Achamal n° 875 le 7 février 2017

Page 1

‫‪ 619‬مليون متر مكعب مخزون‬ ‫مائي لسدود جهة طنجة‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 875‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 09‬جمادى ‪� 06 / 1438 /1‬إلى ‪ 13‬فرباير ‪2017‬‬

‫بلغت نسبة المخزون المائي بالسدود التسعة الواقعة‬ ‫تحت نفوذ وكالة الحوض المائي للوكوس ‪ 619‬مليون متر‬ ‫مكعب إلى غاية ‪ 31‬يناير الماضي أي بنسبة ملء تجاوزت‬ ‫‪ 55‬بالمائة‪.‬‬ ‫أما بالنسبة لباقي سدود الحوض فقد سجل سد واد‬ ‫المخازن (العرائش) نسبة ملء وصلت إلى ‪ 60,7‬بالمائة‬ ‫فيما بلغ حجم المخزون المائي ‪ 408,61‬متر مكعب‪ ،‬بينما‬ ‫بلغت حقينة سد «‪ 9‬ابريل» (طنجة أصيلة) ‪ 150‬مليون متر‬ ‫مكعب بنسبة ملء تقدر ب ‪ 50‬بالمئة‪..‬‬ ‫وسجل سد أسمير (تطوان) نسبة ملء تصل إلى ‪ 21،5‬بالمئة بمخزون مائي بلغ ‪ 8,73‬مليون متر مكعب‪،‬‬ ‫في حين بلغ المخزون المائي لسد موالي الحسن بن المهدي (القصر الكبير) ‪33‬ر‪ 6‬مليون متر مكعب (‪ 22‬بالمائة)‬ ‫أما سد طنجة المتوسط (الفحص أنجرة)‪ ،‬فقد بلغت حقينته ‪ 20,24‬مليون متر مكعب بنسبة ملء تصل إلى‬ ‫‪ 91,9‬بالمائة وسد ابن بطوطة ‪ 16,59‬مليون متر مكعب (‪ 57‬بالمائة)‪ ،‬وسد عبد الكريم الخطابي (الحسيمة) ‪،‬‬ ‫‪1,90‬مليون متر مكعـب بنسبة ملء بلغت ‪ 16,4‬بالمائــة‪ ،‬وسد النخلـة (تطوان) ‪ 4, 35‬مليون متر مكعب بنسبة‬ ‫ملء ب ‪ 100‬بالمائة‪ .‬وبخصوص سد الجمعة ( الحسيمة)‪ ،‬فقد سجل ‪ 3,12‬مليون متر مكعب بنسبة ملء بلغت‬ ‫‪ 61,8‬بالمائة‬

‫غابة «دونابو» تشهد إنجاز مشروع ضخم‬ ‫في إطار مخطط «طنجة الكبرى»‬

‫حديقة النباتات بمواصفات عالمية‬

‫الويستيتي‪ Ouistiti ‬قرد أمازوني‪ ‬قزم ال يرتفع عن األرض إال بربع قدم وال يتعدى وزنه ‪ 150‬غراما‪ ،‬ظهر مؤخرا بجوار‬ ‫غابة «دونابو» حيث يستقر‪ ،‬بعد أن تحايل على صاحب مسكن‪ ،‬بمكره و»تحرامياته» ‪ ‬المعهودة‪ ،‬أيام كان يتلهى بأخبار‬ ‫الشمال‪ ،‬ليجعل منها ورقة ضغط وابتزاز من أجل تحقيق مآرب دنيئة‪ ‬ألن الدناءة جزء من طبعه ولؤمه ومكره‪.‬‬ ‫وبعـد أن خـاض مغامـرات فاشلـة في إشعـال الفتـن حيث ما حل وارتحـل‪ ،‬وحيث افتضـح أمـره وتفشى سره وساء ذكره‪،‬‬ ‫ها هو يعود إلى الغابة‪ ،‬يتبعه نحسه‪ ،‬ليشعل النار من حوله‪ ،‬مستعمال بعض المواقع وبعض آليات المجتمع المدني من أجل‬ ‫«إنجاح» مخطط ماكر‪ ،‬يرمي إلى «إفشال»‪ ‬مشروع ناجح‪ ،‬سوف يضفي على مدينة طنجة جماال فوق جمالها‪ ،‬ويهبها معلمة‬ ‫حضارية تضاف إلى معالمها الكثيرة‪.‬‬

‫(�ص ‪)4‬‬


‫الثالثاء ‪� 07‬إلى ‪ 13‬فرباير ‪2017‬‬

‫العدد ‪875‬‬

‫‪2‬‬

‫لجنة الصيد البحري بالجهة تناقش وضعية أسواق الجملة اإلعالن عن تأسيس «جمعية فناني‬ ‫المهجر» بطنجة‬ ‫للسمك و تدرس وضعية ميناء الصيد الجديد بطنجة‬

‫عقدت لجنة الصيــد البحــري‬ ‫بجهــة طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة‪ ،‬تحت‬ ‫رئاسة عبد الواحد الشاعر‪ ،‬إجتماعا يوم‬ ‫الخميس الثاني من فبراير الجاري‪،‬‬ ‫بمقر الجهة‪ ،‬بحضور المدير الجهوي‬ ‫للصيد البحري‪ ،‬نزهة صالح الدين‬ ‫المديرة الجهوية للمكتب الوطني‬ ‫للصيد‪ ، ‬يوسف بنجلون رئيس غرفة‬ ‫الصيد البحري المتوسطية‪ ،‬كمال‬ ‫العمراوي‪ ،‬ممثل شركة تدبير ميناء‬ ‫طنجة المدينة للصيد‪ ،‬محمد خيري‬ ‫نائب رئيس الرابطة الوطنية للصيد‬ ‫الساحلي ممثال عن مهنيي الصيد‬ ‫التقليدي‪ ،‬وباقي المسؤولين والمهتمين‬ ‫بالشأن البحري بجهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬‬ ‫الحسيمة ‪.‬‬ ‫خص اإلجتماع‪ ،‬نقطتين تعدان من‬ ‫أهم النقاط اإلستعجالية التي تهم غرفة‬ ‫الصيد البحري المتوسطية بمسؤوليها‬ ‫ومهنييها‪ ،‬ويتعلق األمر بدراسة وضعية‬ ‫أس��واق الجملة للسمك بالجهة ووضعية‬ ‫الميناء الجديد للصيد بطنجة‪ ،‬حيث اعتبر‬ ‫كل المتدخلين دون استثناء‪ ،‬أن عدم‬ ‫إنجاز مشروع سوق الجملة للسمك بطنجة‬ ‫على وجه الخصوص‪ ،‬يعتبر شيئا غامضا‪،‬‬ ‫خصوصا وأن الميزانية المرصودة للمشروع‪،‬‬ ‫قد تكفلت غرفة الصيد البحري المتوسطية‬ ‫وباقي األطراف المعنية بتوفيرها‪ ،‬منذ أزيد‬ ‫من ثالث سنوات‪ ،‬لكن المشروع لم يتم إلى‬ ‫اآلن بسبب عرقلة جماعة طنجة له‪ ،‬بعدم‬ ‫توفير المكان المناسب للمشروع وهو ما‬ ‫يعني عدم انخراط المؤسسات الرسمية‬ ‫بالمدينة‪ ،‬لدعم القطاع‪ ،‬ما يعتبره يوسف‬ ‫بنجلون رئيس الغرفة‪ ،‬تقصيرا واضحا من‬ ‫لدن السلطات المحلية‪ ،‬داعيا لجنة الصيد‬ ‫البحري بالجهة‪ ،‬أن ترفع ملتمسا إستعجاليا‬ ‫لرئيس الجهة‪ ،‬للبث في الموضوع بشكل‬ ‫جدي للخروج من هذا المأزق ال��ذي بات‬ ‫يعرقل تطور قطاع الصيد البحري بالمنطقة‪.‬‬

‫و أضاف يوسف بنجلون‪ ،‬أن ما يستهلكه‬ ‫اآلن سكان مدينة طنجة من أسمـــاك‪ ،‬هي‬ ‫منتوجــات عابرة للموانئ‪ ،‬حسب تعبيره‪،‬‬ ‫والظروف التي يتم تسويق هذه المنتوجات‬ ‫فيها بالتقسيط في مدينة‪ ‬طنجة هي ظروف‬ ‫غير صحية بالمرة‪ ،‬مبرزا في هذا اإلطار‪ ،‬أن‬ ‫الوضعية الحالية للسوق الموجودة في‬ ‫ميناء‪ ‬المدينة‪ ،‬تجعل من هذه المنتوجات‬ ‫المعروضة‪ ،‬غير صالحة بتاتا لالستهالك‪،‬‬ ‫مما يستدعي تدخالت عاجلة من طرف‬ ‫الجهات المسؤولة‪،‬‬ ‫ودعا إلى ضرورة إعادة النظر في سوق‬ ‫السمك الحالي بمدينة‪ ‬طنجة‪ ،‬موضحا أن‬ ‫السوق الموجود داخ��ل الميناء يجب أن‬ ‫يظل مقتصرا على أنشطة البيع بالجملة‪،‬‬ ‫فيما يتعين على المصالح البلدية للمدينة‪،‬‬ ‫تهيئة أسواق خاصة بالتجارة بالتقسيط‪،‬‬ ‫تكون تابعة لها‪.‬‬ ‫كما ش��دد نفس المتحدث‪ ،‬على أن‬ ‫الوضعية التي يعيشها ميناء‪ ‬طنجة ‪ ‬فيما‬ ‫يتعلق بأنشطة بيع السمك يجب أن‬ ‫تنتهي م��ع انتقال ه��ذه األنشطة إلى‬ ‫الميناء الجديد‪ ،‬الذي تجري أشغال تهيئته‪،‬‬ ‫بالنظر إلى اإلمتداد الدولي لسوق السمك‬ ‫ف��ي ه��ذا الميناء‪ ،‬مراهنا على افتتاح‬ ‫ميناء الصيد الجديد‪ ،‬في تحسين ظروف‬

‫اشتغالهم وتطوير مردودية أنشطتهم‬ ‫االقتصادية‪ ،‬فإن الوضعية بالميناء‬ ‫الحالي‪ ،‬كما يرسمها الفاعلون في‬ ‫هذه القطاعات‪ ،‬تبعث على التشاؤم‪،‬‬ ‫وأك��د بنجلون على أن اإلنتقال إلى‬ ‫الميناء الجديد يلزمه تكوين حقيقي‬ ‫للمهنيين للتعامل األنجع مع المشروع‪،‬‬ ‫باعتبار أن العنصر البشري هو أهم‬ ‫محور في المنظومة البحرية ‪.‬‬ ‫كمال ال��ع��م��راوي ممثل شركة‬ ‫تدبير ميناء طنجة المدينة الجديد‬ ‫وبعد تقديمه لعرض مفصل حول‬ ‫األشغال الجارية بالميناء ومختلف‬ ‫محاوره‪ ،‬أكد على أن البنية التحتية للميناء‬ ‫هي جاهزة بنسبة ‪ 100‬بالمائة‪ ،‬وقد تم‬ ‫تنظيم الميناء وتجهيزه وفق معايير جد‬ ‫متقدمة‪ ،‬وأنه لن تكون هنالك عشوائية في‬ ‫التعامل مع الميناء‪ ،‬وسيمنع منعا كليا على‬ ‫العموم التجول بقلب الميناء‪ ،‬ألنه سيكون‬ ‫مخصصا فقط للمهنيين والمستخدمين‬ ‫والمسؤولين بالقطاع ‪.‬‬ ‫وتجدر اإلش��ارة إلى أن رئيس غرفة‬ ‫الصيد الساحلي المتوسطية‪ ،‬يوسف بنجلون‪،‬‬ ‫أكد أكثر من مرة على أن هذا اإلنتقال‪ ،‬يجب‬ ‫أن يكون نعمة على المهنيين ويجب اعتماد‬ ‫مبدأ الشفافية والنزاهة بدون استغالل‬ ‫النفوذ‪ ،‬وإعطاء األولولية للمهنيين الذين‬ ‫يمتلكون المحالت في الميناء القديم ثم‬ ‫باقي المهنيين وبدون مقابل إال مستحقات‬ ‫الكهرباء والماء‪ .‬كما ناشد جميع المؤسسات‬ ‫التي لها عالقة بهذا اإلنتقال أن تتعاون مع‬ ‫المهنيين‪ ،‬مبرزا أن ميناء الصيد الجديد‬ ‫سيشكل قيمة مضافة للصيد البحري‬ ‫بالجهة كما على الصعيد الوطني كقطاع‬ ‫اقتصادي حيوي ‪،‬وسيمكن من تعزيز القدرة‬ ‫التنافسية للقطاع وضمان الشروط المثلى‬ ‫للمهنيين لمزاولة عملهم في ظروف حسنة‬ ‫والحفاظ على سالمتهم‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫استقواء «قادة» حراك الحسيمة بعناصر أجنبية يسقط‬ ‫عنهم ورقة التوت األخيرة‬

‫أخيرا سقطت ورقة التوت عمن نصبوا‬ ‫أنفسهم «قادة» حراك الحسيمة‪ ،‬بعدما تأكد‬ ‫للجميع ارتهانهم ألجندة جهــات خارجية‪،‬‬ ‫تكن عداءا صريحا للمغرب‪ ،‬ويغيظها كثيرا‬ ‫االستقرار الذي تنعم به‪ ،‬وهو األمر الذي كنا‬ ‫قد نبهنا إليه في مقاالت سابقة‪.‬‬ ‫فبعد أن تم فســح المجــال يوم ‪18 ‬‬ ‫نونبر الماضي ألحد العناصر من جنسية‬ ‫معادية العتالء منصة الخطابة أمام الشباب‬ ‫المشارك في االحتجاج‪ ،‬حيث لم يتردد في‬ ‫زرع أحقاده‪ ،‬والعمل على تأجيج األوضاع‬ ‫بمنطقة الريف أله��داف يعلمها هو ومن‬ ‫استقدموه‪.‬‬ ‫يتم اليوم بث فيدو عبر وسائط التواصل‬ ‫االجتماعي لهؤالء «ال��ق��ادة»‪ ،‬يدْعون فيه‬ ‫للخروج يوم ‪ 05‬فبراير الجاري‪ ،‬لكن الخطير‬ ‫في األمر أن شابة من جنسية غربية وأصول‬ ‫أسيوية تشارك هي كذلك في هذا الشريط‪،‬‬ ‫وت��دع��و م��ن خالله ساكنة الحسيمة إلى‬ ‫الخروج‪ ،‬في تحد خطير على‪ ‬سيادة الوطنية‪،‬‬ ‫وتدخل سافــر في الشؤون الداخلية لدولة‬ ‫ذات سيادة‪.‬‬ ‫فهل يمتلك «قادة» الحراك ما يكفي من‬ ‫الجرأة للكشف عن جنسية هاته الشابة‪ ،‬وعن‬ ‫سبب إقامتها بمدينة الحسيمة منذ أسابيع‪،‬‬

‫ولفائدة أي جهة تشتغل‪ ،‬وأي أجندة كلفت‬ ‫بتنزيل بنودها؟‪...‬‬ ‫هل الزلنا بعد هاته التطورات في حاجة‬ ‫لما يكفي من األدلة‪ ،‬من أجل إقنـاع أنفسنا‬ ‫بوجود تواطــؤ بات مفضوحــا بين هؤالء‬ ‫الذين ينصبون أنفسهــم «قادة» الحراك‪،‬‬ ‫وبين جهات خارجية لم تعد تتحرج في الجهر‬ ‫بمخططاتها المعادية للمغرب؟!‪..‬‬ ‫هل الزال األمر يتطلب الكثير من النباهة‬

‫لرصد التقاطعات التي تجمـع «قادة» الحراك‬ ‫بجهات أجنبية من جهة‪ ،‬وبين مافيات‬ ‫التهريب الدولى للمخدرات من جهة ثانية‪،‬‬ ‫كل حسب مخططاته وأهدافه‪ ،‬وإن كانت‬ ‫تصب كلها في توفير شروط زعزعة استقرار‬ ‫منطقة الريف؟!‪..‬‬ ‫أ بعد كل ه��ذا ال��ذي يجري بمنطقة‬ ‫الريف‪ ،‬الزال هؤالء «القادة» يصرون على‬ ‫تسويق األمر وكأنه مطالب اجتماعية؟!‪..‬‬

‫محمد العمراني‬

‫تم اإلع�لان مؤخرا بطنجة‪ ،‬عن تأسيس‬ ‫«جمعيــة فنانـي المهجــر» خالل حفــل فنـي‬ ‫متميز أقامه أعضاء الجمعية بمقر «دار الهنا»‬ ‫لفائدة نزالء هذه المؤسسة الخيرية االجتماعية‬ ‫العتيدة‪.‬‬ ‫وقـد تميـز هذا الحفـل البديـع بتقديـم‬ ‫كشكول من القطع الموسيقية الشيقة واألغاني‬ ‫الطربية العربية والمغربية اندمج فيها بتلقائية‬

‫وعفوية مؤثرة كل نزالء المؤسسة ومدعوي‬ ‫الجمعية‪.‬‬ ‫ومن بين األصوات المبدعة‪ ،‬المشاركة‪،‬‬ ‫الفنانـــة الملتزمــة نوال العلــوي والفنانـة‬ ‫المخضرمة حنان السبتي‪ ،‬بينما أطر السهرة‬ ‫الفنان األصيل فريد العشاق الذي شنف أسماع‬ ‫الحاضرين بنغمات وتقاسيم على العود انتقلت‬ ‫بالجميع إلى عالم الطرب الرفيع والفن البديع‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫منتدى جيني للمقاوالت هو ملتقى سنوي للتعارف وخلق العالقات‪ ،‬مفتوح للطلبة‪،‬‬ ‫الخريجين وحتى الشركات‪ .‬ويعد صلة الوصل ما بين العالم األكاديمي من جهة وعالم‬ ‫الوظيفة من جهة أخرى‪.‬‬ ‫هذه السنة‪ ،‬يعود منتدى جيني بنسخته الرابعة عشر تحت شعار‪« :‬المغرب من‬ ‫إفريقيا إلفريقيا‪ :‬التزام مشترك لتحقيق التنمية المستدامة» وذلك يومي ‪ 1‬و‪ 2‬مارس‬ ‫‪ 2017‬برحاب المدرسة الوطنية العليا للمعلوماتية وتحليل النظم‪.‬‬ ‫بعد النجاح الباهر الذي حققته النسخة الثالثة عشر‪ ،‬والتي عرفت قفزة نوعية‬ ‫مقارنة بالنسخ الفارطة سواء من ناحية عدد المقاوالت المشاركة أو من ناحية عدد‬ ‫الزوار إضافة إلى الحضور الوازن المتمثل في السيد عبد العزيز الرباح وزير التجهيز‬ ‫والنقل‪ ،‬والسيد أنيس بيرو الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج‪ ،‬كما ال‬ ‫ننسى المحاضرات المنظمة خالل أيام المنتدى التي تناقش شعار النسخة‪ .‬تأتى‬ ‫النسخة الرابعة عشرة لترفع التحدي من جديد من أجل تقريب الطالب أكثر من سوق‬ ‫الشغل إضافة إلى المدارس المنظمة المعروفة المتمثلة في المدرسة الوطنية العليا‬ ‫للمعلوماتية وتحليل النظم‪ ،‬المعهد العالي لالقتصاد التطبيقي والمعهد العالي‬ ‫للبريد والمواصالت‪ ،‬تنضاف إلى اللجنة المنظمة هذه السنة المدرسة العليا لعلوم‬ ‫اإلعالم‪ .‬هذا التنوع الذي تعرفه تكوينات المدارس المنظمة هو ما يعطي تعددا في‬ ‫االختيارات بالنسبة للشركات وكذلك الطلبة سواء على مستوى التوجهات أو اآلفاق‪.‬‬ ‫هذه النسخة إذن ستبقى وفية للمعايير التنظيمية لهذا الحدث االستثنائي بما‬ ‫في ذلك عامل المفاجأة الذي ال مناص منه فكونوا في الموعد‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 07‬إلى ‪ 13‬فرباير ‪2017‬‬

‫العدد ‪875‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬

‫شة‬

‫عشنا مدة خمسة أيام‪ ،‬في حلم جميل‪ ،‬هو حلم الوصول إلى المربع الذهبي‬ ‫في كأس افريقيا‪.‬‬ ‫ولكن هذا الحلم‪ ،‬تبخر –لألسف الشديد‪ -‬تحت أقدام الفراعنة‪.‬‬ ‫وهكذا طوينا الصفحة‪ ،‬أو أقفلنا القوس‪ ،‬أو وضعنا نقطة لنعود إلى أول‬ ‫السطر‪.‬‬ ‫فكيف ستكون العودة؟ وماذا سنكتب في هذا السطر وفي السطور األخرى‬ ‫التي ستتلوه؟‬ ‫هل سنأخذ العبرة من هذا الدرس؟ هل سنحاول البحث عن الخلل؟ هل‬ ‫سنُعد العُدة لخلق أبطال في حجم فرس وعسيلة وبوجمعة والهزاز والظلمي‬ ‫والتيمومي؟‬ ‫هل سنحاول االستفادة من خبرة الذين سبقونا في كرة القدم خاصة‪ ،‬وفي‬ ‫األلعاب األخرى عامة؟‬ ‫إن الوقت قد حان‪ ،‬لنعيد ترتيب أوراقنا‪ ،‬وتنظيم بيتنا‪ ،‬وفتح مدارس‬ ‫للهواة‪ ،‬ليكونوا حجر األساس في كل بناء‪.‬‬ ‫ولم ال يكون المنط َلق من المدارس؟ لم ال تصبح للحصص الرياضية‬ ‫بجميع مستويات التعليم‪ ،‬نفس المكانة التي نخص بها مادة الرياضيات مثال؟‬ ‫خصوصا وأن العقل السليم‪ ،‬ال ينمو وال يترعرع إال في الجسم السليم‪.‬‬ ‫أال تريدون لناشئتنا أن يكون لها جسم سليم؟‬ ‫الرياضة –أخي القارئ‪ -‬أصبح لها شأن في عالم اليوم‪.‬‬ ‫واألفارقة الذين كان يُضرب بهم المثل في التخلف والتقهقر‪َ ،‬غدَوا اآلن‪،‬‬ ‫الخزان الذي تستورد منه أروبا المواهب والكفاءات لتصقلها وتصيّرها جواهر‬ ‫ونجوما المعة‪.‬‬ ‫ورغم هذا‪ ،‬فإنني ضد االعتماد الكلي على المحترفين الذين يمارسون‬ ‫اللعبة في الدول األوربية‪.‬‬ ‫األساس يجب أن يكون من هنا‪ ،‬من مالعبنا ومن العبينا‪ ،‬فلنا دورة‪ ،‬ولنا‬ ‫بطولة‪ ،‬ولنا كأس‪ ،‬ولنا أبطال‪.‬‬ ‫فلنهتم بالفئات الصغرى‪ ،‬ولنوفر لها اإلمكانيات‪ ،‬ولنخلق لها دوريات‬ ‫للمنافسة الشريفة‪ ،‬ولنزرع فيها الروح الرياضية‪.‬‬ ‫كنت أتمنى –كغيري من المواطنين‪ -‬أن ننتصر‪ ،‬ألن انتصارنا في هذا‬ ‫الوقت بالذات‪ ،‬كان يمكن أن يُدرَج في عودتنا القوية إلى افريقيا‪ .‬وكان‬ ‫يمكن أن يوضع في هذه الخانة‪ ،‬ويُكتب بخطوط عريضة‪.‬‬ ‫ولكن هكذا هي اللعبة‪ ،‬فالبد فيها من منتصر ومنهزم‪ ،‬والبد فيها من‬ ‫مسرور ومنكسر‪.‬‬ ‫لِنطو الصفحة إذن‪ ،‬ولنفتح صفحة جديدة‪ ،‬فالدنيا ستظل دائما بخير‪.‬‬

‫سيدي حمزة ‪:‬‬ ‫رجل عاش ذاكراً‬ ‫ومات ذاكراً‬

‫ال يعرف الشيخ سيدي حمزة بن العباس ـ رحمه اهلل تعالى ـ إال رجل جلس إليه‪ ،‬وصاحبه‪ ،‬وأخذ عنه‪ .‬‬ ‫فقد نشر الحكمة‪ ،‬والمحبة‪ ،‬ودعا إلى إدمان الذكر‪ ،‬ومالزمة الطاعات‪ ،‬والتمسك بالكتاب والسنة‪ ،‬والصبر‬ ‫على أكاذيب من يهدم وال يبني‪ ،‬ويسيء وال يحسن‪ ،‬نحوا من خمس وثالثين سنة‪ .‬لم يفتر‪ ،‬ولم يكل‪ ،‬ولم‬ ‫يتأفف‪ ،‬ولم يشْكُ‪ ،‬ولم يترك دعوته إلى االستغناء باهلل عن الناس‪ .‬يتفقد مريديه‪ ،‬ويسأل عنهم‪ ،‬ويدعو‬ ‫للمسلمين‪ ،‬وينشر الخير‪ .‬‬ ‫اختاره اهلل تعالى إلى جواره‪ ،‬وقد كان لهذا اليوم يعمل‪ ،‬وترك قوما تربوا على يديه‪ ،‬فهم عمله الذي ال‬ ‫ينقطع‪ ،‬وصورته التي ال تغيب‪ .‬‬ ‫رجل أحب اهلل ورسوله صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬ودعا الراحلين إلى التخفف من المؤونة‪ ،‬وتقديم الباقي على‬ ‫الفاني‪ ،‬والتعلق بجناب سيد العالمين‪ ،‬وإمام المرسلين‪ ،‬واتخاذه قدوة وإسوة‪ ،‬ونفض غبار التعلق بالدنيا عن‬ ‫أرواح المحبين‪ ،‬حتى تصفو من األكدار‪ ،‬وتشرق بلوامع األنوار‪ ،‬وتُسْقِط عنها ما يشغلها عن العبادة الموصلة‬ ‫إلى إعمار األرض‪ ،‬ورضا الرب‪ ،‬وسكنى الجنان‪.‬‬ ‫رجل شغل لسانه بالذكر ليل نهار‪ ،‬فنطق لسانه بالحكمة‪ ،‬وتنور وجهه بالضياء‪ ،‬وقلبه بالصفاء‪ .‬أسأل اهلل‬ ‫تعالى أن يجمعنا به في ظله يوم ال ظل إال ظله‪ .‬وأن يجمعه بأحبته ومريديه في جنان ذات نهر‪ ،‬في مقعد صدق‬ ‫عند مليك مقتدر‪.‬‬ ‫األستاذ محمد الحافظ الروسي‬

‫عا�ش امللك‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫بعدما تابعت كغيـــري من المواطنين المغاربــة‬ ‫مالبسات ووقائع ونتائج أولية للقمة الثامنة‬ ‫والعشرين لالتحاد اإلفريقي‪ ،‬عدت إلى الخطاب الذي‬ ‫ألقاه جاللة الملك محمد السادس ُألجلي بعضا من‬ ‫بالغته السياسية الحكيمة المتبصرة والمراهنة على‬ ‫المستقبل‪.‬‬ ‫توقف جاللة الملك في بدء ذلك الخطاب عند‬ ‫داللة عودة المغرب إلى بيته‪..‬‬ ‫توجه الملك بخطابه إلى ‹‹قادة الدول›› وفي‬ ‫هذا تعريض ضمني بأن جاللته يخاطب دوال حقيقية‬ ‫وليس كيانا وهميا متسلال بدعم ومؤازرة خبيثة من‬ ‫عسكر الجزائر‪.‬‬ ‫أبان جاللته عن كون هذه العودة هي استعادة‬ ‫لمكان طبيعي للمغرب داخل منظومة االتحاد‬ ‫اإلفريقي‪.‬‬ ‫وضح جاللته أن انسحابه السابق كان أمرا ضروريا‪،‬‬ ‫(وفي هذا تضمين لموقف المغرب الذي أعلنه جال لة‬ ‫المغفور له الحسن الثاني‪ ،‬عندما أكد أن ساعة الفراق‬ ‫وقتئذ قد حانت‪ ،‬وأن المغرب ال يمكن أن يساهم‬ ‫فيما يقوض دعائم المشروعية) خاصة بعد منزلقات‬ ‫منظمة الوحدة اإلفريقية‪ ،‬وتبني أطروحة االستعمار‬ ‫في اإلبقاء على حدود رسمتها قواته كرها وقوة‪.‬‬ ‫عودة المغرب الحالية إلى المنتظم اإلفريقي هي‬ ‫رهان على تأصيل روح التنمية وتدابيرها اإلجرائية‬ ‫المرتكزة على فلسفة إفريقيا لألفارقة‪.‬‬ ‫وكان الخطاب فرصة الستعراض مجاالت هذه‬ ‫التنمية والخطوات العملية التي باشرها الملك‬ ‫بنفسه لتفعيل هذه الفلسفة الجديدة‪ ،‬المنبنية على‬ ‫إعمال الحق في التنمية بعيدا عن توصيات مراكز‬ ‫الهيمنة ومخططات العسكر الذين عاثوا ويعيثون‬ ‫في أحالم شعوبهم‪.‬‬ ‫عودة المغرب إلى بيته اإلفريقي هي عودة‬ ‫من أجل تفعيل قيم أخالقية‪ ،‬وعلى رأسها األمن‬ ‫والسلم بدل استمرار تحكم ونسف بناء الديمقراطية‬ ‫التي تتوق إليها شعوب إفريقيا‪ ،‬وهو ما ال يستطيع‬ ‫جنراالت الجزائر تحقيقه‪..‬‬ ‫وأما إبراهيم غالي رئيس الكيان الوهمي والمتابع‬ ‫بارتكاب جرائم ضد اإلنسانية‪ ،‬فقد حان وقت انصرافه‬ ‫(انصراف قدام ال‪...‬ق)‪.‬‬ ‫العسكر عاثوا في األحالم‪ ،‬وأحالم الناس تتجه‬ ‫إلى تحقيق التنمية ذات األساس األخالقي والروحي‬ ‫بمفاهيمها المجردة عن الفصول والغايات‪.‬‬ ‫عـاش الملك‪..‬‬ ‫بركان في‪ 7 :‬جمادى األولى ‪1438‬‬ ‫‪ 5‬فبراير ‪.2017‬‬


‫العدد ‪875‬‬

‫الثالثاء ‪� 07‬إلى ‪ 13‬فرباير ‪2017‬‬

‫غابة «دونابو» تشهد إنجاز مشروع ضخم‬ ‫في إطار مخطط «طنجة الكبرى»‬

‫حديقة النباتات بمواصفات عالمية‬

‫الويستيتي ‪ Ouistiti ‬قرد أمازوني‪ ‬قزم ال يرتفع عن األرض إال بربع قدم وال يتعدى وزنه ‪150 ‬‬ ‫غراما‪ ،‬ظهر مؤخرا بجوار غابة «دونابو» حيث يستقر‪ ،‬بعد أن تحايل على صاحب مسكن‪ ،‬بمكره‬ ‫و»تحرامياته» ‪ ‬المعهودة‪ ،‬أيام كان يتلهى بأخبار الشمال‪ ،‬ليجعل منها ورقة ضغط وابتزاز من أجل‬ ‫تحقيق مآرب دنيئة‪ ‬ألن الدناءة جزء من طبعه ولؤمه ومكره‪.‬‬ ‫وبعد أن خاض مغامرات فاشلة في إشعال الفتن حيث ما حل وارتحل‪ ،‬وحيث افتضح أمره وتفشى‬ ‫سره وساء ذكره‪ ،‬ها هو يعود إلى الغابة‪ ،‬يتبعه نحسه‪ ،‬ليشعل النار من حوله‪ ،‬مستعمال بعض‬ ‫المواقع وبعض آليات المجتمع المدني من أجل «إنجاح» مخطط ماكر‪ ،‬يرمي إلى «إفشال»‪ ‬مشروع‬ ‫ناجح‪ ،‬سوف يضفي على مدينة طنجة جماال فوق جمالها‪ ،‬ويهبها معلمة حضارية تضاف إلى معالمها‬ ‫الكثيرة‪.‬‬ ‫المؤسف أن الحيلة انطلت على بعض المواقع‪ ‬لتنطلق جوقة «المشاغبين»‪ ،‬لجهلهم وغرورهم‪ ،‬‬ ‫وسذاجتهم ‪ ،‬في حركة «تدميرية» وراء «الويستيتي» العبيط‪.‬‬ ‫وبموازاة مع تحركات هذا «الفينومين» العجيب‪ ، ،‬كثر الحديث عن «تدمير» غابة «دونابو» وعن‬ ‫اجتثاث عشرات األشجار «المعمرة»‪ ،‬وعن إتالف الغطاء الغابوي وتهديد التوازن اإليكولوجي وعن‬ ‫«زحف إسمنتي» وشيك‪.......! ‬‬ ‫ولو تحملت جوقة المشاغبين «عناء»‪ ‬االستخبار عما يجري داخل غابة «دونابو» وعن طبيعة‬ ‫المشروع‪ ‬الذي يوجد في طور اإلنجاز‪ ،‬في ذلك الفضاء الساحر‪ ،‬لعضوا على أصابعهم أسفا وحسرة‬ ‫وندما ‪ ،‬إن كانوا‪ ،‬أصال‪ ،‬أهل همة ومروءة وعفة‪! ‬‬ ‫ماذا يجري في غابة «دونابو» وما طبيعة المشروع الذي ينجز في ذلك الفضاء الغابوي األخاذ ؟‬ ‫ببساطة‪ ،‬مشروع إنشاء‪« ‬حديقة نباتات‪ Un jardin Botanique ‬بمواصفات عالمية سوف‬ ‫يمنح طنجة ‪ ‬وزوارها حديقة غناء ‪ ‬ومنتزها رائعا في فضاء غابوي منتظم ومصنف‪ ،‬ومحترم للبيئة‬ ‫والطبيعة‪.‬‬ ‫المشروع الذي اطلعنا عليه بتفاصيله الدقيقة‪ ،‬وكان في إمكان «جوقة المشاغبين» ‪ ،‬إعالميين‬ ‫و «مرصديين» و «حقوقيين»‪ ‬أن يحصلوا على كافة البيانات بشأنه ‪ ،‬انطلق من دراسة الحالة‬ ‫الراهنة لغابة «دونابو»‪ ،‬وإنجاز عملية تقييم من أجل تحديد‪ ‬األشجار الميتة وهي عديدة وتعتبر‬ ‫مهددة لباقي النباتات التي تحجب عنها نور الشمس والضياء وتمنع من الوصول إلى باقي األشجار‬ ‫الحية‪ ،‬ثم القيام بعمليات التشذيب‪ ‬وقلع النباتات الضارة‪ ،‬وإنجاز البنيات التحتية وإيصال الماء‬ ‫والكهرباء والتليفون إلى الحديقة‪ ،‬بيد أن الغاية هي التمكن من إنتاج طاقة خاصة عبر نصب لوحات‬ ‫شمسية‪ ‬بالحديقة‪ .‬وإحداث حوض لتجميع مياه األمطار من أجل عمليات سقي النباتات الموجودة‬ ‫والمغروسة مجددا‪.‬‬ ‫إلى جانب ذلك‪ ،‬القيام بفتح ممرات للزائرين داخل الحديقة‪ ‬باستعمال‪ ‬مواد طبيعية من خشب‬ ‫وأحجار مع احترام‪ ‬الوسط والبيئة‪ .‬ثم إحاطة الحديقة ‪ ‬بسياج يتسلقه نبات معرش يضفي عليه لون‬ ‫الخضرة بصفة دائمة‪.‬‬ ‫أما عملية التشجير فتشمل النباتات المحلية الموجودة في محيط رأس سبارطيل وكذلك‪ ‬أنواعا‬ ‫من الخضر والفواكه وأنواعا متعددة ومختلفة من النباتات الطبية ‪ .‬كما يتضمن برنامج التشجير‬ ‫النباتات المنتجة لألزهار والورود المحلية والمستوردة‪ ‬التي يمكنها أن تتأقلم مع البيئة الغابوية‬ ‫للحديقة‪ ،‬وأيضا نباتات الفطر التي تزخر بها غابات المغرب‪ ،‬والتي يمكن أن يتم التعريف بها في‬ ‫حديقة طنجة ‪.‬‬ ‫إلى جانب مخطط التشجير سوف يتم تجهيز الحديقة بمراحيض متحركة‪ ‬وبغرف خشبية‪ ‬من‬ ‫أجل حفظ وصيانة أدوات العمل‪ ،‬وتوفير أماكن الستراحة الزوار‪.‬‬ ‫وقد أعد خبراء حدائق النباتات في الفضاء الغابوي الئحة واسعة من النباتات الطبية وأشجار‬ ‫الفواكه ‪ ‬والخضر‪ ‬ونباتات الزهور والورود بما يفوق ‪ 75‬نوعا‪ ،‬منها ‪ ‬األقاقيا و أخيليا والقطيفة‬ ‫والزعرور والبغونية والخشخاش والخبيزة والياقوتية والخزامة والليلج والزنبق‪ ، ‬والعينبية الحمراء‬ ‫وتوت العليق والفراولة والكشمشة البيضاء والحمراء والصفراء وثمرة الكيوي االستوائية والبليان‬ ‫والتوت وغيرها كثير‪.‬‬ ‫ويوجد أيضا ‪ 69‬نوعا من النعناع‪ Mentha ‬متقاربة األجناس تم وضع الئحة تتضمن ‪ 15‬نوعا‪،‬‬ ‫منها النعناع المائي والنعناع البري ونعناع الحقل ونعناع كورسيكا والنعناع األخضر والنعناع الدوار‪ ‬‬ ‫والنعناع الكثيف وغيرها‪.‬‬ ‫أما الئحة النباتات الطبية فإنها تشمل ‪ 164‬نوعا باإلضافة إلى ‪ 9‬أنواع من الطماطم‪.‬‬ ‫إن هذا المشروع يحظى بدعم مجموعة من المنظمات العالمية المعترف بها دوليا‪ ،‬والمتخصصة‬ ‫في إنشاء حدائق النباتات والمحافظة على أنواع النباتات المحلية وحمايتها‪ .‬‬ ‫ولنتصور هذه الحديقة وقد اكتمل تجهيزها ونما غرسها واخضوضرت كل جوانبها‪ ‬وقصدها آالف‬ ‫الزوار من محبي الطبيعة وآالف التالميذ والطلبة للتعرف على نباتات الحديقة‪ ،‬أسمائها وخصائصها‬ ‫ومواقعها األصلية وتأقلمها مع طبيعة الفضاء الغابوي لحديقة «دونابو» ‪ ،‬وقضوا أوقاتا جميلة‬ ‫في ‪ ‬مدرسة األشجار والنباتات المنتجة للزهور والورود والنباتات الطبية والعطرية‪ .‬أليس في هذا‬ ‫كله ما يدعو للفخر بهذه المنشأة الجديدة التي سوف تضيف مأثرة ‪ ‬حضارية جديدة لمآثر «طنجة‬ ‫الكبرى» التي ال يمكن أن تكون إال مزدهرة ونامية ومتطورة بفضل الغيورين على هذه المدينة ‪ ‬من‬ ‫أصحاب االفكار النيرة والمبادرات الصالحة والمشاريع التنموية ‪ ‬النافعة‪.‬‬ ‫ك ُ‬ ‫« َف�أَ َّما الزبد َف َيذْ هَ ُ‬ ‫ب ُج َف� ًآء َو َ�أ َّما َما َينف َُع النا�س َف َي ْم ُ‬ ‫ث يِف الأر�ض» (سورة الرعد‪)17 :‬‬

