Achamal n° 886 le 25 avril 2017

Page 1

‫المنتدى الدولي للمدن العتيقة بالعرائش‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 886‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 27‬رجب‪� 25 / 1438 /‬أبريل �إلى ‪ 01‬ماي ‪2017‬‬

‫تحتضــن مدينـــة العرائش‬ ‫نهاية األسبوع‪ ،‬الدورة الخامسة‬ ‫للمنتدى الدولي للمدن العتيقة‬ ‫تحت شعـار «التــراث المستدام‪،‬‬ ‫التمويل والحكامــة»‪ .‬وسيشارك‬ ‫في أشغال هذه الدورة ممثلــو‬ ‫حوالي ثالثين بلدا منهــا ‪ 15‬من‬ ‫إفريقيا‪.‬‬ ‫وحسـب المنظمين‪ ،‬فـــإن‬ ‫هـــذه الدورة تسعـى إلى خلــق‬ ‫فضاء للتواصــل بيــن المــدن‪،‬‬ ‫حول تدبير الحفـاظ على التـراث‬ ‫المادي والالمادي للمدن كدعامة للتنمية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬ ‫رئيس الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة وعمدة الشاون‪ ،‬محمد السفياني‪ ،‬صرح بأن‬ ‫هذا المنتدى يطمح إلى تحقيق جاذبية تراث المدن العتيقة‪ .‬وبالمناسبة‪ ،‬مدينة العرائش تزخر‬ ‫بمؤهالت طبيعية واقتصادية واجتماعية‪ ،‬كما أن هذا المنتدى يسعى إلى أن يكون نافذة مفتوحة‬ ‫على الجنوب‪ ،‬مع ارتباط تاريخي وخاص بإفريقيا كنقطة ارتكاز لهذا الحدث‪.‬‬

‫البرنامج الحكومي ‪2017‬‬ ‫• «برنامج نوايا» إنشائي‪ ،‬ضعيف وفضفاض و «استمراري»‬ ‫بالنسبة لبعض المحللين‬ ‫• برنامج قوي ومنسجم ومستجيب لمتطلبات المرحلة ولضروريات‬ ‫مواجهة اإلكراهات والتحديات بالنسبة للحكومة الجديدة‬

‫لن يجد محللو برنامج حكومة العثماني من جديد في هذا البرنامج الذي وصف بـ «برنامج نوايا»‪ ،‬والبرنامج‬ ‫«إنشائي» و «فضفاض»‪ ،‬و «ضعيف»‪ ،‬وأنه شكل «خيبـة أمل» بالنسبة للمعارضة‪ ،‬وأنه ال يختلف في هندسته‬ ‫عن برنامج الحكومة السابقة‪ ،‬وكونه يفتقد إلى إجراءات عملية وتدابير مضبوطة لرفع التحديات الكبرى التي‬ ‫يواجهها المغرب‪ ،‬وكونـه برنامج «االستمرارية» و «المتابعة» و «المواصلة» بامتيـاز‪ ،‬لما سمي ب «اإلصالحات‬ ‫الكبرى» لحكومة بنكيران‪.‬‬

‫(�ص ‪)4‬‬


‫الثالثاء ‪� 25‬أبريل �إلى ‪ 01‬ماي ‪2017‬‬

‫العدد ‪886‬‬

‫هل يفرض النماء والتقدم عدم الهدر‬ ‫المادي والمعنوي والحقوقي لإلنسان ؟‬ ‫‬‫إذا كانت الثروة الحقيقية ألي أمة هي كل‬ ‫ناسها ألنهم أملها في الحياة‪ ،‬وعلى الدولة أن‬ ‫تحميهم وتحررهم من أي حرمان بكل ألوانه‪،‬‬ ‫والنمو للبلد ال بد أن يكون لكسب معركة التنمية‬ ‫أساسه البشر وصحتهم وعافية بناء مؤسساته‬ ‫وكيفية تسييرها ألنهما الضمانة الكبرى‬ ‫والحقيقية ألي تنمية الستمرارها على اختالف‬ ‫مجاالتهاوأنواعها‪‪.‬‬ ‫فاإلنسان هو األساس في كل تنمية ألي‬ ‫بلد وفي كل المجتمعات‪ ،‬وبالعناية به وبالحفاظ‬ ‫على كرامته وحقوقه وتحقيق عدالة بلده كان هو‬ ‫أساس الدول المتقدمة لما وصلت إليه من الرقي‬ ‫والتطور‪‪.‬‬ ‫لذلك يلزم لتقدم أي مجتمع والنهوض به‬ ‫لكي ال يكون متخلفا هو العناية باإلنسان وبناء‬ ‫قدراته‪ ،‬وتمكين كل الناس ليشاركوا بفعالية‬ ‫في التأثير على العمليات التي تحييهم كالحرية‬ ‫والمعرفة ليسيطر الناس على زمام مصيرهم‪...‬‬ ‫حتى يصل الجميع إلى مستقبل باسم‪ ،‬وبهذا‬ ‫يتمكن الكل بحتمية أخالقيه لبناء بلدهم‬ ‫بمؤسسات تحمي الحرية بإنسانية اإلنسان‪....‬‬ ‫ألن التنمية تكون بتوسيع الحريات وحمايتها‪،‬‬ ‫وتعزيز ودعم الرفاه لإلنسان‪ ،‬وتوسيع فرص‬ ‫حرياتهم االقتصادية والسياسية واإلجتماعية‬ ‫وخاصة ألغلب أفراد المجتمع تهميشا وفقرا‪‪....‬‬ ‫وكذلك جعل اإلنسان يتحرر من ثقافة الخوف‬ ‫مع مقاومة مصادرة حقوق كل فرد في كل دولة‪،‬‬ ‫وبهذا التحرر تبنى قدرات اإلنسان في وطنه‪....‬‬ ‫وتصان حرمته‪ ،‬والعمل كذلك على تأمين حاجاته‬ ‫لكي ال يخاف من المستقبل‪ ،‬واإلعتراف بإنسانيته‬ ‫الحقيقية لكي ال تكون مجهوداته مهدورة وآماله‬ ‫ضائعة‪ ،‬بهذا وبتحقيق الديمقراطية التي ال يجب‬ ‫أن تغيب عن األذهان‪ ،‬ألن التخلف والتقهقر يكون‬ ‫وليد غياب الديمقراطية الفعلية‪ ،‬ورغم وجود كثير‬ ‫من المفكرين يعبرون عن هذا لتصبح أي دولة‬ ‫في عليين ورفعة بهذا‪ ،‬ألن األمر الزال دون ذلك‬

‫حكومة‬ ‫إرضاء األشخاص‬ ‫محمد سعيد الشركي اخناشر‬

‫بقلم ‪ :‬عبد القادر أحمد بن قدور *‬

‫في بعض الدول العربية خاصة‪ ،‬ولتحقيق التطور‬ ‫البناء ال بد من احترام هاته اللعبة الديمقراطية‬ ‫والحرية‪‪....‬‬ ‫لذلك ال بد لنتجاوز الشعارات البراقة‬ ‫للديمقراطية والحرية حتى تصبح فعال حقيقيا‬ ‫مؤثرا في المجتمعات العربية‪ ،‬لينطلق كل إنسان‬ ‫وينعتق من الظلم والهوان لتنطلق طاقاته‬ ‫الحيويةوتنزع نحو التقدم واإلعتاق من التخلف‪‪ ...‬‬ ‫وتصل إلى النماء الحقيقي‪ ...‬وال بد من اإلبتعاد‬ ‫عن مطاردة الفكر والطاقات الحية ‪ ...‬يجب أن‬ ‫نخشى من التجرؤ على الفكر والقول الذي يهدد‬ ‫بقطع األرزاق أو التهلكة وذلك حين تسليط‬ ‫سيف التحريم السياسي‪ ،‬والتحريم الديني على‬ ‫بعض الرؤوس‪ ،‬إذ كيف نبني البلد أو ننميه إال‬ ‫عندما نصبح نعمل على حماية الرؤوس الذي‬ ‫هو األساس‪ ،‬إذ علينا حتما أن ال ندجن العقول‬ ‫ونحظر التساؤل والتفكير‪ .‬ألن أي تقدم اقتصادي‬ ‫أومجتمعي أو غيره ال يكون إال بالمعرفة‪ ،‬وبعقل‬ ‫متحرر من كل الشوائب‪‪....‬‬ ‫ال بد من االستقالل الذاتي‪ ،‬وبناء فكر وكيان‬ ‫أصيل وفريد‪‪...‬‬ ‫إذ ال تقوم المؤسسات بدورها إال بتحصين‬ ‫النسيج المجتمعي والوطني‪ ،‬والتنمية ال تكون‬ ‫بالتصارع على الغنائم والنفوذ‪‪.‬‬ ‫ال بد من االبتعاد عن هدر إنسانية اإلنسان‬ ‫واالعتراف بكيانه وحصانته وقيمته كإنسان‬ ‫واالبتعاد عن هدر وعيه والحجر عن عقله ألنه ال‬ ‫تكون هناك حرية أو ديمقراطية أو مواطنة عندما‬ ‫يهدر اإلنسان في إنسانيته‪ ،‬ووقتما يصبح المجال‬ ‫للحديث في الحرية وإقامة الديمقراطية‪ ،‬وبناء‬ ‫مجتمع المؤسسات ووضع مخطط للتنمية ليكون‬ ‫لها فعالية ونجاح باالقتدار العلمي والمعرفي‪‪...‬‬ ‫وال بد من االعتراف بالطاقات والكفاءات‬ ‫والحق بالوعي بالذات والوجود‪ ..‬كما أنه يلزم‬ ‫اإلبتعاد عن الهدر المادي والمعنوي والحقوق‬ ‫لكل إنسان في بلده ألنه أكثر من القهر‪ ،‬وعدم‬

‫ترويض إرادته وصوال إلى إخضاعه لكي ال يقع‬ ‫التمرد الداخلي والفتن‪‪...‬‬ ‫ألنه إذا هدر اإلنسان‪ ،‬فال يعترف بقيمة كيانه‬ ‫أو طاقاته أو وعيه أو مكانته في الوجود‪ ...‬فالهدر‬ ‫يسبب المعاناة ويخل بالتوازن الوجودي‪ ،‬وهذا‬ ‫يتسبب في األزمات الكيانية على اختالف شدتها‬ ‫ودرجاتها‪‪...‬‬ ‫والهدر‪ ،‬مهما اشتد ليس قدراً مفروضاً‪ ،‬إذ‬ ‫ال بد من عدم الرضوخ له والعمل على االقتدار‬ ‫اإلنساني على كل األصعدة‪ ،‬ويتالزم االقتدار‬ ‫الفردي مع الكفاءة المؤسسية التي تضمن النمو‬ ‫والحصانة المجتمعية‪ ،‬وكلما عززنا األبعاد الثالثة‪:‬‬ ‫بالصحةالنفسيةوالمؤسساتالمجتمعيةينعكس‬ ‫ذلك بالنماء ويكون الفعل والتأثير على كل األبعاد‬ ‫للوصول إلى النماء المتصاعد ورغم ما توحي به‬ ‫الظواهر فإن قيمة النماء الحية ال زالت حاضرة‬ ‫وتزداد رغم كل محاوالت القمع واالستبداد في‬ ‫بعض الشعوب‪ ،‬فالحياة تتجدد دائما‪ ،‬ينهزم جيل‪،‬‬ ‫فيأتي غيره‪ ،‬ويشيخ جيل فيشيب من يليه‪ ،‬وتعصف‬ ‫العواصف باألرض الطيبة وتحل بها الكوارث‪ ،‬ثم‬ ‫يأتي الربيع فتصبح أجمل‪ ،‬زينتها خضرة وألواناً‬ ‫وأزهاراً وثماراً‪ ،‬وتظفر الحياة على الموت‪ ،‬ألن نزوة‬ ‫الحياة الكبرى قد تنتكس لبعض الوقت‪ ،‬ولكن ال‬ ‫تستسلم أبدا‪ ،‬مادامت هناك حياة‪ ،‬بل تجدد ذاتها‬ ‫في أماكن وأشكال أخرى‪‪.‬‬ ‫لذلك ال بد من إزالة الركام عن الطاقات‬ ‫الحية‪ ،‬والعمل بمهمة إطالق دينامياتها لنصل‬ ‫بهذا إلى األمن واألمان واالستقرار الحقيقي‬ ‫والنماء المستمر واسترداد إنسانية اإلنسان‬ ‫وقيمته ومكانته وقدراته ووعيه لنخدم بذلك‬ ‫االقتدار وحسن الحال النفسي بالتبصر والتدبر‪،‬‬ ‫وعدم تدجين الطاقات الحية وهدر الفكر والوعي‬ ‫والشبابوالمؤسسات‪‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــ‬ ‫*ناشط حقوقي وإعالمي‬ ‫وعضو شرفي في منظمة العفو الدولية‬

‫تخليد اليوم العربي للمخطوط بتطوان‬ ‫تحت شعار «التراث في زمن المخاطر»‬

‫تخليدا لليوم العربي للمخطوط‪ ،‬نظم مركز‬ ‫أبي الحسن األشعري للدراسات والبحوث العقدية‬ ‫بتطوان‪ ،‬بتنسيق مع معهد المخطوطات العربية‬ ‫بالقاهرة‪،‬وبتعاون مع المكتبة العامة والمحفوظات‬ ‫بتطوان‪،‬عدة أنشطة من بينها لقاء علمي تكريمي‬ ‫تم من خالله االحتفاء بالمسار العلمي لألستاذة‬ ‫حسناء داود اعترافا بما قدمته من مجهودات في‬ ‫خدمة المخطوط المغربي التطواني وصيانته من‬ ‫الضياع‪ .‬ذلك ما أكده جمال البختي رئيس مركز‬ ‫أبي الحسن األشعري خالل كلمته بالمناسبة‪،‬حيث‬ ‫ذكر بمسار هذه الشخصية العلمية التي كرست‬ ‫جهودها لخدمة المخطوط‪ ،‬وسهرها لمدة‬ ‫تربو على ثالثين سنة على صيانته وتقديمه إلى‬ ‫جمهور الباحثين والمثقفين تحقيقا وتعريفا‪.‬‬ ‫وقد خصص الجزء األول من هذا اللقاء‬ ‫للحديث عن موضوع منهج التوثيق والتحقيق عند‬ ‫حسناء داود‪ ،‬واشتغال عتبة المقدمة عند حسناء‬ ‫داود‪ ،‬حيث أشاد األساتذة الدكاترة سعاد الناصر‬ ‫ومحمد المرابط في مداخلتهما بالشخصية‬ ‫العلمية المتفردة للمحتفى بها‪ ،‬فضال عن الحس‬ ‫اإلنساني واألخالقي الرفيع الذي يميزها ‪ ،‬كما‬ ‫نوها بدورها الكبير في المحافظة على مكتبة‬ ‫المؤرخ محمد داود‪ ،‬إضافة إلى السهر على‬ ‫تحقيق جملة من نفائسها المخطوطة‪ ،‬مذكرين‬ ‫بالمنهجية المميزة لعمل األستاذة حسناء في‬ ‫التحقيقوالتوثيق‪.‬‬

‫كماذكرا ببعض مناقب المُكرّمة واصفين‬ ‫إياها بالباحثة والعالمة المدققة‪ ،‬مُعدِّدين‬ ‫مواهبها ونشاطها المعرفي ما بين تحقيق وتأليف‬ ‫وكتابة وترجمة‪ ،‬مركزين على جانب من جوانب‬ ‫اشتغالها علىالمقدمة وأنواعها وأنماطهـا‪، ،‬‬ ‫مبرزين أهداف المقدمة عند األستاذة حسناء‬ ‫داود‪ ،‬وقد اعتبراها واسطة بين القارئ والمتن‬ ‫المركزي‪ ،‬هدفها ضمان التعريف بموروث والدها‬ ‫العلمي‪ ،‬ومساهمة في تاريخ المغرب الذي هو من‬ ‫تاريخ مُدنه وقراه كما كانت تنقل ذلك المُكرّمة‬ ‫عن والدهـا‪.‬‬ ‫أما حسناء داود فقد قدمت ورقة علمية‪،‬‬ ‫من خالل مخطوط ينتمي لصنف الوثائق‬ ‫والمذكرات‪ ،‬وهو (كنّاش المفضّل أفيالل) كتبه‬ ‫بخط يده‪ ،‬ويحكي عن اللحظة التي عاشها الرجل‪،‬‬ ‫حيث فتح قلبه وحياته الخاصة‪ّ ،‬‬ ‫فمكن القراء من‬ ‫االطالع على أخالقه وصفاته الشخصية وهواياته‬ ‫وأعماله ورحالته‪.‬‬ ‫أما الجزء الثاني من هذا اللقاء فقد خُصص‬ ‫لتقديم شهادات كل من األساتذة الدكاترة‪،‬‬ ‫جعفر بن الحاج السلمي‪ ،‬نزيهة مصباح‪ ،‬إسماعيل‬ ‫شارية‪ ،‬إضافة إلى شهادة قطب الريسوني الذي‬ ‫بعث بها من دولة اإلمارات العربية المتحدة‪،‬‬ ‫حيث أبرزوا من خاللها‪ ،‬ما يجمعهم بالمُكرّمة‬ ‫من عالقات إنسانية تبدأ بالتتلمذ عليها‪ ،‬معددين‬ ‫بعض ما كان يميزها عن باقي األساتذة‪ ،‬جمعت‬

‫‪2‬‬

‫بين النصح والدعابة والنكتة‪ .‬مشيدين بخصالها‪،‬‬ ‫وأخالقها العالية‪ ،‬وتواضعها ‪ ،‬في جميع مراحل‬ ‫حياتها التربوية التعليمية التثقيفية‪ ،‬أوفي عملها‬ ‫بخلية أمهات المومنين بالمجلس العلمي المحلي‬ ‫بتطوان‪.‬‬ ‫أنشطة أخرى ميزت أيضا االحتفال باليوم‬ ‫العربي للمخطوط بتطوان‪ ،‬وتحت شعار « من أجل‬ ‫تدبير سليم لحماية تراثنا المخطوط من المخاطر»‬ ‫نظم مركز أبي الحسن األشعري للدراسات‬ ‫والبحوث العقدية بتطوان‪ ،‬محاضرة علمية تربوية‬ ‫حول أهمية المخطوطات وأسباب تلفها وآليات‬ ‫صيانتها بتنسيق مع الثانوية اإلعدادية حمان‬ ‫الفطواكي بمدينة المضيق‪ ،‬أطرها الباحثان‬ ‫بالمركز األستاذين منتصـر الخطيــب وغزالن‬ ‫بن التوزر‪ ،‬وحضرها عدد من تالميذ المؤسسة‬ ‫التعليمية وبعض أطرها اإلدارية‪.‬‬ ‫وفي نفس اإلطار قــام الباحثــون بمركز‬ ‫أبي الحسن األشعري وطلبة الماستر بكلية‬ ‫أصول الدين بزيارة المكتبة الداودية حيث تم‬ ‫استقبالهم من طرف محافظة المكتبة األستاذة‬ ‫حسناء داود‪ ،‬ومن خاللها استمعوا للشروحات‬ ‫والبيانات التي كانت تقدمها حسناء بن داود عن‬ ‫هذه المكتبة‪ ،‬وطافوا عبر محتلف مرافقها‪ ،‬حيث‬ ‫اطلعوا على مختلف الكتب والمخطوطات التي‬ ‫تحويها رفوفها من ذخائر علمية‪ ،‬وتاريخية‪ ،‬أدبية‬ ‫ودينية‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬

‫هل سمعتم بمثل حكومة المغرب التي‬ ‫تهب المناصب لكل من يرغب فيها ويعرف كيف‬ ‫يضغط للحصول عليها ؟‬ ‫من تتبعنا لتصرفات بعض افراد حزب‬ ‫العدالة والتنمية منذ ان تم ترشيح الدكتور سعد‬ ‫الدين العثماني وفي كل مظهر كان يظهر فيه‬ ‫في التلفاز كان مجموعة من األفراد يقفون ورائه‬ ‫ويرفعون رؤوسهم إلثبات وجودهم‪ ،‬وعلى رأسهم‬ ‫فردين هما السيدان الرميد ويتيم‪ .‬ويبدو أن‬ ‫السيد يتيم أخذ عهدا فانسحب من وراء مرشح‬ ‫الحكومة‪ .‬أما السيد الرميد فقد ثبت ثبوتا عموديا‬ ‫لتحقيق رغبته‪ .‬وتبين من الئحة الحكومة أن‬ ‫السيد الرميد نجح في أخذ نصيب دي اسم كبير‬ ‫وعمل فارغ ‪ ،‬وهو نسي أن هناك لدينا المجلس‬ ‫الوطني لحقوق اإلنسان وهو مؤسسة وطنية‬ ‫مستقلة مركبة من مواطنين ‪ ،‬وهو رهن إشارة‬ ‫جميع أفراد الشعب‪ .‬ويمكن لكل فرد من هذا‬ ‫الشعب ان يلتجئ إلى المجلس الوطني لحقوق‬ ‫اإلنسان ليرفع دعوة ضد السيد الرميد وزير الدولة‬ ‫في حقوق اإلنسان ألن ما يستطيع أن يحققه‬ ‫المجلس الوطني لحقوق اإلنسان ال يستطيع‬ ‫(وزير الدولة في حقوق اإلنسان ) وهذه إن شاء اهلل‬ ‫قريبة ألن الوعي السائر اآلن في المجتمع يزيد‬ ‫المواطن تشبثا بحقوقه ويطالب بإثباتها ‪.‬‬ ‫أما السيد محمد يتيــم فكانـت له هديـــة‬ ‫كرمية من طرف رئيس الحكومة عطفا عليه‬ ‫حتى يحصل على مدخول دائم الناتج على اجرة‬ ‫الوزير كما هو معروف‪ .‬إال أن حمولة الوزارة التي‬ ‫تسمى فيها الشك أن حملها ثقيل وال يكفي أن‬ ‫يكون اإلنسان نقابيا حتى يتقلد ( وزارة الشغل‬ ‫واالندماج االجتماعي ) فهي تجمع بين التشغيل‬ ‫والبطالة والتكوين المهني‪ ،‬فهل هو قادر عليها‪.‬‬ ‫فليطمئن سيد يتيم على هديته الكرمية دون ان‬ ‫يفرض على أعضاء الحزب الصبر والسلوان إلى‬ ‫وقت خروجه وعودته إلى داره ‪.‬‬ ‫فالعثماني كان عليه أن يعرف أن المركز الذي‬ ‫وصل إليه والمفاوضات التي يجريها فهو كان كما‬ ‫يقال بين ‪( :‬المطرقة والسندان)‪ .‬فاألحزاب التي‬ ‫كان يفاوضها فيها من فطاحلة السياسيين‪،‬‬ ‫ومنهم من هو معروف في المجتمع ومنهم من له‬ ‫تجارب وخبرات وعلوم وتكوين ما يجعل العثماني‬ ‫غارقا في بحر ال يستطيع السباحة فيه ‪.‬‬ ‫و من جهة أخـرى كانــت مجموعــة من‬ ‫المنتمين للحزب يتطلعون إلى منصب الوزراء‪،‬‬ ‫وكان ضغطهم ال شك يجعل المرشح لرئاسة‬ ‫الحكومة ال يعرف ما يقول وال يعرف كيف يخرج‬ ‫من الورطة التي هو فيها ‪.‬‬ ‫فأعضـاء حزب العدالــة لما نجحــوا في‬ ‫االنتخابات في المرة األولى ومع بنكيران قالوا في‬

‫انفسهم هذه زردتنا‪ ،‬فصالوا فيها وجالوا وتعودوا‬ ‫على مفاتن المناصب وما وراءها من منافع مادية‬ ‫ومنافع اجتماعية‪ .‬وعندما خرج بنكيران وجاء‬ ‫دكتورهم قالوا هذه همزة كبيرة فوقع المرشح‬ ‫لرئاسة الحكومة في (حيص بيص) ‪.‬‬ ‫الضغوط على المرشح الحكومي من هنا أو‬ ‫هناك نسته موقعه كبعده عن العلوم السياسية‬ ‫والتداريب السياسية والتكوين السياسي ألن‬ ‫المغرورين يعتقدون أنهم علماء في كل الميادين‬ ‫ناسين أن علم السياسة من أوسع العلوم في‬ ‫الكون ألنه تابع ألمر اهلل في إحدى اآليات من‬ ‫القرآن سنقف عندها إنشاء اهلل في العمل القادم ‪.‬‬ ‫وأمام اضطراب المفاوضات لم يجد العثماني‬ ‫إال الخضوع واالستماع وتنفيذ المطالب من‬ ‫هنا وهناك‪ .‬ولذلك خرجت تسمية الوزارات في‬ ‫بعضها تتداخل الكلمات وتتداخل المهام‪ .‬فمثال‪:‬‬ ‫نجد الماء متلوفا بين وزارتين – وزير التجهيز‬ ‫والنقل واللوجستيك والماء‪ - .‬وكاتب الدولة لذا‬ ‫وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء المكلف‬ ‫بالنقل‪ ..‬فهده العبارات المتداخلة ‪ ،‬وهده الكلمات‬ ‫التي تركب بعضها بعضا كيف تجعل الفرد‬ ‫المغربي يفهم أن الماء انحصر بين الوزارتين‪.‬‬ ‫مع العلم أن الحروب المقبلة ستكون حول الماء‬ ‫لمكانته في الحياة ‪.‬‬ ‫كما أن اسم آخر لم ندر كيف تم إدخاله في‬ ‫وزارة ضمن سلسلة اختصاصات وزارة السياحة‬ ‫والنقل الجوي والصناعة التقليدية وهدا االقتصاد‬ ‫هو (االقتصاد االجتماعي) كأن المغرب ال يملك‬ ‫وزارة االقتصاد أو لم يسبق له ان كانت له وزارة‬ ‫االقتصاد ‪.‬‬ ‫من تسمية الوزارات يالحظ أن الذين كانوا‬ ‫في المفاوضات مع المرشح لرئاسة الحكومة‬ ‫كأنه تلميذ يفتون عليه الكلمات دون أن يعطوه‬ ‫مفاهيمها ‪ ،‬ويبدو أن الغرض من هذا البحر من‬ ‫الكلمات المبهمة هي دفع تكثير عدد المناصب‬ ‫وبالتالي عدد الوزارات حتى أصبح ‪ 39‬وزير كأننا‬ ‫في الهند أو في الصين أصحاب مليار من السكان‪،‬‬ ‫وبذلك يمكن ان تسمى هده الحكومة في هذا‬ ‫التاريخ بحكومة إرضاء األشخاص‪ ،‬وهكذا نجد ان‬ ‫المسؤولين السياسيين ال غرض لهم إال المصالح‬ ‫الذاتية ‪.‬‬ ‫حتى وجدنا أن عددا من األشخاص يرجون‬ ‫أن ال يحدث تغيير حكومي ألنه بمجرد أن دخلوا‬ ‫إلى المؤسسات الوزارية استحلــوا مكانهــــا‬ ‫ويرغبون أن يمكثوا دائما حتى يموتوا وزراء‬ ‫ناسين حديث رسول اهلل صلى اهلل علليه وسلم‪:‬‬ ‫(ال يحتكر إال خاطئ )‪ .‬كما هو عدد من النواب‬ ‫البرلمانيين الذين يرشحون أنفسهم للمرة‬ ‫الثالثة والرابعة ‪ ..‬الخ‪...‬‬

‫شقة للبيع‬

‫مساحتها ‪ 150‬متر مربع‬ ‫شقة معروضة للبيع بإقامة ‪ 5‬ـ الطابق ‪ 4‬رقم ‪22‬‬ ‫لمالكها السيد محمد الحمزوي الصرصري‪ ،‬حيث توجد‬ ‫بمجمع العاليا بحي البرانص ـ طنجة‪.‬‬

‫وللمزيد من المعلومات االتصال بإدارة الجريدة‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 25‬أبريل �إلى ‪ 01‬ماي ‪2017‬‬

‫العدد ‪886‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬

‫شة‬

‫الحديث عن تدنّي سلوك التالميذ في المدارس وفي قاعات الدرس‪ ،‬حديث يجعلني أتحسر‬ ‫على أيام زمان‪ ،‬يوم كان طالب العلم‪ ،‬طالب علم بحق وحقيق‪ ،‬ويوم كان األستاذ في المرتبة‬ ‫الالئقة التي تليق بالرسالة التي يؤديها‪ ،‬واألمانة التي يتحملها‪.‬‬ ‫عشت هذه الفترة حين كنت طالبا‪ ،‬وعشتها حين انضممت إلى أسرة التعليم‪ ،‬في مستهل‬ ‫السنة الدراسية ‪.68-69‬‬ ‫وكانت الباب التي ولجتها –وفي يدي قرار التعيين‪ -‬باب الثانوية المحمدية بالقصر الكبير‪.‬‬ ‫وكان أول عمل أسند لي‪ ،‬تصحيح أوراق البروفي‪.‬‬ ‫ويوم الدخول المدرسي‪ ،‬وجدتُني أقود تالميذي من بين الصفوف المتراصة في ساحة‬ ‫المدرسة‪ ،‬إلى قاعة الدرس‪.‬‬ ‫تمت العملية بسالسة‪ ،‬والتحقنا بالقسم في نظام وانتظام‪ ،‬دونما حاجة إلى معيد أو حارس‬ ‫عام‪ .‬ومرت حصة التعارف بيني وبين التالميذ في ود وصفاء‪ ،‬وتبيّن لي منذ الوهلة األولى‪ ،‬أنني‬ ‫أمام نخبة من الطلبة‪ ،‬أتوا إلى الثانوية من أجل الدراسة والتعلم‪ ،‬وأن السلوك الذي يتميزون به‪،‬‬ ‫سلوك طالب العلم‪ ،‬الذين يرون في أستاذهم األب الرحيم‪ ،‬والمربي الفاضل‪.‬‬ ‫لم أذكر أنني خالل عملي بهذه المؤسسة –ومدته ست سنوات‪ُ -‬‬ ‫اضطررت إلى طرد تلميذ‪ ،‬أو‬ ‫اتخاذ قرار تأديبي في حق تلميذ‪.‬‬ ‫كانت العالقة بيننا –يشهد اهلل‪ -‬عالقة االحترام المتبادل‪ ،‬أنا أؤدي واجبي بصدق وأمانة‪،‬‬ ‫وهم يؤدون واجباتهم بنفس الصدق ونفس األمانة‪ ،‬وكانت لياقتنا الذهنية تسمح لنا بإصدار‬ ‫المجالت الحائطية‪ ،‬وتخصيص بعض حصص اإلنشاء‪ ،‬لعقد ندوات يتسابق التالميذ للمساهمة‬ ‫فيها‪ ،‬وتبادل المجالت والقصص إلثراء رصيدنا اللغوي‪.‬‬ ‫العامالن اللذان كان لهما دور في حياتنا الدراسية آنذاك‪ :‬الرغبة والسلوك‪.‬‬ ‫وهما الصفتان اللتان افتقدناهما في أيامنا هاته‪ ،‬فتهاويْنا وتهاوى تعليمنا‪.‬‬ ‫لم نكن أيامها نتخيل أن يأتينا التلميذ خالي الوفاض‪.‬‬ ‫لم نكن أيامها نتوقع أن يغشى القسم في حالة غير عادية‪.‬‬ ‫اليوم‪ ،‬يدور الحديث عن نسبة مهمة من التالميذ‪ ،‬تلج قاعة الدرس في حالة سكر‪ ،‬أو تحت‬ ‫تأثير مخدر‪ ،‬وعن نسبة مهمة من طالب العلم‪ ،‬تسيء إلى رجل التعليم‪ ،‬وعن نسبة مهمة من‬ ‫رجال الغد‪ ،‬تطلب النجاح‪ ،‬دون أن تهيئ له األسباب‪.‬‬ ‫والنتيجة ما نرى وما نسمع وما نقرأ‪.‬‬ ‫والخوف كل الخوف‪ ،‬أن يقتصر العالج –إن كان هناك عالج‪ -‬على عقد المناظرات‪ ،‬وإصدار‬ ‫التوصيات‪.‬‬ ‫بل الخوف كل الخوف‪ ،‬أن تُعقدَ هذه الجلسات‪ ،‬دون أن يُستدعى لها أهل الدار‪ ،‬فأهل مكة‬ ‫–كما يقول المثل‪ -‬أدرى بشعابها‪ ،‬وإذا كانت هذه الشعاب‪ ،‬شعابا معنوبة ال حسية‪ ،‬وشعابا ال‬ ‫يهتدي إليها إال الراسخون في التربية والتدريس‪ ،‬فاألجدر بالمسؤولين عن قطاع التعليم‪ ،‬أن‬ ‫يُشركوا ممثلي رجال ونساء التعليم في كافة األوراش التي قد يفتحونها إلصالح ما يمكن‬ ‫إصالحه‪ ،‬وتدارك ما يمكن تداركه‪.‬‬

‫رَصدُ أزمنة الزمان ‪...‬‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫ُّ‬ ‫‪...‬يحل اليــوم ضيفـــا‬ ‫(استعــارة واستعمال مجازي)‪،‬‬ ‫على الصالون األدبـــي أحــد‬ ‫رجــاالت العلــم واألدب في‬ ‫حاضرة تطـــوان‪ ،‬وإذ يلقـى‬ ‫والحضور الكريم منا انجذابا‬ ‫طبيعيا لرَبطه بمجال العمل‬ ‫اإلبداعي‪ .‬وبين ما يختزنه‬ ‫في ذاكرته عن تطاون‪ ،‬بنت‬ ‫غرناطة‪ .‬وقد استدعى أديبنا‬ ‫محمد اليزناسني المعلومات‬ ‫التي خزَّنهــا‪ ،‬من خالل خيال‬ ‫معرفي عقلي ذهنــي‪ ،‬لجوهـــر‬ ‫اإلبداع‪ ،‬وهي الشــذرات التي‬ ‫اصطفاها من كنز خبراته في‬ ‫الحياة ليقدم بكورتها للقارئ‬ ‫تحت عنوان ‪ ~ :‬رنين أزمنــة‬ ‫مبعثرة ~‪.‬‬ ‫يجنح القاص إلى تقديم معرفة دقيقة‪ ،‬التي‬ ‫استقاها من تقلبه في مختلف الوظائف التثقيفية من‬ ‫التعليم إلى مجاورته أهل العلم‪ .‬مما أضفى على السارد‬ ‫إبداعا للخيال والواقع بصياغة أدبية‪ ،‬امتلكها من لغة‬ ‫البيان‪ ،‬التي ارتوى منها من معين المعهد الديني‬ ‫األصيل‪ .‬مكنته من اطالعه على أمهات الكتب‪ .‬شكلت‬ ‫المناهل امتالكــه القــدرات للعمــل األدبـي المتميِّز‪.‬‬ ‫فكلما أمعنا الفكر وتمعنا في قراءة المجموعة‬ ‫القصصية من األزمنة المبعثرة‪ ،‬تزداد جلية صورة‬ ‫لوحات النصوص األدبية من طينة التِّرْب‪ .‬والتي‬ ‫كان يُطرَبُ لها في «عيد الكتاب»‪ ،‬بتطوان لتكريم‬ ‫الفكر والخَلق واإلبداع‪ ،‬والكلمة الهادفة‪ ،‬لهؤالء‬ ‫الصفوة بالحاضرة التطوانية‪ ،‬كما يحكي لنا الكاتب‬ ‫عن زمان «بو جرَّاح»‪ .‬هي نظرية «ماسلو» الدافعية‪،‬‬ ‫وقد اغترف منها على مدار العمر‪ .‬يتمتع األديب بنبوغ‬ ‫سخرَه لإلبداع الروائي‪ .‬ورصيد نوْعيٌّ وذخيرة ثقافية‬ ‫مكنته أيضاً من سرْد ذكرياته بعمق‪ ،‬ليستمسك‬ ‫بأحبال بديهة جلسائه وهم ينعمون بجليسهم‪.‬‬ ‫هي شخصية ذات أخالق كريمة‪ ،‬حافظت على كرامتها في زمان قلتْ فيها‬ ‫هذه الصفة‪ .‬هي كذلك ذات مبدإ وال تعرف المجاملة سبيلها إلى شخصه‪.‬‬ ‫عُصارة الطاقة الفكرية وقوتها رصدَتْ التحوُّالت التاريخية‪ ،‬وصقلتْ عقال‬ ‫إبداعيا ثمَّ منحتْ القارئ جمالية النص الحكائي ‪.‬وقد وصف السارد بيت‬ ‫الجد‪ ّ،‬لرؤية بفضاء الدار‪ .‬ويحكي عن أنا وجـدّي‪ ،‬قائـال ‪ :‬زائر مرغوب فيه‬ ‫يدعـونــي إليــه ملحا وآمرًا‪ ،‬أدنو منه متردِّدا وأتحرَّج من السالم على من‬ ‫ُ‬ ‫أعدِل عن تقبيل يد جدّي‪ ،‬أتنصل حتى ال أنساق بالتتابع‬ ‫يجلس بجانبه‪،‬‬ ‫إلى يدها‪ .‬علبة من «الكونفيط» محكمة اإلغالق زخارفها مغرية ومبهرة‪،‬‬ ‫محتواها أفقدني الترفع والعزوف والتردُّد‪ .‬سلمتُ عابساً وانفلتُّ منصرفاً‬

‫بالغنيمة‪ ،‬إلى صحن تتوسطه‬ ‫ياسمينة ظلها ممدود‪ ،‬تتوَزَّعُ‬ ‫حجرات الدار حولها‪ ،‬تأخذ منها‬ ‫ومن أنفاسها‪ ،‬وال يعييها ما‬ ‫ُ‬ ‫تحمل فوقها من غرَف مثقلة‬ ‫بالنفائس تماثلها في السعة‪.‬‬ ‫تتطاول األغصان الخضراء إلى‬ ‫شاهق علوِّها تتجاوزها ِّ‬ ‫محلقة‬ ‫مع الطير في زرقة السماء‪ .‬غرفٌ‬ ‫غيــرُ مسكونـــة بعد رحيل‬ ‫جدَّتي‪ ،‬وزواج الخاالت واألخوال‪،‬‬ ‫وَحدَها الخــادمـــة «فاجــي»‬ ‫تــشــرف على الدار‪ ،‬تخــدِمُ‬ ‫جـدّي ومن يتردَّدُ عليها منا‪...‬‬ ‫في سياق سردي من الحكي عن‬ ‫عام «الريوس» بلسان جدِّه ‪:‬‬ ‫كان يوما وال كاأليام عدْتُ فيه من غرسة العدوة بما‬ ‫أحمل من زهر النارنج لتقطيره‪ ،‬أسرع ألدرك باب التوت‬ ‫مشرعاً‪ .‬األبواب السبعة للمدينة تغلق عند الغروب‪.‬‬ ‫يُنهي البوَّاب عمله اليومي بندائه المعهود ‪« :‬الباب‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫يترَيث‬ ‫الباب» مرّات ومرات تحذيراً لمنْ بقي خارجه‪،‬‬ ‫مهلة ثمَّ يحكم اإلغالق‪ ،‬يدعمه ويصعد للمبيت في‬ ‫برْج المدافع المنصوبة لحماية المدينة‪ ،‬وال يعود‬ ‫لفتحه إال في اليوم الموالي عند انبالج الضوء األزرق‬ ‫بعد الفجر ‪ ..‬يتوقف جدّي ليريح نفسه ويواصل في‬ ‫سياق سرده آلخر القصة ‪ :‬كانت تطاون تبيت يقظة‪،‬‬ ‫يتناوب الرجال على حراسة أحيائهم‪ ،‬يعفى الشرفاء‬ ‫والعلماء ومن بيده ظهير التوقير واالحترام السلطاني‬ ‫من نوبة الحراسة‪ .‬لم يكن يسمع ليال إال صيحة‬ ‫االستغاثة «العدَاوْ ‪...‬جبالة جاوْ»‪ .‬استنجدتْ تطاون‬ ‫بفاس‪َّ ،‬‬ ‫فحل بها عسكر المخزن بقيادة «موالي عرفة»‬ ‫واستتبَّ األمن بعد ْ‬ ‫أن بدأتْ بعض رؤوس المغيرين‬ ‫تُقطع‪ ،‬تُملح في «زنقة الريوس» بالطرنكات وتعلقُ‬ ‫على باب التوت‪ ،‬وداعــتْ مقولـــة «شوف وسكوتْ»‪،‬‬ ‫مكتوبة في باب التوت‪ ...‬قال الصبيُّ ‪ :‬في إحدى‬ ‫المرّات سألته في طريق عودتنا ~ لماذا لم تتزوج طاطا راحيل يا جدّي‪..‬؟‬ ‫توقف والتفتَ ينظر إلي وال ينظر‪ ،‬غاب في بُعدٍ تركه وراءه قائال ‪ :‬لم يكن‬ ‫لما نريده من سبيل‪ ..‬أكملتُ الطريق وراءه وأنا أجزم بما ذهب إليه تخميني‪،‬‬ ‫وأوَطد يقينا يذهبُ بشكوكي‪ .‬في آخر مقبرة «سيدي المنظري» يرْقدُ‬ ‫جدّي‪ ..‬مثواه بين عشب وشجرة تين‪ ،‬وال يفصله عن قبر راحيل إال سور‬ ‫قصير ُ‬ ‫يخيل إلي أنه يتخطاه ويذهب للقائها ‪.‬‬ ‫وينتهــي السارد مستنــداً رؤيــة خياليــة بإبداع لوحـة لعالقــة جدِّه‬ ‫ب «راحيل» في العالم اآلخر‪ ،‬ليمزج الواقع بالخيال السرمدي‪ ،‬من المحسوس‬ ‫إلى المجرَّد !‪...‬‬

