Achamal n° 878 le 28 février 2017

Page 1

‫تكرمي املخرجة فريدة بليزيد‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 878‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 30‬جمادى ‪ 28 / 1438 /1‬فرباير �إلى ‪ 06‬مار�س ‪2017‬‬

‫املهرجان‬ ‫الدويل الأول‬ ‫البن بطوطة‬

‫أعلن المهرجان الوطني للفيلم بطنجة أنه سيتم تكريم المخرجة‬ ‫فريدة بليزيد في دورته ‪ .18‬والسيدة فريدة بليزيد طنجاوية المولد‬ ‫والمنشأ‪ ،‬درست السينما بأروبا وتخرجت من معهد ‪Institut des‬‬ ‫‪ hautes études cinématographiques‬بباريس‪.‬‬ ‫وإلى جانب اإلخراج‪ ،‬عملت هذه المبدعة المغربية على‬ ‫كتابة سيناريو العديد من األفالم الناجحة من قبيل «عرائس من‬ ‫قصب» للجياللي فرحاتي و «البحث عن زوج امرأتي» لمحمد عبد‬ ‫الرحمن التازي‪.‬‬ ‫وبصمت السينما المغربية بأعمال القت نجاحا جماهيريا‬ ‫باعتبار أن أعمالها الفنية تتميز برؤية جمالية راقية ومعالجة‬ ‫عميقة للقضايا التي تتناولها‪ ،‬خاصة في أعمالها «كيد النسا»‬ ‫و«خوانيطا بنت طنجة»‪.‬‬ ‫وقد انطلق المسار الفني للمخرجة بليزيد‪ ،‬سنة ‪ 1979‬بإصدار أول فيلم وثائقي لها بعنوان‬ ‫«هوية المرأة»‪ ،‬فيما أخرجت أول فيلم مطول لها سنة ‪ 1988‬بعنوان «باب السما مفتوح» تاله‬ ‫شريط «كيد النسا» سنة ‪ 1999‬ثم «الدار البيضاء يا الدار البيضاء» سنة ‪ 2002‬تلتها إنتاجات‬ ‫أخرى ناجحة‪.‬‬ ‫كما سيتم بالمناسبة تكريم كل من جمال الدين الدخيسي وعبد القادر بنكيران‪.‬‬

‫نرفض أن يطبق في حق أمير الرحالة‬ ‫المسلمين المثل الشائع ‪:‬‬

‫ال كرامة لعظيم بين قومه !‬

‫نعم‪ ،‬ولكننا أهل طنجة‪ ،‬والمثقفين خاصة‪ ،‬باإلعالن عن تنظيم الدورة األولى لمهرجان ابن بطوطة ‪ ،‬من طرف جمعية أنشئت لهذه الغاية سنة ‪ ،2015‬أسبوعا‬ ‫قبل انطالق «فعاليات» المهرجان !‬ ‫المبـادرة جيدة‪ ،‬والغاية نبيلة‪ ،‬ومدينة طنجة‪ ،‬والمغرب ككل‪ ،‬بحاجة إلى مهرجانات جادة مثل مهرجان ابن بطوطة‪ ،‬لخلق مجال للمفارقة والمقارنة‪ ،‬بعد هذه‬ ‫«الهجمة» الرذيئة لمهرجانات التفاهة والسخافة‪ ،‬ولكن المثير في الموضوع‪ ،‬أن مهرجانا دوليا من أجل «التعريف بالموروث الثقافي الالمادي للمدينة وإبـراز‬ ‫المكانــة التاريخيـــة والحضارية للرحالة ابن بطوطة»‪ ،‬وفق تصريح لرئيس الجمعية المنظمة‪ ،‬عبد العزيز بنعمي‪ ،‬يتم اإلعالن عنه أسبوعا واحدا فقط‪ ،‬في بيان‬ ‫مقتضب‪ ،‬ال يعطي تفاصيل دقيقة عن مواد المهرجان وال المشاركين فيه‪ ،‬وال أماكن التظاهرات المبرمجة‪ ،‬والحال أن مهرجانا دوليا إحياء لذكرى أمير الرحالة‬ ‫اإلسالميين‪ ،‬شمس الدين ابن بطوطة الطنجي‪ ،‬كان يجب أن تجتمع حوله كل الفعاليات السياسية والثقافية والجامعية‪ ،‬واإلعالمية والجمعوية‪ ،‬ويدعم من الجهات‬ ‫المختصة‪ ،‬محليا‪ ،‬وإقليميا وجهويا ووطنيا ‪ ،‬ودوليا‪ ،‬و يحاط بدعاية واسعة عبر المغرب والعالم‪ ،‬خاصة بلدان رحالت ابن بطوطة‪ ،‬ليكون مهرجان ابن بطوطة‪ ،‬موسم‬ ‫المواسيم الثقافية في المغرب قاطبة‪.‬‬ ‫(�ص ‪)4‬‬


‫الثالثاء ‪ 28‬فرباير �إلى ‪ 06‬مار�س ‪2017‬‬

‫العدد ‪878‬‬

‫الفوز المستحق لغرفة الصيد البحري المتوسطية‬ ‫في معرض أليوتيس لسنة ‪2017‬‬

‫‪2‬‬

‫مسارات ‪:‬‬

‫تعريف بمخطط أليوتيس ‪:‬‬

‫تنفيذا وتماشياً مع التوجهات اإلستراتيجية‬ ‫لقطاع الصيد البحري لمخطط أليوتيس والذي‬ ‫ارتكز في خطوطه العريضة على ثالثة محاور‬ ‫وهي ‪:‬‬ ‫‪ .1‬االستدامة‪ :‬وتعني االستغالل العقالني‬ ‫والغير مفرط للثروة السمكية لضمان استدامة‬ ‫مخزونها؛‬ ‫‪ .2‬األداء المتميز‪ :‬وتعني قطاع مزود‬ ‫بالوسائل الضرورية ومنظم من أجل جودة‬ ‫مثالية من التفريغ حتى التسويق لتوفير شروط‬ ‫الجودة في معالجة المنتجات السمكية وتوفير‬ ‫ميكانزمات الوضع للبيع على مستوى األسواق‬ ‫المجدية؛‬ ‫‪ .3‬التنافسية‪ :‬لضمان توفير وانتظام مادة‬ ‫أولية ذات جودة‪ ،‬وولوج أجزاء من األسواق على‬ ‫الصعيدين الوطني والعالمي‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى ذلك ينظم ملتقى دولي‬ ‫لمعرض أليوتيس كل سنتين متتاليتين بمدينة‬ ‫أكادير والذي ينظم تحت رعاية الملك محمد‬ ‫السادس نصره اهلل وأي��ده‪ .‬كما يشكل هذا‬ ‫الملتقى االقتصادي فرصة لعقد لقاءات بين‬ ‫الفاعليناالقتصاديين‪،‬والمستثمرينفيمختلف‬ ‫المجاالت المرتبطة بقطاع الصيد البحري‪ ،‬وذلك‬ ‫على مدى األيام التي تستغرقها فعاليات هذا‬ ‫المعرض الدولي الذي يشكل في الوقت نفسه‬ ‫مرآة تعكس التطور الذي شهده القطاع في‬ ‫المغرب‪ ،‬خاصة منذ إطالق االستراتيجية الوطنية‬ ‫“أليوتيس ‪ ”2020‬الموجهة لتنمية قطاع الصيد‬ ‫البحري ‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد قامت غرفة الصيد البحري‬ ‫المتوسطية بوضع اآلليات الضرورية من أجل‬ ‫إنجاح هذا المخطط الطموح والهادف على أرض‬ ‫الواقع وتنزيل مضامينه‪ ،‬آخذة بعين االعتبار‬ ‫الخاصيات البيئية واالقتصادية وكذا االجتماعية‬ ‫لنشاط الصيد البحري بالواجهة المتوسطية‪.‬‬ ‫لهذا لعبت غرفة الصيد المتوسطية دوراً‬ ‫محورياً في السهر على تنفيذ ميدانياً مخططات‬ ‫التهيئة لبعض المصايد‪ ،‬والمسطرة من طرف‬ ‫ال��وزارة الوصية بتشارك وتقاسم للرأي مع‬ ‫المهنيين‪.‬‬

‫تنظيــم معــرض أليوتيـــس‬ ‫بأكادير لسنة ‪: 2017‬‬

‫احتضنت مدينة أكادير في الفترة الممتدة‬ ‫من ‪ 15‬إلى ‪ 19‬فبراير الجاري‪ ،‬فعاليات النسخة‬ ‫الرابعة للمعرض الدولي «أليوتيس» تحت شعار‬ ‫«قطاع الصيد البحري‪ :‬رهان تنمية مستدامة»‬ ‫وذلك بفضاء العروض‪.‬‬ ‫وأشرف السيد عزيز أخنوش وزير الفالحة‬ ‫والصيد البحري والسيــدة زينب العدوي والي‬ ‫جهة سوس ماسة ووفد رفيع المستوى مكون‬ ‫من المفوض األوروبي في شؤون البيئة والصيد‬ ‫البحري‪ ،‬كارموني فيال‪ ،‬إلى جانب ممثلي الهيئات‬ ‫الديبلوماسية للدول االفريقية المشاركة في‬ ‫المعرض ورؤساء الغرف األربعة للصيد البحري‬ ‫والجامعــة وعدد من الشخصيــات المدنية‬ ‫والعسكرية والفعاليات االقتصادية ومجموعة‬ ‫من المستثمرين المغاربة واألجانب؛ صباح‬ ‫يوم األربعاء ‪ 15‬فبراير ‪ 2017‬على افتتاح الدورة‬ ‫الرابعة لهذا المعرض‪.‬‬ ‫وأقيمت هذه الدورة على مساحة وصلت‬ ‫إلى ‪ 16‬ألف متر مربع‪ ،‬وزعت على ‪ 6‬فضاءات‬ ‫تضم ستة أقطاب‪ ،‬منها قطب أسطول الصيد‬ ‫ومعداته‪ ،‬ال��ذي يحتوي على أروق��ة لورشات‬ ‫إصالح السفن وتجهيزات الصيد البحري‪ ،‬وقطب‬ ‫التثمين والتصنيع‪ ،‬المتعلق بصناعات وتثمين‬ ‫المنتجات البحرية‪ ،‬والقطب الدولي الذي خصص‬ ‫للمقاوالت والمؤسسات األجنبية العاملة في‬ ‫قطاع الصيد البحري لعرض منتجاتها وخدماتها‪.‬‬ ‫ثم القطب المؤسساتي‪ ،‬الخاص بالمؤسسات‬ ‫العمومية والخصوصية المهتمة بقطاع الصيد‬ ‫البحري في المغرب ومساندي معرض أليوتيس‬ ‫‪ ،2017‬وقطب التنشيط وهو فضاء بيداغوجي‬ ‫موجه لعموم الزوار خاصة الشباب واألطفال‬ ‫منهم لتمكينهم من استكشاف عالم الصيد‬ ‫البحري وتربية األحياء البحرية‪ ،‬إلى جانب قطب‬ ‫التكوين‪ ،‬ويضم مجموعة من المؤسسات‬ ‫المتخصصة في هذا المجال‪.‬‬ ‫وقد شارك ضمن فعاليات النسخة الرابعة‬ ‫من معرض أليوتيس الدولي أكثر من ‪ 30‬دولة‪،‬‬ ‫وعشرات اآلالف من الزوار‪ ،‬وأكثر من ‪ 255‬عارض‬ ‫وطني ودولي‪ .‬كما استضافت هذه الدورة فرنسا‬ ‫كضيفة شرف‪.‬‬ ‫يعتبر هذا المعرض فرصة إلبراز العمل‬ ‫الذي يقوم به المغرب في قطاع الصيد البحري‪،‬‬ ‫الذي يلعب دورا رائ��دا في االقتصاد الوطني‬ ‫بحكم الثروة السمكية التي تزخر بها المملكة‬ ‫من خالل تواجدها بين البحر األبيض المتوسط‬ ‫والمحيط االطلسي فضال عن العدد الكبير من‬ ‫فرص الشغل التي يتيحها‪ .‬كما يشكل مناسبة‬ ‫للوقوف عند التقدم ال��ذي تحقق في إطار‬ ‫االستراتيجية الوطنية «أليوتيس» ‪ 2020‬التي‬ ‫تهدف إلى جعل نشاط الصيد‪ ،‬صيدا عقالنيا‬ ‫ومستداما ذا تنافسية في تثمين ثروات المملكة‬ ‫ومحركا أساسيا للتنمية االقتصادية‪.‬‬ ‫وكانت األيام الثالثة األولى من المعرض‬ ‫ما بين ‪ 15‬إلى ‪ 17‬فبراير ‪ 2017‬مخصصة‬ ‫للمهنيين‪ ،‬فيما فتح المعرض أبوابه أمام العموم‬ ‫لتمكينه طيلة يومين من زيارة اكتشف فيها‬ ‫غنى وخصوصيات الثروة البحرية المغربية‪ .‬هذا‬ ‫وتضمن برنامج هذه الدورة عدة لقاءات وحلقات‬ ‫لمناقشة المواضيع المتعلقة بقطاع الصيد‬

‫• مصطفى بديع السوسي‬

‫ـ لقد مل�ؤوا البطون‪ ،‬ثم �أراحوا ال�سروج‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وتلذ ُذوامبا�أطعموا‪...‬‬ ‫ـ فياح�سرة على قوم كانوا خري �أمة �أخرجت للنا�س‪...‬‬ ‫‪ ‬‬

‫البحري في مواجهـــة التغيـــرات المناخيـــة “‪ ،‬و”‬ ‫االبتكار ‪ :‬أي رهانات لصناعة صيد مستدامة من‬ ‫الناحية االقتصادية”‪ ،‬و” مراقبة المحيطات في‬ ‫خدمة االستدامة “‪ ،‬و”استدامة نشاط الصيد”‬ ‫تولى تنشيطها خبراء وطنيون ودوليون‪.‬‬

‫تهييـئ غرفـة الصيد البــحري‬ ‫المتوسطية للمشاركة في معرض‬ ‫أليوتيس ‪:‬‬ ‫سهرت غرفة الصيد البحري المتوسطية‬ ‫على إع��داد وإنجاز رواق خاص بها بمعرض‬ ‫أليوتيس ‪ ،2017‬بمواصفات دولية مميزة عن‬ ‫األروقة األخرى وذلك بتخصيص مدخل يراعي‬ ‫الزوار ذوي االحتياجات الخاصة‪ ،‬ومن ناحية شكله‬ ‫منفتح على أربع جهات ومزين بألوان زاهية تسر‬ ‫الناظرين وهذا يدل على انفتاح الغرفة‪ .‬كما‬ ‫تم إعداد شريط وثائقي عرض بالرواق حول‬ ‫دور الغرفة وبرنامجها وكذا التعريف باللجنة‬ ‫المشتركة االسبانية المغربية‪ .‬وتميز هذا‬ ‫الرواق كذلك بمكتب الستقبال الزوار لتزويدهم‬ ‫بمعلومات ووثائق متعلقة بأنشطة الغرفة موثقة‬ ‫في مجلة خاصة بالغرفة والتي تصدرها كل‬ ‫شهرين والتي أطلق عليها إسم «الجسر»‪.‬‬ ‫وباإلضافة إلى ذلك تم وضع وتجهيز فضاء‬ ‫خاص داخل الرواق لعقد لقاءات مصغرة بين‬ ‫الفاعليناالقتصاديين‪،‬والمستثمرينفيمختلف‬ ‫المجاالت المرتبطة بقطاع الصيد البحري‪.‬‬ ‫ومن جهة أخ��رى ساهمت غرفة الصيد‬ ‫البحري المتوسطية معنويا في تأطير البحارة‬ ‫التابعين لنفوذها الترابي بتنسيق مع الوزارة‬ ‫الوصية لنقلهم إلى معرض أليوتيس بأكادير‬ ‫ذهابا وإيابا مع توفير لهم المبيت واإلطعام‪.‬‬

‫مشاركة غرفـة الصيـد البحـري‬ ‫المتوسطيــة في معـرض أليوتيس‬ ‫‪: 2017‬‬ ‫بناء على مواصفات رواق الغرفة وعدد‬ ‫الزائرين للرواق واللقاءات وال��ح��وارات بين‬ ‫الفاعلين االقتصاديين التي نظمت بالمعرض‪،‬‬ ‫وذلك على مدى األيام الخمسة التي استغرقتها‬ ‫فعاليات هذا المعرض الدولي‪ ،‬تبوأت غرفة‬ ‫الصيد البحري المتوسطية المرتبة األولى بجائزة‬ ‫أحسن رواق خالل مشاركتها المتميزة خالل هذه‬ ‫الدورة الرابعة لمعرض أليوتيس ‪ .2017‬الذي‬

‫نظم تحت رعاية الملك محمد السادس من ‪15‬‬ ‫إلى ‪ 19‬فبراير بمدينة أكادير تحت شعار «قطاع‬ ‫الصيد البحري‪ :‬رهان التنمية المستدامة»‪.‬‬ ‫وفازت هذه المؤسسة بجائزة أفضل رواق‬ ‫في هذه الدورة للمعرض‪ ،‬فيما توزعت عدة جوائز‬ ‫أخرى على أروقة الفائزين من بينهم مؤسسات‬ ‫وطنية وأجنبية من بينها متدخلون مؤسساتيون‬ ‫وفاعلون خواص وتعاونيات ممن شاركوا في‬ ‫النسخة الرابعة لمعرض أليوتيس الدولي‪.‬‬ ‫وقـد تميـز رواق غرفــة الصيد البحــري‬ ‫المتوسطيـة بتقديم وثائـق للزوار للتعريـف‬ ‫بأنشطة الغرفة‪ .‬وعرض شريط وثائقي للتعريف‬ ‫بغرفة الصيد البحري المتوسطية وكذا برنامجها‬ ‫ودوره��ا في تطوير قطاع الصيد البحري‪ .‬وتم‬ ‫توزيع على الزوار العدد الخاص بمجلة الغرفة‬ ‫«الجسر» والتي تصدرها‪ ،‬كل شهرين ويتضمن‬ ‫أنشطة الغرفة من لقاءات واجتماعات وتدخالت‬ ‫لدى وزارة الصيد البحري والمصالح الخارجية‬ ‫والمؤسسات العمومية وكذا الحصيلة السنوية‬ ‫ألنشطتها من دفاع على المهنيين واقتراحات‬ ‫حول مشاريع القوانين‪ ،‬اإلحصائيات الخاصة‬ ‫بجميع الموانئ ونقط التفريغ وكذلك مراكز‬ ‫الصيد التابعة لنفوذ هذه الغرفة‪ ،‬كما تم توزيع‬ ‫قرص مدمج يوثق أنشطة الغرفة وأهدافها‬ ‫ودوره���ا وك��ذا التعريف باللجنة المشتركة‬ ‫اإلسبانية المغربية‪ ،‬والتي كان دوره��ا تعزيز‬ ‫العالقة بين الطرفين وتطوير جهود التعاون وحل‬ ‫اإلشكاالت المهنية‪ ،‬والتمهيد إلبرام االتفاقات‬ ‫اإلستراتيجية في مجال الصيد البحري‪ .‬وكذا‬ ‫الدور الدبلوماسي الموازي الذي تلعبه اللجنة‬ ‫لمهنيي الصيد البحري في الدفاع عن القضية‬ ‫الوطنية‪ ،‬وفرض واقع وحدة التراب الوطني‬ ‫وذلك من خالل تشبيك المصالح بين الطرفين‬ ‫في الضفتين‪ ،‬حتى صار تحقيق هذه المصالح‬ ‫يمر بالضرورة عبر التسليم بما هو سياسي من‬ ‫أجل التقدم فيما هو اقتصادي وتجاري‪ .‬وكذا‬ ‫المساعدة على تجديد إبرام اتفاق الصيد البحري‬ ‫الذي يعد بالمعيار السياسي انتصارا مهما لوحدة‬ ‫التراب الوطني بحكم أن هذا االتفاق يتعامل‬ ‫مع األقاليم الجنوبية باعتبارها جزءا ال يتجزأ من‬ ‫التراب الوطني‪.‬‬

‫االتحاد المغربي للشغل يقرأ دور‬ ‫الممثل النقابي في مدونة الشغل‬

‫يبدو أن قلوبنا خلت من الحب‪ ،‬ومن‬ ‫المحبة‪ ،‬فأصبحـت فارغـة إال من بـذور‬ ‫كراهية تنمو مع تحرك الرياح‪ ،‬وتساقط‬ ‫قطرات مطر أو سيل جارف عرمرم فذواتنا‬ ‫تتحرك بالبوصلة‪ ،‬وب��دون اتجاه بعد أن‬ ‫فقدنا الرشد والهداية والطريق‪ ،‬فإذا مات‬ ‫اإلنسان انقطع عمله إ ّال من واحد‪ ...‬الشر‪...‬‬ ‫لذا طفق الشر يعربد في دروبنا ومنعرجات‬ ‫حياتنا غير آبه إ ّال لقوة اإلعصار التي تأخذ‬ ‫بمجامع القلوب كزحف األمواج العالية التي‬ ‫تدمر كل شيء‪.‬‬ ‫في أرجائنا المرتجفة والخائفة يلوذ‬ ‫الشر بكل مكان‪ ...‬هناك حيث دماء ضحايا‬ ‫الماغول والهمج وبقايا فتن العهود البائدة‪،‬‬ ‫واألجساد المتفحمة المتناثرة‪ ،‬وأطالل أبنية‬ ‫سالفة‪ ..‬وحكايات عن أفنية ذات أشجار‬ ‫وأكمام وأح��واض وأسماك وطيور‪ ،‬وأريج‬ ‫كالزهر المكنون المنفتح هنا حيث الفتنة‬ ‫مشرئبة‪ ،‬وطيور النورس تغادر أعشاشها‬ ‫وبركها وحيث الليل المترصد المجنون‬ ‫يتربص بكل عابر سبيل ومحبط ومع ذلك‬ ‫يريدون أن نقول بأن الدنيا بخير‪ ،‬ولكنها‬ ‫ليست كذلك رغم كل األلوان المغشوشة‬ ‫والبليدة‪.‬‬ ‫والكل في السباق جار ومجرور‪ ،‬وحتى‬ ‫السياسة المليئة بخيوط العنكبوت الملتفة‬ ‫بغطاء من طين أرادوا حجبها عن االنظار‬ ‫لتكون ملهاة خفيـة‪ ،‬ولعبـة خلـف الستـار‬ ‫تحركها كراكيز مثخنة بالتبن‪.‬‬ ‫فيالسياسةأرادوالعبدورالكمبارس‪..‬‬ ‫مجرد جوقة وأصوات وحناجر زاعقة‪ ،‬وفحيح‬ ‫والكل في عطالة أبدية التسمع فيها الغية‪،‬‬ ‫ويغرق الجميع في صمت مريب‪ ،‬مشبوه‬ ‫ومفتعل ‪ ...‬صمت مدفوع األجر رغم أن كل‬ ‫حركة توقفت بسببه‪ ...‬وكل نشاط‪ ...‬وكل‬ ‫اتفاقية‪ ..‬ويقبلون‪ ...‬ال يخجلون أن تصاب‬ ‫البالد بالجمود‪ ...‬وال أن يتحرك الناس فقط‬ ‫في الظالم كالوطاويط‪ ...‬فال يتركون مجاال‬ ‫لحركة إال حركة األشباح ومصاصي الدماء‪،‬‬ ‫ومغتالي الحرية‪ ،‬وق��رروا أن يصمتوا وأن‬ ‫يطيلوا الصمت ولو على حساب الوطن‬ ‫الذي يطالب بحركية ناهضة قوية تناسب‬ ‫واقعه الحالي‪ ،‬وشموخه إلى األعلى‪ ،‬ودفقه‬

‫تهنئة‬

‫الهادر‪ ...‬صمتوا وأطالوا الصمت في وقت‬ ‫عبور من محطة إل��ى محطة‪ ،‬ومرحلة‬ ‫إلى مرحلة‪ ...‬وإلى أبواب كانت موصدة‬ ‫أو مواربة فأرادوا فتحها على مصراعيها‪،‬‬ ‫الوطن في حاجة إلى رجال للمرحلة‪ ...‬ال‬ ‫تنتابهم سنة والنوم‪ ،‬وليس إلى أدعياء‪،‬‬ ‫ونيام‪ ..‬وفتنة‪ ،‬وأصحاب ق��واف مهترئة‬ ‫صدئة‪ ،‬وأكياس منتفخة تطل منها شرنقات‬ ‫مريضـة‪ ...‬وال أحجـار مطعمــة‪ ..‬وأبراج‬ ‫عالية‪ ...‬وم��روج فيحاء يسرح فيها البقر‬ ‫والغنم والدجاج‪ ...‬لقد ملؤوا البطون‪ ،‬ثم‬ ‫أراحوا السروج ونزلوا‪ ،‬واستظلوا‪ ،‬وتلذذوا‬ ‫بما أٌطعموا‪ ،‬وكانت أفضل سورة يحبون‬ ‫سماعها سور «المائدة»‪...‬‬ ‫الفـرق بين من مضـوا مع حكـومـة‬ ‫التنـاوب‪ ،‬ومن يعطلـون اآلن وينامــون‬ ‫ويقبضون‪ ...‬ما أشبه األمس باليوم‪ ..‬وما‬ ‫أقرب الرجال إلى الرجال‪ ،‬والظروف إلى‬ ‫الظروف!‪ ..‬وما أحلك فترات عصيبات تخلى‬ ‫المرء عن ضميره ليُسلم قياده غرائره‪ ،‬أو‬ ‫ينزع الحب من قلبه ليستبدل به مضغة‬ ‫سوداء حارقة تتلظى في جوفه وتشتعل‬ ‫كراهية لكل شيء بمن فيهم أبناء جلدته‬ ‫وبنيه وفصيلته التي تأويه‪ ،‬فضال عن‬ ‫أقارب وأباعد يجمعه بهم دين وملة وتاريخ‬ ‫ولسان‪ ،‬كل ذلك رميناه وراء ظهورنا أمام‬ ‫قوة التيار‪ ،‬وعنفوان الشر‪ ،‬وزحف اإلعصار‪،‬‬ ‫بل وتهاطل كتل الخرسانة والبناء القديم‪،‬‬ ‫والتاريخ ال��ذي ال ينسى ال ينفك يسجل‬ ‫ويخلد ويضبط ‪ ...‬فياحسرة على قوم كانوا‬ ‫خير أمة أخرجت للناس‪ ...‬حسرة بألف آهة‬ ‫وأنة على البعداء وعلى القرباء وعلى أنفسنا‪،‬‬ ‫فقد تشرذمت األمة‪ ،‬وتضاءلت وتقزمت‪،‬‬ ‫وأصبحت سيفا وقنبلة ورصاصة طائشة‪،‬‬ ‫وراية سوداء مبرقعة شاحبة ورعبا يزحف‬ ‫على كل مكان‪ ...‬وانكمشنا نحن في عقر‬ ‫دارن��ا‪ ،‬ليس لنا من متنفس سوى ذواتنا‬ ‫نزرعها كراهية وحقداً‪ ،‬ثم نثخنها جراحاً إلى‬ ‫حد الموت‪ ،‬واآلخرون يريدون أن نهمس‬ ‫وأن نصرخ بأن الدنيا بخير‪ ،‬ولكنها ليست‬ ‫كذلك!‪...‬‬

‫م�ؤ�س�سة عبد اهلل كنون‬ ‫للثقافة والبحث العلمي ـ‬ ‫تنفيذاً لبرنامجه السنوي في شق التكوين‬ ‫المستمر‪ ،‬ينظم المكتب النقابي ألمانديس‬ ‫طنجة المنضوي تحت لواء الجامعة الوطنية‬ ‫لتوزيع الماء والكهرباء بالمغرب‪ ،‬التابعة بدورها‬ ‫للمركزية النقابية االتحاد المغربي للشغل‪،‬‬ ‫(ينظم) يوماً دراسياً تكوينياً لفائدة الممثلين‬ ‫النقابيين أعضاء المجلس النقابي‪ ،‬وذلك بنادي‬ ‫كهرماء بطنجة‪ ،‬طيلة يومه السبت ‪ 25‬فبراير‬ ‫الجاري‪.‬‬ ‫يعمل على تأطير هذا النشاط النقابي‬ ‫التكويني الخبير في القانون االجتماعي األستاذ‬ ‫سعيد لماني‪ ،‬وسيتناول مجموعة من المحاور‬ ‫التي تهم الممثل النقابي من منطلق مدونة‬

‫الشغل المعتمدة في المغرب‪ ،‬ومن أبرز هذه‬ ‫النقط‪:‬‬ ‫• تعريف الممثل النقابي والنقابة الكثر‬ ‫تمثيلية في مدونة الشغل‪.‬‬ ‫• مهام الممثــل النقابــي والمفاوضــة‬ ‫الجماعية‪.‬‬ ‫• دور الممثل النقابي في لجنة الصحة‬ ‫والسالمة‪ ،‬ولجنة المقاولة‪ ،‬والنظام الداخلي‪.‬‬ ‫• دوره كذلك في مقاولة التشغيل المؤقت‬ ‫ومن الباطن‪ ،‬واألزم��ة االقتصاديـة للمقاولة‬ ‫والقوة القاهرة‪ ،‬والعقوبات التأديبية والفصل‪.‬‬ ‫• مهام استشارية أخرى للممثـل النقابي‬ ‫في مدونة الشغل‪.‬‬

‫رُزق األستاذ حسين أرهون‪ ،‬المحاسب‬ ‫بمدينة تطوان‪ ،‬وحرمه السيدة آسية‪ ،‬يوم‬ ‫‪ 20‬فبـرايـر ‪ ،2017‬بمولوده البكر ؛ وهو‬ ‫ذكر اختار له اسم‬

‫«محمد»‬

‫وبهذه المناسبة السعيدة‪ ،‬يتقدم عبد‬ ‫اهلل بديع‪ ،‬أصالة عن نفسه ونيابة عن كافة أصدقاء األستاذ حسين‬ ‫أرهون‪ ،‬بأحر التهاني وأصدق التبريكات إلى والد المولود ووالدته وإلى‬ ‫باقي أفراد العائلتين بكل من تطوان والمضيق‪ ،‬سائلين اهلل العلي‬ ‫القدير أن ينبت المولود الجديد نباتا حسنا وأن يمتع والديه الكريمين‬ ‫بموفور الصحة والعافية والهناء‪ ،‬إنه سميع مجيب‪.‬‬


‫الثالثاء ‪ 28‬فرباير �إلى ‪ 06‬مار�س ‪2017‬‬

‫العدد ‪878‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫هناك مثل دارجي يضرب في حسن االستقبال‪ ،‬أو حمْل الناس على حسن االستقبال‪،‬‬ ‫هو‪« :‬خَبّعْ خُبْزْتك‪ْ ،‬‬ ‫واط َلق عُبْسْـــتك» وهو مــثـل حضرني حين استضافتني دار‬ ‫عبد اهلل كنون الثقافية بطنجة‪ ،‬ضمن وفد من جمعية تطاون أسمير‪.‬‬ ‫وأحب أن أؤكد هنا‪ ،‬أن الطاقم المشرف على هذا الصرح الثقافي المتميز‪ ،‬لم «يطلق‬ ‫عُبْسَته» فقط‪ ،‬وإنما أطلق ‪-‬وبسط‪ -‬يده‪ ،‬فإذا نحن على موائد فيها ما تشتهيه‬ ‫األنفس‪ ،‬وتلذ األعين‪.‬‬ ‫إنه كرم الضيافة‪ ،‬أو كما يقول العرب «كرم الوفادة»‪.‬‬ ‫وإذا كنتَ بين شخصيـات في حجم الدكتور محمد كنون الحسني‪ ،‬رئيس المجلس‬ ‫العلمـي المحلـي لطنجــة‪ ،‬ورئيس هذا المركـز األستاذ مصطفى الريسوني‪ ،‬والدكتور‬ ‫عبد اللطيف شهبون‪ ،‬ورئيس جمعية البوغاز‪ ،‬األستاذ رشيد التفرسيتي‪ ،‬وقامات أخرى‬ ‫أتأسف لكوني لم أسجل أسماء أصحابها‪ ،‬يسهُل عليكَ‪ ،‬أن تعرف مقدار السعادة التي‬ ‫شعرنا بها‪ ،‬ونحن ننعم بدفء الصحبة‪ ،‬وصدق الحديث‪.‬‬ ‫إن اجتماع الكلمة على العمل سويا ـ ويدا في يد ـ لصالح المدينتين‪ :‬طنجة وتطوان‪،‬‬ ‫كان هو الهدف من هذا اللقاء األخوي الحميمي‪.‬‬ ‫والجمعيات الهادفة‪ ،‬حين تجتمع على كلمة سواء‪ ،‬فإن اهلل يبارك عملها‪ ،‬ويسدد‬ ‫–على درب اإلصالح‪ -‬خطاها‪ ،‬ويكتب لها النجاح‪ ،‬ويهيئ لها من أمرها رشدا‪.‬‬ ‫تبقى هناك خطوات‪ ،‬البد من اتخاذها‪ ،‬وهي عقد شراكات بين الجمعيات الثالث‪،‬‬ ‫أقصد جمعية تطاون أسمير‪ ،‬وجمعية البوغاز‪ ،‬ومركز عبد اهلل كنون الثقافي‪ ،‬تتعهد‬ ‫فيها األطراف الثالث‪ ،‬بالتعاون في مجاالت معينــة‪ ،‬وحسب برنامج محدد مضبوط‪،‬‬ ‫يراعي المصلحة العامة‪.‬‬ ‫وتعمدت أن أذكر المصلحة العامة‪ ،‬ألنها الشغل الشاغل للجمعيات الجادة‪ ،‬التي‬ ‫تعمل لخير البالد والعباد‪.‬‬ ‫أما أحزابنا التي تدّعي تمثيلها للمواطنين‪ ،‬والدفاع عن مصالحهم‪ ،‬فإنها هوت ـ‬ ‫لألسف الشديد ـ إلى مهاوي الصراع على المناصب‪ ،‬واقتسام الغنائم‪.‬‬ ‫فال حول وال قوة إال باهلل‪.‬‬

‫االتحاد الوطني للمتصرفين المغاربة والمجلس اإلقليمي‬ ‫لشفشاون يكرمان ثلة من المتصرفين المحالين على التقاعد‬

‫وقفة مع األستاذ المرحوم‬ ‫عبد اللطيف الخطيب‪)3( ..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫في فسحة صيف سنة ‪ 1949‬قرأ المرحوم عبد اللطيف‬ ‫الخطيب مجموعة تآليف أوسكار وايلد في ترجمتها اإلسبانية‬ ‫التي وصفها بالمتانة واألناقة‪ ..‬وكانت ثمرة هذا المقروء‬ ‫مقالتين نقديتين كتبهما نزوال عند رغبة جماعة من طبقة‬ ‫مثقفة مهتمة بأوسكار وايلد ‪..‬‬ ‫تبرز المقالتان منهجية المرحوم في التعريف بالشخصيات‬ ‫األدبية ومؤلفاتهم ؛ ففي حديثه عن الجانب البيوغرافي‬ ‫ألوسكار وايلد قدم بيانات عن ‪:‬‬ ‫ميالده ونشأته في طبقة أرستقراطية‪..‬‬ ‫مسيره األدبي والفكري وتآليفه‪..‬‬ ‫نبذ دالة من حياته ‪ :‬رحالته ‪..‬محنته‪ ..‬عالقاته بكبار‬ ‫الفالسفة واألدباء‪..‬وفاته ‪..‬‬ ‫نزوعه نحو فلسفة اللذة‪..‬‬ ‫اصطباغ أسلوبه بسعة الخيال وتدفقه مع بروز أثر الفلسفة‬ ‫اليونانية فيه وانكشاف جانب عقيدته الدينية المسيحية‪..‬‬ ‫وقد اختار المرحوم عبد اللطيف الخطيب جملة مأثورة‬ ‫ألوسكار وايلد هي ‪ « :‬ليست هناك كتب أخالقية وكتب منافية‬ ‫لألخالق ؛ فالكتب إما جميلة التركيب وإما رديئة» ثم علق عليها‬ ‫المرحوم تعليقا انتصر فيه للمنظومة األخالقية باعتبارها‬ ‫حصنا حصينا ‪ « : ..‬وعلى هذه القاعدة يجب أن يسير القارئ‬ ‫في مطالعة بعض مؤلفاته ‪ ،‬وأن ال يقبل على هذا النحو من‬ ‫المطالعات إال اذا آنس من نفسه القوة على مواجهة دالئلها‬ ‫وقوة جاذبيتها بأخالق قويمة ومثل عليا‪»..‬‬ ‫تقديم تعريفات مركزة ألجناس كتابية لهذا الكاتب‬ ‫اإليرلندي منها ‪:‬‬ ‫ـ قصة دوريان كراي ( ترجمها لويس عوض إلى العربية‬ ‫بإشراف طه حسين )‪.‬‬ ‫ـ قصيدة رافنا التي كتبت بأسلوب أخاذ في وصف جمال‬ ‫فصل الربيع بهذه المدينة اإليطالية التي يرقد في ترابها‬ ‫دانتي صاحب الكوميديا اإللهية‪ ..‬وقد ذكر وصف وايلد لقصر‬ ‫اللورد بيرون المرحوم عبد اللطيف الخطيب قول الشاعر أبي‬ ‫عبادة البحتري ‪:‬‬

‫لو تراه علمت أن الليالي‬

‫في خطوة غير مسبوقة نظم المكتب اإلقليمي لالتحاد‬ ‫الوطني للمتصرفين المغاربة بشفشاون بشراكة مع المجلس‬ ‫اإلقليمي لشفشاون حفال تكريميا للمتصرفين المحالين على‬ ‫التقاعد باإلقليم مساء يوم السبت ‪ 18‬فبراير ‪ 2017‬بمركب محمد‬ ‫السادس بشفشاون‪.‬‬ ‫الحفل حضره إلى جانب عبدالرحيم بوعزة رئيس المجلس‬ ‫اإلقليمي لشفشاون‪ ،‬فاطمة بنعدي رئيسة االتحاد الوطني‬ ‫للمتصرفين المغاربة ونائبها السيد عبداهلل عاللي ورئيس‬ ‫المجلس الوطني لالتحاد عبدالقادر زوري‪ ،‬وبعض رؤساء المصالح‬ ‫اإلقليمية وعدد كبير من المتصرفين والمتصرفات العاملين‬ ‫باإلقليم‪ ،‬باإلضافة إلى فعاليات جمعوية ونقابية‪.‬‬ ‫وقد حظيت هذه االلتفاتة المشتركة بين االتحاد والمجلس‬ ‫اإلقليمي لشفشاون باستحسان الفت من طرف المتصرفين‬ ‫والمتصرفات خاصة وموظفي اإلقليم عامة ‪ ،‬حيث تم خالل هذا‬ ‫الحفل تكريم المتقاعدين اآلتية أسماؤهم‪ :‬مصطفى زيطان‬ ‫متصرف سابق بديوان عامل إقليم شفشاون‪ ،‬العياشي الفغلومي‬ ‫متصرف سابق بقسم الميزانية والصفقات بإقليم شفشاون‪،‬‬ ‫و محمد سعد متصرف رئيس مصلحة سابق بقسم الشؤون‬ ‫االقتصادية والتنسيق بعمالة إقليم شفشاون‪.‬‬ ‫الحفل تميز بتوزيع شواهد تقديرية و هدايا على المكرمين‪،‬‬ ‫كما تميز بتنظيم يوم دراسي في موضوع ‪« :‬المتصرف في قلب‬ ‫تحديث اإلدارة العموميةالمغربية»ً أطره إلى جانب رئيسة االتحاد‬ ‫نائبها ورئيس المجلس الوطني‪.‬‬ ‫هذا؛ وقد أجمعت كل المداخالت على مشروعية الملف‬ ‫المطلبي للمتصرفين‪ ،‬وعلى المكانة المستحقة التي يجب أن‬ ‫يحتلها المتصرف في هياكل اإلدارة المغربية‪ ،‬اعتبارا لدوره‬ ‫التاريخي الطالئعي في بناء هذه اإلدارة‪ ،‬وذلك بالعمل وفق مقاربة‬

‫تشاركية مع الممثلين الشرعيين إلخراج نظام أساسي عادل‬ ‫ومنصف لهذه الهيئة‪ ،‬وكذا االرتقاء بمهنة التصرف وتحصينها‬ ‫ماديا ومعنويا ورد االعتبار لها عبر تكوين أساسي ومستمر قارين‬ ‫ومالئمين‪.‬‬ ‫وأكدت جميع التدخالت أنه ال سبيل إلى تحقيق الهدف‬ ‫المنشود إال بالتفاف المتصرفين والمتصرفات حول إطارهم‬ ‫الموحد‪ ،‬رغم االختالفات‪ ،‬والنضال الفكري والعلمي والعملي‬ ‫الطويل النفس‪ ،‬ذلك أن القطع مع التجاهل خطوته األساسية‬ ‫هي التشبث بالهوية الموحدة وتثمين الكفاءات المتعددة وإبراز‬ ‫التخصصات المتنوعة وتأهيل االتحاد‪ ،‬كإطار موحد‪ ،‬لخوض‬ ‫المعارك على جميع الواجهات خدمة للمطالب العادلة للمتصرف‬ ‫من جهة‪ ،‬ولالرتقاء بأداء اإلدارة المغربية و خدمة مصلحة الوطن‬ ‫والمواطنين من جهة أخرى‪.‬‬ ‫واعتبر الكاتب اإلقليمي لالتحاد بشفشاون محمد صدور الدعم‬ ‫الالمشروط الذي قدمه رئيس المجلس اإلقليمي لشفشاون‪-‬الذي‬ ‫ينتمي لهيئة المتصرفين‪ -‬لهذا النشاط‪ ،‬وكذا مناصرته لقضية‬ ‫المتصرفين وملفهم المطلبي العادل مثاال لاللتزام الذي يطلب‬ ‫من جميع المتصرفين‪ ،‬سواء كانوا برلمانيين أو منتخبين في‬ ‫مختلف الجماعات الترابية أو قيادات بمختلف اإلدارات الترابية‬ ‫والمركزية والالممركزة والمؤسسات العمومية‪ ،‬أن يتحلوا به تجاه‬ ‫ملف هيئتهم‪.‬‬ ‫وشدد محمد صدور على أهمية ترسيخ تقليد تكريم‬ ‫المتصرفين والمتصرفات المحالين على التقاعد عبر ربوع‬ ‫الوطن كتقليد رمزي إنساني ترجمة لقيم التضامن وعرفانا بما‬ ‫أسداه رجال ونساء هذه الفئة من الموظفين من خدمات باإلدارة‬ ‫المغربية‪.‬‬

