Achamal n° 887 le 02 mai 2017

Page 1

‫إلياس العماري يعلن ‪:‬‬

‫جاللة الملك يتابع بشكل شخصي تنفيذ مشروع‬ ‫«مدينة محمد السادس تيك» بطنجة‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 887‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪� 5‬شعبان‪� 02 / 1438 /‬إلى ‪ 08‬مـاي ‪2017‬‬

‫في إطار اشتغاله المستمر على مشروع مدينة محمد‬ ‫السادس بطنجة‪ ،‬أكد رئيس الجهة‪ ،‬إلياس العماري‪ ،‬خالل‬ ‫ندوة صحافية‪ ،‬نهاية األسبوع الماضي‪ ،‬بحضور ممثلي‬ ‫مجموعة هايتي الصينية‪ ،‬صاحبة المشروع‪ ،‬أن تنفيذ هذا‬ ‫المشروع الهام يحظى برعاية جاللة الملك‪ ،‬كما أن المغاربة‬ ‫حكومة وشعبا‪ ،‬يولون اهتماما كبيرا للعالقات التاريخية‬ ‫المغربية الصينية (التي دشنها‪ ،‬منذ قرون‪ ،‬رحالة طنجاوي‬ ‫شهير‪ ،‬أمير الرحالة المسلمين‪ ،‬محمد بن عبد اهلل بن محمد‬ ‫بَـط َ‬ ‫اللواتيالطنجي‪ ‬المعروف‪ ‬بابن ُّ‬ ‫وطة)‬ ‫وخالل هذه الندوة التي حضرها كل من عثمان‬ ‫الفرودس‪ ،‬كاتب الدولة لدى وزير الصناعة واالستثمار والتجارة واالقتصاد الرقمي المكلف باالستثمار‪ ،‬و محمد‬ ‫اليعقوبي‪ ،‬والي جاللة الملك على الجهة‪ ،‬ومحمد أكومي نائب الرئيس المدير العام للبنك المغربي للتجارة‬ ‫الخارجية‪ ،‬أعلن العماري أن جاللة الملك يتابع شخصيا تنفيذ جميع االتفاقيات التي وقعت خالل زيارته التاريخية‬ ‫للصين الشعبية‪ ،‬كما يتابع بشكل شخصي ‪ ‬مشروع «مدينة محمد السادس طنجة تيك»‪.‬‬

‫الذكرى ‪ 59‬لمؤتمر المغرب العربي بطنجة‬

‫محمد بن الحسن الوزاني‬

‫• المغرب مصدر كل‬ ‫مشاريع الوحدة‬ ‫المغاربية‬ ‫• فشل مشروع المغرب‬ ‫العربي يفضح منطق‬ ‫المخاطرة والمغالطة‬ ‫والمناورة لحكام الجزائر‬

‫عبد الخالق الطريس‬

‫الشيخ المكي الناصري‬

‫الحبيب بورقيبة‬ ‫عالل الفاسي‬

‫مصالي الحاج‬

‫تزامنت الذكرى التاسعة والخمسون لمؤتمر طنجة من أجل المغرب العربي‪ ،‬المنعقد بهذه المدينة ما بين ‪ 27‬و ‪ 30‬أبريل ‪ 1958‬بقصر طنجة‪ ،‬مع فرار‬ ‫شرذمة عسكر البوليساريو من الحدود المغربية الموريتانية‪ ،‬تحت ضغط المنتظم الدولي الذي جدد تأكيده لمعايير العملية السياسية من منظور المبادرة‬ ‫المغربية للحكم الذاتي (‪ )2007‬وأكد البعد اإلقليمي لهذا النزاع المفتعل ومسؤولية «دول الجوار» موريتانيا‪ ،‬وخاصة الجزائر اللتين بإمكانهما تقديم‬ ‫الدعم لمسار الحل النهائي لهذه القضية المفتعلة‪.‬‬ ‫وبهذا يكون مجلس األمن قد طوى صفحة أخرى في ملف الصحراء المغربية الذي ترعاه األمم المتحدة‪ ،‬خاصة منذ اتفاق وقف إطالق النار» في سبتمبر‬ ‫سنة ‪ ،1991‬وفتح صفحة جديدة في البحث عن حل سياسي تنخرط فيه الجزائر التي اقتنع العالم أخيرا بتورطها المفضوح والمقصود في هذا النزاع‬ ‫اإلقليمي بما قد يحمل من كوارث على األمن واالستقرار بالمنطقة‪ ،‬ودعا حكام هذا البلد المحكوم بمنطق المخاطرة والمغالطة والمناورة‪ ،‬إلى المساعدة‬ ‫على إنهائه‪.‬‬

‫(�ص ‪)4‬‬


‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬مـاي ‪2017‬‬

‫العدد ‪887‬‬

‫جهة طنجة ـ تطوان ـ احل�سيمة‬

‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫أحكام بالحبس في قضية محسن فكري‬ ‫مشروع تشغيل فوق ألف شاب من الحسيمة في صناعات طنجة‬ ‫مصادقة مجلس الجهة على مشروع التنمية الجهوية‬ ‫قرب إنشاء وحدات صناعية في قطاع السيارات بالحسيمة‬

‫ت�صوير حمودة‬

‫بينما تسعى ال��دول��ة إل��ى ن��زع فتيل‬ ‫االحتجاجات الغاضبة لسكان الريف والحسيمة‬ ‫بوجه خاص التي اندلعت بعد مقتل مواطن‬ ‫طحنته شاحنة للنفايات في الظروف المعلومة‪،‬‬ ‫يوم الجمعة ‪ 28‬أكتوبر ‪ ،2016‬أصدرت الغرفة‬ ‫الجنائبة بمحكمة االستئناف بالحسيمة حكمها‬ ‫في قضية المواطن محسن فكري‪ ،‬المتابع‬ ‫فيها أحد عشر مسؤوال وعونا‪ .‬وهكذا قضت‬ ‫المحكمة بالحبس النافذ ثمانية أشهر في‬ ‫حق كل من مندوب الصيد البحري بالحسيمة‪،‬‬ ‫وطبيب بيطري‪ ،‬ورئيس مصلحة الصيد البحري‪،‬‬ ‫بمندوبية الصيد البحري بالحسيمة‪ ،‬وكذا خليفة‬ ‫قائد بباشوية الحسيمة‪ ،‬بعد تكييف المتابعة ‪،‬‬ ‫من جناية تزوير محرر رسمي‪ ،‬إلى جنحة صناعة‬ ‫شهادة إدارية تتضمن وقائع غير صحيحة‪ ،‬كما‬ ‫حملتهم المحكمة صائر الدعوى‪.‬‬ ‫وقضت المحكمة‪ ،‬أيضا‪ ،‬على المتابعين‬ ‫بجنحة القتل الخطأ بالحبس ‪ 5‬أشهر نافذة‬ ‫وأداء غرامة مالية قدرها ‪ 500‬درهم لفائدة‬ ‫الخزينة‪ ،‬وهم‪ :‬سائق شاحنة األزبال التي توفي‬ ‫فيها بائع السمك محسن فكري‪ ،‬مطحونا‪،‬‬ ‫والمستخدم بشركة النظافة العامل على متن‬ ‫نفس الشاحنة‪ ،‬وحارس قوارب الصيد الذي‬ ‫قضت في حقه المحكمة‪ ،‬أيضا‪ ،‬تعويضا ماليا‬ ‫قدره ‪ 33‬ألف درهم لفائدة ورثة الضحية‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى‪ ،‬قررت المحكمة‪ ،‬الحكم‬ ‫بتعويض تؤديه شركة التأمين‪ ،‬وشركة النظافة‬ ‫ق��دره حوالي ‪ 166‬أل��ف دره��م لفائدة ورثة‬ ‫الضحية‪ ،‬فيما تم تبرئة القائد المتابع في نفس‬ ‫الملف‪ ،‬وإلى جانبه كال من المستخدم بالشركة‬ ‫المفوض لها في قطاع جمع النفايات‪ ،‬وبائع‬ ‫السمك‪ ،‬باإلضافة إلى مراقب بشركة النظافة‪.‬‬ ‫وكان طبيعيا أن ال ترضي هذه األحكام‬ ‫نشطاء ال��ح��راك الريفي وم��واق��ع التواصل‬ ‫االجتماعي حيث اعتبرت تلك األحكام «مخففة»‬ ‫و»غير منصفة» وقد تزيد الوضع تأزما‪ ،‬في‬ ‫الوقت ال��ذي تعمل فيه وزارة الداخلية على‬ ‫االستجابة للمطالب االجتماعية لنشطاء الحراك‬ ‫الشعبي‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بالتشغيل‪ ،‬على إثر‬ ‫الزيارات المتتالية لوزير الداخلية ووالي ورئيس‬ ‫الجهة واجتماعهم إلى ممثلي الحراك‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار أعلن والي الجهة اليعقوبي‬ ‫عن مشروع تشغيل ألف من شباب الحسيمة‬ ‫على أفواج‪ ،‬ببعض الوحدات الصناعية الموجودة‬ ‫بطنجة في قطاع السيارات والنسيج ‪.‬‬ ‫وعلم أيضا أنه سيتم إجراء مباريات توظيف‬ ‫على مستوى الجماعات المحلية لفائدة شباب‬ ‫الحسيمة الذين قد يزيد عددهم عن أربعمائة‪،‬‬ ‫في المرحلة األولى‪.‬‬

‫وخالل انعقاد الدورة االستثنائية لمجلس‬ ‫جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬بمقر عمالة‬ ‫الفحص‪ ،‬يوم الثالثاء ‪ 25‬أبريل الجاري‪ ،‬تمت‬ ‫المصادقة على مشروع التنمية الجهوية الذي‬ ‫يأخذ باالعتبار حاجيات مدينة الحسيمة فيما‬ ‫يخص المطالب االجتماعية واالقتصادية‬ ‫وحاجياتالتجهيز‪.‬‬ ‫صناعة السيارات تنقل بعض وحداتها إلى‬ ‫الحسيمة‬ ‫وعلى هامش افتتاح الدورة الرابعة لمعرض‬ ‫المناولة بطنجة ‪ ،‬األربعاء الماضي‪ ،‬بحضوررئيس‬ ‫الجهة‪ ،‬إلياس العماري‪ ،‬ووزي��ر الصناعة‬ ‫والتجارة حفيظ العلمي‪ ،‬أعلن مجموعــة من‬ ‫المستثمرين في مجال صناعــة السيـــارات‬ ‫بالمغرب عن عزمهم إنشاء وحدات صناعية‬ ‫قريبا بمدينة الحسيمة‪.‬‬ ‫وبالمناسبة‪ ،‬أع��رب إلياس العماري عن‬ ‫ارتياحــه‪ ‬لكــون المستثمرين بجهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة‪ ،‬قرروا االنفتاح على مختلف‬ ‫أقاليم الجهة‪ ،‬ومنهـا الحسيمــة التي تزخر‬ ‫بإمكانات هائلة الستقبال مشاريع صناعية‬ ‫هامة‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫توسيع النقل الجوي بين مطارات أوروبية‬ ‫وجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬

‫يواصل رئيس جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪ ،‬إلياس العماري سعيه لتطوير‬ ‫المجاالت االجتماعية واالقتصادية بالجهة في إطار منظومة متكاملة بهدف‬ ‫تحقيق التكامل بين إمكانات الجهة وتقليص الفروارق االقتصادية داخل أقاليم‬ ‫وعماالت الجهة‪.‬‬ ‫فبعد المصادقة على مشــروع تنميـة الجهــة الذي تمــت المصادقة عليه‬ ‫خالل دورة استثنائية نظمت بمقر أقليم الفحص‪ ،‬وبعد إعالنه عن توسيع نشاط‬ ‫قطاع صناعة السيارات إلى الحسيمة‪ ،‬أعلن أن رئيس الجهة‪ ،‬تباحث مؤخرا‪ ،‬مع‬ ‫ممثلين لشركة هولندية تعمل في مجال النقل الجوي‪.‬‬ ‫وخالل لقائه بممثلي الشركة بمقر الجهة‪ ،‬تم عرض اإلمكانيات الواسعة التي‬ ‫تزخر بها جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة خاصة في المجال السياحي األمر الذي‬ ‫جعلها قبلة للعديد من المستثمرين األجانب الراغبين في تطوير السياحة بشمال‬ ‫المغرب‪.‬‬ ‫كما تمت دراسة إمكانيات الرفع من عدد الرحالت التي تؤمنها هذه الشركة‬ ‫بين هولندا وبلجيكا وبعض مطارات الشمال‪ ،‬خاصة تطوان والحسيمة‪..‬‬

‫‪ ‬‬

‫إلياس العماري يدخل على خط أزمة المعبر الحدودي‬ ‫بباب سبتة وهذا ما سيقوم به !!‬

‫لم تمر وفاة المرأة الخمسينية بالمعبر‬ ‫الحدودي باب سبتة‪ ،‬قبل أيام‪ ،‬دون أن‪ ‬تخلف‬ ‫ردود فعل غاضبة شعبيا ورسميا‪ .‬أقوى ردود‬ ‫الفعل هاته صدرت من رئيس جهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة‪ ،‬إلياس العماري‪ ،‬وذلك‬ ‫عبر حسابه بموقــع التواصــل االجتماعي‬ ‫الفايسبوك‪.‬‬

‫العماري علق على الحادث بوضع مقارنة‬ ‫مثيرة إذ قال‪« :‬ما حدث في الساعات األولى من‬ ‫فجر اليوم يذكرني بما يحدث أمام الجدار العازل‬ ‫الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني‪ .‬فنفس‬ ‫المعاناة التي يتلقاها الفلسطينيون على األبواب‬ ‫التي وضعتها إسرائيل أمام المسجد األقصى‪،‬‬ ‫ضدا على المواثيق الدولية‪ ،‬تعيشه األمواج‬

‫البشرية فجـر كل يـوم على المعبـر الوهمي‬ ‫لسبتة»‪.‬‬ ‫وط��ال��ب رئيس الجهة م��ن السلطات‬ ‫المختصة داخل المغرب ومن الجارة اإلسبانية‬ ‫«مباشرة تحقيق جدي ومسؤول حول الكوارث‬ ‫التي تحدث على هذه المعابر»‪ ،‬داعيا «حكومة‬

‫البلدين إلى مباشرة المفاوضات حول وضعية ما‬ ‫تبقى من المستعمرات في بالدنا»‪.‬‬ ‫وتساءل زعيم «البام»‪« ،‬كيف إلى حدود‬ ‫الساعة تحت ذريعة كون الحدود وهمية‪ ،‬وبأننا‬ ‫ال نعترف بالسيادة اإلسبانية على الثغرين سبتة‬ ‫ومليلية‪ ،‬والعتبارات ربما ال نعرفها‪ ،‬يتم التغاضي‬ ‫عن المآسي التي تشهدها معابر الحـدود‬ ‫الوهميـة سـواء بسبتـة أو مليليـة ؟»‪ ،‬وحول‬ ‫دوره كرئيس للجهة‪ ،‬أوضح العماري «ال أملك‬ ‫سلطة اقتصادية وال قانونية وال أمنية على ما‬ ‫يحدث بالمعبر‪ ،‬وسأقترح على المجلس تنظيم‬ ‫مناظرة في القريب العاجل حول اقتصاد الحدود‬ ‫الوهمية‪ ،‬في انتظار تقديم األجوبة من طرف‬ ‫جميع المتدخلين والمسؤولين عما يحدث»‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫جمعية المنعشين العقاريين‬ ‫وشركة أمانديس في بحث مشترك‬ ‫عن أرضية توافق حول الدليل‬ ‫الخاص بالمنعش العقاري‬

‫عيسى بن يعقوب‬

‫مولود النوراقي‬

‫جمعية المنعشين العقاريين‬

‫مدير شركة أمانديس‬

‫تبعا لما نص عليه دفتر التحمالت الخاص‬ ‫بشركة أمانديس المراجع حديثــا في أحد‬ ‫بنوده من إنجاز دليل خاص بالمنعش العقاري‬ ‫يوضح الخدمات المقدمة من طرف الشركة‬ ‫واإلجراءات واآلجــال والوثــائــق المطلوبة‪،‬‬ ‫سهرت الجماعة على تنظيم لقاءات جمعت‬ ‫األطراف المعنيــة بالموضوع ضمت شركة‬ ‫أمانديس واللجنة الدائمة للمراقبة إضافة‬ ‫إلى اتحاد المنعشين العقاريين وغرفة التجارة‬ ‫والصناعة والخدمات لوالية طنجة‪،‬‬ ‫وحسب المعلومات التي استقيناها من‬ ‫السيد عيسى بن يعقـوب الذي قاد اللجنة‬ ‫التي مثلت الجمعية لدراسة المشروع األولي‬ ‫للدليل الذي أنجزته الشركة‪ ،‬فإن عمل هذه‬ ‫اللجنة التقنية انطلق منذ منتصف شهر مارس‬ ‫المنصرم جرت على إثره ثالثة لقاءات في‬ ‫الموضوع احتضنها مقر تابع للشركة بمحطة‬ ‫معالجة المياه بمرقالة وضم مدراء الشركة‬ ‫ورؤساء المصالح بها باإلضافة لمسؤولي‬ ‫اللجنة الدائمة للمراقبة وأعضاء من مكتب‬ ‫الجمعية وممثل عن الغرفة‪ ،‬وقد عكست‬ ‫اللقاءات الثالثة التي سادت فيها حوارات بناءة‬ ‫رغبة جميع األطراف وحرصهم على فتح صفحة‬ ‫جديدة في عالقاتهم المستقبلية‪ ،‬وتكرس‬ ‫ذلك من خالل التوافق على نقط الخالف‬ ‫التي طفت أثناء نقاش بنود مشروع الدليل‬ ‫للخروج بصيغة نهائية مقبولة كما تعهدت‬ ‫الجماعة مشكورة عند دعوتها لتشكيل هذه‬ ‫اللجنة‪.‬‬ ‫هذه اللقاءات يضيف السيد عيسى بن‬ ‫يعقوب شكلت مناسبة ألعضاء لجنة الجمعية‬ ‫الذي حضروها لتقديم جملة من المالحظات‬ ‫همت العديد من بنود مشروع هذا الدليل‬ ‫مطالبين سواء بتعديلها أو بحذفها انسجاما‬ ‫مع دفتر التحمالت والقرارات المتعلقة به أو‬ ‫بتوضيح بعض الفقرات التي تضمنت صيغ‬ ‫مبهمة تفتح الباب للعديد من التأويالت ومن‬ ‫بين النقاط األساسية التي تم طرحها ما يلي‪:‬‬ ‫ضرورة احتواء الدليل في مقدمته على‬ ‫جميع القوانين والتشريعات والقرارات التي تم‬ ‫االرتكاز عليها في صياغة جميع البنود الواردة‬ ‫فيها‪.‬‬ ‫ضرورة حذف جميع الصيغ والبنود التي ال‬ ‫تستند إلى أي أسس قانونية (دفتر التحمالت‪،‬‬

‫الملحق رقم ‪ ،13‬قرارات لجنة التتبع‪ ،‬الدليل‬ ‫التقني الخ‪.)...‬‬ ‫ضرورة تضمين الدليل آلجال دقيقة‬ ‫محددة لمختلف الخدمات المقدمة من طرف‬ ‫الشركة من قبيل‪:‬‬ ‫التقويم‪ ،‬األشغال‪ ،‬محضر التسلم والربط‪.‬‬ ‫ضرورة موافاة الجمعية بنسخة من دفتر‬ ‫التحمالت الجديد للشركة والملحق رقم ‪13‬‬ ‫الخاص بالتعرفة المطبقة وكذا الدليل التقني‬ ‫الذي طلبته الجمعية منذ ما يزيد عن السنة‪.‬‬ ‫(األمر الذي استجابت له الشركة قبل اإلجتماع‬ ‫الثاني)‪.‬‬ ‫ضرورة عقد لقاء ثالثي بين الجمعية‬ ‫والجماعة الحضرية وشركة أمانديس إليجاد‬ ‫حل عملي لمسألة فتح الطرقات لتفادي تعطيل‬ ‫ملفات المشاريع العقارية الهامة‪.‬‬ ‫ضرورة إيجاد حل عملي لتحويل ملكية‬ ‫البقع المستقبلة ألجهزة الشركة (المحوالت‬ ‫الخ‪ )..‬باسم الجماعة مع اقتراح عقد الجمعية‬ ‫لقاء مع رئيس مصلحة المسح العقاري من أجل‬ ‫تفعيل ذلك‪.‬‬ ‫مصـاريف الدراسة التي يتحملها المنعش‬ ‫يجب أن تكون مقتصرة فقط على األشغال‬ ‫داخل المـدار «‪ »In Site‬أما الخارجة عن المدار‬ ‫تتحملها الشركة طبقا لدفتر التحمالت‪.‬‬ ‫ضرورة قيام الشركة بإيصال مختلف‬ ‫الشبكات للمشروع (الماء‪ ،‬الكهرباء والتطهير)‬ ‫انسجاما مع روح اإلتفاق الذي تم بموجبه‬ ‫تأدية المنعشين للمساهمة الجديدة حسب‬ ‫المتر المربع المبني «‪Contributions Hors‬‬ ‫‪ « Site‬مع رفض أداء باقي التسميات األخرى‬ ‫كمثل‪.Extension - Raccordement :‬‬ ‫الرفــض القطعــي لمقتـــرح العقـــدة‬ ‫«‪ »Contrat‬الذي تقدمت به الشركة من‬ ‫خالل هذا الدليل لتأطير العالقة بينها وبين‬ ‫المنعش العقاري جاعلة مصالحها فوق كل‬ ‫اعتبار‪.‬‬ ‫وبعدما أنهـــت هــذه اللجنــة التقنيــة‬ ‫أعمالها فإن اجتماعا آخرا مقررا يوم األربعاء‬ ‫‪ 3‬ماي المقبل للمصادقة النهائية على جميع‬ ‫التفاهمات تماشيا مع التزام الجماعة الحضرية‬ ‫بالخروج بدليل يحظى بقبول وتوافق جميع‬ ‫األطراف المتدخلة‪.‬‬

‫شقة للبيع‬ ‫مساحتها ‪ 150‬متر مربع‬

‫شقة معروضة للبيع بإقامة ‪ 5‬ـ الطابق ‪ 4‬رقم ‪22‬‬ ‫لمالكها السيد محمد الحمزوي الصرصري‪ ،‬حيث توجد‬ ‫بمجمع العاليا بحي البرانص ـ طنجة‪.‬‬

‫وللمزيد من المعلومات االتصال بإدارة الجريدة‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬مـاي ‪2017‬‬

‫العدد ‪887‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫تلبية لدعوة كريمة‪ ،‬من السيد رئيس جماعة تطوان‪ ،‬حضرتُ الحفل االفتتاحي لتخليد الذكرى‬ ‫العشرينية لتصنيف المدينة العتيقة تراثا عالميا إنسانيا‪ ،‬الذي أقيم صبيحة اإلثنين ‪ 24‬أبريل ‪ 2017‬بالقاعة‬ ‫الكبرى لعمالة إقليم تطوان‪.‬‬ ‫كان من بين المتكلمين في هذا الحفل‪ ،‬الرئيس المنتدب لجمعية تطاون أسمير‪ ،‬التي أفتخر بانتسابي‬ ‫إليها‪.‬‬ ‫وكنت أنتظر منه أن يركز على الدور الذي قامت به جمعيتنا في إدراج تطاون في قائمة المدن ذات‬ ‫التراث العالمي‪ .‬لكنه لم يشر لهذا الموضوع ال من قريب وال من بعيد‪.‬‬ ‫وتشاء الصدف أن يكون إلى جانبي –بهذه الجلسة‪ -‬خالي السيد عبد السالم بن عبد الوهاب‪ ،‬وبيده‬ ‫ملف سمين‪ ،‬سلمه لي‪ ،‬فإذا به بعض نشرات جمعية تطاون أسمير‪ ،‬وأوراق حررها صاحبها بعناية واهتمام‬ ‫ليساهم بها في هذه الجلسة‪ ،‬لكن نظرا ألنه لم يكن مُدرَجا في البرنامج‪ ،‬فقد ضُرب له موعد في جلسة‬ ‫المساء‪.‬‬ ‫ألقيت نظرة على المداخلة‪ ،‬فإذا فيها إشارات مهمة إلى اللقاءات التي عقدتها الجمعية منذ عشرين‬ ‫سنة مع عدد من الوزراء‪ ،‬على رأسهم وزير الثقافة آنذاك السيد عبد اهلل أزماني‪ .‬وكان من بين النقط التي‬ ‫تناولتها هذه اللقاءات‪ ،‬ترشيح تطوان العتيقة لالنضمام إلى قائمة المدن ذات التراث اإلنساني‪ .‬وتصفحت‬ ‫النشرات‪ ،‬فاستوقفني في الصفحة الثانية من العدد الثاني الصادر في أواخر يناير ‪ 1997‬العنوان التالي‪:‬‬ ‫«تطوان ضمن التراث العالمي»‪ .‬وقرأت ما ُكتب تحته‪ ،‬فإذا هو‪ « :‬استضافت جمعية تطاون أسمير يوم‬ ‫اإلثنين ‪ 27‬يناير ‪ 1997‬مندوبة منظمة اليونسكو الدكتورة أشرف المكلفة بمتابعة الطلب الذي قدمته‬ ‫وزارة الثقافة بتعاون مع الجمعية إلدراج مدينة تطوان ضمن المدن التي تعتبر تراثا عالميا‪ ،‬وتم اللقاء ببيت‬ ‫األمة بحضور بعض المثقفين والمهتمين بالمحافظة على مدينة تطوان العتيقة‪.‬‬ ‫ويوم الثالثاء ‪ 28‬يناير ‪ 1997‬نُظمت للضيفة‪ ،‬زيارة للمدينة‪ ،‬وقفت فيها على بعض المنازل التقليدية‬ ‫والمآثر التاريخية والمكتبات الخاصة‪ ،‬فعبرت عن إعجابها بالمدينة‪ ،‬وبما تضم من مآثر تاريخية‪ ،‬وأشادت‬ ‫بفعالياتها الثقافية والفكرية‪ ،‬وشكرت الجميع على حسن الرعاية‪ ،‬وكرم الوفادة»‪.‬‬ ‫واستوقفني في الصفحة الثانية من العدد الرابع الصادر في مارس ‪ 1998‬عنوان «تطاون في الئحة‬ ‫التراث العالمي»‪.‬‬ ‫وتحت هذا العنوان قرأت ما يلي‪«:‬كما هو معلوم‪ ،‬قررت لجنة التراث العالمي لمنظمة األمم المتحدة‬ ‫للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو» خالل اجتماعها المنعقد بنابولي «إيطاليا» إدراج المدينة القديمة‬ ‫لتطوان‪ ،‬ضمن الئحة التراث العالمي‪ ،‬وستعتبر المدينة تبعا لذلك «ذات قيمة عالمية وخاصة»‪ ،‬وستحظى‬ ‫بإجراءات الحماية والمحافظة وإبراز قيمتها المنصوص عليها في اتفاقية سنة ‪.1972‬‬ ‫وذكر خبراء اليونسكو فيما يخص المدينة القديمة‪ ،‬أنها كانت تحظى بأهمية خاصة خالل الفترة‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬حيث اعتُبرت ابتداء من القرن الثامن الميالدي حلقة الوصل الرئيسية بين المغرب واألندلس‪.‬‬ ‫وللتذكير‪ ،‬فإن جمعية تطاون أسمير‪ ،‬كانت قد استضافت يومي ‪ 27‬و‪ 28‬يناير ‪ 1997‬مندوبة منظمة‬ ‫اليونسكو‪ ،‬وقدمت لها شروحا ووثائق وكتبا وصورا في الموضوع»‪.‬‬ ‫لم أحضر جلسة المساء‪ ،‬لكنني علمتُ أن السيد عبد السالم بن عبد الوهاب‪ ،‬ألقى مداخلته في رحاب‬ ‫متحف الفن الحديث‪،‬وصال وجال‪ ،‬ووقف واستوقف‪ ،‬وأطال وأطنب في تعداد المبادرات التي قامت بها‬ ‫جمعية تطاون أسمير في ملف ترشيح تطوان لتكون تراثا عالميا إنسانيا‪.‬‬ ‫إن فضل هذا الرجل على الجمعية كبير‪ ،‬فهو مؤسسها والغيور عليها‪ ،‬بارك اهلل فيه‪ ،‬ومتعه بنعمة‬ ‫العافية‪.‬‬

‫برنامج تنمية إقليم شفشاون‬

‫الخطوة األولى في اجتماع إخباري وتشاوري‬ ‫تم يــوم الجمعــة ‪21‬‬ ‫أبريل الجاري مسـاء بقاعة‬ ‫االجتماعـات بعمالــة إقليم‬ ‫شفشاون‪ ،‬تنظيـم اجتماع‬ ‫إخباري وتشاوري من طرف‬ ‫رئاسة المجلس اإلقليمـي‬ ‫لشفشاون أعلن من خالله‬ ‫لمختلف مكونـات اإلقليــم‬ ‫السياسيـــة والمدنـــيــــة‬ ‫واإلدارية‪ ...‬عن الخطــوات‬ ‫التي سيقبل عليها المجلس‬ ‫اإلقليمي بخصـوص وضع‬ ‫برنامج تنمية اإلقليم الذي‬ ‫نصت عليــه مقتضيــات‬ ‫القانــــون التنظيـــمـــي‬ ‫‪ 112 - 14‬المتعــلـــــق‬ ‫بالعمــــاالت واألقــاليــــم‬ ‫والسيما المادة ‪ 80‬منه‪.‬‬ ‫ويأتي هذا اإلجتماع تنفيذا ألحكام الـمادة ‪ 4‬من المرســـوم رقم‬ ‫‪ 2-16-300‬بتحديد مسطرة إعداد برنامج التنمية للعمالة أو اإلقليم‬ ‫وتتبعه وتحيينه وتقييمه وآليات الحوار والتشاور إلعداده‪.‬‬ ‫االجتماع كان مناسبة إلبراز أهمية إعداد هذه الوثيقة المرجعية‬ ‫التي «تحدد لمدة ست سنوات األعمال التنموية المقرر برمجتها أو‬ ‫إنجازها بتراب اإلقليم‪ ،‬اعتبارا لنوعيتها وتوطينها وكلفتها‪ ،‬لتحقيق‬ ‫تنمية مستدامة وفق منهج تشاركي وبتنسيق مع عامل العمالة أو‬ ‫اإلقليم بصفته مكلفا بتنسيق أنشطة المصالح الالممركزة لإلدارة‬ ‫المركزية»‪ ،‬و يجب أن تتضمن هذه الوثيقة « تشخيصا لحاجيات‬ ‫وإمكانيات اإلقليم وتحديدا ألولوياتها وتقييمها لمواردها ونفقاتها‬ ‫التقديرية الخاصة بالسنوات الثالثة األولى وأن يؤخذ بعين االعتبار‬ ‫مقاربة النوع»‪.‬‬ ‫وال يخفى على أحد أن العمل بالتخطيط االستراتيجي في إدارة‬ ‫الشأن العام بالجماعات الترابية باإلضافة إلى تطبيق مبادئ الحكامة‬ ‫واألخذ بالمنهج التشاركي‪ ،‬من شأنه أن يفتح الباب أمام تجاوز‬ ‫العديد من االختالالت وباألساس عدم فعالية «السياسات» العمومية‬ ‫المحلية في اإلجابة على إشكاالت التنمية الحقيقية‪ ،‬وبالتالي إعادة‬ ‫الثقة للمواطن في هذه المؤسسات التي تعتبر المرآة الحقيقية‬ ‫للديموقراطية الشعبية ومشتال لسياسة القرب‪.‬‬ ‫وعلى اعتبار أن هذا البرنامج يجب أن يكون ثمرة ألفكار ومقترحات‬ ‫وخبرات جماعية وإرادة مشتركة بين السياسي والمدني والتقنــي‪،...‬‬ ‫فـإن إعــــداده وتتبعه وتقييمه يجب أن يشكل لحظة ديموقراطية‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫تتجسد فيها قيم المواطنة‬ ‫والوطنية‪ ،‬وتغليب المصلحة‬ ‫العامة والتعبئـة في أفــق‬ ‫النهوض من كبوات التخلف‬ ‫واإلحباط‪ ،‬وهنـــا البد أن‬ ‫نشير إلى أن الدستور نص‬ ‫في المادة ‪ 139‬على ما يلي‪:‬‬ ‫«تضــع مجالــس الجهات‪،‬‬ ‫والجماعات الترابية األخرى‪،‬‬ ‫آليات تشاركيــة للحـــوار‬ ‫والتشـاور‪ ،‬لتيسير مساهمة‬ ‫المواطنيـــن والمواطنـــات‬ ‫والجمعيات في إعداد برامج‬ ‫التنمية وتتبعها»‪.‬‬ ‫هــذا؛ وقــد تم في هذا‬ ‫اإلجتماع إطالع الحاضرين‬ ‫على «بنـــك» للمعطيـــات والبيانات و مشاريع تهم اإلقليم‪ ،‬والذي جاء‬ ‫حصيلة عمل ميداني وجهد توثيقي و تجميعي و ترتيبي وتصنيفي‬ ‫قامت به عمالة إقليم شفشاون منذ سنة ‪ ،2014‬ويمكن اعتبار هذا‬ ‫«البنك» أرضية صلبة يمكن االعتماد عليها في تقليص مدة اإلعداد‬ ‫والكثير من الجهد وتدارك ما فات من الزمن‪ ،‬إذ إن المشرع افترض‬ ‫أن يتم وضع هذا البرنامج في السنة األولى من انتداب المجلس‪.‬‬ ‫ترأس هذا االجتماع النائب األول لرئيس المجلس اإلقليمي‬ ‫لشفشاون‪ ،‬مرزوق مخلوف‪ ،‬وحضر إلى جانبه الكاتب العام للعمالة‪،‬‬ ‫ممثال للسلطة اإلقليمية‪ ،‬سعيد التايك‪ ،‬وممثل مجلس جهة طنجة‪-‬‬ ‫تطوان‪ -‬الحسيمة‪ ،‬محمد الرملي‪ ،‬كما شارك في أشغال هذا االجتماع‬ ‫برلمانيو اإلقليم‪ ،‬ورؤساء الجماعات الترابية‪ ،‬وأعضاء الهيئة اإلقليمية‬ ‫للمواطنة والتنمية البشرية‪ ،‬والمنتخبون‪ ،‬وممثلو المجتمع المدني‪.‬‬ ‫وقد تمخض عن هذا االجتماع عدة مقترحات وتوصيات‪ ،‬همت‬ ‫خاصة المنهجية المتبعة في إعداد البرنامج لتحقيق االلتقائية‬ ‫واالنسحام والتكامل‪ ،‬ثم البعد األفقي في البرنامج والذي يتمثل‬ ‫في التوازن بين الجواب على الحاجيات التنموية األساسية‪ ،‬وخاصة‬ ‫االجتماعية‪ ،‬وحماية الموارد الطبيعية‪ ،‬كما همت أيضا ضرورة العمل‬ ‫بمبدأ العدالة المجالية أو الترابية‪ ،‬حيث أن بعض رؤساء الجماعات‬ ‫احتجوا‪ ،‬في هذا الصدد‪ ،‬على ما اعتبروه «حيفا تنمويا تاريخيا» في حق‬ ‫جماعاتهم المعزولة‪.‬‬

‫من سؤال الكتابة‬ ‫النسائية‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫سعدت بالمشاركة في تقديم كتاب «من أعالم الكتابة والصحافة بشمال‬ ‫المغرب ‪ 1930 :‬ـ ‪ »1955‬للدكتورة هدى المجاطي ‪ ،‬وهذه مناسبة للتنويه‬ ‫بالمبادرة الثقافية لمقاطعة طنجة المدينة في هذا المنحى ‪ ،‬داعيا لها بدوام‬ ‫التوفيقوالنجاح‪.‬‬ ‫‪ 1‬ـ في كتاب الدكتورة هدى يبادرنا تقديم للمرحوم سيدي عبد اهلل‬ ‫المرابط الترغي الرجل بث في صدور أجيال من تالمذته علما بوسيلتين ‪:‬‬ ‫التدريس ‪ ،‬وقد كانت أظهر‪ ..‬والتأليف وهي أدوم ‪..‬‬ ‫في تقديم سيدي عبد اهلل تنصيص على جملة أمور متضمنة في سياقين‬ ‫عام وخاص‪..‬‬ ‫فأما العام فتنويه بكون تراجم الكتاب جارية على نمط جديد‪ ..‬وبيان‬ ‫النتماء أصحابها لجهة الشمال‪ ..‬ولفت النظر لعروة جامعة بينهم وهي عروة‬ ‫القيم والثوابت‪..‬‬ ‫وأما الخاص فاقتصار المؤلفة هدى على تقديم معرفة أولية حول المترجم‬ ‫بهم تركز على بيانات بيوغرافية أساسية ‪ :‬مؤشرات أحوالهم‪ ..‬سنوات‬ ‫ميالدهم‪ ..‬مالبسات نشأتهم وتكوينهم‪..‬أنماط مشاركاتهم في الحياة‬ ‫الثقافية والعلمية والسياسية‪ ..‬تذييل تراجمهم بنماذج مختارة من كتاباتهم‪..‬‬ ‫ثم ختم المرحوم سيدي عبد اهلل بتقويم عام لهذا الكتاب حيث عده مفيدا ‪،‬‬ ‫هاما وقائما بنيانه على جهد مضاعف في البحث والصياغة واالختيار مما يؤكد‬ ‫جدته في بابه‪..‬‬ ‫‪ 2‬ـ وضعت الدكتورة هدى لكتابها بيانا استهالليا رامت به لفت نظر‬ ‫قارئه لجملة عناصر ‪:‬‬ ‫أصل مادة الكتاب‪..‬‬ ‫سياقاه الذاتي والموضوعي‪..‬‬ ‫دالالته المركزية في تنوير قارئيه بما قدم في شمال المغرب من كتابات‬ ‫مع بيان توجهاتها وخصائصها‪..‬‬ ‫الجهد المبذول في لم مواد في حكم المحجوب ‪..‬‬ ‫منهجية بناء تراجم الكتاب‪..‬‬ ‫اآلفاق البحثية التي يفتحها‪..‬‬ ‫‪ 3‬ـ يتضح من خال ل هاتين العتبتين أن الهدف الرئيس هو الحرص على‬ ‫تأمين المعلومة البيوغرافية واجتذاب القارئ نحو فضاء إمتاع ومؤانسة في‬ ‫ظرفية يتواتر فيها ضعف منسوب المقروئية ألسباب يطول بيانها‪..‬‬ ‫‪ 4‬ـ هذا الكتاب يقدم مادة أولية نفيسة غميسة عن المترجم بهم مع‬ ‫تحري الضبط والتحري والتركيز‪ ..‬وأما اختيار الدكتورة هدى لنصوص بعينها‬ ‫في متم كل ترجمة فيؤكد معرفة بها قوامها إدراك وتصور ثم ذائقة تجلي‬ ‫خبرة نقدية‪ ..‬ما دام االختيار انتقاء واصطفاء وتفضيال‪..‬وليس سدا لفراغ كما‬ ‫يجري في بعض الكتابات المتهافتة‪..‬‬ ‫وبالنظر إحصائيا إلى مادة الكتاب نجد‪ :‬خمسا وستين ترجمة للرجال‬ ‫وأربع ترجمات للنساء‪.‬‬ ‫ترد هذه النصوص موزعة على أجناس أدبية من سرد وشعر ومسرح‬ ‫ومقاالت ‪ :‬اجتماعية وتاريخية وثقافية ودينية وأدبية ونقدية وصحافية وفكرية‬ ‫ولغوية وسياسية وحضارية وتربوية وأخالقية وفلسفية وسيروية‪..‬‬ ‫وقد استوقفتني تراجم أربعة نساء آلمنة اللوه‪ ..‬ترينيداد سانتيث‬ ‫مركادير‪ ..‬رحيمو المدني‪ ..‬شمس الضحى بوزيد‪..‬‬ ‫فأما آمنة اللوه فسليلة بيت علم وصالح وجهاد‪ ..‬وذات مسير علمي‬ ‫ومهني مميز‪ ..‬وأول امرأة نالت درجة الدكتوراه‪ ..‬وكاتبة أول عمل روائي‪..‬‬ ‫وصاحبة قولة حكيمة ‪« :‬الدنيا حلم‪ ..‬واآلخرة يقظة‪ ..‬ونحن في أضغاث‬ ‫أحالم‪ .»..‬ترجمتها في الكتاب حافلة على وجازتها‪..‬أتت مذيلة بنص مختار‬ ‫«نحن والتعليم» المنشور بمجلة األنيس بالعدد الثاني ـ أبريل ‪. 1946‬‬ ‫وأما ترينيداد سانتيث ميركادير فمواطنة إسبانية من ألكانتي‪ ،‬أسست‬ ‫منبرا ثقافيا استقطب أدباء مغاربة وإسبان ومشارقة هو مجلة المعتمد ‪ ..‬وقد‬ ‫ذيلت ترجمتها بنص «المغرب في عيني وقلبي» وهو ذو حمولة انسانية‬ ‫كتب بلغة هامسة‪ ،‬وعربه األديب أحمد عبد السالم البقالي ثم نشر بالعدد‬ ‫الثالث والسبعين من مجلة األنيس سنة ‪.1953‬‬ ‫وأما رحيمو المدني فصوت نسائي رائد في الدعوة إلى تعليم المرأة ‪..‬‬ ‫وصاحبة حضور مبكر في الكتابة ولم تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها‪..‬وهذا‬ ‫نبوغ نسائي مبكر الفت وفريد ‪..‬ذيلت ترجمتها بنص بعنوان « نداء رلى الفتاة‬ ‫المغربية» موسوم بقوة حجاج ومؤسس على فكرة طلب العلم والتكوثر به ‪..‬‬ ‫والتأسي بمسير صحابيات‪ ..‬واالنطالق من األخالق فالتخليق‪..‬‬ ‫وأما شمس الضحى بوزيد فزينة طنجة وبهجتها كما وصفتها المرحومة‬ ‫آمنة اللوه‪ ..‬كان لها مسير منور في المجال التربوي والتعليمي‪ ..‬اختارت لها‬ ‫الدكتورة هدى مقالة اجتماعية « الحذار من التقليد األعمى» وهو نص يبرز‬ ‫قوة فكرية في ثوب مبين‪..‬‬ ‫هذه النماذج من الكتابة النسائية في المغرب الحديث يؤكد خصوصيتها‬ ‫في جهتنا الشمالية وهي بمثابة جواب عن سؤال النقد النسائي في الغرب‬ ‫الذي أتى ردا على المنظورات االستنقاصية األرسطية واألكوينية أو تحت‬ ‫ألويات ونظريات مذكرة ومقوالت االختالف الجنسي ‪ :‬البيولوجيا‪..‬التجربة‪..‬‬ ‫الخطاب‪ ..‬الالوعـي‪ ..‬األوضــاع االجتماعية واالقتصادية‪ ..‬وشتى النزعات‬ ‫النسائية المتأثرة بالتحليل النفسي ‪..‬‬ ‫هذه نماذج نصوص تفيد الغافلين والغافالت في أن الكتابة النسائية‬ ‫ليست إيروتيكا أو نمطا حداثيا موسوما بالهشاشة األسلوبية والعبث واإلغواء‬ ‫البورنوغرافي‪ ..‬بل هي منشدة إلى قوانين اإلبداع وقيم المجتمع في البدء‬ ‫والمنتهى‪..‬‬


