Achamal n° 876 le 14 février 2017

Page 1

‫كفانا بهذلة «يار ّيس»‪! ‬‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 876‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 16‬جمادى ‪� 14 / 1438 /1‬إلى ‪ 20‬فرباير ‪2017‬‬

‫من «مشطبة» ألخرى أكثـر فداحـة وشناعـة‪.‬‬ ‫فبعد «فضيحة» «الراية» التي أثارت السخرية وطنيا‬ ‫ودوليا‪ ،‬حين اشتبه أمر علم الباراغواي واألوروغواي‬ ‫عل العمدة و «السطـاف» الذي يعمل إلى جانبه‪،‬‬ ‫هاهو العمدة يطلع بما هو أفظع ‪ :‬الجماعة أصدرت‬ ‫بيانا بعد مأدبة غذاء أقامها العمدة على شرف سفير‬ ‫البارغواي السنيور ‪Rodolfo Renitex Estrago ،‬‬ ‫تكفيرا عن خطئه‪ ،‬أكدت فيه عزمها على ربط ميناء‬ ‫طنجة بأحد موانئ الباراغواي‪.‬‬ ‫يبدو أن العمدة وجماعته لم يتحمال «عناء» مراجعة خارطة أمريكا الالتينية ليستبينوا‬ ‫موقع األوروغواي‪ ،‬والحال أن هذا البلد الذي ينتسب إلى أمريكا الجنوبية الالتينية‪ ،‬بلد‬ ‫منحصر بين البرازيل واألرجنتين وبوليفيا‪ .....،‬وال اتصال له بالبحر إطالقا‪.‬‬ ‫مثل هذه األخطاء التي تمس بسمعة البالد ككل‪ ،‬ال تقبل من عمدة مدينة بامتداد‬ ‫تاريخي ودولي كطنجة‪ ،‬وعليه فالمطلوب من وزارة الداخلية الوصية‪ ،‬أن «تنذر البشير»‬ ‫بضرورة الرجوع إليها كلما زاره دبلوماسي لتسعفه بموقع و رسم خارطة البلد الزائر‪.‬‬ ‫كفانا «بهدلة يا ر ّيس»‪....!!! ‬‬

‫حراك الحسيمة من أجل العدل والمساواة والكرامة‬

‫وحدة وتضامن المغرب كل ال يتجزأ‬

‫مخطئ من يرفع شعارات مستفزة تضع ثوابت األمة في موضع الشك‪ ،‬بل وتسيء إلى هذه الثوابت‬ ‫وأهمهـا وحدة األمـة التي هي عنوان تماسكهـا واستمراريتهـا‪ ،‬أو يعمـد إلى الفوضى وزرع االضطراب‬ ‫في المجتمع‪ ،‬بدل التريث والتمسك بالحكمة التي هي عنوان النضج والنبوغ‪! ‬‬ ‫مخطئ من يعتقد أن العنف وحده قادر على أن يثني مطالبا بالحق‪ ،‬عن «التحرك» بطريقة سلمية‪،‬‬ ‫للوصول إلى غايته‪ .‬فما حقق العنف يوما انتصارا لظالم أو فوزا لمعتد‪ .‬والتاريخ الممتد عبر آالف السنين‬ ‫يعرض نماذج من هذا التصور الخاطئ الذي ال زال البعض يصر على فعاليته‪.‬‬

‫(�ص ‪)4‬‬


‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬فرباير ‪2017‬‬

‫العدد ‪876‬‬

‫‪2‬‬

‫التجمع الوطني لألحرار و األصالة و المعاصرة يستنكران طنجة ‪ :‬المجلس الجماعي وحكاية‬ ‫شراكة الـ ‪ 240‬مليون سنتيم مع‬ ‫تجاوزات مجلس المدينة في قضية‬ ‫جمعية لم تصل بعد سن «الفطام»‬ ‫دعم جمعيات المجتمع المدني‬ ‫نظم فريقا حزب التجمع الوطني لألحرار‬ ‫وحزب األصالة والمعاصرة بمجلس المدينة‬ ‫بطنجة‪ ،‬لقاء حول موضوع ‪ :‬أية مقاربة لدعم‬ ‫جمعيات المجتمع المدني بمدينة طنجة ؟‪ ،‬يوم‬ ‫الخميس المنصرم‪ ،‬استنكارا وشجبا لقرارات‬ ‫أغلبية المجلس المكونـة من حزب العدالة‬ ‫والتنمية‪ ،‬بخصوص المنح الداعمة للجمعيات‬ ‫بمختلف توجهاتهــا‪ ،‬ثقــافيــة أو رياضيةـــ أو‬ ‫غيرها ‪.‬‬ ‫واتهــــم الحزبــان‪ ،‬مسيــري الجماعــة‬ ‫الحضرية لطنجة المهتمين بالشأن الجمعوي‬ ‫بتبذير المال العام‪ ،‬بعد الضجة اإلعالمية التي‬ ‫تلت دورة فبراير لجماعة طنجة‪ ،‬والتي تم من‬ ‫خاللها منح مبلغ ‪ 240‬مليوم سنتيم مقسمة‬ ‫على ث�لاث س��ن��وات لصالح جمعية «أحمد‬ ‫بوكماخ»‪ ،‬الجمعية الحديثة النشأة والتي ال‬ ‫زال ملفها القانوني تحت تصرف والية الجهة‪،‬‬ ‫مما أث��ار حفيظة ساكنة طنجة بمسؤوليها‬ ‫وإعالمييها ومواطنيها المنتمين إلى جمعيات‬ ‫المجتمع المدني ‪.‬‬ ‫واعتبر الحزبان في ب�لاغ مشترك‪ ،‬أن‬ ‫المقاربة التي انتهجها المجلس لتدبير المركز‬ ‫الثقافي «أحمد بوكماخ» اتسمت بالتسرع‪ ،‬مما‬ ‫يفتح المجال أمام شبهة تبذير المال العام‪ ،‬في‬ ‫الوقت الذي كان متاحا إعمال مداخل قانونية‬ ‫أخرى تتضمن الفعالية والنجاعة وتخدم الرؤية‬ ‫التي وضعها المجلس لتدبير هذا المرفق‬ ‫الحيوي بالمدينة ‪.‬‬ ‫في ذات السياق أكد األستاذ عبد المنعم‬ ‫الرفاعي الحقوقي والمحامي بهيئة طنجة‪ ،‬على‬ ‫أن الجمعية غير المؤسسة قانونيا‪ ،‬هي جمعية‬ ‫ال تكتسب الصفة القانونية وبالتالي ال يحق‬ ‫لها اإلستفادة من أي دعم عمومي من أي‬ ‫جهة عمومية‪ ،‬وهذا تحايل واضح على القانون‪،‬‬ ‫وأضاف أن مبدأ التشاركية الذي غاب عن مجلس‬ ‫المدينة بطنجة‪ ،‬بعدم إشراك جميع مكوناته‪،‬‬ ‫في اتخاذ هكذا إج��راءات‪ ،‬هو من أجج الوضع‬ ‫قانونيا وحقوقيا‪ ،‬وأن مبدأ التسلط الذي تسلكه‬ ‫األغلبية بالجماعة‪ ،‬هو أمر غير مقبول‪ ،‬مشيرا‬ ‫هنا إلى محمد أمحجور نائب العمدة‪ ،‬الذي ما‬ ‫فتئ يصدر تصريحات فيها الكثير من التكبر‬

‫ت�صوير ‪ :‬حمودة‬

‫والتسلط‪ ،‬معتبرا دائما أن اإلنتخابات هي ساحة‬ ‫المعركة الحقيقية‪ ،‬ما جعل األستاذ عبد المنعم‬ ‫الرفاعي ينتقد بشدة هذا األسلوب في التسيير‬ ‫وهذه الرؤية الضيقة ألغلبية المجلس ‪.‬‬ ‫الحزبان وخالل اللقاء‪ ،‬شددا على أن الحسم‬ ‫في توزيع المنح السنوية ال ينبغي أن يتم وفق‬ ‫إعمال منطق األغلبية‪ ،‬بقدر ما يستلزم التشاور‬ ‫مع مكونات المجلس أغلبية ومعارضة‪ ،‬على‬ ‫قاعدة تحديد األولويات التي تضع مصلحة‬ ‫الرياضة بالمدينة فوق أي اعتبار‪ ،‬بعد أن تم‬ ‫إقصاء جمعيات رياضية عدة من الدعم دون‬ ‫معايير سليمة‪ ،‬أو تم التنقيص من قيمة المنحة‬ ‫لمستوى ال تحتكم فيه الجمعيات حتى على‬ ‫مصاريف التنقل‪ ،‬علما بأن مدينة طنجة تشع‬ ‫أندية رياضية مشرفة تمثل المدينة والمغرب‬ ‫وطنيا وعالميا‪ ،‬في شتى األنواع الرياضية ‪.‬‬ ‫و في نقطة أشار إليها عزيز الصمدي نائب‬ ‫رئيس المجلس حول غابة دونابو‪ ،‬داعيا الى‬ ‫التصدي لما اعتبره محاولة للسطو‪ ،‬واعتبرها‬

‫قضية طارئة لوقف اإلجهاز على المحمية‬ ‫الطبيعيـة‪ ،‬تدخل في هذه النقطــة الدكتور‬ ‫عبد الحق بخات‪ ،‬مدير جريدة طنجة‪ ،‬موضحا أن‬ ‫مجلس مقاطعة المدينة هو من رخص لصاحبة‬ ‫المشروع بتسييج الفضاء الغابوي‪ ،‬للشروع في‬ ‫إقامة مشروع بيئي وطبيعي بامتياز‪ ،‬والذي هو‬ ‫عبارة عن حديقة نباتية بمواصفات عالمية‪،‬‬ ‫ربما جاءت مقابلة لبيت شخص يدّعي انتسابه‬ ‫للجسم اإلعالمي وال��ذي يقطن في الغابة‬ ‫المذكورة‪ ،‬ويعتبرها ملكا له‪ ،‬وعمل بالتالي على‬ ‫خلق هذه الضجة الفارغة‪ ،‬التي ال يهمه منها‬ ‫سوى مصلحته الشخصية ‪.‬‬ ‫و ختم اللقاء بالدعوة إلى إعادة النظر في‬ ‫المقررات المتخذة في دورة فبراير ذات الصلة‬ ‫بمنح الدعم لألندية الرياضية وتدبير مركز‬ ‫بوكماخ‪ ،‬وفتح حوار هادئ مع مكونات المجلس‬ ‫واإلنفتاح على مقترحات الفاعلين كل حسب‬ ‫اختصاصه‪ ،‬ما دام الهدف األساس هو خدمة‬ ‫مصلحة هذه المدينة ‪.‬‬

‫طنجة‪ /‬دبلوما�سية‬

‫رئيس البرلمان الشيلي بطنجة ووفد عن مجموعة‬ ‫الصداقة البرلمانة الشيلية المغربية بالرباط‬

‫استقبل رئيس جهة طنجة ـ تطوان ـ‬ ‫الحسيمة ‪ ،‬إلياس العماري ‪ ،‬الخميس الماضي‬ ‫الوفد الشيلي الذي يقوم حاليا بزيارة للمغرب‪،‬‬ ‫برئاسة السنيور أوسفالدو أندرادي الرا‪ ،‬ريس‬ ‫مجلس النواب بالعاصمة سانطياغو‪.‬‬ ‫وقد تبادل الطرفان مجموع معلومات حول‬ ‫سبل تعزيز التعاون بين البلدين ودعم الشراكات‬ ‫في مختلف القطاعات الثقافية واالقتصادية‪ ،‬في‬ ‫شتى الميادين ذات االهتمام المشترك ‪.‬‬ ‫وت��ن��درج زي��ارة الوفد الشيلي لعاصمة‬ ‫جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬في إطار الزيارة‬ ‫الرسمية التي يقوم بها الوفد للمغرب بهدف‬ ‫االطالع على النهضة االقتصادية والصناعية‬ ‫والعمرانية التي تشهدها جهة طنجة‪ ،‬وآفاق‬ ‫التعاون في استغــالل مشتــرك لإلمكانــات‬ ‫المتوافرة في البلدين‪..‬‬ ‫وكان مقر جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬ ‫قد استقبل‪ ،‬األسبوع الماضي‪ ،‬سفيــر دولـــة‬ ‫البراغواي‪.‬‬ ‫من جهة أخرى يقوم وفد عن مجموعة‬ ‫الصداقة البرلمانية الشيلية المغربية بمجلس‬ ‫النواب الشيلي‪ ،‬تقوده رئيسة المجموعة النائبة‬ ‫كلوديا اندريا نوغيرا فيرنانديز‪ ،‬بزيارة للمغرب‪،‬‬ ‫حيث استقبل الوفد الذي يضم مجموعة من‬ ‫النواب يمثلون عدة أحزاب سياسية شيلية‪ ،‬من‬ ‫طرف رئيس الحكومة السيد عبد اإلله بنكيران‪.‬‬ ‫وحسب بالغ لرئاسة الحكومة‪ ،‬فإن بنكيران‬ ‫جدد شكر المغرب لموقف جمهورية الشيلي‬ ‫الداعم لقضية الوحدة الترابية للمملكة‪ ،‬وذكر‬ ‫بالمبادرات التي قام بها المغرب من أجل إيجاد‬ ‫حل سياسي لهذا النزاع المفتعل‪.‬‬ ‫وأوضح البالغ أن هذا اللقاء‪ ،‬الذي حضره‬ ‫سفير جمهورية الشيلي بالمغرب‪ ،‬شكل مناسبة‬ ‫للتأكيد على جودة عالقات الصداقة الطيبة التي‬ ‫تجمع بين المملكة المغربية وجمهورية الشيلي‪،‬‬ ‫مبرزا أن الجانبين استعرضا أوجه التقارب العديدة‬ ‫بين البلدين من حيث موقعهما الجغرافي كجسر‬

‫بين القارتين اآلسيوية واالمريكية وبين افريقيا‬ ‫وأوروبا‪ ،‬وكذا انفتاح اقتصاديهما على المحيط‬ ‫الجهوي والدولي‪.‬‬ ‫وبالمناسبة أك���د ال��ط��رف��ان أهمية‬ ‫الدبلوماسية البرلمانية ومساهمتها الفاعلة‬ ‫في تعزيز التعاون الدولي ‪ ،‬وخاصة بعد إطالق‬ ‫مشروع المنتدى البرلماني اإلفريقي الالتيني‪،‬‬ ‫مضيفا أن الطرفين شددا على ضرورة التركيز‬ ‫على الجانب اإلنساني ومختلف التظاهرات‬ ‫الثقافية كرافعة لتوطيد العالقات الثنائية‪ ،‬وكذا‬ ‫العمل على تكريس االتفاقيات التي أبرمها‬ ‫البلدان في العديد من القطاعات‪ ،‬وخاصة‬

‫منها الطاقات النظيفة والمحافظة على البيئة‬ ‫والتنميةاالقتصادية‪.‬‬ ‫كما أن رئيس الحكومة عبر عن الرغبة‬ ‫األكيدة للمغرب في تعزيز عالقات الصداقة‬ ‫والتعاون التي تجمعه مع بلدان أمريكا الالتينية‪،‬‬ ‫وشدد على اآلفاق الواعدة لتوسيع دائرة التعاون‬ ‫الثنائي في إطار استغالل المؤهالت التي يوفرها‬ ‫المغرب كأرضية لالستثمار في الدول الشقيقة‬ ‫للمنطقة العربية والدول الصديقة في القارة‬ ‫اإلفريقية التي تجمعها عالقات متميزة مع‬ ‫المملكة المغربية‪ ،‬وكذا مؤهالت جمهورية‬ ‫الشيلي كأرضية لالنفتاح على أمريكا الالتينية‬

‫ت�صوير ‪ :‬حمودة‬ ‫من خطأ آلخر‪ ،‬ومن سقـطة ألخرى‪ ،‬ولن‬ ‫تكون قضية الـ ‪ 240‬مليوون سنتيم آخرها‪ ،‬بدون‬ ‫شك‪ .‬هكذا تسيـر جماعة طنجة في تدبيرها‬ ‫اليومي للشأن المحلي بهـــذه المدينــة التي‬ ‫تكرم عليها نائب العمدة‪ ،‬أمحجور‪ ،‬بأن وصفها‬ ‫بالمدينة «المنكوبة»‪ ،‬ولو تمعنا في هذا الوصف‬ ‫الرهيب‪ ،‬لوجدنا أنه ينطبق تماما على الحالة الت‬ ‫وصلت إليها منذ سنة ‪ ،2015‬وما بعدها‪ ،‬إلى أن‬ ‫يفرج اهلل‪! ‬‬ ‫لن أدعوكم إلى تعداد «مناقب» المجلس‬ ‫الجماعي وعثراته وهفواته‪ ،‬فالتعليقات الصحافية‬ ‫وردود الفعل ألهالي المدينة تغنيني عن ذلك‪ ،‬ألن‬ ‫االنطباع العام الذي تركه مجلس الجماعة لدى‬ ‫السكان من خارج «الدائرة المعلومة» أن المجلس‬ ‫«يخبط خبط عشواء» ‪ ،‬وجاءت حكاية الماليين‬ ‫الـمائتين واألربعين لتقضي على البقية الباقية من‬ ‫ثقة المواطنين وتفاؤلهم بإمكانية الوصول إلى بر‬ ‫الـ ‪ ،2021‬بسالم‪! ‬‬ ‫وسبب هذا «التشاؤم» طريقـــة تعامل‬ ‫مجلس الجماعة مع ملف مركز أحمد بوكماخ‬ ‫الذي تتشرف مدينة طنجة بحمل اسمه الخالد‬ ‫في مجال الفكر واألدب والتعليم والتربية‪ ،‬حيث‬ ‫عمد إلى «تأسيس» جمعية على مقاس‪ ،‬وبسرعة‬ ‫فائقة‪ ،‬وفي سرية تامة‪ ،‬ليخصها بشراكة أقل ما‬ ‫يقال فيها إنها مشبوهة‪ ،‬وبدعم مالي بمبلغ ‪240‬‬ ‫مليون على ثالث دفعات سنوية ‪.‬‬ ‫ح��رص مجلس الجماعة على «تمرير»‬ ‫مشروع جمعيته «النكرة» إلى حدود دورة فبراير‬ ‫األخيرة‪ ،‬و على فرض شراكته المليونية مع هذه‬ ‫الجمعية‪ ،‬على مستشاري البلدية‪ ،‬رغم اعتراض‬ ‫فرقي األحرار واألصالة والمعاصرة‪ ،‬أثار‪ ،‬كما كان‬ ‫متوقعا‪ ،‬مشاعر الغضب الشديد لدى المواطنين‪،‬‬ ‫وخاصة الجمعيات والمنظمات األهلية‪ ،‬التي رأت‬ ‫أن المجلس الجماعي يتصرف في هذه القضية‪،‬‬ ‫«تصرف المالك في ملكه» والحال أن المال مال‬ ‫اهلل والشعب الذي يجب الرجوع إليه‪ ،‬عبر ممثليه‪،‬‬ ‫عند اتخاذ أي قرار يمس بذمته المادية‪.‬‬ ‫ماذا نعرف عن هذه الجمعية التي «خرجت‬ ‫للوجود» وفي فمها ملعقة من ذهب؟ الشيء‬ ‫تقريبا‪ ! ‬عدا ما تكرم به علينا أمحجور‪ ،‬ودائما‬ ‫أمحجور‪ ،‬عبر تصريحاته الصحافية المثيرة‪ ،‬من‬ ‫أنها تشمل «خيرة مثقفي المدينة» القادرين‬ ‫على تدبير الحقل الثقافي والفني داخل مركز‬ ‫أحمد بوكماخ وفق برنامج سنوي يخص تنظيم‬ ‫تظاهرات ولقاءات ثقافية وفنية ‪ ،‬لعلها لن تخرج‬ ‫عن الطابع المأثور لبرامج من «صنف» «رشيد‬ ‫ش��و» أو «تغريدة» التي تبث على القنوات‬ ‫التليفزيونية ‪ ،‬على أنها للتنشيط الثقافي‪.‬‬ ‫أمحجور استدل على صواب اختيارات مجلسه‬ ‫بكون المسؤولة عن تنشيط المركز «استطاعت»‬ ‫وقبل الحصول على الـ ‪ 240‬مليون سنتيم أن‬ ‫تحصل على «امتياز» احتضان ندوات المهرجان‬ ‫الوطني للفيلم بطنجة ‪ .‬الش��ك أنها بذلت‬ ‫«مجهودا جبارا» من أجل ذلك‪ ،‬بينما األصح هو‬ ‫أن مركز أحمد بوكماخ يشكل «نعمة» بالنسبة‬ ‫للمشرفين على المهرجان ال��ذي يقام بقاعة‬ ‫سينمائية ال تفي بالمراد وتنظم اللقاءات في صالة‬ ‫أخرى سينيماطيكية‪ ،‬ال تليق بأهمية المهرجان وال‬ ‫بأهمية المدينة التي تحتضنه ‪.‬‬ ‫غير أن البشير لم يعلن لمن انتخبوه‬ ‫مستشارا ثم عمد لطنجة‪ ،‬ولمن اعترضوا عليه‬

‫وصوتوا ضده في الحالتين‪ ،‬عن أسماء أعضاء‬ ‫الجمعية ولميطلعهمعلىتفاصيلدفترالتحمالت‬ ‫التي تلزم طرفي الشراكة ‪ ،‬ساعة المحاسبة‪ ،‬كما‬ ‫أنه لم يعلن عن «الكفاءات» التي وثق بها في «‬ ‫التنشيط» الثقافي للمركز وللمدينة‪ ،‬باستثناء‬ ‫اسمين تسربا سرا من «الحلقة»‪ ،‬فنان تشكيلي‪،‬‬ ‫وإعالمي يحتل‪ ،‬مدى الحياة‪ ،‬موقعا إداريا مفروضا‪،‬‬ ‫ببيت الصحافة‪ ،‬بفضل «شلة» المنتفعين‬ ‫والمطبلينوالمزمرين‪.....!!! ‬‬ ‫ومرة أخرى ينبري أمحجور ليؤكد في خرجة‬ ‫إعالمية «مدوية» أن اتفاقية الشراكة مع تلك‬ ‫الجمعية التي لم تبلغ بعد سن «الفطام» والتي‬ ‫دست الجماعة «الترابية» في خرقاتها وحفاظاتها‬ ‫مائتين وأربعين مليونا من السنتيمات‪ ،‬جمعية‬ ‫ال يشوبها أي خلل قانوني‪ .‬وأن العملية برمتها‬ ‫سليمة قانونا‪ .‬وقلنا آمين‪...! ‬‬ ‫الرأي العام‪ ،‬ياسادة ياكرام‪ ،‬ال يناقش مبلغ‬ ‫الدعم في حد ذاته‪ ،‬بقدر ما يؤاخذ مجلس الجماعة‬ ‫المباركة على الطريقة ‹المرتجلة» و«المتسرعة»‬ ‫و ‹المشبوهة» التي تصرفت بها حين عمدت‪،‬‬ ‫ودون سابق إعالم‪ ،‬إلى تأسيس جمعية من ال‬ ‫شيء‪ ،‬وفصلتها على مقاس معين‪ ،‬ووهبتها مبلغا‬ ‫مهما من المال العام‪ ،‬وكلفتها بـ «تنشيط» مركز‬ ‫بوكماخ والمدينة برمتها‪ .‬دون االلتفات إلى أن‬ ‫استغالل المركز لغاية التنشيط والنشاط ‪ ،‬سوف‬ ‫يدر على الخزينة البلدية مداخيل مهمة وهو ما‬ ‫يلزم الجماعة بوضع آليات لذلك‪ ،‬وهو ما لم يتم‬ ‫اإلعالن عنه يوم تمرير المقرر الجماعي بإحداث‬ ‫الجمعية ‪.‬‬ ‫الرأي العام أعرب عن امتعاضه من التصرف‬ ‫«األحادي» لمجلس الجماعة في قضية تهم حوالي‬ ‫أربعة ماليين من المواطنين وعشرات الجمعيات‬ ‫الثقافية والفنية والرياضية التي تنشط بطنجة‬ ‫والتي تزخر بكفاءات مدربة كان يمكن أن تضع‬ ‫خبرتها في خدمة الحركة الثقافية بهذه المدينة‪،‬‬ ‫أو على األقل أن تدلي برأيها في تفاصيل البرنامج‬ ‫الثقافي والفني الذي تعتزم الجماعة إطالقه بمركز‬ ‫أحمد بوكماخ‪.‬‬ ‫هذا التصرف أطلق العديد من التعليقات‬ ‫والتكهنات ‪ ،‬بل ودفع البعض إلى المطالبة بسحب‬ ‫أهلية تدبير المركز من جماعة طنجة‪ ،‬وتفويض‬ ‫األم��ر ل���وزارة الثقافة‪ ،‬التي تتوفر على مركز‬ ‫للتنشيط الثقافي‪ ،‬الذي أصبح علما يدرس في‬ ‫جامعات متخصصة تفوق مدة الدراسة الجامعية‬ ‫بها الخمس سنوات‪.‬‬ ‫يبقى فقط أن نعرف من ‪ ،‬من بين شيوخ‬ ‫الجماعة ونبغائها ومريديها ‪ ،‬سيضع دفتر‬ ‫التحمالت وم��ن ستوكل إليه صياغة برنامج‬ ‫األنشطة الثقافية والفنية السنوية ومن سيتكلف‬ ‫بمراقبة «سالمة» تلك األنشطة ومطابقتها‬ ‫لدفتر التحمالت ومن سيراقب «سالمة» ما يدور‬ ‫ويجري داخل بناية المركز‪ ،‬ومن سيتولى التدبير‬ ‫المالي للمركز ‪...‬أمور كان يجب أن يعلن عنها‬ ‫وكذا عن كافة أعضاء «جمعية» المجلس خالل‬ ‫دورة فبراير لتكون موضوع نقاش عام مستفيض‪،‬‬ ‫ال أن يعتد باألغلبية العددية لتمرير المقرر‪ ،‬الذي‬ ‫أصبح اليوم قضية رأي عام‪ ,‬قد يستدعي تدخل‬ ‫األجهزة المعنية في الدولة‪....!!! ‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬فرباير ‪2017‬‬

‫العدد ‪876‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫من األمثال الشائعة‪« :‬ا ْم ِ�ش َف ِاي ْن ما ِم ّ�ش ْ‬ ‫اك اهلل»‬ ‫وهو َ‬ ‫مثل دارجي ينصحك بأن تس ّلم أمورك كلها هلل‪ ،‬الذي ال راد لقضائه‪.‬‬ ‫ال تتصوروا أنني سأزجّ بكم في واقعة‪ ،‬أو أقص عليكم غريبة من الغرائب‪ ،‬أو عجيبة‬ ‫من العجائب‪ ،‬وإنما سأحكي لكم كيف جرتْني قدماي‪ ،‬أو على األصح جرتْني سيارتي‬ ‫المطهّمة‪ ،‬إلى دار العجزة ببوسافو‪ ،‬تلبي ًة لدعوة كريمة‪ ،‬تلقيتُها من رئيس الجمعية‬ ‫الخيرية اإلسالمية‪ ،‬لحضور جمعها العام‪ ،‬والوقوف على ما تم إنجازه بدار الطالب‪،‬‬ ‫والمشاركة في تكريم رجلين قدّما للجمعية المذكورة‪ ،‬خدمات جليلة‪.‬‬ ‫وإذا بي أجدُني في قاعة االجتماعات‪ ،‬أنصتُ إلى التقريرين األدبي والمالي‬ ‫للجمعية‪ ،‬ثم يُفتح باب الترشيح لشغْل المناصب الشاغرة‪ ،‬ثم يُقترح اسمي واسم‬ ‫صديقي األستاذ عبد القادر الزكاري‪ ،‬لضمهما لالئحة الترشيحات‪ ،‬ثم يتم انتخابنا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫المُركبات التي تندرج تحت‬ ‫لنتحمّل مع أعضاء المكتب اإلداري‪ ،‬عبء تسيير عدد من‬ ‫لواء هذه الجمعية‪ ،‬وعلى رأسها دار العجزة‪ ،‬ودار الطالب ببوسافو‪.‬‬ ‫قد يكون ما شاهدته في الدارين‪ ،‬من تجهيز‪ ،‬ونظافة وتأثيث‪ ،‬وحُسن تسيير‪،‬‬ ‫وما لمستُه في الطاقم المسير من إخالص وتفان في العمل‪ ،‬دافعيْن لي لتحمل هذه‬ ‫األمانة‪.‬‬ ‫وقد تكون الثقة التي وضعها في شخصي المتواضع‪ ،‬الجمعُ العام‪ ،‬حافزا لي‬ ‫لالنخراط في هذا الورش الخيري الكبير‪ ،‬الذي ال يرجو منه المرء إال وجه اهلل‪ ،‬وقد ‪...‬‬ ‫وقد ‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫ومهما قلت‪ ،‬وأعدتُ وكررت‪ ،‬وعللت وبرّرت‪ ،‬فإن المثل الشعبي يقول‪« :‬امش‬ ‫فاين ما مشاك اهلل»‪.‬‬ ‫واهلل سبحانه وتعالى أراد أن أسير في هذا االتجاه‪ ،‬وسخّر لي أسباب السير فيه‪.‬‬ ‫وهو مسار مفروش بالخير كله‪ ،‬ظاهره وباطنه‪ ،‬ما علمتُ منه وما لم أعلم‪.‬‬ ‫ورجائي في اهلل أن أكون عند حسن الظن‪.‬‬ ‫لن أختم هذه الدردشة‪ ،‬دون أن أنوّه بالمجهود الكبير الذي يبذله رئيس الجمعية‬ ‫الخيرية اإلسالمية‪ ،‬األستاذ أبو بكر بنونة‪ ،‬في سبيل إعالء هذا الصرح الخيري الشامخ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ومُركب موالي رشيد‪ ،‬ودار الطالبة‪ ،‬ودار العجزة‪،‬‬ ‫الذي يضم مدرسة محمد الخامس‪،‬‬ ‫ودار الطالب‪.‬‬ ‫«يوم جتدُ ّ‬ ‫كل نف�س‬ ‫إنه مجهود مشكور‪ ،‬سيوضع في ميزان حسنات هذا الرجل‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ما عمِ ْ‬ ‫لت ِمن خري ُم ْح َ�ضر ًا»‪.‬‬

‫ولو «ديموقراطية» المنزلة بين المنزلتين‪...‬وسلم‬

‫«انتهى الكالم»‪ ،‬هذا ما قاله‬ ‫رئيس حكومتنا السيد عبداإلله‬ ‫بنكيران‪ ،‬بعد أن سل كما تسل‬ ‫الشعرة من العجين‪ ،‬كرها أو‬ ‫طوعا‪ ،‬ارتباطه التكتيكي بحزب‬ ‫الميزان‪ ،‬وبعد أن لم يتلق جوابا‬ ‫واضحا قاطعا من حزبي الحمامة‬ ‫والسنبلة على سؤاله التحكمي‬ ‫بخصوص الرغبة من عدمها في‬ ‫المشاركة في حكومته التي تستمد مشروعيتها الدستورية من‬ ‫نتائج صناديق اقتراع السابع من أكتوبر الماضي التي تصدرها حزب‬ ‫المصباح‪.‬‬ ‫كثرت التأويالت والتسميات التي أعطيت لهذا البلوكاج‬ ‫السياسي الذي تعيشه البالد ويستغرب بشأنه العباد‪ ،‬فمن قائل إنه‬ ‫أزمة حكومية عادية في ظل نظام انتخابي يعتمد على النسبية‪ ،‬ومن‬ ‫قائل إنه محاولة انقالب أبيض لفرملة التصاعد غير المنتظر أوغير‬ ‫المرغوب فيه ألسهم بنكيران وصحبه في بورصة التوازنات الحزبية‬ ‫الضرورية‪ ،‬ومن قائل أن إرادة الحزب الثاني بعد «حزب المقاطعين»‬ ‫هو تحويل القوة إلى استقواء‪ ،‬وبالتالي فرض الشروط‪ ،‬ولما ال إعادة‬ ‫االنتخابات كسابقة في المغرب الحديث لحسم المعركة انتخابيا في‬ ‫ظل حالة العزوف االنتخابي واليأس السياسي‪...‬‬ ‫واآلن بعد أن طرأ طارئ جلل له انعكاسات قوية على موقع‬ ‫المغرب وعلى صورته وسمعته داخل القارة التي ننتمي إليها‬ ‫وعلى المستوى الجهوي والدولي؛ هل يحق ألحزابنا‪ ،‬والكبيرة منها‬ ‫على الخصوص‪ ،‬عدم إيجاد صيغ وطنية للخروج من هذا البلوكاج‬ ‫السياسي الذي ال يالئم بحال من األحوال مايتم ترديده ليل نهار‬ ‫من الحرص على المصلحة العليا للبالد‪.‬‬ ‫هذا وإن العربة البرلمانية‪ ،‬المالئمة لمقتضى الحال‪ ،‬قد تم‬ ‫تركيبها بمشاركة األغلبية إال قليال‪ ،‬وما يبقى هو إيجاد الجياد‬ ‫الحكومية وقيادة العربة إلى األمام‪ ،‬وفي هذا الصدد توجد عدة‬

‫صيغ لطالما جربتها بالدنا وبلدان‬ ‫أخرى‪ ،‬على اعتبار أن أغلب حكماء‬ ‫الرأي والسياسة والمواطنين‬ ‫يقولون إن بلدنا غير قادر على‬ ‫تحمل كلفة إعادة االنتخابات ماديا‬ ‫في حين أن نتائجها السياسية غير‬ ‫متوقعة من حيث فرز تقاطبات‬ ‫جديدة‪ ،‬وستكون بالتالي انتخابات‬ ‫«تحصيل حاصل» أو هدر الزمن‬ ‫والمال‪ ،‬واهلل أعلم‪ ،‬ومن هذه الصيغ ‪ :‬حكومة وحدة وطنية‪ ،‬حكومة‬ ‫تقنوقراطية بدعم من أغلبية سياسية‪ ،‬حكومة أقلية‪ ،...‬حكومة‬ ‫توافقية بين الحزب المتصدر لالنتخابات ووصيفه على قاعدة‬ ‫برنامج تنفيذ إصالحات وأولويات‪...‬إلخ‪.‬‬ ‫أعتقد أنني أحلم‪ ،‬لكنني حينما أرى اشكاال وألوانا من صيغ‬ ‫التحالفات المبتدعة على الصعيد المحلي و اإلقليمي والجهوي‪،‬‬ ‫أجد نفسي غير خارج عن المنطق‪ ،‬ففي بلد كبلدنا الزالت فيه‬ ‫«الديموقراطية» ال تتوفر على تقاليد عريقة وعلى قاعدة اجتماعية‬ ‫واسعة وأرضية فكرية راسخة‪ ،‬و لم تنبثق من تعاقد سياسي‬ ‫حقيقي تذوب فيه جميع المخاوف والترددات و «التقيات»‪ ،‬ال يمكن‬ ‫أن تكون لنا ديموقراطية خالصة‪ ،‬وسنبقى في وضعية المنزلة بين‬ ‫المنزلتين إلى حين أن تقطع نخبنا السياسية الدولتية والحزبية مع‬ ‫ترسبات الماضي وقيوده وتتجه نحو المستقبل وفرصه وإمكاناته‬ ‫التقدميةوالتحررية‪.‬‬ ‫إن تشكيل الحكومة في الظرف الحالي‪ ،‬بعد ما قلناه‪ ،‬هو في‬ ‫تقدير العقالء مسألة ال يجب أن تخضع لحسابات سياسية ضيقة بل‬ ‫إن تشكيلها فعل سياسي من صميم الحكمة الوطنية التي علينا‬ ‫أن نحميها‪ ،‬كما حمياناها في أحلك الظروف وأعتى العواصف‪،‬‬ ‫ليستمر في االعتراف بل اإلعجاب بها‪ ،‬ثم تقديرها األعداء قبل‬ ‫األصدقاء‪...‬‬

‫عبدالحي مفتاح‬

‫مع األستاذ المرحوم‬ ‫عبد اللطيف الخطيب‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫منذ مدة طويلة وأنا مهتم بموضوع الكتابة األدبية والفكرية‬ ‫والنقدية والتاريخية والسياسية في صحف ومجالت كانت تصدر‬ ‫بتطوان خالل عقود من القرن الماضي مما دفعني لتوجيه مجموعة‬ ‫من الطلبة الباحثيـــن لالهتمام بهذا الموضوع‪ ‬واعتماده في‬ ‫منوغرافيات وأطاريح جامعية‪..‬‬ ‫لفتت انتباهي مكتوبات األستاذ المرحوم عبد اللطيف الخطيب‬ ‫في منبرين ثقافيين تنويريين ‪« :‬األنوار» و «األمة» وجميعها دال‬ ‫على سعة أفق وعمق معرفة وحس شفيف ومنهاج خاص في البناء‬ ‫والتوصيف والتحليل والتأويل ببيان مبين ‪..‬‬ ‫أنتقي من تراث المرحوم عينة تبرز رأيه وموقفه في موضوع‬ ‫الترجمة التي مارسها من مواقع ‪ :‬المتابعة المثقفة‪ ..‬واألستاذية‬ ‫الموجهة‪ ..‬والنظرالثاقب‪ ..‬واألمانة العلمية واألخالقية ‪ ..‬والدبلوماسية‬ ‫المسؤولة‪..‬‬ ‫عدت لمطالعة مقالة المرحوم «بين الترجمة والتأليف» المنشورة‬ ‫بالعدد‪ 36‬من مجلة «األنوار» بتاريخ يوليوز ـ أغسطس ‪ 1953‬؛ وهي‬ ‫مقالة نقدية تزخر بكمِّ مفيد وموجِّه من األفكار‪ ..‬منها ‪:‬‬ ‫• العالقة بين الترجمة والتأليف عالقة متوازية متوازنة‪..‬‬ ‫«مساواة حتمية بين ذينيك الوجهين من أوجه اإلجهاد الفكري‪..‬‬ ‫وهذا التعادل هو من أنبل الغايات التي يسعى إليها رجال التوجيه‬ ‫العلمي واألدبي في كل األمم التي تنعم بسعادة الحياة العقلية ‪.»..‬‬ ‫• والترجمة والتأليف لهما نفس الوظيفة الحضارية‪..‬‬ ‫« فالترجمة عن لغة من اللغات واليها مهمة تبشيرية جليلة ترجح‬ ‫بغيرها من المهمات ‪ ..‬والتأليف بدوره معلم من معالم الوجود يبين‬ ‫على أن النفس المجموعية لشعب من الشعوب الحية ال ترضى حياة‬ ‫الطفيليات في دنيا الفكر ‪.»..‬‬ ‫• وهي ممارسة تستلزم عدة علمية واستيعابا سليما وحاسة‬ ‫معنوية تمييزية يصدر عنها انبساط النفس لدى الناظر في األثر‬ ‫المترجم‪..‬‬ ‫«والترجمة تكون دائما في ميسور قلة قليلة بالنسبة لمجموع‬ ‫حملة األقالم في أي أمة من أمم األرض ؛ بسبب ما تستلزمه من واسع‬ ‫اإلدراك وصائب الفهم وتتطلبه من متانة التكوين وسالمة الذوق‪.»..‬‬ ‫• وهي عنوان نهضوي ومؤشر انبعاثي مؤكد في وقائع تاريخية‬ ‫وحضارية‪..‬‬ ‫« ويكفينا برهانا على ذلك انكباب العرب في خزانة اإلسكندرية‬ ‫الشهيرة على ترجمة المؤلفات اليونانية‪ ،‬وتفرغ اإلسبان لها في عهد‬ ‫ألفونسو العاشر الملقب ب «العالم» بعد تأسيسه لمدرسة طليطلة‪.»..‬‬ ‫• وهي محتاجة لتوجيه بهدف تأمين مسالكها وإتيان ثمارها بعد‬ ‫التحرر من الذاتوية‪..‬‬ ‫«لذلك كان المترجمون أبدا أقل حرية ‪ ..‬وهم أقدر على االضطالع‬ ‫بالمهمة بقدر استعـدادهم الفطري للتجرد عن الذاتيـة وتقمص‬ ‫شخصية الغير‪.»..‬‬ ‫• وهي أسـاس لبنـاء تفاهـم أعلى من النفسي والمادي بين‬ ‫مجموعات بشرية ليس لها مشرب ثقافي واحد‪..‬‬ ‫«‪..‬المترجمون يوفرون أسباب التفاهم الروحي بين أنـاس من‬ ‫مختلف األذواق والثقافـات وينشـرون ضروبا من اإلنتاج ربما كانت‬ ‫مغمورة‪.»..‬‬ ‫• وهي ضرورة حضارية لمدِّ العربية بروائع الثقافة الغربية‪..‬‬ ‫وصرف االهتمام عن ترجمة كتب عديمة الجدوى مثل كتب السياسة‪..‬‬ ‫«وما دام القارئ العربي ال يقف في لغته على مؤلفات ‪ :‬كانتْ‪،‬‬ ‫وهيغو‪ ،‬ونيتشه‪ ،‬والفونتين‪ ،‬وإميل زوال‪ ،‬ومارسيل بروست‪ ،‬وتولستوي‪،‬‬ ‫ودوستويفسكـي‪ ،‬وغوغــول‪ ،‬وشبنهاور‪ ،‬وكيير كيغـــارد‪ ،‬وإبسين‪،‬‬ ‫وشكسبير‪ ،‬وسرفانطيس‪ ،‬وجورج برناردشو‪ ،‬ووايلد‪ ،‬وبينافينتي‪،‬‬ ‫وبالسكو إيبانييث‪ ،‬وآلن بو‪ ،‬ومارك توين‪ ،‬وأضرابهم فال معنى ألن‬ ‫تبذل الجهود في تعريب كتب قليلة القيمة زائلة الفائدة ؛ كما هي‬ ‫كتب السياسة والتراجم المزيفة والقصص الرخيص»‪.‬‬ ‫• وهي فعل أمناء ثقاة حتى ال تؤول الترجمة ممارسة مبتورة‬ ‫تحريفية ومشوهة‪..‬ومتابعة هذا مسؤولية القراء المهتمين‪..‬‬ ‫«‪..‬والنقل من العربية وإليها يجب أن يضطلع به األمناء من‬ ‫الكتاب‪ ..‬وجناية المقصرين يجب أن تقابل بكل صرامة ‪..‬حتى يعرفوا‬ ‫أن لألدب حماة ساهرين على تقويمه غيورين على كماله‪.»..‬‬ ‫لنا عودة بحول اهلل تعالى‪.‬‬