‫عبدالحي مفتاح‬

‫جعلت فيه مأتما بعد عرس‬

‫ـ مسرحية فيــــرا ؛ وهي تراجيديا مؤلفة من مقدمة‬ ‫وأربعة فصول تدور في روسيا زمن النظام القيصري‪.‬‬ ‫ـ مسرحية سالومي ؛ وهي تراجيديا كتبها وايلد بالفرنسية‬ ‫في فصل واحد ثم لحنها ريتشارد ستراوس‪ .‬يقول المرحوم‬ ‫عبداللطيف الخطيب ‪.. « :‬فأضاف عليها ـ يقصد ستراوس ـ من‬ ‫سحر الموسيقى وجاللها ما عجز عن اإلفصاح به جمال األسلوب‬ ‫ورقة المعنى» وفي هذا الكالم ما ينبئ عن انفتاح المرحوم‬ ‫على الموسيقى العالمية‪..‬‬ ‫ـ المأساة الفلورنسية ؛ وتقع في فصل واحد ‪ .‬وعلق‬ ‫المرحوم عليها بقوله ‪ « :‬وال أرى في لغز هذه القصة وكيفية‬ ‫الوصول إلى حله ما في قصصه األخرى من متعة وجاذبية‪.»..‬‬ ‫ـ قصة شبح كانترفيل ؛ وتتناول الخرافات والمعتقدات‬ ‫السائدة في إنجلترا ‪ ،‬وقد قام بترجمتها إلى العربية لويس‬ ‫عوض ‪ « ..‬وقراءتها قد تمل « كما أشار إلى ذلك المرحوم‪.‬‬ ‫ـ قصة كاردينال افينوان؛ ومضمونها هجوم بروتستانتي‬ ‫على الكاثوليكية في «أسلوب طريف ال يشبع نهم المطالع إال‬ ‫إذا اطلع على نهاية القصة» كما أكد المرحوم‪.‬‬ ‫ـ قصة النبيلة القديمة ؛ وهي قصة قصيرة ‪ ،‬قال عنها‬ ‫المرحوم ‪ « :‬يظهر فيها عظيم تدين أوسكار وايلد وشديد‬ ‫إيمانه»‪.‬‬ ‫ـ قصة الوردة والبلبل قدم المرحوم مضمونها المتعلق‬ ‫«بجفاء الطبع البشري ونبوه عن كل عاطفة شريفة وغرض‬ ‫سام‪.»..‬‬ ‫ـ قصة الصديق الوفي‪ ،‬قال عنها المرحوم ‪« :‬تظهر استحالة‬ ‫وفاء األصدقاء الختالف أوجه النظر إلى األشياء وتعدد القيم‬ ‫بحسب األفراد ‪.»..‬‬ ‫ـ قصة األمير السعيد‪ ،‬أشار المرحوم الخطيب أن المرحوم‬ ‫الدكتور عبد اهلل العمراني ترجمها ونشرت بالعدد الخامس من‬ ‫مجلة األنوار‪.‬‬ ‫وفي المقالة الثانية قدم المرحوم ترجمته لنصوص ذات‬ ‫نفس فلسفي متضمنا لحكم بالغة وأدب بليغ ‪ ،‬وهي نصوص ‪:‬‬ ‫الفنان ـ المحسن ـ الحكيم ـ التلميذـ دار القضاء‪.‬‬


‫العدد ‪878‬‬

‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬فرباير �إلى ‪ 06‬مار�س ‪2017‬‬

‫املهرجان الدويل الأول البن بطوطة‬

‫نرفض أن يطبق في حق أمير الرحالة المسلمين المثل الشائع ‪:‬‬

‫ال كرامة لعظيم بين قومه !‬ ‫نعم‪ ،‬ولكننا أهل طنجة‪ ،‬والمثقفين‬ ‫خاصة‪ ،‬باإلعالن عن تنظيم الدورة األولى‬ ‫لمهرجان ابن بطوطة ‪ ،‬من طرف جمعية‬ ‫أنشئت لهذه الغاية سنة ‪ ،2015‬أسبوعا‬ ‫قبل انطالق «فعاليات» المهرجان !‬ ‫المبـادرة جيدة‪ ،‬والغايـــة نبيلـــة‪،‬‬ ‫ومدينة طنجة‪ ،‬والمغرب ككل‪ ،‬بحاجة‬ ‫إلى مهرجانات جادة مثل مهرجان ابن‬ ‫بطوطة‪ ،‬لخلق مجال للمفارقة والمقارنة‪،‬‬ ‫بعد هذه «الهجمة» الرذيئة لمهرجانات‬ ‫التفاهة والسخافة‪ ،‬ولكن المثير في‬ ‫الموضوع‪ ،‬أن مهرجانا دوليا من أجل‬ ‫«التعريف بالموروث الثقافي الالمادي‬ ‫للمدينة وإبـراز المكانــة التاريخيـــة‬ ‫والحضارية للرحالة ابن بطوطة»‪ ،‬وفق‬ ‫تصريح لرئيس الجمعية المنظمة‪ ،‬عبد‬ ‫العزيز بنعمي‪ ،‬يتم اإلعالن عنه أسبوعا‬ ‫واحدا فقط‪ ،‬في بيان مقتضب‪ ،‬ال يعطي‬ ‫تفاصيل دقيقة عن مواد المهرجان وال‬ ‫المشاركين فيه‪ ،‬وال أماكن التظاهرات المبرمجة‪ ،‬والحال أن مهرجانا دوليا إحياء لذكرى أمير‬ ‫الرحالة اإلسالميين‪ ،‬شمس الدين ابن بطوطة الطنجي‪ ،‬كان يجب أن تجتمع حوله كل الفعاليات‬ ‫السياسية والثقافية والجامعية‪ ،‬واإلعالمية والجمعوية‪،‬‬ ‫ويدعم من الجهات المختصة‪ ،‬محليا‪ ،‬وإقليميا وجهويا‬ ‫ووطنيا ‪ ،‬ودوليا‪ ،‬و يحاط بدعاية واسعة عبر المغرب‬ ‫والعالم‪ ،‬خاصة بلدان رحالت ابن بطوطة‪ ،‬ليكون‬ ‫مهرجان ابن بطوطة‪ ،‬موسم المواسيم الثقافية في‬ ‫المغرب قاطبة‪.‬‬ ‫حقيقة إن بيان الجمعية المنظمة‪ ،‬يزخر باألدبيات‪،‬‬ ‫وأن التأكيد على الجانب السياحي أمر مرغوب فيه‪ ،‬ولكن‬ ‫مهرجان ابن بطوطة أكبر من تنظيم موكب موسيقي‬ ‫بين مرشان والقصبة‪ ،‬وبعض اللقاءات و «التكريمات»‬ ‫لم يتم اإلفصاح عن أمكنة وتواريخ إقامتها‪ ،‬في حين أن‬ ‫برمجة زيارة ضريح ابن بطوطة كانت إيجابية للوقوف‬ ‫على اإلهمال الفظيع الذي يوجد فيه هذا الضريح‬ ‫والذي تتحمل الدولة ‪ ،‬ممثلة في القطاعات الحكومية‬ ‫المعنية والسلطات المحلية والجهوية والمجلس‬ ‫البلدي ومجلس الجهة‪ ،‬المسؤولية الكاملة أمام أهالي‬ ‫طنجة وأمام التاريخ والعالم‪.‬‬ ‫ومما زاد في خلط األوراق‪ ،‬بالنسبة للمتتبعين‪ ،‬تزامن المهرجان مع ندوة منظمة من طرف‬ ‫المجلس البلدي وجمعية الصداقة المغربية الصينية‪ ،‬في إطار ما سمي ب «طريق الحرير»‪،‬‬ ‫بمركز أحمد بوكماخ‪ ،‬حيث تم تبادل الخطب كما تمت زيارة الضريح والقيام بجولة بالمدينة‬ ‫القديمة‪ ،‬خاصة القصبة‪.‬‬ ‫وبالمناسبة‪ ،‬اعتبر عمدة طنجة أن «ابن بطوطة»‪ ،‬كان يعد إحدى الشخصيات التي ساهمت‬ ‫في بناء جسور األخوة والتواصل بين الشعوب‪ ،‬وأنه ال يمكن الحديث عن مدينة طنجة دون‬ ‫استحضار ذاكرة واستكشافات هذا الرحالة العالمي الكبير‪.‬‬ ‫كما أوضح أن تنظيم هذه الندوة يأتي في إطار تعزيز عالقات التعاون والصداقة التي تجمع‬ ‫بين المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية‪ ،‬داعيا إلى مزيد من التواصل بين الشعبين‬ ‫الصديقين‪.‬‬ ‫وتضمن برنامج الندوة تنظيم عروض حول «دور طريق الحرير البري والبحري في نشر‬ ‫ثقافة التعايش والتعاون بين الشعوب»‪ ،‬و«أدب الرحالت ودورها في التعارف بين الشعوب‪ ،‬ابن‬ ‫بطوطة نموذجا»‪ ،‬و «تالقح الحضارتين المغربية والصينية»‪ ،‬و»المقارنة بين المساجد المغربية‬ ‫والصينية»‪ ،‬باإلضافة إلى زيارة ميدانية لضريح الرحالة ابن بطوطة بالحي العتيق لمدينة طنجة‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬قال المستشار الثقافي للسفارة الصينية بالمغرب‪ ،‬شي يووين‪ ،‬إن المبادالت‬ ‫الثقافية بين المغرب والصين تواصل نموها بشكل مضطرد وأن روابط التعاون الثنائي سوف‬ ‫تتعزز خالل السنوات القادمة ‪.‬‬ ‫ومعلوم أن طريق الحرير كانت تمثل إحدى الطرق الرئيسية التي تربط الصين بوسط‬ ‫أوروبا عبر سورية وغيرها من البلدان‪ ،‬وكذلك بالبحر األبيض المتوسط‪ .‬وكانت تشكل الطريق‬ ‫الرئيسي لمرور القوافل التجارية البرية والبحرية بصفة منتظمة بين هذه الدول المختلفة لحوالي‬ ‫‪ 1500‬سنة‪.‬‬ ‫وكان وصول ابن بطوطة إلى الصين عام ‪ ،1345‬وبالضبط إلى مدينة تشي وانتشو في‬ ‫مقاطعة فوجيان‪ ،‬وراعه براعة أهل الصين في صناعة الحرير والخزف وفي الزراعة واستخدام‬ ‫النقود الورقية‪ ،‬وهو أمر لم يكن معلوما في غير الصين‪ ،‬كما انبهر ببراعة الصينيين في صناعة‬ ‫السفن الكبيرة في مدينة قوانغشتو‪.‬‬ ‫ثم اتجه نحو الشمال فتوقف في مدينة هانغشتو ووصفها بأنها واحدة من كبريات المدن‬ ‫التي شاهدها في حياته‪ ،‬وأعجب بأعداد السفن الكبيرة المزخرفة وبأشرعتها الحريرية‪ ،‬ليصل‬

‫بعد ذلك إلى بكين حيث دعي إلى البالط‬ ‫األمبراطوري‪ .‬وواصل رحلته بعد ذلك إلى‬ ‫مدينة فوتشو‪ .‬وبعد عودته إلى مدينة‬ ‫قوانغشتو عام ‪ 1346‬بدأ رحلة العودة‬ ‫إلى المغرب عبر الهند ومكة والبصرة‬ ‫عبر مضيق هرمز ثم دمشق وكان ينوي‬ ‫مواصلة رحلته إلى مكة للحج‪ ،‬لوال أنه‬ ‫علم بوفاة والده منذ خمس عشرة سنة‪،‬‬ ‫أي حوالي ‪ ،1333‬فقفل راجعا إلى بالده‬ ‫بعد حوالي ربع قرن من مغادرتها‪ .‬وفي‬ ‫طريقه زار جزيرة سردينيا قبل أن يحل‬ ‫بمدينته طنجة في العام ‪ 1349‬ليخبر‬ ‫بوفاة والدته هي أيضا قبل بضعة شهور‬ ‫من وصوله إلى طنجة‪.‬‬ ‫ولم يدم مقامه بطنجة إال بضع‬ ‫الوقت حتى جهز رحلة جديدة إلى‬ ‫األندلس ومنها إلى تخوم إفريقيا عبر‬ ‫الصحراء الكبرى ليزور امبراطورية مالي‬ ‫والنيجر وما جاورها من البلدان ‪ ،‬ثم‬ ‫يعود إلى المغرب عام ‪ ،1353‬بأمر من‬ ‫السلطان أبي عنان فارس المريني الذي أمره بتدوين الرحلة‪ .‬فكانت «تحفة النظار في غرائب‬ ‫األمصار وعجائب األسفار’’ التي تحدث فيها عن البلدان التي زارها‪ ،‬عن أهلها وعلمائها وحكامها‬ ‫‪ ،‬ومدنها وأنهرها وبحورها‪ ،‬وألبسة أهلها و حيويتهم‪،‬‬ ‫وأشكال أطعمتهم وصناعاتهم ‪.‬‬ ‫وتضمنت رحالته الثالث ‪ ،‬زياراته لبالد الغرب‬ ‫اإلسالمي بشمال إفريقيا‪ ،‬ومصر والسودان والشام‬ ‫والحجاز وتهامة ونجد والعراق وفارس واليمن وعمان‬ ‫والبحرين وتركستان وما وراء النهر والهند والصين‬ ‫وجاوة وبالد التتار وأواسط أفريقيا‪ .‬واتصل في رحالته‬ ‫بالعديد من الملوك والسالطين والعلماء ‪ ،‬وكانت له‬ ‫لديهم حظوة وإجالل واعتبار وقربة ومكانة‪.‬‬ ‫وقد ترجمت «الرحلة» إلى العديد من اللغات‬ ‫السائدة والرائجة آنذاك‪ ،‬خاصة البرتغالية والفرنسية‬ ‫واإلنجليزية واأللمانية والتركية والفارسية ‪.‬‬ ‫ونسب إليه عند انطالق رحلته األولى‪ ،‬سنة‬ ‫‪ ،1324‬قوله‪« :‬من طنجة مسقط رأسي انطلقت يوم‬ ‫الخميس ‪ 2‬رجب ‪ 725‬هجرية ـ ‪1324‬م ‪ ،‬معتمدا حج‬ ‫بيت اهلل الحرام وزيارة قبر الرسول عليه أفضل الصالة‬ ‫والسالم‪ ،‬منفردا عن رفيق آنس بصحبته‪ ،‬وراكب أكون‬ ‫في جملته‪ ،‬لباعث على النفس شديد العزائم‪ ،‬وشوق إلى تلك المعاهد الشريفة كامن في الحيازم‪.‬‬ ‫فحزمت أمري على هجر األحباب من اإلناث والذكور‪ ،‬وفارقت وطني مفارقة الطيور للوكور‪ ،‬وكان‬ ‫والداي بقيد الحياة فتحملت لبعدهما وَصَباً‪ ،‬ولقيت كما لقيا نَصَباً»‪.‬‬ ‫كما نسب إليه قوله عند نهاية رحلته الثالثة «لقد حققت‪ ،‬والحمد هلل‪ ،‬رغبتي في هذا العالم‬ ‫والتي كانت السفر حول األرض ونلت شرف ذلك األمر الذي لم يسبق إلنسان عاد نيله»‪.‬‬ ‫تجدر اإلشارة إلى أن مئات األبحاث األكاديمية صدرت حول «الرحلة» البن بطوطة كما‬ ‫أن الراحل الدكتور عبد الهادي التازي رحمه اهلل كان شغوفا بابن بطوطة‪ ،‬وحاضر في موضوع‬ ‫الرحلة في مختلف جهات العالم‪ ،‬خاصة في الصين‪ ،‬بالجناح األكاديمي للمعرض العالمي بشنغاي‬ ‫سنة ‪ ،2010‬حول «دور الرحالة المغربي ابن بطوطة في تقديم الصين للعالم العربي والعالم‬ ‫الغربي»‪.‬‬ ‫ومعلوم أن د‪ .‬التازي قام بتحقيق رحلة ابن بطوطة في خمسة مجلدات طبعتها أكاديمية‬ ‫ْ‬ ‫غوانكبين ‪LI GUANGBIN‬‬ ‫المملكة المغربية عام ‪ ،1997‬وقام المستشرق الصيني لي‬ ‫بترجمة تحقيق د‪ .‬التازي‪ ،‬إلى اللغة الصينية في ألف صفحة‪ ...‬نال عنها رسالة تنويه من جاللة‬ ‫الملك محمد السادس بتاريخ ‪ 4‬دجنبر ‪.2009‬‬ ‫يذكر أن ابن بطوطة قاد سفارة لسلطان الهند إلى الصين‪ ،‬عام ‪ ،1342‬وكتب‪ ،‬بالمناسبة‪،‬‬ ‫عن بالد الصين ليكون سباقا إلى تقديم الصين للعرب ولبقية العالم‪ ،‬بعد أن ترجمت الرحلة إلى‬ ‫أكثر من خمسين لغة وأصبحت تعتبر اليوم أقدم رحلة في تاريخ البشرية جمعاء!‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫نعود لنؤكد أهمية مبادرة جمعية ابن بطوطة لتنظيم مهرجان دولي حول أمير رحالة‬ ‫المسلمين‪ ،‬وللدعوة إلى أن تكون النسخة الثانية في مستوى هذا الرجل العظيم الذي أبهر‬ ‫العالم منذ القرن الرابع عشر‪ ،‬وال زال‪ ،‬برحلته الشهيرة وب «تحفته» النادرة‪ ،‬داعين إلى انخراط‬ ‫الدولة بكل مؤسساتها الرسمية واألكاديمية‪ ،‬ومجالسها المنتخبة‪ ،‬جهويا ووطنيا‪ ،‬في التحضير‬ ‫للمهرجان المقبل حتى يتم في ظروف تليق بعظمة الرجل الذي نرفض أن يطبق في حقه المثل‬ ‫الشائع «ال كرامة لعظيم بين قومه»!!!! ‪.....‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬فرباير �إلى ‪ 06‬مار�س ‪2017‬‬

‫العدد ‪878‬‬

‫«وبالوالدين إحسانا»‬ ‫ق�ص�ص متفرقة لأبناء اعتدوا على �آبائهم ثم ندموا ح�سرة و�أملا‬ ‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬ ‫كيف تتحول العالقة بين اآلباء واألبناء من الرحمة والحب واإلحترام المتبادل بين األب وابنه‪ ،‬إلى مشاجرات تصل إلى حد قيام اإلبن بضرب أبيه أمام اآلخرين في‬ ‫صورة مشينة من صور العقوق‪ ،‬تصل إلى حد اإلعتداء بالضرب على األب أو جحود األم ورفض اإلنفاق عليها عندما تتقدم في السن؟ وما هي الظروف التي تصل بالعالقة‬ ‫بين األب وابنه إلى حد قيام اإلبن بضرب أبيه ؟ وهل يشعر اإلبن العاق الذي يضرب أباه أمام اآلخرين بالندم على فعلته ويحاول أن ّ‬ ‫يكفر عما فعله باإلعتذار أم يتمادى‬ ‫في عقوقه وإهانته لوالديه ؟ ‪.‬‬ ‫هذه األسئلة وغيرها نحاول اإلجابة عليها في هذا التحقيق الذي رصدنا فيه حاالت لقيام أبناء بضرب آبائهم ألسباب وتحت ظروف مختلفة‪ ،‬كما نحاول في هذا التحقيق‬ ‫أن نضع أيدينا على موضع الخلل في مثل هذه الحاالت‪ ،‬سواء كان من الناحية التربوية أو من الناحية النفسية‪ ،‬وفي هذا التحقيق نحاول أن نجد إجابات لكل هذه األسئلة‬ ‫ند َ‬ ‫ونحن نؤكد على ما جاء في القرآن الكريم من آيات حكيمة حيث يقول اهلل سبحانه وتعالى ‪َ « :‬و َق َ�ضى َر ُّب َ‬ ‫ك �أَ اَّل ت َْع ُب ُدوا �إِ اَّل �إِ َّي ُ‬ ‫ب �أَ َح ُدهُ َما‬ ‫ك ا ْل ِ‬ ‫ن عِ َ‬ ‫ن �إِ ْح َ�سانًا �إِ َّما َي ْب ُل َغ َّ‬ ‫ك رَ َ‬ ‫اه َو ِبا ْل َوال َِد ْي ِ‬ ‫ك اَلهُ َما َف اَل َت ُقل َّلهُ َما ُ�أ ٍّ‬ ‫ِن ال َّر ْح َم ِة َو ُقل َّر ِّ‬ ‫اخف ْ‬ ‫ب ْار َح ْمهُ َما َ‬ ‫ف َو اَل َتنْهَ ْرهُ َما َو ُقل َّلهُ َما َق ْو اًل َ‬ ‫َاح ُّ‬ ‫ك ِرميًا‪َ ‬و ْ‬ ‫ريا»‪ . ‬صدق اهلل العظيم‪.‬‬ ‫َ�أ ْو ِ‬ ‫ِ�ض َلهُ َما َجن َ‬ ‫الذ ِّل م َ‬ ‫ان َ�ص ِغ ً‬ ‫ك َما َر َّب َي يِ‬

‫مشاكل مع الجيران‬ ‫فى بداية تحقيقنا لفتت نظرنا قصة يتداولها عدد‬ ‫من المواطنين حول ابن قام بوكز أبيه أمام الجيران‪ ،‬وفي‬ ‫محاولة منا للتأكد من مصداقية الخبر ذهبنا إلى منزله برفقة‬ ‫أحد أصدقائه حتى يسهل التعامل معه واستقبلنا بابتسامة‬ ‫فاترة ولكن كان هناك إصرار منا لجعله يتحدث‪ ،‬كان وجود‬ ‫صديقه مشجع له على التحدث واإلطمئنان لنا‪ ،‬فقال‪ :‬نعم‬ ‫فعلت ذلك إن والدي ال يفهم كم مرة يحرجنا مع الجيران‬ ‫بحكم تسببه في مشاكل كثيرة‪ ،‬أنا أحاول إصالح األمور‬ ‫وهو يختلق المشاكل كأنه طفل صغير ال يتورع عن مضايقة‬ ‫الجيران‪ ،‬هناك أمور ال أستطيع أن أبوح بها عنه ولذلك وال‬ ‫شعوريا بعدما أغضبني وكزته في صدره أمام الناس حتى‬ ‫يعلموا أنني غير راض عن أفعاله‪ ،‬وعن شعوره إزاء وكز والده‬ ‫يقول ‪ :‬صدقني ‪ :‬لقد تألمت كثيرا فأبي ليس كاآلباء‪ ،‬تمنيت‬ ‫لو مرة أراه مثل باقي الناس في تعامله كأب وإنني ال أحسد‬ ‫اآلخرين على آبائهم ولكن ماذا أفعل‪ ،‬لقد أوصلني إلى‬ ‫مرحلة فقدت فيها صوابي وأصبحت أتصرف معه بعدوانية ‪.‬‬

‫قصة حب‬

‫أما القصة التالية فهي عن اإلبن الذي قام بضرب‬ ‫والده الطاعن في السن وهو على كرسيه المتحرك‪ ،‬وهذا لم‬ ‫يستطع التحدث عن الموضوع معنا مباشرة بل كان ذلك عن طريق الكتابة حيث شرح لنا الواقعة في‬ ‫خطابه الذي جاءنا كالتالي‪« :‬إنها ساعات الندم الحقيقية‪ ،‬والشعور فيه ال يوصف‪ ،‬لقد مات والدي وهو‬ ‫غاضب علي‪ ،‬فالسبب الذي جعلني أضربه بقدمي وهو على كرسيه المتحرك هو اعتراضه على زواجي من‬ ‫فتاة كنت عازما على خطبتها بعد ما عشنا قصة حب حقيقية ‪،‬حيث جعل والدتي وإخوتي الذين يكبروني‬ ‫سنا يقفون بوجهي آخذين موقف العداءن‪ ،‬كي ال يتقدمون لخطبتها‪ ،‬وأيضا قام هو شخصيا باإلتصال‬ ‫بوالدها الذي هو صديقه في األصل‪ ،‬ولديه عالقة معه‬ ‫تطبعها المحبة واأللفة‪ ،‬مع ذلك كان هو المحرض على‬ ‫عدم زواجي من الفتاة مع أنه باستطاعته أن يقنع والد‬ ‫الفتاة بالزواج وهذا ما أدى إلى إصابتي بالصدمة‪ ،‬بعد‬ ‫أن اتصل بوالد الفتاة وقال له كالما لم أصدق أنه يصدر‬ ‫منه قال له إنني عدواني‪ ،‬وألفاظي غير مهذبة‪ ،‬فقد‬ ‫اجتمعت علي الهموم كلها ولم يترك والدي لي فرصة‬ ‫ألن أصحح ما أنا عليه من سلوك‪ ،‬بعد ذلك فصلت من‬ ‫العمل الذي كنت فيه وجلست في البيت محطما‪ ،‬فما‬ ‫فائدة العمل ومن عملت ألجلها لم تكن من نصيبي‪،‬‬ ‫وكنت أشعر بضيق فى صدري‪ ،‬وبعد مرور أسبوع من‬ ‫خروجي من العمل جاء والدي وهو على كرسيه المتحرك‬ ‫وضرب باب غرفتي بقوة ودخل عنوة وكنت حينها نائما‪،‬‬ ‫حتى أنه أدخل في قلبي الفزع وما وعيت إال وهو يصرخ‬ ‫بملء فمه‪ ،‬ويتهمني بالفشل ويطلب مني الخروج من‬ ‫المنزل‪ ،‬كانت العبارات التي يقذفها عليّ كالنار الحارقة‬ ‫وشعرت بالغضب يجتاحني‪ ،‬فما تمالكت نفسي بعد تلك‬ ‫الهموم واآلالم التي سببها لي‪ ،‬وماشعرت بنفسي إال‬ ‫وأنا أضرب والدي وهو جالس على الكرسي وأصرخ في‬ ‫وجهه وأسبه وأشتمه‪ ،‬وتعالت أصواتنا وحضر إخوتي‬ ‫ليجدوني أتشاجر معه وهو يقول( تضربني يا كلب أنا‬ ‫تضربنى يا فاشل ) ‪ ...‬وبعد تلك الحادثة أصبح ال يطيق‬ ‫النظر لي أو حتى يحدثني ‪،‬ومرت سنتان دون أن نتحدث‬ ‫معا مع العلم أنني حاولت كثيرا أن أنكب على رأسه‬ ‫أقبله ولكنه كان يضع يده على وجهي وكثيرا ما كان‬ ‫يصدني حتى توفي يرحمه اهلل ويسكنه فسيح جناته‪،‬‬ ‫وأنا في اعترافي هذا أتمنى من اهلل أن يعفو عني ويغفر‬ ‫لي فأنا كثيرا ما أترحم على والدي وأطلب من اهلل العفو والرحمة فشعوري بالندم كبير »‪.‬‬

‫سجين سابق‬

‫وال تختلف القصة الثالثة عن القصتين الماضيتين‪ ،‬حيث تتشابه أوجهها تماما يقول (ع ل م)‪« ،‬بعدما‬ ‫خرجت من السجن أصبح والدي ووالدتي يعامالنني على أنني إنسان ال يحق له ما يحق لغيره من جميع‬ ‫األشياء‪ ،‬فمثال يمنعونني من قيادة السيارة بينما أخي الذي هو أصغر مني يسمحون له بقيادة السيارات‪،‬‬ ‫وال يدفعون لي مصروفا شهريا كما يدفعون له وهكذا‪ ،‬وكان والدي أكثر من والدتي في التعنت والقسوة‬ ‫وأنا أعرف لماذا‪ ،‬بسبب خلفية السجن وما وصلت إليه عائلتي من سمعة في الحي‪ ،‬أصبحوا يصبون كل‬ ‫غضبهم بمنعي من كل شئ كعقوبة لي‪ ،‬مع أنني عوقبت بالسجن لمدة ثالث سنوات‪ ،‬وهذه المعاملة‬ ‫جعلتني عصبيا معهم كردة فعل عكسية‪ ،‬أصبحوا هم يقسون في معاملتي وأنا عصبي ال أطيق أي كلمة‬ ‫منهم حتى جاء اليوم الذي تشاجرت مع والدي عند ما رفض أخي تسليمي مفتاح السيارة فلطمته على‬

‫وجهه وجاء والدي فلطمني على خدي ومن دون أن أشعر‬ ‫دفعته بقوة على الجدار فارتطم رأسه وسال الدم من رأسه‬ ‫فأخذ يصرخ ( باغي تقتلني باغي تقتلني خرج عليا من الدار‬ ‫‪ )..‬وجاءت والدتي تصرخ وهي توبخني وتلعن وتسب وبعدها‬ ‫خرجت من البيت هائما على وجهي ال أدري ما أصنع‪ ،‬وبعد‬ ‫حيرة طويلة ذهبت إلى أحد أعمامي وأخبرته بما حدث‬ ‫وبخلفيات المشكلة بأكملها‪ ،‬وتفهم وضعي واصطحبني‬ ‫معه إلى منزلنا وتقدم هو في الدخول حيث طلب مني أن‬ ‫أبقى خارج المنزل كي يهدئ هو األوضاع وبعد ساعة ونصف‬ ‫تقريبا خرج عمي من منزلنا وقال لي والدك ال يرغب في‬ ‫أن تعيش معهم‪ ،‬هكذا دمعت عيني‪ ،‬وطلب مني عمي أن‬ ‫أصحبه حتي تهدأ األمور‪ ،‬وبالفعل بعد شهر تقريبا وافق‬ ‫والدي أن أرجع إلى المنزل بشرط عدم اإلحتكاك معه أو‬ ‫مع إخوتي وها أنا أحس بشعور الحرمان من حنان والدتي‬ ‫ووالدي بسبب عدم تفهمهم وضعي وشعورهم بما في‬ ‫خاطري من ألم وقهر وحسرة» ‪.‬‬ ‫يقـــول اإلستشـــاري بالطب النفسي الدكتـــور أحمد‬ ‫الورياغلي‪ ،‬أنه‪« :‬على الرغم من عدم وجود إحصائيات‬ ‫فإنه من المالحظ بأن حاالت اإلعتداء على اآلباء من قبل‬ ‫األبناء قليلة وال أظنه يمثل ظاهرة‪.‬ويعزى ذلك لدور الدين‬ ‫في التأكيد على بر الوالدين‪ ،‬ورعايتهم وخاصة في الكبر كما ورد في القران الكريم واألحاديث النبوية‪.‬‬ ‫والمجتمع يرفض هذه التصرفات ويستهجنها‪.‬ومن أهم أسباب اعتداء األبناء على اآلباء البعد عن القيم‬ ‫اإلسالمية السامية والتربية غير الصالحة لألبناء والجواألسري المفكك والقدوة السيئة ‪:‬كأن يرى االبن‬ ‫أباه يهين جده ويضربه‪ ،‬وبعض حاالت ـ اإلضطرابات النفسية (اضطراب الشخصية) لإلبن كأن يكون‬ ‫سريع الغضب ال يسيطر على انفعاالته‪ ،‬أو مصابا بأحد األمراض النفسية التي تصاحبها أوهام ضد والديه‬ ‫أو أحدهما‪ ،‬فيتصرف على أساس ذلك وقد تصل هذه‬ ‫الحاالت إلى اإلصابة بالفصام العقلي أو الهوس»‪.‬‬

‫شخصية األب‬ ‫يقول اإلخصائي اإلجتماعي محسن السقاط ‪ :‬إذا‬ ‫نحن عرفنا األبوة من الناحية اإلجتماعية لوجدنا أنها‬ ‫تعني الحنان الممزوج بالقساوة‪ ،‬أي أن شخصية األب‬ ‫الصحيحة هي التي تحمل بين جنباتها شقين فالشق‬ ‫األول هو الحنان والذي يتمثل في حبه لألبناء والعاطفة‬ ‫والخوف عليهم من مخاطر الحياة وتوفير المأكل‬ ‫والمشرب والمسكن لهم‪....‬والشق اآلخر هو القسوة‬ ‫والتي تتمثل في تعليمهم أمور دينهم ودنياهم فيشجع‬ ‫الصالح ويصلح الطالح منهم وهذا يحتاج إلى نوع من‬ ‫الحزم والشدة المحمودة ‪.‬‬ ‫ويخطئ كثير من اآلباء الذين يعتمدون على جانب‬ ‫واحد من التربية إما القسوة الزائدة أو الحنان المفرط‬ ‫وفي كلتا الحالتين تكون شخصية األبناء غير سوية‬ ‫ومهزوزة ومن هنا تتولد المشكالت التربوية وتتفاقم‬ ‫مما يصعب السيطرة عليها‪.‬‬ ‫ومشكلة ضرب األبناء قد التحد عن أنها في األصل‬ ‫مشكلة تربوية‪ ،‬فاإلبن هو انعكاس لما يدور في أروقة‬ ‫األسرة لسنين طويلة‪ ،‬واألسر التي تتعود على حل‬ ‫مشكلتها عن طريق العنف سواء الكلمات المجرحة‬ ‫البذيئة أو الضرب الدائم فسوف تتكون ثقافة لدى اإلبن أنه لن تحل مشاكله هو إال عن طريق العنف‬ ‫أيضا ‪.‬‬ ‫ومشكلة ضرب األبناء لآلباء وهلل الحمد التمثل ظاهرة اجتماعية في مجتمعنا فهى نادرة الحدوث‬ ‫وعادة ما تحدث مع األبناء الشاذين في سلوكهم إما أنهم يتعاطون المخدرات أو الفاشلين دراسياً ومهنيا‬ ‫ممن فقدوا طعم الحياة وضربوا بعادات وتقاليد دينهم ومجتمعهم عرض الحائط ولكن يجب أن نتخذ‬ ‫السبل الوقائية واإلنمائية للحد من انتشارها وتفاقمها ومن أهم تلك السبل يجب على األب في زمننا‬ ‫هذا أن يثقف نفسه سواء بقراءة الكتب او باإلتحاف بالدورات التدريبية في مجال التربية‪ ،‬كما يجب عليه‬ ‫اإلستفادة من خبرات اآلباء واألجداد تلك الثروة المغيبة وهذه دعوة من القلب إلى العودة إلى نظام األسر‬ ‫الممتدة التي تتكون من اآلباء واألجداد واألبناء واألحفاد وذلك لتبادل الخبرات التربوية‪ ،‬وتوعية األبناء‬ ‫بأهمية احترام اآلباء باعتبارهم هم الطريق للسعادة في الدنيا واآلخرة‪.‬‬


‫العدد ‪878‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬فرباير �إلى ‪ 06‬مار�س ‪2017‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫تجار كاسبراطا يردون على والية طنجة «ال إفراغ قبل البناء»‬

‫لم يتأخر جواب تجار سوق كاسبراطا‪ ،‬أكبر كيان‬ ‫اقتصادي شعبي بطنجة‪ ،‬حول المقترح األخير للكاتب العام‬ ‫لوالية طنجة من أجل إعادة هيكلة السوق‪ ،‬إذ أجمعت مختلف‬ ‫الرابطات الممثلة للتجار على رفض إفراغ المحالت التجارية‬ ‫إال بعد بناء أخرى بديلة فوق األراضي التابعة للجماعة‬ ‫الموجودة بالقرب من السوق‪ ،‬على أن يتم األمر وفق أشطر‪.‬‬ ‫وعقب اجتماعهم األخير الذي تلى توصلهم بآخر‬ ‫مقترحات‪ ،‬وجه رؤساء الرابطات مراسلة إلى والي طنجة‬ ‫محمد اليعقوبي‪ ،‬تتضمن مجموعة من المالحظات‬ ‫والمقترحات المتعلقة بالشكل المقترح لعملية إعادة‬ ‫هيكلة السوق‪ ،‬وكذا طريقة تنزيل هذا المشروع‪ ،‬وبرزت‬ ‫من بين تلك المقترحات النقطة المتعلقة بضرورة إدماج‬ ‫بعض العقارات الفارغة المجاورة للسوق‪ ،‬كالمستودع‬

‫والمحجز البلدي الذي سيتوقف العمل به نهائيا قريبا‪،‬‬ ‫والعقار المسمى ابن بطوطة‪ ،‬وذلك لبدء عملية البناء فوق‬ ‫تلك العقارات وضمان عملية انتقال سلس عبر أشطر دون‬ ‫المساس بأي تاجر‪.‬‬ ‫واقترحت الرابطات الموقعة على المراسلة أيضا أن‬ ‫يحافظ التصميم على عدد المحالت ومساحاتها‪ ،‬وإضافة‬ ‫طرق أخرى للطرق الداخلية للسوق‪ ،‬وأن تتكفل الجماعة‬ ‫بالبنى التحتية كالطرق وقنوات تصريف المياه وبناء‬ ‫مستودعات السيارات تحت األرضية‪ ،‬بصفتها شريكا في‬ ‫المشروع‪ ،‬على أن تكون مساهمة التجار والمهنيين بمبلغ‬ ‫مالي يناسب كلفة البناء مقابل تملكهم للمحالت‪.‬‬ ‫وكان التجار قد اطلعوا على التصميم المقترح للسوق‬ ‫الجديد‪ ،‬إذ سجلوا عدة مالحظات في مقدمتها إغفال تحديد‬

‫عدد المحالت ومساحتها وارتفاعها‪ ،‬وعدم الحفاظ على‬ ‫المساحات الحالية للمحالت‪ ،‬وضيق الطرق الداخلية للسوق‪،‬‬ ‫وعدم إيالء األهمية المطلوبة للسوق المركزي‪.‬‬ ‫وكانت والية طنجة‪ ،‬عبر الكاتب العام‪ ،‬قد أخطرت تجار‬ ‫سوق كاسبراطا قبل أيام بمقترحها األخير لرفع الجمود‬ ‫عن مشروع إعادة هيكلة السوق التي تندرج ضمن برنامج‬ ‫«طنجة الكبرى» وكان أهم ما تضمن المقترح إفراغ التجار‬ ‫لمحالتهم مقابل توفير فضاءات مؤقتة لهم إلى حين‬ ‫االنتهاء من السوق الجديد الذي سينشأ عبر أشطر‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى تكفل التجار بمصاريف بناء المحالت‪ ،‬وحددت القيمة‬ ‫المالية في ‪ 10‬آالف درهم للمتر‪ ،‬على أن تتراوح مساحة‬ ‫المحالت ما بين ‪ 6‬و ‪ 15‬مترا‪.‬‬

‫حمزة المتيوي‬

‫تخليد الذكرى السادسة لـ «حركة ‪ 20‬فبراير»‬ ‫ولوفاة الشبان الخمسة بالحسيمة‬

‫خرج المئات من سكان الحسيمة اإلثنين الفارط‪ ،‬لتخليد‬ ‫الذكرى السادسة لوفاة الشبان الخمسة خالل األحداث التي‬ ‫تزامنت مع انطالقة «حركة ‪ 20‬فبراير»‪ ،‬وذلك استجابة‬ ‫للنداء الذي أطلقه نشطاء الحراك االحتجاجي بالمدينة‪.‬‬ ‫وقد توجهت الحشود‪ ،‬التي بينها عائالت الشبان‬ ‫الخمسة‪ ،‬في البداية‪ ،‬إلى الوكالة المركزية للبنك الشعبي‪،‬‬ ‫التي عثر فيها على جثث الضحايا‪ ،‬حيث قاموا بوضع الورود‬ ‫والشموع أمام بوابتها‪ ،‬الشيء الذي استنفر عناصر األمن‬ ‫التي تدخلت لمنع المتظاهرين من االقتراب من الوكالة‬ ‫البنكية‪.‬‬

‫بعد ذلك‪ ،‬تحركـت جموع المتظاهرين في مسيرة‬ ‫عفوية صوب ساحــة محمـــد السادس‪ ،‬وسط شعارات‬ ‫تطالب بالكشــف عن الوقائــع الكاملة لوفـــاة الشبان‬ ‫الخمسة الذين تحولوا إلى جثث متفحمة‪ ،‬وتنادي‬ ‫بتحقيق المطالب االجتماعية التي وصفوها بالمشروعة‪،‬‬ ‫وبإنهــاء ما أسمـــوه المقاربــة األمنيــة التي تنهجهــا‬ ‫الدولة مع احتجاجاتهم‪ ،‬مؤكديــــن على أن حراكهم‬ ‫سيظل سليما وسيستمر إلى غايــة تحقيـق ملفهـــم‬ ‫المطلبي‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن مدينة الحسيمة ونواحيها‪ ،‬تشهد‬ ‫منذ وفاة «محسن فكري» أواخر شهر أكتوبر الماضي حراكا‬ ‫احتجاجيا تطور إلى مواجهات عنيفة بين قوات األمن وبعض‬ ‫المواطنين العزل‪ ،‬يوم األحد ‪ 5‬فبراير الجاري‪ ،‬بعدما أقدمت‬ ‫السلطات على منع تجمع جماهيري عند مدخل الحسيمة‬ ‫كانت قد دعت له «لجنة الحراك الشعبي بالحسيمة» تزامنا‬ ‫مع الذكرى ‪ 54‬لرحيل محمد بن عبد الكريم الخطابي‪.‬‬

