Achamal n° 885 le 18 avril 2017

Page 1

‫األستاذ عبد الرحمن اليوسفي‬

‫رئيسا شرفياً لجمعية «غوتنبرغ» المغرب‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 885‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 20‬رجب‪� 18 / 1438 /‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2017‬‬

‫علم‪ ،‬الجمعة الماضية‪ ،‬أن المناضل الكبير األستاذ‬ ‫عبد الرحمن اليوسفي قبل دعوة جمعية «غوتنبرغ»‬ ‫الثقافية‪ ،‬ليتولى الرئاسة الشرقية لفرعها بالمغرب‪.‬‬ ‫وتم اإلعالن عن ذلك خالل اللقاء السابع الدي عقد‬ ‫بالرباط‪ ،‬بحضور ممثلين عن فروع الجمعية بأوروبا‪.‬‬ ‫وقد استعرضت كلمات ألقيــت بالمناسبة نضال‬ ‫األستاذ عبد الرحمن اليوسفي الطويل من أجل‬ ‫الحرية والديمقراطية والعدالة االجتماعية بالمغرب‬ ‫و بالعالم‪.‬‬ ‫وقال محمد برادة رئيس فرع الجمعية في المغرب‬ ‫إن قبول المناضــل عبد الرحمان اليوسفــي عرض‬ ‫الجمعية شرف كبير لجميع أعضاء الجمعية التي‬ ‫تشتغل في مجال الثقافة والكتابة والفكر‪ ،‬منذ ‪.1979‬‬

‫الريف‬

‫هدوء يعصف بعاصفة «الحراك»‬

‫توجه مسؤول نحو تسريع اإلجراءات من أجل تنفيذ‬ ‫المخطط الملكي ‪:‬‬

‫«الحسيمة منارة المتوسط»‬

‫يبدو أن حراك الريف بدأ يشهد نوعا من الهدوء بعد موجات من االحتجاجات انطلقت إثر مقتل المرحوم محسن‬ ‫فكري‪ ،‬طحنا داخل شاحنة أزبال محلية‪ ،‬نتيجة اختالالت في التدبير اعتقل بسببها عدد من المسؤولين المحليين‪.‬‬ ‫«حكرة» محسن فكري حركت في مواطنينا بالريف مشاعر الحكرة التي عاشوها خالل وبعد أحداث الريف سنة ‪،1958‬‬ ‫ودفعت بهم إلى النزول إلى الشارع للتعبير عن غضبهم والمطالبة بحقوقهم األساسية في التنمية والشغل والتعليم‬ ‫والتطبيب والتجهيزات األساسية‪ ،‬الضرورية لحياة كريمة‪.‬‬

‫(�ص ‪)4‬‬


‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2017‬‬

‫العدد ‪885‬‬

‫‪2‬‬

‫حرب كالمية بين خيي وأمحجور حول حكومة العثماني العالقة بين مدينة شفشاون وحكومة‬ ‫األندلس عالقة جيدة‬ ‫دخل محمد خيي البرلماني‪ ،‬عن حزب‬ ‫العدالة والتنمية حربا معلنة ضد من يطالبون‬ ‫بتهدئة األوض��اع‪ ‬بعد تشكيل حكومة سعد‬ ‫الدين العثماني‪ ،‬والذين ي��رون أن الصراخ‬ ‫والكالم يجب أن ينتهي وأن يلتزم بقرارات‬ ‫الحزب‪.‬‬ ‫ون��ش��ر خ��ي��ي ت��دوي��ن��ة ع��ل��ى صفحة‬ ‫ب«الفايسبوك» فيما تبدو أنها رد مباشر‬ ‫على‪ ،‬محمد امحجور‪ ،‬النائب األول‪ ‬لعمدة‬ ‫طنجة ورفيق بنكيران‪ ،‬أثناء الحملة االنتخابية‬ ‫األخيرة‪ ،‬هذا األخير الذي دعا إلى التوقف عن‬ ‫الصراخ معتبرا أن «التنابز» والتراشق وكثير من‬ ‫«الصراخ» ال يحل اإلشكال‪.‬‬ ‫خيي رد عليه قائال‪« :‬مخصناش نسكتو ‪...‬‬ ‫وماشي معقول محاولة البعض التأثير على كل‬ ‫من يتكلم أو يكتب ‪ ...‬مرة بالوعظ ! ومرة ثانية‬ ‫برفع فزاعة وحدة الصف الداخلي ومرة ثالثة‬ ‫بالتزام النقاش داخل المؤسسات ‪...‬‬ ‫الحزب الذي ال يضمن حريـة التعبيــر‬

‫ألف���راده ال يستحق االح��ت��رام‪ .‬وم��ن يتحمل‬ ‫مسؤولية االنعطاف الحاد في مواقف و منهجية‬ ‫االشتغال عليه أن يتحمل هذه المسؤولية‪ ‬‬

‫كاملة وان يواجه قواعد الحزب و الرأي العام‬ ‫بظروف وحيثيات تشكيل الحكومة ‪.‬هذا حزب‬ ‫حي وليس قطيعا يساق‪ ‬كيفما اتفق»‪.‬‬

‫دوري طنجة الدولي لكرة القدم في نسخته الثانية‬ ‫نظمت‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬الجمعية المغربية للتنوع‬ ‫الثقافي بطنجة‪ ،‬تحت إشراف رئيسها صفوان‬ ‫بنعياد‪ ،‬والجمعية الرياضية والثقافية ببلجيكا‪،‬‬ ‫تحت إشراف رئيسها ذ‪ .‬عبد اهلل أزحاف دوري‬ ‫طنجة الدولي لكرة القدم في نسخته الثانية‪،‬‬ ‫وذلك يومي السبت واألحد ‪ 8‬ـ ‪ 9‬أبريل ‪2017‬‬ ‫بملعب «السواني» بحضورمجموعة من أعرق‬ ‫األندية الكروية‪ ،‬لفئتي أقل من ‪ 15‬سنة وأقل‬ ‫من ‪ 11‬سنة‪ ،‬منها باري سانجيرمان‪ ،‬وشكاربيك‬ ‫البلجيكي وإي��م البلجيكي‪ ،‬ونجم الساحل‬ ‫التونسي‪ ،‬باإلضافة إلى الرجاء البيضاوي‪،‬‬ ‫والمغرب التطواني‪ ،‬واتحاد طنجة‪ ،‬ووداد طنجة‪،‬‬ ‫والشباب األصيلي‪ ،‬وغيرها من الفرق التي‬ ‫نشطت هذا العرس الكروي الذي جرت أطواره‬ ‫بين الصغار‪ ،‬المغاربة واألجانب‪.‬‬ ‫وبعد إج��راء المباريات اإلقصائية‪ ،‬تأهل‬ ‫فريق باري سانجيرمان واتحاد طنجة عن فئة أقل‬ ‫من ‪ 15‬سنة‪ ،‬إلى المباراة النهائية‪ ،‬حيث انتهت‬ ‫بنتيجة التعادل بهدف لمثله‪ ،‬قبل أن يفوز‬ ‫الفريق الفرنسي‪ ،‬بواسطة الضربات الترجيحية‬ ‫ب‪ 6 :‬مقابل ‪ ،5‬بينما تأهل فريق نجم الساحل‬ ‫التونسي والمغرب التطواني عن فئة ‪ 11‬سنة‬ ‫إلى المباراة النهائية الثانية‪ ،‬حيث انتهت‬ ‫بنتيجة التعادل بإصابة لمثلها‪ ،‬قبل أن يفوز‬ ‫الفريق التونسي‪ ،‬بواسطة الضربات الترجيحية‬ ‫ب‪ 5 :‬مقابل ‪.4‬وفي حفل االختتام‪ ،‬تم توزيع‬ ‫الكؤوس والميداليات على جميع المشاركين‪ ،‬إال‬ ‫أنها تختلف من حيث حجمها‪ ،‬المرتبط بحسب‬ ‫الترتيب النهائي للفرق المشاركة‪ .‬كما سُلمت‬ ‫الجوائزالتشجيعية‪ ،‬ألحسن ه��داف‪ ،‬وألحسن‬ ‫ح��ارس‪ ،‬وألحسن روح رياضية‪ ،‬وكانت من‬ ‫نصيب فريق «باري سانجيرمان» الذي التقطت‬ ‫عناصره ص��ورا تذكارية مع الكأس الكبيرة‬ ‫(شاالنج) التي تم تخصيصها‪ ،‬ألول مرة‪ ،‬في هذه‬ ‫النسخة الثانية من الدوري الذي يديره ذ‪.‬عبد‬

‫ذلك ما أكده (مانويل خيمينيس باريوس)‬ ‫نائب رئيسة الحكومة االندلسية‪ ،‬خالل استقباله‬ ‫لرئيس الجماعة الحضرية لمدينة شفشاون‬ ‫محمد السفياني‪ .‬هذا اللقاء الذي حضره أيضا‬ ‫«أنطونيو فيردو» العمدة السابق ل (بيخيرو دي‬ ‫ال افرونطيرا) إضافة إلى مسؤولين بالحكومة‬ ‫األندلسيةعالقات التعاون التي تطرق للعالقات‬ ‫التي تربط الحكومة األندلسية بالجماعة‬ ‫الحضرية لمدينة شفشاون‪ ،‬والعمل على االرتقاء‬ ‫بها إلى مستوى طموحات الشعبين‪.‬‬ ‫كما مكن هذا اللقاء مناقشة العديد من‬

‫القضايا‪ ،‬خاصة تلك المتعلقة ببرامج دعم مدينة‬ ‫شفشاون في عدة مجاالت‪ ،‬من بينها المحافظة‬ ‫على اإلرث األندلسي المشترك و تثمينه‪ ،‬ودعم‬ ‫قطاع الصناعة التقليدية‪ ،‬والقطاعات األخرى‬ ‫الثقافية و البيئية‪ ،‬حيث اتفق الطرفان على‬ ‫ضرورة مواصلة التعاون المشترك‪.‬‬ ‫وتساهم حكومة األندلس في تمويل‬ ‫العديدمن المشاريع بشفشاون‪ ،‬من بينها‬ ‫ترميم مجموعة من الساحات و األزقة ‪ ‬بالمدينة‬ ‫العتيقة‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬

‫نادي الجسرة الثقافي اإلجتماعي القطري‬ ‫والمرصد الوطني المغربي للتعريف بالموروث‬ ‫الثقافي والحضاري يكرمان‬

‫مليكة العاصمي و نور الدين الصايل‬

‫اهلل أزحاف‪ ،‬ذلك أن المطلوب هو أن يفوزبها‬ ‫كل فريق‪ ،‬لثالث مرات‪ ،‬من أجل االحتفاظ بها‬ ‫إلى األبد‪.‬‬ ‫وحسب المنظمين في تصريحهم لجريدة‬ ‫طنجة‪ ،‬فإن تنظيم هذا ال��دوري‪ ،‬كل سنة‪،‬‬ ‫يبقى الهدف منه على وجه األساس‪ ،‬هوغرس‬ ‫قيم التسامح‪ ،‬ونشرالمحبة في قلوب البراعم‬

‫والناشئة‪ ،‬والعمل على أن يسود التعايش بين‬ ‫مختلف الثقافات والحضارات والديانات‪ ،‬بغض‬ ‫النظرعن أي تعصب عرقي أو عقائدي‪ ،‬وبعيدا‬ ‫عن مستنقعات الكراهية وسمومها الهدامة‬ ‫والقاتلة !‬

‫م ‪.‬إمغران‬

‫تمديد اعتقال صاحب «أوقات طنجة» على ذمة قضايا أخرى‬

‫قــرر قاضي التحقيـق بابتدائية طنجة‪،‬‬ ‫استمرار اعتقال ‪ ‬صاحب الموقــع اإللكتروني‬ ‫«أوقات طنجة» بعد االستماع إليه في قضايا‬ ‫تتعلق ب«النصب واالحتيال والتشهير والسب‬ ‫والقذف» ومن أبرزها قضية الفتاة «عايدة» التي‬ ‫وجه إليها اتهامات ‪ ‬جزافية ووصفها ‪ ‬بأوصاف‬ ‫دنيئة‪ ،‬ثم قام بابتزازها‪ ،‬األم��ر ال��ذي كان‬ ‫موضوع شكاية لدى وكيل الملك بالمحكمة‬ ‫اإلبتدائية‪.‬‬ ‫وكان المدعو أسعــد المسعـودي‪ ،‬قد‬ ‫مثل أمام قاضي التحقيق بجنايات طنجة‪،‬‬

‫في قضية أخرى‪ ،‬تتعلق بالتزوير في محاضر‬ ‫عمومية‪.‬‬ ‫ويصر المتهم ‪ ‬أثناء جلسات التحقيق سواء‬ ‫مع ‪ ‬قاضي التحقيق بالمحكمة اإلبتدائية‪ ،‬أو‬ ‫القاضي الذي يستجوبه بمحكمة الجنايات‪ ،‬على‬ ‫إنكار كونه صحافي‪ ،‬وبأنـه صاحـب الموقــع‬ ‫اإللكتروني «أوقات طنجة»‪ ،‬رغم أن القاضيان‬ ‫واجهاه بتصريحاته في فترة سابقة تؤكد‬ ‫انتماءه لمهنة الصحافة‪ ،‬أبرزها تلك المحاضر‬ ‫التي أنجزتها عناصر الشرطة القضائية لدى‬ ‫تعرضه إلعتداء من طرف مجهولين‪ ،‬والتي‬

‫يصرح فيها أن االعتداء عليه جاء لكونه صحافي‬ ‫يفضح بارونات المخدرات في الشمال‪.‬‬ ‫وهناك قرائن أخرى بين يدي ‪ ‬القاضيين‬ ‫المكلفين بالتحقيق مع المسعودي‪ ،‬منها أنه‬ ‫أنشأ نقابة يتزعمها ‪ ‬سماها ‪« ‬نقابة الصحفيين‬ ‫المستقلين»‪.‬‬ ‫غير أن مصادر داخل المحكمة فسرت‬ ‫إنكار المتهم بكونـه صحافيــا‪ ،‬حتى يتجنب‬ ‫السقـوط في فــخ جديــد وتوجه له تهمــة‬ ‫«انتحال صفة»‪.‬‬ ‫م‪.‬ع‬

‫يعود مرة أخرى نادي الجسرة الثقافي‬ ‫االجتماعي القطري والمرصد الوطني المغربي‬ ‫للتعريف بالموروث الثقافي والحضاري إلى‬ ‫مواصلة سلسلة من التكريمات بعد الصدى‬ ‫الطيب الذي خلفه لقاء الرباط‪ ‬األخير الذي تم‬ ‫خالله تكريم المفكر المغربي بنسالم حميش‬ ‫والمبدعة خناثة بنونة‪ ،‬لتحتضن الحدث‬ ‫الثقافي البارز مدينة البوغاز طنجة‪ ،‬حيث‬ ‫احتضن المركز الثقافي أحمد بوكماخ وقائع‬ ‫الحفل الماتع الممتع عشية يوم الجمعة ‪7‬‬ ‫أبريل ‪ ، 2017‬تحت شعار «لقاء الوفاء»‪ ‬تحت‬ ‫اإلدارة الفعلية للمسؤولة والمنسقة لنشاط‬ ‫الجسرة الشاعرة والقاصة فدوى البشيري‪،‬‬ ‫تم خالله تكريم رمزين آخرين من رموز الفن‬ ‫واألدب‪ :‬الناقد السينمائي األستاذ نور الدين‬ ‫الصايل‪ ،‬مدير المركز السينمائي األسبق‪،‬‬ ‫ومدير القناة الفضائية المغربية ومدير‬ ‫المهرجان السينمائي الدولي بمراكش سابقا‪،‬‬ ‫والشاعرة واألكاديمية مليكة العاصمي أول‬ ‫شاعرة مغربية وبرلمانية سابقا‪ ،‬حضر التكريم‬ ‫عمدة طنجة محمد البشير العبدالوي ونوابه‪،‬‬ ‫إلى جانب سياسيين و إعالميين ونخبة من‬ ‫المثقفين والمبدعين والمهتمين‪...‬‬ ‫تميز حفل التكريم الذي قدمت ونشطت‬ ‫فقراته المسؤولة والمنسقة لنشاط الجسرة‬

‫فدوى البشيــري بتنــوع وغنى مواده‪ ،‬وفي‬ ‫كلمتها الترحيبية بالحضور‪ ،‬نوهت فيها أيضا‬ ‫بالمجهودات المتواصلة التي يبذلها نادي‬ ‫الجسرة في شخص رئيس مجلس إدارته‬ ‫السيد إبراهيم الجيد‪ ،‬مثمنة احتضان المركز‬ ‫الثقافي أحمد بوكماخ ومجلس مدينة طنجة‬ ‫لهذا الحدث الثقافي الهادف‪.‬‬ ‫وبعد الكلمة التقديمية كان للحضور‬ ‫الغفير المتنوع لقاء مع الكلمــة الموزونة‬ ‫والحرف الندي‪ ،‬تناوب على منصة البوح بعض‬ ‫الشعراء‪(:‬عز الدين جنيدي‪ ،‬وداد بنموسى‪،‬‬ ‫وعنيبة الحمري) حيث شنفوا مسامعه بقصائد‬ ‫شعرية ألهبت مشاعره وحركت وجدانه‪ ،‬هذا‬ ‫إلى جانب فقرة فنية أحيتها فنانة الملحون‬ ‫خيرة أفزاز وفرقتها ‪ ،‬تفاعل الحضور مع‬ ‫أنغامها وإيقاعاتها األخاذة وأصواتها الطروبة‬ ‫الشجية‪...‬لتحل بعدها لحظــات االعتراف‬ ‫والتقدير بتكريم المحتفــى بهما الناقـــد‬ ‫السينمائــي نور الدين الصايل والشاعرة‬ ‫مليكة العاصمي في أجواء احتفالية متميزة‪،‬‬ ‫قدم خاللها السيد عمدة مدينة طنجة وبعض‬ ‫النواب الذين حضروا معه الدروع والهدايا‬ ‫للمكرمين والشعراء المشاركين ‪...‬‬

‫لمياء السالوي‬


‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2017‬‬

‫العدد ‪885‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫قاعات األفراح‪ ،‬أصبح لها شأن ووزن في عصرنا هذا‪ ،‬ولم أكن أتوقع في يوم ما‪ ،‬أن أجد نفسي‬ ‫في حي تحيطه هذه القاعات‪ ،‬عن يمين وشمال‪.‬‬ ‫والغريب أن كل هذه القاعات‪ ،‬وعددها ست أو سبع‪ ،‬ال تتوفر على مواقف للسيارات‪ .‬فالمدعوّ‬ ‫إذا دعي إلحداها‪ ،‬عليه أن يحسب الحساب لسيارته‪.‬‬ ‫وهذا المشكل ال يقتصر على شارع محمد أمزيان‪ ،‬الممتد من باب العقلة إلى باب السعيدة‪،‬‬ ‫وإنما هو قاسم مشترك بين جميع قاعات المدينة‪ ،‬قاصيها ودانيها‪.‬‬ ‫ويوم دعيتُ إلى قاعة من قاعات مدينة طنجة‪ ،‬ضمن وفد من عائلة العروس‪ ،‬كان الشاغل‬ ‫الذي يشغلنا‪ ،‬المكان الذي نركن فيه سياراتنا‪.‬‬ ‫وكم كانت فرحتنا كبيرة‪ ،‬حين اهتديْنا إلى قصر األنوار بكورنيش طنجة‪ ،‬فوجدناه يتوفر على‬ ‫أكبر موقف للسيارات‪.‬‬ ‫ووجدنا القاعة التي احتضنتْنا‪ ،‬قاعة أنوار فعال‪ ،‬إال أنها أنوار وُزعت حسب هندسة تستجيب‬ ‫للمعايير المتبعة في الدول الراقية‪ ،‬أنوار يُتحكم فيها‪ ،‬خصوصا عند ظهور موكب العريسين‬ ‫وطوافهما على ظهر «العمّارية»‪ ،‬أنوار تسمح للكاميرات المثبتة والكاميرات المتنقلة بأن تعمل‪،‬‬ ‫وتعكس عملها على الشاشة العمالقة المثبتة في أقصى القاعة‪ ،‬والشاشات الصغيرة الموجودة‬ ‫بأنحائها‪.‬‬ ‫القاعة رحبة‪ ،‬ومنصة المحتفى بهما رحبة‪ ،‬والموائد والمقاعد موزعة بشكل يسمح للمدعوين‬ ‫بالحركة‪ ،‬ويترك فراغات كبيرة للذين يخدمونك‪ ،‬ويسهرون على راحتك‪ ،‬وللذين يرافقون‬ ‫العريسين في تنقلهما‪.‬‬ ‫و المدعوّون‪ ،‬محاطون بعناية الداعين‪ ،‬ورعاية القائمين على الشاي والحلويات‪ ،‬وما طاب من‬ ‫المأكل والمشرب‪.‬‬ ‫حتى المقاعد‪ ،‬رحيمة بك‪ ،‬وكأن الذين صمموها‪ ،‬صمموها تحت إشراف طبي‪ ،‬يحافظ على‬ ‫عمودك الفقري‪ ،‬ولياقتك البدنية‪.‬‬ ‫سعدتُ هنا بلقاء أخي المبجل األستاذ محمد مصطفى الريسوني‪ ،‬عانقني كعادته‪ ،‬شحنني‬ ‫بإطرائه‪ ،‬أبديتُ له إعجابي بالقاعة‪ ،‬فأخبرني أنها أحسن قاعة في طنجة‪ ،‬وأنها ربما تستحق مني‪،‬‬ ‫إشارة في إحدى دردشاتي‪.‬‬ ‫فأفهمته أن هذا ما يدور بخاطري‪ ،‬منذ وطئت قدماي هذا الصرح الفاخر الممتاز‪.‬‬ ‫تهانئي للعائلتين المتصاهرتين‪ :‬عائلة القادري‪ ،‬وعائلة الحراق‪ ،‬وبالرفاء والبنين إن شاء اهلل‪.‬‬

‫حذار يا أمة أن يصبح أعزتك أذلة‪!!!...‬‬

‫حينما يشتكي أو يبكي نساء أو رجال كان لهم حضور في‬ ‫المشهد اإلعالمي أو الثقافي أو الفني أو الرياضي‪ ...‬من غبن‬ ‫الزمن؛ فتيقن أن شيئا ما في الوطن مريض أو أن الوطن كله‬ ‫معتل‪.‬‬ ‫قد يحسب العقالنيون ‪-‬أو الواقعيون‪ -‬أن مصير اإلنسان بيده‬ ‫في األول و اآلخر وأن الزمن ال دخل له فيما يجري كان سعادة أو‬ ‫شقاء‪ ،‬ولذلك كان على اإلنسان أن يحتاط ويقتصد في تعامله مع‬ ‫الحياة‪ ،‬وأن يعد العدة لمستقبله في حاضره‪.‬‬ ‫أما الرمانسيون‪ -‬أو الحالمون‪ -‬فيرون أن اإلنسان اليملك‬ ‫من حياته إال اللحظة أو ما يعيشه هنا واآلن‪ ،‬وأن المستقبل في‬ ‫علم الغيب؛ لذلك كان معنى الحياة الحقيقي هو االمتالء بطيبها‬ ‫وموسيقاها ورونقها حتى الثمالة‪.‬‬ ‫وقد تكون الحياة‪ ،‬في نظر البعض اآلخر‪ ،‬ال تخضع ألية رؤية‬ ‫مسبقة أو فلسفة متعالية‪ ،‬وإنما يقضيها اإلنسان على سجيته‬ ‫قدرا مقدرا‪ ،‬وكأنه في مركب يخط طريقه بعد أن ضاع قائده‪.‬‬ ‫لهذا؛ فحكم القيمة على أي أسلوب في التصرف بكونه جدير‬ ‫بالحياة وعلى أي أسلوب آخر بكونه غير جدير بها يبدو إشكاليا‬ ‫بل غير ذي جدوى‪ ،‬حينما تكون الحياة نفسها تسمح بثراء وغنى‬ ‫وتعدد؛ وبالتالي بحرية في التعاطي معها‪.‬‬ ‫قد يكون اإلنسان المعني يدخل في هذه الخانة او تلك أو‬ ‫يكون غير مندرج في أية خانة‪ ،‬لكن ما يحز في النفس و قد يؤلمها‬ ‫هو أن نرى عدم اإلنصاف لشخص‪ ،‬كان امرأة أو رجال‪ ،‬قدم ما‬ ‫قدمه للوطن بعرق الجبين في ظروف أقل ما يقال عنها إنها كانت‬ ‫صعبة ماديا ومعاكسة اجتماعيا؛ وساهم في االرتقاء بمستوى‬ ‫المضمار الذي اشتغل فيه وأبدع بل فتح آفاقا لألجيال المستقبلية‪،‬‬ ‫وفرش لها الطريق للمزيد من العطاء‪.‬‬ ‫إن التضحيات التي يبذلها الرواد المؤسسون في أية أمة حية‬

‫واألعمال التي يخلفونها تخلد بمداد الذهب‪ ،‬بل إن أهم الدروس‬ ‫تأخذ منها‪ ،‬مهما كانت األخطاء التي وقعوا فيها إن كانت ال تمس‬ ‫بالجوهر القيمي للحياة وإنسانيتها‪.‬‬ ‫في هذا السياق راعتني بل روعتني عندما شاهدت حلقة‬ ‫من برنامج «عالمات وظالل» خصصت إلذاعة طنجة‪ ،‬دموع‬ ‫أمينة السوسي‪ ،‬المرأة التي تعتبر من النساء التي تحدت زمانها‬ ‫وسبقت بعنفوانها وعي جيلها لتقدم مثاال للنساء في مغرب‬ ‫ما بعد االستقالل؛ وكم شعرت بالحزن العميق في كثير من‬ ‫المناسبات حينما رأيت مقدار األلم الذي يعتصر نساءا ورجاال مثل‬ ‫أمينة غبنوا حقهم في التمتع بحياة كريمة أثناء نهاية مشوارهم‬ ‫المهني‪ ،‬وقد كان صيتهم قبل حين قد بلغ اآلفاق ودب عميقا في‬ ‫أوصال المجتمع‪ ،‬بل‪ ،‬هيهات‪ ،‬إن المغرب الحديث لم يكن ليبنى‬ ‫بدون إسهاماتهم بشهادة من كتبوا أو تحدثوا عنهم أو أرخوا‬ ‫لمرحلتهم‪.‬‬ ‫إن األمم التي ال تكرم أعالمها في كل الميادين‪ ،‬في الحياة‬ ‫قبل الممات‪ ،‬محكوم عليها باإلحباط‪ ،‬وعندما يعم اإلحباط يتحول‬ ‫إلى شعور باالنهزام‪ ،‬فيتآكل المجتمع وتنتصر األنانية والحلول‬ ‫االنتهازية‪ ،‬وتعطى األفضلية للربح الفردي اآلني‪ ،‬بكل الوسائل‬ ‫المشروعة وغير المشروعة‪ ،‬دون تفكير أو عمل في درء الخسارة‬ ‫التاريخيةالجماعية‪.‬‬ ‫لذلك؛ فحماية كرامة أبناء الوطن ورعاية الشخصيات‬ ‫المضيئة‪ ،‬فرض عين على أمتنا المغربية‪ ،‬وهناك إمكانيات وطرق‬ ‫متعددة للقيام بذلك‪ ،‬و ال نحتاج للتأكيد في األخير أنه إذا ضاعت‬ ‫القدوة في أية أمة ضاعت قيمها وضاع ماضيها وكان مستقبلها‬ ‫في كف عفريت‪.‬‬

‫عبداحلي مفتاح‬

‫حديث منيـر‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫جالست بتطوان ـ مسقط قلبي ـ بعضا من أصدقائي األعزاء‬ ‫الذين تقاسمت معهم أيام هوى وشباب‪..‬‬ ‫كان لقائي بهم فرصة لحديث متشعب آل بنا السترجاع ماضينا‬ ‫بمؤشراته الدالة دراسيا وثقافيا وفكريا ومهنيا وعاطفيا‪..‬‬ ‫في تضاعيف واردات واستدعاءات طلب مني صديقي أبوعبد‬ ‫اهلل أن أحدثه عن انتظامي في طريقة شيخي وسندي سيدي حمزة‬ ‫القادري بودشيش ـ قدس اهلل روحه ـ مبينا منهاجه التربوي‬ ‫المنير‪..‬‬ ‫قلت ألبي عبد اهلل ‪ :‬الكالم عن سيدي حمزة هو كالم عن وارث‬ ‫محمدي ‪ ،‬ال يستوعبه وقت وال أوقات‪..‬‬ ‫أشهدك أني خرجت من غفلتي وابتعدت من حلكتي منذ أن‬ ‫منَّ اهلل عليَّ بلقائه بعد أدائي مناسك الحج‪..‬‬ ‫في مداغ استنشقت أريج سعادتي ‪..‬‬ ‫وفي النعيمة اختلست وقتي قبل أن يختلسني ومنحته طمعا‬ ‫في االستمداد من سحائبه الرحمانية واالستماع بأذن قلبي‬ ‫لوارداته الربانية ‪..‬‬ ‫لم يفدني ما حصلته من علم في مسيري الدراسي ‪ ،‬ولم‬ ‫يفدني ما عرفته من طوائف الناس في مسير حياتي‪..‬قدر انتفاعي‬ ‫بصحبة سيدي حمزة قدس اهلل سره وهو صاحب والية وأدب‬ ‫وشفوف ونبوغ‪..‬‬ ‫سيدي حمزة أراني عيوبي ‪ ،‬وقوم رعوناتي ‪ ،‬وقدم لي أرقى‬ ‫اجتهاد في عبادة اهلل‪..‬‬ ‫قضيت ما يقارب العقد في صحبة كريمة ؛ صحبة أبي الروحي‪..‬‬ ‫وأما وارث سره شيخي سيدي أبي منير جمال الدين القادري‬ ‫بودشيش فموهبة صمدانية وحقيقة عرفانية مؤصلة وممتدة‬ ‫لنفع البالد واألنام والعباد‪..‬‬ ‫قلت ألبي عبد اهلل ‪ :‬منهاج سيدي حمزة ـ قدس اهلل سره ـ في‬ ‫التربية موسوم بالتركيز على ‪:‬‬ ‫ذكر اهلل باذن وتوجه وصحبة‪..‬‬ ‫تطهير القلب بقوة الكلمة المؤمنة‪..‬‬ ‫تذوق حالوة كل عبادة بتحل فتخل تمهيدا لجني ثمار ٍّ‬ ‫تجل‪..‬‬ ‫يقظة القلب بالذكر ويقظة العقل بالعلم ويقظة الوجدان‬ ‫باالنفتاح على األكوان ‪..‬‬ ‫تحقق بتسامح يقول‪« :‬ال تكره يهوديا وال نصرانيا واكره‬ ‫نفسك التي بين جنبيك ‪ ،‬فمتى أطاعتك أطاعك الكون كله»‪.‬‬ ‫قلت ألبي عبد اهلل ‪ :‬ليس للطريقة القادرية البودشيشية أجندة‬ ‫سياسية ‪ ،‬وال صلة لها بأي «تدين حركي وافد»‪ ..‬فجوهر عملها‬ ‫ولب مقاصدها تحقق بخلق محمدي واجتهاد في تطهير الذات‬ ‫من كل اآلفات‪..‬وتوجه كامل لعبودية الحق سبحانه ونأي كلي عن‬ ‫االنغمار في بؤس فكرانيات وعبثيات فاتكة ‪..‬‬ ‫قلت ألبي عبداهلل ‪ :‬لقد أوصانا سيدي حمزة القادري بودشيش‬ ‫قدس اهلل على ‪:‬‬ ‫التقيد بالورع في كل شيء‪..‬‬ ‫صون اللسان عن عن كالم الشر‪..‬‬ ‫تطهير القلب من أمراض الغل والحسد والحقد‪..‬‬ ‫النظر والتفكر في آالء اهلل‪..‬‬ ‫تجنب الغفلة عن ذكر اهلل‪..‬‬ ‫محاسبة النفس‪..‬‬ ‫إقرار بفضل الشيخ المربي‬ ‫ستر عورات الناس‪..‬‬ ‫إنفاق في سبيل اهلل‪..‬‬ ‫التزام بقيم التكافل والتحاب في اهلل‪..‬‬ ‫التزام الصدق باستواء الظاهر والباطن‪..‬‬ ‫ترك االشتغال بالخلق بدوام مشاهدة الحق‪..‬‬ ‫انتهاج الطاعة والمحبة هلل ولرسوله وللشيخ المؤدب الناصح‪..‬‬ ‫وسلم هذه المحبة موافقة فميل فمؤانسة فمودة فهوى فخلة‬ ‫فمحبة فشغف فتيم فوله فعشق ( عشق إلهي )‪.‬‬ ‫سير في طريق اهلل بمرسوم محدد « وما أتاكم الرسول فخذوه‬ ‫وما نهاكم عنه فانتهوا »‪.‬‬ ‫شعور بالرضى بما يفيد الرضى من سكون القلب تحت جريان‬ ‫حكم الحق سبحانه‪..‬‬ ‫زيارة الشيخ المربي ‪..‬‬ ‫وعلى هذا المنوال المسدد المؤصل الممتد يسير وارث سره‬ ‫شيخي وسندي سيدي أبي منير جمال الدين القادري بودشيش‬ ‫نضَّر اهلل أيامه‪..‬‬ ‫والحمد هلل على ذلك‪.‬‬


‫العدد ‪885‬‬

‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2017‬‬

‫الريف‬

‫هدوء يعصف بعاصفة «الحراك»‬

‫توجه مسؤول نحو تسريع اإلجراءات من أجل تنفيذ‬ ‫المخطط الملكي ‪:‬‬

‫«الحسيمة منارة المتوسط»‬

‫يبدو أن حراك الريف بدأ يشهد نوعا من الهدوء بعد موجات من االحتجاجات‬ ‫انطلقت إثر مقتل المرحوم محسن فكري‪ ،‬طحنا داخل شاحنة أزبال محلية‪ ،‬نتيجة‬ ‫اختالالت في التدبير اعتقل بسببها عدد من المسؤولين المحليين‪.‬‬ ‫«حكرة» محسن فكري حركت في مواطنينا بالريف مشاعر الحكرة التي عاشوها‬ ‫خالل وبعد أحداث الريف سنة ‪ ،1958‬ودفعت بهم إلى النزول إلى الشارع للتعبير‬ ‫عن غضبهم والمطالبة بحقوقهم األساسية في التنمية والشغل والتعليم والتطبيب‬ ‫والتجهيزات األساسية‪ ،‬الضرورية لحياة كريمة‪.‬‬ ‫التفت الملك محمد السادس بعد جلوسه على العرش إلى أهمية منطقة الريف‬ ‫من حيث التاريخ والجغرافيا والثقافة‪ ،‬ودور هذه المنطقة في تنمية سكان جهة الريف‬ ‫وتطوير الواجهة المتوسطية للبالد‪ ،‬اجتماعيا واقتصاديا وسياحيا‪ ،‬فأطلق مشاريع‬ ‫تنموية في مرحلة أولى‪ ،‬لفائدة إقليمي الناظور والحسيمة والجوار‪.‬‬ ‫أهل الريف تربي لديهم الشعور بالتهميش والحكرة‪ ،‬ربما بسبب «الحذر» الكبير‬ ‫في تعامل المركز مع منطقة الريف التي اعتبرت «منطقة عسكرية»‪ ،‬بعد التدخل‬ ‫العسكري العنيف في المنطقة‪ ،‬لقمع «انتفاضة» ‪ 1958‬وحراك «الحكرة» سنة ‪،2016‬‬ ‫وال شك أن الباحثين توصلوا إلى االقتناع بأن «انتفاضة» سنة ‪ 1958‬لم تكن موجعة‬ ‫ضد الدولة‪ ،‬بقدر ما كانت دعوة إلى العناية بسكان المنطقة‪ ،‬حيث إن مطالب تلك‬ ‫االنتفاضة التي جاءت في بيان محمد أمزيان‪ ،‬ال تختلف كثيرا عن مطالب حراك ‪،2016‬‬ ‫مع اعتبار الفوارق الزمنية ومتطلبات المرحلة‪.‬‬ ‫ذلك أن معظم تلك المطالب كانت سياسية واقتصادية واجتماعية وحقوقية‪،‬‬ ‫إضافة إلى مطالبة متزعمي االنتفاضة بالعجيل بتعريب التعليم في الريف !‬ ‫استمرار موجات االحتجاجات الشعبية بالحسيمة‪ ،‬خاصة‪ ،‬دفع الحكومة إلى انتداب‬ ‫الوزير المنتدب في الداخلية السابق الشرقي أضريس‪ ،‬ووزير الداخلية السابق أيضا‪،‬‬ ‫محمد حصاد لالستماع إلى مطالب أهل الريف ونزع قتيل االحتقان بالمنطقة‪ .‬وغداة‬ ‫تشكيل حكومة العثماني‪ ،‬طار وزير الداخلية الجديد‪ ،‬الريفي عبد الواحد الفتيت‪ ،‬إلى‬ ‫الحسيمة حيث نفس الديكور ونفس الحديث ونفس الوعود‪.‬‬ ‫إال أنه من «الدرر» التي تم تداولها خالل هذا االجتماع‪ ،‬كون أن أول «زيارة‬ ‫ميدانية» لوزير الداخلية الجديد كانت للحسيمة‪ ،‬وهو ما اعتبر «عناية خاصة» ودليال‬ ‫على التزامات الدولة لصالح المواطنين بهذا اإلقليم‪ ،‬عبر تنفيذ المشاريع التنموية‬ ‫المندرجة ضمن مخطط «الحسيمة منارة المتوسط»‪.‬‬ ‫وجود الفتيت بالحسيمة‪ ،‬يوما واحدا بعد «مسيرة الموت من أجل الحياة»‪ ،‬قيل‬

