Achamal n° 889 le 16 mai 2017

Page 1

‫حفل تكريم‬

‫ح�سن ال�صفريوي‬ ‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 889‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪� 19‬شعبان‪� 16 / 1438 /‬إلى ‪ 22‬مـاي ‪2017‬‬

‫ي�ستح�ضر ذكريات‬ ‫الزمن اجلميل بطنجة‬ ‫(انظر الصفحة األخيرة)‬

‫والي جهة طنجة‪ ،‬تطوان الحسيمة يشرح للرأي‬ ‫العام الدولي قضية الحراك بالريف‬ ‫اليعقوبي يقدم‬ ‫حصيلة جهود الدولة‬ ‫من أجل تنمية إقليم‬ ‫الحسيمة ويعلن أن‬ ‫االستثمارات العمومية‬ ‫فاقت ‪ 25‬مليار درهم‬ ‫منذ زلزال الحسيمة‬ ‫سنة ‪2004‬‬

‫طلع والي جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬محمد اليعقوبي‪ ،‬بتصريح قوي أدلى به لوكالة األنباء الفرنسية‬ ‫تناول فيه ما أسماه بـ «األخبار الزائفة» التي تصدر عن قادة االحتجاجات بالحسيمة ‪ ،‬وأكد أن مروجي‬ ‫هذه األخبار سيحاسبون أمام القضاء بسبب دعوتهم للعنف ‪ .‬وقال اليعقوبي إن الحسيمة مدينة عادية‬ ‫كل مؤسساتها تسير بشكل عاد وأن ما تشهده بين الفينة والفينة من مظاهرات هي في الواقع‬ ‫أقل عددا مما يجري في باقي الجهات‪( ،‬مما قد يفهم منه أن هناك تحركات متواصلة‪ ،‬ناتجة عن غضب‬ ‫السكان في غير الحسيمة من مدن وجهات المملكة)‪.‬‬

‫(�ص ‪)4‬‬


‫الثالثاء ‪� 16‬إلى ‪ 22‬مـاي ‪2017‬‬

‫العدد ‪889‬‬

‫العماري لبوليف‪« :‬وليس لدي أي حرج في أن أصير‬ ‫بوابا على عتبة مكتبكم إذا كان ذلك سيحقق‬ ‫الكرامة لساكنة الجهة»‬

‫كشف إلياس العماري رئيس مجلس جهة‬ ‫طنجة – تطوان – الحسيمة‪ ،‬أنه مستعد ألن‬ ‫يتحول إلى بواب أمام باب مكتب الوزير نجيب‬ ‫بوليف‪ ،‬إذا كان ذلك سيحقق الكرامة لساكنة‬ ‫الجهة ولعموم المغاربة‪ .‬جاء ذلك في سياق‬ ‫رده على رد الفعل الغاضب للوزير بوليف على‬ ‫اللقاءات التي عقدها العماري مع مستثمرين‬ ‫في قطاع النقل البحري‪ ،‬والتي اعتبرها تعديا‬ ‫على اختصاصته ككاتب دولة مكلف بالنقل‪.‬‬ ‫وقال العماري في تدوينة ضمنها رده على‬ ‫بوليف‪« :‬شكرًا للوزير ابن الشمال السيد نجيب‬ ‫بوليف على متابعته لما أكتب على جداري في‬ ‫هذا الفضاء وكذلك االطالع على ما ينشر في‬ ‫الموقع الرسمي للجهة التي ينتمي إليها‪ .‬فهذا‬ ‫يعبر‪ ،‬على األقل على أن أبناء جهتنا الوزراء‬ ‫والمنتخبون يتابعون ما يقوم به المسؤولون‬ ‫والمؤسسات في هذه الجهة من مغربنا العزيز‪.‬‬ ‫فيما يخص موضوع مي عيشة‪ ،‬ليس لي‬ ‫ما أضيف حول ما كتبته في تدوينة سابقة‪،‬‬ ‫فهي واح��دة من ح��االت محاوالت االنتحار‬ ‫وعمليات االنتحار الكثيرة التي تزداد بشكل‬ ‫مخيف في بالدنا حسب إحصائيات منظمة‬ ‫الصحة العالمية‪ .‬و التدوينة كانت من أجل‬ ‫إثارة انتباه الحكومة والجميع من أجل البحث‬ ‫عن أسباب ه��ذه الظاهرة‪ ،‬وإيجاد الحلول‬ ‫الفعالة للحد من اليأس المنتشر جراء فشل‬ ‫السياسات العمومية في اإلجابة عن مطالب‬ ‫وانتظارات المواطنات والمواطنين‪ ..‬‬ ‫أما فيما يتعلق بصالحية رئاسة الجهة‬ ‫في التوقيع على االتفاقيات‪ ،‬فإني أ ِؤكد لكم‬ ‫أن الجهة لم توقع قط على اتفاق مع شركة‬ ‫للمالحة البحرية‪ ،‬ولم يرد أبدا كما تحيلون إلى‬ ‫ذلك في الموقع الرسمي للجهة أننا قد وقعنا‬ ‫اتفاقية مع أية شركة للنقل‪ .‬فنحن مدركون‬ ‫جيدا‪ ،‬كرئاسة وكأعضاء الختصاصات المجلس‬ ‫التي يؤطرها القانون‪ .‬كل ما في األمر أننا‬ ‫نجتهد كرئاسة وكمجلس‪ ،‬وفق ما يسمح به‬

‫القانون‪ ،‬في البحث عن االستثمارات الداخلية‬ ‫والخارجية‪ ،‬وإقناع المستثمرين بأهمية ووجوب‬ ‫فتح مشاريع منتجة للقيمة المضافة ومحدثة‬ ‫لفرص الشغل داخ��ل جميع أقاليم الجهة‪.‬‬ ‫ونحن متيقنون بأن هذه المبادرات يسمح‬ ‫بها القانون‪ ،‬بل ويضعها في أولويات مهمات‬ ‫مجالس الجهات‪ ،‬وأن المنتخبين‪ ،‬أغلبية‬ ‫ومعارضة‪ ،‬سيحاسبون في آخر واليتهم عما‬ ‫حققوه في هذا المجال‪ ،‬وفي توفير وتحسين‬ ‫شروط جلب االستثمارات‪ .‬وإذا كنت مخطئا‬ ‫ألتمس من السيد الوزير أن يصحح لي هذا‬ ‫الفهم‪.‬‬ ‫فرغم أن أيادينــا مغلولة بسبب تأخر‬ ‫صدور المراسيم والنصوص التي تنظم نقل‬ ‫االختصاصات وتوضح طرق ومجاالت التدخل‬ ‫بالتفصيل‪ ،‬فإننا ال نفوت أي فرصة دون البحث‬ ‫عن المستثمرين وتهييئهم إلى حين نقل‬ ‫الصالحيات وتوضيحها‪ ،‬بما في ذلك قطاع‬ ‫النقل‪ ،‬علما أننا نشتغل إلى حدود الساعة وفق‬ ‫المتوفر قانونا‪ ،‬ونتمنى كما جاء في البرنامج‬ ‫الحكومي‪ ،‬وكما التزم السيد رئيس الحكومة‬

‫المحترم ل��ي شخصيا‪ ،‬ب��ص��دور النصوص‬ ‫الضرورية لضمان السير العادي للجهة في‬ ‫أسرع وقت‪.‬‬ ‫في انتظار ذل��ك لن نجلس مكتوفي‬ ‫األي���دي‪ ،‬فنحن نعمل بالوسائل المتاحة‬ ‫ونعول على الحكومة وعليكم‪ ،‬السيد الوزير‪،‬‬ ‫أوال النتمائكم إلى هذه الجهة‪ ،‬وثانيا ألنكم‬ ‫كنتم منتخبا عن إحدى دوائرها‪ ،‬واآلن أنتم‬ ‫عضوا في الحكومة‪ .‬وأنا شخصيا ال يهمني‬ ‫موقع الرئيس الذي أنا فيه‪ ،‬وال لمن تنسب‬ ‫اإلنجازات إذا تحققت على يد هذا المجلس‬ ‫الذي أتشرف برئاسته‪ ،‬فكل ما يهمني هو‬ ‫االستجابة لمطالب الساكنة والمساهمة في‬ ‫التنمية الحقيقية لهذه الجهة‪ .‬وأنا مستعد ألن‬ ‫أقبل نسب اإلنجازات التي تتحقق ألي طرف‬ ‫كان بما فيها حكومتكم‪ ،‬وليس لدي أي حرج‪،‬‬ ‫حتى أن أتحول إلى بواب على عتبة مكتبكم‪ ،‬إذا‬ ‫كان ذلك سيحقق الكرامة لبنات وأبناء الجهة‪،‬‬ ‫وللمغاربة قاطبة»‪.‬‬

‫ج‪.‬ش‬

‫من أجل المحافظة على األمن‬

‫‪2‬‬

‫مرزوق أحيدار األمين العام لحزب‬ ‫العهد الديمقراطي يوضح من طنجة‬

‫ت�صوير ‪ :‬حمودة‬

‫بعد قيام بعض المحسوبين على حزب‬ ‫العهد الديمقراطي‪ ،‬بخلق الفتنة والبلبلة‪ ،‬وذلك‬ ‫بعقدهم مؤتمرا استثنائيا‪ ،‬هدفه االنقالب‬ ‫على الحزب ذاته‪ ،‬عقد مرزوق أحيدار‪ ،‬األمين‬ ‫العام لحزب العهد الديمقراطي‪ ،‬خالل األسبوع‬ ‫الماضي‪ ،‬ندوة صحافية بفندق المنزه بطنجة‪،‬‬ ‫شرح من خاللها مجموعة من األموروصحح‬ ‫الكثيرمن المعطيات التي لها عالقة بهذا‬ ‫الحزب الذي خطط له من أجل تحطيمه من‬ ‫طرف بعض المغرر بهم‪ ،‬وخاصة رأسي الفتنة‪،‬‬ ‫عبد المنعم فتاحي ومحمد شرفي‪ ،‬كما جاء‬ ‫على لسان األمين العام الذي أضاف أن الغرض‬ ‫من هذه الندوة هو تنوير الرأي العام المحلي‬ ‫والوطني ومناضلي ومناضالت الحزب الذي‬

‫العالقة له ـ بتاتا ـ بالمؤتمرالمهرب‪ ،‬وربما تم‬ ‫ذلك دون ترخيص من وزارة الداخلية التي تعرف‬ ‫كل صغيرة وكبيرة‪ ،‬مشيرا إلى أن الحزب ضد كل‬ ‫أشكال التفرقة وضد كل شخص يريد تحطيم‬ ‫دعائمه‪ ،‬والحل دائما هو وضع اليد في اليد لما‬ ‫فيه مصلحة البالد والمواطنين والمواطنات‪،‬‬ ‫تماشيا مع السياسة الحكيمة لجاللة الملك‪،‬‬ ‫مضيفا أن الصلح تم بين بعض قياديي الحزب‪،‬‬ ‫وأن المياه عادت إلى مجاريها‪ ،‬بعودة د‪.‬نجيب‬ ‫الوزاني‪ ،‬البرلماني السابق عن الدرويش ومن‬ ‫معه‪ ،‬إلى «داره» باعتباره مؤسسا لحزب العهد‬ ‫الديمقراطي‪.‬‬

‫م‪.‬إمغران‬

‫توقيف ‪ 12.676‬شخصاً خالل األربعة أشهر األولى من ‪ 2017‬المديرية اإلقليمية للتعليم بوزان‬ ‫تصدر بين الفينة والفينة كتابات صحافية‬ ‫عن وضعية األمن بطنجة‪ ،‬كلما وقع تداول‬ ‫تنتصر لثقافة االعتراف‬ ‫أخبار عن عمليات إجرامية تعرض لها مواطنون‬

‫بمختلف مناطــق ومقاطعات المدينــة التي‬ ‫تشهد تحوال ديمغرافيا وعمرانيـــا مدهشا‬ ‫ال تتبعه‪ ،‬بالتأكيد‪ ،‬مواكبة التجهيزات األمنية‬ ‫على مستوى الموارد البشرية واللوجستيكية‪،‬‬ ‫ما بفرض على رجال األمن بذل جهود فوق‬ ‫الطاقة البشرية‪ ،‬أحيانا‪ ،‬لضمان حد أدنى من‬ ‫األمن والطمأنينة للمواطنين ‪ ،‬وللمؤسسات‬ ‫المدنية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية ‪.‬‬ ‫وهذا‪ ،‬أيضا‪ ،‬ما يفسر لجوء والية األمن‬ ‫إلى تنظيم «حمالت» دورية لمحاربة الجريمة‬ ‫المتفاقمة‪ ،‬تلك الحمالت‪ ،‬وإن كانت تحقق‪،‬‬ ‫كل م��رة‪ ،‬نتائج جيدة‪ ،‬على مستوى تحييد‬ ‫العديد من المنحرفين‪ ،‬إال أنها ال تحقق شروط‬ ‫أمن مقبولة‪ ،‬كما ال تتمكن من الوصول إلى‬ ‫هدف الردع‪ ،‬الذي يبقى متمنعا بالنسبة ألكثر‬ ‫البلدان تطورا في هذا المجال بالعالم‪ ،‬اعتبارا‬ ‫إلى أن للمنحرفين والمجرمين والمشاغبين‬ ‫من «الخبرة» ووسائل «التخابر» البيني‪ ،‬ما‬ ‫«يسعفهم» أحيانا في اإلفالت من الترصد‬ ‫األمني‪ .‬ومن باب المسؤولية المواطنة ‪ ،‬ال‬ ‫يمكن إال أن نشهد لنساء ورجال أمن طنجة‬ ‫بالكفاءة والمهنية والوطنية التي تطبع عملهم‬ ‫اليومي‪ ،‬المضني‪ ،‬المنهــك‪ ،‬الشــاق‪ ،‬والخطير‪،‬‬ ‫وأن ننوه بالنتائج المبهرة التي يحققونها في‬ ‫أكثر الحاالت التي يتولون معالجتها وفك ألغازها‬ ‫والكشف عن مدبريها‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬أقدمت المصالح األمنية‬ ‫بهذه المدينة ‪ ،‬على تنظيم مجموعة من‬ ‫العمليات األمنية خالل الشهور األربعة األولى‬ ‫من السنة الجارية‪ ،‬أدت إلى توقيف ‪ 12‬ألفا و‬ ‫‪ 676‬شخصا في وضعيات مخالفة للقانون‪،‬‬ ‫اتضح أن من بينهم ‪ 4398‬شخصا كانوا‬ ‫موضوع مذكرات بحث من أجل جنح وجنايات‬ ‫مختلفة‪ ،‬و ‪ ،8278‬ضبطوا في حالة تلبس‬ ‫بأعمال إجرامية‪ ،‬بينما أسفرت عمليات التفتيش‬ ‫المنجزة من طرف الشرطة المختصة في قضايا‬ ‫مختلفة‪ ،‬عن ضبط ‪ 632‬سالحا أبيض من‬ ‫مختلف األحجام و ‪ 974‬كيلوغراما من مخدر‬ ‫الحشيش و ‪ 4068‬من األق��راص المهلوسة‬ ‫التي تتسرب بأعداد وفيرة إلى مدن الشمال‬ ‫عن طريق التهريب وتشهد انتشارا مقلقا‬

‫بل ومرعبا بين الكبار والصغار‪ ،‬خاصة تالميذ‬ ‫المدارس وطلبة الجامعات‪ ،‬ربما لثمنها الرخيص‬ ‫ولمفعولها السريع والمدمر‪.‬‬ ‫مصادر عليمة أكدت أن عمليات تطويق‬ ‫الجريمة شهدت تطورا نوعيا خالل هذه الفترة‪،‬‬ ‫وذلك بفضل تحسن الحضور األمني بالشارع‬ ‫العام والرفع من جاهزية ال��وح��داث األمنية‬ ‫المتخصصة في محاربة الجريمة‪ ،‬خاصة بعد‬ ‫ما تم تجهيز والية أمن طنجة بمجموعة البحث‬ ‫والتدخل‪.‬‬ ‫ومعلوم أن هذا المخطط يدخل في إطار‬ ‫االستراتيجية األمنية الموضوعة بتنسيق مع‬ ‫اإلدارة العامة لألمن الوطني من أجل تحقيق‬ ‫وضع أمني أفضل لهذه المدينة‪ ،‬عبر تعزيز‬ ‫الموارد البشرية وتوسيع التدخالت االستباقية‬ ‫ودعم أمن القرب واالنفتاح على الهيئات المنتخبة‬ ‫والمجتمع المدني بمختلف هيئاته ومكوناته من‬ ‫أجل تحقيق أهداف العمل الجماعي الرامي إلى‬ ‫الحد من الجريمة وتحقيق ظروف أفضل ألمن‬ ‫وسالمةالمواطنين‪.‬‬ ‫يذكر أنه خالل النصف األول من السنة‬ ‫الماضية‪ ،‬تمكنت والية أمن طنجة من معالجة‬ ‫‪ 15‬ألفا و ‪ 721‬قضية من أصل ‪ 15‬ألفا و ‪763‬‬ ‫بنجاح بلغ ‪ 99,73‬بالمائة الستجالء حقيقة‬ ‫القضايا التي توصل بها أمن الوالية‪.‬‬ ‫وأوضح بيان صادر عن الوالية أنه تمت‬ ‫إحالة ‪ 22‬ألف و‪ 413‬شخصا على العدالة‪ ،‬من‬

‫ضمنهم ‪ 6494‬شخصا كانوا موضوع مذكرات‬ ‫بحث من أجل جرائم مختلفة‪ ،‬و‪ 1444‬شخصا‬ ‫ألقي عليهم القبض من أجل حيازة أسلحة‬ ‫بيضاء‪ ،‬كما تم‪ ،‬في نفس اإلطار‪ ،‬تفكيك ‪105‬‬ ‫عصابة إجرامية تتعاطى للسرقات المشددة‬ ‫وإيقاف ‪ 2064‬من عناصرها‪.‬‬ ‫وحسب نفس البيان‪ ،‬فقد تم‪ ،‬في نفس‬ ‫اإلطار‪ ،‬حل ‪ 18‬قضية تتعلق باالختطاف واالحتجاز‬ ‫وتقديم ‪ 34‬شخصا إلى العدالة‪ ،‬وكذا معالجة‬ ‫‪ 2683‬قضية مرتبطة باالتجار وحيازة مخدر‬ ‫الشيرا وحجز أزيد من ‪ 35‬كلغ من الشيرا‪ ،‬و‪347‬‬ ‫قضية لها عالقة بالمخدرات القوية وحجز أزيد‬ ‫من ‪ 20‬كلغ من مخدري الهيروين والكوكايين‪،‬‬ ‫و‪ 90‬قضية تتعلق بالحبوب المهلوسة وحجز‬ ‫أزيد من ‪ 80‬ألف و‪ 600‬وح��دة‪ ،‬مع إحالة كل‬ ‫األشخاص المتورطين فيها على العدالة‪.‬‬ ‫هذه المعلومات تطمئن إلى أن والية أمن‬ ‫طنجة تشتغل‪ ،‬وبدرجة عالية من المسؤولية‪،‬‬ ‫وأن الهيكلة الجديدة لوالية األمن سوف تتخذ‬ ‫القرارات المناسبة وبالفعالية المطلوبة‪ ،‬لحفظ‬ ‫األمن وصيانة سالمة وطمأنينة المواطنين‪،‬‬ ‫في مدينة تتسع في كل االتجاهات‪ ،‬ويتضاعف‬ ‫سكانها عشرات ال��م��رات‪ ،‬وتشهد هجرات‬ ‫داخلية وخارجية تجعل من حفظ األمن أولوية‬ ‫األولويات‪.‬‬

‫عزيزكنوني‬

‫ضخت ال��م��دي��ري��ة اإلقليمية ل���وزارة‬ ‫التربية الوطنية ب��وزان تقليدا جديدا في‬ ‫مفاصل المدرسة المغربية بشقيها العمومي‬ ‫والخاص‪ ،‬ال شك أنه سيكون له ما بعده في‬ ‫تنشيط الحياة المدرسية على مستوى إقليم‬ ‫الكثير من مؤسساته التعليمية منكوبة‪ ،‬لذلك‬ ‫تتابع شغيلته التعليمية بكثير من االهتمام‪،‬‬ ‫العمليات المتعلقة بورش التأهيل الذي أطلقه‬ ‫الوزير الجديد على رأس القطاع ‪.‬‬ ‫«حفل اختتام األنشطة التربوية وتتويج‬ ‫الكفاءات اإلقليمية »‪ ‬المنظم يوم الثالثاء ‪9‬‬ ‫ماي الجاري بفضاء المركز الثقافي االجتماعي‬ ‫لدعم مبادرات الشباب‪ ،‬تنوعت فقراته التي‬ ‫نشطتها طاقات تالميذية تمتلك الحس‬ ‫اإلبداعي الراقي‪ .‬وهكذا وقبل االنتقال إلى‬ ‫محطة المصالحة مع ثقافة االعتراف واالنتصار‬ ‫لها‪ ،‬بعد أن كان قد عرضها للنكوص لسنوات‬ ‫قبل اليوم‪ ،‬تدبير تلذذ مهندسوه في تكسير‬ ‫أجنحة الطاقات التي يزخر بها القطاع ومحيطه‪،‬‬ ‫ك��ان الحضور قد تمتع بباقة من الفقرات‬ ‫الفنية ( مسرح‪ ،‬غناء‪ ،‬موسيقى ‪ )....‬التي غرفت‬ ‫رسائلها التي وزعتها‪ ،‬من شالل قيم المواطنة‬ ‫وحقوق اإلنسان التي سهرت أط��ر تربوية‬ ‫متطوعة‪ ،‬ومعها فعاليات مدنية وحقوقية على‬

‫غرسها ‪ ‬وإنباتها في حقل مدارس دار الضمانة‬ ‫الكبرى ‪.‬‬ ‫منسوب فعاليات الحفل التي جاءت بألوان‬ ‫قوس قزح‪ ،‬وقفت عند عتبة ثقافة االعتراف‪،‬‬ ‫قبل أن يتم االنتصار لها بتكريم ثلة من‬ ‫األطر التربوية واإلدارية التي انخرطت بفعالية‬ ‫في مشروع ضخ نفس في الحياة المدرسية‪،‬‬ ‫والتالميذ الذين تألقوا إقليميا وجهويا في أكثر‬ ‫من حقل تربوي‪ ،‬والهيئات األهلية باإلقليم‪،‬‬ ‫والمؤسسة الحقوقية بالجهة‪ ،‬وهم الشركاء‬ ‫الذين تقاس قيمتهم المضافة بقوة وديمومة‬ ‫حضورهم ‪ ‬في تنشيط الحياة المدرسية‪.‬‬ ‫‪ ‬يذكر ب��أن ه��ذا الحفل ال��ذي انفردت‬ ‫جهويــا‪ ،‬المديريــة اإلقليميــة للتعليم بوزان‬ ‫بتنظيمه‪ ،‬ترأسه المدير اإلقليمي‪ ،‬وحضره‬ ‫رئيس المجلس البلدي‪ ،‬وممثل اللجنة الجهوية‬ ‫لحقوق اإلنسان‪ ،‬ورئيس فدرالية أمهات وآباء‬ ‫التالميذ‪ ،‬ورؤساء مصالح بالمديرية اإلقليمية‬ ‫للتعليم‪ ،‬ومديرو ومديرات مؤسسات تعليمية‬ ‫عمومية وخاصة‪ ،‬وطيف من جمعيات المجتمع‬ ‫المدني باإلقليم‪ ،‬وممثلو بعض القطاعات‬ ‫الحكومية ب��دار الضمانة‪ ،‬والعشرات من‬ ‫التالميذ والتلميذات ‪.‬‬

‫محمد حمضي‬


‫الثالثاء ‪� 16‬إلى ‪ 22‬مـاي ‪2017‬‬

‫العدد ‪889‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫أردتُ صبيحة الثالثاء الماضي أن أدخل إلى وكالة بنكية بشارع المفضل أفيالل بباب العقلة‪،‬‬ ‫فوجدتُني في موقف ال أحسد عليه‪ :‬رافعة للتراب واألحجار‪ ،‬كادت تحملني من هذه الكومة من األتربة‬ ‫والمخلفات‪ ،‬ولوال ألطاف اهلل الخفية لما أفلتّ من قبضتها وأسنانها البارزة‪.‬‬ ‫وهنا أخذت أتساءل‪ :‬كم عدد الذين تعرضوا لهذا الموقف الخطير؟‬ ‫إنني مع اإلصالح‪ ،‬سواء كان إصالح مدار طرقي‪ ،‬أو استبدال عمود كهربائي قديم‪ ،‬بآخر حديث‪،‬‬ ‫أو وضع مَجار واسعة للسيول واألمطار‪ ،‬ولكنني لستُ مع العشوائية‪ ،‬لست مع الفوضى والدربكة‪،‬‬ ‫لست مع قطع التيار الكهربائي‪ ،‬لستُ مع المس بقنوات الماء العذب‪ ،‬لست مع قطع أسالك الهاتف‬ ‫واإلنترنت‪ ،‬لست مع قطع الطرق‪ ،‬وتضييق الخناق على المارة‪.‬‬ ‫إن ما تشهده المدينة من ازدحام ومن اختناق في الطرق السيارة‪ ،‬مرده –في نظري‪ ،‬وأتمنى أن‬ ‫أكون مخطئا‪ -‬إلى كيفية التطبيق‪ ،‬وطريقة اإلنجاز‪.‬‬ ‫فأوراشنا ال يُمهّد لها بلوحات‪ ،‬تُشعر السكان بأن اإلصالح الذي سيشمل هذه المنطقة‪ ،‬الهدف‬ ‫منه إعادة هيكلة المدار الطرقي‪ ،‬أو توسيع حافة الطريق‪ ،‬آو‪ ...‬أو ‪...‬‬ ‫وإنما يُترك التفسير للناس‪ ،‬فمن قائل‪ :‬إن هذا هو مشروع حفر نفق‪ ،‬ومن قائل‪ :‬إنه إحداث‬ ‫قنطرة‪ ،‬ومن قائل إنه نافورة‪ ،‬و‪...‬‬ ‫وأوراشنا ال تُس ّلم –إذا كانت هناك مناقصة‪ -‬لمن هم ٌ‬ ‫أهْل لها‪ ،‬وإذا سُـلمت لهم‪ ،‬فقد يسلمها‬ ‫هؤالء لمن هم دونهم في الحرفة‪.‬‬ ‫لذا فإن الطريقة التي يتم بها اإلنجاز‪ ،‬ربما ال تخضع لدفتر التحمالت‪ ،‬وال تخضع لمراقبة أو‬ ‫متابعة‪ ،‬فتأتي دون مستوى التطلعات‪.‬‬ ‫كم لدينا من مهندسين‪ ،‬فهل شاهدناهم يتابعون األشغال هنا وهناك؟ وكم لدينا من خبراء‪،‬‬ ‫فهل وجدناهم في أرض الميدان؟‬ ‫قد يعتبرني البعض فضوليا‪ ،‬وقد يعدّني البعض من الذين ال يحمدون اهلل على ما تشهده‬ ‫مدينتهم من إصالحات‪ ،‬وقد‪ ...‬وقد‪...‬‬ ‫وينسى هؤالء أو يتناسون أننا جميعا فيما يمس مدينتنا سواء‪.‬‬ ‫فالمواطن مواطن‪ ،‬كيفما كان‪ ،‬وأينما كان‪ ،‬وحبه لوطنه ال يرقى إليه الشك أو الريب‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫فلنتحل بروح المواطنة جهد المستطاع‪.‬‬

‫تراث شمال المغرب؟!‬

‫في ندوة علمية بشفشاون من تنظيم الجمعية‬ ‫المغربية للثقافة األندلسية‬ ‫في إطـــار أنشطتهـــا المهتمة بالتراث الجهوي‪ ،‬واعتبارا لقيمة وغنى‬ ‫تراث منطقة شمـــال المغـــرب‪ ،‬وتثمينـــا ألهميتـــه ولدوره في التنميـــة‬ ‫المستدامة‪ ،‬نظمت‪ ‬الجمعيـــة المغربيـــة للثقافة األندلسية‪ ‬بشفشاون‬ ‫بالتعاون مع المجلس البلدي للمدينة ندوة علمية‪ ،‬في موضوع ‪« :‬تـــراث‬ ‫شمـــال المغرب‪ :‬مقاربـــات ورؤى» بمشاركة ثلـة من الباحثين في تراث وثقافة‬ ‫شمال المغرب‪ ،‬وخاصة منطقـــة جبالــة‪ ،‬وهـــم‪ :‬الدكتور رشيد العفـــاقي‪،‬‬ ‫األستاذ محمد أخريف‪ ،‬األستــاذ محمــد القاضي‪ ،‬األستــاذ علي الريســوني‪،‬‬ ‫والمهندس أنور جاوي‪ ،‬وذلك يوم السبت‪ 06 ‬ماي‪ 2017 ‬على‪ ‬الساعة‬ ‫الخامسة والنصف‪ ‬مساء بمجمع محمد السادس للثقافة والفنون والرياضة‪.‬‬ ‫العروض التي قدمها هؤالء الباحثون كانت متنوعة من حيث المواضيع‬ ‫وزوايا النظر(تاريخية‪ ،‬انتروبولوجية‪ ،‬إثنوعرافية وإثنولوجية وبيئية‪)...‬‬ ‫والمنهج‪ ،‬إال أنها انصبت كلها على التراث المادي والالمادي التي تزخر به‬ ‫منطقة الشمال التي خضعت عبر مرور الزمان لتأثيرات متشابكة أمازيغية‬ ‫وبربرية‪ ،...‬عربية‪ ،‬إسالمية‪ ،‬أندلسية وغربية إلخ‪.‬‬ ‫الدكتور رشيد العفاقي‪،‬‬ ‫تحدث عن العائالت األندلسية‬ ‫والموريسكية المهاجرة( أسرة‬ ‫غيالن‪ ،‬عائلة أبو الليف‪ ،‬آل المنظري‪،‬‬ ‫أوالد النقسيس وغيرهم‪ )...‬عبر‬ ‫موجات والتي استوطنت في منطقة‬ ‫جبالة وبين قبائلها (الفحص (فحص‬ ‫طنجة)‪ ،‬والغربية‪ ،‬بني مصوّر‪ ،‬جبل‬ ‫حبيب‪ ،‬وَادْرَاس‪ ،‬بني يدر‪ ،‬بني‬ ‫عروس‪ ،‬بني يسف (أو يوسف)‪ ،‬سماتة‬ ‫(أو سُوماتة)‪ ،‬الساحل‪....،‬‬ ‫وغيــــــرهـا‪ ،).‬مستحضـــرا‬ ‫المساهمة القويـــة لبعضها‬ ‫في الجهاد ضـــد الغــــزاة‬ ‫خاصة اإلسبان والبرتغاليين‬ ‫‪ ،‬ومتطرقا كذلك إلى الخبرات‬ ‫الفالحية التي حملتها معها‬ ‫هذه الهجرات‪ ،‬والتي غيرت‬ ‫وجه المنطقـــة‪ ،‬وتوراثتها‬ ‫األجيال في كثير من البؤر‬ ‫إلى يومنا هذا مستفيدة منها‬ ‫في التعاطي ألنشطة زراعية‬ ‫متعددة وتطويرها ‪.‬‬ ‫و أكد رشيد العفاقي على‬ ‫أهمية االعتزاز بانتصارات وإنجازات الماضي وتثمينها‪ ،‬صيانة للهوية وإحياء‬ ‫للروح «النهضوية»‪ ،‬منبها في هذا الصدد إلى أن مناطق في الجارة اإليبيرية‬ ‫مازالت تخلد لحد اآلن انتصاراتها على العرب والمسلمين كانتصارها في‬ ‫معركة العقاب‪.‬‬ ‫األستاذ محمد القاضي‪ ،‬تطرق بحسه الموسوعي إلى عادات وتقاليد‬ ‫منطقة جبالة الثقافية والمثولوجية واللسانية‪...‬مركزا بشكل خاص على‬ ‫دراسة متفحصة للطقوس الشعبية واالعتقادات السحرية التي تنسج حول‬ ‫األولياء واألضرحة‪ ،‬وكذا للرمزية التي تغلف اختيارات مواقعها وهندستها‪،‬‬ ‫كما أشار إلى الدور االجتماعي و «االستشفائي» والنفسي‪ ...‬الذي تلعبه‬ ‫هذه «المؤسسات» في مجاالتها‪ ،‬خاصة وسط النساء‪ ،‬محيال إلى الدراسة‬ ‫التي كتبها في هذا الباب الراحل بول باسكون والمعنونة ب «األساطير‬ ‫والمعتقدات بالمغرب»‪.‬‬ ‫الباحث محمد أخريف قدم عرضا مميزا بالكلمة والصورة والصوت حول‬ ‫بعض مظاهر الثقافة الشعبية بمنطقة جبالة‪ ،‬حيث تطرق في هذا الصدد‬ ‫إلى أسطورة «غونجا» أو «تاغونجا»‪...‬و تجسيدها في الطقس المرتبـط‬ ‫ب «الغيث والطياب» وطلبهما‪ ،‬كما تطرق إلى «زهجوكة» كتراث موسيقي‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫متميز نغما وأداء والذي أوصل قرية «جهجوكة» التي توجد بين شفشاون‬ ‫والقصر الكبير إلى العالمية بحكم تعامل بعض نجوم الكتابة والموسيقى مع‬ ‫هذه الموسيقى وتسليط الضوء عليها‪.‬‬ ‫مؤرخ مدينة شفشاون علي الريسوني‪ ،‬تحدث بذاكرته العجيبة عن عائلة‬ ‫من عائالت آل العلمي اشتغل أفرادها بتواتر في خطة القضاء بشفشاون‪،‬‬ ‫مبرزا بذلك ظاهرة تعاقبت منذ زمن بعيد بالمغرب واألندلس والمتمثلة في‬ ‫االختصاص المهني أو العلمي‪...‬الذي ينتقل أبا عن جد في بعض العائالت‬ ‫أو المناطق‪..‬‬ ‫وأوصى مؤرخ المدينة في هذه الندوة بربط الماضي بالحاضر والنظري‬ ‫بالعملي‪ ،‬حيث ال نفع في علم أو عمل إذا لم يكن له تأثير ملموس وإيجابي‬ ‫على حياة الناس هنا واآلن‪.‬‬ ‫مدير المنتزه الوطني لتالسمطان بشفشاون أنور جاوي‪ ،‬تطرق في‬ ‫عرضه إلى «محمية المحيط الحيوي مابين القارات في البحر األبيض‬ ‫المتوسط» المحدثة سنة ‪ ،2006‬والتي تجمع بين إسبانيا والمغرب‪ ،‬وتشكل‬ ‫فضاء تواصليا بين إفريقيا وأوروبا‪ ،‬وتحدث في هذا السياق عن مفهوم‬ ‫«محمية المحيط الحيوي» الذي‬ ‫تمت صياغته من طرف برنامج‬ ‫اليونيسكو (اإلنسان والمحيط)‬ ‫المنشأ في بداية السبعينات والذي‬ ‫يحدد مجاالت طبيعية من أجل‬ ‫الحفاظ على الموارد الطبيعية‪،‬‬ ‫والعمل واالستثمار وفق مبادئ‬ ‫التنمية المستدامة ومعاييرها‬ ‫بهدف تحسين العالقة بين‬ ‫اإلنسان والبيئة والطبيعة‪.‬‬ ‫وأشــــار أنور جاوي إلى‬ ‫أن هذه المحمية الذي يقع‬ ‫جانب منـهـــا في قلب شبه‬ ‫الجزيرة الطنجيـــة تشمــــل‬ ‫أقاليم شفشــــاون وتطوان‬ ‫والعرائش ووزان وفـــحــــص‬ ‫أنجـــرة والمضيق والفنيدق‬ ‫وطنجة أصيلـة‪ ،‬وتضم تراثا‬ ‫ثقافيا زاخرا ومنظومات بيئية‬ ‫عالية القيمة اإليكولوجية‪-‬من‬ ‫حيث الفون والفلور‪ -‬كالمنتزه‬ ‫الوطني لتالسمطان‪ ،‬والمنتزه‬ ‫الطبيعي لبوهاشـــم وجبـــل‬ ‫موسى والبحيـــــرة الشاطئية‬ ‫سمير(بسكون السين) وغيرها‪.‬‬ ‫وقد أعقب هذه الندوة نقاش مثمر تركز حول ضرورة صيانة التراث‬ ‫المادي والالمادي بمختلف تجلياته من الضياع على مستوى منطقة جبالة‬ ‫عامة وإقليم شفشاون خاصة‪ ،‬وكذا ضرورة بلورة صيغ عملية من طرف‬ ‫أصحاب القرار بتنسيق مع المجتمع المدني لتشجيع المبادرات الهادفة‬ ‫لتثمين ما تبقى من هذا التراث واالجتهاد في طرق تدبيره في إطار رؤية‬ ‫شاملة ومنسجمة تتوخى خدمة اإلنسان في تناغم تام مع محيطه البيئي‬ ‫ودرء التهديدات الناتجة عن األنشطة المهدرة للموارد والملوثة بحكم‬ ‫التصنيع المتنامي والفالحة المكثفة والسياحة غير المسؤولة‪.‬‬ ‫وأوصى بعض المتدخلين بتخصيص يوم دراسي للتراث المعماري‬ ‫وخصائصه بمنطقة جبالة‪ ،‬وإقليم شفشاون وعاصمته بشكل خاص‪ ،‬حيث‬ ‫لوحظ أنه على هذا المستوى الحبل متروك على الغارب؛ والمستقبل ينذر بما‬ ‫اليحمد عقباه رغم الجهود المبذولة والتطيمنات المتكررة‪.‬‬ ‫أدار هذه الندوة العلمية األستاذ الباحث المقتدر محمد أمالل‪ ،‬وحضرها‬ ‫جمهور غفير من المهتمين والفاعلين المحليين‪ ،‬كما حضرها عن بلدية‬ ‫شفشاون التي أعانت الجمعية لتنظيم هذا النشاط نائبي الرئيس عبدالحميد‬ ‫مصباح وحسن الدحمان‪.‬‬

