Achamal n° 882 le 28 mars 2017

Page 1

‫طنجة ـ اقتصاد‬

‫اإليطاليون مهتمون‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 882‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 30‬جمادى ‪ 28 / 1438 /2‬مار�س �إلى ‪� 3‬أبريل ‪2017‬‬

‫يزداد اهتمام رجال المال واألعمال‪ ،‬عبر‬ ‫العالم‪ ،‬بمدينة طنجة التي تشهد باستمرار‬ ‫إطالق مشاريع هامة في مختلف المجاالت‬ ‫وفي ميادين‬ ‫اإلقتصادية والتجارية‬ ‫التجهيزات األساسية ‪ ،‬بفضل المخطط‬ ‫الملكي لـ «طنجة الكبرى»‪.‬‬ ‫كما أن اهتمام كبريات شركات التنقل‬ ‫الجوي والبحري يتزايد من أجل إحداث‬ ‫خطوط منتظمة مع هذه المدينة ومينائها‬ ‫الكبير «طنجة ـ المتوسط»‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار زار طنجة‪ ،‬الجمعة الماضي‪ ،‬وفد من رجال األعمال والمستثمرين اإليطاليين‬ ‫بغرض االطالع على اإلمكانيات والمؤهالت التي توفرها طنجة‪ ،‬وجهات أخرى من المغرب‪ ،‬في مجال‬ ‫االستثمار الصناعي والتجاري‪.‬‬ ‫وقد استقبل الوفد اإليطالي من طرف عمدة طنجة البشير العبدالوي الذي زود الوفد بمعلومات‬ ‫ضافية حول طنجة واألوراش الكبرى التي تشهدها المدينة والفرص الهائلة التي توفرها للمستثمرين‪.‬‬

‫ثوري طنجاوي يقود حركة التحرر والكرامة بالمغرب والعالم الثالث من‬ ‫أجل ترسيخ قيم الحرية والديمقراطية والمساواة والعدالة االجتماعية‬

‫جاللة الملك يشيد برصيد علي يعتة‪ ،‬رجل الوطنية‬ ‫الصادقة وااللتزام الجاد بثوابت األمة‬

‫ع َلم طنجة يرفرف من جديد في سماء الوطنية‬ ‫المغربية التي كانت هذه المدينة ميدانا‬ ‫لنضالها ومنصة دولية إلشعاعها على العالم‪،‬‬ ‫بعد الحرب العالمية األولى والثانية ‪ ،‬كما‬ ‫كانت منبرا لخطاب ‪ 10‬أبريل الثوري‪،‬‬ ‫الذي أطلق منه المحرر األكبــر‬ ‫محمد الخامس رحمه اهلل صرخته‬ ‫المدويــة‪ ،‬مطالبا باالنعتاق‬ ‫واالستقالل والحرية‪.‬‬ ‫ابن طنجـة على يعتـة‪،‬‬ ‫ينجح‪ ،‬بعد عشرين عاما على‬ ‫وفاته‪ ،‬في جمع جميع الفرقاء‬ ‫السياسيين المغارية‪ ،‬وهم‬ ‫في أوج شتاتهم وتفرقهم‪،‬‬ ‫للحظات‪ ،‬حول مؤسسته التي أراد‬ ‫رفاقه على درب الكفاح والنضال‪،‬‬ ‫تكريـم روحه وذاكرته وتكريس‬ ‫حضوره األبدي على ساحة النضال‬ ‫من أجل مغرب كان يريد أن تنتصر‬ ‫فيه الديمقراطية والحرية والمساواة‬ ‫والعدالة االجتماعية والتضامن والحداثة‬ ‫والتقدم‪.‬‬ ‫يوم الجمع��ة ‪ 24‬م��ارس ‪،2017‬‬ ‫سيظل يوما خالدا في تاريخ الوطنية‬ ‫المغربية واليس��ار المغربي بوجه‬ ‫خ��اص‪ ،‬إذ خ�لال ه��ذا الي��وم‬ ‫أعلن عن إحداث مؤسس��ة علي‬ ‫يعتة‪ ،‬آخ��ر أهرام��ات الحركة‬ ‫الوطنة أحد رموزها البارزين‬ ‫المؤثري��ن‪ ،‬وآخ��ر رجاالتها‬ ‫األف��ذاذ‪ ،‬ورواده��ا األمجاد‪،‬‬ ‫هذه المؤسسة التي يراد لها‬ ‫أن تكون فضاء للدراس��ات‬ ‫والبح��وث والتناظ��ر ف��ي‬ ‫قضاي��ا الفكر والسياس��ة‬ ‫والمجتــم��ع ولتثـمي��ن‬ ‫الذاك��رة النضــالي��ة‬ ‫للش��عب المغــرب��ي‬ ‫وللحرك��ة التقدمية‬ ‫واليس��ار المغربـي‪،‬‬ ‫والتعـري��ف به��ا‬ ‫وإش��عاعــها‬ ‫والتربي��ة‬

‫على قيمها‪ ،‬من خالل سيرة واحد من رموز اليسار التقدمي المغربي‪ ،‬وأحد األسماء الكبيرة‬ ‫في التاريخ السياسي واإلعالمي والنضالي الوطني‪ ،‬الخالد‪ ،‬علي يعتة‪.‬‬ ‫مؤسسة علي يعته‪ ،‬تتطلع أن تكون حاضنة لدينامية مشعة‪ ،‬تنطلق من‬ ‫تفكير معمق ممسك بمختلف أسئلة الراهن‪ ،‬وطنيا وإقليميا وكونيا‪ ،‬وتمشي‬ ‫على طريق بناء المستقبل المبني على السلم والوحدة واالستقالل‬ ‫والتضامنوالحرية‪.‬‬ ‫تلك األهداف والمرجعيات الوطنية هي بعض ما تضمنته الرسالة‬ ‫الملكية التي وجهها جاللته إلى مؤسسي مؤسسة علي يعتة‪ ،‬الذي‬ ‫قال في حقه جاللة الملك‪ ،‬إنه كان رجل وطنية صادقة وغيرة‬ ‫خالصة ورصيد نضالي كبير من أجل الحرية واالستقالل وبناء‬ ‫المغرب الحديث‪ ،‬كما كان من « القادة السياسيين المغاربة الرواد‬ ‫المشهود لهم بالمصداقية والعطاء الوطني البناء والتوقير في‬ ‫المجالين السياسي والحزبي»‪.‬‬ ‫وبذلك‪ ،‬يقول جاللة الملك‪ ،‬إنه «تمكن من ترك بصمات عميقة‬ ‫ودالة في مسار حزبه‪ ،‬وتطوره‪ ،‬منذ نواته األولى‪ ،‬إلى تأسيس‬ ‫حزب التقدم واالشتراكية‪ ،‬الذي كان أول أمين عام له‪.‬فكرس‬ ‫طاقته وجهوده إلعطاء هذا الحزب‪ ،‬المكانة التي يستحقها في‬ ‫المشهد السياسي الوطني‪ ،‬وتعزيز دوره‪ ،‬بمعية األحزاب‬ ‫الوطنية‪ ،‬في ترسيخ قيم الحرية والديمقراطية‬ ‫والعدالة االجتماعية‪ ،‬وانخراطه في النهوض‬ ‫بأوراش التنمية والتحديث ببالدنا»‪.‬‬

‫(�ص ‪)4‬‬


‫العدد ‪882‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬مار�س �إلى ‪� 03‬أبريل ‪2017‬‬

‫صاحب الجاللة ملك البحرين يستقبل‬ ‫األستاذ محمد بن عيسى‬

‫قام األستاذ محمد بن عيسى‪ ،‬السفير‬ ‫والوزير واألدي��ب وأمين عام منتدى أصيلة‬ ‫الثقافي ‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬بزيارة لمملكة البحرين في‬ ‫إطار أنشطته الثقافية والسياسية المتعددة‬ ‫الواجهات‪.‬‬ ‫وخالل هذه الزيارة‪ ،‬استقبل األستاذ محمد‬ ‫بن عيسى من ط��رف صاحب الجاللة ملك‬ ‫البحرين‪ ،‬حمد بن عيسى آل خليفة‪ ،‬في قصر‬ ‫الصافرية بالمنامة‪ ،‬حيث رحب جاللة الملك‬ ‫باألستاذ محمد بن عيسى وأجرى معه محادثات‬ ‫أشاد خاللها جاللته بعمق ومتانة العالقات‬ ‫األخوية التاريخية الوثيقة والمتميزة التي تجمع‬ ‫المملكتين والتي تشهد تطورا مستمرا في‬ ‫العديد من المجاالت ذات االهتمام المشترك‪.‬‬ ‫وخالل هذا اللقاء‪ ،‬أعرب عاهل البحرين عن‬ ‫تقديره واعتزازه بالجهود التي يبذلها جاللة‬ ‫الملك محمد السادس من أجل تعزيز وترسيخ‬ ‫العالقات بين المملكتين الشقيقتين المغربية‬ ‫والبحرينية متمنيًا للمغرب وشعبه الشقيق‬ ‫المزيد من االزدهار والتقدم والرفعة في ظل‬ ‫قيادة جاللته الحكيمة‪.‬‬ ‫وبالمناسبة‪ ،‬أشاد جاللة الملك حمد بن‬ ‫عيسى آل خليفة بالدور الهام الذي يقوم به‬ ‫األستاذ محمد بن عيسى في توطيد أواصر‬ ‫التعاون الثقافي بين المملكتين الشقيقتين‪،‬‬ ‫وبجهوده القيمة من خ�لال عضويته في‬ ‫لجنة الترشيح لجائزة عيسى لخدمة اإلنسانية‪،‬‬ ‫وتحقيق أهدافها اإلنسانية النبيلة‪.‬‬ ‫ومعلوم أن جائزة عيسى لخدمة اإلنسانية‬ ‫أسست في العام ‪ 2009‬من قبل صاحب الجاللة‬ ‫الملك حمد بن عيسى آل خليفة‪ ،‬ملك مملكة‬

‫البحرين ‪ ،‬حيث تمنح كل سنتين لشخصية أو‬ ‫مؤسسة يتم اختيارها عبر سلسلة من اإلجراءات‬ ‫ّ‬ ‫والمحكمة من قبل فريق من الخبراء‪،‬‬ ‫الدقيقة‬ ‫يوجد األستاذ محمد بن عيسى من بينهم‪،‬‬ ‫ويمنح الفائز بالجائزة شهادة تقديرية‪ ،‬وميدالية‬ ‫من الذهب الخالص‪ ،‬وجائزة مالية قدرها مليون‬ ‫دوالر أمريكي‪.‬‬ ‫وتسعى جائزة عيسى لخدمة اإلنسانية‬ ‫لتكريم أولئك ال��ذي��ن يكافحون من أجل‬ ‫تحسين ظروف البشرية بآالمهم وصراعاتهــم‬ ‫ومشاقهــم ومعاناتهــم ‪ ،‬فتحركهم مشاعرهم‬ ‫من أجل إعادة الجمال واألمل‪.‬‬ ‫وقد أطلق اسم المغفور له أمير البحرين‬

‫‪2‬‬

‫إعطاء انطالقة أشغال بناء المقر‬ ‫الجديد للغرفة الفالحية لجهة طنجة‬ ‫ـ تطوان ـ الحسيمة‬

‫الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة على‬ ‫الجائزة‪ ،‬احتفا ًء بجهوده المتفانية من أجل‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬وبدوره المتميز في نهضة ورفعة‬ ‫بالده‪.‬‬ ‫وقد حظي استقبال األستاذ محمد بن‬ ‫عيسى من طرف جاللة ملك البحرين بتغطية‬ ‫واسعة من طرف الصحافة البحرينية والخليجية‬ ‫التي نشرت الخبر مزينا بصور جاللة الملك‬ ‫واألستاذ محمد بن عيسى خالل هذا االستقبال‬ ‫الذي تم بالديوان الملكي بقصر الصافرية‬ ‫بالمنامة‪.‬‬

‫ع‪ .‬ك‬

‫بمناسبة اليوم العالمي للشعر‪ ،‬سعيد كوبريت ‪:‬‬ ‫الشعر «ماء زالل لإلعالمي وقت الظمأ‬ ‫واشتداد العطش»‬

‫على هامش انطــالق فعاليــات الدورة‬ ‫األولى للمعرض الجهوي للفواكه الحمــراء‪،‬‬ ‫والذي تحتضنه مدينـــة العرائش‪ ،‬أشـــرف‬ ‫عزيز آخنوش ‪ ‬وزيـر الفالحة والصيد البحري‬ ‫الخميس الماضي‪ ،‬مرفوقا بمصطفى النوحي‬ ‫عامل صاحب الجاللـة على إقليـم العراذش‪،‬‬ ‫ومحمد العلمــي المدير الجهــوي للفالحــة‪،‬‬ ‫و عبد اللطيف اليونســي رئيس الغـرفـة‬ ‫الفالحية لجهـة طنجـة ـ تطوان ـ الحسيمة‪،‬‬ ‫وعدة شخصيات إدارية ومهنيـة ومنتخبـة‪،‬‬ ‫على إعطاء اإلنطالقة الرسمية لتشييد المقر‬ ‫الجديد للغرفة الفالحية لجهة طنجة ـ تطوان‬ ‫ـ الحسيمة‪..‬‬ ‫وخصص لهذا المشروع الذي ‪ ‬تشرف‬ ‫على إنجازه المديرية الجهوية للفالحة لجهة‬ ‫طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪ ،‬غالف مالي قدره‬ ‫‪ 18,05‬مليون درهم‪ ،‬ويشيد فوق وعاء عقاري‬ ‫تبلغ مساحته ‪ 3735‬متر مربع‪ .‬وسيضم طابقا‬ ‫خاصا للمديرية الجهوية للمكتب الوطني‬

‫لالستشارة الفالحية‪ ،‬بينما تضم طوابق‬ ‫أخرى مكتبا للرئيس‪ ،‬وآخر للمدير‪ ،‬ومكاتب‬ ‫ومصالح إدارية‪ ،‬وقاعة االجتماعات‪ ،‬ومقصفا‪،‬‬ ‫ومسجدا‪ ،‬ومخزنا‪...‬‬ ‫ويأتي هذا المشروع الذي حددت مدة‬ ‫إنجازه في ‪ 16‬شهـرا‪ ،‬لتعزير قدرات الغرفة‬ ‫الفالحية للجهـة‪ ،‬الستيعــات التوســع الذي‬ ‫عرفته بعد ضم إقليم الحسيمة إلى حضنها‪،‬‬ ‫ومواكبة للتطور الذي تعرفه ‪ ،‬والذي يتطلب‬ ‫تحديث مؤسساتها بما يخدم تحسين أدائها‪ .‬‬ ‫يذكر أن الغرفة الفالحية لجهة طنجة ـ‬ ‫تطوان ـ الحسيمـة تظم ‪ 64‬عضوا منتخبا‪،‬‬ ‫و‪ 13‬عضوا شريكا‪ ،‬يسيرها مكتب مكون من‬ ‫‪ 12‬عضوا‪ ،‬وخمس لجان هي‪:‬‬ ‫لجنة الشؤون المالية والميزانية‪ ،‬لجنة‬ ‫الفالحة والتنمية القروية‪ ،‬لجنة التنظيمات‬ ‫المهنية والعالقات الخارجية‪ ،‬لجنة التخطيط‬ ‫والبيئة ودعم اإلستثمار و لجنة التواصل‬ ‫واإلعالم‪. ‬‬

‫شموخا وعزة واعالءا‬

‫تكريما وفخرا واعتزازا بالدكتورة‬ ‫الماجدة زبيدة الورياغلي‬ ‫ّ‬ ‫نظمــت مســاء الثالثــــاء بالشراكـــة‬ ‫بين مؤسستيْ «بيـــت الشـعــر» و«بيـت‬ ‫الصحافة» ‪ ‬أمسيـــــة جمعـــت إعالمييــــن‬ ‫وشعراء ‪ ‬أحيوا اليوم العالمي للشعر‪ ‬وهي الليلة‬ ‫التي وسمت بعنوان «شعراء إعالميون»‪ .‬وقد‬ ‫عرفت األمسية فقرات تنوعت بين إلقاء الشعر‬ ‫وبين األداء الموسيقي لفرقة «يونس فخار»‪.‬‬ ‫وألنه «يجــــوز للشعـــراء ما ال يجوز‬ ‫لإلعالميين»‪ ،‬على حد قول الشاعر عبد الحميد‬ ‫جماهري‪ ،‬فقد عرفت األمسية تنوعًا في اإللقاء‬ ‫الشعري بشتى تجلياته‪ ،‬لغ ًة وإلقا ًء وتمايزا‪،‬‬ ‫حيث ألقى جماهري وشكري البكري وسعيد‬ ‫منتسب قصائدهم باللغة العربية‪ ،‬بينما‬ ‫اختارت نهاد بنعكيدة أن يكون أداؤُها زج ًال‪،‬‬ ‫في حين ألقى سعيد عاهد شعره بالفرنسية‬ ‫التي تخللتها كلمات عربية‪ ،‬وذلك على أنغام‬ ‫العود حيناً وأنغام «الساكس» حينا آخر‪،‬وخالل‬ ‫هذه األمسية استرجع مراد القادري‪ ،‬عضو بيت‬ ‫الشعر بالمغرب‪ ،‬في كلمة له بالمناسبة‪ ،‬سياق‬ ‫تقديم الهيئة طلب اعتماد يوم عالمي للشعر‬ ‫لليونسكو‪ ،‬والذي جاء إلعادة االعتبار إلى الشعر‬ ‫في خضم سيطرة األجناس األدبية األخرى‪.‬‬

‫اللقاء الدوري‬ ‫للمجل�س‬ ‫الإداري جلمعية‬ ‫متقاعدي طنجة‬

‫وبالرغم من مرور سنوات على إقرار هذا‬ ‫اليوم العالمي‪ ،‬يضيف القادري‪« ،‬ال يزال الشعر‬ ‫في حاجة إلى المزيد من االنتشار في اإلعالم‬ ‫والشارع والمدرسة‪ ،‬لتعاد إليه مكانته كخازن‬ ‫للغة وحامل لما يبعث على الحلم والفرح‪.‬‬ ‫واعتبر الدكتور سعيد كوبريت‪ ،‬رئيس‬ ‫مؤسسة بيت الصحافة‪ ،‬و الكاتب و اإلعالمي‪ ،‬أن‬ ‫الشعر «ماء زالل لإلعالمي وقت الظمأ واشتداد‬

‫العطش»‪ ،‬وأنه «يطهر العبارة الطاغية التي‬ ‫يصف بها اإلعالمي قبح العالم من حوله‪ ،‬ويقي‬ ‫رئته من لوثة القصاصات األليمة الحزينة»‪.‬‬ ‫وأضاف كوبريت واصفا َ‬ ‫رحمة الشعر باإلعالميين‬ ‫«هو راصد لنبضات حياة الناس حينما يتعذر‬ ‫إفصاح اإلعالمي عن مكابدة اليوم‪ ،‬هو فاكهة‬ ‫الوجود يقضمها الصحافي بغير قليل من التلذذ‬ ‫ألنه يعي دون سواه جوع الفكرة‪.‬‬ ‫وفي كلمة مشتركة بين بيت الصحافة‬ ‫وبيت الشعر‪ ،‬اعتبر الكاتب علي أيت أوشان أن‬ ‫لعالقة الشعر باإلعالم وجوها عديدة‪ ،‬وأنها‬ ‫متجذرة في المشهد «منذ عرفت الصحيفة‬ ‫زمن اإلعالم المكتوب‪ ،‬ومنذ انخرط الشعراء‬ ‫بالمتابعات الثقافية‪ ،‬والتاريخ شاهد على ما دأب‬ ‫عليه اإلعالم في استقبال القصيدة وتداولها»‪.‬‬ ‫يذكر أنه جرى في آخر األمسية توقيع‬ ‫مذكرة تفاهم بين بيت الشعر في المغرب وبين‬ ‫بيت الصحافة‪ ،‬وقعها سعيد كوبريت‪ ،‬رئيس‬ ‫مؤسسة بيت الصحافة‪ ،‬ومراد القادري‪ ،‬عن بيت‬ ‫الشعر‪.‬‬

‫‪ ‬لمياء السالوي‬

‫احتضنت قاعة دار الشباب حسنونة االجتماع الدوري لجمعية متقاعدي طنجة يوم الثالثاء األخير‬ ‫خصص لدراسة جدول االعمال التالي‪:‬‬ ‫ـ تقييم زيارة معرض الكتاب والنشر بالدار البيضاء‪.‬‬ ‫ـ عرض البرنامج السنوي لألنشطة ‪2017‬‬ ‫ـ تتنظيم يوم لتوقيع كتاب «الحلم» أين تذهبين؟ تأليف أشرف العلوي‪.‬‬ ‫ـ عرض للخطاط والفنان التشكيلي عبد الخالق العزوان المندوب الثاني للجمعية المغربية لفنون‬ ‫الخطبالمانيا‪.‬‬ ‫ـ تنظيم ورشة لتعليم الخط «عملي»‪ :‬األساسيات األولى لتحسين الخط ‪.‬‬ ‫ـ معرض مبسط لبعض اللوحات الفنية‪.‬‬ ‫ـ إعداد برنامج شهر رمضان الكريم‪.‬‬ ‫ـ تنظيم رحلة إلى مدينة مركش األسبوع األخير من شهر أبريل ‪. 2017‬‬ ‫ـ اجتماع المجلس الوطني للجامعة الوطنية لجمعيات المتقاعدين والمسنين بالمغرب بفاس‪.‬‬ ‫وبعد تدخالت ونقاشات همت السير العام للجمعية وكذا دور الجامعة الوطنية لجمعيات‬ ‫المتقاعدين والمسنين بالمغرب‪ ،‬وما قدمته تفعيال للتحسين وضعية المتقاعدين عموما‪ ،‬رُفعت جلسة‬ ‫االجتماع‪.‬‬

‫م‪.‬و‬

‫في درجات السمو لثانوية محمد‬ ‫الخامس‬ ‫تحضرني الذاكرة‪ ..‬ونحن في طور التأسيس‬ ‫للمرحلة الثانوية للمؤسسة بأن انطلقنا من تلقي‬ ‫دروس الرسم والموسيقى والرياضة من أداء المؤلف‬ ‫الرياضي األستاذ عبد القادر البزيوي زوج الدكتورة‬ ‫المحتفى بها زبيدة الورياغلي أمد هّ‬ ‫الل عمرها‪ ،‬إذ كان‬ ‫التأسيس مرتبطا بتربية الذوق الجمالي والصحة‬ ‫الجسدية‪.‬‬ ‫تحضرني الذاكرة‪ ..‬في كثافة البرامج‪ ،‬فاللغة‬ ‫العربية بجميع مصنفاتها واللغة الفرنسية بمادة‬ ‫الترجمــة ونحوهــا إلى جانب اآلدب العربي من‬ ‫تاريخ الجاهلية إلى العصر اآلموي فالعباسي بشقيه‬ ‫وصوال إلى عصر النهضة‪ ،‬ثم اللغة اإلنجليزية فالتاريخ‬ ‫والجغرافية إلى العلوم الطبية والفزياء‪.‬‬ ‫فاللغة العربية ببالغتها ونحوها وعروضها من‬ ‫اداء العالم القاضي األستاذ عبد المجيد الفاسي والد‬ ‫عباس الفاسي رئيس حكومة الحقا‪ ،‬والرياضيات من‬ ‫أداء الوكيل العام بمحكمة طنجة االستاذ المعطي‬ ‫بوعبيد متطوعا‪ ،‬رئيس حكومة الحقا‪ ،‬واللغة الفرنسية‬ ‫ترجمة ونحوا من أداء االستاذ الودراسي صحفي‪ ،‬إلى‬ ‫جانب األدب العربي من العصر الجاهلي إلى عصر‬ ‫النهضة من أداء األستاذ التهامي العمراني المنخرط‬ ‫في سلك المحاماة آنذاك‪.‬‬ ‫تحضرني الذاكرة‪ ..‬ونحن نتذوق طعم التاريخ‬ ‫من الجزر االيونية باليونان إلى حضارة األنهر بمصر‬ ‫والعراق إلى التفاعل الحضاري بسورية وصوال إلى‬ ‫القائد هانبيال بقرطاجة والذي أراد ضم أوربا إلى‬ ‫افريقيا إذ وصل إلي مشارف (روما) بأفياله‪ ،‬ونلحم‬ ‫بين التاريخ والجغرافية ونستنتج أن الجغرافية كيفت‬ ‫اإلنسان وهذا اإلنسان كتب التاريخ من أداء األستاذ‬

‫محمد الخطيب خريج جامعة نابلس بفلسطين‪.‬‬ ‫تحضرني الذاكرة‪ ...‬ونحن في أحاديثنا خارج‬ ‫المؤسسة نعيش وجدانا مع الشعراء أمرئ القيس‬ ‫وعمر ابن أبي ربيعة وقيس ابن الملوح وجميل بثينة‬ ‫والشاعرةالخنساء‪.‬‬ ‫كما تلقينا دروسنا في الفيزياء وعلوم الطبيعة‬ ‫من لفيف أساتذتنا من الشرق العربي من مصر‬ ‫والعراق ولبنان وفلسطين‪.‬‬ ‫يضاء دربنا المعرفي بزيارة ولي العهد األمير‬ ‫موالي الحسن جاللة الملك الحسن الثاني طيب هّ‬ ‫الل‬ ‫مثواه وإلقائه خطابا بثانوية محمد الخامس تحفيزا لنا‬ ‫على الكد والمثابرة‪.‬‬ ‫نمتحن لنيل شهادة الدروس الثانوية فتكون‬ ‫النتيجة ‪ 90٪‬من الناجحين‪ ،‬ويوقع على شهادتنا وزير‬ ‫التعليم آنذاك محمد الفاسي‪.‬‬ ‫تحضرني الذاكرة‪ ...‬وقد كرمنا الزعيم عالل‬ ‫الفاسي في منزله مع أبنائه عبد الواحد وليلى‪ ،‬وأخذنا‬ ‫صورة جماعية بالمناسبة في نشوة عارمة‪.‬‬ ‫ونحن نتدرج في السنوات الدراسية المحتفى‬ ‫بها زبيدة الورياغلي‪ ،‬منشرحة‪ ،‬تتقدم الصفوف كانت‬ ‫ذات ذكاء متقد باحثة في ما بعد ومداومة على تقصي‬ ‫الحقائق‪ ،‬تستنبط التجــارب من تاريخنـــا األدبي‬ ‫واالجتماعي‪.‬‬ ‫نعم نحتفي بك ونكرمك في إطار الجمعية‬ ‫المغربية لحماية اللغة العربية فرع طنجة مسجلين‬ ‫عصاميتك لتكوني نموذجا حيا لألجيال فهنيئا لنا بك‪،‬‬ ‫كما ال ننسى أن نسجل أن زبيدة الورياغلي فرضت‬ ‫شخصيتها فنانة فشخصت دور كيليوباترا بمسرح‬ ‫سربانتيــس بصوتها الرخيم ورشاقتها فترددت‬ ‫التصفيقات مرة تلو األخرى‪.‬‬

‫عبد العزيز الحليمي‬


‫الثالثاء ‪ 28‬مار�س �إلى ‪� 03‬أبريل ‪2017‬‬

‫العدد ‪882‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫بمناسبة اليوم العالمي للماء‪ ،‬الذي يحتفى به هذه السنة في مختلف أرجاء‬ ‫العالم حول المياه العادمة‪ ،‬نظمت الوكالة المائية لحوض اللكوس بتطوان‪،‬‬ ‫زيارة ميدانية لمشروع إعادة استعمال المياه العادمة المن ّقاة‪ ،‬لسقي مالعب‬ ‫الغولف والمساحات الخضراء بمنطقة تمودا باي «المضيق‪-‬الفنيدق» صبيحة‬ ‫يوم الخميس ‪ 23‬مارس ‪.2017‬‬ ‫شارك في هذه الزيارة وفد من رجال اإلعالم‪ ،‬وبعض ممثلي المجتمع المدني‪.‬‬ ‫وتعتبر هذه المنشأة التي دشنها صاحب الجاللة في إحدى زياراته المباركة‬ ‫لتطوان‪ ،‬أكبر محطة للمعالجة في هذه المنطقة‪ ،‬إلى جانب محطة وادي الو‪،‬‬ ‫ومحطة مرتيل‪.‬‬ ‫وتندرج ضمن ‪ 117‬محطة معا َلجة‪ ،‬تمت إقامتها في بلدنا‪ ،‬إلعادة استعمال‬ ‫ما يناهز سبعة وأربعين مليون متر مكعب في السنة‪ ،‬من المياه العادمة‪ ،‬وهو ما‬ ‫يشكل نسبة استعمال‪ ،‬تقدر بتسعة في المائة فقط‪.‬‬ ‫ووعيا منها بأن إعادة استعمال المياه العادمة‪ ،‬ستمكن من رفع عدد من‬ ‫التحديات المرتبطة باإلنتاج الغذائي والتنمية الصناعية واالقتصادية لبلدنا‪،‬‬ ‫تُولي الوزارة المنتدبة المكلفة بالماء‪ ،‬عناية خاصة لتشجيع وتنمية إعادة‬ ‫استعمال المياه العادمة‪ ،‬لبلوغ الهدف المسطر في المخطط الوطني للماء‪،‬‬ ‫والمتمثل في إعادة استعمال ما يقارب ثالثمائة وخمسة وعشرين مليون متر‬ ‫مكعب في السنة في أفق سنة ‪ 2030‬إن شاء اهلل‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫استكمال المخطط‬ ‫كما يتم حاليا‪ ،‬بانخراط جميع القطاعات الوزارية المعنية‪،‬‬ ‫الوطني إلعادة استعمال ما يقدر بخمسمائة وخمسين مليون متر مكعب من‬ ‫المياه العادمة‪ ،‬التي تطرحها المدن المغربية سنويا‪.‬‬ ‫ويُحدد هذا المخطط‪ ،‬اإلطارَ المؤسساتي والتنظيمي لتنفيذ مشاريع إعادة‬ ‫االستعمال‪ ،‬ويقترح التركيبات المالية إلنجازها‪.‬‬ ‫حقق اهلل المقاصد‪ ،‬وب ّلغنا المبتغى‪.‬‬

‫أسئلة الوعي البصري عند المواطن العربي‬ ‫بين أزمة التشخيصية وحلم التجريد‬ ‫محمد الشاوي(*)‬ ‫«‪ ‬إنني أريدك أن تعلم أنه إذا كان ثمة شيء جدير‬ ‫بالتقدير أو االعتبار فيما أنا بصدد إنتاجه فإن هذا الشيء‬ ‫ليس وليد الصدفة أو االتفاق وإنما هو ثمرة لقصد حقيقي»‪.‬‬ ‫الفنان الهولندي فان غوغ‬

‫مع األسف الشديد يستمر الوعي البصري للمواطن العربي‬ ‫باإلذعان لألعمال التشكيلية المحاكاتية لنماذج من الطبيعة كزرقة‬ ‫المياه والزهور واألشجار والجبال‪...‬وكذلك هو الشأن بالنسبة‬ ‫لرسومات البورتريهات وعمليات نسخ نماذج تشخيصية من تمارين‬ ‫معاهد الفنون الجميلة الخاصة بالطبيعة الميتة‪ .‬أو نماذج أخرى‬ ‫تتجذر في عمق الهوية العربية كالتعبير عن المرأة البدوية في صيغ‬ ‫مختلفة على حسب البلدان التي ينتمي إليها الفنان‪ ،‬أو التعبير أيضاً‬ ‫عن أجواء احتفالية لمناسبة من المناسبات كالدينية والوطنية أو‬ ‫لموسم من المواسم التي تمتاز بها منطقة من المناطق أو جهة‬ ‫من جهات الوطن العربي واألمثلة هنا مختلفة ومتباينة بحسب‬ ‫الثقافة السائدة‪.‬‬ ‫والمالحظ أيضاً أن هذا العائق اإلبستيمولوجي ظل لسنوات‬ ‫من الزمن يهيمن على جل األعمال التشكيلية لدى الفنانين‪ ،‬وال‬ ‫سيما تلك الفئة التي باعت منتوجاتها «اإلبداعية» بثمن بخس‬ ‫خدمة للبورجوازية التي صارت تقدم لهم موضوعات وتيمات‬ ‫أعمالهم الفنية‪ ،‬حيث اقتصرت وظيفة هؤالء على النسخ والتصوير‬ ‫وكأنّهم آلة فوتوغرافية‪.‬‬ ‫وظل السؤال الجوهري يسكن هاجس نقاد الفن وذلك ‪ ‬بالموازاة‬ ‫ُّل الفن التشكيلي عند الغرب ونظيره ببالدنا‪ :‬لماذا‬ ‫مع محطات تحو ِ‬ ‫لم نرقى بذوق المواطن العربي نحو عتبة مقبولة – ال أقول حسنة‬ ‫أو جيدة – لفهم الفن ومحاولة للصعود به في سلم التذوق ؟ لماذا‬

‫ظل الفن التجريدي غائبا في وعي البصري عند المواطن العربي؟‬ ‫الحقيقة أن عملية تشكيل الوعي ببالدنا أضحت متمركزة‬ ‫حول الوعي الحسي والمادي‪ ،‬بينما الوعي الذهني التجريدي فقد‬ ‫ظل غائبا تماماً في عملية تلقي األشكال واألنواع الفنية‪ ،‬وال سيما‬ ‫منها تلك التي تبتغي طرح قضايا وتساؤالت من صميم المفكر‬ ‫فيه وكذلك الالمفكر فيه بمرجعية فلسفية تقوم على تصحيح‬ ‫المحسوس المادي وتأصيل المعقول التشكيلي‪.‬‬ ‫‪ ‬لقد بقي إلى اليوم هذا السؤال يسكن أدمغة المبدعين من‬ ‫التشكيليين العرب وغيرهم من الذين ساروا على درب اإلبداع‬ ‫بخطى ثابتة بهاجس أساس مؤداه هدم بادئ الرأي التشكيلي‬ ‫الذي ارتبط بتلك النماذج التي ذكرناها آنفا والتي ظلت لألسف‬ ‫لصيقة بوعي المواطن العربي حتى ظن بعض‪.‬هم أنها جوهر الفن‬ ‫التشكيلي ‪.‬‬ ‫فهل استطاع الفنان العربي التعبير عن ثقافته بغض النظر‬ ‫عن تاريخ تطور الفن عند العرب في شقه الديني المانع للرسم‬ ‫والتصوير‪..‬؟ وهل استطاع الفنان العربي خلق فن تشكيلي يراعي‬ ‫مقومات الهوية والبنى اإلجتماعية المكونة للثقافة العربية ؟ أم‬ ‫إنه سجين تصورات غربية تؤطر فكره وأفق تصور الفني كمحاوالت‬ ‫إلستنساج ما أنتجه الغرب وعكسه بمسالط نحو الذات العربية‬ ‫المجتمع العربي معتمدا على معيار المماثلة لخلق أشباه ونظائر؟‬ ‫ما هو معيار الحكم الجمالي عند المواطن العربي في تلقيه‬ ‫للعمل التشكيلي ؟ وهل استطاع أن يرقى بذوق هذا المواطن نحو‬ ‫فهم حقيقة الفن وجوهره ؟‬ ‫‪--------‬‬‫(*) فنان تشكيلي مغربي وباحث في النقد الفلسفي للفن‬

‫َا�ض َي ًة َم ْر ِ�ض َّي ًة َف ْاد ُخلِي يِف ِع َبادِ ي و َْاد ُخلِي جَ َّن ِتي {‬ ‫} يَا �أَ َّي ُت َها ال َّن ْف ُ�س مْ ُال ْط َم ِئ َّن ُة ارْ ِج ِعي ِ�إ َلى َر ِب ِ‬ ‫ّك ر ِ‬

‫والد زميلنا إبراهيم الشعبي في ذمة اهلل‬

‫(صدق اهلل العظيم)‬

‫تلقينا ببالغ األسى والحزن‪ ،‬نبأ وفاة والد زميلنا إبراهيم الشعبي المدير الجهوي لوزارة االتصال بجهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة‪ ،‬وبهذه المناسبة األليمة‪ ،‬تتقدم جريدة «الشمال» بأحر التعازي وأصدق المواساة للزميل والصديق ابراهيم‬ ‫الشعبي‪ ،‬على إثر هذا المصاب الجلل‪ ،‬راجين من العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويجعل مثواه الجنة‪ ،‬ويلهم‬ ‫أفراد عائلته الكريمة الصبر والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫مع الشاعرالحكيم‬ ‫محمد البقالي‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫في مسـاء يـوم الجمعـة ‪ 18‬جمادى الثانية ـ ‪ 16‬مارس‬ ‫الجاريين كنت في مكتبة بيت الحكمة للمشاركة في تقديم‬ ‫كتاب صديقي مصطفى الغاشي الذي أعده مع المرحوم سيدي‬ ‫عبد اهلل المرابط الترغي‪ .‬وهو رسالة إلبراهيم السنوسي الفاسي‬ ‫ت ‪1304‬ه عنونها ب ‪ « :‬النور الالمع في بيان األصل الجامع»‬ ‫عالج فيها موضوعا شغل المفكرين والعلماء والساسة في‬ ‫ظرفية حرجة كانت فيه المؤسسات االستعمارية الغربية بصدد‬ ‫تنزيل مخططاتها التفكيكية والتوسعية واالستيطانية في‬ ‫مجموع البالد اإلسالمية خاصة تلك الواقعة تحت نفوذ السلطنة‬ ‫العثمانية بالفعل وبالقوة‪..‬‬ ‫كان صديقي الغاشي قد أكرمني باإلطالع على مسودة‬ ‫هذه الرسالة‪ ،‬ثم أكرمني ثانية بدعوتي لكتابة تقديم لها‪.‬‬ ‫والحقيقة أني وجدت في هذه الرسالة السنوسية نفسا فكريا‬ ‫جديدا لمعالجة موضوع الخالفة ؛ أوالجامعة‪ ..‬مرتكزه رؤية‬ ‫صوفية تخليقية تجلي األصل الجامع بين المسلمين أوال وبين‬ ‫المسلمين وغيرهم من اآلدميين ؛ ثم إن هذه الرسالة تكتسي‬ ‫أهمية بالغة في سياقنا الراهن الموسوم باإلرهاب الداعشي‪..‬‬ ‫كنت في المكتبة المذكورة في انتظار وقت تقديم الرسالة‬ ‫المذكورة‪ ..‬فعشت حال سعادة وإسعاد عندما وجدتني أمام‬ ‫الشاعر الحكيم سيدي محمد البقالي‪ .‬سلمت على هذا األستاذ‬ ‫المربي فناولني نسخة من ديوانه « كنز الحكيم»‪.‬‬ ‫بعد عودتي إلى طنجة استوقفتني بالغة إهداء سيدي محمد‬ ‫البقالي ‪:‬‬ ‫األستاذ عبد اللطيف شهبون ‪:‬‬ ‫أقدم هذه النسخة من ديواني «كنز الحكيم» إليك أيها‬ ‫الغائب بعد تقاعده عن الخلق‪ ..‬الحاضر بقلبه مع الحق سبحانه‬ ‫وتعالى‪ .‬ولعلي أكون قد استفدت من عيوب الدنيا وجماالتها‬ ‫ما يفضي بي ـ مثلك أيها العزيز ـ إلى طمأنينة القلب وصفاء‬ ‫الضمير‪.‬‬ ‫تطوان ‪ 13‬فبراير ‪2017‬‬

‫محمد البقالي‬ ‫قبل االستمتاع بقراءة نصوص هذه المدونة الشعرية‬ ‫الحكيمة استوقفني التقديم الذي دبجه لها شاعرنا الكبير‬ ‫سيدي عبد الكريم الطبال بعنوان بليغ هو ‪:‬‬ ‫في خلوة القصيدة‬ ‫« ال تغن لألمطار‬ ‫لكن‬ ‫أمطر »‬ ‫هكذا قال شاعر من قبل ‪ ،‬وهكذا يردد الشاعر محمد البقالي‬ ‫هذه الحكمة البليغة العميقة في معزوفاتها الشجية المرهفة ‪،‬‬ ‫بعد أن صمت طويال ‪ ،‬وكنت أحسب أن الشاعر أخلد إلى الصمت‬ ‫بال رجعة ‪ .‬وبعد سنين من الخفاء سيعود ومعه «كنز الحكيم»‪،‬‬ ‫وكأني به كان خالل تلك السنين البعيدة يحفر في أعماق‬ ‫كينونته بحثا عن الكنز حتى عثر عليه ‪ ،‬فلم يكن خاللها كما كنا‬ ‫نظن قابعا في الظل أو منزويا في سرداب النسيان‪.‬‬ ‫لقد كان في الخلوة عاكفا في غياب عن العابر‪ ،‬وبعيدا عن‬ ‫شغبه‬ ‫ولنصغ إلى األمطار وهي تحكي عن األشجار القادمة‪.‬‬ ‫إنه في الكنز الذي عاد به شاعر آخر يختلف عن الشاعر ذاته‬ ‫قبل الكنز‪.‬‬ ‫إنه في الكنز يحمل عبء الدمع‪..‬‬ ‫بساتين ستهب في الخريف لتغير األشجار من الصفرة إلى‬ ‫االخضرار والسماء من السواد إلى االزرقاق‬ ‫وذلك هو قدر الشعر وقدر الشاعر عبد الكريم الطبال‪.‬‬


‫العدد ‪882‬‬

‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬مار�س �إلى ‪� 03‬أبريل ‪2017‬‬

‫ثوري طنجاوي يقود حركة التحرر والكرامة بالمغرب والعالم الثالث من‬ ‫أجل ترسيخ قيم الحرية والديمقراطية والمساواة والعدالة االجتماعية‬