‫العدد ‪876‬‬

‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬فرباير ‪2017‬‬

‫حراك الحسيمة من أجل العدل والمساواة والكرامة‬

‫وحدة وتضامن المغرب كل ال يتجزأ‬ ‫مخطئ من يرفع شعارات مستفزة تضع ثوابت األمة في موضع الشك‪ ،‬بل وتسيء إلى هذه‬ ‫الثوابت وأهمها وحدة األمة التي هي عنوان تماسكها واستمراريتها‪ ،‬أويعمد إلى الفوضى وزرع‬ ‫االضطراب في المجتمع‪ ،‬بدل التريث والتمسك بالحكمة التي هي عنوان النضج والنبوغ‪! ‬‬ ‫مخطئ من يعتقد أن العنف وحده قادر على أن يثني مُطالبا بالحق‪ ،‬عن «التحرك»بطريقة‬ ‫سلمية‪ ،‬للوصول إلى غايته‪ .‬فما حقق العنف يوما انتصارا لظالم أو فوزا لمعتد‪ .‬والتاريخ الممتد‬ ‫عبر آالف السنين يعرض نماذج من هذا التصور الخاطئ الذي ال زال البعض يصر على فعاليته‪.‬‬ ‫ما حدث ويحدث في الريف‪ ،‬لم ينطلق من حادثة مقتل تاجر السمك بهذه المدينة في‬ ‫أكتوبر الماضي‪ ،‬ولو أن هذه الحادثة األليمة «حركت» شجون أهل الريف وأعادت إلى ذاكرتهم‪،‬‬ ‫بما شكلت واقعة محسن فكري رحمه اهلل‪ ،‬من «عنف» وما صاحبه من غموض‪ ،‬وما بعثه تماطل‬ ‫القضية على مستوى التعامل األمني والقضائي معه من شكوك‪ ،‬في سالمة هذا التعامل‪.‬‬ ‫والكل يعلم أن «حراك» أهل الحسيمة والمناطق المجاورة بدأ سلميا‪ ،‬بشهادة الواقع الذي‬ ‫تم تسجيله بالصوت والصورة من طرف وسائل إعالم وطنية ومحايدة أجنبية‪ .‬ولكن صمت‬ ‫الرباط طال بما عمق الجرح وزرع الشك ودفع البعض إلى اختراع سيناريوهات للفت االنتباه‬ ‫وتحريك الملفات‪.‬‬ ‫خاصة ملف المخطط الملكي لبرنامج «الحسيمة منارة المتوسط» الذي أطلقه جاللة الملك‬ ‫من تطوان عند منتصف أكتوبر سنة ‪ ،2015‬وخصص له ميزانية بقيمة ‪ 6،515‬مليارات درهم‬ ‫على مدى خمس سنوات ابتداء من الربع األخير من سنة ‪ 2015‬هذا المخطط الذي تم إعداده‬ ‫وفق التعليمات الملكية التي تضمنها خطاب جاللته عقب الزلزال الذي ضرب هذه المنطقة من‬ ‫شمال المملكة في ‪ 24‬فبراير ‪ ،2004‬والذي يقوم على مقاربة جديدة‪ ،‬بهدف مصاحبة النمو‬ ‫الحضري والديموغرافي الذي يشهده اإلقليم وتعزيز موقعه االقتصادي وتحسين إطار عيش‬ ‫سكانه وحماية بيئته وفق خمسة محاور أساسية هي‪ :‬التأهيل الترابي ‪ ‬والنهوض بالمجال‬ ‫االجتماعي وحماية البيئة وتدبير المخاطر وتقوية البنيات التحتية وتأهيل المجال الديني‪.‬‬ ‫ففي الشق المتعلق بالتأهيل الترابي ‪ ‬يستهدف المخطط فك العزلة عن العالم القروي‬ ‫وغرس ‪ 8700‬هكتار باألشجار المثمرة وتثمين المنتوجات المحلية وتهيئة مداخل المدينة‬ ‫والمحاور الطرقية الرئيسية بها والفضاءات العمومية والفضاءات الخضراء والساحل‪ ،‬خاصة بناء‬ ‫مارينا وتهيئة فضاءات ومناظر جميلة‪ .‬كما يوجد بالمخطط برنامج تكميلي للتأهيل الحضري‬ ‫يهم جماعات الحسيمة وأجدير وإمزورن وبني بوعياش وتارجيست والمراكز الناشئة‪.‬‬ ‫وفي المجال االجتماعي يهم المخطط الملكي بناء مستشفى إقليمي ومركز لتصفية الدم‬ ‫وتجهيز المركـز الجهـوي لألنكولوجيا‬ ‫وبناء وتجهيز خمسة مراكز صحية للقرب‬ ‫وتأهيل وتجهيـز البنيــات االستشفائية‬ ‫الموجودة‪ .‬كمــا يهـم بنـــاء مؤسسات‬ ‫تعليمية ‪ ‬وبنـاء ملعب كبير لكرة القدم‬ ‫وإحداث مسبح أولمبي وقاعـة مغطاة‬ ‫بمعايير دولية وتشييد قاعتين مغطاتين‬ ‫بجماعتي أجدير وإساكن وتهيئة مالعب‬ ‫رياضية لفرق الهواة إلى جانب بناء مسرح‬ ‫ومعهد موسيقي ودار للثقافة‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق بحماية البيئة وتدبير‬ ‫المخاطر ‪ ‬يتضمن المخطــط محاربــة‬ ‫انجراف التربة والوقايـة من الفيضانات‬ ‫وتأهيل المطارح العمومية باإلقليـــم‬ ‫وإحداث متحف إيكولوجي ومختبر لألبحاث‬ ‫البحرية وإحداث حزام أخضر وتثمين‬ ‫المنتزه الوطني للحسيمة‪.‬‬ ‫وبخصوص محور تعزيــز البنيــات‬ ‫التحتية يتضمـــن هذا البرنامــج‪ ،‬على‬ ‫وجه الخصوص‪ ،‬توسيع وتهيئة الطرق‬ ‫المصنفة وإحداث محطة لتحلية مياه‬ ‫البحر وتزويد الجماعات والدواوير التابعة إلقليم الحسيمة انطالقا من سدود أسفلو وبوهودة‬ ‫وبوعاصم وتحديث وتوسيع شبكة الماء الشروب والكهرباء على مستوى مدن الحسيمة وأجدير‬ ‫وإمزورن وبني بوعياش وتارجيست‪.‬‬ ‫أما على المستوى الديني فإن المخطط يستهدف بناء مركب إداري وثقافي تابع لوزارة األوقاف‬ ‫والشؤون اإلسالمية ومسجد ومدرسة للتعليم العتيق إلى جانب إعادة تأهيل ثالثة مساجد‪.‬‬ ‫وتنفيذا ألوامر ملكية‪ ،‬وقع على اتفاقية الشراكة إلنجاز المخطط‪ ،‬كل من وزير الداخلية‬ ‫محمد حصاد‪ ،‬ووزير األوقاف والشؤون اإلسالمية أحمد التوفيق‪ ،‬ووزير االقتصاد والمالية محمد‬ ‫بوسعيد‪ ،‬ووزير الفالحة والصيد البحري عزيز أخنوش‪ ،‬ووزير التربية الوطنية والتكوين المهني‬ ‫رشيد بلمختار‪ ،‬ووزير الصحة الحسين الوردي‪ ،‬ووزير السياحة لحسن حداد‪ ،‬ووزير الشباب‬ ‫والرياضة لحسن السكوري‪ ،‬والوزير المنتدب لدى وزير النقل والتجهيز واللوجستيك المكلف‬ ‫بالنقل محمد نجيب بوليف‪ ،‬والوزيرة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة المكلفة‬ ‫بالبيئة حكيمة الحيطي‪ ،‬والوزيرة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة شرفات‬ ‫أفيالل‪ .‬كما وقع هذه االتفاقية كل من الكاتبة العامة لوزارة السكنى وسياسة المدينة فاطمة‬ ‫شهاب‪ ،‬والكاتب العام لوزارة الثقافة محمد لطفي المريني‪ ،‬ومندوب المياه والغابات ومحاربة‬ ‫التصحر عبد العظيم الحافي‪ ،‬ووالي جهة طنجة‪ -‬تطوان‪ -‬الحسيمة محمد اليعقوبي‪ ،‬ورئيس‬ ‫مجلس جهة طنجة‪ -‬تطوان الحسيمة إلياس العماري‪ ،‬ومدير المكتب الوطني للكهرباء والماء‬ ‫الصالح للشرب علي الفاسي الفهري‪ ،‬ومدير مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل العربي‬ ‫بنشيخ‪ ،‬والمدير العام لوكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال منير البويسفي‪ ،‬ورئيس المجلس‬ ‫اإلقليمي للحسيمة إسماعيل الرايس‪.‬‬ ‫فأين نحن من إنجازات هذا البرنامج التنموي الكبير الذي يوجد على مسافة سنتين من‬ ‫نهايته «الرمزية»؟ وهال كان من حق أهل الريف أن ينزلوا إلى الشارع للمطالبة بتنفيذ ما تقرر‬ ‫لجهتهم من مشاريع تنموية ال تتحرك إال لتتوقف وتتعثر بينما جهات أخرى تشهد تطورا تنمويا‬ ‫مستمرا كمدن طنجة ومراكش وسال وتطوان والرباط والدار البيضاء والقنيطرة‪ ،‬على سبيل‬ ‫المثال؟!‬ ‫أليس من طبيعة تعثر مشاريع التنمية بمدن الريف وبواديه أن تجعل مواطنينا بهذه‬ ‫الجهة يشعرون بنوع مما يسمونه في «حراكهم» وتجمعاتهم بــ «التهميش» و «اإلقصاء»‬ ‫و«الحكرة»؟! ولو أن مثل هذه األوصاف ال تخص جهة دون أخرى‪.....‬‬

‫إن أهل الريف قوم متشبثون بعقيدة اإلسالم‪ ،‬وبما يضمن هذا الدين الحنيف لكل مسلم‬ ‫من حقوق في الكرامة وفي الحياة وفي العدل والمساواة‪ .‬كما أنهم أهل أنفة وعزة‪ ،‬يفتخرون‬ ‫بهويتهم األمازيغية وبتاريخهم المجيد المرصع بالبطوالت واألمجاد التي امتدت عبر تاريخ‬ ‫البشرية إلى مصر الفراعنة وما جاورها من حضارات سادت ثم بادت‪ ،‬ليبقى الريف يزخر تاريخُه‬ ‫الذي هو تاريخ المغرب البطولي الذي شكل نضال األمير عبد الكريم الخطابي رحمه اهلل حلقة‬ ‫زاهية من حلقاته البهية‪ ،‬وصفحة ناصعة من صفحاته المضيئة‪ ،‬يوم واجه جيوش عدوين‬ ‫قويين عددا وعتادا‪ ،‬في جماعة من رجال عشيرته‪ ،‬بينما غيره ينعم بأفضال المستعمر وخيراته‬ ‫وعطاءاته‪.‬‬ ‫ومع ذلك فأهل الريف لم يكونوا‪ ،‬إال وطنيين مغاربة شرفاء‪ ،‬متشبثين بأرض مغربهم الكبير‬ ‫وبأمتهم المغربية الكريمة‪.‬‬ ‫وكمثال يحمل رمزية قوية‪ ،‬في هذا الباب‪ ،‬أن عائلة نبيلة من تمسمان‪ ،‬عائلة الحاج عبد‬ ‫السالم التمسماني‪ ،‬القريبة من األمير عبد الكريم الخطابي ساندت بقوة حزب الوحدة المغربية‬ ‫الذي أنشأه في أربعينات القرن الماضي بتطوان‪ ،‬إلى جانب حزب اإلصالح الوطني‪ ،‬الشيخ محمد‬ ‫المكي الناصري‪ ،‬وانضمت إليه هذه األسرة الكريمة وناضلت في صفوفه وتحت لوائه وشعاره‪:‬‬ ‫«العرش بالشعب والشعب بالعرش ـ المغرب كل ال يتجزأ ـ وما ضاع حق من ورائه طالب»‬ ‫هذا الشعار ظل مرسوما تحت صورة كبيرة ألمير الريف‪ ،‬محمد عبد الكريم الخطابي‪ ،‬عند‬ ‫مدخل «بيت الوحدة المغربية» فرع طنجة‪ ،‬وهي بناية ال تزال موجودة بشارع الحرية‪ ،‬كانت إلى‬ ‫جانب دورها الجهادي من أجل االستقالل والوحدة‪ ،‬مدرسة ابتدائية تحمل اسم «معهد موالي‬ ‫المهدي» الذي كان أول مدرسة ابتدائية وثانوية بداخلية للذكور واإلناث بالمغرب أنشأها الشيخ‬ ‫محمد المكي الناصري بتطوان بمباركة من الخليفة السلطاني بالمنطقة الخليفية الذي مول‬ ‫عدة بعثات من طلبة هذا المعهد إلى الشرق‪ ،‬كان من بين طلبة تلك البعثاث األديب والوزير‬ ‫الراحل محمد العربي الخطابي و الحقوقي أبو طاهر اليطفتي آل العزيز رحمه اهلل‪ .‬آل التمسماني‬ ‫المكرمين ساهموا في تمويل النشاط النضالي للحزب في الداخل والخارج‪ ،‬كما ساهموا في‬ ‫تحمل نفقات نشر صحف الحزب‪ ،‬خاصة يومية «منبر الشعب» التي كانت تصدر بطنجة‪ ،‬كما‬ ‫ساهموا في تمويل التعليم بالمعهد حيث كانت مساهمة أولياء التالميذ «تطوعية» و «رمزية»‪.‬‬ ‫حقيقة لقد شهد الريف العديد من المشاريع التنموية في الحسيمة كما في الناظور‪،‬‬ ‫ولكن منافع تلك المشاريع لم تصل إلى السكان في المدن كما في البوادي‪ ،‬كما أن الخشية‬ ‫والحيطة التي يتم التعامل بها مع أهل‬ ‫الريف ال تعطيهم دائما الشعور باالرتياح‬ ‫واالطمئنان‪ ،‬خاصــة وبعض ذكريـــات‬ ‫الحرب الريفية وما صاحبها من أقوال‬ ‫وأفعال‪ ،‬وأحداث ‪ 58‬و ‪ 84‬من القرن‬ ‫الماضي ال تزال تسيطر على تفكير‬ ‫بعض المسؤولين‪ ،‬وكأنها قدر أو كأنها‬ ‫عنوان ألي تحرك مشروع للمطالبة بحق‬ ‫مشروع‪ .‬وسواء تعلق األمر بمسيرات‬ ‫«تما سينت» أو إمزورن‪ ،‬أو ترجيست أو‬ ‫بوكيدان‪ ،‬فإن المطالب هي دائما‪ ،‬مزيدا‬ ‫من الحرية والكرامة والعدالة االجتماعية‬ ‫والتنمية االقتصاديـــة واالجتمـاعيــة‬ ‫بعد تردي األوضاع االجتماعية وطغيان‬ ‫البطالة الطويلة األمد بين الشـــباب‬ ‫والفئات النشيطة وغياب فرص العمل من‬ ‫أجل امتصاص البطالة والفقر والهشاشة‬ ‫االجتماعية ‪.‬‬ ‫كما أن الجهات الحقوقيــة بالريف‬ ‫تندد بسياسة القمع «الممنهج» ضد‬ ‫ناشطـــي الحراك الشعبـــي‪ ،‬والقطع مع‬ ‫االستبداد والفساد‪ ،‬وسياسة اإلفالت من‬ ‫العقاب‪ ،‬ويعتبرون أن الريف بحاجة إلى إصالحات جذرية ترفع عن السكان الحيف االجتماعي الذي‬ ‫يمسهم ويحول دون تنزيل العناية الملكية المتمثلة في اإلصالحات التي أمر بها جاللة الملك‬ ‫والتي تضمن بعضها المخطط الملكي للنهوض بالريف‪ 2015.‬ـ ‪.2019‬‬ ‫والمؤسف أنه بعد أن تدهورت األوضاع إثر الحراك الذي لم يتوقف منذ نهاية أكتوبر‬ ‫‪ ،2016‬والذي تسبب‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬في مواجهات دامية خالل أحداث بوكيدان‪ ،‬انتبهت الحكومة‪ ،‬أو‬ ‫ما تبقى منها‪ ،‬إلى المخطط االقتصادي واالجتماعي الشامل للحسيمة (‪ 2015‬ـ ‪ ،)2019‬ليدعو‬ ‫الوزير حصاد إلى اجتماع‪ ،‬الجمعة الماضية‪ ،‬حضره كل من الوزير الضريس الشرقي والوزير‬ ‫المنتدب خالد البرجاوي والوزيرة شرفات أفيالل المكلفة بالماء إلى جانب رجال السلطة الجهوية‬ ‫واإلقليمية وممثلي القطاعات المعنية‪ ،‬وذلك من أجل الوقوف على وضعية تقدم أشغال إنجاز‬ ‫المشاريع المندرجة في مخطط «الحسيمة منارة المتوسط» (‪.)2019 2015-‬‬ ‫وبالمناسبة‪ ،‬دعا وزير الداخلية ـ كما جاء في بيانات صحافية ـ ممثلي مختلف القطاعات‬ ‫الوزارية المعنية بمخطط الحسيمة‪ ،‬إلى ضرورة «اإلسراع» في تنزيل المشاريع المندرجة‬ ‫في إطار هذا المخطط التنموي االستراتيجي‪ ،‬واتخاذ التدابير الناجعة وإيجاد الحلول الممكنة‬ ‫للمشاريع التي يعتريها بطء في عمليات التنفيذ‪ .‬كما شدد على أهمية مواكبة مختلف المجاالت‬ ‫الحيوية‪ ،‬والتجاوب مع تطلعات المواطنين وضرورة التواصل مع مختلف الفاعلين المحليين‪،‬‬ ‫ومواكبة كافة المشاريع المبرمجة والتي توجد في طور اإلنجاز‪.‬‬ ‫فهل كان ضروريا أن يحدث ما حدث لتنتبه الحكومة إلى الخلل الحاصل في تنفيذ مخطط‬ ‫«الحسيمة منارة المتوسط» وتدعو إلى ما دعا وزيرا الداخلية إليه من اإلسراع في مراجعة‬ ‫وتتبع وتنفيذ مشاريع المخطط المبرمجة ؟ تفاديا لظهور شعارات متطرفة‪ ،‬سارعت جهات‬ ‫منظمة للحراك إلى رفضها والتبرؤ منها واعتبار أصحابها جماعة مندسة تحاول الركوب على‬ ‫حراكها السلمي المدني المتمدن الذي تخوضه من أجل المطالبة بحقوق أساسية وإرساء أسس‬ ‫العدل والمساواة والحرية في مغرب ديمقراطي وموحد‪ .‬وهي مطالب تشترك مع الريف فيها‬ ‫كل جهات المغرب التي تلح على إصالحات جذرية لمواجهة الفقر والمرض والبطالة والهشاشة‬ ‫االجتماعية‪ ،‬وحاالت الظلم والحكرة‪ ،‬وذلك عبر الحوار المتمدن واحترام القيم الوطنية ومقومات‬ ‫الدولة المغربية ترسيخا لدولة الحق والقانون التي تكفل الحقوق األساسية للجميع‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪876‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬فرباير ‪2017‬‬

‫مقابرنا‪ ...‬إهمال و سحر و زائرون ال يراعون حرمة الراقدين فيها‪...‬‬

‫مسؤولون ال يهمهم حالنا‬ ‫أحياء كنا أم أمواتا‪...‬‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫تفاصيل مختلفة في المكان والظروف المحيطة‪ ..‬جثامين تدفن‪ ،‬وأخرى ترقد في القبور‪ ،‬بكاء ذوي الموتى‪ ،..‬نساء يحملن قنينـات ماء ‘’الزهر’’‪ ،‬وأكيـاس غامـق لونها ‪ ،‬شفافـة ال تخفي‬ ‫ما تحتويه من التين المجفف (الكرموص أو الشريحة)‪ ،‬والخبز‪ ،‬والحليب والماء‪ ،‬أو التمر‪ ،‬فيشرعن بمجرد دخولهن فضاء ‘’المقبرة’’ في توزيعها ‪ ...‬وأخريات يتأبطن ‘’مصاحف’’ تختلف‬ ‫أحجامها‪ ،‬وما أن يقتربن من قبر ذويهن حتى يقعدن القرفصاء ويشرعن في تالوة آيات من القرآن الكريم‪ .‬‬ ‫نساء ورجال أتوا من كل أحياء طنجة ‪ ‬لزيارة موتاهم والترحم عليهم‪ ،‬منهم من ‘’يسقي’’ قبور موتاهم‪ ،‬وغير بعيد عنهم يتابع آخرون عملية تنقية قبر قريب مفقود من الشوائب‬ ‫واألعشاب الطفيلية‪ ،‬أو تالوة آيات من القرآن الكريم مؤدى عنها‪ ،...‬البعض يقصد المقبرة من أجل تمضية الوقت في مشاهدة ‘’الطقوس’’ التي صار يوم ‘’الجمعة ‘’ وبعض المناسبات‬ ‫الخاصة ‘’ليلة السابع والعشرين من رمضان‪ ،‬ويوم عاشوراء‪ ’’..‬لها موعدا‪ ،‬وأخريات يأتين من أجل السحر والشعوذة‪ ..‬مفردات ‘’تحيى’’ كل يوم في هذا المكان‪..‬‬

‫• ظروف محيطة‬ ‫بينما نبدأ رحلتنا بالسير في طرقات وممرات ضيقة بين المقابر؛ وجدنا امرأة عجوز تجلس أمام إحدى‬ ‫مقابر طنجة‪ ،‬وقد بدت على وجهها تجاعيد الزمان‪ ..‬خرجت مفرادت كالمها العامية لتصف وتشخص‬ ‫‘’واقعا’’ يجري بين المقابر‪ ..‬بلهجة أقرب لإلستجداء (الميتين ما كيبقاوش في راحتهم‪ ،‬المقبرة كتولي‬ ‫بحال السوق)‪ .‬وهي تؤكد أن غالبية من يزورون المقبرة ال يراعون حرمتها وحرمة الراقدين فيها‪.‬‬ ‫وأثناء التجوال بين ‘’رحاب الموت’’ بالمقابر‪ ،‬تخترق مسامعك حكايات األلم‪ ،‬منهم من قضى ابنه في‬ ‫حادثة سير‪ ،‬وأخرى زوجها توفي بعد مرض عضال‪ ،‬ومنهن من فقدت والدا رحيما‪ ،‬أو حبيبا‪ ،‬أو أخا كان عونا‪،‬‬ ‫أو جارة كاتمة أسرار‪ ...‬يعلو نحيب هنا وهناك‪ ،‬وتتساقط دموع الفراق عن أقرباء صاروا بالقبر راقدين‪،‬‬ ‫وانقطعت عن األحياء أخبارهم‪ ،‬ودخل في عالم المغيبات أمرهم‪.‬‬ ‫فاطمة (إحدى زائرات مقبرة مرشان ) أشارت إلى أنها تأتي كل يوم جمعة‪ ،‬لتزور قبر أمها‪ ،‬تجلس عنده‪،‬‬ ‫وتحكي أحوالها باكية‪ ،‬تقول بأنها سمعت بأن الميت يسمع كالم زواره‪.‬‬ ‫بينما عائشة تقرأ آيات من القرآن الكريم كلما زارت قبر زوجها‪ ،‬وتقول بأنها تتصدق بها على روحه‬ ‫لتخفف عنه العذاب‪ ( ..‬مع مراعاة أنك هنالك نعيم أيضا بالدار اآلخرة ) ‪.‬‬ ‫أما محمد فهو يتعهد قبر والده مرة كل شهر بطالئه بالجير‪ ،‬وتنقيته من األعشاب‪ ،‬ورش الماء على‬ ‫تربته‪..‬ولم تختلف أجوبة الزائرين عن الهدف من زيارتهم لقبور ذويهم‪ ،‬ولم يكن غريبا ونحن نبحث‬ ‫في زوار المقابر‪ ،‬أن نرى أطفاال يلعبون ويلهون‬ ‫في التراب بجوار الجدران‪..‬بينما يقتعد بعض‬ ‫الزائرين المساحات الخالية التي تحيط ببعض‬ ‫القبور‪ ،‬فيما ال يخلو شد الرحال إلى المقابر‪ ،‬الذي‬ ‫ترتفع وتيرته صباح كل يوم جمعة‪ ،‬من بعض‬ ‫السلوكيات‪ ،‬التي تنتفي معها ضوابط الزيارة‪ ،‬إما‬ ‫جهال‪ ،‬أو إتباعا دون تحرز‪.‬‬

‫• لالعتبار والموعظة‬ ‫حملنا بعضا من حصاد رحلتنا بين المقابر‬ ‫إلى ذوي اإلختصـاص‪ ،‬محاوليـن وضـع زيارة‬ ‫المقابر في إطارها الصحيح‪ ،‬ليتحقق منها‬ ‫اإلنتفاع للزائر‪ .‬فوضح الدكتـور بن الطالب ‪،‬‬ ‫أستاذ بكلية الشريعة بفاس ‘’بأنه ال يوجد أي‬ ‫نص ديني يمنع زيارة المقابر‪ ،‬مشيرا إلى حديث‬ ‫الرسول الذي قال فيه ‘’كنت نهيتكم عن زيارة‬ ‫القبور‪ ،‬اآلن فزوروها’’‪ .‬مبينا أن النهي إنما كان‬ ‫بسبب األعمال التي هي خارج إطار الشرع والعقل‪،‬‬ ‫قبل أن يحدد اإلسالم شروطا ومواصفات لزيارة‬ ‫القبور‪.‬‬ ‫واعتبر بن الطالب ‪ ‬أن ‘’الحكمة من ترخيص الرسول بزيارتها في قوله صلى اهلل عليه وسلم ‘’فزوروا‬ ‫القبور فإنها تذكر الموت’’‪ ،‬مشددا على أن الزيارة مستحبة‪ ،‬ولكن شرط أن تكون في إطارها الشرعي‪ ،‬أي‬ ‫أن تكون الزيارة لإلعتبار والموعظة ال للفخر وال للمباهاة والنوح‪ ،‬كما قال صلى اهلل عليه وسلم ‪’’:‬فزوروها‬ ‫و ال تقولوا هجرا’’‪.‬‬ ‫واعتبر أن قصد الموعظة تحصل بزيارة أي قبر‪ ،‬سواء كان لقريب أو بعيد‪ .‬وقد تكون الموعظة أقوى‬ ‫يشرح الدكتور بن الطالب إذا زار اإلنسان قبر والديه‪ ،‬أو أحد أبنائه بدليل حديث أبي هريرة قال‪ :‬زار النبي‬ ‫قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال ‘’استأذنت ربي أن أستغفر لها‪ ،‬فلم يأذن لي‪ ،‬واستأذنته في أن أزور‬ ‫قبرها‪ ،‬فأذن لي‪ ،‬فزوروا القبور فإنها تذكر الموت’’‪.‬‬ ‫وأشار ‪ ‬إلى أن أيام اهلل كلها تتساوى في الفضيلة‪ ،‬ومن اعتقد أن الزيارة خاصة بيوم الجمعة فذلك‬ ‫ليس مقبوال‪ ،‬بل وأدخله العلماء في باب البدعة‪ .‬كما لم يتبث أن من النبي صلى اهلل عليه وسلم وال من‬ ‫أصحابه‪ ،‬أن قرأ القرآن عند قبر من القبور‪ ،‬إذ إن زيارتها في أوقات محددة مثل يوم الجمعة و األعياد‬ ‫والمناسبات قضى على الغرض من زيارة المقابر و هو العبرة و العظة‪ ،‬و لتذكر اآلخرة بالضوابط الشرعية‬ ‫دون مخالفات‪. ‬‬

‫• آداب وضوابط‬

‫أما عن آداب زيارة القبور‪ ،‬فقد ع ّلمنا الرسول ص ّلى اهلل عليه و سلم ‪ ‬أن يسلم الزائر على أهل القبور‬ ‫وأن يستغفر ويدعو لهم‪ ،‬عندما علم عائشة ما تقول إذا زارت القبور فقال‪’‘ :‬قولي السالم على أهل الديار‬ ‫من المؤمنين والمسلمين‪ ،‬يرحم اهلل المستقدمين منا والمستأخرين‪ ،‬وإنا إن شاء اهلل بكم الحقون ‪ .‬وفي‬ ‫رواية ‪ :‬أسأل اهلل لنا ولكم العافية’’ ‪.‬‬ ‫أما قراءة القرآن عند زيارت القبور ‪ ،‬ال أصل لها في السنة وهي غير مشروعة ومما يقوي عدم‬ ‫مشروعيتها قوله صلى اهلل عليه وسلم‪’‘ :‬ال تجعلوا بيوتكم مقابر ‪ ،‬فإن الشيطان يفر من البيت الذي يقرأ‬ ‫فيه سورة البقرة’’‪ ،‬فقد أشار إلى أن القبور ليست موضعا للقراءة شرعا ‪ ،‬فلذلك حض على قراءة القرآن في‬ ‫البيوت ونهى عن جعلها كالمقابر التي ال يقرأ فيها‪ ،‬كما أشار في الحديث اآلخر إلى أنها ليست موضعا‬ ‫للصالة أيضا‪ ،‬وهو قوله صل اهلل عليه وسلم ‪ ( :‬صلوا في بيوتكم‪ ،‬وال تتخذوها قبوراً)‪.‬‬ ‫و ختم الدكتور بن الطالب قوله ‪ ،‬أن من أكبر البدع قراءة الفاتحة للميت أو عند زيارة القبور‪ ،‬و هذه‬ ‫البدعة أضاعت سنة الدعاء و اإلستغفار للميت‪ ،‬فقد كان رسول اهلل إذا فرغ من دفن الميت قال ‪ ’‘ :‬استغفروا‬ ‫ألخيكم و سلوا له التثبيت فإنه اآلن يسأل‪ .’‘ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫• المقابـر المغربيـة تعيـش أزمة حقيقية فال مكان حتى للموتى على‬ ‫أرضهم‬ ‫كشفت دراسة قام بها المجلس الوطني لحقوق‬ ‫اإلنسان في وقت سابق حول مقابر المسلمين‪ ،‬أن‬ ‫المقابر المغربية تعيش أزمة حقيقية‪ ،‬حيث أن األسر‬ ‫المغربية تعيش معاناة شديدة من أجل الحصول على‬ ‫قبر‪ ،‬في ظل إغالق بعض المقابر أبوابها في وجه‬ ‫المواطنين بعد أن امتألت عن آخرها‪.‬‬ ‫وأضافـت الدراسـة أن الجهـات المسؤولـة عن‬ ‫المقابر في المغرب أمام امتحان البحث عن أماكن‬ ‫أخرى للدفن خارج المدار الحضاري‪ ،‬لتلبية حاجيات‬ ‫المواطنين‪ ،‬مبرزة أن هذا المطلب غير مندرج حاليا‬ ‫في جدول أعمال المجالس المسيرة للمدن المغربية‪.‬‬ ‫وأكدت الدراسـة الميدانية أن معظم المقابــر‬ ‫التي أجـريـت عليهـا الدراسـة‪ ،‬تعانـي من مشكـل‬ ‫النظافة والصيانة‪ ،‬حيث تتعرض لإلهمال وتهدم‬ ‫بعض جدرانها التي تتصدع بسبب عوامل مختلفة‪،‬‬ ‫كما تتعرض النتهاك حرمتها بتحويلها إلى مزابل‬ ‫حقيقية‪ ،‬مما يؤدي إلى تحلل النفايات بفعل حرارة‬ ‫الشمس وانبعاث روائح كريهة تضر بالصحة وتسبب‬ ‫مضايقات للوافدين لزيارة المقبرة‪.‬‬ ‫وحملـت الدراسـة الجهـات المعنيـة مسؤوليـة‬ ‫النظافة وصيانة المقابر‪ ،‬من مجالس محلية و جهوية‬ ‫ومصالح مندوبيات وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية بحكم أنها هي التي تعتبر مسؤولة عن حماية‬ ‫حرمات المقابر ضد االعتداءات واإلساءات من الناحية المعنوية ‪ ‬و األخالقية على اعتبار إشرافها الرسمي‬ ‫على تدبير الشأن الديني‪.‬‬ ‫وأردفت الدراسة أن وزارة األوقاف مسؤولة عن تدبير إشكالية إعادة استغالل المقابر القديمة من‬ ‫جديد‪ ،‬وتدبير وعاء عقاري يحتضن مقابر جديدة على الرغم من الميثاق الجديد المنظم للجماعات المحلية‬ ‫والذي وضع عملية تدبير شؤون صيانة المقابر باعتبارها مرفقا عموميا تحت تصرف المجالس الجماعية‪،‬‬ ‫كما أيضا حملت الدراسة المسؤولية لوزارة الثقافة باعتبارها الجهة الوصية على المآثر والمعالم التاريخية‬ ‫من جملتها القبور‪.‬‬ ‫وأشارت الدراسة إلى أن المقابر تعاني من ضعف التجهيزات‪ ،‬حيث يبرز ذلك من خالل مشكل التزويد‬ ‫بالماء والكهرباء‪ ،‬وأيضا مشكل التسوير‪ ،‬فمعظم المقابر تعاني من قصر ارتفاع أسوارها‪ ،‬التي تتالشى‬ ‫معظم أجزائها‪ ،‬كما تطرقت الدراسة إلى غياب حراس قارين للمقابر‪ ،‬فمعظم الحراس يعيشون على‬ ‫صدقات الزائرين المحسنين‪ ،‬فيما رصدت غياب تنظيم حفر القبور وتهيئتها‪.‬‬

‫فإلى متى سنظل نهمل مواطنينا أحياء كانوا أم أمواتا ؟؟؟؟؟‬ ‫علما أن معظمهم أموات و نحسبهم أحياء‬


‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬فرباير ‪2017‬‬

‫العدد ‪876‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫حقوقيون يرفعون شكاية إلى الوكيل العام بتطوان‬ ‫ضد الشركة المكلفة ببناء سد واد مرتيل‬ ‫رفع مركز الشمال لحقوق اإلنسان شكاية‬ ‫إلى الوكيل العام للملك بمحكمة االستئناف‬ ‫بتطوان‪ ،‬مسجلة تحت رقم (‪ 31‬ـ ‪ ،)3201‬بتاريخ‬ ‫‪ 24‬يناير الفارط‪ ،‬يتهم فيها شركة «سينترام»‬ ‫المكلفة ببناء سد واد مرتيل بطريق شفشاون‪،‬‬ ‫بسرقة المواد األولية المنتجة بمحطة ورش‬ ‫السد‪ ،‬وتحويلها عبر شاحنات إلى وجهات‬ ‫مجهولة بمدينة طنجة‪ .‬شكاية المركز‪ ،‬التي‬ ‫تتوفر «المساء» على نسخة منها‪ ،‬تستند على‬ ‫محضر معاينة قضائية لعملية شحن مادة‬ ‫«اإلسفلت» من داخل ورش سد واد مرتيل‪،‬‬ ‫على متن شاحنات تتوجه به مباشرة صوب‬ ‫مدينة طنجة‪ ،‬ومتضمنة لصورة وشريط فيديو‬ ‫يوثقان الواقعة‪.‬‬ ‫وفي اتصال مع «المساء» أكد متحدث باسم مركز‬ ‫الشمال لحقوق اإلنسان‪ ،‬بأن هذا األخير توصل منذ مدة‬ ‫إلى معطيات «موثوقة»‪ ،‬حسب توصيفه‪ ،‬مصدرها تقنيون‬ ‫يعملون بورش بناء السد‪ ،‬رفضوا اإلفصاح عن هويتهم‪،‬‬ ‫كشفت بجالء مجموعة من االختالالت التي يقوم بها‬

‫المسؤولون بهذه الشركة‪ ،‬كانت أخطرها االتجار في المواد‬ ‫األولية المنتجة بورش السد والتي يفترض استعمالها‪ ،‬فقط‬ ‫في أشغال بناء السد‪ ،‬بينما يتم تحويلها ونقلها إلى أوراش‬ ‫أخرى بمدينة طنجة‪ .‬وهو ما يؤخر‪ ،‬وفق المصدر ذاته‪ ،‬وتيرة‬ ‫األشغال بالسد الذي يعرف أصال تأخرا كبيرا جدا في عملية‬

‫بنائه‪ ،‬وصل إلى أربع سنوات كاملة على‬ ‫الموعد المقرر مسبقا النتهاء األشغال به عام‬ ‫‪.2013‬‬ ‫وينتظر الرأي العام المحلي بمدينة تطوان‬ ‫ومدن الشريط الساحلي بترقب لمعرفة تفاعل‬ ‫النيابة العامة مع هذه الشكاية «الخطيرة»‪،‬‬ ‫سيما وأن سكان المنطقة متخوفون من‬ ‫عودة لجنة تتبع أزمة الماء إلى تقنين توزيع‬ ‫الماء على أحياء تطوان والمدن المجاورة‪ ،‬في‬ ‫ظل قلة التساقطات المسجلة خالل الفترة‬ ‫األخيرة‪ ،‬ونظرا العتقادها أن حل األزمة المائية‬ ‫بالمنطقة يمر أساسا عبر جاهزية سد واد‬ ‫مرتيل‪ ،‬الذي أعطى الملك محمد السادس‬ ‫انطالقة األشغال به سنة ‪ 2008‬ليضع حداً‪،‬‬ ‫بشكل نهائي‪ ،‬لمشكل ندرة المياه بالمنطقة‪.‬‬

‫رضوان الحسوني‬

‫رئيس جماعة بطنجة يستغل دورة لجمع توقيعات‬ ‫ضد األخبار بحثا عن «مصادر» بين الحاضرين‬ ‫كشف مصادر متطابقة أن رئيس الجماعة القروية‬ ‫العوامة بطنجة عن حزب االتحاد الدستوري‪ ،‬لجأ إلى توزيع‬ ‫عريضة وصفها بـ «االستنكارية» ضد ما تنشره جريدة‬ ‫«األخبار»‪ .‬وأوضحت المصادر ذاتها أن الرئيس لجأ إلى‬ ‫هذه الحيلة بهدف الكشف عن الحاضرين الذين سيرفضون‬ ‫التوقيع على الالئحة لتصنفيهم كـ «مصادر» تسرب معلومات‬ ‫المجلس لليومية‪ ،‬في وقت أثار ما نشرته الجريدة حول‬ ‫التالعبات العقارية وكذا تفجر ملفات جماعية استنفارا وسط‬ ‫المجلس فضال عن والية الجهة التي دخلت على الخط‬ ‫لمطالبة الرئيس بتقديم توضيحات حول هذه الملفات‪ ،‬على‬ ‫اعتبار أن المنطقة أضحت استراتيجية وسيستقبل المركب‬ ‫الصيني المزمع إحداثه خالل الشهور القليلة المقبلة‪.‬‬ ‫وفي سياق آخر‪ ،‬كشفت المصادر أن الرئيس أقدم‬

‫على اقتناء سيارة فارهة كانت مبرمجة خالل الشهور القليلة‬ ‫الماضية‪ ،‬إذ تفاجأ الجميع بشراء الرئيس لهذه السيارة‬ ‫بالموازاة مع كونها أدرجت إلى جانب شاحنة لنقل النفايات‬ ‫والتي تجاهلها المسؤول ذاته‪ ،‬بالرغم من كون المواطنين‬ ‫يشتكون من تحويل نقطة تتواجد في محيط قلب هذه‬ ‫الجماعة كمطرح للنفايات‪ ،‬في ظل تجاهل الجماعة ألصواتهم‬ ‫المطالبة بضرورة إحداث مكان خاص بهذا الجانب‪ ،‬وإنهاء‬ ‫معاناتهم باقتناء شاحنة تتكلف بذلك‪.‬‬ ‫وتعيش هذه الجماعة القروية على حافة اإلفالس‪ ،‬بعد‬ ‫أن صدر حكم قضائي بالمحكمة اإلدارية بالرباط لفائدة‬ ‫النافذين يغرم المجلس ما يزيد عن ‪ 300‬مليون سنتيم‬ ‫كتعويض مدني حول إحداث طريق جهوية بالمنطقة‪ ،‬حيث‬ ‫أوضحت المصادر أن الجماعة سبق لها أن منحت وثيقة‬

‫للمشتكي دون أن تكون على دراية بالملف‪ ،‬وهو األمر الذي‬ ‫ساعد الطرف الثاني لربح القضية أمام القضاء اإلداري‪ ،‬في‬ ‫حين سارع المجلس إلى تنصيب محام خاص بهدف استئناف‬ ‫الحكم‪.‬‬ ‫وفي إطار األوضاع التي تعيش على وقعها هذه الجماعة‪،‬‬ ‫أسرت المصادر ذاتها بأن ما يقرب من ‪ 100‬مليون سنتيم‬ ‫تتوصل بها مصالح الجماعة بشكل سنوي من لدن المبادرة‬ ‫الوطنية للتنمية البشرية في إطار محاربة الفقر والهشاشة‪،‬‬ ‫في حين ال تزال الجماعة تصنف ضمن أحزمة المؤسسة‬ ‫المنتخبة الفقيرة‪ ،‬بالرغم من وجودها في منطقة مهمة على‬ ‫مستوى عاصمة البوغاز‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫الحسيمة على صفيح ساخن‬ ‫ّ‬ ‫حل الوزير المنتدب في الداخلية‪ ،‬الشرقي الضريس‪،‬‬ ‫بمدينة الحسيمة‪ ،‬بهدف تطويق النتائج التي ترتبت عن‬ ‫منع وقفات لالحتفاء بالذكرى ‪ 54‬لوفاة الراحل محمد بن‬ ‫عبد الكريم الخطابي‪ ،‬والتي دعت إليها لجنة الحراك الشعبي‬ ‫وأعلنت في سياق ذلك رفع مطالب اجتماعية واقتصادية‪.‬‬ ‫وتعتبر هذه المرة الثانية التي يزور فيها الشرقي‬ ‫الضريس مدينة الحسيمة‪ ،‬منذ اندالع االحتجاجات عقب مقتل‬ ‫الراحل محسن فكري طحنا في شاحنة للنفايات‪.‬‬ ‫واشتعلت مواجهات األحد نتيجة تحركات قامت بها لجنة‬ ‫الحراك الشعبي التي دفعت إلى وقفات احتجاجية في عدة‬ ‫بلدات‪ ،‬منها ساحة «كالبونيطا» بمدينة الحسيمة‪ ،‬وتعرضت‬ ‫جمعياتللمنع‪.‬‬ ‫وقال بالغ للسلطات المحلية «إنه وعلى إثر قيام مجموعة‬ ‫من األشخاص بتنظيم وقفات احتجاجية يومه األحد ‪ 05‬فبراير‬ ‫بمركز «بوكيدارن» دون استيفاء الشروط الواجبة قانونا‬ ‫لتنظيمها‪ ،‬وتعمدهم قطع الطريق العام‪ ،‬تدخلت السلطات‬ ‫العمومية في امتثال تام للضوابط واألحكام القانونية‪ ،‬لفض‬ ‫هذه التجهمرات وإعادة حركة السير والمرور»‪.‬‬ ‫وأسفر قرار المنع عن مواجهات بين السلطات العمومية‬ ‫والمحتجين في بلدة «بوكيدارن» عن إصابة ‪ 27‬من عناصر‬ ‫األمن (الدرك‪ ،‬والقوات المساعدة) بجروح متفاوتة الخطورة‬ ‫وتم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العالجات‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫لم يعرف بعد عدد المصابين في صفوف المحتجين‪ ،‬ونفت‬ ‫السلطات العمومية أن تكون قد اعتقلت أيا من المحتجين‪.‬‬ ‫غير أنها أكدت أن السلطات األمنية المختصة قامت‬ ‫بفتح بحث في الموضوع‪ ،‬تحت إشراف النيابة العامة‪ ،‬لتحديد‬ ‫هويات األشخاص الذين وصفتهم بالمعتدين وترتيب‬ ‫الجزاءات القانونية بخصوص ذلك‪.‬‬ ‫وتأتي احتجاجات الحسيمة في سياق اتسم منذ مقتل‬ ‫محسن فكري بالتصعيد‪ ،‬وقال فيصل أوسار‪ ،‬عن الجمعية‬

‫المغربية لحقوق اإلنسان بالحسيمة‪ ،‬إنه «لثاني مرة منذ‬ ‫بداية الحراك الشعبي بعد مقتل محسن فكري‪ ،‬تتدخل‬ ‫السلطات بعنف»‪ ،‬وكانت السلطات األمنية قد تدخلت لفض‬ ‫اعتصام ليلة ‪ 4‬ـ‪ 5‬يناير الماضي في ساحة محمد السادس في‬ ‫وسط المدينة‪.‬‬ ‫وأضاف أوسار أن «الحراك الشعبي كان يتميز بسلمية‬ ‫عالية منذ بدايته‪ ،‬وال نفهم دواعي السلطات في اللجوء إلى‬ ‫المقاربة األمنية التي ال تجدي‪ ،‬عوضا من فتح قنوات الحوار مع‬ ‫الساكنة واإلنصات لمطالبهم»‪.‬‬ ‫وخلفت المواجهات امتعاضا وسط الفاعلين‪ ،‬وقال نبيل‬ ‫األندلسي‪ ،‬برلماني عن حزب العدالة والتنمية‪ .‬إن ما حدث‬ ‫في بلدة بوكيران «دليل على أن المسؤولين والمكلفين‬ ‫بتدبير ملف االحتجاجات واالحتقان الذي بات يعرفه اإلقليم‬ ‫غير قادرين على تدبير األمور بحكمة وتبصر ومسؤولية»‪.‬‬