‫إنه دعوة إلى تحقيق «التنفيذ األمثل» لمشاريع هذا المخطط الشامل الذي انطلق في‬ ‫أكتوبر ‪ ،2015‬ورصدت له اعتمادات تفوق ‪ 6‬مليارات ونصف المليار درهم‪.‬‬ ‫وبخصوص «ظهير العسكرة» الذي أجمع سكان الحسيمة على المطالبة بإلغائه‬ ‫كما طالب بذلك رئيس الجهة‪ ،‬إلياس العماري في أكثر من مناسبة‪ ،‬خاصة خالل لقاء‬ ‫الحسيمة مع وزير الداخلية الجديد الفتيت‪ ،‬قال الوزير إن الحسيمة إقليم كجميع أقاليم‬ ‫وعماالت المملكة كما تم تحديدها بظهير ‪ 4‬ديسمبر ‪ ،1959‬إال أن الوزير لم يعلن‬ ‫بصريح العبارة «إلغاء ظهير العسكرة» المرفوض من طرف سكان المنطقة‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬أوضح الوزير بشأن الحراك‪ ،‬سواء في بالغ وزارته أو عند اجتماعه‬ ‫بالحسيمة‪ ،‬أن هناك عناصر وجهات معروفة تعمل على استغالل مختلف التحركات‬ ‫االحتجاجية التي شهدتها المنطقة لخلق حالة من االحتقان االجتماعي والسياسي ‪،‬‬ ‫وأن هذه «األهداف المشبوهة لم يتم االكتفاء بالتخطيط لها على مستوى الميدان‪ ،‬بل‬ ‫يتم التأطير لها سياسيا عبر الترويج لعدد من الشعارات السياسية المتطرفة‪ ،‬ولخطاب‬ ‫الكراهية ضد المؤسسات‪ ،‬في مسعى خائب إلى كسب سند شعبي مفقود‪ ،‬أمام سكان‬ ‫المنطقة المتشبعين بروح الوطنية‪ ،‬والفخورين بانتمائهم األصيل للدولة المغربية‬ ‫المجيدة»‪.‬‬ ‫ويرى المتتبعون أنه ما دام هناك أياد خفية فإنه يجب اإلفصاح عنها ومتابعة‬ ‫المتورطين فيها لخطورة طبيعتها واألضرار التي قد تترتب عنها‪.‬‬ ‫وإلى جانب ذلك قال الوزير «إن الدولة عازمة على مواصلة جهودها من أجل تحقيق‬ ‫التنمية الواسعة التي هي خيار استراتيجي ال رجعة فيه»‪.‬‬ ‫إال أن األمر كله يتعلق بالنتائج التي يتطلبها الوضع لتحقيق االنفراج المنشود‪.‬‬ ‫وما جرى بعد ذلك خالل لقاء الحسيمة‪ ،‬يدخل ضمن «أدبيات» االجتماعات الوزارية‬ ‫المماثلة‪ ،‬منذ عهد الراحل إدريس البصري‪ ،‬حيث يتم اإلعالن عن العطف المولوي‬ ‫الخاص على كل إقليم أو عمالة يزورها الوزراء‪ ،‬وتعطى التعليمات لرجال السلطة‬ ‫وممثلي المصالح الخارجية بضرورة «اإلنصات إلى السكان» وفتح المكاتب اإلدارية‬ ‫في وجوههم‪ ،‬واتخاذ الحوار وسيلة لدراسة قضاياهم وحل مشاكلهم‪ ،‬والرفع من جودة‬ ‫الخدمات العمومية المقدمة لهم‪...‬‬ ‫وحين ينتهي االجتماع ‪...‬ينتهي الكــــالم !‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪885‬‬

‫قال‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2017‬‬

‫«مازال جربيل يو�صيني باجلار حتى ظننت �أنه �سيورثه»‬ ‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫قصص األهل عن الجار في الزمن السابق‪ ،‬ما تزال عالقة في أذهان الكثير منا‪ ،‬حيث كانت العالقات مبنيّة‬ ‫على التعاون والحرص والتكافل والمحبة والوئام والتضحية‪ ..‬الخ من القيم والخصال الحميدة التي عرفناها‬ ‫وتربينا عليها‪ ،‬كما أن اإلسالم أمرنا بحسن الجوار وأعطى هذه المسألة أهميّة كبرى‪ ،‬حيث أوجب للجار حقوقاً‬ ‫وواجبات كثيرة‪ ،‬العالقات اإلجتماعية بين الجيران في الوقت الحاضر تغيرت واختلفت بشكل كبير وألسباب‬ ‫مختلفة‪ ،‬حول هذا الموضوع ‪ ،‬كانت لنا ‪ ‬هذه الوقفة القصيرة التي استطلعت فيها جريدة طنجة آراء المختصين‬ ‫و عموم الناس لمعرفة أسباب هذا التغير ‪.‬‬ ‫اكتشف البعض أن هناك اختالفاً بين جيران اليوم والجيران في السابق الذي بني على والتكافل والمحبة‬ ‫والوئام‪ ،‬عمال بتلك الوصية الخالدة التي أوصى بها جبريل نبينا عليه الصالة‬ ‫والسالم بالجار‪ ،‬ولم تكن كغيرها من الوصايا بل فاقتها في األهمية بتلك‬ ‫الصيغة التي بالغ فيها المصطفى «صلى اهلل عليه وسلم» بقوله‪« :‬مازال‬ ‫جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه»‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار يقول د‪.‬عبدالغني عبود أستاذ علم اإلجتماع‪« :‬حقوق‬ ‫الجيران تنبع أساساً من الشريعة اإلسالمية ثم التقاليد والعادات‪ ،‬ومع ذلك ال‬ ‫يستطيع أحد أن ينكر تعرض هذه العالقات إلى تدهور سريع في هذه األيام‬ ‫يبدأ من القطيعة التامة ويصل إلى الشجار والتحاسد والتباغض والعدوان‪،‬‬ ‫وكثيراً ما نرى صوراً محزنة لما آلت إليه عالقات الجيران‪ ،‬فيحدث أن نفاجأ‬ ‫بموت جار دون أن يشعر به أحد الجيران وتمر عليه األيام ميتاً فال يدل عليه إال‬ ‫رائحة كريهة تنبعث من شقته‪ ،‬كما ال تخلو بعض هذه العالقات من الرغبة في‬ ‫التجسس واإلطالع على األسرار والغيبة والنميمة‪ ،‬حتى أصبحت الجيرة الطيبة‬ ‫شيئاً نادراً هذه األيام‪.‬‬ ‫وهذا التدهور في العالقات بين الجيران جزء من‬ ‫مشكلة عامة تهتك بالعالقات بين األرحام سواء‬ ‫داخل األسرة أو بين األقارب‪ ،‬ويرجع ذلك إلى طبيعة‬ ‫الحياة المعاصرة وغلبة المصالح الشخصية والمادية‪،‬‬ ‫واألخطاء التربوية التي يقع فيها اآلباء فيربوا أبناءهم‬ ‫على األنانية والعنف وعدم الرضى والقناعة بما لديهم‬ ‫وال يربونهم على حب الخير والتعاون واإليثار وال‬ ‫يدرك اآلباء أن ما يتعلمه ويكتسبه األبناء في مرحلة‬ ‫التنشئة األولى والحداثة من القيم واألخالقيات هو‬ ‫الذي يسيطر عليهم عندما يكبرون ويصبحون جيراناً‬ ‫آلخرين‪ ،‬وتنعكس قيمهم التربوية والسلوكية التي‬ ‫اكتسبوها من قبل على عالقاتهم‪ ،‬كما نجد تأثير‬ ‫وسائل اإلعالم التي تخلق مزيداً من التطلعات ومن‬ ‫ثم ينشأ التكالب‪ ،‬لكن يظل الدين ومدى التزام‬ ‫اإلنسان به هو المرجع المحدد لتطوير عالقة اإلنسان‬ ‫بجيرانه وأهله»‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى تقول د‪.‬سعاد عثمان أستاذة علم‬ ‫اإلجتماع‪« :‬لرابطة الجوار دور كبير في حركة وتطور‬ ‫المجتمع ورقيه‪ ،‬فهي عالقة إنسانية تأتي في المرتبة‬ ‫الثانية بعد رابطة األرحام‪ ،‬إذا لعالقة الجوار تأثير كبير‬ ‫على األسرة فالجيران هم المحيط االجتماعي المصغر‬ ‫للمجتمع الذي تعيش فيه األسرة‪ ،‬والتمتع بحسن‬ ‫الجوار حق اجتماعي للجميع‪ ،‬أمرنا به اإلسالم دون‬ ‫تفرقة بين الناس على أساس ألوانهم أو أجناسهم‬ ‫أو ملتهم‪ ،‬فحسن الجوار من أساسيات بناء المجتمع‬ ‫اإلنساني‪ ،‬فمن شأن الجيرة مكافحة األمراض اإلجتماعية التي نعاني منها في‬ ‫عصرنا الحاضر‪ ،‬لذلك البد أن تكون العالقة بين الجيران متينة لتشكل إطاراً لعالقة‬ ‫متميزة بين أشخاص ال تربطهم رباطة دم أو صلة رحم‪ ،‬وهذا في صالح الجميع‪ ،‬ألن‬ ‫اإلنسان دائماً يحتاج إلى الغير وفي وقت الشدائد واألزمات يصبح الجار أقرب وأسرع‬ ‫من األهل لنجدة جاره»‪.‬‬ ‫وتضيف‪« :‬لكننا نجد أن العالقة بين الجيران تغيرت عن الماضي واتخذت شكال‬ ‫آخر غريباً عن مجتمعنا نتيجة التغيرات اإلجتماعية والثقافية واإلقتصادية والقيمية‬ ‫في المجتمعات‪ ،‬فنجد أنه كما كانت المرأة في الماضي هي سبب قوة العالقات‬ ‫مع الجيران نجد أن خروجها إلى العمل كان سبباً في فتور هذه العالقة‪ ،‬فلم يعد‬ ‫لديها وقت إلقامة روابط مع الجيران من خالل الزيارات المتبادلة أو حتى المجامالت‬ ‫الضرورية‪ ،‬كما أن وجود التليفزيون أصبح بدي ًال عن عالقات الجيرة والزيارات بينهم‪،‬‬ ‫كما يسهم تباين المستوى اإلقتصادي بين الجيران خاصة في المناطق الجديدة في زيادة التباعد بينهم‪ ،‬كما‬ ‫تتأثر عالقة الجيرة بتغيير نمط الحياة وضعف الوازع الديني والجهل بحقوق الجار‪ ،‬واختالل المنظومة القيمية‬ ‫بسبب تفشي مفهوم االنعزالية والفردية واألنانية‪ ،‬وكثرة انشغال الناس بهموم الحياة وبالبحث عن الماديات‪،‬‬ ‫والخوف من االختالط خشية إطالع اآلخرين على أسرار البيوت وإفشائها أو تجنباً للمشاكل»‪.‬‬ ‫و تضيف‪« :‬المجتمع الفاضل الذي أقامه اإلسالم بهدي كتاب اهلل وسنة رسوله يهدف إلى تحقيق اإلستقرار‬ ‫والراحة النفسية لكل فرد من أفراده‪ ،‬وأعظم استقرار هو أن يستقر اإلنسان في داره مطمئناً يأمن فيه على أهله‬ ‫وأوالده‪ ،‬وال يتحقق ذلك إال إذا أحسن المرء اختيار جيرانه‪ ،‬ويقول النبي «صلى اهلل عليه وسلم»‪« :‬إن من سعادة‬ ‫المرء المسلم المسكن الواسع والجار الصالح»‪.‬وتؤكد على أن رابطة الجوار لها دورها العظيم في بناء الحياة‬ ‫اإلجتماعية بناءاً سليماً‪ ،‬ألنها تأتي في المرتبة الثانية في النسيج االجتماعي بعد رابطة األسرة‪ ،‬ولهذا نجد في‬ ‫التشريع اإلسالمي عناية خاصة بهذه الرابطة‪ ،‬ونجد أن اهلل تعالى قرن حق الجار مع حق عبادته مع حق الوالدين‬ ‫وذي القربى والمساكين‪ ،‬وفي ذلك داللة صريحة على أهمية حق الجوار في اإلسالم‪.‬‬ ‫ومن حقوق الجار رد السالم وإجابة الدعوة لما لها من آثار طيبة في إشاعة روح األلفة والمودة‪ ،‬وتفقده‬ ‫وقضاء حوائجه‪.‬‬ ‫«الجوار في اإلسالم ال يقتصر على جوار البيت فقط وإنما للجوار صور عديدة‪ ،‬فهناك الجوار في مكان العمل‬ ‫أو في مكان تحصيل العلم وقد يكون في السفر‪ ،‬وحق الجوار ال ينظر فيه إلى االنتماء العقائدي والمذهبي‪ ،‬بل‬

‫هو شامل لمطلق اإلنسان مسلماً كان أو غير مسلم وإذا كان اإلحسان إلى الجار عمال تقتضيه الفطرة السليمة‬ ‫وتدعمها العقيدة الصحيحة‪ ،‬فإن إيذاء الجار دليل على ضعف اإليمان باألوامر اإللهية والوصايات النبوية وقد ّ‬ ‫حذر‬ ‫الرسول «صلى اهلل عليه وسلم» من مغبة الوقوع فيه»‪.‬‬ ‫«حسن الجوار ليس كفّ األذى فحسب‪ ،‬وإنما هو الصبر على األذى من أجل دوام العالقات وعدم حدوث‬ ‫القطيعة»‪.‬‬ ‫ويقول د‪.‬أحمد الرغيوي «طبيب أطفال»‪« :‬لقد نشأت في بيئة شعبية وعندما تزوجت سكنت في بيئة أخرى‬ ‫هادئة وبعيدة ولكني مازلت أشعر بالحنين إلى بيتنا القديم‪ ،‬حيث كان الجيران‬ ‫يجتمعون في شقة أمي يتحدثون ويشربون القهوة ويناقشون مشاكل‬ ‫الجيران ويساعدون بعضهم ويشاركون الجميع في مشاعر الفرح والحزن‪.‬‬ ‫وأحياناً عندما نحتاج إلى شيء نستعيره من الجيران ونتبادل الهدايا‬ ‫وأطباق الحلوى وكعك العيد ونجتمع كل يوم ونلتقي معاً في مشاعر من الحب‬ ‫واالحترام‪.‬‬ ‫وعندما سكنت في منطقة بعيدة ذات العمارات الشاهقة الكبيرة أصابني‬ ‫اإلحباط لتفكك العالقات مع الجيران‪ ،‬فأنا أسكن في هذه العمارة منذ عشر‬ ‫سنوات وال أعرف من هم جيراني وال توجد عالقات بيننا‪ ،‬لذلك أشعر بالغربة‬ ‫في هذا المكان ولذلك اخترت مكان عملي في المنطقة الشعبية التي ولدت‬ ‫فيها حيث أمارس عملي كطبيب أطفال‪ ،‬وأشعر بذاتي مع الجيران وأهل الشارع‬ ‫وأصحاب المحالت والجميع يتبادلون معي مشاعر الود واإلحترام»‪.‬‬ ‫الحاجة زينب‪ ،‬سيدة من الزمن الجميل تقول‪:‬‬ ‫«في هذه الحياة تغير كل شيء الكل أصبح يهتم‬ ‫بنفسه وعيشته ويتناسى العالقات الخاصة والعامة‪،‬‬ ‫حتى الجار الذي كان يشارك جاره في كل شيء أصبح‬ ‫اليوم بعيداً حتى في وقت الشدائد واألزمات أنها‬ ‫وبحسب اعتقادي مغريات الحياة المتزايدة التي غيرت‬ ‫النفوس ودمرت عالقاتنا االنسانية»‪.‬‬ ‫وتسترسل بسرد قصة خاصة حدثت قبل سنوات‬ ‫عندما كانوا يسكنون في إحدى مناطق طنجة العتيقة‬ ‫حيث تقول‪ :‬في أحد األيام طرق الباب جارنا الذي كان‬ ‫يروم الذهاب الى الحج مع زوجته‪ ،‬ودخل إلى البيت‬ ‫(بناته الثالث) وقال لوالدي الذي كان لديه (تسعة أبناء‬ ‫من الذكور يعيشون في بيت واحد) أخي العزيز إني‬ ‫سأترك بناتي أمانة عندكم لحين عودتي من بيت اهلل‪.‬‬ ‫تصوروا عظم العالقة والثقة بين الجيران‪ ،‬بنات‬ ‫الجار وسط تسعة شباب في بيت واحد تلك هي حياتنا‬ ‫في الزمن السابق كانت مبنية على الثقة واإلخالص‬ ‫والحب المتبادل في ذلك الزمن لم أكن اعرف أنا هذا‬ ‫جار بل كنت أعتقد ان جميع تلك العوائل هم أقاربي‪.‬‬ ‫هذه الثقة من المستحيل أن تجدها اليوم في مجتمعنا‬ ‫لقد تبدل كل شيء وتغير‪ ،‬وانتهت اواصر االخوة‬ ‫وانعدمت الثقة بين الجميع‪.‬‬ ‫أمل‪.‬ك تقول‪« :‬أن الجار اختلف عما كان عليه منذ ‪ 15‬عاما تلك األيام كانت‬ ‫جميلة ورائعة للجميع كانت القلوب طاهرة ومملؤة بالحب‪ ،‬هذا الوضع تغير بشكل‬ ‫كبير في زمننا الحالي وأعتقد أن أهم أسباب التغير هو المال الحرام وأموال الشبهة‬ ‫التي أثرت بشكل كبير على األجيال»‪.‬‬ ‫تلك األرواح الطاهرة غيرتها سموم الجهل بمحرمات اهلل‪ ،‬فالغش والخداع‬ ‫والكذب والرياء والغيبة‪ ..‬إلخ من األمور األخرى‪ ،‬هي اليوم أساسيات في جميع‬ ‫معامالتنا اليومية خصوصا تلك التي ترتبط بمصادر الرزق والمعيشة‪ ،‬التي يجب‬ ‫أن تكون من مصدر»حالل» هذه المصادر المشبوهة أثرت وبشكل سلبي على‬ ‫التربية وعلى العالقات‪.‬‬ ‫«أم علي» من جهتها ترى ان التقنيات الحديثة واألجهزة المتطورة اسهمت‬ ‫بشكل كبير بإضعاف العالقات الخاصة بين الجيران‪ ،‬حيث تقول‪« :‬لقد تأثر الجميع بتقنيات العصر المتطورة التي‬ ‫اصبحت جزءا مهما من حياتنا اليومية‪ ،‬فمنذ دخول الفضائيات واالنترنت والهواتف الذكية‪ ،‬ابتعد الجار عن جاره‬ ‫وانشغل بما لديه من أجهزة وتقنيات‪ ،‬بل أن الكثير منهم قد تأثر بما يشاهده من مسلسالت وأحداث وأصبح‬ ‫يطبقها على أرض الواقع‪.‬‬ ‫احدى االخوات تشاركنا الحديث وتقول‪« :‬نعم الكثير من االشياء والعادات السابقة تغيرت اليوم أو تالشت‬ ‫الى حد ما بسبب انحدار المجتمع الذي اصبح يطبق بعض العادات الدخيلة والمكتسبة‪ ،‬فأنا أتذكر سابقاً أن للجار‬ ‫حصانة وله تقدير كبير‪ ،‬كان الحياء والخجل يسيطر على الشباب عندما تمر بنت الجيران التي كانت تعتبرا أختا‬ ‫للجميع»‪.‬‬ ‫وتضيف «أما اليوم فهذه الحالة ربما قد تكون قليلة مع جيل شباب المراهق الذي يتفاخر ببعض السلبيات‬ ‫واألخطاء ويسعى لمطاردة جارته من خالل نظراته وتصرفاته الصبيانية ويسبب لها اإلحراج ‪ ،‬وحتى أكون‬ ‫منصفة أقول أن بعض البنات سبب في هذه المشكلة ايضاً لكن االغلبية العظمى من األخطاء يتحملها الشاب‬ ‫الذي فقد بعض الشيء من عادات األهل السابقة التي أصبحت من أوراق التاريخ»‪.‬‬ ‫فمتى نحنّ على بعضنا البعض و نصلح ما أتلفه الزمن السريع‪ ،‬و نعود إلى وصايا الرسول الكريم‪.‬‬


‫العدد ‪885‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2017‬‬

‫بين جماعة عين الدفالي‬ ‫ومحكمة سيدي قاسم‬ ‫حدثت قصة أغرب‬ ‫من الخيال ‪ ‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫مشروع تهيئة بحيرة «مارتشيكا»‪ ...‬مشاكل بالجملة في انتظار‬ ‫الطفرة الموعودة‬ ‫أطلق مشروع تهيئة «مارتشيكا» سنة ‪ 2008‬من طرف‬ ‫جاللة الملك بغالف استثماري إجمالي يناهز ‪ 46‬مليار درهم‪،‬‬ ‫بهدف تحويل بحيرة «مارتشيكا» إلى فضاء للتنمية وتطوير‬ ‫نموذج مثالي للتنمية على الضفة الجنوبية للبحر األبيض‬ ‫المتوسط‪.‬‬ ‫فكرة المشروع التي تقع على واحدة من أكبر البحيرات‬ ‫بالمنطقة المتوسطية‪ ،‬شبيهة إلى حد ما بفكرة مشروع‬ ‫تهيئة ضفتي نهر أبي رقراق‪ ،‬لذلك تم استنساخ نموذج‬ ‫تهيئة ضفتي أبي رقراق‪ ،‬إلى درجة أن الموارد البشرية‬ ‫نفسها التي اشتغلت بوكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق‪،‬‬ ‫انتقلت للعمل بوكالة «مارتشيكا»‪.‬‬ ‫هذا المشروع واجه فور إطالقه عدة عراقيل‪ ،‬تتصل‬ ‫بعدم مراعاته لمطالب السكان‪ ،‬على إثر مرسوم نزع‬ ‫المكلية‪ ،‬الذي أتى على مساحات شاسعة بمناطق متعددة‬ ‫في محيط البحيرة‪ ،‬مما فتح النقاش حول مدى صدقية‬

‫الدراسات القبلية‪ ،‬والتي غيبت الكثير من اإلكراهات‬ ‫الميدانية‪.‬‬ ‫لتغيير وجه المنطقة‪ ،‬إلى كابوس يقض مضجع سكان‬ ‫إقليم الناظور والمناطق المجاورة‪ ،‬سيما أن قرار نزع الملكية‬ ‫هم مساحات شاسعة من أراضي الغير‪.‬‬ ‫وبعد ثالث سنوات عن إطالق هذا المشروع‪ ،‬تحول من‬ ‫أمل للسكان وللحالمين بفرص استثمارية وفرص للعمل‬ ‫واالستقرار‪ ،‬إلى صداع مزمن‪ ،‬بعد أن اصطدمت الوكالة‬ ‫بذوي الحقوق‪ ،‬وبالمجالس المنتخبة‪ ،‬على إثر تصميم‬ ‫التهيئة الذي أثار جدال كبيرا‪.‬‬ ‫ورغم حرص الوكالة ومديريها على تبديد الكثير من‬ ‫المخاوف‪ ،‬من خالل سلسلة الندوات الصحفية‪ ،‬واللقاءات‬ ‫التواصلية مع ممثلي السكان والمنتخبين‪ ،‬إال أن مشكل‬ ‫الوضعية العقارية مازال عالقا‪ ،‬إضافة إلى أن إطالق المشروع‬

‫في عز األزمة المالية التي ضربت العالم‪ ،‬حاصرت تمويل‬ ‫المشروع‪ ،‬مما يفسر بطء وتيرة األشغال‪.‬‬ ‫وإلى اآلن‪ ،‬مازال مشروع تهيئة «مارتشيكا» مجرد‬ ‫حلم يدغدغ مشاعر السكان‪ ،‬فكل ما تحقق هو بناء بعض‬ ‫الوحدات السكنية الفاخرة‪ ،‬وتهيئة جنبات البحيرة‪ ،‬وتأهيل‬ ‫كورنيش مدينة الناظور‪ ،‬وبناء وحدة فندقية مصنفة‪،‬‬ ‫وتأهيل البنية التحتية للمشروع‪ ،‬من خالل بعض التدخالت‬ ‫التي همت تنقية البحيرة‪ ،‬واعتماد بعض المعايير البيئية‪،‬‬ ‫وهي إجراءات وخطوات تحقق الطفرة المنتظرة‪ ،‬ولم توفر‬ ‫فرص الشغل التي جاءت بها فكرة المشروع‪ ،‬كما أن حجم‬ ‫االستثمارات الخاصة مازال ضعيفا‪ ،‬علما أن إطالق مشروع‬ ‫بحيرة «مارتشيكا» كان يروم إنعاش إقليم الناظور والمناطق‬ ‫المجاورة‪.‬‬

‫بلعيد كروم‬

‫إقليم العرائش يتصدر قائمة مرض «الطالسيميا» بالمغرب‬ ‫كشف رئيس «جمعية طالسيميا دريبانو»‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬أن‬ ‫منطقة جغرافية مهمة بجهة «طنجة تطوان الحسيمة»‪،‬‬ ‫تتصدر قائمة مرضى الطالسيما المزمن على الصعيد‬ ‫الوطني‪ ،‬حيث خص بالذكر منطقة حوض اللوكوس الواقعة‬ ‫بتراب إقليم العرائش‪.‬‬ ‫وأكد محمد العزاوي‪ ،‬رئيس جمعية طالسيميا دريبانو‪،‬‬ ‫أن إقليم العرائش يعرف أكبر نسبة للمرضى المصابين‬ ‫بمرض الطالسيميا المزمن أو ما يعرف بمرض «فقر دم البحر‬ ‫األبيض المتوسط»‪ ،‬مشيرا إلى أن المرض ينتشر بكثرة‬ ‫في المنطقتين القرويتين العوامرة وأوالد حمو وكذا مدينة‬ ‫القصر الكبير وضواحيها‪ ،‬موضحا أن أغلب الناس المصابين‬

‫يجهلون حملهم لهذا المرض المزمن‪ .‬ودعا مكتب جمعية‬ ‫طالسيميا دريبانو‪ ،‬أثناء تنظيمه لحملة للتبرع بالدم بثانوية‬ ‫شعبان بالعرائش‪ ،‬سكان المدينة لإلقبال على حمالت التبرع‬ ‫بالدم للتخفيف من آثار المرض الفتاك‪ ،‬وإلنقاذ حياة األطفال‬ ‫المصابين به‪ ،‬لكونه يتسبب في وفاة المصاب به في غفلة‬ ‫منه ومن ذويه‪.‬‬ ‫ويعتبر الطالسيميا مرضاً وراثياً يؤثر على كريات الدم‬ ‫الحمراء وينتشر في منطقة حوض البحر األبيض المتوسط‪،‬‬ ‫حيث ينتج المرض بسبب خلل في الجينات‪ ،‬ما يؤدي إلى فقر‬ ‫الدم المزمن‪ ،‬فتكون مادة الهيموغلوبينفي كريات دم حمراء‬ ‫غير قادرة على القيام بوظيفتها‪ ،‬ما يسبب في فقر دم وراثي‬

‫ومزمن يصيب األطفال في سن مبكر‪ ،‬نتيجة لتلقيهم مورثين‬ ‫معتلين‪ ،‬أحدهما من األب وآخر من األم وقد يسبب الوفاة‬ ‫عند المصابين به‪ ،‬وقد يؤثر المرض في صنع الدم‪ ،‬ويتم‬ ‫تشخصيه عن طريق الفحص المخبري الخاص والمعروف‬ ‫بالترحيل الكهربائي‪ .‬تجدر اإلشارة إلى أن جمعية طالسيميا‬ ‫دريبانو‪ ،‬نظمت حملة التبرع بالدم بتعاون مع المندوبية‬ ‫اإلقليمية لوزارة الصحة بالعرائش‪ ،‬حيث بلغ العدد اإلجمالي‬ ‫للمتبرعين ‪ 220‬شخصا‪ ،‬فيما تمكنت من جمع حوالي ‪ 25‬لترا‬ ‫من الدم‪.‬‬

‫العربي لجوخ‬

‫أكثر من ‪ 40‬أسرة بشفشاون تهدد باالعتصام بسبب أشغال‬ ‫غير قانونية تحت بناياتهم‬

‫عبر مجموعة من سكان إقامتي الزهراء والوحدة بشارع‬ ‫المغرب العربي بشفشاون‪ ،‬في اتصال لهم مع «األخبار»‬ ‫عن تذمرهم واستيائهم من تجاهل المؤسسات المسؤؤلة‬ ‫لشكاياتهم المتكررة‪ ،‬مؤكدين تهديدهم بخوض اعتصام‬ ‫في حال استمرار بعض األشغال غير القانونية التي تتم‬ ‫تحت بناياتهم‪ ،‬وإمكانية تضرر األساسات بسبب هدم بعض‬ ‫الجدران واستخدام اآلت كهربائية للحفر‪ ،‬ما أصبح يهدد حياة‬ ‫وسالمة أكثر من ‪ 40‬أسرة تقطن باإلقامتين‪.‬‬ ‫وحسب أحد المتضررين‪ ،‬فإن الكاتب العام لعمالة‬ ‫شفشاون استقبلهم واستمع إلى شكاياتهم‪ ،‬حيث تم االتفاق‬ ‫على تكليف مكتب دراسات متخصص للقيام بإجراءات السالمة‬ ‫الضرورية‪ ،‬لكن المشكل الخطير هوأن الشركة مالكة المرأب‬ ‫تواصل األشغال مع إحكام غلق األبواب الخارجية‪.‬‬

‫وأضاف المتحدث نفسه‪ ،‬أن لجنة مكونة من رئيس‬ ‫المحلقة اإلدارية الثالثة‪ ،‬وممثل عن الوقاية المدنية وممثل‬ ‫عن الوكالة الحضرية‪ ،‬فضال عن تقني عن الجماعة‪ ،‬سبق لها‬ ‫أن قامت بمعاينة األشغال قبل إنجاز محضر معاينة رسمي‬ ‫(تتوفر األخبار على نسخة منه) ثبت من خالله أن األشغال‬ ‫الجارية مخالفة للرخصة‪ ،‬حيث تم القيام بهدم بعض الجدران‬ ‫الفاصلة واستعمال آلة كهربائية يمكن أن تشكل خطرا على‬ ‫سالمة البناية والسكان‪ ،‬فضال عن تسجيل وجود تسربات‬ ‫بقنوات الصرف الصحي أسفل البنايات‪.‬‬ ‫وكشف المتحدث ذاته أن السكان أصبحوا يعيشون في‬ ‫جحيم ال يطاق وخوف مستمر من تضرر اإلقامتين‪ ،‬واحتمال‬ ‫انهيارهما ال قدر هّ‬ ‫الل نتيجة األشغال المخالفة للقوانين‪ ،‬ما‬ ‫سيؤدي إلى كارثة حقيقية‪.‬‬

‫وطالب المتضررون الجهات المسؤولة بعدم إهمال‬ ‫شكاياتهم والتعامل معها بالسرعة والنجاعة المطلوبتين‪،‬‬ ‫تنزيال لمضامين الخطاب الملكي السامي‪ ،‬الذي شدد على‬ ‫تفعيل دور المؤسسات في خدمة المواطن وفق الجودة‬ ‫المطلوبة‪ ،‬وإال فال داعي لوجودها من األصل‪.‬‬

‫حذرات عدد من الجمعيات المهنية بالبيئة بالشمال‪،‬‬ ‫من نفوق أعداد كبيرة من األسماك والسالحف المهددة‬ ‫باالنقراض والدالفين إلى غير ذلك‪ ،‬على مستوى الساحل‬ ‫الشمالي‪ ،‬بسبب بعض الممارسات التي تخرب البيئة البحرية‪،‬‬ ‫فضال عن انتشار التلوث بمختلف أنواعه‪.‬‬ ‫وقال الباحث يونس البغديدي إنه من خالل متابعة‬ ‫جمعية أبطال الفنيدق للصيد تحت الماء والمحافظة على‬ ‫البيئة‪ ،‬لتطور الكثير من األنواع البحرية بالبحر األبيض‬ ‫المتوسط وبساحل (تمودة باي)‪ ،‬تبين أن هناك حاالت نفوق‬ ‫متكررة لبعض األنواع المهددة باالنقراض‪ ،‬ما تطلب دراسة‬ ‫الوضع بشكل دقيق ودق ناقوس الخطر‪.‬‬ ‫وحسب البغديدي‪ ،‬فإن الدراسات والتحريات التي أجريت‬ ‫أظهرت أن األسباب الرئيسية وراء نفوق الدالفين والسالحف‬

‫مدينة المضيق‬ ‫تستضيف لقاء تواصليا‬ ‫حول الوكيل العقاري‬

‫إلى ذلك‪ ،‬قال مصدر إن المصالح المسؤولة بجماعة‬ ‫شفشاون راسلت الشركة من أجل الوقوف الفوري لألشغال‬ ‫التي تتم تحت البنايات الخاصة بإقامتي الزهراء والوحدة‪ ،‬دون‬ ‫أن يتم تنفيذ مضمون المراسلة الرسمية‪ ،‬في ظروف وصفت‬ ‫بالغامضة‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫جمعيات تحذر من خطر تزايد نفوق األحياء البحرية المهددة‬ ‫باالنقراض بالساحل الشمالي‬ ‫البحرية وأسماك القمر تعود إلى شباك الصيد التي تسبب‬ ‫اختناق هذه األنواع‪ ،‬والقتل العمد من طرف مجهولين‪ ،‬فضال‬ ‫عن الحوادث واالصطدامات‪ ،‬واالختناق والوفاة جوعا بسبب‬ ‫النفايات البالستيكية إلى غير ذلك‪.‬‬ ‫وبخصوص األسماك الصغيرة المهددة باالنقراض‬ ‫كشف يونس أن نفوقها يرجع باألساس إلى استعمال‬ ‫المبيدات الحشرية لقتل بعض الحشرات المتواجدة بالوديان‪،‬‬ ‫والبرك ذات التصريف الخارجي بحوض تمودة باي‪.‬‬ ‫وحسب بعض اإلحصائيات التي قامت بها جمعية‬ ‫األبطال للصيد تحت الماء حول ظاهرة نفوق األحياء البحرية‬ ‫المهددة باالنقراض بساحل (تمودة باي) من شهر يناير من‬ ‫السنة الماضية ‪ ،2016‬إلى مارس من السنة الحالية ‪،2017‬‬ ‫فقد تم نفوق ‪ 15‬سلحفاة بحرية من النوع المهدد باالنقراض‬

‫عين الدفالي ‪ :‬مراسلة خاصة‬ ‫« ألنني منتخب مستقل في مواقفي ‪ ،‬وألنني أستنكر‬ ‫بطريقتي الخاصة التدبير العبثي لشؤون جماعة عين الدفالي ‪،‬‬ ‫وبدل التدقيق في انتقاداتي ‪ ،‬اختار رئيس الجماعة االنتقام مني‬ ‫بفبركة ملف ال عالقة لي به» ‪ .‬هذا ما صرح به للجريدة المواطن‬ ‫‪ /‬المنتخب حميشو التهامي بن الطيب ‪ ،‬الحامل للبطاقة الوطنية‬ ‫رقم‪ ،G25045 ‬عنوانه ‪ ،11 ،‬شارع عبد اهلل كنون ‪ ،‬حي إكرام ‪،‬‬ ‫وزان ‪.‬‬ ‫لم يكن يعلم هذا المواطن كما جاء ذلك على لسانه ‪ ،‬بأن‬ ‫المحكمة االبتدائية بسيدي قاسم قد أحال عليها رئيس الجماعة‬ ‫الترابية عين الدفالي ‪ ،‬الواقعة تحت النفوذ الترابي لعمالة سيدي‬ ‫قاسم ‪ ،‬ملف بناية تقع بدوار الجديد ‪ ،‬بنفس الجماعة الترابية ‪،‬‬ ‫تعود ملكيتها لزوجته حسب عقد بيع زسكنى بتاريخ ‪ 12‬ماي‬ ‫‪ .2009‬ويضيف هذا المواطن بأن المحكمة االبتدائية المعنية‬ ‫أصدرت حكما غيابيا في الملف عدد ‪ ، 16 / 972‬بتاريخ ‪ 26‬شتنبر‬ ‫‪ ، 2016‬يقضي عليه بغرامة نافذة قدرها ‪ 4000‬درهم مع تحميله‬ ‫الصائر مجبرا في األدنى ‪ ،‬وبهدم ما تم بناءه بدون رخصة على‬ ‫نفقة المخالف داخل أجل ‪ 30‬يوما من تاريخ تبليغ الحكم ‪.‬‬ ‫المحكوم عليه يؤكد بأن ال عالقة له بهذا الملف ‪ .‬ويضيف‬ ‫«حتى لو افترضنا بأنه معني به ‪ ،‬فإنه كما زوجته لم يسبق أن‬ ‫توصل أي واحد منهما باستدعاء من طرف المحكمة المعنية ‪،‬‬ ‫فكيف سيصدر عليه الحكم غيابيا »؟‬ ‫وبالعودة إلى تهمة البناء بدون رخصة التي على أساسها‬ ‫صدر الحكم المشار إليه ‪ ،‬فإن األمر يتعلق ببناء سور لحماية‬ ‫المنزل المعروفة مالكته ‪ ،‬من أي هجوم قد تتعرض له ممتلكاتها‬ ‫الموجودة بداخله ‪ ،‬خصوصا وأنها مقيمة بالديار الفرنسية على‬ ‫مدار السنة ‪ .‬وأضاف المواطن التهامي بن الطيب بأن عملية‬ ‫بناء السور تمت في واضحة النهار ‪ ،‬ولم يسبق للسلطة المحلية ‪،‬‬ ‫والمجلس الجماعي اللذان كان قد أشعرهما بذلك أن اعترضا على‬ ‫عملية البناء‪ ،‬ولم يتوصل منهما بأي إنذار يمنعه من إيقاف بناء‬ ‫السور‪ .‬وحسب المعاينة التي قامت بها الجريدة التي زارت أخيرا‬ ‫دوار الجديد ‪ ،‬فإن الكثير من المنازل قام أصحابها بحمايتها بأسوار‬ ‫على نفس الشاكلة ‪ ،‬من دون أن تحال ملفاتهم على المحكمة‬ ‫مما يطرح أكثر من عالمة استفهام ‪ .‬بل عاينت الجريدة جملة من‬ ‫االختالالت تطال مجال البناء تقع بنفس الدوار لم يوضع لها حد ‪.‬‬ ‫‪ ‬المواطن ‪ /‬المنتخب المتضرر ‪ ،‬يوجه نداء لمختلف‬ ‫المسؤولين من أجل فتح تحقيق في النازلة التي أثقلته أعباؤها‬ ‫المادية والنفسية وهو ال عالقة له بها ‪.‬‬

‫(جلدية الظهر ولحسة البحرية الخضراء)‪ ،‬وفوق ‪ 17‬دلفينا من‬ ‫أنواع مختلفة‪ ،‬فضال عن نفوق ‪ 7‬أسماك القمر كبيرة الحجم‪،‬‬ ‫وثالث حاالت نفوق جماعي لألسماك الصغيرة‪.‬‬ ‫ودعت الجمعيات المهتمة بحماية البيئة جميع‬ ‫المسؤولين وأرباب القوارب والمهتنين بالمجال البيئي‬ ‫إلى تكثيف الجهود للحد من ظاهرة نفوق األحياء البحرية‬ ‫المهددة باالنقراض‪ ،‬خاصة السالحف البحرية التي تعد‬ ‫من األنواع الرئيسية في النظام البيئي البحري‪ ،‬ويتهددها‬ ‫االنقراض بشكل كبير‪ ،‬حيث تم وضعها على قائمة الحيوانات‬ ‫المهددة باالنقراض من قبل االتحاد الدولي للمحافظة على‬ ‫الطبيعة‪.‬‬

‫ح‪ .‬خ‬

‫الوكيل العقاري ودوره في تنمية هذا القطاع‪ ،‬موضوع اللقاء‬ ‫التواصلي‪ ،‬الذي عقدته مؤخرا بمدينة المضيق‪ ،‬الجمعية الوطنية‬ ‫للوكيل العقاري فرع جهة طنجة تطوان الحسيمة‪.‬‬ ‫ويهدف هذا اللقاء التواصلي إلى توعية الوكالء العقاريين‬ ‫بمستجدات مشروع القانون الذي ينظم هذه المهنة‪ ،‬الشيء‬ ‫سيزيد من تدعيم الثقة لدى الزبناء من أجل التعامل‪ ،‬عن طريق‬ ‫الوكاالت العقارية لما توفره من امتيازات‪ ،‬يمكن أن يستفيد منها‬ ‫الزبون‪.‬‬ ‫وتعمل الجمعية الوطنية للوكيل العقاري‪ ،‬على تشجيع‬ ‫الوكاالت العقارية لالنخراط في صفوفها لضمان تمثيلية أوسع‬ ‫للوكاالت النشيطة في القطاع في مختلف المدن المغربية خدمة‬ ‫للمهنيين بهذا القطاع على الصعيد الوطني‪.‬‬ ‫اللقاء التشاوري‪ ،‬حضره باإلضافة إلىرئيس الجمعية الوطنية‬ ‫للوكيل العقاري بجهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬ممثلي فروع‬ ‫الجمعية الوطنية‪ ،‬ورئيس المركز الوطني للوساطة والتحكيم‬ ‫بالمغرب‪ ،‬إضافة إلى مجموعة الوسطاء والوكالء العقاريين‬ ‫بالجهة‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬


‫العدد ‪885‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2017‬‬

‫‪7‬‬

‫إقتصاد‬ ‫لحليمي يتوقع نمو االقتصاد الوطني بـ ‪ 4،6‬في المائة‬ ‫خالل الفصل الثاني من ‪2017‬‬ ‫توقعت المندوبية السامية‬ ‫للتخطيط أن يحقق االق��ت��ص��اد‬ ‫الوطني نموا يقدر ب ‪ 4،6‬بالمائة‬ ‫خ�لال الفصل الثاني م��ن ‪،2017‬‬ ‫مقابل زائد ‪ 0،5‬بالمائة خالل نفس‬ ‫الفترة من السنة الماضية‪ ،‬مدعوما‬ ‫بارتفاع القيمة المضافة الفالحية‬ ‫واألنشطة غير الفالحية‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬تضيف المندوبية‪ ،‬يتوقع‬ ‫ارتفاع القيمة المضافة الفالحية‬ ‫بنسبة ‪ 14،8‬بالمائة خالل الفصل‬ ‫الثاني من ‪ ،2017‬ما يرفع مساهمتها‬ ‫في النمو االقتصادي اإلجمالي إلى ‪ 1،7‬نقطة بدل ‪ 1،5‬نقطة خالل الفصل السابق‪.‬‬ ‫وحسب المندوبية‪ ،‬يعزى هذا التحول إلى تحسن اإلنتاج الحيواني‪ ،‬وخاصة من الدواجن‪ ،‬وارتفاع‬ ‫إنتاج الحبوب والقطاني والخضروات الموسمية‪ ،‬مما سيساهم في خفض أسعار المنتجات الفالحية‪،‬‬ ‫بعد االرتفاع الذي شهدته أسعار الدواجن والبيض والحوامض وبعض الخضر الطرية‪ ،‬خالل نفس‬ ‫الفترة من السنة الماضية‪.‬‬ ‫وأبرزت أنه يتوقع أن تشهد القيمة المضافة لألنشطة غير الفالحية زيادة بنسبة ‪ 3،2‬بالمائة‬ ‫خالل الفصل الثاني من ‪ ،2017‬حسب التغير السنوي‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬يرتقب أن تحقق الصناعات التحويلية زيادة تقدر ب ‪ 3،6‬بالمائة خالل الفصل‬ ‫الثاني من ‪ ،2017‬فيما ستشهد القيمة المضافة للمعادن نموا ملموسا‪ ،‬قدره ‪ 8،1‬بالمائة‪ ،‬بفضل‬ ‫تحسن إنتاج الفوسفاط الخام‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر نفسه أنه من المتوقع أن ترتفع صادرات الفوسفاط الخام بإيقاع معتدل‪ ،‬لكن‬ ‫يتوقع أن تتعزز مبيعاته الموجهة للصناعات المحلية التحويلية في سياق ارتفاع أثمنة المنتوجات‬ ‫الفالحية على الصعيد الدولي‪ ،‬مشيرا إلى أن القيمة المضافة للخدمات يتوقع أن تتطور ب‪2،8‬‬ ‫بالمائة‪ ،‬ما يمثل مساهمة بحوالي ‪ 1،3‬نقطة في النمو اإلجمالي للناتج الداخلي الخام‪.‬‬ ‫على مستوى آخر‪ ،‬أفادت المندوبية بأن مؤشر أسعار االستهالك قد يكون عرف تباطؤا طفيفا إلى‬ ‫زائد ‪ 1،5‬في المائة في الفصل األول من ‪ ،2017‬مقابل زائد ‪ 1،8‬في المائة في الفصل الرابع من‬ ‫‪.2016‬‬ ‫وأوضحت المندوبية‪ ،‬في مذكرتها للظرفية لشهر أبريل ‪ ،2017‬أن هذا التباطؤ يأتي موازاة‬ ‫مع انخفاض وتيرة أسعار المواد الغذائية‪ ،‬وخاصة الطرية (زائد ‪ 1،4‬في المائة‪ ،‬عوض زائد ‪ 2،5‬في‬ ‫المائة)‪.‬‬ ‫وفي المقابل‪ ،‬أشارت المندوبية السامية للتخطيط إلى أن أسعار المواد غير الغذائية ستشهد‬ ‫بعض االرتفاع في وتيرتها (زائد ‪ 1،7‬في المائة‪ ،‬عوض زائد ‪ 1،3‬في المائة خالل الفصل السابق)‪،‬‬ ‫متأثرة‪ ،‬على الخصوص‪ ،‬بزيادة أسعار المواد الطاقية‪ .‬ومن جهته‪ ،‬سيعرف معدل التضخم الكامن‪،‬‬ ‫والذي يستثني األسعار المحددة وأسعار المواد الطرية‪ ،‬ارتفاعا لزائد ‪ 1،3‬في المائة‪ ،‬خالل الفصل‬ ‫األول من ‪ ،2017‬عوض زائد ‪ 1،1‬في المائة خالل الفصل السابق‪ ،‬موازاة مع ارتفاع أسعار خدمات‬ ‫النقل والسكن‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫مختصون‪ :‬قطاع الدواجن يستحق اإلعفاء الضريبي‬ ‫والمستهلكون بالشمال يعانون من ارتفاع األسعار‬ ‫وقـف اللقــاء التواصلي الذي‬ ‫نظمته الجمعية الوطنية لمنتجي‬ ‫الدواجن‪ ،‬نهاية األسبوع الماضي‬ ‫بطنجة‪ ،‬على جملة من اإلكراهات‬ ‫التي يعاني منها القطاع‪ ،‬وعلى‬ ‫رأسها عدم استفادته من اإلعفاء‬ ‫الضريبي‪ ،‬باإلضافــة إلى تحريــر‬ ‫أسعار اللحوم البيضاء الذي يكتوي‬ ‫بناره المستهلك‪ ،‬بسبب هامش‬ ‫الربح غير المتحكم فيه‪.‬‬ ‫ووفق رئيس غرفــة الفالحـة‬ ‫بجهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬عبد اللطيف اليونسي‪ ،‬فإن قطاع الدواجن شهد في السنوات األخيرة‬ ‫تطورا ملحوظا‪ ،‬بفعل مجهودات المربين الذي عملوا على تطوير عملهم وتحسين منتوجهم‪،‬‬ ‫واستجابوا لكل ما تم إقراره من قوانين وقرارات وزارية‪ ،‬غير أن كل ذلك ووجه‪ ،‬حسب المتحدث‪،‬‬ ‫بحيف مورس ضدهم‪ ،‬ويتعلق األمر بعدم تطبيق المرسوم الخاص بتصنيف األنشطة االقتصادية‪.‬‬ ‫وأورد المتحدث أن الدواجن مصنفة ضمن الفرع المخصص للزراعة وتربية الحيوانات‪ ،‬وتحديدا‬ ‫شعبة اإلنتاج الحيواني‪ ،‬جنبا إلى جنب مع أنشطة أخرى كتربية األغنام واألبقار والماعز التي تستفيد‬ ‫من اإلعفاء الضريبي باإلضافة إلى امتيازات أخرى‪ ،‬في حين أن قطاع الدواجن مثقل بالضرائب ما‬ ‫ينعكس سلبا على كلفة اإلنتاج التي تبقى مرتفعة مع طموح المربين‪ ،‬بل إن بعضهم يعانون من‬ ‫خسائر كبيرة‪.‬‬ ‫أما رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بوالية جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬عمر مورو‪،‬‬ ‫فشدد على ضرورة تدخل المؤسسة التي يرأسها في مجال تسويق اللحوم البيضاء‪ ،‬انطالقا من‬ ‫الضيعات فالمجازر الصناعية وصوال إلى محالت البيع‪ ،‬وذلك من أجل تصحيح االختالل الذي تعرفه‬ ‫هذه العملية والتي ترفع بشكل كبير سعر المنتج النهائي‪.‬‬

‫ووفق المتحدث‪ ،‬فإن الفالحين اليوم يتساءلون عن سبب غالء الدجاج داخل األسواق‪ ،‬مشيراً إلى‬ ‫وجود هامش ربح مرتفع يضر بالمستهلك‪ ،‬في الوقت الذي ال يتم فيه تسجيل أي تدخالت حاسمة‬ ‫لوقف هذا النزيف‪ ،‬موردا أنه بسبب سياسة تحرير األسعار ال يمكن ألي جهة التدخل لفرض سقف‬ ‫معين لألثمنة‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬تحدث رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي الدواجن‪ ،‬عزيز العربي‪ ،‬عن المساهمة الكبيرة‬ ‫لقطاع الدواجن في االقتصاد واألمن الغذائي الوطنيين‪ ،‬إذ إن العاملين بالقطاع يصل عددهم إلى‬ ‫‪ 8000‬من مربي الدجاج و‪ 300‬من مربي الديك الرومي‪ ،‬ويساهمون بما مجموعة ‪ 1500‬طن من‬ ‫اللحوم البيضاء يوميا‪ ،‬أي حوالي ‪ 600‬ألف طن سنويا‪ ،‬أربعة أخماسها من الدجاج والباقي من الديك‬ ‫الرومي‪.‬‬ ‫وأشار المتحدث ذاته إلى أن االستثمار اإلجمالي في مجال الدواجن يصل إلى ‪ 8،6‬مليار درهم‪،‬‬ ‫وبرقم معامالت يناهز ‪ 21،5‬مليار درهم‪ ،‬كما يوفر القطاع أزيد من ‪ 106‬أالف منصب شغل مباشر‬ ‫و‪ 245‬ألف منصب عمل غير مباشر‪ ،‬وفق إحصائيات سنة ‪.2016‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫زيادة حركات الحاويات بميناء طنجة المتوسط‬ ‫بـ ‪ 10‬في المائة‬ ‫أف����ادت س��ل��ط��ة م��ي��ن��اء طنجة‬ ‫المتوسط ب��أن ح��رك��ة ال��ح��اوي��ات‬ ‫بالمركب المينائي طنجة‪-‬المتوسط‬ ‫بلغت ‪ 765‬ألف و‪ 647‬حاوية نمطية‬ ‫(ما يعادل عشرين قدما) في الربع‬ ‫األول من سنة ‪ ،2017‬أي بزيادة‬ ‫قدرها ‪ 10،2‬في المائة مقارنة مع‬ ‫نفس الفترة من العام الماضي‪ ،‬وفقا‬ ‫لسلطة ميناء طنجة المتوسط‪.‬‬ ‫وأوض��ح المصدر ذات��ه أن هذا‬ ‫النمو يرجع إلى زي��ادة ال��رواج التي‬ ‫سجلتهــــا المحطـــة المخصصـــة لالستعمال المشترك وبالخصوص أداء الشركات المالكة للبواخر‬ ‫التي وضعت خدمات بحرية جديدة خالل النصف الثاني من سنة ‪.2016‬‬ ‫وسجل ميناء طنجة المتوسط للمسافرين‪ ،‬خالل هذه الفترة‪ ،‬رواجا بلغ ‪ 80‬ألف و‪ 427‬شاحنة‬ ‫للنقل الدولي أي بزيادة ‪ 7،8‬في المائة‪ ،‬في حين وصل عدد المسافرين إلى ‪ 412‬ألف و‪ 250‬مسافرا‬ ‫بزيادة ‪ 9،2‬في المائة مقارنة مع نفس الفترة من سنة ‪.2016‬‬ ‫وبالنسبة للنشاط المتعلق بالسيارات‪ ،‬أفاد البالغ بأن محطة السيارات سجلت زيادة ترجع‪،‬‬ ‫باألساس‪ ،‬إلى تصدير حوالي ‪ 63‬ألف و‪ 688‬سيارة قادمة من مصنع رونو ملوسة‪ ،‬أي بزيادة ‪15،9‬‬ ‫في المائة مقارنة مع نفس الفترة من سنة ‪ ،2016‬مضيفا أنه تمت مناولة ‪ 89‬ألف و‪ 555‬سيارة بكل‬ ‫من محطة رونو والمحطة المخصصة لالستعمال المشترك‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫مديرية الضرائب تحظر التعامل نقدا في المعامالت‬ ‫التي تفوق ‪ 20‬ألف درهم‬ ‫أصبح من غير الممكن الدفــع‬ ‫ن��ق��دا ب��م��ب��ال��غ م��ال��ي��ة ت��ف��وق ‪20‬‬ ‫أل��ف دره��م (مليوناي سنتيم) في‬ ‫المعامالت التجارية بالمغرب‪ ،‬وبات‬ ‫يشترط أن تتم العملية بواسطة‬ ‫الشيكات‪ ،‬والكمبياالت‪ ،‬والتحويالت‬ ‫البنكية‪ ،‬أو البطاقات المصرفية أو‬ ‫معامالت إلكترونية‪ ،‬حسب توجيهات‬ ‫حديثة لمديرية الضرائب لمختلف‬ ‫المديريات الجهوية‪.‬‬ ‫وت���ح���اول ال��م��دي��ري��ة ال��ع��ام��ة‬ ‫للضرائب من خ�لال ه��ذه الدورية‪،‬‬ ‫تتبع عمليات الدفع النقدية وضبط أحد الجوانب التي تضر بشفافية المعامالت التجارية مع تحديد‬ ‫شروطها وأيضا العقوبات التي تطبق في حالة المخالفة‪ ،‬على أن هناك استثناءات حددتها المديرية‬ ‫في حاالت معينة‪.‬‬ ‫من جانب آخر‪ ،‬أطلقت المديرية العامة للضرائب حزمة جديدة من الخدمات اإللكترونية لفائدة‬ ‫المساهمين في النظام الضريبي‪ ،‬بهدف تسهيل المعامالت الضريبية وتعزيزا لسياسة التحول‬ ‫الرقمي التي تنهجها اإلدارة المغربية‪.‬‬ ‫ومن مزايا المنتجات الثالثة‪ ،‬خدمة متابعة الحساب الضريبي‪ ،‬وخدمة «‪ »SIMPL‬للبحث عن‬ ‫الشركات والمقاوالت‪ ،‬إلى جانب خدمة الدفع عبر قنوات متعددة لمجموع الضرائب والرسوم‪.‬‬ ‫إن «الهدف األساس من إطالق هذه الباقة من المنتجات‪ ،‬هو تبسيط المساطر لفائدة المواطنين‬ ‫والعمل على تقليل الحضور المادي للمساهمين ودافعي الضرائب باإلدارة»‪ ،‬مضيفا أن المقاولين‬ ‫لديهم التزامات أهم من الحضور إلى المديرية من أجل إجراء معامالتهم‪.‬‬ ‫ثم إن توفير هذه الخدمات لفائدة المساهمين في نظام الضريبي أصبح ضرورة ملحة لمواكبة‬ ‫مشاريع رقمية اإلدارة وتسهيل الولوج إليها حيث بات بإمكان المواطنين بعد إطالق الخدمات‬ ‫الجديدة االختيار بين عدة وسائل لألداء المناسب لوضعية كل شخص أو مؤسسة‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2017‬‬

‫العدد ‪885‬‬

‫�أوراق من�سية‬

‫ثالثية الدكتور السعود‬

‫‪ 35‬ـ �أحزاب �سيا�سية‪...‬‬

‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫‪...‬يسعد الصالون األدبي ْ‬ ‫أن ينعم مساء‬ ‫اليوم (‪ ،) 2017/4/1‬بقراءات إلصدارات ثالث‬ ‫للدكتور عبد العزيز السعود‪ ،‬وهذه سابقة‬ ‫بفضاء النــادي (‪)c’est une première‬‬ ‫بالدراسة والتحليل وبمعايير عالمية في الفكر‬ ‫والصياغة‪ ،‬حشد الباحث المادة التاريخية‬ ‫لمختبر األحداث التي صنعتْ تلك الحقب‪،‬‬ ‫ونزع األتربة المتراكمة التي اعتلتها وللتاريخ‬ ‫المُتصلب‪ .‬وقد نالتْ هذه األعمال من الباحث‬ ‫المؤرِّخ جهدا قيما ‪.‬‬ ‫نصوص أسلــوب أنجــع إلى األسلــوب‬ ‫العلمي للتاريخ منه إلى النصِّ األدبي‪ ،‬وقبل أن‬ ‫تكون صنعة لفظية‪ .‬يجدُرُ بنا َّ‬ ‫أال نخجل من‬ ‫االعتراف بالحقيقة ( الكندي )‪ْ .‬‬ ‫وأن نسعى إليها‬ ‫ومنْ أيِّ مصادر أتتْ ‪.‬‬ ‫األطماع واللعبة االستراتيجية األجنبية‬ ‫بين البلدان الكبرى‪ ،‬جرَّا َء تلك الشروط‬ ‫المجحفة على المغرب التي فرضتها المعاهدات‬ ‫بعد حرب إيسلي (‪1844‬م)‪ .‬يقول المؤلف ‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫إن المستفرقين يعتبرون الموضوع يخصُّ‬ ‫إسبانيا‪ ،‬عمال بتوصية «إسابيال كاطولكا»‬ ‫( بعقلية الحروب الصليبية )‪ ،‬من أجل ضمِّ‬ ‫المغرب وتنصيره‪ .‬يتضـــح ذلك بوصـــول‬ ‫الجاسوس «دومينكو بادِيا» سنة (‪1803‬م)‬ ‫ٌ‬ ‫مُرسل من طرف السياسي‬ ‫إلى المغرب‪،‬‬ ‫«كودْوي»‪ .‬وقد تقمص الجاسوس شخصية‬ ‫حاج عربي وأمير شريف من أجل نية كسب‬ ‫ثقة السلطان موالي سليمان‪ ،‬للظفر بمعاهدة‬ ‫امتيازات تجارية مقابل طلب المغرب التخلي‬ ‫عن الحصون الصغرى التي رفضها « غودْوي»‪،‬‬ ‫فتمَّ األمرُ بالفشل‪ .‬هي كيفية تغلغل االحتالل‬ ‫اإلسباني والفرنسي (الجاسوس‪ ،‬فوكولـــد)‪.‬‬ ‫ومناهج تحليل الخطاب من استحضار الغايات‬ ‫االستعماريـــة‪ .‬فرصـدَ الباحــث التحوُالت‬ ‫التاريخية لعقل يكشف الحقائق‪ ،‬وقد خلص‬ ‫المؤلف إلى بعض المفاهيــم المنحرفـــة‬ ‫المتواترة عند العامة وعند بعض المثقفين‪،‬‬ ‫لتستبين سرائر الحرج التي استحوذتْ على‬ ‫الكوامن الفكرية لِما اختزنته من وقائع‪،‬‬ ‫مستثمرا بذلك الحفريات العلمية‪ .‬عكف على‬ ‫إبراز المحطات التاريخية التي مهدت الحتالل‬ ‫المغرب‪ ،‬ابتداء من ‪1902‬للميالد‪ ،‬وشعورا من‬ ‫فرنسا باألطماع األروبية‪ ،‬عملت على إقامة‬ ‫اتفاقيات ثنائية مع إيطاليا سنة (‪1902‬م)‪،‬‬ ‫واتفاقية ثانية مع المملكة البريطانية مقابل‬ ‫تخلي فرنسا عن أطماعها في مصر‪ .‬ثم بقي‬ ‫لها ألمانيا‪ .‬فأصبح المغرب بين منزلتين‪،‬‬ ‫الفرنسية‪-‬األلمانية‪ .‬فانحازت بريطانيا إلى‬ ‫فرنسا‪ .‬سنة ‪ 1905‬إلى ‪1906‬م‪ ،‬استقبل‬ ‫السلطان عبد العزيز الدبلوماسي الفرنسي‬ ‫مارا بطنجة إلى فاس‪ ،‬بزعم هذه األخيرة إعانة‬ ‫المخزن في استتباب األمن‪ .‬فحوَّل سلطان‬ ‫المغرب اتجاهه نحو ألمانيا النعدام الثقة في‬ ‫فرنسا‪ .‬نتج عن ذلك مؤتمر الجزيرة الخضراء‪،‬‬ ‫جرَّاء األزمة بين الدولتين‪ ،‬تحت رعاية الواليات‬ ‫المتحدة األمريكية و‪ 12‬دولة أروبية بتاريخ‬ ‫‪ 16/1‬إلى ‪7/4/1906‬م‪ ،‬تم توزيع «حقوق»‬ ‫لفرنسا وإسبانيا وألمانيا في الشأن المغربي ‪..‬‬ ‫ثم توالت األحداث إلى غاية ‪1911‬م‪ ،‬وبطلب‬ ‫من سلطان المغرب موالي حفيظ انتقل‬ ‫الجيش الفرنسي إلى المغرب‪ .‬أرسلت على إثر‬ ‫ذلك ألمانيا فرقاطا عسكرية على شاطئ أكادير‪،‬‬ ‫إلى أن تم االتفاق بينهما بتاريخ ‪4/11/1911‬م‬ ‫ببرلين كي تسلم فرنسا مستعمراتها في‬ ‫الكونكو والكامرون‪ .‬وفي تاريخ ‪ 30‬مارس‬ ‫‪1912‬م‪ ،‬مع إمضاء معاهدة مؤسسة الحماية‬ ‫الفرنسية – اإلسبانية على المغرب‪ ،‬أمضاها‬ ‫أيضا وفي نفس اليوم السلطان موالي حفيظ‪.‬‬ ‫ثم توالت األحداث فكانت المقاومة‪ ،‬تبعتها‬ ‫الحركة الوطنية‪ ،‬والمؤلف يعالج هذه القضايا‬ ‫في كتابه ‪ :‬االستعمار االسباني في المغرب‬ ‫– المقاومة المسلحة والنضال اإلصالحي‬ ‫والسياسي والوطني ثريٌّ وغنيٌّ باألحداث‪.‬‬ ‫فقد تفضل وتناوله األستاذ أسامة الزكاري‬ ‫الباحث في التاريخ المعاصر‪ ،‬بالدرس إلقدامه‬ ‫على تحليل الخطاب بمنهجية علمية‪ ،‬كما‬ ‫استنطق التأريخ وهوامشه‪ .‬بتساؤالت لتوسيع‬ ‫مجال البحث بسياسة االستقطاب بمنطقة‬ ‫جبالة والريف‪ .‬تطــرق األستاذ إلى رسالة‬ ‫«خوردانا» و وثيقة إدانة أحمد الريسوني‪ .‬ثم‬ ‫مذكرات السياسيين واختالق الزعامات وإصدار‬ ‫األحكام‪ ،‬وهي قابلة للمراجعة والتمحيص‪ .‬تلك‬ ‫كانت قراءة مختصرة للجزء األول من الكتاب‪:‬‬ ‫االستعمار اإلسباني في المغرب‪ ....‬إستأنف‬ ‫هذا العرس الثقافي أستاذ التعليم العالي‬ ‫ورئيس شعبة التاريخ بكلية اآلداب بتطوان‬ ‫د‪.‬إدريس بوهليلة‪ ،‬بقراءة المتخصص لمؤلف‪:‬‬ ‫إسبانيا والمغرب‪ ،‬عالقتهما الدبلوماسية خالل‬ ‫القرن التاسع عشر‪ .‬تناول في تحليله األستاذ‪،‬‬ ‫بداية موضوع علم الترجمة التي أقدم عليها‬

‫‪8‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫األحزاب السياسية واالنتخابات التشريعية‬ ‫والرئاسية في الواليات المتحدة األمريكية (‪)5‬‬

‫د‪ .‬عبد العزيز السعود عند تقديمه للباحث‬ ‫العربي ‪،‬لمؤلف»خيرونمو بيكير»‪ .‬فتعرض‬ ‫لصعوبة الحمولة الثقافية بين مختلف‬ ‫الثقافات وإشكالياتها‪ .‬والجنس األدبي للمادة‬ ‫العلمية‪ .‬ثم نسق الترجمات التي هي أسس‬ ‫الحضارات الكونية‪ .‬وقد عاش « بيكير « أفول‬ ‫اإلمبراطورية اإلسبانية بأحداثها وزخمها‪.‬‬ ‫ووضعية المغرب آنذاك من عهد «السيْبة»‬ ‫والتقهقر‪ .‬أرادتْ إسبانيا إعادة بناء مجدِها على‬ ‫حساب المغرب‪ .‬والتقديم والترجمة للمؤلف قد‬ ‫أجاب عن تساؤالت عديدة بأسلوب دبلوماسي‬ ‫لتعميم المعرفة الدبلوماسية ‪.‬‬ ‫كان اإلصدار الثالث ‪ :‬الرسائل الفنالندية‬ ‫ورجاالت الشمال «ألنخل غانيط» من نصيب‬ ‫الدكتـور نزار التجديتــي من كليــة اآلداب‬ ‫بتطوان‪ .‬وهي ارتسامات إسباني من غرناطة‬ ‫كنوع من السيرة الذاتية القصيرة العمر‪ .‬وهي‬ ‫رسائل من جنس آداب الرحالت‪« .‬غانيط» وهو‬ ‫يعيش في «فينالندا» يعالج وينتقد عبر دولة‬ ‫أخرى األوضاع اإلسبانية بنوع من السخرية‪.‬‬ ‫يحكي برؤيته لألمور عن أسلوبـــه للقــراءة‬ ‫والكتابة‪ ،‬وطريقة معيشته خارج وطنه‪ .‬فضال‬ ‫عن طبيعته وأصدقائه وحنينه‪ ،‬وهم يجتمعون‬ ‫حول نافورة «األفياتو» للدردشة‪ ،‬وتبادل أطراف‬

‫الحديث‪ .‬فانكباب المترجم على األثر القيم قد‬ ‫نال إدراك المادة العلمية ل«أنخل غانيبط»‪.‬‬ ‫بالسرْد الموضوعي‪ ،‬بإضافات ومكانة نوعية‪،‬‬ ‫وقدرة المؤلف المترجم على تفسير التغيير عبر‬ ‫الزمان‪ ،‬و وضعه في السياق المناسب من خالل‬ ‫األدلة والبراهين‪ .‬وتنوُّع المصادر وأجناسها‪.‬‬ ‫لبناء حجج أصلية واالستنتاجات على األذلة ‪.‬‬ ‫بمعـــزل عن الغلوّ واستثمار المصادر‬ ‫واعتمادها للبحث العلمي في التاريخ المقارن‪،‬‬ ‫الفرنسي‪ -‬اإلسباني‪ .‬أستاذنـــا ممن فرَّغوا‬ ‫أنفسهم لعلم التأريـــخ‪ .‬وقد يسيــر بعيــدا‬ ‫في حدود الفكر ويجيد في مؤلفاته‪ .‬وهو‬ ‫المخضرم ما بين زمانيْن‪ ،‬حقبة الحماية‬ ‫وزمان االستقالل‪ ،‬مما أضفى عليه استزادة‬ ‫من العلم‪ .‬وقد نهج للفترات التاريخية بالبحث‬ ‫في المادة العلمية بدينامية ومبتكرة من أجل‬ ‫إعادة تأسيس فسيفساء تاريخ منطقة الشمال‪،‬‬ ‫ويخُصُّ بالذكر تطاون‪ .‬وقد استحقَّ دكتور‬ ‫ثالثية اإلصدارات صفة مؤرِّخ تطاون المعاصر‪،‬‬ ‫والباحث األكاديمي لغزارة إنتاجه‪ ...‬إن هو َّ‬ ‫إال‬ ‫مسك ختام الستقراء المادة العلمية لثالثية‬ ‫العروض القيمة لألساتيذ المتخصصين في‬ ‫علم التاريخ‪ .‬مِنْ حكمة المؤرَّخين (اهلل يجيب‬ ‫منْ يحسن بنا في التأريخ ) ‪....‬‬

‫جمعيتا «الطفولة الشعبية» و «الحنان»‪:‬‬

‫تحتفيان بأطفال وزان‬

‫‪ « ‬الطفل والكتاب ‪ ...‬نحو قراءة ممتعة»‪،‬‬ ‫«مختلفــون‪ ...‬كلنا متكاملــــون»‪ ،‬شعاران‬ ‫حملتهما يوم الجمعة ‪ 7‬أبريل‪ ،‬الفتتان عند‬ ‫مدخلي ‪ ‬فضاءين عموميين متباعدين من‬ ‫حيث المسافة‪ ،‬متكاملين من حيث القضية‬ ‫التي تقرعان جرسها جمعيتان أهليتان‪....‬‬ ‫من قلب فضاء دار الشبـــاب المسيرة‬ ‫تعلن حركة الطفولة الشعبية رفع الستار‬ ‫عن النسخة الرابعة لمهرجان الطفل ‪....‬‬ ‫ومن قلب فضاء «حديقتي» تنخرط ‪ ‬جمعية‬ ‫الحنان للتنمية وإدماج األطفال في وضعية‬ ‫إعاقة ذهنية في تخليد اليوم العالمي للتوحد‬ ‫‪ ....‬تزامن تنظيم نشاطين موجهة فقراتهما‬ ‫للطفل في تنوعه الذهني والحركي والنفسي‪،‬‬ ‫يؤكد بأن ملف الطفولة بكل تحدياته إن محليا‬ ‫أو وطنيا‪ ،‬له راهنيته وثقله في دفتر تحمالت‬ ‫السلطات العمومية والمؤسسات المنتخبة‬ ‫التي عليها اعتماد المقاربة الحقوقية لضمان‬ ‫المعالجة المواطنة لقضايا هذه الفئة في‬ ‫تنوعها ‪.‬‬ ‫‪ ‬بدار الشباب المسيرة‪ ‬حضرت أجيال‬ ‫أبناء حركة الطفولة الشعبية وفعاليات مدنية‬ ‫ومنتخبة ورسمية لمشاركة الصوت الممانع‬ ‫ألطفال دار الضمانة فقرات الجلسة االفتتاحية‬ ‫للنسخة الرابعة لمهرجان الطفل ‪ ....‬كلمات‪/‬‬ ‫شهادات من تناوبوا على منصة الخطابة‬ ‫أجمعت على الحضور المتميز لحركة الطفولة‬ ‫الشعبية في مشهد المجتمع المدني الوزاني‬ ‫الفاعل ‪....‬وبين هذه الكلمات التي ساءلت‬ ‫واقع الطفولة المغربية‪ ،‬وزيارة معرض الكلمات‬

‫وبعض المحترفات‪ ،‬استمتع الحضور بلوحات‬ ‫فنية أبدعها أبناء وبنات الحركة‪ ،‬ومعهم‬ ‫تالميذ مجموعة مدارس « النواة « الخاصة‪،‬‬ ‫الذين نجحوا في مصالحة دار الشباب مع زمنها‬ ‫الجميل حينما رقصوا على إيقاع ‪ ‬أغنية ‪ ‬من‬ ‫زمن الثائر تشي كيفارا ‪....‬‬ ‫في فضاء «حديقتي» الذي اكتسى حلة لم‬ ‫تعهد لها الساكنة مثيال‪ ،‬تفاعل العشرات من‬ ‫المواطنين والمواطنات مع فقرات النشاط الذي‬ ‫أشرفت على تنظيمه جمعية الحنان للتنمية‬ ‫إلدماج األطفال في وضعية إعاقة ذهنية‪ ،‬وذلك‬ ‫مساهمة منها في تخليد اليوم العالمي للتوحد‬ ‫( ‪ 2‬أبريل ) ‪.‬‬ ‫‪ « ‬أنا مختلف مثلك»‪ ،‬هذا ما لمسه كل‬ ‫من ألقى نظرة ‪ ‬بمختلف الورشات التي أثثت‬ ‫فضاء «حديقتي» على اللوحات الفنية الجميلة‬ ‫التي خربشتها أنامل أطفال الحنان ‪....‬أطفال‬ ‫ينتصر لهم الفصل ‪ 34‬من الدستور الذي‬ ‫يدعو السلطات العمومية إلى « تأهيلهم‪....‬‬ ‫وإدماجهم في الحياة االجتماعية والمدنية‪،‬‬ ‫وتيسير تمتعهم بالحقوق والحريات المعترف‬ ‫بها للجميع »‪.‬‬ ‫قبل أن يسدل الستار على فعاليات هذا‬ ‫الحفل‪ ،‬وبعد أن تابع الجمهور المتنوع كلمة‬ ‫رئيسة الجمعية التي رسمت في جمل بليغة‬ ‫واقع هذه الفئة من األطفال‪ ،‬سيشد الظالم‬ ‫المفاجئ الذي خيم على فضاء «حديقتي»‪،‬‬ ‫انتباه الحضور الذي التقط الرسالة ‪ ...‬سواد‬ ‫سرعان ما ستخترقه خيوط اللون األزرق الذي‬ ‫يرمز للتوحد ‪ ....‬‬

‫م‪ .‬حمضي‬

‫بالرغم من األدلة القوية على وجود الحزبية داخل النظام‬ ‫السياسي في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬إال أن عدم الثقة فيها‬ ‫يعتبر من المكونات األساسية المتأصلة في الثقافة المدنية‬ ‫األمريكية‪ ،‬كما أن تبني االنتخاب التمهيدي المباشر الختيار‬ ‫المرشحين للكونغرس وللواليات‪ ،‬في بداية القرن العشرين‪،‬‬ ‫واالنتشار الواســع النطـــاق‪ ،‬واألحدث عهدا في نظام االنتخابات‬ ‫التمهيديــة الرئاسيــة‪ ،‬التي أضحت العامل المـقرر في الترشيحات‬ ‫الرئاسية‪ ،‬يعتبران شهادة على المشاعر المناهضة لألحزاب لدى‬ ‫الجمهور‪ ،‬فاألمريكيون ال يشعرون باالرتياح تجاه ممارسة زعماء‬ ‫المنظمات الحزبية‪ ،‬سلطات كبرى على حكومتهم‪ .‬وتكشف‬ ‫استطالعات الرأي العام أن نسبا كبيرة من جمهور الناخبين‬ ‫تعتقد أن األحزاب تساهم في التشويش على القضايا أكثر من‬ ‫توضيحها‪ ،‬وأنه من األفضل أن تحدف ما يدل على الصفة الحزبية‬ ‫في بطاقة االقتراع‪.‬‬ ‫واألحزاب السياسية بالواليات المتحدة األمريكية ال تعمل في‬ ‫جو سياسي غير محبد لها فحسب ‪ ،‬بل إنها تواجه أيضا مشكلة‬ ‫العدد المهم من الناخبين‪ ،‬الذين ال يعلقون أهمية كبيرة على‬ ‫هويتهم الحزبية الشخصية‪ ،‬وأحد األدلة على ذلك اإلحساس‬ ‫المتضائل بارتباط الناخبين الحزبي‪ ،‬هو ما يحدث على نطاق‬ ‫واسع من ظاهرة تقسيم البطاقة االنتخابية‪ ،‬بحيث يتم التصويت‬ ‫لمرشحين من أحزاب مختلفة في نفس عملية االقتراع‪ ،‬وهكذا‬ ‫أقام ‪ 20‬بالمائة من الناخبين سنة ‪ 2000‬بتقسيم بطاقتهم من‬ ‫خالل التصويت لمرشحين من أحزاب مختلفة للرئاسة لمجلس‬ ‫النواب األمريكي‪ ،‬ونتيجة لذلك‪ ،‬حصل مرشحو الحزب الديمقراطي‬ ‫بمجلس النواب على ‪ 40‬بالمائة من دوائر مجلس النواب ‪ ،‬التي‬ ‫فاز فيها(جورج ‪ -‬دافبليو ‪ -‬بوش) في االنتخابات الرئاسية‪.‬‬ ‫ونتيجة لضعف الشعور النسبي بااللتزام الحزبي لدى الكثير‬ ‫من األمريكيين‪ ،‬وجود شريحة البأس بها من الناخبين الذين‬ ‫يعتبرون أنفسهم مستقلين‪ .‬وعلى خلفية االتجاه السائد بتقسيم‬ ‫البطاقة االنتخابية‪ ،‬باتت االنتخابات األمريكية انتخابات تتمحور‬ ‫أساسا حول المرشح وليس الحزب‪ ،‬مما جعل على الدوام‪ ،‬تقاسم‬ ‫السلطة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي على السلطتين‬ ‫التنفيذية والتشريعية للحكومة أمرا شائعا سواء في الحكومة‬ ‫القومية‪ ،‬أو حكومة الواليات الخمسين‪ ،‬وهكذا كانت الرئاسة‬ ‫تسيطر على مجلس واحد من مجلسي النواب أوالكونغرس منذ‬ ‫سنة ‪ ،1980‬ما عدا أربع سنوات منها كانت تحت سيطرة حزبين‬ ‫مختلفين‪ .‬كما تقاسم الحزبان الكبيران السلطة في الواليات‬ ‫المتحدة األمريكية‪ ،‬بعد انتخابات عام ‪ ،2002‬في ‪ 29‬والية‪ ،‬أي ما‬ ‫يمثل أصوات ‪ 58‬بالمائة من الناخبين األمريكيين‪.‬‬ ‫أما األحـــزاب الثالثــة فقــد ظل مرشحوها‪ ،‬والمرشحون‬ ‫المستقلون‪ ،‬ظاهرة تتكرر في فترات منتظمة في البيئة السياسية‬ ‫األمريكية‪ ،‬رغم العقبات التي تحدثنا عنها سابقا‪ ،‬وغالبا ما‬ ‫كانوا يدفعون بمشاكل اجتماعية‪ ،‬فشلت األحزاب الرئيسية في‬ ‫مجابهتها‪ ،‬وجعلها في مقدمة الخطاب السياسي العام‪ ،‬وإلى‬ ‫جدول أعمال الحكومة‪ ،‬غير أن معظم األحزاب الثالثة كانت‬ ‫تنتعش في انتخابات واحدة ثم تختفي‪ ،‬أو تتالشى تدريجيا‪ ،‬أو يتم‬ ‫استيعابها من أحد الحزبين الرئيسيين‪ ،‬ومنذ خمسينات القرن‬ ‫التاسع عشر‪ ،‬برز حزب واحد جديد فقط‪ ،‬وهو الحزب الجمهوري‪،‬‬ ‫حيث تمكن من التموقع في المشهد السياسي األمريكي كحزب‬ ‫رئيسي‪ ،‬وفي تلك الحالة كانت هناك مسألة ال أخالقية طاغية‪،‬‬ ‫هي العبودية التي أحدثت انقساما في أوساط الشعب بالواليات‬ ‫المتحدة األمريكية‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2017‬‬

‫العدد ‪885‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪� 18‬أبريـل ‪2017‬‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫و�س ْك» مَحْ ُل ْ‬ ‫ول يَا َل َّال !‬ ‫َ«ق ْف َطا ُن ْ‬

