Achamal n° 884 le 11 avril 2017

Page 1

‫المغرب ‪ -‬إسبانيا ‪:‬‬

‫تنامي خطط التعاون بين طنجة ومدن الجوار‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 884‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 13‬رجب‪� 11 / 1438 /‬إلى ‪� 17‬أبريل ‪2017‬‬

‫تسعى السلطات اإلسبانية‪ ،‬خاصـــة في األقاليم‬ ‫األندلسية إلى تمتين روابط التعــاون االقتصادي‬ ‫والتجاري مع مدينة طنجة‪ ،‬بهدف االستفادة من‬ ‫فرص االستثمار والشغل‪ ،‬التي تعرضها هذه المدينة‬ ‫وأيضا من اإلمكانيات الهائلة التي يوفرها ميناء طنجة‬ ‫ـ المتوسط في مجال النقل الدولي ‪ ،‬بعد ما تم ربط‬ ‫هذا الميناء مع عدد من موانئ إسبانيا لتدخل‪ ،‬مؤخرا‪،‬‬ ‫شركة اسبانية دولية ‪ Lineas Suardiaz‬على خط‬ ‫الطرق السيارة بين طنجة ـ وميناء فيغو ومنه إلى موانئ‬ ‫فرنسية وبلجيكية‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار حضر عمدة طنجة ‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬لقاء بمقر الغرفة التجارية والصناعية بطنجة‪ ،‬مع أعضاء‬ ‫وفد اسباني من مدينة قاديس اإلسبانية‪ ،‬تم خالله دراسة أوجه التعاون بين الجهتين اللتين تشهدان‬ ‫دينامية خاصة في مجال الصناعة والتجارة والسياحة والنقل البحري‪ ،‬بوصف خاص‪ ،‬فضال عن القرب الجغرافي‬ ‫وسهولة التواصل اللغوي بين سكان ضفتي البوغاز‪.‬‬ ‫وبالمناسبة‪ ،‬تمت مناقشة إمكانيات االستثمار بالنسبة لإلسبان بطنجة والمغاربة بقادس واألندلس‬ ‫التي تشهد تنام مستمر لالستثمارات األجنبية‪.‬‬

‫الذكرى ‪ 70‬للزيارة الملكية الخالدة لطنجة الدولية ‪ 9‬أبريل ‪1947‬‬ ‫• قرارُ الحسم في المواجهة الكبرى مع االستعمار‬ ‫• خطابُ طنجة التاريخي‪ :‬صيحة في وجه العالم من‬ ‫أجل االستقالل والوحدة‬

‫خلد الشعـب المغربـي‪ ،‬يوم األحد ‪ 9‬أبريل‪ ،‬الذكـرى السبعين للزيارة التاريخية‬ ‫التي قام بها جاللة سلطان المغرب سيدي محمـد بن يوسـف لمدينـة طنجـة التي‬ ‫كانت تعيش تحت نظام إدارة دولية‪ ،‬فرض عليها وعلى المغرب قبل «مؤامرة»‬ ‫الجزيرة الخضراء سنة ‪ ،1906‬حيث إن االتفاق الودّي الفرنسـي البريطانـي‬ ‫(‪ )1904‬أوصى ب «تدويل» هذه المدينـة المغربية‪ ،‬نظرا لخصوصيتها الجغرافية‬ ‫والتاريخية‪ ،‬ولكونها عاصمة دبلوماسية للمغرب منذ أواخر القرن الثامن عشر‪.‬‬ ‫(�ص ‪)4‬‬


‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬أبريل ‪2017‬‬

‫العدد ‪884‬‬

‫الملتقى الشعري الثالث بوزان يحتفي بالشاعر‬ ‫أحمد هاشم الريسوني‬ ‫وزان ـ مراسلة خاصة‬ ‫بمناسبة اليوم العالمي للشعر نظمت‬ ‫جمعية أساتذة اللغة العربية بوزان الملتقى‬ ‫الشعري الثالث‪ ،‬تحت شعار‪« :‬الثمانينيون‪:‬‬ ‫شعراء االختالف واالئتالف»‪ ،‬دورة الشاعر أحمد‬ ‫هاشم الريسوني‪ ،‬وذلك أيام ‪25 – 24 – 23‬‬ ‫مارس ‪.2017‬‬ ‫وقد عرف الملتقى تنظيم أمسية شعرية‬ ‫كبرى‪ ،‬قدمها وسيرها الشاعر والدكتور المعتمد‬ ‫الخراز‪ ،‬الذي أكد في مفتتحها أن الملتقى في‬ ‫دورته الثالثة يأتي اعترافا بما قدمه شعراء‬ ‫الثمانينيات في المغرب من إبداالت واقتراحات‬ ‫جمالية تقوم على جدلية االختالف واالئتالف‪،‬‬ ‫وأكد أن الشاعر أحمد هاشم الريسوني يمثل‬ ‫أحد األصوات الشعرية المغربية التي أعلنت‬ ‫عن وجودها في بداية الثمانينيات من القرن‬ ‫الماضي‪ ،‬حيث أثبت منذ والدته تميزه وتفرده‪،‬‬ ‫ورغم انتمائه إلى طبقة الشعراء المقلين‪ ،‬حيث‬ ‫لم يصدر سوى أربعة دواوين شعرية‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫«الجبل األخضر»‪ ،‬و«مرتيليات»‪ ،‬و«النور» و«ال»‪،‬‬ ‫فإنه يعد أحد الشعراء المجيدين المجوّدين‪،‬‬ ‫الذين أغنوا القصيدة المغربية في عقودها‬ ‫األخيرة‪ ،‬وامتدت مساهمته في هذه القصيدة‬ ‫إلى المستوى النقدي حيث أصدر ثالثة كتب‬ ‫نقدية‪ .‬أما كلمة جمعية أساتذة اللغة العربية‬ ‫فقد ألقاها األستاذ محمد سطور‪ ،‬الذي رحب‬ ‫فيها بضيوف مدينة وزان‪ ،‬وذكر فيها بالسياق‬ ‫الذي يأتي فيه هذا الملتقى وهو االحتفاء باليوم‬ ‫العالمي للشعر‪ .‬بعد ذلك تم عرض شريط‬ ‫توثيقي يعرض المسار الشعري للمحتفى به‪،‬‬ ‫وهو من إعداد وتوثيق الشاعرة والدكتورة نهاد‬ ‫المودن‪.‬‬ ‫أما مشاركة ضيوف الملتقى من شعراء‬ ‫ونقاد فتم افتتاحها بإلقاء شهادات في حق‬ ‫المحتفى به الشاعر أحمد هاشم الريسوني‪،‬‬ ‫حيث ألقى كلمة ‪ ‬كل من الدكتور واألكاديمي‬ ‫عبد اللطيف شهبون‪ ،‬وهو أستاذ للتعليم العالي‬ ‫بكلية اآلداب تطوان‪ ،‬وأحد الباحثين في األدب‬ ‫المغربي‪ ،‬سبق له أن حقق شعر أحمد عبد القادر‬ ‫التستاوتي وقدم دراسة حوله في ‪ 1500‬صفحة‪،‬‬ ‫ثم الدكتور واألكاديمي عز الدين الشنتوف‪،‬‬ ‫وهو أيضا أستاذ للتعليم العالي‪ ،‬وأحد الباحثين‬ ‫والنقاد المتميزين في المغرب‪ ،‬وصاحب كتاب‬ ‫«شعرية محمد بنيس‪ :‬الذاتية والكتابة»‪،‬‬ ‫والدكتور والشاعر محمد المسعودي‪ ،‬الذي أغنى‬ ‫الخزانة المغربية بمؤلفاته النقدية‪ ،‬كان آخرها‬ ‫كتاب «فتنة التأويل‪ :‬قراءة في متخيل الرواية‬ ‫العربية الجديدة» الصادر بلبنان‪ ،‬وقد عرفت‬ ‫فقرة الشهادات مشاركة الدكتور واألكاديمي‬ ‫عبد الرحيم اإلدريسي‪ ،‬الذي يعد أحد أهم‬ ‫األصوات النقدية في المغرب والعالم العربي‪،‬‬ ‫إذ سبق له أن حصل على جائزة المغرب للكتاب‬ ‫سنة ‪ 2010‬عن كتابه «استبداد الصورة‪:‬‬ ‫شاعرية الرواية العربية»‪ ،‬كما صدرت له قبل‬ ‫أيام مسرحية بعنوان «منازل الطير»‪ .‬وقد‬ ‫كشفت هذه الشهادات عن جوانب إنسانية‬ ‫وعلمية وخلقية من شخصية المحتفى به‪،‬‬ ‫وكشفت عن خصوصيات تجربته الشعرية‪،‬‬ ‫واألهمية التي يحظى بها الشعراء الثمانيون‪.‬‬ ‫أما فقرة القراءات الشعرية‪ ،‬فشارك فيها‬ ‫عدد من شعراء المغرب؛ الذين حضروا إلى‬ ‫وزان للمشاركة في هذا االحتفاء الشعري‪،‬‬ ‫والبداية كانت بقراءات البنة مدينة القصر‬ ‫الكبير الشاعرة أمل األخضر‪ ،‬صاحبة ديوان‬ ‫«أشبه بي»‪ ،‬ثم الشاعر والدكتور محسن أخريف‬ ‫ابن مدينة العرائش‪ ،‬الذي سبق أن أصدر‬ ‫ثالثة دواوين شعرية ورواية ّ «شراك الهوى»‬ ‫ومجموعة قصصية بعنوان «حلم غفوة»‪ ،‬كما‬ ‫حصل على العديد من الجوائز داخل المغرب‬ ‫وخارجه‪ ،‬ومن مدينة شفشاون شارك الشاعر‬ ‫والدكتور عبد الجواد الخنيفي‪ ،‬الكاتب العام‬

‫‪2‬‬

‫مصطفى التسولي‬ ‫فنان طنجة الكبير غنى فأطرب‬ ‫وأنشد فأبدع ووهب حياته‬ ‫الفنية لطنجة‬ ‫دين على �أهل طنجة تكرمي‬ ‫هذا الفنان الع�صامي الأ�صيل‬

‫التحاد كتاب المغرب بشفشاون‪ ،‬وصاحب‬ ‫ديواني «الخيط األخير» و»زهرة الغريب»‪ ،‬ومن‬ ‫مدينة طنجة شارك الشاعر محمد المسعودي‪،‬‬ ‫صاحب ديوان «مدارج البوح والعزلة»‪ ،‬والشاعر‬ ‫والمترجم عز الدين الشنتوف الذي سبق له‬ ‫أن أصدر ديوان «لست سواي» عن دار توبقال‬ ‫للنشر‪ ،‬والشاعر عبد اللطيف شهبون الذي أصدر‬ ‫العديد من الدواوين‪ ،‬أولها ديوان «كما لو‬ ‫رآني» سنة ‪ ،2007‬وآخرها ديوان «مالذ» سنة‬ ‫‪ ،2017‬بينهما‪ :‬ديوان‪« :‬وذاتي رأيت»‪ ،‬و«إليك‬ ‫انتهيت»‪ ،‬و«ولم يزل يراك»‪ ،‬و«غدا ألقاه»‪.‬‬ ‫وفي ختام هذه القراءات الشعرية قرأ الشاعر‬ ‫أحمد هاشم الريسوني‪ ،‬قصائد من منجزه‬ ‫الشعري المنشور‪ ،‬كما قرأ قصيدة جديدة لم‬ ‫تنشر من قبل‪ .‬وبعد هذه الشهادات والقراءات‬ ‫الشعرية قدمت األستاذة فطومة حنين للشاعر‬ ‫المحتفى – باسم جمعية أساتذة اللغة العربية‬ ‫ ‪ ‬شهادة تقديرية‪ ،‬وقدمت له األستاذة سوسان‬‫الشريفة هدية عبارة عن لوحة تشكيلية‪ ،‬أما‬ ‫رئيس الجمعية األستاذ المعتمد الخراز فقدم‬ ‫له درع الملتقى الشعري‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى‬ ‫أن األمسية الشعرية الكبرى التي نظمت‬ ‫بدار الشباب المسيرة‪ ،‬عرفت حضورا كبيرا‬ ‫لساكنة مدينة وزان فاق ‪ 300‬شخص‪ ،‬وعلى‬ ‫رأسهم رئيس المجلس البلدي لمدينة وزان‬ ‫األستاذ عبد الحليم عالوي‪ ،‬ونائباه األستاذ‬ ‫محمد نور واألستاذة فوزية الحمدي‪ ،‬وعدد من‬ ‫مثقفي المدينة‪ ،‬وفاعلون جمعويون ونقابيون‬ ‫وصحافيون وأساتذة‪ .‬وفي نهاية األمسية‬ ‫الشعرية تم اإلعالن عن نتائج المسابقة‬ ‫اإلقليمية الرابعة للشعر‪ ،‬التي تنظم الجمعية‬ ‫بتنسيق مع المديرية اإلقليمية لوزارة التربية‬ ‫الوطنية بوزان‪ ،‬والتي تخص المستوى الثانوي‬ ‫اإلعدادي والتأهيلي‪ ،‬وقد بلغ عدد الفائزين ‪12‬‬ ‫فائز وفائزة‪.‬‬ ‫وباإلضافة إلى األمسية الشعرية التي‬ ‫خصصت للشاعر أحمد هاشم الريسوني‪ ،‬عرف‬ ‫الملتقى تنظيم ندوة نقدية بثانوية موالي عبد‬ ‫اهلل الشريف في موضوع‪« :‬تجربة أحمد هاشم‬ ‫الريسوني بين اإلبداع والنقد»‪ ،‬شارك فيها‬ ‫الدكتور والشاعر عبد السالم دخان‪ ،‬بمداخلة‬

‫عنوانها‪« :‬مخيال الذاكرة بين عمق األثر وأفق‬ ‫المعنى في تجربة أحمد هاشم الريسوني‬ ‫الشعرية»‪ ،‬واألستاذ الباحث علي العبودي بقراءة‬ ‫في كتاب «الشعر العربي المعاصر بالمغرب‬ ‫جدلية االختالف واالئتالف» لمؤلفه الدكتور‬ ‫أحمد هاشم الريسوني‪ ،‬كما ألقيت في هذه‬ ‫الجلسة كلمة مدير ثانوية موالي عبد اهلل‬ ‫الشريف التأهيلية األستاذ صالح الدين الحلة‬ ‫وكلمة رئيس جمعية أساتذة اللغة العربية‬ ‫األستاذ المعتمد الخراز‪ ،‬بينما قام بتقديم‬ ‫وتسيير الندوة األستاذ السعيد الدريوش‪.‬‬ ‫وبثانوية عالل الفاسي التأهيلية في بلدة‬ ‫بريكشة‪ ،‬التي تبعد عن مدينة وزان بحوالي‬ ‫خمس وعشرين كيلومتر‪ ،‬وبتنسيق مع نادي‬ ‫القراءة بالثانوية‪ ،‬نظمت جلسة نقدية حول‬ ‫مجموعة «كلمات شتى» للقاص محمد لغويبي‪،‬‬ ‫شارك فيها بقراءة نقدية الباحث والناقد هشام‬ ‫العطاوي بمداخلة عنوانها «النص الموازي‬ ‫ورهانات الكتابة في (كلمات شتى)»‪ ،‬وألقى‬ ‫خاللها كلمة كل من القاص محمد لغويبي‬ ‫ومدير الثانوية ورئيس جمعية أساتذة اللغة‬ ‫العربية‪ ،‬وتم في نهاية اللقاء اإلعالن عن نتائج‬ ‫جائزة القصة القصيرة التي أشرف عليها األستاذ‬ ‫هشام السنوني‪.‬‬ ‫وقد عرف الملتقى في دورته الثالثة تنظيم‬ ‫ورشات إبداعية‪ ،‬تم فيها االنفتاح على فنون‬ ‫تعبيرية مختلفة‪ ،‬حيث نظمت‪ ،‬بثانوية موالي‬ ‫عبد اهلل الشريف التأهيلية وبتنسيق مع «نادي‬ ‫األدب واإلبداع»‪ ،‬ورشة للقراءة أطرتها األستاذة‬ ‫أمينة يونس وسيرتها األستاذة نجاة الكاطب‪،‬‬ ‫وورشة المسرح أطرها الفنان هشام بنفتل‬ ‫وسيرتها األستاذة فطومة حنين‪ ،‬أما ورشة‬ ‫التصوير الفوتوغرافي التي أطرها الفوتوغرافي‬ ‫كمال الديان وسيرتها األستاذة سوسان‬ ‫الشريفة‪ ،‬فقد نظمت بتنسيق مع «نادي الفنون‬ ‫التشكيلية»‪ ،‬وبموازاة هذه الورشات تم اإلعالن‬ ‫عن نتائج عدد من الجوائز الخاصة بالتالميذ‪،‬‬ ‫وهي جائزة «متعة القراءة»‪ ،‬وجائزة «الكتابة‬ ‫المسرحية»‪ ،‬وجائزة «التصوير الفوتوغرافي»‪.‬‬

‫اللجنة التنفيذية لحزب االستقالل تجدد ثقتها في‬ ‫مفتشها بطنجة بعد توقيفه من قبل شباط‬

‫قررت اللجنة التنفيذية لحزب االستقالل تجديد ثقتها‬ ‫في المفتش اإلقليمي بطنجة األمين بنجيد‪ ،‬معتبرة أن القرار‬ ‫االنفرادي الذي أخذه حميد شباط األمين العام للحزب‪ ،‬غير ذي‬ ‫موضوع‪ ،‬وبالتالي قررت إلغاءه‪.‬‬ ‫قرار اللجنة التنفيذية التي ترأسها حمدي ولد الرشيد‪ ،‬جاء‬ ‫إثر بالغ أصدره الحزب عقب انتهاء لقائه األسبوعي بحر هذا‬ ‫األسبوع بمقر الحزب‪ ،‬وقد تضمن البالغ عددا من القرارات‬ ‫على رأسها إحالة الناطق الرسمي باسم الحزب عادل بنحمزة‬ ‫على اللجنة التأديبية‪ ،‬ثم تجريد عبد القادر الكيحل من مهامه‬ ‫التنظيمية داخل الحزب‪.‬‬

‫ج‪.‬ش‬

‫من يتذكر مصطفى التسولي‪ ،‬فنان‬ ‫الشعب الذي أطرب فنه جيل االستقالل وما‬ ‫قبل االستقالل‪ ،‬وجعل من صوته وفنه آلة‬ ‫لخدمة قضايا الكفاح الوطني من أجل الحرية‬ ‫واالستقالل‪.‬‬ ‫الفنــان مصطفى التسولـي‪ ،‬من‬ ‫الرعيل األول للفنانين المغاربة الموهوبين‬ ‫والعصاميين الذين ساهموا بجد في خلق‬ ‫األغنية المغربية الحديثة وتطوير الموسيقى‬ ‫المغربية عبر تطعيمها بإيقاعات وألحان وأنغام‬ ‫جديدة‪.‬‬ ‫كما ساهم‪ ،‬من جانبه‪ ،‬في اكتشاف أصوات‬ ‫شابة تلمس في أصحابها توفرهم على مواهب‬ ‫وملكاتمتدفقة‪.‬‬ ‫وكأنه خلق للموسيقى والغناء والطرب‬ ‫الرفيع‪ ،‬فإن مصطفى التسولي وجد نفسه‪ ،‬وهو‬ ‫طفل‪ ،‬في قلب الموجة الفنية الجديدة التي‬ ‫شهدها المغرب وطنجة بوجه خاص‪ ،‬نهاية‬ ‫الخمسينات من القرن الماضي والتي امتـــدت‬ ‫وتطورت وتنامت بعـــد االستقـــالل وإلى اآلن‪،‬‬ ‫وحققت انتشارا واسعـــا داخل وخارج حدود‬ ‫الوطن‪.‬‬ ‫وهو طفل‪ ،‬وجـد فضاء مواتيـــا لصقل‬ ‫موهبـــتـــه الفنيـــة داخل الكشفية الحسنية‪،‬‬ ‫حيــث كـــــان يقود مجموعة األناشيــد‬ ‫الوطنية‪ ،‬التي كان يحفظ الكثيــر منهـــا‬ ‫ويرددها بإتقان كبير‪.‬‬ ‫وهو طفــل كذلك انخرط في الحركة‬ ‫الوطنية وكبر في أحضانها وشارك في تنشيــط‬ ‫خاليا األحياء والجمعيات األهلية‪.‬‬ ‫ولقد برز صوتـــه خـــالل الزيارة‬ ‫التاريخيــــة للملك محمد الخــــامس لطنجة‪،‬‬ ‫في أبريل ‪ ،1947‬حيث شارك مع الجوق‬ ‫النحاسي والوتري للكشفيـــة الحسنية في‬ ‫حفالت استقبال جاللة الملك واألسرة الملكية‪،‬‬ ‫والحفالت الشعبية الرسمية والشعبية العديدة‪،‬‬ ‫المقامة في كل أحياء وساحات مدينة طنجة‪،‬‬ ‫مرددا األناشيد الحماسية واألغاني الوطنية‬ ‫المغربية والشرقية األمر الذي أضفى على تلك‬ ‫االحتفاالت طابع الحماس واالندفاع والحمية‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫وفي سن الثانية عشرة فاز بالجائزة األولى‬ ‫في مسابقة الغناء التي نظمتها سنة ‪1952‬‬ ‫بمسرح سيرفانطيس بطنجة شركة دولية‬ ‫كبرى‪ ،‬بشراكة مع إذاعة طنجة التي بثت‬ ‫مختلف أطوار المسابقة على أمواجها المحلية‬ ‫والدولية‪.‬‬ ‫وكان للنجاح الباهر الذي حققه بهذه‬ ‫المناسبة األثر الكبير في تفجير طاقته الفنية‬ ‫ودفعه إلى االنخراط كليا في عالم الموسيقى‬ ‫والغناء والفن‪ ،‬حيث التحق سنة ‪ 1957‬بجوق‬ ‫طنجة الذي أسســه الفنان الكبير محمد العربي‬ ‫التمسماني رحمه اهلل‪ ،‬وبعد خمس سنوات‪،‬‬ ‫ساهم في تأسيس جوق إذاعة طنجة بقيادة‬ ‫الفنان عبد القادر الراشدس رحمه اهلل‪ ،‬حيث‬

‫وكلت إليه مسؤولية المحافظ العام للفرقة التي‬ ‫كانت تضم خيرة العازفين بطنجة أمثال المختار‬ ‫بيريش والعربي السوسي والعربي أكريم‬ ‫ومحمد البراق والمرحوم محمد البوعناني‪.‬‬ ‫وحتى يتعمق في دراسة الموسيقــى‬ ‫األندلسية‪ ،‬أشعارا‪ ،‬وأوزانا‪ ،‬وألحانا‪ ،‬ونوبات‪،‬‬ ‫التحق سنة ‪ 1967‬بجـــوق دار الضمانة بطنجة‪،‬‬ ‫الذي كان يشرف عليه الراحل موالي ادريس‬ ‫شريف وزان‪ ،‬الذي كان يرأس كذلك جمعية‬ ‫هواة الموسيقى العربية بطنجة‪.‬‬ ‫وبعدمسيرةفنيةناجحةومتألقـــة‪،‬ساهــم‬ ‫سنة ‪ 1985‬في تأسيس جوق الموسيقى‬ ‫األندلسية للمعهد الموسيقي بطنجة‪ ،‬برئاسة‬ ‫الفنان الشيخ أحمد الزيتوني‪ ،‬حيث شارك في‬ ‫العديد من التظاهرات والمهرجانات الموسيقية‬ ‫المنظمة داخل المغرب وفي العديد من البلدان‬ ‫العربية واألوروبية‪ ،‬منها األردن والعراق‬ ‫وإيطاليا وفرنسا وبلجيكا وإسبانيا ‪.‬‬ ‫مصطفى التسولي فنـــان أصيـــل متميز‪،‬‬ ‫يعـــرف بعصاميتــه وشهامته وتواضعـــه‬ ‫واستعــــداده الدائـــم لمساعــدة جيل الفتيان‬ ‫والشباب من فناني وفنانـــات الجيل الجديد‬ ‫ولذا تطوع لتدريس فن العـــزف على العود‬ ‫بالمعهـــد الموسيقي بطنجة‪ ،‬وتخرج على يديه‬ ‫العديد من العازفين المتميزين‪.‬‬ ‫كما أنه صاحب مجموعة شيقة من األغاني‬ ‫الوطنية والعاطفية التي كتب كلمات معظمها‬ ‫ولحنها وغناهـا‪ ،‬ومنهــا أغنيته الخالدة «يا‬ ‫سامع صوتي»‪ ،‬وأغان عديدة لحنها لفنانين‬ ‫شباب ساهمت في شهرتهم وتألقهم‪.‬‬ ‫الفنان مصطفـــي التسولـــي صاحب‬ ‫صوت شجي صدح‪ ،‬ولما يفوق نصف قرن‪ ،‬في‬ ‫مسارحنا وتظاهراتنا وأنعش حفالتنا العائلية‬ ‫وأدخل السرور والبهجة على قلوب اآلالف‬ ‫من األسر بطنجة‪ ،‬في أعيادهم ومسراتهم‬ ‫ومناسباتهم العائلية‪ ،‬وغنى لطنجة متباهيا‬ ‫بجمالها وتاريخها ومعالمها‪ ،‬وإرثها الثقافي‪،‬‬ ‫وطيبوبة ناسها الذين وهبهم بسخاء كل حبه‬ ‫وفنه وإنشاده‪.‬‬ ‫ومع كل ذلك‪ ،‬لم يتلق‪ ،‬بالمقابل‪ ،‬ما‬ ‫يستحقه من تكريم واحتفاء وتشريف‪ ،‬من‬ ‫جانب مؤسسات طنجة‪ ،‬وجماعات طنجة‬ ‫ومنظمات طنجة األهلية‪ ،‬وما أكثرها وما‬ ‫أكثر ما تكرم ممن ال يزال في مرحلة أبجدية‬ ‫الفن‪ ،‬وتتغافل عن الرواد‪ ،‬وال تذكرهم إال حين‬ ‫يرحلون‪......‬‬ ‫أما آن الوقت لتكريم هذا الرجل‪ ،‬هذا‬ ‫الفنان األصيل الذي عاش لطنجة‪ ،‬غنى لطنجة‪،‬‬ ‫عانى من أجل طنجة‪ ،‬دون أن يلتفت إليه أهل‬ ‫طنجة وقد تخطى السابعة والسبعين‪ ،‬نرجو اهلل‬ ‫أن يبارك له في عمره ويهبه القدرة على المزيد‬ ‫من العطاء من أجل طنجة ومواهب طنجة فن‬ ‫الموسيقى والغناء والطرب األصيل‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬أبريل ‪2017‬‬

‫العدد ‪884‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫حين أتكئ على هذه السارية أو تلك‪ ،‬من ساريات الجامع الكبير‪ ،‬عقب الصلوات‬ ‫المفروضة‪ ،‬أتساءل بيني وبين نفسي إن كانت هذه السارية‪ ،‬سارية األستاذ البردعي أو‬ ‫األستاذ جرميم أو األستاذ البقاش رضوان اهلل عليهم أجمعين‪.‬‬ ‫ذلك أن المسجد األعظم بتطوان‪ ،‬كان حتى منتصف الخمسينات بقليل‪ ،‬مدرسة‪ ،‬لها‬ ‫فصول وأقسام وأساتذة وإداريون‪ ،‬وكان الطلبة يحيطون بأساتذتهم كما يحيط السوار‬ ‫بالمعصم‪ ،‬فيسرد أنجبهم ما تيسر له من كتاب تفسير الجاللين‪ ،‬أو فصال من كتاب‬ ‫األزهري في النحو‪ ،‬ويعلق األستاذ على ما يسرد‪ ،‬وهكذا‪ ...‬وهذا على غرار ما كان متداوال‬ ‫في جامع القرويين بفاس‪ ،‬أو جامع الزيتونة بتونس‪ ،‬أو األزهر الشريف بمصر‪.‬‬ ‫ويوم قرر والدي –رحمه اهلل‪ -‬تسجيلي بالجامع الكبير‪ ،‬اجتزتُ امتحانا شفويا في حفظ‬ ‫القرآن الكريم‪ ،‬واألربعين حديثا النووية‪ ،‬ومتن ابن عاشر‪ ،‬ثم قصدتُ المقصورة التي‬ ‫كانت مقر المدير وطاقمه‪ ،‬ألعرف األعمدة التي سأتحلق مع المتحلقين حولها‪ ،‬وأسماء‬ ‫األساتذة األجالء الذين سأتلقى على أيديهم دروس الفقه والتفسير والحديث والتوحيد‬ ‫والمنطق‪.‬‬ ‫وهكذا أصبحتُ طالب علم‪ ،‬يتأبط تفسير الجاللين واألزهري والميارة‪ ،‬وييمم وجهه‬ ‫شطر المسجد األعظم في جلباب صوفي إن كان الفصل خريفا أو شتاء‪ ،‬أو جلباب لين إن‬ ‫كان الفصل ربيعا أو صيفا‪.‬‬ ‫وأذكر أن الدراسة كانت تنطلق مع مطلع الشمس‪ ،‬وتتوقف عند الزوال‪.‬‬ ‫ولم ندخل في عصر الحداثة‪ ،‬إال في النصف الثاني من عقد الخمسينات‪ ،‬ففي هذا‬ ‫الوقت انتقلنا إلى دار بوهالل بالفران المسلس‪ ،‬ليُسدَل الستار على تعليم‪ ،‬ويُفسَح‬ ‫المجال لتعليم يكاد يكون مغايرا له‪.‬‬ ‫تلك أمة قد خ َلت‪ ،‬فرحم اهلل أساتذتها وطلبتها‪ ،‬وجازى الجميع الجزاء األوفى‪.‬‬

‫“الكفاءات النسائية في المشهد العمومي‪ :‬واقع وتحديات”‬ ‫يتميز شهـــر مارس من‬ ‫كل سنة بكونـــه شهر المرأة؛‬ ‫حيث يسجــل رقمــا قياسيا‬ ‫من حيث األنشطة الدراسية‬ ‫واالحتفالية‪ ...‬التي من خاللها‬ ‫يتم تسليط الضوء على القضايا‬ ‫المتعددة وخاصــة الراهنــة‬ ‫للنساء أو تكريم نساء من هنا‬ ‫وهناك‪.‬‬ ‫وهكذا؛ ففي يوم السبت‬ ‫‪ 25‬مارس ‪ 2017‬نظمت جمعية‬ ‫«آفــاق للتنميـــة المستدامة‬ ‫والنهوض بأوضــاع المـــرأة‬ ‫بشفشاون»‪ ،‬ندوة علمية حول‬ ‫موضوع «الكفاءات النسائية في المشهد العمومي‪ :‬واقع وتحديات» احتضنها‬ ‫مركب محمد السادس للثقافة والفنون والرياضة‪.‬‬ ‫أشغال هذه الندوة افتتحتها رئيسة الجمعية نادية فتح‪ ،‬واضعة اختيار‬ ‫الموضوع في سياق دستور ‪ 2011‬الذي نص على المساواة والمناصفة‪ ،...‬وفي‬ ‫إطار االحتفاالت باليوم العالم للمرأة‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬أبرزت أهمية األدوار التي تلعبها حاليا المرأة في‬ ‫الحياة العامة والخاصة والتي لعبتها عبر التاريخ‪ ،‬مشيرة بهذا الخصوص إلى‬ ‫شخصيات نسائية مغربية تاريخية رائدة؛ كفاطمة الفهرية‪ ،‬وزينب النفزاوية‬ ‫والسيدة الحرة‪ ،‬معرجة على الدور الذي لعبته بعض النساء من التاريخ المعاصر‬ ‫في مقاومة االستعمار وبناء الدولة المغربية‪.‬‬ ‫وأكدت أيضا على أن الدفاع عن القضية النسائية ليس وقفا على النساء‬ ‫وحدهم؛ بل هو قضية مجتمع‪ ،‬وأن العالقة بين الرجل والمرأة عالقة تعاون‬ ‫وتشارك‪ ،‬ودعت نادية فتح‪ ،‬في ختام كلمتها‪ ،‬إلى توحيد صف النساء رغم‬ ‫االختالفات والحساسيات المتنوعة من أجل البلوغ إلى التمتع بالحقوق كاملة‪،‬‬ ‫وبالتالي تحقيق الكرامة‪.‬‬ ‫رئيس المجلس اإلقليمي عبدالرحيم بوعزة‪ ،‬أوضح أن هذه الندوة تندرج‬ ‫في إطار تقعيد الشراكة بين المجلس اإلقليمي لشفشاون والجامعة والمجتمع‬ ‫المدني‪ ،‬وكذا تعميم النقاش العمومي وإثرائه حول وضع المرأة حاضرا‬ ‫ومستقبال‪.‬‬ ‫وأشار أن التغيرات التي يعرفها العالم بحكم العولمة حملت معها شبكة‬ ‫مفاهيمية جديدة ذات دالالت حقوقية تنتصر للمرأة ولمشاركتها في القرار‬ ‫العمومي‪ ،‬خاصة في البلدان النامية كالمغرب‪ ،‬إال أن المالحظ أن هناك‬ ‫تفاوتا بين النصوص التشريعية المتقدمة التي تكرس الحقوق لفائدة النساء‬ ‫كالمساواة والمناصفة والواقع الذي مازال متأخرا فيما يخص تنزيل هذه‬ ‫النصوص وإعمالها لفائدة المرأة‪ ،‬وأحال في هذا السياق إلى موقع النساء في‬ ‫الحياة الحزبية والسياسية‪ ،‬وكذا في اإلدارة والمؤسسات المحلية المنتخبة‬ ‫خاصة‪,‬‬ ‫وأعلن عبدالرحيم بوعزة بهذه المناسبة عن قرار رمزي وهو اختيار طالبة‬ ‫من الكلية المتعددة اإلختصاصات بتطوان لعضوية الهيئة اإلقليمية للمواطنة‬ ‫والتنمية البشرية‪ ،‬وهي هيئة استشارية لدى المجلس اإلقليمي لشفشاون من‬ ‫أجل تفعيل مبادئ المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع‪.‬‬ ‫حمزة فارس عميد الكلية المتعددة التخصصات بتطوان التي تحتل‬ ‫المرتبة األولى بالنسبة لعدد الطلبة بجامعة عبدالمالك السعدي؛ أوضح أنه‬ ‫من خالل األرقام المسجلة على صعيد هذه المؤسسة سواء من حيث عدد‬ ‫الطالبات المسجالت في سلك اإلجازة (مايفوق ‪ 8000‬طالبة) أو الماستر(‪)51%‬‬ ‫أو من حيث النتائج المحققة اكاديميا أو في التظاهرات الرياضية‪ ،‬أو فيما يتعلق‬ ‫بتوزيع المنح االجتماعية التي ترصد اعتماداتها جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫( ‪ 145‬منحة لفائدة طالبات هذه الكلية)‪ ،‬يتجسد بالملموس إعمال المبادئ‬ ‫المنصفة للعنصر النسوي‪ ،‬بل إن هذا العنصر يحتل مكانة بارزة في هذه‬ ‫الكلية‪.‬‬ ‫واعتبر حمزة فارس أن المغرب حقق طفرة نوعية فيما يتعلق بوضعية‬ ‫المرأة في العقود األخيرة‪ ،‬وهو ماجعله يحتل مراتب متقدمة في هذا الجانب‬ ‫عربيا وإفريقيا‪ ،‬لذلك فهذه المؤشرات اإليجابية يجب أن تدفع إلى التفاؤل‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى التفوق الذي أبرزته وتبرزه النساء في مختلف الميادين‪ ،‬وأكد في‬ ‫األخير أن قضية المرأة ليست قضيتها وحدها وإنما قضية المجتمع ككل‪.‬‬

‫الندوة العلمية المعنونة‬ ‫ب» الكفاءات النسائية في‬ ‫المشهــد العمومــي‪ :‬واقـــع‬ ‫وتحديات» شاركــت فيهـــا‬ ‫الدكتورة مريم مبتول بمداخلة‬ ‫حول «نساء رائدات من تاريخ‬ ‫المغرب»‪ ،‬كما شارك فيها‬ ‫الدكتور خالد بنجدي بمداخلة‬ ‫حول»مشاركة المرأة من خالل‬ ‫العمل السياسي واالنتخابي»‬ ‫واألستاذ محمد بوذن بمداخلة‬ ‫حول «التشبيك ودعم القدرات‬ ‫الترافعيةللنساء»‪.‬‬ ‫المداخالتكانتمتكاملة‬ ‫حيث تناولت موقع المرأة التاريخي‪ ،‬ثم واقع المشاركة السياسية واالنتخابية‬ ‫للنساء في المغرب المعاصر‪ ،‬وكذا آفاق نضاالت النساء لتجاوز الوضعية الحالية‬ ‫الموسومة بالمراوحة‪ ،‬ولتحقيق المكاسب في المستقبل‪.‬‬ ‫وقد أبانت المداخالت أنه رغم الصورة المشرقة التي قدمتها نساء رائدات‬ ‫في المغرب عبر تاريخه‪ ،‬ابتداء من كنزة األورابية زوجة موالي إدريس األول إلى‬ ‫فاطمة اعزاير المرأة المقاومة والمناضلة المعروفة ب»فاما» وغيرهما‪ ،‬الزالت‬ ‫نسبة مشاركة المرأة على المستوى السياسي‪ ،‬وكذا ضعف احتاللها لمناصب‬ ‫القرار بصفة خاصة‪ ،‬ال يعكسان الوجه الحقيقي للكفاءات النسائية‪ ،‬وللتقدم‬ ‫الذي تسجله قضية المرأة على المستوى القانوني والحقوقي‪ ،‬وفي الوعي‬ ‫الجماعي‪ ،‬إال أن أهم المعضالت التي تبقى إشكالية هي التفاوت الحاصل في‬ ‫وضعية النساء بين العالمين القروي والحضري‪.‬‬ ‫وأكدت المداخالت أن أي استراتجية تنموية اليمكن أن تنجح إال بإشراك‬ ‫جميع شرائح المجتمع‪ ،‬منبهة إلى أن إقصاء النساء من شأنه أن يضيع فرص‬ ‫التقدم على المغرب‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬تمت الدعوة إلى تنسيق جهود ومواقف وموارد‬ ‫التنظيمات النسائية‪ ،‬سواء المدنية أوالسياسية أو النقابية أو المهنية‪ ،‬عبر‬ ‫التشبيك لتقوية قدرات الترافع أمام صناع القرار؛ ذلك أن االنقسام والتشتت‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى «الفكر العرائسي والتفكير في الوالية الثانية أكثر من التمكين»‬ ‫اليساهم في خلق ميزان قوة حقيقي لدرء التراجع‪ ،‬وبالتالي الضغط لتنزيل‬ ‫حقيقي للمقتضيات الدستورية والقانونية لفائدة النساء من جهة و لتحقيق‬ ‫مكاسب أكثر قوة أخرى في المستقبل من جهة أخرى‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬شاركت‪ ،‬في أشغال هذه الندوة إلى جانب األساتذة الثالثة‪ ،‬أسماء‬ ‫بلحساين إطار بقسم العمل االجتماعي بعمالة إقليم شفشاون‪ ،‬حيث قدمت‬ ‫مداخلة حول «انخراط المرأة في التنمية من خالل المبادرة الوطنية للتنمية‬ ‫البشرية»‪ ،‬حددت من خاللها مفهوم التنمية البشرية األوسع مضمونا من‬ ‫التنمية االقتصادية ومؤشراتها‪ ،‬والسياق الذي جاءت فيه المبادرة والمتميز‬ ‫خاصة بالعجز االجتماعي‪ ،‬كما تطرقت إلى الرهانات والفرص التي تتيحها‬ ‫المبادرة من خالل برامجها(برنامج محاربة الفقر‪ ،‬برنامج محاربة اإلقصاء‬ ‫االجتماعي‪ ،‬برنامج محاربة التهميش‪ ،‬البرنامج األفقي وبرنامج التأهيل الترابي)‬ ‫للتضامن والمشاركة والمبادرة والعمل والتمتع باالستقالل الذاتي‪ ،‬وللخروج‬ ‫من وضعية الدونية‪ ،‬وختمت مداخلتها المكتسبات واإلنجازات التي تحققت‬ ‫على يد المبادرة الوطنية لفائدة نساء المغرب بالعالم الحضري كما بالعالم‬ ‫القروي‪.‬‬ ‫وشاركت‪ ،‬كذلك‪ ،‬في أشغال هذه الندوة‪ ،‬كلتا الشاوني حيث استعرضت‬ ‫تجربتها كامرأة مقاولة‪ ،‬ووقفت من خالل هذه التجربة الفريدة على الصعوبات‬ ‫التي تعترض المقاوالت النسائية في وسط محافظ ومجتمع تهيمن عليه‬ ‫العقليةالذكورية‪.‬‬ ‫وقد نظمت جمعية «آفاق» هذه الندوة العلمية بشراكة مع الكلية‬ ‫المتعددة التخصصات بتطوان ومركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية‬ ‫والمؤسساتية‪ ،‬وتحت رعاية المجلس اإلقليمي لشفشاون‪.‬‬ ‫كما تجب اإلشارة في األخير إلى أن كلتا الشاوني انتخبت الحقا رئيسة‬ ‫ل «الهيئة اإلقليمية للمواطنة والتنمية البشرية» لدى المجلس اإلقليمي‬ ‫لشفشاون‪.‬‬

‫عبدالحي مفتاح‬

‫مع األديب المصري‬ ‫المرحوم جمال الغيطاني ‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫في العاشر من أكتوبر ‪ 1994‬التقيت به ألول مرة في‬ ‫فاس بمناسبة انعقاد دورة الشاعر التونسي أبي القاسم‬ ‫الشابي ؛ من تنظيم مؤسسة عبد العزيز البابطين‬ ‫لالبداع الشعري ‪.‬‬ ‫وقف وراء دعوتي للمشاركة في هذه الدورة صديقي‬ ‫العزيز الشاعر أحمد الطريبق أحمد ‪ ،‬الذي حرص في اآلن‬ ‫ذاته على مشاركة األصدقاء ‪ :‬المرحوم عبد اهلل المرابط‬ ‫الترغي وعبد السالم شقور وسعيد ابن األحرش وحسن‬ ‫بنزيان ومحمد بوخزار وأحمد الطريسي ومحمد الكنوني‬ ‫وآخرين‪..‬‬ ‫على هامش جلسات الدورة طلب مني المرحوم‬ ‫جمال الغيطاني مرافقته لزيارة ضريح لسان الدين ابن‬ ‫الخطيب ‪..‬‬ ‫لم نتوقف في الطريق عن استذكار أوجه عبقرية‬ ‫ابن الخطيب وغنى تراثه األدبي والسياسي والفكري‬ ‫والصوفي‪ ..‬واستعاد كل منا ما علق لديه من بيانات‬ ‫مآله المأساوي أو فاجعة اغتياله بعد متابعته بتهم ثقيلة‬ ‫ظالمة‪..‬ثم قتله فدفنه فتمثيل بجثته فإحراقه في (باب‬ ‫المحروق)‪..‬‬ ‫ترحمنا على روح ابن الخطيب وقصدنا مسجد‬ ‫القرويين‪ ،‬صلينــا العصر ثـم رأيت المرحــوم جمال‬ ‫الغيطاني يخترق الصفوف ليقبل يد اإلمام ورأسه وهو‬ ‫في حال يعلمه اهلل‪..‬‬ ‫في يوم موال رافقنا في خرجتنا للتفسح والتبضع‬ ‫األديب المصري يوسف القعيد والصديق محمد الكنوني‬ ‫من آداب فاس‪ ..‬زرنا أنحاء العاصمة العلمية وكان‬ ‫المرحوم جمال ويوسف سعيدين‪..‬‬ ‫وكان لي لقاء ثان مع المرحوم جمال في قاهرة المعز‬ ‫بمناسبة مشاركة حقوقية في مؤتمر حول « دور المجتمع‬ ‫المدني في اإلصالح»‪.‬‬ ‫زرت المرحوم جماال في مكتبــه ـ مكتب في غايـــة‬ ‫البساطة والثراء الرمزي بمقر صحيفــة أخبار اليوم ـ‬ ‫صحبة المحامي األديب بهاء الدين الطود والصديق‬ ‫البهي الدكتور حسن اليمالحي ‪..‬‬ ‫فرح بزيارتنا المرحوم جمال فرحا ال حد له فأهدانا‬ ‫نسخا من كتب إبداعية ونقدية‪ ..‬وعلى سبيل التفكه‬ ‫اليقظ خاطبنا ‪ :‬جئتم من المغرب إلى مصر لتتداولوا‬ ‫في موضوع اإلصالح‪ ..‬وتتدارسوا سبل تنزيله‪ ..‬ورجال‬ ‫اإلصالح والصالح في أرض الكنانة مغاربة‪ ! ‬أكتفي بذكر‬ ‫اثنين ‪ :‬المرسي والبدوي والقائمة طويلة‪..‬‬ ‫وأما لقائي الثالث واألخير بالمرحوم جمال فكان في‬ ‫طنجة حيث ألقى محاضـرة بدعوة من مندوبية وزارة‬ ‫الثقافة ‪..‬‬ ‫في ذلك اللقاء األخير أهداني المرحوم جمال نسخة‬ ‫من طبعــة شعبيــة لكتاب «التشوف الى معرفة رجال‬ ‫التصوف» الذي حققــه وأعد له دراسة الدكتور أحمد‬ ‫التوفيق ‪..‬‬ ‫كان المرحـوم جمال وقتئذ يرأس مشروعا تنويريا‬ ‫لتعميم ثقافــة التصوف في أوســاط الناس لمواجهة‬ ‫أخطار المد الوهابي الذي يقف وراء جل مآسي المجتمعات‬ ‫العربية واإلسالمية‪..‬‬ ‫ومساهمة مني في دعم هذا المشروع األخالقي‬ ‫سلمته عملي حول األديب المغربي الصوفي أحمد بن‬ ‫عبد القادر التستاوتي وحررت له رسالة بينت فيها أني ال‬ ‫أطلب سوى وجه اهلل‪..‬‬ ‫رحم اهلل جماال‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬أبريل ‪2017‬‬