‫أما الناشط الجمعوي المعروف‪ ،‬عمر لمعلم‪ ،‬فقد وجه‬ ‫اللوم إلى المنتخبين قائال‪« :‬عار عليكم أن تتواطؤوا مع‬ ‫السلطات أو أن تلتزموا الصمت‪ ،‬على قمع ومنع الناس بالقوة‪،‬‬ ‫وعدم السماح لهم بإحياء رحيل رمز التحرير والحرية وشهيد‬ ‫الكرامة»‪،‬‬ ‫وخلفت تلك األحداث ردود فعل سريعة داخل المغرب‬ ‫وخارجه‪ ،‬إذ تداعى الطلبة المنحدرين من اإلقليم في جامعات‬ ‫وجدة وفاس وتطوان إلى التنديد بالتدخل األمني‪ ،‬كما‬ ‫تداعى نشطاء مدنيون في أوربا‪ ،‬وخاصة في هولندا إلى‬ ‫برمجة وقفات احتجاجية أمام السفارات والقنصليات المغربية‬ ‫لالحتجاج كذلك‪.‬‬

‫عبد المجيد أمياي‬ ‫وسعيدة الكامل‬

‫جمعية قدماء‬ ‫تالميذ ثانوية‬ ‫موالي عبد اهلل‬ ‫الشريف بوزان‬ ‫في خبر كان ؟‬

‫هل هناك من أسباب موضوعية جعلت جمعية‬ ‫قدماء تالميذ ثانوية موالي عبد اهلل الشريف بوزان‬ ‫التي تأسست في شهر ماي ‪ 2010‬تعجز عن تجديد‬ ‫هياكلها ! وضع نتج عنه فقدان الجمعية شرعية‬ ‫ال��وج��ود القانوني كما هي محددة في قانونها‬ ‫األساسي ‪ ،‬هذا دون الحديث عن اإلحباط الذي أصاب‬ ‫في المعصم كل من تحمس إلنجاح هذا المشروع‬ ‫المدني الذي جاء تأسيسه في عز األزمة التي تهز‬ ‫بنيان المدرسة العمومية ! لماذا تم إدخال هياكل‬ ‫الجمعية إلى ثالجة االنتظار أسابيع معدودة بعد‬ ‫الجمع العام التأسيسي الذي رغم ما صاحب ظروف‬ ‫وشروط انعقاده من التباسات ‪ ،‬فقد “ أفرز” مكتبا‬ ‫تفاعل معه ايجابيا مجتمع قدماء تالميذ أم ثانويات‬ ‫اإلقليم ‪ ،‬واعتبروه قوة إقتراحية ذات لمسة متميزة‪،‬‬ ‫وآلية جديدة ونوعية قادرة على قيادة الترافع لدى‬ ‫مختلف الجهات والشركاء لرد االعتبار لمؤسسة‬ ‫توهجت وطنيا لعقود ‪ ،‬قبل أن يسدل عليها الخريف‬ ‫خيوطه القرمزية ‪.‬‬ ‫المعطيات المتوفرة للجريدة من أكثر من‬ ‫مصدر‪ ،‬تفيد بأن مكتب الجمعية التي ترأستها شرفيا‬ ‫كاتبة الدولة المكلفة آنذاك بقطاع التعليم المدرسي‬ ‫في حكومة عباس الفاسي ‪ ،‬كان قد ساهم مع بعض‬ ‫الشركاء والمتدخلين في هيكلة وترميم بعض‬ ‫مرافق المؤسسة التربوية ‪ ،‬كما نظم حفال على شرف‬ ‫تلميذات القسم الداخلي ‪ .‬وأضاف بعض من يوجد‬ ‫في عالقة تماس مع الجمعية بأن عضوات وأعضاء‬ ‫مكتبها لم يعد يسجل لهم أدنى حضور في حياة‬ ‫المؤسسة التربوية بعد مرور فترة قصيرة على عملية‬ ‫التأسيس‪ ،‬في وقت ما أحوج تالمذة وأطر الثانوية‬ ‫لحضور نخبة مكتب الجمعية من أجل المساهمة في‬ ‫تنزيل شعار “ اإلنصاف وتكافؤ الفرص “ الذي رفعته‬ ‫الوزارة الوصية لالرتقاء بجودة المدرسة المغربية‪،‬‬ ‫مدرسة المغـرب المنتصــر للقيــم المشتركـــة مع‬ ‫اإلنسانية جمعاء ‪ .‬واستغرب طيف من قدماء تالميذ‬ ‫أم ثانويات دار الضمانة الكبرى ‪ ،‬كيف لجذوة هذه‬ ‫الجمعية أن تنطفئ في زمن الديمقراطية التشاركية‬ ‫التي صلب دستور ‪ ( 2011‬الفصل ‪ ) 12‬عود المجتمع‬ ‫المدني ؟‬ ‫واستنادا على الفقرة األخيرة من نفس الفصل‬ ‫الدستوري التي جاء فيها “ يجب أن يكون تنظيم‬ ‫الجمعيات والمنظمات غير الحكومية وتسييرها‬ ‫مطابقا للمبادئ الديمقراطية “ تصبح تساؤالت قدماء‬ ‫تالميذ وتلميذات ثانوية موالي عبد اهلل الشريف‬ ‫السالفة ‪ ‬مشروعة ‪ ،‬بعد أن سجلوا تعطيل هياكل‬ ‫الجمعية التي تحدد مقتضيات القانون األساسي‬ ‫وظائف كل واحدة منها ‪ ،‬وكذا دورية عقد اجتماعها !‬ ‫وفي انتظار البحث عن صيغة قانونية لتجديد‬ ‫هياكل الجمعية التي استنفدت مدة واليتها بسنوات‪،‬‬ ‫وجب التذكير بأن مكتبها لم يسبق أن أطلق حملة‬ ‫في صفوف الفئة المستهدفة المقدرة باآلالف من‬ ‫أجل توسيع رقعة االنخراط ‪ ،‬وجعل شأن المؤسسة‬ ‫التعليمية شأن كل من اقتعد يوما كرسيا بحجراتها ‪،‬‬ ‫وتتلمذ على يد أطرها التربوية واإلدارية ‪ .‬‬

‫محمد ح‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬فرباير ‪2017‬‬

‫العدد ‪876‬‬

‫‪7‬‬

‫إقتصاد‬ ‫احتياطيات العملة الصعبة بالمغرب ترتفع بـ ‪ 9،5‬في المائة‬ ‫أعلن بنك المغرب أن صافي االحتياطيات الدولية للمملكة بلغ ‪ 250،6‬ميار درهم وذلك إلى حدود ‪ 27‬يناير‬ ‫‪ ،2017‬مسجال ارتفاعا بنسبة ‪ 9،5‬بالمائة على أساس سنوي‪.‬‬ ‫وأوضح البنك المركزي‪ ،‬الذي نشر‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬مؤشراته األسبوعية من ‪ 26‬يناير إلى ‪ 1‬فبراير ‪ ،2017‬أنه من‬ ‫أسبوع آلخر سجلت هذه االحتياطات انخفاضا بنسبة ‪ 0،4‬بالمائة‪.‬‬ ‫وأضاف البنك أنه ضخ‪ ،‬طيلة هذا األسبوع‪ ،‬ما مجموعه ‪ 14،5‬مليار درهم‪ ،‬منها ‪ 10‬مليار درهم تم ضخها في‬ ‫شكل تسبيقات لمدة سبعة أيام بناء على طلب عروض‪ ،‬و‪ 4،5‬مليار درهم في إطار برنامج دعم تمويل المقاوالت‬ ‫الصغيرة جدا والمتوسطة‪.‬‬ ‫وسجل المعدل البنكي شبه استقرار في ‪ 2،26‬بالمائة‪ ،‬في حين تراجع حجم المبادالت من ‪ 4‬مليار درهم إلى‬ ‫‪ 3،9‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وكان بنك المغرب قد ضخ خالل طلب العروض ليوم ‪ 1‬فبراير ‪( 2017‬تاريخ االستحقاق يوم ‪ 2‬فبراير ‪)2017‬‬ ‫مبلغ ‪ 12‬مليار درهم على شكل تسبيقات لمدة سبعة أيام‪ .‬وبخصوص نشاط البورصة‪ ،‬أوضح المصدر ذاته أن‬ ‫مؤشر مازي انخفض بنسبة ‪ 2،9‬في المائة‪ ،‬ليصل أداؤه‪ ،‬منذ بداية السنة‪ ،‬إلى ‪ 4،5‬بالمائة‪ ،‬مشيرا إلى أن هذا‬ ‫التطور يعزى أساسا إلى انخفاض في المؤشرات القطاعية لـ «األبناك» بـ ‪ 5،1‬بالمائة‪ ،‬و«العقار» (بناقص ‪ 8،8‬في‬ ‫المائة) و«االتصاالت السلكية والالسلكية» (بناقص ‪ 3،1‬في المائة)‪.‬‬ ‫وأبرز‪ ،‬من ناحية أخرى‪ ،‬تقدما بنسبة ‪ 5،9‬بالمائة قيمة قطاع «التعدين»‪ ،‬وأشار بنك المغرب فيما يتعلق‬ ‫بالصفقات‪ ،‬فقد بلغت ‪ 1،2‬مليار درهم بعدما كانت سجلت ‪ 1،1‬مليار درهم أسبوعا قبل ذلك‪ ،‬مضيفا أن المبلغ‬ ‫اليومي المتوسط للمبادالت‪ ،‬الذي تم تداوله في السوق المركزية سجل مبلغ ‪ 209،3‬مليار درهم مقابل ‪211،5‬‬ ‫مليار درهم أسبوعا من قبل‪ .‬وذكر البنك‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬أن وتيرة تطور المجمع (م‪ )3‬تراجعت إلى ‪ 5‬في المائة‬ ‫على أساس معدل سنوي بعد تسجيل ‪ 5،2‬بالمائة في نونبر ‪ ،2016‬مشيرا إلى أن هذا التطور يعكس‪ ،‬على‬ ‫الخصوص‪ ،‬تراجع حسابات األجل بنسبة ‪ 4،5‬في المائة‪ ،‬وتراجع االئتمان البنكي إلى ‪ 6،7‬في المائة‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر ذاته أن التداول النقدي شهد استقرارا في ‪ 5،7‬في المائة‪ ،‬مضيفا أن معدل نمو التداول‬ ‫النقدي ومعدل نمو القيم المنقولة للفاعلين االقتصادين في هيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة النقدية‬ ‫ارتفعا إلى ‪ 5،8‬بالمائة و ‪ 3،1‬بالمائة‪ ،‬على التوالي‪.‬‬ ‫وبخصوص مقابالت المجمع (م‪ ،)3‬أوضح البنك المركزي أن االئتمان البنكي ارتفع بنسبة ‪ 4،2‬في المائة‪،‬‬ ‫وسجلت االحتياطات الدولية الصافية ارتفاعا بنسبة ‪ 12،1‬بالمائة‪ ،‬في حين سجلت الديون الصافية على اإلدارة‬ ‫المركزية انخفاضا إلى ‪ 1،9‬في المائة‪ .‬وفيما يتعلق بسوق صرف العمالت‪ ،‬أكد بنك المغرب أن قيمة الدرهم‬ ‫عرفت انخفاضا خالل األسبوع الممتد من ‪ 26‬يناير إلى ‪ 1‬فبراير ‪ ،2017‬بـ‪ 0،07‬في المائة مقابل األورو‪ ،‬فيما‬ ‫ارتفعت بـ ‪ 0،10‬في المائة مقابل الدوالر‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫تقرير سنوي لمديرية الفالحة بطنجة يبشر‬ ‫بموسم فالحي إيجابي‬

‫كشف تقرير للمديرية الجهوية للفالحة أن موسم الفالحي الجاري‪ ،‬بجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪ ،‬سيكون‬ ‫جيدا بالنظر إلى مستوى التساقطات المطرية التي همت المنطقة وحجم مبيعات البذور واألسمدة‪.‬‬ ‫وأشار التقرير إلى أن كمية التساقطات المطرية المسجلة بالجهة‪ ،‬إلى غاية متم شهر يناير الماضي‪ ،‬بلغت‬ ‫‪ 380‬ملمترا مقابل ‪ 154‬ملمترا خالل الموسم الفالحي السابق‪ ،‬ما سيكون له تأثير ووقع إيجابي على القطاع‬ ‫الفالحي ووجود ظروف مالئمة النطالق عملية الحرث وزرع الحبوب‪ ،‬ونمو األشجار المثمرة وتحسن الغطاء‬ ‫النباتي بالمناطق الرعوية‪.‬‬ ‫وأكد التقرير أن حجم مبيعات البذور واألسمدة على مستوى الجهة‪ ،‬برسم الموسم الفالحي ‪ 2016‬ـ‪،2017‬‬ ‫بلغ على التوالي ‪ 51،900‬قنطارا و ‪ 66،475‬قنطارا‪ ،‬أي بزيادة بلغت على التوالي ‪ 18‬بالمائة و‪ 15‬بالمائة مقارنة‬ ‫مع الموسم الجهوية للفالحة‪ ،‬بتعاون مع المكتب الوطني لالستشارة الفالحية والشركة الوطنية تسويق البذور‪،‬‬ ‫عملت في بداية الموسم الفالحي على اتخاذ كافة التدابير إلنجاحه عبر توفير وسائل اإلنتاج وتوزيع وتشجيع‬ ‫البذور المختارة ومواكبة الفالحين طيلة الموسم الفالحي‪.‬‬ ‫واعتبر التقرير أن عوامل اإلنتاج كانت متوفرة ولم يتم تسجيل أي مشكل في عرضها كما وكيفا على صعيد‬ ‫الجهة‪ ،‬التي تتميز بتواجد ممونين مختصين في المجال‪ ،‬مذكرا بأنه تم لهذه الغاية فتح ‪ 54‬نقطة بيع لتقريب‬ ‫عوامل اإلنتاج من الفالحين‪.‬‬ ‫وبخصوص نمو المزروعات‪ ،‬إلى غاية ‪ 23‬يناير الجاري‪ ،‬سجلت الوثيقة أن مساحة الحبوب الخريفية بلغت‬ ‫‪ 210‬ألف هكتار بارتفاع نسبته ‪ 15‬بالمائة مقارنة مع الموسم الفالحي ‪ 2016‬ـ ‪ ،2017‬في حين بلغت مساحة‬ ‫القطاني ‪ 35‬ألف هكتار بزيادة تصل إلى ‪ 60‬بالمائة ومساحة القطاني ‪ 35‬ألف هكتار (‪ + 20‬بالمائة) و‪772‬‬ ‫للبواكر‪ ،‬و‪ 12‬ألف هكتار للخضروات الموسمية‪.‬‬ ‫وأكدت الوثيقة الصادرة عن مديرية الفالحة أن المساحة اإلجمالية المستغلة بقصب السكر بلغت ‪1،360‬‬ ‫هكتار بزيادة قدرها ‪ 16‬بالمائة مقارنة مع الموسم الماضي‪ ،‬الفتة إلى أن الزراعات السكرية استفادت‪ ،‬باإلضافة‬ ‫لإلعانة المالية الممنوحة في إطار صندوق التنمية الفالحية‪ ،‬والبالغة ‪ 6000‬درهم للهكتار‪ ،‬من منحة الغرس‬ ‫المبكر محددة في ‪ 3000‬درهم للهكتار‪ ،‬ومنحة متعلقة بإنجاز أشغال الصيانة بعد الحش محددة في ‪2000‬‬ ‫درهم للهكتار‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر ذاته أن المساحة اإلجمالية المزروعة بالشمندر السكري بلغت ‪ 4،775‬هكتارا تشكل‬ ‫المساحة البورية ‪ 70‬بالمائة منها‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬بلغ حجم اإلعانات‪ ،‬في إطار صندوق التنمية الفالحية بالجهة خالل سنة ‪ ،2016‬نحو ‪9،3‬‬ ‫ماليين درهم‪ ،‬مقابل ‪ 686‬مليون درهم سنة ‪ ،2015‬باستثمار إجمالي بلغ ‪ 2،05‬مليار درهم مقابل ‪ 2،01‬مليار‬ ‫درهم خالل السنة الماضية‪.‬‬

‫‪ 32‬ألف منصب شغل ضاعت سنة ‪2016‬‬ ‫فقد االقتصاد الوطني ‪ 37‬ألف منصب شغل صاف‪ ،‬وذلك نتيجة إحداث ‪ 26‬ألف منصب بالمناطق الحضرية‬ ‫وفقدان ‪ 63‬ألف منصب بالمناطق القروية‪ ،‬مقابل معدل إحداث سنوي متوسط يقدر ب ‪ 27‬ألف منصب خالل‬ ‫السنتين األخيرتين‪ ،‬و‪ 95‬ألف خالل الفترة ما بين ‪ 2008‬و‪.2013‬‬ ‫وانتقل الحجم اإلجمالي للتشغيل من ‪ 10‬ماليين و‪ 679‬ألف منصب في سنة ‪ 2015‬إلى ‪ 10‬ماليين و‪642‬‬ ‫ألف منصب في سنة ‪ .2016‬ويعود الفقدان هذه المناصب‪ ،‬وفق مذكرة للمندوبية السامية للتخطيط حول‬ ‫وضعية سوق الشغل في سنة ‪ ،2016‬إلى إحداث ‪ 126‬ألف منصب شغل مؤدى عنه‪ ،‬منها ‪ 25‬ألف منصب‬ ‫بالوسط الحضري‪ ،‬وفقدان ‪ 163‬ألف منصب غير مؤدى عنه‪ ،‬سجلت كلها بالمناطق القروية‪.‬‬ ‫وكشفت أرقام المندوبية السامية ارتفاع معدل البطالة في ‪ ،2016‬حيث ارتفع المعدل الوطني للبطالة من ‪9‬‬ ‫في المائة سنة ‪( 2012‬أول سنة من والية الحكومة السابقة) إلى ‪ 9،4‬في المائة سنة مع نهاية سنة ‪ ،2016‬بينما‬ ‫ارتفع معدل البطالة في الوسط الحضري من ‪ 13،4‬في المائة سنة ‪ ،2012‬إلى ‪ 13،9‬في المائة سنة ‪،2016‬‬ ‫وفي منحى االرتفاع أيضا سار معدل البطالة في الوسط القروي والذي كان يبلغ ‪ 4‬في المائة سنة ‪ 2012‬ليصل‬ ‫إلى ‪ 4،2‬في المائة سنة ‪.2016‬‬

‫وتميزت وضعية سوق الشغل سنة ‪ 2016‬باستمرار انخفاض معدل النشاط والشغل‪ .‬وبلغت الساكنة‬ ‫النشيطة‪ 15 ،‬سنة فما فوق‪ ،‬خالل السنة الماضية ‪ 11‬مليونا و‪ 747‬ألف شخص‪ ،‬حيث سجلت ما بين ‪2015‬‬ ‫و‪ ،2016‬تراجعا بنسبة ‪ 0،7‬في المائة على المستوى الوطني‪ ،‬وتراجع معدل النشاط من ‪ 47،4‬إلى ‪ 46،4‬في‬ ‫المائة‪ ،‬مسجال انخفاضا يقدر بنقطة مئوية واحدة‪ .‬وبخصوص معدل الشغل‪ ،‬فقد تراجع هذا األخير بـ ‪ 0،8‬نقطة‬ ‫على المستوى الوطني‪ ،‬منتقال من ‪ 42،8‬إلى ‪ 42‬في المائة‪ ،‬كما تراجع بـ ‪ 0،5‬نقطة بالوسط الحضري وبنقطة‬ ‫واحدة بالوسط القروي‪.‬‬ ‫وعلى المستوى إحداث مناصب الشغل في القطاعات‪ ،‬عرف قطاع الخدمات ارتفاعا في عدد المناصب التي‬ ‫أحدثها ب ‪ 38‬ألف منصب على مستوى الوطني‪ 29 ،‬ألف منها بفرع الخدمات الشخصية والمنزلية و‪ 8‬آالف بفرع‬ ‫التجارة بالتقسيط خارج المحل‪ ،‬مقابل معدل إحداث سنوي يقدر بـ ‪ 109‬ألف منصب خالل الفترة ‪ 2011‬ـ ‪2013‬‬ ‫و ‪ 37‬ألف خالل الفترة ‪ 2014‬ـ ‪ .2015‬أما قطاع البناء واألشغال العمومية‪ ،‬وبعد فقدانه لـ ‪ 35‬ألف منصب شغل‬ ‫كمعدل سنوي خالل ‪ 2012‬و ‪ ،2013‬واستقراره سنة ‪ ،2014‬فقد أحدث خالل السنة الماضية ‪ 36‬ألف منصب‬ ‫شغل‪ .‬وأحدث قطاع الصناعة بما فيه قطاع الصناعة التقليدية‪ 8 ،‬آالف منصب سنة ‪ ،2016‬بعد أن فقد ‪22‬ألف‬ ‫منصب كمعدل سنوي خالل الفترة ما بين ‪ 2009‬و‪ .2014‬وساهم فرع النجارة وصناعة األثاث بالخشب في‬ ‫إحداث هذه المناصب بـ ‪ 6‬آالف منصب مستفيدا بذلك من االنتعاش النسبي الذي عرفه قطاع «البناء واألشغال‬ ‫العمومية»‪ .‬وعلى مستوى قطاع الفالحة‪،‬فقد تم فقدان ‪ 119‬ألف منصب شعل السنة لماضية وذلك بعد فقدان‬ ‫‪ 32‬ألف منصب في سنة ‪.2015‬‬ ‫من جهة أخرى تراجع عدد العاطلين‪ ،‬في مقابل ارتفاع الشغل الناقص‪ ،‬إذ تراجع عدد العاطلين على مستوى‬ ‫الوطني بـ ‪ 43‬ألف‪ ،‬وذلك نتيجة انخفاضه بـ ‪ 42‬ألف شخص بالوسط الحضري وارتفاعه في الوسط القروي‬ ‫بألفي شخص‪ ،‬وهكذا انتقل حجم السكان العاطلين‪ ،‬ما بين سنتي ‪ ،2016 ، 2015‬من مليون و‪ 148‬ألف شخص‬ ‫إلى مليون و ‪ 105‬ألف شخص‪ ،‬لينتقل بذلك معدل البطالة‪ ،‬خالل هذه الفترة‪ ،‬من ‪ 9،7‬إلى ‪ 9،4‬في المائة على‬ ‫المستوى الوطني‪ ،‬ومن ‪ 14،6‬إلى ‪ 13،9‬في المائة بالوسط الحضري ومن ‪ 4،1‬إلى ‪ 4،2‬في المائة بالوسط‬ ‫القروي‪ ،‬وارتفع حجم النشيطين المشتغلين في حالة شغل ناقص‪ ،‬ما بين ‪ ،2016 ، 2015‬من مليون و ‪ 154‬ألف‬ ‫شخص إلى مليون و‪ 202‬ألف شخص على المستوى الوطني‪ ،‬وانتقال معدل الشغل الناقص من ‪ 10،8‬إلى ‪11،3‬‬ ‫في المائة على المستوى الوطني‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫توقع انخفاض االستثمارات العمومية‬ ‫وكالة طنجة األبيض المتوسط في المقدمة‬ ‫توقعت وزارة االقتصاد والمالية أن يسجل حجم استثمارات المؤسسات والمقاوالت العمومية خالل السنة‬ ‫الجارية انخفاضا طفيفا بالمقارنة مع السنة الماضية‪ ،‬وأوضحت الوزارة أن حجم االستثمارات المتوقعة للمقاوالت‬ ‫العمومية سيناهز ‪ 107،055‬مليار درهم خالل سنة ‪ ،2017‬مقابل ‪ 112،633‬مليار درهم سنة ‪.2016‬‬ ‫وأضافت الوزارة‪ ،‬في ملخص التقرير حول قطاع المؤسسات والمقاوالت العمومية المرافق لمشروع قانون‬ ‫المالية لسنة ‪ ،2017‬أن هذا االنخفاض يرتبط أساسا بتراجع استثمارات الوكالة الخاصة طنجة األبيض المتوسط‬ ‫والمكتب الوطني للسكك الحديدية والمكاتب الجهوية لالستثمار الفالحي والوكالة الوطنية للمحافظة العقارية‬ ‫والمسح العقاري والخرائطية والوكاالت المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء‪.‬‬ ‫ورجح التقرير أن يخفف من حدة هذا االنخفاض االرتفاع المتوقع في استثمارات المؤسسات والمقاوالت‬ ‫العمومية التي تشمل المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب المقدرة بأزيد من ‪ 14،4‬مليار درهم‪،‬‬ ‫ومجموعة التهيئة العمران ب ‪ 7‬ماليير درهم‪ ،‬وصندوق التمويل الطرقي بـ ‪ 25‬مليار درهم وكذا انطالق مشروع‬ ‫الناظور غرب المتوسط والتي تقدر اسثماراته بنحو ‪ 2،6‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وأبرز المصدر ذاته‪ ،‬أنه سيتم توجيه ‪ 90‬في المائة من استثمارات المؤسسة والمقاوالت العمومية لسنة‬ ‫‪ 2017‬لقطاعات البنيات التحتية والنقل والماء والطاقة والمعادن وكذا للقطاعات المالية والسكن والقطاعات‬ ‫االجتماعية‪ ،‬موضحا أن هذا المجهود االستثماري للمؤسسات والمقاوالت العمومية يعكس مدى أهمية تدخل‬ ‫هذه الهيئات في معظم االستراتيجيات والمخططات القطاعية‪.‬‬ ‫وذكر التقرير أن التوزيع الجهوي الستثمارات المؤسسات والمقاوالت العمومية عرف مواصلة مسلسل إعادة‬ ‫التوازن المسجل في السنوات األخيرة‪ ،‬من خالل انخفاض االستثمارات المخصصة لجهة الدار البيضاء ـ سطات‬ ‫بنسبة تقارب ‪ 9‬نقاط ما بين سنتي ‪ 2016‬و‪ 2017‬لصالح جهات أخرى شهدت ارتفاعا في حصصها‪ ،‬من ضمنها‬ ‫الجهة الشرقية مع انطالق مشروع الناظور غرب المتوسط وتتركز هذه االستثمارات في ثالث جهات‪ ،‬هي الرباط‬ ‫ـ سال ـ القنيطرة‪ ،‬التي تأتي في مقدمة الترتيب بغالف مالي يصل إلى ‪ 31،29‬مليار درهم بنسبة ‪ 29‬في المائة‪،‬‬ ‫تلبها الدار البيضاء ـ سطات بـ ‪ 29،73‬مليار درهم بنسبة ‪ 28‬في المائة‪ ،‬وطنجة ـ تطوان ـ الحسيمة بـ ‪10،23‬‬ ‫ماليير درهم‪ ،‬بـ ‪ 10‬في المائة‪ ،‬وتشكل المؤسسات والمقاوالت العمومية فاعال رئيسا ضمن نموذج النمو‬ ‫بالمغرب وتواصل االضطالع بدور القاطرة بالنسبة لتطوير البنيات التحتية الكبرى والتنمية الترابية‪.‬‬ ‫في المقابل يتوقع أن يسجل رقم معامالت المؤسسات والمقاوالت العمومية خالل سنة ‪ 2017‬زيادة قدرها‬ ‫‪ 5،4‬في المائة مقارنة مع سنة ‪ ،2016‬ليصل إلى ‪ 235،737‬مليار درهم سنة ‪ ،2017‬ويعود هذا األداء‪ ،‬وفق‬ ‫المصدر ذاته‪ ،‬إلى تحسن رقم معامالت المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب والخطوط الملكية‬ ‫المغربية‪ ،‬والوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية والشركة الوطنية للطرق السيارة‬ ‫بالمغرب ومجموعة التهيئة العمران والوكاالت المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء والمكتب الوطني للمطارات‬ ‫والمكتب الوطني للسكك الحديدية‪ .‬وذكر التقرير أن القيمة المضافة لسنة ‪ 2017‬ستبلغ ما قدره ‪ 84،63‬مليار‬ ‫درهم بزيادة قدرها ‪ 7‬في المائة مقارنة مع سنة ‪ ،2016‬وذلك بفعل تأثير ارتفاع القيمة المضافة المتوقعة‬ ‫للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب والوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري‬ ‫والخرائطية والشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب‪.‬‬ ‫أما على المستوى تحويالت الدولة لصالح المؤسسات والمقاوالت العمومية‪ ،‬فيتوقع أن تصل إلى ‪ 27‬مليار‬ ‫درهم بحسب توقعات قانون المالية لسنة ‪ ،2017‬وترتبط تعبئة اإلمدادات المالية بضرورة مواكبة المؤسسات‬ ‫والمقاوالت العمومية المعنية من أجل ضمان إنجاز استثماراتها في المشاريع االستراتيجية والمهيكلة‪ ،‬وبرسم‬ ‫قانون المالية لسنة ‪ ،2016‬فقد بلغت االنجازات في ما يخص اإلمدادات الدولية لفائدة المؤسسات والمقاوالت‬ ‫العمومية‪ 16،7 ،‬مليار درهم في نهاية شهر يوليوز ‪ ،2016‬مقابل ‪ 15،8‬مليار في المائة من التوقعات المحينة‬ ‫لسنة ‪ 2016‬والتي توقفت عند ‪ 27،118‬مليار درهم‪ .‬وتناهز توقعات الموارد المتأتية من المؤسسات والمقاالت‬ ‫العمومية برسم قانون المالية لسنة ‪ 2017‬ما قدره ‪ 9067،3‬مليون درهم‪ ،‬أي بارتفاع يبلغ ‪ 8،8‬في المائة مقارنة‬ ‫بتوقعات قانون المالية لسنة ‪ 2016‬التي حددت عند ‪ 8،33‬ماليير درهم‪.‬‬ ‫ويعزى هذا التحسن على الخصوص‪ ،‬إلى ارتفاع مساهمة الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح‬ ‫العقاري والخرائطية‪ ،‬وحتى نهاية يوليوز ‪ ،2016‬بلغت الموارد المتأتية من المؤسسات والمقاوالت العمومية‬ ‫برسم قانون المالية لسنة ‪ 2016‬ما قدره ‪ 5349‬مليون درهم أي بنسبة إنجاز تناهز ‪ 64‬ففي المائة بالنسبة‬ ‫لتوقعات بلغت ‪ 8،33‬مليار درهم‪ ،‬وذلك مقابل نسبة إنجاز بلغت ‪ 62‬في المائة حتى نهاية يولوز من سنة ‪،2015‬‬ ‫والتي عرفت مساهمة استثنائية بلغت ‪ 1،7‬مليار درهم من طرف الفاعلين في قطاع االتصاالت برسم الترخيص‬ ‫للجيل الرابع‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬فرباير ‪2017‬‬

‫العدد ‪876‬‬

‫حنون مجيد وإبداعه القصصي‬ ‫‪-‬‬

‫فرشاة أندلسية‬

‫بقلم ‪:‬‬

‫‪-‬‬

‫صباح محسن كاظم‬ ‫يغدو لمن يتأمل‪ ،‬ويفحص‪ ،‬ويفتش‪،‬‬ ‫ويبحث‪ ،‬ويقرأ مواطن الجمال القصصي في‬ ‫قصص المبدع «حنون مجيد» يجد ‪ :‬التكثيف‬ ‫‪،‬والشعرية‪ ،‬والحبكــــة‪ ،‬والضربـــة الماهرة‪،‬‬ ‫واإلتقان بسبك القصص القصيرة ‪..‬‬ ‫بقصصه المُدهشة في مجموعة الس ّلم؛‬ ‫الصادرة عن دار ضفاف ‪ 72/ 2015/‬صفحة‬ ‫‪ 121/‬قصة قصيرة جداً‪ ،‬وهو يجوس تلك‬ ‫األمكنــــة‪ ..‬والمواقـــف الحياتية‪ ..‬التجارب‪..‬‬ ‫الحروب‪ ..‬الحب‪ ..‬اإلغتـــراب‪ ..‬وكل مايمــر‬ ‫بحيواتنا الصاخبة بالعنف ‪،‬المكر‪ ،‬واأللم واألمل‬ ‫‪..‬يدونه بجماليّة مُبهرة ومُدهشة لخبرته‬ ‫التي تجاوزت أكثر من نصف قرن بالسرد‬ ‫بين كتابة القصة والرواية والقصة القصيرة‬ ‫والكتابة لألطفال والمسرح‪ ،‬ورغم عقوده‬ ‫الثمانية المكتظة والمحتشــدة بالتحوالت‬ ‫المحلية والعالمية وتأثر المُبدع بتلك األزمنة‬ ‫بين نكوصها وتكاملها‪ ..‬فإنه يقف على شرفات‬ ‫التأريخ المتأمل لشريط األحداث‪ ،‬لِيحيله إلى‬ ‫قصص كوميض بعد بــرق‪ .‬في مجموعتـــه‬ ‫(الس ّلم) قد رسم طريق الجمال بيراعه الذي‬ ‫يُجيد صنعة األقصوصة بما يتفرد به من‬ ‫جموح الخيال‪ ،‬وقوة اإليحاءات‪ ،‬والقدرة الفذة‬ ‫في طاقة التعبير المُتقن‪ ،‬وبالغة التوتر‬ ‫بخواتم قصصه‪ ،‬و بكلمات موجزة مضغوطة‬ ‫تتسم بالشعرية العالية‪ ،‬والضربة الفنية في‬ ‫عالئقية المفارقة لنهاية القصة بمقدماتها‬ ‫لحكيم القصة القصيرة «حنون مجيد» يجد‬ ‫المُتلقي ‪ :‬متعة وانبهار بهذه المجموعة من‬ ‫استهالل قصصه إلى الحبكة والتوتر والضربة‬ ‫المفارقة التي يشتغل عليها بإتقان‪ ،‬وتراه إما‬ ‫باسماً أو متجهماً لما يقرأه بمتعة متناهية‪..‬‬ ‫وإجراءات مُكثفة وإضاءات مرورية سريعة على‬ ‫تلك النصوص نلتمس بها قدرته على أن يبث‬ ‫اإلحساس المرهف حتى بالجماد ‪،‬كما بالس ّلم‬ ‫ولهفة المترقب لتلك األقدام‪ ،‬أو في مايدعى‬ ‫بالخط األحمر الذي يطوق حيواتنا يومياً بكل‬ ‫المسميات‪ ،‬أو بنصـه الحمد هلل المفارقـــة‬ ‫بين القصر والكوخ‪ ،‬أو عند غليظ القلب فاقـد‬ ‫المشاعر األبوية ‪،‬وفي خسران وتقطع األطراف‬ ‫واألوصال لمن يدافع عن وطن المأوى له به‪،‬‬ ‫مُستباحاً من لصوص السياسة‪ ،‬وفي التفاتة‬ ‫جميلة للمثل الشعبي بتوظيفه واإليحاء الذي‬ ‫يثير اإلبتسامة عند إحالته إلى جزء من الجسد‪،‬‬ ‫وحينما يندب الحظ في عدم وصول رسائل‬ ‫الحب للحبيبة والمرأة المُشتهاة‪ ،‬كما في‬ ‫المرأة الشرقية وبين برودة الطقس وبرودة‬ ‫الجسد‪ ،‬ونصه الفلسفي لموجد الوجود وفيض‬ ‫العطاء الذي اليحده الليل والنهار‪ .....‬وفي‬ ‫إدانته لإلرهاب الذي لم يستثن منقار العصفور‬ ‫وجناح الطير فض ًال عن البشر‪ ،‬ولتأمل تلك‬ ‫النصوص ‪:‬‬ ‫الس ّلم‬ ‫يفرح الس ّلم حينما يحس وقع أقدام مترفة‬ ‫جديدة ترتقيه‪ ،‬ويسمع مثل كل مرة لفح لهفة‬ ‫عارمة تنتظر في أعاله‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫عبد المجيد اإلدريسي‬

‫حنون مجيد‬ ‫مقاربة‬ ‫عندما أراد أن يحتويها بذراعيه منعته‬ ‫قائلة؛ كال هذا خط أحمر‪ ،‬أجابها قائ ًال؛ حتى‬ ‫هذا هناك خطوط كثر أخرى‪.‬‬ ‫الحمد هلل‬ ‫ما ابتني قصر إال على حساب كوخ‪ ،‬المثل‬ ‫يقول‪ .‬الحمد هلل ذلك أننا ننام في خيام!‬ ‫غليظ‬ ‫حينما أنبه ولم يأبه لمن كان حوله‬ ‫غضبت عليه‪ ،‬وحزنت على الصغير الذي بهتت‬ ‫معالمه واصفر وجهه‪ ،‬وحينما سألته من تحب‪،‬‬ ‫نظر في الوجوه المحيطة به وقال بابا‪ .‬قلت‬ ‫وما يزال الغضب يمأل نفسي‪ ،‬مَن؟ أجاب بابا‪،‬‬ ‫وحتى اآلن ولم ترق معـالم بابا‪.‬‬ ‫خسران‬ ‫عندما سيق إلى الحرب كان لديه جسد‬ ‫بأطراف أربعة كالحديد‪ ،‬وصدر مفتوح وعينان‬ ‫نفاذتان‪ .‬اآلن وقد مضى على الحرب أكثر من‬ ‫ثالثين عاماً‪ ،‬يستذكر كيف طارت ساقه اليمنى‬ ‫وكيف فقئت عينه اليسرى‪ ،‬فيضحك من صدق‬ ‫تلك اللحظات‪ ،‬وهو يرى الوطن مستباحاً‬ ‫والنقود تسيل من جوانب اللصوص‪ ،‬فيقول ؛‬ ‫واهلل لو عدت ثانية إلى تلك الحياة لما اخترت‬ ‫ذلك الطريق‪.‬‬ ‫الحلو‬ ‫أغلق الباب لئال تراه‪ ،‬نادته؛ إفتح الباب‬ ‫وتعال‪ ،‬رد ليس قبل أن أغسل وأمسح آثار‬ ‫الـنوم‪ .‬ردّت؛ الحلو لو نهض من منامه‪.‬‬ ‫رسائلي‬ ‫تذهب خيول البريد محملة برسائل‬ ‫العشاق والمحبين‪ ،‬وتعود كذلك‪ .‬رسائلي التي‬ ‫تذهب تباعاً‪ ،‬تعبت خيولها ّ‬ ‫وكل فرسانها ولم‬ ‫يأتني عليها جواب‪.‬‬ ‫إلهي ال لصوص األرض ظهروا ولم‬ ‫تقطع الطريق أمطار السماء‪.‬‬

‫المرأة الشرقية‬ ‫المرأة الشرقية التي لجأت إلى الغرب ظلت‬ ‫هناك بال حبيب‪ .‬جسدها حار وكل ما يحيط بها‬ ‫ثلج‪.‬‬ ‫اهلل‬ ‫ال ليل إال ويعقبه نهار‪ ،‬ال عقدة إال ويعقبها‬ ‫حل‪ ،‬ال حياة إال ويعقبها موت‪ ،‬ال واحد إال‬ ‫ويعقبه إثنان‪ ،‬ال شيء إال ويعقبه شيء‪ ،‬إ ّال اهلل‬ ‫فهو الواحد الذي ال يعقبه ثان‪.‬‬ ‫الضرر العميم‬ ‫الضرر الذي أصاب عمال الخدمات في‬ ‫ساحة الطيران‪ ،‬كان شديداً ليحيل أجسادهم‬ ‫إلى أشالء‪ .‬ليس أقل ضرراً منهم الطائر الذي‬ ‫فقد منقاره بشظية طائرة‪ ،‬واآلخر الذي فقد‬ ‫أحد جنــاحيه بأخرى مماثلة‪.‬‬ ‫إسأل الشمس‬ ‫كان صباحها أنعم الصباحات‪ ،‬كلما‬ ‫طالعتني به أزهرت روحي‪ .‬اآلن وأنا أنظر إليها‬ ‫وال أجد غير الليل‪ ،‬أسألها ما لنورك حبيبتي‪ ،‬ترد‬ ‫عليّ؛ إسأل الشمس حبيبي لماذا رحلت عني‪.‬‬ ‫ومختلف النصوص ( الجاحظ إمرؤ القيس‬ ‫ حياة ‪ -‬فيروز البلبلة ‪ -‬السجن ‪ -‬المعادلة ‪-‬‬‫خيانة ‪ -‬العجوز للعجوز ‪ -‬لعلك ) وأجزم اليمكن‬ ‫إستثناء أي نص بهذه المجموعة إال ويستحق‬ ‫تسليط موشور الضوء على تقنية صناعة‬ ‫الجمال لدى الماهر «حنون مجيد» فالقدرة‬ ‫على حبك النص هي التي تخلق الدهشة‬ ‫بهذه المجموعة الفاتنة بجمالية المُغامرة‬ ‫الفنية لصائد وقناص محترف في نسق البناء‬ ‫الجماليّ المكثف باستخداماته لصيغ حكائية‬ ‫تختزل الزمن ببضع كلمات مُعبره بطاقتها‬ ‫اإليحائية موحية لِمراد صانع النص بصناعة‬ ‫المفارقة التي تُدهشنا وتجعل المُتلقي يتأمل‬ ‫القدرة الفنية في هذه المجموعة القصصية ‪.‬‬ ‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫موضوع الهجرة والمهاجرين‬ ‫يناقش بمدينة تطوان‬

‫باعتبار مدينة تطوان مدينة العبور‪ ،‬وفي إطار الحوار الجاري حول إدماج المهاجرين الذين‬ ‫يفضلون اإلقامة ببالدنا‪ ،‬نظمت جمعية األيادي المتضامنة بتطوان مؤخرار لقاء تواصليا حول‬ ‫الهجرة بتطوان‪.‬‬ ‫اللقاء كان مناسبة الستعراض حصيلة اإلنجازات التي تم تحقيقها خالل سنتين على الصعيد‬ ‫الجهوي؛ وعرض شهادات حية ألشخاص عاشوا أو يعيشون في وضعية الهجرة‪ ،‬واإلكراهات التي‬ ‫يواجهونها بهذا الخصوص‪.‬‬ ‫كل التدخالت أجمعت على ضرورة تضافر جهود كل الفاعلين المحليين‪ ،‬واعتماد مقاربة‬ ‫شمولية في معالجة موضوع الهجرة تجمع بين ما هو اجتماعي وما هو اقتصادي‪ ،‬لضمان اندماج‬ ‫دائم لهذه الفئات في البلد المستقبل‪ ،‬دون تمييز في اللون والعرق والدين‪ ،‬منوهين بالمبادرة‬ ‫الملكية في هذا المجال‪ ،‬مؤكدين علىضرورةتطوير الترسانة القانونية في مجال تعزيز البعد‬ ‫الحقوقي‪ ،‬معربين عن استعداد المؤسسات التي يمثلونها لالنخراط في كل مبادرة من شأنها‬ ‫معالجة هذه القضية‪.‬‬ ‫هذا اللقاء كان مناسبة لتوقيع عدة اتفاقيات شراكة و تعاون بين جمعية األيادي المتضامنة‬ ‫وكل من جمعية المحامين وجمعية أطباء الصحة العمومية بتطوان‪ ،‬والمضيق و الفنيدق والجمعية‬ ‫المغربية إلدماج المهاجرين ‪ ،‬والمستشفى اإلقليمي بتطوان‪.‬‬ ‫وتهدف هذه االتفاقيات إلى تقوية قدرات الجمعيات المعنية عن طريق تبادل الخبرات‪،‬‬ ‫واالستفادة من المعلومات‪ ‬والمهارات من أجل إنجاز األهداف المشتركة‪ ،‬من أجل ضمان حق‬ ‫المهاجرين في العالج والخدمات الصحية‪ ،‬وكذا التعاون مع المستشفى اإلقليمي لتطوان من أجل‬ ‫تطبيق السياسة الجديدة في مجال الهجرة‪ ،‬التي تم إطالقها بتعليمات من جاللة الملك محمد‬ ‫السادس‪.‬‬