‫زوبعة من االنتقادات صاحبت تنظيم مهرجان قفطانوس‪،‬‬ ‫مؤخرا بطنجة‪ ،‬خاصة بعد اإلعالن من مساهمة المجلس البلدي في‬ ‫دعم هذا المهرجان الذي وصل إلى دورته الخامسة بعد النجاحات‬ ‫التي سجلتها دوراته السابقة‪.‬‬ ‫وما له‪ ،‬لما يطلع المجلس البلدي «شاطــر» في «التنشيــط»‬ ‫الثقافي والسياحي للمدينة ؟ أليس ذلك من أولويات عمله‬ ‫واختصاصاته المنصوص عليها في «دفتر التحمالت» ؟‬ ‫وإال فمن‪ ،‬من المنتقدين‪ ،‬يستطيع نفي وجود صلة وثيقة بين‬ ‫«الهز الشرقي» األصيل والثقافة األصيلة بمدلولها الكوني؟ ومن‬ ‫يمكنه أن ينكر األثر البليغ للرقص الشرقي في خلق التوازن النفسي‬ ‫داخل اإلنسان المغربي المتخن بخيبات األمل المتراكمة‪ ،‬وأوجاع‬ ‫القرارات البلدية المرتجلة‪ ،‬وهموم التطاحنات السياسية ‪ ،‬وتنكر‬ ‫بعض «الملتزمين» لعهودهم ووعودهم األخالقية‪ ،‬مقابل حفنة‬ ‫حقائب وزارية فانية‪ ،‬فناء البشرية؟‬ ‫ظهور فيفي عبده‪ ،‬أو «فيفي» لألصدقاء‪ ،‬ببنيتها «الوازنة»‬ ‫وعيونها الواسعة‪ ،‬وشفتيها المستفزة‪ ،‬ونهديها النافرين‪« ،‬زعزع»‬ ‫فينا شعورا عارما بالحيوية والنشاط‪ ،‬والفضل في ذلك يعود لـ‬ ‫«مهرجانوس موديلوس قفطانوس» الذي حظي بدعم «رمزي»‬ ‫من جماعة «البيجيديوس» خدمة للثقافة والسياحة في مدينة‬ ‫«طنجتيوس» !!!‬ ‫فيفي أشرقت علينا بطلعتها البهية‪ ،‬ورمتنا بنظراتها المربكة‪،‬‬ ‫وفتنتنا بابتساماتها المزعزعة وضحكاتها المزلزلة ‪ ،‬فحركت فينا‬ ‫«الدواخل» ومنحتنا‪ ،‬مشكورة‪ ،‬الشعور بالراحة والسعادة واالنتشاء !‬ ‫وقد ال تتصورون مقدار سعادتنا حين علمنا أن فيفي عبده ‪،‬‬ ‫راقصة الحانات المصرية الشهيرة‪ ،‬المتألقة ‪ ،‬سوف تكون هذه‬ ‫السنة‪« ،‬ضيفة شرف» «قفطانوس» وحين شاهدناها على المواقع‪،‬‬ ‫وهي تمر على المنصة‪ ،‬سعيدة مزهوة‪ ،‬كدنا نفقد توازننا‪ ،‬وانخرطنا‬ ‫في «زوبعة» من التصفيق حتى كدنا أن ندمي راحة كفوفنا‪...‬من‬ ‫فرط اإلعجاب والسعادة !‬ ‫وال نفهم سر الزوبعة من االنتقادات التي سببها دعم المجلس‬ ‫البلدي لقفطانوس وتكريمه للغالية «فيفي»‪ .‬أوليست مسألة‬ ‫الثقافة من صميم هموم المنتخبين بعيدا عن المعتقدات الدينية‬ ‫واألل��وان السياسية ولون اللحى إن اخضوضرت بلون الحناء أو‬ ‫تركت لعامل الزمن يشيحها بياض الشيب «وهو وقار» ‪....‬ولقد‬ ‫أصابت نائبة العمدة حين أكدت رضا الجماعة على مشاركتها في‬ ‫«قفطانوس» وعزمها على المساهمة في كل عمل يرمي إلى‬ ‫«تنشيط» المجال الثقافي والسياحي بالمدينة‪.‬‬ ‫وإذن‪ ،‬فال أثر لوجود ما ادعـــت «جهات» مغرضة من وجود‬ ‫«احتقـــان» داخل الجماعة والمدينة‪ ،‬بسبب تكريم الراقصة‬ ‫االستعراضية المصرية «فيفينوس» في مهرجان «قفطانوس»‬ ‫ألن األمر ال يعدو أن يكون «شغلة» ثقافية وحضارية وإنسانية‬ ‫ودعوة نبيلة إلى تالقي الثقافات والحضارات وتالقحها وتالحقها‪،‬‬ ‫وانفتاحها على العالم‪.‬‬ ‫معلهش يافيفي‬ ‫ربنا يأدرنا المرة الجاية إن شاء اهلل !!!‪.....‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫ألنه صفع حمارا‬

‫حكم «الشمايت» بمنطق أفتاتي‬

‫مواقع التواصل االجتماعي انتفضت في وجه شاب تجرأ‬ ‫على بث فيديو على تويتر وهو يصفع حمارا على وجهه‪.‬‬ ‫وحيث أن المجتمع ملتزم بحماية حقوق الحيوان ‪ ،‬كما‬ ‫تأمر بذلك كل الديانات السماوية واألرضية‪ ،‬والمواثيق‬ ‫الدولية‪ ،‬فقد قررت الشرطة إيقاف صافع الحمار «آمور»‬ ‫الذي ال يزيد عمره عن ‪ 13‬عاما‪ ،‬ويتمتع بسمعة طيبة‬ ‫بين أبناء القرية التي يعيش وسط أهلها ‪ ،‬وهو ما جر على‬ ‫الشاب الذي تعمد صفع الحمار على وجهه‪ ،‬والتباهي بذلك‬ ‫على صفحة التويتر‪ ،‬استياء الحقوقيين وغضبهم وطالبوا‬ ‫بمعاقبته بعد ما صاغوا له تهمة «العنف ضد الحيوان»‪.‬وهو‬ ‫ما حصل‪.‬‬ ‫حدث ذلك في أمريكا‪ ،‬طبعا‪ .‬أما حميرنا نحن‪ ،‬فيعنفون‬ ‫ويضربون و «ينغزون» بـالمسامير و «اليشفات» ويحملون‬ ‫ما ال يطيقون‪ ،‬دون أن يكترث أحد لحالهم‪ .‬وكيف يكترثون‬ ‫لـ «البكمة» والحال أن العنف «اآلدمي» صار «ثقافة»‬ ‫مشاعة بين «بشر» الهمجية والتخلف ‪ ،‬وعقابا مشروعا لكل‬ ‫المنتفضين المطالبين بحقوقهم‪ ،‬وممارسة يومية بين‬ ‫األزواج في البيت‪ ،‬وداخل األسرة وفي الشارع والمدرسة‬ ‫والمقهى والسوق‪....‬ضرب‪ ،‬وجرح‪ ،‬وتعنيف‪ ،‬واغتصاب‪،‬‬ ‫وسلخ‪ ،‬وسحل و «شرملة» ‪ ،‬وتباه برفع السكاكين والسيوف‬ ‫في وجه المواطنين األبرياء‪ ،‬ضحايا العنف والهمجية‪ ،‬أمام‬ ‫ما يسجله المشهد من انفالت في األمن ونزوح إلى التطرف‬ ‫واالعتداء على أمن وأمان المواطنين‪....‬‬ ‫وال يجد بعضهم من حرج في رفع شعار «الغالب اهلل»‪! ‬‬

‫يبدو أن العزيز أفتاتي لم يعد يحتمل وضعه المهمش‬ ‫الذي جره عليه لسانه الجارف وقلة انضباطه كقيادي بارز‬ ‫«سابقا» في حزب العدالة والتنمية‪ ،‬وهو حزب كبير إذا ما‬ ‫قورن بغيره من األحزاب مجتمعة‪ ،‬أفتاتي هذا ‪ ،‬وحسب ما‬ ‫طلع في بعض الصحف‪ ،‬يكون قد عاد لمقوالت «الدولة‬ ‫العميقة» و»التحكم»‪ ،‬نافيا أن تكون حكومة العثماني‬ ‫على صلة بالدستور ومستجيبة «إلرادة الشعب» وأن حزبه‬ ‫كان ضحية «ظالميي الدولة العميقة»‪( ،‬هكذا) التي «يجب‬ ‫مواجهتها» حتى يتم قطع الطريق على «الحكم الفرد‬ ‫المطلق»‪.....! ‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫أين اختفى التوأم‬ ‫في مستشفى القنيطرة‪ ،‬حدث غريب‪ .‬سيدة تلد توأم‬ ‫فتتسلم مولودا واحدا ويختفي توأمه‪ .‬السيدة كانت متابعة‬ ‫من طرف طبيب أخصائي توليد‪ .‬وتحصلت على وثائق تثبت‬ ‫وجود توأم في رحمها قبل أن تصل إلى «سبيطار الدولة»‬ ‫لتحصل المفاجأة ‪ .‬الزوج صرح بتوفره على نتائج الفحوص‬ ‫باألشعة والموجات الصوتية‪ .‬وأكد أن الطبيب المتابع‬ ‫لزوجته «بشره» بالتوأم وطمأنه إلى أنه ال توجد مشكالت‬ ‫على الوضع‪.‬‬ ‫من عجائب الصحة العمومية في المغرب‪.‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫مسألة «نضج سياسي»‬ ‫سويعــات بعد تشكيـــل الحكومـــة‪ ،‬ودخول االتحاد‬ ‫االشتراكي «قفـــص» التحـــالف المقدس» وفق رغبته‬ ‫وطموحه‪...‬وإلحاحه‪ ،‬انبرى بين جموعه من سارع إلى انتقاد‬ ‫الحزب القائــد للحكومـــــة بقــــوة صناديق االقتــــراع‪،‬‬ ‫ووصــف هـــذا الحــزب بالرجعيـــة والتخلـــف والقبـــح‬ ‫وشبهـــه ب «العجوز المتصابية»‪.‬‬ ‫األمر يتعلق باإلعالمي يونس مجاهد الذي رافق الكاتب‬ ‫األول لالشتراكيين في مختلف مراحل «المحادثات» من أجل‬ ‫استوزارهم داخل ائتالف العثماني بعد رفضهم من طرف‬ ‫بنكيران ولعدة شهور‪.‬‬ ‫مجاهد الذي رشحته «اإلشاعات» امنصب وزير التواصل‬ ‫والناطق الرسمي للحكومة‪ ،‬وهو منصب يملك يونس‬ ‫مجاهد الكفاءات والمؤهالت العلمية والمهنية ليتواله‬ ‫عن «جدارة واستحقاق»‪ ، ،‬لوال أنه في السياسة المغربية‪،‬‬ ‫مسألة الكفاءات والمؤهالت تكاد ال تعني شيئا‪ ،‬وأن «علم‬ ‫الدمياطـــي» هو المتحكـــم في االختيـــارات االستوزارية‪،‬‬ ‫واألفالك والجمادات واإلنس والجان والطبيعة ‪ ،‬كما هو‬ ‫الشأن بــ « الدعوة الجلجلوتية» و «الجداول الزهرية»‬ ‫وأسرار «علم الرمل» الكونية‪.‬‬ ‫ومع أن مجاهد تحجج بأن ما كتب على عموده الخاص‬ ‫أمر يخصه‪ ،‬إال أن موقعه في حزب االتحاد االشتراكي‬ ‫وظروف هذا الحزب الذي لم يلتحق بالحكومة إال بـ «الريق‬ ‫الناشف»‪ ،‬أمور ربما كانت تنصح بشيء من التروي في‬ ‫إصدار األحكام‪ ،‬ونشر االنتقادات الحادة التي من شأنها‬ ‫أن تعقد مأمورية «الرفاق» المستمزرين والحكومـــــة‬ ‫ككـــل‪ ،‬بعد البلوكاج الشهير و «صلح الحديبية» المحشور‬ ‫في القضية دون مبرر باطن أو ظاهر‪ ، ،‬خاصة وأن مشروع‬ ‫«استوزار»كان يخصه شخصيا‪ ،‬تم «جهاضه» في آخر لحظة‪،‬‬ ‫نتيجة حسابات ربما كانت خاطئة‪ ،‬وربما كانت «دمياطية»‪،‬‬ ‫«زناتية»‪......! ‬‬

‫كالم كبير‪....‬تافه‪ ،‬فيه إحاالت على بعض أدبيات قدماء‬ ‫االشتراكيين ‪ .‬إال أن ما يثير نوعا من الشفقة على العزيز‬ ‫أفتاني هو أنه لم يستطع في هجمته الغاضبة على حكومة‬ ‫العثماني‪ ،‬اإلشارة بالوضوح الكامل إلى من يعنيهم ب‬ ‫«الدولة العميقة» وبـ «التحكم» ‪ ،‬ليبقى هجومه «داخل‬ ‫عموميات» يصعب تصديقها أو قبولها أو الوقوف على‬ ‫حقيقتها‪.‬‬ ‫إال أن ما يثير استنكار المواطنين في غالبيتهم ‪ ،‬أن‬ ‫يصف أفتاتي حكام المغرب بـ «الشمايت» حين نقل عنه‬ ‫تصريحه بأن «المغرب يحكمه الشمايت» ولم يأت منه رد‬ ‫فعل باالستنكار أو النفي‪ .‬والشماتة بالمفهوم المغربي فيه‬ ‫الكثير من معاني المذلة و «الحقران» والخذالن والتشفي‪،‬‬ ‫والخيبة واالستغالل والفـــرح ببلية الغيــر حتى ولو كان‬ ‫«الشماتة» هو من تسبب فيها‪ ....‬إلى آخره‪.‬‬ ‫ومعاد اهلل أن يكون حكام المغرب «شماتة» بالمعنى‬ ‫«الفتاتي» الذي ال يحصر الكالم في حدود لفظه اللغوي وال‬ ‫األحكام في منطوقها الواقعي الظاهر والصريح‪.‬‬ ‫فهل تغيرت أخالق حكام المغرب خالل السويعات التي‬ ‫أعقبت انتقال الحكم بين بنكيران والعثماني بالرغم من أن‬ ‫حزب أفتاتي «العدالة والتنمية» استمر في قيادة الحكومة‪،‬‬ ‫عمال بأحكام الدستور‪.....‬‬ ‫منطق ؟‪......! ‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫تغيرت الحكومة‬ ‫ولم تتغير لغة الحوار‪« :‬الزرواطة»‬ ‫ربما ظنت هيئة الممرضات والممرضين أنه بذهاب‬ ‫بنكيران ذهبت سياسة «الزرواطة» التي كان «يجاهر»‬ ‫بالثناء على أصحابها علنا وتحت قبة البرلمان‪ ...‬ولكن‪ ،‬ليس‬ ‫الخبر كـ «التحصيص»‪! ‬‬ ‫فقد تعرضت وقفة الممرضات والممرضين يوم ‪7‬‬ ‫أبريل الجاري‪ ،‬بباب وزارة الصحة بالرباط‪ ،‬للمطالبة بمعادلة‬ ‫دبلوماتهم ‪ ،‬بـ «معالجة» أمنية من «الصنف» المعلوم‪،‬‬ ‫لم يحتج «المعالجون» إال لـ «زرواطات» صنعت لمثل هذه‬ ‫المناسبات «السعيدة» التي تسيل فيها دماء المتظاهرين‬ ‫والمعتصمين وتوزع خاللها الجروح والكدمات‪ ،‬وتفصل‬ ‫أثناءها عظام بعض األعناق المشرئبة إلى الباب الكبير‬ ‫للوزارة «الوردية» ما يتطلب وضع «مقوم للعنق» في بعض‬ ‫الحاالت‪ ،‬وتصاب مشاركات في حاالت إغماء بسبب الكر‬ ‫والفر هربا من أصحاب الزرواطات التي «تخبط خبط عشواء»‬ ‫و«تفرشخ» أنى طابت لها «الفرشخة» على رؤوس وأبدان‬ ‫مواطنين ذنبهم أنهم‪ ،‬بعد أن أعيتهم المطالبة والوعود‬ ‫بتصحيح وضعية األطر الصحية ‪ ،‬نزلوا إلى الشارع‪ ،‬في حراك‬ ‫سلمي‪ ،‬دفاعا عن مطالبهم التي يرونها مشروعة‪.‬‬ ‫الممرضات والممرضون الذين يطالبون بعدم االلتفاف‬ ‫على اتفاق ‪ 6‬يوليوز ‪ ،2011‬بخصوص المعادلة واإلدماج‬ ‫في السلكين ‪ 10‬و ‪ ،11‬وأيضا بحقهم في االستفادة من‬ ‫نظام التكوين المعمول به في الجامعات والمعاهد العليا‬ ‫الوطنيــة (إجـــازة ـ ماسنر ـ دكتوراه) الذي يهم ما فوق‬ ‫‪ 14‬ألف ممرض وممرضة من خريجي أفواج ‪.2011 - 1996‬‬ ‫رفعوا شعارات بليغة من قبيل ‪« :‬هذا مغرب الزرواطة ‪،‬‬ ‫ماشي مغرب الكفاءات» «هي كلمة واحدة‪ ،‬وزارة الوردي‬ ‫فاسدة» و «يابالدي شهدي علي‪ ،‬العثماني يحكر في»‪ ! ‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2017‬‬

‫العدد ‪885‬‬

‫‪10‬‬

‫الرواية الكولونيالية اإلسبانية‬ ‫• أنطونيو كاراسكو غونثالث*‬

‫مراحل الرواية الكولونيالية الإ�سبانية حول املغرب‬

‫كان للعالقات اإلسبانية المغربية خالل النصف الثاني من القرن التاسع عشر‪ ،‬والنصف األول من القرن‬ ‫العشرين الميالدي‪ ،‬انعكاس على الرواية اإلسبانية‪ .‬لكن هناك اختالف في االهتمام والنتائج‪ ،‬والموضوع‪،‬‬ ‫ووجهة النظر‪ ،‬وفي النوايا والغايات‪ ،‬حيث من الصعوبة بمكان إيجاد ما هو مشترك‪ ،‬وما هو أبعد من‬ ‫السيناريو‪ ،‬ولكن بإمكاننا وضع منهجية تقوم على مراحل‪ .‬وفي جميع الحاالت‪ ،‬قبل البدء في الموضوع‪،‬‬ ‫سيكون من الضروري اإلشارة بصفة عامة‪ ،‬إلى أن األدب اإلسباني حول المغرب يقوم على الوهم‪ .‬إن‬ ‫الرؤى التي كانت عند الكتاب اإلسبان حول المغرب في عهد االستعمار مختلفة ومتعارضة؛ وملقنة دائما‬ ‫بالمسافة التي تبعد األوربي عن اإلفريقي (المغربي)‪ ،‬وحتى عند أوالئك الكتاب الذين يظهرون تفهما نحو‬ ‫المغاربة‪ .‬يفترض الوهم زيف جزء كبير من الحاالت التي تطرح في الكتب اإلسبانية‪ ،‬غياب الموضوعية‬ ‫عند إظهار البعض والبعض اآلخر‪ .‬هناك بطولة مبالغ فيها‪ ،‬والمبالغة في القساوة المختلقة‪ .‬إن الوهم‬ ‫هو إيحاء‪ ،‬وتشويه‪ ،‬وخيال لتشويه الواقع‪ ،‬ال أقل وال أكثر‪ .‬إنه الحس بأن يكون الغير‪ ،‬وأن يحل محل اآلخر‪،‬‬ ‫وفي مناسبات كثيرة الحس بالتفوق‪ ،‬وباإلورمركزية‪ ،‬أو ما أطلق عليه المستعمرين اإلنجليز «جينغويزم»‬ ‫(الشوفينية‪ ،‬الوطنية المتطرفة‪ ،‬التي تقول بالتوسع عن طريق العنف للسيطرة على األمم األخرى)‪ .‬وإجماال‪،‬‬ ‫يمكننا التذكير برأي إدوار سعيد‪ :‬الشرق دائما ابتدعه واختلقه الغرب‪ .‬هناك دائما وهم‪ ،‬أي صورة مزيفة‪،‬‬ ‫كرد على فهم إيديولوجي للحظة الكولونيالية نفسها‪ ،‬والذوق الجمالي أو الرغبة الدعائية‪ .‬إنه وهم‪ ،‬ألن‬ ‫المغرب بالنسبة للبعض يكاد يكون عالما متخيال‪ ،‬حيث يسع لمغامرات ال يقبلها العقل وال المنطق‪ ،‬أرض‬ ‫لبناء األحالم‪ ،‬تبعد على مسافة ‪ 12‬كلم‪ .‬وبالنسبة لآلخرين كان هذا البعد يصلح للتأمل حول الوضعية‬ ‫اإلنسانية عامة‪ ،‬أو التأمل حول مشاكل وطنهم نفسه‪ ،‬مع استعمال كعذر‪ ،‬وضعية تستغل لتفسير قواعد‬ ‫عامة‪ ،‬لما حدث أو ما كانوا يتمنون أن يحدث‪ ،‬صادر عن عمل خاطئ‪ ،‬أو اإلصالح والتجديد‪ .‬لنلقي نظرة على‬ ‫تطور الرواية اإلسبانية حول المغرب‪:‬‬

‫المرحلة األولى‪ : ‬االستشراق الذي ال يمكن تجنبه‪.‬‬

‫يمكننا أخذ التعبير االستشراقي كاكتشاف جمالي للعالم اإلسالمي‪ ،‬وهو اكتشاف منح الجديد‬ ‫للموضوعات‪ ،‬التي ستتضمن بعض األلغاز‪ ،‬والفانتازيا‪ ،‬والغرائبية‪ ،‬وهو ما سيسمح بطريقة ما‪ ،‬خلق عالم‬ ‫متخيل‪ ،‬واقع في عالم موجود‪ ،‬يفقد فضائله وخصائصه‪ .‬وأكثر من ذلك‪ ،‬يمكن القول أنه جمع أوالئك الذين‬ ‫يجهلون تقريبا كل شيء عن العالم المغاربي‪ ،‬وبنوه حسب رغباتهم وإراداتهم‪ ،‬وأوالئك الذين يعرفونه‬ ‫بطريقة أقل أو أكثر‪ ،‬وعملوا كذلك بطريقة إرادية على تشويهه‪ .‬بدأت المرحلة األولى مع حرب تطوان‬ ‫سنة ‪ ،1858‬وامتدت إلى سنة ‪(1909‬حرب مليلية)‪ .‬تميزت هذه المرحلة بانعدام المعرفة والدعاية‪ ،‬والمزاعم‬ ‫التوسعية الترابية اإلسبانية‪ .‬وكان المقام والحاالت المحكية تصل إلى هذيان‪ ،‬وهراء حقيقي‪ ،‬مليء بعدم‬ ‫ضبط التسلسل التاريخي‪ ،‬وانعدام الدقة‪ ،‬والجهل واالفتعال الزائف‪ .‬إنها نتيجة أدبية لدعاية مفرطة ومبالغ‬ ‫فيها‪ ،‬رأت في الحرب الخارجية طريقة لتجاوز النزاعات الخارجية‪ ،‬وفي ذات الوقت انبرت للدفاع عن توجه‬ ‫اندفاعي استعماري جديد‪.‬‬ ‫و هكذا نجد روايات ذات قيمة أدبية قليلة‪ ،‬مثل «مغاربة الريف»‪ ،‬أو «سجين الحسيمة»‪ ،‬للكاتب «بيدرو‬ ‫موطا» (‪« .)1856‬الصليب والهالل»‪ ،‬أو «حرب المغرب»‪ ،1860(( ،‬للكاتب «كوبيرو»‪« ،‬شرف إسبانيا»(‪)1859‬‬ ‫للكاتب «رفائيل ديل كاستيو»‪ ،‬أو «رودريغو وسلمى»‪ ،‬أو «احتالل تطوان» (‪ )1862‬للكاتب أنطونيو ريدوندو‪.‬‬ ‫ومع ذلك يبدي الكاتب بيريث غالدوس‪ ،‬الشك‬ ‫حول الوهم المغربي المليء باللمعان الزائف‪ ،‬عندما‬ ‫نشر فصال من األحداث الوطنية «عيطة تطاون»‬ ‫سنة ‪ ،1905‬هذا الكاتب‪ ،‬مالحظ دقيق ويقظ بالواقع‬ ‫التاريخي اإلسباني‪ ،‬كان يعرف نتيجة حرب ‪( 1893‬حرب‬ ‫مليلية التوسعية)‪ ،‬وثمار توسع مدينة مليلية‪ .‬وكان‬ ‫من ثمار هذه الرؤية الواسعة أن رشح عنها التشاؤم‪،‬‬ ‫واإلنذار حول طعم الوهم الزائف‪.‬‬ ‫ومع ذلك استمر االستشراق كنزعة جمالية‪،‬‬ ‫استغلها كتاب الحداثة اإلسبان الجدد؛ مثل الكاتب‬ ‫اسحاق مونيوث‪ .‬هذا الكاتب كانت له معرفة تامة‬ ‫بالبلد وبلغته‪ ،‬لكنه كان يهتم بمشهد غير واقعي عندما‬ ‫كان يصف ما هو واقعي وحقيقي‪ .‬وكل ذلك من أجل‬ ‫أن يفرغ شحنة رؤيته حول الحياة المأساوية‪ ،‬والعنف‪،‬‬ ‫والعاطفة‪ ،‬وبعيدا عن األخالق الكاثوليكية الصارمة والملزمة‪ ،‬كان يتخيل أن هذا البلد من الضفة األخرى‬ ‫هو أكثر حرية‪ ،‬وأقل تشبثا بالعادات‪ .‬وهكذا نشر رواية «حفل الدم»(‪ ،)1909‬أو «بعيدة وضائعة»(‪.)1913‬‬ ‫لكن االستشراق استمر بإصرار‪ ،‬وقوة مع كتاب مثل بيدرو وماكسميليانو رايدا‪ ،‬أو أنطونيو بيرا ساالس‪.‬‬ ‫وبعد سنة ‪(1921‬معركة أنوال)‪ ،‬وهي السنة التي وقع فيها تغيير في العقلية اإلسبانية نحو المغرب‪ ،‬نجد‬ ‫رواية «نعمة‪ ،‬سلطانة القصر الكبير»(‪ ،)1925‬للكاتب الفرنسيسكاني خوصي ماريا لوبيث‪ ،‬ورواية «عائشة»‬ ‫(‪ ،)1925‬للعسكري «لويس بيريث لوثانو»‪ ،‬أو «عن األراضي المغربية» (‪ )1923‬للصحفي أنطونيو أولميدو‪.‬‬

‫المرحلة الثانية ‪ :‬األلم يتجاوز الغرائبية‪.‬‬

‫لقد كشفت الحرب التي دمرت المنطقة الشرقية من منطقة الحماية اإلسبانية بشمال المغرب‪ ،‬ما بين‬ ‫‪ 1909‬و‪ ،1913‬عن الوجه القاسي للمغامرة االستعمارية‪ .‬إن المعاناة التي سببتها للقوات اإلسبانية جعلتهم‬ ‫يدركون أن االحتالل لن يكون نزهة عسكرية‪ .‬وأوضحت بجالء مظهرا لن ينساه اإلسبان أبدا‪ :‬الشجاعة‬ ‫العسكرية التي تميز بها أهل الريف‪ .‬وبالنسبة ألحسن عقلية كولونيالية سيظل المغربي بالنسبة لإلسباني‬ ‫متوحشا‪ ،‬ومتخلفا‪ ،‬وغير متحضر‪ ،‬الخ‪ ...‬ولكن لن يكون بعد اآلن محاربا بدائيا‪ ،‬بل جنديا صارما‪ ،‬وفعاال‪،‬‬ ‫ويصيب الهدف‪ ،‬ومستعد للتضحية‪ .‬مع التغيير في شكل النظرة إلى العدو‪ ،‬يتم القبول‪ ،‬على األقل ببعض‬ ‫صفاته؛ ولكن‪ ،‬يجب أن ال ننسى أن مدح العدو‪ ،‬يعني كذلك إضفاء قيمة أكبر على األعمال الخاصة‪ .‬لكن‬ ‫هذه المرحلة هي التي لم يتم استغاللها من طرف كتاب الرواية اإلسبانية‪ .‬ولم تسرد سردا جيدا الحمالت‬ ‫العسكرية؛ رغم أنه نشرت أحسن مدونات الوقائع اإلخبارية لمؤلفين مثل رييرا‪ ،‬وكالبوا‪ ،‬وكورال كابايي‪ ،‬أو‬ ‫غاييغو راموس‪ .‬ولم تتم االستفادة من ظروف قابلة لكتابة الرواية‪ ،‬كوصول اإلسبان األوائل‪ ،‬الذين أقاموا‬ ‫في أراضي صعبة‪ ،‬أو الشخصية فوق العادة التي كان يتميز بها القائد العسكري والديني «مزيان» الذي حارب‬ ‫إسبانيا‪ .‬هذا القائد‪ ،‬خالفا للروكي بوحمارة أو الريسوني‪ ،‬لم يسبق أن كان موضوعا للخيال األدبي‪ .‬ليست‬ ‫كافية بعض الروايات القصيرة لملء هذا الفراغ كرواية «شحنة أجدير» (‪ )1914‬للكاتب «رويث ألبينيث»‪ ،‬أو‬ ‫«في الحرب» (‪ )1909‬للكاتب «كولومبيني»‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة‪ : ‬طور أنوال‪.‬‬

‫استمر الكتاب اإلسبان في حكيهم حول المغرب بجهل كبير للواقع‪ .‬كان ذلك في جزء منه بسبب‬ ‫الغرائبية المستمرة عندهم بإلحاح‪ ،‬والرغبة برسم ما هو مختلف‪ ،‬واالستمتاع باكتشاف أسباب‪ ،‬أو مواضيع أو‬ ‫سيناريوهات تضفي أصالة على الحكايات‪ .‬كانت في جزء منها متأصلة على دعاية‪ ،‬بطريقة واعية أم ال على‬ ‫القضية الكولونيالية‪ .‬ومن جانب آخر‪ ،‬وفي نهاية المطاف‪ ،‬يجب البحث عن سبب الجهل الكبير بهذا البلد‪.‬‬ ‫إن الهزيمة التي تكبدها اإلسبان في معركة أنوال‪ ،‬واالنهيار التالي لقيادة الجيش اإلسباني بمدينة مليلية‪،‬‬ ‫واالنسحاب من الشاون‪ ،‬والدفاع عن تطوان‪ ،‬غيرت الرؤية التفاؤلية التي كانت عند اإلسباني المتوسط‪.‬‬ ‫هذه الحملة تسببت في إحداث رجة كبيرة في المجتمع اإلسباني‪ ،‬أدت إلى أزمة سياسية واجتماعية حقيقية‪.‬‬ ‫وطرحت في المجتمع اإلسباني سجاال كولونياليا جديدا تميز بنزعة يسارية قوية‪ ،‬رافضة للعمل السياسي‬

‫• ترجمة‪ :‬إدريس الجبروني‬

‫الحكومي الذي يقوم على حزم استعماري‪ .‬وستبرز المفارقة عندما سيصل اليسار إلى الحكم‪ ،‬بعد أن تمت‬ ‫تهدئة المغرب‪ ،‬لم يعمل اليسار اإلسباني إطالقا على انسحاب إسبانيا من األراضي اإلفريقية (المغرب)‪ .‬ومن‬ ‫وجهة النظر األدبية‪ ،‬ستتقوى النزعة الحربية وهي دالة عند الكتاب اإلسبان حول المغرب‪ .‬كان لها اختياران‪:‬‬ ‫• الكتاب الذين يراهنون بحزم على التخلي واالنسحاب من منطقة الحماية اإلسبانية‪ .‬وهذه المسألة‬ ‫كانت حاضرة عند الرأي العام اإلسباني‪ ،‬وفي أعمال بعض كتاب المواضيع السياسية‪ ،‬وخاصة‪ ،‬انطالقا من‬ ‫سنة ‪ ،1909‬ولكن لم يكن ذلك قد انعكس على الرواية‪.‬‬ ‫• الكتاب الذين كان اختيارهم صريحا‪ ،‬وهو استمرار عمل الحماية‪ ،‬وإنزال العقاب بالعدو الريفي‪ ،‬وإنجاز‬ ‫االحتالل الكامل‪.‬‬ ‫حول الكتاب األوائل‪ ،‬يجب توضيح بعض القضايا التي في كثير من األحيان تقوم على أخطاء‪ .‬في‬ ‫المقام األول‪ ،‬هم كتاب يتأملون حول حالة األمة اإلسبانية‪ ،‬وينتقدون النظام الوطني‪ .‬أصيبوا بخيبة األمل‪،‬‬ ‫ال يعتقدون أن التوسع في (إفريقيا) المغرب له فوائد إلسبانيا‪ ،‬نظرا لثمنه الباهض‪ ،‬ويشتكون من معاناة‬ ‫الجنود اإلسبان‪ :‬سوء العناية بهم‪ ،‬ليسوا مهيئين‪ ،‬ليست لهم جهوزية‪ ،‬سوء التغذية‪ ،‬ويتحملون جسديا ثقل‬ ‫الحمالت العسكرية في سياسة ال تنفعهم في شيء‪ .‬وتحولت معركة أنوال بالنسبة لهذا الجيل من الكتاب‬ ‫إلى مثل جيل ‪ .98‬يرفضون النزعة العسكرتارية كقوة تدير شؤون البالد‪.‬‬ ‫فهم ينتقدون أساسا إسبانيا‪ ،‬وهذا ال يعني أنهم يقفون إلى جانب المغرب‪ ،‬الذي يتفهمون موقفه من‬ ‫الغزو األجنبي‪ ،‬ولكنه بالنسبة إليهم ما زالوا يعتبرونه عدوا‪ .‬وفي هذا الباب يمكننا ضم حكايات هذا الحدث‪:‬‬ ‫«إيمان» (‪ )1930‬للكاتب رامون خ‪ .‬سيندير‪« ،‬مسار انصهار متمرد»(‪ )1951‬للكاتب أرطورو باريا و«الحصن‬ ‫الخشبي»(‪ )1928‬للكاتب خوصي دياث فيرنانديث‪.‬‬ ‫هؤالء الكتاب ال يضعون أنفسهم في جلد الريفي‪ ،‬وال يحاولون حتى النظر إلى هذه الوضعية من‬ ‫وجهة نظرهم‪ .‬كانوا يرفضون كل ما كان يحدث في إسبانيا ولكن انطالقا من موقف إسباني‪ .‬ولذلك ال‬ ‫يمكن مؤاخذتهم على أن تكون لهم رؤية صائبة وحقيقية عن المستعمَر‪ ،‬ال يبحثون عن ذلك‪ ،‬وهنا يتحدد‬ ‫وهمهم‪ :‬المغرب وسكانه ليسوا شأنهم الرئيسي‪ ،‬بل هو ذريعة للرقابة‪ .‬هذه النبرة استمرت عند كتاب‬ ‫آخرين معاصرين والالحقين الذين عالجوا حرب إفريقيا (المغرب) «مثل قصة أسير» (‪ )1966‬للكاتب خ‪ .‬أ‪ .‬غايا‬ ‫نونيو‪ ،‬و«القبيلة» (‪ )1980‬للكاتب فيرناندو غونثاليث‪ ،‬وفيما بعد «إتثرا» (‪ )1993‬لماريا شارليس‪ ،‬و«أيام‬ ‫الضوء» (‪ )1994‬إلدوردو باليرو «أو أحد منا» (‪ )2001‬للورينثو سيلبا‪.‬‬ ‫تضم المجموعة الثانية‪ ،‬الكتاب الذين أدركوا أن رد فعل اإلسبان يجب أن يكون حربيا‪ ،‬رد الهجوم‬ ‫لتحقيق النصر‪ ،‬وغسل العار بالدم وإتمام العمل الذي عانينا فيه فقط انتكاسة هامة‪ ،‬ولكن ليست نهائية‪.‬‬ ‫وأوالئك الذين يفهمون أن البقاء في المغرب هي مهمة والتزام دولي‪ ،‬وأن النصر سيتحقق بالتهدئة التي‬ ‫ستكون نصرا للشعب اإلسباني بعد إصالحه وتجديده‪ .‬من األعمال الروائية لهذه المجموعة‪« ،‬الكلب‬ ‫الرومي»(‪ )1922‬لبكتور رويث ألبينيث‪« ،‬ال أريد أن أموت» (‪ )1924‬ألنطونيو كاسيس‪« ،‬نحن الذين التحقنا‬ ‫باللفيف» (‪ ،)1932‬ألسينخو ألونسو‪ ،‬و«يامنة» (‪ )1933‬لثيلدونيو نيغرييو‪ ،‬و«مكتوب» (‪ )1926‬لغريغوريو‬ ‫كوراشانو‪ ،‬أو «لونا دي تطاون»‪ ،‬أللفريدو كارمونا‪.‬‬ ‫لكن كالهما وقعا في نفس الخطأ‪ :‬كانت نية‬ ‫المجموعتين لم تكن كتابة الرواية حول الواقع‬ ‫المغربي بتجرد وموضوعية‪ ،‬بل إعطاء رؤية إسبانية‬ ‫حصريا‪ ،‬تكون فيها صورة المغربي ضعيفة‪ ،‬ال أهمية‬ ‫له حسب المعيار الخاص بالكاتب‪ ،‬وإسقاط على‬ ‫المغرب سبب تقسيم إسبانيا إلى إسبانيتين‪ ،‬وضعية‬ ‫ستؤدي بعد سنوات إلى الحرب األهلية‪.‬‬ ‫و الدليل على االهتمام الذي أيقظته هذه األحداث‬ ‫لدى الجمهور اإلسباني‪ ،‬هو ظهور عدد ال بأس به‬ ‫من الروايات القصيرة‪ .‬كانت وسيلة شعبية للتسلية‪،‬‬ ‫فكان القارىء اإلسباني يكتتب في سلسالت مختارة‬ ‫يتوصل بها في بيته دون اطالعه على ما سينشر‪.‬‬ ‫وكان الناشرون يضمنون نجاح منشوراتهم من‬ ‫خالل اختيار أسماء بعض الكتاب‪ ،‬وفي بعض الحاالت‬ ‫يختارون الموضوع‪ .‬وفي هذا الباب يمكننا ذكر‪ :‬يوميات‬ ‫جندي من اللفيف(‪ )1922‬لخوان فيراغوط‪ ،‬و«بطل اللفيف»(‪ )1921‬لكاباييرو أوداث‪ ،‬و»تحت شمس‬ ‫العدو»(‪ ،)1921‬ألويوس بينسينط‪ ،‬و«فرسان الكانطرا» (‪ ،)1922‬ألنطونيو ليثاما‪ ،‬و«جمال اللفيف»(‪)1922‬‬ ‫لكارلوس ميكو‪ ،‬و«امرأة البطل»(‪)1924‬لرودولفو بينياس‪ ،‬و»شغف المورو»(‪ )1925‬لمارغريطا أسطراي أو‬ ‫«نسور من فوالذ» (‪ )1926‬للوبيث رييندا‪.‬‬