‫العدد ‪887‬‬

‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬مـاي ‪2017‬‬

‫الذكرى ‪ 59‬لمؤتمر المغرب العربي بطنجة‬ ‫* المغرب مصدر كل مشاريع الوحدة المغاربية‬ ‫* فشل مشروع المغرب العربي يفضح منطق المخاطرة‬ ‫والمغالطة والمناورة لحكام الجزائر‬ ‫تزامنت الذكرى التاسعة والخمسون لمؤتمر طنجة من أجل المغرب العربي‪ ،‬المنعقد بهذه‬ ‫المدينة ما بين ‪ 27‬و ‪ 30‬أبريل ‪ 1958‬بقصر طنجة‪ ،‬مع فرار شرذمة عسكر البوليساريو من‬ ‫الحدود المغربية الموريتانية‪ ،‬تحت ضغط المنتظم الدولي الذي جدد تأكيده لمعايير العملية‬ ‫السياسية من منظور المبادرة المغربية للحكم الذاتي (‪ )2007‬وأكد البعد اإلقليمي لهذا النزاع‬ ‫المفتعل ومسؤولية «دول الجوار» موريتانيا‪ ،‬وخاصة الجزائر اللتين بإمكانهما تقديم الدعم‬ ‫لمسار الحل النهائي لهذه القضية المفتعلة‪.‬‬ ‫وبهذا يكون مجلس األمن قد طوى صفحة أخرى في ملف الصحراء المغربية الذي ترعاه‬ ‫األمم المتحدة‪ ،‬خاصة منذ اتفاق «وقف إطالق النار» في سبتمبر سنة ‪ ،1991‬وفتح صفحة‬ ‫جديدة في البحث عن حل سياسي تنخرط فيه الجزائر التي اقتنع العالم أخيرا بتورطها المفضوح‬ ‫والمقصود في هذا النزاع اإلقليمي بما قد يحمل من كوارث على األمن واالستقرار بالمنطقة‪،‬‬ ‫ودعا حكام هذا البلد المحكوم بمنطق المخاطرة والمغالطة والمناورة‪ ،‬إلى المساعدة على‬ ‫إنهائه‪.‬‬ ‫لم يعد خفيا‪ ،‬والمغاربيون «يودعون» بألم‪ ،‬أماني بلدانهم في تحقيق الوحدة التي ناضل‬ ‫من أجلها اآلباء واألجداد‪ ،‬أن الجزائر‬ ‫اتخذت من «معاكسة» المغرب‪،‬‬ ‫أرضية ثابثة من ثوابت سياستها‬ ‫الفاشلة‪ ،‬اجتماعيا واقتصاديا ‪،‬‬ ‫والمبنية على «حشد» مصانع‬ ‫العتاد الحربي وفق عملية «مفاتيح‬ ‫في اليد» أيام العهد السوفياتي‪،‬‬ ‫والحرب الباردة‪ ،‬من أجل «زعامات»‬ ‫وهمية لم تؤد إال إلى تفقير الشعب‬ ‫الجزائري الذي يمر اليوم بأوضاع‬ ‫اجتماعية مأساوية‪. ،‬بينما كان على‬ ‫حكام الجزائر أن يحاكوا المغرب‬ ‫في سياساته االجتماعية والفالحية‪،‬‬ ‫واإلقتصادية‪ ،‬وسياسة السدود‪،‬‬ ‫وسياسته الخارجية المبنية على‬ ‫االنفتاح على العالم وعلى الشعوب‬ ‫اإلفريقية التي نفذ المغرب إلى قلوب‬ ‫أبنائها عن طريق األخوة والتعاطف‬ ‫والتضامن والتعاون الصادق‪...‬ولكن‬ ‫الطغمة العسكرية الحاكمة في‬ ‫الجزائر حملت إلى قصر المرادية‪،‬‬ ‫«صنما» من ورق‪ ،‬صنعوه ليقمعوا‬ ‫به شعبهم الرازح تحت وطأة الفقر‬ ‫والجوع والهشاشة‪ ،‬بالرغم من أنهر‬ ‫النفط والغاز التي تجري تحت قدميه‪.‬‬ ‫ولعل األشقاء في الجزائر‬ ‫يدركون تمام اإلدراك أن العسكر‬ ‫الذين يجثمون على صدورهم منذ‬ ‫االستقالل‪ ،‬باسم جبهة التحرير التي‬ ‫قال عنها أحد قيادييها الحاليين‬ ‫إنها سوف تحكم الجزائر لمائة‬ ‫سنة القادمة‪ ! ‬هم من أفسدوا خطة‬ ‫المغرب العربي الكبير التي انطلقت‪،‬‬ ‫تنظيما‪ ،‬مع تأسيس مكتب ‪ ‬المغرب‬ ‫العربي بالقاهرة‪ ،‬ما بين ‪ 15‬و ‪22‬‬ ‫فبراير ‪ ،1947‬أي ‪ 55‬يوما قبل الزيارة التاريخية للراحل المحرر محمد الخامس رحمه اهلل‬ ‫لمدينة طنجة‪9( ،‬أبريل ‪ )1947‬وسنتين بعد تأسيس الجامعة العربية سنة ‪ .1945‬وكان مكتب‬ ‫المغرب العربي يضم ممثلين عن حزب الدستور الحر التونسي وحزب الشعب الجزائري ورابطة‬ ‫الدفاع عن المغرب‪ .‬وتولى أمانته العامة الوطني الكبير عبد الكريم غالب أمد اهلل في عمره‪.‬‬ ‫إال أن مسلسل العمل من أجل توحيد العمل المغاربي انطلق‪ ،‬بداية العشرينات مع تأسيس‬ ‫جمعية نجمة شمال افريقيا وجمعية طلبة شمال افريقيا في فرنسا التي كانت تجمع خيرة الشباب‬ ‫المناضل باألقطار الثالثة‪ ،‬المغرب والجزائر وتونس وكان لمكتب المغرب العربي بالقاهرة‪ ،‬دور‬ ‫في إفساد الخطة االستعمارية لنقل بطل حرب الريف من منفاه بجزيرة الرييونيون إلى جنوب‬ ‫فرنسا‪ ،‬حيث تم «إنزاله» من باخرة «كاتومبا» األوسترالية في ماي ‪ ،1947‬بميناء بور سعيد‬ ‫المصري ليبدأ نضاال سياسيا مفتوحا على العالم‪ ،‬من أجل تحرير شمال افريقيا‪.‬‬ ‫وبمبادرة من األمير عبد الكريم الخطابي تم إنشاء لجنة لتحرير بلدان شمال إفريقيا أطلق‬ ‫عليها األمير بنفسه «لجنة تحرير المغرب العربي»‪ .‬وكان ذلك في ‪ 9‬ديسمبر ‪ .1947‬وتم‬ ‫اإلعالن الرسمي عن ميالد لجنة تحرير المغرب العربي في ‪ 5‬يناير ‪ 1948‬بالقاهرة من طرف‬ ‫األمير الخطابي والحبيب بورقيبة ومحمد بن عبود‪ ،‬أحد قادة حزب اإلصالح الوطني بتطوان‪.‬‬ ‫ثم وقع على بيان إنشاء لجنة تحرير المغرب العربي كل من حزب الشورى واالستقالل وحزب‬

‫االستقالل وحزب الوحدة المغربية وحزب اإلصالح الوطني من المغرب وحزب الشعب الجزائري‬ ‫والحزب الحر التونسي‪.‬‬ ‫وتطور النضال المغاربي لينتقل من العمل السياسي إلى الكفاح المسلح‪ ،‬إلى أن أعلن‬ ‫استقالل المغرب وتونس سنة ‪ 1956‬ليوجه البلدان جهودهما لمساعدة حرب التحرير التي‬ ‫كانت تخوضها الجزائر من أجل االستقالل‪.‬‬ ‫وقادت الرغبة الشعبية في إقامة كيان وحدوي فيدرالي مغاربي إلى تنظيم مؤتمر طنجة سنة‬ ‫‪1958‬اتخذت فيه قرارات وحدوية جريئة سرعان ما تبددت‪ ،‬ومعها األمل في مغرب كبير من‬ ‫حدود مصر إلى نهر السينغال‪ ،‬ألسباب متعددة‪ ،‬سياسية وجغرافية ودبلوماسية ‪ ،‬تبقى أهمها‬ ‫وأخطرها تشبث الجزائر بمناوراتها الخسيسة للحيلولة دون استكمال المغرب سيادته على كافة‬ ‫أراضيه والتشويش على المغرب لصده عن المطالبة بصحرائه الشرقية التي اقتطعها االستعمار‬ ‫الفرنسي من ترابه التاريخي وضمها‪ ،‬على مراحل‪ ،‬إلى الجزائر التي احتلها الفرنسيون على إثر‬ ‫حادثة «المروحة» العثمانية الشهيرة‪ ،‬سنة ‪ ،1830‬لتجعل منها مقاطعة فرنسية صرفة‪.‬‬ ‫وقد انصبت أشغال مؤتمر طنجة على دراسة العديد من القضايا الهيكلية من أجل تحقيـق‬ ‫وحـــدة فيدرالية حقيقية لبلدان المنطقة‬ ‫الثالثة‪ ،‬وحشد الدعم المطلق لثورة‬ ‫الجزائر‪.‬‬ ‫وجاءت توصيات المؤتمر مؤكدة حق‬ ‫الشعب الجزائري في السيادة واالستقالل‪،‬‬ ‫وتكوين حكومة جزائرية مؤقتة وحشد‬ ‫الدعم الدبلوماسي واإلعالمــي لثـــورة‬ ‫الجزائر‪.‬‬ ‫كما أوصـى مؤتمر طنجــة بإنشـاء‬ ‫«مجلس استشـاري للمغــرب العربـــي»‬ ‫تتلخص مهمته في دراسة القضايا ذات‬ ‫المصلحة المشتركة وتقديم التوصيات‬ ‫للسلطـــات التنفيذيـــة المحلية»‪.‬‬ ‫وكان طبيعيا أن يخلق مؤتمر طنجة‬ ‫جوا من االرتياح في األوساط السياسية‬ ‫والشعبية بمنطقة المغرب العربي الكبير‬ ‫وتتصــدر أخبـــاره وتوصياته أهـــم‬ ‫الصحـــف المغاربية والعربية والدولية‪،‬‬ ‫بالرغم من بعض التحفظات من قبل‬ ‫الثورة المصرية التي كانت تخشى أن‬ ‫يعمل المؤتمر المغاربي على «إضعاف»‬ ‫ثورة يوليوز ‪ 1952‬بقيادة محمد نجيب‬ ‫وجمال عبد الناصر وعلى الوحدة المصرية‬ ‫السورية في ما بعد‪.‬‬ ‫لقد نجح مؤتمر طنجة المغاربي في‬ ‫تجاوز محطة التضامن العفوي واالنطالق‬ ‫في مسلسل ترسيخ مبدأ الوحدة في إطار‬ ‫كيان فيدرالي مستجيب ألماني وطموحات‬ ‫شعوب المنطقة‪ ،‬ولكنه ووجه بعراقيل‬ ‫عملية نتجت عن تأثيرات االختالف في‬ ‫أنظمة البلدان الثالثة‪ ،‬وانشغال أحزاب‬ ‫دول المغـــرب الكبير‪ ،‬بعد استقـــالل‬ ‫الجزائر بأمور داخلية سرعان ما غطت‬ ‫على االهتمام المشترك بالوحدة‪ ،‬وتغلب‬ ‫اإلهتمام بالدولة عن مشاعر الوحدة لدى‬ ‫األحزاب المغاربية التي ضعف تأثيرها‪ ،‬شيئا فشيئا ‪ ،‬على الجماهير الشعبية لتتدخل الدولة من‬ ‫أجل إعادة الروح إلى مشروع الوحدة المغاربية‪.‬‬ ‫وإصرارا من المغرب على تحقيق وحدة المغرب الكبير‪ ،‬انعقد بمراكش‪ ،‬بمبادرة من الراحل‬ ‫الحسن الثاني رحمه اهلل‪ ،‬في فبراير ‪ ،1989‬مؤتمر مغاربي موسع‪ ،‬ضم كال من رؤساء الجزائر‬ ‫وتونس وليبيا وموريتانيا والمغرب اتخذت خالله قرارات مهيكلة لإلتحاد المغاربي من أهمها‬ ‫إنشاء المجلس الرئاسي ومجلس الوزراء ومجلس الشورى والهيئة القضائية واألكاديمية‬ ‫المغاربية للعلوم والمصرف المغاربي لالستثمار‪......‬‬ ‫إال أن األمل خفث بعد أن خلقت الجزائر حكاية «الشعب الصحراوي» وأقامت على أرضها‬ ‫وبحمايتها وتمويلها «دولة» وهمية تتسول بها‪ ،‬وتقايض ب «قضيتها» ‪ ،‬و تغدق عليها من‬ ‫أموال ونعم الجزائر ما عرض الشعب الجزائري إلى ما يشهده في الوقت الحاضر‪ ،‬من فقر وعوز‬ ‫وشدة‪ ،‬وانسداد أفق‪ ،‬ومن خيبة أمل تجتاح كل فئات الشعب الغاضب‪.‬‬ ‫ومهما يكن‪ ،‬فإن وحدة المنطقة ضرورية من ضروريات الحياة في عالم اليوم الذي أيقن أن‬ ‫ال مستقبل للكيانات الضعيفة‪ ،‬وانخرط في مسار االتحادات الجهوية «القابلة للحياة»‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪887‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬مـاي ‪2017‬‬

‫وفاء عبد القادر ‪:‬‬ ‫حاورتها ‪:‬‬

‫لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬ ‫دار الكرامة ‪ ...‬هي وليدة جمعية الكرامة لتنمية المرأة ‪ ،‬هي التي تعنى بالنساء في وضعية صعبة ‪ ،‬تضم مركزا لإلستماع واإلرشاد والتوجيه النفسي والقانوني والوساطة والتدخل من أجل الصلح‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫مركز إليواء وتربية األطفال المتخلى عنهم ولحضانة أطفال األمهات في وضعيات صعبة‪ ،‬ومركزا إليواء النساء المتضررات ولرعايتهن و تكوينهن من أجل إدماجهن في المجتمع‪.‬‬ ‫دار الكرامة ال تقتصر على توفير اإليواء للنساء في وضعية صعبة‪ ،‬بل تتجاوز ذلك إلى مساعدة هؤالء النساء على تعلم بعض الحرف‪ ،‬مثل الحالقة والتجميل والطبخ والحلويات واإلعالميات والتدبير المنزلي‪،‬‬ ‫وذلك بمقر المؤسسة الكائن ب ‪ 6‬زنقة الزيزفون تجزئة النرجس البرانص ‪. 2‬‬ ‫جمعية كرامة لتنمية المرأة التي تم تأسيسها في فبراير ‪ 2002‬هي متنفس حقيقي لشريحة مهمة من المجتمع الطنجي‪ ،‬هي التي تفعّل آليات الصلح في حل المشاكل العائلية والتقليص من ظاهرة‬ ‫الطالق النفسي والقانوني‪ ،‬ومحاربة جميع أشكال العنف والحيف ضد المرأة‪ ،‬وتقديم اإلستشارات الشرعية والقانونية واإلجتماعية‪ ،‬والمساهمة في استقرار األسرة وحمايتها من التفكك والمطالبة بتطوير وتعديل‬ ‫القوانين المتعلقة بالمرأة واألسرة‪.‬‬ ‫و هي اليوم تنظم مهرجان الزفاف الجماعي في دورته العاشرة‪ ،‬عدد المستفيدات و المستفيدين ‪ 60‬شابة و شاب‪ ،‬هذا المهرجان الذي يطوي في جنباته أسمى معاني التكافل و التضامن و إرساء معالم‬ ‫الثقافة المغربية المسلمة الحقة‪ ،‬عبر التشجيع على إضفاء الطابع الشرعي الحالل على العالقات القائمة بين المرأة و الرجل في مجتمعنا‪ ،‬حوارنا اليوم مع األستاذة وفاء عبد القادر‪ ،‬رئيسة جمعية كرامة لتنمية‬ ‫المرأة لتقريبنا من مراسيم المهرجان و أهداف الجمعية‪.‬‬

‫• بداية أستاذة وفاء حدثينـا‬ ‫عـن هــذا العــرس الجماعـي‪،‬‬ ‫أهدافه وتداعياته‪...‬‬ ‫أشكركم بدايــة باسمـي وباسـم‬ ‫جمعية كرامة لتنمية المرأة على هذه‬ ‫المبادرة الطيبة‪ ،‬وشكر خاص لمدير‬ ‫جريدتكم‪ ،‬الدكتور عبد الحـــق بخات‪،‬‬ ‫على دعمه لسنوات عدة مضت‪ ،‬ألنشطة‬ ‫الجمعية عامة وللزفاف الجماعي خاصة‪،‬‬ ‫وهذه هي السنة العاشرة من عمر الزفاف‬ ‫الجماعي الذي لم يكن يسمى في البداية‬ ‫مهرجانا‪ ،‬إنما كنا نطلق عليه «الزفاف‬ ‫الجماعي»‪ ،‬لكن عندما تطورت مراحله‪،‬‬ ‫منحناه صفــة المهرجان‪ ،‬ألن مدتـــه‬ ‫أصبحت ثالثة أيام‪ ،‬وبالتالـي أصبحنـا‬ ‫نتكلم عن مهرجان‪.‬‬ ‫مهرجان الزفاف الجماعي‪ ،‬تضيف‬ ‫األستاذة وفاء عبد القادر‪ ،‬كانت البادرة‬ ‫قبل ‪ 10‬سنوات عندما الحظنا من خالل‬ ‫عملنا في مركز كرامة لإلستماع والتوجيه‬ ‫األسري‪ ،‬أن نسب الطالق في تزايد مستمر خصوصا بعد السنة األولى والثانية‬ ‫من الزواج‪ ،‬فقمنا بدراسة ميدانية حاولنا أن نتقصى من خاللها‪،‬األسباب المؤدية‬ ‫إلى هذا الطالق‪ ،‬واتضح لنا أن أهم األسباب هو غياب الثقافة األسرية‪ ،‬فبدأت‬ ‫الجمعية تفكر في الوسائل التي يمكن أن تعمل من خاللها على تقليص نسبة‬ ‫الطالق وتضمن استمرارية واستقرار وتماسك األسرة وهذا هو شعار الجمعية‪،‬‬ ‫فبدأنا في إنجاز دورات تكوينية للمقبلين على الزواج‪ ،‬والمتزوجين الجدد‪ ،‬يؤطرها‬ ‫مدربون عالميون‪ ،‬وطنيون ومحليون‪ ،‬مجانا بالتاكيد‪ ،‬وكان اإلقبال في البداية‬ ‫كبير‪ ،‬لكن بدأ ينقص ألنه أصبح يقتصر على شريحة معينة من المجتمع‪ ،‬ما دفعنا‬ ‫إلى التفكير في الزفاف الجماعي‪ ،‬ألننا الحظنا أن هناك ارتفاع في نسبة العازفين‬ ‫عن الزواج‪ ،‬وعند البحث اتضح لنا أن الجوانب المادية وقلة اإلمكانات‪ ،‬تقف حاجزا‬ ‫أمام الشباب خصوصا لتحصين أنفسهم واستقرارهم عبر مؤسسة الزواج‪ ،‬وألن‬ ‫ثقافتنا كمغاربة تغلب عليها األعراف والعادات التي لم تعد مناسبة في وقتنا‬ ‫الحالي‪ ،‬نظرا للظروف المالية الصعبة‪ ،‬التي يتخبط فيها المجتمع المغربي عامة‪،‬‬ ‫وبالتالي يفقد الزواج مفهومه الحقيقي‪ ،‬أال وهو المودة والرحمة كما جاء في كتاب‬ ‫اهلل الكريم‪« ،‬و من آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها‪ ،‬وجعل‬ ‫بينكم مودة ورحمة» صدق اهلل العظيم‪.‬‬

‫• أستـاذة وفاء‪ ،‬ما هي شـروط قبول طلب اإلستفادة من الزفـاف‬ ‫الجماعي ؟‬ ‫نحن نعلن عن بداية الموسم بالجرائد الوطنية‪ ،‬المحلية والجهوية‪ ،‬لإلخبار‪،‬‬ ‫ومن ثم نتلقى الطلبات ويتم تحديد مواعيد لإلستقبال لدرس الحاالت‪ ،‬والتي‬ ‫أغلبها تعاني من هشاشة اقتصادية‪ ،‬حاالت اليتم وهي األغلب‪ ،‬سواء في صفوف‬ ‫النساء أو الرجال‪ ،‬ما يجعل الزواج صعبا‪ ،‬وما يشجع على اإلنحالل األخالقي‪ ،‬وما ينتج‬ ‫عن ذلك من أطفال غير شرعيين وأمهات عازبات عجزن عن تأطير حياتهن تأطيرا شرعيا بسبب ظروفهن‬ ‫وظروف أزواجهن الغير الشرعيين‪ ،‬وهذا هو الهدف الرئيسي من مهرجان الزفاف الجماعي‪ ،‬لنجعل من خالله‬ ‫المجتمع يعي بأن العالقات السائدة اليوم‪ ،‬هي دخيلة على مجتمعنا المغربي اإلسالمي المحافظ‪ ،‬عالقات‬ ‫شاذة‪ ،‬ال عالقة لنا بها كمغاربة‪ ،‬وعود بالزواج ينتج عنها حمل‪ ،‬او غير ذلك‪ ،‬وتكون األعذار كلها تدور حول‬ ‫اإلمكانات المادية‪ ،‬أو التملص من المسؤولية‪ ،‬ما يجعلنا نستعمل كل الوسائل إلبرام عقد زواج شرعي‬ ‫وتوعية الطرفين بأهمية اإلستقرار األسري‪ ،‬وبالتالي فالزفاف الجماعي هو تتويج لمراحل عديدة سبقته من‬ ‫دورات في المجال القانوني‪ ،‬مجال الثقافة األسرية من مرحلة الخطبة الى الزواج‪ ،‬مهارات التواصل‪ ،‬مهارات‬ ‫تدبير الخالفات الزوجية‪ ،‬الصحة اإلنجابية وعديد من البرامج التثقيفية لبناء أسرة سليمة وشرعية‪.‬‬

‫• أستاذة وفاء حدثينا قليال عن تفاصيل برنامج المهرجان المزمع تنظيمه في أول‬ ‫أسبوع من ماي القادم؟‬ ‫بعد أربعة أشهر من الدورات التكوينية بخصوص مؤسسة األسرة‪ ،‬والتي يكون الحضور فيها من طرف‬ ‫المستفيدات والمستفيدين من الزفاف الجماعي إجباريا‪ ،‬نفتتح برنامج المهرجان‪ ،‬بتنظيم جلسة تعارف بين‬ ‫عائالت المستفيدات والمستفيدين‪ ،‬كما العادة المغربية األصيلة‪ ،‬ونناقش جميعا تفاصيل الزفاف‪ ،‬وباليوم‬ ‫الموالي والذي يوافق يوم األربعاء ‪ 3‬ماي سيتم حفل الحناء وفقا للعادات الطنجوية المغربية‪ ،‬بقاعة األسرار‬ ‫بطنجة كما جرت العادة‪ ،‬هذا الحفل الذي يحضره ليال عدد من الشخصيات القانونية من القضاء األسري‬ ‫ومحكمة اإلستئنـاف‪ ،‬والعـدول‪ ،‬يواكبـون معنا المراسيم ويعملون على تقديم النصح واإلرشاد لألزواج‪ ،‬وفي‬ ‫اليــوم األخيــر وهو العــرس الجماعي‪ ،‬سينطلــق على الساعة الثالثة بعد الزوال بانطالق حفل الحناء « عقيد‬

‫ليزار» وبإحياء من فرق موسيقية تراثية وهذه‬ ‫السنة سنستضيف الفنانة ليلى البراق‪ ،‬إلحياء‬ ‫الحفل‪ ،‬وكذا إلقـاءات شعرية‪ ،‬إلى أن يأتي‬ ‫موعد «الخرجة» المعروفة لدينا كمغاربة‪،‬‬ ‫ويختتم الحفل وسط حضور عذب‪ ،‬وأجواء‬ ‫بهيجة ونكون بذلك أنهينــا مهمتنـا تجاه‬ ‫هؤالء األزواج الجدد متمنيين لهــم حيــاة‬ ‫أسرية مستقرة وسليمة‪.‬‬ ‫و إننا نؤكد أن تكوين األسرة أو الحق‬ ‫في األسرة هو حق من حقوق اإلنسان‪ ،‬واآلن‬ ‫من خالل ممارستنا الحقوقية وعملنا الحقوقي‬ ‫مع المرأة بالخصوص‪ ،‬وباألخص األمهات‬ ‫العازبات‪ ،‬أصبحنا نشعر بأنه البد أن يصبح‬ ‫الحق في األسرة هو حق من حقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫ألن ما نعيشه هو ظلم للمرأة والرجل‬ ‫والطفل‪ ،‬وبالتالي فشعارنا لهذه الدورة هو‬ ‫الحق في األسرة‪ ،‬إذا كنا نصادق على برنامج‬ ‫التنمية الجهوية ونناقش مقاربة النوع‪ ،‬فكيف‬ ‫ال نعنى بالحق األسري‪ ،‬وكيف ال نسعى إلى‬ ‫تأهيل شبابنا ومساعدتهم على اإلرتباط وفقا لإلطار الشرعي‪.‬‬

‫• كيف تقيمين اليوم جمعية كرامة لتنمية المرأة؟‬ ‫«اللهم اجعلنا مفتاحا للخير‪ ،‬مغالقا للشر»‪ ،‬نحن نشعر بالفرح العميق عندما‬ ‫نرى تجربتنا تتكرر لتصل للجميع‪ ،‬ألننا نسعى إلى تعميمها على الصعيد الوطني‪،‬‬ ‫فجمعية كرامة استطاعت أن تناضل في إطار صعب تقبّله من طرف المجتمع‬ ‫المغربي‪ ،‬أال وهو إيواء األمهات العازبات‪ ،‬والتكوين والتأهيل إلعادة اإلدماج في‬ ‫المجتمع‪ ،‬وبحكم أننا أبناء الحركة اإلسالمية‪ ،‬وبحكم أنني أيضا واعظة بالمساجد‬ ‫منذ ثالثين سنة‪ ،‬كان من الواجب اإلستشارة مع العلماء األجالء وبالتالي إقناعهم‬ ‫بهذه الفكرة اإلنسانية وبالفعل لقيت الترحيب من طرف أهل الدين‪ ،‬ودعمونا‪،‬‬ ‫وانتقلنا بعد ذلك لطلب الدعم من الجهات المسؤولة ومن طرف المجتمع ‪،‬‬ ‫الذي استطعنا أن نغير بعضا من مفاهيمه الموروثة ‪ ،‬خصوصا وأن دار الكرامة‬ ‫التي هي مقرنا‪ ،‬توجد بحي سكني‪ ،‬فكان علينا أن نقنع المحيطين بنا بسموّ‬ ‫أهداف هـذه الدار‪ ،‬وبفضل اهلل‪ ،‬نجحنــا في ذلـك‪ ،‬وأصبــح المجتمــع الطنجــي‬ ‫يعــرف دار الكرامة ويؤمن بأن األم العازبة ليست فقط الممتهنة للجنس‪ ،‬مع‬ ‫أن الممتهنة للجنس‪ ،‬هي ضحية للمجتمع ككل‪ ،‬إنما هي أيضا المغتصبة‪،‬‬ ‫والمسلوبة الحقوق والكرامة‪ ،‬لتصبح منبوذة وسط أهلها وفي نظر المحيطين‬ ‫بها‪ ،‬وبالتالي فهؤالء النساء اليوم‪ ،‬فتحن صفحة جديدة في حياتهن‪ ،‬مع الحق في‬ ‫العيش الكريم وإعادة اإلدماج في المجتمع‪ ،‬نحن بالمؤسسة ال نترك طفال بدون‬ ‫إسم أو نسب‪ ،‬نحن نعمل بكدّ وجهد‪ ،‬لحفظ األنساب وإعطاء فرصة الستقرار‬ ‫األسر المتفككة ووضعها في قالبها الصحيح‪.‬‬ ‫جمعية كرامة تعمل أيضا في الوساطة األسرية‪ ،‬تحافظ على األسرة‪ ،‬تكون حلقة وصل بين جميع‬ ‫األطراف‪ ،‬وبالتالي تحقق أهدافها الرئيسية المقدسة للترابط األسري ولإلطار الشرعي لجميع العالقات‬ ‫اإلنسانية ‪.‬‬

‫• أخيرا أستاذة وفاء ما هي رسالتك للمجتمع الطنجي والوطني ؟‬ ‫أوال البد أن نعمل جميعا كمجتمع مدني‪ ،‬كإعالم خصوصا على نشر مبدأ التطوع داخل المجتمع‪ ،‬لنجعل‬ ‫حياتنا حياة التطوع‪ ،‬ألننا مسلمون ومغاربة معروف علينا التطوع‪ ،‬ومع إقبال نفحات شهر الرحمة والمغفرة‪،‬‬ ‫شهر رمضان الكريم‪ ،‬أتمنى أن نساعد بعضنا‪ ،‬وننصح بعضنا‪ ،‬ونعمل على إرشاد بعضنا لما فيه خير لنا‪،‬‬ ‫فنحن كلنا بسفينة واحدة ال ننجو إال أجمعين‪ ،‬وكلمتي األخيرة هي لبناتي وأبنائي الطلبة‪ ،‬أقول لهم‪ ،‬حافظوا‬ ‫على األخالق‪ ،‬كي ال نصل إلى عواقب تكون قاسية باألخص على المرأة ‪ ،‬فهي دائما الحلقة الضعيفة عندما‬ ‫يتعلق األمر بمشكل أخالقي‪ ،‬وأختم بقول رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم « إذا قامت الساعة‪ ،‬وفي يد أحدكم‬ ‫فسيلة‪ ،‬واستطاع أن يغرسها‪ ،‬فليغرسها»‪ ،‬صدق الرسول الكريم‪ ،‬وهذا شعاري في الحياة ‪ ،‬أسأل اهلل أن‬ ‫يرزقني الصحة ويبارك لي في وقتي حتى أغرس حيث ما أكون ‪......‬‬ ‫بدورنا نشكر األستاذة وفاء عبد القادر سائلين اهلل إعانة كل من يسعى إلى ضخ روح الحب والصفاء‬ ‫والتسامح والتعاون في مجتمعنا‪.‬‬


‫العدد ‪887‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬مـاي ‪2017‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫احتجاجات الحسيمة ومراسلة من برلماني تنهي مهام المدير‬ ‫الجهوي لالستثمار بطنجة‬ ‫علمت «المساء» أن الوالي محمد اليعقوبي أصدر قرارا‬ ‫بإعفاء مدير المركز الجهوي لالستثمار بجهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة عن العمل‪ ،‬بسبب تبعات االحتجاجات الشعبية‬ ‫التي يعرفها إقليم الحسيمة‪ ،‬إذ بعد زيارته األخيرة إلى هناك‬ ‫وجد أن المسؤول المذكور شكل «عائقا إلنجاز عدة مشاريع‬ ‫استثمارية»‪.‬‬ ‫وأوردت مصادر مطلعة لـ«المساء» أن «ع‪.‬ش» مدير‬ ‫المركز الجهوي لالستثمار بطنجة توقف عن التردد على‬ ‫مكتبه منذ يوم الخميس الماضي‪ ،‬بعد أن عاد إليه أخيرا في‬ ‫أعقاب توقيف دام شهرا كامال‪ ،‬مؤكدة أن القرار هذه المرة‬

‫صدر من طرف الوالي اليعقوبي باإلعفاء ال بالتوقيف فقط‪.‬‬ ‫ووفق مصادر «المساء» فإن مراسلة من أحد برلمانيي‬ ‫الحسيمة إلى وزارة الداخلية‪ ،‬تحمل تفاصيل دقيقة عن‬ ‫المشاريع االستثمارية التابعة للخواص التي جرت عرقلتها‬ ‫من طرف المدير الجهوي لالستثمار‪ ،‬عجلت باتخاذ هذا‬ ‫القرار‪.‬‬ ‫وأضافت المصادر ذاتها أن من بين األمور التي وقف‬ ‫عليها اليعقوبي خالل زيارته األخيرة للحسيمة‪ ،‬في محاولة‬ ‫لتهدئة االحتجاجات المشتعلة هناك منذ مقتل الشاب‬ ‫محسن فكري في أكتوبر الماضي‪ ،‬هي أن المستثمرين‬

‫يجدون العديد من العراقيل حين يريدون تدشين مشروع‬ ‫بإقليم الحسيمة‪ ،‬ما دفع الكثيرين إلى إلغاء الفكرة وبالتالي‬ ‫ضياع عدة فرص للتشغيل واإلنعاش االقتصادي‪.‬‬ ‫ويذكر أن هذا اإلعفاء يأتي في إطار سلسلة من‬ ‫اإلعفاءات التي طالت مجموعة من المسؤولين بإقليم‬ ‫الحسيمة‪ ،‬وفي مقدمتهم عامل اإلقليم‪ ،‬علما أن أول نشاط‬ ‫لوزير الداخلية عبد الوافي لفتيت كان هو زيارة المنطقة بعد‬ ‫تصاعد االحتجاجات في األسابيع األخيرة‪.‬‬

‫حمزة المتيوي‬

‫احتجاجات بالمضيق على ظاهرة البناء العشوائي التي تسببت‬ ‫في مقتل ثالثة عمال‬ ‫لقي ثالثة عمال بناء مصرعهم مساء األحد الماضي‬ ‫بعد أن دهستهم شاحنة محملة بمواد البناء‪ ،‬أثناء أشغال بناء‬ ‫ليلية بحي «شوفو» بمدينة المضيق‪ ،‬لتشييد منزل بطريقة‬ ‫عشوائية دون ترخيص رسمي بالبناء‪.‬‬

‫المواطنين المحتجين‪ ،‬إذ أكد في تصريح رسمي لـ«المساء»‪،‬‬ ‫أن المواطن ليس سوى الحلقة األضعف في ظاهرة استفحال‬ ‫البناء العشوائي بالمدينة‪ ،‬مشددا على كونه (المواطن‬ ‫البسيط) مغلوب على أمره‪ ،‬ال يجد سبيال شرعيا ليبني منزله‬ ‫فيضطر إلى تقديم رشاوى للسلطة المحلية مقابل غض‬ ‫الطرف عن أشغال البناء العشوائي‪.‬‬

‫واستنكرت شهادات بعض المتظاهرين لـ «المساء»‬ ‫سياسة الكيل بمكيالين التي تنهجها السلطات المحلية‬ ‫إزاء إقدام المواطنين على البناء العشوائي‪ ،‬إذ تغض الطرف‬ ‫على الذين يقدمون رشاوى بوساطة أعوان السلطة الذين‬ ‫يتفاوضون معهم حول سومة صمتهم والسماح لهم بالبناء‬ ‫السري العشوائي‪ ،‬بينما تعمد إلى هدم المنازل المشيدة‬ ‫بطريقة سرية والخاصة بالمواطنين الذين لم يقدموا‬ ‫«إتاوات» مقابل ذلك‪.‬‬

‫وذكر المصدر ذاته بالعدد الكبير من حاالت البناء‬ ‫العشوائي التي تعانيها الجماعة‪ ،‬فتقوم بمراسلة السلطة‬ ‫المحلية إلخبارها‪ ،‬غير أن هذه األخيرة تتجاهل مراسالت‬ ‫مجلس الجماعة‪ ،‬وتعمد‪ ،‬وفق المتحدث ذاته‪ ،‬إلى حفظها‬ ‫وتأخير إرسالها‪ ،‬فال تصل إلى عمالة المضيق الفنيدق إال بعد‬ ‫انقضاء أشهر على موعد إرسالها‪ ،‬بل األدهى من ذلك‪ ،‬يتابع‬ ‫رئيس الجماعة‪ ،‬تلجأ السلطة المحلية إلى اإليقاع بين مجلس‬ ‫الجماعة والسكان المعنيين‪ ،‬في محاولة لتأليب الرأي العام‬ ‫المحلي على المنتخبين المحليين‪ ،‬عن طريق إخبارهم‪ ،‬عبر‬ ‫مواقع إلكترونية خلقتها خصيصا لهذا الغرض‪ ،‬بأن الجماعة‬ ‫هي من اشتكت بهم إلى السلطات‪.‬‬

‫الحظته «المساء» بعدة أحياء بمدينة المضيق‪ ،‬أرجع المصدر‬ ‫ذاته أسبابه إلى مقتضيات قانون التعمير الجديد رقم (‪،)6612‬‬ ‫الذي منع الجماعة من منح الرخص االنفرادية للتعمير‪ ،‬وحصر‬ ‫دورها في مراقبة األحياء السكنية وإبالغ السلطة المحلية‬ ‫عند اكتشاف حاالت البناء العشوائي‪ ،‬فخالل تطبيق النظام‬ ‫السابق ثم ضبط ‪ 628‬مخالفة في مجال البناء‪ ،‬بينما‪ ،‬يوضح‬ ‫المتحدث ذاته‪ .‬منذ بداية العام الحالي‪ ،‬لم تسجل «رسميا»‬ ‫إال بعض المخالفات المتفرقة‪ ،‬بينما في الواقع عاينت‬ ‫مصادر الجماعة العشرات من المخالفات‪ ،‬وخير دليل على‬ ‫ذلك‪ ،‬يؤكد رئيس جماعة المضيق‪ ،‬هو عدد طلبات الربط‬ ‫بقنوات الماء الصالح للشرب والتزود بالتيار الكهربائي‪،‬‬ ‫والتي تتوصل بها يوميا‪ ،‬ما يؤكد االنتشار الخطير لظاهرة‬ ‫البناء العشوائي بالمدينة‪ ،‬وختم المصدر تصريحه يتحميل‬ ‫مسؤولية حادث وفاة العمال الثالثة إلى السلطة المحلية‬ ‫جراء تساهلها مع ظاهرة البناء العشوائي‪ ،‬وتواطئها مع‬ ‫سماسرة هذا النشاط السري‪.‬‬

‫ولم يختلف موقف رئيس جماعة المضيق عن مواقف‬

‫وحول تصاعد وتيرة البناء العشوائي العام الحالي‪ ،‬والذي‬

‫رضوان الحسوني‬

‫ونتيجة لهذا الحادث المأسوي‪ ،‬الذي تسببت فيه أشغال‬ ‫البناء العشوائي المستفحل بشكل خطير بالمدينة منذ بداية‬ ‫العام الحالي‪ ،‬انتفض سكان مدينة المضيق ليلة الحادث‬ ‫وخرجوا في مسيرة عفوية نحو مقر باشوية المضيق تنديدا‬ ‫باالنتشار الكبير للبناء العشوائي بالمدينة‪.‬‬

‫مطالب ملحة إلى الوردي إلصالح قطاع الصحة بالشمال‬ ‫طالب نشطاء حملة «ديرو خدمتكم» الحسين الوردي‪،‬‬ ‫وزير الصحة في حكومة سعد الدين العثماني بتعجيل‬ ‫إصالح قطاع الصحة العمومي بالشمال‪ ،‬واالهتمام بمعالجة‬ ‫المشاكل واالختالالت المتعددة التي تعاني منها‬ ‫مجموعة من المستشفيات المحلية واإلقليمية والجهوية‪،‬‬ ‫ما يؤثر بشكل سلبي على جودة الخدمات الصحية‬ ‫المقدمة ويتسبب في معاناة قاسية للمرضى من الفقراء‬ ‫والمستضعفين‪.‬‬ ‫ونبه النشطاء وزير الصحة بضرورة تدارك الخصاص‬ ‫المهول على مستوى الموارد البشرية‪ ،‬خاصة النقص الحاد‬ ‫في األطباء المتخصصين وأطباء أقسام المستعجالت التي‬ ‫تعرف احتقانا شديدا‪ ،‬واحتجاجات متواصلة للمواطنين‬ ‫الذين يقصدون المستشفيات العمومية طلبا للعالج‪.‬‬

‫وقال شاب من نشطاء حملة «ديرو خدمتكم» إن حكومة‬ ‫عبد اإلله بنكيران السابقة‪ ،‬دبرت قطاع الصحة بشكل سيء‬ ‫وراكمت مجموعة من مشاكل التي يصعب حلها‪ ،‬واستغراقها‬ ‫في اتخاذ قرارات إدارية يتم تسويقها كإصالحات دون أن‬ ‫تغير من الواقع السلبي أي شيء يذكر‪ ،‬وشدد المتحدث‬ ‫نفسه على أن ال عذر للوزير الوردي خالل هذه المرحلة في‬ ‫عدم إيجاد حلول ملموسة لبعض المشاكل التي تعانيها‬ ‫المستشفيات العمومية‪ ،‬ألنه سبق وأعلم بمجموعة من‬ ‫ملفات الفساد التي يعانيها القطاع وفشلت الحكومة‬ ‫السابقة في معالجتها‪.‬‬ ‫وكشفت مصادر «األخبار» أن مستشفى الحسن‬ ‫الثاني بالفنيدق به طبيب واحد في قسم المستعجالت‪ ،‬وال‬ ‫يتوفر على طبيب خاص باألطفال والعظام والعيون وبعض‬