‫جاللة الملك يشيد برصيد علي يعتة‪ ،‬رجل الوطنية‬ ‫الصادقة وااللتزام الجاد بثوابت األمة‬ ‫وكان له الفضل أيضا في العمل على المساهمة في بناء يسار مغربي متسم بالنضج السياسي وبروح‬ ‫المسؤولية العالية‪ ،‬باإلضافة إلى تشبثه بثوابت األمة ومقدساتها‪ ،‬وحرصه على خدمة الوطن‪ ،‬والدفاع عن‬ ‫قضاياه‪ ،‬بعيدا عن كل ما كان يطبع التيارات اليسارية المتطرفة‪ ،‬التي ظهرت في بعض مناطق العالم‪ ،‬في‬ ‫النصف الثاني من القرن الماضي‪.‬‬ ‫وفي ختام الرسالة الملكية‪ ،‬أشاد جاللة الملك بمبادرة إحداث مؤسسة تحمل اسم الزعيم على يعتة ودعا‬ ‫إلى «استلهام القيم والمبادئ التي ناضل من أجلها‪ ،‬علي يعتة‪ ،‬وجعل هذه المؤسسة منارة للوطنية الصادقة‪،‬‬ ‫وملتقى للفكر الرصين والحوار البناء‪ ،‬وفضاء للمساهمة اإليجابية في مختلف القضايا الوطنية»‪.‬‬ ‫وخالل حفل التأسيس‪ ،‬أكد رئيس الجنة التحضيرية اسماعيل العلوي أن علي يعتة كان متشبعا بأفكار‬ ‫الرواد وكان وطنيا صادقا ومناضال من أجل رفع مستوى الوعي السياسي لمنتجي الثروة بالبالد من العمال‬ ‫المنجميين والزراعيين والفالحين والمواطنين األحرار‪ ،‬وأن هاجس الراحل كان «نصرة الديمقراطية الحقة ‪،‬‬ ‫التي ترعى الحقوق والحريات»‪.‬‬ ‫من جهته أعرب بنعبداهلل أمين عام حزب التقدم واالشتراكية‪ ،‬عن أمله في أن تغدو «المؤسسة فضاء‬ ‫لتطوير الممارسة السياسية واالرتقاء بأساليبها‪ ،‬في إطار الجمع بين التشبث بالقيم األصيلة للمجتمع المغربي‬ ‫واالنفتاح الواعي على العصر والتكيف الدائم مع تطوراته باعتبارها من الدعائم األساس للتجربة الديمقراطية‬ ‫المغربيةالفتية‪.‬‬ ‫حياة وجهاد‬ ‫ولد الزعيم الراحل علي يعتة في‬ ‫مدينة طنجة‪ ،‬بتاريخه ‪ 25‬غشت ‪،1920‬‬ ‫من أم تنتمي إلى عائلة الشجيري‪،‬‬ ‫الريفية األصل ومن أب ينحدر من‬ ‫أسرة مغربية‪ ،‬كانت تقطن في ناحية‬ ‫موالي إدريس زرهون‪ .‬انتقل بعض‬ ‫أفرادها إلى الجزائر ليستوطنوها قرونا‬ ‫‪ ،‬ثم عاد سنة ‪1911‬واحد من األسرة‬ ‫إلى المغرب ليستقر بمدينة طنجة‪،‬‬ ‫حيث كان مولد علي الذي اصبح فيما‬ ‫بعد زعيما وطنيا ثوريا ومفكرا سياسيا‬ ‫وقائدا منظرا للعالم الثالث الثائر من‬ ‫أجل الحرية واالستقالل والكرامة‪.‬‬ ‫ومن الكتـــاب القرآني للفقيه‬ ‫المرابــط‪ ،‬بواد أحرضـــان وكتاب‬ ‫الفقيه العربي الكيش‪ ،‬بالسقاية‬ ‫الجديدة تسجل علي يعتة في المدرسة‬ ‫االبتدائية‪ ،‬الفرنسية ‪ -‬العربية‪ ،‬بحي‬ ‫مرشان وكان يتلقى دروسا استثنائية‬ ‫في اللغة العربية وقواعد اإلسالم في‬ ‫كتب ابن عاشر واألجرزمية‪ ،‬على يد‬ ‫العالم العالمي سيدي عبد اهلل كنون‪..‬‬ ‫وفي سنـــة ‪ 1933‬انتقـــل والد‬ ‫علي يعتة‪ ،‬صحبة عائلته إلى مدينة‬ ‫الدارالبيضاء‪ ،‬وفي هذه السنة‪ ،‬دخل علي يعتة ثانوية ” ليسي ليوطي” إلى سنة ‪ .1941‬وكان من بين ‪.‬أساتذة‬ ‫هذا الليسي األستاذ محمد الفاسي الذي كان يعطي دروسا في اللغة العربية‪ ،‬وكانت الدروس تبث في التالميذ‬ ‫الشعور بانتمائهم إلى المغرب وتذكي فيهم الروح الوطنية‪.‬‬ ‫ومع حلول سنة ‪ ،1940‬انخرط علي يعتة في الحزب الوطني‪ .‬وفي سنة ‪ 1942‬حصل علي يعتة على شهادة‬ ‫الدراسات التطبيقية العربية من كلية اآلداب بالجزائر‪ ،‬وسنة بعدها حصل على شهادة أصول العربية من نفس‬ ‫الجامعة‪ .‬وتطوع سنة ‪ 1942‬في سلك التعليم الحر‪ ،‬بمدرسة الفالح بالدارالبيضاء‪ .‬وكان ضمن المبادرين ‪ ،‬رغم‬ ‫صغر سنة‪ ،‬إلى دعم وثيقة المطالبة باالستقالل سنة ‪ 1944‬والداعين إلى االنضمام إليها‪,‬‬ ‫االنضمام إلى الحزب الشيوعي‬ ‫وفي سنة ‪ 1944‬وقع حدث هام وحاسم في حياة علي يعتة أال وهو انضمامه لصفوف «حزب الطبقة‬ ‫العاملة»‪ ،‬الحزب الشيوعي‪ ،‬وعين سنة من بعد ذلك أمينا للجنة المركزية للحزب الشيوعي المغربي‪ ،‬وفي شهر‬ ‫ماي من نفس السنة‪ ،‬أصدر الجريدة األسبوعية” حياة الشعب” باللغة العربية التي امتنعت سلطات االستعمارية‬ ‫عن الترخيص لها وتعرضت للمالحقة البوليسية‪ .‬ومع ذلك فلم تتوقف جريدة حياة الشعب إال بعد االستقالل‬ ‫سنة ‪ .1960‬عند حل الحزب الشيوعي المغربي من طرف السلطات المغربية‪.‬‬ ‫وفي شهر غشت من سنة ‪ ،1946‬وقع تحول جذري في التوجه العام للحزب الشيوعي حين تبنى خطة‬ ‫واضحة‪ ،‬ترتكز على التحرير الوطني كهدف أساسي للحزب وللبالد وقد لعب علي يعتة بصحبة رفاقه دورا حاسما‬ ‫في هذا التحول‪.‬‬ ‫وقد بارك الراحل محمد الخامس هذه الخطوة‪ ،‬وأبى إال أن يستقبل ‪.‬علي يعتة بالقصر الملكي بالرباط‪،‬‬ ‫في شهر شتنبر ‪ ،1945‬رغم االعتراض الشديد لإلقامة العامة الفرنسية ‪.‬وخالل هذه المقابلة‪ ،‬قدم علي يعتة‬ ‫لجاللة السلطان طيب اهلل ثراه‪ ،‬برنامج الحزب المصادق عليه من طرف اللجنة المركزية للحزب في شهر غشت‬ ‫‪ ،1946‬والذي كان يرتكز على االستقالل الوطني‪ ،‬والوحدة الترابية والمؤسسات الديمقراطية واإلصالحات‬ ‫االقتصاديةواالجتماعيةوالثقافية‪.‬‬ ‫وفي سنة ‪ ،1947‬منعت السلطات الفرنسية علي يعتة من حضور االحتفاالت التي نظمت بطنجة‪،‬‬ ‫برئاسة السلطان محمد الخامس‪ ،‬والتي ألقى خاللها الخطاب التاريخي‪ ،‬بسبب فضحه لالستفزازات التي قام‬ ‫بها الجيش الفرنسي ومرتزقته بالدار البيضاء‪ ،‬والتي راح ضحيتها عشرات المواطنين‪.‬‬

‫وتوالت المضايقات االستعمارية لعلي يعتة ورفاقه فصدرت األوامر باعتقاله ونفيه ولكنه كان يتمكن كل‬ ‫مرة من الفرار والعودة للمغرب إلى أن تم اعتقاله بوشاية بوليسي مغربي كان في خدمة سلطات االحتالل بعد‬ ‫أن تعرف عليه بقطار ما بين وجدة وسيدي يحيى الغرب‪ .‬وحكم بالسجن‪ .‬وبعد اإلفراج عنه نفي من جديد‬ ‫إلى فرنسا ليعود في سرية مرة أخرى إلى المغرب حيث كلف بتمثيل الحزب الشيوعي المغربي في المؤتمر‬ ‫‪ 19‬للحزب الشيوعي السوفياتي والقيام برحلة إلى الواليات المتحدة األمريكية للتعريف بالقضية الوطنية‪.‬‬ ‫ولكن أمره اكتشف ليلقى به في سجن «باب عروج» بالجزائر ولتوجه إليه تهمة خطيرة وهي «عدم‬ ‫االعتراف بحقوق الجمهورية الفرنسية في المغرب» و «المس بأمن فرنسا الداخلي والخارجي» و»الخيانة»‪،‬‬ ‫ونقل إلى سجن «لي بمويت» بمرسيليا‪.‬‬ ‫وبعد عودة المغفور له محمد الخامس من مدغشقر ووجوده بفرنسا استقبل على يعتة بسان جيرمان من‬ ‫طرف السلطان الذي أثنى على نضاله ورفقائه‪.‬‬ ‫وبعد عودة محمد الخامس إلى أرض الوطن قرر علي يعتة الرجوع إلى بالدة لكن سلطات االستعمار‬ ‫طردته مرة أخرى وكانت ال تزال متمكنة من السلطة بالبالد‪ ،‬ثم إنه سيتعرض للطرد هذه المرة‪ ،‬سنة ‪،،1957‬‬ ‫من طرف سلطات األمن المغربية التي كانت بيد حزب االستقالل ‪.‬‬ ‫وفي يونيه من عام ‪ 1958‬التحق علي يعتة بمسقط رأسه‪ ،‬طنجة‪ ،‬حيث ألقي عليه القبض وتم اعتقاله‬ ‫وقدم للمحكمة االبتدائية بطنجة بتهمة خرق قرار نفي‪ ،‬لكن المحكمة برأت ساحته‪ ،‬ولم تعترف بمشروعية‬ ‫اإلجراء الجائر المتخذ من طرف السلطات الفرنسية منذ سنة ‪ .1948‬ورغم ذلك‪ ،‬وضع علي يعتة في اإلقامة‬ ‫المحروسة بطنجة ولم يسمح له بالخروج‬ ‫منها‪ ،‬إلى نهاية ديسمبر ‪ 1958‬حيث التحق‬ ‫بمدينة البيضاء ‪.‬‬ ‫وتميزت سنة ‪ 1960‬بإصدار جريدة‬ ‫”المكافح” األسبوعية التي تحمل علي‬ ‫يعتة مسؤولية إدارتها لتتعرض لضربات‬ ‫الرقابة والحجز ‪ ،‬وفي ماي ‪ 1964‬تحولت‬ ‫الصحيفة إلى يومية صدر منها ثالثة أعداد‪،‬‬ ‫وتم منعها‪ ،‬من طرف السلطات المغربية‪،‬‬ ‫بكيفية نهائية ليصدر علي يعتة جريدة‬ ‫«الكفاح الوطني»‪.‬‬ ‫وفي يوليوز عام ‪ ،1966‬تقرر تغيير‬ ‫اسم الحزب إلى «حزب التحرر واالشتراكية»‬ ‫بناء على تقرير لعلي يعتة يقضي باالرتباط‬ ‫المتين بالواقع المغربي واالنطالق منه‬ ‫في كل األعمال والتركيز على كل القضايا‬ ‫المغربية أوال قبل كل شيء‪ ،‬واالعتماد على‬ ‫مبادئ اإلسالم ومثله العليا مع االحتفاظ‬ ‫بأفكار وأساليب التحليل لالشتراكية العلمية‪.‬‬ ‫كما قرر المؤتمر تغيير إسم الحزب وتعويضه‬ ‫بحزب التحرر واالشتراكية‪.‬‬ ‫وفي سنة ‪ ،1968‬تــم تأسيــس حزب‬ ‫التحرر واالشتراكية‪ ،‬وانتخب الرفيق علي يعتة‬ ‫أمينا عاما له‪ .‬وفي سنة ‪ 1969‬شارك علي‬ ‫يعتة في ندوة األحزاب الشيوعية والعمالية‬ ‫العالمية بموسكو وألقي عليه القبض بتهمة تأسيس حزب محظور‪ ،‬وحكم عليه بعشرة أشهر سجنا نافذا وتم‬ ‫منع حزب التحرر واالشتراكية‪ .‬إال أن المضايقات وأشكال الحظر والقمع لم تتوقف عند هذا الحد بل استمرت‬ ‫إلى أن تم لقاء علي يعتة بجاللة الملك الراحل محمد الخامس رحمه اهلل‪ ،‬في شتمبر سنة ‪ .1972‬إثر ذلك‪ ،‬أصدر‬ ‫علي يعتة يوم ‪ 24‬نونبر ‪« ” 1972‬البيان” كجريدتين أسبوعيتين واحدة منها باللغة العربية واألخرى باللغة‬ ‫الفرنسية‪ ،‬وتحولتا يوم ‪ 15‬ماي ‪ ،1975‬إلى يوميتين تصدران بانتظام باإلضافة إلى أسبوعية ثقافية‪.‬‬ ‫هذا والبد من اإلشارة إلى أن علي يعتة أصدر سنة ‪ ،1972‬كتابا باللغة الفرنسية‪ ،‬تحت عنوان ” الصحراء‬ ‫الغربية المغربية” وهو كتاب من ‪ 320‬صفحة‪ ،‬وينقسم إلى قسمين‪ :‬القسم األول يتضمن دراسة صدرت حول‬ ‫الساقية الحمراء ووادي الذهب‪ ،‬ويبدو أنها أول دراسة صدرت في المغرب حول هذا الموضوع‪ ،‬والقسم الثاني‬ ‫يحتوي على مجموعة من الوثائق حررها علي يعتة وصدرت بإمضائه من سنة ‪ 1956‬إلى سنة ‪.1972‬‬ ‫في غشت ‪ 1974‬تأسس حزب التقدم واالشتراكية‪ ،‬وانتخب علي يعتة أمينا عاما له‪ .‬وبعد شهر من ذلك‬ ‫قام بجولة رسمية في الدول االشتراكية دفاعا عن قضية الصحراء المغربية وقد استقبل من طرف رؤساء هذه‬ ‫الدول الصديقة‪ ،‬وساهم في دورة األمم المتحدة خالل شهر نونبر ‪ ،1974‬ضمن الوفد المغربي الرسمي للدفاع‬ ‫عن الصحراء المغربية كما قام بمهمة رسمية لدى الرئيس الكوبي فيدال كاسترو في شهر أبريل ‪.1975‬‬ ‫وبانطالق المسيرة الشعبية إلى الصحراء في شهر نونبر ‪ 1976‬كان الرفيق علي يعتة في طليعة المساهمين‬ ‫فيها‪ ،‬ونال وسام المسيرة الخضراء‪ ،‬وفي نفس اإلطار عاود الرفيق خالل أبريل‪ -‬ماي ‪ 1976‬القيام بمهمة‬ ‫رسمية في شتنبر ‪ 1976‬في مؤتمر كولومبو لدول عدم االنحياز‪.‬‬ ‫وسنة ‪ ،1977‬تقدم علي يعتة لالنتخابات التشريعية‪ ،‬وفاز في الدائرة األولى للدارالبيضاء‪ .‬وترشح في نفس‬ ‫الدائرة سنة ‪ 1984‬وسنة ‪ .1993‬ولعلي يعتة آالف المقاالت والدراسات التي نشرت منذ سنة ‪ 1944‬في الصحف‬ ‫الوطنية وصحف أجنبية‪ ،‬دفاعا عن المصالح الوطنية العليا وعن حقوق الشعب ومطالب الكادحين‪.‬‬ ‫وقد وافته المنية يوم ‪ 13‬غشت ‪ 1997‬في حادثة سير مجنونة‪ ،‬تغمده اهلل بواسع رحمته وأثابه عما قدم‬ ‫لوطنه وشعبه من خدمات جليلة وما تحمل من مضايقات ومحن سواء من طرف سلطات االستعمار أو من‬ ‫السلطات المغربية آنذاك‪ ، ،‬التي كانت تهيمن عليها «عقيدة» الجزب الواحد‪ ،‬والرأي الواحد‪ ،‬وإيديولوجية‬ ‫«المغرب لنا ال اغيرنا» !!!‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪882‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬مار�س �إلى ‪� 03‬أبريل ‪2017‬‬

‫القروض اإلستهالكية بين اإلقتراض للحاجة‬ ‫وهوس الترف و البهرجة‬ ‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬ ‫رغــم إقبــال األســر المغربيــة على القـــروض‬ ‫اإلستهالكية كحل أخير بعد نفاذ كل حيلهم لتغطية‬ ‫مصاريفهم الضرورية‪ ،‬إال ‪ ‬أن غالبيتهم تؤكد أن هذا‬ ‫الحل يبقى انتحاريا لكونه عوض أن يخفف من عبء‬ ‫المصاريف ويغطيها‪،‬ال يزيد الطينة إال بلة‪ ،‬كما أنها‬ ‫تدخل صاحبها في دوامة ال نهاية لها‪.‬‬

‫الكريم‪« :‬أنا هنا ألني أمر من وضع مادي وعائلي خاص وإذا‬ ‫لم أقترض فلن أوفر مستلزمات بيتي ومصاريف أطفالي‪ ،‬مهما‬ ‫بلغت نسبة الفائدة‪،‬ال يكون األمر مهما أبدا‪ ،‬فالغاية تبرر‬ ‫الوسيلة‪.‬‬ ‫هوس اإلقتراض‪ ‬‬

‫عقارب الساعة تشير إلى التاسعـة صباحـا‪ ،‬تبدو‬ ‫إحدى الشركات الخاصة بمنح القروض اإلستهالكية‬ ‫خالية من الزبائن وموظفوها يشتغلون في هدوء تام‪،‬‬ ‫لكن‪ ‬ما إن مرت بضع دقائق على تواجدنا بها ‪ ‬حتى‬ ‫بدأ الزبائن يتوافدون عليها‪ ،‬وعجت‪ ‬قاعة اإلستقبال‬ ‫بالحركة لتمتلئ عن آخرها بزبائن مفترضين‪ ،‬الكل‬ ‫ينتظر دوره‪ ،‬ولكل حكايته وأسبابه الخاصة التي دفعته‬ ‫إلى اللجوء إلى‪ ‬هذه المؤسسة كحل أخير بعد أن نفذت‬ ‫كل الحيل لتوفير المصاريف دون اإللتجاء إلى هذا الباب‬ ‫الذي يرى فيه البعض مصيدة توقع محدودي الدخل في‬ ‫شراك دوامتها التي ال تنتهي‪.‬‬

‫لزم الصمت لبضع دقائق ثم استطرد قائال “راه الوقت‬ ‫صعابت‪ ،‬والمصاريف بزاف علينا”‪ ،‬عبارة رغم بساطتها فهي‬ ‫تبين حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه‪ ،‬فال يمكن أن يمر شهر بأكمله دون أن يقترض مبلغ معين ‪.‬‬

‫في الجهة المقابلة لنا بدأت بعض النساء بتبادل أطراف الحديث‪ ،‬وكل واحدة تحكي بصوت منخفض‬ ‫عن المشاكل التي تواجهها في كل مرة تلتجئ فيها إلى هذا الخيار اإلضطراري ‪.‬‬

‫ويضيف رضوان‪ ،‬إن ارتفاع متطلبات المعيشة هي التي تدفع غالبية األسر إلى اإلرتماء في أحضان‬ ‫القروض اإلستهالكية‪ ،‬دون التفكير في العواقب ألنه ليس هناك بديل‪.‬‬

‫فاطمة‪ ،‬البالغة من العمر ‪ 52‬سنة‪ ،‬واحدة من عشرات النسوة اللواتي يتحدثن ‪ ‬بصوت منخفض عن‬ ‫سبب وجودهن بهذه الشركة‪ ،‬تقول لصديقتها الجديدة التي تعرفت عليها هناك‪« ،‬لقد اقترضت من هذه‬ ‫الشركة خالل السنة الماضية حوالي ‪ 5‬مليون‪ ،‬وتم اإلتفاق معي على أن أدفع كل أول شهر ‪2000‬درهم‪،‬‬ ‫لكنني لم أستطع تسديد المبلغ المتفق عليه‪ ،‬نظرا لكثرة المصاريف وكذلك الرتفاع أسعار المواد الغذائية‪،‬‬ ‫وبعد مرور حوالي ثالثة أشهر على اإلقتراض‪ ،‬تلقيت اتصاال هاتفيا من طرف الشركة تخبرني بأنه يتوجب‬ ‫علي دفع المبلغ في الوقت المحدد‪ ،‬و إال وسيتم اتخاذ اإلجراءات‬ ‫القانونية‪.‬‬ ‫وتضيف‪ ‬بعد أن تغيرت نبرة صوتها‪”،‬ال أستطيع دفع هذا‬ ‫المبلغ راه بزاف عليا”‪ ،‬في إشارة إلى أنه لو كانت هناك امكانية‬ ‫لتخفيض المبلغ إلى ‪ 1000‬درهم ‪ ‬فستتمكن من الدفع في الوقت‬ ‫المناسب ودون إثارة المشاكل‪.‬‬

‫الرهان على األعياد‪ ‬‬

‫ّ‬ ‫تكثف شركات القروض االستهالكية واألبناك من حمالتها الدعائية‪،‬‬ ‫لترويج منتوجاتها‪ ،‬عند كل مناسبة اجتماعية أو دينية‪ ،‬و ما أكثرها في‬ ‫بالدنا‪ ،‬حيث يتوصل زبناء بعض األبناك برسائل عبر خدمة الهاتف‬ ‫المحمول بعروض للسلف لشراء أضحيات العيد‪ ،‬و مصاريف رمضان و عيد‬ ‫الفطر‪ ،‬و الدخول المدرسي إلخ إلخ ‪ ،...‬ومنها عرض سلف بثالثة آالف‬ ‫درهم‪ ،‬مقابل أداء ما قيمته ‪ 290‬درهما في الشهر على مدى أحد عشر‬ ‫شهرا‪ ،‬أو مبالغ أخرى تصل حتى سبعة آالف درهم‪ ،‬وهو العرض الذي يقبل‬ ‫عليه عدد من الزبناء‪ ،‬فيما يتخوف آخرون ويفضلون تدبير أمورهم بعيدا عن اإلقتراض ألن لهم “سلفات” سابقة لم‬ ‫يتم دفع مستحقاتها كاملة‪.‬‬ ‫وبهذا الخصوص يرى محللون اقتصاديون أن اقتراب األعياد بشكل خاص‪ ،‬يشكل مناسبة سانحة لشركات‬ ‫التمويل لغزو اللوحات اإلشهارية التي تساهم في جلب أكبر عدد من المواطنين الراغبين في اإلقتراض‪.‬‬ ‫ويبقى القاسم المشترك بين هذه اللوحات هو إغراء المواطنين ذوي الدخل الضعيف والمتوسط بقروض‬ ‫مناسبة وخالية من أية فوائد على أنها قروض مجانية‪ ،‬وذلك لتمويل مشترياتهم‪ ،‬فهذه اللوحات اإلشهارية يبقى‬ ‫خطابها متواصال طيلة السنة‪ ،‬من خالل عدد من المناسبات كالدخول المدرسي واألعياد الدينية والعطلة الصيفية‬ ‫وحلول شهر رمضان وغيرها من المناسبات التي تحتاج خاللها األسر المغربية إلى مصاريف إضافية لتغطية نفقاتها‪.‬‬ ‫و يؤكد إطار بنكي بإحدى شركات القروض الموجهة لإلستهالك‪ ،‬أن‬ ‫القروض المجانية ال أساس لها من الصحة‪ ،‬بل هي مجرد إغراء وهدية مزيفة‪.‬‬ ‫وكشف هذا اإلطار عن أن هذا النوع من القروض المسماة مجانية ال يخلو من‬ ‫فوائد‪.‬‬

‫صعوبات‪ ‬التسديد‬

‫ترى سعيدة أن القروض اإلستهالكية تكون في بعض األحيان‬ ‫ضرورية‪ ،‬ألنها تساعد على تجاوز األزمات المالية‪ ،‬لكنها سرعان ما‬ ‫تتحول إلى عبء مادي كبير‪ ،‬خاصة عندما يتحول اإلقتراض إلى عادة‬ ‫وتتحول الضرورة إلى ترف‪.‬‬ ‫وأضافت بأنها لن تجرؤ على اإلقتراض من جديد بسبب العجز الذي‬ ‫أصبحت تعانيه بسبب ارتفاع مديونيتها التي مازالت تؤدي ثمنها غاليا‬ ‫منذ سنوات‪ ،‬حيث إن اإلقتطاعات تؤ ِّزم وضعيتها اإلقتصادية‪.‬‬ ‫وأكد مسؤول بإحدى شركات التمويل بطنجة‪ ،‬أن معدل القروض‬ ‫التي تواجه صعوبات في األداء أصبح يمثل حاليا ما بين ‪18‬و‪ 20‬في‬ ‫المائة من إجمالي قروض اإلستهالك الجارية‪ ،‬وهي نسبة مرتفعة‪،‬‬ ‫يضيف المسؤول نفسه‪ ،‬تفرض اتخاذ تدابير استعجالية‪ ،‬والحسم في‬ ‫بعض الخيارات المطروحة‪.‬‬ ‫تمديد أجـل األداء‪ ،‬تخفيــض الفائدة‪ ..‬عروض تسيل لعاب الزبناء‪،‬‬ ‫خاصة ذوي الدخل المحدود‪ ،‬وباألخص في فترة المناسبات يقول عبد‬

‫“أقترض من بعض المؤسسات الخاصة بـ “السلف” كي‬ ‫أقتني جميع مستلزمات المنزل” هكذا استهل رضوان حديثه‪،‬‬ ‫ففي كل مناسبة يلجأ فيها إلى اإلقتراض ألن “المانضة” ال‬ ‫تكفيه لسد حاجيات البيت‪ ،‬لقد اقترض خالل شهر رمضان‬ ‫الماضي حوالي ‪ 6000‬درهم‪ ،‬من أجل اقتناء مستلزمات هذا‬ ‫الشهر الذي ارتفعت فيه أسعار المواد الغذائية بشكل كبير‪ ،‬ثم‬ ‫أتى الدخول المدرسي و كبش العيد‪.....‬‬

‫ويوضح أن هذه ليست المرة األولى التي يلجأ فيها إلى اإلقتراض‪ ،‬ألنه كلما حلت مناسبة أو عيد ديني‬ ‫إال ووجد نفسه يقف أمام شباك إحدى شركات القروض اإلستهالكية من أجل الحصول على “سلف” يخرجه‬ ‫من ورطته‪ ،‬ألنه ال يعقل أن شخصا لديه مسؤوليات تجاه أسرته يجد في رصيده حوالي ‪ 300‬درهم‪ ،‬بسبب‬ ‫اإلقتطاعات المتكررة‪ ،‬لذا يجد نفسه مضطرا إلى أخذ سلف آخر من أجل مواكبة هذه الظروف‪.‬‬ ‫لكن المقلق في األمر هو أنه في بعض األحيان ال يجد المال الالزم لتسديد مستحقاته‪ ،‬مما يجعله‬ ‫يفكر في اقتراض مبلغ من شركة أخرى لدفع مستحقات الشركة األولى وبالتالي يعيش في‬ ‫دوامة ال تنتهي أبدا ‪..‬‬

‫الشـبــاب والنســاء أكثـر الباحثيــن عــن‬ ‫قـروض التـرف‬ ‫الطب النفسي‪ :‬إدمان «قروض الوجاهة» سلوك اجتماعي سلبي‬ ‫يعزو الطب النفسي إدمان شرائح واسعة من أفراد المجتمع وخاصة‬ ‫الشباب و النساء طلب الحصول على قروض “ترفيه” بغرض الوجاهة‪،‬‬ ‫إلى الرغبة في إشباع عقد نفسية ومعالجة خلل نفسي دفين بالشعور‬ ‫بالنقص في المظهر أو المستوى اإلجتماعي‪.‬‬ ‫وحذر اختصاصي في الطب النفسي من العواقب الوخيمة على‬ ‫المجتمع جراء تفشي ظاهرة اإلدمان على القروض التّرفية التي تدفع‬ ‫السقوط في متاهة الديون‪ ،‬وما ينتج عنها من اضطرابات نفسية تزيد‬ ‫إ لى‬ ‫عن حلول لها باإلنتقال من بنك آلخر ومن قرض لقرض‪ ،‬إلى أن تقع الكارثة‬ ‫من ضغوط البحث‬ ‫بالتعثر عن السداد ومن ثم يتحول السلوك إلى عنف وسرقة وربما انتحار عندما يتعرض هذا الشخص‬ ‫للسجن بحكم القانون الذي ال يرحم‪.‬‬ ‫ويشير الدكتور أيمن أبو هاشم‪ ،‬اختصاصي الطب النفسي‪ ،‬إلى أن تزايد ظاهرة اإلقبال على طلب‬ ‫القروض الشخصية التّرفية خاصة من قبل الشباب والنساء‪ ،‬يعكس بعداً نفسياً لهذه الشريحة من األفراد‬ ‫التي قد ال يكون هدفها في الحقيقة هو القرض‪ ،‬بقدر ما يكون وسيلة إلشباع رغبة دفينة لعالج خلل‬ ‫نفسي‪.‬‬ ‫وقال إن شراهة اإلنفاق االستهالكي على أشياء كمالية مثل شراء سيارة فارهة أو تغيير أثاث المنزل‬ ‫بشكل مستمر أو شراء ساعة أو حقيبة أو إكسسوارات بأعلى األسعار‪ ،‬تشير إلى أن الدافع وراء هذه التصرفات‬ ‫هو رغبة الشخص سواء شاباً أو فتاة‪ ،‬في إثبات أنه متميز عن اآلخرين من خالل‬ ‫إبراز إمكانياته المادية‪.‬‬ ‫وأوضح أن هذه الرغبة تعكس خلال نفسياً قد ينشأ عن عدم رضا اإلنسان‬ ‫عن شكله أو تكوينه الجسماني مقارنة مع أقرانه‪ ،‬أو الوضع المادي ألسرته‪،‬‬ ‫محذرا من أن اللجوء إلى اإلنفاق التّرفي واإلقتراض‪ ،‬ليس حال لهذه المشاكل‬ ‫بل أنه يزيد منها ويرسخ العقدة والشعور بالنقص‪ ،‬بما يدفع لشراهة الشراء‬ ‫بصورة أكبر‪.‬‬ ‫وأشار إلى أن الوصول لهذه المرحلة يحول هذا الشخص من مقترض إلى‬ ‫مدمن بما يقوده إلى البحث عن حلول أكثر كارثية عبر التنقل من بنك آلخر‬ ‫وقرض لقرض‪ ،‬األمر الذي ينجم عنه في النهاية عواقب وخيمة مثل اإلضطراب‬ ‫النفسي الشديد والقلق وعدم النوم‪.‬‬ ‫ويلفت الدكتور أيمن أبو هاشم إلى أن الدراسات العلمية أثبتت أن هذا‬ ‫السلوك يتحول تدريجياً إلى سلوك مؤذي للمجتمع مع بداية اختمار بعض‬ ‫األفكار الشريرة في ذهن هذا الشخص‪ ،‬مثل لجوئه إلى السرقة واإلعتداء على‬ ‫ممتلكات اآلخرين والتهور في القيادة و المخدرات‪ ،‬وربما التفكير في اإلقدام‬ ‫على اإلنتحار‪.‬‬ ‫وينبه إلى أنه على الرغم من وصول العديد من أصحاب هذا السلوك إلى‬ ‫نقطة الالعودة‪ ،‬إال أن اللوم ال يجب أن يقع على الشخص وحده‪ ،‬بل يقع في‬ ‫البداية على األسرة التي فشلت في تهيئة هذه الشخصية أن تصبح شخصية‬ ‫سوية رغم ما يصيبها من عوامل خلقية قد تشكل عبئاً نفسياً عليها في‬ ‫المستقبل‪.‬‬


‫العدد ‪882‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬مار�س �إلى ‪� 03‬أبريل ‪2017‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫دودة الصندل تزرع الرعب وسط سكان منطقة صنهاجة سراير‬ ‫بإقليم الحسيمة‬

‫يعاني سكان منطقة صنهاجة سراير‪ ،‬المتواجدة‬ ‫بدائرتي تركيست وكتامة بإقليم الحسيمة‪ ،‬من مشكل‬ ‫االنتشار الواسع لدودة الصندل‪ ،‬الذي يتكرر بحلول فصل‬ ‫الربيع من كل سنة‪.‬‬ ‫وتستغل هذه الدودة المعروفة محليا بـ «باربوض»‪،‬‬ ‫غابات منطقة صنهاجة سرير‪ ،‬التي تتجاوز مساحتها ‪ 60‬ألف‬ ‫هكتار‪ ،‬لبناء أعشاشها من أجل التكاثر البيولوجي قبل أن‬ ‫تنزل لتدب على شكل طابور منتظم فوق التربة‪ ،‬حيث يكسو‬ ‫هذه الدورة المعروفة علميا بـ ‪ ،Thametopoea‬شعيرات‬ ‫تحمل مادة سامة تسبب حساسية في الجلد والعين‪ ،‬إضافة‬ ‫اللتهابات في الجهاز التنفسي‪ ،‬والجهاز الهضمي‪ ،‬كما أنها‬ ‫تنخر أغصان األشجار مما يؤدي إلى موتها‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬عبر سكان جماعة إساكن عن‬ ‫امتعاضهم وقلقهم من هذا المشكل المتكرر‪ ،‬إذ أقدموا‬

‫على االحتجاج أمام مقر القيادة‪ ،‬قبل أن يقرر بعض اآلباء‬ ‫منع أبنائهم من التوجه إلى المدارس‪ ،‬خوفا من اإلصابة‬ ‫بأحد األمراض التي تسببها دودة الصندل المنتشرة في كل‬ ‫مكان‪ ،‬وفي السياق نفسه‪ ،‬راسل بعض سكان الجماعة كال‬ ‫من عامل إقليم الحسيمة والمدير اإلقليمي للمياه والغابات‬ ‫ومحاربة التصحر من أجل التدخل للعمل على محاربة وعالج‬ ‫أشجار األرز من دودة الصندل التي لتلحق أضرارا باألشجار‪،‬‬ ‫والموارد المائية‪ ،‬والحيوانات واإلنسان‪ ،‬بحسب الشكاية‪.‬‬ ‫من جهته قال عبد اللطيف أظبيب‪ ،‬رئيس كونفدرالية‬ ‫جمعيات صنهاجة الريف للتنمية‪ ،‬بإن جمعيته أقدمت على‬ ‫توثيق هذه المعاناة عبر أشرطة فيديو وصور‪ ،‬فإنه قام‬ ‫بربط االتصال بالسلطات المحلية وإدارة المياه والغابات‬ ‫على المستوى اإلقليمي والمركزي‪ ،‬التي اتهمها بالتملص‬ ‫من المسؤولية وتجاهل معاناة السكان‪ ،‬وقد حذر أظبيب‬

‫من مغبة تفاقم مشكل دودة الصندل بالمنطقة التي تطيح‬ ‫بضحايا جدد كل يوم‪ ،‬مؤكدا عزمه االتصال بمنظمات‬ ‫دولية تنشط في الميدان البيئي من أجل الضغط على‬ ‫الحكومة المغربية للتدخل وإنقاذ سكان إساكن من الخطر‬ ‫الذي يتربص بحياتهم‪ ،‬في ظل ما أسماه تخلي المنتخبين‬ ‫المحليين عن الترافع عن مشاكل السكان‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬وجه نور الدين مضيان‪ ،‬البرلماني‬ ‫االستقاللي عن إقليم الحسيمة‪ ،‬ورئيس الفريق االستقاللي‬ ‫في مجلس النواب‪ ،‬طلبا عاجال إلى وزير الداخلية‪ ،‬والمندوب‬ ‫السامي للمياه والغابات قصد التدخل لمواجهة هذه الدودة‬ ‫التي تهدد صحة وسالمة سكان إساكن‪ ،‬خصوصا األطفال‬ ‫الصغار منهم‪ ،‬والمتمدرسين‪.‬‬

‫شريف أدرداك‬

‫حقوقيون بشفشاون يحذرون من التمادي في استنزاف المجال الغابوي‬ ‫نظم ناشطون حقوقيون بجماعة باب تازة بإقليم‬ ‫شفشاون‪ ،‬مسيرة احتجاجية شارك فيها العشرات من‬ ‫المواطنين‪ ،‬للمطالبة بوضع حد الستنزاف أراضي المجال‬ ‫الغابوي بتراب جماعتهم‪.‬‬ ‫وقطع المحتجون مسافة طويلة بلغت ‪ 23‬كيلومترا‪،‬‬ ‫انطالقا من مقر دائرة باب تازة إلى مقر عمالة شفشاون‪،‬‬ ‫ساروا فيها على أقدام حافية رافعين األعالم‪ ،‬الوطنية‬ ‫والفتات تندد باستغالل األراضي التابعة للملك الغابوي‬ ‫بجماعتهم‪ ،‬وأخرى تندد بالشكايات المعرضة التي يرفعها‬ ‫مجهولون ضد سكان مداشر الجماعة توجه إليهم أنظار‬ ‫السلطات المحلية واألمنية على خلفية زراعة أغلب فالحي‬ ‫المنطقة لنبتة الكيف‪.‬‬ ‫وصرحت مصادر حقوقية لـ «المساء» أن المواطنين‬

‫المشاركين في المسيرة قاموا بمجهود كبير ومتعب بعد‬ ‫سيرهم مدة ست ساعات على أقدام حافية‪ ،‬من أجل إسماع‬ ‫أصواتهم إلى الجهات المسؤولة بعمالة إقليم شفشاون‪،‬‬ ‫وسعيا منهم لفضح لوبي الفساد‪ ،‬وفق توصيفهم‪.‬‬ ‫كما نقلت نفس المصادر مطالب الساكنة الملحة‪،‬‬ ‫والداعية إلى تدخل المسؤولين بالمديرية الجهوية للمياه‬ ‫والغابات بإرسال لجنة تفتيش لتباشر تحقيقا عاجال في‬ ‫عمليات استنزاف للفضاء الغابوي بدائرة باب تازة‪ ،‬والتحقق‪،‬‬ ‫على أرض الواقع‪ ،‬من صحة المعطيات التي كشفها‬ ‫المحتجون أثناء مسيرتهم‪.‬‬ ‫واستنكر فاعل جمعوي من الذين شاركوا في المسيرة‬ ‫في اتصال مع «المساء»‪ ،‬استراتيجية الهجوم هي خير‬ ‫وسيلة للدفاع التي تنهجها بعض الجهات‪ ،‬التي تتقدم إلى‬

‫السلطات األمنية والقضائية بشكايات «مجهولة» تتهم‬ ‫الفالحين بزراعة الكيف‪ ،‬مع أن هذا األمر ليس خافيا على‬ ‫أحد‪ ،‬بنية إلهاء السكان مع مذكرات البحث التي تسجلها‬ ‫المصالح األمنية في حقهم‪ ،‬وفسح المجال أمامهم لمزاولة‬ ‫أنشطتهم‪.‬‬ ‫يذكر أن هذه المسيرة مرت بمركز الدردارة قبل أن‬ ‫تصل إلى المحكمة االبتدائية بشفشاون ثم مقر عمالة‬ ‫اإلقليم‪ ،‬حيث انتظم المحتجون في وقفة احتجاجية رددوا‬ ‫فيها شعارات تدعو إلى إنصاف السكان ووقف عمليات‬ ‫الترامي على الملك الغابوي بدائرتهم‪.‬‬

‫رضوان الحسوني‬

‫نشطاء الريف يحتجون بمسقط رأس «مول الحوت» ويوجهون مدافعهم لألحزاب‬ ‫جاب يوم األحد المئات من المحتجين شوارع مدينة‬ ‫إمزورن‪ ،‬مسقط رأس بائع السمك محسن فكري‪ ،‬التي تقع‬ ‫على بعد ‪ 14‬كلم من مدينة الحسيمة‪ ،‬ورفعوا شعارات لم‬ ‫تختلف كثيرا عن الشعارات التي رفعها المحتجون بمدينة‬ ‫الحسيمة وتارجيست وبني بوعياش‪ ،‬حيث طالبوا برفع‬ ‫«العسكرة»‪ ،‬وهم يعنون بذلك إلغاء الظهير الذي صدر قبل‬ ‫عقود ويعتبر المنطقة منطقة عسكرية‪ ،‬كما رفعوا شعارات‬ ‫تنادي يتحقيق العدالة االجتماعية وإنصاف المنطقة وإخراجها‬ ‫من التهميش‪.‬‬ ‫وكان الفتا هذه المرة حدة الهجوم على األحزاب‬ ‫السياسية التي يطلق عليها ناصر الزفزافي‪ ،‬أبرز ناشط‬ ‫ميداني في الحراك‪« ،‬الدكاكين السياسية»‪ ،‬حيث استحضر في‬ ‫سياق هجومه على األحزاب مقولة منسوبة إلى زعيم المقاومة‬ ‫الريفية محمد بن عبد لكريم الخطابي‪ ،‬التي تقول ««أيها‬ ‫المغاربة مصيبتكم في أحزابكم»‪ .‬ولم يتوقف المتحدث ذاته‬ ‫عند هذا الحد‪ ،‬حيث وجه انتقادات شديدة للذين يستخدمون‬ ‫خطاب الجامعة وسط المواطنين‪ ،‬في إشارة منه إلى الفصائل‬ ‫التي تنشط من داخل الجماعات وبالخصوص الفصائل التي‬

‫ينتمي إليها الطلبة المنحدرون من منطقة الريف‪ ،‬بالتحديد‬ ‫فصبل الطلبة القاعديين وفصيل الحركة الثقافية األمازيغية‪،‬‬ ‫حيث طالب باستخدام لغة قريبة من الفالحين والعمال الذين‬ ‫لم تتح لهم فرصة الدراسة‪« ،‬الريف لديه خصوصية ال يحتاج‬ ‫إلى لغة الجامعة‪ ،‬هذه اللغة تبقى في الجامعة»‪ ،‬يضيف‬ ‫الزفزافي‪.‬‬ ‫ولم يفوت المصدر ذاته الفرصة دون توجيه الشكر‬ ‫للمرأة الريفية التي نزلت للمشاركة في المسيرة‪ ،‬على غرار‬ ‫المسيرات التي مضت والتي عرفت مشاركة كبيرة للنساء‪،‬‬ ‫وأكد نفس المتحدث بأن المرأة الريفية تعاني معاناة كبيرة‪.‬‬ ‫ولم يسلم المجلس البلدي إلمزورن من نيران الزفزافي‪،‬‬ ‫حيث وجه له وابال من االنتقادات‪ ،‬ووعد بكشف األرقام‬ ‫المتعلقة يتوزيع مدعم على الجمعيات‪ ،‬كما انتقد بشدة‬ ‫وضعية الشوارع واألزقة بالمدينة التي لم تحظ بالتعبيد من‬ ‫قبل المجلس نفسه‪.‬‬ ‫وبحسب العديد من المتابعين فإن نشطاء الحراك غيروا‬ ‫أخيرا من استراتيجية الحراك على مستوى الميدان‪ ،‬حيث في‬