‫سياق‬ ‫الفضيلة‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫كان المرحــوم سيــدي عبد اهلل المرابط الترغي‬ ‫شخصية فذة أرست قواعد منهج علمي في دراسة األدب‬ ‫المغربي‪ ،‬وأصلت مدرسة مغربية في جهتنا الشمالية‬ ‫سارت على دربه‪..‬ومن ثمارها نخب من طلبة باحثين‬ ‫مميزين موسومين بعلم ومروءة مجتهدين في إنتاج‬ ‫معرفة مشدودة إلى هويتنا وثوابتنا‪..‬‬ ‫أشكر جمعية الحياة للتنمية بشفشاون على مبادرتها‬ ‫في برمجة لقاء ثقافي – ضمن ربيع شفشاون في دورته‬ ‫الثامنة‪ -‬خصصته لتقديـم وتوقيــع كتاب‪ :‬المرحــوم‬ ‫عبد اهلل المرابط الترغـي ‪ :‬أيقونة قيم ونبراس علم‪،‬‬ ‫بشراكة علميـة مع بنيـة البحــث «ملتقى الدراسات‬ ‫المغربية واألندلسية بآداب تطوان»‪.‬‬ ‫هذا اللقاء الثقافي الفريد ينتظمه سياق أخالقي‬ ‫يقول بالعودة إلى رموز العلم والتربية الستلهام عبر‬ ‫واستخالص دروس‪..‬‬ ‫كان اللقاء موسوما بحسن النظام والتنظيم وبحرص‬ ‫فئات متنورة مهتمة بالحضور‪ ،‬جريا على ما دأبت عليه‬ ‫جمعيات مدنية أصيلة وممتلكة لبعد نظر‪..‬‬ ‫قدمت الدكتورة هدى المجاطي قراءة وصفية مركزة‬ ‫للكتاب المذكور مشفوعة بإشارات تقييمية قيمية‪..‬‬ ‫فساعدت بذلك على تيسير قراءة مفاصل الكتاب؛ وتلك‬ ‫المفاصل هي مواد حفل تأبيني في أبريل ‪ 2016‬بآداب‬ ‫تطوان‪ ،‬بمبادرة كريمة من نخبة من الباحثات والباحثين‬ ‫من طلبة المرحوم‪ ،‬فضال عن بعض أصفيائه‪ :‬د‪ .‬أحمد‬ ‫هاشم الريسوني‪ ،‬د‪.‬محمد الحافظ الروسي‪ ،‬د‪.‬أحمد‬ ‫المسناوي‪ ،‬د‪.‬محسن الروسي‪ ،‬ذ‪.‬أبو الخيـــر الناصــري‪،‬‬ ‫د‪ .‬عبد الحي الروسي‪ ،‬دة‪ .‬نهاد المودن‪ ،‬ذة‪ .‬حنان‬ ‫العسري‪ ،‬د‪ .‬عبد اللطيف شهبون‪ ،‬دة‪.‬هدى المجاطي‪،‬‬ ‫د‪ .‬عدنان مرون الوهابي‪ ،‬د‪.‬سي محمد أملح‪ ،‬ذ‪ .‬محمد‬ ‫البالي‪ ،‬ذ‪ .‬عبد الحفيــظ األشهب‪ ،‬ذ‪ .‬محمــد المختـــار‬ ‫العلمي‪ ،‬ذ‪ .‬محمد ابن يعقوب‪ ،‬د‪ .‬عدنان أجانة‪.‬‬ ‫واختار األستاذ الباحث محمد البالي تركيز ورقته في‬ ‫جانب منهج تاريخ األدب عند المرحوم سيدي عبد اهلل‬ ‫ليؤكد منزعه التجديدي فيه من خالل عينات من تآليفه‬ ‫الفردية أو الجماعية‪..‬‬ ‫انتهزت فرصتي للحديث فركزت قولي على فكرة‬ ‫أخالقية أسميتها سياق الفضيلة ‪ ،‬بما تعنيه في هذا‬ ‫المقام من فضيلة التلميذ إزاء أستاذه‪ ،‬واستدعاني‬ ‫الكالم للحديث عن مؤلف أصدرته نخبة من طلبة سيدي‬ ‫عبد اهلل المرابط الترغي جمعت بين فضل وعلم ومروءة‪،‬‬ ‫كما قال صديقي العزيز الدكتور سيدي محمد الحافظ‬ ‫الروسي في مقدمة كتاب* هذه المجموعة من الطلبة‬ ‫الباحثين‪ :‬علي أغصاي‪ ،‬أنس الخمال العمراني‪ ،‬المفضل‬ ‫أخوماش‪ ،‬محمد سعيد البقالي‪ ،‬محمد أحمد أنقار‪ ،‬محمد‬ ‫البقالي‪ ،‬محمد أفيالل‪ ،‬رشيد بنعجيبة‪.‬‬ ‫والحقيقة أن المدرسة الترغية لها أصول وامتدادات‬ ‫ليست محصورة في هذا العدد‪ ،‬ومن أراد التأكد فليرجع‬ ‫على سبيل المثال ال الحصر إلى األطاريح التي أشرف‬ ‫عليها المرحوم أو فحصها أو ناقشها‪ .‬وهذه مسألة‬ ‫تحتاج إلى جمع وقراءة‪ ،‬لكن القراءة لن تخرج عن نطاق‬ ‫فكرة فضيلة االعتراف بما قدمه المرحوم سيدي عبد اهلل‬ ‫المرابط الترغي وأمثاله‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫* في تحقيق النص التراثي‪ :‬دراسات وأعمال مهداة إلى روح‬ ‫العالمة الدكتور عبد اهلل المرابط الترغي‪.‬‬


‫العدد ‪886‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬أبريل �إلى ‪ 01‬ماي ‪2017‬‬

‫‪4‬‬

‫البرنامج الحكومي ‪2017‬‬ ‫• «برنامج نوايا» إنشائي‪ ،‬ضعيف وفضفاض و «استمراري»‬ ‫بالنسبة لبعض المحللين‬ ‫• برنامج قوي ومنسجم ومستجيب لمتطلبات المرحلة ولضروريات‬ ‫مواجهة اإلكراهات والتحديات بالنسبة للحكومة الجديدة‬

‫لن يجد محللو برنامج حكومة العثماني من جديد في هذا البرنامج الذي وصف بـ «برنامج‬ ‫نوايا»‪ ،‬والبرنامج «إنشائي» و «فضفاض»‪ ،‬و «ضعيف»‪ ،‬وأنه شكل «خيبة أمل» بالنسبة‬ ‫للمعارضة‪ ،‬وأنه ال يختلف في هندسته عن برنامج الحكومة السابقة‪ ،‬وكونه يفتقد إلى‬ ‫إجراءات عملية وتدابير مضبوطة لرفع التحديات الكبرى التي يواجهها المغرب‪ ،‬وكونه برنامج‬ ‫«االستمرارية» و «المتابعة» و «المواصلة» بامتياز‪ ،‬لما سمي ب «اإلصالحات الكبرى» لحكومة‬ ‫بنكيران‪.‬‬ ‫ويرى المحللون أن البرنامج الحكومي لم يصغ وفق خطاب سياسي واضح‪ ،‬بسبب التركيبة‬ ‫الحكومية المشكلة من ستة أحزاب مختلفة‪ ،‬وأحيانا متناقضة األهواء والمشارب‪ ،‬ودون قواسم‬ ‫مشتركة‪ ،‬حيث ال توجد مالءمة بين البرامج االنتخابية لألحزاب السياسية المكونة للحكومة‬ ‫والتصريح الحكومي‪ ،‬للتدليل على أن هذا التصريح يعكس التوجهات العامة لألحزاب السياسية‬ ‫في كل ما يتصل بمخططات تدبير الشأن العام على المستوى الداخلي والخارجي‪ .‬ذلك أن‬ ‫برامج هذه األحزاب تفتقر إلى عناصر التكامل واالنسجام‪ ،‬ما جعل البرنامج الحكومي يصاغ خارج‬ ‫أي تأطير سياسي ‪ ،‬بل وصف بكونه برنامج «تقنوقراط» يطبعه هاجس «االستمرارية» وال‬ ‫يقدم رؤية اقتصادية واضحة لتدبير التحديات االقتصادية واالجتماعية الكبرى عبر مجموعة‬ ‫من اإلجراءات الضرورية لمواجهات التحديات الصعبة التي تواجهها البالد‪.‬‬ ‫المحللون السياسيون توسعوا في انتقاد التصريح الحكومي في جوانبه االجتماعية‬ ‫واالقتصادية والقضائية واألمنية والدبلوماسية معتبرين أن العديد من هذه المواضيع تمت‬ ‫معالجتها بحشمة ودون تدابير عملية واضحة ‪ ،‬فعالة وجريئة‪.‬‬ ‫من تلك القضايا مسألة توصيات هيئة اإلنصاف والمصالحة وتعاطي البرنامج الحكومي مع‬ ‫مسألة العدالة االجتماعية وحماية الفئات الهشة باستثناء المنحة الموجهة لطلبة التكوين‬ ‫المهني ‪ .‬أما باقي اإلجراءات المتصلة بالتعويضات العائلية والتغطية الصحية للخمسة ماليين‬ ‫من أهل المهن الحرة‪ ،‬ودعم األرامل والمطلقات ‪ ،‬فالفضل فيها يعود لعبد اإلله بنكيران‪.‬‬ ‫ومنها أيضا غياب نموذج اقتصادي واضح المعالم وتدابير خاصة لمواجهة التحديات‬ ‫واإلكراهات التي ترتسم في األفق‪ ،‬على المستوى القاري والعالمي‪ ،‬وأيضا غياب مخطط أمني‬ ‫وتوجيه االهتمام إلى إعطاء األولوية لمحاربة المخدرات والجريمة والهجرة السرية‪ ،‬و تعزيز‬ ‫التعاون الدولي في مجال محاربة اإلرهاب‪.‬‬ ‫رئيس الحكومة سعد الدين العثماني أكد أن تعزيز التنمية البشرية والتماسك االجتماعي‬ ‫والمجالي من األهداف الكبرى لبرنامج حكومته‪ ،‬وذكر أن حكومته ستوجه عناية خاصة إلى‬ ‫التعليم واالستثمار فيه كأولوية من أولويات العمل الحكومي‪ ،‬في إطار الرؤية اإلستراتيجية‬ ‫إلصالح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي ‪« 2030-2015‬من أجل إرساء مدرسة‬ ‫اإلنصاف والجودة واالرتقاء»‪ ،‬وسيتم اعتماد قانون إطار لتنفيذ هذا اإلصالح»‪ ،‬بحيث سيتم الرفع‬

‫من نسبة التمدرس في اإلعدادي إلى ‪ 97‬بالمائة‪ ،‬وتعميم التغطية الصحية إلى ‪ 90‬بالمائة‪،‬‬ ‫وتوفير مليون مقعد في التكوين المهني بالنسبة للمنقطعين عن التمدرس‪.‬‬ ‫وفي إطار التدابير االجتماعية أعلن العثماني أن حكومته ستعمل على تقليص نسبة األمية‬ ‫إلى ‪ 20‬بالمائة‪ ،‬ورفع الولوج للخدمات الصحية األساسية إلى ‪ 100‬بالمائة‪ ، ،‬والعمل على‬ ‫تقليص نسبة الوفيات لدى الرضع‪ ،‬باإلضافة إلى مجموعة من التدابير االجتماعية األخرى التي‬ ‫تهم تقليص العجز السكني إلى ‪ 200‬ألف بدل ‪ 400‬ألف وحدة‪ ،‬والرفع من قدرة الولوج للطرق‬ ‫في العالم القروي‪.‬‬ ‫وفيما يتصل بالوضع االجتماعي فقد أقرت الحكومة الجديدة ‪ 55‬إجراءا و ‪ 22‬إجراءا في مجال‬ ‫حقوق اإلنسان‪ ،‬كما اعتمدت تدابير أخرى تهم مواصلة إصالح صندوق المقاصة دون اتخاذ أي‬ ‫قرا ر إلى اآلن‪ ،‬في المواد التي راج بشأنها الحديث مؤخرا في مواقع التواصل االجتماعي (غاز‬ ‫البوتان‪ ،‬السكر‪ ،‬الدقيق)‪.‬‬ ‫وبصفة عامة فإن عمل الحكومة سيرتكز على محاور خمسة‪:‬‬ ‫ دعم الخيار الديمقراطي ودولة الحق والقانون وترسيخ الجهوية المتقدمة‬‫ تعزيز قيم النزاهة والعمل على إصالح اإلدارة وترسيخ الحكامة الجيدة‬‫ تطوير النموذج االقتصادي والنهوض بالتشغيل والتنمية المستدامة‬‫ تعزيز التنمية البشرية والتماسك االجتماعي والمجالي‬‫ العمل على تعزيز اإلشعاع الدولي للمغرب وخدمة قضاياه العادلة في العالم‬‫كما أن تنفيذ العمل الحكومي سيتم في إطار ‪:‬‬ ‫الشراكة واالنسجام ‪ ،‬والشفافية في التدبير‪ ،‬والنجاعة في اإلنجاز والتضامن في المسؤولية‬ ‫والتشاور المنتظم مع أحزاب المعارضة والديمقراطية التشاركية مع الشركاء االقتصاديين‬ ‫واالجتماعيين وفعاليات المجتمع المدني‪.‬‬ ‫هذا ما التزمت به الحكومة الجديدة وتعهدت بالحرص على توفير كافة الشروط والضمانات‬ ‫القوية والفعالة لتنفيذه في إطار برنامج عمل واضح وتعاقدي مبني على أولويات محددة سواء‬ ‫في القضايا الداخلية أو الخارجية‪.‬‬ ‫البرنامج الحكومي سيعرض على غرفتي البرلمان ‪ ،‬وسيصادق عليه ال محالة‪ ،‬اعتبارا لألغلبية‬ ‫العددية التي تتوفر عليها الحكومة السداسية األضالع‪ ،‬بالمجلسين‪ .‬وقد تلحق به بعض‬ ‫التعديالت من ناحية «الشكلية الديمقراطية»‪ ،‬إال أن ذلك لن يمس الجوهر بعد أن مر البرنامج‬ ‫الحكومي بالمسالك التي يجب أن يمر بها ليصبح قابال لـ «القراءة»‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪886‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬أبريل �إلى ‪ 01‬ماي ‪2017‬‬

‫الشباب و تحديات العنف و اإلرهاب‪ ...‬صرخة حقوقية‬ ‫لتحجيم خطورة التيارات اإلرهابية وبلورة استراتيجيات‬ ‫للتعامل معها ومع تداعياتها‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫دعا مشاركون في ندوة إقليمية حول»الشباب وتحديات العنف واالرهاب» نظمت السبت المنصرم‬ ‫بالرباط إلى اعتماد مقاربة شاملة تمكن المجتمع من بناء حصون آمنة ضد اإلرهاب في مجاالت الفكر‬ ‫والسياسة والثقافة والتربية والتواصل والعالقات اإلجتماعية والبناء المؤسساتي المبني على المشاركة‬ ‫الواسعة ‪.‬‬ ‫واعتبر المتدخلون خالل الندوة المنظمة من قبل مركز دراسات حقوق اإلنسان والديمقراطية والجمعية‬ ‫األردنية « نساء ضد العنف» ‪ ،‬أن اإلعتماد على المقاربة األمنية وحدها غير كاف من أجل محاربة اإلرهاب‪،‬‬ ‫الظاهرة التي أضحت «سرطانا ينخر جسد عدد من الدول» على المستويين اإلقليمي والعالمي‪.‬‬ ‫كما أجمعوا على أن إرساء نهج شامل وكامل في مواجهة اإلرهاب يتطلب رؤية أمنية وسياسية واقتصادية‬ ‫و غطاء حقوقيا‪.‬‬ ‫الدكتور محمد النشناش‪ ،‬مؤطر الندوة‪ ،‬و الرئيس األسبق للمنظمة المغربية لحقوق اإلنسان ‪ ،‬اعتبر أن‬ ‫اإلرهاب والتطرف والعنف والقضايا واإلشكاالت المرتبطة به‪ ،‬أصبح ظاهرة تشغل اهتمام جميع دول العالم‬ ‫في الوقت الحاضر‪ .‬وإذا كانت ممارسة اإلرهاب ليست وليدة اليوم فإن الجديد في هذا الموضوع حاليا هو أن‬ ‫اإلرهاب أصبح ظاهرة عالمية ‪ ،‬أي أنها ال ترتبط بمنطقة أو ثقافة أو مجتمع أو جماعات دينية أو عرقية معينة‪.‬‬ ‫وأكد محمد النشناش على أن «التهديد اإلرهابي تصاعد بوتيرة مُطردة في المجتمعات العربية‪ ،‬ليدخل‬ ‫في نطاق الحدث الروتيني والعادي»‪ ،‬و أشار إلى أن التحديات التى باتت تواجه الشباب العربي في الوقت‬ ‫الحاضر‪ ،‬عديدة ومتنوعة باختالف الزمان والمكان‪ ،‬مؤكدًا أن مسائل العنف والتطرف والغلو ثم اإلرهاب‬ ‫فى مقدمة هذه التحديات‪ ،‬ما يستوجب من المسؤولين عن الشباب توفير الحماية الالزمة لهم عبر برامج‬ ‫وأنشطة ومشاريع متاحة مدعومة باآلليات المؤثرة إيجابا على سلوكيات وقيم ومبادئ الشباب‪ ،‬مستندة‬ ‫إلى أساليب تربوية وإنسانية محببة إلى‬ ‫نفوسهم‪.‬‬ ‫وفي مداخلة له بالمناسبة‪ ،‬قال رئيس‬ ‫مركز دراسات حقوق اإلنسان والديمقراطية‬ ‫الحبيب بلكوش‪ ،‬إن التنظيمات اإلرهابية‬ ‫استطاعت استقطاب قاعدة شبابية لبنياتها‬ ‫وتنظيماتهــا‪ ،‬و «أدوات» بشرية لتنفيــذ‬ ‫أعمالها اإلجرامية‪ ،‬كما أبانت عن ذلك‬ ‫العمليــات التي نفــذت في الدار البيضاء‬ ‫ومدريد وباريس ونيويورك‪ ،‬أو لإللتحاق‬ ‫بالعمل الميداني في عدة دول‪ ،‬من الشرق‬ ‫األوسط والساحل أساسا‪ ،‬أو الترويج للفكر‬ ‫التكفيري وإصدار الفتاوى بدون موجب حق شرعي أو مؤهل علمي‪.‬‬ ‫وأضاف أن األبعاد اإليديولوجية واستعمال آليات التواصل اإلجتماعي والتهميش واختالل العدالة‬ ‫اإلجتماعية‪ ،‬قد شكلت بعضا من مرتكزات التأطير والتوجيه التي ساهمت في توفير شروط التعبئة إلى جانب‬ ‫عوامل أخرى «تربوية وسياسية ودينية»‪.‬‬ ‫وأشار إلى أن كل ذلك أدى إلى انتعاش ظاهرة العنف حتى في أوساط يفترض أنها فضاء للمحاججة‬ ‫والتناظر العلمي وبناء المعرفة في ظل احترام الرأي والرأي اآلخر كما هو الحال في الجامعات والمعاهد‪،‬‬ ‫فضال عن ظواهر العنف البشع الذي يستهدف النساء واألطفال والذي يشكل أحد تمظهرات انحطاط خلقي‬ ‫ومجتمعي وإنساني ‪.‬‬ ‫وخلص بلكوش‪ ،‬إلى أن هذا اللقاء مناسبة لفتح نقاشات أوسع وأعمق تشمل إشكاليات جديدة ‪ ،‬منها‬ ‫مستلزمات التعامل مع العائدين من صفوف تنظيم «داعش»‪،‬وانتشار الفكر والمنطق اإلستئصاليين‪،‬وتدبير‬ ‫متطلبات تملك ثقافة وقيم الحرية وتدبير اإلختالف وحماية الحقوق والتربية عليها‪ ،‬وكيفية بناء مقومات‬ ‫حماية األمن واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬ ‫من جانبها قالت رئيسة جمعية «نساء ضد العنف» األردنية األستاذة خلود خريس‪ ،‬إن النساء كما هي‬ ‫العادة في كل التحوالت السياسية واإلجتماعية تدفعن القدر األكبر من الثمن ‪ ،‬مما يجعل أمنهن وسالمتهن‬ ‫في مهب الريح‪.‬‬ ‫كما أن المرأة ‪ ،‬تضيف السيدة خريس‪ ،‬تتحمل المسؤوليات الجسام تجاه أطفالها وزوجها ‪ ،‬وهي في‬ ‫جميع األحوال تبقى طوق األمان في المجتمع‪،‬‬ ‫ونددت بالجرائم التي يقترفها تنظيم «داعش» اإلرهابي مبرزة أن الجمعية تمكنت من الحيلولة دون‬ ‫التحاق ‪ 1500‬شاب من سوريا والعراق بالتنظيم‪.‬‬ ‫الدكتورة خلود خريس‪ ،‬هي من المناضالت الرائدات الالئي يخضن صراعا شرسا ضد الفكر الداعشي‬

‫اإلرهابي‪ ،‬الذي يعمل على استقطاب الشباب واألطفال ويغريهم بالحور العين وببعض األموال التي يغدقونها‬ ‫على الشباب الفقير المعاني من الجهل واألمية‪ .‬هذا التنظيم الداعشي اإلجرامي‪ ،‬الدموي يأخذ من جسد‬ ‫المرأة ومن شبابها وجمالها وقودا لهذه الحرب الرخيصة والقذرة‪ ،‬مع أن دور المرأة يبقى دورا محوريا في‬ ‫التربية انطالقا من البيت فهي المدرسة األولى‪ ،‬وهي التي تعد األجيال والشعوب‪.‬‬ ‫و أضافت الدكتورة خالل الندوة‪ ،‬أن قضايا اإلرهاب والعنف طرحت إشكاليات ذات أبعاد ثقافية وتربوية‬ ‫وتواصلية‪ ،‬ناتجة عن تعدد مرتكزاتها وآليات اشتغالها‪ ،‬كما هو حال الفتاوى‪ ،‬والفكر المتطرف المحتضن‬ ‫للشباب‪ ،‬حيث التحق عدد كبير من الشباب من بلدان متعددة بهذا الفكر وتنظيماته المختلفة‪ ،‬واستعمال‬ ‫التكنولوجيا الحديثة في الولوج إلى هذا التأطير النظري وإعداد اللوازم المستعملة في القتل واإلرهاب‪.‬‬ ‫وقد نجحت العديد من البلدان العربية في تحجيم خطورة التيارات اإلرهابية وحالت أجهزتها األمنية دون‬ ‫وقوع العشرات من العمليات الخطيرة‪ ،‬والقبض على المطلوبين وتفكيك الخاليا النائمة‪ ،‬وبلورة استراتيجيات‬ ‫للتعامل معها ومع تداعياتها‪.‬‬ ‫ومواكبة لهذه الجهود العربية المتنوعة‪ ،‬ها هي جمعية نساء ضد العنف تنظم بشراكة مع مركز دراسات‬ ‫حقوق اإلنسان والديمقراطية ندوة إقليمية حول اإلرهاب وسبل مكافحة مختلف أشكاله من خالل مقاربات‬ ‫متعددة تشمل ما هو أمني وتشريعي‪ ،‬وما هو روحي وديني وما هو إعالمي‪ ،‬فضال عن دور األسرة والمؤسسات‬ ‫التعليمية والدينية ومؤسسات المجتمع المدني لتجفيف منابع التعصب واستئصال جذوره‪.‬‬ ‫األمين العام للمجلس الوطني لحقوق اإلنسان محمد الصبار‪ ،‬فقد أبرز أن التطرف مشكلة معقدة‬ ‫ومواجهتها مسؤولية جماعية تهم الجماعات والنخب‪ ،‬مشيرا في هذا الصدد إلى ضرورة احترام حقوق اإلنسان‬ ‫والقانون الدولي اإلنساني عبر العالم‪.‬‬ ‫وأشار إلى أن العالم يشهد تحوالت عميقة‬ ‫على المستوى اإلجتماعي واإلقتصادي‬ ‫وهو ما يتطلب من الدول محاربة ظاهرة‬ ‫اإلرهاب على جميع المستويات‪.‬‬ ‫ومن جهته‪ ،‬أوضح العميد اإلقليمي‬ ‫بالمكتـــب المركزي لألبحاث القضائية‪،‬‬ ‫محمد نفــاوي‪ ،‬أن المكتب المركزي ووفق‬ ‫استيراتيجيته المنفتحــة على مكونــات‬ ‫المجتمـــع وباقــي المؤسسات‪ ،‬يسعــى‬ ‫لتحقيق فعالية أكبـــر لعمله من خالل‬ ‫اإلنفتاح والتعاون وتشاطر المعلومة بغاية‬ ‫التأسيس لفعل تشاركي موسع بهدف التصدي لإلرهاب‪ .‬وذلك‪ ،‬انطالقا من اقتناعه بضروة تضافر الجهود‬ ‫بما يشكل حاجزا قويا وصلبا أمام التطرف واإلرهاب‪.‬‬ ‫جمعية نساء ضد العنف و على رأسها الدكتورة خلود خريس‪ ،‬هدفها األول مقاومة العنف والتطرف سواء‬ ‫من داخل األردن أو خارجها‪ ،‬حيث تعمل على محاصرة ثقافة الموت‪ ،‬والدم‪ ،‬والدفاع بكل استماتة على اإلقبال‬ ‫على الحياة وحب هذه الحياة‪ ،‬وهو الفعل الذي تمارسه‪ ‬في تحدي كبير لإلرهاب واإلرهابيين في كل مكان‪.‬‬ ‫تروم من خالل هذا العمل انتشال الواقع العربي اإلسالمي من المشاكل والمتاعب والصعاب التي يعاني منها‪،‬‬ ‫حالمة في يوم من األيام أن تنقشع كل هذه الغيوم التي تخيم على واقعنا‪ ،‬وتبزغ شمس يوم مشرق جميل‬ ‫تستفيد من دفئه اإلنسانية جمعاء‪.‬‬ ‫ولإلشارة أيضا فجمعية نساء ضد العنف من األردن الشقيقة‪ ،‬هي هيئة فكرية اجتماعية خيرية مستقلة‬ ‫تعمل على المستويات المحلية والدولية‪ ،‬ولمدة غير محدودة‪ ،‬وتضم سيدات من مختلف الجنسيات واألديان‪،‬‬ ‫من أهم أهدافها تعزيز دور المرأة في بناء المجتمع‪ ،‬واإلسهام في معالجة ظاهرة العنف ضد المرأة‪ ،‬اطالع‬ ‫نساء العالم على معاناة المرأة من العمليات اإلرهابية‪ ،‬توضيح المفاهيم الحقيقية لظاهرة العنف واإلرهاب‬ ‫ووضع الحلول للحد من هذه الظاهرة‪.‬‬ ‫ومركز دراسات حقوق اإلنسان والديمقراطية منظمة غير حكومية وغير ربحية متخصصة ومستقلة‬ ‫تأسست سنة ‪ 2005‬يرأسها األستاذ الحبيب بلكوش من بين أهدافها‪ :‬خلق فضاء للتفكير الجماعي في‬ ‫قضايا حقوق اإلنسان والديمقراطية‪ ،‬تقييم السياسات العمومية في مجال حقوق اإلنسان‪ ،‬تحفيز وإنعاش‬ ‫التفكير في المكونات الثقافية والسياسية والقانونية والمؤسساتية المرتبطة بالبناء الديمقراطي ودولة‬ ‫القانون‪ ،‬مواكبة مستجدات اآلليات والمعايير في مجال حقوق اإلنسان‪ ،‬التوثيق والبحث في الفكر الحقوقي‬ ‫والديمقراطي‪.‬‬ ‫يذكر أنه تم بالمناسبة عرض شريط عن مجهودات جمعية «نساء ضد العنف» في مجال التكفل بضحايا‬ ‫اإلرهاب‪.‬‬


‫العدد ‪886‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬أبريل �إلى ‪ 01‬ماي ‪2017‬‬

‫في سبتة تمثال‬ ‫تذكاري لهرقل‪..‬‬ ‫وطنجة في حاجة‬ ‫إلى صرح البن بطوطة‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫تطورات جديدة في قضية مستشفى محمد الخامس بشفشاون‬ ‫بعد أن تدخلت النقابة المستقلة لألطبـاء على خط‬ ‫األزمة التي يعيشها مستشفى محمد الخامس بمدينة‬ ‫شفشاون‪ ،‬بدعمها الحتجاجات األطباء في مواجهة رئيس‬ ‫قطب الشؤون الطبية بذات المؤسسة الصحية‪ ،‬وأصدرت‬ ‫بيانا تبنت فيه مطالب األطباء بكاملها‪ ،‬داعية وزارة الصحة‬ ‫إليفاد لجنة تفتيش مركزية للوقوف على كل التجاوزات‬ ‫الشائعة الحدوث بالمستشفى‪ ،‬خرج المكتب اإلقليمي‬ ‫لحزب االتحاد االشتراكي للقوات الشعبية بشفشاون‪ ،‬ببالغ‬ ‫ينتقد الحياد السلبي لمندوبية الصحة تجاه المشاكل التي‬ ‫يتخبط فيها المستشفى‪ ،‬ومبديا دعمه الكامل لرئيس قطب‬ ‫الشؤون الطبية فيه‪.‬‬ ‫ووصف بالغ الحزب الوضعية الراهنة بالمستشفى‬ ‫بـ«حالة التسيب» مؤكدا أنها تؤثر سلبا على السير العادي‬ ‫للعمل بالمستشفى‪ ،‬ما يضاعف من معاناة المواطنين من‬ ‫ساكنة اإلقليم‪.‬‬

‫وأدان بيان الكتابة اإلقليمية لالتحاد االشتراكي للقوات‬ ‫الشعبية الغيابات المتكررة لألطر الطبية المتخصصة‬ ‫بالمستشفى‪ ،‬والحالة الكارثية التي يعرفها مركز تصفية‬ ‫الكلي‪ ،‬الذي وصلت الئحة المنتظرين من المرضى به إلى‬ ‫أربعة عشر مريضا توفى منهم اثنان‪ ،‬فضال عن إغالق قسم‬ ‫اإلنعاش وتجميد خدماته في وجه مرَضى اإلقليم‪ ،‬وامتناع‬ ‫طبيب جراح عن الحضور إلنقاذ المرضى في حاالت خطيرة‬ ‫ومستعجلة‪.‬‬ ‫وأضاف البالغ أن أطباء مستشفى محمد الخامس‬ ‫بشفشاون استغلوا المباالة إدارة المستشفى‪ ،‬فعمدوا إلى‬ ‫فرض نظام خاص بهم داخل المستشفى‪ ،‬يمكنهم من‬ ‫توزيع الحصص وأوقات العمل حسب هواهم‪ ،‬وهو ما جعل‬ ‫رئيس قطب الشؤون الطبية بالمستشفى يتصدى لهذا‬ ‫اإلجراء غير القانوني‪ ،‬الذي يتيح لهم االشتغال في القطاع‬

‫الخاص‪ ،‬ضدا على المذكرة الوزارية الصريحة في هذا الشأن‪.‬‬ ‫وفي السياق ذاته‪ ،‬التقت «المساء» بمصدر من داخل‬ ‫المستشفي‪ ،‬رفض اإلفصاح عن هويته‪ ،‬كشف لها عن‬ ‫بعض مظاهر الخلل داخل المستشفى‪ ،‬والتي حصر أبرزها‬ ‫في ظاهرة الغياب غير المبرر لجل األطر الطبية العاملة‬ ‫بالمستشفى حيث يقطن عدد منهم بمدن أخرى خارج‬ ‫شفشاون‪ ،‬كما نبه المتحدث ذاته إلى توقف عدة أجهزة‬ ‫طبية عن العمل‪ ،‬أهمها جهاز «السكانير» وبعض أجهزة‬ ‫التحاليل الطبية‪.‬‬ ‫وتأسف نفس المصدر على غياب الصرامة لدى إدارة‬ ‫المستشفى التي جعلت بعض األطر الطبية تتجاوز مهامها‬ ‫وتتدخل في صالحيات مسؤولين آخرين‪.‬‬

‫رضوان الحسوني‬

‫سكان بضواحي طنجة يحتجون على مخلفات شاحنات المقالع‬ ‫احتج العشرات من سكان منطقة تغرامت بإقليم‬ ‫الفحص أنجرة‪ ،‬خالل األيام القليلة الماضية‪ ،‬وذلك على إثر ما‬ ‫خلفته شاحنات نقل مواد المقالع إلى الميناء المتوسطي‪ ،‬وكذا‬ ‫المتوجهة انطالقا من هذه النقطة إلى عاصمة البوغاز‪ ،‬ما أثار‬ ‫حالة استنفار حيث حلت دورية تابعة لمصالح الدرك الملكي‬ ‫والسلطات المحلية‪ ،‬على اعتبار أن هذه الوقفة هي األولى‬ ‫من نوعها‪ ،‬إذ سبق للسكان أن وجهوا سيال من الشكايات‬ ‫إلى السلطات الوالئية بجهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬لكن‬ ‫بدون جدوى تقول مصادر من المحتجين‪ ،‬ما حدا بهم للقيام‬ ‫بهذه الخطوة حيث استمرت الوقفة لساعات‪ ،‬قبل أن يتم دفع‬ ‫السكان للتراجع عن هذا األمر مقابل منحهم وعودا للنظر‬ ‫مجددا في هذا الجانب‪.‬‬

‫وأوضحت المصادر ذاتها أن السكان من المنتظر أن‬ ‫ينظموا مسيرة في اتجاه والية الجهة‪ ،‬بغرض إنهاء معاناتهم‬ ‫مع هذه الشاحنات التي أضحت كابوسا حقيقيا بالمنطقة‪،‬‬ ‫فباإلضافة إلى حوادث السير التي تخلفها بشكل مستمر‬ ‫والمميتة أحيانا‪ ،‬فإن الغبار الناتج عن تحرك هذه األسطول‬ ‫يتسبب في اختناقات في أوساط المواطنين‪ ،‬من قبيل الربو‪.‬‬ ‫وقد رفع المحتجون شعارات تطالب بالتدخل لتنظيم‬ ‫تنقل هذا األسطول‪ ،‬علما أن غالبية سكان المنطقة ال‬ ‫يستفيدون من هذه المقالع‪ ،‬كما تبقى موارد الجماعة ضعيفة‬ ‫من هذه الناحية‪ ،‬األمر الذي جعل الهشاشة تنخرها‪ ،‬حيث‬ ‫ال تزال األخيرة تفتقد لمراكز صحية في مستوى متطلبات‬

‫سكانها‪ ،‬كما ال تزال معاناة السكان مع المؤسسات التعليمية‪،‬‬ ‫حيث ينتشر االكتظاظ وكذا الهدر المدرسي بسبب البعد‪،‬‬ ‫وأوضح السكان أنه من غير المقبول أن كل ما يجنونه من‬ ‫هذه المقالع هواألمراض واإلزعاج المستمر‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫يتم استقدام اليد العاملة من خارج اإلقليم‪ ،‬وال زالت منازلهم‬ ‫كذلك تعاني تشققات بفعل استخدام متفجرات أثناء عملية‬ ‫التنقيب عن بعض المعادن‪ ،‬خاصة وأن المنطقة تعتبر األولى‬ ‫محليا من حيث استخراج الكلس الحجري الذي يتم تصديره‬ ‫نحو أوربا‪ ،‬إلى جانب بعض المدن على المستوى الوطني‪،‬‬ ‫وتعتبر تغرامت المصدر رقم واحد بالجهة الشمالية‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫شكايات للتحقيق في قضية مجهولين يمتطون سيارة جماعية‬ ‫بغرض «التفتيش» بطنجة‬ ‫علمت «األخبار» من مصادر مطلعة‪ ،‬أن ثالث شكايات‬ ‫وضعت دفعة واحدة أمام وكيل الملك لدى المحكمة‬ ‫االبتدائية بمدينة طنجة‪ ،‬بهدف التحقيق مع مجهولين‬ ‫يمتطون سيارة يشتبه في كونها جماعية‪ ،‬على اعتبار أنها‬ ‫تحمل رقما تسلسليا تابعا لمصالح جماعية‪ ،‬وأكد المشتكون‬ ‫في شكاياتهم أن األشخاص المجهولين‪ ،‬والذين قدر عددهم‬ ‫بثمانية أشخاص‪ ،‬يقومون بين الفينة واألخرى بالتهجم على‬ ‫مساكنهم تحت ذريعة «التفتيش» بحثا عن درجات نارية‪،‬‬ ‫فضال عن كونهم يقومون بتوثيق هذا التهجم عن طريق‬ ‫أشرطة «فيديو»‪ ،‬قبل أن يفروا نحو وجهة مجهولة‪ ،‬في الوقت‬ ‫الذي سبق ألحد أفراد إحدى العائالت أن أصيب باإلغماء جراء‬ ‫معاينته لما جرى‪ ،‬في حين يرجح وجود تصفية للحسابات‬ ‫بين هذه العائالت وفق بعض المعطيات المتوفرة‪ ،‬ما يجعل‬ ‫المشتكى بهم يقدمون على الخطوة لمحاولة عدم لفت انتباه‬ ‫بقية سكان المنطقة‪.‬‬ ‫وأوضحت المصادر ذاتها‪ ،‬أن وكيل الملك أحال الشكاية‬ ‫على الضابطة القضائية بهدف فتح تحقيق مستعجل للوصول‬ ‫إلى الحقائق الكاملة المتعلقة بهذه القضية‪ ،‬واألسباب‬ ‫الكامنة وراء استغالل السيارة الجماعية في هذه العملية‪،‬‬

‫علما أن المصالح الوحيدة المخول لها القيام بعملية تفتيش‬ ‫المنازل هي الضابطة القضائية بعد تلقيها تعليمات من لدن‬ ‫النيابةالعامة‪.‬‬ ‫ومن المرتقب إماطة اللثام عن هذا الملف المثير بعد‬

‫وضع المشتكين لشكاياتهم بداية األسبوع الجاري أمام‬ ‫السلطات المختصة‪ ،‬للكشف عما يجري بحي السانية حيث‬ ‫أضحى السكان يتناقلون هذه الواقعة الغريبة بشكل متتال‪.‬‬

‫م‪ .‬أ‬

‫أوضاع مأساوية ألطفال مغاربة في مليلية‬

‫كشفت معطيات خطيرة تضمنها تقرير للمنظمة غير‬ ‫الحكومية «مرحبا الجئين إسبانيا» لسنة ‪ ،2017‬عن حجم‬ ‫المعاناة التي يتعرض لها نحو ‪ 540‬قاصرا غير مرفوق‪ ،‬أغلبهم‬ ‫مغاربة‪ ،‬يعيشون بين مراكز إيواء القصر بالمدينة المحتلة‪،‬‬ ‫وشوارعها في ظروف ال إنسانية وأقرب إلى االستعباد‪ .‬التقرير‬ ‫ذاته حمل السلطات اإلسبانية مسؤولية انتهاك كرامة‬ ‫األطفال المغاربة في مليلية وحرمانهم من أبسط ظروف‬ ‫العيش الكريم‪.‬‬ ‫التقرير الذي تضمن‪ ،‬أيضا‪ ،‬شهادات للمنظمتين‬ ‫الحقوقيتين اإلسبانيتين «حراكة» و«بروداين»‪ ،‬يفضح‬ ‫المستور باإلشارة إلى أن القاصرين المغاربة كشفوا أنهم‬ ‫«تعرضوا للعديد من االعتداءات من قبل الشرطة واألمن‬ ‫والحرس المدني اإلسبانيين»‪ ،‬وأنهم قدموا «شكاوى في هذا‬ ‫الخصوص في العديد من المناسبات»‪.‬‬

‫التقرير قال إن هؤالء األطفال هم «فريسة سهلة»‬ ‫لوحوش بيدوفليين‪ ،‬مبينا أنه «وفقا لشهادات أطفال فإنهم‬ ‫تعرضوا لضغوطات من عناصر السلطة وأنهم تعرضوا‬ ‫العتداءات جنسية على يدها‪ ،‬إلى درجة أنهم اشتكوا عناصر‬ ‫من الحرس المدني بسبب البيدوفيلية»‪.‬‬ ‫وأوضح التقرير الذي يتكون من ‪ 24‬صفحة‪ ،‬أن الهجر‬ ‫والحرمان وخيبة األمل التي يشعر بها هؤالء األطفال المغاربة‪،‬‬ ‫يدفع جزءا كبيرا منهم إلى االرتماء في أحضان المخدرات‪،‬‬ ‫خاصة استهالك مادة «الكوال» بهدف ما يسمونه «نسيان‬ ‫الواقع» ومحاربة «البرد والجوع»‪ ،‬أكثر من ذلك حذر من توجه‬ ‫بعض القصر المغاربة إلى الدعارة من أجل ضمان قوت اليوم‬ ‫وكسب المال وشراء المخدرات‪.‬‬ ‫معاناة أخرى للقصر المغاربة في مليلية ينقلها التقرير‪،‬‬ ‫تتمثل في كون عدد القصر المغاربة في الغرفة الواحدة‬

‫بمركز اإليواء «بوريسما» بمليلية‪ ،‬يصل إلى عشرة أطفال‪،‬‬ ‫في الوقت الذي ال تتعدى القدرة االستيعابية للغرفة الواحدة‬ ‫‪ 3‬أطفال‪ .‬عالوة على افتقار بعض الغرف لإلنارة واألمن‪ ،‬التي‬ ‫يتسلل إليها بعض البيدوفيليين من أجل استغالل األطفال‪،‬‬ ‫كما أشار إلى سوء التغذية وسوء المعاملة التي يتعرض لها‬ ‫األطفال المغاربة من قبل القائمين على مراكز إيوائهم‪.‬‬ ‫وكان تحقيق لموقع «الكرونيكا ديل باخروا»‪ ،‬كشف أن‬ ‫عدد القاصرين المغاربة غير المصحوابين الموجودين في‬ ‫الجارة الشمالية يبلغ ‪ 2917‬قاصرا من أصل ‪ 3342‬قاصرا‬ ‫أجنبيا‪ ،‬أغلبم يصل إلى إسبانيا عبر المدينتين المحتلتين‬ ‫سبتة ومليلية‪ ،‬ومنهما يتسللون إلى جنوب الجزيرة اإليبيرية‬ ‫مختبئين في محركات السفن‪.‬‬

‫توفيق سليماني‬

‫بلغ إلى علمنا أن عمدة المدينة راسل المجلس العلمي من‬ ‫أجل إصدار فتوى في شأن ‪»:‬هل يجوزنصب مجسمين(تمثالين‬ ‫تذكاريين) بطنجة أحدهما لهرقل والثاني البن بطوطة؟»‪.‬‬ ‫وفي انتظار ماسيفتي به فقهاء المجلس العلمي ‪،‬فإنني‬ ‫وبصفتي باحثا في التراث المغربي وأحد المهتمين بتاريخ‬ ‫طنجة العريق‪ ،‬فإنني ألتمس من السيد العمدة العدول عن‬ ‫فكرة تشييد تمثال أومجسم البن بطوطة مقترحا االكتفاء‬ ‫ببناء صرح من الرخام والفسيفساء مكلل بلوحة نحاسية إلى‬ ‫جوار الضريح «المزعوم» تنص بالحرف وبكل لغات العالم‪:‬‬ ‫(هنا مسقط رأس الرحالة العالمي «أبو عبد اهلل الحاج‬ ‫محمد بن عبد اهلل بن محمد بن إبراهيم‪ ،‬اللواتي أصال الطنجي‬ ‫دارا ومنشأ ‪،‬المعروف بابن بطوطة والملقب بشمس الدين»‪،‬‬ ‫وذلك يوم اإلثنين ‪ 7‬من رجب الفرد الحرام من عام ‪703‬‬ ‫الموافق ل‪ 24‬فبراير ‪ ، 1304‬وشب وترعرع في حضن والديه‪،‬‬ ‫وعاش في كنفهما عيشة سعة ويسر وطمأنينة)‪.‬‬ ‫أما بالنسبة لهرقل‪ ،‬فهناك ثمة مجسم له ببالصا ريال‬ ‫بسبتة السليبة الحبيبة يمكن استيراد نسخة منه أو قالب له‬ ‫بأقل تكلفة‪ ،‬مثلما تستورد مواد البناء واألجهزة المنزلية وسائر‬ ‫المواد االستهالكية رأفة بصندوق الجماعة الذي لن يتحمل‬ ‫ماال طاقة له به‪.‬‬ ‫أملنا أن يكون التماسنا واقتراحنا عند حسن ظن السيد‬ ‫العمدة‪.‬‬

