ‫والتي من بين أهدافها التكوين والتحسيس‬ ‫والتوعية‪ ،‬وتتكون من دليل مسطري للوقاية‬ ‫ومناهضة العنف بالوسط المدرسي‪ ،‬ودليل‬ ‫التكوين‪ ،‬ودليل المصطلحات وهو موجه‬ ‫لألطر اإلدارية والتربوية‪ ،‬والعدة التحسيسية‬ ‫الموجهة بالخصوص للسادة األساتذة واألندية‬ ‫التربوية‪ ،‬وبدوره استعرض مدير األكاديمية‬ ‫أهم المحطات التي قطعتها المنظومة في‬ ‫التعامل والتصدي لظاهرة العنف بالوسط‬ ‫المدرسي‪ ،‬مشيدا باإلنجازات التي تحققت في‬ ‫هذا الصدد‪ ،‬مهيبا بالجميع ضمان االستمرارية‬ ‫في العمل لتعزيز ما تحقق وربح رهان ‪ ‬تحقيق‬ ‫مكتسبات جديدة تعزز السالمة المدرسية‬ ‫وتساهم في تحسين ظروف التعلم‪ ،‬مبرزا أهمية‬ ‫المشاركة الفعلية للتالميذ في الحياة المدرسية‬

‫‪13‬‬

‫عبر األندية التربوية‪ ،‬من أجل الحد من ظاهرة‬ ‫العنف‪ ،.‬ورصد كل ما يتم إنجازه في المؤسسات‬ ‫التعليمية‪.‬‬ ‫وقد تمخض عن هذا اللقاء صدور عدة‬ ‫توصيات من بينها‪ ،‬ضرورة تبني مقاربة‬ ‫مندمجة؛ وتنمية ثقافة قبول االختالف واحترام‬ ‫حقوق الطفل؛ وتنظيم دورات تكوينية لفائدة‬ ‫خاليا اإلنصات والوساطة من أجل الرفع من‬

‫قدرات المتدخلين على مستوى المؤسسات‬ ‫التعليمية؛ وإعداد بحث تدخلي في الموضوع‬ ‫واستثمار التجارب السابقة؛ والتنسيق مع باقي‬ ‫المتدخلين في الموضوع وخاصة القطاعات‬ ‫الحكومية التي لها عالقة مباشرة بموضوع‬ ‫العنف (األمن‪ ،‬العدل‪ ،‬الصحة‪ ،‬وزارة األوقاف‬ ‫والشؤون اإلسالمية)‪.‬‬

‫‪ ‬يشبه الخبراء في مجال التعمير المدينة‬ ‫بالكتاب أو الرواية التي تبدأ وال تنتهي‪ ،‬بحيث‬ ‫كل جيل يكتب فقرة من فقرات هذه الرواية‪،‬‬ ‫وكل فقرة تضفي عليها المزيد من الشاعرية‪،‬‬ ‫وهكذا دواليك ‪ .‬‬ ‫‪ ‬المدينة العتيقة بوزان تحكي معالمها‬ ‫التاريخية نمط عيش ساكنتها‪ ،‬قبل أن تشوهها‬ ‫المضاربات العقارية التي قادها أصحاب العقول‬ ‫اإلسمنتية‪.‬كماتختزلقاماتهاالمعماريةالتصور‪ ‬‬ ‫الشاعري والجمالي الذي اعتمده األسالف‬ ‫في تنزيل هندستها المعمارية ‪ .‬فالساحات‬ ‫و الميادين العامة التي تتوسط قلب أحياء‬ ‫المدينة العتيقة‪ ،‬تحكمت في إخراجها للوجود‬ ‫خلفية تنتصر ألولوية المشترك على غيره‪،‬‬ ‫وهو ما ‪ ‬يعني بأن التفكير في هندسة المدينة‬ ‫أو الحي‪ ،‬يبدأ بتثبيت المجال العمومي ‪ ‬قبل أي‬ ‫شيء آخر ‪.‬‬ ‫‪ ‬ساحة الرويضة تعتبر إرثا تاريخيا يتوسط‬ ‫القلب النابض للمدينة العتيقة دار الضمانة‪،‬‬ ‫شكلت لقرون مجاال تقاسمه السكان المطلون‬ ‫عليها‪ ،‬ومركزا للتعايش واالشتراك بينهم‬ ‫وبين جحافل السياح الذين كانوا يحجون إليها‬ ‫عبر ‪« ‬الجيوب» ‪ ‬التي تربطها بالمعارض القارة‬ ‫للصناعة التقليدية التي أبدعت فيها أنامل أهل‬ ‫وزان ‪ .‬هذه الساحة اليوم فقدت هويتها‪ ،‬و شل‬ ‫صقيع القبح أوصالها‪ ،‬وعششت العشوائية بين‬ ‫ثناياها بفعل جرعات القتل البطيء التي حقنها‬ ‫في شرايينها مجلس بلدي سابق‪ ،‬حين أقدم‬ ‫على السماح ببناء مقر للبريد ودكاكين بقلبها‬ ‫‪...‬ليتناسل بعد ذلك العبث في أبشع صوره ‪.‬‬ ‫‪ ‬وتداركا لما طال ذاكرة المدينة هذه من‬ ‫مسخ لهويتها ووظائفها االجتماعية واإلنسانية‪،‬‬ ‫وبعد أن لم تشمل ‪-‬ألسباب غير معلومة‪ -‬عملية‬ ‫تأهيل المدينة العتيقة التي تشكل هذه الساحة‬ ‫قلبها‪ ،‬خالل الشطر األول الذي سبق أن أشرف‬ ‫على إعطاء انطالقته الملك محمد السادس في‬ ‫زيارته التاريخية للمدينة نهاية سنة ‪،2006‬‬ ‫سيعود موضوع مصالحة هذا الفضاء مع تاريخه‬

‫م‪ .‬حمضي‬

‫موجات البرد القارس تحفز‬ ‫الجمعيات لنشر الدفء بأزقة وشوارع‬ ‫بعض مدن الشمال‬

‫م ‪.‬ح‬

‫دور اإلعالم في التبليغ واإلخبار‬ ‫االجتمـــاع الدوري للمجلــس اإلداري لجمعية متقاعدي طنجة‪ ،‬المنعقد أخيرا بدار‬ ‫الشباب حسنونة خصص لنقطة تهم الحيف المجحف الذي يلحق الزوجة بعد وفاة زوجها‬ ‫والقدر الزهيد الذي تتوصل به بعد انتقاله إلى دار البقاء أي ‪ ٪50‬من راتبه قيد حياته‪ ،‬في‬ ‫الوقت الذي تكون هي في أمس الحاجة إلى الرفع من قيمة الراتب الذي ال يسمن وال يغني‬ ‫من جوع فباألحرى نصفه في ظروف حياتية صعبة ومتطلبات يومية ال تواكب األسعار وال‬ ‫تساير الزمن‪ ،‬الشيء الذي أكد على تنفيذ لقاء عاجل مع التنظميات النسائية إلعادة النظر‬ ‫في الملفات المطلبية دفاعا عن حقوق المرأة وإزالة الحيف الذي طالها دون موجب مشروع‪،‬‬ ‫وكذا توجيه نداء باسم الجامعة الوطنية لجمعيات المتقاعدين وكبار السن بالمغرب‬ ‫إلى النائبات البرلمانيات والوزيرات في الحكومة القادمة وسيدات المجتمع المدني حول‬ ‫الوضعية المزرية التي تعيشها األرملة المغربية بعد وفاة زوجها وتطالب بمنحها الراتب‬ ‫الكامل غير منقوص عوض ‪ ٪50‬التي تعتبر إجحافا في حقها‪.‬‬ ‫وال ننسى دور اإلعالم كعادته في التبليغ واإلخبار والدفاع المستميت عن هذه الفئات‬ ‫لما فيه صالحها‪ ،‬عموما‪ ،‬ضمانا لكرامتها والحفاظ على أبسط مكتسباتها‪ .‬وبهذه المناسبة‪،‬‬ ‫تخبر الجمعية جميع منخرطيها أنها تعمل على حل مشاكلهم واإلجابة عن تفسيراتهم‪،‬‬ ‫محليا‪ ،‬خصوصا بعد اتفاقية الشراكة بين الصندوق المغربي للتقاعد «منشور السيد الوزير‬ ‫األول رقم ‪ 2003‬ـ ‪ 7‬بتاريخ ‪ 27‬يونيو ‪ 2003‬المتعلق بالشراكة بيين الدولة والجمعيات»‪.‬‬ ‫وللمزيد من المعلومات ولإلطالع أكثر يمكن لجميع متقاعدي كل القطاعات حضور‬ ‫الجمع الدوري للجمعية وذلك يوم الثالثاء ‪ 31‬يناير ‪ 2017‬ابتداء من الساعة ‪ 11:30‬صباحا‬ ‫بدار الشباب حسنونة‪.‬‬ ‫م‪.‬و‬

‫ووظائفه ليشغل حيزا من النقاش العمومي‬ ‫منذ شهر رمضان األخير‪ ،‬بعد أن وقعت بعض‬ ‫األطراف على اتفاقية شراكة ‪ ‬تستهدف إتمام‬ ‫عملية تأهيل المدينة العتيقة ‪.‬‬ ‫‪ ‬حفل توقيع اتفاقية الشراكة هذه ( غالفها‬ ‫المالي ‪ 20‬مليار سنتيم ) لتأهيل مدينة وزان‪ ،‬بما‬ ‫في ذلك ‪ ‬حيزها العتيق‪ ،‬احتضنه مقر العمالة‪،‬‬ ‫وترأسه عامل دار الضمانة‪ ،‬بحضور وزير السكنى‬ ‫وسياسةالمدينة‪،‬ورئيسيالجماعتينالترابيتين‬ ‫المحلية واإلقليمية‪ ،‬وممثل وكالة تنمية األقاليم‬ ‫الشمالية ‪ .‬وحسب المعطيات التي كشف عنها‬ ‫الحقا رئيس بلدية وزان‪ ،‬فإن الساحة المشار‬ ‫إليها من المقرر أن تتخلص باعتماد القانون‬ ‫والمقاربة االجتماعية‪ ،‬من البنايات التي دست‬ ‫في قلبها‪ ،‬وسترى النور في حلة جديدة تصالحها‬ ‫مع تاريخها المشرق‪ ،‬وتجسر الطريق نحو‬ ‫من يرغب في االستثمار في مشاريع خدماتية‬ ‫تساهم في ‪ ‬إنعاش السياحة التي بإمكانها أن‬ ‫تساهم في حلحلة تنمية المدينة واإلقليم‪ ،‬إن‬ ‫انخرط الرأسمال العمومي والخاص في هذا‬ ‫المشروع واستثمر فيه‪ ،‬نظرا لما تتوفر عليه‬ ‫المدينة وامتدادها القروي من مؤهالت سياحية‬ ‫قل نظيرها عند غيرها ‪ .‬‬ ‫‪ ‬الرأي العام المحلي يتتبع وهو كله أمل‪،‬‬ ‫ضخ الروح ‪ ‬في هذا المشروع‪ ،‬وذلك بتسريع‬ ‫تنزيله بعد أن لوحظ بأنه ال زال يراوح مكانه‪،‬‬ ‫و لم يثبت قدميه على أرض الواقع بعد ‪ .‬كما‬ ‫يناشد المؤسسات الموكول لها حماية المال‬ ‫العام للسهر على شفافية إنفاق الغالف المالي‬ ‫الضخم المرصود لهذه العملية‪ ،‬بعيدا عن‬ ‫أي تبديد أو إتالف‪ ‬قد يجرفه‪ ،‬مثلما جرف تيار‬ ‫الفساد شطر عملية التأهيل األولى ‪.‬‬ ‫وفي انتظار تحقيق ذلك‪ ،‬فإن أيادي ‪ ‬ساكنة‬ ‫دار الضمانة موضوعة على قلوبها خوفا من‬ ‫أن تطمر األطراف المعنية هذا المشروع تحت‬ ‫دواعي واهية ‪.‬‬

‫تجتاح المنطقــة الشمالية للمملكـة‪،‬‬ ‫وكباقي المناطق المغربية منذ مدة‪ ،‬موجات‬ ‫من البرد القارس‪ ،‬وفي إطار العمليات التكافلية‬ ‫التي تقوم بها العديد مم الجمعيات المهتمة‬ ‫بالميدان االجتماعي واإلحساني على الخصوص‬ ‫بالقيام بتنظيم مبادرات تهدف مساعدة العديد‬ ‫من المشردين‪ ،‬ومن بين هذه الجمعيات‬ ‫نذكر جمعية (رواحل الخير بتطوان) من خالل‬ ‫مبادراتها التي أنطلقت «دفء الشوارع»‬ ‫في نسختها السادسة‪ ،‬والتي منذ بداية‬ ‫الطقس البارد ومازالت متواصلة حيث همت‬ ‫الجولة األسبوعية التي قام بها العشرات من‬ ‫المتطوعين منطقتي «المحنش»‪ ،‬و باب المقابر‪،‬‬ ‫حيث استفاد العشرات من األشخاص في وضعية‬ ‫تشرد من مساعدات عينية تمثلت في الطعام‬ ‫واألغطية و المالبس‪.‬‬ ‫كما أطلقت جمعية «بلسم» للتنمية‬ ‫والتضامن بتطوان األربعاء الماضي مبادرة‬

‫مماثلة ‪ ‬للتضامن مع األشخاص في وضعية‬ ‫تشرد بتطوان من خالل توزيع مساعدات غذائية‬ ‫عليهم‪ .‬وأطلق شباب من العرائش من جهتهم‬ ‫حملة إنسانية تحت شعار “دفئ المشردين”‬ ‫بالفضاء االخضر عبر مجموعة ب “الواتساب”‬ ‫تمثلت في جمع المالبس و توزيعها على‬ ‫مشردي المدينة تقيهم البرد القارس‪ .‬و قد‬ ‫استجاب العشرات من المتطوعين‪ ،‬الذين أبدوا‬ ‫إعجابهم ‪ ،‬و استحسانهم بهاته البادرة الخيرية‪،‬‬ ‫معلنين االستعداد التام لتنفيذها‪ .‬وحسب‬ ‫المسؤولين عن العملية فقد تم توزيع كل ما‬ ‫تم جمعه منذ انطالق هذه الحملة بمدينة‬ ‫العرائش و ضواحيها‪.‬‬ ‫كما وضع منسق الحملة رقما هاتفيا خاصا‬ ‫لالخيرة لفسح المجال لكل من اراد االلتحاق‬ ‫بالمجموعة و مد يد العون و المساعدة الالزمة‬ ‫للشباب و مساعدة مشردي المدينة‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬


‫الثالثاء ‪ 31‬يناير �إلى ‪ 06‬فرباير ‪2017‬‬

‫العدد ‪874‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫الإنفاق يف �سبيل اهلل‬