‫العدد ‪884‬‬

‫الذكرى ‪ 70‬للزيارة الملكية الخالدة لطنجة‬ ‫الدولية ‪ 9‬أبريل ‪1947‬‬ ‫خلد الشعب المغربي‪ ،‬يوم األحد ‪ 9‬أبريل‪ ،‬الذكـرى السبعين للزيارة التاريخية التي قام بها‬ ‫جاللة سلطان المغرب سيدي محمـد بن يوسـف لمدينـة طنجـة التي كانت تعيش تحت نظام‬ ‫إدارة دولية‪ ،‬فرض عليها وعلى المغرب قبل «مؤامرة» الجزيرة الخضراء سنة ‪ ،1906‬حيث‬ ‫إن االتفاق الودّي الفرنسـي البريطانـي (‪ )1904‬أوصى ب «تدويل» هذه المدينة المغربية‪،‬‬ ‫نظرا لخصوصيتها الجغرافية والتاريخية‪ ،‬ولكونها عاصمة دبلوماسية للمغرب منذ أواخر القرن‬ ‫الثامن عشر‪.‬‬

‫النظام الدولي‪ :‬نقمة في طي «نعمة»‬

‫ولقد ُفرض النظام الدولي على طنجة بمقتضى االتفاق الثالثي الفرنسي البريطاني‬ ‫اإلسباني سنة ‪ 1923‬ودخل هذا النظام‪ ،‬في صيغته النهائيــة‪ ،‬حيز التطبيـــق في يوليوز‬ ‫‪ 1925‬بعد التوقيع عليه من كل من فرنسا وإسبانيا والبرتغال وبريطانيا وبلجيكا وهولندا‬ ‫والواليــات المتحــدة األمريكيـــة واالتحاد السوفياتي‪ ،‬والحقا إيطاليا‪ .‬ونص هذا االتفاق على‬ ‫أن طنجة منطقة دولية تحت سيادة سلطان المغرب ‪.‬‬ ‫وبالضبط‪ ،‬فإن سلطان المغرب هو من أصرّ‪ ،‬ـــ بعد اثنتين وعشرين سنة على فرض‬ ‫النظام الدولي على طنجة ‪ ،‬وخمس وثالثين سنة (فقط) على معاهدة فاس بشأن نظام‬ ‫الحماية الفرنسية اإلسبانية بالمغرب‪ ،‬ـــ على «خلط أوراق» المستعمر‪ ،‬شماال وجنوبا‪ ،‬وإرباك‬ ‫مخططاته لتفتيت وحدة المغرب أرضا وشعبا‪ ،‬بمشروع الظهير البربري و قانون المساواة‬ ‫في ممارسة حقوق المواطنة بين «األنديجين» والفرنسيين‪ ،‬وبمشاريع أخرى منها االتحاد‬ ‫الفرنسي‪ ،‬وهي مخططات الهدف منها تكريس الهيمنة االستعمارية‪ ،‬بعيدا عن روح معاهدة‬ ‫الحماية واألهداف الظاهرة‪ ،‬التي وُضعت لها‪.‬‬

‫زيارة طنجة «الدولية»‬

‫ثم إن زيارة جاللة السلطان لمنطقة طنجة لم تكن كباقي الزيارات التي يقوم بها جاللته‬ ‫لحواضر وبوادي مملكته بهدف تفقد شــؤون الرعيـة وربط االتصال بالوطنيين وبعموم الشعب‪،‬‬ ‫بل إن زيارة طنجة كانت بهدف الصدح في‬ ‫وجه العالم‪ ،‬بمطالب المغرب بخصوص إلغاء‬ ‫معاهدة الحماية واسترجاع السيادة الوطنية‬ ‫على كافة تراب المملكة‪ .‬ذلك أن طنجة ـــ‬ ‫بموقعها الجغرافي المتميَز‪ ،‬وبنظامها‬ ‫كعاصمة دبلوماسية‬ ‫الدولي ووضعها‬ ‫منذ أواخر القرن الثامن عشر‪ ،‬وتجهيزات‬ ‫االتصاالت الدولية السلكية والالسلكية التي‬ ‫كان يتوفر عليها السلك الدبلوماسي والتي‬ ‫كان مراسلو الصحافة العالمية يستعملونها‬ ‫في إيصال برقياتهم إلى المنابر اإلعالمية‬ ‫العديدة التي كانوا يمثلونها في منطقة‬ ‫طنجة الدولية‪ ،‬فضال عن محطات االتصال‬ ‫المتطورة (آنذاك) بمستعمرة جبل طارق التي‬ ‫كان يسهل على الصحافيين بطنجة‪ ،‬وطنيين‬ ‫وأجانب استعمالها‪ ،‬ـــ هذه المدينة كانت‬ ‫تشكل بالنسبة للسلطان «الوطني»‪ ،‬منبرا‬ ‫بامتياز للصَدع بمطالب شعبه في الحرية‬ ‫واالستقالل‪.‬‬ ‫زيارة طنجة كان لها ما قبلها وما بعدها‬ ‫من أحداث كبرى سبقتها ونتجت عنها‪ ،‬الشك‬ ‫أنها عجَلت ب «المواجهة الكبرى» الحتمية‪،‬‬ ‫التي أدَت إلى نهاية االستعمار وبزوغ فجر‬ ‫الحرية واالستقالل‪.‬‬

‫المقاومة السياسية بعد العسكرية‬

‫ذلك أنه بمجرَد أن «خمدت» المقاومة العسكرية للحماية‪ ،‬خاصة حرب الريف المجيدة‪،‬‬ ‫حتى تشكلت الحركة الوطنية السياسية‪ ،‬سنة ‪ ،1934‬من أجل المطالبة بإصالحات سياسية‬ ‫في المرحلة األولى قبل أن تتص ّلب مواقف كتلة العمل الوطني‪ ،‬ردَا على القمع الممارس على‬ ‫رجاالتها من طرف السلطات االستعمارية الفرنسية‪ ،‬وتتقدم بوثيقتي المطالبة باالستقالل‪،‬‬ ‫سنة ‪ ،1944‬األولى من طرف حزب االستقالل الحديث النشأة‪ ،‬ووطنيين مستقلين ‪ ،‬والثانية‬ ‫تقدمت بها حركة القوميين المغاربة بزعامة المرحوم محمد ابن الحسن الوزاني‪ .‬وكانت‬ ‫الحركة الوطنية بالشمال‪ ،‬الخاضع للحماية اإلسبانية والمشكلة أساسا من حزبي «االصالح‬ ‫الوطني» و «الوحدة المغربية» بزعامة المرحومين «األستاذ» عبدالخالق الطريس والشيخ‬ ‫محمد المكي الناصري‪ ،‬قد سبقت الجنوب إلى تقديم وثيقة المطالبة باالستقالل والوحدة‬ ‫إلى سلطات الحماية اإلسبانية وممثلي الدول األجنبية بطنجة الدولية‪ ،‬كما قامت بدعاية‬ ‫دولية واسعة لهذه الوثيقة مستفيدة من الحشد الهائل للمراسلين األجانب المعتمدين لدى‬ ‫سلطات الحماية اإلسبانية بتطوان ولدى اإلدارة الدولية بطنجة‪.‬‬ ‫وبالرغم من بعض االنفراج الذي طبع بداية عهد المقيم العام إيريك البون (‪ 1946‬ـ‬ ‫‪ )47‬الذي تمثل في التخفيف من ضغط األزمة السياسية بالبالد‪ ،‬وذلك بإطالق سراح بعض‬ ‫الوطنيين المعتقلين والمنفيين والتخفيف من «المضايقات» على حرية الصحافة‪ ،‬حيث صدرت‬ ‫أربع صحف وطنية لمواجهة المد الثقافي واإلعالمي االستعماري‪ ،‬فإن الوطنيين أصروا على‬ ‫متابعة النضال من أجل االستقالل الكامل‪ ،‬متخطين بذلك وبصفة نهائية مرحلة المطالبة‬ ‫باإلصالحات السياسية‪.‬‬

‫قرار الحسم‪ :‬زيارة طنجة‬

‫وجاءت زيارة طنجة التاريخية لتشكل الحدَ الفاصل بين المرحلتين‪ ،‬ولتعلن «المواجهة»‬ ‫الصريحة بين معسكر الوطنيين بقيادة السلطان محمد ابن يوسف ومعسكر االستعمار بتأطير‬ ‫من اإلقامة العامة وشرذمة من الخونة من أتباع الباشا الكالوي و «الفقيه» الكتاني وغيرهما‬ ‫ممن ال زال التاريخ يحفظ أسماءهم في ذاكرة الخزي والعار‪ .‬ولو أن الكثيرين منهم ومن‬ ‫ذرَياتهم «نجحوا» في أن «يتخضرموا» بين المرحلتين ويتأقلموا مع العهدين‪ ،‬بل ولربما‬ ‫حصلوا على عهد االستقالل من الحظوة والسلطة والنفوذ ما لم يكونوا يحلمون به على عهد‬ ‫«الفرنسيس» وتلك «طامة» أخرى يأتيها زمانها ورجالها في وقتها المناسب‪.‬‬ ‫فحين وصلت األزمة بين القصر الملكي واإلقامة العامة إلى «الباب المسدود»‪ ،‬خاصة بعد‬ ‫مؤتمر أنفا حيث أعرب السلطان للرئيس األمريكي روزفيلت وللوزير األول البريطاني تشرشيل‪،‬‬

‫عن رغبة الشعب المغربي في التحرر واإلنعتاق من ربقة االستعمار‪ ،‬األمر الذي لم يكن ليرضي‬ ‫اإلقامة العامة‪ ،‬وكذلك الشأن باعتراض السلطان على القرار الفرنسي بشأن اليهود المغاربة‪،‬‬ ‫وبعد رفض الحكومة الفرنسية لمبدإ المفاوضة مع السلطان خالل زيارته لفرنسا سنة ‪،1945‬‬ ‫اتخذ سيدي محمد ابن يوسف القرار القنبلة لزيارة طنجة «الدولية» واختار أن يصلها بالقطار‬ ‫ليؤكد وحدة المنطقتين السلطانية والخليفية وكذلك المنطقة الدولية‪ ،‬تحت لواء العرش‬ ‫العلوي المجيد‪.‬‬ ‫ولعرقلة هذه الزيارة وإجبار السلطان على إلغائها‪ ،‬عمدت سلطات االستعمار‪ ،‬يوما واحدا‬ ‫قبل إقالع القطار الملكي في اتجاه طنجة‪ ،‬على القيام بمذبحة رهيبة بالدار البيضاء‪ ،‬بواسطة‬ ‫فيلق السينغال العامل بقواتها بشمال إفريقيا‪ ،‬نتج عنها ضحايا بالعشرات‪ ،‬موتى وجرحى‪،‬‬ ‫ولكن السلطان أصر على الزيارة الميمونة ‪ ،‬بعد أن تف ّقد عائالت الشهداء والضحايا‪ ،‬واطمأن‬ ‫على أحوالهم‪.‬‬

‫محطة القطار‬ ‫وصل القطار الملكي يوم التاسع من أبريل إلى محطة القطار التاريخية التي كانت أول‬ ‫محطة ألول خط سكة حديد‪ ،‬يربط طنجة بفاس‪ .‬وكان بالضبط يسمي «خط طنجة ـ فاس»‪.‬‬ ‫وصول جاللة السلطان إلى طنجة كان يوما مشهودا‪ ،‬بعد أن توقف بسوق األربعاء والقصر‬ ‫الكبير وأصيلة حيث استقبل من الخليفة السلطاني موالي الحسين بن المهدي ورجاالت‬ ‫الحركة الوطنية بالمنطقة الخليفية‪ ،‬تأكيدا لوحدة الشعب قاطبة وراء السلطان ودعما لمواقف‬ ‫جاللته الرافضة ألي تنازل بشأن الوحدة الترابية و القضية الوطنية‪.‬‬ ‫وكان خطاب طنجة‪ ،‬غداة وصول السلطان سيدي محمد ابن يوسف لطنجة التي رفعت‬ ‫الفتات كبيرة بباب المندوبية وبمراكز المدينة ٌكتب عليها بالخط العريض «تحيى طنجة‬ ‫العلوية» نكاية بالتسمية االستعمارية «طنجة الدولية»!‪.....‬‬ ‫صباح العاشر من أبريـــل ألقى السلطان خطابه التاريخي بحدائق المندوبة بحضور‬ ‫الحكومة السلطانيــة‪ ،‬وسلطـــات الحماية الفرنسية واإلسبانيـــة‪ ،‬واإلدارة الدوليــة‪ ،‬و‬ ‫شخصيات المدينة‪ ،‬من بينهم العالمة‬ ‫سيدي عبد اهلل كنون الحسني رحمه اهلل‪،‬‬ ‫وعلمائها ووطنييها وشبابها ومن سمحت‬ ‫لهم ظروفهم من وطنيي تطوان والمنطقة‬ ‫الخليفية وتمكنوا من عبور» الحدود» في‬ ‫اتجاه طنجة‪ ،‬وحضور ملفت للنظر‪ ،‬للسلك‬ ‫الدبلوماسي بزيه المختلف من بلد آلخر‬ ‫والذي يحمل بعض سمات القرنين الثامن‬ ‫والتاسع عشر ويذكر بأوروبا ما بين الحربين‪.‬‬

‫خطاب طنجة التاريخي‬

‫شكل هذا الخطاب حدثا تاريخيا وسياسيا‬ ‫هاما وفريدا في تاريخ المغرب المعاصر‪ ،‬إذ‬ ‫أكد وحدة المغرب الترابية ورفضه لتجزيء‬ ‫األرض الوطنية إلى مناطق بتسميات‬ ‫مختلفة‪ ،‬في الشمال والوسط والجنوب‪ ،‬كما‬ ‫أكد خطاب طنجة‪ ،‬تمسك الشعب المغربي‬ ‫بوحدة ترابه وحرصه على تحقيق «أمانيه»‬ ‫الوطنية وانتمائه اإلسالمي وتضامنه مع‬ ‫الجامعــة العربيــة الحديثة النشــأة‪ ،‬ردَا‬ ‫على مشروع االتحاد الفرنسي االستعماري‬ ‫الذي رفضه المغرب‪ ،‬ولم يتضمن الخطاب‬ ‫السلطاني الجملة المقترحة من اإلقامـة‬ ‫العامة الفرنسية المتضمنة إلشـادة السلطـــان بالتعــاون المغربي الفرنسي‪ ،‬تأكيــدا من‬ ‫جاللتـــه الستقالله عن سلطات الحماية‪.‬‬ ‫وإلى جانب خطاب طنجة السياسي‪ ،‬كان ألهل طنجة موعد مع خطبة الجمعة بالمسجد‬ ‫األعظم حيث أم جاللته المصلين بنفسه وألقى خطبتي الجمعة في جو ديني رهيب اهتزت له‬ ‫قلوب المؤمنين في كل مكان‪ ،‬حيث بيّن جاللته أن السر في نجاح السلف الصالح هو في‬ ‫تمسكه بتعاليم الدين االسالمي الحنيف وتعلقه بمبادئ الحرية وبالحقوق البشرية‪.‬‬ ‫وكما كان منتظــرا‪ ،‬فـإن «زيـارة طنجة» شكلت حدثا ذا دالالت كبرى في تاريخ الحركة‬ ‫الوطنية المغربية بل إنها كانت الشرارة األولى في معركة التحرر التي انتهت بإعالن االستقالل‬ ‫ودخول المغرب عهد «الجهاد األكبر»‪ .‬بقيادة جاللة ملك المغرب محمد الخامس تغمّده اهلل‬ ‫بواسع رحمته‪.‬‬ ‫ومن نتائج هذه الزيارة الميمونة‪ ،‬إقالة المقيم العام إريك البون واستبداله بجنرال أكثر‬ ‫صالبة‪ ،‬الجنرال جوان الذي جاء بتعليمات واضحة من السلطات الفرنسية بضرورة «فرض»‬ ‫إرادة اإلقامة العامة الفرنسية على السلطان وإخضاعه لقراراتها‪ ،‬وتهديده بالخلع في حالة‬ ‫رفض جاللته التعاون مع سلطات الحماية‪.‬‬ ‫ولم تزد تهديدات المقيم العام وسلطات الحماية السلطان سيدي محمد ابن يوسف إال‬ ‫إصرارا على معاكسة أهواء االستعمار إلى أن وصل به األمر إلى مقاطعة اإلقامة العامة وإعالن‬ ‫«اإلضراب» عن التوقيع وكتب ذات مرة على مشروع ظهير قدم لجاللته للتوقيع من اإلقامة‬ ‫العامة عبارته الساخرة‪« ،‬صار بالبال» !!!‪.....‬‬ ‫ولم يتمكن خالل سنتي ‪ 1951‬و ‪ 1952‬عبر رسالته الشهيرة للرئيس الفرنسي «فانيان‬ ‫أوريول» ومذكراته العديدة للحكومة الفرنسية‪ ،‬من إقناع السلطات الفرنسية بفتح مفاوضات‬ ‫بشأن إلغاء «اتفاقية فاس» التي وقع عليها باسم فرنسا وإلى جانب السلطان المولى حفيظ‬ ‫‪ ،‬الموسيو رينيو ممثل فرنسا آنذاك بطنجة وهو واحد من الجواسيس األوروبيين الذين‬ ‫مهّدوا لتغلغل االستعمار الفرنسي بالمغرب‪ ،‬والذي «تخ ًلد ذكراه المشؤومة» وإلى اليوم‪،‬‬ ‫ثانوية فرنسية بوسط المدينة‪« :‬الليسي رينيو»!‪...‬‬ ‫أحداث كثيرة ومؤثرة توالـــت على المغرب منذ زيارة طنجة وبسبب تلك الزيارة التي لم‬ ‫يغفر االستعمار وأذنابه لصاحبها وقوفه على الخط مع الوطنيين ضدَا على الوجود االستعماري‬ ‫بالمغرب‪ ،‬إلى المؤامرة الكبرى التي أدَت ست سنوات بعد خطاب طنجة‪ ،‬إلى نفي السلطان‬ ‫الشرعي في ‪ 20‬غشت ‪ 1953‬واندالع الثورة الشعبية التي أرغمت السلطات الفرنسية على‬ ‫اإلقرار بأن نفي السلطان كان خطأ كبيرا وتقرر عودته إلى شعبه وعرشه ‪ ،‬وفتح مفاوضات إكس‬ ‫ليبان المثيرة للجدل وإلى اآلن‪ ،‬والتي انتهت بإعالن االستقالل في إطار الترابط ‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪884‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬أبريل ‪2017‬‬

‫الذكوري الذي تعيش في أحضانه‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫لقد وفر المغرب العديد من المقتضيات القانونية والتشريعية‪ ،‬بهدف تمكين المرأة من لعب أدوار فعالة في كل مناحي الحياة اإلجتماعية‬ ‫واإلقتصادية والسياسية‪ .‬كما صادق على العديد من المواثيق الدولية‪ ،‬التي تهدف إلى رفع الحيف عن المرأة‪ ،‬مع رفع التحفظ على بعض هذه‬ ‫المواثيق في السنوات األخيرة‪ .‬حيث إن الدولة المغربية‪ ،‬تسعى من خالل هذه القوانين والتشريعات‪ ،‬إلى تحقيق المساواة الكاملة بين الرجل‬ ‫والمرأة‪ .‬من أجل تسليط المزيد من الضوء على هذا الموضوع تستضيف جريدة طنجة الباحث مصطفى الركيني أستاذ علم اإلجتماع‪ ،‬حيث يتناول‬ ‫الحوار مختلف المنجزات التي تحققت للمرأة في مغرب التحوالت وكذا المعيقات التي الزالت تعيق تحقيق مساواة عادلة بينها وبين الرجل‪.‬‬ ‫في نظركم أين تمركزت المرأة المغربية ضمن أجندة سياسة الدولة المغربية؟‬ ‫لقد ظلت مسألة النهوض بأوضاع المرأة بشكل عام حاضرة في سياسات الدولة‪ ،‬ويتبين ذلك من خالل‬ ‫العديد من القوانين والتشريعات‪ ،‬التي سنتها الدولة من أجل ضمان مشاركة أساسية ومهمة للمرأة‪ ،‬في المجال‬ ‫التنموي بشكل عام‪ ،‬جنبا إلى جنب الرجل؛ بدءاً بالدستور المغربي‪ ،‬الذي لم يميز بين الرجل والمرأة ‪ ،‬ثم قانون‬ ‫الوظيفة العمومية‪ ،‬وبرز هذا التوجه واضحا في إصالح مدونة األسرة‪ ،‬التي تعتبر ثورة فعلية في مجال التشريع‬ ‫الخاص باألسرة المغربية‪ ،‬التي في ظلها يمكن تنشئة األجيال القادمة على قيم المساواة‪ .‬أضف إلى ذلك‪،‬‬ ‫تمكين أبناء المرأة المغربية من أب أجنبي من الحصول على الجنسية المغربية‪ .‬كما ال ننسى نضال الحركة‬ ‫النسائية بالمغرب‪ ،‬التي أخرجت العديد من القضايا النسائية إلى الضوء‪.‬‬

‫أين تتجلى مساهمة المرأة المغربية في المجال األسري؟‬

‫ظلت المرأة المغربية دائماً حاضرة على مستوى تنمية اقتصاد األسرة‪ ،‬وخاصة في المجال القروي‪ ،‬بحيث‬ ‫نجدها تلعب أدوارا أساسية في بناء المجتمع‪ .‬كما أنها‪ ،‬تلعب أدوارا أكثر من األب في بناء الخلية األسرية أو‬ ‫العائلية‪ .‬أيضا‪ ،‬تتوفر على خاصيات ومؤهالت تفوق في أحيان كثيرة خاصيات ومؤهالت الرجل‪ .‬لكن‪ ،‬في غياب‬ ‫هذه القوانين كان المجتمع يتعامل معها على أنها مجرد مخلوقة تابعة للرجل على جميع األصعدة؛ بمعنى أنها‪،‬‬ ‫تأتي في المرتبة الثانية بعد الرجل‪.‬‬

‫هل مكنت التشريعات الوضعية من أن تحقق للمرأة المغربية مساواة عادلة مع‬ ‫الرجل؟‬ ‫لقد ساعدت هذه التشريعات المرأة‪ ،‬على أن تتواجد في المجال العام‪ ،‬وأن تشارك في تدبير الحياة‬ ‫اإلقتصادية والسياسية للمجتمع‪ .‬إن التشريع القانوني المتقدم‪ ،‬الذي عرفه المغرب في السنوات‬ ‫األخيرة‪ ،‬ساعد المرأة على رفع جزء كبير من الحيف والظلم واإلقصاء‪ ،‬الذي ظلت تتعرض له منذ‬ ‫عقود طويلة من الزمن‪ ،‬هذه التشريعات جعلت المرأة‪ ،‬تتواجد في العديد من المجاالت والتي‬ ‫كانت إلى عهد قريب؛ يتم إقصاؤها منها‪ ،‬وأذكر على سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬المجال السياسي‪،‬‬ ‫حيث أصبحت المرأة حاضرة بشكل بارز في المؤسسة البرلمانية‪ .‬كما مكنها إصالح القوانين‪،‬‬ ‫من أن تشارك في اإلنتخابات في تسيير مجالس الجماعات المحلية‪ ،‬بل الحصول على عمودية‬ ‫بعض المدن‪ .‬إذن‪ ،‬التشريع المغربي وإصالح المنظومة القانونية‪ ،‬ساعد المرأة المغربية‬ ‫ومكنها من المشاركة في تدبير الشأن السياسي‪ ،‬ولعل هذا‪ ،‬سوف يمكننا من بناء نموذج‬ ‫سياسي متميز في المنطقة المغاربية والعربية بشكل عام‪ ،‬من حيث‬ ‫مشاركة المرأة في التسيير المحلي‪.‬‬

‫ما هي انعكاسات تلك اإلصالحات على‬ ‫مستوى المشاركة السياسية للمرأة في بالدنا؟‬ ‫كما سبق أن قلت‪ :‬إن اإلصالحات القانونية‪ ،‬التي عرفها‬ ‫المغرب في السنوات األخيرة‪ ،‬جعلت مشاركة المرأة السياسية‪،‬‬ ‫بالمغرب تبقى مهمة‪ ،‬بالمقارنة مع العديد من الدول العربية‬ ‫واإلسالمية‪ ،‬التي ال زالت تعترض وتتحفظ على العديد من‬ ‫التشريعات والمواثيق الدولية‪ ،‬التي من شأنها أن تمكن‬ ‫المرأة من تحقيق مساواة كاملة مع الرجل‪.‬‬

‫هل يمكن أن نتحدث اليوم عن مساواة كاملة للمرأة المغربية مع الرجل؟‬

‫ما يمكن اإلشارة إليه في هذا الباب‪ ،‬هو أن تواجد النساء في هذه المواقع‪ ،‬ووجود رقم مهم من البرلمانيات‬ ‫في البرلمان المغربي نتيجة اإلصالحات القانونية‪ ،‬ال يعتبر مؤشرا على أن المرأة المغربية حققت مساواة كاملة‬ ‫وفعلية مع الرجل‪ .‬كما أنه ال يعني أنها‪ ،‬تجد المكان المناسب‪ ،‬لكي تمارس فيه كل حقوقها بشكل مريح‪ .‬أيضا‪،‬‬ ‫ال يمكن اعتماد تواجد المرأة في مناصب القرار‪ ،‬كمؤشر لقياس مستوى التنمية االجتماعية وقياس مدى تحقيق‬ ‫المرأة المغربية لمساواة كاملة مع الرجل‪ .‬كما أنه‪ ،‬ال يعني لنا ذلك‪ ،‬بأن وضعية المرأة في المجتمع بشكل عام‬ ‫هي وضعية مريحة‪.‬‬

‫ما هو تفسيركم لهذا الوضع غير المستقيم؟‬

‫البد من القول بأن اإلصالحات القانونية والتشريعية‪ ،‬تصطدم بعقليات ذكورية‪ ،‬تقليدية تحد من مساهمة‬ ‫المرأة‪ ،‬وذلك عبر تجاوز األهداف النبيلة لهذه القوانين‪ ،‬بل وفي كثير من األحيان يتم خلق عدة عراقيل تحط من‬ ‫كرامة المرأة‪ ،‬في مجتمع ذكوري يسعى إلى إقصائها من المجال العام‪ .‬مما يجعلها تنسحب أو تواجه صعوبات‬ ‫عديدة‪ ،‬أثناء أداء مهامها ولعل المجال السياسي خير دليل على ذلك‪.‬‬

‫في نظركم ما هي المعيقات االجتماعية أمام تحقيق مساواة عادلة بين الرجل‬ ‫والمرأة في المغرب؟‬ ‫بالنسبة لمعيقات المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة‪ ،‬فإنها ال تعود إلى هذه اإلصالحات القانونية‪ ،‬بقدر‬ ‫ما ترتبط بغياب انفتاح للعقليات‪ ،‬بحيث نجد أن هناك تأقلما شكليا مع واقع جديد تفرضه التحوالت الدولية‬ ‫واإلقليمية‪ ،‬فأصبحت المرأة ‪ ،‬تعد فيه فاعال مهما وأساسيا‪ ،‬ويمكن أن أسوق هنا العديد من األمثلة لفاعالت في‬ ‫مجاالت متعددة‪ ،‬تم تنصيبهن على رأس مصالح معينة‪.‬‬ ‫لقد تأقلم المرؤوسون مع الواقع الجديد ومع الموضة‪ .‬لكن المشاكل‪ ،‬التي تعانيها هذه العينة من النساء‪،‬‬ ‫هي مشاكل تنم عن عقلية ذكورية‪ ،‬بحيث يتم وضع العديد من العراقيل أمامهن‪ .‬ونالحظ إعادة إنتاج خطاب‬ ‫يقلل من قدرتهن‪ ،‬ومن قدرة المرأة بصفة عامة‪ ،‬على تحقيق مساواة فعلية وكاملة‪ ،‬بل هو خطاب يسعى إلى‬

‫تكريس تبعية المرأة للرجل في كل القطاعات‪ ،‬أسرية كانت أم سياسية أم اجتماعية‪ ،‬هذا الخطاب هو في الحقيقة‬ ‫خطاب تقليدي‪ ،‬كان يقوم على إلصاق كل الصفات السلبية بالمرأة‪.‬‬

‫هل من توضيح إضافي في هذا الجانب‪ ،‬كيف ذلك؟‬

‫أحيانا كثيرة‪ ،‬ومن أجل دعم المساواة بين الرجل والمرأة‪ ،‬يتم وضع نساء على رأس بعض المصالح‪ ،‬ليست‬ ‫لهن كفاءة معينة أو ليست لهن تجربة مهمة في الميدان‪ ،‬بحيث تتخذ في ذلك‪ ،‬بعض اإلعتبارات العائلية أو‬ ‫التعاطف المجاني مع قضية المرأة‪ ،‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يمكن القول أن بعض الممارسات‪ ،‬التي يتم اتخاذها من أجل‬ ‫تفعيل بعض القوانين المتعلقة‪ ،‬بتحقيق مساواة فعالة بين الرجل والمرأة في كافة المجاالت‪ ،‬تصدم بموروث‬ ‫ثقافي‪ ،‬يعمل على الحد من فعالية هذه القوانين‪ ،‬بل يسيء استخدامها‪.‬‬

‫هل المرأة المغربية قادرة على تجاوز الضغط األسري من أجل فرض ذاتها ككيان‬ ‫فاعل داخل المجتمع يتجاوز الدور التقليدي الذي ظل يالحقها لعقود من الزمن؟‬ ‫هناك معيق ثقافي‪ ،‬يتعلق باألسرة وبالمجتمع ويتعلق بالضغط‪ ،‬الذي يمارس على المرأة داخل المنزل‬ ‫وبحكم المحافظة‪ ،‬التي أصبحت سائدة في المجتمع‪ ،‬فقد تم تكريس دور المرأة بشكل أكبر داخل المنزل‪،‬‬ ‫الشيء ‪ ،‬الذي جعلها تبذل جهدا كبيرا ما بين العمل وما بين المنزل‪ .‬فعلى مستوى اليومي؛ فالنساء ال زلن‬ ‫يتكلف باألعمال المنزلية‪ ،‬أكثر من أي وقت مضى‪ ،‬ففي الماضي كان هناك تقاسم األعباء المنزلية بين العديد‬ ‫من النساء‪ .‬لكن في سياق التحوالت الكبرى‪ ،‬التي عرفها المجتمع المغربي وظهور األسرة النووية‪ ،‬حصل هناك‬ ‫تراجع ‪ ،‬وصارت كل األعباء المنزلية ملقاة على عاتق المرأة ‪ .‬مما يعني أنه ليست هناك مساواة بين الرجل والمرأة‬ ‫على تقسيم األعمال المنزلية‪ ،‬فالمرأة تجدها في المؤسسة اإلدارية أو في المقاولة تمارس أدوارها جنبا إلى‬ ‫جنب الرجل‪ .‬لكن؛ بمجرد العودة إلى البيت تعيد إنتاج دورها التقليدي الذي ألصقه بها المجتمع‪.‬‬ ‫إن هذه األعباء اليومية‪ ،‬لم تعد تترك لها الوقت وال الجهد‪ ،‬لكي تشارك في أنشطة أخرى‪،‬‬ ‫مثلها مثل الرجل‪ .‬كما أنه من الصعب ‪ ،‬مثال ‪ ،‬على الرجل أن يجلس في البيت ويرعى األبناء‪ ،‬لكي‬ ‫تذهب هي إلى بعض االجتماعات أو اللقاءات‪ ،‬خاصة تلك‪ ،‬التي تتطلب منها أن تتنقل من مدينة‬ ‫إلى أخرى‪ ،‬أو تتأخر بالليل‪.‬‬

‫ما هي االنعكاسات السوسيولوجية لمطلب المساواة بين الرجل‬ ‫والمرأة على المجتمع المغربي ككل؟‬ ‫من أهم اإلنعكاسات لمطلب المساواة بين الرجل والمرأة‪ ،‬أنها ستجعل الرجل المغربي‪،‬‬ ‫وخاصة الفاعل‪ ،‬يقبل بإمكانية مشاركة المرأة له‪ ،‬حتى وإن كان ذلك شكليا بهدف ترويج‬ ‫صورة ديموقراطية وحداثية لمشروعه‪ .‬كما أن هذا المطلب سيجعل‬ ‫من المرأة تشكل بالنسبة إليه ‪ ،‬أداة مهمة على المستوى الرقابي‪،‬‬ ‫بحيث ستتاح له فرصة المقارنة بينه وبينها‪ ،‬وهذا كان مستبعدا في‬ ‫ما مضى‪.‬‬

‫المساواة بين الرجل والمرأة في المجتمع المغربي‪ ،‬ستكون له‬ ‫انعكاسات على مستوى األسرة‪ ،‬بحيث سوف تمكن من غرس قيم‬ ‫جديدة في الناشئة‪ ،‬قيم المساواة‪ ،‬بين الجنسين‪ ،‬وبالتالي سوف‬ ‫يكون لهذا انعكاسات على مستوى المدرسة والشارع وعلى مستوى كل المجاالت التي توجد فيها المرأة‪.‬‬ ‫إن تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة‪ ،‬سوف يساعدنا على محو األمية‪ ،‬التي تعد ظاهرة نسوية بالدرجة‬ ‫األولى خاصة في المجال القروي‪ .‬كما سوف يساعد على التغلب على محاربة الفقر وآثاره والتي تمس المرأة أكثر‬ ‫من الرجل‪ ،‬وذلك؛ عن طريق ولوج المرأة للعمل ومساواتها مع الرجل على مستوى األجور‪.‬‬ ‫أيضا‪ ،‬سوف يقلل من ظاهرة العنف األسري ضد المرأة‪ ،‬التي ترتبط في جزء كبير منها بصورة المرأة‬ ‫المنحطة في الثقافة الذكورية‪.‬‬ ‫إن ترسيخ مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة‪ ،‬ستكون له انعكاسات إيجابية على مستوى الشارع العام‪ ،‬بحيث‬ ‫سيصبح من حق المرأة‪ ،‬أن تتمتع هي األخرى بحقها في التنزه لوحدها‪ ،‬دون أن يزعجها أحد‪ ،‬مثلما يحدث اليوم‬ ‫في مدننا المغربية‪.‬‬

‫أخيرا ما هي الخطوات التي يمكن للمرأة أن تتخذها من أجل الرقي بمكانتها‬ ‫داخل المجتمع؟‬ ‫أعتقد‪ ،‬أن المرأة مطالبة بتحقيق القوة في كل شيء‪ ،‬تحقيق القوة في تحصيل العلم‪ ،‬تحقيق القوة على‬ ‫مستوى الشخصية‪ ،‬تحقيق القوة على مستوى المهارات والمؤهالت الخاصة‪ .‬كما أنها مطالبة باقتحام المجاالت‬ ‫وبكل جرأة؛ بمعنى أن تكون هناك جرأة كافية القتحام كل العوالم‪ ،‬اقتحام يخوله لها القانون‪ ،‬الذي من خالله‪،‬‬ ‫سوف تمارس المساواة الفعلية‪ ،‬ومن خالله تكتسب األهلية والكفاءة‪ .‬أما إذا انتظرت أن تدفع بها الرجل إلى‬ ‫هذه المساواة؛ فإن مشاركتها‪ ،‬تبقى دائما ضعيفة ومرهونة بالرجل‪ ،‬الذي يقترح عليها ما تفعله‪ ،‬وهذا ما يمارس‬ ‫اليوم‪ ،‬فالرجل هو الذي يقترح عليها األدوار‪ ،‬التي يمكن أن تمارسها‪ .‬لكن‪ ،‬إذا ما اتخذت المرأة بنفسها المبادرة‪،‬‬ ‫في ممارسة المساواة‪ ،‬فإنها سوف تتعلم من خالل هذا العمل كيف تدافع عن نفسها وعن اآلخرين‪.‬‬ ‫أيضا‪ ،‬ال بد من مواكبة اجتماعية داخل األسر المغربية‪ ،‬داخل المؤسسات التعليمية والمؤسسات الصناعية‬ ‫والمقاوالت‪ ،‬من أجل التحسيس‪ ،‬بأهمية دور المرأة في المجتمع‪ ،‬وتحسيسها بالقوانين‪ ،‬التي تسمح لها بالدفاع‬ ‫عن حقوقها‪ ،‬وأنها فاعل أساسي في المجتمع مثلها مثل الرجل‪ ،‬وليست مجرد «ولية» مثلما صورتها الثقافة‬ ‫الذكورية من أجل إقصائها واإلجهاز على حقوقها‪.‬‬


‫العدد ‪884‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬أبريل ‪2017‬‬

‫النزاعات مسآلة وجود‬ ‫وليست مسألة خلود‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫زعيم عصابة بباب برد يعتدي بالضرب على شيخ يطالب بعدم ترويج‬ ‫المخدرات قرب منزله‬ ‫نددت فعاليات حقوقية بمدينة باب برد بإقليم‬ ‫شفشاون باإلعتداء الجسدي الشنيع الذي تعرض له شيخ‬ ‫أمام منزله بدوار «مشات»‪ ،‬على يد مروجين للمخدرات‬ ‫اتخذوا من حيه مركزا لترويج بضاعتهم من المخدرات‬ ‫بشتى أنواعها‪.‬‬ ‫ويعاني الشيخ المصاب من إصابة خطيرة في الرأس‬ ‫وكدمات متورمة بعينه اليمنى‪ ،‬إضافة إلى رضوض بركبته‬ ‫وأسفل ظهره‪ ،‬ما استدعى الطاقم الطبي الذي أشرف على‬ ‫تقديم اإلسعافات األولية له بمستشفى محمد الخامس‬ ‫بشفشاون‪ ،‬إلى توجيهه على متن سيارة إسعاف نحو‬ ‫مستشفى سانية الرمل بتطوان ليخضع لفحوصات إضافية‬ ‫ضرورية‪ ،‬نظرا لحالته الصحية الحرجة التي فاقم من حدتها‬ ‫تقدمه في السن‪.‬‬ ‫وفي تعليقها على هذا الحادث المؤسف‪ ،‬ناشدت مصادر‬

‫جمعوية بمدينة باب برد‪ ،‬في اتصال مع «المساء»‪ ،‬مصلحة‬ ‫الدرك الملكي بالمدينة للتحرك الفوري إللقاء القبض على‬ ‫المشتبه به في االعتداء على الشيخ‪( ،‬ر‪.‬ش) زعيم العصابة‬ ‫المشهورة بالمدينة‪ ،‬والتي اعتاد أفرادها ترويج المخدرات‬ ‫واألقراص المهلوسة والمشروبات الكحولية في راحة تامة‬ ‫وسط األحياء السكنية‪.‬‬ ‫ولم يخطر ببال الشيخ الضحية‪ ،‬وفق تصريحات ألقرباء‬ ‫له‪ ،‬أن تصل وقاحة أفراد عصابة ترويج المخدرات إلى درجة‬ ‫االعتداء عليه بالضرب والجرح دون مراعاة لسنه وال لمرضه‪،‬‬ ‫فقط ألنه طالبهم بممارسة نشاطهما اإلجرامي بعيدا عن‬ ‫محيط منزله‪ ،‬على اعتبار الجلبة والضوضاء التي يسببها‬ ‫المدمنون القادمون من عدة أحياء بالمدينة ومن خارجها‬ ‫القتناء المخدرات‪.‬‬ ‫وفي السياق ذاته‪ ،‬أكدت مصادر «المساء» أنه إلى حدود‬

‫كتابة هذه األسطر‪ ،‬لم تقم عناصر الدرك الملكي بمركز باب‬ ‫برد بفتح بحث في الحادث‪ ،‬ولم تأمر بعد باستدعاء زعيم‬ ‫العصابة وشركائه الذين يشتبه في اعتدائهم على الشيخ‬ ‫الضحية‪.‬‬ ‫يشار إلى أن ظاهرة ترويج المخدرات الصلبة‪ ،‬خاصة‬ ‫الهيروين‪ ،‬استفحلت بوتيرة سريعة في مدينة باب برد‪ ،‬وفق‬ ‫شهادات لنشطاء حقوقيين محليين‪ ،‬دقوا ناقوس الخطر حول‬ ‫تنامي عدد المدمنين على هذا المخدر الخطير بمنطقتهم‪،‬‬ ‫ونقلوا إلى الجهات المسؤولة تساؤالتهم بخصوص تقاعس‬ ‫مصلحة الدرك الملكي بمركز باب برد عن أداء واجبها في‬ ‫ترصد مروجي المخدرات وضبطهم واعتقالهم‪.‬‬

‫رضوان الحسوني‬

‫استياء موظفين جماعيين من تجاهل جماعة طنجة لشكايتهم‬ ‫بسبب إبعاد مكاتبهم‬ ‫عبر عدد من الموظفين الجماعينن التابعين لمقاطعة‬ ‫مغوغة بمدينة طنجة‪ ،‬عن امتعاضهم من التجاهل المستمر‬ ‫الذي ينهجه المجلس الجماعي‪ ،‬تجاه شكايتهم التي وضعوها‬ ‫أمامه منذ شهرين دون أن يتلقوا أي رد في هذا الجانب‪،‬‬ ‫ويتعلق األمر بتنقيل مصلحة يشتغلون بها إلى محيط سوق‬ ‫الجملة للخضر والفواكه‪ ،‬األمر الذي تسبب لهم في إرهاق‬ ‫نفسي ال يوصف‪ ،‬بحسب عدد منهم‪.‬‬ ‫وحسب شكاية الموظفين‪ ،‬فإن هذه المصلحة لها‬ ‫أهمية قصوى ودينامية الرتباطها وتكاملها مع باقي المصالح‬ ‫األخرى داخل المقاطعة‪ ،‬كما أكد الموظفون تجاهل هذه‬ ‫الشكاية التي دخلت شهرها الثاني بدون أي رد فعل‪ ،‬خصوصا‬ ‫وأن المسافة بين مقر المقاطعة وسوق الجملة والتي تقدر‬

‫بعدة كيومترات‪ ،‬أدت إلى خلق مشاكل نفسية لهم‪ ،‬حيث‬ ‫إن المراسالت المتعلقة بالمصلحة التقنية والتي عادة يقول‬ ‫الموظفون تسجل بمكتب الضبط ال تصل إال خارج الوقت‪،‬‬ ‫المناسب‪ ،‬مما يؤثر سلبا على سير العمل وجودته‪.‬‬ ‫كما أن هذا التحول والبعد عن المقر الرئيسي للمقاطعة‬ ‫يقول المشتكون‪ ،‬ال يخدم مصلحة المواطن‪ ،‬الذي ينتظر‬ ‫تقريب اإلدارة‪ ،‬وتسهيل خدماتها بنوع من الحكامة والجودة‪،‬‬ ‫مما يؤثر على ميزانية المواطن البسيط ويرهقه ماديا‬ ‫ومعنويا أثناء تنقله من مقر المقاطعة إلى المقر الجديد‬ ‫للمصلحةالتقنية‪.‬‬ ‫وأرفق الموظفون عددا من الصور التي توثق بكون‬ ‫البناية التي تحتضن المصلحة الجديدة أضحت شبيهة ببناية‬

‫مهجورة‪ ،‬كما أن السياج الذي تمت إقامته على طول المسافة‬ ‫بين المدخل والمصلحة التقنية ساهم في خلق نوع من‬ ‫الرعب في نفسية المواطن والموظف على حد سواء‪ ،‬والذي‬ ‫يخيل إليه وكأنه داخل أحد السجون‪ ،‬أو الممر الرئيسي لبوابة‬ ‫سبتة المحتلة‪ ،‬وليس مقر إدارة ينتفع فيها المواطن‪ ،‬وفق‬ ‫شكاية سابقة في الموضوع‪.‬‬ ‫كما طالب المشتكون رئيس المقاطعة بالرد على‬ ‫مراسلتهم في أقرب اآلجال‪ ،‬بما قالوا عنها تنويرهم باألسباب‬ ‫المعقولة والمنطقية التي جعلت المجلس يتخذ هذا القرار‬ ‫المجحف في حقهم‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫ألول مرة منذ وفاة فكري المفتش العام للداخلية وجها لوجه‬ ‫مع المحتجين‬ ‫ألول مرة منذ اندالع االحتجاجات بالريف‪ ،‬بعد وفاة‬ ‫بائع السمك محسن فكري‪ ،‬في ‪ 28‬أكتوبر الماضي‪ ،‬يلتقي‬ ‫مسؤول كبير في الداخلية بمحتجين بالمنطقة‪ ،‬وجها لوجه‪،‬‬ ‫لفتح‪ ،‬حوار معهم دام عدة ساعات‪ ،‬للوصول إلى اتفاق جسده‬ ‫محضر حمل توقيع الداخلية وممثلي المحتجين‪.‬‬ ‫وحل‪ ،‬أول أمس‪ ،‬محمد فوزي‪ ،‬المفتش العام للداخلية‪،‬‬ ‫الذي عين أخيرا عامال مؤقتا على الحسيمة‪ ،‬رفقة والي‬ ‫الجهة محمد اليعقوبي‪ ،‬ببلدة تماسينت‪ ،‬التابعة لجماعة‬ ‫«إمرابطن»‪ ،‬التي تقع على بعد ‪ 30‬كلم من مدينة الحسيمة‪،‬‬ ‫حيث أجريا حوارا مع لجنة الحراك الشعبي بالبلدة‪« ،‬أخبرونا‬ ‫بأنهم أتوا باسم أعلى سلطة في البالد‪ ،‬في سياق التعايش‬ ‫مع مشاكل الساكنة‪ ،‬إليجاد الحلول لها‪ ،‬يقول أحد المشاركين‬ ‫في جلسة الحوار‪ ،‬موجها كالمه للسكان الذين تجمعوا حول‬ ‫لجنة الحوار لسماع مجريات هذه الجلسة»‪.‬‬ ‫وحسب ما كشفه المحتجون الذين تحاوروا مع فوزي‬ ‫واليعقوبي‪ ،‬مباشرة بعد انتهاء جلسة الحوار‪ ،‬فإن هذه الجلسة‬ ‫تطرقت إلى مجمل النقاط التي تضمنها ملفهم المطلبي‪،‬‬ ‫لينتهي االجتماع بتوقيع محضر بين األطراف تضمن التزامات‬ ‫الداخلية مع المحتجين‪.‬‬ ‫ووفق المصدر ذاته‪ ،‬فإن أول الملفات التي طرحت علي‬ ‫طاولة «المفاوضات» هو ملف التجهيز والبنية التحتية‪ ،‬حيث‬ ‫تطرق المحتجون إلى وضعية الطرق التي تربط بلدتهم‬ ‫والجماعة بباقي المناطق‪ ،‬منها الطريق الرابطة بين بني عبد‬ ‫اهلل وتماسينت عبر واد غيس‪ ،‬حيث كشف المحتجون أن هذه‬ ‫الطريق كان يفترض أن تقام عليها منشأة فنية غير أن ذلك‬ ‫لم يتم‪.‬‬ ‫وأبرز المصدر ذاته أن مسؤولي الدخلية أكدوا لهم‬ ‫بهذا الخصوص‪ ،‬أنه فعال كانت ستقام منشأة ورصدت لها‬ ‫اعتمادات في ‪ ،2004‬لكن السكان أوقفوا األشغال بحجة أن‬ ‫المعايير ال تتناسب وحمولة الوداي‪ ،‬لكنهم وعدوا المحتجين‬ ‫في جلسة الحوار هذه‪ ،‬بتشييد منشأة فنية تستجيب للمعايير‬ ‫المطلوبة‪ ،‬حيث يكون علوها ‪ 3‬أمتار بدل ‪ 1،5‬متر‪ ،‬وستنطلق‬

