Achamal n° 888 le 09 mai 2017

Page 1

‫حراك الريف يصل إلى البرلمان‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 888‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪� 12‬شعبان‪� 09 / 1438 /‬إلى ‪ 15‬مـاي ‪2017‬‬

‫مصادر إعالمية تداولت خبر تقدم نائبين عن اليسار‬ ‫الموحد بأسئلة كتابية إلى وزراء في الحكومة حول استمرار‬ ‫حراك الريف وضرورة معالجتـه بما يستجيب لمطالب‬ ‫المواطنين بهذه الجهة‪.‬‬ ‫النائبان عمر بالفريج ومصطفى شناوي استفسرا وزير‬ ‫الداخلية عن استمرار «مظاهر العسكرة» والحصار بمنطقة‬ ‫الحسيمة وحقيقة ما يروج من تهم في موضوع احتجاجات‬ ‫المواطنين بادعاء أن وراءها نزعات انفصالية‪ ،‬وخدمتها‬ ‫للخارج بينما األصح هو إرجاع الثقة واإلحساس باألمان‪.‬‬ ‫كما عبرا لوزير التجهيز والنقل واللوجيستيك عن رغبة السكان في ربط إقليم الحسيمة بخطوط السكك‬ ‫الحديدية والشبكة الوطنية للطرق السيارة وتجهيزات طرقية أخرى توجد بين المطالب المستعجلة للريف‪.‬‬ ‫ولوزير التعليم والتربية وجه النائبان سؤاال حول الملف المطلبي ألهل الريف المتعلق بإحداث معاهد في‬ ‫مختلف التخصصات وتوسيع شبكة المؤسسات التعليمية االبتدائية والثانوية والعليا وفتح مختلف التخصصات‬ ‫والمسالك المعتمدة من الوزارة المعنية‪.‬‬ ‫من جهة أخرى أعلم والي الجهة‪ ،‬في حديث لوكالة األنباء الفرنسية‪ ،‬أن حراك الريف يتضمن «دعوات للعنف»‬ ‫وأن الحسيمة مدينة عادية تعمل بشكل عاد وأن ما يحدث بين الفترة واألخرى من تظاهرات هو أقل عددا مما هي‬ ‫الحال في باقي الجهات‪ .‬وأضاق أن كافة مطالب سكان الحسيمة موجودة في البرنامج اإلنمائي الكبير الذي انطلق‬ ‫سنة ‪ 2015‬وال زال في طور اإلنجاز‪.‬‬

‫«الجنس مقابل النقط»‬ ‫• فضيحة جديدة تعيشها الجامعة المغربية‬ ‫• رئاسة الجامعة والنيابة العامة والشرطة القضائية تتعامل‬ ‫بسرعة وجدية وفعالية مع القضية‬ ‫• الكلمة األخيرة للقضاء‬

‫هوس الجنس يالحق من جديد أخبار الجامعات المغربية دون أن يتمكن «من يجب» من وضع حد لممارسات مشينة أخلت باالحترام الواجب‬ ‫للجامعة المغربية ‪ ،‬المؤتمنة على القيم المجتمعية‪.‬‬ ‫أخبار كلية العلوم بتطوان غطت بظاللها الغامقة‪ ،‬على مجرى الحياة السياسية والثقافية والعلمية بالمغرب‪ ،‬بعد ما شاع في هذه المدينة‬ ‫من أن أستاذا لمادة الجبر بكلية العلوم التابعة لجامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬يقايض نجاح الطالبات بـ «خدمات جنسية» «متفاوض بشأنها» عبر‬ ‫«توافقات» فيسبوكية‪ .‬األمر الذي شكل صدمة قوية في أوساط الطالبات والطلبة وأسرهم وقدم «مادة» إعالمية جديدة ومثيرة للعديد من‬ ‫المنابر الصحافية في المغرب وفي الخارج أيضا‪.‬‬

‫(�ص ‪)4‬‬


‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬مـاي ‪2017‬‬

‫العدد ‪888‬‬

‫عيد الشغل عيد بأيّ حال عدت ياعيدُ‪! ‬‬ ‫عاد العيد وامتألت شوارع مدينتنـا‬ ‫بجحافـل‪ ‬المحتفليـن وطوابيـر السيارات‬ ‫المجهـزة بمكبرات الصوت‪ ،‬تنبعـث‬ ‫منها ‪ ‬أصوات منكرة‪ ،‬غالبا ‪ ‬ما ال «تسمـع» وال‬ ‫تفهم‪ ،‬بينما المواكب تمر أمامنا‪ ‬ونحن وقوف‪ ‬‬ ‫على جانبي الطريق نبتهج لمرورها ‪ ‬ونصفق‬ ‫لما يصلنا من شعاراتها ‪« ‬النضالية»‪ ‬‬ ‫«المزلزلة»‪ ،‬ولكننا ‪ ‬نفاجأ‪ ،‬بين الفينــة‬ ‫واألخــرى‪ ،‬بمتظاهرين يشيـرون إلينا‬ ‫بأصابعهم‪ ‬في نوع من التهديــد «النضالي»‬ ‫وهم يرددون شعارات من قبيل «أيهـا‬ ‫الواقفـون» (أو الجالسون ـ كلكم مسؤولون»‬ ‫عن ماذا؟ اهلل أعلم‪! ‬‬ ‫وبباب القنصلية الفرنسية‪ ،‬حلت «كوكبة»‬ ‫من «المناضالت والمناضلين» في مركزية‬ ‫نقابية‪« ‬مؤثرة»‪ ،‬حطت وسط الطريق الفتة‬ ‫عمالقة‪ ،‬تحمل كتابات‪ ‬ملتهبة‪ ،‬ليتهافت‬ ‫أعضاء الكوكبة «االستكشافية» ذكورا وإناثا‪،‬‬ ‫على أخذ صور تذكارية حول الالفتة ‪ ‬وقد‬ ‫رسموا شارة النصر‪ V ‬بأصبعي كفهم‪ ‬الوسطى‬ ‫والسبابة‪ ،‬وهي شارة صارت اليوم مبتذلة‪ ،‬لكثرة‬ ‫استعمالها بدون فهم وال غاية‪ ،‬وقد كانت رمزا‪ ‬‬ ‫للنصر والحرية خالل الحرب العالمية الثانية‪ ،‬في‬ ‫إطار حملة تحريرية ‪ ‬ضد النازية انطلقت تحت‬ ‫شعـــار‪ ‬الـ‪ V ‬الفرنسيــــة من «‪»VICTOIRE‬‬ ‫والـ‪ V ‬اإلنجليـــــزيـــة مـــن «‪»VICTORY‬‬ ‫والـ‪ V ‬الهولندية‪ ‬من‪ VRIJHEID ‬ومعناها‬ ‫الحرية‪ .‬وقد انتقلت إلينا عن طريق «وينسطون‬ ‫تشيرشيل البريطاني وشارل دوكول الفرنسي‬ ‫اللذين استعمال هذا الرمز‪ ‬في خطبهما أثناء‬ ‫وبعد الحرب العالمية الثانية‪.‬‬ ‫ولعل تهافت ‪ ‬المشاركين في مسيرات‬ ‫عيد الشغل‪ ،‬على استعمال شارة النصر في‬ ‫استعراضاتهم االحتفالية‪ ،‬يرمز إلى إصرارهم‬ ‫على تحقيق النصر في معركتهم الحاسمة‬ ‫ضد الحكومة والباطرونا من أجل انتـــزاع‬ ‫حقوقهم كاملــة‪ ‬في التشغيــل‪ ‬والتغطيــة‬ ‫الصحية ‪ ‬واالجتماعية‪ ،‬والزيادة في األجور‪ ،‬وعدم‬ ‫التراجع عن مكتسبات مدونة الشغل‪ ،‬وتخفيف‬ ‫العبء الضريبي على األجراء إلى غير ذلك من‬ ‫المطالب العادلة التي أفصح عنها‪« ‬عمداء»‬ ‫النقابات المشاركة في استعراضات فاتح ماي‪،‬‬ ‫هذه السنة‪ ،‬باستثناء االتحاد العام للشغالين‬ ‫التابع لحزب االستقالل ‪ ‬والذي كان له نظر في‬ ‫موضوع عيد الشغل بعد أن تحقق التصالح داخل‬ ‫ما يسمى بالبيت االستقاللي وانتقل «اإلخوة»‬ ‫من التنابز باأللقاب و»التدابز» ‪ ‬بـ «البونية»‬ ‫واللكز‪ ،‬إلى تبادل ‪ ‬القبل والعناق‪ ،‬و«عفا اهلل عما‬ ‫سلف»‪.....! ‬‬ ‫ولقد كان ملفتا الطريقة الذكية التي أدار‬ ‫بها األمن الوالئي‪ ‬سير التظاهرات العمالية‪،‬‬ ‫تأطيرا وتدبيرا وتغطية‪ ،‬ما مكن من توجيه‬ ‫المسيرات‪ ،‬في أمن وأمان‪ ،‬نحو مقراتها‬ ‫حيث الخطب الرنانة ‪ ‬للقيمين عليها‪ ‬الذين‬ ‫أبلوا البالء الحسن في فضح «السياسات الال‬ ‫شعبية» للحكومة السابقة‪ ،‬ــ باستثناء نقابات‬ ‫أخينا في اهلل والوطن‪ ،‬يتيم االتحاد الوطني‬ ‫للشغل‪ ،‬الوزير‪ ‬العثماني الجديد في التشغيل‬

‫والتأهيل‪ ،‬الذي سارع إلى إعالن فتح الحوار‬ ‫االجتماعي مع األطراف المعنية‪« ،‬النقابات‪،‬‬ ‫الحكومـــة‪ ،‬البطرونـــا»‪ ،‬وفي ذلك «إدانـــة‬ ‫صريحة» وعلنية ‪ ‬لسياسة فقيد الحكومة عبد‬ ‫اإلله بنكيران ‪ ‬من داخل بيت اإلخوة في العدالة‬ ‫والتنمية‪ ،‬وهو أمر إن لم تسموه «خيانة»‪ ،‬فقولوا‬ ‫«إنه غدر» ‪ ‬أو «خداع» أو»شماتة» أوانقالب‬ ‫على المبادئ‪ ،‬وانبطاح أمام إغراءات المناصب‬ ‫والكراسي التي لو كان لها أن تدوم لدامت‬ ‫لفرعون وهامان‪ ‬ولقمان الحكيم‪ ،‬ومن قبلهم‪،‬‬ ‫ومن بعدهم‪ ،‬إلى أن يرث اهلل األرض ومن عليها‬ ‫وهو خير الوارثين‪.‬‬ ‫كلمة السر في خطب فاتح ماي‪ ،‬كانت‪،‬‬ ‫بال شك‪ ،‬إدانة السياسة االجتماعية للرئيس‬ ‫بنكيران التي قامت على «قرارات أحادية»‪ ،‬كما‬ ‫يقول النقابيون‪ ،‬ال تراعي الظرفية االقتصادية‬ ‫واالجتماعية للكادحين والمعطلين‪ ،‬والفقراء‬ ‫والمساكين‪ ،‬قرارات ورث العثماني الكثير من‬ ‫«خيراتها» وتوجهاتها التي قامت‪ ،‬في نظر‬ ‫النقابيين‪،‬على انتهاك الحقوق العمالية وعلى‬ ‫تجميد األجور وعلى تبعية االقتصاد المغربي‪ ‬‬ ‫للخارج وفق وصفات صندوق النقد الدولي‪ ‬‬ ‫والبنك العالمي القاضية بضرورة ‪ ‬التضحية‬ ‫بالتوازنات االجتماعية‪ ‬واالستقرار االجتماعي‬ ‫لفائدة التوازنات المالية‪ ‬والماكرو اقتصادية ‪.‬‬ ‫‪ ‬قرارات الحكومة السابقة أدت إلى الرفع‬ ‫من أسعار العديد من المواد االستهالكية‬ ‫األساسية‪ ‬موازاة مع «اإلصالحات» التي مست‬ ‫صندوق المقاصة‪ ،‬وصندوق التقاعد‪ ،‬وغيرها‪ ‬‬ ‫من القرارات‪ ‬التي يبدو أن خليفة بنكيران ‪ ‬في‬ ‫«البنيقة» المعلومة‪ ،‬وعد بتبني بعضها خاصة‬ ‫فيما يتعلق برفع الدعم ‪ ‬عن البوطا والدقيق‬ ‫والسكر والزيت‪ .‬وسوف يكون ذلك خطأ‪ ‬كبيرا‬ ‫قد يعجل بذهاب ريح البيجيدي الذي يقاوم اليوم‪،‬‬ ‫بجهد واضح‪ ،‬ميكانيزم «التبخر والتصحر» ‪ ‬وتلك‬ ‫سنن أمم قد خلت‪ ،‬سادت ثم بادت‪ .....‬بعد ‪ ‬أن‬ ‫تسلط عليها ‪ ‬من أهلها من «أفسدوا» فيها‪،‬‬ ‫فحق عليهم القول‪! ‬‬ ‫وتلك‪ ‬حكايــة أخــرى‪ ‬ال نظــن إال أن‬ ‫الرئيس العثماني سوف يعالجها بالطريقة‬ ‫الصائبة السليمة‪ ،‬التي ال تخيب أمل العمال‬ ‫والموظفين والمعطلين ‪ ‬والفقراء والمهمشين‬

‫والمنبوذين‪ ،‬في قدراته على وضع تشخيص‬ ‫«صوفي» لألدواء التي يعاني منها المجتمع‬ ‫المغربي ‪ ‬حتى ‪ ‬تتحقــق العدالــة والكرامـــة‬ ‫للطبقات الشغيلة‪ ،‬وتصان مكتسباتها‪ ‬وتدعم‬ ‫القدرة الشرائية لعموم المواطنين ويتم ‪ ‬توزيع‬ ‫عادل ‪ ‬للثروة‪ ،‬وتصان حقوق الشغل والصحة‬ ‫والتعليم والثقافة‪ ،‬والحق في اإلضراب‪ ،‬وتتحسن‬ ‫األجور وتوجد حلول معقولة ومقبولة لمسألة‬ ‫التقاعد‪ ،‬وتحمى الحريات النقابية‪ ،‬وتتحقق‬ ‫العدالة الضريبية‪ ‬وعدالة األجور على خلفية‬ ‫تقليص الفوارق المستفزة بين األجور العالية‬ ‫واألجور «الدانية»‪......‬‬ ‫وحتى ال ‪ ‬تضطر امرأة في سن متقدمة‪،‬‬ ‫إلى إضرام النار في جسدها احتجاجا على‬ ‫الحكرة‪....‬‬ ‫‪ ‬وال تغامر عجوز بتسلق عمود كهربائي‬ ‫لتلفت انتباه الدولة بكل مؤسساتها إلى الظلم‬ ‫الذي تعرضت له في عاصمة دولة الحق والقانون‪،‬‬ ‫وحتى ال يعمد خمسيني‪ ،‬أب لثالثة أطفال‪،‬‬ ‫إلى شنق نفسه بعد طرده من عمله تعسفا‬ ‫دون أن يجد من يستمع إليه وينصفه‪ ،‬وحتى‬ ‫يشعر العامل الكادح ‪ ‬والمواطن العادي أنه‬ ‫يعيش في بلد المؤسسات المواطنة القائمة‬ ‫على مبدأ ‪ ‬العدل والمساواة ‪ ‬وحماية الحقوق‬ ‫والواجبات‪ ....‬وحتى تنمحي من المغرب الجديد‬ ‫صورة تلك الطفلة‪ ‬دون السابعة‪ ،‬التي تقطع‬ ‫يوميا فوق العشرة كيلومترات‪ ،‬حافية القدمين‪،‬‬ ‫تحت المطر‪ ،‬وعلى الوحل‪ ،‬لتصل إلى «كوخ»‬ ‫اسمه المدرسة‪ ،‬بينما يجد ابن الذوات ‪ ‬سيارة‬ ‫بميم فرنسية حمراء وسائق في خدمته ‪.‬‬ ‫وال أظن إال أنه لو سجل «أعوان» العثماني‬ ‫بدقة كل المطالب التي تم اإلعالن عنها خالل‬ ‫مسيرات عيد الشغل‪ ،‬والشعارات التي تم‬ ‫رفعها بالمناسبة ذاتها‪ ،‬لطلعت علينا الحكومة‬ ‫الجديدة ببرنامج عمل يستجيب لمتطلبات‬ ‫المرحلة ولرغبات الشعب عامة‪ ،‬ويضع لبنات‬ ‫التنمية المستدامة واإلقالع االقتصادي‬ ‫الحقيقي‪ ،‬ويضمن االستقرار والسلم االجتماعي‪،‬‬ ‫خالل هذه الوالية الحكومية والواليات القادمة‬ ‫بحول اهلل‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫‪ ‬مسيرة فاتح ماي تكسر رتابة الحياة اليومية لساكنة وزان‬

‫نجحت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل‬ ‫بوزان في تكسير نمطية احتفال الشغيلة محليا‬ ‫بعيدها األممي ‪ ،‬حين قررت تنظيم مسيرتها‬ ‫ألول م��رة في تاريخ المدينة ‪ ،‬بعد الساعة‬ ‫السادسة مساء ‪ ،‬وهو ما سمح للمشاركين‬ ‫والمشاركات في االستعراض االلتحام بعموم‬ ‫المواطنين والمواطنات الذين اعتادوا النزول‬ ‫إلى قلب دار الضمانة كتقليد دأبوا على ممارسته‬ ‫منذ عقود ‪ .‬تقليد يكسر رتابة اليومي بمدينة‬ ‫تفتقد ألبسط الفضاءات والمرافق العمومية‬ ‫التي تسمح بتزجية الوقت ‪.‬‬ ‫‪ ‬كما أن ما ميز المسيرة العمالية لهذه‬ ‫السنة التي انطلقت من مقر المركزية النقابية‬ ‫( ك د ش ) ‪ ‬في اتجاه ساحة االستقالل ‪ ،‬التجسيد‪ ‬‬ ‫الفعلي للوحدة النقابية التي صدحت بها الحناجر‬ ‫ تحية نضالية للوحدة النقابية ‪ -‬فقد سجل‬‫المتتبعون قيادات وازن��ة من نقابات أخرى (‬ ‫الفدرالية الديمقراطية للشغل ‪ -‬االتحاد المغربي‬ ‫للشغل ‪ -‬المنظمة الديمقراطية للشغل) جاءت‬ ‫خصيصا لتوجيه رسالة خاصة للمشاركين‬ ‫وال��م��ش��ارك��ات ف��ي مسيرة الكونفدرالية‬ ‫الديمقراطية للشغل مفادها بأن التشرذم ال‬ ‫يخدم مصالح الطبقة العاملة وعموم المواطنين‬ ‫والمواطنات ‪ ،‬وأنه بالوحدة النضالية يمكن‬ ‫حماية المكتسبات ‪ ،‬وتحقيق أخرى ‪.‬‬ ‫‪ ‬الشعارات التي صدحت بها الحناجر لمدة‬ ‫تجاوزت ساعتين ونصف ‪ ،‬نقلت القلق العام‬ ‫الذي تشعر به الشغيلة المغربية التي تعرضت‬ ‫حقوقها طيلة مدة الحكومة السابقة لهجوم لم‬ ‫يسبق له مثيل ‪ .‬وألن الحكومة الحالية تعتبر‬

‫امتدادا للحكومة السابقة ( عليك المان عليك‬ ‫المان ال العثماني ال بنكيران ) فقد دقت كلمة‬ ‫المركزية النقابية التي دقت بالمناسبة ناقوس‬ ‫الخطر منبهة إلى أن كل استمرار في نهج نفس‬ ‫السياسة التفقيرية ‪ ،‬وإغالق باب الحوار مع الفرقاء‬ ‫االجتماعيين يعتبر مغامرة باستقرار الوطن ‪ ،‬غير‬ ‫محسوبة العواقب ‪.‬‬ ‫‪ ‬الوضعية الهشة التي تعيشها المدينة‬ ‫ف��ي ك��ل مستوياتها وحقولها االجتماعية‬ ‫واالقتصادية والحقوقية‪ ،‬وتنذر باالنفجار في أي‬

‫لحظة ‪ ،‬لخصها المشاركون والمشاركات في‬ ‫شعار ‪ -‬وزان يا جوهرة ‪ ،‬قضاو عليك الشفارة ‪-‬‬ ‫يذكر ب��أن الكونفدرالية الديمقراطية‬ ‫للشغل بوزان هي المركزية النقابية الوحيدة‬ ‫التي نظمت استعراضا بمناسبة فاتح ماي ‪ ،‬بينما‬ ‫اكتفت مركزية االتحاد المغربي للشغل بتنظيم‬ ‫تجمع أمام باب ‪ ‬النقابة حيث تم إلقاء كلمة‬ ‫بالمناسبة ورددت شعارات تعكس قلق النقابين‬ ‫والنقابيات الذين تنتهك حقوقهم يوميا ‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫محمد نبيل بنعبد اهلل يدعو من‬ ‫العرائش إلى االنخراط في مقاربة‬ ‫متجددة لتدبير الشأن الترابي‬

‫وزير‪ ‬إعداد التراب الوطني و التعمير‬ ‫واإلسكان و سياسة المدينة‪ ‬محمد نبيل‬ ‫بنعبد اهلل خالل افتتاحه ألشغال المجلس‬ ‫اإلداري للوكالة الحضرية للعرائش في دورته‬ ‫الرابعة‪ ،‬التي تم عقدها األسبوع الماضي‪،‬‬ ‫دعا إلى االنخراط في مقاربة متجددة لتدبير‬ ‫الشأن الترابي‪ ،‬ونهج سياسة تقوم أساساً‬ ‫على تدعيم سياسة ال��ق��رب‪ ،‬واالستماع‬ ‫النشغاالت وانتظارات المواطنين‪ ،‬ووضع‬ ‫مخطط عمل استراتيجي خماسي في إطار‬ ‫مقاربة استباقية لتأطير التعمير‪ ،‬خاص ًة في‬ ‫المناطق التي تعرف ضغطاً عمرانياً‪ ،‬والعمل‬ ‫على تحيين الوثائق التي أصبحت متجاوزة‪،‬‬ ‫و إيالء عناية خاصة للعالم القروي‪،‬مطالبا‬ ‫بمضاعفة الجهود لمحاربة‪ ‬دور الصفيح‪ .‬‬ ‫ثالثة محاور أساسيــة تمت مناقشتها‬ ‫خالل هذه الدورة‪ ،‬تعلقت بدراسة المخطط‬ ‫التوجيهي لتهيئة ساحل العرائش‪ ،‬وافتتاح‬ ‫ملحقة للوكالة الحضرية بإقليـــم وزان‪،‬‬ ‫واستكمال أوراش التنمية الحضرية‪.‬‬ ‫اللقاء كان مناسبة قدم خاللها مدير‬ ‫الوكالة الحضرية للعرائش عبد الناصرلهناوي‪،‬‬ ‫حصيلة أنشطة الوكالة الحضرية خالل الفترة‬ ‫الممتدة من فاتح يناير ‪ 2016‬إلى غاية ‪31‬‬ ‫دجنبر ‪ ،2016‬وبرنامج عملها لسنة ‪2017‬‬ ‫و كذا البرنامج االستراتيجي للفترة الممتدة‬ ‫ما بين ‪ .2017-2019‬و على صعيد برنامج‬ ‫العمل لسنة ‪ ،2017‬فقد تمت برمجة ‪17‬‬ ‫وثيقة تعمير‪ ‬لتحيينها أو استكمال دراستها‬ ‫وإتمام المسطرة القانونية المتعلقة بها‪،‬‬ ‫م��ع استكمال إع���ادة هيكلتها م��ن خالل‬ ‫برمجة استفادة ‪ 20‬حيا‪ ،‬وذلك بتشاور تام‬ ‫مع الجماعات الترابية المعنية‪ ،‬واالستمرار‬ ‫في عملية المساعدة المعمارية والتقنية‬ ‫السنة‪ ،‬مواصلة الدراسة المتعلقة بالمخطط‬ ‫التوجيهي للتهيئـــة العمرانيــة لساحــل‬ ‫العرائش التي عرفت االنتقال من المرحلة‬

‫األول��ى الى المرحلة الرابعة في أقل من ‪9‬‬ ‫اشهر‪ ،‬مما يبشر بقرب توفر ساحل العرائش‬ ‫على هذه الوثيقة االستراتيجية التي‪ ‬تكتسي‬ ‫أهمي ًة خاصة‪ ،‬و كذا انعكاساتها على تنمية‬ ‫و تطور المجاالت الترابية‪ .‬كما تم بالمناسبة‬ ‫أيضا عرض الخطوط العريضة لبرنامج العمل‬ ‫االستراتيجي للوكالة برسم الفترة الممتدة‬ ‫ما بين ‪ . 2019-2017‬حيث يتعلق األمر‬ ‫بمخطط عمل طموح ي��روم‪ ‬العمل على‬ ‫تتبع المراحل المتبقية بالنسبة للمخطط‬ ‫التوجيهي لتهيئة ساحل العرائش في أفق‬ ‫بلوغه مرحلة المصادقة‪ .‬و كذا تحيين وتتبع‬ ‫‪ 25‬وثيقة تعميرية‪ ،‬وتتبع استكمال ‪ 6‬دراسات‬ ‫تهم مدن العرائش ووزان والقصر الكبير‪ ،‬إلى‬ ‫جانب إعداد و تتبع ‪ 34‬دراسة إلعادة الهيكلة‪،‬‬ ‫تهم ‪ 34‬حيا بإقليمي العرائش ووزان‪ ،‬و‬ ‫تتبع واستكمال ‪ 13‬دراسة خاصة بإقليمي‬ ‫العرائش وزان‪ ،‬بالموازاة مع مواصلة خطوات‪ ‬‬ ‫عصرنة التدبير الداخلي للمؤسسة‪.‬‬ ‫وقد عرف هذا االجتمـــاع‪ ،‬الذي حضره‬ ‫عامال إقليمي وزان والعرائش‪ ،‬مصادقــة‬ ‫أعضاء المجلس اإلداري للوكالة باإلجماع على‬ ‫على محضر اجتماع الدورة السابقة للمجلس‪،‬‬ ‫و على مشروع ميزانية ‪ 2017‬التي تفوق ‪23‬‬ ‫مليون درهم‪ ،‬لمواكبة برنامج عمل الوكالة‬ ‫وتدخالتها في مجال التعمير وإعداد التراب‬ ‫الوطني‪ ،‬و تعزيز آليات ووسائل التسيير‬ ‫والتدبير‪ ،‬وتدعيم وتشجيع االستثمار‪ .‬كما‬ ‫صادق المجلس أيضا على التقريرين األدبي‬ ‫والمالي برسم سنة ‪ ،2016‬وكذا على برنامج‬ ‫عمل الوكالة لسنة ‪ 2017‬و برنامج العمل‬ ‫االستراتيجي ‪.2019-2017‬‬

‫م‪ .‬الحراق‬

‫األصالة والمعاصرة يحذر من تسلط‬ ‫بعض أطراف حراك الحسيمة‬ ‫وسعيها للهيمنة‬

‫أكد حزب األصالة والمعاصرة بإقليم‬ ‫الحسيمة‪ ،‬في بالغ عممه اليوم‪ ،‬على مواقفه‬ ‫المبدئية والثابتة م��ن ح��راك الحسيمة‪،‬‬ ‫مشددا على مشروعية المطالب االجتماعية‬ ‫واالقتصادية والحقوقية لساكنة المنطقة‪،‬‬ ‫وهي المواقف التي شكلت دوما محور برامج‬ ‫الحزب باإلقليم‪.‬‬ ‫وعبر البام‪ ،‬حسب ذات البالغ‪ ،‬عن اعتزازه‬ ‫بمشاركة مناضليه ومناضالته في كثير من‬ ‫فعاليات الحراك‪ ،‬طالما هو حراك شعبي في‬ ‫ملكية كل مكونات الشعب‪ ،‬حيث أنه ليس‬ ‫بحركة يقودها فصيل سياسي معين‪ ،‬مسجال‬ ‫دستورية الحق في التظاهر السلمي وفي‬ ‫التعبير‪ ،‬وغير قابل للمصادرة طالما يمارس‬ ‫في إطار القانون وروح الدستور نفسه‪.‬‬ ‫ونبه حزب األصالة والمعاصرة‪ ،‬في ذات‬ ‫البالغ‪ ،‬إلى خطورة ان��زالق بعض األط��راف‬ ‫داخ��ل ال��ح��راك إل��ى ممارسة التسلط على‬ ‫اآلخرين والسعي إلى الهيمنة وإقصاء اآلراء‬

‫المخالفة باستعمال ك��ل أساليب العنف‬ ‫اللفظي‪ ،‬معتبرا هذا السلوك المرفوض مخالفا‬ ‫تماما لما ينبغي أن يكون عليه جوهر الحراك‪،‬‬ ‫بما هو حراك يتجاوب مع تطلعات الشعب إلى‬ ‫الديمقراطية والتنمية‪.‬‬ ‫مشددا على أن المقاربـــة الوحيــدة‬ ‫لمعالجة القضايا المطروحة هي الحوار‪ ،‬وفقط‬ ‫الحوار دون اشتراطات من أحد‪ ،‬معتبرا أن من‬ ‫يمتلك واهما من داخل الحراك أو من داخل‬ ‫السلطة بكونه يملك لوحده مفاتيح الحل‬ ‫لهذه القضايا فإنه يلعب بالنار‪.‬‬ ‫وأهاب البام عبر البالغ ذاته بمناضليه‬ ‫ومناضالته وبكل القوى الديمقراطية قوال‬ ‫وفعال إلى امتالك الشجاعة في هذه الظرفية‬ ‫الصعبة لترجمة حرصهم وغيرتهم على‬ ‫المنطقة وساكنتها‪ ،‬والجهر بالحقيقة والسعي‬ ‫إلى إشاعة قيم الحوار واحترام اآلخر‪ ،‬و تسييد‬ ‫القانون‪ ،‬وب��ذل كل الجهود لخلق شروط‬ ‫التنمية والكرامة للمواطنات والمواطنين‪.‬‬

‫ج‪.‬ش‬


‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬مـاي ‪2017‬‬

‫العدد ‪888‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫ما أن أخذ مجلسه في حلقة الذكر التي انعقدت بزاوية سيدي علي بن ريسون إحياء‬ ‫لليلة اإلسراء والمعراج‪ ،‬حتى أحس براحة ال يجدها إال في أمثال هذه المجالس‪ ،‬التي تغشاها‬ ‫رحمة الرحمان‪ ،‬وتحفها مالئكته الكرام‪.‬‬ ‫تعمد أن يتوضأ في النافورة التي تعوّد أن يسبغ وضوءه فيها وهو صغير‪ ،‬وجدها هي‬ ‫هي‪ ،‬ماء السكوندو ال زال –لحسن الحظ‪ -‬يصلها متدفقا رقراقا‪ ،‬إال أنها في حاجة ماسة إلى‬ ‫يد تعيد إلى رخامها بياضه ونصاعته‪.‬‬ ‫صلى العشاء في نفس المكان الذي كان يصلي فيه يوم كان تلميذا بمسيد الفقيه‬ ‫الصروخ‪ ،‬فهذا ُ‬ ‫الكتاب يشرف على الباب الرئيسي للزاوية‪ ،‬وصالة العصر كانت من الصلوات‬ ‫التي َ‬ ‫يُؤذن «للمْحاضْرة» بشهودها‪.‬‬ ‫كان يتمنى لو انطلق الحفل بعد صالة المغرب‪ ،‬أو بعد قراءة حزب المغرب إن أمكن‪،‬‬ ‫فحزب الزاوية الريسونية كان يُقرأ تحت القبة الكبرى‪ ،‬وكانت حلقته متباعدة األطراف‪،‬‬ ‫كثيرة العدد‪.‬‬ ‫ولكن القيّمين على هذه الجلسة الربانية‪ ،‬يؤثرون تأخيرها إلى ما بعد صالة العشاء‪،‬‬ ‫لتظل فقراتها متماسكة مترابطة‪.‬‬ ‫وبرنامجها‪ ،‬يُفتتح بالصالة المشيشية‪ ،‬ويُختتم بالقصيدة المشهورة‪« :‬أنا سيدي عندي‬ ‫طبيب‪ ،‬ويعالجني بدواه»‪ .‬وبين المفتتح والمختتم‪ ،‬يُقرأ النصاب الثاني من الهمزية‪ ،‬وتُتلى‬ ‫قصائد المديح‪.‬‬ ‫أخذ مجلسه بين المدعوين‪ ،‬وعيناه تتنقالن بين عدد من األماكن‪ ،‬وكأنها تبحث عن‬ ‫ذلك الصبي المُجلبب الحليق الرأس‪ ،‬الذي كان يصلي هنا‪ ،‬وينصت إلى دروس الوعظ‬ ‫واإلرشاد هناك‪ ،‬ويشهد صالة التراويح في ذلك الركن‪ ،‬ويتابع خطيب الجمعة وهو مسند‬ ‫ظهره إلى تلك السارية‪.‬‬ ‫لقد كان لهذه الزاوية دور في نشأته الدينية‪ ،‬فيها دأب على الصالة مع الجماعة‪ ،‬وفيها‬ ‫تابع المجودين وهم يرتلون القرآن‪ ،‬فيحسنون الترتيل‪ ،‬وفيها أنصت إلى خطب الجمعة‪،‬‬ ‫ودروس الوعظ واإلرشاد‪ ،‬وفيها واظب على قراءة الهمزية‪ ،‬وفيها عرف دليل الخيرات‪.‬‬ ‫وها هو يحيي مع جموع المؤمنين ليلة اإلسراء والمعراج‪ ،‬فتنهال عليه هذه الذكريات‪،‬‬ ‫فتثير فيه شحنة من الخشوع‪ ،‬ودفقة من الحنين إلى الماضي‪.‬‬ ‫لقد كان آباؤنا يغرسون فينا بذور اإليمان‪ ،‬ويتعهدونها بالسقيا والرعاية‪ ،‬حتى تتأصل‬ ‫فينا‪ ،‬وتنمو وتزدهر‪ .‬وتأتي بالثمار المرجوة‪.‬‬ ‫فرحمات اهلل ورضوانه عليهم‪.‬‬

‫عبد القادر المجاهد‪...‬‬ ‫الطائر المهاجر العائد إلى مقامه األول معززا مكرما‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫دع ٌّي �آخر‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫كنت متوجها إلى فاس‪ ،‬فشاء ‹‹حظي›› أن أقتسم إحدى‬ ‫المقصورات مع وجه أعرفه‪ ،‬لكن غاب من ذاكرتي اسمه و ما‬ ‫يمكن مساعدتي على تذكره‪.‬‬ ‫على مدار ساعتين‪ ،‬لم يتوقف «الرجل» عن الكالم في‬ ‫كل شيء كأنه مالك مفاتيح ما يقول!‬ ‫من بين الموضوعات التي حدثني بها ببالغة رطبة‬ ‫مخلجنة‪ ،‬واقع اللغة العربية في بالدنا‪ ،‬قال لي ‪« :‬بصراحة‬ ‫إذا بغينا نمشيو بعيد‪ ،‬خصنا نقريو بالدارجة‪ ،‬نقريو كلشي‬ ‫بالدارجة‪ ،‬العربية‪ ،‬الدين‪ ،‬الفيزيك‪ ،‬الشيمي‪ ..‬والقضية‬ ‫ساهلة ماهلة‪ ،‬خصنا نتبعو الخطة د عيوش‪ ،‬عرفتي عالش؟‬ ‫ألن اللغة العربية أديمة (الرجل ال ينطق القاف) وباسلة‬ ‫ومانعة وما كتفكشي‪ ،‬شفتي «المعجب (يقصد المعجم)‬ ‫للي ألف عيوش»‪.‬‬ ‫لم أكن أرد عليه بشيء قدر ما كنت أنصت إليه‪ ،‬وأنا‬ ‫كاظم غيظي ومتحكم في نفسي كي ال أطلق ضحكة على‬ ‫هذه البالغة الرطبة!‬ ‫في فاس تذكرت ذلك الحديث الغريب‪ .‬الغرابة أصبحت‬ ‫هي القاعدة‪ ،‬فكثير من المصابين بلوثة الفرانكفونية‬ ‫والتلهيج هم حملة هذه الغرابة‪.‬‬ ‫تذكرت موقف المفكر المغربي عبد اهلل العروي‪ ،‬الذي أبان‬ ‫فيه أنه ضد التلهيج واستعمال الدارجة في التدريس‪ ،‬لكونه‬ ‫مؤمنا بخطرها على ما يجمع الناس‪ ،‬وما يجمع الناس هو‬ ‫ماضيهم الحافل المجسد في اللغة‪..‬‬ ‫ال يدعو العروي إلى استعمال لغة الجاهليين ولغة‬ ‫الجاحظ‪ ،‬بل اللغة التي يستطيع أن يفهمها الناس من الماء‬ ‫إلى الماء‪..‬‬

‫صورة جماعية لجانب من المشاركين في اللقاء التكريمي‬ ‫أصدق إشارة‪: ...‬‬ ‫«صباحا وأنا في السوق والمطر في العنفوان تلفن لي صديق من طنجة‬ ‫يخبرني برحيل عزيز عزيز عزيز عبدالقادر المجاهد وإذا بي أضيف إلى مطر‬ ‫السحاب مطرا آخر وأعود إلى البيت كأني آخر»‪ ،‬هذا ما قاله الشاعر عبدالكريم‬ ‫الطبال في نبأ رحيل عبدالقادر المجاهد؛ فالصداقة أخوة واألخوة صداقة‪،‬‬ ‫والصداقة سر من أسرار الحياة‪-‬ورب أخ لم تلده أمك‪ -‬ولذلك فاألصدقاء‬ ‫والصادقون‪ ...‬قليلون‪.‬‬ ‫عبدالقادر المجاهد الموحد‪: ...‬‬ ‫من النادر أن تجتمع وتتوحد كلمة الناس رغم تعدد المذاهب واألفكار‪،‬‬ ‫واختالف مسارات الحياة وتنوع مسالكها كما كان األمر في إحياء ذكرى الراحل‬ ‫عبدالقادر المجاهد الطائر الشفشاوني المهاجر مبكرا إلى القصر الكبير ثم‪،‬‬ ‫بعد ذلك‪ ،‬منها إلى طنجة العالية حيث مثواه األخير‪ ،‬والذي بقي في نفسه‬ ‫شيء غميس من شفشاون مدينته ‪،‬وعلى الخصوص‪ ،‬من الدعرامة بريف‬ ‫األندلس ووطاء الحمام ومدرستي علي بن راشد ومحمد الخامس و جمعية‬ ‫اصدقاء المعتمد ومجلة «الشراع»‪ ،...‬ومن آثار ومأثورات وعالقات إنسانية لم‬ ‫يمح عبقها مع مرورالسنين‪.‬‬ ‫لماذا التقى عبدالكريم الطبال‪ ،‬وعبدالقادر المعروفي‪ ،‬وعبدالقادر‬ ‫الحضري‪ ،‬وأحمد الفوال وعبدالغفار بن ادريس‪ ،‬باإلضافة إلى عبداللطيف‬ ‫شهبون واألستاذة هدى المجاطي وآخرين أتوا من كل فج عميق‪ ،‬على طاولة‬ ‫واحدة بشفشاون لو لم يكن أثر الراحل عبدالقادر المجاهد الذي وهب مكتبته‬ ‫الخاصة لمكتبة مناهل العرفان العامة بهذه المدينة‪-‬والرجوع إلى األصل‬ ‫فضيلة‪ -‬ما زال رابضا في المكان ومحلقا في الزمان ومقيما في الذاكرة‪،‬‬ ‫لو لم يكن ما قدمه هذا الرجل‪-‬الذي‪ ،‬كما قالت ابنته سلوى‪ ،‬لم تبهره أو‬ ‫تجذبه األضواء فاختار الهامش أواالختيار العصي‪ ،‬والذي حاز على مالمح من‬ ‫سبق عصره فالذ إلى الصمت حينما كثر الضجيج‪ -‬يستحق الذكر والتذكير‬ ‫واالحترام والتقدير‪.‬‬ ‫الراحل عبدالقادر المجاهد‪ ،‬أجمعت الشهادات على أنه كان نموذجا‬ ‫للمربي والمثقف والجمعوي والسياسي المناضل‪ ،‬ومرآة لإلنسان الهادئ‬ ‫الدمث الخلق‪ ،‬ذي الجود‪ ، ...‬حيث ساهم إلى جانب بعض مجايليه من‬

‫المخضرمين(عاشوا فترة االستعمار واالستقالل) في إشاعة قيم الحداثة‬ ‫المتزنة أو المتوازنة وترسيخ الوعي الوطني الطافح باألمل‪ ،‬فبقيت بصماته‬ ‫محفورة في هواء شفشاون حيث صنعت أجياال تعقبها أجيال سحرت بالفن‬ ‫واألدب والشعر والفكر‪ ،‬وتاقت إلى العدالة وحقوق اإلنسان والحياة الكريمة‪...‬‬ ‫وعزة الوطن‪ ،‬وحمت المدينة من السقوط في االنحطاط الزاحفة تباشيره‬ ‫من شتى االتجاهات‪.‬‬ ‫وخير جليس في الزمان كتاب ‪:‬‬ ‫ما رمزية إهداء أكثر من ألف كتاب لهذه المدينة وأبنائها‪ ،‬إن لم يكن‬ ‫صيانة وتجديد الروح التي كانت لشفشاون البسيطة الشامخة قبل وبعد‬ ‫االستقالل‪ ،‬كمدينة للعلم والشعر واألدب والزهد واألناقة والصفاء‪...‬وكما‬ ‫قال فرانكلين روزفلت «الكتاب هو النور الذي يرشد إلى الحضارة»‪.‬‬ ‫وقد تم تدشين جناح كتب المرحوم عبدالقادر المجاهد بمكتبة مناهل‬ ‫العرفان بحضور أسرة الواهب وأصدقائها ونائبة الرئيس سلوى البردعي‪،‬‬ ‫والمحافظ الحالي لمناهل العرفان األمين أصبان والمحافظة السابقة فاطمة‬ ‫أزباخ‪.‬‬ ‫على سبيل الختم‪:‬‬ ‫اللقاء التكريمي كان وراء تنظيمه أبناء الفقيد سلوى وفدوى ورجاء‬ ‫ومحمد و‪ ...‬بتنسيق مع سلوى البردعي نائبة رئيس بلدية شفشاون والشاعر‬ ‫والصحفي جواد الخنيفي رئيس فرع اتحاد كتاب المغرب‪ ،‬واحتضنته رحاب‬ ‫قاعة االجتماعات ببلدية شفشاون‪ ،‬غاب رئيس البلدية محمد السفياني‬ ‫بسبب التزامات طارئة وناب عنه خليفتاه سلوى و حسن الدحمان‪.‬‬ ‫اللقاء كان ثريا حيث قدم خالله شريط مصور عن حياة الراحل‪ ،‬خاصة‬ ‫عند مقامه بمدينة شفشاون التي سكنته ولم تفارقه‪ ،‬وشهادات بعض‬ ‫األصدقاء‪ ،‬كما وزع فيه كتاب يخلد الحدث بعنوان «عبدالقادر المجاهد‪...‬قريبا‬ ‫من األدب والحداثة»‪.‬‬ ‫والبد في األخير أن ننوه بالتفاتة الراحل عبدالقادر المجاهد السائرة على‬ ‫هدي سابقاتها في طنجة وتطوان‪ ،...‬وهي تنم عن السمو الفكري واألخالقي‪،‬‬ ‫وعن وعي عميق بالمأزق و قبس األمل المتبقى في المستقبل الذي تعتبر‬ ‫الثقافة والفكر واألدب والفن من الحبات األساسية لسبحته‪.‬‬