‫الحسمية ـ ش‪.‬أ‬

‫نجار يعتدي جنسياً‬ ‫على قاصر في‬ ‫الثامنة من عمره‬ ‫داخل غابة بطنجة‬

‫تعرض طفل في الثامنة من عمره‪ ،‬العتداء بشع من‬ ‫طرف جار والديه‪ ،‬بمدينة طنجة وحسب المعلومات األمنية‬ ‫المتوفرة‪ ،‬فإن المشتبه فيه الذي يمتهن النجارة‪ ،‬ويبلغ عمره‬ ‫‪ 24‬سنة قام باستدراج القاصر‪ ،‬عن طريق إغرائه بالحلويات‬ ‫إلى غابة واالختالء به بالقرب من محيط غابة «غنام» قرب حي‬ ‫مرشان ليقوم بعدها بإزالة سرواله واغتصابه بالقوة‪.‬‬ ‫وشددت مصادر «األخبار» على أن الطفل ظل لما يقارب‬ ‫أسبوعا يخفي األمر عن أسرته‪ ،‬قبل البوح بذلك‪ ،‬ما حدا بها‬ ‫للتوجه بالضحية صوب المستشفى الجهوي محمد الخامس‬ ‫حيث أجريت له فحوصات طبية‪ ،‬للتأكد من سالمته الجسدية‪،‬‬ ‫في الوقت الذي لحق بهم المشتبه فيه رفقة أسرته‪ ،‬بهدف‬ ‫إقامة الصلح وطي القضية‪ ،‬غير أنه سرعان ما تم استدعاء‬ ‫المصالح األمنية للتحقيق في الملف‪.‬‬ ‫وأوضحت المصادر نفسها‪ ،‬أن المصالح األمنية ألقت‬ ‫القبض على المشتبه فيه‪ ،‬وذلك تحت إشراف النيابة العامة‬ ‫المختصة داخل المستشفى الجهوي بالمدينة‪ ،‬حيث فتحت‬ ‫تحقيقا في النازلة‪ ،‬ومن المنتظر تقديمه أمام غرفة الجنايات‬ ‫االبتدائية لدى محكمة االستئناف خالل األسابيع القليلة‪ ،‬في‬ ‫قضية أعادت إلى الواجهة ملف االعتداءات الجنسية التي‬ ‫تطول القاصرين بعاصمة البوغاز‪ ،‬في ظل غياب كلي لإلطارات‬ ‫المدنية وكذا التحسيس بخطورة هذه الظاهرة‪.‬‬

‫األخبار‪ :‬محمد أبطاش‬

‫انتحار طفل‬ ‫بضواحي وزان‬

‫حقوقيون بتطوان يحضرون لمقاضاة رئيس الحكومة‬ ‫بسبب تصريحاته المهددة لمصالح البالد‬

‫قال الحسن أقبيو‪ ،‬رئيس جمعية الكرامة للدفاع عن‬ ‫حقوق اإلنسان بتطوان «إن مجموعة من الحقوقين يحضرون‬ ‫للتنسيق من أجل رفع دعوى قضائية ضد عبد اإلله بنكيران‬ ‫رئيس الحكومة المعين‪ ،‬بسبب تصريحاته غير المسؤولة‬ ‫والمهددة لمصالح البالد العليا‪ ،‬فضال عن تجاوز االختصاصات‬ ‫الدستورية والتعقيب على جولة الملك محمد السادس‬ ‫بالعديد من البلدان اإلفريقية بشكل استغلته جهات معادية‪،‬‬ ‫من أجل ترويج أن المغرب يعيش أزمة سياسية غير مسبوقة»‪.‬‬

‫وأضاف المتحدث نفسه‪ ،‬أن بنكيران ال يحق له أبدا‬ ‫التعقيب على األنشطة التي يقوم بها الملك بناء على ما جاء‬ ‫به الدستور الجديد‪ ،‬وقوله يوم السبت الماضي «ال يمكن‬ ‫أن يذهب الملك إلى تفريج كربات بعض الشعوب اإلفريقية‬ ‫ونهين الشعب المغربي»‪ .‬يجب أن يفتح حوله تحقيق موسع‬ ‫من طرف المؤسسات المعنية بالنظر إلى المنصب الحساس‬ ‫الذي يشغله بنكيران في هرم الدولة‪.‬‬

‫واعتبر بعض المتخصصين في العالقات الدولية‪ ،‬أن‬ ‫بنكيران لم يكن موفقا في تصريحه وتعقيبه على الزيارة‬ ‫الملكية للعديد من البلدان اإلفريقية الصديقة‪ ،‬حيث جانب‬ ‫الصواب بخلطه بين السياسة الداخلية والتعقيب على‬ ‫السياسات الخارجية التي تحكمها ظروف خاصة واستراتيجيات‬ ‫بعيدة المدى‪ ،‬يمكن أن تظهر إيجابيتها بعد سنوات وفق‬ ‫معادلة (رابح ـ رابح) التي يركز عليها العاهل المغربي إلعطاء‬ ‫نفس جديد لعالقات المغرب مع بعض البلدان اإلفريقية‪.‬‬

‫وتلقت وسائل إعالم جزائرية وأخرى تابعة لجبهة‬ ‫البوليساريو االنفصالية تصريح بنكيران رئيس الحكومة‬ ‫المعين كهدية ثمينة على طبق من ذهب‪ ،‬حيث استغلت‬ ‫خرجته اإلعالمية للترويج كون هناك تطاحنا خفيا بين‬ ‫المؤسسات المغربية وأزمة سياسية يمكن أن تعصف‬ ‫بمستقبل البالد في أي لحظة‪.‬‬

‫وسبق أن أثرت تصريحات غير مسؤولة لبنكيران على‬ ‫ثقة المستثمرين‪ ،‬كما كبدت االقتصاد الوطني خسائر مهمة‪،‬‬ ‫إذ عوض تدبير اإلكراهات السياسية الداخلية والحرص‬ ‫على تطبيق القانون والقيام باإلصالحات الالزمة كما وعد‬ ‫المواطنين‪ ،‬يخرج رئيس الحكومة بين الفينة واألخرى لتفجير‬ ‫فرقعة إعالمية واالختفاء وراء اتهام جهات غير معلومة بتحرير‬ ‫كالمه وتصريحاته لخدمة أجندات خاصة‪.‬‬ ‫إلى ذلك خلف انتقاد بنكيران للزيارات الملكية للعديد‬ ‫من البلدان اإلفريقية‪ ،‬ردود فعل مختلفة من طرف أعضاء‬ ‫حزب العدالة والتنمية‪ ،‬حيث ساد انقسام بين مؤيد‪ ،‬ومطالب‬ ‫األمين العام لـ «البجيدي» بالتريث واألخذ بعين االعتبار‬ ‫المنصب الحساس الذي يشغله في هرم الدولة‪.‬‬

‫حسن الخضرواي‬

‫األحوال الجوية العاصفية تغرق مدن الشمال‬

‫حولت الزخات المطرية الغريرة التي عرفتها المناطق‬ ‫الشمالية للبلد‪ ،‬يوم األحد‪ ،‬حولت بعض التجمعات الحضرية‬ ‫إلى مسابح مفتوحة‪ ،‬وخلفت أضرارا وخسائر مادية متفاوتة‬ ‫في ممتلكات المواطنين‪ ،‬فيما عزلت السيول القوية دواوير‬ ‫قروية عن محيطها بإقليم شفشاون‪ ،‬في حين تسببت األحوال‬ ‫الجوية الصعبة‪ ،‬وهيجان األمواج في مضيق جبل طارق‪ ،‬في‬ ‫وقف الحركة المالحية بين ميناء طنجة المدينة وميناء طريفة‬ ‫اإلسبانية‪ ،‬وعرقلة الحركة البحرية بميناء طنجة المتوسطي‪.‬‬ ‫وكانت مدينة مارتيل والمضيق الساحليتين‪ ،‬أكثر‬ ‫المناطق الحضرية تضررا من األمطار الغزيرة التي تهاطلت‬ ‫نهاية األسبوع المنصرم‪ ،‬ما أدى إلى فرض حظر التجول‬ ‫على سكان المدينتين‪ ،‬فيما أصبحت المصالح التقنية‬ ‫لبلدية المدينة‪ ،‬تكنس الشوارع واألزقة التي مألتها األتربة‪،‬‬ ‫ومخلفات النفايات التي جرفتها األمطار‪.‬‬ ‫وأفادت مصادر محلية لـ «أخبار اليوم» أن مياه األمطار‬ ‫حولت المدينتين إلى مسبح مفتوح‪ ،‬حيث تجمعت المياه‬ ‫في المناطق المنبسطة‪ ،‬مشكلة بركا مائية متجاورة‪ ،‬فيما‬ ‫ارتفع منسوب السيول باألحياء القريبة من الشاطئ‪ ،‬وغطت‬ ‫األرصفة الجانبية المخصصة للمارة بالكامل‪ ،‬وحجبت‬ ‫المدارات الطرقية في بعض المحاور‪.‬‬ ‫وأشارت مصادرنا إلى أن بعض األحياء مثل الديزة‪،‬‬

‫ميرامار‪ ،‬وكطالن‪ ،‬غرقت أزقتها بشكل شبه كامل‪ ،‬بعد احتقان‬ ‫قنوات تصريف المياه‪ ،‬وعجزها عن استيعاب الفيضانات‬ ‫المتدفقة‪ ،‬مما حال دون تمكن الناس من الخروج من‬ ‫منازلهم‪ ،‬في الوقت الذي استعان أصحاب المنازل بوسائل‬ ‫يدوية‪ ،‬إلخراج المياه واألتربة التي غمرت مساكنهم‪.‬‬ ‫وفي مدينة المضيق‪ ،‬غطت مياه األمطار المناطق‬ ‫الخضراء على طول الشريط الساحلي‪ ،‬كما مألت السيول‬ ‫مراكن السيارات المتواجدة بالكورنيش بالمياه‪ ،‬في حين‬ ‫أغرقت الفيضانات مناطق قروية مجاورة لمصنع شركة الحليب‬ ‫«كولينور» ومنطقة «المالليين» حيث ظل السكان محاصرين‬ ‫إلى أن جاءت الجرافات والجرارت الكاسحة لفك الحصار عنهم‪.‬‬ ‫وغير بعيد عن إقليم تطوان‪ ،‬عزلت التساقطات المطرية‬ ‫القوية مجموعة من المداشر القروية بإقليم شفشاون‪،‬‬ ‫بالتزامن مع موعد السوق األسبوعي‪ ،‬وأظهرت صورة حصلت‬ ‫عليها «أخبار اليوم»‪ ،‬غرق مجموعة من المنازل بنواحي جماعة‬ ‫قاع اسراس‪ ،‬وبو أحمد‪ ،‬وواد الو‪ ،‬كما غمرت المياه المحالت‬ ‫التجارية وأتلفت كميات كبيرة من السلع‪ ،‬والمنتوجات‬ ‫الغذائية‪.‬‬ ‫وفي سياق متصل‪ ،‬أفادت مصادر جمعوية لـ «أخبار‬ ‫اليوم» أن انهيارات ترابية وصخرية‪ ،‬تسببت في قطع الطريق‬ ‫الوطنية رقم ‪ 16‬الرابطة بين مدينتي تطوان والحسيمة‪ ،‬في‬

‫كالنار في الهشيم انتشر مساء يوم الثالثاء ‪ 21‬فبراير‬ ‫خبر انتحار قاصر بدوار يقع تحت النفوذ الترابي لجماعة زومي‬ ‫المرتبطة إداريا بعمالة وزان ‪.‬‬ ‫‪ ‬تفاصيل هذه المأساة اإلنسانية كما تناقلتها مصادر‬ ‫من عين المكان تفيد بأن القاصر ( ‪ 14‬سنة ) الذي خاصمته‬ ‫مقاعد المدرسة حيث مكانه الطبيعي ‪ ،‬وجد مشنوقا بقلب‬ ‫بيت أسرته ‪.‬‬ ‫‪ ‬الواقعة استنفرت السلطة المحلية بعين المكان ‪ ،‬ورجال‬ ‫الدرك الملكي بسرية زومي الذين انتقلوا إلى عين المكان‬ ‫تحت جنح الظالم الذي يرخي بخيوطه على المنطقة ‪. ‬‬ ‫‪ ‬جثة القاصر تم نقلها إلى مستودع األموات بمدينة وزان‬ ‫مباشرة بعد تحرير الضابطة القضائية للدرك الملكي محضرا‬ ‫في الموضوع ‪ ،‬في انتظار فك لغز أسباب هذه المأساة التي‬ ‫سيكشف عنها التحقيق الذي يجري تحت أنظار النيابة العامة‬ ‫بالمحكمة االبتدائية بوزان ‪.‬‬ ‫‪ ‬يذكر بأن منطقة زومي تعرف في السنوات األخيرة‬ ‫توسعا في مساحة زراعة القنب الهندي ‪ ،‬مما أدى إلى توسع‬ ‫رقعة مستهلكي هذه اآلفة في أوساط الشباب والقاصرين‬ ‫الذين كسرت عظامهم العطالة ‪ ،‬مع غياب شبه مطلق لمرافق‬ ‫تحفزهم على صقل مواهبهم وتفجير طاقاتهم ‪ .‬‬

‫محمد حمضي‬

‫أحد االتجاهات‪ ،‬وذلك على مستوى جماعة تيزكا‪ ،‬بين منطقة‬ ‫تارغة وأرنتي‪.‬‬ ‫وأضافت نفس المصادر‪ ،‬أن التساقطات المطرية القوية‬ ‫والرياح العاصفية‪ ،‬أدت إلى وقوع انجرافات أرضية خطيرة‪،‬‬ ‫حيث جرفت األتربة واألحجار الكبيرة إلى وسط الطريق‪،‬‬ ‫فتظافرت جهود المتطوعين من مستعملي الطريق‪ ،‬إلى‬ ‫تحييد الحجارة إلى جانب الطريق‪ ،‬لتأمين سالمة المرور في‬ ‫انتظار تدخل مصالح مندوبية وزارة التجهيز والنقل‪.‬‬ ‫وعلى صعيد المالحة البحرية‪ ،‬أدت العواصف العاتية‬ ‫بالبحر األبيض المتوسط‪ ،‬إلى شل حركية تنقل السفن‪،‬‬ ‫بين الضفة المغربية واإلسبانية‪ ،‬بشكل كامل‪ ،‬حيث تم إلغاء‬ ‫جميع الرحالت البحرية بين مينائي طنجة المدينة‪ ،‬وطريفة‬ ‫اإلسباني‪ ،‬وكذا بين مينائي سبتة والجزيرة الخضراء‪.‬‬ ‫وكانت مجموعة من الشركات بميناء طنجة المدينة‬ ‫قد غيرت انطالق رحالتها صباح يوم األحد‪ ،‬إلى ميناء طنجة‬ ‫المتوسط‪ ،‬بسبب هيجان أمواج البحر‪ ،‬قبل أن تعلن مساء‬ ‫نفس اليوم إلغاء كافة رحالتها المعتادة‪ ،‬حرصا على سالمة‬ ‫المسافرين‪ ،‬بعد ازدياد سوء األحوال الجوية وارتفاع هيجان‬ ‫البحر‪.‬‬

‫عبد الرحيم بلشقار‬

‫طلب مساعدة‬ ‫في توفير سكن‬ ‫أم شابة لطفلتين (عمرهما خمس وأربع‬ ‫سنوات) شغلها الشاغل هو الحصول على سكن‬ ‫متواضع‪ ،‬يأوي فلذتي كبدها ويحميهما من‬ ‫عوادي األيام‪ ،‬وذلك من خالل عائدات عملها‬ ‫الذي يوفرلها ضمانات قانونية‪ ،‬بأحد مطاعم‬ ‫المدينة‪.‬لكن لن يتحقق لها المطلوب‪ ،‬إال من‬ ‫خالل سلف خال من الربا‪ ،‬قدره ‪ 13‬مليون سنتيم‪،‬‬ ‫تلتمسه من المحسنين وذوي األريحية‪ ،‬مقابل‬ ‫أن تتعاقد معهم‪ ،‬ثم تلتزم‪ ،‬كتابة‪ ،‬بدفع شيك‬ ‫لهم‪ ،‬كل نهاية شهر‪ ،‬مبلغه ‪ 2000‬درهم‪ ،‬واهلل‬ ‫اليضيع أجرصنيعهم النبيل وعملهم اإلحساني‬ ‫العظيم‪.‬‬

‫لالتصال‪06.10.06.19.04 :‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬فرباير �إلى ‪ 06‬مار�س ‪2017‬‬

‫العدد ‪878‬‬

‫إقتصاد‬ ‫العجز التجاري‪ 12 :‬مليار درهم خالل يناير‬ ‫واصل العجز التجاري تفاقمه خالل شهر يناير الماضي‪ ،‬حيث تجاوز ‪ 12‬مليار درهم‪،‬‬ ‫وأظهرت المؤشرات األولية للمبادالت الخارجية خالل شهر يناير الماضي‪ ،‬ارتفاعا في واردات‬ ‫السلع بأزيد من ‪ 3،5‬ماليير درهم أكثر من الصادرات التي لم تتعد ‪ 810‬ماليين درهم‪،‬‬ ‫وهو ما عمق العجز التجاري بما يفوق ‪ 2،7‬مليار درهم‪ ،‬وهكذا بلغ العجز التجاري خالل شهر‬ ‫يناير الماضي أزيد من ‪ 12‬مليار درهم مقابل ‪ 9،3‬ماليير درهم خالل نفس الفترة من سنة‬ ‫‪ ،2016‬فيما بلغ معدل تغطية الصادرات للواردات خالل الشهر الماضي نسبة ‪ 62،7‬في‬ ‫المائة مقابل ‪ 67،6‬في المائة خالل نفس الفترة من السنة الماضية‪ ،‬وبلغت قيمة الواردات‬ ‫خالل شهر يناير ‪ 32،3‬ماليير درهم في مقابل ‪ 28،7‬ماليير خالل نفس الفترة من السنة‬ ‫الماضية‪ ،‬لتسجل بذلك ارتفاعا نسبته ‪ 12،4‬في المائة‪ .‬ويعود هذا التطور وفق معطيات‬ ‫مكتب الصرف التي نشرها أخيرا‪ ،‬إلى ارتفاع مشتريات المنتجات الطاقية ب ‪ 2،3‬ماليير‬ ‫درهم وذلكك بسبب ارتفاع أسعار المواد الطاقية في األسواق الدولية‪.‬‬ ‫وباستثناء مشتريات هذه المنتجات‪ ،‬فإن قيمة الواردات ترتفع سوى ب ‪ 4،9‬في المائة‬ ‫أي ما يعادل زيادة بمليار و ‪ 245‬مليون درهم‪ ،‬وشمل االرتفاع كال من واردات السلع‬ ‫والتجهيزات بزائد ‪ 591‬مليون درهم‪ ،‬وواردات المنتجات االستهالكية النهائية بـ ‪447‬‬ ‫مليون درهم‪.‬‬ ‫وبالرغم من أن الصادرات عرفت ارتفاعا بنسبة ‪ 4،2‬في المائة لتصل إلى ‪ 20،2‬ميار‬ ‫درهم خالل الشهر الماضي‪ ،‬مقابل ‪ 19،4‬خالل نفس الفترة من السنة الماضية‪ ،‬فإن ارتفاع‬ ‫وتيرة الواردات زاد من ارتفاع العجز التجاري‪.‬‬ ‫وعلى مستوى تحويالت المهاجرين المغاربة‪ ،‬ففقد شهدت ارتفاعا بنسبة ‪ 2،6‬في‬ ‫المائة بزائد ‪ 121‬مليون درهم لتصل إلى ‪ 4،7‬ماليير درهم مقابل ‪ 4،5‬ماليير درهم خالل‬ ‫الفترة ذاتها من السنة الماضية‪ ،‬أما عائدات األسفار فقد عرفت هي األخرى زيادة بنسبة‬ ‫‪ 2،4‬في المائة لتصل إلى ‪ 3،99‬ماليير درهم خالل شهر يناير الماضي‪ ،‬مقابل ‪ 3،90‬ماليير‬ ‫في يناير من سنة ‪ ،2016‬وبخصوص تدفق االستثمارت األجنبية المباشرة فقد استقرت‬ ‫عند مليار و‪ 714‬مليون درهم في يناير ‪ 2017‬مقابل مليار و ‪ 400‬مليون درهم خالل يناير‬ ‫‪ ،2016‬مسجلة بذلك ارتفاعا نسبته ‪ 22،4‬في المائة‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫‪ 10،3‬ماليين سائح خالل ‪2016‬‬ ‫‪ 10،3‬م�لاي��ي��ن س��ائ��ح زاروا‬ ‫المغرب خالل سنة ‪ ،2016‬بارتفاع‬ ‫بنسبة ‪ 1،5‬في المائة مقارنة مع‬ ‫نفس الفترة من سنة ‪.2015‬‬ ‫وج��اء ف��ي ن��ش��رة لإلحصائيات‬ ‫حول السياحة بالمغرب خالل شهر‬ ‫دجنبر ‪ ،2016‬استنادا إلى معطيات‬ ‫نشرتها المديرية العامة لألمن‬ ‫الوطني‪ ،‬أن عدد السياح األجانب‬ ‫تقلص ب ‪ 0،9‬ف��ي المائة‪ ،‬فيما‬ ‫سجل ع��دد المغاربة المقيمين‬ ‫بالخارج ارتفاعا ب ‪ 4‬في المائة‪.‬‬ ‫وأوضح المرصد أن عدد السياح الوافدين من اسبانيا وهولندا وبلجيكا سجل ارتفاعا‬ ‫على التوالي ب‪ 2‬و‪ 3‬و‪ 2‬في المائة‪ ،‬فيما سجل عدد السياح القادمين من المملكة المتحدة‬ ‫وألمانيا وفرنسا انخفاضا ب‪ 6‬و‪ 2‬و‪ 1‬في المائة على التوالي‪.‬‬ ‫وأبرز أن عدد السياح الصينيين والروس سجل ارتفاعا على التوالي ب ‪ 32‬ألفا و‪329‬‬ ‫سائح‪ ،‬و ‪ 23‬ألف و ‪ 921‬سائح إضافي‪ ،‬مقارنة مع سنة ‪.2015‬‬ ‫وأشار المرصد استنادا إلى معطيات مهنيي اإليواء السياحي‪ ،‬إلى أن إجمالي عدد ليالي‬ ‫المبيت المسجلة في المؤسسات السياحية المصنفة سجل ارتفاعا بنسبة ‪ 4,5‬في المائة‬ ‫مقارنة مع متم سنة ‪( 2015‬بسبب ارتفاع السياح غير المقيمين بنسبة ‪ 1،4‬في المائة و‪11‬‬ ‫في المائة بالنسبة للمقيمين)‪.‬‬ ‫ومثل قطبا السياحة مراكش وأكادير لوحدهما‪ ،‬حسب المصدر ذاته‪ 60 ،‬في المائة من‬ ‫مجموع ليالي المبيت خالل السنة الماضية‪ ،‬مسجلين بذلك ارتفاعا بـ‪ 6‬و‪ 4‬في المائة على‬ ‫التوالي‪.‬‬ ‫وأبرز المرصد أن باقي الوجهات سجلت نتائجا متباينة بتسجيل ارتفاع بالدار البيضاء‬ ‫بنسبة ‪ +6‬في المائة‪ ،‬وطنجة بنسبة ‪ +9‬في المائة‪ ،‬فيما سجلت الرباط استقرارا وفاس‬ ‫انخفاضا بنسبة ‪ -6‬في المائة‪.‬‬ ‫وبخصوص معدل الملء الذي بلغ ‪ 40‬في المائة إلى حدود متم دجنبر ‪ ،2016‬فقد بقي‪،‬‬ ‫حسب المصدر نفسه‪ ،‬دون تغيير مقارنة مع نفس الفترة من سنة ‪.2015‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫ارتفاع صادرات الصناعة التقليدية‬ ‫سجلت صادرات الصناعة التقليدية‪ ،‬خالل شهر يناير من السنة الجارية‪« ،‬دفعة قوية»‬ ‫محققة نسبة تطور ناهزت ‪ 30،6‬في المائة مقارنة مع الفترة ذاتها من السنة الماضية‪،‬‬

‫بعد أن عرفت سنة ‪ 2016‬ارتفاعا قياسيا لم يتم تسجيله منذ أزيد من ‪ 15‬سنة‪ ،‬وصل إلى‬ ‫‪ 16‬في المائة‪.‬‬ ‫وأوضحت وزارة الصناعة التقليدية واالقتصاد االجتماعي والتضامني‪ ،‬في بالغ لها‪ ،‬أن‬ ‫األحذية تصدرت قائمة منتوجات الصناعة التقليدية األكثر طلبا بالسوق الخارجية خالل‬ ‫شهر يناير ‪ ،2017‬محققة بذلك أكبر نسبة تطور‪ ،‬فاقت ثالث مرات الرقم المسجل خالل‬ ‫شهر يناير ‪ ،2016‬مضيفا أن هذا األداء مكنها من االنضمام إلى الئحة منتوجات الصناعة‬ ‫التقليدية األكثر رواجا‪.‬‬ ‫وأبرز البالغ‪ ،‬أن المالبس التقليدية تأتي في المرتبة الثانية‪ ،‬مسجال أن هذه األخيرة‬ ‫تضاعفت نسبة تطورها مرتين مقارنة بنفس الفترة من ‪ ،2016‬تليها المصنوعات الجلدية‬ ‫والحديد المطروق بنسب تطور بلغت على التوالي ‪ 68‬في المائة و‪ 66‬في المائة‪ .‬وأشار‬ ‫المصدر إلى أن هذا التطور اإليجابي هم أيضا منتجات أخرى للصناعة التقليدية‪ ،‬تمثلت‬ ‫في الفخار‪/‬الحجر والزرابي‪ ،‬حيث حققت نسب نمو جيدة بلغت على التوالي ‪ 52‬في المائة‬ ‫و‪ 33‬في المائة‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق بحصص المنتوجات المصدرة من رقم معامالت التصدير‪ ،‬ذكر البالغ‪،‬‬ ‫أن الزرابي والفخار‪/‬الحجر والمالبس التقليدية حظيت بالجزء األوفر‪ ،‬حيث ساهمت على‬ ‫التوالي بـ‪ 20‬في المائة و‪ 19،3‬في المائة و‪ 16،6‬في المائة في مجموع الصادرات‪.‬‬ ‫وأبرز البالغ أن صادرات منتوجات الصناعة التقليدية نحو الدول العربية شهدت «دفعة‬ ‫قوية»‪ ،‬حيث سجلت نسبة نمو تضاعفت ب‪ 2،6‬مرة مقارنة بالرقم المسجل خالل شهر‬ ‫يناير ‪.2016‬‬ ‫وأضاف أن اليابان برزت على هذا الصعيد بشكل جيد‪ ،‬بفضل تسجيلها لنسبة تطور‬ ‫بلغت ‪ 80‬في المائة‪ ،‬مسجال أن القارة األوروبية حققت كذلك تطورا إيجابيا لوارداتها‬ ‫من منتوجات الصناعة التقليدية المغربية‪ ،‬عبر نسب تطور بلغت ‪ 65‬في المائة بالنسبة‬ ‫لبلجيكا‪ ،‬و‪ 26‬في المائة إلسبانيا‪ ،‬و بنسبة أقل إلنجلترا (‪ 7,2‬في المائة)‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫‪ 8،5‬مليار درهم‪ :‬استثمارات في قطاع الدواجن‬ ‫بلغ مجمـــوع القيمــة الماليـــة‬ ‫لالستثمار في قطــاع الدواجن ‪8،6‬‬ ‫مليار درهم خالل سنة ‪ 2016‬محققا‬ ‫رقم معامالت بقيمــة ‪ 21،5‬مليار‬ ‫خالل نفس السنــة‪.‬‬ ‫وأوض���ح عزيز ال��ع��راب��ي رئيس‬ ‫الجمعية الوطنية لمنتجي لحوم‬ ‫ال��دواج��ن ف��ي ال��ن��دوة الصحفية‬ ‫ال��ت��ي عقدتها الجمعيــة مساء‬ ‫ي��وم األرب��ع��اء الفارط بالمحمدية‬ ‫أنه بفضل هذه االستثمارات عزز‬ ‫قطاع إنتاج لحوم الدواجن مكانته‬ ‫كمشغل بصفة دائمة لـ ‪ 106‬أالف منصب شغل مباشر و‪ 245‬ألف منصب شغل غير مباشر‬ ‫من خالل شبكة التسويق والتوزيع‪.‬‬ ‫وأشار في هذه الندوة التي عقدتها الجمعية بمناسبة إحيائها لليوم الوطني للحوم‬ ‫الدواجن تحت شعار «دواجن المغرب عماد األمن الغذائي‪ ،‬مع الحفاظ على البيئة» إلى أن‬ ‫اإلنتاج الوطني من لحوم الدواجن حقق خالل السنة الماضية في صنف الديك الرومي ‪90‬‬ ‫ألف طن أي ‪ 16‬في المائة من مجموع اإلنتاج في هذا القطاع و‪ 470‬ألف طن صنف دجاج‬ ‫اللحم ‪ ،‬بما يعادل ‪ 84‬في المائة من مجموع هذا اإلنتاج‪.‬‬ ‫وعرف معدل االستهالك السنوي الفردي من لحوم الدواجن ‪ ،‬حسب اإلحصائيات التي‬ ‫قدمتها الجمعية في هذه الندوة‪ ،‬ارتفاعا ملحوظا ما بين سنتي‪ 1970‬و‪ 2016‬حيث انتقل‬ ‫االستهالك من ‪ 2،3‬إلى ‪ 17،4‬كلغ للفرد في السنة موضحة أن هذ االستهالك يظل ضعيفا‬ ‫مقارنة مع العديد من الدول مثل السعودية (‪ 42‬كلغ للفرد) وإسبانيا ‪ 28‬كلغ وفرنسا ‪23،1‬‬ ‫ومتقدما عن عدد من البلدان من بينها مصر ‪ 11،6‬كلغ وتونس ‪ 13،7‬كلغ وموريتانيا ‪4،3‬‬ ‫كلغ للفرد في السنة‪.‬‬ ‫وركز أعضاء الجمعية المهنية في مداخالتهم بالمناسبة على جملة من اإلكراهات‬ ‫والصعوبات التي يعاني منها مهنيو القطاع من بينها على وجه الخصوص مسألة التصنيف‬ ‫الضريبي الذي يعتبر مربي الدواجن (تجارا بالجملة) موضحين أن هذا التصنيف ال ينسجم‬ ‫مع وضعهم القانوني في إطار األنشطة االقتصادية التي تندرج في القطاع الفالحي وطلبوا‬ ‫في هذا الصدد بضرورة اعتبار مربي الدواجن فالحا كغيره من الفالحين وذلك بالنظر إلى‬ ‫ما يتعرض له من اآلفات المناخية والبيولوجية‪.‬‬ ‫وأم��ام ما يعرفه السوق حاليا من ارتفاع العرض مقابل انخفاض الطلب التمس‬ ‫المهنيون تسهيالت من قبل المسؤولين من أجل الرفع من الصادرات الوطنية من لحوم‬ ‫الدواجن نحو البالد اإلفريقية بالخصوص وإلى جهات أخرى من العالم‪ ،‬بصفة عامة‪ .‬ووجه‬ ‫المختصون في علم الدواجن من المنتمين إلى هذا القطاع نداء إلى بعض وسائل االعالم‬ ‫خاصة السمعية منها من أجل االنفتاح في مجال التغذية والصحة والسالمة الصحية على‬ ‫المختصين في علوم الدواجن بدل الترويج لمعلومات غير سليمة‪ ،‬خاصة فيما يتعلق‬ ‫بالمعلومة ومصداقيتها‪ .‬كما تم بالمناسبة تقديم عروض حول القيمة الغذائية للحوم‬ ‫الدواجن وحول الظروف البيئية إلنتاج وتطوير هذا القطاع‪.‬‬


‫الثالثاء ‪ 28‬فرباير �إلى ‪ 06‬مار�س ‪2017‬‬

‫العدد ‪878‬‬

‫�أوراق من�سية‬

‫االستراتيجية أم «التكتيك»‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 29‬ـ �أحزاب �سيا�سية‪...‬‬

‫بقلم ‪:‬‬

‫عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪-‬‬

‫‪...‬و قد دعم الغرب األنظمة االستبدادية‪،‬‬ ‫فساهم في انتشار اإلرهاب‪ ،‬إذ كان يتجاهل‬ ‫الظروف العلمية واالقتصادية للعالم الثالث‬ ‫الستنزاف خيراتهم‪ ،‬ويركز على األفكار الدينية‬ ‫المتطرفةللتنظيماتالفاسدة‪.‬‬ ‫فالغرب صانع ومتواطئ في كل األزمات‬ ‫التي تحدث في الدول العربية‪ .‬األزمة السورية‬ ‫مُدوَّلة وأصبحتْ خارج النظام السوري‪.‬‬ ‫اإلديلوجية الشيوعية والشيعية على طرفيْ‬ ‫النقيض التقتا في المصلحة عند ظروف الحرب‬ ‫السورية‪ .‬لكنها تختلف في أحايين كثيرة‪.‬‬ ‫أجندة ُغرَف عمليتهما مختلفة‪ .‬مصالح إيران‬ ‫في دمشق ال تتفق ومصالح موسكو بها‪ ،‬وهي‬ ‫تتضارب في أكثر من مكان‪ .‬فالحمولة الدينية‬ ‫إليران الشيعية‪ ،‬تخضع لمنظومة آية اهلل‪ ،‬التي‬ ‫تصنع رجال الدولة‪ ،‬وهي فوق الدستور‪ ،‬وتزعم‬ ‫«العصمة» ! هناك اختالفات سياسية بينهما في‬ ‫شخص « األسد»‪ .‬تمتلك روسيا أهدافا باعتبارها‬ ‫دولة كبرى‪ .‬تختلف عن إيران الدولة اإلقليمية‪.‬‬ ‫الطرح السياسي يتحدث عن تنافس مساحة دور‬ ‫كبير أي دولي وليس إقليمي‪ .‬فاالتفاق بينهما‬ ‫لم يكن إال لقاءا تكتيكيا وليس استراتيجيا!؟‪...‬‬ ‫يتشكل الحل‪ ،‬ومجرد الدخول فيه يأتي بالخالف‪،‬‬ ‫وهي خالفات جوهرية‪ .‬فيختلفان في التفاصيل‬ ‫والتقاسيم‪ ،‬ألصول الكلية والعريضة‪ ،‬وتطابق‬ ‫وجهة النظر الديبلوماسية‪ .‬فكيف سيكون مصير‬ ‫سوريا ؟ ثمَّ الكعكة والغنيمة لعبة األمم‪ .‬روسيا‬ ‫لعلها موافقة على كل االحتماالت ولكن ليس‬ ‫على حساب عالقاتها مع دول الخليج وإسرائيل‪.‬‬ ‫إيران أضحتْ جزءا من اإلشكال السوري وليستْ‬ ‫وسيطا‪ .‬ولعلها تصبحُ هي الخاسرة ! أين النظام‬ ‫السوري من هذا كله؟ حتى ْ‬ ‫وإن كان لن يستطيع‬ ‫أحدٌ أن يطبق أي اتفاق بدون موافقة بالد‬ ‫فارس‪ .‬اختالف موسكو مع طهران على قضية‬ ‫بشار األسد مهم لهذه األخيرة‪ ،‬بينما روسيا‬ ‫ّ‬ ‫أقل شأنا في ذلك‪ .‬االقتناع المتأرجح‪ ،‬بعدم‬ ‫التركيز على حل المشكلة عسكريا‪ ،‬وأن يستمرَّ‬ ‫جهد الحرب بال حرب‪ .‬سيحاول هذان «اإلخوة‬ ‫األعداء» التوافق بينهما بيد َّ‬ ‫أن استراتجية كل‬ ‫واحد منهما غاية في التعقيد !‪ ...‬فقد تجاهلت‬ ‫روسيا اعتراض طهران‪ ،‬المحتمل في إشراك‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية في المفاوضات‪،‬‬ ‫ألنها تعتقد أن هذه األخيرة هي التي أطالتْ‬ ‫األزمة في سوريا ! فلمنْ تقرع األجراس!‬ ‫ْ‬ ‫إن هي إال للدولة اإلسرائيلية التي يخلو لها‬ ‫الجو في ساحة الوغى‪ ،‬وهي تستمرئ في غيها‬ ‫بتحايلها على قرارات مجلس األمن والمجتمع‬ ‫الدولي‪ .‬ال تريد أثرا ألي دولة فلسطينية‪.‬‬ ‫روسيا التي تحترم قرارات األمم المتحدة‪ ،‬وهي‬ ‫تدافع عن وجود الكيان الصهيوني‪ ،‬بينما إيران‬ ‫تريد «نسف» الشوكة التي زرعها االنتداب‬ ‫البريطاني على األرض العربيـــة‪ .‬استوطـــن‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫ال ديمقراطية بدون أحزاب سياسية‬

‫الدخالء الصهاينة «الكيبوتز» ثم الضفة‬ ‫الغربية بأسرها‪ ،‬فأين ستكون فلسطين بعد‬ ‫إنشاء المستوطنات‪ ،‬كالفطريات السامة على‬ ‫األراضي المحتلة ‪.‬فلم يتركوا شبرا من األرض‬ ‫إلنشاء الدولة الفلسطينية‪ .‬إال قطاع غزة‬ ‫المحررة بحماسها وبشهدائها األبرار؟ فلماذا ال‬ ‫يتم تأسيس الدولة الفلسطينية على األراضي‬ ‫المحرَّرة وعاصمتها غزة‪ ،‬إلى أن ينجلي الليل‬ ‫وينكسر القيد على جميع األراضي الفلسطينية‪،‬‬ ‫تنفيذا لقرارات مجلس األمن‪ ،‬ثمَّ تتحوَّل‬ ‫عاصمة فلسطين إلى القدس الشريف؟ كم من‬ ‫انتهاكات لحقوق اإلنسان الفلسطيني منذ سنة‬ ‫‪ 1947‬للميالد‪ .‬وعدد الشهداء الذين قضوا‬ ‫على أيدي الصهاينة الملطخة بالدماء العربية‬ ‫الزكية‪ .‬أما عدد األسرى فحدِّث وال حرج‪ .‬والعالم‬ ‫يشجب ‪.‬‬ ‫فرية معاداة السامية توظــف ضد كل‬ ‫دولة وشخصيات أيدت حقوق الفلسطينيين‪.‬‬ ‫معاداة السامية هي حصان طروادة الذي ركبه‬ ‫الصهاينة‪ ،‬لكل من سولت له مروءته االعتراف‬ ‫بالدولة الفلسطينية‪ .‬اخترعهــا الصهاينـــة‬ ‫لسحق مؤيدي دولة فلسطين‪ .‬أصبحا شعـارا‬ ‫مبطنا لمن أقرَّ بالحقوق الفلسطينية‪ ،‬يُتهم‬ ‫بمعاداة السامية‪ .‬ال غرو أن يدا صهيونية‬ ‫تقف وراء االنقالب العسكري الفاشل في تركيا‬ ‫لمعاداتها للسامية‪ .‬اللوبـــي الصهيونــي‬ ‫له نفوذ في جميع الدول الغربية والشرقية‪.‬‬ ‫حتى مَن ينعث اليهود (الصهاينة) بأنوف‬ ‫كبيرة‪ ،‬يقحمونه في خانة معاداة السامية‪.‬‬ ‫شيء مثير فعال للشفقة‪ .‬شخصيات يهودية‬ ‫من فلسطين تؤيد إقامة الدولة الفلسطينية‬ ‫وأخرى إسرائيلية‪ ،‬في سلم وسالم‪ ،‬تتهم هي‬ ‫أيضا بمعاداة السامية‪ .‬بشكل ال لبس فيه أنهم‬

‫ليسوا ضد الفلسطينيين‪ ،‬وهم يعبرون عن‬ ‫قناعاتهم وآرائهم بكل موضوعية‪ ،‬يساقون إلى‬ ‫«المقصلة» من صنيعة القضاء المزيف ‪.‬‬ ‫ذهبتْ سوريا أدراج « البراميل المتفجرة»‬ ‫‪،‬وقبلها العراق« بالقنابل الذكية » وأثناءها اليمن‬ ‫بالحرب األهلية والشيعة باالنقالبية الحوثية‪.‬‬ ‫ثم ليبيا في الحروب العبثية القذافية ‪ ،‬وحفظ‬ ‫اهلل أرض الكنانة من خلفيات الحرب االنقالبية‪.‬‬ ‫ودويلة الصهاينة تهدم وتدُكُّ المنازل على‬ ‫رأس ساكنيها في انتهاكات صارخة لحقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬من أجل بناء عمارات إسرائيلية ولتهويد‬ ‫األرض العربية‪ .‬نظام « األبارتايد» االستعماري‬ ‫اإلسرائيلي يجب مقاطعته اقتصاديا‪ .‬ينبغي‬ ‫على المجتمع الدولي‪ ،‬منه العربي واإلسالمي‬ ‫على الخصوص القيام بحمالت شعبية دائمة‬ ‫ومستمرة لمحاربة الشركات المتواطئة مع‬ ‫جرائم الكيان الصهيوني‪ ،‬ومقاطعتها‪ .‬محاربة‬ ‫المنتجـــات اإلسرائيليــــة وبسحب التمويل‬ ‫للشركات المتورطة مع إسرائيل‪ ،‬عبر مُوَزعين‬ ‫تبيع لهم منتجاتها ومعدَّاتها‪ ،‬الستخدامها‬ ‫في جرائم الحرب اليهودية‪ .‬ثم عزل إسرائيل‬ ‫أكاديميا واقتصاديا وسياسيا‪ .‬سوف تزداد العزلة‬ ‫عن الكيان الصهيوني بسنِّ استراتيجية حرب‬ ‫اقتصادية عربية‪ ،‬ال تكتيكية ‪....‬‬ ‫من شعر المقاومة على لسان سميح‬ ‫القاسم ‪:‬‬

‫منتصب القامة أمشي‪ ،‬مرفوع الهامة‬ ‫أمشي‬ ‫في كفي قصفة زيتون وعلى كتفي‬ ‫نعشي‬ ‫أنا أمشي وأنا أمشي ‪.....‬‬