‫المرحلة الرابعة‪ : ‬منطقة الحماية بعد حرب التهدئة‬

‫لم تعرف إسبانيا أدبا حقيقيا كولونياليا إفريقيا‪ ،‬أي صادر عن كتاب ولدوا أو أقاموا في المستعمرات‪ ،‬بل‬ ‫كان هناك أدباً حول المستعمرات‪ ،‬كتبه أدباء من شبه الجزيرة اإليبيرية‪ .‬ولهذا نجد صعوبة في العثور في‬ ‫الروايات الكولونيالية إسبانوإفريقية على حكاية عن الحياة اليومية الكولونيالية‪ ،‬رغم أن هناك غزارة حول‬ ‫سرد األحداث الحربية‪ .‬في الرواية اإلسبانية لم يدرك الكتاب فرصة نسخ تالقي اللغات‪ ،‬واألجناس واألديان؛‬ ‫واختالط الثقافات وأسلوب الحياة؛ وتعارض المصالح أو القوانين التنظيمية التشريعية‪ ،‬وصراع السلطات‪.‬‬ ‫ولم يرد أحد التعمق في األسرار أو المشاكل التي عاشوها بعيدا عن الوطن‪ ،‬وحسرات أوالئك الذين ذهبوا‬ ‫بحثا عن حياة أفضل‪ ،‬وغم وآالم المستعمرة‪ .‬هناك حكايات قليلة حول الحياة المدنية في منطقة الحماية‪.‬‬ ‫نجد فئة قليلة من الكتاب اهتمت بذلك؛ من بين الكتاب الذين أعطوا صورة غير عسكرية عن المنطقة‪ ،‬يبرز‬ ‫لويس أنطونيو دي بيغا لغزارة مؤلفاته والطابع الفنطاسطيكي الذي تميزت به أعماله‪ ،‬من مؤلفاته «الذين‬ ‫ينحدرون من ساللة حواء» (‪ ،)1941‬و»جواسيس على خارطة إفريقيا» (‪ )1943‬أو «أبناء العريس»(‪.)1945‬‬ ‫الكتاب الذين خصوا طنجة بصفحات كثيرة‪ ،‬وبما أنها كانت منطقة دولية‪ ،‬عاشت على هامش‬ ‫الحروب‪ ،‬فإنهم أعطوا رؤية عن الحياة اليومية أكثر‪ ،‬كما كانت عليه الحياة الكولونيالية‪ .‬وهكذا يمكننا ذكر‬ ‫«طنجة مونطيكارلو الصغيرة» (‪ )1924‬للكاتب لوبيث رييندا‪« ،‬أوطيل طنجة»(‪ )1955‬لطوماس سالبادور‪،‬‬ ‫«السوق الكبير» (‪ )1956‬للكاتبة كارمين نونيل‪« ،‬أموال إبليس»(‪ ،)1958‬للكاتبة بيال خيمينيث‪ ،‬أو «إالغاري‬ ‫الطنجي»(‪ )1988‬للكاتب م‪ .‬دي ال سوروال‪ .‬وفوق كل هذا يجب الحديث عن الكاتب اإلسباني الكبير الذي‬ ‫كتب عن طنجة وهو أنخيل باثكيث‪ .‬تتجمع فيه قيم الميكروكوسموس التي كانت تمثله طنجة الدولية‪ ،‬في‬ ‫سرد يتميز بجودة أدبية‪ ،‬ويمكننا إجماله في رواية استثنائية ‪« :‬حياة الكالب لخوانيطا ناربوني» (‪.)1976‬‬ ‫إن ما هو أساسي في األدب‪ ،‬هو حرية المؤلف عندما يكتب‪ .‬وكل واحد يمكن أن يسرد ما يريد وكيفما‬ ‫يريد‪ .‬ال يمكن أن نلوم الروائيين اإلسبان الذين يستعملون المشهد المغربي بطريقة أو أخرى‪ .‬وفي جميع‬ ‫الحاالت يمكن نقد جودة نصوصهم‪ .‬ولكن يمكن إثبات فعل مسلم به‪ ،‬ال يناقش‪ :‬غياب روايات إسبانية‬ ‫تقدم لنا صورة عما كانت عليه الحياة في منطقة الحماية اإلسبانية بشمال المغرب‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــ‬

‫*أنطونيو كاراسكو غونثاليث كاتب إسباني‪ .‬ولد بييرينا بإقليم باداخوس‪ .‬حاصل على دكتوراه في القانون‪ .‬باحث في شؤن المستعمرات‬ ‫اإلسبانية بإفريقيا‪ ،‬وفي قانون المستعمرات‪ .‬كتب العديد من المقاالت في الموضوع‪ ،‬وأصدر عدة أبحاث‪ ،‬نذكر منها ‪ :‬قانون المستعمرات بإفريقيا‬ ‫(‪ ،)2007‬تاريخ الرواية الكولونيالية اإلسبانوإفريقية (‪ ،)2009‬وعن الرواية «انتظام في وادي موني» (‪.)2010‬‬


‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2017‬‬

‫العدد ‪885‬‬

‫سكان مدينة القصر الكبير وناحيتها‬ ‫يشتكون من الخصاص المهول للتجهيزات‬ ‫واألطر واألدوية بالمستشفى المدني‬ ‫الوحيد بها وبالمراكز الصحية ‪...‬‬ ‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬عبد القادر أحمد بن قدور*‬

‫ْ�س مْ ُ‬ ‫ا�ض َي ًة َم ْر ِ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ال ْط َم ِئ َن ُّة ْارجِ عِي �إِ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫�ض ّ َي ًة‬ ‫} َيا �أَ ّ َيت َُها ال ّ َنف ُ‬ ‫َف ْاد ُخلِي يِف عِ َبادِ ي َو ْاد ُخلِي َج َّنتِي {‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫لبت نداء ربها‪ ،‬المشمولة بعفو اهلل‪ ،‬المرحومة‬

‫أمينة أوربانيخا التسولي‬ ‫حرم المرحوم عبد القادر التسولي‪،‬‬ ‫ووالدة األستاذ محمد رشيد التسولي‬

‫وذلك يوم اإلثنين ‪ 10‬أبريـل‬ ‫‪ ،2017‬وشيع جثمانها الطاهر في‬ ‫موكب جنائزي مهيب‪ ،‬حضره األهل‬ ‫واألحباب والمعــارف‪ ،‬ودفـن بمقبرة‬ ‫سيدي اعمــار‪ ،‬بعــد صالة العصر‬ ‫بمسجد محمد الخامس بطنجة‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬نتقــدم‬ ‫بأحـر التعــازي إلى أبنــــاء الفقيدة‪،‬‬ ‫«محمد رشيد» وحسن وعمر وكريمة‬ ‫وليلى‪ ،‬وإلى جميع أفــراد عائالت‬ ‫التسولي والعمرانــي واألندلســي‬ ‫والوهابي وبومنديل ومزنود وبوغار‬ ‫والعداس‪ ،‬راجين لهم منه تعالى الصبر والسلوان‪ ،‬وللفقيدة عظيم‬ ‫األجروالغفران‪ ،‬تغمدها اهلل بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته مع‬ ‫النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين‪ ،‬وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫المستشفى المدني الوحيــد بهاتــه‬ ‫المدينة الذي تأسس سنة ‪ 1936‬ورغم أن‬ ‫هذه المدينة ودائرتها القروية بجماعاتها‬ ‫العديدة يبلغ عدد سكانها أزيد من ‪250‬‬ ‫ألف نسمة‪ ،‬كما جاءت في المحور الطرقي‬ ‫الرئيسي بين العرائش والقصر الكبير‪،‬‬ ‫ويقدم إليه سكان قيادة عرباوة وسيدي‬ ‫بوبكر الحاج‪ ،‬ودواوير بني خالد والكيشا‬ ‫وصرصار‪ ،‬وهم تابعين لمدينة سوق األربعاء‪،‬‬ ‫ألن هذه الدواوير قريبة من مدينة القصر‬ ‫الكبير العريقة والمجيدة ‪ ..‬فهذا المستشفى‬ ‫محتاج للقيام بتجهيزات له واألدوية العديدة‪،‬‬ ‫بل حتى األدوية الضرورية والبسيطة غير‬ ‫موجودة به (كبيطادين) و (السيروم)‪ ،‬وقراية‬ ‫‪ 10‬سنوات تم بناء مختبر التحليالت الذي‬ ‫ينقصه التجهيز ومواد تستعمل لغرض‬ ‫التحليالت بدوره‪.‬‬ ‫وقسم األطفال دمجوه مع قسم الطب‬ ‫العام‪ ،‬وبمكان طب األطفال أقاموا مركزا‬ ‫لتشخيص بعض التخصصات كطب العيون‪،‬‬ ‫وطب األسنان والجراحة العامة‪ ،‬ولم يعوضوا‬ ‫طبيبة األطفال التي استقلت منذ ما يقرب‬ ‫من سنة‪ ،‬والتي كانت تعالج األطفال بعناية‬ ‫تامة وكفاءة جيدة‪ ،‬وطبيبة العيون ليس لها‬ ‫تجهيزات وأدوات أساسية وضرورية للعمليات‬ ‫الجراحية (كاجاللة) وظفر العينين وغير ذلك‪،‬‬ ‫وتكتفي باالستشارة‪ ،‬وهذا ال يكلف القطاع‬ ‫غالفا ماليا كبيرا‪.‬‬ ‫لهذا فالخصاص من األطباء العامين‬ ‫للمستعجالت‪ ،‬لذا فيلزم ولو زيادة طبيبين‬ ‫عامين به لكي ال يقع الفراغ في هذا القسم‪،‬‬ ‫ألنه إذا مرض أحد األطباء أو أخذ رخصة فمن‬ ‫يعوضه‪ ،‬ويبقى مكانه فارغا والحاجة إليه‪.‬‬ ‫ومن قبل كان يوجد بالمستشفى ‪ 3‬أو‬ ‫‪ 2‬من أطباء الوالدة إال هذه السنين األخيرة‬ ‫بقي طبيب واحد للوالدة ومريض بعض‬ ‫الشيء يقوم باإلستشارة فقط‪ ،‬والمالحظ‬ ‫أن الممرضات يخفن من الضرر ومن‬ ‫المضاعفات‪ ،‬وأحيانا ال يقمن بواجبهن كما‬ ‫يجب كما يقول بعض السكان‪ ،‬إذ يلزم وجود‬ ‫الطبيب الخاص بالوالدة أو طبيبين لهذا‪.‬‬ ‫ومصلحتي الوالدة والمستعجالت فيهما‬ ‫ضغط كبير على األطباء‪ ،‬والتجهيز بهما‬ ‫ضئيل وضيق المكان‪ ،‬وأحيانا ال يجدون مكانا‬ ‫للوالدة والنوم والراحة‪.‬‬ ‫وطبيبة وطبيب للجراحــة يقومــــان‬ ‫بواجبهمـــا ومنضبطــــان لكـــن ليـــس‬ ‫بالمستشفى آلة للتعقيم حديثة ألن هذه‬ ‫اآللة قديمة وتصيبها أعطاب بين الفينة‬ ‫واألخرى‪ ،‬كما يلزم تجهيزات عديدة لهذا‬ ‫القسم‪ ،‬وكذلك يلزم تعيين ممرضين‬ ‫متعددي التخصصات ألن النقص حاد فيهم‪،‬‬ ‫لتقوية قسم المستعجالت‪ ،‬وخاصة اإلجرام‬ ‫العديد بهذه المنطقة‪ ،‬فكثير من السكان‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫انتقل إلى عفو اهلل تعالى الكتبي الشهيرفي‬ ‫حي المصلى بتطوان المرحوم‬

‫موسى حنانة الغماري‬ ‫يوم الجمعة ‪ 17‬رجب ‪ 1438‬الموافق‬ ‫لـ ‪ 14‬أبريل ‪.2017‬‬

‫مفوضية الشرطة استغرق بناؤها أزيد من ثالثين سنة‪ ..‬لماذا لم يتم استغاللها إلى اآلن ؟!‪.‬‬

‫يأتون بالليل خاصة والنهــار متعرضين‬ ‫للجروح واإلصابات العديدة من طرف بعض‬ ‫المجرمينو(الشماكرية)‪.‬‬ ‫كما أنه ال يوجد راديو ضروري (نومريك)‬ ‫ألن الراديو الموجود قديم جدا‪ ،‬واستعماله‬ ‫تزاوجه الزمن والوقت‪.‬‬ ‫ولتنقيل المرضى بصفة مستعجلة‪ ،‬لكي‬ ‫ال يكون مصيرهم كمصير الذين سبقوهم‬ ‫وماتوا بسبب الخصاص في سيارات اإلسعاف‬ ‫مادام المستشفى ليست به تخصصات لطب‬ ‫العظام والقلب وجراحة الدماغ يلزم تزويد‬ ‫المستشفى بثالث سيارات لإلسعاف‪...‬‬ ‫وفي انتظار تتميم بناء المستشفى‬ ‫الجديد الكائن بطريق العرائش بمدينة‬ ‫القصر الكبير الذي انتظره السكان منذ‬ ‫سنوات عديدة خلت بفارغ الصبر والذي بدأت‬ ‫أشغال البناء فيه من جديد في المدة األخيرة‪،‬‬ ‫وال بد من اإلشارة أن طاقم المستشفى‬ ‫المدني الوحيد السالف الذكر في عدة مرات‬ ‫قاموا بوقفات واحتجاجات لطلب اإلستغاثة‬ ‫بالحماية األمنية لهم بالمستشفى‪ ،‬ويقدم‬ ‫رجال األمن يوما أو يومين له‪ ،‬ثم يغادرونه‬ ‫دون رجعة‪ ،‬وخاصة وأن بهذه المدينة‬ ‫خصاص من رجال األمن‪ ،‬وبعض دوائر األمن‬ ‫لم تفتح لحد اآلن رغم عدة كتابات ومقاالت‬ ‫عدة لي عن هذا ومن طرف العديد من‬ ‫المنابر اإلعالمية‪ ،‬ومؤخرا بدأت الكوميسارية‬ ‫التي بنيت منذ سنوات وسط مدينة القصر‬ ‫الكبير تجهز ببعض التجهيزات بين الفينة‬ ‫واألخرى والسكان ينتظرون بفارغ الصبر‬ ‫فتحها قريبا وخاصة في الذكرى ‪ 61‬لتأسيس‬ ‫األمن الوطني بالمغرب ليوم ‪،2017/05/16‬‬ ‫وفتح الدوائر األمنية األخرى المقفولة منذ‬ ‫سنوات بعيدة والقيام بتجهيزاتها الضرورية‪،‬‬ ‫ألن سكان مدينة القصر الكبير يتمنون ذلك‬ ‫بكل ممنونية‪ ،‬ألن هذه المدينة تعج بالشباب‬ ‫المتذمر من البطالة المستفحلة والفقر‬

‫المذقع مما يتسبب بعضهم في السرقة‬ ‫والنشل واإلجرام‪...‬الخ‪..‬‬ ‫لذا‪ ،‬يلــزم حمايــة هاتــه المستشفى‬ ‫للعاملين بها من أجل أن يعودوا سالمين‬ ‫للعمل وتكون مردودية كبيرة لألطقم‬ ‫المداومة بها وغيرها ألن اإلعتداءات على‬ ‫العاملين بالمستشفى عامة والمداومين‬ ‫بالليل واألعياد وأيام العطل كافة‪.‬‬

‫وبهذه المناسبة األليمة تتقدم هيئة تحرير‬ ‫جريدة الشمال بأحر التعازي وأصدق المواساة‬ ‫إلى عائلته راجين المولى عز وجل أن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله‬ ‫الصبر والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫هذا وإن المواطنين يشتكون من بعض‬ ‫المستوصفات القليلة بهاته المدينة‪ ،‬ألن في‬ ‫قليل من المرات يمنحونهم األدوية القليلة‪،‬‬ ‫وأحيانا كثيرة يرجعونهم بخفي حنين كما‬ ‫يقع خاصة بالمستوصف الكائن بحي السالم‬ ‫(المرينة) والذي أنجزته مؤسسة بالمملكة‬ ‫اإلسبانية من األندلس‪ ،‬وخاصة وأن هاته‬ ‫المنطقة تعج بالسكان المحتاجين والضعفاء‬ ‫الذين يترددون عليه كثيرا قصد اإلفتحاص‬ ‫والعالج‪.‬‬ ‫يأمل السكان صادقين ومخلصين أن‬ ‫ينتبه بعض المسؤولين المعنيين لهذه‬ ‫الحاضرة التاريخية والمهمشة والمنسية‬ ‫واإلستراتيجية والواقعة بين شمال المغرب‬ ‫وجنوبه‪ ،‬والتي كانت مقرا لإلستراحة منذ‬ ‫العهود القديمة‪ ،‬والعناية والمراقبة الالزمتين‬ ‫لمراكزها الصحية الخمسة فقط الموجودة‬ ‫بها‪ ...‬والقيام بالتجهيزات الضرورية‬ ‫لها‪ ،‬والشغل ألبنائها وبناتها العاطلين‬ ‫والضائعين‪ ...‬رغم أن الكثير منهم حاصلون‬ ‫على شواهد دراسية جامعية هامة وأساسية‪...‬‬ ‫كما أن المواطنين بها من الناحية النفسية‬ ‫والصحية في حاجة ماسة ألماكن للترفيه‬ ‫والترويح عن الذات والعقل‪ ،‬وحدائق لهؤالء‬ ‫السكانوألطفالهم‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــ‬

‫* ناشط حقوقي وإعالمي‬ ‫وعضو شرفي في منظمة العفو الدولية‬ ‫ـ فرع المغرب ـ‬

‫انتقل إلى عفو اهلل تعالى الطالب الباحث‬ ‫المرحوم‬

‫رضا أفيالل‬

‫صباح يوم السبت ‪ 18‬رجب ‪1438‬‬ ‫الموافق ل ‪ 15‬أبريل ‪.2017‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة يتقدم أساتذة‬ ‫شعبة اللغة العربيـة وآدابهــا وماستر األدب‬ ‫العربـي في المغــرب العلوي ‪ :‬األصول واالمتدادات‪ ،‬وأساتذة سلك‬ ‫الدكتوراه بنية النص األدبي العربي القديم بآداب تطوان بأحر التعازي‬ ‫وأصدق المواساة إلى عائلته الكريمة سائلين المولى عز وجل أن يتغمد‬ ‫الفقيد بواسع رحمته وأن يلهمهم الصبر والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬


‫العدد ‪885‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2017‬‬

‫منهج التأريخ عند د‪ .‬عبد العزيز السعود‬ ‫من خالل كتابه تطوان في القرن الثامن عشر‬ ‫لم يكن هدف الدكتور عبد العزيز السعود من‬ ‫تأليف كتاب «تطوان في القرن الثامن عشر السلطة‪-‬‬ ‫المجتمع‪ -‬الدين» هو التأريخ لمسقط رأسه فحسب‪،‬‬ ‫بل إنه كان ينشُد‪ ،‬أيضا‪ ،‬أن يستثمر اآلخرون ما كشف‬ ‫عنه من معلومات جديدة تخص تطور تطوان العمراني‬ ‫والديموغرافي والفكري في بناء تاريخ أشمل يغطي‬ ‫مساحة المغرب كله‪ ،‬ائتساء بـ «المسعى اإلسطوغرافي‬ ‫المغربي التجديدي ــ يقول المؤلف ــ (الذي) ينظر إلى‬ ‫الماضي في إطاره المحلي‪ ،‬ويسعى إلى وضع قواعد‬ ‫يمكن أن ينبني عليها تاريخ وطني حقيقي‪ ،‬فيتم تحويل‬ ‫االهتمام عن األحداث السياسية الوطنية إلى الحركة‬ ‫الداخلية للقوى االجتماعية‪ ،‬وذلك باالعتماد على مناهج‬ ‫جديدة مستمدة من العلوم االجتماعية‪ ».‬ويعكس هذا‬ ‫القول أن الوعي التاريخي عند مؤرخنا يستبطن رؤية‬ ‫منهجية تؤمن بأن إعادة بناء تاريخ المغرب ينبغي أن‬ ‫تنطلق من دراسات مونوغرافية تخص كل إقليم أو‬ ‫مدينة على حدة‪ ،‬ال تكتفي باستنطاق عشرات المصادر‬ ‫العربية واألجنبية‪ ،‬وكتب الحوليات المغربية العامة‪،‬‬ ‫وإنما تسائل الوثائق المحلية والتقاييد الشخصية‬ ‫والكناشات الخاصة في كل منطقة أو مدينة برؤية‬ ‫جديدة تروم بناء معرفة تاريخية أقرب إلى الدقة‪،‬‬ ‫تخص أول األمر المنطقة موضوع الدرس‪ ،‬لتمسي‬ ‫بعد ذلك بجانب دراسات محلية مثيالت لها أسسا‬ ‫لكتابة تاريخ مغربي شامل‪.‬‬ ‫ويذكر هذا التوجه بدعوة كان أطلقها في‬ ‫سبعينيات القرن الماضي أحد الباحثين المغاربة‬ ‫المرموقين وهو الدكتور عباس الجراري ارتأى فيها‬ ‫أن «اإلقليمية» كإطار منهجي ضرورية في دراسة‬ ‫األدب المغربي دون أن يعني ذلك تضييقا في األفق‬ ‫أو انحصارا في المحلية ـ على حد قوله ـ «ألنه ــ يقول‬ ‫مسترسال ــ كلما قسم نطاق اإلقليم في الدراسة‬ ‫إلى بيئات صغيرة‪ ،‬كانت دراسة اإلقليم مكتملة‬ ‫ومستوفاة‪ .‬وهذا ما يجعلني أحبذ األبحاث والتواريخ‬ ‫التي ألفت وتؤلف ــ ولو بطريقة قديمة ــ عن مدن‬ ‫كمراكش وسوس وتطوان والرباط وفاس‪ ،‬فإنه من‬ ‫مجموع هذه الكتابات يمكن تهييء المادة التي قد‬ ‫تساعد على استخراج الصورة الحقيقية للمغرب‪ ،‬سواء‬ ‫في تاريخه السياسي أوالفكري‪ ».‬ودعوة أستاذنا الجراري‬ ‫وإن كانت تخص ميدان األدب إال أنها تصدق‪ ،‬أيضا‪،‬‬ ‫على الدراسات التاريخية‪ ،‬باعتبار أن الفرعين األدبي‬ ‫واالجتماعي ينتميان إلى دوحة واح��دة هي العلوم‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬إضافة إلى قيام البحث التاريخي الحديث على‬ ‫ما يسميه العروي بـ «التناهج» أي «التعاون العضوي‬ ‫بين التخصصات المختلفة على أساس أن التاريخ هو‬ ‫«علم العلوم»»‪ ،‬وهو ما يتناغم مع التوجهات المعاصرة‬ ‫التي تدعو إلى نبذ عقلية التخصص‪ ،‬واإلعالء من شأن‬ ‫وحدة العلوم اإلنسانية‪ ،‬واالستفادة من حصيلتها‬ ‫المجاورة للمادة التاريخية‪ .‬ولعل القارئ يدرك أننا بهذا‬ ‫الكالم ال ننفي أن المعرفة التارخية ــ كما يؤكد «هنري‬ ‫مارو» ‪ Henri-Iréné Marrou‬ــ هي معرفة منظمة‬ ‫وصارمة مخالفة للمعرفة األدبية واألسطورية‪.‬‬ ‫والالفت أن عباس الجراري ال يستفيض في شرح‬ ‫مفهوم «اإلقليمية»‪ ،‬ويكتفي بالتنصيص على أهميتها‬ ‫كإطار منهجي دون أن يتعدى ذلك إلى شرح الركائز‬ ‫النظرية التي يقوم عليها منهجه اإلقليمي‪ ،‬ومن‬ ‫ثمة رأيناه يرحب بكل منتج محلي ولو كتب «بطريقة‬ ‫قديمة»‪ ،‬على حد قوله‪ ،‬في إحالة‪ ،‬دون شك‪ ،‬إلى‬ ‫مؤرخين كتبوا عن مدنهم أو أقاليمهم مثل المختار‬ ‫السوسي في تأليفه «إيليغ قديما وحديثا»‪ ،‬أو الفقيه‬ ‫محمد داود في «تاريخ تطوان»‪ ،‬أو محمد بوجندار مؤلف‬ ‫كتاب «مقدمة الفتح في تاريخ رباط الفتح» وغيرهم‪،‬‬ ‫وهو ما لم يكتف به د‪ .‬السعود كما سنرى‪.‬‬ ‫محددات منهجية‬ ‫أشار د‪ .‬عبد العزيز السعود في المقدمة التي‬ ‫وضعها لكتابه تطوان في القرن الثامن عشر في عجالة‪،‬‬ ‫ولكن بوضوح‪ ،‬إلى جملة محددات منهجية ارتأى أنها‬ ‫الكفيلة بمقاربة علمية لموضوعه‪ .‬وقد تجاوزت هذه‬ ‫المحددات فكرة اإلطار اإلقليمي إلى كيفية اشتغال‬ ‫المؤرخ على الموضوع‪ .‬ونجملها فيما يلي مرتبة من‬ ‫أكثرها عمومية أي صالحية لمقاربة أي موضوع تاريخي‬ ‫إلى أكثرها خصوصية أي تعلقا بموضوع الكتاب الذي‬ ‫نحن بصدده‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫• ضرورة اعتماد المناهج الجديدة المستمدة من‬ ‫العلوم االجتماعية في معالجة الموضوع التاريخي‪ .‬وهو‬ ‫ما سنعود إليه بعد قليل‪.‬‬ ‫• إعطاء األسبقية في الدراسة للحركة الداخلية‬ ‫للقوى االجتماعية على األحداث السياسية الوطنية دون‬ ‫أن يعني ذلك التخلي التام عن هذه األخيرة‪ ،‬أو االنسياق‬ ‫مع المفاهيم المستعملة في التفسير المادي للتاريخ من‬ ‫قبيل «الصراع الطبقي» و»البرجوازية» و»الطبقية»‪...‬‬ ‫تفاديا ألي تعسف في وصف الواقع التاريخي للمغرب على‬

‫‪12‬‬

‫حد قول المؤلف‪ ،‬وهو ما التزم به د‪ .‬سعود في كتابه كما‬ ‫سنرى الحقا خاصة عندما تناول التراتبية االجتماعية في‬ ‫المجتمع التطواني خالل القرن الثامن عشر‪.‬‬ ‫• الوعي بالسياق الزمني والمكاني العام في التأريخ‬ ‫لتطوان في القرن الثامن عشر‪« ،‬ألن تحديد الزمان ــ‬ ‫يقول المؤلف ــ في حد ذاته طريقة مالئمة لإلحالة على‬ ‫فترة زمنية مجردة‪( ،‬كما) أنه ال يمكن أن نتصور تاريخ‬ ‫تطوان في القرن الثامن عشر إال داخل النطاق العام‬ ‫لتاريخ المغرب»‪.‬‬ ‫• االستناد إلى المعالجة التراجعية أي دراسة أقرب‬ ‫الفترات إلينا فاألقل قربا ألن ذلك كفيل بإعادة بناء‬ ‫صورة المجتمع التطواني‪ ،‬ومن خالله المجتع المغربي‬ ‫ككل‪ .‬وهو ما سار عليه مؤرخنا حينما خصص أطروحته‬ ‫األولى لدراسة المجتمع التطواني في القرن التاسع‬ ‫عشر‪.‬‬ ‫• التحديد الكرونولوجي المنهجي للفترة المدروسة‬

‫المؤرخ فيما يقوم به من عمل توثيقي يتضمن الفرز‬ ‫والتصنيف والتحقيق كمرحلة أولى‪ ،‬ثم االستثمار انطالقا‬ ‫من طرح أسئلة إشكالية مفترضة‪ ،‬تعقبها عمليات عقلية‬ ‫منظمة قوامها التحليل والتفسير والتأويل والتركيب‬ ‫بهدف تحقيق المعرفة التاريخية‪ ،‬ومن ثمة إعادة بناء‬ ‫ماض‪ ،‬انقضى ولم يعد موجودا‪ ،‬بشكل يحاكي صورته‬ ‫القديمة‪.‬‬ ‫ويمكننا أن نستنتج مما سبق أن النشاط التوثيقي‬ ‫والمنهجي الفكري في الدورة التأريخية قوامه عناصر‬ ‫منها‪:‬‬ ‫• إن الفعل التأريخي يستلزم توافر المواد الخام‬ ‫وهي الشواهد الدالة على أحداث ماضية‪ ،‬ففي ضياعها‬ ‫ضياع للتاريخ‪ ،‬إذ ال تاريخ بدون وثائق وشواهد وآثار‪.‬‬ ‫• إن إعادة البناء التاريخي ليس عمال عشوائيا بل‬ ‫هو سيرورة منظمة ومعقولة ألنها نتيجة بحث صارم‪.‬‬ ‫• إن المعرفة التاريخية‪ ،‬ال تعدو أن تكون معرفة‬

‫وهي القرن الثامن عشر «مع‬ ‫امتدادين لعَقد أو عَقدين‬ ‫قبله أو ب��ع��ده» ألن ذلك‬ ‫يساعد على فهم الفترة التي‬ ‫شهدت أحداثا معقدة تتمثل‬ ‫في «تعاقب فترات أزمة (أزمة‬ ‫ما بعد وفاة المولى إسماعيل)‬ ‫وفترات استقرار على المستوى‬ ‫الوطني (عهد سيدي محمد‬ ‫بن عبداهلل)»‪ ،‬وأيضا بداية‬ ‫إرساء العالقات بين المغرب‬ ‫وأوروب��ا دبلوماسيا وتجاريا‪.‬‬ ‫كما نفهم من ذل��ك‪ ،‬أيضا‪،‬‬ ‫أن التحديد الزمني بامتداديه‬ ‫يساعد على رب��ط األح��داث‬ ‫ما دام أن الوثائق المخزنية‬ ‫التي تخص مدينة تطوان‬ ‫في القرن الثامن عشر قليلة‬ ‫بالقياس إلى المتوفرة عن القرن الالحق أي القرن‬ ‫التاسع عشر‪.‬‬ ‫• استحضار خصوصيةِ المدينة وتميُّ ِزها عن باقي‬ ‫الحواضر المغربية من حيث إنها «عاشت فترة طويلة‬ ‫من تاريخها منفردة ــ كما يقول المؤلف ــ بنوع من‬ ‫االستقاللية»‪( ،‬حكم سيدي المنظري واألندلسيين في‬ ‫القرن ‪XVI‬؛ حكم آل النقسيس في القرن ‪XVII‬؛ مجلس‬ ‫الديوان في القرن الثامن عشر) ومرتبطة ارتباطا وثيقا‬ ‫بالقبائل المحيطة بها‪ ،‬إضافة إلى أن مرساها وقربَها‬ ‫من سبتة وكونَها أضحت عاصمة دبلوماسية ينزل بها‬ ‫السفراء والمبعوثون‪ ،‬كل ذلك عرضها لسيرورة تأثر‬ ‫وتأثير مستمرين بما يحدث داخل البالد وخارجها خاصة‬ ‫في عالقاتها بسبتة وجبل طارق‪.‬‬ ‫بيد أنه يجدر بنا‪ ،‬وقد جعل د‪ .‬السعود التقيد‬ ‫بمعطيات المناهج الجديدة في حقل العلوم االجتماعية‬ ‫على رأس هذه المحددات‪ ،‬أن نعرض في عجالة لألسس‬ ‫النظرية العامة التي تقوم عليها هذه المناهج تيسيرا‬ ‫لفهم العناصر التي سنعرض لها الحقا‪.‬‬ ‫المرتكزات المنهجية للتاريخ الجديد‬ ‫ال جدال في أن الدرس التاريخي عامة يقوم على‬ ‫شقين‪ :‬الجانب الوثائقي ويشمل الوثائق والنصوص‬ ‫واآلثار وغيرها مما يدل على بقايا ماض وليس ماضيا‬ ‫محضا؛ والجانب الفكري ويمثل النشاط الذهني الذي‬ ‫يقوم به المؤرخ حينما يشتغل على المواد المذكورة‪.‬‬ ‫وهو نشاط ممنهج يخضع لرؤية فكرية مفاهيمية توجه‬

‫نسبية عن ماض ال تدركه بصفة‬ ‫نهائية‪ ،‬وبالتالي فهي إعادة بناء‪،‬‬ ‫كما يقول «غاستون غرانجي»‪،‬‬ ‫لم ترق بعد إلى مستوى المعرفة‬ ‫العلميةالموضوعية‪.‬‬ ‫التاريخ والوضعية؛ وقد‬ ‫قطعت المعرفة التاريخية منذ‬ ‫أن ول��دت في رح��م األسطورة‬ ‫حتى تقدمها العلمي المثير‬ ‫أش��واط��ا م��ن ال��ت��ط��ور خاصة‬ ‫منذ القرن التاسع عشر‪ .‬فنظرا‬ ‫للموقف اإلمبيريقي السائد‬ ‫في ه��ذا القرن الممجد للعلم‬ ‫الطبيعي المستند إلى التجرية‬ ‫والرياضيات نظر المؤرخ الوضعي‬ ‫إل��ى التاريخ باعتباره ج��زءا من‬ ‫هذا العلم‪ ،‬إذ فصل بين الوقائع‬ ‫التاريخية معتبرا إياها موضوعية مستقلة وبين الذات‬ ‫العارفة للمؤرخ ليختزل العمل الـتأريخي في تقنيات‬ ‫البحث‪ .‬وبذلك تكون األحداث التاريخية‪ ،‬حسب الرؤية‬ ‫الوضعية‪ ،‬كالوقائع المختبرية الناتجة عن تجارب عالم‬ ‫الطبيعيات في مختبره‪ ،‬تتطلب الحرص الشديد على‬ ‫إثبات صحتها بوسائل تقنية تستلزم تجميعَ الوثائق‬ ‫َ‬ ‫وضبط أحداثها‪ ،‬ليُشرع في األخير‬ ‫المكتوبة‪ ،‬ونقدَها‪،‬‬ ‫في تنظيمها ضمن سياق سردي كرونولوجي وصفي‪.‬‬ ‫بيد أن هذا المنهج الوضعي‪ ،‬على صرامته‪ ،‬لم يخل‬ ‫من عيوب‪ .‬فمما أخذ عليه أنه ال يشكك أبدا في معطى‬ ‫الوثيقة‪ ،‬ويعتبر ما تشير إليه من وقائع الحقيقة ذاتها‪،‬‬ ‫كما أنه يفتقد عناصر غاية في األهمية يقوم عليها‬ ‫العمل التأريخي أال وهي تحليل الوقائع وفهمها وبيان‬ ‫سياقاتها وترابطها السببي‪ ،‬إضافة إلى أنه يغيب حذق‬ ‫المؤرخ وبصمته‪.‬‬ ‫غير أن التحوالت الكبرى التي شهدها ميدان كتابة‬ ‫التاريخ مع بدايات القرن العشرين وعلى األخص سنة‬ ‫‪ 1919‬بجامعة مدينة «ستراسبورغ» على يد مؤسسي‬ ‫مدرسة الحوليات الفرنسية «لوسيان فيبر» ‪L. Febvre‬‬ ‫و»مارك بلوخ» ‪ Marc Bloch‬عرضت بالنقد الشديد‬ ‫لهذا التصور التجريبي للتاريخ القائم على وهم الوفاء‬ ‫للحدث كما تمليه الوثيقة‪ ،‬وقدرة المؤرخ الخارقة على‬ ‫إعادة تملكه بإرجاع تفصيالته كما حصلت في الماضي‬ ‫بدعوى العلمية والموضوعية‪ .‬فقد اعتبرت مدرسة‬ ‫الحوليات الحدث‪ ،‬كما نفهم من ‪،Paul Veyne‬‬ ‫اقتطاعا حرا ــ وليس جوهرا ثابتا أو كائنا بذاته ــ يمارسه‬

‫‪-‬‬

‫د‪ .‬محمد عبد السالم المرابط‬

‫المؤرخ من داخل الواقعالتاريخي اعتمادا على مرجعيات‬ ‫ذهنية وفكرية توجهه في عمله‪ ،‬وهو ما يعني قابلية‬ ‫كل موضوع إلى أن يتحول إلى حدث‪ .‬ومن ثمة تكون‬ ‫صياغة الحدث من لدن المؤرخ نتيجة لممارسات ذهنية‬ ‫مرتبطة بمفاهيم ونظريات قبلية بناء على مفهوم‬ ‫فضفاضللوثيقة‪.‬‬ ‫وهنا الطفرة الجديدة في فهم التاريخ‪.‬‬ ‫فقد انبنت النقدية التاريخية الجديدة على نفي‬ ‫وجود واقع تاريخي جاهز يُطلب من المؤرخ أن يكتفي‬ ‫بإعادته ثم تسجيله بصدق وأمانة‪ ،‬كما أنها لم تعد‬ ‫تحصر التاريخ في المكون السياسي أو العسكري‪ ،‬بل‬ ‫ركزت على تواريخ أخرى تمس االقتصاد واالجتماع‬ ‫والديموغرافية والذهنية‪ .‬ومن هنا دعت مدرسة‬ ‫الحوليات إلى القطع مع التاريخ الحدثي وصرف النظر‬ ‫عن الحياة السياسية‪ ،‬واالهتمام بالحقب الطويلة‬ ‫الكتشاف االنتظامات الثابتة‪ ،‬وحركات التراكم واإلشباع‬ ‫البطيء المتخفية في ميادين االقتصاد‪ ،‬أو التغيرات‬ ‫الديموغرافية‪ ،‬أو التكيفاتِ التقنية وانتشاِرها‬ ‫واستمرارها‪ ،‬وهو ما وسع من مفهوم الزمن فلم يعد‬ ‫مقتصرا على الزمن التاريخي التقليدي أي السياسي‬ ‫بل تحول إلى فضاء رحب وثري يأخذ فيه الزمن أنماطا‬ ‫أخرى ذات أبعاد عديدة‪...‬‬ ‫مفهوم الزمن؛ ولعل خير نموذج لتطبيقات‬ ‫المنهج الجديد أطروحة «بروديل» «البحر المتوسط‬ ‫والعالم المتوسطي في عهد فيليبي الثاني» وهو‬ ‫كتاب ركز فيه «بروديل» على أهمية المجال الجغرافي‬ ‫في خلق حضارة المتوسط عبر التاريخ‪ .‬ومن هنا‬ ‫أسبقية المجال على اإلنسان في عنوان الكتاب‪ .‬وقد‬ ‫قسم المؤرخ الزمن إلى ثالثة أقسام؛ أطلق على‬ ‫األول «الزمن الطويل» أو المستوى الطبيعي‪ ،‬ويمثل‬ ‫قاعدة الهرم‪ .‬ويعنى بتاريخ اإلنسان في عالقاته مع‬ ‫محيطه الجغرافي‪ ،‬وهو مكون من حلقات متكررة‪.‬‬ ‫ويعد «بروديل» هذا الزمن المستوى العميق للواقع‬ ‫التاريخي‪ ،‬إليه ينجذب الزمن الدوري والزمن القصير‪.‬‬ ‫وتتسم التحوالت التاريخية في هذا الزمن بالبطء‬ ‫الشديد‪ ،‬فهو شبه راكد‪ .‬ويلي هذا القسم المستوى‬ ‫الثاني أي الزمن الدوري‪ ،‬ويمثل سفح الهرم وهو ذو‬ ‫إيقاع بطيء‪ ،‬وهو تاريخ بنيوي اجتماعي ألنه يهتم‬ ‫بالتجمعات البشرية والجماعات اإلنسانية‪ .‬وعادة ما‬ ‫يعنى بتاريخ الظرفية من تقلبات األسعار وال��دورات‬ ‫اإلنتاجية والديموغرافية وتقلباتها الحضارية؛ أما القسم‬ ‫األخير أو المستوى الثالث ويطلق عليه «بروديل» الزمن‬ ‫القصير فيتموقع في قمة الهرم التاريخي وهو مرتبط‬ ‫بالتاريخ بمعناه التقليدي أي التاريخ القائم على األحداث‬ ‫وعمل األفراد‪ ،‬ومن ثمة فأبعاده فردية وليست إنسانية؛‬ ‫إنه «الميكروتاريخ» أو زمن اإلخباري أو إن شئت «أخبار‬ ‫الصحافة»‪ .‬ويتسم‪ ،‬أيضا‪ ،‬بتموجاته السريعة والخطيرة‬ ‫والشيقة‪ .‬وقد خصص «بروديل» الفصل الثالث من‬ ‫أطروحته لهذا الزمن (المستوى)‪ ،‬ووضع له عنوان‬ ‫«األحداث السياسية واألفراد»‪ ،‬وعرض فيه للمؤسسات‬ ‫السياسية والتنظيمات العسكرية لإلمبراطوريتين‬ ‫المهيمنتين في القرن السادس عشر تركيا العثمانية‬ ‫وإسبانيا في عهد فيليبي الثاني‪.‬‬ ‫وهكذا فتت «بروديل» أحادية الزمن التاريخي‬ ‫إلى ثالثة أزمنة مرتبطة بثالثة حقول من الواقع هي‬ ‫الجغرافية (الزمن الطبيعي)‪ ،‬وعلم االجتماع (الزمن‬ ‫االجتماعي)‪ ،‬والتاريخ التقليدي (الزمن الفردي) بما‬ ‫يستلزم ذلك من ضرورة توفر نظرة شاملة للتاريخ حتى‬ ‫يتيسر فهمه‪ ،‬وأيضا بما يعنيه من انفتاح على ثالثة‬ ‫أنماط مختلفة من المنهج‪.‬‬ ‫بيد أن النقص الذي لوحظ في مقاربات الجيلين‬ ‫األول والثاني من مدرسة الحوليات الفرنسية والمتمثل‬ ‫في إغفال التفصيالت التي تصف حياة األفراد باعتبارها‪،‬‬ ‫حسب هذه المدرسة‪ ،‬غير ذات جدوى في «البناء»‬ ‫التاريخي‪ ،‬وهو أمر نتج عن استخفاف بروديل ورفاقه‬ ‫بتاريخ األحداث‪ ،‬سرعان ما تداركه الجيل الثالث من‬ ‫مؤرخي الـ «أن��ال» نتيجة انفتاحهم على مؤرخين‬ ‫من خارج فرنسا‪ ،‬فلم يعودوا يكتفون في مقارباتهم‬ ‫التاريخية بالبنيات االجتماعية واالقتصادية والسياسية‬ ‫فحسب‪ ،‬بل اهتموا أيضا بالدراسات الثقافية حيث ركزوا‬ ‫على دراسة الذهنية الجماعية في «الزمن االجتماعي»‪.‬‬ ‫ولعل كتاب فيليب أرييس ‪ Ph. Ariés‬الصادر سنة‬ ‫‪ 1960‬والمعنون بـ «الطفولة والحياة العائلية في‬ ‫النظام القديم» من الكتب األولى التي اهتمت بهذا‬ ‫المنحى حيث تتبعت تطور مفهوم الطفولة في الثقافة‬ ‫الفرنسية خالل فترة زمنية شملت القرن السابع عشر‬ ‫وحقبا من القرن الذي قبله والذي يليه‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪885‬‬

‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2017‬‬

‫المغرب واالتحاد األوروبي ‪:‬‬

‫«دينامية الحوار وفض النزاع»‬ ‫أما فيما يتعلق بالشق االجتماعي فقد أكد إعالن برشلونة على التعاون و التبادل اإلنساني‬ ‫و العلمي و التقني كأساس و جوهر للتفاهم بين أطراف المتوسط‪ ،‬وذلك من خالل العمل‬ ‫على تنمية و دعم الموارد البشرية‪ ،‬و تحقيق الحوار بين الثقافات و الحضارات‪ ،‬و تشجيع‬ ‫التفاهم و التبادل بين المجموعات‪ ،‬و تطوير الخدمات الصحية العامة و التعاون الطبي في حالة‬ ‫الكوارث‪ ،‬و التفاعل التام والتعاون بين السلطات اإلقليمية للدول المشاركة للتصدي للتحديات‬ ‫المشتركة‪ ،‬عالوة على االهتمام بقضية الهجرة في العالقات األوروبية المتوسطية‪ .‬وبخصوص‬ ‫سياسة الجوار األوروبية والتي تعد هي األخرى من أهم محطات الشراكة األورو‪-‬متوسطية‪،‬‬ ‫فقد تميزت هذه السياسة كونها سياسة دقيقة مقارنة بمسلسل برشلونة‪ ،‬إذ تخضع لمعايير‬ ‫قياس حقيقية‪ ،‬وتقييم منتظم أمام مؤسسات االتحاد األوروبي‪ ،‬وخاصة على مستوى الحقوقي‬ ‫والقانوني‪ ،‬والجانب البشري واالجتماعي المتعلق بالتنقل والحركة‪ ،‬باإلضافة إلى الجانب‬ ‫االقتصادي‪ ،‬واألمن الطاقي‪ ،‬وفعالية التمويالت‪ ،‬كما سعت هذه السياسة إلى تحقيق البعد‬ ‫التكاملي في الشراكة األورو‪-‬متوسطية بين مسلسل برشلونة والسياسة األوروبية للجوار‪.‬‬ ‫ومن أجل إنجاح هذه الشراكة اعتمد االتحاد األوروبي في تموين المشاريع والبرامج‬ ‫المنبثقة عن الشراكة األورو‪-‬متوسطية على العديد من اآلليات‪ ،‬ويعد برنامج «ميدا» من أهم‬ ‫البرامج التي اعتمدها االتحاد األوروبي في شراكته المتوسطية‪ ،‬هذا البرنامج بدأ سنة ‪1995‬‬ ‫كأداة مالية رئيسية لالتحاد األوروبي لتنفيذ برامجها وأنشطتها‪ ،‬حيث يهدف إلى‪ ‬دعم إصالح‬ ‫الهياكل االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وتمويل المشاريع اإلقليمية والثنائية‪ .‬باإلضافة إلى برنامج‬ ‫ميدا التمويلي من خالل إنشاء بنك االستثمار األوروبي بموجب اتفاقية روما باعتباره هيئة من‬ ‫هيئات االتحاد األوروبي‪ ،‬وفاعال رئيسيا في التنمية االقتصادية واالستقرار في منطقة حوض‬ ‫البحر المتوسط منذ سنة ‪.1974‬‬ ‫كما أولى االتحاد األوروبي أهمية كبيرة للمجال السياسي واألمني ضمن مواثيق إعالن‬ ‫برشلونة‪ ،‬لما لهما من وزن وتأثير داخل المنظومة األورو‪-‬متوسطية‪ ،‬ويعود هذا االهتمام إلى‬ ‫رغبة االتحاد األوروبي إلى جعل مجال الفضاء المتوسطي مجال استقرار وأمن وسالم‪ ،‬وخالي من‬ ‫أسلحة الدمار الشامل على الصعيدين اإلقليمي والدولي‪ ،‬منطقة تسودها الديمقراطية‪ ،‬وحقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬والتعددية السياسية‪ ،‬من أجل توفير جو مالئم وحيوي يساهمان في جعل المنطقة‬ ‫المتوسطية منطقة ازدهار وتقدم‪.‬‬

‫• المغرب واالتحاد األوروبي‪ :‬من الحوار إلى الشراكة‬ ‫إن الحوار المغربي األوربي وحسب سياقه التاريخي ليس وليد اليوم‪ ،‬وليس نتيجة ظرفية‬ ‫معينة‪ ،‬وإنما جاء نتيجة مجموعة من التراكمات والتجارب والعالقات التي تحكمت في أساس‬ ‫الحوار والتعاون بين الطرفين‪ ،‬إال أن هذا الحوار والتعاون المتميز ومنذ عقود‪ ،‬يخفي وراءه‬ ‫أزمات ومشاكل وتناقضات بين الطرفين تتميز‬ ‫بين الفينة واألخرى بالمد والجزر‪ .‬عرفت العالقة‬ ‫المغربية األوروبية العديد من الفترات تشنجات‬ ‫كثيرة إلى حد الصدام السياسي‪ ،‬وهذا راجع إلى‬ ‫العديد من الملفات والمشاكل العالقة والشائكة‬ ‫التي تعكر صفو مختلف الشراكات واالتفاقيات‬ ‫المبرمة بين الطرفين‪ ،‬تستدعي بالضرورة األخذ‬ ‫بعين االعتبار كل هذه المستجدات والمتغيرات‬ ‫التي طرأت على الفضاء المتوسطي‪ ،‬على اعتبار‬ ‫موقع المغرب ووضعه الجغرافي والسياسي‬ ‫واالستراتيجي سواء بالنسبة ألوروبا أو إلفريقيا‪.‬‬ ‫نشير في هذا السياق بأن المغرب راهن منذ‬ ‫حصوله على االستقالل في اختياراته السياسية‬ ‫واالقتصادية على أوربا‪ ،‬من خالل رغبته في‬ ‫النهوض باقتصاده الفتي‪ ،‬واالستفادة من‬ ‫الفعالية التي يتميز بها االقتصاد األوربي‪ .‬إال أنه ورغم ذلك فإن الحوار المغربي األوروبي عرف‬ ‫العديد من المحطات الصدامية والخالفية التي سوف نحاول إبرازها‪ ،‬من خالل مجموعة من‬ ‫المحاور األساسية التي شكلت منعطفا بارزا‪ ،‬ومحددا رئيسيا في مسيرة الشراكة المغربية ‪-‬‬ ‫األوروبية‪ .‬اعتمد المغرب في هذه الشراكة على الفالحة على حساب الصناعة‪ ،‬وحاول جاهدا‬ ‫تطبيق مختلف التزاماته من حيث االتفاقيات والمعاهدات المبرمة بين الطرفين‪ ،‬في الوقت‬ ‫الذي نظر فيه الجانب األوروبي إلى المغرب كسوق لتصريف فائض منتوجاته والتزود منه‬ ‫بالمواد األولية‪ .‬إن المغرب يشكل في الرؤية األوروبية للمتوسط أحد أهم المعابر التي يتم عن‬ ‫طريقها اكتمال المشروع المتوسطي‪ ،‬نظرا لموقعه االستراتيجي كأقرب دولة جنوب المتوسط‪،‬‬ ‫وكذلك للعالقات التاريخية بينهما‪ ،‬وارتباطه منذ فجر االستقالل باتفاقيات ومعاهدات‪ ،‬سواء‬ ‫بعد تأسيس االتحاد األوروبي أو مع المجموعة االقتصادية األوروبية‪.‬‬ ‫إن التطور الحاصل في هذه الشراكة دفع باالتحاد األوروبي إلى تبني سياسة جديدة أطلق‬ ‫عليها «سياسة الجوار األوروبية» التي دخلت حيز التنفيذ سنة‪ ،2003‬وشكلت منعطفا بارزا‬ ‫في تحديد نوعية العالقات التشاركية بين المغرب واالتحاد األوروبي‪ ،‬كما أنها جاءت لتوسيع‬ ‫مجاالت التعاون بين الجانبين‪ .‬تبنت هذه االتفاقية العديد من القضايا والمجاالت والصيغ‬ ‫التشاركية الجديدة‪ ،‬التي أصبحت تتماشى والمتغيرات واالكراهات الدولية‪ ،‬وذلك بغية إعطاء‬ ‫نفس جديد‪ ،‬وانطالقة جديدة لمنظومة تشاركية طموحة‪ .‬أدى هذا التطور في العالقة بين‬ ‫المغرب واالتحاد األوروبي إلى حصول المغرب على الوضع المتقدم سنة ‪ ،2008‬من خالل ما‬ ‫أقرته الوثيقة المشتركة بين المغرب واالتحاد االوروبي المتعلقة بمنح المغرب الوضع المتقدم‬ ‫والتي جاءت على الشكل اآلتي‪:‬‬ ‫‪«L’occasion du Conseil d’Association UE-Maroc du 23 juillet 2007,le‬‬ ‫‪Maroc et l’Union européenne ont décidé de lancer un processus de Ré‬‬‫‪flexion conjoint visant à renforcer les relations bilatérales. A cet effet, un‬‬ ‫‪groupe de travail ad-hoc a été établi. Il a tenu des réunions les 16 mai, le‬‬ ‫‪18 juillet et 17 septembre 2008. L’occasion de la première réunion, le Ma‬‬‫‪roc a présenté une série de propositions concrètes visant à donner corps‬‬ ‫‪au « Statut Avancé » auquel il aspire dans ses relations avec l’Union eu‬‬‫‪ropéenne. De son côté, l’Union européenne a également élaboré un cer‬‬‫‪tain nombre de propositions allants dans le sens de la concrétisation de‬‬ ‫‪cette ambition».‬‬ ‫جاء هذا الوضع الجديد الذي احتله المغرب ضمن المنظومة المتوسطية لتعزيز المنجزات‬ ‫والمكتسبات التي حققتها الشراكة بين الطرفين‪ ،‬بغية خلق مبادرات جديدة وهادفة وطموحة‬ ‫من شأنها جعل هذه العالقة الثنائية نموذجية ومثالية على جميع األصعدة‪ ،‬وجعلها كذلك‬

‫• الدكتور فؤاد صديقي‬

‫مسارا جديدا يوحي بتقدم التعاون المشترك‬ ‫والبناء والمتكافئ‪ .‬نشير إلى أن الوضع المتقدم‬ ‫جاء نتيجة التقدم الذي أحرزه المغرب في مختلف‬ ‫المجاالت والميادين‪ ،‬وخاصة في مسار اإلصالح‬ ‫السياسي واالجتماعي والحقوقي‪ ،‬وهو بذلك‬ ‫يكون قد خطا خطوة مهمة في تعميق شراكته‬ ‫مع االتحاد األوروبي‪ ،‬وقفزة إلى األمام من خالل‬ ‫انفتاحه على االتحاد األوروبي عبر توسيع العديد‬ ‫من صيغ التعاون المبرمة معه‪.‬‬

‫• محاور و مجاالت التعاون المغربي األوروبي‬ ‫شكلت المجاالت السياسية واالقتصادية واألمنية أهم المحاور المنبثقة عن مختلف‬ ‫االتفاقيات والمعاهدات‪ ،‬بما في ذلك التبادل الحر واألمن‪ ،‬وما يصاحبها من هجرة سرية وتطرف‬ ‫وإرهاب وجريمة عابرة للحدود‪...‬الخ‪ ،‬في المقابل تم التعاطي مع باقي الملفات والقضايا األخرى‬ ‫التي ال تقل أهمية عن سابقتها‪ ،‬خاصة منها الجانب اإلنساني والثقافي والحضاري واالجتماعي‬ ‫بأقل اهتمام الذي منح للجانب السياسي واالقتصادي واألمني‪ ،‬في الوقت الذي سعى فيه‬ ‫الجانب السياسي إلى ترسيخ فضاء متوسطي يسوده األمن واالستقرار والسلم‪ ،‬من خالل العمل‬ ‫على تقليص وتخفيف الخالفات واألزمات والنزاعات اإلقليمية والدولية المؤدية إلى زعزعة‬ ‫المنطقة المتوسطية‪ ،‬والعمل على مكافحة اإلرهاب والتطرف والهجرة السرية وتبعاتها‪.‬‬ ‫وضعت الشراكة األورو‪ -‬مغربية كهدف لها إقامة منطقة للرفاه واالزدهار المشترك من‬ ‫خالل التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬مع تبنيها لمشروع كبير تمثل في إقامة مناطق حرة‬ ‫تتماشى والقواعد الخاصة بالمنظمة الدولية للتجارة العالمية‪ ،‬وإذا كانت هذه األخيرة اهتمت‬ ‫بتحرير السلع ورؤوس األموال على المستوى العالمي‪ ،‬فإن األمر يتطلب من المغرب إعادة النظر‬ ‫في هياكله االقتصادية واإلنتاجية‪ ،‬عن طريق تأهيل القطاع اإلنتاجي ووضع إطار مؤسساتي‬ ‫وقانوني يتماشى وأهداف اقتصاد السوق‪ .‬يجرنا هذا الكالم إلى المجال المالي ضمن الشراكة‬ ‫األورو‪ -‬مغربية‪ ،‬بحيث وطبقا لما جاء في إعالن برشلونة‪ ،‬فإن االتحاد األوروبي اعتمد على‬ ‫مجموعة من اإلجراءات واآلليات التمويلية الخاصة بالقطاع المالي‪ ،‬إذ عمد إلى الرفع من قيمة‬ ‫المساعدات المالية المقدمة للمغرب‪ ،‬سواء على شكل قروض أو استثمارات بواسطة برامج‬ ‫ومشاريع تمويلية‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة لبرنامج ميدا‪ 1‬وبرنامج ميدا‪ ،2‬باإلضافة إلى البرامج‬ ‫التمويلية األخرى التي جاءت بها السياسة األوروبية الجديدة للجوار‪ ،‬والتي اهتمت بالجانب‬ ‫اإلنساني والحقوقي واالجتماعي والثقافي‪.‬‬ ‫أما المجال الفالحي فقد تم اتخاذ عدة تدابير‬ ‫هيكلية وتقنية وقانونية تشمل المنتجات التي‬ ‫تستفيد من اإلعفاء الجمركي‪ ،‬ومن سعر دخول‬ ‫منخفض ومتفق عليه في حدود حصة معينة‪ .‬يتعلق‬ ‫األمر بأهم الصادرات المغربية كالطماطم والبواكر‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى نوع ثان من المنتجات التي تدخل في‬ ‫خانة اإلعفاء الجمركي عن طريق حصص تعريفية‪،‬‬ ‫في إطار مقادير مرجعية ما لم تتجاوز هذه الصادرات‬ ‫المغربية كمية تسمى الحصة المرجعية‪ ،‬كما جاء في‬ ‫الجريدة الرسمية لالتحاد األوروبي من خالل قرار‬ ‫المجلس األوروبي حول تحرير التجارة في المجال‬ ‫الفالحي بتاريخ ‪8‬مارس‪.2012 ‬‬ ‫‪«L’article 16 de l’accord euro-médi‬‬‫‪terranéen établissant une association‬‬ ‫‪entre les Communautés européennes‬‬ ‫‪et leurs Etats membres ,d’une part, et le Royaume du Maroc, d’autre‬‬ ‫‪part ,accord d’association en vigueur depuis le 1er mars 2000,prévoit‬‬ ‫‪la mise œuvre de manière progressive d’une plus grande libéralisation‬‬ ‫‪d’échange réciproques de produit agricoles, de produit agricoles trans‬‬‫‪formés,………».‬‬ ‫يعرف قطاع الصيد البحري هو اآلخر تحديات وإكراهات كبيرة نتيجة الضغوط التي تمارس‬ ‫على المغرب من قبل االتحاد األوروبي‪ ،‬ونظرا للدور الحيوي الذي يلعبه هذا القطاع سواء‬ ‫بالنسبة لالتحاد األوروبي أو بالنسبة للمغرب‪ ،‬فقد عرف هذا القطاع خالفات مستمرة ومتتالية‪،‬‬ ‫أبرزها الخالفات التي كانت حول تجديد اتفاقية الصيد البحري الجديدة‪ ،‬والتي تم ربطها بعدم‬ ‫إدراج الشواطئ الصحراوية المتنازع عليها ضمن االتفاقية الجديدة‪ ،‬باإلضافة إلى التعويض‬ ‫المالي الذي يقابلها‪ .‬وبعد مفاوضات عسيرة تم توقيع اتفاقية جديدة لمدة أربع سنوات‪ ،‬كان‬ ‫المغرب هو المنتصر فيها من خالل إدراج المياه المغربية الصحراوية في االتفاقية‪ ،‬مع رفع‬ ‫قيمة التعويض المالي‪ ،‬وتقليص عدد البواخر والسفن المرخص لها بالصيد في المياه البحرية‬ ‫المغربية‪ ،‬وفق لما جاء في نص البروتوكول المبرم بين المغرب واالتحاد األوروبي من خالل‬ ‫القرارات التالية‪:‬‬ ‫‪« Sur la base de l’autorisation qui lui a été donnée par le Conseil, la‬‬ ‫‪Commission européenne a ouvert des négociations avec le Royaume du‬‬ ‫‪Maroc en vue de renouveler le protocole à l’accord de partenariat dans le‬‬ ‫‪secteur de la pêche entre la Communauté européenne et le Royaume du‬‬ ‫‪Maroc. À l’issue de ces négociations, un projet de nouveau protocole a‬‬ ‫‪été paraphé par les négociateurs le 24 juillet 2013. Le nouveau protocole‬‬ ‫‪couvre une période de 4 ans à compter de son entrée en vigueur».‬‬ ‫‪«Le nouveau protocole prévoit une contrepartie financière totale de‬‬ ‫‪120 584 000 EUR pour l’ensemble de la période, dont 120 000 000 EUR‬‬ ‫‪au titre de la préservation et de la gestion des ressources naturelles. La‬‬ ‫‪contrepartie financière annuelle de 30 000 000 EUR se base sur: a) un‬‬ ‫‪montant lié à l’accès de 16 000 000 EUR et b) un appui au développe‬‬‫‪ment de la politique sectorielle des pêches du Royaume du Maroc s’éle‬‬‫‪vant à 14 000 000 EUR. Cet appui répond aux objectifs de la politique‬‬ ‫‪nationale en matière de pêche et notamment aux besoins du Royaume‬‬ ‫‪du Maroc en termes de lutte contre la pêche illégale».‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2017‬‬

‫العدد ‪885‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫رعاية احليوان‬

‫لقد حرص اإلسالم على العالقة السليمة مع الحيوان فحض المسلم على حسن معاملته‬ ‫ولم يجز قتله إال ألكله بشروط وآداب مرعية‪ ،‬أوجب فيه اإلسالم مبادئ الرحمة والرأفة بالحيوان‬ ‫فحث الشارع على استخدام آلة حادة حتى ال تتعذب الذبيحة؛ فعن شداد بن أوس أن رسول اهلل‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم قال‪« :‬إن اهلل كتب اإلحسان على كل شيء‪ ،‬فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة‪،‬‬ ‫وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح‪ ،‬وليحد أحدكم شفرته وَ ْليُ ِرحْ ذبيحتَه» بل إنه صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫ذهب إلى أبعد من هذا‪ ،‬لمّا نبّه إلى ضرورة مراعاة نفسية الحيوان؛ حيث أمر بإخفاء آلة الذبح‬ ‫عن الحيوان‪ ،‬فقد أخرج اإلمام أحمد عن عمر رضي اهلل عنه أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫(أمر أن تحد الشفار وأن توارى عن البهائم)‪ .‬وقد بين حديث ابن عباس المغزى من هذا التوجيه‬ ‫النبوي الراقي لمّا روى أن رجال أضجع شاة‪ ،‬وهو يحد شفرته‪ ،‬فقال النبي (صلى اهلل عليه وسلم)‪:‬‬ ‫« أتريد أن تميتها موتتين؟ هال أحددت شفرتك قبل أن تضجعها؟»‪ .‬ومما نهى اهلل عنه في إيذاء‬ ‫الحيوان الضرب والكي في الوجه؛ فعن مسلم أن جَا ِبرا رضي اهلل عنه قال‪« :‬ن َ​َهى َر ُ�س ُ‬ ‫ول اللهِ‬ ‫ال�ض ِب يِف ا ْل َو ْجهِ ‪َ ،‬و َعنِ ا ْل َو ْ�س ِم يِف ا ْل َو ْجهِ » إكراما للحيوان ورأفة به‪.‬‬ ‫َ�ص َّلى اللهُ َع َل ْيهِ َو َ�س َّل َم‪َ ،‬عنِ رَّ ْ‬ ‫وقد اتسعت دائرة حماية الحيوان في اإلسالم لتشمل‬ ‫النهي عن إثقال كاهل الحيوان بتحميله ما ال يطيق‬ ‫من األحمال؛ فعن سهل ابن الحنظلية‪ ،‬قال‪ :‬مر الرسول‬ ‫(صلى اهلل عليه وسلم) ببعير قد لصق ظهره ببطنه‪،‬‬ ‫فقال‪« :‬اتقوا اهلل في هذه البهائم المعجمة‪ :‬فاركبوها‬ ‫صالحة‪ ،‬وكلوها صالحة»‪ .‬فعلق عليه ابن حبان بقوله‪:‬‬ ‫فدل ذلك على «أن الناقة العجفاء الضعيفة يجب أن‬ ‫يتجنب ركوبها إلى أن تصح»‪.‬‬ ‫لهذا ال نقول – استهانة وجهال‪ -‬إنما هي مخلوقات‬ ‫بكماء العجماء؛ ال يضرها ما نصنع بها من خير أو شر؛‬ ‫قد ثبت في هدي النبي صلى اهلل عليه وسلم منع لعن‬ ‫الدابة كما جاء من حديث عمران بن الحصين رضي اهلل‬ ‫عنهما قال‪ :‬بينما رسول اهلل (صلى اهلل عليه وسلم) في‬ ‫بعض أسفاره وامرأة من األنصار على ناقة‪ ،‬فضجرت‪ ،‬فلعنتها‪ ،‬فسمع ذلك رسول اهلل (صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم) فقال‪ « :‬خذوا ما عليها ودعوها‪ ،‬فإنها ملعونة» قال عمران‪ :‬فكأني أراها اآلن تمشي‬ ‫في الناس ما يعرض لها أحد‪ .‬لهذا فال تستغرب أخي المؤمن أن اإلسالم قد حرم قتل الحيوان‬ ‫عشوائيا ولم يبحه إال في حاالت قليلة جدا عندما يترتب على بقائه حيا ضرر كبير على اإلنسان أو‬ ‫البيئة‪ .‬بل إن الصيد الجائز للحاجة منعه اإلسالم للهو وجعله مكروها يالم مقترفه ويذم‪ ،‬أما إن‬ ‫كان فيه ظلم للناس بالعدوان على زرعهم وأموالهم فحرام‪.‬‬ ‫إن من فائق عناية اإلسالم بالحيوان أن حدد أزمنة وأمكنة منع فيها الصيد‪ .‬فجعل صيد البر‬ ‫ال�ص ْي َد َو�أَ ْنت ُْم ُح ُر ٌم َو َم ْن َقت َ​َل ُه ِمن ُ‬ ‫ْك ْم ُم َت َع ِّم ًدا َف َجزَا ٌء‬ ‫ذِين �آَ َمنُوا اَل َت ْقت ُ​ُلوا َّ‬ ‫محرما على الحاج‪َ ( :‬يا �أَ ُّيهَ ا َّال َ‬ ‫َ‬ ‫ك ُم ِب ِه ذ َوا عَ ْد ٍل ِمن ُ‬ ‫ِن ال َّن َع ِم َي ْح ُ‬ ‫ْك ْم) المائدة‪ 95 :‬وهكذا‪ ،‬كان اإلسالم أول من أسس‬ ‫ِم ْث ُل َما َقت َ​َل م َ‬ ‫لمفهوم «المحمية الطبيعية»‪ ،‬ونبه إلى المواسم التي يمنع فيها يصطاد خاصة خالل فترات‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫‪-‬‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫التكاثر والتفريخ؛ فعن ابن مسعود قال‪ :‬كنا مع رسول اهلل (صلى اهلل عليه وسلم) في سفر‪ ،‬فانطلق‬ ‫لحاجة‪ ،‬فرأينا حمرة معها فرخان‪ ،‬فأخذنا فرخيها فجاءت الحمرة فجعلت تفرش‪ ،‬فجاء النبي (صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم) فقال‪« :‬من فجع هذه بولديها؟ ردوا ولديها إليها»‪ .‬فاتقوا اهلل عباد اهلل وأظهروا‬ ‫عظمة دينكم وسمو تشريعاته بالعمل بهدي رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم والمحافظة على‬ ‫البيئة وما يعيش فيها من‬

‫أخرج البخاري في صحيحه َع ْن �أَبِي ُه َر ْي َر َة َر ِ�ض َي ال َّلهُ َعنْهُ �أَ َّن َر ُ�س َ‬ ‫ول ال َّلهِ َ�ص َّلى ال َّلهُ َع َل ْيهِ َو َ�س َّل َم‬ ‫َق َ‬ ‫ي ِ�شي َف ْ‬ ‫ا�ش َت َّد َع َل ْيهِ ا ْل َع َط ُ�ش َفنَزَ َل ِبئ ًْرا َف�شرَ َِب مِ ن َْها ُث َّم خَ َر َج َف ِ�إ َذا ُه َو ِب َك ْل ٍب َي ْل َه ُث َي ْ�أكُ ُل‬ ‫ال‪َ :‬ب ْينَا َر ُج ٌل مَ ْ‬ ‫ال َل َق ْد َب َل َغ َه َذا مِ ْث ُل ا َّلذِي َب َل َغ بِي َف َم َ أَ‬ ‫رَّ َ‬ ‫الثى مِ ْن ا ْل َع َط ِ�ش َف َق َ‬ ‫ل ُخ َّفهُ ُث َّم �أَ ْم َ�سكَهُ ِبفِيهِ ُث َّم َرق َِي َف َ�س َقى ا ْل َك ْل َب‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ول ال َّلهِ َو�إِ َّن َلنَا يِف ا ْل َب َها ِئ ِم �أ ْج ًرا َق َ‬ ‫َف َ�شك َ​َر ال َّلهُ َلهُ َف َغ َف َر َلهُ َقا ُلوا َيا َر ُ�س َ‬ ‫ال يِف كُ ِّل كَ ِب ٍد َر ْط َبةٍ �أ ْج ٌر) ‪،‬‬ ‫إن من كمال عظمة اإلسالم وفائق عنايته بالحيوان أن جعل في إغاثة الملهوف من الحيوان أجرا‬ ‫كإغاثة اإلنسان؛ بل إن بعض أهل العلم عدّ اإلحسان‬ ‫إلى البهائم عبادة‪.‬‬ ‫لهذا فال تستهن أخي المؤمن بصغر ما يقتل من‬ ‫الكائنات؛ فعن عبد اهلل بن عمرو رضي اهلل عنهما أن‬ ‫النبي صلى اهلل عليه وسلم قال‪« :‬ما من إنسان يقتل‬ ‫عصفورا فما فوقها ‪ -‬بغير حقها ‪ -‬إال يسأله اهلل عنها‬ ‫يوم القيامة» فهذا يوجب عليك احترام كل المخلوقات‬ ‫الحية مهما كانت ضئيلة أو عديمة الفائدة في نظرك‪،‬‬ ‫وبل والحرص على حياتها‪ ،‬وعدم المساس بها إال لحاجة‬ ‫ألن في ذلك صيانة لمكونات البيئة‪ ،‬وتجنب لتعريضها‬ ‫لإلبادة واالنقراض‪ ،‬محافظة على الموارد الطبيعية‬ ‫وضمانا لبقاء تنوع الكائنات الموجودة فيها‬ ‫فال تضيق أخي المؤمن مجال مسؤولياتك فتقصرها على بني جنسك من اإلنسان فإن أحكام‬ ‫دين اهلل تعم كل مخلوقات اهلل‪ .‬ودائرة مسؤولياتك تتسع لتشمل كل كائن حي‪ ،‬من الحيوان‬ ‫ال‪ُ :‬ق ْلنَا‪َ :‬يا َر ُ�س َ‬ ‫والطير وغيره‪ ،‬فقد أخرج أبو عوانة في مسنده َع ْن �أَبِي ُه َر ْي َر َة‪َ ،‬ق َ‬ ‫ول ال َّلهِ �أَ َلنَا �أَ ْج ٌر‬ ‫يِف ا ْل َب َهائ ُِم؟ َق َ‬ ‫ال‪َ « :‬ن َع ْم يِف كُ ِّل َذ ِ‬ ‫ات كَ ِب ٍد َر ْط ٍب �أَ ْج ٌر» بل إن اإلسالم جعل األجر في الجمادات أيضا‪ .‬فال‬ ‫تحقرن أخي المؤمن ما تحسبه هينا –من إذاية خلقه من حيوانات وكائنات صغيرة‪ -‬وهو عند اهلل‬ ‫عظيم فقد دخلت امرأة النار في هرة؛ فقد أخرج البخاري َع ْن َع ْب ِد ال َّلهِ ْبنِ ُع َم َر َر ِ�ض َي ال َّلهُ َعن ُْه َما �أَ َّن‬ ‫ول ال َّلهِ َ�ص َّلى ال َّلهُ َع َل ْيهِ َو َ�س َّل َم َق َ‬ ‫َر ُ�س َ‬ ‫َّار‬ ‫ال‪ُ :‬‬ ‫(ع ِّذ َب ْت ْام َر�أَ ٌة يِف هِ َّر ٍة َ�س َج َنت َْها َحتَّى َمات َْت َف َدخَ َل ْت ف َ‬ ‫ِيها الن َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫�ض)‪.‬‬ ‫ال ْر ِ‬ ‫ا�ش ْ أ‬ ‫اَل هِ َي �أ ْط َع َمت َْها َو اَل َ�س َقت َْها �إِ ْذ َح َب َ�ست َْها َو اَل هِ َي ت َ​َركَ ت َْها َت�أكُ ُل مِ ْن خَ َ�ش ِ‬

‫حكمة الإ�ست�شفاء مباء زمزم‬

‫الماء له أهمية كبيرة في حياتنا‪ ،‬إنه مصدر الحياة والنماء‬ ‫ّ‬ ‫كل‬ ‫على ظهر األرض بنص القرآن الكريم (وجعلنا من املاء‬ ‫�شيء حي �أفال ي�ؤمنون) [األنبياء ‪( ،]30:‬وهو الذي ير�سل الريح ب�رشا‬

‫بني يدي رحمته حتى �إذا �أقلت �سحابا ثقاال �سقناه لبلد ميت‬ ‫ف�أنزلنا به املاء ف�أخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج‬ ‫املوتى لعلكم تذكرون) [األعراف‪( ،]57 :‬وترى الأر�ض هامدة‬ ‫ف�إذا �أنزلنا عليها املاء اهتزت وربت و�أنبتت من كل زوج‬ ‫بهيج) [الحج‪�( ،]5:‬أومل يروا �أنا ن�سوق املاء �إلى الأر�ض اجلرز فنخرج‬ ‫به زرعا ت�أكل منه �أنعامهم و�أنف�سهم �أفال يب�رصون) [السجدة‪.]27:‬‬

‫لقد جعله هّ‬ ‫الل سبحانه وتعالى سببا في شفاء نبيه أيوب‬ ‫عليه السالم مما ابتلي به‪ ،‬فقال تعالى‪( :‬واذكر عبدنا �أيوب �إذ‬

‫نادى ربه �أين م�سني ال�شيطان بن�صب وعذاب ارك�ض برجلك‬ ‫هذا مغت�سل بارد و�رشاب) ص ‪.42 ،41‬‬

‫إن خير ماء على وجه األرض ماء زمزم‪ ،‬روي عن رسولنا‬ ‫صلى هّ‬ ‫الل عليه وسلم عن ابن عباس رضي اهلل عنهما قال‪:‬‬ ‫«قال رسول اللّهّ ص ّلى هّ‬ ‫الل عليه وس ّلم‪ :‬خير ماء على وجه األرض‬ ‫ماء زمزم‪ ،‬فيه طعام الطعم‪ ،‬وشفاء السقم‪ ،‬وشرّ ماء على وجه‬ ‫األرض بوادي برهوت»‪ ،‬برهوت بئر عميقة بحضرموت‪ ،‬ال‬ ‫يستطاع النزول إلى مقرها‪.‬‬ ‫الل ص ّلى هّ‬ ‫ويقول رسول هّ‬ ‫الل عليه وس ّلم‪« :‬ماء زمزم لما‬ ‫هّ‬ ‫شرب له‪ ،‬فإن شربته تستشفي به شفاك الل‪ ،‬وإن شربته‬ ‫ليشبعك أشبعك اهلل‪ ،‬وإن شربته لقطع ظمئك قطعة هّ‬ ‫الل‪ ،‬وهي‬ ‫هزمة جبريل وسقيا إسماعيل»‪ ،‬أخرجه الدارقطني وسعيد بن‬

‫بقلم الدكتور‬

‫منصور موقوفا‪ :‬أخرجه أحمد وابن ماجة منه مرفوعا‪ :‬ماء زمزم‬ ‫لما شرب له‪ ،‬من رواية جابر‪.‬‬ ‫هّ‬ ‫وعن عائشة رضي هّ‬ ‫ّ‬ ‫الل عنها قالت‪« :‬كان رسول الل صلى‬ ‫هّ‬ ‫الل عليه وس ّلم يحمل زمزم في األداوي والقرب وكان يصب‬ ‫على المرضى ويسقيهم»‪.‬‬ ‫للطيبين ّ‬ ‫لزمزم أسماء كثيرة منها‪ :‬طيبة (ألنها ّ‬ ‫والطيبات)‪،‬‬ ‫برة وعصمة (ألنها لألبرار)‪ ،‬مضنونة (ألنه ضن بها على غير‬ ‫المؤمنين)‪ ،‬سيدة (ألنها سيدة جميع المياه)‪ ،‬مَعْذبة (ألن‬ ‫المؤمن يستعذبها ويستحليها كأنها حليب)‪ ،‬سالمة (ألنها ال‬ ‫تقبل الغش)‪ ،‬مباركة (ألن ماءها ال ينفد أبدا)‪ ،‬كافية (ألنها تكفي‬ ‫عن الطعام وغيره)‪ ،‬عافية (ألن من شرب منها ال يهزل)‪.‬‬ ‫إن المياه تختلف عن بعضها البعض‪ ،‬ال في جوهر المائية‬ ‫ولكن بحسب مايخالطها‪ ،‬وبحسب الكيفيات التي تغلب عليها‪،‬‬ ‫ولكي نعرف فضل ماء زمزم على جميع المياه يجب أن نعرف أو‬ ‫ال ‪:‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫‪ 1‬ـ إن مياه الصنبور معظمها صالح للشرب باستثناء أن‬ ‫مياه الصنبور في العصر الحالي تحتوي على بكتيريا وفيروسات‬ ‫ومعادن عضوية وغير عضوية‪ ،‬باإلضافة إلى احتوائه مواد‬ ‫كيماوية مضافة‪ :‬هي (الكلور ـ الفلوريد ـ سلفات األلومنيوم‪....‬‬ ‫الخ) مما يسهم في احداث عدد كثير من العلل واألمراض‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ الماء المنقى (مقطر أو معكوس األزموزى)‪ :‬هو ماء‬ ‫منزوع منه جميع العناصر الموجودة فيه باستخدام عمليات‬ ‫مختلفة ألنه ال يحتوي سوى المادة الكيميائية ‪ ،H2O‬الماء‬ ‫شديد النقاء ألنه يمتص ثاني أكسيد الكربون من الهواء‬ ‫مما يجعله حمضيا وأكثر قوة في إذابة المواد التي يالمسها‪،‬‬ ‫عادة ما يحتوي على األكسجين بكميةقليلة جداً المذاب أو ال‬ ‫يحتوي على األكسجين إطالقا‪ ،‬ولذلك يشار إليه باسم الماء‬ ‫(الميت) وهو يمتص المعادن من جسم اإلنسان (الصوديوم‬ ‫والبوتسيوم والكلوريد)‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ المياه الميسرة‪ :‬ماء منزوع منه جميع المعادن الجيدة‬ ‫وتم استبدالها بكمية من الملح تبلغ ضعف كمية المعادن‬ ‫المنزوعة فهي تحدث خلال في األيض وترفع ضغط الدم إلى‬ ‫درجة يحدث معها نزيف من األنف‪ ،‬فهي ال تشرب لذلك أبداً‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ إن الوسائل الدفاعية تقوم بإزالة بعض الشوائب التي‬ ‫يحتوي عليها الماء قبل شربه‪ .‬قال ابن القيم رحمه هّ‬ ‫الل في (زاد‬ ‫المعاد)‪ ،‬جربت وغيري من اإلستشفاء بماء زمزم أمورا عجيبة‬ ‫واستشفيت به من عدة أمراض فبرأت بأذن هّ‬ ‫الل تعالى‪« :‬وما‬ ‫ينطق عن الهوى إن هو إال وحي يوحى»‪.‬‬