‫بقلم ‪:‬‬

‫عن عمر يناهز ‪ 74‬سنة لبت نداء ربها يوم‬ ‫الثــالثـــاء ‪ 3‬جمـــادى األولى ‪ 1438‬هجـــريــة‪،‬‬ ‫الموافـق لـ ‪ 31‬يناير ‪ 2017‬م المشمولة برحمة‬ ‫اهلل تعالى الفقيدة‬

‫السعدية أكدي‬

‫بعـد معانــاة مــع‬ ‫المرض‪ ،‬وفي محفـــل‬ ‫جنائزي مهيـب حضره‬ ‫األهــــل واألحبــــاب‪،‬‬ ‫واألصدقــاء والجيران‪،‬‬ ‫ووري جثمانها الطاهر‬ ‫الثرى بمقبـرة سيـدي‬ ‫اعمار‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبـة‬ ‫األليمــــة نتــقـــــدم‬ ‫بالتعــازي الحارة إلى عائلة بالعريي الزرقة‪ ،‬وعائلة‬ ‫أكـدي بطنجة وشفشـاون وعلوش البقالي‪ ،‬سائلين‬ ‫اهلل تعالى أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته‪ ،‬وأن‬ ‫يسكنها فسيــح جناتــه‪ ،‬وأن يلهم ذويها الصبر‬ ‫والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫‪ ...‬باب لغة «سيرفانطيس»‬ ‫لم يكن مخلوعا في وجه‪ ،‬فقد‬ ‫تمكنـتْ من االستحـواذ على‬ ‫مفتـــاحـــه األساسـي «‪Rocio‬‬ ‫‪ »Biedma‬بشاعرية موسيقية‬ ‫في كتابها «دوَّار اليعسوب»‪.‬‬ ‫حظي الصالون األدبي لنادي‬ ‫االتحاد بتطوان باستضافة أديبة‬ ‫أندلسية ‪.‬‬ ‫هي شاعرة عاشقـة للحياة‬ ‫الحرة‪ِّ .‬‬ ‫تحلق كاليعسوب حول منابع الميـــاه‬ ‫العذبة‪ ،‬وتسبح في األجواء العاليــة بنسيج‬ ‫من األشعار الرومانسية‪ ،‬من صنيع الخيال‬ ‫«الواقعي»‪ .‬رسمتها على لوحات تجريدية‪.‬‬ ‫فلسفة المبدعة أساس البالغة من العشق‪،‬‬ ‫طليقة للعيش‪ .‬وقد غلبت المعاني الجميلة التي‬ ‫فجرتْ ينابيع الشعر في صدر «روسيو »‪.‬‬ ‫فرشاة رسمت لوحات فنية لشعر موسيقي‬ ‫كالسيكي غجري‪ .‬صدق الصبابة والعشق في‬ ‫حيوات العاشقين ‪.‬‬ ‫أنا لستُ أنا‬ ‫هي يدَيَ التي تدير أجنحتك‬ ‫التباع الطيران منك( ْ‬ ‫إن هو إال اإلقالع)‪.‬‬ ‫إبداع فلسفي شاعري بنسق أدبي‪ ،‬بريشة‬ ‫بين أنامل « روسيو» وهي تغرد ‪:‬‬ ‫الوحيدة أنا‬ ‫الشاهدة على ألمي‬ ‫أتعَلمُ منيِّ‬ ‫وأبكي على نفسي منْ أجل ذلك أعلم‬ ‫بأنك ستعود‬ ‫لكيْ تبقى دائما بصحبتي ‪.‬‬ ‫تجاوُزا لأللم إلى المنية‬ ‫بوثبات عبر األلم إلى الوفاة صاحبة الوجه‬ ‫وعذبة الروح إذا تصدقـتْ عليه إحدى المــالح‪.‬‬ ‫في جوّ رومانسي أقبل بنغمة موسيقية الشاعر‬ ‫بعض من‬ ‫اإلشبيلي «باكو ماطيو»‪ ،‬على قراءة ٍ‬ ‫أشعار « روسيو»‪ ،‬بأناقة ابن رشد وعذوبة مياه‬ ‫الوادي الكبير ‪.‬‬ ‫تسبح اليعسوب بفخفخة وتطير بفخامة‬ ‫وتتراقص بنبل‪ ،‬وليستْ مغلولة بالقيــود‬ ‫الفكرية البشرية‪ ،‬تمنحها القدرة في كل‬ ‫االتجاهات‪،‬بجماليةأجنحتهاالتيتنسجويعكس‬

‫الضوء ألوانها (البنفسجية وفوق‬ ‫الحمراء) وجميع ألوان الطيف في‬ ‫سوَيعات النهار ‪.‬‬ ‫حشرة رائعة من منظومة‬ ‫الطبيعة‪ ،‬باحثة عن مياه عذبة‬ ‫زُلل‪.‬‬ ‫الشاعـــرة المعشـــوقـــة‬ ‫لليعسوب العاشق للحرية‪.‬‬ ‫وهي قوية الروح وقوية‬ ‫اإلحساس وقوية الوجدان‪ ،‬بإبداعاتها األدبية‬ ‫في الالمحدود‪ ،‬التي رسمتها الخياالت الفنية‬ ‫للشاعرة‪ .‬قائلة عند السقطة ‪:‬‬ ‫وحيدة ~ برج زجاجيٌّ‬ ‫عمودي شفاف وحيدة‬ ‫بعيون باردة ~ وحيدة‬ ‫تحتضر في صمت ‪.‬‬ ‫تنكر اليوم عليَ النور‬ ‫والخوف بالشرايين‬ ‫تحت الجلد يغلي‬ ‫بالدوَّار أشعر‬ ‫بأجنحة اليعسوب الشفافة ‪.‬‬ ‫الشاعرة إنسانة رقيقة من طراز الخَلق‬ ‫البشري تسمو كالم َلك بروحها في العلياء‬ ‫بالعشق‪ .‬وهي في أبياتها تعبرُ عن حبها للحياة‪،‬‬ ‫وقد تفلسفتْ بهيامها وتذوُقها لجمال الطبيعة‬ ‫‪....‬تعود وتغرِّد ‪ :‬امنحني لحظة‪ ،‬من أجل خياطة‬ ‫األجنحة ~ كي تبصر بعدئذٍ معنى الطيران‪ ،‬رمزا‬ ‫للحرية‪ .‬ولم تبق مقيمة في مهب رياح الحزن ‪.‬‬ ‫استغرقنا في خيال عميق كأننا نسمــع‬ ‫لنجدُ ريح‬ ‫همسات اليعسوب‪ ،‬وإننا (الخاشعون) ِ‬ ‫الشعر بأحاسيس الحيوات واستنشاق عليله‬ ‫ونسماته‪ .‬أبدعتْ «روسيو بيدما» لوحات‬ ‫تشكيلية للشعر بعزف موسيقي‪ .‬وما الموسيقى‬ ‫إال قصة حبٍّ بإيقاع كوْنيٍّ ‪ .‬والبن الفارض‬ ‫قول في هواه‪:‬‬ ‫وعلى تفنن واصفيه بحسنه‬ ‫يفنى الزمان وفيه مالم يوصف ‪.‬‬ ‫فأحالم قلبـــها (روسيو) راوحـــتْ بها‬ ‫رضاها‪....‬‬

‫ْ�س مْ ُ‬ ‫ا�ض َي ًة َم ْر ِ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ال ْط َم ِئ َن ُّة ْارجِ عِي ِ�إ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫�ض ّ َي ًة‬ ‫} َيا �أَ ّ َيت َُها ال ّ َنف ُ‬ ‫َف ْاد ُخلِي يِف عِ َبادِ ي َو ْاد ُخلِي َج َّنتِي {‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫انتقل إلى عفو اهلل تعالى المرحوم‬

‫محمد الميموني‬ ‫والد أختنا‬ ‫األستاذة فاطمة الميموني‬

‫يوم السبت ‪ 6‬جمادى األولى ‪1438‬‬ ‫المولفق لـ ‪ 4‬فبراير ‪.2017‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة تتقدم هيئة تحرير‬ ‫جريدة الشمال بأحر التعازي وأصدق المواساة‬ ‫إلى أرملته الفاضلة أمينة الصروخ وأبنائه ‪ :‬فاطمة ويوسف ونادية‪،‬‬ ‫سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم أهله الصبر‬ ‫والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬فرباير ‪2017‬‬

‫العدد ‪876‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 14‬فربايـر ‪2017‬‬

‫ارتدوا وغيروا أديانكم‬ ‫ال خوف عليكم بعد اليوم‪! ‬‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫�أوروغواي ــ ‪.‬باراغواي‬ ‫البقر َت�شا َبه عليهم‪! ...‬‬ ‫�إن َ‬ ‫دار جماعة البشير وأمحجور كانت‪ ،‬يوم اإلثنين‬ ‫الماضي مسرحا لمهزلة جديدة من المهازل التي عودنا‬ ‫عليها المجلس الجماعي الذي نجح‪ ،‬بامتياز‪ ،‬في مراكمة‬ ‫األخطاء‪ ،‬والفلتات‪ ،‬والزلل‪.‬‬ ‫فبعد كل ما تعلمون‪ ،‬ون��ع��ل��م‪ ........،‬مما أعطانا‬ ‫صورة كاركتورية عن من يدبرون الشأن المحلي في‬ ‫هذه المدينة «المنكوبة» باعتراف العزيز أمحجور‪ ،‬ها‬ ‫هو «العمدة» ووزير خارجيته رئيس العالقات الخارجية‬ ‫ورئيسة التعاون والشراكة‪ ،‬يقعون في خطأ بروتوكولي‬ ‫جسيم‪ ،‬وغير مقبول تماما‪ ،‬من مجلس جماعي يحترم‬ ‫نفسه‪ ،‬حين وقعوا في خلط فظيع بين علمي دولتين‬ ‫أمريكيتين التينيتين خالل استقبال رسمي لسفير إحدى‬ ‫الدولتين بدار طنجة‪ ،‬حيث تم وضع علم األوروغواي في‬ ‫قاعة االستقبال‪ ،‬بدل علم البارغواي الذي حل سفيرها‬ ‫بالرباط‪ ،‬في زيارة مجاملة وتعاون لعمدة طنجة‪! ‬‬ ‫إنه خطأ ينم عن جهل «مركب» بأصول البروتوكول‬ ‫الدبلوماسي الذي يفرض إعداد ورقة مسبقة عن البلد‬ ‫الزائر ممثله‪ ،‬وعن عالقات هذا البلد مع المغرب وعن كل‬ ‫ما ينبغي اإلدالء به أو تحتمل اإلجابة عليه خالل اللقاء‪،‬‬ ‫بصورة دقيقة‪ ،‬فضال عن التحقق من علم بلد الزائر‬ ‫وهو أمر هين لو تحمل البشير أو أمحجور أو مساعدو‬ ‫العمدة «عناء» استوضاح واحد من المعاجم الموجودة في‬ ‫المكتبات التجارية بالمدينة إذا ما كان مجلس الجماعة‬ ‫ال يتوفر على واحد منها‪ ،..‬أو حتى استشارة الكاتب العام‬ ‫للبلدية الذي يملك تجربة مهمة في هذا المجال‪...‬‬ ‫أما بروتوكول االستقبال‪ ،‬والسالم‪ ،‬والمصافحة‪،‬‬ ‫والجلوس‪ ،‬والحديث‪ ،‬وعبارات المجاملة التي تكون مدخال‬ ‫لتدارس المواضيع المبرمجة أو المتوقعة‪ ،‬فتلك أمور أخرى‬ ‫تؤخذ بالدرس أو الممارسة‪ .‬وإذا لم يحصل ال هذا وال تلك‪،‬‬ ‫فال يأخذنكم العجب في ما حصل‪ ،‬وقد يحصل‪.‬‬ ‫والحال أنه ما كان لهذا الخلط بين علمي األوروغواي‬ ‫والباراغواي أن يحصل حتى وإن تشابهت خاتمة إسمي‬ ‫البلدين‪ ،‬المنتهيين بواو ومد وي��اء‪ ...! ‬لسبب بسيط‬ ‫وهو أنه ال وج��ود لسفير بالرباط لدولة األوروغ��واي‬ ‫المناصرة ألطروحة بوليساريو الجزائر‪ ،‬وال للرباط في‬ ‫العاصمة مونتفيديو‪ .‬بينما تم تبادل السفراء بين الرباط‬ ‫وأسونسيون التي جمدت صالتها باالنفصاليين وتوجهت‬ ‫لتوثيق التعاون مع المغرب‪ .‬وما زيارة سفير الباراغواي‬ ‫بالمغرب‪ ،‬السنيور رودولفو رينيطيكس إيسكراغو لمقر‬ ‫جماعة طنجة ومقر جهة طنجة‪ ،‬إال دليل على هذا التوجه‪.‬‬ ‫وكان طبيعيا أن تشكل هذه الحادثة المؤسفة موضوع‬ ‫تفكه وتهكم داخل المغرب وخارجه بعد أن تطرقت إليه‬ ‫وكالة أنباء إسبانيا «إيفي» التي تغطي بقوة أمريكا‬ ‫الالتينية اإلسبانوفونية‪ ،‬األمر الذي أثار سخرية منابر‬ ‫إعالمية داخل األوروغواي وخارجه حول هذه الهفوة الغير‬ ‫مسبوقة في تاريخ ما يسمى ب «الدبلوماسية الموازية»‬ ‫وبعد الضجة اإلعالمية التي أثارها حادث الخلط بين‬ ‫علمي الباراغواي واألوروغواي خالل مراسيم استقبال سفير‬ ‫الباراغواي بطنجة التي عاشت قرنين من الزمن عاصمة‬ ‫ديبلوماسية للمغرب وثالثة عقود تحت نظام إداري‬ ‫دولي‪ ،‬أصدرت الجماعة بيانا يكفر فيه العبدالوي عن‬ ‫«خطئه» «الغير مقصود» ويقدم اعتذاره «الصادق» عن‬ ‫«الهفوة» التي طبعت استقباله لسفير الباراغواي بالرباط‪،‬‬ ‫بداية األسبوع‪.‬‬ ‫وتضمن بيان االعتذار أيضا بعض من «أدبيات»‬ ‫البيانات اإلدارية التي لم يعد يصدقها أحد‪ ،‬مثل «الزيارة‬ ‫كانت ناجحة بامتياز» و «بكل المقاييس» ومرت في جو‬ ‫«ودي ومسؤول»‪ .‬ويعلم اهلل كيف يمكن لهذا الجو الودي‬ ‫أن يكون والسفير يقف بنفسه على جهل مجلس المدينة‬ ‫التي يزورها بعلم بالده ولربما بموقعها وتاريخها‬ ‫ومؤهالتها‪ .‬فكيف يصح أن نتحدث‪ ،‬والحالة هذه‪ ،‬عن أن‬ ‫زيارة السفير «كانت مناسبة لتعزيز التعاون والعالقات‬ ‫بين البلدين على المستوى المحلي والمركز‪ »...‬كاع»‪.‬‬

‫ع‪.‬كنوني‬

‫هذا ما «قــــرره»‬ ‫علمــــاؤنــــا الكبـــار‪،‬‬ ‫والكبير هو اهلل‪ ،‬بعد أن‬ ‫راجعـــوا «ألواحهـــم»‪،‬‬ ‫و «غيــــروا» رأيــهـــم‬ ‫واقتنعــــوا بعــكـــس‬ ‫ما سبـق وأن خططـوا‬ ‫في «فتــوى سابقـــة»‬ ‫(‪ )2012‬يحظون فيها‬ ‫على «قتـــل المرتـــد»‬ ‫لعنـــه اهلل إلى يـــوم الدين‪! ‬‬ ‫المجلــس األعلى غيـــر مفهومه «للردة» وهـــي «الكفـــر بعد‬ ‫اإلسالم» والردة تدخل في باب من يحل دم صاحبها في حاالت‬ ‫التيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة‪.‬‬ ‫المذاهب األربعة أجمعت على قتل المرتد ولو أن بعضهم نصح‬ ‫بتأجيل القتل «ما رجيت توبة المرتد» ‪¸ .‬ويشترط في من يهدر دمه‬ ‫بسبب الردة إما باالعتقاد أو الشرك باهلل أو باألفعال أو بترك جميع‬ ‫شعائر الدين‪ ،‬أن يكون عاقال‪ ،‬بالغا‪ ،‬مختارا ويقوم بتنفيذ عقوبة‬ ‫«قتله» اإلمام أو من ينوب عنه كالقاضي‪ ،‬وال يغسل وال يصلى عليه‬ ‫وال يدفن مع المسلمين‪« .‬من بدل دينه فاقتلوه»‪! ‬‬ ‫هذا ما ورد بإجماع المذاهب واألئمة‪.‬‬ ‫إال أن مجلس يسف طلع بوثيقة جديدة يعطى لـ «تغيير الدين»‬ ‫مدلوال سياسيا عبر ربطه بمفهوم عصري يتصل بــ «الخيانة‬ ‫العظمى» التي بسببها أزهقت أرواح اآلالف من المعارضين لحكام‬ ‫مستبدين ظالمين ‪ ،‬مسلمين وغير مسلمين ألن االستبداد والظلم‬ ‫ال دين له وال ملة‪! ‬‬ ‫المرتد هو «الخائن» للجماعة المفارق لها والملتحق بجماعة‬ ‫الكفار والمشركين‪ ،‬وقتاله ال يحمل معنى دينيا بقدر ما هو نوع من‬ ‫العقاب بسبب خيانة المرتد للجماعة المسلمة أو للجماعة السياسية‬ ‫حفاظا على استقرار المجتمع وسالمته التي يضمنهما الدين‪.‬‬ ‫فمتى كان المجلس مصيبا في تأويله للردة‪ ،‬عند الوثيقة األولى‬ ‫سنة ‪ 2012‬التي توجب القتل أو الثانية «سبيل العلماء» التي قال‬ ‫عنها كبير العلماء إنها ليست مذهبية‪ ،‬بل صيغة من الصياغات‬ ‫لجملة من تصورات المجلس‪....‬‬ ‫متى ؟‪......!!! ‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫‪ 21,6‬مليار درهم‪ ،‬قيمة مصفاة تكرير‬ ‫النفط «السامير»‬ ‫آال أونو‪ ،‬آال دوي‪ ،‬آال اتري‪...! ‬‬ ‫تلك قيمة أصول‬ ‫المصفاة التي حددها‬ ‫القضاء اإلداري وفــق‬ ‫تقييم ‪ 14‬خبيـــرا في‬ ‫اإلحصـاء والتقييــــم‬ ‫لممتلكــات الشركـــة‬ ‫التي تتـوزع فضـــال‬ ‫عن وحــدة اإلنتــاج‪،‬‬ ‫بيــن العـــديـــد من‬ ‫الشركــات والعديـــد‬ ‫من الممتلكــــات‪،‬‬ ‫والشركات منها «سالم غاز» و«الجرف بتروليوم ستورديخ»‬ ‫و«الشركة الفندقية إفران» و «الشركة المغربية لنقل وتخزين‬ ‫المنتوجـــات البتروليــة» و «الشــركــة الوطنيـة للطــرق السيارة»‬ ‫و «الشركة المغربية للتخزين» و«أفريــك بتروليـــوم» والوحدات‬ ‫اإلنتاجيــة بالمحمدية وسيدي قاسم إضافة إلى العديد من الرسوم‬ ‫العقارية والمنقوالت والممتلكات األخرى‪ ،‬والخير كثير‪.‬‬ ‫وما على الراغبين في الشراء إال أن يتقدموا بعروضهم ولربما‬ ‫دون ثمن افتتاحي ‪....‬‬ ‫يا باسم اهلل‪ ...! ‬آال أونو‪ ،‬آال دوي‪ ،‬آال تري‪......‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫هدايا بخمسة دراهم للمتقاعدين‬ ‫في بلدية آسفي‬ ‫إن لم تستحي‪،‬‬ ‫فاصنع ما‬ ‫شئت‬ ‫لعل من أغــــرب‬ ‫ما قرأت عن طريقـــة‬ ‫التعامل من «خــــدام‬ ‫الدولـــة» الصغــــار‪،‬‬ ‫ما طلعــت به بعض‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫الصحف من أن عمـدة آسفـي الحالي أقــــام حفل تكريم على شرف‬ ‫موظفي الجماعة الذين يشتغلون في مصالح الحالة المدنية قدم‬ ‫لهم خالله هدايا تكريمية عبارة عن أطباق من الخزف ال يتعدى‬ ‫ثمنها الخمسة دراهم‪ ،‬وهي معروضة باستمرار للبيع‪ ،‬على قارعة‬ ‫الطريق‪.‬‬ ‫وكان طبيعيا أن يستغرب موظفو البلدية هذا التكريم الذي‬ ‫اعتبروه حاطا بكرامة الموظفين ومجحفا بجهودهم في خدمة‬ ‫مواطني مدينتهم‪ ،‬خاصة والبلدية تتوفر على ميزانية ‪ 32‬مليون‬ ‫سنتيم لالستقبال وتنظيم «الزردات» و‪ 3‬ماليين سنتيم لشراء‬ ‫الهدايا والتحف للزوار ‪ ...‬طبعا‪ ،‬وميزانية تفوق ‪ 300‬مليون سنتيم‬ ‫تعويضات عن األعمال الشاقة ال يثق الموظفون في أنها تصرف‬ ‫دائما للمستحقين‪ ،‬ويقال إن هذه الميزانية كانت موضوع تقرير‬ ‫للمجلس الجهوي للحسابات‪ ،‬وميزانية تفوق ‪ 60‬مليون سنتيم‬ ‫تقدم كإعانات لجمعية األعمال االجتماعية للموظفين ‪....‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فقد فضل «موسيو لو مير» أن يحتفي بفئة مجدة‬ ‫من موظفي الجماعة بأن يقدم لهم «طباسيل» من خزف آسفي ال‬ ‫يتعدى ثمنها ‪ 5‬دراهم‪.‬‬ ‫جهات من حاشية العمدة‪ ،‬قالت إن الموظفين لم ينتبهوا إلى‬ ‫القيمة «الرمزية» لـ «طباسيل» البلدية التي أرادت‪ ،‬في الوقت ذاته‪،‬‬ ‫أن تكرم الخزف اآلسفي الذي طبقت شهرته اآلفاق فكان أن أراد‬ ‫قصف عصفورين بحجر واحد‪.....! ‬‬ ‫األمل أن ال يقتدي عمدات البلد بتصرف زميلهم اآلسفي ‪ ،‬خاصة‬ ‫عمدة طنجة‪ ،‬الذي قد يكرم‪ ،‬ذات يوم‪ ،‬موظفيه بــ «الطا » شهية‬ ‫من «كاليينطي» تيمنا بأخيه في الدين والعدالة‪ ،‬أبو الليف‪ ،‬الذي‬ ‫تعمد أخذ (ونشر ) صورة له ــ وهو وزير قد الدنيا ‪ ،‬وبيده «بلوك»‬ ‫من هذه األكلة التي تتميز بها طنجة‪ ،‬وقد تكون تنفرد بها‪.‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫وممتلكات‬ ‫طنجة ؟‬ ‫أحـــدث الكشــف‬ ‫عن ممتلكات مدينــة‬ ‫الرباط دهشــــة في‬ ‫أوســــاط العاصـــمـة‬ ‫ما دفــــــع العديـــد‬ ‫من المستشارين إلى‬ ‫المطالبة بفتح تحقيق‬ ‫عاجل في الموضـــوع بعد أن تم الوقـــوف على «فضائح» قـــد ال‬ ‫يتصورها العقل ونحن في األلفية الثالثة ونعيش شكال من أشكال‬ ‫الديمقراطية المغربية العجيبة!‪...‬‬ ‫شاليهات وفيالت وشقق بمواقع مهمة في أرقى أحياء المدينة‬ ‫سبق وأن فوتت بسومات تتراوح بين ‪ 20‬و‪ 50‬درهما‪ ،‬لنافذين‬ ‫بعضهم من «خدام الدولة» األوفياء من برلمانيين ومسؤولين‬ ‫جماعيين وموظفين سابقين بالداخلية العتيدة‪ ،‬وعسكريين‪ ،‬هم‬ ‫وأقاربهم وزوجاتهم وأبناؤهم ‪ ... ،‬وهلم جرا ‪ .‬اهلل يلعنها جرة‪! ‬‬ ‫الئحة «كبار» المستفيدين من ريع الممتلكــات لم يفرج عنهــا‬ ‫بالكامل‪ ،‬ربما ألن في األمر «إن» بينما أفرج عن الئحة محالت‬ ‫السوق المركزية وبعض الشقق التي ال تتجاوز سومة كرائها ‪800‬‬ ‫درهم رغم أن قيمة بعضها تتعدى ‪ 300‬مليون‪ ،‬وعدد من الد ور‬ ‫التي ال تتعـدى سومـة كرائهـا بضعـة دراهم‪ ،‬رواج وقـتـه‪ .‬والالئحة‬ ‫ال زال يكتنفها الغموض وال زالت تطرح العديد من التساؤالت‪.‬‬ ‫يجب أن يتيقن الجميع‪ ،‬موزعو الريع والمستفيدون منه‪ ،‬بأن‬ ‫زمن «الغنائم» قد ولى‪ ،‬وأن الشعب «عاق وفاق» ولم تعد تنطلي‬ ‫عليه حيل بعض «المدبرين» على رؤوسهم وعلى غيرهم ممن‬ ‫يجمعه «شملهم السعيد» وأن العهد عهد المسؤولية والعقاب‪،‬‬ ‫وعلى الدولة أن تقف مع المطالبين باإلفراج عن لوائح المستفيدين‬ ‫من الريع‪ ،‬كيفما كان أصله أو نوعه أو طبيعته ‪.‬‬ ‫والحديث عن ممتلكات الربـاط يدفعنـــا إلى إثــارة موضـوع‬ ‫ممتلكات طنجة‪ .‬ليس ألننا نطالب بفضح لوائح المستفيدين‬ ‫المستبدين‪ ،‬ألننا نعرف أن طنجة «جردت» من أمالكها عند إلغاء‬ ‫النظام الدولي‪ ،‬ونقل جل ممتلكات المدينة إلى ممتلكات الدولة‪،‬‬ ‫وكان أن أثار هذا الموضوع جدال واسعا وأحيانا حادا على المستوى‬ ‫المحلي وعلى أعمدة الصحف المحلية آنذاك بلغات قوس قزح‪ ،‬كما‬ ‫أثير خالل لقاء «فضالة» سنة ‪ 1958‬وأثناء اشتغال اللجان الملكية‬ ‫ابتداء من سنة ‪ 1963‬من أجل «إنعاش طنجة» ولغاية الخطاب‬ ‫الملكي بقصر مرشان في شتنبر ‪ ،1964‬حيث أعلن جاللة الراحل‬ ‫الحسن الثاني عن «التدابير الملكية إلنعاش طنجة» كان من بينها‬ ‫إنشاء المنطقة التجارية الحرة والمنطقة الصناعية الحرة وتخفيض‬ ‫بعض الضرائب وتشجيع المبادالت التجارية انطالقا من طنجة‪ ،‬عبر‬ ‫منح المستوردين والمصدرين مقادير من العملة الصعبة سنويا‪.‬‬ ‫واستيراد واردات المغرب من سكر كوبا عبر ميناء طنجة وتصدير‬ ‫كل إنتاج الشمال من الحوامض عبر نفس هذا الميناء‪ ،‬بما يفوق‬ ‫‪ 120‬ألف طن‪ ،‬آنذاك‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬ ‫للتذكر فإن حكومة أحمد عصمان كانت قد أعلنت تخليها‬ ‫عن «قاع أحد الوديان» لفائدة ممتلكات بلدية طنجة‪ .‬وكتبت في‬ ‫الموضوع تعليقا ساخرا لم يرق العديد من نافذي ذلك الزمان‪.‬‬

‫ع‪.‬ك‬


‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬فرباير ‪2017‬‬

‫العدد ‪876‬‬

‫َ‬ ‫أمـنـيــات‬ ‫� �أمنـيـات‬ ‫سوق المخدرات ‪...‬القوية‬ ‫سوق المخدرات‬ ‫أصبحت تغري الكبار‬ ‫وال��ص��غ��ار على حد‬ ‫س��واء‪ .‬فقد تمكنت‬ ‫ع��ن��اص��ر ال��ش��رط��ة‬ ‫بوالية أمن تطوان‪،‬‬ ‫ه�����ذا األس����ب����وع‪،‬‬ ‫م��ن ت��وق��ي��ف ثالثة‬ ‫أشخاص‪ ،‬من بينهم قاصران يبلغان من العمر ‪15‬و‪ 17‬سنة‪،‬‬ ‫لالشتباه في ارتباطهم بشبكة إجرامية تنشط في مجال االتجار‬ ‫في المخدرات القوية‪.‬‬ ‫وذكر بالغ لوالية أمن تطوان أن عملية التفتيش‪ ،‬المنجزة‬ ‫في إطار هذه القضية‪ ،‬أسفرت عن وضع اليد على «ترسانة» من‬ ‫المحجوزات منها ‪ 300‬لفافة من مخدر الهيروين‪ ،‬و‪ 14‬لفافة من‬ ‫مخدر الكوكايين‪ ،‬وسيفين من الحجم الكبير‪ ،‬وعبوة غاز مسيل‬ ‫للدموع‪ ،‬ومبلغ مالي من عائدات ترويج المخدرات باإلضافة إلى‬ ‫كلب من فصيلة خطيرة‪ .‬‬ ‫وأض��اف المصدر ذاته أن األبحاث والتحريات كشفت أن‬ ‫المشتبه فيه الرئيسي كان موضوع تسع مذكرات للبحث على‬ ‫الصعيد الوطني من أجل الحيازة واالتجار في مخدر الهيروين‬ ‫والكوكايين‪.‬وقد فتحت المساطر القانونية بشأن الثالثة‬ ‫المنحرفين‪.‬‬ ‫هذه العملية تندرج في إطار الجهود التي تبذلها بصفة‬ ‫متواصلة ومستمرة‪ ،‬مصالح المديرية العامة لألمن الوطني‬ ‫لمكافحة االتجار في المخدرات والمؤثــرات العقليــة‪ ،‬خاصة‬ ‫المخدرات القوية التي تشكل تطوان وطنجة وعدد من المدن‬ ‫المغربية األخرى بالشمال كما بالجنوب‪ ،‬سوقا رائجة لها‪ ،‬مع‬ ‫األسف الشديد‪! ‬‬ ‫‪kkkkkk‬‬

‫أربعة من حملة السيوف في ضيافة الشرطة‬ ‫ألقت مصالح الشرطة القضائية بأمن طنجة‪ ،‬القبض على‬ ‫أربعة منحرفين من حملة السيوف خالل عمليتين متفرقتين‪،‬‬ ‫األسبوع الماضي لالشتباه في تورطهم في أعمال إجرامية من‬ ‫سرقة واعتداء بالسالح األبيض‪.‬‬ ‫العملية األولى تمت بحي مسنانة حيث تمكنت الشرطة من‬ ‫توقيف «باعزا» ‪ 23‬سنة‪ ،‬ومرافق له يبلغ ‪ 37‬سنة وهما معا‬ ‫من أصحاب السوابق حيث إنهما اعترضا سبيل شخص وعرضاه‬ ‫للضرب والجرح كما ألحقا خسائر مادية بمقهى في ملكية‬ ‫الضحية‪ ،‬والشخصان معا معروفان لدى السكان الذين طالما‬ ‫اشتكوا من سلوكاتهما العدوانية‪.‬‬ ‫أما العملية الثانية‪ ،‬فقد مكنت الشرطة من توقيف شخصين‬ ‫وهما في حالة تلبس بالسرقة بواسطة دراج��ة نارية ثالثية‬ ‫العجالت‪ ،‬واستعمال السالح األبيض ‪ .‬وتم ضبط هاتف محمول‬ ‫مسروق وسكين من الحجم الكبير كانا بحوزتهما‪ ،‬والبقية معروفة‪.‬‬

‫ّ‬

‫يستنكر مجموعة من المواطنين من الجماعة‬ ‫الترابية مصمودة ‪ ،‬الواقعة تحت النفوذ الترابي‬ ‫لعمالة وزان صمت اإلدارتين الترابية والمنتخبة‬ ‫بعين المكان أمام ما يتعرض له الملك العمومي من‬ ‫سطو ‪ ،‬وتشويه لوجه مركز الجماعة الترابية الذي‬ ‫انطلقت به ‪( ‬المركز) ‪ ‬منذ أكثر من سنة جملة من‬ ‫أوراش ‪ ‬التأهيل رصدت لها الجماعة وشركاؤها غالفا‬ ‫ماليا محترما‪.‬‬ ‫آخر فضاء عام يتعرض للسطو ‪ ،‬ممر يخترق بنايات‬ ‫تعود ملكيتها للجماعة الترابية ‪ ،‬وتتوسط قلب المركز‬ ‫الذي يشكل االمتداد الحيوي لمصمودة ‪ .‬فقد سجل‬ ‫مواطنون بأن موظفة ‪ ‬سابقة بقيادة مصمودة أقدمت‬ ‫في األيام األخيرة على ضم جزء من الشارع العام إلى‬ ‫مسكنها ‪ .‬ويضيف هؤالء بأن ما يحدث باإلضافة إلى‬ ‫أنه غير قانوني ‪ ،‬فإنه يلحق أضررا بالحي المذكور‬ ‫ويعرقل مرور سيارات اإلسعاف والوقاية المدنية للقيام‬ ‫بعمليات اإلنقاذ عند حدوث أي خطر ال قدر اهلل ‪ ،‬كما‬ ‫أن عملية ابتالع الملك العام هذه إذا لم يتم التصدي‬ ‫لها عاجال فإنها مرشحة لتفتح الطريق أمام القاطنين‬ ‫اآلخرين للقيام بنفس العمل ‪.‬‬ ‫لذلك فإن اإلدارة الترابية اإلقليمية بوزان ‪ ،‬وبعد‬ ‫أن أصاب العمى عيون الجهات المختصة بالجماعة‬ ‫الترابية مصمودة ‪ ، ‬مطالبة بالتدخل فورا لوضع حد‬ ‫لكل ما يحدث هناك خارج القانون‪ .‬‬

‫األستاذ عبد اللطيف الخطيب‬ ‫أحد رجاالت تطوان في ذمة اهلل‬

‫يسرق داخل مستشفى محمد الخامس‬

‫وكأن المدينة ضاقت بعمنا اللص‪ ،‬ليجد «ضالته» داخل‬ ‫مستشفــى محمد الخامس‪ ،‬حيث يسرب كل يوم‪ ،‬متنكرا في‬ ‫لباس عامل خدمــة‪ ،‬ويقوم بسرقة أمتعة وحاجات المرضى‬ ‫ليستطيع توفير ما يمكنه من «التزود» بالقرقوبي وما شابهه من‬ ‫المخدرات «القوية والضعيفة‪ .‬إلى أن وقع في أيدي رجال األمن‬ ‫إثر تبليغ من طرف مسؤولين بالمستشفى تمكنوا من توقيفه‬ ‫وتسليمه لرجال األمن الذين الحظوا أن اللص «الظريف» كان‬ ‫في آلة تخدير متقدمة‪.‬‬ ‫خبر توقيف لص مستشفى محمد الخامس تناولته بعض‬ ‫المواقع لتدعي أن الموقوف كان يحاول سرقة رضيع‪ ،‬بل إن بعض‬ ‫هذه المواقع ركب صورة على طريقة الفوطوشوب‪ ،‬تظهر اللص‬ ‫وهو يمد يديه إلى رضيع في فراشه الصغير‪،‬األمر الذي نفته كليا‬ ‫المصالح األمنية بعد أن أخبرت أن «سارق المستشفى» وضع‬ ‫تحت الحراسة النظرية قبل تقديمه للقضاء‪.‬‬ ‫‪kkkkkk‬‬

‫نعم‪...‬ولكن‪! ‬‬ ‫ت�����م ت��وق��ي��ف‬ ‫شرطي برتبة مقدم‬ ‫كان مراقبا للحقائب‬ ‫واألمتــعــة‪ ،‬بمطــار‬ ‫الشريـف اإلدريســي‬ ‫بالحسيمة‪ ،‬على إثـر‬ ‫ض��ب��ط ك��م��ي��ة من‬ ‫ال��م��خ��درات داخ��ل‬ ‫حقيبة مواطن مغربي ـ بلجيكي تمكن من المرور عبر السكانير‬ ‫دون أن يكتشف أمره‪.‬‬ ‫وقد تم توقيف رجل األمن بعد ما صرح المواطن البلجيكي‬ ‫الذي تم حجز المخدرات التي كانت بحوزته ‪ ،‬بأنه مر عبر جهاز‬ ‫السكانير بشكل عاد‪ ،.‬حيث صدرت أوامر المديرية العامة لألمن‬ ‫بتوقيف مقدم الشركة بشكل مؤقت إلى حين الفراغ من البحث‬ ‫القضائي في الموضوع‪ ،‬بعد أن تم وضع رجل األمن تحت الحراسة‬ ‫النظرية‪.‬‬ ‫حقيقة إن الظرف الحالي ال يسمح بأي تهاون من طرف‬ ‫المؤولين األمنيين‪ ،‬ولكن مقدم شرطة الحسيمة يتمتع‪ ،‬ال محالة‪،‬‬ ‫بأقصى ظروف التخفيف‪ ،‬أوال ألن صاحب المخدرات لم يوجه له أي‬ ‫تهمة باإلرتشاء أو التواطؤ‪ ،‬وثانيا‪ ،‬ألن ظروف العمل شاقة خاصة‬ ‫بسبب الفقر الذي تشهده الموارد البشرية والضغط المباشر على‬ ‫األمنيين العاملين على الحدود بشكل خاص‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإنه من‬ ‫اإلنصاف أن ينظر بعين العطف إلى هذا الموظف األمني خاصة‬ ‫وهو يوجد في موقع يغري بما يغري وقد قاوم هذا اإلغراء ما يجعل‬ ‫أن تراعى فيه ظروفه الخاصة ‪ ،‬إال إذا ثبت العكس‪.‬‬

‫‪ ‬الفوضى تلحق الملك العمومي بجماعة مصمودة بوزان‬ ‫وزان ‪ :‬مراسلة خاصة‬

‫‪10‬‬

‫ولد بتطوان في شهر ماي عام ‪ ،1927‬ينحدر من عائلة نبيهة وعريقة‬ ‫بالمدينة‪ ،‬اشتهرت بالعلم والوجاهة وفعل الخير‪ .‬من أجداده المرموقين‬ ‫الوجيه الحاج محمد الخطيب الذي تولى أمانة مرسى طنجة‪ ،‬ومباشرة القضايا‬ ‫مع السفراء األجانب كنائب عن السلطان في عهد موالي عبد الرحمن‪ ،‬ونجله‬ ‫سيدي محمد‪ ،‬ومن أجداده أيضا الوجيه علي بن الحاج محمد بن الحاج أحمد‬ ‫الخطيب أمين بديوانة طنجة‪ ،‬ومرتيل‪ ،‬والعرائش‪ ،‬والدار البيضاء‪ ،‬والجديدة‪.‬‬ ‫أنهى عبد اللطيف تعليمه بمدارس تطوان بتفوق عال‪ ،‬لينتسب بعد ذلك‬ ‫إلى المعاهد العليا بإسبانيا‪ ،‬ثم أَهّ َله اجتهاده للحصول على منحة من قِبَل‬ ‫وزارة األحباس في الحكومة الخليفية لدراسة الفلك والعلوم الكونية بمدينة‬ ‫طرطوشة ‪ Tortosa‬بمنطقة كاطالونيا ‪ Cataluña‬سنة ‪ .1948‬وبمرصد‬ ‫إيبرو قضى موسما كامال في األبحاث التطبيقية‪.‬‬ ‫قام الشاب عبد اللطيف خالل فترة تحصيله العلمي بدراسة عميقة‬ ‫حول خصوصيات إقليم الشمال المغربي‪ ،‬وإبراز ظواهره من حيث الخصوبة‬ ‫والحرارة واألمطار وتوزيع السكان‪ ...‬ونشرت مجلة األنوار بحثين من بحوثه‪،‬‬ ‫وقدم الطالب أعماله ذات الرسوم البيانية باللغة اإلسبانية إلى المجلس‬ ‫األعلى لألبحاث العلمية بمدريد‪ ،‬لتنال شرف تدوينها في مذكرة المجلس‬ ‫السنوي لعام ‪ 1950‬مع تهنئة الباحث المغربي‪.‬‬ ‫في مطلع استقالل المغرب‪ ،‬وحين تشكلت أول وزارة للخارجية المغربية‪،‬‬ ‫كان عبد اللطيف الخطيب من أوائل المشتغلين في مكاتب أقسامها‬ ‫ومصالحها‪ .‬وفي سنة ‪ 1959‬عُيِّن مكلفا بمهمة في الديوان السياسي‬ ‫للمغفور له جاللة الملك محمد الخامس‪ ،‬ثم قضى أربع سنوات أستاذا محاضرا‬ ‫لألدب اإلسباني بكلية اآلداب بالرباط‪.‬‬ ‫ولما تولى المرحوم جاللة الملك الحسن الثاني العرش‪ ،‬أُعيد عبد اللطيف‬ ‫إلى منصبه السابق بالديوان الملكي‪ ،‬واختير عضوا مرافقا للوفد المغربي‬ ‫خالل جلسات الجمعية العامة لألمم المتحدة‪ .‬وفي عام ‪ 1965‬ارتقى إلى‬ ‫رئاسة الديوان الملكي‪ .‬واستمر في هذا المنصب إلى أن تم تنصيبه في ‪28‬‬ ‫غشت ‪ 1971‬عامال على إقليم تطوان‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ 1973‬سيحظى عبد اللطيف الخطيب بمنصب سفير للمملكة‬ ‫المغربية بإسبانيا‪ ،‬وفي سنة ‪ 1976‬انتقل إلى السفارة المغربية بالبرازيل‪،‬‬ ‫وظل مزاوال أعماله الدبلوماسية بها مدة غير قصيرة‪ .‬كما عمل أيضا سفيرا‬ ‫معتمدا لدى بعض بلدان أمريكا الالتينية لدى البيرو‪ ،‬وبوليفيا‪ ،‬واألوروغواي‪،‬‬ ‫واإلكوادور‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى حظي عبد اللطيف ‪ -‬خالل منتصف الستينيات ‪ -‬بمرافقة‬ ‫الملك الراحل الحسن الثاني أثناء زياراته لبعض أقاليم المملكة‪ُ ،‬‬ ‫وك ِّلف مبعوثا‬ ‫لجاللته إلى عدد من الدول األجنبية‪ ،‬حامال رسائل ملكية‪ .‬ومشاركا في الكثير‬ ‫من المؤتمرات الدولية‪ ...‬يقول عبد اللطيف الخطيب في حوار مع الصحافية‬ ‫اإلسبانية ‪« Conchita Blanco‬إنه بعد انتهاء خطبة العرش من عام‬ ‫‪ ،1968‬وَشَّحَني شخصيا جاللة المرحوم الحسن الثاني بوسام العرش درجة‬ ‫ضابط»‪.‬‬ ‫ومن بين األوسمة التي تَشَرَّفَ بالحصول عليها خارج وطنه‪:‬‬ ‫وسام إمبراطور شاه إيران‪.‬‬ ‫وسام بلدوينُو ‪ Baldiuno‬ملك بلجيكا‪.‬‬ ‫وسام جمال عبد الناصر رئيس جمهورية مصر العربية‪.‬‬ ‫وسام رئيس جمهورية تونس الحبيب بورقيبة‪.‬‬ ‫وسام رئيس جمهورية رومانيا السيد ‪Ceausecu‬‬ ‫وسام رئيس الجمهورية الفدرالية األلمانية ‪Heinrich Lübke‬‬ ‫إضافة إلى ذلك أحرز الخطيب على عدة شهادات تقديرية‪ ،‬ورسائل ثناء‬ ‫عديدة مكافأة له على خدماته الجليلة من أجل إنجاح التعاون السياسي‬ ‫والدبلوماسي المغربي مع بلدان العالم‪.‬‬ ‫تألق اسم األستاذ عبد اللطيف في الكثير من المجاالت الثقافية‪،‬‬ ‫حيث كتب في شتى المواضيع‪ ،‬وترجم العشرات من النصوص اإلبداعية‪،‬‬ ‫والمقاالت األدبية‪ ،‬والفكرية‪ ،‬والعلمية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬والسياسية‪ ،‬والقانونية‪،‬‬ ‫واألبحاث التاريخية والتربوية‪ ،‬واللغوية‪ ..‬ثم نشرها في العديد من الصحف‬ ‫والمجالت المغربية واألجنبية‪ ،‬بلغته العربية السليمة‪ ،‬وبلغتين كان يتقنهما‬ ‫إتقانا دقيقا‪ :‬اإلسبانية والفرنسية‪ ،‬واللتين عن طريقهما نقل الكثير من‬ ‫أعمال كبار المفكرين والمبدعين العالميين‪ ،‬أمثال‪ :‬جوته األلماني‪ ،‬وإبسن‬ ‫النرويجي‪ ،‬وأوسكار وايلد اإليرلندي‪ ،‬وشار بودلير وأندريه جيد الفرنسيين‪،‬‬ ‫وستيفان تزفايك النمساوي‪ ،‬والعباقرة اإلسبان‪ :‬خاسنيتو فينافنتي‪ ،‬وميجيل‬ ‫سرفانطيس‪ ،‬وبيو باروخا‪ ،‬وكاميلو سيال وأزورين‪...‬‬ ‫يقول رفيقه وصديقه األديب المرحوم محمد الصباغ في حذق عبد‬ ‫اللطيف اللغة اإلسبانية‪« :‬عبد اللطيف الخطيب فارس األبجدية بثنائيتها‬ ‫القطحانية والقشتالية‪ ،‬فقد حذق هذه اللغة األجنبية حذقا راسخا عريقا‪ ،‬حتى‬ ‫كشفت له عن حلمة سرها‪ ،‬فالنت منسابة طيعة على قلمه»‪.‬‬ ‫إن اإلنتاج الغزير الذي خلفه عبد اللطيف الخطيب والذي ال تسمح المناسبة‬ ‫بعرضه كامال يدعو الجميع اليوم إلى عدم تركه عرضة لإلهمال والنسيان‪ ،‬بل‬ ‫يجب اإلسراع إلى نفض الغبار عنه‪ ،‬وذلك بإخراجه إلى النور‪ ،‬ودراسته وتحليله‪،‬‬ ‫والقيام بتقييمه وتصنيفه‪ .‬والدعوة موجهة أساسا إلى طالب الجامعات‬ ‫وأساتذتها والباحثين والمهتمين‪ ،‬وذلك بتهييء أطروحات أكاديمية‪ ،‬وإعداد‬ ‫أعمال مونوغرافية عن هذا المثقف الموسوعي الفذ‪ ،‬والمترجم األلمعي‪،‬‬ ‫والصحافي المخلص‪ ،‬والدبلوماسي المقتدر‪ ،‬والوطني الصادق‪ ،‬وعاشق الفن‬ ‫الفاتن‪...‬‬ ‫رحم اهلل األستاذ عبد اللطيف الخطيب‪ ،‬الذي لم يكن يسعى بإنجازاته‬ ‫المتعددة االختصاصات إلى حب الظهور والبحث عن الشهرة‪ ،‬بل كان في‬ ‫حياته بسيطا متواضعا‪ ،‬جادا مستقيما في العمل‪ ،‬حريصا على أن ينفع وطنه‬ ‫في صمت وهدوء‪ ،‬كما نفع أبناءه وخالنه بأخالقه السامية‪ ،‬وطيبوبة سريرته‬ ‫الصافية‪.‬‬