‫�إذا عَ ِلمت!‬ ‫َفـا ْلــزم‪!..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫حديثي في هذا الحيز أركزه حول الشجرة المباركة‪.‬‬ ‫مَنَّ اهلل علي بصحبــة سيــدي حمـزة القـــادري‬ ‫يودشيش قــدس اهلل ســره‪ ،‬وإني لمعتقد بجارحتي‬ ‫وعقلي أن هذه الصحبة الكريمة كانت أساس صالحي‬ ‫ونبراس سعادتي‪..‬‬ ‫وسيدي حمزة القادري بودشيش قدس اهلل سره‬ ‫عارف باهلل أنبت اهلل في قلبه الشجرة المباركة‪ .‬والشجرة‬ ‫المباركة هي كلمة اإلخالص «ال إاله إال اهلل» وقد كان‬ ‫قدس اهلل سره يقول‪« :‬من أرادني فأنا موجود في ال‬ ‫إاله إال اهلل›› وكان يقول أيضا‪« :‬من جاءنا جاء عند رسول‬ ‫اهلل‪ ،‬ومن جاء عند رسول اهلل كان في حضرة اهلل»‪.‬‬ ‫الشجرة المباركة أصلها ثابت في قلوب طهرها اهلل‪،‬‬ ‫وفرعها في سماء األسرار المطهرة من األغيار‪ ..‬ولهذه‬ ‫الشجرة المباركة أسام؛ فهي شجرة اليقين والشجرة‬ ‫الطيبة وشجرة النعيم‪.‬‬ ‫ومن أراد اهلل به خيرا‪ ،‬ساقه إلى شيخ مرب حكيم‬ ‫ليغرس في قلبه هذه الشجرة المباركة الطيبة‪ ،‬شجرة‬ ‫«ال إاله إال اهلل» وعمل الشيخ المربي هو تزكية هذه‬ ‫الشجرة حتى تثبت «يثبت اهلل الذين آمنوا بالقول‬ ‫الثابت» والقول الثابت هو «ال إاله إال اهلل»؛ قول لم‬ ‫يسبقه علم ولم يخطه قلم وبه تتحرك المتحركات‬ ‫وتسكن الساكنات‪ ،‬وبه تظهر العلويات والسفليات‬ ‫والتلونات‪..‬‬ ‫وبهذه الشجرة المباركة‪ ،‬يثيب اهلل سبحانه عباده‬ ‫المخلصين‪..‬‬ ‫ال يطلع على سر هذا الكالم إال من صحب شيخا‬ ‫مربيا ونهل من مدده والزم صحبته‪..‬‬ ‫فمن اتصل بذكر ربه اتصل بحياته األبدية‪ ،‬ومن‬ ‫انقطع عن ذكره‪ ،‬انقطع عن وجوده‪..‬‬ ‫وخالصة هذا اإللماع أن الحياة في الوجود هي ذكر‬ ‫اهلل ‪ ،‬لكونه هداية وتوفيقا وإقباال ومحبة‪.‬‬ ‫وبقدر التخصيص يكون التخليص‪ ،‬وبقدر التخليص‬ ‫تكون المحبة‪ ،‬وبقدر المحبة يكون الفناء‪ ،‬وبقدر الفناء‬ ‫تكون الحياة‪ ،‬وبقدر الحياة يكون البقاء‪ ،‬وبقدر البقاء‬ ‫يكون السرور‪.‬‬ ‫يقول سيدي حمزة قدس اهلل سره‪« :‬إذا علمت‬ ‫فا ْلزم»‪.‬‬


‫العدد ‪889‬‬

‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 16‬إلى ‪ 22‬مـاي ‪2017‬‬

‫والي جهة طنجة‪ ،‬تطوان الحسيمة يشرح‬ ‫للرأي العام الدولي قضية الحراك بالريف‬ ‫اليعقوبي يقدم حصيلة جهود الدولة من أجل تنمية‬ ‫إقليم الحسيمة ويعلن أن االستثمارات العمومية‬ ‫فاقت ‪ 25‬مليار درهم منذ زلزال الحسيمة سنة ‪2004‬‬ ‫طلع والي جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬محمد اليعقوبي‪ ،‬بتصريح قوي أدلى به لوكالة‬ ‫األنباء الفرنسية‪ ،‬تناول فيه ما أسماه بـ «األخبار الزائفة» التي تصدر عن قادة االحتجاجات‬ ‫بالحسيمة ‪ ،‬وأكد أن مروجي هذه األخبار سيحاسبون أمام القضاء بسبب دعوتهم للعنف ‪ .‬وقال‬ ‫اليعقوبي إن الحسيمة مدينة عادية كل مؤسساتها تسير بشكل عاد وأن ما تشهده بين الفينة‬ ‫والفينة من مظاهرات هي في الواقع أقل عددا مما يجري في باقي الجهات‪( ،‬مما قد يفهم‬ ‫منه أن هناك تحركات متواصلة‪ ،‬ناتجة عن غضب السكان في غير الحسيمة من مدن وجهات‬ ‫المملكة)‪.‬‬ ‫وأكد والي الجهة للوكالة الفرنسية إن كل شيء «افتراضي» وأن المدينة هادئة بخالف ما‬ ‫يروجه بعد قادة االحتجاجات على حساباتهم الفيسبوكية من خطابات قال إنها تتضمن «أخبارا‬ ‫زائفة» ومتناقضة‪ .‬وندد في نفس الوقت بالدعوات إلى العنف وخطابات‪ ،‬نشر الرعب وبما ينشر‬ ‫على الحسابات الفيسبوكية من تهجمات خطيرة على المؤسسات ومن إضفاء بعد ديني على‬ ‫خطاباتهم بهدف حشد أوسع للناس‪ .‬وأعلن الوالي أن القضاء سيحدد أولئك الذين يقفون وراء‬ ‫هذه االحتجاجات والتحريض على العنف‪ ،‬مؤكدا أن الحراك يدور حول ثالثة إلى خمسة أشخاص‬ ‫من بينهم «زعيم» الحراك الذي أدلى باسمه كامال‪ ،‬وحواله أربعون شخصا‪ ،‬وجميعهم ال يقبلون‬ ‫أي وجهة نظر مخالفة لمواقفهم ‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬أوضح الوالي أن «كافة مطالب سكان المنطقة موجودة في برنامج التنمية‬ ‫المجالية للجهة الذي انطلق سنة ‪ ،2015‬وأن الدولة بذلت جهودا كبيرة لتنمية الحسيمة منذ‬ ‫زلزال ‪ ،2004‬حيث تم استثمار ما يربو عن ‪ 25‬مليار درهم في مشاريع تجهيزية وإنمائية‪ ،‬بهدف‬ ‫«تحسين الظروف المعيشية للسكان»‪.‬‬ ‫وفي حديث لوكالة األنباء المغربية‪ ،‬أكد الوالي اليعقوبي أنه فضال عن برنامج التنمية‬ ‫المجالية إلقليم الحسيمة (‪ )2019 – 2015‬الذي يحمل إسم « الحسيمة‪ ،‬منارة المتوسط» ‪،‬‬ ‫توجد عدة برامج أخرى قيد اإلنجاز ‪ ،‬ومنها البرنامج المتعلق بتقليص الفوارق الترابية الذي رصد‬ ‫له غالف مالي يناهز ملياري درهم وان هذين البرنامجين رصد لهما حوالي ‪ 9‬ماليير درهم‪.‬‬ ‫واستعرض الوالي جملة من المشاريع التنموية االجتماعية واالقتصادية والتربوية والرياضية‬ ‫والسياحية ومشاريع البنيات التحتية التي أشرف جاللة الملك على انطالقتها‪ ،‬فأوضح بخصوص‬ ‫القطاع الصحي أنه باإلضافة إلى خمسة مراكز توجد قيد التشييد ‪ ،‬و‪ 24‬أخرى تعرف أشغال‬ ‫إعادة التهيئة ‪ ،‬فإن مدينة الحسيمة ستتوفر في القريب العاجل على مركز استشفائي إقليمي‬ ‫كبير (‪ 250‬مليون درهم) ‪ ،‬الذي يوجد في طور التشييد‪،‬وأن مستشفى كبيرا سيفتح أبوابه نهاية‬ ‫السنة الجارية بإمزورن‪ ،‬مما سيعزز البنيات الصحية بإقليم الحسيمة ويمكن الجهة من تجهيزات‬ ‫صحية عالية الجودة‪.‬‬ ‫وفي قطاع التربية والتكوين‪ ،‬سجل الوالي أن ثالث مؤسسات للتكوين المهني ستبدأ في‬ ‫العمل هذه السنة ببني بوعياش وإساكن وتارجيست‪ ،‬والتي تأتي لتضاف إلى مؤسسات أخرى‬ ‫قيد العمل ‪ ،‬بعدد من المدارس المتخصصة وكلية العلوم والتقنيات بالحسيمة ‪.‬كما أنه سيتم‬ ‫تعويض أكثر من ستمائة حجرة من البناء المفكك وتعويضها‪ ،‬فيما ستباشر عمليات متعددة‬ ‫إلصالح وتهيئة العديد من المدارس والداخليات باإلقليم‪.‬‬ ‫وأعلم‪ ،‬من جهة أخرى أنه سيتم‪ ،‬بهدف سد العجز الحاصل في الموارد المائية ‪ ،‬إنجاز‬ ‫سد (‪ 1.3‬مليار درهم) خارج البرنامجين سالفي الذكر ‪ ،‬والذي سيكلف ‪ 1.3‬مليار درهم‪ ،‬والذي‬ ‫سيستغل في تزويد السكان بالماء الصالح للشرب وفي الري كذلك ‪ .‬كما سيتم في هذا الصدد‪،‬‬ ‫إطالق محطة لتحلية مياه البحر الشهر المقبل ‪.‬‬ ‫أما في المجال الفالحي ‪ ،‬فقد أبرز الوالي أهمية المشاريع الفالحية المندرجة في إطار برنامج‬ ‫«الحسيمة ‪ ،‬منارة المتوسط» ‪ ،‬مشيرا على الخصوص إلى غرس ‪ 12‬ألف هكتار من األشجار‬ ‫المثمرة ‪ ،‬بالنظر إلى النجاح الكبير الذي حققته هذه السلسة على مستوى اإلقليم ‪.‬‬ ‫وللنهوض بالقطاع الرياضي بالمنطقة ‪ ،‬تحدث الوالي عن عدة مشاريع منها المدينة‬ ‫الرياضية المبرمجة في آيت قمرة ‪ ،‬والملعب الكبير بالحسيمة ‪ ،‬والمسبح األولمبي‪ ،‬وقاعات‬ ‫مغطاة‪ ،‬فضال عن أزيد من ‪ 30‬ملعبا للقرب ‪ ،‬توجد ‪ 15‬منها قيد اإلنجاز ‪.‬‬

‫وأشار الوالي في هذا الصدد إلى أنه تم االنتهاء من إنجاز برنامج تأهيل مدينة الحسيمة‬ ‫ومراكز تارجيست وبني بوعياش وأجدير وإمزورن في ما يخص الماء والكهرباء والتطهير‬ ‫والطرق‪ ،‬وأن خمسة عشرمركزا قرويا صاعدا آخر ستستقبل مشاريع مماثلة في مجال التأهيل‬ ‫‪ .‬وتحدث الوالي كذلك عن مشاريع هامة توجد في مرحلة اإلنجاز تتعلق بمكافحة الفيضانات‬ ‫وبناء مطرح عمومي ومسالك وبنيات تحتية طرقية مهيكلة‪ ،‬مشيرا للطريق التي ستربط‬ ‫تارجيست بكاال يريس ‪ ،‬والتي ستسهل الولوج المباشر للطريق المتوسطية لجزء كبير من‬ ‫السكان‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق بالنهوض باإلستثمار والتشغيل‪ ،‬أوضح الوالي اليعقوبي أن عددا من‬ ‫المبادرات تم إطالقها خاصة قي ما يتعلق بالطريق المتوسطية وبناء فنادق جديدة‪ ،‬وتوسعة‬ ‫الميناء والمطار وبناء ميناء ترفيهي ومحطة بحرية ومنطقة صناعية بآيت قمرة ومواقع سياحية‪،‬‬ ‫مشددا على أن االستثمارات العمومية تندرج في إطار استراتيجية مندمجة بهدف جعل مدينة‬ ‫الحسيمة قاطرة حقيقية لكل المنطقة‪ ،‬ومبرزا األهمية القصوى لميناء «الناظور غرب المتوسط»‬ ‫الذي سوف يعزز الجهود الرامية إلى تطوير المنطقة ويسرع وتيرة التشغيل بالريف‪.‬‬ ‫وفي إطار السعي إلى تحريك ملف التشغيل‪ ،‬اتخذ والي الجهة‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬قرارا عاجال للتوظيف‬ ‫الفوري لـ ‪1000‬شاب وشابة من إقليم الحسيمة بالشركات المتخصصة في تصنيع السيارات‬ ‫الموجودة بمدينة طنجة‪ .‬تم ذلك خالل اجتماع ترأسه اليعقوبي بحضور رئيس غرفة التجارة‬ ‫والصناعة والخدمات بالجهة‪ ،‬عمر مورو وممثلين عن قطاعات صناعة السيارات بالميناء‬ ‫المتوسطي بطنجة‪ .‬كما أن غرفة التجارة والصناعة والخدمات تباشر مع مهنيي قطاع النسيج‬ ‫بطنجة‪ ،‬إمكانية تشغيل دفعة أخرى من شباب الحسيمة بهذا القطاع‪ ،‬في مدينة طنجة‪.‬‬ ‫يذكر أن الحكومة المغربية الجديدة التي عينها جاللة الملك يوم ‪ 5‬أبريل الماضي‪ ،‬تضم‬ ‫أربعة وزراء ينحدرون من منطقة الريف وهم عبد الوافي لفتيت وزير الداخلية ‪ ،‬ومحمد أوجار‬ ‫وزير العدل ‪ ،‬ومحمد األعرج برلماني الحسيمة ـ وزيرالثقافة واالتصال‪ ،‬والحسين الوردي الذي‬ ‫سيستمر على رأس وزارة الصحة‪ .‬‬ ‫ومعلوم أن رئيس جهة طنجة‪ ،‬تطوان‪ ،‬الحسيمة‪ ،‬الريفي إلياس العماري سبق وأن انتصر‬ ‫لحراك أهل الريف مؤكدا في تدوينة عبر حسابه على الفيسبوك أن ما يقع بالمنطقة إنما هو‬ ‫نتاج تراكمات خلفتها سنوات من التهميش واإلقصاء‪ ،‬وأن ال صلة لموضوع الحراك بحكاية‬ ‫«المؤامرة» إن داخلية أو خارجية ‪ ،‬وإال فإن على المدعين بذلك‪ ،‬أن يوضحوا للشعب «من‬ ‫يشتغل مع من»‪ .‬وأضاف أن المسؤولية في ما يحدث تقع على المؤسسات الرسمية بسبب‬ ‫غيابها الطويل وعدم إصغائها لمطالب السكان األساسية ذات الطابع اإلجتماعي من تعليم‬ ‫وصحة وشغل واتساع رقعة الفقر والهشاشة وتضخم البطالة‪.‬‬ ‫وكان إلياس العماري قد حمل ألهل الحسيمة بشرى عزم مستثمرين في مجال صناعة‬ ‫السيارات إنشاء وحدات صناعية بهذا اإلقليم ‪ .‬حدث ذلك خالل إشرافه ‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬بمعية وزير‬ ‫الصناعة حفيظ العلمي على افتتاح الدورة الرابعة لمعرض المناولة لقطاع السيارات بمنطقة‬ ‫«طنجة أوطوموتيف»‪.‬‬ ‫وأيضا في إطار تحريك ملف التشغيل بالنسبة للشباب العاطل‪ ،‬أقدم مجلس جهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة على اتخاذ مبادرة تنظيم دورة تكوينية في مهن التدريس لفائدة ‪ 1487‬من‬ ‫شباب الحسيمة‪ ،‬ذكورا وإناثا‪ ،‬من حاملي اإلجازة فما فوق‪ ،‬بإشراف المدرسة العليا لألساتذة‬ ‫بتطوان‪.‬‬ ‫هذه المبادرة التي تم اتخاذها من طرف مجلس الجهة بشراكة مع جماعة الحسيمة والمجلس‬ ‫اإلقليمي‪ ،‬تندرج في إطار األدوار االجتماعية للجهة خاصة تأهيل الكفاءات عبر التكوين المستمر‪.‬‬ ‫وقد انطلقت فعال أشغال هذه الدورة التكوينية ‪ ،‬صباح اإلثنين ‪ 8‬ماي الجاري بالحسيمة ‪ .‬وسوف‬ ‫تليها مبادرات أخرى في إطار تنشيط التشغيل خاصة بالنسبة للشباب الحاصل على شهادات عليا‬ ‫والذين يوجدون في حالة عطالة‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 16‬إلى ‪ 22‬مـاي ‪2017‬‬

‫العدد ‪889‬‬

‫كلما اقترب فصل الصيف‬ ‫يتم تعريف التسول على أنه سؤال الرجل الناس‬ ‫حاجته مع قدرته على العمل والكسب‪ ,‬وهو من‬ ‫األفعال التي ذمها الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪،‬‬ ‫كما بيّن ما يلحق صاحبه من الخزي والعار يوم‬ ‫القيامة فقال‪« :‬ال تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى‬ ‫اهلل وليس في وجهه مزعة لحم» والمسألة ال ّ‬ ‫تحل‬ ‫إال لذي حاجة تقطعت به األسباب من فقر وعجز‪،‬‬ ‫ين‬ ‫وعن التعفف عن السؤال قال تعالى‪« :‬لِ ْلفُ ق َ​َرا ِء ا َّلذِ َ‬ ‫ِيل هَّ ِ‬ ‫�ض ًبا يِف‬ ‫الل ال َي ْ�ست َِط ُ‬ ‫يع َ‬ ‫ون رَ ْ‬ ‫� ْأح�صرِ ُ وا يِف َ�سب ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫جْ‬ ‫اهِ‬ ‫ْ‬ ‫ِن ال َّت َعف ِ‬ ‫ُّف‬ ‫ِي‬ ‫ن‬ ‫غ‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫�ض َي ْح َ�س ُب ُه ُم‬ ‫اء م َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال ْأر ِ‬ ‫ا�س ِ �إ حْ َ‬ ‫لا ًفا َو َما ُت ْنفِقُ وا‬ ‫ون ال َّن َ‬ ‫ت َْع ِر ُف ُه ْم بِ�سِ ي َماهُ ْم ال َي ْ�س َ�أ ُل َ‬ ‫مِن َخي َف�إِن هَّ َ‬ ‫ِيم»‪ .‬صدق اهلل العظيم‪.‬‬ ‫الل ِب ِه َعل ٌ‬ ‫ْ‬ ‫رْ ٍ َّ‬ ‫لذلك ‪ ‬فنحن متفقون مبدئيا على أن التسوّل‬ ‫هو طلب المال‪ ،‬أو الطعام من عموم الناس عن‬ ‫طريق استجداء عطفهم وكرمهم‪ ،‬إما مستعينين في‬ ‫ذلك بإبراز عاهات الشخص المتسول‪ ،‬أو بسوء حاله‪،‬‬ ‫أو باإلستعانة بأطفال قد يكونون من صلب المستجدي أو قد يكون مؤجرا لهم‪،‬وهي ظاهرة‬ ‫تتضح أشكالها بانتشار المتسولين على جنبات الطرقات واألماكن العامة األخرى‪.‬‬ ‫‪ ‬و نحن على مشارف شهر رمضان الكريم وبداية موسم الصيف‪ ،‬بدأنا نرقب توافد أحباب اهلل‬ ‫من المتسولين من الغرب والشرق وجميع مشارب المغرب‪،‬‬ ‫وكأن المتسولين في باقي الفصول في طنجة بحاجة إلى‬ ‫المزيد‪....‬‬ ‫‪ ‬بعض المتسولين يفترشون األرض للنوم عن طريق‬ ‫احتالل األرصفة وباألخص المساحات المتوفرة بجنبات‬ ‫مداخل المساجد في منظر مخل ومشوه‪ ،‬هذه الفئة من‬ ‫الناس غالبا ما تكون عبارة عن «أقوام» حضرت إلى المدن‬ ‫التي تتخذ فيها التسول احترافا ويعملون في إطار شبكة‬ ‫منظمة حيث يقومون بكراء شقق أو منازل ثم بعد وضع‬ ‫خطط من قبل شخص أو عدة أشخاص يشرفون على‬ ‫الشبكة‪ ،‬ينتشرون في المدينة مستغلين كرم أهلها‪ ،‬وهذه‬ ‫الفئة من الناس ال تكون لها في الغالب أي عالقة بالفقر أو‬ ‫الضعف وإنما أغلبهم في حالة صحية جيدة تمكنهم من‬ ‫العمل لكسب قوت اليوم بكرامة‪.‬‬ ‫‪ ‬غالبا ما يتجه المتسولون إلى استدرار عطف المواطنين‬ ‫باتخاذ صور أو أشكال متعددة يغلب عليها الكذب واإلحتيال‬ ‫مستغلين طيبة المجتمع المغربي واندفاع المواطنين‬ ‫لفعل الخير‪ ،‬غير أن هذه الظاهرة تنعكس بآثارها السلبية‬ ‫على النواحي األمنية وعلى المجتمع‪.‬‬ ‫‪ ‬كلمات وجمل كثيرة ومتعددة تؤسّس بناء على ذكاء المتسول – رجال كان أم امرأة‪ -‬الهدف‬ ‫منها إصابة قلب عاطفة المستجدى منه‪ ،‬ال يرمي من ورائها المتوسل سوى استدراج عطف وكرم‬ ‫اآلخرين وباألخص العنصر النسوي‪.‬‬ ‫‪ ‬و المتسولون ينقسمون إلى أقسام أو‬ ‫فئات متعددة‪ ،‬فغالبا ما نجد أنفسنا في معظم‬ ‫األوقات أمام أطفال – يحتمل أن يكونوا تحت‬ ‫إجبار الوالدين أو من يقوم ب «تربيتهم» أو‬ ‫«رعايتهم» – ولم يبلغوا بعد سن الرابعة عشر‬ ‫سنة تقريبا‪ ،‬وبشكل متكرر ومحكم اإلتقان‬ ‫يحترفون استجداء المارة رغبة في الحصول‬ ‫على ما نسميه نحن بالفضالت‪ ،‬إال أنه يدر‬ ‫عليهم أمواال كثيرة حسب تموقع المتسول‬ ‫من شوارع ومدارات مهمة بالمدينة وبالتالي‬ ‫يجد نفسه في آخر «حصة عمله» قد جنى ما‬ ‫لن يحصل عليه أغلب المواطنين العاديين‪.‬‬ ‫كما نجد أيضا رجاال يكشفون عن بعض‬ ‫من أجسادهم – وخصوصا األجزاء التي تعاني‬ ‫من إعاقات بدنية ‪-‬أمام المارة لكسب عطفهم‬ ‫وحنانهم ثم يفوزوا ببعض مما قد يراكم ثروات باهظة للمتسول‪ .‬ونجد أيضا بعض النساء‬ ‫وغالبا ما يكن محاطات بطفلين أو أكثر بل وقد تكون حاملة لرضيع أو رضيعة‪ ،‬ويدعين بكونهن‬ ‫أرامل أو يعانين من أمراض ليس في استطاعتهن وأزواجهن مجابهة مصاريفها الطبية الباهظة‬ ‫الثمن‪ ،‬وقد ينجحن في زعزعة مشاعر من ال يستقوون مقابل دريهمات معدودة‪.‬‬ ‫‪ ‬المشهد يتكرر بطنجة كثيرا‪ ،‬حتى أصبح المواطن الطنجي يشمئز مما يراه‪ ،‬فأينما رميت‬ ‫ببصرك إال وتتراءى لك أجساد توحي لناظريها أنها منهكة القوى وأن جميع مشاكل الحياة‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬ ‫تتخبط فيها وتمد نظراتها نحو جيوب من قد ترمي‬ ‫به أقداره للمرور إما راجال أو راكبا من أمامها‪.‬‬ ‫‪ ‬إنها كثيرة تلك الظواهر التي ننظر إليها على‬ ‫أنها بسيطة وال نعيرها أدنى اهتمام إال بعد تفاقمها‬ ‫بحيث نصبح شبه عاجزين حالما نريد محاربتها‬ ‫بشكل جذري‪.‬‬ ‫‪ ‬نفس المثال ينطبق على ظاهرة التسول‪ ،‬هذه‬ ‫الظاهرة التي إن لم تقم الجهات المختصة بوضع‬ ‫خطة استراتيجية حازمة إلعدامها‪ ،‬فسوف تضيف‬ ‫ويالت إلى ما يعانيه مجتمعنا وبالتالي تنعكس بآثار‬ ‫سلبية عليه‪.‬‬

‫‪ ‬فالتسول يعدّ مشكلة شديدة التعقيد وعلى‬ ‫المجتمع أن يوجد الحلول المناسبة التي تساعد على‬ ‫الحد من انتشاره وإعادة تأهيل هذه الفئة بمختلف‬ ‫أعمارها وتكييفها مع األنماط السلوكية التي يرغبها‬ ‫المجتمع حتى تتخلص من تلك األنماط السلوكية التي تعودت عليها وأصبحت تشكل خطورة‬ ‫على المجتمع ومواطنيه‪.‬‬ ‫‪ ‬يمكن تحديد مفهوم التسول على أنه من المفاهيم المستحدثة‪ ،‬حيث لم يذكر هذا‬ ‫المفهوم أو الظاهرة بالمعاجم أو بكتب اإلصطالح‬ ‫القديمة‪ ،‬ففي معجم المصطلحات اإلجتماعية تم تعريف‬ ‫التسول بأنه‪« :‬طلب الصدقة من األفراد في الطرق العامة‪،‬‬ ‫ويعد التسول في بعض البالد جنحة يعاقب عليها‪ ،‬إذا كان‬ ‫المتسول صحيح البدن‪ ،‬أو إذا هدد المتسول منه‪ ،‬أو إذا‬ ‫دخل في سكن دون استئذان‪ ،‬أو يكون التسول محظوراً‪،‬‬ ‫حيث توجد مؤسسات خيرية» ‪.‬‬ ‫و للتسول طبع خاص في طنجة‪ ،‬فقد أصبحت مهنة‬ ‫مربحة ويجد غالبية ممتهني هذه الحرفة طريقا سهال‬ ‫لكسب المال دون عناء في حين نجد أن الطبقة التي تعاني‬ ‫وتحتاج للمال حقا ال تمد يدها طلبا للعون إال إذا انقطعت‬ ‫بها السبل‪.‬‬ ‫و تعتبر طنجة‪ ‬عاصمة لكل من انقطع عنه المال‪ ,‬فإلى‬ ‫جانب الهجرة الداخلية إلى الشمال طمعا في إيجاد عمل‬ ‫جيد وتحسين الدخل الفردي فإن المدينة‪ ‬لم تسلم من‬ ‫الهجرة الخارجية خاصة أنها تعرف تدفق عدد كبير من‬ ‫المهاجرين األفارقة الذين يطمحون في العبور إلى الضفة‬ ‫األخرى‪ ,‬الذين قضى معظمهم سنين طويلة متنقال بين شوارع وأحياء المدينة‪ ‬طلبا للعون‪,‬‬ ‫فالبعض منهم يبحثون عن قوتهم اليومي واآلخرون يبحثون عن مال لعله يساعدهم في الرجوع‬ ‫إلى بلدهم األصلي بعدما تبخر حلمهم في العبور‪.‬‬ ‫و ألن كل مهنة تتطور بتقدم الزمن‪,‬‬ ‫فإن التسول أصبح يعتمد على وسائل وطرق‬ ‫جديدة تعودنا على مشاهدتها كل يوم‬ ‫في شوارع وأزقة‪ ‬المدينة‪ ،‬فقد اتخذ غالبية‬ ‫المتسولين من إشارات المرور مكانا دائما‬ ‫لهم من أجل ممارسة حرفتهم‪ ,‬مرفقين‬ ‫بأطفال صغار وأحيانا معوقين من أجل كسب‬ ‫تعاطف المارة ومدهم ببعض الدراهم‪ .‬كما أن‬ ‫مقاهي وسط المدينة‪ ‬أصبحت معتادة على‬ ‫استقبال فئة خاصة من المتسولين تعمد‬ ‫إلى طبع مقوالت دينية مؤثرة أو آيات قرآنية‬ ‫أو أحاديث نبوية تدعو إلى مساعدة الفقير‬ ‫والمحتاج‪..‬فمن أجل إتقان عملها تقوم هذه‬ ‫الفئة بوضع مطبوع على كل طاولة وتركها‬ ‫لدقائق حتى يتسنى لمرتادي المقهى قراءة‬ ‫محتوى الورقة ثم يقوم المتسول بجمع‬ ‫األوراق مع بعض الدراهم‪..‬‬ ‫و من المواقف التي تثير استغراب البعض هي عندما يستوقفك شخص في الشارع ويبدأ‬ ‫بالحديث عن مشاكله وظروف عيشه فيفاجئك بطلب بعض الدراهم كي يعود إلى مدينته أو‬ ‫ليعيل أسرته مع أن شكله الخارجي ولباسه ال يوحيان بأنه إنسان محتاج‪..‬‬ ‫باختصار‪ ,‬استفلحت هذه الظاهرة في مدينة طنجة‪ ‬وأصبحت تشكل تحديا أساسيا في‬ ‫مواجهتها ولها انعكاسات سلبية على المجتمع وصورة البلد‪ ‬في الخارج وبالتالي فعلى المعنيين‬ ‫باألمر إيجاد حلول للحد من انتشارها‪ .‬‬


‫العدد ‪889‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 16‬إلى ‪ 22‬مـاي ‪2017‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫طنجة بين مطرقة الخصاص األمني وسندان التنقيل العقابي‬ ‫ألمنييها‬ ‫ظلت طنجة من بين أكثر المدن التي تلقى أمنيوها‪،‬‬ ‫بمختلف رتبهم‪ ،‬عقوبات بالنقل أو التنقيل أو العزل‪ ،‬وهي‬ ‫عقوبات لم تكن تثير الكثير من الجدل‪ ،‬غير أن الموت‬ ‫المفاجئ لضابط شرطة تم تنقيله من طنجة إلى ورزازات‪،‬‬ ‫وموته المفاجئ بعد ذلك‪ ،‬ألقى بكثير من التساؤالت حول‬ ‫الطريقة التي يتم التعامل بها بوالية أمن طنجة مع رجال‬ ‫شرطة يتهمون باإلخالل بالواجب أو بالفساد‪.‬‬ ‫منطقة الشمال‪ ،‬وطنجة على الخصوص‪ ،‬كانت‬ ‫باستمرار مصدر غنى لمسؤولين كثيرين بطرق ملتوية‪،‬‬ ‫سواء داخل األمن أو في قطاعات أخرى كثيرة‪ ،‬حيث ال يزال‬ ‫السكان يتذكرون سقوط أزيد من عشرة من رجال األمن‬ ‫كانوا يشتغلون داخل والية أمن طنجة أو خارجها في قضية‬ ‫أثارت الكثير من الجدل قبل بضع سنوات‪.‬‬ ‫غير أن البعض يقولون إن عددا من األمنيين يتم‬ ‫تنقيلهم من طنجة لمجرد التوصل بشكايات توصف بأنها‬ ‫كيدية‪ ،‬وأن حسابات داخلية تفرض تلك التنقيالت‪ ،‬خصوصا‬ ‫أن عددا من األمنيين الذين تم تنقيلهم مشهود لهم‬ ‫بالكفاءة والخبرة والتجربة الميدانية في بؤر الجريمة‪ ،‬وهو‬ ‫ما يجعل المدينة تعاني من نقص الخبرات األمنية في وقت‬ ‫تكبر فيه باستمرار وتتحول فيها الجريمة إلى هاجس حقيقي‬ ‫للسكان ولمصالح األمن على السواء‪.‬‬ ‫وكان آخر ضابط تم تنقيله خارج طنجة هو يونس‬ ‫المزوري‪ ،‬الذي لم يمض وقت طويل على وجوده في‬ ‫ورزازات‪ ،‬التي تم تنقيله إليها عقابا له‪ ،‬حتى لفظ أنفاسه‬ ‫األخيرة بشكل غير متوقع داخل أحد فنادق المدينة‪.‬‬ ‫وما أعطى حدث الوفاة صدى أكبر هو التسجيالت التي‬ ‫تم بثها بعد وفاة الضابط‪ ،‬والتي كان يشكي فيها من كونه‬ ‫كان مجرد ضحية لتصفية حسابات في والية أمن طنجة‪،‬‬ ‫وهو ما زرع الكثير من األسى‪ ،‬ليس فقط بين أفراد عائلته‪،‬‬ ‫بل أيضا داخل أسرة األمن بالمدينة‪.‬‬ ‫وفاة الضابط المزوري‪ ،‬بعد تنقيله العقابي من طنجة‬ ‫إلى ورزازات‪ ،‬أثارت أسئلة أخرى مختلفة‪ ،‬هي‪ :‬لماذا يتم‬

‫تنقيل أمنيين من مدينة كبرى ومهة إلى مدينة بعيدة‬ ‫وصغيرة‪ ،‬ألن هذا العقاب في حد ذاته‪ ،‬وفي حال تأكد اقتراف‬ ‫المعاقب ألخطاء‪ ،‬فإنها تعنبر أيضا عقوبة ضد المدينة التي‬ ‫يتم تنقيل المعاقب إليها‪ .‬ولنتصور شعور سكان مدينة ما‬ ‫يسمعون بأن مسؤوال يفترض أنه فاسد‪ ،‬تم تنقيله إليها‬ ‫عقابيا‪.‬‬ ‫إنهم سيشعرون بأنهم مواطنون من درجة دنيا ألنهم‬ ‫يستقبلون مسؤولين متهمين بالفساد أو بقلة الخبرة‪ ،‬بينما‬ ‫العقوبة المنطقية واضحة وال غبار عليها‪ ،‬وهي محاكمة‬ ‫المسؤول الفاسد وسجنه‪ ،‬وليس تنقيله للتنكيل بسكان‬ ‫مدينة أخرى‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى هذا‪ ،‬فإن عقوبة اإلبعاد أو التنقيل‪،‬‬ ‫خصوصا إلى منطقة بعيدة‪ ،‬ليست عقوبة شخصية في حق‬ ‫الشرطي أو المسؤول المعاقب‪ ،‬بل هي عقوبة جماعية تنزل‬ ‫بكامل ثقلها على أسرته بكاملها‪ ،‬على رأسهم األبناء‪.‬‬ ‫كما أن كثيرا من أفراد الشرطة‪ ،‬بمختلف رتبهم‪،‬‬ ‫يتعاملون مع المجرمين كل يوم‪ ،‬لكنهم محكومون بتوفير‬ ‫األمن ألسرتهم وحمايتهما من خطر االنتقام‪ ،‬وأيضا‬ ‫كثيرون يسكنون في أحياء شعبية وال يتوفرون على سكن‬ ‫قار ويسددون القروض البنكية كل شهر‪ ،‬أي أنهم يعانون‬ ‫من كل أصناف المشاكل اليومية والمعيشية التي يعانيها‬ ‫كل المغاربة‪ ،‬ولكنهم فوق كل هذا ال يتمتعون بكل الحقوق‬ ‫مثل الحقوق النقابية والجمعوية‪.‬‬ ‫إن مدينة مثل طنجة تعتبر منية للكثيرين‪ ،‬لكنها في‬ ‫كل األحوال ليست جنة‪ ،‬فهذه المدينة يزدهر فيها التهريب‬ ‫القادم من كل الجهات‪ ،‬خصوصا عبر سبتة والمناطق‬ ‫الحدودية كالموانئ والمطار‪ ،‬ويمكن‪ ،‬مثال‪ ،‬لفرد من أفراد‬ ‫الجمارك أن يساهم في إسقاط عملية تهريب بمئات‬ ‫الماليين‪ ،‬لكنه يتلقى في النهاية برقية شكر مع حفنة من‬ ‫الدراهم‪ ،‬وهذا ما يفسره‪ ،‬ربما‪ ،‬حادث العثور على أطنان من‬ ‫السلع المهربة في بيت مسؤول جمركي بالمدينة خالل‬

‫عملية روتينية لفك لغز جريمة بشعة حدثت بمنزله‪ ،‬أي أن‬ ‫الجمركي فضل أن يأخد حقه بيده!‬ ‫وتسير طنجة اليوم نحو التحول إلى مدينة ضخمة بكل‬ ‫المقاييس‪ ،‬وأهم ما يحتاجه سكانها وزائروها هو األمن‪ ،‬لكن‬ ‫األرقام تشي بقدر غير يسير من التشاؤم‪ ،‬حيث إن الموارد‬ ‫البشرية لألمن ضئيلة إذ ما قورنت باحتياجات مدينة كبيرة‬ ‫مثل طنجة‪ ،‬لذلك فإن ما يحدث اآلن هو أن رجل األمن‬ ‫مطالب بأن يشتغل بقدرات تضاعف خمس مرات قدراته‬ ‫والوقت المتاح له‪ ،‬وهذا ما يفسره سخط قطاع عريض من‬ ‫السكان الذين يتذمرون في حال توجههم إلى إحدى مصالح‬ ‫األمن لتسجيل شكاية أو التبليغ عن جريمة‪ .‬إنهم يحسون‬ ‫كما لو أنهم عالة على األمن‪ ،‬والشرطي الذي يشغل أكثر من‬ ‫الالزم يحس فعال بأن المواطن عالة عليه!‬ ‫ربما تكون حالة الضابط الراحل يونس المزوري المثال‬ ‫األبرز لمعاناة أفراد الشرطة في طنجة‪ ،‬فهو لم يأخذ إجازته‬ ‫منذ سنوات‪ ،‬وتسجيالته الصوتية التي ظهرت عقب وفاته‬ ‫أبرزت تلك التفاصيل التي يختبئ الشيطان بداخلها‪ ،‬كما أنه‬ ‫ألقى الضوء‪ ،‬وربما أشعل النار‪ ،‬في هذه العقوبة الغرائبية‬ ‫التي تطال عناصر األمن‪ ،‬وهي تنقيلهم من مدينة يستقرون‬ ‫فيها هم وأسرهم إلى مدن بعيدة‪ ،‬مع أن الحل الذي يطال‬ ‫كل الناس يجب أن يشمل أيضا أفراد األمن‪ ،‬وهو أن الفاسد‬ ‫منهم يجب أن يشمله العقاب بشكل واضح‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫المحاكمة والسجن في حال ثبوت التهمة‪ .‬أما التنقيل نحو‬ ‫مناطق بعيدة فهو في األصل ليس عقوبة ضد الشخص‬ ‫نفسه‪ ،‬بل عقوبة ضد أسرته‪ ،‬وأيضا ضد سكان تلك‬ ‫المناطق البعيدة‪ ،‬الذين يسمعون باستمرار أن «مسؤوال‬ ‫فاسدا» تم تنقيله إليهم كعقوبة ضده‪ ،‬فيفهمون للتو أن‬ ‫العقوبة ليست موجهة إلى المسؤول المتهم بالفساد‪ ،‬بل‬ ‫موجهة في العمق إلى سكان تلك المناطق البعيدة!‬