‫‪ ‬جريدة طنجة‬

‫‪4‬‬


‫العدد ‪875‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 07‬إلى ‪ 13‬فرباير ‪2017‬‬

‫العقم عند الرجل و المرأة‪....‬‬ ‫معاناة نفسية شاقة و مصاريف عالج‬ ‫تقسم ظهر الساعين له‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫الطبيعي �أن كل �إمر�أة و رجل‪� ،‬شريكني يف احلياة ‪ ،‬يتطلعان �إلى الإجناب‪.‬‬ ‫هي غريزة الأبوة و الأمومة ‪ ،‬و لكن ‪ ،‬ماذا يحدث �إذا ت�أخر و ا�ستع�صى ‪� ،‬أو حتى ا�ستحال حتقيق هذا احللم ؟‪.‬‬ ‫هذا السؤال يصبح عدم اإلنجاب معه‪ ،‬قضية شائكة في مجتمع يفضل الصمت حول الموضوع ‪ ،‬حتى يكاد يعتبره من الطابوهات الممنوع تداولها‬ ‫والجدل فيها‪ ،‬مجتمع تحكم وعيه عقلية تختزل الزواج في مؤسسة لمواصلة النسل ‪ ،‬إذا تعطلت هذه الوظيفة ‪ ،‬فقدت المؤسسة «شرعية» وجودها ‪،‬‬ ‫مع كل ما يترتب عن ذلك من تداعيات إجتماعية و نفسية ‪ ،‬فعقم المرأة يفقدها هويتها الجنسية ‪ ،‬ألن دورها في عمق الثقافة السائدة ‪ ،‬هو ضمان‬ ‫استمرار النسل ‪ ،‬أما بالنسبة للرجل ‪ ،‬فضعف الخصوبة يمثل ضربة قاصمة لفحولته التي هي رديف للرجولة في ذلك الوعي اإلجتماعي المتخ ّلف‪ ،‬الذي‬ ‫ال يعتبر الرجولة مواقف وشهامة و كرم و أخالق ‪ ،‬بقدر ما يربطها بحيوانات منوية صالحة أم فاسدة ‪.‬‬ ‫ليس العقم مرضا جسديا خطيرا‪ ،‬لكن آثاره الجانبية تصبح كذلك حين‬ ‫تصيب أحد ركائز األسرة ( الزوج أو الزوجة)‪ ،‬وربما تصيب القريبين منهم‬ ‫(أسرة الزوجة أو أسرة الزوج)‪ ،‬فوجود عقم لدى أحد الطرفين‪ ،‬يؤدي إلى توتر‬ ‫في العالقة وفقدان الثقة في النفس واإلحساس بالعجز‪ ،‬األمر الذي يصبح‬ ‫محبطا وهي آثار سلبية عادة ما تكون عميقة نفسيا واجتماعيا‪ ،‬ما ينعكس‬ ‫على تعاملهم مع اآلخرين وقد تتطور األمور إلى أبعد من ذلك لتصل إلى‬ ‫التفكك األسري‪.‬‬ ‫و في مجتمع تحكمه عقلية ذكورية بامتياز‪ ،‬ويفتقد فيه جل مواطنيه‬ ‫الثقافة العلمية‪ ،‬تجد المرأة نفسها المتهمة األولى بعدم الوعي في مجتمع‬ ‫تحكمه عقلية ذكورية بامتياز‪ ،‬ويفتقد فيه جل مواطنيه الثقافة العلمية‪ ،‬تجد‬ ‫المرأة نفسها المتهمة األولى بعدم اإلنجاب ‪ ....‬فتالحقها اللعنات والشماتة‬ ‫والشفقة من كل صوب‪ ،‬حتى قبل أن يحسم التشخيص الطبي في أمر من‬ ‫المسؤول عن حالة العقم ‪.....‬‬ ‫في السنوات األخيرة بدأ يالحظ في المدن الكبرى أساسا‪ ،‬بعض الجرأة‬ ‫في التعامل مع هذا الموضوع الشائك‪ ،‬وبرزت محاوالت إخراجه إلى دائرة‬ ‫الضوء‪ ،‬ومن المداوالت الهامسة إلى القول الجهور‪،‬‬ ‫بعد أن تبيّن للمصابين بالعقم خصوصا‪ ،‬وبفضل‬ ‫ناشطين أطبـــاء وفاعلين مدنيين‪ ،‬أن الصمــت‬ ‫واإلنعزال ال يساهم إال في تعقيـد سبـل معالجة‬ ‫العقم وتبعاته اإلجتماعية والنفسية ‪.‬‬

‫• شهادات ‪:‬‬

‫بمقلتين دامعتين‪ ،‬تتحدث مليكة ‪« :‬قاومت‬ ‫مشاعر اإلكتئاب والقلق المستمر والخوف في نفس‬ ‫الوقت الذي كنت أواصل فيه رحلة العالج رغم ارتفاع‬ ‫تكلفته‪.‬‬ ‫و بالفعل‪ ،‬مررت بمراحل كثيرة‪ ،‬أقساها تجربة‬ ‫الطالق‪ ،‬بعد ضغط عائلة زوجي التي كانت تصر أن‬ ‫أمنحها حفيدا‪ ،‬قبل أن يعود الود من جديد ونتزوج‬ ‫ثانية‪ ،‬ونقرر في نهاية األمر‪ ،‬التكفل بطفلة تمأل بيتنا‬ ‫وحياتنا‪ ،‬اآلن‪ ،‬ما زلت متشبثة بأمل تحقيق أمومتي‪،‬‬ ‫نحاول أن نجعل أهل زوجي يغيرون نظرتهم الجائرة‬ ‫في حقي أنا أوال‪ ،‬وفي حق إبنهم الذي لم يستطع‬ ‫التخلي عني في أصعب لحظات العمر» وما العمر إال‬ ‫لحظات صعبة نحتاج فيها لشريكنا ليقف إلى جانبنا‬ ‫ونتجاوزها مهما كان الثمن‪.‬‬ ‫في شهادتها‪ ،‬تتحدث لطيفة بدورها ‪ 15 « :‬سنة من الزواج‪،‬‬ ‫تعادل ‪ 15‬سنة من اإلنتظار واألمل‪ ،‬كنت أعتقد أنني السبب‬ ‫الرئيسي في عدم إنجابي‪ ،‬ألن الزوج «رجل» وال يعقل ال أمام‬ ‫عائلته وال أمام المجتمع أن يشار إليه بأصبع اإلتهام‪ ،‬ففحولته‬ ‫ستكون في المحك‪ ،‬لكن بعد الفحوصات المكثفة‪ ،‬إكتشفنا أن‬ ‫زوجي هو مصدر العقم في حالتنا‪ ،‬فكانت الصدمة‪ ،‬ما جر وراءها‬ ‫اضطرابات نفسية تجاوزناها بغير قليل من المعاناة‪ ،‬فواجهنا‬ ‫الواقع ووعدته أن األمر سيبقى سرا بيننا‪ ،‬وأنني سأتحمل عنه‬ ‫التبعات المجتمعية ‪ ،‬ألنني أحبه‪ ،‬وهذا ما كان‪ ،‬أمام أسرة ال ترحم‪،‬‬ ‫ظلت تجلدني بلسانها السليط كلما أتيحت لها الفرصة‪ ،‬لتعايرني‬ ‫بعقمي‪ ،‬واعتباري زوجة « غير نافعة» لهذا اإلبن «الفحل»‪ ،‬محاولة‬ ‫إقناعه بالطالق والزواج من إمرأة ولود»‪.‬‬ ‫لم يعد هناك شك في أن الرجل بدوره وبنفس القدر تقريبا‬ ‫من اإلحتمال‪ ،‬معرض أن يكون وراء عدم اإلنجاب ‪.‬‬ ‫و يجمع كل األخصائيين‪ ،‬على أن تاثير هذه الحقيقة على‬ ‫الرجل ال يقل عما تشعره المرأة في حالة مشابهة‪ ،‬بل في أحيان‬ ‫كثيرة تكون التداعيات النفسية أشد وطأة على الرجل‪ ،‬الذي يعتبر‬ ‫نفسه المسؤول األول عن كل شيء بما فيه اإلنجاب‪ ،‬ولذا يفاجئه‬ ‫عجزه ألنه ال يستطيع االضطالع بأهم ادواره‪ ،‬واألكثر مأساوية‬ ‫هو شعوره بانتقاص من رجولته‪ ،‬ويختلط عليه االمر بين ضعف‬ ‫الخصوبة والضعف الجنسي‪ ،‬فيصير معرضا لإلكتئاب‪ ،‬متشنجا‪،‬‬

‫عصبيا‪ ،‬وغالبا ما تكون المرأة هي الضحية لنوباته الهستيرية‪ ،‬يفجر فيها غضبه‬ ‫وحنقه على قدره‪ ،‬وقد يتحول إلى شك مهووس في سلوك زوجته ووفائها بسبب‬ ‫عجزه عن اإلنجاب ‪.‬‬

‫• رحلة طويلة بين العيادات ‪:‬‬

‫كما النساء‪ ،‬يندر أن تجد من الرجال من يتحدث عن معاناته النفسية‬ ‫والصحية‪ ،‬القليلون ممن يتحدثون عن الموضوع هم ممن استطاعوا بهذا القدر‬ ‫أو ذاك‪ ،‬التعايش مع المشكلة وتجاوز تداعياتها‪.‬‬ ‫يقول محمد ‪ « :‬لم أكن أعرف أن حلمي بأن أصبح أبا سيكلفني كل هذه الرحلة‬ ‫الطويلة الشاقة نفسيا وماديا ومعنويا‪ ،‬ولم أكن أعلم أنه سيأتي علي يوم سأكون‬ ‫قادرا على تحمل مسؤولية ضعف الخصوبة التي أعاني منها‪ ،‬وأتحدث بكل سالسة‬ ‫عنها‪ ،‬منذ أن عاشت زوجتي تجربة حمل لم يكتب له اإلستمرار بسقوط الجنين‪،‬‬ ‫ال أخفيكم أنني كنت صريحا مع زوجتي منذ البداية‪ ،‬تركت لها حرية اإلختيار بين‬ ‫زوج عقيم لن يمنحها فرحة أن تصبح أما‪ ،‬وبين تركي والذهاب للبحث عمن يحقق‬ ‫حلمها في األمومة‪ ،‬لكنها كانت نعم الزوجة‪ ،‬التي تقبلت مشيئة اهلل بكل صبر‬ ‫وأبت إال أن نعيش القدر معا ‪.‬‬ ‫لن يسعفني التعبير عن إحساسي وأنا أتنقل بين‬ ‫األطباء‪ ،‬بين من يخبرني أن ال أمل لدي باإلنجاب‪ ،‬وبين‬ ‫من يقول لي « أنت مفضي» بقسوة‪ ،‬ال يخفف من حدتها‬ ‫إال طبيب أخر يجدد في األمل‪ ،‬عبر اتباع رحلة عالج تكاليفها‬ ‫تفوق مستواي المادي‪ ،‬مشاعر الغيرة والغبطة تنتابني كلما‬ ‫شاهدت أبا يحمل رضيعا أو يالعب طفله‪ ،‬دون الحديث عما‬ ‫تخلفه من آثار نفسية مدمرة‪ ،‬كل تلك اآلراء والفتاوى التي‬ ‫ال يبخل بها المعارف والناس عنا‪ ،‬رغم أننا ال نريد أن نجعل‬ ‫من هكذا القدر لعنة أو خيبة نخجل منها»‪.‬‬

‫• عناية صحية وثقافة شفافة ‪:‬‬

‫في ظل غياب سجل وطني يحصي عدد الحالمين‬ ‫باألمومة واألبوة‪ ،‬يظل اإلعتماد في هذا الخصوص على‬ ‫تقديرات األطباء اإلختصاصيين الذين يؤكدون أن ما بين‬ ‫‪ 15‬الى ‪ 17‬بالمائة من األزواج بالمغرب‪ ،‬يعانون ضعف‬ ‫الخصوبة‪ ،‬أي أن ‪ 1‬من بين ‪ 7‬أزواج يشتكون صعوبات في‬ ‫اإلنجاب ‪،‬و ذلك استنادا إلى تقديرات المنظمة العالمية‬ ‫للصحة‪ ،‬علما أن العقم يمثل مشكلة صحية عمومية معقدة‬ ‫جدا بالنظر الى أبعادها االجتماعية والنفسية دون ارتباط‬ ‫اإلصابة به بالمستوى اإلجتماعي واإلقتصادي والثقافي‬ ‫للزوجين ‪.‬‬ ‫و حتى إذا غضضنا الطرف للحظة عن المشاكل التي يثيرها‬ ‫العقم‪ ،‬فإن التعامل معه‪ ،‬مشكال صحيا بحتا‪ ،‬يبقى معقدا‪ ،‬خصوصا‬ ‫لألسر المحدودة الدخل والتي تغطي أكثر من ‪90‬بالمائة من‬ ‫المستوى المعيشي بالمغرب‪ ،‬تكفي اإلشارة الى أن تكلفة العالج‬ ‫تتراوح قيمتها بين ‪ 25‬و‪ 40‬ألف درهم‪ ،‬حسب نوعية الصعوبة‬ ‫التي يواجهها الزوجان‪ ،‬وحسب ما تستدعيه من تدخالت جراحيةو‬ ‫أدوية ومساعدة وفحوصات وتحاليل وحسب نوعية التقنية التي‬ ‫سيتم اعتمادها للحمل‪ ،‬ومنها التخصيب الخارجي أو التخصيب‬ ‫المجهري‪ ،‬علما أن المحاولة الواحدة غير مضمونة النتائج‪ ،‬اال‬ ‫بنسبة ‪ 25‬بالمائة‪ ،‬ما يستدعي تكرار المحاوالت ألكثر من مرة‪،‬‬ ‫مع غياب إمكانية استرداد تكاليف العالج‪ ،‬لعدم إدراج هذا النوع‬ ‫من المشاكل في إطار التغطية الصحية‪ ،‬وكأن هذا يوازي عملية‬ ‫تجميل لتصغير أو تكبير األرداف ‪.‬‬ ‫و يبدو أن الجهات المعنية بدأت مؤخرا تصغي لمطالب‬ ‫الحالمين باألمومة واألبوة وتبدي نية استعدادها جزئيا لمعالجة‬ ‫هذا الموضوع‪ ،‬فقد علمنا أن الوكالة الوطنية للتامين الصحي‬ ‫تستعد إلدراج األدوية المتعلقة بالمساعدة الطبية على اإلنجاب‬ ‫في نظام التعويض عن األدوية‪ ،‬مما يشكل خطوة إيجابية‬ ‫للتخفيف من معاناة أناس ال ذنب لهم في حاالتهم‪ ،‬فهذا هو‬ ‫القدر‪ ،‬ونحن مجبرون على تحمله والصبر عليه ‪....‬‬


‫العدد ‪875‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 07‬إلى ‪ 13‬فرباير ‪2017‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫السلطات تتغاضى عن البناء العشوائي في مناطق خطيرة‬ ‫بهوامش الحسيمة‬ ‫تعرف مدينة الحسيمة منذ اندالع االحتجاجات الشعبية‬ ‫بها‪ ،‬بعد مقتل محسن فكري يوم ‪ 28‬أكتوبر ‪،2016‬‬ ‫انتشارا خطيرا لظاهرة البناء العشوائي باألحياء الهامشية‬ ‫كحي ميرادور‪ ،‬مرموشة‪ ،‬أفزار‪ ،‬سيدي عابد‪ ،‬سيدي منصور‪،‬‬ ‫تيغانيمين ‪...‬‬ ‫ورغم أن البناء العشوائي بالمدينة يعرف أوجه دائما‬ ‫خالل فترة االنتخابات‪ ،‬نتيجة تغاضي السلطة وتشجيع‬ ‫المنتخبين‪ ،‬سعيا إلرضاء المخالفين وكسب أصواتهم‪،‬‬ ‫إال أن هذه الظاهرة أخذت بعدا آخرا بعد تراجع السلطات‬ ‫المحلية أخيرا عن أداء دورها في مجال مراقبة التعمير‬ ‫واتخاذاإلجراءات القانونية في حق المخالفين‪ ،‬بسب سعيها‬ ‫لضمان االستقرار في ظل األوضاع الحساسة التي تعيشها‬ ‫مدينة الحسيمة‪.‬‬

‫ومن المالحظ أن الموجة الحالية للبناء العشوائي‬ ‫بالمدينة تشكل خطرا على سالمة المواطنين خصوصا‬ ‫وأنه يتم في منطقتي «أغزار أبوالي» و«ثيسنداي»‪ ،‬األولى‬ ‫مترامية على واد اسمه «أبوالي» والثانية متواجدة على‬ ‫منحدرات شديدة قرب المكان المسمى «أشاون»‪ ،‬هاتان‬ ‫المنطقتان تعتبران غير صالحتين للبناء ومهددتين بانجراف‬ ‫التربة وخطر الزالزل‪ ،‬وفقا للدراسة التي أنجزت من طرف‬ ‫الوكالة الحضرية للحسيمة‪ ،‬مباشرة بعد زلزال ‪.2004‬‬ ‫وقد علمت «المساء» من مصادر موثوقة بأن جل تلك‬ ‫األراضي تعود ملكيتها لعائلة تتحدر من قبيلة «بقيوة» التي‬ ‫أقيمت عليها مدينة الحسيمة إبان االستعمار اإلسباني‪ ،‬وقد‬ ‫تم تفويض بيعها ألحد السماسرة الذي حدد ثمن البقعة‬

‫الواحدة ما بين ‪ 10000‬درهم و ‪ 20000‬درهم‪ ،‬كما أرجع‬ ‫البعض التجاءهم القتناء بقع أرضية في تلك المناطق‬ ‫الخطيرة إلى ندرة العقار وغالء ثمنه بالمدينة‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫تنامي ظاهرة الهجرة القروية‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن السكن العشوائي بهوامش‬ ‫مدينة الحسيمة يقضي على سمعة المدينة ومستقبلها‪،‬‬ ‫ويشوه جمالية المدينة التي تتميز بها عن كل المدن‬ ‫المغربية األخرى‪ ،‬كما يهدد بكارثة في حالة وقوع هزات‬ ‫أرضية‪ ،‬خاصة وأن هذه البنايات الجديدة تشيد في أماكن‬ ‫جد خطيرة‪ ،‬وبعيدا عن ضوابط البناء المضاد للزالزل‪.‬‬

‫شريف أدرداك‬

‫جماعة طنجة تبحث سبل مواجهة الدعاوى القضائية‬ ‫لوقف نزيفها المالي‬ ‫أضحت الدعاوى القضائية‪ ،‬خاصة المرتبطة منها‬ ‫بقضايا نزع الملكية من أجل المنفعة العامة‪ ،‬تشكل عبئا‬ ‫ثقيال على الجماعة الحضرية لطنجة التي فقدت مئات‬ ‫الماليين من الدراهم خالل سنة واحدة إثر تنفيذ مجموعة‬ ‫من األحكام الصادرة ضد الجماعة‪ ،‬األمر الذي دفع‬ ‫المجلس الجماعي الحالي إلى البحث عن سبل مواجهة‬ ‫هذه الدعاوى‪.‬‬ ‫ووضع المجلس الجماعي لطنجة على رأس جدول‬ ‫أعمال دورته العادية لشهر فبراير‪ ،‬التي ستنعقد يوم‬ ‫الخميس المقبل‪ ،‬قضيتي الوضع المالي للجماعة والقضايا‬

‫المرفوعة ضدها‪ ،‬حيث سيتم تقديم عرضين حول الموضوع‬ ‫ومناقشتهما‪ ،‬وذلك بعد أيام من مصادقة وزارة الداخلية‬ ‫على الميزانية المعدلة لجماعة طنجة برسم السنة المالية‬ ‫‪ ،2017‬بعدما كانت قد رفضت في نسختها األولى بسبب‬ ‫ضعف مخصصات تنفيذ األحكام القضائية‪.‬‬ ‫وكان آخر رقم أعلن عمدة طنجة محمد البشير‬ ‫العبدالوي عن اقتطاعه لصالح ضحايا نزع الملكية من رصيد‬ ‫الجماعة‪ ،‬هو ‪ 300‬مليون درهم‪ ،‬معلنا عن وجود أزمة حقيقة‬ ‫في مالية المؤسسة التي يترأسها بسبب تنفيذ األحكام‬ ‫القضائية‪ ،‬خاصة منها المرتبطة بتعويضات نزع الملكية‪ ،‬إذ‬

‫ينال الضحايا أموالهم مباشرة من الحساب البنكي للجماعة‬ ‫دون أن تملك هذه األخيرة أي وسيلة لمنعهم‪.‬‬ ‫ورفع المجلس الجماعي مخصصات تنفيذ األحكام‬ ‫القضائية من ‪ 20‬مليون درهم إلى ‪ 60‬مليونا في النسخة‬ ‫الثانية من مشروع ميزانية السنة المالية ‪ ،2017‬بعدما‬ ‫اعتبرت وزارة الداخلية أن الرقم األول ليس كافيا‪ ،‬فيما وصف‬ ‫النائب األول لعمدة طنجة‪ ،‬محمد أمحجور الرقم الثاني بأنه‬ ‫أقصى ما يمكن أن تقدمه الجماعة‪.‬‬

‫حمزة المتيوي‬

‫في عز األزمة‪ ..‬جماعة طنجة تخصص ‪ 100‬مليون سنتيم‬ ‫لمعالجة المياه بهدف سقي «الغولف»‬ ‫صادق المجلس الجماعي لمدينة طنجة‪ ،‬أخيرا‪ ،‬على قرار‬ ‫وصف بالغريب‪ ،‬ويتعلق بتخصيصه نحو ‪ 100‬مليون سنتيم‪،‬‬ ‫في إطار اتفاقية شراكة مع عدد من المؤسسات المنتخبة‬ ‫والوصية على القطاع المائي من أجل استعمال المياه العامة‬ ‫لسقي مالعب «الغولف» وبعض المناطق الخضراء بالمدينة‪،‬‬ ‫وذلك في عز األزمة المالية التي يعيش على وقعها المجلس‪،‬‬ ‫ودفعه إلى فرض رسوم ضريبية على المهنيين ما أثقل‬ ‫كاهلهم بالديون‪ ،‬في حين نبهت مصادر جماعية إلى أنه كان‬ ‫من األجدر على المجلس أن ينكب على المشاكل التي يعانيها‬ ‫المواطنون‪ ،‬إذ أن المجلس ساهم بنحو ‪ 20‬في المائة من‬ ‫مجموع المبلغ المالية المخصص لهذه العملية‪ ،‬والذي حدد‬ ‫في ‪ 130‬مليون درهم‪ ،‬وتم تخصيص لمدينة طنجة مبلغ ‪55‬‬ ‫مليون درهم وساهمت الجماعة بالنسبة المشار إليها‪.‬‬

‫ومن ضمن األهداف التي حددها المجلس حين أقدم‬ ‫على توقيعه لهذه االتفاقية‪ ،‬أن أهميته تتجلى في الحفاظ‬ ‫على المدخرات الطبيعية لألجيال القادمة‪ ،‬وبين وجوب‬ ‫إحاطة المدن بأحزمة خضراء للوصول إلى المعايير الدولية‬ ‫حول حجم المساحة الخضراء لكل مواطن‪ ،‬وفق مضمون‬ ‫تقرير صادر عن لجنة التعمير وإعداد التراب والمحافظة على‬ ‫البيئة‪ .‬كما يأتي هذا‪ ،‬وسط احتجاجات سابقة بسبب أزمة‬ ‫مياه الشرب‪ ،‬حيث كان األجدر‪ ،‬تقول المصادر نفسها‪ ،‬تزويد‬ ‫السكان بالماء الشروب قبل التفكير في قضية سقي مالعب‬ ‫«الغولف»‪.‬‬ ‫هذا وفي الوقت الذي تعيش الجماعة على وقع أزمة‬ ‫مالية خانقة‪ ،‬فإن هذا القرار تمت المصادقة عليه أخيرا‪ ،‬وسط‬ ‫استغراب متتبعين للقرارات التي أضحى يتخذها المجلس‬

‫الجماعي للمدينة‪ ،‬علما أن المساحات الخضراء التي تحدث‬ ‫عنها التقرير تدخل في إطار تصميم التهيئة الذي نتج عنه‬ ‫غضب واسع من قبل المواطنين تجاه المجلس الجماعي‪.‬‬ ‫وفي السياق ذاته‪ ،‬صادقت مختلف المجالس الجماعية‬ ‫التي يسيرها حزب العدالة والتنمية بالمدن الشمالية‪ ،‬على‬ ‫القرار السالف ذكره‪ ،‬دون إبداء أي اعتراض عليه‪ ،‬على اعتبار أن‬ ‫الجهة الوصية هي وزارة الداخلية‪ ،‬علما أن أزمة الماء الشروب‬ ‫تلوح في األفاق مجددا على مستوى بعض المدن الشمالية‪،‬‬ ‫على غرار ما عاشته مدينة تطوان‪ ،‬كما نبهت مصادر من‬ ‫داخل المجلس إلى القرارات العشوائية التي أصبح يتخذها‬ ‫«البيجيدي» تكون في عادتها غير مدروسة حول معاناة‬ ‫المواطنينبالمدينة‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫أطر كل من الباحثين في مجال المسرح والمختصين‬ ‫في الثقافة األمازيغية‪ ،‬الدكتور جمال أبرنوص‪ ،‬امحمد لعزيز‬ ‫وَ طارق الربح‪ ،‬السبت الماضي‪ ،‬ندوة تمحور موضوعها حول‬ ‫«الفرجات الشعبية بالمغرب»‪ ،‬كنشاطٍ محوري ضمن برنامج‬ ‫فعاليات النسخة الثامنة من مهرجان «النكور»‪ ،‬وذلك بقاعة‬ ‫أحد الفنادق المصنفة وسط مدينة الحسيمة‪.‬‬ ‫وأكد امحمد لعزيز أن المغرب لم يلتقط من «فرجاته»‬ ‫ما يرتقي به إلى مستوى المسرح‪ ،‬وذلك من خالل استثمار‬ ‫ما من شأنه تحقيق هذا االرتقاء في هذا المضمار‪ ،‬مضيفا أن‬ ‫األمازيغي سعى إلى إنتاج فرجاته وفق خصوصيته القائمة‬ ‫على عدة اعتبارات‪ ،‬رغم تعاقب الحضارات على أرضه بشمال‬ ‫إفريقيا‪ ،‬ودعا المتحدث إلى ضرورة تطوير النص المسرحي‬ ‫من أجل معانقة هموم المواطن‪ ،‬وبهدف انغماس المسرح‬ ‫في روح اإلنسان لمسايرة الذوق المغربي المعاصر‪.‬‬ ‫وفي مقاربته للموضوع المطروح‪ ،‬أورد جمال أبرنوص‬

‫استضاف “الراصد الوطني للنشر وال��ق��راءة”‪ ،‬مساء‬ ‫يوم السبت ‪ 28‬يناير ‪ ،2017‬ثلة من الباحثين والمبدعين‬ ‫لإلحتفاء بديوان‪“ :‬رحيل بسيط” للشاعر حجيب الجربي‪،‬‬ ‫بنادي ابن بطوطة للتعليم ‪ -‬طنجة‪ .‬وقد استهل الحفل‬ ‫بكلمة األستاذ رشيد شباري (باسم رونق المغرب) تحدث‬ ‫فيها عن دواعي االحتفاء بهذا الديوان الصادر مؤخرا عن‬ ‫منشورات “الراصد الوطني للنشر والقراءة”‪.‬‬ ‫وفي سياق االحتفاء بالديوان‪ ،‬تحدث األستاذ فؤاد‬ ‫صابر في ورقته عن عتبات الديوان‪ :‬العنوان‪ ،‬اإلهداء‪ ،‬الغالف‬ ‫(الصورة واأللوان)‪ ،‬مشيرا إلى انسجام العتبات مع مضمون‬ ‫قصائد الديوان‪ .‬وقد ساهم األستاذ محسن الطيبي بورقة‬ ‫تحدث فيها عن حضور تيمة الموت‪/‬الرحيل في معظم‬ ‫القصائد‪ ،‬مستشهدا ببعض النماذج من الديوان‪ ،‬في حين‬ ‫تطرق األستاذ عبد الصمد مرون في ورقته إلى تفتيت‬ ‫المعنى في بعض قصائد الديوان‪ ،‬مشيرا إلى الضمائر‬ ‫واللغة التي وظفها الشاعر في أشعاره‪.‬‬ ‫وفي كلمة بالمناسبة‪ ،‬شكر الشاعر حجيب الجربي‬ ‫“الراصد الوطني للنشر والقراءة” على النشر واالحتفاء‪ ،‬كما‬ ‫شكر األساتذة الباحثين على إضاءاتهم النقدية‪ ،‬ثم تحدث‬ ‫عن تجربته اإلبداعية والروافد التي شكلت عشقه للشعر‪،‬‬ ‫قبل أن يقرأ بعض القصائد من الديوان المحتفى به على‬ ‫نغمات آلة العود من أداء الفنان عبد الحميد بوعجاج‪.‬‬ ‫وقد اختتم الحفل الذي نسقت فقراته األستاذ فاطمة‬ ‫الزهراء المرابط بتوقيع دي��وان‪“ :‬رحيل بسيط” للشاعر‬ ‫حجيب الجربي‪ ،‬بحضور ثلة من المهتمين بالشأن الثقافي‪.‬‬

‫دورة تكوينية‬ ‫للصحافيين بجهة‬ ‫طنجة ـ تطوان ـ‬ ‫الحسيمة‬ ‫تنظم المديرية الجهوية لالتصال‬ ‫بجهة طنجة ‪ /‬تطوان ‪ /‬الحسيمة بشراكة مع‬ ‫منظمة «نساء في مواقع األزمات» اإلسبانية‪،‬‬ ‫وبتعاون مع مؤسسة بيت الصحافة‪ ،‬دورة‬ ‫تكوينية لفائدة الصحافيات والصحافيين‬ ‫العاملين بمختلف وسائل االعالم الجهوية‬ ‫في موضوع ‪« :‬آليات ممارسة مهنة الصحافة‬ ‫من منظور النوع االجتماعي»‪.‬‬

‫باحثون أمازيغ وريفيون يؤطرون ندوة‬ ‫مهرجان النكور للمسرح‬ ‫ثلة من التعريفات التي وضعها نخبة من كبار النقاد‬ ‫لالصطالحات التي تحدد بدورها جملة من اإلطارات واألجهزة‬ ‫المفاهيمية المرتبطة بأبجديات فنّ ممارسة الركح‪ ،‬كما‬ ‫قارب المتحدث اإلشكالية المركزية ضمن مداخلته‪ ،‬من زاوية‬ ‫مغايرة‪ ،‬مفع ًال في طرحه قراءة سيكولوجية تناول في معرضها‬ ‫أشكال عملية التواصل بين المتلقي ومختلق الفرجة‪ ،‬متطرقا‬ ‫في الوقت ذاته‪ ،‬إلى ما أسماه بـ «الفرجة التقليدية» بالمغرب‬ ‫بصفة أعم وبالريف بصفة خاصة‪.‬‬ ‫وأسهب الباحث طارق الربح ضمن مداخلته حول‬ ‫«تجليات التمسرح إلى ممكنات المسرحة»‪ ،‬في تبيان‬ ‫معايير التمييز وإبراز الفرق بين المصطلحين «التمسرح»‬ ‫و«المسرحة»‪ ،‬كما أعطى تعريفات الصطالحات «الفرجـة»‬ ‫و «الفرجة الشعبية» و «الفرجة المسرحية»‪ ،‬قبل انتقاله‬ ‫إلى سياق التأصيل التاريخي لكل من الفرجة والمسرح‬ ‫وبروزهما‪ ،‬ومن جملة ما قاله المتحدث في هذا الصدد‬

‫الشاعر حجيب‬ ‫الجربي يوقع‬ ‫باكورته الشعرية‬ ‫“رحيل بسيط”‬ ‫ضمن أنشطة‬ ‫“رونق المغرب”‬

‫الدورة التكوينية ستنظم يوم الجمعة‬ ‫‪ 17‬فبراير ‪ 2017‬بقاعة التكوين بمقر بيت‬ ‫الصحافة بطنجة‪.‬‬

‫إن «المسرح توافد على المغرب مع االستعمار‪ ،‬كما أن‬ ‫المغرب لديه تاريخ عريق في الفرجة وليس المسرح»‪،‬‬ ‫موردا أن المسرح حديث العهد بالمغرب بخالف الفرجة‬ ‫فهي متأصلة»‪.‬‬

‫على الراغبين في االستفادة من هذه‬ ‫الدورة التكوينية إرسال طلباتهم للمديرية‬ ‫الجهوية لالتصال بطنجة ‪ /‬تطوان ‪ /‬الحسيمة‬ ‫على بريدها الرقمي ‪directanja@gmail.‬‬ ‫‪ com‬وذلك قبل ‪ 10‬فبراير ‪.2017‬‬ ‫للتذكير‪ ،‬فإن عدد المستفيدين لن‬ ‫يتجاوز ‪ 30‬مستفيدا‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 07‬إلى ‪ 13‬فرباير ‪2017‬‬

‫العدد ‪875‬‬

‫إقتصاد‬ ‫احتياطيات بنك المغرب من العملة الصعبة في ارتفاع‬ ‫أعلن بنك المغرب أن صافي‬ ‫االحتياطيات الدولية للمملكة‬ ‫بلغ ‪ 251،5‬مليار درهم إلى غاية‬ ‫‪ 20‬يناير المنصرم‪ ،‬مسجال ارتفاعا‬ ‫بنسبة ‪ 7،9‬في المائة على أساس‬ ‫سنوي‪.‬‬ ‫وأوضح البنك المركزي‪ ،‬الذي‬ ‫نشر مذكرة حول مؤشراته برسم‬ ‫األسبوع الممتد من ‪ 19‬إلى ‪25‬‬ ‫يناير ‪ ،2017‬أن هذه االحتياطيات‬ ‫بقيت‪ ،‬من أسبوع إلى آخر‪ ،‬دون‬ ‫تغيير‪.‬‬ ‫وأشارت المذكرة إلى أنه خالل هذه الفترة وصل المبلغ اإلجمالي لتدخالت بنك‬ ‫المغرب ‪ 14،5‬مليار درهم‪ ،‬منها مبلغ ‪ 10‬مليار درهم تم ضخها على شكل تسبيقات‬ ‫لسبعة أيام على أساس طلب عروض‪ ،‬ومبلغ ‪ 4،5‬ماليير درهم منحت في إطار برنامج‬ ‫دعم تمويل المقاوالت الصغيرة جدا والمتوسطة‪.‬‬ ‫وبخصوص سعر الفائدة بين البنوك‪ ،‬فقد بقي دون تغيير عند ‪ 2،25‬في المائة‪ ،‬بينما‬ ‫انتقل حجم المبادالت من ‪ 4،3‬مليار درهم إلى ‪ 4‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وضخ بنك المغرب‪ ،‬خالل طلب العروض ليوم ‪ 25‬يناير (تاريخ االستحقاق حدد في ‪26‬‬ ‫يناير ‪ ،)2017‬مبلغ ‪ 10‬ماليير درهم على شكل تسبيقات لسبعة أيام‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫مصر تمنع السيارات المصنوعة في طنجة‬ ‫من دخول أراضيها‬ ‫تستمر السلطات المصرية‬ ‫في إص��راره��ا على منع سيارات‬ ‫شركة «رينو» المصنعة بالمنطقة‬ ‫ال��ح��رة ف��ي م��دي��ن��ة طنجة من‬ ‫دخول أراضيها‪ ،‬تحت ذريعة عدم‬ ‫احترام مبدأ تراكم المنشأ األورو‬ ‫متوسطي ال��ذي تقره اتفاقية‬ ‫أكادير‪ ،‬حيث إن االتفاق يعفي من‬ ‫رسوم الجمارك المنتجات المصنعة‬ ‫باستخدام مدخالت ذات منشأ‬ ‫يرجع إلى بلدان اتفاقية أكادير أو‬ ‫االتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫وقد تم التوقيع على اتفاقية أكادير بين المغرب وتونس ومصر واألردن قبل ما يربو‬ ‫عن عشر سنوات‪ ،‬حيث لم تفعل إال في الربع األول من سنة ‪ ،2015‬وهي االتفاقية التي‬ ‫تروم تعزيز الشراكة العربية المتوسطة واالنكباب على تحقيق مرامي إعالن برشلونة‬ ‫الهادف إلى خلق منطقة للتبادل الحر‪ ،‬فضال عن تحرير تبادل السلع وتطوير المبادالت‪،‬‬ ‫وأيضا تحفيز االستثمارات بين السلع وتطوير المبادالت‪ ،‬وأيضا تحفيز االستثمارات بين‬ ‫البلدان الموقعة على االتفاقية‪.‬‬ ‫يذكر أن لجنة الوحدة الفنية التفاقية أكادير‪ ،‬التي مقرها في األردن‪ ،‬ستسعى إلى‬ ‫تقريب وجهات النظر بين الجانب المغربي والمصري عبر مجلس األعمال المحدث‬ ‫في إطار االتفاقية‪ ،‬في الوقت الذي يجري فيه الكالم عن مفاوضات بين وزارة التجارة‬ ‫الخارجية المغربية والسلطات المصرية بغية تذليل العقبات أمام تصدير سيارات «رينو»‬ ‫المصنعة بمنطقة طنجة ـ المتوسط إلى مصر‪.‬‬ ‫يشار إلى أن صادرات السيارات المصنعة في المغرب وصلت إلى ‪ 5،44‬مليار دوالر‬ ‫في السنة الماضية‪ ،‬مقابل ‪ 4،88‬مليار دوالر في سنة ‪ ،2015‬وفق بيانات مكتب الصرف‬ ‫التابع لوزارة االقتصاد والمالية‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫عملية كبرى لحجز سلع مهربة بتطوان‬ ‫قامت عناصر الجمارك بتطوان مرفوقة برجال األمن‪ ،‬مؤخرا بمداهمة مخزن للسلع‬ ‫المهربة انطالقا من مدينة سبتة المحتلة‪ ،‬عبر معبر باب سبتة‪ ،‬وصادرتها بشحنها على‬ ‫متن عدة شاحنات‪.‬‬ ‫وقالت المصادر نفسها لـ «المساء» إن عملية إفراغ المخزن الذي تبلغ مساحته ‪600‬‬ ‫متر مربع‪ ،‬ويتواجد أسفل عمارتين بشارع موالي الحسن بتطوان‪ ،‬قد استمرت اثنتي‬