‫ين ُين ِف ُق َ َ‬ ‫ك َم َث ِل َح َّب ٍة َ�أن َب َت ْ‬ ‫ِيل اللهَّ ِ َ‬ ‫ت َ�س ْب َع َ�س َنا ِب َل يِف‬ ‫يقول اهلل تعلى‪َّ « :‬م َث ُل َّالذِ َ‬ ‫ون �أ ْم َو َالهُ ْم يِفللهَّ ُ َ�سب ِ‬ ‫مَِ‬ ‫ُ‬ ‫شَ‬ ‫ُ‬ ‫ِيم» واسع ال يحد عطاؤه عليم بمن‬ ‫ل‬ ‫ِع‬ ‫س‬ ‫ا�‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ء‬ ‫ا‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫ك ِّل ُ�سن ُب َل ٍة ِّما َئ ُة َح َّب ٍة َواللهَّ ُ ُي�ضَ‬ ‫اعِ‬ ‫عَ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫يستحق المضاعفة من المحسنين‪ ،‬خير ما ينفق فيه المال هو المصالح التي يكثر نفعها وتبقى فائدتها‬ ‫كالنفقة في إعالء شان الحق وتربية األمم على آداب الدين وفضائله التي تسوقهم إلى سعادة المعاشر‬ ‫والمعاد‪ ،‬واإلنفاق في خدمة الدين بنشر العلوم وتسيير ومؤسسات اإلحسان كالمستشفيات والمالجئ‬ ‫والجمعيات الخيرية‪ ،‬وبناء المدارس كل ذلك يعود نفعه على األمة والملة‪ ،‬وذلك من اإلنفاق في سبيل‬ ‫اهلل التي وعد اهلل المنفقين فيها بمضاعفة أجورهم وتكثير ثوابهم‪.‬‬ ‫وعلى اإلنفاق في سبيل اهلل قامت مصالح الملة اإلسالمية واألمة المحمدية وقد كان أغنياء سلفنا‬ ‫يتفقدون حاجة المسلمين بأموالهم فهذا عثمان بن عفان رضي اهلل عنه ينظر حاجة المسلمين إلى‬ ‫الماء في الجزيرة العربية القليلة الماء فيشتري البير العظيمة المعروفة ببير رومة بعشرين ألف درهم‬ ‫ويسبلها للمسلمين وهي ال زالت إلى اآلن‪ ،‬ويرى حاجة الرسول إلى تجهيز الجيوش المجاهدة إلعالء‬ ‫كلمة اهلل فيجهز جيش العسرة في غزوة تبوك وحده بألف بعير وسبعين فرسا‪ ،‬وأتى بعشرة آالف دينار‬ ‫فوضعها بين يدي رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فجعل يقلبها بيده ويقول‪ :‬ما ضر عثمان ما فعل‬ ‫بعد اليوم‪ ،‬ويقول‪« :‬غفر اهلل لك يا عثمان ما أسررت وما أعلنت وما هو كائن إلى يوم القيامة» وفي‬ ‫رواية للترمذي‪« :‬أنه صلى اهلل عليه وسلم حث على جيش العسرة فقال عثمان‪ :‬يا رسول اهلل علي‬ ‫مائة بعير بأحالسها وأقنابها في سبيل اهلل‪ ،‬ثم حث على الجيش فقال يا رسول اهلل‪ :‬علي مائتا بعير‬ ‫بأحالسها وأقنابها ثم حضر صلى اهلل عليه وسلم على الجيش فقال يا رسول اهلل علي بمائة بعير‬ ‫بأحالسها وأقنابها في سبيل اهلل‪ ،‬فنزل صلى اهلل عليه وسلم وهو يقول‪« :‬ما على عثمان ما فعل بعد‬ ‫هذه»‪ ،‬وأما أبو بكر فحدث عن سخائه وال حرج‪ ،‬ويكفى شاهدا على ذلك قوله تعالى‪َ « :‬و َ�س ُي َج َّن ُبهَ ا ْ أَ‬ ‫ال ْت َقى‬ ‫الَ ْع َلى َو َل َ�س ْو َ‬ ‫َّالذِ ي ُي�ؤْتِي َم َال ُه َي َت َز َّ‬ ‫ف‬ ‫ند ُه مِن ن ِّْع َم ٍة جُ ْت َزى ِ�إلاَّ ا ْب ِت َغا َء َو ْج ِه َر ِّب ِه ْ أ‬ ‫كى َو َما ِ أ‬ ‫لَ َحدٍ عِ َ‬ ‫َي ْر�ضَ ى»‪ ،‬أجمع المفسرون على أنها نزلت في أبي بكر‪ ،‬ففيها التصريح بإنفاقه بماله في سبيل اهلل‪،‬‬ ‫وروى الترمذي مرفوعا ما ألحد عنده يد إال وقد كافأناه بها ما خال أبا بكر‪ ،‬فإن له يدا يكافئ اهلل بها‬ ‫يوم القيامة وما نفعني مال احد‪ ....‬ما نفعني مال أبى بكر‪ ،‬فبكى أبو بكر وقال‪« :‬هل أنا ومالي إال لك يا‬ ‫رسول اهلل» وفى رواية للترمذي مرفوعا‪« :‬رحم اهلل أبا بكر زوجني ابنته وحملني إلى دار الهجرة وأعتق‬ ‫بالال من ماله‪ ،‬وما نفعني مال في اإلسالم ما نفعني مال أبى بكر» وجاء عمر بنصف ماله إلى رسول‬ ‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم فقال‪ :‬ما تركت ألهلك؟ قال تركت لهم شطر مالي‪ ،‬فجاء أبو بكر بماله كله‬ ‫إلى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فقال‪ :‬ما أعددت ألهلك يا ابن أبى قحافة‪ ،‬فقال أعددت لهم اهلل‬ ‫ورسوله‪ ،‬فبكى عمر وقال يا أبا بكر ما استبقنا في خير إال كنت أسبقنا إليه‪.‬‬ ‫هكذا ظل المسلمون الحقيقيون يساندون اإلسالم وتعاليمه بأموالهم وأنفسهم‪ ،‬فرحم اهلل تلك‬ ‫األرواح الكريمة الطاهرة وما قامت مصالح األمة األعلى السخاء باألموال‪ ،‬ولكن المسلمين في هذا‬ ‫الزمان في غفلة عما يحتاج اليه الدين وما تقوم به مصالح المسلمين‪ ،‬قد تخلقوا بالخلق المهلك‪ ،‬خلق‬ ‫البخل البغيض فشحوا بأضعف المساعدات في سبيل األمة والدين‪ ،‬يرى كل مسلم منا مؤسسات أسالفنا‬ ‫الطاهرين في كل جهة ومكان‪ ،‬يرى المساجد والمالجئ للضعفاء والمساكين‪ ،‬ويرى البنايات واألراضي‬ ‫المحبسة إلسناد ضروريات الدين من التعليم والوعظ واألئمة والخطباء والمؤذنين‪ ،‬وجميع ما تتوقف‬ ‫عليه شعائر الدين‪ ،‬نرى كل هذا و لكن نفوسنا الخبيثة ال تميل إلى أدنى تضحية وال إلى االقتداء بأي‬ ‫فرد من المحسنين‪ ،‬وهذه حالة لم تكن عليها حالة المسلمين السابقين الذين كانوا يحمون اإلسالم‬ ‫بأنفسهم وأموالهم‪ ،‬إن اهلل تعلى يقول‪« :‬وأنفقوا في سبيل اهلل وال تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا‬ ‫إن اهلل يحب المحسنين»‪ ،‬فجعل عدم اإلنفاق سببا في اإللقاء باأليدي إلى التهلكة‪ ،‬وقد سمع المسلمون‬ ‫السابقون هذا األمر اإللهى فنفذوه ممتثلين مسرعين‪ ،‬فلو كنا معشر المسلمين مكانهم وال مساجد‬ ‫وال مالجئ وال مدارس وال أحباس معدة خالدة لإلنفاق على الدين وشعائره‪ ،‬كيف يكون موقفنا‪ ،‬هل‬ ‫كنا نفعل مثل فعلهم فنبنى المدارس والمالجئ و المساجد والمستشفيات؟ أم كنا نبخل كما نحن‬ ‫اآلن فال نبنى للدين مسجدا وال للتعليم مدرسة وال لإلحسان المطلوب ملجأ أو مستشفى؟ الحق إن‬ ‫سيرتنا تسجل علينا بأننا مغايرون لسلفنا في أخالقهم اإلسالمية العالية بسبب اتصافنا بالبخل الذي‬ ‫أهلك األمم ويهلكنا والذي هو أشد أنواع الظلم حتى صار حب المال أقوى في قلب المانع من حب اهلل‪،‬‬ ‫وشأن المال أعظم في نفسه من حقوق اهلل‪ ،‬فتبا للمال وتعسا له من معبود أغرى سواد األمة بتأليهه‬ ‫وعبادته‪ ،‬تبا له من جيار طاغية ومعبود مطاع‪ ،‬لقد تحكم هذا الوبال الوبيل في العقول فسلبها الرشاد‪،‬‬ ‫وتحكم في الضمائر فأماتها وسلبها الحس والحياة‪ ،‬لكن لم يتحكم إال على أصحاب النفوس الشريرة‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫والقلوب المريضة والوجدان السقيم‪ ،‬لذا نرى كثيرا من األغنياء عالمين بما عليه أمتهم من الجهل‬ ‫بأمور الدين ومصالح الدنيا وفساد األخالق‪ ،‬ويعلمون أن صالحهم يتوقف على شيء من أموالهم ينفق‬ ‫على التربية والتعليم ونحوهما من المنافع العامة‪ ،‬ثم هم يدعون إلى بذل قليل من كثير مما ينفقونه‬ ‫في شهواتهم ولذاتهم فيبخلون بذلك ويرونه مغرما ثقيال وال يلتفتون لوعد اهلل للمنفقين في سبيله‬ ‫وال لوعيده للباخلين بفضله‪ ،‬فكيف يوجد في نفس هؤالء عرق يتحرك بالتألم لمصائب اإلسالم وأهله‬ ‫ومن كان يرى أن ماله أفضل من دينه وهواه أرفع من رضوان اهلل كيف تطمئن نفسه في إيمانه وكيف‬ ‫ينجح ويسعد في حاله ومآله والملك كل يوم يدعو عليه بالتلف‪ ،‬ففي الصحيحين مرفوعا‪« :‬ما من‬ ‫يوم يصبح العباد فيه إال ملكان ينزالن فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا ويقول اآلخر اللهم أعط‬ ‫ممسكا تلفا»‪ ،‬فينبغي لكل مسلم أن يعمل إلعمال شهود التضحية واإلنفاق في سبيل مصالح األمة‬ ‫والدين بقوله وفعله حتى يكون إماما وقدوة لغيره‪ ،‬فإن الفضل األكبر في هذه األمة لم يبدأ باإلنفاق‬ ‫في عمل نافع لم يسبق إليه له أجره وأجر من اقتدى به‪ ،‬ففي حديث مسلم وغيره مرفوعا‪« :‬من سن في‬ ‫اإلسالم سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيء»‪ ،‬وفيه‪« :‬إن هذا‬ ‫الخير خزائن ولتلك الخزائن مفاتح فطوبى لعبد جعله اهلل مفتاحا للخير مغالقا للشر»‪.‬‬ ‫فالحياة الحقة بقاء الذكر الجميل فالمرء وان طال عمره ميت وال يبقى منه إال األثر الحسن‪ ،‬أخرج‬ ‫الشيخان وغيرهما مرفوعا‪« :‬إذا مات ابن ءادم انقطع عمله إالمن ثالث‪ :‬صدقة جارية‪ ،‬أو علم يشفع به‪،‬‬ ‫أو ولد صالح يدعو له»‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫للهَّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫مََّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫يقول اهلل تعلى‪َ « :‬و َمن َي ْب َخل فَ�إِنا َي ْب َخل عَ ن َّنفْ�سِ ِه َوا ال َغن ُِّي وَ�أنت ُ​ُم ال ُف َق َرا ُء »‪ ،‬وقال‪َ « :‬و َم ْن ُي َ‬ ‫وق‬ ‫ِك هُ ُم مْ ُ‬ ‫ُ�ش َّح َنفْ�سِ ِه ف َُ�أ َ‬ ‫ولئ َ‬ ‫ون»‪ ،‬وأخرج مسلم مرفوعا‪« :‬اتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة‪،‬‬ ‫ال ْفل ُِح َ‬ ‫واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم‪ ،‬حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم»‪ ،‬قال‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم ‪« :‬ال يدخل الجنة بخيل وال خب وهو الخداع الذي يفسد بين المسلمين بالخداع‪،‬‬ ‫وال منان وال خائن وال سيء الملكة»‪ ،‬و قال صلى اهلل عليه وسلم «خصلتان ال تجتمعان في مومن البخل‬ ‫وسوء الخلق»‪ ،‬وأخرج البيهقي بسند حسن مرفوعا‪« :‬خلقان يحبهما اهلل وخلقان يبغضهما اهلل‪ ،‬فأما‬ ‫اللذان يحبهما اهلل فحسن الخلق والسخاء‪ ،‬وأما اللذان يبغضهما اهلل فسوء الخلق والبخل‪ ،‬وإذا أراد اهلل‬ ‫بعبد خيرا استعمله على قضاء حوائج الناس»‪ ،‬وأخرج ابن حبان والخرائطي في مكارم األخالق مرفوعا‪:‬‬ ‫«قال اهلل تعالى‪ :‬اطلبوا الخير من الرحماء من عبادي تعيشوا في أكنافهم فإني جعلت فيهم رحمتي‪،‬‬ ‫وال تطلبون من القاسية قلوبهم فإنى جعلت فيهم سخطي»‪ ،‬وأخرج الطبراني وابن أبى الدنيا مرفوعا‪:‬‬ ‫«إن هلل تعلى أقواما يختصهم بالنعم لمنافع العباد ويقرها فيهم ما بذلوها فإذا منعوها نزعها منهم‬ ‫فحولها إلى غيرهم»‪ ،‬وأخرج الدارقطنى والبيهقى وابن عدى وأبو نعيم في الحلية وابن عساكر وغيرهم‬ ‫مرفوعا‪« :‬السخاء شجرة من أشجار الجنة أغصانها متدليات في الدنيا فمن أخذ بغصن منها قاده ذلك‬ ‫الغصن إلى الجنة»‪.‬‬ ‫فالسخاء يدل على قوة اإليمان لالعتقاد أن اهلل تعالى ضمن الرزق‪ ،‬فمن تمسك بهذا األصل قاده‬ ‫إلى الجنة‪ ،‬والبخل شجرة من أشجار النار أغصانها متدليات في الدنيا فمن أخذ بغصن منها قاده ذلك‬ ‫الغصن إلى النار « أي البخل يدل على ضعف اإليمان لعدم وثوقه بضمان الرحمان وذلك يجره إلى دار‬ ‫الهوان‪ ،‬وأخرج الترمذي والبيهقى في الشعب مرفوعا‪« :‬السخي قريب من اهلل أي من رحمته‪ ،‬قريب من‬ ‫الناس أي من محبتهم له‪ ،‬قريب من الجنة بعيد من النار‪ ،‬والبخيل بعيد من اهلل بعيد من الناس بعيد‬ ‫من الجنة قريب من النار‪ ،‬والجاهل السخي أحب إلى اهلل من عابد بخيل»‪ ،‬أي ألن الكرم نفعه متعد للغير‬ ‫والعبادة قاصرة على نفس المتعبد‪ ،‬وألن العالم البخيل لم يعمل بعلمه فليس له في سلك التفضيل‬ ‫انتظام‪ ،‬وعن الضحاك في قوله تعالى‪« :‬إنا جعلنا في أعناقهم أغالال» قال البخل‪ ،‬أمسك اهلل أيديهم عن‬ ‫النفقة في سبيل اهلل فهم ال يبصرون الهدى‪ ،‬وقال بشر النظر إلى البخيل يقسي القلب وبقاء البخالء‬ ‫كرب على قلوب المومنين‪ ،‬وقيل لو لم يدخل على البخالء في لؤمهم إال سوء ظنهم باهلل لكان عظيما‬ ‫فإن اهلل يقول‪« :‬وما �أنفقتم من �شيء فهو يخلفه»‪ ،‬وهم يسيئون الظن بوعد اهلل فيبخلون‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫مواعيد ال�صالة و�إرتباطها مبواعيد حيوية يف ف�سيولوجيا اجل�سم‬