‫محمد وطاش‬

‫ندوة بتطوان حول‬ ‫أهمية الحكامة في‬ ‫تدبير الشأن المحلي‬ ‫موضوع الحكامة الجيدة ‪ ،‬موضوع أخد يطرح بشدة منذ‬ ‫صدور دستور ‪ 2011‬كآلية يجب تطبيقها في جميع القطاعات‪،‬‬ ‫للسمو بالشأن المحلي ببالدنا إلى مستوى الدول المتقدمة‪ .‬من‬ ‫هذا المنطلق وفي هذا اإلطار‪ ،‬نظم المركز المغربي لألبحاث‬ ‫والدراسات االستراتيجية والعالقات الدولية مؤخرا بتطوان‪ ،‬ندوة‬ ‫علمية‪ ،‬حول أهمية الحكامة في تدبير الشأن العام المحلي ‪،‬‬ ‫وذلك بتنسيق مع فضاء المواطنة بالجماعة الحضرية لتطوان‪.‬‬ ‫هذه الندوة التي شارك في تنشيطها األساتذة والدكاترة‪،‬‬ ‫كمال مرصلي أستاذ التعليم العالي بجامعة عبد المالك السعدي‪،‬‬ ‫وخالد الجبري الباحث في القانون العام‪ ،‬ومحسن الندوي من‬ ‫المركز المغربي لألبحاث والدراسات االستراتيجية والعالقات‬ ‫الدولية‪ ،‬كانت مناسبة للتطرق لعدة مواضيع من بينها ‪ :‬تدبير‬ ‫الحكامة المالية في الجماعات التربية‪ ،‬والحكامة واآلليات الجديدة‬ ‫لتدبير المرافق العمومية المحلية‪ ،‬والديموقراطية التشاركية في‬ ‫اطار الجهوية المتقدمة‪ ،‬حيث المسوا من خالل تطرقهم لهذه‬ ‫المواضع‪ ،‬سوء تدبير الموارد المالية في العديد من القطاعات‪،‬‬ ‫وخاصة في الشأن العام المحلي‪ ،‬مشرين إلى ضرورة اعتماد‬ ‫التدبير باألهداف ‪ ،‬دون استنساخ التجربة الفرنسية ‪ ،‬نظرا‬ ‫الختالف بيئة الدولتين‪ ،‬ملحين علىضرورة هيكلة ميزانيات‬ ‫الجماعات الترابية انطالقا من مشاريع وبرامج مدروسة‪.‬‬ ‫وركز المتدخلون على أهمية التخطيط داخل ميزانيات‬ ‫الجماعات ‪ ،‬مع اعتماد آليات المراقبة‪ .‬التي تعتبر آلية أساسية في‬ ‫تدبير الحكامة‪ .‬واضاف المتدخلون أن التحدي المطروح وخاصة‬ ‫على اإلدارة‪ ،‬هو التحدي الرقمي‪ ،‬مشيرين إلى آليات تدبير‬ ‫المرافق العمومية كالية التصريح الجبري‪ ،‬وأخرى مؤسساتية‬ ‫كالمجلس األعلى للحسابات‪ ،‬ودوره في مراقبة مالية الدولة‪ ،‬و‬ ‫التصريح بالممتلكات‪ ،‬ومؤسسة الوسيط ودورها في استقبال‬ ‫الشكايات بين المرتفقين واإلدارة‪ ،‬ثم الهيئة الوطنية للنزاهة‪.‬‬ ‫وفيما يخص خلق اآلليات التنظيمية لحكامة جيدة‪ ،‬أبرز‬ ‫األساتذة في تدخالتهم بأنها تستدعي مجموعة من اإلجراءات‬ ‫منها‪ ،‬تبسيط المساطر اإلدارية‪ ،‬وتحسين التواصل‪ ،‬ودعم‬ ‫أخالقيات المهنة داخل المرافق العمومية‪ ،‬وتعليل القرارات‬ ‫اإلدارية‪ .‬كما ألحت المداخالت على أهمية مشاركة المواطن‬ ‫في المساهمة في السياسة العمومية للبالد‪ ،‬بدءا باإلعداد مرورا‬ ‫بالتفيذ وصوال إلى التقييم كآخر مرحلة‪ ،‬مدعمين بالعديد من‬ ‫الفصول التي جاء بها دستور ‪ ،2011‬والتي تصب كلها في إحداث‬ ‫آليات تشاورية في مجالس الجهة وهي الهيئات االستشارية‬ ‫للشباب‪ ،‬ومع المجتمع المدني والفاعلين االقتصاديين ‪ ،‬باعتبار‬ ‫أن الدستور الحالي ارتقى بالمواطن‪ ،‬ويسر له المشاركة في‬ ‫الشان العام‪ ،‬عن طريق تقديم عرائض حسب القانوانين‬ ‫التنظيمية التي حددت شروط وكيفية ممارسة الحق في تقديم‬ ‫العرائض الى السلطات العمومية‪ ،‬والقانون التنظيمي المتعلق‬ ‫بتقديم الملتمسات‪ .‬مما يستدعي التنزيل السليم للقوانين‬ ‫التنظيمية الخاصة بالجماعات الترابية ‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬


‫العدد ‪886‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬أبريل �إلى ‪ 01‬ماي ‪2017‬‬

‫‪7‬‬

‫إقتصاد‬ ‫تدفق االستثمارات األجنبية المباشرة في المغرب‬ ‫كشفت معطيــات حديثـة صادرة‬ ‫عن مكتب الصرف أن االستثمــارات‬ ‫األجنبية المباشرة نحو المغرب سجلت‪،‬‬ ‫خالل الثالثة أشهـــر األولى من السنة‬ ‫الجارية‪ ،‬تراجعا قويا بلغت نسبته ‪3،7‬‬ ‫في المائة‪ ،‬مقارنة مع نفس الفترة من‬ ‫السنة الماضية ‪.2016‬‬ ‫وأوضحت نشرة المؤشرات األولية‬ ‫للمبادالت الخارجية للمملكة‪ ،‬الصادرة‬ ‫ع��ن م��ك��ت��ب ال���ص���رف‪ ،‬أن ت��دف��ق��ات‬ ‫االستثمارات األجنبية المباشرة‪ ،‬بلغت‬ ‫عند متم شهر مارس الماضي ‪ 5،2‬مليار درهم‪ ،‬مقابل ‪ 5،4‬مليار خالل نفس الفترة من السنة‬ ‫المنصرمة‪ ،‬ما يعني رصد تراجع بنسبة ‪ 3،7‬في المائة‪.‬‬ ‫ومن جهتها‪ ،‬فقد سجلت تحويالت المغربة المقيمين بالخارج خالل األشهر الثالثة األولى من‬ ‫السنة الحالية‪ ،‬تراجعا طفيفا بلغ ‪ 2،3‬في المائة‪ ،‬بعدما بلغت خالل السنة الماضية ‪ 34،9‬مليار درهم‪،‬‬ ‫حيث تعتبر تحويالت المغتربين المغاربة ثاني أكبر مصدر للنقد األجنبي بعد السياحة‪ ،‬في وقت يقدر‬ ‫عدد المهاجرين المغاربة في الخارج بحوالي ‪ 5‬ماليين شخص يعيشون في أكثر من ‪ 100‬دولة‪،‬‬ ‫معظمهم في دول االتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫إنتاج الحبوب يسجل رقما قياسيا ببلوغ ‪ 102‬مليون‬ ‫قنطار في الموسم الفالحي ‪ 2016‬ـ ‪2017‬‬ ‫ق��ال وزي��ر الفالحة الصيد البحري‬ ‫والتنمية القروية والمياه والغابات‪،‬‬ ‫عزيز أخنوش‪،‬يوم اإلثنين بمكناس‪ ،‬إن‬ ‫إنتاج الحبوب برسم الموسم الفالحي‬ ‫‪ 2017 - 2016‬يرتقب أن يحقق رقما‬ ‫قياسيا في حدود ‪ 102‬مليون قنطار‪،‬‬ ‫بارتفاع يقدر بـ ‪ 203‬في المائة مقارنة‬ ‫بالموسم الفالحي الماضي‪ ،‬وهو الرقم‬ ‫ال��ذي يتجاوز األه���داف التي حددها‬ ‫مخطط «المغرب األخضر»‪.‬‬ ‫وأوضح أخنوش‪ ،‬في كلمة بمناسبة‬ ‫افتتاح المناظرة التاسعة للفالحة التي شارك فيها رئيس االتحاد اإلفريقي ورئيس جمهورية غينيا‬ ‫ألفا كوندي‪ ،‬ضيف شرف هذه الدورة‪ ،‬إلى جانب ‪ 15‬وزيرا للفالحة‪ ،‬أن التقديرات تشير إلى أن اإلنتاج‬ ‫القياسي لهذه السنة موزع على األنواع الرئيسية الثالثة من الحبوب بواقع ‪ 49،4‬مليون قنطار‬ ‫من القمح اللين‪ 28،9 ،‬مليون قنطار من الشعير‪ ،‬و‪ 23،3‬مليون قنطار من القمح الصلب‪ .‬وتمييز‬ ‫الموسم الحالي‪ ،‬بحسب الوزير‪ ،‬بتساقطات مطرية مهمة وموزعة بشكل جيد حسب المكان والزمان‪،‬‬ ‫مصحوبة بدرجات حرارة معتدلة‪ ،‬مكنت من تحقيق وفرة في المدخالت الفالحية ومستوى استعمالها‪.‬‬ ‫كما أن مستوى مبيعات البذور المعتمدة سجل ارتفاعا هاما بنسبة ‪ 52‬في المائة مقارنة مع السنة‬ ‫الماضية‪ ،‬فيما تجاوزت المساحة المزروعة بالحبوب الخريفية نسبة ‪ 52‬في المائة‪.‬‬ ‫كما سجل نموا ملحوظا في إنتاج مجموع السالسل الفالحية‪ ،‬حيث بلغ إنتاج الحوامض ‪ 2,4‬مليون‬ ‫طن بزائد ‪ 20‬في المائة‪ ،‬والتمور ‪ 117‬ألف طن‪.‬‬ ‫في جانب آخر‪ ،‬أكد وزير الفالحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات أن مخطط‬ ‫المغرب األخضر طور منذ إطالقه ثالثة برامج رئيسية لمالءمة الفالحة مع التغيرات المناخية‪ ،‬كما‬ ‫وضع الحفاظ على الموارد المائية في صلب أولوياته‪ .‬وأوضح أخنوش في كلمة في افتتاح المناظرة‬ ‫الوطنية التاسعة للفالحة المنظمة تحت شعار «إمدادات الماء‪ ،‬الفالحة واألمن الغذائي»‪ ،‬أن األمر‬ ‫يتعلق بالبرنامج الوطني القتصاد الماء في السقي‪ ،‬وبرنامج توسيع السقي‪ ،‬وبرنامج الشراكة في‬ ‫القطاعين العام والخاص في مجال الري‪ ،‬وأبرز أن هذه البرامج ستمكن من اقتصاد حوالي ملياري‬ ‫متر مكعب من المياه سنويا‪ ،‬ومضاعفة تثمين مياه الري وتثمين استغالل ما يناهز ‪ 1،2‬مليار مكعب‬ ‫إضافية من المياه‪ ،‬ستوفرها السدود المنجزة أو تلك ال زالت في طور اإلنجاز‪ .‬وأشار إلى أن الموسم‬ ‫الفالحي الحالي شهد تقدما مهما في إنجاز مشاريع الري واإلعداد الهيدروفالحي‪ ،‬أذ تم إنهاء أشغال‬ ‫عصرنة شبكات الري بمشاريع التحويل الجماعي إلى الري الموضعي على مساحة تناهز ‪ 60‬ألف هكتار‬ ‫تشمل مشروع دائرة النفيس على مساحة ‪ 4‬آالف هكتار‪.‬‬ ‫وأطلقت ضمن مخطط المغرب األخضر‪ ،‬مشاريع مهمة تشمل التجهيز الداخلي للضيعات الفالحية‬ ‫بالري الموضعي بنسبة السقف المحدد في ‪ 50‬ألف هكتار سنويا‪ ،‬إضافة إلى مواصلة أشغال التجهيز‬ ‫الهيدروفالحي على مساحة ‪ 40‬ألف هكتار‪ ،‬كما أنه تم خالل العام الحالي انطالق أشغال النجهيز‬ ‫الهيدروفالحي لسهل «بودنيب» على مساحة تقدر بخمسة آالف هكتار انطالقا من سد «قدوسة»‪،‬‬ ‫كما تم في نفس الصدد إطالق أشغال التجهيز لسهل «سايس» على مساحة تقدر ب ‪ 30‬ألف هكتار‬ ‫انطالقا من سد «أمداز» وأبرز أخنوش‪ ،‬أن أشغال التجهيز الهيدروفالحي‪ ،‬توصلت لسقي ‪3200‬‬ ‫هكتار بالمنطقة الساحلية أزمور ـ البير الجديد في إطار الشراكة بين القطاعين العام و الخاص‪،‬‬ ‫ومواصلة التجهيز الهيدروفالحي على مساحة تقدر ب ‪ 40‬ألف هكتار بما فيها المشروع الكبير‬ ‫لدائرة «دار خروفة» على مساحة ‪ 21‬ألف هكتار‪ ،‬والذي سيمكن من مضاعفة المساحة المسقية‬

‫بسهل اللوكوس‪ .‬كما ستشهد نهاية السنة الحالية‪ ،‬إطالق ماء السقي في الشطر األول من مشروع‬ ‫«طافرطة» المندرج ضمن برنامج توسيع الري على سافلة سد «واد زا»‪ ،‬حيث يهم هذا المشروع‬ ‫المتواجد بإقليم تاوريرت بالجهة الشرقية مساحة ‪ 1330‬هكتار‪ ،‬وأسفرت هذه المشاريع المندمجة‬ ‫لالستمعال المعقلن لمياه السقي عن نتائج اقتصادية مهمة‪ ،‬تجلت في تجهيز ‪ 500‬ألف هكتار‬ ‫بشبكة الري بالتنقيط‪ ،‬في حين كان الهدف هو الوصول إلى ‪ 550‬ألف هكتار في أفق سنة ‪،2020‬‬ ‫كما تم الرفع من مردودية الماء بالنسبة للزراعات الصناعية والخضراوات على التوالي بنسبة زائد‬ ‫‪ 57‬في المائة وزائد ‪ 82‬في المائة‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫القرض الفالحي‪ :‬خدمة الربط األوتوماتيكي‬ ‫بالعالم القروي‬ ‫كشفت مجموعة القـرض الفالحــي‬ ‫للمغرب عن خــدمــة جديدة تستهدف‬ ‫سكان العالم القروي من خالل «خدمة‬ ‫الربط األوتوماتيكي»‪ ،‬من أجل تقريب‬ ‫خدماتها إلى سكـان العالـم القــروي‬ ‫والعمل على تبسيطها وتسهيل الولوج‬ ‫إلى الخدمات البنكية‪ ،‬وذلك بغية رفع‬ ‫مستويات االستبناك في العالم القروي‪.‬‬ ‫إن الخدمة الجديدة التي أطلقتهــا‬ ‫المجموعة والمتعلقــة بخدمــة «الربط‬ ‫األوتوماتيكي» تعتمـــد على وسائــــل‬ ‫التكنولوجية الحديثة من خالل وكاالت‬ ‫بنكية رقمية مائة بالمائة‪ ،‬وأشار إلى أن المجموعة ستلجأ إلى اعتماد مقرات لها بالعالم القروي من‬ ‫خالل كراء محالت ستخصص للشروع في تقديم خدمات الوكاالت البنكية الجديدة التي تعتمد بشكل‬ ‫كلي على الرقمنة‪.‬‬ ‫وتتيح هذه الخدمة الجديدة للمستعمل عبر «الويبكام» التواصل مع مسؤول بنكي يبين له كافة‬ ‫الخطوات التي يجب اتباعها بحسب نوع العملية التي يود القيام بها‪ ،‬سواء تعلق األمر بالسحب أو‬ ‫الدفع أو اإليداع أو تحصيل الشيك‪ ،‬أو تحويل النقود‪ ،‬أو أداء الفواتير‪ ،‬أوفتح حساب جديد‪ ،‬عالوة‬ ‫على االط�لاع على خطوات طلب سابق أو مجرد طلب معلومات وضمان حضورها في المناطق‬ ‫القروية النائية‪ ،‬ووضع معظم الخدمات التي يوفرها البنك رهن إشارتهم‪ ،‬وتجنيبهم عناء التنقل‪،‬‬ ‫وقد انطلقت هذه الخدمة في ‪ 22‬مديرية جهوية‪ ،‬في انتظار تعميمها بكافة مديريات المجموعة‬ ‫بالمملكة‪ ،‬مع العلم أنها لن تكون معقدة‪ ،‬حيث سيكون وكالء المجموعة رهن إشارة الزبناء لتقديم‬ ‫الشروحات وتبسيط اإلجراءات المرتبطة بها‪ ،‬دون أي اقتطاعات‪.‬‬ ‫هذا وانخرطت مجموعة القرض الفالحي في دينامية جعل الخدمات البنكية سهلة الولوج باالقتراب‬ ‫أكثر من السكان في العالم القروي المستهدفين‪ ،‬وذلك تماشيا مع مهمته في ضمان اإلدماج المالي‬ ‫للعالم الفالحي والقروي‪ ،‬حيث تعمل على تقديم الخدمات والتسهيالت البنكية لغالبية المواطنين‬ ‫والزبناء‪ ،‬وتساهم في تطوير الفئة المستهدفة من الساكنة المغربية‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫الـ «تي جي في» في مراحله النهائية‬ ‫أعلن ربيع الخليـــع‪ ،‬المديــر العــام‬ ‫للمكتب الوطني للسكــك الحديديــة‪،‬‬ ‫ف��ي ن��دوة دول��ي��ة ح��ول أم��ن وسالمة‬ ‫االستغالل السككي‪ ،‬انعقدت بمدينة‬ ‫طنجة‪ ،‬عن تفاصيل أشغال إنجاز مشروع‬ ‫القطاع الفائق السرعة «‪ ،»TGV‬والذي‬ ‫يعد أكبر ورش سككي في إفريقيا‪،‬‬ ‫م��ؤك��دا ع��ل��ى أن أش��غ��ال المخطط‬ ‫المديري للمشــروع حســب البرنامـــج‬ ‫المسطر‪ ،‬تسير في االتجـاه الصحيح‪.‬‬ ‫وأوض��ح الخليع ال��ذي ك��ان يتحدث‬ ‫في الجلسة اإلفتتاحية للندوة الدولية‪،‬‬ ‫المنظمة تحت شعار «المنظومة السككية فائقة السرعة‪ :‬تحديات استغالل آمن»‪ ،‬أن أشغال مشروع‬ ‫«تي جي في» الذي يربط بين مدينتي طنجة والدار البيضاء‪ ،‬مرورا بالقنيطرة والرباط‪ ،‬وصلت إلى‬ ‫نسبة ‪ 86‬في المائة‪ ،‬مبرزا أن مالءمة خطوط القطارات ستكون جاهزة صيف ‪ ،2018‬حيث ينتظر أن‬ ‫يدخل القطار الفائق السرعة حيز الخدمة‪.‬‬ ‫وأضاف المتحدث أن سرعة «تي جي في» ما بين طنجة والقنيطرة ستصل إلى ‪ 320‬كلم في‬ ‫الساعة‪ ،‬إذ ستستغرق الرحلة ‪ 60‬دقيقة‪ ،‬في حين سيكمل مساره إلى الدار البيضاء فوق البنية‬ ‫التحتية الحالية‪ ،‬التي سيتم تجهيزها بعالمات تشوير رقمية حديثة‪ ،‬من أجل تعزيز إجراءات السالمة‬ ‫والوقاية لمستعملي النقل السككي في مختلف محطات العبور‪.‬‬ ‫وفي سياق متصل‪ ،‬أكد المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية‪ ،‬أن أشغال إنجاز مشروع‬ ‫القطار الفائق السرعة استحضرت الخصوصية المغربية‪ ،‬إذ شكلت المقاوالت الوطنية المساهمة في‬ ‫أوراش اإلنجاز‪ ،‬نحو ‪ 90‬في المائة من شركات األشغال ومكاتب دراسات‪ ،‬التي استفادت عن طريق‬ ‫المناولة من صفقات إنجاز التصاميم الهندسية‪ ،‬وتهيئة البنية التحتية ومختلف التجهيزات‪.‬‬ ‫وأشار في هذا الصدد إلى أن ميزانية االستشمار في مشروع برنامج تحسين السالمة‪ ،‬بلغت نحو‬ ‫مليار ونصف المليار درهم‪ ،‬منذ سنة ‪ ،2010‬ساهم فيها المكتب الوطني للسكك الحديدية‪ ،‬حسب‬ ‫ربيع الخليع‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬أبريل �إلى ‪ 01‬ماي ‪2017‬‬

‫العدد ‪886‬‬

‫كلمة ت�أبينية يف الذكرى الأربعينية لوفاة والدي ذ‪ .‬عبد اللطيف اخلطيب‬

‫«عبد اللطيف الخط المستقيم»‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪:‬‬

‫ياسين الخطيب‬

‫األمر الثاني‪ ،‬لم يرتد الرجل‪ ،‬يوما مدة قيامه مسؤوال على مدينة بحجم تطوان‪ ،‬اللباس‬ ‫كان لوفاة والدي وقع شديد األثر على نفسي‪ ،‬وعلى جميع أفراد أسرتي‪ .‬فقد تملكني حينها شعور‬ ‫غريب هو مزيج بين الحزن ونوع من الطمأنينة (أو الفرح)‪ ،‬حيث شعرت بخسارته الجسيمة التي ال‬ ‫الرسمي عند مباشرة مهامه‪ ،‬مما يدل على تواضعه وتفرده وقوة شكيمته ‪ ،‬وذاك فضل من‬ ‫تعوض بأي ثمن‪ ،‬وفرحت الستكماله رسالة حياته‪ ،‬زاهدا‪ ،‬عابدا‪ ،‬طالبا لقاء ربه‪ ،‬لم تغره دنيا‪،‬‬ ‫اهلل حباه به‪.‬‬ ‫ولم يزغ عن أصله ومبادئه‪ ،‬ولكن اإليمان بقوة الخالق ورحمته دائما تجعل القلوب تطمئن‬ ‫أما األمر الثالث‪ ،‬فال يزايد اثنان في نزاهة الرجل ونظافة يده‪ .‬ورغم موقعه كرجل‬ ‫لقضاء اهلل وقدره‪.‬‬ ‫سلطة لم يكن ليسمح بأن يقتحم كبرياؤه أو تخدش عزة نفسه‪ .‬فحين جاءه أحد أثرياء‬ ‫وبعد تفكير‪ ،‬وددت أن أكتب كلمات في حقه ترحما عليه‪ ،‬واستجالء بعض ما كان يتميز‬ ‫تطوان‪ ،‬من العائالت اليهودية المغادرة البالد آنذاك ‪ ،‬لعلمه أن الفقيد ال يمتلك منزال‬ ‫به من أعمال وأخالق ومواقف شريفة‪ ،‬ألضم صوتي إلى من تفضلوا بالكتابة عنه في ذكراه‬ ‫شخصيا في مدينته‪ ،‬عرض عليه بيع مسكنه الفخم بالمدينة‪ ،‬بثمن مغر لكنه‪ ،‬رفض‬ ‫األربعينية‪ .‬واخترت كعنوان لهذا النص ما لقب به من طرف تالمذته في قسم الجغرافية‬ ‫العرض جملة وتفصيال دون تبرير‪ ،‬استقامة منه وشعورا بالمسؤولية المناطة به‪.‬‬ ‫والتاريخ‪« :‬عبد اللطيف الخط المستقيم»‬ ‫و من شدة حرصه على بنات وأبناء مدينتنا‪ ،‬أتذكر أنه في يوم من األيام جاءته‬ ‫لقد ودَّعَتْ مدينة تطوان مؤخرا أحد رجاالتها األجالء‪ ،‬المخلصين لدينهم‬ ‫مجموعة من الشابات‪ ،‬قدمن طلبا للحصول على جواز السفر‪ ،‬مدعوما بعقد عمل بإسبانيا‪،‬‬ ‫ولوطنهم‪ ،‬هو األستاذ عبد اللطيف الخطيب‪ ،‬وفقدتُ فيه‪ ،‬أنا االبن البكر‪ ،‬األب الحنون‪،‬‬ ‫وقد أثار ذلك شكوكه نظرا لسنهن وحسنهن‪ ،‬فاستدعى أولياء أمورهن ليشرح لهم سبب‬ ‫والسند المتين‪ ،‬ومع رحيله‪ ،‬انتابني إحساس رهيب تمثلتُ كأن مدرسة أخالقية وارفة‬ ‫رفضه‪ ،‬حتى إنه دمعت عينا أحد اآلباء حينما علم بسر مخاوفه‪ ،‬على أن يكون ظاهر العقد‬ ‫العطاء قد هجرتنا‪ ،‬في وقت كنا نتردد عليها بلهف وشوق‪ ،‬مستمتعين بدروسها ومستمدين‬ ‫فرصة عمل وباطنه تغرير‪ .‬ورغم تدخل أحد كبار رجال األعمال على أعلى مستوى بالوزارة‬ ‫منها القيم والمبادئ السامية في الحياة‪.‬‬ ‫الوصية إلصدار تلك الجوازات ضدا على إرادة السيد العامل‪ ،‬إال أنه رفض رفضا قاطعا أن يرضخ‬ ‫يحضرني في هذه اآلونة حدث معبر مرت أطواره خالل الفترة التي قضاها سفيرا‬ ‫لكل المساومات‪ ،‬مجيبا أن الجوازات تصدر بإمضاء عامل اإلقليم وهذا العامل لن يوقعها‪.‬‬ ‫للمملكة المغربية لدى البرازيل‪ ،‬حيث اشترت والدتي‪ ،‬حفظها اهلل وأطال عمرها‪،‬‬ ‫و من األمور التي تذهب في نفس السياق‪ ،‬وتشهد للرجل بدماثة خلقه‬ ‫قطعة صغيرة من الرخام ‪ ،‬ملونة وشفافة‪ ،‬تزخر بها البرازيل‪ ،‬لتزيين ركن في غرفة‬ ‫وعدالته‪ ،‬حدث أن جاءه مسؤول سامي من وزارة المالية‪ ،‬في مهمة إللغاء بيع تذاكر‬ ‫االستقبال واالحتفاظ به كتذكار عن هذا البلد‪ .‬وقد ارتأت أن تخط على القطعة‬ ‫آيات من القرآن الكريم من اختيار رفيق دربها‪ ،‬فاختار رحمة اهلل عليه‪ ،‬اآليات الثالث‬ ‫اليانصيب من طرف مكفوفي البصر وتمريرها لفائدة مؤسسة وطنية ‪ .‬فقد رفض‬ ‫التالية‪ ،‬وأصر أن يكون ذلك بخط يده‪ ،‬على أن يتولى مختص نسخها بماء ذهبي‪.‬‬ ‫مرة أخرى وانتصر لفئة المكفوفين مشددا على شرح حيثيات وظروف تأسيس هذا‬ ‫ت َو�إِ َل ْي ِه �أُن ُ‬ ‫ك ْل ُ‬ ‫البيع‪ ،‬الفتا االنتباه أن ذلك يعد بمثابة المورد الوحيد لهؤالء‪ ،‬فكان مقنعا في‬ ‫ِالل َع َل ْي ِه َت َو ّ َ‬ ‫} َو َما ت َْوفِيقِي �إِ اّ َل ب هّ َ ِ‬ ‫ِيب{‪،‬‬ ‫} ِ�إن ي ْع َلم هّ َ ُ‬ ‫مسعاه‪ ،‬وطلب منه أال تكتب في صحيفتهم قطع الرزق‪ ،‬فما كان على المسؤول‬ ‫الل يِف ُق ُلوب ُ‬ ‫يا ُي�ؤْت ُ‬ ‫يا {‪،‬‬ ‫ِك ْم َخ رْ ً‬ ‫ِك ْم َخ رْ ً‬ ‫َ ِ‬ ‫المرحوم األستاذ عبد اللطيف الخطيب‬ ‫المعني‪ ،‬لما رأى من صدق كالم الرجل وصفاء نيته‪ ،‬إال أن وجد مخرجا قانونيا‬ ‫}‏‏‏ومن يتَّق هَّ َ‬ ‫ث اَل َي ْح َت�سِ ُ‬ ‫ِن َح ْي ُ‬ ‫الل َي ْج َعل َّلهُ خَ ْ‬ ‫ب{‪.‬‬ ‫م َر ًجا َو َي ْرزُ ْقهُ م‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫متجنبا ما جاء من أجله‪.‬‬ ‫و لعل هذه اآليات‪ ،‬باإلضافة إلى ما تثيره في قلبه من سكينة‪ ،‬تلخص رؤيته‬ ‫بعد انتهاء مهامه بتطوان‪ ،‬عينه الملك الحسن الثاني‪ ،‬رحمه اهلل‪ ،‬سفيرا‬ ‫وما سار عليه طيلة حياته‪ .‬فما طلب يوما‪ ،‬رحمه اهلل‪ ،‬جاها وال تطلع إلى سلطة وال تسابق إلى مسؤولية ‪،‬و إنما كل ما‬ ‫حققه ووصل إليه ‪،‬كان قدرا وتوفيقا من اهلل عز وجل‪ ،‬الذي أنعم عليه بقوة اإلرادة‪ ،‬وبالتفاني في العمل الجاد‪ ،‬وببذل بمدريد‪ ،‬فكان رجل االستثناءات بامتياز حيث استقبله‪ ،‬على غير العادة رئيس الدولة‪ ،‬غداة وصوله‪ ،‬في الرابع من أبريل‬ ‫الكثير من التضحيات‪ ،‬مقرونة باستقامة وإخالص قل نظيرهما‪ ،‬وحب جارف لوطنه وتعصب للغته‪ ،‬جُ ِبل عليهما منذ سنة ‪ .1973‬وللتاريخ‪ ،‬يعين الرجل ممثال لوطنه ببلد تطلع يوما وهو شاب يافع أن يتم به دراسته‪ ،‬لكن‪ ،‬وهنا سخرية‬ ‫القدر‪ ،‬منع من ذلك بدعوى الخوض في أنشطة سياسية تنادي باالستقالل‪ ،‬األمر الذي لم يمنعه أن يكون من كبار‬ ‫نشأته‪.‬‬ ‫مستحضرا ذكراه‪ ،‬رجعت هذه األيام‪ ،‬إلى بعض كتاباته‪ ،‬واستوقفني مقال كتبه وهو في سن السابع والعشرين المختصين في اللغة اإلسبانية وفي العالقات المغربية اإلسبانية‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة أن حياته المهنية ارتبطت بالقضايا المتعلقة بالجارة اإلسبانية‪ ،‬حيث تتذكر والدتي أيضاً أنه أثناء‬ ‫تحت عنوان «لو لم أكن مغربيا»‪ ،‬حينئذ كانت كل المنطقة ال تزال ترزأ تحت االستعمار والسلطان محمد الخامس‪ ،‬طيب‬ ‫اهلل ثراه‪ ،‬في المنفى‪ .‬في هذا المقال الذي نشر بجريدة األمة سنة ‪ 1954‬يجري كاتبُه حوارا افتراضيا‪ ،‬مستلهما مما استرجاع طرفاية‪ ،‬سنة ‪ ،1958‬حجز أسيرا لمدة عشرين يوما‪ ،‬وهو حينذاك مبعوث رسمي لوزارة الخارجية‪ .‬واكتملت‬ ‫قد يدور في خلد السلطان وهو في منفاه بعيدا آالف الكيلومترات عن الوطن‪ ،‬في جزيرة معزولة ‪،‬بين النفس األمارة‪ ،‬الدائرة وأكمل مهمته سفيرا بمدريد بكل وعي وتفان‪ ،‬خبر أثناءها نوايا إسبانيا وما هي بصدد القيام به ضد وحدتنا‬ ‫التي قد توسوس باالستسالم والخضوع إلى الواقعية‪ ،‬وبين النفس اللوامة التي تحث على التضحية والكفاح‪ ،‬محاوال‪ ،‬الترابية‪ ،‬فكان لكل ذلك بالمرصاد بتوفيق من اهلل‪ ،‬ودوره في هذا الصدد مشهود له به من البعيد قبل القريب‪.‬‬ ‫من خالل تساؤالت ذات عمق فلسفي ووجودي‪ ،‬أن يخلص فيه إلى األمل الذي يمنيه الشعب في تحرره‪ ،‬محيال على‬ ‫كما أتذكر حدثا طريفا معبرا عن صدق وإخالص وطنيته‪ .‬بعد قرابة نصف قرن لم تطأ قدماه المدينة السليبة‬ ‫وجوب التضحية من أجل الوطن وحريته‪ ،‬ومعانقة االستقالل‪ .‬ويشاء القدر لكاتب المقال‪ ،‬الذي لم يكن يتصور أن ذلك سبتة ‪ ،‬قرر أواخر التسعينيات أن يزورها ويقف على المعالم اإلسالمية المغربية فيها‪ ،‬فدخلها من الجزيرة الخضراء‪ ،‬ثم‬ ‫التخاطر الذي كان حبرا على ورق‪ ،‬وفي أقل من خمس سنوات ‪ ،‬سيقوده إلى ديوان الملك الراحل محمد الخامس‪،‬‬ ‫بعد انتهاء زيارته عاد إلى المدينة المذكورة ليرجع إلى الوطن على متن باخرة من الجزيرة الخضراء إلى طنجة ومنها‬ ‫والمغرب ينعم باستقالله‪.‬‬ ‫إلى تطوان‪ ،‬ورغم أنه التقى صدفة بأحد األقارب‪ ،‬الذي عرض عليه أن يقوده بسيارته مباشرة إلى تطوان‪ ،‬فضميره‬ ‫على‬ ‫جاء‬ ‫الخارجية‪،‬‬ ‫بوزارة‬ ‫تجربته‬ ‫بعد‬ ‫الملكي‪،‬‬ ‫بالديوان‬ ‫المرحوم‬ ‫التحاق‬ ‫فألن‬ ‫الرحمان‪،‬‬ ‫مشيئة‬ ‫وعندما قلت إنها‬ ‫لم يسمح له أن يعبر خطا فاصال بين الوطن وجزء من الوطن السليب‪ ،‬فما أروعه من درس لرجل رضع الوطنية جرعة‬ ‫المولوي‬ ‫األمر‬ ‫إصدار‬ ‫إثرها‬ ‫على‬ ‫تم‬ ‫عالية‪،‬‬ ‫بكفاءة‬ ‫الملك‬ ‫أمام‬ ‫ترجمها‬ ‫فرنكو‪،‬‬ ‫الجنرال‬ ‫من‬ ‫القصر‬ ‫بها‬ ‫خلفية رسالة توصل‬ ‫واحدة دون تفصيل وال مساومة‪.‬‬ ‫ليلتحق فورا بالديوان‪ ،‬بل وزاده القدر شرفا فيما بعد أن يكون‪ ،‬بمشيئة اهلل‪ ،‬أحد اثنين قبَّال جثمان محمد الخامس‬ ‫يصعب علي والحالة هاته أن اختزل الرجل في كلمات‪ ،‬كما ال يمكن احتواء فكره وعمله في موقف أو موقفين‪،‬‬ ‫قبل أن يوارى الثرى‪.‬‬ ‫و قد استمر عضواً بالديوان الملكي‪ ،‬وحظي بتقدير وثقة الملك الراحل الحسن الثاني‪ ،‬رحمه اهلل‪ ،‬إلى أن عينه فمناقبه أوسع من أن تحتويها مجلدات‪ .‬والمسؤولية تقع على عاتقنا اليوم من رجال هذه المدينة‪ ،‬وهم كثيرون‪ ،‬من‬ ‫مسيريها وعلمائها‪ ،‬وأدبائها وأساتذتها وباحثيها‪ ،‬وصناعها وحرفييها‪ ،...‬من أجل رد االعتبار السم الراحل واالعتراف‬ ‫رئيسا لديوانه خالل ست سنوات‪ ،‬حيث تفرد بأن يكون أول وآخر من تقلد المهمة‪.‬‬ ‫بأفضاله‪ .‬وأرى أن ذاكرة رجل من أهلهم آثر مصالح وهموم مواطنيه على مصلحة شخصية ضيقة‪ ،‬حيث عاش أبي‬ ‫و لكن الفترة التي عاشت في ذاكرة كل من عرفه أو سمع به هي مدة السنتين والنصف التي قضاها كعامل على النفس متنزها عن أطماع فانية‪ ،‬فلم يطل جاها وال ثروة‪ ،‬همه دوما كان إرضاء خالقه ولم يترك وراءه سوى األثر الطيب‬ ‫إقليم تطوان حين كان هذا اإلقليم يمتد على مساحة ‪ 10.000‬كيلومترا مربعا‪ ،‬وهي مساحة بلد كلبنان‪ ،‬ويضم مدن‬ ‫والقدوة الحسنة‪ ،‬وهذا أرفع إرث ورثته عنه أسرته الصغيرة‪.‬‬ ‫شفشاون والعرائش‪ ،‬ووزان‪ ،‬وأصيلة والقصر الكبير ‪...‬‬ ‫لقد كتب اهلل له‪ ،‬وهو العابد الزاهد في الدنيا أن تكون أواخر أيامه‪ ،‬وهو على فراش الموت‪ ،‬تالوة القرآن ‪ ،‬ليل‬ ‫ما زال عالقا بذهني‪ ،‬حديث كان لي معه‪ ،‬حيث أخبرني أنه بعد تقلده هذا المنصب الرفيع‪ ،‬بمسؤولياته العظيمة‪،‬‬ ‫قام رفقة صديق له بزيارة إلى مقبرة تطوان وترحم خاللها على كل الموتى‪ ،‬وأخذ عهدًا على نفسه مقسما ‪ ،‬من هذا نهار‪ ،‬خالل أربعين يوما‪ ،‬رافضا أحيانا شرب الماء رغم الوهن‪ ،‬ربما حتى ال يلهيه عن ذكر اهلل‪ ،‬فصدق فيه قوله تعالى‬ ‫�ص َد ُقوا ما َعاهَ ُدوا هَّ َ‬ ‫ِني ِر َج ٌ‬ ‫ِن مْ ُ‬ ‫ن َق َ‬ ‫�ضى ن َْح َبهُ‬ ‫ال�ؤْ ِمن َ‬ ‫ال َ‬ ‫باسم اهلل الرحمان الرحيم }م َ‬ ‫الل َع َل ْي ِه َف ِم ْن ُه ْم َم ْ‬ ‫َ‬ ‫المكان المفعم بالدالالت‪ ،‬أن يضطلع بمهامه خدمة ألهلها‪.‬‬ ‫ن َي ْنت َِظ ُر َو َما َب َّد ُلوا ت َْبدِ اً‬ ‫يل{‪ .‬فبقي‪ ،‬بفضل اهلل‪ ،‬على العهد ولم يزغ عن طريقه المستقيم‪ ،‬ولقي ربه‬ ‫َو ِم ْن ُه ْم َم ْ‬ ‫فصدق اهلل في ذلك وو ّفقه سبحانه في مسعاه‪ ،‬وحقق رؤية المرحوم الحسن الثاني ‪ ،‬الذي خاطبه عند تعيينه‬ ‫قائال‪« ،‬أعرف تطوان ولي اليقين أنك ستأخذ العصا من الوسط»‪ .‬واليوم يذكر بين أهله وذويه بالرحمات على وهو يكرر دعاء‪ ،‬تراه إلهاما من الخالق سبحانه‪ ’‘ ،‬اللهم أمتني على دينك الحنيف‪ ،‬وكتابك الحكيم وسنّة نبيك الكريم‪،‬‬ ‫استقامته‪ ،‬وعدالته وتواضعه واحترامه للناس على اختالف مستوياتهم دون تمييز بين الفقير والغني منهم‪ .‬تشهد المبعوث رحمة للناس أجمعين‪ ،‬اللهم خذني إليك برحمتك ومغفرتك وحلمك واحشرني في ظل ظليل ألنظر إلى عظيم‬ ‫له بذلك مواقفه وقراراته وأعماله الدؤوبة خدمة لمدينته‪ ،‬وهي أكثر من أن تحصى ولكن هناك أموراً استقرّت في جاللك»‪.‬‬ ‫ذاكرتي منها ما يلي‪:‬‬ ‫فرحمك اهلل يا أبي‪ ،‬يا عبد اللطيف بن عالل الخطيب‪ ،‬يوم ولدتَ وأخذ بيدك على أقرب وأسرع طريق إليه‪ ،‬صراطه‬ ‫األمر األول‪ ،‬توفي الرجل بعد سن التسعين وهو إلى آخر أيام حياته ينعم بصحة جيدة‪ ،‬كان سر ذلك في نمط المستقيم‪ ،‬ورحمك يوم موتك‪ ،‬فمنّ عليك الحنان بالتوجّه إليه وذكره‪ ،‬ويرحمك يوم تبعث حيا فيسكنك في الجنان‬ ‫حياته المنتظم‪ ،‬رغم أن تقلده المسؤوليات نال منه أحيانا‪ ،‬ففي سن الخامسة واألربعين وفي قمة قوته وعطائه‪ ،‬كاد أن الخضر التي بُشِّرت بها في رُؤْياك قبل أن يقبضك إليه‪ ،‬وأبقانا اهلل على العهد إلى أن يجمعنا بك ويلحقنا بالنبيين‬ ‫والصديقين والشهداء‪ ،‬اللهم آمين‪.‬‬ ‫يغمى عليه مرتين من اإلرهاق‪ ،‬لكن لم يتوان أبدا في خدمة سكان مدينة أجداده ومسقط رأسه‪.‬‬

‫«كل نف�س ذائقة املوت»‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫عن عمر يناهز ‪ 70‬سنة‪ ،‬لبى نداء‬ ‫ربــه‪ ،‬يوم ‪ 19‬رجــــب ‪ 1438‬هجريــة‪،‬‬ ‫الموافــق لـ ‪ 17‬أبريل ‪ ،2017‬المشمول‬ ‫برحمة اهلل‪ ،‬الفقيد‬

‫محمد �أوريح‬

‫وقد أقيم للفقيد محفـــل جنائزي‬ ‫مهيب‪ ،‬حضره األهل واألحباب واألصدقاء والجيران‪ ،‬الذين‬ ‫رفقوا جثمانه الطاهـر إلى مثـــواه األخيـــر‪ ،‬حيث دفــن‬ ‫بمقبرة المجاهدين‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة‪ ،‬نتقدم بالتعازي الحارة إلى‬ ‫أرملته سعاد بن الهاشمي‪ ،‬وأبنائهما محمد علي‪ ،‬سناء‪،‬‬ ‫كريم‪ ،‬رضا وحنان‪ ،‬وإلى عائلة أوالريح وبن الهاشمي‪،‬‬ ‫سائلين اهلل تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته‪ ،‬وأن‬ ‫يسكنه فسيح جناته‪ ،‬وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫فطومة الع�سري يف ذمة اهلل‬ ‫ببالغ الحزن وعميق األسى تلقينا‬ ‫في جمعية البحث التاريخي واالجتماعي‬ ‫بالقصر الكبير نبأ وفاة الشريفة السيدة‬ ‫الفاضلة الحاجة فطوم العسري يوم‬ ‫السبت ‪ 15‬من أبريل ‪2017‬م‪.‬‬ ‫كانت الشريفة رحمها اهلل تعالى‬ ‫قدوة للخلق الحسن‪ ،‬ومن الحافظــات‬ ‫للذاكرة الشعبية لمدينة القصر الكبير‬ ‫من حيث عاداتها وتقاليدهــا‪ ،‬وقــد‬ ‫اعتمد عليها الحاج محمد أخريف في استحضار بعض أزجال‬ ‫القصريين وإيرادها في أحد أجزاء كتابه «القصر الكبير‪ :‬وثائق‬ ‫لم تنشر»‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبــة األليمـــة نتقــدم بأحر التعــازي‬ ‫وصادق المواساة إلى أبنائها البررة السادة‪ :‬منير‪ ،‬وشفيق‪،‬‬ ‫وهاجر‪ ،‬وكوثر‪ ،‬وإخوانها‪ :‬محمد العربي‪ ،‬وزينب‪ ،‬وراضية‪،‬‬ ‫وجميع أحفادها‪ .‬وكذا إلى كافة أفراد عائالت العسري‪ ،‬والخباز‪،‬‬ ‫والحمدوني‪ ،‬والوهابي‪ ،‬ولحلو‪ ،‬والسالوي‪ ،‬وأخريف‪ ،‬سائلين‬ ‫اهلل سبحانه أن يرزقهم جميل الصبر والسلوان‪ ،‬وأن يُسكن‬ ‫الفقيدة واسع الجنان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫«وما عند اهلل خري و�أبقى»‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫لبى نداء ربه المشمول بعفو اهلل المرحوم‬