‫الفترة األخيرة بعد ‪ 5‬أشهر من االحتجاجات‪ ،‬عمدوا إلى النزول‬ ‫في مختلف مدن اإلقليم‪ ،‬إذ ينزل أبرز النشطاء المؤثرين في‬ ‫الحراك إلى هذه المدن للمشاركة وتأطير االحتجاجات‪ ،‬وهو ما‬ ‫حصل أخيرا بمدينة تارجيستت‪ ،‬بمدينة إمزورن‪ ،‬حيث نزل إلى‬ ‫الشارع يمعية النشطاء في هذه المدن أبرز الوجوه المؤثرة‬ ‫في حراك الحسيمة‪.‬‬ ‫وبحسب المحتجين‪ ،‬فإن حراك الريف سيتمر بنفس‬ ‫الوتيرة وبنفس النفس‪ ،‬وهو ما يعني بأن مدنا أخرى ستعرف‬ ‫تظاهرات كالتي شهدتها مدينة إمزورن‪ ،‬ووفق المتابعين‬ ‫للحراك فإن نزول نشطاء الحسيمة بالتحديد للمشاركة في‬ ‫احتجاجات المدن المجاورة‪ ،‬يتوخى هذا األمر بالتحديد‪ ،‬أي‬ ‫اإلبقاء على نفس الزخم‪.‬‬ ‫هذا وكان نشطاء الريف قد أعلنوا على لسان الزفزافي‬ ‫رفضهم المبادرة التي طرحها رئيس جهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة‪ ،‬إلياس العماري‪ ،‬حيث أكد الزفزافي من مدينة‬ ‫تارجيست يوم الجمعة الماضي‪ ،‬أنه «ال حوار مع من ساهم‬ ‫في حصار منطقة الريف»‪ ،‬على حد تعبيره‪.‬‬

‫عبد المجيد أمياي‬

‫منتخبون ورؤساء جماعات قروية يعتصمون أمام مركز قيادة الدرك بشفشاون‬ ‫عاش مركز قيادة الدرك الملكي‪ ،‬بسوق األحد بإقليم‬ ‫شفشاون‪ ،‬حالة استنفار غير مسبوقة‪ ،‬بعدما أقدم رؤساء‬ ‫جماعات‪ ،‬ومستشارون جماعيون‪ ،‬مؤازين بعشرات المواطنين‬ ‫والفاعلين الجمعوين‪ ،‬على تنظيم اعتصام مفتوح‪ ،‬تحت‬ ‫أضواء الشموع‪ ،‬داخل مقر مركز الدرك بالمنطقة‪ ،‬ليلة يوم‬ ‫الجمعة الماضي‪.‬وكشفت مصادر مسؤولة من المنطقة‪ ،‬في‬ ‫اتصال هاتفي أجرته «أخبار اليوم»‪ ،‬أن االعتصام نفذه كل‬ ‫من رئيسي الجماعتين القرويتين «فيفي»‪ ،‬و«بني فغلوم»‪،‬‬ ‫وعشرات من مناطق «زراعة الكيف»‪ ،‬مطالبين بتوفير الحماية‬ ‫لهم‪ ،‬مما سموه «ابتزازات شبكة نافذة متواطئة مع أباطرة‬ ‫المخدرات»‪ ،‬وأضافت نفس المصادر أن المحتجين أقدموا‬ ‫على هذه الخطوة التصعيدية‪ ،‬بعدما ضاقوا ذرعا بتصرفات‬ ‫«الفاعل الجمعوي والحقوقي» المذكور‪ ،‬والذي تربطه‬ ‫عالقات قوية مع تاجر مخدرات كبير بالمنطقة‪ ،‬وبمسؤولين‬ ‫في جهاز الدرك الملكي ونائب وكيل الملك بمحكمة‬ ‫تطوان‪ ،‬متهمين إياه بفبركة شكايات كيدية ضد كل من‬ ‫رفض تلبية طلباته‪ ،‬أو االستجابة لتوجهاته داخل المجلس‬ ‫الجماعي‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد‪ ،‬قال األمين البقالي الطاهيري‪ ،‬رئيس‬ ‫جماعة فيفي‪ ،‬والكاتب اإلقليمي لحزب االتحاد االشتراكي‪،‬‬ ‫إنه توصل بصفته رئيس للجماعة باستفسارات متتالية‪ ،‬من‬ ‫عمالة شفشاون‪ ،‬بناء على شكايات تتهمه بنهب المال العام‪،‬‬ ‫واستغالل النفوذ‪ ،‬وتحصيل منافع خاصة من الجماعة من‬ ‫طرف نائبه‪.‬‬ ‫وأكد البقالي الطاهيري‪ ،‬في تصريح لـ «أخبار اليوم»‪،‬‬ ‫أنه مستعد للمساءلة والمحاسبة‪ ،‬مضيفا بأن أعضاء جماعة‬ ‫«فيفي»‪ ،‬هددوا يتجميد مسؤولياتهم الجماعية‪ ،‬كما أعلنوا‬ ‫مقاطعتهم للدورة االستثنائية برسم شهر مارس‪ ،‬المقررة‬ ‫يوم اإلثنين‪ ،‬وذلك احتجاجا على ما سماه «االبتزازات‬ ‫المستمرة‪ ،‬الني اصبحت تعدم شروط مواصلة أداء‬ ‫المنتخبيرن لمهامهم‪ ،‬بأمن واطمئنان» بدوره‪ ،‬كشف أحمد‬ ‫أوطالي‪ ،‬رئيس الجماعة القروية‪« ،‬بني فغلوم»‪ ،‬معطيات عن‬ ‫«مضايقات تجاه المنتخبين والمواطنين»‪.‬‬ ‫وقدم المتحدث في تصريح هاتفي مع «أخبار اليوم»‬ ‫دليال على قوله‪ ،‬مشيرا إلى طريقة تعاطي السلطات القضائية‬ ‫واألمنية مع الشكايات الكيدية ضد المشتكى بهم‪ ،‬دون‬

‫التحقق من صدقيتها‪ ،‬مما جعل العشرات من المواطنين‬ ‫موضوع مذكرة بحث بتهم زراعة المخدوات‪ ،‬في حين أت‬ ‫التجار الكبار يتحركون بكل حرية في المنطقة‪ ،‬ويديرون‬ ‫تجارتهم وزراعتهم دون أن تطالهم أيدي العدالة‪ ،‬مما خلق‬ ‫حالة من السخط واالحتقان االجتماعي‪ ،‬في أوساط ساكنة‬ ‫المنطقة‪ ،‬يقول أوطالي‪.‬‬ ‫ودعا المسؤول الجماعي مصالح وزارة الداخلية بإيفاد‬ ‫لجنة مركزية لالستماع إلى شهادات المنتخبين‪ ،‬والمواطنين‬ ‫الذين ضاقوا ذرعا باستخدام سالح الشكايات الكيدية‪ ،‬بسبب‬ ‫إجراءات عادية يقوم بها الجميع في المنطقة‪ ،‬مثل حفر اآلبار‬ ‫لالستعمال الفالحي والمنزلي‪ ،‬والزراعة بمناطق محسوبة‬ ‫على أمالك المياه والغابات‪ ،‬لكن الجمعية الحقوقية المذكورة‬ ‫‪ ،‬تستهدف فقط المستشارن الجماعيين وأفراد عائالتهم‪،‬‬ ‫بهدف التضييق والتشويش على أداء مهامهم‪ ،‬في إطار‬ ‫االحترام التام للقانون والدستور‪.‬‬

‫عبد الرحيم بلشقار‬

‫مسافرون متذمرون‬ ‫غياب الشروط المالئمة‬ ‫للسفر بمطار العروي‬ ‫بالناظور‬

‫أفادت مصادر متطابقة لـ «المساء» أن تذمرا شديدا‬ ‫يسود نفوس المسافرين عبر مطار العروي الدولي التابع‬ ‫إلقليم الناظور‪ ،‬جراء انعدام الشروط المالئمة للسفر سواء‬ ‫داخل بناية المطار أو خارجها‪ ،‬المصادر ذكرت أن المطار ما‬ ‫زال يفتقر ألبسط شروط الراحة منذ إنشائه‪ ،‬بل إن األمور‬ ‫تعقدت منذ إخضاعه للتوسعة سنة ‪ ،2013‬فمكاتب استقبال‬ ‫المسافرين ال تتوفر على الموارد البشرية الكافية مما‬ ‫يدفع المسافرين إلى االنتظار مدة طويلة إلتمام اإلجراءات‬ ‫القانونية قبل السفر‪ ،‬وذلك في طوابير تمتد إلى خارج باحة‬ ‫المطار الداخلية نتيجة عدم استيعاب مساحتها‪ ،‬كذلك‪،‬‬ ‫لعدد الوافدين عليها وال��ذي يرتفع خالل يوم الخميس‬ ‫نتيجة استقبال مدرج المطار ثالث طائرات خالل فترة زمنية‬ ‫متقاربة‪ .‬المصادر ذاتها أضافت أن باحة المطار الداخلية‬ ‫المخصصة لدخول المسافرين تفتقر ألبسط شروط الراحة‪،‬‬ ‫حيث ترتفع فيها درجة الحرارة خاصة خالل فصل الصيف‬ ‫نتيجة سقفها الحديدي وتعرض مكيفاتها‪ ،‬باستمرار‪ ،‬للعطل‬ ‫على مدار أيام السنة وهو ما يفرض على المسافرين وحتى‬ ‫على الموظفين وعناصر األمن االشتغال تحت ضغط ارتفاع‬ ‫درجة الحرارة صيفا وانخفاضها شتاء‪ ،‬هذا إلى جانب غياب‬ ‫مرافق صحية ضرورية تليق بقيمة مطار ذي صفة دولية إلى‬ ‫درج أن المسافرين المسنين والمرضى ال يجدون أمامهم‬ ‫الكراسي الكافية أثنناء القيام بإجراءات السفر بل حتى أبواب‬ ‫المراحيض تفتقر لمفاتيح وإلى دورات مياه في المستوى‬ ‫وغيرها‪ ،‬مشاكل أكثر حدة يعاني منها مرافقو المسافرين‬ ‫وأفراد عائالتهم أثناء انتظار وصول الطائرة بمحيط بناية‬ ‫المطار‪ ،‬حيث إن إجراءات منع غير المسافرين من ولوج البهو‬ ‫الداخلي لم يرافقها توفير وسائل الراحة لهم خالل مدة‬ ‫مكوثهم بالخارج فالمرافق الصحية منعدمة إلى درجة أنهم‬ ‫ال يجدون أمامهم ولو مرحاضا خاصا مما يرغمهم على قضاء‬ ‫حاجاتهم بزوايا بعيدة‪ ،‬إضافة إلى انعدام الكراسي الخاصة‬ ‫للمرضى والمسنين وهو ما يرغمهم على الوقوف تحت‬ ‫أشعة الشمس صيفا وشدة البرودة شتاء في ظل انعدام‬ ‫الواقيات بالمكان إضافة إلى انعدام محالت تجارية يقتنون‬ ‫منها أغراضهم الطارئة‪.‬‬ ‫المتحدثون للجريدة أوضحوا أنهم يتفهمون اإلجراءات‬ ‫األمنية ويتفاعلون معها بكل إيجابية‪ ،‬لكنهم يستغربون‬ ‫عدم توفير المسؤولين‪ ،‬عن المطار شروط االنتظار بالخارج‪،‬‬ ‫رغم م��رور شهور على معاناة أع��داد هائلة من مرافقي‬ ‫المسافرين الذين يفدون من كل مناطق الجهة الشرقية‬ ‫حيث يقضون لياليهم ونهاراتهم في عذاب مستمر يؤثر‬ ‫على وضعهم الصحي والنفسي على السواء‪ ،‬كما عبروا عن‬ ‫تخوفهم من استمرار الوضع على ما هو عليه خالل فصل‬ ‫الصيف المقبل والذي تشهد فيه الجهة الشرقية ومنطقة‬ ‫مطار العروي تحديدا ارتفاعا شديدا في درجات الحرارة‪،‬‬ ‫وأشارت المصادر ذاتها إلى أن المعاناة تزداد حدة نتيجة‬ ‫غياب محاور يمكن الحديث معه بخصوص المشاكل‬ ‫المذكورة حيث يكتفي القائمون على عملية منع مرافقي‬ ‫المسافرين من ولوج لمطار بكونهم ينفذون تعليمات‬ ‫بشكل صارم وال أحد منهم مؤهل للتحاور مع المتضررين‬ ‫الذين يعيشون ساعات من التوتر والقلق النفسي دون أن‬ ‫يجدوا من ينصت لمعاناتهم اليومية‪.‬‬

‫محمد بنسعيد‬

‫‪ ‬تطوان تحتضن لقاءا حول‬ ‫اإلعالم والتطوع في الميدان‬ ‫اإلجتماعي‬

‫تجارب ميدانية للتدخل لمد يد المساعدة عند‬ ‫األزمات اإلنسانية‪ ،‬والدور الذي يجب أن يلعبه اإلعالم في‬ ‫مثل هذه الظروف‪ ،‬كالتحسيس باألزمة‪ ،‬كانت محور اللقاء‬ ‫الذي احتضنته تطوان يوم الخميس ‪ 16‬مارس‪ .‬وقد أبرزت‬ ‫تدخالت المشاركين في هذا اللقاء‪ ،‬العمل الكبير الذي يقوم‬ ‫به الهالل األحمر أثناء الكوارث وبعدها‪ ،‬مبرزين دور اإلعالم‬ ‫في حشد التضامن والمساعدات اإلنسانية‪ ،‬لضحايا األزمات‪،‬‬ ‫كالحروب والكوارث الطبيعية من فياضانات وزالزل وحرائق‬ ‫الغابات وغيرها‪.‬‬

‫ه��ذا اللقاء ال��ذي نظمه المكتب المحلي لنقابة‬ ‫الصحفيين المغاربة‪ ،‬المنضوي تحت لواء االتحاد المغربي‬ ‫للشغل‪ ،‬بشراكة مع مركز الهالل األحمر المغربي يهدف‬ ‫إلىتكوين المتطوعين وأطر الصحة بتطوان‪ .‬وقد شارك‬ ‫فيه محمد بندالي عن منظمة الهالل األحمر المغربي‪ ،‬ورجاء‬ ‫مارصو عن جمعية األيادي المتضامنة‪ ،‬وقام بتنشسطه عبد‬ ‫الحميد العزوزي عضو نقابة الصحفيين المغاربة بتطوان‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬مار�س �إلى ‪� 03‬أبريل ‪2017‬‬

‫العدد ‪882‬‬

‫إقتصاد‬ ‫المغرب يستقطب صناعة زجاج السيارات باستثمار‬ ‫يفوق مليار درهم‬ ‫انطلقت األس��ب��وع الماضي بالقنيطرة‬ ‫أشغال بناء مصنع لزجاج السيارات وستبلغ‬ ‫القيمة االستثمارية للمشروع مليارا و‪200‬‬ ‫مليون درهم‪ ،‬وهو ما سيسمح بإنتاج مليون‬ ‫و‪ 100‬ألف مجموعة متكاملة لزجاج السيارات‬ ‫سنويا‪ ،‬مع إحداث ‪ 600‬فرصة عمل‪ ،‬وأوضح‬ ‫الوزير أن هذا المشروع سيحقق رقم معامالت‬ ‫خاص بالتصدير تبلغ قيمته مليار درهم‪ ،‬فيما‬ ‫يرتقب أن يباشر المصنع نشاطه بحلول سنة‬ ‫‪ ،2019‬مشيرا إلى أن المشروع يندرج في إطار‬ ‫تفعيل المنظومة الصناعية الخاصة بشركة‬ ‫«رون��و» التي انطلقت تحت الرعاية الفعلية‬ ‫للملك محمد السادس سنة ‪ ،2016‬وتتوخى‬ ‫هذه المنظومة تجميع نسيج الموردين حول‬ ‫المصنع لتشكيل منظومة صناعية فعالة‬ ‫لتشجيع تحسين القيمة والمزيد من االندماج لسلسلة قيمة قطاع السيارات‪.‬‬ ‫وستخصص هذه الوحدة الصناعية‪ ،‬التي جاءت في إطار مشروع مشترك بين شركتي «أجس‬ ‫أوطوموتيف» العالمية وشركة «إندوفر» المغربية‪ ،‬إلنتاج الزجاج المعالج بتقنية التبريد السريع‬ ‫الخاص بالزجاج الخلفي والنوافذ الجانبية‪ ،‬عالوة على الزجاج المغلف الخاص بالزجاج األمامي‬ ‫للسيارات‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫تراجع قوي لالستثمارات األجنبية بالمغرب‬ ‫ب����ل����غ����ت ت����دف����ق����ات‬ ‫االس���ت���ث���م���ارات األج��ن��ب��ي��ة‬ ‫المباشرة بالمغرب ‪3،087‬‬ ‫ميار دره��م إلى متم فبراير‬ ‫بخصوص م��ي��زان األس��ف��ار‪،‬‬ ‫سجل مكتب الصرف أنه أظهر‬ ‫فا َئضا بـ ‪ 5،237‬مليار درهم‬ ‫نهاية فبراير ‪ ،2017‬وعلى‬ ‫العموم‪ ،‬تميزت المبادالت‬ ‫الخارجية للمغرب باستمرار‬ ‫عجز الميزان التجاري بـ ‪21،7‬‬ ‫في المائة في متم فبراير‬ ‫‪ ،2017‬ليستقر في أزي��د من‬ ‫‪ 26،71‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وعزا مكتب الصرف هذا التفاقم إلى ارتفاع الواردات (زائد ‪ 8،9‬في المائة) بنسبة أكثر أهمية من‬ ‫الصادرات (زائد ‪ 1،5‬في المائة) بحيث إن نسبة تغطية الوردات من قبل الصادرات بلغت ‪ 58،8‬في‬ ‫المائة مقابل ‪ 63،1‬في المائة في متم فبراير ‪.2016‬‬ ‫ويعزى ارتفاع الواردات إلى ‪ 64،85‬مليار درهم أساسا إلى ارتفاع المنتجات الطاقية (زائد ‪ 53،4‬في‬ ‫المائة)‪ ،‬والمنتجات الخام (زائد ‪ 21،5‬في المائة)‪ ،‬والمنتجات المعدة لالستهالك (زائد ‪ 1،2‬في المائة)‪،‬‬ ‫ومواد التجهيز (زائد ‪ 11،8‬في المائة)‪.‬‬ ‫وأكد المكتب أن هذا النمو تقلص بالمقابل‪ ،‬بانخفاض في المنتجات الغذائية بـ ‪ 12،8‬في المائة‬ ‫في متم فبراير ‪ 2017‬وأنصاف المنتجات (ناقص ‪ 0.3‬في المائة)‪.‬‬ ‫وفي ما يتعق بالصادرات‪ ،‬أكد مكتب الصرف أنها انتقلت من ‪ 37،58‬مليار درهم في متم فبراير‬ ‫‪ 2016‬إلى ‪ 38،14‬مليار درهم‪ ،‬موضحا أن هذا التطور يجد مصدره في ارتفاع المبيعات في أغلب‬ ‫القطاعات تقريبا‪ ،‬خاصة منها الفوسفاط ومشتقاته (زائد ‪ 9،7‬في المائة)‪ ،‬واإللكترونيك (زائد ‪ 6،2‬في‬ ‫المائة)‪ ،‬والطيران (زائد ‪ 53،3‬في المائة) والصناعة الصيدلية (‪ 7،6‬في المائة)‪.‬‬ ‫وبالمقابل‪ ،‬انخفضت مبيعات قطاعات الزراعة والزراعة الغذائية والسيارات والنسيج والجلد على‬ ‫التوالي بـ ‪ 1،2‬في المائة و ‪ 6،4‬في المائة و‪ 3،6‬في المائة‪ ،‬حسب المصدرذاته بنسبة ما بين ‪1،2‬‬ ‫و‪ 6،4‬بالمائة‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫اتفاقية شراكة للنهوض بالمسؤولية االجتماعية‬ ‫للمقاوالت المغربية‬ ‫تم بالدار البيضاء‪ ،‬التوقيع على اتفاقية شراكة بين االتحاد العام لمقاوالت المغرب وبرنامج األمم‬ ‫المتحدة اإلنمائي من أجل خلق شبكة محلية لـ «الميثاق العالمي للمسؤولية االجتماعية» بالمغرب‪،‬‬ ‫تسهم في النهوض بالمسؤولية االجتماعية داخل المقاوالت المغربية‪.‬‬

‫وتهدف هذه االتفاقية‪ ،‬التي وقعتها رئيسة االتحاد مريم بنصالح والممثل المقيم لبرنامج األمم‬ ‫المتحدة اإلنمائي بالمغرب‪ ،‬إلى تدعيم المجهودات التي يقوم بها كل من البرنامج اإلنمائي‪ ،‬كمدير‬ ‫للميثاق‪ ،‬واالتحاد العالم لمقاوالت المغرب‪ ،‬كفاعل مقاوالتي وطني‪ ،‬لتقوية تعاونهما من أجل‬ ‫مساعدة المقاوالت وتحفيزها على المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المتسدامة‪.‬‬ ‫بالمناسبة‪ ،‬أكدت بنصالح أن هذه الشراكة‪ ،‬التي تبلورت خالل القمة العالمية للمناخ بمراكش‬ ‫(كوب ‪ )22‬بحضور مديرة البرنامج هيلين كالرك‪ ،‬من أجل خلق شبكة محلية تهدف إلى تعبئة‬ ‫المقاوالت المغربية بخصوص المبادئ العشرة للميثاق العالمي للمسؤولية االجتماعية‪ ،‬وإطالق‬ ‫دينامية فعالة لدفع المقاوالت المغربية إلى إقرار حقوق اإلنسان‪ ،‬واحترام معايير العمل‪ ،‬وإدماج‬ ‫حماية ومحاربة الببيئة الرشوة‪.‬‬ ‫واعتبرت أن خلق شبكة محلية سيتيح التعريف بالمبادرات التي تتخذها المقاوالت الوطنية في‬ ‫مجال المسؤولية االجتماعية‪ ،‬وتقاسم الخبرات والممارسات الفضلى على المستويين اإلقليمي‬ ‫والدولي‪ ،‬والسيما المقاوالت الصغرى والمتوسطة‪ ،‬التي صار بإمكانها أن تستفيد من خبرة برنامج‬ ‫األمم المتحدة لكي تدمج أهداف التنمية المستدامة ضمن مخططاتها التنموية‪.‬‬ ‫ومن جهته‪ ،‬أبرز ممثل األمم المتحدة أن البرنامج‪ ،‬سيضع خبراته التقنية رهن إشارة الفاعلين‬ ‫المقاوالتيين المغاربة‪ ،‬من أجل تطوير المقاوالت‪ ،‬وبلوغ أهداف التنمية المستدامة‪.‬‬ ‫وتسهيل الولوج إلى األدوات الخاصة بالتطبيقات المثلى على مستوى الشبكات العالمية‬ ‫واإلقليمية للميثاق العالمي‪ ،‬وتمكين المقاوالت المغربية‪ ،‬بما فيها المقاوالت الحاصلة على شارة‬ ‫المسؤولية االجتماعية‪ ،‬من تبادل الخبرات والممارسات الفضلى للمسؤولية االجتماعية مع غيرها‬ ‫من المقاوالت عبر العالم‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫بنك المغرب ‪:‬‬ ‫توقعات معدل النمو ‪ 3،8‬بالمائة سنة ‪2018‬‬ ‫‪ 42‬مليار درهم عجز الميزانية‬ ‫توقع بنك المغرب أن يستقر معدل النمو‬ ‫السنة المقبلة عند ‪ 3،8‬بالمائة وعلى صعيد‬ ‫عجز المالية العمومية‪ ،‬كشف بنك المغرب أن‬ ‫عجز الميزانية في سنة ‪ ،2016‬دون احتساب‬ ‫مداخيل الخوصصة‪ ،‬بلغ ‪ 42،1‬مليار درهم‪ ،‬أي‬ ‫ما يعادل ‪ 4،2‬في المائة من الناتج الداخلي‬ ‫اإلجمالي‪ ،‬ليكون بذلك عجز الميزانية قد تجاوز‬ ‫ما كان مبرمجا في قانون المالية بمقدار ‪5،5‬‬ ‫ماليير درهم أي ما يعادل ‪ 0،7‬في المائة من‬ ‫الناتج الداخلي اإلجمالي‪ ،‬ويرجع هذا الوضع‬ ‫وفق بنك المغرب‪ ،‬إلى تسارع نفقات االستثمار‬ ‫وتسديد مبالغ مهمة من تسبيقات الضريبة‬ ‫على القيمة المضافة‪ ،‬وتحصيل مبالغ أقل مما‬ ‫كان متوقعا من هبات دول مجلس التعاون‬ ‫الخليجي‪ ،‬ويتوقع بنك المغرب بناء على هذه‬ ‫المعطيات‪ ،‬وعلى المدى المتوسط‪ ،‬أن يصل عجز الميزانية إلى ‪ 3،7‬في المائة من الناتج الداخلي‬ ‫اإلجمالي في سنة ‪ ،2017‬على أن يتراجع إلى ‪ 3،4‬في المائة خالل السنة المقبلة‪.‬‬ ‫وبخصوص الحسابات الخارجية‪ ،‬أوضح بنك المغرب أنه رغم انخفاض الفاتورة الطاقية‪ ،‬واصل‬ ‫العجز التجاري تفاقمه بنسبة ‪ 18،2‬في المائة خالل السنة الماضية‪ ،‬نتيجة االرتفاع المهم في‬ ‫مقتنيات سلع التجهيز وتدني مبيعات الفوسفاط ورجح بنك المغرب أن يتفاقم عجز الحساب الجاري‬ ‫من ‪ 2،2‬إلى ‪ 4،2‬في المائة من الناتج الداخي االجتماعي‪ ،‬وذلك بالرغم من نمو مداخيل األسفار‬ ‫وتحويالت المغاربة المقيمين بالخارج‪ ،‬وكذا تحصيل ‪ 7،8‬ماليير درهم برسم هبات دول مجلس‬ ‫التعاون الخليجي‪.‬‬ ‫وعلى المدى المتوسط ومع فرضية بلوغ متوسط سعر النفط ‪ 54،6‬دوالرا للبرميل في ‪،2017‬‬ ‫و‪ 55،3‬دوالرا للبرميل في ‪ ،2018‬وتحصيل ‪ 8‬ماليير درهم من هبات دول مجلس التعاون الخليجي‪،‬‬ ‫توقع بنك المغرب‪ ،‬أن يتراجع عجز الحساب الجاري من ‪ 2،2‬إلى ‪ 4،2‬من المائة الداخلي االجمالي في‬ ‫‪ ،2017‬وإلى ‪ 3،5‬في المائة من الناتج الداخلي اإلجمالي في سنة ‪.2018‬‬ ‫وتوقع المصدر‪ ،‬ذاته أن يستمر ارتفاع االحتياطات الدولية الصافية من العملة الصعبة في‬ ‫نفس المنحى المسجل خالل السنة السابقة‪ ،‬وينتظر أن تغطي االحتياطات الدولية الصافية‬ ‫من العملة الصعبة ‪ 6‬أشهر و‪ 17‬يوما من الواردات بنهاية ‪ ،2017‬و‪6‬أشهر و‪ 20‬يوما بنهاية‬ ‫‪.2018‬‬ ‫وأشار بنك المغرب‪ ،‬على مستوى األوض��اع النقدية‪ ،‬إلى أن وتيرة نمو القروض البنكية‬ ‫المقدمة للقطاع غير المالي عرفت تسارعا من ‪ 0،3‬في المائة في سنة ‪ 2015‬إلى ‪ 3،9‬في المائة‬ ‫في سنة ‪ ،2016‬وذلك بفعل تحسن القروض الممنوحة للمقاوالت‪ ،‬وراجع بنك المغرب التوقع‬ ‫الخاص بالقروض المقدمة للقطاع غير المالي نحو االرتفاع إلى ‪ 4،5‬في المائة خالل ‪،2017‬‬ ‫وإلى ‪ 5‬في المائة خالل السنة المقبلة‪ ،‬وذلك بناء على االنتعاش المرتقب في األنشطة غير‬ ‫الفالحية‪.‬‬


‫الثالثاء ‪ 28‬مار�س �إلى ‪� 03‬أبريل ‪2017‬‬

‫العدد ‪882‬‬

‫ال أشدَّ من معاناة النخلة وهي تميل حول النجم‬ ‫‪-‬‬

‫بقلم ‪:‬‬

‫عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫‪ ...‬إذا سلِمتْ النفوس من سوء النية‪،‬‬ ‫وإال فال غرْوَ من الضالل‪ .‬تلك بعضٌ‬ ‫من خطاب لعالم أكاديمي‪ ،‬إليقاف نزيف‬ ‫«اإلرهاب» من جسم اإلنسان العربي‪.‬‬ ‫عندما انتهتْ الخالفة العثمانية‪ ،‬بقيت جل‬ ‫الدول العربية في حالة أيتام‪ .‬فانقضتْ‬ ‫عليها الدول االستعمارية‪ ،‬ثمَّ أضحتْ‬ ‫النظرة إليها ( للخالفة) رسما سياسيا ؟ إذ ال‬ ‫السّلم وفق السنن‬ ‫بدَّ من كل األبراج في ْ‬ ‫الكوْنية‪ .‬وهل ستبقى شعارا فارغا ؟ ثمَّ‬ ‫استُعملتِ اآليات في غير ِّ‬ ‫محلها إلعطاء‬ ‫االستعمار هدية مجانية‪ ،‬تمور وتندح من‬ ‫غير قيد أوْ شرط ‪....‬‬ ‫بدْءاً من التغافل والتناسي للغرب‬ ‫السياسي أللف سنة من الحضارة اإلسالمية‬ ‫ُ‬ ‫وثبة مُبيتة من الحضارة‬ ‫–العربية‪.‬‬ ‫اإلغريقية إلى اليوم‪ ،‬لنظرة نعامة الغرب‬ ‫عن العلوم العربية‪ -‬اإلسالمية وأعالمها‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫فحل بالعالم العربي سرطان لتشتيت‬ ‫األمة‪ .‬جراحات غائرة عند اقتالع أناس من‬ ‫أوطانهم‪ ،‬وهو جرح إسرائيلي الذي لجأ إلى‬ ‫إيديلوجية القتل واإلرهاب‪ .‬فقد استمرأتْ‬ ‫إسرائيل واستحوذتْ على «الميدْيا»‬ ‫الغربية‪ ،‬التي تنحو بازدواجية المعايير‪.‬‬ ‫حين يتعلق األمر بإسرائيل فال أحدٌ‬ ‫يتحرك‪ .‬وحين يُقتل العرب والمسلمون‪،‬‬ ‫ليس هناك مشكل‪ ،‬أوْ على أكثر تقدير‬ ‫«ينبحون» بالشجب على استحياء‪ .‬إنما‬ ‫اإلهانات للمسلمين فحدِّث وال حرج من‬ ‫وسائل اإلعالم الغربية‪ .‬ثمَّ جريمة حرق‬ ‫نسخٌ من القرآن الكريم وازدراء مقام‬ ‫النبيّ – صلعم ‪ُّ .-‬‬ ‫وكل ذلك تتصهينُ‬ ‫إسرائيل في تأجيج بعض الطرائق القِدد‪،‬‬ ‫تريد من خالله هذه األخيرة نيْل الحق في‬ ‫إعالن الحرب على الغرب «باإلرهاب»‪ ،‬وهو‬ ‫ُ‬ ‫الطعْمُ الذي تصطاد به دولة الصهاينة‬

‫‪8‬‬

‫للعالم العربي‪ .‬ذلكم ذهــــول‪ .‬المغرر‬ ‫بهم و~ أمرهم شورى بينهم ~ استغالال‬ ‫ُ‬ ‫نظم التأويل القتالع مقاصد الدين‪.‬‬ ‫فالمنازلة علمية وباألدلة الدامغة وليستْ‬ ‫بالشعارات‪ .‬دين اإلسالم دين السلف‬ ‫الصالح‪ ،‬يُنتج الجمال وبهاء أكبر‪ .‬التطرف‬ ‫ال عالقة له بالدين‪ .‬فاإلرهاب رذيء‪ ،‬ال دين‬ ‫وال مِلة له‪ .‬كان يجب ْ‬ ‫أن يكون للعالم‬ ‫العربي واإلسالمي جهاز المناعة سليما‪ ،‬ال‬ ‫يسمح للميكروبات بالتسلل إلى جسمه‪.‬‬ ‫ومدى القدرة على التصدي للجراثيم‪.‬‬ ‫ليس باألمر اليسير ْ‬ ‫أن تتعرّف على‬ ‫مكامن التطرُّف‪ .‬يربط علماء علم النفس‬ ‫واالجتماع بين العلم والديمقراطية من‬ ‫جهة والجهل والفقر والديكتاتورية من‬ ‫جهة أخرى‪ .‬فألوليان يُحصنان إلى حدٍّ ما‬ ‫المجتمعات من التطرُّف‪ ،‬بينما األخَرُهم‬ ‫الحاضنون لإلرهاب عامة‪ .‬وقد لجأتْ بعض‬ ‫الطوائف باسم الدِّين استحالل األرواح‪.‬‬ ‫وهذا سادج وخاطئ للدِّين الذي يحرِّمُ‬ ‫ارتكاب القتل والجرْم‪ .‬والتأويل لمن هبَّ‬ ‫ودبَّ يُفضي إلى فظاعة المنتوج‪ ،‬بالحجج‬ ‫القائمة ‪ ،‬على كالم حقٍّ أريدَ به باطل‪.‬‬ ‫بل هو ألصحاب االختصاص‪ .‬وال يصحُّ‬ ‫الحكم فيه إال بالنظر إلى ظروفه من جميع‬ ‫جوانبه ومن أولي النهى‪ .‬كيفية معرفة‬ ‫الصحيح من الغلط‪ ،‬بمعالم التخليق‬ ‫واجتناب فعل الشرّ‪ .‬فانتهاك الحرمات‬ ‫أمر رذيء‪ .‬وكيف على اإلرادات السلبية‪.‬‬ ‫وإال لكل من صحَّ ْ‬ ‫أن يدَّعيَ لنفسه ما‬ ‫شاء ‪.‬حتى تكون له البصيرة كي نُصبح‬ ‫قادرين على االستشراف‪ .‬يجب أال نؤطر‬ ‫فكرنا بزمان مُعين أو جيل معيــن‪َّ .‬‬ ‫فإن‬ ‫اهلل حرَّم حمات فال تنتهكوهـــا‪ .‬جمـال‬ ‫الكــون في جمال الخالق‪ .‬قال اهلل َّ‬ ‫جل‬ ‫وعـــال ( التحلي ) ‪« :‬والذين ال يدعون‬

‫�أوراق من�سية‬

‫‪ 32‬ـ �أحزاب �سيا�سية‪...‬‬ ‫‪-‬‬

‫مع اهلل إلها آخر‪ ،‬وال يقتلون النفس التي‬ ‫حرَّم اهلل إال بالحق وال يزنون» صدق اهلل‬ ‫العظيم (سورة الفرقان اآلية ‪ .) 68‬التخلي‬ ‫عن الرذائل‪( ،‬فحرف الواو يفيد التميُّز )‪.‬‬ ‫الشرْك والقتل والزنا‪ .‬والدالالت العظيمة‬ ‫تحملها الحكمة في كتاب اهلل تعالى‪ .‬حِفظ‬ ‫الحياة ال ينفصل عن األغذية واألمن‪ْ .‬‬ ‫وأن‬ ‫تؤهل اإلنسان ليأمن عن نفسه‪ .‬إسالمية‬ ‫الدولة هي الحفاظ على الحيواة‪ .‬كان هناك‬ ‫تراكمات في الماضي تمخضت عن النيران‬ ‫التي تنتشر في بالد العروبة واإلسالم‪،‬‬ ‫وكيف للعالم ْ‬ ‫أن يستريح ؟ وعليه البدَّ من‬ ‫التبني بهموم الناس‪ .‬والنهيُ الموْجود‬ ‫على بناء الذات‪ ،‬وهو القصد‪ .‬اإلرهاب هو‬ ‫المنكر ويجب ْ‬ ‫أن يكون منكرا باإلجماع‪،‬‬ ‫وال ينبغي ْ‬ ‫أن يكون مختلفا في تعريفه‪.‬‬ ‫مقصد المقاصد مفتاح دار السعادة في‬ ‫اآلجل والعاجل‪( .‬كمياء السعادة لإلمام‬ ‫الغزّالي )‪ .‬قال َّ‬ ‫جل وعال في محكم كتابه‪:‬‬ ‫ال تفسدوا في األرض بعد إصالحها‪ .‬صدق‬ ‫اهلل العظيم ( السورة األعراف‪ ،‬اآلية ‪.) 56‬‬ ‫التوعية لبناء المناعة ألطفالنا في المنهج‬ ‫التربوي‪ .‬فحذاري من أخطار العنف من‬ ‫خالل التلفاز واألجهزة اإللكترونية‪ .‬للعلماء‬ ‫والمبدعين والفنانين والمربين مسؤولية‬ ‫برمجة ألعاب بهية مناسبة‪ ،‬لتربية آلية‬ ‫التفكير واإلعانة على تقويمه بالرسوم‬ ‫المتحركة ودِقة المالحظة‪ .‬الفنان له‬ ‫القدرة على اإلبداع والتوعية لبناء المناعة‬ ‫عند أطفالنا‪ .‬ويقف المبدع على ِّ‬ ‫كل مُكوِّن‬ ‫مكوِّن ‪.....‬جاء في الحديث ‪ :‬والذي نفس‬ ‫محمد بيده لحُرْمة المؤمن أعظم عند‬ ‫اهلل حُرْمة منك ( المسلم أعظم حرمة‬ ‫من الكعبة )‪ ،‬ماله ودمه ْ‬ ‫وإن نظنُّ به‬ ‫إال خيراً‪ ( ....‬مقاصد الشريعة اإلسالمية‬ ‫للحفاظ على حُرْمة النفس )‪.‬‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫األحزاب السياسية واالنتخابات في الواليات‬ ‫المتحدة األمريكية (‪)2‬‬ ‫في الحلقة الماضية تحدثنا عن كيفية ظهور األحزاب السياسية‬ ‫في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وتطورها الذي كان رهينا‬ ‫باتساع حق االقتراع‪ ،‬كما تطرقنا إلى االنتشار الواسع للحزبين‬ ‫الجمهوري والديمقراطي عبر تراب الواليات المتحدة األمريكية‪،‬‬ ‫حيث أن ثلثي األمريكيين يجدون أنفسهم إما ديمقراطيين أو‬ ‫جمهوريين‪ ،‬وحتى أولئك الذين يقولون إنهم مستقلون‪ ،‬عادة‬ ‫ما تكون لهم ميول حزبية‪ ،‬ويظهرون مستويات عالية من الوالء‬ ‫الحزبي‪ ،‬وحسب الباحث السياسي (جون بايبي) صوت حوالي ‪75‬‬ ‫بالمائة من المستقلين الذين يميلون إلى الحزب الديمقراطي أو‬ ‫الحزب الجمهوري لصالح مرشحي الرئاسة المنتمين إلى حزبهم‬ ‫المفضل في االنتخابات الرئاسية الخمسة‪ ،‬التي جرت ما بين‬ ‫‪ 1980‬و ‪.1996‬‬ ‫وفي انتخابات العام ‪ 2000‬الرئاسية‪ ،‬صوت ‪ 79‬بالمائة‬ ‫ممن يميلون إلى الحزب الديمقراطي‪ ،‬لصالح الجمهوري (جورج‬ ‫دبليو بوش)‪ ،‬في حين صوت ‪ 72‬بالمائة من الموالين للحزب‬ ‫الديمقراطي لصالح المرشح الديمقراطي (آل غور)‪.‬‬ ‫ويصل تأثير انتشار النفوذ الحزبي إلى الحزب الحاكم‪ ،‬فالحزبان‬ ‫الرئيسيان‪ ،‬يسيطران حاليا على رئاسة الجمهورية‪ ،‬والكونغرس‪،‬‬ ‫ومناصب حكام الواليات‪ ،‬والمجالس التشريعية التابعة للواليات‪،‬‬ ‫وقد كان رئيس الجمهورية منذ سنة ‪ 1856‬حتى اآلن إما جمهوريا‬ ‫أو ديمقراطيا‪ ،‬وفي حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية بلغ معدل‬ ‫حصة الحزبين الرئيسيين من أصوات األمريكيين المشاركين في‬ ‫انتخابات رئيس الجمهورية ‪ 94،8‬بالمائة‪.‬‬ ‫وفي أعقاب انتخابات ‪ 2002‬المحلية‪ ،‬والختيار أعضاء‬ ‫الكونغريس‪ ،‬كان هناك سيناتور مستقل واحد من بين ‪100‬‬ ‫سيناتور الذين يشكلون مجلس الشيوخ‪ ،‬ونائبان مستقالن فقط‬ ‫من بين ‪ 435‬نائبا مستقال في مجلس النواب األمريكي‪.‬‬ ‫أما على صعيد الواليات‪ ،‬فقد كان جميع الحكام الخمسين‪،‬‬ ‫إما جمهوريين أو ديمقراطيين‪ ،‬ولم ينتخب سوى واحد وعشرين‬ ‫عضوا في مجالس الواليات‪ ،‬أي بمعدل (‪ )0،003‬بالمائة من بين‬ ‫أكثر من ‪ 7300‬ممن لم يكونوا منتمين إلى الحزبين الجمهوري و‬ ‫الديمقراطي‪ ،‬والحزبان الرئيسيان‪ ،‬هما اللذان ينظمان الحكومة‪،‬‬ ‫ويهيمنان عليها على الصعيد القومي‪ ،‬وعلى صعيد الواليات‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أن األحزاب األمريكية تميل إلى أن تكون أقل‬ ‫تماسكا من الناحية اإلديولوجية‪ ،‬وأقل ميال إلى وضع البرنامج من‬ ‫مثيالتها في كثير من الدول الديمقراطية‪ ،‬إال أنها تلعب بالفعل‬ ‫دروا رئيسيا‪ ،‬وفي أحيان كثيرة حاسما‪ ،‬في صياغة السياسة العامة‪،‬‬ ‫ومنذ انتخابات سنة ‪ ،1994‬أظهر الجمهوريون والديمقراطيون‬ ‫في الكونغرس‪ ،‬اختالفات سياسية حادة بين الحزبين‪ ،‬ومستوى‬ ‫عال‪ ،‬وبصورة غير اعتيادية‪ ،‬من توحيد للصفوف داخل كل من‬ ‫الحزبين‪ ،‬مقارنة بما كان مألوفا في الماضي‪ ،‬وتأتي الخالفات‬ ‫السياسية بين الحزبين ضمن سياق انتخابات تجري مرة واحدة‬ ‫كل عامين‪ ،‬الختيار أعضاء في مجلسي النواب والشيوخ‪ ،‬وهي‬ ‫انتخابات‪ ،‬تؤدي إلى السيطرة الحزبية في مجلس النواب والشيوخ‪.‬‬ ‫وقد خلق االنقسام السياسي‪ ،‬باإلضافة إلى المنافسة الحادة‬ ‫للسيطرة على الكونغرس في السنوات األخيرة جوا محموما من‬ ‫النزاع الحزبي في مجلس الشيوخ والنواب‪.‬‬ ‫وقد انخرط زعماء كل من الحزبين في الكونغرس‪،‬‬ ‫والمتنافسون الديمقراطيون والجمهوريون للفوز بترشيح حزبهم‬ ‫لخوض االنتخابات الرئاسية‪ ،‬في الفترة السابقة النتخابات عام‬ ‫‪ ،2004‬كما انخرطت حكومة بوش في سلسلة من المناورات‬ ‫الرامية إلى كسب فائدة انتخابية‪.‬‬ ‫وتبرز المنافسة االنتخابية بين الحزبين‪ ،‬باعتبارها واحدة من‬ ‫أبرز الظواهر‪ ،‬وأكثرها ديمومة في النظام السياسي األمريكي‪،‬‬ ‫فقد سيطر الجمهوريون والديمقراطيون على السياسات‬ ‫االنتخابية منذ الستينات من القرن التاسع عشر‪ ،‬ويعكس هذا‬ ‫السجل الذي ال يضاهيه سجل آخر‪ ،‬من حيث احتكار نفس‬ ‫الحزبين لسياسات بلد ما االنتخابية بشكل متواصل‪ ،‬جوانب‬ ‫بنيوية للنظام السياسي‪ ،‬باإلضافة إلى مميزات خاصة‪ ،‬تتميز بها‬ ‫األحزاب السياسية األمريكية‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬مار�س �إلى ‪� 03‬أبريل ‪2017‬‬