‫‪ 1‬ـ يستيقظ المسلم في الصباح ليصلي صالة الصبح‪،‬‬ ‫وهو على موعد مع ثالث تحوالت مهمة‪:‬‬ ‫أ ـ االستعداد الستقبال الضوء في موعده؛ مما يخفض‬ ‫من نشاط الغدة الصنوبرية‪ ،‬وينقص الميالتونين‪ ،‬وينشط‬ ‫العمليات األخرى المرتبطة بالضوء‪.‬‬ ‫ب ـ نهاية سيطرة الجهاز العصبي المهدئ ليلاً ‪ ،‬وانطالق‬ ‫الجهاز المنشط نهارًا‪.‬‬ ‫ج ـ االستعداد الستعمال الطاقة التي يوفرها ارتفاع‬ ‫الكورتيزول صباحًا‪ ،‬وهو ارتفاع يحدث ذاتيا‪ ،‬وليس بسبب‬ ‫الحركة والنزول من الفراش بعد وضع االستلقاء‪ ،‬كما أن‬ ‫هرمون السيرتونين يرتفع في الدم وكذلك األندرفين‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ يصلي المسلم الظهر وهو على موعد مع ثالثة‬ ‫تفاعالت مهمة‪:‬‬ ‫أ ـ يهدئ نفسه بالصالة إثر االرتفاع األول لهرمون‬ ‫األدرينالين آخر الصباح‪.‬‬ ‫ب ـ يهدئ نفسه من الناحية الجنسية؛ حيث تبلغ‬ ‫التستوستيرون قمته في الظهر‪.‬‬ ‫ج ـ تطالب الساعة البيولوجية الجسم بزيادة اإلمدادات‬ ‫من الطاقة إذا لم يقع تناول وجبة سريعة‪ ،‬وبذلك تكون‬ ‫الصالة عام ً‬ ‫ال مهد ًئا للتوتر الحاصل من الجوع‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ صالة العصر‪ :‬مع التأكيد البالغ على أداء هذه الصالة؛‬ ‫ألنها مرتبطة بالقمة الثانية لألدرينالين‪ ،‬وهي قمة يصحبها‬ ‫نشاط ملموس في عدة وظائف‪ ،‬خاصة النشاط القلبي‪ ،‬كما‬ ‫أن أكثر المضاعفات عند مرضى القلب تحدث بعد هذه‬ ‫الفترة مباشرة؛ مما يدل على الحرج الذي يمر به هذا العضو‬ ‫الحيوي في هذه الفترة‪ .‬ومن الطريف أن أكثر المضاعفات‬ ‫عند األطفال حديثي الوالدة‪ ،‬تحدث أيضًا في هذه الفترة؛‬ ‫حيث إن موت األطفال حديثي الوالدة يبلغ أقصاه في الساعة‬ ‫الثانية بعد الظهر‪ ،‬كما أن أكثر المضاعفات لديهم تحدث‬ ‫بين الثانية والرابعة بعد الظهر‪.‬‬ ‫وهذا دليل آخر على صعوبة الفترة التي تلي الظهر‬ ‫بالنسبة للجسم عمومًا‪ ،‬والقلب خصوصًا‪( ،‬أغلب مشاكل‬ ‫األطفال حديثي الوالدة هي مشاكل قلبية تنفسية)‪ ،‬وحتى‬ ‫عند البالغين األسوياء؛ حيث تمر أجسامهم في هذه الفترة‬ ‫بصعوبة بالغة‪ ،‬وذلك بارتفاع بروتيد خاص يؤدي إلى حالة‬ ‫قلة التركيز والميل إلى النوم؛ مما يؤدي إلى حوادث‬ ‫وكوارث رهيبة‪ ،‬وتعمل صالة العصر على توقف اإلنسان‬ ‫عن أعماله‪ ،‬ومنعه من االنشغال بأي شيء آخر اتقا ًء لهذه‬ ‫المضاعفات‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ أما صالة المغرب‪ :‬فهي موعد التحول من الضوء‬ ‫إلى الظالم‪ ،‬وهو عكس ما يحدث في صالة الصبح‪ ،‬ويزداد‬ ‫إفراز الميالتونين بسبب قــدوم الظالم‪ ،‬فيحدث اإلحساس‬

‫بالنعـــاس والكســــل‪ ،‬وبالمقابل ينخفـــض السيروتونين‬ ‫والكورتيزول واألندرورفين‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ أما صالة العشاء‪ :‬فهي موعد االنتقال من النشاط‬ ‫إلى الراحة عكس صالة الصبح‪ ،‬لذلك فقد يكون هذا هو‬ ‫السر في سنة تأخير هذه الصالة إلى قبيل النوم لالنتهاء‬ ‫من كل المشاغل‪ ،‬ثم النوم مباشرة بعدها‪ ،‬وفي هذا الوقت‬ ‫تنخفض حرارة الجسم وتنخفض دقات القلب‪ ،‬وترتفع‬ ‫هرمونات الدم‪ ،‬ومن الجدير بالمالحظة أن توافق هذه‬ ‫المواعيد الخمسة مع التحوالت البيولوجية المهمة في‬ ‫الجسم‪ ،‬يجعل من الصلوات الخمس منعكسات شرطية‬ ‫مؤثرة مع مرور الزمن‪ ،‬فيمكن أن نتوقع أن كل صالة تصبح‬ ‫في حد ذاتها إشارة النطالق عمليات ما؛ حيث إن الثبات على‬ ‫نظام يومي في الحياة ذو محطات ثابتة‪ ،‬كما يحدث في‬ ‫الصالة مع مصاحبة مؤثر صوتي وهو األذان‪ ،‬يجعل الجسم‬ ‫جدًا مع البيئة الخارجية‪ ،‬ونحصل‬ ‫يسير في نسق مترابط ّ‬ ‫من جراء ذلك على انسجام تام بين المواعيد البيولوجية‬ ‫داخل الجسم‪ ،‬والمواعيد الخارجية للمؤثرات البيئية؛ كدورة‬ ‫الضوء‪ ،‬ودورة الظالم‪ ،‬والمواعيد الشرعية بأداء الصلوات‬ ‫الخمس في مواقيتها‪.‬‬


‫العدد ‪874‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪ 31‬يناير �إلى ‪ 06‬فرباير ‪2017‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬

‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫مقتطفات من «المستطرف في كل فن مستظرف»‬ ‫الكتاب من تأليف الشيخ شهاب الدين أبوالفتح محمد بن أحمد األبشيهي‪ ،‬نسبة إلى قرية أبْشيه (أبْشَواي) من قرى الفيّوم المصرية‪ ،‬أقام‬ ‫بالمحلة ورحل إلى القاهرة ‪،‬درس الفقه والنحو وولي الخطابة ببلدته بعد وفاة والده ‪ ،‬توفي حوالي (‪ 850‬هـ‪1448/‬م)‪.‬‬ ‫وعن دواعي تأليف هذا الكتاب ومضامينه يقول األبشيهي في ديباجته‪:‬‬ ‫«‪...‬أما بعد فقد رأيت جماعة من ذوي الهمم جمعوا أشياء كثيرة من اآلداب والمواعظ والحكم وبسطوا مجلدات في التواريخ والنوادر واألخبار‬ ‫والحكايات واللطائف ورقائق األشعار وألفوا في ذلك كتبا كثيرة وتفرد كل منها بفرائد فوائد لم تكن في غيره من الكتب محصورة فاستخرت اهلل‬ ‫تعالى وجمعت من جموعها هذا المجموع اللطيف وجعلته مشتمال على كل فن ظريف وسميته «المستطرف في كل فن مستظرف» واستدللت فيه‬ ‫بآيات كثيرة من القرآن العظيم وأحاديث صحيحة من أحاديث النبي الكريم وطرزته بحكايات حسنة عن الصالحين األخيار ونقلت فيه كثيرا مما أودعه‬ ‫الزمخشري في كتابه ربيع األبرار وكثيرا مما نقله ابن عبد ربه في كتابه العقد الفريد ورجوت أن يجد مطالعه فيه كل ما يقصد ويريد‪ .‬وجمعت فيه‬ ‫لطائف وظرائف عديدة من منتخبات الكتب النفيسة المفيدة وأودعته من األحاديث النبوية واألمثال الشعرية واأللفاظ اللغوية والحكايات الجدية‬ ‫والنوادر الهزلية ومن الغرائب والدقائق واألشعار والرقائق ما تشنف بذكره األسماع وتقر برؤيته العيون ‪.‬وجعلته يشتمل على أربعة وثمانين بابا من‬ ‫أحسن الفنون متوجة بألفاظ كأنها الدر المكنون‪..‬‬ ‫وضمنته كل لطيفة ونظمته بكل ظريفة وقرنت األصول فيه بالفضول ورجوت أن يتيسر لي ما رمته من الوصول وجعلت أبوابه مقدمة وفصلتها‬ ‫في مواضعها مرتبة منظمة ليقصد الطالب إلى كل باب منها عند االحتياج إليه ويعرف مكانه باالستدالل عليه فيجد كل معنى في بابه إن شاء اهلل‬ ‫تعالى واهلل المسؤول في تيسير المطلوب وأن يلهم الناظر فيه ستر ما يراه من خلل وعيوب إنه على ما يشاء قدير وباإلجابة جدير‪ ...‬واهلل سبحانه‬ ‫المهون للصعاب»‪.‬‬ ‫ولألبشيهي أيضا كتاب «تذكرة العارفين وتبصرة المستبصرين» وكتاب «أطواق األزهار على صدور األنهار» كما أنه شرع في تأليف كتاب «في‬ ‫صنعة الترسل والكتابة» لكنه لم يتممه‪.‬ورغم أن في لغته ضعف ‪ ،‬كما يؤكد بعض المصنفين كالزركلي مثال ‪ ،‬إالأن قوة خطابه ‪ -‬وهو المتمرس‬ ‫بفن الخطابة‪ -‬تغطي ذلك الضعف اللغوي‪ ،‬وتجلي العديد من نقط ضعف بني اإلنسان‪ ،‬وتصف للمرء العليل مقويات روحية تقوي إيمانه وتصفي‬ ‫قلبه وتشد أزره‪ .‬ونسأل العلي القديرأن يفرج عنا كربتنا ويهدينا سواء السبيل في هذا الشهر الفضيل‪.‬‬

‫الباب السادس والسبعون في النوادر‬ ‫كان لسابور ملك فارس نديم مضحك يسمى مرزبان‪،‬فظهر له من الملك جفوة‪،‬فلما زاد ذلك عليه‬ ‫تعلم نبيح الكالب وعوي الذئاب ونهيق الحميروصهيل الخيل‪،‬وصوت البغال‬ ‫ثم احتال حتى دخل موضعا بقرب خلوة الملك وأخفى أمره‪ ،‬فلما خال الملك بنفسه نبح نبيح الكالب‪،‬‬ ‫فلم يشك الملك في أنه كلب‪ ،‬فقال‪« :‬انظروا ما هذا؟»‪ ،‬فعوى عوى الذئاب‪ ،‬فنزل الملك عن سريره‪ ،‬فنهق‬ ‫نهيق الحمير‪ ،‬فمضى الملك هاربا‪ ،‬ومضت الغلمان يتبعون الصوت‪ ،‬فلما دنوا منه صهل صهيل الخيل‪،‬‬ ‫فاقتحموا عليه وأخرجوه عريانا‪ ،‬فلما وصلوا به إلى الملك‪ ،‬ورآه مرزبان ضحك الملك ضحكا شديدا‪ ،‬وقال‬ ‫له‪« :‬ما حملك على ما صنعت؟» قال‪« :‬إن اهلل عز وجل مسخني كلبا وذئبا وحمارا وفرسا لما غضب عليّ‬ ‫الملك»‪،‬فأمر الملك أن يخلع عليه وأن يرد إلى مرتبته األولى‪.‬‬ ‫وصلى أعرابي خلف إمام‪ ،‬فقرأ‪�ِ « :‬إنَّا َ�أ ْر َ�س ْلنا نُوح ًا ِ�إلى‬ ‫َق ْو ِمهِ»‪.‬‬

‫حمار بقثاء فأدخل به علي»؛ فأتى بعد ساعة‪ ،‬فلما دخل عليه لم يعرفه لهيبته وجاللته‪ ،‬وكثرة حشمه‬ ‫وخدمه وهو متصدر في دسته‪ ،‬والخدم والحفدة قيام عن يمينه وشماله وبين يديه‪ ،‬فلما سلم عليه قال‪:‬‬ ‫«ما الذي أتى بك يا أخا العرب؟»‪ ،‬قال‪« :‬أملت األمير‪ ،‬وأتيته بقثاء في غير أوان»‪ ،‬فقال‪« :‬كم أملت فينا؟»‬ ‫قال‪« :‬ألف دينار»‪ .‬قال‪« :‬كثير»‪ ،‬فقال‪« :‬واهلل لقد كان ذلك الرجل ميشوما عليّ»‪ ،‬ثم قال‪« :‬خمسمائة‬ ‫دينار»‪ ،‬قال‪« :‬كثير»؛ فما زال إلى أن قال خمسين دينار‪ ،‬فقال له كثير‪ ،‬فقال‪« :‬ال أقل من الثالثين»‪ ،‬فضحك‬ ‫معن‪ ،‬فعلم األعرابي أنه صاحبه‪ ،‬فقال‪« :‬يا سيدي إن لم تجب إلى الثالثين فالحمار مربوط بالباب‪ .‬وها‬ ‫معن جالس»‪ .‬فضحك معن حتى استلقى على فراشه‪ ،‬ثم دعا بوكيله‪ ،‬فقال‪« :‬أعطه ألف دينار وخمسمائة‬ ‫دينار وثالثمائة دينار ومائة دينار وخمسين دينارا وثالثين دينارا‪ ،‬ودع الحمار مكانه»‪ ،‬فتسلم األعرابي‬ ‫المال وانصرف‪.‬‬

‫الفصل الثاني في نوادر القراء والفقهاء‬ ‫عن محمد بن عبد اهلل قال‪ :‬كنا في دهليز عثمان بن شيبة‪،‬‬ ‫فخرج إلينا فقال‪« :‬ن والقلم في أي سورة؟»؛‬

‫ثم وقف وجعل يرددها‪ ،‬فقال األعرابي ‪»:‬أرسل غيره‬ ‫يرحمك اهلل‪ ،‬وأرحنا وأرح نفسك»‪ .‬وصلى آخر خلف إمام‪،‬‬ ‫الَ ْر���ضَ َحتَّى ي َْ���أ َذ َن يِل َ�أبِي»‪،‬‬ ‫ن �أَ ْب َ��ر َح ْ أ‬ ‫فقرأ‪َ « :‬ف َل ْ‬ ‫ووقف وجعل يرددها‪ ،‬فقال األعرابي‪« :‬يا فقيه إذا لم يأذن‬ ‫لك أبوك في هذا الليل نظل نحن وقوفا إلى الصباح»‪ ،‬ثم‬ ‫تركه وانصرف‪.‬‬