‫العدد ‪885‬‬

‫ثقافة‬ ‫السلم‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2017‬‬

‫‪15‬‬

‫في سنة ‪ 1989‬شرعت منظمة اليونسكو في العمل على نشر ثقافة السلم‪ ،‬علما بأن األسس النظرية لهذه الثقافة وجدت منذ سنة ‪ ،1945‬حيث تم استعمالها من طرف العديد من المفكرين عقب الحرب العالمية الثانية‪.‬‬ ‫وفي تصريح اإلعالن عن تأسيس منظمة اليونسكو يمكن قراءة التالي « إن تعميم الثقافة والتعليم على جميع الناس‪ ،‬بغية تحقيق العدل والحرية والسلم‪ ،‬أمر ضروري لضمان كرامة اإلنسان‪ ،‬ويشكل واجبا مقدسا‪ ،‬ويتحتم على‬ ‫جميع الدول والشعوب أن تقوم به بمسؤولية وتعاون‪ .‬إن كل سلم قائم فقط على اتفاقيات سياسية واقتصادية بين الحكومات ال يمكنه أن يحظى بإجماع جميع الشعوب ودعمها الصادق والمستدام‪ ،‬لذلك على هذا السلم‬ ‫أن يتأسس على تضامن أفكار أو أخالق هذه الدول والشعوب ‪ ...‬ولهذا السبب نعلن عن تأسيس منظمة األمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة التي تهدف إلى التحقيق التدريجي للسلم الدولي‪ ،‬ومجتمع الرخاء عبر التعاون‬ ‫بين دول العالم في مجاالت التربية والعلوم والثقافة‪ ،‬وهي األهداف التي تأسست من أجلها منظمة األمم المتحدة كما ينص ذلك ميثاقها التأسيسي»‪.‬‬ ‫سنوات بعد ذلك يأتي تصريح وبرنامج التدخل الخاص بثقافة السلم في أكتوبر سنة ‪ 1999‬ليوضحا بإسهاب مضامن ثقافة السلم‪ ،‬والتي تهم مجموعة من القيم والسلوكات والتقاليد‪ ،‬ونظم الحياة‪ ،‬التي تهدف إلى احترام‬ ‫الحياة‪ ،‬وإنهاء العنف وإقامة الحوار والتعاون‪ ،‬واالحترام التام لمبادئ السيادة والتراب الوطني‪ ،‬واالستقاللية السياسية للدول‪ ،‬بناء على ميثاق األمم المتحدة‪ ،‬والقانون الدولي‪ ،‬واحترام وتطوير حقوق اإلنسان والحريات األساسية‪،‬‬ ‫واإللتزام بالتسوية السلمية للنزاعات‪ ،‬والعمل على تلبية االحتياجات المتعلقة بالتقدم‪ ،‬والمحافظة على البيئة لفائدة األجيال الحالية والقادمة‪ ،‬والسهر على تحقيق تكافؤ الحقوق والفرص بين النساء والرجال‪ ،‬والعمل على‬ ‫تثبيت الحق في التعبير والحصول على المعلومات‪ ،‬واالنخراط في مبادئ الحرية والعدل والديمقراطية‪ ،‬والتعاون والتسامح والتضامن‪ ،‬والتعددية والتنوع الثقافي‪ ،‬والحوار والتفاهم بين جميع شرائح المجتمعات وبين الدول‪.‬‬ ‫ومن هذا المنطلق يمكن القول بأن هناك أسباب كثيرة تدعونا الستعادة ثقافة السلم‪ ،‬لعل أهمها يرجع إلى كونها دليال عمليا لتحقيق مجتمع الرخاء‪ ،‬وتلبية الحاجات‪ ،‬وتطوير الكفاءات والطاقات اإلنسانية‪ ،‬لهذا وجب استرجاع‬ ‫مفهوم الممارسة التي يدافع عنها العديد من المفكرين‪ ،‬والذي يلح على ضرورة ربط العالقة الوثيقة بين النظري والتطبيقي‪.‬‬ ‫هذا المنحى سيعمل على الحسم مع العديد من الثنائيات المغشوشة والتبسيطات الضبابية‪ ،‬وسيمكننا من الكالم عن الممارسة لثقافة السلم كعملية دائرية تغذي نظريا من ثقافة السلم بمختلف تطبيقاتها‪.‬‬ ‫فالتعريف بثقافة السلم ظل يتغير حسب األهمية التي أوالها المنتظم الدولي للسلم عبر السنوات‪ ،‬وحسب درجة إعادة اكتشاف أبعاد السلم‪ ،‬لمواجهة العنف‪ ،‬وهو ما مهد الطريق لالنتقال من نظريج ظل فيها العنف مستأسدا‪،‬‬ ‫إلى رؤية جديدة تضع الثقة في إمكانيات ثقافة السلم‪.‬‬ ‫م ‪ .‬الحراق‬

‫احل�صيلة ال�سنوية (‪)BILAN‬‬


‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2017‬‬

‫العدد ‪885‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)788‬‬

‫‪16‬‬

‫“تمهيد الجبال وما وراءها من المعمور‬ ‫وإصالح حال السواحل والثغور”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫الجزائري أبي حامد العربي بن علي المشرفي (‪1805-1895‬م) حركة الحسن (‪1831-‬‬ ‫شكلت “حركات” السلطان الحسن األول التي غطت فترة حكمه خالل المرحلة‬ ‫الممتدة بين سنتي ‪ 1873‬و‪ ،1894‬مجاال متجددا لالشتغال بالنسبة لمؤرخي المغرب‬ ‫‪ )1894‬من فاس إلى القبائل الجبلية الشمالية وزيارته لمدن أقصى الجهة الشمالية‬ ‫لعقود نهاية القرن ‪ .19‬وتعود أهمية النبش في بنية “الحركة” السلطانية إلى تعدد‬ ‫الغربية للسلطنة سنة ‪ ...1889‬هي رحلة‪/‬رسالة أدبية عجولة بشهادة مصنفها المتكررة‬ ‫وظائفها المخزنية‪ ،‬ثم إلى تحولها إلى منبع إلنتاج سلط الدولة المركزية في عالقتها‬ ‫في خاتمتها‪– ...‬في وصف مختلف محطات الحركة الخامسة عشرة التي قام بها السلطان‬ ‫باألطراف وباألقاصي‪ .‬لذلك‪ ،‬فقد اعتبر عهد السلطان الحسن األول تتويجا لنظيمة‬ ‫الحسن بغية جمع المكوس والضرائب المستحقة‪ ...‬على القبائل الجبلية والريفية (قبائل‬ ‫إنتاج هذه السلط‪ ،‬لدرجة أن المخزن المركزي تحول –معها‪ -‬إلى مجال متحرك غطى‬ ‫الحياينة‪ ،‬وصنهاجة‪ ،‬ومزيات‪ ،‬ومتيوة‪ ،‬وبني زروال‪ ،‬وبني وليد‪ ،‬ورغيوة‪ ،‬وبني مستارة‪ ،‬وبني‬ ‫كل جهات البالد‪ ،‬معيدا نسج عالقات المركز بأطرافه في إطار التقاسم الوظيفي‬ ‫يحمد‪ ،‬وغزاوة‪ ،‬واألخماس‪ ،‬وبني حسان‪ ،‬وبني عروس‪ ،‬وبني حزمار) وزيارة الزوايا الدينية‬ ‫للمهام وللمسؤوليات وألشكال تنظيم العالقات القائمة‪/‬والمفترضة بين السلطان‬ ‫وأضرحة األولياء المشهورين لذبح األضاحي والوقوف عند مقاماتهم‪ ...‬من ناحية‪ ،‬وتفقد‬ ‫ورعاياه‪ ،‬وعلى رأسهم صانعي السلط الرمزية والزعاماتية والدينية المحلية‪ .‬وعلى‬ ‫أوضاع الثغور بشمال السلطنة (تطوان‪ ،‬وطنجة‪ ،‬وأصيلة‪ ،‬قصر كتامة‪ ،‬والعرائش) والعمل‬ ‫هامش الكتابات التأريخية التي اهتمت بالتوثيق لمسار هذه “الحركات” وآللياتها‬ ‫على إصالح بعض أوضاعها الخطيرة وصيانة بنياتها العمرانية والعسكرية األساسية في‬ ‫التأديبية أو العقابية أو التدجينية‪ ،‬برزت متون رحالت مواكبة‪ ،‬اكتست قيمة معرفية‬ ‫زمن تسلط القوى االستعمارية األوربية‪ ،‬وزيارة بعض المدن الموجودة على خط هذا‬ ‫كبرى‪ ،‬ليس فقط على مستوى االهتمام بتدوين جزئيات “الحركة” وتفاصيلها‬ ‫المسار الرحلي الجبلي‪ ...‬من جهة أخرى‪( ”...‬ص ص‪.)11-12 .‬‬ ‫الدقيقة‪ ،‬ولكن –كذلك‪ -‬على مستوى االهتمام ببلورة نصوص سردية اكتست قيمة‬ ‫وداخل هذا المسار العام لهذه “الحركة”‪ ،‬تنهض الكثير من الجزئيات التي أحسن‬ ‫أدبية الفتة‪ ،‬ال شك وأنها تفيد –كثيرا‪ -‬في استثمار نصوص كتابات أدب الرحلة في‬ ‫المؤلف التقاطها وتدوينها‪ ،‬في إطار نسق التأليف األسطوغرافي التقليدي المهتم –‬ ‫مجال الكتابة التاريخية التخصصية‪ ،‬األمر الذي دفع بباحثي المغرب المعاصر ومؤرخيه‬ ‫أساسا‪ -‬بالتمحور حول الذات السلطانية باعتبارها مركز الفعل والمبادرة والتوجيه العام‬ ‫المجددين إلى العودة لالنفتاح على عطاء هذا الرصيد الثري‪ ،‬تجميعا للنصوص‬ ‫لألحداث وللوقائع‪ .‬هي كتابة تسجيلية تجعل السرد متمركزا حول أجهزة المخزن في‬ ‫وتحقيقا للمضامين وتعميما لنتائج مختلف التنقيبات المرتبطة بها‪.‬‬ ‫إطار الرؤى التقليدانية لصنعة كتابة التاريخ‪ ،‬حسب ما هو متوارث عن نمط كتب اآلداب‬ ‫في إطار هذا التوجه العام‪ ،‬يندرج صدور كتاب “تمهيد الجبال وما وراءها من‬ ‫السلطانية وتفرعاتها المعروفة‪ .‬لذلك‪ ،‬ظلت مجمل الوقائع المحلية تتوارى خلف ذات‬ ‫المعمور وإصالح حال السواحل والثغور (أو حركة السلطان موالي الحسن األول إلى‬ ‫السلطان ومبادراته هنا وهناك‪ ،‬من دون االلتفات لتاريخ الهامش الذي يصنع التفاصيل‬ ‫شمال المغرب‪1306-1307 ،‬ه‪1889/‬م)”‪ ،‬لمؤلفه العربي بن علي المشرفي المتوفى‬ ‫العميقة لحياة األفراد والمجتمع‪ .‬فعندما توقف المؤلف للتوثيق –على سبيل المثال ال‬ ‫عام ‪ ،1895‬وبدراسة وتحقيق لألستاذ إدريس بوهليلة‪ ،‬وذلك ضمن منشورات كلية‬ ‫الحصر‪ -‬لدخول السلطان لمدينة أصيال‪ ،‬لم يقدم إال معطيات عامة حول بعض السلط‬ ‫اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان‪ ،‬في ما مجموعه ‪ 212‬من الصفحات ذات الحجم‬ ‫الدينية الرمزية‪ ،‬عندما قال‪“ :‬ويوم السبت سادس عشر منه (أي ‪ 11‬أكتوبر ‪ ،)1889‬خيم‬ ‫الكبير‪ .‬ويمكن القول‪ ،‬إن الكتاب يشكل مصدرا هاما للتوثيق لواقع منطقة شمال‬ ‫(أي السلطان) بثغر أصيال‪ .‬ويوم األحد‪ ...‬سابع عشر منه أقام في الثغر الستراحة الجيوش‬ ‫المغرب عند نهاية القرن ‪ ،19‬خاصة على مستوى سعي المخزن المركزي لضبط‬ ‫والعساكر‪ ،‬وزار ولي اهلل المقطوع عند أهل اهلل بواليته الكاملة وهو سيدي محمد بن‬ ‫أوضاع المنطقة في ظل تهديدات الضغط اإلمبريالي الذي ازداد وقعه خالل النصف‬ ‫مرزوق نفعنا اهلل والمسلمين ببركاته‪ .‬وهو الذي شذ الركاب بيده لجده‪ ،‬ودعى له بالركوب على ظهر‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫الثاني من القرن المذكور‪ ،‬بعد أن بلغ ذروته بهزيمة تطوان سنة ‪ ،1859‬ثم بفرض مقررات مؤتمر‬ ‫الشراردة‪ .‬قيل أنه خير موالنا عبد الرحمان‪ ،‬وقال له‪ :‬من هو خير عندك قطع الحمية أو غلبة الشراردة‬ ‫مدريد لسنة ‪ ،1880‬بما حملته من بنود قاسية زادت في تأزيم أوضاع البالد وجعلتها عرضة لهجمة استعمارية وجعلهم تحت قدمك‪ ،‬فاختار الجزء الثاني‪ ،‬ألنه رضي اهلل عنه اختار سوغ الغصة الحاضرة عن الغصة الغائبة في‬ ‫شرسة كانت لها انعكاساتها العميقة على واقع البالد عموما‪ ،‬وعلى أوضاع الشمال بشكل خاص‪ ،‬األمر الذي دفع‬ ‫بالمخزن الحسني إلى السعي للحد من تداعيات تدهور الوضع الداخلي‪ .‬ولقد لخص األستاذ نزار التجديتي‪ ،‬الذي غميض علم اهلل‪ ،‬إذ ال يدري أتكون الغائبة أم ال تكون وتمحى‪ ،‬ألن اهلل يمحو ما يشاء ويثبت‪ ،‬وعنده أم الكتاب وأيضا‬ ‫وضع مقدمة الكتاب‪ ،‬هذا البعد عندما قال‪“ :‬تحرك السلطان أبو علي الحسن بن محمد على ظهر خيله كثيرا في ال علم لمخلوق بما يأتي في المستقبل‪ ...‬وأصيال تقرأ بالصاد واشتهرت بالزاي عند العامة‪ ،‬وهي صغيرة الجرم كبيرة‬ ‫سلطنته الشاسعة األطراف‪ ،‬وسافر بفسطاطه ودواوينه ومحلته أسفارا بعيدة طوى فيها األرض بالليل‪ ،‬ولم يتوان الغنم‪ .‬وقد تكررت رواية األصيلي واهلل أعلم في صحيح البخاري‪ .‬ويوم اإلثنين ثامن عشر منه‪ ،‬ارتحل سيدنا من أزيال‬ ‫قط منذ توليه حكم البالد‪ ...‬عن اختراق أوعر المسالك الجبلية واجتياز أقسى الطرق الصحراوية‪ .‬وكانت هذه الغزوات وخيم بأهل الشورى واالمتحان في حفص الريحان‪( ”...‬ص‪.)158 .‬‬ ‫وعلى هذا المنوال‪ ،‬ينساب السرد التأريخي مقدما مادة خامة لالشتغال‪ ،‬خاصة وأن األستاذ بوهليلة قد نجح‬ ‫والحركات تسير على منوال دقيق حدد معالمه وخططه وأهدافه من سبقوه من السالطين المغاربة لفرض سلطتهم‬ ‫الفعلية على مشيخة القبائل الكبرى‪ ،‬وجمع المكوس والضرائب لبيت مال المسلمين‪ ،‬وتفقد أحوال الرعية بالمدن في إغناء المتن األصلي بالكثير من التوضيحات والتدقيقات وعمليات الضبط الزمني والطوبونيمي والبيوغرافي‪،‬‬ ‫الداخلية‪ ،‬وإصالح أوضاع الثغور الساحلية وتحصين دفاعاتها العسكرية وتلبية حاجياتها من األمن والماء والقوت‪ ”...‬مما ساهم في تقديم كتابة ثانية وتركيبية للتفاصيل‪ ،‬تسهل على الباحثين وعلى عموم القراء سعيهم الستثمار‬ ‫(ص‪ .)7.‬ويضيف األستاذ التجديتي معرفا بطبيعة الكتاب موضوع هذا التقديم‪“ :‬يروي (المخطوط)‪ ...‬لمؤلفه المهاجر المضامين في أعمال قطاعية أو تفكيكية أو نقدية موازية‪.‬‬

‫ترجمة عبد القادر بن محمد بناني‪:‬‬ ‫مؤلف مخطوط «المعول» (‪)3/3‬‬

‫‪ -‬بقلم‪ :‬د‪ .‬فطيمة الكنوني‬

‫محمد الغالي ابن سليمان‪ :‬ترجمته وآثاره العلمية‪:‬‬

‫إن الناظم هو «محمد الغالي بن المكي بن أحمد ابن سليمان»‪ ،‬األندلسي األصل‪ ،‬المغربي (‪1317‬هـ‪1899 /‬م)‪:‬‬ ‫أديب‪ ،‬له شعر أكثره هزل وفيه مجون‪ .‬وقد وصف «بناني»‪ ،‬مؤلف المعول»‪ ،‬نثره في الطبقة العالية من البالغة‪ .‬يتضح‬ ‫ذلك في قوله ألحد المنسوبين‪« :‬أيها األخ‪ ،‬تحليت بالوالية‪ ،‬فكنت في الديوان غوثا‪ .‬وتصورت في أطوار الرحمانية‪،‬‬ ‫فكنتَ في عالم َّ‬ ‫َ‬ ‫وتلمذت لك األبرار فع ّلمتَها»‪ .‬كما كان مؤرخا وكاتبا وموسيقيا‪.‬‬ ‫الثرى‪..‬غيثا‪ .‬خاطبتك األسرار فلبَّيتها‪،‬‬ ‫من كتاب الخارجية في عهد السلطان «الحسن األول»‪ .‬كما كان قريبا من السلطان «العزيز»‪ ،‬فقد كتب له ظهيرا موجها‬ ‫ألهل سوس‪ .‬كان سليط اللسان‪ ،‬مقبال على اللهو والمالذ‪ .‬وكان السلطان «الحسن األول»‪ ،‬كثيرا ما يؤنبه ويعتبه لتركه‬ ‫األدب فيما يكتبه‪.‬‬ ‫أرسله الوزير «العباس بن موسى» لقبض مال من القائد «عيسى بن عمر» العبدي‪ ،‬فاختلسه‪ ،‬فأرسل لمراكش‬ ‫وحبس وضيق عليه‪ ،‬حتى أدى ما اتهم باختالسه‪ .‬توفي بمراكش ودفن بضريح أبي إسحاق بن الحاج بمراكش‪.‬‬ ‫شيوخ ابن سليمان‪:‬‬ ‫لقي الناظم عددا من الشيوخ بمدينتي فاس ومراكش‪ ،‬فأخذ عنهم الفقه واألصول والتصوف والمنطق والتوثيق‬ ‫والعروض‪ ..‬فألف أرجوزة‪ ،‬عدد فيها أشياخه منهم محمد بن المدني كنون حيث أخذ عنه النحو والتوحيد وأصول الفقه‪،‬‬ ‫والمهدي ابن الحاج الذي أخذ عنه الفقه والحديث والكالم والنحو وعلمي العروض‪ .‬أما جعفر الكتاني فأخذ عنه العلم‬ ‫والتوثيق‪....‬‬

‫آثار ابن سليمان‪:‬‬

‫ترك «ابن سليمان» عددا من التآليف المنظومة والمنثورة في معارف متنوعة‪:‬‬ ‫أ‪ -‬في التاريخ‪ :‬نعثر في الكثير من صفحات المعول‪ ،‬على كتاب «المفاخر»‪ ،‬إذ يقتبس منه «بناني» في أحيان كثيرة‪،‬‬ ‫ويسميه أيضا‪« :‬المفاخر التبريزية»‪ .‬وهو في حكم المفقود‪،‬‬ ‫ب‪ -‬في المناقب‪ :‬التحفة العرائشية‪ :‬شرح فيها صالة موالنا «عبد السالم بن مشيش»‪.‬‬ ‫ بادرة االستعجال في مناقب السبعة رجال‪ :‬وضعه زمن رحلته بمعية السلطان «الحسن» إلى مراكش سنة ‪1294‬هـ‪/‬‬‫‪1877‬م‪.‬‬

‫ت‪ -‬في الشعر‪:‬‬

‫ قصيدة في ملوك الدولة العلوية‪ :‬شرحها «محمد المشرفي» في كتابه (الحلل البهية)‪ .‬وهي من البحر الطويل‪ ،‬وقد‬‫فرغ منها سنة ‪1310‬هـ‪1893/‬م‪ .‬كما أوردها مؤلف (المعول)‪.‬‬ ‫ القصيدة الرجزية‪ :‬التي تمثل الجزء األول من القصيدة التي شرحها «بناني» في (المعول)‪.‬‬‫ث‪ -‬في الموسيقى‪ :‬الجواهر الحسان في نغم األلحان‪ :‬عالج فيه الموسيقى األندلسية‪.‬‬ ‫ج‪ -‬في األمثال‪ :‬رسالة في أمثال العامة‪.‬‬

‫في اللغة‪ :‬نظم الآلل‪.‬‬

‫ح‪ -‬تقاييد‪ :‬السيف المشرفي لقطع لسان المشرفي‪ :‬رد فيه على العالمة «العربي بن علي المشرفي» الذي ذم أهل‬ ‫فاس‪.‬‬

‫خ‪ -‬حواشيه وشروحاته‪:‬‬

‫ شرح قصيدة «ابن الفارض»‪ :‬زدني بفرط الحب فيك تحيرا‪.‬‬‫‪ -‬شرح على قصيدة المالقي المسماة بأنجم السياسة (لم يتممه لوفاته)‪.‬‬

‫ حاشية على المسلك السهل في شرح توشيح ابن سهل ل «محمد اإلفرني»‪.‬‬‫يتضح من خالل سرد تلك المؤلفات‪ ،‬أن ابن سليمان لم يكن شخصا عاديا‪ ،‬وهو ما يثير االستغراب لقلة ترجمة‬ ‫المؤلفات له من جهة‪ ،‬ولضياع جل كتبه من جهة أخرى‪ .‬مما يدفعنا للتساءل عن أسباب ذلك التهميش‪ ،‬سواء بالنسبة‬ ‫للمؤلف أو لتراثه أيضا‪.‬‬ ‫أما عن أصول الناظم‪ ،‬فنشير أوال‪ ،‬إلى أن أسرة ابن سليمان ذات أصل أندلسي‪ ،‬استقروا بتطوان‪ :‬فرع منهم‬ ‫أصلهم من األندلس حيث ظل البعض منهم هناك بعد سقوط غرناطة‪ ،‬ومازالت بإسبانيا أسر مسيحية تحمل هذا االسم‪.‬‬ ‫كما أنه توجد أسرة أخرى بنفس المدينة أصلها من إحدى قبائل جبالة‪ .‬ومن أبرز من مثل هذه األسرة بتطوان‪ ،‬محمد ابن‬ ‫سليمان التطواني‪ :‬الفقيه والكاتب والشاعر‪ .‬ولد بتطوان أواخر القرن ‪17‬م‪ .‬درس بها على يد الشيخ «علي بركة» وطبقته‪.‬‬ ‫اتصل بالقائد «علي بن عبد اهلل الريفي» وعاش في كنفه وكنف ابنه الباشا «أحمد»‪.‬‬ ‫فاس‪ :‬هناك فرقتان‪ :‬فرقة أصلها من غرناطة‪ ،‬وهم أهل علم وجاه وثروة‪ ،‬وإليهم ينتسب الشيخ «أحمد بن العربي‬ ‫ابن سليمان»‪ ،‬والناظم‪ .‬وفرقة ثانية تعرف بأوالد ابن سليمان الطنجي‪ :‬أهل فالحة ومال ومعاش‪.‬‬ ‫سنقتصر على ذكر أسالف الناظم‪ ،‬أي المنتمون للفرقة األولى‪ ،‬والذين‪ ،‬بعد هجرتهم للمغرب‪ ،‬استقروا بفاس‬ ‫«واستوطنوا حومتها المعروفة بجزاء ابن عامر بالدرب المسمّى بهم‪ ،‬المقابل لمسجدها األعظم فظهر لهم بها صيت‪،‬‬ ‫واشتهروا في الخطط العلمية‪ ،‬فكان منهم العلماء والعدول والكتاب»‪.‬ومنهم أبو العباس أحمد بن العربي ابن سليمان‪:‬‬ ‫قدم له الشارح ترجمة في بداية كتابه المعول‪ ،‬نقال عن (األزهار الندية)»‪ .‬ثم عبد الكريم ابن سليمان‪ :‬بن محمد الفاسي‪:‬‬ ‫كان كاتبا ووزيرا‪ ،‬ومن أبرز وجوه الدولة العزيزية‪ ،‬كما كان من كتاب الحاجب «أحمد بن موسى» الذي استكتبه في وزارة‬ ‫الخارجية في بنقية‪ ،‬ليستقل بتلك الوزارة بعد وفاة الحاجب المذكور‪ .‬كان له دور كبير في إقناع السلطان «عبد العزيز»‬ ‫بالدخول في اإلصالح بعدما أقنعه الفرنسيون بذلك‪ .‬مات منبوذا مهجورا بعد رجوعه من فرنسا حيث لقي النفور من ذلك‬ ‫السلطان‪ ،‬ومن عالمات السخط عليه‪ ،‬نبش قبره وقطع رأسه‪ .‬أما الفاطمي بن محمد ابن سليمان‪ :‬ابن أخ وزير السلطان‬ ‫«عبد العزيز» والصدر األعظم لديه‪ .‬ولد سنة ‪1898‬م‪ .‬اشتغل بمراكش في عهد السلطان «عبد العزيز»‪ ،‬وفي طنجة في‬ ‫عهد السلطان «عبد الحفيظ»‪ .‬ثم عينه السلطان «محمد الخامس» باشا مكناس‪ ،‬على إثر أحداث وادي بوفكران سنة‬ ‫‪1937‬م‪ .‬ثم أسند له مهمة الصدر األعظم في التعليم‪ ،‬نيابة عن «أحمد بركاش»‪ .‬أسندت له رئاسة الحكومة‪ ،‬فكان أول‬ ‫من القى السلطان في مدغشقر‪ .‬توفي سنة ‪1401‬هـ‪1981 /‬م‪.‬‬ ‫نذكر أيضا محمد بن إدريس ابن سليمان (الحاج)‪ :‬من ألمع شيوخ الملحون في القرن ‪19‬م‪ .‬نشأ في أسرة كان ربها‬ ‫يحيي لياليه في بيته‪ ،‬على عادة كثير من األسر الفاسية المترفة يومئذ‪ .‬تتلمذ على يد شيخ الملحون «محمد بن علي‬ ‫العمراني»‪ ،‬الشهير ب»ولد رزين»‪ .‬إال أن عالقتهما ستتحول لتنافس شديد أفضى بهما للدخول في معارك هجائية أفرزت‬ ‫قصائد رائعة تحفل بمساجالت فنية بليغة‪ .‬نذكر كذلك محمد اللمطي ابن سليمان‪ :‬من رؤساء أهل فاس خالل مرحلة‬ ‫االضطرابات التي تلت وفاة «أحمد المنصور»‪ .‬تزعم إحدى الثورات رغبة في الثأر لمقتل والده‪ .‬انتهت بمقتله بطريقة‬ ‫شنيعة في مواجهة مع أهل فاس سنة ‪1620‬م‪ .‬وأخيرا نجد محمد ابن سليمان‪ ،‬أبو عبد اهلل‪ :‬كاتب عرف في عنفوان شبابه‬ ‫باللهو‪ ،‬غير أنه أقلع عن ذلك عندما وهنت بنيته‪.‬استكتب في داخلية األشغال‪ ،‬ثم استوزر بمراكش للخليفة «العباس»‪.‬‬ ‫حدثت له حادثة معروفة زمن الوزير «أحمد بن موسى» حيث أرسله مع أخيه السفير «محمد»‪ ،‬الذي كان مختال‪ ،‬إلى فرنسا‪.‬‬ ‫ولما استدعيا لمشاهدة الوحوش‪ ،‬رأى السفير أسدا مكشرا عن أنيابه‪ ،‬فظن أنه هم بافتراسه‪ ،‬فخاف واشتد به جنونه‬ ‫فصرعه‪ .‬فلما عابت فرنسا على أخيه إرسال مثله‪ ،‬لم يجد شافيا إال صاحب الترجمة واتهمه بغش أخيه والتعرض لفضيحته‬ ‫وأعرض عنه‪ .‬توفي سنة ‪1317‬هـ‪1899 /‬م ودفن بقبة الولي الصالح عبد العزيز التباع‪.‬‬

‫(انتهى)‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2017‬‬

‫العدد ‪885‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)355‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫تضليل العدالة وإصدار حكم باإلفراغ ‪:‬‬

‫تشريد مسنة وابنها بعد اشتغالهما‬ ‫لمدة أكثر من ‪ 35‬سنة حارسين‬ ‫بإقامة «شالة ‪»19‬‬ ‫تواجه مواطنة مسنة‪ ،‬مصابة بمجموعة من األمراض‪ ،‬وابنها الوحيد‪ ،‬حكما‬ ‫باإلفراغ ( ملف التنفيذ عدد ‪ )6204/17/120‬من مقرعملهما‪ ،‬كحارسين بإقامة‬ ‫شالة ‪ 19‬زنقة نوبل محج محمد السادس بطنجة‪ ،‬حيث كانت األم تحرس بالنهار‬ ‫واإلبن يحرس بالليل‪ ،‬وذلك منذ مدة تقدر بأكثر من ‪ 35‬سنة‪ ،‬بشهادة قائد الملحقة‬ ‫اإلدارية السادسة (مقرها الرابعة حاليا) وكان من المنتظرأن ينفذ اإلفراغ‪ ،‬يوم االثنين‬ ‫الماضي ‪ 10‬أبريل الجاري‪ ،‬في حق الضحية الزهرة الدراوي وابنها محمد الحضري‬ ‫اللذين ليس لهما أي مأوى يلجآن إليه‪ .‬وحسب شكايتهما التي تتوفر الجريدة على‬ ‫نسخة منها‪ ،‬باإلضافة إلى مجموعة من الوثائق والمستندات المهمة المرفقة‪ ،‬فإن‬ ‫المشتكى بهم الذين كانوا وراء تضليل العدالة‪ ،‬باسم «السانديك»‪ ،‬وبالتالي إصدار‬ ‫هذا الحكم‪ ،‬ليس لهم أي صفة قانونية‪ ،‬حيث تم إقحام أشخاص والتوقيع نيابة‬ ‫عنهم في محضر اجتماع لـ ‪« :‬السانديك» ذاته‪ ،‬دون علمهم‪ ،‬كما صرحوا في محاضر‬ ‫الشرطة‪ ،‬باإلضافة إلى أسماء ألشخاص آخرين‪ ،‬لم يعودوا يسكنون بهذه اإلقامة‪،‬‬ ‫منذ فترة طويلة‪ ،‬وبعضهم انطلت عليهم الحيلة‪ ،‬عندما طلب منهم التوقيع‪ ،‬ذات‬ ‫يوم‪ ،‬على ما يفيد القيام بإصالحات خاصة باإلقامة‪ ،‬فإذا بهم يفاجؤون‪ ،‬بكونهم‬ ‫وقعوا‪ ،‬غير راضين‪ ،‬بخصوص موضوع آخر‪ ،‬يتجلى في إفراغ مسنة الحول لها والقوة‪،‬‬ ‫هي و ابنها‪ ،‬باعتبارهما محتلين !؟‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫أكثر من هذا أن اجتماع «السانديك» لم يحضره ممثل للسلطة المحلية‪،‬‬ ‫في شخص عون لقائد الملحقة اإلدارية المذكورة‪ ،‬ومع ذلك حرك المشتكى بهم‬ ‫الدعوى‪ ،‬زورا وبهتانا‪ ،‬وبجميع الوسائل‪ ،‬إلى غاية إصدارحكم قضى لصالحهم‪ ،‬مؤخرا‪،‬‬ ‫بإفراغ حارسي إقامة «شالة ‪ ،»19‬ودون تعويضهما عن سنين من عمرهما‪ ،‬أفنياها‬ ‫في حراسة هذه اإلقامة التي لم تقع بها أي سرقة أوجريمة‪ ،‬طيلة فترات اشتغالهما‬ ‫بها‪ ،‬وذلك بهدف أطماع تجارية‪ ،‬تتجلى في رغبة أحد المشتكى بهم في القيام‬ ‫بعملية توسيع لمحله التجاري‪ ،‬وذلك بإضافة إليه المساحة الخاصة بشقة الحارسين‪،‬‬ ‫رقم ‪1‬مكرر أرضي‪ ،‬بعد إفراغها من المحتلين المفترى عليهما(األم وابنها)‪ ،‬فضال‬ ‫عن رغبة البعض في فسح المجال‪ ،‬وبكل حرية‪ ،‬لبعض األفعال المشبوهة باإلقامة‬ ‫المشار إليها‪ ،‬تشيرشكاية المتضررين اللذين يلتمسان من الوكيل العام للملك‬ ‫إعطاء تعليماته‪ ،‬حول إعادة النظرفي قضيتهما‪ ،‬وذلك إنصافا لهما وإحقاقا للحق‪.‬‬

‫توصلنا بنسخة من شكاية‪ ،‬موجهة إلى وزير العدل والحريات‪ ،‬بتاريخ فاتح‬ ‫مارس ‪ 2017‬تحت عدد ‪ 10726‬بعث بها المهاجر المغربي محمد طوى‪ ،‬ذو الجنسية‬ ‫األمريكية‪ ،‬وزوجته اإلنجليزية «طوى إدوارد جان هلين» يطلبان من خاللها إنصافهما‬ ‫فيما تعرضا له من سطو على أمالكهما بطنجة‪ ،‬من طرف أشخاص قاموا بمجموعة‬ ‫من أعمال التزوير التي طالت شركتهما‪ ،‬ملف التحقيق عدد ‪ 2011/120‬قرار عدد ‪02‬‬ ‫بتاريخ ‪ 17‬شتنبر ‪ ،2016‬وحكم استئنافي جنحي عدد ‪ ،2609/16/10‬قرار جنائي عدد‬ ‫‪ 957‬الصادر بتاريخ ‪ .2016/11/22‬ومما جاء فيها‪ ،‬يشير المتضرر أنه ترك شخصا مكلفا‬ ‫بتسيير شركته التي الزالت موجودة إلى اليوم‪ ،‬وعليها ضرائب من سنة ‪ 2010‬إلى سنة‬ ‫‪ ،2016‬إذ لم يتم بيعها عن طريق المزاد العلني‪ ،‬كما يدعي المشتكى بهم‪ ،‬ولما عاد‬ ‫بعد سنوات من الغربة بالديار األمريكية‪ ،‬وجد ذلك الشخص قد أسس شركة‪ ،‬باسم‬ ‫آخر‪ ،‬مع متواطئين معه‪ ،‬وبالتالي تعرضت حقوقه لألضرار‪ ،‬نتيجة التالعب في مستندات‬ ‫ومعلومات تتعلق بشركته‪ ،‬في الوقت الذي يتوفرعلى حجج ووثائق تثبت ذلك‪.‬‬ ‫ويلتمس المتضرر وزوجته من وزير العدل إيفاد لجنة معينة من الوزارة الوصية‬ ‫للوقوف على مجموعة من االختالالت التي شابت ملف قضيته‪ ،‬وذلك إنصافا له‪ ،‬واعتبارا‬ ‫لدولة الحق والقانون‪.‬‬

‫محمد الهنداوي‬

‫شقة للبيع‬ ‫شقة معروضة للبيع بإقامة ‪ 5‬ـ الطابق ‪ 4‬رقم ‪ 22‬لمالكها‬ ‫السيد محمد الحمزوي الصرصري‪ ،‬حيث توجد بمجمع العاليا بحي‬ ‫البرانص ـ طنجة‪.‬‬

‫وللمزيد من المعلومات االتصال بإدارة الجريدة‪.‬‬ ‫لجميع إعالناتكم‬ ‫اإلشهارية واإلدارية‬ ‫يف جريدة‬

‫االتصال على الرقم ‪0539943008‬‬

‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫ج‪.‬ش‬

‫مغربي أمريكي وزوجته‬ ‫االنجليزية يطالبان باسترجاع‬ ‫أمالكهما بطنجة‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 8‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪355‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 885‬ـ الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2017‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬ ‫قائمة األندية الحائزة‬ ‫على لقب منذ عام ‪1956‬‬

‫يحمل ريال مدريد الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بدوري‬ ‫أبطال أوربا لكرة القدم‪ .‬حيث فاز بهذه المسابقة ‪ 11‬مرة‪ ،‬منذ‬ ‫‪ 1956‬إلى اليوم‪.‬‬ ‫وحقق الريال البطولة القارية بين عامي ‪ 1956‬و‪ ،1960‬ثم عاد‬ ‫ليفوز بها أعوام ‪ 1966‬و‪ 1998‬و‪ 2000‬و‪ ،2002‬و‪ 2014‬و‪.2016‬‬ ‫ويحتل نادي ميالن اإليطالي المركز الثاني في عدد مرات الفوز‬ ‫بالبطولة برصيد ‪ 7‬ألقاب‪ ،‬حيث فاز باللقب أعوام ‪ 1963‬و‪1969‬‬ ‫و‪ 1989‬و‪ 1990‬و‪ 1994‬و‪ ،2003‬وأخيرا عام ‪.2007‬‬ ‫وحقق كل من برشلونة وبايرن ميونيخ وليفربول البطولة‬ ‫األوروبية األعرق ‪ 5‬مرات‪ ،‬حيث أحرزها فريق برشلونة أعوام ‪1992‬‬ ‫و‪ 2006‬و‪ 2009‬و‪ 2011‬و‪ .2015‬وأحرزها بايرن ميونيخ أعوام‬ ‫‪ 1974‬و‪ 1975‬و‪ 1976‬و‪ 2001‬و‪ ،2013‬بينما كانت البطولة من‬ ‫نصيب ليفربول أعوام ‪ 1977‬و‪ 1978‬و‪ 1981‬و‪ 1984‬و‪.2005‬‬ ‫أما نادي أياكس أمستردام الهولندي فحقق البطولة ‪ 4‬مرات‬ ‫في أعوام ‪ 1971‬و‪ 1972‬و‪ 1973‬و‪ .1995‬وحقق كل من إنتر‬ ‫ميالنو ومانشستر يونايتد البطولة ‪ 3‬مرات‪ ،‬حيث أحرزها الفريق‬ ‫اإليطالي في أعوام ‪ 1964‬و‪ 1965‬و‪ ،2010‬بينما حققها الفريق‬ ‫اإلنجليزي أعوام ‪ 1968‬و‪ 1999‬و‪ .2008‬وحققت ‪ 4‬فرق أوروبية‬ ‫البطولة مرتين‪ ،‬هي يوفنتوس اإليطالي عامي ‪ 1985‬و‪،1996‬‬ ‫وبنفيكا البرتغالي عامي ‪ 1961‬و‪ ،1962‬ونوتنغهام فورست ‪1979‬‬ ‫و‪ ،1980‬وبورتو البرتغالي عامي ‪ 1987‬و‪ .2004‬وأحرزت ‪ 10‬أندية‬ ‫أوروبية اللقب مرة واحدة‪ ،‬هي سلتيك األسكتلندي عام ‪،1967‬‬ ‫وهامبورغ األلماني عام ‪ ،1983‬وستيوا بوخارست الروماني عام‬ ‫‪ ،1986‬ومرسيليا الفرنسي عام ‪ ،1993‬وتشلسي اإلنجليزي عام‬ ‫‪ ،2012‬وبوروسيا دورتموند عام ‪ ،1997‬وفينورد الهولندي عام‬ ‫‪ ،1970‬وأستون فيال اإلنجليزي عام ‪ ،1982‬وآيندهوفن الهولندي‬ ‫عام ‪ ،1988‬ورد ستار بلغراد الصربي عام ‪.1991‬‬