‫العربي عدول‬

‫قيدوم المهنيين ورئيس جمعية البحارة‬ ‫الصيادين بميناء طنجة‬ ‫وذلك يوم األربعاء ‪ 19‬أبريل ‪ ،2017‬وشيع‬ ‫جثمانــه الطاهــر في موكــب جنائــزي مهيـــب‪ ،‬حضره األهـل واألحبــاب‬ ‫والمعارف‪ ،‬والعديد من أرباب مراكــب الصيد والمهنييـن‪ ،‬ودفن بمقبرة‬ ‫المجاهدين‪ ،‬بعد صالة الظهر‪ ،‬بمسجد محمد الخامس بطنجة‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬نتقدم بأحر التعازي‪ ،‬إلى أبنائه‪ ،‬ياسين وعبد‬ ‫الغني ورشيدة وكريمة ومليكة وحميدة وفاطمة وإيمان ونجالء‪ ،‬وإلى جميع‬ ‫أفراد عائالته وأصهاره‪ ،‬راجين له منه تعالى الصبر والسلوان‪ ،‬وللفقيد عظيم‬ ‫األجر والغفران‪ ،‬تغمده اهلل بواسع رحمته‪ ،‬وأسكنه فسيح جناته مع النبيئين‬ ‫والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬أبريل �إلى ‪ 01‬ماي ‪2017‬‬

‫العدد ‪886‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪� 25‬أبريـل ‪2017‬‬

‫مركز طبي خيــري فرنسي للعناية‬ ‫بكبار السن بالمغرب‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫الفرج جاء هذه المرة من فرنسا‪ ،‬أو من شعار التضامن‬ ‫الذي يشكل عمادا من أعمدة الحضارة الفرنسية «الالئيكية»‪.‬‬

‫لو كان الفقر رج ًال‪...‬‬

‫جمعية فرنسية للتعاون واألعمال الخيرية أنشأت‬ ‫بعاصمة المملكة الشريفة مركزا عالجيا لفائدة المتقاعدين‬ ‫وكبار السن ممن يعانون من أمراض الشيخوخة وفق القول‬ ‫المحبب كثيرا إلى الفرنسيين ‪! Vieillir en beauté :‬‬

‫الفقر رأس الباليا التي مني بها مجتمعنا الذي كان يمني النفس بوضع‬ ‫أحسن‪ ،‬بما تختزن أرض المغرب من ثروات لو حسن استغاللها وتوزيعها‬ ‫بعدل ومساواة وبقسطاس مستقيم‪ .! ‬ولعل العديد من المآسي االجتماعية‬ ‫التي تعيشها شرائح واسعة من المجتمع المغربي مردها الفقر والقهر‬ ‫والحاجة وشح الرزق ‪ ،‬ما يفتح الباب على مصراعيه في وجه من سدت في‬ ‫وجوههم أبواب الرزق‪ ،‬للحصول على ما يسدون به الرمق‪ ،‬بكل الوسائل ‪.‬‬ ‫ليس فيما أتيت به من جديد‪ .‬فالحال يغني عن السؤال‪ ،‬وما تطلع به‬ ‫علينا صحف الصباح والمساء من أخبار الجرائم الفظيعة‪ ،‬التي ترتكب في‬ ‫واضحة النهار‪ ،‬في الحواضر والبوادي‪ ،‬يسقط بسببها آالف الضحايا أألبرياء‪،‬‬ ‫لخير دليل على أننا لم ندرك بعد مكامن الخلل‪ ،‬وال نتوفر على تصور واضح‬ ‫لسياسة اجتماعية كفيلة بتوفير شروط الحق في الحياة الكريمة للجميع‪.‬‬ ‫حالتان مثيرتان تم تداولهما هذا األسبوع‪ ،‬في وسائل اإلعالم الوطنية‪،‬‬ ‫دفعتاني إلى الحديث عن الفقر‪ :‬مافيات تستغل قاصرات من أسر فقيرة‬ ‫في تهريب المخدرات بجهة من جهات المغرب‪ ،‬و إعالن صادر عن المركز‬ ‫المغربي لحقوق اإلنسان بمناسبة اليوم العالمي ألطفال الشوارع ( ‪ 12‬أبريل‬ ‫من كل سنة)‪ ،‬مفاده أن ‪ 100‬طفل يولدون يوميا ‪ ،‬خارج التوثيق «العدولي»‪،‬‬ ‫بالمغرب‪.‬‬ ‫أباطرة تهريب المخدرات يتعمدون استقطاب قاصرات من عائالت معوزة‪،‬‬ ‫يتم إغراؤهن ببعض الدريهمات‪ ،‬للقيام بنقل حقائب مألى بالمخدرات ‪،‬‬ ‫غالبا الكيف والطابا‪ ،‬إلى مدن كبرى ومنها الرباط والدار البيضاء‪ ،‬لتسليمها‬ ‫لجماعة المروجين‪ .‬لجوء أباطرة الكيف والشيرا إلى فتيات قاصرات فقيرات‬ ‫الستعمالهن في تجارة المخدرات جاء بعد أن جرى التضييق على المهربين‬ ‫الذين كانوا يستعملون الطرق ‪ ،‬لتلك الغاية‪.‬‬ ‫أما األطفال «الغير الشرعيين» بلغة القانون ‪ ،‬فإنهم يشكلون قنبلة‬ ‫موقوتة مدمرة‪ ،‬تحمل الكثير من التهديد بالنسبة لحاضر ومستقبل المجتمع‪،‬‬ ‫باعتبار ظروف نشأتهم وعقد الحرمان األسري التي تتربى بدواخلهم‪ ،‬وحنقهم‬ ‫على حرمانهم من أبسط شروط الحياة التي يتمتع بها «األطفال الشرعيون»‪،‬‬ ‫بلغة القانون أيضا‪ ،‬والحال أنهم يمرون بنفس مراحل التخليق التي يمر بها‬ ‫«الشرعيون» الذين وضع «العدالن األملحان» ‘فساستهما» على «كاغض»‬ ‫صداق والديهم‪ ،‬وزكاه فضيلة قاضي التوثيق خار اهلل له‪.‬‬ ‫الطفل «الشرعي» أو الطفل الذي ولد خارج «إطار الشرعية»‪ ،‬كالهما يمر‬ ‫بنفس مراحل التخليق‪ ،‬من النطفة التي جعلها اهلل سبحانه وتعالى في «قرار‬ ‫مكين»‪ ،‬ثم العلقة ثم المضغة ‪ ،‬ثم العظام ثم اللحم «ثم أنشأناه خلقا آخر‪،‬‬ ‫فتبارك اهلل أحسن الخالقين»‪( .‬سورة المؤمنون)‪.‬‬ ‫ولو أن إحصائيات المركز المغربي لحقوق االنسان ال تعكس الوضع‬ ‫الحقيقي لألطفال «الطلقاء»‪ ،‬أو أطفال الشوارع‪ ،‬إال أنها تعبر عن خطورة هذا‬ ‫الوضع ‪ ،‬حيث إن ثالثة من كل عشرة أطفــال «أسوياء» يعني بدون مشاكل‬ ‫مع «المدونة»‪ ،‬يلجؤون إلى الشوارع‪ ،‬يتخذونها مسكنا ومكسبا ومرتاعا‬ ‫ويتعلمون في «كنفها» فنون التعاطي مع كل الموبقات من إدمان على‬ ‫الخمر والمخدرات‪ ،‬بعيدا عن أي شكل من أشكال التربية والرعاية االجتماعية‬ ‫والصحية التي لهم الحق‪ ،‬كامل الحق‪ ،‬في اإلستفادة منها ‪ ،‬كغيرهم من‬ ‫أطفال «المدونة»‪.‬‬ ‫ثم إنهم يعيشون‪ ،‬باآلالف‪ ،‬في الفضاء الغير محروس‪ ،‬بدون هوية‬ ‫وبدون نسب ‪ ،‬وبدون «ح��دود» أخالقية أو مجتمعية‪ ،‬كثيرا ما تدفعهم‬ ‫انفعاالتهم النفسية إلى ارتكاب جرائم فظيعة في حق غيرهم‪ ،‬بدافع «االنتقام‬ ‫من المجتمع‪ ،‬تارة‪ ،‬وبدافع «التسلية» تارات أخرى‪ .‬ال يملكون القدرة على‬ ‫تقييم خطورة ما يرتكبون من أعمال وما يقترفون من جرائم‪ ،‬هائمون على‬ ‫وجه األرض‪ ،‬يحملون دوما في دواخلهم مخزون الحقد والكراهية والدمنة‬ ‫والمقت والضغينة التي تالزمهم‪ ،‬بوعي أو بدونه‪ ،‬والحال أنهم ال يتحملون‬ ‫بالكامل‪ ،‬أوزار سلوكهم‪.‬‬ ‫ما ذا فعل المجتمع المغربي والدولة المغربية من أجل محاصرة ظاهرة‬ ‫أطفال الشوارع‪ ،‬ومن أجل القضاء كليا على هذه الظاهرة التي هي نتاج‬ ‫طبيعي وحتمي لسياسة «ديخالو» التي مارستها حكومات المغرب المتعاقبة‬ ‫في مجال التنمية المجتمعية‪ ،‬األمر الذي ساعد على خلق مجتمع مغربي‬ ‫بسرعتين‪ ،‬مجتمع الغنى العميم الفاحش ومجتمع الفقر الفادح الفاضح‪،‬‬ ‫وبينهما برزخ ال يبغيان»‬ ‫ثم نتحدث عن مجتمع القيم والمبادئ والتقاليد المحافظة‪ ،‬ونواجه كل‬ ‫سعي للتحديث والتطوير بحجج الخروج عن شرع اهلل‪ .‬وترانا نثور حين يستفزنا‬ ‫متسولون يلحون علينا في طلب الصدقة‪ ،‬بل و يهددوننا إن لم نفعل‪ .‬ونثور‬ ‫حين نعلم أن «رجال الحال» طوقوا شقة بها «مومسات» يمارسن «الرذيلة»‪،‬‬ ‫نطالب بالتشدد في معاقبتهن‪ ،‬باسم الدين‪ ،‬وباسم األخالق‪ ،‬وباسم القيم‪،‬‬ ‫وباسم القانون‪ ،‬وال نسأل أبدا عن أحوالهن‪ ،‬وعن قصصهن مع المجتمع‪،‬‬ ‫ومع الفقر‪ ،‬ومع الحياة‪.‬‬ ‫منتهىالنفاق‪!!! ‬‬

‫وسيستقبل المركز جميع األشخاص من الفئة العمرية‬ ‫المقصودة‪ ،‬من مختلف الجنسيات والحاالت الصحية ‪ ،‬خاصة‬ ‫الذين يعانون من خلل في الجهاز العصبي‪ ،‬حيث يحصلون‬ ‫على متابعة صحية مالئمة‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫‪ooooo‬‬

‫واليني فرج !‬ ‫ونحن من كنا نعتقد أننا خرجنا من طوق مساعدات‬ ‫« الصدقة والخير والبر واإلحسان والشفقة الدولية» التي‬ ‫«توزعها « جمعيات المجتمع المدني في الدول االستعمارية‬ ‫سابقا لفائدة رعايا «اإلياالت» المستعمرة أو المحمية‪،‬‬ ‫نصف قرن بعد استقالل هذه اإلياالت؟‬

‫‪ooooo‬‬

‫شوية لربي وشوية لـ‪ُ ».....‬قبّي»‬ ‫«القب» هنا ليس بمعنى «السطــل» الذي «يبهــر»‬ ‫بطنينه «على خواه وعمى عينه»‪ ،‬ولكنه بمعنى غطاء الرأس‬ ‫المتصل بالجالبة التي أصبحت « دخيرة» ال «يتبرك» بها إال‬ ‫خالل تراويح رمضان أو عند صالة العيدين !‬ ‫«المسألة» هنا تتعلق بخبر مثير تناقلته بعض المنابر‬ ‫اإلعالمية مفاده أن مجلس مراكش البيجيدي ـ يعني‬ ‫«اإلسالمي» ‪ ،‬البنكيراني العثماني ‪ ،‬يكون قد رخص لصاحب‬ ‫«خمارة» ــ أعزكم اهلل ــ باحتالل فضاء مهم ‪ ،‬اعتبارا لموقعه‬ ‫بساحة جامع الفنا‪ ،‬من الملك العمومي !‬ ‫جريدة «األخبار» العتيدة وقفت على عمليات اإلنجاز‬ ‫لتوسيع المقهى والمخمرة بممر «البرانس»‪.‬‬ ‫المسألة أصبحت مادة «خصبة» لتالقح النكث المراكشية‬ ‫النبيهة حول السينما والمقهى والخمارة والباب‪ ،‬والمحالت‬ ‫التجارية ومطاعم الطابق العلوي و‪.....‬‬ ‫كان على تجار ممر موالي رشيد أن يعلموا ـ وهم الخبراء‬ ‫في علوم «القبض» والدفع‪ ،‬أن المال ال دين له وال ملة وال‬ ‫طعم وال لون ‪...‬وال والء !‬ ‫‪ ! Business is business‬واللي ما عنده سيده عنده‬ ‫لاله !!!‪.....‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫حسنا فعل !‬ ‫عبد اإللـه بنكيـران استقـال من البرلمـان‪ .‬قرار سخـر‬ ‫منه البعض واستغرب منه البعـض اآلخر‪ ،‬ولم يثر فضول‬ ‫العديدين ممن لم يقفوا عند «ويل للمصلين» !‪..‬‬ ‫وبالنسبة لجانب من المتتبعين‪ ،‬فإن الرجل كان منطقيا‬ ‫مع نفسه ومع مواقفه ومع القرارات التي اتخذها بموافقة‪،‬‬ ‫بل وبضغط واضح وعلني من الحزب الذي يرأسه ! وهو‬ ‫نفس الحزب الذي «خذلــه» فيما بعــد‪ ،‬وطعن في مواقفـه‪،‬‬ ‫وهرول نحو الحكومة‪« ،‬بمن حضر أو أحضر له» ‪ ،‬سويعات‬ ‫قبل البندقة ‪ ،‬في عملية ربما أريد بها «استعباط» عباد اهلل‬ ‫ممن صنعوا تاريخ هذا البلد قبل أن توجد أحزاب المرجعية‬ ‫التاريخية‪ ،‬وأحزاب اإلدارة‪ ،‬واإلجارة‪ ،‬واإلعارة‪ ،‬وأحزاب العناد‬ ‫والمنازعة والمكابرة !‪ ..‬وما تنسل منها ويتنسل في سباق‬ ‫محموم نحو الثروة والجاه والنفوذ‪.‬‬ ‫لعل بنكيران يكون قد استرجع شريط واليته األولى‬ ‫وما صاحبها من أحداث وتطاحنات ومواجهات‪ ،‬ولعله قد قام‬ ‫بنقد ذاتي ألدائه بسلبياته وإيجابياته‪ ،‬ولعله وضع نفسه‬ ‫وشخصه في الصورة الواقعية للحزب الذي ربما يكون قد‬ ‫خرج عن السيطرة وعن «التغطية»‪ ،‬وربما عن الترويض‬ ‫أيضا‪...‬وقرر أن ال يشارك في اللعبة‪ ،‬وأن يتخلى عن الجمل‬ ‫وما حمل‪ ،‬ويضرب صفحا عن الباقي والباقي يصعب التكهن‬ ‫به في خضم األحداث التي يشهدها المغرب‪ ،‬والجوار‪،‬‬ ‫والوضع اإلقليمي و‪...‬العالمي !!!‪.....‬‬

‫لعب عيال !‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫تصريحات العثماني الواردة في بعض الصحف الوطنية‪،‬‬ ‫خاصة «المساء» تثير نوعا من اإلشفاق‪.‬‬ ‫العثماني التقى ببرلمانيي حزبه ليطمئنهم إلى أنه لم‬ ‫يتخذ أي قرار انفرادي وأن دخول االتحاد االشتراكي للحكومة‬ ‫وهو «حزب صغير»‪ ،‬كان «ضروريا» لتفـــادي عوامل تعثر‬ ‫تشكيل الحكومة‪.‬‬ ‫في رسالته للنواب البيجيديين‪ ،‬أكد العثماني أن حزبه‬ ‫راعى وفاء حليفه «التقدم واالشتراكية «وتخلى له عن‬ ‫حقائب تخصه‪ ،‬من باب االعتراف بمواقفه الشجاعة‪ ،‬بجانب‬ ‫العدالة والتنمية‪.‬‬ ‫المثير للشفقة‪ ،‬أن العثماني‪ ،‬حاول تبديد مخاوف بعض‬ ‫«إخوانه»‪ ،‬من أن يقع «االستقواء عليه» من طرف جهة من‬ ‫الجهات‪ ،‬و «السطو» على بعض «سلطاته»‪ ،‬حيث صرح بأن‬ ‫ال خوف على رئاسة الحكومة وعليه‪« ،‬ما دام مصطفى الرميد‬ ‫بجانبي» وعلى التو ارتسمت في مخيلتي قامة المالكم‬ ‫الطنجاوي الراحل الملقب بـ «عنفولو» ويكفي أن تالحظوا‬ ‫أن كلمة «عنف» تشكل الحروف الثالثة األولى من اسمه !‬

‫‪ooooo‬‬

‫سكانير‪ ،‬سكانيران‪ .....‬والهم واحد‬ ‫وأخيرا اهتدت المصالح الجمركيـــة بمينـــاء طنجــة‬ ‫المتوسط و «راجعت لوحها» بعد سلسلة الفضائح الوطنية‬ ‫والدولية المرتبطة بالتهريب الدولي للمخدرات‪ ،‬حبث إنها‪،‬‬ ‫كما يبدون وقفت على مكامن الخلل في طريقة مراقبة‬ ‫الشاحنات‪ ،‬تلك الطريق التي كان المهربون يستغلون‬ ‫ثغراتها كما يستغلون أعطاب السكانير‪ ،‬لتمرير «البضاعة»‬ ‫تحت أنف الجمارك واألمن وكل الفيالق األخرى المدنية‬ ‫والعسكرية المكلفة بتدبير الميناء‪.‬‬ ‫مصادر إعالمية أخبرت بأن المينــاء شغــل «سكانيرا»‬ ‫جديدا «صنع بالد الشينـوة»‪ ،‬من معجزاته أن «يلتقطها‬ ‫وهي طايرة» وأنه يتعامل بكل لغات قوس قزح‪ ،‬ويمكن من‬ ‫مراقبة شاحنتين دفعة واحدة‪ ،‬كما تم نصب كاميرات ذات‬ ‫جودة عالية جدا يمكنها أن تكشف الشاحنات المشبوهة على‬ ‫مسافة أربعين مرحلة‪.‬‬ ‫ومن شـأن هذه التجهيزات المتطورة جدا أن تضع‬ ‫حدا لنشاط المهربين الذين يغامرون بشاحنات وسائقين‬ ‫بهدف تمرير شحنات المخدرات في اتجاه الضفة األخرى‬ ‫للتوسط‪ ،‬خصوصا بعد ما تم الحديث عن وجود ثغرات في‬ ‫نظام المراقبة يستغلها أباطرة المخدرات بفعالية‪ ،‬ووجود‬ ‫تواطؤ من الداخل‪.‬‬ ‫نتمنى أن ال «يعيق» األباطرة بخيوط «المنظومة»‬ ‫السكانيرية المعقدة‪ ،‬باستخدام سكانيراتهم وروبوطاتهم‬ ‫المدربة على موانع الوانئ وأن ينتبه رجال الميناء إلى‬ ‫االحتياطات الجديــدة التي يجمـل التحضير لها من اآلن‬ ‫من أجل إبطال مخططات و»تناعويرات» األباطرة‪ ،‬وإعطاء‬ ‫الدليل‪ ،‬فعال‪ ،‬على أن «ما في راس الجمل‪ ،‬في راس الجمالة»‪.‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫حكومة ظل !‬ ‫بدعة «ديمقراطية» غريبة‪ ،‬سكسونية المنشأ‪ ،‬طلع بها‬ ‫علينا حزب «البام» الذي أعلن رئيسه إلياس العماري‪ ،‬عزمه‬ ‫على تشكيل «حكومة ظل» بالمغرب‪ ،‬موازاة مع حكومة‬ ‫«الضوء» أو العلن‪ ،‬أو الحكومة «الرسمية» التنفيذية‪.‬‬ ‫هي تجربة أولى بالمغرب وبالقارة اإلفريقية‪ ،‬كما أكد‬ ‫ذلك زعيم الحزب بعد تجربة سابقة في مصر‪ ،‬وال يزال‬ ‫«التقليد» جاريا في العديد من دول العالم حول بريطانيا‬ ‫العظمى صاحبة المبادرة‪ ،‬ومنها إيطاليا وأستراليا واليابان ‪،‬‬ ‫وعدد من بلدان االتحاد السوفياتي السابق‪.‬‬ ‫الحزب يريد ممارسة معارضة «قوية» و «ناجعة»‬ ‫عبر منتخبيه في إطار حكومة الظل التي ستتكفل بتقديم‬ ‫مقترحات سياسات بديلة إلى «زميلتها» حكومة التكليف‪،‬‬ ‫والتعيين‪ ،‬والتنصيب‪ ،‬والظهير‪ ،‬وتصويت الثقة‪ ،‬والجريدة‬ ‫الرسمية‪ ،‬كما أعلن أن برلمانييه سيخضعون لتكوين‬ ‫أكاديمي في التواصل وفي الخطاب السياسي ‪ ،‬ولربما‬ ‫أضيفت إلى التكوين مادة التحرير واإللقاء بخصوص‬ ‫نصوص استجوابات أعضاء الحكومة «الرسمية»‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬أبريل �إلى ‪ 01‬ماي ‪2017‬‬

‫العدد ‪886‬‬

‫سعدنا كثيرا ‪ ،‬األسبوع الماضي‪ ،‬باستقبال الكاتب والباحث واألديب والمؤرخ الالمع ‪ ،‬األستاذ جمال بوطيبي بمقر جريدة «الشمال» بطنجة‪،‬‬ ‫الذي ال زال يتحف قراءها الكرام بمجموعة هامة من الدراسات واألبحاث األكاديمية والميدانية حول تاريخ المغرب‪ ،‬وشمال المغرب‪ ،‬ومنطقة‬ ‫الريف الكبير‪ ،‬وهي أبحاث ودراسات غابت‪ ،‬أو ُغيبت في الكثير من األطروحات التاريخية المنشورة‪ ،‬بالدقة والعمق والوضوح التي تأتي بها دراسات‬ ‫وأبحاث األستاذ جمال بوطيبي والصديق العزيز‪ ،‬متعه اهلل بالصحة والعافية وزاده قوة وإصرارا على استخراج الكنوز التاريخية التي يزخر بها شمال‬ ‫المغرب‪ ،‬ومنطقة الريف خاصة‪.‬‬

‫انتفاضة المور سنتي ‪122-118‬م‪ ،‬ضد هادريان‬

‫بحث وحتقيق ‪:‬‬

‫عملة رومانية باغيل امدغار تعود بنا لتلك الحقبة الزمنية الغابرة‬ ‫مقدمة‪:‬‬

‫قبائل المور المنتفضة ضد هادريانوس من القديم إلى الوسيط‬ ‫[‪ ]Herpeditani‬و [‪ ]Bacouatai‬و [‪]Sokossioi‬‬

‫من أطلس و شمال المغرب وشرقه األقصى تؤرخ لنا المصادر التاريخية الرومانية ماقبل وبعد الميالد عن‬ ‫استقرار قبائل أمازيغية مورية ذات حضارة وذات مقاومة شرسة وعنيفة ضدا على استعمار روما‪.‬‬ ‫المقارنة العلمية بالمصادر التاريخية لعملة رومانية لهادريانوس وقائد جيشة سوليبكوس فيليكس‬ ‫ماركوس ترجع لسنة ‪138-117‬ميالدي وهي قطعة نقدية ذات حمولة تاريخية لقلعية لربما كان الرومان قد‬ ‫استقرو في المنطقة او مرو منها وكيف ال وبني سيدال ال يبعد عن مليلة المعروفة في زمنها إال أميال فقط‬ ‫والعملة مكتشفة باغيل امدغار بني سدال الجبل بتاريخ فبراير ‪ 2014‬كانت تردد روايات شفهية تناقلها قدماء‬ ‫الهضبة الفكالنية عن موضع كان يحترم كولي ومرابط معروف باغيل امدغار بني سيدال الجبل أن زمنه عام‬ ‫‪122‬م هكذا كان يقص المرحوم عيسى عالل البوطيبي و عن مكان لسوق الرومان( ثيغانيمين بتازوضا)تتواجد‬ ‫رسومات صخرية غير معروفة تحتاج خبراء األركلوجيا لقراءة مغازيها التاريخية وتتواجد بالضفة الجرفية المعروفة‬ ‫ب (أزرو همار) وهذه الرسوم اكتشفها احد األصدقاء الجائل في هذه المناطق علي البشيري ومن أقوى الدالئل‬ ‫المادية على وجود الرومان او التعامل معهم في الريف االقصى المعروف بقلعية التي لم تبعد عن روسادير‬ ‫القديمة مليلة السليبة وقلعة جارت تازوظا التي ذكها سالوست كتابه أن الملك األمازيغي يوغرطة يوجاريثن‬ ‫سنة ‪ 118‬قبل الميالد قد تحصن في قلعة تازوظا المعروفة بقلعة جارة وذكر ماقام به القائد الروماني ماريوس‬ ‫عن القلعة أنها كانت آخر معاقل يوغرطة ‪( .‬د‪.‬حسن فكيكي اطلس الريف الشرقي ص ‪.)16‬‬ ‫وتعرضت هذه المنطقة األثرية لنهب وتخريب أماكن على أيدي منقبي الكنوز ويالحظ الزائر لمنطقة‬ ‫تازوظا على مخلفات العصابات المتخصصة في التنقيب عن الدفائن ونكرر ندائنا للوزاة المكلفة بالحفاظ‬ ‫على األثار بفتح طريق البحث المعمق لهذه األماكن التي تختزل جوانب من التاريخ المغربي القديم والوسيط‬ ‫والمعاصر وكلنا أمل في صاحب الجاللة الذي حظيت عنايته لمناطق الريف التي فتحت بها أوراش استثمارية‬ ‫بالغة األهمية أن تحظى هذه المناطق األثرية بعناية ملكية لحفظ هذه األماكن األثرية وصياغة تاريخها والتي‬ ‫تعتبر جزءا من الذاكرة المغربية إلى جانب المدن األثرية بالمغرب وعلما أن المنطقة التاريخية لتازوظا تتضمن‬ ‫رسوم صخرية تحتاج للمتخصصين في علم األثار لقرائتها واسبيان دالالتها ربما هذه الرسوم الصخرية المتقنة‬ ‫لها عالقة بالتواجد الروماني بالريف‪ .‬ج‪.‬ب‪.‬‬

‫ومن القبائل الريفية القديمة التي ثارت في وجه هادريان وراء اغتيال القائد الموري نجد قبائل (‘’ الهربيد ‘’أهل كبدانة’’)‬ ‫والسكوسي التي انفرد بها بطليموس ذكرا بوضعها بجوار البحر اإليبيري البحر المتوسطي شرق الميطاكونيين وشمال قبيلة وروة‬ ‫أي بسفوح جبال الريف الشمالية ومجمال تشكيل جبال الريف ومقدمته موطنا لهاتين القبيلتين مما جعلهن تعيشان على هامش‬ ‫االقليم وكانت هذه الجبال التي التؤدي إلى أي مكان بالنسبــة للرومــان وراء انعزالهمــا وعدم اهتمــام الرومان بالتعامل معهما‬ ‫في غالب الظن‪.‬‬ ‫الباكوات‪ :‬بقيوة‪ :‬ابقيون‪ :‬تعتبر هذه القبيلة من بين أكثر القبائل المورية االمازيغية ورودا في النصوص والمصادر التاريخية‬ ‫والجغرافية واألثرية ابتداء من القرن الثاني الميالدي فمع مطلع هذا القرن وضع بطليموس الباكواط شمال الميكنيتيين الموجودة‬ ‫باألطلس الكبير وخالل القرن الخامس الميالدي أشار [يوليوس هونوريوس] إلى نهر ملوية باعتباره فاصال بين الباكواط غربا‬ ‫والباوار شرقا كما اكتشفت بعض النقائش اثنان منها تتطرق لحلفاء عهد [اإلمبراطور سفيروس االسكندر ‪235-222‬م]‪ .‬إضافة‬ ‫إلى نقيشة عثر عنها[ بتنيس] بالجزائر مؤرخة بين [‪122-117‬م تشير الى هجوم الباكواط على مدينة[ قرطناي] بغرب القيصرية ‪.‬‬ ‫بناء على ماتضمته هذه المصادر من معلومات أكد[ كركوبينو] ان اصل الباكواط من اقليم القيصرية وأنهم بعد فشل‬ ‫هجومهم على قرطناي وهزيمتهم على أيدي الرومان رحلوهم نحو ماوريطانيا الطنجية ووطنوهم في منطقة زرهون واألطلس‬ ‫المتوسط والهضاب المجاورة حيث كلفوا بطرد االطولول والحلول مكانهم كقبيلة عازلة على الحدود الجنوبية لإلقليم وربط‬ ‫بينهم وبين قبيلة بورغواطة العصور الوسطى التي امتد مجالها من جنوب شاال سال الى وليلي أما [راشي] فترى ان الباكواط شغلوا‬ ‫مجاال واسعا شرق شمال شرق األطلس المتوسط وانتشروا أيضا في القيصرية من ملوية إلى شلف الجزائر وبعد انهزامهم على‬ ‫الرومان رحلهم اإلمبراطور هادريانوس إلى شمال ووسط األطلس المتوسط واضعا ملوية شرقا كحدود وفي هذا االتجاه يرى ويؤكد‬ ‫[موريس اوزينا] انهم دخلوا ماوريطانيا الطنجية من اقليم القيصرية خالل اضطرابات الثائرة في عهد [تراجانوس] أو [هادريانوس]‬ ‫واستقروا بين زرهون والمغرب الشرقي ويرى دوزانج فيما يخص بوجود عالقة بين الباكواط وبقيوة في العصور الوسطى التي كانت‬ ‫تعيش بجزء من الريف ومنطقة تازة‪.‬‬ ‫فكل االحتماالت ترجع ان قبيلة الباكواط كانت حاضرة بقوة في هذه االضطرابات ووجود أفراد من هذه القبيلة ضمن القوات‬ ‫المورية التي كان يقودها القائد الموري المغتال لوسيوس كيبتوس اال ان قوات هادريانوس تمكنت من إخماد هذه االضطرابات‬ ‫وإعادة الهدوء قبل سنة ‪122‬م وكان وراء هذا تسريح والي إقليم الطنجية للجنود بين ‪121‬و‪122‬م ولعبت ديبلوماسية االمبراطور‬ ‫هادريان دورا مهما في تحقيق هذا الهدوء وراء نزوله بماوريطانيا الطنجية رفقة انطونين الورع سنة ‪128‬م قادما من طراقونا‬ ‫باسبانيا واجتماعه مع قادة قبائل المور وزعمائهم العادة األمور إلى نصابها وراء اغتيال القائد الموري كيبتوس لوسيوس‪.‬‬ ‫قائد الجيش الروماني ماركوس سولبيكوس فيليكس المنقوش على العملة المكتشفة في اغيل امدغار والذي نقوش روما‬ ‫بهزيمته امام فقدان السيطرة على ثوار المور والذي قال في نقيشته هم عصابات ولصوص وقطاع طرق وهم في الحقيقة ثوار‬ ‫اصليون اضطروا للدفاع عن حرمة اراضيهم واستدادات روما للمور في ارضهم وهم ايضا هم رفضوا احتالل روما وانهزام القائد‬ ‫فيليكس سولبيكوس لم ينجح في القضاء عسكريا على الثوار المور‪.‬‬ ‫وكما يقول ابن خلدون ومن قبائل صنهاجة بطون اخرى بجبال تازى وماوالها مثل بطوية بنوورتدي وبقيوة على تازى وبني‬ ‫ورياغل (تاريخ ابن خلدون م س‪.‬ص‪ 274 :‬وهامش ‪.)6‬‬ ‫إسم بقيوة يقابله باللسان األمازيغي ‘’ ابقيون’’ حليمة غازي‪ .‬بن ميس;م س;ص ‪ 207-199‬عام ‪ 1066‬هجري‪.‬‬ ‫ويتضمن أحد أخماس قلعية اسر بقيوية من الباكواط و بقيوة اختارت هذه األسر االستقرار محتفظة باسمها األصلي الذي‬ ‫الزال المدشر يحتفظ به ابقيون وهو متواجد في بني بويفرور وهضبة تازوظا ‪.‬‬ ‫وهذه األسرة البقوية البادسية األصل جماعة المعازيز في الموطن الكائن عند منابع واد نويات بالقرب من ظهر تينرت‬ ‫الجبل بايت بويفرور كما اعتقد د‪ .‬حسن الفكيكي أنها تأصلت من الجماعة التازوطية بعد خضوعها للهجرة المحلية خالل العصر‬ ‫الوسيط القرن العاشر م وهي تحادي جماعات اخرى من إقليم كرط الخمسة وهن بني بويفرور بني شيكر بني أنصار بني بوغافر‬ ‫وبني سيدال ‪.‬‬ ‫دكتور حسن فكيكي المقاومة المغربية (صص ‪.)129-128-52‬‬

‫الرسوم الصخرية من اكتشافات علي البشيري‪ (.‬انظر الصور)‬

‫ولقد عرف المغرب وشمال افريقيا خالل هذه العهود الغابرة زمنا مشرقا ليس فقط على المستوى الفكري وإنما على المستوى‬ ‫السياسي والحضاري وايضا الذي لم يكن إال مظهرا من مظاهر الحركة الفكرية حيث ظهر قببل قرنين قبل الميالد( ماسينيسا)‬ ‫بين ‪203-148‬ق‪.‬م‪ .‬الذي طور البنيات االقتصادية واالجتماعية لجزء من شمال افريقيا واعتبر أول من نادى بشعار ‘’إفريقيا‬ ‫لألفارقة’’واشتهر (يوبا الثاني) في المغرب بعلمه وثقافته وبالخصوص في علم الطبيعة وتتحدث النصوص عن مكتبته كما اشتهر‬ ‫الثوار المور ضد سياسة روما تجاه الموريين وهذا ما نجده في عهد «يوغرطة» و«تاكفاريناس» والقائد الموري المغتال «لوسيوس‬ ‫كيتوس» في عهد اإلمبراطور هادريان بداية اعتالئه عرش اإلمبراطورية الرومانية بين ‪138-117‬للميالد‪.‬‬ ‫وشملت هذه القبائل جغرافية استقرارها جهة لألراضي الممتدة بين نهر ملوية وسالسل انكاد وتافوغالت ممتدة إلى جبال‬ ‫كبدانة وجبال جارة وقالعها التي سميت هذه األخيرة جبال مليلت وروسادير القديمة مليلة الحالية المعروفة بجبال كوركو التي حرف‬ ‫المستعمر اسمها األصلي اكركور ومن هذه القبائل اشتعلت نار االنتفاضة والمقاومة ضد استبداد المستعمر الروماني ودسائسه‪.‬‬

‫جمال بوطيبي‪.‬‬

‫اغتيال القائد الموري كيبتوس لوسيوس‬ ‫وانتفاضة القبائل المورية ضد اإلمبراطور هادريانوس ‪122-118‬للميالد‪.‬‬

‫و(الموريون المورينسين‪ ’‘ :‬مرئيسة)التي هيمنت هذه المجموعة في مجال واسع قبل االحتالل الكامل الروماني حيث وضعهم‬ ‫سترابون خالل بداية القرن األول الميالدي أنها كانت تستقر بين مضيق هرقل عمودي وملوية افقي وميزهم سترابون عن قبيلة‬ ‫[الجيتول] الموجودين جنوبهم ‪.‬‬ ‫أما خالل النصف الثاني من القرن األول الميالدي والذي جاء بعد اكتمال االحتالل الروماني لماوريطانيا القيصرية فيخبرنا‬ ‫[بيبليوس الشيخ ] أن المور ضعفت قوتهم وأصبحوا مجموعة قليلة من العشائر التي افنتهم الحروب في مجال ضيق بالقرب من‬ ‫واد ملوية األسفل بجوار قبائل الهربيد ولم تعد القبيلتان الموريون والهربيد التي سمى أوالها [بطليموس] بالمورينسيين‪ :‬أي‬ ‫الموريين وهو المكان نفسه الذي نجد خالل القرون الوسطى قبيلتي [مرئيسة ] وكبدانة فإذا كانت مرئيسة هي امتداد للمورييـن‬ ‫أو المورينسيين أال يمكن أن تكون الهربيد هي امتداد لكبدانة؟‬ ‫ويصبح الكبدانيون هم الهربيد ام هربيد بطيلموس؟‬ ‫والهربيد أهل كبدانة وضعهم بطليموس جنوب الموينسيين وجنوب منجم للنحاس وقد ربط دوزانج بينهم وبين مدينة‬ ‫(أربيس) التي لم تكتشف حتى اآلن وهي الواقعة بمحادات واد ملوية ويرى أن قسما منهم كان يسكن جبل كبدانة غرب الواد واآلخر‬ ‫ببني يزناسن حيث يتواجد منجم للنحاس على الحدود المغربية الجزائرية‪.‬‬ ‫غير أن كريستين حمدون ترى أن مجالهم يوافق السفح الجنوبي للريف المشرف على مضيق تازة‪.‬‬ ‫ومن القبائل التي رجحت عند الباحثين انها فجرت انتفاضة المور وانطالق شرارتها قبيلة السوكوسيين والنكتيبير التي وضعها‬ ‫بطيلموس شمال الزكريين وغرب السهل األحمر ‪.‬‬ ‫ولقد وطنتهم كريستين حمدون في مجال واسع شمال غرب بناسا بينما اقرت الحروف األخيرة لقبيلة ابيري بعض الباحثين‬ ‫لتوطينهم جبال الريف على الساحل المتوسطي الذي كان يحمل قسمه الفاصل بين شواطئ شمال المغرب وجنوب شرق إسبانيا‬ ‫باسم البحر االيبيري غير أن إسم التكتبير يمكن ان يكون أصله أمازيغي العالقة له باإليبيريين ‪.‬‬

‫عرفت ماوريطانيا في زمن االمبراطور [هادريان ‪138-118‬م] فصال من فصول الصراع واالقتتال المرتبط بصراعات السالح ثارا‬ ‫لقتل هادريانوس وراء اغتيال احد قادة المور المرموقين كيبتوس لوسيوس واليستبعد ان تكون قبائل الباكواط من اهم القبائل‬ ‫المورية الثائرة وان يكون هجومها احدى مدن غرب القيصرية المعروفة[ قرطناي] له عالقة بمقتل القائد الموري [لوسيوس] فكان‬ ‫للقائد الموري مكانة اجتماعية رفيعة عند الموريين وتمكن من خالل حنكته وشجاعته العسكرية من الوصول الى اعلى المراتب في‬ ‫ادارة الدولة الرومانية فمن قيادته على المور أصبح قائدا على فرقة الخيالة المورية في عهد اإلمبراطور[ دوميتيانوس ‪81-91‬م]‬ ‫ووهذه الخيالة لعبت دورا في عهد االمبراطور الروماني[ تراجانوس ‪98-117‬م ]في الحرب الداقية االولى بين عامي [‪101‬‬ ‫‪-102‬م] والتي كان لها الدور الحاسم في السيطرة على عاصمة الداقيين االمر الذي مكن القائد الموري[ لوسيوس] الحصول على‬ ‫وسام النصر مثله مثل قائد روماني سامي‪.‬‬ ‫وكما أبلى البالء الحسن في الحرب الداقية الثانية [عامي ‪105-106‬م] وايضا الحروب التي قادها تراجانوس سنة ‪113‬م في‬ ‫ميزوبوطاميا العراق القديم االمر الذي مكن تراجانوس أن يصبح قنصال على فلسطين سنة ‪117‬م‪.‬‬ ‫وكان القائد الموري لوسيوس كيبتوس مواطنا رومانيا قد ورث عن أبيه حصوله على حق المواطنة على عهد اإلمبراطور‬ ‫كالوديوس والتي جائت مكافئة له على تدخله لجانب الرومان في مختلف الحمالت التي جرت سنة ‪ 42‬للميالد حسب راي عدد‬ ‫الباحثين‪.‬‬ ‫كماورد في كتاب‬ ‫[‪]Rechet ; M.ibid;pp.178-179;Hamdoune ;C.;Les auxilia…;op.cit;.143‬‬ ‫وهذا المسار الناجح جعل منه واحدا من بين اهم الشخصيات في الدولة الرومانية الى ظهوره كخلف محتمل وراء [االمبراطور‬ ‫تراجانوس] ويبدو أن كيبتوس لوسيوس كان مقربا جدا من اإلمبراطور تراجانوس حيث ظهر بجانبه في العمود الذي يحمل اسمه‬ ‫روما ويخلد حروب وانتصارات هذا األخير غير أن انتصاراته ونجاحاته جرت عليه المنافسين وحقدهم التي أدت إلى مقتله وراء اعتالء‬ ‫اإلمبراطور هادريانوس عرش روما في ظروف غامضة مع ثالث قناصلة آخرين فقد عزله وجرده هادريان من مهامه السابقة قبيل‬ ‫اغتياله وأبعده عن مهمته العسكرية من قيادة المور لشك هادريانوس في وفائه وطموحه لقيادة اإلمبراطورية ‪.‬‬ ‫وأرسل هادريانوس حمالت عسكرية حسب ديون كاسيوس لوضع حد لالنتفاضات الدائرة في ماوريطانيا مابين النصف الثاني‬ ‫من عام ‪117‬م وفبراير ‪118‬م لم يحدد المؤرخ هل بالقيصرية أم بالطنجية وهو ما يدفع للتفكير في كون تجريد القائد الموري‬ ‫لوسيوس كيبتوس من مهامه ثم مقتله وكان هذا سببا مباشرا الشعال هذه االنتفاضة المورية ضد هادريانوس اإلمبراطور الجديد‬ ‫وكما يمكن افتراض ان االضطرابات لها عالقة بكيبتوس لوسيوس لخالفة هادريانوس وطمعه لقيادة الدولة الرومانية وانضمت‬ ‫ماوريطانيا بشقيها للزعيم الموري الذي لم ينجح في تحقيق هدفه‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق التفوتنا اإلشارة أن كون االضطرابات الثورة المورية التي شهدتها ماوريطانيا بداية حكم هادريانوس في‬ ‫النصف الثاني من سنة ‪117‬م شاركت فيها احد اعرق وأضخم قبائل المور الباكواط بقيوة في القرون الوسطى‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫جمــال بوطيبــي‬

‫الهوامش والمصادر‬

‫مقدمة جمال بوطيبي مقارنة علمية للعملة الرومانية المكتشفة باغيل امدغار بني سيدال الجبل العائدة إلى زمن انتفاضات المور وعهد‬ ‫هادريانوس ‪117-138‬م وروايات شفهية لقدماء قلعية المنعتة الماكن وجود الرومان بقلعية‪.‬‬ ‫رسوم صخرية بجبل كوركو تحتاج لقرائة اركلوجية علي البشيري‪.‬‬ ‫كتاب تاريخ المغرب القديم من الملك يوبا الثاني الى مجيئ االسالم د‪.‬عبد العزيز اكرير صص ‪ 117-112‬و‪.230-224‬‬ ‫دكتور حسن فكيكي المقاومة المغربية صص ‪.129-128-52‬‬ ‫الموريون اسم المجموعة في العهد اإلغريقي بصيغة المورينسيين في الكتابات الالتينية بصيغة المور التي أطلقوها المور على أنفسهم‪.‬‬ ‫البكري األندلسي م س;ص ‪;90‬ابن خلدون ;كتاب العبر;ج ‪ 6‬م س ; ص;‪.251‬‬ ‫تاريخ ابن خلدون ;ج ‪;6‬س;ص ‪.119-118‬‬ ‫)‪Strabon .XVII;3;2‬‬ ‫‪Strabon .XVII;3;2;6.‬‬ ‫‪Pline;V;1;17.‬‬ ‫]‪[Rechet ; M.ibid;pp.178-179;Hamdoune ;C.;Les auxilia…;op.cit;.143‬‬ ‫‪Ptolémée;IV;1;5.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬


‫العدد ‪886‬‬

‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬أبريل �إلى ‪ 01‬ماي ‪2017‬‬

‫أطروحة إعجاز القرآن الكريم ‪ :‬نوق�شت ب�آداب تطوان �أطروحة دكتوراه‬ ‫للأ�ستاذ الباحث يا�سني �ساوير املن�صوري‪،‬‬ ‫وهذا ملخ�ص عنها ‪:‬‬ ‫من الكالم إلى البالغة فالتأويل‪..‬‬ ‫‪ 1‬ـ الموضوع المادي للبحث‪:‬يتخصص الموضوع‬ ‫المادي للبحث في مجال القول الذي هو «عبارة عن مجموعة‬ ‫غير فارغة من األقوال الناظرة في إعجاز القرآن نظرا محكوما‬ ‫بأنموذج ثيولوجي تشكل بالنظر إلى مضامين النص‬ ‫المؤسس وهو القرآن‪».‬وقد أطلقنا على هذا الموضوع المادي‬ ‫اسم «اإلعجازيات»‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ النسق اإلشكالي إذا كان الموضوع المادي يتحدد‬ ‫في مجال القول‪،‬فإن النسق اإلشكالي يتحدد في جهة نظر‬ ‫مخصوصة تجاه مجال القول‪،‬محكومة بسؤال مركزي يتحدد‬ ‫به الموضوع الصوري للبحث‪ ،‬وبإطار نظري ذي مفاهيم‬ ‫معينة‪،‬وبفرضيةللبحث‪.‬‬ ‫فالسؤال المركزي لهذا البحث هو‪»:‬ما هو المفهوم‬ ‫التركيبي الناظم لكل األقوال في اإلعجاز القرآني المحدودة‬ ‫نظريابقيدالتبعيةوالتفسيروالمحايثة‪،‬وزمنيابالفترةالممتدة‬ ‫من القرن الثاني الهجري إلى القرن العاشر» علما أن قيد‬ ‫التبعية هو ارتباط القول اإلعجازي بموضوع التحدي المدلول‬ ‫عليه في آياته‪،‬وقيد التفسير هو ارتباط القول اإلعجازي بتعليل‬ ‫عجز العرب المعاصرين للقرآن عن معارضته‪،‬وقيد المحايثة‬ ‫هو تفسير هذا العجز بالنظر إلى داخل الخطاب القرآني‪.‬‬ ‫وبحسب هذا السؤال المركزي ضمن النسق اإلشكالي‬ ‫للبحث ‪،‬صار موضوعه الصوري هو اإلعجازيات الداخلية‬ ‫المحدودة بالقيود السابقة‪،‬ال اإلعجازيات الخارجية غير‬ ‫الحساسة لتلك القيود‪.‬‬ ‫واإلطار النظري لهذه اإلشكالية هو المقاربة التأويلية‬ ‫المنطقيةالظاهراتية‬ ‫ولما كان اإلطار النظري لهذا البحث تأويليا منطقيا‬ ‫ظاهراتيا‪،‬كانت مفاهيمه متوزعة على ثالث مجموعات‪:‬‬ ‫مجموعة المقتضى التأويلي‪ :‬وهي مفهوم النص‪،‬‬ ‫مفهوم النص الجملة‪ ،‬مفهوم النص العمل‪ ،‬مفهوم‬ ‫المحور االستبدالي‪ ،‬مفهوم محور التتالي‪ ،‬مفهوم‬ ‫المحتوى والتعبير‪ ،‬مفهوم مادة المحتوى‪ ،‬مفهوم‬ ‫صورة المحتوى‪،‬مفهوم مادة التعبير‪ ،‬مفهوم صورة‬ ‫التعبير‪ ،‬مفهوم التلفظ المزدوج‪ ،‬مفهوم الدائرة‬ ‫التأويلية‪ ،‬مفهوم التعبير البالغي‪ ،‬مفهوم الترتيب‬ ‫البالغي‪ ،‬مفهوم اإليطوس‪ ،‬مفهوم اللوغوس‪ ،‬مفهوم‬ ‫الباطوس‪ ،‬مفهوم الموضع ‪ ،‬مفهوم النظام الزمني‪،‬‬ ‫مفهوم النظام الفضائي‪ ،‬مفهوم النظام المنطقي‪،‬‬ ‫مفهوم اإلنصاف التأويلي‪ ،‬مفهوم الحجاج الخارق‪.‬‬ ‫مفهوم التلفظ‪ ،‬مفهوم إعادة البناء التأويلي‪ ،‬مفهوم‬ ‫األسلوب‪ ،‬مفهوم األسلوب البسيط‪ ،‬مفهوم األسلوب‬ ‫المتوسط ‪ ،‬مفهوم األسلوب الرفيع‪ ،‬مفهوم وقائع‬ ‫اللغة‪ ،‬مفهوم التأويل النحوي‪،‬مفهوم التأويل التقني‪.‬‬ ‫مجموعـــة المقتضى المنطقي‪ :‬مفهـــوم قياس‬ ‫المماثلة‪ ،‬مفهوم القياس الجامع ‪ ،‬مفهوم المسدس‬ ‫المنطقي‪ ،‬مفهوم مجال الخطاب‪ ،‬أو مجال القول‪،‬‬ ‫مفهوم التحليل‪ ،‬مفهوم التركيب‪،‬مفهوم الفئة‬ ‫التوزيعية‪ ،‬مفهوم الفئة الجمعية‪،‬مفهوم المقولة‬ ‫الفلسفية ‪ ،‬مفهوم مقولة اليقين‪،‬مفهوم مقولة‬ ‫الوضع‪ ،‬مفهوم مقولة الموضوع‪ ،‬مفهوم القانون‪،‬‬ ‫مفهوم االستعادة‪ ،‬مفهوم مفهوم الكلي‪ ،‬مفهوم‬ ‫الخاص‪ ،‬مفهوم المفرد‪،‬مفهوم المبدأ‪،‬مفهوم البرامتر‬ ‫أو الوسيط‪ ،‬مفهوم الكلية الملموسة‪.‬‬ ‫مجموعة المقتضى الظاهراتي‪ :‬مفهوم القصدية‪،‬‬ ‫مفهوم المتعلق الموضوعي‪ ،‬مفهوم المتعلق الذاتي‪ ،‬مفهوم‬ ‫الفكرة أي اإليدوس‪،‬مفهوم التنويعات التخيلية‪ ،‬مفهوم‬ ‫المظهر‪ ،‬مفهوم العمق‪ ،‬مفهوم الوعي‪ ،‬مفهوم الحكم‬ ‫االنعكاسي الذاتي‪ ،‬مفهوم الحكم التحديدي‪ ،‬مفهوم الحضور‬ ‫أما فرضية هذا البحث فنصوغها على الشكل التالي‪:‬‬ ‫«إذا نظرنا نظرا ظاهراتيا تأويليا لفهم قضية اإلعجاز‬ ‫القرآني في علتها على مستوى معناها في تراثنا القديم ضمن‬ ‫اإلعجازيات الداخلية‪،‬فإن معاني أقوال القدماء الفرعية في تلك‬ ‫القضية‪،‬ستظهر في شكل منظم كلي تجتمع فيه تلك األقوال‬ ‫في قول واحد استداللي قياسي يشكل الصيغة التي قصد بها‬ ‫الوعي اإلعجازياتي تكوين معنى اإلعجاز القرآني عبر ثالثة‬ ‫أنماط من الوعي تتحرك في اتجاه إثبات إعجاز القرآن للداللة‬ ‫على النبوة‪».‬‬ ‫‪ 3‬ـ النسق االستداللي‪ :‬لقد وزعت قضايا هذا البحث على‬ ‫مكونين هما ‪:‬المدخل والمتن‪.‬‬ ‫وقسم المتن إلى أقسام ثالثة‪ :‬الوعي الكالمي‪،‬والوعي‬ ‫البالغي‪،‬والوعيالتأويلي‬ ‫وقد خصص المدخل لبناء النظرية العامة لإلعجاز‬ ‫القرآني بمفردات المقولة المتحددة في «اهلل» والمبدأ‬ ‫المتمثل في النبوة‪،‬والبرامترات المتمثلة في برامتر المناط‬ ‫بقيم الحساسية أو عدم الحساسية لمناط التحدي‪،‬وبرامتر‬ ‫الجهة بقيم «العلم» أو «العمل» أو «الكالم»‪،‬وبرامتر‬ ‫«الوجه» المتفرع إلى برامترين فرعيين هما برامتر قانون‬ ‫االستدالل بقيم النوع أو الدرجة‪،‬وبرامتر صورة االستدالل‬ ‫بقيم التحليل أو التركيب‪.‬‬ ‫وق��د خصص المتن للعرض الظاهراتي الجدلي‬ ‫لإلعجازيات الداخلية‪،‬والوصف الظاهراتي على خلفية‬ ‫هوسيرلية ألنماط الوعي المشكلة لسيرورة مفهوم اإلعجاز‬ ‫القرآني وهي‪:‬الوعي الكالمي موضوع القسم األول‪،‬والوعي‬

‫البالغي موضوع القسم الثاني‪،‬والوعي التأويلي موضوع‬ ‫القسم الثالث واألخير‪.‬‬ ‫وبين الباحث أن الوعي الكالمي اإلسالمي يقوم على‬ ‫قصدية تتجه إلى العالم الذي يدل عليه الخطاب القرآني‬ ‫أساسا‪،‬لصياغة ذلك العالم ضمن أحكام تثبت حقيته‪،‬وتنصره‬ ‫في وجه الطاعنين في صدقيته‪،‬وهو العالم القائم على اهلل؛‬ ‫ولذلك كانت جميع أطراف علم الكالم يحصرها النظر في اهلل‬ ‫ورسوله‪.‬‬ ‫وقد كان الخيط الموجه للنظر في الكالم هو‪« :‬كيف‬ ‫القى هذا الوعي في صيغته اإلسالمية سؤال اإلعجاز‬ ‫القرآني؟‬ ‫فكان الجواب بأن ذلك اللقاء كان ضمن ذلك المكون‬ ‫من العقيدة الذي هو «النبوة» عبر المفصل المثبت لها وهو‬ ‫«المعجزة»‪.‬وهذا المفصل هو الذي تم العبور منه إلى طرح‬ ‫قضية اإلعجاز بغية إثبات النبوة المحمدية‪.‬وقد كان الفعل‬ ‫الذي وحد المتعلق الموضوعي للوعي الكالمي في تناوله‬ ‫إلعجاز القرآن هو‪:‬قياس المماثلة باعتباره فضاء استدالليا‬ ‫يشكل األساس الذي سيتطور الوعي الكالمي على أرضيته‬ ‫كي يغتني بمعطيات وعي آخر للوفاء بمقتضيات ذلك‬ ‫االستدالل‪،‬وذلك انطالقا من جزم القرآن ‪،‬بعد التحدي‪،‬بعدم‬ ‫ق��درة أح��د م��ن ال��ن��اس على معارضة القرآن‪.‬فتحصل‬ ‫للمتكلمين‪،‬من فهمهم آليات المعاجزة معنى عجز العرب عن‬ ‫المعارضة‪.‬ولربط هذا المعنى بداللة «المعجزة»‪ ،‬لزم قياس‬ ‫القرآن على المعجزات الحسية التي سدت مسد الشاهد الذي‬ ‫يجب إلحاق القرآن بها فيكون معجزة مثلها ليتحصل الحكم‬ ‫العقدي المراد من هذا القياس وهو صدق النبوة المحمدية‪.‬‬ ‫ولكي يصح ذلك القياس يتعين تحديد الصفات المشتركة‬ ‫بين القرآن وبين تلك المعجزات إللحاق القرآن بها‪.‬وهذه‬ ‫الصفات تتكون صوريا من مكونين‪:‬‬

‫القاهر الجرجاني باالشتغال على مفهوم النظم الذي خلفه‬ ‫القاضي لتحويله إلى مفهوم جديد عبر تزويده بالقماش‬ ‫الداللي الذي يفتقده ويمعاني النحو التي تحدده‪.‬‬ ‫ـ النموذج التكاملي‪.‬وخلفيته سلفية‪.‬وقد طوره الخطابي‬ ‫الذي صرح فيه بجميع عناصر البالغة وهي المتكلم والمخاطب‬ ‫والكالم‪ .‬وضمن الكالم وزع اإلعجاز على ثالثة عناصر وهي‬ ‫اللفظ والمعنى والنظم‪.‬‬ ‫لكن الوعي البالغي ترك فراغا سيؤدي إلى مجاوزته نحو‬ ‫وعي آخر‪.‬و هذا الفراغ يتمثل في اقتصاره على مستوى النص‬ ‫ـ الجملة‪،‬ولم يجاوزه إلى مستوى ما فوق الجملة وصوال إلى‬ ‫النص ـ العمل الذي ظل خارج محمول اإلعجاز‪.‬والوعي الذي‬ ‫تصدى كي يمأل هذا الفراغ‪:‬هو الوعي التأويلي الذي خصص‬ ‫له القسم الثالث واألخير‪.‬‬ ‫وك��ان اإلشكال هو‪ :‬كيف سيالقي الوعي التأويلي‬ ‫سؤال اإلعجاز بعد الوعي البالغي الذي تعلق‪ ،‬في التحديد‬ ‫الصارم لموضع اإلعجاز‪ ،‬بصورة المعنى التركيبية أي‬ ‫«النظم»‪ ،‬خصوصا وأن المتعلق الموضوعــي للوعـــي‬ ‫التأويلي هو المعنى الذي استبعده الوعي البالغي كموضع‬ ‫للمزية وبالتالي لإلعجاز؟ وقد حاول الباحث أن يجيب عن‬ ‫هذا السؤال عبر اتباع طريق طويلة هي طريق تحديد الوعي‬ ‫التأويلي العربي اإلسالمي بالمقارنة مع التأويليات الحديثة‬ ‫والمعاصرة‪.‬فتوصل إلى أن عذا الوعي يقوم خطابه على‬ ‫مركز متعال هو اهلل ضمن اليقين الذي رسم عالم النص‬ ‫القرآني والنص النبوي‪،‬فتميز بذلك عن التأويلية الحديثة‬ ‫والمعاصرة القائمة على مراكز خطابية مغايرة كالفهم‬ ‫والتناهي‪،‬والمتعلقة بالمعنى الذي يتجاوز النصوص إلى آثار‬ ‫الحياة‪،‬أو معنى الوجود‪.‬‬ ‫لقد كان المتعلق الموضوعي للوعي التأويلي العربي‬ ‫اإلسالمي هو معنى النص القرآني في مستوى التأويل‬

‫ـ مكون ذاتي ‪:‬وهو عجز الناس عن المعارضة‬ ‫مكون موضوعي‪:‬هو نقض العادة في المعجوز عنه‬ ‫والذي يفسر العجز عن المعارضة‪.‬‬ ‫والمعنى األول هو ال��ذي دل عليه القرآن في آيات‬ ‫المعاجزة‪ ،‬وهو الذي حاول المتكلمون أن يالقوه بالواقع‬ ‫كي يمتلئ معنى العجز بالحضور؛وذلك عبر حجة الجاحظ ؛‬ ‫وصيغتها الملخصة هي «إن العرب تحدوا إلى معارضته ولم‬ ‫يأتوا بها‪،‬ولوال عجزهم لكان محاال أن يتركوها ويتعرضوا‬ ‫لشبا األسنة ويقتحموا موارد الموت»‪ .‬وبذلك كان الوعي‬ ‫الكالمي قد بنى «واقعة» عجز العرب عن معارضة القرآن‪.‬وهذا‬ ‫البناء هو الذي حمل في داخله ذلك الفراغ الذي سيأتي وعي‬ ‫آخر غير كالمي كي يمأله‪.‬وهذا الفراغ هو فراغ تعليل هذه‬ ‫الواقعة‪،‬في مستوى المكون الموضوعي من موقع الصفات‬ ‫المشتركة في القياس‪،‬بتحديد المتعلق الموضوعي من‬ ‫القرآن الذي عجز عن معارضته العرب‪.‬والوعي غير الكالمي‬ ‫الذي ظهر كي يسد هذا الفراغ هو الوعي البالغي‪.‬وهوالذي‬ ‫خصص له الباحث االقسم الثاني من أطروحته‪.‬‬ ‫والسؤال الذي وجه البحث في هذا القسم هو ‪ :‬كيف‬ ‫سار الوعي البالغي في اتجاه تحديد موضع المزية من القرآن‬ ‫لتفسير إعجازه؟ علما أن المتعلق الموضوعي للوعي البالغي‬ ‫الذي يحدد قصديته هو كيفيات صياغة الكالم بحيث يمتاز‬ ‫بفضلها كالم عن كالم فيكون أوقع في القلوب‪ .‬فحاول‬ ‫الباحث اإلجابة عن ذلك السؤال عبر دراسة ثالثة نماذج‬ ‫بالغية هي‪:‬‬ ‫ـ النموذج الدالي‪.‬وخلفيته اعتزالية‪.‬والذي طوره كي‬ ‫يتناسب بصرامة مع قضية اإلعجاز القرآني هو القاضي عبد‬ ‫الجبار وذلك عبر طرح مفهوم «النظم» الدالي‪ ،‬بعد أن تحصل‬ ‫له من خالل عمليات التنويع التخيلي الستبعاد غيره مما ال‬ ‫يصلح تعلق اإلعجاز به‪.‬‬ ‫ـ النموذج الداللي‪.‬وخلفيته أشعرية‪.‬وقد طوره عبد‬

‫النحوي‪،‬وتشكيل هذا المعنى تشكيال متناسبا في مستوى‬ ‫التأويل التقني الطالب لمعرفة الفرادة النصية المدلول‬ ‫عليها ضمن سياق القرآن بمفهوم اإلعجاز‪.‬ففي هذا‬ ‫المستوى التقني‪،‬إذن‪،‬القت التأويلية العربية قضية اإلعجاز‬ ‫القرآني‪.‬ولتبيان هذه الفرادة استعادت البالغة‪.‬لكن البالغة‬ ‫المستعادة هنا هي بالغة الترتيب‪.‬فالتأويلية تشتغل على‬ ‫مستويات سيميائية أعلى من الجملة‪،‬بل إن مستوى اشتغالها‬ ‫االستراتيجي هو النص العمل‪.‬وقد قاربت هذا الترتيب تحت‬ ‫عنوان التناسب الموجه بالسؤال التالي‪:‬‬ ‫ما وجه إعجاز العالقات بين الوحدات المضمونية في‬ ‫نظام الخطاب القرآني؟‬ ‫ويتفرع إلى ثالثة أسئلة‪:‬‬ ‫ما هو األصل المنهجي للتعرف على التناسب في السورة‬ ‫أي على وحدتها؟‬ ‫ما هو نظام العالقات المؤسس لتناسب المضمون‬ ‫الخطابيللقرآن؟‬ ‫ما هو أصل الصيغة القولية التي يظهر بها وجه إعجاز‬ ‫القرآن في الرؤية التناسبية وما هي حدودها؟‬ ‫وجوابا على السؤال األول برهنا على أن األصل المنهجي‬ ‫للتعرف على تناسب السورة هو الدائرة التأويلية التي صاغ‬ ‫مضمونها شاليماخر باعتبارها تدل على أن فهم الكل‬ ‫مشروط بفهم التفاصيل كما أن فهم التفاصيل مشروط‬ ‫بفهم الكل‪،‬والتي وجدت في كتابي البقاعي نظم الدرر‬ ‫ومصاعد النظر بصيغة غير صيغة التصريح بالمفهوم‬ ‫اصطالحا وتضمنا وما صدقا‪،‬وال بصيغة مركبة ألول وهلة بل‬ ‫بصيغة مجزأة إلى قوسين‪:‬‬ ‫ـ القوس األول ينطلق من الكل إلى الجزء‪،‬دل عليه‬ ‫بالضبط قول ألبي القاسم محمد المشدالي المغربي ورد في‬ ‫خطاب البقاعي ورود الخطاب المنقول‪.‬‬

‫ـ القوس الثاني ينطلق من الجزء إلى الكل ورد بشكل‬ ‫أكثر تصريحا في كتاب مصاعد النظر ضمن قول مضمونه‬ ‫القضوي من إبداع البقاعي نفسه‪.‬‬ ‫وجوابا على السؤال الثاني حددنا نسق العالقات‬ ‫بين أج��زاء النص القرآني في ثالثة أنظمة هي النظام‬ ‫الزمني‪،‬والنظام المنطقي ‪،‬والنظام الفضائي‪،‬والتي دلت عليها‬ ‫نصوص الزركشي والسيوطي في البرهان واإلتقان على‬ ‫التوالي‪.‬‬ ‫وبالنظر إلى هذه األنظمة تحدد جهد البقاعي لتبيان‬ ‫التناسب القرآني على مستوى النظام المنطقي‪.‬فقام التناسب‬ ‫عنده على أساس نظام الدائرة حيث تعود نهاية السورة إلى‬ ‫بدايتها‪،‬ونهاية القرآن إلى بدايته‪.‬فإذا كانت الدائرية تعني‬ ‫الوحدة والتمام‪،‬فإن اكتشافها في القرآن سورة سورة وكال‬ ‫واحدا يعني إثبات وحدته وتمامه واكتماله وانسجامه وعدم‬ ‫تفككهوتشتته‪.‬‬ ‫وجوابا على السؤال الثالث قمنا بتقديم الصيغة التي‬ ‫تفيد في اإلبانة عن ارتباط التناسب بمعنى اإلعجاز‪،‬في صورة‬ ‫الحجاج الخارق وهي‪:‬‬ ‫رغم وجود الشروط المانعة بحكم العادة للتناسب من‬ ‫كثرة المعاني واختالفها واستطالة الكالم وامتداده‪،‬فإن‬ ‫القرآن جاء متناسبا تناسبا ال يقتصر فقط على الوحدة‬ ‫المجردة وإنما يتجاوز ذلك إلى التناسب البالغي بمطابقة‬ ‫الكالم لمقتضى الحال في المطالع والمقاطع والتفنن في‬ ‫االنتقاالت من معنى إلى معنى‪.‬فيكون بهذا المستوى العالي‬ ‫من التناسب ضمن هذه الشروط المعيقة أمرا خارقا للعادة‪.‬‬ ‫وهذا ما يسمح بإمكان ربط التناسب بأفق اإلعجاز‪.‬‬ ‫إال أن ربط التناسب بهذه الظروف المعيقة ال يصل به‬ ‫في الحقيقة إلى مستوى أن يكون خارقا للعادة‪،‬بل فقط ان‬ ‫يكون خارجا عن المألوف‪.‬فكل خارق للعادة خارج عن‬ ‫المألوف‪،‬وليس كل خارج عن المألوف خارقا للعادة‪.‬‬ ‫لكن إذا كان مفهوم اإلعجاز القرآني قد اغتنى‬ ‫واتسع ليشمل القرآن كنص ـ عمل ويتجاوز النص‬ ‫الجملة‪،‬وهومتعلق النظر البالغي المباشر‪،‬وكان‬ ‫مفهوم التناسب القرآني الذي به اتسع البحث في‬ ‫اإلعجاز ليشمل النص العمل ال يؤدي إلى القول بإعجاز‬ ‫القرآن‪،‬هل هذا يعني ض��رورة إقصاءه من موضوع‬ ‫اإلعجازيات‪،‬أم أن له حق اإلقامة في ظاهراتية مفهوم‬ ‫اإلعجاز القرآني بمعناه الصارم‪،‬من خ�لال الوعي‬ ‫التأويلي؟وإذا كان له حق اإلقامة فيه ‪،‬فما هو الموقع‬ ‫الذي يتنزل فيه منه بحيث يساهم بدوره ضمن الكل‬ ‫الدال على اإلعجاز القرآني؟‬ ‫ال يمكن اإلجابة عن هذه األسئلة إال بطريق‬ ‫العودة من النهاية إلى البداية‪،‬من الوعي التأويلي‬ ‫إلى الوعي الكالمي حيث تلتقي نهاية البحث ببدايته‬ ‫فيكتمل وينتهي لذلك‪.‬‬ ‫ولم تكن هذه الطريق سالكة ألول وهلة‪.‬فالربط‬ ‫بين معطى الوعي التأويلي وهو التناسب وبين الوعي‬ ‫الكالمي عبر صيغة قصديته التي يكون بها معنى‬ ‫اإلعجاز وهي فعل القياس وبالضبط ضمن موقع‬ ‫المكون الموضوعي من الصفات المشتركة الذي‬ ‫امتأل بمعطى الوعي البالغي وهو النظم‪،‬لم يكن‬ ‫ممكنا إال بربط «التناسب» «بالنظم» عبر التمييز‬ ‫في جهة اإلعجاز بين «المظهر» وهو الذي يحتله‬ ‫«النظم» وبين العمق؛ وضمنه يتموضع «التناسب»‪ ،‬باعتبار‬ ‫أن النظم يحتاج في ظهوره إلى سواه من جدة نمط الخطاب‬ ‫وصحة المعاني وفصاحة األلفاظ وتناسب المعاني‪.‬فالنظم‬ ‫القرآني كان سيفقد مزيته بانعدام ذلك العمق في الجوانب‬ ‫المذكورة ‪.‬ولما كان الباحث قد بين أن «النظم» يفسر واقعة‬ ‫عجز العرب التي تشكل المكون الذاتي للصفات المشتركة‬ ‫في القياس الكالمي المنصوب إللحاق القرآن بالمعجزات‬ ‫الحسية‪،‬ال ضمن حكم تحديدي‪،‬بل ضمن حكم انعكاسي‬ ‫ذاتي مرتبط بالذوق‪،‬فإن التناسب بارتباطه بالنظم تتحقق له‬ ‫العودة إلى الوعي الكالمي وبالتالي يأخذ مشروعيته ضمن‬ ‫اإلعجازياتالداخلية‪.‬‬ ‫وبذلك تمتلئ محالتية الصفات المشتركة بين القرآن‬ ‫والمعجزات الحسية‪،‬فالقرآن معجز مثلها إال أن إعجازه يظهر‬ ‫للشعور بمزية خارقة في نظمه الظاهر على عمقه من فرادة‬ ‫نمط الخطاب وتناسب المعاني وصحتها وفصاحة ألفاظه‪.‬‬ ‫وهذا اإلعجاز شامل للخليقة بداللة قياس األولى فإذا كان‬ ‫العرب المعاصرون للقرآن قد عجزوا عنه فكيف يقدر عليه من‬ ‫جاء بعدهم وهم أدنى منهم في الحدس اللغوي والبالغي‬ ‫وبالتالي أقل منهم ذوقا‪.‬‬ ‫وإذا كان القرآن معجزا للخليقة‪ ،‬تنزل منزلة القول من‬ ‫اهلل لمحمد بن عبد اهلل «صدقت» في دعواك بأنك نبي‬ ‫من عندي‪.‬فثبتت نبوته‪.‬وبهذا نكون قد أجبنا عن السؤال‬ ‫المركزي للبحث وحققنا فرضيته‪.‬‬ ‫إن مفهوم اإلعجاز القرآني جزءا من البنية التصورية‬ ‫الكالمية التي وعد الباحث بتقويضها بالمعنى الهيدغيري‬ ‫للكلمة في أفق معنى آخر للحقيقة التي ال يشبع دائرتها‬ ‫أي نظام من األنظمة المعرفية وأي خطاب من الخطابات‬ ‫المنسجمة انسجاما غير مطلق بحيث يوجد ما يناقضها من‬ ‫الخطابات األخرى‪،‬بما أن الحقيقة متعلق الحرية‪،‬والحرية ال‬ ‫يحصرها خطاب واحد ووحيد‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬أبريل �إلى ‪ 01‬ماي ‪2017‬‬

‫العدد ‪886‬‬

‫العاصمة العلمية فاس تحتفي بعميد األدب المغربي‬

‫الدكتور عباس الجراري‬

‫بتاريخ السبت ‪ 27‬جمادى األولى ‪1438‬هـ الموافق‬ ‫لـ ‪ 25‬فبراير ‪2017‬م‪ ،‬نظم المركز األكاديمي للثقافة‬ ‫وال��دراس��ات المغاربية والشرق أوسطية والخليجية‬ ‫وكرسي األدب المغربي بتعاون مع الجماعة الحضرية‬ ‫لفاس وجامعة سيدي محمد بن عبد اهلل وكلية اآلداب‬ ‫والعلوم اإلنسانية ظهر المهراز بفاس حف ًال تكريمياً‬ ‫لعميد األدب المغربي األستاذ الدكتور عباس الجراري‬ ‫بمناسبة صدور كتاب جماعي بعنوان‪:‬‬ ‫جهود األستاذ الدكتور عباس الجراري‬ ‫في إثراء التنمية الثقافية المستديمة‬ ‫وقد عرف هذا االحتفال حضور عدد من الشخصيات‬ ‫الثقافية من مدينة فاس وخارجها‪ ،‬إلى جانب ثلة من‬ ‫أعضاء النادي الجراري بالرباط‪ ،‬وكذا مجموعة من‬ ‫طلبة الدراسات العليا والدكتوراه بكلية اآلداب والعلوم‬ ‫اإلنسانية ظهر المهراز‪ /‬فاس‪.‬‬ ‫استهلت الجلسة التكريمية‪ ،‬التي ترأسها األستاذ‬ ‫الدكتور عبد الرحمان طنكول‪ ،‬بآيات بينات من الذكر‬ ‫الحكيم‪ ،‬أعقبتها مجموعة من الكلمات الرائقة‪،‬‬ ‫والشهادات الفائقة في حق المحتفى به‪ ،‬تنوه في‬ ‫مضمونها بمسيرته العلمية والتربوية النبيلة‪ ،‬وتشيد‬ ‫بمنجزاته العلمية التي تزدان بها المكتبة المغربية‬ ‫والعربية من حين إلى آخر؛ تلك الكلمات قدمها كل من‪:‬‬ ‫ • الدكتور عبد اهلل بنصر العلوي‪ ،‬منسق الكتاب‬ ‫التكريمي‪.‬‬ ‫ • معالي الدكتور مانع سعيد العتيبة‪ ،‬المستشار‬ ‫الخاص لسمو رئيس دولة اإلمارات العربية‬ ‫المتحدة‪.‬‬ ‫ • الدكتور عمر الصبحي‪ ،‬رئيس جامعة سيدي‬ ‫محمد بن عبد اهلل‪.‬‬ ‫ • الدكتور أمال جالل‪ ،‬رئيس جامعة القرويين‪.‬‬ ‫ • األستاذ عبد العزيز سعود البابطين‪ ،‬األمين‬ ‫العام لمؤسسة البابطين الثقافية‪.‬‬ ‫ • الدكتور إدري��س األزم��ي اإلدريسي‪ ،‬رئيس‬ ‫جماعة فاس‪.‬‬ ‫ • الدكتور عبد الرحمان طنكول‪ ،‬عميد سابق‬ ‫لكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ظهر المهراز‪/‬‬ ‫فاس‪.‬‬ ‫ • الدكتور عبد اإلله بنمليح‪ ،‬عميد كلية اآلداب‬ ‫والعلوم اإلنسانية ظهر المهراز‪ /‬فاس‪.‬‬ ‫ • الدكتور عبد الوهاب الفياللي‪ ،‬رئيس المركز‬ ‫األكاديمي‪.‬‬ ‫ • الدكتور خالد سقاط‪ ،‬منسق كرسي األدب‬ ‫المغربي‪.‬‬ ‫ • الدكتور أحمد ش��راك‪ ،‬أستاذ علم االجتماع‬ ‫بجامعة سيدي محمد بن عبد اهلل‪ /‬فاس‪.‬‬ ‫وقد تخلل هذه الكلمات تقديم مجموعة من الهدايا‬

‫والدروع للمحتفى به‪ ،‬الذي ختم الحفل بكلمة عبر فيها‬ ‫عن شكره الخالص وامتنانه العظيم لكل المشاركين‬ ‫والحاضرين والساهرين على تنظيم هذه االحتفالية‬ ‫التي صادفت الذكرى الثمانين لميالده كما عبر عن ذلك‬ ‫رئيس الجلسة الدكتور عبد الرحمان طنكول‪.‬‬ ‫الجدير بالذكر‪ ،‬إن الكتاب الجماعي التكريمي الذي‬ ‫يتكون من أكثر من ‪ 600‬صفحة من الحجم الكبير‪ ،‬ضم‬ ‫‪ 38‬مشاركة علمية؛ توزعت بين الدراسات العميقة‪،‬‬ ‫والشهادات الصادقة‪ ،‬واألشعار الرائقة‪ ،‬تبرز في كنهها‬ ‫ما أسداه العالم واألديب األستاذ الدكتور عباس بن عبد‬ ‫اهلل الجراري إلى األدب المغربي وأعالمه على ما يزيد‬ ‫عن خمسين سنة من البحث العلمي والعطاء الفكري‪.‬‬ ‫كما تفصح تلك المشاركات‪ ،‬في عمق تفاصيلها وعصارة‬ ‫منطوقها‪ ،‬عن المحبة الخالصة والوفاء الصادق لهذه‬ ‫المعلمة المغربية والعربية الشامخة‪.‬‬ ‫وتبعاً لذلك‪ ،‬فقد انتظمت م��واد الكتاب على‬ ‫ثالثة أقسام رئيسة‪ ،‬تتصدرها مقدمة وسيرة علمية‬ ‫للمحتفى به‪ ،‬وتنتهي بملحق يضم مجموعة من صوره‬ ‫الفوتوغرافية التي تؤرخ لبعض جوانب حياته الشخصية‬ ‫ونشاطاتهالعلميةوالعملية‪.‬‬ ‫القسم األول من هذا الكتاب خصص للشهادات‪،‬‬ ‫وهي ست جاءت كاآلتي‪:‬‬ ‫ • جهود األستاذ عباس الجراري في بعث وإحياء‬ ‫األدب المغربي ‪ /‬د‪ .‬أمال جالل‪.‬‬ ‫ • شهادة في حق األستاذ الدكتور عباس الجراري‬ ‫‪ /‬د‪ .‬عبد العزيز سعود البابطين‪.‬‬ ‫ • عباس الجراري شعرية الكتابة وجمالية الفكر ‪/‬‬ ‫د‪ .‬عبد الرحمان طنكول‪.‬‬ ‫ • كلمة السيد العميد لكلية اآلداب والعلوم‬ ‫اإلنسانية ظهر المهراز فاس ‪ /‬د‪ .‬عبد اإلله‬ ‫بنمليح‪.‬‬ ‫ • كلمة السيد رئيس المركز األكاديمي للثقافة‬ ‫وال��دراس��ات المغاربية وال��ش��رق أوسطية‬ ‫والخليجية ‪ /‬د‪ .‬عبد الوهاب الفياللي‪.‬‬ ‫ • كلمة منسق كرسي األدب المغربي بفاس ‪ /‬د‪.‬‬ ‫خالد سقاط‪.‬‬ ‫أما القسم الثاني‪ ،‬فقد خصص لمجموعة من‬ ‫األشعار التي قيلت في حق المحتفى به‪ ،‬وهي‬ ‫ست قصائد كاآلتي‪:‬‬ ‫ • نور ‪ /‬ذة‪ .‬سميرة فرجي‪.‬‬ ‫ • من صقيل المجاري لعباس الجراري «معالم؛‬ ‫من ثقافة عالم» ‪ /‬ذ‪ .‬امحمد اإلدريسي‪.‬‬ ‫ • تحية لرائد األجيال ‪ /‬د محمد الروكي‪.‬‬ ‫ • عميد كل أديب ‪ /‬موالي الحسن الحسيني‪.‬‬ ‫ • أديب العلماء ‪ /‬د‪ .‬محمد نجيب لوباريس‪.‬‬ ‫ • عمر مديد سيدي ‪ /‬ذ‪ .‬محمد نجيد‪.‬‬

‫وبخصوص القسم الثالث المتعلق بالدراسات‪،‬‬ ‫فقد انصبت جل مواده على إنتاج المحتفى به وأعماله‬ ‫المتنوعة دراس ًة وتحلي ًال ونقداً‪ .‬لذلك‪ ،‬جاءت تلك المواد‬ ‫موزعة على أربعة محاور هي‪:‬‬ ‫المحور األول‪« :‬جوانـب من شخصيــة األستاذ‬ ‫الدكتور عباس الجراري»‪ .‬وضم سبع دراسات هي‪:‬‬ ‫ • الدكتور عباس الجراري المشرف المقتدر‬ ‫على الطروحات األدبية (إشرافه على إنجاز‬ ‫أطروحتي‪« :‬شعر الجهاد في األدب المغربي»‬ ‫نموذجا ‪ /‬د‪ .‬عبد الحق المريني‪.‬‬ ‫ • عباس الجراري‪ :‬دماثة خلق وجميل ترحاب ‪/‬‬ ‫دة‪ .‬نجاة المريني‪.‬‬ ‫ • التواصل المعرفي والتعامل األخالقي بمجلس‬ ‫النادي الجراري ‪ /‬د‪ .‬محمد اليمالحي‪.‬‬ ‫ • النادي الجراري المدرسة ‪ /‬د‪ .‬محمد نجيب‬ ‫لوباريس‪.‬‬ ‫ • المغرب واإلم���ارات التماثل والتمايز بين‬ ‫شخصيتين فاعلتين في الثقافة العربية‪ :‬بحثَا‬ ‫وإبداعا «الدكتور عباس الجراري والدكتور‬ ‫مـانع العتيبة» المطارحات الشعرية ‪ /‬د‪ .‬عبد‬ ‫اهلل بنصر العلوي‪.‬‬ ‫ • الدكتور عباس الجراري في الشعر السوسي‬ ‫أو الصورة الجرارية في األشعار السوسية ‪ /‬د‪.‬‬ ‫محمد بن محمد الحاتمي‪.‬‬ ‫ • الدكتور عباس الجراري بين تفرده في األداء‬ ‫الصوتي وتميزه في البحث الموسيقي ‪ /‬ذ‪ .‬عبد‬ ‫العزيز بن عبد الجليل‪.‬‬ ‫المحور الثاني‪« :‬الهوية األدبية المغربية في‬ ‫كتابات عباس الجراري»‪ .‬وضم ست دراسات هي‪:‬‬ ‫ • دراسة األدب المغربي في مشروع الدكتور‬ ‫عباس ال��ج��راري األك��ادي��م��ي‪« :‬المفاهيم‬ ‫واإلجراءات» دراسة تحليلية تركيبية ‪ /‬د‪ .‬محمد‬ ‫البوري‪.‬‬ ‫ • الدكتور عباس ال��ج��راري والتأريخ لألدب‬ ‫المغربي ‪ /‬د‪ .‬عبد الجواد السقاط‪.‬‬ ‫ • برعوم قد تفتح‪ ،‬وأزهر‪ ،‬في رياض الملحون‪.‬‬ ‫قراءة في ديوان الزجال الراحل‪ :‬أحمد الطيب‬ ‫العلج (دراس��ة مهداة إلى الدكتور عباس‬ ‫الجراري) ‪ /‬ذ‪ .‬عبد الرحمن الملحوني‪.‬‬ ‫ • احتالل الجزائر ‪1830‬م «قصيدة أمازيغية» ‪ /‬د‪.‬‬ ‫عمر أمرير‪.‬‬ ‫ • بعض من مظاهر الفرادة والتميز في خطاب‬ ‫د‪ .‬عباس الجراري «المولد النبوي في األدب‬ ‫المغربي» أنموذجاً ‪ /‬د‪ .‬إلهام حشمي‪.‬‬ ‫ • شعر المديح النبوي في كتابات الدكتور عباس‬ ‫الجراري «رحلة األمل» ‪ /‬د‪ .‬الحسن الطاهري‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫د‪ .‬سي محمد أملح ‪ /‬تطوان‬

‫المحور الثالث‪ « :‬قيم الفكر واألدب في كتابات‬ ‫الدكتور عباس الجراري‪ .‬وضم خمس دراسات هي‪:‬‬ ‫ • «قيم الوعي الهوياتي» في آثار الدكتور عباس‬ ‫الجراري ‪ /‬د‪ .‬مصطفى الزباخ‪.‬‬ ‫ • العولمة من منظور عباس الجراري «مقاربات‬ ‫ومواقف» ‪ /‬د‪ .‬محمد مصطفى القباج‪.‬‬ ‫ • الدكتور عباس الجراري أحد رواد أدب «الثقافة»‬ ‫في المغرب ‪ /‬د‪ .‬أحمد شراك‪.‬‬ ‫ • اللغة العربية من عروبة اللسان إلى عروبة‬ ‫التقوى واإليمان ‪ /‬د‪ .‬عبد الوهاب الفياللي‪.‬‬ ‫ • ف��رادة المنهج في دراس��ة فن الملحون في‬ ‫المغرب من خالل القصيدة ‪ /‬د‪ .‬محمد أديوان‪.‬‬ ‫المحور الرابع‪« :‬أجناس القول في كتابات األستاذ‬ ‫الدكتور عباس الجراري‪ .‬وضم ثماني دراسات‬ ‫هي‪:‬‬ ‫ • الدكتور عباس الجراري ورسالة مركز دراسات‬ ‫األندلس وحوار الحضارات ‪ /‬د‪ .‬عبد الواحد‬ ‫أكمير‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ • عباس الجراري شاعرا ‪ /‬د‪ .‬محمد احميدة‪.‬‬ ‫ • الكتابة الرحلية عند األستاذ عباس الجراري‬ ‫«رحلة ثالثون يوماً في الواليات المتحدة‬ ‫األمريكية» نموذجاً ‪ /‬د‪ .‬مصطفى الجوهري‪.‬‬ ‫ • الدكتور عباس الجراري ناثراً فنياً ‪ /‬د‪ .‬جمال‬ ‫بنسليمان‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ • الدكتور عباس الجراري شارحا للشعر ‪ /‬د‪ .‬سي‬ ‫محمد أملح‪.‬‬ ‫ • الشعر الملحون في رحاب البحث الجامعي‬ ‫«الدكتور عبـاس الجراري نموذجاً» ‪ /‬د‪ .‬منير‬ ‫البصكري‪.‬‬ ‫ • قراءة في منجز الدارسين لمؤلفات األستاذ‬ ‫الدكتور عباس الجراري ‪ /‬د‪ .‬السعيد بنفرحي‪.‬‬ ‫ • بالغة الحجاج في الخطاب الديني عند الدكتور‬ ‫عباس الجراري «الدروس الحسنية نموذجا» ‪/‬‬ ‫دة‪ .‬إلهام المتمسك‪.‬‬ ‫صفوة القول‪ ،‬إذن‪ ،‬إن هذه المبادرة الرامية إلى‬ ‫تكريم أستاذ األجيال وعميد األدب المغربي الدكتور‬ ‫عباس الجراري لهي في الحقيقة مبادرة محمودة‪،‬‬ ‫واعتراف جليل لما قدمه من عطاءات متنوعة وجهود‬ ‫متواصلة إن على مستوى الجامعة‪ ،‬أو على مستوى‬ ‫الندوات الدراسية والملتقيات الثقافية‪ ،‬وحتى على‬ ‫مستوى التأليف والكتابة‪ .‬ثم إن الكتاب التكريمي جاء‬ ‫حاف ًال بالدراسات القيمة التي تعرف من جهة باألعمال‬ ‫العلمية واألدبية والفكرية والدينية للمحتفى به د‪.‬‬ ‫عباس الجراري‪ ،‬كما تنفذ من جهة أخرى إلى عمق‬ ‫تجربته العلمية الغزيرة والمتنوعة في إسهام واضح‬ ‫وجلي في تقييم معالم ثقافته وشخصيته‪.‬‬