‫األشغال فيها حسب المصدر ذاته في ‪ 20‬ماي المقبل‪.‬‬ ‫وتطرق المحتجون أيضا في جلسة حوارهم‪ ،‬إلى وضعية‬ ‫الطريق الرابطة بين إمزورن وبني عبد اهلل‪ ،‬والتي تتضمن‬ ‫‪ 4‬منشآت فنية‪ ،‬وهي منشآت شيدت منذ عهد االستعمار‪،‬‬ ‫ليتلقوا بعد ذلك وعودا من اليعقوبي وفوزي‪ ،‬بإيفاد لجنة من‬ ‫مديرية الطرق بوزارة التجهيز والنقل‪ ،‬للوقوف على وضعية‬ ‫هذه الطريق‪ ،‬والمنشئات الفنية المعنية‪.‬‬ ‫ومن النقاط التي تطرق إليها الحوار أيضا السد الذي‬ ‫سيقام على واد غيس‪ ،‬حيث أكد المحتجون لمحاوريهم‪،‬‬ ‫أنه البد من تعويض السكان المعنيين عن األراضي التي‬ ‫سيتم اقتطاعها من أمالكهم‪ ،‬وهو ما أكده اليعقوبي وفوزي‬ ‫أيضا‪ ،‬وبخصوص مخاوف السكان حول استمرار تدفق المياه‬ ‫إلى األراضي الفالحية التي تقع مباشرة‪ ،‬أسفل السد‪ ،‬أكد‬ ‫المحتجون أن المسؤولين التزموا بإنشاء سواق بغرض جر‬ ‫المياه إلى هذه األراضي لريها‪.‬‬ ‫وعالقة بالدعم الذي يقدم للفالحين‪ ،‬بالخصوص الذي‬ ‫تحصل عليه بعض الجمعيات بغرض توزيعه على الفالحين‪،‬‬ ‫قال المحتجون إنهم أخبروا المسؤولين أن هؤالء الفالحين‬ ‫لم يتوصلوا بأي دعم‪ ،‬وهو ما رد عليه المسؤوالن أنهم‬

‫سيطالبون المجلس الجهوي للحسابات بإجراء تدقيق‬ ‫في طرق صرف الدعم الذي يقدم لهذه الجمعيات‪،‬‬ ‫على أساس أن يتم صرف دعم آخر للفالحين‪ ،‬مباشرة‬ ‫من طرف السلطات‪ ،‬بعد تسجيل كل حاجيات الفالحين‬ ‫بالقيادة‪.‬‬ ‫وعالقة بالبطالة التي تستشري في صفوف الساكنة‪،‬‬ ‫ألح المحتجون علي أن تكون أولوية التشغيل في السد‬ ‫الذي سينجز للسكان‪ ،‬وهو ما رد عليه المسؤوالن حسب‬ ‫المحتجين‪ ،‬بأن القانون يكفل لهم ذلك وبأجور ال تقل‬ ‫عن ‪ 100‬درهم عن كل يوم عمل‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬باإلضافة إلى نقاط أخرى تتعلق بتحسين‬ ‫خدمات اإلنارة ودار الشباب‪ ،‬وإنشاء مكتبة محلية‪ ،‬ودعم‬ ‫الرياضة والنقل المدرسي‪ ،‬بحيث قدمت للمحتجين وعود‬ ‫بزيادة حافالت النقل المدرسي واستقدام سيارة إسعاف‬ ‫جديدة لتلبية حاجيات السكان‪.‬‬ ‫ورغم هذه االلتزامات التي التزم بها المسؤوالن البارزان‬ ‫في الداخلية في محضر منح ألعضاء لجنة الحراك‪ ،‬إال أن‬ ‫المحتجين أكدوا أنهم ال يؤمنون بلغة األشغال على األرض‪،‬‬ ‫حيث هددوا بالعودة إلى االحتجاجات في حالة عدم تحقيق ما‬ ‫تم االتفاق عليه‪.‬‬ ‫هذا وكانت منطقة تماسينت قد عاشت على وقع‬ ‫احتجاجات قوية‪ ،‬مطالبة بتحسين األوضاع‪ ،‬حيث نظم‬ ‫المحتجون أكثر من مسيرة من بلدتهم في اتجاه الحسيمة‬ ‫قاطعين المسافة كلها مشيا على األقدام‪.‬‬ ‫وفي السياق نفسه‪ ،‬كشفت مصادر متابعة لسير‬ ‫االحتجاجات في المنطقة‪ ،‬أن جلسة الحوار التي عقدها‬ ‫المسؤوالن مع نشطاء الحراك‪ ،‬ستكون بداية لجلسات أخرى‬ ‫مع باقي المحتجين في المناطق األخرى في إقليم الحسيمة‪،‬‬ ‫إلى حين التوصل إلى توافقات بشأن المطالب التي يرفعها‬ ‫السكان‪ ،‬منذ عدة أشهر‪.‬‬

‫عبد المجيد أمياي‬

‫ما فتئت الكائنات الحية التي تعيش على وجه‬ ‫هذه البسيطة‪ ،‬بدءآ باإلنسان والحيوان مرورا باألسماك‬ ‫والحشرات وغيرها‪ ،‬برية كانت أو مائية أو بر مائية‪ ،‬كل‬ ‫هذه الكائنات تعيش على إيقاع الصراعات والصدامات‪،‬‬ ‫سواء مع جنسها أو مع جنس آخر يختلف عن جنسها‪،‬‬ ‫وذلك منذ أن خلق اهلل هذا الكون‪ ،‬وجعل له نظاما متوازنا‬ ‫( ال الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر وال الليل سابق‬ ‫النهار وكل في فلك يسبحون)‪ ،‬إلىأن يرث اهلل األرض‬ ‫ومن عليها‪ ،‬ليثبت أن الصراعات‪ ،‬هي من صنع الكائنات‬ ‫الحية‪.‬‬ ‫وعلى مستوى الحيوانات‪ ،‬وخاصة الناطقة منها‪،‬‬ ‫ونعني بها اإلن��س��ان‪ ،‬يمكن القول ب��أن التعقيدات‬ ‫المعيشية المتزايدة‪ ،‬تجعل التفاعالت بين مختلف‬ ‫العناصر والفاعلين ال تخلو من تنازع‪ ،‬وهو يتجلى من‬ ‫خالل الحضور المضطرد للعديد من المصطلحات في‬ ‫هذا الشأن‪ ،‬منها المشادة‪ ،‬والجدال‪ ،‬والصدام والصراع‬ ‫والعراك والسجال واالحتكاك وغيرها من المصطلحات‪،‬‬ ‫وهي كلمات ضرورية تتداول بشكل مستمر للتعبير عن‬ ‫واقع كوني متعدد‪ ،‬منه الطبيعي والفيزيائي والكيميائي‬ ‫والبيولوجي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يعني أن تعريف مختلف‬ ‫أشكال الواقع المتعدد يتطلب االلتجاء إلى المفاهيم التي‬ ‫توجد وراء المصطلحات المذكورة‪ ،‬مفاهيم تشكل الواقع‬ ‫على األقل كما هو متعارف‪.‬‬ ‫والنزاع أو الصراع وماشابه ذلك‪ ،‬فإذا فهمناه فهما‬ ‫أعمق و أوسع و أشمل و أدق‪ ،‬كمقترحات أو توجهات‬ ‫أو مصالح‪ ،‬فإننا نجدها تنحصر دائما في العالقات‬ ‫بين مختلف عناصر أي نظام فيزيائي كان‪ ،‬أو كميائي‪،‬‬ ‫بيولوجي أو اجتماعي‪ ،‬وكأنه مالزم لنا كجزء من الكون‪،‬‬ ‫ومن كل أشكال الواقع المتعددة التي تخلقه‪ ،‬وأيضا من‬ ‫العالقات التي تنسجها هذه األشكال فيما بينها‪.‬‬ ‫ويبدو أن كوكب األرض يعد جسما معرضا بشكل‬ ‫مستمر لتوثرات العناصر التي تكونه‪ ،‬وإذاك��ان هذا‬ ‫المعطى واضحا من الناحية الفيزيائية‪ ،‬فإنه يزيد استجالءا‬ ‫إن نحن أدرجنا المتغيرات التي تشكلها الكائنات الحية‪،‬‬ ‫لهذا من األفضل عند الكالم عن الكائنات الحية استعمال‬ ‫مصطلح النزاع‪ ،‬ألن تطوير قدرات كائن ما يصطدم غالبا‬ ‫بمصالح الكائنات األخرى‪.‬‬ ‫فالنزاع هو سمة أو خاصية من خصائص الكائنات‬ ‫الحية‪ ،‬التي تسعى إل��ى استعمال ال��م��وارد والطاقة‬ ‫الموجودة في محيطها من أجل ال��دوام‪ ،‬كأفراد في‬ ‫مواجهة الموت‪ ،‬وكنوع في مواجهة االنقراض‪ ،‬فالطاقة‬ ‫ال يمكن أن تخلق والتدمر‪ ،‬بل تتحول وتتحلل‪ ،‬وهذا‬ ‫ما تقوم به (األنطروبيا)‪ ،‬أي قياس درجة الفوضى أو ما‬ ‫يسمى بالالنظام داخل نظام ما‪ ،‬ويمكن أن نالحظ هذا‬ ‫أيضا حتى في الكائنات الجامدة ( كما هو الحال عند ثورات‬ ‫البراكين) حيث تتالقى العناصر الكائنة‪ ،‬مع عناصر أخرى‬ ‫غير متجانسة تجعلها ال تقبل باآلخر‪ ،‬فتحدث فوضى‬ ‫داخليا‪ ،‬لتولد ذلك االنفجار البركاني الذي يرمي بحمامه‪،‬‬ ‫وبكل ما يريد لفظه‪ ،‬وهي األجسام المتطاحنة المتناقضة‬ ‫فيما بينها‪.‬‬ ‫والكائنات الحية خاضعة لهذا التحليل الطاقي‬ ‫المتزايد للموارد التي تحتاجها لضمان بقائها‪ ،‬ونحن‬ ‫ككائنات بشرية‪ ،‬ال نخرج عن هذه القاعدة‪ ،‬ألن استمرارنا‬ ‫في الحياة مشروط بخلق درجة أكبر من الفوضى في‬ ‫المحيط الذي نعيش فيه‪ ،‬رغم أن هذا النزاع مشروط‬ ‫ومحدد بتوجهنا إلى أقلمة نظامنا الداخلي‪ ،‬مع الشروط‬ ‫التي يفرضها واقع المحيط الذي نعيش فيه‪ ،‬فإذا نظرنا‬ ‫إلى الكائنات الحية الصغيرة الموجودة بكثرة من حولنا‬ ‫وبجانبنا‪ ،‬فإننا نعتبرها نتيجة لتأقلم هذه الكائنات‬ ‫مع الوسط الذي يوجد فيه اإلنسان‪ ،‬وهذا ما يضفي‬ ‫توترا أكبر على بقاءنا كنوع في عالم مشبع بالباكتيريا‬ ‫والحشرات والزواحف‪ ،‬وكائنات أقل حجما منا في كثير من‬ ‫األحيان‪ .‬وإذا كان الكون في مجمله ينحو نحو حالة أكبر‬ ‫من الفوضى‪ ،‬فإن الكائنات تسعى إلى المزيد من التحلل‪،‬‬ ‫وهذا هو ما يوجه تطور (الزمن الكوني) ولو أن اإلنسان‬ ‫ما فتئ يقاوم المسلمات‪ ،‬ويريد أن يشد عنها ويستثنيها‪،‬‬ ‫وهنا يمكن القول بأن الكائنات الحية‪ ،‬توجد في حالة‬ ‫نزاع مع الكون‪ ،‬وهذا التوثر ينعكس على العالقة التي‬ ‫تنسجها هذه الكائنات مع كل ما هو مادي‪ ،‬فيزيائي‪ ،‬أي مع‬ ‫الموارد الطبيعية‪ ،‬كما ينعكس على سلوكاتنا البيولوجية‪،‬‬ ‫وعلى مختلف تفاعالتنا مع الكائنات الحية األخرى‪ ،‬أثناء‬ ‫بحثنا للحصول على تلك الموارد‪ ،‬كما ينعكس بطبيعة‬ ‫الحال على ثقافتنا‪.‬‬ ‫إن نظرية اإلرتقاء التي تجمع فيها صدفة التحوالت‬ ‫مع ضرورة البقاء في الحياة لمواجهة القانون الثاني‬ ‫للدينامية الحرارية‪ ،‬تشرح لنا سر بقاء واستمرار مختلف‬ ‫األن��واع‪ ،‬ومعها النوع البشري‪ ،‬في محيط نزاعي‪ ،‬كما‬ ‫هو الحال بالنسة لكوكب األرض بصفة خاصة‪ ،‬والكون‬ ‫بصفة عامة‪ ،‬فالنزاعات التي تحدث مسألة وجود وليست‬ ‫مسألة خلود‪.‬‬

‫مصطفى الحراق‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬أبريل ‪2017‬‬

‫العدد ‪884‬‬

‫إقتصاد‬ ‫‪ 1200‬مليار سنتيم أرباح البنوك المغربية سنة ‪2016‬‬ ‫تمكن القطاع البنكي من تسجيل أداء جيد‪ ،‬ما خول المجموعات البنكية الثمانية العاملة في‬ ‫السوق من تحقيق أرباح مهمة خالل السنة الماضية‪ ،‬بنمو بلغت نسبته ‪ 6‬في المائة مقارنة مع سنة‬ ‫‪.2015‬‬ ‫وحققت المجموعات البنكية‪ ،‬وهي التجاري وفا بنك‪ ،‬والبنك الشعبي‪ ،‬والبنك المغربي للتجارة‬ ‫الخارجية‪ ،‬والبنك المغربي للتجارة والصناعة‪ ،‬مصرف المغرب‪ ،‬والشركة العامة‪ ،‬والقرض العقاري‬ ‫والسياحي‪ ،‬ثم مصرف المغرب‪ ،‬والقرض الفالحي‪ ،‬أرباحا إجمالية بلغت ‪ 11،98‬مليار درهم‪ ،‬بزيادة‬ ‫قدرها ‪ 700‬مليون درهم مقارنة مع السنة التي قبلها‪ ،‬مع تسجيل مساهمة أساسية للمجموعات‬ ‫البنكية الثالث األكبر وهي مجموعة التجاري وفا بنك ومجموعة البنك الشعبي ثم البنك المغربي‬ ‫للتجارة الخارجية ما مكنها من تحقيق أزيد من ‪ 80‬في المائة من األرباح اإلجمالية التي سجلها‬ ‫القطاع البنكي‪.‬‬ ‫وبلغت مساهمة البنوك الثالثة األولى من إجمالي أرباح القطاع البنكي لسنة ‪ 2016‬نحو ‪9،3‬‬ ‫مليار درهم من أصل ‪ 11،98‬مليار درهم المسجلة كأرباح‪ ،‬مع تسجيلها لنمو في النتيجة الصافية من‬ ‫حصة المجموعة على عكس البنوك الخمسة المتبقية التي تباين أداؤها في هذا الصدد‪.‬‬ ‫وارتفع صافي أرباح مجموعة التجاري وفا بنك بنسبة ‪ 6،7‬في المائة‪ ،‬ليبلغ ‪ 5،7‬مليار درهم مع‬ ‫مساهمة للفروع البنكية اإلفريقية بنسبة ‪ 23،5‬في المائة‪ ،‬فيما ساهم فيها النشاط المصرفي‬ ‫بالمغرب بنسبة ‪ 54،6‬في المائة‪ ،‬وساهمت شركات الخدمات المالية المتخصصة بحصة ‪ 12،2‬في‬ ‫المائة‪ ،‬والتأمينات بنسبة ‪ 10،8‬في المائة‪ ،‬والتزامينات بنسبة ‪ 54،6‬في المائة من األرباح‪.‬‬ ‫من جهته عرف البنك الشعبي المركزي المغربي نمو صافي أرباح بنسبة ‪ 5،3‬في المائة ليصل‬ ‫إلى ‪ 2،64‬مليار درهم‪ ،‬وهذا راجع إلى نشاط مصرفي في أكبر الوحدات الدولية التابعة له‪ ،‬وساهمت‬ ‫الفروع الدولية في العائد الصافي البنكي بنسبة ‪ 16‬في المائة‪ ،‬وذلك عبر البنك األطلنطي الذرا‬ ‫اإلريقي للمجموعة‪ ،‬علما بأن أنشطة فروع المجموعة بالدول اإلفريقية جنوب الصحراء في تحسن‬ ‫العائد الصافي بنسبة ‪ 6‬في المائة‪ ،‬وذلك بفضل ارتفاع استقطاب االدخار بنسبة ‪ 7‬في المائة‪،‬‬ ‫وارتفاع حجم القروضالموزعة بهذه البلدان بنسبة ‪ 9‬في المائة‪.‬‬ ‫وكشفت البيانات المالية لمجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية‪ ،‬عن أداء جيد برسم سنة‬ ‫‪ ،2016‬سواء على صعيد المغرب أو الفروع الدولية خاصة في إفريقيا جنوب الصحراء‪ .‬تميز بتسجيل‬ ‫نتيجة صافية غير مسبوقة تجاوزت عتبة ‪ 2‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وسجلت مجموعة بنك إفريقيا ارتفاعا في النتيجة الصافية الموطدة بنسبة ‪ 18،5‬في المائة لتصل‬ ‫إلى ‪ 113،3‬مليون أورو مقابل ‪ 95،6‬مليون أورو في ‪ ،2015‬وبلغ وزن البنوك اإلفريقية التابعة‬ ‫للمجموعة في النتيجة الصافية حصة المجموعة نسبة ‪ 32‬في المائة‪ ،‬وفي الناتج الصافي البنكي‬ ‫نسبة ‪ 43‬في المائة‪.‬‬ ‫في ما يخص البنوك الخمس المتبقية‪ ،‬تشير البيانات المتعلقة بمصرف المغرب إلى أن البنك‬ ‫تمكن من تحقيق قفزة كبيرة في األرباح السنوية‪ ،‬إذا انتقات من ‪ 81،9‬مليون درهم في ‪ 2015‬إلى‬ ‫‪ 308،8‬مليون درهم في ‪ ،2016‬ما يعني زيارة قدرها ‪ 277‬في المائة‪ ،‬مع تسجيل مالحظة أساسية‬ ‫تتمثل في أن أرباح سنة ‪ 2015‬عرفت تأثرا بزيارة كلفة المخاطر‪ ،‬وهو ما تم تجاوزه في ‪ 2016‬مع‬ ‫عودة األداء إلى مستوياته الطبيعية‪.‬‬ ‫على المنوال نفسه‪ ،‬سارت الشركة العامة‪ ،‬التي تمكنت من تسجيل نمو بنسبة ‪ 22‬في المائة من‬ ‫األرباح الصافية لترتفع إلى‪ 849،12 ‬مليون درهم‪ ،‬بفضل تمكن الفرع المغربي للمجموعة الفرنسية‬ ‫من خفض كلفة المخاطر إلى مستويات أدنى‪.‬‬ ‫وعلى النقيض من المؤسسات البنكية السابقة‪ ،‬لم تتمكن ثالث مجموعات بنكية من تسجيل‬ ‫نمو في أرباحها هذه السنة‪ ،‬ويتعلق األمر بكل من البنك المغربي للتجارة والصناعة‪ ،‬الذي فقد نسبة‬ ‫‪ 13،8‬في المائة من أرباحه‪ ،‬لتتقلص أرباحه إلى ‪ 431‬مليون درهم‪ .‬والقرض العقاري السياحي الذي‬ ‫فقد نسبة ‪ 16،4‬في المائة لتستقر أرباحه في ‪ 452‬مليون درهم‪ ،‬ثم القرض الفالحي الذي فقد نسبة‬ ‫أقل بلغت ‪ 2،7‬في المائة من أرباحه السنوية مقارنة مع ‪ 2015‬لتستقر في ‪ 542‬مليون درهم مقابل‬ ‫‪ 547‬مليون درهم سنة ‪.2015‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫ارتفاع احتياطات بنك المغرب من العملة الصعبة‬ ‫أعلن بنك المغرب أن صافي االحتياطيات الدولية للمغرب بلغ ‪ 247،6‬مليار درهم‪ ،‬إلى غاية ‪24‬‬ ‫مارس ‪ ،2017‬مسجال بذلك ارتفاعا بنسبة ‪ 5‬في المائة على أساس سنوي‪.‬‬ ‫وأوضح أنه من أسبوع إلى آخر‪ ،‬ارتفعت هذه االحتياطيات بنسبة ‪ 0،2‬في المائة‪ ،‬وأن المبلغ‬ ‫اإلجمالي لتدخالته خالل األسبوع الممتد من ‪ 23‬إلى ‪ 29‬مارس الجاري بلغ ‪ 16،5‬مليار درهم‪ ،‬منها‬ ‫‪ 12‬مليار درهم تم ضخها في شكل تسبيقات لمدة سبعة أيام بناء على طلبات عروض‪ ،‬مسجال أن‬ ‫مبلغ ‪ 4،5‬ماليير درهم منحت في إطار برنامج دعم تمويل المقاوالت الصغيرة جدا والمتوسطة‪.‬‬ ‫أما سعر الفائدة بين البنوك فقد تراجع من‪ 2،27‬في المائة الى ‪ 2،25‬في المائة‪ ،‬في حين ارتفع‬ ‫حجم المبادالت من ‪ 3،3‬ماليير درهم الى ‪ 5،1‬ماليير درهم‪.‬‬ ‫وكان بنك المغرب قد ضخ خالل طلب العروض ليوم ‪ 29‬مارس مبلغ ‪ 14‬مليار درهم على شكل‬ ‫تسبيقات لمدة سبعة أيام‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫القطاع السياحي يسجل نتائج إيجابية‬ ‫وجهة طنجة ‪ 25‬بالمائة‬

‫أفادت وزارة السياحة بأن النشاط السياحي سجل نتائج إيجابية جدا منذ نونبر ‪ ،2016‬محققا نموا‬ ‫برقمين على مستوى عدد الوافدين على المراكز الحدودية بنسبة ‪ 10،6‬في المائة في فبراير ‪،2017‬‬ ‫وبنسبة ‪ 18،8‬في المائة بالنسبة لليالي المبيت في مؤسسات االيواء السياحي المصنفة‪.‬‬

‫وأوضحت الوزارة في بالغ‪ ،‬استنادا إلحصائيات مرصد السياحة‪ ،‬أن وتيرة ارتياد مؤسسات اإليواء‬ ‫سجلت‪ ،‬من جهتها‪ ،‬ارتفاعا بخمس نقاط على مستوى معدل الملء‪.‬‬ ‫وأشارت الوزارة إلى أن أغلبية األسواق‪ ،‬سواء التقليدية منها أو الصاعدة‪ ،‬سجلت أداءات متميزة‬ ‫عند متم فبراير ‪ ،2017‬مع تأثير إيجابي على الوجهات السياحية الرئيسية بالمملكة‪.‬‬ ‫كما سجلت انتعاشة ملحوظة على مستوى األسواق التقليدية‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة لفرنسا‬ ‫(زائد ‪ 6‬في المائة) وإسبانيا (زائد ‪ 22‬في المائة) وألمانيا (زائد ‪ 19‬في المائة) والمملكة المتحدة‬ ‫(زائد ‪ 7‬في المائة)‪.‬‬ ‫وكشفت الوزارة أن األسواق الصاعدة سجلت نتائج هامة‪ ،‬محققة ارتفاعا بثالثة أرقام (زائد ‪923‬‬ ‫في المائة) بالنسبة للسوق الصينية‪ ،‬وارتفاعا بنسبة ‪ 82‬في المائة للسوق الروسية و‪ 62‬في المائة‬ ‫للسوق اليابانية و‪ 32‬في المائة للواليات المتحدة‪ ،‬و‪ 20‬في المائة لكندا و‪ 17‬في المائة للسوق‬ ‫االفريقية‪.‬‬ ‫وكان لهذا التدفق السياحي تأثير إيجابي على وتيرة ارتياد مؤسسات االيواء السياحي المصنفة‪،‬‬ ‫وذلك منذ مطلع السنة الجارية‪ ،‬حيث سجلت هذه المؤسسات‪ ،‬عند متم فبراير الماضي‪ ،‬ارتفاعا على‬ ‫مستوى ليالي المبيت بلغت نسبته ‪ 14،8‬في المائة (زائد ‪ 20،2‬بالنسبة لغير المقيمين وزائد ‪4،1‬‬ ‫في المائة للمقيمين)‪.‬‬ ‫وأوضح المصدر ذاته أن معدل الملء ارتفع‪ ،‬من جهته‪ ،‬بأربع نقاط (زائد ‪ 12‬نقطة بالنسبة‬ ‫للفنادق النوادي‪ ،‬وزائد ‪ 5‬نقاط للفنادق من فئة ‪ 4‬نجوم‪ ،‬وزائد ‪ 3‬نقاط للفنادق من فئة ‪5‬‬ ‫نجوم)‪.‬‬ ‫وحسب الوزارة‪ ،‬فإن هذه الدينامية همت أيضا الوجهات السياحية الرئيسية بالمملكة‪ ،‬التي‬ ‫سجلت نموا برقمين‪ ،‬خالل الشهرين األولين من السنة الجارية‪ ،‬مشيرة إلى تسجيل ارتفاع بنسبة‬ ‫‪ 17‬في المائة لوجهة مراكش و‪ 19‬في المائة لوجهة أكادير و‪ 37‬في المائة لفاس و‪ 25‬في المائة‬ ‫لطنجة و‪ 8‬في المائة للدار البيضاء‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫تراجع الدين الخارجي للخزينة‬ ‫أفادت مديرية الخزينة والمالية الخارجية‪،‬التابعة لوزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬أن معدل الدين‬ ‫الخارجي للخزينة شهد للسنة الثانية على التوالي انخفاضا إلى ‪ 14،1‬بالمائة من الناتج الداخلي‬ ‫الخام سنة ‪ ،2016‬مقابل ‪ 14،3‬بالمائة خالل سنة ‪ ،2015‬أي بانخفاض قدره ‪ 0،2‬نقطة من الناتج‬ ‫الداخلي الخام‪.‬‬ ‫وأبرزت المديرية‪ ،‬في نشرتها اإلحصائية األخيرة للدين الخارجي للخزينة متم دجنبر ‪،2016‬‬ ‫وتيرة ارتفاع الدين الخارجي العمومي لم تتجاوز ‪ 0،2‬نقطة في نهاية دجنبر ‪ ،2016‬مقابل متوسط‬ ‫ارتفاع سنوي بـ ‪ 1،7‬نقطة خالل السنوات الخمس األخيرة‪.‬‬ ‫وخالل سنة ‪ ،2016‬عبا القطاع العمومي مبلغا إجماليا قدره ‪ 31،8‬مليار درهم‪ ،‬منها ‪ 21،4‬مليار‬ ‫درهم موجهة لمشاريع االستثمار الخاصة بالمؤسسات والمقاوالت العمومية‪ ،‬و‪ 10،4‬مليار دهم‬ ‫للخزينة برسم الدعم الموجه لإلصالحات ومشاريع الميزانية‪ ،‬حسب المديرية‪.‬‬ ‫وأوردت النشرة اإلحصائية أيضا أن المؤسسات والمقاوالت العمومية استحوذت على ‪ 54‬في‬ ‫المائة من الدين الخارجي العمومي‪ ،‬تليها الخزينة بـ ‪ 45،7‬في المائة‪ ،‬في حين ال تمثل األبناك‪،‬‬ ‫والجماعات المحليةسوى ‪ 0،3‬في المائة من هذا الدين‪ ،‬ويندرج إصدار النشرة اإلحصائية الفصلية‬ ‫حول الدين الخارجي للخزينة في إطار المعيار الخاص بنشر المعطيات لصندوق النقد الدولي ولتمكين‬ ‫المستعملين الداخليين والخارجيين من االطالع بشكل دوري وشامل حول الدين الخارجي العمومي‪.‬‬ ‫على مستوى آخر‪ ،‬أكدت المندوبية السامية للتخطيط أن االدخار الوطني استقر في ‪ 27،3‬في‬ ‫المائة من الناتج الداخلي اإلجمالي‪ ،‬مقابل ‪ 28،5‬في المائة خالل الفصل الرابع من سنة ‪.2015‬‬ ‫وأوضحت المندوبية السامية‪ ،‬في مذكرة إخبارية حول الوضعية االقتصادية خالل الفصل الرابع‬ ‫من سنة ‪ ،2016‬أنه بارتفاع االستهالك النهائي باألسعار الجارية بنسبة ‪ 4‬في المائة مقابل ‪ 2،8‬في‬ ‫المائة‪ ،‬فقد استقر االدخار الوطني في ‪ 27،3‬في المائة من الناتج الداخلي اإلجمالي في الفصل الرابع‬ ‫من ‪.2016‬‬ ‫وأضافت أنه أخذا باالعتبار بلوغ إجمالي االستثمار نسبة ‪ 33،3‬في المائة من الناتج الداخلي‬ ‫اإلجمالي عوض ‪ 30،4‬في المائة‪ ،‬عرفت الحاجة إلى تمويل االقتصاد الوطني ارتفاعا استقر في ‪ 6‬في‬ ‫المائة من الناتج الداخلي اإلجمالي خالل الفصل الرابع من سنة ‪ 2016‬عوض ‪ 1،9‬في المائة سنة‬ ‫من قبل‪.‬‬ ‫ومع ارتفاع صافي الدخول المتأتية من بقية العالم بنسبة ‪ 1،5‬في المائة وارتفاع الناتج الداخلي‬ ‫اإلجمالي بنسبة ‪ 2،5‬في المائة‪ ،‬تطور إجمالي الدخل الوطني المتاح بنسبة ‪ 2،5‬في المائة خالل‬ ‫الفصل الرابع من سنة ‪ 2016‬بدل ‪ 5،8‬في المائة قبل سنة‪ ،‬حسب المذكرة اإلخبارية‪.‬‬ ‫وأشار المصدر ذاته إلى ارتفاع صادرات السلع والخدمات بنسبة ‪ 8‬في المائة خالل الفصل الرابع‬ ‫من سنة ‪ 2016‬عوض ‪ 6،8‬في المائة قبل سنة‪ ،‬في حين عرفت الواردات ارتفاعا ملموسا بنسبة ‪11،8‬‬ ‫في المائة عوض انخفاضا بنسبة ‪ 2،4‬في المائة‪.‬‬ ‫وسجلت المبادالت الخارجية للسلع والخدمات مساهمة سلبية في النمو بلغت ‪ 2،1‬نقطة مقابل‬ ‫مساهمة إيجابية ب ‪ 3،4‬نقط خالل نفس الفترة من السنة الماضية‪ ،‬وعرف االقتصاد الوطني تباطؤا‬ ‫ملحوظا‪ ،‬مسجال نسبة نمو بلغت ‪ 0،9‬في المائة خالل الفصل الرابع من سنة ‪ ،2016‬مقابل ‪ 5،1‬في‬ ‫المائة خالل نفس الفترة من سنة ‪ ،2015‬مع انخفاض قوي للنشاط الفالحي ونمو متواضع لألنشطة‬ ‫غير الفالحية‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬أبريل ‪2017‬‬

‫العدد ‪884‬‬

‫سفراء النوايا الحسنة «أوكازيون المناصب الدبلوماسية»‬

‫ كثرت في السنوات األخيرة جمعيات‬‫تمنح ألشخاص ‪ ...‬صفة سفراء النوايا الحسنة‬ ‫لمنصب سفراء النوايا الحسنة‪ ،‬هذا المنصب‬ ‫الذي تتبناه هيئة األمم المتحدة وتتعاون فيه‬ ‫مع شخصيات عامة لها مكانة في منطقتها‬ ‫للقيام ببعض األعمال اإلنسانية‪ ،‬حيث تمنح‬ ‫لحامل هذه الصفة جواز سفر أممي‪ ‬‬ ‫وأهداف هذا المنصب المساعدة في دعم‬ ‫مختلف القضايا التي تعالجها األمم المتحدة‬ ‫سواء كانت اجتماعية أو إنسانية أو متعلقة‬ ‫بالصحة والغذاء‪ .‬فالغرض من استخدام‬ ‫المشاهير هو أن شهرتهم تساهم في نشر‬ ‫الوعي والدعم تجاه هذه القضايا‪ .‬ويمكن لهذا‬ ‫التكليف أن يكون على مستوى دولي أو إقليمي‬ ‫أو محلي في نطاق دولة الشخصية الشهيرة‪.‬‬ ‫فعادة ما تستثمر المنظمات الدولية والجهات‬ ‫اإلنسانية الخاصة منها نجومية المشاهير‬ ‫العالميين أقرب للنفس مثل الفن والرياضة‬ ‫والثقافة واإلبداع بشكل عام‪ .‬من أجل تنفيذ‬ ‫برامجها اإلنسانية‪ .‬حيث أن هذا اللقب فقد‬ ‫كثيرا من وهجه أخيرًا لتعدد ما يمنح هذا اللقب‬ ‫ألسماء عربية بشكل كبير جدًا لدرجة أنه في‬ ‫بعض الحاالت ليس من مبرر منح هذا اللقب‬ ‫لبعضهم‪ .‬ودون أن أشير إلى أسماء بعينها‬ ‫أرى أن هناك البد من ضوابط وقيم وأوزان‬ ‫الختيار الشخصية‪ .‬حيث إن الفائدة تعود أكثر‬ ‫إلى النجم دون تحقيق هدف المنظمة نفسها‬ ‫أو الجهات المستهدفة‪ .‬هو لقب لكنه أحيانًا‬ ‫البعض ال يستحق اللقب‪- .‬‬ ‫هذا اللقب يكون عادة مياال إلى كونه‬

‫�أوراق من�سية‬

‫‪ 34‬ـ �أحزاب �سيا�سية‪...‬‬ ‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫األحزاب السياسية واالنتخابات في الواليات‬ ‫المتحدة األمريكية (‪)4‬‬

‫مجرد لقب لديهم اكثر منه فعل‪ ،‬فزيارات‬ ‫المشردين أو األيتام أو الفقراء أو المرضى ال‬ ‫تسمن وال تشبع وال تشفي وحدها‪ ،‬وال القيام‬ ‫بالحمالت اإلشهارية وحدها أيضًا كافية‪ ،‬وال‬ ‫مناصرة قضية ما‪ ..‬عبر مؤتمرات صحافية‪،‬‬ ‫فالمطلوب عمل جدي أكثر من قبل حامل هذا‬ ‫اللقب األممي الذي يسعى أغلبهم للظهور‬ ‫اإلعالمي فقط ال غير ومحاولتهم كسب‬ ‫عالقات السلطة ورجال المال ‪ ...‬وأقول البعض‬ ‫منهم وليس جميعهم‪ ،‬فأعمال البر والتقوى‬ ‫واإلحسان ال تحتاج إلى «تطبيل وتزمير» وال‬ ‫تحتاج الى تشهير صور اللقاءات عبر الفيسبوك‪.‬‬ ‫على كل حال تبقى كما هي حاليًا أفضل من‬ ‫أال تكون موجودة إطال ًقا‪ ،‬ولكن لتتحول هذه‬ ‫الصفة من مجرد لقب إلى فعل يلزمها الكثير‬

‫الكثير ولكنها تبقى هي بصيص األمل لهؤالء‬ ‫األشخاص ولو أنهم بالفعل يحتاجون إلى أكثر‬ ‫منه بكثير إلى أشياء ملموسة ومحسوسة أكثر‪ ،‬‬ ‫للتذكيرفهناك مشاهير العالم تخلوا عن‬ ‫لقب سفراء النوايا الحسنة أمثال الفنانة صفية‬ ‫العمري التي عينت أول سفيرة للنوايا الحسنة‬ ‫في الشرق األوسط العام ‪ 1994‬واعتذرت عنه‬ ‫في حرب تموز‪ .2006‬وكذلك الفنان محمود‬ ‫يس الذي تولى سفير األمم المتحدة لمكافحة‬ ‫الجوع‪ ،‬و عادل إمام‪ ،‬والمطرب الشاب حمادة‬ ‫هالل والفنان محمود قابيل وحسين فهمي‪،‬‬ ‫الذي تخلى عن دوره كسفير للنوايا الحسنة بعد‬ ‫رفضه لموقف األمم المتحدة الضعيف إزاء ما‬ ‫كان يحدث في لبنان ومجزرة قانا‪...‬‬

‫محمد الرضاوي‬

‫ظاهرة التشرد بتطوان الواقع والمسؤوليات‬

‫موضوع الندوة التي نظمتها مؤخرا‬ ‫جمعية رواحل الخير بتطوان‪ ،‬لدراسة األبعاد‬ ‫المختلفة لظاهرة التشرد‪ ،‬التي أخدت تغزو‬ ‫المدن الشمالية للمملكة ‪ ،‬ومدينة تطوان على‬ ‫الخصوص‪ ،‬وآثارها على المجتمع التطواني‪،‬‬ ‫وذلك بهدف التوصل الى كيفية معالجة هذه‬ ‫الظاهرة‪ ،‬أو تقليصها ‪ ،‬أوالحد من تفشيها ‪.‬‬ ‫وتأتي هذه الندوة بعد االنتهاء من حملة‬ ‫دفء الشوارع‪ ،‬التي نظمتها جمعية رواحل‬ ‫الخير طيلة فصل الشتاء بتطوان‪ ،‬انخرطت فيها‬ ‫جميع مكونات الجمعية بشكل فعال‪ ،‬انضافت‬ ‫إليها الساكنة بتلقائية ‪ ،‬واستفاد منها العديد‬ ‫من المشردين‪ ،‬اشتملت حسب منسق النسخة‬ ‫الثالثة لحملة دفء الشوارع‪ ،‬خالل تقديم حصيلة‬ ‫الحملة الثالثة‪ ،‬مدعمة بشريط مصور‪ ،‬اشتمل‬ ‫على تنظيم ‪ 14‬جولة‪ ،‬شارك فيها أزيد من ‪114‬‬ ‫متطوع ومتطوعة‪ ،‬ومن خاللها تمت تغطية‬ ‫أزيد من ‪ 298‬حالة‪ ،‬وزعت الجمعية على إثرها‬ ‫أكثر من ‪ 600‬غطاءا وقدمت ما يزيدعن ‪1300‬‬ ‫وجبة عشاء كاملة‪ ،‬وقد عرفت عملية التوزيع‬ ‫خالل الجولة العاشرة ارتفاعا ملحوظا في تقديم‬ ‫الوجبات‪ ،‬وصلت إلى ‪ 155‬وجبة في اليوم‪.‬‬ ‫‪ ‬الدكتور أحمد المطيلي الطبيب النفسي‬ ‫استهل الندوة بالحديث عن الدراسة التي قام‬ ‫بها عن األطفال المشردين‪ ،‬استنتج من خال لها‬ ‫ثالثة أنواع‪ ،‬طفل للشارع‪ ،‬وهو ذاك المقبل على‬ ‫التشرد بسبب غياب أحد الوالدين أو كالهما‪،‬‬ ‫فضال عن أسباب أخرى كالهدر المدرسي أو‬ ‫غيره‪ .‬وطفل في الشارع‪ ،‬وهو ذاك الذي يقضي‬ ‫وقتا معينا في الشارع‪ ،‬إما بالتغيب أو االنقطاع‬ ‫عن المدرسة‪ ،‬وطفل الشارع‪ ،‬وهو الذي يقضي‬ ‫جل أوقاته في الشارع أي مشردا‪ ،‬مبرزا أن عالج‬ ‫هذه الظاهرة ممكنة‪ ،‬إما عن طريق تدخل‬ ‫المسؤولين عن هذا القطاع‪ ،‬أو من خالل‬

‫‪8‬‬

‫مبادرة شخصية من الطفل نفسه‪ ،‬وأعطى مثاال‬ ‫بالكاتب الكبير محمد شكري الذي عاش طفولته‬ ‫األولى مشردا‪ ،‬وبعزيمته أضحى بعدها كاتبا‬ ‫عالميامرموقا‪.‬‬ ‫المحامية األستاذة رجاء األندلسي تحدثت‬ ‫عن الموضوع من خالل المقاربة القانونية‬ ‫لظاهرة التشرد معتبرة أن األمن القانوني ‪ ‬ال‬ ‫محيد عنه لمعالجة الظاهرة بشكل صحيح‪،‬‬ ‫عوض مقاربات أخرى كالمقاربة األمنية مثال‪.‬‬ ‫مستعرضة بعض الفصول من القانون الجنائي‬ ‫وخصوصا الفصل ‪ 329‬الذي يعطي الحق لرجال‬ ‫األمن التدخل ضد المشردين‪ .‬متسائلة عن‬ ‫مدى اعتراف الدولة بهذه الفئة الهشة ‪ ‬من‬ ‫المجتمع‪،‬وعبرت عن استيائها من وسائل‬ ‫اإلعالم التي اعتبرتها مقصرة في إبراز حقوق‬ ‫هذه الفئة‪ ،‬معتبرة أن أغلب الضحايا هم أطفال‬ ‫يجب يتجند الكل لألخذ‪ ‬بأيديهم‪ ،‬وخاصة اآلباء‬ ‫بحكم المادة ‪ 54‬من القانون الجنائي الذي‬ ‫يعطي لألبناء الحق على آباءهم‪.‬‬ ‫أما نائبة رئيس الجماعة الحضرية لتطوان‬ ‫فقد أبرزت أن معالجة ظاهرة التشرد مسؤولية‬ ‫الجميع بما فيها األسرة‪ ،‬مشيرة إلى أن الدور‬ ‫الوقائي له أهمية كبرى لتطويق الظاهرة‬ ‫والتغلب عليها‪ .‬وبهذا الخصوص ذكرت بدور‬ ‫الجماعة والذي ينصب باألساس على التعاون‬ ‫مع األسرة التي تخلت عن أبنائها بشكل من‬ ‫األشكال‪ ،‬مشيرة إلى األم التي كانت ستتخلى عن‬ ‫أبنائها الخمسة‪ ،‬منوهة بدور بعض الجمعيات‬ ‫اإلحسانية التي أنقذت الموقف‪ .‬كما أن مراكز‬ ‫اإليواء أضحت التكفي لتطويق هذه الظاهرة‬ ‫أمام اوقائية ناجعة‪ ،‬تحفظ كرامة هذه الفئة‬ ‫من المواطنين‪ ،‬مؤكدة أن الجماعة الحضرية‬ ‫لتطوان تعتبر نفسها مسؤولة عن هذا الملف‬ ‫من خالل البرنامج الجماعي ‪ 21 – 16‬وخصوصا‬

‫في محوره الخامس الذي يثمن الرأس المال‬ ‫البشري ب ‪ 37‬مشروع أربع منها للفئة الهشة‪،‬‬ ‫وقد استعرضت تجربة التماسك االجتماعي الذي‬ ‫يضع سياسة موحدة لدعم الحقوق االقتصادية‬ ‫واالجتماعية للفئة ذاتها بمعية بعض الجمعيات‬ ‫بالمدينة‪.‬‬ ‫مندوب التعاون الوطني بتطوان استعرض‬ ‫من خالل تدخله إلى الدراسة الميدانية والتي‬ ‫قامت بها المندوبية مع بعض الجمعية‪ ،‬حيث‬ ‫رأت أن هذه الظاهرة في تصاعد مستمر‪ ،‬حيث‬ ‫أبرزت النتائج األولية أنه يوجد بتطوان ‪200‬‬ ‫مشرد ‪ ،‬نسبة الذكور ‪ %92‬ونسبة اإلناث ‪.%8‬‬ ‫كما أن تطوان مدينة مستقبلة للتشرد بنسبة‬ ‫‪ ،%96‬منهم المشردون بسبب إعاقة ذهنية ‪،%60‬‬ ‫والمشردون بسبب التفكك األسري يمثلون‪،%22‬‬ ‫المشردون المسنون ‪ ،% 12‬آخرون ‪.% 6‬‬ ‫وقد عزى التقرير أسباب كل ذلك إلى‬ ‫أسباب نفسية ‪ ،%24‬ويبقى الفقر والعنف األسري‬ ‫وصعوبة اإلندماج من األسباب‪ ‬القوية للتشرد‪،‬‬ ‫مسجال غياب مؤسسة متخصصة لمواكبة‬ ‫األسباب االجتماعية‪ .‬كما اعتبر التقرير أن حلوال‬ ‫آنية لتطويق ظاهرة التشرد بتطوان يتم عبر‬ ‫عمل منهجي في زمان ومكان محددين‪ ،‬مؤكدا‬ ‫أن التشرد في تطوان ال عالقة له‪ ‬باإلجرام‪.‬‬ ‫وقد خرجت الندوة بعدة توصيات من بينها‬ ‫‪ :‬خلق آليات للتعامل الجدي مع ظاهرة التشرد‪،‬‬ ‫بهدف التقليص أو الحد منها‪ .‬تقييم ظاهرة‬ ‫التشرد وذلك بتنسيق مع الجهات المعنية‪ .‬كما‬ ‫أوصت الندوة بضرورة التصدي لهذه اآلفة‬ ‫الخطيرة وذلك عبر محورين أساسيين على‬ ‫المستوى الوقائي‪ ،‬وعلى المستوى العالجي‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬

‫في ختام الحلقة الماضية‪ ،‬تحدثنا عن كيفية اختيار المرشحين‬ ‫في النظام االنتخابي بالواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وقلنا بأنها تشكل‬ ‫حاجزا بنيويا إضافيا أمام األحزاب الثالثة (التي تأتي في الرتبة الثالثة‬ ‫انتخابيا) واالعتماد على االنتخابات التمهيدية‪ ،‬الختيار مرشحين‬ ‫حزبيين‪ ،‬للمناصب الكبرى‪ ،‬في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬مما يميزها‬ ‫ديمقراطيا عن باقي ديمقراطيات دول العالم‪.‬‬ ‫إن هذا النظام يساعد على إيجاد أحزاب أضعف تنظيما داخليا‪،‬‬ ‫عما هو عليه حال األحزاب في معظم الديمقراطيات األخرى‪ ،‬كما أن‬ ‫عملية المشاركة في تسمية المرشحين قد ساهمت أيضا في سيطرة‬ ‫الجمهوريين والديمقراطيين على السياسات االنتخابية األمريكية لما‬ ‫يزيد عن ‪ 150‬سنة‪ ،‬ويمكن للمتمردين العاملين ضد قرارات أحزابهم‬ ‫السياسية الوصول إلى القوائم االنتخابية العامة‪ ،‬وبالتالي تعزيز‬ ‫فرصتهم في تحقيق فوز في االنتخابات العامة‪ ،‬دون تنظيم أحزاب‬ ‫ثالثة‪ ،‬بشرط الفوز بترشيح حزبهم لهم في االنتخابات التمهيدية‪.‬‬ ‫وهكذا فإن عملية الترشيح التمهيدي‪ ،‬تؤدي إلى توجيه االنشقاق‬ ‫داخل الحزبين الرئيسيين‪ ،‬مما يجعل المنشقين عن األحزاب األخرى‪،‬‬ ‫يجدون صعوبة في القيام بتشكيل حزب ثالث‪ ،‬وتعد عملية صعبة‪،‬‬ ‫وأمرا غير ضروري‪ ،‬في ظل هيمنة الحزبين الرئيسيين‪ .‬ويؤدي نظام‬ ‫االنتخابات التمهيدية الختيار المرشحين للرئاسة أيضا‪ ،‬إلى جعل النفاذ‬ ‫إلى الحزبين الجمهوري والديمقراطي سهال جدا‪ ،‬وإلى اختراق حركات‬ ‫اجتماعية ثانوية ذات آراء «متطرفة»‪ ،‬أو نوع من المرشحين «خارجين»‬ ‫عنهما أحيانا‪.‬‬ ‫إن األحزاب السياسية األمريكية متعددة الطبقات‪ ،‬وذات قاعدة‬ ‫عريضة‪ ،‬وبواسطة هذه القاعدة العريضة تحصل على الدعم االنتخابي‪،‬‬ ‫فالحزبان الديمقراطي والجمهوري‪ ،‬يحصالن على نسب عالية من‬ ‫التأييد من جميع الفئات االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬وكذا التي لها ثقل‬ ‫في المجتمع األمريكي‪ ،‬ورغم االعتقاد السائد بأن أعضاء نقابات العمال‬ ‫هم من الديمقراطيين‪ ،‬إال أنه باستطاعة الجمهوريين أن يتوقعوا في‬ ‫معظم االنتخابات أن يحصلوا على ثلث أصوات نقابات العمال على‬ ‫األقل‪ ،‬فمثال في انتخابات سنة ‪ 1984‬حصل الحزب على ‪ 46‬بالمائة‬ ‫من تلك األصوات النقابية لفائدة الحزب الديمقراطي‪ ،‬كما صوت ‪37‬‬ ‫بالمائة من أسرة أعضاء النقابات لصالح الحزب الجمهوري سنة ‪،2000‬‬ ‫ذلك أنه في الوقت الذي ينزل فيه دعم الديمقراطيين لذوي الدخل‬ ‫المحدود لشرائح المجتمع األمريكي‪ ،‬فإنه باستطاعة مرشحي الرئاسة‬ ‫الديمقراطيين أن يتوقعوا دعما جوهريا من الناخبين من الطبقة فوق‬ ‫المتوسط‪ ،‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬فقد حصل مرشح الحزب الديمقراطي‬ ‫للرئاسة األمريكية (آل غور) سنة ‪ 2000‬على ‪ 43‬بالمائة من أصوات‬ ‫الناخبين الذين يبلغ دخلهم السنوي أكثر من ‪ 100‬ألف دوالر‪.‬‬ ‫وتبدي األحزاب السياسية األمريكية مستويات منخفضة نسبيا فيما‬ ‫يتعلق بالوحدة الداخلية‪ ،‬كما أنها تفتقر إلى اإللتزام الصارم بإديولوجية‬ ‫مجموعة من األهداف السياسية‪ ،‬وبدال من ذلك‪ ،‬فهي تركز اهتمامها‬ ‫األساسي في المقام األول تقليديا على الفوز باالنتخابات‪ ،‬والتحكم في‬ ‫موظفي الحكومة‪ .‬ونظرا للقواعد التي تتوفر عليها األحزاب األمريكية‬ ‫الرئيسية االجتماعية واالقتصادية العريضة من الناخبين‪ ،‬وحاجاتها في‬ ‫العمل ضد مجتمع وسطي بصورة أساسية من الناحية األيديولوجية‪،‬‬ ‫فقد تبنت مواقف سياسية وسطية وبصورة أساسية‪ ،‬وأظهرت هذه‬ ‫األحزاب أيضا مستوى عاليا من المرونة السياسية‪ ،‬وهذا المسلك‬ ‫الغير متقيد بالنظريات المجردة‪ ،‬يمكن الجمهوريين والديمقراطيين‬ ‫من وجود تنوع كبير من صفوفهم‪ ،‬كما أنه يساهم في مقدرتهم‬ ‫على استيعاب األحزاب الثالثة‪ ،‬ومن الصعب المغاالة في تقدير مدى‬ ‫تمييز األحزاب األمريكية بهياكل قوة المركزية‪ ،‬فعلى مستوى الحزب‬ ‫الذي يتولى الحكم‪ ،‬اليستطيع رؤساء الواليات المتحدة األمريكية أن‬ ‫يفترضوا أن أعضاء حزبهم في الكونغرس سيكونون موالين لبرنامج‬ ‫الرئاسة‪ ،‬كما أن قادة الحزب في الكونغرس اليستطيعون أن يتوقعوا‬ ‫تصويتا على أساس حزبي‪ ،‬إلى جانب أعضاء حزبهم‪ ،‬وعلى مستوى‬ ‫تنظيمات الحزب‪ ،‬تعمل لجان الحمالت االنتخابية من الجمهوريين‬ ‫والديمقراطيين على السواء‪ ،‬سواء في مجلسي النواب أوالشيوخ بصورة‬ ‫مستقلة عن لجان الحزب المرتبطة باالنتخابات الرئاسية ‪( -‬اللجنة‬ ‫القومية الجمهورية‪ ،‬واللجنة القومية الديمقراطية)‪ .‬وعالوة على ذلك‪،‬‬ ‫فإن المنظمات الحزبية القومية نادرا ما تتدخل في شؤون الحزب‬ ‫على صعيد الواليات‪ ،‬باستثناء ممارسة قدر قليل من السلطة بالنسبة‬ ‫لإلجراءات المتعلقة باختيار مندوبين لمؤ تمر الترشيح القومي‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬أبريل ‪2017‬‬

‫العدد ‪884‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪� 11‬أبريـل ‪2017‬‬

‫حمار داخل مركز صحي عمومي‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫من حقهم في النوم والراحة‪ ،‬ويحولوا محيطات العلب‬ ‫الليلية إلى «بورديالت» مفتوحة‪.......،‬‬ ‫ويظلوا‪»...‬خارج التغطية»‬ ‫اسألوا سكان حي المحيط بالرباط !‬

‫‪ooooo‬‬

‫سيارة أجرة «مستنسخة» بتطوان‬

‫عقلية‬ ‫هواتف محمولة‬ ‫يف قعر دلو‬

‫صادف تعيين محمد حصاد وزيرا للتربية الوطنية والتكوين‬ ‫المهني والتعليم العالي والبحث العلمي وقوع حدث عجيب وغريب‬ ‫ومفاجئ‪ ،‬في مؤسسة تعليمية بطنجة‪ ،‬حيث عمد مدير ثانوية‬ ‫كبيرة بالمدينة إلى مصادرة الهواتف المحمولة للتالميذ بطريقة‬ ‫سلطوية استفزازية ‪ .‬وحين حضر إلى مكتب المدير شقيق إحدى‬ ‫ضحايا عملية مصادرة الهواتف التي يبلغ ثمن الواحد منها آالف‬ ‫الدراهم‪ ،‬دفع إليه المدير بدلو مملوء بالماء وفي قعره عدد من‬ ‫هواتف محمولة‪ ،‬وطلب منه أن يبحث في الدلو عن هاتف شقيقته‪،‬‬ ‫إن كان يريد استرجاعه‪.‬‬ ‫ال حاجة هنا إلى القول بأن المفاجأة كانت شديدة الوقع على‬ ‫المطالب بهاتف شقيقته الذي اعتبر أن مصادرة وإتالف هواتف‬ ‫التالميذ‪ ،‬بهذه الطريقة «التعسفية» وهذا األسلوب المستفز‪،‬‬ ‫ودون سند قانوني‪ ،‬أمر غير مقبول من طرف مدير مؤسسة عمومية‬ ‫للتعليم الثانوي‪ ،‬ولذا بادر إلى وضع شكاية لدى وكيل الملك‬ ‫بالمحكمة االبتدائية بطنجة‪ ،‬كما وجه رسالة إخبارية في الموضوع‬ ‫إلى المندوب اإلقليمي لوزارة التربية الوطنية بطنجة‪.‬‬ ‫وحسب جريدة «المساء» فإن مسؤوال بهذه النيابة أكد توصله‬ ‫بالشكاية وأن بحثا إداريا يجري في الموضوع‪.‬‬ ‫هذا الحدث‪ ،‬لو وقع كما ورد‪ ،‬لكان مخيبا لآلمال‪ ،‬ليس فقط‪،‬‬ ‫بالنسبة لسلوك المدير المرفوض أساسا‪ ،‬ولكن بالنسبة لمنظومة‬ ‫التعليم العمومي‪ ،‬ككل‪ ،‬ولمخططات واستراتيجيات المجلس‬ ‫األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي إلصالح المدرسة‬ ‫العمومية وفق رؤية ‪ ،2030 - 2015‬التي تعتمد أساسا مخططا‬ ‫يقوم على التدبير الجيد للقطاع‪ ،‬وعلى النجاعة والفعالية من أجل‬ ‫االرتقاء بالمدرسة الوطنية‪.‬‬ ‫فهل بمثل سلوكات مدير ثانوية طنجة‪ ،‬نستطيع أن نخلق‬ ‫جو االلتزام والتعبئة من أجل إنجاح خطط المجلس األعلى للتربية‬ ‫والتكوين والبحث العلمي ونتفادى إغراق التعليم في متاهات‬ ‫القرارات المرتجلة ‪ ،‬تماما كما أغرق مدير الثانوية‪ ،‬تعسفا‪ ،‬هواتف‬ ‫التالميذ في دلو مليء بالماء‪ .‬ألم تكن لديه حلول بديلة‪ ،‬بتنسيق‬ ‫مع رؤسائه في النيابة ومع أولياء أمور تالميذ الثانوية ؟‬ ‫مثل هذه التصرفات العشوائية والالتربوية البد وأن يتصدى‬ ‫لها بالحزم المعروف عنه‪ ،‬الوزير الجديد محمد حصاد‪ ،‬الذي جاء إلى‬ ‫التعليم بعقلية «أم الوزارات» ولسوف ينجح في فرض االنضباط‬ ‫واالنتظام والتدبير الجيد للقطاع‪ ،‬بعيدا عن االرتجال والعشوائية‬ ‫والسلوكات الهجينة لبعض العاملين بالتعليم ‪ ،‬وهم أقلية بحمد‬ ‫اهلل‪ ،‬إذ أن قطاع التعليم مدين باستمراره وتوسعه وما يحقق من‬ ‫نجاحات إلى نسائه ورجاله األفذاذ وإلى تضحياتهم اليومية‪ ،‬من‬ ‫أجل تعليم النشء‪ ،‬رغم ما يكابدونه من معاناة وإحباط‪ ،‬في ظروف‬ ‫معيقة ومثبطة‪ ،‬ماديا ومعنويا‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫يقول مثل مغربي قديم «استغرب لو علمت أن جمال طلع‬ ‫للسطح ‪ ،‬أما القط فالسطح مسكنه !»‪.‬‬ ‫إال أن وجود حمار داخل مركز صحي عمومي لم يمر‬ ‫دون لفت انتباه أصحاب «المواقع» وإثارة سخرية كل من‬ ‫علم أو قرأ‪ ،‬أو شاهد !‪...‬‬ ‫إال أن حزم وزارة الصحة «الهمومية» دفع بلجان التفتيش‬ ‫الوزارية‪ ،‬التي يعلم اهلل وحده عما تفتش‪ ،‬إلى القيام برحلة‬ ‫«إدارية» إلى تاونات‪ ،‬من أجل «تقصي الحقائق» بشأن‬ ‫الحمار التعيس الحظ‪ ،‬الذي قامت القيامة حوله بسبب‬ ‫قضائه ليلة واحدة في ضيافة مركز صحي «آدمي»‪....‬‬ ‫تقصي الحقائق شمل أيضا الشخص الذي «أفشى سر»‬ ‫الوجود الحماري بالمركز الصحي‪ ،‬ونشر صورة الحمار‪ ،‬وهو‬ ‫في غاية السرور واالنبساط‪ .‬وتم استنطاق المبلغ عن الحمار‬ ‫من طرف القائد حول دوافع قيامه بـ «فعلته»‪ ،‬فرد بما‬ ‫معناه إنما أراد وضع المعنيين في صورة الحالة الحقيقية‬ ‫لواقع الصحة العمومية بجماعته‪ .‬ولوال ألطاف اهلل لقضى‬ ‫ليلته بجانب صديقه الحمار الذي لقيت أخباره الكثير من‬ ‫اإلعجاب لدى متتبعي صفحات الفيس بوك‪.‬‬ ‫ولم ننجح في الوصول إلى المصير الذي قد يكون لقيه‬ ‫الحمار بعد ليلته الليالء بالمركز الصحي‪ ،‬حيث إن األمر‬ ‫يتطلب بعض الوقت‪ ،‬لدراسة نتائج تقارير لجنة تقصي‬ ‫الحقائق‪ ،‬وعرضها على اللجان المختصة وقد «ترفع»‬ ‫إلى المركز المركزي والمراكز األكثر مركزية‪ ،‬للتقرير في‬ ‫الموضوع‪.‬‬ ‫اتركونا نشتغل من فضلكم ! ‪....‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫اإلعدام ليال ألشجار ُغرست ميتة !‬

‫علماء معهد «روزلين» البريطاني استنسخوا‪ ،‬في‬ ‫يوليوز ‪ ،1996‬نعجة «دولي» ‪ ،‬فاكتسبوا بذلك فخرا علميا‬ ‫وشهرة عالمية‪ ،‬وعلماء معاهد التزوير المغاربة‪ ،‬استنسخوا‬ ‫سيارة أجرة صغيرة بتطوان‪ ،‬فوجدوا أنفسهم ضيوفا على‬ ‫شرطة المدينة و «نجوما» محاضرها التي ال تقود أصحابها‬ ‫إال إلى االعتقال والسجن !‪..‬‬ ‫ولكم كانت مفاجأة بعض النبهاء حين الحظوا وجود‬ ‫سيارتي أجرة صغيرتين‪ ،‬يتشابهان كنقطتي ماء‪ ،‬ويحمالن‬ ‫نفس المواصفات ونفس لوحة الترقيم‪ ،‬فاستدعوا رجال‬ ‫األمن إلى التحقق من األمر‪ ،‬في إطار التعاون «الحضاري»‬ ‫بين المجتمع والمصالح األمنية‪.‬‬ ‫كتاب التحقيق فتح في الحال وتعرض سائقا السيارتين‬ ‫إلى طوفان من أسئلة المحققين لمعرفة ظروف عملية‬ ‫التزوير والغش والتدليس التي قاما بها في حق المواطنين‬ ‫والقانون‪ ،‬والوصول إلى المشاركين المحتملين في هذه‬ ‫العملية الغريبة‪.‬‬ ‫ألم يكن صاحبا عملية «كلوناج» سيارة أجرة على علم‬ ‫بأن عيون األمن ال تنام وأن «الجريمة الكاملة» ال توجد إال‬ ‫في مخيلة المجرمين‪......‬البلداء ؟ !‪......‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫حول مكتبه إلى «طابيرنا»‬ ‫وسكر حتى الثمالة والنشوة‪ ...‬ونام‬

‫من رأى منكم أمرا مهوال فليطلب الستر من الرب !‬ ‫عثر عليه بمكتبه وهو في حالة سكر طافح وعلى مكتبه‬ ‫قنينة خمر معتق‪ ،‬وهو مستسلم لنشوته وأحالمه الجميلة !‬ ‫ولكن صوتا خشنا ضيع عليه نشوتــه حين أيقظــه من‬ ‫غفوته ليقوده إلى حيث «الجزاء»‪.‬‬ ‫حقيقة إن المهنة التي اختارها تفرض عليه الكثير من‬ ‫االنضباط‪ ،‬والسيطرة على الذات وعلى النزوات واألهواء‪.‬‬ ‫فهو رجل أمن‪ ،‬وما كان عليه أن يخل بواجبه‪ ،‬ويرتكب‬ ‫خطأ مهنيا يسهل تكييفه من طرف من يجب‪ .‬ولكنه بشر‬ ‫ككل البشر‪ ،‬يحمل في كنهه جينات الخير والشر‪ ،‬والصواب‬ ‫والخطأ‪« ،‬ومن كان بال خطيئة فليرم الحجراألول» !‪....‬‬ ‫الرحمة جوهر القانون وال يستخدم القانون بقسوة إال‬ ‫الطغاة (ويليام شكسبير)‬ ‫جميع األشياء العظيمة بسيطة‪ ،‬ويمكن التعبير عن كثير‬ ‫منها في كلمات مفردة‪ :‬الحرية‪ ،‬العدل‪ ،‬الشرف‪ ،‬المسؤولية‪،‬‬ ‫األمل‪ ،‬الرحمة‪( ،‬ونستون تشرشل)‬ ‫من رأى منكم أمرا مهوال فليطلب الستر من الرب !‬

‫‪ooooo‬‬

‫من قتلها ؟ اهلل أعلم‪.‬‬ ‫وكيف تم «زرعها» وهي ميتة ؟ اهلل أعلم ‪.‬‬ ‫المهم أن أهل الحل والعقد انتبهوا‪ ،‬بعد أن هدأت‬ ‫األمور‪ ،‬وتأكد ما تأكد‪ ،‬إلى أن األشجار التي حصلوا عليها‬ ‫من شركات موثوق بجديتها وجودة عرضها‪ ،‬ودفعوا من‬ ‫أجل ذلك أمواال من جيوبنا طبعا‪ ، ،‬طلعت «فالصو» ‪ .‬فوجب‬ ‫اقتالعها من الجذور ‪ ،‬واستبدالها بأشجار مماثلة تماما‪،‬‬ ‫ولكنها ال زالت تتنفس بل وفي مقدرتها أن تورق في ليلة‬ ‫واحدة ‪ ،‬واختاروا لذلك الوقت المناسب‪ ،‬ليلة السبت األحد‪،‬‬ ‫بين الشفق والغسق والفجر‪.‬‬ ‫أهل الفضول طرحوا استفهامات شتى حول من ولماذا‬ ‫وكيف ومن المسؤول !‬ ‫رجاء‪ ،‬ال تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم‬ ‫وما أكثر ما يسيء لنا من أمور الدنيا هذه األيام‪.‬‬ ‫رحمتك يارب !!!‪....‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫ألنهم أوالد ذوات‬

‫يمكنهم أن يعربـدوا ويتعاركـ'وا ويضجـ'وا ويسكــروا‬ ‫و«يتخدروا» على قارعة الطريق ويستخدموا في عراكهم‬ ‫عصر البيسبول والكالب المهاجمة ويروعوا الجيران‬ ‫ويستفزوهم ويحرجوهم بالكالم النابي الساقط‪ ,‬ويحرموهم‬

‫اإلنسان أكبر خطر على اإلنسان‪...‬‬ ‫والحيوان‬ ‫تقارير أشارت إليها جريدة المساء أفادت أن مصالح‬ ‫الدرك الملكي ببرشيد والمصالح البيطرية لوزارة الفالحة‬ ‫أعدت تقريرا مقلقا حول رواج أنواع من أعالف الماشية‬ ‫والدواجن في بعض الجهات‪ ،‬وسط البالد‪ ،‬بأسعار رخيصة‪.‬‬ ‫المعلومات المتوافرة في هذا الشأن تفيد أن مصنعي‬ ‫هذه األغالف يستعينون بمواد سامة تحتوي على بقايا‬ ‫نفايات األسماك الفاسدة ومطارح النفايات‪ ،‬يتم جمعها‬ ‫وحرقها وتعبئتها كأعالف رخيصة الثمن تسرع وتيرة تسمين‬ ‫الماشية والدواجن‪ ،‬حسب ادعاءات المصنعين‪ .‬مختبرات‬ ‫الدرك والمصالح البيطرية تتابع تحليل عينات المواد التي‬ ‫تم أخذها من بعض المصنعين‪ ،‬خاصة بعد نفوق قطيع من‬ ‫األبقار مؤخرا‪.‬‬ ‫يبدو أن غريزة اإلضرار بصحة وسالمة المواطنين لن‬ ‫تختف إلى اآلن من عقلية الجشع المادي لبعض المغاربة‬ ‫بالرغم من مرور أزيد من ‪ 65‬سنة على كارثة الزيوت‬ ‫المسمومة ‪ ،‬التي ذهب ضحيتها آالف المواطنين أصيب‬ ‫معظمهم بالشلل وبأمراض نفسانية خطيرة‪.‬حين قام‬ ‫مجموعة من التجار بمدينة مكناس سنة ‪ 1959‬بترويج‬ ‫زيوت مغشوشة‪ ،‬تم خلطها سراً بزيوت الطائرات العسكرية‬ ‫تم الحصول عليها بالقواعد األمريكية التي كانت ال تزال‬ ‫موجودة بالمغرب آنذاك‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬أبريل ‪2017‬‬

‫العدد ‪884‬‬

‫قراءات في كنز الحكيم‬ ‫استضاف الصالون األدبي‪ ،‬أحد رجاالت هذا الفضاء بحدس عميق الدالالت‪ ،‬والتقدير‬ ‫الجميل للحضور الكريم‪ .‬بلغة بيان فصيح نابعة من أعماق الفؤاد في يد أنامل تعزف بأوتار‬ ‫موسيقية راقية‪َّ ،‬‬ ‫أطل بها اليوم على فضائنا األستاذ والشاعر محمد البقالي‪ .‬ارتوى الفقيه‬ ‫الرحالة من مياه غدير كيتان‪« ،‬سفيرا مفوضا» فوق العادة‪ ،‬إلى بكارة مياه األمازون‪ .‬هي‬ ‫سيرة ذاتية على لوحات تشكيلية بفرشاة نصٍّ أدبيٍّ تؤثته موسيقى كالسيكية إلبداعات‬ ‫تارة تجريدية وتارة حداثية‪ .‬علم غزير سُقيا مياه شالل الزرقاء « التطوانية» إلى شالالت‬ ‫البرازيل‪ .‬وقد تمكن الشاعر الوصول إلى أبهى نصوص حكائية مألى بالعرفان‪ ،‬مستقاة‬ ‫من روافد وأنهار لتجارب عديدة سرْمدية‪ .‬وقد يقف القارئ على هذه الدراسات البقالية التي‬ ‫أغنت المكتبة العربية ثقافيا وفكريا وأدبيا‪ .‬من أجل إبداع وصف جاءت به قريحة الشاعر‬ ‫لبساتين مدينته من الياسمين والقرُنفل‪ ،‬تروى بمياه تتدحرج من ينابيع الزرقاء‪ ،‬بقوافي‬ ‫ألشعار برسم واو الجماعة وياء المتكلم‪ .‬قصائد فنية بقافية حُرَّة‪ .‬ميالده كان بتطوان‬ ‫بنظم شاعريٍّ قائال ‪ :‬فأطلتْ ورد ٌة بكمها تستوْضِحُ ~ األخرى مثال ُ‬ ‫الطهر ِبكرا هل‬ ‫حين َّ‬ ‫رن صوتُ الهدْهدِ‬ ‫سمعتِ العمْر أختاهُ غنا ًء ~ كالذي ردَّدهُ العصفورُ فجرا بعدَ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫وَحْي قصة سليمان والهدْهد‪.‬‬ ‫وَيْكأن الميالد من‬ ‫~جئتُ من بحر الوجود السرْمد‬ ‫ِ‬ ‫أن زغاريد البُشرى السبعة لوالدة َ‬ ‫عندها والشكَّ َّ‬ ‫ذكر‪ ،‬أطرْبتْ ذوْيها الجيران‪ .‬فقد احتوى‬ ‫ديوان كنز الحكيم صياغة مشاعرَ وخواطرَ مُرْهفة باطنها وظاهرها‪ .‬وعلى مفاهيم أدبية‬ ‫ومقوِّمات فنية‪ .‬ضمَّ مختلف قضايا اإلنسان من الطهر إلى النرجيسية‪ .‬وهم األناسي‬ ‫يكتشفون أعماق ذاتيتهم في المرآة‪ .‬فكانتْ قصة األحدَب لفيكتور هيكو‪ ،‬وقصة الكاهن‬ ‫ذي العين الواحدة واليد الواحدة والساق الواحدة‪ .‬من معدِن نفيس ( القرآن الكريم )‬ ‫جاءت الفصحى‪ .‬في مدرسة الحياة َّ‬ ‫وَثقتْ ريشته على لوحات الورق‪ ،‬إبداعات لروح طاهرة‬ ‫برؤية سرمديَّة انقلبتْ فيها المعاني على المباني‪ .‬وقد أجهدَ قلمه البديع بتعبير سليم الذوْق‪ ،‬واسع األفق لذاكرة‬ ‫غنية‪ ،‬من جنس آداب الرحالت‪ ،‬اعتزازا بحرْمة الفكر‪ .‬هو عمل أدبيٌّ رائع‪ ،‬أحسَبه سيرة ذاتية‪ ،‬ارتقتْ إلى لوحات فنية‪،‬‬ ‫ولسان حالي‪ ،‬أنا القارئ‪ ،‬إذا بتشويقي لقراءتها ُبأذن موسيقية وأحاسيس مُرْهفة‪ .‬وقد أتعاطف مع الحكيم والمبدع‪،‬‬ ‫وبذلك يتسنّى للقارئ تقييم هذا العمل األدبي ‪...‬‬ ‫وقد تميزتْ في مُداخلتها األستاذة ‪ :‬سعاد كريفطي‪ ،‬في مداخلتها لتحليل المادة من داخل النص ‪...‬‬ ‫بداية قد ال تسعفنا الكلمات ولو صدقنا في نسجها ونحتها‪ ،‬ففي مثل هذه اللحظات‪ ،‬لحظة صدق حقيقية‪ ،‬لحظة‬ ‫ميالد « كنز الحكيم» ال بد من التوقف للتأمل‪ ،‬للغوص في هذا الديوان المتميز لنقرر بعد ذلك‪ ،‬وبابتسامة كلها احترام‬ ‫ومحبة التصفيق لشاعر اسمه « محمد البقالي» الذي أعطى الكثير للحقل الثقافي‪ ،‬وساهم في إثرائه على المستوى‬ ‫الوطني والدولي ‪.‬‬ ‫صراحة‪ ،‬ديوان ( كنز الحكيم ) هو صرخة رجل لم يخلد يوما إلى الصمت والهروب عبر محو الذاكرة‪ ،‬بل كانت‬ ‫حكمته العميقة منارة يهتدي بها ليعزف على أوتار القلب معزوفات مرهفة صادقة‪ ،‬نابعة عن تجربة فريدة ومتميزة تنم‬ ‫عن وعي فكري وأخالقي عال‪ ،‬تجربة مازجت بين الواقع والمنتظر في عالم أبى إال أن يترك فيه بصمة بمداد ذهبي ‪.‬‬ ‫إنها عبقرية الكتابة وعمق التجربة والقدرة على استنطاق الواقع والمزج بين الخيال والحقيقة لتوليد ايقاعات‬ ‫موسيقية تميزت بها نصوصه الشعرية التي تمتاز بالترابط والتماسك هذا باإلضافة إلى مضمون يلتصق بدواخل‬ ‫اإلنسان وأعماقه وينفتح على التجربة اإلنسانية في أرقى صورها ‪.‬‬ ‫الديوان هو عبارة عن وقفة تأملية ولحظة صادقة حاول الشاعر محمد البقالي إبراز مجموعة من المفاهيم‬ ‫والمبادئ التي ظل محافظا عليها وقدمها من خالل لغة تنهل من اليومي وبنية ايقاعية تجمع بين الجديد والقديم‪،‬‬ ‫وصور شعرية اعتمدت على التشخيص وجنحت إلى اإليحاء والتعبير ‪.‬‬ ‫سأتطرق إلى بعض المفاهيم التي حضرت بقوة في كنز الحكيم والتي أضفت على الديوان بعدا إنسانيا وأخالقيا‬ ‫وفكريا وتتمثل في ‪ :‬الحقيقة ‪ -‬الحكمة ‪ -‬صراع الذات واآلخر ‪.‬‬

‫الحقيقة‬ ‫لقد أكد الشاعر من خالل التأمل العقلي ومنهج الجدل على أن الحقيقة ليست صورية وال مادية‪ ،‬إنها مطابقة الفكر‬ ‫لذاته ومطابقته للواقع المادي‪ ،‬فليس الواقع بثابت وال الفكر بجامد بل هناك صيرورة‪ ،‬فالكتابة هي القدرة على خلق‬ ‫شيء جديد على عاتق شيء سبق وجوده وهنا أتحدث عن التجربة ‪.‬‬ ‫إن الحقيقة في ديوان كنز الحكيم عبارة عن أفكار موجهة‪ ،‬والفكرة عند الشاعر كمفتاح باب ليس المهم فيه أن‬ ‫يكون مصنوعا من حديد أو خشب‪ ،‬المهم هو أن يفتح الباب المغلق‪ ،‬والقصائد هنا كالخريطة ال تنحصر قيمتها في‬ ‫جمال اإليقاع بل في كونه أداة صالحة في يد القارئ المسافر في ثناياها للتعرف على خبايا وحقيقة األشياء ‪.‬‬ ‫والحقيقة في كنز الحكيم تبرز في ‪:‬‬

‫* قصيدة المأساة اإلنسانية ص ‪37‬‬

‫نحن نسير فوق حبل‬ ‫يقرض الليل جانبيه والنهار‬ ‫وهو ممدد على يم سحيق‬ ‫ونهجنا مورد البدء ملغم المصير‬ ‫كيف المسير‬ ‫يا صاحبي‬ ‫عجل بنا نستوضح الحقيقة‬

‫*قصيدة « رباعيات على شاطئ المحيط» ص‪39‬‬

‫عند صياح الديكة‬ ‫يستيقض القضاة واللصوص‬ ‫يخطو الشهيد الخطوة االخيرة‬ ‫لالنهاية‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪:‬‬

‫عبد المجيد اإلدريسي‬

‫*قصيدة «حكاية شعب» ص ‪53‬‬

‫باسم المساواة‬ ‫هذي حقيقتنا‬ ‫شعب بال وطن‬ ‫أرض بال ثمن‬ ‫الحكمة‬ ‫الحكمة هي ذاك الكنز الدفين‪ ،‬المفتاح السحري لكل أبواب ومتاهات الحياة‪ ،‬والكنز عند‬ ‫محمد البقالي ال ينحصر في الغنى المالي بل يتجاوزه إلى السمو الثقافي والمعرفي الذي يجعل‬ ‫اإلنسان محلقا في سماء الفكر بعيدا عن تلك الصراعات المرتبطة باألكل‪ ،‬الشرب‪ ،‬االنجاب‪،‬‬ ‫والحكمة عند الشاعر هي القدرة على قيادة اإلنسان لحياته بالكيفية والطريقة التي تخلق له‬ ‫السعادة‪.‬‬ ‫وتتمثل الحكمة في الديوان من خالل ‪:‬‬

‫*قصيدة «الزهرة الذابلة» ص ‪10‬‬

‫فيم تفكرين‬ ‫ولما التنهد واالنين‬ ‫تمشين من وله كأنك تحلمين‬ ‫كالنور إذ يخبو على األفق البعيد‬

‫ص‪11‬‬

‫ما الشهد لوال العاصرون‬ ‫ما اللحن لوال السامعون‬ ‫ما العطر لوال الناشقون‬ ‫ما الشعر لوال الحالمون‬ ‫ما الحسن لوال العاشقون‬

‫* قصيدة «كنز الحكيم» ص ‪25‬‬

‫صراع الذات واألخر ‪:‬‬

‫يا نسمة سكرى على ثغر الحبيب‬ ‫قد كنت حلم األنبياء‬ ‫وكنت نور األشقياء‬ ‫وكنت غادة عذراء‬ ‫من حور الجان‬ ‫وكنت رؤيا السحرة‬ ‫في بيت شيخنا الحكيم‬

‫لقد برز هذا الصراع من خالل ‪:‬‬

‫* قصيدة «حكاية شعب» ص ‪54‬‬

‫لن يسلم الفجار من ثأري‬ ‫لن تهدأ األحقاد في صدري‬ ‫حتى أزيل العار عن شعبي‬

‫* قصيدة « من أغاني الهيبي» ص ‪59‬‬

‫كلما وطنت نفسي أن أراعيها الكرامة‬ ‫ال أالقي غير أصداف القواقع‬ ‫غير أصداء من االيمان بالخلق المزيف‬ ‫وأخيرا يمكن القول أن جمالية الصورة ناتجة عن انسجام وتالحم بين المعنى والكلمة وهنا تبرز قيمة العمل‬ ‫باعتباره امتداد واستمرار لذات الشاعر الذي ختم ديوانه بحلم جميل في قصيدة الذبالة الحزينة ‪93‬‬ ‫فهاك مشعلي وسر‬ ‫إلى األمام‬ ‫وأوقد الذبالة الحزينة‬ ‫وجدد العزم األكيد‬ ‫على المضي بسالم‬ ‫نحو األماني الباسمة‬ ‫على ربانا الحالمة‬ ‫وبدوري سأختم بكلمة أقولها في حق الشاعر محمد البقالي ‪:‬‬ ‫ينحني لك الكالم‬ ‫يا من لك في عيون هذا الوطن‬ ‫مكان‬ ‫أنت فيه نور وريحان‬ ‫‪...‬صياغة جمعتْ بين األنساق الشعرية للشعر العربي المعاصر‪ ،‬المس األستاذ الشاعر الملتزم‪ ،‬القضية المحورية‬ ‫الفلسطينية من خاللها‪ .‬تضمنتْ لوحات من الوجودية ( جان بول سارتر )‪ ،‬قادما من ( لوركا ) و( شيكبير )‪...‬تلك نماذج‬ ‫لنضج في الشعر المغربي‪ ،‬خطط لها األستاذ األديب والشاعر ( عبد الرحمن بن األشهب )‪...‬‬


‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬أبريل ‪2017‬‬

‫العدد ‪884‬‬

‫يوم دراسي حول‪« :‬المنهجية التشاركية في التربية‬ ‫على حقوق اإلنسان من أجل ترسيخ السلوك المدني‬ ‫بالمؤسسات التعليمية»‬

‫لقد التأمت ارادة كل من‬ ‫التضامن الجامعــي المغربي‪،‬‬ ‫ومنظمة العفو الدولية ـ فرع‬ ‫القصر الكبير ـ والجامعة للجميع‬ ‫من أجل التعلم مدى الحياة‪،‬‬ ‫والمديريــة اإلقليميــة لوزارة‬ ‫التربيــة الوطنيــــة بالعرائش‬ ‫من أجل تنظيم يوم دراسي‬ ‫حول‪ :‬المنهجية التشاركية في‬ ‫التربية على حقوق اإلنسان من‬ ‫أجل ترسيخ السلوك المدني‬ ‫بالمؤسساتالتعليمية»‪.‬‬ ‫إيمانــا من الجميــع بما‬ ‫أضحت تمثلـه المؤسســة من‬ ‫دور مركـزي في التربيــة على‬ ‫التعليم وحقوق اإلنسان في ظل‬ ‫التحوالت المجتمعية‪ ،‬وتأثير منظومة القيم الداخلية‬ ‫وإلى التحوالت الكونية من النواحي الحقوقية‪ ،‬والثقافية‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬فالتحوالت العميقة التي تطال األفراد‬ ‫والجماعات والدول بعالمنا المعاصر أصبحت تثير الثابت‬ ‫والمتحول في منظومة القيم كذلك‪ ،‬األمر الذي يقودنا‬ ‫إلى مساءلة وظيفة المدرسة ودورها الفاعل في تنمية‬ ‫السلوك المدني‪.‬‬ ‫فهل بالفعل ما تشهده الممارسة اليومية من‬ ‫سلوك ال مدني يكفي إلثارة الشك الجماعي حيال نجاعة‬ ‫المقاربة المدرسية في االضطالع بمطلب التنشئة‬ ‫االجتماعية‪ ،‬والحقوقية‪ ،‬وبناء السلوك المدني؟‬ ‫وبالفعل كانت الجلسة االفتتاحية غنية‬ ‫بالمداخالت التي المست القضايا التي تمس الحقل‬ ‫التربوي ومهام المدرسة العمومية‪ ،‬وإشكاليات السلوك‬ ‫الالمدني والذي استشرى بشكل مريب‪.‬‬ ‫كانت كلمة المدير اإلقليمي لوزارة التربية‬ ‫الوطنية والتكوين المهني بالعرائش غنية في أبعادها‬ ‫ودالالتها من حيث التركيز على التشارك اإليجابي بين‬ ‫مكونات المجتمع المدني واإلطارات الفاعلة داخل‬ ‫المجتمع من أجل التعاون لترسيخ السلوك المدني‬ ‫داخل المؤسسات التعليمية مذكرا بأهداف المخطط‬ ‫االستراتيجي للتربية والتكوين من أجل مدرسة‬ ‫اإلنصاف والجودة واالرتقاء‪ ،‬ومذكرا بالرافعة الثامنة‬ ‫عشر حول ترسيخ مجتمع المواطنة والديمقراطية‬ ‫والمساواة والذي ينسجم مع أهادف اليوم الدراسي‬ ‫المنظم من طرف اإلطارات الفاعلة والتي اختارت‬ ‫المحور بشكل إيجابي سينعكس ال محالة على مصلحة‬ ‫المتعلمين من حيث التربية على القيم وحقوق اإلنسان‬ ‫والمواطنة‪ ،‬ال سيما منذ اعتمادها البرنامج الوطني‬ ‫وحقوق اإلنسان‪ ،‬وثقافة المساواة وقيم التسامح‪،‬‬ ‫والمساهمة في التخفيف من السلوكات الالمدنية‪،‬‬ ‫وكذلك ذكر بإيجابيات إدماج المقاربة القيمية‬ ‫والحقوقية في صلب المناهج والبرامج والوسائط‬ ‫التعليمية‪ .‬وكذلك الممارسة الديمقراطية داخل‬ ‫المدرسة‪ ،‬وترسيخ حسن االنتماء الى الوطن‪ ،‬والحرص‬ ‫على تحقيق التوازن بين التمتع بالحقوق‪ ،‬وااللتزام‬ ‫بالواجبات الفردية والجماعية‪ ،‬وذكر بالتعاون مع جميع‬ ‫المكونات الجمعوية والحقوقية من أجل تنمية السلوك‬ ‫المدني‪ ،‬وتنمية الممارسة الديموقراطية والمدرسية‬ ‫داخل المؤسسات التعليمية بعدها جاءت تتمة كلمة‬ ‫منظمة العفو الدولية ـ فرع القصر الكبير ـ مصطفى‬ ‫الخالدي والذي قال أنه ال احد يجادل في أن إعمال‬ ‫حقوق اإلنسان واالسترشاد بها في حياتنا المهنية‬ ‫والعامة وتنشئة األجيال الصاعدة على قيمها‪ ،‬تشكل‬ ‫المقدمة األولى للتنمية واالستقرار والرفاه االجتماعي‪،‬‬ ‫وأن منظمة العفو الدولية تعتقد أنه ينبغي على جميع‬ ‫المجتمعات االستثمار في التنمية الكاملة لألطفال‬ ‫والشباب وفق مبادئ حقوق اإلنسان‪ .‬فعندما يتسلح‬ ‫اليافعون بالمهارات التعليمية والقتصادية والنفسية‬ ‫على قاعدة حقوق اإلنسان يمكن لهم أن يساهموا‬ ‫بصورة إيجابية في التنمية الشاملة وبناء مجتمعات‬ ‫السلموالتضامن‪.‬‬ ‫حيث أكد كذلك على أن منظمة العفو الدولية‬ ‫تسعى من وراء برنامجها الخاص بالتربية على حقوق‬ ‫اإلنسان إلى عدة أهداف من بينها‪:‬‬ ‫• تشجيع التغير وتمكين الناشئة والناس من‬ ‫فهم حقوقهم والمطالبة بها والنهوض بواجباتهم إزاء‬ ‫اآلخرينومجتمعاتهم‪.‬‬ ‫• االعتراف بعالمية حقوق اإلنسان وعدم قابليتها‬ ‫للتجزؤ‪.‬‬ ‫• زيادة المعرفة بحقوق اإلنسان وفهمها‪،‬‬ ‫واستنباطها في السلوك والواجبات‪.‬‬ ‫• مساعدةاألفراد على استخدام األدوات القانونية‬ ‫التي يقصد بها حماية حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫كما ذكر أن المنظمة مستقلة على أية حكومة‬ ‫أو ايديولوجية سياسية أو مصلحة اقتصادية وهي‬ ‫تدرك أن حقوق اإلنسان كل ال يتجزأ ويعتمد بعصه‬ ‫على بعض‪ ،‬فإنها تعمل على إعالء شأن جميع حقوق‬ ‫اإلنسان المنصوص عليها في اإلعالن العالمي لحقوق‬ ‫اإلنسان وعدد من المواثيق الدولية األخرى‪ ،‬وذلك‬ ‫من خالل برنامج التربية على حقوق اإلنسان ونشر‬ ‫الوعي بها‪ ،‬كما انها تقوم بتحركات من أجل وضع حد‬ ‫النتهاكات حقوق اإلنسان سواء كانت هذه الحقوق‬ ‫مدنية أو سياسية أو اجتماعية أو ثقافية أو اقتصادية‪.‬‬ ‫وفي األخير ذكر بأن منظمة العفو الدولية تتطلع‬ ‫بمعيةشركائها سواء في القطاعات الحكومية أو مع‬ ‫منظمات المجتمع المدني إلى تقوية اإلسهامات في‬ ‫النهوض بثقافة حقوق اإلنسان في المغرب والتربية‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫بعدها كانت كلمة الكاتب اإلقليمي للتضامن‬ ‫الجامعي والذي ذكر فيها أهداف التضامن الجامعي‬ ‫المؤدي باعتبارها منظمة عتيدة لها تاريخ امتد منذ‬ ‫تأسيسها سنة ‪ 1934‬حيث ظلت وما زالت تدافع عن‬ ‫شرف مهنة التدريس‪ ،‬وكرامة المدرسات والمدرسين‪،‬‬