‫العدد ‪882‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 28‬مار�س ‪2017‬‬

‫عابر‬

‫ال يامحرتم !‬ ‫«المحترم» نور الدين عيوش‪ ،‬كنا ننتظره «باحثا» في اللسانيات «المدرجة» ومنتجا‬ ‫للقواميس السوقية‪ ،‬فإذا به يطلع لنا مخرجا خبيرا في شؤون السينما ومخرجا «كمان»‪ ...‬اهلل‬ ‫يحفظه من األعين الشريرة !‬ ‫وحتى يقنعنا بأنه محق فيما يدعي ‪ ،‬وأنه ال «يبلف» (من بلف يبلف ‪ )Bluffer‬فإنه أعلن‬ ‫في مقابلة صحافية ترددت أصداؤها في أركان العالم األربعة‪ ،‬أنه سوف يباغت المغاربة قريبا‬ ‫بفيلمه األول الذي يحمل عنوان «يطو» ‪ ،‬وهو شريط ما بين القصير والطويل‪ ،‬يريد به تحية‬ ‫كل «يطوات» العالم ‪...‬بحب !‬ ‫«المحترم» ليس متطفال وال بعيدا على عالم السينما‪ ،‬وال يعتبر اقتحامه لفن اإلخراج‬ ‫السينمائي «شيئا مفاجئا» ‪ .‬وكمنظر في علم السينما‪ ،‬كما في علوم اللسانيات «الدارجية»‬ ‫‪ ،‬اعتبر عيوش األب‪ ،‬أن المفاجئ بالنسبة له هو أن «العقلية التي كانت سائدة في السينما‬ ‫المغربية قبل ثالثين سنة‪ ،‬ما زالت هي نفسها التي تحتكر السينما‪ ،‬اليوم‪ ،‬وألح أن هذه أمور‬ ‫يجب أن تتغير‪ ،‬إذا «كنا» نرغب في تطوير السينما والحديث عن صناعة سينمائية مغربية وال‬ ‫شك أن «يطو» سوف تحقق القفزة النوعية التي تحتاجها السينما المغربية لتصل إلى العالمية‬ ‫«العيوشية» !‬ ‫نور الدين عيوش يلوم الفاعلين السينمائيين المغاربة على «احتكار» الفضاء وقطع الطريق‬ ‫على الجيل الجديد ‪ ،‬وقال «إننا» بحاجة اليوم إلى جيل الشباب وال شك أنه‪ ،‬بـ «شبابه» وسعته‬ ‫يستطيع أن «يقلب» الموازين المتحكمة في قطاع السينما‪ ،‬سيما وقد كان «يحلم» باكتساب‬ ‫خبرة في مجال اإلخراج السينمائي في أمريكا‪ ،‬دون أن يتحقق حلمه‪ ،‬ولكن «خبرته» في اإلخراج‬ ‫السينمائي» تحققت» بـ «الدمغي» والدمياطي‪ ،‬ليعزز موقع جيل الشباب الذي ينتمي إليه‪ ،‬وال‬ ‫فخر! ‪ ،‬في السينما المغربية المفتقرة إلى شباب «متحزم» بالتجربة والكفاءة والخبرة‪.....‬‬ ‫وقولوا بـاز !!!‬ ‫في حديثه الصحافي كالم كثير عن السينما والسينمائيين المغاربة وعن فيلمه والممثلين‬ ‫الذين اختارهم من بين «جهابذة» الممثلين المغاربة المشهورين‪ ،‬فضال عن ممثلة جزائرية‬ ‫وممثل فرنسي أراد أن يجعل من اإلعالن عن اسميهما مفاجأة‪ ،‬نحن واثقون أنها ستكون‬ ‫سعيدة‪ ...‬جدا !‬ ‫وما لم يسعدنا بتاتا في لغوه مما ال يعتد به‪« ،‬تحامله» على اللغة العربية وانتصاره‬ ‫«المشبوه» للدارجة التي ألف فيها ولها قاموس «التشانكلة» و «بوعو» و «خوخو» والجنس‬ ‫السوقي الخادش للحياء‪ ،‬ذلك القاموس الذي أثار سخرية المواقع والذي حقق نوعا واسعا من‬ ‫اإلجماع الشعبي على السخرية منه ومن صاحبه وخبرائه في «مركز الدارجة» وعلى إدانة هذا‬ ‫«العمل» التخريبي ضد إحدى اللغتين الرسميتين للشعب المغربي‪.‬‬ ‫وحتى وهو «ينشر» خبرته في مجال السينما‪ ،‬أصر على إقحام عبارات «العداء» المتمكن من‬ ‫أحشائه‪ ،‬للغة العربية‪ ،‬حين سئل عن لغة «يطو»‪ ،‬حيث أكد استعماله للدارجة التي هي «لغة»‬ ‫كل المغاربة‪ ،‬والفرنسية «ألنها حقيقة في التواصل اليومي لدى المغاربة‪ ،‬فهي إذن جزء منهم‪.‬‬ ‫كالم غير صحيح‪ .‬فإذا صح هذا القول على مغاربة «الحماية الفرنسية»‪ ،‬فإنه ال يصح بالنسبة‬ ‫ألهل الشمال الذين درسوا باإلسبانية وبالعربية التي كانت حاضرة بقوة في مناهج التعليم‬ ‫العمومي والتعليم الخصوصي للحركة الوطنية‪.‬‬ ‫أما بطنجة‪ ،‬وبمنطق عيوش ‪ ،‬فإنه يحق لنا أن نطالب بالتداول إلى جانب العربية‪ ،‬بلغات‬ ‫الدول الموقعة على اتفاقية «التدويل» الثمانية‪ ( ،‬فاتح يونيه ‪ )1925‬وهي فرنسا وإسبانيا‬ ‫والبرتغال وبلجيكا والواليات المتحدة األمريكية واالتحاد السوفياتي وإيطاليا‪.‬‬ ‫موقف عيوش هذا يدل على سخافة فكر الرجل الذي يريد أن يحشر أنفه في موقع هو‬ ‫غير مؤهل له‪ ،‬بل ويتطاول على لغة البالد الرسمية بغاية «إفسادها» و «تدميرها» وفي هذا‬ ‫خير خدمة للوبي األجنبي الذي ال زال يرى‪ ،‬كما كان «ليوطي» يرى أن اللغة العربية تشكل‬ ‫الخطر األكبر على الوجود الفرنسي بالمغرب !‪ ....‬ولهذا الغرض تضمنت برامج التعليم في‬ ‫المدارس والمعاهد الفرنسية بالمغرب مادة تعليم الدارجة‪ .‬إال أن االستعمار الفرنسي احترم‬ ‫شعور المغاربة ولم يقرر فرض تعليم الدارجة في مناهج التعليم العمومي‪.‬‬ ‫عيوش تمادى في غيه ‪ ،‬فصرح لمن استجوبه (جريدة أخبار اليوم عدد ‪ )2243‬أن الدارجة‬ ‫هي «لغة « المغاربة» ومن لم يقبل بذلك‪ ،‬فليستمر في الحلم بشيء غير موجود ! ‪.»..‬‬ ‫ال يا «محترم»‪ ،‬اللغة العربية ليست «حلما غير موجود» كما تزعم‪ ،‬إنها إحدى أكثر لغات‬ ‫العالم وأوسعها انتشارا‪ ،‬ومن أرقى لغات العالم دقة وروعة وجماال‪ ،‬ومن أغناها من حيث المادة‬ ‫اللغوية واإليجاز التعبيري‪.‬‬ ‫واللغة العربية أفادت العديد من لغات العالم ومنها الفرنسية التي تنبهر بها واالسبانية‬ ‫والبرتغالية واإلنجليزية ولغات آسيوية وإفريقية عديدة‪ ،‬كتبت بها مآت اآلالف من الدراسات‬ ‫والبحوث والمؤلفات في العلوم الدينية والفكرية والعلمية في الفلك والطب وعلم التشريح‬ ‫والرياضيات والهندسة وعلوم األرض والطبيعة والنبات والجيولوجيا والفلسفة وغيرها‪ ،‬وأمدت‬ ‫لغات العالم بذخيرة من الكلمات والتعابير العلمية الدقيقة ‪ ،‬وال تزال في عنفوان شبابها‪ ،‬قادرة‬ ‫على البذل والعطاء‪ ،‬خدمة لإلنسانية‪ ،‬شريطة أن يحبها أهلها ويتبارون في حمايتها وصيانتها‪.‬‬ ‫وفي ذلك قال الشاعر عبد المجيد آيت عبو ‪ ،‬وال شك أنه أمازيغي‪:‬‬

‫خدمــت‬ ‫َلهفي على �سالف الأجماد كم َ‬ ‫ـت يف زمـن الإذالل �ضيعـنـــــــــي‬ ‫ُخ ِّل ْف ُ‬ ‫فازت بودك �رضاتــي لتهجرنــــــــــي‬ ‫�إين �س�أُبعث رغم الطعـن �شامخـــــــة‬ ‫وما �سهـام العدا والظلـــم �ضائـرتـــي‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫كالم مضبوط‬

‫كالم‬

‫نبعي و�أحيـت علومي ك َّلهـا ولـعــــــــا‬ ‫�أهلي فيا ُم ْبغِ�ضــي ا�سقيتنــي جزعـــــا‬ ‫البحر مت�سعـــــا‬ ‫ُر ْم َت ال�سواقي وعِ ْب َت‬ ‫َ‬ ‫هم ُـة اللبـالب لو قطـعـــــــــــا‬ ‫فـ�إن يل َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫فالبـدر �إن حفـهُ ليل ال ُّدجـى �سطـعـــــا‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫عزيز گنوني‬

‫بعد كل ما راج في موضوع إعفاء بنكيران من تشكيل‬ ‫الحكومة‪ ،‬لألسباب المعروفة والغير معروفة‪ ،‬طلع علينا‬ ‫خبير في القانون الدستوري ليفيدنا‪ ،‬جزاه اهلل خيرا‪،‬‬ ‫بأن قرار جاللة الملك تكليف شخصية أخرى من حزب‬ ‫العدالة والتنمية بتشكيل الحكومة «يتماشى تماما مع‬ ‫روح الدستور» و خصوصا مقتضيات الفصلين ‪ 47‬و‪،42‬‬ ‫وينسجم مع ما تقتضيه متطلبات الحفاظ على حسن سير‬ ‫المؤسسات الدستورية وصيانة االختيار الديمقراطي‪.‬‬ ‫وزاد في توضيح الواضح‪ ،‬بالنسبة لمن لم تتضح‬ ‫األمور في أذهانهم بعد‪ ،‬أن المشاورات التي أجراها‬ ‫السيد عبد اإلله بنكيران لتشكيل الحكومة لم تسفر عن‬ ‫أي توافق بعد خمسة أشهر من تعيينه‪.‬‬ ‫كالم مضبوط‬

‫‪ooooo‬‬

‫شالـوم!‬ ‫صحافيون ومدونون يحملون جوازات سفر مغربية‬ ‫يقومون بزيارة إلسرائيل بدعوة من سلطات االحتالل‬ ‫وبدعم من «الموساد’’ وأدرعه العاملة في مجال تعميم‬ ‫«هرولة» التطبيع‪ .‬الخبر تصدر الصفحة الرسمية لوزارة‬ ‫خارجية تل حبيب التي أوردت أن «الوفد المغربي» كان‬ ‫ضمن وفود عربية أخرى ضمت ناشطين في الصحافة‬ ‫والتدوين‪ ،‬من بينهم تونسيون وجزائريون‪ ،‬قاموا بزيارة‬ ‫سياحية لألقصى الواقع تحت احتالل أوالد صهيون‪،‬‬ ‫واستقبلوا استقبال الضيوف ‪ VIP‬في «يد فاشيم»‬ ‫المؤسسة المقامة لتخليد ذكرى ضحايا المحرقة النازية‪،‬‬ ‫كما استقبلوا في «الكنيسيت» وفي المحكمة العليا ‪.‬‬ ‫ليست هذه أول زيارة يقوم بها مغاربة إلسرائيل‬ ‫في إطار «التطبيع» الذي تدعو إليه منظمات أمازيغية‬ ‫تخلط بين اليهود وأوالد صهيون‪ .‬أمر هذه الوفود غير‬ ‫ذي أهمية بالنسبة للشعب المغربي الذي يطالب الدولة‬ ‫بموقف واضح من «التطبيع الجانبي» الذي ال زلنا نعتقد‬ ‫أنه يخالف السياسة الرسمية للدولة‪ ،‬المطالبة بالوضوح‬ ‫في موقفها من «التطبيع» الذي اشترط المغرب لتحقيقه‬ ‫وفق المبادرة السعودية المصادق عليها خالل قمة‬ ‫بيروت (مارس‪ ،)2009‬انسحاب إسرائيل من األراضي‬ ‫المحتلة حتى حدود يونيو ‪ ،1967‬القبول بدولة‬ ‫فلسطينية وعاصمتها القدس‪ ،‬حل قضية الالجئين ‪.‬‬ ‫أم إنه «كالم الليل يمحوه النهار» ؟‪! ‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫تضع مولودها في سيارة خصوصية‬ ‫بين جماعة الزوادة والعرائش‬ ‫سوف يقول حبيبنا الوردي إن المرأة الحامل «رفضت»‬ ‫خدمة المستشفى و«فضلت» وضع مولودها داخل سيارة‬ ‫أجرة‪ ،‬على الطريق‪ .‬مثل هذا الكالم سمعناه حين وضعت‬ ‫حوامل بأبواب ألمستشفيات وبمراحيض المستشفيات‬ ‫وبأبواب المستشفيات‪ ...‬وعلى الرصيف‪! ‬‬ ‫زوج الحامل نظم وقفة أمام المستشفى المحلي‬ ‫بالقصر الكبير‪ ،‬تنديدا بما وصفه بـ «المعاملة الال‬ ‫إنسانية وهي في حالة مخاض متقدم‪ ،‬حيث قيل له إن‬ ‫الحامل توجد في حالة خطيرة وهي بحاجة إلى عملية‬ ‫قيصرية‪ ،‬ولم يهتم المستشفى بتخصيص سيارة‬ ‫إسعاف لتأمين نقلها إلى مستشفى العرائش ‪.‬‬ ‫وشاء القدر أن تضع مولودها داخل سيارة خصوصية‬ ‫كانت تركبها وزوجها وأوالدها في اتجاه مستشفى لال‬ ‫مريم بالعرائش حيث وضعت مولودها بصورة عادية‬ ‫ودون مساعدة من أحد وبطبيعة الحال في ظروف غير‬ ‫صحية وال تحفظ كرامة المواطنين حيث إن مولودها‬ ‫ظل مرتبطا بها طيلة السفر وحتى عند دخولها مستشفى‬ ‫العرائش‪.....‬‬ ‫وتمت الوالدة‪ ،‬بطبيعــة الحــال دون عمليـــة‬ ‫قيصرية‪..!!! ‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫مؤشر السعادة‬

‫يوما بعد يوم يظهر الواقع «تخريف» بعض مواقع‬ ‫تصنيف الشعوب العالمية في شتى مجاالت الحياة‬ ‫اعتمادا على مؤشرات كثيرا ما يكذبها الواقع‪ ،‬ويظهر‬ ‫بطالنها سفسطتها ‪.‬‬ ‫آخر «تخريجة» في هــذا المجال‪ ،‬مؤشر «السعادة»‬ ‫الذي أعلنته ما يسمـــى بــ «شبكـــة حلول التنمية‬ ‫المستدامة» التي أهمت ‪ 157‬بلدا والتي وضعت المغرب‬

‫في المرتبة العاشرة عربيا و‪ 84‬عالميا‪ .‬بمعدل ‪5,23‬‬ ‫نقطة على مؤشر ‪ 10‬نقط‪ ،‬يعني أننا في منتصف الطريق‬ ‫بين الدول السعيدة والدول الغير سعيدة حتى ال نقول‬ ‫«التعيسة» ألن السعادة والتعاسة أمور نسبية ال تقاس‬ ‫بضوابط حسابية‪.‬‬ ‫قد يقول قائل أن نكون في منتصف الطريق بين‬ ‫الدانمارك وسويسرا وإسالندا والنرويج وفلندا وبين‬ ‫سوريا والبوروندي‪ ،‬والدول العشرة األكثر تعاسة في‬ ‫العالم‪ ،‬فهذا أمر ال يقبله عقل وال يبرره وضع‪ .‬أن يأتي‬ ‫المغرب في مرتبات متأخرة جدا بالنسبة لبلدان عربية‬ ‫مثل اإلمارات والسعودية وقطر والكويت والبحرين فهذا‬ ‫أمر مقبول‪ ،‬ولكن أن يرتب وراء دول عربية وإفريقية‬ ‫مثل الجزائر وليبيا‪ ،‬والصومال‪ ،‬وجزر موريشيوش فهذا‬ ‫هو المنكر بعينه‪.‬‬ ‫نحن في المغرب سعادتنا في قناعتنا وإيماننا بأن‬ ‫الحياة قضـــاء وقــدر‪ ،‬ورضى ورضوان‪ ،‬وطمأنينة القلب‬ ‫وراحة البال‪ ،‬وإحساس بالمتعة واإلعتماد على اهلل في‬ ‫تحقيق إشاعة العدل واإلنصاف ورفع الظلم والقهر وكل‬ ‫منغصات السعادة التي تتلف «هرمونات األندروفين»‬ ‫التي تنتجها أبداننا بغزارة ‪ ،‬والحمد هلل الذي ال يحمد‬ ‫على مكروه سواه‪!!! ‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫كسكس «مفتول» بكف ميت‬ ‫مشعوذة «بيضاوية» مختصة في تحضيـــر‬ ‫«شغالت» الدجل والسحر تعرض للبيع‪ ،‬كميات من‬ ‫كسكس مفتول بكف ميت حديث الدفن بمقبرة‬ ‫الغفران‪ ،‬بجودة عالية ووفق الطقوس المرعية‬ ‫في حاالت درء شر العين‪ ،‬والنحس أو تقريب بعيد‬ ‫وإبعاد قريب‪ ،‬أو إحداث الفرقــة والكراهية بين‬ ‫العشـاق والمحبين أو جلب الحــب‪ ،‬أو إلحــاق األذى‬ ‫أو تحقيق الدمار أو الوصول إلى مكاسب شخصية‪....‬‬ ‫وهناك «شغـالت» أخرى تتطلــب االستنجاد بمخ‬ ‫الضبع وجلد الثعبـان وبول الفأر ولسان الحمار‬ ‫ومخه إلخضاع الزوج‪ ،‬وجلد القنفــذ ورأس البومة‪،‬‬ ‫وكلها موجودة ومضمونة المفعول عند جميــع‬ ‫المشعوذات باألسواق» المختصة» وعند مشعودة‬ ‫«الكسكس» المفتول بكف ميــت‪ ،‬التي لم يكتب‬ ‫لها أن تروج «سلعتها» حيث تم اكتشاف «شغلتها»‬ ‫وإيقافها مع شريك لها بالمقبرة المذكورة‪ .....‬وال‬ ‫شك أن «القوى الشريرة» لن تنفعها‪ ،‬هذه المرة‪،‬‬ ‫في التخلص من ورطتها بعد أن تم وضعها رهن‬ ‫تدابير الحراسة النظرية في انتظــار استكمـــال‬ ‫التحقيق لمحاكمتها‪.‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫ممارسة جديدة وصلت ‪:‬‬ ‫كراء األرحام‬ ‫كان طبيعيا أن تصل‪ ،‬بعد أن توفرت لها بيئة‬ ‫مناسبة‪ ،‬من فقر وحاجة وعوز‪ ،‬وظروف اجتماعية‬ ‫سيئة‪ ،‬تماما كحالة الدعارة التي لم تكن يوما قدرا‬ ‫مقدرا على الغواني بل دفعتهن إليها ظروفهن‬ ‫المجتمعية التعيسة واهتمام القوانين بمادة الزجر‬ ‫والعقاب بدل التقويم واإلصالح‪.‬‬ ‫تداولت المواقع خبـــر قيـــام «نشطـــاء» في‬ ‫مافيات اوروبية باستهــداف مغربيــات لعمليــة‬ ‫كراء األرحام مقابل عروض سخية مع تسهيل‬ ‫سفرهن وإقامتهن في بلدان تسمح قوانينها بكراء‬ ‫األرحام‪ .‬عملية االستقطاب تمر عبر مواقع التواصل‬ ‫بالرغم من تشدد القوانين المغربية بخصوص‬ ‫«الحمل لفائدة الغير»‪ .‬ومتى كانـــت ترسانـــات‬ ‫القوانين «رادعة» أمام وجود الحاجة والفقر‪ ،‬رغم‬ ‫يقين الجميع أن هذا األمر مرفوض دينا وشرعا‬ ‫لما يترتب عنه من مفاسد كثيرة وألن رحم المرأة‬ ‫ال يقبل البدل واإلباحة‪ ،‬ولكن «الضرورات تبيح‬ ‫المحظورات» في حال الفقر والبؤس والضنك‬ ‫والشقاء والحرمان‪! ‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪881‬‬

‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 21‬إلى ‪ 27‬مار�س ‪2017‬‬

‫«آليات التأويل في البالغة العربية القديمة» (‪)2/2‬‬ ‫نوقشت بآداب تطوان أطروحة الطالب الباحث محسن الزكري بإشراف الدكتور محمد مشبال ونال صاحبها‬ ‫درجة الدكتوراه بميزة مشرف جدا مع تنويه اللجنة وتوصيتها بالطبع‪ .‬وهذا تقرير عنها ‪:‬‬ ‫في القسم الثاني من البحث انصرفت العناية إلى تطبيق المقتضيات النظرية التي عبر عنها القسم األول‪.‬‬ ‫في الفصل األول اهتم البحث بدراسة التأويلية البالغية اإلنتاجية‪ ،‬واختير شعر المعلقات متنا لفحص واختبار‬ ‫الفروض النظرية ألن تلك القصائد كانت تشتمل على تأويالت الجاهليين للعالم ووجودهم فيه‪ ،‬وألنها تتماشى مع‬ ‫طبيعة المنبت األسطوري الذي تعود إليه البالغة وينتسب إليه الشعر الجاهلي أيضا‪ .‬وبناء على المباحث التأويلية‬ ‫التي ناقشها القسم األول‪ ،‬حدد هذا الفصل ثالث آليات تأويلية لجأ إليها الجاهلي في تأويل العالم‪ ،‬وهي الصورة‬ ‫التجسيمية التأليفية والصورة التجسيمية التمثيلية والصورة الوصفية‪.‬‬ ‫الصورة التأليفية هي التي تعنى بتجسيم العالم بواسطة نسج عالقات جديدة بين مكوناته وهي تستند‬ ‫باألساس إلى آليتي التشبيه واالستعارة‪ .‬وأول ما عملت البالغة التأليفية على تأويله مفهوم الشعر نفسه‪ ،‬فالشعر‬ ‫عند عنترة ابن شداد في معلقته هو تحبيك ونسج لما تشتت في العالم بواسطة لحن حزين‪ ،‬وهذا المعنى ينطبق‬ ‫على عموم المعلقات ويتضح ذلك بجالء عند الربط الذي يقيمه شعرها مع الطلل والتقابل بين الكتابي والشفهي‪،‬‬ ‫فالشعر أغنية شفهية شاهدة على الزمن واألطالل أغنية كتابية شاهدة عليه أيضا‪ ،‬وهذا الربط نجده في معلقات‬ ‫كل من عنترة وطرفة وزهير ولبيد‪ .‬مما يرقى بماهية الشعر عند الجاهليين إلى ذلك النص المركزي المؤول للعالم‬ ‫والوجود كما فهمهما البالغي الجاهلي؛ الشعر الجاهلي كان يقيم نسقا مفسرا للعالم‪ ،‬وهو النسق الذي حرص‬ ‫البحث على استنباطه من خالل قصائد المعلقات فتبين أنه يقوم على استعارات مؤوِّلة كلية هي استعارتا الماء‬ ‫والحجر لتجسيم الوجود وتأويله‪ ،‬واستعارتا اإلنسان والحيوان لتجسيم الماهية وتأويلها‪ .‬عندما تُتأمل االستعارات‬ ‫المائية يالحظ أنها شديدة الصلة بالبحث عن سر الحياة واستمراها‪ ،‬وعندما تُتأمل االستعارات الحجرية يالحظ‬ ‫أنها مرتبطة بالمقدس والمفارق والقادر على الخلود‪ .‬أما في االستعارات اإلنسانية فيستدعى الحديث عن الشاعر‬ ‫والمرأة‪ ،‬وتؤول ماهيتهما من خالل استدعاء استعارتي الماء والحجر أو استخدام استعارة الحيوان من ناقة وأسد‬ ‫وحصان وذئب وغيرهما‪ .‬واألمر نفسه ينطبق على الحيوان الذي أُولت ماهيته باستدعاء االستعارات السابقة‪ .‬فكان‬ ‫األمر أشبه ما يكون بدائرة يتصل بعضها باآلخر‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك حرص الجاهلي على تأويل الجميل‪ ،‬وكان ذلك‬ ‫التأويل مستمدا من الصحراء نفسها‪ ،‬عندما أراد الشاعر تأويل جمال المرأة استدعى جمال الظبي والبقر الوحشي‬ ‫والناقة‪ ،‬وعندما أراد تجسيم جمال هؤالء استدعى المرأة‪ ،‬هكذا يرى الشاعر الجمال ممتدا في الطبيعة المحيطة‬ ‫به ولم يكن يفصل بين الجمال اإلنساني والجمال الحيواني‪ ،‬كالهما صورة للصحراء الممتدة على لون وصورة ال‬ ‫يتغيران‪.‬‬ ‫َ‬ ‫في التأويل التمثيلي رام الشاعر تأويل المطلق‪ ،‬أي المثال األسمى والنموذجَ األعلى‪ ،‬وهكذا انصرفت المعلقات‬ ‫إلى تجسيم المطلق في الحياة مع امرئ القيس والمطلق في الموت مع طرفة والمطلق في الفرد مع عنترة ‪،‬‬ ‫والمطلق في القبيلة مع عمرو بن كلثوم والمطلق‬ ‫في العدو مع الحارث‪ ،‬والمطلق في سيد الجماعة‬ ‫مع زهير‪ ،‬أما لبيد فقد اعتنى بالحيوان في نموذجه‬ ‫المطلق‪ .‬وهكذا فإن عناصر التجربة الوجودية‬ ‫الجاهلية يمكن اختزالها في العناصر المذكورة‬ ‫وهي الحياة والموت‪ ،‬والفرد والسيد‪ ،‬والقبيلة‬ ‫والعدو‪ ،‬باإلضافة إلى الحيوان‪ .‬ومن أراد أن يصل‬ ‫إلى المطلق في تمثل تلك العناصر‪ ،‬ما عليه سوى‬ ‫أن يحاكي النماذج التي قدمتها المعلقات‪.‬‬ ‫في التأويل الوصفي يعتمد الشاعر على‬ ‫الصور المباشرة الخالية من التخييل‪ ،‬وهي صور‬ ‫يطغى عليها الطابع الخطابي كما أشار إلى ذلك‬ ‫ابن رشد والطابع العقلي كما قال الجرجاني‪.‬‬ ‫وعندما يُستقرأ الشعر الجاهلي يالحظ ارتباط‬ ‫تلك الصور بتقديم خالصات تأملية تتحول إلى‬ ‫أمثال سائرة وحكم ترددها األلسن‪ ،‬وبخاصة ما‬ ‫يتعلق بالموقف من الموت واألخالق‪ .‬بالنسبة إلى‬ ‫الموت انقسم الموقف الجاهلي منه إلى تأويلين‪،‬‬ ‫أحدهما يربط الموت بالعبث وهو موقف زهير‬ ‫الذي كره الحرب وعمل على التنبيه إلى شرورها‪،‬‬ ‫والتأويل اآلخر وجد في الموت قدرا تمليه الحروب‬ ‫التي تقترب من التقديس وتبني أمجاد القبيلة وهو‬ ‫موقف عمرو بن كلثوم‪ .‬أما األخالق فقد صاغها زهير‬ ‫في معلقته بصور وصفية مباشرة قامت على الشرط والمقابلة‪ ،‬ما جعل األخالق في الجاهلية أخالقا عملية لما يجتنى‬ ‫منها من فوائد‪ ،‬وهي تميس بين ضدين يمكن من إدراك المعنى بما يقابله‪.‬‬ ‫في الفصل الثاني اعتنى البحث بتحليل أحد مظاهر البالغة االستقبالية‪ ،‬أي ما سمي بالبالغة التفسيرية التي‬ ‫هدفها البحث عن المعنى وتفسير الكالم‪ .‬في هذه البالغة حضر التأويل بوصفه موضوعا وأداة وغاية في اآلن‬ ‫نفسه‪ ،‬كان التأويل موضوعا عندما حرصت كتب البالغة التفسيرية على التدقيق في مفهوم التأويل وضبط أدواته‪،‬‬ ‫فتحدث الجرجاني مثال عن ضربين من التأويل‪ ،‬مف ِرط ومفرِّط‪ ،‬وكان التأويل أداة عندما لجأ إليه البالغيون قصد‬ ‫فهم مختلف الصور البالغية بل وتعريفها وتحديد أنواعها‪ .‬وكان التأويل غاية ألن الهدف النهائي من كل تدبر‬ ‫بالغي هو فهم المعنى والمراد من الكالم‪.‬‬ ‫واعتنى المبحث األول من التأويلية التفسيرية بالكشف عن آليات التأويل في كتب البالغة من خالل نموذج‬ ‫الجرجاني‪ ،‬وتبين أن المقاربة الجرجانية كانت مقاربة جمالية تأويلية؛ الجرجاني ‪ ،‬وقصد تأويل الكالم‪ ،‬كان يبحث‬ ‫عن المعنى باستحضار الوجه الجميل في الكالم بوصفه حجة على ذلك المعنى‪ ،‬فالحجاج كان تابعا للجمال‪ ،‬وكالهما‬ ‫تابع للتأويل‪ .‬وقامت تلك المقاربة على اآلليات التأويلية اآلتية‪ :‬العرف والمقام والقصد والمزية والدليل‪ .‬العرف‬ ‫هو ما يشكل الموسوعة التي تؤطر فعل التأويل وتمده بالتقاليد التأويلية‪ ،‬وقد قدم البحث نماذج استُند فيها‬ ‫إلى التقاليد البالغية في إقامة التأويل‪ ،‬وتبين أن العرف قد يكون تقليدا بالغيا أو مدونة من النصوص السابقة أو‬ ‫االنتماء الديني أو الواقع نفسه‪ ،‬وقد يحدث أن يقع االختالف في األخذ بعرف دون عرف كما حدث في تأويل رؤوس‬ ‫الشياطين في اآلية الكريمة‪ ،‬أو ماء المالم في بيت أبي تمام‪ ،‬أو الليل في بيت النابغة‪ ،‬مما جعل األمر يغدو صراعا‬ ‫بين تأويالت مختلفة تتباين فيه مرجعيات التأويل‪ ،‬وإن كانت كلها تندرج ضمن البالغة التفسيرية‪ ،‬ألنها جميعَها‬ ‫تقوم على حجة إقناعية وخبرة جمالية‪ .‬أما المقام فقد حضر بوجوه ثالثة هي السياق الثقافي الذي يقصد به انتماء‬ ‫الكالم إلى ثقافة ما وعوالمها الموسوعية‪ ،‬والسياق الخطابي الذي يتجلى في مختلف المعطيات المباشرة والمواكبة‬ ‫إلنتاج الخطاب ‪ ،‬ثم السياق القولي الكامن في المعطيات الداخلية التي تضمن انسجام القول وتجعله قابال للفهم‪.‬‬ ‫وبالنسبة إلى القصد فإن التأويلية البالغية اختلفت في شأنه‪ ،‬فمن البالغيين من تحدث عن قصد الكالم‪ ،‬ومنهم‬ ‫من تحدث عن قصد المتكلم‪ ،‬ومنهم من تحدث عن تعدد المعنى وضرورة رده إلى قصد المتكلم بدليل‪ ،‬ومنهم‬ ‫من نفى القصد في شكله الواحد وجعل الكالم قابال تعددا في المعنى يكون هو القصد منه‪ ،‬لكن الشائع في‬ ‫النظرية البالغية هو الحديث عن قصد المتكلم بوصفه مستنبطا من النص بدليل‪ ،‬وأهم السبل إلى ذلك البحث‬ ‫عن المطابقة بين القصد والكالم والواقع‪ .‬والمزية معيار تأويلي اعتمدته البالغة العربية القديمة‪ ،‬ويقصد بها‬ ‫الخاصية التي تميز الكالم البليغ والتي يكون الوعي بها شرطا لحصول الفهم‪ ،‬وبضرب من االستقراء لشواهد من‬ ‫البالغة التفسيرية تبين أن المزية تتأرجح بين ثنائيات أُحصي منها اإليجاز واالستيفاء‪ ،‬والمتخيل والواقعي‪ ،‬واإليهام‬

‫واإلقناع‪ ،‬واأللفة والغرابة‪ .‬ثم هناك الدليل الذي يعد الوجه الحجاجي للبالغية التفسيرية‪ ،‬أي أنه يجعلها بالغة‬ ‫استدالل على المعنى‪ ،‬والدليل يوظف اآلليات السابقة في ذلك‪.‬‬ ‫وخصص مبحث آخر للنظر في حضور البالغة التفسيرية في كتب الشروح‪ ،‬وكان المبدأ البالغي الذي يوجه‬ ‫التأويل في تلك المدونة هو االتساع‪ ،‬ما يجعل كتب الشروح تطبيقا موسعا لهذا المبحث البالغي‪ .‬وكانت التأويالت‬ ‫تستند بشكل متفاوت إلى المعايير التي أشير إليها في تأويلية كتب البالغة‪ ،‬لكن العرف بوصفه موسوعة كان أكثر‬ ‫حضورا من غيره وبخاصة ما يتعلق بالدالالت المعجمية التي تتخذها بعض الكلمات والتي تنتج تعددا في المعنى‬ ‫بتعدد تلك الدالالت وما يترتب على ذلك من وجوه بالغية مختلفة‪ .‬غير أن البالغة التفسيرية‪ ،‬وعلى الرغم مما‬ ‫تزخر به من آليات تأويلية‪ ،‬لم تمنع الشراح أحيانا من التعصب وخوض صراع تأويالت عنيف في بعض األحيان كما‬ ‫كان الشأن مع الخصومة حول المتنبي‪ .‬وحرص هذا المبحث على عقد مقارنة مع نمط من الشروح الشعرية غير‬ ‫التفسيرية؛ أي التي ال تتخذ دليال على المعنى‪ ،‬بل تكتفي بحدسه‪ ،‬وهي الشروح الشعرية الصوفية‪ ،‬والتي اصطلح‬ ‫عليها البحث تأويلية السماع‪ .‬وهذه التأويلية ال تستند بالضرورة إلى اآلليات التأويلية التي أشير إليها في البالغة‬ ‫التفسيرية‪ ،‬بل المعنى ينبع من تجربة المؤول مع الكالم وليس من القصد الذي رامه المتكلم أو الذي يحتمله‬ ‫الكالم بدليل‪ .‬لكن ما ميز هذا الضرب من التأويل هو االنسجام مع النسق الصوفي الذي ينتمي إليه المؤول‪،‬‬ ‫وانسجام المعاني المستنبطة وأخذ بعضها بيد بعض‪ ،‬فكان المعول عليه هو الحدس النابع من التجربة والمنسجم‬ ‫مع النسق المؤطر ومع النسق الداخلي الذي يبنيه‪.‬‬ ‫في الفصل الثالث كان الحديث عن البالغة التجريدية التي تقابل البالغة التجسيمية‪ ،‬فإذا كانت البالغة‬ ‫التجسيمية تؤول العالم‪ ،‬والبالغ ُة التفسيرية تؤول الكالم‪ ،‬فإن البالغة التجريدية تؤول القضايا‪ ،‬وكأن البالغة تتحول‬ ‫إلى ما يشبه الممارسة الفكرية‪ ،‬لكن ضمن النسق البالغي‪ .‬ويمكن إعادة صياغة هذه الفرضية بإقامة المقابلة بن‬ ‫اإلبداع والبالغة‪ ،‬فاإلبداع هو تأويل المجرد بواسطة التجسيم‪ ،‬والبالغة هي تأويل المجسم بواسطة التجريد‪ .‬وقصد‬ ‫وضع هذه الدعوى تحت أعين الفحص واالختبار عُني هذا الفصل بمحاولة اإلجابة عن قضيتين حرصت البالغة‬ ‫التجريدية على تأويلهما انطالقا من خلفية فكرية معينة‪ ،‬إحداهما قضية داخلية واألخرى خارجية‪ ،‬وهما كيف أولت‬ ‫البالغة البالغة؟ وكيف أولت البالغة اإلعجاز القرآني؟‬ ‫وفي سياق محاولة اإلجابة عن السؤال األول كان من الضروري استقراء مجموعة من الدراسات الحديثة‬ ‫التي اقتربت من هذا الموضوع فتبين أن مفهوم المجاز في البالغة العربية القديمة كان مركزيا‪ ،‬وكاد يختصر‬ ‫معيار األدبية في تلك المدونة‪ ،‬ولكن المجاز المقصود هنا معناه العام وليس ما انتهى إليه بعد السكاكي‪ .‬وبتأمل‬ ‫التعريفات التي حُدد بها مفهوم المجاز تبين‬ ‫أن البالغيين ذوي الخلفية المرجعية االعتزالية‬ ‫كالجاحظ والقاضي عبد الجبار عرفوا المجاز‬ ‫باالستبدال‪ ،‬بما يتالءم مع طبيعة فكرهم القائم‬ ‫على حرية االختيار‪ .‬فاالستبدال فعل‪ ،‬وهو نابع من‬ ‫إرادة حرة عمال بمبدأ االختيار ضدا على مبدأ الجبر‬ ‫الذي قالت به الجبرية‪ ،‬فالمجاز بوصفه استبداال‬ ‫هو المظهر البالغي لمبدأ االختيار العقدي‪ .‬ومما‬ ‫يعزز هذه الدعوى أن الشعراء من ذوي الميول‬ ‫االعتزالية كأبي تمام والمتنبي كانوا أكثر الشعراء‬ ‫عمال باالتساع والمجاز ضدا على أن يكون الشعر‬ ‫جبرا تمليه القواعد واألع��راف السابقة‪ .‬وكانت‬ ‫الشواهد النموذجية عند أصحاب االستبدال‬ ‫مستمدة من االستعارة‪ ،‬ألنها تقوم على استبدال‬ ‫طرف بطرف آخر‪ ،‬وفيها تكون العالقة عندهم بين‬ ‫الدال والمدلول مباشرة‪ .‬وقد تزامن هذا التصور‬ ‫مع ظهور أبي تمام‪ .‬لكن مع مجيء المتنبي لن‬ ‫يكون بمقدور البالغة أن تواكب النموذج الشعري‬ ‫الذي قدمه‪ ،‬هنا سيظهر الجرجاني مقدما نموذجا‬ ‫جديدا في فهم البالغي قائما على بنية ثالثية‬ ‫عوض البنية الثنائية التي ميزت بالغة االستبدال‪،‬‬ ‫وهذا النموذج هو بالغة االستلزام‪ ،‬أي أن المجاز‬ ‫له أركان يستلزم بعضها بعضا‪ ،‬وهذا يتالءم مع‬ ‫النظرية األشعرية؛ فهناك القصد أو المعنى النفسي‪ ،‬الذي يستلزم بالضرورة معنى‪ ،‬يستلزم هو اآلخر معنى‪ ،‬أي‬ ‫القصد والمعنى ومعنى المعني‪ ،‬فيكون التأويل أكثر انطباطا وإحكاما حيث تتضافر في إقامته بنية ثالثية محكمة‪،‬‬ ‫لذلك كانت الشواهد النموذجية مقتبسة من الكناية ال من االستعارة‪ .‬ثم جاءت المرحلة السكاكية التي أنتجت ما‬ ‫سمي في هذا الفصل بالبالغة االستداللية‪ ،‬أي البالغة التي تقوم على مبادئ العقل والمنطق‪ ،‬وهي بالغة استفاد‬ ‫فيها صاحبها من التصور االعتزالي في ما يخص اللجوء إلى العقل قصد إقامة المعنى‪ ،‬لكنه استفاد أيضا من‬ ‫جهود الجرجاني في ما يتعلق باالستلزام‪ ،‬أي بناء المعنى على نحو صارم ومنبط‪ .‬كان العقل عند المعتزلة في ما‬ ‫يتعلق باإلبداع يعني الرأي ال العقل المنطقي‪ ،‬ما جعل التأويالت البالغية االستبدالية أدبية الطابع‪ ،‬ألنها تخضع‬ ‫للرأي األدبي ال العقل المنطقي‪ ،‬في حين أن العقل عند السكاكي هو البنية المنطقية‪ ،‬مما جعل تأويالته تبتعد عن‬ ‫األدبية‪.‬‬ ‫في المبحث الثاني من الفصل األخير أجيب عن السؤال الثاني؛ أي كيف أولت البالغة اإلعجاز؟ فاستحضرت في‬ ‫هذا السياق كتب اإلعجاز وبخاصة القاضي عبد الجبار ممثال جهود المعتزلة في هذا الباب‪ ،‬وكان اإلعجاز في النظم‪،‬‬ ‫أي في قدرة نظم القرآن على نقل الكالم اإللهي المطلق ضمن قواعد الكالم البشري النسبي المؤطرة بضوابط‬ ‫المواضعة والموقع واإلعراب‪ ،‬بمعنى آخر النظم استطاع أن يستوعب المطلق ضمن النسبي‪ ،‬لكن النسبي في القرآن‬ ‫صار مطلقا بعد أن تحقق له كمال التناسب الداخلي‪ .‬كما استحضرت جهود األشاعرة ممثلة بالجرجاني والذي أول‬ ‫اإلعجاز بالنظم في نسخته األشعرية‪ ،‬ومفاد ذلك أن اإلعجاز كامن في قدرة النظم على رفع نسبية الفهم البشري‬ ‫إلى إطالقية القصد اإللهي‪ ،‬أي أن النظم استطاع أن يستوعب النسبي ضمن المطلق‪ .‬وفي المنحى التوفيقي الذي‬ ‫سلكه السكاكي والذي أراد من خالله أن يخلص الفهم القرآني من الصراعات الكالمية يفاجئنا صاحب المفتاح أن‬ ‫ال سبيل إلى الكشف عن إعجاز القرآن وأنه متصل بالذوق‪ ،‬والذوق يُكتسب بطول الدربة مع البالغة‪ .‬اإلعجاز يتجاوز‬ ‫إذن حدود البالغة التجريدية‪ .‬وهذه الفرضية تنسجم مع النسق الذي بناه السكاكي‪ ،‬فال بالغة من دون استدالل‪،‬‬ ‫وال سبيل إلى االستدالل على اإلعجاز‪ ،‬إذن ال سبيل إلى رسم حدود اإلعجاز بواسطة البالغة‪ .‬وال يخلو فهم السكاكي‬ ‫لإلعجاز من عمق تأويلي يتجلى في أن القول بعدم القدرة على الوصول إلى تعريف اإلعجاز يجعل إعجاز القرآن إعجازا‬ ‫مضاعفا‪ ،‬فالقرآن يتسم باإلعجاز األول الذي بفضله عجز البشر عن اإلتيان بمثله‪ ،‬ثم هناك اإلعجاز الثاني الذي يجتلى‬ ‫في اإلقرار بوجود اإلعجاز األول مع العجز عن تفسيره‪.‬‬ ‫وقبل أن أختم هذا التقرير ال بد من اإلشارة إلى الصعوبات الكبيرة التي واجهتني في هذا البحث‪ ،‬ذلك أن‬ ‫البالغة بحر ال ساحل له‪ ،‬والتأويل في التراث العربي بحر هائج األمواج سحيق األعماق التصاله الكبير بالصراعات‬ ‫اإليديولوجية والنص القرآني الكريم‪ .‬لذلك لم يفارقني الخوف وأنا أبحر في هذين المحيطين الهائلين‪.‬‬