‫ومر بعضهم بقارىء يقرأ «امل غلبت ال�ترك يف‬ ‫�أدن��ى الأر����ض»‪ ،‬فقال له ‪« :‬ال��روم» ‪ .‬فقال له ‪« :‬كلهم‬ ‫أعداؤنا قاتلهم اهلل»‪.‬‬ ‫وكان جماعة يجلسون إلى أبي العيناء وفيهم رجل ال يتكلم‬ ‫فقيل له يوما‪« :‬كيف علمك بكتاب اهلل؟» قال‪« :‬أنا عالم به»‪،‬‬ ‫فقيل له‪« :‬هذه اآلية في أي سورة ‪ :‬الحمد هلل ال شريك له؟»‬ ‫فقال له‪« :‬في سورة الحمد»‪ ،‬فضحكوا عليه‪.‬‬

‫ولزم أعرابي سفيان بن عيينة مدة يسمع منه الحديث‪،‬‬ ‫فلما جاء ليسافر قال له سفيان‪« :‬يا أعرابي ما أعجبك من‬ ‫حديثنا؟»‪ ،‬قال‪« :‬ثالثة أحاديث‪ ،‬حديث عائشة رضي اهلل‬ ‫تعالى عنها عن النبي صلى اهلل عليه وسلم أنه كان يحب‬ ‫الحلوى والعسل‪ ،‬وحديثه عليه الصالة والسالم‪« :‬إذا وضع‬ ‫العشاء وحضرت الصالة فابدؤوا بالعشاء»‪ ،‬وحديث عائشة‬ ‫عنه أيضا «ليس من البر الصوم في السفر»‪.‬‬

‫وجاء رجل إلى فقيه‪ ،‬فقال‪« :‬أفطرت يوما في رمضان»‪،‬‬ ‫فقال‪« :‬اقض يوما مكانه»‪ ،‬قال‪« :‬قضيت وأتيت أهلي‪ ،‬وقد‬ ‫عملوا مأمونية «حلوى» ‪ ،‬فسبقتني يدي إليها‪ ،‬فأكلت منها»‪،‬‬ ‫فقال‪« :‬اقض يوما آخر مكانه»‪ .‬قال‪« :‬قضيت‪ ،‬وأتيت أهلي وقد‬ ‫عملوا هريسة «أكلة» ‪ ،‬فسبقتني يدي إليها»‪ ،‬فقال‪« :‬أرى أن ال‬ ‫تصوم إال ويدك مغلولة إلى عنقك»‪.‬‬

‫وانفرد الرشيد وعيسى بن جعفر ومعه الفضل بن يحيى‪،‬‬ ‫فإذا هو بشيخ من األعراب على حمار وهو رطب العينين‪ ،‬فقال‬ ‫له الفضل‪« :‬هل أدلك على دواء لعينيك؟»‪.‬‬

‫وجاء رجل إلى بعض الفقهاء‪ ،‬فقال له‪« :‬أنا عبد اهلل على‬ ‫مذهب ابن حنبل وإني توضأت وصليت‪ ،‬فبينما أنا في الصالة إذ‬ ‫أحسست ببلل في سروايلي يتلزق‪ ،‬فشممته فإذا رائحته كريهة‬ ‫خبيثة»‪ ،‬فقال الفقيه‪« :‬عافاك اهلل‪ ،‬خريت بإجماع المذاهب»‪.‬‬

‫قال‪« :‬ما أحوجني إلى ذلك»‪ ،‬قال‪« :‬خذ عيدان الهواء‬ ‫وغبار الماء فصيره في قشر بيض الذر واكتحل به ينفعك»‪،‬‬ ‫فانحنى الشيخ وضرط ضرطة قوية وق��ال‪« :‬خذ هذه في‬ ‫لحيتك أجرة وصفتك‪ ،‬وإن زدت زدناك»‪ .‬فضحك الرشيد حتى‬ ‫استلقى على ظهر دابته‪.‬‬ ‫وخرج معن بن زائدة في جماعة من خواصه للصيد‪ ،‬فاعترضهم قطيع ظباء‪ ،‬فتفرقوا في طلبه‪،‬‬ ‫وانفرد معن خلف ظبي حتى انقطع عن أصحابه‪ ،‬فلما ظفر به نزل‪ ،‬فذبحه‪ ،‬فرأى شيخا مقبال من البرية‬ ‫على حمار‪،‬فركب فرسه واستقبله‪ ،‬فسلم عليه فقال‪« :‬من أين وإلى أين؟» قال‪« :‬أتيت من أرض لها‬ ‫عشرون سنة مجدبة‪،‬وقد أخصبت في هذه السنة فزرعتها بقثاء‪ ،‬فطرحت في غير وقتها‪ ،‬فجمعت منها‬ ‫ما استحسنته‪ ،‬وقصدت به معن بن زائدة لكرمه المشكور‪ ،‬وفضله المشهور ومعروفه المأثور وإحسانه‬ ‫الموفور» ؛قال‪« :‬وكم أملت منه؟»‪ ،‬قال‪« :‬ألف دينار»‪ .‬قال‪« :‬فإن قال لك كثير» قال‪« :‬خمسمائة»‪ .‬قال‪:‬‬ ‫«فإن قال لك كثير» قال‪« :‬ثالثمائة»‪ .‬قال‪« :‬فإن قال لك كثير»‪ .‬قال‪« :‬مائة»‪ ،‬قال‪« :‬فإن قال لك كثير»‪.‬‬ ‫قال‪ :‬خمسين‪ ،‬قال‪« :‬فإن قال لك كثير» قال‪« :‬فال أقل من الثالثين»‪ ،‬قال‪« :‬فإن قال لك كثير»‪ .‬قال‪« :‬أدخل‬ ‫قوائم حماري في قفاه‪ ،‬وأرجع إلى أهلي خائبا»‪.‬‬ ‫فضحك معن منه‪ ،‬وساق جواده حتى لحق بأصحابه ونزل في منزله‪ ،‬وقال لحاجبه‪« :‬إذا أتاك شيخ على‬

‫لكن ال كثر اهلل في المسلمين مثلك»‪.‬‬

‫وجاء رجل إلى فقيه قال‪« :‬أنا رجل أفسو في ثيابي حتى‬ ‫تفوح روائحي‪ ،‬فهل يجوز لي أن أصلي في ثيابي؟»‪ ،‬قال‪« :‬نعم‪،‬‬

‫ووقع بين األعمش وبين امرأته وحشة‪ ،‬فسأل بعض أصحابه من الفقهاء أن يرضيها ويصلح بينهما‪،‬‬ ‫فدخل إليها وقال‪« :‬إن أبا محمد شيخ كبير فال يزهدنك فيه عمش عينيه‪ ،‬ودقة ساقيه‪ ،‬وضعف ركبتيه‬ ‫ونتن إبطيه‪ ،‬وبخر فيه‪ ،‬وجمود كفيه»‪ ،‬فقال له األعمش‪« :‬قم قبحك اهلل فقد أريتها من عيوبي ما لم‬ ‫تكن تعرفه»‪.‬‬ ‫وسكن بعض الفقهاء في بيت سقفه يقرقع في كل وقت فجاءه صاحب البيت يطلب األجرة‪ ،‬فقال له‪:‬‬ ‫«أصلح السقف‪ ،‬فإنه يقرقع»‪ ،‬قال‪« :‬ال تخف‪ ،‬فإنه يسبح اهلل تعالى»‪ ،‬قال‪« :‬أخشى أن تدركه رقة فيسجد»‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪874‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)777‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪ 31‬يناير �إلى ‪ 06‬فرباير ‪2017‬‬

‫«إسبانيا والمغرب‪ :‬عالقاتهما‬ ‫الديبلوماسية خالل القرن ‪»19‬‬

‫تعزز مجال البحث التاريخي الوطني الراهن بصدور الترجمة‬ ‫العربية لكتاب «إسبانيا والمغرب‪ :‬عالقاتهما الديبلوماسية خالل‬ ‫القرن التاسع عشر»‪ ،‬لمؤلفه خرونيمو بيكر‪ ،‬سنة ‪ ،2016‬بترجمة‬ ‫راقية لألستاذ عبد العزيز السعود‪ ،‬وذلك في ما مجموعه ‪197‬‬ ‫من الصفحات ذات الحجم الكبير‪ .‬والكتاب الصادر في نسخته‬ ‫اإلسبانية األصلية سنة ‪ 1903‬بمدينة مدريد يشكل سجال‬ ‫توثيقيا لعطاء الديبلوماسية اإلسبانية «الجريحة» خالل عقود‬ ‫القرن ‪ ،19‬في ضوء تواتر انكماش اإلمبريالية اإلسبانية وتواري‬ ‫أدوارها الحاسمة على الساحة الدولية عقب فقدانها لسلسلة‬ ‫مستعمراتها الواسعة الموروثة عن تبعات ظاهرة االكتشافات‬ ‫الجغرافية الكبرى لمرحلة القرنين ‪ 15‬و‪ 16‬الميالديين‪ ،‬وخاصة‬ ‫بالفلبين وبأمريكا الالتينية‪ .‬وتعود قيمة الكتاب إلى الجهد‬ ‫التجميعي الكبير الذي بذله المؤلف من أجل ضبط الوقائع‬ ‫وتحليلها وربطها بسياقاتها‪ ،‬من موقعه كخبير في العالقات‬ ‫الدولية التي تحكمت في مجمل مواقف إسبانيا المرتبطة‬ ‫بسياستها الخارجية للقرن ‪ .19‬أضف إلى ذلك أن خرونيمو‬ ‫بيكر إي غنثالث (‪ )1925-1857‬كان فاعال مباشرا في األحداث‪،‬‬ ‫بالنظر لوظيفته كديبلوماسي وكمؤرخ وكصحفي المع‪ ،‬استغل‬ ‫منصبه كرئيس ألرشيف وزارة الداخلية ومكتبتها بين سنتي‬ ‫‪ 1900‬و‪ ،1924‬وكعضو بالجمعية الملكية للجغرافيا‪ ،‬وكمحافظ‬ ‫للمكتبة الملكية للتاريخ‪ ،‬من أجل االحتكاك بالملفات الملتهبة‬ ‫للديبلوماسية اإلسبانية الساعية إلى مجابهة المد اإلمبريالي‬ ‫الجارف الذي اختزلته – بشكل خاص – الطموحات الفرنسية‬ ‫واإلسبانية واإلنجليزية واأللمانية لعقود القرن ‪.19‬‬ ‫وبخصوص السياق العام ال��ذي أثمر هذا العمل‪ ،‬يقول‬ ‫المترجم الدكتور السعود‪« :‬شكلت العالقات مع المغرب بالنسبة‬ ‫إلسبانيا مسألة هامة ومعقدة وحتمية على الدوام‪ ،‬فلقد فرض‬ ‫الجوار الجغرافي إشكالية استراتيجية وعسكرية واقتصادية‬ ‫واجتماعية ال يمكن تجاهلها بحيث ظل المغرب بالنسبة لها‬ ‫قضية دائمة‪ .‬ومع ذلك فقد أضحى المغرب منذ الثلث األخير‬ ‫من القرن التاسع عشر قضية أوربا بل وحتى أمريكا حالما شرعت‬ ‫القوى االستعمارية تهتم باألزمات الداخلية التي أخذت تعصف‬ ‫بأحد البلدان األخيرة في إفريقيا التي بقيت تحتفظ باستقاللها‪.‬‬ ‫وبالرغم من هذه النظرة الشاملة للمسألة المغربية فإن العديد‬ ‫من الكتاب المهتمين‪ ...‬ما انفكوا يعتبرون أن المسألة كانت تخص إسبانيا باألساس وأنه‬ ‫قد مضى وقت كان بإمكان إسبانيا فيه أن تضم المغرب عمال بوصية إيسابيال الكاثوليكية إال‬ ‫أن التوسع أمسى مستحيال بسبب وجود قوى أوربية متاخمة مع المغرب ومتطلعة الكتساب‬ ‫نفوذ ترابي فيه‪ ،‬األمر الذي بات يهدد سيادة إسبانيا على معاقلها في شمال المغرب‪ .‬لكن‬ ‫الدوائر السياسية اإلسبانية باشرت القضية بجهل مطبق زاد من الصعوبات إضافة إلى تأثير‬ ‫الصحافة األجنبية المثيرة‪ ،‬فلم يبق أمام الديبلوماسية اإلسبانية من مسلك سوى التمسك‬ ‫بسياسة الوضع الراهن التي هي في الواقع سياسة للدفاع عن المصالح وإن كان هدفها في‬ ‫الظاهر هو الحفاظ على اإلمبراطورية المغربية من التفكك‪ .‬وتلك هي خالصة األطروحة التي‬ ‫عمل خرونيمو بيكر على طرحها في مؤلفه‪( »...‬ص‪.)5 .‬‬ ‫ويضيف األستاذ عبد العزيز السعود‪ ،‬موضحا األهداف الكامنة وراء تأليف الكتاب‪ ،‬قائال‪:‬‬ ‫«ولقد كانت الغاية من تأليف هذا الكتاب حسب المؤلف نفسه هي تبديد األخطاء التي جعلت‬ ‫الرأي العام في إسبانيا ينظر إلى المسألة المغربية في أوائل القرن العشرين كنظرته إليها في‬ ‫منتصف القرن التاسع عشر‪ ،‬وأن السياسة اإلسبانية خالل القرن المذكور عرفت خيارات متعددة‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫أدت إلى إبطال النفوذ اإلسباني كليا عند نشوب حرب تطوان‪،‬‬ ‫بيد أن انتصار الجيوش اإلسبانية رفع اسم إسبانيا عاليا داخل‬ ‫المغرب وخارجه وعزز مكانتها داخل بالط السلطان‪ ،‬إال أنه لم‬ ‫يكن من السهل عليها االنفراد بالمغرب السيما وأن الطموحات‬ ‫األجنبية واألطماع المتباينة بينها وبين كل من فرنسا وإنجلترا‬ ‫ازدادت حدتها بظهور منافس جديد هو ألمانيا‪ ،‬ومع ذلك لم‬ ‫تكن هذه األخيرة مصدر قلق كبير بالنسبة إلسبانيا التي كانت‬ ‫ترى في فرنسا عدوها المريع ألن مشروعها لتمديد حدود الجزائر‬ ‫حتى نهر ملوية وربط ناحية فكيك بالجزائر سيجعل مسألة‬ ‫توسيع حدود ممتلكات إسبانيا أمرا مستحيال كما أنه سيعرض‬ ‫عرش البالد للخطر‪ .‬ويذهب المؤلف في النهاية إلى أن إسبانيا‬ ‫لم تعرف كيف تترجم نفوذها بالمغرب إلى وقائع إيجابية فضال‬ ‫عن ارتكابها ألغالط المترفعين حتى وجدت نفسها عند نهاية‬ ‫القرن التاسع عشر وقد تالشى تقريبا حتى تذكار نفوذها السابق‬ ‫مقارنة مع دول أخرى كفرنسا وإنجلترا‪( »...‬ص‪.)9 .‬‬ ‫ولتوضيح هذه السياقات‪ ،‬اهتم المؤلف بالوقوف على‬ ‫ ‬ ‫جزئيات واقع التدافع اإلمبريالي الذي دارت رحاه فوق األرض‬ ‫المغربية بين القوى األوربية الفاعلة‪ ،‬كاشفا عن الكثير من‬ ‫الخفايا الديبلوماسية غير المتداولة على نطاق واسع‪ .‬ويبدو أن‬ ‫قربه من دوائر صنع القرار بإسبانيا خالل النصف الثاني من القرن‬ ‫‪ ،19‬قد مكنه من الوقوف على تفاصيل الضغط الديبلوماسي‬ ‫الذي مورس على المغرب خالل المرحلة المذكورة‪ ،‬بشكل أهله‬ ‫إلعادة تقييم الروايات الرسمية في الكثير من التباساتها ومن‬ ‫تناقضاتها ومن عناصر تنافرها‪ .‬وعلى الرغم من كل االنزياحات‬ ‫التي ارتبطت بتخريجات المؤلف بخصوص قضايا محورية في‬ ‫الصراع الديبلوماسي األوربي حول المغرب‪ ،‬مثلما هو الحال مع‬ ‫معاهدة الصلح لسنة ‪ 1860‬أو مع حيثيات انعقاد مؤتمر مدريد‬ ‫سنة ‪ 1880‬أو ظروف احتالل إنجلترا لجزيرة «تورة» أو تداعيات‬ ‫قضية سانتا كروز دي مار بيكينيا أو أبعاد حوادث مدينة مليلية‬ ‫لسنة ‪ ،1893‬فقد ظل المؤلف حريصا على تدعيم وجهات نظره‬ ‫بغزارة استثنائية من األدوات الحجاجية والتفاصيل الدقيقة‬ ‫والوثائق والمراسالت الدفينة‪ ،‬وهي المواد الغميسة التي لم‬ ‫يسبقه سواه إلى استغاللها في كتاباته التوثيقية لتحوالت‬ ‫العالقات السياسية بين المغرب وإسبانيا خالل القرن ‪.19‬‬ ‫وإلى جانب ذلك‪ ،‬شكلت اإلحاالت المسترسلة تأليفا موازيا‪ ،‬سمح للمؤلف بتدقيق المعطيات‬ ‫وباالستطراد في التعريف باألعالم البشرية والمكانية‪ ،‬بشكل جعله يكتسب الكثير من الصفات‬ ‫التي ميزته عن «إسهال» الكتابات اإلسبانية النمطية التي أفرزها الطموح االستعماري الجارف‬ ‫إلسبانيا خالل القرن ‪ .19‬وإذا أضفنا إلى ذلك‪ ،‬المستوى الرفيع للترجمة التي اعتمدها األستاذ‬ ‫عبد العزيز السعود‪ ،‬أمكن القول إن األمر يتعلق بإحدى أهم إصدارات سنة ‪ 2016‬التي عرفها‬ ‫مجال البحث التاريخي الوطني‪ ،‬وخاصة المهتم منه بقضايا منطقة الشمال وبواقع التدافع‬ ‫الديبلوماسي الذي كان يؤطر مجمل مشاريع الغزو واالحتالل التي استهدفت بالدنا قبل‬ ‫السقوط النهائي في شرك نظام الحماية سنة ‪ .1912‬وال شك أن توسيع آفاق هذه الترجمة‬ ‫الراقية بتشريح المضامين‪ ،‬تفكيكا ونقدا‪ ،‬سيفتح المجال واسعا أمام اإلمكانيات الرحبة الستثمار‬ ‫مجمل المضامين في كل جهود إعادة مقاربة تداعيات المشروع االستعماري اإلسباني فوق‬ ‫األرض المغربية‪ ،‬ليس فقط خالل مرحلة القرن ‪ ،19‬ولكن –أساسا‪ -‬على مستوى االمتداد‬ ‫الزمني الواسع الذي يغطي المرحلة الممتدة بين انفجار الغزو اإليبييري خالل القرن ‪ ،15‬ثم بين‬ ‫مرحلة انكسار الحلم اإلسباني خالل منتصف القرن ‪.20‬‬