‫العدد ‪886‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬أبريل �إلى ‪ 01‬ماي ‪2017‬‬

‫‪13‬‬

‫المغرب واالتحاد األوروبي ‪:‬‬

‫«دينامية الحوار وفض النزاع»‬ ‫إن المجال االجتماعي والثقافي ورغم أنه شكل اهتماما كبيرا لدى المشاركين في مؤتمر‬ ‫برشلونة‪ ،‬ورغم التزام الشركاء األورو‪-‬متوسطيين بتنمية وتقوية المجال االجتماعي وخاصة‬ ‫ما يهم الموارد البشرية‪ ،‬فإنه لم يعرف تطورا ملحوظا وظلت قرارات االتحاد األوروبي حبرا على‬ ‫ورق‪ .‬كما شمل هذا المجال قضايا أخرى مثل االهتمام بالمرأة والطفل واألشخاص الموجودين‬ ‫في وضعية صعبة‪ ،‬والتقليص من حدة الفقر والهشاشة واإلقصاء‪ ،‬وضمان تنمية مستدامة‬ ‫تصاحبها تنمية شاملة على جميع األصعدة والمجاالت وفق العديد من البرامج التنموية‪ ،‬كما‬ ‫هو الشأن بالنسبة للتمدرس داخل المجال القروي‪ ،‬ومحو األمية وتشجيع الجمعيات‪ ،‬والمنظمات‬ ‫غير الحكومية‪ ،‬دون أن ننسى قطاع التعليم الذي يعد العنصر البارز ألي استراتيجية تنموية‬ ‫داخل المغرب‪ .‬عمد المغرب في نفس السياق بمعية االتحاد األوروبي على دعم االستراتيجية‬ ‫الوطنية لمحو األمية الذي تهم شريحة واسعة من المجتمع المغربي‪ ،‬من خالل مكافحة األمية‬ ‫والهذر المدرسي والتعليم غير النظامي‪ ،‬و قد تم إدراج هذا المشروع ضمن المبادرة الوطنية‬ ‫للتنمية البشرية‪ ،‬ضمن سياسة شاملة وحديثة ومتطورة تتماشى واإلصالح التربوي والتعليمي‪،‬‬ ‫وتسعى إلى دعم االستراتيجية الوطنية لمحو االمية التي انخرط فيها االتحاد األوروبي مع‬ ‫المغرب من خالل اآللية األوروبية للجوار والتي جاء فيها‪:‬‬ ‫‪«…….L’analphabétisme et la non scolarisation ou la déscolarisation‬‬ ‫‪des enfants et des jeunes demeurent une réalité quotidienne pénalisant‬‬ ‫‪une grande partie de la population marocaine,…….le gouvernement‬‬ ‫‪marocain a retenu la lutte contre l’analphabétisme et l’éducation non‬‬ ‫‪formelle comme priorités nationales,…….L ‘importance accordée par le‬‬ ‫‪Maroc à l’alphabétisation et à l’éducation non formelle a été réaffirmée‬‬ ‫‪dans la nouvelle Initiative Nationale pour le Développement Humain…».‬‬ ‫أما في المجال الصحي عمد المغرب في تعاونه مع االتحاد األوروبي‪ ،‬على إحداث العديد‬ ‫من اإلصالحات‪ ،‬هدفت إلى الرفع من عدد المستشفيات وإصالح المنظومة الصحية‪ ،‬عن طريق‬ ‫التمويل والتغطية الصحية األساسية وخطة المساعدة الطبية‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة لما أطلق‬ ‫عليه باسم‪ . RAMED‬جاءت هذه اإلجراءات والتدابير الهيكلية للقطاع الصحي نتيجة تدهوره‪،‬‬ ‫مما دفع المغرب إلى إشراك جميع الفاعلين والمانحين بغية الرقي بهذا القطاع الحيوي الذي‬ ‫يمس شريحة كبيرة من الساكنة المغربية‪ ،‬بما فيهم االتحاد األوروبي من خالل العديد من‬ ‫االتفاقيات المبرمة بين الطرفين‪.‬‬

‫• حصيلة الشراكة المغربية األوروبية‬ ‫إن المتتبع لمسار وحصيلة الشراكة بين المغرب واالتحاد األوروبي يرى أن المغرب قطع‬ ‫أشواطا كبيرة‪ ،‬بدءا من اتفاقية الشراكة ‪ 1996‬المنبثقة عن مؤتمر برشلونة التي واكبتها‬ ‫العديد من اإلصالحات الهيكلية والتغيرات في البنية الداخلية المغربية‪ ،‬عن طريق تطوير أوجه‬ ‫التعاون مع االتحاد األوروبي وتحسين آلياته الدبلوماسية معه‪ .‬أطلق االتحاد األوروبي تتميما‬ ‫لهذه االتفاقية سياسة الجوار األوروبية سنة ‪ 2003‬التي ركزت على توطيد وتوسيع مجاالت‬ ‫التعاون والتشارك‪ ،‬على اعتبار أن المغرب يعد شريكا مهما واستراتيجيا لالتحاد األوروبي‪ ،‬وقد‬ ‫توج هذا المسار بمنح المغرب وضعا متقدما إيمانا بالدور الذي لعبه و يلعبه المغرب داخل‬ ‫الفضاء المتوسطي‪.‬‬ ‫يعد الوضع المتقدم الممنوح للمغرب مرحلة جديدة في عالقة المغرب مع االتحاد األوروبي‪،‬‬ ‫هذا الوضع عمل على توسيع دائرة العالقات بين الطرفين‪ ،‬لتشمل معظم األنشطة باستثناء‬ ‫العضوية في المؤسسات التقريرية والتنفيذية لالتحاد األوروبي‪ .‬إال أن المالحظ أن الوضع‬ ‫المتقدم بقدر ما سيفيد المغرب‪ ،‬فإنه في نفس الوقت سيفرض عليه تحديات وإكراهات كبيرة‪،‬‬ ‫والتزامات قوية اتجاه الشريك األوروبي‪ ،‬وخاصة وأن المنطقة المتوسطية ومنها دول شمال‬ ‫إفريقيا تعج باألحداث والتحوالت الجذرية‪ ،‬وأهمها ما «سمي بالربيع العربي» الذي أحدث تغيرات‬ ‫جوهرية في البنيات السياسية واالجتماعية داخل المجتمعات التي عرفت ثورات وانتفاضات‪.‬‬ ‫إذا كانت العديد من المميزات والخصائص التي عمقت الحوار المغربي األوروبي‪ ،‬و شكلت‬

‫• الدكتور فؤاد صديقي‬

‫توافقا كبيرا من حيث الشكل والمضمون‪،‬‬ ‫فماهي إذن محاور الخالف والتوتر القائم بين‬ ‫الطرفين؟ وكيف تعامل االتحاد األوروبي كشريك‬ ‫أساسي للمغرب مع هذه التحديات؟ وما هو دور‬ ‫القوى الكبرى اإلقليمية والدولية‪ ،‬والمنظمات‬ ‫العالمية في حل هذا الخالف؟ وماهي التدابير‬ ‫واإلجراءات المغربية التي اتخذها المغرب للدفاع‬ ‫عن مصالحه؟‬

‫• محاور الخالف المغربي األوروبي‬

‫إن محاور الخالف المغربي األوروبي تكمن بالدرجة األولى في المحور األمني والسياسي‬ ‫والتي تتصدرها الهجرة السرية‪ ،‬بحيث أصبح المغرب حاضرا في السياسة األمنية األورو‪-‬‬ ‫متوسطية‪ ،‬وفي تقاطع الحسابات األمنية باعتباره قاعدة متقدمة للناتو‪ ،‬وجبهة دفاعية في‬ ‫ترتيبات األمن المتوسطي‪ ،‬ومن بين أهم االتفاقيات التي همت هذا المجال اتفاقية الشراكة‬ ‫لسنة ‪ 1996‬التي دخلت حيز التنفيذ في فاتح مارس ‪ ،2000‬والتي تمحورت حول قضية التعاون‬ ‫األمني بين المغرب واالتحاد األوروبي‪ ،‬ونصت على ضرورة إحالل السلم واألمن في المنطقة‪.‬‬ ‫كما تطرقت أيضا إلى قضايا أساسية في عالقات الجانبين ولعل أبرزها قضية الهجرة السرية‪،‬‬ ‫بحيث ومنذ مطلع التسعينات وبداية األلفية الثالثة تحولت هذه الظاهرة إلى مصدر تهديد‬ ‫حقيقي وفعلي يؤرق بلدان االتحاد األوروبي‪ ،‬األمر الذي دفع بها إلى ضرورة البحث عن سبل‬ ‫الحتوائها حتى ال تكون لها انعكاسات على بلدان شمال المتوسط‪ ،‬وذلك عن طريق إبرام‬ ‫العديد من االتفاقيات مع بلدان جنوب المتوسط‪ .‬إن االهتمام الذي أولته البلدان األوروبية‬ ‫للمغرب كان واضحا باعتباره شريكا ال يمكن االستغناء عنه في احتواء ظاهرة الهجرة غير‬ ‫الشرعية التي تحظى بأهمية قصوى في الشراكة المغربية األوروبية‪ ،‬حيث شكلت مجاال‬ ‫خصبا للتعاون الثنائي من أجل إيجاد استراتيجية فعالة لمكافحة اإلرهاب عن طريق التنسيق‬ ‫االستخباراتي وتبادل المعلومات‪.‬‬ ‫إن الخالف المغربي األوروبي لم يقتصر على المجال األمني والسياسي فقط‪ ،‬ولكن شمل‬ ‫كذلك قضايا أخرى خالفية هامة تهم القضايا الوطنية والسيادة المغربية‪ ،‬والتي تتقدمها‬ ‫قضية الصحراء المغربية‪ ،‬التي رغم اهتمام العديد من المنظمات الدولية الحكومية منها وغير‬ ‫الحكومية‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة لالتحاد األوروبي‪ ،‬أو حتى الواليات المتحدة األمريكية و األمم‬ ‫المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة الوحدة اإلفريقية‪ ،‬إال أنها لم تبرح مكانها‪ ،‬في الوقت‬ ‫الذي كان من المفروض وضع حد لهذه األزمة التي عمرت طويال‪ .‬أصبحت مشكلة الصحراء‬ ‫تشكل تهديدا حقيقيا لألمن في إفريقيا وحتى داخل التراب األوروبي‪ ،‬في الوقت الذي اقتصرت‬ ‫فيه مواقف هذه الدول والمنظمات بالتصريحات الدبلوماسية التي ال تفيد القضية في شيء‪،‬‬ ‫لتبقى مواقفها منصبة على التأكيد على ضرورة استمرار مسلسل المفاوضات الذي طال أمده‪.‬‬ ‫يجرنا هذا إلى الكالم عن الخالفات والنزاعات الحدودية بين الدول اإلفريقية‪ ،‬وخاصة المغرب‬ ‫والجزائر الذي كان من بين المسببات لقضية الصحراء‪ ،‬والتي تحاول من خاللها الجزائر التنصل‬ ‫من أجل إلهاء المغرب عن مطالبته بإعادة رسم الحدود بين البلدين‪ ،‬أضف إلى ذلك قضية‬ ‫سبتة ومليلية‪ ،‬والالمباالة الذي تكتنف هذه القضية‪ ،‬باإلضافة إلى الجزر والثغور المغربية التي‬ ‫الزالت تحت االستعمار اإلسباني‪.‬‬ ‫تعرف قضية حقوق اإلنسان هي األخرى جدال كبيرا بين المغرب واالتحاد األوروبي‪،‬‬ ‫بحيث يعتبر هذا الموضوع من أهم القضايا التي تثير نقاشا عميقا داخل أوساط االتحاد‬ ‫األوروبي‪ ،‬خاصة وأنه قد أوقع أزمة سياسية بين المغرب وفرنسا سنة ‪،1999‬و أثرت على‬ ‫العالقات المغربية األوروبية بشكل مباشر‪ ،‬نتج عن ذلك رفض البرلمان األوروبي المصادقة‬ ‫على البرتوكول المالي الرابع بين المغرب والمجموعة االقتصادية األوروبية‪ ،‬مفسرا ذلك‬ ‫بعدم احترام المغرب لحقوق اإلنسان‪ .‬كما نقف كذلك عند الخالفات االقتصادية وخاصة‬ ‫مشكل عدم تجديد اتفاقية الصيد البحري بين المغرب واالتحاد األوروبي باعتباره من أهم‬ ‫المشاكل االقتصادية التي واجهت الطرفين‪ ،‬وخاصة وأن العديد من خصوم المغرب حاول‬ ‫عدم إدراج السواحل الصحراوية المتنازعة عليها ضمن االتفاقية الجديدة‪ ،‬مع التخفيض من‬ ‫قيمة التعويض المالي لهذه االتفاقية‪.‬‬ ‫رفض المغرب هذا االتجاه وأبى أن يجدد هذه االتفاقية وفق ما جاء في قرارات البرلمان‬ ‫األوروبي‪ ،‬وبعد مفاوضات ماراطونية استطاع المغرب ومن خالل تجربته في هذا الميدان‪،‬‬ ‫أن يرضخ االتحاد األوروبي إلى مطالبه المشروعة‪ ،‬و التي توجت في األخير بتوقيع االتفاقية‬ ‫لمدة أربع سنوات‪ ،‬حقق المغرب من خاللها عدة استحقاقات وانتصارات سياسية ودبلوماسية‪،‬‬ ‫أهمها إدراج السواحل الصحراوية ضمن االتفاقية‪ ،‬وتقليص عدد السفن والبواخر المرخص‬ ‫لها بالمصايد المغربية‪ ،‬دون أن ننسى الرفع من قيمة التعويض المالي الخاص بهذه‬ ‫االتفاقية‪ ،‬والذي بلغ ‪ 40‬مليون يورو مقارنة باالتفاقية المنتهية والتي بلغت قيمتها المالية‬ ‫‪ 36‬مليون يورو‪ .‬إلى جانب قطاع الصيد البحري ال يمكن إغفال ما يعانيه القطاع الفالحي‬ ‫من مشاكل وإكراهات‪ ،‬والتي تتمثل في الصعوبة التي تعترض المنتجات الفالحية المغربية‬ ‫في ولوجها لألسواق األوروبية‪ ،‬وهذا ما يشكل عائقا أمام المصدرين المغاربة‪ ،‬والضرر الذي‬ ‫يلحق بمنتجاتهم‪ ،‬نتيجة للتدابير واإلجراءات القاسية التي يضعها االتحاد األوروبي كشروط‬ ‫ومقاييس لولوج المنتجات الفالحية المغربية إلى دول االتحاد األوروبي‪ ،‬ونوعية المنتجات‬ ‫الفالحية المغربية و توقيت دخولها‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪� 25‬أبريل �إلى ‪ 01‬ماي ‪2017‬‬

‫العدد ‪886‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫ذكرى الإ�سراء واملعراج‬

‫ْ أَ‬ ‫ِيع ا ْل َب ِ‬ ‫ار ْ‬ ‫ري) اإلسراء ‪.‬‬ ‫ال�سم ُ‬ ‫ال ْق َ‬ ‫�صى ا َّلذِ ي َب َ‬ ‫ِن َيهُ م ْ‬ ‫�ص ُ‬ ‫ِن �آ َيا ِت َنا ۚ ِ�إنَّهُ هُ َو َّ‬ ‫ك َنا َح ْو َلهُ ل رُ ِ‬

‫لقد أيد اهلل سبحانه وتعالى نبينا سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم باآليات البينات والمعجزات الباهرات التي‬ ‫منها اإلسراء والمعراج‪ ،‬حيث أظهره اهلل على بدائع غيبه وعجائب ملكوته وفرض عليه الصالة التي هي عماد الدين‪،‬‬ ‫وكانت هذه المعجزة مناسبة للكفار حاولوا أن يشككوا بها المؤمنين في دينهم ويفرقوا اجتماعهم على نبيهم‪ ،‬فلم‬ ‫ينجح سعيهم ألن المومنين كانوا أرسخ عقيدة وأشد يقينا من أن يؤثر فيهم كالم المغرضين وتشكيك الكافرين‪،‬‬ ‫وقد روي أنه صلى اهلل عليه وسلم أصبح يحدث الناس بما رآه في هذه الرحلة السماوية ففزع قوم من المشركين إلى‬ ‫أبي بكر الصديق ولم يكن حضر عند النبي صلى اهلل عليه وسلم بعد‪ ،‬فقالوا له‪ :‬أرايت إلى صاحبك يحدث أنه أسري‬ ‫به إلى بيت المقدس ورجع من ليلته؟ فقال‪ :‬أهو قال ذلك؟ قالوا نعم‪ ،‬فقال هو صادق‪ ،‬قالوا أتصدقه أنه ذهب إلى‬ ‫بيت المقدس ورجع في ليلة واحدة؟ فقال‪ :‬إني ألصدقه على أبعد من ذلك‪ ،‬على خبر السماء في غدوه ورواحه‪ ،‬فسمي‬ ‫من ذلك اليوم الصديق‪.‬‬

‫فاإلسراء والمعراج معجزتان باهرتان اختص بهما اهلل نبيه وحبيبه‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم دون سائر األنبياء والرسل‪ ,‬ورفعه بهما إلى حضرة‬ ‫القدس التي لم يصل إليها نبي مرسل وال ملك مقرب‪ ,‬وأراه ليلتها من‬ ‫عجائب آياته الكبرى في السماوات واألرض ما اليحيط به إدراك العقل‬ ‫وال يتعلق به الوهم‪.‬‬ ‫وقد بدأ سبحانه اآلية بالتسبيح أي تنزيه نفسه عما اليليق بكماله‪,‬‬ ‫وقرن التسبيح بهذا المسرى لينفي بذلك عن قلب صاحب الوهم ومن‬ ‫يحكم عليه خياله من أهل التشبيه والتجسيد ما يتخيله في حق اهلل‬ ‫تعالى من الحد والجهة والمكان‪ ،‬فكأنه يقول تنزيها هلل الذي أسرى‬ ‫بعبده عن أن يكون إسراؤه به إلى جهة أو مكان يحل اهلل تعالى به‪،‬‬ ‫ألن اهلل سبحانه وتعالى منزه عن المكان والجهة‪ .‬وإنما أسرى به ليريه‬ ‫عجائب ءاياته كما قال‪« :‬لنريه من آياتنا» وقد وصف اهلل نبيه بالعبودية‬ ‫في هذا المقام الذي شرفه فيه وأكرمه بما لم يكرم به أحدا من خلقه‬ ‫للداللة على أنه صلى اهلل عليه وسلم بلغ أقصى درجات العبودية‪ ,‬وهي‬ ‫أشرف األوصاف وأعلى المراتب‪ ,‬وكان صلى اهلل عليه وسلم يقدم وصفه‬ ‫بالعبودية على وصفه بالرسالة‪ ,‬كما في قوله‪ « :‬التطروني كما أطرت‬ ‫النصارى المسيح ابن مريم‪ ,‬ولكن قولوا عبد اهلل ورسوله» وقد بين سبحانه وتعالى أن اإلسراء به كان إلى المسجد‬ ‫األقصى‪ ,‬وهو بيت مقدس ‪ ,‬ثاني مسجد وضع في األرض بعد المسجد الحرام‪ ,‬وقد وصف اهلل المسجد األقصى بأنه‬ ‫بارك حوله بكثرة الزروع والثمار‪ ,‬وبكثرة من بعث في تلك البالد من األنبياء‪ ,‬وبين اهلل سبحانه وتعالى في تمام اآلية‬ ‫أن الغاية من اإلسراء أن يرى صلى اهلل عليه وسلم عجائب آيات اهلل‪.‬‬ ‫وقد جاء في األحاديث الصحيحة بيان بعض ما رآه من آيات اهلل في مسراه ومعراجه‪ ,‬فقد روى أنه صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم فرج سقف بيته فنزل جبريل فشق من ثغرة نحره إلى أسفل بطنه‪ ،‬ثم قال جبريل لميكائيل‪ :‬إئتني بطست من‬ ‫ماء زمزم كيما أطهر قلبه وأشرح صدره‪ ،‬فاستخرج قلبه فغسله ثالث مرات ونزع ما كان فيه من أذى‪ ،‬واختلف إليه‬ ‫ميكائيل بثالث طاسات من ماء زمزم‪ ،‬ثم أتى بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغه في صدره ومأله علما‬ ‫وحلما ويقينا‪ ،‬ثم أطبقه‪ ،‬ثم ختم بين كتفيه بخاتم النبوءة ‪ ،‬ثم أتى بالبراق مسرجا ملجما‪ ،‬وهو دابة أبيض طويل فوق‬ ‫الحمار ودون البغل‪ ,‬يضع حافره عند منتهى طرفه «أي بصره» وفي حديث ابن مسعود «إذا أتى على جبل ارتفعت‬ ‫رجاله‪ ،‬وإذا هبط ارتفعت يداه فال مشقة على راكبه في صعود وال هبوط» فأتاه النبي صلى اهلل عليه وسلم فاستصعب‬ ‫عليه‪ ,‬فأداره جبريل بأذنه وقال مه‪ ,‬أبمحمد تفعلين هذا‪ ,‬وفي رواية‪ :‬فقال له جبريل‪ :‬أال تستحيي يابراق‪ ،‬واهلل ما ركبك‬ ‫أحد أكرم على اهلل منه‪ ،‬فاستحيا حتى ارفض عرقا‪ ،‬وقر حتى ركبه‪ ،‬فانطلق هو وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره‪،‬‬ ‫وفي رواية فكان الذي يمسك بركابه جبريل وبزمام البراق ميكائيل‪ ,‬فسار بهما حتى بلغوا أرضا ذات نخل فقال له ‪:‬‬ ‫إنزل فصل هنا‪ ،‬ففعل ثم ركب‪ ،‬فقال هل تدري أين صليت؟ قال‪ :‬ال‪ ,‬قال‪ :‬صليت بطيبة وإليها الهجرة‪ .‬فانطلق البراق‬ ‫يهوي به‪ ,‬فقال له جبريل انزل فصل ففعل‪ ،‬ثم ركب فقال له جبريل‪ :‬أتدري أين صليت؟ قال ال‪ ,‬قال‪ :‬صليت بمدين‬ ‫عند شجرة موسى‪ .‬ثم ركب فانطلق البراق يهوي به‪ ،‬ثم قال له جبريل انزل فصل‪ ,‬ففعل‪ ,‬ثم ركب فقال أتدري أين‬ ‫صليت؟ قال ‪ :‬ال‪ ،‬قال‪ :‬صليت بطور سيناء حيث كلم اهلل موسى‪ .‬ثم بلغ أرضا فبدت له قصور‪ ،‬فقال له جبريل انزل‬ ‫فصل‪ ،‬ففعل ثم ركب‪ ،‬وانطلق البراق يهوي به ثم قال له جبريل‪ :‬أتدري أين صليت؟ قال ال‪ :‬قال صليت ببيت لحم‬ ‫حيث ولد عيسى‪ .‬فساروا حتى أتوا على قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم‪ ،‬كلما حصدوا عاد كما كان‪ ,‬فقال‬ ‫ياجبريل ما هذا؟ فقال‪ :‬هؤالء المجاهدون في سبيل اهلل تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف‪ ,‬وما أنفقوا من شيء‬ ‫فهو يخلفه‪ .‬ثم أتى على قوم ترضخ رؤوسهم بالصخر كلما رضخت عادت كما كانت واليفتر عنهم من ذلك شيء‪,‬‬ ‫فقال ياجبريل من هؤالء؟ قال هؤالء الذين تثاقل رؤوسهم عن الصالة المكتوبة‪ .‬ثم أتى على قوم على أقبالهم رقاع‪,‬‬ ‫وعلى أدبارهم رقاع يسرحون كما تسرح البهائم وياكلون الضريع‪ ,‬وهو اليابس من الشوك‪ ،‬والزقوم ورضف جهنم‪،‬‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫‪-‬‬

‫ـ‪1‬ـ‬

‫تحل بحر هذا األسبوع ذكرى عظيمة ومناسبة جليلة للتذكر وأخذ العبر والدالالت‪ ،‬إنها معجزة اإلسراء والمعراج‬ ‫َ‬ ‫ِن مْالَ ْ�سجِ دِ حْ َ‬ ‫ام ِ�إ َلى مْالَ ْ�سجِ دِ‬ ‫�س ٰ‬ ‫ى ِب َع ْبدِ هِ َل ْي اًل م َ‬ ‫التي يقول فيها الحق سبحانه وتعالى ُ‬ ‫(�س ْب َح َ‬ ‫ان ا َّلذِ ي �أ رْ َ‬ ‫ال َر ِ‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫محمد كنون احل�سني‬ ‫وهي الحجارة المحمات‪ ،‬فقال من هؤالء ياجبريل؟ قال‪ :‬هؤالء الذين اليؤدون زكاة أموالهم‪ ،‬وما ظلمهم اهلل شيئا‬ ‫وما اهلل بظالم للعبيد‪ .‬ثم أتى على قوم بين أيديهم لحم نضيج في قدر طيب ولحم آخر نيء خبيث‪ ,‬فجعلوا يأكلون‬ ‫من النيء الخبيث ويدعون النضيج الطيب‪ ،‬فقال ماهذا ياجبريل؟ قال‪ :‬هذا الرجل من أمتك تكون عنده المرأة الحالل‬ ‫الطيب‪ ،‬فيأتي امرأة خبيثة فيبيت عندها حتى يصبح‪ ،‬والمرأة تقوم من عند زوجها حالال طيبا فتأتي رجال خبيثا فتبيت‬ ‫عنده حتى تصبح‪ .‬ثم أتى على خشبة على الطريق اليمر بها ثوب وال شيء إال خرقته‪ ,‬فقال ما هذا ياجبريل؟ قال‪ :‬هذا‬ ‫مثل أقوام من أمتك يقعدون على الطريق فيقطعونه‪ ،‬ثم تال ‪« :‬وال تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل‬ ‫اهلل»‪ .‬ورأى صلى اهلل عليه وسلم رجال يسبح في نهر من دم يلقم الحجارة‪ ،‬فقال صلى اهلل عليه وسلم من هذا؟ قال‬ ‫هذا آكل الربا‪ .‬ومر صلى اهلل عليه وسلم بقوم مشافرهم أي شفاههم كاإلبل يلتقمون جمرا فتخرج من أسافلهم‪,‬‬ ‫فقال من هؤالء؟ قال‪ :‬الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما‪ .‬ومر صلى اهلل عليه وسلم على رجل قد جمع حزمة حطب‬ ‫عظيمة اليستطيع حملها وهو يزيد عليها‪ ,‬فقال من هذا ياجبريل؟ قال‪ :‬هذا الرجل من أمتك يكون عنده أمانات الناس‬ ‫اليقدر على أدائها وهو يريد أن يحمل عليها‪ .‬ثم أتى صلى اهلل عليه وسلم على قوام لهم أظفار من نحاس يخمشون‬ ‫بها وجوههم وصدورهم‪ ,‬فقال من هؤالء؟ قال‪ :‬هؤالء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم‪ .‬وأتى صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم على حجر صغير يخرج منه ثور عظيم‪ ,‬فجعل الثور يريد أن يرجع من حيث خرج فال يستطيع‪ ,‬فقال ما‬ ‫هذا ياجبريل؟ قال‪ :‬هذا الرجل يتكلم بالكلمة العظيمة ثم يندم عليها‬ ‫فال يستطيع أن يردها‪ .‬ثم رأى صلى اهلل عليه وسلم الجنة والنار ومر‬ ‫على موسى وهو يصلي في قبره عند الكثيب األحمر‪ ,‬فسار صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم حتى أتى بيت المقدس ودخله من بابه اليماني‪ ،‬وإذا عن‬ ‫يمين المسجد وعن يساره نوران ساطعان‪ ،‬فقال‪ :‬ياجبريل ما هذان‬ ‫النوران؟ قال‪ :‬أما الذي عن يمينك فمحراب أخيك داود‪ ,‬وأما الذي عن‬ ‫يسارك فعلى قبر أختك مريم‪ ,‬ثم نزل عن البراق وربطه بباب المسجد‬ ‫بالحلقة التي يربط بها األنبياء عليهم السالم‪ ,‬وفي رواية مسلم‬ ‫فربطته بالحلقة التي تربط بها األنبياء‪ .‬فلما استوى النبي صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم في صخرة بيت المقدس قال جبريل يامحمد‪ :‬هل سألت‬ ‫ربك أن يريك الحور العين؟ قال نعم‪ ,‬قال فانطلق إلى أولئك النسوة‬ ‫فسلم عليهن وهن جلوس عن يسار الصخرة‪ ،‬فانتهى إليهن فسلم‬ ‫عليهن فرددن السالم‪ ,‬فقال من أنتن؟ فقلن خيرات حسان نساء قوم‬ ‫أبرار‪ ,‬ثم صلى هو وجبريل كل واحد ركعتين‪ ,‬فلم يلبث إال يسيرا حتى‬ ‫اجتمع ناس كثيرون مع النبيئين من بين قائم وراكع وساجد‪ ,‬ثم أذن‬ ‫مؤذن وأقيمت الصالة فقاموا صفوفا ينتظرون من يؤمهم ‪ ،‬فأخذ‬ ‫جبريل بيده صلى اهلل عليه وسلم فقدمه فصلى بهم ركعتين‪ ,‬فلما‬ ‫انصرف قال جبريل يامحمد أتدري من صلى خلفك؟ قال ‪ :‬ال‪ ,‬قال‪ :‬كل نبي بعثه اهلل‪ .‬وفي حديث أبي هريرة فلقي‬ ‫أرواح األنبياء فأثنوا على ربهم فقال إبراهيم‪ :‬الحمد هلل الذي اتخذني خليال وأعطاني ملكا عظيما‪ ,‬وجعلني أمة قانتا‬ ‫يؤتم بي‪ ,‬وأنقذني من النار وجعلها علي بردا وسالما‪ ,‬ثم إن موسى أثنى على ربه تعالى فقال‪ :‬الحمد هلل الذي كلمني‬ ‫تكليما‪ ,‬وجعل هالك فرعون ونجاة بني إسرائيل على يدي‪ ,‬وجعل من أمتي قوما يهدون بالحق وبه يعدلون‪ ,‬ثم إن‬ ‫داود أثنى على ربه فقال‪ :‬الحمد هلل الذي جعل لي ملكا وعلمني الزبور‪ ,‬وأالن لي الحديد وسخر لي الجبال يسبحن‬ ‫والطير‪ ,‬وأعطاني الحكمة وفصل الخطاب‪ ,‬ثم إن سليمان أثنى على ربه فقال‪ :‬الحمد هلل الذي سخر لي الرياح وسخر‬ ‫لي الشياطين يعملون لي ما شئت من محارب وتماثيل وجفان وقدور راسيات‪ ,‬وعلمني منطق الطير وءاتاني من‬ ‫كل شيء فضال‪ ,‬وسخر لي جنود الشياطين‪ ,‬وفضلني على كثير من عباده المومنين‪ ,‬وآتاني ملكا ال ينبغي ألحد من‬ ‫بعدي‪ ،‬وجعل ملكي ملكا طيبا ال حساب فيه وال عقاب‪ .‬ثم إن عيسى عليه السالم أثنى على ربه فقال‪ :‬الحمد هلل الذي‬ ‫جعلني كلمته وجعل مثلي مثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون‪ ,‬وعلمني الكتاب والحكمة والتوراة واالنجيل‬ ‫وجعلني أبرئ االكمه واالبرص وأحيي الموتى بإذن اهلل‪ ,‬ورفعني وطهرني وأعاذني وأمي من الشيطان الرجيم‪ ,‬فلم‬ ‫يكن للشيطان علينا سبيل‪ .‬فقال النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬كلكم أثنى على ربه وأنا متن على ربي‪ :‬الحمد هلل الذي‬ ‫أرسلني رحمة للعالمين‪ ,‬وكافة للناس بشيرا ونذيرا‪ ،‬وأنزل علي الفرقان فيه تبيان كل شيء وجعل أمتي خير أمة‬ ‫أخرجت للناس‪ ,‬وجعل أمتي وسطا وجعل أمتي هم اآلخرون واألولون‪ ,‬وشرح لي صدري ووضع عني وزري ورفع لي‬ ‫ذكري‪ ,‬وجعلني فاتحا وخاتما‪.‬فقال إبراهيم بهذا فضلكم محمد صلى اهلل عليه وسلم‪ .‬وأخذ النبي صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫من العطش أشد ما أخذه‪ ,‬فأتى بقدحين أحدهما عن اليمين واآلخر عن الشمال‪ ,‬في أحدهما لبن وفي اآلخر عسل‪,‬‬ ‫وفي رواية أتي بآنيات ثالث مغطاة أفواهها‪ ,‬فأتى بإناء منها فيه ماء فشرب منه قليال‪ ،‬ثم دفع إليه إناء فيه لبن فشرب‬ ‫منه حتى روى منه‪ ,‬ثم دفع إليه إناء فيه خمر فقيل له اشرب‪ ,‬فقال‪ :‬ال أريده‪ ,‬فقال جبريل‪ :‬أما إنها قد تحرم على أمتك‪.‬‬ ‫ثم أتي صلى اهلل عليه وسلم بالمعراج أي السلم الذي تعرج عليه أرواح بني آدم‪ ,‬فلم ير الخالئق أحسن منه‪ ,‬أما ترى‬ ‫الميت يمد إليه بصره إذا احتضر‪ ,‬وهو سلم من نور ومن جوهر تصعد فيه األرواح إلى السماء فصعد صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم حتى عرج هو وجبريل‪ ,‬وعن يمينه مالئكة وعن يساره مالئكة حتى انتهيا إلى باب من أبواب السماء الدنيا يقال‬ ‫لها « باب الحفظة» وعليه ملك يقال له إسماعيل وهو صاحب سماء الدنيا‪... ,‬‬

‫(يتبع)‬

‫التوبة ف�ضل الإ�ستغفار‬

‫لقد أفاد الترغيب في التوبة واإلنابة إلى اللهّ سبحانه وتعالى إن‬ ‫األساليب الدعوية نافعة‪ ،‬تجعل الناس يقبلون على الطاعة حيث أن األجر‬ ‫والثواب محبب للنفس‪ ،‬إن النفس دائما ترغب في المزيد من الفضل‬ ‫والرحمة‪ ،‬إن الترغيب تشويق للعمل على اعتقاد أو تصور أو فعل‪ ،‬أوترك‬ ‫خالفه‪ ،‬إن الترغيب يقوم على وعد لتحقيق منفعة مقابل اإللتزام بأداء أمر أو‬ ‫اجتناب نهي‪ ،‬إن اإلنسان مفطور على الميل إلى كل ما يحقق له اللذة‪ ،‬ولهذا‬ ‫تأثير كبير في تربية اإلنسان وتوجيه سلوكه‪.‬‬ ‫فضل اإلستغفار‪ :‬اإلنسان بطبيعته خطاء وغير معصوم من اقتراف‬ ‫الذنوب‪ ،‬مما يستلزم التوبة‪ ،‬واإلنابة إلى اللهّ تعالى‪ ،‬ما من شك في أن‬ ‫اإلستغفار له فضل عظيم‪ ،‬قال اللهّ تعالى‪ ،‬وما من شك أن اإلستغفار له‬ ‫فضل عظيم‪ ،‬قال اللهّ تعالى‪« :‬فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً»‪ ،‬ومما‬ ‫جاء على لسان هود عليه السالم قوله تعالى‪« :‬ويا قوم استغفروا ربكم ثم‬ ‫توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوة إلى قوتكم»‪ ،‬وجعل‬ ‫اهلل من صفات المتقين اإلستغفار‪ ،‬فقال جل شأنه‪« :‬كانوا قليال من الليل‬ ‫ما يهجعون وباألسحارهم يستغفرون»‪ ،‬وأمر باإلنابة والرجوع إليه فقال‬

‫بقلم الدكتور‬

‫سبحانه‪« :‬وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له»‪ ،‬إن النووي قال‪« :‬إن لو تكرر الذنب‬ ‫مائة مرة أو ألف مرة أو أكثر وتاب في كل مرّة قبلت توبته وسقطت ذنوبه‪،‬‬ ‫لو تاب عن الجميع توبة واحدة جمبعها صحت توبته»‪.‬‬ ‫وقال القرطبي‪ :‬إن عظيم فضل اللهّ وسعة رحمته وحله وكرمه‪ ،‬لكن‬ ‫هذا اإلستغفار هو الذي يثبت معناه في القلب مقارنا للسان لينحل به عقد‬ ‫اإلصرار ويحصل مع الندم‪ ،‬فهو ترجمه للتوبة فكلما وقع في الذنب عاد إلى‬ ‫التوبة لال من قال‪« :‬أستغفر اللهّ بلسانه وقلبه مصر على تلك المعصية‪،‬‬ ‫فهذا الذي استغفاره يحتاج إلى اإلستغفار» حقيقة اإلستغفار طلب المغفرة‬ ‫إما باللسان أو القلب أو بهما معا‪ .‬التوبة واجبة على كل من تلبس بذنب‬ ‫وجوب لزوم ال بد منه‪ ،‬إن التوبة أصل كل مقام‪ ،‬ومفتاح كل حال‪ ،‬فمن ال‬ ‫توبة له ال مقام له وال حال له‪ ،‬التوبة رجوع عن الذنب بأن يقلع المسلم‬ ‫عنه ويندم عليه‪ ،‬فيعزم على ال عودة إليه‪ .‬قال النووي‪« :‬أركان التوبة ثالثة‬ ‫اإلقالع والندم على فعل المعصية والعزم على أن ال يعود إليها أبداً‪ ،‬إن كانت‬ ‫المعصية آلدمي فلها ركن رابع أال وهو التحلل من صاحب ذلك الحق‪ ،‬فمن‬ ‫تاب توبة نصوحاً‪ ،‬اجتمعت شروط التوبة في حقه أن يقطع بقبول توبته‬ ‫كرماً وفض ً‬ ‫ال من اللهّ سبحانه وتعالى‪ ،‬النفس تزكو عند تحقيق التوبة هلل‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫العلي القدير والخبير‪ .‬كيف ال وإن التائب لتقلب سيئاته إلى حسنات‪ ،‬فيصبح‬ ‫نقياً من الخطايا‪ ،...‬والذنوب‪.‬‬ ‫أخرج الترمذي من حديث ألبي هريرة قال صلى اللهّ عليه وسلم‪« :‬إن‬ ‫العبد إذا أخطأ نكتت في قلبه نكتة سوداء‪ ،‬فأذا نزع واستغفر وتاب‪ ،‬صقل‬ ‫قلبه‪ ،‬وإن عاد زيد فيه حتى تعلو قلبه وهو الران الذي ذكر اللهّ »‪« ،‬كال بل ران‬ ‫على قلوبهم ما كانوا يكسبون» إن للتوبة عالمات يجب أن تتوفر في العبد‬ ‫التّائب‪ ،‬قال يحي بن معاد‪ّ :‬‬ ‫«إن اّلذي حجب الناس عن التّوبة طول األمل»‬ ‫وعالمة التّائب‪ :‬إسبال الدّمعة‪ ،‬وحبّ الخلوة‪ ،‬والمحاسبة للنفس عند ّ‬ ‫كل‬ ‫همة»‪ ،‬قال ابن القيّم «التّوبة أفضل مقامات السّالكين‪ ،‬ألنها أوّل المنازل‬ ‫وأوسطها وآخرها‪ ،‬فاليفارقها العبد أبداً‪ ،‬وال يزال فيها إلى الممات»‪.‬‬ ‫إن اللهّ‬ ‫مهما بلغت أوزارك فال تيأس‪ ،‬وتقنط مهما بلغت خطاياك ‪ّ ...‬‬ ‫سبحانة وتعالى جعل التوبة إ ّال للخطاة‪ ،‬وما أرسل األنبياء إ ّال للضالين‪ ،‬وما‬ ‫جلعت المغفرة إ ّال للمذنبين‪ ،‬وما سمى نفسه الغفار‪ ،‬التّواب العفو الكريم إ ّال‬ ‫من أجل أنك تخطئ فيغفرلك‪ ...‬ال ّلهم اجعلنا من عبادك الصالحين التّائبين‬ ‫الصادقين‪ ،‬حقيقة اإلستغفار‪ ،‬هي طلب المغفرة إماّ بال ّلسان أو القلب أو‬ ‫بهما‪ ،‬فاألول فيه نفع ألنه خير من السكوت وألنه يعتاد قول الخير‪ ،‬والثاني‬ ‫نافع جداً‪ ،‬والثالث أبلغ منهما‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬أبريل �إلى ‪ 01‬ماي ‪2017‬‬

‫العدد ‪886‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬

‫‪2‬‬

‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫الذكرى الثانية لرحيل «زهرة المجالس»‬

‫أبريل ‪:‬‬

‫الدكتور عبد الهادي التازي‬

‫رغم قساوة الحياة وانشغال البال بمنغصات ظروف أثقلت‬ ‫الكاهل واعتصرت الفؤاد؛ فإنه اليجوز بأي حال من األحوال‬ ‫أن تنسينا كل هذه األهوال ذكرى فقيد عزيز عانقت روحنا‬ ‫روحه الطاهرة عناقا أزليا سرمديــا لن تمحوه سنوات‬ ‫شمسية والقمرية والحتى ضوئية‪.‬‬ ‫وبمناسبة حلول الذكــرى الثانية لوفاة‬ ‫محبنا وحبيبنا الدكتور عبد الهادي التازي‪،‬‬ ‫وتزكية لوشائج المحبــة الرابطــة بين‬ ‫مهجتينا‪ ،‬ارتأينا وبعد استتذان مؤسسة‬

‫عبدالهادي التازي التي لنا شرف االنتماء إليها كأحد أعضائها‬ ‫المتميزين ‪ -‬أن ننشرضمن هذا الركن وعبر سلسلة حلقات‪،‬‬ ‫ج��ردا شامال لمقاالت وثقها مرشدنا العزيز والتي سبق‬ ‫له نشرهاباستثناء بعض المخطوطات‪ ،‬في عدد من المنابر‬ ‫اإلعالمية‪،‬منذ مرحلة شبابــه حتى أواخرحياته‪،‬ليطلع‬ ‫القارئ الكريم على جانب مهم من اهتمامات‬ ‫شيخ المؤرخين المغاربة وزهرة المجالس المرحوم‬ ‫الدكتور عبد الهادي التازي أمطره اهلل بشآبيب‬ ‫رحمته وأسكنه فسيح جناته‪.‬‬