‫العروي صاحب موقف صارم وميسّر‪ ،‬إذ يتساءل كيف‬ ‫يمكننا تدريس التاريخ والفلسفة والعلوم الحديثة بالدارجة‪،‬‬ ‫والحال أن هذه الدعوة إلى التلهيج عرفت في مصر وفي لبنان‬ ‫منذ ما يزيد عن قرن ونصف فباءت بالفشل؟‬ ‫ال يدعو العروي إلى إحياء لغة المعلقات‪ ،‬ولكن إلى إحياء‬ ‫لغة عربية ميسرة وظيفية تساعد على استعمالها في األرقام‬ ‫والرموز الحديثة‪..‬‬ ‫لفت نظري في محطة القطار بفاس‪ ،‬وفي مقصورات‬ ‫مقطورات القطار أن لغة التشوير قد كتبت بالفرنسية وبلغة‬ ‫عربية سهلة وسليمة وهذه نقطة حسنة للمكتب الوطني‬ ‫للسككالحديدية‪.‬‬ ‫حللت بوجدة للمشاركة في مناقشة أطروحة حول الحركـة‬ ‫اللغوية بالصحراء المغربية للطالب الباحث سويدي تمكليت‪،‬‬ ‫فاسترجعت صفاء ذهني من خالل نقاش علمي رفيع حول‬ ‫ّ‬ ‫تجذر اللغة العربية بالصحراء المغربية‪ ،‬وهذا عنصر موحد‬ ‫لألمة المغربية‪ ..‬ثم سعدت بلقاء شاعر أصيل هو محمد علي‬ ‫الرباوي فنسيت حديث ذلك الدعي‪..‬‬


‫العدد ‪888‬‬

‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬مـاي ‪2017‬‬

‫«الجنس مقابل النقط»‬

‫• فضيحة جديدة تعيشها الجامعة المغربية‬ ‫• رئاسة الجامعة والنيابة العامة والشرطة القضائية تتعامل‬ ‫بسرعة وجدية وفعالية مع القضية‬ ‫• الكلمة األخيرة للقضاء‬ ‫هوس الجنس يالحق من جديد أخبار الجامعات المغربية دون أن يتمكن «من يجب» من وضع حد‬ ‫لممارسات مشينة أخلت باالحترام الواجب للجامعة المغربية ‪ ،‬المؤتمنة على القيم المجتمعية‪.‬‬ ‫أخبار كلية العلوم بتطوان غطت بظاللها الغامقة‪ ،‬على مجرى الحياة السياسية والثقافية والعلمية‬ ‫بالمغرب‪ ،‬بعد ما شاع في هذه المدينة من أن أستاذا لمادة الجبر بكلية العلوم التابعة لجامعة عبد‬ ‫المالك السعدي‪ ،‬يقايض نجاح الطالبات بـ «خدمات جنسية» «متفاوض بشأنها» عبر «توافقات»‬ ‫فيسبوكية‪ .‬األمر الذي شكل صدمة قوية في أوساط الطالبات والطلبة وأسرهم وقدم «مادة» إعالمية‬ ‫جديدة ومثيرة للعديد من المنابر الصحافية في المغرب وفي الخارج أيضا‪.‬‬ ‫المحادثات النصية التي تسربت وانتشرت كالنار في الهشيم‪ ،‬تتضمن تفاصيل جنسية مثيرة ‪ ،‬موثقة‬ ‫بالصوت والصورة‪ ،‬تندرج ضمنها شروط «الجنس» مقابل نقط النجاح‪.....! ‬‬ ‫حقيقة إن هذه الواقعة المؤلمة التي تضاف إلى «واقعات مماثلة» شهدتها جامعات أخرى عبر تراب‬ ‫المملكة‪ ،‬عمقت خيبة األمل في الجامعة ‪ ،‬خاصة وأن أخبار «الجنس مقابل النجاح» تطفو على السطح‬ ‫بين الفينة واألخرى‪ ،‬لتخبو بشكل مريب‪ ،‬يزيد من شك الناس‬ ‫في جدية التعامل مع قضايا «الجنس الجامعي»‪ ،‬حفاظا على‬ ‫«حرمة» الجامعة ومحيطها البشري‪.‬‬ ‫في قضية أستاذ تطوان‪ ،‬وبالرغم من الصرامة التي أبدتها‬ ‫عمادة الجامعة في التعامل مع هذا الخبر «اآلثم» بمجرد‬ ‫ما شاع وانتشر‪ ،‬إال أن الجامعة «تريثت» قبل اتخاذ قرار‬ ‫في الموضوع من باب االحتراز‪ ،‬وحتى تجتمع لديها الحجج‬ ‫والقرائن التي تثبت اإلدانة خاصة و«الوقائع الكيدية» واردة‬ ‫في عالقات األساتذة بطالباتهم وطالبهم ‪ ،‬من أجل الحصول‬ ‫على تعامل تفضيلي‪ .‬خاصة بعد أن تقدم األستاذ المقصود‬ ‫بشكاية لدى النيابة العامة‪ ،‬يطالب فيها بفتح تحقيق ضد‬ ‫مجهول بالتالعب بحسابه على الفيسبوك‪ ،‬وروج لخبر مفاده أن‬ ‫مصدر هذه «اإلشاعات» طليقته التي يدعي أنها حاولت اإليقاع ‪ ‬‬ ‫به بهذه الطريقة انتقاما منه بعد أن علمت بعزمه على الزواج‬ ‫من غيرها‪.‬‬ ‫ال حاجة للتذكير بأن قضية أستاذ تطوان ليست األولى من نوعها‪ ،‬فقد تكررت في جامعات أخرى‬ ‫حيث شاع التحرش بالطالبات من بعض األساتذة الذين «راودوهن عن أنفسهن» مقابل بضع نقط‬ ‫«ثمينة» تساعدهن على الحصول على اإلجازة أو على النفاذ إلى مسالك الماستير أو تحضير للدكتوراه‪.! ‬‬ ‫ولم تسلم من هذه «الممارسات» الدنيئة‪ ،‬كليات أخرى ككلية اآلداب بمرتيل التي كانت مسرحا‬ ‫لواقعة مماثلة اتهم فيها أستاذ مبرز ورئيس مسلك بالتحرش الجنسي بطالبة‪ ،‬قدمت للكلية نصوص‬ ‫مكالمات هاتفية «حمراء» ‪ ،‬إال أنه تم حفظ القضية‪ ،‬بسبب «ضعف األدلة» وعدم اعتراف المشتكى به‬ ‫بقيامه بالتحرش‪...! ‬‬ ‫نفس السيناريو بجامعة ابن زهير بأكادير حيث أقدم أستاذ على «اغتيال» خنقا‪ ،‬طالبة كانت تربطه‬ ‫بها عالقات «حميمية» ورميها في حجرة مهجورة بالجامعة‪.‬‬ ‫وقد عثر رجال األمن على رسائل قصيرة‪ ،‬مشفوعة بعبارات تحرش وغرام ومعاكسة‪ ،‬كان أرسلها‬ ‫األستاذ الجامعي‪ ،‬من هاتفه المحمول‪ ،‬إلى طالبته‪ ،‬سناء ‪ ،‬أياما قبل مقتلها ‪ ،‬ليعترف بعد ذلك بتبادل‬ ‫رسائل قصيرة بينه وبين الضحية‪ ،‬قبل أن يقدم على خنقها حتى الموت‪ ،‬داخل الحرم الجامعي‪.‬‬ ‫وبالكلية المتعددة التخصصات بمدينة آسفي تقدمت طالبة بشكوى للنيابة العامة ضد أستاذ‬ ‫جامعي بالتحرش الجنسي بها ليتم إعفاؤه على إثر ذلك من رئاسة شعبة االقتصاد‪ ‬وتحفظ القضية‪... ! ‬‬ ‫وبالدار البيضاء تقدمت طالبة منذ أربع سنوات بشكاية ضد أستاذ اتهمته بالتحرش‪ ،‬ورغم دفعها‬ ‫بما يثبت في نظرها موضوع هذه الشكاية‪ ،‬ورغم وجود شهود‪ ،‬فإن معالجة هذه القضية كانت كارثية‬ ‫بالنسبة للمشتكية وللشهود أيضا‪ .‬‬ ‫والشك أن الخوف من «الشوهة» يضغط بقوة على ضحايا التحرش الجنسي من طرف أساتذة‬ ‫الجامعات وعلى عمادات الكليات‪ ،‬وهو ما يبرر اللجوء إلى الصمت وإلى الصبر كأسلوب إلنهاء النزاعات‬ ‫والتظلمات‪...‬‬ ‫ومع بداية الموسم الجامعي الحالي‪ ،‬شهدت كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية لجامعة‬ ‫الحسن األول بسطات وقوع حادثة مماثلة بعد ما انتشرت في المواقع صور محادثات على الواتساب‬ ‫توثق لمحادثات جنسية بين أساتذة وطالبات‪.‬‬

‫معلوم أن القانون الجنائي في «طبعته» الجديدة يجرم التحرش الجنسي إال أنه ربط الموضوع‬ ‫بوجود أدلة ملموسة ومقنعة وال تحتمل التأويل ‪ ،‬ما يعني أن األقراص المدمجة والمكالمات الهاتفية‬ ‫على الثابت أو المحمول قد ال تقنع بوجود تحرش‪ ،‬وبالتالي فال يبقى لدى الضحية إلى أن تقبل بــ «ميزان‬ ‫الخيط» إلثبات أن «ذلك منه قد دخل في ذلك منها»‪ !!! ‬أو كما «يدخل المرود في المكحلة»‪ ،‬على رواية‬ ‫أبي هريرة عن قصة «اإلسالمي» مع رسول اهلل صلى اللله عليه وسلم‪.‬‬ ‫ومخافة أن يكون في ادعاءات التحرش ‪ ،‬قصد كيدي من الطالبات أنفسهن حيث إن العديد من‬ ‫األساتذة يدعون أنهم يتعرضون لالبتزاز من طرف طالباتهم للحصول على معامالت تفضيلية‪ ،‬فإن‬ ‫قضايا التحرش يتعامل معها بكثير من التريث والحيطة قبل اتخاذ القرارات التأديبية في حالة الوصول‬ ‫إلى اليقين بثبوت التحرش‪ .‬وفي حاالت الشك‪ ،‬يترك األمر للقضاء‪.‬‬ ‫وهذا ما حدث فعال بالنسبة ألستاذ تطوان الذي اتهم بممارسة الجنس على بعض طالباته مقابل‬ ‫نقط جيدة تمكنهن من ولوج المسالك دون كبير «عناء»‪ ،‬أو قل ‪ ،‬بعناء «منعش ومريح وممتع»‪...!!! ‬‬ ‫القصة فجرتها طالبة سابقة بكلية العلوم بتطوان‬ ‫قامت بنشر صور ورسائل على مواقع التواصل االجتماعي‬ ‫تتهم األستاذ المذكور باالستغالل الجنسي لبعض‬ ‫طالباته ومنهن متزوجات‪ ،‬مقابل منحهن نقطا عالية في‬ ‫مادة الجبر التي يدرسها بالكلية‪.‬‬ ‫التدوينات أثارت ردود فعل غاضبة من طرف نشطاء‬ ‫المواقع ومن طلبة الجامعة الذين طالبوا بإنزال أقصى‬ ‫العقوبات على األستاذ المذكور في حالة ثبوت تورطه في‬ ‫هذه الفضيحة‪.‬‬ ‫وهكذا فقد قرر طلبة كلية العلوم بتطوان التصعيد‬ ‫من احتجاجاتهم بتنظيم مسيرات احتجاجية بساحة موالي‬ ‫المهدي بهذه المدينة وخارج الحرم الجامعي‪ ،‬مطالبين‬ ‫بطرد األستاذ ومنددين بفضح كل محاوالت التستر عليه من أي جهة كانت‪.‬‬ ‫وكانت رئاسة الجامعة قد باشرت دراسة هذه القضية على مستوى لجنة التأديب قبل أن يتقدم‬ ‫رئيس الجامعة بشكاية رسمية إلى وكيل الملك بالمحكمة االبتدائية بتطوان الذي أمر بفتح تحقيق في‬ ‫الموضوع‪ ،‬واستدعاء بعض الطالبات المعنيات بقضية التحرش‪ ،‬وتوقيف األستاذ المذكور‪.‬‬ ‫وهكذا تم توقيف أستاذ الرياضيات المتهم بالتحرش الجنسي بمدينة طنجة‪ ،‬وإحالته على النيابة‬ ‫العامة بمحكمة االستئناف بتطوان ‪ ،‬التي أمرت بتعميق البحث معه ليتابع بتهم هتك عرض أشخاص‬ ‫ممن له سلطة عليهم تحت اإلكراه‪ ،‬واستغالل النفوذ والتحرش الجنسي‪.‬‬ ‫التحريات التي أجرتها عناصر الشرطة القضائية بتطوان‪ ،‬كانت كافية لتقديم األستاذ بطل ما يسمى‬ ‫إعالميا بـفضيحة “الجنس مقابل النقط”‪ ،‬أمام النيابة العامة‪،‬مصحوبا بملف يتضمن اعترافات بعض‬ ‫الطالبات‪ ،‬واستنتاجات فرق الشرطة العلمية والتقنية‪ ،‬بخصوص الصور والوثائق المسربة‪.‬‬ ‫وقالت مصادر إعالمية إن التحقيق مع المتهم‪ ،‬لم يكن سهال‪ ،‬خاصة وأنه كان في حالة نفسية‬ ‫صعبة خالل الساعات األولى من اعتقاله‪ ،‬ولم يقدم أي شيء جديد‪ ،‬سوى ما كان يواجه به من أدلة‬ ‫وتصريحات لبعض ضحاياه‪ .‬حيث أصر على اإلنكار‪ ‬معتبرا أن الموضوع برمته ال يعدو أن يكون مجرد‬ ‫إشاعات و تحرش‪ ،‬من خالل دردشات فايسبوكية ‪،‬و مدعيا أنه لم يجبر أيا كان على ممارسة الجنس معه‬ ‫تحت اإلكراه‪.‬‬ ‫نفس المصادر أشارت إلى أن الشرطة القضائية تمكنت من العثور داخل الشقة التي كان يكتريها‬ ‫األستاذ بمارتيل على مجموعة من أوراق االمتحان ‪.‬و من المنتظر ‪ ‬إنجاز بحث قضائي للنظر في مطابقة‬ ‫األوراق التي تم حجزها مع النقط التي حصلت عليها ‪ ‬المشتكيات ‪. ‬‬ ‫وهكذا يالحظ أنه تم التعامل بكامل السرعة والجدية والفعالية من طرف رئاسة جامعة عبد المالك‬ ‫السعدي والنيابة العامة بتطوان والشرطة القضائية مع هذه القضية التي هزت من جديد المجتمع‬ ‫المغربي كما مست بمصداقية التعليم العالي وطنيا ودوليا‪ ،‬بعد أن راجت أخبار «فضيحة الجنس مقابل‬ ‫النقط» في عدد من المنابر االعالمية الوطنية و العالمية‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪888‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬مـاي ‪2017‬‬

‫إلى من يرد له‬ ‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬ ‫على الوزارتين‪ ،‬حتى ال يحرم العالم من هذا‬ ‫يحتفل العالم في فاتـــح ماي من‬ ‫كل عام بعيد الشغل أوعيد العمال‪،‬‬ ‫اإلختراع المغربي األصيل‪.‬‬ ‫وهو مناسبــة تخرج فيها التظاهرات‬ ‫وما دام نظامنا التعليمي وواقعنا‬ ‫والمسيرات عبر العالم يطالــب فيهــا‬ ‫العملي قائم على “ثقافــة التبيطيـل”‪ ،‬فإننا‬ ‫العمال بتحسين أوضاعهــم المهنيــة‬ ‫ندعو من يهمهم األمر إلى تخصيص عيد‬ ‫والمادية‪ ،‬والمغرب بدوره يحتفل بهذا‬ ‫وطني للبطالة‪ ،‬يكون فرصة لعرض مطالب‬ ‫العيد على غرار جميع الدول‪ ،‬وهي محطة‬ ‫المعطلين سواء الذين ال يزالون يتابعون‬ ‫سنوية يخرج فيها العمال المغاربة لكي‬ ‫دراستهم أو الشبــاب حاملي الشواهـــد‪،‬‬ ‫يعبروا عن مطالبهم اإلجتماعية‪.‬‬ ‫وذلك للوقوف على مشاكلهم اإلجتماعية‬ ‫خالل‬ ‫الشغل‬ ‫لكن‪ ،‬المالحظ أن عيد‬ ‫والتعليمية الناتجة عن حرمانهم من حقهم‬ ‫البعد‬ ‫عليه‬ ‫يطغى‬ ‫السنوات األخيرة أصبح‬ ‫في الشغل أو حقهم في التعليم…‬ ‫الدعائي واإلحتفالي‪ ،‬ولم يعد محطة‬ ‫شعور ممزوج بالحزن والغضب وحتى‬ ‫نضالية تهدف لتسليط الضوء على‬ ‫العجز والتقصير والحيرة واإلرتياب وقلب يدمع‬ ‫وضعية العمال ومعاناتهم‪.‬‬ ‫في األعماق‪..‬‬ ‫وما دام عيـــد الشغــل تحوّل إلى‬ ‫المواطن ببلدنا الحبيب‪ ،‬ال يحتاج عيدا‬ ‫مناسبة احتفالية‪ ،‬وبالتالي لم يعد يضيف‬ ‫للشغل‪ ،‬هو بحاجة إلى من يرد له هيبته‬ ‫شيئا لواقع العمالة المغربية‪ ،‬سواء‬ ‫وكرامته كإنسان‪ ،‬كيف نحافظ على الحلم‬ ‫احتفلوا به أم لم يحتفلوا‪ ،‬لذلك‪ ،‬لماذا ال‬ ‫«مي فتيحة»‬ ‫نحوّله لعيد للعطالة أو البطالة‪ ،‬لكونها‬ ‫بإحقاق الحق والعدل عندما ال نستطيع أن‬ ‫أصبحت تشكل الهاجس األكبر لدى‬ ‫نوقف النزيف أمام تنامي مسلسالت التنكيل‬ ‫المجتمع المغربي‪ ،‬على األقل سيكون هذا العيد فرصة للمجتمع المدني والسياسي لفتح نقاش عام لطرح بالمواطنات والمواطنين من احتقار واستصغار وجلد وسلخ قلوب األمهات واألبناء و اإلخوة وأغلبية من‬ ‫الحلول واإلقتراحات العملية للحد من تفاقم الظاهرة‪ ،‬حتى يساهم في تخفيف العبء على الدولة‪ ،‬التي لم تعد الشعب “العادي” تئن في صمت أمام “الحرق” و اإلستشهاد ودموع أحبة فقدوا غاليا لن يعود‪ ،‬أو حقا مسلوبا‬ ‫مؤسساتها قادرة على استيعاب الحشود الغفيرة من المعطلين‪.‬‬ ‫وشرفا ملوثا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫سيشكل‬ ‫فإذا وافق العمال على هذا المقترح‪،‬‬ ‫سالم على روح إبراهيم صيكا وعلى روح بائعة‬ ‫النضال‬ ‫أنهكهم‬ ‫ذلك دعما معنويا للمعطلين الذين‬ ‫البغرير فتيحة وعلى أمينة الفياللي وآخرين وأخريات‬ ‫عتيّا‪،‬‬ ‫ر‬ ‫الكِبَ‬ ‫مِن‬ ‫في الشارع العام‪ ،‬فمنهم مَن بلغ‬ ‫ِ‬ ‫سبقوهم على درب مقاومة الحكرة والتسلط التي‬ ‫ومنهم‬ ‫حلمه‪،‬‬ ‫يتحقق‬ ‫ومنهم من قضى نَحْبه‪ ،‬ولم‬ ‫أزهقت أرواحهم الطاهرة في سبيلها‪.‬‬ ‫من ينتظر‪ ،‬و منهم من أحرق جسده وما بدّلوا‬ ‫كم من ضحايا سننعي ونبكي؟ كم من دموع‬ ‫تبديال… على أمل أن يجود عليهم القدر بوظيفة‬ ‫سنحبس وكم من صرخة سنخنق؟ وكم من كلمة‬ ‫تخرجهم من جحيم البطالة إلى جنة العيش الكريم‪.‬‬ ‫سنوأد؟ وكم من سؤال سيظل بدون جواب؟ وكم من‬ ‫كما أن هناك مقترح آخر نطرحه على السادة‬ ‫جرح لن يُضمد؟‬ ‫المشرفين على قطاع التعليم ببالدنا‪ ،‬وهو أن‬ ‫الحقيقــــة أضحـــت ضرورة‪ ،‬وكـــذا معاقبــة‬ ‫يضيفوا إلى شعار “العلم نور والجهل عار” الذي‬ ‫المسؤولين والمستبدين بالسلطة‪ ،‬ال بد من تحقيق‬ ‫طالما تردّد على مسامعنا في المراحل اإلبتدائية‪،‬‬ ‫العدالة وإنصاف الضحايا وذويهم ومن ورائهم هذا‬ ‫شعارا آخر وهو‪“ :‬الشغل نور والبطالة عار”‪ ،‬حتى‬ ‫الشعب‪.‬‬ ‫ال تظل األجيال الصاعدة منْكبّة فقط على طلب‬ ‫العلم وتنسى طلب الشغل‪ ،‬فيكون ذلك دافعا‬ ‫إلى متى سنؤجل تكوين القائمين على األمن‬ ‫لها لكي تبحث مبكرا – قبل التخرج‪ -‬عن العمل‬ ‫على احترام حقوق االنسان؟‬ ‫بالتزامن مع طلبها للعلم‪.‬‬ ‫إلى متى سنؤجل ورش إصالح العدالة ونحن‬ ‫مفاصل‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫البطالة‬ ‫ومع انتشار وباء‬ ‫نالحظ تطور “شرع اليد”؟‬ ‫المجتمع‪ ،‬أصبحت البطالة ماركة مسجلة بالمغرب‪،‬‬ ‫إلى متى سنؤجل ورش النهوض بالمدرسة‬ ‫ال تنفصل عن الواقع المعيشي للمغاربة‪ ،‬فما من‬ ‫العمومية والقيم التي يجب غرسها في الناشئة‪،‬‬ ‫أسرة مغربية إال ولديها ّ‬ ‫مُعطل إما عن العمل أو‬ ‫البطالـة‬ ‫ونحن نالحظ الرداءة والحقد والعنف؟‬ ‫عن الدراسة… وصار خروج جحافل المعطلين‬ ‫المحتجين للشوارع والساحات العمومية تقليدا من‬ ‫إلى متى سندمر المدرسة ألننا نخشى المثقفين؟‬ ‫التقاليد المغربية‪ ،‬لذلك فإن القائمين على التعليم‬ ‫إلى متى سنقمع المتظاهرين ونُسيل دماء‬ ‫انتبهوا إلى هذا األمر‪ ،‬فقرروا مواكبة هذا التقليد‪،‬‬ ‫األساتذة والمعطلين؟‬ ‫فأحدثوا برنامجا مُحْكمًا للعطل ّ‬ ‫يمكن التالميذ‬ ‫إلى متى سنسكت عن انتهاك الحقوق والحريات؟‬ ‫والطلبة من النّهْل من “ثقافة التبيطيل”‪ ،‬حتى‬ ‫إننا نحصد اليوم مثال في الحسيمة‪ ،‬ما زرعته‬ ‫يكونوا مهيئين نفسيا بعد التخرج من مواجهة‬ ‫عدوتهم اللدودة‪ :‬البطالة‪.‬‬ ‫قوى التسلط داخل الدولة في هذه المنطقة‪،‬لقد‬ ‫انطلقت شرارة الحراك من حادث مأساوي يسائلنا‬ ‫وهكذا‪ ،‬ففي كل أسبوع هناك عطلة‪ ،‬وفي كل‬ ‫جميعا ويسائل التعاقد المجتمعي وسلطة القانون‬ ‫شهر عطلة‪ ،‬وبعد كل اختبار عطلة‪ ،‬وفي كل موسم‬ ‫والمساواة والعدالة اإلجتماعية المفترضة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المعطلة‬ ‫عطلة‪ ،‬تُضاف إليها الساعات واأليام‬ ‫(اإلضرابات‪،‬‬ ‫التي يساهم بها رجال ونساء التعليم‬ ‫إن المغرب يُتابع من الخارج‪ ،‬وكل االنتهاكات‬ ‫الوطنية‬ ‫األعياد‬ ‫الوالدات…) ناهيك عن عطل‬ ‫تؤجج أطماع المتربصين بمصالح وطننا‪ ،‬لكن ما‬ ‫شيئا‪،‬‬ ‫والطلبة‬ ‫التالميذ‬ ‫والدينية… فبالكاد يتعلم‬ ‫يجري يجعل الوطن يبدو أشد قسوة على أبنائه‪ ،‬لهذا‬ ‫ذاكرتهم‬ ‫من‬ ‫لتمحو‬ ‫“السخية”‬ ‫حتى تأتي العطلة‬ ‫وجب إيقاف النزيف‪ ،‬واإلسراع نحو بناء مغرب الكرامة‬ ‫يدل‬ ‫فإنما‬ ‫شيء‬ ‫على‬ ‫دل‬ ‫إن‬ ‫وهذا‬ ‫كل ما تعلموه‪،‬‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬مع ما يتطلبه ذلك من قطع مع المقاربة‬ ‫في‬ ‫فعال‬ ‫بدؤوا‬ ‫تعليمنا‬ ‫على‬ ‫القائمين‬ ‫على أن‬ ‫البوليسية اإلنتقامية‪ ،‬وإعمال القانون والسعي إلى‬ ‫تطبيق شعار‪“ :‬الشغل نور والبطالة عار” لكن‬ ‫العدالة واإلنصاف‪.‬‬ ‫بشكل مقلوب… وهذا يُحسب لعبقرية القائمين‬ ‫ال يجب أن يستمر تهديد التماسك اإلجتماعي‪،‬‬ ‫على نظامنا التعليمي‪ ،‬فهم لم يتركوا أبناء الشعب‬ ‫وتأجيج الغضب وتسميم األوضاع‪ ،‬في ظل وضع‬ ‫يواجهون مصيرهم المحتوم دون أن يفكروا في‬ ‫إقليمي ودولي متقلب ومتفجر‪ .‬فمن يهدد اإلستقرار؟ هل هو مَن يحتج من أجل حقه أم مَن يريد إسكات‬ ‫حلول قبلية للتخفيف من المعاناة النفسية الناتجة عن الحرمان من الشغل‪.‬‬ ‫وهذه تجربة فريدة في المغرب‪ ،‬لم تتمكن حتى الدول المتقدمة من الوصول إليها‪ ،‬لذلك ما على صوت الحق؟‬ ‫إلى أرواح كل الشهداء وإلى كل مَن يناضل ويؤمن بالحق والعدل كأساس للعيش معا ولبناء المستقبل‬ ‫وزارتي التربية الوطنية والتعليم العالي إال تعميم هذه التجربة غير المسبوقة على دول العالم‪ ،‬من خالل بعث‬ ‫أطرها لتخصيص حصص ودورات تكوينية في “ثقافة التبطيل”‪ ،‬مقابل عائدات مالية ستعود بالمال الوفير األفضل ومن أجل مغرب بدون َ‬ ‫حكرة وخيراته ألبنائه وبناته‪.‬‬


‫العدد ‪888‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬مـاي ‪2017‬‬

‫مدرسات بوزان‬ ‫العميقة في ورشة‬ ‫حقوقية حول النوع‬ ‫االجتماعي‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫انهيار سقف قاعة أفراح بتطوان يصيب عدة نساء‬ ‫بجروح متفاوتة الخطورة‬ ‫انهار‪ ،‬مساء السبت الماضي‪ ،‬سقف إحدى قاعات األفراح‬ ‫الواقعة بحي كويلما بمدينة تطوان على النساء الحاضرات‬ ‫في حفل زفاف‪ ،‬متسببا في إصابة العديد منهن بإصابات‬ ‫متفاوتة الخطورة‪.‬‬ ‫وأكدت شاهدات أن الحادث وقع عندما تفاجأت‬ ‫الحاضرات بانهيار جزء من السقف الجبصي للقاعة‪ ،‬ما تسبب‬ ‫في إصابة عدة نساء‪ ،‬كما أصيبت أخريات بسبب التدافع‬ ‫عقب محاوالت النساء الهرب إلى خارج القاعة‪.‬‬ ‫وتم نقل جميع المصابات على الفور إلى المستشفى‬ ‫اإلقليمي «سانية الرمل» لتلقي العالجات الضرورية‪ ،‬ومنهن‬ ‫من تعرضن إلصابات خطيرة في الرأس‪.‬‬

‫وأعاد هذا الحادث إلى الواجهة ظاهرة قاعات األفراح‬ ‫التي انتشرت كالفطر في مدينة تطوان خالل العشرية‬ ‫األخيرة‪ ،‬حتى لم يعد يخلو حي بالمدينة من هذه القاعات‬ ‫التي يجني أصحابها أرباحا مهمة دون أن تشملها مراقبة‬ ‫السلطة المحلية بخصوص شروط أساسية يجب توفرها‬ ‫بها‪ ،‬بحكم احتضانها لتجمعات بشرية مهمة لمدة طويلة‬ ‫تفوق خمس ساعات‪ ،‬وبشكل شبه يومي ابتداء من حلول‬ ‫الموسم الصيفي‪.‬‬ ‫وفي نفس المنحى‪ ،‬أكدت مصادر جمعوية لـ «المساء»‬ ‫أن قطاع الحفالت بالمدينة وبكل المملكة يعتبر قطاعا‬ ‫غير منظم‪ ،‬لذلك يفتقد إلى آليات مراقبة رسمية يمكن‬

‫مساءلتها‪ ،‬وفي هذه الحالة تتحمل المسؤولية السلطة‬ ‫المحلية في مراقبة هذا القطاع‪ ،‬ومنها قاعات األفراح التي‬ ‫تغيب فيها شروط السالمة الواجب توفرها لكل تجمع بشري‬ ‫من هذا الحجم‪ ،‬مثل أبواب اإلغاثة ومعدات إطفاء الحريق‬ ‫وصيدلية ثابتة تضم مستلزمات طبية خاصة باإلسعافات‬ ‫األولية‪.‬‬ ‫كما أن هذه القاعات المنتشرة داخل أحياء سكنية‪ ،‬وفق‬ ‫المصادر ذاتها‪ ،‬تسبب إزعاجا كبيرا للسكان‪ ،‬نظرا للضوضاء‬ ‫التي تخلقها الموسيقى‪ ،‬السيما أن أغلب هذه الحفالت‬ ‫تستمر إلى ساعات متأخرة من الليل‪.‬‬

‫رضوان الحسوني‬

‫بنعبد اهلل لمدير الوكالة الحضرية بطنجة‪« :‬واش نجاوب بالصتك؟»‬ ‫المديري‪ ،‬ما جعل وزير السكنى وسياسة المدينة يسائله‬ ‫عن مصيرهما‪ ،‬غير أن جواب مدير الوكالة الحضرية لم‬ ‫يقدم أي جديد‪ ،‬باستثناء المعطيات التي سبق أن تم‬ ‫تداولها إعالميا‪.‬‬ ‫وإثر ذلك‪ ،‬رد عليه نبيل بنعبد اهلل بلهجة شديدة قائال‪:‬‬ ‫«منذ ‪ 2011‬بدأت الدراسة ديال تصميم التهيئة هادي ست‬ ‫سنوات ومازال لم يصدر‪ ،‬كيظهر لي خصنا ناخدو هادشي‬ ‫بعين االعتبار لمواكبة التحديات المطروحة‪ ،‬خصوصا بعد‬ ‫رجوعكم إلى بداية الطريق»‪.‬‬

‫أحرج نبيل بنعبد اهلل‪ ،‬وزير السكنى والتعمير وسياسة‬ ‫المدينة‪ ،‬مدير الوكالة الحضرية بطنجة‪ ،‬محمد بلبشير‪ ،‬أمام‬ ‫الحاضرين أثناء انعقاد المجلس اإلداري للوكالة‪( ،‬مساء أول‬ ‫األربعاء)‪ ،‬عندما خاطبه قائال‪« :‬واش نجاوب بالصتك السيد‬ ‫المدير؟»‪.‬‬ ‫وكان مدير الوكالة الحضرية لطنجة قد تغافل عن‬ ‫استعراض مجموعة من اإلجراءات المهمـة بخصوص‬ ‫التخطيط الحضري لمدينة طنجة‪ ،‬وإقليم الفحص أنجرة‪،‬‬ ‫وتجنب اإلشارة إلى أهم وثيقتين من مسؤولية الوكالة‬ ‫إنجازهما‪ ،‬ويتعلق األمر بتصميم التهيئة والمخطط‬

‫أ‪.‬ي‬

‫قضاة الحسابات يكشفون خروقات مالية جديدة ذات طابع جنائي‬ ‫في وكالة «الراديل» بالعرائش‬ ‫سجل التقرير الجديد للمجلس األعلى للحسابات‪ ،‬والذي‬ ‫هم باألساس افتحاص التدبير المحاسباتي والمالي للوكالة‬ ‫المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء إلقليم العرائش‪،‬‬ ‫عدة نواقص واختالالت ذات طابع جنائي‪ ،‬حيث أورد التقرير‬ ‫الرسمي‪ ،‬من حيث الحكامة ونشر المعلومة المالية‪ ،‬أن‬ ‫تأخرا سجل في اكتمال تعيين كافة أعضاء المجلس اإلداري‬ ‫للوكالة وضعف وتيرة عقد اجتماعات لجنتي التسيير والتدقيق‬ ‫الداخلي‪ ،‬وكذا النقص في ضبط ودقة المعلومات المتداولة‪،‬‬ ‫وهي من بين االختالالت التي وقف عليها قضاء الحسابات‪.‬‬ ‫وشدد التقرير الجديد لسنة ‪ 2015‬على أن هناك‬ ‫تقديم معلومات مالية غير دقيقة للمجلس اإلداري‪ ،‬إذ إنه‬ ‫مراعاة لقواعد الحكامة الجيدة التي نصت عليها مدونة‬ ‫الحكامة‪ ،‬يتعين تمكين المجلس اإلداري من كافة المعلومات‬ ‫المرتبطة بالعمليات المالية وغير المالية التي تخص الوكالة‬ ‫حتى يتسنى ألعضائه تقييم أداء الجهاز المسير مقارنة‬ ‫باالستراتيجيات واألهداف المحددة سلفا‪ ،‬إال أنه‪ ،‬يضيف‬ ‫المصدر ذاته‪ ،‬تم عرض عمليةالحسابات السنوية من طرف‬ ‫إدارة الوكالة على أنظار أعضاء المجلس اإلداري ال تتسم‬ ‫بالشمولية وال تعتمد دائما المؤشرات نفسها لتحليل ماليتها‪،‬‬ ‫مما يحول دون إمكانية تتبع سليم وفعال ألدائها‪ .‬وقدم قضاء‬ ‫الحسابات أمثلة على ذلك‪ ،‬من قبل قيام المجلس المنعقد‬ ‫بتاريخ ‪ 20‬يونيو ‪ 2014‬بالتداول في ‪ 351،78‬مليون درهم‪،‬‬ ‫كعائدات االستغالل‪ ،‬على أساس أنه المبلغ اإلجمالي لمداخيل‬

‫االستغالل المحققة خالل سنة ‪ ،2013‬في حين أنه مبلغ ال‬ ‫يعكس حجم المبالغ المستخلصة لكونه يتضمن عائدات‬ ‫استغالل لم تستخلص بعد‪ ،‬فيما أكد التقرير الرسمي أن‬ ‫تقارير التسيير السنوية غير شاملة حيث تعد الوكالة تقارير‬ ‫سنوية حول التسيير تعرض من خاللها وضعيتها المالية‬ ‫وأهم مؤشرات أداءها وآفاقها التنموية‪ ،‬غير أن معايير المدونة‬ ‫المغربية لممارسات الحكامة الجيدة للمؤسسات العمومية‬ ‫تقتضي أن تشمل هذه التقارير‪ ،‬باإلضافة إلى ما تعرضه‬ ‫الوكالة في تقريرها هذه المعلومات المستفيضة عن نظام‬ ‫المراقبة الداخلية وعن تدبير المخاطر وعن باقي المعامالت‬ ‫التي عرفتها الوكالة‪.‬‬ ‫ومن الخروقات المسجلة في هذا الشأن فإن إبرام‬ ‫صفقات التدقيق الخارجي ألداء الوكالة وحساباتها يعرف تأخرا‬ ‫من سنة ألخرى‪ ،‬ويرجع هذا التأخر‪ ،‬وفق المجلس‪ ،‬إلى الوتيرة‬ ‫السنوية إلبرام هذه النوع من الصفقات‪ ،‬والتي تؤدي إلى‬ ‫احتمال تغيير سنوي للمدقق الخارجي عند عقد الصفقة بدال‬ ‫من التعاقد مع المدقق نفسه لمدة ثالث سنوات كما توصي‬ ‫بذلك قواعد المدونة المغربية لممارسات الحكامة الجيدة‬ ‫للمؤسساتالعمومية‪.‬‬ ‫وتبعا لذلك‪ ،‬أوصى المجلس الجهوي للحسابات‬ ‫المصالح الوصية على الوكالة‪ ،‬بالتقيد بالمدونة المغربية‬ ‫لممارسات الحكامة الجيدة للمؤسسات العمومية‪ ،‬من خالل‬ ‫اعتماد نظام داخلي للمجلس اإلداري وميثاق ألعضائه‪،‬‬

‫وضبط وتدقيق المؤشرات المالية وغير المالية المقدمة‬ ‫للمجلس اإلداري‪ .‬كما نبه التقرير إلى ضرورة تضمين تقارير‬ ‫التسيير السنوية كافة والمعلومات حول الحكامة والمراقبة‬ ‫الداخلية وتدبير المخاطر‪ ،‬فضال عن اعتماد ثالث سنوات‬ ‫مدة للتعاقد مع المدققين الخارجيين المكلفين بإبداء رأي‬ ‫حول قوائمها المالية‪ ،‬فيما كشف التقرير نواقص من حيث‬ ‫التدبير المالي‪ ،‬ونبه إلى ضرورة العمل على تجاوزها‪ ،‬وتتمثل‬ ‫أساسا في تفاقم مستحقاتها غير المحصلة وتجاوز مدة األداء‬ ‫القانونية عند قيامها بعمليات االقتناء‪.‬‬ ‫كما شملت هذه النواقص عدم احترام مسطرة فتح‬ ‫الحسابات البنكية الجاري بها العمل‪ ،‬فضال عن ذلك‪ ،‬سجل‬ ‫قضاة الحسابات تصرف الوكالة في أموال تعود لجمعية‬ ‫األعمال االجتماعية‪ ،‬إذ أنه‪ ،‬يضيف التقرير‪ ،‬من خالل تدقيق‬ ‫حساب العائدات والتكاليف‪ ،‬تبين من خالل الحساب رقم ‪617‬‬ ‫تصرف الوكالة في أموال تعود مبدئيا إلى جمعية األعمال‬ ‫االجتماعية‪ ،‬وهي ملزمة بدفعها سنويا على شكل مساهمات‪.‬‬ ‫يشار إلى أن عددا من المستخدمين والموظفين‬ ‫بالوكالة ذاتها يتابعون أمام محاكم جرائم األموال‪ ،‬بناء‬ ‫على تقرير سابق كشف عدة اختالالت وخروقات مماثلة حول‬ ‫التدبير المالي للوكالة نفسها‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫تفكيك شبكة للهجرة السرية تضم أفارقة ومغاربة بطنجة‬

‫تمكنت المصالح المختصة بمنطقة بوخالف بمدينة‬ ‫طنجة‪ ،‬من تفكيك شبكة مختصة في الهجرة السرية اعتبرت‬ ‫األولى من نوعها‪ ،‬حيث كانت تضم بعض األفارقة الذين‬ ‫استفادوا أخيرا من اإلجراءات الخاصة بالقاطنين بالمغرب‪.‬‬ ‫وحسب المعلومات المتوفرة‪ ،‬فإن هذه العملية جاءت‬ ‫بناء على رصد تحركات المعنيين من قبل السلطات المحلية‬ ‫بالمنطقة المشار إليها‪ ،‬قبل أن تتم مداهمة المنزل‪ ،‬حيث‬ ‫جرى الحجز على أجهزة لوجستيكية وثالثة محركات قوية‬ ‫باإلضافة إلى كميات مهمة من البنزين‪ ،‬ومجادف خشبية‬ ‫وقارب مطاطي من الحجم الصغير‪ ،‬إذ يتم تنقيله على متن‬

‫سيارات معدة لهذا الغرض إلى حين الوصول إلى النقطة‬ ‫التي ينطلق منها المهاجرون السريون مقابل التوصل بمبالغ‬ ‫مالية‪ ،‬علما أن الحي السالف ذكره يقطنه المئات من األفارقة‬ ‫ومن جنسيات مختلفة‪ ،‬وحسب المصادر ذاتها‪ ،‬فإن المصالح‬ ‫األمنية المختصة حلت بعين المكان وأوقفت في هذا الصدد‬ ‫صاحب المنزل الذي تبين أنه ضمن الشبكة نفسها‪ ،‬ويبلغ‬ ‫من العمر ‪ 77‬سنة‪ ،‬باإلضافة إلى ثالث نساء إفريقيات ضمن‬ ‫العصابة نفسها‪ ،‬ومن المنتظر أن تتم إحالة المشتبه بهم‬ ‫على العدالة لتقول كلمتها الفصل في هذا الملف‪ ،‬وحول‬ ‫إمكانية قيامها بعمليات مماثلة خالل السنوات الماضية‪،‬‬

‫يشار إلى أن منطقة بوخالف أضحت نقطة سوداء بسبب‬ ‫تواجد المئات من األفارقة بعضهم بدون أوراق ثبوتية‪ ،‬وهو‬ ‫ما يسهل عملية انضمامهم لشبكات إجرامية بالمنطقة‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى كون غالبيتهم يتحينون الفرصة للقيام بعمليات‬ ‫التسلل نحو الضفة األخرى‪ ،‬األمر الذي جعل المصالح الوصية‬ ‫بوالية الجهة تلجأ أخيرا إلحصائهم للكشف عن األعداد‬ ‫المتواجدة بهذه المنطقة لوحدها‪ ،‬في الوقت الذي وصلت‬ ‫ملفات عدد منهم إلى المحاكم المحلية‪ ،‬بعض منها حول‬ ‫القتل العمد والضرب باستعمال األسلحة البيضاء‪.‬‬