‫الزبير بن األمين‬


‫العدد ‪876‬‬

‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬فرباير ‪2017‬‬

‫‪11‬‬

‫األستاذ محمد بولعيش يفتح قلبه لجريدة «الشمال ‪:»2000‬‬ ‫لممارسة حقك في الكتابة والتعبير بحرية عليك أن تناضل سياسيا (‪)3/2‬‬ ‫يسجل الناقد المتخصص في األدب المغربي الدكتور مصطفى الجوهري‪ ،‬في دراسة علمية أكاديمية أنجزها حول أدب المذكرات في المغرب‪ ،‬أن أهل هذا البلد ال يقبلون على‬ ‫تحرير مذكرات توثق للوقائع واألحداث التي كانوا شهودا عليها خالل مراحل معينة من تاريخ البالد؛ غير أن هناك من ّ‬ ‫يحطم هذا التردد‪ ،‬فينخرط في خوض المغامرة‪.‬‬ ‫ضمن هذه الفئة األخيرة‪ /‬المغامِرة‪ ،‬نجد المترجم واألديب والمربي األستاذ محمد بولعيش‪ ،‬الذي أصدر منذ أسابيع قليلة كتابا يندرج ضمن أدب المذكرات‪ ،‬لتتعزز الخزانة‬ ‫المغربية بهذا العمل الذي اختار له مؤلفه من األسماء «السير على األشواك‪ ..‬شذرات من حياة»‪.‬‬ ‫حول هذا الكتاب المثير وما يرتبط به من أسئلة وقضايا‪ ،‬يدور هذا الحوار الطويل مع مؤلفه ابن مدينة طنجة‪ ،‬والذي ننشر هذا في العدد الجزء الثاني منه‪:‬‬ ‫حاوره في الدار البيضاء‪ :‬عبد اهلل بديع‬ ‫بالقريب‪ .‬هكذا‪ ،‬قرأنا في الكتب كلمات مثل البرابرة والفراعنة والمالحدة والصقالبة وغيرها مثل المناشفة‬ ‫والبالشفة والمغاربة‪ ،‬فرأيت أن كلمة بالعشة أجمل وأسلم وأقوم وأصح لغويا من كلمة «بولعيشيش» أو أوالد‬ ‫أبي العيش (لطولها)‪ ..‬فلست أدري لم التركيز على البالشفة فقط‪ ،‬وكأن هناك قصدا واردا وخفيا من وراء هذا‬ ‫«االتهام»‪ ،‬وكأن يساريتي فكرا وإيديولوجيا هي وراء كل المقاصد حتى اللغوية منها‪ .‬والغريب أيضا هو أن كل‬ ‫من اطلع على هذا المصطلح يملك االنطباع نفسه‪ ،‬وهنا أعلن براءتي من كل قصد سيء (ضاحكا)‪.‬‬

‫هل يفكر األستاذ محمد بولعيش في العودة إلى تسليط الضوء على وقائع معينة لم تنل حظها‬ ‫الكافي في هذا الكتاب السير ذاتي الذي بين أيدينا؟‬ ‫إن ما أريد تحقيقه ال يتعلق بالرغبة أو اإلرادة الذاتية بقدر ما يتعلق بالظرف الموضوعي الذي يسمح أو‬ ‫ال يسمح بتحقيقه؛ مثل‪ :‬العالقة مع عائلة زوجتي‪ ،‬وتجربة النقابة المستقلة للمهن التعليمية‪ ،‬وتجربة جمعية‬ ‫«رابطة أوالد أبي العيش»‪..‬‬ ‫على ذكر (رابطة الشرفاء أوالد أبي العيش)‪ ،‬التي أسسها الشرفاء البالعشة أسوة باألسر المنحدرة من‬ ‫يقف القارئ لهذا الكتاب السير ذاتي عند كثير من اإلشارات إلى رحالت وأسفار إلى خارج المغرب‬ ‫الساللة النبوية‪ ..‬أسألك‪ :‬كيف أنك لم تخصص لهذا اإلطار مساحة معينة في هذه الشذرات‪ ،‬علما أنه كان‬ ‫قادت الكاتب إلى عديد من البلدان العربية واألوروبية واآلسيوية أيضا‪ ..‬أال تفكر في تدوين هذه الرحالت‬ ‫لك حضور ضمنه خالل سنوات سابقة؟‬ ‫وإخراجها في كتاب مستقل؟‬ ‫هذا الموضوع أساسي في تجربتي المعيشة وسط عائلة‬ ‫بصدق‪ ،‬ال أستطيع كتابة هاته الرحالت؛ ألنها ببساطة لم‬ ‫البالعشة األفاضل‪ ،‬وتعود إلى عقود مضت منذ كنت تلميذا‬ ‫تكن رحالت بالمعنى المتعارف عليه كونيا‪ ،‬وإنما كانت أسفارا‬ ‫وطالبا‪ ،‬وفيها من المنعرجات وااللتواءات القدر الكثير‪ .‬وأرى‬ ‫للقيام بمهام نقابية جرى تكليفي بها‪ .‬وألنجز تلك المهام كان‬ ‫أن الوقت الراهن غير مناسب للخوض فيه‪ ،‬كما أوضحت ذلك‬ ‫عليّ حضور الجلسات وتتبع األنشطة‪ ،‬وقليال ما كنت أجد وقتا‬ ‫من قبل‪ ،‬خصوصا أنني كانت لي مسؤولية في المكتب اإلداري‬ ‫كافيا للسياحة‪ .‬كما لم يكن لديّ وقت لكتابة مشاهداتي إال ما‬ ‫للرابطة‪ ،‬وعشت عن كثب التطورات األخيرة التي عرفتها؛ وهو ما‬ ‫علق بالذاكرة‪ ،‬ألنني كنت متبوعا بكتابة التقارير عن كل مهمة‪..‬‬ ‫جعلني أبتعد عنها وأرفض االستمرار في تحمل المسؤولية داخل‬ ‫كان من الممكن أن «أسلت» من حين إلى آخر‪ ،‬فـ«أسيح»‬ ‫أجهزتهاالمسيرة‪.‬‬ ‫وأتمتع بمباهج الحياة في األقطار التي زرتها‪ ،‬وما أكثرها؛ ولكني‬ ‫كيف بدأ عشقك للحرف؟ وما نوعية الكتب التي كنت‬ ‫فضلت القيام بواجبي ومهامي أوال‪ ...‬يضاف إلى هذا أني ال‬ ‫تقبل على قراءتها ومطالعتها؟ وما الفضاءات التي تمثل‬ ‫أستطيع أن أكتب عن رحلة‪ ،‬ألن معظم ما قمت به فيها مرتبط‬ ‫المالذ بالنسبة إليك لممارسة هذا النشاط؟‬ ‫بندوة أو مؤتمر أو استعراض أو تضامن‪ ..‬سيكون األمر إذ ذاك‬ ‫بداية‬ ‫ففي‬ ‫المرحلة؛‬ ‫بطبيعة‬ ‫عالقتي بالكتاب عالقات تتحدد‬ ‫عبارة عن تقرير ال رحلة‪ ،‬وهذا ال أعتقد أنه سيكون محفزا للقارئ‬ ‫للدراسة‪،‬‬ ‫أحتاجها‬ ‫التي‬ ‫الكتب‬ ‫مساري الثقافي والمعرفي‪ ،‬كانت‬ ‫العادي على القراءة والمتابعة‪.‬‬ ‫إذ اقتنيت بعضها من مكتبات المدينة القديمة لطنجة كمراجع‬ ‫أغنت تجربة جريدة «الحوار األكاديمي والجامعي» الحقل‬ ‫في جلسة ملييئة بالدفء والمعرفة مع االأستاذ محمد بولعيش‬ ‫أو كتب موازية‪ ،‬واشترى لي والدي بعضها‪ ،‬واشتريت الباقي مما‬ ‫التربوي والتعليمي لسنوات عديدة‪ ،‬وأفادت أجياال متوالية‬ ‫كنت أوفره من بيع العقارب والحديد‪ .‬وهنا‪ ،‬أذكر أن المكتبة‬ ‫من التالميذ الذين كانوا يجدون في هذا المنبر البغية والمالذ‬ ‫األمريكية كانت مالذا للتالميذ للمراجعة والتثقيف وكذا المركز‬ ‫الثقافي الفرنسي‪ ..‬وكان بعض األساتذة ‪ -‬األجانب خاصة ‪( -‬وأنا دائما في الثانوي) يوفرون لنا مشكورين بعض والمراد من أجل التحصيل والتكوين؛ غير أنه لم يكتب لهذه التجربة االستمرار والحضور في الميدان‬ ‫الكتب حسب االختصاص‪ ..‬وفي هاته الفترة‪ ،‬بدأت إطاللتي المتواضعة على األدبيات الماركسية التي ستتسع التربوي واإلعالمي‪ ..‬فما األسباب الذاتية والموضوعية التي تقف وراء توقف تلك التجربة الناجحة؟‬ ‫فعال‪ ،‬كانت تجربة جريدة «الحوار األكاديمي والجامعي» تجربة جيدة مع الصديق أحمد الطالبي والصديق‬ ‫وأنا طالب بفاس‪ ،‬بالفرنسية والعربية معا‪ .‬وكان الختيار تخصصي وأنا أتسجل بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‬ ‫(أدب عربي) بالغ األثر على تكويني األدبي‪ ،‬يضاف إلى كل ذلك حفظي للقرآن وتأثير األستاذ عبد السالم شقور الناجي وآخرون‪ ..‬كنا نريدها جريدة تربوية ثقافية موجهة إلى تالميذ السلك الثاني من الثانوي (التسمية‬ ‫القديمة)‪ .‬ومن هنا الشق األول من التسمية (أكاديمي) وطلبة الجامعات (من هنا اسم الجامعي)‪ ،‬على أن تساعد‬ ‫على مساري المهني‪ ،‬كما هو واضح في الكتاب‪.‬‬ ‫فعال‪ ،‬من األسماء التي وردت اإلشارة إليها في هذه الشذرات‪ ،‬نذكر األستاذ عبد السالم شقور (ثانوية الجريدة تالميذ الثانوي على التأهل لولوج الجامعة‪ .‬وقد أصدرت الجريدة بضعة كتب وعناوين في تجربتها‪،‬‬ ‫ابن الخطيب)؛ وهو من رجال التربية والتعليم الذين قدّموا الكثير من األعمال والجهود في القطاع‪ ،‬سواء وتوقفت‪ ..‬ال أريد الخوض في األسباب والمسببات؛ ألن الصورة التي احتفظت بها ذاكرتي صورة إيجابية‪،‬‬ ‫ويكفيني هذا‪.‬‬ ‫في الثانوي أو الجامعة‪ ...‬فما الذكريات التي ما زالت راسخة في ذهنك عن هذا الرجل؟‬ ‫اتجهت‪ ،‬منذ مرحلة مبكرة‪ ،‬إلى ترجمة العديد من النصوص المتخصصة في التربية والسينما ونشرها‬ ‫األستاذ عبد السالم شقور جاءنا‪ ،‬بعد تخرجه مباشرة‪ ،‬ليعوض أستاذا آخر لسبب ال أتذكره‪ ،‬فأكمل معنا السنة‬ ‫الدراسية (‪ )69/68‬بثانوية ابن الخطيب‪ .‬كنا – ونحن في قسم الباكالوريا ‪ -‬أول تجربة له في ميدان التدريس‪ ،‬على صفحات بعض المنابر (بيت الحكمة‪ /‬الثقافة الجديدة‪ /‬بيان اليوم)؛ غير أن تلك األعمال ظلت حبيسة‬ ‫كان شابا قريبا من سننا‪ ،‬وكان جديا محبوبا غزير االطالع‪ ..‬شجعني كثيرا‪ ،‬وكنت من بين تالمذته المفضلين‪ ،‬المنابر التي نشرت فيها‪ ..‬أال تفكر‪ ،‬في الوقت الراهن‪ ،‬في جمع تلك الترجمات ونشرها في كتاب مستقل؛‬ ‫حتى يتسنى للقراء االطالع عليها؟‬ ‫وله يعود الفضل في توجهي الدراسي الجامعي كما ذكرت‪.‬‬ ‫بكل صدق‪ ،‬يمثل هذا الموضوع بالنسبة إليّ هاجسا حقيقيا‪،‬‬ ‫ما الغاية من تذييل هذه الشذرات بجملة من التعليقات التي‬ ‫وكانت مشاريع كتب في المسألة النقابية والتجربة السياسية وكثرة‬ ‫كتبها أصدقاء قرؤوا هذه النصوص على صفحات الفيسبوك؟ وما‬ ‫ما كتبته فيهما وكذا العدد الهائل من المقاالت و«الكتابات»‬ ‫األصداء التي وصلتك من لدن القراء «الورقيين»؟‬ ‫الثقافية والترجمات حاضرة دوما في ذهني‪ ،‬كانت أغنى التجارب في‬ ‫كنت – وأنا أصدر الشذرات تباعا – أجمع التعاليق على كل حلقة‬ ‫مجال الترجمة تجربة مجلة «بيت الحكمة» المختصة في الترجمة‬ ‫في ملف بحاسوبي‪ ..‬وعندما أكملت الشذرات وعزمت على ضمها‬ ‫في العلوم اإلنسانية مع الصديق العزيز مصطفى كمال والراحل‬ ‫في كتاب وبدأ اإلعداد لطبعه‪ ،‬ارتأيت أن هاته التعاليق هي جزء من‬ ‫مصطفى المسناوي؛ لكني لم أجد لهاته المشاريع الوقت الكافي‬ ‫الشذرات‪ ،‬ومضامينها مرتبطة أيما ارتباط بما دونته في حلقاته‪،‬‬ ‫والفرص السانحة واإلمكانات إلنجازها وطبعها‪ ..‬تجربة «السير على‬ ‫وأصحابها هم من حفزوني على طبع الكتاب‪ ،‬فلِمَ ال أضمها إليه كما‬ ‫األشواك» أبانت لي صعوبات التأليف ومشاق النشر‪ ،‬ولست مستعدا‬ ‫جاءت دون ترتيب أو تصنيف (ما عدا بعض التصحيحات البسيطة)‪،‬‬ ‫النقابية‬ ‫االجتماعات‬ ‫أحد‬ ‫في‬ ‫حاضرا‬ ‫بولعيش‬ ‫محمد‬ ‫األستاذ‬ ‫حاليا لخوض التجربة نفسها مرة أخرى‪.‬‬ ‫معتبرا ذلك حقا من حقوق القراء المواكبين للنص المنشور؟‬ ‫إلى جانب الترجمة والبحث الفكري‪ ،‬مارست الكتابة اإلبداعية‪،‬‬ ‫بالنسبة إلى األصداء‪ ،‬فأترك شأنها للمهتمين والنقاد‪ .‬أما أنا فقد‬ ‫وتحديدا القصة القصيرة؛ فقد دأبت‪ ،‬منذ مرحلة مبكرة‪ ،‬على نشر نصوص أدبية على صفحات بعض الجرائد‬ ‫بأن‬ ‫أجزم‬ ‫أكاد‬ ‫ذلك‬ ‫مع‬ ‫ولكني‬ ‫محارب؛‬ ‫استراحة‬ ‫تحررت من عبء أثقل كاهلي لمدة ليست بالهينة‪ ،‬واسترحت‬ ‫الوطنية ضمن هذا الجنس األدبي‪ ...‬ألتمس منك أن تعطينا نظرة عن تلك النصوص القصيرة؟‬ ‫الشذرات نالت إعجاب كل من قرأها من أصدقائي على الفايس وهم كثيرون‪.‬‬ ‫بكل صراحة‪ ،‬وبكل تواضع أيضا أقول بأني بعيد جدا عن أن أكون قاصا أو مبدعا كما هو متعارف عليه‬ ‫برزت في أسرة البالعشة كثير من األسماء والشخصيات‪ ،‬سواء في طنجة أو غيرها من الحواضر الشمالية عالميا‪ ،‬بالرغم من أني كتبت (وال أقول أبدعت) بعض القصص القصيرة والتمثيليات الصغيرة أملتها الظروف‬ ‫للمغرب‪ ،‬في السياسة واألدب والفن والتربية‪ ..‬ومن أبرز تلك الشخصيات‪ ،‬التي نستحضرها هنا واآلن‪ ،‬والمناسبات السياسية والوقائع االجتماعية؛ لكنها ال ترقى إلى مستوى اإلبداع القصصي أو المسرحي‪ ،‬وسأكون‬ ‫سمّيك المؤرخ والمربي محمد بولعيش الذي يجمعك به‪ ،‬فضال عن االسم‪ ،‬االهتمام بالترجمة واالشتغال بليدا أو مغرورا لو تجرأت على إصدارها في كتاب‪.‬‬ ‫في ميدان التربية والتدريس وأيضا حب الكتاب والشغف به‪ ...‬فهل من كلمة في حق هذا الرجل ومكانته‬ ‫أسهمت في الكثير من التجارب اإلعالمية والثقافية التي لها األصداء الطيبة واألثر المحمود في‬ ‫وذكرياتك معه؟‬ ‫المشهد الثقافي في بالدنا‪ ،‬إلى جانب أنك خضت عباب العمل السياسي والنضال في صفوف بعض التنظيمات‬ ‫علمه‬ ‫لسعة‬ ‫والثقافية‬ ‫العلمية‬ ‫وحركتها‬ ‫لطنجة‬ ‫كبرى‬ ‫خسارة‬ ‫بولعيش‬ ‫المصباحي‬ ‫محمد‬ ‫سيدي‬ ‫يعدّ الراحل‬ ‫الحزبية والنقابية الوطنية‪ ...‬أال ترى معي أن المكان المالئم واألصلح لألستاذ محمد بولعيش هو الفكر‬ ‫خطوات‬ ‫فيه‬ ‫تتبع‬ ‫الذي‬ ‫التاريخ»‬ ‫عبر‬ ‫«طنجة‬ ‫الشيق‬ ‫كتابه‬ ‫ذلك‬ ‫يبين‬ ‫كما‬ ‫وتاريخها‪،‬‬ ‫بالمنطقة‬ ‫وتشعب معارفه‬ ‫والثقافة‪ ،‬بعيدا عن وجع السياسة ومقالبها غير المتناهية؟‬ ‫ميالد طنجة تاريخيا وجغرافيا‪ .‬وقد جمعتني بالفقيد لحظات غير طويلة لألسف؛ لكنها كانت مفيدة لي جدا‪ ،‬حين‬ ‫أعتقد أن هناك خيوطا رفيعة تربط بين كل هاته المجاالت‪ ،‬أوجزها لك كاآلتي‪ :‬لتفكر وتكتب بشكل جيد‬ ‫كنت أسأله عن مساره «التاريخي» وعن بعض المعطيات الخاصة بتاريخ المدينة ورجاالتها وأسرها العريقة وعن‬ ‫البالعشة (لم يكن هذا المصطلح قد تبلور بعد)‪ ..‬وعندما كنت عضوا بالمكتب اإلداري للرابطة نظمنا له – مع عليك أن توجد ظروفا مالئمة لذلك تتحدد أساسا بوجود الحرية‪ ،‬ولتكون الحرية معممة لتساعد على التفكير‬ ‫األستاذة الرائعة لطيفة بولعيش – حفال تكريميا أسابيع قبل رحيله (لم يحضر الحفل؛ ألنه كان في حالة صحية واإلبداع ينبغي أن تترسخ الديمقراطية‪ ،‬ولكي تتحرر من قيود السيطرة والتسلط وتكتب ما تريد عليك أن‬ ‫حرجة‪ ،‬ونابت عنه أسرته)‪ ،‬في سياق قرار كنا اتخذناه بتكريم رجاالت البالعشة وشخصياتهم (لم يتبعه لألسف توفر لنفسك شروطا مادية تعفيك من مد اليد وذل السؤال‪ ..‬فها أنت ترى بأن عليك أن تناضل سياسيا لبناء‬ ‫أيّ حفل آخر بعده)‪ ..‬وكان الفقيد قد أوصى رحمه ااهلل بأن توهب خزانته الخاصة العامرة إلى أبناء وبنات عمومته الديمقراطية وإقرار دولة الحق والقانون (إذا الممارسة السياسية ضرورية) ولصون كرامتك وحفظ ماء الوجه‬ ‫عليك بالنضال لضمان حياة كريمة (إذا الممارسة النقابية ضرورية أيضا)‪ ،‬كي ال تترك اآلخرين يدافعون عنك‬ ‫بالرابطة‪ .‬وفعال‪ ،‬توصل مكتب الرابطة بعدد وافر من كتبه‪.‬‬ ‫في غيابك لتستفيد؛ ألن ذلك يعد قمة االنتهازية‪ ،‬علما بأن المسألتين الحزبية والنقابية لهما ما لهما وعليهما‬ ‫ما قصة ميالد كلمة «البالعشة»؟ أو بتعبير آخر‪ :‬أال ترى أنها تتقاطع على المستوى الصرفي مع كلمة ما عليهما‪ ،‬والحديث عنهما حديث ذو شجون‪ ..‬إذن‪ ،‬لممارسة حقك في الكتابة والتعبير بحرية عليك أن تناضل‬ ‫أخرى ذات صلة بانتماء إيديولوجي وفكري معين (البالشفة)؟‬ ‫سياسيا‪ ،‬ولضمان حقك في العيش الكريم عليك أن تناضل نقابيا‪ ،‬قد تتوفق أو تفشل؛ لكن «ما ال يدرك كله ال‬ ‫الكلمة لها وزن صرفي جمعي عربي أصيل ومعروف‪ ،‬صادفناه مرارا في الكتابات العربية‪ ،‬منذ أمد ليس يترك جله»‪ ،‬وقدر اإلنسان أن يناضل «من المهد إلى اللحد»‪.‬‬


‫العدد ‪876‬‬

‫ات‪..‬‬

‫شذر‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬فرباير ‪2017‬‬

‫الزاويا الصوفية في المغرب ‪ ...‬الزاوية الصديقية نموذجاً‬ ‫• إعداد ‪ :‬مصطفى بديع السوسي‬

‫ـ الشيخ حمزة رحمه اهلل مربي وداعي إلى اهلل‬ ‫ليــس غريبــا أن يُطلق على المغرب وصف‬ ‫أرض الزوايا‪ ،‬فقــد انتشرت في المدن والمداشر‬ ‫وال��ق��رى‪ ...‬في الجبال كما في الصحراء‪ ،‬وذلك‬ ‫ألسباب كثيرة لعل أبرزها يعود إلى هيمنة الفكر‬ ‫الصوفي في المغرب منذ قرون طويلة‪ ،‬فانتشار‬ ‫التصوف فيه جعل أهله وأعني شيوخه يبنون‬ ‫زواياهم الجتماع المريدين فيها إلقامة حلق الذكر‪،‬‬ ‫والمذاكرة في علوم الطريق‪ ،‬والتفقه أيضا‪ ،‬أحيانا‬ ‫يأذن الشيخ ألحد مريديه إذا رحل مدينة أو قرية‬ ‫أن يؤسس فيها فرعا لزاويته‪ ،‬ويدعو للتصوف‬ ‫منها مع إحياء مجامع الذكر وغيرها‪ .‬فتكون الزاوية‬ ‫مجمعاً صوفيا لطريقة معينة‪ ،‬فكانت بذلك إشعاعاً‬ ‫يغمر باإليمان القوي قلوب المحبين والمريدين‬ ‫والساكنة‪...‬‬ ‫ال��زاوي��ة البود شيشية القادرية‪ :‬زاوي��ة‬ ‫عريقة‪ ،‬مقرها مداغ بالمغرب الشرقي قام شيخها‬ ‫حمزة القادري البودشيشي تغمده اهلل بواسع‬ ‫رحمته بزيادة العالمة الشيخ الحافظ عبد العزيز‬ ‫بن الصديق في زاويته بمدينة طنجة (الزاوية‬ ‫الصديقية) مع مريدية محبي طريقته‪ ،‬وأثنى الشيخ حمزة البودشيشي رحمه اهلل على األسرة الصديقية‬ ‫وعلمائها وتمكنهم الكبير في العلم والتصوف‪ ،‬سيما‪ ،‬وأن شهرتهم ذاعت في كل جهات المغرب‪،‬‬ ‫وخص العالمة اإلمام السيد عبد العزيز بن الصديق بثناء خاص عطر‪ .‬بعد هذه الرحلة الصوفية بأشهر‬ ‫قليلة قام الشيخ حمزة بدعوة اإلمام سيدي عبد العزيز بن الصديق لحضور الحفل الذي تحييه طريقته‬ ‫البودشيشية في مداغ احتفاء بالمولد النبوي الشريف فلبى دعوته‪ ،‬وردله واجب وحق الزيارة األولى‪،‬‬ ‫وارتجل في هذا الحفل خطبة أثنى فيها على فضل التصوف في التهذيب‪ ،‬ومدح الدور الكبير الذي كان‬ ‫يقوم به الشيخ حمزة في زاويته‪ ،‬والمتجلي في تربية الناس تربية صوفية لوجود حلق الذكر في الزاوية‪،‬‬ ‫وتحفيظ القرآن الكريم‪ ،‬وكان لخطبته هذه وقع كبيريين مريدي الطريقة البودشيشية وغيرهم الزال‬ ‫الحديث عنها رائجا في كثير من محافل الطريقة البودشيشية لكونهم رأوافيها شهادة تزكية لهم من‬ ‫شخصيته علمية مرموقة على الصعيد الوطني والعالمي‪ ،‬كما أن استتقبال اإلمام السيد عبد العزيز بن‬ ‫الصديق لمريدي الطريقة البودشيشية في الزاوية الصديقية هو أمر ال يخرج عن دائرة التصوف‪ ،‬فقد‬ ‫عرف عن الزاوية الصديقية منذ أيام نشأة انفتاحها على الطرق الصوفية األخرى‪ ،‬بل كان من المريدين‬ ‫المالزمين لشيخها السيد محمد بن الصديق من هم منتسبون لطرق صوفية أخرى‪ ،‬فالعالقة التي‬ ‫تجمع بين الزاويتين الصديقية والبودشيشية هي نفس العالقة التي تجمع بين كل الزوايا األصيلة‪،‬‬ ‫وهي الدعوة إلى هّ‬ ‫الل تعالى بالحسنى‪ ،‬وإرشاد الناس لطرق البرّ والهداية والرشاد وداللتهم على ربهم‬ ‫هّ‬ ‫وهذا مضمون خطاب العالمة السيد عبد العزيز بن الصديق رحمه الل في زاوية مداغ في اتباع الطريقة‬ ‫البودشيشية‪ ،‬وما سوى هذا يبقى محض افتراء‪.‬‬ ‫الزاوية الحراقية‪ :‬العالم الصوفي الشيخ األكبر سيدي محمد الحراق هو مؤسس الزاوية الحراقية‪،‬‬ ‫وعائلة الحراق من العائالت المغربية المشهورة في العلم والبالغة واألدب والتصوف‪.‬‬ ‫وعائلة الحراق من العائالت المشهورة فالجد األول لهذه العائلة هو العالم الكبير سيدي محمد‬ ‫الحراق الذي كان وزيراً للحضرة اإلسماعيلية وقد القت الزاوية عداء وصدا ومحاربة من بعض العلماء‪،‬‬ ‫كمادبرت مؤامرات ضد الشيخ العالم سيدي محمد الحراق مؤسس الطريقة الحراقية إلبعاده عن‬ ‫منصبه الخطابة واإلمامة في أكبر محنة يصاب بها عالم وصوفي كبير‪.‬‬ ‫محمد الحراق مؤسس الزاوية الحراقية قدم من فاس إلى تطوان بعدما درس بها أعواماً منتدبا‬ ‫من السلطان موالي سليمان ليقوم بالتدريس بالجامع األعظم والخطبة بمسجد العيون إلى جانب‬ ‫اهتمامه بالغناء والموسيقى‪ ،‬وتلحين أشعاره الصوفية في قالب شجي‪ ،‬تضاربت األقوال حول فترة‬ ‫مولده بمدينة شفشاون مسقط رأسه بين عام ‪1188‬هـ أو ‪ 1186‬عند المؤرخ محمد داود‪)1( .‬‬ ‫وبين عام ‪ 1197‬هـ ـ على غير تدقيق ـ عن التهامي الوزاني (‪)2‬‬ ‫وأن وفاته كانت مؤكدة عام ‪1271‬هـ بين التحقيق عند داود أنه توفي عام ‪ 1261‬هـ‪ ،‬واستناداً إلى‬ ‫عدة مراجع ذكرها في مؤلفه‪ ،‬وانتقل صحبة والديه من مسقط رأسه بشفشاون إلى مدينة فاس لتلقي‬ ‫العلوم عام ‪1215‬هـ وعمره آنداك ثماني عشرة سنة لمدة تسع سنوات قبل أن يلتحق بتطوان عام‬ ‫‪ 1224‬هـ كأصغر عالم بها على اإلطالق لم يتجاوز بعد سن السابعة والعشرين من عمره‪.‬‬ ‫وقد تناول العالم والصوفي الزاهد الكاتب‪ ،‬والباحث‪ ،‬والسياسي‪ ،‬والصحفي‪ ،‬والروائي الشيخ سيـدي‬ ‫التهامـي الوزاني رحمه هّ‬ ‫الل حيـاة الشيخ محمد الحراق بتفصيل وإليه المرجع في التعريف بالزاوية‬ ‫الحراقية وبشخوصها اللوامع‪.‬‬ ‫كان الشيخ األكبر سيدي محمد الحراق ناطقة عالية‪ ،‬له وغزل رقيق يصل البعض منه إلى أعلى‬ ‫درجات البالغة التي عرفها ذلك العهد والعصورقبله ال في المغرب بل في العالم العربي‪.‬‬ ‫والشيخ الحراق األكبر هو الشاعر المغربي الذي يمكن للمغاربة أن يعدوه في أول من يعدون من‬ ‫شعرائهم ومفكريهم على الطريقة الصوفية وكل من قرأ ديوان شعره وكان على شيء من معرفة‬ ‫الصناعة يستطيع أن يفرق بين الشعر الذي أنشده في زمان صباه‪ ،‬والشعر الصقيل الرزين الذي ال‬ ‫يقوله إال فحل من فحول اللغة العربية‪ ،‬وبكثير من اإلعجاب بهذه الشخصية العلمية الصوفية الفذة‬ ‫كتب الفقيه الرهوني في عمدة تاريخ تطاوين أكثر من عشر صفحات عن الشيخ سيدي محمد الحراق‬ ‫ملماً بكافة جوانبه العلمية والنقلية والصوفية واألدبية فهوبحر من علم تالطمت منه األمواج كما‬ ‫يقول في نظمه عنه‪ ،‬ورغم ذلك ما قصر الرهوني في اإلستشهاد بمناقبه وما جرى له مع شيخه موالي‬ ‫العربي الدرقاوي‪ ،‬وتحدث عن مجالسه العلمية التي كان يحضر بها فحول العلماء والفقراء‪ ،‬ولخص‬ ‫الفقيه الرهوني بأتم معرفة منهج سيـدي محمـد الحراق الصوفــي‪ ،‬القائـم على عين الحقيقــة‪ ،‬وأتى‬ ‫على الرسائل البيانية التي نشرها تلميذه الفقيه العالقة سيدي الحاج المهدي بن الطالب بن سودة‬ ‫في كتابه «نور اليقين» ثم ذكر نبذة من العلماء الذين ترجموا له أمثال العالمة محمد بن جعفر‬

‫حمزة القادري البودشيشي‬

‫الكتاني الفاسي في «سلوة األنفاس» الذي وصفه‬ ‫بمصباح الظالم‪ ،‬وخجة االسالم‪ ،‬وشيخ الطريقة‪،‬‬ ‫ولسان الحقيقة‪.‬‬ ‫وكانت الطريقة الدرقاوية مضطهدة في‬ ‫تطوان‪ ،‬اليستطيع أحد أن ينتمي إليها‪ ،‬وأن في‬ ‫فهرسة سيدي أحمد بن عجيبة بيانا لما أصاب‬ ‫أصحاب هذه الطريقة من اإلضطهاد‪ ،‬ولما انضم‬ ‫إليها الشيخ الحراق خفّ عنها بعض ما كانت‬ ‫تعانيه‪.‬‬ ‫ولما كان أتباع الحراق ويطلق عليهم الفقراء‬ ‫يلقونه من أذى القاضي الحائك عندما يتواجدون‬ ‫ويهتزون فقد ض��اق بهم الحال في المسجد‬ ‫األعظم وقد أسس سيدي محمد الحراق زاوية‬ ‫رئيسية للقبائل بجبل الحبيب‪ ،‬وأخ��رى بمدينة‬ ‫طنجة مازالت قائمة إلى اآلن بعد التجديد الذي‬ ‫طرأ عليها بعناية حفيده الشيخ سيدي الغالي‬ ‫الحراق‪.‬‬ ‫ولإلشارة فإن «الفقيد» توكورت كان موفور‬ ‫الثراء‪ ،‬ومن هنا جاءت فكرة بناء الزاوية الحراقية‬ ‫ليتجنب األتباع طغيان القاضي الحائك ويستقلون بزاويتهم‪ .‬يقول التهامي الوزاني» كان رحمه اهلل‬ ‫قليل الكتابة ولوال هذه الرسائل التي كان يوجهها لتالميذه في آفاق المغرب لضاعت شخصيته كما‬ ‫ضاعت شخصيات كثير من نوابغ المغرب»‪.‬‬ ‫وما رواه أيضاً التهامي الوزاني عن الشيخ األكبر قوله‪« :‬سمع سيدي محمد الحراق» رضي اهلل عنه‬ ‫المطربين يغنون قصيدة أصبح كشريف أرخى ذيل ازارو فطرب لما طربا عظيما‪ ،‬وتواجد إلى أن كادت‬ ‫العمامة ترتفع عن رأسه مقدار ذراع‪ ،‬فلما كان بعد ثالث بعث وراءهم‪ ،‬وعرض عليهم قصيدته التي‬ ‫هي على وزن‪:‬‬ ‫الصبح كشريف أرخى ذيل ازارو‪ :‬والتي يقول في أولها‪:‬‬ ‫«صاف الحبيب تظفر ببديع أنوارو وتحوز من بهاه إمارا»‪.‬‬ ‫ولعل الكثيرين يجهلون أن السلطان التركي عبد الحميد رقص على قصيدة الشيخ الحراق» وينقل‬ ‫الباحث التهامي الوزاني هذه الحالة عن السلطان التركي عبد الحميد‪« :‬ووجدنا الفقراء يذكرون أن‬ ‫السلطان عبد الحميد العثماني رحمه هّ‬ ‫الل كان إذا أخذ المنشدون يذكرون هذه القصيدة»‪.‬‬ ‫أماطت عن محاسنها الخمارا فغادرت العقول بها حيارى‬ ‫يتواجد ويرقص» وقد كان السلطان عبد الحميد أخذ الطريقة الدرقاوية عن الشيخ ظافر الطرابلسي‬ ‫الذي ولد بطرابلس الغرب عام ‪1312‬هـ ورحل إلى المغرب وقرأ بفاس‪ ،‬ولقى الشيخ موالي العربي بن‬ ‫أحمد الدرقاوي وأخذ عنه‪ ،‬ثم رحل إلى الحجاز وأقام بالمدينة المنورة مدة‪ ،‬ثم توجه إلى اسطامبول‬ ‫واتصل بالسلطان عبد الحميد وأخذ عنه الورد‪.‬‬ ‫الزاوية الريسونية‪ :‬أعالم الزاوية الريسونية‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ سيدي أحمد بن ريسول المدعو الصغير‪ ،‬ولد عام ‪ 1227‬كان له ولع كبير بالموسيقى‪ ،‬وقد‬ ‫أتاه اهلل ملكة في الرباب مع جمال صورة‪ ،‬وفصاحة لسان‪ ،‬وحسن أدب‪ ،‬وتوفي عام ‪1275‬هـ ودفن عند‬ ‫محراب زاوية جده بتطوان‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ سيدي محمد المكي بن ريسول‪ ،‬الفقيه العالمة المولود عام ‪.1215‬‬ ‫‪ 3‬ـ القطب الصوفي والمربي سيدي عبد السالم بن ريسول‪ ،‬بين أحضان والده سيدي علي‪،‬‬ ‫وفي كنف أخيه سيدي المكي نشأ عبد السالم بن ريسون مشبعا منذ صغره بالموسيقى األندلوسية‪،‬‬ ‫وأنغامها التي سحرت لبه‪ ،‬وملكت فؤاده‪ ،‬فجمع بين العالم الصوفي الروحي والعالم الغني الدنيوي‪،‬‬ ‫وكالهما يكمل اآلخر بين دين ودنيا‪.‬‬ ‫والغرو في ذلك فقد تسلح بحفظ القرآن الكريم وحسن تالوته‪ ،‬وإدراكه للعلوم الرائجة من فقه‪،‬‬ ‫ولغة‪ ،‬وأدب‪ ،‬وتاريخ‪ ،‬وطب‪ ،‬ورياضيات‪ ،‬وعلوم الفلك والنجوم‪ ،‬وخبر السيرة النبوية‪ ،‬وعشق الشعر‬ ‫الصوفي‪ ،‬وعاش بين بحوره وأزجاله وموشحاته‪.‬‬ ‫وقد انجذب عالم تطوان وأديبها الشاعر أفيالل إلى مذكراته‪:‬‬ ‫«وقد درست على السيد حركات األفالك السبعة ومقابلتها باألنغام السبعة وأخذت عن السيدعلوما‬ ‫كثيرة في الطب والكيمياء‪ ،‬وكيفية تحليل العناصر واستخراجها من المعادن والنباتات واألزاهير وفوائد‬ ‫جمة في علم التوقيت وأصول التشريع والطب للسيوطي»‪.‬‬ ‫مارس السباحة وركوب الخيل‪ ،‬والمسابقة والرماية‪ ،‬واكتسب ثقافة علمية وفنية‪.‬‬ ‫كان شغوفاً ـ كما قلت ـ بالطب يعطي األدوية للعالج‪ ،‬ويرشد المرضى في كيفية استعمالها‪.‬‬ ‫كان يوم الجمعة من كل أسبوع يوم أشرق نوري للعمل الصوفي بعد صالة العصر حيث يُتلى‬ ‫القرآن الكريم‪ ،‬ويشرع المادحون في األنشاد الصوتي تعقبه قراءة نصاب من «همزية» الشيخ‬ ‫البوصيري‪ ،‬ومقتطفات من «بردته» المشهورة‪.»..‬‬ ‫(يتبع)‬ ‫مراجع ‪:‬‬

‫عبد العزيز بن الصديق‬

‫‪ 1‬ـ محمد داواد «النور البراق» ص‪.7‬‬ ‫‪ 2‬ـ التهامي الوزاني ـ الزاوية ـ ص ‪.155‬‬ ‫‪ 3‬التهامي الوزاني ـ الزاوية ـ ص ‪.156‬‬ ‫‪ 4‬عمدة الراوين ‪ 42‬ص ‪ 157‬مخطوط‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬فرباير ‪2017‬‬

‫العدد ‪876‬‬

‫�أوراق من�سية‬

‫العروي‪« :‬الوطنية كأدلوجة انتهت‬ ‫وما تبقى منها أكثر مخزنية‬ ‫من المخزن القائم»‬

‫‪ 27‬ـ �أحزاب �سيا�سية‪...‬‬ ‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬عبد اهلل العروي‬