‫(انتهى)‬


‫الثالثاء ‪ 28‬مار�س �إلى ‪� 03‬أبريل ‪2017‬‬

‫العدد ‪882‬‬

‫َ‬ ‫أمـنـيــات‬ ‫� �أمنـيـات‬ ‫«ديلير» مسلح بسيفين يروج األقراص‬ ‫والخمور‬ ‫ال يزيد عمره عن ‪ 32‬سنة ولكن ميزان سوابقه ثقل‬ ‫بما اكتسب من سيئات إيذاء الناس من ترويجه للمخدرات‬ ‫المختلفة الماركات والتأثير‪.‬‬ ‫ولكنه وقع في أيدي رجال األمن كما يقع‪ ،‬جميع‬ ‫أولئك الذين يعتقدون أن األمن غافل عنهم أو أنهم في‬ ‫مأمن من عيون رجال ونساء األمن‪ .‬لقد قطفته الشرطة‬ ‫القضائية بأمن طنجة في حالة تلبس بمنطقة بوخالف‬ ‫بعد ترصد ومراقبة‪ ،‬حيث ضبطت بحوزته ‪ 294‬قرصا‬ ‫طبيا مخدرا مختلفة‪ ،‬فاليوم و ريفوترين وكوكايين‪ .‬وأيضا‬ ‫‪ 250‬غرام من الشيرا و ‪ 26‬قنينة من الخمور المهربة‪،‬‬ ‫فضال عن ميزان إليكتروني ومبلغ مالي محصل من‬ ‫عمليات ترويج الممنوعات‪.‬‬ ‫صاحبنا الذي أودع السجن‪ ،‬كان أيضا مسلحا بسيفين‬ ‫«تمنطق» بهما لمواجهة كل أمر طارئ أو محتمل‪ ،‬ولكن‬ ‫«األمر» فاجأه ولم يترك له فرصة للنجاة‪!!! ‬‬ ‫‪kkkkkk‬‬

‫مخدرات في دائرة مغلقة‬ ‫ينحدر من حي جامع مزواق بتطوان وال يزيد عمره‬ ‫عن ‪ 22‬سنة‪ ،‬ومع ذلك عثر بحزام سرواله على ‪ 7‬غرامات‬ ‫من مخدر الهيروين كان ينوي تسليمها إلى شقيقه الذي‬ ‫يقضي عقوبة سجنية بالسجن المحلي بتطوان‪ .‬وبداخل‬ ‫قاعة الزيارات تم اعتقال الفتى متلبسا بمحاولة تسليم‬ ‫الممنوع إلى أخيه الذي يقوم أيضا بإعادة ترويج المخدر‬ ‫القوي داخل السجن‪.‬‬ ‫شركة مجهولة محدودة المسؤولية‪! ‬‬ ‫‪kkkkkk‬‬

‫بعقبة الحلوف‬ ‫نهب الرمال ظاهرة متفشية في كل جهات البالد‪.‬‬ ‫يقال بشأنها الكثير وقلما نسمع عن «حملة» وطنية‪،‬تنظم‬ ‫لمواجهتها‪ ،‬ما دام أن العديد من قضايانا تم التعامل‬ ‫معها بـ «الحمالت الوطنية» بدل سياسة وطنية محكمة‪،‬‬ ‫ومتواصلة ومستمرة‪ ،‬واألم��ر يسري أيضا على أوكار‬ ‫الشيشة التي صارت جرحا غائرا في مجتمعاتنا ومفسدة‬ ‫قائمة ألوالد الشعب وبناته‪ ،‬تمارس عليهم أنواعا من‬ ‫اإلغ��راءات ال يقوون على مواجهتها وهم في أوج سن‬ ‫المراهقة‪! ‬‬ ‫بعقبة الحلوف بتطوان تم حجز شاحنة كبيرة بعد‬ ‫مداهمة محل معد لتخزين الرمال المنهوبة وإيقاف ثالثة‬ ‫أشخاص يشتبه في تورطهم في عمليات نهب الرمال‪.‬‬ ‫أمــــا فـي طنـجــة‪ ،‬فحــدث وال حـــــرج‪ .‬الرمــال‬ ‫تـنهــب بـ «العاللي» وقد طلعت بعض الصحف بصور‬ ‫«الكاميونات» وهي «تغرف» ما طاب لها على عينك يا بن‬ ‫عدي‪ ،‬والرجا فاهلل‪! ‬‬

‫فضاء األنثى ‪:‬‬

‫ّ‬

‫‪kkkkkk‬‬

‫تهريب ‪ 400‬ألف أورو‬ ‫السؤال هو كيف حصل هذا «المورو» بالمغرب‪ ،‬على‬ ‫مبلغ ‪ 400‬ألف أورو‪ ،‬وهو مبلغ ضخم‪ ،‬وكيف فكر في‬ ‫«تهريبه» إلى إسبانيا‪ ، ،‬عبر مدينة سبتة وهو يحمل‬ ‫جواز سفر مغربي وإقامة إسبانية إال أن يقظة كالب‬ ‫«الوارديا سيفيل» المدربة جدا على اكتشاف األوراق‬ ‫المالية‪ ،‬وأمور أخرى‪ ،‬وضعت حدا لمغامرته وطارت من‬ ‫يده «الحصيصة» التي «بثها» بعناية فائقة في سيارته‪،‬‬ ‫وقذفت به إلى السجن ليواجه أمام القضاء تهمة «تبييض‬ ‫األموال»‬ ‫«المورو» هذا يحمل جواز سفر مغربي ويتوفر على‬ ‫بطاقة إقامة إسبانية‪.‬‬ ‫‪kkkkkk‬‬

‫احضي صباطك‪! ‬‬ ‫انتشرت‪ ،‬هذه األيام‪ ،‬بتطوان‪ ،‬ظاهرة سرقة أحذية‬ ‫المصلين‪ ،‬بمساجد المدينة‪ ،‬أثناء أداء الصلوات الخمس‪.‬‬ ‫مسجد بني عروس بحي طابولة‪ ،‬سجل نسبة عالية‬ ‫فيما يخص سرقات أحذية المصلين‪ ،‬حيث يضطر هؤالء‬ ‫إلى االستعانة بتعاطف جيران المسجد أو العودة حفاة‬ ‫إلى منازلهم‪ ،‬في حالة نفسية يصعب إدراك تأثيرها على‬ ‫المصلين‪.‬‬ ‫تفشي هذه الظاهرة دفعت رجال األمن إلى مراقبة‬ ‫المساجد خالل أوقات الصالة وال شك أن لص أو لصوص‬ ‫أحذية المصلين س��وف يقعون قريبا في ي��د األمن‬ ‫المتيقظ‪.‬‬ ‫‪kkkkkk‬‬

‫وبالشاون أيضا‪ ،‬هيروين‬ ‫وكوكايين‪! ‬‬

‫نجحت عناصر الدرك الملكي بجماعة الحمرا بدائرة‬ ‫بني حسان إقليم تطوان في إلقاء القبض على عنصر‬ ‫خطير‪ ،‬يشتبه في تزعمه عصابة «تنشط» في ترويج مخدر‬ ‫الكوكايين و الهيروين ‪ ،‬خاصة بين تالميذ الثانويات‬ ‫وشباب المنطقة‪..‬‬ ‫وإثر توصلها بمعلومات مؤكدة‪ ،‬قامت عناصر الدرك‬ ‫الملكي بإعداد كمين للمشتبه فيه بعد تحديد األمكنة‬ ‫التي تعود الوجود بها بغاية الترويج والتوزيع بين زبنائه‬ ‫المكلفين بالبيع بـ «التقسيط» ‪ ،‬خاصة بمحيط المدارس‬ ‫والثانويات‪.‬‬ ‫وهكذا تم ضبط المشتبه فيه «قطيا»‪ ،‬متلبسا‬ ‫بحيازة المخدرات ليتم وضعه تحت الحراسة النظرية قبل‬ ‫تقديمه‪ ،‬بينما فتح تحقيق معمق لتحديد هويات شركائه‬ ‫من أفراد العصابة التي يتزعمها بالمنطقة‪.‬‬ ‫ومعلوم أن عددا من الجمعيات األهلية ومن أساتدة‬ ‫المدارس والثانويات شاركوا في التبليغ عن النشاط‬ ‫اإلجرامي لهذه العصاية األمر الذي مكن من محاصرتها‬ ‫وتوقيف «زعيمها» في انتظار باقي «الشركاء»‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫الفاعلة الجمعوية نادية الدريسي ترد عن‬ ‫حملة مجانية ضدها !‬ ‫توصلت الجريدة بنسخة من شكاية‬ ‫موجهة إلى الوكيل العام للملك باستئنافية‬ ‫طنجة‪ ،‬تقدمت بها جمعية «بالدي للنهوض‬ ‫بالتنمية البشرية ـ الجهوية» في شخص‬ ‫رئيستها ذ‪.‬نادية الدريسي‪ ،‬ومما ورد فيها‬ ‫أنه كان لها في وقت سابق نشاط جمعوي‬ ‫بمدينة الحسيمة‪ ،‬يتعلق بواجب وطني‬ ‫وملكي‪ ،‬وعالقة بهذا النشاط‪ ،‬كان جمعها‬ ‫لقاء بمقرالباشوية مع المسمى (م‪.‬ش) حول‬ ‫موضوع «التدهور»حيث تشكلت بعد ذلك‬ ‫لجنة لدراسة هذا النشاط‪ ،‬فخرجت هذه‬ ‫األخيرة بقراراليسمح بتوفيرساحة في الهواء‬ ‫الطلق بنفس المدينة‪ ،‬لكي تنشط فيها‬ ‫المعنية باألمر‪ ،‬وذلك بحجة أن الظروف التي يمر بها سكان‬ ‫الحسيمة التتناسب مع هذا النوع من النشاط وأمام المأل‪،‬‬ ‫بالمقابل كان توفير القاعة ممكنا إلقامة النشاط‪ ،‬غيرأن رئيسة‬ ‫الجمعية المذكورة رفضت ذلك‪ ،‬لتفاجأ فيما بعد بالموقع الخاص‬ ‫بالمسمى شيخي‪ ،‬وهو ينشرلها صورها‪ ،‬بتاريخ ‪ 13‬و‪ 14‬مارس‪،‬‬ ‫معلقا عليها ‪« :‬من تكون هذه‪ ،‬هل جسوسة؟ ماذا تريد هنا في‬ ‫الحسيمة؟ ثم معلقا كذلك‪« :‬حذاري ثم حذاري من هذه الجسوسة‬ ‫التي دخلت إلى مدينة الحسيمة من أجل أن تشوش على الحراك‬ ‫الشعبي بها‪ ،‬لصالح المخابرات» (قمنا بتصحيح التعبيرات الرديئة‬

‫‪11‬‬

‫الواردة أصال بالموقع‪ ،‬بغية إيضاح المعنى‬ ‫لفائدة كل مهتم)‪.‬وتضيف الشكاية أن هذا‬ ‫التطاول‪ ،‬بتشويه سمعة رئيسة الجمعية‪،‬‬ ‫وطنيـــا ودوليا‪ ،‬وإلحاق االتهامات المجانيــة‬ ‫بهـــا‪ ،‬ودون ذكرأي مخابرات تحديدا‪ ،‬ودون‬ ‫استناد إلى أدلة قاطعة‪ ،‬قــد مـس شرفها‬ ‫وكرامتها وألحق بها أضرارا نفسية ومعنوية‪،‬‬ ‫كما أرعب أفرادا من أسرتها ومحيطها‪ ،‬وخاصة‬ ‫إحدى بناتها التي انفعلت وعلقت بدورها‬ ‫مدافعة عن صورأمها‪ ،‬المنشورة من طرف‬ ‫الشخص المشتكى به‪ .‬وأوضحت الشكاية‬ ‫ذاتها أن رئيســة الجمعية‪ ،‬وبسبب هذا‬ ‫التشهيرالمجاني بها‪ ،‬الحظت بعض الناس‬ ‫يرمقونها بنظرات مثيرة‪ ،‬أثناء مرورها بالقرب منهم بالشــارع‬ ‫العام‪ ،‬األمرالذي شعرت معه بالخوف من تصرف طائش محتمل قد‬ ‫يصدر منهم‪ ،‬ولو بكلمة واحدة‪ ،‬جارحة ومؤذية لها في أي لحظة !‬ ‫والتمست الشكايـــة في ختامهـــا من وكيل الملـــك إعطــاء‬ ‫تعليماته للجهـــات المختصة من أجل فتح تحقيق في الموضوع‪،‬‬ ‫واتخاذ المتعين في حق المشتكى به‪ ،‬وذلك إنصافا لها وصونا‬ ‫لكرامتها وحفظا لدولة المؤسسات‪.‬‬

‫م‪.‬إمغران‬

‫صورة صادمة لمعاناة‬ ‫المرأة المغربية‬

‫‪ -‬بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬

‫أياما قبل االحتفال باليوم العالمي لحقوق المرأة‪ ،‬تعرضت امرأة مغربية‬ ‫لـ «حصة» عنف بالغ‪ ،‬على يد زوجها الذي قرر معاقبتها على طريقته‪ ،‬ألنها‬ ‫استعملت حقها القانوني في رفضها منح زوجها الذي قضت معه سبع عشرة‬ ‫سنة‪ ،‬موافقتها على التعدد‪.‬‬ ‫لم يشفع لها إنجابها لثالثة أطفال من زوجها أصغرهم في ربيعه الثالث‬ ‫واألكبر يبلغ من العمر ‪ 16‬سنة‪ ،‬وبنت في عامها الثالث‪.‬‬ ‫ردة فعل الزوج كانت همجية بحيث أنه بمجرد عودته من العمل حوالي‬ ‫الخامسة مساء‪ ،‬دفع بزوجته إلى داخل غرفة وأحكم إغالقها ثم انهال عليها‬ ‫بالصفع والضرب والركل والرفس بحذائه الغليظ لساعات طويلة من العذاب‬ ‫األليم‪.‬‬ ‫وبعد أن الحظ أن زوجته فقدت كل قوة للمقاومة‪ ،‬وانهارت بالكامل‪ ،‬فاقدة‬ ‫الوعي‪ ،‬توقف عن ضربها وأخذ أوالده وانصرف بعد أن اتصل بشقيق زوجته‬ ‫ودعاه للقدوم إلى منزله‪.‬‬ ‫أخ الزوجة أسرع في نقل أخته إلى المستشفى ومنه إلى الدرك الملكي‬ ‫الذي قام بإيقاف الزوج المعتدي مدة ثالثة أيام‪ ،‬تقول الضحية‪ ،‬ثم تم إخالء‬ ‫سبيله‪ ،‬بينما قام أشقاء الزوجة بنقل أختهم ألحد مستشفيات الدار البيضاء‬ ‫للعالج‪ ،‬خاصة وقد كادت أن تفقد إحدى عينيها بسبب الضرب المبرح على‬ ‫رأسها ووجهها ومختلف أطراف جسمها‪.‬‬ ‫الزوجة تحكي أنها علمت بأن زوجها يوجد على عالقة مع امرأة أخرى منذ‬ ‫أربع سنوات وقد يكون تزوجها في مدينة أخرى بعد ادعاء العزوبة‪.‬‬ ‫وأم��ام ما اعتبرته «إهماال»‬ ‫في حقها حيث لم يتخذ أي إجراء‬ ‫ضد زوجها المعتدي أو لصالحها‪،‬‬ ‫حيث إنها إنما تطالب بالطالق‬ ‫وبحقها الشرعي ف��ي حضانة‬ ‫أوالده��ا‪ ،‬قامت بوضع صورتهـا‬ ‫على األنترنيت وآث��ار التعنيف‬ ‫باديــة على وجههـــا المهشم‬ ‫كليا‪ ،‬حيث تم ت��داول الصورة‬ ‫والقصة على نطاق واسع‪ ،‬على‬ ‫شبكة التواصل االجتماعي ‪ ،‬يوم‬ ‫‪ 8‬مارس‪ ،‬يوم المطالبة بحقوق‬ ‫المرأة عالميا‪.‬‬ ‫ه��ذه ال��ص��ورة التي تجسد‬ ‫مظهرا من مظاهر العنف األسري‬ ‫نقدمها ‪ ،‬والقصة الحزينة التي‬ ‫تصحبها إلى وزيرة األسرة ووزيرة‬ ‫«زوج فرنك» اللتين يتباهيان ب‬ ‫«منجزات» نساء المغرب التي‬ ‫اكتسبنها على عهد الحكومة البيجيدية التي تحفظت‪ ،‬ولسنوات‪ ،‬على قانون‬ ‫مناهضة العنف بكل أشكاله ضد المرأة‪ ،‬وال تزال تعتبر أن العنف األسري‬ ‫واالغتصاب الزوجي ليس عنفا !!!‬ ‫يتباهى المسؤولون كثيرا بما يسمونه «مكتسبات» المرأة المغربية‪ ،‬خالل‬ ‫الخمس عشرة سنة الماضية‪ ،‬ولكن يبدو أنها مكتسبات على الورق‪ ،‬ومتى‬ ‫كانت ترسانة القوانين قادرة على ردع نوازع العنف ضد المرأة في مجتمعات‬ ‫الثقافة الذكورية التي ترتكز على القوامة‪ ،‬وعلى فكرة «المرأة الحرث» متى‬ ‫وأنى يشاء الذكر‪ ،‬و على اعتبار المرأة جارية «يجب» أن «تؤذب» و «تضرب» بـ‬ ‫«ريش النعام» طبعا !‪.....‬‬ ‫حاالت معاناة المرأة داخل األسرة لن توقفها المراسيم وال القوانين‪،‬‬ ‫مع األسف الشديد‪ ،‬فهذه األخبار تتحدث عن مقتل زوجتين على يد زوجيهما‬ ‫بمراكش‪ ،‬بواسطة الحرق والخنق‪ ،‬وهذا «صباغ» يحتجز ويغتصب سيدة حامل‬ ‫بصفرو‪ ،‬وهذه فتاة تنجو بقدرة قادر من محاولة اختطاف وصفت بالهوليودية‪،‬‬ ‫بينما كانت تستقل سيارة أجرة بالدار البيضاء‪ ،‬وهذا جانح يختطف ثماني‬ ‫قاصرات ويحتجزهن ويغتصبهن ويسرقهن بالفقيه بن صالح‪ ،‬وهذا جانح آخر‬ ‫من بني مالل يختطف ويحتجز ويغتصب ويسرق نساء تحت التهديد بالسالح‬ ‫األبيض‪ ،‬وهذه سيدة تبلغ ‪ 37‬سنة من العمر‪ ،‬تختطف في القنيطرة وتكتشف‬ ‫جثتها بمراكش وأثار التعذيب بادية على الجثة‪........‬هذا إضافة إلى معاناة‬ ‫نساء المغرب من التحرش واالبتزاز والخوف‪ ،‬بعد ما أصبح الفضاء العمومي غير‬ ‫آمن بالقدر الكافي للشعور باألمن والطمأنينة‪....‬وهلل التضرع والشكوى‪.....‬‬ ‫ومع مطلع كل يوم‪ ،‬تنتشر أخبار المعاناة التي تتعرض لها المرأة المغربية‬ ‫في البيت ومقرات العمل وفي الشارع‪ ،‬حيث تقول إحصائيات األمم المتحدة إن‬ ‫حوالي ثالثة ماليين امرأة مغربية تتعرض للتحرش والتعنيف في األماكن‬ ‫العامة بينما تعتبر الحركات النسائية والحقوقية أنه يجب تشديــد الحرص‬ ‫على عدم اإلفـالت من العقاب كما تعتبـــر أن بعض األحكــام التي توصــف ب‬ ‫«المخففة» في حق معنفي النساء يمكن اعتبارها مدعاة للعود‪ ،‬وهو ما تستنكره‬ ‫الجمعيات النسائية المدافعة عن حقوق المرأة المغربية ‪.‬‬


‫الثالثاء ‪ 28‬مار�س �إلى ‪� 03‬أبريل ‪2017‬‬

‫العدد ‪882‬‬

‫بوزيد المسكون بأطاييب المدينة‬ ‫شهدت مدرسة الصنائــع والفنــون‬ ‫الوطنية بتطوان‪ ،‬يوم ‪ 16‬مارس الجاري‪،‬‬ ‫حفال لتكريم الفنان والمبدع التطواني‬ ‫بوزيد بوعبيد لمساهماته في التعريف‬ ‫بالتراث الحضاري لمدينة تطوان؛ وذلك‬ ‫خالل ندوة نظمتها الشبكة المتوسطية‬ ‫للمدن العتيقة وتنمية التراث حول موضوع‬ ‫«المدينة العتيقة لتطوان رافعة للتنمية»‪.‬‬ ‫وق��د ع��رف ه��ذا الحفل التكريمي‪ ،‬الذي‬ ‫حضرته فعاليات جمعوية بالمدينة‪ ،‬احتفاء‬ ‫وعرفانا بالمجهودات التي أسداها بوعبيد‬ ‫للحركة التشكيلية بتطوان والمغـــرب‬ ‫بأعماله ذات الطابع التجديدي والمنفرد‪،‬‬ ‫والذي يجمع بين التشخيص والتجريد‪.‬‬ ‫ومن األسماء التي أسهمت في تأثيث‬ ‫هذا الحفل بكلماتها في حق المحتفى به‪،‬‬ ‫الكاتب المسرحي األستاذ رضوان احدادو؛‬ ‫وهي الكلمة التي نوردها هنا‪:‬‬ ‫«حيا اهلل تطوان‪ ،‬مدينة الزهر واللون‬ ‫والنغم‪..‬‬ ‫فالحب لك والمحبة‪ ،‬أيتها الغريدة‬ ‫الغريرة‪ ..‬سليلة أندلس وابنة الغناء الفيحاء‬ ‫غرناطة‪..‬‬ ‫س�لام ل��ك‪ ،‬وس�لام منك على زمن‬ ‫ال��رب��اب والفسيفساء وأص��ص اللبالب‬ ‫والياسمين‪ ..‬ما عاش في الدنيا رباب وأينع‬ ‫لبالب‪ ،‬ما تفتّح في األرض ياسمين وعرش‬ ‫عود أقحوان‪..‬‬ ‫صباح الخير‪ ،‬أيها البياض ‪.‬‬ ‫استيقظت المدينة باكرا‪ ..‬أيقظتها‬ ‫تنهدات عطر وتموجات أغ��اري��د أحالم‬ ‫حالمة‪ ..‬وردية ناعمة‪ ،‬لثمت جبهتها قبل‬ ‫مقدم البشائر والتهاليل‪.‬‬ ‫شرعت أبوابها السبعة لطلعة الفجر‬ ‫القادم في منتهى الخيالء‪ ،‬لمواكب العطر‬ ‫األخضر المعتق‪ ،‬لترانيم الطيور الصادحة‪،‬‬ ‫لكل الوافدين؛ ولكن الطيور أبت أن تهاجر‪،‬‬ ‫أن تفارق أعشاشها وتغيب عن مباهج‬ ‫المدينة‪..‬‬ ‫نثرت دفء أحضانها في األزقة وعلى‬ ‫األرص��ف��ة‪ ،‬في ال���دروب والطرقات وكل‬ ‫الممرات‪ ،‬غسلت جدرانها‪ ..‬لمعتها برحيق‬ ‫النقاء النقي‪.‬‬ ‫من حق البياض‪ ،‬اليوم‪ ،‬أن يتيه دالال‬ ‫مزهوا بأصالة بياضه األصيل‪..‬‬

‫من حق الحمام‪ ،‬ال��ي��وم‪ ،‬أن يتفقد‬ ‫(الفدان) الذي كان ويعتلي بكبرياء األعراش‬ ‫والشرفات‪ ..‬كل األعالي منتشيا بنصاعة‬ ‫طهره ورونق هديله‪.‬‬ ‫واليوم‪ ،‬أيضا‪ ،‬من حق (درس��ة) وحق‬ ‫(غرغيز) أن يتطاوال امتطاء لصهوات الشموخ‬ ‫الشامخ‪ ،‬الذي ما دونه إال سدرة المنتهى‪.‬‬ ‫اليوم‪ ،‬أيضا‪ ،‬من حق شالالت (الزرقاء)‬ ‫و(الحمة) ومن حق (الغدير) وكل مخضرات‬ ‫ومزهريات (كيتان) الرقص وتبادل األنخاب‪..‬‬ ‫فالفرحة‪ ،‬اليوم‪ ،‬تعلن عن فرحتها في‬ ‫المدينة‪..‬‬ ‫حيا اهلل تطوان‪ ،‬مربط جهاد ووفاء‬ ‫ونقاء‪ ،‬ومجمع أدب وفن وعلم وفكر و‪...‬و‪...‬‬ ‫اعذريني؛ فاألطاييب تتزاحم على عتبات‬ ‫أبوابك‪..‬‬ ‫المدينة‪ ،‬اليوم‪ ،‬تكشف عن مكنون‬ ‫خزائنها‪ ،‬تفتح صناديق العرعار التليدة‪ ،‬تخرج‬ ‫مدفوناتها‪ :‬أقراط وقالئد تسر الناظرين‪..‬‬ ‫تسترد بعضا من نخوتها‪ ،‬تفك عقد‬ ‫ضفائرها‪ ،‬تسرح للشمس شعرها‪ ،‬وقد‬ ‫استحمت بماء الزهر وتعطرت ببركات‬ ‫زمزم‪..‬‬ ‫توشحَ البياض بالبياض‪ ،‬معرضة عن‬ ‫كل األلوان واألصباغ‪ ..‬البياض‪ ،‬اآلن والهنا‪،‬‬ ‫سيد األلوان األصباغ‪..‬‬ ‫رقصت المدينة وغنّت‪ ،‬هي عروس‬ ‫في ليلة االحتفاء بأكثر األبناء واألحفاد برورا‬

‫العرائش تحتضن ورشة األساتذة‬ ‫المصاحبين‬

‫(بوزيد بوعبيد)؛ ذاك الذي أرضعته لبن‬ ‫الطهر والعفاف والوله الالمتناهي‪..‬‬ ‫عشـق المدينــة‪ ،‬فسكنتــه قبـل أن‬ ‫يسكنهـــا‪ ..‬سلمتـه شفرات مفاتحهــــا‬ ‫ومغالقها‪ ،‬خريطة أزهارها وأشواكها‪ ،‬دفاتر‬ ‫آثارها وسجالت منهوبات أحجارها ورمالها‬ ‫وعناوين مسروقـــات جواهرها‪ ،‬طريفـها‬ ‫وتليدها‪ ،‬مواقع أقواسها ودروبها‪ ،‬مساجدها‬ ‫وزواياها‪ ،‬ثم دعت له وقبلت جبهته قائلة‪:‬‬ ‫اذهب يا ولدي‪ ،‬يا بوزيد‪ ،‬ال خوف عليك بعد‬ ‫اليوم‪ ..‬لقد أودعتك سر وأمانة األلوان‪..‬‬ ‫حمل الفتى المنظري الجديد القلم‬ ‫والورق‪ ،‬حمل الفرشــاة واألصـبــاغ‪ ،‬حمل‬ ‫اإلزميل والحجــر‪ ،‬واقتحم المدينـــة فاتحا‬ ‫جديدا يكتب ويرسم وينقش‪..‬‬ ‫حياك اهلل‪ ،‬أيها المنظري الصغير‪،‬‬ ‫وبارك لك ولنا في فرشاتك وألوانك‪ ..‬بارك‬ ‫للمدينةفيك‪..‬‬ ‫ساحة لحقها التدمير‪ ،‬قلب المدينة‬ ‫وملتقى الفن والذوق والوطنية‪ ..‬هي‪ ،‬اآلن‪،‬‬ ‫ساحة المشور السعيد‪.‬‬ ‫ج��ب�لان ي��ط�لان على المدينة في‬ ‫احتضان دائم‪.‬‬ ‫(ال��زرق��اء) و(ال��ح��م��ة) و(ال��غ��دي��ر) من‬ ‫منتزهات تطوان بعد (كيتان)‪.‬‬

‫العالم رئيس االتحاد سالف الذكر؛ وفي رافد‬ ‫الفن يقف القارئ للعدد الجديد من المجلة على‬ ‫مقالين أولهما حول رواق الفنانة التشكيلية‬

‫بــــالغ‬ ‫تخبر إدارة مهرجان تطوان لسينما بلدان البحر األبيض المتوسط‬ ‫جميع المنابر اإلعالمية المحلية والدولية أن الشريط الدعائي الرسمي‬ ‫ل��دورة الثالثة والعشرون من المهرجان متاح للمشاهدة على القناة‬ ‫الرسمية للمهرجان في موقع يوتوب عبر الرابط ‪:‬‬ ‫‪https://www.youtube.com/watch?v=L4H5af7_mhQ‬‬

‫احتضنـــت المديرية اإلقليميــة لوزارة‬ ‫التربية الوطنية بالعرائش يوم الخميس ‪16‬‬ ‫مارس الجاري‪ ،‬ورشة تأطيرية لفائدة األساتذة‬ ‫المصاحبين أشرفت عليها األستــاذة هاجر‬ ‫المنصوري رئيسة مصلحة تأطير المؤسسات‬ ‫بمشاركة عدد من المفتشـــات ومفتشــــي‬ ‫التعليم‪.‬‬ ‫قالت رئيسة مصلحة التأطير أن هذه‬ ‫الورشة تدخل في إطار ي توصيات اللقاء‬ ‫الذي عقده الفريق اإلقليمي في بداية مارس‬ ‫بغية تفعيل األوراش التكوينية والتأطيرية‬ ‫موضحة أن هذا الفريق ال يألوا جهدا للبحث‬ ‫عن حلول لتجاوز الصعوبات المتعلقة‬ ‫بتخفيف جداول الحصص في التعليم الثانوي‬ ‫اإلعدادي والتأهيلي في انتظار البحث عن‬ ‫حلول في التعليم االبتدائي كما أنه بصدد‬ ‫رفع التوصيات إلى الجهات المعنية في هذا‬ ‫الصدد‪.‬‬ ‫رئيس مصلحـــة الشــؤون التربويــة‬ ‫مصطفى لعباب خالل الكلمة التي ألقاها نيابة‬ ‫عن المدير اإلقليمي لوزارة التربية الوطنية‪،‬‬

‫أكــد أن المديريــة حريصــة على النهوض‬ ‫بالبرنامج الخاص بتنزيل الرؤية االستراتيجية‬ ‫منوها في نفس الوقت بمجهودات الفريق‬ ‫اإلقليمي‪.‬‬ ‫اللقاء تناول مفهـــوم المصاحبــة في‬ ‫أبعادها اللغوية والداللية كما تطرقت إلى‬ ‫أنواعها ومهامها والجانب العالئقي فيها‪،‬‬ ‫وأهمية أبـعـــاد الممارســات الصفيــة خالل‬ ‫سيرورة التكوين الميداني لألستاذ المتدرب‪،‬‬ ‫وقد أكدت المداخالت على ضرورة تضافر‬ ‫الجهود‪ ،‬إلنجاح التجربة والتعامل معها بذكاء‪،‬‬ ‫مع استحضار جانب المغامرة والمجازفة من‬ ‫أجل تجاوز الصعوبات المطروحة‪.‬‬ ‫وقد شــارك في تنشيـط هذه الورشــة‬ ‫األساتذة واألستاذات رشيدة الزياني المفتشة‬ ‫التربويـة‪ ،‬أحمد بنطاطي عن الفريق اإلقليمي‬ ‫للمركـز الجهـوي لمهن التربيــة والتكوين‬ ‫بالجهة‪ ،‬أحمد حكيــم المفتـش التربــوي‪،‬‬ ‫واألمين الغزاوي المفتش التربوي‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬

‫توقيع اتفاقية لجعل شفشاون‬ ‫مدينة ذكية‬

‫رضوان احدادو‬

‫العدد الـ‪ 27‬من مجلة «روافد» في‬ ‫المكتباتواألكشاك‬

‫ظ��ه��رت ف��ي المكتبات وأك��ش��اك بيع‬ ‫المجالت والجرائد‪ ،‬خالل األسبوع الجاري‪ ،‬العدد‬ ‫الجديد (‪ )27‬من مجلة «روافد» (ثقافية مغربية)‬ ‫في حوالي ‪ 72‬صفحة من القطع الكبير‪.‬‬ ‫ويتوزع محتوى هذا العدد الجديد‪ ،‬على‬ ‫غرار األعداد السابقة من هذه المجلة الغنية‬ ‫والرصينة‪ ،‬على عدة أبواب؛ وهي‪:‬‬ ‫باب مقــاالت‪ ،‬ويحتـوي على مقـال حول‬ ‫«الفلسفة تمرين عقليّ على الحريـــة ضد‬ ‫االستالب» لألستاذ عبد اإلله حبيبي؛ وباب‬ ‫رافد األدب‪ ،‬ويتضمن أعماال لكل من الشاعر‬ ‫محمد الميموني والروائي مصطفى الورياغلي‬ ‫واألديب محمد بنقدور الوهراني والقاص محمد‬ ‫مباركي والناقد األكاديمي أحمد زنيبر؛ وباب‬ ‫الملف‪ ،‬ويتمحور حول السؤال اآلتي‪ :‬هل ما زلنا‬ ‫في حاجة إلى اتحاد كتاب المغرب؟ وقد قدّمه‬ ‫الدكتور أحمد ش��راك وسهرت على تنسيق‬ ‫م��واده الشاعرة األستاذة فاطمة الميموني‪،‬‬ ‫ويتضمن مشاركات لكل من األدي��ب الكبير‬ ‫عبد الكريم غالب واألساتذة واألستاذات محمد‬ ‫بوخراز وعبد الدين حمروش وعبد الرحيم‬ ‫العطري وعبد الرحيم جيران ومصطفى الغتيري‬ ‫وفاطمة الزهراء بنيس وإدري��س الخضراوي‬ ‫وليلى الشافعي فضال عن حوار مع عبد الرحيم‬

‫‪12‬‬

‫منية تويس‪ ،‬والمقال الثاني يتناول فيه الناقد‬ ‫عبد اللطيف البازي الحديث حول «في الحاجة‬ ‫إلى نقد سينمائي»؛ وفي باب رافد التراث كتب‬ ‫الناقد الجامعي الدكتور خالد التوزاني دراسة‬ ‫ح��ول العجيب في أدب ال��رح�لات؛ وف��ي باب‬ ‫رافد اآلخ��ر‪ ،‬يجد القارئ وقفة مع علي بوانوا‬ ‫الشاعر اإلسباني الذي سجنه فرانكو في مدينة‬ ‫الداخلة؛ وفي باب حوار قابل األديب المغربي‬ ‫عبد اهلل المتقي الشاعرة الليبية عائشة إدريس‬ ‫المغربي؛ وفي باب تجارب العدد‪ ،‬خصص طاقم‬ ‫التحرير صفحاته الـ‪ 15‬لتجربة األديب المسرحي‬ ‫األستاذ رضوان اح��دادو‪ ،‬ويتضمن هذا الباب‬ ‫فضال عن حوار طويل وثريّ مع المحتفى به‬ ‫مقاالت وشهادات لكل من الكاتب المسرحي‬ ‫عبد الكريم برشيد والناقد الجامعي الدكتور‬ ‫عبد الرحمن بن زيدان والدكتور رشيد بناني‬ ‫والباحث عبد اهلل بديع‪.‬‬ ‫يذكر أن مجلة «روافد» تصدر من مدينة‬ ‫مرتيل‪ ،‬وتتولى إدارة النشر فيها الشاعرة األديبة‬ ‫األستاذة فاطمة الميموني‪ .‬وقد دأبت هذه‬ ‫المجلة‪ ،‬على امتداد أعدادها المتوالية على‬ ‫تخصيص ملفات لقضايا ساخنة ومستجدة‬ ‫وموضوعات ذات راهنية قوية‪.‬‬

‫عبد اهلل بديع‬

‫تفعيال التفاقيــة التوأمــة بين مدينة‬ ‫شفشاون ومدينة (اسكوا) األمريكية‪ ،‬التي‬ ‫تعود إلى سنة ‪ ،2007‬تم مؤخرا التوقيع‬ ‫باألحرف األولى على اتفاقية شراكة‪ ،‬وقعها‬ ‫عن الجانب المغربي عمدة مدينة شفشاون‬ ‫محمد السوفياني‪ ،‬وعن الجانب األمريكي‬ ‫عمدة مدينة (اسكوا)‪.‬‬ ‫وتهدف هذه االتفاقية إلى تمكين مدينة‬ ‫شفشاون من الخبرات الالزمة في مجال‬ ‫تحسين الخدمات في العديد من المجاالت‪،‬‬ ‫باستخدام التكنولوجيا الحديثة‪ ،‬في أفق جعل‬ ‫شفشاون مدينة ذكية‪ ،‬عن طريق إحداث‬ ‫برامج مشتركة بين المدينتين‪ ،‬واالستفادة‬ ‫من تجربة هذه المدينة األمريكية‪.‬‬ ‫كماستواكب من خاللها هذه األخيرة لمشروع‬ ‫سيرتقي بالخدمات المقدمة للساكنة وللزوار‪،‬‬

‫من خالل استخدام تكنولوجيات حديثة في‬ ‫مجموعة من القطاعات المهمة كالطاقات‬ ‫المتجددة واإلنارة العمومية‪ ،‬وتدبير النفايات‬ ‫الصلبة وغيرها‪ ،‬وتوظيف أحدث اإلتجاهات‬ ‫واألدوات‪ ،‬وتقنية المعلوميات‪ ،‬لدعم أساليب‬ ‫حياة الناس‪ ،‬وتعزيز مكانة المدينة‪ ،‬كواحدة‬ ‫من بين المدن الرائدة في هذا المجال‪،‬‬ ‫بتوفر بيئة مفتوحة‪ ،‬تتميز بتوافر وسائل‬ ‫التكنولوجيا المتطورة‪ ،‬من شبكات االتصاالت‬ ‫السلكية والالسلكية لتقديم خدمات متقدمة‪.‬‬ ‫هذا المشروع الذي سيستغــرق ثالث‬ ‫سنوات‪ ،‬يعد تحدا تكنولوجا‪ ،‬سيعمل على‬ ‫تقريب اإلدارة من المواطنين ‪ ،‬وتوفيرالحكامة‬ ‫الجيدة‪ ،‬و تحسين بيئة عيش الساكنة‪ ،‬للسعي‬ ‫وراء تحقيق تنمية مستدامة ‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬

‫«رونق المغرب» يعلن عن الالئحة القصيرة‬ ‫لجائزة «رونق المغرب» للقصة العربية‬ ‫يتشرف «الراصد الوطني‬ ‫للنشر والقراءة» باإلعالن عن‬ ‫الالئحة القصيرة للمجاميع‬ ‫القصصية المرشحة لنيل جائزة‬ ‫«رونق المغرب» للقصة العربية‬ ‫لسنة ‪ ،2017‬بعد التوصــل‬ ‫بجميع تقارير لجنة القراءة –‬ ‫تضم ‪ 5‬أعضاء‪ -‬حول األعمال‬ ‫المنتقاة‪ ،‬على أن تستمــــر‬ ‫المداوالت إلى الدور الثانـــي‬ ‫لإلعالن عن العمل الفائز‪ ،‬وقد‬ ‫جاءت الالئحة القصيرة على‬ ‫الشكل التالي‪:‬‬ ‫«أنين الــروح» للقاصة‬ ‫مينـــــة أوسعيـــد (مكناس‪/‬‬

‫القصصيـــة‪.‬‬

‫المغرب)‪« ،‬الطريـق» للقــاص‬ ‫عبد الواحد الرزيقي (أسيوط‪/‬‬ ‫مصر)‪« ،‬مدينة الظالل» للقاص‬ ‫منيار أحمـد العيسى (حمص‪/‬‬ ‫سوريا)‪« ،‬عودة مكيافيلــــي‬ ‫للقاص الصديق اروهان (أوالد‬ ‫تايمة‪ /‬المغرب)‪« ،‬ثالثي الظل»‬ ‫للقاص عادل الكتفاوي (بركان‪/‬‬ ‫المغرب)‪« ،‬الغول الذي يظهر‬ ‫ويختفي» للقاص عبد الواحد‬ ‫البرجي (زاكورة‪ /‬المغرب)‪.‬‬ ‫وتجـدر اإلشــارة إلى أن‬ ‫الالئحـــة خاضعـــة للترتيب‬ ‫األبجدي لعناوين المجاميــــع‬


‫العدد ‪882‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬مار�س �إلى ‪� 03‬أبريل ‪2017‬‬

‫‬‫ال شك أن الجواب على هذا السؤال يختلف بين المواطنين العاديين اللذين كانوا مسجلين‬ ‫في مكاتب التصويت ولم يذهبوا للتصويت في يوم التصويت رغمأانهم مسجلين في اللوائح‬ ‫االنتخابية‪ ،‬وبين اللذين يعلنون أنفسهم ناجحون تنظيمات واشخاص‪ ،‬هذا االختالف بين هؤالء‬ ‫وهؤالء ناتج عن ‪:‬‬ ‫• الشورى عند المواطنين‬ ‫• الديمقراطية عند السياسيين‪.‬‬ ‫فالشورى في المجتمع المغربي المسلم مرجعيتها القرآن والسنة تنفيذا لقول اهلل عز وجل‪:‬‬ ‫« وشاورهم في األمر»‪.‬‬ ‫و قوله سبحانه ‪« :‬وأمرهم شورى بينهم»‪.‬‬ ‫وال شك أن نتائج الشورى عندما تتم بطريقة منظمة تصبح نتائجها أمرا مقضيا وتطبيقها‬ ‫يجب أن يكون نافذا ‪.‬‬ ‫أما الديمقراطية هي في األساس كذلك ‪ :‬استشارة اجتماعية‪ ،‬إال أن هناك اختالف بين‬ ‫الديمقراطية في مصدرها الشورى‪.‬‬ ‫والديمقراطية في مصدرها ومرجعيتها عند أهلها يمكن لهم التالعب فيها وبالتالي‬ ‫مخالفتها وتزيفها ‪.‬‬ ‫فمصدرها البشري المصنوع من قبل واضعيها الذين اعتمدوا فيها على عقولهم ومذاهبهم‬ ‫الدينة والسياسية ولذلك فانهم عندما يفشلون في االستشارة او الديمقراطية التي تبنوها‬ ‫فإنهم يلجؤون إلى االحتيال على نتائج ديمقراطيتهم في المجتمع والدخول إلى المؤسسات‬ ‫التشريعية إليجاد مالعب أخرى للوصول إلى األغلبية أو مجموعة المعارضة أو مجموعات‬ ‫متوافقة ‪.‬‬ ‫هذا مذهبهم ‪.‬‬ ‫أما ما جاء في القران الكريم ‪ « :‬أمرهم شورى بينهم»‪« .‬وشاورهم في األمر»‪.‬‬ ‫فإن هذا أمر رباني ال يمكن التالعب فيه أو التالعب به ألن نتائجه إلزامية ‪.‬‬ ‫وهذا ما هو تبين في النتائج المستمدة من االستشارة المجتمعة في االنتخابات األخيرة‬ ‫حيث تبين أن عدد المنقطعين من المسجلين في اللوائح االنتخابية وصل في النتائج النهائية‬ ‫لإلدارة المشرفة على االنتخابات أن عددهم ‪:‬‬ ‫‪ %57‬من المسجلين في اللوائح االنتخابية‪.‬‬ ‫ال بد من إضافة الذين لم يتسجلوا في اللوائح االنتخابية ولم يعيروها أي اهتمام ‪.‬‬ ‫و هنا يطرح السؤال الكبير عن اإلجابة على التصور االستشاري االجتماعي‪ .‬فهل هذه النتائج‬ ‫ال تدل داللة قاطعة أن المجتمع المغربي أفرادا وجماعات رفضوا باألغلبية الساحقة التنظيمات‬ ‫السياسية وما يتبعها من فرق ومجموعات وطوائف‪ .‬كما رفضوا مرشحيهم ؟‬ ‫إن النشاطات السياسية لألحزاب المغربية والمنظمات والطوائف التابعة لها أوجدت في‬ ‫المجتمع صراعين ال يلتقيان هما ‪:‬‬ ‫• اآلية القرآنية « وشاورهم في األمر»‪.‬‬ ‫• الدمقراطية البشرية‬ ‫وهذان المصطلحان بينهما بعد كبير وقد ال يلتقيان في المجتمع المغربي اإلسالمي بنص‬ ‫الدستور ‪.‬‬ ‫فالشورى والدمقراطية يلتقيان في نقطة واحدة وهي التوجه إلى المجتمع إلبداء رايه‬ ‫في قضية ما كاالنتخابات ‪ ,‬إال أن النتائج تختلف في مدلوالتها بين االستشارة االجتماعية‬ ‫والديمقراطية ألن االستشارة في المجتمع المسلم أقوى وجودا وثباتا وانتشارا من دمقراطية ‪.‬‬ ‫فلو أخذنا النتائج االنتخابية األخيرة أنها أظهرت أن المجتمع المغربي رفض العملية في حد‬ ‫ذاتها وفي تصوراتها وفي أهلها وتنظيماتهم المختلفة ‪.‬‬ ‫فلو كان لهؤالء األحزاب وتنظيماتهم وطوائفهم المختلفة ومرشحيهم عقوال لتعرفوا أن‬ ‫المجتمع الذي استشاروه رفضهم‪ .‬وكان عليهم بظهور النتائج أن يجتمعوا في قاعات حزبية أو‬

‫كلمة‬

‫‪13‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد سعيد الشركي اخناشر‬

‫نقابية أو خاصة ويقرروا أن هده النتيجة أبرزت ردة فعل ألفراد المجتمع هذه الردة تبرز الرفض‬ ‫التام للعملية االنتخابية في حد ذاتها‪ .‬فكان على الذين اعتقدوا أنهم نجحوا بغياب ‪ %57‬من‬ ‫المسجلين في اللوائح االنتخابية أن يعلنوا أنهم فشلوا في هذه االنتخابات ‪ ,‬وكان عليهم أن‬ ‫يقرروا انسحابهم ويردوا األمور إلى أهلها طالبين السماح من جميع أفراد المجتمع على ما تم‬ ‫من ضياع لألوقات واألموال والمجهودات ‪.‬‬ ‫هذا دليل على غضب اهلل ‪.‬‬ ‫هذا الغضب نتج سواء عن مصطلحاتهم وأقوالهم وأفعالهم‪.‬‬ ‫فاألحزاب كتنظيمات وأعضائهم اللذين يتحملون المسؤولية في هئه األحزاب واالنتخابات‬ ‫يطلقون الكالم على عواهنه‪ .‬فقد وصلت بهم دعاية الذاتية والتمسك بالمسؤولية الحزبية‬ ‫والمسؤوليات الحكومية والمسؤولية اإلدارية والمسؤولية في المؤسسات التشريعية أن يطلق‬ ‫على كل هذا مصطلح ( االستحقاقات ) كان ما هم فيه ويعملون له يستحقونه ناسين أن الوطن‬ ‫للجميع وأن أي منصب فيه وأي مهمة فيه وأن أي ترشيح فيه وأن االنتخابات فيه هي ملك‬ ‫للمواطنين جميعا‪.‬‬ ‫ألم ينجح في هذه االنتخابات أكثر من ‪ 140‬عضو للمرة الثالثة أو الرابعة أو الخامسة وزد‬ ‫على ذلك ‪.‬‬ ‫أال يدل هذا على ما في نفوس السياسيين والمرشحين وما يتبعهم من رغبة االستحواذ‬ ‫على المؤسسات التي تعتبر في البالد التي هي مثل بلدنا مؤسسات لتوزيع الثروة وتتمثل بعض‬ ‫هذه المؤسسات فيما يلي ‪:‬‬ ‫ الجهاز الحكومي‬‫ المناصب العليا في الجهاز اإلداري‬‫ المؤسسات المنتخبة من البرلمان إلى مجلس المستشارين إلى الدوار او المدشر ‪.‬‬‫ المؤسسات ذات الصفة شبه العمومية كمجلس الوطني لحقوق اإلنسان والمجلس‬‫الوطني للتعليم وباقي المجالس األخرى‪.‬‬ ‫هذه الوضعية كان من الممكن أن يتالفاها المسؤولون الحزبيون والطوائف التي تتبعهم‬ ‫لو وقفوا عند حديث رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ « :‬ال يحتكر إال خطاء» رواه المسلم ‪.‬‬ ‫إننا ما أن تتبعنا ألوضاع المسؤولين السياسيين والمرشحين والطوائف التابعة لهم‬ ‫نالحظ أن كثير من هؤالء المسؤولين يعتبرون المؤسسات الحكومية والمؤسسات اإلدارية‬ ‫والمؤسسات المنتخبون والمؤسسات الشبه انتخابية كأنها مكاسب شخصية أو كأنها ( دار‬ ‫الورثة) ولذلك نجد أن العديد من السياسيين يتشبثون بالمناصب الحكومية او المناصب العليا‬ ‫اإلدارية أو بالمؤسسات المنتخبة لدرجة انها أحدثت لهم هوسا حتى أنهم أصبحوا يتطلعون‬ ‫للمناصب المذكورة كيفما كانت مكانتها وأوضاعها ولو أدت إلى انتقاالت من مهمة إلى أخرى‬ ‫ولو كان الشخص ال يدريها وال يعلمها‪ ،‬فمنهم من يعتقد أنه يكفيه أن يكون وزيرا أو مسؤوال‬ ‫إداريا ومسؤول في مؤسسة منتخبة ‪.‬‬ ‫و نرجو أن يراجع هؤالء األشخاص جميهم كتابنا الذي نشرناه تحت عنوان ‪« :‬النصيحة من‬ ‫أجل إنصاف النساء»‪.‬‬

‫سعد الدين العثماني‪ ...‬الطبيب المنحدر من أعماق سوس العالمة‪...‬‬ ‫• ليس مطلوبا من العثماني أن يحمل تركة سلفه • نتمنى أن نشهد مرحلة جديدة‬

‫وكان ما يجب أن يكون‪ ...‬وأن يحدث التغيير رغم أنه تغييراً مسطرياً دستوريا طفيفا‪ ،‬إال أنه‬ ‫كان كفيال بإنهاء حالة الجمود التي عاشتها بالدنا شهوراً ليست بالهينة أمام متطلبات المرحلة‬ ‫وتحديات الظروف التي تتسم بالتصعيد والمناوشة واالستفزاز الذي تباشره شرذمة عصابات‬ ‫تتلقى دعما ال محدوداً من جارة يجمعنا بها كل شيء ما عدا الوئام والود‪.‬‬ ‫جاء الرجال الهادئ بعد أن اقتضت الحكمة واالختيار الملكي الصائب بتعيين سعد الدين‬ ‫العثماني الطبيب‪ ،‬والمثقف‪ ،‬والسياسي‪ ،‬ورجل اإلطفاء الذي اشتهر بتدخالته الهادئة‬ ‫والرصينة إلخماد حرائق كثيرة كان تضرمها الكثير من التصريحات المتشنجة‬ ‫والمواقف الصعبة‪ ،‬واألم��ل‪ ،‬أال تشهد مشاورات العثماني مع باقي الفرقاء‬ ‫واألحزاب نفس العراقيل والمطبات وسوء الفهم الذي ساد خالل مشاورات‬ ‫الفترة السابقة‪ ،‬والتي وصلت إلى الباب المسدود حين انزوى بنكيران في‬ ‫بيته بحي الليمون وقال قولته الشهيرة «انتهى الكالم»‪ ،‬وكان بذلك يغلق‬ ‫كل األبواب‪ ،‬وحتى النوافذ أمام كل حوار‪ ،‬أو تشاور يتعلق بتشكيل حكومة‬ ‫جديدة‪ ،‬وحين تفرق األخرون لعقد تجمعات وتحالفات‪.‬‬ ‫ليس مطلوبا من العثماني أن يحمل تركة سلفه أو يتحدث‬ ‫بلسانه رغم أنه االمين العام لحزب يشغل فيه رئيس الحكومة‬ ‫الجديد منصب رئيس مجلسه الوطني (برلمان الحزب) أو يسير‬ ‫على هدي خطته وأهدافه‪ ،‬فالرجلين على طرفي نقيض‪ ..‬أحدهما‬ ‫متسرع حاد المزاج‪ ،‬طويل اللسان‪ ،‬رغم مرجعيته اإلسالمية التي تحث على الصبر‪ ،‬واألناة‪ ،‬والمجادلة‬ ‫بالتي هي أحسن‪ ،‬واآلخر هادئ الطبع ربما جاء ذلك من طبيعة عمله كطبيب نفساني‪ ...‬متزن ومتقف‬

‫ينحدر من أعماق سوس العالمة‪ ،‬تربط به عالقات طيبة ودودة مع كل االحزاب وهو ما قد يسهل‬ ‫مأموريته‪ ،‬أضف إلى ذلك ترحيب المركزيات النقابية بتعيينه فقد كانت تجد في بنكيران حمال‬ ‫ثقيال‪ ،‬ومخاطبا جلفا خشينا‪.‬‬ ‫وفي اعتقادي فإن سعد الدين العثماني لن يستغرق وقتا طويال‬ ‫لتشكيل حكومته‪ ،‬بل لن يأخذ إال أياماً قالئل فاليمكن لألحزاب إياها أن‬ ‫تركب نفس العجلة السابقة وأن تستقل نفس القاطرة التي استقلتها مع‬ ‫السلف‪ ،‬كما أن ظروف المرحلة بتحدياتها وإكراهاتها ال تسمح بمزيد‬ ‫من العبث والقذف الصاروخي باأللفاظ واألوصاف والنعوت‪ ،‬سيما وأن‬ ‫التقلبات السياسية تأخذ كل منحى‪ ،‬وتضرب في كل اتجاه‪ ،‬حيث انعدم‬ ‫السالم في أرجاء العالم كله وانعدم األمن وانتشر الرعب زاحفا يحصد‬ ‫األرواح‪ ،‬ويشرد اآلالف‪ ،‬ولم يهنأ الغرب فتسربت إليه آلة الموت من بين‬ ‫زوايا ودهاليز وأنفاق نتمنى صادقين أن نشهد مرحلة جديدة جميلة‬ ‫في طريق نمو شامل متكامل وفق ما خططه ويريده جاللة الملك لهذا‬ ‫الوطن قلعة اإلسالم الصامدة‪ ...‬بلد االنفتاح والتسامح والصفاء‪.‬‬ ‫ولرئيس الحكومة الجديد سعد الدين العثماني كل التوفيق في‬ ‫مهامه ومسؤولياته الجسيمة‪ ،‬واألمل أن تكون طفرة جديدة لوضع‬ ‫اقتصادي واجتماعي أفضــل‪ ،‬ومــا ذلــك على اهلل وهمــة الملك والشرفاء بعزيز‪.‬‬

‫مصطفى بديع السوسي‬


‫الثالثاء ‪ 28‬مار�س �إلى ‪� 03‬أبريل ‪2017‬‬

‫العدد ‪882‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫«وال تف�سدوا يف الأر�ض بعد �إ�صالحها»‬

‫ال ْر ِ‬ ‫وه َخ ْو ًفا َو َط َم ًعا‬ ‫(و اَل ُتفْ ِ�س ُدوا فيِ ْ َأ‬ ‫�ض َب ْع َد �إِ ْ�صلاَ ِح َها َو ْاد ُع ُ‬ ‫يقول الله تعالى‪َ :‬‬ ‫يب مِ َن مْ ُ‬ ‫ِني)‪ .‬فقد �سبق القر�آن العلماء للإ�شارة �إلى هذه‬ ‫ال ْح ِ�سن َ‬ ‫�إِ َّن َر ْح َم َة اللَّهِ َقرِ ٌ‬ ‫احلقيقة العلمية ف�أكد لنا القر�آن �أن الأر�ض كانت ذات يوم غري �صاحلة للحياة‬ ‫ف�أ�صلحها الله (وجدت الأر�ض منذ ‪ 4.6‬بليون �سنة ‪ ،‬وبد�أت بها احلياة قبل ‪3‬‬ ‫بليون �سنة) و�أمرنا �أال نف�سد فيها و�أن ندعو الله ليجنبنا �رش الكوارث‪ .‬وقد‬ ‫عقدت م�ؤمترات دولية علمية و�سيا�سية �أكدت �أن الإن�سان هو امل�س�ؤول عن‬ ‫الإف�ساد يف الرب والبحر‪ ،‬يقول تعالى‪َ :‬‬ ‫با كَ َ�س َب ْت‬ ‫(ظ َه َر ا ْلف َ​َ�س ُاد فيِ ال رَ ِّ‬ ‫ْب َوال َْب ْحرِ مِ َ‬ ‫�أَ ْيدِي الن ِ‬ ‫�ض ا َّلذِي َعمِ لُوا ل َ​َعل َُّه ْم‬ ‫َّا�س ل ُِيذِيق َُه ْم َب ْع َ‬ ‫ون)‪.‬‬ ‫َي ْر ِج ُع َ‬ ‫ر�ض‬ ‫حمتِهِ الأَ َ‬ ‫ف َلقَد َخل َ​َق ُ‬ ‫الله ـ َعزَّ َو َجلَّ ـ ب َِر َ‬ ‫َو�أَ�صل َ​َح َها‪َ ،‬و َخل َ​َق كُ لَّ َ�شيءٍ‬ ‫فِيها َو َ�سخَّ َر ُه‬ ‫َ‬ ‫ن�س ِ‬ ‫َفــ َّرغَ ملا‬ ‫ِللإِ َ‬ ‫ان ل َِين َتف َِع بِهِ َو َيت َ​َمت َ​َّع‪ ،‬ثم َيت َ‬ ‫ُخل َِق ل َُه مِ ن َع َب َاد ِة َر ِّبهِ َوذِ كرِ ِه َو ُ�شكرِ هِ ‪،‬‬ ‫بحان َُه ـ ‪:‬‬ ‫َهي ُه‪َ ،‬قالَ ـ ُ�س َ‬ ‫مر ُه مجُ َتن ًِبا ن َ‬ ‫مُم َت ِث ًال �أَ َ‬ ‫َ‬ ‫او ِ‬ ‫ات‬ ‫«�أَمل ت َ​َروا �أ َّن َ‬ ‫ال�س َم َ‬ ‫الله َ�سخَّ َر َلكُ م َما يف َّ‬ ‫�سبغَ َع َليكُ م ن َِع َم ُه َظاهِ َرةً‬ ‫َو َما يف الأَ ِ‬ ‫ر�ض َو�أَ َ‬ ‫َو َب ِ‬ ‫اطن ًَة» لَكِ ن َُّه �أف�سدها و�أف�سد فيها‪ ،‬فحرم‬ ‫ِ‬ ‫اخليــرات املُ ودعــةِ فِيها‪َ ،‬و َذلِكَ‬ ‫نف�سه من‬ ‫ِ‬ ‫ال�رصاط‪ ،‬واقرتف املعا�صي‬ ‫ملا حاد عن‬ ‫العقوبات‬ ‫واجرتح ال�سيئات‪ ،‬ف�أنزل الله عليه‬ ‫َ‬ ‫البحرِ ‪،‬‬ ‫مبا َ�صن َ​َع‪َ ،‬و َ‬ ‫ظه َر الف َ​َ�س ُاد يف رَ ِّ‬ ‫الب َو َ‬ ‫ي اجلَ ُّو َواختل توازن الطبيعة‪َ ،‬قالَ‬ ‫َوتَغَ رّ َ‬ ‫البحرِ‬ ‫الله ُ�س َ‬ ‫بحان َُه‪َ « :‬ظ َه َر الف َ​َ�س ُاد يف رَ ِّ‬ ‫الب َو َ‬ ‫َ‬ ‫با كَ َ�س َبت �أيدِي الن ِ‬ ‫ع�ض ا َّلذِي َعمِ لُوا ل َ​َعل َُّهم َي ِ‬ ‫ون « َوهك َذا ال‬ ‫َّا�س ل ُِيذِيق َُهم َب َ‬ ‫رج ُع َ‬ ‫مِ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫رُ‬ ‫ري َوال َيكث ال�شرَّ ُّ ‪� ،‬إِ َّال بِالف َ​َ�سادِ يف‬ ‫حمة َوال ت َ‬ ‫ُنز ُع الربكة ‪َ ،‬وال َيقِلُّ اخلَ ُ‬ ‫تُرف ُع َّ‬ ‫الر َ‬ ‫َ‬ ‫كلُّ‬ ‫ف�سادٍ‬ ‫أهواءِ‬ ‫ال ِ‬ ‫رِ‬ ‫ف�ساد‬ ‫تبعه‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫فال‬ ‫معنوي‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫للحق‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫اع‬ ‫ِّب‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫َ َّ َكُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ٍّ‬ ‫أر�ض َ َ ِ‬ ‫َ‬ ‫للظاملني باملر�صادِ ‪ ،‬قال ـ �سبحانه ـ ‪� « :‬أمل ت َ​َر كَ َ‬ ‫يف‬ ‫ِح ِ�س ٌّي‪ ،‬والله ـ تعالى ـ‬ ‫َ‬ ‫َف َعلَ َر ُّبكَ ب َِعادٍ ‪� .‬إِ َر َم َذ ِ‬ ‫ِين‬ ‫ود ا َّلذ َ‬ ‫ات العِ َمادِ ‪ .‬ا َّلتِي مل ُيخل َْق مِ ثل َُها يف البِالدِ ‪َ .‬و َث ُم َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫رَ‬ ‫َ‬ ‫ِين طغَ وا يف البِالدِ ‪ .‬ف�أكثوا‬ ‫ون ذِ ي الأو َتادِ ‪ .‬ا َّلذ َ‬ ‫رع َ‬ ‫ِالوادِ ‪َ .‬وفِ َ‬ ‫َج ُابوا َّ‬ ‫خر ب َ‬ ‫ال�ص َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫كَ‬ ‫كَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِر�صادِ » َو َر ِ�ض َي‬ ‫مل‬ ‫ِا‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫‪.‬‬ ‫اب‬ ‫ذ‬ ‫ع‬ ‫وط‬ ‫�س‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫�ص‬ ‫ف‬ ‫‪.‬‬ ‫اد‬ ‫ِيها الف َ​َ�س َ‬ ‫َ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬ ‫ِ َّ َ َّ‬ ‫َ َّ َ يهِ َ ُّ َ‬ ‫َ‬ ‫اب ‪َ ،‬فقَد ُزلزِ ل َِت َ‬ ‫الله َعن ُع َم َر بنِ اخلَ َّط ِ‬ ‫َّا�س‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫املدِين َُة يف َعه ِد ِه َفقَالَ ‪� :‬أ ُّي َها الن ُ‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫‪14‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫نه ـ‬ ‫الله َع ُ‬ ‫فِيها‪َ .‬لقَد َعل َِم ـ َر ِ�ض َي ُ‬ ‫�رس َع َما َ�أح َدثتُم‪َ ،‬لئِن َع َادت ال ُ�أ َ�ساكِ نُكُ م َ‬ ‫َما َ�أ َ‬ ‫ان ِب�إِح َد ِ‬ ‫ِ‬ ‫الذنوب َوتَغَ يرُّ ِ ما يف‬ ‫الله‪ ،‬وب�سبب‬ ‫�أَ َّن َما َح َد َث �إِ مَّ َ‬ ‫اث َما ال ُير�ضي َ‬ ‫نا كَ َ‬ ‫ِ‬ ‫«و َما �أَ َ�ص َابكُ ْم مِ ْن ُم ِ�ص َيبةٍ [وهي كل بالء يحدث للنا�س]‬ ‫القلوب‪ ،‬يقول تعالى‪َ :‬‬ ‫با كَ َ�س َب ْت �أَ ْي ِديكُ ْم [فامل�صيبة يف �صحتك ومالك و�أو�ضاعك ال�سيا�سية وغريها‬ ‫مِ َ‬ ‫ين فيِ الأَ ْر ِ‬ ‫�ض [مهما كنت‬ ‫من خالل ما زرعت] َو َي ْعفُو َع ْن كَ ِث ٍ‬ ‫ب ْعجِ زِ َ‬ ‫ري َو َما �أَنْ ت ُْم مِ ُ‬ ‫ون اللَّهِ مِ ْن َوليِ ٍّ َوال ن ِ‬ ‫قوي ًا فل�ست �أقوى من الله] َو َما َلكُ ْم مِ ْن ُد ِ‬ ‫َ�صريٍ»‪ ،‬ف�إذا‬ ‫�أراد الله تعالى �أن يعاقبك نتيجة عملك‪ ،‬فهل ي�ستطيع �أحد �أن يدافع عنك �أمام‬ ‫الله؟ على امل�ؤمن �أن يعتقد �أن الله جعل لكل‬ ‫دواء؛ فالبالءات‬ ‫داء‪ ،‬وجعل لكل داء‬ ‫ً‬ ‫انحراف ً‬ ‫«و�ضرَ َ َب‬ ‫ت�صنعها �أيدي الإن�سان‪ ،‬يقول تعالى‪َ :‬‬ ‫الل َُّه َم َث ًال َق ْر َي ًة كَ ان َْت �آمِ ن ًَة [وهذه تنطبق على‬ ‫ِيها‬ ‫كثري من دول العامل الإ�سالمي] ُم ْط َم ِئن ًَّة َي�أْت َ‬ ‫رِ ْز ُق َها َر َغد ًا مِ ْن كُ لِّ َمكَ ٍ‬ ‫ان [فكنت ترى الرخاء‬ ‫وامل�صطافني وال�سوّاح] َفكَ ف َ​َر ْت ِب�أَنْ ُع ِم اللَّهِ [فلم‬ ‫ي�شكروا لنعمة‪ ،‬و�شكر النعمة هو �أن تعمل‬ ‫ا�س‬ ‫فيها مبا يح ّبه الله وير�ضاه] َف�أَ َذا َق َها الل َُّه ل َِب َ‬ ‫وع [الأزمات االقت�صادية] َوالخْ َ ْو ِف [ب�سبب‬ ‫الجْ ُ ِ‬ ‫ون»‪.‬‬ ‫با كَ انُوا َي ْ�صن َُع َ‬ ‫احلروب] مِ َ‬ ‫«ولَو �أَ َّن �أَهلَ الق َُرى‬ ‫يقول الله ـ تعالى ـ ‪َ :‬‬ ‫� َآمنُوا َوا َّتقُوا َل َفتَحنَا َع َليهِ م َب َركَ ٍ‬ ‫ال�س َماءِ‬ ‫ات مِ َن َّ‬ ‫َوالأَ ِ‬ ‫َاهم مبا كَ انُوا‬ ‫ر�ض َولَكِ ْن كَ َّذ ُبوا َف�أَ َخذن ُ‬ ‫َي ِ‬ ‫َاموا َعلَى‬ ‫ك�س ُب َ‬ ‫ون» َو�أن اال�ستقامة تدر الرحمة َقالَ ـ ت َ​َعالى ـ ‪َ « :‬و�أَ ْن لَوِ ا�س َتق ُ‬ ‫اء ً‬ ‫َّ‬ ‫ُلت‬ ‫نوح لقومهِ ‪َ »:‬فق ُ‬ ‫الطرِ يقَةِ لأ�سقَين ُ‬ ‫َاهم َم ً‬ ‫غدقا» واال�ستغفار يجلب الرخاء‪ ،‬قال ٌ‬ ‫َ‬ ‫َّارا ُي ِ‬ ‫موالٍ‬ ‫ا�ستَغف ُِروا َر َّبكُ م �إِن َُّه كَ َ‬ ‫ال�س َم َ‬ ‫ارا ‪َ .‬و مُيد ِْدكُ م ِب�أ َ‬ ‫در ً‬ ‫ان َغف ً‬ ‫اء َع َليكُ م مِ َ‬ ‫ر�سلِ َّ‬ ‫َ‬ ‫جعلْ َلكُ م َجن ٍ‬ ‫ارا» و� َّأن ال�صالح والنهي عن الف�ساد‬ ‫َو َبن َ‬ ‫جعلْ َلكُ م �أ َ‬ ‫َّات َو َي َ‬ ‫ِني َو َي َ‬ ‫نه ً‬ ‫ُ‬ ‫ون مِ ن َقب ِلكُ م �أولُو َبق َِّيةٍ‬ ‫ان مِ َن الق ُ​ُر ِ‬ ‫بحان َُه ـ ‪َ « :‬فلَو َال كَ َ‬ ‫ينجي من العذاب قالَ ـ ُ�س َ‬ ‫َ‬ ‫ون َعنِ الف َ​َ�سادِ يف الأَ ِ‬ ‫ِين َظل َُموا َما‬ ‫نهم َوات َ​َّب َع ا َّلذ َ‬ ‫نه َ‬ ‫من �أجنَ ينَا مِ ُ‬ ‫َي َ‬ ‫ر�ض �إِ َّال َقلِي ًال مِ َّ‬ ‫ان َر ُّبكَ ل ُِيهلِكَ الق َُرى‬ ‫«و َما كَ َ‬ ‫�أُترِ ُفوا فِيهِ َوكَ انُوا مجُ رِ مِ َ‬ ‫ني « َو َقالَ ـ ُ�س َ‬ ‫بحان َُه ـ ‪َ :‬‬ ‫ون»‪.‬‬ ‫ب ُِظ ٍلم َو�أَهل َُها ُم�صل ُِح َ‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫الدخول يف الإ�سالم ال يكون �إال بال�شهادتني‬

‫عن عبادة بن ال�صامت‪ ،‬ر�ضي ال ّله عنه قال‪ :‬قال ر�سول‬ ‫ال ّله �صلى ال ّله عليه و�سلم‪« :‬من �شهد �أن ال �إله �إال ال ّله وحده ال‬ ‫�رشيك له‪ ،‬و�أن محمد ًا عبده ور�سوله‪ ،‬و�أن عي�سى عبد ال ّله‬ ‫ور�سوله‪ ،‬وكلمته �ألقاها �إلى مرمي وروح منه‪ ،‬و�أن اجلنة حق‬ ‫والنار حق‪� ،‬أدخله الله اجلنة على ما كان من العمل»‪ ،‬متفق‬ ‫عليه‪� ،‬إن �أ�سلوب ال�رشط جاء يف قوله �صلى ال ّله عليه و�سلم‪:‬‬ ‫«من �شهد �أن ال �إله �إالّ الله»‪ ،‬ومما ال ّ‬ ‫�شك فيه � ّأن �أ�سلوب‬ ‫ال�رشط من للأ�ساليب التّي تعمل على �ش ّدة انتباه‪ ،‬املدعو �إلى‬ ‫معرفة اجلواب‪ّ � ،‬إن �أ�سلوب رّ‬ ‫ال�شط يبني مدى ارتباط اجلزاء‬ ‫بالعمل من خالل الإرتباط بني ال�رشط وجوابه‪� ،‬أم ّا ا�ستعمال‬ ‫القر�آن لأ�سلوب ال�رشط وجوابه‪� ،‬أما ا�ستعمال القر�آن لأ�سلوب‬ ‫ال�رشط قوله �سبحانه وتعالى‪« :‬من يعمل �سوء ًا يجزبه»‪ ،‬وقوله‬ ‫تعالى‪« :‬من عمل �صاحلا من ذكر �أو �أنثى وهو م�ؤمن فلنحينه‬ ‫حياة طيبة ولنجزينهم �أجرهم ب�أح�سن ما كانوا يعملون»‪.‬‬

‫� ّأن ال ّدخول يف الإ�سالم يكون بال�شهادتني‪ ،‬وهذا دليل على‬ ‫ف�صل هذه الكلمة‪ ،‬قال ال ّله تعالى‪« :‬فاعلم �أنّه ال �إاله �إالّ ال ّله»‪،‬‬ ‫وهي �أحدى دعائم الإ�سالم فعن ابن عمر قال‪ :‬قال ر�سول‬ ‫ال ّله‪« :‬بني الإ�سالم على خم�س‪� ،‬شهادة �أن ال �إله �إالّ ال ّله و�أن‬ ‫محمد ر�سول ال ّله»‪ ،‬ومن قالها ب�إخال�ص نال ال�شفاعة‪ ،‬فعن‬ ‫�أبي هريرة �أن ر�سول ال ّله (�ص) قال‪�« :‬أ�سعد النا�س ب�شفاعتي‬ ‫يوم القيامة من قال ال �إله �إالّ ال ّله خال�ص ًا من قلبه �أو نف�سه»‪،‬‬ ‫وهذه ال�شهادة هي �سبيل الفوز بدخول اجلنة والنجاة من النّار‪،‬‬ ‫وال �سعادة يف الدّارين �إالّ عن طريقها‪ّ � ،‬إن الكلمة التي �أر�سل‬

‫ال ّله بها ر�سله و�أنزل بها كتبه‪ ،‬ولأجلها خلقت ال ّدنيا والأخرة‬ ‫واجلنة والنار‪ ،‬ويف �ش�أنها تكون ال�شقاوة وال�سعادة‪ ،‬وبها‬ ‫ت�ؤخد الكتب باليمني �أو ال�شمال وبها يثقل امليزان �أو يخف‪،‬‬ ‫وبها �أخذ ال ّله امليثاق وعليها اجلزاء واحل�ساب‪ ،‬وعنها ال�سّ�ؤال‬ ‫يوم القيامة وهي �أ�صل ال ّدين و�أ�سا�سه و�ساق �شجرته‪ ،‬وبقية‬ ‫متفرعة عنها مت�شبعة منها مكمالت لها‬ ‫�أركان ال ّدين وفرائ�ضه ّ‬ ‫مقيدة بالتزام معناها والعمل مبقت�ضاها‪.‬‬

‫الر�سل‬ ‫ال�سالم من �أويل العزم من ّ‬ ‫نبي ال ّله عي�سى عليه ّ‬ ‫وكلمة ال ّله وروح منه‪ ،‬وهذا يدل على ف�ضله عليه ال�س ّالم‪،‬‬ ‫قال ال ّله تعالى‪« :‬و�إذا �أخذنا من النبيني ميثاقهم ومنك ومن نوح‬ ‫و�إبراهيم ومو�سى وعي�سى ابن مرمي‪ ،‬و�أخذنا منهم وميثاقا‬ ‫غليظ ًا»‪.‬‬

‫وقد �أيد ال ّله عزّ وجل عي�سى باملعجزات لإثبات ر�سالته‪،‬‬ ‫وملا �أنكر عي�سى عليه ال�سالم على رجال ال ّدين انغما�سهم‬ ‫يف ال�شهوات �أجمعوا �أمرهم على مناوءته وتكذيبه و�أحراجه‬ ‫فطالبوه مبا ي�ؤيد ر�سالته‪ ،‬ف�أيده ال ّله باملعجزات الباهرة وهي‪:‬‬ ‫�صنع من الطني �شكل طري ثم نفخ فيه فكان طري ًا ب�إذن ال ّله‬ ‫�سبحانه ـ م�سح الأكمه (وهو من ولد �أعمى) فعاد ب�رصه ب�إذن‬ ‫ال ّله‪ ،‬م�سح على الأبر�ص �شفاه ب�إذن ال ّله‪� ،‬أحيا املوتى ب�إذن‬ ‫ال ّله‪ ،‬الأبر�ص ف�شفاه ب�إذن ال ّله‪� ،‬أحى املوتى ب�إذن ال ّله‪ ،‬و�أنب�أ‬ ‫النّا�س مبا ي�أكلون وما يدخرون يف بيوتهم‪ ،‬وهذا ذكره الله‬ ‫ال�سالم فقال ال ّله تعالى‪« :‬ور�سوال �إلى‬ ‫على ل�سان عي�سى عليه ّ‬

‫بني �إ�رسائيل �أين قد جئتكم ب�آية من ربكم �أنى �أخلق لكم من ّ‬ ‫الطني‬ ‫كهيئة ّ‬ ‫الطري ف�أنفخ فيه فيكون طرياّ ب�إذن ال ّله‪ ،‬و�أبرئ الأكمه‬ ‫والأبر�ص‪ ،‬و�أحيي املوتى ب�إذن الله‪ ،‬و�أنبئكم مبات�أكلون وما‬ ‫ت ّدخرون يف بيوتكم‪ّ � ،‬إن يف ذلك لآية لكم �إن كنتم م�ؤمنني»‪،‬‬ ‫� ّإن هذا بالإ�ضافة �إلى معجزة املائدة من ال�سماء التي طلبها‬ ‫احلواريون ليثبتوا �صدق ر�سالته‪ ،‬فدعا عي�سى عليه ال�سالم‪،‬‬ ‫من ثوابت العقيدة الإ�سالمية الإميان ب�أن اجلنة حق والنار حق‬ ‫والإميان بهما من �أ�صول العقيدة‪ ،‬تواترت ن�صو�ص القر�آن‬ ‫وال�سنة يف بيان اجلنة وعذاب النار‪ ،‬ونعيم اجلنة منه ما هو‬ ‫مادي ح�سي ومنه ما هو روحي معنوي‪ ،‬وهذا مفهوم القر�آن‬ ‫الكرمي‪ ،‬ومن نعيم اجلنة املادي �أنهار اجلنة‪ ،‬و�أ�شجار اجلنة‬ ‫وثمارها وطعم اجلنة و�رشابها وم�ساكن اجلنة ون�ساء وحور‬ ‫اجلنة‪ ،‬ومن نعيم اجلنة الروحي لقاء الله عز وجل ور�ؤية ال ّله‬ ‫تعالى ور�ضوان ال ّله تعالى‪ ،‬يف املقابل ذكر ال ّله يف القر�آن‪،‬‬ ‫العذاب احل�سي لأهل النار وطعامهم و�رشابهم والعياذ بال ّله‪،‬‬ ‫مما ال �شك فيه � ّأن الإميان باليوم الأخر وما فيه من جنة ونار‬ ‫له �أثر فعال يف نف�س امل�ؤمن ويف توجيه �سلوكه يف احلياة‬ ‫ويجعله هذا الإميان يف حذر دائما من عواقب هذا اليوم‪ ،‬وهو‬ ‫الدّافع �إلى اجتناب املحارم و�إيتان الطاعات‪ ،‬وهو د�ستور‬ ‫�إ�صالح للأفراد واجلماعات والأمم وال�شعوب الإ�سالمية‪ّ � ،‬إن‬ ‫الدخول يف الإ�سالم ال يكون �إالّ بال�شهادتني ‪ ،‬قال ال ّله تعالى‪:‬‬ ‫«من عمل �صاحلا من ذكر �أو �أنثى وهو م�ؤمن فلنحيينه حياة‬ ‫طيبة ولنجزينهم ب�أح�سن ما كانوا يعملون»‬


‫العدد ‪882‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬مار�س �إلى ‪� 03‬أبريل ‪2017‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫ف�سحة يف‪:‬‬