‫م‪ .‬أ‬

‫نجحت العشرات من الفاعالت التربويات المشاركات‬ ‫في ورشة تدريبية حول «النوع االجتماعي والصور النمطية‬ ‫القائمة على النوع»‪ ،‬المنظمة يوم الخميس ‪ 27‬أبريل‪،‬‬ ‫بمركز الجماعة الترابية تروال‪ ،‬الواقعة بإقليم وزان‪( ،‬نجحت‬ ‫) في إعطاء نفس قوي ألهداف الورشة‪ ،‬وهن يعبرن في‬ ‫نهايتها عن تملكهن الهدف من مأسسة النوع ‪.‬‬ ‫‪ ‬الورشة التدريبية تدخل في إطار سلسلة الدورات‬ ‫التكوينية التي تنظمها المديرية اإلقليمية للتربية‬ ‫الوطنية والتكوين المهني بوزان‪ ،‬بشراكة مع اللجنة‬ ‫الجهوية لحقوق اإلنسان بالشمال‪ ،‬وذلك بغاية النهوض‬ ‫بثقافة حقوق اإلنسان والمواطنة في الصف المدرسي بكل‬ ‫مكوناته ‪.‬‬ ‫‪ ‬الورشة التدريبية حول « النوع االجتماعي والصور‬ ‫النمطية القائمة على النوع»‪ ،‬انطلقت بكلمات تقدم‬ ‫بها مدير ثانوية عمر بن عبد العزيز المحتضنة للنشاط‪،‬‬ ‫ورئيسة المصلحة التربوية بالمديرية اإلقليمية للتعليم‬ ‫بوزان‪ ،‬وعضو اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان بالشمال‪،‬‬ ‫أبرزوا من خاللها سياق تنزيل هذه الدورة التي تزامن‬ ‫تنظيمها مع إصدار المجلس األعلى للتعليم ‪ ‬لدراسته‬ ‫المتميزة حول « التربية على القيم بالمنظومة الوطنية‬ ‫للتربية والتكوين والبحث العلمي»‪ ،‬واستمرار اآللية‬ ‫الحقوقية الجهوية في تنزيل روح اتفاقية الشراكة التي‬ ‫تجمعها باألكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بغاية‬ ‫النهوض بثقافة المواطنة وحقوق اإلنسان والتربية على‬ ‫قيمها في الصف المدرسي صانع مغرب الغد ‪.‬‬ ‫‪ ‬الورشة وقبل أن تتوزع المشاركات بها إلى ثالث‬ ‫مجموعات‪ ،‬تدارست األولى ‪ ‬مشاركة المرأة في الحياة‬ ‫العامة‪ ،‬والثانية مشاركة المرأة في الحياة االقتصادية‪،‬‬ ‫والثالثة المست تمدرس الفتيات‪ ،‬كانت سعاد النجار‪،‬‬ ‫اإلطار اإلداري المكلفة بمصلحة النهوض باللجنة الجهوية‬ ‫لحقوق اإلنسان بطنجة قد تقدمت بورقة المست فيها‬ ‫المكتسبات الحقوقية التي راكمتها نساء المغرب‪ ،‬ووضعت‬ ‫اليد على المعيقات التي ال زالت تقف في وجه « اإلصالحات‬ ‫المحدودة األثر الصطدامها بجدار العقليات والذهنيات‬ ‫التقليدية والموروث الثقافي الحامل في حيز كبير منه‬ ‫لصور نمطية سلبية تعوق بشدة مسار إشاعة وإرساء‬ ‫ثقافة المساواة بين الجنسين والنهوض بها في المجتمع‬ ‫المغربي»‪ .‬المتدخلة انتقلت بعد ذلك إلى التفصيل في‬ ‫المحاور األربعة الواردة بورقتها‪ ،‬وهكذا سلطت الضوء على‬ ‫نشأة ومسار تطور مفهوم النوع االجتماعي الذي «يعني‬ ‫مختلف األدوار والحقوق والمسؤوليات الراجعة للنساء‬ ‫والرجال والعالقات القائمة بينهما والتي تم تحديدها‬ ‫اجتماعيا وثقافيا عبر التطور التاريخي لمجتمع ما‪ ،‬وكلها‬ ‫قابلة للتغيير والتطوير »‪ ،‬وبالمحور الثاني توقفت عند‬ ‫التعريف بالفرق بين الجنس والنوع‪ .‬وقبل االنتقال إلى‬ ‫المحور الرابع الذي تناولت فيه المتدخلة أهمية مأسسة‬ ‫النوع االجتماعي‪ ،‬كانت قد أفرزت حيزا زمنيا وقفت خالله‬ ‫عند عالقات وأدوار النوع االجتماعي ‪.‬‬ ‫‪ ‬وبالرغم من أن مجال الورشة كان رحبا‪ ،‬فإن‬ ‫المشاركات انصب اهتمامهن على الحقل التربوي في‬ ‫عالقته بمفهوم النوع االجتماعي‪ ،‬وهو ما عكسته‬ ‫التوصيات العامة الصادرة عن هذه الدورة التكوينية ‪ .‬‬ ‫‪ ‬الستار أسدل على هذه الدورة التدريبية بكلمة‬ ‫مشاركة نيابة عن زميلتها‪ ،‬ثمنت فيها هذه المبادرة‬ ‫التي تعتبر األولى من نوعها بهذه المنطقة القروية‬ ‫الصعبة التضاريس‪ ،‬والهشة شروط التدريس بها‪،‬‬ ‫وناشدت المديرية اإلقليمية للتعليم‪ ،‬والمؤسسة الحقوقية‬ ‫الجهوية‪ ،‬العمل على مأسسة هذه الدورات والحلقات‬ ‫التكوينية ذات اللمسات الحقوقية‪ .‬‬ ‫‪ ‬يذكر بأن هذه الورشة التدريبية شاركت فيها حوالي‬ ‫‪ 30‬فاعلة تربوية ( أطر تربوية وإدارية نسائية ) تمثل‬ ‫مؤسسات تعليمية متناثرة بستة جماعات ترابية بمنطقة‬ ‫عين دريج‪ .‬وعلى هامش الورشة نظمت المؤسسة‬ ‫المستضيفة حفال ‪ ‬نشطه تالميذها ‪ ‬وتلميذاتها بلوحات‬ ‫فنية جميلة ‪.‬‬

‫محمد حمضي‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬مـاي ‪2017‬‬

‫العدد ‪888‬‬

‫إقتصاد‬ ‫«مناجم»‪ :‬مضاعفة إنتاج الذهب والفضة والنحاس‬ ‫قررت شركة «مناجم» زيادة في‬ ‫رأسمالها بقرابة مليار درهم بهدف‬ ‫مواجهة متطلبات المخطط التنموي‬ ‫للشركة في المغرب وإفريقيا‪ .‬علما‬ ‫أن ال��رأس��م��ال االجتماعي الحالي‬ ‫للشركة ‪ 915،9‬مليون دره��م‪ ،‬ما‬ ‫يعني مضاعفة رأسمال الشركة‪.‬‬ ‫وت���ه���دف ه���ذه ال���زي���ادة في‬ ‫الرأسمال‪ ،‬التي نوقشت إمكانياتها‬ ‫ف��ي جمعية عمومية دع��ا إليها‬ ‫المجلس اإلداري للشركة‪ ،‬إلى‬ ‫تحسين المركز المالي لشركة مناجم‪ ،‬كبرى شركات القطاع الخاص في مجال التعدين‬ ‫والصناعات المعدنية بالمغرب‪ ،‬وتمكينها من حجم مالئم لطموحاتها اإلقليمية‪.‬‬ ‫وسترفع الزيادة الجديدة المرتقبة في رأسمال الشركة بشكل كبير من قدرتها على‬ ‫تعبئة التمويالت البنكية والقدرة على اإلقتراض من األسواق المالية‪.‬‬ ‫وتأتي هذه الزيادة في الرأسمال في سياق المخطط التنموي الجديد للشركة‪ ،‬والذي‬ ‫يستهدف زيادة إنتاجها من الفضة من ‪ 220‬طن حاليا إلى ‪ 300‬طن في ‪ ،2020‬عبر‬ ‫استثمارات جديدة لتوسعة مناجم الفضة التي تملكها الشركة في المغرب‪ ،‬وأيضا عبر‬ ‫توسعة مصنعها وإعادة استغالل الركام المستخرج من المنجم والذي تقدر إمكانياته‬ ‫بنحو ‪ 50‬ألف طن إضافية من الفضة‪ .‬ويقدر االحتياطي الحالي للشركة من الفضة بنحو‬ ‫‪ 5562‬طن في منجم إميضر قرب ورزازات‪ ،‬وتسعى من خالل االستثمار في مجال التنقيب‬ ‫إلى زيادة هذا االحتياطي‪.‬‬ ‫كما يستهدف المخطط زيادة حجم إنتاج الشركة من الذهب من حولي ‪ 2‬طن حاليا‬ ‫إلى ‪ 8‬طن في ‪ ،2020‬وذلك عبر تثمين منجم تريكا في غينيا‪ .‬ويقع مشروع تريكا‬ ‫على مساحة ‪ 490‬كيلومتر‪ ،‬ويتضمن عدة تراخيص‪ .‬وقدرت دراسات الجدوى مؤهالت‬ ‫المشروع بنحو ‪ 90‬طن من الذهب‪ .‬ويوجد المشروع على بعد ‪ 90‬كيلومتر من مدينة‬ ‫كانكان‪ ،‬ثاني أكبر حواضر غينيا‪ .‬واقتنت مناجم في أكتوبر الماضي ‪ 40‬في المائة من‬ ‫المشروع مع إمكانية زيادة هذه الحصة إلى ‪ 70‬في المائة في حال تجاوز المخزون ‪30‬‬ ‫طن من الذهب الخالص مع استكمال تقديرات المشروع‪ ،‬وإلى ‪ 60‬في المائة إذاكانت‬ ‫دون ذلك‪ .‬وتتولى الشركة المغربية أشغال الهندسة واالستغالل‪.‬‬ ‫وكانت المجموعة أعلنت عن تحقيق نتيجة صافية قدرها ‪ 289‬مليون درهم برسم‬ ‫سنة ‪ ،2016‬مسجلة بذلك ارتفاعا بنسبة ‪ 41‬في المائة مقارنة مع سنة ‪ ،2015‬وهو‬ ‫ارتفاع ناتج أساسا عن التطور اإليجابي لنتائج االستغالل وتحسين النتيجة المالية في‬ ‫سنة ‪.2015‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫فاتورة الطاقة‪ 17 :‬مليار درهم‬ ‫حسب بيانات مكتب الصرف فإن‬ ‫الفاتورة الطاقية للمغرب ارتفعت‬ ‫خالل شهر مارس الماضي بأزيد من‬ ‫‪ 6،2‬مليار درهم أي بمعدل ‪56،4‬‬ ‫في المائة‪ ،‬بعدما قفزت كفة واردات‬ ‫المواد الطاقية من ‪ 11‬مليار درهم‬ ‫خ�لال م��ارس م��ن ال��ع��ام الماضي‬ ‫إلى ‪ 17،3‬مليار درهم خالل مارس‬ ‫األخير‪.‬‬ ‫وأدى ارت���ف���اع أس��ع��ار النفط‬ ‫ومشتقاته في السوق الدولي منذ‬ ‫مطلع العام الجاري في تضخم فاتورة واردات المغرب من الغازوال والفيول بما نسبته‬ ‫‪ 86‬في المائة حيث تضاعفت كلفتها لتنتقل من ‪ 4،7‬مليار درهم إلى ‪ 8،8‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وكشفت أخر إحصائيات مكتب الصرف حول الربع األول من العام‪ ،‬أن الميزان التجاري‬ ‫تأثر سلبا بتفاقم كلفة واردات البالد من سلع التجهيز التي كلفت هي األخرى فاتورة‬ ‫تناهز ‪ 30‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وقد ساهم في هذا االرتفاع‪ ،‬في نمو واردات المغرب من اآلليات والمعدات بنسبة‬ ‫تقدر بـ ‪ 2،2‬مليار درهم‪ ،‬والمركبات الصناعية بما قيمته ‪ 2‬مليار درهم‪ ،‬ثم التوربينات‬ ‫والمراجل التي كلفت خزينة الدولة ما يبلغ ‪ 1،2‬مليار درهم‪.‬‬ ‫من جهتها‪ ،‬كلفت واردات المغرب من المنتوجات الجاهزة أزيد من ‪ 19،3‬مليار درهم‬ ‫بينما فاقت فاتورة المنتوجات نصف المصنعة ‪ 23،4‬ميار درهم‪.‬‬ ‫في المقابل تراجعت نسبيا الفاتورة الغذائية للمملكة بواقع ‪ 220‬مليون درهم مكلفة‬ ‫‪ 10،9‬مليار درهم عوض ‪ 11،1‬مليار درهم سابقا‪ ،‬ويرجع الفضل في هذا التراجع إلى‬ ‫وفرة مخزون البالد من القمح حيث لم تكلف ورادته خالل الربع األول من العام سوى ‪2،5‬‬ ‫مليار درهم بدل ‪ 3،5‬مليار درهم في الفترة ذاتها من ‪.2016‬‬ ‫ويثير استمرار ثقل الفاتورة التي تؤديها البالد نظير واردات��ه المخاوف في وقت‬

‫تستعد الحكومة إلطالق مسلسل تحرير سعر صرف العملة‪ ،‬مع وجود معطيات تفيد بأن‬ ‫قيمة الدرهم ستعرف انخفاضا سيؤثر ال محالة على الفاتورة التي تتحملها خزينة الدولة‪.‬‬ ‫على صعيد متصل كشفت بيانات مكتب الصرف أنه على مستوى الصادرات‪ ،‬تم‬ ‫تسجيل انتعاش انتعاشي نسبي لمبيعات الفوسفاط بمعدل ‪ 10،2‬في المائة نتيجة‬ ‫تصدير حوالي ‪ 10،2‬مليار درهم من الفوسفاط ومشتقاته أي بتحسن يقارب مليار درهم‬ ‫مقارنة مع مبيعات العام الماضي‪.‬‬ ‫كما أن صادرات الفالحة والصناعة الغذائية استفادت نسبيا من تحسن الموسم‬ ‫الفالحي وهو ما جعل مبيعاتها تنتعش بواقع ‪ 4،4‬في المائة خالل الربع األول من العام‪،‬‬ ‫وكان إنجاز الصناعات الغذائية أحسن حاال من ذي قبل حيت انتقلت مبيعاته نحو الخارج‬ ‫من ‪ 6،9‬مليار درهم في متم مارس ‪ 2016‬إلى ‪ 7،4‬مليار درهم في الفترة ذاتها من العام‬ ‫الجاري أي بمعدل ‪ 6‬في المائة‪ ،‬بينما استقرت صادرات الصيد البحري في نفس مستواها‬ ‫في العام الماضي لتناهز ‪ 1،2‬مليار درهم وبلغت صادرات المنتوجات الفالحية الطرية‬ ‫‪ 6،4‬مليار درهم بنمو معدله ‪ 3،5‬في المائة‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫‪ 7‬مليارات دوالر تحويالت مغاربة العالم في ‪2016‬‬ ‫ق��در ال��ب��ن��ك ال��دول��ي أن حجم‬ ‫تحويالت المغتربين المغاربة يقدر‬ ‫بنحو ‪ 7‬مليارات دوالر في ‪.2016‬‬ ‫وأشار تقرير البنك الذي نشر مؤخراً‬ ‫أن التحويالت المالية إلى البلدان‬ ‫النامية انخفضت للسنة الثانية على‬ ‫التوالي في ‪ ،2016‬وهو اتجاه لم‬ ‫يشهد منذ ثالثة عقود‪.‬‬ ‫وتشير تقديرات البنك إلى أن‬ ‫التحويالت المالية المسجلة رسميا‬ ‫إل��ى البلدان النامية‪ ،‬بلغت ‪429‬‬ ‫مليار دوالر في ‪ ،2016‬منخفضة بنسبة ‪ 2،4‬في المائة مقابل ‪ 440‬مليار دوالر في ‪.2015‬‬ ‫وانكمشت التحويالت المالية العالمية التي تشتمل على التدفقات إلى البلدان مرتفعة‬ ‫الدخل إلى ‪ 575‬مليار دوالر في ‪ ،2016‬مقابل ‪ 582‬مليار دوالر في ‪.2015‬‬ ‫هبوط قيمة األورو والجنيه اإلسترليني والروبل الروسي مقابل العملة األمريكية‪،‬‬ ‫ونتيجة لذلك‪ ،‬شهدت الكثير من الدول الكبيرة المتلقية للتحويالت تراجعات حادة في‬ ‫تدفقات التحويالت المالية إليها‪.‬‬ ‫ومع تحسن آفاق االقتصاد العالمي‪ ،‬من التوقع أن تنتعش التحويالت المالية إلى‬ ‫البلدان النامية هذا العام‪ ،‬ويقدر أنها ستزيد بنسبة ‪ 3،3‬في المائة إلى ‪ 444‬مليار دوالر‬ ‫في ‪.2017‬‬ ‫وظل متوسط التكلفة العالمية إلرسال ‪ 200‬دوالر ثابتا عند ‪ 7،45‬في المائة في الربع‬ ‫األول من عام ‪.2017‬‬ ‫وبلغ متوسط تكلفة التحويالت إلى إفريقيا جنوب الصحراء ‪ 9،8‬في المائة‪ ،‬وظلت‬ ‫أعلى منطقة من حيث تكلفة التحويالت‪.‬‬ ‫والحظ موجز الهجرة والتنمية أن عدة بلدان مرتفعة الدخل تستضيف الكثير من‬ ‫المهاجرين تدرس فرض ضرائب على التحويالت المالية الخارجية‪ ،‬في خطوة تهدف في‬ ‫جانب منها إلى زيادة اإليرادات‪ ،‬وفي جانب آخر إلى إثناء المهاجرين الذين ال يحملون‬ ‫وثائق رسمية‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بأزمة الهجرة العالمية‪ ،‬الحظ الموجز أنه بين عامي ‪ 2016 ،2015‬زاد‬ ‫عدد الالجئين في بلدان االتحاد األوروبي ‪ ،28‬بواقع ‪ 273‬ألف ليصل إلى ‪ 1،6‬مليون‪.‬‬ ‫وأشار الموجز إلى غياب تعريف رسمي لالتفاقية العالمية للهجرة‪ ،‬وقدم تعريفا علميا‬ ‫«إلطار الحكومات والمنظمات الدولية يتم التفاوض بشأنها دوليا لالستفادة من منافع‬ ‫الهجرة‪ ،‬وفي الوقت نفسه التغلب على تحدياتها»‪.‬‬ ‫ودعا الموجز إلى إبرام اتفاقيات إقليمية وثنائية لمعالجة قضية الهجرة‪ ،‬من أجل‬ ‫وضع إطار معياري أو مبادئ توجيهية للحكومات والمنظمات الدولية‪.‬‬ ‫وأثر التباطؤ االقتصادي في بلدان مجلس التعاون الخليجي‪ ،‬أيضا‪ ،‬على التحويالت إلى‬ ‫منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا التي شهدت تراجعا يقدر بنسبة ‪ 4،4‬في المائة‪،‬‬ ‫إلى ‪ 49‬مليار دوالر في ‪.2016‬‬ ‫وأدى تراجع التحويالت إلى مصر‪ ،‬وهي أكبر متلق للتحويالت المالية في المنطقة‪ ،‬إلى‬ ‫انخفاض التحويالت المنطقة‪.‬‬ ‫ومن المتوقع أن تزداد التحويالت إلى المنطقة بنسبة ‪ 6،1‬في المائة‪ ،‬إلى ‪ 52‬مليار‬ ‫دوالر هذا العام‪.‬‬ ‫وانخفضت تدفقات التحويالت المالية إلى منطقة إفريقيا جنوب الصحراء بنسبة ‪6،1‬‬ ‫في المائة‪ ،‬إلى ‪ 33‬مليار دوالر في ‪ ،2016‬بسبب بطء النمو االقتصادي في البلدان مرسلة‬ ‫التحويالت‪ ،‬وتراجع أسعار السلع األولية‪ ،‬ال سيما النفط ـ وهو ما أثر على البلدان متلقية‬ ‫التحويالت ـ وانحراف التحويالت عن مسارها إلى القنوات غير الرسمية بسبب القيود‬ ‫على أنظمة أسعار الصرف في بلدان مثل نيجيريا‪ ،‬ومن المتوقع أن تزداد التحويالت إلى‬ ‫المنطقة بنسبة ‪ 3،3‬في المائة إلى ‪ 34‬مليار دوالر في ‪.2017‬‬


‫العدد ‪888‬‬

‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬مـاي ‪2017‬‬

‫في تكريم األديبة الباحثة األستاذة حسناء داود‬

‫بهالة ا ُ‬ ‫حل ْ�سن‬

‫بهالة الحُسْن أُثير ِّ‬ ‫الذ ْكريات‪ ،‬وأ ُقصّ أخبار الكرم والفضل‪..‬‬ ‫فترجع بي الذكرى إلى مجلس علم جمعني بع ّالمة تطوان‪ :‬الشيخ‬ ‫محمد بوخبزة‪ ،‬نتسامر فيه أخبار المخطوط‪ ،‬ونستكشف مواقع‬ ‫وجوده ‪ ..‬ونحن نسبح في هيام ‪ ..‬بين أعالم وأعالم ‪..‬‬ ‫فذا ابن حزم إمام أهل الظاهر ‪ ...‬وذاك عبد الحق اإلشبيلي‬ ‫دفين الجزائر ‪ ...‬وذاك الخطيب حافظ أهل المشرق ‪ ...‬وذا وذا‪...‬‬ ‫إلى أن وقعت العين إزاء الحافر على عالم تطوان في وقته أبي‬ ‫الحسن علي بركة األندلسي ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫هذا العلم الذي اهتبلتُ بأوضاعه‪ ،‬لمّا أهملت من لدن أبناء‬ ‫الزمان‪ ،‬وتُنوسيت رغم اإلظهار والبيان ‪..‬‬ ‫راقتني ما بدر لي منها ‪ ..‬مثل‪ :‬األربعين في الجهاد وشرحها‪..‬‬ ‫واألجوبة ‪..‬‬ ‫هذه األجوبة التي طرّزت حواشيها‪ ،‬ورقمت فواشيها‪،‬‬ ‫وصححت عباراتها‪ ،‬اعتمادا على نسخة واحدة‪ ،‬أعوزتني إلى البحث‬ ‫عن أخرى‪ ،‬فد ّلني الشيخ أبو أويس على نسخة ثانية في خزانة‬ ‫الفقيه محمد داود رحمه اهلل ‪ ..‬فتوجّست من ّ‬ ‫الذهاب إلى المكتبة‬ ‫لما سبق أن واجهته من عراقيل في مكتبات عامة بشأن االطالع‬ ‫على المخطوطات‪ ،‬ولي معها حكايات طريفات ‪..‬‬ ‫لكن الشيخ طمأنني‪ ،‬وهوّن ممّا دار بخَ َلدي‪ ،‬وأرشدني إلى األستاذة حسناء بنت الفقيه محمد داود‪،‬‬ ‫مثنيا عليها بالخير‪ ،‬وواصفا إياها بجليل المحامد‪ ،‬ثمّ كتب لي بطاقة ممهورة ّ‬ ‫بخطه الرائق‪ ،‬ولفظه‬ ‫الشائق‪ ،‬في اإلعراب عن المراد‪ ،‬وتحقيق بغية المرتاد ‪..‬‬ ‫فرحت بتلك البطاقة‪ ،‬وحملتها والسعادة تغمر جوانحي‪ ،‬وتزدهي بها مالمحي ‪..‬‬ ‫ثم توجهت إلى المكتبة‪ ،‬القريبة من باب العقلة‪ ،‬في مساء يوم أربعاء ‪..‬‬ ‫طرقت بابها‪..‬‬ ‫ففتحت لي فتاة‪ ،‬سألتها عن األستاذة حسناء‪ ،‬فقالت‪ :‬موجودة‪ ،‬تفضّل‪..‬‬ ‫دخلت ‪ ..‬فإذا بي أمام امرأة وقورة‪ ،‬خاشعة في محراب العلم‪ ،‬أمامها حاسوب تستنطقه بنقراتها‬ ‫الموزونة‪ ،‬ونظراتها المرقومة ‪..‬‬ ‫فحيّيتها‪ ،‬وب ّلغتها سالم الشيخ أبي أويس‪ ،‬ثم قدّمت لها البطاقة‪ ،‬وأنا في دهشة تامّة من جالل‬ ‫المكان‪ ،‬الذي يغشاه هدوء تام‪ ،‬وعيني تتراقص إشاراتها على الرّفوف‪ ،‬منتشية بعبق الفضاء المفعم‬ ‫بنسيم التراث ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أنا في تلك الغفوة أسْلم النفس ألحالم اليقظة‪ ،‬وإذا بي أفاجأ بصوت رخيم‪ ،‬وهو صوت األستاذة‬ ‫حسناء‪ :‬تفضّل ‪ ..‬مرحبا بك ‪ ..‬ستس ّلمك الكاتبة ما تريد ‪..‬‬ ‫تقول لي هذا‪ ،‬وهي تشير بيدها إلى منضدة الجلوس‪ ،‬واالبتسامة تُضيء محيّاها بإشراق سَنيّ ‪..‬‬ ‫جلست فكان لي ما أريد ‪ ..‬حيث قضيت ذلك المساء السعيد مع األجوبة لعلي بركة رحمه اهلل‪ ،‬أقابل‬

‫بقلم‪ :‬د‪ .‬بدر العمراني‬

‫نقولها‪ ،‬وأقلب ألفاظها‪ ،‬وأردّ ساقطها‪ ،‬وأُثبت صوابها‪ ،‬إلى أن‬ ‫أشبعت نهمتي ‪ ..‬ورويت ُغ ّلتي ‪..‬‬ ‫ثمّ شكرت األستاذة على ما أولتني من عناية ورعاية‪،‬‬ ‫وانصرفت ‪..‬‬ ‫ومرّت سنوات‪ ،‬وقد قادني شغف البحث إلى النبش في‬ ‫األسر الجزائرية بتطوان‪ ،‬وأثناء مذاكرتي مع الشيخ أبي أويس‪،‬‬ ‫أشار عليّ بالرجوع إلى كتاب عائالت تطوان للفقيه محمد داود‪..‬‬ ‫فهرعت أيضا إلى األستاذة حسناء‪ ،‬مستمدا عونها وفضلها‪،‬‬ ‫يَسمُ‬ ‫فأحسنت إليّ كعادتها؛ إذ كانت تمدّني بالورقات التي ِ‬ ‫فيها والدها رحمه اهلل األسرة بنسبتها الجزائرية‪ ،‬فكنت أنسخها‬ ‫بدفتر لي إلى أن انتقيت ّ‬ ‫كل األسر المقصودة‪ ،‬بمعالمها‬ ‫المنشودة ‪..‬‬ ‫ومرّة أخرى كذلك ذهبت إليها في سياق الترجمة للشيخ‬ ‫محمد العربي الهاللي رحمه اهلل‪ ،‬لع ّلي أجدّ عندها أثرا لوالدها‬ ‫رحمه اهلل بشأنه‪ ،‬فمنحتني ما حرّره حول المترجم بكتاب عائالت‬ ‫تطوان في ورقة مرقونة بتحقيقها‪ ،‬وقد كانت تشتغل عليه في‬ ‫تلك اآلونة ‪ ..‬ثمّ نشرتُ الترجمة مقرونة بعبارات الشكر ووافر‬ ‫الثناء لألستاذة ‪..‬‬ ‫وتوالت الزيارات مرّات وكرّات ‪ ..‬ومعها ترادفت العطايا والهبات ‪ ..‬من صاحبة الجود والكرم وجليل‬ ‫الصالت‪ ،‬والتي ال تسعها هذه الوُرَيْقات؛ ّ‬ ‫ألن أفضال األستاذة حسناء في ميدان البحث العلمي كثيرة‬ ‫جدّا ‪ ..‬وقد عددت بعضها ــ هُنا ــ للتاريخ وفا ًء واعترافا ‪..‬‬ ‫وهي تنبئ عن خالل راقية انطبعت في األستاذة‪ ،‬أج ّلها‪ :‬الصدق‪ ،‬واإلخالص‪ ،‬ومدّ يد العون‪ ،‬والمبادرة‬ ‫في تقديم المساعدة‪ ،‬والتواضع ‪..‬‬ ‫وبشذاها يطيب لي أن أُنشد‪:‬‬

‫ناء) َو ْ�سم ًا َو�أُنْ �سا‬ ‫(ح ْ�س ُ‬ ‫َ‬ ‫ّــــ ِ‬ ‫َّــــت‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫بني‬ ‫راث جَ َ‬ ‫تل ْ‬ ‫ُ‬ ‫فــــاء ُط ُرو�سا‬ ‫تيِي َو‬ ‫حُ ْ‬ ‫ً‬ ‫� ْأخ ُ‬ ‫الي ْـو َم ت ُْر َوى‬ ‫ـالقهـا َ‬ ‫تــزْ ُهــــو‬ ‫� ُ‬ ‫آثــارها ال َآن َ‬ ‫َّ‬ ‫جــــل َح ّق ًــا‬ ‫فيهـــا � ٌأب‬ ‫َهـ ٍج ِختــــامـــ ًا‬ ‫ترنو ِبن ْ‬

‫ترجمة الشريف النسيب الورع الفقيه ‪:‬‬

‫عبد الوهاب محمد بن األمين العلمي (‪1409‬هـ‪1989/‬م)‬ ‫نسبـه ‪:‬‬ ‫هو السيد عبد الوهاب بن الفقيه محمد بن األمين العلمي‪ ،‬و كان ازدياده‬ ‫بقوس الشرفاء بحي السويقة بشفشاون حوالي سنة ‪1886‬م ‪.‬‬ ‫وهو أب أستاذنا الجليل والشاعر واألديب المرحوم الشريف سيدي المدني‬ ‫األمين العلمي ‪.‬‬ ‫نشأته و دراسته ‪:‬‬ ‫ابتدأ مترجمنا مشواره العلمي بتعلم القرآن الكريم على يد والده الفقيه الشريف‬ ‫سي محمد بن عبد الوهاب بكتاب سيدي الحاج الشريف العلمي بقوس الشرفاء‬ ‫العلميين بشفشاون الموجود في زاوية سيدي الحاج الشريف ‪ ،‬ولما توفي والده‬ ‫تابع قراءة القرآن على يد عمه الفقيه الشريف سي الطيب بن األمين العلمي بنفس‬ ‫الكتاب ‪،‬ثم انتقل إلى كتاب مسجد األندلس حيث تابع قراءة القرآن على يد الفقيه‬ ‫الحضري‪ .‬ومن رفقائه في قراءة القرآن بهذا الكتاب نذكر ‪:‬‬ ‫«الفقهاء المرحومين‪ :‬أحمد الوراكلي‪،‬ومحمد الزنان ‪،‬وعبد السالم ورياش‪،‬‬ ‫والعسري وغيرهم؛ وكلهم يسكنون إن شاء اهلل تعالى في جنات الخلد منعمون حيث‬ ‫يخاطبهم الحق سبحانه يوم الوقوف بين يديه‪ ،‬يقول عز من قائل ‪« :‬اقرأ وارقى‬ ‫فمقامك حيث قراءتك ‪ »...‬ما أجله من مشهد وموقف بين يدي الحق سبحانه لتالي القرآن وقارئه‪.‬‬ ‫بعدما أنهى قراءة القرآن بشفشاون انتقل إلى مدشر توارش بأحواز شفشاون ومكث بها قليال ثم‬ ‫عاد إلى مدينة شفشاون ‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى تالوة القرآن الكريم الزم قراءة دالئل الخيرات وقراءة قصائد اإلمام الحلبي وبردة اإلمام‬ ‫البصيري و همزيته وكان ملتزما لذلك كل ليلة صحبة فقراء زاوية جده سيدي الحاج محمد الشريف‬ ‫العلمي‪ ،‬باإلضافة إلى الحضور في ليلة المولد النبوي الشريف التي كانت تقام كل شهر ربيع األول من كل‬ ‫سنة وكانت تمر هذه الليالي في جو من الخشوع والتبتل و الصلوات الممدوحة المحمودة‪ ،‬وكان رحمه‬ ‫اهلل يحرص كل الحرص على الحضور في هذه الليالي العظيمة الشريفة‪.‬‬ ‫وكان مترجمنا رحمه اهلل يمتاز بخط جميل في كتابته القرآنية ‪،‬الشيء الذي جعل بعض اإلخوان‬ ‫يذكرون له هذه الصفة الممدوحة وكانوا يحاولون تقليد كتابة خطه أيام حياته ولقد سمعت هذه‬ ‫الشهادة من بعض األصدقاء بعد وفاته رحمه اهلل‪.‬‬ ‫و يضيف األستاذ المدني رحمه اهلل «‪ ..‬لقد كان المطلوب من الجيل الذي عايش والدي أن يحقق‬ ‫لألباء كل ما تصبو إليه أنفسهم على صعيد تلقين القرآن الكريم بالعمل على حفظه و اتقان قراءته‬ ‫مضبوطا ومجودا على نهج ما كان عليه جده األعلى الفقيه المنعم سيدي عبد الوهاب بن األمين العلمي‪،‬‬ ‫الذي كان بحق سيد القراء بمدينة شفشاون لما كان عليه من إتقان للقرآن بالقراءات السبع آنذاك ‪ ،‬وقد‬

‫دان نَفْــ�ســــا‬ ‫بال ُي ْمـــنِ تَزْ ُ‬ ‫ياقوت ً‬ ‫ُ‬ ‫ـــ�س ُتنْ�ســـى‬ ‫َــــة ْلي َ‬ ‫ود ْر�ســـا‬ ‫ْـــم كَ ْ�شفــ ًا َ‬ ‫بالعِ ل ِ‬ ‫وقــ ْد�ســـا‬ ‫بِالف ْ‬ ‫َ�ضلِ ُط ْهر ًا ُ‬ ‫َو ْ�ص ًال ِجهـــار ًا َو َه ْم�ســـا‬ ‫بِالْبـــــ ِِّر �أَ ْولَــتْــــهُ �أُ ّ�ســــا‬ ‫َــر ُفــو تُرا َثـــهُ َر�أْ َ�ســــا‬ ‫ت ْ‬

‫بقلم ‪:‬‬ ‫د‪ .‬مشيش األمين العلمي‬

‫عرف والدي ما تيسر له من أن يناله من حفظ في هذا الجانب القرأني الشريف ‪ ،‬وهو‬ ‫حظ الجيل الذي عاش معه»‪.‬‬ ‫و تعلم مترجمنا مبادئ العلوم الشرعية بهذه المدينة واختير ليؤم الناس في‬ ‫صالة التراويح خالل شهر رمضان األبرك وبعض الصلوات المفروضة كالمغرب‬ ‫والعشاء بمسجد موالي علي بن راشد‪.‬‬ ‫كما كان المعول عليه بالنسبة لهذا الجيل أن يتلقى ما يفيده من العمل في‬ ‫معترك الحياة‪ ،‬فاختار الشريف الفقيه عبد الوهاب األمين العلمي عندما بلغ سن‬ ‫الرشد االعتماد على نفسه‪ ،‬فامتهن جانبا من الصنائع التقليدية كالخياطة والحياكة‬ ‫و الخرازة ؛ و كان حظه األوفر في الخرازة مع حظ آلبأس به في الفالحة التي عاش‬ ‫عليها أجداده الكرام المنعمون تغمدهم اهلل بواسع الرحمات و المغفرة‪.‬‬ ‫و كان مترجمنا بشوشا مالزما لتالوة القرآن الكريم والتدبر فيه خالل مزاولة‬ ‫أعماله ‪ ..‬مستأنسا و متهجدا به ‪ ،‬ذاكرا ربه خاشعا متبتال في صلواته ودعواته‪..‬‬ ‫وعلى هذا المنوال أنهى حياته بمسجد موالي عبد الرحمان الشريف مؤديا صلواته‬ ‫هناك منتظما في قراءة الحزب الراتب مع عامة الطلبة ‪ ،‬وكان ابنه البار سيدي المدني‬ ‫رحمة اهلل عليه يحرص على خدمة أبيه حتى آخر أيامه ‪ ..‬يرافقه إلى مسجد موالي‬ ‫عبد الرحمان الشريف وينتظره حتى يقرأ الحزب الراتب ثم يرجعه إلى البيت ‪.‬‬

‫وفاته ‪:‬‬ ‫أسلم روحه الطاهرة للباري عز وجل سنة ‪1989‬م عن سن يناهز ‪ 103‬سنة وشيع جنازته جمع غفير‬ ‫من سكان هذه المدينة وخارجها ودفن بمقبرة موالي علي بن راشد ‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــ‬ ‫الهوامش ‪:‬‬ ‫‪ 1‬لقد ترجمت له د‪ .‬الفاضلة هدى المجاطي قبيل وفاته بأيام قالئل في عدد سابق من جريدة الشمال ‪....‬‬ ‫‪ 2‬كتاب زاوية سيدي الحاج الشريف بقوس الشرفاء ؛ نسبة ألحد الشرفاء العلميين بالمدينة دفين الزاوية ‪ :‬الشيخ العالمة‬ ‫أبي عبد اهلل‬ ‫محمد بن أحمد الشريف الحسني العلمي العاللي المتوفى سنة ‪1120‬هـ (انظر كتاب ‪« :‬ثمرة أنسي للتعريف بنفسي»‬ ‫لألديب‪:‬‬ ‫سليمان الحوات ‪،‬إصدار مركز البحوث األندلسية بشفشاون سنة ‪1996‬م ‪ ،‬ص ‪. )49:‬‬ ‫‪ 3‬الفقيه سيدي أحمد الحضري كان مدررا بكتاب مسجد األندلس (ت ‪1355‬هـ ‪1935‬م )‬ ‫‪ 4‬كالم ابنه البار سيدي المدني رحمة اهلل عليه في جلسة خاصة معه مطلع السنة الميالدية ‪.2016‬‬ ‫‪ 5‬زاوية سيدي الحاج محمد الشريف بحي الشرفاء المذكورة سابقا ‪.‬‬ ‫‪ 6‬كالم ابنه البار سيدي المدني رحمة اهلل عليه ‪.‬‬ ‫‪ 7‬نفسه ‪.‬‬ ‫‪ 8‬نفسه‪.‬‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬مـاي ‪2017‬‬

‫العدد ‪888‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 09‬مـاي ‪2017‬‬

‫منفعة عامة‪« ...‬خاصة» !‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫بوليف و «امّي عاي�شة» وزيد وعمرو‬ ‫عود على بدء في ما صار يعرف بقضية «أمي عايشة»‪ ،‬التي فضحت أسلوب‬ ‫استغالل الدين ‪ ،‬من بعض المتطرفين‪ ،‬للتهجم على المواطنين من باب «الورع»‬ ‫المصطنع والدعوة المزعومة ‪...‬‬ ‫نجيب بوليف‪ ،‬الوزير الذي ترقى «هبوطا»‪ ،‬لم يجد حرجا في تحقير امرأة متقدمة‬ ‫في السن‪« ،‬تظاهرت» بالوسيلة التي قدرت ــ على خطورتها ــ أنها سوف تثير االنتباه‬ ‫إلى قضيتها فتسلقت عمودا كهربائيا في مركز حكومة بوليف‪ ،‬الذي «عاب» في‬ ‫تدوينته «المسلية» على وسائل اإلعالم إشارتها إلى «امرأة تسلقت عمودا كهربائيا‪،‬‬ ‫وعارضة أزياء اشترت خاتما‪ ،‬وممثلة طلقت‪ ،‬وعن وعن» دون اإلشارة إلى ذكرى اإلسراء‬ ‫والمعراج‪.....‬‬ ‫حقيقة أن البيجيدي عودنا على «المعجم الديني» لبعض مسؤوليه‪ ،‬من قبيل‬ ‫«إننا نشتغل مع اهلل»‪ ،‬أو إن هذه الحكومة «مباركة» و «مرضية» عند اهلل ألن اهلل أرسل‬ ‫عليها الغيث مدرارا‪ ،‬أو أن «زلزال الحسيمة من غضب اهلل»‪ ،‬أو أننا إنما نريد الجنة‪ ،‬وال‬ ‫تهمنا المناصب وال «خز الدنيا»‪! ‬‬ ‫مثل هذا الكالم ال يستحق االهتمام‪ ،‬بل هو لغط سياسي يعتبره الكثيرون ضربا‬ ‫من ضروب «البروباغاندا» السياسية المكشوفة‪ .‬إال أن كاتب الدولة «المؤمن» (كما‬ ‫كان يحلو لـ «سادات» مصر أن يلقب الذي فرع رؤوسنا ب «تنظيراته الكروية» التي ال‬ ‫تعتمد ال على علم وال خبرة وال حتى على قدر محترم من الهواية‪ ،‬سمح لنفسه بأن‬ ‫يتوجه بانتقادات للرأي العام الوطني ‪ ،‬عبر «القنوات» الخاصة والعمومية والجرائد‬ ‫الورقية واإلذاعات ـ ولم يذكر مواقع التواصل االجتماعي لغرض في نفس بوليف ـ‬ ‫بعدم اإلشارة إلى ذكرى «إسراء أفضل خلق اهلل‪ ،‬من المسجد الحرام الى المسجد‬ ‫األقصى‪ ،‬ومعراجه عليه الصالة والسالم إلى السماوات العال‪.»...‬‬ ‫وال شك أن بوليف ال يجهل أن االحتفال باإلسراء والمعراج طقس من الطقوس‬ ‫اإلسالمية في المجتمع المغربي بوصف خاص‪ ،‬يحرص المغاربة على االحتفاء به‬ ‫بصورة تلقائية‪ ،‬ودون ما حاجة إلى من ينبههم إلى ذلك‪ ،‬وال داعي لوسائل اإلعالم‪،‬‬ ‫مكتوبة كانت أو مشاهدة أو مسموعة‪ ،‬أن تصدر أعدادا ممتازة أو برامج خاصة‪ ،‬لتذكير‬ ‫المسلمين بها ألنها مناسبة دينية ينتظرها المغاربة كل سنة‪ ،‬بالرغم من أن تاريخ‬ ‫ليلة اإلسراء والمعراج لم يأت في األحاديث الصحيحة تعيينها ولم يثبت ‪ ،‬حسب اإلمام‬ ‫ابن الباز رحمه اهلل‪ ،‬وغيره من األئمة الكبار‪ ،‬أن الرسول صلى اهلل عليه وسلم وأصحابه‬ ‫رضي اهلل عنهم « احتفلوا بها أو خصوها بشيء من العبادات‪« .‬ولو وقع شيء من ذلك‬ ‫لعرف واشتهر»‪.‬‬ ‫وال شك أن الوزير النبيه‪ ،‬يعلم أن من واجب اإلعالم االنتصار لمن آذتهم الدولة‬ ‫بإجراءات ظلمتهم أو انتزعت منهم حقا من حقوقهم‪ ،‬أو عرضتهم للضياع‪ ،‬كما أنه‬ ‫ال حرج في أن تلتفت وسائل اإلعالم إلى بعض جوانب األخبار الخفيفة و «المريحة»‬ ‫بالنسبة للقراء والمستمعين والمشاهدين‪ ،‬بعد هذا التدني الفظيع لمستوى الحياة‬ ‫السياسة والحزبية ولطبيعة البرامج والوعود الحكومية التي فقدت عند العديد من‬ ‫المواطنين «بريقها» وجديتها ومصداقيتها‪.‬‬ ‫وما ضر أبا الليف أن يحتفل على خاطره وبطريقته بما يعتقد أنها مناسبات دينية‬ ‫تستوجب االحتفال ‪ ،‬أو أن يدعو الناس إلى االحتفال باألعياد المقدسة عند المؤمنين‪،‬‬ ‫دون أن يحتقر أحدا أو أن ينكر على أحد من الناس حقه في االختيار والتعبير‪ .....‬ودون‬ ‫إساءة مجانية ألحد من الناس‪ ..‬األمر الذي اضطره ليقدم «مليار اعتذار» للسيدة التي‬ ‫تسلقت جدار الموت من أجل الحياة‪ ،‬وليدين «أولئك الذين هربوا الموضوع لوجهة‬ ‫غير وجهته»‪.‬‬ ‫أي وجهة يا صاحب المعالي‪! ‬؟‬ ‫ألم يكن كالمك واضحا بما يكفي لنفهم أنك تتحدث عن «امي عايشة» بعد‬ ‫ما غزت صورتها مواقع إعالمية عديدة في الداخل والخارج‪ ،‬شاهدة على الظلم الذي‬ ‫يمكن أن يلحق الضعفاء في بالد يحكمها األقوياء من دعاة اإلسالم المالكي السني‬ ‫األشعري‪ ،‬وتداولت أخبارها منابر إعالمية وطنية وأجنبية ليخلص بوليف إلى القول‬ ‫بأن المرأة «كبيرة بإرادتها وكبريائها في منظرها» وأن «النظر إليها وهي على ذلك‬ ‫العمود الكهربائي يجعلك تسائل نفسك والمجتمع» ‪ ،‬ونضيف (و الحكومة األولى‬ ‫والثانية)‪ ....‬ألف سؤال ‪.....!!! ‬‬ ‫وخالل تدوينة اعتذاره‪ ،‬تكرم الوزير بوليف على سيدة العمود الكهربائي بـ‬ ‫«حفنة» من «األدعية» المباركة المستجابة إن شاء اهلل‪ ،‬في أن «يفرج اهلل عليها كربها‬ ‫ويفتح عليها من بركاته وخيراته» آمين‪ .‬ولم يبد أي استعداد لالطالع على «كربها»‬ ‫الذي دعا له باالنفراج‪ ،‬وال على «خيراتها» التي تعرضت للسطو من طرف األقوياء‪،‬‬ ‫كما تدعي‪ ....‬ولكنه رفع أكف الضراعة‪ .....‬وانصرف إلى مشاكل النقل التي تكلف بها‬ ‫في وزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء‪ ،‬ولم ينس أن يعطينا درسا بليغا في‬ ‫اللغة العربية التي يملك أسرارها و «صدفاتها» حين تحدث عن «نماذج غير اسمية‬ ‫لثالث حاالت» وقال إن اللغة العربية تفيد ‪« ‬أنك لما تتحدث عن زيد ولم تتحدث عن‬ ‫عمرو‪ ،‬فإنك تطالب بان يكون حديثك عن عمرو كما كان حديثك عن زيد‪ ،‬وال يمكن‬ ‫أن يذهب إلى تقليلك من قيمة زيد»‪.‬‬ ‫وهكذا تكون األمور قد اتضحت بما فيه الكفاية‪ .‬فالمسألة ليست مسألة أمي‬ ‫عايشة وال مسألة عارضة األزياء التي اشترت خاتما وال قضية الممثلة التي انفصلت عن‬ ‫زوجها‪ .‬إنما هي حكاية زيد وعمرو‪ ،‬اللذين طغى شغبهما على أمثلة الفاعل والمفعول‬ ‫في أمثلة النحويين‪.‬‬ ‫بهذا نطق سهمك ودل فالك واهلل أعلم‪.‬‬ ‫(من موسوعة «قرعة األنبياء» لنجيب‪....‬حسين محمد)‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫فضيحة يختلط فيهــا ما هو‬ ‫إداري وجماعتــي و «ريضالــي»‬ ‫نسبة إلى «ريضال» التي تتولى‬ ‫تدبيـر الماء والكهربــاء والتطهير‬ ‫بالرباط‪.‬‬ ‫يتعلق األمر بما تداولته الصحف من أن عمدة العاصمة‬ ‫الصديقي البيجيدي يشتغل على مشروع قرار نزع ملكية عقار‬ ‫من خمسة هيكتارات ومساكن‪ ،‬لفائدة «المصلحة العامة»‬ ‫والحال كما يدعي مستشارو فيدرالية اليسار أن القضية فيها‬ ‫وفيها‪ ،‬وما فيها أن الهدف من العملية هو تفويت مساكن‬ ‫وشقق تقع في حي راق (بأكدال)‪ ،‬لفائدة مستفيدين قد‬ ‫يكون من بينهم العمدة نفسه ـ كما ورد في تقرير لجريدة‬ ‫«المساء»‪ ،‬باعتباره إطارا سابقا في شركة «ريضال» التي‬ ‫غادرها بقرار طبي يثبت عجزه عن االستمرار في وظيفته‪.‬‬ ‫مصدر إعالمي أوضح أن «ريضال» فوتت للعمدة هذه‬ ‫«الهمزة» شريطة أن يعمل على تسوية الوضعية اإلدارية‬ ‫لهذه القطعة األرضية‪ ،‬والبنايات المرفقة بها ‪.‬‬ ‫والي الرباط الذي قيل إنه «تساهل» في هذه القضية‪،‬‬ ‫مطالب بتقديم بيان في الموضوع للرأي العام‪ ،‬إذا كان‬ ‫يوجد في هذا البلد من يحترم الرأي العام !‬