‫سوء التغذية يعصف بعقول وأجسام تالميذ األقسام‬ ‫الداخلية بوزان‬

‫«العقل السليم في الجسم السليم»‪،‬‬ ‫حكمة تختزل ال���دور المحوري للتغذية‬ ‫السليمة والمتوازنة في التنشيط اإليجابي‬ ‫لعقل اإلنسان‪ .‬لكن هــذه الحكمة وقفت‬ ‫منذ أسابيع عند عتبات األقسام الداخلية‬ ‫والمطاعم المدرسية بمؤسسات تعليمية‬ ‫بإقليم وزان ‪ ‬تقــدم الدعــم االجتماعــي‬ ‫لساكنتها من التالميذ والتلميذات ‪.‬‬ ‫المعطيـــات التي كشفتهــا للجريـــدة‬ ‫م��ص��ادر ج��د مقربة ع��ن أكثر م��ن قسم‬ ‫داخلي‪ ،‬تشير إلى امتناع ممونين من تزويد‬ ‫األقسام الداخلية والمطاعــم المدرسيــة‬ ‫بالمواد الغذائية‪ ،‬والخضر والفواكه‪ ،‬وقنينات‬ ‫الغاز‪ .‬وترجع هذه المصادر سبب ذلك إلى‬ ‫تماطل أكاديمية التربية والتكوين بالجهة‬ ‫في تسديد ما بذمتها من دي��ون لصالح‬ ‫الممونين المعنيين الذين أضحى البعض‬ ‫منهم معرضا لإلفالس ‪.‬‬ ‫التماطل في معالجة هــذا المشكــل‬ ‫ال��ذي يتكرر كل سنة‪ ،‬تضاف إليه الحالة‬ ‫الكارثية التي توجد عليها مرافـق األقسام‬ ‫الداخلية‪ ،‬وغياب برامج للتنشيط بهذه‬ ‫الفضاءات‪ ،‬وحدهم تلميذات وتالميذ هذه‬ ‫المرافق االجتماعية بامتياز يؤدون فاتورته‬ ‫الثقيلة من صحتهم الجسدية والعقلية‪،‬‬ ‫ومن أدائهم التربوي الذي تعكسه نتائجهم‬ ‫السلبية المحصل عليها في آخر السنة‪ ،‬على‬

‫‪8‬‬

‫خالف ما كان عليه األمر في الماضي المشرق‬ ‫للمدرسة العمومية‪ ،‬حيث كانت نتائج ساكنة‬ ‫األقسام الداخلية تتصدر النتائج العامة ‪.‬‬ ‫وألن المديرية اإلقليمية للتعليم بوزان‬ ‫مطالبة بإيجاد حل فوري لهذه المعضلة‬ ‫التي تنسف المجهود الذي تبذله من أجل‬ ‫رد االعتبار للمدرسة العمومية باإلقليم‪،‬‬ ‫وجبت اإلش��ارة إلى أن دفاتر التحمالت ال‬

‫تحترم من طرف بعض الممونين‪ .‬وعلى‬ ‫سبيل المثال تجمع مصادر من قلب مطابخ‬ ‫األق��س��ام الداخلية والمطاعم المدرسية‬ ‫باإلقليم‪ ،‬بأن هذه األخيرة لم تتوصل بزيت‬ ‫الزيتون‪ ،‬والعدس والثوم منذ مطلع الموسم‬ ‫الدراسي إن لم يكن قبل هذا التاريخ بكثير‬ ‫من األسابيع ‪.‬‬

‫م‪ .‬حمضي‪ ‬‬

‫في ختام الحلقة الماضية تطرقنا إلى الترابط ما بين‬ ‫(اللجان و الشعب والخاليا والمليشيات) التي يشكل تجمعها‬ ‫الحزب‪ ،‬وهو ما يسمى بالترابط السياسي‪ ،‬وهو يميل إلى‬ ‫تقليد الترابط اإلداري للدولة‪ ،‬ويتخد بذلك مظهر الهرم ‪-‬‬ ‫على شكل درجات ‪ -‬يكون متطابقا في الغالب مع التقسيمات‬ ‫اإلدارية‪ ،‬أو ما يسمونه بالمراتب اإلدارية‪ ،‬على أن يكون لكل‬ ‫درجة صفة مهمة داخل اتحاد في المحافظات‪ ،‬بينما تكون‬ ‫لمجموعات الدوائر والكانتونات أهمية ثانوية‪ ،‬أو عبارة عن‬ ‫ملحقة‪.‬‬ ‫في بلجيكا يقوم هذا النوع من الترابط على القضاء‪،‬‬ ‫وشعب الدوائر أو األقاليم األقل أهمية‪ ،‬وفي عدد من البلدان‬ ‫يعتمد الترابط على اإلقليم‪ ،‬وفي سويسرا يعتمد على‬ ‫الكانتون‪ ،‬ومع ذلك تظهر بعض األحزاب ميلها إلى فصل‬ ‫ترابطها عن اإلداري‪ ،‬أما ترابط المليشيات الفاشية فيكون‬ ‫واضحا في مختلف مراتبه‪.‬‬ ‫فالمناطق في الحزب اإلشتراكي الديمقراطي األلماني‬ ‫مثال لم تتطابق حدوده‪ ،‬كما أن درجات الترابط كصفة مثلى‬ ‫ليس عاما‪ ،‬بل نجدها في بعض األحزاب‪،‬ذات صفة متعادلة‬ ‫تقريبا‪ ،‬وهذا التركيب يجر إلى نتائج لها أثر يبين درجة‬ ‫مركزية الحزب‪.‬‬ ‫وحسب الباحثين فإن هناك ترابط قوي وترابط ضعيف‪،‬‬ ‫ونعطي مثاال لذلك بين الحزب الراديكالي االشتراكي‬ ‫الفرنسي‪ ،‬والحزب المسيحي االشتراكي البلجيكي‪ ،‬فكل‬ ‫منهما يؤلف نموذجا ممثال لفئة من المنظمات الحزبية‪.‬‬ ‫فترابط الحزب الفرنسي ضعيف جدا‪ ،‬ألن الحزب يتألف أساسا‬ ‫من (شعب و اتحادات وصحف) تشترك فيه جميعها‪ .‬وكقاعدة‬ ‫عامة يمكن التحادات المقاطعات وحدها أن تنتسب مباشرة‬ ‫إليها‪ ،‬ألن األنظمة التقر اشتراك (الشعبة) إال إذا أدرجت في‬ ‫جداول االتحاد عندما يوجد‪ ،‬ولكن ال شيء محدد فيما يتعلق‬ ‫بالتركيب الداخلي لهذه االتحادات‪ ،‬واندماج (الشعب) داخلها‪،‬‬ ‫بحيث يستطيع كل اتحاد أن ينظم نفسه كما يشاء‪ ،‬أما ترابط‬ ‫االتحادات داخل الحزب يكاد يكون أوضح‪ ،‬كما تحدد األنظمة‬ ‫من يمثلها في (الكونغرس) وكذا اللجن التنفيذية‪ ،‬ولكن‬ ‫هذا التمثيل ال يكون دقيقا‪ ،‬فقبل حرب ‪ 1914‬كان مؤتمر‬ ‫(الكونغرس) يتألف من منتخبي الحزب‪ ،‬ومن مندوبي الصحف‬ ‫واللجان واالتحادات من دون أن يحدد عدد المندوبين‪،‬‬ ‫وطريقة تعيينهم‪ ،‬وفي الوقت الحاضر يستطيع أعضاء اللجان‬ ‫دفع ثمنها‪ ،‬وبالتالي االنضمام إلى المجتمعين‪ ،‬وهكذا يمكن‬ ‫ألي كان أن يدخل إلى مؤتمر الحزب‪ .‬واللجنة التنفيذية تضم‬ ‫أعضاء معينين حكما‪ ،‬وأعضاء منتخبين من قبل المؤتمر‪،‬‬ ‫واألعضاء المعينون حكما‪ ،‬هم أعضاء مجلس الشيوخ‪ ،‬ونواب‬ ‫الحزب ومستشاروه العامون‪ ،‬ومستشاروه بالبلديات (المدن‬ ‫التي تزيد على ‪ 50‬ألف نسمة) والرؤساء الفخريون ونوابهم‪،‬‬ ‫ورؤساء الحزب السابقون‪ ،‬وأمناء السر والقدامى منهم‪ ،‬ثم‬ ‫رؤساء المحافظات وأمناؤها‪.‬‬ ‫وكان األعضاء‪ ،‬المنتخبون من قبل المؤتمر سنة ‪1914‬‬ ‫يضمون مندوبين عن كل محافظة وعن ‪ 200‬آلف مواطن ‪...‬‬ ‫وبعدها كان المؤتمر ينتخب عن كل محافظة عضوا عن كل‬ ‫‪ 100‬ألف مواطن‪ ،‬وعضو واحد عن كل ‪ 200‬مشترك‪ ،‬ومنذ‬ ‫‪ 1945‬ظلت الفئة الثانية وحدها‪ ،‬ولكنها كانت ال تمثل سوى‬ ‫ربع أعضاء اللجنة التنفيذية‪ ،‬والباقي كان مكونا من األعضاء‬ ‫الحاكمين‪ ،‬وهكذايتبين ضعف االرتباط‪ ،‬فبدال من تجمع‬ ‫الفئات األساسية ‪ -‬بحيث يتاح لكل منها أن تعبر عن مقدار‬ ‫قوته ‪ -‬تضل هذه الفئات متفرقة‪.‬‬ ‫وكان الحزب الراديكالي يشبه تجمعا غير متماسك مع‬ ‫اللجان التي ترتبط بارتباطات ضعيفة ومتغيرة بسبب تدابير‬ ‫سرية‪ ،‬وخصومات المتآمرين‪ ،‬والنزاعات بين تكثالت األحزاب‬ ‫وبين الشخصيات‪ ،‬ونجد النموذج من التركيب نفسه عند عدد‬ ‫كبير من األحزاب المعتدلة أو المحافظة في العالم على أن‬ ‫النموذج ال يبلغ لدى الجميع درجة إلى حد تفكيك نفسها‪،‬‬ ‫ولكن البعض منها له ارتباط أكثر كاألحزاب االشتراكية‪.‬‬ ‫(يتبع)‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬فرباير �إلى ‪ 06‬مار�س ‪2017‬‬

‫العدد ‪878‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 28‬فربايـر ‪2017‬‬

‫الماليين المجمدة‬

‫كالم‬

‫* رصيدكم غيركاف‪ .‬المرجو االتصال بالخازن‪.‬‬

‫عابر‬

‫َ‬ ‫«دخلت �سوق‬ ‫ماذا لو‬ ‫را�سك» ؟ ‪ !!! ‬‬ ‫أكثر من مرة‪ ،‬يعطينا الدليل تلو الدليل على أنه ال يفرق‬ ‫بسهولة بين وضعه كمسؤول ‪ ‬بمرتبة متقدمة ‪ ‬في بروتوكول‬ ‫الدولة‪ ،‬وبين وضعه كزعيم حزب سياسي يوجد ‪ ‬على رأس الهرم‬ ‫الحزبي المتدهور‪ ،‬أصال‪ ،‬بالمغرب‪.‬‬ ‫وال شك أن شطحاته الكالمية‪ ‬و «دعاباته» ‪ ‬السخيفة‪ ،‬ومواقفه‬ ‫التلقائية‪ ،‬وتصريحاته المتسرعة‪ ،‬وردوده المستفزة على‬ ‫استفسارات نواب األمة‪ ،‬تجر عليه في ‪ ‬كل مرة انتقادات حادة‪،‬‬ ‫سواء من طرف السياسيين أو من جانب الصحافة التي انتهت إلى‬ ‫تصنيفه في خانة‪« ‬الشعبويين المهرجين»‪.‬‬ ‫وبالرغم من كل ذلك‪ ،‬فإنه‪ ،‬بعد كل سخف ونوك ورعونة ‪،‬‬ ‫يلح على أن يواصل‪ ..،‬ويصرّ ويوقع‪....! ‬‬ ‫افهمتيني وال‪ ،‬ال‪....!!! ‬‬ ‫إال أنه ليس في كل مرة تسلم الجرة‪! ‬‬ ‫خاصة حين يتعلق األمر بإشارات «غير موفقة» لدول أجنبية‬ ‫تربطها بالمغرب عالقات جيدة‪ ،‬من مصلحة المغرب صيانتها‬ ‫وتعزيزها لينتفع بها في ما يخدم مصالحه الوطنية الكبرى‪.‬‬ ‫فبعد اإلش��ارة إلى دولة كولمبيا‪ ‬في رد بالبرلمان حيث‬ ‫نعتها ‪ ‬ب «دولة عصابات» ما كاد أن يتسبب في أزمة دبلوماسية‬ ‫بين المغرب وكولمبيا‪« ،‬غامر» بالتهكم على الصين في رد آخر‬ ‫عن سؤال بالبرلمان‪ ،‬بخصوص الوضع الصحي بالمغرب‪ ،‬ما‬ ‫تطلب سلسلة من اإلجراءات «الدبلوماسية» لمنع تدهور عالقات‬ ‫المغرب مع هذا البلد الصديق والحليف‪.‬‬ ‫وكما ‪ ‬لو أن كل تلك الهتائك لم تشف غليله‪ ،‬فقد خاطر‬ ‫بافتعال أزمة مع دولة روسيا االتحادية‪ ،‬في وقت كان المغرب‬ ‫يسعى فيه إلى االنخراط في شراكة استراتيجية مع هذا البلد‬ ‫العظيم‪ ،‬سياسيا واقتصاديا‪ ،‬واالطمئنان إلى استمرار موقف‬ ‫روسيا‪ ‬المدعم لموقف المغرب الرافض ألي خروج عن المعايير‬ ‫المحددة في قرارات مجلس األمن‪ ‬التي ساندت موقف المغرب‬ ‫بخصوص الصحراء المغربية‪.‬‬ ‫ومعلوم أن الخارجية المغربية تدخلت بقوة إلصالح «الجرة»‬ ‫والتأكيد على أن األمر يتعلق بتصريحات‪ ‬شخصية و «مرتجلة»‬ ‫لــ «مسؤول حكومي» وأن المغرب ملتزم بالحفاظ على العالقات‬ ‫القوية مع ‪ ‬روسيا االتحادية ‪ ،‬وبالشراكة االستراتيجية المعمقة‬ ‫بين البلدين‪.‬‬ ‫وها هو نفس «المسؤول الحكومي» يجازف بإقحام الجولة‬ ‫الملكية بإفريقيا في الوضع السياسي الداخلي الذي عجز عن‬ ‫معالجته بترو وحكمة وذكاء‪ ،‬ويصرح بما يفهم منه أنه‪ ‬في الوقت‬ ‫الذي يفرج فيه الملك على كربات بعض الشعوب اإلفريقية‪ ،‬نهين‬ ‫نحن الشعب المغربي وال نحترم إرادته»‪.‬‬ ‫هذه التصريحات نقلتها وسائل اإلعالم المتقدمة إلى أركان‬ ‫العالم األربعة‪ ،‬ووظفها خصوم المغرب المعلومين في دعاياتهم‬ ‫المغرضة المناهضة لقضيتنا الوطنية األولى‪ ،‬والنضمام المغرب‬ ‫لالتحاد اإلفريقي‪ ،‬وللسياسة الملكية اإلفريقية الرشيدة‪.‬‬ ‫رد المسؤول الحكومي المعلوم عن الكتابات الصحافية حول‬ ‫تصريحاته األخيرة التي ربط فيها بين الجولة الملكية ببعض‬ ‫البلدان االفريقية وبين الوضع السياسي الحالي بالمغرب‪ ،‬كان‪،‬‬ ‫كالعادة «ساقطا» سقطة لسانه وزالته‪ ،‬حيث اعتبر أن هناك‬ ‫«رداءة فظيعة في الصحافة» ولربما كان يقصد تلك التي ال تسبح‬ ‫بحمده‪ ،‬وال تمجد أفعاله و «ترفع» سقطاته‪ ،‬وال تصفق له بكلتا‬ ‫اليدين ‪ ،‬ختال‪ ،‬ومخادعة ونفاقا‪.‬‬ ‫أتريد حقا أن تعرف أين يوجد مكمن الرداءة‪ ،‬يا سيد ؟ أنظر‬ ‫حولك !‬ ‫ثم ماذا لو انشغلت بما يعنيك‪ ،‬وحفظت لسانك‪ ،‬وأنت تعلم‬ ‫ــ ال شك ــ أن «المرء بأصغريه ‪ :‬قلبه ولسانه» ‪ ‬وأن اللسان هو‬ ‫«مورد المرء موارد الهالك»‬ ‫‪ ‬ماذا لو «سجنت» لسانك ‪ ..‬ودخلتَ «سوق راسك»‪..... !!! ‬‬

‫ع‪.‬كنوني‬

‫والخازن هو من «اعتقل» أجور‪ ،‬ال‪ ،‬بل «أتعاب» العمدة‬ ‫ونوابه وكاتب مجلسه الموقر ورؤساء المقاطعات‪ ،‬لسبب‬ ‫بسيط وهو ضعف «الرصيد» نتيجة االقتطاعات المليونية‪،‬‬ ‫من الميزانية الجماعية تنفيذا ألحكام قضائية‪ ،‬لفائدة‬ ‫ضحايا القرارات العشوائية بنزع الملكية الخصوصية‪.‬‬ ‫وكان من المتوقع أن يتسلم العمدة ونوابه وكاتب‬ ‫مجلسه ورؤساء اللجان الدائمة «أتعابهم» عن الـ ‪ 18‬شهرا‬ ‫التي قضوهــا في مراكـــز المسؤولية منــذ انتخـــابــات‬ ‫شتنبر ‪. 2015‬‬ ‫وقد يضطـر المجلس الجماعـي إلى انتظـار الحصول‬ ‫على «القبض» اإلضافـي من مداخيل الجماعة بعد دخول‬ ‫مرسوم الجبايات الحضريـة المراجــع‪ ،‬ليسعـدوا بتسلم‬ ‫«األظرفــــة» الظريفة الثمينـة «السمينـة» حالال طيبا‪.‬‬ ‫وبالصحــة والعافية !‬ ‫ومعلوم أن «أتعــاب» رؤسـاء الجمــاعــات ذات نظـام‬ ‫المقاطعات‪ ،‬ومنها الدار البيضاء والرباط ومراكش وطنجة‪،‬‬ ‫حدد مرسوم ‪« 113.14‬تعويضاتهم» في ‪ 30‬ألف درهم‬ ‫شهريا دفعا نقدا خالصا من «الشوائب» !!!‬ ‫‪ooooo‬‬

‫كل شيء إذا زاد عن حده‪ ،‬انقلب‬ ‫إلى ضده‬ ‫تشكى محام متمرن من وزير العدل والحريات الذي‬ ‫اعتبر أنه أهانه بعد حفل تخرج الملحقين القضائيين حيث‬ ‫إنه ثار في وجهه ونهره بعد أن اقترب منه ليسأله عن‬ ‫«البلوكاج» الحكومي !‬ ‫المحامي المتمرن اعترف بأنه «مازح» الوزير بأن طالبه‪،‬‬ ‫«من باب الدعابة» كما قال‪ ،‬بتعريف «الحالة الوظيفية»‬ ‫لرئيس الحكومة وهل يعتبر اعتكافه في المنزل امتناعا‬ ‫عن االلتحاق بمقر عمله‪ ،‬خصوصا وأنه أكمل فترة االختبار‬ ‫المحددة في ثالثة أشهر‪ ،‬وهل تعتبر حالة البلوكاج قوة‬ ‫قاهرة تستوجب فسخ عقد الشغل ؟ !!!‪....‬‬ ‫والسؤال‪ :‬هل يحق لمحام متمرن في بداية مشواره‬ ‫المهني ال تربطه بوزير العدل أي رابطة شخصية أو معرفة‬ ‫مسبقة‪ ،‬أن يجرؤ على «ممازحة» مسؤول في جهاز الدولة؟‬ ‫وكيف أعطى المحامي المتمرن لنفسه حرية «ممازحة»‬ ‫الوزير في مناسبة رسمية‪ ،‬وبحضور أعضاء المجلس األعلى‬ ‫للسلطة القضائية والعديد من المسؤولين القضائيين‬ ‫والمحامين‪ ،‬دون احتـــرام أعراف وأصول التعـامــل مع‬ ‫المسؤولين في مثل هذه المناسبات؟ وما دخل وزير‬ ‫العدل في بلوكاج الحكومة وفي وضعية الرئيس بنكيران‬ ‫المعين من طرف جاللة الملك والذي ال تربطه باإلدارة ال‬ ‫قانون الشغل وال مدة االختبار‪....‬‬ ‫ألـم يكـن من حق الوزير أن يغضب من مثــل هذا‬ ‫«التصرف» الذي ال يبرر؟‬ ‫‪ooooo‬‬

‫ال زربة على صالح‬ ‫وقت ما جا الخير ينفع !‬ ‫تصوروا !‬ ‫بعد ‪ 15‬سنة‪ ،‬تتمكن فتاة من تنفيذ حكم لفائدتها‬ ‫ضد الدولة‪ ،‬ممثلة في وزارة الداخلية واإلدارة العامة‬ ‫لألمن الوطني‪ ،‬بسبب تعرضها للتعذيب بمخافر الشرطة‬ ‫بمدينة فاس‪ .‬وكانـت البنـت القاصر‪ ،‬آنذاك‪ ،‬والبالغة‬ ‫اليوم ‪ 30‬سنة‪ ،‬قد حصلت نهاية شتنير ‪ ،2006‬على حكم‬ ‫نهائي من محكمة النقض‪ ،‬قضى لها بتعويض «هزيل»‪،‬‬ ‫‪ 10‬آالف درهم‪ ،‬بعد أن حمل القضاء الدولة مسؤولية‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫األضرار التي لحقت بالقاصر جراء التعذيب الجسدي الذي‬ ‫تعرضت له وهي في ضيافة شرطة فاس‪ ،‬خالل منتصف‬ ‫شهر شتنبر سنة ‪ ،2002‬بسبب اتهامها بسرقة مشغليها‪.‬‬ ‫ورغم هزالة مبلغ التعويض‪ ،‬فإن رئيس الحكومة آنذاك‬ ‫ادريس جطو ووزير الداخلية الراحل مصطفى الساهل‬ ‫استأنفا الحكم‪ ،‬غير أن الغرفة اإلدارية لمحكمة النقض‬ ‫رفضت استئناف الدولة في مواجهة الخادمة القاصر‪.‬‬ ‫‪ooooo‬‬

‫متاعب المسافرين والمودعين‬ ‫بمطار طنجة الدولي‬ ‫أما المسافرون فيشتكون من عدم وجود مراحيض‬ ‫داخل بناية المطار بحيث تضطرهم الحاجة إلى البحث في‬ ‫الخالء عن مكان مناسب لـقضاء «الحاجة»‪ .‬هذا ما تداولته‬ ‫بعض المنابر اإلعالمية الوطنية‪ .‬وهو أمر يستغرب له‬ ‫خاصة ومطار ابن بطوطة استقبل‪ ،‬السنة الماضية‪ ،‬فوق‬ ‫‪ 850‬ألف مسافـر‪.‬‬ ‫وأماالمودعونوالمستقبلون‪،‬فمشكلتهممعالتجمهر‬ ‫في فضاء متخلف‪ ،‬أمام بناية المطار وبالضبط مواجهة مع‬ ‫أبواب الدخول والخروج‪ ،‬بعد أن تم منع غير المسافرين من‬ ‫الوصول إلى المحطة‪ ،‬بتعليالت أمنية مفهومة‪.‬‬ ‫لقد وقع بعض التحسن بعد أن بلغ صوت المنبه‬ ‫لوصول ومغــادرة الطائــرات إلى أسماع من يوجدون‬ ‫بالخارج‪ ،‬ولكن الوضع البئيس الذي يوجدون عليه والذي‬ ‫يذكر بأفالم الغرب األمريكي (الويستيرن) في عشرينات‬ ‫القرن الماضي‪ ......‬يدعو للشفقة !‪...‬‬ ‫أال يمكن إقامة «ملحقة» بالمطار في الواجهة المقابلة‬ ‫للمدخل الرئيسي‪ ،‬ولو بالبناء المركب المؤقت‪ ،‬الستقبال‬ ‫المسافرين والمرافقين والمودعين والمستقبلين تكون‬ ‫متوفرة على أسباب الراحة والترفيه من مقاعد كافية ومقاه‬ ‫ودورالراحة ‪ ..‬وحراسة أمنية محكمة !‪.‬‬ ‫ولو من أجل خاطرالمسافرين والمرافقين األجانب !‪...‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫سيدي بوبكر يالحاج !‬ ‫عامل القنيطرة مطلوب تدخله لتقصي أخبار زوجات‬ ‫مستشارين بجماعة قروية يشاع أنهن كـ «األشباح» أو‬ ‫أنهن شبوحات يتقاضين أجورهن من المال العام دون‬ ‫أن «يضربن فيها ضربة» بفضل الحماية المتوافرة‪،‬‬ ‫تواطؤا‪ ،‬وتضامنا من جانب األزواج المحترمين‪ .‬هذا ما راج‬ ‫في بعض وسائل اإلعالم‪ ،‬نقال عن مستشارة «فضحت»‪،‬‬ ‫في مكتوب‪ ،‬ما يروج في الجماعة من أخبار «الزوجات»‬ ‫الالئي‪ ،‬فضال عن تغيبهن المستمر‪ ،‬يستعملن وسائل‬ ‫جماعية ألغراض خصوصية‪ ،‬كخطوط الهاتف وسيارة‬ ‫الجماعة التي يستفدن منها في السفريات العائلية ولغاية‬ ‫«الشوبينغ» في جنان «الكونطراباندو» بالشمال‪ ،‬وفق‬ ‫مصادر «المساء» التي أفشت الكثير من األسرار التي‬ ‫نتمنى أن تكون غير صحيحة حتى نزداد يقينا بأن أمورنا‬ ‫«تسير على أحسن ما يرام» وأن مستشاري الجماعات‬ ‫الحضرية والقروية حريصون أقوى ما يكون الحرص على‬ ‫حماية المال العام والممتلكات العمومية وأنهم‪ ،‬جميعا‪،‬‬ ‫متمسكون بإنجاح تجربة الديمقراطية المحلية‪ ،‬التي هي‬ ‫طريقنا لترسيخ دولة الحق والقانون‪.‬‬ ‫عاش الحق وعاش القانون !!!‪....‬‬ ‫والحمد هلل رب العالمين‬


‫الثالثاء ‪ 28‬فرباير �إلى ‪ 06‬مار�س ‪2017‬‬

‫العدد ‪878‬‬

‫َ‬ ‫أمـنـيــات‬ ‫� �أمنـيـات‬ ‫خالف حول عقار يتحول إلى شجار «مسلح»‬ ‫ما روجته بعض المواقع عبر شريط مصور‪ ،‬من وجود عصابة روعت سكان‬ ‫أحد أحياء المدينة‪ ،‬مستعملة السيوف وأحدثت هلعا كبيرا بين السكان‪ ،‬نفته‬ ‫والية األمن وأوضحت أن األمر يتعلق بنزاع حول عقار تحول إلى تبادل للعنف‬ ‫بين خمسة أشخاص من سكان نفس الحي‪.‬‬ ‫وأفادت والية ‪ ‬أمن طنجة أن الحادث يعود إلى يوم السبت الماضي‪ ،‬حيث‬ ‫دخل خمسة أشخاص في خالف حول عقار بحومة «الشاط ببنديبان» قاموا‬ ‫بعدها بتبادل العنف وإشهار السالح األبيض‪ ،‬وأن المصالح المختصة قامت بفتح‬ ‫تحقيق في الموضوع واالستماع لكافة األطراف من خالل محاضر قانونية حيث‬ ‫من المنتظر أن يتم إحالة الملف على العدالة بعد انتهاء مجريات التحقيق‪.‬‬

‫‪rrrrr‬‬

‫حذار من إهانة الشرطة‪! ‬‬ ‫السجن النافذ‪ ،‬ستة أشهر كاملة‪ .‬هذا ما قضت به ابتدائية طنجة‪ ،‬في حق‬ ‫شخص أهان شرطية بالشارع العام‪ ،‬وسط المدينة‪ ،‬قبل أيام بطنجة‪,‬‬ ‫الشخص المعني الذي سبق وأن أدين في حادث مماثل‪ ،‬قبل سنتين‪ ،‬وجه‬ ‫سيال من الشتائم لشرطية مرور خالل عملها أمام أعين المارة‪ ،‬متهما إياها بأنها‬ ‫كانت السبب في محاكمته ودخوله السجن قبل سنوات‪.‬‬ ‫وقد تم اعتقال الشخص المذكور في عين المكان وتم االستماع إليه حيث‬ ‫اعترف بالمنسوب إليه وتمت إحالته على أنظار النيابة العامة بتهمة « إهانة‬ ‫موظف أثناء أداء واجبه المهني»‪.‬‬ ‫‪ rrrrr‬‬

‫عصابة تهجير البشر تقع في فخ أمن طنجة‬ ‫تم توقيف أعضاء شبكة خطيرة تتاجر بالبشر عبر تنظيم عمليات التهجير‬ ‫السري من سواحل طنجة نحو الضفة المقابلة‪ .‬وقد تمت عملية التوقيف «قطيا»‬ ‫بينما كان المشتبه فيهم يحضرون لعملية جديدة وتم العثور بحوزتهم على‬ ‫زورقين مطاطيين متصلين بمحركين يتجاوز طولهما ‪ 10‬أمتار‪ ،‬ومنظارين‪،‬‬ ‫وجهاز لالتصال الالسلكي‪ ،‬و‪ 11‬جهاز هاتف محمول‪ ،‬باإلضافة إلى مبلغ ‪ 10‬آالف‬ ‫أورو‪ ،‬وكمية من مخدر الحشيش‪.‬‬ ‫وكانت الضابطة القضائية لطنجة‪ ،‬قد رصدت منزال بحي بوخالف عثرت‬ ‫بداخله على عشرة مرشحين للهجرة السرية‪ ،‬تم االستماع إليهم في محاضر‬ ‫قانونية‪ ،‬أكدوا فيها أنهم سلموا ألعضاء الشبكة اإلجرامية مبالغ مالية تتراوح‬ ‫ما بين ‪ 40‬و‪ 60‬ألف درهم‪ ،‬مقابل تهجيرهم بطريقة غير مشروعة في اتجاه‬ ‫السواحلاإلسبانية‪.‬‬ ‫والمسطرة جارية‪.‬‬

‫‪rrrrr‬‬

‫وشبكة أخرى في الفنيدق‬ ‫شكاية تقدمت بها سيدة تنحدر من الفقيه بنصالح لدى مصالح األمن‬ ‫بتطوان‪ ،‬كانت كافية لتفكيك شبكة إجرامية أخرى يشتبه في قيامها بعمليات‬ ‫نصب على عدد من األشخاص الراغبين في الهجرة الغير شرعية‪ ،‬بكل من‬ ‫تطوان وطنجة ومرتيل‪ ،‬والفقيه بنصالح‪.‬‬ ‫المشتكية حكت أنها تعرضت للنصب بعد تلقيها وعودا من طرف بعض‬ ‫األشخاص بتهجيرها بطريقة غير شرعية‪ ،‬مقابل ‪ 20‬ألف درهم‪.‬‬ ‫أمن تطوان أفاد بهذا الصدد‪ ،‬أن المشتكية قدمت بعض المعلومات عن‬ ‫أوصاف بعض أعضاء الشبكة‪ ،،‬ونوع السيارة التي كانو يلتقون بها على متنها‪،‬‬ ‫وهو ما ساعد عناصر فرقة الشرطة القضائية بالمضي على التوصل بسرعة إلى‬ ‫تحديد هوية المشتبه به األول بمدينة مرتيل‪ ،‬والذي ّ‬ ‫دل الشرطة على باقي‬ ‫أفراد الشبكة السبعة‪ ،‬الذين يوجدون رهن االعتقال وتجرى في حقهم المساطير‬ ‫القانونيةالمعهودة‪.‬‬

‫ّ‬

‫محـطـات‬ ‫محطات‬

‫الحنين إلى الكسوة والكلمة‪! ‬‬

‫يبدو أن الرجل ال زال «يحن» للكسوة والسالح‪ ،‬و‪ ...‬النخوة‪ ،‬بعد أن فقد‬ ‫وظيفة حارس أمن التي كان يزاولها بالرباط‪ ،‬قبل أن يتم التشطيب عليه من‬ ‫كل أسالك األمن الوطني بالمغرب‪ ،‬ألسباب لم تشر إليها بيانات أمن تطوان‪،‬‬ ‫الذي أوقف المعني باألمر‪ ،‬لالشتباه في تورطه في قضية تتعلق بانتحال صفة‬ ‫ينظمها القانون وحيازة واستعمال بطاقة مهنية مزيفة‪.‬‬ ‫و حسب المعلومات األولية للبحث‪ ،‬فقد يكون المشتبه فيه قد دخل في‬ ‫عنف لفظي مع أحد أصدقائه بمقهى‪ ،‬مدعيا أنه موظف شرطة‪ ،‬وعند حضور‬ ‫عناصر األمن ألقت عليه القبض وعثرت بحوزته على صورة من بطاقة مهنية‬ ‫مزيفة منسوخة بواسطة جهاز السكانير‪ ،‬لربما كانت هي كل ما احتفظ به من‬ ‫أيام المجد‪! ‬‬ ‫الرجل بحاجة إلى عالج نفساني‪ ،‬ألن ما وقع فيه من خطأ سوء تقدير‬ ‫للعواقب‪ ،‬يقع للعديد من غيره ممن فقدوا وظيفة «السلطة» إما عن طريق‬ ‫العزل أو التقاعد‪ ،‬ولكنهم يتشبثون بمظهر السلطة محافظة على وجاهتهم‬ ‫وهيبتهم داخل المجتمع‪.‬‬

‫‪rrrrr‬‬

‫االغتصاب بحاجة إلى عقوبات ردع قوية‬ ‫ال يمر يوم دون أن نسمع أو نقرأ عن جريمة اغتصاب هنا وهناك ترتكب في‬ ‫حق فتاة أو سيدة أو أطفال قصر‪ ،‬ولكن األحكام في هذه القضايا‪ ،‬غالبا ما تثير‬ ‫امتعاض المواطنين قبل الضحايا أنفسهم ووأهاليهم‪.‬‬ ‫وبفضل يقظة ومهنية رجال ونساء األمن‪ ،‬يتم توقيف الجناة في معظم‬ ‫الحاالت‪ ،‬وتقديمهم إلى العدالة التي توزع عليهم أحكاما تعتبر مخففة‪ ،‬بل إن‬ ‫بعض المنظمات األهلية تعتبر أن مثل تلك األحكام ليست رادعة بالقدر الكافي‬ ‫للفعل المجرم‪ ،‬وقد تكون مشجعة على العود‪.‬‬ ‫في تطوان‪ ،‬مرة أخرى‪ ،‬تمكنت عناصر األمن‪ ،‬اإلثنين الماضي‪ ،‬من توقيف‬ ‫شخص‪ ،‬لالشتباه في تورطه في قضية اعتداء جنسي في حق قاصر باستعمال‬ ‫العنف‪.‬‬ ‫وأفادت المعلومات األولية للبحث أن المعني باألمر المنحدر من شفشاون‬ ‫والبالغ من العمر ‪ 44‬سنة‪ ،‬والذي يمتهن بيع عصير البرتقال‪ ،‬يشتبه في اعتدائه‬ ‫جنسيا على طفل قاصر بمنزله بواد سمسة‪.‬‬ ‫وقد جرى توقيف المعني باألمر بعد شكاية تقدمت بها سيدة رفقة طفلها‬ ‫القاصر‪ ،‬الذي قام بإرشاد األمن عن أوصاف المتهم وعنوانه‪ ،‬ليتم ضبط الجاني‬ ‫في بيته رفقة فتى آخر يبلغ من العمر ‪ 17‬سنة ‪.‬‬ ‫الجاني اعترف بالمنسوب إليه أمام عناصر المصلحة الوالئية للشرطة‬ ‫القضائية‪ ،‬ليتم وضعه تحت الحراسة النظرية من أجل استكمال البحث قبل‬ ‫تقديمهللمحاكمة‪.‬‬

‫‪rrrrr‬‬

‫التهريب بنون النسوة‪ ،‬لألقراص المهلوسة‬ ‫كل شيء جائز لالستغناء السريع‪ ،‬ولو على حساب صحة وعقول المواطنين‪،‬‬ ‫خاصة الشباب ذكورا وإناثا‪.‬‬ ‫تصوروا سيدة في عقدها الثالث‪ ،‬تتاجر في األقراص المهلوسة‪ ،‬المهربة‬ ‫من سبتة‪ ،‬بين تطوان وعواصم المغرب الكبرى‪ .‬السيدة المذكورة تم توقيفها‪،‬‬ ‫اإلثنين الماضي على مستوى مدينة تمارة‪ ،‬وهي على متن حافلة لنقل‬ ‫المسافرين‪ ،‬تربط تطوان بالدار البيضاء‪ ،‬وبحوزتها ‪ 3600‬قرص مهلوس من‬ ‫نوع «ريفوتريل»‪ ،‬كانت «مجهزة» بعناية داخل حقيبة سفرها‪.‬‬ ‫والبحث جار مع السيدة الموقوفة لمعرفة كل المالبسات المحيطة بهذه‬ ‫العملية التي قد توصل إلى مشاركات أخريات في هذا «النشاط» اإلجرامي‬ ‫الخطير‪.‬‬

‫هيأة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع بوزان تحاور محيطها‬

‫‪ ‬مباشرة بعد استكمال هيأة المساواة وتكافؤ‬ ‫الفرص ومقاربة النوع بالجماعة الترابية وزان انتخاب‬ ‫أعضائها وعضواتها وهيكلة مكتبها ‪ ، ‬ونظرا لحداثة‬ ‫تجربة هذه اآللية من بين اآلليات األخرى المترجمة‬ ‫للديمقراطية التشاركية التي أقرها ‪ ‬دستور ‪2011‬‬ ‫ذي النفس الحقوقي ‪ ،‬تم إطالق سلسلة من اللقاءات‬ ‫التواصلية مع الفاعلين المؤسساتيين والمدنيين‬ ‫ب��دار الضمانة في‪ ‬أفق صياغة والمصادقة على‬ ‫برنامج عمل مبني على معطيات دقيقة وواقعية ‪،‬‬ ‫انتهاء برفع ‪ ‬توصيات إلى المجلس البلدي تنتصر‬ ‫للمساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع ‪ ،‬في تطابـــق‬ ‫تام مـــع ما هو منصـــوص عليــه في القــانـــون‬ ‫التنظيمـــي ‪ 113 - 14 ‬المتعلق بالجماعات الترابية ‪.‬‬ ‫‪ ‬اللقاء التواصلي الجديد الذي احتضن أشغاله‬ ‫مقر الجماعة يوم الخميس ‪ 23‬فبراير ‪ ، 2017‬جمع‬ ‫حول نفس المائدة المندوب اإلقليمي للتعاون الوطني‬ ‫‪ ،‬بأعضاء وعضوات الهيأة المشار إليها ‪ ،‬والنائب األول‬ ‫لرئيس الجماعة ‪.‬‬ ‫بعد تذكير رئيس هيأة المساواة وتكافؤ الفرص‬ ‫ومقاربة النوع بسياق هذا اللقاء الذي يستضيف قطاعا‬ ‫حكوميا يشتغل اجتماعيا على قضايا النساء واألطفال‬ ‫في وضعيات صعبة ‪ ،‬والمسنين والمسنات ‪ ،‬وهي‬ ‫مجاالت تختص بدراستها آلية الديمقراطية التشاركية‬ ‫‪ ،‬والجماعة الترابية ‪ ( ،‬بعد ذلك ) تناول الكلمة‬ ‫المندوب اإلقليمي للتعاون الوطني توقف خاللها عند‬ ‫أهم المنعرجات التي اجتازها القطاع منذ ميالده فجر‬ ‫االستقالل ‪ ،‬انتهاء بواقع الحال اليوم ‪.‬‬ ‫‪ ‬واقع الحال هذا لخصه المندوب اإلقليمي في‬ ‫توفر المدينة على دار لألطفال تحتضن ‪ 60‬طفال ‪ ،‬ودار‬ ‫المسنين والمسنات طاقتها االستيعابية محدودة في‬ ‫‪ 40‬شخصا ‪ ،‬ودار الطالبة تستفيد من خدماتها ‪103‬‬

‫‪10‬‬

‫تلميذة ‪ ،‬تنحدر معظمهن من الجماعة الترابية القروية‬ ‫بني كلة ‪...... ،‬ول��م يفته حمل بشرى إلى مكونات‬ ‫المجتمع المدني ‪ ،‬حيث أشار بأن نسيج مؤسسات‬ ‫الرعاية االجتماعية بالمدينة ‪ ،‬سيتعزز في القادم من‬ ‫األسابيع والشهور ‪ ،‬وبدعم من المبادرة الوطنية‬ ‫للتنمية البشرية ‪ ،‬والجماعة الترابية ‪ ،‬بفضاءات‬ ‫جديدة مرشحة الحتضان النساء في وضعيات صعبة‪،‬‬ ‫واألطفال المتخلى عنهم ‪ ،‬والقاصرون المشردون ‪.‬‬ ‫أما آخر مشروع اجتماعي ( مركز التضامن واإلسعاف‬ ‫االجتماعي ) ‪ ‬فقد تم وضع اللمسات األخيرة عليه صباح‬ ‫هذا اليوم ‪ ،‬وسيقدم خدماته للمواطنين والمواطنات‬ ‫ بدون مأوى ‪ -‬الذين تتضاعف معاناتهم خالل فصل‬‫الشتاء ‪.‬‬ ‫‪ ‬عضوات وأعضاء الهيأة ‪ ،‬وبعد أن ذكروا بحقوق‬ ‫ساكنة الفئات الهشة اجتماعيا ‪ ،‬المقيمة بالفضاءات‬

‫المذكورة ‪ ،‬وهي حقوق ‪ ‬يحميها الدستور والمواثيق‬ ‫الدولية ذات الصلة التي سبق وصادق عليها المغرب‪،‬‬ ‫انتقلوا لتسليط الضوء في مداخالتهم الهادفة ‪ ‬على‬ ‫الشروط المحيطة بالحياة بداري الطالبة واألطفال‬ ‫مطالبين بتحسينها ‪ .‬ومن بين التوصيات التي تقدم‬ ‫بها فريق هيأة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة‬ ‫النوع بغاية تجويد تدبير هذا المرفق العمومي تقوية‬ ‫قدرات العاملين والعامالت بهذه المرافق ‪ ،‬واعتماد‬ ‫دفتر التحمالت بمعايير واضحة عند إسناد تدبير هذا‬ ‫المرفق أو ذاك للجمعيات ‪ ،‬ألن التجربة أبانت بأن‬ ‫هناك «جمعيات» زج تدبيرها العشوائي والملتبس‬ ‫ببعض مؤسسات الرعاية االجتماعية المذكورة في‬ ‫مستنقع يتطلب وقتا لمحو آثاره السلبية على محيط‬ ‫هذه المرافق العمومية ‪.‬‬