‫كتاب( حدائق األزاهر في مستحسن األجوبة والمضحكات والحكم واألمثال والحكايات والنوادر) الذي سنتحف به القارئ الكريم‪،‬عبر سلسلة حلقات‪،‬ضمن‬ ‫هذا الركن‪،‬هوكتاب جامع للحكم واألمثال والنوادروالحكايات‪،‬ألفه الفقيه المالكي وقاضي القضاة ببلده األديب األندلسي محمد بن محمد بن محمد أبو‬ ‫بكر ابن عاصم القيسي الغرناطي ؛توفي بمسقط رأسه غرناطة عن عمريناهز السابعة والستين سنة (عام ‪ 829‬هـ الموافق ‪1426‬م)؛وفي مقدمة كتابه‬ ‫هذا يقول ابن عاصم‪:‬‬ ‫«أما بعد فإني جمعت في هذا الكتاب من طرف األخبار‪ ،‬ورائق األشعار‪ ،‬ومستحسن الجواب‪ ،‬ومضحكات المولدين واألعراب ونوادر الحكم واألمثال‬ ‫واآلداب ما يستحسن ويستطرف‪ ،‬ويستملح ويستظرف من كل نادرة غريبة‪ ،‬أو نكتة عجيبة‪ ،‬أو حكاية بارعة‪ ،‬أو حكمة نافعة‪ ،‬أو قطعة شعر رائعة أو‬ ‫مخاطبة فائقة‪ ،‬مع ما يستفاد في ذلك من الوقوف على مناقب الملوك ومآثرها‪ ،‬ومحامدها ومفاخرها‪ ،‬ومكارم أخالقها وشيمها‪ ،‬وشرف أنفسها وهممها‪،‬‬ ‫وجميل أفعالها وكريم محلها واحتمالها‪ ،‬وعدلها ووفائها‪ ،‬وبأسها وسخائها‪ ،‬وخوفها ورجائها‪ ،‬وحزمها واتقائها‪ ،‬وعزمها وإمضائها‪ ،‬وصفحها وإغضائها‪،‬‬ ‫وجدها واعتنائها‪ ،‬وسطوتها وحنانها‪ ،‬واستقباحها واستحسانها‪ ،‬وسيرها وعوائدها‪ ،‬وجوائزها وفوائدها‪ ،‬إلى غير ذلك من معرفة سنن من تقدم من‬ ‫الوالة واألمراء‪ ،‬والكتاب والشعراء‪ ،‬واألئمة والخطباء‪ ،‬والمؤذنين والفقهاء‪ ،‬والوعاظ والحكماء‪ ،‬واألعراب والغرباء‪ ،‬والمجان والظرفاء‪ ،‬والمجنونين والعقالء‪،‬‬ ‫والطفيليين والبخالء‪ ،‬وحذاق الجواري والنساء‪ ،‬وأهل التصنع والرياء‪ ،‬والزهاد واألولياء‪ ،‬فأخذت في تبويبه وترتيبه‪ ،‬واجتهدت في تهذيبه وتقريبه‪،‬‬ ‫واعتنيت بتأليفه وجمعه‪ ،‬ورددت كل جنس إلى جنسه‪ ،‬وكل نوع على نوعه‪ ،‬وجعلت الشكل فيه مع شكله وضممت المثل إلى مثله‪ ،‬ليسهل النظر فيه على‬ ‫مطالعه‪ ،‬وتحصل الفائدة لقارئه وسامعه‪ ،‬فجاء بحمد اهلل سبحانه حسن الترتيب‪ ،‬بديع التهذيب‪ ،‬فهو روضة آداب‪ ،‬ومتعة أحداق وأسماع ألباب‪ ،‬فيه تسلية‬ ‫للنفوس وترويح لألرواح‪ ،‬واستجالب للمسرات واألفراح‪ ،‬وراحة الخاطر‪ ،‬وأنس المجالس والمسامر‪ ،‬وتحفة القادم‪ ،‬وزاد المسافر‪ ،‬وسميته حدائق األزاهر في‬ ‫مستحسن األجوبة والمضحكات والحكم واألمثال والحكايات والنوادر‪ ،‬وجعلته ست حدائق‪.»...‬‬

‫الحديقة األولى ‪ :‬في المجابهة البديهية المخاطبة المرضية‬ ‫تكلم ربيعة يوماً فأكثر‪ ،‬وإلى جانبه أعرابي‪ ،‬فالتفت إليه وقال‪« :‬ما تعدون البالغة يا أعرابي؟»‪،‬‬ ‫قال‪ :‬قلة الكالم‪ ،‬وإيجاز الصواب»‪ ،‬قال ‪« :‬بما تعدون العي؟»‪ ،‬قال‪« :‬ما كنت فيه منذ اليوم»؛‬ ‫فكأنه ألقمه حجراً‪.‬‬ ‫وقال رجل لألحنف بن قيس‪« :‬بم سودك قومك‪ ،‬وما أنت بأشرفهم بيتاً‪ ،‬وال أصبحهم وجهاً‪،‬‬ ‫وال أحسنهم خلقاً؟»‪ ،‬قال‪« :‬بخالف ما فيك يا ابن أخي؟»‪ ،‬قال‪« :‬وما ذاك؟»‪ ،‬قال‪ :‬بتركي من أمرك‬ ‫ما ال يعنيني‪ ،‬كما عناك من أمري ما ال يعنيك»‪ ،‬فخجل الرجل‪.‬‬ ‫وقال عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه ‪ -‬لرجل‪« :‬من سيد قومك؟»‪ ،‬قال‪« :‬أنا»‪ ،‬قال‪ :‬كذبت‪ ،‬لو‬ ‫كنت كذلك لم تقله»‪.‬‬ ‫وقال أبو حنيفة لألعمش ‪ -‬وأتاه عائداً في مرضه ‪« :-‬لوال أن أثقل عليك يا أبا محمد لعدتك‬ ‫في كل يوم مرتين»‪ ،‬فقال له األعمش‪« :‬واهلل يا ابن أخي‪ ،‬إنك لتثقل علي وأنت في بيتك‪ ،‬فكيف‬ ‫لو جئتني في كل يوم مرتين؟»‪ ،‬ووقف عيينة بن حصين بباب عمر بن الخطاب ‪ -‬رضي اهلل عنه‬ ‫ فقال‪« :‬استأذنوا لي على أمير المؤمنين‪،‬‬‫وقولوا له‪ :‬هذا ابن األخيار بالباب»‪ ،‬فأذن له‪،‬‬ ‫فلما دخل عليه قال له‪« :‬أنت ابن األخيار؟»‪،‬‬ ‫قال‪« :‬نعم»‪ ،‬قال‪« :‬بل أنت ابن األش��رار‪.‬‬ ‫وأما ابن األخيار فهو يوسف بن يعقوب بن‬ ‫إسحاق بن إبراهيم عليهم السالم»‪..‬‬ ‫وقال أبو ضمرة‪« :‬قدم غيالن بكلمة‬ ‫قد صاغها حتى وقف على ربيعة‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫«أنت الذي تزعم أن اهلل أحب أن يعصى؟»‪،‬‬ ‫قال ربيعة‪« :‬أنت الذي تزعم أن اهلل يعصى‬ ‫كرهاً»‪ ،‬فكأنما ألقمه حجراً‪.‬‬ ‫وتكلم إي��اس بن معاوية مع بعض‬ ‫القدرية فقال‪« :‬دخولك فيما ليس لك ظلم‬ ‫منك»‪ ،‬قال‪« :‬نعم»‪ ،‬قال‪« :‬فإن األمر كله هلل‬ ‫فال تدع أن لك شيئاً منه»‪.‬‬ ‫وقال رجل لعلي بن أبي طالب ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪« :-‬ما تقول في القدر؟»‪ ،‬فقال له علي‪« :‬أما‬ ‫أني أسألك عن ثالث‪ ،‬فإن قلت في واحدة منهن ألكفرت‪ ،‬وإن قلت‪ :‬نعم‪ ،‬فأنت أنت‪ ،‬فمد القوم‬ ‫أعناقهم ليسمعوا ما يقول‪ ،‬فقال له علي‪« :‬أخبرني عنك أخلقك اهلل كما شاء‪ ،‬أو كما شئت؟»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«بل كما شاء»‪ ،‬قال‪« :‬أفخلقك اهلل لما شاء أو لما شئت؟» قال‪« :‬لما شاء»‪ ،‬قال‪« :‬فيوم القيامة‬ ‫تأتيه بما شئت أو بما شاء؟»‪ ،‬قال‪« :‬بما شاء»‪ ،‬قال‪« :‬قم فال مشية لك»‪ ،‬فسكت الرجل‪ ،‬ولم يجد‬ ‫جواباً‪.‬‬ ‫(‪)...‬لقي أبو العيناء رج ًال من إخوانه في السحر‪ ،‬فجعل يعجب من بكوره‪ ،‬فقال له‪« :‬أراك‬ ‫تشاركني في الفعل‪ ،‬وتنفرد دوني بالتعجب»‪.‬‬ ‫ودخل رجل بجاية‪ ،‬فقال‪« :‬ما أكثر هذه البالد بكالب» ‪ ،‬فأخرجت امرأة رأسها من طاق‪ ،‬وقالت‪:‬‬ ‫«أكثرهم برانيون»‪..‬‬ ‫وشهد عند ابن شبرمة قوم على براح فيه نخل‪ ،‬فقال لهم‪« :‬كم من نخلة؟»‪ ،‬فقالوا‪« :‬ال‬ ‫نعلم»‪ ،‬فرد شهادتهم‪ ،‬فقال له بعضهم‪« :‬أنت تقضي في هذا المسجد ثالثين سنة‪ ،‬فهل تعلم‬ ‫كم من سارية فيه؟» فانقطع‪ ،‬وأجاز شهادتهم‪..‬‬

‫ودخل رجل من الهاشميين على المنصور‪ ،‬فقال له المنصور‪« :‬متى مات؟»‪ ،‬وما كان سبب‬ ‫موته؟»‪ ،‬فجعل يقول‪« :‬اعتل رحمه اهلل في وقت كذا‪ ،‬وخلف رحمه اهلل كذا»‪ ،‬فقال له الربيع‪« :‬كم‬ ‫تترحم على أبيك بين يدي أمير المؤمنين؟»‪ ،‬فقال الهاشمي‪« :‬ال ألومك فأنت ال تعرف حالوة‬ ‫اآلباء»‪ ،‬وكان الربيع يرمي بأنه ال يعرف له أب‪.‬‬ ‫وقال المنصور ألهل الشام‪« :‬أال تحمدون اهلل الذي رفع عنكم الطاعون منذ علينا أمركم؟»‪.‬‬ ‫فقال له رجل‪« :‬اهلل أعدل من أن يجمعك والطاعون علينا»‪ ،‬فسكت‪ ،‬ولم يزل يطلب عليه العلل‬ ‫حتى قتله‪.‬‬ ‫(‪)...‬وقال معاوية في مجلسه ذات يوم‪« :‬إن اهلل عز وجل يقول‪( :‬وإن من شيء إلى عندنا‬ ‫خزائنه وما ننزله إال بقدر معلوم) فلم تلومونني؟»‪ ،‬فقال األحنف بن قيس‪« :‬ما نطالب بما في‬ ‫خزائن اهلل‪ ،‬ولكن المقدار المعلوم الذي أنزله اهلل من خزائنه قد جعله في خزائنك»‪ ،‬فانقطع‬ ‫معاوية‪ ،‬ولم يجب‪.‬‬ ‫ودخل ابن يزيد على هشام بن عبد‬ ‫الملك‪ ،‬وعلى رأس يزيد قلنسوة حسنة‪،‬‬ ‫فقال هشام‪« :‬بكم أخذت قلنسوتك هذه؟»‪،‬‬ ‫ق��ال‪« :‬بألف دره��م»‪ ،‬ق��ال‪« :‬سبحان اهلل‪،‬‬ ‫قلنسوة بألف درهم؟»‪ ،‬قال‪« :‬نعم يا أمير‬ ‫المؤمنين‪ ،‬أخذتها ألكرم أطرافي‪ ،‬وأنت قد‬ ‫اشتريت جارية بألف درهم ألخس أطرافك»‪،‬‬ ‫فأفحم هشاماً بالجواب‪.‬‬ ‫وجلس محمد بن الزيات للمظالم‪،‬‬ ‫فجاءه رج��ل يتظلم‪ ،‬فقال ل��ه‪« :‬غصبني‬ ‫وكيلك ضيعتي‪ ،‬وحازها إلى أرضك»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«تحتاج إلى بينة وشهود‪ ،‬وأشياء كثيرة»‪،‬‬ ‫قال‪« :‬الشهود هم البينة وأشياء كثيرة‬ ‫تجيء من عندك»‪ ،‬فبقي ابن الزيات باهتاً‪،‬‬ ‫ثم رد عليه ضيعته‪.‬‬ ‫وقال رجل لجارية أبيه‪« :‬يا زانية»‪ ،‬فقالت‪« :‬لو كنت كذلك لجئت بآخر مثلك»‪.‬‬ ‫وقال رجل من العباسيين ألبي العيناء‪« :‬تبغضني وقد أمرت بالصالة علي؟‪،‬تقول‪ :‬اللهم صل‬ ‫على محمد وعلى آله»‪ ،‬فقال أبو العيناء‪« :‬فإني أقول‪ :‬الطيبين الصالحين‪ ،‬فتخرج أنت منهم»‪..‬‬ ‫وقال أبو العيناء‪« :‬ما أخجلني أحد مثل ما أخجلني ابن ظريف لعبد الرحمن بن خاقان‪ ،‬كنت‬ ‫يوماً عندهم‪ ،‬فقلت ألبيه‪ :‬وددت أن لي ابناً مثل ابنك‪ ،‬فقال االبن‪ :‬هذا أمر هين‪ ،‬عليك بأم عيالك؛‬ ‫فإنها تأتيك بابن مثلي»‪..‬‬ ‫وكان زياد األعجم يوماً يتكلم وهو قائم‪ ،‬والناس حوله‪ ،‬فمر به الفرزدق‪ ،‬فقال له‪« :‬صرت يا‬ ‫أغلف تتكلم بين الناس»‪ ،‬فقال زياد‪« :‬أو أخبرتك أمك بالخبر؟»‪.‬‬ ‫وقال رجل لبعض الشعراء‪« :‬أنت تقذف المحصنات في شعرك»‪ ،‬فقال‪« :‬إذن ال يصيبك في‬ ‫أمك من شعري شيء»‪.‬‬ ‫وقال نصر بن سيار األعرابي‪« :‬هل أصابتك تخمة؟»‪،‬قال‪« :‬أما من طعامك‪ ،‬وطعام أبيك‪ ،‬فال»‪.‬‬ ‫وقال المدائني‪« :‬كان عند روح بن زنباغ هند ابنة النعمان بن بشير‪ ،‬وكان شديد الغيرة‪،‬‬ ‫فأشرفت تنظر إلى وفد من جذام كانوا عنده‪ ،‬فزجرها‪ ،‬فقلت‪« :‬إني واهلل ألبغض الحالل من جذام‪،‬‬ ‫فكيف بالحرام منهم؟»‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪882‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)785‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬مار�س �إلى ‪� 03‬أبريل ‪2017‬‬

‫“المرحوم عبد اهلل المرابط الترغي‪:‬‬ ‫أيقونة قيم ونبراس علم”‬

‫هل ــ فعال ــ رحل عنا الفقيد العزيز والعالم الجليل سيدي عبد اهلل المرابط الترغي؟ وهل‬ ‫سيكون علينا تصديق خبر وفاته وانتقاله إلى عوالم الموت السرمدية؟ وهل كان مصيره‬ ‫البيولوجي حقيقة مادية يوم انتقل إلى جوار ربه راضيا مطمئنا؟ ثم كيف لنا أن نقبل بلحظة‬ ‫الغياب مادام الرجل مازال منتصبا بيننا كقامة شامخة للعلم وللمعرفة وللثقافة ولألخالق؟ وإلى‬ ‫أي حد يمكن للرحيل المادي المرتبط بفناء الجسد أن يحجب نقاء الروح وطهرانية السريرة‬ ‫وخلود الذكر؟‬ ‫أسئلة متناسلة‪ ،‬يفرضها االطالع على مضامين الكتاب التوثيقي واالحتفائي الهام الذي‬ ‫صدر عند مطلع السنة الجارية (‪ ،)2017‬تحت عنوان “المرحوم عبد‬ ‫اهلل المرابط الترغي‪ :‬أيقونة قيم ونبراس علم”‪ ،‬في ما مجموعه ‪123‬‬ ‫من الصفحات ذات الحجم المتوسط‪ ،‬احتوت موادا متنوعة التقت‬ ‫في استحضار مظاهر النبوغ لدى فقيدنا العزيز‪ ،‬من خالل سلسلة‬ ‫شهادات وقراءات ومرثيات‪ ،‬أشرفت األستاذة هدى المجاطي على‬ ‫تجميع مضامينها وعلى تخريجها في حلة متناسقة‪ ،‬ال شك وأنها‬ ‫عنوان لفضيلة االعتراف ألهل العلم بفضلهم وألصحاب الجود‬ ‫بجودهم ولرواد العطاء بعطائهم‪.‬‬ ‫والحقيقة‪ ،‬إن الكتاب يشكل تجسيدا حيا لثقافة االمتنان‬ ‫والعرفان التي تحملها نخب منطقة الشمال تجاه أعالمها الكبار من‬ ‫خالل سيرة األستاذ عبد اهلل المرابط الترغي‪ .‬فالرجل أضحى منارة‬ ‫للعلم وللمعرفة‪ ،‬نجح في نشر أريج عطائه على نطاق جغرافي واسع‬ ‫تجاوز منطقة الشمال وعموم بالد المغرب‪ ،‬ليمتد على أفق جغرافي‬ ‫واسع وممتد على امتداد خريطة الوطن العربي الواسع‪ .‬كان‪ ،‬رحمه‬ ‫اهلل‪ ،‬رجال للمعرفة وللعطاء‪ ،‬لم يكن يمل من البحث ومن السؤال‪،‬‬ ‫ولم يكن يتعب من التنقيب ومن السعي نحو تعزيز معارف تخصصه‪.‬‬ ‫كان عالم زمانه‪ ،‬ترك مدرسة قائمة األرك��ان‪ ،‬أساسها إصداراته‬ ‫الغزيرة ورصيد منجزه األكاديمي‪ ،‬ودعائمها أفواج من الخريجين‬ ‫ومن المتمدرسين ومن الطلبة الذين تشربوا من عطائه‪ ،‬وآفاقها‬ ‫هذا النهج القويم في الجمع بين مشاق العطاء األكاديمي وبين‬ ‫نعمة التواضع ومكرمة األخالق‪ ،‬وهي النعمة والمكرمة التي ارتبطت‬ ‫باسمه‪ ،‬بعد أن أصبحت صفة مالزمة له طيلة تقلبات حياته المليئة‬ ‫بالعطاء وبالبذل وباالستعداد المتواصل الحتضان كل األصوات‬ ‫الباحثة عن المعرفة العلمية وعن أصول التكوين في المجاالت‬ ‫األكاديمية التي ارتبطت بسيرته العلمية‪.‬‬ ‫إنها صفة العلماء الكبار التي جعلت من صاحبها عالما مشاركا بكل ما تحمله لفظة‬ ‫“مشارك” من دالالت حضارية عميقة‪ ،‬وميسما ناصعا لرصيد منجز الفقيد المرابط الترغي‪ ،‬بل‬ ‫هي عالمة فارقة على أن األمر يتعلق بأحد مظاهر “النبوغ المغربي” داخل المشهد الثقافي‬ ‫والعلمي الوطني الراهن‪ .‬ولعل هذا ما انتبهت له كل المداخالت التي احتواها الكتاب‪ ،‬عندما‬ ‫حرصت على القبض بمعالم التميز في سيرة الرجل العلمية وفي ظالل أخالقه الوارفة وفي‬ ‫ينابيع تكوينه المتين‪ .‬وقد ساهمت بهذه المداخالت ثلة من زمالء الفقيد وطلبته وأصفيائه‬ ‫ممن ظلوا يحملون توهج ذكرى الرجل ونبل معدنه‪ ،‬ويتعلق األمر باألساتذة أحمد هاشم‬ ‫الريسوني‪ ،‬ومحمد الحافظ الروسي‪ ،‬وأحمد المسناوي‪ ،‬ومحسن الروسي‪ ،‬وأبو الخير الناصري‪،‬‬ ‫وعبد الحي الروسي‪ ،‬ونهاد المودن‪ ،‬وحنان العسري‪ ،‬وعبد اللطيف شهبون‪ ،‬وهدى المجاطي‪،‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫وعدنان الوهابي‪ ،‬ومحمد أملح‪ ،‬ومحمد البالي‪ ،‬وعبد الحفيظ األشهب‪ ،‬ومحمد المختار العلمي‪،‬‬ ‫ومحمد ابن يعقوب‪ ،‬وعدنان أجانة‪.‬‬ ‫هي شهادات ودراسات تبعث عربون وفاء لذكرى هذه الروح الطيبة التي أخلصت في حبها‬ ‫للعلم وللمعرفة‪ ،‬وجاهدت بأخالقها وبسيرها من أجل ترصيص معالم الهوية الثقافية والعلمية‬ ‫لمنطقة شمال المغرب‪ .‬لذلك‪ ،‬أمكن القول إنه ال يمكن ــ بأي حال من األحوال ــ كتابة التاريخ‬ ‫الثقافي الراهن للمنطقة بدون العودة المستمرة والمتجددة للنهل من تراث المرحوم عبد‬ ‫اهلل المرابط الترغي‪ .‬وعند هذه الصفة بالذات‪ ،‬يمكن اإلجابة عن‬ ‫السؤال الذي طرحناه في مقدمة هذا المقال‪ ،‬لنقول إن عبد اهلل‬ ‫المرابط الترغي لم يمت ولم يفارقنا مادام إنتاجه األكاديمي شامخا‬ ‫ومنتصبا بيننا‪ ،‬يمارس سطوته المعرفية على المريدين وعلى طالب‬ ‫األنوار العرفانية من منابعها األصيلة ومن منطلقاتها التنقيبية‬ ‫الصلبة والمؤسسة للمعرفة األكاديمية المحكمة ذات الصلة برصيد‬ ‫المنجز العلمي والجامعي للمرحوم المرابط الترغي‪.‬‬ ‫فعن هذا النهر الدافق للرصيد المعرفي لفقيدنا العزيز‪ ،‬يقول‬ ‫أحمد هاشم الريسوني‪“ :‬كان المرحوم األستاذ الدكتور سيدي عبد‬ ‫اهلل المرابط الترغي عالمة فارقة في مجال الدراسات األدبية عندنا‬ ‫في شمال المغرب خالل العقود الثالثة األخيرة”‪ .‬ويقول محمد حافظ‬ ‫الروسي‪“ :‬كان ــ رحمه اهلل تعالى ــ جماعا للكتب وللمخطوطات‪ ،‬وقد‬ ‫حباه اهلل –عز وجل‪ -‬بحافظة قوية‪ ،‬واطالع واسع‪ ،‬ومعرفة بالتراجم‪،‬‬ ‫وكتب الفهارس‪ ،‬وهذه أمور قل أن تجتمع في شخص واحد”‪ .‬وتقول‬ ‫هدى المجاطي‪“ :‬الحديث عن أستاذنا الذكتور عبد اهلل المرابط‬ ‫الترغي ال ينصرف إلى وجهة واحدة‪ ،‬فهو نموذج لألستاذ المتمكن‪،‬‬ ‫والباحث الرصين‪ ،‬والخبير بالتراث األدبي‪ .‬ورغم تنوع اهتماماته‬ ‫ودراساته في األدب والشروح والرحالت واللغة والتصوف والتاريخ‪،‬‬ ‫فإن علم التراجم حظي عنده بالنصيب األكبر‪ .”...‬ويقول أبو الخير‬ ‫الناصري‪“ :‬حينما أتأمل حرصه هذا على تحصيل العلم بالجديد في‬ ‫موضوع التراجم‪ ،‬مع ما كانت عليه حالته الصحية من اعتالل‪ ،‬يخيل‬ ‫إلي أن أستاذنا الجليل كان ــ رحمه اهلل تعالى ــ يلقننا بذلك درسا‬ ‫جميال أجريه على لسانه في العبارة اآلتية‪“ :‬اطلبوا العلم من المهد‬ ‫إلى اللحد‪ ،‬واطلبوا العلم في الصحة والمرض”‪ .”...‬ويقول عبد الحفيظ األشهب‪“ :‬كان المرحوم‬ ‫عبد اهلل المرابط الترغي –كما وصفه الفقيه العالمة محمد المنوني رحمة اهلل عليه‪ -‬فارس‬ ‫حلبة المغربيات‪ ،‬وقد انشغل بالدراسات المغربية في عدة مستويات‪ :‬مستوى البحث الفهرسي‬ ‫والترجمي‪ ،‬ومستوى دراسة القضايا اللغوية واألدبية والفكرية من موقع األستاذية الممتدة‪،‬‬ ‫ومستوى تحقيق النصوص‪.”...‬‬ ‫وبعد‪ ،‬فهذا غيض من فيض كلمات ودراسات وشهادات‪ ،‬ال شك وأنها تعيد مناجاة هذه‬ ‫الروح الطاهرة التي نفخر بنهلنا جميعا من ثمارها اليانعة‪ ،‬ثمار سيدي عبد اهلل المرابط الترغي‪،‬‬ ‫العالم والمثقف والمربي‪ ،‬وقبل ذلك سيدي عبد اهلل المرابط الترغي اإلنسان أوال وأخيرا‪.‬‬

‫الشغيلة التعليمية بوزان تعقد المؤتمر التأسيسي لمؤسسة األعمال االجتماعية‬ ‫«حيا على العمل االجتماعي الهادف»‪،‬‬ ‫جملة من أربع كلمات تردد صداها صباح‬ ‫يوم األحد ‪ 19‬مارس بكل زوايا المديرية‬ ‫اإلقليمية للتربية الوطنية والتكوين المهني‬ ‫التي احتضن فضاءهـــا ‪ ‬أشغـــال المؤتمـــر‬ ‫التأسيسي للفرع اإلقليمي لمؤسسة األعمال‬ ‫االجتماعية للتعليم بوزان المنعقـــد تحت‬ ‫شعار ‪« :‬مــن أجل فعـل اجتماعي ملتـــزم‪،‬‬ ‫تضامني وشفاف لخدمة الشغيلة التعليمية‬ ‫بإقليم وزان»‪.‬‬ ‫انطلقت الجلسة االفتتاحية بكلمة المدير‬ ‫اإلقليمي للتعليم فؤاد أرواضي‪ ،‬باإلشادة‬ ‫بنساء ورجال التعليم الذين انخرطوا بحماس ونكران للذات في تنزيل هذا المشروع الحامل‬ ‫للقيم التي تعمل المدرسة المغربية على إنباتها في مشتل عريض اسمه المغرب الذي يعلو وال‬ ‫يعال عليه ‪ .‬وأضاف بأن مختلف محطات تأسيس الفرع اإلقليمي لمؤسسة األعمال االجتماعية‪،‬‬ ‫من ألفها إلى يائها كانت حبلى بالدروس والعبر ‪.‬‬ ‫‪ ‬من جهته استعرض محمد بالط مبعوث المكتب الوطني لمؤسسة األعمال االجتماعية‬ ‫في كلمته‪ ،‬النضاالت التي خاضتها الشغيلة التعليمية من أجل االعتراف بحقها في التوفر على‬ ‫مؤسسة تعنى بملفها االجتماعي ‪ .‬وألن زمن اليوم تحكمه القواعد المتوحشة للسوق‪ ،‬يضيف‬ ‫المتحدث‪ ،‬فإن الحاجة أصبحت أكثر من أي وقت مضى تستدعي االنتصار للحل التضامني‬ ‫الذي تجسده مثل هذه المؤسسة‪ ،‬التي يأتي تأسيس فرعها اإلقليمي بوزان في سياق دينامية‬ ‫جديدة أطلقها مكتبها الوطني ‪.‬‬ ‫‪ ‬بدوره قدم رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر التأسيسي أحمد ضريف‪ ،‬ورقة تقنية عن‬ ‫مختلف محطات اإلعداد‪ ،‬وصوال لهذا اليوم الذي يشكل حدثا متميزا ‪ .‬ولم تفته اإلشادة بالدور‬

‫اإليجابي الذي لعبــه الفرقــاء االجتماعيون‬ ‫في توسيع رقعـة االنخــراط التي حطمت‬ ‫رقما قياسيا مقارنة بما هو مسجل بمختلف‬ ‫المديريات االقليمية بجهة الشمال ‪.‬‬ ‫‪ ‬تجـدر اإلشـــارة بأن أشغـــال الجلسة‬ ‫االفتتاحية تميزت بحضور ضيوف مؤسسة‬ ‫األعمال االجتماعية‪ ،‬نذكــر منهــم وفـــدا‬ ‫هاما يمثل مكتبها الوطني‪ ،‬وممثل اللجنة‬ ‫الجهوية لحقوق اإلنسان بالشمال‪ ،‬وممثلي‬ ‫المكاتب اإلقليميــة للنقابــات التعليميـــة‪،‬‬ ‫ورؤساء مصالح بالمديرية اإلقليمية للتعليم‬ ‫بوزان‪ ،‬وطيف من ممثلي وممثالت النسيج‬

‫الجمعوي‪.‬‬ ‫‪ ‬عملية االقتراع التي شارك فيها أزيد من ‪ 100‬منتدبة ومنتدب يمثلون حوالي ‪100‬‬ ‫مؤسسة تعليمية‪ ،‬وتنافست فيها تنافسا شريفا الئحتين‪ ،‬انتهت بانتخاب مكتب الفرع اإلقليمي‬ ‫لمؤسسة األعمال االجتماعية للتعليم الذي وزع أعضاءه المهام بينهم على الشكل التالي ‪:‬‬ ‫‪ ‬الكاتب العام ‪ :‬عبد الحميد القطبي‬ ‫نائبه ‪ :‬عبد الرزاق ميموني‬ ‫األمين ‪ :‬عبد العالي طيبي‬ ‫نائبه ‪ :‬عبد الرزاق نعوم‬ ‫المستشارون مكلفون بمهام حسب ما ينص على ذلك قانون المؤسسة ‪ :‬عزيز لخليفي‪،‬‬ ‫محمد ملكاوي‪ ،‬السعيد الكافي‪ ،‬هشام بومداسة‪ ،‬خليد ابنينو ‪.‬‬

‫محمد حمضي‬


‫الثالثاء ‪ 28‬مار�س �إلى ‪� 03‬أبريل ‪2017‬‬

‫العدد ‪882‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)352‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫الرابطة ‪ :‬الزيادة في الضرائب‬ ‫تقهقرُ للمقاهي وتأزيمُ‬ ‫لوضعية اليد العاملة بها !‬

‫الزالت رابطة طنجة الكبرى ألرباب المقاهي بمدينة طنجة تستنكرالقرار التعسفي‪،‬‬ ‫المتجلي في الزيادة المرتقبة على مستوى ضرائب استغالل الملك العام(الرصيف)‬ ‫والمشروبات وذلك من طرف المجلس الجماعي الذي انفرد بقراره‪ ،‬دون إشراكه‬ ‫للمعنيين باألمر‪ ،‬كما هومعمول به في المجتمعات الديمقراطية التي تجلس حول‬ ‫طاولة الحوار‪ ،‬لمناقشة مختلف األمور‪ ،‬وبالتالي الخروج بال « ضرر والضرار»‪.‬‬ ‫وعالقة بهذا الموضوع الذي سبق أن تطرقنا إليه‪ ،‬توصلنا بنسخة من بالغ تشجب‬ ‫فيه الرابطة وتستنكر بقوة هذه الزيادة المرتقبة بالنسبة للملك العمومي والتي انتقلت‬ ‫ضريبته من مبلغ ‪ 60‬درهم للمتر المربع إلى ‪ 1000‬درهم للمتر المربع‪ ،‬أوبالنسبة إلى‬ ‫الضريبة عن المشروبات التي انتقلت من ‪ 3‬في المائة إلى ‪ 8‬في المائة‪ ،‬في الوقت‬ ‫الذي تكون مدينة من حجم الدارالبيضاء التتعدى ضريبة مشروباتها ‪ 7‬في المائة‪ ،‬علما‬ ‫أن ضريبة المشروبات بالرباط التتجاوز ‪ 4‬في المائة‪ ،‬بينما في تطوان التتعدى ‪ 5‬في‬ ‫المائة‪ ،‬وذلك حسب مصدر مطلع‪.‬هذا يعني أن مجلس طنجة وحده يسابق الزمن‪ ،‬بحثا‬ ‫عن المداخيل على حساب المس بحقوق ومصالح أرباب المقاهي‪ ،‬فضال عن تعريض‬ ‫التوازنات االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬لالختالل‪.‬‬ ‫وأضاف البالغ أنه من المرتقب تطبيق وتفعيل هذه الزيادات خالل شهر أبريل‬ ‫القادم لسنة ‪ ،2017‬لذا فإن الرابطة التي تدافع عن حقوق ومصالح أرباب المقاهي‬ ‫بطنجة‪ ،‬تعتبر القرار مفاجئا لكونه تم اتخاذه من غير إشراك أو مراجعة للرابطة التي‬ ‫ينضوي تحت لوائها أرباب المقاهي المعنيين باألمرمن أجل بلورة رؤية تشاركية‪،‬‬ ‫انطالقا من روح الدستور الجديد الذي نصت مواده على الصفة االقتراحية مع المجتمع‬ ‫المدني‪.‬كما أن هذه الزيادات في الضرائب والرسوم من شأنها المساهمة في تقهقر‬ ‫قطاع المقاهي‪ ،‬وبالتالي إغالقها وتشريد اليد العاملة التي تعيل آالف األسر‪ ،‬فأي مقهى‪،‬‬ ‫مهما كان شكله أوحجمه‪ ،‬سيؤدي أمواال طائلة‪ ،‬ضريبة عن الرصيف وعن المشروبات!‬ ‫كما أشار البالغ إلى أن الرابطة اليمكن أن تتحمل ما أفسده مسيرو المجلس‬ ‫الجماعي لطنجة‪ ،‬تحت ذريعة أن صندوق الجماعة الحضرية فارغ ! هذا فضال عن‬ ‫الزيادات التي ستمس مواد أو مجاالت أخرى!؟‬ ‫لهذه األسباب‪ ،‬فإن البالغ ذاته خلص إلى أن الرابطة تخبر السادة أرباب المقاهي‬ ‫بمدينة طنجة أن المجلس الجماعي رفض الرجوع عن تطبيق هذه الزيادات‪ ،‬مستعمال‬ ‫أسلوب التهديد» إما وإال» في حق أعضائها‪ ،‬خالل اجتماع ربطها مع محمد أمحجور‪،‬‬ ‫نائب العمدة والذي انسحب مع بداية هذا االجتماع‪ ،‬دون اعتذار منه تاركا المهمة‬ ‫لموظف بقسم الجبايات‪ ،‬مما اعتبرته الرابطة إهانة ألعضائها وباقي أرباب المقاهي‪،‬‬ ‫ملتمسة منهم أن يتحدوا جميعهم‪ ،‬بدون استثناء‪ ،‬للوقوف في وجه هذه الزيادات‪،‬‬ ‫وذلك بالعزوف عن أداء ضريبة استغالل الملك العمومي والضريبة عن المشروبات‪،‬‬ ‫إلى غاية أن يتم جلوس المسؤولين الجماعيين مع الرابطة حول طاولة التفاوض‪،‬‬ ‫بخصوص هذا الشأن‪.‬‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫وريث يتابع قضية االستيالء على‬ ‫عقار جدته بطنجة منذ ‪31‬‬

‫توصلت الجريدة بنسخة من شكاية موجهة إلى الوكيل العام للملك بمحكمة‬ ‫االستئناف بطنجة‪ ،‬بعث بها المواطن محمد الشاط‪ ،‬تتعلق حول االستيالء على قطعة‬ ‫أرضية‪ ،‬كائنة بطريق الرباط بطنجة‪ ،‬مساحتها ‪ 3000‬متر مربع‪ ،‬في ملكية جدته‪ ،‬دون‬ ‫سند قانوني وذلك من طرف مجموعة من األشخاص‪ ،‬نعتهم ب‪« :‬عصابة إجرامية»‬ ‫حيث قاموا باالستيالء كذلك على مجموعة من األمالك المخزنية‪ ،‬بواسطة ملكية جدته‬ ‫التي زوروها‪ ،‬وقاموا بالبناء فوق قطعتها األرضية‪ ،‬علما أن المرحومة سبق لها ـ قيد‬ ‫حياتها ـ أن قامت بتعرض في الموضوع‪.‬‬ ‫ولإلشارة‪ ،‬فهؤالء سبق أن صدر حكم قضائي ضدهم بتاريخ ‪ 11‬ـ نونبر‪،2014‬‬ ‫قضى بتعويض ذوي الحقوق عن الضرر‪ ،‬ملف تنفيذي عدد ‪ 6201/2013/4259‬لكن‬ ‫الملف ظل حبيس المكتب التنفيذي بابتدائية طنجة في حاجة إلى إجراء واحد‪ ،‬لكي‬ ‫يقوم المنفذ بتنفيذه‪ ،‬غيرأن دفاع المتضررين امتنع عن القيام بواجبه‪ ،‬قبل أن يقوم‬ ‫فيما بعد هو ودفاعهم اآلخر بالتالعب بالملف الذي لم يستجيبا ألمرتنازلهما عنه‬ ‫من طرف موكليهما ! أكثر من هذا‪ ،‬تضيف الشكاية ذاتها‪ ،‬أن القطع األرضية التي‬ ‫توجد فوقها كل من مدرسة مبروكة‪ ،‬ومدرسة النصر ومدرسة اإلمام البخاري ومدرسة‬ ‫الداخلة‪ ،‬تعود ملكيتها إلى ذوي الحقوق الذين لم يعوضوا عنها إلى حد كتابة هذه‬ ‫السطور‪.‬‬ ‫واألخطر‪ ،‬هو أن المشتكي محمد الشاط يقول في شكايته أنه تم تهديده مرارا‬ ‫بالقتل من طرف أفراد «العصابة»‪ ،‬خاصة وأنه الذكر الوحيد في نزاع قضائي معهم‪،‬‬ ‫منذ حوالي ‪ 31‬سنة‪ ،‬وكلما تحرك خطوة واحدة‪ ،‬بحثا عن إنصافه‪ ،‬تحركوا خطوات عدة‪،‬‬ ‫مستغلين بذلك نفوذهم وعالقاتهم األخطبوطية‪ ،‬وبجميع الطرق! ويكفي أنه الحظ‬ ‫سوء المعاملة وعدم الترحيب به في كثير من مصالح المؤسسات العمومية‪ ،‬القضائية‬ ‫واإلدارية‪ ،‬وهويحاول تتبع سيرشؤون ملفه‪ ،‬دون جدوى‪».‬‬ ‫وأخيرا‪ ،‬يلتمس المشتكي من الوكيل العام للملك إعطاء تعليماته لجميع المصالح‬ ‫المختصة‪ ،‬بإعادة النظرفي سير ملف قضيته‪ ،‬وذلك إحقاقا للحق ونصرة للمظلوم‪.‬‬

‫أحمد صدقي‬

‫ا�ض َي ًة َم ْر ِ�ض ّ َي ًة‬ ‫} َيا �أَ ّ َي ُتهَ ا ال ّ َن ْف ُ�س مْ ُال ْط َم ِئ َن ُّة ْار ِجعِي ِ�إ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫َف ْاد ُخلِي يِف عِ َبادِ ي َو ْاد ُخلِي َج َّنتِي {‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫خالة اإلخوة حمضي في ذمة اهلل‬ ‫انتقلت إلى عفو اهلل ورحمته صباح يوم الثالثاء ‪ 21‬مارس بمدينة وزان ‪،‬‬ ‫خالة اإلخوة حمضي المشمولة برحمة اهلل شريفة شيخي ‪.‬‬ ‫‪ ‬وأمام هذا المصاب الجلل يتقدم األهل واألحباب واألصدقاء بتعازيهم‬ ‫الحارة ومواساتهم القلبية إلى اإلخوة حمضي ووالدتهم رحمة شيخي شقيقة‬ ‫الفقيدة ‪ ،‬وإلى أبناء المرحومة ‪ :‬عواطف ‪ ،‬محمد ‪ ،‬نجاة ‪ ،‬مصطفى ‪ ،‬هند ‪ ،‬تاج‬ ‫الدين ‪ ،‬محسن ‪ ،‬مصطفى ‪ ،‬أسماء ‪ ،‬عبد الفتاح ‪ ،‬عبد المجيد ‪ ،‬راجين من اهلل‬ ‫جل جالله بأن يلهمهم جميعا الصبر والسلوان ‪ ،‬وأن يمطر الفقيدة بشآبيب‬ ‫رحمته ويسكنها فسيح جنانه بجانب الصديقين والشهداء‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫م‪ .‬إمغران‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫‪17‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪352‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 882‬ـ الثالثاء ‪ 28‬مار�س �إلى ‪� 03‬أبريل ‪2017‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫رياضة رمي الجلة ‪)3( :‬‬

‫‪3‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫سؤال‬

‫أصبح يطرح نفسه بإلحاح خالل هذه األيام‪ ،‬سيما أن إحدى المواقع‬ ‫اإللكترونية كشفت أن الالعب النجيري شيكاتارا ال يتوفر على ‪10‬‬ ‫مباريات دولية في جعبته تؤهله للعب في الدوري المغربي‪ .‬والمثير هنا أن فوزي‬ ‫لقجع رئيس الجامعة تطرق في حديثه في الموضوع لشكاية اتحاد طنجة ضد الوداد‬ ‫بشان عدم أهلية الالعب لمشاركة في المباراة التي جمعت الفريقان‪ ،‬وأكد ان الفريق‬ ‫الطنجاوي لم يدل بما يفيد عدم أهلية الالعب‪ .‬ونحن نقول للقجع‪ ،‬بصفته رئيسا‬ ‫للجامعة‪ ،‬من سيمنعه من معرفة الحقيقة وهو األقرب إلى ذلك من خالل بعث مراسلة‬ ‫بسيطة إلى االتحاد النجيري لكرة القدم‪ ،‬مثلما فعل الموقع اإلليكتروني الذي يؤكد‬ ‫توصله بوثائق تفيد عدم بلوغ الالعب ‪ 10‬مباريات‪ .‬على العموم سننتظر ما إذا كان‬ ‫فوزي لقجع صادقا وسيقوم بتوجيه استفسار لالتحاد النجيري بشأن هذه القضية‪.‬‬

‫عبد الصمد المباركي‪...‬‬ ‫عميد �شباب الريف احل�سيمي‬

‫ماهي أسباب قيامك بتلك الحركة التي كانت وراء طردك‬ ‫في مباراة تطوان‪ ،‬والبعض يحملك مسؤولية الهزيمة؟‬

‫عضالت الساقين ‪:‬‬ ‫تث ِبت عضالت الساقين الرامي في األرض‪ ،‬وتَضمن توازنه‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى أنها عامِل رئيسيٌ في دَفع الكرة بقوةٍ‪ .‬عضالت‬ ‫الوَسَط باإلنجليزيّة ‪ .) )Core muscles‬تعد هذه العضالت‬ ‫ً‬ ‫الجسم مستقيما وصلبا أثناء‬ ‫مُهمة في دوران الرامي‪ ،‬وإبقاء ِ‬ ‫الرمي‪.‬‬

‫عضالت الصدر ‪:‬‬ ‫يأتي دور هذه العضالت عِند الرمي‪ ،‬ومد الذراع‪.‬‬

‫عضالت الكتف وال ّذراعين ‪:‬‬ ‫ً‬ ‫مهمة في تحديد ّقة الرَمية عند مد‬ ‫تعد هذه العَضالت‬ ‫الذراع للرمي‪.‬‬

‫األخطاء الشائعة في رمي الجلة ‪:‬‬ ‫تتكرر أخطاء عدة عند رمي الجلة‪ ،‬ومن األخطاء الشائعة أثناء‬ ‫أدائها‪ ،‬ارتكاز الكرة على راحة اليد بدال من ارتكازها على األصابع‪،‬‬ ‫مما يؤخر دفع الكرة‪ .‬انخفاض المرفق بزاوية حادة‪ ،‬أو التصاقه‬ ‫بالجسم‪ .‬إطالق الجلة بطريقة خاطئة‪ .‬الزحلقة لمسافات قصيرة‬ ‫جدا وذلك بسبب ضعف األصابع‪ ،‬أو ضعف أربطة مفاصل الركبة‪.‬‬ ‫رمي الجلة بمستوى منخفض‪ .‬التواء الساعد عند رمي الجلة‪.‬‬