‫‪ooooo‬‬

‫كلب مكناسي يعانق الحرية بعد ‪12‬‬ ‫سنة من االعتقال القسري‬ ‫أصـــدر قضـــاء االستعجــال‬ ‫بمكناس قرارا باإلفراج الفوري‬ ‫عن الكلب المحتجز منذ ‪ 12‬سنة‪،‬‬ ‫في مكان ضيق وغير الئق‪ ،‬تابع‬ ‫لمطعم يوجد وسط محالت سكنية‬ ‫وتجارية بالمدينة اإلسماعيلية‪.‬‬ ‫االحتجاز القسري للكلب في ظروف غير الئقة‪ ،‬كحال‬ ‫سجون البشر‪ ،‬أثار ردود فعل غاضبة من طرف نشطاء حقوق‬ ‫اإلنسان والحيوان بمكناس كما في غيرها من المدن حيث‬ ‫حرك سجن الكلب تنظيمات حقوقية طالبت‪ ،‬عبر وقفات‬ ‫احتجاجية‪ ،‬إلطالق سراح الكلــب المعتقل خارج القوانين‬ ‫المعمول بها عالميا في باب حقوق الكالب في المسكن‬ ‫الالئق والتغذية السليمة والرعاية الصحية الضرورية فضال‬ ‫عن الحق في «الفسحــة» اليوميــة‪ ،‬والرياضة و «الخلوة»‬ ‫السجنية‪.‬‬ ‫وبموجب قرار القضاء‪ ،‬سارعت مصالح عمالة مكناس‬ ‫إلى تحرير الكلــب المنكوب وستعمل على تسليمه لجمعية‬ ‫المحافظة على الحيوانات وحماية البيئة‪ ،‬التي ناضلت بقوة‬ ‫مع عدد من المنظمات الحقوقية من أجل رفع حالة «االعتقال‬ ‫التعسفي» لكلب مكناس الذي انتهى إلى استرجاح حريته‬ ‫الكاملة في انتظار حصولــه على التعويض المناسب عن‬ ‫األضرار المادية والنفسية الت تسبب له اعتقال قسري طال‬ ‫‪ 12‬سنة‪.‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫معدات طبية معروضة بالجوطية !‬ ‫معـدات وتجهيــزات صحيــة‬ ‫وجدت طريقهـــا إلى األسـواق‬ ‫الشعبيـة بالربــاط‪ ،‬وال شك في‬ ‫غيرها من المدن‪ ،‬قبل أن تتحرك‬ ‫مصالح األمن وتفتح تحقيقا في‬ ‫الموضوع لتكتشــف مستودعـــا‬ ‫بداخله «مسروقات»يحمل بعضها‬ ‫عالمة مركز استشفائي جامعي كبير‪.‬‬ ‫أنباء تحدثت عن «سرقات واختالسات شهدتها بعض‬ ‫المراكز الصحية فيما يخص العديد من اآلليات والتجهيزات‬ ‫والسلع الصحية من طرف «لصوص» لم يتأخروا كثيرا‬ ‫في «تصريـف» المســـروق إما بيعــا أو تخزينـــا قبـل‬ ‫أن يتحرك األمن الذي استمع إلى مسؤولين ببعض‬ ‫المستشفيات لالستماع إليهم‪ ،‬والملف ال زال مفتوحا‪...‬‬ ‫على المجهول !‪...‬‬

‫الجديدة‪ ،‬بعد طنجة وتطوان‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫والمشكل واحد‬ ‫بلدية الجديدة أصبحت مهددة بالحجز على ممتلكاتها‬ ‫تنفيذا ألحكام قضائية لصالح مواطنين وشركات تقدموا‬ ‫بدعاوى ضد البلدية‪ .‬العجيب في األمر أن سيدة نجحت في‬ ‫الحجز على كرسي ومكتب الرئيس وبعض السيارات بينما‬ ‫اضطرت شركات كانت تتعامل مع البلدية إلى التوجه للقضاء‬ ‫للحصول على حقوقها بعد أن انقطع حبل التواصل بينها‬ ‫وبين مجلس البلدية‪.‬‬ ‫وحسب بعض العارفين فإن بلدية الجديدة ستكون‬ ‫مجبرة على أداء تعويضات للمطالبين بالحقوق تفوق قيمتها‬ ‫أربعة ماليير سنتيم‪ .‬وهو مبلغ هزيل مقارنة مع الحجز‬ ‫«الفظيع» بماليير الدراهم‪،‬‬ ‫الذي تعرضت له بلدية طنجة تنفيذا ألحكام قضائية ‪.‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫تقشف إال في ميزانية بناء السجون‬ ‫يبدو أن الحكومة العثمانية‬ ‫مصرة على التقشــف في مختلف‬ ‫القطاعات اإلدارية إال فيما يتعلق‬ ‫بقطاع بناء السجون‪ ،‬الذي سوف‬ ‫تغدق عليه المال الوفيــر حتى‬ ‫يستوعب كل مسجوني المغرب‬ ‫بمن فيهم أصحاب االعتقال االحتياطـي الذيـن تتكاثــر‬ ‫أعدادهم رغم النداءات المتواصلة للنيابة العامة من أجل‬ ‫مراجعة هذا الموضوع‪.‬‬ ‫أما وقد رفعت يد التقشف عن قطاع السجون‪ ،‬وتقرر أن‬ ‫ترصد له الميزانيات التي يتطلبها‪ ،‬فإنه لم تعد من حاجة إلى‬ ‫االهتمام باالعتقال االحتياطي ما دام أن السجون الجديدة‬ ‫سيصل عددها إلى ‪ 36‬سجنا وأن الميزانية المرصدة لها‬ ‫ستفوق ‪ 400‬مليون درهم‪.‬‬ ‫قال فيكتور هيغو‪ :‬افتحوا مدرسة تغلقون سجونا‬ ‫التربية وإعادة التربية هي الحل !‪...‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫من «المكننة» إلى المكنسة»‬ ‫إلى «التضبير»‬ ‫المفوض‪ .‬ولم ال ؟‬ ‫نعم‪ ،‬ولــم ال‪ ،‬ما دمنا‬ ‫قد اخترنا الحلــول السهلــة‬ ‫التي تقينا «صداع الرأس» ومواجهة «المورو» بمشاكله‬ ‫و«قضاياه» التي ال تنتهي‪ .‬ومن تلك الحلول السهلة‪ ،‬أننا‬ ‫فوضنا تدبير تزويد مدننا بالماء الذي يكون صالحا للشرب‬ ‫في بعض األحيان‪ ،‬وتدبير جمع نفاياتنا ومعالجة قضايا‬ ‫التطهير‪ ،‬وهي أمور تتطلب التوفر على «مهارات» عالية‪ ،‬لم‬ ‫يقو رجالنا ونساؤنا وخبراؤنا على التحصل عليها رغم مرور‬ ‫أزيد من نصف قرن على االستقالل وتوفر البالد على جامعات‬ ‫تتوفق‪ ،‬بالكاد‪ ،‬في المحافظة على تصنيفها العالمي الذي‬ ‫يطمئن بطبيعة الحال‪.‬‬ ‫قضية اليوم تتعلق بمشروع الطرق السيارة الذي يعد‬ ‫مفخرة من مفاخر المغرب الحديث‪ ،‬ليس بسبب الطريقة‬ ‫العلمية التي أنجز بها فحسب‪ ،‬بل وأيضا ألنه مشروع تحقق‬ ‫في إطار شركة مغربية أبانت عن كفاءة عالية في التخطيط‬ ‫التقني والعملي لهذا المشروع المدني الهام‪.‬‬ ‫واليوم‪ ،‬يتداول في الصحف الوطنية أن شركة الطرق‬ ‫السيارة المغربية «تمهد» لتفويت المشروع لشركة أوروبية‬ ‫عبر مراحل تبتدئ بصفقة « مكننة األداء» لتنتهي باتفاق‬ ‫«التدبير المفوض» بعد أن تكون الشركة األوروبية قد‬ ‫وضعت يدها على كل ممتلكات الشركة المغربية باسم‬ ‫«نقل التكنولوجيا» واالستفادة من الخبرة التي يبدو أنها ال‬ ‫زالت مستعصية على أدمغتنا «الفتية»‪.‬‬ ‫وال عيب في ذلك‬ ‫أو لسنا دولة «تائهة» على طريق النمو ؟ !!!‬

‫عزيز كنوني‬


‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬مـاي ‪2017‬‬

‫العدد ‪888‬‬

‫�أوراق من�سية‬

‫الخطاب اإلقناعي‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪ ...‬وقد انتهتْ رحلة الميْل التي ابتدأناها بخطوة‪ ،‬منذ سنتين‬ ‫كقطرة الندى التي حاولنا ْ‬ ‫أن نُنعش بها هذا الفضاء الثقافي العريق ‪ .‬وقد‬ ‫أجهدنا أوقاتنا وأقالمنا للحفاظ على مقامه العلمي واألدبي ‪ .‬اعتمدنا العقل‬ ‫والحداثة باحتواء خطاب سلس ندعو به إلى الفكر والعلم وصدق الكلمة‪،‬‬ ‫بسلوك مَ ِرن ورحابة الصدْر‪ ،‬حتى يتساوى مقام جميع األعضاء باالحترام‬ ‫والتقدير في منظومة القِيَم التي تعتزُّ بحرْمة الفكر وحرية الرأي ‪ .‬حيث‬ ‫ارْتوَينا من مَعين مكارم األخالق‪ ،‬وهو منبعُ من العِرْفان لنْ ينضب‪،‬‬ ‫ينبجسُ من شالالت مدرسة الحياة ليرقى إلى روح التعامل بين اإلخوة‪.‬‬ ‫لمْ نكنْ نسعى طيلة حياتنا إلى أيِّ صفة من صفات التبجُّح والرياء‪ ،‬معاذ‬ ‫اهلل ‪ .‬وقد ِّ‬ ‫عُلمنا منهجاً تربوياً من التواضع ونكران الذات‪ ،‬بصياغة اللفظ‬ ‫والداللة األصلية ‪.‬ثمَّ ما يقوم على األخالق أقوى منْ أيِّ رابطة ‪ .‬وقد‬ ‫سعينا ونسعى إلى المودَّة والرَّحمة ابتغا َء مرْضاة اهلل َّ‬ ‫جل في عاله ‪.‬‬ ‫و على لسان الدكتور إدريس بوهليلة الكاتب العام لنادي االتحاد جاء‬ ‫هذا الخطاب ‪:‬‬ ‫قام أعضاء مكتب نادي االتحاد المـنتخب منذ توليه مهامه في يوم‬ ‫‪ 24‬أبريل سنة ‪ ،2015‬وإلى اليوم (الخميس ‪ 27‬أبريل ‪ )2017‬بعدة أعمال‬ ‫وأنشطة في إطار المهام المنوطة به في تسيير وتدبير شؤون النادي‬ ‫واإلسهام في األنشطة التي تعود بالفائدة على أعضاء النادي خاصة وعلى‬ ‫المجتمع المدني بمدينة تطوان عامة خاصة وأن الخطة التي نهجها رئيس‬ ‫المكتب انبنت على االستفادة من خبرات أعضائه واالنفتاح على المحيط‬ ‫االجتماعي والثقافي بمدينة تطوان من جهة‪ ،‬وربط عالقات مع فعاليات‬ ‫أكاديمية من داخل المؤسسات الجامعية المغربية واألوربية من جهة‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫وكانت حصيلة العمل الدؤوب والمتواصل والمسترسل لهذا المكتب‪،‬‬ ‫إنجاز مجموعة من األنشطة الثقافية ورياضة لعبة الشطرنج‪ ،‬نوجزها في‬ ‫هذه الورقة مرتبة ترتيبا يُراعي نوعية هذه األنشطة وتاريخ تنفيذها‪ ،‬وهي‬ ‫كاآلتي‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬األنشطة الثقافية ‪( :‬غشت ‪ ) 2015‬ندوة للذكرى في حق “فديريكو‬ ‫كارسيا لوركا “‪ ،‬بمشاركة الدكتور فتحي (باللغة اإلسبانية )‪ ،‬والدكتور بن‬ ‫داوود ( باللغة الفرنسية ) واألستاذة األديبة أسماء المصلوحي‪ ،‬من تقديم‬ ‫ذ‪.‬عبد المجيد اإلدريسي والتسيير( باللغة اإلسبانية ) لألستاذ الشاعر أحمد‬ ‫امغارة ‪.‬‬ ‫‪1‬ـ ‪ 30‬مارس ‪ :2016‬تقديم وتوقيع كتاب ‪ :‬مبدعون ال ينطقون عن‬ ‫الهوى ‪ -‬من تأليف األستاذ حسن بريش‪ ،‬بمشاركة األستاذ األديب والشاعر‬ ‫مصطفى مشبال‪ ،‬بإلقاء مجموعة من أشعاره الزجلية‪ ،‬ومع الشاعرة أسماء‬ ‫المصلوحي وزجلياتها الرومانسية من تقديم ذ‪.‬عبد المجيد اإلدريسي‪،‬‬ ‫وتسيير األديب حسن بريش ‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ ‪ 9‬أبريل‪ :2016‬تقديم وتوقيع كتاب “ أنوال في موكب اإلشراق”‬ ‫لألستاذ د‪.‬حسن الطريبق‪ ،‬بمشاركة األستاذ الكاتب المسرحي رضوان‬ ‫احدادو واألستاذ الناقد األديب محمد أهواري‪ ،‬من تسيير رئيسة مجلة‬ ‫“روافد “ األستاذة الميموني وتقديم ذ‪ .‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫‪ 3‬ـ ‪ 26‬يونيو ‪ : 2016‬تنظيم ندوة بمناسبة حلول شهر رمضان‬ ‫المبارك‪ ،‬تحت عنوان‪ ”:‬الليلة المباركة”‪ ،‬بمشاركة األستاذ يوسف احنانة‬ ‫واألستاذ الشاعر عبد الواحد الكنيار‪ ،‬وتسيير وتقديم ذ‪ .‬عبد المجيد‬ ‫اإلدريسي‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ ‪ 25‬غشت ‪ :2016‬محاضرة ألقاها األستاذ احمد أمغارة تحت‬ ‫عنوان‪”:‬دعوات أعراس تطوان من ‪ 1916‬إلى غاية ‪،”2016‬من تسيير‬ ‫األديب أحمد امغارة وتقديم ذ‪ .‬عبد المجيد اإلدريسي‪ .‬أعقبتها ندوة‬ ‫بعنوان “ المراهقة “ بمشاركة الدكتور عبد اهلل زوزيو والدكتور عبد الرحيم‬ ‫تمحري بتقديم من األستاذ عبد المجيد اإلدريسي والتسيير للدكتور نزار‬ ‫التجديتي ‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ ‪ 31‬اكتوبر ‪ :2016‬محاضرة ألقاها أ‪ .‬د‪.‬عبد الرحمان بودراع‬ ‫بعنوان‪ ”:‬الرحلة الحجازية‪ ،‬تقديم أ‪.‬د‪.‬نزار التجديتي واألستاذ عبد المجيد‬ ‫اإلدريسي‪.‬‬ ‫‪ 6‬ـ ‪ 24‬نونبر ‪ :2016‬تنظيم ندوة بعنوان‪ ”:‬قراءة في كتاب” استرجاع‬ ‫ذاكرة ـ أسرة أشعاش التطوانية”لمؤلفه األستاذ عمر أشعاش‪ ،‬بمشاركة‬ ‫األستاذ د‪.‬عبد العزيز السعود‪ ،‬وأ‪ .‬د‪.‬إدريس بوهليلة‪ ،‬واألستاذ محمد جيدة‪،‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬نزار التجديتي‪ ،‬والتقديم لألستاذ‪ .‬عبد المجيد اإلدريسي‪.‬‬ ‫‪ 7‬ـ ‪ 14‬دجنبر ‪ :2016‬محاضرة ألقاها الصحفي والكاتب والمترجم‬ ‫المصري األستاذ أحمد الشيخ تحت عنوان‪ ”:‬إلى أين نسيــر؟‪ ،‬تقديم ذ‪.‬‬ ‫عبد المجيد اإلدريسي‪.‬‬ ‫‪ 8‬ـ ‪ 25‬يناير ‪ :2017‬تنظيم أمسية شعرية قدمت خاللها الشاعرة‬ ‫اإلسبانية روسيو بيدم ا ‪ ROCIO BIEDMA‬ديوانها بعنوان�‪EL VER‬‬

‫‪ ،TIGO DE LA LIBELULA‬تقديم ذ‪ .‬عبد المجيد اإلدريسي‪ .‬وتسيير‬ ‫ذ‪.‬أحمد امغارة ‪.‬‬ ‫‪ 9‬ـ ‪ 27‬مارس ‪ :2017‬محاضرة ألقاها األستاذ يوسف الريحاني تحت‬ ‫عنوان‪“ :‬المسرح التنمية والجهوية”‪ ،‬وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمسرح‪،‬‬ ‫من تقديم‪ .‬عبد المجيد اإلدريسي وتسيير أ‪ .‬د‪.‬عبد العزيز السعود‪.‬‬ ‫‪ 10‬ـ ‪ 31‬مارس ‪ :2017‬توقيع وقراءة الديوان‪ ”:‬كنز الحكيم في محراب‬ ‫الحب” لألستاذ األديب محمد البقالي‪ ،‬بمشاركة األستاذة سعاد كريفطي‪،‬‬ ‫واألستاذ عبد الرحمان بن األشهب‪ ،‬واألستاذ عزيز أوكار‪ ،‬تقديم ذ‪ .‬عبد‬ ‫المجيد اإلدريسي‪.‬‬ ‫‪ 11‬ـ ‪ 3‬أبريل ‪ :2017‬تنظيم جلسة علمية في موضوع ‪ :‬المقاومة‬ ‫والجار اإلسباني ورجاالت الشمال‪ ،‬قراءات في إصدارات أ‪ .‬د‪.‬عبد العزيز‬ ‫السعود‪ ،‬بمشاركة أ‪.‬د‪.‬ن��زار التجديتي‪ ،‬وأ‪.‬د‪ .‬إدريس بوهليلة‪ ،‬واألستاذ‬ ‫أسامة الزكاري‪ ،‬تقديم ذ‪ .‬عبد المجيد اإلدريسي‪.‬‬ ‫‪ 12‬ـ ‪ 4‬أبريل ‪ :2017‬عرضُ شريطين قصيرين للسينمائي محمد‬ ‫شارية‪ ،‬تقديم ذ‪ .‬أحمد امغارة ‪.‬‬ ‫‪ 13‬ـ ‪ 21‬أبريل ‪ : 2017‬قراءة في قصة “ رنين أزمنة مبعثرة “ لألستاذ‬ ‫محمد اليزناسني‪ ،‬بمشاركة أ‪ .‬د‪.‬عبد العزيز السعود‪ ،‬وأ‪ .‬د‪.‬حسن الغشتول‪،‬‬ ‫واألستاذ رضوان احدادو‪ ،‬تقديم عبد المجيد اإلدريسي‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أنشطة رياضة لعبة الشطرنج‪.‬‬ ‫قامت مدرسة الهيئة المغربية للشطرنج لنادي االتحاد‪ ،‬في شخص‬ ‫رئيسها األستاذ محمد شقرون‪ ،‬بأنشطة مكثفة سواء منها المتعلقة بتعليم‬ ‫وتدريس هذه اللعبة أو إجراء المباريات والدوريات بين األندية وهيئات‬ ‫الشطرنج المختلفة‪ .‬وكل هذه األنشطة والحركيّة تؤكد حيوية ونشاط‬ ‫أعضاء هذا المكتب المسير للنادي‪ ،‬وعمله المستمر‪ .‬ونوجز هذه األنشطة‬ ‫في اآلتي‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ في الشهور أبريل وماي ويونيو واكتوبر من سنة ‪ ،2016‬عقدت‬ ‫مدرسة الهيئة المغربية للشطرنج لنادي االتحاد عدة لقاءات وأنشطة‬ ‫تدريبية وتعليمية لفائدة تالميذ المدرسة المذكورة‪ ،‬فضال عن إجراء عدة‬ ‫مباريات ودوريات‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ ‪ 18‬دجنبر ‪ :2016‬مباراة في لعبة الشطرنج وتلقين دروس‬ ‫وتمارين للمبتدئين بتأطير األستاذ محمد شقرون‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ ‪ 28‬يناير ‪ :2017‬عقد جمع عام انتخابي للهيئة المغربية للشطرنج‬ ‫لنادي االتحاد حيث انتُخب محمد شقرون رئيسا للهيئة المذكورة‪ ،‬بحضور‬ ‫رئيس نادي االتحاد ذ‪.‬عبد المجيد اإلدريسي ‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ ‪ 18‬و‪ 19‬فبراير ‪ :2017‬إجراء مباريات في لعبة الشطرنج لفائدة‬ ‫تالميذ مدرسة الهيئة المغربية للشطرنج المذكورة وإج��راء تمارين‬ ‫للمبتدئين‪ ،‬تأطير ذ‪ .‬محمد شقرون‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ ‪ 19‬مارس ‪ :2017‬إلقاء دروس وتمارين للمبتدئين في لعبة‬ ‫الشطرنج‪ ،‬من تأطير ذ‪ .‬محمد شقرون‪.‬‬ ‫‪ 6‬ـ ‪ 26‬مارس ‪ : 2017‬إجراء مباريات وتمارين وإلقاء دروس لفائدة‬ ‫مدرسة الهيئة المغربية للشطرنج‪ ،‬بتأطير ذ‪ .‬محمد شقرون‪.‬‬ ‫‪ 7‬ـ ‪ 22‬أبريل ‪ :2017‬إجراء المباراة العشرين للمؤسسات التعليمية‬ ‫لمدينة تطوان في الشطرنج‪ ،‬من تنظيم الهيئة المغربية للشطرنج لنادي‬ ‫االتحاد‪ ،‬بشراكة جمعية آباء وأولياء أمور تالميذ وتالمذة ثانوية محمد عابد‬ ‫الجابري اإلعدادية وبتعاون مع مديرية التربية الوطنية والتكوين المهني‬ ‫لمدينة تطوان‪ .‬وذلك بثانوية محمد عابد الجابري اإلعدادية‪ .‬وكان مدير‬ ‫المباراة هو األستاذ محمد شقرون رئيس الهيئة المغربية للشطرنج‬ ‫المذكورة‪ ،‬بحضور بعض األبطال ورئيس نادي االتحاد ‪.‬‬ ‫حملت هاته الدورة اسم أحد أعضاء نادي االتحاد وهو المرحوم “عبد‬ ‫القادر بن عبد اللطيف”‪.‬‬ ‫هذا ملخصٌ ألهم األنشطة الثقافية ورياضة لعبة الشطرنج‪ ،‬التي‬ ‫أنجزها أعضاء مكتب النادي‪ .‬كما عقد هؤالء األعضاء عدة اجتماعات ولقاءت‬ ‫من أجل النظر في بعض المستجدات التي تهم السير العادي للنادي‬ ‫والنظر في كيفية تطوير آدائه وتسييره للنادي‪ ،‬وحل بعض المشاكل التي‬ ‫تهم أعضاءه المنخرطين‪ .‬وقد نجح المكتب المسيّر في إيجاد الحلول‬ ‫الناجعة لهذه المشاكل والمستجدات‪ ،‬سواء كانت مادية أو معنوية‪ ،‬من‬ ‫الحفاظ على السير العادي والناجح للنادي‪ ،‬وتحسين وضعية مستخدميه‬ ‫وحُسن استقبال المنخرطين الــجدد‪ ،‬وتوفير الطمأنينة واإلمكانيات‬ ‫الالزمة لجميع أعضاء النادي للرُقيِّ به إلى مقام العلم والمعرفة حتى‬ ‫يصبح دار عرفان ‪....‬‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫األستاذ عبد الرحمان بولعيش في ذمة اهلل‬ ‫انتقل إلى دار البقاء‪ ،‬زوال يوم األحد ‪ 30‬أبريل ‪ ،2017‬المرحوم برحمة اهلل السيد عبد الرحمان بولعيش ‪،‬‬ ‫صهر أخينا األستاذ مصطفى حجاج‪.‬‬ ‫تغمده اهلل بواسع رحمته‪ ،‬وأسكنه فسيح جنانه‪ ،‬مع الذين أنعم عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء‬ ‫والصالحين‪.‬‬ ‫تعازينا ومواساتنا البنيه السيدين أمين وجالل‪ ،‬والبنته السيدة إيمان‪ ،‬وألرملته السيدة فاطمة حجاج‪ ،‬وألخيه‬ ‫األستاذ أحمد بولعيش‪ ،‬وألخته السيدة لطيفة بولعيش‪ ،‬ولصهره األستاذ مصطفى حجاج‪ ،‬ولكافة أقارب الفقيد‬ ‫وأصدقائه‪ ،‬سائلين اهلل أن يجازيهم جزاء الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا هلل وإنا إليه راجعون‪.‬‬ ‫وقد شيعت جنازة الراحل‪ ،‬في محفل رهيب بعد صالة عصر يوم اإلثنين فاتح ماي ‪ .2017‬ودفن بمقبرة‬ ‫سيدي المنظري بتطوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫‪ 37‬ـ �أحزاب �سيا�سية‪...‬‬ ‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫‪ - 8‬األحـزاب السياسيـة ودورها في االنتخابـات‬ ‫التشريعية والرئاسية بالواليات المتحدة األمريكية‬

‫نواصل في هذه الحلقة الحديث عن دور األحزاب في رسم السياسات‬ ‫بالواليات المتحدة األمريكية الداخلية منها والخاوجية‪ ،‬وتأثيراتها في‬ ‫االنتخابات سواء التشربعية أو الرئاسية‪ ،‬وذلك إلعطاء القارئ نظرة عن الكيفية‬ ‫التي دبرت وتدبر بها األحزاب السياسية هذه االنتخابات في دولة تعد من أعرق‬ ‫الدول ديمقراطية في العالم‪.‬‬ ‫فخالل القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين‪ ،‬كان قادة األحزاب في‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية يسيطرون على المؤتمرات‪ ،‬ويستخدمون نفوذهم‬ ‫الختيار مندوبي والياتهم‪ ،‬وضمان كونهم اقترعوا بشكل صحيح في مؤتمر‬ ‫الحزب‪ ،‬وقد أضحت هيمنة زعماء األحزاب في نهاية األمر‪ ،‬قضية داخل األحزاب‬ ‫السياسية‪ ،‬وأمام تعنث (أولئك الذين لم يرقهم وجود مفوضين حزبيين يملون‬ ‫عليهم أسماء المرشحين ) عملت األحزاب على دعم بعض اإلصالحات‪ ،‬فسحت‬ ‫المجال أمام اختيار أعضاء األحزاب في الواليات للمندوبين إلى المؤتمر القومي‬ ‫في انتخابات تمهيدية‪ ،‬وهي انتخابات تجري قبل االنتخابات العامة‪.‬‬ ‫وبحلول سنة ‪1916‬كان أكثر من نصف الواليات قد أصبح ينظم انتخابات‬ ‫تمهيدية أولية بشكل أو بآخر‪ ،‬لكن الحركة التي نادت بتشجيع مشاركة أعداد‬ ‫كبيرة من الناس‪ ،‬الذين يعتبرون أنفسهم منتمين إلى حزب ما‪ ،‬في عملية‬ ‫االختيار‪ ،‬التي يقوم بها حزبهم لمرشحه الرئاسي لم تعمر طويال‪ ،‬فبعد نهاية‬ ‫الحرب العالمية األولى‪ ،‬تمكن قادة األحزاب ممن رأوا في تلك االنتخابات‬ ‫التمهيدية تهديدا لنفوذهم‪،‬ومن إقناع المشرعين في الواليات بإلغائها على‬ ‫أساس أنها كانت مكلفة‪ ،‬وبالتالي لم يتقبلها سوى أعداد قليلة من الناس‪،‬‬ ‫بحجة ضعف المشاركة فيها‪ .‬كما أن بعض المرشحين المحتملين رفضوا‬ ‫خوضها‪ ،‬ألنهم كانوا قد فازوا قبل ذلك بدعم زعماء الحزب في الوالية‪ ،‬ولم‬ ‫يرغبوا في المجازفة بخسارة ذلك التأييد في اقتراع شعبي عام‪ ،‬وباإلضافة إلى‬ ‫ذلك‪ ،‬كان االقتراع لإلعالن عن إسم المرشح الرئاسي المفضل استشاريا في‬ ‫بعض الواليات ‪ ،‬وكان اختيار المندوبين إلى المؤتمر القومي يتم بطريقة‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫وبحلول سنة ‪ 1936‬كانت هناك ‪ 10‬واليات فقط هي التي مازالت تعقد‬ ‫االنتخابات التمهيدية الختيار مرشح الرئاسة‪ .‬لكن ضغوطات المطالبة‬ ‫بالديمقراطية برزت مجددا في أعقاب الحرب العالمية الثانية‪ ،‬ومما ساعدها‬ ‫على ذلك التطورات التي شهدتها تكنولوجيا االتصاالت‪ ،‬فقد أمن ظهور‬ ‫التلفزيون وسيلة جديدة مكنت الشخص األمريكي عن طريق التلفاز من‬ ‫مشاهدة الحمالت االنتخابية‪ ،‬وتتبعها وهو في منزله‪ ،‬وأصبح بإمكان المرشحين‬ ‫استغالل ظهورهم أمام جمهور واسع‪ ،‬من خالل شاشات التلفزيون‪ ،‬إلثباث‬ ‫شعبيتهم بين الجماهير‪ ،‬وإقناعهم بأنهم األجدر لتحمل المسؤولية على رأس‬ ‫هذا البلد‪ ،‬وقد خاض (دوايت ايزنهاور وجون كيندي وريشارد نيكسون)‪ ،‬الذين‬ ‫كانوا مرشحين للرئاسة لالنتخابات التمهيدية في واليات متعددة‪ ،‬لكي يثبتوا‬ ‫ألحزابهم أنه بإمكان جنرال في الجيش‪ ،‬أو رجل كاثوليكي أو مرشح رئاسي هزم‬ ‫في السابق‪ ،‬أن يفوز في االنتخابات العامة‪ ،‬وقد ينجحو في إثبات ذلك‪ .‬وهوما‬ ‫أكده فوز كل واحد منهم بترشيح من حزبه‪ ،‬كما فازوا في االنتخابات العامة‬ ‫لرئاسة الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬ ‫وكانت حرب فيتنام التي اندلعت في أواسط الستينات من القرن الماضي‪،‬‬ ‫والتي استمرت إلى غاية بداية سنوات السبعينات منه‪ ،‬سببا في حدوث‬ ‫انشقاقات داخل الحزب الديمقراطي‪ ،‬أدت إلى خلق ضغوطات تطالب بمزيد‬ ‫من اإلصالحات‪ ،‬وكان العامل الذي ساهم في تسريع ذلك هو عملية ترشيح‬ ‫الحزب الديمقراطي سنة ‪ ،1968‬فقد أدت حركة مناوئة للحرب في فيتنام إلى‬ ‫انشقاق في صفوف الحزب الديمقراطي‪ ،‬وأسفرت عن تظاهرات عنيفة في‬ ‫شوارع شيكاغو‪ ،‬المدينة التي احتضنت اجتماعات الحزب في تلك السنة‪ ،‬ورغم‬ ‫الهيجان الذي رافق االجتماع‪ ،‬فقد اختار الحزب نائب الرئيس (روبرت همفري)‬ ‫الذي كان قد قرر عدم الخوض في أي انتخابات تمهيدية للحزب الديمقراطي‪،‬‬ ‫لكي ال يصبح بذك هدفا لالحتجاجات المناوئة لحرب الفيتنام‪.‬‬ ‫وفي محاولة لتوحيد حزب يعانب من االنقسامات بين صفوفه‪ ،‬وافق‬ ‫مؤتمر الحزب الديمقراطي‪ ،‬بعد أن كان قد رشح (همفري)‪ ،‬على إحداث لجنة‬ ‫إلعادة النظر في عملية اختيار الحزب لمرشح رئاسي‪ ،‬بغرض تحقيق هدفين‪،‬‬ ‫هما التشجيع على مشاركة أعداد أكبر من أعضاء الحزب‪ ،‬في عملية اختيار‬ ‫المرشح الديمقراطي‪ ،‬وتحقيق تمثيل حزبي أكثر عدال خالل المؤتمر القومي‬ ‫‪ ،‬وقد بدأت اإلصالحات التي تبناها الحزب‪ ،‬حيث قام الحزبان الرئيسيان من‬ ‫خاللها بجعل الطريقة التي يتبعانها في اختيار المرشحين لمنصب الرئيس‬ ‫ونائبه‪ ،‬تكون عن طريق عملية ديمقراطية‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫شقة للبيع‬

‫مساحتها ‪ 150‬متر مربع‬ ‫شقة معروضة للبيع بإقامة ‪ 5‬ـ الطابق ‪ 4‬رقم ‪22‬‬ ‫لمالكها السيد محمد الحمزوي الصرصري‪ ،‬حيث توجد‬ ‫بمجمع العاليا بحي البرانص ـ طنجة‪.‬‬

‫وللمزيد من المعلومات االتصال بإدارة الجريدة‪.‬‬


‫العدد ‪888‬‬

‫روحة‬

‫أط‬

‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬مـاي ‪2017‬‬

‫شعر ابن الخطيب‪،‬‬ ‫دراسة أسلوبية‬

‫كان القرن الثامن الهجري‪ ،‬بداية التحول في‬ ‫التاريخ اإلسالمي عموما‪ ،‬بل كان نقطة قمة الجبل‬ ‫التي أتمت فيه الحضارة اإلسالمية نهاية الصعود‪،‬‬ ‫لتأخذ طريقها نحو االنحدار والتهاوي‪...‬وكانت‬ ‫األندلس الباقية ‪-‬مملكة غرناطة تحديدا – المجن‬ ‫الصامد في وجه العواصف واألعاصير الصليبية‬ ‫(حركة االسترداد)‪ ،‬حيث كانت تعاني أعنف األزمات‬ ‫السياسية والحربية‪ ،‬باعتبارها آخر ثغر في األندلس‪،‬‬ ‫من ثغور اإلسالم‪ .‬وآخر معقل الذ به المسلمون‪،‬‬ ‫بعد أن تهاوت المدن والمماليك األندلسية تباعا‬ ‫كأوراق الخريف‪ .‬وظلت غرناطة طيلة حقبة مديدة‬ ‫حاضرة العالم اإلسالمي وحاملة راي��ة المقاومة‬ ‫والصمود في األن��دل��س‪ ...‬وعلى الرغم من هذه‬ ‫المعطيات الجيوسياسية والعسكرية السلبية‪،‬‬ ‫إال أنها بقيت تحافظ على مكانتها االقتصادية‬ ‫والثقافية في تناقض صارخ بين السياسة والثقافة‪،‬‬ ‫وانفصام غريب بين العلم والحياة‪ ،‬والواقع والفكر‪.‬‬ ‫فأضحت مركزا علميا وثقافيا مهما‪ ،‬وأبقت على‬ ‫جذوة الثقافة والمعرفة متوقدة ومتوهجة‪ ،‬وعلى‬ ‫ألوية العلم والفكر عالية خفاقة‪ .‬وكان القرن الثامن‬ ‫الهجري فيها عصر النضج و االزدهار‪ .‬ففيه نبغ أكبر‬ ‫المفكرين والعلماء والكتاب والشعراء الذين أعادوا‬ ‫بروعة إنتاجهم الفكري واألدب��ي‬ ‫روع��ة األدب األندلسي في أعظم‬ ‫صوره‪ ،‬كابن خلدون‪ ،‬وابن الجياب‪،‬‬ ‫ابن حيان‪ ،‬ابن جزي‪ ،‬ابن فرحون‪،‬‬ ‫والفيلسوف يحيى بن هذيل‪ ،‬ولسان‬ ‫الدين بن الخطيب السلماني‪...‬‬ ‫وح�����ول ه����ذه ال��ش��خ��ص��ي��ة‬ ‫األندلسية األخيرة تتمحور هذه‬ ‫األطروحة البحثية والتي ستتناول‬ ‫بالدراسة والتحليل تراثه الشعري‪،‬‬ ‫متوسال في ذل��ك إل��ى التوظيف‬ ‫التواشجي التكاملي آلليات المقاربة‬ ‫المنهجية األسلوبية المتعددة‪ ،‬على‬ ‫اعتبار أن األسلوبية ليس مقاربة‬ ‫منهجية واحدة‪ ،‬بل هي في عمومها‬ ‫مبحث معرفي ع��ام ت��ت��وزع على‬ ‫مقاربات واتجاهات متعددة‪.‬‬

‫نوق�شت ب�آداب تطوان �أطروحة دكتوراه‬ ‫للأ�ستاذ الباحث يو�سف الراي�س‪،‬‬ ‫(‪)2/1‬‬ ‫وهذا ملخ�ص عنها ‪:‬‬

‫حول‪( :‬الحجاج في هاشميات الكميت) ‪.‬وهكذا فإن‬ ‫مُضْن‬ ‫هذه األطروحة البحثية أتت تتويجا لعمل‬ ‫ٍ‬ ‫ودؤوب في تقليب النصوص القديمة‪ ،‬وسبر أغوارها‪،‬‬ ‫ومقاربة إشكاالتها‪.‬‬ ‫وكما أنه أتى إرض��ا ًء لفضول معرفي جامح‪،‬‬‫وتلبية لرغبة نفسية‪ /‬علمية دفينة‪ ،‬كانت تراود‬ ‫نفس الباحث وتخالج فؤاده منذ أمد ليس بقصير‬ ‫للغوص في مكنونات وخبايا األدب األندلسي‪ ،‬فوجد‬ ‫هنا ضالته المنشودة‪ ،‬وفرصة سانحة للخوض في‬ ‫متاهاته الشائكة‪ ،‬واإلبحار في عوالم (ابن الخطيب)‬ ‫الشعرية بنصوصه اإلشكالية‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الدواعي الموضوعية‪- :‬ما يتمتع به ابن‬ ‫الخطيب من أص��داء طبقت اآلف��اق‪ ،‬وذي��وع صيت‬ ‫ناطح عنان السماء‪ ،‬بوصفه أحد أعمدة الفكر واألدب‬ ‫األندلسيين‪ ،‬وخاتمة عقد العبقرية األندلسية‪،‬‬ ‫وعصارة نبوغها‪ ،‬وزبدة القرن الثامن الهجري ونخبته‪،‬‬ ‫فكان نموذجا فريدا‪ ،‬قلما يجود بمثله زمان‪ ،‬قال فيه‬ ‫ابن خلدون ‪«:‬إمام النظم والنثر في األمة اإلسالمية‬ ‫غير مدافع»‪ ،‬ورأى فيه ابن األحمر ‪« :‬شاعر الدنيا‪،‬‬ ‫وعلم الفرد والثنيا‪ ،‬وكاتب األرض إلى يوم العرض‪ ،‬ال‬ ‫يدافع مدحه في الكتب‪ ،‬وال يجنح فيه إلى العتب‪.»...‬‬

‫األطروحات والرسال الجامعية المسجلة بكليات‬ ‫اآلداب والعلوم اإلنسانية بالمغرب تبين للباحث‬ ‫أنه ليس هناك دراسة أسلوبية متخصصة مستقلة‬ ‫حول (شعر ابن الخطيب)‪ .‬فلهذا فإن الباحث ال يرى‬ ‫بأسا في إفراد شعر ابن الخطيب بدراسة أسلوبية‬ ‫مستقلة‪ ،‬وهو ما حفزه أكثر على الخوض في مقاربة‬ ‫النصوص الشعرية الخطيبية مقاربة أسلوبية‪،‬‬ ‫بوصفها أقرب المنافذ‪ ،‬وأدق المسالك المنهجية إلى‬ ‫استكناه القوانين العامة التي تنظم لغته الشعرية‪،‬‬ ‫وتحدد نسيجه الفني‪.‬‬ ‫ولنفترض ج��دال أن هناك دراس��ات أسلوبية‬ ‫أخرى – فاتت الباحث – فإن هذا ال ينقص من جدة‬ ‫الموضوع وأصالته وقيمته العلمية شيئا‪ ،‬ألن النص‬ ‫الشعري نص إشكالي ‪ /‬تأويلي‪ /‬منفتح‪ /‬متعدد األوجه‬ ‫واألبعاد‪ ،‬بتعدد المقاربات المنهجية التي تتناوله‪،‬‬ ‫والمناهج النقدية التحليلية التي تقاربه‪ ،‬وبتعدد رؤى‬ ‫الباحثين ومنطلقاتهم التصورية والفكرية‪.‬‬ ‫ال مانع هنا من اإليماءة إلى بعض الدراسات‬ ‫العلمية الجامعية التي تناولت التراث األدبي لهذه‬ ‫الشخصية الموسوعية بالدراسة والتحليل‪.‬‬ ‫*لسان الدين ابن الخطيب األدي��ب‪ .‬دراسة‬