‫أما آن األوان لنقد التشكيل الفلكلوري‪!!..‬‬ ‫بقلم ‪ :‬محمد الشاوي‪* ‬‬ ‫‪ ‬لقد ظل التشكيل المغربي لسنوات طوال سجين النموذج الشعبي الفلكلوري؛ وهو نموذج‬ ‫يرتبط بإشكال عالمي حول الثقافة العالمة والثقافة الشعبية‪.‬‬ ‫بل إنه ارتبط أيضاً بالمعرفة العامية الساذجة بنظيرتها المعرفة العلمية‪ ،‬ولم يتم تأسيس”‬ ‫قطيعة “ إبستيمولوجية بالمعنى الباشالري بغية خلق تشكيل يروم التطلع نحو أفق علمي‬ ‫ومنهجي مفكر فيه بطرق علمية أكاديمية تغترف من نهر العلوم الرياضية والهندسية وكذلك‬ ‫علوم الصباغة المتعددة وعلوم اإلنسان ‪ :‬علم النفس‪ ،‬علم االجتماع ‪ ،‬التاريخ‪ ،‬األنثروبولوجيا‪...‬‬ ‫‪ ‬إن هذه “ القطيعة “ تستدعي تنظيم المعرفة الشعبية ووضعها في إطارها حتى تكون‬ ‫منطلقا للمعرفة العلمية التشكيلية المراد تحصيلها من طرف الفنان المغربي على وجه التحديد‬ ‫‪ .‬يقول الفنان الراحل محمد شبعة عن مشروعه الذي ناضل من أجله في سبيل تأطير الفنانين‬ ‫الشعبيين الذين ظلوا في مستوى تطلع الدولة ولم ينتجوا فنا منهجيا يحوي خطابا تشكيليا‬ ‫يؤطر مشروعهم بل إنهم ظلوا سجناء الفلكلورية ‪“ :‬لقد كنت على حق – وكان ذلك ضروريا‪-‬‬ ‫أن أناهض ذلك‪ ،‬ولكننا لم نكن نناهض الفنانين‪ .‬كنا نناهض التوجيه والتأطير والتحريف الذي‬ ‫كانت تقوم به جهات معروفة لألسف‪ .‬إن هذه السياسة أجهضت ما كان يمكن أن نقوم به نحن‬ ‫في ظروف أخرى‪ ،‬من استقطاب لبعض التعابير الشعبية وحمايتها وتطويرها‪ ،‬ولكن في إطارها‬ ‫الشعبي‪ :‬أي أنه ال يمكن أن تحول فنانا فطريا‪ ،‬وأقصد بالفطرة األمية األدبية‪ ،‬بحيث يفكر‬ ‫بشكل منهجي في عمله ويعبر عنه وينشئ خطابا حول أعماله‪ .‬هذا النموذج من الفنانين‪ ،‬هو‬ ‫الذي كنا نريد أن نحتضنه ونؤطره‪ .‬فليس ألنه فنان شعبي تلغى عنه هذه الضرورة‪ .‬إنما نريد‬ ‫أن يكون الفنان الشعبي قادرا على االنتقال إلى مرحلة محترمة وهذا لم يتم”‪.‬‬

‫‪ ‬يظهر أن فشل هذا المشروع يعود إلى الهوة الفاصلة بين معاهد الفنون الجميلة وبين‬ ‫الفنانين الشعبين من جهة نظرا لتنميطهم في خانة الفولكلور والتشكيل التجاري‪ .‬كما أن‬ ‫تطلع أساتذة الفنون لم يكن لكي يخلق من ينافسهم‪ ‬في دور العرض بدافع الذات المفكرة‬ ‫المنهجية التي لم تتواضع وتستقطب هؤالء‪ ،‬فقد ظل القليل منهم من كان على إيمان بفكرة‬ ‫الفنان محمد شبعة بينما السواد األعظم ظل مع أكاديميته التي يخاف أن ينافسه فيها أحد‪،‬‬ ‫وكأنها خليلته أو معشوقته السرمدية‪.‬‬ ‫‪ ‬أضف إلى ذلك عدة اعتبارات كانت وراء النظام العام السياسي الذي كان محكوما وما‬ ‫زال بقوى أجنبية تتحكم في أفقه الثقافي واالقتصادي والسياسي حتى ال يرقى إلى مستوى‬ ‫منافستها عالميا‪ ،‬بل إن العروض التي كان يحظى بها هؤالء الفولكلوريين داخل الوطن‬ ‫وخارجه كانت تشجعهم في تكرار نفس العمل التشكيلي بطرق تجارية قتلت كل تطور للفن أو‬ ‫أية محاولة للتفكير المنهجي والعلمي حول الفن التشكيلي وإشكالية الرقي به ثقافيا وحضاريا‪.‬‬ ‫‪ ‬فإلى أي حد يمكن اليوم وفي أفق هذه األلفية أن نطور مهارات الفنان الشعبي الفولكلوري‬ ‫المغربي نحو التكوين والتفكير المنهجي ؟‬ ‫أال يحق لهؤالء أن يطوروا مواهبهم وقدراتهم رغم أميتهم المنهجية التشكيلية ؟‪ ‬‬ ‫أال يمكن لمعاهد الفنون اليوم أن تقوم بتفعيل هذا المشروع الذي لم ير النور لعقود من‬ ‫الزمن ؟‬


‫العدد ‪874‬‬

‫مع‬

‫املواطنني‬ ‫بيان حقيقة‬

‫نشرنا في العدد الماضي مقال‬ ‫شكاية تحت عنوان‪« :‬زوجة شرطي‪...‬‬ ‫تمارس التعذيب على موظفة بالمديرية‬ ‫اإلقليمية للتعليم بطنجة» زارت��ن��ا‬ ‫بمقر الجريدة المعنية باألمر‪ ،‬أي زوجة‬ ‫الشرطي‪ ،‬وذل��ك صباح الخميس ‪26‬‬ ‫ينايرالجاري والتي بدورها فضلت عدم‬ ‫ذكر اسمها‪ ،‬حيث صرحت لنا‪ ،‬ردا على‬ ‫ما تم نشره حول هذا الموضوع‪ ،‬أنها‬ ‫فعال لها خالف مع المشتكية‪ ،‬بسبب أمور‬ ‫شخصية‪ ،‬وهو ما أدى بهما إلى تبادل‬ ‫عبارات االحتجاج والسب‪ ،‬لكن دون أن‬ ‫يتطور األمرإلى استعمال الضرب والجرح‪،‬‬ ‫إلى حد استعمال شفرة حالقة ـ مثال ـ كما‬ ‫تمت اإلشارة إليه في الموضوع‪ ،‬مضيفة‬ ‫أن المشتكية بالغت في تضخيم الخالف‬ ‫الحاصل بينهما‪ ،‬وذلك من خالل تبنيها‬ ‫لمعطيات ومعلومات‪ ،‬ال أساس لها من‬ ‫الصحة‪ ،‬في محاولة منها لتوريطها‬ ‫وجعلها مجرمة‪ ،‬مهابة الجانب‪ ،‬ال أقل‬ ‫وال أكثر‪ ،‬بل بالعكس‪ ،‬هي من عرضتها‬ ‫للعنف بداخل نيابة التعليم‪ ،‬عندما‬ ‫قصدتها ألخذ رقم شكاية تعنيها‪ ،‬وذلك‬ ‫منذ حوالي ثالثة أسابيع‪ ،‬وحصلت على شهادة طبية‪ ،‬مدة العجز فيها حددت في‬ ‫‪ 21‬يوما‪ ،‬تتوفر الجريدة على نسخة منها‪ ،‬حيث قدمتها للدائرة األمنية الثانية‪،‬‬ ‫كما ورد في محضراالستماع إليها من طرف مصلحة هذه األخيرة والذي ورد فيه‬ ‫أيضا أنها‪ ،‬أي زوجة الشرطي‪ ،‬اكتشفت بنفسها رسائل عاطفية‪ ،‬تخص المشتكية‪،‬‬ ‫وهي مسجلة بالهاتف الشخصي لزوجها‪ ،‬األمر الذي أثر عليها نفسيا‪ ،‬إذ تتابع‬ ‫العالج‪ ،‬حاليا‪ ،‬بسبب ذلك‪.‬‬ ‫بهذا الرد تكون الجريدة قد أغلقت ملف هذه القضية التي تبقى الجهات‬ ‫المسؤولة أدرى بتفاصيلها‪ ،‬من خالل «فحص» الصور والشواهد الطبية‪ ،‬وغير‬ ‫ذلك من المعطيات والمعلومات‪...‬‬

‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪ 31‬يناير �إلى ‪ 06‬فرباير ‪2017‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)344‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬ ‫المملكة المغربية‬ ‫وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك‬

‫بــــالغ‬ ‫في إطار تطبيق مقتضيات قانون السير‪ ،‬وتوضيحا للبالغ السابق الذي‬ ‫نشرته وزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك إلى جميع المواطنين والذي‬ ‫ينص على أن يشرع‪ ،‬ابتداء من فاتح يناير ‪ ،2017‬في مراقبة وزجر بعض‬ ‫المخالفات الواردة في القانون ‪ 14‬ـ ‪ 116‬القاضي بتغيير وتتميم القانون‬ ‫رقم ‪ 05‬ـ‪ 52‬المتعلق بمدونة السير على الطرق وخاصة عدم الخضوع‬ ‫للفحص الطبي اإلجباري الذي يثبت األهلية للسياقة‪ ،‬فيليق التذكير أن‬ ‫المعنيين بهذا الفحص هم ‪:‬‬ ‫ـ السائقون المهنيون دون تحديد سقف السن‪ ،‬ويجب تجديد هذا‬ ‫الفحص كل سنتين‪.‬‬ ‫ـ السائقون غير المهنيين الذين يتجاوز عمرهم ‪ 65‬سنة‪ ،‬ويجب تجديد‬ ‫هذا الفحص كل سنتين‪.‬‬ ‫ـ السائقون غير الهمنيين الذين ال يتجاوز عمرهم ‪ 65‬سنة وذلك‬ ‫بمناسبة تجديد رخصة السياقة اإللكترونية عند انصرام مدة صالحيتها‬ ‫المحددة في ‪ 10‬سنوات‪.‬‬

‫بحث عن متغيب‬ ‫غاب السيد سعيد الدريوش البالغ من‬ ‫العمر ‪ 49‬سنة عن بيت أسرته الكائن بجبل‬ ‫درسة بمدينة تطوان منذ ثالث سنوات‪ ،‬ولم‬ ‫يظهر له أثر‪.‬‬ ‫المرجو من لديه معلومات علی مكان‬ ‫تواجده أن يتصل بأقرب مركز للشرطة‪ ،‬أو االتصال بالرقم الهاتفي‬ ‫التالي ‪:‬‬

‫‪06.67.11.20.36‬‬

‫لجميع إعالناتكم‬ ‫اإلشهارية واإلدارية‬ ‫يف جريدة‬

‫االتصال على الرقم ‪0539943008‬‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 5‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪344‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 894‬ـ الثالثاء ‪ 31‬يناير �إلى ‪ 06‬فرباير ‪2017‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫يبدو‬

‫أن بادو الزاكي تسرع في قلب الطاولة على منتخب بالده وهو‬ ‫في بداية مشوار منافسات قارية ال يمكن الجزم فيها حتى‬ ‫آخر صافرة من نهاية مشوار المشاركة في تظاهرة ما بصفة نهائية‪ .‬لألسف‬ ‫أن الزاكي اختار قناة «الهداف» الجزائرية للهجوم على منتخب‪ ،‬أو باألحرى‬ ‫تصفية حساباته‪ .‬لكنه أخطأ الموعد‪ ،‬ألن المنتخب أجابه بتجاوز الدور األول من‬ ‫المنافسات‪ ،‬وهو الحلم الذي راود الجماهير المغربية ألكثر من ‪ 13‬سنة‪ ،‬رغم‬ ‫أن المنتخب يعاني مشاكل على مستوى الغيابات في التركيبة البشرية ألسباب‬ ‫مختلفة‪ .‬الزاكي‪ ،‬وبعد النتائج اإليجابية للمنتخب‪ ،‬التي تلت الهزيمة األولى‪،‬‬ ‫عاد من خالل اإلعالم المغربي ليقول أن تدخالته كانت باحترام ومسؤولية‬ ‫ونابعة عن حبه الكبير وغيرته على المنتخب‪ .‬لكن عودته جاءت متأخرة ألنه‬ ‫أساء للمغاربة جميعا‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫أوراق من تاريخ كأس األمم اإلفريقية‬ ‫منذ ‪) 3 / 2 ( 1957‬‬ ‫سنة ‪:1974‬‬ ‫وفي عام ‪ ،1974‬استضافت مصر البطولة ولكنها خرجت من نصف‬ ‫النهائي أمام زائير التي قابلت زامبيا في المباراة النهائية‪ ،‬وسجل الالعب‬ ‫الزائير بيير نداي تسعة أهداف أوصلت فريقه إلى النهائي‪ .‬وللمرة األولى‬ ‫في تاريخ البطولة‪ ،‬أعيدت المباراة النهائية ألنها انتهت بالتعادل في المرة‬ ‫األولى بهدفين‪ ،‬وفي اإلعادة أحرز نداي هدفين لزائير‪ ،‬وفاز فريقه بالبطولة‪،‬‬ ‫وعاد الفريق الزائيري إلى بالده على متن طائرة الرئيس مبوتو سيسيسيكو‪.‬‬ ‫سنة ‪:1976‬‬ ‫واستضافت إثيوبيا البطولة عام ‪ ،1976‬والتي أقيمت للمرة األولى‬ ‫بنظام الدوري‪ ،‬حيث واجهت المغرب مصر‪ ،‬وواجهت غينيا النسور الخضر‪.‬‬ ‫سنة ‪:1978‬‬ ‫بطولة عام ‪ 1978‬أقيمت في غانا‪ ،‬وفازت غانا في المباراة النهائية على‬ ‫أوغندا بهدفين مقابل ال شيء‪ ،‬لتصبح بذلك أول دولة تفوز باللقب ثالث‬ ‫مرات‪ ،‬لتحتفظ بكأس عبد العزيز سالم لألبد‪.‬‬ ‫سنة ‪:1980‬‬ ‫وفي عام ‪ ،1980‬كانت نيجيريا على موعد مع أول لقب لها منذ انطالق‬ ‫بطولة نهائيات كأس األمم األفريقية‪ ،‬فقد نجح النسور الخضر في الفوز‬ ‫بالبطولة التي أقيمت بأراضيهم بقيادة المهاجم األسطورة سيجون‬ ‫أوديجبامي على المنتخب الجزائري بثالثة أهداف نظيفة‪.‬‬ ‫سنة ‪:1982‬‬ ‫وفي عام ‪ ،1982‬أقيمت البطولة على المالعب الصناعية في ليبيا‪.‬‬ ‫واستغل المنتخب الليبي عامل األرض والجمهور للوصول إلى المباراة‬ ‫النهائية‪ .‬لكن الليبيين خسروا أمام المنتخب الغاني ‪ 6-7‬لتحرز غانا لقبها‬ ‫الرابع‪.‬‬ ‫سنة ‪:1984‬‬ ‫وفي البطولة التالية التي أقيمت في ساحل العاج عام ‪ ،1984‬خرجت‬ ‫حاملة لقب ‪ 1982‬من البطولة مبكرا لتلتقي الكاميرون ونيجيريا في المباراة‬ ‫النهائية لتنتهي المباراة بهدفين لصالح المنتخب الكاميروني مقابل ال شئ‬ ‫ليفوز أسود الكاميرون بأول لقب أفريقي‪.‬‬ ‫سنة ‪:1986‬‬ ‫وفي عام ‪ ،1986‬نظمت مصر النهائيات األفريقية ونجحت في تخطي‬ ‫كبوتها في المباراة االفتتاحية أمام السنغال عندما خسرت المباراة ‪0-1‬‬ ‫لتصل إلى المباراة النهائية‪ .‬وكادت تخرج أمام الكاميرون لكن ضربات‬ ‫الجزاء الترجيحية حسمت الموقعة لصالح مصر بنتيجة ‪ 5-4‬لتفوز بكأس‬ ‫البطولة الذي غاب عنها ألكثر من ‪ 30‬عاما‪.‬‬ ‫سنة ‪:1988‬‬ ‫وكان عشاق الكرة المغربية على موعد مع نهائيات كأس األمم‬ ‫األفريقية لعام ‪ 1988‬التي أقيمت على أرضهم‪ .‬ونجحت المغرب بالفعل في‬ ‫الوصول إلى الدور قبل النهائي‪ .‬كما وصل الجزائريون إلى المربع الذهبي‬ ‫هم اآلخرون‪ .‬لكن نيجيريا والكاميرون أطاحا بالمنتخبين العربيين ليتقابال‬ ‫في المباراة النهائية مجددا‪ .‬وتمكن منتخب الكاميرون من الفوز بثاني‬ ‫بطولة بأقدام الالعب إيمانويل كوندي الذي أحرز هدف المباراة الوحيد من‬ ‫ضربة جزاء‪.‬‬ ‫سنة ‪:1990‬‬ ‫وأقيمت أولى النهائيات األفريقية في التسعينيات في الجزائر التي‬ ‫تمكن منتخبها من استغالل ميزة األرض القتناص أول لقب لهم في تاريخ‬ ‫البطولة بعد أن فازوا على نيجيريا بهدف نظيف‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫هشام البقالي‪..‬‬ ‫مدير نادي كاليفورنيا للريا�ضات املختلفة‬

‫كيف كانت انطالقتكم‬ ‫الكراطي‬ ‫رياضة‬ ‫في‬ ‫والكيك بوكسينغ‪ ،‬وما هي‬ ‫عالقتكـم بعصــة الشمال‬ ‫للكيك بوكسينغ والفول‬ ‫كونتاكت ؟‬ ‫أوال‪ ،‬وكما يعلم الجميع‪،‬‬ ‫سيما متتبعي الشأن الرياضي‬ ‫بمنطقة الشمال‪ ،‬وبمدينة‬ ‫طنجة بالتحديد‪ ،‬أنني نشأت‬ ‫وترعرعــت في وســط اسري‬ ‫رياضي‪ ،‬من خـــالل والــدي‪،‬‬ ‫األستاذ الوافي البقالي‪ ،‬أطال‬ ‫اهلل في عمــــره‪ ،‬الخبير في‬ ‫رياضة الكراطي‪ .‬تدربت على‬ ‫يده وسايرت الركب إلى أن‬ ‫بلغت المستوى الذي أنا عليه‬ ‫حاليا‪ .‬وإلى حدود اليوم‪ ،‬ال‬ ‫زلت أستشيره في كل كبيرة‬ ‫وصغيرة‪ ،‬كما ال زلت أتتبع‬ ‫نصائحه وتوجيهاته في هذا‬ ‫المجال‪ .‬طبعا مجال الكراطي‬ ‫باالساس‪ ،‬وباقي الرياضات‬ ‫واألمور األخرى‪ .‬حاليا فأنا‬ ‫حاصل على الحــزام األسود‬ ‫من الدرجـــة الرابعـــة في‬ ‫الكراطي‪ ،‬و الحزام األسود‬ ‫من الدرجة الثالثة في الكيك‬ ‫بوكسينغ‪ .‬وبالنسبة لعالقتنا‬ ‫بعصبة الشمــال للكيـــك‬ ‫بوكسينغ والفول كونتاكت‪ ،‬فشخصيا أتواجد عن قرب‬ ‫بعصبة الشمال للكيك بوكسينغ والفول كونتاكت‪ ،‬واشغل‬ ‫بها مهام النائب الثاني للرئيس في المكتب المسير‪.‬‬ ‫وأغتنم هذه الفرصة ألشكر رئيس العصبة السيد مصطفى‬ ‫الغنام وجميع أعضاء المكتب على الثقة الموضوعة في‬ ‫شخصي‪.‬‬ ‫ما هي مالحظاتــك حول الكراطي بعصبــة البوغاز‪،‬‬ ‫والكيك بوكسينغ والفول كونتاك بعصبة الشمال ؟‬ ‫بصراحة‪ ،‬أن رياضة الكراطي حاليا بعصبة البوغاز‬ ‫أصبحت نموذجا يقتدى به في التسيير‪ .‬القاطرة تسير‬ ‫بكيفية محكمة‪ ،‬في إطار التفاهم السائد بين جميع‬

‫الجمعيـــات المنضويـــة تحت‬ ‫لواء هذه العصبـــة ومكتبها‬ ‫المديري‪ ،‬وهذا ما يشكل طفرة‬ ‫النجـــاح المحقـــق‪ .‬وبالنسبة‬ ‫لعصــبــة الشمــــال للفــــول‬ ‫كونتاكت والكيـــك بوكسينغ‪،‬‬ ‫فهذا الجهاز يبــذل قصارى‬ ‫جهوده من أجـــل النهوض‬ ‫أكثر بهذه الرياضة واإلسهام‬ ‫في انتشارها أكثــر‪ ،‬وأكيـــد‬ ‫أن الرياضة استطاعت جلب‬ ‫العديد من الشباب من مختلف‬ ‫األعمـار من أجـــل ممارستها‪،‬‬ ‫ودورنا نحن هو تحبيب هذه‬ ‫الرياضـة في نفـــوس األطفال‬ ‫والشباب من أجــل الرفــع من‬ ‫اإلقبال على ممارستها‪.‬‬

‫ماذا عن مشاركة نادي‬ ‫كليفورنيا في بطولة العصبة‬ ‫للكينغ بوكسينغ للصغار؟‬

‫أكيــد‪ ،‬شاركنـــا في هذه‬ ‫البطولــة التي دارت أطوارها‬ ‫أخيرا بقاعة بدر بمدينة طنجة‪،‬‬ ‫وكانـــت مشاركتنـــا إيجابيـــة‬ ‫جدا‪ ،‬ومن حقنـــا كمسؤولين‬ ‫بنادي كاليفورنيا أن نفتخــر‬ ‫بها وبالمردود العام ألبطال‬ ‫النــادي‪ .‬وأنــوه بالمناسبـــة‬ ‫بالتنظيــم المحكـــم لهـــذه‬ ‫البطولة و كذا التحكيم الجيد‪.‬‬ ‫وأغتنم هذه الفرصة ألنوه وأشكر جميع آباء وأولياء أبطال‬ ‫نادي كاليفورنيان على دعمهم وتشجيعهم الالمشروط‬ ‫لنا‪ .‬وهذا أمر يزيد في تحفيزنا لتحقيق المزيد من التألق‪.‬‬ ‫وفي الختام أدعو الشباب لإلقبال على ممارسة رياضة‬ ‫الفول كونتاكت والكيك بوكسينغ‪ ،‬والرياضة بصفة عامة‪،‬‬ ‫ألنها تساهم في تكوين وبناء العقل و الجسم السليمين‪،‬‬ ‫كما تقي شبابنا من االنحراف والتسكع‪ .‬كما أغتنم الفرصة‬ ‫ألشكر السادة رؤساء عصبتي البوغاز للكاراطي‪ ،‬والشمال‬ ‫للكيك بوكسينغ والفول كونتاكت على المجهودات التي‬ ‫يبذلونها من أجل الرقي بمستوى هذه الرياضات إلى أعلى‬ ‫المستويات بالجهة‪.‬‬

‫خبـر صدام ناري بين برشلونة وأتلتيكو مدريد‬ ‫دولـي‬ ‫في قبل نهائي كأس الملك‬ ‫أسفرت قرعة الدور نصف النهائي‬ ‫لبطولة كأس ملك إسبانيا لكرة القدم‪،‬‬ ‫والتي أجريت صباح يوم في مدينة الس‬ ‫روثاس الرياضية بمدريد‪ ،‬عن «نهائي‬ ‫مبكر» بين حامل اللقب‪ ،‬برشلونة‪،‬‬ ‫وغريمه أتلتيكو مدريد‪ ،‬في حين‬ ‫سيجمع نصف النهائي اآلخر بين سيلتا‬ ‫فيجو‪ ،‬قاهر ريال مدريد‪ ،‬وأالفيس‪.‬‬ ‫وينتظر أن يزور برشلونة ملعب‬ ‫فيسنتي كالديرون في لقاء الذهاب‬ ‫المنتظر في األول من فبراير ‪ ،‬على أن‬ ‫يقام لقاء العودة بمعقله في كامب نو‬ ‫يوم ‪ 8‬من نفس الشهر‪ ،‬واألمر مثله‬ ‫لسيلتا فيجو الذي سيقام لقاء الذهاب على ملعبه في بااليدوس بإقليم جاليثيا‪ ،‬على أن يقام لقاء العودة بأرض الفريق الباسكي‪.‬‬


‫الشمال الرياضي‬

‫العدد ‪874‬‬

‫اتحاد طنجة وقع اتفاقية شراكة مع شباب بلوزداد‬

‫الثالثاء ‪ 31‬يناير �إلى ‪ 06‬فرباير ‪2017‬‬

‫‪19‬‬

‫منالجامعة‬ ‫أخبارأخبار‬ ‫الجامعة‬ ‫العصبة االحترافية تهنئ المنتخب وتؤجل البطولة‬

‫بمناسبة تأهيل المنتخب الوطني لدور ربع النهاية لكأس إفريقيا لألمم ‪،2017‬‬ ‫هنأت العصبة الوطنية لكرة القدم االحترافية عناصر ومكونات المنتخب الوطني‪.‬‬ ‫متمنية لهم المزيد من النجاح والتألق فيما تبقى من االستحقاقات‪ .‬ونظرا لتزامن‬ ‫مباريات ربع النهاية مع برنامج مباريات الدورة ‪ 16‬من البطولة االحترافية اتصاالت‬ ‫المغرب للقسم الوطني األول والدورة ‪ 17‬للقسم الوطني الثاني‪ ،‬فقد تقرر تأجيل‬ ‫هاتين الدورتين بالنسبة للقسم الوطني األول والثاني إلى األسبوع الموالي‪ ،‬وذلك‬ ‫لتمكين الجمهور المغربي من تتبع ومؤازرة المنتخب الوطني‪ .‬وسيتم إصدار البرنامج‬ ‫المعدل لهاتين الدورتين الحقا‪.‬‬