‫م‪ .‬حمضي‪ ‬‬

‫كثيرة هي األشياء تجمعنا بالجارة اإليبيرية بحكم الجوار‬ ‫الجغرافي‪ ،‬والتساكن الذي كان يوما اندماجاً قبل أن تهب رياح‬ ‫السياسة مصحوبة بمزالق الكنيسة الكاثوليكية التي كانت تحكم‬ ‫أوربا بيد من حديد‪ ،‬وأدت إلى هذه النزوح الكثيف من األندلس إلى‬ ‫المغرب أشتاتاً توزعت على عدة مدن مغربية «الموريسكوس»‪.‬‬ ‫إذن ما يجمعنا بالدرجة األولى ليس االقتصاد ولكن ضرورات‬ ‫الجوار والتبادل الثقافي وهو ما أرى ض��رورة إحيائه وتغذيته‬ ‫خصوصاً وأن روافده كثيرة‪ ،‬ومجالنا الجواري ليس بالمستعصي‬ ‫وال المع ّقد رغم رياح السياسة المتقلبة‪.‬‬ ‫‪rrrrr‬‬ ‫ما يحتاجه سكان مدينة طنجة بالدرجة األولى هو األمن‪ ،‬وهو‬ ‫ما يفرض كبح جماح شباب طائش ينتشر في شوارعنا‪ ...‬ويستند‬ ‫على جدران أسوار أزقتنا متربصاً باآلمنين والمطمئنين‪.‬‬ ‫‪rrrrr‬‬ ‫مازالت بعض المستشفيات تتذرع بأعطاب أجهزة فحص‬ ‫ضرورية‪ ،‬والزالت تدفـع المرضى والمحتاجين منهم خصوصاً‬ ‫إلى اللجوء إلى المصحات الخصوصية الشيء الذي يكلف الكثير‬ ‫من المصاريف والتكاليف رغم أن للمستشفيات العمومية رسوما‬ ‫تفرضها على قاصديها للفحص أو العالج‪ ،‬وقد ال يطأ المريض‬ ‫مدخل المستشفى دون أن يدفع سيما في الحاالت االستعجالية‪.‬‬ ‫‪rrrrr‬‬ ‫بعض المقاطعـات يوجـد بها رجـال القـوات المساعدة مـع‬ ‫قلتهم كصورة فرغم فوضى البيع والشراء وما يصاحبهما ال‬ ‫يتدخلون وهو ما يبعث على التساؤل في مدى جدوى وجودهم‬ ‫بدون أدنى عمل‪.‬‬ ‫‪rrrrr‬‬ ‫مع وجود طقس مكفهر‪ ،‬ورياح عاتية‪ ،‬فإن عدة أحياء داخل‬ ‫المدينة القديمة وفي منطقة الحافة المطلة على شاطئ المرقالة‬ ‫تضم دوراً وبيوتا متصدعة وفي حالة يرثى لها‪ ،‬ندعو الجهات‬ ‫المختصة في الجماعة والوالية إلى القيام بجولة معاينة واستطالع‬ ‫وجرد لهذه الدور التخاذ التدابير الالزمة تجنبا لكل خطر محتمل‬ ‫أو انهيار لالبنية االيلة للسقوط لقدمها وعدم صيانتها والرطوبة‬ ‫الناتجة عن تيارات البحر المجاور‪.‬‬

‫م‪ .‬ب‪ .‬السوسي‬

‫المديرية اإلقليمية للتعليم بوزان‬ ‫تطلق ورش « داخليتي»‬

‫‪ ‬تنزيال لشعار « اإلنصاف وتكافؤ الفرص» المؤطر للرؤيا اإلستراتيجية التي‬ ‫اعتمدتها وزارة التربية الوطنية من أجل رد االعتبار للمدرسة المغربية ‪ ،‬أطلقت‬ ‫المديرية اإلقليمية للتربية الوطنية والتكوين المهني بوزان ورش « داخليتي»‪.‬‬ ‫‪ ‬ورش « داخليتي» كما نقل تفاصيله بالغ المديرية اإلقليمية للتعليم‪ ،‬تتوفر‬ ‫الجريدة على نسخة منه ‪ -‬يؤطره شعار ‪ « ‬معا لالرتقاء باألداء التربوي للداخليات»‪.‬‬ ‫وأفاد نفس البالغ بأن البرنامج المعد لهذه الغاية ( من فاتح مارس إلى نهاية الموسم‬ ‫الدراسي ) يشتمل على أربعة محاور موزعة بين تنظيم دروس ‪ ‬مجانية للتقوية والدعم‬ ‫التربوي لتلميذات وتالميذ األقسام اإلشهادية باألقسام الداخلية ‪ ،‬و العناية بفضاءات‬ ‫هذه األقسام ‪ ، ‬وتنظيم أنشطة فنية وثقافية ورياضية ‪ ،‬وتنظيم دورات تدريبية في‬ ‫اإلسعافات األولية ‪.‬‬ ‫‪ ‬ولربح هذا الرهان الذي من بين أهدافه ضخ جرعة من الحياة في ‪ ‬فضاءات‬ ‫األقسام ‪ ‬الداخلية‪ ، ‬ومصالحة هذه األخيرة مع محيطها ‪ ،‬وجهت المديرية اإلقليمية‬ ‫نداء لمختلف المتدخلين ( األطر التربوية ‪ ،‬جمعيات المجتمع المدني ‪ ،‬الجماعات‬ ‫الترابية ‪ )...‬من أجل المساهمة في إنجاح هذا المشروع التربوي ‪.‬‬ ‫‪ ‬يذكر أن الحالة التي هي عليها معظم األقسام الداخلية المنتشرة باإلقليم ‪،‬‬ ‫تنعدم فيها أبسط مقومات وشروط استقبال المتعلمين والمتعلمات ( األفرشة‪،‬‬ ‫المعدات والتجهيزات ‪ )....‬مما ينعكس سلبا على نتائج ساكنتها المسجلة نهاية‬ ‫المواسم الدراسية األخيرة ‪ ،‬كما أفاد بذلك الجريدة مصدر على اطالع بتفاصيل الحياة‬ ‫باألقسام السالفة الذكر‪.‬‬

‫م‪ .‬حمضي‬

‫نـداء �إنـ�ساين‬ ‫تعاني المواطنة فاطمة اللواح (‪ 55‬سنة) من انسداد في صمامي‬ ‫القلب‪ ،‬وتحتاج إلى أدوية‪ ،‬كلفتها الشهرية تتحدد في مبلغ حوالي ‪500‬‬ ‫درهم‪ ،‬كما تحتاج حاليا إلى أن يكشف عليها طبيب مختص‪ ،‬غيرأنها‬ ‫التستطيع التغلب على كل هذا‪ ،‬فهي ال معيل لها‪ ،‬وترعاها شقيقتها‬ ‫المحتاجة كذلك‪ ،‬لذا وعبر هذا المنبر‪ ،‬تناشد المحسنين وذوي األريحية‬ ‫من أجل أن يمدوا لها يد العون وكل المعطيات والمعلومات هي رهن‬ ‫إشارتهم للتأكد‪ ،‬واهلل ال يضيع أجر المحسنين‪.‬‬

‫لالتصال ‪ :‬شارع المنصور الذهبي ـ ‪ 44‬الشقة ‪ 7‬ـ طنجة‬ ‫الهاتف‪0670476926 :‬‬


‫العدد ‪878‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬فرباير �إلى ‪ 06‬مار�س ‪2017‬‬

‫‪11‬‬

‫في لقاء مكاشفة مع الشاعر محمد العياشي ‪:‬‬ ‫ال أستطيع تصنيف نفسي ضمن حساسية معينة‪،‬‬ ‫وهو أمر متروك للنقاد (‪)3/1‬‬ ‫محمد العياشي من األصوات الشعرية المميزة القليلة في الساحة المغربية التي ما زالت تعلن‪ ،‬بكل صدق وباستمرار‪ ،‬والءها‬ ‫الكامل ووفاءها الخالص للقصيدة العمودية األصيلة وقالبها الفني؛ من خالل االلتزام بالوزن ذي الشطرين والقافية‪ ،‬وتوظيف اللغة‬ ‫ضاربة الجذور في العتاقة‪..‬‬ ‫وقد أصدر العياشي‪ ،‬خالل مسيرة زمنية ال تتعدى عشر سنوات‪ ،‬ثالثة دواوين شعرية هي‪« :‬منابع األشواق»‪ ،‬و «أطلسيات» و«من‬ ‫وحي البيضاء»‪...‬‬ ‫حول هذه المسيرة التي قطعها الشاعر محمد العياشي‪ ،‬وحول قضايا مرتبطة بالقصيدة الشعرية في المغرب؛ يدور هذا الحوار مع ابن مدينة مريرت الواقعة في عمق جبال‬ ‫األطلس‪ ،‬غير بعيد عن مدينة خنيفرة‪.‬‬ ‫حاوره في الدار البيضاء‪ :‬عبد اهلل بديع‬ ‫ال شك في أن لمحمد العياشي‪ ،‬كبقية الشعـــراء اآلخريـن‪ ،‬تصورا محددا للشعـر‪ ...‬أال يمكـن أن‬ ‫تبسط لنـا‪ ،‬هنا‪ ،‬التصـور الذي يتبناه العيـاشـي للشعـر والذي ترسـخ في ذهنـه بعيـدا عن الممارسـة‬ ‫وقريبا منها؟‬ ‫ترسخ لديّ تصور معين للشعر مع طول الزمن وتوسع التجربة وهي دائمة التطور بحكم الممارسة والدربة‬ ‫والمدارسة‪ .‬الشعر عندي اليوم هو الغوص في يمّ الوجود واستكناه درره ومحاولة فهمه فهما شعريا والخروج‬ ‫من المباشرة في الخطاب والتقليد‪ .‬وسواء لدى الشاعر الذي يعتمد الوزن أو الناثر‪ ،‬فإن الغاية األهم هي النص‪.‬‬ ‫والشعر كمفهوم ثابت ومتعارف عليه شيء غير وارد؛ ألن فهم الشعر يختلف من ذائقة إلى ذائقة أخرى ودائم‬ ‫التطور‪ .‬أما مقومات النص الذي أدخله في خانة الشعري فهو أن يتميز بجودة اللغة وبسالمتها‪ ..‬ثم النص‬ ‫إذا كان موزونا‪ ،‬فعليه أن يحترم الوزن يعني التفعيلة؛ وإذا كان موزونا وزنا خليليا‪،‬‬ ‫فعليه احترام ذلك؛ وإذا كان نصا نثريا‪ ،‬فمرحبا‪ .‬باإلضافة إلى اللغة الشعرية التي‬ ‫تتمثل في حسن االختيار في النهج الذي اصطفاه الشاعر لنصه‪ ،‬هل كان كالسيكيا‬ ‫أو حداثيا أو أو‪ ...‬وأنا كقارئ ال أنحاز إلى توجه في الشعر دون غيره فقط ألتمس‬ ‫الجمال الشعري أين وجدته وأتفاعل معه‪.‬‬ ‫يقول الناقد األدبي المغربي محمد بودويك‪« :‬بدهي أن الكتابة تنبثق‬ ‫من المعاناة‪ ،‬ومن التجربة الحياتية والروحية‪ ،‬كما تأتي من معين تعاورت‬ ‫وعملت على تخزينه ورفده سنوات الكدّ والتحصيل‪( »...‬عن كتابه «زيزان‬ ‫الغابة الزرقاء»‪ ،‬ص‪ ...)»99 :‬فما طبيعة الظروف االجتماعية التي عركتك‬ ‫وأعطت لنا مبدعا شاعرا اسمه محمد العياشي؟‬ ‫إن الشعر ال ينبثق إال من رحم المعاناة‪ ،‬وكذلك كان األمر معي‪ .‬إن تجربتي‬ ‫الشعرية تمتد إلى مطلع مراهقتي في أواخر الثمانينيات ومطلع التسعينيات‪ .‬في‬ ‫تلك المرحلة‪ ،‬كنتُ‪ ،‬ككل شاب مراهق‪ ،‬أقاسي تباريح الحب األول؛ غير أنه تفاقم‬ ‫عندي‪ ،‬فتحوّل بسرعة إلى مرض عضال تداخل فيه ما هو غيبي بما هو نفسي‪.‬‬ ‫هنا‪ ،‬ظهر الشعر من حيث ال أدري فجأة‪ ،‬كمهرب من معاناة شديدة ظهر في شكل‬ ‫مقرزمات بدائية سرعان ما ّ‬ ‫هذبتها بقراءات جادة ومهمة‪ ،‬فصحت لي نصوص تعود‬ ‫إلى تلك المرحلة المبكرة من حياتي‪.‬‬ ‫إذن‪ ،‬القراءة تعد هي العامل الذي يسهم في إغناء الممارسة وإذكاء‬ ‫الموهبة وتحريك االستعداد الذاتي لإلبداع‪ ..‬فما هي الكتب التي قرأها محمد‬ ‫العياشي في بداياته األولى‪ ،‬وأثرت في تجربته؟‬ ‫قراءاتي في بداياتي األولى كانت مهمة ومؤثرة على توجهي في الكتابة؛ فأنا‪،‬‬ ‫كما تعلم‪ ،‬أستاذ وتلميذ علمت نفسي بنفسي من خالل تلك النوعية من الكتب‬ ‫التي حصلت عليها‪ .‬وهي عبارة عن تراث أدبي ثر‪ ،‬كآمالي أبي علي القالي والكامل‬ ‫للمبرد النحوي وديوان المتنبي وفي الشعر الجاهلي وحديث األربعاء لطه حسين‪،‬‬ ‫إلى مجموعة ال بأس بها من شعراء الجاهلية واإلسالم‪ ...‬هذه‪ ،‬على سبيل المثال ال‬ ‫الحصر‪ ،‬هي نوعية الكتب التي كنت أقرأ في تلك المرحلة وكنت قارئا نهما‪.‬‬ ‫دأب النقاد على تصنيف المبدعين والشعراء ضمن حساسية أو تيار معين‬ ‫أو جيل أدبي معين‪ ...‬فأين تصنّف تجربتك ضمن هذه التسميات؟‬ ‫ال أستطيع أن أصنف نفسي ضمن حساسية معينة‪ ،‬وذلك أمر متروك‬ ‫للمتخصصين من األدباء والنقاد؛ إال أنني أستطيع أن أقول إن أغلب نصوصي هي‬ ‫موزونة مقفاة تختلف لغتها وبنيتها من مرحلة إلى أخرى‪ ،‬فإلى حدود ما قبل ست‬ ‫سنوات كنت أوثر الجزالة والبناء البدوي؛ ولكن اآلن لم يعد هذا االختيار يروقني‪..‬‬ ‫وهكذا دواليك في كثير من المناحي الشعرية؛ فمحمد العياشي غير ثابت في توجّه‬ ‫شعري معين‪.‬‬ ‫اختفى مفهوم الجيل في الكتابات النقدية المواكبة لإلنتاج الشعري‬ ‫الراهن ‪ /‬الجديد في المغرب‪ ،‬بعد أن سيطر هذا المفهوم لعقود متوالية في‬ ‫المنتديات واألبحاث والدراسات؛ ليحل محله مفهوم الحساسية ‪ /‬الحساسيات‪..‬‬ ‫فما موقفك من هذا المفهوم؟‬ ‫كان مفهوم الجيل‪ ،‬سابقا‪ ،‬ينعت به مجموعة شعرية معينة كانت تنتمي إلى‬ ‫فترة تاريخية معينة؛ ونقول شعراء الستينيات أو السبعينيات‪ ،‬ونعني بها أحمد‬ ‫المجاطي وسي محمد السرغيني وغيرهما‪ ،‬ونعني بشعراء السبعينيات محمد بنيس‬ ‫وأحمد بلبداوي وغيرهما؛ ألن هذا التصنيف راعى فيه النقاد ومؤرخو الشعر لتلك‬ ‫المرحلة عامل تقارب السن بين الشعراء المعنيين‪ ،‬وعامل التأثير والتأثر بحكم تقاربهم بسبب الدراسة أو االتجاه‬ ‫السياسي إلى عوامل أخرى متنوعة‪ ..‬وهذه العوامل زعموا أنها غابت اليوم‪ ،‬والشاعر أضحى يشتغل في مشروعه‬ ‫الشعري لوحده‪ ،‬مكتفيا بما يقرأه ويدارسه وينشر عبر الوسائط الجديدة‪ ..‬نعم إن النقاد اجترحوا مبرراتهم‬ ‫للمفهوم الجديد‪ ،‬وأعتقد أن مبرر بقاء مفهوم الجيل لم ينبتَّ تماما‪ ،‬ألن التأثر والتأثير بين أبناء الجيل الواحد‬ ‫مستمر بين الشعراء اليوم ليس بين شعراء الجنس الشعري الواحد؛ ولكن بين شعراء جميع أجناس الشعر‪،‬‬ ‫وانتماؤهم إلى توجه ما ليس بالضروري أن يكون سياسيا ما زال قائما‪ ..‬وعلى كل حال‪ ،‬هي مفاهيم نقدية‬ ‫مجترحة ال تؤثر على المناخ الشعري ّ‬ ‫المطرد‪..‬‬ ‫على امتداد الوطن العربي‪ ،‬يعلن بين الفينة واألخرى‪ ،‬عن إطالق جائزة أدبية‪ .‬كما يشهد المغرب‪،‬‬ ‫بدوره‪ ،‬إطالق جوائز للشعر تنظمها هيئات ومؤسسات رسمية ومدنية‪ ..‬فما رأيك في بعض المبدعين‬

‫المغاربة المتخصصين في التهافت على الجوائز‪ ،‬ال سيما منها التي تمنحها جهات خليجية؟ هل سبق‬ ‫للعياشي أن خاض غمار المشاركة والتنافس في إحدى هذه الجوائز‪ ،‬سواء داخل المغرب أم خارجه؟‬ ‫أعتقد أن التهافت على الجوائز عموما مع ما للجوائز من تحفيزات مادية ومعنوية للكاتب ضار‪ ،‬خاصة للذي‬ ‫ال يحالفه الحظ في الفوز؛ وهو ما سيتسبب له في إحباطات هو في غنى عنها‪ ،‬والمشكل يتضاعف إذا كان مع‬ ‫مؤسسات خليجية التي ال تتسم في غالبيتها بأية مصداقية علمية‪.‬‬ ‫وقد سبق لي أن قدمت ترشيحي للمشاركة والتباري حول الجائزة الشعرية مرتين اثنتين‪ :‬األولى إقليمية‬ ‫بمناسبة وطنية سنة ‪ 1994‬وفزت بها‪ ،‬والثانية وطنية أيضا سنة ‪ 2000‬لجمعية مدنية بالرباط وفزت بالمرتبة‬ ‫األولى صنف الشعر العمودي‪ ،‬وكانت مهمة يومئذ من حيث عالقاتي مع وجوه الشعر والنقد في المغرب‪.‬‬ ‫في عصر تسيطر فيه القصيدة الحرة (التفعيلة) وقصيدة النثر ويحمل‬ ‫فيه كثيرون معاول وفؤوسا لهدم عمارة القصيدة العربية األصيلة وتقويض‬ ‫بينتها ‪ /‬أساسها (الوزن)‪ ،‬يسجل المتتبع للحركة األدبية أن شبابا مبدعين‬ ‫مغاربة وعربا ما زالوا سائرين على درب األصالة‪ ،‬إذ يختار محمد العياشي‬ ‫إلى جانب ثلة معدودة ومحدودة من الشعراء المغاربة (األحمدي‪ /‬السعيدي‪/‬‬ ‫العلوي‪ /‬العشاب‪ /‬المسعودي‪ )...‬أن ينسجوا على منوال النص الشعري القديم‬ ‫التقليدي‪ ،‬على األقل على مستوى اإليقاع‪ ،‬والتقيّد بالقصيدة العمودية التي‬ ‫ينعتها بعض الدارسين والنقاد بـ «التقليدية»‪ ...‬فما المبررات الفكرية‬ ‫والجمالية التي تقف وراء هذا االختيار اإلبداعي؟ أال تخشى من أن تنعت‬ ‫بالتقليد في الكتابة الشعرية؟‬ ‫أنا طبعا عدو للتقليد‪ ،‬والتقليد عدو لي‪ ،‬وأنا إذ يستهويني الوزن وال أجد عنه‬ ‫ملتحدا في كتاباتي على األقل إلى حد اآلن؛ فهذا ألني أعده حافزًا لإلبداع ال مثبطا‬ ‫له‪ .‬وعليه‪ ،‬فهذا ال يعني أني مقلد وببغاء‪ ..‬كال‪ ،‬فالشاعر الذي ال تنعكس ذاته في‬ ‫كتاباته‪ ،‬فهو ليس شاعرا مهما كان؛ فحين تقرأ المعري تجد المعري وحيرته‪ ،‬وحين‬ ‫تقرأ ابن الرومي تجد ابن الرومي وعذاباته‪ ،‬وحين تقرأ الماغوط تجد الماغوط‬ ‫وتوتراته‪ ...‬إذن‪ ،‬حين نجد الشاعر فيما يكتب وتكون شخصيته بارزة‪ ،‬فال يهم في‬ ‫أي صنف من الشعر كتب‪.‬‬ ‫توظف في كثير من قصائدك لغة ‪ /‬معجما قديما من خالل ألفاظ وتعابير‬ ‫من قبيل‪ :‬تصيخ‪ /‬أديم‪ /‬الهوجاء‪ /‬موضونة‪ /‬الموات‪ /‬الجالمد‪ /‬حباب‪ ....‬على‬ ‫سبيل المثال فقط‪ .‬أال ترى شريحة واسعة من القراء أضحت‪ ،‬في الوقت‬ ‫الراهن‪ ،‬ال تملك المؤهالت المعرفية الكافية للوصول إلى ذلكم المعجم‬ ‫واستيعاب المعاني العامة لتلك القصيدة‪ .‬ومن ثم‪ ،‬ستنفر من إنتاجك األدبي‬ ‫وإبداعك؟‬ ‫أعتقد أن االختيار المعجمي البدوي كان في ديواني الثاني «أطلسيات»‪ ،‬وهو‬ ‫اختيار عن وعي للتجريب ولمساجالت القدامى‪ ،‬وهو فقط على مستوى المعجم‬ ‫وقوة السبك؛ ولكنها مرحلة وانتهت ‪ ..‬وأعتقد أنه على ممارس الكتابة الذي يغار‬ ‫على لغته أن يطعمها بين نص ونص بلغة عربية قحة؛ حتى يحافظ على نضارتها‪،‬‬ ‫ويوسع من قاعدة معجمه‪ ،‬ويجدد لغة القراء‪ ..‬ولهذا‪ ،‬يعد الشاعر أبا للغة؛ ألنه‬ ‫يحفظها من االبتذال‪ ،‬ويطورها ما وجد إلى ذلك سبيال‪..‬‬ ‫في االتجاه ذاته‪ ،‬وتحديدا على مستوى المعاني‪ ،‬يتناول الشاعر محمد‬ ‫العياشي في قصائده موضوعات كالسيكية مثل الوصف والغزل‪ ...‬أال تخشى‬ ‫أن ينعتك القراء والمتتبعون لتجربتك بالتأثر باالتجاه التقليديّ‪ ،‬بنية ومعنى؟‬ ‫الغزل موضوعة إنسانية غير تقليدية وغير متقادمة؛ ألن اإلنسان عاشق بطبعه‪،‬‬ ‫ويحب التغني في كل زمان ومكان بالجمال‪ ..‬وتجربة «منابع األشواق» هي مرحلة‪،‬‬ ‫ولكل مرحلة أوانها‪ ،‬وينسحب األمر على األغراض األخرى؛ ولكن تجربة محمد‬ ‫العياشي لم تكتمل بعد‪ ،‬فهناك ديوان جاهز للطبع اسمه «أزهار نيتشه»‪ ،‬وهو‬ ‫تجربة أخرى‪ ،‬وهي في إطار التجديد من داخل العروض‪.‬‬ ‫يشهد الشعر العمودي انحسارا الفتا في وقت طغت وهيمنت فيه قصيدة‬ ‫التفعيلة وقصيدة النثر‪ ..‬فما هي الصورة التي ترسمها للقصيدة العمودية‬ ‫في الساحة الشعرية المغربية؟‬ ‫بالنسبة إليّ القصيدة الموزونة ضرورية في المشهد الشعري المغربي‪ ،‬ال‬ ‫سيما أن هنالك كوكبة من أسماء جادة مجددة حتى يكتمل المشهد؛ ألنها إضافة‬ ‫وال يمأل خانتها غيرها‪ ..‬لو فرضنا جدال أنها انقرضت كما تمنى بعض المتعصبين‬ ‫للنثيرة لخسر الشعر المغربي طرفا شعريا مهما من شعره ال يعوّضه جنس آخر من‬ ‫الشعر‪.‬‬ ‫بين الطبع والصنعة‪ ،‬يتفاوت الشعراء والمبدعون من واحد إلى آخر في االشتغال على أحد هذين‬ ‫المكونين‪ ...‬فما حدود حضور كل واحد من هذين المكونين في قصيدة العياشي؟‬ ‫الطبع والصنعة متالزمتان ال تفترقان عند أي شاعر جاد‪ ،‬فال بد أن يكون مطبوعا ذا ذائقة شعرية عميقة‪ ،‬وال‬ ‫بد أن يكون صناعا خبيرا بآليات الكتابة ومضايقها ومقوماتها؛ حتى يجمع بين الحسنيين لكي يرقى بمشروعه‬ ‫الشعري‪ ...‬في رأيي‪ ،‬ال أحبذ تقسيم الشعراء إلى مطبوع وصانع في زمننا هذا على طريقة القدامى‪ ،‬إذ جعلوا‬ ‫من أبي تمام صانعا والبحتري مطبوعا‪ ،‬وبرروا ذلك وقسموا باقي الشعراء؛ ولكن ال بد أن يكون الشاعر ذا طبع‬ ‫وصناعة‪ ،‬حتى يسير بخطى ثابتة في مسيرته‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪878‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬فرباير �إلى ‪ 06‬مار�س ‪2017‬‬

‫مدينة عبد الكريم الكتامي‬ ‫ابن العجوز‬ ‫‪-‬‬

‫بقلم‪ :‬عبد القادر الغزاوي‬

‫تقع مدينة القصر الكبير شمال المغرب‬ ‫األقصى‪ ،‬تابعة إلقليم العرائش‪ ،‬في مفترق‬ ‫الطرق بين العرائش والرباط وفاس‪ .‬وتعتبر‬ ‫من المدن القديمة التي خلدها التاريخ‪ ،‬وقد‬ ‫تعاقبت عليها مجموعة من الدول‪ ،‬وكانت تعرف‬ ‫بعدة أسماء كأوبيدوم نوفوم ‪OPPIDUM‬‬ ‫‪ ،NOVUM‬وقصر عبد الكريم الكتامي‪ ،‬وقصر‬ ‫كتامة‪ ،‬وقصر صنهاجة وغيرها‪ ،‬حسب ما ورد‬ ‫في بعض المصادر والمراجع العربية واألجنبية‪،‬‬ ‫وكتب معاجم المدن‪ .‬وجاء في كتاب ‪ « :‬الحركة‬ ‫الفكرية بالمغرب في عهد السعديين» لمحمد‬ ‫حجي ما يلي ‪ ( :‬القصر الكبير‪ ،‬ويسمى أيضا‬ ‫قصر كتامة وقصر عبد الكريم مدينة قديمة تقع‬ ‫في سهل فسيح على ضفاف وادي اللوكوس‪ .‬ورد‬ ‫ذكرها عند البكري في المسالك والممالك‪ ،‬وابن‬ ‫خلدون في العبر‪ ،‬وابن الخطيب في اإلحاطة‬ ‫وغيرهم ‪ ...‬وازدادت شهرة القصر الكبير بعد‬ ‫معركة وادي المخازن أو الملوك الثالثة‪ ،‬التي‬ ‫جرت بضواحيه في أواخر هذا القرن)‪.)1( .‬‬ ‫ومعلوم أن هذه المعركة الشهيرة وقعت‬ ‫بالقرب من مدينة القصر الكبير على وادي‬ ‫المخازن‪ ،‬والتي تعد من األحداث البارزة في تاريخ‬ ‫المغرب المجيد‪ ،‬بل في تاريخ العالم‪ ،‬وتعرف‬ ‫كذلك بمعركة القصر الكبير‪ ،‬وبمعركة الملوك‬ ‫الثالثة (عبد الملك السعدي ومحمد المتوكل‬ ‫السعدي وملك البرتغال سبستيان)‪ ،‬فهذه‬ ‫األسماء إن تعددت فالهدف واحد‪ ،‬وأنها جميعا‬ ‫تؤدي إلى المعركة التي وقعت بين السعديين‬ ‫والبرتغاليين يوم ‪ 04‬غشت سنة ‪1578‬م‪ ،‬حيث‬ ‫انهزمت الجيوش الصليبية‪ ،‬وكان النصر حليف‬ ‫الجيوش المغربية‪ .‬بعد هذه المعركة ازدادت‬ ‫مكانة المدينة شهرة كبيرة وانتشارا واسعا‪.‬‬ ‫جاء في كتاب أنسُ المُهَج وروضُ ال ُفرَج‬ ‫للشريف األدريسي التعريف بالمدينة ما يلي ‪:‬‬ ‫( قصر عبد الكريم ‪ :‬نسبة إلى عبد الكريم بن‬ ‫عبد الرحيم بن أحمد المعروف بابن العجوز‪ ،‬من‬ ‫أهل سبتة‪ ،‬كان رئيسا لكتامة وقتله المرابطون‬ ‫بعد تغلبهم على كتامة‪ .‬وكان يعرف أيضا بقصر‬ ‫كتامة وسوق كتامة وسوق الكتامي‪ ،‬وهي‬ ‫المدينة المعروفة اليوم بالقصر الكبير الواقعة‬ ‫على بعد ‪ 120‬كلم جنوب طنجة على الضفة‬ ‫الشمالية لوادي لوكس‪ ،‬والتي يعتقد أنها أنشئت‬ ‫على أنقاض الموقع الروماني (‪Oppidum‬‬ ‫‪ )Novum‬الذي اندثر قبل الفتح اإلسالمي لبالد‬ ‫المغرب‪ .‬عرفت المدينة يقظة ملموسة في‬ ‫العهد الموحدي حيث أحاطها يعقوب المنصور‬ ‫بسور محصن‪ ،‬وأنشأ بها مستشفى‪ ،‬وفي العهد‬ ‫المريني أنشأ بها أبو عنان مدرسة استقطبت‬ ‫(‪)2‬‬ ‫عددا كبيرا من الطالب)‪.‬‬ ‫وفي كتاب التشوف إلى رجال التصوف‬ ‫ألبي يعقوب التادلي جاء ‪ ( :‬قصر كتامة ‪ :‬في‬ ‫شمال المغرب ن ويعرف اليوم بالقصر الكبير‪،‬‬ ‫وكان يعرف أيضا بقصر عبد الكريم‪ ،‬قال‬ ‫الدكتور محمد بنشريفة في هامش على الذيل‬ ‫والتكملة ( ‪ ) 189 – 1‬وعبد الكريم الذي يضاف‬ ‫إليه القصر هو عبد الكريم بن عبد الرحيم بن‬ ‫أحمد المعروف بابن العجوز السبتي‪ ،‬نسب‬ ‫إليه ألنه كان رئيس كتامة‪ ،‬وقتله المرابطون‬ ‫عند غلبتهم كتامة‪( ،‬انظر ترجمته في المدارك‬ ‫(‪)3‬‬ ‫الترجمة ‪.) 1363‬‬ ‫أما كتاب الروض المعطار في خبر األقطار‬ ‫للحميري يقول ‪ ( :‬قصر عبد الكريم ‪ :‬مدينة‬ ‫صغيرة بينها وبين مكناسة في جهة الغرب‬ ‫ثالث مراحل‪ ،‬وسكنه قوم من البربر‪ ،‬وهو على‬ ‫نهر لكس‪ ،‬وبينه وبين البحر نحو أربعين ميال‬ ‫في أرض كلها رمل‪ .‬وله مزارع وخصب وصيود‬ ‫بر وبحر‪ ،‬وبه سوق عامرة وجمل صناعات‪،‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫والرخاء شامل‪ ،‬وبينه وبين طنجة يومان )‪.‬‬ ‫وقـد حـدث خلــط في التعريف بمدينة‬ ‫«قصر كتامة» وموقعها عند بعض الدارسين‬ ‫والمهتمين بالبحث في تاريخ المدن خاصة‪،‬‬ ‫وتاريخ المغرب عامة‪ .‬كما جاء في كتاب معجم‬ ‫البلدان لياقوت الحموي ‪( :‬قصر كتامة‪ :‬مدينة‬ ‫بالجزيرة الخضراء من أرض األندلس‪ ،‬ينسب‬ ‫إليها صديقنا الفقيه األديب الفتح موسى‬ ‫ألقصري مدرس المدرسة برأس العين‪ ،‬وله شعر‬ ‫(‪)5‬‬ ‫حسن جيد ونظم الفصل للزمخشري)‪.‬‬ ‫والصواب أن قصر كتامة هو مدينة القصر‬ ‫الكبير الحالية التي تقع بإقليم العرائش بشمال‬ ‫المغرب‪ ،‬والمقصود بالفتح موسى القصري هو‬ ‫العالم ( فاتح أو فتح بن حمادة ولد بالجزيرة‬ ‫الخضراء‪ ،‬وانتقل إلى القصر الكبير‪ ،‬تولى قضاء‬ ‫أسيوط بمصر حيث توفي عام ‪ 663‬هـ ‪1265/‬م‪،‬‬ ‫(‪)6‬‬ ‫وقد درس بالنظامية ومدرسة رأس العين)‪.‬‬ ‫وقد جاء في كتاب اإلحاطة في أخبار غرناطة‬ ‫تحقيق محمد عبد اهلل عنان أن (قصر كتامة‬ ‫أو القصر الصغير‪ ،‬هو ميناء مغربي صغير يقع‬ ‫على مضيق جبل طارق في منتصف المسافة‬ ‫بين سبتة وطنجة‪ ،‬قبالة ثغر طريف اإلسباني‪.‬‬

‫المراجع ‪:‬‬

‫وقد كان في مناسبات عديدة‪ ،‬منزل الجيوش‬ ‫(‪)7‬‬ ‫الذاهبة إلى األندلس واآلتية منها)‪.‬‬ ‫ومعلوم أن قصر كتامة ليس هو القصر‬ ‫الصغير‪ ،‬فهذا األخير كان يعرف قد يما وتاريخيا‬ ‫بقصر المجاز‪.‬‬ ‫وكذلك جاء في كتاب شعب اإليمان‬ ‫للعالمة عبد الجليل القصري‪ ،‬تحقيق سيد‬ ‫كسراوي حسن في ترجمة المؤلف‪ ،‬حول شهرة‬ ‫عبد الجليل القصري‪ ( :‬وهي نسبة لنزوله بقصر‬ ‫عبد الكريم وهو قصر كتامة وهي مدينة‬ ‫بالجزيــرة الخضـــراء من أرض األندلس) (‪.)8‬‬ ‫والصواب أن قصر عبد الكريم وقصر كتامة هما‬ ‫مدينة القصر الكبير التي تقع بشمال المغرب‬ ‫كما سبقت اإلشارة إليه سالفا‪ ،‬وليس بالجزيرة‬ ‫الخضراء‪.‬‬ ‫وجاء أيضا في كتاب عصر المنصور‬ ‫الموحدي لمؤلفه محمد الرشيد ملين ‪...( :‬‬ ‫وقصر عبد الكريم مدينة كانت على ساحل البحر‬ ‫األبيض المتوسط قرب سبتة‪ ، )9( .)...‬حيث وقع‬ ‫المؤلف في نفس الخطأ‪ .‬والصواب أن قصر عبد‬ ‫الكريم هو مدينة القصر الكبير كما تم توضيحه‬ ‫أعاله‪.‬‬ ‫نالحظ أن كل من أراد التعريف بقصر‬ ‫عبد الكريم أو قصر كتامة يقع في نفس الخطأ‪،‬‬ ‫دون أن يكلف نفسه البحث عن موقعه الصحيح‪،‬‬ ‫والتأكد من صحة المعلومات المنقولة‪.‬‬ ‫ولمدينة القصر الكبير تاريخ قديم‪،‬‬ ‫بصفتها إحدى المدن المغربية القديمة‪ ،‬و(تعتبر‬ ‫أول حاضرة في المغرب ما زالت قائمة ‪ ...‬وقد‬ ‫كانت مهبط رجاالت العلم والفكر والتصوف في‬ ‫(‪)10‬‬ ‫إفريقيا الشمالية في مختلف العصور)‪.‬‬ ‫وكلنا يعجب بحاضرة المغرب‪ ،‬المدينة‬ ‫العريقة والمجيدة‪( ،‬وهي مجيدة أصيلة فعال‬ ‫(‪)11‬‬ ‫وقوال والتاريخ يشهد بذلك )‪.‬‬ ‫وتعد مدينة األولياء والصلحاء‪ ،‬والمفكرين‬ ‫والعلماء‪ ،‬والكتاب واألدباء‪ ،‬والفنانين والشعراء‪،‬‬ ‫والوطنيين والشهداء‪( .‬فمنهم من قضى نحبه‬ ‫ومنهم من ينتظر)‪ .)12( .‬اآلية رقم ‪ 23‬من سورة‬ ‫األحزاب ‪.‬‬ ‫وقد أنجبت على مر العصور العديد من‬ ‫األعالم‪ ،‬كانت لهم مكانة كبيرة وشأو عظيم في‬ ‫مختلف المجاالت والميادين الثقافية والفكرية‬ ‫والجهادية والنضالية والوطنية‪ ،‬تشهد على‬ ‫ذلك مساهماتهم العديدة‪ ،‬وإنتاجاتهم الكثيرة‬ ‫في الحياة األدبية والعلمية‪ ،‬حيث عرفت نهضة‬ ‫علمية كبيرة وبارزة‪ ،‬أفرزت ثلة من العلماء‬ ‫واألدباء أخذوا عن عدد من الشيوخ والعلماء‬ ‫والصلحاء من أصل مغربي أو أندلسي في‬ ‫مختلف المساجد والزوايا والمدارس العتيقة‬ ‫والمراكز الثقافية‪ ،‬التي كانت موجودة بها قديما‬ ‫رغم قلتها‪ ،‬ونهلوا من معينهم اللغوي والديني‬ ‫والصوفي والعلمي الشيء الكثير والزاد الوفير‪.‬‬ ‫وعبد الكريم الكتامي المعروف بابن العجوز‬ ‫الذي تنسب إليه مدينة القصر الكبير‪ ،‬ال توجد‬ ‫معلومات كافية عن مولده ونشأته وحياته‪،‬‬ ‫فالمعلومات الموجودة ضئيلة‪ .‬فهو ينتمي إلى‬ ‫أسرة من سبتة‪ ،‬وأفرادها من الفقهاء والعلماء‬ ‫والقضاء‪ .‬وأبوه الفقيه عبد الرحيم بن أحمد‬ ‫الكتامي السبتي‪ ،‬وقد طلب عبد الكريم العلم‬ ‫أيضا وسمع من أبيه‪ .‬وقتل على يد المرابطين‬ ‫عند ما دخلوا قلعتهم الدمنة ‪.‬‬ ‫يقول األستاذ أحمد أشعبان عن عبد الكريم‬ ‫الكتامي ‪ ( :‬يعود الفضل األول‪ ،‬حسب اطالعنا‪،‬‬ ‫إلى القاضي عياض في رفع الغموض حول‬ ‫شخصية عبد الكريم فهو ‪ :‬عبد الكريم بن عبد‬ ‫الرحيم بن أحمد من أسرة كتامية تعرف باسرة‬ ‫ابن العجوز ‪ ...‬كان أفراد أسرة ابن العجوز من‬ ‫الفقهاء والعلماء والقضاة منذ القرن ‪ 4‬هـ ‪11 /‬‬ ‫م‪ ،‬ورتبت األسرة ضمن األسر الكبيرة القاطنة‬

‫بمدينة سبتة‪ .‬وأشار ابن مخلوف في حديثه‬ ‫عن عبد الرحيم «وله عقب نجباء بلغوا خمسة‬ ‫أئمة»‪ ،‬وعبد الكريم هو أحد األبناء الخمسة كما‬ ‫هو مبين أعاله في شجرة األسرة‪ ،‬ومعلوماتنا عن‬ ‫هذا الشخص قليلة جدا بالمقارنة مع ما كتب‬ ‫حول أخيه عبد الرحمان وأسرته‪ .‬فقد لخص‬ ‫القاضي عياض المعلومات الفريدة حول عبد‬ ‫الكريم كما يلي ‪ ...« :‬أما أخواه عبد العزيز وعبد‬ ‫الرحمان فقد ظال مع أبيهما عبد الرحيم‪ ،‬أما‬ ‫هو ( أي عبد الكريم ) فرحل لطلب العلم‪ ،‬وكان‬ ‫اكبر قومه كتامة وقتله المرابطون عند غلبتهم‬ ‫كتامة في قلعتهم الدمنة»‪ .‬ال تعرف بالضبط‬ ‫الفترة التي عاش فيها عبد الكريم‪ ،‬ويمكن أن‬ ‫نقترب نسبيا منها بالرجوع إلى تاريخ ازدياد‬ ‫ووفاة أبيه عبد الرحيم‪ ،‬فهو يتحدد في نهاية‬ ‫القرن الرابع والنصف األول من القرن الخامس‪،‬‬ ‫االزدياد ‪ 340‬هـ ‪ 942 /‬م – الوفاة ‪ 413‬هـ ‪/‬‬ ‫‪ 1015‬م‪ ،‬بمعنى أن حياة عبد الكريم سبقت‬ ‫ظهور المرابطين وربما عاصرت بدايتهم حسب‬ ‫(‪)13‬‬ ‫القاضي عياض )‪.‬‬ ‫ويضيف األستاذ أحمد شعبان ( ‪ ...‬انفراد‬ ‫نص بذكر تاريخ التأسيس في العصر اإلسالمي‬ ‫األول بالمغرب ‪ :‬النص ‪ ...« :‬ثم مدينة قصر‬ ‫كتامة أسسه أمير كتامة عبد الكريم في أول‬ ‫اإلسالم‪ ،‬عام اثنين ومائة» موافق ‪ 720‬م‪ .‬أورد‬ ‫الزياني النص في تقديمه للمدن المغربية‪،‬‬ ‫ورتب قصر كتامة بعد مدينة «حجر النسر»‪.‬‬ ‫وفي صفحة أخرى أضاف أسماء مختلفة ‪ ...« :‬ثم‬ ‫مدينة كتامة بسربف قرب القصر ‪ ...» ،»...‬ثم‬ ‫(‪)14‬‬ ‫قصر عبد الكريم بقرب كتامة ‪.»...‬‬ ‫أما األستاذ محمد المغراوي فيقول عن عبد‬ ‫الكريم الكتامي ما يلي ‪ ( :‬عبد الكريم بن عبد‬ ‫الرحمان بن العجوز الكتامي‪ ،‬وهو فقيه ينتمي‬ ‫إلى أسرة علمية كتامية كانت تقيم بستة‪ ،‬ورثت‬