‫‪3‬‬

‫«الريمونطادا»‪ ..‬الكلمة أصبحت شائعة في الكتابة الصحفية وفي التعاليق الخاصة‬ ‫بمباريات البطولة الوطنية والقارية لألندية المغربية‪ .‬وكان لتجاوز نتيجة الذهاب‬ ‫لبرشلونة في دوري ابطال أورربا أمام باري سان جيرمان الفرنسي‪ ،‬من خالل إقصائه‬ ‫في اإلياب بسداسية بعدما كان الكل يعتقد أن برشلونة خارج اسوار الدوري األوربي‬ ‫منذ الدور الماضي بعد انهزامه في الذهاب بأربعة أهداف دون رد‪ .‬اليوم اصبحت‬ ‫كلمة «الريمونطادا» عبارة تفاؤل تراود جميع األندية التي تنهزم في مباريات الذهاب‬ ‫من المنافسات الدولية أو القارية‪ .‬برشلونة وهو يحرج جمهوره مرة ثانية بهزيمة‬ ‫قاسية بتورينو أمام جوفنتوس الثالثاء الماضي بثالثية نظيفة‪ ،‬في مباراة الذهاب‬ ‫من كاس أبطال أوربا لألندية البطلة‪ ،‬مطالب مرة أخرى ب»الريمونطادا» وإن كانت‬ ‫صعبة هذه المرة أمام منافس عتيد‪ ،‬لكنها ليست مستحيلة إن كانت عناصر البرسا‬ ‫في أوجها‪ .‬نلتقي‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫أحمد حمودان‪..‬‬ ‫جنم احتاد طنجة لكرة القدم‬

‫• كيف تلقيت دعوة الناخب الوطني رونار للفريق األول‪،‬‬ ‫وكيف وجدت األجواء هناك؟‬ ‫• • كانت لحظة رائعة وشعرت بافتخار كبير‪ ،‬تذكرت كل‬ ‫تلك السنوات التي تعذبت فيها وإنتقلت من أدنى أقسام الهواة‬ ‫إلى عرين األسود‪ ،‬رحلتي من الشاون إلى الفريق الوطني قصة‬ ‫مألى بالدروس والعبر لألطفال والشباب‪ ،‬وخصوصا أولئك الذين‬ ‫لديهم حلم يريدون تحقيقه‪،‬‬ ‫أنا العب إنطلقت من الصفر‬ ‫ولم تُعبد لي الطريق‪ ،‬قاومت‬ ‫وإجتهدت وصارعت من أجل‬ ‫حُلم بدا لي في إحدى المراحل‬ ‫من سابع المستحيالت بلوغه‪،‬‬ ‫وحينما لبست قميص األسود‬ ‫األسبوع الماضي قلت أن ال شيء‬ ‫صعب ومستحيل في الحياة‪،‬‬ ‫حينما نريد نستطيع‪ ،‬أدعو أي‬ ‫شاب أو العب أن يأخذ العبرة‬ ‫مني وأن يتمسك بأحالمه‪،‬‬ ‫أن ال ييأس وال يتذمر أبدا‪،‬‬ ‫فقط يجتهد ويؤمن بقدراته‬ ‫ويقاتل دون إستسالم‪ ،‬باإلرادة‬ ‫والعزيمة والرغبة تتحقق‬ ‫األماني‪ .‬وبالنسبة لألجواء‬ ‫بالمنتخب األول‪ ،‬ال توجد هناك‬ ‫فوارق كبيرة‪ ،‬في الفريق الوطني‬ ‫المحلي الكل يعرف بعضه‬ ‫البعض واإلنسجام جلي ألننا‬ ‫من وسط واحد وبطولة واحدة‬ ‫ولدينا نفس األسلوب والثقافة‪،‬‬ ‫بينما مع الكبار تلمس أجواء‬ ‫إحترافية عالية وتجاور العبين‬ ‫من بطوالت أوروبية وخليجية‬ ‫لديهم عقليات محترفة‪ ،‬من‬ ‫يدخل معسكر األسود سيشعر‬ ‫بأحاسيس مختلطة بين الفخر والسعادة وثقل المسؤولية‪،‬‬ ‫والرغبة في إبراز الذات وإظهار األحقية بحمل القميص‪.‬‬ ‫• الالعبون المحليون أعطوا إشارات اإلقناع ومرروا أكثر من‬ ‫رسالة لرونار‪ ،‬هل يعني هذا أنكم ستطمعون في الرسمية‬ ‫مستقبال وستهددون مكانة المحترفين؟‬ ‫• • الالعب المحلي بحاجة للثقة والفرص حتى يظهر علو‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫كعبه‪ ،‬وهنا ال بد من اإلشادة بالمستوى الذي أبان عنه زمالئي‬ ‫في وديتي بوركينا فاسو وتونس وخصوصا صديقي جواد يميق‬ ‫الذي شرف البطولة الوطنية‪ ،‬وقدم صورة مقنعة ورسالة لمن‬ ‫يشككون في قدرة الالعبين المحليين على اللعب مع الكبار‪،‬‬ ‫نحن أيضا لنا مكانة مع الفريق الوطني األول ولنا القدرة على‬ ‫مجاورة المحترفين بأوروبا‪ ،‬أعتقد أن فئة من الجمهور ومعها‬ ‫الطاقم التقني قد أعادوا ترتيب األوراق وإقتنعوا بضرورة‬ ‫إعطاء الفرص وتشجيع المنتوج‬ ‫المحلي‪ .‬أما بالنسبة لتهديدنا‬ ‫لالعبين المحترفين‪ ،‬فهذه أمور‬ ‫تقنية من إختصاص الناخب‬ ‫الوطني‪ ،‬نحن كالعبين محليين‬ ‫أو محترفين نمثل بلدنا ونهدف‬ ‫لتشريفه دون أنانية أو حسابات‬ ‫ضيقة أو تفرقة بين من يلعب‬ ‫هنا وهنـــاك‪ ،‬نريد أن نؤكد‬ ‫مكانتنا وأن ال يتم إستصغارنا‬ ‫وإحتقارنا ألننا لنا مؤهالت أيضا‬ ‫وعزيمة ووطنية‪ ،‬الكرة بملعبنا‬ ‫اآلن وعلينا أن ندافع عن أنفسنا‪،‬‬ ‫وكما قلت فال فوارق كبيرة بين‬ ‫الالعبين المحليين والمحترفين‪.‬‬ ‫• مـاذا قـال لك النـاخب‬ ‫هيرفي رونار؟ وكيف إستقبلك‬ ‫الالعبون؟‬ ‫• • الالعبـــون المحليـــون‬ ‫يحظون بمتابعة من الناخــب‬ ‫الوطني وقــد حدثنـــا بالفندق‬ ‫وقال بأن علينـــا أن ننسجــم‬ ‫بسرعة وأن ال نبقى في عزلة‪،‬‬ ‫طالبنا بعدم الخجل أو اإلحساس‬ ‫بالنقص‪ ،‬فتح لنا الباب وأمرنا‬ ‫بإستغالل الفرص التي ال تُتاح‬ ‫كل يوم‪ ،‬ذكرنا بأن األسود سقف‬ ‫الطموحات وشرف وفخر كل الالعبين أينما كانوا‪ ،‬قام أيضا‬ ‫بتنويرنا تقنيا وتكتيكيا حسب المنظور والفلسفة التي يشتغل‬ ‫بها‪ ،‬والمواصفات التي يريد رؤيتها في العناصر التي تنضم إلى‬ ‫كثيبته‪ ،‬أما باقي الالعبين المحترفين خصوصا أصحاب الخبرة‬ ‫واألقدمية فقد لعبوا دور المساعدة في اإلندماج وتسهيل مهمة‬ ‫الوافدين الجدد‪ ،‬تماما كما نفعل نحن داخل أنديتنا حينما‬ ‫تلتحق بنا عناصر جديدة‪.‬‬

‫بارترا بعد االنفجار‪ :‬أقسى ‪ 15‬دقيقة‬ ‫في حياتي‬

‫أكد المدافع اإلسباني مارك بارترا‪ ،‬الالعب الوحيد في فريق بروسيا‬ ‫دورتموند الذي أصيب في الهجوم بمتفجرات الذي استهدف حافلة الفريق‬ ‫الثالثاء الماضي قبل مباراته أمام موناكو في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال‬ ‫أوروبا‪ ،‬أنه عاش خالل االعتداء أقسى وأطول ‪ 15‬دقيقة في حياته‪ .‬وكتب‬ ‫بارترا على حسابه بموقع (إنستجرام) للتواصل االجتماعي حيث نشر صورة‬ ‫له وهو على الفراش بالمستشفى وبجانبه رفيقته العاطفية وابنتهما‪:‬‬ ‫«األلم والرعب والشك بشأن عدم معرفة ما كان يحدث وال لكم من الوقت‬ ‫سيستمر‪...‬كانت أطول وأقسى ‪ 15‬دقيقة في حياتي»‪ .‬وعلى الصورة علق‪:‬‬ ‫«الزيارة األسعد التي أتلقاها»‪ ،‬مبرزا أن رفيقته وابنته هما الدافع وراء‬ ‫تجاوز الصعاب دائما بما في ذلك أسوأ لحظة في حياته‪ .‬وقال بارترا إنه‬ ‫يتعافى يوما بعد يوم وتزداد لديه الرغبة في الحياة واللعب والتدرب ورؤية‬ ‫المدرجات مجددا مليئة بأناس يحبون لعبتنا‪ .‬وأضاف بارترا الذي خضع‬ ‫لجراحة لعالج كسر في المعصم األيمن عقب ساعات من الهجوم أن الشيء‬ ‫الوحيد الذي يطلبه اآلن هو «أن نعيش جميعا في سالم ونترك الحروب»‪،‬‬ ‫معربا عن شكره للدعم الذي حصل عليه‪.‬‬ ‫ومن المتوقع أن يغيب بارترا عن المالعب ألربعة اسابيع‪ ،‬وفقا لما‬ ‫أعلنه أمس مدربه توماس توخيل‪ ،‬الذي أعرب األربعاء الماضي عن استيائه من إقامة مباراة الفريق أمام موناكو التي انتهت بفوز‬ ‫الفريق الفرنسي بثالثة أهداف لهدفين) بعد يوم واحد من الهجوم بينما كان الفريق في حالة صدمة‪.‬‬


‫الشمال الرياضي‬

‫العدد ‪885‬‬

‫منتخب عصبة الوسط يحرز النسخة الثالثة لكأس‬ ‫الرئيس الموريتاني للكيك بوكسينغ في نواكشوط‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2017‬‬

‫‪19‬‬

‫منالجامعة‬ ‫أخبارأخبار‬ ‫الجامعة‬ ‫تغيير موعد انطالق ودية المنتخب الوطني أمام منتخب هولندا‬ ‫تقرر رسميا تغيير موعد انطالق اللقاء الودي الذي سيجمع المنتخب‬ ‫الوطني األول ومنتخب هولندا من الساعة العاشرة ليال إلى الخامسة والنصف‬ ‫عصرا‪ ،‬وذلك يوم األربعاء ‪ 31‬ماي ‪ 2017‬بالملعب الكبير ألكادير‪ .‬وجاء هذا‬ ‫القرار‪ ،‬استجابة لطلب االتحاد الهولندي لكرة القدم الذي اقترح تقديم توقيت‬ ‫انطالقة هذه المواجهة الودية‪ .‬ونظرا لتزامن إجراء ودية األسود مع شهر‬ ‫رمضان المبارك‪ ،‬فقد ارتأت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وبتوافق‬ ‫مع االتحاد الهولندي إقامة هذه المباراة قبل آذان المغرب‪ ،‬حتى يتسنى‬ ‫لمحبي المنتخب الوطني متابعة اللقاء‪ .‬وتدخل هذه المباراة في إطار البرنامج‬ ‫اإلعدادي للمنتخب الوطني األول‪ ،‬تحضيرا إلقصائيات كأس إفريقيا لألمم‬ ‫الكاميرون ‪ ،2019‬وإقصائيات كأس العالم فيفا روسيا ‪.2018‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫الزموري الرئيس األسبق لجامعة الكرة في ذمة اهلل‬

‫تمكـن أبطـال عصبة الوســط المشاركيــن ضمن‬ ‫النسخة الثالثة لكأس الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد‬ ‫العزيز للكيك بوكسينغ التي احتضنها الملعب الرياضي‬ ‫الكبير للعاصمة نواكشوط مساء يوم السبت فاتح أبريل‬ ‫‪ 2017‬والمنظمة من قبل الجامعة الموريتانية لرياضات‬ ‫الكيك بوكسينغ بشراكة مع الجامعة الملكية المغربية‬ ‫لرياضات الكيك بوكسينغ‪ ،‬المواي طـــاي‪ ،‬الصافـــات‬ ‫والرياضات المماثلة وبإشراف من وزارة‪ ‬الشباب والرياضة‬ ‫للجمهورية اإلسالمية الموريتانية من حسم لقب هذه‬ ‫النسخة لصالحهم وذلك بنتيجة انتصارين مقابل‬ ‫انتصار واحد لصالح العناصر الموريتانية‪ .‬هذه التظاهرة‬ ‫الرياضية الكبرى التي نظمـــت بالعاصمة نواكشوط‬ ‫تزامنا مع إقامة الدورة الخامسة لليوم الوطني للرياضة‬ ‫وإسهاما من الجامعة الملكية المغربية لرياضات الكيك‬ ‫بوكسينغ في تعميق عالقات األخوة والروابط التاريخية‬

‫التي تربط بين الشعبين الشقيقين الموريتاني والمغربي‬ ‫عرفت نجاحا كبيرا وحضورا مكثفا للعديد من الرموز‬ ‫الوطنية الموريتانية يتقدمهم الوزير األول الموريتاني‬ ‫المهندس يحيى ولد حدمين ووزير الشباب والرياضة‬ ‫السيد محمد ولد جبريل ووزير التهديب الوطني السيد‬ ‫أسلمو ولد سيد المختار ولد الحبيب إضافة إلى العديد‬ ‫من أعضاء الحكومة ووالي والية نواكشوط ‪ .‬وقد جاء‬ ‫انتزاع العناصر المغربية للقب النسخة الثالثة من هذه‬ ‫الكأس الهامة بعد تغلب البطل وليد السنوسي بالنقط‬ ‫على خصمه الموريتاني لحسن سوليمان برسم وزن أقل‬ ‫من ‪ 50‬كلغ ‪ ،‬ثم انتصار عطاف بدر الدين على منافسه‬ ‫سيدي أحمد جمال خالل المباراة التي أجريت في وزن أقل‬ ‫من ‪ 60‬كلغ ‪ ،‬في حين لم يتفوق المغربي فوزي جالل‬ ‫من مجاراة خصمه الموريتاني يحيى بوعماتو خالل اللقاء‬ ‫الذي جمع بينهما برسم وزن أقل من ‪ 69‬كلغ ‪.‬‬

‫انتخاب الهاللي رئيسا لالتحاد العربي للتايكوندو‬ ‫لوالية ثانية‬

‫توفي‪ ،‬اليوم الخميس قبل الماضي ‪ ،‬الكولونيل ماجور الحسين الزموري‪،‬‬ ‫الرئيس األسبق للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ .‬و ووري جثمان الراحل‬ ‫الثرى‪ ،‬في اليوم نفسه‪ ،‬بمقبرة الشهداء بالرباط بعد أداء صالتي الظهر‬ ‫والجنازة‪ .‬وترأس الراحل الحسين الزموري الجامعة الملكية المغربية لكرة‬ ‫القدم ما بين ‪ 1992‬و‪ ،1994‬حيث عرفت فترة واليته تأهل المنتخب الوطني‬ ‫لنهائيات كأس العالم لسنة ‪ 1994‬التي أقيمت بالواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫قرارات تأديبية من اللجنة المركزية للتأديب‬ ‫اجتمعت اللجنة المركزية للتأديب والروح الرياضية التابعة للجامعة‬ ‫الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬مساء يوم األربعاء ‪ 12‬أبريل ‪ ،2017‬لدراسة‬ ‫الملفات المحالة عليها‪ ،‬وأصدرت القرارات التالية‪:‬‬ ‫بالنسبة للبطولة االحترافية اتصاالت المغرب القسم األول‪:‬‬ ‫ معاقبة نادي الرجاء الرياضي بخوض مباراة واحدة دون جمهور خالل‬‫اللقاء الذي سيجمعه بنادي أولمبيك خريبكة يوم السبت ‪ 15‬أبريل ‪2017‬‬ ‫برسم الجولة ‪ ،24‬مع إلزام نادي الرجاء الرياضي بأداء تعويض مادي بشكل‬ ‫مستعجل لكل الخسائر التي ألحقتها جماهيره ‪ ‬بالمركب الكبير لمراكش‪،‬‬ ‫وذلك بعد تقييمها وتحديدها من طرف إدارة الملعب الكبير ‪.‬‬ ‫وبالنسبة للبطولة االحترافية اتصاالت المغرب القسم الثاني‪:‬‬ ‫ توقيف رشيد بريكل العب المغرب الرياضي الفاسي لـ‪ 4‬مباريات اثنتان‬‫منها موقوفتا التنفيذ‪ ،‬مع غرامة مالية قدرها ‪ 2250‬درهما‪.‬‬ ‫ توقيف أحمد فتحي العب فريق وداد تمارة لمباراة واحدة‪.‬‬‫‪vvvvvv‬‬

‫الجامعة ترد على اتهامات نادي ليل الفرنسي‬ ‫تبعا للبيان الرسمي الذي نشره نادي ليل الفرنسي عبر موقعه الرسمي؛‬ ‫أمس الخميس ‪ 6‬أبريل ‪2017‬؛ والذي تضمن اتهاما واضحا لطاقم المنتخب‬ ‫الوطني األول بالتسبب في تفاقم إصابة الدولي المغربي حمزة منديل‪،‬‬ ‫وخضوعه لعملية جراحية ستحرمه من الميادين لستة أشهر على األقل‪.‬‬

‫انعقدت صباح األحد ‪ 09‬أبريل ‪ 2017‬بمدينة‬ ‫أكادير أشغال أشغال الجمعية العمومية لالتحاد العربي‬ ‫للتايكوندو والتي أقيمت على هامش منافسات كأس‬ ‫رئيس االتحاد الدولي للتايكوندو ‪ G2‬التي احتضنتها‬ ‫مدينة االنبعاث ‪ .‬وقد تم خالل هذه الجمعية العمومية‬ ‫التي حضرها اللواء أحمد فولي نائب رئيس االتحاد الدولي‬ ‫ورئيس الكونفدرالية اإلفريقية للتايكوندو تشكيل المكتب‬ ‫المسير الجديد لهذا االتحاد العربي والذي يرأسه األستاذ‬ ‫إدريس الهاللي عضو االتحاد الدولي ورئيس الجامعة‬ ‫الملكية المغربية للتايكوندو لفترة والئية جديدة من أربع‬ ‫سنوات تمتد من سنة ‪ 2017‬وإلى غاية سنة ‪ ،2021‬حيث‬ ‫تضمن اختيار األستاذ حازم النعيمات من المملكة األردنية‬

‫الهاشمية نائبا للرئيس عن منطقة الشام واللواء ركن‬ ‫موفق منصر من اليمن نائبا للرئيس عن منطقة البحر‬ ‫األحمر واألستاذ أحمد قعلول من تونس نائبا للرئيس‬ ‫عن منطقة المغرب العربي والعقيد ركن شداد العمري‬ ‫من المملكة العربية السعودية نائبا للرئيس عن منطقة‬ ‫الخليج ‪ .‬بينما تم اختيار كل من األستاذ عمر المصري‬ ‫من لبنان والدكتور محمد علي أبو زيد من مصر والعميد‬ ‫أحمد الزيودي من اإلمارات العربية المتحدة واألستاذ عبد‬ ‫الرحمن مجذوب من الجزائر إضافة للدكتور بشار عبد‬ ‫الجواد صالح من فلسطين أعضاء ضمن مجلس هذا االتحاد‬ ‫العربي ‪ ،‬فيما وقع االختيار على األستاذ خالد محمد الحسن‬ ‫من البحرين كنائب لألمين العام لالتحاد ‪.‬‬

‫ثالث العبات من عصبة الشمال‬ ‫بالمنتخبات الوطنية الصغرى‬

‫حظيت ثالث العبات من عصبة الشمال لكرة القدم‬ ‫بشرف تعزيز المنتخبات العمرية الوطنية‪ .‬ويتعلق األمر‬ ‫بكل من هدى بنيزيد‪ ،‬حارسة مرمى واعدة من مواليد‬ ‫‪ .1998‬وتعتبر من بين أحسن حارسات مرمى على الصعيد‬ ‫الوطني والحارسة األساسية لفريق المغرب التطواني‬ ‫كبيرات‪ .‬وستدخل تجمعا إعداديا مع المنتخب الوطني‬ ‫شابات من ‪ 17‬الى ‪ 20‬ابريل الجاري‪ ،‬بالمركز الوطني‬ ‫لكرة القدم بالمعمورة‪ .‬وليلى الرقاص‪ ،‬من مواليد ‪2001‬‬ ‫بالقصر الصغير‪ ،‬و تمارس مع كبيرات وداد طنجة‪ .‬وصنفت‬ ‫نجمة البطولة الوطنية لمنتخبات العصب الجهوية ومع‬

‫فريقها وداد طنجة في البطولة‬ ‫الوطنية ألقــل من ‪ 17‬سنـــة‪.‬‬ ‫وهاجر الرقاص‪ ،‬من مواليـــد‬ ‫‪ 2003‬بالقصر الصغير‪ ،‬وتمارس‬ ‫مع شابات وداد طنجة‪ .‬وتألقت‬ ‫بشكل الفـــت في البطولــة الوطنية لمنتخبات العصب‬ ‫الجهوية ومع فريقها وداد طنجة خالل البطولة الوطنية‬ ‫ألقل من ‪ 17‬سنة‪ .‬وستشاركان في تجمع للمنتخب الوطني‬ ‫للفتيات بالمركز الوطني لكرة القدم بالمعمورة من ‪ 24‬الى‬ ‫‪ 27‬ابريل الجاري‪.‬‬

‫تؤكد الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عدم توصل الطاقم الطبي‬ ‫للمنتخب الوطني األول بأي رسالة رسمية أو تقرير يمنعان حمزة منديل من‬ ‫مشاركته في التداريب‪ ،‬أو المباراتين الوديتين اللتين أجراهما األسود أمام‬ ‫كل من منتخبي بوركينا فاسو وتونس أواخر مارس الماضي بمدينة مراكش‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬توضح الجامعة أنه سبق للمنتخب الوطني أن حرم من‬ ‫خدمات مجموعة من الالعبين في الفترة اإلعدادية لنهائيات كأس األمم‬ ‫اإلفريقية بالغابون يناير الماضي؛ ويتعلق األمر بكل من نورالدين أمرابط‬ ‫(واتفورد اإلنجليزي)؛ يونس بلهندة (نيس الفرنسي)؛ أسامة طنان (سانت‬ ‫إتيان الفرنسي)؛ سفيان بوفال (ساوثهامبتون اإلتجليزي) وإسماعيل حداد‬ ‫(الوداد الرياضي المغربي)‪.‬‬ ‫الالعبون المذكورون قدموا في تلك الفترة تقارير طبية من أنديتهم تفيد‬ ‫إصابتهم‪ ،‬وبعد تأكد الطاقم الطبي لألسود من صحتها تقرر وبالتشاور مع‬ ‫الناخب الوطني السيد هيرفي رونار تسريحهم لاللتحاق بأنديتهم‪ ،‬رغم حاجة‬ ‫المنتخب الوطني أنداك لحضورهم رفقة األسود لتمثيل المغرب في العرس‬ ‫القاري‪.‬‬ ‫وعليه‪ ،‬تؤكد الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬أنها حرصت وتحرص‬ ‫دائما على تتبع الحالة الصحية لكل المحترفين المغاربة سواء بالبطوالت‬ ‫األجنبية أو البطولة الوطنية‪ ،‬وتسعى إلى التقيد بالتوصيات التي تتوصل بها‬ ‫من االطقم الطبية للنوادي التي يمارس بها العبو المنتخب الوطني‪ .‬وتشدد‬ ‫الجامعة على أن من أولوياتها السهر على سالمة الدوليين المغاربة‪ ،‬وتأمين‬ ‫مستقبلهم الكروي بتقديم الرعاية الطبية والمتابعة لضمان تألقهم رفقة‬ ‫أنديتهم والنخبة الوطنية‪.‬‬ ‫وأخيرا‪ ،‬تجدد الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم دعمها لالعب حمزة‬ ‫منديل لتجاوز إصابته‪ ،‬متمنية له الشفاء العاجل للعودة للميادين رفقة ناديه‪،‬‬ ‫وللتألق مع األسود في االستحقاقات الكروية المقبلة‪.‬‬


‫العدد ‪885‬‬

‫فضاء األنثى ‪:‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪� 24‬أبريل ‪2017‬‬ ‫األخيرة‬ ‫فجوات ربيعية بالمدرسة العمومية بوزان‬

‫هل تقبل وزيرة المساواة‬ ‫والتنمية االجتماعية بمبدأ‬ ‫ بقلـم ‪:‬‬‫المساواة في اإلرث ؟‬ ‫�سم ّيــة �أمغـار‬ ‫وكأن الوزيرة الحقاوي ‪ ‬حققت المعجزات فيما وكل إليها من ملفات‬ ‫تخص قضايا المرأة واألس��رة والطفل‪ ،‬ليضيفوا إلى اختصاصاتها‬ ‫الواسعة ملف «المساواة» بين الجنسين طبعا‪ ،‬وهو ملف سوف يعزز‬ ‫النتائج‪« ‬اإليجابية» التي حققتها الوزيرة بخصوص حقوق المرأة‪ ،‬حيث‬ ‫صرحت ذات مناسبة أن المرأة المغربية حققت‪ ،‬خالل الوالية ‪ ‬األولى‬ ‫للحكومة البيجيدية‪ ،‬ما كانت تحلم به خالل الخمس عشرة سنة‬ ‫الماضية‪.‬‬ ‫ليس هذا‪ ،‬بالضبط‪ ،‬ما تقر به الحركات النسائية بالمغرب‪ ،‬ولها ما‬ ‫يبرر مواقفها من ادعاءات الوزيرة التي تثير كل مناسبة‪ ،‬ترسانة القوانين‬ ‫ومشاريع القوانين بخصوص إصالح مدونة األسرة‪ ،‬وإحداث كوطا للنساء‬ ‫لتمكينها من ولوج البرلمان والمشاركة في تدبير عدد من القطاعات‬ ‫الحكومية ‪ ،‬وسن قانون مواجهة «كل» أشكال العنف ضد النساء‪ ،‬وإحداث‬ ‫هيئة المناصفة والمساواة والمصادقة على البروتوكول االختياري‬ ‫الملحق باتفاقية «سيداو» للقضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة‪( ،‬مع‬ ‫التحفظ على الفصل ‪ ،16‬فيما يخص مساواة الرجل والمرأة في الحقوق‬ ‫والمسؤوليات خالل الزواج‪ ،‬بمبرر مخالفة الشريعة)‬ ‫ولكن هذا التحفظ «كي والو» ولربما كان موجها للذين يقفون عند‬ ‫«ويل للمصلين»‪.....! ‬حيث إن مدام الحقاوي ذهبت أبعد من ذلك‪ ،‬حين‬ ‫طالبت بإحداث هيئة المناصفة والمساواة‪ ،‬ونجحت في «تمرير» هذا‬ ‫المشروع‪ ،‬وواجهت بشجاعة اعتراضات المتشككين والمترددين والذين‬ ‫يرعبهم أن يتساووا مع «حرماتهم»‪ ‬في الحقوق والواجبات وهم من يعز‬ ‫عليهم التفريط في منزلة «السي السيد» التي اعتادوا عليها ‪ ‬وبواسطتها‬ ‫«يقضون الغرض»‪...! ‬‬ ‫منجزات تعتز بها الوزيرة الحقاوي‪...‬والحال أنها منجزات على الورق‬ ‫لم تحدث التغيير المنشود في وضع المرأة المغربية على العموم‪ ،‬والذي‬ ‫شكل كنه المطالب التي تقدمت وتتقدم بها الحركات النسائية المغربية‪.‬‬ ‫ذلك أن الذي يتحدث عن المساواة‪ ،‬يجب عليه أن يلتزم بهذا المبدأ‬ ‫نصا وروحا‪ ،‬ألن المساواة كل ال يتجزأ‪ .‬فهل ستصطف الوزيرة الحقاوي‬ ‫إلى جانب المطالبات والمطالبين‪ ‬بالمساواة في اإلرث‪ ،‬وهو مطلب‪ ‬‬ ‫حظي بمساندة جهات سياسية وطنية قبل أن يتحول إلى توصية رسمية‬ ‫من‪ ‬هيئة متخصصة‪ ،‬أال وهي المجلس الوطني لحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫بعض المفسرين الذين ال يرون أبعد من «قنوفة» أنوفهم‪ ،‬يعتبرون‬ ‫المساواة في الميراث «خروجا عن الشرع»‪ ،‬ويتحججون في ذلك بكون‬ ‫المرأة «مكفولة من الرجل دائما»‪ ،‬إما أن يكون‪ ‬الوالد أو األخ أو الزوج‪ ‬‬ ‫المفروض فيه أن ينفق عليها ‪« ‬مدى الحياة»‪ ،‬بينما هي مطالبة ـ شرعا‬ ‫ـ ‪ ‬بأن «تصبن» و «تعجن» ‪ ‬و «تكنس» وتستسلم لشهوة البعل ‪ ،‬حرثا‬ ‫مفروضا متى وأين وأنى‪ ‬شاء «السي السيد»‪ ،‬وتفرخ وتربي «الفرخ»‪.....‬‬ ‫وال حق ‪ ‬لها في أن تتطلع إلى عيش «كريم» أمام «قوامة» الرجل‬ ‫«الدينية»‪.! ‬‬ ‫هكذا يتصور بعض الفقهاء ‪ ‬ونحن في بداية القرن الواحد‬ ‫والعشرين‪ ،‬دور المرأة ولو بعد أن حصلت المرأة ‪ ‬على مستويات عالية‬ ‫عالميا في العلم «النافع»‪ ،‬وتحملت مسؤوليات رفيعة في قيادة دول‪ ‬‬ ‫متقدمة جدا‪ ،‬قد ال نحلم باللحاق بها ‪ ..‬إلى يوم يبعثون‪ .! ‬وبرعت في‬ ‫تدبير مؤسسات‪ ‬كبرى على مستوى الكون‪....‬ومع ذلك فإنه ال يمكن‬ ‫الوثوق بشهادتها «اإلثباتية» ولو داخل « اللفيفيات» ‪....‬‬ ‫المطالبون والمطالبات بالمساواة في اإلرث ينطلقون من مبدأ أن‬ ‫اإلسالم منظومة من القيم اإلنسانية‪ ‬الرفيعة المبنية على المساواة‬ ‫في الحقوق والواجبات مع اعتبار المتغيرات التي تطرأ على المجتمعات‬ ‫المسلمة والتي يفرضها التطور الطبيعي لإلنسان داخل مجتمعاته ‪.‬‬ ‫على كل‪ ،‬المساواة في اإلرث ال تعني إطالقا الخروج عن النص‪ ،‬بل‬ ‫تنحصر في المعامالت ‪ ‬المدنية التي تخضع ‪ ‬لعوامل خارجية يفرضها‬ ‫التطور السريع ‪ ‬الذي تشهده المجتمعات البشرية وترتبط بالظروف‬ ‫والمصالح الدولية المتشابكة والمتداخلة والتي تفرض على اإلنسان‬ ‫أنماطا متغيرة متجددة ‪ ‬للعيش في هذا العالم الذي تحول بفعل تطور‬ ‫العقل البشري إلى «قرية صغيرة»‪.!!! ‬‬ ‫فهل يجب التقيد بالنص فقط‪ ،‬فيما يتعلق بالميراث وال يسري ذلك‬ ‫على النصوص األخرى المتصلة ‪ ‬بحدود اهلل ؟‪ ‬‬

‫وزان ‪ :‬محمد حمضي‬ ‫ال قيمة لفصل الربيع بوزان بكل اآلمال‬ ‫العريضة التي يحملها بين ثناياه‪ ،‬إذا لم يترك لمسته‬ ‫الناعمة على تفاصيل اليومي لساكنة دار الضمانة‬ ‫الذين تكسر أجنحتهم رتابة القبح التي تسبب فيها‪،‬‬ ‫تدبير شأنها الدائر في بطن الفساد لعقود ‪....‬وإذا لم‬ ‫يضخ ( فصل الربيع ) كمية من األوكسجين النقي في‬ ‫ثنايا حارات المدينة‪ ،‬فتنتعش الحياة‪ ،‬ويتدفق شالل‬ ‫اإلبداع بكل لغات الكون‪ ،‬متحدثا ومتغنيا عن الطبيعة‬ ‫التي ترخي بظالل جمالها الوافر على دار الضمانة ‪.‬‬ ‫‪ ‬التفاعل الجميل مع حمائم هذا الفصل الذي‬ ‫طرق األبواب قبل أسابيع‪ ،‬عبرت عنه المديرية‬ ‫اإلقليمية للتربية الوطنية والتكوين المهني بوزان‬ ‫بفتح فجوة‪ ،‬تسللت منها إبداعات تالميذ المدرسة‬ ‫العمومية الواعدة ‪ ....‬لم تكن هذه الفجوة غير‬ ‫النسخة الثانية للمهرجان الربيعي الخاص باللغات‬ ‫الذي احتضن فقراته المتنوعة‪.‬‬ ‫المركز الثقافي واالجتماعي لدعم مبادرات‬ ‫الشباب‪ ،‬وذلك يوم الثالثاء ‪ 5‬أبريل الجاري ‪.‬‬

‫«امتالك اللغات مفتاح النجاح»‪ ،‬كان هو الشعار‬ ‫الذي أطر فقرات حفل إطالق النسخة الثانية للمهرجان‬ ‫التي ترأس أشغاله المدير اإلقليمي للتعليم فؤاد‬ ‫أرواضي‪ ،‬الذي أكد في كلمته بالمناسبة‪ ،‬بأن‬ ‫االستثمار في الحياة المدرسية يعتبر مدخال أساسيا‬ ‫لتحسين التعلمات ‪ .‬وعن مهرجان اللغات أشار إلى‬ ‫أنه فرصة جديدة تزاوج بين البعد الفني والتحصيل‬ ‫الدراسي‪ ،‬ومتنفسا لتفجير المواهب وصقلها‪ ،‬وطردا‬ ‫للقبح وانتصارا للحياة ‪ .‬‬ ‫فقرات المهرجان الربيعي التي أعدها وقدمها‬ ‫تالميذ المدرسة العمومية بمستوياتها الثالثة‬ ‫بحاضرة وزان‪ ،‬وباللغتين الرسميتين للمغرب‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى اإلنجليزية والفرنسية‪ ،‬افتتحت بتقديم ريبورتاج‬ ‫مصور سافر بالحضور بين ثنايا تضاريس وزان‪ ،‬ونبش‬ ‫في دهاليز تاريخها‪ ،‬وبعث أكثر من رسالة أمل إلى‬ ‫من يرغب أن يدخل على خط تنميتها ‪ .‬باقة الفقرات‬ ‫األخرى جاءت على شكل كورال‪ ،‬ووصالت غنائية‬ ‫بلمسة وزانية‪ ،‬وقراءات شعرية بأصوات ثلة من نساء‬ ‫ورجال التربية‪ ،‬وعرض ألزياء المالبس التقليدية التي‬ ‫تميزت بها دار الضمانة ‪ .‬ومسرحية نجح ممثلها‬ ‫وممثالتها من التالميذ في وصف هذا العالم بأنه‬

‫افتتاح‬ ‫معرض الفنان‬ ‫التشكيلي‬ ‫مصطفى حمانو‪‎‬‬ ‫في إطار فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان‬ ‫ربيع شفشاون‪ ،‬تنظم الجمعيــة المغربيـة‬ ‫للثقافــة األندلسية معرضا تشكيليا للفنان‬ ‫مصطفى حمانو خالل الفترة الممتدة من ‪07‬‬ ‫إلى ‪ 22‬أبريل ‪ 2017‬برواق السيـــدة الحرة‬ ‫بالقصبة‪.‬‬ ‫وقد اختـــار منظمو هذا النشاط أن‬ ‫يَسموا هذه التجربة بعنوان الفــتٍ هـــو ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫«شفشاون باألكواريل» نظرا الشتغال الفنان‬ ‫في لوحاته على تيمة شفشاون مُج ّلياً وموهجا‬ ‫معمارها وأزقتها ودروبها وشخصياتها بتقنية‬ ‫األكواريل‪ ،‬ومتوسال في أعمالــه بشفافيـــة‬ ‫األلوان وتناغمها وانسجامها ‪.‬‬ ‫هذا ونشير إلى أن حفل االفتتاح عرف‬ ‫حضور عامل صاحب الجاللـــة على إقليــم‬ ‫شفشاون‪ ،‬إلى جانب فعاليات سياسية وثقافية‬ ‫وفنية محلية ووطنية ومجموعة من الضيوف‬ ‫األجانب‪.‬‬

‫ِ‬

‫ي�ضم هذا الديوان الأول املبارك‬ ‫ُخ ً‬ ‫طبا يف العقيدة والعبادات واملنا�سبات‬ ‫الدينية والوطنية للعالمة املرحوم‬ ‫�سيدي عبد احلفيظ كنون احل�سني‬ ‫جمعها و�أعاد النظر يف ت�صنيفها جنله‬ ‫�سيدي حممد كنون احل�سني‪ ..‬وهي‬ ‫يف ُ‬ ‫اجلملة والتف�صيل ّ‬ ‫تقدم �إجابات عن‬ ‫�أ�سئلة عالقة يف �سياقنا الراهن‪..‬‬

‫• عبد اللطيف �شهبون‬

‫«عالم بأجساد البشر‪ ،‬وأنياب األسود»‪ .‬وفي إطار ثقافة‬ ‫االعتراف صفق الحضور مطوال للفتة المديرية للقاص‬ ‫والروائي خاليد التباعي‪ ،‬الذي من قلب المعاناة وزحمة‬ ‫اليومي‪ ،‬نجح في إغناء المكتبة المغربية بروايته « ولد‬ ‫الطالب» التي يستعد ‪ ‬إلصدار جزئها الرابع ‪.‬‬ ‫«وألن الـقـــراءة ساعدتني على بنــاء نظرة‬ ‫عن العالم»‪ ،‬بهكذا صرخة أسدل الستار على هذا‬ ‫المهرجان الذي دعا الجميع إلى توسيع شبكة ومساحة‬ ‫القراءة ‪.‬‬ ‫يذكر بأن حفل إطالق النسخة الثانية لمهرجان‬ ‫اللغات المنظم من طرف المديرية اإلقليمية للتعليم‬ ‫بوزان‪ ،‬تابع فقراته التي نشطها تالميذ المدرسة‬ ‫العمومية بالمدينة‪ ،‬رؤساء المؤسسات التعليمية‪،‬‬ ‫وأطر المراقبة التربوية وأطر التوجيه‪ ،‬ورؤساء مصالح‬ ‫المديرية‪ ،‬وممثلو وممثالت شركاء مديرية التعليم‬ ‫تتقدمهم اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان بالشمال‪،‬‬ ‫وفدرالية أمهات وآباء التالميذ‪ ،‬وفاعلون في الحقلين‬ ‫المدني والنقابي‪ ، ‬ومسؤولون تربويون وإداريون‬ ‫بمؤسسات التعليم الخاص‪ ،‬والعشرات من التالميذ‬ ‫والتلميذات ‪ .‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.