‫العبو المنتخب الوطني يوزعون كتب مدرسية على تالميذ‬ ‫مدرسة «مانغومو» بمدينة بتيام‪:‬‬ ‫وقع اتحاد طنجة و شباب بلوزداد الجزائري بأحد فنادق‬ ‫طنجة‪ ،‬يوما قبل المباراة الودية التي جمعتهما مساء األحد‬ ‫الماضي بالملعب الكبير بطنجة وانتهت بهدف أحرزه احمد‬ ‫حمودان في الدقيقة ‪ 12‬من الشوط األول‪ ،‬اتفاقية شراكة‬ ‫وتعاون من شأنها فتح آفاقا جديدة على مستوى التعاون‬ ‫االجتماعي والرياضي‪ ،‬و توطيد العالقة بين بين الناديين‪.‬‬

‫واختار مكتب اتحاد طنجة أن يتم حفل التوقيع في غياب‬ ‫وسائل اإلعالم‪ ،‬إذ حضر حفل التوقيع فقط رئيسا وأعضاء‬ ‫الفريقين والطاقم التقني‪ ،‬والالعبين‪ .‬ويسعى الفريق‬ ‫الطنجاوي إلى توسيع دائرة االنفتاح على األندية العربية‬ ‫والدولية من خالل شراكات تسهم في إشعاع النادي وطنيا‬ ‫ودوليا‪.‬‬

‫بنشيخة ينتصر على الزاكي تحضيرا لمواجهة‬ ‫الدفاع الحسني الجديدي‬ ‫فاز اتحاد طنجة لكرة القدم على ضيفه شباب‬ ‫بلوزداد الجزائري في المباراة الودية التي جمعتهما مساء‬ ‫األحد بالملعب الكبير بطنجة بهدف أحرزه احمد حمودان‬ ‫في الدقيقة ‪ 12‬من الشوط األول‪ .‬وشكر عبد الحق‬ ‫بنشيخة‪ ،‬مدرب اتحاد طنجة إدارة فريقه السابق‪ ،‬الذي‬ ‫يدره المغربي بادو الزاكي على تلبية دعوة الحضور إلى‬ ‫طنجة إلجراء هذه المباراة‪ ،‬التي تدخل في إطار تحضير‬ ‫الفريق الطنجاوي للمرحلة الثانية من البطولة االحترافية‬ ‫ومنافسات كاس الكونفدرالية اإلفريقية التي يشارك فيها‬ ‫اتحاد طنجة ألول مرة في الريخه‪ .‬وأعلن مكتب اتحاد‬ ‫طنجة تأجيل تكريم الالعب الدولي الطنجاوي المرحوم‬ ‫أحمد الزبطي‪ ،‬المشهور بالروبيو‪ ،‬إلى وقت الحق بداعي‬ ‫ظرف طارئ يخص عائلة الالعب‪ .‬إذ كان مقررا تكريمه‬ ‫خالل مواجهة الفريق الجزائري‪ .‬وشهدت المباراة إشراك‬ ‫الوافد الجديد‪ ،‬عادل الشيحي أساسيا‪ .‬وكان األخير‪29 ،‬‬ ‫سنة‪ ،‬وقع في كشوفات اتحاد طنجة بشكل رسمي تزامنا‬ ‫مع المباراة الودية‪ ،‬عقد يمتد لسنتين ونصف قادما من‬ ‫فريق فرانكفورت األلماني‪ ،‬في صفقة انتقال حر‪ .‬وكانت‬ ‫انطالقة الشيحي من نادي كولن األلماني الذي شارك‬ ‫معه في أزيد من ‪ 100‬مباراة‪ ،‬انتقل بعده إلى فولهام‬ ‫اإلنجليزي‪ ،‬ثم أصفهان طهران اإليراني‪ ،‬قبل أن يعود إلى‬ ‫الدوري األلماني بقميص فرانكفورت‪ .‬وينتظر عبد الحق‬ ‫بنشيخة أن يشكل الالعب قيمة مضافة للفريق‪ ،‬بفضل‬ ‫خبرته الدولية‪ ،‬بعد حمله لقميص المنتخب الوطني‬ ‫للشباب في نهائيات كأس العالم للشباب سنة ‪2005‬‬ ‫وساهم معه في بلوغ نصف النهائي‪ ،‬كما خاض تصفيات‬ ‫أولمبياد بكين ‪ 2008‬مع المنتخب األولمبي‪.‬‬

‫قامت بعثة المنتخب الوطني صباح يوم االثنين ‪ 23‬يناير ‪ 2017‬بزيارة مدرسة‬ ‫«مانغومو» المجاورة لمقر اقامة األسود بمدينة بيتام بالغابون‪ .‬ووزع الالعبون‬ ‫وطاقم المنتخب الوطني على تالميذ المدرسة كتب وأدوات مدرسية وكرات وبعض‬ ‫الهدايا‪ ،‬في بادرة تهدف ادخال الفرحة على أطفال هذه المؤسسة التعليمية‪ .‬ولقيت‬ ‫هذه بادرة التي قام بها أعضاء المنتخب الوطني استحسان وترحيب من األطر‬ ‫التعلمية للمدرسة وكذا سكان مدينة بيتام‪.‬‬

‫قرارات تأديبية‪:‬‬

‫اجتمعت اللجنة المركزية للتأديب والروح الرياضية التابعة للجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم‪ ،‬مساء يوم األربعاء ‪ 25‬يناير ‪ ،2017‬لدراسة الملفات المحالة‬ ‫عليها‪ ،‬وأصدرت القرارات القرارات التالية‪:‬‬ ‫بالنسبة للبطولة االحترافية اتصاالت المغرب القسم الثاني‪:‬‬ ‫ توقيف السيد عبد الرزاق أزناك الكاتب العام لفريق اتحاد سيدي قاسم لـ‪6‬‬‫مباريات ‪ 3‬منها موقوفة التنفيذ مع غرامة مالية قدرها ‪ 3750‬درهما‪.‬‬ ‫ توقيف هيثم عينة العب فريق يوسفية برشيد لـ‪ 3‬مباريات واحدة منها موقوفة‬‫التنفيذ مع غرامة مالية قدرها ‪ 750‬درهما‪.‬‬

‫مباراتان وديتان للمنتخب الوطني ألقل من ‪ 18‬سنة أمام‬ ‫البرتغال‪:‬‬ ‫يجري المنتخب الوطني القل ‪ 18‬سنة يومي ‪ 31‬يناير ‪ 2017‬و‪ 2‬فبراير ‪2017‬‬ ‫مباراتين وديتين أمام المنتخب البرتغالي بمدينة لشبونة‪ .‬ولهذا الغرض وجه السيد‬ ‫مصطفى مديح‪ ،‬مدرب المنتخب الوطني ألقل من ‪ 18‬سنة الدعوة إلى ‪ 23‬العبا‬ ‫ضمنهم سبعة محترفين‪.‬‬

‫قرعة الدور األول إلقصائيات كأس العرش للموسم الرياضي‬ ‫‪2017/2016‬‬ ‫تنهي العصبة الوطنية لكرة القدم هواة إلى علم األندية المؤهلة عن الدور‬ ‫التمهيدي لكأس العرش للموسم الرياضي ‪ ،2017 / 2016‬الذي تم إجراؤه على‬ ‫مستوى العصب الجهوية بأن قرعة الدور األول من إقصائيات كأس العرش ستجرى‬ ‫بمقر العصبة الوطنية لكرة القدم هواة الكائن بشارع النخيل «فضاء الباسيو» حي‬ ‫الرياض الرباط‪ ،‬وذلك يوم الخميس ‪ 02‬فبراير ‪ 2017‬على الساعة الحادية عشرة‬ ‫صباحا‪ ،‬علما أن هذا الدور سيتم إجراؤه يوم األربعاء ‪ 15‬فبراير ‪.2017‬‬

‫توصل أندية الهواة ‪ 1‬و‪ 2‬بالشطر الثاني من المنحة برسم‬ ‫الموسم الرياضي ‪:2017/2016‬‬

‫تكريم محمد «اللوبيا»‬

‫بادرت لجنة متطوعة من رياضيين من مدينة طنجة يرأسها أحمد الحنودي‪ ،‬إلى تنظيم مباراة تكريمية لفائدة محمد‬ ‫«اللوبيا»‪ .‬أحد الوجوه الرياضية التي مارست كرة القدم بطنجة‪ ،‬وساهمت في تأطير األطفال والشباب في كرة القدم بالمدينة‬ ‫العتيقة‪ ،‬وتنظيم دوريات في كرة القدم‪ .‬وكان من مؤسسي فريق «السمارة» لكرة القدم المصغرة‪ .‬الفريق الذي ننشر صورته‬ ‫رفقة المقال‪ .‬و سيتم تنظيم مباراة تكريمية بقاعة ادرادب يوم األربعاء ‪ 1‬فبراير ‪ 2017‬على الساعة السابعة مساء‪.‬‬

‫تنهي العصبة الوطنية لكرة القدم هواة‪ ،‬إلى علم كافة رؤساء البطولة الوطنية‬ ‫هواة بقسميها األول والثاني‪ ،‬أنه قد تم يوم الثالثاء ‪ 24‬يناير ‪ ،2017‬دفع الشطر‬ ‫الثاني من المنحة المخصصة ألندية الهواة برسم الموسم الرياضي ‪.2017/2016‬‬ ‫وبلغ المبلغ اإلجمالي الذي توصلت به أندية بطولة القسم الوطني األول هواة‬ ‫‪ 8572500.00‬درهما‪ ،‬بينما أندية بطولة الهواة القسم الثاني توصلت بمبلغ‬ ‫‪ 9300000.00‬درهما‪.‬‬

‫افتتاح التسجيل بمدرسة نهضة طنجة‬ ‫لكرة القدم‬

‫المغرب التطواني يفاوض الخالطي للتجديد‬ ‫بحسب موقع «كووورة»‪ ،‬لم تنجح مكتب المغرب‬ ‫التطواني‪ ،‬حتى اآلن في إقناع المدافع المهدي الخالطي‬ ‫بتمديد عقده الذي سينتهي الصيف المقبل‪ .‬ويدخل المدافع‬ ‫ضمن الالعبين الذين يسعى الفريق التطواني االحتفاظ‬ ‫بهم‪ ،‬خاصة أن مجموعة من األسماء غادرت الفريق هذا‬ ‫الموسم‪ ،‬لذلك ال يريد المسؤولون التفريط فيه‪ ،‬ال سيما‬ ‫أن اللوائح القانونية للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‬ ‫تسمح للخالطي في الميركاتو الشتوي بتوقيع عقد مبدئي مع‬

‫أي فريق‪ ،‬لحمل ألوانه في الموسم المقبل‪ .‬وكانت مكتب‬ ‫المغرب التطواني قام بخطوة أولى لتمديد عقده‪ ،‬حيث‬ ‫اجتمعا لكنه لم تنجح‪ ،‬لذلك قرر فتح باب المفاوضات معه‬ ‫مجددا‪ .‬ويشترط الخالطي على المسؤولين التطوانيين‬ ‫االلتزام بصرف مستحقاته المالية كشرط للبقاء‪ .‬ويعيش‬ ‫المغرب التطواني تحوال كبيرا‪ ،‬حيث غادره مجموعة من‬ ‫الالعبين‪ ،‬كعبد العظيم خضروف وأنس المرابط و يونس‬ ‫بلخضر‪.‬‬

‫تعلن إدارة مدرسة نهضة طنجة لكرة القدم أنها شرعت في تسجيل‬ ‫وإعادة التسجيل للتالميذ الراغبين في االنخراط بالمدرسة‪ ،‬وعلى الراغبين‬ ‫في ذلك االتصال بمدير المدرسة على الرقم التالي (‪ )0661720614‬أو‬ ‫الحضور لملعب مرشان حسب البرنامج التالي‪:‬‬ ‫ كل يوم األربعاء‪ :‬من الساعة الثانية زواال (‪ )h 14‬إلى الخامسة مساء‬‫(‪.)h 17‬‬ ‫ كل يوم الجمعة‪ :‬من الساعة الثالثة زواال (‪ )h 15‬إلى السادسة مساء‬‫(‪. )h 18‬‬ ‫ كل يوم السبت‪ :‬مـن الساعـة الثامنــة صباحا (‪ )h 08‬إلى الواحدة‬‫زواال (‪.)h 13‬‬ ‫ كل يوم األحــد‪ :‬من الساعــة الثامنــة صباحا (‪ )h 08‬إلى الواحدة‬‫زواال (‪.)h 13‬‬


‫المنظمة‬ ‫المغربية‬ ‫لإلعالم‬ ‫الجديد‬

‫الثالثاء ‪ 31‬يناير �إلى ‪ 06‬فرباير ‪2017‬‬ ‫العدد ‪874‬‬ ‫األخيرة‬ ‫المنظمة المغربية لإلعالم الجديد في ندوتها الشهرية ‪:‬‬ ‫«انعكاس» معرض يجمع بين المغرب‬ ‫تفعيل مطالب المجتمع المدني لتأهيل مقابر مدينة طنجة وإسبانيا من خالل صور فنية احترافية‬

‫التأمت يوم الجمعة ‪ 20‬يناير ‪ 2017‬بمقر‬ ‫غرفة التجارة والصناعة والخدمات‪ ،‬ندوة على‬ ‫جانب كبير من األهمية‪ ،‬للبث في موضوع‬ ‫الحالة المزرية التي توجد عليها مقابر طنجة‬ ‫التي تستقبل كل يوم ما بين ‪ 15‬و‪ 20‬حالة‬ ‫وفاة‪.‬‬ ‫وه��ذه الندوة تدخل في سياق سلسلة‬ ‫الندوات الشهرية الجادة والهادفة التي تنظمها‬ ‫المنظمة المغربية لإلعالم الجديد‪.‬‬ ‫في البداية‪ ،‬ألح الكاتب العام للمنظمة‬ ‫السيد خالد مشبال على أهمية الموضوع‪ ،‬وعلى‬ ‫ضرورة تضافر الجهود وتعاون المجتمع المدني‬ ‫والمجالس المنتخبة وسائر مؤسسات الدولة‬ ‫لصيانة مقابر طنجة العتيقة وإح��داث مقابر‬ ‫جديدة تُشرّف ساكنة طنجة وتحفظ كرامة‬ ‫موتاها‪ .‬ثم أعطيت الكلمة للسادة الحاضرين‬ ‫لتنوير جمهور عريض من المثقفين الذين‬ ‫ساهموا بدورهم في إثراء هذا اللقاء بآرائهم‬ ‫وأفكارهم القيمة في الموضوع‪.‬‬ ‫المشــاركــون في النـدوة هـم السـادة‪:‬‬ ‫عبد السالم العيدوني نائب عمدة المدينة‪،‬‬ ‫محمد كنون رئيس المجلس العلمي لطنجة‪،‬‬ ‫محمد بن عبود أستاذ جامعي وعضو جمعية‬ ‫تطوان أسمير‪ ،‬محمد إقبال الحلوي نائب رئيس‬ ‫مقاطعة طنجة المدينة‪.‬‬ ‫في البداية قدم نائب عمدة المدينة عرضا‬ ‫شخص فيه الحالة العامة للمقابر والمشاكل‬ ‫التي تواجه الساكنة في دفن أمواتها‪ ،‬وأعطى‬ ‫إحصا ًء لعدد مقابر طنجة‪ ،‬وهي ‪ 37‬مقبرة‪،‬‬ ‫مبرزا الجهود المبذولة لصيانتها‪ ،‬ومن ضمنها‬ ‫مقبرة المجاهدين والمقبرة الدولية والمقبرة‬ ‫اليهودية ومقبرة مرشان التي توقف بها الدفن‪،‬‬ ‫ومقبرة سيدي بوعراقية وزاويته‪ ،‬ومقبرة سيدي‬ ‫اعمار‪ .‬كما تحدث عن مشكل األراضي الصالحة‬