‫إدعمار يستغل الموقع الرسمي لجماعة تطوان لخدمة أجندة‬ ‫سياسية خاصة‬ ‫كشف مصدر من داخل مجلس تطوان أن محمد‬ ‫إدعمار‪ ،‬رئيس الجماعة الحضرية لتطوان‪ ،‬يستغل الموقع‬ ‫اإللكتروني الرسمي الخاص بالجماعة‪ ،‬من أجل خدمة أجندة‬ ‫سياسية خاصة والترويج لبعض األنشطة التي يقوم بها نواب‬ ‫مقربون منه ومن حزبه‪ ،‬مقابل التعتيم على نواب معارضين‪،‬‬ ‫أو يختلفون مع الرئيس في طريقة التدبير والتسيير وضرورة‬ ‫االنفتاح على جميع المكونات‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر نفسه أن الموقع الرسمي للجماعة‬ ‫المذكورة سبق وروج لتشكيل فريق جديد من المستشارين‬ ‫المتمردين عن حزب األصالة والمعاصرة‪ ،‬والداعمين لرئيس‬ ‫الجماعة خالل االنتخابات البرلمانية السابقة‪ ،‬فضال عن‬ ‫ترويجه لبعض األنشطة التي يقوم بها نواب عن العدالة‬ ‫والتنمية وزيارتهم إلى بعض األحياء الهامشية‪ ،‬من أجل‬ ‫االستماع إلى معاناة السكان ورصد المشاكل التي تشترك‬ ‫فيها كل المناطق العشوائية المحيطة بالمدينة‪.‬‬ ‫وحسب المصدر ذاته فإن مجموعة من األنشطة التي‬ ‫يقوم بها مستشارون يعارضون قرارت الرئيس االنفرادية‪،‬‬ ‫أو يحسبون على تيار النائب األول نور الدين الهاروشي‪ ،‬يتم‬ ‫تهميشها وعدم االلتفات إليها‪ ،‬مقابل ترويج كل نشاط أو‬ ‫حدث أو عمل يقوم به المستشارون الداعمون لحزب العدالة‬ ‫والتنمية وقرارات الرئيس‪.‬‬

‫وقال أحد المستشارين إن موقع الجماعة الرسمي‬ ‫يجب أن يبقى مستقال عن أي تأثير حزبي‪ ،‬أو خدمة أجندة‬ ‫سياسية خاصة هدفها الترويج واإلشهار لعمل جهة سياسية‬ ‫على حساب أخرى‪ ،‬فضال عن خلق نوع من التوازن عند كل‬ ‫تغطية لألنشطة أو ما شابهها‪ .‬وأضاف المتحدث نفسه‬

‫أن نشر الموقع لخبر تكوين فريق مستشارين جديد‪ ،‬أكد‬ ‫بالملموس مؤشر التحكم في الموقع من طرف الرئيس‬ ‫وبعض المستشارين الداعمين لقراراته والمنتمين إلى حزب‬ ‫العدالة والتنمية بمدينة تطوان‪.‬‬ ‫وكشفت مصادر أن فريق األصالة والمعاصرة قام بتكليف‬ ‫عون قضائي من أجل إجراء معاينة للموقع‪ ،‬والتأكد من نشر‬ ‫خبر تشكيل فريق جديد من المستشارين المتمردين عن‬ ‫حزب األصالة والمعاصرة والداعمين إلدعمار خالل االنتخابات‬ ‫البرلمانية السابقة‪ ،‬قبل تحرير محضر رسمي في الموضوع‬ ‫واالحتفاظ به‪ ،‬إلى جانب بعض اإلجراءات القانوية المنتظر‬ ‫اتخاذها في موضوع صراع الرئيس ونائبه األول‪.‬‬ ‫وتضيف المصادر نفسها أن الترويج لزيارة نائبة عن‬ ‫العدالة والتنمية إلى بعض األحياء واالستماع إلى سكانها‬ ‫والمشاكل التي يعانونها‪ ،‬يطرح أكثر من سؤال حول عملية‬ ‫التشخيص التي يفترض أنها انهت‪ ،‬ليبدأ العمل على تنزيل‬ ‫المشاريع وإصالح البنية التحتية‪ ،‬خاصة وأن إدعمار يتحمل‬ ‫مسؤولية التدبير والتسيير لوالية انتخابية ثانية على‬ ‫التوالي‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫غياب كبير للسياسيين والصحفيين عن ملتقى المدن العتيقة‬

‫نظمت «الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة» بمدينة‬ ‫العرائش‪ ،‬المنتدى الخامس للمدن العتيقة اختير له من‬ ‫الشعارات‪« :‬التراث المستدام‪ :‬التمويل والحكامة»‪ ،‬خالل‬ ‫يومي ‪ 27‬و‪ 28‬أبريل الماضي‪.‬‬

‫الشعار الذي اختير له‪ ،‬ترسيخ وضمان التنمية المستدامة‬ ‫في خدمة التراث اإلنساني والحفاظ عليه من الضياع‬ ‫واالندثار نظرا لما يمثله من أهمية خصوصا في المجال‬ ‫االقتصادي‪.‬‬

‫المنتدى شاركت فيه عدة مؤسسات‪ ،‬كما عرف مشاركة‬ ‫عمداء ورؤساء الجماعات الترابية بشمال المغرب الذين تغيب‬ ‫نصفهم عن الحضور بسبب الصراعات السياسية والحزبية‬ ‫القائمة بينهم‪ ،‬وكانت الغاية من هذا المنتدى حسب‬

‫واستنكـــر العشــرات من الصحفيــــيــن بالشمال‬ ‫إقصاءهم‪ ،‬ومن الطريقة والمنهجية المعتمدة في تلك‬ ‫التظاهرة‪ ،‬حيث اكتفى القائمون على المنتدى باستدعاء‬ ‫بعض الصحفيين المقربين الذين يتماشون مع سياسة‬

‫المشرفين عليه‪ ،‬كما تفاجأت وسائل اإلعالم والعديد من‬ ‫المنابر اإلعالمية ومراسلي الصحف بافتتاح أيام المنتدى‬ ‫دون إخبارهم أو استدعائهم لتغطيته‪.‬‬ ‫من جهتهم‪ ،‬اعتبر العديد من المتتبعين للمنتدى‪ ،‬أن‬ ‫إقصاء الصحفيين النشطاء والصوت اإلعالمي الذي يخالف‬ ‫سياسة المنتدى‪ ،‬كان هدفه طمس الحقائق عن الرأي‬ ‫العام المتجسدة في تبدير المال العام في األكل والشرب‬ ‫والمبيت في الفنادق الفاخرة على حساب تدارس ما يتعلق‬ ‫بالمدن العتيقة‪.‬‬

‫‪ ‬مستشفى‬ ‫أبو القاسم الزهراوي‬ ‫بوزان يتوسد قنبلة‬ ‫موقوتة‬

‫في انتظار إخراج مشروع بناء مستشفى إقليمي بوزان‬ ‫من دائرة السياسة السياسوية التي يتقنها من تنطبق‬ ‫عليهم مقولة الباشا الكالوي ‪« ‬ماشي أنتم لي كبرتو‬ ‫ولكن الزمن لي صغار« ‪ ،‬يسجل الرأي العام الوزاني باستياء‬ ‫عميق التردي الكبير الذي يعرفه قطاع الصحة بإقليم‬ ‫تقارب ساكنته ‪ 400‬ألف نسمة ‪.‬‬ ‫‪ ‬خصاص مهول في الموارد البشرية ‪ ....‬مستوصفات‬ ‫ومراكز صحية الكثير منها تنعدم فيه أبسط ‪ ‬شروط‬ ‫المؤسسة الصحية ‪ ....‬توزيع عشوائي للممرضين‬ ‫والممرضات على الجماعات الترابية ‪....‬مستشفى متخاصم‬ ‫مع العالج‪ ،‬لذلك يسارع إلى التخلص من مرضاه ‪ ،‬وذلك‬ ‫بتحويلهم إلى مستشفيات الجهة ‪....‬‬ ‫‪ ‬مستشفى « أبو القاسم الزهراوي» الذي رقته وزارة‬ ‫الصحة إلى مستشفى إقليمي منذ صيف ‪ ، 2009‬كان قد‬ ‫تعزز بدفعة من األطباء في تخصصات شتى ‪ .‬لكن أمام‬ ‫عناد واقع هذه المنشأة الصحية سيختار الكثير من هؤالء‬ ‫الجنود الرحيل‪ ،‬على أن يبقوا سجيني وسجينات مرفق‬ ‫اجتماعي بامتياز‪ ،‬ال يتوفر على أبسط التجهيزات والمعدات‬ ‫الطبية ‪ ،‬التي من دونها ومن دون توفير المناخ اإلداري‬ ‫المحفز على العمل ‪ ،‬يبقى الحديث عن تجويد الخدمات‬ ‫الطبية ضربا من العبث ‪.‬‬ ‫‪ ‬في سياق تعليق المستشفى المذكور لحق‬ ‫المواطنين والمواطنات في العالج الذي يضمنه الدستور‬ ‫‪ ،‬نقلت مصادر متفرقة للجريدة أخبارا تشير إلى أن العطب‬ ‫الذي أصاب ( الراديو ) عطل عمليات الفحص باألشعة منذ‬ ‫أزيد من ‪ 20‬يوما ‪ .‬نفس هذا التعليق إلى أجل غير مسمى‬ ‫الذي يطال هذه الخدمة‪ ،‬ينسحب على الخدمة التي تقدمها‬ ‫مصلحة الجراحة العامة التي تعيش بدون طبيب جراح منذ‬ ‫شهور ‪ .‬وأضافت مصادرنا جازمة بأن طبيب جراحة العظام‬ ‫يجد صعوبة جمة في القيام بعمله بسبب الفقر في وسائل‬ ‫العمل المتوفرة بالمصلحة المختصة ‪.‬‬ ‫‪ ‬الواقع الكارثي الذي يعرفه قطاع الصحة باإلقليم ‪،‬‬ ‫وتردي خدمات المستشفى اإلقليمي ‪ ،‬وغياب الحكامة في‬ ‫تدبير القطاع من طرف إدارته اإلقليمية ‪ ،‬هي واحدة من‬ ‫القنابل االجتماعية الموقوتة التي يعتبر انفجارها قضية‬ ‫وقت وكفى ‪ ،‬بحيث يكفي متابعة النزر القليل من المعاناة‬ ‫التي تنقلها وسائط التواصل االجتماعي التي تعنى بقضايا‬ ‫إقليم وزان ‪ ،‬لقياس درجة القلق الذي يجثم على صدور‬ ‫المواطنين والمواطنات‪.‬‬

‫م‪ .‬حمضي‪ ‬‬

‫من إنجازات حكومة‬ ‫بنكيران‪ :‬صناعة‬ ‫الخمور تحقق أرباحا‬ ‫فاقت ‪ 32‬مليار‬ ‫سنتيم‬ ‫على الرغم من انخفاض مبيعاتها في شهري شعبان‬ ‫ورمضان بلغ رقم معامالت مجموعة ‪ ‬شركات تصنيع‬ ‫الكحول المغربية ‪ 2.4‬مليار درهم سنة ‪ 2016‬بارتفاع‬ ‫سنوي وصل إلى ‪.% 6‬‬ ‫هذه الزيادة في أرباح شــركــة الكحــول‪ ،‬وفــق‬ ‫مراقبين‪ ،‬أتت في السنة األخيرة لحكومة بنكيران‪ ،‬التي ما‬ ‫فتئ ‪ ‬الفريق البرلماني لحزبه يطالب بفرض ضرائب على‬ ‫هذه الشركة‪ ،‬كما أن عددا من برلمانييه كانوا يطالبون‬ ‫برفع أثمنة المواد الكحولية على غرار السجائر‪.‬‬ ‫وأشــارت يوميــة «ليكونوميست» أن الدخــل‬ ‫التشغيلي اإلجمالي‪ ‬للمجموعة بلغ ‪ 510‬مليون درهم‬ ‫بارتفاع ‪ ،% 12‬فيمـا قفــزت أربـاح العالمــة التجاريـــة إلى‬ ‫‪ % 24‬ب ‪ 326‬مليون درهم مع توقعات استمرار ارتفاع‬ ‫األرباح بشكل تصاعدي ‪ ‬لسنة ‪.2017‬‬ ‫واعتبرت اليومية أن الموســـم الفالحـــي الجيد لهذه‬ ‫السنة سيعزز ارتفاع نشاطات تصنيع الكحول‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ارتفاع حجم المبيعـات رغــم تزامــن شهــري شعبــان‬ ‫ورمضــان مع شهري ماي و يونيو في موسم الصيف الذي‬ ‫يتزايد فيه حجم استهالك المواد الكحولية وفق ما أشارت‬ ‫إليه المجموعة‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 16‬إلى ‪ 22‬مـاي ‪2017‬‬

‫العدد ‪889‬‬

‫إقتصاد‬ ‫لجنة االستثمارات تصادق على ‪ 51‬مشروعا جديدا‬ ‫بـ ‪ 67‬مليار درهم‬ ‫قدم حفيظ العلمي‪ ،‬وزير الصناعة واالستثمار والتجارة واالقتصاد الرقمي المغربي‪ ،‬حصيلة‬ ‫لجنة االستثمارات التي اجتمعت مؤخراً‪ ،‬برئاسة رئيس الحكومة‪ ،‬حيث تمت المصادقة على ‪51‬‬ ‫مشروع اتفاقية استثمار بلغ حجمها المالي ‪ 67‬مليار درهم‪ ،‬والتي من شأنها توفير ما مجموعه‬ ‫‪ 6477‬منصب شغل مباشرة‪.‬‬ ‫ووفق األرق��ام الصادرة عن ال��وزارة‪ ،‬فقد حظي قطاع الصناعة بنصيب األسد من حجم‬ ‫االستثمارات التي صادقت عليها اللجنة‪ ،‬حيث فاق حجم االستثمارات التي رصدت له ‪ 43‬مليار‬ ‫درهم‪ ،‬وهو ما يمثل ‪ 46،52‬في المائة يليه قطاع النقل والبنيات التحتية للنقل باستثمارات‬ ‫قدرت قيمتها بـ ‪ 13‬مليار درهم‪ ،‬وذلك بنسبة بلغت ‪ 19‬بالمائة من مجموع االستثمارات‬ ‫المعروضة على اللجنة‪.‬‬ ‫كما حل قطاع الطاقات المتجددة في المرتبة الثالثة من حيث ترتيب القطاعات التي حظيت‬ ‫بأكبر نسبة من حجم االستثمارات المزمع إنجازها في السنوات المقبلة‪ ،‬إذ مثلت النسبة‬ ‫المخصصة له بـ ‪ 9،22‬في المائة‪ ،‬متبوعا بقطاع السياحة والترفيه بنسبة ‪ 6،76‬بالمائة من‬ ‫مجموع االستثمارات‪.‬‬ ‫وأوضح حفيظ العلمي أن االستثمارات الوطنية تغطي غالبية االستثمارات المعروضة على‬ ‫لجنة االستثمارات بغالف مالي يبلغ ‪ 61‬مليار درهم‪ ،‬أي بما نسبته ‪ 90‬بالمائة‪ ،‬فيما ستغطي‬ ‫فرنسا ‪ 1‬بالمائة من االستثمارات‪ ،‬و‪ 9‬بالمائة تتوزع بين شراكات مغربية مع كل من اإلمارات‬ ‫العربية المتحدة وقطر والسعودية والكويت‪ ،‬باإلضافة إلى الصين وتركيا‪ ،‬وتتعلق بالمشاريع‬ ‫الكبرى في قطاعات الطاقات المتجددة والسياحة والترفيه‪.‬‬ ‫وأبرز العلمي أن قطاع الصناعة يسجل حضورا قويا في التوزيع القطاعي لمناصب الشغل‬ ‫باعتباره أهم قطاع يوفر مناصب الشغل المعروضة على اللجنة‪ ،‬حيث يرتقب أن تحدث المشاريع‬ ‫الصناعية ما مجموعه ‪ 4803‬منصب شغل‪ ،‬أي ما يعادل ثالثة أرباع المناصب المزمع إحداثها‪،‬‬ ‫فيم سيوفر قطاع السياحة والترفيه ‪ 863‬منصب شغل‪ ،‬بما يعادل ‪ 13‬بالمائة‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫توفير قطاع النقل والبنيات التحتية للنقل ‪ 8‬بالمائة من مجموع مناصب الشغل التي ستحدثها‬ ‫المشاريع االستثمارية المعروضة على اللجنة‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫توقع ارتفاع معدل البطالة‬ ‫في إصدار أخير حذرت المندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬من االرتفاع الملحوظ لمعدل البطالة‬ ‫ما بين الفصل األول من سنة ‪ ،2016‬ونفس الفصل من سنة ‪ ،2017‬ونبهت إلى ارتفاع عدد‬ ‫العاطلين من مليون و ‪ 233‬ألفا إلى مليون و‪ 296‬ألف شخص‪ ،‬مسجال بذلك زيادة ب ‪ 63‬ألف‬ ‫شخص كلهم بالوسط الحضري‪.‬‬ ‫وأوردت أنه خالل الفصل األول من السنة الجارية ‪ ،2017‬أن أعلى معدالت البطالة سجلت‬ ‫لدى الشباب المتراوحة أعمارهم ما بين ‪ 15‬و‪ 24‬سنة بنسبة ‪ 25،5‬في المائة‪ ،‬الفتة في اإلطار‬ ‫ذاته إلى أن معدل البطالة يبقى أكثر ارتفاعا في صفوف النساء‪ ،‬حيث انتقل من ‪ 13،8‬في المائة‬ ‫إلى ‪ 14،7‬في المائة‪ ،‬والحاصلين على الشهادة بنسبة ‪ 18،5‬في المائة‪.‬‬ ‫وكشفت أرقام المندوبية أن االقتصاد االوطني أحدث في الفترة ما بين الفصل األول لسنة‬ ‫‪ 2016‬ونفس الفصل مناصب شغل (‪ 62‬ألفا منها بالوسط الحضري و‪ 47‬ألفا بالوسط القروي)‪،‬‬ ‫مقابل فقدان ‪ 13‬ألف منصب شغل سنة من قبل‪.‬‬ ‫ووفق المعطيات المتوافرة‪ ،‬فإن مناصب الشغل المحدثة‪ ،‬تتوزع بين قطاع «الخدمات» الذي‬ ‫أحدث ‪ 45.000‬منصب شغل‪ ،‬و«الفالحة‪ ،‬الغابة والصيد» ‪ 28.000‬منصب‪ ،‬و «البناء واألشغال‬ ‫العمومية» ‪ 20.000‬و«الصناعة بما فيها الصناعة التقليدية» ‪ 16.000‬منصب‪.‬‬

‫وأشارت المعطيات ذاتها إلى أن عدد الساكنة في حالة شغل ناقص بلغ مليونا و‪ 57‬ألف‬ ‫شخص وارتفع معدل الشغل الخاص‪ ،‬مقارنة مع نفس الفترة من سنة ‪ 2016‬ب ‪ 0،1‬نقطة‪،‬‬ ‫منتقال من ‪ 9،7‬في المائة إلى ‪ 9،8‬في المائة على المستوى الوطني‪ ،‬ومن ‪ 9،3‬في المائة إلى‬ ‫‪ 9،4‬في المائة بالوسط الحضري‪ ،‬ومن ‪ 10،1‬في المائة إلى ‪ 10،3‬في المائة بالوسط القروي‪.‬‬ ‫وسجلت المندوبية انخفاضا في معدالت النشاط والشغل‪ ،‬حيث أكدت في مذكرتها أن عدد‬ ‫السكان النشيطين البالغين ‪ 15‬سنة فما فوق بلغ ‪ 12‬مليونا و‪ 62‬ألف شخص خالل الفصل‬ ‫األول من السنة الجارية‪ ،‬مسجال بذلك ارتفاعا بنسبة ‪ 1،4‬في المائة على المستوى الوطني‬ ‫مقارنــة مع نفــس الفصل من سنة ‪ ،2016‬في حين ارتفـــع حجم السكــان في سن النشــاط‬ ‫ب ‪ 1،7‬في المائة‪ ،‬مشيرة إلى أن معدل النشاط واصل منحاه التناقصي منتقال‪ ،‬ما بين الفترتين‬ ‫من‪ ٪ 47،6‬إلى ‪.٪ 47،5‬‬ ‫وبالمقابل ‪ ،‬فقد رصدت المندوبية تزايد حجم التشغيل‪ ،‬ما بين الفصل األول لسنة ‪2016‬‬ ‫ونفس الفصل من سنة ‪ ،2017‬بقطاع «الخدمات» بـ ‪ 45.000‬منصب شغل على المستوى‬ ‫الوطني (أي بزيادة ‪ 1‬في المائة)‪ ،‬منها ‪ 19.000‬بفرع «الخدمات الشخصية والمنزلية» و‪17.000‬‬ ‫بفرع «التجارة بالتقسيط خارج المحل»‪.‬‬ ‫ووفق المصدر ذاته‪ ،‬فقد توزعت مناصب الشغل المحدثة بهذا القطاع ما بين ‪33.000‬‬ ‫منصب بالوسط الحضري و‪ 12.000‬بالوسط القروي‪ ،‬كما أحدث قطاع «البناء واألشغال‬ ‫العمومية» ‪ 20.000‬منصب شغل (‪ 14.000‬منصب بالوسط الحضري و‪ 6.000‬بالوسط‬ ‫القروي)‪ ،‬بزيادة بلغت ‪ 1,8‬في المائة من حجم التشغيل بهذا القطاع‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫البنك األوربي يراجع توقعات نمو االقتصاد المغربي‬ ‫نحو االنخفاض‬ ‫راجع البنك األروبي إلعادة اإلعمار والتنمية توقعات النمو المتعلقة باالقتصاد المغربي حيث‬ ‫توقع أن نمو الناتج الداخلي الخام في المغرب سنة ‪ ،2017‬سيستقر عند حدود ‪ 4،2‬في المائة‬ ‫بدل ‪ 4،8‬في المائة‪ ،‬ما يعني تراجعا بنسبة ‪ 0،6‬نقطة مئوية‪.‬‬ ‫وقال التقرير الجديد حول «التوقعات االقتصادية اإلقليمية»‪ ،‬إنه من المتوقع أن يتسارع‬ ‫النمو بالمغرب في عام ‪ 2017‬إلى ‪ 4،2‬في المائة‪ ،‬مع انتعاش الناتج الزارعي بعد هطول أمطار‬ ‫قوية‪ ،‬غير أنه اعتبر أن النمو غير الزراعي ال يزال ضعيفا‪ ،‬وفي السنة المقبلة ‪ ،2018‬توقع البنك‬ ‫أن يستقر النمو عند ‪ 3،8‬في المائة مع تطبيع األنشطة الزراعية‪.‬‬ ‫وعاد البنك األوربي إلعادة اإلعمار والتنمية إلى التذكير باألداء السلبي للسنة الماضية‪،‬‬ ‫التي لم يتجاوز النمو االقتصادي خاللها نسبة ‪ 1،5‬في المائة‪ ،‬وقال في هذا الصدد إن النمو‬ ‫االقتصادي تباطأ بالمغرب في عام ‪ ،2016‬بسبب االنكماش الحاد في اإلنتاج الزراعي‪ ،‬وانخفاض‬ ‫النشاط غير الزراعي‪ ،‬وانخفض نمو الناتج المحلي اإلجمالي إلى ‪ 1،6‬في المائة في ‪ ،2016‬وإلى‬ ‫‪ 4،5‬في المائة في عام ‪ ،2015‬وعزا التقرير ذلك أساسا إلى انكماش حاد في القطاع الزراعي‬ ‫بنسبة ‪ 10،9‬في المائة‪ ،‬ونمو متواضع غير زراعي بنسبة ‪ 2‬في المائة‪.‬‬ ‫على صعيد متصل‪ ،‬أكد البنك األوربي أن استراتيجية المغرب الصناعية في تطوير قطاعات‬ ‫ذات قيمة مضافة عالية‪ ،‬مثل صناعات السيارات وصناعة الطيران‪ ،‬أخذت تظهر نتائج إيجابية‪،‬‬ ‫وتعوض النمو األكثر تواضعا في القطاعات التقليدية مثل التعدين واستغالل المناجم‪.‬‬

‫منعش عقاري فوق القانون احتال على عشرات األسر بالحي الجزائري بطنجة‬ ‫والجهات المسؤولة تغض الطرف عنه !؟‬ ‫الزال سكان مجمع «ميل فلوريس»‪ ،‬الكائن بطريق ميدلت بحي الجزائري بطنجة يعانون مع ذلك المنعش العقاري‪ ،‬المتعاقدين معه‪ ،‬بتسوية الوضعية القانونية لهذا المجمع‪ ،‬وبالتالي تمكينهم مما يثبت‬ ‫ملكيتهم لمساكنهم‪ ،‬في الوقت الذي يكون هذا المنعش قد احتال عليهم‪ ،‬بشتى الطرق اإلجرامية التي يعاقب عليها القانون‪ ،‬إذ مارس عليهم «ماراطونا»‪ ،‬عمره اليوم ‪ 14‬سنة‪ ،‬بعد أن تسلم منهم مبالغ مالية‪ ،‬بنسبة‬ ‫‪ 70‬في المائة و‪ 80‬في المائة من كل مبلغ إجمالي للمستفيد الواحد‪ ،‬قبل أن يتخلى عن جميع التزاماته إزاءهم‪.‬وخالل هذه السنين‪ ،‬أهينت كرامتهم في ظل انعدام أو قلة الماء والكهرباء‪ ،‬ألن المجمع المذكور يتوفر‬ ‫على عداد وحيد للماء والكهرباء‪ ،‬تم تخصيصه في البداية لورش أشغال البناء‪ ،‬حيث إن وتيرته جد ضعيفة‪ ،‬بحكم وجود ما مجموعه ‪ 60‬مسكنا مستفيدا من هذه الطاقة بالمجمع ذاته‪ ،‬فضال عن قضائهم لكثير من‬ ‫األوقات‪ ،‬تحت ظالم دامس‪ ،‬بين الفينة واألخرى‪ ،‬وحرمان أبنائهم الممدرسين من إعداد فروضهم المنزلية في ظروف مريحة ومشجعة‪ ،‬باإلضافة إلى ظروف صحية لمجموعة من السكان‪ ،‬التقبل ـ بتاتا ـ أن تصاحب‬ ‫الظروف المزرية لهذا المجمع السكني الذي قام جل السكان بإتمام األشغال الداخية لمنازلهم‪ ،‬الموجودة به‪.‬‬ ‫ورغم أن السكان المتضررين راسلوا العديد من المسؤولين في الموضوع‪ ،‬منهم والي جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪ ،‬تتوفر الجريدة على نسخ من شكاواهم‪ ،‬مرفقة بعريضة توقيعاتهم‪ ،‬وذلك من أجل التدخل‪،‬‬ ‫وبالتالي رفع الضررالذي أزم نفسيتهم‪ ،‬وغير حياتهم رأسا على عقب‪ ،‬إال أن األمورظلت كما هي‪ ،‬مما يزكي تصرفات وسلوكات غريبة لبعض المنعشين النصابين والمحتالين‪ ،‬وما أكثرهم بالمدينة‪ ،‬األمرالذي يسيء‬ ‫إلى المصداقية والثقة التي من المفروض أن تكون قائمة بين أي منعش وزبون‪ ،‬كما يخدش سمعة االستثمار أوالسياحة في بالدنا‪ ،‬بالنظرإلى وجود نماذج لمنعشين متهورين و «حراميين» ليس في أعماقهم ذرة‬ ‫من إحساس إنساني‪ ،‬ومع ذلك يتمتعون بالحماية الكاملة في تحركاتهم وتصرفاتهم التي تضاعف من عدد الضحايا‪ ،‬يوما بعد يوم‪ ،‬وال من يقول «اللهم إن هذا لمنكر» !‬ ‫وحسب مصدرنا‪ ،‬وبعد أن طال عذاب السكان المتضررين‪ ،‬لمدة سنين‪ ،‬دون أن ترفع الجهات المسؤولة الضرر عنهم‪ ،‬فإنهم عازمون على طرق أبواب أعلى سلطة في البالد‪ ،‬وذلك من أجل إسماع صوتهم‪ ،‬وحل‬ ‫مشكلتهم مع منعش عقاري نصاب‪ ،‬يحظى بكامل الحماية بهذه المدينة‪.‬‬


‫العدد ‪889‬‬

‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 16‬إلى ‪ 22‬مـاي ‪2017‬‬

‫أدب الرحالت في المغرب اإلسالمي*‬ ‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫الحمد هلل الذي جعل لنا األرض ذلوال نمشي في مناكبها‪ ،‬وسخر‬ ‫لنا الفلك لتجري في البحر بأمره‪ ،‬والصالة والسالم على سيدنا محمد‬ ‫سيد المرسلين وخاتم األنبياء‪ ،‬الذي رحل في تجارة السيدة خديجة‬ ‫بنت خُويلد رضي اهلل عنها إلى بالد الشام‪ ،‬وكانت رحلة ناجحة لحسن‬ ‫تدبيره للقافلة‪ ،‬وإخالصه في عملية التجارة‪ ،‬جنت منها أمواال طائلة‬ ‫ألول مرة‪ ،‬فرغبت في الزواج به‪ ،‬وهو ما باركه عمه أبو طالب‪ ،‬وشجعه‬ ‫عليه‪ ،‬فتم لها ما أرادت بإذن اهلل تعالى‪.‬‬ ‫صلى اهلل عليه وعلى آله األشراف األمجاد‪ ،‬وصحبه األبرار األخيار‪،‬‬ ‫وسلم تسليما‪.‬‬ ‫سالم اهلل عليكم ورحمته وبركاته‪ ،‬في هذا اليوم المبارك من شهر‬ ‫رمضان المعظم الذي تملؤنا فيه نفحات الغفران وتظلنا ذكرى غزوة‬ ‫بدر الشهيرة‪ ،‬التي انتصر فيها الرسول األكرم صلى اهلل عليه وسلم‪،‬‬ ‫والفئة المؤمنة معه على المشركين الضالين المضلين‪ ،‬وكان نصرا‬ ‫مبينا‪ ،‬ارتفع فيه شعار التوحيد عاليا‪.‬‬ ‫وبعد‪،‬‬ ‫يسعدني أن أفتتح هذه السلسلة من المحاضرات والندوات مما‬ ‫تعودت عليه جمعيتنا في هذا الشهر العظيم‪.‬‬ ‫وأخصص الحديث بإيجاز في موضوع خصيب وشاسع جدا‪ ،‬يعز‬ ‫عليّ اإلحاطة بجميع جوانبه وجزئياته‪ ،‬وهو ‪:‬‬ ‫«أدب الرِّحْالت في الغرب اإلسالمي» (بكسر الراء وتشديدها‪،‬‬ ‫وليس الفتح كما شاع َ‬ ‫وذاع في كثير من األوساط األدبية والعلمية في‬ ‫المغرب وخارجه‪ ،‬لذا وجب التنبيه على هذا الخطأ اللغوي مع تحياتي‬ ‫لجمعية حماة اللغة العربية على جهودها المشكورة‪.‬‬ ‫إن هذا الموضوع مأل سمعي وشغلني منذ سنوات خلت‪ ،‬وأعددت‬ ‫فيه دراسات وأبحاثا‪ ،‬نشر معظمها في مجالتنا األكاديمية وهلل الحمد‬ ‫والمنة‪.‬‬ ‫وخير ما أبدأ به بعون اهلل تعالى‪ ،‬اإلشارة المضيئة إلى الرحلة‬ ‫في تراثنا الديني الخالد‪ ،‬متبعا الخط التاريخي‪ ،‬وسأركز على رحلتين‬ ‫عظيمتين شهيرتين‪ ،‬لهما أكثر من رمز وداللة‪.‬‬

‫مدارسها العلمية النيرة في مختلف العهود الزاهرة‪ .‬ومن الصعب تعداد‬ ‫أسماء هؤالء‪ ،‬وحصر رحالتهم المتعددة والمتنوعة‪.‬‬ ‫ومثلت هذه الرحالت بتعددها وتنوعها أهم فنون النثر الكتابي في‬ ‫األدب المغربي واألندلسي المتسم بالرفاعة واألصالة‪.‬‬ ‫وتعددت دوافع الرحلة عند الرحالة المغاربة؛ فمن طالب العلم‬ ‫«اطلبوا العلم ولو في الصين»‪ ،‬إلى أداء فريضة الحج‪ ،‬والضرب في‬ ‫األرض والمشي في مناكبها للسياحة واالستكشاف‪ ،‬والمشاركة في وفد‬ ‫السفارة السلطانية‪.‬‬ ‫وسأعرج على بعض الرحالة ممن ذاع صيتهم في العالم‪ ،‬وتركوا‬ ‫بصمات واضحة في التراث اإلنساني برمته ابتداء من عصر المرابطين‬ ‫فالموحدين والمرينيين‪..‬‬ ‫وأول هؤالء الرحالة المغاربة المشاهير الشريف اإلدريسي أبو عبد‬ ‫اهلل السبْتي من نسل اإلمام الفاتح المولى إدريس‪ ،‬المولود بسبتة‬ ‫سنة ‪493‬هـ‪1100/‬م‪ ،‬وتوفي عام ‪562‬هـ‪1166/‬م‪.‬‬ ‫فهو مخضرم عاش في نهاية عصر الدولة المرابطية وبداية‬ ‫الدولة الموحدية‪ ،‬احتضنه بالط ملك إيطاليا «روجي الثاني» الذي رغب‬ ‫في أن يرسم له خريطة عالمية كاملة‪.‬‬ ‫ورسم اإلدريسي هذه الخريطة الحائطية‪ ،‬حسب رغبته‪ ،‬وظلت‬ ‫مرجعا لكثير من الجغرافيين والفلكيين في العالم‪.‬‬ ‫ثم رغب منه ثانية أن تحفر هذه الخريطة على لوح من الفضة؛‬ ‫فأحضر روج��ي الصناع المهرة وأنجزوا له هذا العمل تحت رعاية‬ ‫اإلدريسي‪.‬‬ ‫ومما يفتخر به هذا العصر‪ ،‬أنه فيه عُرفت منابع النيل ألول مرة‬ ‫في تاريخ اإلسالم‪ ،‬ويرجع الفضل في ذلك إلى مغربيين أصيلين هما‬ ‫‪ :‬رحالتنا الشريف اإلدريسي‪ ،‬الذي ذكر في رحلته «النزهة» منابع النيل‬ ‫عند خط االستواء كالتي اكتشفت مؤخرا‪.‬‬ ‫وهذه الخريطة محفوظة بالمتحف الفرنسي «سان مرتين»‪.‬‬ ‫والرحالة اآلخر هو أمير موحد من آخر أمرائهم‪ ،‬روي أنه من آخر‬ ‫خلفاء الدولة الموحدية أبي العالء ابن دبوس‪.‬‬ ‫حدّث أنه وصل إلى هذه البحيرة (حيث منبع النيل) في أيام هروبه‬ ‫من بني مرين‪.‬‬ ‫ولم يعترف الغربيون كعادتهم بفضل المغاربة على هذا االكتشاف‬ ‫العظيم‪ ،‬ونسبوه إلى بني صليبتهم‪ ،‬وهذا غاية في الجحود‪ ،‬وخيانة‬

‫• د‪ .‬إدريس العلوي البلغيثي‬

‫المسلمين في كتبها وأطالسها‪ ،‬وأخص بالذكر منها جمعية «كمبردج»‪.‬‬ ‫وتظل رحلة ابن بطوطة بجميع معطياتها تمثل اهتمام المغاربة‬ ‫بسياحة البحث واالكتشاف وفي طليعتها سياحة الحج‪.‬‬ ‫وكان الفضل في الدعوة إلى هذه السياحة يرجع إلى الشيخ أبي‬ ‫محمد صالح المتوفي سنة ‪631‬هـ‪ ،‬فهو أول من كوّن الركب الحجازي‬ ‫في تاريخ المغرب‪.‬‬ ‫ومن أوائل هذا الركب‪ ،‬الركب السجلماسي بتافياللت (الريصاني‬ ‫حاليا) الذي وفد مع رئيسه الشريف السني المولى الحسن‪ ،‬جد العائلة‬ ‫المالكة الشريفة‪.‬‬ ‫ومما نفيده من هذه الرحالت‪ ،‬اطالعنا على أح��وال الشعوب‬ ‫وعاداتها ونظمها المختلفة ومظاهر عمرانها‪ ،‬وهو ما يؤسس في‬ ‫نظري لعلم االجتماع الذي اصطلح عليه مؤرخنا المغربي الكبير عبد‬ ‫الرحمان بن خلدون «العمران البشري» في موسوعته التاريخية الهامة‪،‬‬ ‫الموسومة بـ «ديوان المبتدأ والخبر في أخبار العرب والعجم والبربر‬ ‫ومن عاصرهم من ذوي السلطان األكبر»‪.‬‬ ‫وبهذا يكون عالمنا الجليل من أوائل من اخترعوا هذا العلم‪.‬‬ ‫وباطل ما ادع��اه بعض علماء الغرب من أن العالم الفرنسي‬ ‫«أوجست كونت» هو أول من اخترعه! إن ما أتى به هذا العالم هو‬ ‫جانب التسمية «‪ »Sociologie‬أي علم االجتماع‪ ،‬ويمكننا أن نحصر‬ ‫مجهوده في المصطلح وحده وهو «االجتماع» ألن «لوجي» أو لوجيا»‬ ‫في مصطلحنا العربي هو «يوناني» األصل وليس له فيه أي فضل‪.‬‬ ‫وظل أدب الرحالت مزدهرا في الغرب اإلسالمي خالل عصور‬ ‫المرينيين والسعديين‪ ،‬وبلغ األوج في عصر الدولة العلوية الشريفة‪،‬‬ ‫وخصوصا في الرحالت السفارية التي لمع في مجالها كتاب أعالم‬ ‫مشاهير‪ ،‬أذكر منهم على سبيل المثال ال الحصر ‪:‬‬