‫عشرة ساعة كاملة دون توقف‪.‬‬ ‫وأض��اف��ت أن مصلحة الجمارك‬ ‫استعانت بـ ‪ 27‬شاحنة نقلت إليها‬ ‫المحجوزات التي تنوعت بين مواد‬ ‫غذائية ومواد تجميل ومستلزمات‬ ‫منزلية وسلع أخرى مختلفة قدرت‬ ‫قيمتها المالية بثالثة مليار‬ ‫سنتيم‪.‬‬ ‫وأك���دت ال��م��ص��ادر ذات��ه��ا أن‬ ‫عناصر الجمارك عثرت‪ ،‬أثناء عملية‬ ‫إفراغ المخزن‪ ،‬على منتوجات فاسدة ومنتهية الصالحية‪ ،‬وأخرى تحمل تواريخ صالحية‬ ‫مزورة‪ ،‬األمر الذي سيضع صاحب المخزون أمام المسؤولية الجنائية‪.‬‬ ‫وتعتبر عملية الحجز هذه‪ ،‬وفق مصادر رسمية‪ ،‬األكبر في تاريخ مدينة تطوان حيث‬ ‫امتدت منذ صباح يوم الجمعة إلى الساعات األولى من صباح يوم السبت الموالي‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫حصيلة النتائج الماكرو اقتصادية لسنة ‪2016‬‬ ‫معدل نمو االقتصاد الوطني ‪ 1،6‬في المائة واإليرادات‬ ‫الضريبية ‪ 10،7‬ماليير درهم‬ ‫كشف محمد بوسعيد‪ ،‬وزي��ر‬ ‫االقتصاد والمالية‪ ،‬يوم الجمعة‬ ‫الماضي بالرباط‪ ،‬أن معدل نمو‬ ‫االقتصاد المغربي قد يكون بلغ‬ ‫‪ 1،6‬في المائة سنة ‪ ،2016‬بفعل‬ ‫تراجع بنسبة ‪ 8‬في المائة من‬ ‫القيمة المضافة الفالحية‪ ،‬حسب‬ ‫بوسعيد في لقاء مع الصحافة‬ ‫خصص لتقديم المؤشرات الماكرو‬ ‫ـ اقتصادية لسنة ‪ ،2016‬مشيرا‬ ‫إل��ى أن��ه «على أس��اس توقع أن‬ ‫يصل محصول الحبوب إلى ‪ 33،5‬مليون قنطار برسم الموسم الفالحي ‪ 2015‬ـ ‪،2016‬‬ ‫مقابل ‪ 115‬مليون قنطار خالل الموسم السابق‪ ،‬فإن القيمة المضافة الفالحية قد تكون‬ ‫عرفت انخفاضا مهما بنسبة ‪ 8‬في المائة مقارنة مع سنة ‪ .»2015‬وأضاف بوسعيد‬ ‫أنه «تم تدارك انخفاض إنتاج الحبوب بنسبة ‪ 70‬في المائة نسبيا بفضل األداء الجيد‬ ‫لقطاعات فالحية أخرى ذات قيمة مضافة عالية‪ ،‬خاصة محصول الزيتون (زائد ‪ 24‬في‬ ‫المائة)‪ ،‬والحوامض (زائد ‪ 7‬في المائة)‪ ،‬وتربية الماشية (زائد ‪ 4‬إلى ‪ 5‬في المائة)‪ ،‬وزراعة‬ ‫الخضروات (زائد ‪ 4‬إلى ‪ 5‬في المائة)‪ ،‬والمنتوجات الصناعية (زائد ‪ 5‬في المائة)»‪.‬‬ ‫في السياق ذاته‪ ،‬وعلى مستوى القطاعات األخرى‪ ،‬أشار بوسعيد إلى «تطورات‬ ‫إيجابية إجماال للمؤشرات القطاعية»‪ ،‬مركزا على األداء الجيد لصادرات المهن العالمية‬ ‫للمغرب (زائد ‪ 9،2‬في المائة) خاصة صناعة السيارات والطيران واإللكترونيك والنسيج‬ ‫والصناعة الغذائية‪.‬‬ ‫وأشار وزير المالية إلى «انخفاض معدل البطالة من ‪ 10،1‬في المائة إلى ‪ 9،6‬في‬ ‫المائة‪ ،‬نتيجة تراجع الساكنة النشيطة (ناقص ‪ 1،1‬في المائة) أكثر من حجم التشغيل‬ ‫(ناقص ‪ 0،7‬في المائة)‪ ،‬قال بوسعيد في ما يتعلق باحتياطات الصرف‪ ،‬إنها «في مستوى‬ ‫مريح يمكن من تغطية حوالي سبعة أشهر من واردات السلع والخدمات على الرغم من‬ ‫لجوء الخزينة المحدود لالقتراض الخارجي»‪.‬‬ ‫وأوضح الوزير أنه «على الرغم من تفاقم عجز الميزان التجاري المرتبط بتسارع‬ ‫واردات سلع التجهيز والمنتوجات الغذائية‪ ،‬فإن مستوى الحساب الجاري لميزان األداءات‬ ‫يبقى في مستوى قابل للدعم»‪ ،‬مشيرا إلى أنه قد يكون ارتفع خالل سنة ‪ 2016‬ليصل‬ ‫إلى حوالي ‪ 3،9‬في المائة من الناتج الداخلي الخام مقابل ‪ 2،2‬في المائة سنة ‪.2015‬‬ ‫وفي ما يخص إيرادات الضربية على القيمة المضافة‪ ،‬أشار بوسعيد إلى أنها قفزت‬ ‫إلى ‪ 10،7‬ماليير درهم مقابل ‪ 6،7‬ماليير درهم التي كانت مبرمجة‪ ،‬مضيفا أن منح دول‬ ‫مجلس التعاون الخليجي بلغت ‪ 7،2‬ماليير درهم مقابلل ‪ 13‬مليار درهم كان مخططا‬ ‫لها خالل عام ‪ ،2016‬حسب بوسعيد‪ ،‬الذي قال إن الدولة تتابع عن كثب ملف شركة‬ ‫تكرير البترول «السامير» موضحا أنه «تم إنشاء فريق مكلف بمتابعة هذه القضية تحت‬ ‫إشراف إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة»‪ ،‬وأبرز الوزير ذاته أنه مع ذلك فالدولة‬ ‫«ال تستطيع التدخل في ملف معروض على نظار القضاء»‪ ،‬حسب بوسعيد‪ ،‬الذي أضاف‬ ‫بخصوص توجه الحكومة المنتهية واليتها إلى االقتراض أن «القانون لم يعد يسمح‬ ‫باالقتراض لتغطية العجز وإنما أصبح االقتراض مرتبطا باالستثمار»‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 07‬إلى ‪ 13‬فرباير ‪2017‬‬

‫العدد ‪875‬‬

‫لماذا نادى بعض المفكرين العرب‬ ‫بالحرية والحقوق والعدالة االجتماعية‬ ‫والديمقراطية ؟‬

‫‪ -‬بقلم ‪ :‬عبد القادر أحمد بن قدور‬

‫في التاريخ العربي مرت فترات عديدة‬ ‫لم تكن السلطة تخضع فيها ألي مقياس‪ ،‬إال‬ ‫للقيادة من لدن السلطة‪ ،‬وعلى الشعب الخضوع‬ ‫واالنقياد لها‪ ،‬ومع األسف لم يكن أي أساس‬ ‫تبني عليه العالقة بين السلطة والفرد‪ ،‬وكانت‬ ‫األمور تخضع لمشيئة الحاكم فهو المتصرف‬ ‫بالمجتمع كيفما يريد‪ ،‬يمنح ما يريد لمن يشاء‪،‬‬ ‫ويأخذ لمن أراد منه ذلك‪ ،‬والظروف والعوامل‬ ‫كثيرة مع المتغيرات جعلت المفكرين والعلماء‬ ‫العرب ينتبهون لهذا الوضع‪ ،‬واستطاعوا أن‬ ‫يعملوا على تصحيحه‪ ،‬وقد تمكنوا من وضع ما‬ ‫يتطلبه األمر‪ ،‬بتحديد هذه العالقة‪ ،‬حتى أصبحت‬ ‫سالحا للشعوب تمكنوا من إشهارها في وجه‬ ‫أي سلطة تعمل على اختراقها‪ ،‬وجعلت هاته‬ ‫السلطة تعترف بها‪ ،‬ولو كانت خدعة أو تكتيكا‬ ‫فقط‪...‬‬ ‫وكانت هذه القاعدة هي المنفعة‪ ،‬وبهذا‬ ‫تمكن المفكرون والعلماء أن يحولوا هذا الجدال‬ ‫الغير المجدي الذي كان يتواصل حول أحقية‬ ‫الحاكم‪ ،‬أو ذاك في الحكم والسلطة الذي كان‬ ‫ينتسب بها إلى قبيلة ما‪ ،‬أو أحقيته بحماية‬ ‫الدين‪ ،‬أو غيره إلى نقاش حقيقي وهو البحث‬ ‫في وظيفة هذه السلطة أو تلك خالل عالقتها‬ ‫بأفرادها‪ ،‬وهو الجدال والنقاش الذي تبنى عليه‬ ‫أي سلطة‪.‬‬ ‫لذلك بين بعض المفكرين ما يلي ‪:‬‬ ‫من أفكار المفكر العربي الكبير «عبد الرحمان‬ ‫الكواكبي» لقد بين نوع المنفعة من قبل لدى‬ ‫الشعوب واألمم كافة في أعماله الكاملة إذ أشار‬ ‫(إلى ما يجعل المواطنين ألن يترقوا اجتماعيا‬ ‫وهو أن تكون الحكومة أمينة وتعمل على صيانة‬ ‫أمالك الدولة وتعميرها‪ ،‬كاألرض‪ ،‬والمعادن‪،‬‬ ‫والسواحل واألساطيل واألنهر‪ ،‬وكذلك تأمين‬ ‫العدالة بين الناس والعمل على تسهيل‬ ‫الترقي االجتماعي الالزم‪ ،‬كما تتمكن من جعل‬ ‫التضامن بين المواطنين‪ ،‬إلى غير ذلك مما يحق‬ ‫لكل فرد في الوطن أن يتمتع به‪ ،‬ويطمئن له‪).‬‬ ‫ومن أفكار الزعيم المصري أحمد لطفي‬ ‫السيد فإن «أي نظام يعطي باليدين من‬ ‫السعادات إلى بعض األفراد فقط‪ ،‬وال ينال‬ ‫الباقون إال الشقاء‪ ،‬ليس أهال لحمايتهم‪ ،‬وليس‬ ‫من حقه أن يبقى» (‪)1‬‬ ‫وهذا سيجعل في التاريخ المتواصل‬ ‫األساس في انتقال المجتمعات من مرحلتها‬ ‫الطبيعية إلى مرحلتها المدنية‪ ،‬مما جعل‬ ‫المفكرين العرب الالحقين يقتفون أثر أسالفهم‬ ‫ويؤكدون هذه الحقيقة ويجعلوا منها األصل‬ ‫لتسويغ أية سلطة في بلدانهم‪.‬‬ ‫إذ يقول المفكر العربي ناصيف نصار ما‬ ‫معناه ‪ :‬أن يكون الحاكم قائدا وخادما‪ ،‬وأن يكون‬ ‫الشعب‪ ،‬بالفعل نفسه مطيعا ومخدوما‪.‬‬ ‫السلطة ومصادر شرعيتها ‪ :‬وقد ميز‬ ‫المفكرون بين سلطتين في الدولة‪ ،‬سلطة‬ ‫طبيعية أصلية‪ ،‬وسلطة الحاكم‪ ،‬وهي سلطة‬ ‫تفويضية تستمد من سلطة الدولة‪ ،‬وتفويض‬ ‫هذا الحق ال يعني التنازل عنه أبدا‪ .‬فالدولة لما‬ ‫تفوض إلى فرد أو جماعة من األفراد‪ ،‬يكون‬ ‫الحق في أمر أعضائها حيث تجعل من يتولى‬ ‫األمر حاكما ومن يتواله شعبا‪ ،‬أي أنها ال تتنازل‬ ‫عن هذا الحق فهو حقها الطبيعي والتنازل عنه‬ ‫قد ينفي وجودها‪.‬‬ ‫وفي ممارسة السلطة أجمع المفكرون‬ ‫على أن السلطة يجب أن ال تحكم طبقا إلرادتها‬ ‫الخاصة‪ ،‬لكن تحكم على ضوء القوانين التي‬ ‫تضعها األمة‪ ،‬يضعها ممثلوها باختيارهم‪،‬‬ ‫بشرط تنظيمها في مؤسسات ليس الغرض‬ ‫منها‪ ،‬أن تفصل في المنازعات بين الناس فقط‪،‬‬ ‫إذ ال بد من ضبط كل السياسات التي تمنع على‬ ‫الحكام ممارسة الظلم والعسف على الشعب‪...‬‬ ‫وهذا ما جعل المفكرين اإلسالميين‬ ‫والعلمانيين يتطابقون تماما حول هاتين‬ ‫المسألتين‪.‬‬ ‫فحول أصل السلطة ‪ :‬أكد خالد محمد‬ ‫خالد أن الدين يريد فقط ما عبر عنه تطور‬ ‫حقوق اإلنسان في العالم‪ ،‬وهو حكم الشعب‬ ‫نفسه بنفسه ولنفسه وهو تطبيق للتعريف‬ ‫بالديمقراطية وهو حكم الشعب بالشعب‬ ‫للشعب‪ ،‬أي أن تخرج الحكومة من صفوف‬ ‫الشعب‪ ،‬وتأتي من االختيار الحر‪ ،‬وأن يكون‬ ‫سلوكها االستقامة والجدية‪ ،‬إذ تصبح كل مغانم‬ ‫الحكم للشعب‪ ،‬وأن كل دعوة دينية أو سياسية‬ ‫ال تجعل الشعب يتمكن من هذا الحق‪ ،‬فهي‬ ‫ليست ال من الدين الصحيح‪ ،‬وال من السياسة‬ ‫الرشيدة في شيء‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫كما اتخذ المفكر األفغاني عند احتجاجه‬ ‫على نظام االستبداد في عهده موقفا مماثال‬ ‫لعصره بقوله ‪« :‬إن اشتراك األمة في حكم‬ ‫البالد عن طريق الشورى وانتخاب نواب عن‬ ‫األمة‪ ،‬هو البديل لحالة العسف والجور وأشكال‬ ‫االستعباد القائمة والعالج لذلك الداء‪».‬‬ ‫و عن ممارسة السلطة أوضح فرح أنطون‬ ‫«أن الحاكم ال يحكم وفقا إلرادته الخاصة‪،‬‬ ‫ومعتقداته الشخصية‪ ،‬بل في ضوء القوانين‬ ‫التي تضعها جمعية ممثلي الشعب»‪ .‬وأنه‬ ‫يجب أن يكون مجلس النواب أعلى من الحاكم‬ ‫نفسه» (‪ .)2‬لذلك يتعين أن تكون المؤسسات‬ ‫هي القاعدة األساس لممارسة السلطة‪،‬‬ ‫وأهم مطمح كان لدى مفكرينا هو استقالل‬ ‫القضاء‪ ،‬إذ وجدوا في ذلك الضمانة األكيدة‬ ‫والكافية لتحقيق العدالة‪ ،‬وضمان تلبية حاجات‬ ‫األمة وصيانة مصالحها بما يتفق مع القوانين‬ ‫التي حددت بموجبها تلك الحاجات والمصالح‪،‬‬ ‫وعلى هذا فقد رأى عبد الرحمان الكوكبي أن‬ ‫العدل هو « ما يراه القضاء المصون وجدانهم‬ ‫من كل مؤثر غير الشرع والحق‪ ،‬ومن كل ضغط‬ ‫حتى ضغط الرأي العام» وهذا يؤكد أنه طالب‬ ‫باستقالل القضاء عن أي سلطة كيفما كانت‬ ‫وحصر وظيفة الحكومة بحفظ األمن العام‬ ‫وحماية المواطنين‪.)3( .‬‬ ‫لذلك يتعين أن ال تفهم الديمقراطية‬ ‫بأنها مجرد حق في النقد فقط‪ ،‬والصحيح هو‬ ‫أنها حرية ومسؤولية في آن واحد‪ ،‬ولكي تكون‬ ‫كذلك يلزم أن تكون ديمقراطية المشاركة‬ ‫في صنع القرار‪ ،‬وتحمل مسؤوليته سواء نجح‬ ‫أو أخفق‪ ،‬ومن هذا يتم التدريب الحقيقي على‬ ‫الحكم‪ ،‬ومن هنا يشترك الشعب بالفعل في‬ ‫الحكم‪ ،‬وصعودا من أدنى قاعدة إلى أعلى‬ ‫مستوى من مستويات الدولة‪ ،‬وفي كل األنشطة‬ ‫والعالقات يجب أن يكون مبدأ المشاركة هو‬ ‫األساس‪.‬‬ ‫و قد أدرك مفكرونا أن ممارسة المواطن‬ ‫لحقوقه‪ ،‬وحريته‪ ،‬في مجتمع ما ال تتحقق بمجرد‬ ‫النص عليها في دستور الدولة‪ ،‬وفي قوانينها‪،‬‬ ‫وال بمصادقة الدولة على االتفاقيات والمواثيق‬ ‫الدولية المتعلقة بتلك الحقوق‪ ،‬والحريات‪،‬‬ ‫بل ال بد من وجود ضمانات وتحويل تلك‬

‫النصوص القانونية إلى أفعال يمارسها الحكام‪،‬‬ ‫والمحكومون‪ ،‬على حد سواء‪ ،‬ولتحقيق ذلك‬ ‫وضعوا مجموعة مبادئ موجهة للفعل‪ ،‬وقواعد‬ ‫ناظمة له ليتمكن من الممارسة الحقيقية ألنها‬ ‫ستصبح الضمانة لقيام النظام الديمقراطي‪،‬‬ ‫ثم الضمان الستمرار يته لدى الشعوب والدول‬ ‫الديمقراطية الحقة ‪...‬‬ ‫والمبادئ الهامــة للديمقراطيــة بالبالد‬ ‫هي باختزال شديد ‪ :‬مبدأ التعدد التنظيمي‪،‬‬ ‫ومبدأ توزيع السلطة وسيادة القانون‪ ،‬والفصل‬ ‫بين السلطتين المدنية والعسكرية ثم الفصل‬ ‫بين السلطات الثالث ‪ :‬التشريعية والتنفيذية‬ ‫والقضائية‪.‬‬ ‫والمفكرون العرب قــد ناضلــوا كثيـــرا‬ ‫لتكريس شرعة حقوق اإلنسان في البالد العربية‬ ‫منذ عقود كثيرة وإلى اآلن‪ ،‬وذلك لترجمة هذه‬ ‫األفكار النظرية لتصبح ممارسة عمليا‪ ،‬وقد دفعوا‬ ‫ثمنا باهظا بسبب مجاهرتهم بأفكارهم والدفاع‬ ‫عنها لدى الشعوب واألمم والنضال من أجل‬ ‫تحقيقها ما داموا طيلة حياتهم رغم المضايقات‬ ‫التي تعرضوا لها في بلدانهم‪ ،‬بل أحيانا سلبت‬ ‫لهم امتيازاتهم وحقوقهم‪ - ،‬كما وقع لي ‪ -‬رغم‬ ‫ذلك حاربوا بعض المستبدين والحكم الفردي‬ ‫بكل قواهم ومسؤوليتهم وذلك من أجل تحقيق‬ ‫العدالة االجتماعية الحقة والكرامة لإلنسان‬ ‫العربي ولإلنسانية كافة لتتميم رسالتهم‬ ‫التنويرية والحقوقية التي انتدبوا أنفسهم‬ ‫لتحقيقها لفائدة أممهم وشعوبهم‪ .‬وهو النهج‬ ‫الذي يسير عليه جاللة الملك نصره اهلل من أجل‬ ‫تحقيق العدالة االجتماعية والتنمية الشاملة‬ ‫للمغرب والتنمية للبلدان اإلفريقية عبر التعاون‬ ‫االقتصادي والفالحي واالجتماعي والتجاري‬ ‫والتكتل الجهوي‪ ،‬خاصة بعد عودة المغرب‬ ‫ألسرته اإلفريقية داخل االتحاد اإلفريقي‬

‫الهوامش ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬من كتابه مشكلة الحريات في العالم‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫‪ - 2‬من كتابه ابن رشد وفلسفته مع نصوص‬ ‫المناظرة بين محمد عبده وفرح أنطون ص‪.122‬‬ ‫‪ - 3‬األعمال الكاملة للكواكبي ص ‪.433‬‬

‫جمعية تطاون أسمير‬

‫للتنمية الثقافية واالجتماعية واالقتصادية والرياضية‬ ‫تطوان – المغرب‬

‫«الثالثائية»‬

‫تصدر كل يوم ثالثاء‬

‫العدد ‪ 68‬الثالثاء ‪ 31‬يناير ‪2017‬‬ ‫ورقة إخبارية ألعضاء جمعية تطاون أسمير ولألصدقاء والمتعاونين والمدعمين ولكل‬ ‫المهتمين بأنشطتها‬ ‫‪ -.282‬تعيين األخ امحمد بن عبود عضواً باألكاديمية الملكية للتاريخ بمدريد‪ :‬تتويجا لمساره‬ ‫العلمي المرموق‪ ،‬حظي األخ امحمد بن عبود مؤخراً بتعيينه في األكاديمية الملكية للتاريخ في مدريد‪،‬‬ ‫وهو أول مغربي ينال هذا التمييز‪ .‬ونشير إلى أنه حظي من قبل بعضوية في األكاديمية الملكية‬ ‫للفنون الجميلة في إشبيلية‪ .‬ونعتبر هذا التعيين تشريفاً للمغرب ولتطوان ولجمعية تطاون أسمير‪.‬‬ ‫فهنيئاً له ولنا به‪.‬‬ ‫‪ :-.283‬تجديد مكتب الجمعية الخيرية اإلسالمية التطوانية‪ :‬انعقد يوم السبت ‪ 28‬يناير ‪،2017‬‬ ‫الجمع السنوي العام للجمعية الخيرية االسالمية التطوانية والذي يتم فيه تغيير ثلث أعضاء المكتب‬ ‫المسير‪.‬‬ ‫وهكذا وبعد تقديم التقريرين األدبي والمالي وتكريم عضوين مستقلين هما محمد العربي‬ ‫موسى وعبد الغني الفرطاخ لما قاما ويقومان به من أعمال جليلة للجمعية‪ ،‬تم انتخاب ثالثة أعضاء‬ ‫جدد‪ ،‬اثنان منهم ينتميان إلى مكتب جمعية تطاون أسمير‪ :‬مصطفى حجاج وعبد القادر الزكاري‪،‬‬ ‫فصار المكتب الجديد يضم أربعة أعضاء من جمعية تطاون أسمير‪ :‬االثنان السالفا الذكر‪ ،‬وعبد الغني‬ ‫الميموني وعبد السالم الشعشوع‪.‬‬ ‫‪ -.284‬لقاء حول «المطامير»‪ :‬بدعوة من جمعية المبادرة التنموية لتطوان والناحية سنلتقي‬ ‫بحول اهلل يوم السبت ‪ 4‬فبراير ‪ 2017‬في ‪ 11.30‬صباحاً‪ ،‬في مقر هذه الجمعية‪ ،‬وبحضور عدد من‬ ‫جمعيات المجتمع المدني بتطوان‪ ،‬لتقديم عرض حول تاريخ «سجن المطامير» ومآله وتقديم كتيب‬ ‫حوله من ترجمة األستاذة حسناء داود‪.‬‬ ‫والدعوة عامة‪.‬‬ ‫‪ -.285‬وفاة السيد عبد اللطيف الخطيب‪ :‬ببالغ الحزن واألسى علمنا بوفاة الفاضل عبد اللطيف‬ ‫الخطيب‪ ،‬الوطني المخلص والكاتب واألديب والمترجم المتقن واألستاذ وعامل تطوان والدبلوماسي‬ ‫وسفير المغرب في إسبانيا والبرازيل والقائم على الخزانة الملكية ثم الديوان الملكي‪.‬‬ ‫وازداد المرحوم في ماي ‪ 1925‬وتوفى يوم السبت ‪ 28‬يناير ‪ 2017‬وشيعت جنازته يوم األحد ‪.29‬‬ ‫كان رحمه اهلل مثا ًال لالستقامة في حياته المهنية والشخصية‪.‬‬ ‫تعازينا ألهله جميعاً ونذكر باألخص أرملته وأخيه وأوالده ومن بينهم كريمته السيدة تماضر‬ ‫التي كانت من بين أعضاء المكتب التنفيذي لجمعية تطاون أسمير‪.‬‬

‫النموذج‬

‫»‪«Courant de pensées‬‬ ‫)‪(Le Paradigme‬‬ ‫‪ -‬بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪...‬النفس والهوى عنهما قال الحكيم ‪:‬‬ ‫«حاسب نفسك على أعمالها‪ ،‬أنت أعلم بما‬ ‫ارتكبته» ~ فال تبالي بالثناء عليها من الغير‬ ‫اآلخر‪ .‬النموّ النفسي لدى الطفل يحتاج إلى‬ ‫فلسفة تربوية بمرجعية إسالمية‪ ،‬التِّقاء‬ ‫إيديلوجية علمانية الجنس خارج منطومة‬ ‫الزواج‪ .‬مَنْ ال عالقة لهم بعلم الفقه وعلم‬ ‫التربية‪ ،‬انسلوا داخل الجسد التربوي‪ ،‬وهم‬ ‫وصوليون ومأجورون‪ ،‬فضاعتْ التربيـــة‬ ‫واألخالق‪ ،‬وكثر الفساد والبغاء باسم حرية‬ ‫الجنس خارج الوحدة األسرية المصونــة‬ ‫المقدسة ‪.‬‬ ‫المرأة شريك وليست قطاعا‪ ،‬وهي‬ ‫أساس األسرة والمجتمع‪ .‬فالغربيات منهنَّ‬ ‫يزعمن ملكية أجسادهنَّ‪ ،‬حتمية‪ ،‬فال‬ ‫ينازعهنَّ فيهنَّ قانون سماويٌّ كان أوضعيٌّ‬ ‫(غير علماني )‪ .‬فلها ْ‬ ‫أن تتمتع به جنسيا متى‬ ‫شاءتْ وكيف شاءتْ ومع منْ رغبتْ‪ .‬وهو‬ ‫حقٌّ من حقوقها اإلنسانية بالفطرة‪ .‬متاعا‬ ‫لها جنسيا خارج الوحدة األسرية‪ .‬وليس فيه‬ ‫خدش للحياء‪ .‬وال انتهاك لألداب العامة‪.‬‬ ‫إنما هو تالوث الطابوهات‪ .‬الجنس والسياسة‬ ‫والدِّين‪ .‬فنعَم للكتابة اإلباحية لتكسير‬ ‫الطابوهات من أجل عالج الكبْت الجنسي‬ ‫عند طرح هذه الموضوعات‪ .‬فعندما نأتي إلى‬ ‫الخطاب الدِّيني‪ ،‬يأتي خدش الحياء‪ .‬فالتحليل‬ ‫النفسي للجنس واالقتصادي هما عامالن‬ ‫للدراسة العلمية ألسلوب التقدم في العالم ؟‬ ‫ْ‬ ‫إن هو إال حياء مُزَيف ! فحين تخدش الحياء‬ ‫في المجتمع المنافق فاألديب المبدع يعمل‬ ‫عمال جيِّداً ؟ ما الضرر ْ‬ ‫أن يكتب ما يحدث في‬ ‫إن كانت شروط السرد تفرض ْ‬ ‫غرف النوم ؟ ْ‬ ‫أن‬ ‫يصف المبدع حاالت معينة ِّ‬ ‫بكل دِقة ؟ ولكل‬ ‫نصٍّ شروط‪َّ .‬‬ ‫إن خدش الحياء إيجابي ! حتى‬ ‫ْ‬ ‫وإن استهدف المتعة الجنسية‪ ،‬عند تصنيف‬ ‫الروايات التي تتناول الجنس ؟ فالتضييق‬ ‫يتغذى من نقيضه وليس من الحرية الجنسية‬ ‫؟ لماذا إذاً يحاكمون الخيال ! وينقذون رواية‬ ‫تتحدث عن آداب غرف النوم أو آداب الفراش ‪.‬‬ ‫ٍّ‬ ‫لكل «الحق» في رؤياه ْ‬ ‫أن يسميَ هذا اآلداب‬ ‫الخليع ‪ْ ،‬‬ ‫إن كان أدبا حقيقيا ؟‬ ‫كتبتْ األديبــة عن الجنس بحجـــج‬ ‫ضرورة اإلباحية ألنها تخدم النص والقصة‪.‬‬ ‫وهي أثناء كتابتها‪ ،‬تحكي عن الجنس وقد‬ ‫استشعرتْ بأحاسيس مرهفة أنها تغرق في‬ ‫بحر العسل‪ ،‬مستحضرة ذلك الرجل ! إنها‬ ‫تحسُّ أنها امرأة وبألنوثة‪ .‬فالناس يخلطون‬ ‫األمور ببعضها ! لِمَ ال يخجل المجتمع العربي‬ ‫من حكمه على الشخص المبدع من خالل‬ ‫كتاباته ؟ وكيف يحلو لبعض» النقاد» الحكم‬ ‫على الكاتب بالرقابة والمنع ؟‬ ‫‪...‬خطاب حرية الجنس يلقى صداه‬ ‫في المجتمع العربي بين المراهقين وهو‬ ‫سنّ التغيرات الفيسيلوجية واالضطرابات‬ ‫النفسية‪ .‬إذ الشيء الالفت لالنتباه ويحتاج إلى‬ ‫دراسة مُعمقة‪ ،‬هو إضعاف الروح اإلسالمية‬ ‫وتفتيت وحدة المسلمين‪ ،‬بوضع العلوم‬ ‫اإلنسانية داخل النموذج «الحضارة اإلسالمية‬ ‫نواة مرجعيتها القرآن الكريم ‪»Paradigme‬‬ ‫وعبـــره تتمُّ كل اإلبداعات البشرية‪ ،‬وقد قام‬

‫بتقويم تراث األنبياء الذي حرَّفه أتباعهم‪.‬‬ ‫لقول اهلل َّ‬ ‫جل وعال ‪« :‬إنا نحن نزَّلنا الذكر‬ ‫وإنا له لحافظون» ‪ -‬صدق اهلل العظيم (سورة‬ ‫الحجر اآلية ‪ .) 9‬الطريق والمنهاج المستمر هو‬ ‫الواضح والمستقيم‪ .‬لكل مفهوم تاريخا يجرُّه‬ ‫خلفه ويؤلف مع مفاهيم أخرى حقال معرفيا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ويشكل نسقا معرفيا لحضارة معينة ( الحضارة‬ ‫اإلسالمية )‪ .‬العقلي والالعقلي في المعرفة ‪.‬‬ ‫ٍّ‬ ‫لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا –‬ ‫صدق اهلل العظيم (سورة المائدة‪ ،‬اآلية ‪.)48‬‬ ‫«طريقا واضحا »‪ْ .‬‬ ‫إن كان التراث العربي مليء‬ ‫بالجنس‪ ،‬ما هو إال البحث عن الشهرة في‬ ‫الكتابة‪ .‬مَنْ منّا ال يحرجُ ْ‬ ‫بأن يتحدث لزوجته‬ ‫عن ُغرف النوم؟ وال يستطيع ْ‬ ‫أن يقرأ على بناته‬ ‫ووالدته « برهان العسل «‪ ،‬والذي هدفه إثارة‬ ‫الشهوات باسم اإلبداع ؟ إن لم يكن الئقا من‬ ‫حيث المصطلحات باستخدام الحياء‪ .‬الحياء‬ ‫شعبة من اإليمان ‪ .‬هي قاعدة أخالقية ال تخرج‬ ‫على هذا األمر بكلمات مطاطة‪ .‬تُبطنُ حرية‬ ‫الجنس في طيِّها أمرا ضاال ال َ‬ ‫قِبل للبشر‬ ‫بها إهداراً للواقع‪ .‬يتقاطع مع األداب العامة‬ ‫باحترام عادات واحترام ثقافات اآلخرين ‪.‬‬ ‫وهل الكتابة عن جنس الفراش ُّ‬ ‫تحُل‬ ‫مشاكل الكبت الجنسي ؟ نستشهد بعظمة‬ ‫التراث العربي ضدَّ أيِّ استخدام للجنس‬ ‫في الرواية العربية‪ ،‬حتى وإن انتسبتْ إلى‬ ‫العقيدة المسيحية التي تُحرِّمُ ذلك‪ .‬اتقاءاً‬ ‫للعديد من األمراض الخطيرة التي مازال‬ ‫يكتشفها علماء الطب الناجمة عن الشذوذ‬ ‫و«الحرية» الجنسية «كالسيدا» وما خفيَ كان‬ ‫أعظم‪ .‬وقد ذكر عزَّ َّ‬ ‫وجل العزيز الحكيم في‬ ‫قوله تعالى‪« :‬أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون‬ ‫السبيل وتأتون في ناديكم المنكر» – صدق‬ ‫اهلل العظيم‪ ( -‬سورة العنكبوت اآلية ‪.)29‬‬ ‫أثبت العلم َّ‬ ‫أن أطهر سيدات العالم هنَّ‬ ‫المسلمات‪ .‬وقايتهنَّ منظومة النكاح في‬ ‫التشريع اإلسالمي‪ ،‬حتى َّ‬ ‫إن البحث العلمي‬ ‫المختبري عند بعض علماء الغرب يؤكدون‬ ‫على طهارة المرأة المسلمة بمنهج الزواج‪.‬‬ ‫ولحكمة في أرحام المطلقات والمتوفى‬ ‫عنهنَّ أزواجهنّ ( الثالثة قروء ثم أربعة أشهر‬ ‫وعشرا )‪ ،‬حتى تتحلل أرحامهنّ مما يكون قد‬ ‫علق فيها من «مياه» أزواجهنّ‪ .‬العقل والعلم‬ ‫قد يبطالن المفاهيم المنحرفة بكشفهما‬ ‫للحقائق ‪.‬‬

‫في باب العشق ‪ :‬عقيلة ( السيدة الكريمة)‬ ‫من العقائل النبيالت أحبها الشاعر‪ ،‬ولم يرَ‬ ‫من العقل ْ‬ ‫أن يؤذيها باالفتضاح قائال ‪:‬‬

‫ِ‬ ‫تراك دوين‬ ‫عيون العائدات‬ ‫ِ‬ ‫يـراك‬ ‫فيا ح�سدي لعيني َم ْن‬ ‫�أريد بال�ســالم ف�أتَّقـيـهـــم‬ ‫ِ‬ ‫�سواك‬ ‫و �أعمد بال�سالم �إلى‬ ‫و� رِ ُ‬ ‫أكث فيهم �ضحكي ليخفــى‬ ‫�ضاحكٌ‬ ‫ِ‬ ‫والقلب باكي‬ ‫ف�سنِّي‬


‫الثالثاء ‪� 07‬إلى ‪ 13‬فرباير ‪2017‬‬

‫العدد ‪875‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 07‬فربايـر ‪2017‬‬

‫في يوم‪ ،‬في شهر ـ في سنة‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫«بن�سيون» املنزه»‬ ‫وكما لو أن األمر كان «مجرد صدفة»‪ ،‬توصل‬ ‫«خبراء» وزارة السياحة إلى «االقتناع» بـ «ضرورة»‬ ‫سحب «نجمــة» من نجمات فندق «موفيمبيك»‬ ‫(ماالبالطا سابقا) ليتراجــع بدرجة عن فنادق‬ ‫«الخمســة نجـوم» التي تعتبر قمة في سلسلـة‬ ‫التصنيف الفندقي بالعالم‪ .‬والتي كانت تتميز‬ ‫بها مدينة طنجة على سواها من المدن السياحة‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫مراجعة «تصنيف» فندق «موفيمبيك» جاء‬ ‫بتوصية من لجان وزارة السياحة «المتخصصة»‬ ‫بعد أن الحظت وجود «اختالالت» على مستوى جودة‬ ‫الخدمات والرفاهية والفخامة‪ ،‬وبعد أن أعطيت‬ ‫للفندق ذي الشهرة العالمية‪ ،‬مهلة تسعين يوما‬ ‫من أجل تنفيذ توصيات خبراء السياحة‪.‬‬ ‫وقبــل «موفيمبيك» اهتــدت لجان الخبراء‬ ‫ب��وزارة «ال��رؤي العشرية» إلى «فنـدق المنزه»‬ ‫الذي يعتبر معلمة من معالم السياحة الوطنية‬ ‫ومفخرة من مفاخر طنجة «الدبلوماسية» قبل‬ ‫«الدولية»‪ ،‬فسحبت منه نجمتين ثمينتين من‬ ‫نجومه الخمس‪ ،‬على إثر ما قد تكون لجنة من‬ ‫سياحة الرباط قد الحظته‪ ،‬هي األخرى‪ ،‬من وجود‬ ‫«اختالالت» على مستوى المطابـــخ والنظافــة‬ ‫واإليواء والسالمة الغذائية‪.‬‬ ‫والظاهر أنه لو ثبتت كل هذه «االختالالت»‬ ‫لصح إغالق الفندق نهائيا اعتبارا لـ «خطورة»‬ ‫تلك االختالالت التي قد تكون «كيدية» بعد أن‬ ‫قامت الشركة المسيرة في السابق بــ «زعامة»‬ ‫لؤي الطريحي‪ ،‬المقال حديثا‪ ،‬بعد مواجهات مع‬ ‫العمال خلق جو من التشنج البد وأن يكون أثر‬ ‫بشكل سيء على سير فندق المنزه وفندق «فيال‬ ‫دو فرانـــس» التابعين لشركــة «ريسطينطيكا»‬ ‫التي يرأس مجلسها اإلداري العراقي نظمي شاكر‬ ‫أوجي‪.‬‬ ‫قد ال يقوى أحد على إنكار وجود «اختالالت» في‬ ‫الفندقين معا‪ ،‬ولو أن لجان الوزارة الوصية على‬ ‫تصنيف الفنادق قامت بدورها كامال في المراقبة‬ ‫المستمرة للفنادق على مختلف المستويات بدل‬ ‫االكتفاء بزيارات على رأس كل عشر سنوات‪ ،‬لتم‬ ‫تدارك العيوب في وقتها‪ ،‬ولما تمت «اإلساءة» إلى‬ ‫سمعة فندق كالمنزه‪ ،‬الذي يحظى بشهرة عالمية‬ ‫وبصيت دول��ي في مختلف المحافل السياحية‬ ‫العالمية‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬وبعد أن كانت طنجة‪ ،‬األولى مغربيا‬ ‫في عدد الفنادق الفاخرة بالمغرب‪ ،‬تفقد اليوم‬ ‫«قصرين» سياحييــن‪« ،‬موفيمبيك» ذي العالمة‬ ‫التجاريــة السويسريـــة و«المنزه» ذي الشهـرة‬ ‫العالميـة‪ ،‬اللذين تحوال بفعل «خالصات» تقارير‬ ‫لجان وزارة السياحة الرباطيــة‪ ،‬إلى «بنسيــون‬ ‫موفيمبيك» و«بنسيـون المنزه» هذا الفنــدق‬ ‫العتيد الذي يشكل رأس مال المادي ال تقدر قيمته‬ ‫والتي قد ال تصل إليه كل فنادق المغرب مجتمعة‪،‬‬ ‫ورأس مال تجاري بماليير الماليير‪.‬‬ ‫ولنا عودة للموضوع‬