‫مقاالت و�إ�سهامات تبو�أت يف املنابر الإعالمية �أعلى الدرجات ـ ‪ 2‬ـ‬ ‫‪ 51‬ـ حاجة الدعاة إلى مقومات‪ .‬ـ مجلة (دعوة الحق)‪ ،‬يوليوز ‪.1957‬‬ ‫‪ 52‬ـ وادي المخازن – عندما يتحدث اإلفرنج عن انتصارنا ‪ .-‬ـ (العلم)‪ 4 ،‬يوليوز ‪.1957‬‬ ‫‪ 53‬ـ العطش في إيموازار‪ .‬ـ (العلم)‪ 28 ،‬غشت ‪ .1957‬ـ «بتوقيع غفل»‬ ‫‪ 54‬ـ التعليم بالقرويين‪ .‬ـ مشاركتي في مؤتمر تيومليلين للثقافة اإلسالمية والمسيحية]‪ ،‬هذا اللقاء‬ ‫الثاني وكانت العادة أنه يعقد في كل سنة قبل االستقالل واستمر األمر على خط مجاملة !! حيث‬ ‫تحدث عن التعليم [ القوييين ودور المدارس الحرة في ازدهاره]‪ ،‬وقد استقبلنا من طرف جاللة‬ ‫الملك بتاريخ ‪ 29‬غشت ‪.»1957‬‬ ‫‪ 55‬ـ اإلفريقي الذي صحح األوضاع ‪ :‬محمد الخامس‪ .‬ـ ( جريدة (العلم)‪ 18 ،‬نونبر ‪ .1957‬ـ « وقد انتقل‬ ‫المؤلف من فاس على الرباط»‪.‬‬ ‫‪ 56‬ـ شارع المنصور الذهبي بفاس‪ .‬ـ ( العلم)‪ 23 ،‬نونبر ‪.1957‬‬ ‫‪ 57‬ـ |أقدم ساعة مائية في العلم‪ .‬ـ جريدة (العلم)‪ 27 ،‬يناير ‪ 1958‬و ‪ 28‬يناير ‪ .1958‬ـ مقال بمناسبة‬ ‫انعقاد مؤتر اليونيسكو اإلقليمي‪.‬‬ ‫‪ 58‬ـ أحد عشر قرنا في جامعة القرويين‪.‬‬ ‫‪11 Siècle à l’Université Quarawîyîn. Trad.. Larbi Messaoudi‬‬ ‫‪Eleven Centuries in The Universiry Of Al Qu Quarawîyîn. Translated by Daoud‬‬ ‫‪Haudiya‬‬ ‫* (دعوة الحق )‪ – .‬في حلقتين ‪ :‬مارس ‪ 1958‬مايو ‪ .1958‬مطبعة فضالة (المحمدية) ‪1960‬‬ ‫[بالترجمتين الفرنسية واإلنجليزية]‪.‬‬ ‫‪Edite par Imp. Fedada (Mohamédia) 1960 (le texte Anglais et Arabe).‬‬ ‫‪Edite par Imp. Fedada (Mohamedia) 1960 (Arabic and french text).‬‬ ‫‪ 59‬ـ لجنة المواسم الشعبية‪ .‬ـ جريدة (العلم)‪ 18 ،‬يوليوز ‪.1958‬‬ ‫ الصواريخ الروسية ومناهج اللتعليم بأمريكا‪ .‬ـ (دعوة الحق)‪ ،‬شتنبر ‪.1958‬‬‫‪ 60‬ـ تاريخ مدينة الهند والباكستان‪[ .‬محمد العربي الهاللي]‪ .‬ـ (دعوة الحق)‪ ،‬شتنبر ‪.1958‬‬ ‫‪ 61‬ـ تعليق حول «مبادئ أصول القانون» [ عبد الرحمان البزاز]‪ .‬ـ (دعوة الحق)‪ ،‬نونبر ‪ 1958‬ثم أعيد‬ ‫نشره في صحف بغداد ‪.1965‬‬ ‫‪ 62‬ـ إلى األستاذ روم الندو‪ .‬ـ (دعوة الحق)‪ ،‬نونبر ‪.1958‬‬ ‫‪ 63‬ـ مؤتمر األدباء العرب في الكويت‪ .‬ـ (مجلة اإلذاعة الوطنية)‪ ،‬دجنبر – يناير ‪.1959 – 1958‬‬ ‫‪ 64‬ـ تعليق على كلمة الدكتور صالح خالص [ مؤتمر األدباء العرب في الكويت]‪ .‬ـ سجل مؤتمر األدباء‬ ‫العرب في الكويت‪ ،‬مطبعة حكومة الكويت‪ ،‬دجنبر ‪ ،1958‬ص ‪.169‬‬ ‫‪ 65‬ـ نظرية جديدة في تاريخ بناء جامع القرويين‪ .‬ـ (مجلة معهد الدرسات اإلسالمية لمدريد)‪ ،‬عدد ‪6‬‬ ‫‪ ،1958‬مجلة ( الجمعية المصرية للدراسات التاريخية)‪ ،‬عدد ‪ ،1959 8-‬مجلة (التربية) الفرنسية‪،‬‬ ‫عدد يناير ‪ ،1960‬مجلة(الفكر التونسية ‪،‬عدد مارس ‪ 1960‬مجلة (التربية الوطنية) بالرباط ‪ 4‬يناير‬ ‫‪ 1960‬السنة األولى‪ .‬ـ «كان األستاذ عالل الفاسي انتقد كون الباني هو داود بن ادريس» (راجع‬ ‫‪.)546 :‬‬ ‫‪ 66‬ـ حول مؤتمر األدباء العرب في الكويت كنت صحبة األستاذ عبد الكبير الفاسي في إيران واألستاذ‬ ‫محمد عزيمان واألستاذ الشاعر عبد القادر حسن‪ .‬ـ (دعوة الحق)‪ ،‬فبراير ‪.1959‬‬ ‫‪ 67‬ـ جامعة القرويين هل هي أقدم جامعة؟ ـ مجلة (العربي)‪ ،‬الكويت‪ ،‬مايو ‪.1959‬‬ ‫‪ 68‬ـ اإلسترشاد بروح النصوص قديما وحديثا‪ .‬ـ مجلة (دعوة الحق)‪ ،‬الكويت‪ ،‬مايو ‪.1959‬‬ ‫‪ - 69‬عدت من الكويت‪ .‬ـ جريدة (العلم)‪ 36 ،‬حلقة ابتداء من عدد ‪ 26‬يناير ‪ 1959‬على ‪ 9‬يونيو ‪.1959‬‬ ‫(راجع ‪.)392‬‬ ‫‪ 70‬ـ الدولة العلوية وإقطاعية بن المشعل‪ .‬ـ مجلة (دعوة الحق)‪ ،‬يونيو ‪.1959‬‬ ‫‪ 71‬ـ الجاحظ في كتابه المخطوط ‪ :‬البرص والعرجان‪ .‬ـ(دعوة الحق)‪ ،‬يونيو ‪.1959‬‬ ‫‪ 72‬ـ سيدي المدني الحسني من خالل تورياته‪ .‬ـ جريدة (النضال)‪ ،‬الرباط‪ 18 ،‬يوليوز ‪.1959‬‬ ‫‪ 73‬ـ محمد الثالث ومحمد الخامس… ـ (دعوة الحق)‪ ،‬يوليوز ‪.1959‬‬ ‫‪ 74‬ـ نشاط المؤتمر الثالث لآلثار بالبالد العربية‪ .‬ـ مجلة (التربية الوطنية)‪ ،‬شتنبر – دجنبر ‪1953‬‬ ‫(دعوة الحق)‪ ،‬عدد ‪ 3‬السنة الثالثة [‪.]1959‬‬ ‫‪ 75‬ـ المؤتمر الثقافي الرابع‪ ،‬كنت صحبة األستاذ مشبال وابراهيم حركات ومحمد بن المفتي‬ ‫واستجوبني صحفي عن المخطوطات بالمغرب وكان الجواب الذي هز بعض مترجمة الفقه األمر‬ ‫الذي جعلنا نصل الرحم مع متزعمة الفقه‪ .‬ـ مجلة (التربية الوطنية)‪ ،‬عدد ‪ ،1‬أكتوبر‬ ‫‪ 76‬ـ مشاكل الطفولة‪ .‬ـ مجلة (التربية الوطنية)‪ ،‬نونبر‪ -‬دجنبر ‪.1959‬‬

‫‪ 77‬ـ الحروف المنقوشة بجامع القرويين في خدمة اآلثار‪ .‬ـ (دعوة الحق)‪ ،‬يناير ‪ ،1960‬مجلة (النصر)‪،‬‬ ‫تطوان‪ ،‬مايو ‪ ( ،1960‬مجلة كلية اآلداب باإلسكندرية)‪ ،‬مجلد ‪ – 14‬سنة ‪ ،1960‬سجل المؤتمر‬ ‫الثالث لآلثار بالبالد العربية القاهرة ‪ ،1961‬ص ‪.445‬‬ ‫ـ بحث مقدم للمؤتمر الثالث لآلثار بالبالد العربية والذي انعقد بفاس مابين ‪ 8‬و ‪ 18‬نونبر ‪.1959‬‬ ‫‪ 78‬ـ نحو توحيد الصوم في العالم اإلسالمي‪ .‬ـ (دعوة الحق)‪ ،‬مارس ‪.1960‬‬ ‫‪ 79‬ـ عود على بدء – اإلمام داود بن إدريس من خالل الوثائق التاريخية ‪ .-‬ـ (دعوة الحق)‪ ،‬أبريل ‪.1960‬‬ ‫مجلة (المجمع العربي)‪ ،‬دمشق‪ ،‬أبريل ‪.1961‬‬ ‫‪ 80‬ـ مدينة المحمدية الحديثة ومدينة المحمدية القديمة‪ .‬ـ (دعوة الحق)‪ ،‬يوليوز ‪.1960‬‬ ‫‪ 81‬ـ حول عيد القرويين [استجواب]‪ .‬ـ مجلة (اإلذاعة الوطنية) ‪ ،‬عدد أكتوبر ‪.1960‬‬ ‫‪ 82‬ـ صورة حية عن االحتفاالت بعيد القرويين‪ .‬ـ مجلة ( المشاهد)‪ ،‬أكتوبر ‪ ،1960‬مجلة (التربية‬ ‫الوطنية)‪ ،‬دجنبر ‪ ،1960‬مجلة (تطوان) ‪ ،1960‬سجل عيد القرويين لسنة ‪.1960‬‬ ‫‪ 83‬ـ ابن معيشة أحد عمداء جامعة القرويين‪ .‬ـ مجلة (التربية الوطنية) عدد ‪ ،2‬دجنبر ‪.1960‬‬ ‫‪ 84‬ـ حول المؤتمر اإلقليمي الثاني للجان الوطنية العربية في بيروت‪ .‬ـ مجلة (التربية الوطنية)‪،‬‬ ‫دجنبر ‪.1960‬‬ ‫‪ 85‬ـ تاريخ بناء القرويين ‪ 245‬؟ ‪ 263‬؟ ‪ 306‬؟‪ .‬ـ الكتاب الذهبي لعيد جامعة القرويين في ذاكرها المائة‬ ‫بعد األلف‪ ،‬إدارة الشؤون الثقافية‪ ،‬وزارة التربية الوطنية‪[ 1960 ،‬وقد قدمت للكتاب]‪( ،‬مجلة كلية‬ ‫اآلداب باإلسكندرية) مجلد ‪ .1962 ،16‬ـ أشرفت على نشر الكتاب عام ‪.»1960‬‬ ‫‪ 86‬ـ محمد الفاسي والقرويين‪ .‬ـ الكتاب الذهبي لعيد جامعة القرويين ‪.1960 ...‬‬ ‫‪ 87‬ـ استجواب‪ [.‬حديث عن اللجنة الثقافية بالقاهرة]‪ .‬ـ مجلة (التربية الوطنية)‪ ،‬عدد ‪ ، 4‬فبراير –‬ ‫مارس‪ -‬أبريل ‪.1961‬‬ ‫‪ 88‬ـ األرقام العربية‪ .‬ـ مجلة (التربية الوطنية) السنة الثالثة‪ ،‬عدد ‪ ،5‬أبريل ‪ ،1961‬مجلة (اللسان‬ ‫العربي)‪ ،‬الرباط العدد الثاني‪ ،‬ابريل ‪ .1965‬ـ « بحث قدم إلى مؤتمر التعريب‪ ،‬أبريل ‪.»1961‬‬ ‫راجع ‪.)565( :‬‬ ‫‪ 89‬ـ المغرب في اجتماع اللجنة الثقافية – الدورة ‪ .- 14‬ـ مجلة (التربية الوطنية)‪ ،‬أبريل ‪.1961‬‬ ‫‪ 90‬ـ أبو طفيل ‪ :‬الشاعر الحماسي ‪ ...‬ـ « قدمت بمهرجان ابن طفيل في لبنان ‪ 17‬دجنبر ‪.1961‬‬ ‫قصيدة تنشر ألول مرة‪ ،‬مع أنها نشرت في العدد األول من مجلة ( المعهد المصري) بمدريد‪12 ،‬‬ ‫دجنبر ‪.»1961‬‬ ‫‪ 91‬ـ أعراس فاس‪ .‬ـ مطبعة فضالة‪( .1961 ،‬راجع ‪.)543 :‬‬ ‫‪ 92‬ـ الموحدون والوحدة اإلسالمية‪ .‬ـ مجلة (التربية الوطنية)‪ ،‬العدد ‪ 1-‬السنة الثالثة‪ ،‬مارس ‪.1962‬‬ ‫‪ 93‬ـ إدارات الثقافة ال تفكر في المثقفين (استجواب)‪ .‬ـ (العلم)‪ 13 ،‬أبريل ‪.1962‬‬ ‫‪ 94‬ـ كيف تستفيد من قسيمات اليونيسكو؟ ـ مجلة (التربية الوطنية)‪ ،‬في طبعتها الجديدة‪ ،‬عدد ‪– 3‬‬ ‫‪ ،4‬مايو – يونيو ‪.1962‬‬ ‫‪ 95‬ـ إليها في باماكو! [ حول المكيف الهوائي] ‪ .‬ـ (مقال مخطوط)‪.1962.6.14.‬‬ ‫‪ 96‬ـ وداع السفير اللبناني سليم حيدر‪ .‬ـ مجلة (التربية الوطنية) عدد ‪ ،6 – 5‬أكتوبر‪ -‬نونبر ‪.1962‬‬ ‫‪ 97‬ـ مهرجان الثقافة األندسية اإلسالمية في غرناطة – أكتوبر ‪ .1962‬ـ مجلة (المغرب)‪ ،‬وزارة الخارجية‪،‬‬ ‫دجنبر ‪ .1962‬وبمجلة ( البيئة) ‪.1962‬‬ ‫‪ 98‬ـ تقديم لكتاب «أصول الجغرافية»‪ ،‬لسعد زغلول فؤاد‪ .‬ـ كتاب لمدارس الثانوي‪ ،‬قررته وزارة التربية‬ ‫الوطنية بالمغرب‪ ،‬منشورات مكتبة الوحدة العربية – الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى ‪.1962‬‬ ‫‪ 99‬ـ الموحدون وجبل طارق من خالل مخطوط قديم‪ .‬ـ مجلة (أفاق)‪ ،‬لسان اتحاد كتاب المغرب العربي‪،‬‬ ‫يناير – فبراير – مارس ‪ .1963‬ـ « بحث قديم لمؤتمر الحضارة األندلسية المغربية»‪.‬‬ ‫‪ 100‬ـ العالقات الثقافية بين روما وفاس منذ القرن العشر للميالد‪ .‬ـ (العلم) ‪ 9 ،‬مارس‪1963‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪886‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)789‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬أبريل �إلى ‪ 01‬ماي ‪2017‬‬

‫“مكاشفات في األدب والفن‬ ‫واإلعالم”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫استطاعت مدينة القصر الكبير‪ ،‬وعلى امتداد تاريخها الطويل‪ ،‬أن تتحول‬ ‫هذا الكتاب النوعي‪ ...‬تسجل عالمة فارقة في مسارها اإلعالمي التفاعلي‪،‬‬ ‫إلى منارة للعلم وللمعرفة وللعطاء الثقافي المسترسل‪ .‬واستطاعت نخبها‬ ‫فتقيم الدليل على مدى جديتها‪ ،‬وبلورة تجربتها اإلعالمية‪ ،‬وتطوير نشاطها‬ ‫الثقافي‪ ،‬حيث سعت إلى محاولة الجمع بين ما هو إلكتروني وما هو ورقي‪.‬‬ ‫الفاعلة اكتساب الكثير من عناصر المبادرة والتجديد على مستوى إنتاج‬ ‫المشاريع الثقافية الكبرى التي تحولت إلى إطار مرجعي ناظم للعديد من‬ ‫على أنه يمكن موضعة كتابها هذا ضمن موجة محتشمة من اإلص��دارات‬ ‫المبادرات التي تحبل بها الساحة الثقافية الوطنية الراهنة‪ .‬ففي كل مجال‬ ‫الحوارية المماثلة‪ ،‬التي برزت في المغرب في اآلونة األخيرة‪ .‬لقد تمكنت‬ ‫معرفي أو إبداعي‪ ،‬ظلت أعالم مدينة القصر الكبير منتصبة كعناصر للعطاء‬ ‫التمالح من خالل هذه المكاشفات‪ ،‬بما طرحته من أسئلة استنباطية ذكية رغم‬ ‫المستدام ولالبتكار الذي يغطي ينابيع نهر التميز الحضاري الذي ميز‪ /‬ويميز‬ ‫موضوعيتها‪ ،‬أن تستدرج المحاورين إلى البوح بما لذواتهم من صلة بإبداعهم‬ ‫وكتاباتهم‪ ،‬وتسليط الضوء على كثير من تفاصيل تجاربهم‪ ،‬واستجالء أذواقهم‬ ‫وجه المدينة األصيل‪ ،‬على الرغم من كل االنكسارات والمثبطات التي أضحت‬ ‫ومفاهيمهم ومواقفهم‪ ،‬وهو ما يزيد في توضيح إنتاجهم وكشف أبعاده‬ ‫تعيق واقع المدينة الراهن وانتظارات أهاليها ونخبها ومثقفيها‪.‬‬ ‫وأسراره أمام المتلقي‪( ”...‬ص‪.)5 .‬‬ ‫وتعتبر اإلعالمية أسماء التمالح واحدة من العناصر النشيطة التي أضحت‬ ‫تعزز المشهد الثقافي واإلعالمي الراهن للمدينة‪ ،‬بالنظر ألدوارها اإلشعاعية‬ ‫في إطار هذا األفق العام‪ ،‬اختارت أسماء التمالح اختراق العوالم المصاحبة‬ ‫الواسعة التي شملت مجاالت واسعة‪ ،‬جمعت بين الفكر واإلبداع والعمل‬ ‫لجرأة الكتابة لدى ال��ذوات الفاعلة‪ ،‬من خالل أسئلتها التفكيكية ورؤاها‬ ‫الجمعوي والتواصل اإلعالمي الورقي واإللكتروني‪ ،‬بجرأة كبيرة وبإقدام‬ ‫التركيبية التي تعيد بناء الشخصيات والفضاءات والتمثالت التي تنهض عليها‬ ‫استثنائي وبحيوية مثيرة‪ ،‬وقبل كل ذلك‪ ،‬بحب كبير لفضاءات مدينة القصر‬ ‫قيمة الكتابة واإلبداع والتفكير والخلق‪ .‬ال يتعلق األمر بحوارات صحفية سريعة‪،‬‬ ‫الكبير وبعشق صوفي للوجوه ولألمكنة وللرموز التي تضفي صفة البهاء‬ ‫بقدر ما أنها “مكاشفات” تتقن اإلنصات لنبض التحول لدى ذات المبدع‬ ‫على مكونات هذه المدينة‪ .‬لقد استطاعت أسماء التمالح تحويل مدونتها‬ ‫والكاتب‪ ،‬ولنظيمة العناصر المكونة والمتداخلة في بناء الشخصيات والتجارب‬ ‫اإللكترونية إلى واجهة مشرعة لضمان تواصل نخب مدينة القصر الكبير‬ ‫وفي تخصيبها وإغنائها المتواصلين‪ .‬ولقد وزعت المؤلفة مجاالت استنباطها‬ ‫مع محيطها المحلي والوطني والدولي‪ ،‬بل وإلى محطة البد منها عند كل‬ ‫لتغطي حقول اآلداب والفن واإلعالم‪ ،‬من خالل سلسلة األسماء التي شكلت مواد‬ ‫محاوالت تتبع عطاء المدينة‪ ،‬اجتماعيا وثقافيا وفكريا وإبداعيا‪ .‬فعبر العديد‬ ‫الكتاب‪ .‬ففي باب الكتابة األدبية السردية‪ ،‬أدرجت المؤلفة حوارات مع األساتذة‬ ‫من التغطيات الراصدة والمقاالت الموازية‪ ،‬استطاعت أسماء التمالح توفير‬ ‫مصطفى يعلى‪ ،‬ومحمد أنقار‪ ،‬ورشيد الجلولي‪ ،‬ومحمد سعيد الريحاني‪ .‬وفي‬ ‫واجهة للرصد المتواصل لتفاصيل كل الخصب الذي تنتجه مدينة القصر‬ ‫محور “البحث الجامعي”‪ ،‬أدرجت حوارين مع األستاذين عبد اهلل بن عتو ومحمد‬ ‫الكبير‪ ،‬وكذا لجزئيات كل عناصر توهج الذاكرة الفردية والجماعية التي‬ ‫احميدة‪ .‬وفي محور “الشعر”‪ ،‬نجد حوارات مع األساتذة أحمد الطود‪ ،‬والطيب‬ ‫تعطي لمدينة القصر الكبير ألقها الكبير وتوهجها المستدام‪ .‬وبهذه الصفات‪،‬‬ ‫المحمدي‪ ،‬وأمينة الصيباري‪ ،‬وأمل األخضر‪ .‬وفي باب “الكتابات النقدية”‪ ،‬أدرجت‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫تحولت أعمال التمالح إلى مرجع ال يمكن تجاوزه –بأي حال من األحوال‪ -‬عند كل محاوالت‬ ‫المؤلفة حوارين مع كل من األستاذين مصطفى الغرافي وأبو الخير الناصري‪ .‬وفي المجال‬ ‫التوثيق إلبداالت المشهد الثقافي المحلي لمدينة القصر الكبير‪ ،‬وكذا لمعالم تشعب عطاء نخبها المبدعة الفني‪ ،‬نجد حوارين مع الفنانين المختار غيالن وزكرياء التمالح‪ .‬أما في المجال اإلعالمي‪ ،‬فقد أعادت‬ ‫والمنتجة لألفكار وللرؤى وللمشاريع الثقافية الكبرى‪.‬‬ ‫المؤلفة نشر إحدى الحوارات التي كانت قد أجرتها معها إحدى المواقع اإللكترونية‪ ،‬إلى جانب حوارين مع‬ ‫وإذا كانت الكثير من منابر النشر‪ ،‬العام والمتخصص‪ ،‬قد أضحت تنحو نحو االنتقال من اإلصدار األستاذين محمد سمير الريسوني ومحمد الموذن‪.‬‬ ‫الورقي إلى اإلصدار اإللكتروني‪ ،‬فإن أسماء التمالح قد غيرت اتجاه هذا المنحى‪ ،‬بتوجهها نحو االنتقال من‬ ‫وعلى الرغم من أن مجمل هذه الحوارات قد انشغلت بقضايا ثقافية وفكرية وإعالمية عامة تغطي‬ ‫النشر اإللكتروني إلى النشر الورقي‪ ،‬وذلك من خالل كتابها “مكاشفات في األدب والفن واإلعالم”‪ ،‬الذي أنساق اإلبداع الوطني الراهن في تعدد مكوناته وتفرعاته الجغرافية‪ ،‬فإن حضور مدينة القصر الكبير يظل‬ ‫رأى النور عند مطلع السنة الجارية (‪ ،)2017‬في ما مجموعه ‪ 195‬من الصفحات ذات الحجم المتوسط‪ .‬الفتا من خالل سلسلة الرموز وأرصدة المنجز الثقافي المرتبط‪ ،‬ليس فقط بسير المبدعين ضيوف أسماء‬ ‫وفي الحقيقة‪ ،‬فالعمل يعتبر استثمارا لجهد طويل وممتد في الزمن‪ ،‬استهدفت –من خالله‪ -‬صاحبته التمالح في هذا الكتاب‪ ،‬ولكن –كذلك‪ -‬من خالل االنفتاح على مجمل التحوالت الذهنية التي طبعت أداء‬ ‫سبر أغوار عوالم اإلبداع والعطاء لدى قطاعات واسعة من مبدعي المغرب الراهن ومفكريه المتميزين‪ .‬نخب المرحلة‪ ،‬لتجعل من المدينة أفقا مشرعا أمام رحابة السؤال والتفكيك واالستلهام التخييلي لقيم‬ ‫دليل ذلك‪ ،‬هذا االنفتاح الواسع على عوالم هؤالء المبدعين الذين صنعوا تجارب على تجارب‪ ،‬ومسارات الجمال والخصب والعطاء‪ .‬وفي هذا الجانب بالذات‪ ،‬تبدو أسماء التمالح أكثر انفتاحا على حقول التاريخ‬ ‫على مسارات‪ ،‬وأرصدة على أرصدة‪ ،‬كان البد من التوثيق لمنعرجاتها “ورقيا” حتى ال تضيع نتائجها الثقافي الراصد للتجارب والقابض بأنماط التجديد المعرفي الذي ال شك وأنه يعيد لمدينة القصر الكبير‬ ‫ومضامينها داخل دهاليز العوالم اإللكترونية االستهالكية اليومية‪ .‬ولقد أجمل الدكتور مصطفى يعلى تألقها المتميز داخل محيطها الوطني‪ ،‬ضدا على تكلس المرحلة وضدا على انكسارات تغيرات الواقع‬ ‫القيمة المركزية لهذا اإلصدار‪ ،‬بشكل دقيق‪ ،‬عندما قال في كلمته التقديمية‪ ...“ :‬ها هي هنا بإصدار العنيد‪.‬‬

‫هل يفرض النماء والتقدم عدم الهدر المادي‬ ‫والمعنوي والحقوقي لإلنسان ؟‬ ‫‪-‬‬

‫إذا كانت الثروة الحقيقية ألي أمة هي كل ناسها ألنهم أملها في الحياة‪ ،‬وعلى الدولة أن تحميهم‬ ‫وتحررهم من أي حرمان بكل ألوانه‪ ،‬والنمو للبلد ال بد أن يكون لكسب معركة التنمية أساسه البشر‬ ‫وصحتهم وعافية بناء مؤسساته وكيفية تسييرها ألنهما الضمانة الكبرى والحقيقية ألي تنمية‬ ‫الستمرارها على اختالف مجاالتها وأنواعها‪‪.‬‬ ‫فاإلنسان هو األساس في كل تنمية ألي بلد وفي كل المجتمعات‪ ،‬وبالعناية به وبالحفاظ على‬ ‫كرامته وحقوقه وتحقيق عدالة بلده كان هو أساس الدول المتقدمة لما وصلت إليه من الرقي والتطور‪‪.‬‬ ‫لذلك يلزم لتقدم أي مجتمع والنهوض به لكي ال يكون متخلفا هو العناية باإلنسان وبناء قدراته‪،‬‬ ‫وتمكين كل الناس ليشاركوا بفعالية في التأثير على العمليات التي تحييهم كالحرية والمعرفة ليسيطر‬ ‫الناس على زمام مصيرهم‪ ...‬حتى يصل الجميع إلى مستقبل باسم‪ ،‬وبهذا يتمكن الكل بحتمية أخالقيه‬ ‫لبناء بلدهم بمؤسسات تحمي الحرية بإنسانية اإلنسان‪ ....‬ألن التنمية تكون بتوسيع الحريات وحمايتها‪،‬‬ ‫وتعزيز ودعم الرفاه لإلنسان‪ ،‬وتوسيع فرص حرياتهم االقتصادية والسياسية واإلجتماعية وخاصة ألغلب‬ ‫أفراد المجتمع تهميشا وفقرا‪‪....‬‬ ‫وكذلك جعل اإلنسان يتحرر من ثقافة الخوف مع مقاومة مصادرة حقوق كل فرد في كل دولة‪،‬‬ ‫وبهذا التحرر تبنى قدرات اإلنسان في وطنه‪ ....‬وتصان حرمته‪ ،‬والعمل كذلك على تأمين حاجاته لكي‬ ‫ال يخاف من المستقبل‪ ،‬واإلعتراف بإنسانيته الحقيقية لكي ال تكون مجهوداته مهدورة وآماله ضائعة‪،‬‬ ‫بهذا وبتحقيق الديمقراطية التي ال يجب أن تغيب عن األذهان‪ ،‬ألن التخلف والتقهقر يكون وليد غياب‬ ‫الديمقراطية الفعلية‪ ،‬ورغم وجود كثير من المفكرين يعبرون عن هذا لتصبح أي دولة في عليين ورفعة‬ ‫بهذا‪ ،‬ألن األمر الزال دون ذلك في بعض الدول العربية خاصة‪ ،‬ولتحقيق التطور البناء ال بد من احترام‬ ‫هاته اللعبة الديمقراطية والحرية‪‪....‬‬ ‫لذلك ال بد لنتجاوز الشعارات البراقة للديمقراطية والحرية حتى تصبح فعال حقيقيا مؤثرا في‬ ‫المجتمعات العربية‪ ،‬لينطلق كل إنسان وينعتق من الظلم والهوان لتنطلق طاقاته الحيويةوتنزع ‪‪‬‬ ‫نحو التقدم واإلنعتاق من التخلف‪ ...‬وتصل إلى النماء الحقيقي‪ ...‬وال بد من اإلبتعاد عن مطاردة الفكر‬ ‫والطاقات الحية ‪ ...‬يجب أن نخشى من التجرؤ على الفكر والقول الذي يهدد بقطع األرزاق أو التهلكة‬ ‫وذلك حين تسليط سيف التحريم السياسي‪ ،‬والتحريم الديني على بعض الرؤوس‪ ،‬إذ كيف نبني البلد أو‬ ‫ننميه إال عندما نصبح نعمل على حماية الرؤوس الذي هو األساس‪ ،‬إذ علينا حتما أن ال ندجن العقول‬ ‫ونحظر التساؤل والتفكير‪ .‬ألن أي تقدم اقتصادي أومجتمعي أو غيره ال يكون إال بالمعرفة‪ ،‬وبعقل متحرر‬ ‫من كل الشوائب‪‪....‬‬ ‫ال بد من االستقالل الذاتي‪ ،‬وبناء فكر وكيان أصيل وفريد‪‪...‬‬

‫بقلم ‪ :‬عبد القادر أحمد بن قدور *‬

‫إذ ال تقوم المؤسسات بدورها إال بتحصين النسيج المجتمعي والوطني‪ ،‬والتنمية ال تكون بالتصارع‬ ‫على الغنائم والنفوذ‪‪.‬‬ ‫ال بد من االبتعاد عن هدر إنسانية اإلنسان واالعتراف بكيانه وحصانته وقيمته كإنسان واالبتعاد‬ ‫عن هدر وعيه والحجر عن عقله ألنه ال تكون هناك حرية أو ديمقراطية أو مواطنة عندما يهدر اإلنسان‬ ‫في إنسانيته‪ ،‬ووقتما يصبح المجال للحديث في الحرية وإقامة الديمقراطية‪ ،‬وبناء مجتمع المؤسسات‬ ‫ووضع مخطط للتنمية لتكون لها فعالية ونجاح باالقتدار العلمي والمعرفي‪‪...‬‬ ‫وال بد من االعتراف بالطاقات والكفاءات والحق بالوعي بالذات والوجود‪ ..‬كما أنه يلزم اإلبتعاد عن‬ ‫الهدر المادي والمعنوي والحقوق لكل إنسان في بلده ألنه أكثر من القهر‪ ،‬وعدم ترويض إرادته وصوال‬ ‫إلى إخضاعه لكي ال يقع التمرد الداخلي والفتن‪‪...‬‬ ‫ألنه إذا هدر اإلنسان‪ ،‬فال يعترف بقيمة كيانه أو طاقاته أو وعيه أو مكانته في الوجود‪ ...‬فالهدر يسبب‬ ‫المعاناة ويخل بالتوازن الوجودي‪ ،‬وهذا يتسبب في األزمات الكيانية على اختالف شدتها ودرجاتها‪‪...‬‬ ‫والهدر‪ ،‬مهما اشتد ليس قدراً مفروضاً‪ ،‬إذ ال بد من عدم الرضوخ له والعمل على االقتدار اإلنساني‬ ‫على كل األصعدة‪ ،‬ويتالزم االقتدار الفردي مع الكفاءة المؤسسية التي تضمن النمو والحصانة‬ ‫المجتمعية‪ ،‬وكلما عززنا األبعاد الثالثة‪ :‬بالصحة النفسية والمؤسسات المجتمعية ينعكس ذلك بالنماء‬ ‫ويكون الفعل والتأثير على كل األبعاد للوصول إلى النماء المتصاعد‪ ،‬ورغم ما توحي به الظواهر فإن‬ ‫قيمة النماء الحية ال زالت حاضرة وتزداد رغم كل محاوالت القمع واالستبداد في بعض الشعوب‪ ،‬فالحياة‬ ‫تتجدد دائما‪ ،‬ينهزم جيل‪ ،‬فيأتي غيره‪ ،‬ويشيخ جيل فيشيب من يليه‪ ،‬وتعصف العواصف باألرض الطيبة‬ ‫وتحل بها الكوارث‪ ،‬ثم يأتي الربيع فتصبح أجمل‪ ،‬زينتها خضرة وألواناً وأزهاراً وثماراً‪ ،‬وتظفر الحياة على‬ ‫الموت‪ ،‬ألن نزوة الحياة الكبرى قد تنتكس لبعض الوقت‪ ،‬ولكن ال تستسلم أبدا‪ ،‬مادامت هناك حياة‪ ،‬بل‬ ‫تجدد ذاتها في أماكن وأشكال أخرى‪‪.‬‬ ‫لذلك ال بد من إزالة الركام عن الطاقات الحية‪ ،‬والعمل بمهمة إطالق دينامياتها لنصل بهذا إلى‬ ‫األمن واألمان واالستقرار الحقيقي والنماء المستمر واسترداد إنسانية اإلنسان وقيمته ومكانته وقدراته‬ ‫ووعيه لنخدم بذلك االقتدار وحسن الحال النفسي بالتبصر والتدبر‪ ،‬وعدم تدجين الطاقات الحية وهدر‬ ‫الفكر والوعي والشباب والمؤسسات‪‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــ‬ ‫*ناشط حقوقي وإعالمي‬ ‫وعضو شرفي في منظمة العفو الدولية‬


‫الثالثاء ‪� 25‬أبريل �إلى ‪ 01‬ماي ‪2017‬‬

‫العدد ‪886‬‬

‫�أوراق من�سية‬

‫لعبة السودوكو (‪)356‬‬

‫‪ 35‬ـ �أحزاب �سيا�سية‪...‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪17‬‬

‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫األحزاب السياسية واالنتخابات التشريعية‬ ‫والرئاسية في الواليات المتحدة األمريكية (‪)5‬‬ ‫ األحزاب الثالثة بأمريكا وحلم فوزها بالرئاسة‬‫في سنة ‪ 1992‬اجتذب ترشيح الملياردير األمريكي (روس بيرو) ناخبين‬ ‫كانوا في معظمهم يصوتون كجمهوريين في انتخابات الثمانينات من القرن‬ ‫العشرين‪ ،‬وبذلك ساهم (روس بيرو) في هزيمة الرئيس الجمهوري الذي‬ ‫كان في منصب الرئاسة آنذاك (جورج بوش)‪ .‬وفي االنتخابات الرئاسية لعام‬ ‫‪ 2000‬كانت نتائجها متقاربة جدا بين الجمهوري (جورج ‪ -‬دابليو ‪ -‬بوش)‬ ‫والديمقراطي (آل غور)‪ ،‬ولو لم يكن اسم مرشح الحزب الثالث ( رالف نادر من‬ ‫حزب الخضر) على بطاقة االقتراع لفاز (آل غور)‪.‬‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫وقد أظهرت استطالعات الرأي العام األمريكي على الدوام‪ ،‬منذ تسعينات‬ ‫القرن الماضي‪ ،‬مستوى كبيرا من الدعم العام لفكرة حزب ثالث‪ ،‬وفي الفترة‬ ‫المؤدية إلى انتخابات ‪ ،2000‬أكد استطالع للرأي العام أجراه معهد (غالوب) أن‬ ‫‪ 67‬بالمائة من األمريكيين يحبذون ظهور حزب ثالث قوي‪ ،‬يكون له مرشحين‬ ‫لرئاسة أمريكا والكونغرس‪ ،‬وكذا في الواليات‪ ،‬ينافسون مرشحي الحزبين‬ ‫الجمهوري والديمقراطي‪ .‬وهذا الشعور بالذات‪ ،‬باإلضافة إلى األموال التي‬ ‫أنفقها بسخاء في الحملة االنتخابية‪ ،‬هو ما مكن ملياردير تيكساس (روس بيرو)‬ ‫من الفوز ب ‪ 19‬بالمائة من األصوات الشعبية‪ ،‬في االنتخابات الرئاسية للعام‬ ‫‪ ،1992‬وكانت تلك أعلى نسبة يفوز بها منذ فوز مرشح الحزب الثالث (تيودور‬ ‫روزفيلت) من (الحزب التقدمي) في عام ‪.1912‬‬ ‫وعلى الرغم من ظواهر الدعم المخصصة لألحزاب الثالثة‪ ،‬إال أن هناك‬ ‫حواجز ضخمة ‪ ،‬تقف حجرة عثرة في طريق فوز حزب ثالث بمنصب رئاسة‬ ‫الجمهورية‪ ،‬أو حتى الفوز بعدد كبير من مقاعد مجلس الشيوخ والنواب‪ ،‬ومن‬ ‫بين هذه الحواجز‪ ،‬إضافة لما ذكرناه سالفا‪ ،‬خوف الناخبين‪ ،‬وتصوراتهم إذا‬ ‫ما صوتوا لمرشح الحزب الثالث‪ ،‬سيكونوا قد هدروا أصواتهم‪ ،‬أمام مرشحي‬ ‫الحزبين الرئيسيين‪ ،‬وقد ثبت أن الناخبين ينخرطون في عملية تصويت‬ ‫«استراتيجية» بمنح أصواتهم للشخص الثاني المفضل لديهم‪ ،‬وذلك عندما‬ ‫يشعرون أن مرشح الحزب الثالث‪ ،‬ال يتمتع بأي فرصة للفوز‪ ،‬وهكذا توزعت‬ ‫األصوات ‪ 15‬بالمائة من الناخبين في انتخابات سنة ‪ 2000‬لفائدة (رالف‬ ‫نادر)‪ ،‬إلى المرشحين الجمهوري والديمقراطي‪( ،‬جورج ‪ -‬دافليو ‪ -‬بوش) و (آل‬ ‫غور)‪ ،‬وبصورة مماثلة‪ ،‬تخلى ‪ 21‬بالمائة من الناخبين الذين كانوا يفضلون‬ ‫(روس بيرو) على الجميع في االنتخابات الرئاسية لسنة ‪ ،1992‬وصوتوا لصالح‬ ‫مرشحين آخرين‪.‬‬ ‫وهناك أيضا ظاهرة التصويت لصالح مرشحي الحزب الثالث كانت عبارة‬ ‫عن احتجاج ضد الحزبين الرئيسيين ‪ ،‬فقد كشفت استطالعات الرأي العام التي‬ ‫أجراها معهد كالوب األمريكي سنة ‪ 1992‬أن ‪ 5‬بالمائة من المقترعين لصالح‬ ‫(روس بيرو) قالوا بأنهم صوتوا احتجاجا على سياسة الحزبين الرئيسيين‪.‬‬ ‫كما أن مرشحي األحزاب الثالثة‪ ،‬والمرشحين المستقلين قد يواجهون‬ ‫أيضا مشاكل‪ ،‬يحتمل أن تكون مروعة في حال فوز أحدهم بالرئاسة‪ ،‬من بينها‬ ‫مشكل الحكم‪ ،‬ومشكل تعيين (الجهاز التنفيذي) أي الحكومة ‪ ،‬ثم مشكل كيفية‬ ‫العمل مع كونغرس يسيطر عليه الجمهوريون والديمقراطيون‪ ،‬الذين توجد‬ ‫لديهم دوافع كبيرة للتعاون مع رئيس جمهورية ال ينتمي ألي من الحزبين‬ ‫الرئيسيين‪.‬‬ ‫عندما يتوجه الناخبون األمريكيون إلى صناديق االقتراع للتصويت من‬ ‫أجل انتخاب الرئيس‪ ،‬يعتقدون بأنهم سيشتركون من الناحية الفنية‪ ،‬في‬ ‫انتخاب مباشر لرئيس الجمهورية‪ ،‬والهيئة االنتخابية هي اإلسم الذي يطلق‬ ‫على مجموعة من المنتخبين الذين يكون قد تم انتخابهم من قبل ناشطين‬ ‫سياسيين‪ ،‬وأعضاء حزبيين داخل كل والية من الواليات األمريكية‪ ،‬وفي يوم‬ ‫االقتراع يكون هؤالء المنتخبين قد تعهدوا بتأييد مرشح أو آخر‪ ،‬وهم ينتخبون‬ ‫شعبيا‪ ،‬وعقب االقتراع للرئاسة يجتمع المنتخبون (أعضاء الهيئة الناخبة) في‬ ‫عواصم والياتهم‪ ،‬ويدلون بأصواتهم‪ ،‬من خالل اقتراع سري الختيار رئيس‬ ‫الجمهورية‪ ،‬ونائب الرئيس‪ ،‬ولكي ينتخب رئيس الجمهورية فإنه يجب أن‬ ‫يحتاج إلى ‪ 270‬صوتا من أصوات الهيئة االنتخابية‪.‬‬ ‫ولإلشارة فإنه عبر تاريح االنتخابات بالواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬لم‬ ‫يحدث قط أن جاء تصويت أعضاء (الهيئة االنتخابية) مغايرا لنتائج االنتخابات‬ ‫بالتصويت الشعبي‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫‪AVIS DE PERTE‬‬ ‫‪Madame Badia EL FASSI EL HALFAOUI déclare‬‬ ‫‪avoir perdu dans des circonstances et lieu indéter‬‬‫‪minés, le duplicata du :‬‬

‫‪Titre foncier nº 45819 / 06‬‬

‫‪concernant la propriété dite «Badibad 6» enregistrée en‬‬ ‫‪son nom et en celui de son époux Mustapha Amrani‬‬ ‫‪Prière à toute personne ayant retrouvé ce document‬‬ ‫‪de bien vouloir le rapporter à la Conservation‬‬ ‫‪foncière.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪356‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 886‬ـ الثالثاء ‪ 25‬مار�س �إلى ‪ 01‬ماي ‪2017‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬ ‫أفضل ‪ 10‬هدافين‬ ‫في تاريخ الدوري اإلسباني‬

‫‪ - 1‬ليونيل ميسي‬

‫واحد من أفضل الالعبيـن في التاريـخ إن لم يكن أفضلهم‬ ‫والذي لم يلعب سوى لبرشلونة حتى اآلن‪ ،‬حيث سجل ‪ 329‬هدفاً‪.‬‬

‫‪ - 2‬كرستيانو رونالدو‬

‫أسطـورة ريال مدريد الحاليـة والذي ال زال يلعب ويسجـل‬ ‫األهداف تمكن من إحراز ‪ 274‬هدفاً منذ عام ‪ 2009‬حتى اآلن‪.‬‬

‫‪ - 3‬تيلمو زازا‬

‫الهداف التاريخي السابق تحطم رقمه التاريخي في المواسم‬ ‫األخيرة‪ ،‬حيث سجل في البطولة ‪ 251‬هدفاً رفقة أتلتيك بيلباو‪.‬‬

‫‪ - 4‬هوجو سانشيز‬

‫يعتبر سانشيز أفضل العبي المكسيك وريال مدريد عبر التاريخ‪،‬‬ ‫وخالل مسيرته في الليجا سجل ‪ 234‬هدفاً‪.‬‬