‫الوزير األديب الغسّاني المتوفى سنة ‪1119‬هـ‪1707/‬م‪ ،‬صاحب‬ ‫«رحلة الوزير في ا ْفتكاك األسير» كتبها في السفارة التي بعثه بها‬ ‫السلطان المولى إسماعيل (‪1082‬هـ ‪1139 -‬م ‪1672 /‬هـ ‪1727 -‬م)‬ ‫إلى ملك إسبانيا «كارلوس الثاني» عام ‪1102‬هـ ‪1690 /‬م) للتفاوض‬ ‫معه في مسألة األسرى بين الدولتين إثر الحرب البحرية التي دارت‬ ‫رحاها بينهما‪ ،‬والحصول على مؤلفات وتصانيف عربية الموجودة‬ ‫األول��ى ‪ :‬الرحلة اإليمانية لسيدنا نوح عليه السالم مع الفئة‬ ‫بالمساجد األندلسية‪ُ ،‬طبعت على الحروف بطنجة عام ‪1359‬ه��ـ ‪-‬‬ ‫المؤمنة‪ ،‬والتي كانت حدا فاصال بين اإليمان الثابت والراسخ‪ ،‬والكفر‬ ‫‪1140‬م) مع ترجمتها إلى اللغة اإلسبانية‪.‬‬ ‫الواهي المنهار‪ ،‬حيث ظهرت معجزة السماء في السفينة التي أوحى‬ ‫ والكاتب أحمد الغزال المتوفى‬‫اهلل سبحانه وتعالى إلى سيدنا‬ ‫سنة ‪1191‬ه��ـ ‪1777 -‬م‪ ،‬مؤلف رحلة‬ ‫نوح أن يصنعها بمواصفات خاصة‪،‬‬ ‫«نتيجة االجتهاد في المهادنة والجهاد»‬ ‫وكان نجارا ماهرا‪ ،‬فكان صنعها‬ ‫كتبها عن السّفارة التي أرسله بها‬ ‫بأعين اهلل تعالى ووحيه ‪ :‬إنها‬ ‫السلطان سيدي محمد بن عبد اهلل‬ ‫سفينة تجري وترسو بسم اهلل‬ ‫(‪1171‬ه����ـ ‪1204 -‬م ‪1757 /‬ه����ـ ‪-‬‬ ‫مُجراها ومُرساها‪ ،‬تمخر عباب‬ ‫‪1789‬م) إل��ى ملك إسبانيا كارسول‬ ‫بحر خضم ال ياسبة فيه‪ ،‬أمواجه‬ ‫الثالث عام ‪1179‬هـ ‪1766 /‬م‪ ،‬للتفاوض‬ ‫عاتية متالطمة‪ ،‬تشبه األعالم‪ ،‬أي‬ ‫في أسرى الدولتين‪.‬‬ ‫الجبال الشاهقة «وهي تجري بهم‬ ‫في موج كالجبال»‪ ..‬وفعل جرى‬ ‫ وال��ك��ات��ب محمد ب��ن عثمان‬‫فعل حركي‪ ،‬يعني الجري‪ ،‬وهو يدل‬ ‫المكناسي المتوفى سنة ‪1214‬ه��ـ ‪/‬‬ ‫على فرط السرعة في الجري‪ ،‬بدون‬ ‫‪1799‬؛ ال��ذي أنشأ رحلتيه‪« :‬اإلكسير‬ ‫محركات تتحكم في السفينة‪ ،‬وال‬ ‫في فكاك األسير»‪ ،‬كتبها في السفارة‬ ‫ربابنة مجاذيفها‪.‬‬ ‫التي بعثه بها السلطان سيدي محمد‬ ‫بن عبد اهلل إلى ملك إسبانيا «كارلوس‬ ‫وان��ت��ه��ت ال��رح��ل��ة ب��س�لام‪،‬‬ ‫الثالث» عام ‪1183‬هـ ‪1779 -‬م لتجديد‬ ‫واستوت السفينة على الجودي‬ ‫معاهدة الصلح بين الدولتين‪ ،‬وافتكاك‬ ‫بحكمة اهلل تعالى البالغة‪ ،‬ونجا‬ ‫األسرى الجزائريين بإسبانيا‪ ،‬اعتنى بها‬ ‫سيدنا نوح عليه السالم والفئة‬ ‫ونشرها محمد الفاسي سنة ‪1965‬م‪،‬‬ ‫الشريف اإلدريسي السبتي‬ ‫الرحالة ابن بطوطة اللواتي الطنجي‬ ‫المؤمنة وع���ادوا إل��ى استئناف‬ ‫و«البدر السافر لهداية المسافر إلى‬ ‫الحياة من جديد بعد الفناء الذي‬ ‫ف��ك��اك األس����ارى م��ن يد الكافر» كتبها في السفارة الثانية لدى‬ ‫كبرى لألمانة العلمية‪.‬‬ ‫السالم‬ ‫عليه‬ ‫آدم‬ ‫أبينا‬ ‫هبوط‬ ‫بعد‬ ‫نوعه‬ ‫أصاب العالم‪ ،‬ولعله األول من‬ ‫نفس السلطان إلى «مالطا» و«نابولي»‪ ،‬الفتكاك األسرى المسلمين‬ ‫إلى األرض‪.‬‬ ‫ولم يسكت مؤرخونا عن هذا النكران بل ردوا عليه ردا مفحما‪ ،‬أذكر‬ ‫عام ‪1196‬هـ ‪1782 /‬م‪.‬‬ ‫المنوني‬ ‫محمد‬ ‫سيدي‬ ‫األستاذ‬ ‫المؤرخ‬ ‫البحاثة‬ ‫الخصوص‬ ‫على‬ ‫منهم‬ ‫إنها رحلة النجاة من أهوال الطوفان الذي أحال اليابسة إلى بحر‬ ‫ واألديب الكاتب إدريس العَمراوي المتوفى سنة ‪1296‬هـ ‪-‬‬‫المكناسي رحمه اهلل تعالى‪ ،‬الذي فند مزاعم الذين ادعوا أن الفضل‬ ‫امتزج ماؤه العذب الفرات بماء البحر المالح األجاج‪ ،‬جرف معه كل األدران‬ ‫‪1782‬م‪ ،‬كاتب رحلة «تحفة المالك العزيز بمملكة باريز» في السفارة‬ ‫للغرب‪.‬‬ ‫اكتشافها‬ ‫في‬ ‫واألدناس‪.‬‬ ‫التي أرسله بها السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان (‪- 1276‬‬ ‫والرحالة اآلخر الذي أنجبته التربة المغربية وبالذات ثغر طنجة‬ ‫‪1290‬هـ ‪1872 - 1856 /‬م) إلى فرنسا عام ‪1276‬هـ ‪1853 -‬م) اعتنى‬ ‫والرحلة األخرى كانت لسيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم إلى‬ ‫المحروسة هو المؤرخ والجغرافي واألديب والشاعر‪ :‬محمد بن عبد‬ ‫بها وترجم بعض مختارات منها األستاذ الباحث الدكتور زكي مبارك‬ ‫السماوات العال في رحلتي اإلسراء والمعراج بعد نكبتين أصيبا بهما؛‬ ‫اهلل بن محمد بن بطوطة اللواتي الطنجي‪ .‬ولد سنة ‪703‬هـ‪1304/‬م‪،‬‬ ‫ونشرت سنة ‪1989‬م‪.‬‬ ‫وفاة عمه ابن أبي طالب‪ ،‬ووفاة زوجته أم المؤمنين خديجة بثالثة أيام‬ ‫ونشأ فيها‪ ،‬وخرج منها سنة ‪725‬هـ‪ ،‬فطاف بالد المغرب ومصر والشام‪،‬‬ ‫بعده‪ ،‬وتعرضه لتعذيب وتنكيل المشركين به‪.‬‬ ‫ والكاتب السفير محمد الطاهر بن عبد الرحمان الفاسي‪ ،‬المتوفى‬‫وبعض‬ ‫النهر‪،‬‬ ‫وراء‬ ‫وما‬ ‫وتركستان‬ ‫والبحرين‪،‬‬ ‫واليمن‬ ‫وفارس‬ ‫والحجاز‬ ‫سنة ‪1868‬م‪ ،‬مؤلف «الرحلة األبريزية إلى الديار اإلنجليزية»‪ ،‬كتبها في‬ ‫وكانت رحلة تلطف لسيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وإيناس‬ ‫إفريقيا‪.‬‬ ‫وأواسط‬ ‫التتار‬ ‫وبالد‬ ‫والصين‬ ‫الهند‬ ‫السفارة التي أوفده فيها السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان إلى‬ ‫له‪ ،‬وتعزيزا لمركز دعوته‪ ،‬وكانت هذه الرحلة بالروح والجسد وكان عيانا‬ ‫نظم الشعر‪ ،‬ومدح به كثيرا من الملوك واألمراء‪ ،‬وكان يستعين‬ ‫الملكة «فيكتوريا» سنة ‪1866‬م وهي مطبوعة‪.‬‬ ‫ال في المنام‪.‬‬ ‫بهباتهم وعطاياهم على أسفاره‪ ،‬وعاد إلى المغرب‪ ،‬واتصل بالسلطان‬ ‫وتفرّد بعض الرحالة السفراء بتسطير رحالتهم السفارية في ثنايا‬ ‫ويزخر التراث العربي واإلسالمي بالرحالت البحرية بمختلف‬ ‫الرفيعة‪..‬‬ ‫بالمنزلة‬ ‫وخصه‬ ‫مثواه‪،‬‬ ‫وأكرم‬ ‫به‬ ‫فرحب‬ ‫عنان‪،‬‬ ‫أبو‬ ‫المريني‬ ‫مصنفاتهم التاريخية كأبي القاسم الزياني المتوفى سنة ‪1833‬م‪ ،‬الذي‬ ‫أنواعها‪ ،‬ويحتفظ لنا الشعر العربي في العصر الجاهلي األخير بنماذج‬ ‫وطلب منه أن يملي رحلته على كاتب ديوانه محمد بن جزى الكلبي‬ ‫ضمن رحلته كتاب «الترجمانة الكبرى في أخبار المعمور برا وبحرا»‪،‬‬ ‫شعرية رفيعة‪ ،‬يصف فيها الشعراء البحر وركوبه في معرض وصفهم‬ ‫باألندلس‪،‬‬ ‫الحمراء‬ ‫بغرناطة‬ ‫األحمر‬ ‫بني‬ ‫ملوك‬ ‫بدواوين‬ ‫السابق‬ ‫الكاتب‬ ‫عني به ذ‪ .‬عبد الكريم الفياللي ط‪1412 .‬هـ ‪1931 /‬م‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫للظعن والرَّواحل في الصحارى والفيافي‪ ،‬كالشاعر عبيد بن األبرص‪،‬‬ ‫وأمالها عليه سنة ‪756‬هـ‪ ،‬وسماها ‪« :‬تحفة النّظار في غرائب األمصار‬ ‫ والكاتب المؤرخ بوعشرين الحسن بن الطيب الخزرجي المكناسي‬‫والعبدي وغيرهما‪..‬‬ ‫وعجائب األسفار»‪.‬‬ ‫أصال‪ ،‬المراكشي دارا ومنشأ ووالدة‪ ،‬الذي آثر تدوين رحلته السفارية في‬ ‫ويعد طرفة بن العبد من أكبر الشعراء الجاهليين براعة في وصف‬ ‫وحَظيت هذه الرحلة باهتمام كثير من دول العالم‪ ،‬وتمت ترجمتها‬ ‫تاريخه ‪« :‬التنبيه المُعرب عمّا عليه اآلن حال المغرب»‪.‬‬ ‫السفين وحركاته العجيبة في البحر‪ ،‬من خالل صورة الظعن المتجلية‬ ‫إلى عدة لغات‪ ،‬منها ‪ :‬اإلنجليزية والفرنسية والبرتغالية‪ ،‬ونشرت بها‪،‬‬ ‫وقد عملتُ بحمد اهلل وعونه على إخراجها وإفرادها في كتيب‬ ‫في األبيات التالية ‪:‬‬ ‫كما ترجمت فصول منها إلى اللغة األلمانية ونشرت أيضا‪ .‬وطبعت‬ ‫للحفاظ على هويتها السفارية‪ ،‬وهي موجودة ومطبوعة‪.‬‬ ‫بالعربية عدة مرات‪ ،‬وكان آخرها طبعة مراجعة وتنقيح وإضافات جديدة‬ ‫غـــد َوةً‬ ‫َّـوا�صف مِ ْن َددِ‬ ‫ِ‬ ‫اليـا �سفيـنٍ بالن‬ ‫وج املَالك ّيـــة‬ ‫ْ‬ ‫َخ َ‬ ‫كـ� َّأن ُحــ ُد َ‬ ‫للمرحوم الدكتور عبد الهادي التازي‪ ،‬الذي زعم أنه توفي بفاس!؟‬ ‫هذا غيض من فيض من أدب الرحالت في تراثنا المغربي اإلسالمي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يامنٍ‬ ‫نِ‬ ‫ِي‬ ‫د‬ ‫ت‬ ‫ه‬ ‫وي‬ ‫ا‬ ‫طور‬ ‫املالح‬ ‫ا‬ ‫به‬ ‫ور‬ ‫ج‬ ‫ي‬ ‫اب‬ ‫�س‬ ‫من‬ ‫َع‬ ‫فنيِ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ُ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫دولية � ْأو ْ َ‬ ‫وللفائدة‪ ،‬فإن ابن بطوطة كان يجيد اللغة التركية واللغة‬ ‫األصيل‪.‬‬ ‫الفارسية‪ .‬وقد استغرقت رحلته قرابة ثالثين سنة‪ ،‬ومن المؤرخين من‬ ‫وتوجد في التراث اإلنساني رحالت بحرية مثيرة للخوف والهلع‬ ‫وأرجو أن تكون هذه الرحلة السريعة في أدب الرحالت أسفرت عن‬ ‫حددها في سبعة وعشرين عاما‪ ،‬من عام ‪1325‬هـ إلى ‪ .1352‬وتوفي‬ ‫كرحلة سندباد البحري والفتية المغررين وغيرهما مما نسجه الخيال‬ ‫نيل المراد وتحقيق البُغية‪ ،‬أمتعتكم وآنستكم بإذن اهلل تعالى‪.‬‬ ‫محمد بن عبد اهلل بن محمد بمسقط رأسه بطنجة عام ‪779‬هـ‪)1377/‬‬ ‫ومثل ذروة المُتعة والمؤانسة‪.‬‬ ‫بالعناية‬ ‫يتعهده‬ ‫بطنجة‪،‬‬ ‫كزناية‬ ‫بحي‬ ‫معروف‬ ‫وضريحه‬ ‫تعالى‪.‬‬ ‫اهلل‬ ‫رحمه‬ ‫ليلتكم مباركة‪ ،‬وشهركم مبارك سعيد وكل عام وأنتم بخير‪.‬‬ ‫وبعد هذه التوطئة ألج الموضوع األساس الذي اقتُ ِرحَ عليّ تناوله‬ ‫ضرير‪ ،‬يعتمد في الحوار على حاسة السمع‪ ،‬ومعلوماته عن الرحالة ابن‬ ‫في هذه المحاضرة‪ ،‬وهو‪:‬‬ ‫شكرا لكم على جميل المتابعة وحسن اإلصغاء‪ ،‬والسالم عليكم‬ ‫بطوطة شحيحة جدا!‪.‬‬ ‫ورحمة اهلل تعالى وبركاته‪.‬‬ ‫وأملي كبير في أن يتخذ أبناء طنجة البررة هذا الرحالة العظيم رمزا‬ ‫«أدب الرحلة في الغرب اإلسالمي»‬ ‫ـــــــــــــــــــــــ‬ ‫للرحالين العالميين‪ ،‬ويعملوا بإخالص على إحياء ذكرى وفاته‪ ،‬في جالل‬ ‫ويحتاج‬ ‫بالشساعة‬ ‫يتسم‬ ‫وخصيب‬ ‫إن موضوع أدب الرحالت طريف‬ ‫واحترام‪ ،‬فهو جدير بكل احتفاء وكل تكريم‪ ،‬ويعاد النظر في ضريحه‬ ‫* عنوان المحاضرة القيمة التي ألقيتها في ال��دورة التي نظمتها جمعية‬ ‫إلى أكثر من محاضرة ون��دوة‪ :‬لإلحاطة بجوانبه‪ ،‬وحصر خصائصه‬ ‫المتقاعدين لرجال التعليم وغيرهم‪( ،‬من ‪ 17‬رمضان األبرك ‪1437‬هـ ‪ 23 /‬يونيو‬ ‫ليليق بزواره من العلماء والمفكرين واألدباء والساسة‪ ،‬وال شك أن الوفد‬ ‫وخصوصياته‪.‬‬ ‫‪2016‬م)‪ ،‬بنادي ابن بطوطة لرجال التعليم‪.‬‬ ‫الصيني الذي يزور طنجة هذه األيام سيلح على زيارة ضريحه ونرجو اهلل‬ ‫ مصدران من فعلي أجرى وأرسى‪.‬‬‫وسأحاول في هذه العجالة اإليجاز ما استطعت إلى ذلك سبيال‪،‬‬ ‫خيرا‪ .‬فقد كان احتفاء أهل الصين عظيما عند زيارته لبالدهم‪ ،‬فرسموا‬ ‫ سورة هود ‪42 - 45‬‬‫مستخيرا باهلل تعالى ‪:‬‬ ‫صورته في الجدران والحيطان لتميزه عنهم في الهيئة والشكل‪ ،‬وصار‬ ‫ الحُدوج‪ ،‬ج حِدج ‪ :‬مركب من مراكب النساء‪ ،‬الخاليا‪ :‬ج خلية‪ ،‬وهي‪ :‬السفينة‬‫معروفا كزائر غريب‪.‬‬ ‫ازدهر أدب الرحالت في الغرب اإلسالمي على أيدي أعالم الفكر‬ ‫العظيمة‪.‬‬ ‫والعلم واألدب ممن أنجبتهم هذه البالد الطيبة المعطاء وجادت بهم‬ ‫ ابن يامن ‪ :‬مالح من أهل هجر باليمن‪.‬‬‫ويكفيه فخارا أن بعض الجمعيات العلمية سمته بأمير الرحالين‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 16‬إلى ‪ 22‬مـاي ‪2017‬‬

‫العدد ‪889‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 16‬مـاي ‪2017‬‬

‫«جا رمضان» ‪ .....‬وانطلقت الحملة‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫بمحبة واعتزاز وتقدير وعرفان‬

‫طنجة تكرم ح�سن ال�صفريوي‬ ‫لم تشهد طنجة في تاريخها الحديث حفل تكريم بمثل‬ ‫هذه الحمولة التاريخية والرمزية واإلنسانية‪ ،‬كالحفل الذي‬ ‫أقيم نهاية األسبوع الماضي بفندق المنزه الذي استعاد‬ ‫رونقه وإشعاعه العالمي‪ ،‬تكريما ألحد أبرز رواد الرياضة‬ ‫بالمغرب وكرة القدم‪ ،‬خاصة بطنجة‪.‬‬ ‫تميز هذا الحفل البهيج يعود أوال‪ ،‬إلى شخصية المحتفى‬ ‫به الذي وسع ذكره آفاق الرياضات بالمغرب والذي كان له‬ ‫الفضل‪ ،‬كل الفضل‪ ،‬في عودة التوهج لكرة القدم بطنجة‪،‬‬ ‫بعد فترات من المجد عاشتها ضمن مجموعات أو آنذاك‪ ،‬لم‬ ‫يكن يعرف معنى لكلمة «أجنبي»‪.‬‬ ‫القاعة األندلسية بفندق المنزه‪ ،‬التي احتضنت حفل‬ ‫تكريم حسن الصفريوي أعادتنا إلى الزمن الجميل لكرة‬ ‫القدم بطنجة وللرياضات بوصف عام في هذه المدينة حين‬ ‫التأمت في هذه القاعة البهيجة‪ ،‬كوكبة رائعة من الوجوه‬ ‫العزيزة علينا والتي تطوعت‪ ،‬لعشرات السنين‪ ،‬من أجل‬ ‫تطوير كرة القدم الوطنية والمحلية‪ ،‬وتميزت‪ ،‬وطنيا ودوليا‪،‬‬ ‫بأدائها الرائع وعالقاتها المشرقة في عالم كرة القدم‪.‬‬ ‫كما التأمت حول الرائد حسن الصفريوي قامات عالية في‬ ‫الرياضة المغربية وكرة القدم خاصة ‪ ،‬مديرين ومؤطرين‬ ‫ومدربين والعبين متميزين‪ ،‬أبوا إال أن يكونوا شهودا على‬ ‫المكانة العالية التي يحظى بها حسن الصفريوي في قلوب‬ ‫طنجة‪ ،‬أهلها ورياضييها ومثقفيها وعامة أهاليها الذين‬ ‫يحفظون له الود ويعترفون له بالجميل‪ ،‬حين حقق لفرقة‬ ‫شرطة طنجة أمل الصعود إلى القسم الوطني األول وحين‬ ‫عمد إلى توظيف شلة من العبي فريق شرطة طنجة‪ ،‬حفاظا‬ ‫على كرامتهم وتحفيزا لهم على البذل والعطاء من أجل‬ ‫كرة القدم بهذه المدينة الراسخة القدم في هذه الرياضة‬ ‫الفريدة‪.‬‬ ‫حفل التكريم البهيج كان أيضا فرصة للقاء العديد‬ ‫من العبي فرق طنجة لكرة القدم القدامى‪ ،‬منهم فتاح‬ ‫والعروسي‪ ،‬والهانش‪ ،‬والعطيري والهواري والتمسماني‬ ‫وغيرهم‪ .‬وكان بارزا حضور نور الدين الصايل وحسن أقصبي‬ ‫ومحمد الداودي رجل سلطة سابقا وأحد العبي ومؤطري فرق‬ ‫كرة القدم بطنجة خالل نهاية فترة «النظام» وبداية عهد‬ ‫االستقالل والوحدة‪..‬‬ ‫حفل تكريم حسن الصفريوي تخلله تقديم شهادات‬ ‫من عدد من أصدقاء صاحب التكريم ومحبيه وعارفي‬ ‫فضله‪ ،‬اشادوا جميعهم فيها بمواهب المحتفى به وأخالقه‬ ‫وتفانيه في أداء مهامه المهنية ونجاحه في التعاطي الجاد‬ ‫مع هواياته الرياضية‪ ،‬التي فتحت أمامه سبل الترقي إلى‬ ‫مسؤوليات عالية على المستوى الوطني والدولي‪.‬‬ ‫حسن الصفريـوي كان حكيمــا جدا حين رد بتحيــة‬ ‫مقتضبة‪ ،‬على الشهادات المؤثرة التي قدمت في حفل‬ ‫تكريمه‪ ،‬شكر فيها كافة المحتفين به في هذه المدينة‬ ‫التي يختزن ذكريات سعيدة عنها في ذاكرته‪ ،‬كما شكر‬ ‫المنظمين والمدعمين‪ ،‬والتمس العذر لرجل «بلغ الثمانين‬ ‫من عمره» الذي نرجوه عمرا مديدا‪ ،‬زاخرا بالخير والعطاء‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫نعنـي حملـــة‬ ‫الغش واالحتكــــار‬ ‫في المواد الغذائية‬ ‫والسالمة الصحية‪،‬‬ ‫وطلع بيان من وزير‬ ‫التدبيـر والشـــؤون‬ ‫العامـــة‪ ،‬يعلـــن أن‬ ‫الحكومة عازمة على مواجهة االحتكار والغش والزيادة‬ ‫في األسعار «خالل شهر رمضان»‪.‬‬ ‫وطمأنت الحكومــة المواطنيــن على أن المواد‬ ‫الغذائية خالل هذا الشهر الكريم ستكون متوافرة‬ ‫بشكل كامل في السوق المغربية‪ ،‬كما أن العقوبات‬ ‫المشددة سوف تتنزل على المتالعبين بالحق والقانون‪.‬‬ ‫ما يمكن فهمه ‪ -‬دون االطمئنان إليه بالضرورة ‪، -‬‬ ‫من كالم وزير «الحكامـة»‪ ،‬هو‪ ،‬ببساطة أن المغاربــة‬ ‫جميعهم سوف يكون بإمكانهم الحصول على مواد‬ ‫غذائية جيدة خالل رمضان‪ ،‬وفق معايير «يجب» أن‬ ‫تكون متوافرة‪ ،‬دون التالعب بصحة المواطنين وأن‬ ‫العنصر األساس هو محاربة االحتكار والفساد والزيادة‬ ‫في األسعار‪ ،‬وأن باب االستيراد سيظل مفتوحا عند‬ ‫الضرورة‪.‬‬ ‫فهل وجــود «المجهــول» اإلسرائلــي يعتبر من‬ ‫ضرورات السوق المغربية خالل رمضان ؟‬ ‫‪ooooo‬‬

‫ظهر الفساد في البر والبحر‪...‬‬ ‫وحتى في الجامعة آلفقيه !‬ ‫القصة معروفة‪،‬‬ ‫قصـة الفقيــه الذي‬ ‫كان بصــدد شــرح‬ ‫اآلية الكريمة‪ :‬ظهر‬ ‫الفســاد في البـــر‬ ‫والبحر» خالل درس‬ ‫ديني في مسجـــد‬ ‫قروي‪ ،‬فصاح فيه أحد‬ ‫المصلين‪ :‬وعندنا في الجبل أيضا‪ ،‬آلفقيه !!!‪...‬‬ ‫نحن أدخلنا بعض الترميم على هذه القصة بغرض‬ ‫مطابقتها مح حال الفساد الذي تعيشه بعض الجامعات‬ ‫المغربية بسبب فساد أخالق بعض المربين المكونين‬ ‫‪...‬األساتذة الذين تغلب عليهم «غرائزهم البهيمية‬ ‫فيسخرون عملهم العلمــــي لالعتـــداء على كرامة‬ ‫طالباتهم‪ ،‬يهتكون أعراضهن‪ ،‬ويعتدون على كرامتهن‪،‬‬ ‫ويغتصبوا فيهن براءتهن وشرفهن وأحالمهن‪...‬عن‬ ‫طريق االبتزاز الجنسي المقيت الحقير‪ ،‬دون احترام‬ ‫لألمانة الملقاة على عاتقهم‪ ،‬ولثقة المجتمع فيهم‪،‬‬ ‫وللمسؤولية الوطنية التي يتبوؤونها‪ ،‬ولالحترام الذي‬ ‫يحظون به لدى أسر وعائالت طلبتهم‪.....‬‬ ‫فبعد الفضيحة الجنسية التي كان بطلها أستاذ‬ ‫الرياضيات بجامعة تطوان والتي يتابع فيها أمام‬ ‫القضاء بتهم ثقيلة‪ ،‬وبعد سلسة الفضائح الجنسية‬ ‫التي كان عدد من الجامعات المغربية مسرحا لها خالل‬ ‫السنوات األخيرة والتي نتعرض لبعضها في غير هذا‬ ‫المكان‪ ،‬خرجت إلى العلن مرة أخرى فضيحة مماثلة‪،‬‬ ‫بطلها أيضا أستاذ للرياضيات‪ ،‬بجامعة القنيطرة‪،‬‬ ‫اتهمته طالبات باستغاللهن وابتزازهن جنسيا مقابل‬ ‫منحهن نقاطا عالية في مادة الرياضيات‪.‬‬ ‫وعلم أنه تم االستماع من جديد لألستاذ حول‬ ‫موضوع شكايات الطالبات‪ ،‬بعد أن كان قد تم‬ ‫«تطويق» الملف‪ ،‬كما شاع‪ ،‬العتبارات سوف يكشف‬ ‫البحث القضائي عنها خاصة وأن الطالبات اللواتي‬ ‫سبق وأن تقدمن بشكايات ضد األستاذ المذكور‪ ،‬عدن‬ ‫إلى تحريك الملف مساندات بأوليائهنـ بعد تسريب‬ ‫المحادثات «الحمراء» التي كان يجريها األستاذ مع عدد‬ ‫من طالباته‪.‬‬ ‫وسوف يكون آلساتذة الفضائح الجنسية‪ ،‬الوقت‬ ‫الكافي حين يقول فيهم القضاء كلمته ليتدبروا قول‬ ‫اهلل تعالى‪« ،‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ .‬ظهر الفساد‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض‬ ‫الذي عملوا لعلهم يرجعون» صدق اهلل العظيم‪.‬‬ ‫‪ooooo‬‬

‫معذرة‪ ،‬إنها في بداية مرحلة‬ ‫«السطاج» !‬ ‫تدخـل كاتـبـــة‬ ‫الدولة لـدى وزيــر‬ ‫السياحــة والنـقـــل‬ ‫الجـــوي والصناعة‬ ‫التقليدية واالقتصاد‬ ‫االجتماعي المكلفـة‬ ‫بالسياحـــة‪ ،‬لميـــاء‬ ‫بوطالب‪ ،‬خالل جلسة األسئلة الشفوية بالبرلمان‪،‬‬ ‫عشية الثالثاء الماضي‪ ،‬أثار الكثير من السخرية بسبب‬ ‫الدهشة واالرتباك الذين ظهرا عليها‪ ،‬وهي تواجه‬ ‫مجموعة من «نواب األمة» الذين تحملوا مشقة حضور‬ ‫جلسة األسئلة التي تدخل في إطار «المراقبة الصارمة»‬ ‫التي يمارسونها على الحكومة‬ ‫جواب كاتبة الدولة‪ ،‬الذي غلب عليه االرتباك‬ ‫والدهشة‪ ،‬والذي يعد أول تدخل للمياء بوطالب‬ ‫بالبرلمان‪ ،‬تسبب لها في الكثير من السخرية على‬ ‫مستوى نشطاء التواصل االجتماعي بوصف خاص‪ ،‬ولم‬ ‫يسعفها احتماؤها بلغة موليير في ربط جملها التي‬ ‫طلعت عرنسية بامتياز‪ ،‬شأنها في ذلك شأن العديد‬ ‫من الوزراء والنواب واألساتذة والدكاترة والفنانين‬ ‫والمستجوبين المغاربة الذين تستضيفهم محطات‬ ‫إذاعية أو قنوات تلفزيونية والذين يلجؤون للفرنسية‬ ‫لـ «ترقيع» جملهم‪ ،‬بعد أن يعجزوا عن إيجاد مرادفات‬ ‫عربية لمفردات فرنسية متداولة من قبل ‪:‬‬ ‫‪précisément, notamment, bien sûr,‬‬ ‫‪d’abord, naturellement, au paravant, évi‬‬‫‪demment, donc, etc‬‬ ‫‪.......‬على سبيل المثال‪.‬‬ ‫رجاء‪ ،‬ال تستعجلوا‪ ،‬فأمام الوزيرة خمس سنوات لتتعلم‬ ‫فن الخطابة السياسية ‪ ،‬وبعدها يفعل اهلل ما يشاء !‪.....‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫ثقافة بلدية‬ ‫الوكيلي بعد بوكماخ‬ ‫بعـد التجــربــة‬ ‫الناجـحــــة‪ ،‬بكـــل‬ ‫المقاييس المتفـــق‬ ‫عليهــــا دولــــيـــا‪،‬‬ ‫والمتمثلة في تدبير‬ ‫المركــــز الثقافـــي‬ ‫أحـمــــد بوكمـــاخ‪،‬‬ ‫تدبيرا مباشرا عبر‬ ‫توقيع اتفاقية شراكة مع جمعية أحدثت لتلك الغاية‪،‬‬ ‫علم أن المجلس البلدي سار على نفس النهج في‬ ‫طريقة تدبير المعهد الموسيقي الجديد موالي أحمد‬ ‫الوكيلي حيث يكون المجلس قد صادق على اتفاقية‬ ‫شراكة مع جمعية حديثة أحدثت مؤخرا من أجل أن‬ ‫تتولى تدبير هذا المعهد‬ ‫وكما حدث مع مركز أحمد بوكماخ‪ ،‬فقد أثارت‬ ‫طريقة «االختيار المباشر» في تفويض التدبير بالنسبة‬ ‫للمعهد الموسيقي حفيظة مستشاري حزبي المعارضة‬ ‫بالمجلس االبلدي‪ ،‬دون أن يكون لذلك أي أثر فعال على‬ ‫القرار الذي نجح العمدة في الدفاع عنه بقوة المنطق‬ ‫وفرضه بقوة العدد بالرغم من أن بعض المعترضين‬ ‫انتقد سياسة «االنتقائية» و «االقصاء» المتبعة من‬ ‫طرف المجلس بالنسبة لباقي الفعاليات الثقافية‬ ‫الموجودة في الساحة‪ .‬ولكن العمدة الذي يعرف جيدا‬ ‫«خروب بالده» واجه بحزم وقوة انتقادات المعارضة‬ ‫التي انتهت إلى ما تعودت االنتهاء إليه !‬

‫عزيز كنوني‬


‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 16‬إلى ‪ 22‬مـاي ‪2017‬‬

‫العدد ‪889‬‬

‫أعلى درجات الخشوع‬ ‫في التفكير‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫�أوراق من�سية‬

‫‪ 38‬ـ �أحزاب �سيا�سية‪...‬‬ ‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫‪ - 9‬نظام االنتخابات التمهيدية والمؤتمرات‬ ‫القيادية الحزبية بالواليات المتحدة األمريكية‬ ‫شجعت التغيرات الرئيسية التي تبناها الديمقراطيون بمعظم الواليات‬ ‫التي تسن قوانين االنتخابات المتعلقة بالساكنة‪ ،‬على إجراء انتخابات‬ ‫تمهيدية‪ ،‬فاالنتخابات التمهيدية كما هو معمول بها حاليا هي انتخابات‬ ‫يشارك فيها أنصار الحزب الواحد الختيار مرشحي الحزب الذين سيخوضون‬ ‫االنتخابات الرئاسية العامة‪ ،‬وبحسب قوانين الوالية‪ ،‬يمكن للناخبين اإلدالء‬ ‫بأصواتهم بشكل مباشر‪ ،‬الختيار مرشحي الرئاسة‪ ،‬أو بشكل غير مباشر‬ ‫عن طريق التصويت لصالح المندوبين الذين يتعهدون بالتصويت لصالح‬ ‫المرشحين‪ .‬والخيار الوحيد المتاح للواليات من خالل النظام الحالي هو عقد‬ ‫مؤتمرات حزبية ذات مراحل متعددة‪ ،‬يمكن من خاللها ألنصار حزب ما‪،‬‬ ‫يعيشون ضمن منطقة جغرافية صغيرة نسبيا‪ ،‬أو دائرة انتخابية محلية االلتقاء‬ ‫واختيار المندوبين الذين يتعهدون بتأييد مرشحين معنيين‪ ،‬ومن ثم يقوم‬ ‫هؤالء المندوبون بتمثيل دوائرهم االنتخابية في مؤتمرات المقاطعة‪ ،‬يتم فيه‬ ‫اختيار مندوبين إلى مؤتمر الوالية‪.‬‬ ‫ويختار المندوبون إلى مؤتمر الوالية‪ ،‬مندوبين آخرين يمثلون الوالية‬ ‫في المؤتمر القومي‪ ،‬ومع أن هذا النظام يستغرق شهورا عديدة‪ ،‬فإن اختيار‬ ‫المرشح المفضل يتم بشكل أساسي في الجولة األولى من االقتراع‪.‬‬ ‫العرب لم يستقبلوا العلم بعد عودته إليهم ! هي شخصية‬ ‫لم تتقاعس و لم يغمرها الملل لسنوات ‪ ،‬لتعليم الناشئة ‪ ،‬بمنهج‬ ‫متواتر ‪ ،‬استمراري “ لعلم “ الشطرنج ‪ ،‬كما عاد إلى سباتهم ُّ‬ ‫جل من‬ ‫كانوا يزاولون هذه المهمة النبيلة ‪.‬‬ ‫من خالل اإلطاللة على المباراة العشرين للمؤسسات التعليمية‬ ‫لمدينة تطوان ‪ ،‬و التي شاركت فيها‪ 122‬تلميذة وتلميذ من ثماني‬ ‫ثانويات و خمسة إعداديـات و أربعـة عشـر إبتدائيـة‪ ،‬من تنظيـم‬ ‫ذ‪ .‬محمد شقرون رئيس الهيئة المغربية للشطرنج لنادي االتحاد‬ ‫وبشراكة مع جمعية آباء التالميذ و أوليائهم ‪،‬أقيمت برحاب إعدادية‬ ‫محمد عابد الجابري ‪ ،‬و بتعاون مع المديرية اإلقليمية لوزارة التربية‬ ‫الوطنية و التكوين المهني و التعليم العالي و البحث العلمي‬ ‫بتطـوان‪ ،‬و ذلـك فـي دورة ‪ :‬المـرحــوم الدكتــور عبد القـادر بن‬ ‫عبد اللطيف ‪ .‬تلك هي لعبة الشطرنج ‪ ،‬أداة لتأهيل التلميذ لعلم‬ ‫الفكر ‪ ،‬وهو منتوج يظهر آثاره في السلوك الفردي ليُبلِ َغ بالممارس‬ ‫لهذا النهج أعلى درجات الخشوع و التفكير ‪ ،‬ويُستجدُّ فيه الصبر‬ ‫‪ ،‬وهو مفتاح الفرَج ‪ ...‬مدرسة للتأمل و المراجعة التي تفضي بعد‬ ‫تفكير عميق إلى الحسم عند “ اليقين “ ‪ .‬ثم مرحلة التقييم ‪ :‬ثانوية‬ ‫المهدي بنونة و إعدادية محمد عابر الجابري‬ ‫تفوزان بالمباراة العشرون للمؤسسات التعليمية في الشطرنج‬ ‫لمدينة تطوان ‪.. .‬‬ ‫و أسفرت نتائج المباريات التي تتبعها عدد وفير من هواة هاته‬ ‫الرياضة الفكرية على النتائج التالية‪:‬‬ ‫الترتيب العام‪:‬‬ ‫مجموعةالثانويات‪:‬‬ ‫‪ - 1‬المهدي بنونة‬ ‫‪ - 2‬قاسم الزهيري‬ ‫‪ - 3‬جابر بن حيان‬ ‫‪ - 4‬الحسن الثاني‬ ‫‪ - 5‬براعم الرازي‬

‫‪ - 6‬اإلمام الغزالي‬ ‫‪ - 7‬عبد الخالق الطريس‬ ‫‪ - 8‬خديجة إم المومنين للبنات‬ ‫مجموعة االعداديات‪:‬‬ ‫‪ - 1‬محمد عابد الجابري ‪-‬دكور‬ ‫‪ - 2‬موالي الحسن‬ ‫‪ - 3‬سادس نوفمبر‬ ‫‪ - 4‬طه احسين ‪ -‬مرتيل‬ ‫‪ - 5‬محمد عابد الجابري ‪ -‬إناث‬ ‫‪ - 6‬أحمد المنجرة‬ ‫كما أقيمت بطولة خاصة بتالميذ و تالمذة المدارس االبتدائية‬ ‫و أشرفت مباريتها على الترتيب اآلتي ‪:‬‬ ‫مجموعةالتالميذ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬أنوار أوالد الطاهر ‪ -‬مدرسة التهامي الوزاني‬ ‫‪ - 2‬محمد السفياط ‪ -‬مدرسة التهامي الوزاني‬ ‫‪ - 3‬المنتصر باهلل ابن حقي ‪ -‬مدرسة عبد اهلل ابن عمر‬ ‫مجموعةالتلميذات‪:‬‬ ‫‪ - 1‬سارة ارهون ‪ -‬معهد أصدقاء العلوم‪.‬‬ ‫‪ - 2‬لينا سيداه ‪ -‬مركز رياض األندلس‪.‬‬ ‫‪ - 3‬لينا الفرجاني ‪ :‬مؤسسة السنابل‪.‬‬ ‫و في الختام أقيم حفل توزيع الجوائز بحضور جمهور غفير وعدة‬ ‫فعاليات شطرنجية و أطر تربوية و رئيس نادي االتحاد ‪....‬‬ ‫و في الختام نضرب لكم موعدا مع الدورة ‪ 21‬سنة ‪ 2018‬في‬ ‫حلة جديدة ان شاء اهلل‪.‬‬ ‫مدير المباراة‪.‬‬ ‫محمد شقرون الحكم الوطني ‪...‬‬