‫‪9‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫والدولة لتنتقل من ‪ 5800‬درهم شهريا إلى ‪ 31‬ألف درهم‬ ‫شهريا‪.‬‬ ‫هذا كثير على برلمانيينا‪ ‬األفذاذ‪ ..... ! ‬وعلى المطالبين‬ ‫بإصالح تقاعد البرلمانيين أال يفكروا إطالقا في الرفع من‬ ‫مساهمة منتخبي األمة‪ ،‬رأفة بهم وبأحوالهم وحتى ال نخيب‬ ‫آمالهم فينا‪ ،‬واعتمادهم علينا في تحقيق مآربهم‪ .‬الحل الحق‬ ‫أن يأخذوا من فلوسنا ويعطوهم بال حساب‪ ،‬حتى «يبقوا ‪ ‬لنا‬ ‫على خواطرهم» وذلك منتهى سعادتنا‪ ،‬نحن المغفلين الذين‬ ‫نلدغ من الجحر ألف مرة‪ ،‬ولكننا نعاود ‪!...‬‬ ‫‪ooooo‬‬

‫الدستور ال يسمح والحل ممكن‬ ‫مطلوب من المغاربة الواقفين بباب اهلل‪ ،‬أن ال يمرضوا‬ ‫في هذا البلد السعيد من أرض اهلل‪ .‬وإن قدر اهلل مرضهم‪،‬‬ ‫فلينتظــروا الساعة‪ ، ‬حامدين‪ ،‬شاكرين‪ ،‬راضين بمــا قسم‬ ‫اهلل !‪....‬‬ ‫وما حيلتهم و «الصحة» مريضـــة وأهلها «تعبانيــــن»‬ ‫والوصول إليها «مغامرة» قد ال يقوى عليها إال مفتول العضالت‬ ‫أو من كان قادرا على أن يدهن السير جيدا‪« ....‬ليسير»‬ ‫جيدا‪ ...! ‬داخل منظومة الصحة التي افتقد المواطنون فيها‬ ‫العناية والجودة !‪ ،‬بالرغم من كفاءات شابة يحاصرها ضعف‬ ‫التجهيزات وقلة اإلمكانيات ‪ ،‬ويشل من عزمها انعدام العناية‬ ‫والرعاية‪ ،‬لتترك في مواجهة مؤلمة مع طالبي «ضيف اهلل» في‬ ‫مستشفيات عمومية‪ ،‬كان من المفروض أن تكون في خدمة‬ ‫عباد اهلل ‪...‬‬ ‫داخل هذه “اللوحة» الكئيبة‪ ،‬المرعبة‪ ،‬تندرج قصة الطفلة‬ ‫م‪.‬ع ذات التسع سنوات‪ ،‬التي ربما تعاني من حساسية العث‬ ‫القوية ‪ les acariens‬والتي «نجحت» في الحصول على‬ ‫موعد في مستشفى تخصصات‪ ،‬بعد عام بالتمام والكمال ‪،‬‬ ‫أي في فبراير من السنة القادمة ‪... 2018‬‬ ‫صبرا جميال‪ ،‬حال صحتنا العمومية تغني عن الدليل‬ ‫والحمد هلل الذي ال يحمد على مكروه سواه‪.....! ‬‬ ‫‪ooooo‬‬

‫«شباك الموتى»‬ ‫رقت قلوب إخوتنا في اهلل‪ ،‬أعضاء المجلس البلدي‪ ،‬لحال‪ ‬‬ ‫موتى المسلمين ‪ ‬وما يالقونه من أهوال حين يتحتم نقلهم‬ ‫خارج طنجة‪ ،‬فقرر أن ينشئ «شباكا وحيدا»‪ ‬يتكلف بمهام نقل‬ ‫الموتى ‪ ،‬كخطوة أولى على طريق اإلعالن عن توزيع األكفان‬ ‫بالمجان‪ ،‬إسوة بإخوتهم في مجلس أكادير البلدي البيجيدي‪،‬‬ ‫ما سوف‪ ‬يسهل تجهيز موتى المسلمين‪ ‬بأقل تكلفة ويخفف‬ ‫من أعباء أهل الموتى في مواجهة المصاريف الباهظة التي ال‬ ‫يختلف الموت عن الحياة في مواجهتها ‪.‬‬ ‫ال تقلقوا‪ ،‬فالمجلس عازم على فتح «شبابيك» أخرى عديدة‪ ‬‬ ‫في المقاطعات األربع‪ ،‬ليسهل على المواطنين األحياء‪ ‬تسديد‬ ‫ضرائبهم وجباياتهم‪ ‬التي عمد إلى «مراجعتهـــا»‪ ‬صعودا‪،‬‬ ‫بهدف «الرفــع مــن أداء اإلدارة» و «تحسين المردودية»‪،‬‬ ‫و«تخليق الموفق العمومي وتحقيق التدبير الجيد للشأن العام‬ ‫المحلي‪.‬‬ ‫كلمات‪ ،‬كلمات‪ ،‬كلمات ‪......‬‬ ‫‪ ooooo‬‬

‫شبح اإلفالس يهدد تقاعد البرلمانيين‪! ‬‬

‫خبر غير سار بالنسبة للمغاربة ‪ ،‬ذلك أن حالة من االستنفار‬ ‫المبين لوحظت هذا األسبوع داخل مجلس النواب‪ ،‬بسبب‬ ‫شبح اإلفالس الذي بات يهدد تقاعد البرلمانيين‪« ‬الغالبة»‬ ‫الذين قد يفقدون تقاعدهم وهو ركن هام من أركان «العملية‬ ‫االنتخابية» المغربية الفريدة‪.‬‬ ‫صندوق اإليداع والتبدير‪ ‬رفع يديه أمام «فــراغ» خزائنه‬ ‫وأعلن أنه قد ال يستطيع‪ ‬صرف «معاشات»‪ 700 ‬برلماني‬ ‫خالل الشهر المقبل‪ ،‬وأنه البد من رفع مساهمات المعنييــن‬

‫ألمح إلياس العمــاري خالل‪ ‬انعقـــاد المجلس الوطنـــي‬ ‫االستثنائي لحزبه ببوزنيقة‪ ،‬إلى حل اللجوء إلى الحزب الثاني‪،‬‬ ‫يعني األصالة والمعاصرة» ‪ ،‬لتشكيل الحكومة في حال ما‬ ‫إذا عجز الحـزب األول‪ ،‬العدالة والتنمية‪ ،‬عن ذلك‪ ،‬لسبب من‬ ‫األسباب‪ .‬والسبب واألسباب معروفة‪ .‬كما هو الشأن بالنسبة‬ ‫للذين يضعـون العصـا في العجـالت‪ ،‬ليحـدث «البلوكاج»‪،‬‬ ‫ويستمر‪....! ‬‬ ‫إلياس العماري استنجد هو أيضا بحجة ‪« ‬المؤامرة « وأشار‬ ‫باإلسم إلى من يعتقد أنهم ساهموا في صياغة الفصل ‪47‬‬ ‫من الستور‪ ‬وهم اليوم «حاصلون» في تلك الصياغة‪ ،‬بالرغم‬ ‫من مقترح تعديل ذلك الفصل بصيغة المرور إلى الحزب‬ ‫الثاني‪ ،‬أو الثالث أو الرابع‪ ....‬ولكن‪ ،‬يبدو أن الحزب الثاني‬ ‫جاهز الستعمال «حق الشفعة»‪....!!! ‬‬ ‫‪ooooo‬‬

‫تمويل «أخالقي»‪! ‬‬

‫قالوا إنها بنوك إسالمية‪.‬‬ ‫قلنا تبارك اهلل‪ ،‬دون أن نعلم متى وأين أسلمت‪ ،‬ومن وثق‬ ‫إسالمها ومن شهد على ذلك‪! ‬‬ ‫وسألنا عن أحوالها فقيل لنا إنها تقوم بالوساطة ‪ ‬المالية‬ ‫بين المدخر والمستثمـر في إطــار «المضاربـة الشرعية»‪ ‬‬ ‫المبنية على المشاركة في الربح والخسارة‪ ‬وفق مبدأ «الغنم‬ ‫بالغرم»‪ ،‬وبذا فإنها تقدم البديل اإلسالمي للمعامالت البنكية‬ ‫التقليدية‪.‬‬ ‫قلنا آمين‪ ،‬وتقبل اهلل من المحسنين‪.‬‬ ‫إال أننا فوجئنا بوصف جديد‪ ،‬طلع في بيانات صدرت‬ ‫بمناسبة تنظيم‪ ‬معرض‪ ‬للبنوك اإلسالمية «بالدار البيضاء‪،‬‬ ‫حول «التمويل األخالقي» والتشاركي‪ .‬المساهمة في النمو‬ ‫واإلندماج االقتصادي بالمغرب»‪.‬‬ ‫التمويل التشاركي مفهوم‪ ،‬ولكن «األخالقي» يدفعنا إلى‬ ‫االعتقاد أنه يوجد تمويل «غير أخالقي» ‪ .‬وهو ما قد يتبادر إلى‬ ‫الذهن أن البنوك الغيرـ إسالمية‪ ،‬أو تلك التي لم يهدها اهلل‬ ‫بعدُ لإلسالم‪ ،‬تمارسه في تعاملها اليومي مع المسلمين‪ .‬وقد‬ ‫بحثت في المنجد عن أضداد كلمة «أخالقي» حتى أصف بها‪ ‬‬ ‫البنوك «التقليدية» التي ال تتقيد بالشريعة‪ ،‬والتي تتاجر في‬ ‫النقد على أساس الفائدة «الصريحة» للمتعاملين بيعا وشراء‪،‬‬ ‫ادخارا واستثمارا‪ ،‬فوجدت أن كل ما ليس ـ بــ «أخالقي» ‪ ‬فهو‬ ‫خالعي‪ ،‬داعر أو فاجر‪ ،‬والعياذ باهلل‪! ‬‬

‫ع‪.‬ك‬


‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 07‬إلى ‪ 13‬فرباير ‪2017‬‬

‫العدد ‪875‬‬

‫َ‬ ‫أمـنـيــات‬ ‫� �أمنـيـات‬

‫األستاذ عبد اللطيف الخطيب‬ ‫أحد رجاالت تطوان في ذمة اهلل‬

‫ّ‬

‫عدد من أحياء المدينة‪ .‬وبعد استنفاذ البحث سوف يتم تقديمهم‬ ‫اعتداء همجي على رجل أمن‬ ‫للعدالة‪ .‬‬ ‫راجت خالل األسبوع الفارط أخبار حول قيام سائق بدهس رجل‬ ‫‪ k k k k k k‬‬ ‫ ‬ ‫أمن بطنجة متسببا في إصابات بليغة لرجل األمن الذي نقل في حالة‬ ‫بالغة الخطورة إلى المستشفى‪ ،‬والد الجاني بالفرار‪.‬‬ ‫«الضبابا» في خبر كان !‬ ‫شهود الحادث أكدوا أن رجل األمن هم بتوقيف السيارة التي‬ ‫شخص بتُهم‬ ‫تمكنت مصالح األمن بمدينة المضيق من إيقاف‬ ‫ٍ‬ ‫كان على متنها شخصان بهدف االطالع على وثائق السيارة من أجل ترويج المخدرات واعتراض سبيل المارة والسرقات بالعنف بحي‬ ‫القيام باإلجراءات القانونية على إثر مخالفة مرورية ارتكبها السائق‪ ،‬السكة بالمدينة المذكورة‪.‬‬ ‫غير أن هذا األخير تجاهل تعليمات الشرطي‪ ،‬وعمد إلى الزيادة في‬ ‫ورغم محاولة هذا «الضبابا» المعروف بسوابقه القضائية في‬ ‫سرعة العربة وقام بدهس الموظف األمني لتواصل السيارة سيرها‬ ‫مجال السرقة وترويج المخدرات‪ ،‬مقاومة رجال األمن وتهديدهم‬ ‫بسرعة جنونية ‪.‬‬ ‫بواسطة السالح األبيض وقنينة غاز مسيل للدموع؛ فإن عناصر األمن‬ ‫وقد أعلن مصدر أمني أنه تم توقيف الجاني الذي داس بسيارته تمكنت من شل حركته وإيقافه‪ .‬ليتم حجز كمية مهمة من مخدر‬ ‫ضابط األمن التابع لمصلحة المرور بعد أن قام بتوقيف سائق الشيرا ومسحوق الكيف وعدة أسلحة بيضاء كبيرة الحجم كانت‬ ‫السيارة الرتكابه مخالفة لقانون السير واستعمال هاتفه المحمول بحوزته يستعملها في ممارسة عملياته اإلجرامية ضد مواطنيه في‬ ‫أثناء القيادة‪ ،‬وعدم تقديم الوثائق‪.‬‬ ‫مدينة الفنيدق والجوار‪.‬‬ ‫وقالت مصادر طبية‪ ،‬إن رجل األمن نقل إلى مستشفى محمد‬ ‫‪kkkkkk‬‬ ‫الخامس بطنجة‪ ،‬متأثرا بإصابات خطيرة حيث إنه يعاني من ارتجاج‬ ‫يفقد ساقه من أجل «بورطابل» !‬ ‫في المخ‪ ،‬والعديد من الكدمات في مختلف أنحاء جسمه‪ ،‬وأنه وصل‬ ‫إلى المستشفى في حالة غيبوبة‪ ،‬حيث أدخل مباشرة إلى غرفة‬ ‫كان برفقة «زميل» له في السرقة يحاوالن الفرار على دراجة‬ ‫اإلنعاش في محاوالت إلنقاذه‪.‬‬ ‫نارية بعد أن قام اإلثنان بسرقة هاتف محمول بالخطف ‪ ،‬اإلثنبن‬ ‫وقد تمت إحالة الجاني على الدائرة األمنية الخامسة ‪ ،‬حيث وضع الماضي بحي البرانص‪ .‬إال أنه من سوء حظهما وحسن طالع صاحب‬ ‫تحت تدابير الحراسة النظرية قبل تقديمه للعدالة‪.‬‬ ‫أو صاحبة الهاتف المسروق أن دراجة اللصين اصطدمت بسيارة في‬ ‫أحد أزقة هذا الحي‪ ،‬غير بعيد عن «مسرح الجريمة» ليفقد أحدهما‬ ‫‪kkkkkk‬‬ ‫ساقه التي بترت بفعل االصطدام القوي للدراجة النارية بالسيارة‬ ‫العابرة‪.‬‬ ‫تسلل وسرقة واغتصاب‬ ‫رفيقه في اللصوصية وقطع الطريق حاول الفرار إال أنه وقع في‬ ‫تسلل إلى شقة بطريق الرباط‪ ،‬واستولى على كل ما وجد بها‬ ‫قبضة شباب الحي الذين «اعتقلوه» في انتظار تسليمه لرجال األمن‪،‬‬ ‫مما خف وزنه وغال ثمنه‪ ،‬وقام باغتصاب صاحبة البيت تحت التهديد قبل أن يتم نقل صاحبه بسيارة إسعاف إلى المستشفى لتلقي العالج‪.‬‬ ‫باستعمال السالح األبيض ‪.‬‬ ‫‪kkkkkk‬‬ ‫ولكن يقظة رجال األمن ومهنيتهم وذكاءهم سرعان ما مكنهم‬ ‫من الوصول إلى تحديد هوية الجاني الذي يبلغ من العمر حوالي ‪25‬‬ ‫عملية انتحار غريبة بالحسيمة‬ ‫سنة‪ ،‬والذي كان موضوع مذكرة بحث على الصعيد الوطني‪ ،‬حيث تم‬ ‫قامت عناصر أمنية من سرية امزورن للدرك الملكي بمعاينة‬ ‫اعتقاله بمنطقة بني مكادة‪ ،‬ووضعه تحت تدابير الحراسة النظرية‬ ‫حالتي «انتحار» متفرقتين لشابين ينحدر أحدهما من بني بوعياش‬ ‫قبل تقديمه للعدالة التي سوف تقول فيه كلمة الحق ‪.‬‬ ‫والثاني من دوار أزغاين‪ ،‬التابعين لجماعة «لوطا» بإقليم الحسيمة‪.‬‬ ‫‪kkkkkk‬‬ ‫وقد عثر على جثة األول معلقة بشجرة بمنطقة أيت يسنار فيما‬ ‫عثر على جثة الثاني بدوار ازغاين‪.‬‬ ‫السرقة فوق األرض وتحتها‬ ‫نجحت فرقة متخصصة من األمن العمومي بطنجة‪ ،‬من توقيف‬ ‫خمسة أشخاص في حالة تلبس بسرقة خيوط الكهرباء من ورش‬ ‫تحت ـ أرضي يتعلق ببناء نفق‪.‬‬ ‫الموقوفون الخمسة تم حجز ما «اغتنموه» من السرقة كما تمت‬ ‫إحالتهم على الشرطة القضائية من أجل تعميق البحث للوصول إلى‬ ‫غيرهم من المتورطين في سرقة أسالك الكهرباء بالمدينة حيث‬ ‫تتسبب تلك األفعال المشينة في قطع التيار الكهربائي باستمرار على‬

‫ْ�س مْ ُ‬ ‫ا�ض َي ًة‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ال ْط َم ِئ َن ُّة ْارجِ عِي �إِ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫} َيا �أَ ّ َيت َُها ال ّ َنف ُ‬ ‫اد ُخلِي َج ّ َنتِي {‬ ‫َم ْر ِ‬ ‫اد ُخلِي يِف عِ َبادِ ي َو ْ‬ ‫�ض ّ َي ًة َف ْ‬ ‫(صدق اهلل العظيم)‬

‫نجيب الحموتي‬ ‫في دار البقاء‬ ‫ببالغ الحزن وعميق األسى تلقى أعضاء المكتب‬ ‫الوطني للنقابة المغربية للتعليم العالي والبحث العلمي‪،‬‬ ‫نبأ وفاة أخينا األستاذ نجيب الحموتي أستاذ بشعبة علوم‬ ‫األرض بكلية العلوم بوجدة سابقا ثم بالكلية متعددة‬ ‫التخصصات بالناضور‪ .‬وبهذه المناسبة األليمة على‬ ‫قلوبنا جميعا‪ ،‬يتقدم أعضاء المكتب الوطني للنقابة‬ ‫المغربية للتعليم العالي والبحث العلمي أصالة عنهم‬ ‫ونيابة عن جميع األساتذة الباحثين ألسرة الفقيد ولكافة‬ ‫أصدقائه وطلبته‪ ،‬بأحر التعازي وعظيم المواساة‪ ،‬وإننا‬ ‫لنتضرع للمولى جل وعال‪ ،‬بأن يشمله بعفوه الكريم‬ ‫ويدخله فسيح جنانه‪ ،‬وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان‪.‬‬

‫« إنا هلل وإنا إليه راجعون»‬

‫المكتب الوطني ‪ ‬‬

‫رجال الدرك الملكي فتحوا تحقيقا في القضيتين بعد معاينة‬ ‫الجثتين بهدف الوصول إلى معرفة أسباب الجريمتين ‪ ،‬خاصة وهناك‬ ‫«مؤشرات» على أن األمر يتعلق بجريمتي قتل تمت ‘’فبركتها’’ في‬ ‫قالب عملية انتحار‪ ،‬بعد أن لوحظ أن الشجرتين اللتين وجد الضحيتان‬ ‫معلقتين بهما أقصر من طولهما بما قد يفيد بأن األمر فيه «إن»‬ ‫وسوف يكشف التشريح عن هذه «اإلن» في المقبل من األيام‪.‬‬

‫ع‪ .‬ك‬

‫«وما عند اهلل خير وأبقى»‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫انتقل إلى عفو اهلل تعالى المرحوم‬

‫حميد الحموشي‬ ‫‪ ‬بالمستشفى الجامعــي‬ ‫ابن سينا بالربـــاط‪ ،‬حيث‬ ‫كان يعالـج من مرض لم‬ ‫يمهله كثيرا ‪ ،‬انتقـل إلى‬ ‫عفو اهلل ورحمتــه حميــد‬ ‫الحموشي‪ ،‬وذلك يـــــوم‬ ‫السبت ‪ 28‬يناير ‪. 2017‬‬ ‫وشيــع‪ ‬جثمـان الفقيـد‬ ‫في موكب مهيب‪ ،‬وووري‬ ‫الــثـرى بمقبـــرة موالي‬ ‫التهامي بوزان ‪ .‬‬ ‫‪ ‬وأمام هذا المصاب الجلل ‪ ،‬وبعد الوقوف خشوعا وإجالال‬ ‫أمام الروح الطاهرة للفقيد‪ ،‬يتقدم محمد حمضي عضو‬ ‫اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان ‪ ،‬والكتاب العموميون بوزان ‪،‬‬ ‫بتعازيهم الحارة ومواساتهم القلبية إلى ابنته كوثر ‪ ،‬وأرملته‪،‬‬ ‫وإخوانه ‪ ،‬مصطفى وسميرة ‪ ،‬راجين من الذي جل جالله أن‬ ‫يرزقهم الصبر والسلوان ‪ ،‬ويمطر المرحوم بشآبيب الرحمة‬ ‫والمغفرة ‪ ،‬ويسكنه فسيح جنانه ‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫ولد بتطوان في شهر ماي عام ‪،1927‬‬ ‫ينحدر من عائلة نبيهة وعريقة بالمدينة‪،‬‬ ‫اشتهرت بالعلم والوجاهة وفعل الخير‪ .‬من‬ ‫أجداده المرموقين الوجيه الحاج محمد‬ ‫الخطيب الذي تولى أمانة مرسى طنجة‪،‬‬ ‫ومباشرة القضايا مع السفراء األجانب‬ ‫كنائب عن السلطان في عهد موالي‬ ‫عبد الرحمن‪ ،‬ونجله سيدي محمد‪،‬‬ ‫ومن أجداده أيضا الوجيه علي‬ ‫بن الحاج محمد بن الحاج أحمد‬ ‫الخطيب أمين بديوانة طنجة‪،‬‬ ‫ومرتيل‪ ،‬والعرائش‪ ،‬والدار‬ ‫البيضاء‪،‬والجديدة‪.‬‬ ‫أنهى عبد اللطيف تعليمه بمدارس تطوان بتفوق عال‪ ،‬لينتسب بعد ذلك‬ ‫إلى المعاهد العليا بإسبانيا‪ ،‬ثم أَهّ َله اجتهاده للحصول على منحة من قِبَل‬ ‫وزارة األحباس في الحكومة الخليفية لدراسة الفلك والعلوم الكونية بمدينة‬ ‫طرطوشة ‪ Tortosa‬بمنطقة كاطالونيا ‪ Cataluña‬سنة ‪ .1948‬وبمرصد‬ ‫إيبرو قضى موسما كامال في األبحاث التطبيقية‪.‬‬ ‫قام الشاب عبد اللطيف خالل فترة تحصيله العلمي بدراسة عميقة‬ ‫حول خصوصيات إقليم الشمال المغربي‪ ،‬وإبراز ظواهره من حيث الخصوبة‬ ‫والحرارة واألمطار وتوزيع السكان‪ ...‬ونشرت مجلة األنوار بحثين من بحوثه‪،‬‬ ‫وقدم الطالب أعماله ذات الرسوم البيانية باللغة اإلسبانية إلى المجلس‬ ‫األعلى لألبحاث العلمية بمدريد‪ ،‬لتنال شرف تدوينها في مذكرة المجلس‬ ‫السنوي لعام ‪ 1950‬مع تهنئة الباحث المغربي‪.‬‬ ‫في مطلع استقالل المغرب‪ ،‬وحين تشكلت أول وزارة للخارجية المغربية‪،‬‬ ‫كان عبد اللطيف الخطيب من أوائل المشتغلين في مكاتب أقسامها‬ ‫ومصالحها‪ .‬وفي سنة ‪ 1959‬عُيِّن مكلفا بمهمة في الديوان السياسي‬ ‫للمغفور له جاللة الملك محمد الخامس‪ ،‬ثم قضى أربع سنوات أستاذا محاضرا‬ ‫لألدب اإلسباني بكلية اآلداب بالرباط‪.‬‬ ‫ولما تولى المرحوم جاللة الملك الحسن الثاني العرش‪ ،‬أُعيد عبد اللطيف‬ ‫إلى منصبه السابق بالديوان الملكي‪ ،‬واختير عضوا مرافقا للوفد المغربي‬ ‫خالل جلسات الجمعية العامة لألمم المتحدة‪ .‬وفي عام ‪ 1965‬ارتقى إلى‬ ‫رئاسة الديوان الملكي‪ .‬واستمر في هذا المنصب إلى أن تم تنصيبه في ‪28‬‬ ‫غشت ‪ 1971‬عامال على إقليم تطوان‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ 1973‬سيحظى عبد اللطيف الخطيب بمنصب سفير للمملكة‬ ‫المغربية بإسبانيا‪ ،‬وفي سنة ‪ 1976‬انتقل إلى السفارة المغربية بالبرازيل‪،‬‬ ‫وظل مزاوال أعماله الدبلوماسية بها مدة غير قصيرة‪ .‬كما عمل أيضا سفيرا‬ ‫معتمدا لدى بعض بلدان أمريكا الالتينية لدى البيرو‪ ،‬وبوليفيا‪ ،‬واألوروغواي‪،‬‬ ‫واإلكوادور‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى حظي عبد اللطيف ‪ -‬خالل منتصف الستينيات ‪ -‬بمرافقة‬ ‫الملك الراحل الحسن الثاني أثناء زياراته لبعض أقاليم المملكة‪ُ ،‬‬ ‫وك ِّلف مبعوثا‬ ‫لجاللته إلى عدد من الدول األجنبية‪ ،‬حامال رسائل ملكية‪ .‬ومشاركا في الكثير‬ ‫من المؤتمرات الدولية‪ ...‬يقول عبد اللطيف الخطيب في حوار مع الصحافية‬ ‫اإلسبانية ‪« Conchita Blanco‬إنه بعد انتهاء خطبة العرش من عام‬ ‫‪ ،1968‬وَشَّحَني شخصيا جاللة المرحوم الحسن الثاني بوسام العرش درجة‬ ‫ضابط»‪.‬‬ ‫ومن بين األوسمة التي تَشَرَّفَ بالحصول عليها خارج وطنه‪:‬‬ ‫وسام إمبراطور شاه إيران‪.‬‬ ‫وسام بلدوينُو ‪ Baldiuno‬ملك بلجيكا‪.‬‬ ‫وسام جمال عبد الناصر رئيس جمهورية مصر العربية‪.‬‬ ‫وسام رئيس جمهورية تونس الحبيب بورقيبة‪.‬‬ ‫وسام رئيس جمهورية رومانيا السيد ‪Ceausecu‬‬ ‫وسام رئيس الجمهورية الفدرالية األلمانية ‪Heinrich Lübke‬‬ ‫إضافة إلى ذلك أحرز الخطيب على عدة شهادات تقديرية‪ ،‬ورسائل ثناء‬ ‫عديدة مكافأة له على خدماته الجليلة من أجل إنجاح التعاون السياسي‬ ‫والدبلوماسي المغربي مع بلدان العالم‪.‬‬ ‫تألق اسم األستاذ عبد اللطيف في الكثير من المجاالت الثقافية‪،‬‬ ‫حيث كتب في شتى المواضيع‪ ،‬وترجم العشرات من النصوص اإلبداعية‪،‬‬ ‫والمقاالت األدبية‪ ،‬والفكرية‪ ،‬والعلمية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬والسياسية‪ ،‬والقانونية‪،‬‬ ‫واألبحاث التاريخية والتربوية‪ ،‬واللغوية‪ ..‬ثم نشرها في العديد من الصحف‬ ‫والمجالت المغربية واألجنبية‪ ،‬بلغته العربية السليمة‪ ،‬وبلغتين كان يتقنهما‬ ‫إتقانا دقيقا‪ :‬اإلسبانية والفرنسية‪ ،‬واللتين عن طريقهما نقل الكثير من‬ ‫أعمال كبار المفكرين والمبدعين العالميين‪ ،‬أمثال‪ :‬جوته األلماني‪ ،‬وإبسن‬ ‫النرويجي‪ ،‬وأوسكار وايلد اإليرلندي‪ ،‬وشار بودلير وأندريه جيد الفرنسيين‪،‬‬ ‫وستيفان تزفايك النمساوي‪ ،‬والعباقرة اإلسبان‪ :‬خاسنيتو فينافنتي‪ ،‬وميجيل‬ ‫سرفانطيس‪ ،‬وبيو باروخا‪ ،‬وكاميلو سيال وأزورين‪...‬‬ ‫يقول رفيقه وصديقه األديب المرحوم محمد الصباغ في حذق عبد‬ ‫اللطيف اللغة اإلسبانية‪« :‬عبد اللطيف الخطيب فارس األبجدية بثنائيتها‬ ‫القطحانية والقشتالية‪ ،‬فقد حذق هذه اللغة األجنبية حذقا راسخا عريقا‪ ،‬حتى‬ ‫كشفت له عن حلمة سرها‪ ،‬فالنت منسابة طيعة على قلمه»‪.‬‬ ‫إن اإلنتاج الغزير الذي خلفه عبد اللطيف الخطيب والذي ال تسمح‬ ‫المناسبة بعرضه كامال يدعو الجميع اليوم إلى عدم تركه عرضة لإلهمال‬ ‫والنسيان‪ ،‬بل يجب اإلسراع إلى نفض الغبار عنه‪ ،‬وذلك بإخراجه إلى النور‪،‬‬ ‫ودراسته وتحليله‪ ،‬والقيام بتقييمه وتصنيفه‪ .‬والدعوة موجهة أساسا إلى‬ ‫طالب الجامعات وأساتذتها والباحثين والمهتمين‪ ،‬وذلك بتهييء أطروحات‬ ‫أكاديمية‪ ،‬وإعداد أعمال مونوغرافية عن هذا المثقف الموسوعي الفذ‪،‬‬ ‫والمترجم األلمعي‪ ،‬والصحافي المخلص‪ ،‬والدبلوماسي المقتدر‪ ،‬والوطني‬ ‫الصادق‪ ،‬وعاشق الفن الفاتن‪...‬‬ ‫رحم اهلل األستاذ عبد اللطيف الخطيب‪ ،‬الذي لم يكن يسعى بإنجازاته‬ ‫المتعددة االختصاصات إلى حب الظهور والبحث عن الشهرة‪ ،‬بل كان في‬ ‫حياته بسيطا متواضعا‪ ،‬جادا مستقيما في العمل‪ ،‬حريصا على أن ينفع وطنه‬ ‫في صمت وهدوء‪ ،‬كما نفع أبناءه وخالنه بأخالقه السامية‪ ،‬وطيبوبة سريرته‬ ‫الصافية‪.‬‬

‫الزبير بن األمين‬


‫العدد ‪875‬‬

‫الثالثاء ‪� 07‬إلى ‪ 13‬فرباير ‪2017‬‬

‫‪11‬‬

‫األستاذ محمد بولعيش يفتح قلبه لجريدة «الشمال ‪:»2000‬‬ ‫«لم يخطر على بالي ّ‬ ‫قط أنني سأكتب يوماً سيرة ذاتية» (‪)3/1‬‬ ‫يسجل الدكتور مصطفى الجوهري‪ ،‬الناقد المتخصص في األدب المغربي‪ ،‬في دراسة علمية أكاديمية أنجزها حول أدب المذكرات في المغرب‪ ،‬أن أهل هذا البلد ال يقبلون على‬ ‫تحرير مذكرات توثق للوقائع واألحداث التي كانوا شهودا عليها خالل مراحل معينة من تاريخ البالد؛ غير أن هناك من ّ‬ ‫يحطم هذا التردد‪ ،‬فينخرط في خوض المغامرة‪.‬‬ ‫ضمن هذه الفئة‪ ،‬نجد المترجم واألديب والمربي األستاذ محمد بولعيش‪ ،‬الذي أصدر خالل اآلونة األخيرة كتابا يندرج ضمن أدب المذكرات‪ ،‬لتتعزز الخزانة المغربية بهذا العمل‬ ‫الذي اختار له مؤلفه من األسماء «السير على األشواك‪ ..‬شذرات من حياة»‪.‬‬ ‫حول هذا الكتاب وما يرتبط به من أسئلة وقضايا‪ ،‬يدور هذا الحوار الطويل مع مؤلفه ابن مدينة طنجة‪ ،‬والذي ننشر هنا في هذا العدد الجزء األول منه‪:‬‬ ‫حاوره في الدار البيضاء‪ :‬عبد اهلل بديع‬ ‫• كيف تغلب األستاذ محمد بولعيش على التخوف ّ‬ ‫وحطم التردد ثم فكر في االنكباب‬ ‫على تحرير هذه الشذرات الموسومة بـ «السير على األشواك‪ ..‬شذرات من حياة» ونشرها؟‬ ‫أو بتعبير آخر‪ :‬ما هو الدافع الذي حفزك على تحرير هذه الشذرات ونشرها للقراء؟‬ ‫• • كما وضحت ذلك في مقدمة الكتاب‪ ،‬لم يكن هدفي عندما بدأت نشر الشذرات‬ ‫على الفايسبوك أن أؤلف كتابا؛ لكن بعد تقدمي في الكتابة بدأ بعض المتتبعين من‬ ‫بالعشتي ورفاقي وأصدقائي يلحون عليّ بنشر الشذرات في كتاب‪ ،‬بل هناك من اقترح‬ ‫عليّ مساعدتي ماديا إلنجاز المشروع‪ ،‬فأخذت الفكرة تنمو وتستوي حتى صارت ما‬ ‫وصلت إليه وأصبحت واقعا ملموسا‪ .‬وبهذه المناسبة‪ ،‬ال بد من أن أشكر كل من كان وراء‬ ‫زرع هذه الفكرة ورعايتها حتى نبتت‪..‬‬ ‫• اخترت لهذه السيرة عنوانين اثنين أحدهما رئيسي (السيـر على‬ ‫األشواك) وآخر فرعي (شذرات من حياة)‪ .‬فهل تعني هذه «االزدواجية»‬ ‫أنك عشت نوعا من التردد في االختيار؟‬ ‫• • ال‪ ،‬أبدا‪ .‬في البدء‪ ،‬كانت الشذرات؛ فعندما بدأت الذكريات‬ ‫تنساب من الذاكرة كتابة كان عنوانها على الفايسبوك‪ :‬شذرات‬ ‫من حياة‪ ،‬إلى أن وصلت إلى ستين حلقة‪ .‬وعندما أخذ بعض‬ ‫الظرفاء يقارن ما كتبت بالقرآن انطالقا من العدد ‪( 60‬ستون‬ ‫حزبا) أدمجت شذرة في شذرتين‪ ،‬ليصبح عددها ‪ 59‬تجنبا‬ ‫لهذا النوع من المزاح الثقيل؛ لكن عندما جاءت فكرة‬ ‫الكتاب كان ال بد من إعطائه عنوانا مالئما لمضمونه‪.‬‬ ‫وبما أن حياتي كانت عبارة عن أشواك سرت عليها‬ ‫جاء العنوان الرئيس للكتاب‪ ،‬واحتفظت بالعنوان‬ ‫األصلي كعنوان فرعي‪.‬‬ ‫• هل أجريت تعـديـالت معينـة على‬ ‫النسخة الرقمية ‪ /‬اإللكترونيـة من هــذه‬ ‫النصوص قبل خروجها إلى القراء مطبوعة‬ ‫بين دفتي كتاب؟‬ ‫• • لم أرد أن يحدث أيّ تغيير على النص‬ ‫األصلي الصادر على الفايسبوك‪ ،‬إال ما كان من‬ ‫بعض التصحيحات اللغوية واألسلوبية‪ ،‬وبعض التعديالت التي أشار عليّ بها بعض الرفاق بخصوص بعض‬ ‫األحداث (وهو قليل جدا على كل حال)‪ ..‬أما دون ذلك‪ ،‬فبقي على صورته األصلية شكال ومضمونا‪.‬‬ ‫• تجمع في السيرة الذاتية بين الهواجس الخاصة واالنفعاالت الذاتية وبين الهموم واالنشغاالت‬ ‫العامة‪ ..‬فكيف استطعت أن تحقق هذه المعادلة الصعبة المتمثلة في الجمع والتوليف بين هذين الجانبين‬ ‫سالفي الذكر؟‬ ‫• • بصدق‪ ،‬لم تكن هناك صعوبات ذات قيمة كبرى في معالجة‬ ‫الجانبين المذكورين‪ ..‬الصعوبات جاءت من محاورة الذاكرة واختبار ما‬ ‫مدى صِدْقيتها ووفائها لما كان بالرغم من تقادم األحداث والوقائع‪،‬‬ ‫ومرارا كنت أتصل ببعض من عايشتهم وما زالوا في زمرة األحياء ألتأكد‬ ‫مما أقول‪ /‬أكتب‪ ،‬وكذا صعوبة الحديث عن أناس أحببتهم وما زلت‪ ،‬وشكلوا‬ ‫أعمدة أساسية في مسار حياتي‪ ،‬وكنت أتألم كثيرا ومجددا حينما تعود إلى‬ ‫الذاكرة معاشرتي لهم ووداعهم المفاجئ في جل األحيان‪ ،‬إلى حد أن‬ ‫الراحلين (من العائلة واألصدقاء) كانوا مرارا ما يزورونني ليال في ظروف‬ ‫مختلفة بعضها على شكل كوابيس‪ ..‬لكن‪ ،‬وبالمقابل‪ ،‬كان ذلك يوفر لي‬ ‫قدرا من الفرح بحكم استحضارهم والعيش معهم لحظات جميلة مستعادة‬ ‫من الماضي‪ ،‬فأنتشي بها في انتظار ما سيأتي من وقائع‪.‬‬ ‫• يحرص بعض كتّاب السير الذاتية على تضمين األعمال التي‬ ‫يعدونها وثائق وكتابات يرون أنها تعزز ما يسجلونه من كلمات‬ ‫وأحاسيس ومواقف؛ غير أنك اخترت االكتفاء بالكلمة وحدها‪ ...‬أال ترى أن‬ ‫اللغة وحدها (دون حاجة إلى الصور والوثائق) تظل قاصرة عن الوصول إلى‬ ‫الغاية المتوخاة من السيرة الذاتية؟‬ ‫• • فعال‪ ،‬ساورتني فكرة ضم بعض الصور إلى الكتاب تساير مراحل‬ ‫حياتي؛ لكنني عدلت عن الفكرة‪ ،‬بعد أن جمعت لها العدة من الصور (أخذت‬ ‫أنشر بعضها على الفايس مؤخرا)‪ ..‬ومردّ ذلك أنني فضّلت أن يشغِّل القراء‬ ‫مخيلتهم ومخيالهم ليتصوروا طبيعة الحياة والمراحل بأنفسهم دون اعتماد‬ ‫على وثائق أو صور‪ ،‬ليبدعوا الكتاب إبداعا ذاتيا جديدا باجتهاداتهم الخاصة‪،‬‬ ‫ويؤولوا النص حسب المعلومات الواردة فيه ال الخارجة عنه‪.‬‬ ‫• اتبعت في كثير من الوقائع واألحداث التي أوردتها ضمن هذا الكتاب‬ ‫السيري مسلكا ينبني على الصراحة والجرأة والكشف عن المستور‪ ،‬على خالف‬ ‫كثير من األعمال التي تندرج ضمن هذا النمط من الكتابة‪ ..‬أال ترى أن هذه‬ ‫المسألة تنطوي على كثير من اإلحراج في مجتمع ما زال لم يتخلص بعد من كثير من األعراف والتقاليد‬ ‫البالية؟ ثم أال تخشى أن تخّلف هذه الجرأة تأثيرات على عالقاتك ببعض الناس الواردة أسماؤهم في‬ ‫الكتاب؟‬ ‫• • طبيعتي هكذا‪ ،‬مع عائلتي مع أصدقائي ورفاقي‪ ،‬ال أحب اللف والدوران‪ ..‬فصراحتي قد تكون جارحة‪،‬‬ ‫وجرأتي قد ال تكون لها حدود لتصل إلى أكثر من اإلحراج أحيانا‪ .‬لكن من يعرفونني ومن يفهمون شخصيتي‬