‫قدمت مدينة تطوان‪ ،‬بداية األسبوع‪ ،‬مشروع ترشحها‬ ‫لالنضمام إلى شبكة المدن اإلبداعية التابعة لمنظمة األمم‬ ‫المتحدة للتربية والعلوم والثقافة‪ ،‬على هامش االحتفاالت‬ ‫المخلدة للذكرى الـ‪ 20‬لتصنيف المدينة العتيقة لتطوان تراثا‬ ‫عالميا لإلنسانية من قبل منظمة اليونسكو‪.‬‬ ‫وتروم جماعة تطوان من خالل هذا الترشيح إلى تعزيز‬ ‫التعاون على الصعيد الدولي والرفع من القدرة اإلبداعية‬ ‫للمدينة في مجال التنمية الحضرية المستدامة والتأثير‬ ‫الثقافي‪ ،‬من خالل رؤية شاملة ومندمجة واستشرافية ومقاربة‬ ‫تشاركية على المدى الطويل تنخرط فيها كل من المؤسسات‬

‫تفاجأ الرأي العام المحلي‪ ،‬خالل اليومين الماضيين‪،‬‬ ‫بأقدام شابة متزوجة على وضع حد لحياتها شنقا‪ ،‬وذلك‬ ‫بدوار أسلي بجماعة تموروت التابعة للنفوذ الترابي إلقليم‬ ‫شفشاون‪ ،‬إذ أن الضحية البالغة من العمر ‪ 30‬سنة‪،‬‬ ‫وأم ألطفال‪ ،‬قامت بلف حبل حول عنقها وسط منزلها‪،‬‬ ‫بالتزامن مع استدعاء عناصر الدرك الملكي ألخ زوجها‬ ‫العازب‪ ،‬مشيرة‪ ،‬في الوقت نفسه‪ ،‬إلى عالقة مشبوهة‬ ‫كانت تربطهما قبل أن يتم اكتشافها‪.‬‬ ‫هذا وانتقلت السلطات المحلية وعناصر الدرك‬ ‫الملكي التابعة لسرية باب برد إلى عين المكان‪ ،‬من‬ ‫أجل فتح تحقيق في الموضوع تحت إشراف النيابة العامة‬ ‫المختصة‪ .‬فيما جرى نقل جثمان الهالكة صوب مستودع‬ ‫األموات بشفشاون‪.‬‬ ‫وارتفعت وتيرة عمليات االنتحار بإقليم شفشاون‬ ‫أخيرا‪ ،‬بشكل الفت لالنتباه‪ ،‬وكشفت مصادر محلية أن‬ ‫عددا من الضحايا‪ ،‬آخرهم قاصر وضع حدا لحياته شنقا‪،‬‬ ‫يلجؤون إلى إنهاء حياتهم بشكل بشع‪ ،‬حيث يختار‬ ‫هؤالء الضحايا الغابات المجاورة إلى جانب بعض القناطر‬ ‫والطرقات‪ ،‬في الوقت الذي تلتزم المصالح الوزارية‬ ‫المختصة الصمت حول ما يجري‪ ،‬علما أن الظاهرة نفسها‬ ‫أضحت تعرفها المناطق المجاورة لمدينة وزان‪ ،‬فيما ترجح‬ ‫بعض المصادر المحلية كون آفة انتشار الكيف وراء بعض‬ ‫الحاالت المعزولة بينما تبقى األسباب الكامنة وراء عدد من‬ ‫الضحايا اآلخرين مجهولة لحدود اللحظة تقول المصادر‬ ‫نفسها‪.‬‬

‫م‪.‬أ‬

‫اغتصاب طفل‪...‬‬ ‫هذا ما فعلته الحلوى !؟‬

‫التخصصات األخرى‪ ،‬فضال عن غياب سيارة إسعاف مجهزة‬ ‫تجهيزا كامال‪ ،‬واختالالت المواعد الطبية‪.‬‬ ‫وتضيف المصادر نفسها أن حكومة العثماني ال تحتاج‬ ‫إلى تشخيص الواقع الصحي بالشمال‪ ،‬ألنه ظاهر للعيان وكل‬ ‫ما عليها فعله هو اإلسراع بتنزيل قرارات يمكن من خاللها‬ ‫تجويد الخدمات الصحية وتجنب طول مدة المواعد الطبية‪،‬‬ ‫وأعطاب األجهزة الخاصة بالكشف‪ ،‬ناهيك عن غياب بعض‬ ‫وسائل العالج البسيطة بالمستعجالت كالجبص المستعمل‬ ‫في عالج أنواع من الكسور‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫تطوان تطلب اإلنضمام إلى شبكة المدن اإلبداعية‬ ‫العمومية واألكاديمية والمبدعين والقطاع الخاص والمجتمع‬ ‫المدني‪.‬‬ ‫كما يطمح هذا الترشيح أيضا إلى تكريس الدور الريادي‬ ‫للمدينة على المستوى الثقافي وجعل االبتكار في قطاع‬ ‫الحرف عامال للتنمية االقتصادية واالجتماعية باإلضافة إلى‬ ‫تثمين التراث المادي وغير المادي للمدينة‪.‬‬ ‫وتتوفر مدينة تطوان‪ ،‬التي ستقدم ترشيحها في مجال‬ ‫«الحرف والفنون الشعبية»‪ ،‬على العديد من المؤهالت في‬ ‫مجاالت اإلبداع المتنوعة والمتفردة فضال عن إرثها الحضاري‬ ‫والثقافي األصيل‪.‬‬

‫انتحار زوجة شابة‬ ‫في ظروف غامضة‬ ‫وارتفاع عدد حاالت‬ ‫االنتحار بضواحي‬ ‫شفشاون‬

‫وتضم شبكة المدن اإلبداعية‪ ،‬التي أطلقتها في‬ ‫سنة ‪ 2004‬منظمة اليونسكو‪ 116 ،‬مدينة من ‪ 54‬دولة‬ ‫تشمل سبعة مجاالت إبداعية هي الحرف والفنون الشعبية‪،‬‬ ‫والتصميم‪ ،‬واألفالم‪ ،‬وفن الطهي‪ ،‬واألدب‪ ،‬وفنون اإلعالم‬ ‫الرقميوالموسيقى‪.‬‬ ‫وتهدف الشبكة إلى تعزيز التعاون الدولي بين المدن‬ ‫الملتزمة باالستثمار في اإلبداع كدافع للتنمية الحضرية‬ ‫المستدامة واإلدماج االجتماعي والحيوية الثقافية وذلك من‬ ‫خالل إقامة شراكات متعددة األطراف على الصعيد العالمي‪.‬‬

‫تمكنت عناصرالشرطة‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬من إلقاء‬ ‫القبض على مشتبه فيه قام بهتك عرض طفل‪،‬‬ ‫يبلغ عمره حوالي ثمان سنوات‪ ،‬وذلك بالقرب‬ ‫من إحدى المؤسسات التربوية‪ ،‬الكائنة بمنطقة‬ ‫العرفان(بوخالف)بطنجة‪.‬‬ ‫وأفاد مصدرنا أن المشتبه فيه (م‪.‬ب)‪،‬‬ ‫وهو من مواليد سنة ‪ ،1980‬ويزاول تجارة بيع‬ ‫الحلوى بمحيط المؤسسة التعليمية‪ ،‬المشار‬ ‫إليها‪ ،‬استطاع استدراج الضحية‪ ،‬بعد إغرائه‬ ‫بحلوى‪ ،‬وذلك إلى مكان بالمنطقة ذاتها‪ ،‬قبل‬ ‫أن يتمكن من هتك عرضه‪.‬وجاءت عملية‬ ‫اعتقال المشتكى به‪ ،‬بناء على شكاية كان‬ ‫وضعها والد التلميذ لدى مصلحة الشرطة‬ ‫التي دخلت على الخط‪ ،‬وألقت القبض على‬ ‫المتهم في وقت زمني قصير‪ ،‬وبعد مواجهته‬ ‫مع الطفل المعتدى عليه‪ ،‬أكد هذا األخيرضلوع‬ ‫بائع الحلوى في عملية االعتداء الجنسي عليه‪،‬‬ ‫والذي خضع الستكمال البحث معه واالستماع‬ ‫إليه في محضر‪ ،‬قبل عرضه على العدالة لتقول‬ ‫كلمة الفصل‪.‬‬

‫م‪ .‬إمغران‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬مـاي ‪2017‬‬

‫العدد ‪887‬‬

‫إقتصاد‬ ‫عجز الميزانية ‪ 4،4‬مليارات درهم‬ ‫خالل الفصل األول من ‪2017‬‬ ‫أف���ادت الخزينة العامة‬ ‫للمملكة‪ ،‬بأن حالة التحمالت‬ ‫وم��وارد الخزينة أفضت إلى‬ ‫تسجيل عجز في الميزانية بلغ‬ ‫‪ 4،4‬مليار درهم خالل الفصل‬ ‫األول من ‪ ،2017‬مقابل عجز‬ ‫بلغ ‪ 14،9‬مليار دره��م سنة‬ ‫قبل ذلك‪.‬‬ ‫و أوضحت الخزينـة العامة‬ ‫للمملكـــة‪ ،‬فــي نشرتـــهـــا‬ ‫الشهريــة إلحصاءات المالية‬ ‫العمومية لشهر مارس ‪ ،2017‬أن هذا التطور يعزى‪ ،‬أساسا‪ ،‬إلى ارتفاع المداخيل العادية‬ ‫ب‪ 9‬في المائة أي إلى ‪ 59‬مليار درهم حتى متم شهر مارس‪ ،‬وانخفاض بنسبة ‪ 0،5‬في‬ ‫المائة في نفقات الميزانية العامة لتصل إلى ‪ 85،8‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وأوضحت النشرة أن هذا االرتفاع في المداخيل العادية يرجع‪ ،‬أساسا‪ ،‬إلى ارتفاع‬ ‫الضرائب المباشرة بنسبة ‪ 14،1‬في المائة‪ ،‬والضرائب غير المباشرة بنسبة ‪ 6،8‬في‬ ‫المائة‪ ،‬وحقوق التسجيل والتنبر بنسبة ‪ 0،8‬في المائة‪ ،‬متضافرة مع انخفاض الرسوم‬ ‫الجمركية بنسبة ‪ 13،9‬في المائة والمداخيل غير الجبائية ب‪ 15،9‬في المائة‪.‬‬ ‫وأظهر تطور بنية نفقات الميزانية العامة في الفترة ما بين متم مارس ‪ 2016‬ومتم‬ ‫مارس ‪ 2017‬ارتفاع نفقات رواتب المستخدمين إلى ‪ 35‬في المائة والتجهيز ب‪ 24‬في‬ ‫المائة مع ارتفاع نفقات االستثمار إلى ‪ 28،2‬في المائة وفوائد الدين ‪ 3،2‬في المائة‪.‬‬ ‫من جهتها‪ ،‬زادت مداخيل خدمات الدولة التي تدبر بشكل مستقل‪ ،‬بنسبة ‪ 0،2‬في‬ ‫المائة لتبلغ ‪ 505‬مليار درهم‪ ،‬مقابل ‪ 504‬مليار درهم في متم مارس ‪ ،2016‬كما أن‬ ‫المصاريف بلغت‪ ،‬خالل الفصل األول من ‪ ،2017‬ما مجموعه ‪ 203‬مليار درهم مقابل ‪87‬‬ ‫مليار درهم سنة قبل ذلك‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫‪ 1،36‬مليار درهم أرباح صافية «التصاالت المغرب»‬ ‫في الفصل األول من ‪2017‬‬ ‫بلغــت النتيجــة الصافيــة‬ ‫لحصــة مجموعـــة اتصاالت‬ ‫المغرب أزيد من ‪ 1،36‬مليار‬ ‫دره��م في الفصل األول من‬ ‫‪ ،2017‬مسجلة ارتفاعا بنسبة‬ ‫‪ 8،7‬في المائة بالمقارنة مع‬ ‫الفترة ذاتها سنة من قبل‪،‬‬ ‫وأوضحت اتصاالت المغرب‪،‬‬ ‫ف���ي ب��ل�اغ ح����ول نتائجها‬ ‫الموحدة برسم الفصل األول‬ ‫من ‪ ،2017‬أن هذه النتيجة‬ ‫تعزى إلى نجاح إع��ادة هيكلة‬ ‫فروعها الجديدة‪ ،‬والتي بقيت نتيجتها الصافية على العموم إيجابية‪.‬‬ ‫وأشار البالغ إلى أنه بخصوص النتيجة العملياتية الموحدة التصاالت المغرب‪ ،‬فقد‬ ‫بلغت ‪ 2،46‬مليار درهم‪ ،‬منها ‪ 183‬مليون درهم من التكاليف اإلضافية إلعادة الهيكلة‬ ‫المتعلقة بمخطط المغادرة الطوعية‪ ،‬الذي تم إطالقه بالمغرب في نهاية سنة ‪،2016‬‬ ‫مسجال أنه خارج هذا التأثير االستثنائي وكذا تأثير الفرق المحقق بين سعر البيع وسعر‬ ‫الشراء إثر تفويت أحد األصول العقارية في الفصل األول من سنة ‪ 295( 2016‬مليون‬ ‫درهم)‪ ،‬فإن النتيجة العملياتية الموحدة للمجموعة سجلت ارتفاعا بنسبة ‪ 2،1‬في المائة‬ ‫بسعر صرف قار‪.‬‬ ‫وأضاف أن مخطط المغادرة الطوعية بالمغرب الذي تم إطالقه في دجنبر ‪2016‬‬ ‫استفاد منه ما مجموعه ‪ 1017‬أجيرا بتكلفة إجمالية بلغت ‪ 569‬مليون درهم‪.‬‬ ‫كما أن النتائج الجيدة لمجموعة اتصاالت المغرب برسم الفصل األول من ‪2017‬‬ ‫تظهر صواب نموذجها للتطوير الذي يقوم على دينامية تجارية فعالية‪ ،‬تتمحور حول‬ ‫االبتكار التكنولوجي وخدمات تستجيب النتظارات زبنائها‪ ،‬وأن قدرتها على االستثمار‪،‬‬ ‫تسمح لها بمواصلة استراتيجية تميزها بجودة شبكاتها وخدماتها في األسواق‪ ،‬سواء‬ ‫بالمغرب أو بإفريقيا جنوب الصحراء‪.‬‬ ‫ووصلت خدمات األنترنت المتنقل خالل الفصل األول من ‪ ،2017‬نموها حيث سجلت‬ ‫ارتفاعا في استعمالها وفي حظيرة األنترنت المتنقل على التوالي بنسبة ‪ 85‬بالمائة‬ ‫و‪ 19‬بالمائة‪.‬‬

‫وأوضحت اتصاالت المغرب أن هذا النمو يعزى إلى التوسع السريع لشبكات الجيل‬ ‫الثالث والجيل الرابع التي تغطي على التوالي ‪ 87‬بالمائة و‪ 74‬بالمائة من السكان‪،‬‬ ‫وأن عدد زبناء الحظيرة المتنقلة بلغ ‪ 18،4‬مليون زبونا نهاية مارس ‪ ،2017‬بنمو قدره‬ ‫‪ 0،3‬بالمائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية‪ ،‬مدعوما بحظيرة الدفع البعدي‬ ‫بزائد ‪ 4‬بالمائة‪ ،‬كما سجل األنترنت المتنقل رقم معامالت بلغ ‪ 3،27‬مليار درهم مسجال‬ ‫انخفاضا بنسبة ‪ 3،6‬في المائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية‪ ،‬من جهة أخرى‪،‬‬ ‫سجلت التنائج المدعمة التصاالت المغرب نموا بنسبة ‪ 4‬بالمائة حيث بلغت ‪ 1،670‬ألف‬ ‫خطا على مستوى الحظيرة الثابتة‪.‬‬ ‫وأوضح البالغ أن عدد المنخرطين في خط األنترنت األرضي بلغ ‪ 1،3‬مليون منخرط‬ ‫سنة ‪ ،2017‬بارتفاع بـ ‪ 9،4‬في المائة في ظرف سنة‪ ،‬وأن أنشطة الهاتف الثابت واألنترنت‬ ‫بالمغرب حققت رقم معامالت بلغ ‪ 2،2‬مليار درهم‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫ديون المغرب الداخلية ‪ 507‬ماليير درهم‬ ‫كشفت ب��ي��ان��ات ص���ادرة‬ ‫عن وزارة المالية أن الديون‬ ‫الداخلية للبالد وصلت عند‬ ‫متم شهر مارس الماضي إلى‬ ‫‪ 507‬ماليير دره��م‪ ،‬بزيادة‬ ‫قدرها ‪ 3‬في المائة مقارنة مع‬ ‫متم دجنبر ‪.2016‬‬ ‫وعزت المديريــة العامــة‬ ‫للخزينة ه��ذا االرت��ف��اع‪ ،‬إلى‬ ‫اق��ت��راض الخزينة من سوق‬ ‫السندات لمبلغ صاف قدره ‪ 18،8‬مليار درهم‪ ،‬نتيجة اكتتاب بمبلغ ‪ 39‬مليار درهم‬ ‫وتسديد ‪ 25،2‬مليار درهم المستحقة بذمة الخزينة‪.‬‬ ‫وحسب التقرير الشهري األخير للمديرية‪ ،‬فقد كلفت فوائد الدين العمومي إلى غاية‬ ‫مارس الماضي أزيد من ‪ 6،6‬مليار درهم‪ ،‬وابتلعت فوائد الديون الداخلية وحدها ‪6،2‬‬ ‫مليار درهم بينما كلفت فوائد المديونية الخارجية ‪ 387‬مليون درهم‪.‬‬ ‫وقد ارتفعت نسبة الديون التي يفوق أجلها ‪ 5‬سنوات ضمن إجمالي الدين الداخلي‬ ‫للخزينة إلى ‪ 86‬في المائة‪ ،‬وذلك نتيجة «التدبير النشيط للمديونية»‪ ،‬والذي يقضي‬ ‫بتحويل الديون التي يقل أجلها عن عامين إلى ديون يفوق أجلها خمس سنوات‪ ،‬وكان‬ ‫سعد الدين العثماني‪ ،‬رئيس الحكومة الجديدة‪ ،‬كشف أمام مجلسي البرلمان يوم‬ ‫األربعاء األخير‪ ،‬عن سعي الحكومة إلى خفض المديونية العمومية إلى أقل من ‪ 60‬في‬ ‫المائة من الناتج الداخلي الخام‪ ،‬مع الحفاظ على عجز الميزانية في حدود ‪ 3‬في المائة‪،‬‬ ‫والتحكم في نسبة التضخم تحت معدل ‪ 2‬في المائة‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬تبرز البيانات أن قيمة الضرائب التي استخلصت خالل الشهور الثالثة‬ ‫األولى من ‪ 2017‬تصل إلى ما يقارب ‪ 57‬مليار درهم كضرائب لخزينة الدولة‪ ،‬بزيادة‬ ‫نسبتها ‪ 8،7‬في المائة مقارنة مع الحصيلة الجبائية لألشهر الثالثة األولى من سنة‬ ‫‪.2016‬‬ ‫وهو ما يفسر نمو مداخيل الضرائب المباشرة بأزيد من ‪14‬في المائة‪ ،‬كما سجلت‬ ‫مداخيل الضريبة على الدخل ارتفاعا بمعدل ‪ 5،3‬في المائة بعدما وصلت في مارس‬ ‫الماضي إلى ‪ 10،4‬مليار درهم بدل ‪ 9،8‬مليار في مارس من ‪ ،2016‬كما ارتفعت بدورها‬ ‫مداخيل الضريبة على الشركات بـ ‪ 19،7‬والتي فاقت ‪ 17،8‬مليار درهم بدل ‪ 15‬مليار‬ ‫درهم في نفس التاريخ من العام الماضي‪.‬‬ ‫وتحسنت مداخيل الضريبة على القيمة المضافة ‪ TVA‬بمعدل ‪ 9‬في المائة‪ ،‬بعدما‬ ‫استقرت في نهاية مارس ‪ 2017‬عند عتبة ‪ 14‬مليار درهم عوض ‪ 12،8‬مليار درهم‬ ‫المسجلة في التاريخ نفسه من العام السابق‪ ،‬في المقابل بقيت مداخيل رسوم التسجيل‬ ‫والتنبر تقريبا في نفس مستواها المسجل قبل عام‪ ،‬حيث بلغت ‪ 5،5‬مليار درهم‪ ،‬بزيادة‬ ‫معدلها ‪ 0،8‬في المائة‪.‬‬ ‫وقد ساهمت كل هذه الضرائب في تعزيز مداخيل الخزينة العامة للمملكة التي‬ ‫ارتفعت في الشهور الثالثة األولى إلى حدود ‪ 59‬مليار درهم‪ ،‬مقابل ‪54‬مليار درهم التي‬ ‫سجلت في نهاية مارس ‪.2016‬‬ ‫في مقابل ذلك‪ ،‬وصلت النفقات العادية للخزينة إلى ‪ 53،7‬مليار درهم‪ ،‬بارتفاع معدله‬ ‫‪ 1،2‬في المائة مقارنة مع مستواها في العام ‪ ،2016‬وابتلعت أجور الموظفين في ثالثة‬ ‫أشهر ما يزيد عن ‪ 26،7‬مليار درهم‪ ،‬فيما كلفت نفقات التجهيز والخدمات قرابة ‪20‬‬ ‫مليار درهم‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬مـاي ‪2017‬‬

‫العدد ‪887‬‬

‫قراءة في كتاب‬

‫«النور الالمع في بيان األصل الجامع»‬ ‫لمؤلفه إبراهيم السنوسي‬ ‫صدر عن منشورات «باب الحكمة» بتطوان كتاب جديد يحمل عنوان «النور الالمع» إلبراهيم السنوسي‬ ‫المتوفى سنة ‪1886‬م بتحقيق المرحوم عبد اهلل الترغي ود‪ .‬مصطفى الغاشي»‪ .‬وهو من الحجم المتوسط(‪125‬‬ ‫صفحة)‪.‬‬ ‫استهل الكتاب بمقدمة الدكتور الغاشي بين فيها أن «السنوني» كتب مؤَلفه بنفس صوفي عميق‪ ،‬لكن‬ ‫مضمون الكتاب ال عالقة له بالتصوف كموضوع‪ ،‬إنما بقضية سياسية‪-‬إسالمية كبرى شغلت بال السياسيين العرب‬ ‫والمسلمين منذ القرن ‪19‬م‪ ،‬وهي فكرة «الجامعة اإلسالمية» أو «الوحدة اإلسالمية» وذلك في إطار بعديها‪ :‬النظري‬ ‫والمفاهيمي من جهة‪ ،‬والواقعي من جهة أخرى‪ .‬إذ خرج «السنوسي» كسفير من الباب العالي إلى المغرب حامال‬ ‫رسالة ل «الحسن األول» سنة ‪1878‬م‪ .‬يدعوه فيها لالتحاد والتضامن لمواجهة تكالب االستعمار على األراضي‬ ‫اإلسالمية‪.‬‬ ‫بين د‪ .‬الغاشي سبب تأليف الكتاب‪ ،‬فإثر عودة «السنوسي» لمصر‪ ،‬أصبحت «الوحدة اإلسالمية» قضيته‬ ‫الكبرى‪ .‬كما وضح قيمة المؤلف بكونه نص فريد وجديد بالنسبة لمغاربة النصف الثاني من القرن ‪19‬م‪ :‬يعالج تلك‬ ‫القضية في ظروف دولية وإقليمية عاصفة ومتقلبة‪.‬‬ ‫أما عن السياق الدولي واإلقليمي والمحلي الذي كتب فيه «النور الالمع»‪ ،‬فقد سبقت اإلشارة إلى أنه كتب‬ ‫في النصف الثاني من القرن ‪19‬م‪ ،‬حيث عرف العالم اإلسالمي ضعفا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا‪ .‬مقابل‬ ‫تسارع الدول اإلمبريالية لنهب خيراته‪ ،‬فقد اتضح‪-‬مثال‪ -‬الضعف العسكري في انهزام المغرب في معركة إيسلي‬ ‫سنة ‪1844‬م‪ ،‬مما أدى إلى ضعفه أمام الهيمنة األوربية خاصة الفرنسية‪ .‬أما في الشرق‪ ،‬فقد تجلى ذلك الضعف‬ ‫إثر تراجع القوة العسكرية العثمانية أمام اآللة العسكرية الروسية‪ -‬النمساوية‪ .‬األمر الذي دفع السلطان «عبد‬ ‫الحميد» لاللتفاف حول فكرة الجامعة اإلسالمية وضرورة التضامن اإلسالمي‪ ،‬وكانت وجهته المغرب األقصى‬ ‫كاختيار لمشروعه السياسي‪.‬‬ ‫بالنسبة لصاحب «النور الالمع»‪ ،‬فقد أشار المحققان أن المعلومات عنه قليلة‪ .‬تطلبت مجهودا كبيرا منهما‬ ‫لكتابة ترجمته والتعريف بأدواره السياسية الكبرى‪ ،‬باعتباره «منظرا» لفكرة الجامعة اإلسالمية‪ ،‬والتي ألف بشأنها‬ ‫كتابا سماه «النور الالمع في بيان األصل الجامع»‪.‬‬ ‫وفيما يخص قيمة المؤَلف‪ ،‬فتظهر في كونه نصا جديدا ذو قيمة‬ ‫تاريخية كبيرة‪ :‬فهو رسالة مطولة تتحدث عن واجب الوحدة اإلسالمية‪،‬‬ ‫وهو األمر الذي اشترك فيه مع السلطان العثماني «عبد الحميد»‪.‬‬ ‫استهل المحققان كتابهما بتقديم(ص ‪ ،)15‬تناوال فيه دوافع رواج‬ ‫فكرة الجامعة اإلسالمية كرد فعل تجاه السياسة االستعمارية للعالم‬ ‫اإلسالمي‪ .‬وقد قامت تلك الفكرة على واجب التجمع واالتحاد بين‬ ‫المسلمين والدول اإلسالمية ضد األطماع اإلمبريالية‪ .‬وقد ارتكزت تلك‬ ‫الفكرة على بعد سياسي‪-‬مهيمن‪ -‬فضال عن البعد الثقافي والفكري‪،‬‬ ‫حيث تم تجديد مفاهيم‪ :‬الدين واألمة اإلسالميين‪ .‬كما بدأت فكرة‬ ‫القومية تتشكل لدى العرب واألتراك‪.‬‬ ‫وضح المحققان أن فكرة الجامعة اإلسالمية‪ ،‬وجدت –أنذاك‪ -‬دعما‬ ‫في دعوات مفكري نهاية القرن ‪19‬م وبداية القرن ‪20‬م أمثال «رشيد‬ ‫رضى» و «رفاعة الطهطاوي» و»األفغاني» و»محمد عبده»‪ .‬ونفس‬ ‫السند وجد لدى الخالفة العثمانية في شخص سلطانها «عبد الحميد‬ ‫الثاني»‪ ،‬باعتبارها آلية الستقطاب الجماهير اإلسالمية حولها‪ .‬فضال‬ ‫عن جلب شخصيات فكرية ودينية لترويج الدعوة لفكرة الجامعة‪ .‬وقد‬ ‫كان تركيز الباب العالي على منطقة شمال إفريقيا‪ ،‬حيث كانت الدول‬ ‫األوربية – خاصة فرنسا‪ -‬قد بدأت في تطبيق مخططها االستعماري‬ ‫بالمنطقة ومنها المغرب الذي كانت ظروفه السياسية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية في عهد الحسن األول‪ ،‬متأزمة وتزداد صعوبة وخطرا‪ ،‬على‬ ‫حد تعبير المؤلفين‪.‬‬

‫‪ - 1‬دواعي التقارب المغربي العثماني‪:‬‬ ‫أرجع المحققان ذلك التقارب إلى الربع األخير من القرن‬ ‫‪18‬م‪ :‬فترة السلطان «محمد بن عبد اهلل» (‪1792 - 1757‬م)‬ ‫الذي قدم مساعدات مالية ولوجستيكية للسلطة العثمانية في حربها‬ ‫ضد روسيا‪ ،‬وهو ما أكدته المراسالت والسفارات بين الطرفين‪ .‬لم‬ ‫يكن المغرب يتوانى عن تقديم المساعدات للباب العالي إيمانا منه‬ ‫بالتضامن اإلسالمي وبالجامعة اإلسالمية‪ ،‬وكان التقارب وإحياء فكرة‬ ‫الجامعة يزدادان كلما تزايد الضغط األجنبي‪ ،‬وقد بدا ذلك جليا خالل‬ ‫عهد السلطانين «الحسن األول» و «عبد الحميد الثاني»‪.‬‬ ‫بالنسبة للمغرب‪ ،‬وأمام انهزامه في معركة إيسلي ثم معركة‬ ‫تطوان‪ ،‬سعت‪ ،‬الدول األوربية إلى تذويب اقتصاده في التجارة الدولية‬ ‫األوربية خاصة من قبل فرنسا وإنجلترا‪ ،‬وهو ما نجم عنه تطور عدد‬ ‫المحميين بالمغرب‪ .‬أمام ذلك‪ ،‬اقتنع السلطان المغربي بالقيام‬ ‫باإلصالح خاصة وأن الدول األوربية كانت تدفعه في ذلك المنحى‪.‬‬ ‫بين محققا «النور الالمع» أن العلماء والمحافظين رفضوا اإلصالح واعتبروه وسيلة لتكريس الوجود األوربي‬ ‫بالمغرب واستنزافا ألمواله‪ ،‬خاصة أن ذلك اإلصالح تطلب مبالغ مالية طائلة‪ ،‬اضطرته لالقتراض‪ ،‬مما سمح بتحكم‬ ‫القوى األوربية بمالية المغرب‪ .‬كما أن سياسة لجوءه لفرنسا وإنجلترا‪ ،‬قصد إلغاء الحماية القنصلية‪ ،‬باءت بالفشل‪.‬‬ ‫إذ على العكس تم تعزيز ذلك‪ ،‬مما دفعه لتوجيه تحالفه مع العثمانيين وإحياء فكرة الجامعة اإلسالمية‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للسلطنة العثمانية‪ ،‬فقد وضح المحققان أن تزايد التدخل األوربي خالل القرن ‪19‬م‪ ،‬جاء نتيجة‬ ‫تدهور األوضاع الداخلية مقابل إسراع القوى األوربية للحصول على مزيد من االمتيازات خاصة مع اعتماد السلطنة‬ ‫عليها في اإلصالحات العسكرية والمالية والتجارية‪ .‬األمر الذي أسقطها في االستدانة المفرطة حتى إعالن إفالسها‬ ‫سنة ‪1875‬م حيث تشكل مجلس «الدين العثماني»‪ ،‬ثم أصبح التدخل األوربي مباشرا إثر انهـزام العثمانيين أمام‬ ‫روسيا سنة ‪1878 - 1877‬م‪.‬‬ ‫أما عن موقف العلماء من اإلصالح‪ ،‬فقد وضح الباحثان بكونه مشابه لموقف علماء المغرب‪ :‬الرفض المطلق‪.‬‬ ‫وأمام ذلك‪ ،‬تزايد اهتمام السلطنة بالتعاون مع المغرب‪ ،‬إذ بينا الباحثان أن االتصاالت بين الطرفين بدأت إثر‬ ‫استعداد العثمانيين لحربهم ضد روسيا‪ ،‬حيث عملوا على تركيز اهتمامهما على المغرب استنادا لتجاربه السابقة‬ ‫(عهد محمد بن عبد اهلل)‪ ،‬وبذلك أرسل الباب العالي سفارة من مصر برئاسة «السنوسي» سنة ‪1878‬م‪ .‬دعاه فيها‬ ‫للتضامن واالتحاد قصد مواجهة األخطار األوربية‪ ،‬وهو ما وضحته الرسالة (ص ص ‪ ،)22 - 21‬وقد تفاعل المغرب‬ ‫إيجابا مع الرسالة العثمانية نظرا لألخطار المحدقة به‪.‬‬ ‫استخلص المحققان أن كال الطرفين‪ :‬العثماني والمغربي‪ ،‬أقرا – في مراسالتهما‪ -‬بالتفوق األوربي ومن‬ ‫ثمة كانت ضرورة االتحاد بين الدول اإلسالمية‪ ،‬وهو ما أكدته رسالة شيخ اإلسالم «حسن خير اهلل» إلى الوزير‬ ‫المغربي «موسى بن أحمد»‪ .‬إال أن المبادرة العثمانية المغربية فشلت وتعثر مشروع الجامعة اإلسالمية‪ ،‬مقابل‬ ‫تبلور المشاريع االستعمارية األوربية – خاصة فرنسا‪ -‬حيث احتلت تونس والتي كانت والية عثمانية ثم تطلعت‬ ‫لضم المغرب لتصطدم بالمعارضة األلمانية التي شجعت التقارب العثماني المغربي‪ ،‬بل وأشرفت على اإلصالح به‬ ‫اعتمادا على خبراء وعساكر عثمانيين‪.‬‬ ‫وضح الباحثان‪ ،‬بعد ذلك‪ ،‬أن فرنسا أفشلت المشروع األلماني بمساندة الدول الداعمة لها‪ ،‬مستغلة في‬

‫تحقيق ‪ :‬د‪ .‬مصطفى الغاشي‬ ‫و د‪ .‬عبد اهلل الترغي‬ ‫دة‪ .‬فطيمة الكنوني‬ ‫ـ طنجة ـ‬

‫مجموعة من الخالفات بين الطرفين العثماني والمغربي سواء على موضوع الخالفة والشرعية أو لعدم وجود رعايا‬ ‫عثمانيين بالمغرب‪ ..‬وقد ختم المحققان هذا األمر باستنتاج مفاده أنه‪ :‬مقابل اإللحاح العثماني على إنشاء تمثيل‬ ‫دبلوماسي بينه وبين المغرب‪ ،‬ازداد إذعان المغرب لفرنسا‪ ،‬ومن ثمة كان تخلي ألمانيا عن دعم المشروع العثماني‬ ‫نهائيا‪.‬‬

‫‪ - 2‬إبراهيم السنوسي وكتابه النور الالمع‪:‬‬ ‫أشاد الباحثان بانخراط «السنوسي» في أحداث عصره‪ ،‬فقد انتمى لجيل اإلصالح والنهضة‪ ،‬فجاءت رسالته‬ ‫«النور الالمع» انعكاسا لتأثره بمجريات عصره‪ ،‬ودعوة للوحدة والجامعة اإلسالميتين‪ .‬ورغم ذلك الدور‪ ،‬فلم تتم‬ ‫الترجمة له بمعلومات كافية عن حياته وبقي الكثير منها مجهوال‪.‬‬ ‫بين المحققان انتماء المؤلف لألسرة السنوسية الفاسية‪ ،‬المشهورة بالعلم والدين‪ .‬وممن برز فيها‪ :‬الشيخ‬ ‫محمد بن أحمد السنوسي وابنه المحدث إدريس السنوسي والشيخ عمر بن إدريس والشاعر أحمد بن عبد اهلل‬ ‫السنوسي‪...‬‬ ‫لقد بذل المرحوم «عبد اهلل الترغي» مجهودا كبيرا لرفع اللبس عن هذه األسرة وبين األدوار الكبرى التي‬ ‫لعبتها محليا ووطنيا وإسالميا‪ ،‬سواء على المستوى العلمي أو الثقافي أو السياسي أو القومي‪ ،‬فهي مكونة من‬ ‫فرقتين‪ :‬األولى شريفة حسنية عرفت بالمال والجاه(من قبيلة شراكة)‪ ،‬واألخرى من الجزائر(تلمسان بالضبط)‬ ‫اشتغلت بالتجارة‪ .‬ويرجع استقرار هذه األسرة بالمغرب للقرن ‪13‬هـ‪19/‬م‪ ،‬وال توجد أية معلومات عنها قبل هذه‬ ‫الفترة‪.‬‬ ‫انتقل المحققان‪ ،‬بعد ذلك‪ ،‬للحديث عن «النور الالمع»‪ ،‬فبينا أنه لم يكن معروفا لدى الباحثين‪ ،‬وليس له‬ ‫ذكر في كتب الببليوغرافيا أو التراجم‪ .‬ويعتقدان أنه في نسخة فريدة بالخزانة العامة في تطوان تحت رقم ‪232‬‬ ‫(تصوف)‪ .‬في آخر المخطوط إشارة لتاريخ االنتهاء من كتابة المؤَلف وهو سنة ‪1295‬هـ‪ .‬نسخه األديب المصري‬ ‫رمضان حالوة‪.‬‬ ‫يوجد الكتاب‪ -‬حسب محققيْه‪ -‬في حالة جيدة‪ ،‬حظي باهتمام‬ ‫ناسخه نظرا ألهميته في زمانه‪ :‬التنظير لفكرة الجامعة اإلسالمية التي‬ ‫كانت قضية كبرى للعالمين العربي واإلسالمي‪.‬‬ ‫أما عن دوافع تأليف الكتاب‪ ،‬منها موضوعية ظاهرة وسبق ذكرها‪:‬‬ ‫الدعوة لالتحاد لمواجهة األطماع اإلمبريالية‪ .‬وذاتية صاغها الباحثان‬ ‫على شكل تساؤالت‪ :‬هل جاء التأليف نتيجة اقتناع «السنوسي» بشرعية‬ ‫الوحدة اإلسالمية؟ أم جاءت استجابة لطلب السلطان العثماني عبد‬ ‫الحميد؟‬ ‫إن اإلجابة – في رأي المحققين‪-‬فيها مغامرة‪ ،‬خاصة في غياب ذكر‬ ‫دوافع التأليف في مقدمة الكتاب‪ .‬بيد أن «السنوسي»‪ ،‬كما سبق الذكر‪،‬‬ ‫كان من الدعاة األوائل للوحدة اإلسالمية في ظل الخالفة العثمانية‪،‬‬ ‫كما كانت له عالقة بدعاة ومفكري الجامعة سواء في مصر أو خارجها‪.‬‬ ‫كما يرجح المحققان أن الكتاب جاء كتعبير عن تحالف موضوعي بين‬ ‫عدد من المثقفين المسلمين‪ ،‬ومنهم صاحب الكتاب والسلطان عبد‬ ‫الحميد الثاني‪ .‬يستند الباحثان في ذلك الطرح‪ ،‬على الدعوة الصريحة‬ ‫للمؤلف في آخر كتابه‪ ،‬أن تكون الدولة العثمانية مركز الجامعة‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬لكونها دولة الخالفة وخادمة الحرمين الشريفين‪.‬‬ ‫ربط المحققان القيمة التاريخية للكتاب بالظرفية التاريخية‬ ‫التي كتب فيها‪ ،‬أي فترة ضعف الدول اإلسالمية وتعرضها للغزو‪ .‬ثم‬ ‫المشروع السياسي الذي قدمه‪ ،‬أال وهو الوحدة والجامعة اإلسالميتين‪.‬‬ ‫حسب الباحثين‪ ،‬إن «النور الالمع» ودعوة «السنوسي» سابقان‬ ‫في الزمان باعتبار أن الرسالة كتبت سنة ‪1877‬م‪ ،‬وتوفي صاحبها‬ ‫سنة ‪1886‬م‪ .‬في حين أن باقي الدعاة توفوا الحقا‪ :‬األفغاني ‪1897‬م‪،‬‬ ‫الكواكبي ‪1902‬م‪ ،‬محمد عبده ‪1905‬م‪ .‬فكانت الريادة‪ ،‬استنادا‬ ‫لذلك‪ ،‬ل»السنوسي» في التنظير لمشروع النهضة العربية اإلسالمية‬ ‫من خالل رسالته «النور الالمع» الداعية للعصبية الدينية والوحدة‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬مع إعطاء األحقية للدولة العثمانية باعتبارها أقوى الدول‬ ‫وأعظمها‪.‬‬ ‫بالرغم من تلك الجهود‪ ،‬فإن التاريخ‪ ،‬في نظر المحققيْن‪ ،‬لم‬ ‫ينصف المؤلف‪ ،‬إذ لم يذكر اسمه مع رواد الحركة النهضوية اإلصالحية‬ ‫السالفين الذكر‪ ،‬كما بقي مؤَلفه مجهوال‪ ،‬في الوقت الذي يعد صاحبه‬ ‫دبلوماسيا كلفه السلطان العثماني بتبليغ رسالته للسلطان الحسن‬ ‫األول يدعوه فيها للتقارب اإلسالمي وفتح تمثيلية عثمانية بمدينة‬ ‫طنجة‪ .‬لذا يرجح الباحثان العالقة القوية بين رسالة «عبد الحميد» إلى‬ ‫«الحسن األول» سنة ‪1886‬م‪ ،‬وكتاب «النور الالمع» للسنوسي‪ :‬عالقة‬ ‫تأكيد وتزكية وتطوير لفكرة الجامعة اإلسالمية‪.‬‬ ‫أقر الباحثان أن الثقافة الدينية للسنوسي ساعدته على صياغة رسالته‪ ،‬مع استحضاره لمراحل التاريخ السياسي‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬دون نسيان الخلفية وراء دعوة السنوسي التي عبر عنها في نهاية كتابه‪ ،‬أال وهي عقد الرهان على‬ ‫الدولة العثمانية والسلطان «عبد الحميد»‪ ،‬فقيد الوحدة اإلسالمية بالخضوع واإلقرار للسلطنة العثمانية رغم‬ ‫ضعفها إذ باتت توصف بالرجل المريض‪ .‬في هذا الصدد‪ ،‬طرح المحققان تساؤالت عن استعداد الباب العالي لتحمل‬ ‫تلك المسؤولية العظمى؟ وعن وعي السنوسي بالدور الذي كانت تلعبه الدول األوربية إلفشال التقارب العثماني‬ ‫المغربي؟‬ ‫قابل الباحثان بين غياب إشارات عن تلك التساؤالت‪ ،‬وبين تفاعل جيل ورواد كبار مع دعوة ومشروع‬ ‫السلطان عبد الحميد العثماني‪.‬‬