‫والمالئمة للدفن وعن الميزانية التي يتطلبها‬ ‫هذا اإلصالح‪.‬‬ ‫ومن جهته‪ ،‬تحدث األستاذ محمد كنون‬ ‫رئيس المجلس العلمي لطنجة عن مسألة‬ ‫الدفن من الوجهة الشرعية اإلسالمية‪ ،‬وعن‬ ‫الدور الذي كانت تقوم به األوقاف في السابق‬ ‫في عملية الدفن وصيانة المقابر إلى أن صدرت‬ ‫التشريعات التي أناطت هذه المهمة بالجماعات‬ ‫المحلية‪.‬‬ ‫وق��دم الدكتور محمد بن عبود عضو‬ ‫جمعية تطاون أسمير عرضا مفصال عن التجربة‬ ‫الرائدة التي حققتها الجمعية في مدينة تطوان‬ ‫بإعدادها وتنفيذها لمشروع مقبرة تطوان‬ ‫النموذجية وعن طرق صيانتها وصيانة المرافق‬ ‫التي بنيت حولها والتي أصبحت فضاءا يرتاده‬ ‫السكان‪ ،‬ثم تحدث عن الصعوبات التي وجدها‬ ‫حينما قدم مشروعا لمقبرة نموذجية بطنجة‪،‬‬ ‫وخاصة فيما يتعلق بتمويل المشروع‪.‬‬

‫وقدم السيد نائب رئيس مقاطعة طنجة‬ ‫المدينة األستاذ محمد إقبال الحلوي بدوره‬ ‫عرضا مفصال عن الوضعية الحالية للمقابر‬ ‫وعن متطلبات تنفيذ المشروع المستقبلي‬ ‫لمقابر طنجـة ومنها اقتنــاء عشرات الهكتارات‬ ‫من األراضي الصالحة للدفن مع الحرص على‬ ‫تزويدها بكافة المرافق والمنشآت وتسييجها‬ ‫وصيانتها‪ ،‬وضمان الحراسة واألمن بها‪ ،‬وما‬ ‫يتطلب ذلك من ميزانية وإمكانيات‪.‬‬ ‫وتدخل عدد كبير من اإلعالميين ورجال‬ ‫القانون من بين الحاضرين في هذه الندوة‪،‬‬ ‫وأبدوا مالحظاتهم القيمة واقتراحاتهم الصائبة‬ ‫لتفادي الوضع المزري الذي توجد عليه مقابر‬ ‫طنجة‪ ،‬مطالبين بوجوب إحاطتها بسياج وبإنارة‬ ‫وحراسة‪ ،‬كما تحدثوا عن وجوب إيقاف الدفن‬ ‫العشوائي في بعض األحياء والقرى والمداشر‪،‬‬ ‫وتم االتفاق على إصدار توصيات في الموضوع‬ ‫وإحالتها على الجهات المعنية‪.‬‬

‫فازت بجائزة التميز على المستوى الوطني‬

‫مؤسسة السجن المحلي بطنجة تخلد اليوم الوطني للسجين‬ ‫احتفاء باليــوم الوطني للسجيـن الذي‬ ‫تنظمه المندوبية العامة إلدارة السجون وإعادة‬ ‫اإلدماج‪ ،‬شهر دجنبر من كل سنة‪ ،‬تم تنظيمه‪،‬‬ ‫طيلة أيام هذا الشهر‪ ،‬العتبارات استثنائية‬ ‫بجميع سجون المملكة‪ .‬وهكذا كانت مؤسسة‬ ‫السجن المحلي بطنجة على موعد مع أمسية‬ ‫ثقافية‪ ،‬يوم األربعاء‪ ،‬بمقر المؤسسة تحت‬ ‫شعار” تتويج اإلبداع‪ ،‬تهييئ اإلدماج للنزيل”‪،‬‬ ‫تجلت في عرض مسرحية‪ ،‬تحت عنوان‪« :‬ضيف‬ ‫الغفلة‪،‬لفرقةمجموعةالفرقالمسرحية»‪،‬النص‬ ‫لحسن حموش‪ ،‬واإلخراج لمسعود بوحسين”‪،‬‬ ‫بمشاركة أشهر الوجـوه الفنيـة‪ ،‬منهم عادل‬ ‫أبو تراب‪ ،‬مريم الزعيم‪ ،‬فضيلة بنموسى‪ ،‬وأيت‬ ‫باجي سعيد وغيرهم‪.‬ذلك أن المسرحية تقدم‬ ‫رسالة توعوية هادفة‪ ،‬إذ تحكي عن ضيف‪ ،‬تم‬ ‫الترحيب به من طرف معيل أس��رة‪ ،‬مسالمة‬ ‫وذات”نية” ‪ ،‬إذ أحسن ضيافته ومعاملته‪ ،‬غير‬ ‫أن الضيف‪ ،‬حاول‪ ،‬مع مروراأليام‪ ،‬تشتيت أفراد‬ ‫األسرة المذكورة واللعب بعقولهم‪ ،‬بدءا بالتأثير‬ ‫على معيلها‪ ،‬وتهييئه لالرتماء ـ مثال ـ في‬ ‫أحضان األعمال اإلرهابية‪ ،‬وبالتالي االستحواذ‬ ‫على متاعهم‪ ،‬وذلك بطرق ملتوية‪ ،‬كتظاهره‬ ‫باإليمان والتدين‪ ،‬قبل أن ينكشف أمرالضيف‪،‬‬ ‫ويطرد‪ ،‬شر طردة‪ ،‬من بيت األسرة‪.‬‬ ‫تابع هذا العمل المسرحي‪ ،‬بعض نزالء‬ ‫المؤسسة اإلصالحية وأطرها‪ ،‬بحضورممثلي‬ ‫مختلف السلطات المحلية‪ ،‬وفاعلين جمعويين‪،‬‬ ‫فضال عن مختلف وسائل اإلعالم‪ ،‬حيث تفاعل‬ ‫معه الجميع‪ ،‬كان ـ بحق ـ متنفسا حقيقيا للنزالء‬ ‫الذين عبروا عن سعادتهم الغامرة‪ ،‬بخصوص‬ ‫األوقات الممتعة التي قضوها مع فصول هذه‬ ‫المسرحية الكوميدية والدرامية في ذات الوقت‪.‬‬ ‫ولإلشارة‪ ،‬فإن مؤسسة السجن المحلي‬ ‫بطنجة حصدت جائزة التميزاألولى على الصعيد‬ ‫الوطني برسم سنة ‪ ،2016‬وذلك على مستوى‬ ‫العمل االجتماعي واإلبداعي في شتى المجاالت‪،‬‬ ‫تسلمها مديرها خالد بنتوركي‪ ،‬مرفوقا بسعيد‬ ‫العطار‪ ،‬المشرف االجتماعي‪ ،‬وذلك في حفل‬ ‫أقيم بمسرح محمد الخامس بالعاصمة الرباط‪،‬‬

‫يوم الخميس ‪ 12‬يناير الجاري‪ ،‬بمناسبة تكريم‬ ‫عدد من موظفي المندوبية العامة إلدارة‬ ‫السجون وإع��ادة اإلدم��اج وموظفي مؤسسة‬ ‫محمد السادس إلعادة إدماج السجناء‪.‬‬ ‫ويذكر أن المؤسسة اإلصالحية بطنجة‬ ‫لم تحصل على هذه الجائزة صدفة‪ ،‬بل نتيجة‬ ‫جهود أطرها المثقفة والمؤهلة في شتى‬

‫المجاالت‪ ،‬والتي أطرت النزالء وصقلت مواهبهم‬ ‫وإبداعاتهم‪ ،‬ذلك أنه‪ ،‬وعلى سبيل المثال‪ ،‬ال‬ ‫الحصر‪ ،‬فمديرهذه المؤسسة دارس للمسرح‪،‬‬ ‫والمؤسسة فازت مسرحيتها بالرتبة األولى‪،‬‬ ‫خالل السنة الماضية‪ ،‬بينما فازت مسرحيتها‬ ‫التي شاركت بها هذه السنة‪ ،‬بالوصافة‪.‬‬

‫محمد إمغران‬

‫افتتـــح يوم الثالثـــاء المنصــرم برواق‬ ‫«سيرفانتيس» بطنجة‪ ،‬معرض الصور الفنية‪،‬‬ ‫الذي حمل شعار «انعكاس»‪ « ،‬ريفليخوس»‪،‬‬ ‫حيث جمع بين الثقافتين المغربية و اإلسبانية‪،‬‬ ‫في طابع راق و متميز ‪.‬‬ ‫عشاق فن التصوير كان إذن لهم موعد‬ ‫مع ثالثة فنانين فوتوغرافيين مبدعين‪ ،‬أيوب‬ ‫البدري‪ ،‬معاذ لمزاوك‪ ،‬و نوال المعروفي‪ ،‬حيث‬ ‫ضم المعرض ‪ 60‬لوحة فنية بديعة‪ ،‬تميزت‬ ‫بتنوع مواضيعها وتقنياتها التي تراوحت بين‬ ‫التصوير الصحفي والبورتريه والمهن الحرة‬ ‫والتجريدي والمناظر الطبيعية و كل ما يجمع‬ ‫بين الثقافة المغربية و اإلسبانية‪ ،‬وقد أثبت‬ ‫المشاركون الثالثة عن جدارتهم في صناعة‬ ‫صورة تنقل الجمال والمشاعر ونمط عيش‬ ‫الناس‪ ،‬وكذلك قدرتهم على التقاط الصورة‬ ‫المناسبة في التوقيت المناسب مع استخدام‬ ‫التقنيات الالزمة لتقديم صورة وفق معايير‬ ‫الجودة العالية‪.‬‬

‫حضور غفير و نوعي كان بالموعد‪ ،‬من‬ ‫قبيل القنصل العام إلسبانيا بطنجة‪ ،‬مرفوقا‬ ‫بوفد من القنصلية‪ ،‬و شخصيات إعالمية‬ ‫وفنية‪ ،‬ومهتمين بالشأن الفني‪ ،‬لإلستمتاع‬ ‫بإبداعات شباب أثبتوا أن الموهبة ال حدود‬ ‫لها‪ ،‬و أن اإلستمرار في صقلها يمتد إلى ما‬ ‫ال نهاية‪ ،‬طالما اجتمعت في الفنان الموهوب‪،‬‬ ‫صفات الجدية و المثابرة و التنوع ‪.‬‬ ‫الشاب الفنان أيوب البدري‪ ،‬ذو العشرين‬ ‫سنة‪ ،‬أصبح اآلن من المحترفين الحقيقيين‬ ‫لفن التصوير‪ ،‬بفضل كسبه خبرات مهمة‬ ‫في المجال‪ ،‬حيث تجاوز بها الموهبة إلى‬ ‫اإلحترافيــة‪ ،‬مع التشديد على أخـالق هذا‬ ‫الفن الجميل‪ ،‬أيوب البدري الذي عمل على‬ ‫تجسيد حبه لمدينة طنجة و اهتمامه بالثقافة‬ ‫اإلسبانية‪ ،‬من خالل صور تعكس حضارة‬ ‫وثقافة الجهتين‪ ،‬حيث تأتي إبداعاته في إطار‬ ‫التقريب بين الثقافتين المغربية‪-‬اإلسبانية‪.‬‬ ‫مزيدا من النجاح و التوفيق ‪...‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫الشارقة تحتفي بالسوبرانو المغربية‬ ‫سميرة القادري‬

‫(مزيـــج) هــو العمـــل الفنــي الجديــد‬ ‫الذي ‪ ‬أتحفت ‪ ‬به السوبرانو المغربية سميرة‬ ‫القادري محبيها أخيـرا في افتتــاح فعاليات‬ ‫مهرجان كلباء الثقافي في إمارة الشارقة‬ ‫الذي ينظم برعاية الشيخ سلطان بن محمد‬ ‫القاسمي عضو المجلس األعلى حاكم الشارقة‬ ‫على شاطئ كورنيش كلباء‪.‬‬ ‫وقــد أكـــــدت سمـيــرة القـــادري‬ ‫خالل هذا الحفل‪ ،‬أن (مزيج) هو مزج روحي‬ ‫لتقاليد موسيقية متنوعــة ‪ ‬تتقاطــع فيهـــا‬ ‫ميلوديات ‪ ‬شرقية وغربية‪ ،‬على أساس خلق‬ ‫حوار ثقافي‪ ‬منسجم بين الضفتين‪ .‬كما‬ ‫أكدت أن هذا العمل هو‪ ‬احتفـــاء بالموسيقى‬ ‫المغربية والمغاربيــــة المتوسطيــة‪ ،‬والتي‬ ‫تخاطب كل األزمنة و األمكنـــة بين الشرق‬ ‫والغرب‪.‬‬ ‫وأوضح مدير المهرجان ومدير المنطقة‬ ‫الشرقية بدائرة الثقافة واإلعالم بالشارقة‬ ‫الشيخ محمــد صالــح السويجي أن الدائرة‬ ‫«تسعى من خالل أجندتها المتنوعة من برامج‬ ‫ومهرجانات التي تطلقها طوال العام إلى نشر‬ ‫الثقافة بمختلف الوسائل المتاحة»‪.‬‬

‫وقد عرفت الدورة الحالية لمهرجان كلباء‬ ‫الثقافي مشاركة عدة فرق إماراتية‪ ،‬سعودية‪،‬‬ ‫عمانية وبحرينية‪ ،‬كما تم بالمناسبة تكريم‬ ‫الشيخ سمو الشيخ سعيد بن صقر القاسمي‬ ‫نائب رئيس مكتب حاكم خورفكان للسوبرانو‬ ‫المغربية سميرة القادري في اختتام الحفل‪.‬‬ ‫منوها بتجربتها الفنية الرائدة‪.‬‬ ‫والجدير بالذكر‪ ،‬أن سميرة القادري‬ ‫هي مغنية أوبرا (سوبرانو)‪ ،‬وباحثة في تراث‬ ‫األندلسيات‪ ،‬تعتبر أول من غنى الشعر‬ ‫العربي في قالب الليد والرومانس‪ ،‬وبفضل‬ ‫مسارها في الغناء والبحث توجت بعدة جوائز‬ ‫وطنية وعالمية لما قدمته للساحة الفنية‬ ‫المغربية والمتوسطية من إنجازات إبداعية‬ ‫تشهد لكفاءتها وحضورها المتميز‪ ،‬ندكر‬ ‫منها جائزة الفارابي للموسيقى العريقة من‬ ‫المجلس الوطني للموسيقى التابع لليونسكو‬ ‫و الميدالية الفضية ألكاديمية الفنون والعلوم‬ ‫واالداب بباريس و جائزة ناجي نعمان للثقافة‬ ‫بلبنان وجائزة المهاجر بأستراليا‪ ،‬كما اختيرت‬ ‫من قبل الشركة الوطنية المغربية لإلذاعة‬ ‫والتلفزة ‪ ‬المغربية كأفضل فنانة لسنة ‪2013‬‬ ‫ضمن ستة فنانين آخرين‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.