‫ال يرون في ذلك فضاضة وال حرجا ما دام ما أقوله صادقا ال يُقصد به مسٌّ بشخص وال‬ ‫تسفيه‪ ،‬إال من كان يستحق ذلك‪ ،‬وهؤالء ال يهمونني كثيرا‪ ،‬فليفعلوا ما شاؤوا‪ ..‬لقد أدركت‪،‬‬ ‫من خالل الكتاب‪ ،‬أنني تأثرت كثيرا في هذا الجانب بأحد أصدقاء العائلة «المعلم الغورضو»‬ ‫(وقد تحدثت عنه في الكتاب) ومما تعلمته من «أن الحقيقة دائما ثورية» (لهذا فهي جارحة) ومن‬ ‫المثل المغربي المشهور‪« :‬عاملني معاملة خوك وحاسبني حساب عدوك»‪.‬‬ ‫• بالرغم من الرهان على الصراحة والجرأة‪ ،‬فإن القارئ لهذه المذكرات يقف في بعض‬ ‫المواضع ‪ /‬المقاطع منها على نوع من التحفظ‪ ،‬من قبيل‪ :‬اإلحجام عن الوقوف عند سبب توقف‬ ‫بعض المشاريع ‪ /‬تفادي ذكر أسماء شخصيات لها ارتباط ببعض األحداث‪ ..‬فما مرد هذا التحفظ‪/‬‬ ‫التردد؟‬ ‫• • ال أعتقد أنني أحجمت عن ذكر من كان وراء توقف بعض المشاريع خشية أو تهربا‪،‬‬ ‫وإنما ألن األمر سيتم تأويله وإعطاؤه أبعادا ليست له فأسيء هكذا إلى الناس‬ ‫بسبب خالفات أو اختالفات حصلت لم تكن ذات أثر عميق في سيرورة حياتي‪..‬‬ ‫كما أنني تجاوزت ذكر أسماء اعتبرت أنها ال تستحق أن تذكر في كتابي حتى‬ ‫ال أعطيها قيمة ليست لها‪ ،‬لقد كنت على وعي بأن ما كل شيء يقال‪ ،‬وما‬ ‫كل غسيل قابل للنشر‪ ..‬ألني لست من هواة نشر الفضائح فذاك ديدن‬ ‫صحف الرصيف ومن وراءها‪ ،‬ولم أكن ألهتم بحياة الناس الذين عشت‬ ‫معهم أو رافقتهم لمدة أو التقيت بهم إال بالقدر الذي أفاد تطور‬ ‫مرحلة ما من المسيرة أو أثر فيها سلبا أو إيجابا‪ ،‬ولم أنبش فيما‬ ‫هو شخصي لهم ما عدا من كنت أعزهم ومن سكنوا سويداء‬ ‫وجداني‪.‬‬ ‫يتقاطع األمل باأللم في كثير من المحطات التي‬ ‫استعرضتها هنا في الكتاب‪ ..‬فهل جاء هذا التقاطع عن‬ ‫حرص ووعي مسبقين من لدنك؟‬ ‫لم أختر هذا المسلك‪ ،‬بل فرض نفسه عليّ‪ ..‬لقد‬ ‫أطلقت للذاكرة العنان تستحضر ما شاءت من وقائع‬ ‫الماضي ومساراته‪ ،‬ثم أختار ما هو صالح للنشر وما هو غير‬ ‫صالح‪ .‬لهذا‪ ،‬لم أتبع في الكتاب مسارا كرونولوجيا محددا‬ ‫وال تنظيما موضوعاتيا معينا‪ ..‬فهاته الوقائع هي التي تأتي‬ ‫من تلقاء ذاتها محمّلة باألمل أو األلم أو هما معا حسب ما أملته الظروف وما فرضه واقع الحال‪ ،‬ويكون من‬ ‫الصعب بل من المستحيل تجنبها أو التحايل عليها‪.‬‬ ‫• بين «اإلخفاق» (أو الخيبة) والنجاح‪ ،‬تسير صفحات هذه السيرة الذاتية‪ :‬النجاح الدراسي والمهني‬ ‫يقابله اإلخفاق النضالي والسياسي واإلعالمي‪ ..‬فما االنعكاسات التي خّلفها «اإلخفاق» على نفسية السي‬ ‫محمد؟‬ ‫ّ‬ ‫• • ما عشته في الماضي قد ولى وإن كانت آثاره ال تزال حاضرة‪ ،‬وال أعتبر ما‬ ‫لم أستطع تحقيقه إخفاقا‪ ،‬قد يكون خيبة بمقياس الطموح الذي يكون يمألنا‬ ‫واألمل الذي يحذونا في التغيير والتغيّر‪ ،‬ألن ما تمكنت من إنجازه شخصيا أو‬ ‫جماعيا أعتبره تجارب ذات فائدة جمة‪ ،‬فمنها نتعلم وبها نهتدي ومن أخطائها‬ ‫نستفيد‪ ..‬نجحت دراسيا ومهنيا وعائليا واجتماعيا في عالقاتي بالناس‪ ،‬وأنا‬ ‫فخور بذلك‪ ..‬كما تمكنت من تكوين نفسي ثقافيا ونقابيا وسياسيا‪ ،‬وتطورت‬ ‫تطورا كبيرا خالل هاته المراحل التي مررت بها‪ ،‬واكتسبت قدرة ال بأس بها‬ ‫على الفهم واالستيعاب والتحليل واالستباق‪ ..‬وهذا كله ‪ -‬كما ستالحظ ‪-‬‬ ‫حسن استغالله‪.‬‬ ‫إيجابي‪ ،‬بل حتى ما يمكن اعتباره سلبيا يتحول إلى ضده إن أُ ِ‬ ‫• كانت الذاكرة هي العمدة والمرتكز في تحرير هذه المذكرات‬ ‫‪ /‬السيرة الذاتية‪ ،‬إذ لم ترد في الكتاب أية نصوص منقولة من المدون‬ ‫والمكتوب‪ ...‬فكيف أغفل السي محمد مسـألة كتابة اليوميات خالل مساره‬ ‫الحياتي‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة إلى بعض أبناء جيلك؟‬ ‫• • لم أفكر قط في كتابة اليوميات أو المذكرات لسبب بسيط هو أنني‬ ‫لم أفكر قط‪ ،‬ولم يخطر على بالي قط‪ ،‬أنني سأكتب يوما سيرة ذاتية أو شيئا‬ ‫من هذا القبيل‪ ..‬كما أنني كنت أعتبر ذلك بشكل من األشكال ترفا لم أكن‬ ‫مستعدا له وال وقت لي إلضاعته فيه‪ ،‬ما دام األمر من اختصاص الكتاب‬ ‫والمبدعين‪ ،‬ولم أكن أعد نفسي – حتى اآلن – من زمرتهم‪.‬‬ ‫• في ارتباط بالسؤال السالف‪ ،‬وردت إشارات ضمن الكتاب تعتذر‬ ‫فيها عن النسيان‪ ...‬فهل فاتك الوقوف عند واقعة معينة أو حدث محدد‬ ‫أو مكان أو شخصية أو غيرها من الجوانب التي لها ارتباط أو صلة معينة‬ ‫بموضوع هذه السيرة‪ ،‬ولم يأت إلى البال إال بعد نشر الكتاب وخروجه إلى‬ ‫القراء؟‬ ‫• • أشرت سابقا إلى بعض الهفوات التي كنتُ – وأنا أكتب الشذرات‬ ‫ أستشير فيها بعض من عايشوا الموضوع أو الحدث للتصحيح أو التقويم‬‫أو من لهم علم به‪ ..‬وهناك مجاالت أو عالقات أخرى لم أخض فيها أو تجنبتها قصدا وإال سيصبح الكتاب في‬ ‫حجم ال أستطيع التحكم فيه شكال ومضمونا‪ ،‬منها جانب عائلة زوجتي وعالقتي بأصهاري التي كانت عالقة‬ ‫متميزة وغنية‪ ،‬وكذا تجربتي مع البالعشة بخصوص الرابطة والعالقات الملتوية داخلها؛ لكنها ذات داللة‪،‬‬ ‫مع وبين مختلف مكوناتها وأطيافها البشرية والسياسية والمذهبية‪ ..‬وهذان المجاالن وحدهما يستحقان‬ ‫كتابا آخر‪ ،‬قد يسمح الوقت بإنجازه وقد ال يسمح‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 07‬إلى ‪ 13‬فرباير ‪2017‬‬

‫العدد ‪875‬‬

‫ات‪..‬‬

‫شذر‬

‫‪12‬‬

‫�أوراق من�سية‬

‫هل انغر�ست يف �أعماقنا بذور العدوانية ؟‬

‫‪ 26‬ـ �أحزاب �سيا�سية‪...‬‬

‫• إعداد ‪ :‬مصطفى بديع السوسي‬

‫ـ هل تت�ساوى الأزقة املعتمة مع احلدائق الفيحاء ما دام �أن اخلطر كامن‬ ‫جاثم يف كل الأركان؟‬ ‫ـ لقد حتول املجتمع املغربي �إلى جمتمع عدواين �أراد من �أراد وكره من كره‬

‫منتزه الرميالت‬ ‫مجتمعنا يعاني اختــالالت‬ ‫بنيوية عميقـة تكرس لثقافة‬ ‫وأع���راف ج��دي��دة ب��دأت تغزو‬ ‫أرضيتنا المهترئة أصال‪ ،‬وتنخر‬ ‫في كياننـــا فيصبــح مرتعــا‬ ‫للفيـروســات وجميــع أنواع‬ ‫البكتيريا‪ ،‬ومالذا لكل موبقات‬ ‫العصر وآفاته‪ ...‬ظواهر تحولت‬ ‫إلى حاالت مزمنة الشفاء منها‬ ‫ك��م��ا ي��ب��دو‪ ،‬خ��ص��وص��ا وه��ي‬ ‫تواجه بكل أشكـال التجاهـل‬ ‫والالمباالة والتغاضـي لدرجة‬ ‫أصبــح االعتقــاد السائـد هو‬ ‫عدم وجود سلطة حازمة مادامت هيبة هذه السلطة قد‬ ‫ذهبت مع الريح‪ ،‬أصبح التسيب هو القاعدة‪ ،‬والفوضى‬ ‫هي األرضية واإلج��رام هو الشائع‪ ،‬وهو الظاهرة وهو‬ ‫الحالة‪ .‬االختالالت تتطور فتنقلب إلى مرض وإلى وباء‪،‬‬ ‫وإلى واقع مفروص يعيش في كل مكان‪ ،‬ويتربص بنافي‬ ‫كل الزوايا ثم اقتحم الفضاءات الترفيهية والمنتزهات‬ ‫فأشاع الخوف والرعب وامتنع الناس عن ارتياد هذه‬ ‫المنتزهات أو أخذ أبناءهم إليها فهاجس األمن أكبر من‬ ‫الرغبة في االستجمام‪ .‬فهل أصبح لزاما علينا االنقطاع‬ ‫عن قصد هذه الفضاءات؟ فهل تتساوى األزقة المعتمة‬ ‫مع الحدائق الفيحاء مادام أن الخطر كامن جاثم في كل‬ ‫األركان؟‪...‬‬ ‫الغريب أن نرى فتية صغار يسيرون على نفس الدرب‬ ‫يمارسون ألعابا غير بريئة‪ ،‬ويتداولون ألفاظا منحطة‬ ‫ويتفوهون بشتائم رخيصة استقوها من قاموس الكبار‪،‬‬ ‫عدوانية مبكرة تلقوها في مدرسة من سبقوهم‪ ...‬فهل‬ ‫صحيح أننا أصبحنا عدوانيين؟ وهل صحيح أننا نربي‬ ‫الناشئة على عدوانية ابتكرناها ودعمناها بأساليب؟‪...‬‬ ‫وممارسات آليات ومعدات؟‬ ‫لقد رأيت أبا يعطي ابنه جحرا ليقذف به كلبا مسالما‬ ‫ينبش في قمامة بحثا عن رزقه‪ ،‬ورأيت رجال في يوم‬ ‫ممطر يربط حصانا ينقل به سلعا‪ ،‬ويتركة تحت سياط‬ ‫األمطار ولسعات الجوع‪ ،‬أليس هذا شرا مستطيرا ضد‬ ‫بكماء خرساء ‪ ...‬فهل هذه العدوانية طبع أصيل فينا أو‬ ‫طبع مكتسب؟ وهل نحن عدوانيين بالسليقة أم بالتربية‬ ‫والممارسة؟‬ ‫لقد رأيت يوم األحد ‪ 29‬فبراير ‪ 2016‬سائقي سيارتين‬ ‫للنقل السري يتشاجران وبشكل عنيف مستعملين أدوات‬ ‫ح��ادة‪ ،‬ورغ��م تدخل شرطي م��رور كان موجودا بعين‬ ‫المكان (شارع موالي عبد الحفيظ) ورغم مابذله من جهد‬ ‫لفض االشتباك وتفريق الجمع المحتشد للفرجة فإنه لم‬ ‫يفلح‪ ،‬كما أن سائقي السيارتين لم يعيراه أي اهتمام أو‬ ‫انتباه ولم يستجيبا لتدخله ورجاءه بل ولم يكن لوجوده‬ ‫أي اعتبار أو هيبة‪ .‬هذا خالفا لما كنا نراه سابقا حيث‬ ‫كان سائق سيارة النقل السري يغادر المكان‪ ،‬ويفر بجلده‬ ‫بمجرد رؤيته لشرطي المرور فأين األمس من اليوم؟‪...‬‬ ‫وأين هيبة الماضي مع ميوعة الحاضر؟ وأين الرجل مع‬ ‫الرجل؟ وكيف نعود باأليام المشرقات إلى زمننا البئيس‬ ‫الحالي؟‬ ‫وكيف نتجاوز اكفهرار حياتنا التي سرق بهجتها‬ ‫لصوص الليل‪ ،‬وعناكب الظالم؟‬ ‫وكيف نعيد البسمة الصافية إلى الوجوه الشاحبة‬ ‫الخائفة؟‬

‫ليس قدرنا أن تتصف فئة منا‬ ‫بالعدوانية‪ ....‬وليس قضاء وال‬ ‫قدر أن نزل ونطغى‪ ،‬وأن تتجبر‬ ‫طغمة فينا فتنحرف وتسوقنا إلى‬ ‫ظلمــات بعضها ف��وق بعض‪،‬‬ ‫فلم يكتــب علينا اإلله أن نولد‬ ‫مشوهين‪ ،‬أو أن نخرج من بطون‬ ‫أمهاتنا أنصاف بشر أو شياطين‬ ‫يحملون سيوفا ويلوحون بخناجر‬ ‫ومدي وسالسل وأغ�لاال‪ .‬وفاقد‬ ‫الشيء ال يعطيه فالبيت يضم‬ ‫أميين وجهلة‪ ،‬والمدرسة تجمع‬ ‫موظفين المربين كادوا أن يكونوا رسال‪.‬‬ ‫وأخيرا نصل إلى الشارع المدرسة الكبرى التي تفرخ‬ ‫الرذيلة وترعاها وتنميها وترسخ عدوانيتها وتجعلها‬ ‫فوق القانون‪ ،‬وف��وق األخ�لاق‪ ،‬وف��وق الضمير‪ ،‬وفوق‬ ‫الدين‪ ،‬وفوق األعراف‪.‬‬ ‫الل صلى هّ‬ ‫رسول هّ‬ ‫الل عليه وسلم نفى هذه القدرية‬ ‫عن صيرورة البشر‪ ،‬وأكد أن المولود كل مولود يولد‬ ‫على الفطرة‪ ،‬وكل مولود يسير على دين آبائه‪ ،‬ومن ثم‬ ‫على أعراف مجتمعه‪ .‬وحين انغرست في أعماقنا بذور‬ ‫العدوانية ثم كراهية اآلخرين كنا نضع أسس مجتمع‬ ‫اختلت موازينه‪ ،‬وتداعت أركانه وكرس لثقافة وأعراف‬ ‫جديدة لم نعهدها من قبل ال في المكان وال في الزمان‪.‬‬ ‫وقدتنبأ مربون وأخالقيون بميالد عالم جديد‬ ‫متناقض في سلوكياته‪ ،‬طبعا ظلت بعض المجتمعات‬ ‫المتقدمة متشبعة بتقاليدها وثقافتهـــا وموروثهـــا‬ ‫الحضاري والتاريخي كحقوق األنسان‪ ،‬والمساواة بين‬ ‫البشر وعدم التمييز على أساس األفضلية أو االعتبار‬ ‫في الدين والعرق والجنس واللون واللغة‪ ،‬إال أن بعض‬ ‫األنظمة السياسية والعتبارات حزبية أو انتخابوية أو‬ ‫مصلحية انحرفت لبعض الدرجات في سلم المساواة إلى‬ ‫درجات أخرى في سلم التفرقة والتمييز‪ ،‬وهو ما يتضمنه‬ ‫البرنامج االنتخابي لدوالند ترامب بشأن المهاجرين‬ ‫والذي بدأ تنفيذه بجارته المكسيك ـ وقد أشرت إلى ذلك‬ ‫قبل تنصيب ترامب رئيسا للواليات المتحدة األمريكية ـ‬ ‫ثم الدول العربية واإلسالمية السبعة التي حرم مواطنيها‬ ‫من زيارة أمريكا رغم التأشيرة وبطاقة اإلقامة والسؤال‬ ‫الملح والمفجع سيظل قائما يهيمن على حياتنا‪ ،‬ويقض‬ ‫مضجعنا س��ؤال اآلن واللحظة والظرفية فهل نحن‬ ‫عدوانيين أصال أو عدوانيين تربية وتنشئة؟‬ ‫طبعا لسنا أصالء في اإلنحراف وال عدوانيين بالفطرة‬ ‫كما أسلفـت‪ ،‬ومهما كـان الحال‪ ...‬فقـد تحول المجتمع‬ ‫المغربي إلى مجتمع عدواني أراد من أراد وكره من كره‪.‬‬ ‫وال عالج إال بإصالح األرضية وتقويم السلوك‪ ..‬وترسيخ‬ ‫وفرض الطمأنينة‪.‬‬ ‫وقديما قال الحكماء من األباء واألج��داد ‪« :‬حاكم‬ ‫ظالم وال رعية سائبة» وفي هذا القول ما فيه من داللة‬ ‫وحكمة تكمن في مضمونه‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫ال ديمقراطية بدون أحزاب سياسية‬ ‫نظرا ألهمية أنظمة (الشعبة) و (الخلية) و(اللجنة) ولدورهما‬ ‫وتأثيرهما علىاألحزاب‪ ،‬وخاصة أيام اإلقتراع سواء المباشر أو‬ ‫الغير مباشر‪ ،‬سنحاول في هذه الحلقة تسليط الضوء أكثر على‬ ‫هذه األنظمة ين التي تعد من العناصر األساسية داخل األحزاب‬ ‫السياسية‪ ،‬وذلك لكي نبين للقارئ والمهتم كيفية اشتغال هذه‬ ‫األنظمة ودورها في استقطاب المنتسبين والمنخرطين‪ ،‬وعالقتها‬ ‫مع الناخبين والمنتخبين إبان االنتخابات‪ ،‬كما سنحاول في هذه‬ ‫الحلقة الحديث عن المليشيات لدى بعض األحزاب وخاصة‬ ‫األحزاب الشيوعيه ودورها وأهدافها ومراميها‪.‬‬ ‫فبالنسبة الستمرارية (الخلية) كعنصر أساسي في الحزب‪،‬‬ ‫كانت تصطدم دائما بصعوبات كبيرة‪ ،‬وكان زعماء األحزاب دائما‬ ‫يحاولون التغلب عليها‪ ،‬ألنهم يرون أن نظام الخلية هو أكثر‬ ‫فعالية من نظام (الشعبة) وخاصة في الحزب العمالي‪ ،‬فالشعبة‬ ‫لها سيطرة ضعيفة على المنتسبين‪ ،‬وهي سطحية في آدائها‪،‬‬ ‫بينما في نظام (الخلية) عكس ذلك‪ ،‬إذ بسبب أبعادها ودوامها‬ ‫تؤمن بالسيطرة على المنخرطين في الحزب بطريقة منتظمة‬ ‫وعميقة‪ ،‬و نظام الخلية يشكل عنصر قوة األحزاب الشيوعية‪.‬‬ ‫أما (اللجنة) هي أساس جهاز انتخابي وبرلماني‪ ،‬وأداة مناسبة‬ ‫للسيطرة على الناخبين‪ ،‬والضغط على المنتخبين‪ ،‬فاللجنة تمكن‬ ‫من تنظيم اقتراع‪ ،‬وجعل المواطنين على اتصال دائم بنوابهم‪،‬‬ ‫بينما في (الشعبة والخلية) تضعف هذه الخاصية ضعفا محسوسا‪،‬‬ ‫فاجتماعاتها عبارة عن دورات تكوينية تثقيفية لألعضاء‪،‬‬ ‫وهي التحاول الحصول فقط على نجاحات انتخابية‪ ،‬بل تولي‬ ‫للمنتسبين إليها ثقافة سياسية‪ ،‬وبالتالي تكوين نخب سياسية‬ ‫من الجماهير الشعبية‪ ،‬تكون قادرة على النجاح باسم أحزابها‪،‬‬ ‫وبالرغم من كل هذا تبقى االهتمامات البرلمانية واالنتخابية‬ ‫هي المسيطرة‪ ،‬وعكس ذلك بالنسبة لـ (الخلية)‪ ،‬فكل هذه‬ ‫االهتمامات تبقى ثانوية ألن الخلية بأبعادها وإطارها ليست أداة‬ ‫مناسبة للمعركة االنتخابية‪ ،‬ألنها ال تطبق على الدوائر االنتخابية‬ ‫أو أجزاء منها‪ ،‬فهي مصممة أساسا للعمل داخل مشروع فكري‪،‬‬ ‫وليس للمساهمة في اقتراع سياسي‪ ،‬ويمكن للنشاط في (الخاليا)‬ ‫أن يخدم الحمالت االنتخابية ولكن بصورة غير مباشرة‪ ،‬وأحيانا‬ ‫ملتوية‪ ،‬ألن هذه الحمالت قد تقاد من قبل أجهزة أخرى‪.‬‬ ‫إن اختيار (الخلية) كأساس للتنظيم قد يؤدي ‪ -‬حسب الباحث‬ ‫(موريس ديفرجيه) إلي تطور جذري في مفهوم الحزب السياسي‬ ‫بالذات‪ ،‬فبدال من جهاز مخصص لإلستالء على األصوات وربط‬ ‫الناخبين بالمنتخبين إلقامة اإلتصال فيما بينهم وبين الناخبين‬ ‫يصبح هذا الجهاز أداة عمل ودعاية وسيطرة‪ ،‬وعند االقتضاء‪ ،‬أداة‬ ‫عمل محظور‪ ،‬تكون االنتخابات والمناقشات البرلمانية بالنسبة‬ ‫إليه وسيلة عمل من مجموعة وسائل‪ ،‬بل وسيلة عمل ثانوية‪،‬‬ ‫فحدث االقتراع العام والديمقراطية البرلمانية أدى إلى نشوء‬ ‫األحزاب السياسية‪ ،‬ولكن تطور هذه األحزاب أعطى لبعضها‬ ‫تركيبا يبعدها عن االنتخابات وعن البرلمان‪ ،‬علما بأن نظام‬ ‫(الخاليا) ليس إال مظهرا صغيرا من هذه الظاهرة‪.‬‬ ‫والفصل بين األحزاب السياسية والعمل البرلماني واالنتخابي‬ ‫هو أيضا أكثر وضوحا في األحزاب التي اعتمدت (المليشيا)‬ ‫كأساس‪ ،‬وهو نوع من الجيش الخاص‪ ،‬عسكري اإلطار‪ ،‬خاضع‬ ‫كالجند لذات االنضباط‪ ،‬ولذات التمرين‪ ،‬يلبسون مثلهم البزة‬ ‫واإلشارة‪ ،‬ويقدرون مثلهم على القيام باالستعراضات المنظمة‪،‬‬ ‫وهم جديرون مثلهم على محاربة الخصم بالسالح والقوة البدنية‪،‬‬ ‫ولكن هؤالء األعضاء يبقون مدنيين إال في حاالت خاصة‪ ،‬وليسوا‬ ‫دائما مستنفرين بصورة دائمة‪ ،‬والهم ملزمون فقط باالجتماع‬ ‫والتمارين‪ ،‬بل ملزمون بشكل دائم باالستعداد بأن يكونوا تحت‬ ‫تصرف قاداتهم‪ ،‬ولهذا نجد دائما (مليشيات األحزاب) منقسمين‬ ‫عموما إلى قسمين‪ ،‬األول يشكل نوعا من الجيش العامل‪ ،‬واآلخر‬ ‫يشكل االحتياطي‪ ،‬ففي داخل فرق الصاعقة الهتليربة مثال كان‬ ‫األعضاء العاملون يدعون ثالث أو أربع مرات في األسبوع تقريبا‬ ‫إلى حماية االجتماعات السياسية‪ ،‬وكان األعضاء الذين يبلغ‬ ‫سنهم ما فوق ‪ 35‬سنة يكونون كتائب منفصلة‪ ،‬ملزمين بواجبات‬ ‫أقل ثقال‪ ،‬وكذلك كان تنظيم كتائب القتال اإليطالية سنة ‪،1921‬‬ ‫يميز بين العناصر العاملة‪ ،‬والعناصر االقليمية التي كانت تتكلف‬ ‫بمهمات ثانوية‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 07‬إلى ‪ 13‬فرباير ‪2017‬‬

‫العدد ‪875‬‬

‫عين شاهد «عيان»*‬ ‫كلمات حول كتاب «عين على الرصيف» لمحمد مجعيط‬

‫مسارات ‪:‬‬ ‫• مصطفى بديع السوسي‬

‫تقديم‪:‬‬

‫احتضن أحد فنادق طنجة‪ ،‬يوم السبت ‪ 28‬يناير المنصرم‪ ،‬حفال لتقديم وتوقيع المجموعة‬ ‫القصصية الجديدة «عين على الرصيف» للقاص والفاعل الجمعوي األستاذ محمد مجعيط‪ .‬وقد‬ ‫شارك في هذا الحفل الثقافي‪ ،‬الذي نظمته جمعية الشعلة للتربية والثقافة – فرع بني مكادة‬ ‫والذي حضره جمهور وازن من المهتمين باألدب والقصة القصيرة ومن أصدقاء المحتفى به من‬ ‫طنجة ومن خارجها‪ ،‬كل من األستاذين الدكتور محمد أحمد المسعوي ود‪ .‬عبد اللطيف الزكري‬ ‫وقامت بتنشيطه اإلعالمية غزالن أكزناي‪ .‬وقد توصلنا من الجمعية المنظمة للنشاط بنص‬ ‫مداخلة القاص والناقد األكاديمي الدكتور عبد اللطيف الزكري‪ ،‬الذي نستأذنه في نشرها هنا‬ ‫تعميما للفائدة‪ .‬وقد وضع األستاذ الزكري لمداخلته العنوان اآلتي‪« :‬عين شاهد «عيان»‪ ..‬كلمات‬ ‫د‪ .‬عبد اللطيف الزكري‬ ‫حول كتاب «عين على الرصيف» لمحمد مجعيط»‪ ...‬قراءة ممتعة ومفيدة‪:‬‬ ‫يتكون هذا الكتاب الموسوم بـ «عين‬ ‫على الرصيف» لمحمد مجعيط من عشرة متون‬ ‫تحمل العناوين التالية تباعا‪ :‬يوم بكيتُ‪ /‬فأر‬ ‫الخيزران‪ /‬عين على الرصيف‪ /‬لعبة المنجنيق‪/‬‬ ‫فرنكات خريف العمر‪ /‬رحلة عالج مفقود‪ /‬صفعة‬ ‫الـ»‪ /»SMS‬جسدي ليس للبيع‪ ..‬معذرة؟‪/! ‬‬ ‫هوس الجنس‪ /‬أحلى األناشيد‪.‬‬ ‫ما يربط هذه المتون في نظيمة واحدة‬ ‫هو كونها صادرة عن عين شاهد عيان‪ ،‬يفكر‬ ‫بقوة فيما يراه؛ بل إن تفكيره يحوّل الرؤية‬ ‫إلى شهادةٍ يدلي بها في هذا الذي يراه‪،‬‬ ‫وهو ال ينفك يقدّم هذه الشهادة‬ ‫باعتبارها شهادة «خير» يُراد‬ ‫بها اإلصالح‪ .‬ولعله لهذا‬ ‫االعتبار يغلب «اإلصالحُ» على‬ ‫ما سواه في هذه المتون‪،‬‬ ‫ونقصد بـ»اإلصالح» النزعة‬ ‫القوية إلى تقويم ما تراه‬ ‫العين من اعوجاج يسوء‬ ‫هذه العين كما يسوء رؤيتها‬ ‫ومنظورها لألشياء والمواقف‬ ‫والحاالت‪ ..‬هي في غالبيتها‬ ‫أشياء واقعية اجتماعية تتطلب‬ ‫مواقف إنسانية تقول ما فيها‬ ‫من خلل وتصدّع وانهيار في‬ ‫تكوين األشياء ذاتها‪ .‬كما‬ ‫أنها «حاالت» ترصد بعين‬ ‫المتتبع الشاهد ما يوجد فيها‬ ‫من سلبيات تنيخ بثقلها على كاهل الناس حتى‬ ‫تقوّسه‪.‬‬ ‫إن شاهد العيان في هذه المتون يقول‪،‬‬ ‫بدون مواربة‪ّ ،‬‬ ‫كل ما يراه أو ما استطاع أن يراه‪.‬‬ ‫ولقد رأى مفارقات الحياة الكبرى‪ ،‬فهاله رعب‬ ‫هذه المفارقات وخطرها الداهم‪ ،‬فتصدّى له‬ ‫بنية الفضح والكشف وقول الحق الذي يعلو وال‬ ‫يعلى عليه‪.‬‬ ‫إن هذه المتون العشرة كلها تنصهر‬ ‫فيها رؤية واحدة متشابهة ترى الشر ظاهرا‬ ‫فال تخفيه‪ ،‬وترى العيب صراحا فال تستره‪ .‬وما‬ ‫يجعل منظور شاهد العيان صريحا كونه تشبع‬ ‫بثقافة تؤهله ليقول الحق جهارا نهارا ال يخاف‬ ‫لومة الئم‪ ،‬خاصة أن هذه الثقافة علمّته كيف‬ ‫يقوّم االعوجاج وكيف يرى الصالح واإلصالح‪.‬‬ ‫قوام شاهد العيان في هذه المتون العشرة‬ ‫أفقان كبيران‪:‬‬ ‫األفق األول محليّ يرتهن بمعيش الحياة‬ ‫اليومية للمجتمع المغربي الذي انبثقت منه هذه‬ ‫المتون؛ وهو أفق منحط منهار تصدعت فيه‬ ‫قوى الخير وانتصرت فيه قوى الشر‪ ،‬تهيمن عليه‬ ‫السلبيات في كل شيء‪ ،‬وتطال هذه السلبيات‬ ‫حياة الناس في كل مرافق الحياة‪ ،‬فما من مجال‬ ‫ولجته إال ووجدت فيه الفساد مستفحال وانهيار‬ ‫األخالق الفاضلة انهيارا فاحشا‪ .‬إنه‪ ،‬باقتضاب‪،‬‬ ‫أفق أسود‪.‬‬

‫فيه كل ما يرغب شاهد العيان قوله حول الحياة‬ ‫كلها التي يحياها بحاسة الرؤية كما بالحواس‬ ‫األخرى‪ .‬وإن كانت الرؤية تسير به حيثما سار؛‬ ‫فهو ال يني عن التعبير عما يراه بحاسة البصر‬ ‫كما بحاسة البصيرة‪ ،‬وهو إذ ينقل بحماس‬ ‫كل ما يراه ال يتردد عن قول ما يتصوره حول‬ ‫ما يراه‪ ،‬وما يتصوره باقتضاب هو أن المجتمع‬ ‫األوروبي متقدم والمجتمع المغربي غير متقدم‪.‬‬ ‫أما السؤال‪ :‬لماذا تقدّم األوروبيون وتأخرنا‬ ‫نحن؟ فجوابه بسيط تعكسه أقوال الرائي‬ ‫ومشاهداتهالكثيرة‪.‬‬ ‫ولقد استحكمت هذه «الشهادة» في‬ ‫الرائي‪ ،‬الذي يقول لنا ما يراه‪ ،‬ويؤكد ما‬ ‫يتصوره حول هذا الذي يراه أو هذا‬ ‫الذي يريد أن يراه فال يراه‪.‬‬ ‫وبينما يتســم األفق األول‬ ‫المحلي بالسواد يتوشــح األفــق‬ ‫الثاني األوروبي بالبياض‪ ،‬رمز‬ ‫الشفافية في عيــش الحيـــاة‬ ‫بشفوف‪.‬‬ ‫إن أكثــر شيء استرعــاء‬ ‫لالنتباه في هذه المتون العشرة‬ ‫هو هذا الخط العام الفاصل بين‬ ‫عالمين أو واقعين أو حياتين‪:‬‬ ‫عالم واقعي حياتــي محلي‬ ‫متدهور تكتنفــه كل مســاوئ‬ ‫الحياة‪ ،‬ويرتع في السلبيــات من‬ ‫كل نوع؛‬ ‫وعالم واقعي حياتي محلوم به غير قائم‬ ‫في المجتمع المحلي‪ ،‬وإن كان يوجد في مجتمع‬ ‫قريب منا هو المجتمع األوروبي أو هو مما ّ‬ ‫يلذ‬ ‫للرائي أن يتخيله ويتصوره ويبنيه في أحالمه‬ ‫اإلصالحية المحتشدة‪ .‬هذا الرائي الشاهد‬ ‫يبتغي اإلنصاف والعدل في كل ما تحط عليه‬ ‫عيناه‪ ،‬إنه ينشد الخير والحق والحياة الكريمة؛‬ ‫وهي قيم تنم على ثقافته المنتصرة لكل ما‬ ‫هو خيّر للمجتمع الذي يعيش فيه ولإلنسانية‬ ‫جمعاء‪.‬‬ ‫ولقد كان المتن العاشر في هذا الكتاب‬ ‫صادقا معبرا أحسن تعبير عن رؤية هذا الرائي‬ ‫الشاهد لما يراه ويرغب فيه‪ ،‬إنه مثقف كما يقول‬ ‫المتن «وهب ما تلقاه لخدمة طفولة وشباب‬ ‫هذا البلد‪ ،‬مساهما في غرس ثقافة االنتماء‬ ‫وحب الوطن‪ ،‬وتهذيب النفس والروح» (الكتاب‪:‬‬ ‫ص‪.)106 :‬‬ ‫األفق الثاني يتصل بما هو محلي وينفصل‬ ‫عنه‪ .‬يتصل به في إمكانية تحقيق الحياة‬ ‫الفضلى المشبعة بقيم الخير والحق والعدل‪،‬‬ ‫وينفصل عنه حين يرتبط بقيم مجتمع قريب‬ ‫من هذا المجتمع األول قربا جغرافيا وتاريخيا‬ ‫هو المجتمع األوروبي‪ .‬ونموذجه الفاضل الخيّر‬ ‫الجميل نجده مبثوثا في المتن المسمى باسم‬ ‫هذا الكتاب‪ ،‬وهو «عين على الرصيف»؛ فهذا‬ ‫المتن‪ ،‬الذي أعطى لهذا الكتاب اسمه‪ ،‬يحتشد‬

‫ــــــــــــــــ‬ ‫* كلمة شارك بها الباحث والقاص‬ ‫د‪ .‬عبد اللطيف الزكري في حفل تقديم‬ ‫وتوقيع كتاب «عين على الرصيف»‬ ‫لألستاذ محمد مجعيط‪ ،‬مساء يوم السبت‬ ‫‪ 28‬يناير ‪ 2017‬بفندق أمنية بوريطو‬ ‫بطنجة‪ ،‬والذي ّ‬ ‫نظمته جمعية الشعلة‬ ‫للتربية والثقافة‪ /‬فرع بني مكادة‪.‬‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫عن عمر يناهـز ‪ 84‬سنـة‪ ،‬لبى نداء ربه‪ ،‬يوم الثالثاء ‪ 11‬ربيـع الثاني ‪ 1438‬هجريــة‪،‬‬ ‫الموافـق لـ ‪ 10‬ينايــر ‪ 2017‬ميالديـــة‪ ،‬المشمـول بعفو اهلل‪ ،‬الفقيد العزيز المرحوم‬

‫نابيل بوغالب البوزياتي‬ ‫أب أحمد نابيل‬ ‫المرشد السياحي بطنجة‬

‫وفي محفــل جنائزي مهيـب حضره األهل واألحباب‪ ،‬األصدقاء والجيران الذين رافقوا‬ ‫جثمانه الطاهر إلى مثواه األخير‪ ،‬وووري الثـرى بمقبـرة سيدي اعمار بعد صالة العصر‬ ‫بمسجد محمد الخامس‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة نتقدم بالتعازي الحارة إلى عائلة الفقيد وعلى رأسها‪ ،‬أرملته‬ ‫السيدة الباتول رحماني‪ ،‬وأوالده أحمد نبيل‪ ،‬محمد الخليل وسكينة‪ ،‬وإلى عائلة البوزياني‬ ‫ورحماني‪ ،‬سائلين اهلل تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته‪ ،‬وأن يسكنه فسيح جناته‪ ،‬وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫ اإلستعمار يذهب تاركاً ثقافته‬‫وهياكله وأذنابه‬