‫ْ�س مْ ُ‬ ‫ا�ض َي ًة َم ْر ِ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ال ْط َم ِئ َن ُّة ْارجِ عِي ِ�إ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫�ض ّ َي ًة‬ ‫} َيا �أَ ّ َيت َُها ال ّ َنف ُ‬ ‫َف ْاد ُخلِي يِف عِ َبادِ ي َو ْاد ُخلِي َج َّنتِي {‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫عن عمر يناهـز ‪ 79‬سنـة‪ ،‬لبـى نداء ربه المشمول بعفو اهلل‪ ،‬المرحوم‬

‫محمد الكنوني‬

‫وذلك يوم الجمعة ‪ 5‬ماي ‪ ،2017‬وفي اليوم الموالي شيع جثمانه الطاهر في موكب جنائز مهيب‪ ،‬حضره األهل‬ ‫واألحباب والمعارف‪ ،‬ودفن بمثواه األخير‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬تتقدم الجهة الشمالية لمتقاعدي طنجة بأحر تعازيها إلى أرملة الفقيد وإلى جميع أفراد أسرته‬ ‫وعائلته‪ ،‬راجية منه تعالى أن يرزقهم الصبر والسلوان‪ ،‬وللفقيد عظيم األجروالغفران‪ ،‬تغمده اهلل بواسع رحمته‪ ،‬وأسكنه‬ ‫فسيح جناته مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين‪ ،‬وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫ولتقريب القارئ أكثر من نظام االنتخابات التمهيدية بالواليات المتحدة‬ ‫األمريكية‪ ،‬نأخذ نظام االنتخابات التمهيدية بمؤتمر والية (أيوا) القيادي‬ ‫الحزبي‪ ،‬حيث يمر عبر أربع مراحل حيث تعقد المؤتمرات القيادية الحزبية‬ ‫في أكثر من ‪ 2000‬دائرة انتخابية في مختلف أنحاء والية (أيوا) الختيار أكثر‬ ‫من ‪ 1500‬مندوب إلى ‪ 99‬مؤتمرا إقليميا‪ ،‬وتعقد المؤتمرات في األقاليم‬ ‫الختيار ‪ 3000‬مندوب إلى ‪ 5‬مؤتمرات مقاطعات انتخابية ألعضاء الكونغرس‪،‬‬ ‫وتعقد مؤتمرات دوائر الكونغرس الختيار مندوبين على مستوى الدائرة‪ ،‬إلى‬ ‫مؤتمرات األحزاب القومية‪ ،‬ويحضر نفس المندوبين مؤتمر الوالية‪ ،‬وتنتخب‬ ‫مؤتمرات الوالية مندوبين يمثلون الوالية بكاملها إلى مؤتمر الحزب القومي‪،‬‬ ‫ويختار الحزب الديمقراطي مثال مندوبي الوالية الحزبيين‪ ،‬وتنتخب المندوبين‬ ‫ذوي المناصب الرسمية في الحزب‪.‬‬ ‫وفيما يخص اإلجراءات الخاصة بالدورة األولى من مؤتمرات األحزاب‬ ‫القيادية على صعيد الدائرة االنتخابية‪ ،‬فبالنسبة للديمقراطيين ال يحق‬ ‫سوى للديمقراطيين المسجلين كأعضاء في الحزب‪ ،‬ويعيشون في الدائرة‬ ‫االنتخابية‪ ،‬ويكونون مؤهلين لالنتخاب‪ ،‬والمشاركة العملية‪ ،‬ويطلب من‬ ‫الحضور االنضمام إلى مجموعات تفضل ناخبا معينا‪ ،‬ويجب أن يضم المجموعة‬ ‫كي تكون قابلة للبقاء واالستمرار ‪ ٪ 15‬على األقل من مجموع عدد الحاضرين‪،‬‬ ‫ويتم حل المجموعات األصغر‪ ،‬ويسمح ألعضائها باالنضمام إلى مجموعات‬ ‫تستوفي ذلك الشرط‪ ،‬ويتم ممارسة الكثير من محاوالت الضغط والتأثير‬ ‫في هذه المرحلة من االجتماع‪ ،‬ويتم تحديد عدد مندوبي كل من المرشحين‬ ‫على أساس صارم‪ ،‬يعتمد نسبة حجم المجموعة‪ ،‬مقارنة بحجم مؤتمر الحزب‬ ‫القيادي بكامله‪.‬‬ ‫وبالنسبة للجمهوريين‪ ،‬يدلي الذين يشترط فيهم أن يكونوا مؤهلين‬ ‫للمشاركة في االنتخابات دون أن يشترط بأن يكونوا مسجلين في الحزب‬ ‫الجمهوري يدلون بأصواتهم عن طريق اقتراع سري الختيار مرشحيهم‬ ‫المفضل للرئاسة‪ ،‬ويتم إجمال وجدولة األصوات على صعيد الوالية ككل‪،‬‬ ‫ومن ثم يتم انتخاب المندوبين إلى المؤتمر اإلقليمي بأي أسلوب يختاره‬ ‫المؤتمر القيادي للحزب‪ ،‬إما عن طريق انتخابات مباشرة (يكسب فيها الفائز‬ ‫جميع األصوات) أو بطريقة تناسبية على أساس استفتاء استطالعي‪.‬‬ ‫ويتم حساب الحجم الحقيقي للوفد الذي يمثل الوالية في المؤتمر القومي‬ ‫للحزب‪ ،‬من خالل صيغة أو معادلة يقررها كل من األحزاب‪ ،‬تشمل اعتبارات‪،‬‬ ‫مثل عدد سكان الوالية‪ ،‬والدعم السابق الذي قدمته لمرشحي ذلك الحزب‬ ‫على المستوى القومي‪ ،‬وعدد المسؤولين المنتخبين‪ ،‬وزعماء الحزب‪ ،‬منهم‬ ‫من يشغلون مناصب حكومية‪ .‬وتؤدي معادلة التوزيع التي ينتهجها الحزب‬ ‫الديمقراطي إلى كون عدد المندوبين إلى المؤتمر القومي يعادل ضعفي عدد‬ ‫المندوبين إلى مؤتمر الحزب الجمهوري‪.‬‬ ‫ويخول الدستور األمريكي للواليات‪ ،‬صالحية سن قوانينها االنتخابية‬ ‫الخاصة بها على أال تتعارض مع القوانين والشروط التي قد يضعها‬ ‫الكونغرس‪ ،‬وفي حين تتمتع الواليات بحرية تحديل مواعيد انتخاباتها‬ ‫التمهيدية‪ ،‬ومؤتمراتها القيادية الحزبية‪ ،‬ألن هناك حافزا يدعوها إلى إجراء‬ ‫انتخاباتها الترشيحية وفقا ألنظمة الحزب‪ ،‬ألن المحكمة العليا األمريكية‬ ‫قررت بأن لألحزاب الحق في وضع وتطبيق القوانين التي تحكم المشاركين‬ ‫في مؤتمرات الترشيح القومية‪ ،‬وبالتالي فإن الواليات التي تختار المندوبين‬ ‫بشكل ال ينسجم مع قواعد الحزب قد يتعرض مندوبوها إلى المساءلة في‬ ‫المؤتمرات القومية‪ ،‬أو ربما يتم تخفيض عدد مندوبيها من قبل الحزب‪،‬‬ ‫بسبب خرق تلك القواعد‪ ،‬ويتم اختيار ‪ 80٪‬من المندوبين الذين يحضرون‬ ‫مؤتمري الحزبين القوميين عن طريق انتخابات تمهيدية مفتوحة لجميع‬ ‫الجمهوريين والديمقراطيين‪ ،‬سواء المسجلين منهم في الحزبين‪ ،‬أو الذين‬ ‫يعتبرون أنفسهم جمهوريين أو ديمقراطيين‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪889‬‬

‫روحة‬

‫أط‬

‫الثالثاء ‪� 16‬إلى ‪ 22‬مـاي ‪2017‬‬

‫‪11‬‬

‫شعر ابن الخطيب‪،‬‬ ‫دراسة أسلوبية‬

‫نوق�شت ب�آداب تطوان �أطروحة دكتوراه‬ ‫للأ�ستاذ الباحث يو�سف الراي�س‪،‬‬ ‫(‪ )2/2‬وهذا ملخ�ص عنها ‪:‬‬

‫* أهداف البحث والغايــات المتوخـاة منه‪:‬‬

‫يود الباحث أن يقدم هنا الغايات المتوخاة منه‪ ،‬والنتائج المزمع الوصول إليها من خالله‪ ،‬وهي كاآلتي‪:‬‬ ‫سبر الجوانب الصياغية والبنائية لشعر لسان الدين بن الخطيب إلدراك انتظام خصائص األسلوب عند‬ ‫الشاعر في أفق إدراكه إدراكا نقديا علميا واعيا‪.‬‬ ‫دراسة اللغة الشعرية ال بن الخطيب كما تمثلها نصوصه‪ ،‬اهتداء باالتجاهات األسلوبية المعتمدة في إنجاز‬ ‫هذه الدراسة‪.‬‬ ‫الوصول إلى نتائج علمية ‪ /‬نقدية يمكن استثمار معطياتها الستنباط السمات الكلية للشعر األندلسي في‬ ‫العهد الغرناطي‪.‬‬ ‫محاولة تقديم إضافة متواضعة في مجال الدراسات الفنية للشعر العربي في األندلس وال سيما في القرن‬ ‫الثامن الهجري والدراسات األندلسية بصفة عامة‪.‬‬

‫* منهجية البحث (خطة العمل)‪:‬‬

‫سيحاول الباحث في إنجاز هذه الدراسة تبنيّ المقاربة المنهجية األسلوبية‪ ،‬وبما أن المنهج األسلوبي ليس‬ ‫منهجا واحدا‪ ،‬بل هو مناهج ومقاربات متعددة‪ ،‬فإنه سيحاول االعتماد على التوظيف التواشجي آلليات تحليل‬ ‫الخطاب الشعري‪ ،‬وعيا منه بأن المنظور التكاملي التوليفي الوظيفي يمكن أن يساعد على تجميع بعض اآلليات‬ ‫ّ‬ ‫والمشكلة للتكامل في إطار مهمة الكشف واالستجالء لجماليات‬ ‫المنهجية األسلوبية المتعددة‪ ،‬والقابلة للتعايش‬ ‫اإلبداع الشعري البن الخطيب‪.‬‬ ‫وهكذا يكون قد استفاد من األفق العلمي والمنهجي الذي تتيحه المدارس األسلوبية المختلفة واستثمار‬ ‫معطياتها في البحث‪ ،‬ألن النظرة األحادية للعمل األدبي عموما‪ ،‬وفحصه ومقاربته من منظور منهجي واحد‪،‬‬ ‫قد تكون نظرة قسرية قاصرة تظلم النص الشعري أحيانا كثيرة‪ ،‬وتكبله بقيود منهجية ال يستطيع الفكاك من‬ ‫أسرها‪ ،‬وتفقد روحه الجمالية واإلبداعية‪ ،‬في حين أن توليف المناهج األسلوبية على اختالفها وتعددها‪ ،‬أو فيما‬ ‫يمكن تسميته ب(المنهج األسلوبي التكاملي) والذي يتناول العمل الشعري من جميع زواياه‪ ،‬ويتيح للدارس ‪/‬‬ ‫الناقد إمكانيات منهجية أوسع وأرحب للتجاوب معه‪ ،‬والتفاعل مع سحره الجمالي‪ ،‬وجوهره الفني ‪ ،‬ويجعله يعيش‬ ‫في جو األدب الخاص أو األدب الخالص‪.‬‬ ‫إضافة إلى هذا فإن األسلوبية تعد من بين أقرب المناهج الحديثة وأصلحها لمقاربة النصوص الشعرية‬ ‫العربية التراثية‪،‬لكونها لها امتدادات وإرهاصات في الموروث النقدي والبالغي العربي (نظرية النظم‪،‬اإلعجاز‬ ‫القرآني‪.)...‬‬

‫* مادة البحث ومصادره‪:‬‬

‫تتمثل مادة البحث فيما صدر عن ابن الخطيب من نصوص شعرية ضمّنها د‪.‬محمد مفتاح في ديوانه‪،‬‬ ‫وقد اعتمد الباحث في هذا السبيل على الديوان الذي صنعه وحققه وقدم له د‪ /‬محمد مفتاح بمقدمة دراسية‬ ‫علمية رصينة‪ .‬مع تخريجات وحواش وتعليقات جيدة‪ .‬وقد صدر عن دار الثقافة للنشر والتوزيع بالدار البيضاء في‬ ‫طبعتين‪ :‬األولى سنة ‪ ،1988‬والثانية سنة ‪ 2007‬في مجلدين أنيقين‪.‬وعلى هذه الطبعة األخيرة استند الباحث‬ ‫واتكأ في إعداد دراسته التحليلية األسلوبية هذه‪ ،‬فكان هو المصدر األساس‪ ،‬وعليه كان مناط البحث ومداره‪.‬‬ ‫وإضافة إلى هذا المصدر الرئيس فقد استقى مادة بحثه من جملة مصادر والتي تنوعت بين الدواوين‪،‬‬ ‫كديوان ابن زمرك‪ ،‬وديوان امرئ القيس‪ ،‬وكتب الشروحات األدبية‪ ،‬كشرح ديوان المتنبي‪ ،‬وشرح القصائد العشر‬ ‫‪،‬وشرح ديوان الحماسة‪ ،‬وكتب النقد والبالغة‪ ،‬كطبقات فحول الشعراء‪ ،‬والعمدة‪ ،‬وسر الفصاحة‪ ،‬ودالئل اإلعجاز‪،‬‬ ‫ومفتاح العلوم‪ ،‬والمثل السائر‪ ،‬وأسرار البالغة‪ ،‬وتحرير التحبير‪ ،‬والصناعتين ‪،‬والموشح‪ .‬وكتب النحو‪ ،‬كالمقتضب‪،‬‬ ‫وشرح المفصل‪ ،‬وشرح ألفية ابن مالك‪ ،‬ومغني اللبيب في كتب األعاريب‪ ،‬وكتب التراجم واألخبار‪ ،‬كالشعر‬ ‫والشعراء‪ .‬وجمهرة أشعار العرب‪ ،‬ومعجم األدباء ‪.‬إضافة إلى العديد من كتب ابن الخطيب كاإلحاطة‪ ،‬والكتيبة‬ ‫الكامنة‪ ،‬ونفاضة الجراب في داللة االغتراب‪ ،‬ومعيار االختيار‪ ،‬وأوصاف الناس في التواريخ والصالت‪ ،‬وكتاني المقري‬ ‫نفح الطيب‪ ،‬وأزهار الرياض‪ ،‬وغيرها من المصادر والمراجع ال سبيل إلى حصرها واإلحاطة بها في هذه المقدمة‪.‬‬

‫خطة البحث ومحتواه‪:‬‬

‫لجأ الباحث في خطة هذه الرسالة البحثية إلى تقسيمها إلى مقدمة‪ ،‬وتمهيد وخمسة فصول‪ ،‬كان التمهيد‬ ‫جردا وصفيا ألهم العوامل الموضوعية والذاتية الزدهار الحركة الفكرية واألدبية باألندلس خالل القرن الثامن‬

‫الهجري‪ .‬ألنه هناك صلة جدلية أنطولوجية بين الشعر والفن عموما وبين سياقه وواقعه الذي أنتجه؛ عالقة تأثير‬ ‫وتأثر‪ ،‬وابن الخطيب لم ينج من هذا القانون الحتمي‪ ،‬فهو لم يكن نسيج وحده بل كان نسيج دينامية ثقافية‬ ‫ناضجة وسيرورة حضارية متألقة متوهجة‪.‬‬ ‫أما في الفصل األول فتناول الباحث فيه بالدراسة البناء المصاحب للنص أو ما يسمى بالعتبات النصية‪ ،‬أو‬ ‫النصوص الموازية‪ ،‬أو الموازيات النصية‪ ،‬أو الملحقات النصية‪ ...‬وقد قسمه إلى مبحثين‪ :‬األول يتعلق باإلطار‬ ‫النظري‪ ،‬وهو ‪( :‬عتبات النص ‪:‬المصطلح والمفهوم)‪ .‬والثاني شمل (العتبات النصية في الشعر الخطيبي‪ :‬األشكال‬ ‫واألنماط)‪ ،‬والتي تتدرج وتتنوع حسب مواقعها كاآلتي‪:‬‬

‫اسم المؤلف§عنوان الديوان §مقدمة الديوان § مقدمات ‪ /‬ديباجات النص §التذييل أو العتبة‬ ‫المكملة‪.‬‬ ‫في الفصل الثاني درس فيه األغراض والموضوعات في المبحث األول‪ ،‬والبناء الفني والهيكلي للقصيدة‬ ‫الخطيبية في المبحث الثاني‪.‬‬ ‫أما الفصل الثالث فتناول فيه بالدراسة والتحليل (اإليقاع العروضي الثابت) عبر مبحثين األول يتعلق بالوزن‪،‬‬ ‫والثاني بالقافية‪.‬‬ ‫وفي الفصل الرابع فدرس (اإليقاع الداخلي المتغير ‪ /‬المتحرك)‪ ،‬وقد اقتضت خطة البحث أن يتم تقسيم هذا‬ ‫الفصل إلى تمهيد وسبعة مباحث وهي‪ :‬التصريع‪ ،‬والتصدير‪ ،‬والترديد‪ ،‬والتدوير‪ ،‬واستصحاب الدال والمدلول‬ ‫(التَّكرار)‪ ،‬واستصحاب الدال دون المدلول (الجناس)‪ ،‬ثم أخيرا التوازي‪.‬‬ ‫أما الفصل الخامس واألخير فخصصه لدراسة (البنية التركيبية في الشعر الخطيبي)‪ ،‬وقسمه إلى أربعة مباحث‬ ‫وتمهيد؛ في المبحث األول درس البنيات األسلوبية الخبرية واإلنشائية‪ ،‬ووقف مليا عند أسلوبين طلبيين وهما‪:‬‬ ‫النداء واالستفهام‪،‬باعتبارهما أكثر األساليب اإلنشائية الطلبية ورودا في التركيب اللغوي للقصائد الخطيبية‪.‬‬ ‫وفي المبحث الثاني درس (البنية الشرطية في الشعر الخطيبي )‪ ،‬ثم في المبحث الثالث عَرَّج على دراسة أهم‬ ‫‪(:‬آليات تصريف الكالم)‪ ،‬وتجليات (النحو المشَعْرن)‪-،‬كما يسميه جان كوهن – وتمظهراته األسلوبية‪ ،‬وهي‪ :‬بنية‬ ‫التقديم والتأخير‪ ،‬وبنية الحذف ‪،‬وبنية االعتراض ‪ .‬وفي المبحث األخير فتطرق إلى دراسة ‪ (:‬التضمين العروضي‬ ‫في الشعر الخطيبي) ‪.‬لتأتي الخاتمة في األخير شاملة ألهم النتائج المتوصل إليها في هذه الدراسة البحثية‪.‬‬ ‫وأردف ذلك بقائمة للمصادر والمراجع‪ ،‬ثم فهرس المحتويات‪.‬‬ ‫وختاما يتوجه بالشكر الخالص هلل أوال على التوفيق والتيسير‪ ،‬ثم يتقدم بالشكر الجزيل لسعادة األستاذ‬ ‫الدكتور ‪ :‬عبد اللطيف شهبون‪ ،‬الذي أكرمه إذ قبل اإلشراف على رسالته هذه‪ ،‬ورعاها منذ أن كانت بذرة إلى أن‬ ‫أصبحت ثمرة‪ ،‬فكان نعم الموجه ونعم المرشد‪ ،‬فجزاه اهلل كل خير وجزاء‪.‬‬ ‫وأخيرا يضع قلمه يلهج بالتسبيح والتمجيد والثناء على اهلل جلت قدرته‪ ،‬وعزت عظمته الذي من عليه ومكنه‬ ‫من كتابة هذه السطور‪ .‬فله الحمد أوال وأخيرا‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــ‬ ‫ وأقول السؤال وليس إشكاال‪ ،‬ألن طبيعة البحث ومنهجه هنا ال يستلزم استشكال الموضوع وتأزيمه‪ ،‬بل‬‫هو دراسة أسلوبية وصفية مسحية تحليلية‪.‬‬ ‫ مقدمة ابن خلدون‪،‬ت‪ :‬أحمد جاد‪ ،‬مراجعة وتقديم‪ :‬د‪ /‬عبد الباري محمد الطاهر‪ ،‬دار الغد الجديد‪ ،‬القاهرة‪،‬‬‫ط ‪ ،2007 – 1‬ص‪.604 :‬‬ ‫ أزهار الرياض ‪ .‬المقري ‪،‬ت‪ :‬مصطفى السقا‪ ،‬وإبراهيم األبياري‪ ،‬وعبد الحفيظ شلبي‪ ،‬صندوق إحياء التراث‬‫المشترك بين المملكة المغربية و دولة اإلمارات العربية المتحدة‪ .‬الرباط ‪.191/ 1 .1978.‬‬ ‫ الشعر األندلسي‪ :‬بحث في تطوره وخصائصه ‪.‬إميليوجارثيا جوميث ‪.‬ت‪ :‬د‪ /‬حسين مؤنس‪ ،‬دار الرشاد‪،‬‬‫القاهرة‪ .‬ط‪ .2005 2.‬ص ‪.54:‬‬ ‫ ناقش فيها د‪ /‬محمد مفتاح صانع الديوان ومحققه‪:‬‬‫‪ - 1‬تطور فن ابن الخطيب‪.‬‬ ‫‪ - 2‬فنونه ا لشعرية ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬خصائص فنه‪.‬‬ ‫‪ - 4‬فنه صورة لبيئته‪ .‬الديوان ‪.9-87/ 1‬‬

‫باحثون يناقشون إشكالية «القصة والسينما» ضمن فعاليات مهرجان مشرع بلقصيري‬ ‫الوطني للقصة القصيرة‬ ‫• فاطمة الزهراء المرابط‬ ‫في إطار فعاليات «مهرجان مشرع بلقصيري الوطني الثالث عشر للقصة»‪،‬‬ ‫نظمت جمعية «النجم األحمر للتربية والثقافة والتربية االجتماعية»‪ ،‬صبيحة‬ ‫يوم السبت ‪ 29‬أبريل ‪ ،2017‬ندوة‪« :‬القصة والسينما»‪ ،‬بمشاركة األساتذة‪:‬‬ ‫سعيد منتسب (الدار البيضاء)‪ ،‬محمد عزيز المصباحي (الجديدة)‪ ،‬رشيد شباري‬ ‫(طنجة)‪ ،‬تنشيط األستاذ المصطفى كليتي (القنيطرة)‪.‬‬ ‫وفي صبيحة السبت ‪ 29‬أبريل ‪ ،2017‬شهد المركز الثقافي ندوة في‬ ‫موضوع‪« :‬القصة والسينما»‪ ،‬وفي هذا اإلطار تحدث األستاذ رشيد شباري‬ ‫في ورقته عن العالقة بين القصة والسينما باعتبارهما حقالن يتفاعالن في‬ ‫كثير من األحيان سواء وظفت السينما القصة أو العكس‪ ،‬مشيرا إلى ضرورة‬ ‫انفتاحهما على بعض بعيدا عن محاولة إثبات مكانة القصة ضمن أي عمل‬ ‫سينمائي مادام كل عمل هو قصة في حد ذاته‪ ،‬خاصة وأن السينما تستمد‬ ‫مادتها األولية من القصة أو الرواية باعتبار هذه األخيرة مادة لزجة قابلة‬ ‫للتطويع والتحول إلى عمل فيلمي حتى في مستواها الملفوظ (خصائص السرد‪ ،‬الوصف‪ ،‬أسلوب لعب الشخوص‬ ‫داخل محوري الزمان والمكان) وهي خصائص يتأطر الفيلم ضمنها‪ ،‬كما تطرق إلى األسئلة الشائكة التي ترافق‬ ‫هذا التحول حول وفاء المخرج للعمل الروائي‪ ،‬أثناء اشتغاله وفق رؤيته اإلخراجية فنيا وفلسفيا أي استخدام‬ ‫التكييف من أجل إعادة بناء العمل السينمائي باستقالل نسبي عن العمل األدبي‪ ،‬في حين أن عملية التكييف‬ ‫تتعقد عندما يتعلق األمر بالقصة نظرا لعامل التكثيف‪ ،‬لذلك ظلت المحاوالت في هذا المجال خجولة ولم ترق‬ ‫إلى المستوى المطلوب‪.‬‬

‫وقد عرفت الندوة مساهمة األستاذ سعيد منتسب بورقة تحدث فيها عن‬ ‫المعطيات المتعلقة بمجال التحليل الفيلمي والقصصي‪ ،‬مشيرا إلى ضرورة‬ ‫اإللمام باللغة السينمائية والنحو السينمائي‪ ،‬وأن نتوفر على ثقافة النقد‬ ‫السينمائي وما يمكن أن يطرحه هذا المجال من قضايا مختلفة في معالجة‬ ‫موسوعة السينما‪ ،‬مؤكدا على الصعوبة المادية والمنهجية للتحليل الفيلمي‬ ‫خاصة وأنها محددة أساسا بمضمون الفيلم‪ ،‬كما تحدث عن مراحل صناعة‬ ‫وإنتاج العمل السينمائي (السيناريو‪ ،‬التقطيع الفيلمي‪ ،‬التصوير‪ )...‬وختم‬ ‫ورقته بالحديث عن السيناريو باعتباره وسيلة لتحقيق هدف إخراج الفيلم‬ ‫ووسيلة إلقناع المنتج بتمويل الفيلم‪ ،‬وأن السيناريو الجيد ينتج لنا فيلما جيدا‬ ‫والعكس غير صحيح‪.‬‬ ‫وفي السياق نفسه‪ ،‬استهل األستاذ محمد عزيز المصباحي ورقته‬ ‫الموسومة بـ «القصة والسيناريو» بالحديث عن السؤال األجناسي الذي تطرحه األجناس السردية‪ ،‬مستشهدا‬ ‫بنموذج قصصي يشكل في حد ذاته سيناريو قابل لإلنجاز السينمائي متمثال في نص قصصي موسوم بـ‪« :‬آخر‬ ‫أيام سقراط» للقاص المغربي أحمد بوزفور‪ ،‬حيث قسمه المتدخل إلى ثالثة مشاهد سينمائية جاهزة‪ ،‬ليؤكد في‬ ‫األخير توفر النص القصصي على كل مقومات السيناريو السينمائي‪.‬‬ ‫واختتمت الندوة بفتح باب النقاش أمام الحضور النوعي الذي ساهم في إغناء موضوع «القصة‬ ‫والسينما»‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 16‬إلى ‪ 22‬مـاي ‪2017‬‬

‫العدد ‪889‬‬

‫«أبدع المقاالت في فن المقامات» لمحمد بوجندار الرباطي‬

‫نظرة في النص والتحقيق‬ ‫بداية‪،‬نهنئ الباحثة المحققة األستاذة الدكتورة إلهام السوسي‬ ‫العبداللوي على تحقيق ونشر كتاب «أب��دع المقاالت في فن‬ ‫المقامات» لمحمد بوجندار؛ هذا المولود الجديد الذي مثلما سعدت‬ ‫به هي وأسرتها الصغيرة والكبيرة‪ ،‬سعد به المثقفون المغاربة‬ ‫عموماً والرباطيون خصوصاً‪ .‬كما نشد على يديها اللتفاتتها القيمة‬ ‫ومبادرتها الجليلة إلخراج تراث جدها األديب المؤرخ محمد بوجندار‪.‬‬ ‫وإنها لسنة حميدة بدأت تنتشر في السنوات األخيرة‪ ،‬حين نقف على‬ ‫اهتمام األحفاد بإخراج تراث اآلباء واألجداد‪ ،‬وحرصهم على التأليف‬ ‫حول عائالتهم أو تحقيق ما وجدوه من مخطوطات تراثية في خزانة‬ ‫العائلة رغبة في إحياء وتخليد أسماء العلماء والمثقفين المنتسبين إلى‬ ‫هاته العائالت من جهة‪ ،‬وإفادة المكتبة المغربية والعربية بما أنتجته‬ ‫تلك العقول في زمانها من أجل التطلع إلى بناء نظرة متكاملة عن‬ ‫الحركة الثقافية في ذلك العهد من جهة ثانية‪.‬‬ ‫محمد بوجندار‪ ،‬الذي نحتفي بقراءة واحد من الكتب والمصنفات‬ ‫التي حبرّها بقلمه‪ ،‬هو قامة شماء من قامات المغرب في مطلع القرن‬ ‫العشرين؛ فهو مؤرخ الرباط بال منازع‪ ،‬إذ ليس هناك من المثقفين‬ ‫الذين يبحثون عن أحد األعالم الرباطيين من ال يعود بالدرجة األولى‬ ‫إلى كتابه «االغتباط بتراجم أعالم الرباط»‪ .‬هذا الكتاب الذي يجب‬ ‫أال تخلو منه خزانة أي بيت رباطي مهتم بهذه المدينة وتاريخها‬ ‫وأعالمها؛فهو موسوعة حول الرباط أنجز في وقت كان فيه البحث عن‬ ‫الوثائق أعز من بيض األنوق‪.‬‬ ‫وكما هو معلوم‪ ،‬فإن محمداً بوجندار قضى زهرة حياته في‬ ‫البحث والتنقيب‪ ،‬وصرف شطراً مهمّاً من عمره القصير (‪ 37‬سنة)‬ ‫في المطالعة والدراسة والكتابة في كل موضوع يعرض له‪ .‬أبدى‪،‬‬ ‫خالل ذلك وخالل مرحلة تحصيله‪ ،‬اجتهاداً ملحوظاً يشهد له به‬ ‫غير واحد ممن عاصروه وعرفوه‪ .‬قال شيخه‪ ،‬شيخ الجماعة محمد‬ ‫المكي البطاوري‪ ،‬يصفه في إجازة له‪« :‬فإنك سألتني أيها األخ الودود‪،‬‬ ‫المتحلي بالوصف المحمود‪ ،‬العالم النبيه‪ ،‬الدراكة الوجيه أبا عبد اهلل‬ ‫سيدي محمد بوجندار أن أكتب لكم إجازة مني وفق الجاري من أهل‬ ‫الشأن‪ ،‬بما أنكم حضرتم أمامنا مجالس سعيدة‪ ،‬في فنون عديدة‪،‬‬ ‫وعرفنا ذكاءكم وتحصيلكم»‪ ...‬وقال محمد بن العباس القباج في حقه‬ ‫َّ‬ ‫أيضا‪«:‬قل بين أبناء المغرب اليوم من يذكر بوجندار وال يذكر أعماله‬ ‫الخالدة‪ ،‬وال يعترف له بالمقام السامي والرتبة العالية في عالمي‬ ‫الكتابة والشعر والتاريخ»‪ .‬وأورد العالمة عبد اهلل بن العباس الجراري‬ ‫في حقه‪« :‬فالمترجم خُلِقَ ألن يكون عالماً أديباً ال تكاد تسمح له أوقاته‬ ‫بغير القرطاس والقلم مقيداً محرراً لولوعه الخاص بضبط عيون المسائل‪،‬‬ ‫وتسجيل أنباء الرجال وأخبار حياتهم»‪.‬‬ ‫ولوال ما أصيب به في عز شبابه من الداء العضال‪ ،‬الذي عاقه عن الحركة‬ ‫والخروج والمشي‪ ،‬لكان آية اآليات بآثاره الخالدة‪ .‬وعلى الرغم من أنه توفي‬ ‫في مقتبل عمره (‪ 37‬سنة)‪،‬كما ذكرنا وتلك مشيئة اهلل وحكمته‪ ،‬فإنه كتب‬ ‫في مجاالت معرفية متعددة‪ :‬في الشعر واألدب والتاريخ والفقه‪ ،‬وخلف آثاراً‬ ‫جليلة أفادت منها المكتبة المغربية ومازالت؛فمنها ما طبع قديماً في زمن‬ ‫المؤلف مثل «مقدمة الفتح» و«االستشفاء بتخاميس أبيات الشفاء»‪ ،‬ومنها‬ ‫ما لم ير النور ألننا كنا نحسبه في حكم المفقود‪ .‬والكتاب موضوع هذه‬ ‫المقالة «أبدع المقاالت في فن المقامات» واحد من تلك الكتب التي كانت‬ ‫ثاوية مغمورة يتطلع إليها الباحثون المختصون بشغف كبير‪.‬‬

‫وعالوة على التأريخ والنقد‪ ،‬نجد المؤلف محمّداً بوجندار يقعد‬ ‫لفن المقامات‪ ،‬ويضع الشروط الالزمة توفرها لكتابة المقامات‬ ‫وكذا الطريقة السمحاء التي يلزم سلوكها في الكتابة في هذا الفن‬ ‫الطريف؛ فهو يرى‪ ،‬مثال‪ ،‬أن حسن اختيار األلفاظ وسالستها في‬ ‫السمع وسهولتها في اللسان واستيفاءها لألحكام اللغوية والنحوية‬ ‫والبيانية هو أول ما يجب أن يعتني به كاتب المقامة‪ .‬ناهيك عن‬ ‫وجوب اإللمام بقسط وافر من اللغة والنحو والبالغة والتاريخ وأمثال‬ ‫العرب وأيامهم وسائر فنون اإلنشاء‪ ،‬مع استحباب التوفر على الذوق‬ ‫األدبي والطبع العربي‪.‬‬ ‫ولم ينس المؤلف أن يختم مقاالته بنماذج لمساهمة المغاربة في‬ ‫الكتابة في هذا الفن األدبي البديع‪ ،‬حيث عرض للقارئ أربع مقامات‬ ‫بعضها من قبيل النوادر التي ال نعثر لها على ذكر أو إشارة في غير هذا‬ ‫الكتاب‪ .‬وأقصد بذلك مقامة شيخ الجماعة محمد المكي البطاوري‪،‬‬ ‫التي أنشاها في الرد على أحدهم أنكر عليه قوله من قصيدة له‪:‬‬

‫ريانٍ ِبذِي َ�س َل ِم‬ ‫َال مِ ْن َت َذ ُّكرِ جِ َ‬ ‫زاعما �أن يف ذلك �إعرا�ض ًا عن جهاته �صلى الله عليه‬ ‫و�سلم‪.‬‬

‫فقيد العلم واألدب المرحوم محمد بوجندار‬

‫ إن المتمعن في م��واد هذا الكتاب والواقف على المصادر‬ ‫المتنوعة التي عاد إليها المؤلف في عرض مواده يتبين‪ ،‬بحق‪ ،‬أن‬ ‫المؤلف محمّداً بوجندار قد اجتهد في تجميع تلك المواد وتكثيفها‬ ‫بصورة تفصح عن تبحر وسعة اطالع؛ فلم يدع شاذة أو فذة في هذا‬ ‫الفن األدبي البديع إال أشار إليها باقتضاب أو بسط‪ .‬لذلك‪ ،‬كان محمد‬ ‫بوجندار استثناء بين كتّاب فن المقامة ليس من جهتي التأريخ أو‬ ‫اإلبداع فحسب‪ ،‬بل من جهتي النقد والتقعيد‪ .‬وكان الكتاب الذي‬ ‫بين أيدينا لبنة محمودة في الحديث النقدي حول المقامة وتركيبها؛‬ ‫ألنه يفصح عن تصور محمد بوجندار لهذا الفن العربي الطريف‪ ،‬وهو‬ ‫تصور استوحاه‪ ،‬بل بناه المؤلف من خالل قراءاته الواسعة واطالعه‬ ‫الغزير على مقامات الرواد المشارقة وشروحها وما قيل حولها‪.‬‬ ‫والواقع الذي كان يفرض نفسه وقت كتابة هذا التصنيف هو‬ ‫أن يكون بداية لمناقشة هذا الفن وشرارة للتطارح حوله‪ ،‬في وقت‬ ‫كانت فيه الخصومات النقدية مشتعلة‪ ،‬والردود حول األحكام الفقهية‬ ‫واألدبية متأججة؛ غير أن شيئاً من ذلك لم يحدث بكل أسف‪ .‬فلم نشهد‬ ‫ردوداً أو تعقيبات حوله‪ ،‬وال حول ما اختصر منه من مقاالت في فترة الحقة‪،‬‬ ‫مع العلم أن الكتاب قد تدُوول في األوساط الثقافية ولو في حدود؛ فقد‬ ‫قرظه محمد عبد الحي الكتاني‪ ،‬وذكره وأثنى عليه عبد الحميد الرندي في‬ ‫كتابه «الكتابة والكتاب»‪.‬‬

‫*****‬

‫*****‬

‫كتاب «أبدع المقاالت في فن المقامات» كتاب فريد في بابه‪ ،‬صغير‬ ‫في حجمه‪ ،‬عظيم في مادته‪ ،‬انتهى منه مؤلفه سنة ‪1333‬هـ‪1915/‬م‪ .‬وهو‬ ‫في أصله مجموعة دروس ألقاها المؤلف على تالميذه وطالبه عندما رشح‬ ‫لدرس المقامات الحريرية بالمدرسة العليا للغة العربية واللهجات البربرية‬ ‫لما عين بها في السنة المذكورة أعاله‪ .‬وقد اختصر منه حوالي ست مقاالت‬ ‫نشرها بجريدة السعادة سنة ‪ .1920‬وكان الداعي إلى ذلك االختصار والنشر‬ ‫هو أن أحد الكتّاب استفزه عندما الحظ عليه أنه نسب إلى نفسه قصيدة‬ ‫وردت في مقامته «ذكرى ختم البخاري» المنشورة بجريدة السعادة‪ ،‬ففطن‬ ‫بوجندار إلى جهل الكثير من المثقفين بعادة الكتابة في هذا الفن؛ وهو ما‬ ‫دفعه إلى نشر حلقات من كتابه في الجريدة المذكورة‪ .‬ونلمس ذلك في‬ ‫قوله‪« :‬إن الذي استنتجناه من هذا االنتقاد هو أن ذلك الفن اإلنشائي‪ ،‬أعني‬ ‫فن المقامات‪ ،‬لم يزل مجهول الحقيقة حتى لدى بعض الخواص‪ .‬ولذلك‪،‬‬ ‫عنَّ لنا بهذه المناسبة أن نطرق موضوع الكتابة فيه خدمة للعلم واألدب»‪.‬‬ ‫مما ال شك فيه أن محمّداً بوجندار اتصل بفن المقامات عن طريق‬ ‫شيخه أبي حامد المكي البطاوري‪ ،‬إذ كانت مقامات الحريري من ضمن‬ ‫المتون التي أقرأها الشيخ البطاوري على طالبه‪ ،‬كما أشار إلى ذلك محمد‬ ‫بن اليمني الناصري‪ .‬وأشار بوجندار نفسه في هذا الكتاب «أبدع المقامات»‬ ‫إلى أن شيخه وعمدة درسه أبا حامد كان يحفظ قدراً وافراً من المقامات‬ ‫الحريرية‪ ،‬بل كان يملك نسخة منها انتسخها بيده‪ ،‬ووشحها بنفائس من‬ ‫بعض شروحها‪ .‬كما كانت له نسخة من شرح الشريشي عليها دبجها في‬ ‫هامشها بطرر درر‪ .‬وعلى العموم‪ ،‬فقد انتشرت مقامات الحريري في البيئة‬ ‫المغربية عبر تاريخه الثقافي واألدبي‪ ،‬وكانت لجودة تركيبها وحسن ألفاظها‬ ‫ورائق معانيها من المتون العمد في مجالس الدرس األدبي‪ .‬تشهد بذلك‬ ‫مجموعة من كتب الفهارس ونصوص اإلجازات التي تحصلت بين أيدينا‪.‬‬ ‫جاء كتاب «أبدع المقاالت» في مادته مرتباً ترتيباً محكماً‪ ،‬حيث تدرج‬ ‫المؤلف في بسط مواده على امتداد اثنتي عشرة مقالة تنطلق من تعريف‬ ‫المقامة إلى أن تنتهي بعرض نماذج لمساهمة المغاربة في هذا الجنس‬ ‫األدبي‪ ،‬طارقاً فيما بين ذلك المؤلفُ موضوعَ المقامة وفائدتها‪ ،‬ومن سبق‬ ‫إلى اختراعها‪ ،‬وكيف تطورت‪ ،‬ثم عاقداً المقارنة والمفاضلة بين كل من‬ ‫الحريري والهمذاني‪ ،‬دون أن ينسى تركيب المقامة بالحديث عن أقسامها‬