‫‪ - 3‬منهج الباحثين في التحقيق‪:‬‬

‫لقد بينا األمر في صفحة ‪ :49‬إذ عمال على تخريج نص الرسالة على نسخة فريدة مخطوطة بالخزانة العامة‬ ‫بتطوان‪ ،‬كما سبق الذكر‪ ،‬ثم كتبا النص وفق قواعد الرسم المعاصر‪ ،‬ووضعا عالمات الترقيم بالنص لتسهل قراءته‪.‬‬ ‫قاما بتوثيق األشعار وتخريج بحورها‪ ،‬ووثقا النقول من مصادرها األصلية‪ ،‬مع تسجيل مالحظة اعتماد «السنوسي»‪،‬‬ ‫الشبه الكلي‪ ،‬على كتاب «إحياء علوم الدين» للغزالي‪.‬‬ ‫وضعا الباحثان‪ ،‬بعد ذلك‪ ،‬فهارس كشافة لتسهيل استغالل النص‪ :‬اآليات القرآنية‪ ،‬األحاديث النبوية‪،‬‬ ‫فهرس األعالم البشرية واألشعار والقوافي وأسماء الكتب الواردة في المتن‪ .‬وختما عملهما بوضع الئحة بأسماء‬ ‫الكتب والمراجع المعتمد عليها في التخريج والدراسة‪.‬‬ ‫خالصة القول‪ ،‬إن المحققيْن قدما عمال جديدا وأنقذا مخطوط النور الالمع من الضياع خاصة أنه في نسخة‬ ‫فريدة‪ ،‬كما بينا القيمة التاريخية لهذا المؤلف نظرا للفترة التي كتب فيها ولدوافع كتابته‪ ،‬وهي فترة ضعف العالم‬ ‫اإلسالمي مقابل تفوق الدول األوربية وتكالبها على خيراته‪.‬‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬مـاي ‪2017‬‬

‫العدد ‪887‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪� 29‬أبريـل ‪2017‬‬

‫االنتحار في الخمسين‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫فتوى لوجه اهلل‬

‫التماثيل بني «ما يجوز‬ ‫وما ال يجوز»‬

‫سيدة في سن متقدمة‪ ،‬تتسلق عمودا كهربائيا لما فوق‬ ‫الخمسة والعشرين مترا‪ ،‬بجوار «بيت األمة» حيث يلتئم جمع‬ ‫«نواب األمة» و «خدام األمة» وتصرخ في وجه األمة‪ ،‬من ظلم‬ ‫أصابها و «حكرة» لحقت بها‪ ،‬وتستغيث أن تعاد لها حقوقها‬ ‫في أرض قيل إنها في ملكها ولكن «األعــراف» السالليــة‬ ‫حرمتها منها‪.‬‬ ‫أما موضوع االحتجاج فيصدق عليه إجراء المسطـرات‬ ‫«الملونة» والمستطيلة والمثلثة‪ ،‬وأما الحكرة‪ ،‬فال عذر لمن‬ ‫مارسها ويمارسها على مواطني اليوم‪ ،‬الذين لم تعد تنفع‬ ‫معهم «تفعفيعة» الدولة بعد أن «طارت الدهشة» ولم يعد‬ ‫يضبط عالقاتهم مع الدولة سوى الحق والقانون !‬ ‫ولعل ما حرك هذه السيدة المتقدمة في السن‪ ،‬ذات البنية‬ ‫الضعيفة‪ ،‬لتركب مغامـرة تسلق العمـــود الكهربائي بعاصمة‬ ‫المملكة الشريفة‪ ،‬هو الشعور بالظلم والشعور بالغبن‪ ،‬والشعور‬ ‫باإلهمال‪ ،‬وإال فهل كانت ستغامر بحياتها وبهذه الطريقة‬ ‫الخطيرة و المهينة لو وجدت عند المقدم والشيخ والقائد‬ ‫والعامل والوالي ووزير الداخلية ووزير العدل آذانا صاغية‪....‬‬ ‫وصدورا رحبة وقابلية لإلصغاء وللحوار‪....‬‬ ‫أم إن الديمقراطية إنما هي واجهة تخفـــي الكثيـر من‬ ‫المآسي ‪...‬القاتلة !!!‪.....‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫الجهة والكيف‬

‫العمدة العبدالوي فتح عليه باب جهنم حين أعلن أنه تقدم بطلب‬ ‫فتوى إلى المجلس العلمي بشأن نيته في نصب تمثالين األول لألسطوري‬ ‫هرقل والثاني ألمير الرحالة المسلمين‪ ،‬ابن بطوطة‪.‬‬ ‫طلب الفتوى قد تكون انتقلت إلى المجلس األعلى لإلفتاء‪ ،‬وقد يطلب‬ ‫رأي المجلس العالمي لعلماء المسلمين‪ ،‬ولربما تمت دعوة مؤتمر باندونغ‬ ‫إسالمي‪ ،‬للنظر في قضية التمثالين‪ ،‬من باب «ما يجوز وما ال يجوز» !‪....‬‬ ‫وما ال يجوز هو أن نحصر الدين اإلسالمي في فتن مصطنعة‪ ،‬وال نقبل‬ ‫بتفعيل العقل في المشاكل المعروضة وإعمال االجتهاد والقياس في ما‬ ‫يعرض من مسائل فيها قول سابق مرتبط بأسباب «النزول» !‬ ‫وال أحد يناقش فكرة تحريم التماثيل عند انطالق الدعوة اإلسالمية‬ ‫نظرا لوجود ديانات سابقة كان معتنقوها يعبدون أصناما يصنعونها‬ ‫من طين أو حجر‪ .‬ويضفون عليها‪ ،‬بالتالي‪ ،‬الكثير من مظاهر التوقير‬ ‫والتعظيم‪..‬‬ ‫ولهذا دعا رسول دعوة التوحيد‪ ،‬محمد ‪ ،‬صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬إلى‬ ‫تدمير األصنام واألوثان التي كانت تعلق بالكعبة‪ ،‬كما حرم الصالة في‬ ‫أماكن وجود األصنام‪ ،‬لقطع الطريق عما يمكن أن يجيش بخاطر الصابئة‬ ‫من شوق وحنين إلى عبادة األصنام‪.‬‬ ‫فهل يوجد اليوم من ينظر إلى التماثيل بنظرة أخرى غير اعتبارها فنا‬ ‫إنسانيا يشكل جزءا من الحضارة البشرية الضاربة في القدم وإبداعا رائعا‬ ‫يساعد على فهم مراحل التاريخ المتعاقبة ومسارات تطور الذكاء البشري‬ ‫المتالحقة والمتالقحة ‪ ،‬وتخليد ذكرى عظماء الرجال الذين صنعوا أمجاد‬ ‫البشرية في مختلف مجاالت الحياة العلمية والثقافية والحضارية‪.‬‬ ‫ثم إن التحريم يزول بزوال علته‪ ،‬خاصة وعصور الوثنية بادت وأنه‬ ‫لم يرد نص قرآني بحرمة التماثيل ‪ .‬إنها قضية ثقافية ولو أن بعض‬ ‫الجماعات اإلسالمية ترفض هذا التعريف كما ترفض فلسفة الجمال في‬ ‫الفكر اإلنساني‪ ,‬إن دعاة تحريم الرسم والنحت والتصوير يتشبثون ببعض‬ ‫األحاديث النبوية‪ ،‬خاصة ما رواه البخاري حيث قال‪« :‬إن أشد الناس عذابا‬ ‫يوم القيامة المصورون» أو «الذي يضاهي الخالق» تعالى اهلل عن ذلك‬ ‫علوا كبيرا‪ .‬وحديث «إن المالئكة ال تدخل بيتا فيه صور» وحجتهم أن تلك‬ ‫الصور أو المنحوتات توحي بالشرك باهلل والعودة إلى عبادة األوتان !!!‪.‬‬ ‫أو ليس في هذا الفكر الضيق خلط بين العمل الفني والثقافي‬ ‫والجمالي من موسيقى وغناء وفنون تشكيلية ومسرح وسينما ونحت‬ ‫وتصوير‪ ،‬و بين مصوري األصنام للعبادة ومصوري العصور الحديثة‬ ‫الذين يعنون بالجمال في كل مخلوقات اهلل‪.‬‬ ‫ومع أن جمهور العلماء لم يجمع‪ ،‬كعادته‪ ،‬على التحريم أوالتحليل فيما‬ ‫يخص صناعة الصور والتماثيل بكل أشكالها‪ ،‬فيما نزع المتنورون منهم‬ ‫إلى أن أصل التحريم معلل بالعبادة وبغاية «مضاهاة اهلل في خلقه» يرى‬ ‫بعض المجتهدين المسلمين أن الفنون بأشكالها وتعبيراتها المختلفة‬ ‫‪ ،‬إبداعات إنسانية ونتاج لفكر الجمال الكوني المعتمد على حس الجمال‬ ‫ومادة الخيال المستلهم من الطبيعة وأنها شكل من أشكال التعبير‬ ‫الحضاري اإلنساني القادر على خلق التواصل اإليجابي بين خلق اهلل‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫قــال أحـد العارفيــن بخبايا األمور‪ ،‬إن خمسة أقاليــم‬ ‫من األقاليم الستة التي تشكل هذه الجهة‪ ،‬وهي شفشاون‬ ‫والحسيمة والعرائش ووزان وتطوان والفحص‪ ،‬تعتمد بنسبة‬ ‫‪ 53‬بالمائة (في عيشها ودورتهاا االقتصادية) على زراعة الكيف‪.‬‬ ‫الخبير اعتمد على دراسة أنجزت منذ إحدى عشرة سنة‪،‬‬ ‫ليؤكد أن شفشاون تعتمد بنسبة ‪ 87‬بالمائة في دخلها على‬ ‫الكيف‪ ،‬والحسيمة بنسبـة ‪ 81‬في المائة‪ ،‬وتطوان‪ ،‬بنسبة ‪62‬‬ ‫بالمائة‪ ،‬وذلك مرده إلى «هشاشــة» البنيات االقتصادية بهذه‬ ‫األقاليم ‪ ...‬ويبقى معدل دخل هذه األقاليم من العشبة بحدود‬ ‫‪ 80‬بالمائة ‪ ،‬وهذا يعني أن جميع األنشطة اإلقتصادية األخرى‪،‬‬ ‫من فالحة وسياحة وصيد بحري وتجارة وغيرها‪ ،‬ال تساهم في‬ ‫الدخل إال بـما يقارب ‪ 20‬في المائة‪.‬‬ ‫الخبير في شؤون الريف والكيف أشار إلى تقرير أمريكي أقر‬ ‫بأن عائدات الكيف من مزروعات الكيف تناهز ‪ 23‬مليار دوالر ‪،‬‬ ‫أي ما يعادل ربع الناتج الداخلي الخام لهذا البلد !‬ ‫واألمـل كـل األمــل في مخطــط التنميــة الشاملـــة‪،‬‬ ‫المستدامة الذي صادق عليه باإلجماع‪ ،‬مجلس الجهة خالل‬ ‫دورته االستثنائية األخيرة بإقليم الفحص‪ ،‬والذي تم إعداده‬ ‫بطريقة «تشاركية» بمساهمة مختلف الفاعلين من منتخبين‬ ‫وجمعيات أهلية ومسؤولي القطاعات الوزارية المعنية والفرق‬ ‫السياسية‪ ........،‬حتى أنه لم يعلم أحد بوجود هذا المخطط‬ ‫إال بعد اإلعالن عنه في دورة استثنائية‪ ،‬منتهى التشاركية‬ ‫والشفافية !!!‪...‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫فضائح بالجملة في قطاع الصحة‬ ‫ال زالت الفضائح تحاصر قطاع الصحة العمومية ‪ ،‬حتى أصبح‬ ‫الحديث في هذا الموضوع مزعجــا‪ ،‬مستفزا ومثيرا لألعصاب‪.‬‬ ‫هكذا يقول بعض الحاسدين الناقمين على بروفيسورنا ووزيرنا‬ ‫في الصحة والعافية الذي عاد للوزارة ليتمم الباقية‪ .‬ومن بقايا‬ ‫هذه الباقية‪ ،‬ورطة قاسية‪« ،‬حصلت» فيها مصالح مركز طبي‬ ‫بالرباط‪ ،‬يقولون إن المشرفين عليه رفضوا إسعاف خمسينية‬ ‫بدعوى «غياب األطباء» وسلموا لها «بونا» يضرب لخا موعدا‬ ‫خالل شهر يوليوز‪ ،‬رغم وضعها الصحي الحرج بسبب مرض‬ ‫القلب والشرايين‪.‬‬ ‫السيدة اختارها اهلل لجواره من باب المركز «الصحي» كما‬ ‫حدث في أكثر من مناسبة‪ ،‬خاصة بالنسبة لبعض الحوامل عند‬ ‫نهاية المخاض‪ ....‬وكما حدث بالنسبة للطفلة «إيديا» وألطفال‬ ‫آخرين مما يعلم العموم ومما ال يعلمه إال اهلل‪.‬‬ ‫ربما نجد من يتذرع بمقولة «قضاء وقدر»‪ ...‬أو من يبحث‬ ‫للوزارة عن أعذار وللمريضة عن مسؤوليات فيما حدث ونزل‪....‬‬ ‫قالوا إن بحثا قد تم فتحه في هذه النازلة‪،‬‬ ‫وإنا لننتظر مع المنتظرين‪ ،‬وال حول وال قوة إال باهلل !‬

‫‪ooooo‬‬

‫مدير سجن «بوركايز» يفقد ركائزه!‬ ‫مسكين مدير سجن بوركايز فقد «تهرست» ركائزه على‬ ‫رؤوس الطلبة الذين أمر بحلق شعر رؤوسهم‪ ،‬بعد اعتقالهم‬ ‫على خلفية أحداث العنف األخيرة بفاس ووضعهم في حالة‬ ‫اعتقال احتياطي‪.‬‬ ‫المدير لم يجد أدنى حرج في نفي كل ما راج من أنه أمر‬ ‫بحلق رؤوس الطلبة‪ ،‬بطريقة مهينة‪ ،‬بل إنه رد على استفسار‬ ‫من النيابة العامة بأن الطلبة «حلقوا شعور رؤوسهم» بـ‬ ‫«رضاهم» و «محض إرادتهم» بعد أن مكنوهم من االستحمام‬ ‫ب «الصابون البلدي» وتسلموا حقيبة يدوية من جلد تماسيح‬ ‫واد سبو األصيلــة‪ ،‬وبها مختلـف مواد النظافــة الشخصية‬ ‫والعطورات الباريسية الشهيرة‪ ،‬وتلقوا الثمر والحليب‪ ،‬قبل أن‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫«يعطوا رؤوسهم» لحالقين «مهرة» من بين السجناء‪ ،‬تحت‬ ‫وابل من الشتم والسب‪...‬وهي طريقة لالحتفاء بـ «الوافدين»‬ ‫الجدد إلى سجون مغرب العدل والحريات ‪ ،‬حتى قبل أن تصدر‬ ‫أحكام بحقهم‪.‬‬ ‫مسكين مدير سجن بوركايز ! خال نفسه في عهد بوحمارة‬ ‫أو الباشا الكالوي‪ ،‬حين سمح لنفسه بإهانة مواطنين يواجهون‬ ‫قدرهم أمام قضاء بلدهم‪ .‬وحسنا فعل المدير العام للسجون‬ ‫محمد صالح التامك حين أعفى الموساوي من مهامه وعين‬ ‫مكانه مديرا جديدا من آيت ملول ‪ ،‬في إجراء نرجو أن يتعظ‬ ‫به كل من يعتقدون أنهم فوق القانون‪ ،‬سواء داخل األسوار‬ ‫أو خارجها ! ‪...‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫آش خصـك البايت بال عشـا‬ ‫رئيس جماعة فقيرة بأحواز الغرب‪ ،‬إسالمي و «بال جميل»‪،‬‬ ‫اشترى من مالية الجماعة الواقفة على باب اهلل‪ ،‬سيارة فاخرة‬ ‫رباعية الدفع‪ ،‬بعد ما تسبب في ضياع سيارة الجماعة بــــ‬ ‫«شاطئ مهدية» وهو في حالة طبيعية جدا‪ ،‬جدا‪..‬‬ ‫جريدة «األخبار» التي أوردت الخبر أضافـــت معلومــات‬ ‫شيقة عن الجماعة ورئيسها وما جرى له بعد حادثة المهدية‬ ‫ومستشفى القنيطرة والمحكمة االبتدائية‪...‬قبل الوصول إلى‬ ‫الكات ـ كات التي سار بشأنها على هدى أحد زعماء حزبه‪ ،‬الذي‬ ‫رغم أنه يرأس أفقر جهة بالمغرب إال أن ذلك لم يمنعه من‬ ‫شراء ‪ 7‬سيارات فاخرة من صنف الكات ـ كات الرباعية الدفع‬ ‫والتسلق كتسلقه هو على ظهور العباد‪ ،‬قبل أن «يتكردع»‪....‬‬ ‫بما ال يتعدى ‪ 700‬مليون سنتيم من مال الشعب طبعا‪ .‬أو ليس‬ ‫«المال السايب كيعلم السرقة» والسكوت عنها يشجعها !!!‪...‬‬ ‫حتى أن الرئيس تحدى منتقديه من الشعب بأنه سوف يقتني‬ ‫طائرات أيضا ومن لم يعجبه الحال‪ ،‬فليشرب البحر‪....‬‬ ‫ال يا سيـــدي الرئـيس‪ ...‬عاجبنـــا الحــال‪ ....‬وبالـزاف‬ ‫!وبصحتكم‪...‬أما نحن فقدرنا أن نتسلق «البوطوات» من‬ ‫باب «التمنظر» من أعلى‪ ،‬و نستقبل الهراوات على جماجمنا‬ ‫«القاصحة»‪ ،‬ونضرم الـنــار في ذواتنــا‪ ....‬من باب التسلية‬ ‫وتزجية الوقت ‪ ......‬الضائع !‬

‫‪ooooo‬‬

‫األولى والثانية و ‪ 10‬مليارات‬ ‫من الدراهم‪...‬الحالل‬ ‫حبيبنا جطو‪ ،‬عرى جانبــا من المستور فيما يجري ويدور‬ ‫بدار البريهي و «صورياد»‪ ،‬حيث حصلت شركــة دار البريهي‬ ‫«الوطنية» على دعم مالي بقيمة ‪ 10‬مليارات ونصف المليار‬ ‫درهم ما بين ‪ 2006‬و ‪ ،2016‬بينمـــا «الوطنيــة» األخــرى‬ ‫«الثانية» أو ‪ M2‬بلغــة متحضري العصــر‪ ،‬فـازت بدعـم بلــغ‬ ‫حوالي نصـف المليار‪ .‬أما المركز السينمائي فكان نصيبه من‬ ‫الدعم العمومي حوالي المليار درهم‪.‬‬ ‫و الشركتان الوطنيتـــان «األولــى» و «الثانيـــة» يوجدان‬ ‫في «الهم سـوا» من حيــث المديونيـــة التي يقابلها سوء حال‬ ‫«العائدات» و ضعف المعامالت وعجز مقيم في «الماليات»‪...،‬‬ ‫وضعف فاضح في اإلنتاج واألداء‪ .....‬اسألوا لال العروسة !‬

‫‪ooooo‬‬

‫الدالح ‪ :‬زريعة أصيلة والتسميد‪....‬‬ ‫حاشاكم‬ ‫ال تعجبوا إن علمتم أن ضيعة مشهـورة بشيشاوة‪ ،‬بإنتاج‬ ‫الدالح‪ ،‬تستعمل ‘البراز البشري» سمادا «طبيعيا» لألرض بعد‬ ‫جلبه باألطنان من « مراحيض» المنطقة ربما‪.....‬‬ ‫إال أن «الروائح» الكريهة التي عمت مدينة شيشاوة‬ ‫دفعت الناس إلى البحث عن مصدرها ليتبين أن الدالح الذي‬ ‫يعشقون‪« ،‬يسقى» بأطنان من البراز البشري‪ ،‬يحمل إلى‬ ‫الضيعة الموجودة داخل المدار الحضري‪ ،‬بواسطة عشرات‬ ‫الشاحنات‪.....‬‬ ‫بعد أن تفجرت الفضيحة‪ ،‬وتعالت احتجاجات السكان‪،‬‬ ‫تحركت اآللــة اإلدارية وخرجت لعين المكان يوم ‪ 21‬أبريل‬ ‫الجاري‪ ،‬لجنـة «لتقصــي الحقائـــق» التي «سارعت» إلى «توجيه‬ ‫إنذار» «نـاري» شفوي طبعا‪ ،‬إلى صاحب الضيعة‪ ،‬بضرورة‬ ‫التوقف عن «تطعيم» دالحه بـ «كومبوسط» الطواليت‪ ،‬وتمت‬ ‫«مصادرة» مخزون البراز «البشري» الموجود بالضيعة‪ ،‬ورفعت‬ ‫عينات من األرض ومن المنتوج‪ ،‬لتتم معالجتها في المختبرات ‪،‬‬ ‫في انتظار النتيجة التي ستكون إما أو إما‪....‬‬ ‫فإما إذا كان المنتوج سليما فسيتم رفع الحجز عليه وال بأس‬ ‫علينا من استهالكه شريطة أن نضع «كمامات على أنوفنا»‪ ،‬وإن‬ ‫كان»ملوثا»‪ ،‬ففي ذلك نظر‪ ،‬ألن األمر يتعلق بعوامل خارجية قد‬ ‫تتدخل فيها منظمة الصحة العالمية والمجلس الدولي للسالمة‬ ‫الصحية ومنظمة الفاو ومكتب الوقاية المدنية بالخريبات على‬ ‫الواد الجريان الذي تقع مدينة شيشاوة على ضفته‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪887‬‬

‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬مـاي ‪2017‬‬

‫�أوراق من�سية‬

‫الملتقى القرآني الخامس تحت عنوان ‪:‬‬

‫«القر�آن الكرمي‪ ...‬بيان وحكمة»‬

‫‪ 36‬ـ �أحزاب �سيا�سية‪...‬‬ ‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫‪ - 7‬كيف تعمل الهيئة االنتخابية بالواليات المتحدة‬ ‫األمريكية‬ ‫يقوم الناخبون المسجلون في الواليات المتحدة‪ ،‬وفي مقاطعة كولومبيا (العاصمة)‬ ‫باإلدالء بأصواتهم لرئيس الجمهورية المقبل‪ ،‬ولنائب الرئيس في أول شهر نوفمبر‬ ‫من السنة االنتخابية‪ ،‬ويعمل المرشحون الذين يفوزون بغالبية األصوات الشعبية‪،‬‬ ‫داخل الوالية عادة على جمع األصوات االنتخابية في الوالية بأسرها‪ ،‬بحيث يكون جميع‬ ‫المنتخبين الذين تعهدوا بالتصويت لهذا المرشح في هذه الحالة‪ ،‬ومن الناحية الفنية‪،‬‬ ‫قد انتخبوا مباشرة قبل الناخبين‪.‬‬ ‫أما عدد أعضاء الهيئة االنتخابية في والية ما‪ ،‬تساوي عدد أعضاء مجلس الشيوخ‬ ‫والنواب من تلك الوالية‪ .‬فمقاطعة كولومبيا العاصمة التي ال تتمتع بتمثيل انتخابي‬ ‫في الكونغرس لها ثالثة أصوات انتخابية‪ ،‬ويجتمع أعضاء الهيئة االنتخابية ويصوتون‬ ‫رسميا لرئيس الجمهورية في شهر ديسمبر من كل سنة انتخابية‪ ،‬ولكي ينتخب مرشح‬ ‫ما‪ ،‬فإن األمر يتطلب حصوله على أكثرية األصوات‪ ،‬فإذا كان هناك مثال ‪ 538‬عضوا‬ ‫في الهيئة االنتخابية‪ ،‬فإن الحد األدنى الالزم لفوز الرئيس بتصويت الهيئة االنتخابية‬ ‫هو ‪ 270‬صوتا‪.‬‬ ‫نظم المجلس العلمي المحلي بإقليم الفحص أنجرة الملتقى القرآني‬ ‫الخامس تحت عنوان‪« :‬القرآن الكريم‪ ...‬بيان وحكمة»‪ ،‬انطالقا من‬ ‫قوله تعالى‪ « :‬وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم‬ ‫يتفكرون»‪ ،‬وذلك يوم الخميس ‪ 08‬رجب ‪ 1438‬هـ الموافق ‪ 06‬أبريل‬ ‫‪2017‬م‪ ،‬بقاعة عمالة الفحص أنجرة ابتداء من الساعة التاسعة صباحا‪.‬‬ ‫القرآن الكريم تنزيل العزيز الحكيم ال يأتيه الباطل من بين يديه‬ ‫وال من خلفه‪ .‬ولما نزل كان معجزة النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وتحدى‬ ‫اهلل العرب به‪ ،‬وعجز العرب عن االتيان بمثله أو بآية من آياته‪ .‬وتتبدى‬ ‫جوانب اعجاز القرآن الكريم في تخير مفرداته وبناء صيغه‪ ،‬ويتفق علماء‬ ‫اللغة العربية على أن القرآن الكريم معجزة لغوية بيانية‪ ،‬معنى ومبنى‬ ‫بالغة وداللة‪ ،‬أتى بأفصح األلفاظ مضمنا أصح المعاني‪ ،‬من توحيد اهلل‬ ‫تعالى وربوبيته‪ ،‬وما يتعلق بالغيبيات‪ ،‬والجنة والنار ‪ ،‬وأحوال السابقين في‬ ‫أحسن صورة من النظم والتركيب‪ ،‬ويستحق القرآن الكريم أن ننفق الجهد‬ ‫والوقت غير المحدودين في دراسة معانيه وأسلوبه فهذه ما يتشكل منها‬ ‫تراثنا الفقهي والعلمي‪.‬‬ ‫ابتدأ برنامج الملتقى بقراءة آيات بينات من الذكر الحكيم وبعدها ألقى‬ ‫السيد رئيس المجلس العلمي المحلي للفحص انجرة كلمة بالمناسبة كما‬ ‫ألقى السيد محمد كنون الحسني رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة‬ ‫طنجة أصيلة كلمة باسم رؤساء المجالس العلمية الجهوية لجهة طنجة‬ ‫القرآني الخامس‪ ،‬وقد‬ ‫تطوان الحسيمة‪ ،‬وبعد ذلك انطلقت أعمال الملتقى ٍ‬ ‫كان برنامج الملتقى موزعا بين جلستين ‪ ،‬الجلسة االولى ترأسها األستاذ‬ ‫ادريس بنضاوية رئيس المجلس العلمي المحلي للعرائش‪ .‬أعطيت الكلمة‬ ‫في البداية لألستاذ محمد الروكي عضو المجلس العلمي االعلى ورئيس‬ ‫جامعة القرويين سابقا‪ ،‬وكانت مداخلته هي‪« :‬حاجة تفسير القرآن الكريم‬ ‫إلى العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية»‪ .‬ثم أعطيت الكلمة لألستاذ‬ ‫محمد كنون الحسني رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة طنجة أصيلة‪،‬‬

‫وكانت المداخلة التي شارك بها هي ‪« :‬ترجمة المستشرقين في القران‬ ‫الكريم الدواعي و المقاصد»‪.‬‬ ‫أما المتدخل الثالث األستاذ محمد التمسماني عميد كلية أصول‬ ‫الدين بتطوان ‪ ،‬فقد انصبت مداخلته حول‪ « :‬جهود علماء المغرب في‬ ‫معالجة مسألة ترجمة النص القرآني العالمة ‪ :‬محمد بن الحسن الحجوي‬ ‫نموذجا»‪.‬‬ ‫أما المتدخل الرابع األستاذ توفيق الغلبزوري رئيس المجلس العلمي‬ ‫المحلي للمضيق الفنيدق فكانت مداخلته حول « المصطلح القرآني بديال‬ ‫للمصطلحالغربي»‪.‬‬ ‫وكان آخر متدخل في هذه الجلسة االستاذ عبد الخالق أحمدون عضو‬ ‫المجلس العلمي المحلي لعمالة طنجة أصيلة وكانت مداخلته بعنوان ‪:‬‬ ‫«النص القرآني في مجال التدبر والتفكر»‪.‬‬ ‫أما الجلسة الثانية واألخيرة فقد ترأسها األستاذ محمد كنون الحسني‬ ‫رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة طنجة أصيلة‪ ،‬حيث أعطيت الكلمة‬ ‫لألستاذ عبد السالم فيغو رئيس المجلس العلمي المحلي إلقليم الفحص‬ ‫أنجرة بمداخلة بعنوان « القراءة االستشراقية للقرآن الكريم»‪.‬‬ ‫ثم بعد ذلك أعطيت الكلمة لألستاذ مصطفى الزكاف‪ :‬استاذ بكلية‬ ‫اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان بمداخلة « في ظالل المفردات القرآنية»‪.‬‬ ‫ثم أعطيت الكلمة لألستاذ أحمد بنياية األنجري ‪ ،‬حيث ألقى قصيدة‬ ‫شعرية بمناسبة انعقاد الملتقى‪.‬‬ ‫وكان آخر متدخل في هذه الجلسة األستاذ يونس السباح الطنجي‬ ‫بمداخلة بعنوان‪« :‬تفسير الصحابة مصدر أساس في فهم القرآن الكريم»‪.‬‬ ‫وفي الجلسة الختامية ثم فيها تالوة البرقية المرفوعة إلى أمير‬ ‫المؤمنين أعز اهلل أمره و الدعاء الصالح له‪ ،‬ثم تليت آيات بينات من الذكر‬ ‫الحكيم‪.‬‬

‫وإذا لم يحصل أي مرشح لمنصب الرئيس على أكثرية أصوات الهيئة االنتخابية‪،‬‬ ‫فإنه يجب على مجلس النواب أن يقرر الفائز بين الثالثة الذين حصلوا على أعلى‬ ‫األصوات من الهيئة االنتخابية‪ ،‬ولهذا فإن أعضاء مجلس النواب‪ ،‬يصوتون على أساس‬ ‫انتمائهم الحزبي‪ ،‬بحيث أن كل عضو في مجلس النواب من أعضاء الهيئة االنتخابية‬ ‫يدلي بصوت واحد‪.‬‬ ‫أما إذا لم يحصل أي مرشح لمنصب نائب الرئيس على أكثرية أصوات الهيئة‬ ‫االنتخابية‪ ،‬فإن على مجلس الشيوخ أن يقرر الفائز من بين اإلثنين اللذين حصال على‬ ‫أعلى األصوات في الهيئة االنتخابية‪ ،‬ويؤدي رئيس الجمهورية اليمين‪ ،‬ويتولى الرئيس‬ ‫ونائبه منصبهما في العشرين من شهر يناير الذي يعقب االنتخابات‪.‬‬ ‫ويبدو نظام الترشيح للرئاسة بالواليات المتحدة األمريكية عملية معقدة‪،‬‬ ‫أو فوضوية‪ ،‬فمنذ السبعينات من القرن الماضي حين بدأ الحزبان الديمقراطي‬ ‫والجمهوري في إدخال إصالحات على القواعد التي تحكم عملية اختيار مرشح الرئاسة‬ ‫ونائبه‪ ،‬ما فتئت العملية تمر بمرحلة من التغيير والتطور‪ ،‬يكون فيها المرشحون األكثر‬ ‫نجاحا‪ ،‬هم أولئك الذين يفهمون التعقيدات‪ ،‬ويستطيعون المناورة‪ ،‬وهذا هو ما يفعله‬ ‫السياسيون المبدعون‪ ،‬يتعلمون اللعبة السياسية ويمارسونها بجد ومهارة‪.‬‬ ‫ولم يرد نص في الدستور األمريكي إلجراءات اختيار مرشحين للرئاسة‪ ،‬بخالف‬ ‫نظام الهيئة االنتخابية النتخاب الرئيس‪ ،‬ذلك أن األحزاب السياسية لم تكن قد ظهرت‬ ‫إلى حيز الوجود عند صياغة الدستور‪ ،‬وإقراره في أواخر القرن الثامن عشر‪ ،‬فقد تشكلت‬ ‫األحزاب السياسية بعد أن بدأت الحكومة عملها‪ ،‬كنتيجة للسياسات التي اتبعها‬ ‫الرئيس األمريكي األول جورج واشنطن‪.‬‬ ‫ومنذ سنة ‪ 1796‬بدأ أعضاء الكونغرس ممن كانوا ينتسبون إلى أي من األحزاب‬ ‫السياسية الموجودة آنذاك‪ ،‬يلتقون بشكل رسمي الختيار مرشحي الحزب الرئيسيين‬ ‫لنحو ‪ 30‬سنة‪ ،‬ولكنه انهار سنة ‪ ،1824‬إذ وقع ضحية اعتماد الالمركزية‪ ،‬في األحزاب‬ ‫السياسية التي رافقت توسيع الواليات المتحدة في اتجاه الغرب‪.‬‬ ‫وقد حلت مؤتمرات الترشيح القومية محل تجمع كينغ‪ ،‬وفي سنة ‪ ،1831‬اجتمع‬ ‫حزب ثانوي صغير‪ ،‬وهو حزب (مناهضي الماسونية) في حانة بإحدى المدن بوالية‬ ‫ماريالند‪ ،‬الختيار مرشحيه‪ ،‬واختيار برنامج انتخابي‪ ،‬ما يسمى ب (إعالن المبادئ‬ ‫والسياسات التي يتبناها حزب أو مرشح) ويتم خوض االنتخابات على أساسه‪ ،‬وفي‬ ‫العام الثاني‪ ،‬يجتمع الديمقراطيون في نفس الحانة الختيار مرشحيهما‪ ،‬ومنذ ذلك‬ ‫التاريخ أصبحت األحزاب األخرى سواء الكبرى أو الصغرى‪ ،‬تعقد مؤتمرات ترشيح قومية‪،‬‬ ‫يحضرها مندوبون عن الواليات‪ ،‬الختيار مرشحيهم لمنصب الرئيس ونائبه‪ ،‬واالتفاق‬ ‫على مواقفهما السياسية‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫تطوان تحتفي بخمسة قرون‬ ‫على تواجدها التاريخي‬

‫«تطوان إرث حضاري يستحق أن يحمل بجدارة‬ ‫التراث المشترك لإلنسانية جمعاء»‬ ‫ذلك ما جاء في كلمة وزير اإلسكان والتعمير وسياسة المدينة نبيل‬ ‫بنعبد اهلل التي تلتها نيابة عنه شرفات أفيالل كاتبة الدولة المنتدبة‬ ‫لدى وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء المكلفة بالماء‪ ،‬وهي تفتتح‬ ‫االحتفال الذي احتضنته مدينة تطوان يوم اإلثنين ‪ 24‬أبريل بمناسبة‬ ‫مرور خمسة قرون على تواجدها‪ ،‬وكذا بمرور عشرين سنة علىتصنيف‬ ‫أحياء مدينتها العتيقة تراثا عالميا إنسانيا‪ ،‬هذا التصنيف تقول شرفات‬ ‫على لسان بنعبد اهلل يعد أمانة وتكليفا‪ ،‬باعتباره ليس مجرد استحضار‬ ‫للماضي الذي عايشه أسالفنا بكل اقتدار‪ ،‬ولكن لكونه أيضا مجاال لتعايش‬ ‫آالف األسر التي تصل الماضي بالحاضر في تناغم‪ ،‬يتعين أن يكون مالئما‪،‬‬ ‫وتمنى أن يضل هذا االحتفال تقليدا يعم كافة المدن العتيقة ببالدنا‪،‬‬ ‫ليكون فرصة تتالقح فيها أفكار المثقفين والفنانين والخبراء والمنتخبين‬ ‫وصناع القرار‪ ،‬لصياغة قرارات تعود بالفائدة على ساكنتها‪.‬‬ ‫رئيس الجماعة الحضرية لتطوان محمد إدعمار ‪ ‬اعتبر أن هذا‬ ‫الملتقى أصبح يشكل محطة هامة من أجل بلورة وعي جماعي بأهمية‬ ‫هذا التتويج ‪،‬ولتقاسم التجارب في كيفية تثمين والمحافظة على هذا‬ ‫الموروث اإلنساني التاريخي‪ ،‬مؤكدا أن الجماعة تتوخى من هذا القاء‬ ‫الخروج بمجموعة من األهداف وعلى رأسها التواصل مع المدينة العتيقة‬ ‫لتطوان‪ ،‬وخلق وعي جماعي وتحسيس السكان بأهمية األنسجة العتيقة‬

‫التي يقطنونها ويستثمرونها‪ ،‬باعتبارها تراثا إنسانيا‪ ،‬وحقا مشتركا ليس‬ ‫فقط للتطوانيين والتطوانيات بل حق لإلنسانية جمعاء‪ .‬ولم يخفي رئيس‬ ‫مجلس جماعة تطوان وهو يخاطب مجموعة من رؤساء جماعات المدن‬ ‫العتيقة الذين حضروا هذا الحفل‪ ،‬وهي مشاكل مشتركة‪ ،‬كمشاكل الدور‬ ‫اآليلة للسقوط ‪ ،‬والنمو الديمغرافي داخل أسوار المدن العتيقة‪ ،‬والهشاشة‬ ‫واألمن ‪ ،‬والصعوبات التي تعترض أثناء صيانة األنسجة العمرانية داخل‬ ‫المدينة العتيقة‪ ،‬وتكلفته المرتفعة‪ ،‬والحاجة إلى تقنيات ومقاوالت‬ ‫متخصصة ‪ ،‬مما يستدعي تبادل الخبرات بين المسؤولين الجماعيين‪ ،‬من‬ ‫أجل إيجاد أجوبة مشتركة منسجمة لمواجهة هذه التحديات‪.‬‬ ‫االحتفال كان مناسبة تم خالله تكريم مجموعةمن أبناء مدينة‬ ‫تطوان الذين تركوا بصمات كبيرة على مر تاريخ ومسار المدينة‪ ،‬حيث‬ ‫اغتنمها المنظمون مناسبة لالعتراف والتقدير لمساراتهم ونضاالتهم‬ ‫وإسهاماتهم في إثراء الرصيد الثقافي المادي والالمادي لمدينة تطوان‪،‬‬ ‫حيث تم تكريم المرحوم محمد أزطوط الرئيس األسبق لبلدية تطوان‪،‬‬ ‫والوطني األستاذ والمربي عبد السالم الصفار‪ ،‬و السفير أبوبكر بنونة‪،‬‬ ‫والفنان التشكيلي سعد السفاج‪ ،‬والمؤرخة والشاعرة حسناء داوود‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫انطالق النسخة السادسة للمهرجان‬ ‫الدولي لتالقح الثقافات بالعرائش‬ ‫انطلقت يوم الثالثاء ‪ 25‬أبريل الجاري بمدينة العرائش فعاليات المهرجان الدولي لتالقح‬ ‫الثقافات بمشاركة تسع دول وهي الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬باناما‪ ،‬مقدونيا بلغاريا‪ ،‬هولندا إيطاليا‪،‬‬ ‫إسبانيا‪ ،‬غينيا بيساو‪ ،‬باإلضافة إلى المغرب‪.‬‬ ‫هذا المهرجان الذي اعتادت جمعية اللوكوس للسياحة المستدامة تنظيمه كل سنة استمر‬ ‫إلى غاية يومه الثالثاء ‪2‬ماي ‪ ،2017‬وعرف مشاركة وفود فنية وثافية وتربوية‪ ،‬هدفها ترسيخ‬ ‫ثقافة السلم وقيم التعايش بين مختلف الشعوب‪ ،‬عبر التراث الالمادي والثقافي المتمثل في الموروث‬ ‫الفني والموسيقي للدول‪ ،‬انطالقا من فلسفة المهرجان القائمة منذ انطالقها على تكريس قضايا‬ ‫التنمية المستدامة‪ ،‬والعمل االجتماعي‪ ،‬وكذا تنشيط الدبلوماسية الموازية‪ ،‬ولعب دور في التواصل‬ ‫مع شعوب األرض والتعريف بحضارة وتاريخ المغرب‪.‬‬ ‫وإلبراز الموروث الثقافي والتاريخي الذي تزخر به المدينة ارتأى المشرفون على هذا المهرجان‬ ‫استغالل فضاءات حصن القبيبات‪ ،‬وحصن النصر وموقع ليكسوس األثري إلقامة العروض الفنية‪،‬‬ ‫وكذا ساحات المدينة العتيقة‪ ،‬إلقامة العروض الموسيقية والفنية‪.‬‬ ‫مهرجان هذه السنة أولى للمرأة والمرأة القروية عناية خاصة‪ ،‬عن طريق تنظيم ورشات‬ ‫تكوينية‪ ،‬حول كيفية التعامل مع المنتوجات المجالية‪ ،‬وكيفية تدبيرها وتسويقها‪ .‬فضال عن فسح‬ ‫المجال للمرأة إلظهار قدراتها وإبداعاتها‪ ،‬وفيما يخص الشباب‪ ،‬خصص المهرجان حيزا مهما‪ ،‬لتنمية‬ ‫قدراته‪ ،‬حيث اشتغل مهرجان هذه السنة على تكوين الشباب في مجاالت فنية مختلفة كالمسرح‬ ‫والموسيقى والرقص ‪ .‬وبالموازاة مع ذلك تم تنظيم لقاءات وندوات حول التراث المادي والالمادي‪،‬‬ ‫ومواضيع البيئة‪ ،‬وحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬


‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬مـاي ‪2017‬‬

‫العدد ‪887‬‬

‫روحة‬

‫أط‬

‫‪11‬‬

‫شعر اليوسي‪:‬‬ ‫دراسة أسلوبية‬

‫هذه الدراسة تروم استقراء المتن الشعري ألبي‬ ‫علي الحسن اليوسي وسبر جوانبه الصياغية والبنائية‬ ‫واإليقاعية وبنياته الصوتية والمعجمية والداللية التي‬ ‫تتضمنها نصوصه الشعرية‪،‬للوقوف على خصائصه‬ ‫األسلوبيةواإلبداعية‪.‬‬ ‫فمن المالحظ أن التراث المغربي ما زال يجتذب‬ ‫الدارسين إلى رحيقه األرج‪ ،‬قصد استكناه تجلياته األدبية‬ ‫والكشف عن جماليته‪،‬للوقوف على ماضيه المشرق‬ ‫والسمو به‪،‬والتعريف بهذا التراث الذي نجهل الكثير عنه‬ ‫وعن رجاله الذين أسهموا في إغنائه وإثرائه بإنتاجاتهم‬ ‫الغزيرة‪.‬‬ ‫ومن هذا المنظور ارتأيت التعريف بشاعر فذ من‬ ‫العهد اإلسماعيلي الذي سطع نجمه في سماء التصوف‬ ‫المغربي أال وهو أبو علي الحسن اليوسي‪ ،‬عَ َلمُ عصره‪.‬‬ ‫فمن المعلوم أن هذه الفترة تميزت بتناقضات اجتماعية‬ ‫وسياسية‪،‬انعكست دون شك على شعر هذه الفترة‪.‬وقد‬ ‫أفرزت هذه الحقبة عطاء شعريا تميز بغزارة اإلنتاج وتنوعه‪.‬‬ ‫فأبدع في الشعر شعراء اختلفت رؤاهم ومشاربهم‪،‬شعراء‬ ‫فقهاء أمثال عبد الرحمان بن عبد القادر الفاسي والحسن‬ ‫بن مسعود اليوسي وشعراء الزوايا كمحمد المرابط‬ ‫الدالئي وأبو سالم العياشي وشعراء الحواضر كمحمد بن‬ ‫زاكور ومحمد بن الطيب العلمي وغيرهم‪.‬‬ ‫وقد عكس شعر هذه الفترة واقع شعراء هذه المرحلة‬ ‫على المستوى الذاتي والتي تُبَ ْل ِورُ مواق َفهم من كافة‬ ‫القضايا وإن ظلت القصيدة تستلهم نهج القصيدة العربية‬ ‫القديمة‪.‬‬ ‫وأم��ا م��ا يتعلق بالمنهــج المتبــع ف��ي هــذه‬ ‫الدراسة‪،‬الستقراء إنتاج اليوسي الشعري والكشف عن‬ ‫خصائصه األس��ل��وب��ي��ة‪ ،‬وقيمه‬ ‫الجمالية‪ ،‬التي تنطوي عليه‪ .‬كان‬ ‫البد من تبني المقاربة المنهجية‬ ‫األسلوبية واالستعانة ببعض‬ ‫المناهج واالتجاهات الغالبة في‬ ‫ال��دراس��ات األسلوبية‪ .‬إذ ليس‬ ‫بالضرورة تطبيق كل المناهج أو‬ ‫أكثرها حداثة‪ ،‬وإنما األهم الوصول‬ ‫إلى التغلغل في كنه شاعريته‪ ،‬التي‬ ‫تعكس توجهه الفكري واإلبداعي ‪،‬‬ ‫إلعطاء هذه الشخصية ما تستحقه‬ ‫من اهتمام‪ .‬ولذلك حاولت العمل‬ ‫في دائرة إبراز الخصائص والسمات‬ ‫األس��ل��وب��ي��ة والفنية ف��ي شعر‬ ‫اليوسي‪ ،‬مستعينا بآليات ومرتكزات‬ ‫منهج ذي طابع تكاملي توليفي‪،‬‬ ‫يرتكز على دراسة البنية اإليقاعية‬ ‫على المستوى الداخلي والخارجي‪.‬‬ ‫ودراسة مستويات شعره اللغوية‬ ‫والصرفية‪ ،‬وحقوله المعجمية‬ ‫وال��دالل��ي��ة‪ .‬وتوسلت إل��ى ه��ذا‪،‬‬ ‫بالتوظيف التواشجي آلليات تحليل‬ ‫الخطاب الشعري‪ ،‬واالستعانة بأفق‬ ‫االتجاهات األسلوبية‪ ،‬واستثمار‬ ‫معطياتها‪ ،‬فضال عن توظيف اإلحصاء إلضفاء صبغة‬ ‫الموضوعية على هذا العمل‪ ،‬إضافة إلى المنهج التاريخي‬ ‫للكشف عن المؤشرات العامة في شعره‪ ،‬واستقصاء‬ ‫مميزات عصره‪ ،‬إيمانا منا بالمنهج التكاملي التوليفي مما‬ ‫قد يساعد في استقطاب اآلليات المنهجية األسلوبية التي‬ ‫تكشف عن سمات إنتاجه الشعري‪،‬والظواهر التي انعكست‬ ‫ظاللها على شعر هذه الفترة‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫فالمنهج األسلوبي يُمَكنُ الباحث من اإللمام‬ ‫بجميع جوانب العمل الشعري‪.‬ويتيح للدارس إمكانيات‬ ‫منهجية أوسع وأرحب‪.‬يمده بآليات إجرائية تمكن من‬ ‫إدراك مكونات النص اإلبداعي‪ .‬وهولم يعد يرتكز على‬ ‫األلفاظ وعالقتها بالتراكيب والجمل‪ ،‬بل أصبح يشمل كل‬ ‫ما يتعلق باللغة من أصوات وصيغ وكلمات وتراكيب‪ ،‬وذلك‬ ‫بغية الكشف عن الخواطر واالنفعاالت والصور الشعرية في‬ ‫العمل األدبي‪.‬‬ ‫فاألسلوب هو تعبير عن شخصية الكاتب وعقليته‬ ‫وتوجهه الفكري‪.‬‬ ‫وهو من زاوي��ة منشئه يقوم على أساس‪:‬التوحد‬ ‫والتالحم بين األسلوب وصاحبه بحيث يكشف عن‬ ‫مكنوناتنفسه‪.‬‬ ‫ومن هذا المنطلق فاألسلوب طريقة تفكير ومرآة‬ ‫عاكسة لشخصية صاحبه فنيا وإنسانيا‪.‬‬ ‫فكل منشئ للخطاب يتميز عن غيره في طريقة‬ ‫تفكيره وتفاعله مع األشياء‪ ،‬وله معجم لغوي متميز وطريقة‬ ‫خاصة في بناء الجمل والربط بينها‪.‬‬ ‫فالعملية اإلبداعية إذن تتضمن ثالثة أبعاد‪:‬‬ ‫ مخاطِب‪ :‬مُرْسِل‪ ،‬مُنْشِئ‪.‬‬‫ َ‬‫مخاطب ‪ :‬مُرْسَل إليه‪ ،‬مُتَ َلقِّ‪.‬‬ ‫‪ -‬خطاب‪ :‬رسالة‪ ،‬نص‪.‬‬

‫نوق�شت ب�آداب تطوان �أطروحة دكتوراه‬ ‫للأ�ستاذ الباحث امل�صطفى بن قدور‪،‬‬ ‫وهذا ملخ�ص عنها ‪:‬‬

‫فمقاربة أي نص أسلوبيا‪،‬البد أن تطرق هذه‬ ‫العناصرالثالث‪.‬‬ ‫وبناء على ما سبق نستخلص أن المنهج األسلوبي‬ ‫يتحدد من خالل اتجاهات ومقوالت ومستويات التحليل‪.‬‬ ‫مقوالته هي ‪ :‬االختيار‪ ،‬التركيب واالنزياح‪.‬‬ ‫أما مستوياته فتتمثل في ‪ :‬الصوت أو اإليقاع‪،‬التركيب‬ ‫والداللة‪.‬‬ ‫فمنالمبادئالمنهجيةفيالدراساتاألسلوبية‪،‬إعطاء‬ ‫األسبقية للعالقات المختلفة التي تربط بين العناصر‬ ‫اللغوية والتي تجانس بين هذه العناصر رغم التباعد‬ ‫بينها‪،‬إذ تكون منها أنظمة متكاملة‪ ،‬متماسكة ومتالحمة‪.‬‬ ‫ومن هنا فهذا المنهج التكاملي التوليفي يعتمد على‬ ‫دراسة العمل األدبي باعتباره وحدة متكاملة‪ :‬نحوية‪،‬‬ ‫صرفيةومعجمية‪ .‬وينظر إليه نظرة شمولية‪.‬‬ ‫إن شخصية اليوسي جديرة بأن تكون موضوع بحث‬ ‫ودراس��ة واستقراء‪،‬وقد شهد له أعالم عصره وشيوخه‬ ‫بذكائه وفطنته وسعة فكره وحضور بداهته‪.‬فغاص في‬ ‫مجاالت فكرية‪،‬دينية‪،‬أدبية وسياسية‪ .‬فضال عن شاعريته‬ ‫المتدفقة الجياشة‪.‬يشهد على ذلك ما لقيه تراثه األدبي‬ ‫والفكري من اهتمام كبير لدى الدارسين حيث حققت‬ ‫رسائله وبعض أعماله األخرى كالفهرسة‪،‬القانون‪،‬البدور‬ ‫اللوامع في شرح جمع الجوامع‪.‬إال أن إنتاجه الشعري لم‬ ‫يحظ بذلك باستثناء الدالية والرائية والعينية‪.‬‬ ‫فديوان شعره رغم ما له من قيمة أدبية وفنية فهو‬ ‫لم يُوَفَّ َّ‬ ‫حَظهُ من الدراسة والتحليل والتفسير والنقد‬ ‫باستثناء التحقيق الذي قام به الباحث عبد الحي محمد‬ ‫المنيف الذي نال به دبلوم الدراسات العليا من كلية آداب‬ ‫جامعة الجزائر كما أحرز به جائزة المغرب للكتاب لسنة‬ ‫‪.1968‬كما تشير إلى ذلك بعض المراجع إال أنه يعد في‬

‫التي قام بها لشعر التستاوتي وهي أقرب منهج لدراسة‬ ‫التراث العربي اإلسالمي‪.‬‬ ‫وفي ضوء هذا المنهج‪،‬قد شكلت تقاسيم هذا البحث‬ ‫إلى مقدمةوبابين‪،‬اشتمل الباب األول على فصلين‪،‬‬ ‫بينما اشتمل الباب الثاني على ثالثة فصول‪ ،‬ثم خاتمة‪،‬‬ ‫وفهرستين األول��ى لمصادر البحث ومراجعه‪،‬والثانيه‬ ‫لمحتوياتالبحث‪.‬‬ ‫أم��ا ال��ب��اب األول ‪:‬خصصته لشخصية اليوسي‬ ‫والمضامين الفكرية والموضوعية واألغراض األساسية‬ ‫في شعره‪.‬‬ ‫ويتناول الفصل األول ‪ :‬حياة اليوسي وتطرقت‬ ‫لوالدته ونشأته ومحنته وتكوينه وموسوعيته ومكانته‬ ‫العلمية‪،‬والمؤثرات التي كان لها دور في تكوين شخصيته‬ ‫س��واء ما ك��ان ذاتيا كالموهبة والتجربة الشخصية‬ ‫والثقافية‪،‬أوما كان خارجيا يرتبط بالبيئة التي عاش فيها‪.‬‬ ‫فاليوسي يمثل حلقة وصل بين القرنين الحادي‬ ‫عشر والثاني عشر‪،‬عايش الظروف السياسية واالجتماعية‬ ‫واألدبية على عهد المولى الرشيد والمولى إسماعيل‪.‬وما‬ ‫حفلت به من أحداث ووقائع كان لها أبلغ األثر في التحول‬ ‫الذي أحدثه العهد اإلسماعيلي في البنيات االجتماعية‬ ‫والثقافيةوالفكرية‪.‬‬ ‫ولنا أن نذكر هنا دور الحركتين السياسيتين الكبيرتين‬ ‫وهما الحركة الدالئية والحركة الناصرية واللتان كان لهما‬ ‫دور هام في المجال الفكري والسياسي‪.‬وينضوي تحت‬ ‫لوائهما العديد من األدباء والعلماء‪،‬خاصةالزاوية الدالئية‬ ‫التي قامت بدور ريادي في المجال السياسي واألدبي‪،‬واآلثار‬ ‫التي خلفها أقطابها خير دليل على ذلك‪.‬‬ ‫وإذا كان التاريخ السياسي قد خسر دولة الدالئيين‪،‬فإن‬ ‫التاريخ األدبي قد ربح القصيدة اليوسية‪،‬كنوع من الرثاء‬

‫حكم المفقود‪.‬والتحقيق الذي قام به الدكتور عبد الجواد‬ ‫السقاط‪.‬‬ ‫وشرح رائية اإلمام أبي علي اليوسي في رثاء الزاوية‬ ‫الدالئية لمحمد المسناوي ومحمد المرابط الدالئي تحقيق‬ ‫الفهري يوسف ‪ 2003‬إشراف المرحوم د‪ .‬عبد اهلل المرابط‬ ‫الترغي كلية اآلداب والعلوم اإلنسانيةتطوان‪.‬‬ ‫اليوسي الشاعر دراس��ة تحليلية لديوانه ــ محمد‬ ‫الجواهري كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية الرباط دبلوم‬ ‫الدراسات العليا ‪.1987‬‬ ‫اإلبداع الشعري وقضايا النقد األدبي لدى الحسن‬ ‫اليوسي للحسين ــ آيت مبارك جامعة القرويين كلية اللغة‬ ‫العربية مراكش ‪.2000 - 1999‬‬ ‫وهذه الدراسة التي قمت بها إنما هي حلقة تكميلية‬ ‫لما قام به غيري من الباحثين األكاديميين حول هذا الشاعر‬ ‫الذي يعد من شعراء المغرب األفذاذ‪.‬والمعلومات حوله‬ ‫ليست بالقدر الذي تكشف عن مالمح شخصيته‪،‬فقدظلت‬ ‫حياتهوذخائرهاألدبيةتلفهاطالسمالغموض‪،‬فالمعلومات‬ ‫البيبيوغرافية عنه ضئيلة وال تكشف عن أسباب ضياع جزء‬ ‫كبير من إرثه األدبي والفكري لوال العمل القيم الذي قام به‬ ‫الدكتور عباس الجراري من خالل كتابه «عبقرية اليوسي»‬ ‫والذي يعد مصدرا مهما للتعريف به‪.‬‬ ‫وقد استفدت في هذا العمل بمجموعة من البحوث‬ ‫التي تناولته بالدراسة من رسائل وأطروحات جامعية‬ ‫وبعض الوسائط اإللكترونية المتاحة‪،‬وهي عبارة عن‬ ‫شذرات وإشارات عن بعض ما أنجز عن اليوسي‪.‬‬ ‫وقد كان أول عمل قمت به هو تخريج المتن الشعري‬ ‫المطبوع على الحجر‪،‬رغم ما صاحب هذه العملية من‬ ‫صعوبات‪.‬‬ ‫ولكن اإلشراف النير ألستاذي الدكتور عبد اللطيف‬ ‫شهبون كان َ‬ ‫مذِّل اًل لهذه الصعوبات فاستعنت بالدراسة‬

‫الحضاري‪،‬على غرار ما قاله الشعراء في المشرق واألندلس‪.‬‬ ‫ولم ينس أهل الدالء وأشياخهم‪ ،‬ما حاق بهم وبدولتهم‬ ‫وزاويتهم‪.‬‬ ‫فكان أن تركت الزاوية الدالئية بصماتها على جيل ما‬ ‫بعد الزاوية الدالئية‪ ،‬إذ حملت مشعل العلم والثقافة من‬ ‫الحواضر إلى البوادي‪،‬مما سينتج عنه صراع علمي ثقافي‬ ‫سيغني الحركة الفكرية والعلمية خالل القرن الحادي عشر‪.‬‬ ‫أما الفصل الثاني ‪:‬رصدت في المبحث األول‪ ،‬األغراض‬ ‫والمضامين الشعرية في شعر اليوسي والتي تبين لنا‬ ‫معالم واتجاهات القصيدة المغربية على عهد العصر‬ ‫اإلسماعيلي‪.‬‬ ‫ف��إذا استقرأنا دي���وان اليوسي سنجد أن شعر‬ ‫اإلخوانيات يحتل الصدارة‪،‬يأتي بعده شعر التوسل باألولياء‬ ‫ثم شعر المديح النبوي والحنين إلى الديار المقدسة‪،‬ثم‬ ‫الحكم والوعظ والنصح‪.‬‬ ‫وشعر اليوسي هو مرآة تعكس تجربته في الحياة‪،‬لذلك‬ ‫جاء حافال بموضوعات الوصايا والحكم والنصائح‪....‬‬ ‫ومن خالل القراءة التأويلية الصوفية رصدت موضوع‬ ‫الخمرة ومدى ارتباطها بالتجربة الروحانية الصوفية‪.‬وأما‬ ‫أشعاره الواردة في الوعظ واإلرشاد فناتجة عن تشبعه‬ ‫بمبادئ وتعاليم الدين اإلسالمي الحنيف‪،‬وحرصه على‬ ‫وظيفة النصح واإلرشاد داخل المجتمع‪.‬‬ ‫وم��ن خ�لال ه��ذه النظرة الشمولية لألغراض‬ ‫والموضوعات‪،‬يمكن أن نستشرف الصورة التي كانت‬ ‫عليها القصيدة المغربية خاصة وقت المحن والشدائد‬ ‫واالضطرابات والثورات‪.‬‬ ‫وفي المبحث الثاني تعرضت للبنية الهيكلية من‬ ‫خالل عنصر المقدمة‪،‬إذ ال يخفى ما حظيت به من أهمية‬ ‫بالغة في النقد األدبي‪،‬إذ أَدْ َلتِ الدراسات واألبحاث بدلوها‬ ‫في هذا الصدد‪ ،‬فتحدثت عن عناصرها وأنواعها وأبعادها‬

‫باعتبارها تقليدا فنيا أَصَّ َلهُ شعراء الجاهلية ووضعوا‬ ‫وْل فيه‪ ،‬فكانت المقدمة‬ ‫َقوَاعِدَهُ وحددوا ُطرُقَ ال َق ِ‬ ‫الفنية من أبرز عناصر القصيدة العربية‪ .‬ومن المالحظ في‬ ‫ديوان اليوسي أن هذه المقدمة وإن كانت طللية أو غزلية‬ ‫أحيانا أنها ليست تقليدا للنهج المشرقي‪ ،‬وإنما هي جزء ال‬ ‫يمكن فصله عن الموضوع العام للقصيدة‪،‬مما يؤكد قدرة‬ ‫الشاعر المغربي على الخلق واإلبداع‪.‬‬ ‫الباب الثاني ‪:‬فتوخيت منه دراسة البنية الشكلية‬ ‫فخصصته للبنية اإليقاعية واللغة الشعرية وخصائص‬ ‫البنيات األسلوبية وذلك من خالل ثالثة فصول ‪:‬‬ ‫الفصل األول ‪ :‬تناولت فيه المستوى اإليقاعي من‬ ‫خالل الوقوف على موسيقى اإلطار وموسيقى الحشو‪.‬وذلك‬ ‫من خالل مبحثين‪:‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬انصرفت فيه إلى دراس��ة البحور‬ ‫الشعرية الخليلية التقليدية من جوانب مختلفة استخدمها‬ ‫اليوسي في شعره‪.‬وَتَمَّ تَدْعِيمُ ذلك بإحصاء البحور‬ ‫الموظفة فيه للتعرف على نوعية البحور األكثر استعماال‬ ‫سَب استخدامها في شعره‪،‬والن َ‬ ‫ام‬ ‫في تلك الفترة‪،‬وَ ِن ِ‬ ‫ِّظ ِ‬ ‫الذي اتَّبَعَهُ في توظيفها‪.‬‬ ‫َ‬ ‫نَائِيَة الوزن والقافية بالوقوف على‬ ‫وتناولت أيضا ُث‬ ‫القوافي ومميزاتها وَمَجَالاَ تِ تَنَوُّعِهَا في هذا المجال‪.‬‬ ‫ومدى ارتباطها بالروي والوصل وال��رِّدْف والتأسيس‬ ‫والدخيل وحركات القافية في حالة اإلطالق والتقييد‪.‬كما‬ ‫أشرت إلى عيوب القافية مثل‪ :‬التضمين‪ ،‬اإليطاء‪ ،‬اإلقواء‪،‬‬ ‫اإلكفاء‪.‬مع اإلشارة إلى سمات التفنن في الصياغة الشعرية‬ ‫مثل التطريز ولزوم ما ال يلزم ‪...‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬تطرقت إلى موسيقى الحشو‪،‬برصد‬ ‫ظاهرة الت ُ‬ ‫َّشَاك ِل الصوتي لِمَا يُضْفِيهِ اللفظ من‬ ‫إِي َقاعَاتٍ مُوسِيقِيَّةٍ على مستوى الحرف الوَاحِدِ‬ ‫يس‪،‬وكذا‬ ‫أو الت ِّْكرَاِر أو التَّجْ ِن ِ‬ ‫َظ��اهِ��رَةِ التصريع‪،‬الطباق‪،‬ورد‬ ‫األعجاز على الصدور‪.‬إذ ال يخفى ما‬ ‫للجانب اإليقاعي في النص الشعري‬ ‫من أهمية تعكس بجالء نَ ْفسَي َ​َّة‬ ‫الشَّاعِ ِروشَاعِ ِريَّتَهُ‪.‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬تناولت فيه‬ ‫البنية اللغوية ودراس���ة البنية‬ ‫التركيبية للوقوف على الجوانب‬ ‫البالغيةوالنحويةواستجالءعالقتها‬ ‫بمضامين شعره ونَ ْف ِسيَّتِهِ‪.‬‬ ‫كما تطرقت إل��ى المعجم‬ ‫الشعري بتحديــد أنواع الحقــول‬ ‫المعجمية ورصد األلفاـظ األكثر‬ ‫شيوعا فيه لما لها من دالالت‬ ‫رمزية وإيحائية‪ ،‬ثم تعرضت ألنواع‬ ‫الصور الشعرية وأنماطها وطرق‬ ‫تشكيلها والتي تكشف عن القدرة‬ ‫الشعرية والمهارة اإلبداعية للشاعر‬ ‫في استعمال األلفاظ استعماال‬ ‫مناسبا ومالئما‪.‬وذلك من خالل‬ ‫مبحثين‪:‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬عالجت فيه‬ ‫القضايا التركيبية وكيفية ِبنَا ِء الدَّلاَلاَ تِ والمعاني في‬ ‫النص اإلبداعي في َّ‬ ‫شِقيْهَا البالغي والنحوي‪ .‬بالغيا‬ ‫والوَصْل وَ ِبنا ِء الصورَةِ‬ ‫بالكشف عن ت ْق ِنيَاتِ التشكيل‬ ‫ِ‬ ‫الشِّعْ ِريَةِ داخل القصيدة‪َ ،‬فتَمَّتِ اإلشارة إلى التشبيه‬ ‫واالستعارة واألسلوب الخبري واإلنشائي خاصة بعد أن‬ ‫تم سَبْرُ أَ ْغ��وَاِر القصيدة الدَّلاَ لِيَّةِ‪ .‬ونحويا بفحص‬ ‫َ‬ ‫المُكوِّنِالزَّمَا ِني‪.‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬تناولت فيه المستوى المُعْجمِي من‬ ‫خالل إِبرَاِز ُّ‬ ‫اللغَةِ الشعرية والح ُقولاِلدلاَ ليةِ السائدةِ في‬ ‫هذه الفترة لما لها من دَلاَلاَ تٍ رَم ِزيَّةٍ إيحائية‪.‬‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬تطرقت إلى الصورة الشعرية بما‬ ‫ْ‬ ‫تطرَحهُ من عَناصِ ِر التَّ َفرُّدِ والتَّمَيُّ ِز من خالل رصد‬ ‫عناصر االستعارة والكناية والتشبيهات الواردة في أشعار‬ ‫اليوسي‪.‬‬ ‫وأخيرا جعلت خاتمة هذا البحث عَرْضًا للنتائج‬ ‫بَة اليوسي الشِّعْ ِر َ‬ ‫المُسْتَخْ َلصَةِ‪،‬التي تعكس تَجْ ِر َ‬ ‫يَة‬ ‫مِح الفنية اإلبداعية في إنتاجه الشعري‬ ‫وتكشف عن المَلاَ ِ‬ ‫والتي جَعَ َلتْهُ يَتَرَبَّعُ دون مُنَاِز ٍع على ُكرْسِيِّ الشِّعْ ِر‬ ‫بالمغرب ليس في الفترة التي عاش فيها َفحَسْبُ‪،‬ولكن‬ ‫على امتداد الممارسة الشعرية بالمغرب على مر العصور‬ ‫وتوالي األجيال‪.‬‬ ‫وتناول هذه البنيات كل بنية على حدة‪ ،‬ال يعني َف َ‬ ‫صْل‬ ‫بعضها عن بعض ألنها متآلفة متماسكة ومترابطة فيما‬ ‫بينها‪،‬سواء على المستوى اللفظي واإليقاعي أو هيكلها‬ ‫العام‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫نتمث ُلها في كل النصوص العربية‪.‬وهذا الفضل‬ ‫اقتضاه منهج البحث فقد أثبتت الدراسات واألبحاث مدى‬ ‫والتالحم في تحديدِ قيمة النص‬ ‫أهمية هذا الترابطِ‬ ‫ِ‬ ‫الشعري اإلبداعي‪.‬‬


‫العدد ‪887‬‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬مـاي ‪2017‬‬

‫منهج التأريخ عند د‪ .‬عبد العزيز السعود‬ ‫من خالل كتابه تطوان في القرن الثامن عشر (‪)2‬‬ ‫السرد التاريخي؛ لم يعد النموذج التاريخي الجديد‪،‬‬ ‫إذن‪ ،‬مؤمنا بالقراءة التجريبية الوضعية بل أصبح‬ ‫«ال حدثيا» و «سوسيولوجيا» ومؤسسا على صياغة‬ ‫نقدية نظرية تقرب مفاهيمها حقل التاريخ إلى ميدان‬ ‫العلم‪ .‬بيد أن ذلك ال يعني أن الكتابة التاريخية قد‬ ‫استغنت نهائيا عن السرد التاريخي‪ .‬فبالرغم من أن‬ ‫«روالن بارث» ال يرى فرقا بين سرد األحداث الماضية‬ ‫والسرد القصصي للرواية أو الملحمة؛ ويرفض «ليفي‬ ‫ستراوس» الحقيقة التاريخية بذريعة «أن التاريخ لم‬ ‫يكن أبدا تاريخا لذاته وإنما تاريخا بالنسبة لنا»؛ واعتبارَ‬ ‫آخرين الكتابة التاريخية نصا أدبيا «وال شيء خارج‬ ‫النص» كما يزعم جاك دريدا مشككا في موضوعية‬ ‫المعرفة التي قام عليها الفكر الغربي في القرن التاسع‬ ‫عشر إال أنه ال يمكننا تجاهل أمرين‪ :‬أحدهما أن السرد‬ ‫في الكتابة التاريخية يقوم ــ كما يقول «بول فاين» وهو‬ ‫مصيب في قوله ــ على تحري الحقيقة وهو ما يميزه عن‬ ‫السرد الخيالي ويقربه من العلم‪ .‬وثانيهما أن المعرفة‬ ‫التاريخية هي مجموعة من الوقائع في حين أن العلم‬ ‫هو معرفة بالقوانين‪ .‬ومن هنا أكد النقد الجديد‪،‬‬ ‫كما أشرنا أعاله‪ ،‬أن األحداث تحكمها محددات غير‬ ‫حدثية وهي بالذات ما يحاول المؤرخ الجديد فهمها‬ ‫وتفسيرها‪ .‬ومن ثمة أصبح ما يفرق بين المؤرخ‬ ‫الحديث وكاتب الحوليات هو أن األول يحمل كما من‬ ‫األفكار والمفاهيم أكثر بكثير من الثاني‪.‬‬ ‫مفهموم الوثيقة؛ انطالقا من هذا التصور‬ ‫الجديد لم تعد الوثيقة التي تمثل أساس عمل‬ ‫المؤرخ ومادته الخام تقتصر عند «لوسيان فيبر»‪ ،‬أو‬ ‫«مارك بلوخ»‪ ،‬أو «جاك لوغولف» على ما هو مكتوب‬ ‫فقط‪ ،‬بل أصبح مفهومها فضفاضا واسعا يحوي كل‬ ‫المصادر التي يستطيع الباحث بمهارته وحذقه أن‬ ‫يستنبط منها الوقائع‪ ،‬حيث شمل مفهومها أصل‬ ‫الكلمات‪ ،‬والمناظر الطبيعية‪ ،‬والفلكلور‪ ،‬وتركيب‬ ‫اآلجر في البنايات التاريخة‪ ،‬وفحوص الكيميائي‬ ‫للسيوف الحديدية‪ ...‬إلى غير ذلك‪ .‬وبذلك أزيلت‬ ‫عن الوثيقة المكتوبة صفة القداسة وغدت الواقعة‬ ‫التي تشير إليها ال تمثل الحقيقة المطلقة وأصبح‬ ‫«اإلشكال ليس في معارضة أو تكذيب ما ورد في‬ ‫الوثيقة‪ ،‬وإنما في تأويله وتفكيكيه وقراءته باعتباره‬ ‫منتوجا اجتماعيا معقدا‪ ».‬ومن هنا رفض «بروديل»‪،‬‬ ‫كما مر بنا‪ ،‬تركيز التاريخ التقليدي على التفسير القائم‬ ‫على التسلسل الزمني لألحداث كما تحددها الوثيقة‬ ‫المكتوبة‪ ،‬ودورانه حول مغامرات الشخصيات التاريخية‬ ‫العظيمة‪ ،‬واعتبر أن «الحدث في حد ذاته غير قابل‬ ‫للفهم ما لم يبحث له المؤرخ عن سياقه ضمن بنية‬ ‫أشمل تدخل في عين االعتبار السياسي والمجتمعي‬ ‫والجغرافي» كما رأينا أعاله‪.‬‬ ‫المنهج في كتاب تطوان في القرن ‪XVIII‬‬ ‫والظاهر أن د‪ .‬عبد العزيز السعود قد أخذ بنصيب‬ ‫وافر من هذا االعتبار الجغرافي والمجتمعي والسياسي‬ ‫عند «ب��رودي��ل»‪ .‬ولعل اإلطاللة األول��ى على محاور‬ ‫اإلشكال التاريخي في الكتاب تقدم صور ًة أولية‪ ،‬من‬ ‫حيث الشكل على األقل‪ ،‬للمنحى المنهجي الحديث الذي‬ ‫آثره المؤرخ التطواني لكتابه‪ .‬فهو‪ ،‬كما سنرى‪ ،‬ال يعبأ‬ ‫بتاريخ الشخصيات الفذة إال بقدر ما تخدم رؤيته الرحبة‬ ‫َ‬ ‫الحدث المنفرد في الماضي كما هو‬ ‫للتاريخ‪ ،‬وهو يتجاوز‬ ‫الشأن عند كاتب الحولية‪ ،‬إلى إعادة بناء تاريخ شامل‬ ‫في الحاضر يتوخى فهمَ المسار التاريخي لمدينته في‬ ‫سياقاته االجتماعية والسياسية والثقافية والدينية‪ ،‬وإن‬ ‫كان ذلك ال يعني أبدا القطع مع الصرامة التوثيقية‬ ‫للمناهج الوضعية‪ ،‬أو االستغناء عن الكتابات الحولية‬ ‫كمصادرَ تسعف في تسجيل الوقائع ووصفها‪ .‬وال غرو‪،‬‬ ‫فقد بدا لنا أن د‪ .‬عبد العزيز السعود كان يرى‪ ،‬وهو‬ ‫مصيب في ذلك‪ ،‬أن بعض كتب الكرونولوجيا كثيرا‬ ‫«ما تحوي ــ كما يقول ‘و ْلش’ ــ عناصر من الكتابة‬ ‫التاريخية المهنية‪ ،‬خاصة وأننا ال نعدم من يقول‪ ،‬ولو‬ ‫ببعض المبالغة‪ ،‬إن الكتابة الحولية «تتمتع بأفضلية‬ ‫على الكتابة التاريخية في الحاضر من حيث إنها تصف‬ ‫األح��داث حين وقوعها‪ ».‬نورد هذا الرأي متحفظين‬ ‫ودون الدخول في نقاش حول تقويم مصداقية هذه‬ ‫المصادر بسبب أن كتابها ينتمون إلى مجتماعتهم‪،‬‬ ‫ومن ثمة قد يتصفون بالحياد أو االنحياز‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫فقر الجهاز المفاهيمي لديهم‪.‬‬ ‫وحتى تتضح الصورة أكثر ال بد من وقفة قصيرة‬ ‫عند العنوانين التاليين‪:‬‬ ‫• داللة العنوان‬ ‫• محاور الكتاب‬ ‫• داللة العنوان‬

‫‪12‬‬

‫يعكس العنوان الذي وضعه د‪ .‬السعود لكتابه‬ ‫«تطوان في القرن الثامن عشر‪ :‬السلطة‪-‬المجتمع‪-‬‬ ‫الدين» المنحى المنهجي الجديد الذي ارتضاه لنفسه‪.‬‬ ‫وهو منحى كما رأينا يفتت اتصالية الزمن بتقسيمه إلى‬ ‫حقول مأخوذة من الواقع ال يمثل المعطى السياسي‬ ‫داخلها سوى جانب من جوانب الموضوع المعالج‪.‬‬ ‫فكتاب مؤرخنا يفصح منذ عتبة العنوان بأنه لن يكتفي‬ ‫بدراسة الماضي التاريخي في تمظهراته السلطوية‬ ‫بالتركيز على األحداث البارزة ذات الطابع السياسي أو‬ ‫العسكري‪ ،‬وإنما يتطلع‪ ،‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬إلى دراسة‬ ‫ثوابت التنظيم االجتماعي بتطوان القرن الثامن عشر‬ ‫وتغيراته‪ ،‬ومعالجة الذهنية السائدة بها‪ ،‬وبنيات الفكر‬ ‫المهيمن على سكانها‪.‬‬ ‫اختيار المؤرخ لهذا العنوان‪ ،‬إذن‪ ،‬هو إشارة أولى إلى‬ ‫أنه سيتجاوز الزمن التاريخي التقليدي الذي يتمركز حول‬ ‫شخصية السلطان المولى إسماعيل ــ وما أعقب وفاته‬

‫‪ .‬استقاللية المدينة داخل التبعية للوطن األم‬ ‫‪ .‬العالقة بين السلطتين المحلية والمركزية‬ ‫وسكان المدينة‬ ‫‪ .‬التوتر والصراع بين السلطة المحلية والمركز (في‬ ‫فترات األزمة)‬ ‫‪ .‬األخذ والعطاء أوالتبادل المصلحي بين المدينة‬ ‫والمركز‪.‬‬ ‫• عالقات المدينة مع الخارج (تطوان حلقة وصل‬ ‫بين المغرب وأوروبا والشرق)‬ ‫‪ .‬التفسير الجيوسياسيي‪ :‬العامل الجغرافي؛ إطاللة‬ ‫المدينة على المتوسط‪.‬‬ ‫‪ .‬الدور الدبلوماسي‪ :‬رغبة المخزن بناء عالقات‬ ‫جديدة مع أوروبا انطالاقا من تطوان؛ تطوان مركز‬ ‫إبرام المعاهدات ومقصد بعثات افتكاك األسرى ومقر‬ ‫السلك الدبلوماسي خالل القرن الثامن عشر‪.‬‬

‫من أزمة في الحكم إلى عودة‬ ‫االستقرار مع سيدي محمد بن‬ ‫عبد اهلل ــ لينفتح على زمن‬ ‫رحب متسع يسع أنماطا من‬ ‫األحداث الثرية العديدة تنبئ‬ ‫من خ�لال العنوان الفرعي‬ ‫«المجتمع ـ الدين» أن الكاتب‬ ‫سيتصدى بالدراسة لقضايا‬ ‫اقتصادية وظواهر اجتماعية‬ ‫وأخ��رى دينية ثقافية ذات‬ ‫ارتباط بساكنة المدينة إبان‬ ‫الحقبة المدروسة‪ .‬كالقضايا‬ ‫الكبرى التي كانت تشغل‬ ‫الناس؛ والطوائف المكونة‬ ‫لمجتمعهم من خاصة وأعيان‬ ‫وشرفاء وحرفيين وغيرهم؛‬ ‫وعالقةِ التكافل فيما بينهم؛‬ ‫وعالقتِهم بسلطة المخزن المحلي والمركزي‪...‬‬ ‫واستقالل شخصياتهم؛ وارتباط الفرد التطواني بمجاله‪،‬‬ ‫وتأثير المجال الجيوسياسي المباشر في الحاضرة وأهلها‬ ‫أي سبتة المحتلة‪ ،‬منطقة جبالة‪ ،‬الريف‪ ،‬البحر األبيض‬ ‫المتوسط‪...‬؛ ويؤشر العنوان‪ ،‬أيضا‪ ،‬على مقاربة‬ ‫التاريخ االقتصادي للمدينة من خالل ما عرفته من‬ ‫تقلبات بسبب النشاط التجاري الكبير لمرساها خالل‬ ‫القرن الثامن عشر‪ ،‬باعتباره كان مرفأ المغرب األول‬ ‫على الساحل المتوسطي‪ ،‬ومنفذه لتصريف المنتوجات‬ ‫المغربية خاصة الفاسية منها؛ كما يعد العنوان الفرعي‬ ‫«الدين» بمقاربة المؤلف للحياة الدينية والثقافية‬ ‫بتطوان خالل القرن الذي نحن بصدده‪ ،‬بما يعنيه ذلك‬ ‫من دراسة للذهنية الخرافية المتفشية‪ ،‬وهيمنة الروح‬ ‫الفقهية والطرقية على التعليم بها‪...‬‬ ‫إذن‪ ،‬نحن إزاء وعد بتاريخ شامل ال يقتصر على‬ ‫األح���داث السياسية والعسكرية التي تحوم حول‬ ‫شخصيات الحاكمين‪ ،‬وإنما معالجة تتجاوز الفرد وتسعى‬ ‫إلى اإلحاطة بجميع أوجه النشاط اإلنساني السياسي‬ ‫واالجتماعي والثقافي بالمدينة‪.‬‬ ‫• محاور الكتاب‬ ‫وقد جمع المؤلف كل هذه التفاصيل التي ينم عنها‬ ‫العنوان في محاور قام عليها كتابه وهي‪:‬‬ ‫• عالقة تطوان بالمخزن (أوال��وج��ه السياسي‬ ‫لإلشكال)ويتضمن‪:‬‬

‫‪ .‬الدور التجاري‪ :‬مرفأ تطوان‬ ‫وأهميته الوطنية والدولية‪.‬‬ ‫‪ .‬نشاط القرصنة البحرية‪.‬‬ ‫• عالقات المدينة بباديتها‬ ‫وبالداخل‬ ‫‪ .‬النمو الديموغرافي؛ التبادل‬ ‫االقتصادي؛التأثير‪-‬التأثرالثقافي‪.‬‬ ‫‪ .‬تداخل المجال الجغرافي‬ ‫بين المدينة وباديتها وتذبذب‬ ‫العالقة بين التكامل والتنازع‪.‬‬ ‫‪ .‬تطوان مرسى فاس‪.‬‬ ‫•البنيةالمجتمعيةوتراتبيتها‬ ‫‪ .‬أث��ر المجال في تشكيل‬ ‫البنية االجتماعية؛ التصنيف‬ ‫االجتماعي على أساس الدخل أو‬ ‫العرق أو حسب المعيار الثقافي‬ ‫الديني‪ ،‬أوالمعيار المخزني‪.‬‬ ‫‪.‬العالقات بين الفئات االجتماعية‪ :‬ص��ور من‬ ‫التكافل االجتماعي (الوصايا‪ ،‬الوقف‪)...‬؛ مظاهر من‬ ‫الحياة االجتماعية‪« :‬القاعدة»‪ ،‬اللباس‪ ،‬التغذية‪ ،‬السكن؛‬ ‫العالقة بين الساكنة المسلمة والذميين؛ النظام‬ ‫االجتماعي داخل المالح‪.‬‬ ‫• الحياة الدينية والثقافية‬ ‫• البيئة الثقافية والتعليمية‪:‬‬ ‫‪ .‬تفشي العقلية الخرافية واالعتقاد في الصلحاء‬ ‫والمجاذيب‬ ‫‪ .‬هيمنة الروح الفقهية ثم الصوفية‬ ‫‪ .‬مضمون التعليم‪ :‬العلوم الدينية واللغوية‬ ‫‪ .‬التلقين بالمساجد والزوايا‪ :‬مدرستا لوقش وابن‬ ‫قريش‪.‬‬ ‫• البيئة الطرقية‬ ‫‪ .‬غياب الفكر الطرقي عن المجتمع التطواني األول؛‬ ‫ورود الطرقية من فاس‪ :‬بناء زاوية الشيخ أبي المحاسن‬ ‫الفاسي ق‪.16/‬‬ ‫‪ .‬نزول الشيخ المربي سيدي علي بن ريسون أواخر‬ ‫ق‪18 .‬م‪ ،‬ودعم المخزن السليماني للزاوية الريسونية‪.‬‬ ‫‪ .‬الدرقاوية في تطوان؛ الوظائف المنظمة‪.‬‬ ‫‪ .‬محنة الطريقة الدرقاوية بالمدينة‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫د‪ .‬محمد عبد السالم المرابط‬