‫عاد المفكر المغربي عبد اهلل العروي‬ ‫من خالل حواره مع نفسه في كتابه الجديد‬ ‫«استبانة‪ ،»...‬الذي نشرت مجلة «زمان» لشهر‬ ‫دجنبر‪ ،‬مقتطفات منه إلى مساءلة الحركة‬ ‫الوطنية المغربية‪ ،‬وطرح السؤال حول مفهوم‬ ‫الوطنية‪ ،‬واالستقالل‪ ،‬ليخرج كعادته بأجوبة‬ ‫صادمة لمن ال يقرأ التاريخ بعمق كما يفعل‬ ‫صاحب«التاريخانية»‪.‬‬ ‫يطرح العروي السؤال على نفسه‪ :‬هل‬ ‫حققت الوطنية المغربية أهدافها؟ ليجيب على‬ ‫نفسه‪« :‬عندما كنا طلبة كانت تتجاذبنا ثالثة‬ ‫تيارات‪ :‬التيار األول كان يتساءل عن معنى‬ ‫االستقالل ويجيب على الفور أن المعنى واضح‪.‬‬ ‫االستقالل هو االنعتاق من التبعية والخروج من‬ ‫الحجر‪ .‬ماذا يطلب المحجور عنه؟ يطلب أن يكون‬ ‫حر التصرف بدون مراقبة من أي كان‪ .‬هو إذن‬ ‫نهاية نظام الحماية وهذا الهدف تحقق سنة‬ ‫‪.»1956‬‬ ‫«التيار الثاني كان يقول إن الجميع يتوق‬ ‫إلى االستقالل‪ ،‬لكن ما مضمون هذا االستقالل‬ ‫إذا لم تسبقه إصالحات جوهرية تغير بالكامل‬ ‫النظم االجتماعية‪ .‬وإال عدنا على حالة الفوضى‬ ‫التي كنا نعيش فيها قبل سنة ‪ .1912‬البد إذا‬ ‫من الدخول في مفاوضات مع أعضاء المخزن‬ ‫ومع رجال الحماية بهدف تطبيق اإلصالحات‬ ‫المدرجة في دفتر المطالب بعد مراجعتها‬ ‫وإغنائها‪ .‬ال مفر من وضع برنامج إصالحي‬ ‫محدد يتوج‪ ،‬بعد تطبيقه بنجاح‪ ،‬باإلعالن عن‬ ‫االستقالل»‪.‬‬ ‫«التيار الثالث كان يدعي أن االستقالل ال‬ ‫يعني شيئا في عالم اليوم‪ ،‬كلمة جوفاء ترمي‬ ‫فقط على تقوية مصالح الطبقة المسيطرة‬ ‫المتضايقة من منافسة األجانب والتي تود‬ ‫أن تستحوذ على كل خيرات البالد‪ .‬المعركة‬

‫ليست إذن بين المسلمين واألوروبيين وال بين‬ ‫المغاربة من جهة والمستوطنين من جهة‪،‬‬ ‫بقدر ما هي بين طبقة مالكة مستغلة مقهورة‬ ‫ومحرومة من مقومات الحياة‪ .‬وهذه هي أيضا‬ ‫حالة الدول المستعمرة‪ .‬االستعمار يغني فئة‬ ‫ضئيلة وال يفيد األغلبية الكبرى من سكان البلد‬ ‫المستعمر»‪.‬‬ ‫«االستقالل الحقيقي‪ ،‬ال الصوري‪ ،‬يعني‬ ‫إذان بالدرجة األولى تحرير الفرد المغربي‬ ‫من القهر‪ ،‬من استبداد حكام المخزن ومن‬ ‫االستغالل الطبقي‪ ،‬أكان من طرف المغاربة أو‬ ‫الفرنسيين‪ ،‬ومعروف أن األول أقسى وأفظع من‬ ‫الثاني‪ .‬عندما تتحرر الطبقة المستغلة‪ ،‬سيما‬ ‫الطبقة الشغيلة الصناعية‪ ،‬في كل البلدان‬ ‫ويتحرر الفرد وتقوم الديمقراطية الصحيحة‬ ‫أي الشعبية في جميع األقطار‪ ،‬عندها يصبح‬ ‫استقالل كل جماعة قومية بتدبير شؤونها‬ ‫أمرا بديهيا سهل التطبيق‪ ،‬إذ يعني االستقالل‬ ‫الذاتي لكل جماعة لها خصائص تاريخية من‬ ‫لغة وأدب وطقوس دينية‪ ،‬بما أن لفظ استقالل‬ ‫يحمل معاني شتى يمكن القول أن الحركة‬ ‫الوطنية المغربية حققت هدفها األساس بفسخ‬ ‫عقد الحماية ولم تحققه‪ ،‬إذ الفرد المغربي ال‬ ‫يزال يعاني من اآلم الفقر والجهل والمرض‬ ‫بمجرد اإلعالن عن هذا االستقالل»‪.‬‬ ‫ويعود العروي ليساءل نفسه «هل كان‬ ‫على الحركة الوطنية أن تنحل بمجرد ما أعلن‬ ‫عن استقالل البالد؟» ليجيب بالقول‪« :‬هذا ما‬ ‫حدث بالفعل‪ ،‬وذلك بتبني برنامج إصالحي‬ ‫عام جعل من االستقالل مفهوما أجوف‪ .‬كما‬ ‫لو قيل للناس هذا االستقالل ال يتحقق إال‬ ‫بتحقيق أهدافه‪ .‬كان التعارض صارخا مع ما‬ ‫كان يروج أيام الحماية‪ .‬ثم هذا البرنامج قدم‬ ‫كبرنامج األمة جمعاء في حين أن شرائح كثيرة‬

‫من المجتمع ال توافق عليه ودخلت إلى حلبة‬ ‫الصراع السياسي بمجرد أن أعلن عن استقالل‬ ‫البالد‪ .‬أصبحت الحركة الوطنية عمليا حزبا بين‬ ‫أحزاب كثيرة‪ ،‬موجودة أو مبرمجة‪ ،‬لم يكن من‬ ‫الضروري أن يقال على رؤوس‪ :‬اآلن نختفي‬ ‫كحركة وننبعث كحزب‪ ،‬رغم أن بعض األتباع‬ ‫طالب فعال بذلك»‪.‬‬ ‫ويتساءل العروي مجددا‪« :‬ماذا تعني‬ ‫الوطنية في الوضع الجديد؟»‪ ،‬ويرد على نفسه‪:‬‬ ‫«هذا السؤال هو الذي دعاني إلى دراسة‬ ‫أصول الوطنية المغربية بهدف استشراف‬ ‫مستقبلها‪ ،‬والنتيجة التي انتهيت إليها هي‬ ‫أنها كأدلوجة‪ :‬كتعبير بالمفاهيم واأللفاظ‪،‬‬ ‫ال تعدو أن تكون استحضارا وتنميطا لمسار‬ ‫تاريخي متميز»‪.‬‬ ‫«التاريخ الوطني هو ما روي على مر العصور‬ ‫مبسطا مقوما ورسخ في الوجدان‪ ،‬ال تاريخ‬ ‫الباحثين النقاد‪ .‬هو بالضبط ما سماه البعض‬ ‫األسطورة الذهبية والذي عبرت عنه أنا بلفظ‬ ‫مخزن‪ .‬وبما أن هناك وجها آخر للمخزن‪ ،‬الوجه‬ ‫الظاهر الواعي بذاته‪ ،‬فال بد من أن يتصارع‬ ‫هذا مع األول‪ ،‬المخزن الضمني المنحل في‬ ‫ذاته‪ .‬بعبارة أخرى أن الوطنية الواعية بجذورها‬ ‫ومكوناتها التاريخية التي يمتزج فيها المكشوف‬ ‫والمستور‪ ،‬الواقعي والوهمي‪ ،‬قد تكون أكثر‬ ‫مخزنية من المخزن القائم وتروم تصحيحه‬ ‫وتقويمه»‪.‬‬ ‫وينهي العروي تساؤله بالجواب التالي‪:‬‬ ‫«للوطنية دور في المستقبل كوصية على‬ ‫الماضي متعهد بإيصاله على طالئع المستقبل‪.‬‬ ‫تمثلها بالضرورة أقلية تدعي لنفسها في كل‬ ‫حال الجدارة واألهلية ألن هذا كان طابعها‬ ‫قبل وبعد الحماية‪ .‬من هنا نزعتها إلى تقويم‬ ‫الحادث»‪.‬‬

‫ماذا يجري بالمديرية اإلقليمية للفالحة‬ ‫والصيد البحري بوزان ؟‬

‫وزان ‪ :‬مراسلة خاصة‬

‫في أي خانة إدارية يمكن تصنيف سلسلة‬ ‫اإلعفاءات التي لحقت ‪ ‬رأس المديرية اإلقليمية‬ ‫للفالحة والصيد البحري بوزان منذ إحداثها في‬ ‫سنة ‪ 2012‬؟ ‪ ‬هل يمكن إرجاع ذلك إلى الحزم‬ ‫اإلداري والقانوني للوزارة الوصية في تعاطيها‬ ‫مع تدبير مصالحها المركزية والخارجية؟ أم‬ ‫تحكم لغز عجزت األطر العاملة بإدارة هذا‬ ‫المرفق العمومي ‪ ،‬وكذا مرتفقاته ومرتفقيه فك‬ ‫طالسيمه ؟ ‪ ‬‬ ‫مصادر موثوقة كشفت للجريدة بأن‬ ‫المديرية اإلقليمية للفالحة والصيد البحري‬ ‫بوزان وفي فترة زمنية ال تتجاوز ‪ 5‬سنوات ‪،‬‬ ‫تداول قسريا على رأسها ‪ 4‬مدراء إقليميين‪.‬‬ ‫وأضافت نفس المصادر بأن مغادرة ثالثة‬ ‫منهم ( الرابع حديث العهد بالتكليف ) لم تأت‬ ‫نتيجة المشاركة في الحركة االنتقالية العادية‪،‬‬ ‫بل ‪ ‬جاءت نتيجة إعفائهم من المسؤولية من‬ ‫طرف الوزارة الوصية ‪.‬‬ ‫سلسلة اإلعفاءات هذه التي لم يتسرب‬ ‫منها إلى الرأي العام قيد أنملة من التفاصيل ‪،‬‬ ‫وكأن األمر يتعلق بسر من أسرار الدولة ‪ ،‬خلقت‬ ‫( اإلعفاءات ) ارتيابا في صفوف غالبية األطر‬ ‫الشابة العاملة بالمديرية ‪ ،‬ومناخا غير محفز‬

‫لها وهي التي تكد ليل نهار من أجل التنزيل‬ ‫العقالني والشفاف للمخطط األخضر في إقليم‬ ‫تشكل الفالحة رافعة أساسية في دورة عجلته‬ ‫االقتصادية ‪.‬‬ ‫وفي سياق الحديث عن قطاع الفالحة‬ ‫بإقليم وزان ‪ ،‬فقد أسر للجريدة بعض الفالحين‬ ‫بأن اختالالت كثيرة يعرفها مشروع غرس‬ ‫أشجار الزيتون الذي يراهن مخطط المغرب‬ ‫األخضر على توسيع مساحتها باإلقليم ‪ ،‬وتجويد‬ ‫منتوجها من الزيتون والزيت‪ ، .‬وأضافوا بأن‬

‫العملية لم تأت كلها مطابقة لما هو متعاقد‬ ‫عليه ومدون في كناش التحمالت ‪ .‬ويقدم هؤالء‬ ‫كأمثلة على ذلك التساهل المريب مع ‪ « ‬حيثان‬ ‫كبيرة» تنشط بالقطاع ‪ ،‬تغاضت عن سقي‬ ‫مساحات شاسعة بالشتالت المغروسة ‪ ،‬وذلك‬ ‫منذ اليوم األول الذي تم فيه الشروع في تنزيل‬ ‫مشاريع المخطط األخضر باإلقليم ‪ .‬والنتيجة‬ ‫يحصرها العارفون بهذا الملف في تبديد المال‬ ‫العام ‪ ،‬وتعطيل تحقيق األهداف اإلستراتيجية‬ ‫لمخطط المغرب األخضر ‪ .‬‬

‫نشاط قافلة العلوم بوازان‬

‫في إطار الجولة التي تقوم بها‬ ‫قافلة العلوم عبر العديد من المؤسسات‬ ‫التعليمية‪ ،‬والتي تنظمها المديريــــة‬ ‫اإلقليميةلوزارةالتربيةالوطنيةوالتكوين‬ ‫المهني بوزان بشراكة مع المعهد الثقافي‬ ‫الفرنسي بتطوان‪ ،‬تحت شعار « كل اليد‬ ‫في العجين» ‪Tous la Main à la pâte‬‬ ‫بداية شهر يناير ‪ 2017‬وستستمر إلى‬ ‫غاية متم شهر أبريل ‪ ، 2017‬ستحل‬ ‫هذه القافلة بمدينة وزان‪ ،‬ومن ضمن‬ ‫برامجه تننظيم معرض علمي متنقل‬ ‫بين مؤسسات التعليم الثانوي ‪ ‬اإلعدادي‬ ‫والتأهيلي‪ ‬حول موضوع ‪« :‬المناخ يتغير ونحن؟»‬ ‫وذلك خالل الفترة الممتدة بين منتصف شهر‬ ‫فبراير وبداية أبريل ‪.2017‬‬ ‫ويشارك في تأطير وتنشيط هذا المعرض‬

‫‪13‬‬

‫إلى جانب أستـاذة علوم الحيــاة واألرض‬ ‫بالمؤسسات التعليمية المستقبلة للمعرض‪،‬‬ ‫أعضاء ‪ ‬الفرع اإلقليمي لجمعية مدرسي علوم‬ ‫الحياة واألرض وأعضاء عن جمعيـة مغــرب‬ ‫أصدقاء البيئة‪.‬‬

‫المعرض أعد من طرف خبراء في‬ ‫مجال األرصاد الجوية بفرنسا بشراكة‬ ‫مع جامعة (بواتيي)‪ ‬بفرنسا وجمعية‬ ‫(وولد طوش)‪ .‬مخصص باإلضافــة‬ ‫إلىالمؤسسات التعليميــة ‪ ‬سيستفيد‬ ‫منهــا عمــوم المواطنيــن من أجل‬ ‫إطالعهم ‪ ‬وتحسيسهم باألثار السلبية‬ ‫للتغيراتالمناخية‪.‬‬ ‫‪ 20‬لوحة علمية يتوفر عليها‬ ‫المعرض بمضامين مرتبطة ببعض‬ ‫الظواهر الناتجة عن التغيرات المناخية؛‬ ‫كاالحتباس الحراري وأثار ارتفاع حرارة األرض‬ ‫ودوبان الجليد وآثاره على المحيطات والغازات‬ ‫الدفيئة وغيرها من المواضيع المرتبطة بالمناخ‬ ‫وآثار تغيراته على البيئة واإلنسان‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫ال ديمقراطية بدون أحزاب سياسية‬ ‫في هذه الحلقة سنتحدث عن المليشيات ودورها داخل األحزاب‪،‬‬ ‫وهل األحزاب كلها تتوفر على مليشيا‪ ،‬علما بأنه لم يتسن لحزب‬ ‫سياسي عبر العصور أن يتألف كليا على أساس المليشيا فقط‪،‬‬ ‫فبجانب مليشيا (الصاعقة) نجد مثال خاليا مشاريع‪ ،‬وشعب من‬ ‫النموذج الكالسيكي‪ ،‬ونجد هذا أيضا في الحزب الفاشي اإليطالي‪،‬‬ ‫وحتى في زمن الحروب والغزوات وما يسمى ب (السكوادريسم‬ ‫‪ )sguadrisme‬وخاصة في حزب جمهورية وايمار‪ ،‬حيث لم تلعب‬ ‫مليشيات الحزب الشيوعي إال دور حماية‪ ،‬ومن جهة ثانية اضطرت‬ ‫كل األحزاب تقريبا إلى تشكيل مليشيات مختلفة‪ ،‬عندما كانت‬ ‫تريد من ورائها حفظ النظام خالل اجتماعاتها‪ ،‬وحماية الخطباء‬ ‫والمؤيدين‪ ،‬وكانت تعتبر المليشيات عنصر ركيزة‪ ،‬بل وأساسي في‬ ‫بعض األحزاب‪ ،‬وهنا نسوق مثال لبنان وفلسطين اللذيت تعتمد‬ ‫جل أحزابهما على نظام مليشيات‪ ،‬من بينها حزب اهلل‪ ،‬وحركة‬ ‫أمل الشيعية وتنظيم التاسع من آدار‪ ،‬وحركة حماس‪ ،‬وعز الدين‬ ‫القصام‪ ،‬وحركة فتح الجناح العسكري لمنظمة التحرير الفلسطينية‬ ‫وغيرها‪....‬‬ ‫وتشكل هذه المليشيات ركيزة أساسية لبعض األحزاب في‬ ‫الحفاظ على وجودها‪ ،‬فيما كانت في بعض األحزاب األخرى تلعب‬ ‫دورا ثانويا‪ ،‬بل وفي بعض األحيان كان أداؤها متواضعا‪ ،‬وكان‬ ‫من النادر أن يركز حزب ما وبصورة مطلقة على عنصر واحد من‬ ‫العناصر األربعة األساسية (اللجان‪ ،‬الشعبة‪ ،‬الخلية‪ ،‬المليشيا)‬ ‫باستثناء أحزاب القرن التاسع عشر القديمة التي كانت ترتكز‬ ‫على اللجان‪ ،‬وفي األحزاب المؤلفة من (الشعب) نجد العموم فيها‬ ‫مراسلين فرديين في البلديات التي لم يكن فيها بعد (الشعب)‬ ‫مرتبطة بلجنة القضاء‪ ،‬وهؤالء يشبهون تماما العمالء االنتخابيين‬ ‫لألحزاب المؤسسة على اللجان‪.‬‬ ‫كان الحزب االشتراكي المسيحي سنة ‪ 1948‬مؤلفا من ‪677‬‬ ‫شعبة محلية و ‪ 1848‬مندوبا في المحالت الخالية من (الشعب)‪،‬‬ ‫واألحزاب القائمة على (الخلية) تتبنى بالضرورة الخاليا المحلية‬ ‫التي تشبه كثيرا (الشعب) وذلك لتجميع المنتسبين إليها الذين‬ ‫ال يمكن جمعهم في إطار المشروع‪ .‬وكذلك يمكن للحزب القائم‬ ‫على المليشيا أن يضم أيضا شبكة من (الشعب) و (الخاليا) من دون‬ ‫أن يفقد أصالته‪ .‬والتميز بين األحزاب ذات القاعدة اللجانية وبين‬ ‫األحزاب ذات القاعدة الشعبية‪ ،‬واألحزاب ذات القاعدة الخاليوية‬ ‫واألحزاب ذات القاعدية الميليشية‪ ،‬يقوم على عنصر التكوين‬ ‫األساسي من دون التطلع إلى وحدانيته‪ ،‬وليس من الضروري أن‬ ‫يكون هذا العنصر محتويا على الغالبية العددية ألعضاء الحزب‪،‬‬ ‫فخاليا المشاريع في الحزب الشيوعي الفرنسي أقل عددا بكثير في‬ ‫الخاليا اإلقليمية‪ ،‬وفي الحزب الوطني االشتراكي األلماني يبدو أن‬ ‫نظام (شعب الصاعقة) لم تتجاوز عدد أعضائها في الحزب‪ ،‬ذلك أنه‬ ‫في سنة ‪ 1922‬لم يبلغ عدد (شعب القتال) سوى ‪6‬آالف عضو من‬ ‫أصل ‪ 15‬ألف منتسب‪ ،‬ليصل هذا العدد سنة ‪ 1932‬إلى ‪ 350‬ألف‬ ‫عضو من أصل مليون و‪ 200‬ألف منتسب‪.‬‬ ‫وبالرغم من كل هذا تبقى خلية المشروع‪ ،‬الركيزة األساسية‬ ‫للحزب الشيوعي‪ ،‬كما أن المليشيا تبقى ركيزة الحزب النازي‪ ،‬وكل‬ ‫منهما يعطي للحزب اتجاهه العام‪ ،‬وتكتيكه وأصالته‪ ،‬وشكله‪.‬‬ ‫وكما أن الخلية هي اختراع شيوعي‪ ،‬فالمليشيا من إنتاج‬ ‫نازي‪ ،‬ألنها تنطبق على عقيدة‪ ،‬وهي خليط تؤكد سيطرة النخبة‪،‬‬ ‫واألقلية الفاعلة‪ ،‬مع ضرورة اعتماد العنف الذي يمكن من السيطرة‬ ‫واالحتفاظ بالحكم‪ .‬فالمليشيا تنظم هذه األقليات‪ ،‬وتعطي وسائل‬ ‫العمل العنيف‪ ،‬ومن هذا المنطلق تفسر المليشيا بالتركيب‬ ‫االجتماعي للفاشية‪ ،‬وهي أداة للبرجوازية والطبقات الوسطى‪،‬‬ ‫وجدت لتمنع تسلط الطبقة الشعبية‪ ،‬بمقاومة قوة الجماهير بقوة‬ ‫السالح‪ ،‬وهي أيضا تتعلق بالظرف التاريخي للنازية‪ ،‬في وسط‬ ‫الفوضى واالضطرابات التي عرفتها إيطاليا سنة ‪ ،1920‬حيث‬ ‫أقرت الكتائب نظاما صارما‪ ،‬وكان حاسما وواضحا لتعويض تقصير‬ ‫الحكومة‪ ،‬كذلك انتزعت شعب القتال من الجماهير الشيوعية‬ ‫واالشتراكية للسيطرة على الشارع‪ ،‬وفي الوقت نفسه أحيت األمل‬ ‫بجيش أعيد تكوينه في ألمانيا حيث كانت مغلوبة في ذلك الوقت‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬فرباير ‪2017‬‬

‫العدد ‪876‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫حق المسلم على المسلم خمس‬

‫يقول رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪« :‬حق المسلم على المسلم خمس ‪ -‬أي خمس خصال ‪ :-‬رد السالم‬ ‫وعيادة المريض وإتباع الجنازة وإجابة الدعوة وتشميت العاطس»‪ ،‬المراد من هذه الحقوق والغرض منها‬ ‫استجالب المودة ودفع النفرة وتآلف القلوب بين المسلمين‪.‬‬ ‫رد السالم‪ :‬السالم بين المسلمين داعية المحبة وآية اإلخاء واأللفة‪ ،‬ويدل لذلك ما في الصحيح من قوله‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم ‪« :‬والذي نفسي بيده ال تدخلون الجنة حتى تومنوا وال تومنوا حتى تحابوا‪ ،‬أفال أدلكم‬ ‫على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السالم بينكم»‪ ،‬يقول رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ « :‬ثالث يصفين‬ ‫لك ود أخيك‪ :‬تسلم عليه إذا لقيته‪ ،‬وتوسع له في المجالس‪ ،‬وتدعوه بأحب أسمائه إليه‪ ،‬وقد أمر به القرءان‬ ‫في عدة مواضع وبين أنه تحية من عند اهلل مباركة طيبة‪«َ ،‬ف ِ�إ َذا َد َخ ْل ُتم ُبي ً‬ ‫ُوتا َف�سَ ِّلمُوا َع َلى �أَ ُنف ِ�س ُكمْ حَ ِتي ًَّة م ِّْن ِع ِند‬ ‫اللهَّ ِ ُمبَار َ​َك ًة َط ِّيب ًَة»‪ ،‬وكان تحية إبراهيم وضيفه المكرمين « ِ�إ ْذ َد َخ ُلوا َع َلي ِْه َف َق ُالوا �سَ لاَ مًا َق َال �سَ لاَ ٌم»‪ ،‬وهو شعار أهل‬ ‫َتي َُّت ُهمْ ِفي َها �سَ لاَ ٌم»‪ ،‬إن البداءة بالسالم سنة والرد واجب‪ ،‬فإن كان المسلم جماعة فهو سنة كفاية في‬ ‫الجنة‪« :‬و حَ ِ‬ ‫حقهم إذا سلم واحد منهم حصلت سنة السالم في حق جميعهم‪ ،‬فإن كان المسلم عليه واحدا تعين عليه الرد‬ ‫وإن كانوا جماعة كان الرد واجب كفاية في حقهم فإذا رد واحد منهم سقط الحرج عن الباقين‪ ،‬لقوله عليه‬ ‫السالم إذا مر القوم فسلم أحدهم أجزا عنهم و إذا رد أحدهم كفى‪ ،‬وإذا دخل اإلنسان بيتا ليس فيه أحد فليقل‬ ‫السالم علينا وعلى عباد اهلل الصالحين‪ ،‬فإن المالئكة ترد عليه السالم كما ورد‪ ،‬فإذا تكلم شخص قبل السالم‬ ‫فال يجاب لقوله عليه السالم من بدأ بالكالم قبل السالم فال تجيبوه‪ ،‬ويسلم المومن على الجماعة حين يدخل‬ ‫عليهم وحين يريد مفارقتهم لقوله عليه السالم‪ :‬إذا انتهى أحدكم إلى مجلس فليسلم فإن بدا له أن يجلس‬ ‫فليجلس‪ ،‬ثم إذا قام فليسلم فليست األولى بأحق من اآلخرة‪ ،‬زاد في رواية‪ :‬ومن سلم على قوم حين يقوم‬ ‫عنهم كان شريكهم فيما خاضوا من الخير بعده‪ ،‬يقول رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ « :‬من قال السالم‬ ‫عليكم كتبت له عشر حسنات‪ ،‬ومن قال السالم عليكم ورحمة اهلل كتبت له عشرون حسنة‪ ،‬ومن قال السالم‬ ‫عليكم ورحمة اهلل وبركاته كتبت له ثالثون حسنة»‪ ،‬وأخرج أبو داوود والترمذي عن عمران بن حصير قال ‪« :‬جاء‬ ‫رجل إلى النبي صلى اهلل عليه وسلم فقال السالم عليكم فرد عليه ثم جلس فقال عليه السالم عشر‪ ،‬ثم جاء‬ ‫آخر فقال‪ :‬السالم عليكم ورحمة اهلل فرد عليه ثم جلس فقال عشرون‪ ،‬ثم جاء آخر فقال السالم عليكم ورحمة‬ ‫اهلل وبركاته فرد عليه ثم جلس فقال ثالثون»‪ ،‬زاد أبو داوود‪ « :‬ثم أتى ءاخر فقال السالم عليكم ورحمة اهلل‬ ‫وبركاته ومغفرته فقال أربعون ثم قال هكذا تكون الفضائل»‪ ،‬وقال عليه السالم‪ « :‬إن أولى الناس باهلل من‬ ‫بدأهم بالسالم» وقال‪« :‬إذا مر الرجل بالقوم فسلم عليهم فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة ألنه ذكرهم‬ ‫السالم‪ ،‬وإن لم يردوا عليه رد عليه مأل خير منهم وأطيب»‪ ،‬أو قال وأفضل‪ ،‬وعن ابن عباس قال‪« :‬السالم إسم‬ ‫من أسماء اهلل عظيم جعله ذمة أي أمانا بين خلقه فإذا سلم المسلم على المسلم فقد حرم عليه أن يذكره إال‬ ‫بخير»‪ ،‬عيادة أي زيارة المريض كيفما كان ولو وضيعا أو عبدا‪ ،‬والمعرفة واإلسالم كافيان في إثبات هذا الحق‬ ‫ونيل فضله‪ ،‬فإذا عدم أحدهما سقط حق العيادة‪ ،‬ومن آداب العيادة أن ال يطيل الجلوس عند المريض ألنه‬ ‫قد يحتاج لضرورة أو استعمال دواء أو نحو ذلك‪ ،‬ففي الحديث « من تمام العيادة خفة القيام من عند المريض‬ ‫وأن يقلل السؤال‪ ،‬ويظهر الرقة ويخلص الدعاء‪ ،‬وأن يوسع للمريض في األجل‪ ،‬وأن يشير عليه بالصبر لما فيه‬ ‫من جزيل األجر‪ ،‬ويحذره من الجزع لما فيه من الوزر»‪ ،‬وفي الصحيح كان صلى اهلل عليه وسلم إذا دخل على‬ ‫مريض يدنو منه ويجلس عند رأسه ويسأله عن حاله ويقول‪« :‬ال بأس عليك طهور إن شاء اهلل»‪ ،‬وقد يضع يده‬ ‫على المكان الذي يألم ثم يقول‪ « :‬بسم اهلل أرقيك من كل شيء يؤذيك‪ ،‬اهلل يشفيك»‪ ،‬وفي البخاري عن عائشة‬ ‫قالت‪ :‬كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم إذا أتى مريضا أو أتي به قال‪« :‬أذهب البأس رب الناس‪ ،‬أشف أنت‬ ‫الشافي ال شفاء إال شفاؤك‪ ،‬شفاء ال يغادر سقما»‪ ،‬وروى أبو داوود والترمذي عن ابن عباس مرفوعا‪« :‬من دخل‬ ‫على مريض لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرات أسأل اهلل العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إال عافاه اهلل‬ ‫من ذلك المرض»‪ ،‬وقد جاء في فضل عيادة المريض أحاديث كثيرة منها قوله عليه السالم‪ « :‬من عاد مريضا‬ ‫ناداه مناد من السماء طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزال»‪ ،‬وقوله‪« :‬من توضأ فأحسن الوضوء وعاد‬ ‫أخاه المسلم محتسبا بوعد من جهنم سبعين خريفا»‪ ،‬قيل لراويه أنس ما الخريف؟ قال العام‪ ،‬وقوله‪ « :‬ما من‬ ‫مسلم يعود مسلما غدوة إال صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي وإن عاده عشية صلى عليه سبعون ألف‬ ‫ملك حتى يصبح‪ ،‬وكان له خريف في الجنة»‪ ،‬وينبغي لمن عاد مريضا أن يطلب منه الدعاء لما رواه ابن ماجة‬ ‫«إذا دخلت على مريض فمره يدعو لك فإن دعاءه كدعاء المالئكة»‪ ،‬وروى الطبراني مرفوعا‪« :‬عودوا المرضى‬ ‫ومروهم فليدعو لكم فإن دعوة المريض مستجابة وذنبه مغفور»‪ ،‬وأما آداب المريض فمنها الصبر على ما‬ ‫ابتاله به ربه‪ ،‬ففي الحديث ‪ « :‬من ابتلى فصبر وأعطى فشكر وظلم فغفر ثم سكت‪ ،‬فقالوا ماله يا رسول اهلل؟‬ ‫قال أولئك لهم األمن وهم مهتدون»‪ ،‬ومنها قلة الشكوى على جهة الضجر والجزع لعواده‪ ،‬ففي الحديث‪« :‬إذا‬ ‫مرض العبد بعث اهلل له ملكين فيقول انظرا ماذا يقول عبده لعواده‪ ،‬وهو أعلم فإن هو إذ جاءوه حمد اهلل تعالى‬ ‫وأثنى عليه رفعا ذلك إلى اهلل وهو أعلم‪ ،‬فيقول لعبده على أن توفيته أن أدخله الجنة‪ ،‬وإن أنا شفيته أن أبدله‬ ‫لحما خيرا من لحمه ودما خيرا من دمه‪ ،‬وأن أكفر عنه سيئاته ومنها قلة الضجر»‪ ،‬أي القلق مهما استطاع وأما‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫األنين فقد ورد أن أنين المريض تسبيح‪ ،‬ومنها الفزع إلى الدعاء بأن يحسن اهلل عاقبته ويدفع عنه الثقل‪ ،‬ومنها‬ ‫التوكل بعد استعمال الدواء على خالق الداء والدواء‪ ،‬ألن استعمال الدواء ال يقدح في التوكل فيجب على كل‬ ‫مسلم أن يعتقد أن ال طبيب وال شافي وال مصحح على اإلطالق إال اهلل وحده خلق الداء والدواء‪ ،‬فيتوكل عليه‬ ‫وينقطع إليه ويعتصم به ويلجأ في مرضه وصحته إليه ثقة به‪ ،‬فإن اهلل تعالى قد علم أيام المرض وأيام الصحة‬ ‫فلو حرص الخلق على تقليل ذلك أو زيادته لما قدروا‪ ،‬قال تعالى‪« :‬مَا �أَ�صَ َ‬ ‫ْ�ض و اَ​َل يِف �أَ ُنف ِ�س ُكمْ ِ�إ اَّل‬ ‫اب ِمن م ُِّ�صيب ٍَة يِف َْ أ‬ ‫الر ِ‬ ‫يِف ِك َت ٍاب مِّن َقب ِْل �أَن َّنبرْ َ �أَ َها»‪ ،‬ثم يتناول الدواء ويستعمله كما يستعمل جميع األسباب بمجرد األمر‪ ،‬فإن اهلل إن‬ ‫أوصله إلى الدواء برأ وإن حجبه بمانع يمنعه وقدر موته لم ينفعه‪ ،‬لكنه مأجور على ما أمر به على لسان رسوله‪،‬‬ ‫روى الترمذي عن أسامة بن شريك قال‪ ،‬قالت األعراب يا رسول اهلل أال نتداوى؟قال نعم يا عباد اهلل تداووا فإن‬ ‫اهلل لم يضع داء إال وضع له دواء‪ ،‬إال داء واحدا‪ ،‬قالوا وما هو؟ قال الهرم»‪ ،‬وفي مسلم مرفوعا‪ « :‬إن لكل داء دواء‬ ‫فإذا أصيب دواء الداء برا بإذن اهلل»‪.‬‬ ‫«واتباع الجنائز»‪ ،‬أي حضور جنازة المسلم والصالة عليه وحضور دفنه‪ ،‬ففي الصحيحين مرفوعا‪« :‬من اتبع‬ ‫جنازة مسلم إيمانا واحتسابا ‪ -‬أي ال نفاقا وال رياء ‪ -‬وكان معها حتى يصلى عليها وتدفن فإنه يرجع من األجر‬ ‫بقيرطين كل قيراط مثل جبل أحد‪ ،‬ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع من األجر بقيراط فقط»‪،‬‬ ‫وظاهر قوله‪ :‬وكان معها‪ ،‬أن من سبق إلى المصلى أو إلى موضع الدفن ال يحصل له ذلك األجر‪ ،‬وقوله‪ :‬كل‬ ‫قيراط مثل جبل أحد‪ ،‬يحتمل أنه مثله في الثقل إذا وضع في كفة الميزان ويحتمل أن ثواب ذلك مثل لو كان‬ ‫هذا الجبل من ذهب وفضة وتصدق به‪ ،‬وأعظم بهذا الثواب المرتب على إظهار االعتناء بالمومن والشفاعة‬ ‫فيه‪ ،‬ولو ال أن اهلل تعالى أراد بعبده المومن خيرا إذا مات ما أذن للمومنين في الشفاعة فيه‪ ،‬كأنه تعالى يقول‪:‬‬ ‫«اشفعوا له فقد أذنت لكم في الشفاعة فيه»‪ ،‬وإذنه تعالى في ذلك دليل على أنه تعالى أراد أن يرحمه‪ ،‬يقول‬ ‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ « :‬من غسل ميتا فكتم عليه غفر اهلل له أربعين مرة»‪ ،‬وفي رواية‪ « :‬غفر اهلل‬ ‫له أربعين كبيرة‪ ،‬ومن حفر قبرا بنى اهلل له بيتا في الجنة» وفي رواية‪ « :‬ومن حفر قبرا أجرى اهلل له من األجر‬ ‫كأجر مسكن أسكنه يوم القيامة»‪ ،‬وفي رواية‪ « :‬من غسل ميتا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ومن كفن ميتا‬ ‫كفاه اهلل من حالل الجنة»‪ ،‬وفي رواية‪ « :‬من غسل ميتا وكفنه وحنطه وحمله وصلى عليه ولم يفش عليه ما‬ ‫رأى خرج من خطيئته مثل ما ولدته أمه‪،‬ومن عزا مصابا كساه اهلل حلتين من حلل الجنة التقوم لهما في الدنيا‪،‬‬ ‫ومن اتبع جنازة حتى يقضي دفنها كتب اهلل له ثالثة قراريط ‪ ،‬القيراط منها أعظم من جبل أحد»‪ ،‬وإذا كان هذا‬ ‫الثواب العظيم يترتب على االعتناء بالمومن والدعاء له فأعظم بما يكرم اهلل به هذا الميت عند دعاء المومنين‬ ‫له‪ ،‬وإذا كان هذا الثواب العظيم لمن سعى في نفعه فانظر ماذا يترتب من العقاب لمن سعى في إذاية المومن‪،‬‬ ‫وفي رواية للبخاري‪ « :‬من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان»‪،‬‬ ‫قيل وما القيراطان قال مثل الجبلين العظيمين‪ ،‬وروى البزار عن ابن عباس مرفوعا‪ « :‬إن أول ما يجازى به العبد‬ ‫المومن بعد موته أن يغفر لجميع من تبع جنازته‪ ،‬وآداب تشييع الجنازة دوام الخشوع وترك الحديث ومالحظة‬ ‫الميت واالعتبار به‪ ،‬والتذكر في الموت واالستعداد له والمشي أمام الجنازة بقربها ألنه شفيع والشفيع يتقدم‪،‬‬ ‫ويدل له حديث ابن عمر كان عليه السالم يمشي بين يدي الجنازة وأبو بكر وعمر ‪ ،‬وقيل المشي خلفها أفضل‬ ‫لحديث البراء بن عازب «أمرنا رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم باتباع الجنازة وكان علي يمشي خلفها ويقول‬ ‫فضل الماشي خلفها على الماشي أمامها كفضل الصالة المكتوبة على النافلة»‪ ،‬وأن أبا بكر وعمر كانا يعلمان‬ ‫ذلك ولكنهما يسهالن على الناس‪ ،‬وعن ابن عمر مثله واألمر في ذلك واسع‪.‬‬ ‫«وإجابة الدعوة» أي من حق المسلم على المسلم إذا دعاه لوليمة أن يجيبه لقوله عليه السالم‪ « :‬من دعي‬ ‫فلم يجب فقد عصى اهلل ورسوله»‪ ،‬وفي الصحيحين مرفوعا‪ « :‬شر الطعام طعام الوليمة يدعى إليها األغنياء‬ ‫ويترك المساكين ومن لم يأت الدعوة فقد عصى اهلل ورسوله»‪ ،‬وفي رواية « يمنعها من يأتيها ويدعى إليها‬ ‫من يأباها ومن لم يجب الدعوة فقد عصى اهلل ورسوله»‪ ،‬وفي رواية لمسلم‪ « :‬إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب‬ ‫فإن شاء طعم وإن شاء ترك»‪ ،‬وفي رواية له أيضا‪ « :‬إذا دعي أحدكم فليجب فإن كان صائما فليصل‪ ،‬أي فليدع‬ ‫ألهل البيت بالمغفرة والبركة‪ ،‬وإن كان مفطرا فليأكل»‪.‬‬ ‫«وتشميت العاطس»‪ ،‬التشميت هو أن يقول له من بقربه إذا سمعه عطس وقال الحمد هلل‪« :‬يرحمك‬ ‫اهلل»‪ ،‬فيجيبه العاطس بقوله‪« :‬غفر اهلل لنا ولكم»‪ ،‬فعن ابن مسعود كان عليه السالم يعلمنا يقول‪ :‬إذا عطس‬ ‫أحدكم فليقل الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬فإذا قال ذلك فليقل من عنده يرحمك اهلل‪ ،‬فإذا قالوا ذلك فليقل يغفر اهلل‬ ‫لي ولكم‪ ،‬وروى أنه صلى اهلل عليه وسلم شمت عاطسا ولم يشمت عاطسا آخر فسأله فقال‪ :‬إنه حمد اهلل وأنت‬ ‫سكت‪ ،‬وقال عليه السالم‪ « :‬إذا عطس أحدكم فحمد اهلل فشمتوه وإذا لم يحمد اهلل فال تشمتوه»‪ ،‬وقال يشمت‬ ‫المسلم إذا عطس ثالثا فإن زاد فهو زكام‪ ،‬وعن أبي هريرة كان صلى اهلل عليه وسلم إذا عطس غض صوته أي‬ ‫خففه واستتر بثوبه أو يده‪ ،‬وفي الصحيح مرفوعا‪ « :‬العطاس من اهلل والتثاؤب من الشيطان‪ ،‬فإذا تثاءب أحدكم‬ ‫فليضع يده على فيه وليرده ما استطاع‪ ،‬فإذا قال آه آه فإن الشيطان يضحك من جوفه»‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫أداء الصالة وآثره في جلب الراحة‬

‫حدثنا مسدّد حدثنا عيسى بن عيسى بن يوسف حدثنا مسعد‬ ‫بن كرام عن عمرو بن مرّة عن سالم بن أبي الجعد قال مسعر‬ ‫أظنه رجل من خزاعة‪( :‬ليتني صليت فاسترحت‪ ،‬فكأنهم عابوا عليه‬ ‫الل صلى هّ‬ ‫ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬سمعت رسول هّ‬ ‫الل عليه وسلم‪ :‬يقول «يا‬ ‫بالل أقم الصالة أرحنابها»)‪ ،‬معنى الحديث هنا أي نستريح بأدائها‬ ‫من شغل القلب بها‪ ،‬وقيل‪ :‬كان اشتغال الرّسول ـ صلى هّ‬ ‫الل عليه‬ ‫وسلم ـ بالصالة راحة له‪ ،‬فكان يعد غيرها من األعمال الدنيوية‬ ‫تبعا‪ ،‬فكان يستريح بالصالة لما فيها من مناجاة هّ‬ ‫الل تعالى ولهذا‬ ‫قال‪« :‬وجعلت قرة عيني في الصالة» وما أقرب الرّاحة من قرة‬ ‫العين وهذا ما أثبتته هذه الدّراسة الموجودة بين يدي العلماء‪.‬‬ ‫‪ 1‬ـ خشوع القلب بجميع الهمة وحضور القلب‪ ،‬والتدبر لما‬ ‫يجري على اللسان من القراءة والذكر‪ ،‬ولما تسمعه األذن من قراءة‬ ‫إمامه‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ خضوع الجوارح بسكونها وعدم العبث واإللتفات إلى غير‬ ‫مقصود للصالة‪.‬‬ ‫فمن أحسن مافي الموقف الذي بين يديه في الدنيا‪ ،‬بأن وقف‬ ‫خاشعا‪ ،‬ذليال‪ ،‬مخلصا‪ ،‬وج ّال‪ ،‬راغبا راهبا‪ ،‬متبعا لهدي رسول هّ‬ ‫الل‬ ‫صلى هّ‬ ‫الل عليه وسلم على أحسن هيئة وحالة‪.‬‬ ‫هّ‬ ‫هّ‬ ‫كما أمر الل‪ ،‬سهل عليه الموقف الثاني بين يدي الل للحساب‪،‬‬ ‫فكان عليه سهال يسيراً‪ ،‬ومن أساء في هذا الموقف الذي في الدنيا‬ ‫في صالة ولن يقمها كما أمر هّ‬ ‫الل‪ ،‬شدّد عليه الموقف بين يدي‬