‫برامجنا المتلفـــزة في جميع القنوات‬ ‫الوطنية‪ ،‬كل البرامـج‪ ،‬ثقافية‪ ،‬فنية رياضية‬ ‫بل وحتى السهرات والبرامج الغنائية (تغريدة‬ ‫بالقناة األول��ى مثال) ال تخلو من ضيوف‬ ‫ومنشطين يرطنون باللغة األجنبية حتى وهم‬ ‫على دارية تامة باللغة العربية‪.‬‬ ‫أحيانا يستعينـون بهــذه اللغـة لشرح‬ ‫الفكرة‪ ،‬وأحيانا يستعملون ألفاظا إليصال‬ ‫المعنى‪ ،‬أما كلمة ضونك (‪ )DONC‬فهي‬ ‫الزمة واردة في كل حديث ال أدري أهو نقص‬ ‫أو قصور أوتقصير أو عيب أو عادة مستحكمة‪،‬‬ ‫فالمهم أن يتحدثوا ببعض ألفاظ اللغة‬ ‫الدخيلة رغم أنهم في بلد عربي لسانـه‬ ‫عربي‪ ،‬إنــه استيــالب بليد مقيت واغتراب‬ ‫داخل الوطن‪ ،‬وتشبث بقشور استعمار بائد‪،‬‬ ‫والكثيرون يعتقدون واهمين بأن اإلستعمار‬ ‫يتجلى في وجود العسكر‪ ،‬وهيمنة اإلدارة‬ ‫األجنبية وهو رأي منحرف خاطئ فاإلستعمار‬ ‫الحقيقي يتجسد في الثقافة فكرا ولغة‪ ،‬وهما‬ ‫يؤديان بالتبعية إلى بلورة فكر دجين مع ما‬ ‫يتبعه من تشكيل نموذج إلنسـان ذيلي ال‬ ‫يمت لهذه األرض بصلة سوى صلة االنتماء‬ ‫والقرابة‪ ،‬فاإلستعمار يذهـب تاركـا ثقافتـه‬ ‫وهياكله وأذنابه‪ ،‬وهم خلفــه وتركته التي‬ ‫تظل مهيمنة على السير العام لشؤون اإلدارة‬ ‫وكثيرا ما استقبــل مسؤولـون حكوميــون‬ ‫وإداريون مسؤولي بلد آخر فخاطبوه بلغة غير‬

‫لغة الوطن بينما كان المضيف يتحدث بلغة‬ ‫بالده‪.‬‬ ‫في إحدى اللقـاءات التي عقــدت في‬ ‫باريس مع ديبلوماسيين مغاربــة تحــدث‬ ‫الوزير مزوار بالفرنسية مع أنه عربي يخاطب‬ ‫أشخاصا عربا‪ ،‬مثال آخر‪ ،‬فنحن لم نر مسؤوال‬ ‫صينيا أو يابانيا أو تركيا زار المغرب وتحدث‬ ‫بغير لغته‪ ،‬فاألتراك يجيدون لغات أخرى ومن‬ ‫ضمنها اإلنجليزية والعربية أحيانا‪.‬‬ ‫فهناك ألفاظا في اللغة التركية مقتبسة‬ ‫من العربية‪ ،‬ومع ذلك فهوالء بدءا بالصيني‬ ‫إلى التركي متشبثـون بلغتهم فبها تتم‬ ‫اختراعاتهم وإبداعـاتهم ومحادثاتهم وال‬ ‫يقبلون عنها بديال ما ع��دا المغرب فهو‬ ‫متشبت بلغة الدخيل لدرجة يوجه الموسرون‪،‬‬ ‫وأصحاب المال والبنون والقناطر المقنطرة‬ ‫من الذهب والفضة‪ ،‬واألرص��دة المنفوخـة‪،‬‬ ‫يوجهــون أبناءهم للدراسة والتحصيل في‬ ‫الجامعــات والمعاهد الفرنسية حيث يكون‬ ‫المنصب في المغرب مضمونا‪ ،‬وكثيرا ما‬ ‫حدثونا عن الوطن واللغة العربية‪ ،‬والدين‪ ،‬ثم‬ ‫إذا بهم يوجهون فلذات أكبادهم من جامعة‬ ‫األخوين إلى جامعات فرنسا‪ ،‬مسؤولون‬ ‫م��ع��روف��ون ب��اإلس��م وال��ص��ورة والعنوان‬ ‫والهوية‪.‬‬ ‫وبالعودة إلى برامج التلفزيون فالمطلوب‬ ‫تنقيته من هذه الشوائب لتكون بحق أجهزة‬ ‫وطنية المغتربة وال مستلبة‪.‬‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫انتقل إلى عفــو اهلل‪ ،‬يوم الثالثاء ‪ 31‬ينايــر ‪،2017‬‬ ‫المشمول برحمة اهلل‪،‬‬

‫إدريس بنقاسم التمسماني‬

‫بعد معاناة مع المرض‪ ،‬وووري جثمانه الطاهر‬ ‫الثرى في اليـوم نفسه بمدينــة تطوان‪ .‬وبهـذا المصاب‬ ‫الجلل‪ ،‬نتقدم بأحر التعازي إلى جميع أفراد أسرة الفقيد‪،‬‬ ‫وعلى رأسهــا‪ ،‬أرملته السيدة أمينـة المدوار‪ ،‬وبنتيه‪،‬‬ ‫بشرى وحسناء‪ .‬وإخوانه‪ ،‬أحمـــد‪ ،‬خالـــد‪ ،‬ثريا ولطيفة‪.‬‬ ‫راجين من العلي القدير أن يلهمهم الصبر الجميل‪ ،‬وأن‬ ‫يسكن الفقيد فسيح جنانه‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫الشريف أحمد سحنون في ذمة اهلل‬ ‫عن عمــر ينــاهــز ‪ 83‬سنة‪ ،‬لبى نداء ربـــه‬ ‫المشمول بعفــو اهلل المرحوم الشريف موالي أحمد‬ ‫بن موالي سعيد بن موالي الفقيه العياشي سحنون‬ ‫العمراني اإلدريسي الحسني‪ ،‬وذلك يوم األربعاء ‪25‬‬ ‫يناير ‪ ،2017‬وفي اليوم الموالي شيع جثمانه الطاهر‬ ‫في موكب جنائزي مهيب‪ ،‬حضره األهل واألحباب‬ ‫والمعارف‪ ،‬ودفن بمقبرة المجاهدين‪ ،‬بعد صالة‬ ‫الظهر بمسجد العمرة‪ ،‬بحي السوريين‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬نتقدم بأحر التعازي إلى‬ ‫أهل الفقيد وإلى جميع أبنائه وأحفاده‪ ،‬راجين لهم‬ ‫منه تعالى الصبر والسلوان‪ ،‬وللفقيد عظيم األجر‬ ‫والغفران‪ ،‬تغمده اهلل بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته مع النبيئين والصديقين‬ ‫والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬


‫الثالثاء ‪� 07‬إلى ‪ 13‬فرباير ‪2017‬‬

‫العدد ‪875‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫حقوق الـجــوار‬

‫َامى‬ ‫«و ْ‬ ‫يقول اهلل جل عاله‪َ :‬‬ ‫اع ُب ُدوا ال َّلهَ َو اَل ُت رْ�ش ُِكوا بِهِ َ�ش ْيئًا ۖ َوبِا ْل َوا ِل َد ْينِ ِ�إ ْح َ�سا ًنا َو ِبذِي ا ْل ُق ْر َبى َوا ْل َيت َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫جْ‬ ‫جْ‬ ‫جْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال َ�ساكِ نيِ َو جْ َ‬ ‫َو مْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يا ُن ُك ْم �إِنَّ ال َّلهَ‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫ال�س‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫نب‬ ‫ِال‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ال�ص‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ى‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ِيلِ‬ ‫ْ‬ ‫نِ‬ ‫احِ‬ ‫ارِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ ْ‬ ‫الارِ ِذي ا ْل ُق ْ َ َ‬ ‫مْ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫ورا»‪ ،‬يرشدنا المولى جل جالله بهذه اآلية الكريمة إلى الخالل المشتملة‬ ‫اَل ُيحِ ُّب َمن َكانَ ُم ْخت اًَال َف ُخ ً‬ ‫على معالم األمور من عبادته وحده والخضوع له خضوعا تاما‪ ،‬واإلحسان إلى الوالدين بخدمتهما‬ ‫والقيام بمصالحهما والحذر من إلحاق أي نوع من أنواع األذى بهما‪ ،‬واإلحسان إلى صاحب القرابة‬ ‫من ولد وأخ وعم وخال ونحو ذلك بالزيارة والصلة والهدية واإلحسان إلى اليتامى والمساكين من‬ ‫األجانب بالصدقة والقول الجميل‪ ،‬واإلحسان إلى الجار قريبا كان أو أجنبيا بالمحافظة عليه وكف األذى‬ ‫عنه واإلحسان إلى الصاحب والرفيق في سفر أو حضر‪ ،‬بمعاونته واإلخالص له وقضاء ما يحتاج إليه‬ ‫واإلحسان إلى الضيف الذي يمر ببلدك أو ينزل في بيتك بإكرامه والعمل على توفير راحته‪ ،‬واإلحسان‬ ‫إلى خدمك وغلمانك بحسن معاملتهم وتكليفهم ماال يشق عليهم‪ ،‬ثم بين سبحانه أنه ال يحب المتكبر‬ ‫المختال الفخور‪ ،‬الذي يأنف من أقاربه وجيرانه ويتعالى عليهم بمنصبه وجاهه‪.‬‬ ‫فذلك اإلرشاد الحكيم يعرف كل مسلم أن عليه حقوقا لربه وحقوقا لوالديه وحقوقا ألقاربه‪،‬‬ ‫وحقوقا لليتامى والمساكين من أبناء ملته‪ ،‬وحقوقا لجيرانه وحقوقا لخدمه وغلمانه‪ ،‬لو قام بها ورعاها‬ ‫حق رعايتها ألصبحت األمة اإلسالمية بأسرها أسرة واحدة قوية ال تنفصم عروتها وال تنحل عقرتها‪،‬‬ ‫يتعاون أفرادها على تدليل عقبات هذه الحياة وتسهيل صعابها والتمكن من االنتفاع بها‪ ،‬بل لو التفت‬ ‫المسلمون إلى نوع واحد من أنواع هذه الحقوق هو حق الجار على جاره وقاموا به على وجهه ألصبحوا‬ ‫كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا‪ ،‬لم يجد التأخر واالنحالل إلى صفوفهم سبيال ‪،‬ولقد ورد الشرع‬ ‫اإلسالمي بوجوب مراعاة حقوق الجوار‪ ،‬وأكثر الرسول صلى اهلل عليه وسلم من الحث على حفظ الجار‪،‬‬ ‫واشتدت وصية جبريل للنبي صلى اهلل عليه وسلم بإكرام الجار حتى قال عليه السالم‪ « :‬ما زال جبريل‬ ‫يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه»‪ ،‬وبلغ من عنايته صلى اهلل عليه وسلم ببيان تلك الحقوق أن‬ ‫قسم الجيران إلى ثالثة أقسام فقال‪« :‬الجيران ثالثة‪« :‬جار له حق واحد‪ ،‬وجار له حقان‪ ،‬وجار له ثالثة‬ ‫حقوق‪ ،‬فأما الذي له ثالثة حقوق فالجار المسلم ذو الرحم له حق الجوار وحق اإلسالم وحق الرحم‪ ،‬وأما‬ ‫الذي له حقان فالجار المسلم له حق اإلسالم وحق الجوار‪ ،‬و أما الذي له حق واحد فجارك الذمي له حق‬ ‫الجوار فقط»‪ ،‬وقد بين صلى اهلل عليه وسلم جملة هذه الحقوق التي تجب على الجار لجاره حين سأله‬ ‫بعض أصحابه يا رسول اهلل ما حق الجار على الجار؟ قال‪« :‬إن استعان بك أعنته وإن استنصرك نصرته‪،‬‬ ‫وإن استقرضك أقرضته‪ ،‬و إن دعاك أجبته‪ ،‬و إن مرض عدته‪ ،‬وإن مات شهدته‪ ،‬وإن أصابه خير هنيته‬ ‫وإن أصابته مصيبة عزيته‪ ،‬وال تستطل عليه بالبناء لتحجب عنه الريح إالبإذنه‪ ،‬وإذا اشتريت فاكهة فأهد‬ ‫له منها‪ ،‬وإن لم تفعل فأدخلها سرا‪ ،‬وال يخرج بها ولدك ليغيض بها ولده‪ ،‬وال توده برائحة قدرك إال‬ ‫أن تغرف له منها‪ »،‬ثم قال صلى اهلل عليه وسلم‪ « :‬تدرون ما حق الجار؟ والذي نفسي بيده ال يبلغ حق‬ ‫الجار إالمن رحمه اهلل»‪.‬‬ ‫فهذه هي حقوق الجوار بينها لنا الرسول صلى اهلل عليه وسلم فليستفسر كل منا في نفسه وليفكر‬ ‫في ماضيه وحاضره‪ ،‬هل قام بها أو ببعضها أو بشيء منها لجيرانه؟ رحم اهلل تلك األيام الخالية التي‬ ‫كان فيها ساكنوا كل ناحية كأنهم أهل بيت واحد يواسى غنيهم فقيرهم ويحترم صغيرهم كبيرهم‬ ‫ويعين قويهم ضعيفهم‪ ،‬ويسعى كل منهم فيما يصلح شأن الباقين كان شعارهم األلفة و المودة‪،‬‬ ‫ال يخطر ببال واحد منهم أن يؤذي جاره أو يسعى في إلحاق الضرر به‪ ،‬أما اآلن فقد علمتنا المدنية‬ ‫الحديثة وأوحت إلينا الحضارة العصرية أن نتجاهل هذه الحقوق ونتغاضى عنها‪ ،‬ونزعم أنها ال توافق‬ ‫حالتنا وال تتناسب وطبيعة الزمن الذي نعيش فيه‪ ،‬فترى العشرات من الناس يسكنون عمارة واحدة‬ ‫وتمضي عليهم السنة والسنتان دون أي يعرف واحد منهم األخر أو يشعر بألمه أو يفرح بفرحه‪ ،‬وجرتنا‬ ‫هذه الحال المنكرة إلى التقاطع والتدابر والجفاء و الغلظة والشح و عدم المروءة‪ ،‬ووقعنا فيما يهدم‬ ‫بنيان وحدتنا من حقد الفقراء على األغنياء وحسد المحرومين لذوي المال والثراء وتربص بعض الناس‬ ‫دوائر السوء باآلخرين‪ ،‬وانتشار اللصوصية وتفشي األمراض الخلقية‪ ،‬فال حول وال قوة إال باهلل‪ ،‬وكما‬ ‫بين صلى اهلل عليه وسلم حقوق الجوار ذلك البيان بالغ في التنفير من إذاية الجيران حتى نفى حقيقة‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫‪14‬‬

‫نيا ‪:‬‬

‫إن من عجائب صنع اهلل تعالى أن فطر في اإلنسان‬ ‫(نوازع بشرية) تسمو به إلى تحقيق غرض عظيم من‬ ‫أغراض الحياة الدنيا أال وهي (التناسل والتكاثر)‪ ،‬وغرس‬ ‫في كيانه (حب الذرية) وجعل البنين من (زينة الحياة الدنيا)‬ ‫لتستمر الحياة ويبقى النوع البشري إلى ما شاء اهلل تعالى‬ ‫له أن يبقى؛ وبحكمته تعالى أحاط هذا األمر العظيم‬ ‫بحدود وشرائع حفاظا على (العرض والنسل والنسب) ضمن‬ ‫منظومة إسالمية فريدة هي ما يعرف بالضرورات الخمس‬ ‫التي جاء اإلسالم للحفاظ عليها‪.‬‬ ‫وفي هذا العصر ـ عصر التقدم العلمي الهائل ـ اقتحم‬ ‫العلم أخص خصوصيات اإلنسان فأصبح يقدم ألولئك‬ ‫المحرومين من التمتع بـ( زينة الحياة الدنيا) ح ً‬ ‫ال طبيٌّا‬ ‫ممكنًا يطلق عليه المتخصصون (التلقيح االصطناعي‬ ‫وأطفال األنابيب) وفق اإلرادة اإللهية القادرة‪.‬‬ ‫وما أن انتهت المرحلة التجريبية واعترفت المراكز‬ ‫المتخصصة بهذا األسلوب حتى تنادى فقهاء شرع اهلل‬ ‫وعلماؤه لدراسة هذه القضية الهامة‪ ،‬ليُج ُلوا الحقائق‬ ‫ويصححوا ما قد يطرأ من خطأ‪ ،‬ويضعوا الضوابط الشرعية‬ ‫التي تضبط هذه المسألة قبل وبعد وأثناء القيام بهذا‬ ‫العمل؛ خاصة في أمر شديد الحساسية كهذا‪.‬‬ ‫لذا فقد اجتمع علماء المجمع الفقهي اإلسالمي برابطة‬ ‫العالم اإلسالمي بمكة المكرمة لمناقشة هذا األمر‪ ،‬وتم‬ ‫ذلك في أربع دورات متفرقات؛ منها ما كان في دورته الثامنة‬ ‫المنعقدة بمقر رابطة العالم اإلسالمي بمكة المكرمة في‬ ‫الفترة من ‪1405/4/28‬هـ حتى ‪1405/5/7‬هـ‪ ،‬واستعرضوا‬ ‫طرق التلقيح االصطناعي وآليته وأساليبه ومشكالته وما‬ ‫يتعلق بكل ذلك؛ وخلصوا إلى ما يلي‪:‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫اإليمان عمن يوذي جاره‪ ،‬أخرج الشيخان مرفوعا‪« :‬واهلل ال يومن واهلل ال يومن واهلل ال يومن‪ ،‬قالوا يا‬ ‫رسول اهلل لقد خاب وخسر من هذا؟ قال من ال يأمن جاره بوائقه‪ ،‬قالوا وما بوائقه؟ قال شره»‪ ،‬فاإليمان‬ ‫الذي هو غاية المؤمن وعليه يتوقف إكرام اهلل له في الدنيا واآلخرة ال يتم وال يكمل إال إذا آمن جاره‬ ‫أذاه وشره‪ ،‬ومن ذا الذي يسمع هذا الحديث الشريف وال يتجنب إلحاق األذى بجاره محافظة على كمال‬ ‫إيمانه وطلبا لنجاة نفسه من عذاب اهلل‪ ،‬وفي الصحيح قيل يارسول اهلل‪ :‬فالنة تصوم النهار وتقوم‬ ‫الليل وتوذي جيرانها‪ ،‬قال‪ :‬هي في النار‪ ،‬قيل يارسول اهلل‪ :‬فالنة تصلي المكتوبات وتتصدق باألثوار‬ ‫من األقط وال توذي جيرانها‪ ،‬قال هي في الجنة»‪ ،‬فجعل إيذاء الجيران مبطال لثواب األعمال الصالحات‬ ‫وترك اإلذاية لهم سببا لقبول األعمال والفوز بدخول الجنة‪ ،‬وقال صلى اهلل عليه وسلم في ءاخر خطبة‬ ‫خطبها بالمدينة‪ « :‬ومن آذى جاره من غير حق حرم اهلل عليه ريح الجنة ومأواه النار‪ ،‬أال وإن اهلل تعالى‬ ‫يسأل الرجل عن جاره كما يسأله عن حق أهل بيته‪ ،‬فمن ضيع حق جاره فليس منا»‪ ،‬وأخرج الشيخان‬ ‫مرفوعا‪« :‬من كان يومن باهلل واليوم األخر فال يوذى جاره‪ ،‬ومن كان يومن باهلل واليوم اآلخر فليكرم‬ ‫ضيفه‪ ،‬ومن كان يومن باهلل واليوم اآلخر فليقل خيرا أو ليصمت»‪ ،‬وأخرجا أيضا‪ « :‬من كان يومن باهلل‬ ‫واليوم اآلخر فليكرم جاره»‪ ،‬قالوا ومن اإلكرام كف األذى وبذل الندا»‪ ،‬وأخرج أبو الشيخ مرفوعا‪« :‬من‬ ‫آذى جاره فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى اهلل»‪ ،‬وأخرج أحمد و الطبراني أن النبي صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫قال ألصحابه‪ :‬ما تقولون في الزنا؟ قالوا حرام حرمه اهلل ورسوله‪ ،‬فهو حرام إلى يوم القيامة‪ ،‬فقال عليه‬ ‫السالم‪ :‬ألن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزنى بامرأة جاره‪ ،‬قال فما تقولون في السرقة؟‬ ‫قالوا حرمها اهلل ورسوله فهي حرام إلى يوم القيامة‪ ،‬قال ألن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه‬ ‫من أن يسرق من بيت جاره‪.‬‬ ‫لقد كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم كثيرا ما ينصح أصحابه بالصبر على أذى الجار وعدم‬ ‫مقابلة إساءته بمثلها‪ ،‬من ذلك ما رواه الطبراني و أبو داوود وابن حبان في صحيحه والحاكم وصححه‬ ‫على شرط مسلم‪ ،‬أن رجال جاء إلى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يشكوا جاره فقال له اصبر‪ ،‬فجاء‬ ‫ثانية وثالثة فكان يأمره بالصبر‪ ،‬فلما جاء الرابعة قال له اطرح متاعك في الطريق‪ ،‬ففعل الرجل ما أمر‬ ‫به فجعل الناس يمرون به ويسألونه عما نابه فيقال لهم له جار يؤذيه‪ ،‬فكانوا يقولون لعنه اهلل فاثر‬ ‫ذلك في قلب جاره فأتى صاحبه وقال له رد متاعك‪ ،‬فواهلل ال أعود لما يؤذيك‪ ،‬وعلى سنته صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم جرى أصحابه رضي اهلل عنهم‪ ،‬روي أن رجال جاء إلى ابن مسعود فقال له‪ :‬إن لي جارا يؤذينى‬ ‫ويشتمني ويضيق علي‪ ،‬فقال له إذهب فإن هو عصى اهلل فيك فأطع اهلل فيه‪ ،‬ولم يشر عليه باالنتقام‬ ‫لنفسه حتى ينحصر الشر في أضيق دائرة‪ ،‬وألن تناسى اإليذاء كثيرا ما يؤدى إلى ندم المؤذي ورجوعه‬ ‫باللوم على نفسه‪ ،‬مصداقا لقوله تعالى‪ْ « :‬اد َف ْع بِا َّلتِي هِ َي �أَ ْح َ�سنُ َف ِ�إ َذا ا َّلذِي َب ْي َن َك َو َب ْينَهُ َع َد َاو ٌة َك َ�أنَّهُ َو يِ ٌّ‬ ‫ل‬ ‫َحمِ ي ٌم»‪ ،‬وصح حديث‪ « :‬من جملة من يحبهم اهلل رجل كان له جار يؤذيه فصبر على أذاه حتى يكفيه‬ ‫اهلل إياه بحياة أو موت»‪ ،‬وعن الحسن البصري» ليس حسن الجوار كف األذى عن الجار‪ ،‬ولكن حسن‬ ‫الجوار الصبر على أذى الجار»‪ ،‬وفي تاريخ المسلمين األولين من مراعاة حقوق الجار ما يدعوا إلى العظة‬ ‫واالعتبار‪ ،‬من ذلك ما روى أن بعض الصالحين شكا كثرة الفئران في بيته‪ ،‬فقيل له لو اتخذت لك هرا‬ ‫لكفاك شرها‪ ،‬فقال أخشى أن تسمع الفئران صوت الهر فتهرب إلى بيوت الجيران فأكون قد أحببت لهم‬ ‫ما ال أحب لنفسي‪.‬‬ ‫لو قارنا بين ما كان عليه سلفنا الصالح وبين ما نحن عليه في هذا الزمان لوجدنا أن صلتنا بهم قد‬ ‫انقطعت‪ ،‬فإننا ال نرى اآلن إال تناكرا وتباغضا بين الجيران وال نحس إال افتنانا في أنواع األذى وتنافسا‬ ‫في إحداث الفتن وعدم االعتداد بحقوق الجوار‪ ،‬وفي الحديث‪ « :‬كم من جار يتعلق بجاره يوم القيامة‪،‬‬ ‫يقول‪ « :‬يا رب سل هذا لم أغلق عني بابه ومنعني فضله»‪.‬‬

‫الضرورات الخمس‬ ‫‪ 1‬ـ أحكام عامة‪ :‬إن انكشاف المرأة على غير من يحل‬ ‫بينها وبينه االتصال الجنسي ال يجوز بحال من األحوال ـ إال‬ ‫لغرض مشروع يعتبره الشرع مبيحًا لهذا االنكشاف‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ إن احتياج المرأة إلى العالج من مرض يؤذيها أو‬ ‫من حالة غير طبيعية في جسمها تسبب لها إزعاجًا؛ يعد‬ ‫ذلك غرضا مشروعًا يبيح لها االنكشاف على غير زوجها لهذا‬ ‫العالج‪ ،‬وعندئذ يتقيد ذلك االنكشاف بقدر الضرورة‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ كلما كان انكشاف المرأة على غير من يحل بينها‬ ‫وبينه االتصال الجنسي مباحًا لغرض مشروع يجب أن‬ ‫يكون المعالج امرأة مسلمة ـ إن أمكن ذلك ـ وإال فامرأة‬ ‫غير مسلمة‪ ،‬وإال فطبيب مسلم ثقة وإال فغير مسلم‪ ،‬بهذا‬ ‫الترتيب‪ .‬وال تجوز الخلوة بين المعالج والمرأة التي يعالجها‬ ‫إال بحضور زوجها أو امرأة أخرى‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ حكم التلقيح االصطناعي‪ :‬إن حاجة المرأة المتزوجة‬ ‫التي ال تحمل وحاجة زوجها إلى الولد تعد غرضًا مشروعًا‬ ‫يبيح معالجتها بالطريقة المباحة من طرق التلقيح‬ ‫االصطناعي‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ إن األسلوب األول (الذي تؤخذ فيه النطفة الذكرية‬ ‫من رجل متزوج‪ ،‬ثم تحقن في رحم زوجته نفسها؛ في طريقة‬ ‫التلقيح الداخلي) هو أسلوب جائز شرعًا ـ بالشروط العامة‬ ‫اآلنفة الذكر ـ وذلك بعد أن تثبت حاجة المرأة إلى هذه‬ ‫العملية ألجل الحمل‪.‬‬ ‫‪ 6‬ـ إن األسلوب الثالث (الذي تؤخذ فيه البذرتان الذكرية‬ ‫واألنثوية من رجل وامرأة زوجين أحدهما لآلخر‪ ،‬ويتم‬ ‫تلقيحهما خارجيٌّا في أنبوب اختبار ثم تزرع اللقيحة في رحم‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫الزوجة نفسها صاحبة البويضة) هو أسلوب مقبول مبدئيٌّا‬ ‫في ذاته بالنظر الشرعي‪ ،‬لكنه غير سليم تمامًا من موجبات‬ ‫الشك فيما يستلزمه ويحيط به من مالبسات فينبغي أن ال‬ ‫يلجأ إليه إال في حاالت الضرورة القصوى‪ ،‬وبعد أن تتوافر‬ ‫الشرائط العامة اآلنفة الذكر‪.‬‬ ‫‪ 7‬ـ وفي حالتي جواز اإلثنتين يقرر المجمع‪ :‬أن نسب‬ ‫المولود يثبت من الزوجين مصدري البذرتين‪ ،‬ويتبع‬ ‫الميراث والحقوق األخرى ثبوت النسب‪ ،‬فحين يثبت نسب‬ ‫المولود من الرجل والمرأة يثبت اإلرث وغيره من األحكام‬ ‫بين الولد ومن التحق نسبه به‪.‬‬ ‫‪ 8‬ـ وأما األساليب األخرى من أساليب التلقيح االصطناعي‬ ‫في الطريقين الداخلي والخارجي مما سبق بيانه ـ فجميعها‬ ‫محرمة في الشرع اإلسالمي ال مجال إلباحة شيء منها ألن‬ ‫البذرتين الذكرية واألنثوية فيها ليستا من زوجين‪ ،‬أو ألن‬ ‫المتطوعة بالحمل أجنبية عن الزوجين مصدر البذرتين‪.‬‬ ‫نظرًا لما في التلقيح االصطناعي ـ بوجه عام ـ من‬ ‫مالبسات ـ حتى في الصورتين الجائزتين شرعًا ـ ومن‬ ‫احتمال اختالط النطف أو اللقائح في أوعية االختبار‪ ،‬وال سيما‬ ‫إذا كثرت ممارسته وشاعت ـ فإن مجلس المجمع الفقهي‬ ‫ينصح الحريصين على دينهم أن ال يلجؤا إلى ممارسته‬ ‫إال في حالة الضرورة القصوى‪ ،‬وبمنتهى االحتياط والحذر‬ ‫من اختالط النطف أو اللقاح‪ ،‬هذا ما ظهر لمجلس المجمع‬ ‫الفقهي في هذه القضية ذات الحساسية الدينية القوية‬ ‫ـ من قضايا الساعة ـ ويرجو اهلل أن يكون صوابًا‪ ،‬واهلل‬ ‫سبحانه أعلم‪ ،‬وهو الهادي إلى سواء السبيل وولي التوفيق‪.‬‬


‫العدد ‪875‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 07‬إلى ‪ 13‬فرباير ‪2017‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬

‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫مقتطفات من «امل�ستطرف يف كل فن م�ستظرف»‬ ‫الكتاب من تأليف الشيخ شهاب الدين أبوالفتح محمد بن أحمد األبشيهي‪ ،‬نسبة إلى قرية أبْشيه (أبْشَواي) من قرى الفيّوم المصرية‪ ،‬أقام بالمحلة‬ ‫ورحل إلى القاهرة ‪ ،‬درس الفقه والنحو وولي الخطابة ببلدته بعد وفاة والده ‪ ،‬توفي حوالي (‪ 850‬هـ‪1448/‬م)‪.‬‬ ‫وعن دواعي تأليف هذا الكتاب ومضامينه يقول األبشيهي في ديباجته‪:‬‬ ‫«‪...‬أما بعد فقد رأيت جماعة من ذوي الهمم جمعوا أشياء كثيرة من اآلداب والمواعظ والحكم وبسطوا مجلدات في التواريخ والنوادر واألخبار‬ ‫والحكايات واللطائف ورقائق األشعار وألفوا في ذلك كتبا كثيرة وتفرد كل منها بفرائد فوائد لم تكن في غيره من الكتب محصورة فاستخرت اهلل تعالى‬ ‫وجمعت من جموعها هذا المجموع اللطيف وجعلته مشتمال على كل فن ظريف وسميته «المستطرف في كل فن مستظرف» واستدللت فيه بآيات كثيرة‬ ‫من القرآن العظيم وأحاديث صحيحة من أحاديث النبي الكريم وطرزته بحكايات حسنة عن الصالحين األخيار ونقلت فيه كثيرا مما أودعه الزمخشري في‬ ‫كتابه ربيع األبرار وكثيرا مما نقله ابن عبد ربه في كتابه العقد الفريد ورجوت أن يجد مطالعه فيه كل ما يقصد ويريد‪ .‬وجمعت فيه لطائف وظرائف‬ ‫عديدة من منتخبات الكتب النفيسة المفيدة وأودعته من األحاديث النبوية واألمثال الشعرية واأللفاظ اللغوية والحكايات الجدية والنوادر الهزلية ومن‬ ‫الغرائب والدقائق واألشعار والرقائق ما تشنف بذكره األسماع وتقر برؤيته العيون ‪.‬وجعلته يشتمل على أربعة وثمانين بابا من أحسن الفنون متوجة‬ ‫بألفاظ كأنها الدر المكنون‪..‬‬ ‫وضمنته كل لطيفة ونظمته بكل ظريفة وقرنت األصول فيه بالفضول ورجوت أن يتيسر لي ما رمته من الوصول وجعلت أبوابه مقدمة وفصلتها في‬ ‫مواضعها مرتبة منظمة ليقصد الطالب إلى كل باب منها عند االحتياج إليه ويعرف مكانه باالستدالل عليه فيجد كل معنى في بابه إن شاء اهلل تعالى واهلل‬ ‫المسؤول في تيسير المطلوب وأن يلهم الناظر فيه ستر ما يراه من خلل وعيوب إنه على ما يشاء قدير وباإلجابة جدير‪ ...‬واهلل سبحانه المهون للصعاب»‪.‬‬ ‫ولألبشيهي أيضا كتاب «تذكرة العارفين وتبصرة المستبصرين» وكتـاب «أطواق األزهار على صدور األنهـار» كما أنه شرع في تأليف كتــاب «في صنعة الترسل والكتابة» لكنه لم يتممه‪.‬ورغم أن‬ ‫في لغته ضعف ‪ ،‬كما يؤكد بعض المصنفين كالزركلي مثال ‪ ،‬إالأن قوة خطابه ‪ -‬وهو المتمرس بفن الخطابة‪ -‬تغطي ذلك الضعف اللغوي‪ ،‬وتجلي العديد من نقط ضعف بني اإلنسان‪ ،‬وتصف للمرء العليل‬ ‫مقويات روحية تقوي إيمانه وتصفي قلبه وتشد أزره‪.‬‬

‫الفصل الرابع في نوادر النحاة‬ ‫وقف نحوي على بياع يبيع أرزا بعسل وبقال بخل‪ ،‬فقال‪« :‬بكم األرز باألعسل واألخلل باألبقل؟ فقال‪:‬‬ ‫«باألصفع في األرؤس واألضرط في األذقن»‪.‬‬ ‫ووقع نحوي في كنيف‪ ،‬فجاء كناس ليخرجه‪ ،‬فصاح به الكناس ليعلم أهو حي أم ال‪ ،‬فقال له النحوي‪:‬‬ ‫«أطلب لي حبال دقيقا وشدني شدا وثيقا واجذبني جذبا رفيقا»‪ ،‬فقال الكناس‪« :‬امرأتي طالق إن أخرجتك‬ ‫منه»‪ ،‬ثم تركه وانصرف‪.‬‬ ‫وكان لبعضهم ولد نحوي يتقعر في كالمه‪ ،‬فاعتل أبوه علة شديدة أشرف منها على الموت‪ ،‬فاجتمع‬ ‫عليه أوالده‪ ،‬وقالوا له‪« :‬ندعو لك فالنا أخانا»‪ ،‬قال‪« :‬ال ‪،‬إن جاءني قتلني»‪ ،‬فقالوا‪« :‬نحن نوصيه أن ال‬ ‫يتكلم»‪ ،‬فدعــوه‪ ،‬فلما دخل عليه قال له ‪« :‬يا أبت‪ ،‬قل ال إله إال اهلل تدخل بها الجنــة وتفــوز من النار‪،‬‬ ‫يا أبت‪،‬واهلل ما أشغلني عنك إال فالن‪ ،‬فإنه دعاني باألمس‪ ،‬فأهرس وأعدس واستبذج وسكبج وطهبج‬ ‫وأفرج ودجج وأبصل وأمضر ولوزج وافلوزج»‪ ،‬فصاح أبوه «غمضوني‪ ،‬فقد سبق ابن الزانية ملك الموت‬ ‫إلى قبض روحي»‪.‬‬ ‫وجاء نحوي يعود مريضا‪ ،‬فطرق بابه‪ ،‬فخرج إليه ولده فقال‪« :‬كيف وجدت أباك؟» قال‪« :‬يا عم ورمت‬ ‫رجليه»‪ ،‬قال‪« :‬ال تلحن ‪،‬قل رجاله‪ ،‬ثم ماذا؟» قال‪« :‬ثم وصل الورم إلى ركبتاه»‪ .‬قال‪« :‬ال تلحن ‪،‬قل إلى‬ ‫ركبتيه‪ ،‬ثم ماذا؟»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«مات وأدخله اهلل في عيالك وعيال سيبويه ونفطويه وجحشويه»‪.‬‬ ‫وعاد بعضهم نحويا‪ ،‬فقال‪« :‬ما الذي تشكوه؟»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«حمى جاسية ‪ ،‬نارها حامية‪ ،‬منها األعضاء واهية والعظام بالية»‪ ،‬فقال له‪« :‬ال شفـاك اهلل بعافيــة‪،‬‬ ‫يا ليتها كانت القاضية»‪.‬‬

‫الفصل الخامس في نوادر المعلمين‬

‫قال الجاحظ‪« :‬مررت بمعلم صبيان وعنده عصا طويلة وعصا قصيرة وصولجان وكرة وطبل وبوق‪،‬‬ ‫فقلت ما هذه؟ فقال‪ :‬عندي صغارأوباش فأقول ألحدهم اقرأ لوحك فيصفر لي بضرطة‪ ،‬فأضربه بالعصا‬ ‫القصيرة‪ ،‬فيتأخر‪ ،‬فأضربه بالعصا الطويلة‪ ،‬فيفر من بين يدي فأضع الكرة في الصولجان وأضربه فأشجه‪،‬‬ ‫فتقوم إلي الصغار كلهم باأللواح فأجعل الطبل في عنقي والبوق في فمي وأضرب الطبل وأنفخ في البوق‬ ‫فيسمع أهل الدرب ذلك‪ ،‬فيسارعون إلي ويخلصونني منهم»‪..‬‬ ‫وحكى الجاحظ أيضا قال‪« :‬مررت على خربة‪ ،‬فإذا بها معلم وهو ينبح نبيح الكالب‪ ،‬فوقفت أنظر إليه‬ ‫وإذا بصبي قد خرج من دار‪ ،‬فقبض عليه المعلم‪ ،‬وجعل يلطمه ويسبه‪ ،‬فقلت عرفني خبره‪ ،‬فقال‪ :‬هذا‬ ‫صبي لئيم يكره التعليم ويهرب ويدخل الدار وال يخرج‪ ،‬وله كلب يلعب به‪ ،‬فإذا سمع صوتي ظن أنه صوت‬ ‫الكلب فيخرج فأمسكه»‪.‬‬ ‫وقال الجاحظ‪« :‬رأيت معلما في الكتّاب وحده فسألته‪ ،‬فقال‪ :‬الصغار داخل الدرب يتصارعون فقلت‪:‬‬ ‫أحب أن أراهم‪ .‬فقال‪ :‬ال أشير عليك بذلك‪ .‬فقلت‪ :‬ال بد‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫فإذا جئت إلى رأس الدرب اكشف رأسك لئال يعتقدوك المعلم فيصفعونك حتى تعمى»‪..‬‬ ‫وقال بعضهم‪« :‬رأيت معلما وقد جاء صغيران يتماسكان فقال أحدهما‪ :‬هذا عض أذني‪ ،‬فقال اآلخر‪ :‬ال‬ ‫واهلل يا سيدنا هو الذي عض أذن نفسه‪ ،‬فقال المعلم‪ :‬يا ابن الزانية‪ ،‬هو كان جمل ليعض أذن نفسه؟!»‪.‬‬ ‫وقال بعضهم‪« :‬رأيت معلما وهو يصلي العصر‪ ،‬فلما ركع أدخل رأسه بين رجليه‪ ،‬ونظر إلى الصغار‬ ‫وهم يلعبون‪ ،‬وقال‪ :‬يا ابن البقال قد رأيت الذي عملت وسوف أكافئك إذا فرغت من الصالة»‪..‬‬ ‫وحكي عن الجاحظ أنه قال‪« :‬ألفت كتابا في نوادر المعلمين‪ ،‬وما هم عليه من التغفل‪ ،‬ثم رجعت عن‬ ‫ذلك وعزمت على تقطيع ذلك‪ ،‬فدخلت يوما مدينة‪ ،‬فوجدت فيها معلما في هيئة حسنة‪ ،‬فسلمت عليه فرد‬ ‫علي أحسن رد ورحب بي فجلست عنده‪ ،‬وباحثته في القرآن‪ ،‬فإذا هو ماهر فيه‪ ،‬ثم فاتحته في الفقه والنحو‬ ‫وعلم المعقول وأشعار العرب‪ ،‬فإذا هو كامل اآلداب‪ ،‬فقلت هذا واهلل مما يقوي عزمي على تقطيع الكتاب‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فكنت أختلف إليه وأزوره‪ ،‬فجئت يوما لزيارته‪ ،‬فإذا بالكتاب مغلق ولم أجده‪ ،‬فسألت عنه‪ ،‬فقيل‪ :‬مات‬ ‫له عزيز‪ ،‬فحزن عليه وجلس في بيته للعزاء‪ ،‬فذهبت إلى بيته وطرقت الباب‪ ،‬فخرجت إلي جارية‪ ،‬وقالت‪:‬‬ ‫ما تريد؟ قلت‪ :‬سيدك‪ ،‬فدخلت‪ ،‬وخرجت‪ ،‬وقالت‪ :‬باسم اهلل‪ ،‬فدخلت إليه‪ ،‬وإذا به جالس‪ ،‬فقلت‪ :‬عظم اهلل‬ ‫أجرك‪ ،‬لقد كان لكم في رسول اهلل أسوة حسنة‪ ،‬كل نفس ذائقة الموت‪ ،‬فعليك بالصبر‪ ،‬ثم قلت له‪ :‬هذا‬ ‫الذي توفي ولدك؟ قال ال‪ ،‬قلت‪ :‬فوالدك‪ ،‬قال‪ :‬ال‪ ،‬قلت‪ :‬فأخاك؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬قلت‪ :‬فزوجتك؟‪ ،‬قال‪ :‬ال‪ ،‬فقلت‪ :‬وما‬ ‫هو منك؟ قال‪ :‬حبيبتي»‪.‬‬ ‫فقلت في نفسي‪ :‬هذه أول المناحس‪ ،‬فقلت‪ :‬سبحان اهلل النساء كثير وستجد غيرها‪ ،‬فقال‪ :‬أتظن أني‬ ‫رأيتها؟‬ ‫قلت وهذه منحسة ثانية‪ .‬ثم قلت‪ :‬وكيف عشقت من لم تر؟‬