‫وبعملية تركيب تجمع بين المحددات المنهجية‬ ‫التى ألح عليها د‪ .‬السعود في كتابه‪ ،‬والتي كنا أشرنا‬ ‫إليها بداية‪ ،‬وبين هذه المحاور يمكننا أن نضع اليد على‬ ‫المالمح األولى للمنهج عند المؤرخ‪ .‬وهي‪:‬‬ ‫• إيالء االهتمام للبنيات االجتماعية واالقتصادية‬ ‫أكثر من المناحي األخرى‪.‬‬ ‫• تجاوز التفاسير القائمة على أحادية الزمن‬ ‫التاريخي (التفسير الماركسي مثال)‪.‬‬ ‫• الوعي بالسياقين الزماني والمكاني للموضوع‪ .‬إذ‬ ‫ال يمكن فهم تاريخ المدينة إال في إطار تاريخ المغرب‪،‬‬ ‫وضمن السياقات الزمنية العامة لمحيطها الوطني‬ ‫والخارجي‪.‬‬ ‫• المرونة في التحديد الكرونولوجي تسهيال للربط‬ ‫التاريخي وتعويضا عن قلة الوثائق المخزنية‪ ،‬نسبيا‪ ،‬عن‬ ‫المدينة في القرن الثامن عشر‪.‬‬ ‫• استحضارخصوصية المدينة وتميز ظرفها‬ ‫التاريخي‪.‬‬ ‫هذه باختصار شديد خطوط منهجية عامة‬ ‫تبناها مؤرخنا‪ ،‬ويلحظها قارئه ألول وهلة‪ ،‬وهي في‬ ‫حاجة إلى توضيح ؛ وكنا قبلها قد وقفنا سريعا على‬ ‫أهم المرتكزات المنهجية التي تقوم عليها المدرسة‬ ‫النقدية التاريخية الحديثة‪ ،‬وأتبعنا ذلك‪ ،‬كما رأينا‪،‬‬ ‫بخطاطة عامة للمحاور التي توزعت كتاب «تطوان في‬ ‫القرن الثامن عشر‪ :‬السلطة‪ ،‬المجتمع‪ ،‬الدين» واآلن‬ ‫آن األوان لنطرح السؤال الشامل‪ :‬كيف عالج د‪ .‬عبد‬ ‫العزيز السعود موضوعه التطاوني في كتابه المذكور؟‬ ‫أسس المعالجة التاريخية عند ع‪ .‬العزيز السعود‬ ‫صعوبة الموضوع‬ ‫اكتشف د‪.‬عبد العزيز السعود منذ الوهلة األولى‬ ‫صعوبة مقاربة موضوعه نظرا للعوائق التي تواجه‬ ‫عادة المؤرخ الذي يعرض لتاريخ المغرب في القرن‬ ‫الثامن عشر؛ وأهونها المسافة الزمنية التي تفصلنا‬ ‫عن قرن ملتبس معقد نظرا لمروره بثالث دورات‬ ‫تاريخية متباينة ومتشابكة الحوادث في آن‪ .‬فقد‬ ‫اتسمت أوالها بقوة المخزن المركزي على عهد المولى‬ ‫إسماعيل‪ ،‬وطغت على ثانيها أزمة عبيد البخاري التي‬ ‫دامت ثالثين سنة‪ ،‬ثم عودة االستقرار في الدورة الثالثة‬ ‫مع حكم سيدي محمد بن عبد اهلل‪ .‬بيد أن العائق األكبر‬ ‫الذي يواجه الباحث في التاريخ المحلي لتطوان خالل‬ ‫هذا القرن هو قلة الوثائق المخزنية‪ .‬وإذا كنا ال ننكر أن‬ ‫مؤرخنا قد وجد حقا في من سبقه من مؤرخي المدينة‬ ‫ــ أمثال المؤرخ المجهول صاحب مخطوط تطوان‬ ‫(والظاهر أنه من كتاب القرن الثاني عشر الهجري)‬ ‫وعبد السالم بن أحمد السكريج‪ ،‬وأبي العباس أحمد‬ ‫الرهوني‪ ،‬والفقيه المؤرخ محمد داود‪ ،‬وابن عزوز حكيم‬ ‫ــ أول من مهد له طريق البحث في تاريخ تطوان‪ ،‬وهيأ‬ ‫له بعض المادة الخام‪ ،‬ودفع به‪ ،‬ربما‪ ،‬الرتياد جوانب‬ ‫مخصوصة من إشكال الكتابة عن تطوان في القرن‬ ‫الثامن عشر‪( ،‬الصراع بين أهل المدينة والباشا أحمد‬ ‫الريفي‪ ،‬الصدام بين فقهاء البلدة والدرقاويين‪)...‬؛ أو‬ ‫أتاح له االطالعَ على أعداد من الوثائق المحلية تلقي‬ ‫بأضواء على طبيعة المجتمع مثل الوصايا‪ ،‬والوثائق‬ ‫الوقفية‪ ،‬والرسائل المتبادلة بين المخزن المركزي‬ ‫وبعض الشرفاء (خاصة الزاوية الريسونية) إلى غير‬ ‫ذلك؛ إذا كان األمر هكذا‪ ،‬فإنه ال ينفي أن إعادة بناء‬ ‫تاريخ تطوان في الفترة التي نحن بصددها عمل صعب‪،‬‬ ‫يتطلب التسلح بأدوات منهجية متقدمة‪ ،‬ورؤية تاريخية‬ ‫نقدية ربما لم تكن دوما في متناول هؤالء الرواد‪ ،‬بما‬ ‫يتطلبه ذلك من اطالع أوفى على الوثائق والمصادر‬ ‫التي كشف عنها النقاب حديثا خاصة األجنبية منها‪.‬‬ ‫وال بأس أن نذكر بأن عددا ممن نزل بتطوان في هذا‬ ‫القرن من الرحالين األجانب وكتبوا عنها لم تستثمر‬ ‫أعمالهم من قبل هؤالء السابقين باستثناء الفقيه‬ ‫داود وابن عزوز حكيم‪ .‬وأمثل في هذا المقام بالرحالة‬ ‫البولندي «جان بوطوكي»‪ ،‬واإلسباني «خورخي خوان»‪،‬‬ ‫واالنجليزي ‪ John Braithe Waite‬جون برايث وايت‬ ‫وغيرهم من الرحالة والقناصل والموظفين األوروبيين‬ ‫الذين أقاموا بالمدينة ووصفوا أحوالها‪ .‬وال يخفى أن‬ ‫كثرة هؤالء مرده إلى ما كان يتمتع به مرساها النهري‬ ‫من أهمية كبيرة كما سبقت اإلشارة إلى ذلك؛ وأيضا‬ ‫قرب تطوان من أوروبا‪ ،‬وارتباطها التاريخي بسبتة وجبل‬ ‫طارق‪ ،‬إضافة إلى عالقاتها التجارية النشطة مع عديد‬ ‫من المرافئ المتوسطية؛ وتفردها بشخصية أصيلة‬ ‫لطالما أعجب بها من نزل بها من المغاربة أو القناصل‬ ‫والرحالة األجانب‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪887‬‬

‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬مـاي ‪2017‬‬

‫المغرب واالتحاد األوروبي ‪:‬‬

‫«دينامية الحوار وفض النزاع»‬ ‫• المبادرة المغربية و المتغيرات السياسية و األمنية‬

‫يعد المغرب من بين الدول التي حظيت بإبرام هذا النوع الخاص من التعاون مع االتحاد األوروبي في إطار‬ ‫اتفاقية الشراكة التي انطلقت منذ ‪ 1995‬والتي عرفت بإعالن برشلونة‪ ،‬هذا المعطى الجديد جاء نتيجة اهتمام‬ ‫االتحاد األوروبي بالمغرب لما يحظى به هذا األخير من موقع استراتيجي مهم داخل الفضاء األورو‪ -‬متوسطي‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى ما عرفه المغرب من تحوالت جذرية وهيكلية في بنيته الداخلية‪ ،‬من خالل تبنيه العديد من اإلصالحات‬ ‫التي شملت العديد من المجاالت والميادين‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة لالنتقال الديمقراطي الذي بدأ المغرب يكرسه‬ ‫في مختلف تشريعاته الداخلية ومؤسساته الوطنية وعالقاته الخارجية‪ .‬وضع المغرب من بين أولوياته األساسية‬ ‫االنفتاح على دول االتحاد األوروبي من أجل تطوير أوجه التعاون معها‪ ،‬عن طريق إبرام العديد من االتفاقيات‪ ،‬سواء‬ ‫على المستوى الثنائي أو متعدد األطراف‪ ،‬توجت بإبرام اتفاقية الشراكة سنة ‪ 1996‬والتي دخلت حيز التنفيذ سنة‬ ‫‪ ،2000‬مشكلة بذلك اإلرهاصات والبوادر األولى لتوطيد العالقة المغربية األوروبية‪ ،‬وانطالقة جديدة للعمل على‬ ‫تطويرها وتنويع مجاالتها وأبعادها‪.‬‬ ‫تعددت التدابير واإلجراءات المغربية حول هذه المشاكل طبقا لطبيعة المجاالت المعنية‪ ،‬وطبقا اللتزامات‬ ‫المغرب اتجاه االتحاد األوروبي‪ ،‬اعتمد المغرب في مجال الهجرة غير الشرعية على وضع آليات وصيغ جديدة خاصة‬ ‫بالمهاجرين والعابرين للمغرب بتنسيق مع المجلس الوطني لحقوق اإلنسان‪ ،‬كما بادر المغرب إلى وضع استراتيجية‬ ‫قانونية وآليات ناجعة من أجل حل مشكلة الهجرة‪ ،‬التي أصبح المغرب من خالها ليس فقط بلد العبور لمهاجري‬ ‫دول جنوب الصحراء‪ ،‬ولكن أصبح بلد اإلقامة‪ ،‬وخاصة ما تعرفه الدول األوروبية من أزمات اقتصادية واجتماعية‬ ‫ومالية‪ ،‬جعلت العديد من األوروبيين يهاجرون ويلجؤون إلى المغرب‪ ،‬وهذا ما جاء في الرسالة التي وجهها العاهل‬ ‫المغربي الملك محمد السادس للقمة الفرنسية اإلفريقية حول السلم واألمن‪-‬باريس ‪ 6‬دجنبر ‪:2013‬‬ ‫«‪ .........‬لقد تحولت المملكة المغربية التي كانت بلد مصدر ثم بلد عبور‪ ،‬تحولت منذ بضع سنوات إلى وجهة‬ ‫يفضلها العديد من المهاجرين غير القانونيين من جنوب الصحراء‪.» ...‬‬ ‫عمد المغرب على وضع آليات مالئمة وضرورية من أجل استيعاب هذه األفواج داخل التراب الوطني‪ ،‬وفي هذا‬ ‫السياق كان البد من وضع قانون منظم للهجرة والمهاجرين‪ ،‬يتوفر على أسس ديمقراطية ويحترم حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫عرفت هذه المبادرة تنويها كبيرا من لدن الدول األوروبية التي عانت الويالت من هذه الهجرة غير النظامية‪ ،‬إال‬ ‫أنه رغم هذه اإلجراءات المتبعة من قبل المغرب‪ ،‬فإن هذه المشاكل ال يستطيع المغرب وحده السيطرة عليها‪،‬‬ ‫ولذلك البد من تظافر جهود كل الدول المجاورة والدول المصدرة والدول األوروبية‪ ،‬التي تعمل جاهدة على تفادي‬ ‫استقبال هذا الكم الهائل من المهاجرين‪ ،‬باإلضافة إلى ضرورة دعم لوجستيكي يساهم في التخفيف من حدتها‬ ‫ومن انعكاساتها السلبية التي ال تمس المغرب وحده‪ ،‬ولكن تمس كل الدول سواء دول المصدرة للهجرة أو دول‬ ‫العبور أو دول االستقبال‪ ،‬كل هذا لن يتأتى إال من خالل خلق تنمية شاملة تهم مختلف المجاالت والميادين‪ ،‬وخاصة‬ ‫ما تعانيه الدول اإلفريقية من حروب وأزمات وويالت الجفاف والفقر‪ ،‬وهذا ما استنتجناه من خالل ما جاء في الرسالة‬ ‫التي وجهها العاهل المغربي الملك محمد السادس للقمة الفرنسية ‪ -‬اإلفريقية حول السلم واألمن بباريس في ‪6‬‬ ‫دجنبر ‪ ،2013‬والتي جاء فيها‪:‬‬ ‫«‪ ......‬ولمواجهة ظاهرة الهجرة التي غالبا ما تصاحبها مآس إنسانية وتكون مصدرا النعدام األمان‪ ،‬ال بد‬ ‫من تطوير مقاربة جديدة ترتكز على خطوات طوعية وسخية وإنسانية‪ ،‬دون إغفال المتطلبات األمنية‪ ،‬فتدبير‬ ‫ملف الهجرة يتطلب تنفيذ استراتيجية شاملة ومندمجة تجمع بين ضمان انسياب حركة الهجرة القانونية ومحاربة‬ ‫شبكات االتجار بالبشر‪ ،‬ونهج سياسة للتنمية المشتركة‪ ،‬كما سبق أن أكدت على ذلك الندوة األورو‪ -‬إفريقية حول‬ ‫الهجرة والتنمية التي انعقدت بالرباط سنة ‪.»2006‬‬ ‫قام المغرب بالعديد من المبادرات والتدابير‬ ‫الجريئة التي تهم قضاياه السيادية والوطنية عبر‬ ‫العديد من القنوات الجهوية واإلقليمية والدولية‪،‬‬ ‫وفي مختلف المحافل الدولية إيمانا منه بحل‬ ‫األزمات والمشاكل بطرق سلمية تطبعها المسؤولية‬ ‫المشتركة‪ ،‬وفقا لمقررات مجلس األمن وطبقا للشرعية‬ ‫الدولية والشرعية الوطنية‪ .‬حاول إبراز مختلف الحجج‬ ‫الدامغة والدالئل التاريخية والقانونية التي تثبت‬ ‫مغربية الصحراء‪ ،‬وأبرز ما جاء في هذا السياق هو‬ ‫اقتراح المغرب لمبادرة جريئة وتاريخية هي الحكم‬ ‫الذاتي‪ ،‬باعتباره حال سياسيا ونهائيا وعمليا لقضية‬ ‫عمرت أكثر من ثالثة عقود‪ .‬جاء هذا االقتراح نتيجة‬ ‫مشاورات داخلية كثيفة شملت كل مكونات المجتمع‬ ‫المغربي‪ ،‬من أحزاب وحكومة ومؤسسات رسمية وغير‬ ‫رسمية‪ ،‬كلها تبنت هذا المشروع‪ ،‬واعتبرته حال جريئا‬ ‫يتماشى واألوضاع التي تعرفها المنطقة‬ ‫إن قضية الصحراء المغربية ال تنسينا قضايا‬ ‫أخرى يعاني منها المغرب‪ ،‬وخاصة فيما يتعلق بقضية‬ ‫سبتة ومليليه والثغور المغربية المستعمرة و ما ترتب‬ ‫عن أحداث جزيرة ليلى‪ ،‬هذه القضايا كلها يحاول‬ ‫المغرب التعامل معها بحكمة وفق الشرعية الدولية‪،‬‬ ‫وطبقا للمواثيق الدولية والسيادة المغربية‪ .‬اتجه‬ ‫المغرب في هذا الشأن إلى طرح هذه القضايا لدى‬ ‫مختلف الهيئات الدولية‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة لمجلس األمن ومنظمة األمم المتحدة‪ ،‬باإلضافة إلى شركائه‬ ‫األوروبيين‪ ،‬المتمثل في االتحاد األوروبي باإلضافة الى الحليف األمريكي‪ .‬كما انخرط المغرب من أجل إنجاح هذا‬ ‫اإلجراء مع منظومة األمم المتحدة من أجل تنفيذ مخطط اإلطار للمساعدة على التنمية ‪ 2012-2016‬وهو البرنامج‬ ‫األممي الذي يهتم بالهجرة والمهاجرين‪.‬‬ ‫أما فيما يتعلق بحقوق اإلنسان فالمغرب خطا خطوة هامة في هذا المجال‪ ،‬من خالل ما حصل من تطور في‬ ‫الحريات العامة وحرية الرأي والتعبير‪ .‬توج هذا التطور بتوقيع المغرب على المعاهدة الدولية لألمم المتحدة من أجل‬ ‫حماية األفراد والجماعات ضد االختفاء القسري‪ ،‬والميثاق الدولي المتعلق بالحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫اتفاقية األمم المتحدة ضد التعذيب‪ .‬كما ساهم المغرب بالعديد من المبادرات األخرى الخاصة باإلرهاب والتطرف‬ ‫والجريمة المنظمة‪ ،‬هذه األخيرة ترتبط بمدى نجاعة الحلول الموضوعة للحد من الهجرة غير الشرعية‪ ،‬ذلك أن‬ ‫االرتباط الوثيق بينهما يجعل مصير إحداهما مرتبطا باألخرى‪ ،‬وخاصة ما تعرفه منطقة الساحل والصحراء من أزمات‬ ‫أمنية‪ ،‬من خالل انتشار الخاليا اإلرهابية والمتاجرة في األشخاص‪ ،‬أضف إلى ذلك ما تعرفه منطقة تندوف التي‬ ‫أصبحت عبارة عن معسكرات لتدريب المتطرفين واإلرهابين‪.‬‬ ‫إن كل هذه الحلول مرتبطة ببعضها البعض‪ ،‬ولذلك أكد المغرب أن حل مشكلة الصحراء سيساهم في حل‬ ‫العديد من القضايا العالقة والشائكة‪ ،‬وخاصة فيما يتعلق بالتطرف واإلرهاب والهجرة غير الشرعية‪ .‬وبهذا يكون‬ ‫المغرب ومن خالل طرحه للعديد من التدابير والمبادرات الخاصة سواء بقضاياه الوطنية أو اإلقليمية أو الدولية‪،‬‬ ‫إنما يعمل من أجل الشرعية الدولية ويحترم سيادة القانون والمواثيق الدولية‪ ،‬التي تنص على حل مختلف النزاعات‬ ‫بالتفاوض والطرق السلمية‪ ،‬وهو بهذا ينخرط في جعل منطقة شمال إفريقيا والساحل والصحراء مناطق تنعم‬ ‫باالستقرار األمني والسياسي واالجتماعي واالقتصادي‪ ،‬من خالل وضع خطط تنموية واسعة وشاملة لكل بؤر التوتر‬ ‫والتأزم التي تعرفها القارة السمراء‪ ،‬تسودها قيم التسامح والحوار والتفاهم والسلم االجتماعي‪.‬‬

‫• خاتمة‬

‫يمكن القول ومن أجل اإلجابة على كل التساؤالت واإلشكاليات التي طرحناها في بحثنا هذا‪ ،‬أنه البد من‬ ‫جرد و وتقويم حصيلة الشراكة المغربية األوروبية ومجاالتها‪ ،‬ومدى انعكاسها على الوضع الداخلي والدولي على‬ ‫المغرب‪ ،‬باإلضافة إلى إبراز مدى نجاعة هذه الشراكة وهذا الحوار المتبادل في خلق نوع من التفاهم والتعاون‪،‬‬ ‫ليس على المستوى االقتصادي واألمني والسياسي فحسب‪ ،‬و لكن على مستوى العديد من المشاكل والقضايا‬ ‫العالقة التي يعانيها المغرب‪ ،‬وخاصة قضية الصحراء المغربية التي تعرف في اآلونة األخيرة مسارا حاسما في مختلف‬ ‫أروقة المنظمات الدولية واإلقليمية ‪ ،‬باإلضافة إلى قضايا أخرى اقتصادية واجتماعية وأمنية ال تقل أهمية عن تلك‬ ‫المشاكل السالفة الذكر‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة للهجرة غير الشرعية والتطرف واإلرهاب‪ ،‬دون أن ننسى قطاع الصيد‬ ‫البحري الذي عرف هو اآلخر صراعا مريرا‪ ،‬ومخاضا طويال بين دول االتحاد األوروبي والمغرب‪ ،‬مع اإلشارة إلى مدى‬ ‫انعكاس هذه الشراكة على الوضع السياسي واالقتصادي واالجتماعي المغربي‪ ،‬باإلضافة إلى إنجازات وإخفاقات هذه‬ ‫الشراكة األورو‪ -‬متوسطية منذ ظهور إعالن برشلونة الذي يعد اللبنة األولى في ظهور هذا النوع الجديد من الحوار‬ ‫الذي انتقل من فكرة التعاون إلى فكرة التشارك‪.‬‬ ‫إن األهمية التي توليها دول االتحاد األوروبي لهذه المناطق الشمالية جعلت المغرب ينخرط في سياسة خاصة‬ ‫بهذه المناطق‪ ،‬نظرا ألهميتها الجغرافية واالستراتيجية‪ ،‬باإلضافة إلى الدور الذي تمثله في الواجهة المتوسطية‬ ‫والدولية‪ ،‬من أجل االنفتاح على العالم األوروبي والحوض المتوسطي‪ ،‬وخاصة وأن الجهة الشمالية تعد الجهة‬

‫• الدكتور فؤاد صديقي‬

‫المناسبة لعبور المهاجرين غير الشرعيين‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫اشتغال بعضهم بزراعة القنب الهندي وخاصة في ظل‬ ‫الوضعية االقتصادية واالجتماعية المزرية لهذه الساكنة‬ ‫التي تدفعها إلى نهج هذا السلوك‪ ،‬ومن أجل انخراط‬ ‫منطقة الشمال في االنفتاح المغربي على االقتصاد العالمي‪،‬‬ ‫عرفت هذه األخيرة نهضة تنموية من خالل العديد من‬ ‫المشاريع واإلنجازات البنيوية والهيكلية في جل الميادين‪،‬‬ ‫مشاريع عملت على تطوير المنطقة الشمالية‪ ،‬ساهمت في‬ ‫الحد من تدفقات المهاجرين السريين‪ .‬كما شكل التعاون‬ ‫المتميز بين االتحاد األوروبي والمغرب عبر هاتين المحطتين البارزتين سواء اتفاقية الشراكة لسنة ‪ 1996‬أو سياسة‬ ‫الجوار األوروبية‪ 2003‬دافعا رئيسيا للمغرب حينما تقدم في سنة ‪ 2000‬بطلب إلى االتحاد األوروبي سعى من خالله‬ ‫إلى أن يحظى بوضع خاص ومميز أكثر من الشراكة وأقل من االنضمام‪ ،‬وبعد أكثر من ثمان سنوات من المفاوضات‬ ‫وبالضبط في سنة ‪2008‬منح المغرب وضعا متقدما‪ ،‬اعترافا بالمجهودات الكبيرة والملموسة التي بدلها للحصول‬ ‫على هذا الوضع المتميز الذي أصبح يطلق عليه «بالوضع المتقدم»‪.‬‬ ‫راهن المغرب من خالل موقعه الجغرافي على االنخراط في مجاالت التنمية والديمقراطية واإليمان بمبادئ‬ ‫اقتصاد السوق والحكامة الجيدة في التدبير والتسيير‪ ،‬عوامل وإمكانيات كانت من بين األساسيات والرهانات التي‬ ‫اعتمد عليها المغرب للحصول على هذا الوضع المتقدم‪ ،‬الذي يعد أحد أهم نتائج الشراكة المغربية األوروبية‪،‬‬ ‫والذي أصبح من خالله المغرب يشارك في العديد من االجتماعات والملتقيات التي ينظمها االتحاد األوروبي‪ ،‬مما‬ ‫جعله قريبا من مصدر القرار األوروبي وقريبا كذلك من شركائه األوروبيين‪« .‬إن الوضع المتقدم» كان نتيجة‬ ‫حتمية لمجموعة من العوامل والمتغيرات‪ ،‬والظروف التي عرفها المغرب والتي ميزته عن باقي البلدان المتوسطية‬ ‫والشريكة ألوروبا‪ ،‬وأهم اإلرهاصات األولية واللبنات األساسية المساهمة في ميالد هذا النوع من التعاون والحوار‬ ‫الجديد بين المغرب واالتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫انعكس تطور األوضاع السياسية وتبني استراتيجيات سياسية هادفة على المستوى االقتصادي واالجتماعي‬ ‫إلى انخراط المغرب في تقوية العالقات المغربية األوروبية‪ ،‬عبر االهتمام بالقضايا االقتصادية المنصوص عليها في‬ ‫مختلف قرارات الشراكات واالتفاقيات المبرمة بين الحكومة المغربية ومثيالتها من دول االتحاد األوروبي‪ ،‬وخاصة‬ ‫وأن هذا الجانب االقتصادي شكل أهم المحاور والمجاالت المكونة لمختلف الشراكات التي تربط الطرفين‪ ،‬خاصة‬ ‫منها القطاع الصناعي الذي كان من أبرز نتائجه الرئيسية إلغاء الرسوم الجمركية على السلع المغربية المنشأ‬ ‫المتجهة نحو دول االتحاد األوروبي‪ ،‬واإللغاء التدريجي للرسوم الجمركية لبعض المنتجات الصناعية األوروبية‬ ‫المتوجهة إلى المغرب‪ ،‬باإلضافة إلى إلغاء الرسوم الجمركية لبعض المنتجات الفالحية المغربية‪ .‬هدف المغرب‬ ‫من خالل هذه اإلجراءات إلى الرقي باألوضاع الداخلية وخاصة منها االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وخاصة أن المغرب‬ ‫أصبح بلدا منفتحا على العولمة وعلى السوق األوروبية والعالمية‪ ،‬مما أدى إلى تزايد معدل التنمية بالمغرب‪ ،‬وتزايد‬ ‫االهتمام أكثر بقضايا التدبير الجيد للشأن العام عامة والشأن االقتصادي على وجه الخصوص‪ ،‬ونشير إلى أن‬ ‫هذه اإلجراءات جاءت نتيجة قرارات المجلس االقتصادي واالجتماعي كمؤسسة دستورية تعنى باألوضاع االقتصادية‬ ‫واالجتماعية للمواطن المغربي‪.‬‬ ‫إن التطور الحاصل في الجوانب االقتصادية والسياسية البد أن تكون له انعكاسات على المجال االجتماعي‬ ‫والحقوقي‪ ،‬ذلك أن انعكاس تطور العالقات بين المغرب واالتحاد األوروبي امتد وشمل حتى المجال االجتماعي‪،‬‬ ‫خاصة بعد حصول المغرب على الوضع المتقدم‪،‬‬ ‫والذي خول له االستفادة من العديد من البرامج التي‬ ‫يمولها االتحاد األوروبي‪ ،‬سواء عن طريق الهبات‬ ‫أوعن طريق االستثمارات أو على شكل قروض‪ .‬نتج‬ ‫عن هذا التطور تقلص البطالة في العشرية األخيرة‬ ‫كما تطور االهتمام بحقوق اإلنسان‪ ،‬و ظهرت العديد‬ ‫من الجمعيات المهتمة بحقوق اإلنسان وحرية الرأي‬ ‫والتعبير‪ ،‬باإلضافة إلى ما تضمنه دستور‪ 2011‬من‬ ‫تكريس للنصوص القانونية والهيئات المؤسساتية‬ ‫والممارسة السياسية بالمغرب‪ ،‬التي أكدت بدورها‬ ‫و بشكل صريح مبدأ سمو االتفاقيات الدولية‬ ‫على القوانين الوطنية و التشريعات الوطنية فور‬ ‫نشرها ‪ ،‬على مالءمة هذه التشريعات لما تتطلب‬ ‫المصادقة‪ ،‬وبهذه اإلجراءات ارتقى المغرب بشكل‬ ‫ملحوظ بحقوق اإلنسان واعترف بشكل صريح بسمو‬ ‫هذه الحقوق‪ ،‬عبر تبنيه للمبادئ الكونية لحقوق‬ ‫اإلنسان‪ .‬إال أنه بالرغم من كون اتفاقية الشراكة‬ ‫المغربية األوروبية لها انعكاس إيجابي على الحياة‬ ‫السياسية واالقتصادية واالجتماعية بالمغرب‪ ،‬ورغم‬ ‫ما وصلت إليه من تطور وازدهار‪ ،‬فإنها تحمل بين‬ ‫طياتها العديد من االنعكاسات السلبية والعديد من‬ ‫اإلخفاقات والمشاكل التي شابت هذا التعاون الثنائي‬ ‫المغربي األوروبي‪.‬‬ ‫نستنتج عبر هذا الطرح أن الشراكة بين المغرب‬ ‫واالتحاد األوروبي تتحدد من خالل أربعة مقومات ‪ ،‬السياسي الديمقراطي االقتصادي األمني التبادل الثقافي‬ ‫والمجتمع المدني بنسبة ضئيلة‪ ،‬إال أننا نالحظ أن هذه الشراكة تم اختزالها في المقوم االقتصادي واألمني‪ ،‬وهذا‬ ‫راجع إلى المتغيرات التي يعرفها المحيط الدولي والمحيط األورو‪ -‬متوسطي‪ ،‬وما يعرفه االتحاد األوروبي من توسع‬ ‫في شرق أوروبا‪ ،‬وما يصاحبه من تهميش لدول جنوب المتوسط‪ ،‬وبروز المشروع األمريكي الجديد الداعي إلى إقامة‬ ‫الشرق األوسط الكبير وما يعتريه من ثغرات وفجوات‪ .‬إن المشروع األمريكي يعتمد بدرجة كبيرة على بعد واحد هو‬ ‫البعد األمني‪ ،‬وهذا ما سوف يؤدي إلى إهمال القضايا األساسية والرئيسية والمشاكل الحقيقية المستعجلة‪ ،‬التي‬ ‫يتعين أن تعالج في إطار الشراكة بين دول االتحاد األوروبي ودول حوض المتوسط بما فيها المغرب‪.‬‬ ‫خلقت الشراكة األورو‪ -‬مغربية تحديات جديدة لالقتصاد المغربي وخاصة فيما يتعلق بالقدرات التنافسية‬ ‫المؤسساتية‪ ،‬ذلك أن المؤسسات المغربية دخلت منطقة التجارة الحرة في إطار منافسة غير متوازنة‪ ،‬وفي ظل‬ ‫استمرار اختالل األوضاع بين مؤسسات االتحاد األوروبي والمغرب‪ ،‬مما سيجعل المنافسة محسومة منذ البداية‬ ‫لصالح االتحاد األوربي‪ .‬يتطلب هذا الوضع من المغرب اعتماد سياسات تأهيلية لتمكين المؤسسات المغربية من‬ ‫استجابة ومواكبة تحديات الحركية االقتصادية‪ .‬كما نالحظ من خالل هذه المعطيات أن اتفاقية الشراكة بكل ما‬ ‫تستند إليه من تحرير تجاري ومالي ونقدي تصب في النهاية بالدرجة األولى في مصلحة دول االتحاد األوروبي الغنية‬ ‫وشركائها‪ ،‬وتتجاهل تماما مصالح أفراد الشعب المغربي الفقير الطموح‪ ،‬لذلك من المفروض إدخال تعديل مالئم‬ ‫يحسن من وضع المغرب تجاه االقتصاد األوروبي الذي يتسم اآلن بعالقات غير متكافئة‪ ،‬فليس هناك من جدوى أو‬ ‫معنى للشراكة ما لم تؤدي إلى تسريع عجالت التنمية‪ ،‬والقضاء على الفقر ورفع مستوى معيشة السكان عبر إلغاء‬ ‫أسباب الفقر‪ ،‬من مديونية خارجية متفاقمة تضغط على ميزانية الدولة‪ ،‬وتدعو إلى مزيد من برامج التقويم الهيكلي‬ ‫التقشفية‪ ،‬وتعمل على الضغط من أجل خصخصة القطاعات االجتماعية‪ ،‬مثل التعليم والصحة والمرافق المشابهة‪،‬‬ ‫خاصة أن تحرير التجارة فقط ال يعني شيئا إذا لم تكن تلك التجارة عادلة للمغرب كطرف فاعل في الشراكة‬ ‫نستنتج أن حصيلة الشراكة المغربية األوروبية بدءا من برشلونة إلى حدود الوضع المتقدم تبقى جد متواضعة‬ ‫وبدون فعالية‪ ،‬رغم بعض المؤشرات التي تبين تطورها على ما كانت عليه‪ ،‬ويعود ذلك إلى أن اتفاقيات التعاون أو‬ ‫السياسة المتوسطية المتجددة لالتحاد األوروبي لم تنجح في تحقيق تنمية االقتصاد المغربي فحسب‪ ،‬بل تسببت‬ ‫في المزيد من ربط االقتصاد المغربي باقتصاد المجموعة األوروبية‪ ،‬في الوقت الذي انطوت اتفاقيات الشراكة مع‬ ‫االتحاد األوروبي على عدة ثغرات‪ ،‬على الرغم من شموليتها لكافة الجوانب التجارية والمالية واالقتصادية والسياسية‬ ‫واالجتماعية‪ .‬يمكن القول أن الحوار المغربي األوروبي ومن خالل الشراكة األورو‪ -‬متوسطية كان ضرورة فرضها‬ ‫وأمالها التطور االقتصادي العالمي‪ ،‬خاصة فيما أصبح يعرف اليوم بالعولمة‪ ،‬حاول من خاللها االتحاد األوروبي تقوية‬ ‫مكانته على المستوى العالمي‪ ،‬وليس رغبة منه في النهوض بدول الجنوب و المساعدة لها‪.‬‬ ‫نستخلص مما سبق ومن خالل المراحل التي سلكناها واألشواط التي اتبعناها في صياغة هذا البحث‪ ،‬أن الحوار‬ ‫المغربي األوروبي والذي تعد الشراكة األورو‪ -‬متوسطية أحد مكوناته وركائزه األساسية‪ ،‬يعرف العديد من العراقيل‬ ‫والصعوبات والخالفات‪ ،‬لكونه بقي رهينا لالهتزازات العنيفة والتقلبات والمتغيرات التي يعرفها المجال المتوسطي‬ ‫والمجال الدولي‪ ،‬مما أثر على الجو العام لهذه العملية التشاركية‪ ،‬وأدى في األخير إلى انهيار أشكال التعاون الحقيقي‬ ‫المتكافئ والبناء بين هذه األطراف المتشاركة‪ .‬إن هذه الخالفات تعود إلى أن مختلف االتفاقيات والمواثيق المبرمة‬ ‫بين المغرب واالتحاد األوروبي تعاني نقائص حادة في طرحها لوجهات النظر‪ ،‬والتي تعبر دائما عن مصالح الطرف‬ ‫األوروبي في هذه المعادلة‪ ،‬األمر الذي يتعارض مع مصالح الطرف المغربي ويؤدي إلى إضعاف مجاله التفاوضي‬ ‫غير المتكافئ‪.‬‬

‫(انتهى)‬


‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬مـاي ‪2017‬‬

‫العدد ‪887‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫ذكرى الإ�سراء واملعراج‬ ‫ـ‪2‬ـ‬

‫تحدثنا في العدد الماضي عن هذه الذكرى العظيمة‪ ,‬والمعجزة الباهرة التي خص بها اهلل سبحانه وتعالى‬ ‫نبينا صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬واستعرضنا األحاديث الواردة في هذا الحديث الكبير‪ ,‬من خروجه صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم من بيته إلى صالته ببيت المقدس‪ ,‬ثم صعوده صلى اهلل عليه وسلم على المعراج حيث صعد صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم وعن يمينه مالئكة وعن يساره مالئكة حتى انتهيا إلى باب من أبواب السماء الدنيا يقال لها «باب‬ ‫الحفظة» وعليه ملك يقال له إسماعيل وهو صاحب سماء الدنيا‪ ,‬وعند البيهقي من حديث جعفر بن محمد‬ ‫يسكن ـ أي هذا الملك الذي اسمه إسماعيل ـ الهواء لم يصعد إلى السماء قط ولم يهبط إلى األرض قط‪,‬‬ ‫إال يوم مات النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ,‬وبين يديه سبعون ألف ملك‪ ,‬مع كل ملك جنده مائة ألف فاستفتح‬ ‫جبريل باب السماء‪ ،‬قيل من هذا؟ قال‪ :‬جبريل‪ ,‬قيل ومن معك؟ قال‪ :‬محمد‪ ,‬قيل‪ :‬أو قد أرسل إليه؟ قال‪ :‬نعم‪,‬‬ ‫قال‪ :‬مرحبا به وأهال حياه اهلل من أخ وخليفة‪ ,‬فنعم األخ ونعم الخليفة‪ ,‬ونعم المجيء جاء‪ ,‬ففتح لهما فدخال‪ ،‬فإذا‬ ‫فيها آدم كهيئته يوم خلقه اهلل على صورته‪ ,‬أي على غاية من الحسن والجمال‪ ،‬طوله ستون ذراعا‪ ,‬تعرض‬ ‫عليه أرواح ذريته المومنين‪ ,‬فيقول‪ :‬روح طيبة ونفس طيبة من جسد طيب‪ ,‬اجعلوها في عليين‪ ,‬وتعرض عليه‬ ‫أرواح ذريته الكفار‪ ،‬فيقول روح خبيثة خرجت من جسد خبيث اجعلوها في سجين‪ ,‬وعن يمينه أسودة وباب يخرج‬ ‫منها ريح طيبة‪ ,‬وعن شماله أسودة وباب يخرج منها ريح خبيثة‪ ,‬فإذا نظر قبل يمينه ضحك واستبشر‪ ،‬وإذا نظر‬ ‫قبل شماله حزن وبكى‪ ,‬فسلم عليه النبي صلى اهلل عليه وسلم‪,‬فرد عليه السالم ثم قال‪ :‬مرحبا باإلبن الصالح‬ ‫والنبي الصالح‪ ,‬فقال النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ,‬ياجبريل من هذا؟ فقال‪ :‬هذا أبوك آدم وهذه األسودة أرواح‬ ‫بنيه‪ ,‬فأهل اليمين منهم أهل الجنة‪ ,‬وأهل الشمال‬ ‫منهم أهل النار‪ ,‬فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر‬ ‫قبل شماله بكى‪ ,‬وهذا الباب الذي عن يمينه باب‬ ‫الجنة والباب الذي عن شماله باب النار‪ .‬ثم صعد إلى‬ ‫السماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل له وقال كما مر‬ ‫في السماء األولى‪ ,‬ففتح لهما فلما خلصا فإذا هو بابني‬ ‫الخالة عيسى ابن مريم ويحيى بن زكرياء عليهما‬ ‫السالم‪ ,‬فسلم عليهما فرد عليه السالم‪ ,‬ثم قاال مرحبا‬ ‫باألخ الصالح والنبي الصالح ودعوا له بخير‪ .‬ثم صعد‬ ‫إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقال وقيل له‬ ‫كالسماء األولى والثانية سؤاال وجوابا‪ ,‬ففتح لهما فلما‬ ‫خلصا‪ ,‬فإذا هو بيوسف فسلم عليه فرد عليه السالم‬ ‫ثم قال‪ :‬مرحبا باألخ الصالح والنبي الصالح ودعا له‬ ‫بخير‪ .‬ثم صعد إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل‬ ‫فقال وقيل له كما تقدم‪ ,‬وفتح لهما فلما خلصا فإذا‬ ‫هو بإدريس رفعه اهلل مكانا عليا‪ ,‬فسلم عليه فرد عليه‬ ‫السالم‪ ,‬ثم قال مرحبا باألخ الصالح والنبي الصالح‬ ‫ودعا له بخير‪ .‬ثم صعد إلى السماء الخامسة فاستفتح‬ ‫جبريل فقال وقيل له كما تقدم‪ ,‬وفتح لهما فلما خلصا‬ ‫فإذا هو بهارون ونصف لحيته بيضاء ونصف لحيته‬ ‫سوداء تكاد تضرب إلى سرته من طولها‪ ,‬فسلم عليه‬ ‫فرد عليه السالم‪ ,‬ثم قال مرحبا باألخ الصالح والنبي‬ ‫الصالح ودعا له بخير‪ ,‬فقال‪ :‬ياجبريل من هذا ؟ قال‪:‬‬ ‫هذا الرجل المحبب في قومه هارون ابن عمران‪ .‬ثم صعد إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل فقال وقيل‬ ‫له كما مر‪ ,‬ففتح لهما فلما خلصا جعل يمر بالنبي والنبييين معهم الرهط‪ ,‬والنبي والنبيين ليس معهم أحد‪,‬‬ ‫ثم مر بسواد عظيم فقال من هذا ياجبريل؟ قال‪ :‬موسى وقومه‪ ,‬ولكن ارفع رأسك فإذا بسواد عظيم قد سد‬ ‫األفق من ذا الجانب ومن ذا الجانب‪ ,‬فقيل له هذه أمتك‪ ,‬ومع هؤالء سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب‪,‬‬ ‫فلما خلصا فإذا بموسى ابن عمران‪ ,‬فسلم عليه فرد عليه السالم ثم قال‪ :‬مرحبا باألخ الصالح والنبي الصالح ثم‬ ‫دعا له بخير‪ ,‬وقال‪ :‬يزعم الناس أني أكرم على اهلل من هذا‪ ,‬بل هذا أكرم على اهلل مني‪ .‬ثم صعد إلى السماء‬ ‫السابعة فرأى فوقه رعدا وبرقا وصواعق فاستفتح جبريل فقال وقيل له كما مر بأبواب السموات السبع‪ ,‬ففتح‬ ‫لهما فلما خلصا فإذا بإبراهيم الخليل جالسا عند باب الجنة‪ ,‬أي في وجهتها مسندا ظهره إلى البيت المعمور‪,‬‬ ‫فسلم عليه النبي صلى اهلل عليه وسلم فرد عليه السالم وقال‪ :‬مرحبا باإلبن الصالح والنبي الصالح‪ ,‬وقال له‪ :‬مر‬ ‫أمتك أن يكثروا من غراس الجنة فإن تربتها طيبة وأرضها واسعة‪ ,‬فقال وما غراس الجنة‪ ,‬قال‪ :‬الحول والقوة‬ ‫إال باهلل العلي العظيم‪ ,‬وفي رواية إقرأ أمتك مني السالم‪ ,‬وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء‪ ,‬وأن‬ ‫غرسها سبحان اهلل والحمد هلل وال إله إال اهلل واهلل أكبر‪,‬ودخل صلى اهلل عليه وسلم البيت المعمور‪ ,‬وإذا هو‬ ‫يدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه ال يعودون إليه إلى يوم القيامة‪ ,‬ثم رفع إلى سدرة المنتهى‪,‬‬ ‫وإذا هي شجرة يخرج من أصلها أنهار من ماء غير ءاسن‪ ,‬وأنهار من لبن لم يتغير طعمه‪ ,‬وأنهار من خمر لذة‬ ‫للشاربين‪ ,‬وأنهار من عسل مصفى‪ ,‬يسير الراكب في ظلها سبعين عاما اليقطعها‪ ,‬وفي رواية لو أن الورقة‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫‪-‬‬