‫* م���وض���وع ال��ب��ح��ث‬ ‫إشكاالته‪:‬‬ ‫فموضوع البحث سيكون كما‬ ‫ح��ددت��ه بنيته العنوانية دراس��ة‬ ‫أسلوبية لشعر ابن الخطيب‪ ،‬من‬ ‫خاللها سيحاول الباحث رصد وكشف‬ ‫السمات األسلوبية والخصائص‬ ‫الفنية التي ميزت شعر ابن الخطيب‪،‬‬ ‫وحددت مالمحه على مستوى البنية‬ ‫الهيكلية والمعمارية واإليقاعية‬ ‫واللغوية والتركيبية‪ ،‬وتحليلها تحليال أسلوبيا‪ ،‬على‬ ‫اعتبار أن الدراسة األسلوبية لشعر ابن الخطيب‬ ‫تعد أقرب المنافذ إلى استنكاه القوانين العامة التي‬ ‫تنظم لغته الشعرية‪.‬‬ ‫وهكذا فإن السؤال العام األساس للبحث يبقى‬ ‫هو‪ :‬ما السمات األسلوبية والخصائص الفنية التي‬ ‫تميز شعر ابن الخطيب‪ ،‬وتحقق فرادته الشعرية‬ ‫وتحدد أصالته األندلسية؟ وعن هذا السؤال العام‬ ‫تنبثق أسئلة فرعية ‪،‬وهي‪ :‬هل كان ابن الخطيب‬ ‫شاعرا مجددا أم كان مجرد شاعر مق ّلد محاك يتحرك‬ ‫في أطر الشعر المشرقي ويسبح في بحره؟ فإن كان‬ ‫مجددا‪ ،‬فما هي أبرز عناصر التجديد واإلبداع التي‬ ‫تبصم شعره‪ ،‬وتحقق أصالته كشاعر أندلسي؟‬ ‫وإن كان مقلدا‪ ،‬فأين تكمن عناصر التقليد‬ ‫واالتباع في شعره؟‬ ‫وعموما فإن هذه األسئلة اإلشكالية تندرج تحت‬ ‫إطار ما يمكننا أن نسميه بإشكالية التماثل والتحايز‬ ‫في الشعر األندلسي‪ ،‬أو شعر ابن الخطيب خاصة‪.‬‬ ‫وجدلية التطور والتجديد‪ ،‬أو االتباع واالبتداع‪ ،‬أو‬ ‫االختالف واالئتالف‪.‬‬

‫* دواعي اختيار الموضوع‪:‬‬ ‫يمكن تقسيم هذه الدواعي إلى دواع ذاتية‪،‬‬ ‫وأخرى موضوعية‪.‬‬ ‫‪ - 1‬الدواعي الذاتية‪- :‬إن هذا البحث جاء امتدادا‬ ‫لمسار بحثي علمي انطلق مع الماستر في دراسة‬ ‫النص الشعري القديم والذي توج في نهايته برسالة‬

‫جامعة أم القرى‪ ،‬إشراف‪ :‬د‪ /‬حسن بن عبد الكريم‬ ‫الوراكلي ‪1423‬هـ‪.‬‬ ‫*الصورة الشعرية في شعر لسان الدين بن‬ ‫الخطيب‪ ،‬دراسة مقدمة لنيل درجة الماجستير من‬ ‫الباحثة‪ :‬رب��اب السيد الجزار‪،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة‬ ‫المنوفية ‪.2002‬‬ ‫*ب��ن��اء القصيدة ف��ي شعر لسان ال��دي��ن بن‬ ‫الخطيب‪ ،‬دراسة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه من‬ ‫الباحث‪ :‬غازي أحمد البنواني‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة‬ ‫المنصورة ‪.2008‬‬ ‫*عوارض التركيب في ديوان لسان الدين بن‬ ‫الخطيب‪ :‬دراسة نحوية داللية ‪.‬دراسة مقدمة لنيل‬ ‫درجة الماجيستر من الباحث‪ :‬إبراهيم أجمد إبراهيم‬ ‫سالمة الشافعي‪ ،‬كلية دار العلوم‪ ،‬القاهرة ‪.2013‬‬ ‫وال ننسى في هذا الصدد أن نشير أن المصدر‬ ‫األول المعتمد في هذه األطروحة البحثية‪ ،‬والذي‬ ‫عليه يقوم مدار البحث كله‪ ،‬وهو (ديوان لسان الدين‬ ‫بن الخطيب)‪ ،‬صنعة وتحقيق وتقديم د‪ /‬محمد مفتاح‪،‬‬ ‫هو في أصله رسالة جامعية لنيل دبلوم الدراسات‬ ‫العليا‪ .‬من كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة‬ ‫سيدي محمد بن عبد اهلل بفاس‪،‬‬ ‫تحت إش��راف ‪ :‬د ‪ /‬محمد بنشريفة‬ ‫سنة ‪.1972‬‬ ‫وه���ذا إض��اف��ة إل��ى ال��دراس��ات‬ ‫الجامعية المتعلقة بتحقيق بعض آثار‬ ‫ابن الخطيب‪ ،‬كتحقيق د‪ /‬السعدية‬ ‫فاغية للقسم الثالث م��ن كتاب‪:‬‬ ‫(نفاضة الجراب في عاللة االغتراب)‪،‬‬ ‫وقد أشرف على هذه الرسالة لنيل‬ ‫درجة الدكتوراه د‪( /‬فرناندو دي ال‬ ‫كرانخا) بجامعة كومبلتنس‪ ،‬مدريد‪،‬‬ ‫وش���ارك ف��ي المناقشة د‪ /‬محمد‬ ‫بنشريفة‪.‬‬ ‫ تحقيق د‪ /‬محمـــد الكتاني‬‫للكتاب ‪( :‬روض��ة التعريف بالحب‬ ‫الشريف)‪ ،‬وه��و في األص��ل رسالة‬ ‫جامعية لنيل دبلوم الدراسات العليا‪.‬‬ ‫ وتحقيق د‪ /‬محمــد مفتـــاح‪،‬‬‫األستـاذ بكليــة اآلداب والعلــوم‬ ‫اإلنسانية بمرتيل لكتاب (السحر‬ ‫والشعر)‪ ،‬وهو رسالة جامعية لنيل‬ ‫دبلوم الدراسات العليا بآداب فاس‪،‬‬ ‫وه��ذا العمل في طريقه إلى النشر‬ ‫قريبا‪.‬‬

‫* صـعـوبـات الـبـحث‪:‬‬ ‫وقال عنه المستشرق (إميليوا غارثيا غوميث)‪:‬‬ ‫«وكان كاتبا مكثرا وأديبا بليغا ومؤرخا وشاعرا ُقـدِّرَ‬ ‫له أن يختم حوليات األندلس المجيدة أقوى ختام‬ ‫وأعظمه في النفس وقعا»‪.‬‬ ‫وهذا ما شجع الباحث في الغوص عن مكنوناته‬ ‫األدب��ي��ة والشعرية‪ ،‬والتنقيب ع��ن درره وآللئه‬ ‫اإلبداعية‪.‬‬ ‫* توسيع أفق البحث في دراسة نص مغربي ‪/‬‬ ‫أندلسي قديم‪ ،‬ومما حفزه أكثر في المضي ُقدما في‬ ‫هذا البحث هو ضآلة الدراسات العلمية المستقلة‬ ‫المتخصصة في شعر ابن الخطيب‪ ،‬فإذا كانت هذه‬ ‫الشخصية األندلسية الموسوعية والمثيرة لكثير‬ ‫من الجدل النقدي واللغظ التاريخي قديما وحديثا‪،‬‬ ‫قد تناولته كثير من الدراسات واألبحاث في الشرق‬ ‫والغرب‪ ،‬تحليال ونقدا وتمحيصا‪ ،‬إال أن المالحظ أن‬ ‫جل هذه الدراسات تناولته مؤرخا‪ ،‬ومفكرا‪ ،‬وعالما‪،‬‬ ‫وصوفيا ‪،‬وطبيبا ‪،‬وكاتبا نثريا‪ ....‬ولم تحظ هذه‬ ‫الشخصية األندلسية العظيمة – هذا في حدود علم‬ ‫الباحث المتواضع دون جزم – بدراسات خاصة وافية‬ ‫تسلط األض��واء على إنتاجه الشعري إال إسهامات‬ ‫قالئل هنا وهناك ومعدودة بعدد أصابع اليد الواحدة‪.‬‬ ‫وهذا ما سيقوده إلى الحديث عما أنجز حول موضوع‬ ‫البحث‪.‬‬

‫* ما أنجز حول موضوع البحث‪:‬‬

‫بعد تحرّ شمولي للمواقع اإللكترونية الخاصة‬ ‫بالجامعات الوطنية‪ ،‬وغيرها من المواقع األدبية‬ ‫والثقافية‪ ،‬وبعد اط�لاع استقصائي على دالئل‬

‫مقدمة لنيل درجة الدكتوراه من الباحث ‪:‬محسن‬ ‫حامد العبادي‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬القاهرة ‪.1973‬‬ ‫*النزعة الصوفية في أدب لسان الدين ابن‬ ‫الخطيب‪ .‬دراس مقدمة لنيل درجة الماجستير من‬ ‫الباحث‪ :‬عصام قصبجي‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬القاهرة ‪.1975‬‬ ‫*شعر لسان الدين بن الخطيب وخصائصه‬ ‫الفنية‪ ،‬دراس��ة مقدمة لنيل درجة الماجستير من‬ ‫الباحث‪ :‬دهاب سعيد األمين‪،‬كلية اآلداب‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪.1980‬‬ ‫*النثر الفني وطبائعه في آثار لسان الدين بن‬ ‫الخطيب‪ ،‬رسالة مقدمة من الباحث ‪:‬محمد مسعود‬ ‫جبران ‪،‬لنيل درج��ة الدكتوراه بإشراف د‪ /‬عباس‬ ‫الجراري‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة محمد الخامس الرباط‪،‬‬ ‫‪.1988‬‬ ‫*لسان الدين بن الخطيب والتصوف‪ .‬رسالة‬ ‫مقدمة لنيل دبلوم الدراسات العليا من الباحث ‪:‬‬ ‫علمي بدري عبد الرحيم‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة سيدي‬ ‫محمد بن عبد اهلل‪ ،‬فاس‪ ،‬إشراف د‪ /‬محمد السرغيني‬ ‫‪.1991‬‬ ‫*ريحانة الكتّاب للسان الدين بن الخطيب‬ ‫مصدرا أدبيا‪ ،‬دراسة مقدمة لنيل درجة الماجستير‬ ‫من الباحثة‪ :‬نيبال محمود إسماعيل‪ ،‬كلية اآلداب‪،‬‬ ‫جامعة المينا ‪.1991‬‬ ‫*المِدحة في شعر لسان الدين بن الخطيب‬ ‫الغرناطي (‪776‬هـ)‪ :‬البعد والتشكيل‪ .‬دراسة مقدمة‬ ‫لنيل درجة الماجيستر من الباحث‪ :‬سعيد بن مسفر‬ ‫بن سعيد العاصمي المالكي‪ ،‬كلية اللغة العربية‪،‬‬

‫ككل دراسة بحثية ال تخلو من مصاعب‪ ،‬فقد‬ ‫صادف الباحث في هذه الدراسة بعض المثبطات‬ ‫والصعوبات‪ ،‬إال أنها لم تَ�� ِزدْهُ سوى إص��رارا على‬ ‫إنجازه‪ ،‬وتحديا على إتمامه منها‪:‬‬ ‫غزارة شعر لسان الدين بن الخطيب في هذ‬ ‫الديوان موضوع الدراسة؛ إذ وصل مجموع نصوصه‬ ‫سبعمائة وسبعة وعشرين نصا‪ ،‬والذي توزع على‬ ‫سبعة آالف وستمائة واثنين وستين بيتا‪ ،‬وهذا دون‬ ‫احتساب الموشحات التسعة التي يحويها الديوان‪،‬‬ ‫ألنها تحتاج إلى دراسة تحليلية وفنية خاصة‪ ،‬ودون‬ ‫احتساب خمسة نصوص أخرى مرقمة في الديوان‬ ‫وفهرسته‪ ،‬كاآلتي‪ .276-277-288-289-312 :‬ألن‬ ‫متونها النصية إما مبتورة بترا كليا‪ ،‬أو بها بتر وحذف‬ ‫كبيران مخالن بسالمتها المقروئية‪.‬‬ ‫وهذا ما اقتضى من الباحث جهدا ذهنيا مضاعفا‬ ‫وعسيرا من أجل استقراء النصوص‪ ،‬واستنطاق‬ ‫ظواهرها اللغوية والتركيبية واإليقاعية‪ ،‬واستنباط‬ ‫الخصائص والدالالت منها وتحليلها‪.‬‬ ‫الصعوبة الكبرى والمتمثلة في إشكال التوليف‬ ‫بين جملة المناهج األسلوبية المعتمدة‪،‬إال أنه‬ ‫بفضل التوجيهات السديدة التي أسداها إليه األستاذ‬ ‫المشرف د‪.‬عبد اللطيف شهبون جزاه اهلل عنه وعن‬ ‫كل الباحثين خيرا وتوسيع االستشارة العلمية مع كثير‬ ‫من األساتذة‪،‬واالستعانة بكل الوسائط التكنولوجية‬ ‫المتاحة فقد تم تجاوز هذه الصعوبات وتذليلها‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬مـاي ‪2017‬‬

‫العدد ‪888‬‬

‫منهج التأريخ عند د‪ .‬عبد العزيز السعود‬ ‫من خالل كتابه تطوان في القرن الثامن عشر (‪)3‬‬ ‫وإذا كان لمؤرخي المدينة السابقين ُ‬ ‫فضل السبق فإنه‪ ،‬كما‬ ‫سبقت اإلشارة إليه‪ ،‬لم يتح لهم دائما االطالع على هذه الكتابات‬ ‫والوثائق التي كشف عنها الغطاء حديثا‪ ،‬ومن ثمة اقتصرت‬ ‫مصادرهم في األغلب على النصوص المغربية دون غيرها‪ ،‬بل إننا‬ ‫بعض هؤالء‪ ،‬على أهميتها‬ ‫لن نبعد عن الصواب إذا قلنا إن كتاباتِ ِ‬ ‫كانت تضاعف‪ ،‬أحيانا‪ ،‬من صعوبة البحث لما تتوفر عليه من معطيات‬ ‫خارقة تخلط بين الوقائع واألساطير دون التمييز بينها‪ .‬ونمثل‬ ‫في هذا المقام بكتاب السكيرج التطواني «نزهة اإلخوان وسلوة‬ ‫األحزان» المليء بالخرافات والخوارق التي تجبر الباحث‪ ،‬وهو يسعى‬ ‫إلى اإلفادة من نصوص الكتاب «الخرافية»‪ ،‬على القيام بعمليات‬ ‫تتجاوز فرزَ الروايات واألساطير إلى تجشم عناء المزيد من البحث‬ ‫والتحقق من األخبار والتثبت من صحتها‪ ،‬إن لم يجد نفسه مرغما‬ ‫على دراسة المنحى الذهني لمجتمع الفترة وللمؤرخ السكيرج نفسه‪،‬‬ ‫بما يعنيه ذلك من أن الرجل «ينقل صورة عن ذهنية المجتمع (‪)...‬‬ ‫وطريقة اشتغال المخيال فيه (‪ )...‬وعن سلطة الرؤية الصوفية التي‬ ‫تفسح المجال أمام الكرامات وخوارق العادات وهي الرؤية التي كانت‬ ‫مهيمنة بشكل كبير في كتابات مفكري الفترة»‪.‬‬ ‫وال يعني كالمُنا تنقصيا من عمل هؤالء الشيوخ الرواد‪ ،‬أو‬ ‫َ‬ ‫نكران فضلهم بالسبق ‪ ،‬ألن‬ ‫طعنا في المعرفة التاريخية عندهم أو‬ ‫اإلنصاف يدعونا إلى ذلك‪ ،‬فلوال علمهم ومجهوداتُهم لما تيسر‬ ‫ُ‬ ‫عمل المؤرخ المعاصر‪ ،‬غير أنه أيضا ال ينبغي لنا أن نُنكر جهدَ من‬ ‫جاء بعدهم في إعادة تركيب المعارف والحقائق‪ ،‬والربط بين دالالتها‬ ‫مما يفسح لظهور معرفة تاريخية جديدة؛ إضافة إلى أنه ال يوجد‬ ‫تاريخ نهائي‪ ،‬وأن عمل المؤرخ وهو يعيد بناء الوقائع التاريخية ذهنيا‬ ‫وما يتوصل إليه من استنتاجات ال تعني في الحقيقة سوى معارف‬ ‫جديدة وليس تاريخا نهائيا‪ .‬ألن كل معرفة ــ كما يقول باشالر ــ هي‬ ‫جواب عن أسئلة‪ ،‬ولكل جيل تساؤالته وإشكاالته التي يقتحم بها‬ ‫الماضي وتسعفه على مراجعة أحداثه‪ ،‬والقيام بقراءات جديدة فيه‪.‬‬ ‫ضمن هذا اإلشكال استطاع المؤرخ عبد العزيز السعود أن‬ ‫يعالج موضوعه التطواني اعتمادا على تصور منهجي متقدم يقوم‬ ‫على العناصر التالية‪:‬‬

‫االستعمال االحترافي الحديث للوثيقة‬

‫سبقت اإلشارة إلى أن المدرسة الوضعية قدست الوثيقة‪،‬‬ ‫واعتبرت أن التاريخ ال يوجد إال حيث توجد الوثيقة بمعناها التقليدي‬ ‫أي النص المكتوب‪ ،‬في حين ارتأى النقد التاريحي الحديث‪ ،‬رغم‬ ‫إقراره بأهمية هذا النص‪ ،‬أنه غيرُ كاف لمعالجة الظواهر التاريخية‪،‬‬ ‫ومن ثمة ألح على ضرورة استكمال الدرس التاريخي باإلفادة من‬ ‫األنثروبولوجيا التاريخية ودراسات الذهنيات وغير ذلك‪ .‬ومن هنا لم‬ ‫ينظر د‪ .‬السعود إلى المعطى الوثائقي المكتوب باعتباره مقدسا‬ ‫بل مصدرا من جملة المصادر المتعددة التي يقوم عليها التأريخ‪،‬‬ ‫ووسيلة للتحقق وإقامة الدليل‪ .‬فالظاهر حسب قراءتنا للكتاب أن‬ ‫المؤلف كان مقتنعا بأن العمل التأريخي هو أصال نتيجة الجهد الذي‬ ‫يقوم به المؤرخ للربط بين ماض يتم استدعاؤه وبين حاضر واقع‪،‬‬ ‫باالستناد إلى الذكاء الشخصي‪ ،‬ومدى اتساع ثقافة الباحث‪ ،‬وبراعته‬ ‫في استخدام أدوات العمل أكثر من أي شيء آخر كما يقول «مارو»‪.‬‬ ‫انطالقا من هذا الفهم طفح كتاب «تطوان في القرن الثامن عشر»‬ ‫بأمثلة عديدة تقوم فيهَا الوثيقة أو النص المكتوب ـ أكثر ما تقوم‬ ‫به ـ بوظيفة الشاهد ألنها «تمثل من جهة ـ كما يقول العروي ـ‬ ‫بقايا من إنجازات الماضي‪ ،‬لكنها من جهة أخرى تمثل شهادات عن‬ ‫وقائع»‪ .‬وقد سار المؤلف على هذا النهج حيث أورد الوثيقة في تأليفه‬ ‫لتقوم بدور الداعم لفكرة ما‪ ،‬أو لتشهد على الحدث دون أن تكون‬ ‫هي الحدث‪ .‬من ذلك على سبيل المثال الوثائق التي أوردها المؤرخ‬ ‫في سياق حديثه عن انفتاح المغرب في القرن الثامن عشر على أوروبا‬ ‫وارتباطه باتفاقات معها؛ فهو‪ ،‬مثال‪ ،‬حينما أراد تدعيم فكرة التزام‬ ‫المخزن المغربي بالضمانات التي فرضتها القوى المسيحية‪ ،‬خاصة‬ ‫إسبانيا‪ ،‬على الدولة المغربية بخصوص إعفاء الرهبان «الفرايلية»‬ ‫من سائر التكاليف يورد جملة وثائق تسند كلها هذا الرأي‪ ...‬وحتى‬ ‫نوضح أكثر نجتزئ في هذا السياق ببعض ما ورد في نص المعاهدة‬ ‫األولى بين إسبانيا وسيدي محمد بن عبد اهلل حيث جاء فيها‪:‬‬ ‫«يستقر هذا الكتْب والخطاب الجسيم بيد حملتِه الرهبان الذين‬ ‫بإيالتنا (‪ )...‬ويُتعرف منه (‪ )...‬أنه ال يلزمهم شيء قليل وال كثير ال‬ ‫في أبواب المدن وال في لوازم األدوية وال في مراسينا فيما يأتيهم‬ ‫من بر النصارى من حوائجهم‪ .‬وال تفتح صنادي ُقهم وال أمتعتُهم‬ ‫فقد أسقطنا عنهم جميعَ هذه الوظائف وسائر التكاليف‪ »...‬وتعضيدا‬ ‫للفكرة ذاتها في احترام التعهدات هذه انتقى المؤلف وثيقة أخرى‬ ‫هي ظهير موالي سليمان الذي يجدد التزام المخزن برفع التكاليف‬ ‫عن «الفرايلية»‪ .‬إذ نصت الوثيقة الظهير على أنه‪« :‬يعلم من هذا‬ ‫المسطور الكريم (‪ )...‬أننا جددنا (‪ )...‬لخدامنا الفرايلية من جنس‬ ‫اإلصبنيول حكمَ ما بأيديهم من ظهائر أسالفنا قدسهم اهلل وظهير‬ ‫َ‬ ‫وإسقاط الكلف الالزمة في‬ ‫موالنا الوالد (‪ )...‬المتضمنة توقيرَهم‬ ‫مراسي إيالتنا السعيدة عنهم فيما يأتيهم من بر النصارى من مأكول‬ ‫ومشروب وملبوس فال تفتش صنادي ُقهم (‪ )...‬فال تحجيرَ عليهم في‬ ‫شيء من ذلك ويُبقون على ما عُهد لهم وما رسمنا في شأنهم‬ ‫العمل والمعمول وبتاريخ‪ »...‬وكما نرى فإن الظهير يجدد بأمر من‬ ‫السلطان المولى سليمان الظهائر السابقة التي بأيدي الفرايلية‬ ‫بخصوص رفع التكاليف عنهم‪ .‬وإيراد الوثيقة «الشاهد» هنا من‬ ‫قبل د‪ .‬السعود له وظيفتان؛ من جهة‪ ،‬التأكيد على استمرارية عمل‬ ‫الدولة المغربية ببنود معاهدة سيدي محمد بن عبد اهلل مع إسبانيا‪،‬‬ ‫بما تشمله من الضمانات الممنوحة للرهبان رغم تقلبات الحكم‬ ‫بالمغرب في عهد المولى اليزيد وتدهور العالقات بين المغرب‬ ‫وإسبانيا؛ ومن جهة أخرى‪ ،‬وهو ما يهمنا في هذا المقام‪ ،‬االستخدام‬ ‫الحديث من قبل المؤرخ للوثيقة حيث إن دورها في هذا السياق‬ ‫أصبح أساسا خدمة طروحات الباحث وآرائِه‪ ،‬وداللتها في هذه الحال‬ ‫مرتبطة بالسياق العام الذي يدور حول فكرة أن القرن شهد انفتاحا‬ ‫على بر النصارى‪ ،‬بما يستلزمه ذلك من تداع في األفكار من مثل‬ ‫عدم تقاعس السالطين العلويين عن منح حماياتهم للذميين حسب‬ ‫مقتضيات الشريعة اإلسالمية؛ وحفاظهم على الفوائد االقتصادية‬ ‫التي كانوا يجنونها من سهولة تنقل الرهبان الذين كانوا يضطلعون‬ ‫بالعبء األكبر في عملية إفتداء األسرى بالمال‪ ،‬إضافة إلى أن ذلك‬ ‫كان يضمن للمغرب عالقة سلمية مع الجار القريب إسبانيا خاصة في‬ ‫عهد السلطان المسالم المولى سليمان الذي عرف بتفاديه الصدام‬ ‫بالقوى المسيحية‪ .‬وبذلك لعبت الوثيقة المكتوبة هنا دورا مساعدا‬ ‫كحجة ودليل على هذه القضية التي كان يناقشها المؤرخ دون‬ ‫تعسف في استقراء نصها أي الوثيقة‪ ،‬أو إجحاف في استخالص النتائج‬ ‫منها‪ ،‬ناهيك عن أنها لم تكن لتكشف عما تبوح به من معطيات‬ ‫مفردة لوال معرفة السياق العام‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫إن الوثيقة كما يستخدمها د‪.‬‬ ‫السعود تخدم السرد التاريخي وليس‬ ‫العكس؛ فقد أضحت عنده قرينة‬ ‫على الماضي ومرتبطة بالسياق وهو‬ ‫ما يعجز عنه كاتب الحوليات الذي ال‬ ‫يعير أي اهتمام للقرائن التاريخية ألن‬ ‫همه هو وصف األحداث دون ربطها‬ ‫بمسارهاالتاريخي‪.‬‬

‫التعاطـف‬

‫غير أن هذا الحديث يجرنا إلى‬ ‫حديث آخر مرتبط بمنحى منهجي آخر‬ ‫في الكتاب‪ ،‬أال وهو مفهوم التعاطف‪.‬‬ ‫إذ ال يكفي المؤرخ أن يحسن قراءة‬ ‫الوثيقة بما يتوفر عليه من مفاهيم‬ ‫وأدوات واستعداد فكري‪ ،‬بل ينبغي‬ ‫له حتى يوفق في إعادة بناء أحداث‬ ‫الماضي أن يستخدم إضافة إلى ما‬ ‫سبق بداهتَه وق��درتَ��ه على فهم‬ ‫وتقمص‬ ‫أفكار اآلخرين وسلوكاتهم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫أدواره���م‪ ،‬والتماهي مع موضوعه‬ ‫المدروس استنادا إلى انفتاح فكري‬ ‫رحب‪ ،‬وخصوبة سيكولوجية‪ ،‬على حد‬ ‫قول «هنري مارو»‪.‬‬ ‫وقد يفهم البعض التعاطف بالمعنى السلبي الذي يحول بين‬ ‫المؤرخ والتحلي بالموضوعية والحيادية الالزمتين في كل عمل‬ ‫علمي؛ إن ما نقصده بالتعاطف في هذا السياق‪ ،‬كما وجدناه عند‬ ‫باحثنا هو التعاطف المنهجي الذي يذكرنا بمبدأ «فيكو» القائل بأن‬ ‫«المؤرخ يستطيع فهم موضوع بحثه من الداخل عن طريق التقمص‬ ‫العاطفي لشخصياته التاريخية‪ ،‬وعن طريق التفكير من جديد بما‬ ‫كانوا يفكرون به حين قاموا بأفعالهم‪ ».‬وال غرو‪ ،‬فعبد العزيز السعود‬ ‫هو ابن مدينته وسليل ثقافتها وهو ما يوفر له القدرة المنهجية‬ ‫على تبني نمط حياة السالفين وأعرافهم وإن لم تكن صحيحة من‬ ‫وجهة نظره‪ .‬يفعل ذلك بغية فهمها وإعادة تركيبها من جديد‪.‬‬ ‫وقد تجلى ذلك في مقاربته لجوانب حساسة مثل عالقة المدينة‬ ‫بالمخزن‪ ،‬وخصوصية هذه العالقة خالل الفترة المدروسة من‬ ‫حيث تذبذبها بين التوتر والصراع‪ ،‬وبين األخذ والعطاء‪ ،‬أو تشبثها‬ ‫بالشرعية أي ببيعة المولى عبد اهلل خالل أزمة عبيد البخاري؛ كما بدا‬ ‫هذا التعاطف في معالجة المؤرخ للصراع بين أهل تطوان والباشا‬ ‫أحمد الريفي‪ ،‬وفي مناقشته لموضوع معقد نظرا لغياب المعطيات‬ ‫مثل تاريخ تجديد األندلسيين للمدينة‪ ،‬أو عالقة تطوان بجوارها‬ ‫القريب المباشر جبالة والريف‪ ،‬وأيضا جوارها الخارجي القريب سبتة‬ ‫وجبل طارق؛ ومن باب التعاطف فهمه الجيد لعالقات البنية السكانية‬ ‫بالمجال‪ ،‬وتصنيفات التراتبية االجتماعية على أساس الدخل أوالعرق‬ ‫أو المعيار الثقافي الديني أوالمعيار المخزني‪ ...‬إلى غير ذلك من‬ ‫المواضيع وفق المؤرخ في فهمها بسبب هذا التعاطف المنهجي‬ ‫الذي لم يخنه حتى في استشهاده بالمقوالت السائرة مسرى األمثال‬ ‫بالمدينة‪.‬‬

‫تعدد وسائط المعرفــة التاريخيــة والقـدرة‬ ‫على تأويلها‬ ‫وقد ولد هذا التعاطف في المؤلف قابلية استغالل كل المصادر‬ ‫والمراجع والوثائق التي تقع بين يديه وذات الصلة بأخبار مدينته‬ ‫إلعادة بناء تاريخها‪ .‬فإذا كانت مصادره متعددة متنوعة‪ :‬منها العربي‬ ‫المخطوط أو المطبوع؛ واألجنبي باللغات اإلسبانية والبرتغالية‬ ‫والفرنسية واإلنجليزية بما في ذلك المصدر القديم أو المرجع‬ ‫الحديث‪ ،‬فإنه مما يستوقفنا أيضا في قراءته لتاريخ تطوان هو تجاوزه‬ ‫الحقائق التاريخية إلى االستعانة باألساطير المأثورة والخرافات‬ ‫والمحكيات التي تحفظها الذاكرة الجماعية ألهالي تطوان‪.‬‬ ‫إن الرؤية المنهجية الحديثة كانت وراء تجاوز المؤرخ النص‬ ‫المكتوب وعدم االكتفاء به وحده وهو يؤرخ لمدينته‪ .‬فقد دفعت‬ ‫به هذه الرؤية إلى ارتياد كل الوسائط الستيقاء المعطيات الالزمة‬ ‫من أجل القيام بعمليات التأويل التاريخي الضرورية في بناء المعرفة‬ ‫التاريخية سواء كانت هذه الوسائط خوارق وأساطير‪ ،‬أو مقوالت‬ ‫محلية تسري مسرى األمثال وتتناقلها ذاكرة تطوان جيال بعد جيل‪.‬‬ ‫وسنجتزئ ببعض األمثلة الدالة في هذا المقام حتى نبين للقارئ‬ ‫مدى تجذر هذا المنحى المنهجي في الكتابة التاريخية عند د‪.‬‬ ‫السعود‪.‬‬ ‫فقد استغل الباحث‪ ،‬مثال‪ ،‬الظاهرة المعروفة المتمثلة في‬ ‫تعويض ضياع األخبار األولى عن تأسيس المدن بحكايات خرافية‬ ‫وأخ��رى أسطورية‪ ،‬ليقوم بتأويالت ويستخلص نتائج (من هذه‬ ‫المأثورات) ذات صلة بتاريخ تطوان وذهنية سكانها‪ ،‬وهو ما يلقي‬ ‫بكثير من األضواء المفيدة على تطور المدينة‪ ،‬أو تسد فراغات‬ ‫تاريخية نتيجة ضياع الحقيقة التاريخية أو امتزاجها بالخرافة‪ .‬من‬ ‫ذلك ما ينسبه الرهوني في عمدته إلى الشيخ عبد القادر التبين «من‬ ‫بركة عند استقراره بالموضع (أي الموضع الذي نزل به‪ ،‬وهو المعروف‬ ‫بالمنجرة من الربض السفلي من تطوان العتيقة) وشروعه في‬ ‫تعميره في القرن الثاني عشر‪ ،‬إذ حفر بيده المباركة عين ماء فأقبلت‬ ‫عليه ملوك الجن السبعة وألحوا عليه في خدمتهم (لعلها خدمته)‬ ‫فقال‪ :‬إن أردتم فعل الخير‪ ،‬فهذه العين كل من أخذ من مائها‪ ،‬وكان‬ ‫به ضرب من الجن برئ‪ ،‬فعاهدوه على ذلك‪ ».‬ومنه الحكاية التي‬ ‫أوردها السكيرج في «نزهته» من أن مجدد تطوان سيدي المنظري‬ ‫خرج يوما يتفقد بناء األسوار «فوجد حذاءه رجال يضيء كله‪( ،‬فـ) قال‬ ‫له من تكون يا سيدي فقال‪ :‬أنا محمد بن عبد اهلل صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم‪ ،‬فقال له‪ :‬يا سيدي ادع لهذه البلدة‪ .‬قال له أنا ضامن إن شاء‬ ‫اهلل إن يكن الناس في النعم إلى الركبة تكون هي في العنق‪ ،‬وإن‬ ‫كان الناس في الشر إلى العنق تكون هي إلى الركبة»‪.‬‬ ‫وقد أظهر د‪ .‬السعود كفاية الفتة في تأويل هذه األساطير‬ ‫وغيرها‪ ،‬واالرتقاء بها إلى مستوى المصدر التاريخي‪ ،‬فهو يرى‪ ،‬من‬ ‫جهة‪ ،‬أن هذه المضامين األسطورية نوع من التمجيد والتقديس‬ ‫الذي ينظر به أهل تطوان إلى موقع مدينتهم‪ ،‬وإضفاء لـ «البركة»‬ ‫على مؤسسها سيدي المنظري؛ ومن جهة أخرى‪ ،‬يعكس ذلك‬ ‫الهم الذي كان يؤرق هؤالء األندلسيين المطرودين من األندلس‬ ‫من مالحقة العدو له في مستقرهم الجديد‪ .‬إن عدم اإلحساس‬ ‫باألمن الذي رافق األندلسيين طوال تاريخهم تعكسه مثل هذه‬ ‫األساطير‪ ،‬ومن ثمة كثرت مثل هذه الحكايات الخرافية بينهم‪،‬‬

‫وكأنهم يحصنون بذلك مدينتهم من‬ ‫العدو الخارجي «الكافر»‪ ،‬أو تحكم الغرباء‬ ‫في شؤونهم‪ .‬يقول المؤرخ معلقا‪:‬‬ ‫«ولعلنا نجد تبريرا الختالق مثل هذه‬ ‫األسطورة وغيرها إذا اعتبرناها وسيلة‬ ‫للتخفيف من األس��ى ال��ذي مأل قلوب‬ ‫الناس من شدة الكرب عليهم نتيجة‬ ‫مأساة الطرد والتهجير من جهة‪ ،‬وترقب‬ ‫الخطر المداهم بسبب التهديد اإليبيري‬ ‫وتكرار أعمال تخريب العمران من جهة‬ ‫أخرى‪ .‬ويضاف إلى ذلك تسلط بعض‬ ‫الحاكمينوطغيانهم»‪.‬‬ ‫إن التحليل التاريخي عند المؤلف‬ ‫يشف عن استعداد لديه لإلفادة من‬ ‫األس��ط��ورة المحلية للقيام بعملية‬ ‫التأويل التاريخي‪ ،‬إن لم تتحول هذه‬ ‫األسطورة نفسها‪ ،‬مثلها مثل الوثيقة‬ ‫المكتوبة‪ ،‬إلى دليل «تاريخي» على‬ ‫األحداث أو تعضيدها‪ .‬فقد وجد الناس‪،‬‬ ‫عبر مثال آخ��ر‪ ،‬وهو ع��دول السلطان‬ ‫المولى اليزيد عن إلحاق المزيد من‬ ‫الضرر بالمدينة‪ ،‬حينما دخلها عنوة‪،‬‬ ‫عالمة أخرى على «البركة» األصلية التي‬ ‫تتمتع بها تطوان منذ تجديد بنائها‪ .‬وإذا كان تراجع المولى اليزيد‬ ‫عن ضرب المدينة وإهالك أهلها له أسبابه؛ منها أنه كان يريد‬ ‫إشعار الناس بثقل غضبه دون تدمير المدينة على ساكنتها‪ ،‬ألنه‬ ‫كان يرغب في أن يحافظ عليها كقاعدة خلفية للحصار الذي عزم‬ ‫على ضربه حول سبتة‪ ،‬إضافة إلى أنه اضطر إلى مغادرة الحاضرة‬ ‫سريعا بسبب اضطراب منطقة الجنوب بأحواز آسفي ومراكش؛ إذا‬ ‫كان األمر كذلك‪ ،‬فإن أهالي المدينة أرجعوا سبب رحيل السلطان‬ ‫المذكور عن مدينتهم إلى «اعتقاداتهم الراسخة ــ يقول د‪ .‬السعود‬ ‫ــ باألسطورة التي تنسب إلى صلحائها دور التكليف بحماية المدينة‬ ‫ودرء الخطر عنها‪ ،‬فقد درجت على لسان األهالي مقولة «ضامنها‬ ‫سعيد والطاغي يموت بها بالحديد» كما أورد المؤلف في السياق‬ ‫ذاته الحكاية الغريبة التي ذكرها «جولي» بخصوص هذا الموضوع‬ ‫من أن السلطان لما وصل « أمام ضريح سيدي طلحة الدريج فاضت‬ ‫مياة السيل وسدت الطرق أمامه بفعل بركة الولي المذكور‪ ،‬فأدرك‬ ‫موالي اليزيد على التو ما ينبغي عليه فعله‪ ،‬فعاهد اهلل بالعدول عن‬ ‫نيته الشريرة»‪ .‬ومن ذلك أيضا ما ذكره المؤرخ السكيرج من أن‬ ‫السطان اليزيد حينما دخل المدينة وأمر جنده بنهب المالح لجأ‬ ‫الناس إلى الولي الصالح المجذوب عبد اهلل الحاج البقال يطلبون‬ ‫عونه و»يقولون له نحن في حرم اهلل ثم في حرمك من هذا الرجل‪،‬‬ ‫يعنون موالي اليزيد‪ ،‬يرد (لعله يريد) أن يطلق السبيل في بلدنا‬ ‫وهو واقف يقول (أي المجذوب البقالي) ال بأس عليكم‪ ،‬ويضرب دفة‬ ‫الغرفة للحائط يسمع لها حسا ودويا وضجة‪ ،‬ويقول اخرج يا هذا‬ ‫«الخراي» أما علمت حتى أنا سلطان‪ .‬وذلك يوم الخميس‪ ،‬ويوم‬ ‫السبت خرج من البلد»‪.‬‬ ‫إن الخرافات واألساطير أصبحت تمشيا مع الرؤية المنهجية‬ ‫المتقدمة للمؤرخ د‪ .‬عبد العزيز السعود تقوم بدور الوثيقة في‬ ‫التأكيد على االستنتاجات أو إقامة الدليل‪ ،‬كما أنها كانت مجاال‬ ‫لتأويالته‪ ،‬بيد أنها لم تتعد هذا ال��دور‪ ،‬ألن التاريخ يكتب عند‬ ‫مؤرخنا باألفكار والمفاهيم وليس بالوثائق أو الحكايات وحدها‪ ،‬التي‬ ‫ينبغي أن يكون دورها هو إسناد األحكام‪ ،‬والمساعدة في استنتاج‬ ‫الخالصات‪.‬‬

‫تمحيص األخبار وتصحيحها‬

‫قدرات المؤرخ عبد العزيز السعود كبيرة في تمحيص الروايات‬ ‫والتحقق منها‪ .‬وقد ساعده على ذلك توفره على حس المؤرخ‪،‬‬ ‫وقربه السيكولوجي والمعرفي من متاهات موضوعه‪ ،‬وعمق‬ ‫اطالعه على مصادره‪ .‬وسنمثل بهذا الصدد بالتمحيص الدقيق‬ ‫الذي قام به في فك االلتباس الذي حصل بخصوص عائلة لوقش‬ ‫التطوانية‪ .‬وهي عائلة كما نرى تحمل لقبا إسبانيا يدل على أصولها‬ ‫األندلسية الموريسكية‪ ،‬يُفترض معه نزوحها إلى المدينة بعد طرد‬ ‫الموريسكيين من إسبانيا سنة ‪ .1609‬وقد اشتهر من هذه األسرة‬ ‫في القرن الثامن عشر والذي قبله ثالث شخصيات خلط المؤرخون‬ ‫بين أسمائهم وهم محمد بن علي لوقش‪ ،‬وأخوه الحاج عبد السالم‬ ‫لوقش‪ ،‬والقائد الفقيه عمر لوقش ولد هذا األخير‪ .‬ولم ينج من‬ ‫الوقوع في هذا االلتباس حتى مؤرخ المدينة الكبير الفقيه محمد‬ ‫داود‪.‬‬ ‫ويرجع الدكتور ع‪ .‬السعود هذا الخلط إلى اضطراب الفترة التي‬ ‫عال فيها صيت هؤالء األفراد‪ ،‬وهي الحقبة التي تلت وفاة المولى‬ ‫إسماعيل‪ ،‬إذ مارسوا جميعا قبلها وخاللها أدوارا مخزنية‪ ،‬واتصلوا‬ ‫بعائلة الباشا الحمامي الريفي التي كانت تحكم المنطقة‪ ،‬قبل أن‬ ‫ينتهي األمر بثورة أهل تطوان ضد الباشا المذكور بزعامة القائد‬ ‫الفقيه أبي حفص عمر لوقش‪.‬‬ ‫ويقول مؤرخنا استنادا إلى مصادر غميسة أن أول شخصية‬ ‫تطوانية تحمل لقب لوقش تبرز في التاريخ المحلي هو محمد بن‬ ‫علي لوقش‪ ،‬وهو شخصية اتصفت بالذكاء والمغامرة حيث ارتد عن‬ ‫اإلسالم وعمل بالحامية اإلنجليزية بطنجة ثم سرعان ما فر بجلده‬ ‫بعد ذلك‪ ،‬وعاد إلى دينه مرة أخرى ليتقلب في عدة مناصب؛ إذ تولى‬ ‫الكتابة للخضر غيالن‪ ،‬وللقائد عمر بن حدو الذي اصطحبه معه في‬ ‫سفارته إلى انجلترة سنة ‪ ،1682‬ثم عمل مترجما في بالط المولى‬ ‫إسماعيل قبل أن يعين قائدا على مرسى تطوان بين سنتي ‪1685‬‬ ‫و ‪.1697‬‬ ‫وقد استطاع المؤلف وضع حد لهذا الخلط بين أسماء رجال‬ ‫األسرة اللوقشية‪ ،‬وتصحيح الهنات التي وقع فيها المؤرخون بهذا‬ ‫الخصوص؛ ساعده على ذك اطالعه العميق على الكتابات األجنبية‬ ‫حول الموضوع‪ ،‬خاصة رسالة ألحد التجار اإلنجليز وقع عليها مؤرخنا‪،‬‬ ‫ومذكرات القبطان األنجليزي «بريث وايت»‪.‬‬ ‫«وبرايث وايت» هذا كان عضوا في السفارة اإلنجليزية التي‬ ‫قادها إلى المغرب القنصل العام البريطاني «جون راسل» ونزلت‬ ‫بتطوان سنة ‪ .1727‬وقد جاء في هذه المذكرات أن الوفد اإلنجليزي‬ ‫قام بزيارة الحاج لوقش‪ ،‬الذي كان أمينا للديوانة عدة سنوات‪،‬‬ ‫فوجده طريح الفراش‪ ،‬وأنه في حوالي السبعين من عمره‪ .‬ولم يذكر‬ ‫القبطان البريطاني االسم الشخصي للحاج لوقش فظن األستاذ‬ ‫داود أنه محمد بن علي لوقش‪ ،‬في الحين أن الصحيح غير ذلك‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫د‪ .‬محمد عبد السالم المرابط‬