‫هّ‬ ‫الل للحساب فكان عليه شديدا عسيراً‪ ،‬وما ذلك إال ّ‬ ‫ألن الصّالة‬ ‫مع الخشوع ّ‬ ‫تزكي صاحبها‪ ،‬وتهذب نفسه‪ ،‬وتنهاه عن الفحشاء‬ ‫والمنكر‪ ،‬وتأمره بالخلق الكريم‪.‬‬ ‫ومن لوازم الخشوع في الصالة‪ ،‬الطمأنينة فيه وعدم العجلة‬ ‫والسرعة‪ ،‬ومن أجل هذا ع ّلق هّ‬ ‫الل سبحانه وتعالى الفالح بخشوع‬ ‫المص ّلي في صالته‪ ،‬يستحيل حصول الخشوع مع العجلة والنّقر في‬ ‫الصالة‪ ،‬بل ال يحصل الخشوع إال مع الطمأنينة‪ ،‬وكلما زاد المصلي‬ ‫طمأنينة زاد خشوعا‪ ،‬وكلما قل خشوعه اشتدت عجلته حتى تصير‬ ‫حركات بدنه بمنزلة العبث الذي ال يصحبه خشوع‪ ،‬وال إقبال على‬ ‫العبادة ‪ ،‬وال معرفة لحقيقة العبودية‪.‬‬ ‫وعلى المصلي حينئذ أن يتذكر وقوفه بين يدي اهلل تعالى‬ ‫يوم القيامة للحساب‪ .‬ومن ذلك عدم التفات القلب إلى الشواغل‬ ‫والهواجس بقدر المستطاع‪ ،‬وعدم التفات الوجه إلى اليمين أو‬ ‫الشمال‪ .‬وفي صحيح البخاري عن عائشة رضي اهلل عنها أنها سألت‬ ‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم عن االلتفات في الصالة‪ .‬قال‪( :‬هو‬ ‫اختالس يختلسه الشيطان من صالة العبد)‪.‬‬ ‫وفي حديث أبي هريرة رضي اهلل عنه‪( :‬إذا صلى أحدكم فال‬ ‫يلتفت‪ ،‬فإنه يناجي ربه‪ ،‬إن ربه أمامه‪ ،‬وإنه يناجيه‪ ،‬فال يلتفت)‪ .‬وال‬ ‫تنس أيها المسلم ما في الركوع والسجود من تعظيم هلل تعالى‬ ‫قو ًال وفع ًال‪ ،‬كقولك في الركوع‪ :‬سبحان ربي العظيم‪ ،‬وفي السجود‪:‬‬ ‫سبحان ربي األعلى‪ ،‬فليكن قلبك مع لسانك‪ ،‬فتذكر اهلل بقلبك‬ ‫ولسانك وجوارحك‪ ،‬إذ تنحني هلل تعالى في الركوع‪ ،‬وتضع أشرف‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫أعضاء بدنك وهو الوجه على األرض هلل تعالى في السجود‪ ،‬فكن‬ ‫حاضر القلب في هذه األعمال‪ ،‬فاهلل تعالى ال يقبل إال من قلب مقبل‬ ‫غافل‪ ،‬وفقنا اهلل لسلوك صراطه المستقيم‪،‬‬ ‫منيب‪ ،‬ال من ساهٍ الهٍ ٍ‬ ‫وثبتنا عليه حتى يأتينا اليقين‪ ،‬إنه على كل شيء قدير‪.‬‬ ‫وبهذا يتحقق قوله تعالى‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫المْ‬ ‫ُ‬ ‫الة � َّإن ال�صَّ َ‬ ‫( َو�أَ ِق ِـم ال�صَّ َ‬ ‫َ‬ ‫الة َت ْنهى َع ِن الفحْ �ش� ِآء َو نك ِر)‪ .‬إن الصالة‬ ‫وخصوصًا صالة قيام الليل التي تطول فيها فترة القيام والركوع‬ ‫والسجود والجلوس وما فيها من نقاء وصفاء ذهني في الليل‬ ‫الهادئ تتحقق بها فائدة‪ ،‬فالمسلم يجد ذلك عندما يصحو صباحًا‬ ‫بعد قيام الليلة السابقة فيشعر بالراحة النفسية والبدنية وكله‬ ‫نشاط الستقبال يوم جديد‪ ،‬فال عجب في ذلك وقد انخفض مستوى‬ ‫هرمون اإلجهاد في جسمه‪ ،‬وتخلص من جميع آثار التوتر وما‬ ‫أصابه في اليوم السابق من هموم الدنيا‪ .‬وهذا إن دل على شيء‬ ‫نط ُق َع ِن‬ ‫فإنما يدل على أن محمدًا رسول اهلل‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬ومَا َي ِ‬ ‫ْال َهوَى �إِ ْن ُه َو �إِ َّال وَحْ ٌى ُي َ‬ ‫وحى)‪..‬‬ ‫الل صلى هّ‬ ‫فكيف علم رسول هّ‬ ‫الل عليه وسلم‪ ،‬النّبي األمي‬ ‫حقيقة هذه الراحة‪ ،‬ولم يعلم أحد في ذاك الزمان !!؟‪.‬‬ ‫إن أصل الخشوع‪ :‬السكون والطمأنينة واإلنخفاض‪ ،‬وفي‬ ‫الشرع خشية من هّ‬ ‫الل تكون في القلب‪ ،‬فتظهر آثارها على الجوارح‪،‬‬ ‫وقد عدّ هّ‬ ‫الل من صفات ّ‬ ‫الذين أعد لهم مغفرة وأجراً عظيما‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬فرباير ‪2017‬‬

‫العدد ‪876‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬

‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫مقتطفات من «امل�ستطرف يف كل فن م�ستظرف»‬ ‫الكتاب من تأليف الشيخ شهاب الدين أبوالفتح محمد بن أحمد األبشيهي‪ ،‬نسبة إلى قرية أبْشيه (أبْشَواي) من قرى الفيّوم المصرية‪ ،‬أقام بالمحلة‬ ‫ورحل إلى القاهرة ‪ ،‬درس الفقه والنحو وولي الخطابة ببلدته بعد وفاة والده ‪ ،‬توفي حوالي (‪ 850‬هـ‪1448/‬م)‪.‬‬ ‫وعن دواعي تأليف هذا الكتاب ومضامينه يقول األبشيهي في ديباجته‪:‬‬ ‫«‪...‬أما بعد فقد رأيت جماعة من ذوي الهمم جمعوا أشياء كثيرة من اآلداب والمواعظ والحكم وبسطوا مجلدات في التواريخ والنوادر واألخبار‬ ‫والحكايات واللطائف ورقائق األشعار وألفوا في ذلك كتبا كثيرة وتفرد كل منها بفرائد فوائد لم تكن في غيره من الكتب محصورة فاستخرت اهلل تعالى‬ ‫وجمعت من جموعها هذا المجموع اللطيف وجعلته مشتمال على كل فن ظريف وسميته «المستطرف في كل فن مستظرف» واستدللت فيه بآيات كثيرة‬ ‫من القرآن العظيم وأحاديث صحيحة من أحاديث النبي الكريم وطرزته بحكايات حسنة عن الصالحين األخيار ونقلت فيه كثيرا مما أودعه الزمخشري في‬ ‫كتابه ربيع األبرار وكثيرا مما نقله ابن عبد ربه في كتابه العقد الفريد ورجوت أن يجد مطالعه فيه كل ما يقصد ويريد‪ .‬وجمعت فيه لطائف وظرائف‬ ‫عديدة من منتخبات الكتب النفيسة المفيدة وأودعته من األحاديث النبوية واألمثال الشعرية واأللفاظ اللغوية والحكايات الجدية والنوادر الهزلية ومن‬ ‫الغرائب والدقائق واألشعار والرقائق ما تشنف بذكره األسماع وتقر برؤيته العيون ‪.‬وجعلته يشتمل على أربعة وثمانين بابا من أحسن الفنون متوجة‬ ‫بألفاظ كأنها الدر المكنون‪..‬‬ ‫وضمنته كل لطيفة ونظمته بكل ظريفة وقرنت األصول فيه بالفضول ورجوت أن يتيسر لي ما رمته من الوصول وجعلت أبوابه مقدمة وفصلتها في‬ ‫مواضعها مرتبة منظمة ليقصد الطالب إلى كل باب منها عند االحتياج إليه ويعرف مكانه باالستدالل عليه فيجد كل معنى في بابه إن شاء اهلل تعالى واهلل‬ ‫المسؤول في تيسير المطلوب وأن يلهم الناظر فيه ستر ما يراه من خلل وعيوب إنه على ما يشاء قدير وباإلجابة جدير‪ ...‬واهلل سبحانه المهون للصعاب»‪.‬‬ ‫ولألبشيهي أيضا كتاب «تذكرة العارفين وتبصرة المستبصرين» وكتـاب «أطواق األزهار على صدور األنهـار» كما أنه شرع في تأليف كتــاب «في صنعة الترسل والكتابة» لكنه لم يتممه‪.‬ورغم أن‬ ‫في لغته ضعف ‪ ،‬كما يؤكد بعض المصنفين كالزركلي مثال ‪ ،‬إالأن قوة خطابه ‪ -‬وهو المتمرس بفن الخطابة‪ -‬تغطي ذلك الضعف اللغوي‪ ،‬وتجلي العديد من نقط ضعف بني اإلنسان‪ ،‬وتصف للمرء العليل‬ ‫مقويات روحية تقوي إيمانه وتصفي قلبه وتشد أزره‪.‬‬

‫الفصل السابع في نوادر السؤال‬ ‫وقف أعرابي بباب يسأل‪ ،‬فقال له صغير من باب الدار‪:‬‬ ‫«بورك فيك»‪ ،‬فقال‪« :‬قبح اهلل هذا الفم‪ ،‬لقد تعلمت الشر صغيرا»‪.‬‬ ‫وقف سائل على باب فقال‪« :‬يا أصحاب المنزل»‪ ،‬فبادر صاحب الدار قبل أن يتم كالمه وقال‪« :‬فتح اهلل‬ ‫عليك»‪ ،‬فقال السائل‪« :‬يا هذا كنت تصبر‪،‬لعلي جئت أدعوك إلى وليمة»‪.‬‬ ‫وقال أبو عثمان الجاحظ‪(:‬وقف سائل بقوم فقال‪« :‬إني جائع»‪ ،‬فقالوا له‪« :‬كذبت»‪ ،‬فقال‪« :‬جربوني‬ ‫برطلين من الخبز ورطلين من اللحم»‪.‬‬ ‫ووقف سائل على باب‪ ،‬فقالوا‪« :‬يفتح اهلل عليك»‪ ،‬فقال‪« :‬كسرة»‪ ،‬فقالوا‪« :‬ما نقدر عليها»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«فقليل من بر أو فول أو شعير»‪،‬قالوا‪« :‬ال نقدر عليه»‪ ،‬قال‪« :‬فقطعة دهن أو قليل زيت أو لبن»‪،‬قالوا‪« :‬ال‬ ‫نجده»‪ ،‬قال‪« :‬فشربة ماء»‪،‬قالوا‪« :‬وليس عندنا ماء»‪ ،‬قال‪« :‬فما جلوسكم ههنا‪ ،‬قوموا فاسألوا‪ ،‬فأنتم أحق‬ ‫مني بالسؤال»‪.‬‬

‫الفصل الثامن في نوادر المؤذنين‬

‫قيل لمؤذن‪« :‬م��ا نسمع أذان��ك‪ ،‬فلو رفعت‬ ‫صوتك»‪ ،‬فقال‪« :‬إن��ي أسمع صوتي من مسيرة‬ ‫ميل»‪ .‬وق��ال بعضهم‪(:‬رأيت مؤذنا أ ّذن ثم غدا‬ ‫يهرول‪ ،‬فقلت له‪« :‬إلى أي��ن؟»‪ ،‬فقال ‪« :‬أحب أن‬ ‫أسمع أذاني أين بلغ»‪.‬‬ ‫واختصم رجالن في جارية فأودعاها عند مؤذن‪،‬‬ ‫فلما أصبح وفرغ من األذان قال‪« :‬ال إله إال اهلل‬ ‫ذهبت األمانة من الناس»‪ ،‬فقالوا له‪« :‬كيف ذهبت‬ ‫األمانة من الناس؟»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«هذه الجارية التي وضعت عندي قيل إنها بكر‪،‬‬ ‫فلما أتيتها وجدتها ثيبا»‪.‬‬ ‫وسمع مؤذن حمص يقول في سحور رمضان‪:‬‬ ‫«تسحروا فقد أمرتكم‪ ،‬وعجلوا في أكلكم قبل أن‬ ‫أؤذن‪ ،‬فيسخم اهلل وجوهكم»‪ .‬وشوهد مؤذن يؤذن‬ ‫من رقعة‪ ،‬فقيل له‪« :‬أال تحفظ األذان؟ فقال‪« :‬سلوا‬ ‫القاضي»‪ ،‬فأتوه‪ ،‬فقالوا‪:‬‬ ‫السالم عليكم»‪ ،‬فأخرج دفترا وتصحيفة وقال‪:‬‬ ‫«وعليكم»‪ ،‬فعذروا المؤذن»‪.‬‬ ‫وسمعت امرأة مؤذنا يؤذن بعد طلوع الشمس‬ ‫ويقول ‪« :‬الصالة خير من النوم»‪ ،‬فقالت‪« :‬النوم خير من هذه الصالة»‪.‬‬ ‫ومر سكران بمؤذن رديء الصوت فجلد به األرض وجعل يدوس بطنه‪ ،‬فاجتمع إليه الناس‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫«واهلل ما بي رداءة صوته‪ ،‬ولكن شماتة اليهود والنصارى بالمسلمين»‪.‬‬

‫نوادر جامعة‬

‫سمعت امرأة في الحديث أن صوم يوم عاشوراء كفارة سنة‪ ،‬فصامت إلى الظهر ثم أفطرت وقالت‪:‬‬ ‫«يكفيني كفارة ستة أشهر منها شهر رمضان»‪.‬‬ ‫وأسلم مجوسي في شهر رمضان فثقل عليه الصيام‪ ،‬فنزل إلى سرداب وقعد يأكل فسمع ابنه حسه‬ ‫فقال‪« :‬من هذا؟» فقال‪« :‬أبوك الشقي يأكل خبز نفسه ويفزع من الناس»‪.‬‬ ‫وسئل بعض القصاص عن نصراني قال‪« :‬ال إله إال اهلل‪ ،‬ال غير إذا مات أين يدفن؟» قال‪« :‬يدفن بين‬ ‫مقابر المسلمين والنصارى ليكون مذبذبا ال إلى هؤالء وال إلى هؤالء»‪.‬‬ ‫وأهدي إلى سالم القصاص خاتم بال فص‪ ،‬فقال‪« :‬إن صاحب هذا الخاتم يعطى في الجنة غرفة بال‬ ‫سقف»‪..‬‬ ‫وبنى بعض المغفلين نصف دار وبنى رجل آخر النصف اآلخر‪ ،‬فقال المغفل يوما‪« :‬قد عولت على بيع‬ ‫النصف الذي لي‪ ،‬وأشتري به النصف اآلخر لتكمل لي الدار كلها»‪.‬‬

‫وسئل جامع الصيدالني عن عمر ابنته فقال‪« :‬ال أدري إال أن أمها ذكرت أنها ولدتها في أيام البراغيث»‪.‬‬ ‫وقيل لطفيلي‪« :‬أي سورة تعجبك من القرآن؟»‪ ،‬قال‪« :‬المائدة»‪،‬قال‪« :‬فأي آية»‪،‬قال‪َ :‬‬ ‫«ذ ْرهُ � ْ�م‬ ‫َي�أْ ُ‬ ‫ك ُلوا َو َي َت َمت َُّعوا»‪،‬قيل‪« :‬ثم ماذا؟»‪ ،‬قال ‪« :‬آتِنا َغدا َءنا»‪ ،‬قيل‪« :‬ثم ماذا؟»‪ ،‬قال‪« :‬ادْخُ ُلوها ِبسَالم‬ ‫ٍ‬ ‫آمِ ِنينَ»‪،‬قيل‪« :‬ثم ماذا؟»‪ ،‬قال‪َ « :‬وما هُ ْم ِمنْها بمِ ُْخ َرجِ نيَ »‪.‬‬ ‫وقيل لعثمان بن دراج الطفيلي يوما‪« :‬كيف تصنع بدار العرس إذا لم يدخلك أصحابها؟»‪ ،‬قال‪« :‬أنوح‬ ‫على بابهم فيتطيرون من ذلك‪ ،‬فيدخلوني»‪ ،‬وقيل له‪« :‬أتعرف بستان فالن؟»‪ ،‬قال‪« :‬إي واهلل إنه الجنة‬ ‫الحاضرة في الدنيا‪ ،‬قيل له‪« :‬لم ال تدخله وتأكل من ثماره وتستظل بأشجاره وتسبح في أنهاره؟ «‪،‬قال‪:‬‬ ‫«ألن فيه كلبا ال يتمضمض إال بدماء عراقيب الرجال»‪ .‬وقيل له يوما‪« :‬ما هذه الصفرة التي في لونك؟»‪،‬‬ ‫قال‪« :‬من الفترة بين المضيفين»‪.‬‬ ‫وقال‪« :‬مرت بنا جنازة يوما ومعي ابني‪ ،‬ومع‬ ‫الجنازة امرأة تبكي وتقول‪« :‬اآلن يذهبون بك إلى‬ ‫بيت ال فراش فيه‪ ،‬وال غطاء‪ ،‬وال وطاء وال خبز وال‬ ‫ماء»‪ ،‬فقال ابني‪« :‬يا أبت إلى بيتنا واهلل يذهبون»‪.‬‬ ‫وحكي عن هارون الرشيد أنه أرق ذات ليلة‬ ‫أرقا شديدا‪ ،‬فقال لوزيره جعفر بن يحيى البرمكي‪:‬‬ ‫«إني أرقت هذه الليلة وضاق صدري ولم أعرف ما‬ ‫أصنع»؛ وكان خادمه مسرور واقفا أمامه فضحك‪،‬‬ ‫فقال له‪« :‬ما يضحكك استهزاء بي أم استخفافا؟»‬ ‫فقال‪« :‬وقرابتك من سيد المرسلين صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم ما فعلت ذلك عمدا‪ ،‬ولكن خرجت باألمس‬ ‫أتمشى بظاهر القصر إلى أن جئت إلى جانب الدجلة‬ ‫فوجدت الناس مجتمعين‪ ،‬فوقفت فرأيت رجال واقفا‬ ‫يضحك الناس يقال له ابن المغازلي‪ ،‬فتفكرت اآلن‬ ‫في شيء من حديثه وكالمه‪ ،‬فضحكت والعفو يا‬ ‫أمير المؤمنين»‪ ،‬فقال له الرشيد‪« :‬ائتني الساعة‬ ‫ب��ه‪ ،‬فخرج مسرور مسرعا إل��ى أن ج��اء إل��ى ابن‬ ‫المغازلي فقال له‪« :‬أجب أمير المؤمنين»‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫«سمعا وطاعة»‪ ،‬فقال له‪« :‬بشرط أنه إذا أنعم‬ ‫عليك بشيء يكون لك منه الربع والبقية لي»‪،‬‬ ‫فقال له‪« :‬بل اجعل لي النصف ولك النصف»‪ ،‬فأبى‪،‬‬ ‫فقال‪« :‬الثلث لي ولك الثلثان»‪ ،‬فأجابه إلى ذلك‬ ‫بعد جهد عظيم‪ .‬فلما دخل على الرشيد سلم‪ ،‬فأبلغ‬ ‫وترجم فأحسن‪ ،‬ووقف بين يديه‪ ،‬فقال له أمير المؤمنين‪« :‬إن أنت أضحكتني أعطيتك خمسمائة دينار‪،‬‬ ‫وإن لم تضحكني أضربك بهذا الجراب ثالث ضربات»‪ ،‬فقال ابن المغازلي في نفسه‪»:‬وما عسى أن تكون‬ ‫ثالث ضربات بهذا الجراب؟»‪ ،‬وظن في نفسه أن الجراب فارغ‪ ،‬فوقف يتكلم ويتمسخر وفعل أفعاال عجيبة‬ ‫تضحك الجلمود‪ ،‬فلم يضحك الرشيد‪ ،‬ولم يتبسم‪ ،‬فتعجب ابن المغازلي وضجر وخاف‪ ،‬فقال له الرشيد‪:‬‬ ‫«اآلن استحقيت الضرب»‪ ،‬ثم أنه أخذ الجراب ولفه وكان فيه أربع زلطات كل واحدة وزنها رطالن‪ ،‬فضربه‬ ‫ضربة‪ ،‬فلما وقعت الضربة في رقبته صرخ صرخة عظيمة وافتكر الشرط الذي شرطه عليه مسرور‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫«العفو يا أمير المؤمنين اسمع مني كلمتين»‪ .‬قال‪« :‬قل ما بدالك»‪ .‬قال‪« :‬إن مسرورا شرط علي شرطا‬ ‫واتفقت أنا وإياه على مصلحة‪ ،‬وهو أن ما حصل لي من الصدقات يكون له فيه الثلثان ولي فيه الثلث وما‬ ‫أجابني إلى ذلك إال بعد جهد عظيم‪ .‬وقد شرط علي أمير المؤمنين ثالث ضربات فنصيبي منها واحدة‬ ‫ونصيبه اثنتان‪ ،‬وقد أخذت نصيبي وبقي نصيبه»؛ فضحك الرشيد ودعا مسرورا‪ ،‬فضربه‪ ،‬فصاح قائال‪:‬‬ ‫«يا أمير المؤمنين قد وهبت له ما بقي»؛فضحك الرشيد وأمر لهما بألف دينار‪ ،‬فأخذ كل واحد منهما‬ ‫خمسمائة دينار‪...‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪876‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)779‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬فرباير ‪2017‬‬

‫“مجلة دار النيابة (‪”)4‬‬

‫صدر العدد الرابع من “مجلة دار النيابة” خالل خريف سنة ‪ ،1984‬في ما مجموعه‬ ‫‪ 100‬صفحة من الحجم الكبير‪ ،‬توزعت موادها بين قسمين متكاملين‪ ،‬كتبت مواد أولهما‬ ‫باللغة العربية‪ ،‬في حين كتبت مواد ثانيهما باللغة الفرنسية‪ .‬وقد جاء صدور هذا العدد‬ ‫ليعزز تجربة النشر لدى رموز المدرسة التاريخية الوطنية الجديدة‪ ،‬وليجعل من انشغاالت‬ ‫الدرس الجامعي أفقا جماعيا للتفكير وللتأمل من طرف المهتمين والباحثين‪ ،‬عبر تعميم‬ ‫تداول آخر االجتهادات األكاديمية التي اشتغلت حول قضايا ماضي المغرب التاريخي‪ ،‬وحول‬ ‫أدوار منطقة الشمال في صنع أو في التأثير في تحوالت هذه القضايا‪ .‬والحقيقة‪ ،‬إن المجلة‬ ‫قد نجحت في استقطاب أقالم وازنة في مجال تخصصها‪ ،‬بشكل نجحت – من خالله – في‬ ‫رصد تطور آليات االشتغال لدى رواد الكتابة‬ ‫التاريخية المغربية المعاصرة‪ ،‬وفي طرح آخر‬ ‫االجتهادات والتخريجــات العلميــة المرتبطــة‬ ‫بقضايا تاريخ المغرب‪ ،‬وفي مواكبة إبداالت‬ ‫االنشغاالت المعرفية والمهنية لدى أصحاب‬ ‫هذه االجتهادات سواء داخل المغرب أم خارجه‪.‬‬ ‫ولذلك‪ ،‬فقد أصبحت “مجلة دار النيابة” صوتا‬ ‫متميزا نجح في تعزيز حقل البحث التاريخي‬ ‫الوطني‪ ،‬وفي إعادة رسم صور البهاء الثقافي‬ ‫واإلبداعي الذي طبع وجه مدينة طنجة‪ ،‬قديما‬ ‫وحديثا‪ .‬وعلى مستوى آخر‪ ،‬فإن الصدور المنتظم‬ ‫لألعداد األربعة األولى “لمجلة دار النيابة” خالل‬ ‫سنة ‪ ،1984‬قد اعتبر – في حينه – إشارة قوية‬ ‫من طرف المسؤولين على هذا المنبر نحو كل‬ ‫المهتمين بالكشف عن الجوانب المغمورة من‬ ‫تاريخ المغرب وبالتعريف بتراثه وبأعالمه‪ ،‬من‬ ‫أجل التأسيس آلليات تواصلية أكاديمية‪ ،‬تعيد‬ ‫توضيح المنطلقات وتقعيد أسس البحث العلمي‬ ‫الكفيلة بتصحيح أعطــاب الكتابــات التاريخية‬ ‫الكالسيكية سواء منـها الوطنية أم األجنبيــة‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬فقد اهتم بها الباحثـون المتخصصون‬ ‫وتواصلوا معها بأعمال رصينة ذات قيمة علمية‬ ‫رفيعة‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬نقرأ في افتتاحية العدد الرابع‪“ :‬لقد استقطبت المجلة في أعدادها‬ ‫األربعة األولى‪ ،‬أقالم باحثين من األجيال الجديدة‪ ،‬برهنوا على كفاءتهم العلمية بفضل‬ ‫مؤلفاتهم ورسائلهم الجامعية الناجحة‪ ،‬أو بفضل ما نشروه من أبحاث ودراسات في مجالت‬ ‫عمالقة‪ ...‬ونذكر منهم امحمد بنعبود‪ ،‬وعبد المجيد بن جلون‪ ،‬والطريسي أحمد أعراب‪،‬‬ ‫وعبد المجيد الصغير‪ ،‬ومحمد كنبيب‪ ،‬كما تشرفت المجلة باستقطاب أقالم مؤرخين‬ ‫وباحثين كبار‪ ،‬كرسوا حياتهم لخدمة التراث‪ ،‬وإعطاء الصورة الصحيحة لتاريخ المغرب‪،‬‬ ‫نذكر منهم عبد اهلل كنون‪ ،‬وعبد الوهاب بن منصور‪ ،‬وعبد الهادي التازي‪ ،‬ومحمد المنوني‪،‬‬ ‫وإبراهيم حركات‪ ،‬ورامون لوريدو دياز‪ ،‬وجرمان عياش‪( ”...‬ص‪.)4 .‬‬ ‫تتوزع مضامين القسم العربي للعدد الرابع من “مجلة دار النيابة” بين أربعة عشر مادة‬ ‫مختلفة‪ ،‬التقت في االنشغال بقضايا تاريخ المغرب‪ ،‬وفي التعريف بأعالمه‪ ،‬وفي التوثيق‬ ‫لمحطاته ولوقائعه المسكوت عنها‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬كتب عبد اهلل كنون عن شخصية‬ ‫الجغرافي الكبير المعروف بالشريف اإلدريسي‪ ،‬وقام محمد المنوني بالكشف – ألول مرة –‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫عن مشروع دستوري اقترحه الحاج علي زنيبر السلوي عند مطلع القرن ‪ .20‬أما محمد األمين‬ ‫البزاز‪ ،‬فقد تتبع – في دراسته – مواقف وردود أفعال كل من المجلس الصحي والمخزن إزاء‬ ‫الكارثة الطبيعية التي عرفها المغرب خالل سنة ‪ .1878‬ومن جهته‪ ،‬قدم عبد العزيز خلوق‬ ‫التمسماني مجموعة هامة من الوثائق الخاصة بالفتان الدعي بوحمارة‪ ،‬والتي استقاها من‬ ‫الخزانة الحسنية ومن المجموعة التي نشرها نهليل تحت عنوان “رسائل شريفة”‪ .‬وقدم‬ ‫محمد األمين البزاز جردا عاما لوثائق الهيئة الديبلوماسية المعتمدة سابقا بطنجة‪ ،‬مرفقا‬ ‫إياه بالالئحة الكاملة لهذه الوثائق مع تحديد أرقام ملفاتها‪ .‬وفي باب “قضية ووثائق”‪ ،‬تتبع‬ ‫محمد األمين البزاز بعض أوجه تدخل الهيئة الديبلوماسية بطنجة في شؤون المدينة خالل‬ ‫القرن ‪ ،19‬وذلك من خالل نموذج قضية‬ ‫تحويل مقر سوق البقر خالل فترة ‪1897‬‬ ‫– ‪ .1900‬وفي باب “نصوص تاريخية”‪،‬‬ ‫نشرت المجلة المجموعة الثانية من‬ ‫الظهائر الشريفة المنعم بها على الرهبان‬ ‫اإلسبان خالل الفترة الممتدة بين سنتي‬ ‫‪ 1637‬و‪ ،1794‬كما نشرت المجلة – في‬ ‫نفس الباب – بعض الوثائق المغربية حول‬ ‫المشاكل الناجمة عن التسرب األوربي إلى‬ ‫المغرب خالل عهد السلطان عبد العزيز‪.‬‬ ‫وفي باب “بيبليوغرافيا وثائقية”‪ ،‬نشرت‬ ‫المجلة جردا بفهارس الخزانة الحسنية‪.‬‬ ‫أما في باب “تعقيبات”‪ ،‬فقد تم إدراج مادة‬ ‫للحاج أحمد معنينو في شكل بيان وتوضيح‬ ‫عن الهيئة الوزارية وكبار المسؤولين في‬ ‫الدولة منذ عهد السلطان عبد الرحمان‬ ‫بن هشام‪.‬‬ ‫وفي القسم الفرنسي من هذا العدد‪،‬‬ ‫نشرت “مجلة دار النيابة” دراسة لجرمـان‬ ‫عياش حول ردود الفعـل المغربية أمـــام‬ ‫االحتالل اإلسباني والفرنسي‪ ،‬إلى جانب‬ ‫تعقيبات – ح���ول ن��ف��س ال��م��وض��وع –‬ ‫ساهم بها كل من شارل أندريه جوليان ومكالي مورسي ومحمد الهادي الشريف‪ .‬واهتم‬ ‫محمد كنبيب – في دراسته – بظاهرة تهريب األسلحة و”الفوضى” في مغرب ما قبل‬ ‫االستعمار(‪ .)1912 1844-‬أما عبد المجيد بن جلون‪ ،‬فقد اهتم بتحديد مالمح ماهية‬ ‫الحركة الوطنية المغربية في منطقة النفوذ اإلسباني سابقا بالمغرب‪ ،‬وقدم كل من أحمد‬ ‫الخنبوبي ومحمد حمام دراسة حول مسألة القباالت في إسبانيا المسلمة خالل مرحلة‬ ‫العصور الوسطى‪.‬‬ ‫وبذلك‪ ،‬نجحت “مجلة دار النيابة” في تعزيز رصيدها من خالل دعم تراكمها المعرفي‬ ‫الذي حققته منذ إطالق مشروعها عند مطلع سنة ‪ ،1984‬مما جعلها تفرض اسمها على‬ ‫ساحة النشر الوطنية باعتبارها إحدى أهم الدوريات المتخصصة في البحث في مختلف‬ ‫قضايا تاريخ المغرب‪ .‬كما أن احتضان الباحثين والمتخصصين لها والتفافهم حولها‪ ،‬قد‬ ‫شكل ربحا رمزيا بالغ الداللة‪ ،‬سمح بتذليل صعوبات النشر وإكراهاته وبالتأسيس لرؤى‬ ‫متقدمة في التعاطي مع “حقول ألغام” عديدة ميزت تطور مسارات ماضينا الجماعي‪.‬‬

‫الحمامة البيضاء تفتح أحضانها لمؤلف “السير على األشواك”‬ ‫تحتضن قاعة محمـــد أزطوط ببلدية‬ ‫تطوان األزهر بمدينـة الحمامة البيضاء‪،‬‬ ‫مساء يـوم السبـت ‪ 18‬فبراير الجاري‬ ‫وتحديدا على الساعـة الرابعــة والنصف‬ ‫بعد الزوال‪ ،‬حفل توقيع كتاب “السير على‬ ‫األشواك‪ ..‬شذرات من حياة” للكاتب محمد‬ ‫بولعيش‪ ،‬و”الذي يستعيد من خالله مسار‬ ‫تجارب وحياة نضالية لمحمد بولعيش‪،‬‬ ‫موزعة على العديد من المحطات التاريخية‬ ‫للكاتب في سياقات تستحضر انخراطه‬ ‫السياسي والحقوقي والثقافي والنقابي من‬ ‫موقعه النضالي اليساري”‪.‬‬ ‫ويتضمــن برنامــج الحفـــل‪ ،‬الذي‬ ‫ينظم بشراكة بين مؤسسة نهى ميديا‬ ‫وب��ي��ن م��رك��ز ح��ق��وق اإلن��س��ان بشمال‬ ‫المغرب‪ ،‬قراءة في الكتاب يقدمها الباحث‬ ‫المتخصص في التاريخ األستاذ محمد‬ ‫ياسيـن الهبطـي وينشطـه الصحافــي‬ ‫محمد سعيــد السوسـي‪ ،‬مديـر موقـع‬ ‫“شمال بوسط”‪ .‬كما سيتخلل الحفل‪ /‬اللقاء‬ ‫أيضا تكريم بعض الشخصيات التي عُرفت‬ ‫بالنضال من أجل الكرامة والحرية‪ ،‬وقدمت‬ ‫الكثير من التضحيات في سبيل تحقيق هذه‬ ‫القيم والمطالب‪.‬‬ ‫يذكر أن الكاتب محمد بولعيش‪ ،‬مؤلف‬ ‫الكتاب المحتفى به في هذا اللقاء الموسوم بـ”السير على األشواك‪ ..‬شذرات من حياة”‪ ،‬من مواليد طنجة يوم‬ ‫‪ 15‬يناير ‪ ،1951‬نشأ وترعرع في ربوعها وتحديدا بحي علي باي غير بعيد عن الحي المعروف في الوقت الراهن‬ ‫باسم اإلدريسية‪ ،‬وتابع مراحل دراسته االبتدائية واإلعدادية والثانوية بمسقط رأسه‪ ،‬قبل أن يتوجه إلى‬ ‫مدينة فاس من أجل متابعة دراسته الجامعية بشعبة اللغة العربية وآدابها بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‬

‫التابعة لجامعة محمد بن عبد اهلل‪ .‬وقد‬ ‫كان لمحمد بولعيش‪ ،‬الذي تجدون ضمن‬ ‫هذا العدد من الجريدة الحلقة الثانية من‬ ‫حوار طويل أجريناه معه بمناسبة صدور‬ ‫الكتاب السير الذاتي موضوع هذا الحفل‪،‬‬ ‫نشاط الفت في صفوف الحركة التالميذية‬ ‫التي كانت في أوج التألق والدينامية؛ وهو‬ ‫ما عرضه لالعتقال والمحاكمة والسجن‬ ‫في سنوات الدراسة الجامعية‪ .‬اشتغل ابن‬ ‫مدينة البوغاز في حقل التربية والتعليم‬ ‫بمدينة الدار البيضاء أستاذا لمادة اللغة‬ ‫العربية‪ ،‬س��واء في التعليم العمومي‬ ‫المغربي أم في ثانوية ليوطي بالعاصمة‬ ‫االقتصادية للمملكة التابعة للبعثة‬ ‫التعليمية الفرنسية‪ .‬كما نشط المحتفى‬ ‫به في العمل النقابي ضمن صفوف االتحاد‬ ‫المغربي للشغل‪ ،‬فضال عن نضاله في إطار‬ ‫حركة اليسار الجديد‪ .‬وعلى مستوى الكتابة‬ ‫والتأليف‪ ،‬ترجم األستاذ محمد بولعيش‬ ‫باالشتراك مع األستاذ محمد البكري كتاب‬ ‫“دينامية الرأسمالية” لفرناند بروديل‪،‬‬ ‫كما نشر العديد من المقاالت والترجمات‬ ‫في التربية والسينما إلى جانب النصوص‬ ‫المسرحية والقصصية على صفحات بعض‬ ‫المجالت والجرائد المغربية؛ منها‪ :‬الثقافة الجديدة‪ ،‬وبيت الحكمة‪ ،‬المحرر‪ /‬التحرير‪ ،‬بيان اليوم‪ ....،‬وفي‬ ‫اآلونة األخيرة‪ ،‬أصدر األستاذ محمد بولعيش سيرته الذاتية الموسومة بـ”السير على األشواك‪ ..‬شذرات من‬ ‫حياة”‪ ،‬التي سيحتفي بها جمهور الحمامة البيضاء مساء يوم السبت ‪ 18‬فبراير الجاري في لقاء خاص‪.‬‬

‫عبد اهلل بديع‬


‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬فرباير ‪2017‬‬

‫العدد ‪876‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)346‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫رغم حكم المحكمة لصالحه ال زال‬ ‫أحمد المهادي يعيش في حالة مزرية‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫ال زالت قضية أحمد المهادي العامل بشركة (ماروك سيفود) لصاحبيها‬ ‫عثمان وعبد الجليل المرنيسي تنتظر التنفيذ‪ ،‬بعد أن صدر حكم المحكمة‬ ‫لصالحه‪ ،‬حيث ال زال أحمد المهادي يعيش حالة مزرية‪ ،‬وفي عطالة دائمة‪ ،‬رغم‬ ‫حكم المحكمة بالنفاذ المعجل لفائدته‪.‬‬ ‫وترجع تداعيات هذا الملف إلى سنة ‪ 2013‬عندما أقدم صاحبا الشركة‬ ‫المذكورة بطرد العامل أحمد المهادي طردا تعسفيا حسب الشكاية التي (تتوفر‬ ‫الجريدة على نسخة منها) بعث بها يوم (‪ )2015/09/29‬إلى الديوان الملكي‬ ‫مرفوعة إلى صاحب الجاللة‪ ،‬ونسخة منها بعث بها يوم (‪ )2015/11/02‬إلى‬ ‫صاحبة السمو الملكي األميرة لالمريم‪ ،‬يلتمس من جنابهما الشريف‪ ،‬النظر في‬ ‫هذه القضية‪ ،‬بعد أن ضاقت به الدنيا‪ ،‬ولم يجد سندا سوى سندهما بعد اهلل‪ ،‬في‬ ‫إحقاق الحق‪ ،‬علما أنه ومنذ طرده يعيش في بطالة‪ ،‬وهو متزوج وأب لطفلين‪.‬‬ ‫ومن هذا المنبر أراد أحمد المهادي وهو يعتصر ألمه في داخله بأن يوجه‬ ‫نداءه إلىالمسؤولين على هذه الشركة‪ ،‬بأن يراعوا وضعه المزري‪ ،‬وأن يقوموا‬ ‫بتنفيذ حكم المحكمة الصادر يوم ‪( ،2016/11/02‬تتوفر الجريدة على نسخة‬ ‫منه)‪ ،‬وتمكينه من جميع الحقوقه التي خولها له القانون‪.‬‬

‫أي ذنب ارتكبه ؟ وما سبب فصله عن‬ ‫العمل ؟ وبالتالي توقيف راتبه الشهري‪،‬‬ ‫وغيرهما من األسئلة التي باتت تؤرقه‪ ،‬دون‬ ‫أن يجد إجابة شافية تضع حدا‪ ،‬الستغرابه‬ ‫وحيرته التي التنتهي‪ !.‬ذلك هو أمر كريم‬ ‫اليعقوبي‪ ،‬المقدم الحضري بالملحقة اإلدارية‬ ‫الثانية بطنجة‪ ،‬حيث كان قد عين بها‬ ‫بتاريخ فاتح دجنبر ‪ ،2010‬قبل أن يتعرض‬ ‫للتهميش‪ ،‬ثم الفصل النهائي عن العمل‪،‬‬ ‫شهر يوليوز ‪ ،2013‬من غير أن يتوصل بأي‬ ‫قرار أو وثيقة‪ ،‬تثبت قانونية هذا الفصل‪ ،‬أو‬ ‫سببه‪ ،‬إذ مرت أكثر من ثالث سنوات على‬ ‫هذا الضرر الذي تسبب له في مجموعة‬ ‫من المشاكل األسرية‪ ،‬فهو والد لطفلين‬ ‫محتاجين للتربية والرعاية في ظروف مناسبة‪ ،‬غير هاته‪ ،‬علما أنه يشيرفي حديثه‬ ‫لجريدة طنجة إلى كونه بعث العديد من الشكايات في الموضوع إلى والية طنجة‪،‬‬ ‫من أجل رفع التظلم عنه‪ ،‬دون جدوى‪!.‬‬ ‫ويلتمس المتضرر من وزيرالداخلية النظر في قضيته «اللغز»‪ ،‬طلبا لإلنصاف‬ ‫وإحقاقا للحق‪.‬‬

‫م‪.‬إ‬

‫نداء للمحسنين وذوي القلوب الرحيمة‬ ‫يعاني الطفل محمد األمين أهرام‪ ،‬البالغ من العمر سنتين ونصف السنة‪،‬‬ ‫من داء القلب على مستوى انسداد أحد شرايينه‪ ،‬حيث يتألم الصغيركثيرا‪ ،‬وهو‬ ‫يجد صعوبة قصوى‪ ،‬سواء في تناول الطعام‪ ،‬أوالتنفس بسهولة‪ ،‬األمر الذي‬ ‫يؤثر على المحيطين به الذين اليستطيعون فعل أي شيء‪ ،‬للتخفيف عنه‪ ،‬خاصة‬ ‫وأن والدته ربة بيت ووالده عاطل عن العمل في الوقت الذي يحتاج المريض‬ ‫الصغير إلى عملية جراحية مستعجلة‪ ،‬بمركز أمراض القلب باألوداية بالرباط‪،‬‬ ‫تتوفر الجريدة على نسخة من ملفه الطبي‪ ،‬حيث إن مصاريف العملية تتحدد‬ ‫في مبلغ ثمانية ماليين ونصف مليون سنتيم‪ ،‬علما أن مبلغ ‪ 5‬ماليين سنتيم تم‬ ‫جمعها إلى حدود كتابة هذه السطور‪ ،‬تضامنا بين جمعية «عون معوزي مرض‬ ‫القلب بالشمال» بطنجة التي تساهم بخمسين في المائة من كلفة العملية‪،‬‬ ‫وجمعية بتطوان تساهم بمليون سنتيم‪ ،‬ليبقى ما مجموعه ‪ 3‬ماليين ونصف‬ ‫مليون سنتيم‪ ،‬مبلغا تطلبه األسرة من المحسنين وذوي األريحية‪ ،‬جزاهم اهلل‬ ‫خيرا‪ ،‬وبارك في عمرهم ورزقهم بموفور الصّحة‪ ،‬علما أن ملف المريض وباقي‬ ‫المعطيات المطلوبة سيكونان رهن إشارتهم‪ ،‬لكي تطمئن قلوبهم على أن‬ ‫فعلهم للخير سيكون بإذن اهلل في سكته الصحيحة‪.‬‬

‫الهاتف ‪ 0680849906 :‬ـ ‪0605383644‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫عون سلطة يلتمس من وزير الداخلية‬ ‫النظر في قضيته‬

‫لالتصال ‪ :‬امغوغة الكبيرة ـ البوسط‬ ‫بالقرب من مقاطعة امغوغة‬

‫‪17‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪346‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 876‬ـ الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬فرباير ‪2017‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫تاريخ الرياضة‬

‫‪3‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫كيفما‬

‫كان حجم المبلغ المقدم لثالثة رياضيين في الحفل التكريمي الذي‬ ‫أقدمت عليه فعاليات رياضية بمدينة طنجة بتنسيق مع جمعية ترجي‬ ‫األندلس المنظم أخيرا‪ ،‬بفضاء ملعب الثانوية اإلعدادية «ابن خلدون» بطنجة‪ .‬فالوقع‬ ‫اإليجابي يتجلى في نوع االلتفاتة لمناضلين رياضيين «انتحاريين» كما وصفهم‬ ‫األب الروحي للصحافة الرياضية بطنجة‪ ،‬الزميل عبد السالم الشعباوي‪ .‬االنتحار ليس‬ ‫بالمفهوم السلبي طبعا‪ ،‬والمراد به التضحية التي قدمها كال من فؤاد المويضي وجمال‬ ‫التوزاني كالعبين بفريق اتحاد طنجة حينما اختاروا الكرة‪ ،‬تاركين الدراسة ومستقبلهم‬ ‫الحقيقي من أجل مصلحة قميص المدينة‪ .‬ألن البعض اآلخر من الالعبين‪ ،‬على األقل‬ ‫استغلوا ذكاءهم ولم يمنحوا الكرة كل شيء‪ ،‬وعلى األقل وجدوا في النهاية وظيفة‬ ‫أمنت لهم نسبيا مستقبلهم‪ ،‬بينما تركت «االنتحاريين» بمستقبل مجهول‪ .‬ألننا في‬ ‫مدينة تتنكر لمناضليها في شتى المجاالت وليس الرياضة فحسب‪.‬‬