‫محمد كنون احل�سني‬ ‫الواحدة منها ظهرت لغطت هذه الدنيا‪ ,‬على كل ورقة ملك‪ ,‬فغشيها ال يدري ماهي‪ ,‬قال تعالى‪ ( :‬ولقد رءاه‬ ‫نزلة أخرى‪ ,‬عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى)النجم ‪ , 16‬فإذا غشيها من اهلل‬ ‫ما غشى تغيرت‪ ,‬فما أحد من خلق اهلل يستطيع أن ينعتها من حسنها‪ ,‬زاد في رواية تلوذ بها جراد من ذهب‪.‬‬ ‫ثم دخل الجنة فإذا فيها ما ال عين رأت وال أذن سمعت وال خطر على قلب بشر‪ ,‬فرآ على بابها مكتوبا‪ :‬الصدقة‬ ‫بعشر أمثالها‪ ,‬والقرض بثمانية عشر‪ ,‬فقال ياجبريل‪ :‬ما بال القرض أفضل من الصدقة؟ قال‪ :‬ألن السائل يسأل‬ ‫وعنده‪ ,‬والمستقرض ال يستقرض إال عن حاجة‪ .‬ثم عرضت عليه النار فإذا فيها غضب اهلل وزجره ونقمته‪ ,‬لو‬ ‫طرح فيها الحجارة والحديد ألكلتها‪ ,‬ثم رفع فوق سدرة المنتهى ورأى رجال مغيبا في ظل العرش‪ ,‬فقال من‬ ‫هذا‪ ,‬أملك؟ قال‪ :‬ال‪ ,‬قال‪ :‬أنبي؟ قال‪ :‬ال‪ ,‬قال من هذا؟ قال هذا رجل كان في الدنيا لسانه اليفتر عن ذكر اهلل‪,‬‬ ‫وقلبه معلق بالمساجد‪ ,‬ولم يستسب والديه قط‪ ,‬ولما رفع صلى اهلل عليه وسلم فوق سدرة المنتهى غشيته‬ ‫سحابة فيها من كل لون‪ ,‬فتأخر جبريل وزج به في النور‪ ,‬ويعبر عن تلك السحابة بالرفرف‪ ,‬وهو نظير المحفة‬ ‫عندنا‪ ,‬وروي أنه لما وقف جبريل قال له النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬في مثل هذا المقام يترك الخليل خليله؟‬ ‫فقال له‪ :‬إن تجاوزت مقامي احترقت بالنور‪ ,‬فقال النبي صلى اهلل عليه وسلم ياجبريل‪ :‬هل لك من حاجة إلى‬ ‫ربك؟ قال يامحمد‪ :‬سل ربك لي أن أبسط جناحي على الصراط ألمتك حتى يجوزوا‪ .‬قال عليه السالم‪ :‬ثم عرج‬ ‫بي حتى ظهرت بمستوى أي فيه أو عليه‪ ,‬والمستوى المكان العالي‪ ,‬حيث سمع صرير األقالم في تصاريف‬ ‫األقدار‪ ,‬أي صوت حركتها حال الكتابة‪ ,‬وفي رواية فخرقت سبعين ألف حجاب ليس فيها حجاب يشبه اآلخر‬ ‫غلظ كل حجاب خمسمائة عام‪ ,‬وانقطع عني حس‬ ‫كل ملك‪ ,‬فلحقني عند ذلك استيحاش‪ ,‬فإذا النداء من‬ ‫العلي األعلى‪ ,‬أذن ياخير البرية‪ ,‬أذن يامحمد‪ ,‬فأدناني‬ ‫ربي حتى كنت كما قال‪( :‬ثم دنى فتدلى فكان قاب‬ ‫قوسين أو أدنى)‪ ,‬فرآ ربه تعالى فخر النبي صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم ساجدا‪ ,‬وكلمه ربه عند ذلك فقال‬ ‫له يامحمد‪ :‬قال‪ :‬لبيك يارب‪ ,‬فقال سل؟ فقال‪ :‬إنك‬ ‫اتخذت إبراهيم خليال وأعطيته ملكا‪ ,‬وكلمت موسى‬ ‫تكليما‪ ,‬وأعطيت داوود ملكا عظيما وألنت له الحديد‬ ‫وسخرت له اإلنس والجن والشياطين وسخرت له‬ ‫الجبال‪ ,‬وأعطيت سليمان ملكا عظيما‪ ,‬فقال له اهلل‬ ‫تعالى‪ :‬قد اتخذتك حبيبا وأرسلتك للناس كافة بشيرا‬ ‫ونذيرا‪ ,‬وشرحت لك صدرك ووضعت عنك وزرك‬ ‫ورفعت لك ذكرك‪ ,‬ال أذكر إال ذكرت معي‪ ,‬وجعلت‬ ‫أمتك أمة وسطا‪ ,‬وجعلت أمتك التجوز لهم خطبة‬ ‫حتى يشهدوا أنك عبدي ورسولي‪ ,‬وجعلت من أمتك‬ ‫أقواما قلوبهم أناجيلهم‪ ,‬وجعلتك أول النبيئين خلقا‬ ‫وآخرهم بعثا وأولهم يقضى له‪ ,‬وأعطيتك سبعا من‬ ‫المثاني لم أعطها نبيا قبلك‪ ,‬وأعطيتك الكوثر‪ ..‬إلى‬ ‫أن قال‪ :‬وإني يوم خلقت السماوات واألرض فرضت‬ ‫عليك وعلى أمتك خمسين صالة فقم بها وأمتك‪,‬‬ ‫ولما كان صلى اهلل عليه وسلم في هذا المقام قال‬ ‫اهلل تعالى‪ :‬يامحمد‪ ,‬وأين حاجة جبريل؟ قال‪ :‬فقلت اللهم إنك أعلم يامحمد قد أجبته فيما سأل‪ ,‬ولكن لمن‬ ‫أحبك وصحبك‪ .‬ثم انجلت عنه تلك السحابة عند وصوله إلى سدرة المنتهى‪ ,‬وهو المحل الذي وقف فيه جبريل‪,‬‬ ‫فأخذ بيده جبريل فانصرف سريعا‪ ,‬فأتى على إبراهيم فلم يقل له شيئا‪ ,‬ثم أتى على موسى قال ونعم الصاحب‬ ‫لكم‪ ,‬فقال‪ :‬ما صنعت يامحمد؟ ما فرض ربك عليك وعلى أمتك؟ قال‪ :‬فرض علي وعلى أمتي خمسين صالة كل‬ ‫يوم وليلة‪ ،‬قال‪ :‬ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف عنك وعن أمتك‪ ,‬فإن أمتك ال تطيق ذلك‪ ,‬وإني واهلل قد جربت‬ ‫الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة على أدنى من هذا فضعفوا وتركوه‪ ,‬وأمتك أضعف أجسادا‬ ‫وأبدانا وأبصارا وأسماعا‪ ,‬فالتفت إلى جبريل يستشيره‪ ,‬فأشار إليه جبريل‪ ,‬أن نعم إن شئت‪ ,‬فرجع وقال‪ :‬رب‬ ‫خفف عني فوضع عنه خمسا‪ ,‬فلم يزل النبي صلى اهلل عليه وسلم يسأل التخفيف حتى قال اهلل تعالى‪ :‬يامحمد‪,‬‬ ‫قال لبيك وسعديك‪ ,‬قال‪ :‬هي خمس صلوات في كل يوم وليلة‪ ,‬بكل صالة عشر‪ ,‬فتلك خمسون صالة ال يبدل‬ ‫القول لدي وال ينسخ كتابي تخفيفا عنك‪ ,‬فلما رجع قال له موسى‪ :‬ارجع فاسأل ربك التخفيف‪ ,‬فإن أمتك ال تطيق‬ ‫ذلك‪ ,‬فقال‪ :‬قد راجعت ربي حتى استحييت منه ولكن أرضى وأسلم‪ ,‬فنادى مناد أمضيت فريضتي وخففت عن‬ ‫عبادي‪ ,‬فقال له جبريل اهبط باسم اهلل‪ .‬ثم انحدر صلى اهلل عليه وسلم‪ ,‬فقال ياجبريل‪ :‬مالي لم آت أهل سماء‬ ‫إال رحبوا بي وضحكوا إلى غير واحد سلمت عليه فرد علي السالم ورحب بي ودعا لي بخير ولم يضحك إلي؟ قال‪:‬‬ ‫ذلك مالك خازن النار‪ ,‬لم يضحك منذ خلق‪ ,‬ولو ضحك ألحد لضحك إليك‪ ,‬ثم وصل صلى اهلل عليه وسلم إلى‬ ‫مكة قبل الصبح‪ ,‬وكان مقدار غيبته عنها ثالث ساعات‪ .‬ثم أضحى يحدث الناس بما أنعم له عليه به في ليلته‪.‬‬

‫اجللو�س للطعام‪ ...‬حكمة علمية‬

‫حينما يتحدث الناس والعلماء في كتاباتهم عن اإلعجاز العلمي‬ ‫إنما يبحثون في كتاب اهلل عز وجل‪ ،‬وال شك أن القرآن الكريم معجزة‬ ‫خالدة تتألأل كل يوم بإيقاعاتها الروحية واالجتماعية والعلمية‬ ‫واإلدارية وغير ذلك‪ ،‬ولكن هناك كثير من الحكم العلمية فض ً‬ ‫ال عن‬ ‫الحياتية في هدي المصطفى عليه الصالة والسالم‪.‬‬ ‫سنتطرق في هذا الموضوع إلى اإلعجاز العلمي في هدي‬ ‫المصطفى عليه الصالة والسالم عن الجلسة التي كان صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم يجلسها لتناول الطعام‪ ،‬ونتعرف على حكم علمية يشيد‬ ‫بأهميتها أطباء اليوم‪.‬‬ ‫كان المصطفى صلى اهلل عليه وسلم في حال األكل يجلس‬ ‫جاثيا على ركبتيه أو ناصبا رجله اليمنى وجالسا على اليسرى‪ .‬وهذه‬ ‫أفضل وضعية لتناول الطعام؛ ألن األعضاء كلها تكون على وضعها‬ ‫الطبيعي التي خلقها اهلل تعالى‪ ،‬فوضعية الجلوس تساعد الطعام‬ ‫على الوصول إلى المعدة بطريقة بطيئة ولطيفة على جدرانها‪.‬‬ ‫وجد العلماء أن الوقوف يؤدي إلى تساقط الطعام بعنف إلى‬ ‫قعر المعدة ويصدمها‪ ،‬مما يؤدي إلى استرخاء عضالت المعدة‬

‫بقلم الدكتور‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫ويسبب عسر الهضم‪ .‬كما أن الوقوف مع الزمن قد يؤدي إلى‬ ‫حدوث تقرحات في المعدة والتي تكون غالبا في المناطق التي‬ ‫تكون عرضة لصدمات الطعام‪.‬‬ ‫من الناحية الطبية يتم تقسيم المعدة إلى ثالثة أقسام‪:‬‬ ‫الجزء العلوي أو قاع المعدة‪ ،‬وجسم المعدة‪ ،‬والجزء السفلي أو‬ ‫منطقة الغار البوابي‪ .‬وهذا ما نجده أيضا في الهدي النبوي حيث‬ ‫أن المصطفى عليه أفضل الصالة والتسليم قد جزأها في حديثه‬ ‫إلى أثالث ثالثة‪ ،‬فعن المقدام بن معد يكرب رضي اهلل عنه قال‪:‬‬ ‫سمعت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يقول‪( :‬ما مأل آدميٌ وعا ًء‬ ‫بحسب بن آدمَ أكالتٌ يُقِمنَ صُلبهُ فإن كان ال‬ ‫بطن‪،‬‬ ‫شراً من ِ‬ ‫ِ‬ ‫وث ُل ٌث لشرابهِ ُ‬ ‫فث ُل ٌث لطعامهِ ُ‬ ‫محالة ُ‬ ‫وث ُل ٌث لِنَ َف ِسهِ)‪.‬‬ ‫إن جزء المعدة العلوي (قاع المعدة) يحتوي عادة على الهواء‬ ‫والغاز‪ ،‬مما يؤدي إلى ضيق في التنفس‪ ،‬كما قد يؤدي إلى صعود‬ ‫الطعام للمريء‪ ،‬وهكذا يتبقى لنا ثلثان في المعدة تكفي للطعام‬ ‫والشراب فسبحان من ع ّلم رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬مـاي ‪2017‬‬

‫العدد ‪887‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬

‫‪2‬‬

‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫الذكرى الثانية لرحيل «زهرة المجالس»‬

‫أبريل ‪:‬‬

‫الدكتور عبد الهادي التازي‬

‫رغم قساوة الحياة وانشغال البال بمنغصات ظروف أثقلت‬ ‫الكاهل واعتصرت الفؤاد؛ فإنه اليجوز بأي حال من األحوال‬ ‫أن تنسينا كل هذه األهوال ذكرى فقيد عزيز عانقت روحنا‬ ‫روحه الطاهرة عناقا أزليا سرمديــا لن تمحوه سنوات‬ ‫شمسية والقمرية والحتى ضوئية‪.‬‬ ‫وبمناسبة حلول الذكــرى الثانية لوفاة‬ ‫محبنا وحبيبنا الدكتور عبد الهادي التازي‪،‬‬ ‫وتزكية لوشائج المحبــة الرابطــة بين‬ ‫مهجتينا‪ ،‬ارتأينا وبعد استتذان مؤسسة‬

‫عبدالهادي التازي التي لنا شرف االنتماء إليها كأحد أعضائها‬ ‫المتميزين ‪ -‬أن ننشرضمن هذا الركن وعبر سلسلة حلقات‪،‬‬ ‫ج��ردا شامال لمقاالت وثقها مرشدنا العزيز والتي سبق‬ ‫له نشرهاباستثناء بعض المخطوطات‪ ،‬في عدد من المنابر‬ ‫اإلعالمية‪،‬منذ مرحلة شبابــه حتى أواخرحياته‪،‬ليطلع‬ ‫القارئ الكريم على جانب مهم من اهتمامات‬ ‫شيخ المؤرخين المغاربة وزهرة المجالس المرحوم‬ ‫الدكتور عبد الهادي التازي أمطره اهلل بشآبيب‬ ‫رحمته وأسكنه فسيح جناته‪.‬‬

‫مقاالت و�إ�سهامات تبو�أت يف املنابر الإعالمية �أعلى الدرجات ـ ‪ 3‬ـ‬ ‫‪ - 101‬مهدية المولى إسماعيل ‪ ...‬ثالثة مهديات المغرب العربي‪.‬‬ ‫* مجلة(المغرب) لوزارة الخارجية‪ ،‬مايو ‪.1963‬‬ ‫‪ - 102‬أضواء على التاريخ ‪ :‬العالقات المغربية األمريكية‪.‬‬ ‫* مجلة (تطوان)‪.1963 ،‬‬ ‫*جريدة (العرب) البغدادية‪ 3 ،‬مارس ‪.1946‬‬ ‫* مجلة(المغرب) البغدادية‪ 3 ،‬مارس ‪.1964‬‬ ‫‪ - 103‬في ذكرى العيد الوطني‪ [ .‬استجواب]‪.‬‬ ‫*‪.Iraq Times, 4 March. 64‬‬ ‫‪ - 104‬تاريخ المغرب العربي في العصر الوسيط أو القسم الثالث من كتاب أعمال األعالم ‪...‬‬ ‫* جريدة (العرب) البغدادية‪ 21 ،‬يوليوز ‪.1964‬‬ ‫=» بتوقيع ‪ :‬أبو السعد»‪.‬‬ ‫‪« - 105‬اقتصاد الحبوب في المغرب» لعبد الخالق القباج‪.‬‬ ‫* جريدة (العرب) البغدادية‪ 28 ،‬يوليوز ‪.1964‬‬ ‫‪ - 106‬شمال العراق‪.‬‬ ‫* جريدة (الفجر)‪ ،‬ببغداد‪ 10 ،‬غشت ‪ .1946‬جريدة(كل شئ)‪ 13 ،‬غشت ‪.1964‬‬ ‫جريدة( المنار)‪ 19 ،‬غشت ‪( .1964‬جريدة الجمهورية) حوالي ‪ 19‬غشت ‪.1964‬‬ ‫‪ - 107‬رسالة وجواب حول تحقيق طرة على مخطوط ‪ :‬حوار مع عبد الكريم ابن الحسني رحمه اهلل‪.‬‬ ‫* مجلة (األقالم) البغدادية‪ ،‬أكتوبر ‪.1964‬‬ ‫‪ - 108‬دراسة عن الكتاب «تاريخ المن باإلمامة «‪ ،‬البن صاحب الصالة‪.‬‬ ‫* مجلة ( المجمع العلمي العراقي)‪ ،‬المجلد ‪( .1964 - 11‬راجع ‪.)545 – 544 – 542 – 457 – 112 :‬‬ ‫‪ - 109‬تحقيق « تاريخ المن باإلمامة» ‪ ،‬البن صاحب الصالة‪.‬‬ ‫* دار األندلس‪ ،‬طبعة أولى‪ ،‬بيروت ‪ .1964‬وزارة اإلعالم‪ ،‬بغداد ‪ ،1979‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‬ ‫‪.1987‬‬ ‫(راجع‪.)547-542-544-545 111- :‬‬ ‫‪ - 110‬مجلة (البحث العلمي) بالمغرب‪.‬‬ ‫* جريدة (بغداد)بالعراق ‪.1965‬‬ ‫= « بتوقيع ‪ :‬أبو سعد «‪.‬‬ ‫‪ - 111‬األطعمة المغربية مظهر لكياننا الوطني تجب المحافظة عليه‪.‬‬ ‫* مخطوط‪.1965 ،‬‬ ‫‪ - 112‬في ذكرى العيد الوطني‪.‬‬ ‫* جريدة (الفجر)‪ ،‬بغداد‪ 4 ،‬ماس ‪( .1965‬األنباء) المغرب‪ 20 ،‬مارس ‪.1965‬‬ ‫‪ - 113‬أميرة وسفيرة‪.‬‬ ‫* (األنباء) العراقية‪ 7،‬مارس ‪(،1965‬األنباء) المغرب‪ 22 - 21 ،‬مارس ‪.1965‬‬ ‫‪ - 114‬توأمة فاس والقيروان أقدم توأمة عرفها التاريخ‪.‬‬ ‫* مجلة (المغرب)‪ ،‬وزارة الممثل الشخصي لجاللة الملك‪ ،‬مايو‪ -‬يونيو ‪.1965‬‬ ‫‪ - 115‬من كتاب «األكسير في فكاك األسير»‪.‬‬ ‫* جريدة (البلد)‪ ،‬البغدادية‪ 8 ،‬نونبر ‪.1965‬‬ ‫‪ - 116‬نضال المغرب في شعر اليعقوبي‪.‬‬ ‫= «بتوقيع أبو السعد»‬ ‫‪ - 117‬في ذكرى العيد الوطني‪.‬‬ ‫* (العرب)‪ ،‬بغداد‪ 3 ،‬مارس ‪(.1966‬الفجر)‪ ،‬بغداد‪ 3 ،‬مارس ‪(.1966‬الثورة)‪ ،‬بغداد‪3 .‬مارس ‪.1966‬‬ ‫(الجمهورية)‪ ،‬بغداد‪ 3 ،‬مارس ‪( .1966‬األخبار)‪ 7 ،‬مارس ‪1966‬‬ ‫= «عرضت في التلفزة العراقية «‬ ‫‪ - 118‬في وداع العراق‪.‬‬ ‫* جريدة (العرب)‪ 10 ،‬مارس ‪.1966‬‬ ‫« جواب على توديع السيد عدنان الباججي»‬ ‫‪ - 119‬في وداع طلبة المغرب ببغداد‪.‬‬

‫* (الجمهورية)‪ 28 ،‬ماس ‪.1966‬‬ ‫‪ - 120‬العدد الماضي في الميزان‪.‬‬ ‫*(دعوة الحق)‪ ،‬المغرب‪ ،‬مايو ‪.1966‬‬ ‫‪ - 121‬العالقة المغربية اإليرانية‪.‬‬ ‫* الكتاب الرسمي الذي أصدرته وزارة األنباء بتاريخ ‪ 12‬يونيو ‪ .1966‬جريدة (األنباء)‪ .‬وصدر غفال عن‬ ‫التوقيع‪ .‬مجلة (المغرب) عدد ‪ – 9‬وهو العدد األخير منها‪ -‬بشهر يوليوز ‪ .1966‬مجلة (اإلخاء)‬ ‫اإليرانية‪ ،‬عدد ‪ 20‬محرم ‪ 1387/1‬أيار(مايو) ‪1967-‬‬ ‫‪ - 122‬من أداب الرسائل المعاصر بين طرابلس والرباط‪.‬‬ ‫* مجلة (الرواد) الطرابلسية‪ ،‬عدد‪ ،6‬السنة الرابعة‪ ،‬يوليوز ‪.1966‬‬ ‫‪ - 123‬الشيخ الشبيبي معلمة من معالم العراق‪.‬‬ ‫* مجلة (اللسان العربي)‪ ،‬عدد ‪ 4‬غشت ‪.1966‬‬ ‫‪ - 124‬نحو تاريخ هجري موحد [في حلقتين مطولتين]‪.‬‬ ‫* (دعوة الحق)‪ ،‬دجنبر ‪ ،1966‬يناير ‪.1967‬‬ ‫‪ - 125‬من مميزات الدبلوماسية المغربية على عهد العلويين‪.‬‬ ‫*(مجلة اإلذاعة والتلفزة المغربية)‪ ،‬مارس ‪ .1967‬مجلة (المغرب الكبير)‪ ،‬عدد ‪.1970 5-‬‬ ‫‪ - 126‬ثمانية لقاءات مع المغفور له محمد الخامس [عن مخطوطته « رحلة في عمر»]‪.‬‬ ‫*(دعوة الحق)‪ ،‬مارس ‪.1967‬‬ ‫‪ - 127‬دفنا الماضي‪.‬‬ ‫*(دعوة الحق)‪ ،‬مارس ‪(.1967‬العلم)‪ 29 ،‬أبريل ‪ .1967‬نشرت ضمن كتاب مستقل بعنوان « دراسة‬ ‫تحليلية نقدية»مطبعة الرسالة – الرباط‪.1980 ،‬‬ ‫‪ - 128‬العالقات المغربية الروسية‪.‬‬ ‫* مجلة (البحث العلمي)‪ ،‬عدد ‪ ،12-11‬مايو – ‪ ،1967‬عدد ‪ ،24‬يناير‪ -‬أبريل ‪.1975‬‬ ‫= في األصل ندوة تلفزيونية بالمغرب نقلت مساء ‪ 28‬أكتوبر ‪.1966‬‬ ‫‪ - 129‬شعراء اليمن المعاصرون لهالل ناجي‪.‬‬ ‫* (دعوة الحق)‪ ،‬يونيو ‪ « =.1967‬بتوقيع ‪ :‬أبو سعد»‪.‬‬ ‫محاضرة ‪ 20‬مايو ‪ 1967‬طبعت على حدا‪.‬‬ ‫‪ - 130‬معرض لتاريخ المغرب الدبلوماسي يمناسبة ‪ 17‬يونيو ‪.1967‬‬ ‫*(مجلة المعرفة) عدد ‪ 371-‬دجنبر ‪.1967‬‬ ‫‪MOROCCAN – AMERICAN RELATIONS. - 131‬‬ ‫*‪.Ministry Of Information, impo Fedala (Maroc) 1967‬‬ ‫‪ - 132‬جولة في تاريخ المغرب الدبلوماسي‪( .‬محاضرة ألقيت مساء السبت ‪ 20‬مايه ‪ 1987‬ثم طبعت‬ ‫على جدول بوزارة الشبيبة والرياضة)‪.‬‬ ‫*مطبعة فضالة‪.1967 ،‬‬ ‫‪ - 133‬جائزة المغرب على كتابك حول القرويين‪.‬‬ ‫‪ - 134‬نضال السلطان موالي يوسف من أجل حق المغرب الدبلوماسي‪.‬‬ ‫* مجلة (اللقاء) المغربية‪ ،‬عدد ‪ – 11‬مارس ‪.1969‬‬ ‫‪ - 134‬مراسيم تقديم أوراق اإلعتماد في القصور الملكية على عهد اإلمبراطور السلطان موالي‬ ‫إسماعيل‪.‬‬ ‫*(دعوة الحق)‪ ،‬مارس ‪.1969‬‬ ‫‪ - 135‬حديث الملك الحسن الثاني في المشرق‪.‬‬ ‫*(مجلة (اللقاء)‪ /15 – 14 ،‬يونيو – يوليوز ‪.1969‬‬ ‫‪ - 136‬سفارات النبي العربي إلى بالد الفرس والروم وغيرهما‪.‬‬ ‫(دعوة الحق)‪ ،‬يونيو ‪.1969‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪887‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)790‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬مـاي ‪2017‬‬

‫“خرائط تمشي في رأسي”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬ ‫يشكل أدب الرحلة منجما ال ينضب الستنطاق الشواهد ولتخليد الوقائع‬ ‫متنقال بين دروب وشعاب األرض والحياة‪ ،‬فيما هي بدورها كانت تنقل خطوها‬ ‫والستثمار التمثالت‪ ،‬ثم إلطالق عنان فعل التخييل قصد ارتياد الفضاءات‬ ‫وتحرث في عقلي ووجداني‪.”...‬‬ ‫الرحبة والالمتناهية للكتابة األدبية‪ ،‬بعمقها اإلنساني الوجودي وبملمحها‬ ‫هي كتابة عاشقة لخصوبة المكان ولطراوة الفضاء ولمباهج الوجوه‪،‬‬ ‫الوجودي اإلبداعي المتجدد‪ .‬وإذا كان مجال النقد األدبي قد انفتح على عطاء‬ ‫استطاع أحمد المديني استلهام قيمها في كتابة إبداعية منتشية بحميمياتها‬ ‫أدب الرحلة‪ ،‬بالتصنيف وبالتشريح وبالتقييم وبالصقل‪ ،‬فإن انفتاح مناهج‬ ‫وبفردانياتها الخالقة والمنتجة للنصوص و”لالستعارات التي نحيا بها”‪.‬‬ ‫البحث التاريخي التخصصي‪ ،‬على هذا المجال‪ ،‬يظل أمرا حديثا ومرتبطا‬ ‫ولالقتراب من سقف هذا النمط التدويني المتميز‪ ،‬نقترح االستدالل ببعض ما‬ ‫بالطفرات العميقة التي حملتها صنعة كتابة التاريخ من خالل بداية توجهها‬ ‫كتبه المبدع المديني عن عوالم مدينة أصيال األخاذة وعن فتنة الجمال داخل‬ ‫لالشتغال على عطاء تاريخ الذهنيات الفردية والجماعية‪ ،‬وعلى نظيمة التراث‬ ‫فضاءاتها ومعالمها المادية والرمزية‪ ،‬ففي ذلك اختزال ألفق إنتاج متون الحكي‬ ‫الرمزي غير المدون‪ ،‬ثم على حصيلة التمثالت الجماعية التي يبلورها الكاتب‬ ‫السفاري ولدهشة التلقي داخل “جراب المسافر” التي راكمها أحمد المديني عبر‬ ‫تجاه فضاءات رحالته ومشاهداته ولقاءاته‪.‬‬ ‫حصيلة منجزه مع هذا النمط من الكتابة ومن السرد‪.‬‬ ‫وغني عن التذكير أن عين الرحالة تكتسي قيمة كبرى في التقاط‬ ‫ففي تبريره ألسباب اختياره الكتابة عن عوالم أصيال‪ ،‬يقول في كلمته‬ ‫تفاصيل وجزئيات قد ال تلتفت لها عين الساكنة المحلية‪ ،‬بالنظر النتظامها‬ ‫التقديمية‪“ :‬انطباعي مادته لقطات من معاينات لمشاهد وأوضاع بشرية‬ ‫في إطار السلوك االعتيادي اليومي للفرد وللجماعة‪ .‬فهي مسلكيات روتينية‬ ‫وحياتية عابرة في بلدة مغربية هي مصطاف ومنتدى ثقافي مفتوح‪ ،‬عدت‬ ‫قد ال تستحق أي اهتمام بالتوثيق أو بالتدوين‪ ،‬لكنها –في المقابل‪ -‬تظل‬ ‫شهرتها حدود المغرب‪ ،‬وصارت ملتقى أعالم ونخب فنية وأدبية وعلمية من‬ ‫مثار اهتمام الرحالة الزائر‪ ،‬الباحث عن البعد “الغرائبي” المستجيب لنهم‬ ‫كل اآلفاق‪ .‬إنها‪ :‬أصيلة‪ .‬أعلم أنها تحتاج إلى أكثر من مؤلف‪ ،‬وكل من زارها‬ ‫الذات في البحث عن عناصر الفرادة والتميز داخل الفضاء العام المشترك‪،‬‬ ‫تغمره بوداعتها وسكينتها فيخطط كيف يرد دينه تجاهها بكلمات أو صور‪ ،‬أو‬ ‫وعلى وجوه الناس‪ ،‬وداخل أنساق بنى التفكير الجماعية والموروثات الرمزية‬ ‫نوتات‪ ،‬بيد أن إعجاز بهائها يعجز أمامه أي قول أو قالب أو نبرات‪ ،‬لتبقى حنينا‬ ‫الفريدة والمخصوصة في زمانها وفي مكانها‪ .‬فما يعتبر أمرا اعتياديا ونمطيا‬ ‫وحسرة ذكريات‪ .‬فاحتلت عليها‪ ،‬ومن عهدها المجيد‪ ،‬وزمنها المديد‪ ،‬اقتنصت‬ ‫في موقف الساكنة المحلية‪ ،‬قد ال يكون كذلك في نظر الرحالة‪ ،‬بل وقد‬ ‫لحظات‪ ،‬هي من الواقع حتما عينا‪ ،‬فإن الخيال لعب فيها أدوارا‪ ...،‬سأقول إنها‬ ‫يحمل من عناصر الجدة والتميز والفردانيات ما يجعله محورا للتأمل وللتشريح‬ ‫لعبة أخرى لكتابتي وألجلها‪( ”...‬ص‪.)7 .‬‬ ‫وللتفكيك ولالستثمار الجمالي واإلبداعي والفني داخل أنساق الكتابة األدبية‬ ‫ ولالقتراب من عوالم أصيال داخل مغارات أحمد المديني ومحكياته‪،‬‬ ‫التخييلية من جهة أولى‪ ،‬ثم داخل مراقي الكتابة التاريخية التخصصية‬ ‫نقترح مقتطفات من باب “يوميات أصيلة”‪ ،‬حيث يقول المؤلف‪“ :‬وصلت إلى‬ ‫المنشغلة بالقبض على التفاصيل وعلى الوقائع وعلى الجزئيات من جهة‬ ‫أصيلة ‪ ،‬المغربية (‪ 40‬كلم جنوب غربي مدينة طنجة) كما اعتدت غالبا‪ ،‬خالل‬ ‫ثانية‪.‬‬ ‫شهر غشت من كل عام‪ ...‬وعند مدخل ساحة الحسن الثاني ظهر لي خاي‬ ‫واعتبارا لهذه األرضية الموجهة‪ ،‬يبدو أن االحتفاء بكتاب “خرائط تمشي‬ ‫المهدي عابرا كالسهم ليلحق موعدا مع بيسوا‪ ،‬هو الشاعر المهدي أخريف‪،‬‬ ‫في رأسي” لألستاذ أحمد المديني‪ ،‬الصادر سنة ‪ ،2016‬في ما مجموعه ‪325‬‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫استوقفته وتعانقنا أشوق ما يكون‪ ،‬سألته توا عن الشيخ عبد الكريم البسيري‪ ،‬ال معنى‬ ‫من الصفحات ذات الحجم المتوسط‪ ،‬يستجيب لمطلب هذا األفق في احتفاء الذات بمرئياتها‬ ‫وبسفرياتها‪ ،‬في إطار رؤى نسقية تنظيرية لمرامي فعل السفر‪ ،‬بشكل يتجاوز صور الكليشيهات السياحية للمكان بدونه هنا وال الزمان‪ ،‬فطمأنني‪ ،‬وافترقنا على موعد قريب لجلسة سينادمنا فيها الحاج إدمون‬ ‫االنطباعية‪ ،‬إلى مستوى التأصيل للقيم الثقافية وألنماط المثاقفة والغيرية وسبل قراءة الواقع اآلخر‪ .‬عمران المليح‪ ،‬إما حاضرا أو نستحضر روحه‪ ،‬كأنه من الجان‪ .‬قرب ضريح سيدي العربي غيالن التقيت‬ ‫وقد لخص أحمد المديني السمات العامة لنمطه التدويني المؤطر لهذا العمل‪ ،‬في كلمته التصديرية‪ ،‬بالرجل‪ ...‬ولجنا المدينة القديمة من باب حومر وصرنا خلف األسوار‪ ،‬نجوب األزقة‪ ،‬ونتطلع إلى السماء من‬ ‫عندما قال‪ “ :‬هذا كتاب جديد من جنس ما سبق أن أصدرنا من رحالت قمنا بها إلى بلدان عربية وأجنبية‪ .‬الشقوق المفتوحة فوقنا لنرى أزقة سماوية زرقاء‪ ،‬فإن خفضنا أبصارنا سلبتنا عيون لوزية وخضراء وشهالء‪،‬‬ ‫وهو منسوج على منوال نصوص تستثمر أدوات ومقتضيات الكتابة السردية وبعض جمالياتها‪ ،‬فترتبط مشينا طويال‪ .‬دليال لرفيق الدرب العربي صرت‪ ،‬أعين له األماكن وأدقق التواريخ‪ ،‬وهو معني‪ ،‬منبهر تارة‪،‬‬ ‫عضويا بالكتابة األدبية وأزيد‪ .‬كتاب يصلك بحياة خصوصية متفاعلة مع تجربة وجود إنسانية تمثل شارد‪ ،‬قلق‪ ،‬أراه‪ ،‬تارة أخرى‪( ”...‬ص ص‪.)141-145 .‬‬ ‫هذه عوالم أصيال الفاتنة‪ ،‬وهذه رؤى أحمد المديني المبدعة‪ .‬هي عوالم للتأمل ولالستثمار التخييلي‬ ‫الرحلة مضمارها وتأتي مكونا أساسا لها‪ ،‬من ناحية‪ ،‬وتتجسد فيها الرحلة –باالنتقال في المكان والزمان‪-‬‬ ‫وثيقة عيانية‪ ،‬وصفية واقعية‪ ،‬عامرة بالخبرة‪ ،‬وحبلى بالدالالت‪ ،‬ومسكوبة في حديث الوجدان‪ ،‬برج رصد قصد إنتاج نصوص على نصوص‪ ،‬داخل متاهات الحكي ومتعة السرد المستثمر لدهشة التلقي ولفتنة‬ ‫ومنارة عالمات‪ ،‬من ناحية ثانية‪ .‬هي خرائط بمثابة جغرافيا مشيت فيها بقدر ما أنطقت وكلمت بشريتها‪ ،‬المتخيل ولسحر المكان‪.‬‬

‫رحلة أثرية‪...‬‬ ‫‬‫‪...‬في أوَّل لقاء لنا ‪ ،‬نحن الزُوار لموْقع “مْزورَه‬ ‫“ األثري ‪ ،‬بمناسبة اليوم العالمي للتراث واآلثار‬ ‫(‪ .)2017/4/18‬ولمقام معروف أيضا بالوَتَد ‪.‬‬ ‫بمدْشر “ مْ��زورَه “ ‪َّ ،‬‬ ‫حط الرِّجال الرحال ‪ ،‬على‬ ‫مَقرُبة من أربعاء عيَّاشة بإقليم العرائش ‪ .‬كان‬ ‫الوفد قد أخذ فكرة استباقية عن هذه اآلثار على‬ ‫لسان أحد أبناء البلد البررة ‪ .‬وهو الذي وعشيرته‬ ‫أحسنوا ضيافتنا ‪ .‬وإذا بنا بفضاء مدْشر صغير‬ ‫تحت سماء زرقاء نستنشق هواءاً نقياً ‪ .‬به مسجدُ‬ ‫ومدرسة وأهل الديّار بمرافقهم الحيوية‪ .‬تبششتْ‬ ‫أسارير مُحيّا الرجال وسُرُّوا لرؤيتنا ‪ .‬اسْتُقبلنا‬ ‫بريح طيِّبة من أهالي ‪ ،‬طيِّبي المَعشر‪ ،‬و من‬ ‫ساكنة ديار نظيفة ‪ِّ .‬‬ ‫لكل منها فناء واسع تحُفهُ‬ ‫أشجار ونباتات ‪ ،‬تُطربُ على عُروشها الطيور‬ ‫وتتراقص على مِزْهريَتها القطط األليفة‪.‬‬ ‫أسِّستْ على شكل بيوت أندلسية التي أنْشئتْ‬ ‫على أراضي سقوية غزيرة المياه ‪ ،‬أنْبتتْ من كل‬ ‫زوْج بهيج ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫دُعيَ الوَفد لوجبة الفطور القروي الصحي‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫لِيُبل َل ريقنا بعسل شهد ‪ ،‬يسبح فيه رغيف ‪،‬‬ ‫تُحاكيه الزبادي وهي تتألأل فوق طشْتٍ ‪ ،‬تدعو‬ ‫ُ‬ ‫ينبعث منها بخار عِطر ‪.‬‬ ‫األنامل لِ ُلقيْماتِ خبز ‪،‬‬ ‫وإننا لنجدُ ريحه الطازجة الطيبة على باب المنزل‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫تحمل خِفة كؤوس‬ ‫مِنضداتٌ دائرية خشبية‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ويتغزَّل فيه بيضُ بخدود قرَوية ‪ .‬مِسكُ الوجبة عند‬ ‫وزيتزن ‪،‬‬ ‫الشاي المُنعنع ‪ ،‬يُداعبهُ زيتٌ‬ ‫يُقدَمُ للضيف بكرم حاتميّ‬ ‫أهل البادية ‪ ،‬لبنٌ خالصٌ يُستحلبُ من ضرْع البقرة الحلوب ‪َّ ،‬‬ ‫وبأريحية ‪.‬‬ ‫انتقل الوفد للموْقع الذي شكلتْ صفاته ‪ ،‬وهي ضارب ٌة في القدم عند بنائه منذ حواليْ‬ ‫‪1600‬سنة قبل الميالد ‪ .‬هو موْقع مُسيَّجٌ بسور له بابٌ مُغلقٌ ‪ ،‬فإذا بسيدة تُحرِّرُهُ من‬ ‫أصفاده ‪ .‬الموقع األثريُ شبه دائري ‪ ،‬ذو مساحة من ‪54‬مترا من جهة الشرق و‪58‬مترا من‬ ‫ناحية الغرب ‪ .‬والآلفت للعيان عن بعد ‪ ،‬مِسلتان يبلغ علوِّ أحدِهما حواليْ أربعة أمتار ‪ ،‬وهي‬

‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫شاهقة وشاهدة على نوع من اإلب��داع ألناسيَ‬ ‫عصر حجريَة َّ‬ ‫ولى ‪.‬‬ ‫أضحى الوفد في عقر شبه دائرة كانتْ بها‬ ‫‪ 167‬مِسلةٍ ‪ ،‬نحتتها أيادي فناني زمانهم على‬ ‫صخور أعمدة ضخمة ‪َ ،‬‬ ‫أكل الدَّهر عليها وشرب‪.‬‬ ‫على ِّ‬ ‫كل رُكن من موقع اآلث��ار يتوَقفُ الوفدُ‬ ‫سائ ً‬ ‫ال ابْنَ البلد ‪ ،‬الذي يبادر على الفور بسالح‬ ‫األجوبة الضافية لمطالبنا الفضولية ولحبِّ‬ ‫االستطالع‪ ،‬محاولين الفهم ونقل الفكر ‪ .‬من أجل‬ ‫االطالع على ِّ‬ ‫كل ما هو أثري ‪ ،‬كانت اإلرشادية‬ ‫تذكرنا ب” الميكاليتيكية “ الشبيهة بهذه المآثر‬ ‫الموْجودة بالبرتغال وبجنوب إسبانيا ‪ ،‬وهي صخور‬ ‫كبرى تحيط بالموْقع “ميكاليكتيك “ من نوع “‬ ‫كروميليش “ أيْ تاج صخري ‪ ،‬من أواخر العصر‬ ‫الحجري أو أوائل عصر البرونز – ما بين السنوات‬ ‫‪ 3000‬و‪1000‬قبل الميالد ‪ -‬هذه المواقع التي‬ ‫يوجد أشهرها بجنوب غرب إنجلترا ‪ ،‬وتُعرَف باسم‬ ‫“ سلونهينج “ وقد فسرها علماء اآلثار بمفاهيم‬ ‫متعدِّدة وهي تشكل حفريات علمية ‪.‬‬ ‫‪ - 1‬مركز ديني ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬مركز للتقويم الشمسي وتحديد االعتدال‬ ‫الصيفي والشتوي ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬معبد أو ٌّ‬ ‫تل مدفني “توميليس “ ‪.‬‬ ‫وقد امتدَّت أهمية هذا الموقع آلالف السنون التي عمَّرَتْ أزمنة الزمان ‪ ،‬رغم اندثار‬ ‫أغلبيتها بفعل عوامل التعرية الطبيعية ‪ .‬قيمتها كذلك راجعة للمهارات الدقيقة ألشكالها‬ ‫الهندسية ‪ ،‬وقد صاغتها أنامل بآليات حجرية إلبداعها ‪ .‬وقد أدرك الوفد أيضا ‪ ،‬حجم القيمة‬ ‫األثرية التي أجمعتْ المصادر التاريخية على ثرائها ‪ .‬ثمَّ انتهت رحلة الوفد بحاضرة “‬ ‫الليكسوس “ السياسية والتجارية واالقتصادية ‪ ،‬وما صاحبها من أساطير ميتافيزيقية ‪ ،‬فنيقية‬ ‫وقرطاجينية ورومانية ‪ ،‬إلى مقر سكنى أمير إدريسي‪...‬كان مندوب الثقافة مشكورا وعلى وعي‬ ‫تام من معلومات مُيسرَة في تركيب الصوَر ومُلمّاً بالصنعة القصصية ‪...‬‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬مـاي ‪2017‬‬

‫العدد ‪887‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)357‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫من م�آ�سي املجتمع ‪:‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫سكان حي سوق البقر‪:‬‬