‫وتمكن د‪ .‬السعود بعد دراسة فحوى الرسالة التي أشرنا إليها‬ ‫أعاله من وضع حد للبس المذكور‪ ،‬حيث استنتج مؤرخنا أن الشخص‬ ‫الذي كان كاتبا عند المولى إسماعيل‪ ،‬هو نفسه الشيخ الذي زارته‬ ‫البعثة البريطانية في بيته‪ ،‬وهو الثري الحاج عبد السالم بن علي‬ ‫لوقش شقيقُ محمد بن علي لوقش‪ ،‬ووالدُ القائد الفقيه أبي حفص‬ ‫عمر لوقش‪ .‬والرسالة المعنية كان أحد التجار اإلنجليز بعث بها إلى‬ ‫القنصل اإلنجليزي السابق بتطوان «هاتفيلد» المقيم بجبل طارق‬ ‫يخبره فيها بتنحية السلطان أحمد الذهبي‪ ،‬وتولية أخيه المولى عبد‬ ‫اهلل العرش على إثر قيام السلطان المخلوع للصالة وهو في حالة‬ ‫سكر بين أسقطه أرضا أمام المأل‪.‬‬ ‫وقد قدم «برايث واي��ت» معلومات طريفة عن الحاج عبد‬ ‫السالم بن علي لوقش نقلها لنا مؤرخنا تعطينا صورة لطيفة‬ ‫عن هذه الشخصية المغربية المتنورة؛ منها أن الحاج عبد السالم‬ ‫المذكور كان كثير السفر والتجوال‪ ،‬حسنَ الحديث باإلسبانية‪،‬‬ ‫ملما بعديد من العلوم كالرياضيات‪ ،‬وأنه كانت تجمعه عالقات ود‬ ‫باألجانب األوروبيين الذين دأبوا على زيارته في بيته بتطوان كلما‬ ‫نزلوا بالمدينة‪ .‬كما أشار «وايت» إلى أن الحاج لوقش كان بمثابة‬ ‫حكيم المدينة إليه كان الرجوع حينما ثار األهالي بزعامة ابنه عمر‬ ‫ضد الباشا أحمد الريفي‪ ،‬كما أنه كان واسع الثراء‪ ،‬إذ كانت ثروته‬ ‫تفوق العشرين ألف ليرة عرف كيف يحميها من جشع الباشا حينما‬ ‫وجه ولديه عمر وأحمد إلى دراسة العلوم الشرعية وأجازهما الشيخ‬ ‫أحمد بن سليمان األندلسي الفاسي عام ‪ ،1127-1715‬ذلك أن‬ ‫الفقهاء ال تنتهب أموالهم في هذا البلد على حد قول «وايت»‪.‬‬ ‫هذا نموذج واح��د من جملة عمليات التمحيص والبحث‬ ‫والتصحيح التي نهجها د‪ .‬السعود في كتابه‪ ،‬تقدم لنا صورة عن‬ ‫مدى اطالعه‪ ،‬وقدرته على االستنتاجات الموفقة‪.‬‬

‫التحليل الرصين والتفسير الموفق‬

‫لم يكن المؤلف وهو المؤرخ اآلخذ بمعطيات المذاهب الحديثة‬ ‫في الكتابة التاريخية ليكتفي بسرد األحداث حسب تعاقبية زمنية‬ ‫أحادية ومتصلة كما يفعل كاتب الحوليات‪ ،‬بل إن الرؤية المنهجية‬ ‫المتطورة عنده تفترض أن الزمن التاريخي متعدد ثري وذو طبيعة‬ ‫رسوبية‪ ،‬كما مر بنا‪ ،‬ومن ثمة لم يهتم بوصف أحداث منفردة‪،‬‬ ‫حسب نظرة تاريخية تقليدية‪ ،‬مقتطعة من زمن ماض اختفى ولم‬ ‫يعد قائما‪ ،‬وإنما سعى إلى كتابة تاريخ متكامل في الحاضر‪ ،‬يصف‬ ‫الظواهر التاريخية ويحلل قضاياها عبر مسار تاريخي له سياقات‬ ‫متنوعة اجتماعية وسياسية وثقافية‪.‬‬ ‫ويطفح الكتاب بأمثلة للتحليل الرصين القائم على طرح‬ ‫الفرضيات وترجيح رواية على أخرى‪ ،‬عبر وضع أسئلة موضوعية تروم‬ ‫التوصل إلى معرفة تاريخية قريبة من األحداث األصلية‪ .‬من ذلك‪،‬‬ ‫على سبيل المثال‪ ،‬التحليل الذي قام به مؤرخنا في المبحث المعنون‬ ‫بـ «عالقة توتر وصراع» الذي عرض خالله د‪ .‬السعود لوضع تطوان‬ ‫في العهد اإلسماعيلي‪ .‬فقد عمد المؤرخ إلى طرح جملة من األسئلة‬ ‫حامت حول الحال التي أصبحت عليها المدينة تحت حكم والة‬ ‫محليين طغاة عسفوا بالسكان‪ ،‬وفرضوا المغارم عليهم‪ ،‬وكأنه يقارن‬ ‫بين هذا الوضع والوضع الذي كانت عليه المدينة في ظل حكامها‬ ‫المحليين في القرن السابع عشر؛ آل النقسيس الذين سيطروا على‬ ‫مقاليد الحاضرة في شبه استقالل زهاء سبعة عقود‪ .‬لقد ناقش‬ ‫الباحث الموضوع استنادا إلى جملة عناصر تكون في مجموعها‬ ‫اإلشكال الذي طالما حضر في هذا القرن بخصوص عالقة المدينة‬ ‫بالمخزن‪ .‬من ذلك علي سبيل المثال مسـألة تأخير عمر لوقش عن‬ ‫حكم المدينة وما أعقب ذلك من اضطراب في األخبار نتيجة سكوت‬ ‫المؤرخ السكيرج عن ذكر من كان يقوم بحكمها بعده‪ ،‬واالرتباك‬ ‫الذي حصل في كتابات المؤلفين األوروبيين الذين لم يميزوا بين‬ ‫قائد المدينة‪ ،‬وقائد المرسى‪ ،‬وقائد الحصار الذي كان مضروبا‬ ‫حينها على سبتة؛ ومن ذلك مناقشة المؤرخ إلشكال شرعية الحكم‬ ‫بالمدينة بين الباشا أحمد الريفي المتولي بظهير من السلطان‬ ‫وبين إرادة السكان التي «فرضت أمرا واقعا كان على المخزن أن‬ ‫يقبله ولو ظرفيا»‪ ...‬ويستمر التحليل والربط بين األحداث بشكل‬ ‫سلس ليستخلص المؤلف استنتاجاته‪ ،‬ومنها أن األط��راف التي‬ ‫كانت تتحكم في مجرى األحداث بالمدينة هي السلطان والباشا‬ ‫واألهالي‪ ،‬وأن العالقة بين هذه األطراف شهدت ثالثة حقب‪ :‬فترة‬ ‫انقياد المدينة للسلطة المركزية (حكم الباشا أحمد بن علي الريفي)‬ ‫وفترة التمرد والثورات التي أعقبت وفاة السلطان إسماعيل‪ ،‬وتمثلها‬ ‫بتطوان فترة حكم «الديوان»‪ ،‬ثم فترة استعادة السلطة المركزية‬ ‫نفوذها في عهد المولى عبد اهلل‪...‬‬ ‫ومن هذا القبيل السرد التحليلي الذي قام به د‪ .‬السعود‬ ‫بخصوص مالبسات عقد معاهدة السلم والتجارة بين المغرب‬ ‫وبريطانيا بتاريخ ‪ 28‬يوليو ‪ 1760‬إذ تمكن الباحث انطالقا من‬ ‫افتراضات صاغها على شكل أسئلة إبراز مهارة العاهل المغربي‬ ‫سيدي محمد بن عبد اهلل ــ الذي كان يرغب في إقامة عالقات‬ ‫سياسية وتجارية مع األوروبيين ــ في استغالل حادث غرق ثالث‬ ‫سفن إنجليزية قبالة الشواطئ المغربية للدفع باإلنجليز إلى توقيع‬ ‫اتفاقية دائمة بين البلدين بهدف تجنب تدخلهم الدائم في الشؤون‬ ‫الداخلية للمغرب (دعم المتصارعين على عرش المغرب قبل تولية‬ ‫السلطان سيدي محمد بن عبد اهلل) حيث إنه استطاع إقناع القبطان‬ ‫االنجليزي «بارطون» بأن يكتب لدولته‪ ،‬ثم أوعز إليه بما يجب أن‬ ‫يعرضه على سلطات بالده ألجل الحصول على حريته الشخصية‪،‬‬ ‫وافتكاك باقي البحارة الثالثمائة‪ .‬وقد تميز السرد التحليلي لهذه‬ ‫الوقائع بالشفافية والتركيز والمقدرة على ربط األحداث فيما بينها‪.‬‬ ‫فقد ربط المؤلف‪ ،‬من جهة‪ ،‬بين الرسالة االحتجاجية التي أرسلها‬ ‫محمد بن عبد اهلل حينما كان خليفة لوالده للسفير اإلنجليزي «هيد‬ ‫باركر» يتهم فيها حاكم جبل طارق بالتدخل السافر في شؤون البالد‬ ‫الداخلية‪ ،‬وبين استغالل فرصة غرق السفن الثالث المشار إليها‬ ‫لتحقيق األمير السابق وقد أصبح سلطانا على المغرب رغبته في‬ ‫االنفتاح على بريطانيا‪ ،‬وتجنيب البالد مخاطر الصدام معها ومع باقي‬ ‫القوى األوروبية؛ من جهة أخرى سعى العاهل المغربي إلى استغالل‬ ‫الظرف لتحقيق مسعى آخر كان يتوق إليه وهو تسهيل التجارة بين‬ ‫البرين المسيحي واإلسالمي‪ .‬وقد توجت هذه المساعي بتوقيع‬ ‫اتفاقية ‪ 1760‬التي استخدمت أيضا نموذجا البرام معاهدات أخرى‬ ‫بين السلطان محمد بن عبداهلل والعاهل اإلسباني كارلوس الثالث‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬هذه بعض مالمح التفكير المنهجي عند مؤرخ تطوان‬ ‫الدكتور عبد العزير السعود‪ ،‬وقفنا عليها من خالل قراءتنا لكتابه‬ ‫الشيق «تطوان في القرن الثامن عشر‪ :‬السلطة ‪ -‬المجتمع –‬ ‫الدين»‪.‬‬

‫(انتهى)‬


‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬مـاي ‪2017‬‬

‫العدد ‪888‬‬

‫مع األستاذ‬ ‫عبد القادر المجاهد‬

‫• دة‪ .‬هدى المجاطي‬

‫‪ - 1‬شذرة حياتية‪:‬‬ ‫ولد األستاذ عبد القادر المجاهد‬ ‫في حومة ريف األندلس في شفشاون‬ ‫سنة ‪ ،1935‬تلقى تعليمه في المسيد‬ ‫ودرس بالمدرسة األهلية الراشدية‬ ‫الخاصة مدة سنتين على يد األستاذ‬ ‫عبد القادر الدراوي‪ ،‬ثم التحق بالمدرسة‬ ‫االبتدائيةللبنين‪.‬‬ ‫سنة ‪ 1947‬حصل على الشهادة‬ ‫االبتدائيــة العصرية‪ ،‬والتحق بالتعليم‬ ‫الثانوي بتطوان بدعم من شيخـه‬ ‫محمد بن عياد الخمسي‪ .‬وبعد سنـــــة‬ ‫التحــقبالمعهـــدالرسمــيبتطـــوان‬ ‫بتشجيع من العالمـــة الفقيه محمد‬ ‫داود‪.‬‬ ‫التحــق سنــة ‪ 1951‬بمدرســـة‬ ‫المعلمين بتطوان وتخرج منها بشهادة‬ ‫اإلجازة في التدريس سنة ‪ 1953‬ليتم‬ ‫تعيينه رسميا معلما بمدرسة موالي‬ ‫علي بن راشد ثم مديرا بمدارس بني‬ ‫أحمد‪.‬‬ ‫سنة ‪ 1962‬عين كاتبا إقليميا بنيابة شفشاون‪ ،‬وفي سنة‬ ‫‪ 1964‬غادر مدينة شفشاون ليعمل مديرا بإحدى المؤسسات‬ ‫التعليمية بمدينة القصر الكبير‪ ،‬ثم إلى طنجة حيث استقر بها إلى‬ ‫أن وافته المنية يوم ‪ 28‬نوفمبر ‪.2014‬‬ ‫هو من مؤسسي جمعية أصدقاء المعتمد بشفشاون‪.‬‬ ‫له مقاالت في جريدة النهار التي كانت تصدر في تطوان سنة‬ ‫‪ 1947‬باللغتين العربية واإلسبانية‪ ،‬ومقاالت أخرى في مجلة الشراع‪.‬‬ ‫ونشر له استجواب صحفي عن مستقبل التربية والتعليم في جريدة‬ ‫األنباء يوم ‪ 28‬يونيو ‪.1971‬‬ ‫‪ - 2‬مالمح الشخصية األدبية لألستاذ عبد القادر‬ ‫المجاهد‪:‬‬ ‫‪ 2-1‬ملمح المربي‪:‬‬ ‫لألستاذ عبد القادر المجاهد مقاالت في التربية والتعليم نشرت‬ ‫في منابر مختلفة‪ ،‬ففي ‹‹النهار›› مقال عنوانه ‹‹الطفل المغربي‬ ‫واألجنبي بين المنزل والمدرسة›› وهو مقال تربوي بنفس حقوقي‬ ‫متمدن منفتح جوهره العناية بالطفولة‪ ،‬وهي المستهدفة في‬ ‫التربية والتعليم‪ ،‬مؤكدا على فكرة مفادها أن المجتمع الذي ال يهتم‬ ‫بالطفولة ال مستقبل له‪.‬‬ ‫وفي جريدة األنباء نشر حوار له حين كان مديرا لمجموعة‬ ‫مدرسية بالقصر الكبير‪ ،‬ويكشف هذا الحوار عن كونه كان واقعا‬ ‫تحت تأثير موضوع التربية‪،‬مهتما بكل الموضوعات المرتبطة بها‪.‬‬ ‫‪ 2-2‬ملمح األديب‪:‬‬ ‫في العدد‪ 705‬من جريدة النهار مقال لألستاذ عبد القادر‬ ‫المجاهد عنوانه ‹‹ذكرى اليتيم›› ويؤكد هذا المقال ثقافة التكامل‬ ‫واالهتمام باليتيم‪ ،‬وهذا االهتمام مؤصل في الكتاب و السنة ‪ ،‬وقد‬ ‫كتب هذا الموضوع مبرزا حقيقتين‪ :‬الحقيقة األولى موضوعية وهي‬ ‫ثقافية إسالمية بامتياز‪ ،‬والحقيقة الثانية ذاتية ألن المقال كتب بلغة‬ ‫أدبية ينساب فيها جمال التعبير‪.‬‬ ‫أما في ‹‹الشراع›› وهي مجلة أدبية ثقافية جامعة كان مديرها‬

‫المسؤول الشاعر عبد الكريم الطبال‪،‬‬ ‫وتكونت هيئة تحريرها من األساتذة‪:‬‬ ‫عبد ال��ق��ادر المجاهد وعبد القادر‬ ‫العافية ومحمد شهبون‪ .‬صدر العدد‬ ‫األول منها في يناير ‪1961‬؛ وهي أول‬ ‫مجلة أدبية صدرت في شفشاون بعد‬ ‫أن كان مثقفوها ينشرون إبداعاتهم‬ ‫الشعرية والنثرية في أهم الجرائد‬ ‫والمجالت التي ص��درت في تطوان‬ ‫زمن الحماية اإلسبانية‪.‬‬ ‫في العدد األول من هذه المجلة‪،‬‬ ‫كتب األستاذ عبد القـادر المجاهــد‬ ‫مقاال أدبيـــا عنوانــه «صرخة إلى‬ ‫األدباء» وهو نداء إلى مثقفي المغرب‬ ‫وأدبائه السترجاع الصورة المشرقة‬ ‫لعلماء مغاربة كان لهم حضور مميز‬ ‫لتأكيد الوعي بأهمية الكتابة األدبية‬ ‫والتأريخية التي كان لها فضل كبير في‬ ‫الحفاظ على مقومات الهوية الوطنية‪.‬‬ ‫ويضرب مثال بهؤالء‪ ،‬فيأتي على ذكر‬ ‫المرحومين عبد اهلل كنون ومحمد المنوني‪ ،‬يقول‪« :‬فهذا األديب‬ ‫عبد اهلل كنون قد زين المكتبة المغربية بسلسلة من مشاهير رجال‬ ‫المغرب‪ ،‬وهذا السيد محمد المنوني قد أهدى إلى األدباء المغاربة‪،‬‬ ‫كتابا ضخما نفيسا حول العلوم والفنون في عهد الموحدين‪ ،‬واليوم‬ ‫نقرأ كتابا آخر جديدا حول األدب المغربي لألستاذين محمد بن‬ ‫تاويت ومحمد عفيفي»‬ ‫وأهمية هذا النداء تكمن في المجاهدة ضد نسيان اللغة‬ ‫العربية‪ ،‬وحث المثقفين على الكتابة في الشعر وأجناس النثر والنقد‪.‬‬ ‫‪ 2-3‬ملمح المترجم‪:‬‬ ‫في العدد الثالث من مجلة الشراع‪ ،‬ترجم األستاذ عبد القادر‬ ‫المجاهد نصا شعريا للشاعر اإلنجليزي «دافيس» عنوانه «أين هي‬ ‫اآلن؟» وهو نص معرب من اإلنجليزية له نفس رومانسي حالم‬ ‫بمعجم يمتح من الكون الطبيعي‪.‬‬ ‫وفي العدد الرابع من المجلة نفسها‪ ،‬ترجم نصا شعريا عنوانه‬ ‫«إلى عيون حالمة» لشاعر إسباني مجهول‪ ،‬يمكن تأطير لغته‬ ‫ومحتواه ضمن أنساق الشعرية الرومانسية‪.‬‬ ‫والمرحوم عبد القادر المجاهد باختياره لهذا النص اإلسباني‬ ‫ونظيره اإلنجليزي السابق‪ ،‬إنما يترجم انجذاب مثقفي ومبدعي‬ ‫المغرب الحديث إلى العوالم الشعرية الرومانسية في الغرب‬ ‫التخاذها أساسا لالحتذاء والمساهمة في الخروج من النمط الشعري‬ ‫التقليديبالمغرب‪.‬‬ ‫وبعد‪،‬فإيراد هذه النماذج من كتابات األستاذ عبد القادر‬ ‫المجاهد يهدف إلى إبراز دوره في المشهد الثقافي في شفشاون‬ ‫في فترة كانت فيها مبادرة التنوير واإلبداع الفتة للنظر في‬ ‫حواضر الشمال (تطوان‪،‬طنجة‪،‬شفشاون‪،‬أصيال‪ ،‬القصر الكبير‪،‬‬ ‫الريف‪)..‬‬ ‫وقد اقتصرت على ما كتبه في جريدة ‹‹النهار›› ومجلة‬ ‫‹‹الشراع››‪ ،‬وآمل أن تجمع أعماله قريبا بإذن اهلل‪.‬‬

‫لجنة حقوق اإلنسان بالشمال‬ ‫ومديرية التعليم بوزان يستعدان‬ ‫حقوقيا للموسم الدراسي المقبل‬

‫أوصى المشاركــون والمشاركــات في‬ ‫الورشة التكوينية حول «دور أندية المواطنة‬ ‫وحقوق اإلنسان في ترسيخ قيم المواطنة»‬ ‫المنظمة بتعاون بين اللجنة الجهوية لحقوق‬ ‫اإلنسان بالشمال ‪ ،‬والمديرية اإلقليمية لوزارة‬ ‫التربية الوطنية بوزان ‪ ،‬استعدادا لدخول‬ ‫حقوقي متميز خالل الموسم الدراسي المقبل‪،‬‬ ‫(أوصى) بتخصيــص شهــر أكتوبر المقبل‬ ‫إلطالق عملية إعادة هيكلة ‪ ،‬وتأسيس أندية‬ ‫المواطنة وحقوق اإلنسان بمختلف المؤسسات‬ ‫التعليمية ‪ ،‬مع االنفتاح أكثر على مؤسسات‬ ‫التعليم االبتدائي ‪ .‬كما أوصوا بإطالق مسابقة‬ ‫إقليمية ذات نفس حقوقي ‪ ،‬تشارك فيها أندية‬ ‫المواطنة ‪ ،‬وتنتهي بتنظيم مهرجان حقوقي‬ ‫ينظم في سياق االحتفال باليوم العالمي‬ ‫لحقوق اإلنسان ‪.‬‬ ‫‪ ‬منسقات ومنسقي األندية الحقوقية‬ ‫المشاركون في الورشة التكوينية التي احتضن‬ ‫أشغالها مقر المديرية اإلقليمية للتعليم‬ ‫يوم األربعاء ‪ 3‬ماي ‪ ،‬وسعيا منهم ‪ /‬هن في‬ ‫توفير المناخ المحفز على تفعيل هذه اآلليات‬ ‫المنشطة للحياة المدرسية ‪ ،‬دعوا مختلف‬ ‫شركاء المدرسة بإقليم وزان إلى تبني مشروع‬ ‫تنظيم مخيم حقوقي يستفيد منه عضوات‬ ‫وأعضاء أندية المواطنة ‪ .‬ولم يفتهم ‪ /‬هن‬ ‫التعبير عن الرغبة في االستفادة من دورات‬ ‫تدريبية لتعزيز قدراتهم ‪ /‬هن ‪ ،‬بغاية االرتقاء‬

‫محمد األشعري‬

‫محمد الميموني‬

‫ثريا ماجدولين‬

‫تنظم مكتبة «بيــت الحكمــة» حفل توقيع ثالثة إصدارات‬ ‫حديثة‪ ،‬في الذكرى الرابعة الفتتاح هذه المكتبة الثقافية الكبرى‬ ‫بمدينة تطوان‪ ،‬وذلك يومي الخميــس والجمعــة ‪ 11‬و‪ 12‬ماي‬ ‫الجاري‪.‬‬ ‫ويوقع الروائي المغربي محمد األشعري روايته الجديدة «ثالث‬ ‫ليال»‪ ،‬بفضاء بيت الحكمة‪ ،‬يوم الخميس ‪ 11‬ماي‪ ،‬ابتداء من السادسة‬ ‫مساء‪ ،‬بمشاركة الناقد المغربي مصطفى الورياغلي‪ ،‬وبحضور كاتب‬ ‫الرواية الشاعر والروائي محمد األشعري‪.‬‬ ‫ويوم الجمعة ‪ 12‬ماي‪ ،‬سيكون جمهور مدينة تطوان على موعد‬ ‫مع حفل توقيع ديوان «بداية ما ال ينتهي»‪ ،‬وهو الديوان الجديد لرائد‬

‫محمد حمضي‬

‫اختتام النسخة الرابعة للكرنفال‬ ‫التربوي بالقصر الكبير‬

‫األشعري والميموني وماجدولين‬ ‫في ذكرى تأسيس بيت الحكمة بتطوان‬

‫الحداثة الشعرية المغربية الشاعر محمد الميموني‪ ،‬ويقدم الديوان‬ ‫الشاعر والباحث مخلص الصغير‪.‬‬ ‫كما سيشهد هذا اليوم تقديم كتاب «الرؤيا والقناع»‪ ،‬للشاعرة‬ ‫ثريا ماجدولين‪ ،‬وهو كتاب عن التجربة الشعرية للشاعر المغربي محمد‬ ‫الميموني‪ .‬ويقدم الكتاب الباحث والناقد محمد الفهري‪.‬‬ ‫يذكر أن مكتبة بيت الحكمة لها دار نشر تحمل اسم “باب الحكمة”‬ ‫وهي متخصصة في طبع الدراسات النقدية والفكرية والتاريخية‪ ،‬وفي‬ ‫إصدار األعمال األدبية‪ ،‬وهي التي أصدرت ديوان «بداية ما ال ينتهي»‬ ‫لمحمد الميموني‪ ،‬مثلما أصدرت ديوان «نمنمات»‪ ،‬للشاعر عبد الكريم‬ ‫الطبال‪ ،‬الذي توج سنة ‪ 2016‬بجائزة المغرب للكتاب في صنف الشعر‪.‬‬

‫بأدائهم الحقوقي والمواطن في تنشيط هذه‬ ‫األندية ذات الخصوصية ‪ ،‬مقارنة بباقي األندية‬ ‫التربوية األخرى ‪ .‬وألن المدارس الخاصة‬ ‫ليست جزرا معزولة عن إعداد وبناء مواطنات‬ ‫ومواطني الغد ‪ ،‬المتشربين للقيم التي تعمل‬ ‫المدرسة المغربية على حقنها في أوصال‬ ‫وشرايين الناشئة ‪ ،‬فقد جاء تأكيدهم ‪ /‬هن على‬ ‫ضرورة إدماج هذه المدارس في دينامية ورش‬ ‫التربية على المواطنة وحقوق اإلنسان ‪.‬‬ ‫‪ ‬يذكر بأن هذه الورشة الحقوقية ‪،‬‬ ‫نشطها كل من عضو اللجنة الجهوية لحقوق‬ ‫اإلنسان بالشمال ‪ ،‬الذي سلط في ورقته‬ ‫الضوء على العناوين الكبرى لدليل التربية على‬ ‫المواطنة وحقوق اإلنسان الذي كان قد أصدره‬ ‫المجلس الوطني لحقوق اإلنسان إسهاما منه‬ ‫في تعزيز قدرات الفاعلين والفاعالت حقوقيا‬ ‫بالمدرسة المغربية ‪ ،‬ورئيسة مصلحة الشؤون‬ ‫التربوية بمديرية التعليم بوزان ‪ ،‬التي أطلت‬ ‫في كلمتها على المشروع المندمج رقم ‪، 9‬‬ ‫في جانبه المرتبط بالتعبئة حول المدرسة‬ ‫وتعزيز قيم المواطنة وتطوير الممارسات‬ ‫الجيدة ‪ ،‬ورئيس مصلحة الشؤون القانونية‬ ‫والشراكات الذي ألقــــى كلمـــة افتتاحيــــة‬ ‫نيابة عن المدير اإلقليمي ‪ ،‬ورئيس مكتب‬ ‫االتصال‪.‬‬

‫على مدى ‪ 12‬يوما عاشت مدينة القصر‬ ‫الكبير على إيقاع كرنفالها التربوي في نسخته‬ ‫الرابعة‪ ،‬الذي نظمته المديريـة اإلقليميـة‬ ‫للتربية والتكوين بإقليم العرائش‪،‬بتعاون مع‬ ‫جمعية منتـدى أوبيدوم لإلعالم والتواصل‪،‬‬ ‫بالقصر الكبير‪ ،‬بمشاركة العديد من الجمعيات‪.‬‬ ‫ويأتي تنظيـم هذا الكرنفال بعد النجاح‬ ‫المتميز التي حققتـه الدورات السابقة لهذا‬ ‫الكرنفال‪ ،‬الذي يــدخـل في إطــار دعــــم‬ ‫وتنويـع أنشطة الحيــاة المدرسية‪ ،‬انطالقا‬ ‫الرؤية اإلستراتيجية إلصالح التعليم رؤيــــة‬ ‫‪ ،2015-2030‬وذلك بهـــدف تعزيــــز قيم‬ ‫المواطنة والسلوكيات المدنية‪ ،‬وبعث روح‬ ‫القيم اإلنسانية النبيلة‪ ،‬والتشجيع على االنفتاح‬ ‫على اآلخر وكذا نبذ ومكافحة العنف والتطرف ‪،‬‬ ‫حيث شكل هذا الكرنفال التربوي فرصة حقيقية‬ ‫للفرق المشاركة في التعبير عن أهدافها النبيلة‬ ‫بأشكال فنية إبداعية‪.‬‬

‫وقد اشتمل برنامج الدورة الرابعة لهذا‬ ‫الكرنفال الذي اختتمت فعالياته يوم األحد‬ ‫‪ 7‬مايو الجاري‪ ،‬على عدة أنشطة من بينها‬ ‫تنظيم أوراش في رسم جداريات قرب ثانوية‬ ‫المحمدية التأهيلية‪ ،‬كما تم تقديم عدة عروض‬ ‫ومسابقات في رياضة فنون الحرب‪،‬بشراكة‬ ‫وتنسيق مع جمعية التنين األخضر‪،‬‬ ‫كما تميز البرنامج بالعروض التي قدمها‬ ‫الكرنفال‪ ،‬الذي انطلق من ثانوية المنصور‬ ‫الذهبي التأهيلية‪ ،‬مرورا بساحة عالل بن عبد‬ ‫اهلل إلى شارع موالي على بوغالب‪ .‬وبقاعة‬ ‫المؤتمرات بسينما المنصور سابقا حيث‬ ‫احتضن هذا الفضاء الحفل الختامي‪ ،‬اشتمل‬ ‫على سهرة فنية وإبداعية تم خاللها توزيع‬ ‫الجوائز على الفائزين في مختلف المسابقات‬ ‫الفنية والرياضية‪.‬‬

‫م ‪.‬ح‬


‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬مـاي ‪2017‬‬

‫العدد ‪888‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫ف�ضل �شهر �شعبان وليلة ن�صفه‬

‫إن من حكم اهلل تعالى وأفضاله على عباده ‪ ،‬أن فاضل بين األزمنة فاختار منها أوقاتا وأياما وساعات خصها‬ ‫بمزيد من الفضل وجازى عن العمل فيها بعظيم من الثواب‪ .‬ليكون ذلك أدعى إلى االجتهاد في طلب مرضاة اهلل‪،‬‬ ‫واغتنام الفرص الجتالب ثوابه وأجره ‪ ،‬فقد روى الطبراني في الكبير عن أنس رضي اهلل عنه قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم ( افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة اهلل‪ .‬فإن هلل نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء‬ ‫من عباده)‪ .‬وروى أيضا عن محمد بن مسلمة األنصاري قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسم (إن لربكم من أيام‬ ‫دهركم نفحات فتعرضوا لها ‪ ،‬لعله أن يصيبكم نفحة منها فال تشقون بعدها أبدا)‪ .‬ففي كل يوم جعل اهلل لعباده‬ ‫محطات للتقرب إليه بالفرض والنفل ‪ ،‬وفي كل أسبوع خصص سبحانه أوقاتا وفضلها على غيرها لالجتهاد في العبادة‬ ‫والدعاء ‪ ،‬وفضل خالل السنة شهورا على شهور ‪ ،‬وأوقاتا على أوقات حتى يخلق لعباده مجاالت لالجتهاد وطلب الرحمة‬ ‫والغفران ‪ ،‬ليتزودوا من دنياهم التي هم عنها راحلون ‪ ،‬ويستعدوا ألخراهم التي طالما هم عنها غافلون‪ ،‬ويغتنموا‬ ‫فواضل أيامهم وأزمنتهم التي هم عنها ساهون ‪ ،‬ومن األيام المعدودة والشهور المفضلة المخصوصة بمزيد من‬ ‫األجر والثواب ‪ ،‬شهرنا هذا شعبان الذي ورد فيه عن رسولنا صلى اهلل عليه وسلم أحاديث كثيرة تخصص فضله‬ ‫وتوحي بما أعد اهلل فيه من الثواب واألجر لعباده الصالحين‪ ،‬وقد سمي بشعبان ألن العرب كانوا يتشعبون فيه لطلب‬ ‫المياه ‪ ،‬وقيل تشعبهم في الغارات ‪ ،‬وقيل ألنه شَعَب أي ظهر بين شهري رجب ورمضان‪ ،‬ويجمع على شعبانات‬ ‫وشعابين ‪ ،‬وقد روي عنه عليه السالم أنه قال ألصحابه‪ ( :‬أتدرون لم سمي شعبانا؟ قالوا‪ :‬اهلل ورسوله أعلم ‪ ،‬قال‪ :‬ألنه‬ ‫يتشعب فيه خير كثير لرمضان) ‪ ،‬وعن أسامة بن‬ ‫زيد قال‪ :‬قلت يارسول اهلل‪ :‬لم أرك تصوم في‬ ‫شهر من الشهور ما تصوم في شعبان ؟ قال‪:‬‬ ‫ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان‪،‬‬ ‫وهو شهر ترفع فيه األعمال إلى رب العالمين‪،‬‬ ‫وأنا أحب أن يرفع عملي وأنا صائم)‪.‬وفي هذا‬ ‫إشارة إلى أنه لما اكتنفه شهران عظيمان ‪-‬‬ ‫الشهر الحرام وشهر الصيام ‪ -‬اشتغل الناس‬ ‫بهما عنه ‪ ،‬فصار مغفوال عنه ‪ ،‬وكثير من الناس‬ ‫يظن أن صيام رجب أفضل من صيام شعبان‬ ‫ألن رجب شهر حرام ‪ ،‬وليس كذلك‪.‬‬ ‫وعن عائشة رضي اهلل عنها قالت‪ :‬كان‬ ‫أحب الشهور إلى النبي صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫شعبان ‪ ،‬وعنه عليه السالم‪ :‬شعبان شهري ورمضان شهر أمتي ‪ ،‬شعبان هو المكفر ورمضان هو المطهر‪.‬‬ ‫ففي هذه األحاديث النبوية الشريفة إشارات زكية إلى فضل هذا الشهر ومكانته بين الشهور ‪ ،‬وفضل العمل‬ ‫فيه ‪ ،‬إذ جعله اهلل بعد شهر رجب وقبل شهر الخير والبركة والرضوان رمضان ‪ ،‬فكان كمقدمة لرمضان يستعد فيه‬ ‫المؤمن لمالقات هذا الشهر العظيم فيصوم ويعود جسمه على مزيد من العمل الصالح ‪ ،‬ألن العبد المؤمن الينتظر‬ ‫حلول شهر رمضان لكي يتقرب إلى اهلل بالفرض والنفل ‪ ،‬بل يفعل ذلك طوال السنة فإذا جاء رمضان ضاعف من فعله‬ ‫وزاد من عمله واجتهد في استغالل كل لحظة من وقته في التقرب إلى اهلل واغتنام فضل أيام رمضان‪ .‬فقد ورد عن‬ ‫النبي صلى اهلل عليه وسلم أنه قال‪ ( :‬نقوا أبدانكم بصيام شعبان لصيام رمضان ‪ ،‬فما من عبد يصوم ثالثة أيام من‬ ‫شعبان ‪ ،‬ثم يصلي علي مرارا قبل إفطاره إال غفر اهلل له ما تقدم من ذنبه ‪ ،‬وبارك له في رزقه ‪ ،‬وأخبرني جبريل أن‬ ‫اهلل تعالى يفتح في هذا الشهر ثالثمائة باب من الرحمة) فأي فضل هذا أعده اهلل لعباده ‪ ،‬وأي رحمة ينشرها سبحانه‬ ‫على خلقه في هذه األيام المباركة ‪ ،‬وأي نفحات تعم األمة اإلسالمية في هذه الفترات ‪ ،‬فبادر أخي المسلم إلى اغتنام‬ ‫الفرصة ‪ ،‬واجتهد في العمل والصالح والتقرب إلى ربك بأحسن األعمال ‪ ،‬مع الوقوف على الحدود الشرعية والمحافظة‬ ‫على اآلداب المرعية ‪ ،‬واجتناب المناهي والمحرمات ‪ ،‬وتذكر أن تقوى اهلل هي عماد هذا الدين وأساس كل عبادة‪،‬وأن‬ ‫بر الوالدين واإلحسان إلى جارك‪ ،‬وعدم إداية الناس ‪ ،‬ومعاملتهم التعامل الحسن ‪ ،‬وخدمة الدين والوطن واألهل‪،‬‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫‪-‬‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫واالبتعاد عن الغش والتدليس والكذب وخيانة األمانة والزور‪...‬كلها أعمال صالحة‪ .‬أخرج الشيخان عن أبي هريرة‬ ‫رضي اهلل عنه مرفوعا‪ ( :‬اجتنبوا السبع الموبقات ‪ ،‬قيل يارسول اهلل ‪ ،‬وما هن؟ قال‪ :‬الشرك باهلل ‪ ،‬والسحر ‪ ،‬وقتل النفس‬ ‫التي حرم اهلل إال بالحق ‪ ،‬وأكل مال اليتيم ‪ ،‬وأكل الربا ‪ ،‬والتولي يوم الزحف ‪ ،‬وقذف المحصنات الغافالت المومنات)‬ ‫وفي رواية لهما أيضا‪( :‬الكبائر‪ :‬اإلشراك باهلل والسحر وعقوق الوالدين ‪ ،‬وقتل النفس واليمين الغموس وقول الزور)‪.‬‬ ‫وفي هذا الشهر الكريم ليلة عظيمة إنها ليلة النصف من شعبان األبرك ‪ ،‬المخصوصة بالفضل العظيم والرحمة‬ ‫الشاملة ‪ ،‬والخير الجسيم ‪ ،‬وهي الليلة التي تنسخ فيها اآلجال واألعمار ‪ ،‬فقد ورد في فضلها أحاديث وآثار كثيرة ‪،‬‬ ‫من ذلك ما روي عنه صلى اهلل عليه وسلم أنه قال‪ ( :‬جاءني جبريل ليلة النصف من شعبان وقال يامحمد‪ ،‬ارفع رأسك‬ ‫إلى السماء ‪ ،‬فقلت ما هذه الليلة؟ قال‪ :‬هذه ليلة يفتح اهلل فيها ثالثمائة باب من أبواب الرحمة ‪ ،‬يغفر اهلل لجميع من‬ ‫اليشرك به شيئا ‪ ،‬إال أن يكون ساحرا أو مصرا على الزنا أو مدمن خمر)‪ .‬وعنه صلى اهلل عليه وسلم أنه قال‪ :‬إذا كانت‬ ‫ليلة النصف من شعبان ‪ ،‬يدفع لملك الموت صحيفة يقال له اقبض أرواح من في هذه الصحيفة ‪ ،‬فإن العبد ليغرس‬ ‫األغراس وينكح األزواج ويبني البنيان واسمه قد خرج في صحيفة الموتى وهو اليشعر‪ .‬وعنه صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫َّ‬ ‫أيضا‪«:‬إن اهلل يغفر في ليلةِ النصفِ من شعبان ألكثرَ من عددِ شع ِر غنم َك ْلب»‪ .‬وكلب‪ :‬قبيلة مغنم ٌة كثير ُة األغنام‪.‬‬

‫لجميع خَ ْلقِهِ إال لمشركٍ أو مشاحن»‪.‬‬ ‫خ ْلقهِ‪ ،‬فيغفرُ‬ ‫ِ‬

‫‪ 1‬ـ يتفق اإلثنان في تحقيق هدف مشترك‪ ،‬هو إراحة الجسم من هضم‬ ‫الغذاء‪ ،‬وإتاحة الفرصة الستهالك المدخر منه‪ ،‬وطرح السموم المتراكمة فيه‪،‬‬ ‫وتنشيط عمليات اإلستقالب الحيوية‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ كالهما يمتنع فيه عن تناول المواد الغذائية في فترة زمنية محددة‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ يختلفان في أن للصيام اإلسالمي فترة زمنية محددة بنهار اليوم‬ ‫ومتتابعة لمدة شهر‪ ،‬ودورية كل سنة على وجه اإللتزام للمسلم ولعدة أيام‬ ‫متفرقة في بقية العام على وجه اإلختيار (صيام تطوع)‪ ،‬أما في الصيام الطبي‬ ‫فهو امتناع عن الغذاء فترة زمنية متصلة تحدد لكل إنسان حسب ظروفه‪ ،‬أو‬ ‫مرضه وهي على وجه اإلختيار‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ إن الصيام اإلسالمي يستطيعه كل المكلفين األصحاء في شتى األقطار‬ ‫واألزمان‪ ،‬وهو سهل ميسور‪ ،‬وليس فيه أية أخطار على الجسم‪ ،‬وال يمثل أية‬ ‫شدة‪ ،‬والمسلمون يصومون طائعين فرحين‪ ،‬محبين‪ ،‬أما الصوم الطبي فال‬ ‫يستطيعه الناس جميعا‪ ،‬هذا قهر شديد للنفس‪ ،‬ويمثل مشقة وعبئا للجسم‪ ،‬وال يقبل عليه إال من طغى‬ ‫عليه المرض‪ ،‬أو استيقن بفائدة يجنيها من ممارسته‪ ،‬ويصوم محاطا باألطباء والممرضين وأجهزة اإلسعاف‬ ‫ّ‬ ‫والطوارئ‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ للتجويع أخطاء ال توجد في الصيام اإلسالمي‪ ،‬فالجسم يحرم أثناء التجويع من إمداده باألحماض‬ ‫الدهنية األساسية‪ ،‬واألحماض األمينية األساسية‪ ،‬والتي ال تتوافر إال في الغذاء‪ ،‬وتتجمع كميات كبيرة من‬ ‫األحماض الدهنية في الكبد‪ ،‬نتيجة لتحلل الدهن المختزن في أنسجة الجسم بمعدالت كبيرة‪ ،‬مما يؤدي إلى‬

‫فهي ليلة إذن يغفر اهلل فيها الذنوب ‪ ،‬ويقبل‬ ‫التوبة من عباده‪ ،‬ويفتح فيها أبواب رحمته ‪ ،‬وهي‬ ‫مناسبة للمؤمن للعمل الصالح والدعاء الخالص‪،‬‬ ‫والتضرع للمولى عز وجل لعله يقبل التوبة ويتجاوز‬ ‫عن الذنب ويكتب العبد مع الناجين الصالحين ‪،‬‬ ‫وهي ليلة أيضا ترفع فيها األعمال وتحصى األرواح‬ ‫التي سيقبضها ملك الموت وتسجل بوقتها وتاريخها‬ ‫واإلنسان اليدري أنه أصبح من عداد الموتى في‬ ‫تلك السنة‪ .‬وقد روي عنه صلى اهلل عليه وسلم أنه‬ ‫يَطلِعُ َ‬ ‫جلتْ قدرتهُ َّ‬ ‫«أن اهلل َّ‬ ‫قال‪َّ :‬‬ ‫ليلة النصفِ إلى‬

‫سالمة الصدِر ومَنْ كان عن ِّ‬ ‫ُ‬ ‫هلل َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الغِل‬ ‫جل وعال‬ ‫وأفضل‬ ‫هلل ربِّ العالمين‬ ‫وأفضل‬ ‫الخلق عند ا ِ‬ ‫األعمال عند ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫والحسدِ مُنزَّها ‪ ،‬ومنْ ذلك مُبَرَّئا ‪ ،‬وأمَّا مَنْ انطوى قلبهُ على شي ٍء من ذلكَ فهو ِبمَبْعَدَةٍ من المغفرةِ في‬ ‫هلل ربِّ العالمين مَعهُ َغيرَهُ‬ ‫ليلةِ النصفِ من شعبان مع‬ ‫األرض ‪ ،‬إال للمشركِ الذي يشركُ با ِ‬ ‫عموم المغفرةِ ِ‬ ‫ألهل ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫األحوال ال دنيا وال آخرة ‪ ،‬إذا ما ماتَ على ذلكَ ولم يَتُبْ منه م ِنيبا موَحدًا ‪ ،‬وكذلك‬ ‫من‬ ‫بحال‬ ‫ِ‬ ‫فإن ذلك ال يُغْفرُ ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫الذي انطوى قلبهُ على الشحنا ِء ‪ ،‬على البغضاء ‪ ،‬على الغِل ‪ ،‬على الحسد ‪ ،‬فهذا متروكٌ مُهْمَل ‪ ،‬وهذا ِبمَبْعَدَةٍ ْ‬ ‫أن‬ ‫عموم المغفرةِ التي ُ‬ ‫ابن ماجه»‬ ‫يناَلهُ شي ٌء مِنْ‬ ‫تتنزل على الخَ ْل ِق في ليلةِ النصفِ من شعبان ‪ ،‬وفي «صحيح سنن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫أفضل الناس؟ فقال صلى‬ ‫عن عبدِ اهلل بن عمرو ‪ -‬رضي اهلل عنهما ‪« :-‬قيل للنبيِّ صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم‪ :‬من‬ ‫صدوق اللسانِ ‪ُّ -‬‬ ‫اهلل عليه وعلى آله وسلم‪ُّ :‬‬ ‫ُ‬ ‫أفضل الناس ‪،-‬‬ ‫مخموم القلب صدوق اللسان هذا‬ ‫كل‬ ‫القلب‬ ‫كل‬ ‫ِ‬ ‫مَخْمُوم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫هلل صدوق اللسان عرفناه ‪ ،‬فما مخمومُ القلب؟ قال النبيُّ صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم‪ :‬هو التقيُّ‬ ‫فقالوا‪ :‬يا‬ ‫رسول ا ِ‬ ‫النقيُّ الذي ال إثمَ فيه وال بغي وال َّ‬ ‫غل فيه وال حسد‪.‬‬