‫فوزي لقجع‪...‬‬ ‫رئي�س اجلامعة امللكية املغربية لكرة القدم (‪)1‬‬

‫من موقعكم كرئيس للجامعة كيف تقيمون مشاركة‬ ‫الفريق الوطني في نهاذيات كأس إفريقيا لألمم؟ هل حققت‬ ‫الغايات المنشودة؟ وهل أنتم راضون على الحصيلة؟‬ ‫كمغربي لن أحيد عن إجماع الكل بأن الفريق الوطني المغربي‬ ‫نجح في تقديم كأس إفريقية إيجابية للغاية‪ ،‬صحيح أنه كان باإلمكان‬ ‫أفضل مما كان لو تحالفت ظروف بعينها مع الفريق الوطني‪ ،‬إال أن‬ ‫المحصلة النهائية محفزة جدا‪ ،‬من موقعي كرئيس للجامعة أعتبر أن‬ ‫كأس إفريقيا لألمم هي محطة لإلختبار ولقياس مستويات العمل الذي‬ ‫أنجز على كافة المستويات من أجل أن يكون هذا الفريق الوطني في‬ ‫الموعد لينجح إستحقاقه القاري‪ ،‬طبعا من دون أن نغفل ما يحيط‬ ‫بكأس إفريقيا لألمم من ظروف إستثنائية يستحيل أن نجد مثيال‬ ‫لها في كل البطوالت القارية األخرى‪ ،‬ويمكن القول أننا راضون كل‬ ‫الرضى على ما أنجزه الفريق الوطني في كأسه اإلفريقية األخيرة‬ ‫والمعطيات التي تبرر هذا الرضى هي كثيرة ولكن يمكن أن أجملها‬ ‫في ثالث‪:‬‬

‫أشكــال التنافسيــة من خالل النشاط‬ ‫الرياضـة هي شكــل من‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫البدني لأللعاب‪ ،‬وتَهدف في المقام األول إلى تحسين القدرة البدنية‪،‬‬ ‫بشكل فردي أو ضمن‬ ‫والمهارات الجسمية‪ ،‬ويمكن مُمارسة الرياضة‬ ‫ٍ‬ ‫أنواع الرياضات؛ كممارسة كرة القدم‪،‬‬ ‫جماعات‪ .‬توجد العديد من‬ ‫ِ‬ ‫والس ّلة‪ ،‬واليد‪ ،‬والبيسبول‪ ،‬والمُصارعة‪ ،‬والتنس‪ ،‬والطائرة‪ .‬تتم ممارسة‬ ‫ٍ‬ ‫بشكل رسمي من قِبَل مُنظماتٍ دولية وإقليمية‪ ،‬وأخرى‬ ‫الرياضة عاد ًة‬ ‫ٍ‬ ‫عالميّة بين خصمين أو أكثر‪ ،‬وال تقتصر الرّياضة على النشاط البدني‬ ‫كبير على النّشاط‬ ‫فقط؛ إذ توجد بعض الرّياضات التي تَعمد‬ ‫ٍ‬ ‫بشكل ٍ‬ ‫العقلي كالشطرنج‪ .‬وما قبل التاريخ كانت الرياضة تُمارس قديما؛ حيث‬ ‫تم العثور على لوحاتٍ تصويريةٍ في كهوفِ السكو الفرنسية خالل‬ ‫العصر الحجري القديم‪ ،‬أي قبل أكث ِر من سبعة عشر ألف عام كالرّكض‪،‬‬ ‫آثار تعود للعصر الحجري‬ ‫والمُصارعة‪ ،‬كما تمّ العثور في منغوليا على ٍ‬ ‫صور مرسومةٍ توضّح وجود مبارياتٍ لِرياضةِ‬ ‫الحديث تحتوي على‬ ‫ٍ‬ ‫كبير لالستمتاع بمشاهدة هذه المُباريات‬ ‫المُصارعة مع وجودِ حشدٍ ٍ‬ ‫المقامة‪ .‬في وادي سورة بالقرب من منطقة الجلف الكبير الموجودة‬ ‫في ليبيا كانت تُمارس رياضتا السباحة‪ ،‬والرماية في عام ‪ 6000‬قبل‬ ‫الميالد‪ ،‬ثمّ مورست بعض الرياضات في مناطق سومر‪ ،‬واليونان‪،‬‬ ‫ومصر القديمة‪ .‬العصور الوسطى مورست العديد من الرّياضات خالل‬ ‫هذه الفترة في دولةِ إنجلترا؛ كألعاب كالتشيو‪ ،‬وفيورنتينو‪ ،‬كما ّ‬ ‫أن‬ ‫األوروبيين ذوي الطبقة األرستقراطية كانوا يرعون مبارياتٍ قتاليةٍ‬ ‫كالمبارزة‪ ،‬والخيل‪ ،‬وكانت تعتمد سياسة الرّياضة آنذاك على وضع‬ ‫ّ‬ ‫راع شخصاً قبل المباراة‬ ‫شروطٍ مالية بين الرُّعاة؛ بحيث يختار كل ٍ‬ ‫يُراهن عليه بأنّه الفائز‪ ،‬وفي حال انتصاره يَحصل على المبلغ الذي‬ ‫تراهنوا عليه‪ .‬تطور الرّياضة بدأ تأثير المملكة المتّحدة البريطانية‬ ‫بالرّياضة في أواخر القرن التاسع عشر‪ ،‬وأوائل القرن العشرين‪ ،‬وذلك‬ ‫من خالل رياضة كرة القدم التي نشأت فيها‪ ،‬ثم بدأت معظم الرياضات‬ ‫باالنتقال إلى القارّتين األوربية واألمريكية‪ ،‬ثمّ إلى كافة أنحاء العالم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫نوع من الرّياضات؛ وذلك‬ ‫وبدأ بعد ذلك وضع شروطٍ وقواعد لكل ٍ‬ ‫لِتحديد الفائز في اللقاء‪ ،‬وتقليل العُنف الذي ساد معظم الرّياضات‬ ‫آنذاك‪ .‬نشأت لعبة البيسبول في المناطق الحضرية من الجزء الشمالي‬ ‫الشرقي من الواليات المتحدة‪ ،‬وحَظيت الرّياضة بشعبيةٍ كبيرةٍ مُنذ‬ ‫ذلك الوقت في البالد إلى يومنا هذا‪ .‬المرأة والرياضة كانت مُعظم‬ ‫الرّياضات في القدم مُنحصر ٌة فقط على فئةِ الذكور‪ ،‬ومع بداية عصر‬ ‫االنفتاح بدأتْ المرأة بممارسةِ العديد من الرّياضات‪ ،‬وبرز دور المرأة‬ ‫جليّاً في التأثير عليها من خالل إدارة الشؤون المُتعلقة بها باعتبارها‬ ‫حقاً لها‪ ،‬واآلن ّ‬ ‫قل ما نشاهد النساء تشارك في العديد من المسابقات‬ ‫على جميع األصعدة‪.‬‬

‫أوال ـ يجب أن نعرف جيدا أن الفريق الوطني أقبل على نهائيات‬ ‫كأس إفريقيا لألمم والرهان األكبر هو أن يصالح ذاته مع كرة القدم‬ ‫اإلفريقية ذات المستوى‬ ‫العالي‪ ،‬لقد كنا نبحث بجدية‬ ‫عن السبل التي تمكن‬ ‫الفريق الوطني من أن يطرد‬ ‫عنه لعنة الخروج من الدور‬ ‫األول التي طاردته في النسخ‬ ‫األربعة األخيرة التي أعقبت‬ ‫وصوله لنهائي نسخة ‪2004‬‬ ‫بتونس‪ ،‬وطبعا فإن الوصول‬ ‫لهذا الهــدف كـان يفرض‬ ‫تالحمــا بين كل مكونــات‬ ‫الفريق الوطني‪ ،‬لطالما أن‬ ‫من أكبر المعيقات النفسية‬ ‫واإلستراتيجية التي أكدتهــا‬ ‫الدراسات القبلية لمسببات‬ ‫اإلخفاق في الدورات السابقة‬ ‫هو صعوبة التأقلم مع طبيعة‬ ‫مباريات كأس إفريقيا لألمم‪،‬‬ ‫وأعيد التأكيد على أنها طبيعة خاصة جدا‪ ،‬ويمكن القول أن الفريق‬ ‫الوطني نجح في هذا الباب بامتياز‪.‬‬ ‫ثانيا ـ لم يكن هذا الفريق الوطني مواجها عند دخوله غمار‬ ‫المنافسات بالغابون بضرورة القطع مع اإلخفاقات السابقة فقط‪ ،‬بل‬ ‫إنه احتاج لمواجهة طارئ فريد من نوعه‪ ،‬هو أن الفريق الوطني وجد‬ ‫نفسه في آخر لحظة مقصوص الجناح بغياب أربعة عناصر وازنة لغاية‬ ‫األسف أنها كلها كانت تشكل أجنحة هجومية ذات وزن ثقيل‪ ،‬وهنا‬ ‫أيضا يمكن أن نهنئ الفريق الوطني بكل مكوناته ألنه نجح إلى‬ ‫أبعد الحدود في التغطية بشكل جيد على هذه الغيابات‪ ،‬ما أعطى‬ ‫الفرصة في واقع األمر لميالدات جديدة‪ ،‬وكأن وراء كل ضارة نافعة‪،‬‬ ‫فكأس إفريقيا لألمم أعطتنا منتخبا وطنيا معافى ومتحفز وشاعر‬ ‫بثقل المسؤولية وأعطتنا أيضا العبين شبابا سيصبحون مرتكزات‬ ‫للمستقبل‪.‬‬ ‫ثالثا ـ بالنظر إلى الظروف التي أحاطت بإقامة الفريق الوطني‬ ‫ببيطام وما احتاجه الالعبون من نكران ذات ومن تضحيات وتنازالت‬ ‫أيضا‪ ،‬فإنني أعتبر أن كأس إفريقيا لألمم بالغابون تمثل انطالقة‬ ‫جديدة للفريق الوطني‪ ،‬الذي تمكن من قهر الكثير من اإلكراهات‬ ‫وتجاوز العديد من الظروف الصعبة معبرا بذلك عن رغبة جماعية ال‬ ‫حدود لها من أجل إسعاد الجماهير المغربية‪.‬‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫ربما كان من العالمات الدالة على أن الفريق الوطني سيقدم‬ ‫أخيرا كأسا إفريقية تليق بمرجعيته‪ ،‬أنه تجاوز بنجاح مؤثرات‬ ‫الهزيمة في مباراته األولى أمام الكونغو الديمقراطية‪ ،‬إذ‬ ‫سيتمكن بعد ذلك من الفوز تباعا على الطوغو وكوت ديفوار؟‬

‫صحيح أنه يكون موجعا وأمرا صعبا أن تخسر المباراة األولى‬ ‫في سباق مجموعة قوية وعنيدة‪ ،‬ويكون الوجع أكبر عندما ال تنطق‬ ‫هذه الخسارة بحقائق المباراة‪ ،‬وقد قالت كل التقارير الفنية أن الفريق‬ ‫الوطني قدم مباراة كبيرة‪ ،‬كان هو الطرف األفضل فيها‪ ،‬ولغاية‬ ‫األسف غابت عنه النجاعة فعوقب جراء ذلك بالخروج من المباراة خاوي‬ ‫الوفاض‪.‬‬

‫طبعا كانت هناك حاجة ألن ترمم الصفوف وتتطهر المعنويات من‬ ‫كل ما أصابها جراء الهزيمة أمام فهود الكونغو‪ ،‬لكي ينطلق الفريق‬ ‫الوطني مجددا للبحث عن فرصه في التأهل‪ ،‬ودليل تعافي الفريق‬ ‫الوطني وتماسك كل أعضائه شاهدناه في مباراة الطوغو التي كانت‬ ‫ردة فعل قوية على كل المشككين‪ ،‬وبالتالي فإن الفوز فيها أعطى‬ ‫للفريق الوطني أجنحة حلق بها في مباراة كوت ديفوار التي سيتمكن‬ ‫األسود من الفوز بها بعد أن استعصى عليهم ذلك لمدة ‪ 23‬سنة‪.‬‬

‫وأعتقد أن المؤشرات القوية ظهرت في المباراتين معا‪ ،‬على أن‬ ‫الفريق الوطني استطاع أخيرا‬ ‫أن يتطابق مع نفسه أوال وأن‬ ‫يستجيــب ثانيــا لما تفرضه‬ ‫المنافسات اإلفريقية وبخاصة‬ ‫كأس إفريقيا لألمم من طقوس‬ ‫ومن مستلزمات يستحيل أن‬ ‫نجد مثيال في كل المنافسات‬ ‫القاريــة األخــرى‪ ،‬لذلك أنـا‬ ‫حريص على تنهئـة الالعبين‬ ‫من صميـم القلـب ألنهــم‬ ‫نجحوا في ترويض كل هذه‬ ‫الظروف وتلجيمها من أجل‬ ‫بلوغ األهداف‪ ،‬لقد شاهدت كل‬ ‫ذلك بأم العين وأنا حتى اآلن ما‬ ‫زلت متأثرا بالدرجة التي بلغها‬ ‫هؤالء الالعبون في التعبير عن‬ ‫وطنيتهم وفي السعي إلسعاد‬ ‫الجماهير المغربية‪.‬‬

‫هذه الجماهير تمنت لو أن هذا الفريق الوطني ذهب لما‬ ‫هو أبعد من الدور ربع النهائي؟‬

‫ال أخفيك أننا جميعا العبين ومسؤولين تأثرنا كثيرا للطريقة‬ ‫التي كان خروجنا بها من كأس إفريقيا لألمم‪ ،‬لقد كان هذا الفريق‬ ‫الوطني يتمتع بكل المؤهالت النفسية قبل البدنية والتكتيكية ليكون‬ ‫من ضمن المرشحين األقوياء للفوز بكأس إفريقيا لألمم‪ ،‬ولن أكون‬ ‫شوفينيا وال مبالغا إذا قلت أن الفريق الوطني ال يقل بتاتا عن أي من‬ ‫المنتخبات التي بلغت الدور نصف النهائي أو حتى المنتخب الذي أعلن‬ ‫أمس األحد بطال إلفريقيا‪ .‬ال يمكن أن نلغي من اإلعتبارات الحالة التي‬ ‫كانت عليها أرضية ملعب بورجونتي‪ ،‬حالة كارثية ال أعتقد أنها تليق‬ ‫بمنافسة بقيمة كأس إفريقيا لألمم وال يمكنها بأي حال من األحوال أن‬ ‫تصدر صورة جميلة عن هذا المونديال القاري الذي يأتي في المرتبة‬ ‫الثالثة من حيث جمالية األداء والمستويات التقنية بعد كأس العالم‬ ‫وبطولة أوروبا لألمم‪ ،‬لقد حاول الالعبون قدر ما يستطيعون التعامل‬ ‫بذكاء كبير مع أرضية الملعب لتجاوز سوئها‪ ،‬وبسبب تلك األرضية‬ ‫الكارثية ضاعت فرص كان من الممكن أن نحسم بها الفوز والتأهل‪،‬‬ ‫أنا ال أبكي على اللبن المسكوب وال ألتمس أعذارا لضياع فرصة ذهبية‬ ‫من أجل الظفر بالكأس وإسعاد المغاربة ولو أن هذا الهدف لم يكن‬ ‫هدفا إستراتيجيا قبل دخولنا للمنافسة‪.‬‬

‫(عن جريدة المنتخب – يتبع)‬

‫ابنة محمد علي كالي أنقذت هوجان‬ ‫من االنتحار في ‪2007‬‬

‫كشفت المالكمة ليلى كالي‪ ،‬ابنة أسطورة المالكمة محمد علي كالي‪ ،‬عن قيامها بإنقاذ أسطورة‬ ‫المصارعة هالك هوجان من االنتحار‪ ،‬عام ‪ ،2007‬دون أن تدري بأنها قامت بذلك‪ .‬وحلت ليلى كالي ضيفة‬ ‫على برنامج «‪ ،»The Tomorrow Show‬وأوضحت أنها اتصلت بهوجان‪ ،‬الذي كان يعاني من اكتئاب‬ ‫شديد؛ تسبب في انزعاجها؛ بسبب طالقه‪ ،‬وابتعاده عن عائلته‪ .‬وأكدت ليلى‪ ،‬أنها نصحت هوجان بالبحث‬ ‫عن صديق‪ ،‬أو شخص مقرب يثق فيه‪ ،‬وأن يقوم بالحديث معه حتى يتجاوز تلك الحالة‪ .‬وأشارت ليلى‪ ،‬إلى‬ ‫أنها علمت بنية هوجان االنتحار قبل دقائق من اتصالها به‪ ،‬إال أنه قرر التراجع عن الفكرة بعد نصيحة ليلى‪،‬‬ ‫مشددة على أنها لم تكن تعلم أنه كان ينوي اإلقدام على االنتحار‪.‬‬


‫العدد ‪876‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫بداية موفقة لمبادرة تكريم قدماء الرياضيين بطنجة‬

‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬فرباير ‪2017‬‬

‫‪19‬‬

‫منالجامعة‬ ‫أخبارأخبار‬ ‫الجامعة‬ ‫ال تغيير في أجر الناخب الوطني هيرفي رونار‬

‫أقدمت فعاليات رياضية بمدينة طنجة‪ ،‬على رأسها‬ ‫سعيد بوكروج أحد قدماء العبي مدينة طنجة‪ ،‬وبتنسيق مع‬ ‫جمعية ترجي األندلس التي يرأسها ادريس المرابط‪ ،‬أحد‬ ‫قدماء العبي كرة القدم بطنجة كذلك‪ ،‬صباح األحد قبل‬ ‫الماضي على تنظيم دوري ثالثي بفضاء ملعب الثانوية‬ ‫اإلعدادية «ابن خلدون» بطنجة‪ ،‬بمشاركة فريق الصحافة‪،‬‬ ‫جمعية ترجي و قدماء العبي مدينة طنجة‪ ،‬تكريما لثالثة‬ ‫رياضيين من طنجة‪ ،‬وهم‪ ،‬جمال التوزاني وفؤاد المويضي‪،‬‬ ‫الالعبان السابقان باتحاد طنجة‪ ،‬وخالد بلفقيه‪ ،‬الذي يشغل‬ ‫مهام مكلف باألمتعة باتحاد طنجة منذ سنوات وإلى اليوم‪.‬‬ ‫والتجربة كانت ناجحة بكل المقاييس من خالل الحضور‬ ‫الحاشد لمجموعة من قدماء الرياضيين‪ ،‬واإلعالميين‪ ،‬في‬ ‫غياب الجهات الرسمية التي عودتنا طبعا الغياب عن مثل‬ ‫هذه المبادرات اإلنسانية‪ ،‬االجتماعية‪ .‬كونها ال تؤمن إال‬ ‫بالجاهز وما يخدم مصالحها فقط‪.‬‬ ‫وانطلق التكريم بدوري ثالثي في كرة القدم جمع‬ ‫الفرق السالف ذكرها‪ ،‬واختتم بحفل شاي أقيم بالقاعة‬ ‫الكبرى للمؤسسة التعليمية المحتضنة للدوري‪ ،‬خاللها شكر‬ ‫سعيد بوكروج الحاضرين على تلبية الدعوة‪ ،‬بعد تطرقه‬ ‫لظروف المبادرة والتفكير فيها من خالل لقاءات تشاورية‬ ‫بين مجموعة من الغيورين من قدماء الرياضيين‪ ،‬إلى أن‬

‫حولوا النقاش إلى حقيقة كانت انطالقتها إيجابية‪ ،‬سيما‬ ‫انها فرصة لمنح العنصر المحلي المهمش قيمة واعتراف بما‬ ‫اسداه للرياضة المحلية‪ .‬سيما أن الهدف هو إعادة االعتبار‬ ‫للرياضين القدامى من شتنى األنواع الرياضية‪ ،‬وهي الفكرة‬ ‫المستقبلية في إطار مشروع الجهة المنظمة‪.‬‬ ‫من جهتهما‪ ،‬أكد الزميالن عبد السالم الشعباوي‪،‬‬ ‫ومحمد الصمدي على أهمية المبادرة‪ ،‬مع إبداء استغراب‬ ‫لغياب أطراف كان من المفروض أن تكون حاضرة في اللقاء‪،‬‬ ‫سيما مسؤولي اتحاد طنجة لكرة القدم كطرف معني باعتباره‬ ‫جهة مستفيدة من خدمات سابقة للمكرمين‪ .‬ولوالهم لما‬ ‫كانت التحاد طنجة استمرارية‪ .‬ودعا الطرفان إلى ضرورة‬ ‫التالحم وعدم التفرقة وتوسيع الفكرة والبرامج من أجل‬ ‫الحفاظ على روح هذا المشروع اإلنساني‪ ،‬االجتماعي حتى ال‬ ‫يحكم عليه بالموت‪ .‬سيما أن القوة في الجماعة‪.‬‬ ‫ويذكر أن الجهة المنظمة خصت المكرمين الثالثة‬ ‫ببذلة رياضية وغالف مالي‪ ،‬قدره (‪ 5000‬درهم) لكل واحد‪،‬‬ ‫ورغم بساطة الرقم ألن المكرمون يستحقون أكثر‪ ،‬فتبقى‬ ‫المبادرة رائعة‪ ،‬على األقل أن هناك مناضلون ضحوا من‬ ‫أجل هذه اللحظة التاريخية التي نأمل أن تتواصل ويكتب‬ ‫لها النجاح‪.‬‬

‫تطوان تحرز النسخة العاشرة للبطولة الوطنية‬ ‫لمؤسسات األعمال اإلجتماعية للتعليم‬

‫يؤكد الناخب الوطني السيد هيرفي‬ ‫رونار أنه لم يطرأ أي تغيير على العقد‬ ‫الذي يربطه بالجامعة الملكية المغربية‬ ‫لكرة القدم إلى غاية ‪ ،2018‬وأن عقده‬ ‫ال يمنحه أي زيادة في األجر بعد تأهل‬ ‫المنتخب الوطني لدور ربع النهائي لكأس‬ ‫األمم األفريقية الغابون ‪ ،2017‬خالفا لما‬ ‫تداولته بعض الصحف الوطنية مؤخرا‪.‬‬ ‫وعليه‪ ،‬فما تم الترويج له من أخبار حول‬ ‫الموضوع من قبل بعض وسائل اإلعالم‪ ،‬فهو غير دقيق وعار من الصحة‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫مباراتان وديتان للمنتخب األول أمام بوركينافاسو وتونس‬ ‫في إطار تحضيراته لالستحقاقات الكروية المقبلة‪ ،‬سيخوض المنتخب الوطني‬ ‫األول مباراتين وديتين أمام كل من منتخبي بوركينافاسو وتونس بالملعب الكبير‬ ‫لمدينة مراكش‪ ،‬وذلك طبقا للتواريخ المحددة للمباريات الدولية من طرف االتحاد‬ ‫الدولي لكرة القدم – فيفا‪ .‬وستجرى المقابلة األولى أمام المنتخب األول لبوركينافاسو‬ ‫في ‪ 24‬مارس ‪ ،2017‬فيما سيلتقي األسود المنتخب األول لتونس في ‪ 28‬مارس‬ ‫‪.2017‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫المنتخب المغربي لالعبيـن المحليين يواجه المنتخـب المصري‬ ‫في الشان‬ ‫أسفرت قرعة التصفيات اإلفريقية المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا لالعبين‬ ‫المحليين‪ ،‬التي أجريت يومه الجمعة ‪ 3‬فبراير ‪ 2017‬بالعاصمة الغابونية ليبروفيل‪،‬‬ ‫عن مواجهة المنتخب الوطني نظيره المصري‪ .‬وستجرى مباراة الذهاب ما بين ‪11‬‬ ‫و‪ 12‬و‪ 13‬غشت ‪ 2017‬بمصر على يجرى لقاء اإلياب بالمغرب أسبوع بعد ذلك‪.‬‬ ‫وجدير بالذكر‪ ،‬أن نهائيات كأس إفريقيا لالعبين المحليين ستحتضنها كينيا في‬ ‫الفترة المتراوحة ما بين ‪ 11‬يناير و‪ 2‬فبراير ‪.2018‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫قرارات صادرة عن اللجنة المركزية للتأديب والروح الرياضية‬ ‫اجتمعت اللجنة المركزية للتأديب والروح الرياضية التابعة للجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم‪ ،‬مساء يوم األربعاء ‪ 8‬فبراير ‪ ،2017‬لدراسة الملفات المحالة‬ ‫عليها‪ ،‬وأصدرت القرارات التالية‪:‬‬

‫أحرز فرع مديرية تطوان لقب النسخة العاشرة من‬ ‫البطولة الوطنية لكرة القدم المصغرة لمؤسسة األعمال‬ ‫االجتماعية للتعليم بطنجـــة‪ ،‬دورة «المرحــوم ميلود‬ ‫الرندي» التي أسدل عليها الستار الجمعة ‪ 5‬فبراير بعد‬ ‫أسبوع كامل من المنافسات‪ .‬وجاء التتويج عقب فوز على‬ ‫فريق فرع مديرية مراكش بالضربات الترجيحية بنتيجة ‪3‬‬ ‫مقابل ‪ 1‬بعدما انتهى الوقت األصلي من المباراة بالتعادل‬ ‫بثالثة أهداف لمثلها‪ .‬ودار نهائي البطولة التي أشرف‬ ‫على تنظيمها‪ ،‬فرع مؤسسة األعمال االجتماعية للتعليم‬ ‫بمديرية طنجة أصيلة‪ ،‬بقاعة الزياتن‪ .‬حيث تميزت بندية‬ ‫كبيرة بين عناصر المجموعة التطوانية‪ ،‬ممثل أكاديمية‬ ‫جهة طنجة تطوان الحسيمة ‪ ،‬ونظيره ممثل أكاديمية جهة‬ ‫مراكش الحوز‪ .‬وآلت مباراة الترتيب لفائدة فرع تارودانت‬ ‫صاحب المركز الثالث بفضل فوزه على فرع آسفي الذي‬ ‫حقق المركز الرابع‪.‬‬

‫وحضر الحفل الختامي للنسخة العاشرة من البطولة‬ ‫ممثلين عن األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬ومن مديرية وزارة التربية الوطنية‬ ‫بطنجة‪ ،‬والكاتب العام الوطني لمؤسسة األعمال اإلجتماعية‬ ‫للتعليم‪ ،‬وأعضاء المكتب الوطني وممثـــل مؤسســة‬ ‫محمد السادس للنهوض باألعمــال االجتماعية ألسرة‬ ‫التربية والتكوين وممثلين عن الشركاء اإلقتصاديين‪.‬‬ ‫وعبرت الفروع المشاركة في التظاهرة عن إعجابها بمدينة‬ ‫طنجة‪ ،‬مشيدة بالنجاح الباهر والتنظيم الجيد في هذه‬ ‫الدورة الثانية من نوعها التي ينظمها فرع طنجة‪ .‬وتم‬ ‫توزيع الميداليات ودروع المشاركة والكؤوس على الفرق‬ ‫التي بلغت المربع الذهبي‪ .‬حيث تسلم فرع تطوان الكأس‬ ‫األولى‪ ،‬وفرع مراكش الكأس الثانية‪ ،‬وفرع تارودانت الكاس‬ ‫الثالثة‪ ،‬ثم الكأس الرابعة التي تسلمها فرع آسفي‪ .‬كما‬ ‫أحدثت كاس الفريق المثالي تسلمها فرع الحي الحسني ‪.‬‬

‫بالنسبة للبطولة االحترافية اتصاالت المغرب القسم األول‪:‬‬ ‫ توقيف المين دياكيطي العب فريق الدفاع الحسني الجديدي لمباراة واحدة‪.‬‬‫ توقيف ياسين رامي العب فريق اولمبيك اسفي لمباراة واحدة‪.‬‬‫وبالنسبة للبطولة االحترافية اتصاالت المغرب القسم الثاني‪:‬‬ ‫‪ - ‬توقيف السيد محمد افالح مرافق أولمبيك الدشيرة لمباراتين مع غرامة مالية‬ ‫قدرها ‪ 750‬درهما‪.‬‬ ‫‪ - ‬توقيف حسين خوخوش العب فريق أولمبيك الدشيرة لمدة ‪ 4‬مباريات اثنتان‬ ‫منها موقوفتا التنفيذ مع غرامة مالية قدرها ‪ 1500‬درهما‪.‬‬ ‫‪ - ‬توقيف يوسف شينا العب أولمبيك الدشيرة لمباراة واحدة‪.‬‬ ‫‪ -‬توقيف معاد طالب العب فريق وداد تمارة لمباراة واحدة‪.‬‬

‫افتتاح التسجيل بمدرسة نهضة طنجة‬ ‫لكرة القدم‬

‫الغنام رئيسا لعصبة الشمال للكيك بوكسبنغ لوالية جديدة‬ ‫جدد ‪ 34‬ناديا من عصبة الشمال للكيك بوكسبنغ والمواي طاي الصافات والرياضات المماثلة‪ ،‬ثقتهم في مصطفى‬ ‫الغنام رئيسا للعصبة لوالية أخرى خالل جمعها العام السنوي الذي حضره لحسن واسون ممثل الجامعة‪ ،‬إلى جانب ممثل‬ ‫المندوبية الجهوية لوزارة الشباب والرياضة بطنجة‪ .‬وكان الجمع صادق على التقريرين والمالي و األدبي الذي تطرق للحصيلة‬ ‫التقنية وأنشطة العصبة المبرمجة برسم الموسم الرياضي ‪ .2016 / 2015‬فيما سجل التقرير المالي إنهاء العصبة لموسمها‬ ‫الرياضي بفائض بلغ ‪ 70.168‬درهم‪ .‬وبلغت مصاريف الموسم ‪ 113.251‬درهم‪ ،‬فيما بلغت المداخل ‪ 183.419‬درهم‪.‬‬ ‫وطرحت األندية خالل المناقشة مجموعة من التساؤالت حول بعض القضايا المرتبطة بالعصبة والبرامج‪ ،‬وكذا‬ ‫اإلكراهات‪ ،‬على المستويين اإلطاري والتقني‪ ،‬تناوب على توضيحها كال من مصطفى الغنام‪ ،‬رئيس العصبة‪ ،‬والحكم الدوالي‬ ‫السابق والناطق الرسمي للجامعة‪ ،‬و كذا المديرية التقنية للعصبة من خالل استعراض االستراتيجية التي وصفت بالمالئمة‬ ‫إلستراتيجية الجامعة الملكية المغربية للكيك بوكسينغ والمواي طاي والصافات والرياضات المماثلة‪.‬‬

‫تعلن إدارة مدرسة نهضة طنجة لكرة القدم أنها شرعت في تسجيل‬ ‫وإعادة التسجيل للتالميذ الراغبين في االنخراط بالمدرسة‪ ،‬وعلى الراغبين‬ ‫في ذلك االتصال بمدير المدرسة على الرقم التالي (‪ )0661720614‬أو‬ ‫الحضور لملعب مرشان حسب البرنامج التالي‪:‬‬ ‫ كل يوم األربعاء‪ :‬من الساعة الثانية زواال (‪ )h 14‬إلى الخامسة مساء‬‫(‪.)h 17‬‬ ‫ كل يوم الجمعة‪ :‬من الساعة الثالثة زواال (‪ )h 15‬إلى السادسة مساء‬‫(‪. )h 18‬‬ ‫ كل يوم السبت‪ :‬مـن الساعـة الثامنــة صباحا (‪ )h 08‬إلى الواحدة‬‫زواال (‪.)h 13‬‬ ‫ كل يوم األحــد‪ :‬من الساعــة الثامنــة صباحا (‪ )h 08‬إلى الواحدة‬‫زواال (‪.)h 13‬‬


‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 14‬إلى ‪ 20‬فرباير ‪2017‬‬

‫العدد ‪876‬‬

‫من كان بيته من زجاج‬ ‫ال يرمي الناس بالحجارة‬

‫عاجل إلى والي جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬

‫‪ ‬ساكنة وزان تؤدي فاتورة احتكار نقل األموات‬ ‫التي أقرها مجلس تطوان‬

‫منذ أيام و نحن نشهد ازدواجية في المعايير و‪ ‬هجوما مسعورا‬ ‫على مشروع سيؤثث مدينة طنجة‪ ،‬حديقة نباتية ستنضاف إلى‬ ‫رصيد مدينة البوغاز الطبيعي والترفيهي‪ ،‬لكن‪ ،‬كيف لمشروع‬ ‫مفيد أن ال يلقى الهجوم من طرف أناس ينتشون ّ‬ ‫لذة تأجيج الرأي‬ ‫العام بدون أدنى حق ‪.‬‬ ‫بطل الهجوم الممنهـج هـو ببساطــة‪ ،‬شخص ينتسب إلى‬ ‫العالم اإلعالمي‪ ،‬شخص اعتقد أن غابة دونابو ترجع إلى أمالك‬ ‫أج��داده الخاصة‪ ،‬بما أنه استطـاع منذ سنين اإلستيـالء نصبا‬ ‫واحتياال على قطعة أرضية تجاور الغابة المذكورة‪ ،‬وأخذ راحته‬ ‫في بناء فيال بطابق علوي غير قانوني‪ ،‬و أخذ في توسيع حديقته‬ ‫باعتبار أن ما يجاور مسكنه هو له‪ ،‬و بعد أن بدأت األشغال لتنفيذ‬ ‫مشروع حديقة نباتية‪ ،‬انتفض اإلعالمي المذكور غضبا‪ ،‬و عمل‬ ‫على تسليط األبواق المأجورة المسخرة لعرقلة كل ما هو نافع‬ ‫لهذه المدينة‪ ،‬و كونوا اتحادا‪ ،‬وهم ال يعلمون أن مسكنه من‬ ‫األصل غير قانوني وأن خط تاريخه المهني و الشخصي لن يمحوه‬ ‫تهريجه الحالي وال محاوالته البائسة لتس ّلق جدار مشروع يبدو‬ ‫شاهقا عليه‪ ،‬كان يستوجب عليه الصمت كأضعف اإليمان‪ ،‬فمن‬ ‫كان بيته من زجاج ال يرمي الناس بالحجارة ‪..‬‬ ‫و تجدر اإلشارة إلى أن الحديقة النباتية موضوع هذه الضجة‬ ‫الفارغة ستضم أعدادا هائلة من النباتات الطبيعية‪ ‬والغريبة‬ ‫وكذلك النباتات الشائعة‪ ،‬مع وجود معلومات كاملة بجانب كل‬ ‫نبات تكون بمثابة هوية ّ‬ ‫موثقة يتم فيها التعريف بالنبات وكتابة‬ ‫اإلسم العلمي والفصيلة والشعبة النباتية التي ينتمي لها‪ .‬وتكون‬ ‫مرجعا للهواة والدارسين لعلوم النبات‪ ،‬وهي ليست مجرد حدائق‬ ‫بالمعنى المتداول لهذا اللفظ‪ ،‬بل هي مؤسسات علمية نباتية‬ ‫تعكس مدى التقدم الزراعى في أي دولة حيث تضم العائالت‬ ‫النباتية المختلفة التي تنمو بالمنطقة المناخية الموجودة بها‬ ‫الحديقة وجلب األنواع الجديدة وأقلمتها‪.‬‬ ‫و يجدر بنا بعد استطالع قامت به جريدة «الشمال» حول‬ ‫هذا الشخص المذكور‪ ،‬التصريح بأن قرابة مائة شخص أجزموا‬ ‫على عدم جديته و فشله المهني المطبق‪ ،‬المتجذر منذ أن أصبح‬ ‫محسوبا على عالم الصحافة‪ ،‬مرورا بتجاربه التجارية داخل وخارج‬ ‫أرض الوطن‪ ،‬بعد أن فشل مشروعه االعالمي بالمنطقة الصناعية‬ ‫بطنجة وبالتالي تم ضخ رأسماله في مشروع تجاري بإسبانيا‪ ،‬فشل‬ ‫هو اآلخر و لم يعد أمامه اآلن سوى ابتزاز و استغالل كل من تقع‬ ‫عينيه عليه‪ ،‬ضاربا عرض الحائط المصلحة الكبرى للمدينة وللبلد‬ ‫عامة‪ ،‬و متناسيا كل الخروقات القانونية التي تابعت مسيرته‬ ‫الشخصية و المهنية و منها على سبيل المثال‪ ،‬اقتالعه الوحشي‬ ‫ألشجار كانت محيطة بمسكنه كما توضح الصورة أعاله‪ ،‬و هذا‬ ‫ما يفتح األبواب ألسئلة محورية حول النوايا الحقيقية للصحفي‬ ‫المذكور من عرقلة مشاريع طنجة التنموية هل هي من باب‬ ‫اإلبتزاز أم من باب خيانة الوطن ‪.‬‬

‫ج‪ .‬ش‬

‫وحدها جماعة تطوان تنفرد من دون‬ ‫غيرها من الجماعات الترابية على امتداد ربوع‬ ‫المملكة ‪ ،‬بتفويت احتكار استغالل مرفق نقل‬ ‫األموات إلى شركة خاصة ضدا على القانون‬ ‫الذي يمنع االحتكار‪ .‬وليت األمر بقي في حدود‬ ‫النفوذ الترابي لجماعة تطوان ‪ ،‬بل القرار‬ ‫الجماعي‪ ‬أطلق اليد الطولى للشركة صاحبة‬ ‫االمتياز بأن تحتكر لوحدها من دون غيرها ‪ ،‬نقل‬ ‫األموات الذين تصعد أرواحهم إلى السماء فوق‬ ‫تراب الحمامة البيضاء في اتجاه‪ ‬باقي جهات‬ ‫المملكة المغربية ‪.‬‬ ‫من بين ما جاء بالقرار الجماعي ‪ - ‬تتوفر‬ ‫الجريدة على نسخة منه ‪ -‬الذي ذكر رئيس‬ ‫جماعة تطوان بمقتضياته في مذكرة صادرة‬ ‫عنه بتاريخ ‪ 12‬يونيه ‪ ...“2014‬أخبركم أن‬ ‫الجماعة الحضرية تطوان قد تعاقدت مع‬ ‫الشركة المغربية لإلسعاف ونقل األموات قصد‬ ‫تدبير نقل األم��وات بتطوان‪. ...‬وتعتبر هذه‬ ‫األخيرة وحدها المخولة بنقل األموات داخل‬ ‫تراب الجماعة وخارجها وال يحق ألي شركة أخرى‬ ‫أو سيارة جماعية ممارسة هذا األمر “ ‪.‬‬ ‫هذا القرار السيء الذكر اكتوت بنيرانه‬

‫جديد‬

‫مباشرة بعد أن يتناهى إلى علم أسرة هذا‬ ‫المريض( ة )‪ ‬أو ذاك‪ ‬بأن يد المنون قد اختطفت‬ ‫عزيزا ( ة ) عليهم ‪ ،‬تبدأ رحلة السفر فوق تضاريس‬ ‫المعاناة التي يعمقها قرار جماعة تطوان‪ ‬الذي‬ ‫وفر الغطاء “ القانوني” لشركة تفرض أثمنة‬ ‫خيالية لنقل الموتى إلى إقليم وزان الذي تبتلع‬ ‫دائرة الهشاشة والفقر غالبية ساكنته ‪.‬‬

‫الملتهبة ساكنة إقليم وزان الفقير “ مستشفاها‬ ‫اإلقليمي “ أبو القاسم الزهراوي يفتقر إلى أبسط‬ ‫التجهيزات والتخصصات الطبية ‪ ،‬والنتيجة هي‬ ‫التعجيل بإرسال العشرات من المرضى في‬ ‫حاالت خطيرة إلى المستشفى الجهوي بتطوان‪،‬‬ ‫منهم من يتم إنقاذه وما أكثر من يلبي نداء ربه‬ ‫هناك ‪.‬‬

‫الوسائط المدنية والحقوقية بدار الضمانة‬ ‫الكبرى التي سبق وفعلت الكثير من ‪ ‬آليات الترافع‬ ‫القانوني من أجل إلغاء هذا القرار الجائر ‪ ،‬عادت‬ ‫هذه األيام لتندد به على صفحات مواقع التواصل‬ ‫االجتماعي التي تعنى بقضايا إقليم وزان‪،‬‬ ‫وتستعد لالرتقاء بوتيرة احتجاجها وتنويعها إن‬ ‫استمر من بيده الحل والعقد بجماعة تطوان‬ ‫ركوب رأسه ‪ ،‬وترديد معزوفة “ انتهى الكالم“‪.‬‬ ‫وهي بالمناسبة (الفعاليات) ‪ ‬تدعو والي جهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة من أجل الدخول على‬ ‫الخط لوضع حد لهذا االحتقان الذي بالدنا في‬ ‫غنى عنه في هذا المنعرج الدقيق الذي تعبره‬ ‫بحكمة وتبصر على أكثر من صعيد ‪.‬‬

‫محمد حمضي‬

‫«فقه اللسان»‬

‫أصدر مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية واألدبية‪ ،‬التابع للرابطة‬ ‫المحمدية للعلماء‪ ،‬العدد األول من مجلة (فقه اللسان) المحكمة المتخصصة في‬ ‫اللغة واألدب‪.‬‬ ‫وقد خصصت المجلة في هذا العدد الواقع في واحد وستين ومائتي (‪)261‬‬ ‫صفحة ملفاً لموضوع «القرآن الكريم وعلوم العربية» شارك فيه عدد من العلماء‬ ‫والباحثين‪ ،‬فكتب د‪.‬عبد الرحمن بودرع عن «بناء الكلمة القرآنية تركيباً وداللة»‪،‬‬ ‫ود‪ .‬عبد العزيـز بن علي الحربـي عن «وضع الظاهـر موضع المضمـر في القرآن‬ ‫الكريم»‪ ،‬ود‪.‬عبد اهلل بن إبراهيم المغالج «اللغة العربية وعالقتها بعلم‬ ‫التفسير»‪ ،‬ود‪.‬محمد خليل جيجك «غياب العلوم العربية في الجهود التفسيرية‬ ‫المعاصرة وخطرُه على مستقبل التفسير»‪ ،‬ود‪.‬طارق المالكي «عتبات التحليل‬ ‫النحوي والبالغي للقرآن الكريم»‪.‬‬ ‫ويتضمن العدد أيضا دراسات وبحوثا لغوية متنوعة موزعة على أبواب؛ ففي‬ ‫باب اللغة والنحو كتب د‪.‬فخر الدين قباوة عن «آلية التوليد التراثي للمفردات‬ ‫والداللة في لغة العرب»‪ ،‬ود‪ .‬سليمان بن إبراهيم العايد عن «تقدير متعلق‬ ‫الجار والمجرور»‪ ،‬ود‪.‬محمد سعيد صمدي «من التراث التصريفي‪ :‬منظومة‬ ‫المكودي وشرح الفقيه اللنجري عليها»‪ ،‬ود‪.‬عدنان أجانة «النظر النقدي في‬ ‫كتب إعراب القرآن الكريم عند ابن هشام األنصاري‪ ،‬معالمه وآفاقه»‪.‬‬ ‫وفي باب المعجم كتب د‪.‬عبد العلي الودغيري «نظرات في معجم اللغة‬ ‫العربية المعاصرة»‪ .‬ونقرأ في باب البالغة «أجناس الكالم في مخاطبة الموتى‬ ‫والخبر عنهم» للدكتور محمد الحافظ الروسي‪ ،‬وفي باب األصوات» صوت‬ ‫العين‪ :‬دراسة صوتية» للدكتور يوسف بن محمود فجال‪.‬‬ ‫أما في باب الدراسات اللسانية فكتب د‪.‬محمد الخليل الناصري عن «بعض قضايا تركيب المكمالت في اللغة العربية من خالل‬ ‫نظرية المبادئ والوسائط»‪ ،‬ود‪.‬محمد األوراغي عن «أنماط التطوع اللغوي في عوالم لغوية»‪.‬‬ ‫وإضافة إلى ذلك خصصت المجلة بابا للتعريف بأنشطة مركز ابن أبي الربيع السبتي يتضمن تقاريـر عن بعض ما نظمه‬ ‫المركـز من محاضرات ونـدوات‪ ،‬وما يصـدره من مـؤلفـات‪ ،‬وتقـارير عن بعـض األطـروحـات والرسائـل الجامعـيـة التي نوقـشـت‬ ‫في السنوات األخيرة وكان موضوعها اللغة‪ ،‬ومختاراتٍ من مقاالت ودراسات منشورة على الموقع اإللكتروني للمركز‪.‬‬

‫أبو الخير الناصري‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.