‫العلم أجياال بعد أجيال‪ ،‬وقد ترك هذا الفقيه‬ ‫سبتة وصار زعيما بين قومه كتامة في قلعة‬ ‫الدمنة الجبلية‪ ،‬التي كانت القبيلة تراقب منها‬ ‫مجالها الممتد إلى حدود حوض نهر لكوس ‪...‬‬ ‫قام الزعيم عبد الكريم بن العجوز الكتامي ببناء‬ ‫قصر بمدينة سوق كتامة إلعادة االعتبار لدورها‬ ‫(‪)15‬‬ ‫التاريخي الذي توقف )‪.‬‬ ‫ويضيف كذلك (‪ ...‬ما نتج عنه تخريب هذه‬ ‫المدينـــة وقتــل زعيــم كتــامـة عبد الكريم‬ ‫ابن العجوز سنة ‪ 465‬هـ‪ 1073 .‬م )‪ .‬الصفحة‬ ‫‪)16‬‬ ‫‪( .55‬‬ ‫وجاء في كتاب مرأة المحاسن تأليف أبو‬ ‫حامد محمد العربي الفاسي الفهري حول نسبة‬ ‫مدينة القصر الكبير إلى عبد الكريم الكتامي ما‬ ‫يلي ‪ ( :‬وأما عبد الكريم الذي يضاف إليه‪ ،‬فإنه‬ ‫رئيس من رؤسائهم كان فيه‪ ،‬وسمعت سابقا‬ ‫من أهل تلك البالد أنه ‪ :‬قصده جيش السلطان‪،‬‬ ‫ففر إلى الدمنة وتحصن بها‪ ،‬ثم القى نفسه‬ ‫وهو على فرسه من موضع هنالك ينعتونه من‬ ‫سورها‪ ،‬وأنه وصل إلى األرض سالما هو وفرسه‪،‬‬ ‫ثم ال يذكــرون اآلن ما كــان بعـد ذلك من‬ ‫( ‪) 17‬‬ ‫أمره)‪.‬‬ ‫نستخلــص ممــا سلـــف أن مدينـــة‬ ‫القصر الكبير كانت تحمل عدة أسماء منها إسم‬ ‫قصر عبد الكريم الكتامي‪ ،‬نسبة إلى عبد الكريم‬ ‫الكتامي بن عبد الرحيم المعروف بابن العجوز‪،‬‬ ‫الذي انتقل إلى المدينة‪ ،‬وأقام بها وأصبح من‬ ‫حكامها وأشياخها‪ ،‬فشيد بها مقرا له عرف بقصر‬ ‫عبد الكريم الكتامي‪ .‬وقد عاش خالل عصر‬ ‫الدولة المرابطية ( ‪ 1056‬ـ ‪ 1147‬م )‪ ،‬حيث‬ ‫مات مقتوال من طرفهم خالل معر كة دارت بينه‬ ‫وبينهم بالدمنة‪ ،‬فانتصروا عليه‪ ،‬وذلك سنة‬ ‫‪ 465‬هـ ‪ 1073 /‬م‪.‬‬

‫(‪ )1‬محمد حجي ‪ .‬كتاب الحركة الفكرية بالمغرب في‬ ‫عهد السعديين‪ .‬السنة ‪ .1978‬الصفحة‪.427‬‬ ‫(‪ )2‬الشريف اإلدريسي ‪ .‬كتاب ‪ :‬أُنس المهج وروض‬ ‫الفرج ‪ .‬قسم شمال إفريقيا وبالد السودان ‪.‬‬ ‫تحقيق الوافي نوحي ‪ .‬الطبعة األولى ‪. 2007 .‬‬ ‫( منشورات وزارة األوقاف )‪ .‬الصفحة ‪ . 309‬رقم‬ ‫الترجمة ‪. 135‬‬ ‫(‪ )3‬كتاب ‪ :‬التشوف إلى رجال التصوف وأخبار أبي‬ ‫العباس السبتي ‪ .‬ألبي يعقوب يوسف بن يحي‬ ‫التادلي عرف بابن الزيات ( ت ‪ 617‬هـ ‪1220 /‬‬ ‫م ) ‪ .‬تحقيق أحمد التوفيق ‪ .‬الصفحة ‪. 288‬‬ ‫الهامش ‪ . 533‬الطبعة الثانية ‪. 1997 .‬‬ ‫(‪ )4‬كتاب ‪ :‬الروض المعطار في خبر األقطار ‪ .‬معجم‬ ‫جغرافي ‪ .‬مع فهارس شاملة ‪ .‬تأليف محمد بن‬ ‫عبد المنعم الحميري ‪ .‬حققه إحسان عباس ‪.‬‬ ‫الصفحة ‪ . 476‬الطبعة الثانية ‪. 1984 .‬‬ ‫(‪ )5‬كتاب معجم البلدان ‪ .‬لياقوت الحموي (توفي‬ ‫سنة‪625‬هـ‪1229 /‬م) المجلد الرابع ‪ ،‬الصفحة‬ ‫‪. 362‬السنة ‪1979‬م ‪.‬‬ ‫(‪ )6‬كتاب الهبط عبر العصور القصر الكبير عاصمة‬ ‫الهبط العرائش أعرق مرسى مغربية في‬ ‫المحيط األطلسي‪ ،‬لعبد العزيز بنعد اهلل‪ .‬السنة‬ ‫‪ . 2008‬الصفحة‪. 106‬‬ ‫(‪ )7‬كتاب اإلحاطة في أخبار غرناطة تأليف لسان‬ ‫الجين بن الخطيب ‪ ،‬تحقيق محمد عبد‬ ‫اهلل عنان‪،‬المجلد الثالث‪ .‬الطبعة األولى ‪.‬‬ ‫السنة‪ . 1975‬هامش الصفحة‪. 377‬‬ ‫(‪ )8‬كتاب (شعب اإليمان) للعالمة عبد الجليل‬ ‫القصري‪ ،‬المحقق من طرف سيد كسراوي حسن‬ ‫‪ .‬الطبعة األولى ‪ .‬السنة ‪ . 1990‬الصفحة ‪. 12‬‬ ‫(‪ )9‬كتاب ( عصر المنصور الموحدي أو الحياة‬ ‫السياسية والفكرية والدينية في المغرب من‬ ‫سنة ‪ 580‬إلى سنة ‪ ،) 595‬تأليف محمد الرشيد‬ ‫ملين‪ .‬طبعة ‪1946‬م‪ .‬الصفحة ‪. 152‬‬ ‫(‪ )10‬عبد العزيز بنعبد اهلل ‪ ،‬القصر الكبير أول حاضرة‬ ‫في المغرب‪ .‬مجلة المناهل ‪ .‬العدد‪ . 1‬السنة‬ ‫‪ . 1974‬الصفحة‪. 43‬‬ ‫(‪ )11‬الحاج عبد السالم القيسي ‪ .‬كتاب مدينة القصر‬ ‫الكبير تاريخ ومجتمع ووثائق ‪ .‬السنة‪. 2006‬‬ ‫الصفحة ‪. 9‬‬ ‫(‪ )12‬اآلية رقم ‪ 23‬من سورة األحزاب ‪.‬‬ ‫(‪ )13‬أحمد أشعبان ‪ .‬كتاب مدينة القصر الكبير‬ ‫الذاكرة والحاضر ‪ .‬الطبعة األولى ‪. 2000 .‬‬ ‫الصفحة ‪ 38‬و‪. 39‬‬ ‫(‪ )14‬أحمد شعبان ‪ .‬نفس المرجع ‪ .‬الصفحة ‪. 43‬‬ ‫(‪ )15‬كتاب ‪ :‬مدينة القصر الكبير الذاكرة والحاضر ‪.‬‬ ‫مدينة قصر كتامة من األصول إلى نهاية عصر‬ ‫الموحدين ‪ .‬بقلم محمد المغراوي ‪..‬الطبعة‬ ‫األولى ‪ . 2000 .‬الصفحة ‪. 54‬‬ ‫(‪ )16‬كتاب ‪ :‬مدينة القصر الكبير الذاكرة والحاضر‬ ‫‪ .‬مدينة قصر كتامة من األصول إلى نهاية‬ ‫عصر الموحدين ‪ .‬بقلم محمد المغراوي‪.‬الطبعة‬ ‫األولى ‪ . 2000 .‬الصفحات من ‪ 49‬إلى ‪. 74‬‬ ‫(‪ )17‬كتاب مرآة المحاسن من أخبار الشيخ أبي‬ ‫المحاسن ‪ .‬تأليف أبو حامد محمد العربي بن‬ ‫يوسف الفاسي الفهري ‪ .‬دراسة وتحقيق محمد‬ ‫حمزة بن علي الكتاني ‪ .‬الطبعة األولى ‪. 2008‬‬ ‫الصفحة ‪. 308‬‬

‫ميثاق السلوك اإلعالمي الالتمييزي الخاص بالصحافي‬ ‫والمؤسسة الصحفية‬ ‫نحن المشاركون في الورشة التكوينية‪،‬‬ ‫المنعقدة يوم الجمعة ‪ 17‬فبراير ‪ 2017‬ببيت‬ ‫الصحافة بطنجة والمنظمة من طرف المنظمة‬ ‫اإلسبانية « نساء في مواقع األزمات » ( ‪) MZC‬‬ ‫والمؤطرة من طرف المديرية الجهوية لالتصال‬ ‫بجهة طنجة ‪ /‬تطوان ‪ /‬الحسيمة‪ ،‬نعلن التزامنا‬ ‫بعدم التمييز بين المرأة والرجل في كل أعمالنا‬ ‫الصحفية والعمل على تقوية ثقافة المساواة‬ ‫بين الجنسين مع التقيد بما يلي‪:‬‬ ‫الصحافي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬استحضار الخلفية الحقوقية في‬ ‫المعالجة الصحفية لمقاربة النوع االجتماعي‪.‬‬ ‫‪ - 2‬التحلي بالموضوعية والحيادية في‬ ‫مقاربة النوع‪.‬‬ ‫‪ - 3‬عدم تشيئ المرأة واختصارها في صور‬ ‫حاطة بالكرامة‪.‬‬ ‫‪ - 4‬استحضار وااللتـــزام بأخالقيـــات‬ ‫المهنة في مضمون األجناس الصحفية واللغة‬ ‫الصحفية‪.‬‬ ‫‪ - 5‬تجنب أحكـــام القيمة في الخطاب‬ ‫واللغةالصحفية‪.‬‬ ‫‪ - 6‬عدم استعمال الكلمات واأللفاظ‬ ‫والصور واألشرطة التمييزية بين الجنسين‪.‬‬ ‫‪ - 7‬عدم التركيز على الجوانب السلبية‬ ‫والدرامية لصور المرأة في المحتوى اإلعالمي‪.‬‬ ‫‪ - 8‬عدم االنحياز والتفضيل بين الجنسين‬ ‫في المعالجة الصحفية لألحداث والوقائع‪.‬‬

‫‪ - 9‬عدم االنسياق مع العادات المسيئة‬ ‫للمرأة‪.‬‬ ‫‪ - 10‬استحضار الضمير المهني في كل‬ ‫األجناسالصحفية‪.‬‬ ‫المؤسسة الصحفية‪:‬‬ ‫‪ - 1‬وضع قانون داخلي للمقاولة اإلعالمية‬ ‫يلزم العاملين باحترام النوع االجتماعي ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬وضع لجنــة للمتابعـــة والتقييم‬ ‫للمضمون اإلعالمي للمقاولة الصحفية وكذا‬ ‫مراقبة وتجويد المحتوى الالتمييزي‪.‬‬ ‫‪ - 3‬اعتماد الكفاءة والمردودية واالستقامة‬ ‫في مقاربة النوع‪.‬‬ ‫‪ - 4‬إبراز الجوانـــب االيجابية والتجارب‬ ‫الناجحةللمرأة‪.‬‬ ‫‪ - 5‬احترام دفتــر التحمــالت الخاص‬ ‫بالوسائل السمعية بصرية العامة والخاصة‪.‬‬

‫‪ - 6‬مراعاة حضور المرأة في النشرات‬ ‫االخبارية والبرامج‪.‬‬ ‫‪ - 7‬احترام خصوصية المرأة في الدعاية‬ ‫واإلشهار وعــدم االنسيـــاق وراء المعلنين‬ ‫والمستشهرين‪.‬‬ ‫‪ - 8‬عدم تكريس الصورة النمطية‬ ‫واألحكام المسبقـــة ضــد المرأة في األعمال‬ ‫الصحفية‪.‬‬ ‫‪ - 9‬وضع ميثاق تحرير منصف وعادل يراعي‬ ‫خصوصيةالجنسين‪.‬‬ ‫‪ - 10‬تشجيع المرأة لولوج مراكز التدبير‬ ‫والتسيير في مختلف وسائل اإلعالم السمعية‬ ‫بصرية‪ ،‬المكتوبة والرقمية‪.‬‬ ‫‪ - 11‬التزام المقاولة الصحفية بالمواثيق‬ ‫الوطنية والمعاهدات الدولية التي تهدف تقوية‬ ‫ثقافة المساواة بين الرجل والمرأة‪.‬‬


‫العدد ‪878‬‬

‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬فرباير �إلى ‪ 06‬مار�س ‪2017‬‬

‫بناء الترجمة عند العالمة‬

‫سيدي عبد اهلل المرابط الترغي‬ ‫(‪)2/1‬‬

‫‪ -‬بقلم ‪ :‬دة‪ .‬هدى المجاطي‬

‫العالمة سيدي عبد اهلل المرابط الترغي يقف على رأس المؤصلين والمهتمين باألدب المغربي؛ خاصة ما يتعلق بالدراسة التراثية وأدب التراجم‪،‬‬ ‫وهذا واضح في كتبه التي تتميز بنفس استقرائي نادر وبعلمية ذات سمت دقيق‪ ،‬وهو في هذا الباب وارث أسرار هذا العلم الذي أرسيت قواعده من‬ ‫طرف علماء أجلة‪.‬‬ ‫لم يكن رحمه اهلل يكتفي باستعراض المادة الترجمية بقدر ما يغوص في مكوناتها‪ ،‬ويستبطن آثار المترجم له ليستخلص معلومات نادرة عنه‪،‬‬ ‫وهذا ما ميزه عن غيره من الباحثين في علم التراجم‪.‬‬ ‫عرف العالمة سيدي عبد اهلل المرابط الترغي الترجمة بقوله «هي كل ما يمكن أن‬ ‫يزيل المستور عن معرفة الرجال‪ ،‬أي كل ما يقربنا إلى الرجل الذي نريد التعرف عليه‪،‬‬ ‫سواء كانت المادة وفيرة أو قليلة؛ فقد تقتصر الترجمة على ذكراسم الرجل وسلسلة‬ ‫نسبه كما هو وارد في بعض كتب التراجم‪ ،‬وقد تتجاوز ذلك إلى التعرف على شيوخه‬ ‫(‪)1‬‬ ‫وطلبته وعلى إنتاجه العلمي وما إلى ذلك»‪.‬‬ ‫هذه التجربة العلمية الفريدة أصلها في أطروحته األولى ‹‹فهارس علماء المغرب‬ ‫منذ النشأة إلى القرن الثاني عشر للهجرة›› التي نوقشت في بداية الثمانينيات‬ ‫بفاس بإشراف الدكتور عبد السالم الهراس رحمه اهلل الذي قال عنها وقتئذ ‹‹هذا‬ ‫الموضوع يبسط أمامنا جغرافية المغرب العلمية‪ ،‬يفصلها تفصيال ويوقفنا على أمجاد‬ ‫سلفنا الذين أدرك المغرب بفضلهم ما أدركه من شهرة علمية في العالم اإلسالمي‪،‬‬ ‫لذلك فالموضوع جديد وهام وقيم‪..‬استطاع الطالب الباحث عبد اهلل المرابط الترغي‬ ‫تناوله تناول الخبير الملم‪ ،‬حيث استجمع عناصره وبسطها في هذه المجلدات الثالث‬ ‫التي لو طبعت طبعة أخرى لوصلت إلى ست‪..‬وامتاز تناوله بالشمولية والدقة والحذر‬ ‫وبعض المغامرة‪..‬فقد أتى الرجل بالجديد في مادته ومنهاجه واستنتاجه»(‪ )2‬واهتمامه‬ ‫بالترجمة راجع باألساس إلى استفادته من دروس الدكتور محمد بنشريفة أكرمه اهلل‬ ‫في السنة الجامعية ‪ 1978-1977‬أثناء تحضيره لدبلوم الدراسات العليا‪.‬‬ ‫والفهرسة صنف من التأليف تكمن أهميته في نواح متعددة «فهي إذ تنقل النشاط‬ ‫التعليمي المباشر‪،‬تذكر من أخبار الرجال وأحوالهم ونشاطهم العلمي والتأليفي‪ ،‬وتثير‬ ‫(‪)3‬‬ ‫بعض الحقائق التاريخية مما ال نعثر عليه في غيرها»‪.‬‬ ‫ما ألفه العالمة سيدي عبد اهلل المرابط الترغي من كتب وما نشره من مقاالت‬ ‫ودراسات‪ ،‬دليل على سبقه وأصالته في علم التراجم الذي ساهم في إرساء ضوابطه؛‬ ‫أقصد ما يتعلق بالمكونات والعناصر البنائية للترجمة‪ ،‬وهذا ال يتأتى إال لمن خبر‬ ‫الطريق بصبر وأناة وعدة فكرية وعلمية‪.‬‬ ‫ولعل أهم ما ألفه في هذا الباب‪ ،‬كتابه األخير «من أعالم شمال المغرب» الذي‬ ‫تحضر فيه تراجم لعلماء أعيان يجمع بينهم‪ :‬من حيث االنتماء الزمني كونهم من‬ ‫مراحل العصور الحديثة‪ ،‬فتشمل تراجم رجال امتدت حياتهم خالل القرون الثالثة‬ ‫األخيرة‪ ،‬ومن حيث االنتماء المكاني فهم ينتمون جميعا إلى منطقة شمال المغرب من‬ ‫مدن‪ :‬طنجة وتطوان وأصيلة وشفشاون والعرائش والقصر الكبير ووزان‪ ،‬كما يشمل‬ ‫تراجم رجال ينتمون إلى القبائل الجبلة الواقعة في نطاق تلك المدن المذكورة؛ قبائل‬ ‫الهبط وجبالة وقبائل غمارة واالخماس‪.‬‬ ‫يختص الكتاب بتراجم أعالم شمال المغرب للتعريف بهم وإحياء ذكرهم‪،‬‬ ‫وتأكيد حضورهم في المشهد الثقافي بالشمال‪ ،‬وال تقتصر هذه التراجم‬ ‫على أبناء منطقة الشمال؛ ممن كانت والدتهم به‪ ،‬بل أيضا بالوافدين‬ ‫عليه من العلماء واألدباء الذين استقر بهم المقام في هذا الربع‪.‬‬ ‫يقع الجزء األول في مئتين وأربع وتسعين صفحة‪ ،‬ويضم‬ ‫سبعا وخمسين ترجمة؛ يبدأ بترجمة الفقيه أبي مهدي عيسى‬

‫المنصوري أحمدون (كان حيا سنة ‪1142‬هـ‪1729/‬م) وتنتهي بترجمة األستاذ سعيد‬ ‫بن أحمد العياشي أعراب (ت ‪1424‬هـ‪2003 /‬م)‪ .‬بينما يقع الجزء الثاني في مئتين‬ ‫وست وثالثين صفحة‪ ،‬ويبدأ بترجمة الشريف البقالي سيدي علي بن أحمد (كان‬ ‫حيا سنة ‪1111‬هـ‪1699 /‬م) وتنتهي بترجمة الشاعر عبد الواحد أخريف (ت‪2010‬م)‪،‬‬ ‫فاالختصاص الزمني لهذا العمل يغطي مرحلة هامة من تاريخ المغرب تمتد من القرن‬ ‫الثامن عشــر إلى نهاية القرن العشرين‪.‬‬ ‫وإذا كانت التراجم في الجزء األول تقتصر على العلماء واألدباء‪ ،‬فإنها في الجزء‬ ‫الثاني تتجاوزها إلى القضـــاة وأصحــاب الفتـــوى باعتبارهم أصحاب علم ومواقف‬ ‫مارسوا في بيئتهم ما احتاجت إليه من علوم وقضاء وشريعة «فحفظوا ألنفسهم موقعا‬ ‫في الذكـر بين أعـــالم شمـــال المغرب»‪.‬‬ ‫وينفـرد الكتاب – في جزءيه‪ -‬بالترجمة ألعالم البادية الذين كان لهم حضــور في‬ ‫لم يرد ذكرهم في الكتب التي أرخت للمغرب‬ ‫الدرس والتأليــف‪،‬‬ ‫ولم يكن لهم حضور في كتب التراجم‪.‬‬ ‫ولشمالـــه‪،‬‬ ‫والترجمـــة عنــــده بقـــدر ماهي‬ ‫خاضعة لمجموعــة من الضوابط‬ ‫والثوابت‪ ،‬تتجاوزهـــا حســـب‬ ‫المــادة البيوغرافيــــة التـــي‬ ‫يتوصل إليها من خالل بحثه‬ ‫المستقصي‪.‬‬ ‫هوامش ‪:‬‬ ‫‪ :1‬د‪.‬عبد اهلل المرابط الترغي‪ :‬مداخلة‬ ‫في اليوم الدراسي الذي نظمه مركز عقبة‬ ‫بن نافع للدراسات حول الصحابة والتابعين‬ ‫بطنجة في موضوع‹‹فن الترجمة بين‬ ‫الصياغة والتقعيد›› يوم ‪8‬مارس ‪2012‬‬ ‫‪ : 2‬د‪.‬عبد اللطيف شهبون‪ :‬ذكريات‬ ‫صداقة‪-‬ص‪.28 :‬‬ ‫‪ : 3‬د‪.‬عبد اهلل المرابط الترغي‪ :‬فهارس‬ ‫علماء المغرب منذ النشأة إلى القرن الثاني‬ ‫عشر للهجرة‪ -‬ص‪.6:‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪ 28‬فرباير �إلى ‪ 06‬مار�س ‪2017‬‬

‫العدد ‪878‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫�صلة الرحم‬

‫هَّ َ‬ ‫ام»‪� ،‬أي واتقوا الأرحام �أن تقطعوها‪ ،‬ويقول‬ ‫ون ِب ِه َو ْ أ‬ ‫يقول اهلل جل عاله‪َ « :‬وا َّت ُقوا الل َّالذِي ت َ​َ�سا َء ُل َ‬ ‫الَ ْر َح َ‬ ‫اللُ‬ ‫ذِين َل َعنَهُ ُم هَّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ك ْم �أ َ‬ ‫ولئ َ‬ ‫�ض َو ُت َق ِّط ُعوا �أ ْر َحا َم ُ‬ ‫�سبحانه‪َ »:‬فهَ ْل عَ َ�س ْيت ُْم ِ�إن َت َو َّل ْيت ُْم َ�أن ُتفْ�سِ ُدوا يِف ْ أ‬ ‫ِك َّال َ‬ ‫ال ْر ِ‬ ‫ارهُ ْم»‪ ،‬الرحم هم األقارب وهم بعد الوالدين أكثر الناس صلة بالمرء وأسبقهم إلى‬ ‫َف�أَ َ�ص َّمهُ ْم َو َ�أ ْع َمى �أَ ْب َ�ص َ‬ ‫معاونته‪ ،‬وأشدهم رغبة في وصول الخير إليه‪ ،‬وأعظمهم شفقة عليه ومحبة له واختالطا به‪ ،‬وطريقة صلة‬ ‫الرحم أن يطعمهم إذا جاعوا ويقضي عنهم ديونهم إذا عجزوا عن الوفاء‪ ،‬ويؤمنهم إذا خافوا ويفرج كروبهم‬ ‫إذا ضاقوا بها ذرعا‪ ،‬وبالجملة يقوم بما هم في حاجة إليه فيتودد إليهم بالزيارة ويالقيهم بالبشاشة والترحيب‬ ‫ويبادرهم بالسالم إذا لقيهم ويجتهد االجتهاد كله في أن يتحببوا إليه ويتحبب إليهم‪ ،‬بمثل هذا تكون صلة‬ ‫الرحم واإلحسان إلى ذوي القربى فهل يوجد بيننا كثير من الناس يقومون بهذه الصلة ويتقون اهلل في الضعاف‬ ‫من أقاربهم‪ ،‬وشرط هذه الصلة القدرة عليها إذ ال يكلف اهلل نفسا إال وسعها‪ ،‬وبيننا معشر المسلمين كثير‬ ‫من القادرين يعيشون في هذه الدنيا ألنفسهم وفي داخل حدود أنانيتهم وقد أعماهم عما يجب عليهم نحو‬ ‫قرابتهم إما إسراف مفرط أوشح مطاع‪ ،‬فهم يقطعون هذه الصلة وال يجتذبون قلوب أقاربهم باإلحسان إليهم‪،‬‬ ‫بل كثير منهم إذا رأى بين أقاربه فقراء ضعافا ينفى صلته بهم اشمئزازا من أن يكون بين أقاربه صانع فقير أو‬ ‫عامل أجير‪ ،‬كأنه أخذ عهدا على اهلل وميثاقا أن يديم عليه النعمة فال تبيد أبدا إلى أن يفارق الدنيا‪ ،‬وكأن اإلنسان‬ ‫في نظره برز إلى هذا الوجود ومعه هذه النعم وقد تلقتها القابلة يوم ميالده كما تلقته‪ ،‬ونسي أن حطام الدنيا‬ ‫عرض زائل وعارية تنتقل من يد زيد إلى يد عمرو‪ ،‬وجهل أن حفظ النعم والعمل على دوامها ونمائها ال يكون‬ ‫إال في الجانب الذي فيه الشكر‪ « ،‬لئن شكرتم ألزيدنكم»‪،‬‬ ‫من شكر النعمة فقد قيدها بعقالها ومن لم يشكرها فقد‬ ‫تعرض لزوالها‪ ،‬ومن مظاهر شكر النعمة إعطاء الفقير‬ ‫حقه منها‪ ،‬فكيف إذا كان هذا الفقير من األقارب الذين‬ ‫أمر الشارع بتقديمهم على غيرهم وحذر من تقديم‬ ‫غيرهم عليهم في إعطاء الزكاة الواجبة على غيرها‪ ،‬أخرج‬ ‫النسائي والترمذي مرفوعا‪«:‬الصدقة على المسكين صدقة‬ ‫وعلى القريب صدقتان‪ ،‬صدقة وصلة»‪ ،‬وأخرج الطبراني‬ ‫مرفوعا‪ « :‬والذي بعثني بالحق ال يعذب اهلل يوم القيامة‬ ‫من رحم اليتيم والن له في الكالم ورحم يتمه وضعفه ولم‬ ‫يتطاول على جاره بفضل ماء أتاه اهلل‪ ،‬ثم قال ياأمة محمد‬ ‫والذي بعثني بالحق ال يقبل اهلل صدقة من رجل وله قرابة‬ ‫محتاجون إلى صلته ويصرفها إلى غيرهم‪ ،‬والذي نفسي‬ ‫بيده ال ينظر اهلل إليه يوم القيامة»‪ ،‬وأخرج الطبراني أيضا‪:‬‬ ‫« ما من ذي رحم يأتى ذا رحمه فيسأله فضال أعطاه اهلل‬ ‫إياه فيبخل عليه إال أخرج اهلل له من جهنم حية يقال لها‬ ‫شجاع يتلمظ فيطوف به»‪ ،‬وأخرج أيضا‪« :‬أيما رجل أتاه ابن‬ ‫عمه يسأله من فضله فمنعه منعه اهلل فضله يوم القيمة»‪.‬‬ ‫ثم إن كثيرا من المسلمين يجهل أن هذا الدين الحنيف يدعوا في كل ما يدعوا إليه من النصح واإلرشاد‬ ‫إلى توثيق عرى الروابط التي بين المسلمين حتى يكونوا يدا واحدة من الفرد إلى الجماعة إلى الطائفة إلى‬ ‫القبيلة إلى األمة‪ ،‬إلى األمم اإلسالمية على اختالف أجناسها وألوانها‪ ،‬حتى أنه وحدها في الخطاب داللة على‬ ‫«كنت ُْم َخيرْ َ �أُ َّم ٍة �أُ ْخ ِر َج ْ‬ ‫هذه الرابطة‪ ،‬فقال‪ُ :‬‬ ‫َّا�س»‪ ،‬فإذا حض على احترام األبوين أو صلة الرحم أو‬ ‫ت لِلن ِ‬ ‫االعتصام بالعروة الوثقى أو عدم التفرق أو الزكاة أو الحج أو شهادة أن ال إله إال اهلل‪ ،‬فإنما يريد بذلك توثيق‬ ‫وجمع شمل األمة وربطها برباط وثيق من األلفة والمحبة‪ ،‬فصلة الرحم نوع من هذه األنواع ألن فيها من‬ ‫الروابط العائلية ما تجتمع به كلمة األسرة‪ ،‬وحسب امرئ من أقاربه أن يكون محبوبا منهم دائم الصلة بهم‬ ‫ليحصل على كمال اإليمان ورضوان اهلل والفضل الذي تجلبه هذه الصلة‪ ،‬أخرج الشيخان مرفوعا‪« :‬من كان‬ ‫يومن باهلل واليوم اآلخر فليكرم ضيفه‪ ،‬ومن كان يومن باهلل واليوم األخر فليصل رحمه‪ ،‬ومن كان يومن باهلل‬ ‫واليوم األخر فليقل خيرا أو ليصمت»‪ ،‬وأخرج الحاكم مرفوعا‪« :‬من سره أن يمد له في عمره ويوسع له في رزقه‬ ‫ويدفع عنه ميتة السوء فليتق اهلل وليصل رحمه»‪ ،‬وأخرج الشيخان واللفظ لمسلم‪« :‬عرض أعرابي لرسول‬ ‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم وهو في سفر فأخذ بزمام ناقته ثم قال يا رسول اهلل‪ :‬أخبرني بما يقربني من الجنة‬ ‫ويباعدني عن النار؟ فكف النبي صلى اهلل عليه وسلم ثم نظر في أصحابه ثم قال لقد وفق هذا أو لقد هدي‪ ،‬قال‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫كيف قلت؟ فأعادها فقال النبي صلى اهلل عليه وسلم ‪ :‬تعبد اهلل ال تشرك به شيئا وتقيم الصالة وتوتي الزكاة‬ ‫وتصل الرحم‪ ،‬دع الناقة فلما أدبر قال صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬إن تمسك بما أمرته به دخل الجنة»‪ ،‬وأخرج أبو‬ ‫الشيخ وابن حبان والبيهقى‪ « :‬قيل يارسول اهلل من خير الناس؟ قال أتقاهم للرب وأوصلهم للرحم وآمرهم‬ ‫بالمعروف وأنهاهم عن المنكر»‪ ،‬وأخرج البزار والطبراني مرفوعا‪ « :‬ثالث من كن فيه حاسبه اهلل حسابا يسيرا‬ ‫وأدخله الجنة برحمته‪ ،‬قالوا وما هي يا رسول اهلل؟ قال تعطى من حرمك وتصل من قطعك وتعفو عمن ظلمك‪،‬‬ ‫فإذا فعلت ذلك أدخلك اهلل الجنة»‪ ،‬وأخرج أحمد عن عقبة بن عامر قال‪ « :‬لقيت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫فأخذت بيده فقلت يارسول اهلل أخبرني بفواضل األعمال؟ فقال يا عقبة‪ :‬صل من قطعك وأعط من حرمك واعف‬ ‫عمن ظلمك‪ ،‬زاد الحاكم‪ ،‬أال ومن أراد أن يمد في عمره ويبسط في رزقه فليصل رحمه»‪ ،‬وأخرج الطبراني‪ ،‬عن‬ ‫أبي ذر قال‪« :‬أوصاني خليلي صلى اهلل عليه وسلم بخصال من الخير‪ ،‬أوصاني أن ال أنظر إلى من فوقي وأن أنظر‬ ‫إلى من هو دوني‪ ،‬وأوصاني بحب المساكين والدنو منهم‪ ،‬وأوصاني أن أصل رحمي وإن أدبرت‪ ،‬وأوصاني أن‬ ‫ال أخاف في اهلل لومة الئم‪ ،‬وأوصاني أن أقول الحق وإن كان مرا‪ ،‬وأوصاني أن أكثر من قول ال حول وال قوة إال‬ ‫باهلل فإنها كنز من كنوز الجنة»‪.‬‬ ‫ْط ُعون ما �أَمر هَّ ُ‬ ‫و�ص َل‬ ‫ون عَ ْه َد هَّ ِ‬ ‫الل ِب ِه �أَن ُي َ‬ ‫وقال اهلل عز وجل‪َ « :‬و َّال َ‬ ‫ذِين َين ُق ُ�ض َ‬ ‫الل مِن َب ْعدِ مِي َثا ِق ِه َو َيق َ َ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الَ ْر�ض �أُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ولئ َ‬ ‫الدا ِر » وأخرج الشيخان عن أبي هريرة مرفوعا‪« :‬إن‬ ‫ِك لهُ ُم الل ْعنَة َولهُ ْم ُ�سو ُء َّ‬ ‫َو ُيفْ�سِ ُد َ‬ ‫ون يِف أ ِ‬ ‫اهلل خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت‪ :‬هذا‬ ‫مقام العائذ بك من القطيعة‪ ،‬قال نعم أما ترضي أن أصل‬ ‫من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت بلى‪ ،‬قال فهو لك‪ ،‬ثم‬ ‫قال صلى اهلل عليه وسلم ‪« :‬اقر�ؤوا �إن �شئتم‪َ :‬ف ْ‬ ‫هل عَ َ�س ْي ُتمْ‬ ‫ال ْر ِ�ض و َُت َق ِّطعُوا �أَ ْرحَ ا َم ُكمْ »‪ ،‬وأخرج‬ ‫�إِن َت َو َّل ْي ُتمْ �أَن ُت ْف ِ�س ُدوا يِف َْ أ‬ ‫أحمد مرفوعا‪« :‬إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس‬ ‫وليلة جمعة فال يقبل عمل قاطع رحم»‪ ،‬وأخرج ابن حبان‬ ‫وغيره‪ « :‬ثالثة ال يدخلون الجنة مدمن الخمر وقاطع الرحم‬ ‫ومصدق بالسحر»‪ ،‬وعن جماعة من الصحابة‪ « :‬كنا جلوسا‬ ‫عند رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فقال ال يجالسنا اليوم‬ ‫قاطع رحم‪ ،‬فقام فتى من الحلقة فأتى خالة له قد كان‬ ‫بينهما بعض الشيء فاستغفر لها واستغفرت له ثم عاد إلى‬ ‫المجلس‪ ،‬فقال النبي صلى اهلل عليه وسلم إن الرحمة ال‬ ‫تنزل على قوم فيهم قاطع رحم»‪ ،‬وأخرج الشيخان مرفوعا‪:‬‬ ‫« الرحم معلقة بالعرش تقول‪ :‬من وصلني وصله اهلل ومن‬ ‫قطعني قطعه اهلل»‪ ،‬وفي رواية للبخاري‪« :‬قال اهلل تعالى‪:‬‬ ‫أنا اهلل وأنا الرحمان خلقت الرحم وشققت لها إسما من‬ ‫إسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته»‪.‬‬ ‫فمن امتثل ياأمة رسول اهلل ألوامر الشرع وصل‬ ‫ومن تمسك بآداب الدين نال غاية األمل وانكشفت له الحقائق وظهرت له األسرار‪ ،‬ولقد تمسك الصدر األول‬ ‫بتعاليمه وفهموا أسرار أوامره فسعدوا وصلح حالهم وانتشر األمن والرخاء فيما بينهم وعمت السعادة وبلغ‬ ‫الناس ما يؤملون من طمأنينة ورفاهية‪ ،‬عملوا بكالم اهلل وسنة رسوله فكان لهم بهذا الشرف األكبر والمجد‬ ‫األثيل وامتلكوا مشارق األرض ومغاربها‪ ،‬وصدق اهلل لهم وعده‪َ « ،‬و َ‬ ‫ان َحقًّا عَ َل ْينَا َن�صرْ ُ مْ ُال�ؤْ ِمنِنيَ »‪�ِ « ،‬إن‬ ‫ك َ‬ ‫تَن�صرُ وا هَّ َ‬ ‫ك ْم َو ُي َث ِّب ْ‬ ‫ت �أَ ْق َدا َم ُ‬ ‫الل َين�صرُ ْ ُ‬ ‫ك ْم»‪ ،‬كان سلفنا الصالح على تقوى من اهلل ورضوان أخالقهم جميلة‬ ‫ُ‬ ‫وأعمالهم جليلة قلوبهم بيضاء ومعاملتهم حسناء‪ ،‬ءامنوا بالرسول وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل‬ ‫معه‪ ،‬كان المسلم فيما مضى يعفو عمن ظلمه ويعطي من حرمه ويصل من قطعه‪ ،‬ال يخون األمانة وال يؤذي‬ ‫الجار وال يحسد وال يحقد‪ ،‬قلوبهم على قلب رجل واحد وما ذلك إال لسطوع نور اإلسالم في نفوسهم وتمكنه‬ ‫ِيم»‪ ،‬فتحسنت أخالقهم وصاروا إخوانا بنور‬ ‫َ�صم ِب هَّ ِ‬ ‫الل َف َق ْد هُ َ‬ ‫دِي ِ�إ َلى �صرِ َ ٍ‬ ‫من قلوبهم‪َ « ،‬و َمن َي ْعت ِ‬ ‫اط ُّم ْ�س َتق ٍ‬ ‫الحق مهتدين‪ ،‬ولكنا خلفناهم فكنا شر خلف خرجنا عن آداب الدين وانحرفنا عن الصراط المستقيم بدعوى‬ ‫المدنية الحديثة الكاذبة والحضارة الوبائية الفتاكة‪ ،‬فضاعت الفضيلة وراجت سوق الرذيلة وإذا أصيب القوم في‬ ‫أخالقهم‪ ...‬فأقم عليهم مأتما وعويال مصداق قوله صلى اهلل عليه وسلم ‪« :‬سيأتي على الناس زمان ال يبقى من‬ ‫اإلسالم إال اسمه وال من القرءان إال رسمه‪ ،‬مساجدهم عامرة بأبدانهم وقلوبهم خربة من الهدى»‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫الطبيعة املفهوم واملخالفة‬

‫إن إدراك اإلنسان وقبوله لما يجري‪ ،‬إذن فالمسألة ليست مسألة‬ ‫صراع وتحد وقهر بين اإلنسان والطبيعة‪ ،،‬كما يتوهم الملحدون‬ ‫والضّاّلون‪ .‬حريّ باإلنسان أن يشكر هّ‬ ‫الل وحريٌّ باإلنسان أن يشكر اهلل‬ ‫ـ عز وجل ـ كلما وفقه الكتشاف شيء من سنن الطبيعة التي لم تخلق‬ ‫أصال إال من أجله والتي أخبرنا اهلل ـ تعالى ـ أنه هو الذي سوف يسهل لنا‬ ‫ي‬ ‫اق َوفِى �أَن ُف�سِ هِ ْم َحتَّى َي َت َب نَّ َ‬ ‫أمر اكتشافها‪َ :‬‬ ‫نيهِ ْم َءا َيا ِتنَا فِى الآ َف ِ‬ ‫«�س رُ ِ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َلهُ ْم �أَن َُّه حْ َ‬ ‫ال ُّق �أَ َو مَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫يد» (فصلت‬ ‫ل َيك ِ‬ ‫ف ِب َر ِّبك �أنـَّه عَ لى كل �ش ْى ٍء �شهِ ٌ‬ ‫‪ ،)53‬فال يظنن إنسان أنه قادر على اكتشاف شيء من أسرار هذا الوجود‬ ‫إال أن يشاء اهلل ـ عز وجل‪ .‬إن الطبيعة مخلوقة الخالقة‪ ،‬إن عددا من‬ ‫المفكرين والفالسفة والكتاب ينسبون األفعال للطبيعة وبخاصة منها‬ ‫األفعال التي تعبر عن الخلق‪ ،‬فيقولون على سبيل المثال‪ :‬إن الطبيعة‬ ‫تخلق أصنا ًفا عديدة من النبات! أو يقولون‪ :‬إن الطبيعة جعلت اإلنسان‬ ‫في قمة الكائنات الحية! ونحو ذلك من التعابير التي تضفي على الطبيعة‬ ‫بعض الصفات اإللهية‪ ،‬وهذا شرك ال شك فيه‪ ،‬فالطبيعة بكل ما فيها‬ ‫إنما هي مخلوقة من قِبَل اهلل ـ عز وجل ـ والطبيعة ال تقدر على فعل‬ ‫َّا�س‬ ‫شيء إال بأمر اهلل ـ عز وجل ـ فما بالك بعملية الخلق؟! « َي�آ �أَ ُّيهَ ا الن ُ‬ ‫الل َلن َي ْخ ُل ُقواْ‬ ‫�ض َ‬ ‫ون هَّ ِ‬ ‫ب َم َث ٌل َف ْا�س َتم ُِعو ْا َل ُه �إِ َّن َّال َ‬ ‫ذِين ت َْد ُع َ‬ ‫رُ ِ‬ ‫ون مِن ُد ِ‬ ‫الذ َب ُ‬ ‫اج َت َم ُعو ْا َل ُه َو ِ�إن َي ْ�س ُل ْبهُ ُم ُّ‬ ‫اب َ�ش ْي ًئا ال َي ْ�ستَنق ُِذ ُ‬ ‫وه ِمن ُْه‬ ‫ُذ َبا ًبا َو َل ِو ْ‬ ‫ف َّ‬ ‫الطال ُ‬ ‫َ�ض ُع َ‬ ‫ِب َو مْالَ ْط ُلوب» (الحج‪.)73:‬‬