‫‪11‬‬

‫فكانت السند القوي ألعضاء األسرة التعليمية‪ .‬كلما‬ ‫تعرضوا للعنف والشطط بسبب مهنتهم‪.‬‬ ‫ووضعت رهن إشارتهم شبكة وطنية من‬ ‫خيِّرة المحامين للدفاع عنهم في أعمالهم العادية‬ ‫واإلدارية‪ ،‬والعاملين بقطاع التربية والتكوين بمداخل‬ ‫متعددة كتقديم االستشارات القانونية‪ ،‬وإصدار‬ ‫الكتب التأطيرية‪ ،‬وعقد الندوات والملتقيات الدراسية‪،‬‬ ‫واستطاعت فض النزاعات ايمانا منها بقيم التضامن‬ ‫والتعامل والتسامح ألنها تحمل رسالة واحدة في إطار‬ ‫روح التضامن الذي يجمع األسرة التعليمية‪ ،‬مذكرا‬ ‫بتفرد وظيفتها اإلنسانية‪ ،‬وصناعة االجيال‪ ،‬وإحداث‬ ‫التغيرالمجتمعي والثقافي‪ ،‬مذكرا كذلك بالتعاون‬ ‫لبناء السلوك داخل المؤسسات التعليمية المعتمدة‬ ‫على القيم في ظل التصرفات اإلنحرافية واإلجرامية‪،‬‬ ‫والتحسيس بتمظهرات الظواهر المشينة‪ ،‬واالنخراط‬ ‫بقوة مع الشركاء من أجل تدعيم ثقافة الحق والواجب‬ ‫في إطار العالقة المجتمعية الضامنة النفتاح المؤسسة‬ ‫على محيطها‪ ،‬وجعل قواعد المساواة والكرامة واالحترام‬ ‫في قلب تجربة التعلم‪.‬‬ ‫أما الجلسة الثانية فقد افتتحت بتقديم عروض‬ ‫من قبيل األسرة والمدرسة معا من اجل ترسيخ‬ ‫السلوك المدني في الفضاء المدرسي‪ ،‬تفضل األستاذ‬ ‫عبد الجليل باحدو رئيس التضامن الجامعي المغربي‬ ‫بمقاربته من زوايا معتمدة مذكرا أنه عند الحديث‬ ‫عن دور األسرة في التربية وتهذيب السلوك‪ ،‬ال بد‬ ‫من استحضار أننا نعيش عصرا جديدا في كل أبعاده‬ ‫االقتصادية والسياسية واالجتماعية والثقافية بما‬ ‫خلفته وسائل التواصل من تفاعل كبير بين الثقافات‪،‬‬ ‫وما أحدثته من تغييرات مست بعمق كل المجتمعات‪،‬‬ ‫وخاصة في مجال الهوية والقيم‪ ،‬بحيث أصبح من‬ ‫الصعوبة بما كان الحديث عن القيم الخاصة بالمجتمع‬ ‫أو التباكي على نهاية األخالق‪ ،‬وسلوك األجيال السابقة‬ ‫بما يتوافق والسلوك المدني القويم‪ ،‬ومذكرا في نفس‬ ‫اآلن أن معالجة السلوك الالمدني في المدرسة يتطلب‬ ‫إصالح المنظومة التعليمية انطالقا من أسئلة جديدة‬ ‫تراعي مقتضيات العصر وحاجات االقتصاد والقيم‬ ‫الضرورية للمواطنة وترسيخ مجتمع الحداثة والمعرفة‬ ‫والعدالة‬ ‫كما ذكر بأنه ال بد من االعتراف بأن العنف ظل‬ ‫حاضرا في المجتمع المغربي متخذا أشكاال متعددة‬ ‫ومتداخلة‪ ،‬ومن بينها العنف االجتماعي والمؤسساتي‬ ‫الذي توفره المبررات الثقافية والشرعية من خالل‬ ‫األعراف والقوانين الخاصة‪ .‬مذكرا كذلك بأن المجتمع‬ ‫المدرسي يضم حسب اإلحصائيات حوالي ‪ 7‬ماليين‬ ‫مواطن ومواطنة (متعلمون‪ ،‬متعلمات‪ ،‬مدرسون‬ ‫ومدرسات‪ ،‬أطر اإلدارة التربوية) مجتمع بهذا التنوع‪،‬‬ ‫وبتنوع مشاربه اإلجتماعيةوالقتصادية والثقافية‪ ،‬وما‬ ‫يحمله من اختالالت مجتمعية في أبعادها التربوية‬ ‫والمواطنة بفعل تأثيرات العولمة وتصدر التكنولوجيا‬ ‫اإلعالم والتواصل‪ ،‬ال بد أن يحمل الى وسطه بعض‬ ‫الظواهر التي يعرف المجتمع العام‪ ،‬ومن بينها العنف‬ ‫داخل المؤسسات التعليمية ألنها توجد في قلب‬ ‫المجتمع‪.‬‬ ‫بعدها جاءت مداخلة ذ‪ /‬محمد العزيز عن منظمة‬ ‫العفو الدولية‪ ،‬حول التربية على حقوق اإلنسان‬ ‫لترسيخ السلوك المدني ـ المدارس الصديقة نموذجا‬ ‫مذكرا بتجارب منظمة العفو الدولية الرائدة في إرساء‬ ‫دعائم التربية على حقوق اإلنسان وخصوصا مشروع‬ ‫المدارس الصديقة الهادفة الى تعزيز ثقافة حقوق‬ ‫اإلنسان في المدارس وتأهيل المتعلم لكي يكون‬ ‫قادرا على اإلندماج في المجتمع بشكل فعال وناجح‪،‬‬ ‫طارحا مجموعة من التساؤالت المهمة من قبيل‪ ،‬ما‬ ‫المقصود بالتربية على حقوق اإلنسان؟ وماهي مراميها‬ ‫وأهدافها؟وكذا المبادئ التي تقوم عليها وأبرز تقنياتها‪.‬‬ ‫ليلخص إلى اإلجابات الحقوقية الهادفة التي‬ ‫تتأس عليها حقوق االنسان من قبيل الوقاية من‬ ‫كل ما يهدد الحقوق األساسية ‪ ،‬ومقاومة كل من‬ ‫التمييز وانتهاكات حقوق اإلنسان‪ ،‬وتقوية مشاركة‬ ‫األشخاص في المسارات الديمقراطية والنهوض‬ ‫بالمساواة ومشاركة المتعلمين في الحوار المتميز الذي‬ ‫يتأسس على آرائهم الشخصيةووضعياتهم والثقافية‬ ‫والسياسية‪ ،‬والدفع بالمشترك من حقوق اإلنسان‬ ‫من الوحدة الى كلية خاصة بحقوق االنسان المدنية‬ ‫والسياسية‪ ،‬والقتصادية واالجتماعية والثقافية والحق‬ ‫في التنمية‪.‬‬ ‫وكذلك ذكر بتعميق المعارف حول األدوات‬ ‫والميكانيزمات الدولية والجهوية‪ ،‬الوطنية والمحلية‬ ‫التي توجد كحماية حقوق اإلنسان‪ ،‬وتحسين المهارات‬ ‫االساسية من أجل استعمالها وركز كذلك على‬ ‫المنهجية التشاركية من حيث كونها التأطير التصوري‬ ‫للتربية التي تسمح بالتأمل المشترك والتحليل النقدي‬ ‫والتساؤالت المعمقة والبحث الجماعي عن الحلول‬ ‫للمشكالت باعتماد مواقف واستراتيجية التغيير مع‬ ‫االنطالق من اليومي‪ ،‬الواقعي‪ ،‬اآلمال‪ ،‬والتطلعات‬

‫باعتبارها أي المنهجيات التشاركية‬ ‫تمتد بالتعلم من خالل التجربة وامتالك‬ ‫التغيير في المواقف والقيم والسلوك‬ ‫والعالقاتاالنسانية‪.‬‬ ‫ولقد كانت مداخلة ذ‪ /‬ادريس‬ ‫حيدر وافية حيث تطرق فيها الى ظاهرة‬ ‫العنف بشتى مظاهره سواء في الواقع‬ ‫المعاين أو مجال التفكير‪ ،‬من حيث‬ ‫اتسامه بالعدوانية على مستوى الفرد‬ ‫أو الجماعة أو غيرها من مجاالت الحياة‬ ‫اليومية‪.‬‬ ‫كما أعطى تعريفات محددة في‬ ‫إطار النظريات التي فسرت العنف من‬ ‫قبيل النظرية النفسية أو االجتماعية أو‬ ‫التعليم االجتماعي‪ ،‬أو العوامل االسرية‪،‬‬ ‫أو النفسية ‪ ،‬ليخلص إلى العنف التي‬ ‫يمارس داخل المؤسسة التعليمية‪ ،‬واآلثار المترتبة عنه‬ ‫في المجال النفسي والسلوك التعليمي وكيفية التخفيف‬ ‫من مظاهره بالطرق التربوية المؤدية الى تعديل‬ ‫السلوك وجعل المؤسسة التعليمية فضاء للتعايش‪.‬‬ ‫كما أعطى توضيحات شافية عن العنف في‬ ‫القانون الجنائي والفصول المنظمة له‪ ،‬ليخلص إلى‬ ‫أن حماية الطفل ال التلميذ ال تقتصر على الحكومات أو‬ ‫هذا الطرف أو ذاك بقدر ما يتقاسمها الجميع في أسرة‬ ‫ومجتمع مدني وقطاع األعمال‪ ،‬منبها على أن الحماية‬ ‫ال تقتصر على التدخل الزجري و إنما هي عمل وفائي‬ ‫وتربوي وثقافي تساهم فيه كل األطراف التي تتقاطع‬ ‫مع المؤسسة في لعب األدوار اإليجابية للتخفيف من‬ ‫حدته‪.‬‬ ‫أما الجلسة الثالثة فقد خصصت للورشات أطرها‬ ‫كل من ذ‪ /‬محمد العزيز عن منظمة العفو الدولية حول‬ ‫المنهجية التشاركية في التربية على حقوق االنسان‪،‬‬ ‫المدارس الصديقةنموذجا‪ ،‬حيث كانت مشاركة أساتذة‬ ‫اندية التربية على حقوق االنسان والمواطنة والتي‬ ‫تميزت ‪ ...‬الجاد والموضوعي حول هذه المقاربة‪.‬‬ ‫أما الجلسة الثانية فقد خصصت للورشات حيث‬ ‫الورشة األولى أطرها ذ‪ /‬محمد العزيز عن منظمة‬ ‫العفو الدولية «حول المنهجية التشاركية في التربية‬ ‫على حقوق اإلنسان ـ المدراس الصديقة نموذجا»‬ ‫اتسمت بمشاركة أساتذة األندية على حقوق اإلنسان‬ ‫والمواطنة‪ ،‬والتي تميزت بالنقاش الجاد والموضوعي‬ ‫حول هذه المقاربة‪.‬‬ ‫لقد بسطت أرضية لفهم المنهجية التشاركية‬ ‫في التربية على حقوق اإلنسان مع التركيز على تجارب‬ ‫منظمة العفو الدولية في هذا المجال خصوصا وأن‬ ‫مشروع المدارس الصديقة لحقوق اإلنسان الهادف‬ ‫إلى تعزيز ثقافة حقوق اإلنسان في المدارس الصديقة‬ ‫لمساعدة المجتمعات المدرسية على إدماج قيم ومبادئ‬ ‫حقوق اإلنسان لكي يكون قادرا على االندماج في‬ ‫المجتمع بشكل فعال وناجخ‪ ،‬على اعتبار أن التربية على‬ ‫حقوق اإلنسان هي التي تساعد الناس على التطور‬ ‫والوعي وتغيير المواقف والسلوكات‪ ،‬وتعلم المهارات‬ ‫الجديدة لتعزيز تبادل المعارف‪ ،‬وتقوية مشاركة اإلنسان‬ ‫في المسارات الديمو قراطيه المقررة ومشاركته في‬ ‫الحوار المثمر والذي يتأسس على آرائهم الشخصية‪،‬‬ ‫ووضعيا تهم االجتماعية والثقافية والسياسة‪ ،‬مع الدفع‬ ‫بالمشترك من حقوق اإلنسان من الوحدة إلى عملية‬ ‫خاصة بحقوق اإلنسان المدنية والسياسية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية والثقافية والحق في التنمية‪.‬‬ ‫ولقد كان االنطالق من المتوارشين حيث ثم‬ ‫التركيز على أن المنهجية في التربية على حقوق‬ ‫اإلنسان يتجاوز النقاش حول األساليب المتعلقة‬ ‫بالتدريس ألنها ترتبط بماهية التربية وبمحتوى أي‬ ‫نشاط تربوي مباشر‪.‬‬ ‫أما الورشة الثانية أطرها ذ‪ /‬محمد الدغوغي‬ ‫الكاتب اإلقليمي للتضامن الجامعي المغربي بإقليم‬ ‫العرائش حول‪ :‬ترسيخ السلوك المدني في القضاء‬ ‫المدرسي‪ ،‬وغرس قيم التضامن والتساند والعاهد داخل‬ ‫األسرة التعليمية‪ ،‬والتي تميزت هي األخرى بمشاركة‬ ‫مراسالت ومراسلي التضامن الجامعي‪ ،‬والتي انتهت‬ ‫بالحوار والنقاش الموضوعي الهادف من حيث تقاسم‬ ‫االدوار التي تقدم بها المراسلون‪ ،‬وكذلك المهام‬ ‫المنوطة بهم من أجل تحسين الهيئة التعليمية داخل‬ ‫المؤسسة بأهمية التضامن الجامعي المغربي فيما بين‬ ‫أعضائها لحماية شرف المهنة وصيانة كرامة العاملين‬ ‫بها‪ ،‬وكذلك التعريف بدور المنظمة في مجال مؤازرة‬ ‫المنخرطين كلما كانوا طرفا في الدعوى‪ ،‬بصفتهم‬ ‫مسؤولين مدنيا عن حوادث يتعرض لها المتعلمون‬ ‫والمتعلمات تحت حراستهم أو بسببهم وكذا دورها في‬ ‫الدفاع عنهم عندما يكونون ضحايا‪ ،‬أو متابعين من أجل‬ ‫فتح‪.‬كما تم التوارش حول النزاع التعليمي والوساطة‬ ‫والصلح والتنازل بشكل يعطي تصورا هادفا حول‬ ‫مجاالت التضامن الجامعي المغربي وكذلك االهداف‬ ‫والقيم والخدمات وأخطار المهنة‪ ،‬والتعريف بالقضايا‬ ‫المطلوب عرضها على المحاكم اإلدارية ومهام‬ ‫المكاتب اإلقليمية في مواجهة أخطار المهنة‪ ،‬حيث‬ ‫تصبح مكانا لإلستقبال واالستماع‪ ،‬وتقديم المساعدة‬ ‫المهنية وحتى المادية‪ ،‬والمساطر المتبعة في القضايا‬ ‫األخالقية التي يتعرض لها المنخرطين قبيل االتهام‬ ‫من طرف األولياء‪ ،‬وتقديم الشكاية مسطريا وقانونيا‬ ‫ـ والتعريف بمحامي التضامن الجامعي المغربي‬ ‫والنزاعات التعليمية وفضهاالوسط المدرسي‪ ،‬إلى‬ ‫اإلجراءات القانونية التي يمكن اعطاؤها كذلك في حل‬ ‫النزاعات‪ ،‬إلى لالستشارة القانونية التي يمكن اعطاءها‬ ‫من قبيل المكتب اإلقليمي أو بالنسبة للقضايا المعقدة‬ ‫التي تحال على المقر المركزي وفي األخير تمت قراءة‬ ‫التوصيات المتعلق بالورشة والمناقشة الجماعية‪.‬‬

‫محمد الدغوغي‬

‫هيئة المساواة وتكافؤ الفرص‬ ‫ومقاربة النوع بوزان تفتح نوافذ‬ ‫على المشاركة المواطنة‬

‫‪ ‬منذ هيكلتها نهاية سنة ‪ ، 2016‬وهيئة المساواة‬ ‫وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع لدى المجلس البلدي‬ ‫لوزان ‪ ،‬وأعضاؤها وعضواتها ‪ 17‬يسارعون الزمن‬ ‫من أجل فتح أكثر من نافذة على المشاركة المواطنة‬ ‫التي انتصر لها دستور ‪ ، 2011‬وأنزلت المؤسسة‬ ‫التشريعية السابقة القوانين التنظيمية المؤطرة‬ ‫آللياتها المختلفة‪.‬‬ ‫‪ ‬في هذا السياق كان ألعضاء وعضوات هيئة‬ ‫المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع موعدا يوم‬ ‫الثالثاء ‪ 4‬أبريل مع وفد مدني ينشط وطنيا ودوليا‪،‬‬ ‫وراكم تجربة كبيرة في مجال تقوية القدرات في‬ ‫مجال الديمقراطية التشاركية ‪ .‬يتعلق األمر بجمعية‬ ‫الحمامة البيضاء لحقوق األشخاص في وضعية إعاقة ‪،‬‬ ‫و منظمة ‪ « ‬كونترابارت الدولية »‪.‬‬ ‫‪ ‬انطلق اللقاء بتقديم ورقة عن الخطوات العملية‬ ‫التي قطعها اإلحداث القانوني لهيئة المساواة وتكافؤ‬ ‫الفرص ومقاربة النوع بوزان ‪ ،‬وأهم مبادرات الترافع‬ ‫التي قامت بها في فترة وجيزة‪ ،‬وهذا في حدود‬ ‫مساحة االستشارة التي يحددها القانون لهذه اآللية‪،‬‬ ‫وفي استحضار لروح المشاركة المواطنة ‪ ،‬وحداثة‬ ‫التجربة المغربية ‪ .‬بدوره قدم ممثل المنظمة الدولية‬ ‫«كونترابانت» لمحة عن مجاالت اشتغالها التي حصرها‬ ‫بالدرجة األولى في تقوية قدرات المجتمع المدني‬

‫‪ ،‬وتقديم الخبرة واالستشارة في برامج التنمية في‬ ‫العديد من الدول ‪ ،‬وأن برامجها تحضى بالدعم المالي‬ ‫من ‪ ‬طرف الوكالة األمريكية للتعاون الدولي ‪ .‬وفي هذا‬ ‫اإلطار أشار الخبير في الحكامة بأن المنظمة التي يمثلها‬ ‫اختارت جس نبض هيئة المساواة وتكافؤ الفرص‬ ‫ومقاربة النوع بوزان ‪ ،‬في أفق التوقيع على مذكرة‬ ‫تفاهم عبر الوسيط المدني الممثل في جمعية الحمامة‬ ‫البيضاء لحقوق األشخاص في وضعية إعاقة بالمغرب‬ ‫الغاية منها تمكين وتقوية قدرات المجتمع المدني‬ ‫بوزان ‪ ،‬ومعهم المنتخبون والمنتخبات بالجماعة في‬ ‫مجال المشاركة المواطنة ‪.‬‬

‫‪ ‬قبل أن يسدل الستار على هذا اللقاء الهام الذي‬ ‫باركه المجلس البلدي في شخص النائب األول لرئيسه‬ ‫الذي تابع أشغاله ‪ ،‬عاد رئيس جمعية الحمامة البيضاء‬ ‫مجيبا عن تساؤالت أعضاء وعضوات هيئة المساواة ‪،‬‬ ‫حيث أكد بأن الديمقراطية التشاركية كما هي متعارف‬ ‫عليها ‪ ،‬وكما يحددها الدستور ‪ ،‬وتحدد القوانين‬ ‫التنظيمية اختصاصات آلياتها المتنوعة ‪ ،‬تعتبر ورشا‬ ‫كبيرا في مجال الترافع ‪ ،‬يستلزم ربح هذا الرهان تسليح‬ ‫المجتمع المدني والمواطنين والمواطنات بالترسانة‬ ‫القانونية ‪ ،‬والتجارب المقارنة ‪ .....‬‬

‫م‪ .‬حمضي‬

‫المجتمع المدني بالشمال يتشاور‬ ‫حول حق تقديم العرائض ‪ ‬‬ ‫أوصى المشاركون والمشاركات في اللقاء‬ ‫التشاوري حول حق تقديم العرائض الذي احتضنت‬ ‫أشغاله قاعة الجلسات بمقر الجهة بطنجة ‪ ،‬وذلك‬ ‫يوم الجمعة ‪ 31‬مارس ‪ ،‬بضرورة إطالق حملة وطنية‬ ‫تواصلية فعالة للتعريف بالقيمة المضافة التي باتت‬ ‫تشكلها باقة آليات الديمقراطية التشاركية المعتمدة‬ ‫دستوريا وقانونيا ‪ .‬ولكي تتملك مختلف األطراف‬ ‫المعنية مباشرة بآلية تقديم العرائض كواحدة من‬ ‫هذه اآلليات‪ ،‬دعا ممثلو وممثالت المجتمع المدني‬ ‫المشارك في هذا اللقــــاء‪ ،‬الحكومــة والمؤسســـة‬ ‫التشريعية والجماعات الترابية بمختلف مستوياتها ‪،‬‬ ‫دعم هذه اآللية ‪ ،‬وتقوية قدرات الفاعلين المدنيين‬ ‫الذين يعتبرون صمام أمان الديمقراطية التشاركية ‪،‬‬ ‫وتحسين نظام تقديم العرائض بما يسمح بانخراط‬ ‫واعي للمواطنين والمواطنات بغاية تجويد الترافع‬ ‫وجعله ناجعا ‪ ،‬واعتماد دليل عملي يسمح باالقتصاد في‬ ‫الزمن وتقديم المعلومة الخاصة بحق تقديم العرائض ‪،‬‬ ‫ومالءمة قانون تأسيس الجمعيات مع اآلليات الجديدة ‪،‬‬ ‫ومراجعة بعض الشروط في القانون المنظم للعرائض‬ ‫المقدمة على المستوى الجهوي ‪ ،‬ألن بعض مقتضيات‬ ‫هذا األخير قد تفرغ آلية الديمقراطية التشاركية من روح‬ ‫المشاركة المواطنة التي يجب أن تكون ميسرا ‪...... ،‬‬ ‫‪ ‬اللقاء التشاوري حول حق تقديم العرائض ‪،‬‬ ‫انطلق بجلسة افتتاحية تناوب فيها على منبر الخطابة‪،‬‬ ‫كل من نائبة رئيسة مجلس جهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة ‪ ،‬و المستشارة القانونية لدى المركز الدولي‬ ‫لقوانين منظمات المجتمع المدني ‪ ،‬ورئيس جمعية‬

‫الحمامة البيضاء لحقوق األشخاص في وضعية اإلعاقة‬ ‫بالمغرب ‪ .‬الخيط الناظم بين كلمات هؤالء الشركاء ‪،‬‬ ‫جاء بارزا في لمسة التعبير عن اإلرادة الجماعية التي‬ ‫تفتح فجوات قادرة على الرفع من مستوى المشاركة‬ ‫المواطنة ‪ ،‬وذلك عبر مسارات من قبيل المساهمة في‬ ‫فتح حوار عمومي حول قضية المشاركة المواطنة ‪،‬و‬ ‫الرفع من منسوبها ‪ ،‬والقبض على الزخم الذي جاء به‬ ‫دستور ‪ 2011‬في مجال المشاركة المواطنة التي توسع‬ ‫وعاءها ‪ ،‬واإلطالع على اإلطار القانوني المنظم آللية حق‬ ‫تقديم العرائض ‪.‬‬ ‫‪ ‬مباشرة بعد جلسة االفتتاح انتقل المشاركون‬ ‫والمشاركات إلى متابعـــة ومناقشة مداخلة قدمت‬ ‫لمحة عامة عن عمليات تقديم العرائض على‬ ‫المستوى الجهوي ‪ ،‬وثانية تناولت الممارسات الفضلى‬ ‫والتوجيهات التطبيقية لتجويد عمليات تقديم ومراجعة‬ ‫العرائض على المستوى الجهوي ‪ .‬أما الجلسة الثالثة‬ ‫فقد ساءل فيها الحضور التحديات التي تعترض عمليات‬ ‫تقديم العرائض على المستوى الجهوي ‪ ،‬واقترح جملة‬ ‫من السبل الكفيلة بتحسين عمليات تقديم العرائض‬ ‫على المستوى الجهوي ‪.‬‬ ‫يذكر بأن هذا اللقاء التشاوري المنظم بتعاون بين‬ ‫جمعية الحمامة البيضاء لحقوق األشخاص في وضعية‬ ‫اإلعاقة ‪ ،‬ومجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة ‪ ،‬والمركز‬ ‫الدولي لقوانين منظمات المجتمع المدني ‪ ،‬شارك فيه‬ ‫ممثلو وممثالت جمعيات مدنية بالجهة ‪ ،‬ومنتخبون‬ ‫ومنتخبات وأطر إدارية بمجلس الجهة ‪ .‬‬

‫محمد حمضي‬

‫اختتام فعاليات المهرجان الدولي‬ ‫للحكاية بالعرائش‬

‫اختتمت أمس الجمعة فعاليات النسخة الثانية للمهرجان الدولي للحكاية الذي نظمته جمعية أصدقاء المكتبة‬ ‫الوسائطية عبد الصمد الكنفاوي بالعرائش ما بين ‪ 2‬إلى ‪ 7‬أبريل الجاري ‪ ،‬بشراكة مع جمعية الكوبياك بفرنسا‬ ‫وبدعم من وزارة الثقافة‪ ،‬وبالتعاون مع الجماعة الحضرية للعرائش وعمالة العرائش و المديرية الجهوية للثقافة‬ ‫بكل من طنجة و مراكش‪.‬‬ ‫مهرجان هذه السنة الذي اختار له المنظمون شعار « الحكاية‪ ،‬األركيولوجيا والسياحة الثقافية»شارك فيه‬ ‫حكواتيات وحكواتيون يمثلون أوروبا وإفريقيا وبعض دول المغرب العربي‪ ،‬من بينهم (سيلفي فييفيل) من فرنسا‪،‬‬ ‫و(جوروس مابياال) و(رونالد كايا‪ -‬نيسطور مابياال) من الكونغو و (ديوب عبدوالي) من السنغال‪ ،‬و(ماحي صديق) من‬ ‫الجزائر و(رائدة القرمازي) من تونس و (لطيفة سليماني و غيثة النقموش و أمال مزوري) من المغرب‪.‬‬ ‫وقد اختيرت فضاءات المكتبة الوسائطية عبد الصمد الكنفاوي وبعض المؤسسات التعليمية العمومية‬ ‫والخصوصية بالعرائش لتقديم مختلف هذه العروض‪ .‬وتماشيا مع شعار هذه الدورة احتضنت أيضا فضاءات الموقع‬ ‫األركيولوجي ليكسوس بالعرائش والموقع األركيولوجي مغارة هرقل بطنجة‪ ،‬عروضا بالمناسبة‪ ،‬إضافة إلى ساحة‬ ‫جامع الفنا بمراكش‪.‬‬ ‫وحسب اللجنة التنظيمية فإن هذه التظاهرة الثقافية والفنية تهدف باألساس إلى االحتفاء بالمواقع‬ ‫األركيولوجية والتاريخية ببالدنا‪ ،‬التي تعتبر من مكونات التراث الالمادي للمملكة المغربية‪ ،‬كما تهدف إلى تثمين‬ ‫الثقافة والمجال واإلنسان وتشجيع السياحة الثقافية‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬


‫العدد ‪884‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬أبريل ‪2017‬‬

‫اإلشهاد القرآني األكبر‪ :‬مفاهيم وتجليات‬ ‫نوقشت برحاب آداب بتطوان يوم ‪ 8‬مارس ‪ 2017‬رسالة‬ ‫لنيل شهادة الدكتوراه في اآلداب تقدم بها األستاذ عبد القادر‬ ‫األعرج في موضوع‪ :‬اإلشهاد القرآني األكبر‪ :‬مفاهيم وتجليات‬ ‫بإشراف الدكتور عبد اللطيف شهبون والدكتور محمد‬ ‫كنون الحسني‪ ،‬قررت اللجنة منح األستاذ عبد القادر األعرج‬ ‫شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جدا مع تنويه اللجنة العلمية‬ ‫وتوصيتها بالطبع‪ ،‬وهذا تقرير عنها‪:‬‬ ‫لقد اخترت ألطروحتى عنوان‪ :‬اإلشهاد القرآني األكبر‪،‬‬ ‫مفاهيم وتجليات من بين عناوينَ أخرى لما يحمل من دالالت‬ ‫ويكتنز من معان رفيعة‪ .‬ولقد شرحت بتفصيل أسباب هذا‬ ‫اإلختيار‪،‬و ما ألهمية اسم التفضيل «األكبر» من دالالت على‬ ‫مستوى الكم والكيف‪ .‬كما أنني قدمت شرحا وافيا بالمقصود‬ ‫من استعمال لفظة « المفهوم» ولفظة «التجليات» وهي‬ ‫كل الكيفيات وجميع المظاهر التي بواسطتها‪،‬و من خاللها‬ ‫يتمظهر اإلشهاد القرآني‪،‬و يتجلىو يستمر في التجليو‬ ‫التمظهر ما دام اآلدميون قادرين على إنتاجات إبداعية‬ ‫مختلفة حول اإلشهاد ‪.‬‬ ‫•أسباب اختيار البحث‬ ‫ترجع أسباب االختيار إلى عوامل كثيرة ومترابطة يمكن‬ ‫تلخيصها في عاملين أساسيين و هما‪ :‬فرشاة العامل الذاتي‬ ‫وفرشاة العامل الموضوعي‪.‬‬ ‫أما األول فيرتبط ارتباطا وثيقا بالعالقة الوطيدة التي‬ ‫جمعتني بأريج القيم الدينيةو عبيرالتصورات القرآنية للكونو‬ ‫للمعرفةو للتاريخو لإلنسان‪ ،‬وعن هذه العالقة انبجس‬ ‫اهتمامي فوارا باإلشهاد القرآني األكبر كمبدأ‪ ،‬وبمختلف قيمه‬ ‫العامة والجزئية كفروع‪.‬‬ ‫أما العامل الثاني وهو الفرشاة الموضوعية‪ ،‬فقد نبع‬ ‫عن ما تزخر به الساحة الفكرية واالجتماعية والسياسية‬ ‫واالستراتيجية من مفاهيم أنتجها التطور المضطرد للحضارة‬ ‫الغربية‪ ،‬كمفهوم نهاية التاريخ‪،‬و صراع الحضارات‪ ،‬وأفول‬ ‫الحضارة الغربية‪ ،‬وحقوق اإلنسان بمختلف أبعادهاو أجيالها‪،‬‬ ‫والفوضى الخالقة‪،‬و اإلسالم وفوبيا‪،‬و العقالنية والحداثة‪،‬و ما‬ ‫بعد الحداثة‪ ،‬والحوار بين األديان‪ ،‬والتسامح بين الثقافات ‪.‬‬ ‫إذن‪ -‬نحن أمام غابة من المفاهيم التي كان من أبرز‬ ‫أثارها السلبية‪ ،‬إحداث الكثير من الثقب السوداء التي تعيشها‬ ‫اليوم ذرية بني آدم‪ ،‬ولم يستطع انتشارهذه المفاهيمو‬ ‫حضورها الدائم في مختلف الخطابات بكل أنواعها ترميم‬ ‫الشروخ الغائرة‪ ،‬وال معالجة االنفصامات الخطيرة‪ ،‬وال مفعول‬ ‫التشظيات التي مافتئت تتطاير شظاياها كأنها جماالت صفر‪.‬‬ ‫أمام هذا الواقع المتشظي‪ ،‬طرحت السؤال التالي‪ :‬ماهو‬ ‫موقع مفهوم اإلشهاد بين المفاهيم السابقة؟ وهل توظيفه‬ ‫سيحقق لآلدميين مالم تستطعه المفاهيم األخرى في بناء‬ ‫حياة آدمية يحكمها اإلشهاد بجميع قيمه األساسية والفرعية؟‬ ‫• الموضوع‬ ‫يعلم اهلل وحده كم أرهقني هذا الموضوع‪،‬وكم من مرة‬ ‫كدت أن أتوقف ألنصرف الهتمامات أخرى تنسيني تعب البحث‬ ‫ومشقته‪ ،‬لوال لطف اهلل بي ومنه علي بما فتحه لي من أبواب‬ ‫كانت موصدة‪ ،‬وبما سخره لي من أصدقاءمخلصين لم يبخلوا‬ ‫علي بدعمهم وتشجيعهم المتواصلين‪.‬‬ ‫ويرجع سبب هذا القلق النفسي‪ ،‬واالضطراب المزاجي‪،‬‬ ‫والتشتت الذهني إلى األسباب التالية‪:‬‬ ‫• جدة الموضوع‪:‬‬ ‫لألسف الشديد‪ ،‬لم أظفرو لو بدراسة واحدة مباشرة‬ ‫لموضوعي‪ ،‬فنتج عن هذا الغياب غياب المراجع والمصادر‪،‬‬ ‫إذا استثنينا بعض اإلش��ارات الخفيفة المنشورة في بعض‬ ‫المقاالت‪ ،‬او الصادرة في بعض المجالت‪ ،‬أو الحاضرة في‬ ‫بعض الكتب و الرسائل‪ ،‬كما فعل إبراهيم السنوسي الفاسي‬ ‫المتوفى سنة ‪ 1304‬ه ‪1886‬م في رسالته التي حققها‬ ‫الدكتوران‪ :‬مصطفى عبداهلل الغاشي‪ ،‬والمرحوم عبداهلل‬ ‫المرابط الترغي تحت عنوان‪« :‬النور الالمع في بيان األصل‬ ‫الجامع»‪ ،‬حيث قالفي تفسير اآليتين ‪25‬و‪ 26‬من سورة البقرة‪:‬‬ ‫قال تعالى‪( :‬وماي�ضل به �إال الفا�سقني الذين ينق�ضون‬ ‫عهداهلل من بعد ميثاقه ويقطعون ما �أمر اهلل به �أن يو�صل‬ ‫ويف�سدون يف الأر�ض �أولئك هم اخلا�رسون)‪ .‬قال صاحب‬ ‫الرسالة‪):‬المعنى ينقضون عهد اهلل‪ ،‬أي‪ :‬يخالفونو يتركون‬ ‫أمراهلل‪،‬وعهد اهلل إلى خلقه ثالثة عهود‪ :‬العهد األول الذي‬ ‫أخذه على جميع ذرية آدم عيه السالم بأن يقروا بربوبيته‬ ‫تعالى وال يشركوا به شيئا ‪ ....‬العهد الثاني ما أخذه على‬ ‫األنبياء بأن يبلغوا الرسالة‪،‬ويقيموا الدين‪ ،‬وال يتفرقوا فيه‪.....‬‬ ‫العهد الثالث ما أخذه على العلماء بأن يبينوا الحق وال يكتموه‬ ‫ص ‪.85‬إن هذه الرسالة أهدتني ‪ -‬بدون عناء‪ -‬اسمين‬ ‫جديدين لإلشهاد القرآنيو هما‪ :‬النور الالمع واألصل الجامع‪.‬‬ ‫• غياب تراكم معرفيو منهجي خاص بالموضوع‬ ‫ال معالم‪ ،‬وال حدود‪ ،‬وال تقطيع لما له من تماسك ينقلك‬ ‫من مستوى إلى آخر‪ ،‬فالنوافذ مفتوحة‪ ،‬كل واحدة تسلمك‬ ‫لألخرى بطريقة انسيابية وسلسة‪.‬‬ ‫• شمولية الموضوعو تموجاته التاريخيةو امتداداته‬ ‫الجغرافية‪ ،‬أو ما سمته الدراسات الميكرو فيزيائية بالبعد‬ ‫الزمكاني‬ ‫هذه الصعوبات وغيرها جعلتني أغامر وأركب حصان‬ ‫الرهان‪ ،‬ألن كل بحث‪ ،‬أو فرضية‪ ،‬أو إشكالية‪ ،‬أو بناء علمي‪ ،‬أو‬ ‫معرفي‪ ،‬هو رهانومخاطرة يصعب التنبؤ بنتائجها‪.‬‬ ‫• معمارية الموضوعو هندسته‪:‬‬ ‫تقوم معمارية الموضوع وهندسته على استهالل‬ ‫وسبعة أب��واب‪ ،‬قسم كل واحد منها إلى فصلين باستثناء‬ ‫الفصلين الثاني والرابع‪ ،‬وقد قدمت تفسيرا لتقسيمهما حين‬ ‫معالجتهما‪.‬‬

‫وحتى ال أسقط في اإلطناب‪ ،‬وتفاديا للتكرار‪ ،‬ولما‬ ‫يصاحبهما من ملل‪ ،‬سلكت طريقالتذكير بعناوين األبواب‬ ‫والفصول‪،‬مع التركيز فقط على المفاهيم الواردة فيها‪ ،‬ألنها‬ ‫مدار بحثي ومناط أطروحتي‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬خصصت الباب األول – بعد االستهالل وطرح‬ ‫اإلشكالية العامة – للتأطير المفاهيمي‪ ،‬وقسمته إلى‬ ‫فصلين‪:‬فصل خاص باإلشهاد القرآني األكبروالمفاهيم‬ ‫المرتبطة به‪ ،‬كمفهوم الوعد والعهد والعقد والمبايعة‬ ‫والوصية واألمانة واإلصر‪.‬وحتى ال تبقى المفاهيم مشتتة‪ ،‬ال‬ ‫رابط بينها‪،‬بحثت عن مختلف التعالقاتوالتماشجات لبناء نسق‬ ‫مفاهيمي له نقطة انطالق وغاية‪.‬‬ ‫أما عنوان الفصل الثاني‪ ،‬فهو «اإلشهادات والشهادات‬ ‫اإلنسانية» والمفاهيم المرتبطة بها‪ .‬عالجت في هذا الفصل‬ ‫مفهوم االصطالحوحركيته‪ ،‬والرؤية الواحدية للوجود‪،‬‬ ‫والالشعور اإلشهادي الغيبي‪ ،‬والتعاقد االجتماعي‪ ،‬والعهود‬ ‫والمواثيقالدولية‪.‬‬ ‫وللربط بين الفصل األول والثاني‪ ،‬ولتبديد كل محاولة‬ ‫تروم الفصل بينهما‪ ،‬وظفت مفهوما حاضرا في الدراسات‬ ‫النفسية واالجتماعية واألنثروبولوجية‪،‬وهو‪»:‬الذاكرة»‬ ‫واستعنت بما قدمه الفيلسوف الفرنسي برجسون من اجتهاد‬ ‫في كتابه « المادةو الذاكرة « حينما فصل بين الذاكرة‬ ‫الميكانيكية‪ ،‬والذاكرةالمحضة‪،‬و بهذا أصبح الجسر ممدوداو‬ ‫الطريق سالكا بين الفصلين‪.‬‬ ‫وكان عنوان الباب الثاني هو « توصيل اإلشهاد القرآني‬ ‫األكبر « وقسمته إلى ثالثة فصول لإلجابة على ثالثة أسئلة‬ ‫وهي‪ :‬من وصل اإلشهاد وذكر به؟ ومتى وصل وذكر به؟‬ ‫وكيف وصل وذكربه؟‬ ‫وإذا كنت في الفصل األول قد أجبت على سؤاله‬ ‫بالتعريف بمفهوم الوحي‪،‬و النبوءة‪ ،‬فإنني في الفصل الثاني‬ ‫قد بنيت جدوال مازال في حاجة إلى المزيد من التدقيق‪،‬‬

‫األخرى‪ ،‬فعلى كل دارس أن ينتبه إلى مختلف اآلليات المؤدية‬ ‫إلى السقوط في الوهم أو الخطأ‪ ،‬وقد قمت بتفصيلهاو بيان‬ ‫مسالكها في الصفحات األخيرة من القسم األول‪.‬‬ ‫وبانتهائي من الباب الرابع‪ ،‬أكون قد خرجت من الجزء‬ ‫األول‪ ،‬ألفتح باب الجزء الثاني على مصراعيه حتى أخوض‬ ‫في مضامين اإلشهاد القرآني وماهيته وأسمائه وتصنيفاته‪.‬‬ ‫وقد جاء هذا الجزء األخير مقسما إلى ثالثة أبواب كل منها‬ ‫متضمنلفصلينمتكاملين‪.‬‬ ‫وع��ن��وان ال��ب��اب الخامس ه��و» اإلش��ه��اد القرآني‬ ‫األكبر‪:‬أسماؤه‪ ،‬ومضامينه‪،‬ومفاهيمه المجتمعية والدينية‪.‬‬ ‫وتم في الفصل األول التعريف بالدين والمجتمع‪ ،‬انطالقا‬ ‫من بعض القواميس اللغوية‪ ،‬وما انتهت إليه بعض البحوث‬ ‫العربية والغربية‪ .‬ومكنتني هذه الطريقة من إقامة مقارنة‬ ‫بين هذه الدراسات حتى يبرز الثابت والمتغير‪ ،‬والمشترك‬ ‫بين التداول العربي والغربي‪ .‬ولم يفتني تقديم دراسات‬ ‫ولوموجزة لبعض اإلنتاجات الفكرية في مختلف المراحل‬ ‫التاريخية التي لها ارتباط بالموضوع‪ .‬ومن المفاهيم التي‬ ‫تم تناولها‪ :‬الدين‪ ،‬الشريعة‪ ،‬السنة‪ ،‬المنهاج‪ ،‬التسليم‪،‬‬ ‫الواجبات‪ ،‬العبادات‪ ،‬التضحية‪ ،‬القربان المقدس‪ ،‬التوبة‪،‬‬ ‫الذنب والكهنوت ‪ ...‬دون نسيان المفاهيم المرتبطة بهذا‬ ‫العتاد‪..‬الخ‬ ‫وعرفت بمفهوم المجتمع‪،‬و ما يرتبط به كذلك من‬ ‫مفاهيم‪ ،‬كالبنية المادية‪ ،‬والبنية الثقافية‪ ،‬والخلق‪ ،‬واألدب‪،‬‬ ‫والحاجة‪ ،‬والقيم‪ ،‬والسلم القيمي‪ ،‬والواجب‪...‬إلخ‬ ‫وتطرقت في الفصل الثاني إلى التعريف بأسماء اإلشهاد‬ ‫القرآني‪،‬معالوقوفعلىمضامينهوالغوصفيتصنيفاته‪،‬كما‬ ‫لم يفتني الوقوف على بعض النصوص التوراتية‪ ،‬واإلنجيلية‪،‬‬ ‫حتى تتم المقارنة بينها‪ ،‬وبين النصوص القرآنية‪،‬وأبرزت‬ ‫مختلف الصيغ المجلية لإلشهاد انطالقا من القرآن الكريم‬ ‫للتقرب من مضامينه وإدراك محتوياته المبثوثة في بعض‬

‫قدمت فيه المعلومات الخاصة بسلسلة األنبياء والرسل مع‬ ‫التحقيب ألزمنتهم‪ ،‬والتوطين ألمكنتهم دون نسيان الصيغة‬ ‫التي ذكروا بها أقوامهم‪ ،‬وهي‪« :‬يا قوم اعبدوا اهلل مالكم‬ ‫من إله غيره»‪.‬و كان الجواب على الفصل األخير بتوظيف‬ ‫مفاهيم مستقاة من مختلف المجاالت المعرفية كمفهوم‬ ‫الحجاج‪،‬والمخيال االجتماعي‪ ،‬والكفاءةالحجاجية والقوة‬ ‫الرافضة‪ ،‬والقوة المذكرة‪ ،‬ومفهومي التنسيبو التسييد‪..‬الخ‪.‬‬ ‫وسلمتني نهاية الباب الثاني إلى الباب الثالث‪،‬وعنوانه‬ ‫« مفهوم اإلشهاد القرآني األكبر في الخطاب القرآني العظيم‬ ‫واألحاديث النبوية الشريفة»‪ .‬وكل قارئ لهذا العنوان‪ ،‬يقفز‬ ‫أمام عينيه فصاله اللذان تناولت فيهما مفهوم الخطاب‪،‬‬ ‫والنص‪ ،‬والمتن‪ ،‬والسنة‪ ،‬والسرد‪ ،‬وما يرتبط به من مفاهيم‬ ‫كحدث السرد‪ ،‬وبنيته وخطابه‪ ،‬ألنتهي في األخير إلى بناء‬ ‫البنية السردية العامة لإلشهاد من خالل مرجعي القرآنو‬ ‫األحاديث‪.‬‬ ‫أما الجديد في الباب الرابع (تفسير اإلشهاد القرآني‬ ‫األكبر)‪ .‬فإنني أعترف أن هذا الباب عانيت في بنائه العناء‬ ‫الكبير‪ ،‬فأنهكني وأتعبني‪ ،‬وأخذ الكثير من الوقت للتدقيق‬ ‫فيه مع مراجعته‪ .‬إن تفاسير القرآن كثيرة‪ ،‬يزيد عددها على‬ ‫المائتين‪ .‬فمنها الكامل‪ ،‬والجزئي‪ ،‬والناقص‪ ،‬والخاص ببعض‬ ‫السور‪ .‬وما قلته عن التفاسير‪ ،‬ال يمكن إال التأكيد عليه‬ ‫بالنسبة لألحاديث ومسانيدها‪ .‬وقد قسم هذا الباب إلى ثالثة‬ ‫فصول‪:‬حمل األول عنوان التفسير بالمأثور‪ ،‬والثاني التفسير‬ ‫بالرأي والثالث التفسير باإلشارة‪.‬وأشير إلى أنني تعرضت في‬ ‫كل فصل إلى نماذج تفسيرية‪ ،‬ليصبح الطريق سالكا إلقامة‬ ‫مقارنة بين الفصول الثالثة‪ ،‬حتى تبرز السلطة الموجهة لكل‬ ‫نموذج‪ ،‬ونقف على ما هو ثابت وما هو متغير بين التفاسير‪.‬‬ ‫وإذا كان القرآن الكريم واألحاديث النبوية‬ ‫ ‬ ‫الشريفة‪ ،‬تمثل األص��ل‪ ،‬أوالثابت ال��ذي ينبغي التمسك‬ ‫به‪ ،‬والمحافظة عليه‪ ،‬فإن مختلف التفاسير تمثل المتغير‪،‬‬ ‫أوالمعرفة المعرضة للوقوع في ْ‬ ‫الخطأ والوهم كسائر المعارف‬

‫السور القرآنية‪ ،‬كالبقرة والنساء‪ ،‬واألعراف‪ ،‬واألنعام‪ ،‬واإلسراء‪،‬‬ ‫والحجرات‪ .‬ولم أقف عند هذا الحد بل انتقل بي المنهج الذي‬ ‫سلكته إلى تفريغ هذه اآليات انطالقا من أربعة أبعاد‪ :‬العقائد‪،‬‬ ‫والعبادات‪ ،‬واألخالق‪ ،‬واآلداب‪.‬وقد أبرز هذا التفريغ سطوع‬ ‫وتوهج بعد العقائد بالمقارنة مع األبعاد األخرى‪.‬‬ ‫كما مكنتني دراسة بعض النماذج‪ ،‬كنموذج عزالدين‬ ‫بليق‪ ،‬وعبد اهلل دراز‪ ،‬ومحمد شحرور‪ ،‬من إقامة تصنيف‬ ‫لإلشهاد القرآني بعدما أبرزت إيجابيات النماذج السابقة دون‬ ‫اغفال ذكر نقط ضعفها التي جعلت من قيم اإلشهاد تجميعا‬ ‫فقط يغيب الرؤية النسقية ويعدمها‪ .‬وهذا ما حفزني إلى‬ ‫البحث عن رؤية متجاوزة‪،‬وغنية ونسقية‪ ،‬تنطلق من اإلعتراف‬ ‫بالربوبية‪ ،‬واإلقرار بالعبادية‪ ،‬كمركز أو مبدأ تنبجس منه قيم‬ ‫كثيرة ومترابطة ومتماسكة تتقدمها قيمة الحياة‪ .‬فاهلل هو‬ ‫الحي وهو المحيي وهو المميت‪.‬‬ ‫إن هذا االجتهاد‪ ،‬أو هذه الرؤية ساعدتني على بناء‬ ‫خريطة إشهادية ثنائية لذرية بني آدم تتأسس على‬ ‫محورين‪:‬محور المتذكرين‪ ،‬ومحور الناسين‪ ،‬دون إغفال اآللية‬ ‫التي تنقل أصحاب المحور الثاني إلى األول‪ ،‬وهي التوبة التي‬ ‫بها يتم الرجوع إلى القاعدة الذهبيةـ أو األصل الجامع‪ ،‬أو النور‬ ‫الالمع‪.‬‬ ‫إن حركية اإلشهاد ال تنتهي بانتهاء أو بإفناء عالم‬ ‫الشهادة‪ ،‬بل تستمر حاضرة‪ ،‬ومرافقة لآلدميحين موته‪،‬‬ ‫وحين بعثه‪ ،‬وعلى أساسها ستنقسم ذرية بني آدم إلى فريق‬ ‫في الجنة‪ ،‬وفريق في السعير‪.‬‬ ‫قد عنونت الباب السادس كالتالي‪ :‬اإلشهاد القرآني‬ ‫ورحلة ذرية بني آدم‪ ،‬وقسمته إلى فصلين‪ :‬فصل خاص‬ ‫بمفهوم الموت‪ ،‬ألن به ومنه تبدأ الرحلة إلى الدار اآلخرة‪،‬‬ ‫والفصل الثاني حددت فيه مختلف محطات الرحلة مع إبراز‬ ‫كيفية حضور اإلشهاد القرآني فيها‪.‬‬ ‫وأما الباب السابع واألخير‪ ،‬فخصص لمفهوم الهوية‪،‬‬ ‫وقسم إلى فصلين‪:‬‬