‫�أوجه االتفاق واالختالف‬ ‫بني ال�صيام ال�شرعي والتجويع!!‬

‫هناك أوجه اتفاق واختالف بين الصيام في اإلسالم‪ ،‬وبين ما يعرف بالصيام الطبي (التجويع المطلق)‪،‬‬ ‫وتتيح أوجه االتفاق بينهما مساحة مشتركة تجعل الفوائد الثابتة علميا للصيام الطبي‪ ،‬تتحقق بالصيام‬ ‫اإلسالمي المثالي‪ ،‬الذي تقل فيه فترة الهضم واإلمتصاص‪ ،‬وذلك باالعتدال في الطعام أثناء السحور واإلفطار‪،‬‬ ‫وتتاح فيه فرصة أكبر لعملية تحلل المدخرات الغذائية وذلك ببذل الجهد والعمل الدؤوب والتخلص من‬ ‫الكسل وكثرة النوم أثناء الصيام‪ ،‬مع اإلمكان تلخيص أوجه اإلتفاق واإلختالف بين الصيام الطبي والصيام‬ ‫اإلسالمي في النقاط التالية‪:‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫ترسب الدهن بكثرة في خالياه‪ ،‬األمر الذي ينجم عنه حالة تشمع للكبد‪ ،‬فتضطرب وظائفه‪ ,‬ويصاب الجسم‬ ‫بالعلل‪.‬‬ ‫للصيام اإلسالمي مميزات ال توجد في التجويع كما يلي‪:‬‬ ‫‪ - 6‬يحدث توازن لدورتي البناء والهدم أثناء الصيام اإلسالمي‪ ،‬وذلك بتناول الطعام في المساء‪ ،‬واالمتناع‬ ‫عنه أثناء النهار‪ ،‬ويصب في مجمع األحماض األمينية كمية كبيرة من هذه األحماض القادمة مع الغذاء‪ ،‬مما‬ ‫يساعد على التجديد السريع للخاليا‪ ،‬ومكوناتها‪ ،‬وتوفير القدر الالزم منها إلنتاج جلوكوز الدم أثناء النهار‪،‬‬ ‫وتوفير األحماض األمينية الحرة في بالزما الدم‪.‬‬ ‫‪ - 7‬وجود كمية مخزونة من البروتين في خاليا الكبد‪ ،‬بواسطة التضخم‪.‬‬ ‫‪ 8‬ـ بعد وجبتي الفطور والسحور يجعل الجسم قادرًا على تكوين‬ ‫البروتينات الحيوية الالزمة‪ ،‬كبروتينات البالزما (األلبيومين والجلوبيولين‬ ‫والفيبرونوجين)‪ ،‬وعوامل تخثر الدم‪ .‬والصورة المثلى للصوم اإلسالمي يمكن‬ ‫أن تتحقق باآلتي‪:‬‬ ‫‪ 9‬ـ تقليل فترة الصيام اليومي‪ ،‬وذلك بتعجيل الفطور وتأخير السحور‪.‬‬ ‫‪ 10‬ـ تناول وجبة السحور وعدم إهمالها‪.‬‬ ‫‪ 11‬ـ اإلعتدال في الطعام والشراب أثناء السحور واإلفطار واإلقتصار‬ ‫عليهما‪ ،‬وترك عادة كثرة األكل طوال الليل‪.‬‬ ‫‪ 12‬ـ القيام بالحركة والنشاط والجهد اليومي المعتاد‪.‬‬ ‫‪ 13‬ـ نوم جزء من الليل وترك السهر المتواصل‪.‬‬ ‫بهذا يمكن أن يحقق الصوم اإلسالمي كل فوائد الصيام الطبي ويتحاشى أخطاره وتأثيراته الجانبية‬ ‫وصدق اهلل القائل‪[ :‬وأن تصوموا خير لكم]‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬مـاي ‪2017‬‬

‫العدد ‪888‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬

‫‪2‬‬

‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫الذكرى الثانية لرحيل «زهرة المجالس»‬

‫أبريل ‪:‬‬

‫الدكتور عبد الهادي التازي‬

‫رغم قساوة الحياة وانشغال البال بمنغصات‬ ‫ظروف أثقلت الكاهل واعتصرت الفؤاد؛ فإنه‬ ‫اليجوز بأي حال من األحــوال أن تنسينـا كل‬ ‫هذه األهوال ذكرى فقيد عزيز عانقت روحنا‬ ‫روحه الطاهرة عناقا أزليا سرمديــا لن تمحوه‬ ‫سنوات شمسية والقمرية والحتى ضوئية‪.‬‬ ‫وبمناسبـة حلول الذكــرى الثانيـة لوفـــاة‬ ‫محبنــا وحبيبنــا الدكتــور عبد الهادي التازي‪،‬‬ ‫وتزكية لوشائـــج المحبــة الرابــطــة بيـــن‬ ‫مهجتينا‪ ،‬ارتأينا وبعد استتذان مؤسسة‬

‫عبدالهادي التازي التي لنا شرف االنتماء إليها كأحد‬ ‫أعضائها المتميزين ‪ -‬أن ننشرضمن هذا الركن‬ ‫وعبر سلسلة حلقات‪ ،‬جردا شامال لمقاالت وثقها‬ ‫مرشدنا العزيز والتي سبق له نشرهاباستثناء بعض‬ ‫المخطوطات‪ ،‬في عدد من المنابــر اإلعالمية‪ ،‬منذ‬ ‫مرحلة شبابــه حتى أواخرحياته‪،‬ليطلع القارئ الكريم‬ ‫على جانب مهم من اهتمامات شيخ المؤرخين‬ ‫المغاربة وزهرة المجالس المرحوم الدكتور عبد‬ ‫الهادي التازي أمطره اهلل بشآبيب رحمته وأسكنه‬ ‫فسيح جناته‪.‬‬

‫مقاالت و�إ�سهامات تبو �أت يف املنابر الإعالمية �أعلى الدرجات ـ ‪ 4‬ـ‬ ‫‪ - 127‬دفنا الماضي‪.‬‬ ‫*(دعوة الحق)‪ ،‬مارس ‪(.1967‬العلم)‪ 29 ،‬أبريل ‪ .1967‬نشرت ضمن كتاب مستقل بعنوان « دراسة‬ ‫تحليلية نقدية» مطبعة الرسالة – الرباط‪.1980 ،‬‬ ‫‪ - 128‬العالقات المغربية الروسية‪.‬‬ ‫* مجلة (البحث العلمي)‪ ،‬عدد ‪ ،12-11‬مايو – ‪ ،1967‬عدد ‪ ،24‬يناير‪ -‬ابريل ‪.1975‬‬ ‫= في األصل ندوة تلفزيونية بالمغرب نقلت مساء ‪ 28‬أكتوبر ‪.1966‬‬ ‫‪ - 129‬شعراء اليمن المعاصرون لهالل ناجي‪.‬‬ ‫*(دعوة الحق)‪ ،‬يونيو ‪.1967‬‬ ‫= « بتوقيع ‪ :‬أبو سعد»‪.‬‬ ‫محاضرة ‪ 20‬مايو ‪ 1967‬طبعت على حدا‪.‬‬ ‫‪ - 130‬معرض لتاريخ المغرب الدبلوماسي بمناسبة ‪ 17‬يونيو ‪.1967‬‬ ‫*(مجلة المعرفة) عدد ‪ - 371‬دجنبر ‪.1967‬‬ ‫‪MOROCCAN – AMERICAN RELATIONS. - 131‬‬ ‫*‪.Ministry Of Information, impo Fedala (Maroc) 1967‬‬ ‫‪ - 132‬جولة في تاريخ المغرب الدبلوماسي‪( .‬محاضرة ألقيت مساء السبت ‪ 20‬مايه ‪ 1987‬ثم طبعت‬ ‫على جدول بوزارة الشبيبة والرياضة)‪.‬‬ ‫*مطبعة فضالة‪.1967 ،‬‬ ‫‪ - 133‬جائزة المغرب على كتابك حول القرويين‪.‬‬ ‫‪ - 134‬نضال السلطان موالي يوسف من أجل حق المغرب الدبلوماسي‪.‬‬ ‫* مجلة (اللقاء) المغربية‪ ،‬عدد ‪ – 11‬مارس ‪.1969‬‬ ‫‪ - 135‬مراسيم تقديم أوراق اإلعتماد في القصور الملكية على عهد اإلمبراطور السلطان موالي‬ ‫إسماعيل‪.‬‬ ‫*(دعوة الحق)‪ ،‬مارس ‪.1969‬‬ ‫‪ - 136‬حديث الملك الحسن الثاني في المشرق‪.‬‬ ‫*(مجلة (اللقاء)‪ /15 – 14 ،‬يونيو – يوليوز ‪.1969‬‬ ‫‪ - 137‬سفارات النبي العربي إلى بالد الفرس والروم وغيرهما‪.‬‬ ‫(دعوة الحق)‪ ،‬يونيو ‪.1969‬‬ ‫تحية للدكتور مصطفى جواد في ذكراه األربعين‪.‬‬ ‫*(الجمهورية)‪ ،‬بغداد‪ 23 ،‬مارس ‪ .1970‬نشرت ضمن تأليف الدكتور سالم األلوسي بمناسبة‬ ‫الذكرى األربعين للدكتور مصطفى جواد‪ ،‬إصدار وزارة اإلعالم‪ ،‬بغداد‪ 1 ،‬غشت ‪.1981‬‬ ‫‪ - 138‬دور جاللة الملك الحسن الثاني في الدفع بقضية فلسطين‪.‬‬ ‫* مجلة (اللقاء)‪ ،‬مارس ‪.1970‬‬ ‫‪ - 139‬رسالة إلى اإلخوة أعضاء جمعية المحافظة على القرآن الكريم بالمغرب‪.‬‬ ‫* في ورقتين مرقونتين بتاريخ ‪ 20‬مايو ‪ .1970‬رود ذكرها في (العلم)‪ 10 ،‬يونيو ‪.1970‬‬ ‫‪ - 140‬أصالة المغرب في العالقات الدولية‪.‬‬ ‫* جريدة (أفاق سياسية)‪ ،‬الرباط‪ 2 ،‬يوليوز ‪.1970‬‬ ‫‪ - 141‬دهاة العالم ثالثة ‪ :‬اإلنجليز‪ -‬صياد القرب – موالي العربي الدرقاوي‪.‬‬ ‫* مجلة (اللقاء)‪ ،‬يوليوز ‪.1970‬‬ ‫‪ - 142‬ليبيا لدى الرحالة المغاربة‪.‬‬ ‫* مجلة (المجمع العلمي العراقي)‪.1970 ،‬‬ ‫‪ - 143‬مساعدة جاللة الملك الحسن الثاني للخليج تعكس اهتمام المرينيين والسعديين‪.‬‬ ‫* (دعوة الحق)‪ /‬مارس ‪ .1971‬مجلة (اإلتحاد)‪ ،‬أبوظبي‪ .1971 ،‬مجلة (البيان) الكويت‪ ،‬مايو مارس‬ ‫‪ .1971‬المغرب ‪ 19‬غشت ‪.1972‬‬ ‫‪ - 144‬ابن بطوطة ‪ ...‬زار الخليج منذ ‪ 666‬سنة كسفير للمغرب …!‬

‫* (اإلتحاد)‪ ،‬أبو ظبي‪ ،‬العدد ‪ 71‬السنة الثالثة‪ 8 ،‬أبريل نيسان ‪.1971‬‬ ‫‪ - 145‬في تاريخ المغرب الدبلوماسي ‪ :‬المغرب يساعد منطقة الخليج في القرن العاشر على إجالء‬ ‫البرتغال‪.‬‬ ‫* مجلة (البيان)‪ ،‬الكويت ‪ ،‬العدد ‪ ،62‬ماي‪.1971 ،‬‬ ‫‪ - 146‬حول األرقام العربية‪.‬‬ ‫* (دعوة الحق)‪ ،‬نونبر ‪.1971‬‬ ‫= « في األصل ندوة تلفزيونية ببغداد مساء السبت ‪ 25‬غشت ‪.»1971‬‬ ‫(راجع ‪.)565 :‬‬ ‫‪ - 147‬استجواب [ مع صحفي عراقي]‪.‬‬ ‫* مرقون في ‪ 3‬صفحات‪ .‬منشور بمجلة (ألف باء)‪ ،‬العراق‪.1971 ،‬‬ ‫= «إثر عودتي من سفارتي بطهران‪.»1971 ،‬‬ ‫‪ - 148‬تقديم لكتاب «ابن بطوطة في أفغانستان» لمؤلفه خليل اهلل خليلي‪.‬‬ ‫* بغداد‪.1971 .‬‬ ‫« سفير أفغانستان في بغداد ‪.»1971‬‬ ‫‪ - 149‬مكرر – رسالة إلى حرم األديب المرحوم يوسف يعقوب مسكوني‪.‬‬ ‫* ضمن « ذكرى يوسف يعقوب مسكوني ‪ »1971 – 1903 :‬من إصدار لجنة التأبين بمناسبة‬ ‫ذكراه األربعين‪ ،‬مطبعة الجامعة‪ ،‬بغداد‪ ،‬بدون تاريخ [‪.]1971‬‬ ‫‪ - 150‬حي المغاربة بالقدس‪.‬‬ ‫جريدة (العلم)‪ 14 ،‬يناير ‪( .1972‬مجلة مركز الدراسات الفلسطينية) عدد ‪ – 3‬غشت ‪ .1972‬ونشر‬ ‫ضمن « موسوعة العتبات المقدسة» – لألستاذ جعفر الخليلي‪ ،‬جزء ‪ ،1‬دار التعارف ‪ ،‬بغداد‪.1972 ،‬‬ ‫‪ - 151‬دولة األدارسة وإمارة الرستميين الكسروية ‪ -‬العالقات األولى لمملكة فاس‪.‬‬ ‫*( دعوة الحق) يناير ‪.1972‬‬ ‫‪ - 152‬بمناسبة العيد الوطني للمملكة المغربية‪.‬‬ ‫*(التآخي) العراقية‪ ،‬عدد ‪ 6‬مارس ‪.1972‬‬ ‫‪ - 153‬جامع القرويين المسجد الجامعة ‪.‬‬ ‫* (العلم) – العلم الثفافي – عدد ‪ 17‬مارس ‪.1972‬‬ ‫‪ - 154‬مع البوفيسور طيراس [ ‪ ]Henri Terrasse‬في كتابه ‪ [ :‬مسجد القرويين]‪.‬‬ ‫‪.La mosquée el Quarawiyin‬‬ ‫* ثالث مجلدات‪ ،‬بيروت ‪ .1972‬ثم بيروت مع ملخص فرنسي ‪.1973‬‬ ‫‪.)Edité à Beyrouth; 1973( avec le texte arabe en 3 tomes‬‬ ‫(راجع ‪.)635-548-554-552-550-549 :‬‬ ‫‪ - 155‬عبد الكريم بن الحسني من خالل رسائله‪.‬‬ ‫* (العلم) – العلم الثقافي ‪ 12 ، -‬يناير ‪(. 1973‬دعوة الحق)‪ ،‬دجنبر ‪.1976‬‬ ‫* العلم) – العلم الثقافي‪ 18 ،-‬أكتوبر ‪.1974‬‬ ‫* (العلم) – العلم الثقافي ‪ 12 ، -‬يناير ‪(. 1973‬دعوة الحق)‪ ،‬دجنبر ‪.1976‬‬ ‫‪ - 156‬نقد لكتاب « دفاع عن فن القول»‬ ‫* (العلم) ‪ -‬العلم الثقافي – ‪ 19‬يناير ‪.1973‬‬ ‫‪ - 157‬حول الشريف العباسي أو الجنرال دومينكو‪.‬‬ ‫* (دعوة الحق)‪ ،‬يناير ‪.1973‬‬ ‫‪« - 158‬صحيح اإلمام البخاري» بخط الحافظ شيخ ابن سعاة‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪888‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)791‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬مـاي ‪2017‬‬

‫“أصيال‪ :‬قراءات بيبليوغرافية‬ ‫تصنيفية”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫صدر خالل الفترة األخيرة كتابي الجديد المعنون ب”أصيال‪ :‬قراءات بيبليوغرافية‬ ‫واعتبارا لكل ذلك‪ ،‬فقد حرصنا على الحفاظ على الخطوط العامة للتبويب‬ ‫ ‬ ‫تصنيفية”‪ ،‬في ما مجموعه ‪ 575‬من الصفحات ذات الحجم الكبير‪ .‬ولالقتراب من سقف‬ ‫الذي اعتمدناه في كتابنا السابق حول بيبليوغرافيا مدينة أصيال‪ ،‬وتجنبنا – في‬ ‫المضامين العامة لهذا التجميع البيبليوغرافي التركيبي الخاص بماضي مدينة أصيال‪،‬‬ ‫الكثير من الحاالت – النزوع نحو استخالص األحكام التفاضلية حول القيمة العلمية‬ ‫نقترح إعادة نشر نص التقديم العام الذي وضعناه للكتاب‪ .‬يقول التقديم‪:‬‬ ‫بالنسبة لهذا العنوان أو ذاك‪ .‬كما أن ترتيب العناوين ال يعني بالضرورة أهمية‬ ‫ظل موضوع “أصيال” مجاال مشرعا أمام جهود قطاعات عريضة من باحثي‬ ‫هذا العمل مقارنة بذاك‪ ،‬فاألمر مرتبط بضرورات منهجية بالدرجة األولى‪ .‬أما تقييم‬ ‫المغرب المعاصر‪ ،‬تجميعا للوثائق الغميسة وللمصادر الدفينة وللدراسات المجددة‪،‬‬ ‫رصيد المنجز‪ ،‬فتلك مسألة علمية صرفة تستحضر آخر مستجدات البحث األكاديمي‬ ‫وتحليال للسياقات‪ ،‬وتركيبا للوقائع ولألحداث‪ ،‬وتقييما للخالصات‪ .‬ولم يكن باإلمكان‬ ‫المتخصص في التنقيب عن المظان وعن الشواهد وعن اآلثار المادية والرمزية التي‬ ‫حصر حقول الدراسة البيبليوغرافية والتصنيفية‪ ،‬وال قول الكلمة األخيرة فيها‪ ،‬مادام‬ ‫خلفتها المدينة عبر حقب تاريخها المديد‪ .‬إنه عمل تقني يرتبط ب”صنعة كتابة‬ ‫هذا الحقل قد ظل يحبل ب”الجديد” ويفرز أنماطا متعددة من النبش ومن التوثيق‬ ‫التاريخ”‪ ،‬بشكل يتجاوز القراءات التبسيطية الحدثية للوقائع وللسياقات‪ ،‬إلى مستوى‬ ‫ومن اإلبداع‪ ،‬أنماطا اختلفت في رؤاها وفي منطلقاتها وفي مرجعياتها وفي آفاقها‪،‬‬ ‫تركيب مقومات النقد الداخلي والنقد الخارجي للنصوص وللمتون‪ ،‬وإدماج هذا‬ ‫لكنها التقت في “العودة” للتأمل في عطاء “المكان” وفي زخمه التاريخي وفي غناه‬ ‫التركيب في إطار نسق تحليلي نقدي ومتجانس‪ ،‬سواء على مستوى تحديث ذهنيات‬ ‫الحضاري وفي تحوالت ماضيه وفي إبداالت واقعه الراهن‪.‬‬ ‫قراءة النصوص‪ ،‬أم على مستوى تقييم عطاء هذه النصوص‪ ،‬وتوسيع آفاق استغاللها‬ ‫وإذا كنا قد خصصنا مضامين كتابنا الذي صدر سنة ‪ 2007‬تحت عنوان‬ ‫ ‬ ‫في إطار مجدد‪ ،‬يستوعب حدود التطورات الهائلة التي عرفها عطاء عمل المدارس‬ ‫“أصيال‪ :‬حصيلة البحث التاريخي واألركيولوجي”‪ ،‬لتجميع الالئحة البيبليوغرافية‬ ‫التاريخية المتخصصة على الصعيد العالمي‪.‬‬ ‫األولية الخاصة بماضي مدينة أصيال‪ ،‬فإن نزول الكتاب إلى السوق وتفاعل المتلقي‬ ‫ونظرا لغنى مجال الدراسة ولتشعب آفاقه‪ ،‬فقد ارتأينا حصر مواد الكتاب‬ ‫ ‬ ‫– وخاصة المتخصص منه – مع “جديده”‪ ،‬قد شكل خير محفز لالستمرار في تطوير‬ ‫في العناوين المركزية المستقلة لإلصدارات‪ ،‬مع تجاوز – في الغالب األعم – المقاالت‬ ‫تجربة إنجاز فهرس بيبليوغرافي شامل لتاريخ مدينة أصيال وظالل ذلك على واقع‬ ‫والدراسات المنفصلة التي نشرت على صفحات الدوريات المتخصصة أو في مجموع‬ ‫الفترة المعاصرة‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬فقد استفدنا من الكثير من المالحظات ‪ -‬الوجيهة‬ ‫المجالت والجرائد الوطنية‪ .‬وقد استثنينا من ذلك بعض المقاالت التي تكتسي قيمة‬ ‫والدقيقة في الغالب األعم – التي نبهنا إليها العديد من الباحثين ومن المهتمين‪،‬‬ ‫مرجعية أو تأسيسية لمعالم تنظيم االشتغال األكاديمي على تحوالت ماضي مدينة‬ ‫سواء من داخل المدينة أم من خارجها‪ ،‬وسواء على مستوى اإلغفال – غير المقصود‬ ‫بطبيعة الحال – لبعض العناوين‪ ،‬أم على مستوى اإلطار المنهجي الذي انتظمت في‬ ‫أصيال وكذا على مختلف أنماط المخلفات المادية والرمزية واإلبداعية المتوارثة عن‬ ‫وإغنائها‪.‬‬ ‫سياقه مواد الكتاب‪ ،‬أم على مستوى ضرورات تطوير التجربة وتوسيعها‬ ‫هذه التحوالت‪ .‬ومعلوم أن رصد هذه التحوالت‪ ،‬يضعنا أمام مهام االنفتاح على جل‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫لذلك‪ ،‬فإني أجد نفسي ملزما بتقديم أسمى عبارات الشكر واالمتنان لكل من بادر بتنبيهي‬ ‫حقول المعرفة واإلبداع ذات الصلة بآفاق الكتابة في هذا الموضوع‪ ،‬بشكل يسمح بتجاوز‬ ‫إلى بعض أوجه ثغرات إنجاز كتاب “أصيال‪ :‬حصيلة البحث التاريخي واألركيولوجي”‪ ،‬وكذلك لكل من ظل الطابع التخصصي الحصري لمجال الكتابة التاريخية‪ ،‬ويؤسس لمعالم االنفتاح على كل ما يمكن أن يغني‬ ‫حريصا على دعم عملي المتواضع‪ ،‬بالتوجيه وبالتحفيز وبالتقويم‪ ،‬من أمثال الشاعر المهدي أخريف والشاعر حقول المعرفة التاريخية من مختلف التخصصات المعرفية‪ ،‬سواء منها تلك المرتبطة برحابة العلوم اإلنسانية‬ ‫محمد البوعناني والشاعر المرحوم مغيث البوعناني واإلعالمي خالد مشبال والمؤرخ البحاثة المرحوم محمد أم بصرامة العلوم الحقة أم بالطابع التخييلي الواسع للكتابات ولألعمال الفنية واإلبداعية‪.‬‬ ‫ابن عزوز حكيم والصديق الخضر غيالن واألستاذ البشير البقالي والدكتور مصطفى يعلى‪...‬‬ ‫ومن البديهي التأكيد على أن هذا العمل سيبقى ناقصا‪ ،‬ما لم تتبعه إنجازات مسترسلة في‬ ‫ ‬ ‫وبما أن مجال كتابة تاريخ مدينة أصيال يبقى مجاال بكرا بالنسبة للباحثين وللمؤرخين‪ ،‬فقد‬ ‫ ‬ ‫مجال اهتمامه‪ ،‬كما أنه – من الوارد جدا – أن يكون قد تغافل عن التعريف ببعض األعمال ذات الصلة‪ ،‬مما‬ ‫ارتأيت تطوير تجربة كتابي السابق‪ ،‬من خالل توسيع مجال الدراسة وتجاوز منطق اللوائح العامة واالنتقال‬ ‫إلى تقديم تعاريف تركيبية لكل عنوان على حدى‪ ،‬وترتيب مضامينه‪ ،‬وتقييم خطوطه العامة وأبعاده لم تتوفر إمكانية الوصول إليه أو الوقوف عند مضامينه‪ .‬فاألمر يبقى – في نهاية المطاف – صفة مالزمة‬ ‫القيمية‪ ،‬منهجيا ومعرفيا‪ .‬وغني عن التذكير أن هذا النوع من األعمال البيبليوغرافية‪ ،‬ال يقدم نفسه بديال لكل إنجازات البحث العلمي التي تبقى مفتوحة أمام كل جهود اإلغناء والمراجعة التي ال والء لها إال لمصداقية‬ ‫عن ثوابت الكتابة التاريخية النقدية التي تسمح بالحكم على قيمة هذا العمل أو ذاك‪ ،‬ذلك أن الهاجس الذي آليات التنقيب وإلجرائية منطلقات البحث والتحليل والتركيب والتقييم‪ .‬وحسبنا أننا اجتهدنا‪ ،‬فإن كنا قد أصبنا‬ ‫تحكم في عملنا ظل يراوح قاعدة تجميع مظان المنجز‪ ،‬الوطني والدولي حول تحوالت ماضي أصيال وحول فذلك فضل من عند اهلل سبحانه وتعالى‪ ،‬وإن كنا قد أخطئنا فذلك من أنفسنا ومن تقصيرنا في البحث وفي‬ ‫امتدادات ذلك على واقعنا المعاصر وعلى مختلف أنماط التمثالت الذهنية واألنساق المعيشية واإلنتاجات الدراسة‪ .‬وال شك أن عملنا سيظل – في جميع األحوال – مجرد نقطة في مجرى “كتاب أصيال”‪ ،‬البد وأن تعقبه‬ ‫الفنية واإلبداعية التي أفرزتها‪ /‬وتفرزها نخب المدينة في سياق تطورها التاريخي وإفرازات تالقحها الحضاري همم مؤرخي المرحلة وباحثيها‪ ،‬سواء من داخل المدينة أم من خارجها‪ ،‬بحثا عن بياض ماضي هذه المدينة‬ ‫األصيل‪ ،‬كما تبلور في فضائها الجغرافي وفي محيطها الجهوي والوطني والدولي‪ ،‬باألمس واليوم‪.‬‬ ‫الطويل المدى‪.‬‬

‫الكلية المتعددة التخصصات بالعرائش تحتضن ندوة علمية‬ ‫وطنية حول األمن الرقمي والمعلوماتي‬ ‫في إطار األنشطة اإلشعاعية الثقافية‬ ‫والعلمية للمجلس الجهوي للودادية الحسنية‬ ‫للقضاة بطنجة ‪ ،‬نظم مكتب هذا المجلس‪،‬‬ ‫بشراكـة مع الكليــة المتعددة التخصصات‬ ‫بالعرائش وفرقة البحث في القانون وقضايا‬ ‫التنمية في منطقة ح��وض البحر االبيض‬ ‫المتوسط‪ ،‬و المركــز المتوسطي للدراسات‬ ‫القانونيـــة والقضائيـــة بأصيلــة‪ ،‬والمركز‬ ‫الدولي لرصد األزمات واستشراف السياسات‬ ‫بمرتيل‪ ،‬يوم التالتاء ‪ 25‬ابريل ‪ 2017‬ندوة‬ ‫علمية وطنية حول موضوع ” تحديات االمن‬ ‫الرقمي والمعلومياتي“‪ .‬بمشارة ثلة من‬ ‫األساتذة المهتمين والمختصين في الميدان‬ ‫القضائي األساتذة‪ ،‬حسن امني علوي قاض‬ ‫بالمحكمة االبتدائية بورزازات وعضو الودادية‬ ‫الحسنية للقضاة‪ ،‬عبد اللطيف البغيل أستاذ‬ ‫التعليم العالي ونائب عميد الكلية المتعددة‬ ‫التخصصات بالعرائش و رئيس فرقة البحث في‬ ‫القانون وقضايا التنمية في منطقة حوض البحر‬ ‫االبيض ‪،‬أحمد درداري أستاذ التعليم العالي‬ ‫بالكلية المتعددة التخصصات بمرتيل‪ ،‬ورئيس‬ ‫المركز الدولي لرصد األزم��ات واستشراف‬ ‫السياسات بمرتيل ‪ ،‬وأحمد بوحلتيت نائب‬ ‫وكيل الملك وعضو الودادية الحسنية للقضاة‪،‬‬ ‫وسعيد موقوش باحث بمركز الدراسات في‬ ‫الدكتوراه بكلية الحقوق بطنجة‪،‬وهشام البوري نائب وكيل الملك وعضو الودادية الحسنية للقضاة‪.‬‬ ‫عدة مواضيع تمت مناقشتها خالل هذه الندوة تعلقت باألمن الرقمي وحاجياته إلى األمن القانوني‬ ‫والقضائي‪ ,‬مستعرضين موضوع الجريمة االلكترونية والوجه اآلخر للقانون الجنائي ‪ ,‬والتدابير االحترازية‬ ‫للوقاية من الجرائم االلكترونية ‪ ،‬والجريمة المعلوماتية في ضوء العمل القضائي المغربي‪ ،‬والجريمة‬ ‫االلكترونية واإلعالم عبر الوسائط االلكترونية – أنماط مختلفة من المقاربات ‪ ،-‬والمقاربة الزجرية لحماية‬ ‫المعامالت اإللكترونية – قراءة في القانون رقم ‪ 09.08‬المتعلق بمعالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي‪.-‬‬ ‫وبعد مناقشة هذه المواضيع‪ ،‬خرجت الندوة بعدة توصيات من بينها‪ ،‬خلق مدونة للجرائم والجنح‬ ‫اإللكترونية مستقلة عن مدونة الصحافة والنشر‪ ،‬واعتماد مقاربة أمن المعلومة واألمن بالمعلومة‪ ،‬واعتماد‬ ‫نظام إلكتروني معقد معيق لالختراق‪ ،‬وخلق قضاء متخصص وأمن متخصص‪ ،‬والتربية على مناهج ومبادى‬ ‫االستعمال اإللكتروني‪ ،‬وضرورة إنشاء لجنة مختصة على غرار اللجنة الوطنية للمعلومات والحريات في‬ ‫فرنسا تتولى دراسة ظاهرة اإلجرام اإللكتروني المعلومياتي بكافة جوانبها‪ ،‬وتعمل على صياغة التعديالت‬ ‫التشريعية الالزمة الحتواء المشكلة‪ ،‬وضرورة عقد دورات تدريبية لرجال القانون لدراسة قانون المعلوميات‬

‫وتقنية الحاسوب في المعاهد المتخصصة‪،‬‬ ‫وإحداث مواقع متخصصة في تقديم الملومات‬ ‫التقنية و القانونية ح��ول كيفية مواجهة‬ ‫األع��م��ال الجرمية التي تطال المعطيات‬ ‫الشخصية لألفراد وحساباتهم الشخصية‪،‬‬ ‫وتكريس التنسيق المستمر بين الضابضة‬ ‫القضائية والسلطة القضائية و مركز النقديات‬ ‫والبنوك بخصوص الجرائم اإللكترونية‪،‬‬ ‫وتجسيد قواعد التعاون الدولي في مجال‬ ‫اإلج��رام اإللكتروني يعتمد على االنتداب‬ ‫الدولي واإلنابات القضائية‪ ،‬وتحديث ورقمنة‬ ‫قواعد القانون الجنائي وقانون المسطرة‬ ‫الجنائية بشكل يحدد أركان هذا النوع من‬ ‫الجرائم وقواعد االختصاص فيه والقانون‬ ‫الواجب التطبيق‪ ،‬وضمان األمن المعلوماتي‪،‬‬ ‫من خالل التطبيق العملي للقانون المتعلق‬ ‫بحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي‪،‬‬ ‫والدعوة إلى مالءمة المقتضيات المتعلقة‬ ‫بالجرائم اإللكترونية في التشريع المغربي‬ ‫مع مقتضيات اإلتفاقيات الدولية التي صادق‬ ‫عليها المغرب‪ ،‬وإع��داد دالئل عملية قصد‬ ‫تبسيط المعلومات القانونية المتعلقة‬ ‫بالجريمة اإللكترونية وتعميمها على جميع الفاعلين‪ ،‬وتفعيل الوقاية من الجرائم االلكترونية‪ ٬‬بإقامة‬ ‫ندوات تحسيسية بمخاطرها وكيفية التغلب عليها‪ .‬وتفعيـل مقتضيات القانون رقم ‪ 08.09‬المتعلق بحماية‬ ‫األشخاص الذاتيين تجاه المعطيات ذات الطابع الشخصي‪ ،‬لتحفيز وجلب االستثمارات األجنبية وتطوير مناخ‬ ‫األعمال ببالدنا‪.‬‬ ‫حضر الندوة رئيس المحكمة االبتدائية ذ مصطفى اقبيب والسيد وكيل الملك لدى المحكمة‬ ‫االبتدائية بالعرائش ذ‪ .‬محسن البقالي الحسني‪ ،‬ونائب عميد الكلية متعددة التخصصات بالعرائش‪ ،‬وكذا‬ ‫رئيس المركز الدولي لرصد األزمات واستشراف السياسات بمرتيل ورئيس المركز المتوسطي للدراسات‬ ‫القانونية والقضائية بأصيلة ‪ ،‬ومجموعة من القضاة بالمحكمة االبتداية بالعرائش وعدد من المحامين‬ ‫يمثلون هيئة طنجة‪ ،‬وكذا مفوضين قضائيين وعـدول وباحثين وأساتدة جامعيين وإعالميين وعدد من‬ ‫المتدخلين في منظومة العدالـة‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬مـاي ‪2017‬‬

‫العدد ‪888‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)358‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫ال يحدث إال بوزان‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫موظفة‪ ....‬ليست موظفة ‪!....‬‬ ‫‪ ‬وزان ‪ :‬محمد حمضي‬ ‫«وإذا ك��ان البعض ال يفهم توجه ع��دد من‬ ‫المواطنين إلى ملكهم من أجل حل مشاكل وقضايا‬ ‫بسيطة‪ ،‬فهذا يعني أن هناك خلال ما ‪....‬لكن هل‬ ‫سيطلب مني المواطنون التدخل لو قامت اإلدارة‬ ‫بواجبها ؟ األكيد أنهم يلجؤون إلى ذلك بسبب انغالق‬ ‫األبواب أمامهم‪ ،‬أو لتقصير اإلدارة في خدمتهم‪ ،‬أو‬ ‫للتشكي من ظلم أصابهم»‪ .‬هذا مقتطف من خطاب‬ ‫الملك محمد السادس يوم ‪ 14‬أكتوبر ‪،2016‬‬ ‫بمناسبة افتتاح الدورة األولى للسنة التشريعية‬ ‫الحالية ‪ .‬استحضار هذا الخطاب الذي شرح جسد‬ ‫اإلدارة المغربية وشخص أمراضه‪ ،‬جاء تفاعال مع‬ ‫النداء الذي وجهته مواطنة من وزان لملك البالد‪،‬‬ ‫بعد أن سدت في وجهها أبواب اإلدارية الترابية‪ ،‬إقليميا وجهويا ومركزيا‪ ،‬كما جاء ذلك على‬ ‫لسانها ‪.‬‬ ‫قصة ابنة وزان الحسنية بنصغير أغرب من الخيال‪ ،‬وال يمكن أن تحدث إال في مدينة‬ ‫قالوا عنها يوما «اتركوا أهل وزان في وزانهم يفعلون ما يشاؤون»‪ ....‬بين ‪ ‬نسائــم «الربيـع‬ ‫العربـــي»‪ ،‬وخريفه الشاحب‪ ،‬ونسخته المغربية المليئة بالدروس المدنية‪ ،‬ركبت هذه الشابة‬ ‫كل قوارب المعاناة‪ ....‬كيف ال تضيق مساحة أملها‪ ،‬وتتوسع رقعة يأسها‪ ،‬وهي التي تصنفها‬ ‫الوقائع المادية التي سردتها على لسانها بأنها موظفة‪ .....‬موظفة من دون الحصول على‬ ‫األجرة‪ ،‬وال على اإلجازة السنوية‪ ،‬وال حق لها في المرض لمدة تجاوزت ستة سنوات ‪.....‬‬ ‫بداية حكاية الحسنية بنصغير كانت يوم ‪ 6‬يناير ‪ ،2011‬تاريخ تنظيم حفل على شرف‬ ‫الشباب الذين استفادوا من التوظيف المباشر‪ ،‬ترأسه العامل السابق وأطر إدارية أخرى تابعة‬ ‫لإلدارة الترابية بوزان‪ ....‬بعد أقل من أسبوع على الحفل سيتم التحاق هذه الشابة بمقر عملها‬ ‫بالمقاطعة الحضرية األولى‪ ،‬وسيتم تكليفها بمصلحة الشواهد اإلدارية‪ ،‬وبعدها بمصلحة‬ ‫الشؤون الداخلية ( الجوازات ) وذلك إلى حدود يوم ‪ 24‬نونبر ‪ ، 2016‬تاريخ بداية تعرضها‬ ‫للمضايقات كما جاء ذلك في تسجيلها الصوتي الذي تناقلته وسائط التواصل االجتماعي‬ ‫ومواقع الكترونية‪ ...‬في سنة ‪ 2012‬تاريخ سريان مفعول تعميم المساعدة الطبية ( راميد) ‪،‬‬ ‫تكلفت بمتابعة هذه العملية االجتماعية‪ ،‬ونابت عن رئيسها في اجتماع اقليمي ‪ ‬لذات الغاية‬ ‫( ‪ 14‬أكتوبر ‪....) 2014‬‬ ‫مرت األيام‪ ،‬واستهلكت األسابيع والشهور والسنوات‪ ،‬والحسنية الشابة محط احترام‬ ‫الجميع‪ ،‬لم تدق طعم عرق جبينها‪ ،‬ولم تعرف اإلجازة السنوية طريقا نحوها‪ ،‬وانقلب أملها ‪ ‬إلى‬ ‫ألم‪ ،‬وغزت وجهها الذي لم تكن تفارقه ابتسامة الشباب المتشبع بالحياة‪ ،‬تجاعيد حفرها‬ ‫الحزن وجعلها تهرم قبل األوان ‪....‬‬ ‫الحسنية بنصغير التي الزالت تزاول عملها إلى اليوم‪ ،‬لم تقبض إلى هذه اللحظة‬ ‫على السر وراء طمس ملف توظيفها‪ ،‬والزج به في غياهب الغموض‪ ،‬وتقاذفه بين المصالح‬ ‫المركزية المختصة بوزارة الداخلية‪ ،‬وعمالة إقليم وزان‪ ،‬بينما حزمة من الوثائق الرسمية‬ ‫تثبت اشتغالها بالدائرة الحضرية األولى بوزان ‪....‬‬ ‫ملف هذه المواطنة التي وجهت نداء استنجاد إلى الملك محمد السادس من أجل‬ ‫إنصافها‪ ،‬وحده تفعيل خطاب جاللته حول اإلدارة المغربية‪ ،‬من طرف الجهات الموجودة‬ ‫في عالقة تماس بقضيتها‪ ،‬سيضع حدا لمعاناتها التي أوصلتها آخر درج على سلم المرارة‬ ‫و اليأس‪.‬‬

‫تسريح ‪ 130‬عامال بدم بارد يعد مأساة‬ ‫إنسانية حقيقية التقبل المراوغة‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫فوجئ‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬ما مجموعه ‪ 130‬عامال تابعا لشركة «سعودي أوجيه» العاملة بإقامة‬ ‫فهد بن عبد العزيز بالرميالت‪ ،‬بباب هذه اإلقامة‪ ،‬وهو في وضعية إقفال تام‪ ،‬بعدما عانوا‬ ‫لمايزيد عن ‪ 9‬أشهر من توقيف رواتبهم في ظروف غامضة‪ ،‬وكأنهم ليسوا بشرا‪ ،‬لهم‬ ‫التزامات أسرية صعبة‪ ،‬تتمثل في التغلب على تسديد سومات كراء منازلهم‪ ،‬وإطعام أفواه‬ ‫العديد من أفراد أسرهم‪ ،‬وتوفيرالتمدرس ألبنائهم‪ ،‬وتطبيب أجسادهم ونفوسهم‪! ...‬‬ ‫أكثر من هذا‪ ،‬أن المطرودين راكموا سنين من العمل‪ ،‬تقدر عند بعضهم ب‪ 35 :‬سنة‪،‬‬ ‫بينما أقلهم عمال‪ ،‬قضى مدة في إفناء شبابه‪ ،‬قدرها ما مجموعه ‪ 12‬سنة‪.‬ورغم هذا‪ ،‬فإن‬ ‫األمر لم يشفع لهم‪ ،‬ال عند السلطات المحلية‪ ،‬وعلى رأسها والية طنجة‪ ،‬وال عند المديرية‬ ‫الجهوية للشغل‪ ،‬وال عند سفارة لبنان وال عند سفارة السعودية بالمغرب‪.‬‬ ‫وأضاف مصدرنا أن الشركة التابعين لها لم تكلف نفسها حتى بإصدار بالغ في‬ ‫الموضوع‪ ،‬بل صمتت وكأن القضية بسيطة للغاية‪ ،‬موضحا أنه إذا كان لهذه األخيرة مشكل‬ ‫ما مع اإلقامة المذكورة‪ ،‬فما ذنب عشرات المستخدمين والعمال الذين تفانوا في عملهم‪،‬‬ ‫لمدد طويلة‪ ،‬المسوا خاللها كل خيرعميم من لدن األمراء‪ ،‬فضال عن أن شهر رمضان على‬ ‫األبواب‪ ،‬وال شيء يلوح في األفق‪ ،‬بخصوص حل مشكل هذه المأساة اإلنسانية الحقيقية‪،‬‬ ‫في الوقت الذي تهتم الجهات المسؤولة أو بعض المؤسسات والمنظمات الحقوقية بشؤون‬ ‫تبدو في بعض األحيان تافهة‪ ،‬إما ألهداف حكومية تتطلب ذلك‪ ،‬أو خدمة ألجندة سياسية‬ ‫راهنة‪ ،‬تفرض نفسها بإلحاح !؟‬ ‫وبعـد إغــالق إقامــة فهـــد بن عبد العزيزبمنطقة الرميالت‪ ،‬في ظروف يجهلون كل‬ ‫شيء عنها‪ ،‬أهمها من أعطى أوامر إغالقها‪ ،‬فإن الموقوفين عن العمل بها يلتمسون من‬ ‫جاللة الملك محمد السادس تدخل جاللته الذي ما فتئ يولي اهتمامه الالفت للملفات‬ ‫االجتماعية‪ ،‬وذلك إنصافــا لهــم وحماية لحقوقهم المهدورة‪.‬‬

‫م‪.‬إمغران‬

‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪358‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 888‬ـ الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬ماي ‪2017‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬ ‫األندية الفائزة‬ ‫بدوري أبطال أوروبا‬ ‫خالل ‪ 60‬عاماً‬