‫إن العودة إلى الطبعة أمر ال مفرمنه‪ ،‬ألن هّ‬ ‫الل سبحانة وتعالى‪ :‬خلق‬ ‫مخلوقات مختلفة‪ ،‬كما أنه سبحانه وتعالى قدر لكل منها سننا لتسير‬ ‫على منوالها‪ ،‬ومن ذلك مثال‪ ،‬أن الخالق ـ سبحانه وتعالى ـ خلق اإلنسان‬ ‫طعاما طبيعيا يناسبه من الماء والنبات والحيوان‪ ،‬لكن مع تقدم العلوم‬ ‫ظهرت على الساحة أطعمة مختلفة‪ ،‬كما أنه سبحانه وتعالى‪ :‬قدّر ّ‬ ‫لكل‬ ‫منها سنناً لتسير على منوالها‪ ،‬ومن ذلك مث ًال‪ّ ،‬‬ ‫أن الخالق ـ سبحانه ـ‬ ‫خلق لإلنسان طعاماً طبيعياً يناسبه من الماء والنبات والحيوان‪ ،‬لكن مع‬ ‫تقدم العلوم ظهرت على السّاحة مختلفة ببعض المواد المصنعة‪ ،‬وكما‬ ‫ظهرت أطعمة كلها مصنوعة من المواد الكمياوية‪ ،‬إن التقارير الطبية‬ ‫ّ‬ ‫حذرت من أضرار هذ المخالفة‪ ،‬ودعت للعودة إلى الطبيعة‪ ،‬كالعودة مثال‬ ‫لإلرضاع الطفل من ثدي أمه عوض تغديته باألطعمة المصنعة‪ ،‬إن هذه‬ ‫دعوة حكيمة‪ ،‬حليب األم أنسب لطبيعة ّ‬ ‫الطفل من أيّ غذاء آخر‪ ،‬وكذلك‬ ‫كسائر المخالفات للطبيعة سواء كان في الطعام أو غيره‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إن البشر في عصرنا هذا الرّاهن قد تمادوا كثيراً في مخالفتهم‬ ‫للطبيعة‪ ،‬في شتى األنشطة والحقول‪ ،‬حتى بلغت هذه المخالفة حدّا‬ ‫يهدد بكوارت عالمية‪ ،‬وقد سبق أن عرضنا جانبًا من هذه القضية‬ ‫في حديث لنا عن البيئة‪ ،‬وعما ألم بها من تغيرات مصطنعة أثرت في‬ ‫عذريتها‪ ،‬ولوّثتها وأخرجتها عن طبيعتها التي خلقت عليها‪ ،‬وقد بدأ‬ ‫العلماء يحذرون من خطورة هذا التأثير‪ ،‬ويدعون إلعادة البيئة إلى‬ ‫طبيعتها األولى ً‬ ‫حفاظا على صحة الحياة في األرض‪ ،‬وإن عندنا من‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫نصوص الكتاب والسنة وفعل السلف الصالح الكثير مما يدعو للمحافظة‬ ‫ً‬ ‫منضبطا يستثمرها ويستفيد‬ ‫على عذرية الطبيعة والتعامل معها تعام ًال‬ ‫من خيراتها دون أن يمسها بسوء!‪ .‬‬ ‫إن الطبيعة مخلوقة الخالقة‪ ،‬من األخطاء الشائعة بين كثير من‬ ‫الكتاب والمفكرين والفالسفة أنهم ينسبون األفعال للطبيعة وبخاصة‬ ‫منها األفعال التي تعبر عن الخلق‪ ،‬مث ًال‪ :‬الطبيعة تخلق أصنا ًفا كثيرة‬ ‫من النبات! أو يقولون‪ :‬إن الطبيعة جعلت اإلنسان في قمة الكائنات‬ ‫الحية!وكذلك بعض التعابير التي تضفي على الطبيعة‪.‬‬ ‫إن الطبيعة ال تقدر على فعل شيء إال بأمر هّ‬ ‫الل ـ عز وجل ـ كلما‬ ‫وفقه الكتشاف شيء من سنن الطبيعة التي لم تخلق أصال إال من أجله‬ ‫والتي أخبرنا ربنا الكريم أنه هو الذي سوف يسهل لنا أمر اكتشافها‬ ‫ال بد لإلنسان أن يبذل الجهد الكافي والمناسب لمعرفة السنن التي‬ ‫تحكم طبائع المخلوقات‪ ،‬وكذلك أن يدرك كيفية عمل هذه السنن‪ ،‬وأن‬ ‫يعيد لها الشروط الالزمة لكي تفعل فعلها‪ ،‬فيستفيد من خصائصها و‬ ‫يسخرها في خدمته‪.‬‬ ‫قال هّ‬ ‫اق َوفِى �أَن ُف�سِ هِ ْم َحتَّى‬ ‫الل تعالى‪َ :‬‬ ‫نيهِ ْم َءا َيا ِتنَا فِى الآ َف ِ‬ ‫«�س رُ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مَ‬ ‫حْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ف ِب َر ِّبك �أنـَّه عَ لى كل �ش ْى ٍء �شهِ يد»‬ ‫ي َلهُ ْم �أنَّه الق �أ َول َيك ِ‬ ‫َي َت َب نَّ َ‬ ‫(فصلت ‪.)53‬‬


‫العدد ‪878‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬فرباير �إلى ‪ 06‬مار�س ‪2017‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬

‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫مقتطفات من «امل�ستطرف يف كل فن م�ستظرف»‬ ‫الكتاب من تأليف الشيخ شهاب الدين أبوالفتح محمد بن أحمد األبشيهي‪ ،‬نسبة إلى قرية أبْشيه (أبْشَواي) من قرى الفيّوم المصرية‪ ،‬أقام بالمحلة‬ ‫ورحل إلى القاهرة ‪ ،‬درس الفقه والنحو وولي الخطابة ببلدته بعد وفاة والده ‪ ،‬توفي حوالي (‪ 850‬هـ‪1448/‬م)‪.‬‬ ‫وعن دواعي تأليف هذا الكتاب ومضامينه يقول األبشيهي في ديباجته‪:‬‬ ‫«‪...‬أما بعد فقد رأيت جماعة من ذوي الهمم جمعوا أشياء كثيرة من اآلداب والمواعظ والحكم وبسطوا مجلدات في التواريخ والنوادر واألخبار‬ ‫والحكايات واللطائف ورقائق األشعار وألفوا في ذلك كتبا كثيرة وتفرد كل منها بفرائد فوائد لم تكن في غيره من الكتب محصورة فاستخرت اهلل تعالى‬ ‫وجمعت من جموعها هذا المجموع اللطيف وجعلته مشتمال على كل فن ظريف وسميته «المستطرف في كل فن مستظرف» واستدللت فيه بآيات كثيرة‬ ‫من القرآن العظيم وأحاديث صحيحة من أحاديث النبي الكريم وطرزته بحكايات حسنة عن الصالحين األخيار ونقلت فيه كثيرا مما أودعه الزمخشري في‬ ‫كتابه ربيع األبرار وكثيرا مما نقله ابن عبد ربه في كتابه العقد الفريد ورجوت أن يجد مطالعه فيه كل ما يقصد ويريد‪ .‬وجمعت فيه لطائف وظرائف‬ ‫عديدة من منتخبات الكتب النفيسة المفيدة وأودعته من األحاديث النبوية واألمثال الشعرية واأللفاظ اللغوية والحكايات الجدية والنوادر الهزلية ومن‬ ‫الغرائب والدقائق واألشعار والرقائق ما تشنف بذكره األسماع وتقر برؤيته العيون ‪.‬وجعلته يشتمل على أربعة وثمانين بابا من أحسن الفنون متوجة‬ ‫بألفاظ كأنها الدر المكنون‪..‬‬ ‫وضمنته كل لطيفة ونظمته بكل ظريفة وقرنت األصول فيه بالفضول ورجوت أن يتيسر لي ما رمته من الوصول وجعلت أبوابه مقدمة وفصلتها في‬ ‫مواضعها مرتبة منظمة ليقصد الطالب إلى كل باب منها عند االحتياج إليه ويعرف مكانه باالستدالل عليه فيجد كل معنى في بابه إن شاء اهلل تعالى واهلل‬ ‫المسؤول في تيسير المطلوب وأن يلهم الناظر فيه ستر ما يراه من خلل وعيوب إنه على ما يشاء قدير وباإلجابة جدير‪ ...‬واهلل سبحانه المهون للصعاب»‪.‬‬ ‫ولألبشيهي أيضا كتاب «تذكرة العارفين وتبصرة المستبصرين» وكتـاب «أطواق األزهار على صدور األنهـار» كما أنه شرع في تأليف كتــاب «في صنعة الترسل والكتابة» لكنه لم يتممه‪.‬ورغم أن‬ ‫في لغته ضعف ‪ ،‬كما يؤكد بعض المصنفين كالزركلي مثال ‪ ،‬إالأن قوة خطابه ‪ -‬وهو المتمرس بفن الخطابة‪ -‬تغطي ذلك الضعف اللغوي‪ ،‬وتجلي العديد من نقط ضعف بني اإلنسان‪ ،‬وتصف للمرء العليل‬ ‫مقويات روحية تقوي إيمانه وتصفي قلبه وتشد أزره‪.‬‬

‫الفصل الثاني في األدعية وما جاء فيها ‪1 -‬‬ ‫كان من دعاء شريح رحمه اهلل تعالى‪« :‬اللهم إني أسألك الجنة بال عمل عملته‪ ،‬وأعوذ بك من النار‬ ‫بال ذنب تركته»‪.‬‬ ‫ودعت أعرابية عند البيت فقالت‪« :‬إلهي لك أذل وعليك أدل»‪.‬‬ ‫وكان من دعاء بعض الصالحين ‪»:‬اللهم إن كنا عصيناك فقد تركنا من معاصيك أبغضها إليك وهو‬ ‫اإلشراك‪ ،‬وإن كنا قصرنا عن بعض طاعتك فقد تمسكنا بأحبها إليك وهو شهادة أن ال إله إال أنت وإن‬ ‫رسلك جاءت بالحق من عندك»‪.‬‬ ‫وقيل لفتح الموصلي‪« :‬ادع اهلل لنا»‪ ،‬فقال‪« :‬اللهم هبنا عطاءك وال تكشف عنا غطاءك»‪ .‬وكان من‬ ‫دعاء بعض السلف‪« :‬اللهم ال تحرمني خير ما عندك لشر ما عندي‪ ،‬فإن لم تقبل تعبي ونصبي فال تحرمني‬ ‫أجر المصاب على مصيبته‪ ،‬اللهم ال تكلنا إلى أنفسنا وال إلى الناس فنضيع»‪.‬‬ ‫وقال األصمعي‪« :‬حسدت عبد الملك على كلمة‬ ‫تكلم بها عند الموت‪ ،‬وهي‪:‬اللهم إن ذنوبي وإن‬ ‫كثرت وجلت عن الصفة فإنها صغيرة في جنب‬ ‫عفوك فاعف عني»‪.‬‬ ‫وركب إبراهيم بن أدهم في سفينة‪ ،‬فهاجت‬ ‫الريح وبكى الناس وأيقنوا بالهالك‪ ،‬وكان إبراهيم‬ ‫نائما في كساء‪ ،‬فاستوى جالسا وقال‪« :‬أريتنا قدرتك‬ ‫فأرنا عفوك»‪ ،‬فذهب الريح وسكن البحر‪.‬‬ ‫وقال الثوري‪ :‬كان من دعاء السلف‪«:‬اللهم‬ ‫زهدنا في الدنيا ووسع علينا فيها وال تزوها عنا وال‬ ‫ترغبنا فيها»‪.‬‬ ‫وكان بعض األعراب إذا أوى إلى فراشه قال‪:‬‬ ‫«اللهم إني أكفر بكل ما كفر به محمد وأؤمن بكل‬ ‫ما آمن به»‪ ،‬ثم يضع رأسه‪.‬‬ ‫وسمعت بدوية تقول في دعائها‪« :‬يا صباح‬ ‫يا مناح يا مطعم يا عريض الجفنة يا أبا المكارم»‪،‬‬ ‫فزجرها رجل‪ ،‬فقالت‪« :‬دعني أصف ربي وأمجد إلهي‬ ‫بما تستحسنه العرب»‪.‬‬ ‫وق��ال الزمخشري في كتابه (ربيع األب��رار) ‪:‬‬ ‫«سمعت من يدعو من العرب عند الركن اليماني‪:‬‬ ‫«يا أبا المكارم يا أبيض الوجه»‪ ،‬وهذا ونحوه منهم‬ ‫إنما يقصدون به الثناء على اهلل تعالى بالكرم‬ ‫والنزاهة عن القبيح على طريق االستعارة‪ ،‬ألنه ال فرق عندهم بين الكريم وأبي المكارم‪ ،‬وال بين الجواد‬ ‫والعريض الجفنة‪ ،‬وال بين المنزه واألبيض الوجه»‪.‬‬ ‫وقيل ألعرابي‪« :‬أتحسن أن تدعو ربك؟» قال‪« :‬نعم»‪،‬فقال‪« :‬اللهم إنك أعطيتنا اإلسالم من غير أن‬ ‫نسألك فال تحرمنا الجنة ونحن نسألك»‪.‬‬ ‫وذكر لعبد السالم بن مطيع أن الرجل تصيبه البلوى‪ ،‬فيدعو فتبطىء عنه اإلجابة‪ ،‬فقال‪ :‬بلغني أن اهلل‬ ‫تعالى يقول‪« :‬كيف أحرمه من شيء به أرحمه»‪.‬‬ ‫وقال طاوس‪«:‬بينما أنا في الحجر ذات ليلة إذ دخل على علي بن الحسين‪ ،‬فقلت‪ :‬رجل صالح من أهل‬ ‫بيت الخير ألسمعن دعاءه‪ ،‬فسمعته يقول‪« :‬عبدك بفنائك مسكينك بفنائك فقيرك بفنائك»‪ ،‬فما دعوت‬ ‫بهما في كرب إال فرج عني»‪.‬‬ ‫ودعا أعرابي فقال‪« :‬اللهم إنا نبات نعمتك»‪ .‬وقال ابن المسيب‪« :‬سمعت من يدعو بين القبر‬ ‫والمنبر‪«:‬اللهم إني أسألك عمال بارا ورزقا دارا وعيشا قارا»‪ ،‬فدعوت به‪ ،‬فما وجدت إال خيرا»‪.‬‬ ‫ودعت أعرابية بالموقف‪ ،‬فقالت‪« :‬أسألك سترك الذي ال تزيله الرياح وال تخرقه الرماح»‪.‬‬ ‫وقيل‪« :‬اتقوا مجانيق الضعفاء» أي دعواتهم‪.‬‬

‫ودعا أعرابي فقال‪« :‬اللهم أمح ما في قلبي من كذب وخيانة واجعل مكانه صدقا وأمانة»‪ .‬وص ّلى‬ ‫رجل إلى جنب عبد اهلل بن المبارك وبادر القيام‪ ،‬فجذب ثوبه وقال‪« :‬أما لك إلى ربك حاجة؟»‪ .‬وقال‬ ‫سفيان الثوري‪« :‬سمعت أعرابيا يقول‪« :‬اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله‪ ،‬وإن كان في األرض‬ ‫فأخرجه‪ ،‬وإن كان بعيدا فقربه‪ ،‬وإن كان قريبا فيسره‪ ،‬وإن كان قليال فكثره‪ ،‬وإن كان كثيرا فبارك‬ ‫لي فيه»‪.‬‬ ‫(‪ )...‬وسمع علي بن أبي طالب رضي اهلل عنه رجال يقول وهو متعلق بأستار الكعبة‪« :‬يا من ال يشغله‬ ‫سمع عن سمع‪ ،‬وال تغلطه المسائل وال يبرمه إلحاح الملحين‪ ،‬أذقني برد عفوك وحالوة مغفرتك»‪ ،‬فقال‬ ‫علي‪« :‬والذي نفسي بيده لو قلتها وعليك ملء السماوات واألرض من الذنوب لغفر لك»‪.‬‬ ‫وعن أبي عباس رضي اهلل عنهما‪ ،‬عن النبي صلى اهلل عليه وسلم قال‪:‬‬ ‫«ما انتهيت إلى الركن اليماني قط إال وجدت جبريل قد سبقني إليه يقول‪ :‬قل يا محمد‪«:‬اللهم إني‬ ‫أعوذ بك من الكفر والفقر والفاقة وهي من مواقف الخزي»‪.‬‬ ‫(‪ )...‬وكان أبو مسلم الخراساني إذا نابه أمر قال‪« :‬يا مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين»‪.‬‬ ‫وقال جعفر بن محمد‪«:‬ما المبتلي الذي اشتد‬ ‫بالؤه بأحق بالدعاء من المعافى الذي ال يأمن وقوع‬ ‫البالء»‪.‬‬ ‫وكان الزهري يدعو بعد الحديث بدعاء جامع‬ ‫فيقول‪« :‬اللهم إني أسألك من خير ما أحاط به‬ ‫علمك في الدنيا واآلخ��رة‪ ،‬وأع��وذ بك من شر ما‬ ‫أحاط به علمك في الدنيا واآلخرة»‪ .‬وعن عقبة بن‬ ‫الغافر ‪«:‬دعوة في السر أفضل من سبعين دعوة‬ ‫في العالنية‪ .‬واعلم أن التوحيد والدعاء عند نوازل‬ ‫الملمات هو سفينة النجاة من الحوادث المهلكات»‪.‬‬ ‫وعن أنس إذا قال العبد‪« :‬يا رب يا رب»‪ ،‬يقول‬ ‫اهلل عز وجل «لبيك عبدي»‪ ،‬وعنه قال‪« :‬مر رسول‬ ‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم برجل وهو يقول‪« :‬يا‬ ‫أرحم الراحمين»‪ ،‬فقال له الرسول صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم‪«:‬سل حاجتك»‪ .‬فقد نظر اهلل إليك‪.‬‬ ‫وروي عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أنه‬ ‫قال‪«:‬إذا فتح اهلل على عبد الدعاء فليكثر‪ ،‬فإن اهلل‬ ‫يستجيب له»‪.‬‬ ‫(‪ )...‬وروى الثقفي رحمه اهلل تعالى بإسناده إلى‬ ‫محمد بن علي بن الحسين رضي اهلل تعالى عنه‬

‫أنه كان يقول لولده‪:‬‬ ‫«يا بني من أصابته مصيبة في الدنيا أو نزلت به نازلة فليتوضأ وليحسن الوضوء وليصل أربع ركعات‬ ‫أو ركعتين‪ ،‬فإذا انصرف من صالته يقول‪« :‬يا موضع كل شكوى‪ ،‬ويا سامع كل نجوى ويا شاهد كل بلوى‬ ‫ويا منجي موسى والمصطفى محمد والخليل إبراهيم عليهم السالم‪ ،‬أدعوك دعاء من اشتدت فاقته‪،‬‬ ‫وضعفت حركته وقلت حيلته‪،‬دعاء الغريب الغريق الفقير الذي ال يجد لكشف ما هو فيه إال أنت يا أرحم‬ ‫الراحمين‪ ،‬ال إله إال أنت سبحانك إني كنت من الظالمين»؛ قال علي بن الحسين رضي اهلل عنهما‪« :‬ال‬ ‫يدعو به مبتلى إال فرج اهلل عنه»‪.‬‬ ‫وقيل اإلسم األعظم هو‪« :‬باسم اهلل الرحمان الرحيم اللهم إني أسألك يا مؤنس كل وحيد‪ ،‬يا قريبا‬ ‫غير بعيد يا شاهدا غير غائب يا غالبا غير مغلوب يا حي يا قيوم يا بديع السماوات واألرض يا ذا الجالل‬ ‫واإلكرام‪ ،‬أسألك باسمك باسم اهلل الرحمان الرحيم الحي القيوم الذي ال تأخذه سنة وال نوم‪ ،‬وأسألك‬ ‫باسمك باسم اهلل الرحمان الرحيم الذي عنت له الوجوه وخشعت له األصوات ووجلت له القلوب أن تصلي‬ ‫على محمد وعلى آله وأن تعطيني كذا وكذا إنك على كل شيء قدير»‪..‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪878‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)781‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬فرباير �إلى ‪ 06‬مار�س ‪2017‬‬

‫“تطوان (‪”)11‬‬

‫لعل من بين أبرز الوظائف التي قامت بها مدينة تطوان خالل مرحلة االستعمار‪ ،‬تلك‬ ‫المرتبطة بريادتها في حقلي التربية والثقافة‪ ،‬وبمهام مجابهة مشاريع االستعمار الهادفة إلى‬ ‫تدجين هوية اإلنسان وطمس معالم خصوصياته الحضارية التي راكمها على امتداد قرون‬ ‫طويلة‪ .‬لذلك‪ ،‬فما أن يذكر اسم المدينة إال وتقفز إلى األذهان أسماء أمكنة خالدة وأعالم‬ ‫بشرية شامخة‪ ،‬رسخت – بحضورها الوظيفي والرمزي – كل القيم السامية للوطنية الحقة‬ ‫وللجهاد وللبذل وللعطاء وللتضحية بدون حدود‪ .‬فهل يمكن الحديث عن تطور الحركة‬ ‫التعليمية ببالدنا خالل النصف األول من القرن ‪ 20‬من دون اإلحالة إلى التجربة الرائدة‬ ‫لمؤسسة “المعهد الحر” ولمؤسسها الزعيم الكبير األستاذ عبد الخالق الطريس؟ وهل يمكن‬ ‫أن نؤرخ لتطور عمليات النشر واإلصدار المعرفيين من دون العودة إلى تجارب أسماء خالدة من‬ ‫قبيل محمد داود والتهامي الوزاني؟ وهل يمكن‬ ‫القفز على تجارب منابر إعالمية شكلت مدارس‬ ‫للتكوين الوطني خ�لال مرحلة االستعمار‪،‬‬ ‫وتركت بصماتها الناصعة على وعي وعلى أداء‬ ‫النخب السياسية التي برزت خالل مرحلة ما‬ ‫بعد االستقالل السياسي‪ ،‬من قبيل “السالم”‬ ‫و”الريف” و”الحياة”‪...‬؟ إنه وجه تطوان الثقافي‬ ‫ال��ذي ساهم بنصيب األس��د ف��ي التأصيل‬ ‫لمقومات الهوية المغربية‪ ،‬وفي إغنائها بتراث‬ ‫الفكر الحر وبمكتسبات االجتهاد المستنير الذي‬ ‫أصبح عنوانا مميزا لماضي المدينة‪ .‬لذلك‪،‬‬ ‫فإن تقاليد النشر بتطوان‪ ،‬وكذا عادات القراءة‬ ‫واالهتمام بالشأن الثقافي‪ ،‬هي جوانب راسخة‬ ‫في أداء نخب المدينة منذ عقود زمنية طويلة‪.‬‬ ‫فأن تصدر مجلة ثقافية تحمل اسم المدينة‪،‬‬ ‫هي من األم��ور التي تندرج في سياق تراكم‬ ‫أصيل في العمل اإلبداعي والثقافي والمعرفي‪،‬‬ ‫ساهمت فيه أجيال متعاقبة‪ ،‬وتالقحت عبره‬ ‫تجارب مختلفة‪ ،‬وتعايشت فيه رؤى متباينة‪.‬‬ ‫ص��در ال��ع��دد ال��ح��ادي عشر م��ن مجلة‬ ‫“تطوان” سنة ‪ 1971‬في ما مجموعه ‪ 167‬من‬ ‫الصفحات ذات الحجم المتوسط‪ ،‬وذلك بعد‬ ‫توقف اضطراري لمدة خمس سنوات‪ .‬والمجلة‪،‬‬ ‫التي كان يشرف عليها وزير التعليم العالي ويديرها محمد بن تاويت‪ ،‬قدمت نفسها لقرائها‬ ‫على أساس أنها دورية متخصصة في األبحاث المغربية األندلسية‪ .‬وال غرابة في ذلك‪ ،‬مادام‬ ‫أن مديرها وسكرتير تحريرها يظل أحد أبرز المتخصصين في هذا المجال‪ ،‬خاصة وأنه معروف‬ ‫بسعة اطالعاته وباجتهاداته وبتنقيباته العلمية التي أغنت المكتبة المغربية في حقول معرفية‬ ‫شتى‪ ،‬وأبرزت مساهمات نخب منطقة الشمال في نسيج الثقافة الوطنية خالل القرن ‪ .20‬فعلى‬ ‫يديه تربت أجيال عديدة‪ ،‬وبفضل كتاباته أعيد االعتبار للكثير من القضايا التاريخية واألدبية‬ ‫والمعرفية المغمورة داخل حقول التاريخ الفكري لمنطقة الشمال‪ .‬ويشهد له طالبه ومجايلوه‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫بأصالة هذا الدور اإلنساني الكبير‪ ،‬وبهذه المكانة الريادية التي لم تبلغها إال فئة قليلة من رموز‬ ‫الثقافة الوطنية بالمنطقة‪ ،‬من أمثال عبد اهلل كنون ومحمد داود‪...‬‬ ‫تتوزع مضامين العدد ‪ 11‬من دورية “تطوان” بين خمس مواد اكتست صفات التنقيب‬ ‫العلمي الرصين الذي جعلها تصبح مرجعا ال غنى عنه بالنسبة للمهتمين بمجاالت تخصصها‪.‬‬ ‫في هذا اإلطار‪ ،‬نشر محمد بن تاويت التطواني نص الترجمة الكاملة من اللغة التركية إلى‬ ‫اللغة العربية لقصة تاريخية كتبها الكاتب التركي أحمد رفيق تحت عنوان “قبقجى مصطفى”‪،‬‬ ‫وهي القصة التي تعالج إحدى مراحل تطور التاريخ التركي عند مطلع القرن الثالث عشر الهجري‪،‬‬ ‫وخاصة تداعيات األزمة الداخلية للدولة التركية واضطرارها لالرتماء في أحضان التكالب‬ ‫االستعماري األوربي‪ .‬أما عبد اللطيف الخطيب‪ ،‬فقد أنجز ترجمة لدراسة هامة للباحث خواكيس‬ ‫فالفي بيرميخو ح��ول شخصية سكوت‬ ‫البرغواطي‪ ،‬ملك سبتة‪ .‬ومن جهته‪ ،‬كشف‬ ‫عبد القادر زمامة عن جوانب أساسية في‬ ‫شخصية الشاعر إدري��س السناني الحنش‪،‬‬ ‫وعن أوجه إبداعاته الشعرية‪ .‬وتوقف عبد‬ ‫الرحمان علي الحجي لرصد تطور العالقات‬ ‫الديبلوماسية بين األندلس وإيطاليا خالل‬ ‫الفترة األموية الممتدة بين سنتي ‪755‬‬ ‫و‪ 976‬م‪ .‬وفي باب “نقد الكتب”‪ ،‬قدم محمد‬ ‫بن تاويت قراءات فاحصة في مؤلفات تاريخية‬ ‫كانت قد صدرت خالل مطلع السبعينيات من‬ ‫القرن ‪ ،20‬ونخص بالذكر كتاب “تاريخ إفريقيا‬ ‫الشمالية” لمؤلفه شارل أندريه جوليان والذي‬ ‫ترجمه كل من محمد امزالي والبشير بن‬ ‫سالمة‪ ،‬ودراسة لعلي يحيى معمر تحت عنوان‬ ‫“اإلباضية موكب التاريخ”‪ ،‬و”كتاب خاص‬ ‫الخاص” ألبي منصور الثعالبي‪ ،‬وكتاب “لسان‬ ‫الدين ابن الخطيب” لمحمد عبد اهلل عنان‪.‬‬ ‫والمالحظ على هذه المساهمات‪،‬‬ ‫ ‬ ‫أنها ج��اءت وفية لقواعد الضبط العلمي‪،‬‬ ‫وألبجديات التوثيق التاريخي الصارمة المتعارف عليها بين المهتمين والمؤرخين‪ .‬وقد أضفت‬ ‫هذه الميزة على الدراسات المدرجة في العدد ‪ 11‬من دورية “تطوان”‪ ،‬صفة أكاديمية رفيعة‬ ‫ساهمت في إلقاء الضوء على قضايا متعددة في تاريخنا اإلسالمي وخاصة منه األندلسي خالل‬ ‫مرحلة العصور الوسطى‪ .‬ويبدو أن حضور منطقة الشمال في هذا المجال‪ ،‬قد ظل الفتا لالنتباه‪،‬‬ ‫بالنظر لتقاطعات تاريخ المنطقة مع التاريخ األندلسي من جهة‪ ،‬وبالنظر للدور الذي لعبته‬ ‫مراكزه الحضرية في توجيه العديد من مسارات التاريخ اإلسالمي والمتوسطي من جهة‬ ‫ثانية‪.‬‬

‫ورشة بتطوان حول الممارسات المبتكرة‬ ‫في التحليل ‪ ،‬التتبع ‪ ،‬التقييم واألداء‬

‫‪ ‬بعد أن توسعت دائرة اهتمام الفاعلين بالمغرب بمفهوم الحكامة الرشيدة باعتبار هذه األخيرة تؤسس لنموذج جديد في‬ ‫تدبير الشأن العام ‪ ،‬وبعد أن أصبح مطلبا مجتمعيا برز بشكل قوي في الحراك الحضاري الذي قادته حركة ‪ 20‬فبراير ‪ ،‬فإن صدى هذا‬ ‫المطلب سيجد له موقعا متقدما وواسعا في دستور ‪ . 2011‬ولدعم هذا االختيار كانت الحاجة ماسة العتماد مبدأ تقييم السياسات‬ ‫العمومية ‪.‬‬ ‫‪ ‬وألن البحث الذي كانت قد أنجزته الجمعية المغربية للتقييم سنة ‪ 2013‬على مستوى الفاعلين المؤسساتيين واالجتماعيين‬ ‫قد انتهى بتسجيل الحاجة الملحة لتقوية القدرات في مجال تطوير التقييم ‪ ،‬باإلضافة إلى أهداف أخرى تعمل جمعية الحمامة‬ ‫البيضاء لألشخاص في وضعية إعاقة بالمغرب تحقيقها‪ ،‬جاء تنظيم دورة جديدة اختار لها الشركاء موضوع ‪ :‬الممارسات المبتكرة‬ ‫في التحليل ‪ ،‬التتبع ‪ ،‬التقييم واألداء ‪.‬‬ ‫‪ ‬الورشة المشار إليها انعقدت يومي الجمعة والسبت األخيرين بمدينة تطوان ‪ ،‬بشراكة بين جمعية الحمامة البيضاء‬ ‫لألشخاص في وضعية إعاقة ‪ ،‬والجمعية المغربية للتقييم ‪ ،‬وبدعم من منظمة األمم المتحدة ( اليونيسيف ‪ -‬المغرب ) ‪ ،‬والوكالة‬ ‫االسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية ‪ ،‬والوكالة الكتالنية للتنمية والتعاون ‪ ،‬وشارك في أشغالها ‪ ‬ممثلون وممثالت لحوالي‬ ‫‪ 30‬جمعية تنشط بحقول متنوعة بجهة طنجة تطوان الحسيمة ‪.‬‬ ‫‪ ‬الدورة التكوينية ‪ ،‬وبعد جلسة االفتتاح التي تميزت بكلمات مسؤولي الجهات المنظمة ‪ ،‬أطرها على امتداد يومين الخبير‬ ‫أحمد بنشيخ ‪ ،‬الذي استنفر خبرته في المجال ‪ ،‬وبمنهجية علمية قرب المشاركين والمشاركات من أهداف التنمية المستدامة‬ ‫ووظائف الحكامة الجيدة ‪ ،‬كما سلط شالال من الضوء على الجهاز المفاهمي ‪ :‬التتبع ‪ -‬األداء ‪ -‬التتبع ‪ -‬التقييم ‪ ، -‬قبل أن ينتقل‬ ‫إلى التفصيل في التعريف بالمؤشرات وموارد المعلومة ‪ ،‬والعناصر المنهجية لتطوير األداء العمومي ‪.....‬ولتقريب المستفيدين‬ ‫والمستفيدات من هذا الزخم من المعارف والمعلومات ‪ ،‬ولربط ذلك بمجاالت اشتغالهم ‪ /‬هن توزع المشاركون ‪ ‬والمشاركات على‬ ‫أربعة مجموعات اشتغلت على مشاريع ميدانية ( تشغيل األطفال بالمغرب‪ ،‬حفر بئر بدوار معين ‪. ).....‬‬

‫م‪ .‬حمضي‬

‫محي الدين ابن عربي ضيفاً‬ ‫في مهرجان التصوف بتطوان‬ ‫من خالل الملتقى الثاني للتصوف الذي نظمته جمعية درر للتنمية و الثقافة بتطوان‬ ‫يومي ‪ 24‬ـ‪ 25‬فبراير‪ 2017‬اقتضى نظرالمنظمين أن تخصص دورة هذه السنة ل” محيي‬ ‫الدين إبن عربي” الذي يعرف عند الصوفية بالشيخ األكبر والكبريت األحمر‪ .‬فهو واحد‬ ‫من كبار المتصوفة والفالسفة المسلمين على مر العصور‪ .‬كان أبوه علي بن محمد من‬ ‫أئمة الفقه والحديث‪ ،‬ومن أعالم الزهد والتقوى والتصوف‪ .‬وكان جده أحد قضاة األندلس‬ ‫وعلمائها‪ ،‬فنشأ نشأة تقية ورعة نقية من جميع الشوائب ‪.‬‬ ‫ويدخل هذا اللقاء الصوفي ضمن مشروع ثقافي يروم إغناء الفعل الثقافي والفني‬ ‫الرصين بالمدينة‪ ،‬واإلسهام في إبراز غنى الموروث والدرر الثقافية التي تزخر بها المنطقة‬ ‫الشمالية للمغرب‪ ،‬وكذا باعتبار التصوف جزءا ال يتجزأ من الذاكرة والهوية الثقافية المغربية‬ ‫التي هي من صميم اإلسالم المغربي الوسطي المتشبع بقيم الحب والتسامح‪.‬‬ ‫وقد تميز اليوم األول من هذا الملتقى الصوفي بتنظيم ندوة علمية بالمعهد الوطني‬ ‫للفنون الجميلة ‪ -‬تطوان حول “الخطاب الصوفي لدى‪ ‬الشيخ األكبر محيي الدين إبن‬ ‫عربي“‪ ،‬بمشاركة كل من األساتذة عبد اإلله بن عرفة ‪ ،‬واإلعالمي أحمد الخليع‪ ،‬والشاعرة‬ ‫األردنية غدير حدادين‪ ،‬أدارها اإلعالمي منتصر ‪....‬‬ ‫فيما شهد اليوم الثاني تنظيم حفل روحاني‪ ،‬أحيته فرقة ابن عربي للموسيقى والسماع‬ ‫الصوفي‪ ،‬بمسرح سينما إسبانيول بتطوان‪.‬‬

‫م‪ .‬الحراق‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬فرباير �إلى ‪ 06‬مار�س ‪2017‬‬

‫العدد ‪878‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)348‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫عندما يعذب بأرض الوطن‪ ...‬أفراد‬ ‫الجالية المغربية المقيمة بالخارج !‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫مواطنة مغربية مقيمة بالديار البريطانية‪ ،‬زارتنا‪ ،‬منذ بضعة أيام بمقر الجريدة‪ ،‬صرحت‬ ‫بأنها انتظرت لمدة حوالي عشر سنوات من التماطل والتالعب والغش والتدليس‪ ،‬بدال من‬ ‫سنة واحدة‪ ،‬متفق عليها كتابيا مع شركة «دوام ريال إيستاتيس سارل»‪ ،‬وذلك لكي تتسلم‬ ‫في النهاية شقة من ثالثة طوابق مساحتها ‪ 90‬متر مربع‪ ،‬بمنطقة « نوينويش» وهي غير‬ ‫مكتملة اإلنجاز من الداخل‪ ،‬أي بدون ماء وكهرباء‪ ،‬وتفتقرإلى حمام ومطبخ وصباغة وزليج‬ ‫وجبص‪ ،‬بل وغير صالحة للسكن بتاتا‪ ،‬ومع ذلك تسلمت المعنية باألمر رخصة السكن‪،‬‬ ‫ضمن الوثائق والمستندات المتعلقة بهذا العقار!‬ ‫نعم‪ ،‬مواطنة دفعت مبلغ ‪ 275‬مليون سنتيم‪ ،‬أي شقاء عمرها من االغتراب‪ ،‬لشركة‬ ‫عقارية بطنجة‪ ،‬فمارست عليها هذه األخيرة ما يشبه التعذيب‪ ،‬وهي تتنقل باستمرار ما بين‬ ‫انجلترا وطنجة من أجل «حلم» تسلم شقتها في حالة جيدة‪ ،‬األمر الذي لم يتحقق لها‪ ،‬ألنها‬ ‫ـ ببساطة ـ كانت أكثرمن طيّبة ومتفهمة إلى أقصى الحدود مع المتعاقدين معها‪ ،‬تقول‬ ‫المشتكية التي حينما احتجت عليهم بشدة‪ ،‬بعد مبالغتهم في تعذيبها‪ ،‬سلموها «كمبيالة»‬ ‫بمبلغ ‪ 37‬مليون سنتيم‪ ،‬بهدف إنهاء األشغال من الداخل‪ ،‬غير أنها‪ ،‬وعند دفع هاته‬ ‫«الكمبيالة» لدى مؤسسة بنكية‪ ،‬فوجئت المتضررة بعدم وجود رصيد في حساب الشركة‪!.‬‬ ‫باإلضافة إلى هذا‪ ،‬ومما يحز في نفسها أكثر‪ ،‬هوأن يقول لها الممثل القانوني للشركة‪،‬‬ ‫بنوع من االستعالء « أنه مستعد أن يرافقها لدى مصالح الشرطة أو لدى النيابة العامة‪!.‬؟ »‬ ‫وهنا نفتح قوسين‪ ،‬لنتساءل ماذا يعني األمر‪ ،‬إذا لم تكن خلف مثل هذا القول‪ ،‬بشكل عام‪،‬‬ ‫دوافع مشجعة من قبيل استغالل النفوذ والتمتع بحماية خاصة‪ ،‬وذلك ضدا على الضحايا‪،‬‬ ‫سواء كانوا مقيمين بأرض الوطن أو مهاجرين‪ ،‬في الوقت الذي شدد مرارا جاللة الملك في‬ ‫خطاباته السامية على ضرورة أخذ شكايات المواطنين بعين االعتبار‪!.‬‬ ‫المتضررة وضعت شكاية في الموضوع موجهة إلى وكيل جاللة الملك بالمحكمة‬ ‫االبتدائية بطنجة تحت عدد ‪ 17/901/1808‬بتاريخ ‪ 21‬فبراير ‪ ،2017‬تتوفر الجريدة على‬ ‫نسخة منها‪ ،‬ملتمسة إجراء بحث عاجل ودقيق في قضيتها‪ ،‬وبالتالي حفظ حقها في أن‬ ‫تتسلم عقارها مكتمال وفي حالة جيدة‪.‬‬

‫م‪.‬إمغران‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫طفل معاق في حاجة إلى مساعدة‬ ‫يعانــي الطفــل محمــد العلـوي‪ ،‬البالـــغ من‬ ‫العمــر ‪ 10‬سنــوات مـن تـأخـر فـي النمو‪ ،‬نتجـــت‬ ‫عنـه‪ ،‬مـع مـرور السنـوات إعــاقـــة كاملـــة‪( ،‬انظـر‬ ‫الصورة)‪ ،‬فضــال عن إصابتــه بــداء الربــو‪ ،‬مما‬ ‫جعله يحتــاج إلى مصاريف‪ ،‬القتناء الحفاظــات‬ ‫واألدوية التي يصل ثمنهـا إلى حدود ألف‬ ‫(‪1000‬درهم) شهريا‪ ،‬األمر الذي تعجـز عنه أسرتـه‬ ‫المعـوزة‪ .‬لــذا‪ ،‬وعبــر هـــذا المنبر‪ ،‬تتقدم والـدة‬ ‫الطفل المـريــــض بندائــهــــا إلى المحسنيـن‬ ‫وذوي األريحيـة‪ ،‬راجية منهم‪ ،‬بعد اهلل تعالى‬ ‫مساعدتها‪ ،‬للتغلب على رعاية فلذة كبدها‪ ،‬واهلل اليضيع أجر المحسنين‪.‬‬

‫لالتصال‪0675927078 :‬‬ ‫العنوان‪ :‬عقبة ابن األبار رقم ‪20‬‬

‫لجميع إعالناتكم‬ ‫اإلشهارية واإلدارية‬ ‫يف جريدة‬

‫االتصال على الرقم ‪0539943008‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪348‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫‪3‬‬

‫العـدد ‪ 878‬ـ الثالثاء ‪ 28‬فرباير �إلى ‪ 06‬مار�س ‪2017‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫تاريخ كرة القدم‪..‬‬ ‫كيف تطورت اللعبة الساحرة‬ ‫(‪)2‬‬