‫‪12‬‬ ‫أطروحة الدكتور‬ ‫عبد القادر األعرج‬

‫فصل خاص بتحديد مفهوم الهوية بصفة عامة مع‬ ‫التعريف بماهيته‪ ،‬والثاني خاص انصرف إلى التعريف بالهوية‬ ‫اآلدمية كما قدمتها النصوص القرآنية‪ .‬وقد برهنت بالحجة‬ ‫الدامغة والبرهان القاطع على أن اإلشهاد القرآني األكبر‬ ‫مكون أساسي من مكونات الهوية اآلدمية‪ ،‬ال يمكن القفز‬ ‫عنه وال تهميشه‪ ،‬وال التعامل معه باستخفاف‪ ،‬فهو أساسي‬ ‫بجانب المكونات األخرى كالقبضة اإللهية‪ ،‬والخلق الطيني‪،‬‬ ‫والنفخة الربانية‪ ،‬وتعليم آدم األسماء كلها‪ ،‬وسجود المالئكة‬ ‫له امتثاال وطاعة لألمر اإللهي اوال‪ ،‬واحتراما وتقديرا آلدم‬ ‫ثانيا‪.‬‬ ‫إن كل إنتاج فكري‪ ،‬أو تنظير معرفي للهوية‪ -‬في الحاضر‬ ‫وفي المستقبل‪ -‬يقفز عن هذه الحقيقة‪ ،‬سيكون إنتاجا‬ ‫كسيحا‪ ،‬ومشوها‪ ،‬ومشوَها‪ ،‬ومبتورا‪ ،‬وباترا بعيدا عن الحقيقة‬ ‫وال يعمل إال على تزييفها ليسقط صاحبه في الالمعرفة‪،‬‬ ‫واالبتعاد عن اليقين‪ ،‬والسقوط في حمأة ال ِرؤية االختزالية ‪.‬‬ ‫ النتائج التي انتهى إليها البحث‪:‬‬‫إنها نتائج عديدة ومتنوعة يصعب علي حصرها في هذا‬ ‫التقرير المتواضع‪ ،‬ويمكن تلخيصها في ثالثة مستويات‪:‬‬ ‫• المستوى األول (نتائجه تمهيدية)‪.‬‬ ‫• المستوى الثاني (نتائجه بينية)‪.‬‬ ‫• المستوى الثالث (نتائجه تركيبة)‪.‬‬ ‫إن هذه النتائج‪ ،‬تتوجه إلى تحقيق غاية واحدة‪ ،‬وهي‬ ‫العمل على بناء آدمية متجاوزة في نمط عيشها ووجودها‬ ‫لنقطها السوداء‪ ،‬ولتمركزاتها حول الذات واإليديولوجيات‬ ‫والثقافات قصد ترميم ما تشظى وانكسر‪ ،‬وتشييد الوحدة‬ ‫اآلدمية القائمة علىاالعتراف بالربوبية‪ ،‬واإلقرار بالعبادية‬ ‫الخالية من كل غبش ذاتي‪ ،‬أو ميز عنصري‪ ،‬أو انتماء ثقافي‬ ‫حضاري‪.‬‬ ‫ الخاتمة‬‫بنيت الخاتمة على ثالثة محاور أساسية‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫• إن اإلشهاد القرآني هو برديغم أو نموذج إرشادي‪،‬‬ ‫تربوي‪،‬تنشيئي‪ ،‬قديم وجديد‪ ،‬يتجاوز النماذج األخرى التي‬ ‫ألقت باإلنسان في حمأة المادة‪ ،‬وسجن الشهوات والغرائز‬ ‫وقيود النفس األمارة بالسوء‪ ،‬وتغييبه عن أصله اإلشهادي‪.‬‬ ‫• أثيرانتباه الدارسين إلى أهمية اإلشهاد القرآني‬ ‫وراهنيته‪ ،‬والى دفعهم نحو الكشف عن المزيد من حقائق‬ ‫اإلشهاد بعدما رميت بالحجرة األولى في محيط الدراسات‬ ‫القرآنية واإلنسانية‪ ،‬والتي أتوقع –إن شاء اهلل‪ -‬أن تعقبها‬ ‫دراسات وأطروحات أخرى تقوم بها أقالم شابة ومتمكنة‪.‬‬ ‫وبهذا يكون العقد قد اكتمل بوضع واسطته‪ ،‬فيحق لذرية‬ ‫بني آدم أن تحمله على أعناقها بكل عزة وافتخار في كل‬ ‫ما تقوم به من عبادات وأخالق وسلوكات وإنتاجات علمية‬ ‫وإبداعات ثقافية تستحضر المشهد وإشهاده‪ ،‬والشاهد‬ ‫وشهادته مع فتح موضوع اإلشهاد القرآني في عالقته‬ ‫بمفاهيمأخرى‪:‬كالعقالنية‪،‬والعولمة‪،‬والحداثة‪،‬والخصوصية‪،‬‬ ‫ونظرية التقارب السوسيولوجية واألنثربولوجية‪ ،‬وحقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬والتقدم العلمي في أبعاده الثالثة التي تخص‬ ‫مجال الرياضيات‪،‬والمعلوميات‪ ،‬ومجال البيولوجيا الحيوية‪،‬‬ ‫والتي ستشكل محور الصراع بين األمم في القرن الواحد‬ ‫والعشرينكما قال الباحث الياباني األمريكي فوكو ياما‪ ،‬دون‬ ‫اغفال موضوع البيئة الذي أصبح حاضرا في الوعي البشري‬ ‫المشترك‪ ،‬ومختلف المواضيع األخرى‪ ،‬ليصبح اإلشهاد القرآني‬ ‫تشهيدا‪ ،‬وشاهدا‪ ،‬ومشهودا‪ ،‬وحاضرا بين ظهرانينا‪.‬‬ ‫• إن الذي يقرأ هذه األطروحة ويتأمل قضاياها‪ ،‬وينظر‬ ‫إلى أبعادها المختلفة‪ ،‬قارئا‪ ،‬وباحثا‪ ،‬ومستفهما‪ ،‬يستنتج بكل‬ ‫سهولة‪ ،‬أن اإلشهاد القرآني األكبر هو المقصد العام‪ ،‬أو‬ ‫الكلي ‪ ،‬أو األساس أو المنطلق الذي ترجع إليه‪ ،‬وتتأسس‬ ‫عليه ‪ ،‬وتنطلق منه جميع المقاصد القرآنية األخرى المفصلة‬ ‫في مختلف السور القرآنية والمفسرة عند مختلف المفسرين‪.‬‬ ‫هذا المرجع‪ ،‬أو المنطلق‪ ،‬أو أألس��اس‪ ،‬يفتح لنا باب‬ ‫التساؤل عن عالقته بما قدمه الكثير من المجتهدين في علم‬ ‫المقاصد القرآنية والشرعية من اجتهادات‪ ،‬اختلفتتفريعاتها‪،‬‬ ‫وأسماؤها‪ ،‬وأعدادها‪ .‬فمنهم من جعلها ثالثة (الضرورات‬ ‫والحاجيات والتحسينات كالشاطبي في موافقاته‪ ،‬ج‪3-‬ص‬ ‫‪ ،368‬والعالمة محمد رشيد رضا الذي جعلها عشرة (تفسير‬ ‫المنار‪ ،‬ج‪11‬ص ‪ ،)206‬والعالمة محمد شلتوت الذي حصرها‬ ‫في ثالثة مقاصد فأعطي الرتبة األولى للعقيدة‪ ،‬والرتبة‬ ‫األخيرة لألحكام‪ ،‬تتوسطهما األخالق‪( :‬كتاب آي القرآن‪ ،‬ص‬ ‫‪ ،)6‬والعالم التونسي الطاهر بن عاشور الذي جعلها ثمانية‬ ‫ليلخصها في مقصدين أساسيين وهما‪ :‬المقاصد الخاصة‬ ‫والمقاصد العامة ( كتاب التحرير والتنوير‪ ،‬ج‪1-‬ص ‪،) 40‬‬ ‫والشيخ محمد الغزالي الذي جعل مقاصده تدور حول محور‬ ‫التوحيد ومحور الكون الدال على خالقه‪ ،‬ومحور القصص‪،‬‬ ‫ومحور الجزاء‪ .‬وطه جابر العلواني الذي استعمل مفهوم‬ ‫المنظومة المقاصدية المكونة من العهد واإلستخالف‪،‬‬ ‫واألمانة واإلبتالء والتسخير والتوحيد والتزكية والعمران‪،‬‬ ‫لينتهي به اجتهاده إلى القول بنظرية معرفية عامة‬ ‫وبناء على ما تقدم‪ ،‬وهو غيض من فيض‪ ،‬نتساءل‪ :‬أال‬ ‫يمكننا ‪ ،‬أمام هذا الكم الهائل من األسماء والتصنيفات‪ ،‬أن‬ ‫نرجع جميع المقاصد إلى مقصد أساسي واحد يشكل بؤرة‬ ‫نسقية ‪ ،‬وخيط ناظم تتفرع عنه مقاصد فرعية ‪ ،‬وهو اإلعتراف‬ ‫بالربوبية‪ ،‬واإلقرار بالعبادية‪.‬‬


‫العدد ‪884‬‬

‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬أبريل ‪2017‬‬

‫المغرب واالتحاد األوروبي ‪:‬‬

‫«دينامية الحوار وفض النزاع»‬ ‫• المجال المتوسطي بين التحوالت االستراتيجية والتجاذبات الدولية‬

‫إن منطقة المتوسط بالرغم من التباعد الحاصل بين الضفتين‪ ،‬فهي تشكل مع ذلك منطقة‬ ‫لقاء حضاري‪ ،‬ومهبط الديانات‪ ،‬وانبثاق العلوم‪ ،‬منطقة حبلى بالصراعات منذ أزمنة بعيدة‪ ،‬فقد‬ ‫حلت بالمنطقة الجنوبية للبحر األبيض المتوسط دول عديدة قادمة من الشمال المتوسطي‬ ‫كالفينيقيين والوندال والرومان‪ ،‬فأسسوا مراكز عديدة على الشريط البحري الجنوبي‪ ،‬واحتلت‬ ‫مناطق نشرت فيها معالم حضارية أوروبية مازالت آثارها حاضرة حتى اليوم‪ .‬إن الشمال‬ ‫األوروبي دائم البحث عن موارد وأسواق‪ ،‬وكان يجد في الضفة الجنوبية من المتوسط ‪ -‬كأقرب‬ ‫منطقة إليه‪ -‬ما يريده‪ ،‬لذلك أسس العديد من الموانئ و الطرق التي تصل إلى عمق القارة‬ ‫اإلفريقية‪ ،‬سواء في األزمنة البعيدة‪ ،‬أو القريبة‪ .‬إن التغيير الذي تعرفه المنطقة المتوسطية ال‬ ‫يقف عند حد من الحدود‪ ،‬بل هو دائم وفي سيرورة مستمرة‪ ،‬بالرغم من التباعد الحاصل بين‬ ‫الشمال الغني والجنوب الفقير‪ ،‬ومع ذلك فال يمكن أن يستغني الواحد عن اآلخر خاصة في‬ ‫الزمن الحالي حيث األهمية تعطى للجوانب االقتصادية بصفة خاصة‪.‬‬ ‫يعرف البحر األبيض المتوسط تجاذبا وتنافسا دوليا وإقليميا قويا‪ ،‬باعتباره مركزا ومنطقة‬ ‫حيوية للتنافس االستراتيجي الصريح بين أوربا والواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬فالبحر األبيض‬ ‫المتوسط يعد بالنسبة للواليات المتحدة األمريكية الطريق البحرية بامتياز نحو النفط والغاز‪،‬‬ ‫وأسرع ممر نحو الشرق األوسط‪ .‬إن هذه الوضعية الجديدة الذي أصبح عليها البحر األبيض‬ ‫المتوسط‪ ،‬أدت إلى تغيير الخط الرئيسي من وسط أوروبا باتجاه المنطقة الجنوبية للمتوسط‪،‬‬ ‫هذه المنطقة شكلت مركزا مهما واستراتيجيا‪ ،‬وخاصة في أيام الحروب والصراعات‪ ،‬على غرار‬ ‫حرب الخليج الثانية‪ ،‬والتي شكل حينها المجال المتوسطي نقطة مركزية إليصال التعزيزات‬ ‫العسكرية والتمويلية إلى الخليج العربي‪ ،‬فاإلمدادات كانت مرهونة باستعمال الخط البحري‬ ‫مضيق جبل طارق في اتجاه قناة السويس‪ ،‬والوصول إلى منطقة الخليج العربي‪.‬‬ ‫إن المنطقة المتوسطية بضفتيها شكلت عبر العصور أيضا بؤر توتر وصراع وتطاحن‪ ،‬فكانت‬ ‫الحروب الكثيرة بين عرب األندلس واإلسبان وغيرها شاهدة على تلك الحقبة‪ ،‬وما زال التاريخ‬ ‫يعيد رسم معالمها باعتبارها شواهد تمثل مدى الصراع الذي كان قائما بين الضفتين‪ ،‬كما أن‬ ‫األطماع اإلمبريالية األوروبية في أراضي الضفة الجنوبية جعل هذه األخيرة عرضة لالستعمار‬ ‫لمدد متفاوتة‪ ،‬ففرنسا احتلت المغرب والجزائر وتونس و بالد الشام‪ ،‬وبريطانيا حلت بمصر‬ ‫وفلسطين‪ ،‬وإيطاليا بليبيا‪ ،‬وما واكب هذه التحركات من مواجهات قوية ذات أبعاد نضالية‬ ‫وفدائية لطرد المستعمر‪ .‬عرفت العقود‬ ‫األخيرة تحوالت ذات أبعاد استراتيجية‬ ‫ناتجة أساسا عن سقوط جدار برلين‬ ‫الذي كان يمثل عالمة من عالمات الحرب‬ ‫الباردة‪ ،‬وأيضا تفكك االتحاد السوفييتي‬ ‫وما تاله من تغيرات على مستـــوى‬ ‫المبادئ والمذاهب والسلطة في الكثير‬ ‫من البلدان‪ .‬وتعد منطقة البحر األبيض‬ ‫المتوسط الشمالية منطقة قوة سياسية‬ ‫واقتصادية وعسكرية‪ ،‬عكس الضفة‬ ‫الجنوبية اإلفريقية‪ ،‬حيث الفقر والجهل‬ ‫وقلة الموارد وضعف اإلمكانيات‪ ،‬وكثرة‬ ‫الصراعات‪ .‬من هـــذا المنطلــق فـــإن‬ ‫أمن شمال الضفة من أمن جنوبهــا‪،‬‬ ‫وخاصة وأن المسألة األمنية أصبحت‬ ‫إحدى المسائل الحساسة والمحورية‬ ‫نتيجة للتطورات المتسارعة في العالم‪،‬‬ ‫وألهمية المنطقة‪ ،‬ونظرا أيضا للتغيرات‬ ‫الحاصلة في أكثر من بلد‪ ،‬خاصة في‬ ‫السنوات القليلة الماضية‪ ،‬مما أصبح‬ ‫التنسيق في الجوانب األمنية بين دول‬ ‫الضفتين ضرورة ملحة‪.‬‬ ‫يعرف البحر األبيض المتوسط تحديات عديدة‪ ،‬فباإلضافة إلى التحديات األمنية هناك‬ ‫تحديات أخرى يعرفها المجال المتوسطي‪ ،‬ونخص بالذكر التحدي الديمغرافي‪ ،‬الذي يرتبط‬ ‫باألوضاع السكانية والهجرة من الجنوب إلى الشمال‪ ،‬الناتجة عن الفوارق االقتصادية الكبيرة‬ ‫بين دول المتوسط الشمالي وجنوبه‪ ،‬والمستوى المعيشي واالجتماعي لهذه الشعوب‪ ،‬وكان‬ ‫من نتائجها ارتفاع وثيرة ظاهرة الهجرة نحو الشمال األوروبي‪ ،‬والتي أصبحت تثير القلق‬ ‫واالنزعاج لدى ساكنة أوروبا‪ .‬أما بخصوص التحدي البيئي فإن هذا المعطى يهم األمن الشامل‬ ‫للمجتمعات التي تعيش على سواحل البحر المتوسط‪ ،‬حيث يتعرض البحر األبيض المتوسط‬ ‫لحالة خطيرة من التلوث‪ ،‬دون أن نغفل العديد من التحديات األخرى التي تأثر على مسار‬ ‫العالقات بين دول الضفتين‪.‬‬

‫• السياق التاريخي للوحدة األوروبية‬

‫عرفت تجربة الوحدة األوروبية العديد من المحطات والتحوالت منذ انطالقها سنة ‪،1957‬‬ ‫إلى أن وصلت في األخير إلى تأسيس كيان يسمى االتحاد األوروبي‪ ،‬هذا األخير تم وضع معاييره‬ ‫الثقافية واالجتماعية واالقتصادية والسياسية الخاصة به‪ ،‬والتي تتسم بالمرونة والدينامية‬ ‫وموحدة في التعامل مع األقطاب والدول األخرى‪ ،‬كما تغيرت هذه التجربة من مرحلة إلى أخرى‬ ‫ومن عصر إلى آخر‪ ،‬من مشروع تجاري إلى كيان سياسي‪ ،‬واقتصادي واستراتيجي‪ ،‬من القرن‬ ‫العشرين إلى القرن الواحد والعشرين‪ .‬هدفت أوروبا من خالل هذه اإلجراءات إلى تغيير واقعها‬ ‫السياسي وعالقاتها االقتصادية‪ ،‬وفي تحويل صراعاتها الدموية التي شهدتها على مدار قرون‬ ‫إلى تعاون على كل األصعدة‪ ،‬كما هدفت إلى تنافس فيه المكسب والخسارة‪ ،‬وجعل خطواتها‬ ‫الوحدوية ليس على حساب مصالح كل دولة‪ ،‬وإنما في صالح كل الدول‪ ،‬وجعل المصلحة العامة‬ ‫في التوحد ليست على حساب المصلحة الخاصة والحسابات القومية‪ .‬يمكن القول أن القارة‬ ‫األوروبية أصبحت اليوم أمام مشروع سياسي واقتصادي ضخم وجديد‪ ،‬يعي أهمية المكونات‬ ‫الثقافية المشتركة التي تجمع بين بلدانه‪ ،‬ويعمل على بناء حيز اجتماعي وسياسي واقتصادي‬ ‫جديد‪ ،‬يعبر عن االختيار الحر ألطرافه وليس نتيجة القسر الذي أثبت التاريخ أنه لن يدوم حتى‬ ‫لو كان تحت راية التضامن االيديولوجي أو الديني أو العرقي‪.‬‬ ‫لقد سعت المجموعة االقتصادية األوروبية إلى تحقيق األهداف التي يتوخاها أطراف الشراكة‬ ‫االقتصادية‪ ،‬والحفاظ على مصالحها االقتصادية والسياسية واألمنية‪ ،‬وإدارة شؤون المنطقة‬

‫• الدكتور فؤاد صديقي‬

‫المتوسطية‪ ،‬التي ترتبط بها بعالقات ثقافية‬ ‫واقتصادية وتجارية وتاريخية‪ ،‬وخاصة بعد تزايد‬ ‫النفوذ األمريكي في المنطقة‪ .‬ويمكن القول في‬ ‫هذا السياق بأن العنصر االقتصادي شكل أهم‬ ‫ملف عملي في اتجاه رسم مسار العالقات األورو‪-‬‬ ‫متوسطية‪ ،‬منذ البدء في إرساء نظام جديد‬ ‫لهذه العالقات في إطار مسلسل برشلونة‪ ،‬وقد‬ ‫كان أول منطلقات هذا المسار تحقيق أهداف متكاملة من خالل عدة ركائز أساسية تأسست‬ ‫عليها الشراكة األورو‪-‬متوسطية‪ .‬انطلقت تجربة الوحدة األوروبية من الواقع العملي المعاش‬ ‫والمتمثل في الوحدة األوروبية‪ ،‬هذا الوضع لم يعني بأي حال من األحوال غياب تصور سياسي‬ ‫وثقافي مشترك يجمع بين دول القارة العريقة‪ ،‬بل على العكس من ذلك‪ ،‬فقد شكلت الرؤية‬ ‫السياسية الشاملة والتاريخ الثقافي المتقارب‪ ،‬اإلطار العام الذي تحرك في إطاره مشروع الوحدة‬ ‫األوروبية‪.‬‬ ‫أدت المتغيرات التي عاشتها أوروبا «الثورة الفرنسية»‪« ،‬الثــــورة الصناعيـــة» « التورة‬ ‫العلمية» إلى تطور المجتمع األوروبي بشكل دائم ومستمر‪ ،‬من خالل استفادته من تجارب‬ ‫الحروب المريرة‪ ،‬ومن الناحية السياسية فقد وصلت أوروبا إلى مرحلة متقدمة جدا من التأسيس‬ ‫ألنظمة ليبرالية‪ ،‬نهضت بالمجتمع على صعيد االستقرار السياسي‪ ،‬وتحقيق الديمقراطية‪،‬‬ ‫وسيادة القانون‪ ،‬مما أدى إلى نهضة اقتصادية‪ ،‬ساهم في تطورها ونمائها توفر الموارد‬ ‫والثروات المتحصل عنها من المستعمرات‪ ،‬وخاصة المنطقة العربية‪ .‬لقد قامت أوروبا بإعادة‬ ‫بناء ما هدمته الحرب العالمية الثانية‪ ،‬حيث عملت على توظيف األموال لخدمة اإلمكانيات‬ ‫لتحقيق االستمرار في التفوق العلمي والتكنولوجي وصناعة المعرفة‪ ،‬كما أنها انكبت على‬ ‫تطوير الصناعات االنتاجية‪ ،‬والعسكرية‪ ،‬وااللكترونيات والفضاء‪ ،‬واالتصاالت‪ ،‬وعملت على إزاحة‬ ‫الصناعات األقل أهمية نحو الجنوب‪ ،‬وقد ساعدها في ذلك السوق الواسعة التي نشأت عن‬ ‫اندماج أسواق الدول األوروبية في سوق موحدة‪ ،‬باإلضافة إلى رغبة األوروبيين التي كانت قوية‬ ‫لبناء أوروبا بجهودهم وإعادة إحياء الهوية األوروبية‪.‬‬

‫• مراحل بناء االتحاد األوروبي‬

‫مر النظام األوروبي بالعديد من المراحل والمحطات‪ ،‬بداية من تأسيس الجماعة االقتصادية‬ ‫األوروبية‪ ،‬مرورا بالسوق األوروبية المشتركة التي‬ ‫نصت معاهدة روما على أحكامها‪ ،‬ثم تشكيل اتحاد‬ ‫جمركي‪ ،‬تلته إجراءات وسياسات مشتركة لتحرير‬ ‫عناصر اإلنتاج‪ ،‬وخلق الظروف الزدهار الصناعة‬ ‫األوروبية‪ ،‬لإلشارة فإن االتحاد األوروبي يعتمد في‬ ‫بنيته التنظيمية على ثالثة أجهزة إدارية أساسية‬ ‫وهي مجلس االتحاد األوروبي‪ ،‬والمفوضية األوروبية‬ ‫والبرلمان األوروبي‪ .‬يهدف االتحاد األوروبي إلى‬ ‫تقوية دور أوروبا في العالم‪ ،‬من خالل وضع سياسة‬ ‫خارجية وأمنية موحدة‪ ،‬ودعم التقدم االقتصادي‬ ‫واالجتماعي للسوق المشتركة‪ ،‬والتنمية االقليمية‬ ‫و قضايا حماية البيئية‪ ،‬واالهتمام بدول جنوب‬ ‫وشرق المتوسط‪ ،‬في محاولة للحفاظ على مكانته‬ ‫االستراتيجية‪ ،‬واإلبقاء على دوره كقطب مركزي‬ ‫عالمي‪.‬‬ ‫ساهمت التحوالت التي عرفها حوض البحر‬ ‫األبيض المتوسط وخاصة فيما طرأ على مستوى‬ ‫موازين القوى‪ ،‬من انهيار جدار برلين في نونبر‬ ‫‪ ،1989‬وظهور الواليات المتحدة األمريكية‬ ‫كقطب واحد مهيمن على الساحة الدولية‪ ،‬سياسيا‬ ‫واقتصاديا في رسم توجهات دول االتحاد األوروبي‪،‬‬ ‫وتأسيس عدد من الشراكات واالتفاقيات‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة إلعالن برشلونة الذي انعقد‬ ‫يومي ‪ 27-28‬نوفمبر‪ 1995‬في مدينة برشلونة اإلسبانية‪ ،‬الذي جاء بسياسة جديدة شكلت‬ ‫الركيزة األساسية لبرنامج االتحاد األوروبي‪ ،‬وهي تشمل ثالث محاور أساسية‪ :‬االنخراط في‬ ‫السياسة األمنية األوروبية‪ ،‬والشراكة االقتصادية والمالية‪ ،‬والشراكة االجتماعية والثقافية‬ ‫واإلنسانية‪ ،‬عالوة على مجموعة من المحاور الثانوية التي ال تقل أهمية عن هذه الركائز‬ ‫األساسية التي تضمنها المشروع األوروبي‪ ،‬والذي وضع سياسة موازية لهذا المشروع تتضمن‬ ‫تحديد كيفية تنفيذ ومتابعة ما جاء به هذا اإلعالن‪.‬‬ ‫جاء إعالن برشلونة من أجل إعادة النظر في منظومة الشراكة والتعاون مع مختلف الدول‬ ‫المتوسطية‪ ،‬وخلق أجواء مختلفة لما كان عليه التعاون قبل نهاية الحرب الباردة وسقوط جدار‬ ‫برلين‪ .‬وفي هذا السياق باشر االتحاد األوربي رسم سياسته في مختلف عالقاته السياسية‪،‬‬ ‫واالقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬والثقافية مع مختلف الدول المتوسطية الموقعة على إعالن‬ ‫برشلونة‪ ،‬الذي أصبح اإلطار الجديد المنظم للشراكة األورو‪ -‬متوسطية منذ سنة ‪،1995‬‬ ‫والقائم على فكرة األمن و التعاون في حوض المتوسط‪ ،‬وهو إطار متعدد األطراف‪ ،‬يجمع‬ ‫بشكل واسع المعطيات االقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬واألمنية‪ ،‬بهدف إنشاء فضاء أورو‪-‬متوسطي‬ ‫متعدد األبعاد و المسارات‪.‬‬ ‫تهدف اتجاهات إعالن برشلونة في المجال السياسي و األمني إلى توفير منطقة من السالم‬ ‫و االستقرار‪ ،‬بحيث نجد أن وثيقة برشلونة أعطت أولوية أمنية للتعاون السياسي الذي تضمن‬ ‫تبادل المعلومات األمنية‪ ،‬و التعاون من أجل مكافحة اإلرهاب والتطرف‪ ،‬و كذا وضع إجراءات ثقة‬ ‫لألمن المشترك‪ ،‬باإلضافة إلى االلتزام بالتعددية السياسية‪ ،‬واحترام حقوق اإلنسان‪ ،‬والحريات‬ ‫األساسية‪ ،‬و تنمية دولة القانون والديمقراطية‪ ،‬من خالل خلق فضاء مشترك للسلم واألمن‪،‬‬ ‫انطالقا من مبدأ أمن و استقرار حوض المتوسط‪ .‬أما بخصوص االتجاه االقتصادي والمالي‬ ‫فقد سعى إعالن برشلونة إلى تعزيز التعاون من أجل تحقيق منطقة رخاء تشمل فوائدها كافة‬ ‫الشركاء المتوسطيين‪ ،‬من خالل إنشاء منطقة أورو‪-‬متوسطية للتبادل الحر بحدود عام ‪،2010‬‬ ‫و تطوير وتكييف الهياكل االقتصادية واالجتماعية عن طريق إعطاء األولوية لتحديث القطاع‬ ‫الخاص‪ ،‬وإطاره القانوني و التنظيمي‪ ،‬والرفع من المساعدات المالية و ترقية االستثمار‪ ،‬و إيجاد‬ ‫مناخ مالئم لالستثمار األجنبي المباشر والتعاون بين الشركات‪ ،‬باإلضافة إلى تطوير البنية‬ ‫التحتية واالتصاالت و المعلومات و الخدمات‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬أبريل ‪2017‬‬

‫العدد ‪884‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫املحافظة على الغر�س واملاء‬

‫صلى ُ‬ ‫ال‪َ :‬ق َ‬ ‫أخرج اإلمام مسلم في صحيحه عنْ أَنس‪َ ،‬ق َ‬ ‫اهلل ع َليهِ َّ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ُ‬ ‫«ما‬ ‫ال‬ ‫رسول ا ِ‬ ‫وَسلمَ‪َ :‬‬ ‫ٍ‬ ‫ان َلهُ بِهِ‬ ‫ي َ‪� ،‬أ ْو �إِن َْ�س ٌ‬ ‫يم ٌة‪�ِ ،‬إ اَّل كَ َ‬ ‫�س َغ ْر ً�سا‪� ،‬أَ ْو َيزْ َر ُع زَ ْر ًعا‪َ ،‬ف َي�أْكُ ُل مِ نْهُ َط رْ ٌ‬ ‫ان‪� ،‬أَ ْو َبهِ َ‬ ‫مِ ْن ُم ْ�سل ٍِم َي ْغرِ ُ‬ ‫َ�ص َد َق ٌة» يتأكد من حديث جابر رضي اهلل عنه حض اإلسالم على المحافظة على البيئة بتنميتها‬ ‫بالزرع والغرس‪ ،‬وقد عزز هذه الدعوة بأن عد ذلك بابا من أبواب الخير وأجزل العطاء للعاملين‬ ‫فيه‪ .‬فال تعجز أخي المؤمن وبادر إلى إحياء األرض بالغرس والتشجير‪ ،‬وإن كنت ال تدرك ثمرتها‬ ‫في حياتك؛ فقد أوصى الحبيب المصطفى أحباءه من المؤمنين بالغرس وتنمية البيئة ولو قامت‬ ‫صلى ُ‬ ‫اهلل ع َليهِ َّ‬ ‫عن الن ِبيِّ َّ‬ ‫وَسلمَ‬ ‫بن مالكٍ‪ِ ،‬‬ ‫نس ِ‬ ‫الساعة؛ أخرج البخاري في األدب المفرد عنْ أَ ِ‬ ‫َق َ‬ ‫وم َح َّتى َي ْغرِ َ�س َها َف ْل َي ْغرِ ْ�س َها»‪.‬‬ ‫ال�س َ‬ ‫ال‪�ِ « :‬إ ْن َق َام ِت َّ‬ ‫اع ُة َو يِف َي ِد �أَ َحدِكُ ْم َف ِ�سي َل ٌة‪َ ،‬ف ِ�إ ِن ْ‬ ‫ا�ست َ​َط َاع �أَ ْن اَل َت ُق َ‬ ‫لهذا ال تعرض نفسك أخي المؤمن‬ ‫لسخط اهلل بإفساد البيئة؛ فقد توعد اهلل‬ ‫المفسدين بالعذاب األليم وفي سنن أبي‬ ‫داود أن النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«منْ َق َطعَ سدْرَ َة صوَّب ُ‬ ‫اهلل رأسَهُ في‬ ‫الناِر» جاء هذا الوعيد شديدا لمن قطع‬ ‫سدرة واحدة للداللة على أهمية الحفاظ على‬ ‫مقومات البيئة الطبيعية وحفظ التوازن بين‬ ‫المخلوقات وعدم االعتداء عليها عبثا وظلما؛‬ ‫فاألشجار من النعم التي يتفيأ عباد اهلل‬ ‫بظلها‪ ،‬وتنتفع سائر مخلوقاته منها مسكنا‬ ‫وملجأ ومأكال‪ .‬وفي هذا المعنى وتأكيدا لهذا‬ ‫الهدي النبوي جاءت وصايا أبي بكر الصديق‬ ‫ليزيد بن أبي سفيان‪ ،‬حينما بعث جيوشا إلى‬ ‫الشام‪ …« :‬وإني موصيك بعشر‪ :‬ال تقتلن‬ ‫امرأة‪ ،‬وال صبيا‪ ،‬وال كبيرا هرما‪ ،‬وال تقطعن‬ ‫شجرا مثمرا‪ ،‬وال تخربن عامرا‪ ،‬وال تعقرن‬ ‫شاة‪ ،‬وال بعيرا إال لمأكله‪ ،‬وال تغرقن نخال‪ ،‬وال‬ ‫تحرقنه‪ ،‬وال تغلل‪ ،‬وال تجبن»‪.‬‬

‫إن من مظاهر اإلفساد التي نهى اإلسالم عنها تلويث البيئة وتدنيس الطرقات‪ ،‬ورمي النفايات‬ ‫صَلى ُ‬ ‫ال‪َ :‬ق َ‬ ‫في الفضاءات العامة أخرج مسلم في صحيحه عَنْ أَ ِبي هُرَيْرَ َة‪َ ،‬ق َ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ُ‬ ‫اهلل‬ ‫ال‬ ‫رَسُول ا ِ‬ ‫َ‬ ‫وْل لاَ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫شُعْبة‪َ ،‬فأ ْفضَ ُلهَا َق ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫«ال ُ‬ ‫وَسِتّون ‪-‬‬ ‫وَسَبْعُون ‪ -‬أَوْ ِبضْعٌ‬ ‫يمَان ِبضْعٌ‬ ‫عَ َليْهِ‬ ‫وَسَلمَ‪ :‬إْ ِ‬ ‫َ‬ ‫لأَْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫إْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫اليمَانِ» فإماطة األذى‬ ‫عَن الط ِر ِ‬ ‫إَِلهَ إِلاَّ اهلل‪ ،‬وَأدْنَاهَا إِمَاطة ا ذى ِ‬ ‫يق‪ ،‬وَالحَيَا ُء شُعْبَة مِنَ ِ‬ ‫عن الطريق تنظيف للمرفق العام المشترك بين الناس‪ ،‬ورفع لكل عائق مادي من نفايات صلبة أو‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫‪-‬‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫سائلة‪ ،‬قال النووي‪« :‬والمراد باألذى كل ما يؤذي من حجر أو مدر أو شوك أو غيره‪ ».‬فال تفسد فضاء‬ ‫بيئتك؛ فإن لغيرك فيه حقوقا يجب عليك رعايتها وصونها بل العمل بمبدإ اإلحسان فيها‪ ،‬أما أن‬ ‫تفسد فيها فاقتراف إلثم نهى عنه رسول اهلل صلى اهلل عليه وسم فيما أخرجه أبو داود عن مُعَاذِ‬ ‫ال‪« :‬اتَّ ُقوا ا ْلمَلاَ عِنَ َّ‬ ‫بْن جَبَل أنه َق َ‬ ‫يق ِّ‬ ‫الثلاَ َث َة ا ْلبَرَازَ فِي ا ْلمَوَاِردِ وَ َقاِرعَةِ َّ‬ ‫وَالظ ِّل» وهذا‬ ‫الط ِر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫نهي صريح عن تلويث األرض والمياه‪ .‬سواء بفعل اإلنسان المباشر‪ ،‬أم بما يترتب عن نشاطه‬ ‫اإلنتاجي بما يلقيه في الطبيعة والمجاري وغيرها‪ .‬وأمام تمرد اإلنسان وجشعه لم يقصر اإلسالم‬ ‫المحافظة على البيئة على األفراد ومبادراتهم بل للدولة وأولي األمر مسؤوليتها؛ ففي الحديث عن‬ ‫أبي موسى‪ ،‬أنه قال حين قدم البصرة‪َ « :‬ب َع َثنِي ِ�إ َل ْيكُ ْم ُع َم ُر ْب ُن خْ َ‬ ‫ان ال َّلهِ َع َل ْيهِ ‪� ،‬أُ َع ِّل ُمكُ ْم‬ ‫ال َّط ِ‬ ‫اب رِ ْ�ض َو ُ‬ ‫َاب َر ِّبكُ ْم َو ُ�س َّنتَكُ ْم‪َ ،‬و�أُن َِّظ ُف ُط ُر َقكُ ْم» ‪.‬‬ ‫كِ ت َ‬ ‫«و َج َع ْلنَا مِ َن مْ َ‬ ‫الاءِ كُ َّل‬ ‫يقول اهلل تعالى‪َ :‬‬ ‫ُون» (األنبياء‪ )30:‬من بديع‬ ‫َ�ش ْيءٍ َح ٍّي �أَ َف اَل ُي�ؤْمِ ن َ‬ ‫خلق اهلل أن جعل من الماء أساس الحياة‪ ،‬وهو‬ ‫(وال َّلهُ �أَنْزَ َل‬ ‫نعمة ينزلها اهلل على عباده متى شاء َ‬ ‫ال ْر َ‬ ‫�ض َب ْع َد َم ْوت َِها ِ�إ َّن‬ ‫ال�س َماءِ َم ًاء َف�أَ ْح َيا بِهِ َْ أ‬ ‫مِ َن َّ‬ ‫ً‬ ‫ون) النحل‪ 65:‬وبالتالي‬ ‫يِف َذل َِك َ آَل َية ِل َق ْو ٍم َي ْ�س َم ُع َ‬ ‫فكل مطر يرحم اهلل به مخلوقاته نعمة توجب‬ ‫شكران النعم ال كفرانها‪ .‬ومن مظاهر الشكر‬ ‫المحافظة على الماء وصونه عن التلويث أو‬ ‫االستهالك المفرط‪ .‬وقد حثت السنة المطهرة‬ ‫على الحفاظ على الماء بحماية مصادره وترشيد‬ ‫استهالكه‪ .‬ومن هنا جاء النهي عن اإلسراف في‬ ‫استعمال الماء ولو أقدس أفعال المؤمن وهي‬ ‫هلل‬ ‫التهيؤ للصالة‪ ،‬أخرج اإلمام أحمد عن عبدِ ا ِ‬ ‫بن ا ْلعاصي‪� ،‬أَ َّن ال َّنب َِّي َ�ص َّلى اللهُ َع َل ْيهِ‬ ‫بن عم ِرو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫«ما َهذاَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َو َ�س َّل َم َم َّر ب َِ�س ْع ٍد َو ُه َو َيت َ​َو�ضَّ�أ‪ ،‬فقال‪َ :‬‬ ‫ال�س ُف َيا َ�س ْع ُد؟» َق َ‬ ‫�س ٌف ؟»‬ ‫ال‪�« :‬أَ يِف ا ْل ُو ُ�ضوءِ رَ َ‬ ‫رَّ َ‬ ‫َق َ‬ ‫ال‪َ « :‬ن َع ْم‪َ ،‬و�إِ ْن كُ ن َْت َع َلى ن َْهرٍ َجارٍ»‬ ‫إن اإلسالم لم ينبه فقط إلى وجوب المحافظة على هذه المورد الثمين النادر‪ ،‬بل إنه شدد‬ ‫كذلك على ضرورة عدم إفساده؛ فنهى صلى اهلل عليه وسلم عن االغتسال في الماء الراكد حتى ال‬ ‫يلوث فقال‪« :‬ال يغتسلنَّ أحدكم في الماء الدائم وهو جنب»‪ .‬وحتى لو كان الماء جاريا فإنه ال يجوز‬ ‫البول فيه وتلويثه‪ ،‬قال النووي‪« :‬وإن كان قليال جاريا فقد قال جماعة من أصحابنا‪ :‬يكره والمختار‬ ‫أنه يحرم‪ ،‬ألنه يقذره وينجسه» ‪.‬‬

‫«التدرج يف الدعوة له �أهمية»‬

‫عن ابن عمر رضي اللهّ عنهما‪ّ ،‬‬ ‫أن رسول‬ ‫اللهّ ص ّلى اللهّ عليه وس ّلم قال‪« :‬أمرت أن‬ ‫أقاتل النّاس حتى يشهدوا أن ال إله إ ّال اللهّ ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وأن محمّد رسول اللهّ ‪ ،‬ويقيموا الصالة‪ ،‬ويؤتوا‬ ‫الزّكاة‪ ،‬فإذا فعلوا ذلك‪ ،‬عصموا مني دماءهم‬ ‫وأموالهم إ ّال بحق اإلسالم وحسابهم على اللهّ »‬ ‫متفق عليه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إن التوحيد هو األصل الذي يقوم عليه‬ ‫الدّين‪ ،‬وينطلق منه الدّاعية في دعوته‪،‬‬ ‫وما بني من الدين على غير أساس التوحيد‬ ‫فال قيمة له وال بقاء‪ ،‬لهذا بدأ النّبي به وأكد‬ ‫عليه في هذا الحديث وهو أعظم أصول الدين‬ ‫وأساسها‪ ،‬فإذا انتفى هذا األصل بارت األعمال‬ ‫«وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء‬ ‫منثوراً»‪ ،‬فاألعمال التي ال تقوم على أساس من التّوحيد القيمة‬ ‫لها ألنها فقدت الشرط الشرعي‪ ،‬إما اإلخالص فيها‪ ،‬وإما‬ ‫المتابعة لشرع اهلل‪ ،‬فكل عمل ال يكون خالصا وعلى الشريعة‬ ‫المرضية فهو باطل‪ ،‬كان اهتمام الرّسل‪ ،‬ومن بعدهم الدّعاة‬ ‫بإصالح العقيدة أوّال‪ ،‬فأول ما يدعو الرّسل أقوامهم إلى عبادة‬ ‫اللهّ وحده‪ ،‬وترك عبادة ما سواه‪« ،‬ولقد بعثنا في كل أمة رسوال‬ ‫أن اعبدوا اللهّ واجتنبوا ّ‬ ‫الطاغوت»‪.‬‬ ‫لقد بقي النّبي صلى اللهّ عليه وسلم في ّ‬ ‫مكة بعد البعثة‬ ‫‪ 13‬عاما يدعو الناس إلى التوحيد وإصالح العقيدة‪ ،‬ألنها‬ ‫األساس الذي يقوم عليه بناء التوحيد‪ ،‬وبمنهجه الدّعوي‬ ‫ينبغي أن يقتدي الدّعاة و المصلحون في كل زمان ومكان‪.‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫إن من واجبات دعوية مراعاة ترتيب األولويات‪ ،‬لقد بدأ سيد‬ ‫خلق اللهّ بالتوحيد الذي هو أساس الدين وأصله‪ .‬بعد ذلك ظهر‬ ‫ذكر الشعائر التعبدية‪ ،‬ينبغي على كل داعية أن يقدم ما هو‬ ‫أصل على ما هو فرع‪ ،‬فيقنع الناس به ويحلمهم على قبوله إذا‬ ‫ما استقر في القلوب واستجابت له النفوس انتقل إلى ما هو‬ ‫دون ذلك متأسيا برسول اللهّ ص ّلى اللهّ عليه وسلم لذا وجب أن‬ ‫يدرك‪ّ ،‬‬ ‫كل داعيّة أهمية التدرج في الدّعوة‪ ،‬فالبدء بأهم األمور‬ ‫إلى األهم‪ ،‬وأن يفقه هذا األمر الهام‪ ،‬وذلك ألن أعظم ما يكون‬ ‫في البيت أساسه صحيحا قويا صلبا كان ما فوقه صحيحا قويا‬ ‫كذلك‪ ،‬وإذا كان األساس هشا ضعيفا فال ربما يسقط المنزل‬ ‫أو تعصف بالشجرة الرياح‪ ،‬قال سبحانه‪« :‬فذكر إنما أنت مذكر‬ ‫لست عليهم بمسيطر‪ ،‬إ ّال من توّلى وكفر‪ ،‬يعذبه اللهّ العذاب‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫األكبر‪ّ ،‬‬ ‫إن إلينا إيابهم‪ ،‬ثم إن علينا حسابهم»‪ ،‬هذا يعني‬ ‫تذكيرهم باللهّ ودعوتهم إليه‪ ،‬ولست مسلطاً على إدخال‬ ‫اإليمان في قلوبهم قهراً وال مكلف بذلك‪ ،‬ثم ذكر أن‬ ‫مرجع العباد كلهم إليه وحسابهم عليه‪ ،‬فتفويض الناس‬ ‫إليه سبحانه وتعالى‪ ،‬ألنه هوالذي يتولى أسرارهم وخفايا‬ ‫ضمائرهم من إيمان وكفر ونفاق‪ .‬حبيبنا المصطفى‬ ‫عليه الصالة والسالم‪ ،‬كان يحكم بظواهر أفعالهم‬ ‫وأقوالهم ـ ّ‬ ‫إن رسول اللهّ صلى اللهّ عليه وس ّلم ـ كان‬ ‫يكتفي بكلمة‪ ،‬واحدة‪ ،‬تحقن دم صاحبها وتصون ماله‪،‬‬ ‫إنها كلمة التوحيد‪ ،‬ولم يثبت عليه الصالة والسالم أنه‬ ‫كان يحمل قائلها على القسم أو يكلف من يتعقبه في‬ ‫السلوك‪ ،‬بل يكتفي بمجرد السماع‪ ،‬ولقد جعل قول ال‬ ‫إله إ ّال اللهّ محمد رسول اهلل هدفا آليا للجهاد في سبيل‬ ‫اللهّ ثم يأتي بعد ذلك الصالة والزكاة‪ ،‬قال اللهّ تعالى‪« :‬ألم تر‬ ‫كيف ضرب اللهّ مث ً‬ ‫ال كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت‬ ‫وفرعها في السماء‪ ،‬توتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب‬ ‫اللهّ األمثال للناس لعلهم يتذكرون»‪ .‬ومما ال شكّ فيه‪ّ ،‬‬ ‫أن‬ ‫المتتبع لدعوة الحبيب المصطفى عليه الصالة والسالم‪ ،‬يجد‬ ‫األمر جليا واضحا‪ ،‬لقد أمضى الرّسول ـ صلى اللهّ عليه وس ّلم‬ ‫ـ الفترة المكية يدعو اّلناس إلى التوحيد وقول ال إله إ ّال اللهّ ‪،‬‬ ‫قبل دعوته إلى الصالة والزّكاة والصّوم والحجّ وبقية شرائع‬ ‫اإلسالم‪ ،‬وما ذلك إ ّال ألهمية األصل العظيم والرّكن العظيم‬ ‫الذي يثبت في القلوب وتتألف عليه الصدور حتى يثمر الثمار‬ ‫اليانعة الطيبة بإذن اللهّ عزّ وجل‪.‬‬