‫مع اقتراب ساعة الحسم في نهائي دوري أبطال أوروبا الذي بلغ‬ ‫مرحلة نصف النهائي إياب‪ ،‬األولى أتلتيكو مدريد وريال مدريد‪ ،‬والثانية‬ ‫بين جوفينتوس اإليطالي وموناكو الفرنسي‪ ،‬نستعرض لكم األندية‬ ‫التي أحرزت لقب دوري األبطال منذ عام ‪ 1956‬إلى اآلن‪.‬ويحمل ريال‬ ‫مدريد الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بالبطولة برصيد ‪ 11‬لقبا‪.‬‬ ‫وحقق ريال مدريد البطولة القاريّة بين عامي ‪ 1956‬و‪ ،1960‬ثم‬ ‫عاد ليفوز بها أعوام ‪ 1966‬و‪ 1998‬و‪ 2000‬و‪ ،2002‬وكان آخر تتويج‬ ‫له عام ‪ 2015‬عندما التقى أتلتيكو مدريد‪.‬‬ ‫ويحتل نادي ميالن اإليطالي المركز الثاني في عدد مرات الفوز‬ ‫بالبطولة برصيد ‪ 7‬ألقاب‪ ،‬حيث فاز باللقب أعوام ‪ 1963‬و‪1969‬‬ ‫و‪ 1989‬و‪ 1990‬و‪ 1994‬و‪ ،2003‬وأخيرا عام ‪.2007‬‬ ‫وحقق كل من برشلونة وبايرن ميونيخ وليفربول البطولة‬ ‫األوروبية األعرق ‪ 5‬مرات‪ ،‬حيث أحرزها فريق برشلونة أعوام ‪1992‬‬ ‫و‪ 2006‬و‪ 2009‬و‪ 2011‬و‪.2015‬‬ ‫وأحرزها بايرن ميونيخ أعوام ‪ 1974‬و‪ 1975‬و‪ 1976‬و‪2001‬‬ ‫و‪ ،2013‬بينما كانت البطولة من نصيب ليفربول أعوام ‪ 1977‬و‪1978‬‬ ‫و‪ 1981‬و‪ 1984‬و‪.2005‬‬ ‫أما نادي أياكس أمستردام الهولندي فحقق البطولة ‪ 4‬مرات في‬ ‫أعوام ‪ 1971‬و‪ 1972‬و‪ 1973‬و‪.1995‬‬ ‫وحقق كل من إنتر ميالنو ومانشستر يونايتد البطولة ‪ 3‬مرات‪،‬‬ ‫حيث أحرزها الفريق اإليطالي في أعوام ‪ 1964‬و‪ 1965‬و‪ ،2010‬بينما‬ ‫حققها الفريق اإلنجليزي أعوام ‪ 1968‬و‪ 1999‬و‪.2008‬‬ ‫وحققت ‪ 4‬فرق أوروبية البطولة مرتين‪ ،‬هي يوفنتوس اإليطالي‬ ‫عامي ‪ 1985‬و‪ ،1996‬وبنفيكا البرتغالي عامي ‪ 1961‬و‪،1962‬‬ ‫ونوتنغهام فورست ‪ 1979‬و‪ ،1980‬وبورتو البرتغالي عامي ‪1987‬‬ ‫و‪.2004‬‬ ‫وأحرزت ‪ 10‬أندية أوروبية اللقب مرة واحدة‪ ،‬هي سلتيك األسكتلندي‬ ‫عام ‪ ،1967‬وهامبورغ األلماني عام ‪ ،1983‬وستيوا بوخارست الروماني‬ ‫عام ‪ ،1986‬ومرسيليا الفرنسي عام ‪ ،1993‬وتشلسي اإلنجليزي عام‬ ‫‪ ،2012‬وبوروسيا دورتموند عام ‪ ،1997‬وفينورد الهولندي عام ‪،1970‬‬ ‫وأستون فيال اإلنجليزي عام ‪ ،1982‬وآيندهوفن الهولندي عام ‪،1988‬‬ ‫ورد ستار بلغراد الصربي عام ‪.1991‬‬

‫‪3‬‬

‫يثير‬

‫صمت اتحاد طنجة وعدم خروجه بأية ردة فعل حول تصريحات العضو السابق‬ ‫بالرجاء البيضاوي‪ ،‬رشيد البصيري باتهتم الفريق بالتالعب في مباراته أمام الوداد‪،‬‬ ‫وكان لزاما على المكتب المسير القيام بالواجب حفاظا على ماء وجه الفريق والمدينة بدل‬ ‫أن يظل صامتا‪ .‬وكان رشيد البوصيري خرج بتدوينة خطيرة على صفحته في موقع التواصل‬ ‫االجتماعي «فايسبوك» اتهم من خاللها أندية مغربية ضمنها اتحاد طنجة بالتالعب في‬ ‫المباريات‪ .‬وقال في التدوينة بالتحديد‪ «:‬أصبحنا نعاين داخل الدوري االحترافي المغربي‬ ‫بقسميه األول والثاني ممارسات يندى لها الجبين‪ ،‬فنتيجة لقاء طنجة والمتصدر ولقاء الراك‬ ‫وبرشيد فيهما أكثر من عالمة استفهام‪ ،‬حيث أن نتيجة المقابلتين كانت معلومة منذ بداية‬ ‫األسبوع عند كل المهتمين بالشأن الرياضي‪ ،» ‬و طالب البصيري رئيس الجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم فوزي لقجع بفتح تحقيق شامل يخص مالبسات هذين اللقائين و الضرب‬ ‫بيد من حديد لكل من سولت له نفسه المس بنزاهة البطولة المغربية ‪ .‬وهنا أعلن الوداد‬ ‫و الراسينغ البيضاويين رفع دعوى قضائية ضد تصريحات البصيري‪ ،‬فماذا عن اتحاد طنجة‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫عبد الغني معاوي‪...‬‬ ‫«مهاجم احتاد طنجة لكرة القدم»‬

‫هل لك ان تطلعنا على الوضع ولو بإيجاز عن عودتك‬ ‫للتداريب بعد اإليقاف وتزامنا مع رحيل بنشيخة‪ ،‬وهل لك أن‬ ‫تحدثنا بتفصيل عما راج حول توقيفك؟‬ ‫حسبي اهلل ونعم الوكيل‪ ،‬هذا أفضل ما أستهل به حواري‬ ‫مع منبركم وبه أستهل إطاللتي مع الجمهور الكروي المغربي‪،‬‬ ‫ألن ما تعرضت له في الفترة السابقة كان ظلما فوق كل وصف‬ ‫ممكن وكان جحيما ال يطاق‪ .‬طلبوا مني أن أنزل للفريق الثاني‬ ‫فقبلت‪ ،‬ألني العب محترف مرتبط بعقد واضح وعلي اإلمتثال‬ ‫لمطالب الفريق ومسؤوليه‪ ،‬وحرصت على أن ال أنكسر وأنا‬ ‫أتعرض لهذه الصفعة التي لم تكن سهلة‪ ،‬لكني ما واكبها‬ ‫كان أقسى وأكثر إيالما من قرار إنزالي للفريق الثاني وهو األمر‬ ‫الذي أحبطني لوال قوة إيماني باهلل ورضا الوالدين وعدالة‬ ‫قضيتي وموقفي‪ .‬وعن ما راج حول توقيفي‪ ،‬فطيلة مساري‬ ‫بالفرق التي تدرجت منها لم يسجل علي وداخل أي من األندية‬ ‫التي تشرفت بحمل قميصها‬ ‫وأن تمردت على مسؤول‬ ‫أو كنت خارج النص‪ ،‬فكيف‬ ‫أفعل هذا األمر وقد بلغت‬ ‫من النضج والخبرة الكثير‪.‬‬ ‫المؤلم في هذه القصة‬ ‫ليس هبوطي للفريق الثاني‬ ‫كما قلت‪ ،‬بل للشائعات التي‬ ‫كانت مدروسة وممنهجة‬ ‫وتم تسخير آلة إعالمية‬ ‫محلية لها لهدمي ومحاولة‬ ‫تدميري واإلساءة لرصيدي‬ ‫الكروي وخاصة سمعتي‬ ‫والتي تبقى رأس مالي األكبر‪.‬‬ ‫لقد كنت أتألم كل لحظة‬ ‫وأحتسب أمري هلل وأكتفي‬ ‫بالوضع ولم أشأ الخروج‬ ‫للتوضيح كي ال أسقط في‬ ‫الفخ واإلصطدام مع أحد‪.‬‬ ‫والبداية تعود لما بعد مباراة‬ ‫شباب تادلة والعودة بنتيجة التعادل من هناك‪ ،‬تم إخباري من‬ ‫طرف المدرب رفقة عناصر أخرى باإلحالة على الرديف ولم يتم‬ ‫توضيح األمر‪ .‬حاولت استبيان ما وقع كوني لم أستوعب فقيل‬ ‫لي أن هناك عدم رضا على األداء ووجود إشارات تهاون في‬ ‫المستوى‪ ،‬بل األكثر إيالما وجرحا للنفس هو أنه تم الترويج‬ ‫وسط المدينة ألمور ال تمت للحقيقة بصلة ترتبط بكوني‬ ‫أدمن السهر وأتعاطى الشيشا وتصرفات متهورة وسلوكيات‬ ‫ال مجال لذكرها في منبركم المحترم‪ ،‬وال أعلم من روج لهذه‬ ‫اإلدعاءات التي لألسف صدقتها فئة من الجمهور فتحولت‬ ‫حياتي لجحيم ال يطاق‪.‬‬ ‫ألم يكن أصل الخالف رفض التجديد مع الفريق‪ ،‬وألم‬ ‫يكن األمر شبيها بواقعة الفتح مع مراد بطنا وحكاية‬ ‫التجديد مثال؟‬

‫بالمستحقات المالية من العب ما وإلتماسه تأجيل أي نقاش‬ ‫بخصوص عرض تقدم به فريقه يعتبر جريمة أو مخالفة في‬ ‫عالم كرة القدم؟ أصل الحكاية هو تصفية حسابات ال علم لي‬ ‫بمن كان يحركها ولو أني أنزه المسؤولين داخل اتحاد طنجة‬ ‫عنها‪ ،‬وما قيل عن السلوكيات فسمعتي مثل الذهب بطنجة‬ ‫وبشهادة الجيران والمقربين مني‪ .‬بالنسبة للمقارنة مع واقعة‬ ‫مراد باتنة‪ ،‬ليس من حقي المقارنة بين واقع فريق مع فريق‬ ‫آخر‪ ،‬أنا العب بعقد له مدة علي احترامها‪ ،‬كما علي واجبات‬ ‫علي الوفاء بها وأدائها بمنتهى الصدق واإلخالص وهو ما‬ ‫قمت به مع اتحاد طنجة‪.‬‬ ‫فعال تمت مفاوضتي على التجديد وعرضت موقفي‬ ‫وشرحت أسباب الرفض وطلبت انتظار نهاية الموسم التضاح‬ ‫الصورة‪ ،‬ألني أحببت فريق اتحاد طنجة وقدمت له كما قدم‬ ‫لي الكثير لكن من حقي التطلع لألفضل ولرهانات جديدة في‬ ‫مساري كالعب‪.‬‬ ‫حدثت كل هذه األمور‬ ‫ومدرب بالفريق إسمه بن‬ ‫شيخة حاضر‪ ،‬ماذا كان موقعه‬ ‫وموقفه مما كان يدور حوله‪.‬‬ ‫سيما أن بن شيخة كان يظهر‬ ‫في صورة األب ولطالما صرح‬ ‫بهذا؟‬ ‫بمنتهى الصدق وأقول هذا‬ ‫ليس ألنه رحل وترك الفريق‪،‬‬ ‫لقد افتقــد الصراحــة معـــي‬ ‫المفـــروض أن أي مدرب على‬ ‫مستوى العالم يحمي العبيه ال‬ ‫أن يرميهم للمحرقة‪ .‬توجهت‬ ‫إليه بعد صدور القرار فأخبرني‬ ‫أنه قرار إداري علي احترامه‪،‬‬ ‫ومن يومها لم أنظر في وجهه‬ ‫وال إلتقيت به مباشرة ألنه يعلم‬ ‫حجم التضحيات والتعاون الذي‬ ‫قدمته للفريق وله ولألسف لم ألق الدعم الكافي منه‪.‬‬ ‫أنا ال أتحدث ال عن أب وال عن مربي‪ ،‬أنا أتحدث عن دور‬ ‫مدرب له صالحيات واسعة تقنيا لحماية العبيه وأنا واحد‬ ‫منهم‪ ،‬لطالما لعبت تحت وقع األلم لمساعدته ومساعدة‬ ‫الفريق وهو يعلم هذا جيدا‪ .‬وحين كنت أقدم أداء متوسطا أو‬ ‫أن يخسر الفريق كنت أالم وبقوة منه وعند رحيله حملت هاتفي‬ ‫واتصلت به ووضحت له موقفي وأخبرته بكل ما جرى وكونه‬ ‫لم يدعمني ومع ذلك سامحته‪ .‬بالنسبة لي مدرب واحد أدين‬ ‫له بالكثير لغاية اللحظة التي أحدثكم فيها وهو محمد فاخر‬ ‫الذي أعتبره معلمي وصاحب فضل كبير‪ ،‬فيما بلغته ألنه آمن‬ ‫بقدراتي ومنحني فرصة اللعب بالشان وانطلقت منها بقوة‪،‬‬ ‫بل ساعدني كثبرا لتصحيح أمور تكتيكية وخططية وبفضل‬ ‫اهلل ودعم السي امحمد فاخر بلغت كل هذه المستويات‪.‬‬

‫وأنا أتوجـــه بدوري بســـؤال إليكـــم‪ :‬هل المطالبــة‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫عن «المنتخب»‬

‫إهانة عنصرية لمهدي بنعطية‬ ‫في حوار تلفزيوني‬

‫تعرض المغربي مهدي بنعطية‪ ،‬مدافع نادي يوفنتوس‪ ،‬إلى موقف‬ ‫عنصري تسبب في أزمة كبيرة أثناء حديثه إلى قناة «راي سبورت» التلفزيونية‬ ‫بعد انتهاء لقاء فريقه مع تورينو في الكالتشيو مساء السبت الماضي‪ .‬وسمع‬ ‫المدافع عبر سماعة األذن أثناء حديثه مع ضيوف االستوديو شخصاً يقول‬ ‫«عن ماذا تتحدث أيها المغربي الـ( ‪ »)...‬ليسأل مقدم البرنامج من تحدث‬ ‫لي ؟‪ ،‬ليجيب األخير يبدو أن هناك خطأ تقني‪ .‬وترك الالعب المغربي الحوار‪،‬‬ ‫وغادرة المنطقة التي يتحدث فيها الالعبون إلى وسائل اإلعالم في ملعب‬ ‫يوفنتوس آرينا‪ .‬ولم تكشف القناة بعد عن الشخص الذي تفوه بهذه العبارة‬ ‫العنصرية‪ ،‬وهو على األرجح شخصاً في غرفة التحكم لم يكن يعلم بوجود‬ ‫مايكروفون أمامه مما جعل النجم المغربي يسمع ما قاله‪.‬‬


‫الشمال الرياضي‬

‫العدد ‪888‬‬

‫اتحاد طنجة يتهم المشوشين وفصيل‬ ‫هيركوليس يتوعد‬

‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬مـاي ‪2017‬‬

‫‪19‬‬

‫منالجامعة‬ ‫أخبارأخبار‬ ‫الجامعة‬ ‫قرارات تأديبية‬

‫اجتمع المكتب المسير التحاد طنجة اليوم الخميس مع كل‬ ‫العبي الفريق لتدارس التطورات األخيرة التي أعقبت رحيل المدرب‬ ‫السابق عبد الحق بنشيخة‪ ،‬وكذا للوقوف على أسباب أزمة النتائج‬ ‫التي يمر بها النادي‪ .‬وعرف اللقاء تدخل كل الالعبين الذين‬ ‫أجمعوا على تقديم اعتذارهم لجمهور الفريق بسبب الهزائم‬ ‫األربع المتتالية‪ ،‬التي ترجع أساسا إلى خروج الفريق من المنافسة‬ ‫القارية و أيضا كثرة المباريات‪ ،‬و تعهذ العبو اتحاد طنجة ببذل‬ ‫مجهود مضاعف فيما تبقى من مباريات البطولة‪ ،‬مؤكدين على‬ ‫إخالصهم للقميص األزرق واألبيض‪ .‬ومن ناحية أخرى أعرب‬ ‫الالعبون عن اعتزازهم بوقوف المكتب المسير إلى جانبهم عقب‬ ‫ما تال الهزيمة األخيرة أمام فريق الكوكب المراكشي‪ ،‬كما شكروا‬ ‫الجماهير التي مدتهم بالثقة طيلة الموسم وخاصة التي استمرت‬ ‫في ثقتها حتى بعد تدهور النتائج‪ .‬من جهته أكد المكتب على‬ ‫تأكيده أمام الالعبين تحمله النتائج والقرارات التي اتخذها‪ ،‬مجددا‬ ‫وقوفه مع الالعبين وحمايتهم من كل اإلشاعات واالدعاءات‬ ‫الزائفة‪.‬‬ ‫وعلى ضوء هذا االجتماع وما حمله من اتهامات لمن وصفهم‬ ‫بالمشوشين‪ ،‬دخل فصيل إلترا هيركوليس على الخط وأصدر‬ ‫بدوره بيانا عبر فيه عن غضبه اتجاه مضمون بيان النادي الذي‬ ‫وصف فيه فئة من األنصار بالمشوشين‪ ،‬بعد الجدل الكبير الذي‬ ‫صاحب الهزيمة التي مني بها الفريق أمام الكوكب المراكشي‪،‬‬

‫عن مؤجل الجولة ‪ 24‬من منافسات البطولة‪ ،‬بهدفين دون رد‪،‬‬ ‫وهي الهزيمة الرابعة على التوالي‪ .‬ووصف فصيل «هيركوليس»‬ ‫بيان النادي بالجبان‪ ،‬وقال «هذا البيان هدفه مغالطة الجمهور‬ ‫العالم بخبايا فريقه والمؤامرات التي تحاك من داخل بيته‬ ‫المتصدع‪ ،‬بيان حاول المكتب المسير إن لم نقل شخص آمر‬ ‫وآخر كاتب (عام) تغطية الشمس بالغربال وإطالة عمر تواجدهم‬ ‫بعد كل ما اتضح من فساد وسمسرة في الفريق‪ ..‬بيان يطالب‬ ‫الجمهور بحماية الالعبين‪ ،‬الالعبون نفسهم الذين يتهمهم‬ ‫الشارع الطنجاوي بعدم تفانيهم الواضح في الدفاع عن ألوان‬ ‫الفريق (بعضهم وليس كلهم)‪ ،‬وسمى الجمهور بالمشوشين»‪.‬‬ ‫وتوعدت المجموعة بالوقوف سدا منيعا أمام كل من اتضح‬ ‫تورطه فيما أسمته بـ»المهزلة»‪ ،‬مردف ًة أنها «فضلت اللجوء‬ ‫للصمت عندما كانت النتائج تغطي على مهازل التسيير حتى ال‬ ‫ينعتنا البعض بالمتسلطين‪ ،‬أما اآلن فمصلحة الفريق هي دافعنا‬ ‫الوحيد وسنشوش حتى تتضح الحقيقة من الغلط‪ ،‬وحتى نعطي‬ ‫لكل ذي حق حقه»‪ .‬وأضاف بيان الفصيل أن «خطة المسؤولين‬ ‫عن النادي باتت مكشوفة بالتعاقد مع بعض الالعبين وتركهم‬ ‫في عنق الفريق ليتم إنزال استقالة جماعية بعد السمسرة في‬ ‫شراءهم وتكليف لجنة مؤقتة بتسيير أمور الفريق‪ ،‬لجنة مؤقتة‬ ‫سيرأسها رمز من رموز الفساد من داخل المكتب واأليام كفيلة‬ ‫بفضحالمخطط»‪.‬‬

‫الحكمين الدوليين الغنام و بارا تألقا‬ ‫في البطولة اآلسيوية للكيك بوكسينغ‬

‫اختتمت يوم األحد ‪ 30‬أبريل ‪ 2017‬بالمدينة‬ ‫الرياضية األولمبية بالعاصمة عشق أباد فعاليات‬ ‫البطولة اآلسيوية للكيك بوكسينغ والتي امتدت‬ ‫منافساتها على مدار أسبوع بأكمله بنجاح منقطع‬ ‫النظير ‪ ،‬هذا النجاح الذي لم يكن ليتحقق لوال‬ ‫المجهود الكبير الذي يبذله رئيس الكونفدرالية‬ ‫اآلسيوية للكيك بوكسينغ السيد ناصر الناصيري‬ ‫ضمن مشروع ‪ POWER ASIA‬الذي نجح في‬ ‫تحقيقه والذي يهدف من ورائه إلى تثبيت رياضات‬ ‫الكيك بوكسينغ كرياضة رائدة بين باقي الرياضات‬ ‫القتالية االخرى عبر مختلف ربوع العالم ‪.‬‬ ‫وبعيدا عن كل مبالغة وبشهادة كل مسؤولي‬ ‫وأبطال وحكام الدول المشاركة في هذه المنافسة‬ ‫الكبرى فإن النجاح الذي تم تحقيقه هناك كان‬ ‫للجانب التحكيمي ضمنه دورا كبيرا فيه بالنظر إلى‬ ‫عدد المباريات التي تمت إدارتها باقتدار كبير من قبل الحكمين‬ ‫الدوليين مصطفى الغنام الذي أسندت له مهمة إدارة كل‬ ‫المباريات اإلقصائية وكل النهائيات الخاصة برياضات البساط‬ ‫وأحمد بارا الذي أدار العديد من المباريات الهامة ضمن رياضات‬

‫اجتمعت اللجنة المركزية للتأديب والروح الرياضية التابعة للجامعة‬ ‫الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬يوم الخميس ‪ 4‬ماي ‪ ،2017‬لدراسة الملفات‬ ‫المحالة عليها‪ ،‬وأصدرت القرارات التالية‪:‬‬ ‫بالنسبة للبطولة االحترافية اتصاالت المغرب القسم األول‪:‬‬ ‫ توقيف حمزة الموساوي العب فريق المغرب التطواني لمباراة واحدة‬‫ تأكيد اللجنة للقرار التأديبي للحكم عبد الرحيم يعكوبي بخصوص‬‫الورقة الصفراء الموجهة لالعب سعد لكرو‪ ،‬في المباراة التي جمعت فريقه‬ ‫الدفاع الحسني الجديدي وفريق الجمعية الرياضية للقوات المسلحة الملكية‪،‬‬ ‫برسم الدورة ‪ 26‬من البطولة االحترافية اتصاالت المغرب القسم األول‪.‬‬ ‫وبالنسبة للبطولة االحترافية اتصاالت المغرب القسم الثاني‪:‬‬ ‫ توقيف ملعب فريق مولودية وجدة لمباراة واحدة نافذة وغرامة مالية‬‫قدرها ‪ 1500‬درهما لرمي قنينات بالستيكية في وجه الحكام عند نهاية‬ ‫المباراة التي جمعت الفريق الوجدي بفريق سريع واد زم‪ ،‬برسم الدورة ‪ 27‬من‬ ‫البطولة االحترافية اتصاالت المغرب القسم الثاني نظرا لحالة العود‪.‬‬ ‫ توقيف عبد الحق مهتان العب االتحاد الرياضي لتمارة ألربع مباريات‬‫اثنتان منها موقوفتا التنفيذ وغرامة مالية قدرها ‪ 2250‬درهما‪.‬‬ ‫ توقيف عادل مرابط العب فريق رجاء بني مالل لمباراتين نافذتين‪.‬‬‫ توقيف إدريس عبدي العب فريق اتحاد آيت ملول لمباراة واحدة‪.‬‬‫‪vvvvvv‬‬

‫قرعة منافسات كأس العرش إلناث القاعة‬

‫تنهي الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى علم السادة رؤساء أندية‬ ‫القسم الثاني لكرة القدم داخل القاعة وكذا األندية المؤهلة عن العصب‬ ‫الجهوية أنه سيتم إجراء مراسيم عملية سحب قرعة الدور التمهيدي األول‬ ‫من منافسات إقصائيات كأس العرش للموسم الرياضي ‪ 2016/2017‬يومه‬ ‫الثالثاء ‪ 9‬ماي ‪ 2017‬على الساعة الثالثة زوال بمقر الجامعة بحي الرياض‪،‬‬ ‫شارع النخيل‪ ،‬الرباط‪ ،‬على أن تجرى مباريات هذا الدور يومي ‪13‬و‪ 14‬ماي‬ ‫‪ .2017‬وتجدر اإلشارة إلى أنه بإمكان األندية المعنية باألمر انتداب ممثليها‬ ‫لحضور هذه المراسيم‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫منتخب أقل من ‪ 18‬سنة يحتل الرتبة الثانية‬ ‫في كأس شمال إفريقيا‬

‫احتل المنتخب الوطني ألقل من ‪ 18‬سنة الرتبة الثانية في منافسات‬ ‫كأس شمال إفريقيا التي اختتمت أطوارها مساء يوم االثنين فاتح ماي ‪2017‬‬ ‫بمدينة سوسة التونسية‪ .‬و حصل المنتخب الوطني خالل هذه المنافسات‬ ‫على أربع نقاط جمعها من فوز أمام المنتخب الجزائري وتعادل ضد المنتخب‬ ‫الليبي قبل أن ينهزم بهدف لصفر في المقابلة التي جمعته اليوم بالمنتخب‬ ‫التونسي‪ .‬و جدير بالذكر‪ ،‬أن الرتبة األولى في هذه البطولة عادت للمنتخب‬ ‫التونسي برصيد ‪ 6‬نقاط‪ ،‬فيما كانت الرتبة الثالثة للمنتخب الجزائري برصيد‬ ‫‪ 4‬نقاط‪ ،‬في الوقت الذي احتل فيه المنتخب الليبي الرتبة األخيرة بنقطيتين‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬ ‫الحلبة ‪ ،‬هذا الحضور الوازن للتحكيم المغربي خالل هذه المنافسة‬ ‫اآلسيوية الكبرى أعرب عنه كل رؤساء الوفود واألبطال والحكام‬ ‫المشاركين هناك من خالل ثنائهم على ما بذل من جهد في‬ ‫تحقيق نجاح هذه البطولة من قبل الحكمين المغربيين ‪.‬‬

‫أعضاء من مكتب قدماء اتحاد‬ ‫طنجة يطالبون باستقالة الرئيس‬

‫توصلنا ببيان موقع من طرف أعضاء من المكتب المسير لجمعية قدماء العبي اتحاد طنجة لكرة القدم‪ ،‬يطالبون عبره رئيس الجمعية‬ ‫بتقديم استقالته لمجموعة من األسباب يتضمنها البيان الذي ننشره من باب األمانة الصحفية‪ ،‬وكان كالتالي‪:‬‬ ‫« نحن أعضاء مكتب جمعية قدماء العبي اتحاد طنجة لكرة القدم‪ ،‬نعبر عن اسفنا لما اصبحت عليه الجمعية من أوضاع مزرية‪ ،‬بسبب‬ ‫ممارسات اإلقصاء التي ينتهجها السيد الرئيس ضد أعضائها‪ ،‬بدافع المصلحة الذاتية‪ ،‬المتناقضة مع األهداف التي تاسست من أجلها‬ ‫جمعيتنا‪ ،‬والمتمثل أهمها في‪:‬‬ ‫‪ - 1‬اتخاذ السيد الرئيس قرارات مصيرية دون الرجوع إلى المكتب المسير‪.‬‬ ‫‪ - 2‬عدم احترام الباب العاشر من مسطرة صرف المالية‪( ،‬غياب حساب بنكي‪ ،‬عدم تقديم وصوالت بالمبالغ المحصل عليها من‬ ‫االنخراطات والمساهمات والمساعدات‪.)...‬‬ ‫‪ - 3‬تخلي السيد الرئيس عن قرار التداول بين األعضاء في تسيير مكتب الجمعية كما هو متفق عليه عند التأسيس‪ ،‬وعن تنظيم‬ ‫اجتماعات المكتب ( أكثر من سنتين على عقد آخر اجتماع للمكتب المسير)‪.‬‬ ‫‪ - 4‬عدم تطبيق الفصل التاسع من قانون الجمعية القاضي بعقد جمع عام عادي كل سنة‪ ،‬ومرة كل أربع سنوات النتخاب مكتب‬ ‫جديد‪.‬‬ ‫‪ - 5‬عدم تفعيل الشكاية المقدمة ضد اتحاد طنجة لدى مجلس المحاسبة‪.‬‬ ‫‪ - 6‬خرق بنود القانون األساسي في إنجاز األنشطة مع بعض الجمعيات دون إبرام شراكة معها‪.‬‬ ‫وبناء على ما سلف‪ ،‬فإننا نستنكر تفرد السيد الرئيس بالجمعية لتوظيفها في المصالح الذاتية‪ ،‬ونطالبه بتقديم استقالته‪.‬‬

‫‪ 7‬توقيعات‬

‫مبالغ الشطر األخير من المنحة السنوية لألندية الوطنية‬

‫توصلت أندية العصبة الوطنية لكرة القدم االحترافية وفرق العصبة‬ ‫الوطنية لكرة القدم هواة‪ ،‬بالشطر األخير من المنحة السنوية التي تم صرفها‬ ‫على الشكل التالي‪:‬‬ ‫ مبلغ ‪ 17.8‬مليون درهما ألندية البطولة االحترافية اتصاالت المغرب‬‫القسم األول‪.‬‬ ‫ مبلغ ‪ 10.9‬مليون درهما ألندية البطولة االحترافية اتصاالت المغرب‬‫القسم الثاني‬ ‫ مبلغ ‪ 8.9‬مليون درهما ألندية القسم الوطني األول هواة ‪.‬‬‫ مبلغ ‪ 9‬مليون درهما ألندية القسم الوطني الثاني هواة‪.‬‬‫كما قامت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بصرف الشطر األخير لكل‬ ‫من أندية كرة القدم النسوية وكرة القدم داخل القاعة والتي توصلت بالمنح‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫بالنسبة ألندية كرة القدم النسوية‪:‬‬ ‫ مبلغ ‪ 922‬ألف درهما‪ :‬ألندية القسم الوطني األول‪.‬‬‫ مبلغ ‪ 320‬ألف درهما ‪ :‬ألندية القسم الوطني الثاني‪.‬‬‫بالنسبة ألندية كرة القدم داخل القاعة‪:‬‬ ‫ مبلغ ‪ 1‬مليون درهما‪ :‬ألندية القسم الوطني األول‪.‬‬‫ مبلغ ‪ 969‬ألف درهما‪ :‬ألندية القسم الوطني الثاني‪.‬‬‫ويذكر أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قامت باقتطاع المبالغ‬ ‫الموجودة في ذمة األندية‪ ،‬والتي أقرتها لجنة النزاعات وكذا الغرامات التي‬ ‫أقرتها اللجن المختصة‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 09‬إلى ‪ 15‬مـاي ‪2017‬‬

‫العدد ‪888‬‬

‫«معرض طنجة الدولي للكتب‬ ‫والفنـون» في دورته‬ ‫الواحدة والعشرين‬ ‫‪ 3‬ـ ‪ 7‬ماي ‪2017‬‬

‫انطلقت يوم األربعاء الماضي بقصر موالي‬ ‫حفيظ‪ ،‬الدورة الواحدة والعشرون لـ «معرض‬ ‫طنجة الدولي للكتب والفنون» المنظم من‬ ‫طرف فرع طنجة للمعهد الفرنسي بالمغرب‪،‬‬ ‫بمشاركة «جمعية طنجة الجهة للعمل الثقافي»‪،‬‬ ‫التي ترأسها لال مليكة العلوي‪.‬‬ ‫وقد اختير لهذه الدورة موضوع الشباب‪،‬‬ ‫تكونه‪ ،‬نفسيتــه‪ ،‬حريته‪ ،‬اندماجه ‪ ،‬إبداعاته‪،‬‬ ‫توهجه‪ ،‬مواضيع سوف يتم التطرق إليها من‬ ‫طرف كوكبة من الكتاب و المثقفين والخبراء‬ ‫عبر محاضرات ونـدوات وموائــد مستديرة‬ ‫وورشات عمل بمشاركة باحثين ومختصين‬ ‫مغاربة وفرنسيين‪ ،‬و مواهب شابة في شتى‬ ‫المجاالت الفكرية والثقافية والعلمية والفنية‪،‬‬ ‫وسوف يدعى بعضهم إلسماع صوتهم من‬ ‫خالل مشهد «كرسي المقابلة» وأمسية ثقافية‬ ‫مع الكاتب عبد اهلل الطايع وقراءة «رسائل إلى‬ ‫شاب مغربي» وتقديم شباب من حاملي مشاريع‬ ‫ثقافية‪.‬‬ ‫وسيكون من بين ضيوف هذه الدورة من‬ ‫معرض طنجة الدولي للكتب والفنون‪ ،‬كتاب‬ ‫مرموقون من بينهم الطاهر بنجلون ورشيد‬ ‫بن زيدان‪Jean Birnbaum, Vincent ،‬‬ ‫‪ ،Cespedès‬ياسمين شامي‪Monique ،‬‬ ‫‪ ،Dagnaud‬سناء العاجي ‪Cynthia Fleury,‬‬ ‫‪ ،David Foenkinos‬أحمــد غيــاط‪ ،‬كمال‬ ‫هشكر‪ ،‬هشام حذيفة‪ ،‬محمد حمودان‪ ،‬محمد‬ ‫قاسمي‪ ،‬هشام العســري‪،Marcus Malte ،‬‬

‫األخيرة‬

‫كريم ‪:‬يسكي‪ ,‬محمد نضالي‪Rebel Spirit, ،‬‬ ‫‪ ,Sapho‬عبد اهلل الطايــع‪ ،‬و ‪Dominique‬‬ ‫‪.Wolton‬‬ ‫زوار المعرض يمكنهم لقـاء العارضين‬ ‫والناشرين والهيئـات الثقافيــة المشاركــة‬ ‫والمساهمة في البرنامــج المعـــد لألطفـال‬ ‫والشباب والكبار من ورشات عمل في الرسوم‬ ‫المتحركة‪ ،‬واأللعاب البهلوانية والترفيهية‪،‬‬ ‫والصور‪ ،‬والقصة المصورة‪ ،‬والكتابة‪ ،‬والشعر‪،‬‬ ‫والرواية‪ ،‬والقراءة‪ ،‬والخط‪ ،‬وغيرها‪.‬‬ ‫كما يحتضن رواق «أوجين ديالكروا»‬ ‫معرضا جماعيا تحت شعار «شباب دائم» في‬ ‫مجال الفنون الحية والبصرية يكرم خالله الفن‬ ‫السابع بتنظيم ليلة خاصة للسينما الطنجاوية‬ ‫بشراكة مع المكتبة السينمائية لطنجة ‪.‬‬ ‫تحية صادقة للمعهد الفرنسـي بطنجة‬ ‫ولـ «جمعية طنجةـ الجهة للعمل الثقافي» على‬ ‫اإلعداد الجيد لبرنامـج هـذه الدورة لمعرض‬ ‫طنجة الدولـي للكتب والفنون‪ ،‬وهو برنامج‬ ‫زاخر بمواضيعه الثقافيـة والعلميـة‪ ،‬الغنيـة‬ ‫والمتجددة‪ ،‬المؤثثة لمحور الشباب الذي تدور‬ ‫حوله جل فقرات هذا المعرض الذي نتمنى أن‬ ‫تستفيد منه وزارة الثقافة والمجالس المنتخبة‬ ‫والهيئات الثقافية المحلية والوطنية‪ ،‬في إعداد‬ ‫خطط عملها وبرامج أنشطتها السنوية‪.‬‬

‫محمد األعرج يطمح إلى إنشاء معهد للدراسات‬ ‫اإلستراتيجية في المجال الصحافي‬ ‫في لقاء مفتوح ببيت الصحافة في مدينة‬ ‫طنجة‪ ،‬بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة‪،‬‬ ‫األربعاء ‪ 3‬ماي الجاري‪ ،‬حل وزير الثقافة و اإلتصال‬ ‫الجديد‪ ،‬محمد األعرج‪ ،‬ضيفا على بيت الصحافة‪،‬‬ ‫في أول لقاء إعالمي له بعد توليه هذا المنصب‬ ‫في حكومة سعد الدين العثماني‪ ،‬لمناقشة‬ ‫مستجدات قضايا اإلعالم والثقافة في البرنامج‬ ‫الحكومي‪ ،‬و أطر اللقاء‪ ،‬الكاتب واإلعالمي رئيس‬ ‫بيت الصحافة‪ ،‬سعيد كوبريت‪.‬‬ ‫في ما يتعلق بحرية الرأي والتعبير ومتابعة‬ ‫الصحافيين‪ ،‬قال األعرج‪« :‬لدي إحصائيات تبين‬ ‫أنه ال توجد متابعات‪ ،‬هناك فقط ‪ 5‬أجانب تم‬ ‫طردهم ألنهم ليسوا صحافيين أصال ولم يدلوا‬ ‫باعتماداتهم»‪.‬‬ ‫وفي سؤال لرئيس بيت الصحافة‪ ،‬سعيد‬ ‫كوبريت‪ ،‬حول وجود «جسر» عابر من قانون‬ ‫الصحافة والنشر يفضي إلى القانون الجنائي‪،‬‬ ‫وبالتالي إلى العقوبات الحبسية‪ ،‬قال الوزير إن‬ ‫الوزارة مستعدة لمناقشة أي مقتضيات «تبدو‬ ‫للبعض تخالف األحكام العامة‪ ،‬في إطار المقاربة‬ ‫التشاركية»‪.‬‬ ‫وأبدى األعرج رغبته الملحة في تجاوز‬ ‫الصحافة لنشر الخبر ونقله‪ ،‬إلى توفير معهد‬ ‫صحافة مختص في التحليالت الصحفية‬ ‫و التنبؤات المستقبلية للساحة السياسية‬ ‫بالمغرب‪ ،‬صحافييون يكونون قادرين على‬ ‫توفير توقعات مدروسة لنتائج انتخابات سنة‬ ‫‪ ،2021‬مثال‪ ،‬أو للسنوات العشر القادمة‪ ،‬ما‬ ‫ترجمه سعيد كوبريت بتساؤل‪« :‬تقصد معهدا‬ ‫للدراسات اإلستراتيجية؟»‪ ،‬قبل أن يجيب األعرج‬ ‫«نعم‪ ..‬معهد الدراسات اإلستراتيجية في‬ ‫المجالالصحافي»‪.‬‬ ‫وعن المجلس الوطني للصحافة‪ ،‬عبّر‬ ‫الوزير عن ارتياحه لوجوده باعتباره «مكسبا‬ ‫مهما للصحافة في المغرب‪ ،‬نجسد من خالله‬ ‫استقاللية القرار اإلعالمي‪ ،‬وبالتالي يتركنا‬ ‫كوزارة نتابع عن بعد الحقل اإلعالمي‪ ،‬ويعزز‬ ‫استقاللية اإلعالم»‪.‬‬ ‫وبخصوص خبر إقفال القناة الثانية‪ ،‬قال‬ ‫لعرج إنها شركة خاصة لديها مجلسها اإلداري‬ ‫وهو من يقرر ذلك‪ ،‬مضيفا أن وزارة اإلتصال‬ ‫ممثلة فقط بعضوين‪ ،‬مؤكدا أن دعم الوزارة‬ ‫لها الزال ساريا‪.‬‬

‫كما كشف الوزير أنه سيعمل جاهدا من‬ ‫أجل رفع ميزانية الدعم العمومي من ‪60‬‬ ‫مليون درهم إلى ‪ 100‬مليون درهم‪ ،‬موضحا‬ ‫أن اتفاقية الدعم التكميلي التي كانت‬ ‫مخصصة للصحافيين السنة الماضية كانت‬ ‫اتفاقية عمرها سنة واحدة فقط‪.‬‬ ‫من ناحية أخرى‪ ،‬رد المسؤول الحكومي‬ ‫على أسئلة بعض المتدخلين بخصوص‬ ‫وضعية حرية الصحافة والتعبير في المغرب‪،‬‬ ‫حسب تقييم المنظمات الدولي‪ ،‬مبديا أمله‬ ‫في أن يتحسن تصنيف المغرب في السنة‬ ‫المقبلة‪ ،‬خاصة بعد تفعيل المجلس الوطني‬ ‫للصحافة‪ ،‬لكن مع ذلك يضيف األعرج “يجب‬ ‫التعامل بحذر مع تقارير المنظمات الدولية”‪.‬‬ ‫يذكر أن اللقـــاء المفتـــوح مع وزير‬ ‫الثقافة واإلتصال في حكومة سعـد الدين‬ ‫العثماني‪ ،‬والذي أطــره سعيــد كوبريــت‬ ‫مدير بيت الصحافة‪ ،‬عرف حضور شخصيات‬ ‫سياسية‪ ،‬قانونية‪ ،‬مدنية وإعالمية‪ ،‬ومسؤولي‬ ‫المديريات اإلقليمية والجهوية‪ ،‬للقطاعات‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫�صدار جديد‬ ‫�إ‬

‫�إعداد وت�صنيف‪:‬‬

‫الأ�ستاذ الباحث‬ ‫عبد الباقي بنعي�سى التم�سماين‬ ‫ـ طنجة تتحدث عن نفسها‬ ‫ـ فقرات من خطاب جاللة الملك محمد الخامس عند زيارته‬ ‫لمدينة طنجة سنة ‪ 1947‬حول مدينة طنجة‬ ‫ـ فقرات من خطاب جاللة الحسن الثاني عندما كان وليا للعهد‬ ‫عند زيارته لمدينة طنجة‬ ‫ـ ندوة علمية حول شخصية العالمة عبد اهلل كنون الحسني‬ ‫ـ جلسة الخميس من كل أسبوع ألصحاب الفضيلة عدول طنجة‬ ‫ـ علماء في ضيافة المجلس العلمي لعمالة طنجة آصيلة‬ ‫ـ علماء في ضيافة مراكب النصر‬ ‫ـ علماء في ضيافة بحوث العلماء والفقهاء‬ ‫ـ طنجة في مرحلة اإلداررة الدولية‬ ‫ـ الحالة االقتصادية واالجتماعية‬ ‫ـ المسجد األعظم‬ ‫ـ جامعة القرويين‬ ‫ـ فن اآللة األندلسية‬ ‫ـ فن األمداح‬ ‫ـ طنجة عاصمة دبلوماسية لكل العصور‬

‫ِ‬

‫خطاب املقدمات ي�ساعد‬ ‫على بناء معرفة �شعرية مبا‬ ‫هي � ٌ‬ ‫�سياقات‬ ‫وت�صور ٌ يف‬ ‫إدراك‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ومو�ضوعية‪..‬‬ ‫ذاتية‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫• عبد اللطيف �شهبون‬

‫الوزارية التي يترأسها ضيــف لقـــاء بيت‬ ‫الصحافة بطنجة‪.‬‬ ‫وقد جرى هذا اللقاء بحضور وفد من‬ ‫وزارة اإلتصال بدولة كوت ديفوار الذي يزور‬ ‫بيت الصحافة من أجل اإلستفادة من التجربة‬ ‫المغربية في هذا المجال‪ .‬‬ ‫‪ ‬وقالت بيرنيز نغيسان‪ ،‬المديرة التنفيذية‬ ‫لصندوق دعم وتطوير الصحافة في كوت‬ ‫ديفوار‪ ،‬في تصريح للصحافــة‪ ،‬إن هذه‬ ‫الزيارة تروم التعرف عن كثب على طرق‬ ‫تدبير وهيكلة بيت الصحافة بطنجة من أجل‬ ‫تسهيل إنشاء بيت لوسائل اإلعالم في كوت‬ ‫ديفوار‪ .‬‬ ‫‪ ‬واعتبرت أن «بيت الصحافة في طنجة‬ ‫يعد بنية مميزة ثمرة تفكير يهدف إلى تعزيز‬ ‫التأهيل المهني للقطاع»‪ ،‬معربة عن رغبتها‬ ‫في تعزيز التعاون مع المغرب في مجال اإلعالم‬ ‫واإلتصال قادر على تطوير المجال اإلعالمي في‬ ‫كوت ديفوار‪ .‬‬

‫لمياء السالوي‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.