‫«اللهم إن هذا منكر!؟»‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫الزال سكان حي سوق البقر بطريق «اب��ن باجة» وطريق «سيدي اعمار»‬ ‫يستنكرون اإلجراءات واألشغال المتمثلة في شروع شركة لالتصاالت في بناء محطة‬ ‫إلرسال الموجات الكهرومغناطيسية الخلوية‪ ،‬ذات الضغط العالي فوق الرصيف‬ ‫العمومي‪ ،‬لمستشفى الدوق دي طوفار‪ ،‬غيربعيد عن المنازل وعن هذه المنطقة‬ ‫اآلهلة بالسكان‪ ،‬هذا بغض النظرعن محطتين‪ ،‬سبق إحداثهما‪ ،‬بكل من طريق‬ ‫«سيدي اعمار» و «سيدي البخاري» أي أن السكان أصبحوا مضايقين بهذه المحطات‪،‬‬ ‫ذات الموجات الكهرومغناطيسية‪ ،‬وخاصة منها تلك المنتجة للسرعة العالية لالتصال‬ ‫عبر «االنترنت»‪ ،‬في الوقت الذي تواصل الشركة تحركاتها على قدم وساق‪ ،‬من أجل‬ ‫تثبيت محطة أخرى‪ ،‬ضدا على إرادة السكان‪ ،‬وراحتهم النفسية‪ ،‬وصحتهم البدنية‪،‬‬ ‫بالنظرإلى دراسات علمية حديثة‪ ،‬تثبت من حين آلخر إمكانية تأثيرهذه المحطات‬ ‫على صحة اإلنسان‪ ،‬وبالتالي تسببها في أمراض خطيرة وفتاكة به‪ ،‬عكس مبررات‬ ‫واهية‪ ،‬قد تتضمنها ـ في غالب األحيان ـ تقارير لجن تضم ممثلين عن شركات وعن‬ ‫جهات مسؤولة‪ ،‬باإلضافة إلى جهات مختصة في المجال‪ ،‬تصب دائما في مصلحة‬ ‫إحداث المشروع والشروع في اإلنتاج‪ ،‬وبالتالي مراكمة األرباح التي يُنظر إليها‪،‬‬ ‫باعتبارها فوق كل اعتبار‪ ،‬ثم فليذهب المواطنون إلى الجحيم !‬ ‫ولإلشارة‪ ،‬وحسب معلومات‪ ،‬استسقيناها من المتضررين‪ ،‬فإن المجلس الحضري‬ ‫لطنجة عازم‪ ،‬هذه األيام‪ ،‬على منح الضوء األخضر‪ ،‬ضدا على استنكارهم‪ ،‬وذلك من‬ ‫أجل إحداث المحطة الثالثة‪ ،‬بنفس المنطقة‪ ،‬المحاصرة بالمحطات‪ ،‬ذات الموجات‬ ‫الكهرومغناطيسية‪ ،‬رغم أن هؤالء المتضررين كانوا وجهوا نسخا من شكايتهم إلى‬ ‫العديد من المسؤولين بطنجة‪ ،‬منهم قائد الملحقة اإلدارية ‪ 6‬ووالي جهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة ومندوب وزارة الصحة بطنجة‪ ،‬تتوفر الجريدة على نسخة منها‪،‬‬ ‫يستنكرون من خاللها شروع شركة لالتصاالت في بناء محطة إلرسال الموجات‬ ‫الكهرومغناطيسية الخلوية‪ ،‬ذات الضغط المرتفع‪ ،‬بين منازلهم‪ ،‬دون أي استجابة‬ ‫منهم‪ ،‬وكأن المتضررين ليسوا آدميين‪ ،‬يحسون ويتألمون ويقلقون‪ ،‬أوليست لهم‬ ‫كرامة‪ ،‬أو اعتبارما !‬ ‫ويلتمس السكان المتضررون‪ ،‬جراء مثل هذه المشاريع المزعجة‪ ،‬من كل‬ ‫مسؤول ذي ضمير حي بهذه المدينة‪ ،‬النظرفي تظلمهم‪ ،‬داعين إياه إلى أن يضع‬ ‫نفسه مكانهم‪ ،‬حيث تحاصرهم من كل جانب محطات‪ ،‬ذات موجات مغناطيسية‪ ،‬قيل‬ ‫بشأنها الكثيرمن األمورالمزعجة ‪.‬‬

‫م‪ .‬إمغران‬

‫المصور عبد الحبيب أشمال يتعرض‬ ‫للعنف وإتالف معدات عمله‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫توصلت الجريدة بشكاية من المصور عبد الحبيب أشمال موجهة إلى رئيس المحكمة‬ ‫االبتدائية بتطوان ضد المسمى محمد بخات‪ ،‬يلتمس فيها قبول شكايته المتعلقة بتهجم‬ ‫هذا األخير عليه في محله التجاري الواقع بجبل الحبيب‪ ،‬والشروع في تكسير معدات عمله‬ ‫قدرت قيمتها ب ‪ 25‬ألف درهم‪ ،‬مما تسبب في أضرار مادية وذاتيه‪ .‬ملتمسا من رئيس‬ ‫المحكمة قبول شكايته‪ ،‬والتدخل من أجل ما يراه مناسبا‪ ،‬ومتابعة المشتكى به في األفعال‬ ‫المنسوبة إليه‪ ،‬واتخاذ اإلجراءات الالزمة طبقا للقانون لردعه‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬

‫لجميع إعالناتكم‬ ‫اإلشهارية واإلدارية‬ ‫يف جريدة‬

‫االتصال على الرقم ‪0539943008‬‬

‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪357‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 887‬ـ الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬ماي ‪2017‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫تعرض‬

‫الالعب السنغالي التحاد طنجة تيون أوساينو‪ ،‬في مباراة الفريق‬ ‫بخريبكة لمضايقات عنصرية من قبل فئة محسوبة على الجمهور‬ ‫الخريبكي بترديد هتافات عنصرية غريبة عن مالعبنا وقيم بالدنا‪ ،‬أدت إلى انفعال‬ ‫الالعب بطريقة هستيرية‪ ،‬وحاول مغادرة أرضية الملعب‪ ،‬ولم يسبق ألي العب أجنبي‬ ‫أن تعرض لمثل هذا التصرف العنصري الدخيل على مالعبنا الوطنية‪ .‬لذا وجب على‬ ‫كل الفاعلين في الشأن الرياضي الوقوف في وجه مثل هذا السلوك و الممارسات‬ ‫المسيئة لكرة القدم المغربية والمغرب ككل‪ .‬وعلى جامعة فوزي لقجع اتخاذ اإلجراءات‬ ‫الالزمة والخروج برد فعل قوي الجتثاث مثل هذه التصرفات حتى ال تتكرر بمالعبنا‬ ‫الرياضية‪ .‬سيما ان االتحاد الدولي لكرة القدم صارم وواضح في مثل هذه السلوك‬ ‫الخبيثة‪ .‬ونأمل ان تكون الجامعة في المستوى وتتدخل لما فيه الصالح العام لكرة‬ ‫القدم المغربية‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫تاريخ كرة القدم‬

‫(‪)1‬‬

‫ليس من الغريب أن تحظى كرة القدم في أيامنا هذه باهتمام‬ ‫أكبر إعالميا وسياسيا وقضائيا‪ ،‬إذ ليس هناك رياضة أكثر شعبية‬ ‫في العالم من كرة القدم‪ ،‬الرياضة التي تنتشر في كل المجتمعات‬ ‫باختالف ثقافاتهم وأعراقهم‪ ،‬وتجذب إليها باستمرار مئات‬ ‫الماليين من الجماهير العاشقة‪ .‬بل إن لعبة كرة القدم أضحت أحد‬ ‫القطاعات االقتصادية المهمة في العالم‪ ،‬والتي تقدر تعامالتها‬ ‫ً‬ ‫نفوذا‬ ‫المالية بماليين الدوالرات‪ ،‬ناهيك عن أنها رياضة تملك‬ ‫عميقا سياسيّا ونفسيّا ومجتمعيّا في نفوس شعوب المعمورة‪.‬‬ ‫فكيف إذن تطورت كرة القدم عبر التاريخ إلى أن وصلت إلى ما‬ ‫هي عليه اآلن؟‬ ‫جذورها ترجع إلى الحضارات القديمة‬ ‫تعود أصول رياضة كرة القدم إلى حضارات قديمة عاشت خالل‬ ‫اً‬ ‫أشكال أولية لهذه الرياضة‪ ،‬حيث‬ ‫‪ 2500‬سنة قبل الميالد ومارست‬ ‫كان الصينيون القدامى يمارسون اً‬ ‫شكل يسمونه “تسوشو”‪ ،‬كانوا‬ ‫يركلون كرة جلدية مملوءة بالريش والشعر عبر فتحة صغيرة‪،‬‬ ‫فكان يجب تسديدها إلى داخل شبكة مثبتة على قصبات طويلة‬ ‫من الخيزران‪ ،‬وعلى الالعب أن يدافع عن نفسه بجسده أمام‬ ‫الخصم‪ .‬أما اليابانيون فقد عرفوا لعبة يسمونها “كيرامي”‪ ،‬كان‬ ‫الالعبون ينتظمون في شكل دائرة ويمررون الكرة فيما بينهم‬ ‫داخل مساحة صغيرة للحيلولة دون أن تلمس األرض‪ ،‬كما كانت‬ ‫تعرف الحضارة اليونانية لعبة “إييسكيروس”‪ ،‬وهذه األخيرة تُلعب‬ ‫بكرة صغيرة بين فريقين على ملعب مستطيل مبين بخطوط‬ ‫حدودية وخط أوسط‪ ،‬وكان الهدف هو إيصال الكرة إلى ما وراء‬ ‫خطوط حدود الخصم عن طريق تقاذفها بين الالعبين‪ ،‬بواسطة‬ ‫جميع السبل والحيل‪ .‬وبشكل عام كان اإلنسان القديم يستمتع‬ ‫بركل أي شيء يشبه كرة حجرًا كان أم جلدًا أم رأس بشر‪ ،‬إال أنه‬ ‫لم يعرف قواعد معينة أو انتظام على شكل مجموعات‪.‬‬

‫أسامة غريب‪...‬‬ ‫«عميد احتاد طنجة لكرة القدم»‬

‫• بحكم عالقتك الوطيدة ببنشيخة‪ ،‬هل تأثرت‬ ‫برحيله عن الفريق‪ ،‬وهل اإلقصاء من كاس‬ ‫الكونفدارلية سبب حقيقي عجل بإقالته؟‬ ‫• • أكيد انني متأثر جدا برحيل عبد الحق بنشيخة‬ ‫عن الفريق‪ ،‬اعتبره بمثابة األب‪ ،‬تربطني به عالقة‬ ‫كبيرة وقوية‪ ،‬عالقة شبه أسرية تتجاوز عالقة الالعب‬ ‫بمدربه‪ .‬فخور جدا بالتدريب تحت إمرته بفريق مدينتي‪،‬‬ ‫طنجة لما يناهز موسمين‪ .‬وتحقيق نتائج أكثر من‬ ‫رائعة‪ .‬كما هو الشأن للمرحلة التي خضتها‬ ‫معه بفريق الدفاع الحسني الجديدي‪،‬‬ ‫قدمت له يد العــون في طنجة‪.‬‬ ‫عالقتي به على أحسن ما يرام‬ ‫وستستمـر كما هي أو أكثر‪.‬‬ ‫وبالنسبة لربــط اإلقصاء‬ ‫من كاس الكونفدارلية‬ ‫بإقالة بنشيخة‪ ،‬ال أظن‬ ‫ان اإلقصــاء سبــب‬ ‫إقالة المدرب عبــد‬ ‫الحـــق بنشيخة‪،‬‬ ‫لكن ربما تكون‬ ‫هنـــاك أمــــور‬ ‫أخـــــــرى‪ ،‬ألن‬ ‫الفريــق حقــــق‬ ‫أكبر من طموحه‬ ‫في ظــرف وجيــز‪ .‬تحقيـــق‬ ‫أول مشاركة في تاريــخ الفريق في‬ ‫المنافسات القارية‪ ،‬وهو إنجاز كبير‬ ‫في حد ذاتــه‪ .‬لكنني لن أجزم على‬ ‫أسباب رحيل المدرب ألنني ال أعرف‬ ‫ما يحمله العقد الذي يربطه بالفريق‬ ‫وال عقدة األهداف‪.‬‬ ‫• كالعـب‪ ،‬كيــف استقبلت‬ ‫اإلقصــاء ومــــن يتحمـــل‬ ‫المسؤوليــة في نظــرك‪ .‬وأال‬ ‫تعتقد أن إقالــة المـدرب في‬ ‫الظرف الراهن قرار متسرع قد‬ ‫يضر بمستقبله ؟‬ ‫• • اإلقصــــاء مـــن كــــأس‬ ‫الكونفدالالية اإلفريقية وفي الدور‬ ‫الثالث أعتبره أمرا عاديا‪ ،‬ألننا لعبنا‬ ‫ضد فريـق كبيـــر و متمــرس في‬ ‫إفريقيا‪ ،‬كانت لنا حظوظ للمرور‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫لدور المجموعات لكن الظروف لم تشاء لنا‪ ،‬ونتحمل‬ ‫كالعبين قسطا وافرا من المسؤولية في اإلقصاء‪،‬‬ ‫تخاذلنا ولم نكن في المستوى‪ .‬سيما اننا سجلنا‬ ‫هدفين وكانت جميع األمر في يدنا‪ .‬لألسف‬ ‫توقف الحلم‪ .‬أما بالنسبة لتضرر الفريق من إقالة‬ ‫المدرب‪ ،‬هذه أمور تخص المكتب المسير الذي‬ ‫اتخذ القرار‪ .‬هناك مسيرون لهم تجربة بالفريق‪،‬‬ ‫يعرفون مصيره أكثر مني‪ ،‬يبقى ذلك قرارهم‪ ،‬وهم‬ ‫أدرى بما يفعلون‪ .‬أكيد أنني أتمنى أال يؤثر القرار‬ ‫على الفريق‪ ،‬ونحن سنقوم بواجبنا حتى‬ ‫يحافظ فريقنا على استقراره‪.‬‬ ‫خــالل مبــاراة اخريبكـــة‪،‬‬ ‫تعرض السينغالــي أوسيانــو‬ ‫الستفـــزازات عنصريـــة‪ ،‬مــا‬ ‫تعليقك على الحادث‪ ،‬وماذا عن‬ ‫مستقبلك مع االتحاد؟‬ ‫نحن كالعبين‪ ،‬مثـــل المكتب‬ ‫المسير‪ ،‬نعبر عن استيائنــا من‬ ‫مثل هذه االستفزازات العنصرية‬ ‫الدخيلــة على المالعـب المغربية‬ ‫ونشجبها ونؤكــد دعمنــا‬ ‫الكامـل لالعــب‪ .‬وألن‬ ‫هـذا السلــوك المشين‬ ‫صادر عن جمهور مغربي‪ ،‬قبل‬ ‫أن يكون اخريبكي‪ .‬وهو تصرف يسيئ لكرة‬ ‫القدم الوطنية وللبلد ككل‪ .‬المغرب بلد‬ ‫مضياف‪ ،‬منفتح أكثر من أي وقت مضى على‬ ‫القارة اإلفريقية‪ ،‬يجب محاربة واستئصال‬ ‫مثل هذه التصرفات العنصرية من المالعب‬ ‫المغربية‪ .‬وادعو كل الفاعلين الرياضيين‬ ‫إلى الوقوف أمام مثل هذه الممارسات‪.‬‬ ‫وأطالب الجامعة الملكية المغربية باتخاذ‬ ‫قرار مناسب والضرب بيد من حديد‬ ‫من أجل ردع مثل هذه التصرفات التي‬ ‫يحاربها االتحــاد الدولي لكرة القدم‪.‬‬ ‫وبالنسبة لمستقبلي مع اتحاد طنجة‪،‬‬ ‫يبقى الحديث بشأنــه حاليا سابق‬ ‫ألوانه‪ ،‬سأنتظــر نهايــة الموسم‬ ‫ألفكر‪ ،‬وأتمنى أن يكون القادم كله‬ ‫خير إن شاء اهلل‪.‬‬

‫دي خيا سيصبح أغلى حارس‬ ‫في تاريخ كرة القدم‬

‫كشفت تقارير إخبارية عن اقتراب ريال مدريد اإلسباني‪ ،‬من إبرام صفقة‬ ‫قياسية لحارس مرمى‪ ،‬بالتعاقد مع اإلسباني ديفيد دي خيا‪ ،‬حارس عرين‬ ‫مانشستر يونايتد‪ ،‬مقابل نحو ‪ 75‬مليون يورو‪ .‬وذكرت صحيفة (ماركا)‬ ‫الرياضية اإلسبانية‪ ،‬يوم الجمعة الماضي‪ ،‬أن الريال إدارة الريال توصلت‬ ‫التفاق مع الحارس لالنتقال إلى النادي‪ ،‬وأن دي خيا أبلغ إدارة اليونايتد‬ ‫برغبته في الرحيل‪ .‬وأضافت الصحيفة أن دي خيا (‪ 26‬عاما) سيصبح أغلى‬ ‫حارس في تاريخ كرة القدم‪ ،‬وأن مدرب «الشياطين الحمر»‪ ،‬البرتغالي جوزيه‬ ‫مورينيو‪ ،‬يفكر حاليا في التعاقد مع حارس مرمى المنتخب اإلنجليزي‪ ،‬جو‬ ‫هارت‪ ،‬المعار حاليا من مانشستر سيتي لتورينو اإليطالي‪ .‬وأكدت الصحيفة‬ ‫المقربة من ريال مدريد‪ ‬أن رغبة مورينيو في التعاقد مع العبي الريال‪،‬‬ ‫المهاجم ألفارو موراتا‪ ،‬وصانع األلعاب خاميس رودريجيز‪ ،‬هامة إلتمام صفقة‬ ‫انتقال دي خيا للفريق المدريدي‪ ،‬موضحة‪ ‬أن مدة العقد ستصل إلى ستة‬ ‫مواسم‪ ،‬وأن الحارس سيحصل على راتب صافي تصل قيمته إلى ‪ 12‬مليون‬ ‫يورو‪ .‬وكان النادي اإلسباني قريبا بالفعل من ضم حارس مانشستر يونايتد‬ ‫من قبل‪ ،‬لكن الصفقة باءت بالفشل بشكل غير متوقع‪ ،‬بعد تأخر الريال في‬ ‫تسجيل عقد دي خيا‪ ،‬ليقوم وقتها بتحسين عقد حارسه الكوستاريكي الحالي‪ ،‬كيلور نافاس‪.‬‬


‫الشمال الرياضي‬

‫العدد ‪887‬‬

‫تكريم حسن الصفريوي‬ ‫الجمعة المقبل بطنجة‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬مـاي ‪2017‬‬

‫‪19‬‬

‫منالجامعة‬ ‫أخبارأخبار‬ ‫الجامعة‬ ‫اجتماعان لوفد الجامعة الملكية المغربية‬ ‫لكرة القدم بـ “كيغالي»‬ ‫ترجمة لبنود االتفاقية الموقعة بين الجامعة الملكية المغربية لكرة‬ ‫القدم واالتحاد الرواندي لكرة القدم‪ ،‬عقد موفد الجامعة السيد معاد حجي‬ ‫رفقة مسؤولين عن مديرية التجهيزات العمومية اجتماعان مع مسؤولين عن‬ ‫كرة القدم برواندا‪ ،‬يوم الجمعة ‪ 28‬أبريل ‪ 2017‬بالعاصمة كيغالي‪ .‬وخالل‬ ‫هاذين االجتماعين اللذين عقدهما الوفد المغربي مع كل من وزير الدفاع‬ ‫الرئيس الشرفي لفريق «الجيش الرواندي»‪ ،‬وكذا مدير األمن الوطني بدولة‬ ‫رواندا الذي يشغل منصب الرئيس الشرفي لفريق «الشرطة»؛ تطرق الجانبان‬ ‫لموضوع البنيات التحتية والسبل الكفيلة لتطويرها من أجل الرقي بمستوى‬ ‫كرة القدم برواندا‪ ،‬وخصوصا بالنسبة لألندية الممارسة بالدرجة األولى من‬ ‫الدوري الرواندي‪ .‬ويأتي لقاء ممثلي الوفد المغربي بمسؤولي كرة القدم‬ ‫الرواندية ليتوج التعاون الثنائي بين االتحادين الكرويين‪ ،‬ويُفعل اتفاقية‬ ‫الشراكة الموقعة بين الطرفين منذ سنة ‪ 2015‬والتي تم تعديلها يوم ‪12‬‬ ‫أبريل ‪.2017‬‬

‫يشهد فضاء فندق المنزه بمدينة طنجة يوم الجمعة‬ ‫المقبل‪ 5،‬ماي ‪ 2017‬على الساعة السادسة مساء‪ .‬احتضان حفل‬ ‫تكريم شخصية رياضية تركت بصمات كبيرة في سجل كرة القدم‬ ‫بطنجة في الستينيات‪ .‬ويتعلق األمر بحسن الصفريوي (مواليد ‪14‬‬ ‫فبراير ‪ ،)1937‬رئيس سابق التحاد طنجة لكرة القدم‪.‬‬

‫ويشهد الحفل برنامجا هاما يروم النبش في المسيرة‬ ‫الرياضية المميزة للرجل الذي اشتغل في سلك األمن‪ .‬وبصم‬ ‫إسمه بمداد من ذهب في تاريخ كرة القدم بمدينة طنجة حين‬ ‫حقق مع فريقها «االتحاد الرياضي لطنجة»‪ ،‬المعروف إذاك‬ ‫اختصارا ب(البوليس)‪ ،‬الصعود األول في تاريخ طنجة إلى بطول‬ ‫القسم األول‪ ،‬وكان المكرم رئيسا للفريق‪.‬‬

‫اتحاد طنجة لكرة الطائرة يتسلم‬ ‫كأس البطولة‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫األمير تركي بن خالد بن فيصل آل سعـود ينوه بعالقات‬ ‫االتحاد العربي بالجامعة‬ ‫عقد سمو االمير تركي بن خالد بن فيصل آل سعـود‪ ،‬رئيس االتحاد العربي‬ ‫لكرة القدم‪ ،‬مساء الخميس ‪ 27‬أبريل ‪ 2017‬لقاء إعالميا بقاعة المؤتمرات‬ ‫بمقر الجامعة بحي الرياض بالرباط‪ .‬ونوه سمو االمير تركي بن خالد بن‬ ‫فيصل آل سعـود‪ ،‬خالل هذا اللقاء الصحافي‪ ،‬بالعالقة المتينة التي تجمع بين‬ ‫الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم واإلتحاد العربي لكرة القدم‪ ،‬مشيرا إلى‬ ‫أوجه التعاون والشراكة التي تجمع بين هاتين المؤسستين الكرويتين‪ .‬وأعلن‬ ‫رئيس اإلتحاد العربي لكرة القدم‪ ،‬أن المغرب سينظم شهر نونبر المقبل‬ ‫كأس القدس‪ ،‬الذي سيعرف مشاركة مختلف المنتخبات العربية من جهة‪،‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬أكد سمو األمير على أن جل البطوالت المنظمة من طرف‬ ‫اإلتحاد العربي ستعرف متغيرات من شأنها تحسين مستوى اللعبة والرقي بها‬ ‫من خالل مشاريع ستربط اإلتحاد بمؤسسات كروية قارية وعالمية‪ ،‬في إطار‬ ‫سياسة االنفتاح التي ينهجها ‪ .‬وأوضح سمو االمير تركي بن خالد بن فيصل‬ ‫آل سعـود‪ ،‬أن اإلتحاد العربي لكرة القدم‪ ،‬سيكون بجانب المملكة المغربية‬ ‫في دعم ترشيحها لتنظيم نهائيات كأس العالم ‪ ،‬لما تتوفر عليه من إمكانيات‬ ‫ومؤهالت تتجلى في تجربتها وخبرتها والبينات التحتية التي تتوفر عليها‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫قرارات تأديبية صادرة عن اللجنة المركزية‬ ‫لتأديب والروح الرياضية‬

‫تسلم اتحاد طنجة لكرة الطائرة‪ ،‬رسميا كاس البطولة‪ ،‬في‬ ‫آخر مباراة من البالي أوف للموسم الحالي جمعته مساء األربعاء‬ ‫الماضي بفريق الجيش الملكي‪ ،‬ختمها بفوز بثالث جوالت دون‬ ‫رد‪.‬‬ ‫وهي النتيجة نفسها التي حسم بها الفريق الطنجاوي‬ ‫البطولة مبكرا‪ ،‬في الدورة الماضية حين عاد بفوز من قاعة سيدي‬ ‫محمد بالدار البيضاء على حساب االتحاد البيضاوي بعدما كان في‬ ‫حاجة إلى نقطة واحدة فقط‪.‬‬

‫وكانت مواجهة فريق الجيش الملكي بطنجة شكلية‪،‬‬ ‫طبعتها أجواء االحتفالية بالتتويج باللقب الرابع في تاريخ اتحاد‬ ‫طنجة الحائز على البطولة في مواسم‪ ،2011 ،‬و ‪ ،2013‬و ‪2015‬‬ ‫ثم ‪.2017‬‬ ‫ويحسب لالعبين تألقهم هذا الموسم في ظروف مالية‬ ‫صعبة اجتازها المكتب المسير في غياب الدعم المالي رغم‬ ‫المسيرة الموفقة في المواسم األخيرة المليئة باأللقاب‪.‬‬

‫إنذار من الفيفا للمغرب التطواني من أجل بوموس‬

‫توصل فريق المغرب التطواني لكرة القدم برسالة من‬ ‫االتحاد الدولي‪ ،‬يوم الجمعة الماضي‪ ،‬تحمل إنذار للفريق‬ ‫وحث علىضرورة دفع ‪ 150‬مليون لنادي الفال‪ ،‬على خلفية‬ ‫توقيع فريق الحمامة البيضاء مع عدنان بوموس‪ ،‬الالعب‬ ‫المغربي دون فتح باب التفاوض مع إدارة النادي الفرنسي‪.‬‬ ‫وسيكون على مكتب المغرب التطواني أداء المبلغ المالي‬ ‫المذكور لنادي الفال الفرنسي‪ ،‬أو التوصل إلى اتفاق تسوية‬ ‫معه‪ ،‬لتجنب عقوبات الفيفا‪ .‬وهذه هي المرة الثالثة التي‬ ‫يطرق فيها االتحاد الدولي باب المغرب التطواني بشأن‬ ‫نزاعاته مع الالعبين أو األندية‪ .‬وكانت الفيفا‪ ،‬أصدرت في‬ ‫السابق حكما على المغرب التطواني بتعويض مالي لصالح‬ ‫الالعبين اإلسبانيين‪ ،‬تاتو ورويدا‪ .‬وأهدر الفريق أرقاما‬ ‫مالية كبيرة في نزاعاته مع العبيه السابقين‪ ،‬نظير يونس‬ ‫الحواصي‪ ،‬وعبد المولى الهردومي‪ ،‬وأنور حدوير‪ ،‬بعد فسخ‬ ‫عقودهم دون الحصول على تعويضات مالية من الفريق‪.‬‬

‫اجتمعت اللجنة المركزية للتأديب والروح الرياضية التابعة للجامعة‬ ‫الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬مساء األربعاء الماضي لدراسة الملفات المحالة‬ ‫عليها‪ ،‬وأصدرت القرارات التالية‪:‬‬ ‫بالنسبة للبطولة االحترافية اتصاالت المغرب القسم األول‪ ،‬تقرر توقيف‬ ‫سعد أيت الخرصة العب فريق أولمبيك أسفي لمباراة واحدة‪ ،‬والذي استنفذ‬ ‫مدة العقوبة في المباراة التي جمعت فريقه بنادي الفتح الرياضي لحساب‬ ‫الجولة ‪ .25‬و‪ ‬توقيف ماتياس كاسي العب فريق أولمبيك اسفي لمباراة واحدة‪.‬‬ ‫وبالنسبة للبطولة االحترافية اتصاالت المغرب القسم الثاني‪ ،‬تقرر توقيف‬ ‫يوسف السكتوي العب فريق المغرب الرياضي الفاسي لمباراة واحدة‪ ،‬والذي‬ ‫استنفذ مدة العقوبة في المباراة التي جمعت فريقه بنادي الراسينغ الرياضي‬ ‫لحساب الجولة ‪. 26‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫المنتخب الوطني ألقل من ‪ 18‬سنة يفوز على الجزائر‬ ‫فاز المنتخب الوطني ألقل من ‪ 18‬سنة بهدفين مقابل هدف واحد في‬ ‫المباراة التي جمعته عصر الخميس ‪ 27‬أبريل ‪ 2017‬بالمنتخب الجزائري‪.‬‬ ‫وتدخل هذه المباراة التي أقيمت على أرضية المركب الرياضي للنجم الرياضي‬ ‫الساحلي في إطار منافسات كأس شمال إفريقيا التي تستضيفها دولة تونس‪.‬‬ ‫وسجل الهدف األول للمنتخب الوطني ألقل من ‪ 18‬سنة‪ ،‬في هذه المباراة‬ ‫الالعب حاتم الوهابي في الدقيقة ‪ ، 27‬بينما وقع الهدف الثاني الالعب‬ ‫إسماعيل لكرايهي في الدقيقة ‪.57‬‬


‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪ 08‬مـاي ‪2017‬‬

‫العدد ‪887‬‬

‫فضاء األنثى ‪:‬‬

‫سينما سعودية‬ ‫بنون النسوة‬ ‫ بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬‫أعلم أن الكثيرين سيتملكهم العجب من هذا العنوان‪ .‬فالسينما ال‬ ‫صلة لها بالسعودية ال بواو المذكر وال بنون النسوة‪ ،‬والنشاط السينمائي‬ ‫محظور في ذاك البلد األصيل‪ ،‬إنتاجا وعرضا ومشاهدة‪ ،‬حيث ال توجد‪،‬‬ ‫أصال‪ ،‬قاعات للعروض السينمائية‪ ،‬ألسباب تتصل بتقاليـد وعــادات‬ ‫السعوديين الذين يحكمون والذين ‪ ‬ال زالوا يتخذون مسافات من الثقافة‬ ‫الغربية الهجينة المناهضة للقيم الصحراوية ولألعراف البدوية‪.‬‬ ‫ليس مهما أن نتفق أو نختلف‪ .‬المهم أن نتفهم ونتفاهم على الحد‬ ‫األدنى من المشترك الثقافي والحضاري للشعوب ونترك الباقي لحركية‬ ‫التطور البشري وللتدافع الحضاري للمجتمعات البشرية‪.‬‬ ‫ولقد أسعدني الحظ حين أخبرتني المندوبة العامة لسينيماتيك‬ ‫طنجة‪ ،‬السيدة مليكة شغال ب «أسبوع آفاق» السينمائي المنظم ما بين‬ ‫‪ 22‬و ‪ 28‬أبريل الجاري والتي دعيت إليه شابة سعودية أنتجت‪ ‬شريطا‬ ‫وثائقيا حول هواية «التفحيط» في مدينة الرياض‪ ،‬مسقط رأسها‪.‬‬ ‫فأصررت على حضور العرض الذي كان مبرمجا يوم اإلثنين ‪ 24‬أبريل‪،‬‬ ‫وعلى التعرف على مخرجة ومنتجة الشريط الذي شدني شوق كبير‬ ‫للحديث إليها‪.‬‬ ‫رنا جربوع‪ ،‬شابة سعودية ‪ ،‬حاصلة على ماجيستــيـر في التوثيـــق‬ ‫االجتماعي واإلعالم الرقمي من جامعة كاليفورنيا األمريكية‪ ،‬وموثقة‬ ‫وباحثة غرافيتي وفن الشارع في العالم العربي‪.‬‬ ‫سألتها عن شريطها المشارك في «أسبوع آفاق السينمائي» بطنجة‪،‬‬ ‫فقالت إنها توصلت بدعوة من المنظمين فاستجابت بسعادة كبيرة‪،‬‬ ‫بدافع الرغبة في إثبات حضور المرأة السعودية والعربية بوصف عام في‬ ‫مجاالت ‪ ‬تقنية متطورة ومساهمتها في تقديم صورة مغايرة عن الهوية‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫عنوان شريطها الوثائقي «هجولـــة»‪ ‬على وزن «هرولـة»‪ ‬ومعنــاه‬ ‫التقريبي «تجوال بدون هدف»‪ .‬إال أن الشريط يستكشف ممارسة هواية‬ ‫«التفحيط» الواسعة االنتشار بالسعودية‪ ،‬والتي بدأت تشهده بعض‬ ‫شوارعنا بطنجة خاصة في محج الكورنيش‪ ،‬وسط استنكار عارم من‬ ‫المواطنين بسبب خطورة تلك الممارسات ‪ ‬على حياة المتنزهين‪.‬‬ ‫مشاهد «مروعـة» «مجنونــة» سجلتها كاميــرات رنا جربوع‪ ‬في‬ ‫فضاءات واسعة بالعاصمة الرياض‪ ،‬التي يوحي لك عمرانها المتطور‬ ‫جدا بشوارعه الفسيحة وناطحات السحاب التي تؤثث سماءها‪ ،‬وشوارعها‬ ‫وأسواقها ومجاالتها الرياضية والثقافية‪ ،‬ومبانيها األثرية‪....‬أنك في‬ ‫أرقى مدينة من المدن األمريكية العمالقة‪.... ! ‬‬ ‫سألتها عن تجربتها السينمائية في بلد خال من السينما‪ ،‬فردت‬ ‫بعفوية أن األهم هي البداية التي يدفع إليها حب المغامرة‪ .‬وأنها لم‬ ‫تبدأ من الصفر‪ ،‬فقد سبقها إلى صناعة السينما رواد سعوديون أنتجوا‬ ‫أفالما ولكن إشعاعهم ظل خارج السعودية‪ ،‬بينما فضلت هي‪ ،‬البحث‬ ‫واإلنتاج بمجهود خاص‪ ،‬داخل بلدها‪ ،‬رغم أن ظروفها كفتاة‪ ،‬لم تكن‬ ‫ترافع لفائدتها في بلد «محافظ» ‪ ،‬للمرأة فيه طقوس وحدود ال يمكن‬ ‫تخطيها أو تجاهلها‪.‬‬ ‫ومع ذلك أنتجت فيلما وثائقيا عن هواية «رجالية»‪ ،‬قلت لها‪.‬‬ ‫بل شاركت وحصلت على جائزة في مهرجان األف�لام السعودية‬ ‫المقام بالدمام سنة ‪ 2016‬كما شاركت وحصلت على جوائز في‬ ‫مهرجان مارغاريت سيد بنيويورك سنة ‪ 2015‬ومهرجان كارميا الدولي‪ ‬‬ ‫بكاليفورنيا‪ ‬في نفس السنة‪ ،‬ومهرجان دبي الدولي ‪2015‬ومهرجان‬ ‫الفيلم العربي بسان فرانسيسكو وأوكالند‪ ‬سنة ‪ 2016‬ومهرجان سينما‬ ‫المرأة العربية بمالمو‪ ،‬بالسويد‪ ،‬السنة الجارية‪.‬‬ ‫«إذن‪ ،‬أنت رائدة السينما السعودية ومن رائدات السينما العربيـة‬ ‫عالميا»‪ .‬قلت لها‪ .‬فأجابت‪« ،‬المهم عندي مواصلة البحث في ميادين‬ ‫تخصصي‪ ،‬بغاية إسمـاع صوت المجتمع وإعطاء صورة مغايرة للهوية‬ ‫العربية»‪.‬‬ ‫وعن فيلم «هجولة» قالت ‪« :‬كانت تجربة «قاسية» بما احتملت من‬ ‫إمكانية النجاح أو الفشل‪ ،‬خاصة أمام أسرتي التي لم تكن‪ ،‬كجل األسر‬ ‫السعودية‪ ،‬تطمئن إلى السينما كـ «نشاط» مهني أنثوي‪« .‬ولكن‪ ،‬عندما‬ ‫صفق لي والدي بعد عرض الفيلم‪ ،‬أيقنت أنني حققت مرادي وأنني على‬ ‫الطريق السوي ‪ ‬السليم»‪.‬‬ ‫رنا جربوع أثنت في الختام على دعوة «مهرجان آفاق» السينمائي‬ ‫وعلى حفاوة االستقبال بمدينة طنجة‪ ‬ووعدت بالعودة إلى هذه المدينة‬ ‫المعروفة بمهرجاناتها السينمائية‪ ،‬بعمل جديد وإنتاج جديد‪.‬‬ ‫ثم ودعتها بحب وتواعدنا على لقاء قريب‪.‬‬

‫تخليد الذكرى العشرين لوفاة العالمة‬ ‫المحدث الشيخ سيدي عبد العزيز بن الصديق‬ ‫خلدت الزاوية الصديقية ليلة‬ ‫الجمعــة ‪ 21‬أبريل ‪ ،2017‬بعد صالة‬ ‫المغرب الذكرى العشريــن لوفاة‬ ‫العالمة المحـدث الشيـخ عبد العزيز‬ ‫بن الصديق بحضور أنجاله الكرام‬ ‫يتقدمهم العالمة الدكتور عبد المنعم‬ ‫بن الصديق‪ ،‬وجمهور غفير من‬ ‫المريدين واألتباع من مختلف المدن‬ ‫المغربية‪ ،‬وبعد إخراج السلكة‪ ،‬وتالوة‬ ‫آيات من الذكر الحكيم‪ ...‬انطلق‬ ‫الحفل الكبير بعد صالة العشاء بأمداح‬ ‫نبوية وأشعار ألشهر المتصوفة من‬ ‫األقطاب والعلماء والدعاة والحكماء‪.‬‬ ‫كما ألقى الدكتور عبد اللهّ الجباري من‬ ‫القصر الكبير كلمة مسهبة حول شخصية المحتفى به‪ ،‬وتكريسه لحياته من أجل الدعوة الصادقة إلى اللهّ كما استعرض مالمح من سير العلماء‬ ‫الصديقيين إخوة الشيخ عبد العزيز بن الصديق‪ ...‬بعد ذكر مناقب الوالد دفين الزاوية الشيخ محمد بن الصديق‪ ...‬وهم الشيوخ األفاضل أحمد‬ ‫بن الصديق دفين القاهرة‪ ،‬وعبد اللهّ بن الصديق‪ ،‬وعبد الحي بن الصديق والحسن بن الصديق وابرهيم بن الصديق‪ ،‬وما قدموه للعلم والفقه‬ ‫والشريعة من خدمات جليلة‪ ،‬وما أسهموا به من أجل تكوين األجيال‪ ،‬وتنقية المعتقد من الشوائب والخرافات واألباطيل‪ ،‬كما شهد الحفل إقامة‬ ‫طقوس حضرة العمارة مصحوبة بذكر اللهّ وتوحيده‪ ،‬ومدح رسول اهلل نبي الهدى صلى اللهّ عليه وسلم‪ ،‬هذا وقد امتد الحفل إلى حدود الساعة‬ ‫الثالثة من صباح يوم السبت ‪ 22‬أبريل ‪ ،2017‬بختام المسك وبالدعاء بالمغفرة للمحتفى به وآله وأبويه وإخوته وللمسلمين كافة‪.‬‬ ‫وقد هيمنت على الحفل روح التقوى والخشوع والتذلل هلل عز وجل‪ ،‬وارتفاع األلسن والحناجر بآياته البينات وبعبارات التوحيد والتمجيد واإلجالل‬ ‫لذات اهلل العالية‪ ،‬ومدح رسوله وصفيه محمد عليه أفضل الصالة والسالم‪.‬‬

‫تقديم وتوقيع كتاب‪« :‬من أعالم الكتابة‬ ‫والصحافة في شمال المغرب (‪»)1930-1956‬‬ ‫نظمت مقاطعة طنجة المدينة لقاء‬ ‫ثقافيا لتقديم وتوقيع كتاب‪ :‬من أعالم الكتابة‬ ‫والصحافة في شمال المغرب (‪)1930-1956‬‬ ‫للدكتورة هدى المجاطي يوم الجمعة ‪1‬‬ ‫شعبان ‪ 1438‬الموافق ل ‪ 28‬أبريل ‪2017‬‬ ‫بالمقهى الثقافي دائرة الفنون بطنجة؛ مع‬ ‫قراءات في الكتاب قدمها الدكتور عبد اللطيف‬ ‫شهبون والدكتور أحمد هاشم الريسوني‪.‬‬ ‫تحدثت الدكتورة هدى المجاطي في‬ ‫البداية عن سياق تأليف الكتاب مركزة على‬ ‫النهضة الثقافية المتميزة التي عرفها شمال‬ ‫المغرب زمن الحماية اإلسبانية‪ ،‬ومشيرة إلى‬ ‫أن الكتاب تأريخ لشخصيات كان لها حضور‬ ‫قوي في المشهد الثقافي تأريخا يسمح‬ ‫باستبصار الحياة الثقاقية العامة شمال‬ ‫المغرب‪.‬‬ ‫الدكتور عبد اللطيف شهبون ركز في‬ ‫مداخلته على الكتابة النسائية المبكرة في‬ ‫شمال المغرب‪ ،‬مستشهدا بأربع نساء وردت‬ ‫ترجمتهن في الكتاب‪ :‬الدكتورة آمنة اللوه‬ ‫واألستاذة ارحيمو المدني واألستاذة شمس‬ ‫الضحى بوزيد والشاعرة اإلسبانية ‪Trinidad‬‬ ‫‪ Sanchez Mercader‬مبرزا دورهن في‬ ‫تطوير الكتابة الصحفية في شمال المغرب‪.‬‬ ‫وتطرق الدكتور أحمد هاشم الريسوني‬ ‫للحديث عن الفترة موضوع الدراسة مؤكدا‬ ‫أنه بعد سنة ‪ 1930‬ظهرت بشمال المغرب‬ ‫مجموعة من المؤسسات التعليمية والثقاقية‪،‬‬

‫ِ‬

‫كما صدر عدد كبير من الجرائد والمجالت‬ ‫إضافة إلى االنفتاح على الثقافة العربية‬ ‫بالمشرق ومساهمة كبار األدباء في النشر في‬ ‫صحافة شمال المغرب مثل ‪ :‬أمير البيان شكيب‬ ‫أرسالن واألديب أحمد أمين والشاعر ميخائيل‬ ‫نعيمة والشاعرة فدوى طوقان وغيرهم‪.‬‬ ‫يشار إلى أن هذا اللقاء هو الثالث ضمن‬ ‫اللقاءات الثقاقية التي تنظمها مقاطعة‬ ‫طنجة المدينة في إطار مبادرة قيمة تروم‬ ‫االنفتاح على الشأن الثقاقي والتعريف بجديد‬ ‫اإلصدارات المرتبطة بمدينة طنجة وبالجهة‬ ‫عموما‪.‬‬

‫يف هذا الكتاب َب َي ٌ‬ ‫لطرائق‬ ‫ان‬ ‫ِ‬ ‫خيل ن�صو�ص �شعريَّ ة‬ ‫َت َ�ش ُّكل مُ َت َّ‬ ‫عا�صرة‪..‬‬ ‫مغربية مُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫خطاب املقدمات ي�ساعد على بناء‬ ‫معرفة �شعرية مبا هي � ٌ‬ ‫وت�صور‬ ‫إدراك‬ ‫ّ‬ ‫ومو�ضوعية‪..‬‬ ‫ذاتية‬ ‫�سياقات‬ ‫ٌيف‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.