‫‪-‬‬

‫د‪ .‬سي محمد أملح ‪ /‬تطوان‬

‫وصفاتها وشخصياتها ولغتها‪ ،‬والعلوم التي ينبغي االطالع عليها لمن أراد‬ ‫َ‬ ‫الطبقة الالئقة بها‪.‬‬ ‫أن يغوص في دراستها‪ ،‬وكذا‬ ‫ومن ثم‪ ،‬يمكن القول إن هذا المؤلف الفريد في المكتبة المغربية‬ ‫الحديثة جمع بين التأريخ والنقد والتقعيد واإلبداع‪ ،‬حيث إن مؤلفه لم يكن‬ ‫حاطب ليل يجمع فيه كل ما يقرأ دون فرز وتدبر؛ بل كان يناقش جل األفكار‬ ‫التي يقف عليها‪ ،‬ويضع ما يقع عليه في ميزان النقد‪ .‬وحسبنا هنا أن نقف‬ ‫في عدد من مقاالته على الفقرة التي يبدأها بـ «قلتُ» أو «نقول»‪ ،‬بعد أن‬ ‫يستعرض ما قيل في موضوع المقالة‪ ،‬وناهيك بما دبجه يراعه في المقامة‬ ‫الرابعة حول التفضيل بين المقامات البديعية وبين المقامات الحريرية‪ ،‬وما‬ ‫رد به على انتقادات ابن الخشاب وأدباء اإلفرنج‪ ،‬إذ يقول‪« :‬ولعل القلم ال‬ ‫يسمح لي أن أدع هذه االنتقادات ورائي من غير أن نجيب عن كل انتقاد‪،‬‬ ‫بما يستحسنه كل ذي ذهن نقاد‪ ،‬وفكر وقاد‪ ،‬فنقول‪ .»... :‬إننا نلمس‪ ،‬بجالء‬ ‫من خالل هذه المقالة وغيرها‪ ،‬انتصار محمد بوجندار لمقامات أبي محمد‬ ‫القاسم بن علي البصري المعروف بالحريري (ت‪516‬هـ) وتأثره الكبير بها‬ ‫وبكل اآلراء التي ساندت ريادتها وتفوقها على مقامات أبي الفضل أحمد بن‬ ‫الحسين المعروف ببديع الزمان الهمذاني (ت ‪395‬هـ)‪.‬‬

‫فيما يخص عمل الدكتورة إلهام في إخراج هذا النص محققاً ومقدماً‪،‬‬ ‫فليس لنا أن نقول لو غيّر هذا لكان أحسن‪ ،‬ولو زيد هذا لكان يستحسن‪،‬‬ ‫ولو قدم هذا لكان أجمل‪ ،‬ولو ترك هذا لكان أفضل؛ فالتحقيق جاء جيداً جداً‬ ‫مستوفياً إلى حد كبير مقدمات التحقيق التي نصّ عليها علماء التحقيق‪،‬‬ ‫حيث عالجت المحققة النص وهيّأته لالستفادة منه وللقراءة السليمة‬ ‫بالتخريج والتعليق‪ ،‬وقدمت النص سائغاً طرياً إلى القارئ من جهة‪ ،‬وأردفته‬ ‫من جهة أخرى بفهارس متممة ومختلفة تساعد القارئ على ولوج الكتاب‬ ‫والتنقل بين صفحاته بسهولة ويسر‪.‬‬ ‫وإننا لندعو الدكتورة المحققة إلى أن توسع في تقديم الكتاب في‬ ‫طبعة الحقة إن شاء اهلل‪ ،‬من جانبي ترجمة المؤلف وموضوع الكتاب‪ ،‬ألجل‬ ‫أن تروي ظمأ القارئ الشغوف بهذه الشخصية‪ ،‬وتشفي صدره بما يتعلق‬ ‫بموضوع المقامات‪ ،‬وخصوصاً مشاركة المغاربة فيه‪ .‬ولها أن تعود في‬ ‫الجانب األول إلى أوسع تعريف وترجمة كتبت حول المؤلف محمد بوجندار‪،‬‬ ‫وأقصد تلك التي أنجزها فضيلة األستاذ الدكتور محمد احميدة تحت عنوان‬ ‫«من األدب المغربي على عهد الحماية‪ :‬محمد بوجندار الشاعر الكاتب»‪،‬‬ ‫وكانت محورالرسالة التي تقدّم بها لنيل دبلوم الدراسات العليا بكلية‬ ‫اآلداب والعلوم اإلنسانية بالرباط بإشراف أستاذنا وأستاذ األجيال الدكتور‬ ‫عباس الجراري بارك اهلل في عمره؛ فقد أزاحت هذه الدراسة الستار عن‬ ‫شخصية بوجندار في شتى جوانبها‪ ،‬وتعمقت في دراسة إنتاج الرجل‪ ،‬حتى‬ ‫جمعت فأوعت‪ ،‬واستقصت فأحاطت‪ ،‬حتى إننا نعتبر هذه الترجمة تتمة‬ ‫وامتداداً للسلسلة الفريدة التي كان قد بدأها العالمة عبد اهلل بن العباس‬ ‫الجراري رحمه اهلل بعنوان «شخصيات مغربية»‪.‬‬ ‫وبخصوص الجانب الثاني المتعلق بموضوع الكتاب‪ ،‬فللمحققة‬ ‫الدكتورة إلهام أن تعود إلى كتاب «فن المقامة بالمغرب في العصر العلوي‪:‬‬ ‫دراسة ونصوص» لفضيلة الدكتور محمد السوالمي‪ .‬والكتاب هو في أصله‬ ‫رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في اآلداب بإشراف عميد األدب المغربي‬ ‫د‪ .‬عباس الجراري أيضا؛ فقد أفرغ الدكتور السوالمي في هذا العمل جهداً‬ ‫كبيراً‪ ،‬وتحدث حديثاً مسهباً عن مشاركة المؤلف محمد بوجندار في مجال‬ ‫كتابة المقامة تأريخاً ونقداً وتحلي ًال‪.‬‬ ‫وفي األخير‪ ،‬ليس لنا إال أن نثمن المجهود الكبير الذي بذلته المحققة‬ ‫في إخراج هذا النص الذي طالما تشوّق الناس إلى االطالع عليه‪ ،‬وتشوّفوا‬ ‫إلى قراءته‪ .‬فنسأل اهلل أن يرزقها من فضله ما تقر به العين‪ ،‬ولتكن تحت‬ ‫عناية اهلل تحفظها في صحتها وفي أسرتها وترعاها لتتابع العمل في تخريج‬ ‫وتحقيق نصوص تراثية جديدة يتطلع إليها الباحثون‪ ،‬سواء لجدها المؤرخ‬ ‫محمد بوجندار أو لباقي علماء المغرب‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 16‬إلى ‪ 22‬مـاي ‪2017‬‬

‫العدد ‪889‬‬

‫مؤامرة قذرة تدفع اإلعالمي المخضرم عبد اللطيف بنيحيى‬ ‫لإلستقالة من اإلذاعة بعد إعدام برنامج «صباح الخير يا بحر»‬ ‫من طرف لوبيات الفساد القطاعي محليا ووطنياً‬ ‫بعد استماعنا لكل البرامج التي يقدمها‬ ‫الشاعر و الصحفي المقتدر األستاذ عبد اللطيف‬ ‫بنيحيى‪ ،‬في إذاعة طنجة‪ :‬دائرة ضوء‪ ،‬أنيس‬ ‫البحر‪ ،‬صور من البادية ‪ ،‬وصوال إلى برنامجه‬ ‫المتفرد الذي يحظى عند الجميع بإجالل خاص‬ ‫«صباح الخير يا بحر » ‪.‬فيه ينقلنا إلى أمواج البحر‬ ‫وعوالم البحارة والصيادين وما يالقيه هؤالء من‬ ‫صعوبات ومشاكل ومغامرات وطرائف كذلك‬ ‫‪،‬نخرج بعد هذه البرامج كلها بدون استثناء‬ ‫بنفس اإلنطباع وهو أن الرجل يتمتع بحس‬ ‫إنساني كبير وعميق‪. ،‬فمراحل برنامجه «صباح‬ ‫الخير يا بحر» يتحول إلى أرخبيل من المشاعر‬ ‫و األسئلة والمواقف اإلنسانية واإلجتماعية‬ ‫والوجودية الساخنة والحارة التي تحتاج من‬ ‫المسؤولين عندنا إل��ى كثير إمعان وتأمل‬ ‫واهتمام‪.‬‬ ‫لكن المتتبعين للبرنامج وجدوا أنفسهم‬ ‫محرومين منه اليوم‪ ،‬بعد استقالة األستاذ عبد‬ ‫اللطيف بنيحيى‪ ،‬الذي أوضح أن قراره هو اختيار‬ ‫شخصي ال عالقة له بأي طرف أو جهة‪ ،‬لكن ما‬ ‫يعرفه الجميع‪ ،‬أن هنالك لوبيات طويلة األيدي‪،‬‬ ‫كانت وراء القرار‪ ،‬خصوصا وأن الملفات التي كان‬ ‫يتناولها برنامج صباح الخير يا بحر لم تكن تروق‬ ‫بعض األطراف‪ ،‬وبالتحديد عندما يتعلق األمر‬ ‫بالكشف عن خروقات ترتكب في مجال الصيد‬ ‫البحري‪ ،‬الذي يعرف بدوره فسادا كغيره من‬ ‫قطاعات متعددة‪.‬‬ ‫بعد أزيد من ربع قرن و هو عمر البرنامج‪،‬‬ ‫و بعد أن راكم عبد اللطيف بنيحيى رصيدا‬ ‫معرفيا مهما بالبحر‪ ،‬من خالل تجربته و عشقه‬ ‫للبحر‪ ،‬و بعد التحاقه بإذاعة طنجة عام ‪1980‬‬ ‫لخوض غمار التجربة في قطاع الصيد البحري‬ ‫نظرا للعشق الدي يحمله للبحر‪ ،‬و كذا النقص‬ ‫ال��ذي كان يشهده القطاع آن��ذاك من خالل‬ ‫عدم اإلهتمام به من أي منبر إعالمي سواء‬ ‫كان‪ ‬مرئيا ‪ ،‬أو مسموعا ‪ ،‬أو حتى مكتوبا ‪.‬‬ ‫كانت‪ ‬حلقاته‪ ‬األولى من برنامج «صباح الخير‬

‫يا بحر» باإلذاعة عبارة عن إطالالت سريعة على‬ ‫واقع الصيد البحري‪ ،‬الذي كان يختلف تماما عن‬ ‫وضعه الراهن‪ ،‬حيث لم تكن هناك غرف للصيد‬ ‫و لم تكن جمعيات للصيد الساحلي أو جمعيات‬ ‫تخص البحارة ‪.‬‬ ‫و اليوم و بعد أن فوجئ عبد اللطيف‬ ‫بنيحيى بقرار شفوي غامض في الثلث األول‬ ‫من موسم ‪ 2016‬من طرف من كان ينوب‬ ‫عن رئيس محطة إذاع��ة طنجة‪،‬يطلب منه‬ ‫توقيف برنامج “صباح الخير يابحر” واستبداله‬ ‫ببرنامج آخر دون تقديم أي مبرر شفوي أو‬ ‫كتابي‪،‬في الوقت الذي استفحلت فيه العالقة‬ ‫بين البرنامج ولوبيات الفساد التي تنهش جسم‬ ‫هذا القطاع‪،‬ومن بينها لوبيات طنجاوية افتضح‬ ‫أمرها في صفقات تهريب خيالية للمخدرات‬ ‫الصلبة واستغالل زوارق الصيد التقليدي للهجرة‬ ‫السرية وتهريب الحشيش‪.‬وحتى ال تتم إثارة‬ ‫قضايا تمس باإلذاعة التي قضى فيها كل هذه‬ ‫السنوات الطوال‪ ،‬اضطر األستاذ بنيحيى للرضوخ‬

‫لألمر الواقع وشرع في تقديم حلقات من برنامج”‬ ‫جذور”‪،‬على أمل عودة جديدة إلى برنامج” صباح‬ ‫الخير يابحر”‪.‬وعندما تأكد له أن العودة بعد‬ ‫القرار الشفوي الغامض‪،‬راسل الرئيس المدير‬ ‫العام للشركة الوطنية لإلذاعة والتلفزة‪،‬أخبره‬ ‫فسخ العقد بينه وبين الشركة من بداية شهر‬ ‫ماي لظروف صحية ونفسية ومهنية‪.‬‬ ‫وهكذا يكون قد نفض جبته من إشاعات‬ ‫راجت بين مهنيي قطاع الصيد البحري أنه تخلى‬ ‫عن برنامج “صباح الخير يابحر” إرضاء لمصالح‬ ‫ذاتية وتلبية إلغراءات من طرف لوبيات الفساد‬ ‫التي كان يزعجها البرنامج ويقض مضاعجها‪،‬‬ ‫هذه اللوبيات التي تستغل أبناء الوطن و خيرات‬ ‫الوطن لمصالحها الشخصية‪ ،‬كيف ال و نحن نرى‬ ‫أربابها الطغاة في غنى فاحش بعد مص دم‬ ‫البحارة و المستهلكين ‪.‬‬

‫ل‪ .‬السالوي‬

‫تعريف ببعض األنشطة التواصلية لجمعية متقاعدي‬ ‫القنيطرة‬

‫تم تقديم أرب��ع محاضرات تدخل في‬ ‫إط��ار توعية المتقاعدين بخصوص بعض‬ ‫األمراض‪:‬‬ ‫ـ أم���راض الضغط ال��دم��وي وتصلب‬ ‫الشرايين‬ ‫ـ داء السكري‪ ،‬أعراضه وتشخيصه‪ ،‬والوقاية‬ ‫منه‬ ‫ـ أمراض المسالك البولية‪ ،‬البروستات‪،‬‬ ‫والوقاية والعالج والمراقبة‬ ‫ـ األعطاب التي تصيب الجهاز العصبي‬ ‫والشللالنصفي‬ ‫تنظيم محاضرة ح��ول مشكل التعليم‬ ‫بالمغرب‪:‬‬ ‫ـ إع��داد ملفين مطلبين‪ ،‬األول خاص‬ ‫بالتعليم والثاني يشمل مطالب كل قطاعات‬ ‫التقاعد‪ ،‬رسالة في الموضوع وجهت إلى رئيس‬ ‫الحكومة‪.‬‬ ‫ـ تقديم احتجاجين إلى الوزارات المعنية‪،‬‬ ‫األول إلى وزير المالية‪:‬‬ ‫عدم استفادة المتقاعدين من الزيادة‬ ‫كبقية الموظفين‪ ،‬إلحداث توازن بين األثمان‬

‫والمعاش الثاني التخفيض من نقط الضريبة‬ ‫العامة على الدخل وتعديل الفصل ‪ 12‬من قانون‬ ‫التقاعد‪:‬‬ ‫إصدار نشرة إخبارية لفائدة المتقاعدين‬ ‫ـ تنظيم رحالت سياحية وترفيهية‬

‫ـ اإلعفاء الضريبي للمعاشات دون ‪6000‬‬ ‫درهم شهريا‪:‬‬ ‫ـ استفادة الجمعية من قطعة أرضية‬ ‫مساحتها ‪1200‬م‪ 2‬في انتظار مبلغ مالي مهم‬ ‫للشروع في بناء مقر للجمعية‪.‬‬

‫مواطن من وزان يرفع تظلمه إلى الوكيل العام‬ ‫بمحكمة االستئناف بالقنيطرة‬

‫زومي ‪ :‬مراسلة خاصة‬

‫‪13‬‬

‫ألنه لم يتوصل بجواب على شكاويه التي‬ ‫سبق ورفع حزمة منها لوزير العدل وجهات أخرى‬ ‫كما جاء ذلك على لسانــه ‪ ،‬اختــار المواطــن‬ ‫عبد الرحمان رشدي الحامل للبطاقة الوطنية‬ ‫رقم ‪ ، LC32264‬والساكن ب��دوار أوالد بن‬ ‫الطريبق ‪ ،‬قيادة زومي ‪ ،‬إقليم وزان ‪( ،‬اختار)‬ ‫منبرنا اإلعالمي ليعرض من خالله أمام الرأي‬ ‫العام والجهات المختصة ‪ ،‬قضيته التي كلفته‬ ‫الحرمان من حقه في الحرية ‪ ،‬وغرامة مالية ‪،‬‬ ‫وهو البريء من كل ما توبع به كما صرح بذلك‬ ‫للجريدة ‪.‬‬

‫على نسخة منها ـ التي رفعها هذا المواطن إلى‬ ‫الوكيل العام بالمحكمة االبتدائية بالقنيطرة‬ ‫بتاريخ ‪ 13‬أبريل األخير ‪ ،‬بأن قطعة أرضية‬ ‫تعود ملكيتها لوالدته كما تثبت ذلك الوثائق‬ ‫التي يتوفر عليها‪ ،‬سطا عليها شخص ضدا على‬ ‫القانون ‪« .‬وألنني أومن بأننا لسنا في دولة‬ ‫يحكمه اقانون الغاب»‪ ،‬يقول هذا المواطن‪،‬‬ ‫كانت العدالة هي ملجأه األول واألخيـــر ‪.‬‬ ‫لذلك «قضت المحكمة في قرارهــــا رقم ‪911‬‬ ‫‪ ،‬ملف ‪ 203 / 1667‬بالحكم لنا ‪ ،‬فتم تنفيذ‬ ‫الحكم بواسطة القوة العمومية بتاريخ ‪/ 7 / 23‬‬ ‫‪ – 2007‬ملف التنفيذ عدد ‪ 1 / 7 / 636‬إذ تخلى‬ ‫المشتكى به عن وضع يده على األرض»‪.‬‬

‫يستخلص من الشكوى – تتوفر الجريدة‬

‫وألن الرياح في الكثير من األحيان تجري‬

‫م‪.‬إ‬

‫فيما ال تشتهيه السفن‪ ،‬ف��إن فترة امتثال‬ ‫المعتدي لحكم المحكمة لم يدم طويال ‪ ،‬حيث‬ ‫سيعود محميا بمن معه لالستيالء من جديد‬ ‫على نفس القطعة األرضية ‪ .‬ويضيف عبد‬ ‫الرحمان رشدي بأنه كان في صيف ‪ 2014‬محط‬ ‫اعتداء شنيع من طرف زوجة المشتكى به وأفراد‬ ‫من عائلتها كانوا رفقتها ‪ ،‬لما حاولت «جني‬ ‫منتوج شجرة الخروب في الجزء المنفذ فيه»‪ .‬هذا‬ ‫االعتداء كلف المعتدى عليه عجزا قدره الطبيب‬ ‫في مدة ‪ 25‬يوما‪.‬‬ ‫عبد الرحمان رشدي وبعد صدور الحكم‬ ‫الذي اعتبره بالغير منصف له ‪ ،‬يناشد السيد‬ ‫الوكيل العام « التدخل من أجل إجراء تحقيق في‬ ‫هذين الحكمين وإنصافه» ‪.‬‬

‫الدين = المعاملة‬ ‫‪-‬‬

‫م�صطفى البقايل الطاهري‬

‫كان سبب هذا العنوان وهذا الموضوع‬ ‫هو تلك الحكاية التي حملتها إل��ي ام��رأة‬ ‫وهي أنها كانت تجادل أجنبية مبرزة عظمة‬ ‫اإلس�لام‪ ،‬ف��ردت األجنبية وقالت ‪ :‬الجميل‬ ‫في دينكم تمسكنا به‪ ،‬أما أنتم فتمسكتم‬ ‫بالمظاهر وتركتم اللب والجوهر‪ ،‬وكانت‬ ‫تقصد بهذا العدالة واألخ�ل�اق والصدق‬ ‫وطلب العلم وحب الوطن ولغة الوطن‪ ،‬وفعال‬ ‫تمسكنا بالطقوس المجردة من اإليمان ومن‬ ‫األخالق ومن السلوك القويم رغم أن ديننا‬ ‫دين عبادة ودين معامالت‪ ،‬لكننا جنحنا وركزنا‬ ‫على العبادات الشعائرية وأهملنا ما هو متعلق‬ ‫بالمعامالت حتى أصبحنا مثار تساؤالت الغير‪،‬‬ ‫هل نحن ننتمي إلى دين محمد ( ص ) الذي‬ ‫وصفه اهلل وقال ‪ « :‬وإنك لعلى خلق عظيم»‪،‬‬ ‫أم ننتمي إلى جماعة من المتربصين الذين‬ ‫تجدهم في بعض المساجد يتصيدون الناس‬ ‫بمظاهرهم لإليقاع بهم‪ ،‬فكم من لص‬ ‫ومزور ومرتشي تجدهم في الصفوف األولى‬ ‫وأغلبهم حجاج ‪ ..‬وقد حجوا لعدة مرات ‪ ..‬بل‬ ‫يحجون سنويا عل اهلل يغفر لهم عما سرقوه‬ ‫من أراض��ي وعقارات الغير ‪ ..‬وأم��وال األمة‬ ‫والمستضعفين ‪ ..‬ناسين أن حسن المعاملة‬ ‫هو أساس الدين‪ ،‬فبدون هذا األساس يكون‬ ‫الدين بدون معنى ‪ ..‬ألن الدين هو المعاملة‬ ‫فإذا حذف الشق األخير من المعادلة فإن األمة‬ ‫تكون قد جردت نفسها من اإلسالم وأصبحت‬ ‫جحافل من المنافقين والنصابين والكذابين‬ ‫والمفترسين ‪..‬‬ ‫لقد صنف القرآن المسلمين وأعطاهم‬ ‫وصفا بأنهم خير أمة إذ قال ‪ « :‬كنتم خير أمة‬ ‫أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن‬ ‫المنكر وتومنون باهلل»‪ ..‬نعم خير أمة‪ ،‬لكن‬ ‫بشرط األمر بالمعروف والنهي عن المنكر‬ ‫انطالقا من اإليمان ‪ ..‬لم تقل اآلية ‪ :‬كنتم خير‬ ‫أمة تقتصرون على بناء المساجد واالزدحام‬ ‫فيها مثلما هو مالحظ اآلن حتى أصبحنا‬ ‫بسبب سلوكاتنا السيئة آخر أمة رغم كثرة‬ ‫المساجد والتمظهر اإليماني المسرحي‪ ..‬إننا‬ ‫نتناسى الركائز األساسية لديننا‪ ،‬فرسولنا‬ ‫دائما كان يقول لنا ‪« :‬المسلم من سلم‬ ‫الناس من لسانه ويده»‪ « ،‬المؤمن من أمنه‬ ‫الناس على أموالهم»‪ ..‬لم يقل ذاك الذي‬ ‫يكثر من الصلوات والحج والعمرة وإذا تعامل‬ ‫مع الخلق ال تجد أثرا إيجابيا لتلك الطقوس‪،‬‬ ‫ألن ذلك كان تمظهرا نفاقيا ال ينتج سوى‬ ‫الظالم والتقهقر وغضب اهلل‪.‬‬ ‫ماذا قال جعفر بن أبي طالب للنجاشي‬ ‫ملك الحبشة ‪:‬‬ ‫كنا في الجاهلية ‪ ....‬حتى بعث اهلل فينا‬ ‫رجال نعرف أمانته وصدقه وعفافه ونسبه ‪..‬‬ ‫وأمرنا بصدق الحديث وأداء األمانة وصلة‬ ‫الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم ‪..‬‬ ‫األمر الذي يدل على أن أساس ديننا أساس‬ ‫تعاملي اجتماعي تنظيمي بدونه ال يمكن‬ ‫ألي مجتمع ادعاء أنه مجتمع مسلم وهو غارق‬ ‫في المحرمات من األلف إلى الياء ضدا على‬ ‫اإلسالم المحمدي رغم أنه يصلي والقرآن‬ ‫يقول ‪« :‬إن ال��ص�لاة تنهى ع��ن الفحشاء‬

‫والمنكر « ومعنى هذا أن هؤالء ال صالة لهم‬ ‫وال حج وكل ما يتظاهرون به ال يجدي شيئا ‪..‬‬ ‫و قد سبق لإلمام الشيخ محمد عبده أن‬ ‫قال بعد رجوعه من فرنسا ‪ « :‬في مصر يوجد‬ ‫مسلمون ب��دون إس�لام وفي الغرب يوجد‬ ‫إسالم بدون مسلمين» علما أن رسولنا بعثه‬ ‫اهلل فينا ليتم مكارم األخ�لاق وهو القائل‪:‬‬ ‫«بعثت إلتمام مكارم األخالق»‪..‬‬ ‫ ال تحقرن من المعروف شيئا ولو أن‬‫تلقى أخاك بوجه طليق ‪..‬‬ ‫ أال أخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني‬‫مجلسا يوم القيامة ‪ ..‬كررها ثالث مرات ‪..‬‬ ‫قالوا ‪ :‬بلى يا رسول اهلل ‪ :‬قال ‪« :‬أحسنكم‬ ‫خلقا»‪..‬‬ ‫يقول اهلل عز وجل ‪ « :‬إن أكرمكم عند‬ ‫اهلل أتقاكم» ومحمد الرسول األكرم ال يهمه‬ ‫صراع الطبقات بل عنده طبقة واحدة وهي‬ ‫طبقة المتقين‪ ..‬وليس طبقة الحاكمين‬ ‫المستبدين المفترسين النافذين ‪ ..‬أو طبقة‬ ‫اإلقطاعين الرأسماليين المهيمنين على‬ ‫مقدرات األمة ‪..‬‬ ‫طبقة محمد الرسول ( ص ) هي الطبقة‬ ‫التي سوت بين الدين والمعاملة وجعلت‬ ‫ذلك مبدأ تطبقه في حياتها ولم تقتصر‬ ‫على التدين األجوف الخالي من األخالق ومن‬ ‫العدل والرحمة والتعاضد والتضامن ومن‬ ‫روح طلب العلم والتقدم في أمة شعار دينها ‪:‬‬ ‫* اقرأ –‬ ‫* وقل رب زدني علما ‪.‬‬ ‫* قل هل يستوي الذين يعلمون والذين‬ ‫ال يعلمون ‪.‬‬ ‫* إنما يخشى اهلل من عباده العلماء ‪.‬‬ ‫* ال��ع��ل��م ف��ري��ض��ة ع��ل��ى ك��ل مسلم‬ ‫ومسلمة‪ ..‬وكلمة العلم ذكرت في القرآن‬ ‫‪ 779‬مرة ‪..‬‬ ‫من كل ما سبق نصل إلى قناعة أن‬ ‫تلك األجنبية كانت على حق‪ ،‬ألننا نعيش‬ ‫في واد وديننا الحقيقي المحمدي يوجد في‬ ‫واد آخر‪ ،‬وعلى المخلصين المؤمنين التائبين‬ ‫الطائعين هلل أن يعملوا من أج��ل إصالح‬ ‫مجتمعهم ليصححوا المعادلـة ليصبــح‬ ‫الدين = المعاملة‪ ..‬وتكون بداية التقويم‬ ‫بتثبيت لغة القرآن في المجاالت الحيوية‬ ‫ونبذ روح االنهزامية والتبعية والتشبث‬ ‫بقوانين التقدم ‪ ..‬وبهذه المعادلة سنحقق‬ ‫الديمقراطية الحقيقية التي تكون فيها‬ ‫الكلمة للشعب وليس للحكام‪ ،‬وسنهزم‬ ‫إسرائيل بقوة العلم واإليمان وسنحرر كامل‬ ‫التراب الفلسطيني ومعه القدس الشريف‬ ‫وه��ذه ليست أحالما بل آم��اال محققة إذا‬ ‫سوينا طرفي المعادلة مثلما حصل ألوالئك‬ ‫المؤمنين الصادقين الذين انطلقوا من‬ ‫المدينة ال��م��ن��ورة العاصمة اإلسالمية‬ ‫وانتصروا ووصلوا إلى الصين وإلى أبواب‬ ‫فيينا ومدينة بواتيي ‪..‬‬ ‫ب��دون ه��ذه المعادلة سنبقى كغثاء‬ ‫السيل ال قيمة لنا وال جدوى من وجودنا‪ ،‬بل‬ ‫فقط موضوع استنزاف وتهكــم ‪.‬‬

‫المجلس البلدي يهب قطعة‬ ‫أرضية لفائدة جمعيات المتقاعدين‬ ‫بالمغرب‬

‫نعم‪ ،‬لكن يحصل هذا بمدينة القنيطرة‪،‬‬ ‫فهنيئا ـ أوال ـ لجمعية متقاعديها بهذه الهبة‬ ‫المباركة التي هي عبارة عن قطعة أرضية‪،‬‬ ‫ستخصص لبناء مقر‪ ،‬تستفيد منه جميع‬ ‫جمعيات المتقاعدين بالمغرب‪ ،‬كما تمت اإلشارة‬ ‫إلى ذلك في الكلمة االفتتاحية لعزيز الرباح‪،‬‬ ‫رئيس المجلس الحضري لمدينة القنيطرة‪،‬‬ ‫مما أثلج صدور فئات عريضة من مواطني هذا‬ ‫الثغر العزيز‪ ،‬وذلك خالل الجلسة االفتتاحية‬ ‫العامة‪ ،‬تحت شعار ‪« :‬االستراتيجية الوطنية‬ ‫لحقوق المتقاعد والمسن ضرورة حتمية» في‬ ‫إطار أشغال المجلس الوطني العاشرـ دورة‬ ‫المرحوم محمد أمين بنحدو‪ ،‬احتضنتها‪ ،‬مؤخرا‪،‬‬ ‫قاعة االجتماعات بمقر الجهة بمدينة القنيطرة‪،‬‬ ‫بحضور رؤساء جمعيات المتقاعدين بالمملكة‬ ‫وأعضاء المكتب الوطني ولجنة التحكيم‪.‬‬

‫وحول هذا اللقاء‪ ،‬استمعت جريدة طنجة‬ ‫لمحمد الوسيني‪ ،‬رئيس جمعية المتقاعدين‬ ‫ـ فرع طنجة‪ ،‬والعضو بمكتبها الوطني‪ ،‬حيث‬ ‫أفاد بأن اليوم الثاني لالفتتاحية التي احتضنها‬ ‫مركز الهالل األحمر بمهدية تميز بجلسة عامة‪،‬‬ ‫خصصت لمناقشة المطالب والخروج بتوصيات‪،‬‬ ‫وبالتالي‪ ،‬توجت بعرض التقريرين األدبي‬ ‫والمالي والمصادقة عليهما‪ ،‬باإلجماع‪ ،‬قبل أن‬ ‫يختتم اليوم الثاني بسهرة فلكلورية محلية‪،‬‬ ‫كانت من تنظيم جمعية متقاعدي القنيطرة‪.‬‬ ‫وتميز اليــوم الثالث واألخير من اللقاء‪،‬‬ ‫بجولـــة سياحيـــة وترفيهيــة واستطالعية‬ ‫لبعض المآثر التاريخية التي تزخر بها مدينة‬ ‫القنيطرة‪:‬‬

‫م‪ .‬إمغران‬


‫الثالثاء ‪� 16‬إلى ‪ 22‬مـاي ‪2017‬‬

‫العدد ‪889‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫ظاهرة الغ�ش مبنا�سبة �أيام االمتحانات‬

‫الغش ظاهرة خطيرة و سلوك مشين‪ .‬له صور متعددة ‪ ،‬و أشكال متنوعة ‪ ،‬ابتداء من غش المسؤول عن مصالح‬ ‫الناس واألستاذ بمستقبل األبناء‪ ،‬و مرورا بغش األب ألهل بيته ‪ ،‬و انتهاء بغش العامل في عمله والصانع في حرفته‬ ‫والتلميذ في دراسته وامتحانه‪.‬‬

‫ولقد ذمّ اهلل عزّ ّ‬ ‫وجل الغش وأهله في القرآن وتوعدهم بالويل‪ ،‬ويُفهم ذلك من قوله تعالى‪َ ( :‬و ْي ٌل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّا�س َي ْ�ست َْو ُفون ‪َ .‬و�إِذا َ‬ ‫ذِين �إِ َذا ْ‬ ‫ون) فهذا وعيد‬ ‫ل ِْل ُم َط ِّفف ْ‬ ‫ِني‪ّ .‬ال َ‬ ‫كالوهُ ْم �أو َّو َزنُوهُ ْم ُي ْخ�سرِ ُ َ‬ ‫اكتَالوا عَ لى الن ِ‬