‫حينها كان يقسم المشاركون في اللعبة عشوائيًّا إلى‬ ‫فريقين‪ ،‬بحيث يضم كل فريق المئات من الالعبين‪ ،‬لكي‬ ‫يسجل الفريق هد ًفا عليه إيصال الكرة لموضــع معلوم‪،‬‬ ‫الذي قد يبعد عنه عدة أميال‪ ،‬فكــان الكل يالحق الكرة‬ ‫ويتقاذفونها عبر األنهار والمستنقعــات والمزارع مثل‬ ‫الرعاع‪ ،‬حيث لم يعرفوا أولئك الالعبون األوائــل سوى‬ ‫قاعدة واحدة وهي أن يجعلوا الكرة في مرمى هدف الفريق‬ ‫المنافس بأية طريقة‪ ،‬بل إن اللعبــة كثيرًا ما كانت تصير‬ ‫إلى مصارعة جماعية‪ ،‬ولم يكن للمباراة زمن محدد فقد‬ ‫تستمر أليام دون ختامها‪ ،‬كان األمر أشبه بمظاهرات‬ ‫حماسية‪ .‬ورغم أن العنف والشغب ال زال حاضرين في‬ ‫رياضة كرة القدم حتى يومنا هذا‪ ،‬إال أنه يبقى أمرا‬ ‫استثنائيا‪ ،‬عكــس تلك الفتـــرة فقد كان األمر شائعًا‬ ‫وطبيعيا‪ .‬واستمر األمر على هذا النحو إلى بدايات القرن‬ ‫التاسع عشر‪ ،‬حينما أصبح الشبان المتعلمون بالمدارس‬ ‫الخاصة في إنجلترا يمارسون كرة القدم أيضًا‪ ،‬ولم تعد‬ ‫اللعبة حكرًا على الجماهير الغفيرة‪ ،‬وكان يعرف شباب‬ ‫المدارس الخاصة آنذاك بأسلوب خاص بهم‪ ،‬طبعهم‬ ‫االستقامة والتأدب واللطف وقدرتهم على كبح جماح‬ ‫غضبهم‪ ،‬هؤالء (الجتنلمان) هم من أدخلوا مفهوم الروح‬ ‫الرياضية إلى كرة القدم‪ ،‬شعارهم “اللعب هو كل شيء‪،‬‬ ‫وليس الغلبة‪ ،‬بل األسلوب”‪ ،‬ومن ثم بدأت فكرة “اللعب‬ ‫النقي المستقيم” أو “الفير بالي” تنتشر بين األقطار‪.‬‬ ‫(يتبع)‬

‫أصبحت‬

‫قضية منح الجمعيات وطرق صرها أصبحت واسع بسبب سوء طريق‬ ‫الصرف‪ ،‬وغياب الشفافية والمعايير المعقولة التي تعتمدها المجالس‬ ‫المنتخبة‪ ،‬سيما ان جمعيات ال برامج لها‪ ،‬بل إسمها ال يسمع إال ساعة عرض الجمعيات‬ ‫المستفيدة من منح الدعم‪ ،‬وتجدها تنافس وتضيق الخناق على جمعيات قائمة الذات‪،‬‬ ‫تفرض نفسها على مستوى البرامج والنتائج‪ ،‬وتتحمل مسؤولية تسيير فروع عدة مطالبة‬ ‫بمصاريف التنقل والمبيت ومستحقات الالعبين واألطر‪ ،‬وتقطع المسافات من أجل تلميع‬ ‫صورة المدينة‪ ،‬وفي نهاية المطاف تتعرض للجحود ويقارن عملها ومجهودها بأشباه‬ ‫الجمعيات التي أصبح مجرد مشاريع شخصية‪ ،‬أو مهنة لمن ال مهنة له‪ .‬أعتقد أنه‬ ‫آن األوان للتصحيح وإعادة النظر في عملية تشتيت المال العام دون حساب وال عقاب‪،‬‬ ‫فال بد من تقنين العملية في إطار من المراقبة والحكامة‪ ،‬كي يتم تجفيف الجمعيات‬ ‫الوهمية‪ ،‬والبقاء لألقوى‪ .‬طبعا بالنتائج والبرامج الهادفة وليس بشخص رئيسه أو‬ ‫أعضائه وعالقاتهم الخاصة بالجهات المانحة‪.‬‬

‫مصطفى بولبرص‪...‬‬ ‫الرئي�س امل�ستقيل من احتاد طنجة لكرة الطائرة‬

‫ما هي األسباب التي دفعتك إلى االستقالة؟‬

‫إعالن االستقالة في هذا الظرف تولد بسبب اإلحباط‬ ‫والالمباالة التي أصبحنا نحس بها‪ .‬وكأننا غير مرغوب‬ ‫فينا‪ .‬وضعية الفريق تؤثر علي نفسيا‪ ،‬اسريا ومهنيا‪ .‬و‬ ‫صلت لقناعة أن نقوم بوقفة لمراجعة الوضع‪ .‬ولنرى إن‬ ‫كانت الجهات المسؤولة ترغب في أن نواصل عملنا الجيد‬ ‫الذي بداناه‪ .‬أم اصبحنا غير مرغوب فينا‪ .‬لهذا جاءت هذه‬ ‫االستقالة في وقت وجدنا أنفسنا واقفين‪ ،‬عاجزين عن‬ ‫المواصلة ونحن على شفى‬ ‫حفرة ويستحيل المواصلة‪.‬‬ ‫ألننا بلغنا شهر فبراير‪ ،‬وفي‬ ‫ذمتنا منذ شهر نوفمبر حقوق‬ ‫وواجبات المدرب‪ ،‬الالعبين‪،‬‬ ‫التنقل‪ ،‬مصاريف الفئات‬ ‫العمرية‪ ،‬فريق اإلناث الذي‬ ‫صعد إلى القسم األول‪ .‬نحن‬ ‫على ابواب البطوالت العمرية‪،‬‬ ‫واعتذار فئة من هذه الفئات‬ ‫في مباراتين يحكم علينا‬ ‫بالنزول إلى القسم الموالي في‬ ‫إطار قانون اللعبة‪ .‬نتوفر على‬ ‫العبين منهم دوليون بلغوا‬ ‫درجة مهينة إلى حد (التسول)‬ ‫علما أن كرة الطائرة لم تعد‬ ‫رياضة لالستئناس والترفيه‪،‬‬ ‫بل أصبحت مهنة‪ .‬لعبنا‬ ‫تسع مباريات‪ ،‬و يكفي هؤالء‬ ‫الالعبين تضحيات يسدونها‬ ‫للفريق بتحمل السفر إلجراء‬ ‫مباريات البطولة في نفس يوم‬ ‫المباراة‪ ،‬ورغم ذلك يحققون‬ ‫نتائج إيجابية‪ .‬فال داعي لمزيد من اإلهانات‪.‬‬

‫لكنكم في ظل األزمة قمتم بتربص بفرنسا‪،‬‬ ‫أليس في هذا تناقض؟‬ ‫حتى يواصل الفريق توهجه‪ ،‬وبطموح من أجل تحقيق‬ ‫نتائج تساعد الفريق على حصد مزيد من األلقاب‪،‬عقدنا‬ ‫العزم على تحقيق موسم استثنائي بالمنافسة على جميع‬ ‫الواجهات‪ .‬انطلقت مرحلة التحضير مبكرا‪ ،‬منذ شهر غشت‬ ‫الماضي‪ .‬خضنا مباريات ضد فئات عمرية من المنتخب‬

‫الوطني‪ .‬دخلنا في معسكر بفرنسا‪ .‬سيقول البعض أننا‬ ‫نعيش أزمة ورغم ذلك نقدم على خطوات تتطلب مصاريف‪.‬‬ ‫لكن حقيقة قبول هذا التربص‪ ،‬أننا تلقينا دعوة من الغيور‬ ‫السيد العلوي‪ ،‬العب دولي مغربي سابق‪ ،‬يشغل منصب رئيس‬ ‫فريق بفرنسا‪ ،‬تكفل بجميع المصاريف‪ ،‬ورد الفريق الزيارة‬ ‫إلى مدينة طنجة‪ ،‬وتحمل نفس الشخص مصاريفه‪ .‬بمعنى‬ ‫أننا استفدنا من تربص هام جدا بدون مصاريف‪ ،‬خضنا‬ ‫مباريات قوية ومع أندية ذات خبرة‪ .‬استفدنا على مستوى‬ ‫الجاهزية‪ ،‬وفي آن واحد قمنا لتسويق صورة مدينة طنجة‬ ‫وكرة الطائرة المغربية بصفة‬ ‫عامة‪ .‬اصبح فريقنا معادلة‬ ‫صعبة في البطولة الوطنية‪،‬‬ ‫فريق تجتمع ضده العديد من‬ ‫األندية‪ ،‬يعاني من التحكيم‪،‬‬ ‫ألن البعض لم يهضم فرض‬ ‫مدينة طنجة نفسها في‬ ‫ساحة كرة الطائرة الوطنية‬ ‫وتنافسها على األلقاب‪.‬‬

‫من خــالل استقالتك‪،‬‬ ‫ما هي الرسالة التي تـود‬ ‫توجيهها؟‬ ‫على الجميع تحمل‬ ‫المسؤولية‪ ،‬المدينة أصبحت‬ ‫ثاني قطب اقتصادي بالمغرب‪،‬‬ ‫هناك مؤسسات تستفيد من‬ ‫خيرات هذه المدينة وال بد أن‬ ‫تنظر إلى الرياضة على األقل‬ ‫بتقديم الدعم واإلسهام في‬ ‫الرفع من قيمتها‪ .‬ومن حقها‬ ‫أن تحاسبنا على هذا الدعم في نهاية المطاف‪ .‬كما على‬ ‫المجالس المنتخبة أن تحدد معايير معقولة في عملية‬ ‫توزيع المنح بدراسة عميقة لملفات الجمعيات والتفريق‬ ‫بين الجمعيات ذات برامج وأهداف‪ ،‬وأخرى قوية فقط بوجود‬ ‫من يحميها ويدافع عنها‪ .‬ألننا سئمنا من الدعم المعنوي‪،‬‬ ‫من خالل تهنئتنا على نتائجنا التي تشرف المدينة‪ .‬على‬ ‫الجميع أن يبحث كيف تتحقق هذه النتائج‪ ،‬وتكلفتها على‬ ‫جميع المستويات‪ ،‬وهذا أكيد يتطلب تغيير العقليات‪ .‬ولهذا‬ ‫أتشبث باستقالتي إلى حين إيجاد حل إلنقاذ هذا الفريق‪،‬‬ ‫الذي ينقذ سمعة الرياضة بالمدينة في السنوات األخيرة‪.‬‬

‫خبـر «ميسي اإلفريقي» يكتب شهادة ميالده‬ ‫دولـي‬ ‫في برشلونة‬ ‫استطاع نجم برشلوني صاعد من أصول إفريقية اسمه جوردي مبوال «تيتي» أن يسجل‬ ‫األسبوع الماضي هدفا على طريقة ميسي‪ -‬مارادونا‪ ،‬في مباراة بدوري دوري أبطال أوروبا‬ ‫للشباب تحت ‪ 19‬عاما‪ ،‬فاز فيها الفريق الثاني لبرشلونة على الفريق الثاني لبوروسيا دورتموند‬ ‫‪ ،4-1‬بعد أن كان الفريق األلماني متقدما بهدف لصفر‪ ،‬ليودع األخير المسابقة‪ .‬بالطبع ما‬ ‫زالت هناك بينه وبين مكانة نجم الفريق األول ليونيل ميسي أميال وأميال يجب عليه أن‬ ‫يقطعها‪ ،‬لكن يبدو أن النجم الصغير على الطريق السليم كما قال موقع «فيلت» األلماني‪،‬‬ ‫ففي ‪ 7‬مباريات في دوري الشباب سجل جوردي مبوال ‪ 6‬أهداف وصنع هدفين آخرين‪ .‬وطريقة‬ ‫لعبه تنبئ أنه مبدع جديد في برشلونة‪ ،‬المعروف على مدار تاريخه بنجوم المراوغة وفنون‬ ‫الكرة‪ ،‬أصحاب أجمل األهداف‪ ،‬فمثال‪ ،‬قديما كان هناك األسطورة كرويف والظاهرة رونالدو‪،‬‬ ‫والساحر رونالدينيو‪ ،‬واآلن يوجد ميسي ونيمار وسواريز‪ ،‬وفي المستقبل سيكون هناك جوردي‬ ‫مبوال‪ ،‬الالعب اإلسباني ذو األصول الكنغولية‪ ،‬صاحب الـ‪ 17‬عاما‪ ،‬والذي رغم صغر سنه يلعب‬ ‫في الفريق الثاني ببرشلونة‪ .‬وصحيح أن هدف مبوال في مرمى دورتموند جاء على طريقة ميسي إال أن مثله األعلى نجم ذهبي آخر‬ ‫هو الفرنسي تيري هنري الذي لعب لبرشلونة ثالث سنوات‪ ،‬وشهد انطالقة النجم ميسي‪ .‬وكان هينري أيضاً معروفا بانطالقاته‬ ‫الفردية من منتصف الملعب ومن ثم تسجيل هدف‪ ،‬ويحمل جوردي مبوال لقب «تيتي»‪ ،‬وهو أقرب إلى تيري‪ ،‬االسم األول للنجم‬ ‫الفرنسي المعتزل‪ .‬ويحمل جوردي مبوال جنسية الكونغو إضافة إلى الجنسية اإلسبانية‪ ،‬لكنه يلعب حاليا لمنتخب إسبانيا تحت‬ ‫‪ 19‬عاما‪ ،‬حيث خاض معه ‪ 4‬مباريات سجل فيها هدفين حسب موقع «ترانسفير ماركت»‪ .‬ومنذ تسجيل هدفه في دورتموند مساء‬ ‫األربعاء الماضي أصبح اسم مبوال يتردد على ألسنة عشاق الكرة‪ ،‬وحديث الصحافة في أوروبا والعالم‪ ،‬فقد استخدم الالعب طريقة‬ ‫زين الدين زيدان في المراوغة ثم قام بأداء منفرد رائع يشمل السرعة والقوة البدنية وقوة األعصاب عندما أقترب من مرمى‬ ‫دورتموند‪ ،‬وكلها صفات ال يتمتع بها سوى الكبار أمثال ميسي وهنري‪.‬‬


‫العدد ‪878‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫تبادل الخبرات محور اتفاقية الشراكة بين الجامعة‬ ‫ونظيرتها للطوغو‬

‫الثالثاء ‪ 28‬فرباير �إلى ‪ 06‬مار�س ‪2017‬‬

‫‪19‬‬

‫منالجامعة‬ ‫أخبارأخبار‬ ‫الجامعة‬ ‫اللجنة المركزية للتأديب تصدر عقوبات‬

‫في إطار انفتاح الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‬ ‫على اإلتحادات الكروية اإلفريقية وقعت الجامعة‪ ،‬بمقرها‬ ‫بالرباط‬ ‫يوم الجمعة الماضي اتفاقية شراكة مع اتحاد طوغو لكرة‬ ‫القدم ترتكز على تبادل الخبرات والتعاون للرقي بكرة القدم‬

‫في البلدين‪ .‬كما تخص االتفاقية التي وقعها عن الجانب‬ ‫المغربي فوزي لقجع‪ ،‬و كوسي أكبوفي رئيس إتحاد طوغو‬ ‫لكرة القدم‪ ،‬عدة مجاالت متعلقة بالتحكيم‪ ،‬التكوين‪ ،‬عالوة‬ ‫على تنظيم دورات تكوينية مشتركة خاصة بالمدربين إلى‬ ‫جانب خوض مباريات ودية بين منتخبات البلدين‪.‬‬

‫كالوم ستار الغيني خصم الفريق في الدوري المقبل‬ ‫ومباراة الذهاب بغنيا يوم ‪ 11‬مارس‬

‫تأهل اتحــاد طنجـــة إلى الدور الثاني من كاس‬ ‫الكونفدرالية اإلفريقية لكرة القدم التي يخوضها ألول‬ ‫مرة في تاريخه‪ ،‬بعد فوزه على جمارك النيجر بهدف أحرزه‬ ‫اسماعيل بلمعلم في الدقيقة ‪ ،80‬ودخل بدوره تاريخ كرة‬ ‫القدم الطنجاوية كمسجل أول هدف في أول مباراة قارية‬ ‫لفريق طنجاوي على ملعبه‪ ،‬بعد الالعبان إنيس سيبوفيتش‬ ‫وبكر الهياللي اللذان وقعا أولى أهداف الفريق القارية‬

‫بتسجيلهما في مباراة الذهاب بنيامي التي انتهت كذلك‬ ‫بفوز اتحاد طنجة بهدفين مقابل هدف واحد‪.‬‬ ‫وبتجاوزه لجمارك النيجر‪ ،‬سيواجه اتحاد طنجة في‬ ‫الدور الثاني من كأس الكونفدرالية اإلفرقية‪ ،‬نادي كالوم‬ ‫ستار الغيني يوم ‪11‬من مارس المقبل في مباراة الذهاب‬ ‫بكوناكري‪.‬‬

‫العصعاص يشرف على تدريب تقني في البوانت‬ ‫فايتينغ بعصبة الشمال‬

‫أصدرت اللجنة المركزية للتأديب والروح الرياضية التابعة للجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم‪ ،‬مساء الثالثاء الماضي قرارات بشأن الملفات التي عرضت عليها‪،‬‬ ‫حيث قضت بإيقاف ملعب العبدي بمدينة الجديدة لمباراة واحدة موقوفة التنفيذ بعد‬ ‫األحداث التي رافقت المباراة التي جمعت الدفاع الحسني الجديدي بأولمبيك أسفي‬ ‫يوم االحد ‪ 19‬فبراير لحساب الجولة ‪ 18‬من البطولة االحترافية اتصاالت المغرب‬ ‫القسم األول‪ .‬كما قضت بتوقيف عبد الرحيم بنختي مدرب حراس فريق أولمبيك‬ ‫أسفي لمدة ‪ 4‬مباريات نافذة مع غرامة مالية قدرها ‪ 2000‬درهما‪ .‬ويحيى عطية‬ ‫اهلل العب فريق أولمبيك أسفي لمدة ‪ 4‬مباريات اثنتان منها موقوفتا التنفيذ مع‬ ‫غرامة مالية قدرها ‪ 2000‬درهما‪ .‬والالعب محمد أمين الصبار العب فريق أولمبيك‬ ‫آسفي ‪ ‬لمدة ‪ 4‬مباريات اثنتان منها موقوفتا التنفيذ مع غرامة مالية قدرها ‪2000‬‬ ‫درهما‪ .‬والالعب محمد حمدان العب فريق أولمبيك اسفي لمباراتين نافذتين‪.‬‬ ‫والالعب عبد اإلله منصور العب فريق شباب أطلس خنيفرة لمباراة واحدة‪.‬‬ ‫وبالنسبة للبطولة االحترافية اتصاالت المغرب القسم الثاني‪ ،‬أوقفت اللجنة عبد‬ ‫العالي مقداد النائب الرابع لرئيس فريق وداد فاس لمدة ‪ 6‬مباريات نافذة مع غرامة‬ ‫مالية قدرها ‪ 3500‬درهما‪ .‬وعبد الحق مهتاب العب فريق اتحاد تمارة لمباراة واحدة‪.‬‬ ‫وبيير كولي العب فريق شباب المسيرة لمباراة واحدة‪.‬‬

‫اتفاقية شراكة بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‬ ‫واتحادات سيراليون و سوازيالند وجزر القمر لكرة القدم‬ ‫في إطار انفتاح الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم منذ سنتين على اإلتحادات‬ ‫الكروية اإلفريقية وقعت الجامعة‪ ،‬خالل األسبوع الماضي بمقر الجامعة‪ ‬بمدينة‬ ‫الرباط اتفاقيات شراكة مع اتحادات سيراليون و سوازيالند وجزر القمر لكرة القدم‪.‬‬ ‫بالنسبة لألولى وقع فوزي لقجع مع عائشة جوهانسون رئيسة إتحاد سيراليون‬ ‫اتفاقية تهدف إلى تحديد إطار التعاون والتبادل بين اإلتحادين بغاية المساهمة‬ ‫في تنمية ممارسة كرة القدم في البلدين خاصة في مجال تكوين األطر التقنية‬ ‫واإلدارية وفي مجال التحكيم‪ .‬وتحديد إطار تنظيم مباريات ودية بين المنتخبات‬ ‫الوطنية للكبار والمحلية واألولمبية‪ ،‬و تبادل الخبرات والتجارب في مجال تكوين‬ ‫الالعبين والمنتخبات الناشئة وكرة القدم النسوية‪ .‬وبالنسبة لالتفاقية الثانية مع‬ ‫اتحاد سوازيالند وقع فوزي لقجع مع أدم امتطوا رئيس االتحاد اتفاقية ترمي إلى‬ ‫تبادل‪ ‬الخبرات بين االتحادين والتعاون في تطوير وتنمية ممارسة كرة القدم في‬ ‫البلدين‪ ،‬سيما في مجاالت اإلدارية والتقنية والتحكيم‪ .‬وبرمجة مباريات ودية بين‬ ‫المنتخبات الوطنية للكبار والمحلية واألولمبية‪ ،‬فضال عن تبادل الخبرات والتجارب في‬ ‫مجال تكوين الالعبين والمنتخبات الناشئة وكرة القدم النسوية‪ .‬أمام الثالثة وقعها‬ ‫فوزي لقجع مع سليم تركي رئيس اتحاد جزر القمر لكرة القدم‪ .‬و‪ ‬تهدف إلى تحديد‬ ‫إطار التعاون والتبادل بين اإلتحادين بغاية المساهمة في تنمية وتطوير ممارسة‬ ‫كرة القدم في البلدين خاصة في مجال تكوين األطر التقنية واإلدارية وفي مجال‬ ‫التحكيم‪ .‬وتحديد إطار تنظيم مباريات ودية بين المنتخبات الوطنية للكبار والمحلية‬ ‫واألولمبية‪ .‬وعن تبادل الخبرات والتجارب في مجال تكوين الالعبين والمنتخبات‬ ‫الناشئة وكرة القدم النسوية‪.‬‬

‫بيان توضيحي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‬ ‫أصدرت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بيانا تستنكر فيه ما روج له أحد‬ ‫المواقع اإللكترونية من أخبار زائفة بخصوص الناخب الوطني السيد هيرفي رونار‪،‬‬ ‫مستغربة ما قيل في الموضوع‪ .‬وتوضح الجامعة أن ما يتم الترويج له عار من الصحة‪،‬‬ ‫وأن ما تداوله الموقع اإللكتروني ضرب من الخيال وال أساس له‪ .‬بل على العكس من‬ ‫ذلك‪ ،‬لم يتم تسجيل أي شيء يمس بسمعة البعثة المغربية خالل مشاركة المنتخب‬ ‫الوطني في نهائيات كأس األمم اإلفريقية بالغابون‪ .‬وشجبت الجامعة بقوة محتوى‬ ‫المقال‪ ،‬وتؤكد بأنها لن تتوان في اتخاذ كل اإلجراءات القانونية الالزمة في حق‬ ‫من يتجرأ على نشر أخبار كاذبة تهدف إلى زعزعة استقرار النخبة الوطنية‪ .‬وتؤكد‬ ‫الجامعة أن الناخب الوطني يمارس مهامه بشكل عادي‪ ،‬ويعمل رفقة طاقمه لإلعالن‬ ‫عن الئحة العبي المنتخب الوطني األول تحضيرا للمباراتين الوديتين لألسود نهاية‬ ‫مارس المقبل‪ .‬وتهيب الجامعة بكافة وسائل اإلعالم‪ ،‬أن تتحرى الدقة في مثل هذه‬ ‫األخبار التي ال تستند إلى أية أدلة دامغة وتسيء إلى سمعة كرة القدم الوطنية‪.‬‬

‫} َيا �أَ ّ َيت َُها ال َنّفْ ُ�س مْ ُ‬ ‫ا�ض َي ًة َم ْر ِ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ال ْط َم ِئ ّ َن ُة ْار ِجعِي ِ�إ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫�ض ّ َي ًة‬ ‫َف ْاد ُخلِي يِف عِ َبادِ ي َو ْاد ُخلِي َج َّنتِي {‬

‫(صدق اهلل العظيم)‬

‫والدة الزميل حسن بودراع في ذمة اهلل‬ ‫نظمت عصبة الشمال للفول كونتاكت والكيك‬ ‫بوكسينغ يوم األحد ‪ 19‬فبراير الحالي بالقاعة المغطاة‬ ‫الزياتن لمدينة طنجة تدريبا تقنيا في صنف البوانت‬ ‫فايتينغ الذي شاركت فيه مختلف الجمعيات المنضوية‬ ‫تحت لواء العصبة‪ .‬و يدخل هذا النشاط في إطار البرنامج‬ ‫السنوي للعصبة التي ترغب في الرفع من المستويات‬ ‫التقنية لكل ممارسيها في كل األصناف الرياضية التي‬ ‫تشرف عليها‪ .‬وأشرفت على التدريب الذي لقي نجاحا كبيرا‬ ‫اللجنة التقنية للعصبة التي تضم المدير التقني‪ ،‬عبد‬

‫القادر العصعاص‪ ،‬وعضو اللجنة عبد الخالق أمعاش‪ .‬وكان‬ ‫التدريب مناسبة استفاد منها المشاركون باالطالع على‬ ‫مختلف التقنيات والوضعيات الخاصة بتباري هذا الصنف‬ ‫الرياضي‪ ،‬إضافة إلى اطالعهم على آخر المستجدات التي‬ ‫عرفها على المستوى الدولي‪ .‬وأبدى المشاركون إعجابهم‬ ‫الكبير بالمستوى العالي الذي تميز به التدريب‪ ،‬وبالتنويع‬ ‫الذي صارت تنهجه عصبة الشمال من أجل إحاطة كل‬ ‫منتسبيها بمختلف األساليب الرياضية التي تشرف عليها‬ ‫هذه العصبة ‪.‬‬

‫ببالغ األسى والحزن‪ ،‬تلقينا نبأ وفاة وال��دة أخينا وزميلنا العزيز‪،‬‬ ‫الصحفي‪ ،‬حسن بودراع ‪ ،‬التي وافتها المنية يوم السبت قبل الماضي‪.‬‬ ‫ولهذا المصاب الجلل‪ ،‬نتقدم بتعازينا الحارة إلى أخينا حسن بودراع‪ ،‬وإلى‬ ‫باقي أفراد أسرة الفقيدة‪ ،‬سائلين المولى عز وجل أن يتغمدها بواسع‬ ‫رحمته‪ ،‬ويسكنها فسيح جنانه وأن يجزيها بالحسنات إحسانا وبالسيئات‬ ‫عفوا وغفرانـا‪ ،‬وأن يرزقها أهال خيرا من أهلها‪ ،‬و يسكنها فسيح جنانه مع‬ ‫الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا‪ ،‬إنه باإلجابة جدير‬ ‫و على كل شيء قدير‪ .‬وأن يلهم ذويها الصبر الجميل‪.‬‬

‫«�إنا اهلل و�إنا �إليه راجعون»‬


‫العدد ‪878‬‬

‫فضاء األنثى ‪:‬‬

‫بين األبوّة‬ ‫والنسب‬

‫‪ -‬بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬

‫سجلت ابتدائية طنجة‪ ،‬في ‪ 30‬يناير الماضي‪ ،‬سبقا قضائيا‬ ‫رائعا حين أقرت ببنوة طفلة ازدادت خارج «اإلطار» المعلوم‪،‬‬ ‫وقضت بتعويض مادي لألم جبرا للضرر‪.‬‬ ‫المحكمة بنت حكمها على عدد من االتفاقيات الدولية‬ ‫التي صادق عليها المغرب والمتصلة بحماية حقوق ومصالح‬ ‫األطفال الطبيعيين وحقهم في التعرف على والديهم‬ ‫البيولوجيين‪ ،‬متجاوزة بذلك مجموعة من األعراف واالجتهادات‬ ‫القانونية التي كانت تقول بعدم قبول االعتراف بأبوة األطفال‬ ‫المولودين خارج «اإلطار»‪.‬‬ ‫ولقد أجمع العديد من الخبراء على أن السبق الذي سجلته‬ ‫ابتدائية طنجة‪ ،‬يكمن أصال في مبدأ قبول الدعوى من‬ ‫األساس‪ ،‬شكال وموضوعا‪ ،‬وليس فقط في طريقة معالجتها‬ ‫قانونا‪ ،‬بما يحفظ حقوق الطفلة موضوع الدعوى وهي حقوق‬ ‫ثابتة شرعا‪ ،‬ألنه ال ذنب لها فيما حصل‪ ،‬وألن ( كل امرئ بما‬ ‫كسب رهين) «الطور ‪ ،»21‬و ( ال تزر وازرة وزر أخرى) «األنعام‬ ‫‪.»164‬‬ ‫المحكمة بنت أيضا حكمها على الدستور المغربي الذي‬ ‫يكلف الدولة بتوفير الحماية القانونية واالعتبارية واالجتماعية‬ ‫والمعنوية ولهذا‪ ،‬والعتبارات أخرى‪ ،‬قضت المحكمة بثبوت‬ ‫البنوة بين الطفلة والمدعى عليه اعتمادا على الخبرة الطبية‬ ‫التي أثبتت العالقة البيولوجية بينهما‪.‬‬ ‫إال أن المحكمة ميزت بين البنوة التي يثبتها العلم وبين‬ ‫النسب‪ ‬الذي ال يثبت إال بشهادة عدلين أملحين‪ ،‬ذوي صدق‬ ‫وورع وصالح‪! ......‬‬ ‫وبالتالي فقد رفضت المحكمة طلب المدعية بالنفقة‬ ‫وألزمت المدعى عليه بدفع تعويض للمدعية عن الضرر الذي‬ ‫تسبب لها فيه بإنجاب طفلة‪ ‬خارج الزواج «الموثق»‪ ،‬خاصة‬ ‫والمدعى عليه سبق وأن توبع بجنحة الفساد في هذا الملف‪ ،‬‬ ‫وأدين بشهر سجنا موقوف التنفيذ‪.‬‬ ‫التعويض جاء أيضا من أجل تمكين‪ ‬المدعية من حضانة‬ ‫الطفلة‪ ،‬ورعايتها‪ ‬وتحمل كافة المسؤوليات‪ ،‬ماديا ومعنويا‪،‬‬ ‫بمفردها‪ ،‬فيما يخص تربيتها وإطعامها وتعليمها والعناية‬ ‫بها مدى الحياة‪ ،‬وكأنها صاغتها بمفردها من كروموسوماتها‬ ‫الـ ‪ 23‬زوجا دون تدخل الفاعل الذكوري ليبقى هذا األخير خارج‬ ‫المسؤولية‪ ،‬ولتذهب هي إلى الجحيم‪! ‬‬ ‫ولقد لقي حكم ابتدائية طنجة إشادة واسعة في أوساط‬ ‫الفعاليات الحقوقية والمنظمات األهلية كما عملت مختلف‬ ‫المنابر اإلعالمية على نشره على نطاق واسع‪ ،‬اعتبارا ألنه اتسم‬ ‫بجرأة كبيرة إذ اقتحم حاجزا تقليديا من الفتاوى واألحكام‬ ‫واالجتهادات المتصلة باألطفال الطبيعيين الذين «يتفنن»‬ ‫بعض الفقهاء في وصفهم باللقطاء‪ ،‬وأوالد الزنا‪ ،‬وأبناء‬ ‫المالعنة و«يجتهدون» في إصدار الفتاوى واألحكام ‪ ‬القاسية‪،‬‬ ‫فيما يخص نسبهم ‪ ‬وصالتهم وصيامهم ونكاحهم وهل‬ ‫يصلى عليهم ‪ ‬بعد مماتهم‪ ‬وهل يرثون ويورثون‪ ،‬وما إن‬ ‫كانوا سيدخلون الجنة أو أن مأواهم النار وبئس القرار‪ ،‬وهل‬ ‫يلحق المولود بنسب أبيه إذا اعترف ببنوته‪......‬‬ ‫وفي هذا الباب يشـدد الفقهاء‪ ‬على أن ال سبيــل إللحـاق‬ ‫طفل طبيعي بنسب أبيه البيولوجي‪ ،‬حتى وإن تزوج «صاحبة‬ ‫دعوته»‪ .‬أتدرون لماذا ؟ آلن ماء الزاني فاسد‪( ....!!! ‬اإلمام‬ ‫النووي) وعلى المرأة أن تطهر من الماء األول في حال زواجها‬ ‫حتى ال يختلط النكاح بالسفاح‪! ‬‬ ‫واهلل أعلم‪.‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬فرباير �إلى ‪ 06‬مار�س ‪2017‬‬ ‫األخيرة‬ ‫وفد صيني يزور المغرب الستكشاف مزايا االستثمار‬ ‫في القطاع السياحي‬ ‫حل بطنجة‪ ،‬وف��د صيني من مقاطعة‬ ‫كانتون‪ ،‬اإلثنين الماضي بطنجة‪ ،‬في زيارة إلى‬ ‫المغرب تستمر إلى غاية ‪ 27‬فبراير الجاري‪ ،‬من‬ ‫أجل االطالع على المؤهالت التي تتوفر عليها‬ ‫طنجة وبعض المدن المغربية‪ ،‬في القطاع‬ ‫السياحي‪.‬‬ ‫وأعلنت الشركة المغربية للهندسة‬ ‫السياحية‪ ،‬بالمناسبة‪ ،‬أن الوفد الذي يتكون‬ ‫من مستثمرين في مجموعة من القطاعات‬ ‫السياحية‪ ،‬يقوم بهذه الزيارة للمغرب في إطار‬ ‫المخطط الوطني الذي يرمي إلى تنويع األسواق‬ ‫المصدرة لالستثمارات األجنبية بالمغرب‪.‬‬ ‫الوفد الصيني يمثل عددا من الشركات‬ ‫الصينية العاملة ف��ي القطاع السياحي‬ ‫والمتخصصة ف��ي المنتجعات الترفيهية‬ ‫السياحيةوغيرها‪.‬‬ ‫وخ�لال مقامه بالمغرب‪ ،‬سيقوم الوفد‬ ‫الصيني بزيارة عدد من المدن‪ ،‬من أبرزها‬ ‫طنجة والسعيدية والحسيمة في الشمال‪ ،‬وفاس‬ ‫والصويرة ومراكش في الوسط والجنوب‪ ،‬ألخذ‬ ‫فكرة عن المؤهالت السياحية التي يتوفر عليها‬ ‫المغرب من أجل االستثمار فيها‪ .‬وكان الوفد‬ ‫قد اجتمع برئيس الشركة المغربية للهندسة‬ ‫السياحية‪ ،‬الذي قدم للوفد بيانات ضافية عن‬ ‫االستراتيجيةالمغربيةلتنميةالسياحةالوطنية‪،‬‬ ‫كما تطرق لفرص االستثمار والشراكة‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬تطرق المسؤول عن الوفد‬ ‫الصيني‪ ،‬وانغ يونغ باو‪ ،‬لألهداف المتوخاة‬ ‫من وراء هذه الزيارة‪ ،‬وعبر عن الرغبة التي‬ ‫تحذو الصين في ما يتعلق بتنويع استثماراتها‬ ‫بالمغرب‪ ,‬كما ذكر بمبادرة الصين الرامية‬ ‫إلى تثمين «طريق الحرير» التي كانت تشكل‬ ‫أحد الممرات الرئيسية التي ربطت الصين‬ ‫والمناطق الواقعة جنوب غرب آسيا والهند‬ ‫والمناطق المتاخمة إلفريقيا وأر وربا‪ ،‬وأشار إلى‬ ‫الدور الريادي الذي يضطلع به المغرب في ما‬ ‫يتعلق بتعزيز التبادل والتعاون بين الثقافات‬ ‫والحضارات مع دول شرق آسيا والصين على‬ ‫وجه الخصوص‪.‬‬

‫وبمقر جهة طنجة‪ ،‬تطوان‪ ،‬الحسيمة‪،‬‬ ‫استقبل الوفد الصيني برئاسة كي زي��وا‪،‬‬ ‫المدير العام لمركز التعـاون الدولي المكلـف‬ ‫بطرق الحرير البحرية‪ ،‬من طرف نائبة رئيس‬ ‫الجهة‪ ،‬رفيعة المنصوري مرفوقة برئيسة لجنة‬ ‫السياحة إيمان بوحويطة‪ ،‬حيث تم التركيز‬ ‫خالل هذا اللقاء على دراسة سبل تطوير التبادل‬ ‫االقتصادي والتجاري والسياحي بين المغرب‬ ‫والصين‪.‬‬ ‫يذكر أن العالقات االقتصادية بين المغرب‬ ‫والصين تشهد تطورا متواصال حيث أصبحت‬ ‫الصين ثالــث شريــك تجاري للمغرب بحجم‬ ‫مبادالت هام‪.‬‬ ‫ومعلوم أن العالقات المغربية الصينية‪،‬‬ ‫في المجال السياحي تشهد نموا مضطردا بعد‬ ‫الزيارة الملكية للصين في شتنبر ‪ 2015‬وبعد‬ ‫إعالن جاللة الملك عن قرار إعفاء المواطنين‬ ‫الصينيين من تأشيرة الدخول للمغرب‪ ،‬لينتقل‬ ‫عدد السياح الصينيين بالمغرب من ‪ 12‬ألف سنة‬ ‫‪ 2015‬إلى ‪ 35‬ألف سنة ‪ 2016‬في حين يخطط‬ ‫المسؤولون عن القطاع بالمغرب الستقبال أزيد‬ ‫من ‪ 100‬ألف سائح في أفق ‪ .2018‬خاصة بعد‬ ‫تشغيل خطوط طيران جديدة بين المغرب‬ ‫والصين تؤمن الربط بين المغرب وعدد من‬ ‫المدن الصينية الكبرى‪.‬‬ ‫وكان وفد صيني هام قد زار طنجة في‬ ‫يونيه ‪ 2016‬إلعطاء االنطالقة لمشروع المدينة‬

‫الصناعية والسكنية الصينية الذي تم التوقيع‬ ‫على اتفاقية الشراكة بشأنه خالل الزيارة الملكية‬ ‫للصين‪ ،‬بين جهـة طنجـة وشركتي «هايطي»‬ ‫و«موروكو شينا أنترناسيونال»‪ .‬وتاله وفد‬ ‫ثان في شتنبر ‪ 2016‬لالطالع على اإلجراءات‬ ‫الجارية إلنشاء مشروع المدينة الصناعية‬ ‫الصينية حيث زار خاللها فضاء ميناء طنجة‬ ‫المتوسط وموقع المناطق الصناعية وكذا‬ ‫موقع المدينة الصناعية الصينية في منطقة‬ ‫«عين الدالية» على مساحة ‪ 1200‬هكتار قابلة‬ ‫للتوسع‪ ،‬باستثمارات ضخمة تفوق ‪ 10‬مليارات‬ ‫دوالر‪ ،‬وعبر عن ارتياحيه للمؤهالت الكبرى‬ ‫التي تتمتع بها طنجة في مختلف لمجاالت‬ ‫الصناعية والتجارية وعلى مستوى المبادالت‬ ‫الدوليـــة بفضل موقعها الجغرافي المتميز‬ ‫والتجهيـــزات الكبرى التي أقيمت بالمدينة‬ ‫ومينائها المتوسطي الهام‪.‬‬ ‫ويعتبر مشــروع المدينـــة الصناعيـــة‬ ‫والسكنية الصينية بطنجة‪ ،‬من الجانب الصيني‪،‬‬ ‫تعبيرا عن متانة العالقات الصينية المغربية‬ ‫التاريخية التي تربط البلدين كما أنه يعزز التزام‬ ‫البلدين لتقوية الشراكات االقتصادية وتعزيز‬ ‫التعاون الثنائي في القطاعات الواعدة‪ ،‬ومنها‬ ‫النسيج والسيارات والطيران ونقل التكنولوجية‬ ‫المتقدمة وتعزيز القدرة التنافسية للبلدين على‬ ‫المستوىالعالمي‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫حلقة دراسية حول «خصائص الكتابة النثرية والشعرية»‬

‫للدكتور أحمد الطريبق أحمد‬

‫نظم ماستـــر األدب العربي في المغرب العلوي ‪:‬‬ ‫األصول واالمتدادات بشراكــة مع مؤسسة عبد اهلل‬ ‫كنون للثقافة والبحث العلمي‪ ،‬حلقة دراسية ثانية مع‬ ‫الشاعر أحمد الطريبق أحمد يوم اإلثنين ‪ 22‬جمادى‬ ‫األولى ‪ 20 - 1438‬فبراير ‪ 2017‬بتأطير من الدكاترة‬

‫درا�سة‬

‫األفاضل‪ :‬عبد اللطيف شهبون‪ ،‬أحمد هاشم الريسوني‪،‬‬ ‫محمد النحيل‪.‬‬ ‫‪ ‬ركز المتدخلون في هذا اللقـــاء على خصائص‬ ‫الكتابـة النثرية والشعرية للدكتور أحمد الطريبق أحمد؛‬ ‫الشاعر والكاتب والناقد األدبي والباحث المتمرس‪.‬‬

‫ِ‬

‫تغطي هذه الدراسة التي أعدها ‪Guillermo Gozalbes‬‬ ‫‪ Busto‬وترجمها األستاذان إدريس الجبروني ومحمد القاضي‪،‬‬ ‫فترات غميسة من تاريخ المغرب قبل الفتح اإلسالمي وبعده‪،‬‬ ‫كما تتناول تواريخ بعض الجهات (إمارة النكور) وحواضره‬ ‫(تطوان‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬طنجة‪ ،‬أصيال‪ ،‬القصر الكبير‪ ،‬القصر‬ ‫الصغير‪( )..‬ولسنا ندري لماذا تم إسقاط حاضرة شفشاون‪،‬‬ ‫والحال أن المؤلف كان قد نشر بين سنتي ‪1969‬و‪1970‬‬ ‫دراسة عنها في إطار تخليد ذكرى مرور ‪500‬سنة على‬ ‫تأسيسها‪ ،‬ونشرها في جريدة ‪ Diario de España‬الصادرة‬ ‫وقتئذ بطنجة)‬ ‫وتنفتــح هذه الدراسـة في اآلن نفســـه على جوانــــب‬ ‫حضارية تعكس المؤثر األندلسي في لباس المغاربة‪ ،‬وتتطرق‬ ‫إلى جوانب متعلقة بالحياة الدينية‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.