‫فقال‪ :‬اعلم إني كنت جالسا في هذا المكان وأنا أنظر من الطاق إذ رأيت رجال عليه برد وهو يقول‬ ‫يا أم عمرو جزاك اهلل مكرمة ** ردي على فؤادي مثلما كانا‬ ‫ال تأخذين فؤادي تلعبين به **فكيف يلعب باإلنسان إنســـانا‬ ‫فقلت في نفسي‪ :‬لوال أن أم عمرو هذه ما في الدنيا أحسن منها‪ ،‬ما قيل فيها هذا الشعر فعشقتها‪،‬‬ ‫فلما كان منذ يومين مر ذلك الرجل بعينه وهو يقول‪:‬‬ ‫لقد ذهب الحمار بأمّ عمرو**فال رجعت وال رجع الحمار‬ ‫فعلمت أنها ماتت‪ ،‬فحزنت عليها‪ ،‬وأغلقت المكتب وجلست في الدار‪ ،‬فقلت‪ :‬يا هذا إني كنت ألفت‬ ‫كتابا في نوادركم معشر المعلمين‪ ،‬وكنت حين صاحبتك عزمت على تقطيعه واآلن قد قوي عزمي على‬ ‫إبقائه وأول ما أبدأ أبدأ بك إن شاء اهلل تعالى»‪.‬‬

‫الفصل السادس في نوادر المتنبئين‬

‫ادعى رجل النبوة في أيام الرشيد‪ ،‬فلما مثل بين يديه قال له‪« :‬ما الذي يقال عنك؟» قال‪« :‬إني نبي‬ ‫كريم»‪ .‬قال‪« :‬فأي شيء يدل على صدق دعواك؟» قال‪« :‬سل عما شئت»‪ .‬قال‪:‬‬ ‫«أريد أن تجعل هذه المماليك المرد القيام الساعة بلحى»‪،‬فأطرق ساعة‪ ،‬ثم رفع رأسه‪ ،‬وقال‪« :‬كيف‬ ‫يحل أن أجعل هؤالء المرد بلحى وأغير هذه الصورة الحسنة‪ ،‬وإنما أجعل أصحاب هذه اللحى مردا في لحظة‬ ‫واحدة»‪ ،‬فضحك منه الرشيد وعفا عنه وأمر له بصلة‪.‬‬ ‫وتنبأ إنسان‪ ،‬فطالبوه بحضرة المأمون بمعجزة‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫«أطرح لكم حصاة في الماء فتذوب»‪ .‬قالوا‪« :‬رضينا»‪ ،‬فأخرج حصاة معه وطرحها في الماء فذابت‪،‬‬ ‫فقالوا‪« :‬هذه حيلة‪ ،‬ولكن نعطيك حصاة من عندنا ودعها تذوب»‪ ،‬فقال‪« :‬لستم أجل من فرعون ‪،‬وال أنا‬ ‫أعظم حكمة من موسى‪ ،‬ولم يقل فرعون لموسى لم أرض بما تفعله بعصاك حتى أعطيك عصا من عندي‬ ‫تجعلها ثعبانا»‪ .‬فضحك المأمون وأجازه‪.‬‬ ‫وتنبأ رجل في أيام المعتصم‪ ،‬فلما حضر بين يديه قال‪:‬‬ ‫أنت نبي؟ قال‪« :‬نعم»‪ ،‬قال‪« :‬وإلى من بعثت؟» قال ‪« :‬إليك»‪.‬‬ ‫قال‪« :‬أشهد أنك لسفيه أحمق»‪ ،‬قال‪« :‬إنما يبعث إلى كل قوم مثلهم»‪ ،‬فضحك المعتصم وأمر له‬ ‫بشيء‪.‬‬ ‫وتنبأ رجل في أيام المأمون وادعى أنه إبراهيم الخليل‪ ،‬فقال له المأمون‪« :‬إن إبراهيم كانت له‬ ‫معجزات وبراهين»‪ ،‬قال‪« :‬وما براهينه؟»‪ ،‬قال‪« :‬أضرمت له نار وألقي فيها ‪ ،‬فصارت عليه بردا وسالما‪،‬‬ ‫ونحن نوقد لك نارا ونطرحك فيها‪ ،‬فإن كانت عليك كما كانت عليه آمنا بك»‪ ،‬قال‪« :‬أريد واحدة أخف من‬ ‫هذه»‪ ،‬قال‪« :‬فبراهين موسى»‪ ،‬قال‪« :‬وما براهينه؟» قال‪« :‬ألقى عصاه فإذا هي حية تسعى وضرب بها‬ ‫البحر‪ ،‬فانفلق‪ ،‬وأدخل يده في جيبه فأخرجها بيضاء»‪.‬‬ ‫قال‪« :‬وهذه علي أصعب من األولى»‪ .‬قال‪« :‬فبراهين عيسى»‪.‬‬ ‫قال‪« :‬وما هي؟»‪ ،‬قال‪« :‬إحياء الموتى»‪ .‬قال‪« :‬مكانك قد وصلت‪،‬أنا أضرب رقبة القاضي يحيى بن‬ ‫أكثم وأحييه لكم الساعة»‪ ،‬فقال يحيى‪« :‬أنا أول من آمن بك وصدّق»‪.‬‬ ‫وتنبأ آخر في زمن المأمون‪ ،‬فقال المأمون‪« :‬أريد منك بطيخا في هذه الساعة»‪ ،‬قال‪« :‬أمهلني ثالثة‬ ‫أيام»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«ما أريده إال الساعة»‪ ،‬قال‪« :‬ما أنصفتني يا أمير المؤمنين إذا كان اهلل تعالى الذي خلق السماوات‬ ‫واألرض في ستة أيام ما يخرجه إال في ثالثة أشهر‪ ،‬فما تصبر أنت علي ثالثة أيام»‪ ،‬فضحك منه ووصله‪.‬‬ ‫وتنبأ آخر في زمن المأمون‪ ،‬فلما مثل بين يديه قال له‪« :‬من أنت؟» قال‪« :‬أنا أحمد النبي»‪ ،‬قال‪« :‬لقد‬ ‫ادعيت زورا»‪ ،‬فلما رأى األعوان قد أحاطت به وهو ذاهب معهم قال‪:‬‬ ‫«يا أمير المؤمنين أنا أحمد النبي‪ ،‬فهل تذمه أنت»؛ فضحك المأمون منه وخ ّلى سبيله»‪.‬‬ ‫وتنبأ آخر في زمن المتوكل‪ ،‬فلما حضر بين يديه قال له‪« :‬أنت نبي؟» قال‪« :‬نعم»‪ ،‬قال‪« :‬فما الدليل‬ ‫على صحة نبوتك؟»‪ ،‬قال‪« :‬القرآن العزيز يشهد بنبوتي في قوله تعالى»‪:‬‬ ‫«إِذا جا َء نَصْرُ اللهَّ ِ وَا ْل َفتْحُ»‪ .‬وأنا إسمي نصر اهلل‪ ،‬قال‪« :‬فما معجزتك؟» قال‪« :‬ائتوني بامرأة عاقر‬ ‫أنكحها تحمل بولد يتكلم في الساعة ويؤمن بي»‪ ،‬فقال المتوكل لوزيره الحسن بن عيسى ‪»:‬أعطه‬ ‫زوجتك حتى تبصر كرامته»‪ ،‬فقال الوزير‪« :‬أما أنا فأشهد أنه نبي اهلل‪ ،‬وإنما يعطي زوجته من ال يؤمن‬ ‫به»‪ .‬فضحك المتوكل وأطلقه‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 07‬إلى ‪ 13‬فرباير ‪2017‬‬

‫العدد ‪875‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)778‬‬

‫“مجلة دار النيابة (‪”)5‬‬

‫صدر العدد الخامس من “مجلة دار النيابة” سنة ‪ 1985‬في ما مجموعه ‪ 95‬من الصفحات ذات‬ ‫الحجم الكبير‪ ،‬توزعت بين قسمين مختلفين‪ ،‬أولهما باللغة العربية وثانيهما باللغة الفرنسية‪.‬‬ ‫وقد حرص المشرفون على هذا المنبر العلمي األكاديمي الرفيع‪ ،‬على الوفاء للتوجهات الكبرى‬ ‫في التواصل مع الباحثين ومع عموم المهتمين وفق ما تم توضيحه منذ صدور أولى أعداد‬ ‫هذه المجلة‪ .‬لذلك‪ ،‬لم يكن غريبا أن تغتني “مجلة دار النيابة” مع توالي الصدور المنتظم‬ ‫ألعدادها‪ ،‬وأن ترسم لنفسها خطا واضحا في التعاطي مع مختلف القضايا الشائكة في تاريخ‬ ‫المغرب الطويل‪ ،‬أساسه شغف كبير بالتوثيق لحيثيات هذه القضايا‪ ،‬وأداته االنفتاح الواسع على‬ ‫تطورات حقول البحث التاريخي في أبعاده التخصصية الحصرية‪ ،‬وأهدافه إعادة تقييم مكونات‬ ‫ماضينا الجماعي وفق نظرة مجددة تتجاوز‬ ‫عقم ومحدودية عطاء الرصيد األضخم من‬ ‫الكتابات الكالسيكية المتوارثة‪ .‬ويمكن‬ ‫القول إن هذه الدورية قد نجحت في فرض‬ ‫اسمها إلى جانب مجالت رائدة في مجال‬ ‫البحث التاريخي الوطني‪ ،‬مثلما هو الحال‬ ‫مع مجلة “هسبيريس‪ -‬تمودا” أو مع “مجلة‬ ‫كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بالرباط”‪.‬‬ ‫وال شك أن هذه المكانة العلمية الرفيعة‪،‬‬ ‫هي التي جعلت “مجلة دار النيابة” تتحول‬ ‫إلى أحد أهم المراجع المعتمدة في دراسة‬ ‫مختلف تحوالت ماضي منطقة الشمال‪،‬‬ ‫منذ العهود السحيقة وحتى مرحلة نهاية‬ ‫القرن ‪ ،20‬تاريخ توقف صدورها‪.‬‬ ‫يحتوي القسم العربي م��ن العدد‬ ‫الخامس من هذه المجلة على أحد عشر‬ ‫م��ادة علمية‪ ،‬إلى جانب افتتاحية عامة‬ ‫رسمت فيها المجلة اآلف��اق العريضة‬ ‫لمشروعها التنقيبي داخل “الغابة العذراء”‬ ‫للوثائق الدفينة التي طالما أغفلتها‬ ‫الكتابات االستعمارية حول ماضي بالدنا‪.‬‬ ‫وفي باب “نصوص تاريخية”‪ ،‬اهتم محمد المنوني بالتوثيق لحدث ظهور “لسان المغرب”‬ ‫باعتبارها أول جريدة عربية ناطقة بلسان الدولة‪ ،‬وذلك استنادا إلى مضامين خمس وثائق غير‬ ‫منشورة‪ .‬وفي نفس الباب كذلك‪ ،‬نشر عبد المجيد الصغير دراسة حول “الطرقية” والعالقات‬ ‫المغربية الجزائرية إبان السيطرة العثمانية‪ ،‬كما نشرت المجلة المجموع الثالثة من نصوص‬ ‫الظهائر السلطانية المنعم بها على الرهبان اإلسبان بين سنتي ‪ 1637‬و‪ .1794‬وفي باب‬ ‫“دراسات وعروض”‪ ،‬ترجم كل من محمد األمين البزاز وعبد العزيز خلوق التمسماني‪ ،‬دراسة‬ ‫لجرمان عياش حول ردود الفعل المغربية أمام االحتالل اإلسباني والفرنسي‪ .‬وبمناسبة مرور‬ ‫ثالثمائة عام على الجالء اإلنجليزي من مدينة طنجة (‪ ،)1984-1684‬قدم محمد المنصور‬ ‫دراسة حول الضغوط العثمانية وأثرها على تحرير الثغور المحتلة بالمغرب من خالل حالة‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫مدينة طنجة‪ .‬أما عبد المجيد القدوري‪ ،‬فقد اهتم – في مساهمته – بالكشف عن مكونات‬ ‫شخصية الثائر ابن أبي محلي مع التعريف برحلته الشهيرة‪.‬‬ ‫وفي المحور المركزي لهذا العدد والمعنون ب”دراسات اجتماعية حول القبائل المغربية”‪،‬‬ ‫قدم محمد األمين البزاز وعبد العزيز خلوق التمسماني ترجمة لدراسة لعبد اهلل حمودي حول‬ ‫االنقسامية والتراتب االجتماعي والسلطة السياسية والوالية‪ ،‬استنادا إلى تشريح لمقوالت‬ ‫كيلينر‪ .‬كما نشر عبد العزيز خلوق التمسماني مجموعة من الوثائق المغربية الخاصة بقبيلة‬ ‫أنجرة وبعالقاتها مع السلطة المركزية بين سنتي ‪ 1837‬و‪ ،1892‬واهتم محمد أعفيف برصد‬ ‫أوضاع واحات توات في نهاية القرن ‪ 19‬وبداية القرن ‪ ،20‬في حين قدم عبد القادر العبيد دراسة‬ ‫اجتماعية عن قبائل ه��وارة بين األمس‬ ‫وال��ي��وم على ض��وء ع��وام��ل االستمرار‬ ‫والتغير‪ .‬وفي باب “قضية ووثائق”‪ ،‬اهتم‬ ‫محمد األمين البزاز بالتوثيق لحدث فتح‬ ‫إحدى األبواب الجديدة بطنجة خالل فترة‬ ‫‪.1897-1896‬‬ ‫ه��ذا بالنسبة للقسم العربي من‬ ‫العدد الخامس من “مجلة دار النيابة”‪ ،‬أما‬ ‫بالنسبة للقسم الفرنسي فقد احتوى على‬ ‫دراستين مختلفتين في اهتماماتهما‪ .‬في‬ ‫هذا اإلطار‪ ،‬ساهم محمد المرابط بدراسة‬ ‫إحصائية دقيقة ح��ول تطور السكان‬ ‫بالمغرب منذ بداية القرن ‪ ،20‬في حيم‬ ‫اهتم مصطفى النعيمي بتوضيح أهمية‬ ‫عالقات الرحل‪ /‬المستقرين في التطور‬ ‫التاريخي لمجموع اتحادية تكنة‪.‬‬ ‫وبهذه المضامين الثرية‪ ،‬ساهمت‬ ‫“مجلة دار النيابة” في تعزيز موقعها‬ ‫داخ��ل ساحة النشر الثقافي ببالدنا‬ ‫خالل مرحلة ثمانينيـــات وتسعينيــات‬ ‫القرن الماضي‪ ،‬كما ساهمت في تنظيم‬ ‫المواكبة العلمية آلخر المشاريع األكاديمية التي كان يبلورها باحثو المرحلة المذكورة‪،‬‬ ‫سواء في إطار توجهات جامعية وطنية أم في إطار اهتمامات فردية أغنت رصيد المدرسة‬ ‫التاريخية الوطنية وتراكمها المعرفي المتميز‪ .‬ولن نقدر أهمية رصيد منجزها المبادر‪ ،‬إال‬ ‫باستحضار هول الفراغ القاتل الذي خلفه توقف صدورها عند نهاية القرن الماضي‪ ،‬األمر‬ ‫الذي ترسخ بوفاة رائديها المؤرخ عبد العزيز خلوق التمسماني ومحمد األمين البزاز‪ .‬ورغم‬ ‫الضجيج التواصلي واإلعالمي المهيمن على مجال تلقي المعارف التاريخية راهنا‪ ،‬لم يستطع‬ ‫أي منبر آخر سد هذا الفراغ وال تطوير حصيلة منجز المجلة‪ ،‬وخاصة بمدينة طنجة وبعموم‬ ‫منطقة الشمال‪.‬‬

‫“ المغرب في محاسن المغرب”‪ ،‬المفقود‪،‬‬ ‫دراسة وجمع وتقديم د‪ .‬عبد السالم الجعماطي‬

‫صدر حديثا عن دار األمان بالرباط “كِتَابُ المُغْ ِرب‪ ،‬في‬ ‫مَحَاسِن المَغْ ِرب”‪ ،‬للمُؤَرِّخ األنْدَ ُلسيّ‪ ،‬أبي يحيى‪ ،‬اليَسَع‬ ‫ِ‬ ‫ابن حَزْم الغافِقي الجَيّانيّ (ت‪575 .‬ﻫ‪1180/‬م‪.‬‬ ‫بن عِيسى ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫دراسة وجمع وتوثيق األستاذ الدكتور عبد السالم الجعماطي‬ ‫أستاذ التعليم العالي مؤهل بالمركز الجهوي لمهن التربية‬ ‫والتكوين‪ ،‬لجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪ ،‬واألستاذ المحاضر‬ ‫الزائر في كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان‪.‬‬ ‫ولم يقف الباحث عند جمع شتات “كتاب المغرب ‪ ،‬في‬ ‫ابن حَزْم‬ ‫بن عِيسى ِ‬ ‫محاسن المغرب”‪ ،‬للمؤرخ اليَسَع ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الغافِقي األندلسي األصل‪ ،‬المصري القرار واإلقبار‪ ،‬بل عمل‬ ‫على تتبع النقول من مصادرها‪ ،‬وترميمها وإعادة تبويبها‬ ‫ودراستها دراسة مفصلة تربو على ‪ 120‬صفحة‪ ،‬عن حياة‬ ‫المؤلف وعصره‪ ،‬وقيمة كتابه ومصادره ‪.‬‬ ‫وعن هذا اإلنجاز العلمي‪ ،‬يقول مقدّم الكتاب الدكتور‬ ‫جعفر ابن الحاج ما نصه‪“ :‬إن المؤلف (الجعماطي) “يفتح بابا‬ ‫قلما فتحه المشتغلون بتاريخ االندلس‪ ،‬فسعى إلى ترميم‬ ‫كتاب “المغرب فب محاسن المغرب” كما يسعى أهل اآلثاء إلى‬ ‫ترميمها”‪ ،‬ويضيف ان “الجعماطي” تتبع النقول في مصادرها‬ ‫واجتهد في تبويب الكتاب‪ ،‬فـ”نجح نجاحا باهرا ال ينكره إال جاحد‬ ‫العَمَل اليسَعُ بنُ حَزم‪ ،‬إذ‬ ‫او جاهل”‪ .‬مضيفا “ َفليَهنَأ ِبهذا‬ ‫ِ‬ ‫هل‬ ‫وَجَدَ في زَما ِننا هذا ا ّلذي انتُقِصَ فيهِ العِلمُ مِن أَطرافِهِ وَكي ًال عَنهُ “مِن‬ ‫مَحاسِن المَغ ِر ِب” وَأَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يُحسنُ االِعتِناء‪ ،‬وَليَهنَأ بهِ تاريخُ َ‬ ‫يَكون َ‬ ‫ُ‬ ‫األندَ ُلس‪َ ،‬ف َقد‬ ‫حسَن ما‬ ‫الوُكالء‪ ،‬يَعتَني ِبكِتا ِبهِ َف ِ‬ ‫المَغ ِرب‪َ ،‬كَأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫كان لِيَفتَحَها إ ّال أولو العَزم‪ُ .‬‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫وَنَوافِذ ما َ‬ ‫المُوَفقُ لِلصَّواب”‪.‬‬ ‫وَاهلل‬ ‫َفتَحَ ِبهِ أَبوابًا كانَت موصَدَة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫“ويَدُل ُك ُّل‬ ‫ومما جاء في الدارسة عن تقييم مكانة المؤلف بين أقرانه‪ ،‬ولدى سالطين عصره‪ ،‬قوله‪:‬‬ ‫أن اليسع كان من طبقة ال تَ ِز ُّل مَكانتها عن طبقة ُفحول ُ‬ ‫ما سَ َلف دَالل ًة بَيّنة‪ ،‬على ّ‬ ‫الكتَّاب والمؤرخين‬ ‫َ‬ ‫باألندلس‪ ،‬ورُبَّما ُ‬ ‫تَكون رحلته إلى مراكش قد جا َءتْ نتيجة استدعائه واستجالبه إلى كنف الموحدين؛ فمن‬ ‫المعلوم أنّهم حَرَصُوا على استقطاب العلماء المشهورين‪ .‬ولعل همّته الشامخة وطموحاته الجسيمة‬ ‫لم تَجد مَوْئِ َلها في بالط بني عبد المؤمن بمراكش‪ ،‬بل لم تَرْ ِو َظ َ‬ ‫مَأه عَطايَاهُم السَّ ِنيَّة لألدباء‬ ‫ِ‬ ‫والعلماء‪ ،‬واستوزارهم للنبهاء منهم وذوي الكفاءة العالية‪ ،‬سواء أكان ذلك في الكتابة والخطابة‪ ،‬أو في‬

‫العلوم ْ‬ ‫الحِكمِيَّة من الطب والرياضيات والفلك والفلسفة؛‬ ‫فطوى اليسعُ المسافات عائدا إلى موطنه‪ ،‬ومنه تَسَ ّلل إلى‬ ‫ِّ‬ ‫مُتَوَقفاً لبعض الوقت بإفريقية‪ ،‬التي يبدو أنَّهُ لم‬ ‫المشرق‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫والحُظوَة‪ ،‬وما كان له ذلك‬ ‫يُصادِف بها هواه في الشهرة‬ ‫بعد انتقال الدولة عنها‪ .‬فانطلق منها انطالق السَّهْم إلى‬ ‫مَرْماه‪ ،‬يَؤُمُّ بالدَ الكنانة‪ ،‬متوسِّماً في سلطانها األيوبي‬ ‫حُسْنَ الصَّ ِنيع في ِرعايَتِه‪ ،‬وضَمّه إلى مجلس علمائه‬ ‫وخاصَّتِه؛ فحَصَل اليسعُ على مَأمُولِه من صالح الدين‪،‬‬ ‫وَوَجَ��د َّ‬ ‫ضالتَه في َك ِنفِهِ؛ ولبّى هو‬ ‫حاجة هذا السلطان‪ ،‬حين أحوجه الحال‬ ‫إلى خطيب يعتلي أعواد المنبر‪ ،‬وهو يعلم‬ ‫ّ‬ ‫أن سالمته وهالكه سيّان؛ ومَا ل ِب َث‬ ‫أن خرَج من ِرهانه را ِبح الصفقة‪ ،‬وافر‬ ‫الحظوة لدى مخدومه‪ .‬ذلك هو أبو يحيى‪،‬‬ ‫اليسع بن عيسى بن حزم بن اليسع بن‬ ‫عبد اهلل الغافقي الجياني‪ ،‬مصنّف كتاب‬ ‫“المُغْ ِرب‪ ،‬فِي مَحاسِن المَغْ ِرب”‪.‬‬ ‫والجدير بالذكر‪ ،‬أن للدكتور عبد‬ ‫ال��س�لام الجعماطي ع��دة كتب منها‬ ‫دراس��ة وتحقيق”‪ ،‬و”الحضارة العربية‬ ‫“ت��واري��خ السبتيين‬ ‫صقلية”‪ ،‬و”دراس��ات في تاريخ المالحة‬ ‫اإلس��ل�ام����ي����ة ف��ي‬ ‫بالغرب اإلسالمي”‪ ،‬وكتاب جماعي باللغة‬ ‫البحرية وعلوم البحار‬ ‫“الحضارة العربية اإلسالمية في صقلية”‪،‬‬ ‫اإلنجليزية بعنوان‬ ‫سلمى الخضراء الجيوسي‪ ،‬دبي‪.2015 ،‬‬ ‫ت��ح��ت إش����راف دة‪.‬‬ ‫(باالشتراك مع د‪ .‬رض��وان الحضري)‪،‬‬ ‫وك��ت��اب “النفقات”‪،‬‬ ‫منشورات المجلس العلمي األعلى بالرباط‪ .2012 ،‬وكتاب “دراسات في تاريخ المالحة البحرية وعلوم البحار‬ ‫بالغرب اإلسالمي”‪ ،‬بيروت‪ .2012 ،‬وكتاب “قاموس المفردات البحرية بسبتة اإلسالمية”‪ ،‬تطوان‪.2011 ،‬‬ ‫وكتاب “النقل والمواصالت باألندلس خالل عصري الخالفة والطوائف (‪422-316‬ﻫ)”‪ ،‬عن دار ابن حزم‬ ‫ببيروت‪ .2010 ،‬وكتاب “أكرية السفن”‪ ،‬تطوان‪.2009 ،‬‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 07‬إلى ‪ 13‬فرباير ‪2017‬‬

‫العدد ‪875‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)345‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫شخص يمنع العشرات من والمواطنين‬ ‫من أداء فريضة الصلوات الخمس‪،‬‬ ‫بإغالقه مسجد الجماعة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫قام شخص برفقة ابنه بسلوك خطير‪ ،‬منذ فترة ليست بالقصيرة‪ ،‬دون أن تتدخل‬ ‫الجهات المسؤوله لمحاربة «هذا المنكر»‪ ،‬ويتجلى ذلك في إقدامهما على إغالق المسجد‬ ‫الصغير‪ ،‬الكائن بظهر البردع اجوامعة بفحص أنجرة‪ ،‬وبالتالي منع العشرات من السكان‬ ‫والمواطنين من أداء فريضة الصلوات الخمس‪.‬أكثر من هذا‪ ،‬أن المصلين الذين كان‬ ‫عددهم ‪ 21‬شخصا‪ ،‬تم طردهم أثناء ذكرهم هلل بداخل المسجد المذكور‪ ،‬وذلك من‬ ‫طرف المشتكى به الذي صاح فيهم ‪ »:‬إن أردتم أن تذكروا اهلل‪ ،‬عليكم بالذهاب إلى‬ ‫بيوتكم‪ »..‬بينما ابنه حاول االعتداء على أحد المصلين الذي استنكر هذا الفعل الشنيع‪،‬‬ ‫كما ورد في شكاية موجهة إلى وكيل جاللة الملك بتاريخ ‪ 28‬ـ ‪ 12‬ـ ‪ ،16‬تحت عدد‬ ‫‪ ،16/3101/12058‬تتوفر الجريدة على نسخة منها‪ ،‬إذ ورد فيها أيضا أن المشتكى به‬ ‫سبهم أمام مرآى ومسمع قائد المنطقة‪ ،‬ومنع إمام المسجد من أداء واجبه‪ ،‬ليلة المولد‬ ‫النبوي الشريف لهذه السنة‪ ،‬كما سبق له منعه‪ ،‬السنة الماضية‪.‬‬ ‫ويلتمس سكان الحي من وكيل جاللة الملك تدخله العاجل من أجل اإلفراج عن‬ ‫مسجدهم‪.‬‬

‫توصلنا بنسخة من شكاية موجهة‬ ‫إلى وال��ي جهة طنجة تطوان الحسيمة‪،‬‬ ‫تقدم بها المواطن التهامي الزكندوف‪،‬‬ ‫مفادها أن ه��ذا األخ��ي��ر ك��ان ق��د حصل‬ ‫على رخصة لحراسة السيارات بالليل‪،‬‬ ‫بزنقة الميطرو وأمام عمارة السالم أ (حي‬ ‫ميسترخوش) رق��م��ه��ا‪ 2005/41‬وذل��ك‬ ‫بتاريخ ‪ 12‬غشت‪ ،2005‬إال أنها انتزعت‬ ‫منه‪ ،‬دون موجب حق‪ ،‬من طرف أشخاص‬ ‫ومتواطئين معهم‪ ،‬بحكم اشتغالهم بكل‬ ‫من ملحقة إداري���ة والمجلس الحضري‬ ‫لطنجة‪ ،‬وتسليمها للمقربين منهم‪ ،‬رغم أن‬ ‫المشتكي‪ ،‬يقول أنه كان يقوم بعمله أحسن‬ ‫قيام‪ ،‬ويؤدي رسوم الرخصة‪ ،‬ملتمسا من السيد الوالي إعطاء تعليماته للجهات‬ ‫المختصصة‪ ،‬بهدف رد االعتبار له‪ ،‬وبالتالي تمكينه من الرخصة والحراسة‬ ‫بمكانه الدائم‪ ،‬ذلك أنه ليس له أي مورد‪ ،‬باستثناء هذا العمل الذي يقتات منه‪،‬‬ ‫ويعيل من خالله أفراد أسرته‪.‬‬

‫أحمد صدقي‬

‫بحث عن متغيب‬ ‫غاب السيد سعيد الدريوش البالغ من‬ ‫العمر ‪ 49‬سنة عن بيت أسرته الكائن بجبل‬ ‫درسة بمدينة تطوان منذ ثالث سنوات‪ ،‬ولم‬ ‫يظهر له أثر‪.‬‬ ‫المرجو من لديه معلومات علی مكان‬ ‫تواجده أن يتصل بأقرب مركز للشرطة‪ ،‬أو االتصال بالرقم الهاتفي‬ ‫التالي ‪:‬‬

‫‪06.67.11.20.36‬‬

‫لجميع إعالناتكم‬ ‫اإلشهارية واإلدارية‬ ‫يف جريدة‬

‫االتصال على الرقم ‪0539943008‬‬

‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫محمد إمغران‬

‫من وراء نزع رخصة حراسة السيارات‬ ‫من هذا المواطن المغلوب على أمره ؟‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 20‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪345‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 875‬ـ الثالثاء ‪� 07‬إلى ‪ 13‬فرباير ‪2017‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫أوراق من تاريخ كأس األمم اإلفريقية‬ ‫منذ ‪) 3 / 3 ( 1957‬‬

‫سنة ‪:1992‬‬ ‫وفي عام ‪ ،1992‬أقيمت النهائيات األفريقية في السنغال وشارك بها ‪12‬‬ ‫منتخبا‪ .‬وتمكن منتخب ساحل العاج من إحراز لقب البطولة بعد التغلب على‬ ‫غانا بضربات الجزاء الترجيحية ‪ 11-10‬في مباراة مثيرة‪.‬‬

‫سنة ‪:1994‬‬

‫وأقيمت البطولة اإلفريقية لعام ‪ 1994‬في تونس التي خرجت من‬ ‫األدوار األولى للبطولة بصورة مذلة‪ .‬وحقق منتخب زامبيا مفاجأة من العيار‬ ‫الثقيل بعد أن تمكن من الوصول إلى المباراة النهائية أمام نيجيريا لكنه‬ ‫خسر ‪.1-2‬‬

‫سنة ‪:1996‬‬

‫وشهدت بطولة عام ‪ 1996‬التي نظمتها جنوب أفريقيا انسحاب نيجيريا‬ ‫ألسباب سياسية‪ .‬وكانت جنوب أفريقيا على موعد مع أول كأس أفريقية تفوز‬ ‫بها في تاريخها بعد أن تغلبت في المباراة النهائية على المنتخب التونسي‬ ‫‪.2-0‬‬

‫سنة ‪:1998‬‬

‫وكان المنتخب المصري على موعد مع رابع لقب له في بطولة عام ‪1998‬‬ ‫التي أقيمت في بوركينا فاسو‪ .‬ولم يتمكن هدافا البطولة حسام حسن من‬ ‫مصر وبيني ماكارثي من جنوب أفريقيا من إحراز أي أهداف في المباراة‬ ‫النهائية التي جمعت بين منتخبي الالعبين رغم أنهما كانا هدافا البطولة‬ ‫برصيد سبعة أهداف لكل‪ .‬وفازت مصر في المباراة النهائية بهدفين مقابل‬ ‫ال شيء أحرزهما أحمد حسن وطارق مصطفى‪ .‬وبات المدير الفني للمنتخب‬ ‫المصري محمود الجوهري بهذه النتيجة أول شخص يفوز باللقب األفريقي‬ ‫كالعب ومدرب‪.‬‬

‫سنة ‪:2000‬‬

‫وفي عام ‪ ،2000‬أحرز المنتخب الكاميروني أول بطولة في األلفية‬ ‫الجديدة بعد مواجهة قوية مع نيجيريا صاحبة األرض حيث انتهى الوقت‬ ‫األصلي بالتعادل بهدفين لكل لتحسم ضربات الجزاء الترجيحية المباراة‬ ‫لصالح نيجيريا‪.‬‬

‫سنة ‪:2002‬‬

‫وعادت الكاميرون في بطولة عام ‪ 2002‬التي أقيمت في مالي لتحرز‬ ‫اللقب األفريقي بضربات الجزاء الترجيحية أمام السنغال‪.‬‬

‫سنة ‪:2004‬‬

‫واقيمت نهائيات كأس االمم االفريقية في عام ‪ 2004‬في تونس حيث‬ ‫نجح الفريق التونسي في الفوز بالبطولة للمرة األولى في تاريخه بعد تغلبه‬ ‫في المباراة النهائية على المنتخب المغربي بهدفين مقابل هدف واحد‪.‬‬

‫سنة ‪:2006‬‬

‫وفي عام ‪ 2006‬نظمت مصر البطولة بعد غياب دام عشرين عاما منذ‬ ‫آخر بطولة نظمتها عام ‪ . 2006‬وفازت مصر بضربات الجزاء في المباراة‬ ‫النهائية على منتخب ساحل العاج ‪. 4-2‬‬

‫(انتهى)‬

‫قبل‬

‫انطالق نهائيات النسخة ‪ 31‬من نهائيات كاس أمم إفريقيا لكرة القدم التي اختتمت األحد‬ ‫الماضي بالغابون‪ .‬صرح الناخب الوطني‪ ،‬هيرفي رونار أن المنتخب المغربي لن يتجاوز‬ ‫هدفه من المشاركة في هذه النسخة سقف الدور الثاني‪ ،‬فانتفض بعض علماء «الفهامات» وسلخوا‬ ‫وجلدوا الرجل‪ ،‬فقط ألنه تحدث عن وعي‪ ،‬وإيمانا منه بما يتوفر عليه في التركيبة التي اعتمد عليها‬ ‫في هذه النهائيات‪ .‬ألن هؤالء (الفهايمية) تعودوا الكذب وبيع األوهام من اشباه المدربين المحليين‬ ‫الذين تعاقبوا على تدريب المنتخب‪ .‬لكن رونار‪ ،‬ورغم المشاكل التي عاشها على مستوى عدم استكمال‬ ‫التركيبة البشرية للمنتخب الوطني لعوامل متعددة‪ ،‬تمكن بخبرته من التوظيف الجيد لما أوتي به‬ ‫من طاقات بشرية‪ ،‬منها من شارك ألول مرة في مثل هذه المنافسات الصعبة‪ .‬وكانت مشاركة مشرفة‬ ‫وباقتدار كبير‪ .‬نقطة الضوء الكبيرة في هذه المشاركة‪ ،‬تتجلى في إشراك العبين من أكاديمية محمد‬ ‫السادس لكرة القدم ( الناصيري ومنديل)‪ ،‬شابين أبانا عن علو كعبهما رغم صغر السن وغياب التجربة‪.‬‬ ‫وهذا ربح كبير للمنتخب‪ .‬والمطلوب حاليا أن نترك المدرب رونار يشتغل‪ ،‬بعيد عن التشويش‪ ،‬وعن‬ ‫سماسرة إذاعات (الرصيف)‪ ،‬التي ابتلينا بها بعدما كنا نعاني من صحافة الرصيف‪.‬‬

‫خافيير تشيتشاريتو‪...‬‬ ‫هداف باير ليفركوزن ومنتخب املك�سيك‬

‫خافيير‪ ،‬احتفلت مؤخراً بمرور ‪ 10‬سنوات على‬ ‫بداية مسيرتك االحترافية‪ .‬هل كنت تتوقع أن‬ ‫تعيش مسيرة مميـزة من خــالل ‪ 10‬سنـوات في‬ ‫الممارسة؟‬ ‫الحقيقة هي أن الواقع تجاوز الحلم‪ .‬كنت أحلم باللعب‬ ‫في دوري الدرجة األولى‪ ،‬وعندما لعبت مباراتي األولى‬ ‫سجّلت‪ ‬هدفاً‪ .‬كنت أحلم بأن أكون بط ً‬ ‫ال مع أفضل ناد في‬ ‫المكسيك‪ ،‬وقد حققت ذلك أيضاً‪ .‬كنت أحلم بأن أكون العباً‬ ‫مهماً في فريقي ويتم استدعائي إلى المنتخب الوطني‪،‬‬ ‫وقد توّجت بط ً‬ ‫ال وهدافاً وشاركت في كأس العالم جنوب‬ ‫أفريقيا ‪ 2010‬بصراحة‪ ،‬إنه أمر ال‬ ‫يصدق‪ .‬وانتقلت للعب في أوروبا‪،‬‬ ‫ولكن قبل ذلك في كأس العالم‬ ‫سجلت هدفا في مرمى المنتخب‬ ‫الذي كان جدي قد سجل في‬ ‫مرماه أيضاً (توماس بالكازار لعب‬ ‫مع المكسيك في سويسرا ‪1954‬‬ ‫وسجّل ضد فرنسا)‪ .‬ثم انتقلت‬ ‫إلى نادي مانشستر يونايتد الذي‬ ‫فزت معه بلقبين للدوري المحلي‬ ‫ولعبت معه نهائي دوري أبطال‬ ‫أوروبا‪ .‬وبعدها ذهبت إلى ريال‬ ‫مدريد‪ ،‬النادي الذي يحلم أي العب‬ ‫باللعب له‪ ،‬وسجّلت هدفاً حاسماً‬ ‫في مباراة الديربي ضد أتليتيكو‪ .‬واآلن ألعب في ألمانيا‪.‬‬ ‫أنا سعيد جداً بكل ما حققته‪.‬‬