‫شديد للذين يبخسون‪ -‬ينقصون‪ -‬المكيال والميزان‪ ،‬فكيف بحال من يسرقها ويختلسها ويبخس الناس أشياءهم؟‬ ‫إنه أولى بالوعيد من مطففي المكيال والميزان‪ .‬وقد ّ‬ ‫حذر النبي صلى اهلل عليه وسلم من الغش وتوعّد فاعله‪،‬إذ روي‬ ‫عنه‪« :‬من غشنا فليس منا»‪ ،‬وهذا يعم الغش في المعامالت‪ ،‬والغش في االمتحانات‪،‬فكفى باللفظ النبوي «ليس منا»‬ ‫زاجراً عن الغش‪ ،‬ورادعاً من الولوغ في حياضه الدنسة‪ ،‬وحاجزاً من الوقوع في مستنقعاته اآلسنة‪ .‬و المتأمل في واقع‬ ‫الناس يجد أنهم يمارسون صوراً من الغش في جميع شؤون حياتهم ومن ذلك‪:‬‬ ‫أو ًال‪ :‬غش المسؤول عن مصالح الناس وتفريطه في حقوقهم‪ ،‬عن معقل بن يسار المزني‪ -‬رضي اهلل عنه‪ -‬أنه‬ ‫قال في مرضه الذي مات به‪ :‬سمعت رسول اهلل صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم يقول‪( :‬ما من عبد يسترعيه اهلل رعية يموت يوم يموت‬ ‫وهو غاشٌ لرعيته إال حرّم اهلل عليه الجنة)‪ ،‬ففي هذا وعيد‬ ‫شديد يدخل في كل من استرعاه اهلل رعيّة سوا ًء كانت صغيرة‬ ‫أم كبيرة‪ ،‬ابتدا ًء من رب األسرة إلى الموظف فاألستاذ المربي‪،‬‬ ‫فالمسؤول عن مصالح الناس‪ ، ....‬فالموظف يجب عليه أن‬ ‫ينصح في وظيفته وأن يؤديها على الوجه المطلوب شرعاً دون‬ ‫غش وال خداع‪ ،‬ودون تأخير ألعمال الناس ومصالحهم‪ ،‬وليعلم‬ ‫أنه موقوف بين يدي اهلل عزّ ّ‬ ‫وجل‪ .‬فما واله اهلل هذه الوظيفة‬ ‫إال ليديم النصح للمسلمين‪ .‬وكذلك األب يجب عليه أن ينصح‬ ‫أوالده‪ ،‬وأال يفرط في تربيتهم بل يبذل كل ما يستطيع ليقي‬ ‫نار وقودها الناس والحجارة عليها مالئكة‬ ‫نفسه وأوالده من ٍ‬ ‫غالظ شداد‪ .‬قال ابن القيم رحمه اهلل‪« :‬وكم ممن أشقى‬ ‫ولده وفلذة كبده في الدنيا واآلخرة بإهماله وترك تأديبه‪،‬‬ ‫وإعانته على شهواته‪ ،‬ويزعم أنه يكرمه وقد أهانه‪ ،‬وأنه يرحمه‬ ‫وقد ظلمه‪ ،‬ففاته انتفاعه بولده وفوَّت عليه حظه في الدنيا‬ ‫واآلخرة»‪ ،‬واألستاذ عليه أن ينصح في تربية وتعليم األبناء وال‬ ‫يتعلل بالمعوقات والمشاكل ليهمل األبناء ويفرط في تربيتهم‪ ،‬فهم أمانة بين يديه يسأل عنهم يوم القيامة‪.‬‬ ‫ثانيا‪:‬الغش في البيع والشراء‪ :‬وما أكثره في زماننا في أسواق المسلمين!! ويكون الغش فيهما بمحاولة إخفاء‬ ‫العيب‪ ،‬ويكون في طرق أخرى كالغش في ذاتية البضاعة أو عناصرها أو كميتها‪ ،‬أو وزنها أو صفاتها الجوهرية أو‬ ‫مصدرها‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬الغش في النصيحة‪ :‬وذلك بعدم اإلخالص فيها والقصد من بذلها أغراض دنيوية ‪ ،‬فمن حق األخُوّة‬ ‫بين المؤمنين أن يتفانى األخ في نصح أخيه ويمحص له ذلك‪ ،‬فالمؤمنون نَصحة والمنافقون غششة‪ .‬والمؤمن‬ ‫مرآة أخيه إذا رأى فيه عيباً أصلحه‪ .‬والنصيحة تكون بكف األذى عن المسلمين‪ ،‬وتعليمهم ما يجهلونه من دينهم‪،‬‬ ‫وإعانتهم عليه بالقول والفعل‪ ،‬وستر عوراتهم‪ ،‬وسد خالتهم‪ ،‬ودفع المضار عنهم‪ ،‬بجلب النافع لهم‪ ،‬وأمرهم بالمعروف‬ ‫ونهيهم عن المنكر‪ ،‬برفق وإخالص‪ ،‬والشفقة عليهم‪ .‬روى الحافظ أبو القاسم الطبراني بإسناده أن جرير بن عبد‬ ‫اهلل البجلي‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬أمر مواله أن يشتري له فرساً‪ ،‬فاشترى له فرساً بثالثمائة درهم‪ ،‬وجاء به وبصاحبه لينقده‬ ‫الثمن‪ ،‬فقال جرير لصاحب الفرس ‪ :‬فرسك خير من ثالثمائة درهم‪ ،‬أتبيعه بأربعمائة درهم؟ قال‪ :‬ذلك إليك يا أبا عبد‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫‪14‬‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫اهلل‪ .‬فقال‪ :‬فرسك خير من ذلك أتبيعه بخمسمائة درهم؟ ثم لم يزل يزيده مائة فمائة‪ ،‬وصاحبه يرضى وجرير يقول‪:‬‬ ‫فرسك خير إلى أن بلغ ثمانمائة فاشتراه بها‪ .‬فقيل له في ذلك فقال‪ :‬إني بايعت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم على‬ ‫النصح لكل مسلم‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬الغش عند أهل الحرف والصنائع‪ ،‬وما أكثره حيث يتفق على شيء وينجز غيره‪ ،‬ويتواعد على زمن ويخلفه‬ ‫مرات ومرات‪ ،‬ويدلس ويخفي العيوب ويبدي المحاسن‪.‬‬ ‫خامساً‪ :‬الغش في االمتحان‪ :‬وما أكثر طرقه ووسائله بين الطالب والطالبات!! وسبب ذلك ضعف الوازع الديني‪،‬‬ ‫ورقة اإليمان‪ ،‬وقلة المراقبة هلل تعالى أو انعدامها‪ .‬فظاهرة الغش عرفت انتشارا ليس على مستوى المراحل االبتدائية‬ ‫فحسب ‪ ،‬بل تجاوزتها إلى الثانوية والجامعة ‪,‬فكم من طالب قدم بحثا ليس له فيه إال اسمه على غالفه‪ ,‬و كم من‬ ‫باحث قدم مشروعا و ال يعرف عما فيه شيئا‪ .‬بل و قد تعجب من انتكاس المبادئ عند بعض الطالب‪ ،‬فيرمي من لم‬ ‫يغش بأنه مقعد و متخلف و جامد‪ ،‬و لربما تمادى أحدهم فاتهم الطالب الذي ال يساعده على الغش بأنه ال يعرف‬ ‫معنى األخوة و ال التعاون‪ ،‬ترى كثيرا منهم يلجأ إلى الغش في االمتحانات‪ ،‬و هو قد قرأ حديث الرسول صلى اهلل‬ ‫عليه و سلم ‪ ( :‬من غشنا فليس منا ) ‪ ،‬فال يحرك فيه ساكنا‪ .‬ألنه قد استقر في ذهنه أنه ال عالقة بين العلم الذي‬ ‫يتعلمه و بين العمل الذي يجب أن يأتي به‪.‬و ال أبالغ إن قلت ‪ :‬إن‬ ‫ظاهرة الغش قد تسربت حتى إلى بعض المدرسين و المراقبين‪،‬‬ ‫فمنهم من يعتبر غض البصر عن النقل والغش مساعدة للطلبة‬ ‫ورفقا بهم‪ ،‬هل سأل هذا األستاذ نفسه عن الظلم الذي يمارسه‬ ‫في حق المخلصين الذين قضوا شهورا في الكد واالجتهاد؟‪ ،‬وعن‬ ‫الظلم الذي يمارسه في حق المجتمع بتخريج ثلة من الغشاشين‬ ‫الفاشلين؟‬ ‫إن الغش هو حيلة الكسول ‪ ،‬و هو طريق الفاشلين ‪ .‬و دليل‬ ‫على ضعف الشخصية حيث أن الذي يغش ال يجد الثقة في نفسه‬ ‫بأنه قادر على تجاوز االمتحانات بنفسه و جهده و استذكار دروسه‬ ‫لوحده‪ ،‬و اإلجابة معتمدا على مذاكرته‪ ،‬فأي خير ننتظره من هذا‬ ‫وأي إخالص نتوقعه منه إذا ما ولي مصالح الناس وأمورهم؟!‪.‬‬ ‫الغش كما قلنا له أشكال متعددة ‪ ،‬و يدخل في مجاالت شتى‪،‬‬ ‫و لكن من أخطر أنواع الغش هو الغش في األمور التعليمة ‪ ،‬و ذلك‬ ‫لعظيم أثره و شره ‪ ،‬و من ذلك ‪:‬‬ ‫• أنه سبب لتأخر األمة ‪ ،‬و عدم تقدمها و عدم رقيها ‪ ،‬و ذلك ألن األمم ال تتقدم إال بالعلم وبالشباب المتعلم‪،‬‬ ‫فإذا كان شبابها ال يحصل على الشهادات العلمية إال بالغش ‪ ،‬فقل لي بربك ‪ :‬ماذا سوف ينتج لنا هؤالء الطلبة‬ ‫الغشاشون ؟ ما هو الهم الذي يحمله الواحد منهم ؟ ما هو الدور الذي سيقوم به في بناء األمة ؟ ال شيء ‪ ،‬بل غاية‬ ‫همه ؛ وظيفة بتلك الشهادة المزورة يأكل منها قوته و رزقه ‪ .‬ال هم له في تقديم شيء ينفع األمة ‪ ،‬أو حتى يفكر في‬ ‫ذلك ‪ .‬وهكذا تبقى األمة ال تتقدم بسبب أولئك الغششة بينها ‪ .‬و نظرة تأمل للواقع ترى ذلك واضحا جليا ‪ ،‬فعدد‬ ‫الطالب المتخرجين في كل عام باآلالف و لكن قل بربك ما نسبة منهم من يخترع لنا ‪ ،‬أو يكتشف ‪ ،‬أو يؤلف ويبدع‪ ،‬أو‬ ‫يقدم مشروعا نافعا لألمة ‪ ،‬قلة قليلة تعد على رؤوس األصابع ‪.‬‬ ‫• أن الغاش سيتولى غدا منصبا وسوف يمارس غشه لألمة ‪ ،‬بل ربما ع ّلم طالبه الغش ‪.‬‬ ‫• أن الذي يغش سوف يرتكب عدة مخالفات منها السرقة ‪ ،‬و الخداع ‪ ،‬والكذب‪ ،‬واالرتشاء‪ ...‬وأعظمها االستهانة‬ ‫باهلل ‪ ،‬و ترك اإلخالص ‪ ،‬و ترك التوكل على اهلل ‪ – ..‬ثم إن الوظيفة التي سيحصل عليها بهذه الشهادة المزورة ‪ ،‬أو‬ ‫التي حصل عليها بالغش سوف يكون راتبها حراما ‪ ،‬وأيما جسد نبت من حرام فالنار أولى به ‪.‬‬

‫عالقة الفلك بفري�ضة ال�صوم‬

‫قال اهلل تعالى‪« :‬يا �أيها الذين �أمنوا كتب عليكم ال�صيام كما كتب على الذين من‬ ‫قبلكم لعلكم تتقون �أياما معدودات فمن كان منكم مري�ضا �أو على �سفر فعدة من �أيام �أخر‬ ‫وعلى الذين يطيقونه فدية طعام م�سكني فمن تطوع خرياً فهو خري له و�أن ت�صوموا خري لكم �إن‬ ‫كنتم نعلمون‪� ،‬شهر رم�ضان الذي �أنزل فيه القر�أن هدى للنا�س وبينات من الهدى والفرقان فمن �شهد‬ ‫منكم ال�شهر فلي�صمه ومن كان مري�ضا �أو على �سفر فعدة من‬ ‫�أيام �أخر يريد اهلل بكم الي�رس وال يريد بكم الع�رس ولتكملوا‬ ‫العدة ولتكربوا هّ‬ ‫الل على ما هداكم ولعلكم ت�شكرون» (البقرة‪،‬‬ ‫اآليات ‪ 183‬ـ ‪ ،)185‬األحكام الفقهية المستنبطة من اآليات‪ :‬من‬ ‫خالل هذه اآليات سيتحدّثون عن النقاط اآلتية‪:‬‬ ‫‪ 1‬ما المراد باآليام المعدوات؟‬ ‫‪ 2‬ـ بم يثبت الشهر‪ ،‬وكيفية شهوده؟‬ ‫‪ 3‬ـ نصاب الشهود في إثبات الرؤية‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ اختالف المطالع‬ ‫‪ 5‬ـ التوقيت بالحساب أم بالرؤية؟‬ ‫المراد باأليام المعدودات‪ ،‬إن الفقهاء‪ ،‬يختلفون في تحديد‬ ‫المراد من هذه اآليام‪ ،‬هل هي أيام شهر رمضان أو غيرها؟ فيرى‬ ‫أكثر الفقهاء أنها أيام شهر رمضان‪ ،‬ودليلهم على ذلك األدلة اآلتية‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ من القرآن الكريم؛ فقد بين اهلل عدد تلك األيام ووقتها وأمر‬ ‫ُ‬ ‫بصومها في قوله تعالى‪َ :‬‬ ‫نز َل فِي ِه ا ْل ُق ْر َء ُان هُ ًدى‬ ‫«�ش ْه ُر َر َم َ�ض َ‬ ‫ان َّالذِى �أ ِ‬

‫ِّ‬ ‫ِنك ُم َّ‬ ‫ان َف َمن َ�شهِ َد م ُ‬ ‫ال�ش ْه َر َف ْل َي ُ�ص ْم ُه»‪.‬‬ ‫َّا�س َو َب ِّين ٍ‬ ‫َات ِّم َ‬ ‫ن ا ْلهُ َدى َوا ْل ُف ْر َق ِ‬ ‫للن ِ‬

‫‪ 2‬ـ من السنة؛ ما روي عن سلمة بن األكوع قال‪( :‬كنا في رمضان على عهد رسول اهلل ـ صلى اهلل عليه‬ ‫ِنك ُم َّ‬ ‫وسلم ـ من شاء صام‪ ،‬ومن شاء أفطر فافتدى بطعام مسكين حتى نزلت هذه اآلية) ( َف َمن َ�شهِ َد م ُ‬ ‫ال�ش ْه َر‬ ‫َف ْل َي ُ�ص ْم ُه) رواه البخاري ومسلم‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫‪ 3‬ـ ما روي عن عروة بن مرة بن أبي ليلى قال‪ :‬حدثنا أصحاب محمد ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ أنه نزل‬ ‫رمضان فشق عليهم‪ ،‬فكان من أطعم كل يوم مسكينًا ترك الصوم ممن يطيقه‪ ،‬ورخص لهم في ذلك‬ ‫ي َّل ُ‬ ‫ك ْم» فأمروا بالصوم‪ .‬من الدليل القرآني وهذين الحديثين يتضح أن األيام‬ ‫فنسختها‪َ « :‬و�أَن ت َُ�ص ُ‬ ‫ومو ْا َخ رْ ٌ‬ ‫المعدودات هي أيام شهر رمضان صراحة‪ ،‬وذهب بعض الفقهاء إلى أنها أيام غير أيام شهر رمضان‪.‬‬ ‫لما روي عن معاذ‪ ،‬وقتادة‪ ،‬وعطاء‪ ،‬وروي أيضا عن ابن عباس‬ ‫أنها كانت ثالثة أيام من كل شهر‪ ،‬كما جاء في رواية عن قتادة‬ ‫زيادة صوم يوم عاشوراء أيضًا‪ ،‬ودليلهم على ذلك ما روي عن‬ ‫رسول اهلل ـ صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬صوم رمضان نسخ كل صوم)‬ ‫فدل هذا على أن صومًا آخر كان واجبًا قبل صوم رمضان‪ ،‬ثم‬ ‫نسخ بصومه‪ ،‬واستدلوا أيضًا بأن المراد باأليام المعدودات‬ ‫غير رمضان بأن صوم رمضان واحد على التعيين بنص القرآن‪،‬‬ ‫فوجب أن تكون األيام المعدودة غيره ألن صومها كان على‬ ‫التخيير‪.‬‬

‫مناقشة األدلة‪:‬‬ ‫لو تأملنا في هذه األدلة نرى أنها ال تدل على ما ذهبوا إليه‪،‬‬ ‫ذلك ألن حديث (صوم رمضان نسخ كل صوم) يحتمل أن يكون‬ ‫المراد به كل صوم في الشرائع السابقة‪ ،‬كما يحتمل أن يكون‬ ‫المراد به كل صوم فرض في اإلسالم قبله‪ ،‬والدليل إذا تطرق‬ ‫إليه االحتمال سقط به االستدالل‪ .‬وأما قولهم‪ :‬إن رمضان قد‬ ‫فرض صومه على التعيين إلى آخر ما جاء في مذهبهم‪ ،‬ال يمنع‬ ‫أن يكون صومه جاء أو ًال على التخيير‪ ،‬ثم جاء صومه على التعيين بعد ذلك‪ ،‬عم ً‬ ‫ال باألحاديث الواردة في هذا‬ ‫الكتاب‪ ،‬وقد ثبتت صحتها وال مطعن فيها‪ ،‬وأيضًا فإنها مثبتة‪ ،‬والمثبت مقدم على النافي‪ ،‬مما ال شك فيه‪،‬‬ ‫أن المراد باأليام المعدودات هي شهر رمضان نفسه حين كان صومه على التخيير هو القول الراجح وال منافاة‬ ‫وال تعارض بين األدلة‪.‬‬ ‫رخص لهم في ذلك فنسختها‪( :‬وأن تصوموا خير لكم) ‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 16‬إلى ‪ 22‬مـاي ‪2017‬‬

‫العدد ‪889‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬

‫‪2‬‬

‫أبريل ‪:‬‬

‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫الذكرى الثانية لرحيل «زهرة المجالس»‬

‫الدكتور عبد الهادي التازي‬

‫رغم قساوة الحياة وانشغال البال بمنغصات‬ ‫ظروف أثقلت الكاهل واعتصرت الفؤاد؛ فإنه‬ ‫اليجوز بأي حال من األحــوال أن تنسينـا كل‬ ‫هذه األهوال ذكرى فقيد عزيز عانقت روحنا‬ ‫روحه الطاهرة عناقا أزليا سرمديــا لن تمحوه‬ ‫سنوات شمسية والقمرية والحتى ضوئية‪.‬‬ ‫وبمنـاسبـة حلـول الذكــرى الثــانيـة لوفـــاة‬ ‫محبنــا وحبيبنــا الدكتــور عبـد الهادي التــازي‪،‬‬ ‫وتزكيـة لوشائـــج المحبــة الرابــطــة بيـــن‬

‫مهجتينا‪ ،‬ارتأينا وبعد استتذان مؤسسة عبدالهادي‬ ‫التازي التي لنا شرف االنتماء إليها كأحد أعضائها‬ ‫المتميزين ‪ -‬أن ننشرضمن هذا الركن وعبر سلسلة‬ ‫حلقات‪ ،‬جردا شامال لمقاالت وثقها مرشدنا العزيز‬ ‫والتي سبق له نشرهاباستثناء بعض المخطوطات‪،‬‬ ‫في عدد من المنابــر اإلعالمية‪ ،‬منذ مرحلة شبابــه‬ ‫حتى أواخرحياته‪،‬ليطلع القارئ الكريم على جانب‬ ‫مهم من اهتمامات شيخ المؤرخين المغاربة وزهرة‬ ‫المجالس المرحوم الدكتور عبد الهادي التازي‬ ‫أمطره اهلل بشآبيب رحمته وأسكنه فسيح جناته‪.‬‬

‫مقاالت و�إ�سهامات تبو �أت يف املنابر الإعالمية �أعلى الدرجات ـ ‪ 6‬ـ‬ ‫‪ - 191‬أتراك الجزائر هم الذين خربوا قصر البديع !‬ ‫* (العلم)‪ 9 ،‬نونبر ‪.1977‬‬ ‫‪.Les Turcs d’Algérie ont détruit le palais du Badi‬‬ ‫* (‪.Le matin), 6 février 1977; (l’Opinion), 9 février 1977‬‬ ‫‪ - 192‬تجاوب األدب المغربي مع نوازع الخليج‪.‬‬ ‫*جريدة (الجمهورية)‪ ،‬بغداد‪ 4 ،‬أبريل ‪.1977‬‬ ‫‪ - 193‬العالقات الدبلوماسية بين المغرب والنمسا‪.‬‬ ‫* مجلة (مرحبا)‪ ،‬المجلة النمساوية العربية االقتصاد والثقافة‪ 5 ،‬يوليوز ‪.1977‬‬ ‫‪ - 194‬سفارة أنطوني إلى المغرب‪.‬‬ ‫* مجلة (المناهل)‪ ،‬عدد ‪ 9‬رجب ‪ /1397‬يوليوز ‪.1977‬‬ ‫‪ - 195‬الشريف اإلدريسي السبتي أنجز أول كرة أرضية‪.‬‬ ‫* (الميثاق الوطني األسبوعي)‪ ،‬غشت ‪.1977‬‬ ‫‪ - 196‬بعض بيوتات وآثار الحرمين الشريفين من خالل الوثائق الدبلوماسية وحجج الوقف المغربية‪.‬‬ ‫* (دعوة الحق)‪ ،‬غشت – شتنبر ‪.1977‬‬ ‫= « محاضرة الندوة العالمية للدراسات التاريخية للجزيرة العربية‪.1977 ،‬‬ ‫‪ - 197‬من إخوانيات إدريس الجاي‪.‬‬ ‫* جريدة (األنباء)‪ 21 ،‬شتنبر ‪.1977‬‬ ‫‪ - 198‬بعثات طالبية مغربية في إطاليا ‪ « ...‬أثناء القرن ‪.19‬‬ ‫* نشرت ضمن أعمال مؤتمر العالقات المغربية اإليطالية ‪.1977 ،‬‬ ‫= « ألقيتها في لقاء صبوليتو في إيطاليا ‪ 12-9 »...‬أكتوبر ‪.1977‬‬ ‫‪ - 199‬دور المغرب في تقديم الفارابي ألوروبا‪(.‬بعنوان صدى الفرابي بالمغرب)‪.‬‬ ‫* (دعوة الحق)‪ ،‬أكتوبر ‪.1977‬‬ ‫‪ - 200‬صقيلية في مذكرة السفير ابن عثمان‪.‬‬ ‫* مجلة (المناهل)‪ ،‬العدد ‪ – 10‬ذوالحجة ‪ /1397‬نونبر ‪ .1977‬مجلة (السفير) المكناسية‪،‬‬ ‫العدد ‪ ،16-15‬يونيو ‪ .1987‬صدرت كتابا عن مطبعة فضالة (المحمدية)‪.1977 ،‬‬ ‫= « ألقيت كمحاضرة بمكناس بدعوة من جمعة قدماء تالميذ مكناس‪ ،‬يوم الجمعة ‪ 9‬يناير ‪.»1981‬‬ ‫‪ - 201‬تقديم مؤلف «أضواء على الموسيقى المغربية «لصالح الشرقي‪.‬‬ ‫* مطبعة فضالة‪.1977 ،‬‬ ‫وصدر النص الفرنسي اإلنجليزي للكتاب مع تقديم للدكتور عبد الهادي التازي عن نفس‬ ‫المطبعة فضالة‪.1977 ،‬‬ ‫‪»Préface de «Musique Marocaine / Moroccan Music‬‬ ‫* ‪.Impo. Fédala, 1981‬‬ ‫‪ - 202‬العالقات المغربية الغينية عبر التاريخ‪.‬‬ ‫* جريدة (األنباء)‪ 18 ،‬يناير ‪.1978‬‬ ‫* جريدة (الدستور)‪ ،‬األردن‪ 21 ،‬فبراير ‪.1978‬‬ ‫‪ - 203‬إدريس األكبر فاتح المغرب – وثيقة لم تنشر ولم تعرف لدى الذين كتبوا عنه من المغاربة‪.‬‬ ‫* مجلة (لمناهل)‪ ،‬عدد ‪ ،11‬ربيع األول ‪ /1398‬مارس ‪.1978‬‬ ‫‪ - 204‬بداية الطريق نحو السجن [ عن مخطوطتي « رحلة في العمر»]‪.‬‬ ‫* مجلة (آلداب) البيروتية‪ ،‬مارس ‪ .1978‬جريدة (العلم)‪ 6 ،‬يوليوز ‪.1979‬‬ ‫‪ - 205‬دور المغرب الطالئعي في تحرير اإلنسان وإقرار السالم بين الشعوب‪.‬‬

‫* (دعوة الحق)‪ ،‬مارس ‪ .1978‬جريدة (األنباء) ‪.1978‬‬ ‫= « الكلمة قدمت للمؤتمر الدولي لرجال األديان بموسكو خالل يونيو ‪.1977‬‬ ‫‪ - 206‬التاريخ كيف يكتب‪.‬‬ ‫* مجلة (الفيصل)‪ ،‬الرياض‪ ،‬العدد العاشر – سنة أولى‪ ،‬ربيع الثاني ‪ /1398‬مارس أبريل ‪.1978‬‬ ‫‪ - 207‬هل كان ابن ماجة في خدمة دي غاما ؟‬ ‫* مجلة (الفيصل)‪ ،‬الرياض‪ ،‬العدد األول – السنة الثانية‪ ،‬رجب ‪ /1398‬يونيو – يوليوز ‪.1978‬‬ ‫(راجع ‪.)579 :‬‬ ‫‪ - 208‬الفلكلور المغربي يعبر عن مراحل تاريخية مرت بالبالد‪.‬‬ ‫* جريدة (ألنباء)‪ 5 ،‬يوليوز ‪.1978‬‬ ‫‪ - 209‬قصر البديع بمراكش من عجائب الدنيا ‪ ...‬بواعث تشييده وظروف تخريبه وعمليات ترميمه‪.‬‬ ‫* (البحث العلمي)‪ ،‬عدد ‪ ،28‬رجب ذو الحجة ‪ /1398‬يوليوز – دجنبر ‪.1978‬‬ ‫‪ - 210‬هل نحن بحاجة إلى محتسب؟‬ ‫* مجلة (البحث العلمي)‪ ،‬الرباط‪ ،‬عدد ‪ ،28‬رجب – ذو الحجة ‪ /1398‬يوليوز – دجنبر ‪ 1978‬جريدة‬ ‫(األنباء) ‪ 15‬مايو ‪.1979‬‬ ‫‪ - 211‬تاريخ الواليات المتحدة في المصادر المغربية‪.‬‬ ‫* مجلة (المناهل)‪ ،‬عدد ‪ ،12‬شعبان ‪ /1398‬يوليوز ‪.1978‬‬ ‫= « قدم لمناظرة طنجة‪ ،‬المنظمة من طرف جمعية أسمار (‪ )ASMAR‬وقد صدرت ضمن أعمال‬ ‫الندوة»‪.‬‬ ‫‪ - 212‬الحدث اإلسالمي العظيم ‪ :‬صلح الحديبية ‪.‬‬ ‫* (األنباء)‪ ،‬المغرب‪ 17 ،‬أكتوبر ‪.1978‬‬ ‫= «تعليق على حديث العاهل عنها في البرلمان يوم ‪ 13‬أكتوبر ‪.»1978‬‬ ‫‪ - 213‬أحالم األندلس المشتركة بين المغرب والمشرق‪.‬‬ ‫* جريدة ( الميثاق الوطني)‪ 13 ،‬دجنبر ‪.»1978‬‬ ‫‪ - 214‬دور الطرق الصوفية في المحافظة على التراث الموسيقي‪.‬‬ ‫* مجلة (المناهل)‪ ،‬عدد ‪ ،13‬محرم ‪ /1399‬دجنبر ‪.1978‬‬ ‫= «قدم لمؤتمر تستور»‪.‬‬ ‫‪ - 215‬الموسيقى من خالل مخطوطة البيطاوري‪.‬‬ ‫* مخطوط محقق مهيأ للطبع في ‪34‬ص‪.1978 .‬‬ ‫= « في شرح أرجوزة ابن الونان »‪.‬‬ ‫‪ - 216‬دور القيروان في ازدهار مدينة فاس‪.‬‬ ‫* نشرت ضمن أعمال المؤتمر ‪.1979‬‬ ‫= « ألقيت بالقيروان ‪ ،‬فبراير ‪.»1979‬‬ ‫‪ - 217‬متحف للوثائق والصور عن الحركة الوطنية بالمغرب [ الرسالة إلى عبد الكريم غالب من نيويورك]‪.‬‬ ‫* جريدة (العلم)‪ 23 ،‬مارس ‪.1979‬‬ ‫‪ - 218‬السفارة والسفراء في مطلع الدولة العلوية الشريفة‪.‬‬ ‫* ألقيت بالمدرسة المولوية‪ ،‬غير منشورة‪.‬‬ ‫‪ - 219‬محاضرة ألقيتها يوم الجمعة ‪ 9‬يوليوز ‪ 1979‬على سمو ولي العهد األمير سيدي محمد»‪.‬‬ ‫‪ - 220‬بطاقة في منتهى الطاقة‪.‬‬ ‫* مجلة (المناهل)‪ ،‬عدد ‪ ،15‬شعبان‪ /1399‬يوليوز ‪.1979‬‬

‫(لالطالع على منشورات الفقيد كاملة نحيل القارئ الكريم إلى موقع مؤسسة عبد الهادي‬ ‫التازي عبر األنترنيت)‬


‫العدد ‪889‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)792‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 16‬إلى ‪ 22‬مـاي ‪2017‬‬

‫“صورة جبالة في الوعي‬ ‫الكولونيالي”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫القصر الكبير وقبائل غمارة‪ ،‬أخذت تستهوي باحثي المغرب المعاصر ومؤرخيه‬ ‫ال شك أن التراث اإلسطوغرافي الكولونيالي الفرنسي حول تحوالت ماضي‬ ‫منطقة جبالة يظل من الخصوبة ومن الغنى بشكل يجعله يحافظ على راهنيته‬ ‫المجددين‪ ،‬انسجاما مع الموقف العلمي الذي حددنا إطاره المنهجي وسياقاته‬ ‫األكيدة في كل محاوالت كتابة تاريخ المنطقة‪ .‬وال شك أن أعمال مؤسسة البعثة‬ ‫األكاديمية أعاله‪.‬‬ ‫العلمية الفرنسية التي رأت النور واستقرت بمدينة طنجة عند بداية القرن الماضي‬ ‫في إطار هذا التوجه العام‪ ،‬يندرج صدور كتاب “صورة جبالة في الوعي‬ ‫تشكل منجما ال ينضب للمادة المصدرية االرتكازية في رصد إبداالت واقع الدولة‬ ‫الكولونيالي الفرنسي”‪ ،‬سنة ‪ ،2014‬في ما مجموعه ‪ 71‬من الصفحات ذات‬ ‫والمجتمع المغربيين خالل مرحلة التمهيد لفرض االستعمار الفرنسي على األجزاء‬ ‫الحجم الصغير‪ ،‬في شكل نصوص مختارة من دورية “الوثائق المغربية” إلدوارد‬ ‫الكبرى من البالد‪ .‬وال شك –كذلك‪ -‬أن أعمال الباحث ميشو بلير تشكل إطارا‬ ‫ميشو بلير‪ ،‬أشرفت األستاذة حنان المدراعي على تجميعها وعلى ترجمتها إلى‬ ‫ناظما لسقف اشتغال رواد االستكشاف العلمي الفرنسي ببالدنا‪ ،‬في إطار جهود‬ ‫اللغة العربية‪ .‬ويمكن القول‪ ،‬إن العمل يقدم الكثير من اإلضافات النوعية لمجال‬ ‫“الحزب االستعماري” بالجزائر لتفكيك نسق البنى المجتمعية التي انتظمت في‬ ‫الدراسة المتخصصة في تفكيك وقائع ماضي منطقة جبالة‪ ،‬وخاصة في أبعادها‬ ‫إطارها التعبيرات المواقفية والسلوكية لمغاربة مرحلة ما قبل االستعمار‪ .‬وداخل‬ ‫التراثية والرمزية غير المدونة‪ ،‬انطالقا من رؤى تشخيصية ميدانية ال نجد أثرا‬ ‫هذا اإلطار العام‪ ،‬أضحى اإلقبال المتزايد على ترجمة رصيد منجز “البعثة العلمية‬ ‫ال في مجمل الكتابات المغربية للمرحلة المذكورة‪ .‬وبذلك‪ ،‬فقد اكتست هذه‬ ‫الفرنسية بالمغرب”‪ ،‬وعلى التعريف بأعمال روادها وعلى رأسهم ألفريد لوشاتليي‬ ‫وميشو بلير‪ ،‬أمرا ال يقبل التأجيل‪ ،‬نظرا لضروراته األكاديمية التي جعلت من‬ ‫النصوص قيمة أكيدة في تجميع ذخائر التراث الالمادي وفي حفظه من عوادي‬ ‫اإلسطوغرافيات الكولونيالية مادة متجددة للبحث وللتجميع وللتصنيف وللتفكيك‪.‬‬ ‫اإلنسان والزمان‪ ،‬على الرغم من كل الثغرات والسقطات التي ارتبطت بأنساق‬ ‫التدوين الكولونيالية المهووسة بتمهيد المجال المغربي لضرورات اإلخضاع‬ ‫وإذا كان الرعيل األول من مؤرخي مغرب االستقالل قد ظل يحمل عناصر‬ ‫واإلكراه‪ .‬ولعل هذا ما انتبهت له المترجمة في كلمتها التصديرية‪ ،‬عندما قالت‪:‬‬ ‫النفور من مضامين هذه اإلسطوغرافيات‪ ،‬بالنظر لطابعها الوظيفي الفاقع‬ ‫ولنزوعاتها االحتوائية والتبخيسية لعطاء التطور الحضاري للدولة وللمجتمع‬ ‫“تزخر دراسة ميشو بلير لمنطقة جبالة بمادة علمية نادرة‪ .‬وتعد بال شك وثيقة‬ ‫المغربيين‪ ،‬فإن مؤرخي المرحلة الراهنة قد استطاعوا إعادة تقييم هذه الرؤية‬ ‫فريدة تمسح فترة زمنية من أدق فترات تاريخ المغرب الحديث‪ ،‬وتنير أبعادا هامة‬ ‫الموغلة في نزعتها الوطنية العاطفية‪ ،‬عبر تجاوز الضغط النفسي لمرحلة النضال‬ ‫من الحياة السياسية واالجتماعية والثقافية لدى جبالة‪ ،‬كاشفة عن صورتهم من‬ ‫ضد االستعمار ولمختلف تداعياته الموجهة للموقف وللسلوك تجاه التراث‬ ‫منطلقات ذهنية مغايرة‪ ،‬يتعين إمعان النظر فيها الستجالء الذات من منظور‬ ‫التاريخي الكولونيالي‪ .‬وفي المقابل‪ ،‬ازداد الوعي بأهمية االنفتاح على تفكيك‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫ثقافي مختلف‪ .‬ورغم ما يمكن أن يشوب هذا النوع من الدراسات من تضليل‪ ،‬إال أنها‬ ‫مضامين هذا التراث عبر مستويات منهجية وإجرائية متداخلة‪ ،‬أهمها مرتبط بضرورة‬ ‫تظل –دون شك‪ -‬السبيل األوحد إلدراك األنا من منظور مخالف”‪.‬‬ ‫تجميع المظان‪ ،‬ثم إعادة قراءتها وفق رؤى متحررة من ضغط “الشحن العاطفي” لمرحلة النضال من‬ ‫ولالقتراب من هذا السقف العام في العمل‪ ،‬اهتمت حنان المدراعي بتجميع نصوص منتقاة من‬ ‫أجل االستقالل‪ .‬ومع هذا االنفتاح العلمي‪ ،‬أضحى المجال مفتوحا لتشريح المضامين وإعادة استثمار‬ ‫عناصر القوة التي حملها التراث اإلسطوغرافي الكولونيالي‪ ،‬خاصة على المستوى المنهجي‪ ،‬ثم على دورية “األرشيفات المغربية”‪ ،‬سبق أن أنجزها ميشو بلير وقدم نتائجها حول إبداالت األنماط السلوكية‬ ‫مستوى نوعية األسئلة المهيكلة للبحث وللتنقيب‪ ،‬وهي األسئلة التي ظلت غائبة عن عقل اشتغال للفرد وللجماعة بمنطقة جبالة‪ ،‬من قبيل المعطيات المرتبطة بتاريخ المنطقة وبمعتقداتها الدينية‬ ‫المؤرخ المغربي الكالسيكي‪ ،‬وخاصة في بعدها التفكيكي المرتبط بالتراث الرمزي المغربي وبالنظم وبقضايا التعليم والعادات والتقاليد المحلية والتعابير الجماعية للفرح أو للحزن والمرتبطة بمناسبات‬ ‫المعيشية الواقعة في ظل السياقات المركزية المتوارثة بالنسبة للدولة وللمجتمع المغربيين‪ .‬في هذا اجتماعية مختلفة مثل العقيقة والختان والمآتم‪ .‬وفي كل ذلك‪ ،‬ظل ميشو بلير يقدم كثافة استثنائية‬ ‫اإلطار‪ ،‬اهتمت اإلسطوغرافيا الكولونيالية بالبحث في خبايا الطابوهات المحلية وفي عناصر التوثيق في تجميع مصادر بحثه ورواياته الشفوية وشواهده المادية‪ ،‬األمر الذي أثمر نصوصا شيقة نجحت في‬ ‫للتراث غير المدون وفي االهتمام بتاريخ الهامش أو المهمش‪ ،‬األمر الذي ساهم في تقديم زاد معرفي تقديم وصف غير مسبوق وغير متداول داخل اإلسطوغرافيات الكالسيكية للعقود الماضية‪.‬‬ ‫غزير ال نجد تفاصيل عنه في متون اإلسطوغرافيات العربية اإلسالمية الكالسيكية‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أهمية الجهد الكبير الذي بذلته المترجمة في إنجاز عملها‪ ،‬ومن نجاحها في تقديم‬ ‫وخاصة‬ ‫التأجيل‪،‬‬ ‫تقبل‬ ‫لذلك‪ ،‬أضحت العودة لقراءة النصوص الكولونيالية ضرورة علمية ال‬ ‫متن سلس بمواصفات علمية أكيدة‪ ،‬فإن العمل يثير بعض المالحظات المرتبطة ببعض الثغرات‬ ‫ميشو‬ ‫إدوارد‬ ‫رائدها‬ ‫وبسيرة‬ ‫بالنسبة لألعمال المرتبطة بتجربة “البعثة العلمية الفرنسية بالمغرب”‬ ‫الجزئية التي ال تنقص من قيمة العمل في شيء‪ ،‬من قبيل الخلط بين هوامش المؤلف وهوامش‬ ‫بلير‪ .‬فكانت النتيجة‪ ،‬صدور سلسلة من األعمال المترجمة إلى اللغة العربية والمستمدة من منشورات المترجمة من دون التمييز وال التنبيه إلى حدود كل واحدة منها‪ ،‬ثم عدم تقديم اإلحاالت المدققة‬ ‫البعثة المذكورة‪ ،‬وعلى رأسها سلسلة “مدن المغرب وقبائله” ودورية “األرشيفات المغربية” ودورية للمواد المترجمة بأعداد دورية “األرشيفات المغربية” وبصفحات المواد المترجمة‪ ،‬مما يخلق صعوبات‬ ‫“مجلة العالم اإلسالمي”‪ .‬ويمكن القول إن الكثير من هذه األعمال قد اكتست عمقا علميا راقيا‪،‬‬ ‫ساهم بالغة للتحقق من العمل المترجم‪ ،‬إلى جانب بعض األخطاء اللغوية الموزعة هنا وهناك حول رسم‬ ‫في إعادة تقييم المضامين وفي تقديم أعمال مرجعية تأسيسية بالنسبة لمؤرخي المغرب المعاصر‪.‬‬ ‫ويمكن أن أستدل في هذا الباب –على سبيل المثال ال الحصر‪ -‬بالترجمة الراقية التي أنجزها األستاذ نور اللفظ العربي‪ ،‬من قبيل ذكر كلمة “زغاريت” (ص‪ )63 .‬عوض “زغاريد”‪ ،‬أو “الغوت” (ص‪ )16 .‬عوض‬ ‫الدين فردي لمجلدي “مدن المغرب وقبائله” الخاصين بمنطقة الدار البيضاء والشاوية‪ ،‬وهما المجلدين “الغوث”‪ ،‬أو “الريسولي” (ص‪ )20 .‬عوض “الريسوني”‪ ،‬أو كلمة “البدو” (ص‪ )56 .‬التي كان البد من‬ ‫شكلها حتى ال نخلط بين معناها الدارج في النص الذي يعني البداية وبين معناها العربي الفصيح‬ ‫اللذين أشرف ميشو بلير على تنسيق أعمالهما وعلى إخراجهما إلى النور‪.‬‬ ‫وبما أن ميشو بلير قد اهتم في القسم األكبر من أعماله بتأطير البحث السوسيولوجي والتاريخي المرتبط بلفظة البادية‪.‬‬ ‫وعموما‪ ،‬فالترجمة التي تقترحها األستاذة المدراعي تقدم نصا شيقا‪ ،‬ال شك وأنه يوفر الكثير من‬ ‫حول منطقتي جبالة والريف بشمال المغرب‪ ،‬فقد أضحى من الواجب العودة لتنظيم االشتغال على‬ ‫تراث المنطقتين في ضوء نتائج التنقيبات التي أنجزها الباحث المذكور‪ .‬لذلك‪ ،‬بدا أن العودة لترجمة عناصر التأمل والتفكير في التراث السوسيولوجي والتاريخي لمنطقة جبالة‪ ،‬بأصقاعه العميقة وبمراكزه‬ ‫هذه األعمال‪ ،‬مثلما هو الحال مع الدراسات الخاصة بقبائل حوض اللكوس وواقع مدينة طنجة وتاريخ الحضرية المتناثرة‪.‬‬