‫مخاطِر رياضة رَمي الجلة ‪:‬‬ ‫رياضة رَمي الجلة تحتاج مجهودا بدنيا كبيرا؛ فمعظم عضالت‬ ‫الجسم تستخدَم أثناء أدائها‪ ،‬ولهذا َقد تحدث إصابات خطيرة‬ ‫ِ‬ ‫عند ممارستها‪ ،‬ومنها‪ ،‬إصابات اليد المختلفة‪،‬إصابات َ‬ ‫الكتف‬ ‫المختَلفة‪ ،‬مثل‪ :‬تمزق العضالت‪ ،‬أو حدوث إصابات في الكفة‬ ‫المدورة باإلنجليزيّة ‪ ))Rotator cuff‬وذلك ألن الجلة ثقيلة جدا‪،‬‬ ‫مما يحدِث ضغطا كبيرا على الكتف‪ ،‬وإصابات في منطقة الكوع؛‬ ‫حيث يتولد ضَغط كبير على هذه المنطقة‪ ،‬بسبب حَمل الجلة‬ ‫ورميها‪.‬‬

‫إصابات في وسط الجسم ‪:‬‬ ‫وأبرزها منطقة َ‬ ‫الجسم‬ ‫الظهر السفلي‪ ،‬وذلك نتيجة دوران ِ‬ ‫أثناء تأدية الرمية‪ .‬إصابات مختلفة في مفاصل الجسم‪ ،‬ومنها‪،‬‬ ‫مفاصل الساقين‪.‬‬

‫الحركة التي قمت بها تجاه أحد العبي المغرب التطواني‪،‬‬ ‫لم تكن متعمدة‪ ،‬بل كانت بسبب فقداني ألعصابي‪ ،‬بعدما‬ ‫وجه إلي الالعب ضربة بمرفقه‪ .‬وبالنسبة لتحميلي مسؤولية‬ ‫الهزيمة‪ ،‬بالفعل‪ ،‬مغادرتي الملعب بعد حصولي على البطاقة‬ ‫الحمراء‪ ،‬كانت من األسباب التي ساهمت في انهزام فريقي‪،‬‬ ‫بعدما كان متقدما في النتيجة‪ ،‬ومسيطرا على مجريات‬ ‫المباراة‪ .‬أعترف بأنني أخطأت‪ ،‬وكلفت فريقي إهدار ثالث‬ ‫نقاط‪ .‬أتمنى أن تطوى صفحة ما وقع‪ .‬أتأسف لهذا الحادث‬ ‫الذي كان خارجا عن إرادتي‪ ،‬وأتقدم باعتذار لمكونات الفريق‬ ‫الذي أكن له كامل احتراماتي‪ .‬شباب الحسيمة فريق عريق‪،‬‬ ‫ويوجد حاليا في مركز حساس‪ ،‬الشيء الذي يستدعي نبذ‬ ‫جميع الخالفات في الوقت الراهن‪ ،‬والتالحم والعمل من‬ ‫أجل تحسين وضعيته‪ .‬وأتأسف لهذا األمر‪ .‬لم أكن أتوقع‬ ‫أن يحدث ذلك بملعب سانية الرمل وأمام فريق لعبت له‪ .‬و‬ ‫لهذه المناسبة أتأسف لألمر‪ ،‬وأطلب الصفح من الجميع‪ ،‬رغم‬ ‫أنني كما قلت لم أتعمد ذلك إطالقا‪ .‬‬ ‫كيف تعاملت مع الحادث‪ ،‬وما موقفك من ‪ ‬قرار المكتب‬ ‫عرضك على اللجنة التأديبية؟‬ ‫من المفروض تقبل الخطأ‪ ،‬ألنه وارد في كرة القدم‪.‬‬ ‫والالعب المحترف الذي لعب كثيرا يدرك جيدا رد فعله تجاه‬ ‫بعض السلوكات التي يتعرض لها داخل الملعب‪ ،‬سواء كان‬ ‫السلوك استفزازيا أو اعتداء أو غير ذلك‪ .‬وأشكر كل من‬ ‫ساندني في هذه اللحظة العصيبة وشجعني لنسيان ذلك‪.‬‬

‫دخلت مباراة المغرب التطواني بمعنويات مرتفعة‪ ،‬ولعبت‬ ‫بطريقة جيدة قبل الطرد‪ .‬وبالنسبة لموقفي من ‪ ‬قرار‬ ‫المكتب عرضي على اللجنة التأديبية‪ .‬فعال‪ ،‬سمعت أن‬ ‫المكتب المسير قرر عرضي على اللجنة‪ .‬أنا مستعد للمثول‬ ‫أمامها‪ ،‬طبقا للقانون الداخلي‪ ،‬وسأشرح موقفي‪ .‬أحترم‬ ‫قرارات المسؤولين ومستعد لتنفيذ كل ما يرونه مناسبا في‬ ‫حقي‪ .‬أجدد اعتذاري للمكتب المسير والطاقم التقني وجميع‬ ‫الالعبين والجمهور‪ ،‬فما حصل كان نتيجة فقدان األعصاب‬ ‫واالنفعال الزائد‪ ،‬وأتمنى من الجميع أن يتقبلوا اعتذاري‪.‬‬ ‫‪ ‬كيف تقيم وضعية شباب الحسيمة؟ في نظرك ما هو‬ ‫السبيل إلنقاذ الفريق؟‬ ‫‪ ‬تضاعفت مجهودات العبي الفريق في المباريات األخيرة‪.‬‬ ‫جميع الالعبين يشعرون بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم‬ ‫من أجل تحسين وضعية الفريق‪ ،‬واالرتقاء به إلى المراكز‬ ‫اآلمنة‪ .‬الالعبون متحدون ويركزون بما فيه الكفاية‪ ،‬من‬ ‫أجل تحقيق نتائج جيدة‪ ،‬وهذا سيتأتى لنا بدعم جمهورنا‪.‬‬ ‫و إلنقاذ الفريق‪ ‬يجب تحقيق نتائج إيجابية‪ .‬أتمنى أن تسير‬ ‫األمور في االتجاه الصحيح ووفق ما سطر له المكتب المسير‪.‬‬ ‫ينبغي التركيز على المباريات المقبلة‪ ،‬وتضافر جهود الجميع‬ ‫من طاقم تقني والعبين ومسيرين وجمهور‪ .‬وأعرف جيدا‬ ‫مؤهالت العبي شباب الحسيمة‪ ،‬وقدرتهم على حسم مباريات‬ ‫مصيرية لفائدتهم‪ .‬نحن قادرون على كسب التحدي شريطة‬ ‫االستمرار في العمل الجيد واالنضباط‪ .‬كما أعرف قدرة‬ ‫الجمهور الحسيمي على تحفيز الالعبين وتشجيعهم‪ ،‬عندما‬ ‫يتعلق األمر بمباريات مصيرية‪.‬‬

‫خبـر وكيل بالفيفا يكشف تفاصيل مفاوضات‬ ‫دولـي‬ ‫برشلونة وإيسكو‬ ‫أثارت تقارير وجود مفاوضات بين برشلونة اإلسباني وإيسكو العب‬ ‫خط وسط ريال مدريد‪ ،‬ضجة كبيرة في وسائل اإلعالم اإلسبانية‪ .‬وأشارت‬ ‫التقارير‪ ،‬إلى أن برشلونة عرض على إيسكو االنضمام في صفقة انتقال‬ ‫حر‪ ،‬بعد نهاية عقده مع ريال مدريد صيف ‪ ،2018‬على أن يحصل على‬ ‫مكافأة قدرها ‪ 20‬مليون يورو‪ .‬وقال جوتا جوردي‪ ،‬أحد وكالء الفيفا‪ ،‬خالل‬ ‫تصريحات نقلتها صحيفة‪« ‬أس»‪ ‬اإلسبانية‪« :‬برشلونة تحدث بالفعل‬ ‫مع إيسكو‪ ،‬وأحد اإلداريين تواصل مع الالعب شخصيا‪ ،‬والذي كان لديه‬ ‫رغبة للعب لصفوف برشلونة‪ ،‬واآلن حانت له الفرصة»‪ .‬وأضاف‪« :‬إنها‬ ‫صفقة معقدة جدا‪ ،‬محادثات برشلونة مع إيسكو بدأت منذ ‪ 15‬أو ‪20‬‬ ‫يوما‪ ،‬والالعب يعلم أنه في برشلونة سيحصل على عدد الدقائق التي ال‬ ‫يحصل عليها في ريال مدريد»‪ .‬وال يشعر إيسكو بالراحة في ريال مدريد‪،‬‬ ‫حيث ال يعتمد عليه الفرنسي زين الدين زيدان المدير الفني للميرنجي‪،‬‬ ‫بشكل أساسي‪ ،‬وهو ما قد يدفعه لعدم التجديد والرحيل لصفوف الغريم‬ ‫التقليدي‪ .‬وتلقى إيسكو خالل الفترة الماضية عدة عروض للرحيل عن‬ ‫صفوف ريال مدريد‪ ،‬أبرزها يوفنتوس اإليطالي‪ ،‬وتوتنهام اإلنجليزي‬ ‫الذي كان قريبا جدا منه‪ ،‬قبل أن يقرر قبول التحدي في ريال مدريد‪.‬‬


‫الشمال الرياضي‬

‫العدد ‪882‬‬

‫الصدرتي رئيسا لمؤسسة «االتحاد الرياضي لطنجة‬ ‫لكرة السلة للتنمية واألعمال االجتماعية»‬ ‫انتخب عادل الصدرتي‪ ،‬رئيسا‬ ‫لمؤسسة االتحاد الرياضي لطنجة‬ ‫لكرة السلة للتنمية واألعمال‬ ‫االجتماعية‪ ،‬وذلك خالل الجمع العام‬ ‫التأسيسي المنعقد يوم الجمعة ‪14‬‬ ‫مارس ‪ 2017‬بمقر عصبة الشمال‬ ‫لكرة السلة‪ .‬وتضمن جدول أعمال‬ ‫هذا الجمع الذي شهد حضور‪ ،‬مثل‬ ‫وزارة الشباب و الرياضة و ممثل‬ ‫السلطة المحلية وأعضاء اللجنة‬ ‫التحضيريــة‪ ،‬والمكتب المسـيــــر‬ ‫وأعضاء جمعيـــة نهضــة اﻹتحـــاد‬ ‫الرياضي لطنجة لكرة السلة و بعض‬ ‫الفعاليات الرياضية و رجال الصحافة‬ ‫واإلعالم‪ ،‬كلمة اللجنة التحضيرية‪،‬‬ ‫تالوة ومناقشة مشروع القانون األساسي والمصادقة عليه‪،‬‬ ‫وانتخاب المكتب المسير‪ ،‬ثم تالوة برقية الوالء واإلخالص‬ ‫المرفوعة إلى صاحب الجاللة‪ ،‬الملك محمد السادس‬ ‫نصره اهلل وأيده‪ .‬وتحدث رئيس اللجنة التحضيرية للجمع‬ ‫في كلمته االفتتاحية بشأن الغاية واألهداف من تأسيس‬ ‫المؤسسة التي ستتحمل المسؤولية االجتماعية و المشاريع‬ ‫التي تدخل في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪.‬‬

‫وبعد المصادقـــة على القانـــون‬ ‫األساسي للمؤسسة بعد تالوته‬ ‫ومناقشته وتعديل نقطة وحيدة‬ ‫تتعلق بتركيبة تشكيلة المكتب‬ ‫المسير التي أصبحت بعد تعديلها‬ ‫كما يلي ‪ :‬الرئيس ‪ ،‬نائبه ‪ ،‬الكاتب‬ ‫العــام ‪ ،‬أمين المال ‪ ،‬مستشــار‪.‬‬ ‫مر الجمع العام للنقطة الموالية‪،‬‬ ‫المتعلقة بانتخـــاب الرئيس‪ ،‬حيث‬ ‫وضعت الثقة في عادل الصدرتي‬ ‫ليتحمل مسؤولية رئيس المؤسسة‪،‬‬ ‫ومنحه الجمع العام صالحية تشكيل‬ ‫مكتبه المسير والذي جاء كما يلي‪:‬‬ ‫الرئيس‪ :‬عادل الصدرتي‬ ‫نائبه‪ :‬الحسين بن الطيب‬ ‫الكاتب العام‪ :‬محمد السعيدي‬ ‫أمين المال ‪ :‬أنس العاللي‬ ‫مستشار‪ :‬عبد الواحد بولعش‬ ‫واختتم الجمع العام بتالوة برقية الوالء و اإلخالص‬ ‫المرفوعة إلى جاللة الملك محمد السادس نصره اهلل بإسم‬ ‫جميع أعضاء ومكونات المؤسسة‪.‬‬

‫حمودان ضمن المنتخب الوطني للمحلين الفائز‬ ‫في ودية غامبيا‬ ‫شارك نجم اتحاد طنجة‪ ،‬أحمد حمودان اساسيا في تركيبة المنتخب الوطني‬ ‫لالعبين المحليين الفائز على منتخب غامبيا بهدفين لهدف واحد في المباراة الودية‬ ‫التي جمعتهما عصر أول أمس الخميس‪ .‬وسجل هدفي المنتخب الوطني كال من سعد‬ ‫لكرو في الدقيقة ‪ 5‬و عبد اإلله الحافيظي في الدقيقة ‪ ،73‬بينما وقع الهدف الوحيد‬ ‫للمنتخب الغامبي الالعب كاريول مصطفى في الدقيقة ‪ 33‬عن طريق ضربة جزاء‪.‬‬ ‫وأجريت هذه المباراة الودية بالملعب البلدي بمدينة القنيطرة في إطار استعدادات‬ ‫المنتخب الوطني لالعبين المحليين للتصفيات اإلفريقية المؤهلة لنهائيات بطولة‬ ‫إفريقيا لالعبين المحليين‪.‬‬ ‫وكان حمودان تلقى دعوة من الناخب الوطني‪ ،‬جمال السالمي للمشاركة في‬ ‫ثالثة مباريات ودية يجريها المنتخب الوطني للمحليين ضمنها هذه المباراة‪ ،‬ثم‬ ‫مواجهة إفريقيا الوسطى الجمعة الماضي ثم السنغال يوم ‪ 28‬مارس ‪ 2017‬بدكار‬ ‫استعدادا لالستحقاقات الرسمية المقبلة‪.‬‬

‫الثالثاء ‪ 02‬مار�س �إلى ‪� 03‬أبريل ‪2017‬‬

‫‪19‬‬

‫منالجامعة‬ ‫أخبارأخبار‬ ‫الجامعة‬ ‫قرارات تأديبية‬ ‫اجتمعت اللجنة المركزية للتأديب والروح الرياضية التابعة للجامعة‬ ‫الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬مساء األربعاء الماضي‪ ،‬لدراسة الملفات المحالة‬ ‫عليها‪ ،‬وأصدرت القرارات التالية‪:‬‬ ‫بالنسبة للبطولة االحترافية اتصاالت المغرب القسم األول‪:‬‬ ‫ توقيف السيد رودريغيز سيرجيو لوبيرا‪ ،‬مدرب المغرب الرياضي التطواني‬‫لـ‪ 4‬مباريات اثنتان منها موقوفتا التنفيذ مع غرامة مالية قدرها ‪ 1000‬درهما‪.‬‬ ‫ تغريم نادي المغرب الرياضي التطواني مبلغ ‪ 2000‬درهما‪.‬‬‫ توقيف سلمان ولد الحاج العب فريق المغرب الرياضي التطواني لـ‪4‬‬‫مباريات اثنتان منها موقوفتا التنفيذ مع غرامة مالية قدرها ‪ 3000‬درهما‪.‬‬ ‫ توقيف السيد عبد الهادي السكتوي مدرب فريق حسنية أكادير لمباراتين‬‫واحدة منها موقوفة التنفيذ مع غرامة مالية قدرها ‪ 1000‬درهما‪.‬‬ ‫ توقيف محمد روحي العب فريق الكوكب المراكشي لمباراة واحدة‪.‬‬‫وبالنسبة للبطولة االحترافية اتصاالت المغرب القسم الثاني‪:‬‬ ‫ حرمان السيد محمد برحيمو رئيس فريق االتحاد الرياضي القاسمي‬‫من ولوج المالعب لمدة ‪ 6‬مباريات نافذة‪ ،‬أثناء اللقاءات الرسمية لناديه‪ ،‬مع‬ ‫تغريمه ‪ 3750‬درهما‪.‬‬ ‫ حرمان السيد رشيد بارا عضو المكتب المسير لفريق االتحاد الرياضي‬‫القاسمي من ولوج المالعب لمدة ‪ 3‬مباريات نافذة‪ ،‬أثناء اللقاءات الرسمية‬ ‫لناديه‪ ،‬مع تغريمه ‪ 3750‬درهما‪.‬‬ ‫ حرمان السيد البشير زاهير عضو المكتب المسير لفريق االتحاد الرياضي‬‫القاسمي من ولوج المالعب لمدة ‪ 3‬مباريات نافذة‪ ،‬أثناء اللقاءات الرسمية‬ ‫لناديه‪ ،‬مع تغريمه ‪ 3750‬درهما‪.‬‬ ‫ توقيف عبد اهلل خفيفي العب فريق مولودية وجدة لمدة ‪ 3‬مباريات‬‫واحدة منها موقوفة التنفيذ مع غرامة مالية قدرها ‪ 750‬درهما‪.‬‬ ‫ توقيف السيد سعيد بوحبة مرافق فريق الوداد الرياضي الفاسي‬‫لمباراتين نافذتين مع غرامة مالية قدرها ‪ 750‬درهما‪.‬‬ ‫ توقيف إبراهيم توزاني العب فريق االتحاد الرياضي لتمارة لمباراة واحدة‪.‬‬‫ توقيف أشرف مرزاق العب فريق الوداد الرياضي الفاسي لمباراة واحدة‪.‬‬‫ توقيف أحمد السحمودي العب فريق اتحاد الرياضي القاسمي لمباراة‬‫واحدة‪.‬‬

‫اتحاد طنجة يواجه حوريا كوناكري في دور‬ ‫ما قبل المجموعات‬ ‫أحرز اتحــاد طنجــة لكرة القدم تأشيرة العبور إلى‬ ‫دور ثمن نهائي كأس الكونفدراليـة اإلفريقيـــة لكرة‬ ‫القدم الذي يسبق دور المجموعات‪ .‬بفضل ثالثية فــاز‬ ‫بها الفريـــق الطنجــاوي على ضيفـــه كالوم ستـــار‬ ‫الغينــي‪ ،‬أحرزها نجــم الفريــــق‪ ،‬أحمد حمودان السبت‬ ‫الماضي بالملعب الكبير بطنجة‪ ،‬لحساب إياب الدور األول‪.‬‬ ‫وكان اتحاد طنجة انهزم في الذهاب بكوناكري بهدف‬ ‫لصفر‪ .‬وأسفرت قرعة الدور المقبل من هذه المنافسة‬ ‫القارية‪ ،‬التي أجريت أخيرا بالقاهرة‪ ،‬عن عودة اتحاد طنجة‬ ‫مرة أخرى إلى غينيا‪ ،‬وهذه المــرة لمواجهــة نـــادي‬

‫حوريا كوناكري الغيني في مواجهة الذهــاب بملعب ‪28‬‬ ‫شتنــبــــر بالعاصمة الغينية كوناكـــري يــوم األحد ‪09‬‬ ‫أبريــل بدايــة مـن الساعـة الرابعة زواال‪ .‬في حيــن تجــرى‬ ‫مباراة اإلياب بطنجة في األسبوع الموالي‪.‬‬ ‫وسيعــــود اتحــــــاد طنجة لمنافسات البطولة‬ ‫بالتوجه يوم األحد ثاني أبريل المقبل إلى أكادير لمواجهة‬ ‫الحسنية بملعـب أدرار على الساعـــة الرابعـــة زواال‪.‬‬ ‫وذلك لحساب مؤجل الدورة ‪ 21‬من البطولة الوطنية‬ ‫اإلحترافية‪.‬‬

‫مغاربة و إسبان في نشاط رياضي‪ ،‬سياحي وتواصلي‬ ‫بطنجة‬

‫احتضنت طنجة أخيرا‬ ‫تظاه��رة رياضي��ة متميزة‬ ‫جمع��ت ع��ددا كبي��را من‬ ‫ه��واة رك��وب الدراج��ات‬ ‫الهوائي��ة‪ ،‬مغارب��ة م��ن‬ ‫دراجي��ن مرموقي��ن م��ن‬ ‫طنج��ة‪ .‬و إس��بان أغلبهم‬ ‫ينتم��ون ألندي��ة م��ن‬ ‫طريف��ة‪ ،‬إس��تيبونا من��ة‬ ‫منطق��ة ق��ادس وبع��ض‬ ‫المناط��ق المج��اورة لها‪.‬‬ ‫وش��كل ميناء طنجة نقطة تجمع وخط انطالق المش��اركين‪،‬‬ ‫توجهوا منه صوب رأس اس��بارطيل عبر غابة بوبانة‪ .‬وبعد‬ ‫قطع عش��رات الكيلومترات‪ ،‬عاد المش��اركون إل��ى المدينة‬

‫لتن��اول وجب��ة الغ��ذاء في‬ ‫حدائ��ق مخي��م «مي��را‬ ‫موـنطي» الذي نال إعجاب‬ ‫المشاركين اإلسبان سيما‬ ‫المطب��خالمغرب��ي‪.‬‬ ‫ويذك��ر أن قافـــل��ة‬ ‫الس��باق حظي��ت بمواكبة‬ ‫أمنـي��ة ف��ي المس��تـــوى‬ ‫المطــل��وب‪ ،‬وأثــــــن��ى‬ ‫المنظم��ون على مس��اهمة‬ ‫الس��لطــــات المحلــــي��ة لمدين��ة البوغ��از ف��ي إنجاح هذا‬ ‫النش��اط الرياضي والس��ياحي والتواصلي الهادف‪.‬‬

‫ توجيه تحذير وتنبيه إلى فريق مولودية وجدة على إثر األحد التي رافقت‬‫نهاية المباراة التي جمعت يوم األحد ‪ 19‬مارس ‪ 2017‬بين موولودية وجدة‬ ‫ويوسفية برشيد لحساب الجولة ‪ ،23‬مع غرامة مالية قدرها ‪ 5000‬درهما‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫فوز المحليين ودياً‬ ‫في إطار استعدادات المنتخب الوطني لالعبين المحليين للتصفيات‬ ‫اإلفريقية المؤهلة لنهائيات بطولة إفريقيا لالعبين المحليين‪ .‬فاز المنتخب‬ ‫الوطني بهدفين لهدف واحد في المباراة الودية التي جمعته عصر الخميس‬ ‫الماضي بالمنتخب الغامبي بالملعب البلدي بمدينة القنيطرة‪ .‬ومنح الالعب‬ ‫سعد لكرو هدف التقدم للمنتخب الوطني لالعبين المحليين في الدقيقة ‪5‬‬ ‫قبل أن يتمكن الالعب عبد اإلله الحافيظي من تسجيل الهدف الثاني في‬ ‫الدقيقة ‪ ،73‬بينما وقع الهدف الوحيد للمنتخب الغامبي الالعب كاريول‬ ‫مصطفى في الدقيقة ‪ 33‬عن طريق ضربة جزاء‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫موعد الدورة ‪ 28‬لبطولة الهواة يوم ‪ 19‬أبريل‬ ‫بناء على البرنامج السنوي لبطولة الهواة القسم األول والثاني للموسم‬ ‫الرياضي ‪ ،2016/2017‬والذي تم تحديد تواريخ بدايته ونهايته قبل انطالق‬ ‫البطولة‪ ،‬وسعيا من العصبة الوطنية لكرة القدم هواة إلى إنهاء البطولة‬ ‫في اآلجال المحددة لها سلفا‪ ،‬قررت العصبة الوطنية في اجتماعها الثالثاء‬ ‫الماضي‪ ،‬باقتراح من لجنة برمجة المنافسات على أن الدورة الثامنة والعشرون‬ ‫(‪ )28‬سيتم إجراؤها يوم األربعاء ‪ 19‬أبريل‪ ،‬حتى يتسنى إسدال الستار على‬ ‫بطولة الموسم الرياضي ‪ 2017 / 2016‬يوم األحد ‪ 30‬أبريل ‪ 2017‬كما كان‬ ‫مقررا سابقا‪.‬‬


‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪ 28‬مار�س �إلى ‪� 03‬أبريل ‪2017‬‬

‫العدد ‪882‬‬

‫بف�ضل املبادرات امللكية‬

‫بعد ميناء طنجة ـ المتوسط والمخطط الملكي لـ «طنجة الكبرى»‬

‫مدينة «محمد السادس طنجة ـ تيك» تخرج للوجود قريباً‬ ‫من أفضال جاللة الملـك على طنجـــة‪،‬‬ ‫مبادرات جاللته بإحداث ميناء طنجة المتوسط ‪،‬‬ ‫وهو مشروع ضخم أعطى جاللة الملك تعليماته‬ ‫بإنجاز الدراســات بشأنـه في خطـاب ‪،2002‬‬ ‫ليكون مرفأ دوليا مرتبطا بمختلف مناطق العالم‬ ‫وعامال فاعال في المبادالت االقتصادية الدولية‬ ‫ومساعدا على تمكين أقاليم الشمال من تحقيق‬ ‫التنميةالشاملة‪.‬‬ ‫وقد دخل الميناء مرحلة التشغيل خمس‬ ‫سنوات بعد ذلك‪ ،‬باستقبال األجيال الحديثة‬ ‫من ناقالت الحاويات‪ ،‬وليشكل أرضية لألنشطة‬ ‫الدولية إلعادة الشحن‪ ،‬وبوابة المملكة على‬ ‫أنشطة االستيراد والتصدير‪ ،‬ومواكبة اتفاقات‬ ‫التبادل الحر واالتفاقات التفضيلية الموقعة مع‬ ‫العديد من الشركاء‪.‬‬ ‫وفي شتنبر أشـرف جاللة الملك على‬ ‫إطالق المخطط الملكي لـ «طنجة الكبرى»‬ ‫ليكون نموذجا حضريا غير مسبوق في المغرب‬ ‫وبالضفة الجنوبية للبحر األبيض المتوسط‪،‬‬ ‫وبفضل هذا المخطط ‪ ،‬أضحت مدينة طنجة‬ ‫التي تحتضن بنية مينائية وفق المعايير‬ ‫الدولية‪ ،‬ومناطق حرة للتجارة والصناعة ذات‬ ‫صيت عالمي‪ ،‬وتجهيزات أساسية حديثة‪ ،‬صلة‬ ‫وصل فعالة بين المغرب وإفريقيا وأوروبا بصفة‬ ‫خاصة‪ ،‬ووجهة اقتصادية مفضلة على الصعيد‬ ‫المغربي والقاري‪.‬‬ ‫وبعد أن قطع برنامج المخطط الملكي‬ ‫مراحل هامة من مشاريعه المبرمجة‪ ،‬وأصبحت‬ ‫طنجة واحدة من العواصم الكبرى لمحيط‬ ‫األبيض المتوسط‪ ،‬يطلب التقرب منها والتعامل‬ ‫مع مينائها الضخم‪ ،‬واتضحت «عالميتها» في‬ ‫مجال المال واألعمال‪ ،‬هاهي طنجة تشهد ميالد‬ ‫مدينة صناعية جديدة‪« ،‬مدينة محمد السادس‬ ‫تيك» بشراكة مع جمهورية الصين الشعبية»‬ ‫عبر المجموعة الصينية «هايتي» العالمية‪.‬‬ ‫مشروع هذه المدينة تم تقديمه إلى‬ ‫جاللة الملك‪ ،‬اإلثنين الماضي بقصر مرشان‬

‫بطنجة‪ ،‬خالل حفل تم خالله أيضا التوقيع على‬ ‫بروتوكول االتفاق بهذه المدينة الصناعية‪،‬‬ ‫التي ستتطلب استثمارا يفوق عشرة ماليير‬ ‫دوالر‪.‬‬ ‫وخالل هذا الحفل تم اإلعالن عن أن‬ ‫هذا المشروع‪ ،‬الذي تشرف عليه جهة طنجة‪-‬‬ ‫تطوان‪ -‬الحسيمة‪ ،‬ومجموعة البنك المغربي‬ ‫للتجارة الخارجية‪ ،‬بشراكـــة مع المجموعــة‬ ‫الصينية ‘هايتي»‪ ،‬يجسد نموذجا للشراكة‬ ‫الصينية‪ -‬المغربية‪ ،‬التي شكلت الزيارة الملكية‬ ‫للصين ‪ ،‬السنة الماضية‪ ،‬أحد محاورها الهامة‪،‬‬ ‫اعتبارا إلى أن جمهورية الصين الشعبية‪ ،‬طورت‬ ‫خبرة نوعية في مجال المدن الصناعية والمدن‬ ‫الذكية‪ ،‬على أساس إدماج المناطق الصناعية‪،‬‬

‫إلياس العماري يهدد بدوره باإلنسحاب‬ ‫ويفضل الموت عن الخيانة‬

‫بنبرة انفعالية قال إلياس العماري األمين‬ ‫العام لحزب األصالة و المعاصرة‪ ،‬في المؤتمر‬ ‫الجهوي الثالث للحزب‪ ،‬و الذي انعقد يوم السبت‬ ‫المنصرم بطنجة‪ ،‬أمام أعضاء الحزب بالجهة‪،‬‬ ‫ق��ال بخصوص موقف حزبه من التشكيل‬ ‫الحكومي «ويوم يأتي أحد ليملي علينا موقفا‪،‬‬ ‫سأكون مضطرا ألعلن عن انسحابي‪ ،‬فعندما‬ ‫يتعلق األمر بمصلحة وطني‪ ،‬أفضل الموت على‬ ‫الخيانة مهما كلف األمر»‪ ،.‬هذه العبارة التي‬ ‫أثارت حفيظة بعض المتتبعين للشأن السياسي‬ ‫بالمغرب‪ ،‬و التي تضم تحت طيّاتها شكال من‬ ‫أشكال العجرفة السياسية التي بات يتعامل‬ ‫بها إلياس العماري سواء بصفته الحزبية أو‬ ‫بصفته رئيسا لجهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة‪،‬‬ ‫و بالرغم من تهنئته لرئيس الحكومة الجديد‪،‬‬ ‫سعد الدين العثماني‪ ،‬و إشادته بما بذله عبد‬ ‫اإلله بنكيران كرئيس للحكومة السابقة ‪ ،‬و مدى‬ ‫تقديره له‪ ،‬بعد كمّ التراشقات بمختلف النعوت‬ ‫التي وردت من الطرفين‪ ،‬فها هو إلياس العماري‬ ‫اليوم‪ ،‬يكشف عن بعض من خططه المستقبلية‬ ‫ربما إلزاحة حزب العدالة و التنمية نهائيا من‬ ‫الساحة السياسية بالمغرب‪ ،‬و األمل في التربع‬ ‫على عرش الحكومة بيوم من األيام‪ ،‬ما يراه‬

‫المهتمون بالشأن الوطني حلما لن يتحقق ما‬ ‫دام الكل يعرف من هو إلياس العماري‪.‬‬ ‫ومن بين التصريحات التي ألقاها‪ ‬العماري‬ ‫في كلمته بذات المناسبة‪ ،‬أن «حزب األصالة‬ ‫والمعاصرة قائم وسيستمر والذين ينتظرون‬ ‫أن يكون البام ملحقة ألحد فلينتظروا المفاجأة‪،‬‬ ‫وقلت أن سكوتنا لـ ‪ 5‬أشهر ال يجب أن تقرأ‬ ‫انهزاما بل حكمة ولكن لكل واحد أن يضع‬ ‫قراءته الخاصة ومن حقنا صياغة جوابنا أيضا»‪،‬‬ ‫هنا يؤكد العماري مرة أخرى أنه سائر على نهج‬ ‫العديد ممن سبقوه للسياسة بالمغرب و تم‬ ‫إعدامهم سياسيا بعد فترة ليست بالطويلة‪.‬‬ ‫وكان العماري قد تخلف صباح الثالثاء عن‬ ‫الموعد الذي حدده رئيس الحكومة المعيّن‬ ‫الستقباله في إطار المشاورات لتشكيل الحكومة‬ ‫‪ ،‬بحجة إنشغاله في طنجة ‪ ،‬إلى أن التقاه مساء‬ ‫ذات اليوم‪ ‬بمقر حزب العدالة و التنمية بالرباط‬ ‫بصفته زعيم ثاني حزب من حيث عدد المقاعد‬ ‫في البرلمان‪ ،‬حيث أكد العماري أن حزبه سيكون‬ ‫في صف المعارضة كما تم اإلعالن عنه يوم‬ ‫الثامن من أكتوبر المنصرم‪ .‬‬

‫ج‪.‬ش‬

‫التجارية والسكنية والخدمــات العموميــــة‬ ‫والترفيهية المرتبطة بها‪ ،‬بكيفية متناغمة‪ ،‬مع‬ ‫تزويدها بالتكنولوجيات األكثر تطورا وتالؤما مع‬ ‫متطلبات الحياة العصرية‪.‬‬ ‫وقد أكد الجانب الصيني‪ ،‬بهذه المناسبة‪،‬‬ ‫أن المغرب يعد من بين الوجهات االقتصادية‬ ‫الهامة والمتقدمة التي تنفتح أمام الفاعلين‬ ‫الصينيين‪ ،‬اعتبارا لقـــوة وتنــوع إمكانياته‬ ‫المتعددة‪.‬‬ ‫واالستقرار السياسي واالجتماعي الذي‬ ‫ينعم به المغرب‪ ،‬وتوفر هذا البلد على اقتصاد‬ ‫نشيط ومنفتح على العالم ومندمج بكيفية‬ ‫جيدة في سالسل القيم الدولية‪ ،‬األمر الذي‬

‫اثار انتباه رواد عالميين في قطاعات صناعية‬ ‫عالية‪ ،‬تتطلب الخبرة والجودة والتنافسية‪ ،‬ما‬ ‫جعل من المغرب فضاء مثاليا للتدخل بالنسبة‬ ‫للمستثمرين الصينيين الذين اختاروا مدينة‬ ‫طنجة‪ ،‬لموقعها الجغرافي المتميز في مفترق‬ ‫القارات على أقل من خمسة عشر كيلومترا من‬ ‫أوروبا وتوفر هذه المدينة المشهورة على بيئة‬ ‫تحتية صلبة وتجهيزات أساسية حديثة ومتينة‬ ‫وذات صيت عالمي‪ ،‬خاصة ميناء طنجة المتوسط‬ ‫والمناطق التجارية والصناعية الحرة المحيطة‬ ‫به‪.‬‬ ‫مدينة محمد السادس طنجة ـ تيك سوف‬ ‫تشكل قطبا اقتصاديا عالميا‪ ،‬مدعوما بصناعات‬ ‫دقيقة عصرية يقيمها عدد من الشركات‬

‫الصناعية الصينية‪ ،‬المختصة في صناعـات‬ ‫السيارات والطيران وقطــع غيار الطائـرات‬ ‫واإللكترونيات والنسيــج وصناعــة األليـــات‬ ‫وصناعات أخرى‪ ،‬منها صناعة تجهيزات الطاقات‬ ‫المتجددة إلنتاج التجهيزات الهيدرو كهربائية‬ ‫والحرارية والريحية والشمسية ‪ ،‬وتجهيزات النقل‬ ‫استجابة للطلب المتزايد على البنيات التحتية‬ ‫المتصلة بالطرق والسكك الحديدية بمجموع‬ ‫القارة اإلفريقية ‪ ،‬وأعلن أن بإمكان هذه المدينة‬ ‫الجديدة المغربية الصينية إحداث مائة ألف‬ ‫منصب عمل قار ‪ ،‬يشغل العنصر المغربي منها‬ ‫تسعين ألفا ‪.‬‬ ‫وستقام مدينة محمد السادس طنجة‪ -‬تيك‬ ‫بمنطقة عين الدالية‪ ،‬على مساحة ‪ 2000‬هكتار‪.‬‬ ‫قابلة للتمديد‪ ،‬لتكون مدينة دولية ذكية جديدة‪،‬‬ ‫تدمج المعطى اإليكولوجي‪ ،‬والسكن‪ ،‬والصناعة‪،‬‬ ‫وحيوية االبتكار‪ .‬ومعلوم أن هذه المدينة كانت‬ ‫موضوع مذكرة تفاهم بين الممكلة المغربية‬ ‫ومجموعة «هيت» الصينية‪ ،‬تم التوقيع عليها‬ ‫خالل الزيارة الملكية الى الصين‪ .‬ومن شأن هذا‬ ‫المشروع أن يدعم رؤية جاللة الملك فيما يخص‬ ‫التعاون األفقي اإلفريقي اعتبار إلى أن المشروع‬ ‫سوف يكون جسرا اقتصاديا على مستوى رفيع‬ ‫بين المغرب وإفريقيا بالدرجة األولى‪.‬‬ ‫واختتم حفل قصر مرشان الذي تميز بعرض‬ ‫شريط حول مراحل إنجاز هذا المشروع الضخم‬ ‫وتقديم مجسم لهذا المشروع‪ ،‬بالتوقيع على‬ ‫بروتوكول االتفاق المتعلق بإحداث مدينة محمد‬ ‫السادس طنجة تيك‪ ،‬من طرف رئيس مجموعة‬ ‫«هايتي» الصينية‪ ،‬ووزير الداخلية‪،‬ووزير التجارة‬ ‫والصناعة ووزير االقتصاد والمالية بالنيابة‪،‬‬ ‫ووالي جهة طنجة‪ ،‬ورئيس جهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة والرئيس المدير العام للبنك المغربي‬ ‫للتجارةالخارجية‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫ذكرياتي‪ ...‬مع ال�شعر !‬ ‫بمناسبة اليوم العالمي للشعرالذي لن تعاد ـ طبعا ـ حقبُ روائعه‪ ،‬البأس أن أستحضرذكرياتي معه‪ ،‬ربما هي تشبه‬ ‫ذكريات أي تلميذ مر بمراحل األقسام الدراسية‪ ،‬يوم فتحتُ عيني على أجمل وأروع القصائد الشعرية‪ ،‬ودون شعور وجدتُني‬ ‫أحفظها عن ظهر قلب‪..‬وجدتُني أموتُ فيها حبا من القلب إلى القلب‪ ،‬نظرا لجمال وبالغة لغتها المنسابة‪ ،‬وصورها الشعرية‬ ‫الفتانة‪ ،‬ومعانيها ومواضيعها األشبه بالمختارة‪.‬وهي كذلك‪ ،‬فقد ترعرعتُ بين أبياتها من غير أن أجد صعوبة في حفظها‬ ‫أواستظهارها‪.‬وكلما حل فصل الربيع‪ ،‬إالوتذكرتُ مادة النصوص األدبية‪ ،‬داخل األقسام التي عبر نوافذها كنت أنظر‪ ،‬بين‬ ‫الفينة واألخرى‪ ،‬إلى زرقة السماء وإشراقة الشمس في يوم ربيعي جميل‪ ،‬وأنا ـ برفقة زمالئي ـ أتابع درسا حول قصيدة لخليل‬ ‫مطران أو لجبران خليل جبران أو لميخائيل نعيمة أوإليليا أبي ماضي‪ ...‬تعددت قصائد الشعراء وبراعتُها واحدة ! إذ مجرد‬ ‫تذكري ألبيات شعرية خالدة‪ ،‬للمتنبي ـ مثال ـ أو ألبي فراس الحمداني أولجميل بن معمر(جميل بثينة) أو لحافظ ابراهيم أوألبي‬ ‫القاسم الشابي‪....‬وهلم جرا‪ ،‬حتى أجدُني أردّدها بخشوع خيالي‪ ،‬وانفعال وجداني‪ ،‬فتؤثر بداخلي‪ ،‬وكأني ابتلعتُ قرصا مهدئا‬ ‫باعثا على نغمة االنتشاء‪ ،‬مع أني ال أعرف قرصا من هذا النوع‪ ،‬غيرأقراص لشعراء جاهليين ومخضرمين‪ ،‬ولشعراء المهجر‪،‬‬ ‫الذائعي الصيت‪...‬نعم‪ ،‬أقراصهم التي كانت غيرمرئية‪ ،‬وغيرممنوعة كذلك‪ ،‬بل كان مسموحا تناولها في صيدليات األدب‬ ‫الرفيع‪ ،‬لحالوتها ونشوتها وسهولة هضمها‪ ،‬مما سهل علي مهمة حفظ العديد منها‪ ،‬واستظهارها إلى غاية اليوم‪ ،‬دون‬ ‫نسياني للدورالهام ألغلب معلمي وأساتذة مادة اللغة العربية‪ ،‬حيث كنت محظوظا عندما جمعني القدرُبهم‪ ،‬ذات حياة دراسية‪،‬‬ ‫اتسمت بتفانيهم الالفت‪ ،‬وحبهم الجارف‪ ،‬لهذه المادة التي كانوا يدرسوننا إياها‪ ،‬بعظيم تقديس وتحبيب !‬ ‫اليوم أبحث عن شعرأيام زمان‪ ،‬فال أرى له طيفا‪ ،‬إذ يوجد فقط مقلدون ومقلدات‪ ،‬يحاولون محاكاة شعرأشخاص‪ ،‬وُلدوا شعراء‪ ،‬فتركوا لنا بعد رحيلهم قصائد‪ ،‬ذات‬ ‫ماركة مسجلة‪ ،‬تفشل وتنكسر أمامها كل محاوالت التقليد المصطنع‪ ،‬في زمن التطفل واالدعاء والتمثيل والتباهي وقضاء الخدمات‪ ،‬باسم الشعرالذي لفظ أنفاسه األخيرة‪،‬‬ ‫برحيل هؤالء الرواد الكبارالذين خلفوا روائع شعرية‪ ،‬أستغربُ كيف يجهلها العديد ممن يدعون ـ اليوم ـ بأنهم شعراء أوشاعرات !؟‬

‫محمد إمغران‬

‫ِ‬

‫َن َف َت ٌ‬ ‫ات ن�ش�أت يف َروْعي ثم‬ ‫بزغت مبا �سمح ب ه حايل‪..‬‬ ‫َت ُ‬ ‫�صف بع�ض ما لقيته بعيداً‬ ‫عن كل غفلة‪..‬‬ ‫• عبد اللطيف �شهبون‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.