‫‪ - 5‬راؤول جونزاليس بالنكو‬

‫أفضل مهاجمي ريال مدريد عبر التاريخ والذي لم يلعب لغيره‬ ‫في إسبانيا رغم بدايته مع أتلتيكو مدريد في فئات الشباب‪،‬‬ ‫استطاع تسجيل ‪ 228‬هدفاً في ‪ 16‬موسم‪.‬‬

‫‪ - 6‬ألفريدو دي ستيفانو‬

‫واحد من أشهر الالعبين في تاريخ الليجا وريال مدريد والذي‬ ‫لعب إلسبانيول‪ ‬أيضاً‪ ،‬وسجل خالل تواجده في البطولة ‪ 227‬هدفاً‪.‬‬

‫‪ - 7‬سيزار ألفاريز‬

‫يعتبر ألفاريز من أشهر العبي برشلونة عبر التاريخ بخوض‬ ‫معه ‪ 11‬موسماً من أصل ‪ 19‬موسماً لعب بها‪ ،‬وسجل خالل الفترة‬ ‫التي قضاها في الدوري اإلسباني ‪ 223‬هدفاً‪.‬‬

‫‪ - 8‬كاسترو كيني‬

‫لعب كويني للعديد من األندية اإلسبانية أبرزها برشلونة‬ ‫وبجانب سبورتينج خيخون وسجل ‪ 219‬هدف خالل المباريات التي‬ ‫لعبها‪.‬‬

‫‪ - 9‬باهينو‬

‫لعب باهينو في إسبانيا من عام ‪ 1943‬حتى عام ‪1957‬‬ ‫بقميص ريال مدريد وسيلتا فيجو وديبورتيفو الكرونيا وليجانيس‪،‬‬ ‫واستطاع تسجيل ‪ 210‬هدف‪.‬‬

‫‪ - 10‬إدموندو سواريز‬

‫سجل أسطورة فالنسيا ‪ 195‬هدفاً في الليجا بواقع ‪ % 91‬هدف‬ ‫في كل مباراة خالل ‪ 11‬موسم‪ ،‬واستطاع التتويج بجائزة هداف‬ ‫البطولة في أكثر من مناسبة‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫خرج أحد أشباه المسيرين‪ ،‬ينتمي للمكتب المسير ألولمبيك أسفي بتدوينة خطيرة‬ ‫في صفحته على الفايسبوك سبقت مواجهة اتحاد طنجة وأسفي بيوم واحد‪ .‬هذه‬ ‫التدوينة المسيئة التحاد طنجة والمدينة ككل‪ .‬رد عليها المكتب المسير للفريق‬ ‫الطنجاوي ببالغ استنكاري دعا فيه الجامعة التخاذ اإلجراءات الالزمة من أجل وضع حد‬ ‫لمثل هذه التصرفات والتصريحات غير المسؤولة التي استفزت بشكل مباشر الجماهير‬ ‫الطنجاوية‪ ،‬ولها عواقب وخيمة سيما أنها تصب في التحريض على العنف الذي يسعى‬ ‫الجميع إلى استئصاله من المالعب المغربية‪ .‬وما يجب على الجامعة أن تعرفه أن‬ ‫ساكنة طنجة تنتظر رد فعل مناسب من الجامعة في حق هذا المسير الذي اشتملت‬ ‫تدوينته إساءة وتجريحا في حق اتحاد طنجة وجمهوره وصل إلى حد المس بالشرف‬ ‫والسمعة لما ورد في التدوينة من أوصاف قدحية ضربا للقيم واألهداف النبيلة التي‬ ‫تحاول الجامعة واألندية الرياضية ترسيخها في الجمهور المغربي‪ .‬ننتظر‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫مارك فوت‪...‬‬ ‫مدرب املنتخب الوطني لل�شبان‬

‫بداية‪ ،‬قربنا من المحطات التي مررت بها قبل إنتقالك‬ ‫للمغرب ‪ ،‬و ما الذي أثارك في الكرة المغربية وأعني البطولة‬ ‫المحلية؟‬ ‫أنا مدرب هولندي‪ ،‬دربت العديد من األندية قبل خوض‬ ‫تجربة جديدة مع المنتخب المغربي ألقل من ‪ 20‬سنة‪ ،‬فقد‬ ‫سبق لي اإلشراف على أدو‬ ‫دين هــاغ وفيليــم تيبلـــورغ‪،‬‬ ‫حيث إشتغلت أنذاك مع يوسف‬ ‫مريانة‪ ،‬طارق السكتيوي وكذا‬ ‫أنور حدوير‪ ،‬ناهيك عن فاينورد‪.‬‬ ‫وكانـت لي تجربـــة أيضا مع‬ ‫المنتخب الهولندي ألقل من ‪19‬‬ ‫عاما وكذا المنتخب األولمبـي‬ ‫الهولندي‪ ،‬ناهيــك عن إشرافــي‬ ‫على ساوثامبتون اإلنجليزي‪ ،‬قبل‬ ‫أن أخوض تجربة التدريب في‬ ‫مصر‪ ،‬حيــث دربت اإلسماعيلي‬ ‫وكذلك األهلي القطري‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى كرايوفـــا الرومانــي‪ ،‬وآخر‬ ‫محطة كانت لي بإسكتلتدا‪ ،‬حيث‬ ‫إشتغلت مديرا تقنيا مشرفا على‬ ‫كافة الفئات قبل أن يتم اإلتصال‬ ‫بي من المغاربة لإلشتغال معهم‪.‬‬ ‫وبالنسبة لما أثارني في الكرة‬ ‫المغربية و البطولة المحليـــة‪،‬‬ ‫أهتم كثيرا بمتابعة مباريات‬ ‫البطولة وباألخص المباريات التي‬ ‫تحضر فيهــا بعض العناصر التي‬ ‫تلعب معــي في منتخب الشبان‪،‬‬ ‫لكن ما ال يعجبني هو بطولـــة‬ ‫األمل التي تلعب جهوية وليست‬ ‫بشكل وطني‪ ،‬ونفس األمر بالنسبة لفئة أقل من ‪ 17‬أو أقل من‬ ‫‪ 19‬سنة‪ ،‬أتمنى أن تأخد األمور طابع المنافسة الوطنية ليرتفع‬ ‫اإليقاع أكثر وتستفيد األندية من الالعبين‪.‬‬ ‫المنتخب المغربي ظل دوما يعاني من تمسك األندية في‬ ‫أوروبا ببعض الالعبين وهو ما يضيع علينا الشيء الكثير‪ ،‬كيف‬ ‫تحاولون التعامل مع هذا الوضع في ظل المنع الذي يطال‬ ‫بعض العناصر للحاق بالمنتخب؟‬ ‫لألسف هناك فقط ‪ 5‬أسابيع يسمح فيها اإلتحاد الدولي‬ ‫لكرة القدم بإلتحاق الالعبين بمنتخباتهم‪ ،‬ولكم أن تتصوروا‬ ‫حجم اإلحباط الذي أصابنا العام الماضي عندما حرمنا من‬ ‫خدمات أشرف حكيمي أمام غامبيا‪ ،‬ألننا خضنا اللقاء في تاريخ‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫ال يندرج في أجندة الفيفا‪ ،‬لذلك إتفقنا داخل اإلدارة التقنية‬ ‫على ضرورة اإلهتمام كثيرا بالالعبين المحليين الممارسين‬ ‫بالمغرب لفتح باب المنتخب أمامهم‪ ،‬ومراقبتهم طول الوقت‬ ‫بإستدعائهم لمسعكرات شهرية كما ذكرت سابقا‪ ،‬لكي ال نرهن‬ ‫مستقبلنا ببعض العناصر التي تتحكم فيها أنديتها األوروبية‬ ‫وتمنعها من اللحاق بالمنتخب الذي أعرف أنه عانى كثيرا مع‬ ‫عدة العبين في مرحلة سابقة‪.‬‬ ‫ما هـي العراقيــل التي‬ ‫تجدها العناصر صغيرة السن‬ ‫لفرض نفسها ضمن الفريق‬ ‫األول واإلستمرار معــه‪ ،‬و ما‬ ‫هي قيمة العمل المشترك‬ ‫داخل المنتخبات الوطنية؟‬ ‫كما ذكرت سابقا أظن أن‬ ‫الالعبين الشباب يلزمهم فقط‬ ‫ثقة المدربين‪ ،‬ما يؤسف هو أن‬ ‫الالعبين المتقدمين في السن‬ ‫يرتكبون أحيانا بعض األخطاء‬ ‫لكن نجد لهم العذر ونقول‬ ‫بأنها كـرة القــدم‪ ،‬بالمقابل‬ ‫ال نرحم الالعب صغير السن‬ ‫ونلومه كثيرا عند أول خطأ‬ ‫يرتكبه‪ .‬الثقة عامل أساسي‬ ‫في كرة القدم لذلك أتمنى من‬ ‫األندية التي ستحقق أهدافها‬ ‫تشجيع الالعبيــن الشبــــان‬ ‫وتحفيزهم بلعب أكبر عدد من‬ ‫المباريات الممكنة‪ .‬وبالنسبة‬ ‫لقيمة العمل المشترك داخل‬ ‫المنتخبات الوطنية‪ ،‬إشتغالنا داخل قطب تقني موحد يساعد‬ ‫على تبادل الخبرات وتبادل األفكار‪ ،‬أظن أنها طريقة مثلى‬ ‫فرضتها اإلدارة التقنية الوطنية من أجل خلق جسور التواصل‬ ‫بين مختلف األطر المشرفة على المنتخبات الوطنية ولتتبع جيد‬ ‫لمختلف الالعبين‪ .‬صراحة أنا سعيد أيضا بالطاقم الذي أشتغل‬ ‫معه والمتكون من حسن اللوداري وفليب سانس وسعيد بادو‬ ‫وكذلك خالد فوهامي‪ ،‬ناهيك عن مديح والسالمي اللذين‬ ‫يقدمان كافة الشروحات في حال سألتهما عن أمور تخص الكرة‬ ‫المغربية‪ ،‬وهذا أمر جعلني أرتاح وأحس بقيمة العمل الذي أنجزه‬ ‫في المغرب‪.‬‬

‫عن «المنتخب»‬

‫ريال مدريد يصطدم بأتلتيكو ويوفنتوس‬ ‫يواجه طموح موناكو في قبل نهائي األبطال‬

‫أسفرت قرعة الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا‬ ‫لكرة القدم‪ ،‬عن مواجهة نارية بين الجاريين ريال مدريد وأتلتيكو‬ ‫مدريد‪ .‬وفي المواجهة األخرى‪ ،‬يواجه موناكو الفرنسي المفاجأة‬ ‫السارة لهدة النسخة من دوري أبطال اوروبا نظيره يوفنتوس‪،‬‬ ‫والذي أسقط برشلونــة من الدور ربع النهائــي‪ .‬ريال مدريد‬ ‫سبق له مواجهة أتلتيكو مدريد في نهائي النسخة السابقة‪،‬‬ ‫ونسخة ‪ ، 2014 - 2013‬وفي كال المناسبتين فاز الريال باللقب‪.‬‬ ‫وباعتبار أن اسم ريال مدريد ظهر أوال في القرعة‪ ،‬فسيستضيف‬ ‫أتلتيكو مدريد في مباراة الذهاب على ملعبه سانتياجو بيرنابيو‪،‬‬ ‫فيما ستكون مباراة اإلياب بعدها بأسبوع على ملعب فينستي‬ ‫كالديرون‪ ،‬وهو ما يحقق أفضلية نسبية لفريق اتلتيكو‪ ،‬الذي سيخوض أول حسم حقيقي مع ريال مدريد في البطولة األوروبية األكبر‬ ‫على ملعبه وبين جمهوره‪ ،‬حيث سبق له أن واجه جاره اللدود على ملعبين محايدين في اللقائين األخيرين أوروبيا‪ .‬وعلى الجانب‬ ‫المقابل سيخوض موناكو لقاء الذهاب ‪ ‬مع يوفنتوس على ملعبه سانت لويس‪ ،‬وسيخوض لقاء الرد على ملعب يوفنتوس في األسبوع‬ ‫التالي‪ .‬وكشف اإلتحاد األوروبي عن تاريخ مباريات الذهاب واإلياب‪ ،‬ستجرى مباراة الذهاب بين ريال مدريد وأتلتيكو مدريد في ‪ 2‬مايو‬ ‫على ملعب سانتياجو برنابيو في حين أن اإلياب سيجرى على ملعب فيسينتي كالديرون في ‪ 10‬من نفس الشهر‪ .‬فيما سيستقبل‬ ‫موناكو على ملعب «لويس الثاني» نظيره يوفنتوس في ‪ 3‬مايو وسيحل ضيفا على ملعب «يوفنتوس ستاديوم» لخوض اإلياب في‬ ‫‪ 9‬من نفس الشهر‪.‬‬


‫العدد ‪886‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫اتحاد طنجة يقيل بنشيخة في ظروف غامضة‬ ‫المدرب لم يكن مرتاح لعدم التزام المكتب‬ ‫مع الالعبين‬

‫فاجأ مكتب اتحاد طنجة لكرة‬ ‫القدم عشاقه بقرار إقالة مدربه‬ ‫الجزائري عبد الحق بنشيخة األحد قبل‬ ‫الماضي‪ ،‬على خلفية خروج الفريق من‬ ‫دور ‪ 16‬عشر مكرر لكأس الكونفدرالية‬ ‫اإلفريقية‪ ،‬يوما قبل قرار اإلقالة‪.‬‬ ‫و أكدت مصادر مقربة من‬ ‫الفريق أن اإلقصاء لم يكن سببا في‬ ‫قرار اإلقالة‪ ،‬مضيفا أن المشاكل بين‬ ‫المدرب والمكتب كانت قائمة منذ مدة‪،‬‬ ‫طوقها تكتم شديد‪ ،‬في ظل النتائج‬ ‫الجيدة التي كان الفريق يحققها إلى أن‬ ‫جاء اإلقصاء من كاس الكاف ليفجرها‪.‬‬ ‫وكانت بداية المشاكل مع عدم‬ ‫التزام المكتب مع مجموعة من الالعبين‬ ‫المتعاقدين معه منذ موسم الصعود‪،‬‬ ‫سيما أن المدرب بنشيخة اشترط يوم‬ ‫تقديمه مدربا للفريق بشكل رسمي في‬ ‫ندوة صحفية يوم ‪ 2‬يونيو ‪ 2015‬بأحد‬ ‫فنادق طنجة‪ ،‬ضرورة التزام المكتب‬ ‫بخصوص مستحقات الالعبين حتى‬ ‫يتسنى له الزامهم باالنضباط في‬ ‫العمل وفق استراتيجيته‪ .‬لكن نهاية‬ ‫الموسم فجرت مجموعة من المشاكل‬ ‫بين المكتب والالعبين المغادرين‬ ‫الذين وضعوا شكاياتهم لدى لجنة النزاعات بالجامعة‪ ،‬ما كلف‬ ‫الفريق مبالغ مالية كبيرة اقتطعت من منح الجامعة المخصصة‬ ‫لألندية‪.‬‬ ‫وتكرر األمر خالل هذا الموسم مع فترة االنتدابات الشتوية‬ ‫التي استغنى خاللها الفريق على مجموعة من الالعبين الذي‬ ‫تألقوا مع أنديتهم الجديدة‪ ،‬ضمنهم عمر المنصوري الملتحق‬ ‫بالرجاء‪ ،‬بينما أقدم الفريق على صفقات مثيرة للجدل‪ ،‬سيما‬ ‫انتدابه لالعبين من بلجيكا لم يقدموا إضافة‪.‬‬ ‫وعاش المكتب هذا الموسم كذلك على إيقاع مشاكل‬ ‫النزاعات مع بعض الالعبين ‪ ،‬وخسر جلها‪ ،‬التي عادة لفائدة‬ ‫الالعبين المغادرين‪ ،‬وأخرى في الطريق‪ ،‬سيما قضية الالعب عادل‬

‫الشحي الذي غادر الفريق في ظروف‬ ‫مجهولة‪ ،‬لكن مصادر أكدت أن‬ ‫الالعب لم يتوصل بمستحقاته ورحل‬ ‫بعد إشعار الفريق ووضعه شكاية لدى‬ ‫الجامعة‪.‬‬ ‫وظهرت بوادر أزمة صامتة بين‬ ‫بنشيخة ومكتب اتحاد طنجة‪ ،‬منذ‬ ‫بداية الموسم حين تسربت أخبار عن‬ ‫دخول المدرب في مفاوضات سرية مع‬ ‫إدارة الرجاء البيضاوي‪ ،‬وانتهى األمر‬ ‫بإعالن تجديد العقد‪ ،‬لكن المثير في‬ ‫الموضوع أن الفريق كان قد أكد يوم‬ ‫إعالن تعاقده مع المدرب الجزائري‬ ‫توقيع عقد يمتد لثالث سنوات‪ ،‬ولم‬ ‫يكن في حاجة للتجديد لبنشيخة الذي‬ ‫لم يقض مع الفريق أكثر من موسم‬ ‫واحد‪ ،‬وهو في موسمه الثاني حاليا‪.‬‬ ‫كما خلف تصريح بنشيخة برا‬ ‫فيه ذمته من قرار المكتب المسير‬ ‫بإلحاق أربعة العبين (زكريا الملحاوي‪،‬‬ ‫عبد الغني معاوي‪،‬وجمال آيت لمعلم‪،‬‬ ‫ويحيى بومديان) بفريق األمل‪ ،‬على‬ ‫خلفية التعادل المثير بقصبة تادلة‪،‬‬ ‫في ندوة صحفية أعقبت القرار‪ ،‬غضب‬ ‫المكتب‪ ،‬سيما ان األخير اتخذ القرار‬ ‫على خلفية غضبة المدرب بعد مباراة تادلة اتهم خاللها الالعبين‬ ‫بعدم االنضباط‪ ،‬و عديمي االحترافية‪ .‬لكن رد فعل المكتب جاء‬ ‫بالعفو على الالعب يحيى بومدين‪ ،‬الذي انتدبه الفريق من بلجيكا‬ ‫‪ ،‬وإعادته للفريق األول‪ ،‬وإبقاء الثالثة اآلخرين بفريق األمل‪.‬‬ ‫وعبر مجموعة من أنصار اتحاد طنجة عن امتعاضهم من‬ ‫قرار المكتب المسير‪ ،‬سيما انه جاء في ظرف غير مناسب‪ ،‬ويرى‬ ‫أن فريقه حقق نتائج رائعة في عهد المدرب بنشيخة‪ ،‬الذي‬ ‫أحرز معه المركز الثالث في بطولة موسم العودة إلى القسم‬ ‫األول‪ ،‬وبالتالي ضمان المشاركة خاللها في كاس الكونفدرالية‬ ‫اإلفريقية لكرة القدم ألول مرة في تاريخه‪ ،‬وبلوغ نصف نهائي‬ ‫كاس العرش‪.‬‬

‫‪ 221‬مشارك في سباق العدو على الطريق‬ ‫لجمعية أمل الحي الجديد‬

‫بمناسبة ذكرى زيارة المغفور له محمد الخامس طيب اهلل‬ ‫ثراه لمدينة طنجة في ‪ 9‬ابريل‪ ، 1947‬وذكرى عيد ميالد صاحب‬ ‫السمو االمير موالي الحسن‪ ،‬نظمت جمعية أمــل الحي الجديد‬ ‫للتنمية البشرية سباق العدو على الطريق صباح يوم ‪ 16‬أبريل‬ ‫‪ 2017‬بمطاف مغلق بالحي لفائدة االطفال‪ ،‬استقطب ‪221‬‬ ‫مشارك ومشاركة والبالغين من العمر مابين ‪ 10‬و ‪ 14‬سنة‪.‬‬ ‫ومر السباق الذي نظم تحت شعار «طفولة بمحيط رياضي‬ ‫سليم» وبشراكة مع مقاطعة السواني‪ ،‬في جو رياضي مسؤول‬ ‫أثار استحسان المشاركين والمتتبعين من ضيوف وشخصيات‬ ‫وجمهور وساكنة الحي و االطفال المشاركين‪.‬‬

‫وأقيمت هذه التظاهرة الرياضية ألول بفضاء حي «البحرة‬ ‫بكسبراطا»‪ .‬والجانب السلبي في هذه السباق هو غياب األمن‬ ‫والوقاية المدنية‪ ،‬وأثر ذلك على حلبة التنظيم من خالل مرور‬ ‫السيارات داخل الحلبة رغم وضع الحواجز في الشوارع المؤدية‬ ‫لها‪ ،‬ما خلف استياء في نفوس المنظمين والمشاركين‪ .‬كما‬ ‫حصلت بعض اإلغماءات في صفوف المشاركين‪ ،‬وتعاملت‬ ‫اللجنة التنظيمية مع ذلك بروح عالية من االنضباط والمسؤولية‬ ‫حفاظا على سالمة المشاركين وعلى السير العادي والجيد النجاح‬ ‫التظاهرة‪ .‬واختتم السباق بتوزيع ‪ 12‬كأسا‪ ،‬و نفس العدد من‬ ‫الميداليات والشواهد التقديرية‪.‬‬

‫ستـة العبيـن مـن المغـرب التطـوانـي بمنتخـب‬ ‫أقـل من ‪ 20‬عاماً‬

‫في سياق استعدادات المنتخب الوطني‬ ‫المغربي إلقصائيات كأس أمم إفريقيا ألقل‬ ‫من ‪ 20‬سنة‪ ،‬والتي ستجرى شهري ماي ويونيو‬ ‫القادمين‪ ،‬يخوض المنتخب الوطني الذي يشرف‬ ‫عليه المدرب الهولندي مارك فوت‪ ،‬تربصا‬ ‫إعداديا‪ .‬ووجه الناخب الوطني لألشبال‪ ،‬الدعوة‬ ‫لستة العبين من المغرب التطواني للمشاركة‬ ‫بهذا التربص‪ ،‬ويتعلق األمر بكل من الحارس‬ ‫عيسى السيودي‪ ،‬والالعبين ياسر اللوالنتي‪،‬‬ ‫أيوب المودن‪ ،‬زكريا الوردي‪ ،‬أيوب النائر وبدر‬ ‫قاصو‪.‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬أبريل �إلى ‪ 01‬ماي ‪2017‬‬

‫‪19‬‬

‫منالجامعة‬ ‫أخبارأخبار‬ ‫الجامعة‬ ‫اللجنة المركزية للتأديب والروح الرياضية‬ ‫تصدر قرارات تأديبية‬ ‫أصدرت اللجنة المركزية للتأديب والروح الرياضية التابعة للجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم‪ ،‬في اجتماع عقدته مساء األربعاء الماضي‪،‬لدراسة‬ ‫الملفات المحالة عليها‪ ،‬القرامجموعة من القرارات‪ .‬فبالنسبة للبطولة‬ ‫االحترافية اتصاالت المغرب القسم األول‪ :‬عاقبت اللجنة النادي القنيطري‬ ‫بخوض مباراتين دون جمهور واحدة منها موقوفة التنفيذ‪ ،‬مع غرامة مالية‬ ‫قدرها ‪ 3500‬درهما‪ .‬ووجهت إنذارا لفريق الجيش الملكي‪ ،‬مع غرامة مالية‬ ‫قدرها ‪ 2000‬درهما‪ .‬كما أوقفت اللجنة توقيف سمير يعيش مدرب شباب‬ ‫أطلس خنيفرة لمباراتين واحدة منها موقوفة التنفيذ مع غرامة مالية قدرها‬ ‫‪ 1000‬درهما‪ .‬وعبد اهلل بلكحل الكاتب العام لفريق الدفاع الحسني الجديدي‬ ‫لمباراتين واحدة منها موقوفة التنفيذ مع غرامة مالية قدرها ‪ 1000‬درهما‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للبطولة االحترافية اتصاالت المغرب القسم الثاني‪ ،‬أوقفت اللجنة‬ ‫منصور أشوبي مدرب حراس مرمى فريق شباب المسيرة لـ‪ 6‬مباريات‪ 3 ،‬منها‬ ‫موقوفة التنفيذ مع غرامة مالية قدرها ‪ 3500‬درهما‪ .‬ومحمد بكاري مدرب‬ ‫فريق سريع واد زم لمباراتين واحدة منها موقوفة التنفيذ مع غرامة مالية‬ ‫قدرها ‪ 750‬درهما‪ .‬وهشام هرواش العب فريق شباب المسيرة لـ‪ 6‬مباريات‪3 ،‬‬ ‫منها موقوفة التنفيذ مع غرامة مالية قدرها ‪ 7500‬درهما‪ .‬وأحمد السحمودي‬ ‫العب فريق اتحاد سيدي قاسم لـ‪ 4‬مباريات اثنتان منها موقوفتا التنفيذ مع‬ ‫غرامة مالية قدرها ‪ 2500‬درهما‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫العصبة الوطنية لكرة القدم هواة تطلق بوابتها‬ ‫االلكترونية الرسمية‬ ‫تم يوم الخميس ‪ 20‬أبريل ‪ 2017‬اإلطالق الرسمي للبوابة اإللكترونية‬ ‫للعصبة الوطنية لكرة القدم هواة ‪ .‬وترأس حفل إطالق البوابة اإللكترونية‬ ‫للعصبة الوطنية لكرة القدم هواة‪ ،‬جمال السنوسي‪ ،‬رئيس العصبة الوطنية‬ ‫لكرة القدم هواة‪ .‬وستمكن البوابة الرسمية للعصبة الوطنية لكرة القدم‬ ‫هواة زوارها‪ ،‬من اإلطالع على جميع أنشطة العصبة‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫تدريب دولي للحكام األفارقة بمدينة أكادير‬ ‫تنظم الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في الفترة المتراوحة ما‬ ‫بين ‪ 25‬و‪ 29‬أبريل ‪ ، 2017‬تدريبا دوليا للحكام األفارقة الناطقين باللغة‬ ‫بالفرنسية‪ .‬وسيجرى هذا التدريب الذي ستحتضنه مدينة أكادير‪ ،‬بتنسيق مع‬ ‫كل من اإلتحاد الدولي لكرة القدم –الفيفا‪ -‬والكونفدرالية اإلفريقية لكرة‬ ‫القدم –الكاف‪-‬الجامعة تنفي استدعاء زياش‬ ‫فند مصدر جامعي‪ ،‬في تصريح لـموقع «هسبورت»‪ ،‬األخبار الرائجة حول‬ ‫استدعاء هيرفي رونار لالعب أياكس الهولندي‪ ،‬حكيم زياش‪ ،‬للمشاركة في‬ ‫ودية المنتخب المغربي‪ ،‬أمام المنتخب الهولندي‪ ،‬شهر ماي المقبل‪ ،‬والتي‬ ‫ستجرى على أرضية مركب أدرار الكبير في أكادير‪ ،‬مؤكدا أن األخبار المنتشرة‬ ‫ال أساس لها من الصحة‪ ،‬كما أن المدرب ال يوجد حاليا في الديار المغربية‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر ذاته أن الناخب الوطني هيرفي رونار اعتاد على تحضير‬ ‫الئحة الالعبين المدعوين للمشاركة في إحدى المباريات‪ 10 ،‬أيام قبل موعد‬ ‫المواجهة‪ ،‬ليطلع فوزي لقجع‪ ،‬رئيس جامعة الكرة‪ ،‬على األسماء التي تمت‬ ‫المناداة عليها‪ ،‬مردفا‪« :‬رونار هو المسؤول الوحيد عن استدعاء زياش لالتحاق‬ ‫بـ»األسود» في ودية هولندا‪ ،‬وال يمكن ألي عضو جامعي تأكيد مسألة استدعاء‬ ‫الالعب المذكور‪ ،‬بما أن الالئحة لم توضع بعد‪ .‬كما أن رئيس الجامعة‪ ،‬رئيس‬ ‫لجنة المنتخبات ال علم له بالموضوع‪ ،‬ورونار غير موجود في المغرب حاليا»‪.‬‬ ‫وأكدت إحدى الجرائد الوطنية أن المدرب هيرفي رونار قرر استدعاء الالعب‬ ‫حكيم زياش إلى ودية هولندا‪ ،‬بعد إنهاء الخالف القائم بين الطرفين‪ ،‬وهو‬ ‫ما تناقلته الصحافة الهولندية بسرعة كبيرة‪ ،‬مؤكدة مشاركة الالعب أمام‬ ‫المنتخب الذي يحمل جنسيته والذي تردد سابقا في اختيار قميصه‪ ،‬قبل أن‬ ‫يختار الدفاع عن ألوان المنتخب المغربي‪ ،‬الذي قرر مدربه إبعاده عن مباريات‬ ‫الفريق في وقت سابق‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫الجامعة تلجأ إلى حكام دوليين لقيادة مباريات الهواة‬ ‫حملت تعيينات مديرية التحكيم الوطنية التابعة للجامعة الملكية المغربية‬ ‫لكرة القدم‪ ،‬خالل األسابيع األخيرة‪ ،‬تعيينات بالجملة لحكام دوليين وآخرين‬ ‫يمارسون في أقسام النخبة لقيادة مباريات حاسمة وحارقة عن منافسات‬ ‫القسم األول هواة‪ ،‬سواء عن شطر الشمال أو حتى الجنوب‪ .‬وأقدمت مديرية‬ ‫التحكيم على التعويل الكلي على خدمات حكام مجربين يحملون الشارة‬ ‫الدولية إلدارة مباريات بأقسام الهواة‪ ،‬خصوصا أن العديد منها تبقى مفتاحا‬ ‫للصعود أو تفادي النزول‪ .‬ما دفع الجهاز الوصي على الصافرة إلى اتخاذ قرارات‬ ‫بشأن تحكيم العديد من المباريات‪ ،‬لتفادي الهفوات وإخراجها إلى بر األمان‪.‬‬


‫العدد ‪886‬‬

‫فضاء األنثى ‪:‬‬

‫«إيديا» أو رحلة‪ ‬الموت‬ ‫بين تنغير وفاس‬

‫الثالثاء ‪� 25‬أبريل �إلى ‪ 01‬ماي ‪2017‬‬ ‫األخيرة‬ ‫تقديم كتاب‪ :‬المرحوم عبد اهلل المرابط الترغي‬ ‫أيقونة قيم ونبراس علم‪‎‬‬

‫ بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬‫األنثى عندنا تموت طفلة بسبب افتقارها إلى العالج في سبيطارات‬ ‫الدولة‪ ،‬وبسبب عدم قدرة أهلها على تسديد فاتورات االعيادات الخاصة‬ ‫الملتهبة‪ ،‬وإذا قدر اهلل ونجت من «موت الطفولة المبكر»‪ ،‬ماتت تحرشا‬ ‫أو اغتصابا أو تعنيفا ‪ ‬داخل بيت األهل أو الزوج‪ ،‬ألنهم ال يزالون يصرون‬ ‫على أن تعنيف الزوج لزوجته‪ ‬ليس «تعنيفا» ‪.....‬‬ ‫تلك حالة العديد من اإلناث ضحايا االغتصاب أو االختطاف أو العنف‬ ‫أو القتل ذبحا أو شنقا‪ ،‬أو حرقا‪ ،‬أو خنقا‪....‬تحمل الصحافة إلينا‪ ،‬عند كل‬ ‫صباح أخبارهن‪ ،‬فتتعصر قلوبنا ألما وحسرة ألقدارهن ‪ ،‬وال نملك إال أن‬ ‫نشكو إلى اهلل بلوانا وبلواهن ‪ ،‬بائسين يائسين‪ ‬مستسلمين ‪.‬‬ ‫«إيديا» واحدة من ضحايا «العبث» ‪ .‬طفلة لم يمهلها القدر إذ باغتها‬ ‫الموت ولم تتخط بعد خطوتها األولى في دنيا الفناء‪ .‬بل إنها قنعت من‬ ‫الحياة بإطاللة‪ ،‬لثوان معدودات‪ ،‬على الكون من شرفة‪ ..،‬من شعاع ‪،‬‬ ‫لتختفي االبتسامة من شفتيها وليختفي وهج الحياة من عينيها‪.......،‬ثم‬ ‫رحلت‪ ،‬في صمت‪....،‬في حزن وغم وكمد‪ ،‬بل‪ ،‬وفي كبرياء‪! ‬‬ ‫لتظل ابتسامتها البريئة التي أطلت بها على الحياة‪ ،‬شاهدة على‬ ‫أنانية قومها وتخاذلهم‪ ،‬وعبثهم‪ ،‬ونفاقهم‪......‬‬ ‫وما الفائدة في أن نحتج‪ ،‬اليوم‪ ،‬ونغضب‪ ،‬ونستنكر‪ ،‬وننزل إلى‬ ‫الشارع ‪ ،‬ونرفع شعارات تطالب أن يفتح تحقيق أو أن يرحل وزير‪....‬ما‬ ‫الفائدة ‪ ‬أن نخط ‪ ‬بالمداد األحمر أو األسود‪ ،‬كلمة‪ ! DEGAGE.....‬على‬ ‫الالفتات التي نرفعها في مسيراتنا واعتصاماتنا إكراما لروح إيديا‪....‬‬ ‫إيديا رحلت‪...‬اغتصبت طفولتها ‪ ، ‬طويت حياتها ‪ ‬كما تطوى رسالة‬ ‫عزاء! ليتحرك الرأي العام المحلي والوطني مطالبا بالجزاء‪....‬لوفاة طفلة‪ ‬‬ ‫بدأت‪ ‬صراعها مع الموت من مستشفى تنغير ‪ ،‬بعد عرضها للمرة‬ ‫األولى على الطبيب إثر سقوطها على أسالك‪ ‬قرب واد «تيزكي»‪ ،‬حيث‬ ‫تم تضميد جراحها وسلمت لذويها على أنها «ال باس»‪ .‬ليتها كانت‬ ‫كذلك‪ ... !! ‬ولكن حالتها تدهورت ليعود بها أهلها إلى مستعجالت‬ ‫المستشفي ويتم تحويلها إلى مستشفى موالي علي الشريف حيث تم‬ ‫تشخيص إصابتها بواسطة سكانير‪ ‬صالح لالستعمال‪ .‬وبالرغم من أن‬ ‫أهل الطفلة أخبروا بأن الحالة ال تدعو إلى القلق‪ ،‬فإن المستشفى قرر‬ ‫تحويل الطفلة إلى المستشفى الجامعي بفاس ليتم التأكد من أن الطفلة‬ ‫تعاني من نزيف داخلي لم يمهلها طويال‪ ،‬خاصة بعد رحلة الموت‪ ،‬على‬ ‫الخمسمائة كيلومتر الفاصلة بين تنغير وفاس‪.‬‬ ‫ال نريد تحديد المسؤوليــات في‪ ‬هذه ‪ ‬الواقعــة‪ ‬األليمــة‪ .‬الوزير‬ ‫البروفيسور الوردي له في األمر نظر مبني على نفي كل مسؤولية لوزارته‬ ‫أو سبيطارات الصحة العمومية في هذه المأساة التي هزت المغرب‬ ‫من أقصاه إلى أقصاه‪ .‬وليست هذه المرة األولى التي تحدث ‪ ‬فيها‬ ‫«كوارث» إنسانية بسبب تعامل الصحة العمومية مع قضايا تخص صحة‬ ‫المغاربة‪ .‬الصحافة الوطنية طافحة بأحداث ‪ ‬توثق مثل هذه الحاالت‪،‬‬ ‫وحاالت «الوضع» ‪ ‬على الرصيف‪ ،‬أو بباب المستشفيات أو داخل سيارات‬ ‫األجرة‪ ،‬أو في أحسن األحوال ‪ ،‬بمراحيض السبيطارات‪ ،‬كما أن الصحافة‬ ‫الوطنية تطلع كل يوم بأخبار الوقفات االحتجاجية للمواطنين ولرجال‬ ‫الصحـــة ‪ ‬العمومية ‪ ‬أنفسهــم‪ ،‬من أطبــاء وممرضين‪ ،‬للتنديد بتردي‬ ‫األوضاع بمستشــفـيــــات الصحة العمومية‪ ،‬بسبب ما يدعون من وجود‬ ‫واألج����ه����زة‬ ‫خصاص مهول ‪ ‬في الموارد البشـريــة‬ ‫التقنــيـــة ‪ ‬واألدوي���ة والمعاملــــة‬ ‫الحسنة‪...!!! ‬‬ ‫غير مجــد بعــد اآلن الحديث‬ ‫عن أسباب موت إيديا‪ ،‬واإليديات‪ ‬‬ ‫الالئي ‪ ‬سبقنها إل��ى دار البقاء‪،‬‬ ‫إن أي «بوليميك» ح��ول هذا‬ ‫الموضوع‪ ‬لن تعيد الراحلة‬ ‫إلى أهلها أو تسليهم عنها‬ ‫لحظة‪ ،‬إل���ى‪ ‬أن يلحقـوا‬ ‫بها عند صاحب الملك‬ ‫والملكوت ال��ذي حرم‬ ‫على نفسه الظلم وجعله‬ ‫محرما بين عباده‪« .‬وال‬ ‫تحسبن اهلل غافال عما‬ ‫يعمل الظالمون‪ .‬إنما‬ ‫يؤخرهم ليوم تشخص‬ ‫فيه األب��ص��ار» (س��ورة‬ ‫إب��راه��ي��م ـ آي��ة ‪.)42‬‬ ‫صدق‪ ‬اهلل العظيم‪.‬‬

‫نظمت جمعية الحياة للتنمية بشفشاون‬

‫بتنسيق مع ملتقى الدراسات المغربية‬ ‫واألندلسية بآداب تطوان لقاء ثقافيا لتقديم‬ ‫كتاب ‪ :‬المرحوم عبد اهلل المرابط الترغي‬ ‫أيقونة قيم ونبراس علم؛ يوم الجمعة‬ ‫‪ 21‬أبريل ‪ 2017‬بالمركب الثقافي محمد‬ ‫السادس بشفشاون‪ .‬‬ ‫انطلق اللقاء بتالوة آيات بينات من‬ ‫الذكر الحكيم‪ ،‬وكانت المداخلة األولى‬

‫للدكتورة هدى المجاطي التي تحدثت‬ ‫عن سياق تأليف الكتاب‪ ،‬وقدمت نبذة عن‬ ‫محتواه‪.‬‬ ‫ثم تناول الكلمة األستاذ محمد البالي‬ ‫الذي تطرق إلى الحديث عن المرحوم‬ ‫الدكتور عبد اهلل المرابط الترغي مؤرخا‬ ‫أدبيا‪ ،‬مع التركيز على أهم مؤلفاته في‬ ‫األدب خاصة كتابه الشعر والشعراء في‬ ‫المغرب‪.‬‬

‫أما الدكتـــور عبد اللطيـــف شهبون‬ ‫فقد تحدث عن المرحوم سيدي عبد اهلل‬ ‫المرابط الترغي الذي تربطـه به عالقــة‬ ‫تزيد عن ثالثة عقود‪ ،‬مشيرا إلى مدونه في‬ ‫كتاب سابق عنه وهو استجماع لتفاصيل‬ ‫حياتيه مشتركة‪.‬‬ ‫تميز اللقاء بحضور فعاليـات ثقافية‬ ‫وسياسيةوجمعوية‪.‬‬

‫انطالق فعاليات النسخة الثانية لربيع المواطنة‬ ‫اإليكولوجية بمدينة الفنيدق‬ ‫تحت شعار « معا‪ ،‬يد في يد من أجل‬ ‫أحياء جميلة ونظيفة» انطلقت بداية‬ ‫األسبوع الجــاري بدار الثقافـــة بمدينة‬ ‫الفنيدق‪ ،‬فعاليات النسخة الثانية لربيع‬ ‫المواطنة اإليكولوجية‪.‬‬ ‫سلطات محلية‪ ،‬ومنتخبون‪ ،‬ومصالح‬ ‫خارجية‪ ،‬وممثلو شركات التدبير المفوض‬ ‫بالمدينة‪ ،‬ومجتمع مدني‪ ،‬يمثلون عدة‬ ‫جمعيات بالمنطقة‪ ،‬كانوا على موعد مع‬ ‫افتتاح هذا الحدث البيئي‪ ،‬بغية جعل مدينة‬ ‫الفنيدق مدينة إيكولوجية بامتياز‪ .‬واختيار‬ ‫شهر أبريل بالذات النطالق هذا الحدث‪،‬‬ ‫الذي لم يأت اعتباطا‪ ،‬بل لفسح المجال‬ ‫للجميع بما في ذلك ساكنة المدينة‬ ‫لالنخراط في هذه الورشة البيئية لجعل‬ ‫هذه المدينة التي تطل على البحر األبيض‬ ‫المتوسط‪ ،‬باإلضافة إلى كونها مدينة‬ ‫تجارية‪ ،‬مدينة سياحية‪ ،‬يزورها العديد من‬ ‫السياح وخاصة المغاربة‪ ،‬سواء للتبضع أو‬ ‫لإلستجمام‪ ،‬ونظرا للطابع الخاص لهذه‬ ‫المدينة الحدودية‪ ،‬فقد ارتأى المشرفون‬ ‫على هذه التظاهرة في نسختها الثانية‪،‬‬ ‫اإلعالن عن موعد عملية مسابقة األحياء‬ ‫النظيفة لهذه السنة‪ ،‬و التي ستنطلق‬ ‫ابتداءا من يوم ‪ 27‬أبريل ‪ 2017‬إلى غاية‬ ‫‪ 26‬يونيو ‪ 2017‬برئاسة رئيس المجلس‬ ‫البلدي للفنيدق‪ ،‬وبتنسيق و تعاون مع‬ ‫هيئات و جمعيات المجتمع المدني‪ ،‬و‬ ‫باقي الشركاء‪ ،‬على أساس تشكيل لجنة‬ ‫للتقييم‪ ،‬تسهر على اختيار العمل المتميز‬ ‫الذي يراعي الطابع األيكولوجي للمدينة‪.‬‬ ‫وبالمناسبـــة‪ ،‬تـم عــرض شريــط‬ ‫وثائقي حول حصيلة النسخة األولى لربيع‬ ‫المواطنة اإليكولوجية بالفنيدق‪ ،‬واغتنمها‬

‫المنظمون فرصة لتكريم العديد من‬ ‫الجمعيات البيئية‪ ،‬الحاصلة على جائزة‬ ‫لال حسناء للشواطئ النظيفة‪ ،‬من بينها‬ ‫جمعية أبطال الفنيدق للصيد الرياضي‬ ‫تحت الماء والمحافظة على البيئة‪ .‬وجمعية‬ ‫حي المرجة للتنمية والتعاون‪ ،‬والجمعيات‬

‫مغربية على رأس‬ ‫البرلمان الهوالندي‬ ‫خديجــة عريــب التي ولــدت‬ ‫بتاريخ‪ 10 ‬أكتوبــر ‪ ،1960‬سياسية‬ ‫هولندية من أصول مغربية‪ ،‬برلمانية‬ ‫منذ ‪ .1998‬تم انتخابها في ‪ 13‬يناير‬ ‫‪ 2016‬لتولي منصب رئاسة البرلمان‬ ‫الهولندي‪ ،‬حتى سنة ‪.2017‬‬

‫ِ‬

‫�سعينا �إلى مقاربة جزء من الرتاث‬ ‫ْ‬ ‫ال�سردي العربي الأندل�سي مقاربة‬ ‫ْ‬ ‫جديدة؛ ًّ‬ ‫دالة على ُر�ؤْية معا�صرة‬ ‫ملو�ضوع قدمي‪..‬‬

‫التي فـازت بمسابقـة «مدينتي أجمل»‬ ‫لسنة ‪ 2016‬التي نظمتها جماعة الفنيدق‪،‬‬ ‫والجمعيات التي شاركـــت في فعاليـــات‬ ‫الـــدورة األولى من ربيـــع المواطـنـة‬ ‫األيكولوجيـــة لسنة ‪. 2016‬‬

‫م‪.‬ح‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.