‫العدد ‪884‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬أبريل ‪2017‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬

‫‪2‬‬

‫أبريل ‪:‬‬

‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫الذكرى الثانية لرحيل «زهرة المجالس»‬

‫الدكتور عبد الهادي التازي‬

‫رغم قساوة الحياة وانشغال البال بمنغصات ظروف أثقلت الكاهل واعتصرت الفؤاد؛ فإنه اليجوز بأي حال من‬ ‫األحوال أن تنسينا كل هذه األهوال ذكرى فقيد عزيز عانقت روحنا روحه الطاهرة عناقا أزليا سرمديا لن تمحوه‬ ‫سنوات شمسية والقمرية والحتى ضوئية‪.‬‬ ‫وبمناسبة حلول الذكرى الثانية لوفاة محبنا وحبيبنا الدكتور عبد الهادي التازي‪ ،‬وتزكية لوشائج المحبة‬ ‫الرابطة بين مهجتينا‪ ،‬ارتأينا وبعد استتذان مؤسسة عبدالهادي التازي التي لنا شرف االنتماء إليها كأحد‬ ‫أعضائها المتميزين ‪ -‬أن ننشرضمن هذا الركن وعبر سلسلة حلقات‪ ،‬جردا شامال لمقاالت وثقها مرشدنا‬ ‫العزيز والتي سبق له نشرهاباستثناء بعض المخطوطات‪ ،‬في عدد من المنابر اإلعالمية‪ ،‬منذ مرحلة شبابه‬ ‫حتى أواخرحياته‪،‬ليطلع القارئ الكريم على جانب مهم من اهتمامات شيخ المؤرخين المغاربة وزهرة‬ ‫المجالس المرحوم الدكتور عبد الهادي التازي أمطره اهلل بشآبيب رحمته وأسكنه فسيح جناته‪.‬‬

‫مقاالت و �إ�سهامات تبو �أت يف املنابر ا لإعالمية �أعلى الدرجات ـ ‪ 1‬ـ‬ ‫‪1‬ـ أخالق األنجاب في منتخبات اآلداب ـ مخطوط‪ ،‬غير منشور‪ 3 ،‬شعبان ‪ 30 /1354‬شتنبر ‪.1935‬‬ ‫‪ 2‬ـ فوائد الصيام الدينية والصحية‪ .‬ـ جريدة (األمة) الجزائرية‪ 27 ،‬رمضان ‪ 23 / 1354‬دجنبر ‪ .1935‬ـ تجربة أولى‪،‬‬ ‫تلخيص لمقال نشر (بالفتح) المصرية وتعليق عليه‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ تطورات الزمان في حياة اإلنسان‪ .‬ـمخطوط‪ 1 ،‬محرم ‪ 4 / 1355‬مارس ‪.1936‬‬ ‫‪ 4‬ـ الخمر وخطره العظيم‪ .‬ـ جريدة (البصائر) الجزائرية‪ 19 /‬جمادى األولى ‪ 7 / 1355‬غشت ‪1936‬‬ ‫‪ 5‬ـ السعادة هل تسكن القصور أو األكواخ؟ ـ جريدة (البصائر) الجزائرية‪ ،‬الحلقة األولى‪ 22 ،‬ذو الحجة ‪4 / 1355‬‬ ‫مارس ‪ .1937‬الحلقة الثانية‪ 25 ،‬مارس ‪.1938‬‬ ‫‪ 6‬ـ هذا بالغ للناس ‪ ...‬ـ جريدة (الوحدة المغربية )‪ ،‬تطوان‪ ،‬المغرب‪ 17 ،‬مارس ‪.1937‬‬ ‫‪ 7‬ـ لبيك يا شيخ‪ .‬ـ جريدة (الوحدة المغربية)‪ ،‬تطوان‪ ،‬المغرب‪ 21 ،‬مارس ‪.1937‬‬ ‫‪ 8‬ـ يا قوم أجيبوا داعي اهلل‪ .‬ـ جريدة (الوحدة المغربية)‪ ،‬تطوان‪ ،‬المغرب‪ 31 ،‬مارس ‪.1937‬‬ ‫‪ 9‬ـ وطني ‪...‬ـ جريدة (الوحدة الوطنية)‪ ،‬تطوان‪ ،‬المغرب‪ 17 ،‬ابريل ‪.1937‬‬ ‫‪ 10‬ـ خصال العظماء‪ .‬ـ جريدة (الوحدة الوطنية)‪ ،‬تطوان‪ ،‬المغرب‪ 18 ،‬أبريل ‪.1937‬‬ ‫‪ 11‬ـ من هم عظماء اإلنسانية ؟‪.‬ـ جريدة (الوحدة الوطنية)‪ ،‬تطوان‪ ،‬المغرب‪ 10 ،‬ماي ‪ .1937‬ـ « أمسكت عن مراسلة‬ ‫الجريدة على إثر انشقاق كتلة العمل الوطني «‪.‬‬ ‫‪ 12‬ـ الجمعية الرياضية اإلسالمية‪.‬ـ جريدة (المغرب)‪ ،‬السالوية‪ ،‬المغرب‪ 21 ،‬شتنبر ‪.1937‬‬ ‫‪ 13‬ـ تأبين الشيخ أبي شعيب الدكالي‪.‬ـ جريدة (األمة)‪ ،‬الجزائرية‪ ،‬جمادى الثانية ‪ / 1356‬شتنبر ‪.1937‬‬ ‫‪ 14‬ـ العقل السليم في الجسم السليم‪ .‬ـ جريدة (األطلس)‪ /‬الرباط‪ 8 /‬شعبان ‪ 14 / 1356‬أكتوبر ‪1937‬‬ ‫‪ 15‬ـ مسجد األندلس واألحباس‪ ،‬أهذا صحيح ؟‪ .‬ـ جريدة (المغرب)‪ 12 ،‬شعبان ‪ 1356/18‬أكتوبر‪.1937‬ـ بتوقيع‬ ‫«زي»‪.‬‬ ‫‪ 16‬ـ حول رفض اإلذن للجمعية الرياضية اإلسالمية‪ .‬ـ جريدة (الزهراء) التونسية‪ 13 ،‬شوال ‪ 17 / 1356‬دجنبر ‪.1937‬‬ ‫ـ «بتوقيع مستعار باسم أخي الصغير محمود عبد الكافي رحمه اهلل‪.‬‬ ‫‪ 17‬ـ إخواننا المغاربة‪ .‬ـ جريدة (اإلرادة) التونسية‪ 14 ،‬شوال ‪ 18 / 1356‬دجنبر ‪ .1937‬ـ « سلسلة مقاالت في أعقاب‬ ‫نفي الزعيم عالل الفاسي وقمع الحركة الوطنية بتوقيع لجنة الرابطة الشعبية « منعت الجريدة من الدخول وتم‬ ‫اعتقال المؤلف‪ .‬ـ قرابة ‪ 6‬مقاالت كانت تبعث بالبريد البريطاني بالبطحاء بفاس‪.‬‬ ‫‪18‬ـ صوت الوطنية المغربية ‪ :‬كشف الستار – استشهاد الفقيه القري‪ .‬ـ جريدة (اإلرادة)‪ ،‬تونس‪ 5 ،‬ذو القعدة ‪1356‬‬ ‫‪ 7 /‬يناير ‪ .1938‬ـ بتوقيع ‪ :‬لجنة الرابطة الشعبية»‪.‬‬ ‫‪ 19‬ـ صوت الوطنية المغربية ‪ :‬إلى الخلود يا رجال التضحية – وأنت أيها التاريخ إشهد وسجل – ستكون أعجوبة‪.‬‬ ‫ـ جريدة (اإلرادة)‪ ،‬تونس‪ ،‬الخميس ‪ 18‬ذو القعدة ‪ 7 / 1356‬يناير ‪ .1938‬ـ بتوقيع ‪ :‬لجنة الرابطة الشعبية»‪.‬‬ ‫‪ 20‬ـ صوت الوطنية المغربية في المغرب ‪ :‬لن نقبل األوتوقراطية أبدا ولو نشرونا بالمنشار‪ .‬فهل يسمع هذا‬ ‫الصوت؟‪ .‬ـ جريدة (اإلرادة)‪ ،‬تونس‪ ،‬الخميس ‪ 25‬ذو القعدة ‪ 27 / 1356‬يناير ‪ .1938‬ـ منع دخول الجريدة إلى‬ ‫المغرب ( راجع رقم ‪ 18‬أعاله)‪.‬‬ ‫‪ 21‬ـ لكي تتم فائدة التمرين الرياضي‪ .‬ـ الملحق الثقافي لجريدة (المغرب) السالوية‪ ،‬ربيع األول ‪ / 1357‬مايو ‪1938‬‬ ‫‪ 22‬ـ ألف تسلية وتسلية‪ .‬ـ الملحق الثقافي لجريدة (المغرب) السالوية‪ ،‬الحلقة األولى ‪ 5 :‬ماي ‪ ،1938‬الثانية ‪26 :‬‬ ‫ماي ‪ ،1938‬الثالثة ‪ 2 :‬يونيو ‪ ،1938‬الرابعة ‪ 9 :‬يونيه ‪ ،1938‬الخامسة ‪ 16 :‬يونيه ‪ ،1938‬السادسة ‪ 23 :‬يونيه‬ ‫‪ ،1938‬السابعة ‪ 9 :‬يوليوز ‪ ،1938‬الثامنة ‪ 21 :‬يوليوز ‪ ،1938‬التاسعة ‪ 1 :‬شتنبر ‪ ،1938‬العاشرة ‪ 15 :‬شتنبر‬ ‫‪ ... 1938‬وقد بلغت ‪ 54‬حلقة‪ .‬ـ بتقديم أخي محمود عبد الكافي وتوقيع ‪ :‬المشغول»‪.‬‬ ‫‪ 23‬ـ المدني ابن الحسني في مجالس العلم بالرباط‪ .‬ـ جريدة (السعادة) ‪ 19‬ربيع األول ‪ 19 / 1357‬ماي ‪.1938‬‬ ‫‪ 24‬ـ لغز برد‪ .‬ـ جريدة (السعادة)‪ 14 ،‬يناير ‪ .1939‬ـ « بتوقيع أخي عبد الكافي»‪.‬‬ ‫‪ 25‬ـ دمعة في الغاز‪ .‬ـ مخطوطة بتاريخ محرم ‪ / 1361‬يناير ‪ .1942‬ـ « ألقيت في ذكرى الهجرة بالمدرسة اإلسالمية‬ ‫بفاس بزقاق البغل ومديرها أنذاك الفقيه أحمد الراجي «‪.‬‬ ‫‪ 26‬ـ كلمة تأبين الشيخ عبد الواحد الفاسي [ والد الزعيم عالل الفاسي المنفي أنذاك]‪ .‬ـ ألقيت صباح الخميس ‪23‬‬ ‫يوليوز ‪ 1942‬خامس رجب ‪ ،1361‬ولم تنشر ويحتفظ بنصها في المذكرات ‪ ...‬ـ وهو اليوم الذي يصادف ثالث‬ ‫أيام الوفاة التي كانت يوم اإلثنين ‪ 20‬يوليوز وألقيت بروضة الفاسيين خارج باب الفتوح»‪.‬‬ ‫‪ 27‬ـ دراسات في التوقيت والتعديل ‪ :‬مطاع األهلية – الخسوف والكسوف – حصص رمضان التقويم السنوي‪ .‬ـ‬ ‫إمساكيات ‪ :‬رمضان ‪ ،1942 / 1361‬رمضان ‪ / 1362‬شتنبر ‪ ،1943‬هالل محرم‪ / 1363‬دجنبر ‪ ،1943‬ثم بعد‬ ‫الخروج من السجن رمضان ‪ / 1365‬يوليوز ‪.1946‬‬ ‫رمضان ‪ / 1366‬يوليوز ‪ ،1947‬رمضان ‪ /1367‬غشت ‪ 1948‬رمضان ‪ .1959 / 1378‬ـ « أعلن على ظهر إمساكية‬

‫رمضان ‪ 1362‬عن المؤلف المخطوط ‪ :‬لباب التوقيت في دروس عشر»‪ .‬تأليف جاهز للطبع‪.‬‬ ‫‪ 28‬ـ عيد ثالث [ تعقيب على مقال لمحمد الفاسي مدير القرويين الجديد]‪ .‬ـ جريدة ( المغرب)‪ ،‬سال‪ 25 ،‬جمادة الثانية‬ ‫‪ 29 / 1326‬يونيو ‪.1943‬‬ ‫‪ 29‬ـ مذكرات ‪ 375‬يوم! [ مذكرات سجن]‪ .‬ـ (مخطوط)‪ .‬ـ أعلن عنه على ظهر بعض اإلمساكات بعد الخروج من‬ ‫السجن ‪. « 1945‬‬ ‫‪ 30‬ـ الوصايا العشر‪ .‬ـ تاريخ رمضان ‪ / 1364‬شتنبر ‪ ،1945‬ألقيته باإلذاعة الوطنية بالرباط» ‪.‬‬ ‫‪ 31‬ـ االعتراف بالجميل‪ .‬ـ (العلم)‪ 19 ،‬شعبان ‪ 8 /1966‬يوليوز ‪ .1947‬ـ « كان من المفروض أن تلتقي بين يدي جاللة‬ ‫الملك محمد الخامس ردا على مطالبة الجنرال جوان( ‪ )Juin‬إلى ‪ :‬أن أعترف بجميل فرنسا التي وفرت للشبان‬ ‫المغاربة ظروفا مناسبة للدراسة!!»‪.‬‬ ‫‪ 32‬ـ على الشاشة [ عرض لفيلم « هذا جناه أبي» اشترك فيه يوسف وهبي وزكي رستم وصباح] ‪ .‬ـ جريدة (العلم)‬ ‫‪ 11‬رمضان ‪ 29 / 1366‬يوليوز ‪.1947‬‬ ‫‪ 33‬ـ غداة الوصول [ افتتاحية] ‪ .‬ـ (العلم) ‪ 11‬محرم ‪ 5 / 1366‬دجنبر ‪.1947‬‬ ‫‪ 34‬ـ رسائلها ووسائله‪ .‬ـ مخطوط‪ .‬ـ « ‪ 1984 1947-‬مجموعة خاصة عندي في ملف!»‪.‬‬ ‫‪ 35‬ـ أيها المسلم المؤمن ‪ ...‬ـ ‪ 30‬حلقة في (العلم)‪ ،‬في ‪ 2‬يناير ‪ 1948‬إلى ‪ 22‬يناير ‪ .1950‬ـ «بدعوة من لجنة‬ ‫اإلرشاد»‪ .‬نشرت مجموعة من كتاب تحت عنوان‪ « :‬في ظالل العقيدة « ‪ .‬نشر جمعية التضامن اإلسالمي‪ ،‬دار‬ ‫الثقافة – البيضاء‪.1977 – 1397 ،‬‬ ‫‪ 36‬ـ الفرقدين‪ .‬ـ مذكرات خاصة تتحدث عن الخطبة وظروفها ‪ ...‬ـ « أعلن عنه في إمساكية رمضان ‪ / 1376‬يوليوز‬ ‫‪ .1948‬ـ (مخطوط)‪.‬‬ ‫‪ 37‬ـ مقاالت في زاوية « أسرة النور» ‪.‬ـ جريدة (العلم)‪ 9 ،‬يناير ‪ 1 ،1948‬فبراير ‪ 20 ،1948‬فبراير ‪ .1948‬ـ « هي‬ ‫توقيع مستعار ‪ :‬الفتاة ‪ ،111‬وبعضها يحمل عنوان ‪« :‬االستقامة أساس النجاح ‪ ...‬وجمال الفتاة»‪ .‬ـ ‪ 39‬لكن من‬ ‫المسؤول ؟ ـ جريدة (العلم)‪ 5 ،‬شتنبر ‪ .1948‬ـ بتوقيع ‪ :‬أبو السعد‪.‬‬ ‫‪ 38‬ـ إنك ال تجني من الشوك العنب‪(.‬تعرضت للمحاكمة والغرامة) ـ جريدة (العلم) ‪ 11 ،‬شتنبر ‪ .1948‬ـ «مقال‬ ‫بمناسبة عيدها الثاني‪ ،‬وهي تحمل صورتي بالجالبة والسلهام»‪ .‬ـ ( راجع ‪.)541( :‬‬ ‫‪ 39‬ـ هل أنت معي ؟ ـ جريدة (العلم)‪ 4 ،‬مارس ‪.1949‬ـ « اقتراح نقل الدراسة من مسجد القرويين إلى متحف البطحاء‪،‬‬ ‫دار السالح‪ ،‬وفيه التركيز على المثل العربي ‪ :‬بطني وعطري وسائري ذري»‪.‬‬ ‫‪ 40‬ـ وقعة وادي المخازن‪ .‬ـ دجلة (رسالة المغرب)‪ ،‬الرباط‪ ،‬العدد ‪ – 6‬السلسلة الجديدة‪ 28 ،‬مارس ‪1949‬‬ ‫[ حذفت الرقابة آخره]‪( ،‬دعوة الحق)‪ ،‬غشت ‪ [1978‬منشور دون رقابة] ‪.‬‬ ‫‪ 41‬ـ مفكرة القابس من تاريخ دولة محمد الخامس‪ .‬ـ مخطوط (جميلة) نتيجة أساتذتي لمادة التاريخ بالقرويين‪ .‬ـ‬ ‫«عام ‪.»1949‬‬ ‫‪ 42‬ـ وقعة الزالقة‪ .‬ـ (رسالة المغرب)‪ ،‬الرباط‪ 20 ،‬مارس ‪(1950‬حذفتها الرقابة)‪.‬‬ ‫‪ 43‬ـ أداب المية العرب‪ .‬ـ المطبعة الوطنية‪ ،‬الراباط‪.1953 ،‬‬ ‫‪ Oulema de fès ont quitté Casablanca 433‬ـ �‪pour prendre à Saint Germain – en Laye ( décla‬‬ ‫‪ ).ration de A.T‬ـ (‪.Maroc – Presse); 7 novembre 1955‬‬ ‫‪ 44‬ـ كيف تضرب على اآللة الكاتبة‪ ،‬باإلشتراك مع أندريه بويو‪ ،‬فاس ‪ .]1955 / 1375‬ـ مرموق ‪.‬‬ ‫‪ 45‬ـ حقائق عن الشمال اإلفريقي (العلم) ابتداءا من ‪.1956/12/11‬‬ ‫‪ 46‬ـ السيارة والدراجة (على هامش التقشف)‪ .‬ـ جريدة (العلم)‪ 6 ،‬يناير ‪ .1957‬ـ بتوقيع ذو السيارة‪.‬‬ ‫‪ 47‬ـ من أبطال الكفاح الوطني الشهيد السالوي‪ .‬ـ جريدة (العلم)‪ 7 ،‬يناير ‪.1957‬‬ ‫‪ 48‬ـ حول أزمة التعليم بجامعة القرويين وإضراب الطلبة‪ .‬ـ [استجواب]‪ .‬ـ جريدة (العلم)‪ 18 ،‬يناير ‪ .1957‬ـ «يحمل‬ ‫صورة المستجوب»‪.‬‬ ‫‪ 49‬ـ أيام فاس الدامية جريدة العلم ‪.1957/3/31‬‬ ‫‪ 50‬ـ إنقاذ مسجد دار الدبيبغ والتعليق على القصر التاريخي للسلطان موالي عبد اهلل‪( .‬العلم)‪ 15 ،‬ماي ‪.1957‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪884‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)787‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬أبريل ‪2017‬‬

‫“عبد الكريم الطبال ناسك الجبل”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫هل يمكن كتابة التاريخ الثقافي الراهن لمدينة شفشاون بدون العودة المتجددة للتأمل تخص رؤيته إلى قضايا الشعر والسياسة والمجتمع والثقافة‪ .‬لنقل إنه حوار بوليفوني‪ ،‬شخصي‬ ‫في رصيد منجز الشاعر عبد الكريم الطبال؟ وهل يمكن التوثيق إلبداالت هذا التاريخ خالل عقود وعام‪ ،‬شعري وثقافي‪ .‬حوار نلمس من خالل لهجة الصدق والعفوية التي تطبعه‪ ،‬بقدر ما نلمس‬ ‫النصف الثاني من القرن الماضي ومطلع القرن الحالي بدون تشريح عناصر الخصب التي أثمرت بساطة الشاعر في حياته ومعيشه ولغته‪ ،‬وكبرياءه على ميدان السلط والخطابات الدوغمائية‬ ‫تجربة الطبال وتفاعالته مع وسطه شاعرا ومربيا ومثقفا وفاعال جمعويا؟ وإلى أي حد يمكن التي واجهها بشجاعة‪ ،‬وثراءه في رؤيته إلى الذات والعالم‪(“ ...‬ص‪.)12 .‬‬ ‫الفصل بين تراكم عطاء المبدع عبد الكريم الطبال وتحول بنية اإلبداع داخل القصيدة المغربية‬ ‫ولد الشاعر عبد الكريم الطبال سنة ‪ ،1931‬والتحق بجامعة القرويين‬ ‫المعاصرة؟ أال يستحق اسم الطبال أن يقترن بمعالم النبوغ اإلبداعي‬ ‫سنة ‪ ،1947‬ثم بالمعهد العالي بتطوان سنة ‪ ،1954‬قبل أن يعود لمدينة‬ ‫والسمو الثقافي الذي أضحى ميسما لواقع مدينة شفشاون الحالي؟‬ ‫شفشاون لممارسة مهنة التدريس بالتعليم الثانوي إلى أن أحيل على‬ ‫أسئلة متناسلة‪ ،‬تفرضها قراءة العمل الجديد الذي أصدره الناقد‬ ‫التقاعد‪ .‬خاض غمار النشر منذ بداية خمسينيات القرن الماضي بمنابر‬ ‫والشاعر عبد اللطيف الوراري عند مطلع السنة الجارية (‪ ،)2016‬تحت‬ ‫إعالمية متعددة‪ ،‬مثل “الثريا” و”األنيس” و”المعتمد” و”الشراع” التي‬ ‫عنوان “عبد الكريم الطبال ناسك الجبل – حوار في الحياة والشعر”‪،‬‬ ‫كان من مؤسسيها‪ .‬كما كان له إسهام مركزي في تأسيس المهرجان‬ ‫وذلك في ما مجموعه ‪ 131‬من الصفحات ذات الحجم المتوسط‪.‬‬ ‫الوطني للشعر الحديث بمدينة شفشاون‪ ،‬وظل غزير اإلنتاج الشعري في‬ ‫ويمكن القول إن هذا التجميع السيرذاتي يشكل إضافة نقدية هامة‬ ‫العديد من المنابر اإلعالمية الوطنية والعربية مثل “العلم” و”االتحاد‬ ‫لرصيد األعمال التي اهتمت بالبحث في نظيمة الخلق واإلب��داع‬ ‫االشتراكي” و”األنيس” و”آف��اق” و”دع��وة الحق” و”البديل” و”الثقافة‬ ‫المرتبطة بعوالم الشاعر عبد الكريم الطبال‪ ،‬وهي الصفة التي جعلت‬ ‫المغربية” و”اآلداب”‪ .‬كما شارك في العديد من المنتديات الشعرية داخل‬ ‫من صاحبها أحد أبرز رواد الكتابة الشعرية الوطنية المعاصرة‪ ،‬وضمير‬ ‫المغرب وخارجه‪ ،‬وترجمت أعماله إلى عدة لغات أجنبية‪ .‬حصل على عدة‬ ‫شفشاون األبي‪ ،‬وروحها العميقة المضمخة بعشق صوفي لمعالم‬ ‫جوائز أدبية رفيعة‪ ،‬على رأسها جائزة المغرب سنة ‪ 1994‬عن ديوانه‬ ‫المكان ولصفاء الوجوه‪.‬‬ ‫“عابر سبيل”‪ ،‬وجائزة تشيكايا أوتامسي في موسم أصيال الثقافي لسنة‬ ‫‪ 2004‬عن مجموع أعماله‪ .‬وصدرت له العديد من الدواوين الشعرية‪،‬‬ ‫لذلك‪ ،‬فالرجل حمل مدينته في قلبه‪ ،‬وأكاد أجزم أن ال أحد ارتبط‬ ‫نذكر منها على سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬ديوان “الطريق إلى اإلنسان”‬ ‫بفضاءاتها وبعوالمها العميقة مثلما فعل الشاعر الطبال‪ ،‬وأن ال أحد‬ ‫(‪ ،)1971‬وديوان “البستان” (‪ ،)1988‬وديوان “شجر البياض” (‪،)1995‬‬ ‫استطاع تعميم التسويق اإلعالمي للصورة الثقافية المتمثلة لدى‬ ‫وديوان “سر الصبا” (‪ ،)2000‬وديوان “نمنمات” (‪ ،)2015‬وديوان “حديقة‬ ‫نخب المرحلة حول المدينة مثلما فعل شاعرنا الكبير‪ .‬إنها سيرة ذاتية‬ ‫متشظية اختارت تطويع النزوات الفردانية لدى المبدع مع ضرورات‬ ‫صغيرة” (‪ .)2015‬والزال يتابع إيقاع حياته داخل مدينته‪/‬معشوقته‪ ،‬ناحتا‬ ‫انكسار الذات أمام عشق فطري لعمق المكان ولفضاءاته الحميمية‬ ‫صخرة عوالمه الصوفية المخصوصة‪ ،‬ومانحا للقصيدة ملحها األخاذ‬ ‫ولتراثه الرمزي المشترك‪ .‬هي سيرة شاعر لم يغادر مدينته إال لماما‪،‬‬ ‫الملتفت لتفاصيل انشغاالت المبدع‪ ،‬سواء في إطار جدل أسئلته الوجودية‬ ‫ولم تستطب له اإلقامة في أي مكان آخر من العالم غير شفشاون‪ .‬هي‬ ‫المقلقة‪ ،‬أم في سياق تفاعالته مع عناصر الثبات والتغير بمحيطه المادي‬ ‫سيرة المبدع التي تلتحم مع ذاكرة المدينة وتنصهر معها في تداخل‬ ‫والمجرد المباشر‪.‬‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫عضوي ال انفصام فيه بين مكوناته‪ ،‬وفي ذلك سر البهاء الذي يتحقق للوجه‬ ‫هي تجربة رحبة‪ ،‬مفتوحة على عوالم االفتتان بقيم اإلنصات لنبض الذات في‬ ‫الثقافي للمدينة‪ ،‬وسر ملمح الزهد والوجد الصوفي الذي يؤطر تجربة المبدع‪ ،‬سواء في حياته عشق حميمياتها وفي الزهد عن مهاوي الوقت‪ ،‬إخالصا للقصيدة ولسبل صقل “صنعة” الكتابة‬ ‫المهنية والخاصة أم في تجاربه الثقافية والفكرية واإلبداعية المتشعبة‪.‬‬ ‫الشعرية في سياق ال والء له إال لسمة اإلنصات‪ ،‬وحسن اإلنصات‪ ،‬لنبض تفاعل هذا الناسك مع‬ ‫األفق‪،‬‬ ‫لهذا‬ ‫العام‬ ‫السقف‬ ‫ولقد لخصت الكلمة التركيبية التي وضعها عبد اللطيف الوراري‪،‬‬ ‫عمق التحول والخصب في عوالم الجمال وضفاف الزهد وملكوت القصيدة‪ .‬وإذا أضفنا إلى هذه‬ ‫عندما قالت‪“ :‬يأتي هذا الكتاب الحوار مع الشاعر عبد الكريم الطبال‪ ،‬الذي بدأ منذ أن زرته الصفات‪ ،‬مجمل القيم الفنية والتقنية التي أعطت للمبدع عبد الكريم الطبال تألقه الواسع‪ ،‬أمكن‬ ‫في شفشاون صيف ‪ ،2005‬وإن كان ضمنا قبل هذا الوقت بفترة طويلة‪ ،‬امتدادا لسيرته القول إن الناقد عبد اللطيف الوراري قد استطاع االستجابة لنهم المريدين بتوفير متن شيق‪ ،‬ال‬ ‫الذاتية وتنويعا عليها‪ .‬فمن جهة ذكر فيه ما ذكره في السيرة تأكيدا عليه‪ ،‬ومن جهة أخرى شك وأنه يشكل أرضية للقراءة المتجددة للتراث الشعري للرائد الطبال‪ ،‬كما أنه عتبة مشرعة‬ ‫ذكر معطيات وأحداثا وتفاصيل جديدة تخص حياته الشخصية‪ ،‬وتجربته الشعرية الخصيبة‪ ،‬على رحابة السؤال النقدي في بعده التفكيكي المشتغل على رصيد منجز المبدع عبد الكريم‬ ‫ونشاطه المهني والثقافي إن أستاذا أو مفتشا تربويا أو فاعال في جمعية أصدقاء المعتمد‪ ،‬مثلما الطبال‪ ،‬إنسانا وأديبا وشاعرا ومثقفا‪.‬‬

‫ترجمة عبد القادر بن محمد بناني‪:‬‬ ‫مؤلف مخطوط «المعول» (‪)3/2‬‬

‫‪ -‬بقلم‪ :‬د‪ .‬فطيمة الكنوني‬

‫لألسف‪ ،‬لم أعثر على ترجمة شارح منظومة المعول‪ ،‬رغم الثقافة والتكوين اللذين تميز‬ ‫بهما‪ ،‬فضال عن المكانة التي احتلها أبوه‪ ،‬إذ كان عالمة ومقربا من السلطان «الحسن األول»‬ ‫ويستشيره في الكثير من القضايا‪ ،‬كما يشير لذلك بقوله‪« :‬اجتمع يوما به والدُنا الفقيه‬ ‫البركة‪ ،‬سيدي «محمد بن أحمد بنَّاني» حين مقدمه من بعض حركاته‪ ،‬فتناثر معه طرف‬ ‫األحاديث إلى أن انجر بهما الكالم على األموال التي كانت تأخذها النصارى في شأن دعاويهم‪،‬‬ ‫فقال له السلطان المقدَّس‪« :‬اللهم في الدين وال في الدنيَا»‪.‬‬ ‫ومن ثمة‪ ،‬فقد استقيت ترجمة له ‪ -‬باتت جاهزة لالستثمار من قبل الباحثين‪ -‬من خالل‬ ‫قراءة دقيقة ومفصلة للمعول‪ ،‬فتوصلت لما يلي‪:‬‬ ‫هو «أبو محمَّد عبد القادر» ابن الع ّ‬ ‫المة «أبي عبد اهلل سيدي محمّد بناني»‪ .‬أصله من‬ ‫فاس التي أحبها كثيرا‪ .‬كما كان المؤلف ذو ثقافة واسعة‪ ،‬وتكوين علمي متنوع‪ .‬يظهر ذلك‬ ‫من خالل اطالعه على تراث األمة‪ :‬األدبي واللغوي والتاريخي والديني‪ ...‬نستشف ذلك من خالل‬ ‫استشهاداته المختلفة‪ ،‬والتي تكشف أنه كان‪:‬‬ ‫ مؤرخا‪ :‬وذلك من خالل تقديمه تعريفا لمدلول التاريخ مستشهدا بمؤرخين عظام مثل‪:‬‬‫«ابن األزرق» في (سياستــه) و «المنــاوي» في (فيض القدير) و «اإلفرني» في (نزهة الحادي)‬ ‫و «أكنسوس» في (الجيش العرمرم) و «ابن خلدون» في (تاريخه) و «المقري» في (النفح)‬ ‫و«الزياني» في (البستان الظريف)‪...‬‬ ‫بين لنا المؤلف أهمية علم التاريخ حيث يقول‪« :‬ومن أجله كان علم التاريخ نعم الجليس‬ ‫الصالح‪ ،‬لكونه كفيال بمعرفة مقتضيات دفع المفاسد‪ ،‬وجلب المصالح‪ ،‬وأنيسا برقائق اللطائف‪...‬‬ ‫حتى اعتنى به العلماء األعالم‪..‬فألفوا فيه تآليف عديدة وصنفوا فيه تصانيف مفيدة‪ »..‬ثم حدد‬ ‫أصناف مؤلفات المؤرخين والنوع الذي اختاره فقال‪»:‬فمنهم من جعل ذلك في عموم أخبار‬ ‫األوطار والمتعلقة بالبلدان‪ ...‬ومنهم من خص الكالم بقطره وبلدته وناسه‪..‬ومن نظر على‬ ‫فوائد الدول وجعل هذا المقصد هو الذي عليه المعول لكون نظره مقصور فيما رامه من‬ ‫اإلدارة على متعلقات الملك واإلمارة»‪.‬‬ ‫أرخ بناني لملوك الدولة العلوية وما اتصفوا به من خصائص‪ :‬فمنهم من كان شاعرا‪،‬‬ ‫ومحبا للمطالعة‪ ،‬ومقربا للعلماء‪ ،‬أو دارسا سير الملوك األقدمين والتشبه بهم أحيانا‪ ،‬ومنهم‬ ‫من عرف بحسن توقيعاته‪.‬‬

‫ لغويا‪ :‬إلى جانب شرحه ألرجوزة ابن سليمان‪ ،‬وهو الغرض من كتابه‪ ،‬قام المؤلف بشرح‬‫المفاهيم الصعبة‪ .‬وقد قدم تلك الشروحات استنادا للمعاجم والقواميس‪( :‬القاموس المحيط)‬ ‫ل «فيروز أبادي»‪( ،‬الكشاف) ل «الزمخشري»‪( ،‬المصباح) ل «الفيومي»‪( ،‬الصحاح) ل «الجوهري»‪.‬‬ ‫ومن تلك الشروحات‪:‬‬ ‫ أرخا‪ :‬بالبناء للمفعول‪ .‬يقال‪ :‬أرخت الكتابَ‪ ،‬بتشديد الراء‪ ،‬يوم كذا‪ :‬وقته تاريخا‪ .‬ويقال‬‫أيضا‪ :‬أرخته بالتخفيف تاريخا بالهمز‪ ،‬وورخته بالواو وتشديد الراء‪ ،‬توريخا‪ .‬كلها بمعنىً واحد‪،‬‬ ‫لكن أفصحها األولى‪.‬‬ ‫ قوله الدالء‪ ،‬نسبه إلى الدال بالكسر والمَد‪ :‬وهو موضع لم يزل في قائم الدَّهر‪ ،‬وحديثه‬‫محال للعلماء األعالم والسادة الجلة الكرام‪ ،‬وإليه ينسَب العالم العالمة «سيدي محمَّد‬ ‫المسْناوي»‪ .‬الدالئي وغيره»‪.‬‬ ‫شاعرا‪ :‬قدم لنا المؤلف‪ ،‬عبر صفحات المعول‪ ،‬أبياتا لمختلف الشعراء ك «أبي تمام» و «ابن‬ ‫قرناص» و «المتنبي» و «سحبان بن وائل» و «البحتري» و «القاضي المغيلي» كما كان المؤلف‬ ‫دارسا للشعر وبحوره حيث يقول‪»:‬الرجز أحد بحور الشعر الخمسة عشر التي أولها الطويل‬ ‫وآخرها المتقارب»‪ ،‬كما كان متمكنا من بحور الشعر وتفعيالته‪.‬‬ ‫عالما‪ :‬يظهر ذلك من خالل استشهاده‪ ،‬في كثير من األحيان‪ ،‬بآيات قرآنية وأحاديث‬ ‫نبوية‪ .‬كما يحيلنا على العديد من األئمة مثل الباجي وإمام الحرمين‪.‬‬ ‫امتاز الشارح‪ ،‬كذلك‪ ،‬بالعفة واألخالق الفاضلة‪ .‬تجلى ذلك من خالل عدم تفصيله في وصف‬ ‫بعض األحداث التاريخية كفتنة الرحامنة بقيادة «مبارك بن الطاهر»‪ ،‬الذين أذعنوا للفساد‬ ‫والنهب‪ ،‬ففضل الشارح عدم اإلطالة في وصف ذلك بقوله‪« :‬يتحاشَى ذكرها»‪ .‬أو حادثة‬ ‫محاصرة «المهدي الزبيدي» من قبل الجيش السلطاني‪ .‬وبعد قتله‪« :‬خربت داره وسبيت‬ ‫نساؤه وإيماؤه‪ ،‬وفضحت عوراتهم في أخبار تمجها األسْماع»‪.‬‬ ‫كان «بناني» معاصرا للسلطان «عبد العزيز»‪ ،‬إذ يقول‪« :‬ملكنا اليوم أبو فارس موالنا «عبد‬ ‫العزيز» بن موالنا الحسن»‪ ،‬كما كان قريبا منه مما أكسبه نظرة خاصة عن الملك وأوصاف‬ ‫الحاكم‪ .‬إذ يقول‪« :‬الملك بناء والجند أساسه‪ ،‬وإذا ضعف األساس‪ ،‬سقط البناء‪ .‬فال سلطان إال‬ ‫بجند‪ ،‬وال جند إال بمال‪ ،‬وال مال إال بجباية‪ ،‬وال جباية إال بعمارة‪ ،‬وال عمارة إال بالعدل‪ ،‬فالعدل‬ ‫أسَاس الجميع»‪ .‬كما حدد ضرورة اختيار الحاكم للمقربين له استنادا قول «أزدشير»‪»:‬ال شيء‬ ‫أضر على الملك والرئيس من معاشرة وضيع»‪.‬‬ ‫مؤلفا‪ :‬حيث أشار أثناء حديثه عن فتح السلطان «محمد بن عبد اهلل» ل «بريجة»‪ ،‬إلى كتيب‬ ‫له‪ ،‬لم يسمه‪« :‬وقد أفردت أخبار هذه الوقعة في توليف صغير‪ ،‬فليراجعه مبتغيه»‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬أبريل ‪2017‬‬

‫العدد ‪884‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)354‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫من زنقة األمير موالي عبد اهلل‪...‬‬ ‫إلى زنقة الشياطين !؟‬

‫الزال ما يحدث بحومة أو زنقة الشياطين‪ ،‬الكائنة بقلب «البوليبار» أشبه بكابوس‬ ‫جاثم على صدور السكان الذين ضاقوا ذرعا بالضوضاء والضجيج‪ ،‬الناتج عن نشاط‬ ‫مجموعة من الحانات‪ ،‬الموجودة بعين المكان‪ ،‬والتي تستقطب بنات الليل والهوى‪،‬‬ ‫وخاصة القاصرات منهن اللواتي يتسببن في المشاجرة بين المنحرفين والمتسكعين‪،‬‬ ‫وبالتالي الصراع حول من ينفرد بفالنة أو فرتالنة‪ ،‬مما يحول المكان إلى فوضى ليلية‪،‬‬ ‫بامتياز‪ ،‬والناس نيام‪.‬‬ ‫وأضاف مصدرنا أن السكان الذين اشتاقوا إلى نعمة النوم المريح ‪ ،‬ليال‪ ،‬سبق لهم‬ ‫أن قدموا العديد من الشكايات إلى مختلف المسؤولين المحليين‪ ،‬توصلت الجريدة‬ ‫بنسخ منها سابقا‪ ،‬ملتمسين من خاللها رفع هذا الضرر عنهم‪ ،‬دون أن تتم االستجابة‬ ‫لمطلبهم الوحيد‪ ،‬وهو تطهير زنقة الشياطين من المنحرفين والمتسكعين‪ ،‬ومن‬ ‫فوضاهم الخمرية المزعجة التي تحول دون أخذ قسط‪ ،‬ولو يسير‪ ،‬من راحتهم التي‬ ‫باتوا يفتقدونها‪ ،‬منذ زمن طويل‪ ،‬بداخل حيهم‪ ،‬الغارق في ميوعة‪ ،‬أصبحت ذات ماركة‬ ‫مسجلة !‬ ‫وأوضح ذات المصدر أن السكان المتضررين يتساءلون إن كانوا فعال يسكنون‬ ‫بحي راق‪ ،‬وسط المدينة‪ ،‬أم أنهم يقطنون بغابة‪ ،‬وسط الوحوش‪ ،‬دون شعور منهم‬ ‫بأي أمن أوطمانينة أوسالم !‬ ‫ويلتمس السكان‪ ،‬لهذه األسباب مجتمعة‪ ،‬من المصالح األمنية أن تلتفت إلى‬ ‫معاناتهم مع ضجيج منحرفي وبنات هوى منتصف الليل وإشراقات الصباح األولى !‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫ج‪.‬ش‬

‫اتهام تلميذة بالسرقة‬ ‫وتعريضها للضرب ظلما وعدوانا !‬ ‫اع���ت���دت‪ ،‬م��ؤخ��را‪،‬‬ ‫أستاذة تدرس بمدرسة‬ ‫عبد اهلل ابراهيم‪ ،‬الكائنة‬ ‫بحي «بير الشيفا» على‬ ‫تلميذة بواسطة سياط‬ ‫بالستيكي (كوما) ضربتها‬ ‫بها على مستوى جميع‬ ‫أنحاء جسمها‪ ،‬متسببة‬ ‫لها في جروح ورضوض‪،‬‬ ‫خ��اص��ة ع��ل��ى مستوى‬ ‫ركبتها اليسرى‪ ،‬حصلت‬ ‫على إثرها على شهادة‬ ‫طبية‪ ،‬م��دة العجز فيها‬ ‫حددت في ‪ 21‬يوما‪ ،‬تتوفر الجريدة على نسخة منها‪.‬‬ ‫وأضاف مصدرنا أن تفاصيل هذا االعتداء تعود إلى عملية سرقة كانت‬ ‫قد استهدفت هاتفا نقاال إلحدى تلميذات المؤسسة‪ ،‬قبل أن يتم إجراء بحث‬ ‫وتقص في الموضوع من قبل مدير هذه المؤسسة التربوية‪ ،‬حيث تم ضبط‬ ‫من قامت بالسرقة‪ ،‬وبالتالي توقيفها عن الدراسة‪.‬وأثناء تفرق التالميذ في‬ ‫ساحة المدرسة‪ ،‬تقدمت نحوهم األستاذة المشتكى بها‪ ،‬مشيرة بيدها‪ ،‬وأمام‬ ‫المأل إلى الضحية المسماة دعاء‪ ،‬كون هذه األخيرة هي السارقة‪ ،‬وهي التي‬ ‫لم تتم تربيتها جيدا من طرف والديها‪ ،‬مضيفة أنها هي من ستربيها‪ ،‬وهكذا‬ ‫انهالت عليها‪ ،‬ظلما وعدوانا‪ ،‬بطريقة ضرب‪ ،‬استنكرها الحضور من بعض‬ ‫األساتذة والتالميذ‪.‬‬ ‫والالفت لالنتباه‪ ،‬يوضح ذات المصدر‪ ،‬أن المشتكى بها التدرس التلميذة‬ ‫المعتدى عليها‪ ،‬وحتى لوكانت محسوبة ضمن تالميذها‪ ،‬فهناك إجراءات‬ ‫إدارية وقانونية يمكن نهجها في حقها‪ ،‬كما تم فعله إزاء التلميذة الجانية‬ ‫الفعلية التي أوقفت عن الدراسة‪.‬‬ ‫وعالقة بما حدث‪ ،‬تدخل والد التلميذة الضحية القاصر‪ ،‬بوضع شكاية في‬ ‫الموضوع لدى وكيل الملك بابتدائية طنجة بتاريخ ‪ 6‬ـ ‪ 04‬ـ ‪ 2017‬تحت عدد‬ ‫‪ ،17/301/3478‬ملتمسا اتخاذ المتعين إنصافا البنته وله‪.‬‬

‫م‪ .‬إمغران‬

‫‪AVIS DE PERTE‬‬ ‫‪Madame Khadija EDDAMI déclare avoir perdu dans‬‬ ‫‪des circonstances et lieu indéterminés, le duplicata‬‬ ‫‪du :‬‬

‫‪Titre foncier nº 45819 / 06‬‬

‫»‪concernant la propriété dite « Gharnata 18 ‬‬ ‫‪enregistrée au nom de Terique Ali fils de Thami‬‬ ‫‪Prière à toute personne ayant retrouvé ce document‬‬ ‫‪de bien vouloir le rapporter à la Conservation‬‬ ‫‪foncière.‬‬ ‫لجميع إعالناتكم‬ ‫اإلشهارية واإلدارية‬ ‫يف جريدة‬

‫االتصال على الرقم ‪0539943008‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪354‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 884‬ـ الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬أبريل ‪2017‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫يتواصل‬

‫مسلسل إهدار مبالغ مالية كان من األجدر أن تفيد اتحاد طنجة من موارد‬ ‫الجامعة‪ .‬لكن نسبة كبيرة من هذه الموارد تذهب إلى جيوب الالعبين‬ ‫الذين خرجوا غاضبين على الفريق بفعل سوء التصرف اتجاههم حين يقرر الفريق التخلي‬ ‫عن خدماتهم دون الرجوع لدراسة العقود التي تربط الطرفين والتمعن بنوع من الحكمة‬ ‫للعواقب التي قد تضر بالفريق في نهاية المطاف جراء عدم اإلحساس بالمسؤولية‪ ،‬والتهور‬ ‫من جهة‪ .‬ما يحدث حاليا بين لجنة النزاعات بالجامعة الملكية المغربية ومكتب اتحاد طنجة‬ ‫من خالل الحكم لمجموعة من الالعبين السابقين بالفريق الطنجاوي بمبالغ تعويض كبيرة‪،‬‬ ‫يجرنا إلى طرح سؤال صغير‪ ،‬ومغزاه كبيرة طبعا‪ .‬من يفاوض الالعبين المرتبطين باتحاد‬ ‫طنجة؟‪ .‬سواء عند توقيع عقود االلتحاق بالفريق أو عند المغادرة‪ .‬سيما الشق الثاني الذي‬ ‫يبين أن مفاوض الفريق يفتقر إلى الخبرة‪ ،‬والحكمة والتجربة‪ .‬الن األرقام التي تم خصمها من‬ ‫دعم الجامعة للفريق‪ ،‬من أجل ضخها في حسابات الالعبين المتنازعين مع اتحاد طنجة ليست‬ ‫بالسهلة والفريق يعيش أزمات مادية كبيرة‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫(‪)2/2‬‬