‫بعد أن لعبـت في اثنيـن من أكبر األندية‬ ‫في العالم‪ ،‬كيف تشعر اآلن في ألمانيا‪ ،‬وكيف‬ ‫تقيم االختالفات التكتيكية بين هذه الدوريات‬ ‫انطالقاً من مركزك؟‬ ‫لطالما جذب الدوري األلماني انتباهي‪ .‬فهذا الدوري‬ ‫يجمع بين أفضل سمات الدوريين اإلنجليزي واألسباني‪ .‬ال‬ ‫يتميز بالقوة البدنية وال بالفرجة الهائلة؛ بل هو خليط‬ ‫من االثنين‪ .‬والحقيقة هي أنهم تعاملوا معي هنا بشكل‬ ‫ال يُصدّق‪ .‬في العام الماضي احتللنا المركز الثالث واآلن‪،‬‬ ‫وبرغم أننا لم نبدأ الموسم بشكل جيد‪ ،‬نقاتل بشراسة‬ ‫للبقاء ضمن أفضل الفرق‪ .‬أما بخصوص االختالفات‬ ‫التكتيكية‪ ،‬إنها مختلفة جداً! واألمر ينطبق أيضاً على‬ ‫الفرق التي لعبت لها‪ ،‬مما أجبرني على التأقلم في كل مرة‪.‬‬ ‫على سبيل المثال‪ ،‬في مانشستر كنا نلعب بخطة ‪4-4-2‬‬ ‫وجناحين يرسالن الكرات إلى منطقة الجزاء‪ .‬وبالتالي‪ ،‬لم‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫يكن هناك مجال ليصنع رأس الحربة اللعب‪ ،‬لهذا اضطررت‬ ‫للتركيز أكثر على هزّ الشباك‪ .‬في ريال مدريد كان األمر‬ ‫مختلفاً تماماً إلى درجة أن أول هدفين سجلتهما كانا من‬ ‫تسديدتين من خارج المنطقة‪ ،‬وهو األمر الذي لم يكن‬ ‫ليحدث أبداً في الدوري اإلنجليزي‪ .‬كرة القدم األسبانية‬ ‫تمنحك وقتاً أكثر وحرية أكبر داخل الملعب‪ .‬واآلن مع‬ ‫فريقي ليفركوزن تتلخص فلسفة مدربنا في استرجاع الكرة‬ ‫بأسرع وقت ومشاركة الجميع في صنع اللعب‪ .‬وبالتالي‪،‬‬ ‫يجب على الالعب الجيد أن يعمل على تطوير جميع أسلحته‬ ‫ألنه ال يلعب كما يريد‪ ،‬وإنما كما يحتاج الفريق إليه‪.‬‬

‫حاليـــاً تمــــر بـ «أزمــة‬ ‫تهديــف»‪ ...‬هــل يشعـــر‬ ‫المهاجم بضغــط إضافــــي‬ ‫في مثل هـذه الحاالت‪ ،‬وأال‬ ‫تفتقد تسجيل األهداف ؟‬

‫في حالتي‪ ،‬بصراحة ال أشعر‬ ‫بذلك‪ .‬لمدة عشر سنوات سجلت‬ ‫هدفاً في كل مباراة‪ ،‬بدون توقف‬ ‫تقريباً‪ ،‬ولم ّ‬ ‫أفكر يوماً أنني كنت‬ ‫األفضل في العالم‪ ،‬ولهذا ال‬ ‫أشعر باالكتئاب اآلن ألنني لم‬ ‫أسجّل منذ عدة أشهر‪ .‬ما أحبه‬ ‫حقاً هو لعب كرة القدم‪ .‬في هذه‬ ‫المباريات ساعدت فريقي في أمور أخرى‪ ،‬وتعلمت من‬ ‫هذه التجربة ألكون العباً أكثر اكتما ًال‪ ،‬وليس مجرد رأس‬ ‫حربة‪ .‬فقد تعلمت صنع اللعب‪ ،‬مواجهة الخصم‪ ،‬الدوران‬ ‫بالكرة والقيام بأشياء مختلفة‪ .‬وبخصوص الشطر الثاني‬ ‫من السؤال‪ ،‬من هذا الذي ال يحب تسجيل األهداف؟ أعتقد‬ ‫أنك حتى إذا سألت حراس المرمى فإنهم سيجيبونك‬ ‫بأنهم يودّون تسجيل هدف (يضحك)! ونحن المهاجمون‬ ‫يتم تقييم أدائنا على هذا األساس‪ .‬إذا لعبت بشكل سيء‬ ‫وسجلت ثالثة أهداف‪ ،‬سيهنئك الجميع‪ .‬أنا أحب أن أغادر‬ ‫الملعب بعد أن أكون قد بذلت كل جهد ممكن‪ .‬قد تبدو‬ ‫هذه العبارة مبتذلة‪ ،‬ولكن ما أريده حقاً هو مساعدة فريقي‪.‬‬ ‫إذا سجلت وخسرنا‪ ،‬ما الفائدة من ذلك؟ كريستيانو فاز‬ ‫بجائزة ‪ The Best‬بفضل أدائه الفردي‪ ،‬ولكنه فاز أيضا‬ ‫باليورو ودوري أبطال أوروبا‪ .‬لو لم يفز بهذه األلقاب لما‬ ‫كان سيحظى بهذا التقدير واالعتراف‪ .‬األهداف هي فقط‬ ‫تتويج ألداء متكامل‪ ،‬وإذا لعبت بشكل جيد‪ ،‬ستأتي وحدها‪.‬‬ ‫أما إذا كنت ألعب بشكل سيئ وال أسجّل األهداف‪ ،‬فحينئذ‬ ‫لن أشعر بالرضا (يضحك)‪.‬‬

‫ريال مدريد يخطط لالنقضاض‬ ‫على أجويرو‬

‫تسعى إدارة ريال مدريد ‪ ،‬الستغالل العالقة غير المستقرة بين سيرجيو أجويرو‬ ‫نجم مانشستر سيتي اإلنجليزي ومديره الفني بيب جوارديوال‪ ،‬لالنقضاض على‬ ‫الهداف األرجنتيني خالل فترة االنتقاالت الصيفية المقبلة‪ .‬وأكدت صحيفة «ميرور»‬ ‫البريطانية‪ ،‬أن ريال مدريد يراقب وضعية المهاجم الدولي‪ ،‬والذي أصبح ال يحظى‬ ‫بالثقة الكاملة في تشكيلة جوارديوال‪ ،‬وخاصة أن األخير أبعده عن مواجهة وست‬ ‫هام األخيرة والتي فاز بها السيتي برباعية نظيفة في البريمييرليج‪ .‬و أشار التقرير‬ ‫إلى أن جوارديوال يرى مستقبل هجوم السيتي في ليروي ساني‪ ،‬والوافد الجديد‬ ‫البرازيلي جيسوس جابرييل‪ ،‬ورحيم سترلينج‪ ،‬بينما يأتي أجويرو من بعدهم في‬ ‫حسابات مدرب السيتي‪ .‬ويطمح زين الدين زيدان‪ ،‬المدير الفني للفريق الملكي‬ ‫في الظفر بخدمات أجويرو‪ ،‬والذي قد يحل األزمة الهجومية الحالية التي يعاني‬ ‫منها في ظل تراجع مستوى كريم بنزيمة وعدم اعتماده بشكل أساسي على موراتا‪.‬‬ ‫وأكدت الصحيفة‪ ،‬أن ريال مدريد ليس الوحيد الذي يراقب مصير أجويرو‪ ،‬في ظل‬ ‫تربص العديد من األندية ومنهم باريس سان جيرمان وأتلتيكو مدريد‪ .‬ويذكر أن جوارديوال قد فضل الدفع بالوافد الجديد جابرييل‬ ‫جيسوس في مباراة وست هام األخيرة‪ ،‬على حساب أجويرو الذي شارك بدي ًال في الشوط الثاني‪.‬‬


‫العدد ‪875‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫نجاح متميز و مشاركة قياسية ‪ ‬في ملتقى‬ ‫مدارس كرة السلة التحاد طنجة‬

‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 13‬فرباير ‪2017‬‬

‫‪19‬‬

‫منالجامعة‬ ‫أخبارأخبار‬ ‫الجامعة‬ ‫وصول بعثة المنتخب الوطني إلى المغربك‬ ‫وصلت بعثة المنتخب الوطني األول عشية يوم الثالثاء الماضي ‪ 31‬يناير ‪2017‬‬ ‫إلى مطار محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء‪ ،‬قادمة إليه من المطار الدولي علي‬ ‫بانغو بمدينة بور جونتي‪ ،‬وذلك بعدما شارك أسود األطلس في نهائيات كأس‬ ‫إفريقيا لألمم التي تجرى أطوارها بالغابون‪ .‬وضمت بعثة المنتخب الوطني التي حلت‬ ‫بالمغرب كل من الطاقم التقني واإلداري والطبي‪ ،‬فضال عن الالعبين فيصل فجر‪،‬‬ ‫حمزة منديل‪ ،‬أمين عطوشي ويوسف النصيري‪ .‬وكانت باقي عناصر المنتخب الوطني‬ ‫قد غادرت مساء االثنين ‪ 30‬يناير ‪ 2017‬مدينة بور جونتي في اتجاه مدينة ليبرفيل‪،‬‬ ‫ومنها إلى بلدان أنديتهم التي يمارسون بها‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬ ‫استفاد رقم قياسي من االطفال الذي فاق أكثر من ‪600‬‬ ‫مشاركة ومشارك في ‪ ‬الملتقى السابع لمدارس كرة السلة‬ ‫التحاد طنجة لكرة السلة المنظم في إطار البرنامج المشترك‬ ‫« طنجة الكبرى تتنفس كرة السلة « ‪ ‬الذي ينجز تحت إشراف‬ ‫والية طنجة بشراكة ‪ ‬مع المديرية الجهوية لوزارة الشباب‬ ‫والرياضة بجهة طنجة تطوان الحسيمة وجمعية اإلتحاد‬ ‫الرياضي لطنجة لكرة السلة‪.‬‬ ‫و‪ ‬أقيم الملتقى الذي عرف انطالقته على الساعة التاسعة‬ ‫صباحا في فضاء شركة ديكاطلون طنجة التي ساهمت في‬ ‫تنظيمه بتوفير الفضاء اللذي تم تجهيز وإعداد فوقه ثمانية‬ ‫مالعب متحركة مع بعض الهدايا لألطفال المشاركين وأولياء‬ ‫األمور اللذين حضروا وشاركوا في مسابقات والعاب في كرة‬ ‫السلة على هامش الملتقى ‪ ،‬هذه المالعب ‪ ‬استقبلت خمس‬ ‫منها مقابالت الفرق المشاركة التي تم تقسيمها حسب‬ ‫الفئات وفقا لما يلي‪ :‬‬ ‫بالنسبة لفئة أقل من ثمان سنوات شاركت بأكثر من‬ ‫‪ 12‬فريق‪ ،‬وفئة اقل من عشر سنوات شاركت ب ‪ 12‬فريق‬ ‫‪ ،‬فيما شاركت فئة اقل من إثنى عشرة سنة بعشرة فرق‪.‬‬ ‫كما تم تقسيم المبتدئين من ‪ ‬ممارسي مدارس كرة السلة‬ ‫للقرب بارض الدولة ومسنانة الذي بلغ عددهم ‪ 400‬من‬ ‫الناشئة على ‪ ‬الثالث مالعب األخرى اللذين استفادوا من‬ ‫برامج خاصة وأنشطة ترفيهية متنوعة في كرة السلة كان‬ ‫الهدف منها هو استئناسهم ‪ ‬بأجواء التباري وإدماجهم في‬ ‫الممارسةوالتنافسية ‪ ‬وتطبيق أبجديات اللعبة فوق الميدان‬ ‫وفق ما سطرته اللجنة التقنية واللجنة المنظمة للملتقى‬

‫بنهجها واعتمادها على أسس بيداغوجية وعلمية حديثة‬ ‫تهدف اساسا الى إدماج الناشئة في الرياضة عبر كرة السلة ‪،‬‬ ‫لحمايتهم من مختلف االنزالقات وآفات المجتمع كالمخدرات‬ ‫بشتى أنواعها‪ .‬عموما يبقى الملتقى السابع لمدارس كرة‬ ‫السلة فرصة للتالقي والتعارف واالنسجام بين األطفال فيما‬ ‫بينهم ‪ ‬و أولياء األمور اللذين شاركوا أطفالهم فرحتهم‬ ‫وسرورهم بهذا اليوم االحتفالي الذي صادف بداية العطلة‬ ‫المدرسية البينية األولى ‪ ‬التي كانت ‪ ‬فرصة الفراغ شحنتهم‬ ‫وإبراز قدراتهم لصقل مواهبهم ‪ .‬وقبل نهاية الملتقى‬ ‫سهرت اللجنة المنظمة على تنظيم مسابقات الرميات‬ ‫الحرة ألولياء أمور األطفال خصصت جوائز قيمة للفائزين‬ ‫من األمهات واآلباء في أجواء عائلية حماسية رائعة تركت‬ ‫صور معبرة لدى كل الحاضرين من مشاركين ومؤطرين‬ ‫وممارسين ومتتبعين ‪ .‬كما تم توزيع شواهد تقديرية ‪ ‬على‬ ‫المشاركين بحضور المدير الجهوي لوزارة الشباب والرياضة‬ ‫بجهة طنجة تطوان الحسيمة ‪ ‬االستاذ عبد الواحد اعزيبوا‬ ‫المقراعي‪ ،‬ورئيس جمعية اﻹتحاد الرياضي لطنجة لكرة‬ ‫السلة السيد عبد الواحد بولعيش ورئيس وأعضاء اللجنة‬ ‫المنظمة للملتقى السيد عادل الصدرتي والسيد محمد وهبي‬ ‫العروسي والمدير التقني والخبير لدى االتحاد الدولي اإلطار‬ ‫الوطني خليل الرواس ‪ .‬ليبقى الملتقى السابع سجل ‪ ‬العالمة‬ ‫الكاملة من حيث نجاحه على كل المستويات بداية من‬ ‫حسن التنظيم وعدد المستفيدين الذي فاق ستمائة مشاركة‬ ‫ومشارك ومنظمين وحكام ومؤطرين اللذين فاق عددهم‬ ‫المائة ثم ‪ ‬على مستوى الحضور واإلقبال من أولياء األمور‬ ‫الذي فاق المتوقع ‪.‬‬

‫عصبة البوغاز تنظم البطولة الجهوية للصغار‬ ‫في الكارطي‬ ‫تنفيذا لبرنامجها العام‪ ،‬نظمـت عصبة‬ ‫البوغاز لرياضة الكراطـي وأساليب مشتركــة‪،‬‬ ‫البطولة الجهوية لفئة الصغار في رياضة‬ ‫الكارطي‪ ،‬التي دارت رحاها بالقاعة المغطاة‬ ‫بالزياتن بمدينة طنجة‪ ،‬يوم األحد الماضي ‪29‬‬ ‫يناير ‪ .2017‬وافتتح البطولة رئيس العصبة‪،‬‬ ‫األستاذ الوافي البقالي بكلمة رحب خاللها‬ ‫بالحاضرين ودعى لألبطال الصغار بالمشاركة‬ ‫الموفقة‪ .‬وتميزت البطولـــة التي انطلقــت‬ ‫على الساعة العاشرة صباحا‪ ،‬بتنظيم محكم‪،‬‬ ‫وناجح‪ ،‬أشر عليه الحضور الكبير للجمهور من‬ ‫محبي الرياضة وآباء وأولياء األبطال الصغار‬ ‫المشاركين فيها‪ .‬واختتمت البطولة بعملية‬ ‫توزيع الميداليات على الفائزين‪.‬‬

‫المنتخب الوطني ألقل من ‪ 18‬سنة يتعادل مع البرتغال‪:‬‬ ‫تعادل المنتخب الوطني ألقل من ‪ 18‬سنة‪ ،‬بنتيجة صفر لمثله في المباراة‬ ‫الودية التي جمعته بالمنتخب البرتغالي‪ .‬جدير بالذكر‪ ،‬أن هذه المباراة الودية التي‬ ‫أقيمت مساء الخميس الماضي ‪ 2‬فبراير ‪ ،2017‬وأجريت على أرضية الملعب الوطني‬ ‫«جامور» بالعاصمة البرتغالية لشبونة‪ .‬وكان الناخب الوطني‪ ،‬مصطفى مديح‪ ،‬مدرب‬ ‫هذه الفئة دعا إلى هذه المباراة تركيبة تضم الالعبين اآلتية أسماؤهم‪:‬‬ ‫ سامي أمل شراف‬‫ عبد الكبير عبقار‬‫ أمين خماس‬‫ محمد بوزيدي‬‫ محمد صنهاجي‬‫ حسن بوعين‬‫ مروان موريت‬‫ يوسف ليموري‬‫ توفيق بن حمو‬‫ مهدي بلعربي‬‫‪ -‬يانيس مراح‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫قرارات تأديبية تخص القسم الثاني‪:‬‬ ‫خالل اجتماعها ليوم األربعاء ‪ 25‬يناير ‪ ،2017‬أصدرت اللجنة المركزية للتأديب‬ ‫والروح الرياضية التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬بعد دراسة الملفات‬ ‫المحالة عليها‪ ،‬القرارات التالية‪:‬‬ ‫بالنسبة للبطولة االحترافية اتصاالت المغرب القسم الثاني‪:‬‬ ‫ توقيف عبد الرزاق أزناك الكاتب العام لفريق اتحاد سيدي قاسم لمدة ‪ 6‬مباريات‬‫‪ 3‬منها موقوفة التنفيذ مع غرامة مالية قدرها ‪ 3750‬درهما‪.‬‬ ‫ توقيف هيثم عينة العب فريق يوسفية برشيد لمدة ‪ 3‬مباريات واحدة منها‬‫موقوفة التنفيذ مع غرامة مالية قدرها ‪ 750‬درهما‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫توقف البطولة الوطنية لكرة القدم النسوية‪‎‬‬ ‫تعلن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى علم السادة رؤساء أندية كرة‬ ‫القدم النسوية للقسمين األول والثاني‪ ،‬بأن البطولة الوطنية ستتوقف برمجتها‬ ‫يومي ‪ 11‬و ‪ 12‬فبراير ‪ 2017‬لفسح المجال إلجراء المباريات المؤجلة عن الدورات‬ ‫السابقة‪ .‬وستستأنف البطولة من جديد يومي ‪ 18‬و ‪ 19‬فبراير ‪.2017‬‬

‫أربعة العبين من اتحاد طنجة بمنتخب عصبة‬ ‫الشمال ألقل من ‪ 15‬سنة‬

‫افتتاح التسجيل بمدرسة نهضة طنجة‬ ‫لكرة القدم‬

‫وجه الطاقم التقني لمنتخب عصبة الشمال ألقل من ‪15‬‬ ‫سنة‪ ،‬الدعوة ألربعة العبين من فريق اتحاد طنجة للمشاركة‬ ‫في المعسكر المغلق الذي سينظم بمركز المعمورة بالرباط‪،‬‬ ‫بداية من يوم اإلثنين‪ .‬والالعبون هم‪ ،‬العميد بدر البقالي‪،‬‬

‫و الحارس أحمد بن عيسى‪ ،‬و الالعبين عبد الصمد مرسيل‬ ‫و عمر الصواف‪ .‬ويستعد منتخب العصبة للمشاركة في‬ ‫منافسات الكأس الوطنية للعصب المنظمة من طرف‬ ‫الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪.‬‬

‫تعلن إدارة مدرسة نهضة طنجة لكرة القدم أنها شرعت في تسجيل‬ ‫وإعادة التسجيل للتالميذ الراغبين في االنخراط بالمدرسة‪ ،‬وعلى الراغبين‬ ‫في ذلك االتصال بمدير المدرسة على الرقم التالي (‪ )0661720614‬أو‬ ‫الحضور لملعب مرشان حسب البرنامج التالي‪:‬‬ ‫ كل يوم األربعاء‪ :‬من الساعة الثانية زواال (‪ )h 14‬إلى الخامسة مساء‬‫(‪.)h 17‬‬ ‫ كل يوم الجمعة‪ :‬من الساعة الثالثة زواال (‪ )h 15‬إلى السادسة مساء‬‫(‪. )h 18‬‬ ‫ كل يوم السبت‪ :‬مـن الساعـة الثامنــة صباحا (‪ )h 08‬إلى الواحدة‬‫زواال (‪.)h 13‬‬ ‫ كل يوم األحــد‪ :‬من الساعــة الثامنــة صباحا (‪ )h 08‬إلى الواحدة‬‫زواال (‪.)h 13‬‬


‫العدد ‪875‬‬

‫فضاء األنثى ‪:‬‬

‫االغت�صاب‬

‫الثالثاء ‪� 07‬إلى ‪ 13‬فرباير ‪2017‬‬

‫محترف الفدان بتطوان يعلن عن إطالق‬ ‫“جائزة رضوان احدادو للنص المسرحي”‬

‫ بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬‫التقرير السنوي للمرصد الوطني للعنف ضد المرأة تحدث عن ‪53‬‬ ‫بالمائة من العنف الجسدي و ‪ 66‬بالمائة من العنف الجنسي ضد المرأة‬ ‫تمارس في األماكن العمومية وأن ظاهرة العنف ضد النساء تعني كل‬ ‫المتدخلين من القطاعات الحكومية والمجتمع المدني والشراكات مع‬ ‫المنظمات الدولية‪.‬‬ ‫هذا ما قالته وزيرة تصريف األهوال‪ ،‬بسيمة الحقاوي خالل ورشة في‬ ‫إطار مشروع «الرباط مدينة آمنة بدون عنف ضد النساء» وهو من مشاريع‬ ‫«الوهم» التي سبق وأن أكدت الوزيرة «المنتهية صالحياتها» أنها‬ ‫«منجزات» تطالب بها المرأة المغربية منذ خمس عشرة سنة‪ ،‬واستجابت‬ ‫لها «عمامات» البيجيدي دون «تحفظات»‪.‬‬ ‫وإال فكيف يمكن تصور عاصمة كالرباط وهي ملتقى العديد من‬ ‫الخالئق واألجناس و « األخالط» من الناس‪« ،‬مدينة بدون عنف ضد‬ ‫النساء» إال أن يكون ذلك ضربا من ضروب الوهم الذي نعيش عليه في‬ ‫أيامنا التعيسة مع عدوانية الذكورية المعتمدة على تآويل صنعت ألجل‬ ‫«كل غاية مفيدة»‪.....! ‬‬ ‫الوزيرة التي لم تنجح حتى في «تمرير’’ قانونها المتعلق بالعنف ضد‬ ‫النساء والفتيات‪ ،‬الذي ال زال يتوسد الرفوف في «المكاتب الشرعية» في‬ ‫انتظار من يفرج عنه من ذوي النظرة المستقبلية ‪ ،‬التي تعتبر المرأة صنو‬ ‫الرجل ومثيلته ورفيقته في الحياة‪ ،‬وتنكر على الرجل تشبثه بهالة «السي‬ ‫السيد» التي ال تزال تداعب أحالمه والحال أن فتاوى «الجارية» المطيعة‬ ‫الطيعة لمشيئة البعل ورغباته‪ ،‬كما يؤولها أهل العمامات البيضاء‬ ‫والسوداء‪ ،‬والمتعددة األلوان‪ ،‬أصبحت مرفوضة من أهل هذا الزمان الذي‬ ‫ال يعترف بفضل للنساء على الرجال وال للرجال على النساء إال بالمروءة‬ ‫واألخالق الطيبة الحميدة ‪...‬والتقوى‪! ‬‬ ‫ومؤخرا‪ ،‬تحركت فدرالية رابطة حقوق النساء واالتحاد النسائي الحر‬ ‫للتنديد بتنامي حاالت االغتصاب للنساء المغربيات‪ ،‬على خلفية تعرض‬ ‫الشابة حسناء الغتصاب جماعي‪ ،‬والعثور عليها جثة هادمة في بئر بجماعة‬ ‫تابعة للرماني‪.‬‬ ‫وبالمناسبة دعت الفدرالية إلى تجريم جميع أنواع االغتصاب‪ .‬وشددت‬ ‫على أنه لم يعد مقبوال أن تموت النساء والضحايا من جراء االغتصاب‬ ‫مباشرة‪ ،‬أو تحت تأثير عواقبه الصحية والنفسية المدمرة‪.‬‬ ‫أوضحت الفدرالية أن نساء كثيرات يتعرضن لالعتداءات الجنسية‬ ‫ولالغتصاب؛ إما بطريقة فردية من طرف معتد واحد‪ ،‬أو بشكل جماعي‬ ‫بالتناوب على الضحية حيث تم تسجيل حوالي ‪ 7‬آالف فعل عنف ضد‬ ‫النساء‪ ،‬أغلبها عنف جنسي‪ ،‬سنة ‪ ،2016‬حسب «شبكة رابطة إنجاد ضد‬ ‫عنف النوع» ويشمل هذا العنف كل األفعال المتعلقة بالتحرش الجنسي‬ ‫واإلكراه على ممارسات جنسية غير مرغوب فيها أو االستغالل في الدعارة‪،‬‬ ‫واالغتصاب الذي يتخذ أشكاال مقززة ‪ ،‬حتى ليخيل إليك أن الشعب ليس‬ ‫الشعب‪ ،‬وأن المجتمع ليس المجتمع واألخالق ليست األخالق ‪ ،‬والقيم لم‬ ‫تعد لها قيمة في مغرب اليوم‪ ،‬وبين شعب مغرب اليوم‪.‬‬ ‫هل هي مسألة ضعف الالوعي عند المواطنين أم هو تراجع مستوى‬ ‫التضامن المجتمعي أم يتعلق األمر بتغلب النزعة البهيمية على األخالق‬ ‫والتربية بالبيت‪ ،‬والمدرسة وداخل المجتمع‪ .‬النزعة الحيوانية تتجلى‬ ‫يوما عن يوم داخل المجتمع المغربي بالحواضر كما بالبوادي عبر سلوكات‬ ‫تتميز بالعنف والضرب والقتل واستعمال السكاكين والسيوف في عمليات‬ ‫السرقة‪ ،‬وفي االغتصاب‪ ....‬االغتصاب الذي هو أحقر الحقارات وأرذل‬ ‫الرذائل عند «الكنس البشري» ألن االغتصاب يترجم طغيان الغرائز‬ ‫البشرية البهيمية األولى على ميزة العقل التي ارتقت بالبشرية إلى‬ ‫أعلى درجات التقدم والحضارة‪.‬‬ ‫اإلغتصاب‪ ،‬شرعا‪ ،‬هو أخذ الشيء ظلماً وقهراً ‪ ،‬وأصبح اآلن مصطلحاً‬ ‫خاصا باالعتداء على أعراض النساء قهرا‪ ،‬وهي جريمة محرمة في كافة‬ ‫الشرائع وعند جميع أصحاب الفطرة السوي ًة كما أن االغتصاب يدل على‬ ‫انتكاس األخالق واختالل العقل وتفسخ الروابط داخل المجتمع‪ ،‬وهو ما‬ ‫حصل ويحصل داخل المجتمع المغربي الذي ال يمر يوم دون أن تصل‬ ‫للحكام والمحكومين أخبار عن جرائم اغتصاب تذهب ضحيته نساء وفتيات‬ ‫بل وأطفال إما من طرف الغرباء أو من طرف ٌ‬ ‫األقرباء‪ ،‬وبين األصول وهذه‬ ‫هي الطامة الكبرى التي تفقد الثقة بصفة تامة في المجتمع المغربي الذي‬ ‫يشهد «تراخيا» كبيرا ومقلقال في مواجهة االغتصاب بسبب عدم المتابعة‬ ‫أو األحكام المخففة التي تدفع المجرمين إلى «العود» وإلى االستخفاف‬ ‫بمؤسسات الدولة‪ ،‬كما تدفع الضحايا إلى «الكفر» بقيم المجتمع الذي‬ ‫ينتسبون إليه‪.‬‬ ‫واألمثلة في هذه الباب كثيرة‪.! ‬‬

‫األخيرة‬

‫أعلنت جمعية محترف الفدان للمسرح‬ ‫والتنشيط الثقافي بتطوان‪ ،‬منذ أيام قليلة‪،‬‬ ‫عن إطالق جائزة تحمل اسم الكاتب والمبدع‬ ‫المسرحي األستاذ رضوان احدادو اختارت لها‬ ‫“جائزة رضوان احدادو للنص المسرحي”؛ وهي‬ ‫مبادرة وخطوة تنطوي على عديد من المعاني‬ ‫وال��دالالت الراقية‪ ،‬أبرزها االعتراف بالجهود‬ ‫واألعمال التي بذلها وقدمها هذا المبدع‬ ‫االستثنائي والجاد لفائدة المشهد المسرحي‬ ‫في المغرب عامة‪ ،‬وفي الشمال وتطوان خاصة‪.‬‬ ‫وحسب بيان صادر عن الجمعية المنظمة‪،‬‬ ‫فإن “هذه الجائزة تروم تشجيع فئة الشباب على‬ ‫خوض غمار التأليف المسرحي وإغناء المشهد‬ ‫المسرحي المغربي بنصوص مسرحية مطبوعة‬ ‫بالجدة والتفرد”‪.‬‬ ‫وأض��اف المصدر ذات��ه أن “إح��داث هذه‬

‫الجائزة يندرج في إطار سياسة الجمعية الرامية‬ ‫إلى تشجيع الشباب في مختلف مجاالت اإلبداع‬ ‫المسرحي‪ ،‬وفي إطار سعي الجمعية إلى الرقي‬ ‫بالممارسة المسرحية على المستويين المحلي‬ ‫والوطني”‪.‬‬ ‫وأوردت الوثيقة‪ ،‬التي أصدرتها خلية‬ ‫اإلع�لام والتوثيق التابعة للجمعية سالفة‬ ‫الذكر‪ ،‬أن “هذه الجائزة تحمل اسم الكاتب‬ ‫المسرحي القدير رضوان احدادو‪ ،‬أحد أعمدة‬ ‫المسرح المغربي‪ ،‬تقديرا إلسهاماته المتعددة‬ ‫في مجاالت البحث والتأريخ للحركة المسرحية‪،‬‬ ‫خاصة بشمال المملكة‪ ،‬وإلغنائه للخزانة‬ ‫المسرحية المغربية بعشرات النصوص‬ ‫المسرحيةالمتميزة”‪.‬‬ ‫وقد وضعت الجمعية جملة من الشروط‬ ‫للراغبين في المشاركة والتباري حول هذه‬

‫الجائزة؛ منها أن يكون المترشح مغربيا‪ ،‬وأن‬ ‫ال يقل عمره عن ‪ 18‬سنة وال يزيد عن ‪35‬‬ ‫سنة‪ ،‬وأن ال يكون النص المسرحي قد شارك‬ ‫في مسابقة أخرى مماثلة‪ ،‬وأن يكون مرقونا‬ ‫بصيغة وورد‪ ،‬وأن يرسل المترشح سيرته الذاتية‬ ‫وصورة شمسية‪ .‬كما وضعت الجمعية المنظمة‬ ‫لهذه الجائزة عنوان البريد اإللكتروني التالي‬ ‫رهن إش��ارة الراغبين في إرس��ال المساهمات‬ ‫والمشاركة في الجائزة‪prix.alfeddane@ :‬‬ ‫‪ ، gmail.com‬كما حددت يوم الـ‪ 20‬من فبراير‬ ‫كآخر أجل لتلقي المشاركات‪.‬‬ ‫يذكر أن الكاتب المسرحي األستاذ رضوان‬ ‫اح��دادو‪ ،‬الذي تحمل هذه الجائزة اسمه‪ ،‬يعد‬ ‫من األق�لام القليلة التي استطاعت أن تحقق‬ ‫تراكما الفتا في عدد النصوص المسرحية التي‬ ‫أبدعها طيلة سنوات طويلة‪ ،‬نذكر منها‪ :‬األرض‬ ‫والزيتون‪ ،‬وفي انتظار زمن الجنون‪ ،‬وزمن مضى‬ ‫ولم يمض‪ ،‬والبحث عن متغيب‪ ،‬وأهل المدينة‬ ‫الفاضلة‪ ،‬والحافلة رقم ‪ ،3‬والمتنبي يخطئ زمنه‪،‬‬ ‫وطارق الذي لم يعبر‪ ...‬أغلبها عرف طريقه إلى‬ ‫خشبة المسرح من لدن فرق وطنية وعربية‪،‬‬ ‫وحظي بجوائز متنوعة ومتعددة في عديد من‬ ‫المهرجانات الخاصة بأبي الفنون‪ .‬وإلى جانب‬ ‫الكتابة المسرحية‪ ،‬انكب األستاذ رضوان احدادو‬ ‫على توثيق الذاكرة المسرحية‪ ،‬فعمل على‬ ‫نشر حلقات من هذه الكتابات واألعمال ضمن‬ ‫صفحة أسبوعية قارة بعنوان “من ذاكرة الشمال‬ ‫المسرحية” على صفحات هذه الجريدة العتيدة‬ ‫“الشمال ‪”2000‬؛ وهي الحلقات التي أثمرت‬ ‫العديد من الكتب التي أصدرها الباحث األستاذ‬ ‫احدادو في وقت الحقا‪ ،‬من قبيل‪ :‬ثريا حسن‪..‬‬ ‫رائدة مسرحية من شموخ‪ ،‬ومحمد الدحروش‪..‬‬ ‫مسيرة مسرحية متوهجة‪ ،‬محمد النشناش‪..‬‬ ‫الظل اآلخ��ر‪ .‬كما يرتقب أن يصدر له قريبا‬ ‫كتاب جديد ضمن هذا المسار واالتجاه بعنوان‬ ‫“المسرح والفقهاء‪ ..‬مواقف ومواقف”‪.‬‬ ‫لإلشارة‪ ،‬فإن جمعية محترف الفدان للمسرح‬ ‫والتنشيط الثقافي‪ ،‬التي تقف وراء إطالق جائزة‬ ‫تحمل اسم الكاتب والمبدع المسرحي األستاذ‬ ‫رض��وان اح��دادو واختارت لها “جائزة رضوان‬ ‫اح��دادو للنص المسرحي”‪ ،‬تأسست على يد‬ ‫ثلة من أبناء مدينة الحمامة البيضاء ويترأسها‬ ‫الفاعل الجمعوي واإلذاعي المتألق بالل بلحسين‪.‬‬ ‫وقد أقامت هذه الجمعية النشيطة عديدا من‬ ‫الفعاليات الفنية والثقافية‪ ،‬التي استطاعت من‬ ‫خاللها أن تسجل الحضور الالفت واإلشعاع البارز؛‬ ‫منها مهرجان الفدان العربي للمسرح‪ ،‬الذي‬ ‫حظي بدعم من لدن وزارة الثقافة‪.‬‬

‫عبد اهلل بديع‬

‫اختتام حملة الختان الخيري بالمجلس العلمي بطنجة‬

‫بمناسبة االحتفال بذكر مولد الرسول‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم واختتاما لحملة الختان‬ ‫الجماعـي الخيـري التي نظمها المجلس‬ ‫العلمي المحلي بطنجة بمساهمة جماعة من‬ ‫األطباء والمحسنين‪ ،‬وبتنسيق مع مؤسسة‬ ‫محمد السادس لألعمال االجتماعية للقيمين‬ ‫الدينيين‪ ،‬نظمت بقاعة المحاضرات التابعة‬ ‫للمجلس العلمي بطنجة مساء يوم الجمعة‬ ‫‪ 28‬يناير حفال في المديح والسماع أحيته‬ ‫مجموعة عبد الرحمن الفرجاني‪ ،‬وتم خالله‬ ‫توزيع بطائق الختان ومجموعة من الهدايا‬ ‫على أطفال األسر المعوزة الذين استفادوا من‬ ‫هذه الحملـة‪ ،‬وذلك بحضور رئيس المجلس‬ ‫العلمي المحلي بطنجة‪ ،‬والمندوب الجهوي‬

‫للشؤون اإلسالمية ورئيس الوحدة اإلدارية‬ ‫لمؤسسة محمد السادس لألعمال االجتماعية‬ ‫للقيميـــن الدينييــــن‪ ،‬وعضو المجلـــس‬ ‫العلمي ومنسق لجنـة العمـل االجتماعـي‬ ‫األستاذ عبد اللطبف حدوش ومجموعة من‬ ‫األطباء والمحسنين‪ ،‬ومدير مركز التوثيق‬ ‫واألنشطة التابع للمندوبية الجهوية للشؤون‬ ‫اإلسالمية وعدد من القيمين الدينيين وأسر‬ ‫المستفيدين‪.‬‬ ‫افتتح هذا اللقاء عضو المجلس السيد‬ ‫عبد اللطيـف حدوش بالترحيـب بالحضور‬ ‫وتهنئة أسر المستفيدين‪ ،‬ثم أعطى الكلمة‬ ‫للسيد رئيس المجلس العلمي الذي نوه بهذا‬ ‫العمل الخيري ال��ذي يدخل ضمن أنشطة‬

‫المجلس االجتماعية الخيريـــة‪ ،‬شاكرا كل‬ ‫من ساهم فيه من أطبــاء ومحسنين‪ ،‬وأطر‬ ‫مؤسسة محمد السادس لألعمال االجتماعية‬ ‫للقيمين الدينيين‪ ،‬وب��دوره شكـــر السيد‬ ‫المندوب الجهوي المشرفين على هذا النشاط‬ ‫والمساهمين فيه‪ ،‬ونوه بشكل خاص بالتعاون‬ ‫والتنسيق بين مؤسســـة محمد السادس‬ ‫لألعمـــال االجتماعيـــة والمجلس العلمــي‬ ‫والمندوبية الجهوية للشؤون اإلسالمية الذي‬ ‫أثمر مجموعة من األعمال المتميزة‪.‬‬ ‫وبعد وصالت من المديح والسماع أشرف‬ ‫السيد عبد اللطيف حدوش على توزيع الهدايا‬ ‫والبطائق على األطفال المستفيدين من هذه‬ ‫الحملة‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.