‫فوائد الرياضة على الصعيد الذهني‪:‬‬ ‫الرياضة تنشط العقل‪ ،‬وتزيد من الذكاء بكافة أنواعه‬ ‫وخاصة الذكاء االجتماعي‪ ،‬والذكاء النفس حركي‪ .‬وهي تزيد‬ ‫من نشاط الذاكرة وقوتها؛ ألنها تزيد من نشاطات الدماغ‬ ‫بشكل إيجابي‪ .‬الرياضة تحسن من قوة المالحظة وسرعة‬ ‫البديهة‪ ،‬وتمنح اإلنسان القدرة على التركيز‪ ،‬وتقلل من‬ ‫نسبة التشتت الذهني بشكل كبير‪ .‬االهتمام بالرياضة يزيد‬ ‫من التحصيل الدراسي عند الطالب‪ ،‬ويبعد عنهم الملل من‬ ‫المناهج الدراسية الجافة‪ ،‬ويزيد من النمو االجتماعي والذهني‬ ‫عند الطلبة‪ ،‬لذلك تحاول المدارس االهتمام باألنشطة‬ ‫الرياضية خالل الدوام المدرسي‪ ..‬ليس ذلك فحسب وإنما‬ ‫هناكَ العديد من الشركات الكبرى في الدول المتقدمة‬ ‫كاليابان تطلب من موظفيها القيام بنشاطٍ رياضي مشترك‬ ‫قبل وأثناء الدوام؛ حتى تزيد من قدرات موظفيها وإنتاجيتهم‬ ‫وتكسر الروتين الذي قد يصيبهم بالملل‪ .‬وباختصار ال‬ ‫عقل سليم بال جسم سليم‪ ،‬وال يمكن‬ ‫يمكن الحصول على ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫الحصول على جسم سليم إال بالرياضة! فوائد الرياضة على‬ ‫ٍ‬ ‫الصعيد االجتماعي الرياضة تزيد من الذكاء االجتماعي‪ ،‬ألنها‬ ‫تساعدك على تكوين صداقات وعالقات اجتماعية متينة مع‬ ‫الكثير من الناس‪ ،‬كالمنافسين والزمالء في نفس الفريق‬ ‫والمدربين‪...‬إلخ‪ .‬الرياضة تكسب اإلنسان خصا ًال رائعة‪،‬‬ ‫كالصبر‪ ،‬والتحمل‪ ،‬والثقة في النفس‪ ،‬وقوة اإلرادة‪ ،‬والمثابرة‪،‬‬ ‫والنشاط‪ ،‬والقيادة‪ ،‬وقيم التنافس الشريف‪ ،‬والتعاون‪،‬‬ ‫والتخطيط‪ ،‬واإليثار‪ .‬الرياضة تعلم اإلنسان احترام القوانين‬ ‫والقواعد واألنظمة؛ ألن معظم الرياضات لها قوانين وقواعد‬ ‫ثابتة يجب االلتزام بها‪ .‬وهي أيضاً تنقذ المجتمع من آفات‬ ‫خطيرة جداً مثل تدخين السجائر‪ ،‬وإدمان الكحول والمخدرات‪،‬‬ ‫وارتكاب الجرائم الالأخالقية التي تنتج من األمراض النفسية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وخاصة عند فئة الشباب العاطلين عن‬ ‫وكثرة الفراغ السلبي‪،‬‬ ‫العمل‪.‬‬ ‫(انتهى)‬

‫بيدرو ليما‪..‬‬ ‫املدير التقني للتكوين الحتاد طنجة‬

‫ماذا عن مسيرتــك في‬ ‫التاطيــر التقنــي‪ ،‬و كيـف‬ ‫التحقت بالكرة المغربية؟‬ ‫وصلت ‪ 21‬سنة من العمل‬ ‫في مجال التأطير التقني‪ ،‬البداية‬ ‫كانت في البرتغـــال‪ ،‬اشتغلت‬ ‫ضمن الطاقــم التقني ألندية‪،‬‬ ‫بورتــــو‪ ،‬لييــريـــا‪ ،‬غيمارايش‪،‬‬ ‫بورتمنينــــس‪ .‬كمــا خضــــت‬ ‫تجربة قـاريـة‪ ،‬عملـت بالطاقم‬ ‫التقني لمنتخـــب بوركينافاصو‬ ‫للكبار‪ ،‬ومدرب لفئـــة الفتيان‬ ‫مـا بيـــــن ‪ 2010‬و ‪،2012‬‬ ‫وأحرزت معه بطولــــة إفريقيا‬ ‫للفتيان عام ‪ .2011‬كما أحرزنا‬ ‫تاشيرة المشاركــة في كأس‬ ‫العالم للفئة ذاتها بمونديال‬ ‫المكسيك لنفــس السنة‪ .‬كما‬ ‫اشتغلت مدربا مساعدا بنمتخب‬ ‫الغابون‪ ،‬ومدرب لنادي اسبونغو‬ ‫الغابوني بالقسم األول‪ .‬وخالل‬ ‫سنة ‪ 2016‬دربت نادي براييز‬ ‫بالقســم الثـانــي من الدوري‬ ‫البرتغالي‪ .‬بالنسبــة لاللتحــاق‬ ‫بطنجة‪ ،‬كان يراودني طموح تدريب فريق من القسم األول‬ ‫بالبطولة المغربية‪ .‬خالل هذه السنة تلقيت دعوة من ناصر‬ ‫الرغيت‪ ،‬المدير التقني الوطني المغربي‪ .‬قبلت خوض تجربة‬ ‫جديدة‪ .‬العرض الحالي هو االشتغال مع اتحاد طنجة‪.‬‬ ‫ما هي المهام الموكولة إليـك حاليــا مع االتحاد‬ ‫واألهداف المسطرة‪ ،‬وما هي عالقتك بمركز التكوين‬ ‫للفريق؟‬ ‫أشغل مهام مدير تقني للتكوين‪ .‬الهدف هو وضع‬ ‫استراتيجية للجنة التقنية‪ ،‬أضع خبرتي رهن إشارة النادي‪.‬‬ ‫انطلقنا حاليا بعملية تكوين األطر المشتغلة بالفريق‪ .‬حاليا‬ ‫اشتغل مع جميع األطر التي وجدتها بالنادي‪ .‬هناك انسجام‬ ‫تام ورغبة أكيدة من الجميع لالنخراط في إستراتيجيتنا‪ .‬أحفز‬ ‫الجميع‪ ،‬أحاول إقناعهم كي يثقوا في إمكانياتهم‪ .‬هناك برنامج‬ ‫يشتغلون عليه يمتد لثالث سنوات‪ ،‬بدأنا بأمور مرحلية‪ ،‬وسنقفل‬ ‫السنة األولى بهدف أن ينطلق كل مدرب مع الفئة الرسيمة‬ ‫المنوط له تدريبها خالل الموسم المقبل وفق استراتيجيتنا‪،‬‬ ‫وسنواصل بنفس المنهج‪ .‬وهدفي أن اصنع التاريخ مع اتحاد‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫طنجة كي يصبح نموذا يحتدى‬ ‫به‪ .‬وهناك تجاوب تام‪ ،‬هذا ما‬ ‫لمسته‪ .‬و إال لكنــت عدت من‬ ‫حيث أتيت‪ .‬هناك ثقة متبادلة‪،‬‬ ‫وهذا ما حفــزني على مواصلة‬ ‫عملــي‪ .‬وبالنسبـــة لعالقـــتي‬ ‫بمركز التكوين‪ ،‬فإلى حدود‬ ‫الساعـة‪ ،‬ال علم لي بأي شيء‬ ‫بخصوص المركز‪ .‬حاليا أتابع‬ ‫عملية تكوين األطر المشرفة‬ ‫على تدريب الفئات الصغرى‬ ‫للفريق‪ .‬أقوم بالمواكبة والتتبع‬ ‫لالعبيـن بالفئـــات الصغــرى‪،‬‬ ‫كنت طرفا في اختيار العبين‬ ‫ألحقوا حديثا بالفريق األول‪،‬‬ ‫وقعوا عقدا احترافيا‪ .‬أتابع عمل‬ ‫العبين التحقا بمنتخبي الصغار‬ ‫والفتيان‪ .‬تأهل فئتين للفريق‬ ‫إلى الدور الثاني من البطولة‬ ‫الوطنية‪ .‬أعتقد أن هذه حصيلة‬ ‫عمل ستة أشهر لنا مع الفريق‪،‬‬ ‫أعتقد أنه إنجاز لم يسبق أن‬ ‫تحقق من قبل‪.‬‬ ‫المغربية؟‬

‫ما رأيك في البطول ـــة‬

‫يمكنني مقارنة مستواها بمستوى بطوالت القسم الثاني‬ ‫بأروبا‪ .‬شدتني كثيرا حماسية اإللتراس التي تمنح مدرجات‬ ‫المالعب المغربية رونقا وجمالية‪ .‬سيما إلترا هيركوليس بطنجة‪.‬‬ ‫إنهم رائعون حقا‪ .‬ما لم يعجبني‪ ،‬جوانب تنظيمية تشكو منها‬ ‫جل األندية المغربية‪ ،‬ما يسجل عليها نقص في االحترافية‪.‬‬ ‫يجب أن يسكن عشق األندية قلوب المسيرين الرياضيين كما‬ ‫هو ساكن في قلوب اإللتراس‪ .‬وهذه نقطة مهمة جدا في الكرة‬ ‫والرياضة بصفة عامة‪ ،‬من أجل الرفع من التنافس‪ ،‬وإعادة الثقة‬ ‫في التكوين‪ ،‬وهنا ال بد من الحديث عن ضعف البنيات التحتية‬ ‫التي الحظتها‪ .‬ال يعقل أن نجد ‪ 20‬فريقا يتدربون في ملعب‬ ‫غير صالح بطنجة‪ .‬واألكثر من ذلك أن الفريق األول التحاد‬ ‫طنجة يتدرب في ملعب غير الئق‪ ،‬وهذا أمر غير مقبول‪ .‬و يجب‬ ‫أن تتوفر اإلمكانيات ووسائل االشتغال لألندية مثل ما هو‬ ‫موجود بأكاديمية محمد السادس مثال‪ .‬حتى ترقى البطولة إلى‬ ‫االحتراف المطلوب‪ .‬وأعتقد أن تحويل األندية إلى شركات من‬ ‫الحلول السانحة لبلوغ األهداف‪.‬‬

‫أنشيلوتي يريح نجميه أمام دورتموند‬ ‫استعدادا لريال مدريد‬

‫أعلن اإليطالي كارلو أنشيلوتي‪ ،‬المدير الفني لبايرن‪ ‬ميونيخ‪ ،‬غياب ثنائي الفريق مانويل‬ ‫نوير‪ ،‬وتوماس مولر‪ ،‬عن مواجهة بوروسيا دورتموند‪ ،‬السبت الماضي‪ ،‬ضمن منافسات الجولة‬ ‫الـ‪ 28‬من البوندسليجا‪ .‬وقال أنشيلوتي‪ ،‬في المؤتمر الصحفي الذي سبق المباراة يوم‪ ،‬الجمعة‪،‬‬ ‫عقب مران الفريق‪« ،‬دورتموند أحد أفضل فرق الدوري ونحتاج مستوى قويا حتى نتغلب عليه‪ ،‬لقاء‬ ‫الغد ليس مثل مواجهة الكأس‪ ،‬علينا أن نستعد ذهنيا جيدا‪ ،‬نحن لدينا الجودة‪ ،‬ودورتموند‬ ‫فريق رائع يملك عديد من المواهب ولكنه يفتقد لالستمرارية»‪ .‬وأوضح‪ ،‬فيما أبرزته صحيفة‬ ‫«‪ »TZ‬األلمانية‪« ،‬نريد اللعب بشكل هجومي‪ ،‬وكل لقاء مهم لثقتنا اآلن‪ ،‬إذا لعبنا جيدا أمام‬ ‫دورتموند ستزداد ثقتنا قبل مواجهة ريال مدريد وهو أمر طبيعي»‪ .‬وأضاف «(دوجالس) كوستا‬ ‫جاهز ويستطيع المشاركة ضد دورتموند‪ ،‬أيضا (روبرت) ليفاندوفسكي جاهز وبحالة فنية جيدة‪،‬‬ ‫لكن لن نخاطر بإشراك مولر ونوير‪ ،‬سيكونان جاهزان ضد ريال مدريد» في دوري أبطال أوروبا‪.‬‬ ‫وتابع المدير الفني اإليطالي «(جيروم) بواتينج سيلعب‪ ‬غدا منذ البداية ‪ ،‬ولم أقرر بعد من سيلعب‪ ‬بجانبه‪ ،‬ولن تكون هناك مداورة‪،‬‬ ‫نحن نحتاج اللعب بأفضل تشكيلة»‪( .‬المباراة أجريت السبت)‪.‬‬ ‫ورفض أنشيلوتي الحديث عن مواجهة ريال مدريد في الوقت الحالي‪ ،‬مفيدا «نحن نركز ‪ 100%‬حول لقاء دورتموند‪ ،‬وبعد ذلك‬ ‫لدينا ‪ 4‬أيام للتفكير باللقاء الذي يليه»‪ .‬وعن إيمريك أوباميانج‪ ،‬نجم بوروسيا دورتموند‪ ،‬قال أنشيلوتي «أعرف أنه كان في أكاديمية‬ ‫ميالن‪ ،‬لقد دربت شقيقه‪ ،‬ولكنه ال يملك نفس إمكانياته‪ .‬أوباميانج وليفاندوفيسكي يملكان مواصفات مختلفة‪ ،‬وسعيد بأني أملك‬ ‫ليفاندوفسكي في فريقي»‪ .‬وعن توماس توخيل‪ ،‬المدير الفني لبوروسيا دورتمود‪ ،‬أوضح أنشيلوتي «هو أحد أفضل المدربين اليوم‬ ‫وهو يقوم‪ ‬بعمل رائع»‪ .‬وتابع ساخرًا «هدية فرانك ريبيري بمناسبة عيد ميالده؟‪ ،‬اتفقنا أن هذا ليس عيد ميالده الـ‪ 34‬بل عيد‬ ‫ميالده الـ‪.»27‬‬


‫الشمال الرياضي‬

‫العدد ‪884‬‬

‫اتحاد طنجة يفشل في إقناع معاوي بالمشاركة‬ ‫في مباراة حوريا كوناكري‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬أبريل ‪2017‬‬

‫‪19‬‬

‫منالجامعة‬ ‫أخبارأخبار‬ ‫الجامعة‬ ‫الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تنظم تكوينا لفائدة‬ ‫األطباء‬ ‫في إطار برنامجها السنوي للتكوين الطبي المستمر‪ ،‬تنظم اللجنة الطبية‬ ‫المركزية التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬ما بين ‪ 11‬و‪ 13‬أبريل‬ ‫‪ ،2017‬بالمركز الوطني لكرة القدم بالمعمورة تكوينا لفائدة ‪:‬‬ ‫أطباء المنتخبات الوطنية ‪.‬‬ ‫ أطباء فرق البطولة الوطنية االحترافية اتصاالت المغرب‬‫ أعضاء ودادية أطباء كرة القدم الوطنية‬‫ طبيب المنتخب الوطني األول لدولة ساو طومي برنسيب (في إطار‬‫الشراكة بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وإتحاد ساو طاومي‬ ‫برنسيب)‪.‬‬ ‫وسيستفيد من هذا التكوين الطبي الذي يهم التدخالت االستعجالية‬ ‫بالمالعب الكروية حوالي ‪ 60‬طبيبا‪.‬‬

‫الجامعة تعزي في وفاة الزموري‬

‫حاولت إدارة اتحاد طنجة احتواء أزمتها مع الالعب‬ ‫عبد الغني معاوي من أجل طي صفحة الخالف وإعادته‬ ‫للفريق األول‪ ،‬واشترط الفريق على الالعب مراجعة عقده‬ ‫وتجديده بشروط تفضيلية‪ ،‬لكنه موعاوي صمم على‬ ‫تأجيل الحديث عن التجديد إلى نهاية الموسم‪ ،‬وهو‬ ‫القرار الذي أغضب مسؤولي اتحاد طنجة لعلمهم برغبة‬ ‫الالعب في الرحيل عند نهاية الموسم واالنتقال إلى فريق‬

‫آخر في صفقة انتقال حر‪ ،‬األمر الذي كلفه إلزامية مواصلة‬ ‫قرار التأديب بالتدريب مع فئة األمل إلى نهاية الموسم‬ ‫الحالي ‪ .‬ويذكر أن اتحاد طنجة فاز األحد قبل الماضي‬ ‫بأكادير على الحسنية بأربعة أهداف لصفر لحساب الدورة‬ ‫‪ 21‬من البطولة اإلحتـــرافيــة‪ ،‬تناوب على تسجيلهـــا‪،‬‬ ‫بي بوال هيرفـــي‪ ،‬و أيـــوب الخاليقــي وأحمد حمــــودان‬ ‫في مناسبتين‪.‬‬

‫من األنشطة الموازية لدوري طنجة الكبرى‬

‫لم يكن التــبــاري في‬ ‫مالعب الكرة وحده‪ ،‬هـــدف‬ ‫الجهة المنظمة لدوري طنجة‬ ‫الكبــرى‪ .‬بل ارتأت اللجنــــة‬ ‫توسيع دائرة اكتشاف ابتكارات‬ ‫المواهـــب وتشجيعهــا مـــن‬ ‫خالل خلــق أنشطــة موازيـــة‬ ‫في إطـــار برنامجها الشامل‪،‬‬ ‫نظير مسابقـــة أحسن أغنيـــة‬ ‫لدوري «طـنجة الكبرى‪ ،‬طنجة‬ ‫األبطال»‪ ،‬والهــدف هو إضفاء نوع من االحتفالية والفرجة‬ ‫على دوري «طنجة الكبرى‪ ،‬طنجة األبطال»‪ ،‬وتهم هذه‬ ‫المسابقة الفنية التي تندرج ضمن األنشطة الموازية لهذه‬ ‫التظاهرة الرياضية‪ ،‬إبراز المواهـــب الفنية في مجال‬ ‫اإلنتــاج الغنائي لشبــاب األحياء‪ ،‬إلنتاج أغنية خاصة‬ ‫بالدوري‪ ،‬على أن تتضمن األغنية كلمات راقية بعيدة عن‬ ‫استعمال أي أسلـــوب غير مالئم‪ ،‬وموظفة إليقـــاعات‬ ‫تتالءم وطبيعــة التظاهرة الرياضية‪.‬‬ ‫وقـــد حدد المنظمون شروطا للمشاركة في هذه‬ ‫المسابقة‪ ،‬تهــم تقديم بطاقـــة تقنيـــة خاصة باألغنية‪،‬‬ ‫والحصول على موافقة لجنة التحكيم بالنسبة لكلمات‬ ‫األغنية‪ ،‬وأن ال تتجاوز األغنية خمس دقائق‪ ،‬كما يشترط‬

‫تقديم األغنية كاملة في‬ ‫قرص مدمج‪ .‬واألغنية الفائزة‬ ‫بالمسابقة ستعتمد كأغنية‬ ‫لهذه الدورة من الدوري‪.‬‬ ‫كما تتفرد مسابقة أرسم‬ ‫طنجة الكبرى – طنجة األبطال‬ ‫التي ستقــام في الفضـــاءات‬ ‫بتنظيم دوري» طـنجة الكبرى‪،‬‬ ‫طنجة األبطـــال»‪ ،‬في شهر‬ ‫أبريل الحالي‪ ،‬بكونها تهم‬ ‫تنظيم مجموعة من الورشات الخاصة بالرســـم بالفضاءات‬ ‫العمومية المحاذية للمالعب الرياضية المستقبلة للدوري‬ ‫نهاية كل أسبوع‪ ،‬يؤطرها فنانون وناشطون متطوعون‪.‬‬ ‫ويستهدف هذا النشاط الذي يندرج في إطار ضمان‬ ‫االحتفالية والفرجة لمواكبة بطولة «طنجة الكبرى‪ ،‬طنجة‬ ‫األبـطال»‪ ،‬فئتي األطفال والشباب بحيث سيتحول الى‬ ‫مهرجان لأللوان واإلبداع ورسم وانجاز رقعة تشكيلية‬ ‫بمواضيع كرة القدم‪.‬‬ ‫وبالنسبة للمشاركيــن في هاتـــه المسابقـــة‪ ،‬حدد‬ ‫المنظمون َّ‬ ‫أن المشاركة ستكون مقتصرة على المؤسسات‬ ‫التعليمية‪ ،‬ورواد المؤسسات الشبابية‪ ،‬وشباب وأطفال‬ ‫األحياء‪ ،‬وفنانون وأساتذة التربية التشكيلية‪.‬‬

‫«بـا سالم» في ذمة اهلل‬ ‫فقدت مدينة طنجة يوم الجمعة قبل الماضي‪ ،‬أحد أبرز العبيها‬ ‫في مرحلة األربعينيات‪ ،‬المرحوم «سالم العيساوي» عن سن تناهز‬ ‫‪ 88‬سنة بحسب مصدر من عائلة المرحوم الذي استسلم للمرض‬ ‫الذي أقعده مدة طويلة قبل أن يلبي نداء ربه‪.‬‬ ‫«با سالم» عرفته مدربا‪ ،‬إنسانا طيبا‪ ،‬يتحلى بالجدية‪ ،‬عطوفا‬ ‫يحب فعل الخير‪ .‬يحكى عنه كالعب متميز‪ ،‬مدافع صلب يقهر‬ ‫المهاجمين‪.‬‬ ‫الجمركي النظيف‪ ،‬وهي مهنته األصلية‪ ،‬انتدبه المرحوم‬ ‫الشريف حلحول من مدينة فاس الرتداء قميص المغرب (برفع‬ ‫الميم) إبان االستعمار اإلسباني بطنجة‪ .‬هذا الفريق الذي ارتدى‬ ‫القبعة الرياضة والنضال السياسي في آن واحد‪.‬‬ ‫ولعب المرحوم بقميص أتلتك تطوان في الدوري اإلسباني‬ ‫وكان صدا منيعا لنجوم الليغا‪ ،‬بينها األسطورة الراحل ألفريدو‬ ‫ديستفانو‪ .‬وأتذكر يوما في الثمانينات حين نظمت مباراة في طنجة‬ ‫بين قدماء المدينة وقدماء ريال مدريد‪ ،‬كنا في المطار ضمن المدعوين من رجال اإلعالم الستقبال‬ ‫وفد الريال‪ ،‬وحين حل ديستيفانو بمطار ابن بطوطة الدولي (بوخالف) إذاك‪ ،‬توجه صوب المرحوم‬ ‫سالم مباشرة وعانقه عناقا حارا‪ ،‬متذكرا المواجهات القوية التي جمعتهما في الليغا‪.‬‬ ‫المرحوم سالم عمل في ميدان التدريب واشرف على تدريب مجموعة من الفرق المحلية‪ ،‬أكثرها‬ ‫من القسم الثالث‪ .‬كان مناضال رياضيا حقيقيا اشتهر طول حياته بشرب الحليب فقط دون أن يدخل‬ ‫بطنه أي سائل من السوائل األخرى المضرة‪ .‬ما ساعده عل الحفاظ على بنية قوية في مرحلة متقدمة‬ ‫في السن‪.‬‬ ‫تعازينا الحارة بالمناسبة إلى جميع أفراد أسرة الفقيد‪ ،‬تغمده اهلل برحمته الواسعة‪ ،‬وأسكنه فسيح‬ ‫جنـانه‪ ،‬وألهم ذويه الصبر الجميل‪ .‬إنا هلل وإنا إليه راجعون‪.‬‬

‫تقدمت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬في شخص رئيسها السيد‬ ‫فوزي لقجع‪ ،‬أصالة عن نفسه‪ ،‬ونيابة عن المكتب المديري‪ ،‬بخالص تعازيها‬ ‫الحارة ألسرة المرحوم الجنرال‪ ‬الحسين الزموري الذي وافته المنية يومه‬ ‫الخميس ‪ 6‬أبريل ‪ . 2017‬كما تقدمت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‬ ‫بتعازيها ألسرة كرة القدم الوطنية قاطبة في فقدان أحد رجاالتها الذي أعطى‬ ‫الشيء الكثير لكرة القدم الوطنية‪ ،‬إذ سبق له أن ترأس الجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم ما بين ‪ 1992‬و‪ ،1994‬حيث عرفت فترة واليته تأهل‬ ‫المنتخب الوطني لنهائيات كأس العالم لسنة ‪ 1994‬التي أقيمت بالواليات‬ ‫المتحدة األمريكية‪ ،‬رحم اهلل الفقيد وأسكنه فسيح جنانه‪ ،‬وإنا هلل وإنا إليه‬ ‫راجعون‪.‬‬

‫تجمع إعدادي للمنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة‬ ‫مدينة القنيطرة‬

‫دخل المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة في الفترة ما ‪ 10‬و ‪15‬‬ ‫أبريل ‪ 2017‬تجمعا إعداديا مغلقا بمدينة القنيطرة‪ .‬ولهذا الغرض وجه السيد‬ ‫هشام الدكيك‪ ،‬مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة‪ ،‬الدعوة إلى‬ ‫‪ 18‬العب‪.‬‬

‫‪ 30‬العبة في تجمع انتقائي للمنتخب الوطني لكرة القدم‬ ‫النسوية بالمعمورة‬

‫دخل المنتخب الوطني لكرة القدم النسوية في الفترة المتراوحة منذ‬ ‫‪ 10‬أبريل وإلى غاية ‪ 13‬منه تجمعا انتقائيا بالمركز الوطني لكرة القدم‬ ‫بالمعمورة‪ .‬ولهذا الغرض تم توجيه الدعوة إلى ‪ 30‬العبة‪.‬‬

‫ليل يعتزم مقاضاة الجامعة بعد إصابة منديل‬

‫اتهم نادي ليل الفرنسي‪ ،‬الطاقم الطبي للمنتخب الوطني األول لكرة‬ ‫القدم‪ ،‬بالتسبب في إصابة حمزة منديل وغيابه عن المالعب لمدة ال تقل عن‬ ‫‪ 6‬أشهر‪ ،‬بعد قطع في أربطة ركبته اليسرى‪ .‬وأصدر الفريق الفرنسي بالغا‪ ،‬قال‬ ‫فيه إنه حذر المنتخب من إشراك منديل رسميا أمام بوركينا فاسو أخيرا‪ ،‬ألنه‬ ‫يعاني من إصابة خطيرة‪ ،‬غير أن األسود قرروا إشراك الالعب الشاب رسميا‬ ‫في المباراة‪ .‬ووصف النادي الفرنسي تصرف المنتخب “بغير المسؤول”‪ ،‬ما أدى‬ ‫إلى تدهور حالة منديل الصحية‪ ،‬واضطراره إلجراء عملية جراحية عاجلة‪ .‬وقال‬ ‫النادي إنه يدرس كل التدابير القضائية الضرورية‪ ،‬من أجل تعويضه على‬ ‫فقدان منديل طيلة الفترة المقبلة‪ ،‬سيما أنه حذر من خطورة إصابته في وقت‬ ‫سابق‪ ،‬مبرزا أنه يحتفظ بحق اللجوء إلى كل اإلجراءات ضد الجامعة الملكية‬ ‫لكرة القدم‪ ،‬للحفاظ على مصالح النادي‪.‬‬

‫منتخب الفتيان يؤجل اجتماع اإلدارة التقنية‬

‫اضطر ناصر الرغيت‪ ،‬المدير التقني الوطني‪ ،‬إلى تأجيل االجتماع المقرر مع‬ ‫هيرفي رونار‪ ،‬مدرب المنتخب المحلي ومساعده جمال السالمي‪ ،‬إلى منتصف‬ ‫أبريل الجاري‪ .‬واستنادا إلى “الصباح الرياضي” فإن سبب تأجيل االجتماع يعود‬ ‫إلى مرافقة ناصر الرغيت المنتخب الوطني ألقل من ‪ 15‬سنة إلى فرنسا‪،‬‬ ‫للمشاركة في دوري مونتيغو الدولي‪ ،‬إذ أن البعثة المغربية ستغادر في تاسع‬ ‫أبريل الجاري‪ .‬ولم يتسن لألطر الثالثة المذكورة عقد اجتماع للحسم في‬ ‫برنامج استعدادات المنتخب المحلي خالل الفترة المقبلة‪ ،‬بسبب استفادة‬ ‫جمال السالمي من عطلة‪ ،‬بعد نهاية التجمع اإلعدادي الذي خاضه في الفترة‬ ‫بين ‪ 20‬و‪ 28‬مارس الماضي‪ ،‬وانشغال الرغيت بتحضير المنتخب الوطني‬ ‫للفتيان لدوري مونتيغو‪ .‬ويشكل ملف المنتخب المحلي أولوية لدى اإلدارة‬ ‫التقنية الوطنية‪ ،‬بسبب ارتباطه بمنافسات رسمية في غشت المقبل‪ ،‬في‬ ‫الوقت الذي تخوض باقي المنتخبات استعدادات تحضيرية‪ ،‬وال ترتبط بأي‬ ‫منافسات رسمية هذا الموسم‪ .‬ويفرض برنامج المنتخب المحلي الذي يستعد‬ ‫لمواجهة مصر‪ ،‬لحساب تصفيات شمال إفريقيا المؤهلة إلى نهائيات بطولة‬ ‫إفريقيا لالعبين المحليين‪ ،‬الحسم في المباريات اإلعدادية التي سيخوضها‬ ‫المحليون أمام ليبيا‪ ،‬إضافة إلى مجموعة من الطلبات التي ترغب فيها‬ ‫اتحادات إفريقية مواجهته‪ .‬وتتجه اإلدارة التقنية إلى استبعاد جميع المباريات‬ ‫اإلعدادية التي ترغب فيها منتخبات جنوب الصحراء مواجهة المحليين‪،‬‬ ‫على اعتبار أن التحضيرات تركز على مواجهة منتخبات مغاربية‪ ،‬بالنظر إلى‬ ‫خصوصية مباراتي مصر‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪� 17‬أبريل ‪2017‬‬ ‫العدد ‪884‬‬ ‫األخيرة‬ ‫افتتاح مكتبة “محمد الخمار الكنوني”‬ ‫«داخل المطعم» يتوج بجائزة «رضوان احدادو‬ ‫بالثانوية التأهيلية‬ ‫للنص المسرحي»‬

‫محمد بن عبد الكريم الخطابي بطنجة‪‎‬‬

‫أقدمت الثانوية التأهيلية محمد بن عبد الكريم الخطابي التابعة للمديرية اإلقليمية طنجة‪-‬أصيلة على‬ ‫مباردة ثقافية جادة ونوعية من خالل فتح مكتبة كبيرة أطلق عليها اسم الشاعر المغربي محمد الخمار الكنوني‬ ‫الذي يعد من رواد حركة الحداثة الشعرية في المغرب‪ ،‬وقد كان وراء هذه المبادرة كل من نادي القراءة واإلبداع‬ ‫الثقافي ونادي اللغات والتواصل والتنمية‪ ،‬وقد لقيت استحسانا كبيرا من لدن التالميذ والتلميذات‪ ،‬وقد عرف‬ ‫حفل االفتتاح حضور شخصيات أدبية بارزة تمثلت في حضور كل من الشاعر واألكاديمي عبد اللطيف شهبون‬ ‫الذي استعاد مسارات التجربة وتفاعالتها الوجدانية والعلمية من خالل قوة الفكرة وراهنية التواصل الحضاري‬ ‫مع رموز الثقافة بهذا الوطن‪ ،‬مستعيدا تفاصيل مهمة من الذاكرة في عالقة الطالب باألستاذ وسؤال القيم‪،‬‬ ‫وأهمية التجربة الشعرية والنقدية للراحل محمد الخمار الكنوني‪ ،‬لينهي مداخلته بقراءة نص شعري عبارة عن‬ ‫مرثية إلى أستاذة الشاعر محمد الخمار الكنوني‪ .‬واستحضر الشاعر واألكاديمي أحمد هاشم الريسوني في كلمته‬ ‫أهمية التجربة الشعرية التي تأثرت بتجربة بدر شاكر السياب‪ ،‬مركزا على خصوصية القصيدة الخمارية واعتمدها‬ ‫األسطورة‪ .‬أما الشاعر واإلعالمي أحمد فرج الروماني فقد استعاد في كلمته عالقته بالمكتبة‪ ،‬وبالشاعر وكيف‬ ‫أثر في وعيه الشعري‪ .‬أما الدكتورة هدى المجاطي فقد قدمت سيرة ومسار الشاعر وعالقته بالمكان األمومي‪،‬‬ ‫وبالبحث العلمي‪ ،‬وبإبداعيته‪ .‬في حين انصبت مداخلة الباحث والشاعر محمد العناز على أهمية ترسيخ ثقافة‬ ‫االعتراف من داخل الفضاءات التربوية‪ ،‬وتطرق إلى جماليات الكتابة الشعرية عند كل من محمد الخمار الكنوني‬ ‫من خالل ديوان «رماد هسبريس»‪ ،‬و «مالذ» للشاعر عبد اللطيف شهبون‪ .‬وهذا تألقت التلميذة إيمان بن‬ ‫مفضال رئيسة نادي القراءة واإلبداع الثقافي في تقديم فقرات هذا اللقاء الذي عدّه ناظر المؤسسة مصطفى‬ ‫بنعويشة حدثا استثنائيا في حيوات المؤسسة‪ ،‬شاكرا المساهمين في هذه المبادرة‪ ،‬وعازما على جعل مكتبة‬ ‫محمد الخمار الكنوني فضاء للحياة على نحو ما يؤسس للرغبة في بناء جيل متصالح مع ذاكرته ورموزه الثقافية‪.‬‬ ‫إن محمد الخمار الكنوني أيقونة الشعر المغربي يستحق أن يعيش بيننا وأن تكون روحه مسافرة فينا جميعا‪ .‬وقد‬ ‫تخلل الحفل توزيع شهادات للتالميذ والتلميذات اللواتي شاركن في صناعة هذا الحدث احتفاء بهم‪ ،‬وبهذا التعلق‬ ‫النوعي بالكتاب‪ ،‬وبالثقافة‪ ،‬وبالمعرفة في جعرافياتها المتعددة‪ .‬‬

‫بمناسبة اليوم العالمي للمرأة‬ ‫السباق النسوي في دورته الثانية‬ ‫«‪ 5‬كلم على الطريق»‬

‫في إطار االحتفال باليوم العالمي للمرأة وأيضا بمناسبة عيد األم ‪ ،‬نظمت جمعية ‪ Red1‬لأللعاب القوى‬ ‫طنجة بشراكة مع مقاطعة طنجة المدينة وبتعاون مع الشركة أسواق السالم طنجة وجريدة طنجة و جريدتي‬ ‫‪ Le Matin‬والصحراء المغربية وبتنسيق مع والية طنجة تطوان الحسيمة ‪ ،‬المجلس البلدي بطنجة ‪ ،‬عصبة‬ ‫الشمال أللعاب القوى ‪ ،‬المديرية الجهوية للشباب والرياضة طنجة تطوان الحسيمة وشركة تدبير ميناء طنجة‬ ‫المدينة والسلطات المحلية ووالية األمن والقيادة اإلقليمية للوقاية المدنية ‪ ،‬السباق النسوي على الطريق في‬ ‫دورته الثانية مسافته ‪ 5‬كلم تحت الشعار ‪:‬‬ ‫«‪ ، » Tanger Run For Women 2017 ‬وذلك صباح األحد ‪ 12‬مارس ‪ ، 2017‬وقد مر السباق في‬ ‫أحسن الظروف وعرفت مشاركة مكثفة أكثر من ‪ 700‬مشاركة منهن العداءات والبطالت من المغرب ومن خارجه‪،‬‬ ‫وسط متابعة عدد ال بأس به من الجمهور ‪ ،‬وكان ناجحا بكل المقاييس‪.‬‬ ‫حيث كان السباق مفتوحا في وجه جميع األعمار من جميع الفئات الصغيرات والشابات والكبيرات‪.‬‬ ‫أشرف على هذا السباق كل من أعضاء اللجنة المنظمة وعدد من فعاليات المنطقة وبعض المنتخبين‬ ‫والضيوف‪ ،‬كما تم توزيع جوائز مالية تشجيعية وجوائز أخرى كالكؤوس‪ ،‬الميداليات‪ ،‬والشواهد على الفائزات‪.‬‬ ‫و ما أعطى القيمة المضافة هو فوز أسماء معروفة على الصعيد الوطني بالمراتب األولى لهذا الملتقى‬ ‫وتم تكريم ثالثة مشاركات أكبرهن سنا وتبلغ من العمر ‪ 78‬سنة وثالثة أخريات أصغرهن سنا تبلغ ‪ 4‬سنوات‬ ‫وثالثة مشاركات أجنبيات وستة مشاركات محليا‪ ،‬وتحية لكل من ساهم في إنجاح هذا العرس الرياضي من قريب‬ ‫أو بعيد ‪.‬‬ ‫رئيسالجمعية‬

‫محمد ياسين العداتي‬

‫احتضن المركز السوسيو ثقافي بتطوان‪،‬‬ ‫مساء يوم الثالثاء الرابع من أبريل الجاري‪ ،‬ندوة‬ ‫صحافية لإلعالن عن الفائز في الدورة األولى من‬ ‫جائزة «رضوان احدادو للنص المسرحي»‪ ،‬التي‬ ‫أطلقتها جمعية محترف الفدان للمسرح والتنشيط‬ ‫الثقافي بمدينة الحمامة البيضاء خالل السنة الجارية‬ ‫‪2017‬؛ وذلك بحضور أعضاء لجنة القراءة والتقييم‪،‬‬ ‫التي ترأستها الفنانة القديرة سميرة قادري وتشكلت‬ ‫من الناقد المسرحي والمخرج محمد أهواري بصفته‬ ‫عضوا ومقرر الجنة‪ ،‬والممثل والمخرج المسرحي عبد‬ ‫السالم الصحراوي بصفته عضوا‪ ،‬والناقد واألديب‬ ‫ورئيس اتحاد كتاب المغرب فرع تطوان محسن‬ ‫أخريف بصفته عضوا‪.‬‬ ‫وقد جرى اإلعالن عن تتويج النص المسرحي‬ ‫«داخل المطعم» لمؤلفه إسماعيل الفالحي‪ ،‬من‬ ‫مدينة الدار البيضاء‪ ،‬بالجائزة األولى لمسابقة جائزة‬ ‫رضوان احدادو للنص المسرحي‪.‬‬ ‫وسيتم تسليم جائزة رضوان احدادو للفائز‬ ‫خالل حفل اختتام مهرجان الفدان العربي للمسرح‬ ‫في نسخته الثامنة المزمع تنظيمه في الفترة ما بين‬ ‫‪ 24‬و‪ 30‬أبريل الجاري بمدينة تطوان‪.‬‬ ‫وذكرت خلية اإلعالم والتواصل التابعة للجمعية‬ ‫المنظمة للجائزة‪ ،‬في بالغ بالمناسبة‪ ،‬أن لجنة القراءة‬ ‫والتقييم نوّهت بفكرة الجائزة وجدية القائمين‬ ‫عليها وخلصت في تقريرها إلى مجموعة من‬ ‫التوصيات تهم باألساس عناية الكتاب المترشحين‬

‫إسماعيل الفالحي‬

‫الفائز بالجائزة األولى‬ ‫بالتدقيق اللغوي للنصوص وفتح المسابقة في وجه‬ ‫جميع الفئات العمرية دون تحديد سن المترشحين‬ ‫وتشجيع نون النسوة القتحام غمار التأليف المسرحي‬ ‫وتنظيم لقاءات وتكوينات في التأليف المسرحي‪.‬‬ ‫من جهتها‪ ،‬كانت هيئة إدارة جائزة «رضوان‬ ‫احدادو للنص المسرحي»‪ ،‬والتي تتشكل من كل‬ ‫من رضا الدغمومي مديرا للمشروع ومشرفا وعبد‬ ‫اهلل الطالب مكلفا بالتنسيق ومقررا ومحسن البودرار‬ ‫مكلفا بالتوثيق واإلعالم وزكرياء البوتناني مسؤوال‬ ‫عن التنظيم اإلداري والمالي تحت اإلشراف العام‬ ‫لرئيس الجمعية بالل بلحسين‪ ،‬قد أوردت‪ ،‬في تقرير‬

‫صادر عنها بمناسبة اإلعالن عن الجائزة‪ ،‬أن «جمعية‬ ‫محترف الفدان للمسرح والتنشيط الثقافي بتطوان‬ ‫كانت رائدة في اإلعالن جائزة «تهدف إلى تشجيع‬ ‫الكتابة المسرحية‪ ،‬خاصة لدى فئة الشباب أطلقت‬ ‫عليها اسم «جائزة رضوان احدادو للنص المسرحي»‬ ‫تكريما ألحد القامات المسرحية الوطنية التي قدمت‬ ‫ولعقود منجزات مسرحية على مستوى التأليف والتأريخ‬ ‫والبحث»‪.‬‬ ‫وأضافت الهيئة ذاتها ‪« :‬وبتاريخ ‪ 11‬يناير‬ ‫‪ ،2017‬تم إطالق هذه الجائزة بشروطها وكيفيتها‪،‬‬ ‫وكان آخر أجل الستالم المساهمات هو ‪ 20‬فبراير‪.‬‬ ‫وقد توصلت إدارة الجائزة‪ ،‬خالل هذه الفترة‪ ،‬بـ‪10‬‬ ‫نصوص مسرحية (‪ 6‬نصوص بالعامية و‪ 4‬نصوص‬ ‫بالعربية الفصحى) تراوح سن أصحابها ما بين ‪18‬‬ ‫و‪ 35‬سنة‪ ،‬وتوزعت على سبع مدن مغربية هي‪:‬‬ ‫تطوان مارتيل سال الدار البيضاء قصبة تادلة وجدة‬ ‫ومراكش»‪.‬‬ ‫وشددت إدارة الجائزة على أن «لجنة القراءة‬ ‫والتقييم‪ ،‬التي تألفت من أربع شخصيات مرموقة على‬ ‫المستوى الثقافي والفني واألدبي‪ ...‬قد قامت بكل‬ ‫اقتدار بتمحيص كل النصوص المشاركة مع مراعاة‬ ‫مختلف مقومات النص المسرحي‪ ،‬منوهة بفكرة‬ ‫إحداث الجائزة وجدية القائمين عليها الفتة االنتباه‬ ‫إلى تباين مستويات النصوص المتنافسة»‪.‬‬

‫عبد اهلل بديع‬

‫المهرجان الثالث لألضواء الزرقاء بالفنيدق‬ ‫‪ ‬نظمــت جمعية األمل لألطفال التوحديبن‬ ‫بالفنيدق‪ ،‬وبدعــم من عمالــة المضيــق الفنيدق‬ ‫والمجلس الجماعي للمدينة‪ ،‬مهرجان األضواء الزرقاء‪،‬‬ ‫الذي ينظم للمرة الثالثة بمدينة الفنيدق‪ ،‬والذي ارتأى‬ ‫المنظمون تنظيمه هذه السنة تحت شعار « كلنا من‬ ‫أجل الطفل التوحدي»‪.‬‬ ‫هذا المهرجان الذي يعقد كل يوم ‪ 2‬أبريل‬ ‫من كل سنة بمناسبة اليوم العالمي للتوحد اشتمل‬ ‫على عدة أنشطة كان فضاء دار الثقافة مسرحا لها‪،‬‬ ‫استهل بتالوة آيات بينات من الذكر الحكيم‪ ،‬وعزف‬ ‫النشيد الوطني‪ ،‬تلته عدة أنشطة اشتملت على‬ ‫تنظيم إستعراض لجمعية تمودة الفنيدق وكذا أطفال‬ ‫جمعية األمل بالفنيدق‪ ،‬كما شاركت جمعية تمودة‪-.‬‬ ‫جمعية اجيال‪ -‬و جمعية نجوم الريف التي أتحفت‬ ‫الحضور بلقطات استعراضية في رياضة التيكواندو‬ ‫و طوطال كونتاكت الكوري و فول كونتاكت‪ ،‬كما‬ ‫قدمت فرقة الراب « الزنقة كالص» لوحة فنية تحت‬ ‫عنوان «حامدين اهلل « تضمن المهرجان أيضا فقرات‬ ‫متنوعة‪ ،‬ومن بينها فقرة فكاهية للترفيه عن األطفال‬ ‫التوحديين ‪ ،‬وكان المهرجان مناسبة إلشراك األطفال‬ ‫التوحديين‪ ،‬حيث ألقى الطفل أناس أمغرابي أحد‬ ‫األطفال التوحديين بجمعية األمل كلمة عبر من‬ ‫خاللها عما يخالج الطفل التوحدي من أحاسيس‪،‬‬ ‫ومشاعر‪ ،‬وعن معاناته و أفراد أسرته‪ ،‬داعيا إلى إزالة‬ ‫الصورة النمطية عن الطفل التوحدي‪،‬مذكرا بحقوقهم‬ ‫في العيش والحياة‪ ،‬كبقية األطفال األسوياء‪ ،‬داعيا إلى‬ ‫اعتبارهم غير معاقين بل المجتمع هو الذي يتحمل‬ ‫وزر إعاقتهم‪ّ .‬‬ ‫وأن حالة التوّحد ال تضعهم في جزيرة‬ ‫نائية معزولة ال يقترب منها أحد‪.‬‬

‫وفي ختام فعاليات هذا المهرجان‪ ،‬تم إطالق‬ ‫األضواء الزرقاء ‪ ،‬كشعار عالمي صامت ‪ ،‬يعبّر عن‬ ‫مدى االهتمام بهذه الفئة المصابة بالتوّحد ‪ .‬حضر‬ ‫فعاليات هذا المهرجا رئيس جمعية األمل لألطفال‬ ‫التوحديين بالفنيدق‪ ،‬وأعضاء الجمعية و أولياء‬ ‫أمور االطفال التوحديين‪ ،‬و نائب رئيس مجلس‬ ‫عمالة المضيق الفنيدق‪ ،‬و رئيس جمعية األوائل‬

‫ِ‬

‫حملة نابليون على م�صر معروفة‪..‬‬ ‫�إال �أن مقاربتها من رواية مغربية‬ ‫�أمر جديد‪..‬‬ ‫القدوري‬ ‫• عبد املجيد ّ‬

‫بالمضيق و أعضاء الجمعية‪ ،‬وممثلي جمعيات‬ ‫المجتمع المدني وعدد كبير من سكان الفنيدق‪،‬‬ ‫ورؤساء الجمعيات الرياضية بالمدينة المشاركة‬ ‫في الملتقى وهم جمعية تمودة للرياضة والثقافة‬ ‫ جمعية أجيال وجمعية األمل بالفنيدق‪ ،‬وجمهور‬‫من المواطنين‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.