‫“ الشريفة” سرديات طنجة المهربة‬ ‫دشن الكاتب الشاب يوسف الحضري شبعة باكورة أعماله األدبية‬ ‫بنص قصير أطلق عليه “ صدى الذكريات نشيد الفقد” ويخوض في‬ ‫َ‬ ‫تجربة السرد الروائي الذي يستلهم ماضي‬ ‫نصه الثاني”الشْريفة”‬ ‫مدينته الساحلية الهادئة التي كانت تعيش على إيقاع سمفونيةِ‬ ‫َ‬ ‫المدينة “طنجة”‬ ‫والتسامح والتمدن الذي أكسب‬ ‫التعايش‬ ‫نغميةِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫خصوصية االنفتاح والتحضر مع األصالة والمحافظة‪.‬‬ ‫تشكل “ المدينة “ في النص الروائي عنصرا مهما ورافدا أساساً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ويحفظ‬ ‫يُثيرُ كثافة النص ويُوثقُ تفاصيل يوميات الناس وأعيا ِنهم؛‬ ‫ً‬ ‫مهمة من‬ ‫اعتمادُ الروائيِّ هذا المكون‪ /‬المدينة في نصِّه‪ ،‬ماد ًة‬ ‫الموروث الشفوي‪ ،‬على مستوى األسماء ُ‬ ‫والكنى‪ ،‬والدُّروب واألمثال‬ ‫والتعابير اللهجية المحلية ذاتِ الخصوصية النطقية بالمدينة‬ ‫القديمة وأهلها‪...‬‬ ‫واختار شبعة لغة البوح بدل الصمت الذي جشا على زمن الطفولة‬ ‫البريئة‪ ،‬وكان الفقدُ واليتمُ سبباً إلحياء مكابدات ومعاناة ظلتا‬ ‫َ‬ ‫ماض أليم متعدد العوامل‬ ‫معاً تصنعان شابا سيعرف الحقا لغة السرد وإحياء الذاتِ المفتقدةِ في ٍ‬ ‫والجروح‪...‬‬ ‫في روايته األخيرة تحضر مفردة بقوة وفي مواضع ومواطن مختلفة‪ ،‬ولعلها تكتب نفسها دون‬ ‫إذن راقِمها‪ ،‬إنها مفردة الجوانية‪ :‬جوانية نفسي‪ ،‬محروق بجوانيتي‪.... ،‬هذه الجوانية هي التي فجرت‬ ‫طاقة السرديات في إبداع شبعة‪ .‬ولما سأله أحدهم ذات مساء كيف يمكن للمرء أن يصبح روائيا‪ ،‬أجابه‬ ‫الكاتب‪ :‬األمر يسير أن يكون قد جرَّبَ اليتم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫والحكي عند يوسف شبعة‪،‬‬ ‫القصِّ‬ ‫بداية‬ ‫كانت‬ ‫وجههِ‬ ‫مالمح‬ ‫رحيل الوالدِ والصبيُ بعدُ لم يتبين‬ ‫ِ‬ ‫وناشئ وشابٌ أنه سيحتاج يوما الستحضار هذا الماضي الدفين‬ ‫لم يكن يدور بخلده يوما وهو صبيٌّ‬ ‫ٌ‬ ‫بكل جراحاته وآالمه ونواقصه على مستويات متعددة خاصة مستوى العواطف األبوية واللمسات‬ ‫المحتوم ِل” األب”‬ ‫مآس وأحوال وصعوبات‪ ،‬كان تغييبُ القدَ ِر‬ ‫ِ‬ ‫العائلية‪ ،‬والتي مع األسف ستنعكسُ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫عِلتها المفصلية‪ .‬وهنا ستطفو على السطح شخصية الرواية وبطلة األحداث “الشريفة” العجيبية‬ ‫األم التي لن يجري حدث إال وستجد إشار ًة إلى لمساتها فيه وستتعدد وظائفها وستتعقد أكثر مع‬ ‫تعدد أطراف المتدخلين داخل السقف الواحد” األطفال الصغار‪ ،‬الجدة يما رحمة‪ ،‬األعمام بمختلفِ‬ ‫توجهاتهم ومسلكيات حياتهم التي وصلت حد العربدة عند بعضهم”‪...‬‬ ‫هل يكتب لنا يوسف شبعة‪ ،‬نحن بقية البقية من جيل طنجة القديمة‪ ،‬ويُحيي فينا كوامنَ‬ ‫ماضينا القريب األثيل القشيب‪ ،‬الهادئ الرزين؟ هل اختارهُ القدر بعد سنوات عجاف أن يسمُقَ عاليا‬ ‫وبهمة متيقظة‪ ،‬ليسد ثغرة من ثغرات السرد والحكي في تفاصيل المدينة القديمة؟ بلى إنه هو‬ ‫ً‬ ‫طواعية َقدَرَ الكتابة؛ واختار أصعبها‪ ،‬أي إحياء التصوير الجمالي لتفاصيل‬ ‫الشاب الطنجي الذي اختار‬ ‫وألقاب ناسِها‪ ،‬ونُكتِها وحكاياتها‬ ‫المدينة القديمة درو ِبها ورياضِها وغرساتها‪ ،‬وعوائدها وأسمائها‬ ‫ِ‬ ‫ومروياتها الشفوية الشعبية المندثرة مع فتنة الهواتف الذكية وتطبيقاتها المثيرة‪...‬‬

‫• د ــ محمد سعيد صمدي‪ /‬طنجة‬

‫جملية الوصف ودقته تأسر قارئ”الشريفة” وخاصة إذا كان القارئ‬ ‫قد َّ‬ ‫تقلبَ في دروب المدينة القديمة ‪ ،‬وعايش جزءاً من قاطنيها‬ ‫َ‬ ‫مَحالة صدقا وتوثيقا وتأثيثاً‬ ‫مسلمين وغير مسلمين‪ ،‬سيجدُ ال‬ ‫َّ‬ ‫وتوَفقَ في تدبيج‬ ‫لمشاهد تصويرية برع يوسف شبعة في تركيبها‬ ‫إخراجها السردي‪ .‬يقول مثال وهو يتحدث عن تفاصيل هندسة بيت‬ ‫أندلسي من أصول يهودية‪ ”:‬قبالة محل عبد المجيد‪ ،‬بيت أندلسي‬ ‫جميل يعود ليهود األندلس‪ ،‬سفرداي‪ ،‬بابه خشبية خضراء مهيبة‬ ‫مشقوقة واجهتها‪ ،‬شقتها الرطوبة‪ ،‬مقدسة المنظر‪ ،‬كأنها باب زاوية‬ ‫من الزوايا وليس بيت منزل‪ ،‬منقوشة نقشا يأخذ العين واللب معا‪،‬‬ ‫نقوش كالمتاهات‪ ،‬تعلو الباب نجمة داوود السداسية‪ ،‬بها دبابيس‬ ‫دائرية ذهبية على واجهتها‪ ،‬وكأن أمهر الصانعين اجتمعوا لنقشها‬ ‫تحت طلب سلطاني عاجل‪(”...‬ص‪.)82‬‬ ‫ومن مظاهر التعايــش والتسامــح بين ساكنة طنجة‪ ،‬نجد‬ ‫مقيمة أجنبية معروفة تسدد نفقة فقيه الحي‪ ،‬يقول السارد‪ ”:‬كانت‬ ‫(الكونديسا) تتولى بنفسها مصاريف المسيد‪ ،‬وهي التي تدفع للفقيه راتبه على رأس كل شهر‪ .‬يجاور‬ ‫(المسيد‪ /‬قاعة تحفيظ القرآن الكريم ) مدرسة اسمها (عرب إسبانيول)” (ص‪.)46‬‬ ‫إن الكتابة في هذا اللون من السرد الروائي الموغل في تفاصيل المدينة القديمة وأناسها‬ ‫وعالئقها يجب أن يتمهَّرَ بين قوة اللغة والكلمة العربية الفصيحة المنتقاة بدقة ــ وقد عبَّر بنفسه‬ ‫في مناسبة سابقة بذلك ــ وبين اللهجة الطنجية الدارجة الممزوجة بالتداخل اللساني اإلسباني‪ ،‬وهنا‬ ‫يكمن جز ٌء بارزٌ من النداوة والنضارة السردية؛ وهذا أضفى على النص خصوصيته وجماليته األدبية‪...‬‬ ‫تاريخُ طنجة في اآلونة األخيرة يغتني بسرديات متنوعة ــ مهما اختلف النقاد في تقويمها ــ أبدع‬ ‫فيها كتاب شباب شقوا طريقهم من دروب وعوائد ماضيهم الذي يبكونه تحررا مُزيفا وأسًى حزيناً‬ ‫يكاد يمسح ويمسخ ويطوي كل تفاصيل الحياة الهادئة الطيبة الساكنة على موائد كؤوس شاي أخضر‬ ‫ناصع في مساءات الربيع بفضاءات رياضات زاهية بمرشان أو دار البارود أو حتى مع متعة ضجيج رصيف‬ ‫كأس شاي “قهوة دْسنطرال”‪...‬‬ ‫الشك أن رواية” الشريفة” وما شابهها؛ تنتمي لجيل من الروايات التي تحفظ ذاكر َة المدينة عند‬ ‫والقارئ الذي لم يُدرك قبسات من حِقبة هذه األجواء الهادئة أحيانا والعاصفة أخرى‪،‬‬ ‫ناشئة اليوم‬ ‫ِ‬ ‫وكم يكون السارد مُبهرا جذابا حينما َّ‬ ‫يتوفق في تشكيل مالمح وظالل مختلفة لمتناقضات الحياة‪ ،‬فال‬ ‫يكبّ فقط على تسليط األضواء على بؤر وع َلب ويتناسى مقامات ومواطن كثيرة تُشكل مُجتمِعًة‬ ‫َ‬ ‫حقيقة المدينة‪ ،‬وينتهي بالقارئ إلى تعرُّفِ قيم مختلفة يستطيعُ حسَبَ قوة الحكي ونبرته وسياقه‬ ‫وجوانيته‪ ،‬أن يُموقِعَ بنفسه هذه في قيمة الخير وتلك في قيمة الشر‪ ،‬وهكذا دواليك‪ .‬ومن هنا‬ ‫يجوز القول إن يوسف الحضري شبعة أبى في مشروعه الحكائي إال يُقدم مدينَتَه كما رآها وعايشها‬ ‫ورُ ِويت له‪ ،‬في وجهها المشرق؛ وملمحِها التسكعي المشين‪...‬‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 16‬إلى ‪ 22‬مـاي ‪2017‬‬

‫العدد ‪889‬‬

‫مع‬

‫املواطنني‬

‫سكان منسيون !؟‬

‫لعبة السودوكو (‪)359‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫سكان منسيون بطنجة‪ ،‬رغم أنهم محصيون ويشاركون في التصويت‪ ،‬خالل كل‬ ‫انتخابات جماعية أوتشريعية‪ ،‬بل يصبحون مهمين للغاية‪ ،‬عندما يعول عليهم‪ ،‬فينادون‬ ‫لتلبية الواجب الوطني‪ ،‬وتسجيل حضورهم في جميع االستحقاقات‪.‬نعم سكان منسيون‪،‬‬ ‫وإلى إشعار آخر‪ ،‬األمر يتعلق بسكان منطقة الهرارش التي ـ حسب مصدرنا ـ يوجد بها‬ ‫أكثر من ‪ 400‬منزل‪ ،‬علما أنها دخلت في المدار الحضري‪ ،‬منذ سنة ‪ ،2009‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫فإن معاناة سكانها ال تتوقف‪ ،‬بل هي في تفاقم على ال��دوام‪ ،‬مما يخدش كرامتهم‬ ‫ويهين آدميتهم‪ ،‬وذلك بالنظرإلى افتقاد المنطقة لطرق معبدة‪ ،‬وللواد الحار‪ ،‬وللماء‪،‬‬ ‫هذه النعمة التي ال يمكن أن يستغني عنها أي مخلوق‪ ،‬باإلضافة إلى افتقاد المنطقة‬ ‫لمواصالت النقل العمومي‪ ،‬وللمستوصفات الصحية‪ ،‬وللمؤسسات التربوية‪ ،‬وهلم جرا‪...‬‬ ‫نعم‪ ،‬اسألوا أي أحد من سكان هذه المنطقة حول ظروف العيش بها ـ مثال ـ لتسمعوا‬ ‫منه كالما مفعما بعبارات االستياء والحزن‪ ،‬إزاء الوضع المتردي هناك‪ ،‬إلى درجة أنه لو‬ ‫قدرللشاعرة «الخنساء» أن تنهض من قبرها‪ ،‬لنسيت أخاها «صخرا»ثم لوضعت مكانه‬ ‫منطقة «الهرارش»‪ ،‬لكي ترثيها ألما ودمعا !‬ ‫أكثر من هذا أن مناطق بالقرب من هذه «الهرارش» استفادت من التنمية البشرية‪،‬‬ ‫فلماذا يتم نهج سياسة الميزبين مناطق محتاجة وأخرى جد مهمشة‪ ،‬ترزح في صمت‪،‬‬ ‫تحت وطأة العزلة‪ ،‬العازفة لسنفونية الموت البطيء‪ ،‬كنتيجة حتمية لإلقصاء وعدم تكافؤ‬ ‫الفرص ؟‬ ‫وفي انتظارأن تصل هذه الرسالة إلى المجالس المنتخبة‪ ،‬وإلى بعض الضمائر‬ ‫المسؤولة والحية بجهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬نتمنى صادقين من جهتنا بهذه‬ ‫الجريدة‪ ،‬أن يستيقظ ـ ذات يوم ـ سكان منطقة «الهرارش» من نومهم‪ ،‬فيجدون أن‬ ‫آدميتهم قد عادت إليهم‪ ،‬بفعل إنجاز مشاريع تنموية حقيقية‪ ،‬تعود بالنفع عليهم جميعا‪،‬‬ ‫وبالتالي تجعلهم سكانا غيرمصنفين في «لعبة النسيان» !‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫‪Madame BAKKALI LOUBNA, CIN N°427342,‬‬ ‫‪déclare avoir perdu dans des circonstances et‬‬ ‫‪lieu indéterminés le :‬‬

‫‪TITRE FONCIER N° 39597/19‬‬

‫‪AFFERENTE PROPRIETAIRE DIT « LA CALA » SIS A‬‬ ‫‪PROVINCE FAHS ANJRA KIADAT TAGRAMT COMMUNE‬‬ ‫‪KASR EL MAJAZ ET IMMATRICULE AU NOM DE‬‬ ‫‪SOCIETE LA CALA DEL BAHIA SARL.‬‬

‫‪Prière à toute personne ayant retrouvé ce document‬‬ ‫‪de bien vouloir le rapporter à la Conservation‬‬ ‫‪foncière à Tanger.‬‬

‫‪AVIS DE PERTE‬‬ ‫‪Madame BAKKALI LOUBNA, CIN N°427342,‬‬ ‫‪déclare avoir perdu dans des circonstances et‬‬ ‫‪lieu indéterminés le :‬‬

‫‪TITRE FONCIER N° 18672/61‬‬

‫‪AFFERENTE PROPRIETAIRE DIT «MILK EL HICHOU» SIS A‬‬ ‫‪PROVINCE FAHS ANJRA KIADAT TAGRAMT COMMUNE‬‬ ‫‪KASR EL MAJAZ ET IMMATRICULE AU NOM DE‬‬ ‫‪SOCIETE LA CALA DEL BAHIA SARL.‬‬

‫‪Prière à toute personne ayant retrouvé ce document‬‬ ‫‪de bien vouloir le rapporter à la Conservation‬‬ ‫‪foncière à Tanger.‬‬ ‫لجميع إعالناتكم‬ ‫اإلشهارية واإلدارية‬ ‫يف جريدة‬

‫االتصال على الرقم ‪0539943008‬‬

‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫محمد إمغران‬

‫‪AVIS DE PERTE‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪359‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 889‬ـ الثالثاء ‪� 16‬إلى ‪ 22‬ماي ‪2017‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫تاريخ كرة القدم‬ ‫(‪)2‬‬

‫بدأت كرة القدم كلعبة جهنمية‬

‫وعندما حلت العصور الوسطى حققت لعبة كرة القدم نقلة في‬ ‫تاريخ تطورها‪ ،‬حيث كان من عادة إسكافيي المدن كل سنة وفي‬ ‫األعياد الخاصة أن يقدموا كرة جلدية كهبة منهم إلى تجار األقمشة‬ ‫والذهب‪ ،‬كي يلعبوا بها قدر استطاعتهم قبل أن يشترك معهم جميع‬ ‫سكان البلدة أو المدينة‪ .‬حينها كان يقسم المشاركون في اللعبة‬ ‫عشوائيًّا إلى فريقين‪ ،‬بحيث يضم كل فريق المئات من الالعبين‪،‬‬ ‫لكي يسجل الفريق هد ًفا عليه إيصال الكرة لموضع معلوم‪ ،‬الذي قد‬ ‫يبعد عنه عدة أميال‪ ،‬فكان الكل يالحق الكرة ويتقاذفونها عبر األنهار‬ ‫والمستنقعات والمزارع مثل الرعاع‪ ،‬حيث لم يعرفوا أولئك الالعبون‬ ‫األوائل سوى قاعدة واحدة وهي أن يجعلوا الكرة في مرمى هدف‬ ‫الفريق المنافس بأية طريقة‪ ،‬بل إن اللعبة كثيرًا ما كانت تصير إلى‬ ‫مصارعة جماعية‪ ،‬ولم يكن للمباراة زمن محدد فقد تستمر أليام دون‬ ‫ختامها‪ ،‬كان األمر أشبه بمظاهرات حماسية‪ .‬ورغم أن العنف والشغب‬ ‫ال زال حاضرين في رياضة كرة القدم حتى يومنا هذا‪ ،‬إال أنه يبقى‬ ‫أمرًا استثنائيًّا‪ ،‬عكس تلك الفترة فقد كان األمر شائعًا وطبيعيًّا‪.‬‬ ‫واستمر األمر على هذا النحو إلى بدايات القرن التاسع عشر‪ ،‬حينما‬ ‫أصبح الشبان المتعلمون بالمدارس الخاصة في إنجلترا يمارسون كرة‬ ‫القدم أيضًا‪ ،‬ولم تعد اللعبة حكرًا على الجماهير الغفيرة‪ ،‬وكان يعرف‬ ‫شباب المدارس الخاصة آنذاك بأسلوب خاص بهم‪ ،‬طبعهم االستقامة‬ ‫والتأدب واللطف وقدرتهم على كبح جماح غضبهم‪ ،‬هؤالء (الجتنلمان)‬ ‫هم من أدخلوا مفهوم الروح الرياضية إلى كرة القدم‪ ،‬شعارهم “اللعب‬ ‫هو كل شيء‪ ،‬وليس الغلبة‪ ،‬بل األسلوب”‪ ،‬ومن ثم بدأت فكرة “اللعب‬ ‫النقي المستقيم” أو “الفير بالي” تنتشر بين األقطار‪.‬‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫‪3‬‬

‫أصدرت‬

‫اللجنة المركزية للتأديب والروح الرياضية التابعة للجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم‪ ،‬مجموعة من القرارات التاديبية بشأن الملفات‬ ‫المعروضة عليها‪ .‬سيما بخصوص مشاكل شهدتها بعض المالعب الوطنية‪ .‬حيث أصدرت‬ ‫قرار توقيف ملعب فريق شباب الريف الحسيمي لمباراة واحدة نافذة بدون جمهور وغرامة‬ ‫مالية قدرها ‪ 5000‬درهما‪ ،‬الجتياح الجمهور للملعب وتوقيف المباراة التي جمعت الفريق‬ ‫الحسيمي بفريق شباب قصبة تادلة لمدة ‪ 10‬دقائق‪ ،‬برسم الدورة ‪ 27‬من البطولة االحترافية‬ ‫اتصاالت المغرب القسم األول‪ .‬وتوقيف ملعب فريق المغرب التطواني لمباراة واحدة نافذة‬ ‫بدون جمهور وغرامة مالية قدرها ‪ 2000‬درهما‪ ،‬لرمي الجمهور التطواني لقنينات أثناء‬ ‫المباراة التي جمعت الفريق التطواني بفريق اتحاد طنجة‪ ،‬برسم الدورة ‪ 27‬من البطولة‬ ‫االحترافية اتصاالت المغرب القسم األول نظرا لحالة العود‪ .‬فلماذا لم تصدر أي قرار ضد‬ ‫ملعب الفوسفاط باخريبكة على خلفية تعرض الالعب السنغالي التحاد طنجة تيون أوساينو‪،‬‬ ‫لمضايقات عنصرية؟‪.‬‬

‫مصطفى البقالي‪...‬‬ ‫« مدرب مغربي بالديار الإ�سبانية»‬

‫• كيف كانت بدايتك مع الممارسة الرياضية‪ ،‬وماذا‬ ‫عن مسارك في التكوين في مجال التدريب بكاطالونيا؟‬ ‫• • كأي مهووس بالرياضة‪ ،‬كانت االنطالقة بممارسة كرة‬ ‫القدم باالحياء‪ .‬غيرت الوجهة لفترة صوب رياضة المثقفين‪،‬‬ ‫كرة السلة من خالل االنخراط بمدرسة الشبيبة والرياضة‬ ‫وتعلمت مبادءها االولى من االستاذ الكبير‬ ‫المرحوم مصطفى المنيصار‪ .‬وأتيحت لي‬ ‫الفرصة للعب بالفئات الصغرى التحاد‬ ‫طنجة‪ ،‬صغار‪ ،‬فتيان ثم شبان في عهد‬ ‫المدرب المقتدر المرحوم الرايس‪ .‬مابين‬ ‫‪ 1986‬و‪ ،1990‬عاد حنين كرة القدم من‬ ‫جديد ليركبني‪ ،‬فقضيتها رفقة علم طنجة‪.‬‬ ‫وخالل سنة ‪ 1996‬هاجرت الى اسبانيا‪،‬‬ ‫فاستقرت بمنطقة كاطالونيا‪ ،‬بالتحديد في‬ ‫بادالونا‪ .‬وحاليا أعمل بأكاديمية الكؤوس‬ ‫الخمسة مؤطرا للفئات الصغرى‪ .‬وبالنسبة‬ ‫لمساري في التكوين في مجال التدريب‬ ‫بكاطالونيا فإن عشق الكرة دفعني إلى‬ ‫التفكير في مجال التدريب‪ .‬فضلت اختيار‬ ‫الطريق الصحيح باالنخراط في المعهد‬ ‫العالي ببرشلونة‪ ،‬من اجل الدراسة‬ ‫والتكوين في مجال التدريب‪ ،‬وتتطلب‬ ‫مدة ثالثة أعوام من اجل الحصول على‬ ‫ديبلوم (برو ويفا)‪ .‬ومن المصادفات كان‬ ‫يتكون الى جانبي سيرخيو لوبيرا المدرب‬ ‫المنفصل أخيرا عن المغرب التطواني في‬ ‫الثالثة اشهر االولى‪ .‬كنت انقطعت بعدها‪.‬‬ ‫لكنني عدت لمواصلة التكوين بعزيمة‬ ‫اكبر‪ .‬واجتزت المستوى االول في موسم‬ ‫‪ .2011 /2010‬ثم المستوى الثاني في‬ ‫موسم ‪ .2012/2011‬ثم المستوى الثالث‬ ‫واألخير والذي يختلف عن المستويين االول‬ ‫والثاني‪ .‬اذ يتطلب االمر في الموسم الثالث‬ ‫قضاء فترة ستة اشهر في التطبيق عبر العمل باحدى االندية‬ ‫الختبار مدى قدراتك واستيعابك لدروس المراحل السابقة‪.‬‬ ‫وأتيحت لي الفرصة لالشتغال بإحدى اعرق مدارس المنطقة‪،‬‬ ‫مدرسة اوروبا‪ .‬بعدها عملت بفريق بيراغول في بدالونا‪،‬‬ ‫مكان اإلقامة‪ ،‬واشرفت على تدريب فريق الشبان الذي كان‬ ‫يمارس بالقسم األول‪ ،‬وكان جسرا مهما عبرته للحصول على‬ ‫ديبلوم التدريب (برو ويفا) الذي جاء كثمار ثالث سنوات من‬ ‫الكد واالجتهاد‪ .‬طبعا واصلت عملي بخوض تجربة بمجموعة‬ ‫من المدارس بالمنطقة‪ .‬هي مدارس رياضية تعنى بالتكوين‪،‬‬

‫تحديد حكم مباراة نهائي كأس‬ ‫ملك إسبانيا‬

‫أعلن االتحاد اإلسباني لكرة القدم‪ ،‬يوم الجمعة‪ ،‬تعيين الحكم كارلوس كلوس جوميز‪ ،‬إلدارة مباراة برشلونة‬ ‫وديبورتيفو أالفيس‪ ،‬على ملعب «فيسنتي كالديرون»‪ ،‬في ‪ 27‬مايو‪/‬أيار الجاري‪ ،‬بنهائي كأس الملك‪ .‬وتأهل برشلونة‪،‬‬ ‫للنهائي‪ ،‬للمرة الرابعة على التوالي‪ ،‬بعدما أقصى أتليتكو مدريد‪ ،‬من نصف النهائي‪ ،‬فيما أطاح أالفيس‪ ،‬بسيلتا فيجو‪.‬‬ ‫وقالت صحيفة «ماركا»‪ ،‬إن الحكم صاحب الـ‪ 44‬عاما‪ ،‬سبق وقاد مباراة بين الفريقين هذا الموسم‪ ،‬والتي انتهت بفوز‬ ‫برشلونة (‪ )6-0‬في ‪11‬فبراير‪/‬شباط الماضي‪ .‬كما أن الحكم‪ ،‬تولى مباراة نهائي كأس الملك في ‪ 2013‬بين أتليتكو‬ ‫مدريد‪ ،‬وريال مدريد‪ ،‬والتي انتهت بفوز الروخيبالنكوس بالبطولة‪ ،‬بنتيجة ‪ 2-1‬على ملعب «سانتياجو برنابيو»‪ .‬وشهد‬ ‫آخر نهائي‪ ،‬قام بتحكيمه جدلاً كبيرا بعدما طرد البرتغالي جوزيه مورينيو‪ ،‬مدرب ريال مدريد وقتها‪ ،‬وهداف ريال مدريد‬ ‫التاريخي كريستيانو رونالدو‪.‬‬

‫عملت منسقا بمدرسة هورطا‪ ،‬واشرفت على تدريب شبان‬ ‫سيستريس‪ ،‬ثم يونيفيراش وهي ثالث مدارس مهمة في‬ ‫بداية مشواري‪ ،‬مكنتني من االحتكاك وكسب الخبرة‪.‬‬ ‫• هناك حديث عن رغبتك في االشتغال مع اتحاد‬ ‫طنجة‪ ،‬هل من توضيح ؟‬ ‫• • أكيد‪ .‬انا ابن مدينة طنجة‪ ،‬وتشدني‬ ‫رغبة أكيدة في االشتغال بالفريق األول‬ ‫وتقديم خبرتي التي راكمتها طيلة مشواري‬ ‫الرياضي والتكويني في برشلونة‪ .‬علمت أن‬ ‫اتحاد طنجة انفصل عن مدربه عبد الحق‬ ‫بنشيخة‪ ،‬والفريق حاليا يتدارس ملفات‬ ‫مجموعة من المدربين‪ .‬وأنا أتبادل أطراف‬ ‫الحديث بشأن تدريب اتحاد طنجة مع‬ ‫األرجنتيني روبيرتو بونانو‪ ،‬حارس مرمى‬ ‫سابق لبرشلونة في لقاء جمعنا في مناظرة‬ ‫أقامتها العصبة الكطالنية لكرة القدم‪،‬‬ ‫عرضت عليه فكرة االشتغال في طنجة‪،‬‬ ‫حينها كان إلى جانبنا لويس كاريراس‪ ،‬وهو‬ ‫مدرب سابق لنادي سرقوسطة ومايوركا‬ ‫اإلسبانيين‪ .‬هذا األخير حبذ الفكرة وأكد‬ ‫لي استعداده للقيام بهذه المهمة‪ .‬لهذا‬ ‫سأحمل هذا المقترح إلدارة اتحاد طنجة على‬ ‫أن اشتغل معه مدربا مساعدا ونتعاون في‬ ‫خدمة فريق مدينتي‪.‬‬ ‫• بين الفينة واألخرى تشرف على‬ ‫دورات تكوينية لفائدة مدربين من عصبة‬ ‫الشمال‪ ،‬ما هو هدفك؟‬ ‫• • كما قلت أنني دائما أرغب في أن‬ ‫اسدي خدمات لبلدي‪ ،‬ومدينتي‪ .‬لهذا أرى‬ ‫من الواجب أن أمنح ما استفيد منه من خبرة‬ ‫في الخارج لفائدة أبناء منطقتي‪ .‬وكما سبق‬ ‫أن اشرتم إليه في جريدتكم‪« ،‬جريدة طنجة» في وقت سابق‪،‬‬ ‫كنت قد أشرفت في أواخر يناير ‪ ،2015‬على دورة تكوينية‬ ‫نظمتها اللجنة التقنية الجهوية لعصبة الشمال لكرة القدم‬ ‫لفائدة مدربي أندية العصبة‪ .‬وتضمنت حصتين‪ ،‬األولى‬ ‫بمقر العصبة التي شهدت دروس نظرية‪ ،‬والثانية في اليوم‬ ‫الموالي وخصصتها للدروس التطبيقية‪ .‬وكانت فرصة لنقل‬ ‫خبرتي لبلدي ولمدينتي‪ ،‬طنجة‪ ،‬ودعم أطر العصبة‪ .‬واستفاد‬ ‫خاللها العديد من المدربين وهذا هو الهدف‪.‬‬


‫العدد ‪889‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫نجاح دوري التحدي لمدارس اتحاد طنجة‬ ‫لكرة السلة في إطار برنامج‬ ‫«طنجة الكبرى تتنفس كرة السلة»‬ ‫فــي إطـــار برنامـــج «طنجــــــة‬ ‫الكبرى ‪ ‬تتنفس كرة ‪ ‬السلة» ‪ ‬الذي أنجز‬ ‫تحت إشراف والية طنجة والمديرية‬ ‫الجهوية لوزارة الشباب والرياضة بجهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة والذي ‪ ‬عرف نجاحا‬ ‫وتجاوبا كبيرين‪ ،‬حيث وبعد انطالق العمل‬ ‫بهذه المدارس بصفة مسترسلة وتداريب‬ ‫أسبوعية يشرف عليها ‪ ‬أطر مختصة تحت‬ ‫إشراف المدير التقني خليل الرواس وتتبع‬ ‫لجنة الفئات الصغرى ‪ ‬للجمعية عادل‬ ‫الصدرتي وانسجاما مع برامج المبادرة‬ ‫الوطنية للتنمية البشرية ‪ ‬بوالية طنجة‪،‬‬ ‫ومن أجل مواكبة برنامج طنجة األبطال‬ ‫لكرة القدم‪.‬‬ ‫تم تنظيم الدورة األولى ‪ ‬من دوري التحدي ‪ ‬لمدارس‬ ‫اتحاد ‪ ‬طنجة لكرة ‪ ‬السلة لفئات فرق مدارس األحياء التي‬ ‫توجد بها مدارس كرة السلة ‪ ‬للقرب‪ .‬وهي تجربة جديدة‬ ‫وأولى لفسح المجال ‪ ‬أمام هذه الناشئة من االستفادة‬ ‫من ‪ ‬التباري والمنافسات الرياضية في كرة السلة ‪ ‬لتأمين‬ ‫وتعبيد الطريق أمامهم لصقل مواهبهم وادماجهم بالفئات‬ ‫الصغرى للجمعية‪ ،‬وفسح المجال ‪ ‬لهم لتمثيل مدينتهم‬ ‫أحسن تمثيل‪.‬‬ ‫وشهد اليوم األول للدوري مشاركة كل فريق‬ ‫يمثل منتخب مدرسة من مدارس اتحاد طنجة لكرة‬ ‫السلة ‪ ‬لفئتي أقل من ‪ 12 ‬سنة و‪ 10‬سنوات إناث و‪ ‬ذكور‬ ‫‪ .‬حيث استقبل ملعب القرب ‪ ‬بأرض الدولة ‪ ‬مقابالت فئتي‬ ‫أقل من ‪ 12‬سنة إناث وذكور ‪ ‬لمدرستي أرض الدولة وبدر‬ ‫وسجلت النتائج التالية‪ :‬‬ ‫فئة اقل من ‪ 12‬سنة ذكور‪ ‬‬ ‫مدرسة اتحاد طنجة بدر ‪ /‬مدرسة اتحاد طنجة أرض‬ ‫الدولة‪ . 22 - 64 : ‬‬ ‫فئة أقل من ‪ 12 ‬سنة إناث‪ ‬‬ ‫مدرسة اتحاد طنجة ‪ ‬بدر ‪ /‬مدرسة اتحاد طنجة ‪ ‬أرض‬

‫الثالثاء ‪� 16‬إلى ‪ 22‬مـاي ‪2017‬‬

‫‪19‬‬

‫منالجامعة‬ ‫أخبارأخبار‬ ‫الجامعة‬ ‫لقجع رئيسا للجنتين بالكونفدرالية اإلفريقية لكرة القدم‬ ‫عين فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم رئيسا‬ ‫للجنتين بالكونفدرالية اإلفريقية لكرة القدم خالل مؤتمر الـ»كاف»‪ ،‬الذي‬ ‫انعقد يوم اإلثنين ‪ 8‬ماي ‪ 2017‬بعاصمة مملكة البحرين المنامة‪ .‬فوزي لقجع‬ ‫الذي كان قد انتخب عضوا بالمكتب التنفيذي للـ»كاف» ممثال لمنطقة شمال‬ ‫إفريقيا في مارس ‪ ،2017‬سيرأس كال من لجنة المالية وتدبير األجور ولجنة‬ ‫المنافسات واألندية‪ .‬وفي معرض كلمته خالل أشغال مؤتمر الكونفدرالية‬ ‫اإلفريقية لكرة القدم ‪ ،‬استعرض لقجع االستراتيجية المالية للـ «كاف» حيث‬ ‫أعلن عن صرف ‪ 100‬ألف دوالر لكل اتحاد خالل هذا األسبوع‪ ،‬مؤكدا في الوقت‬ ‫ذاته على أن أموال الـ»كاف» ستخصص باألساس لتطوير لعبة كرة القدم‬ ‫اإلفريقية‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫إقامة ايام كرة القدم اإلفريقية بالمغرب‬

‫الدولة ‪ . 15 - 34 :‬‬ ‫فئة أقل من ‪ 10 ‬سنوات ذكور‪ ‬‬ ‫مدرسة اتحاد طنجة أرض الدولة ‪ /‬مدرسة اتحاد طنجة‬ ‫بدر‪. 16 - 24 :‬‬ ‫فئة أقل من ‪ 10 ‬سنوات إناث‪ ‬‬ ‫مدرسة اتحاد طنجة ‪ ‬بدر ‪ /‬مدرسة اتحاد طنجة أرض‬ ‫الدولة‪.25 - 26 :‬‬ ‫و استقبل ملعب القرب ‪ ‬بمسنانة مقابالت مدرستي‬ ‫مسنانة واألبطال وسجلت النتائج ‪ ‬كما يلي ‪ :‬‬ ‫فئة اقل من ‪ 12‬سنة ‪ ‬ذكور ‪ ‬‬ ‫مدرسة اتحاد طنجة األبطال ‪ /‬مدرسة اتحاد طنجة‬ ‫مسنانة‪.25 - 34 : ‬‬ ‫فئة أقل من ‪ 12 ‬سنة إناث‬ ‫مدرسة اتحاد طنجة األبطال ‪ /‬مدرسة اتحاد طنجة‬ ‫مسنانة‪. 22 - 49 :‬‬ ‫فئة أقل من ‪ 10 ‬سنوات ‪ ‬ذكور ‪ ‬‬ ‫مدرسة اتحاد طنجة مسنانة ‪ /‬مدرسة اتحاد طنجة‬ ‫األبطال‪.07 - 19 :‬‬ ‫فئة أقل من ‪ 10 ‬سنوات إناث‪ ‬‬ ‫مدرسة اتحاد طنجة مسنانة ‪ /‬مدرسة اتحاد طنجة‬ ‫األبطال‪. 06 - 48 :‬‬

‫تقرر خالل مؤتمر الـ»كاف»‪ ،‬الذي انعقد يوم اإلثنين ‪ 8‬ماي ‪ 2017‬بعاصمة‬ ‫مملكة البحرين المنامة‪ ،‬منح المغرب شرف استضافة أيام كرة القدم اإلفريقية‬ ‫من ‪ 15‬وإلى غاية ‪ 17‬يوليوز ‪ ،2017‬والتي ستناقش مستقبل كرة القدم‬ ‫اإلفريقية وآفاق النهوض بها إلى جانب سبل تطوير المسابقات اإلفريقية‬ ‫مستقبال‪ .‬وستعرف هذه األيام حضور خبراء وأسماء بارزة في مجال تسيير كرة‬ ‫القدم إفريقيا وعالميا‪ ،‬ستختتم برفع توصيات لمؤتمر الكونفدرالية اإلفريقية‬ ‫لكرة القدم والذي سينعقد كذلك بالمغرب يوم ‪ 18‬يوليوز ‪.2017‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫لجنة التأديب ترفض تصدي الجديدة‪:‬‬ ‫بناء على التصدي الذي تقدم به نادي الدفاع الحسني الجديدي مدعيا ان‬ ‫نادي شباب اطلس خنيفرة اشرك الالعب سمير الزكرومي الذي يتوفر على‬ ‫اربع إنذارات في المباراة التي جمعتهما برسم الدورة ‪ 27‬من البطولة الوطنية‬ ‫االحترافية اتصاالت المغرب يوم االحد ‪ 7‬ماي ‪ ،2017‬اجتمعت لجنة التأديب‬ ‫والروح الرياضية التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم يوم األربعاء‬ ‫‪ 10‬ماي ‪ 2017‬للبث في هذا الملف‪ ،‬وبعد اطالع اللجنة على جميع الوثائق‬ ‫المعتمدة في مباريات وثبت لها ان الالعب المذكور يتوفر على ‪ 3‬إنذارات فقط‬ ‫وذلك المباريات التالية ‪:‬‬ ‫الدورة ‪ : 10‬النادي القنيطري ‪ /‬النهضة الرياضية البركانية‬ ‫الدورة ‪ : 17‬شباب اطلس خنيفرة ‪ /‬الوداد الرياضي‬ ‫الدورة ‪ : 26‬اتحاد الفتح الرياضي ‪ /‬شباب اطلس خنيفرة‬ ‫وبما ان نادي الدفاع الحسني الجديدي لم يقدم أي مستند يثبت ادعاءاته‪،‬‬ ‫اعتبرت اللجنة ان مشاركة الالعب في مباراة نادي شباب اطلس خنيفرة ضد‬ ‫نادي الدفاع الحسني الجديدي قانونية‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫إعادة انتخاب لقجع بلجنة الحكامة بالفيفا‪:‬‬

‫سبورتينغ شفشاون‬ ‫يحرز النسخة الرابعة‬ ‫من دوري المد األزرق‬

‫أحرز سبورتينغ شفشاون النسخة الرابعة من دوري فئة‬ ‫مواليد مواليد ‪ ،2002-2003‬الذي تنظنه جمعية المد األزرق‬ ‫بطنجة‪ .‬وتوج السبورتينغ بطال عقب فوزه في النهائي على‬ ‫بجمعية سيرفانطيس طنجة بالضربات الترجيحية‪ .‬وأحرز األمل‬ ‫الرياضي سيدي قاسم الرتبة الثالثة فيما آلت الرتبة الرابعة‬ ‫للمد األزرق‪ .‬وأصبح الدوري الذي ينظم بشراكة مع مقاطعة‬

‫السواني بمناسبة ذكرى ميالد صاحب السمو ولي العهد‬ ‫األمير موالي الحسن‪ ،‬تقليدا سنويا تحافـــظ الجمعية على‬ ‫استمراريته‪.‬‬ ‫واختار المنظمون «كرة القدم سلوك وأخالق وتربية»‬ ‫شعارا لهذه النسخة التي شهدت تكريم مجموعة من الفعاليات‬ ‫الرياضية‪.‬‬

‫مواعيد أنشطة مدرسة نهضة طنجة لكرة‬ ‫القدم خالل شهر رمضان‬ ‫تعلن إدارة مدرسة نهضة طنجة لكرة القدم أنها ستعتمد توقيتا جديدا في برامج أنشطتها بملعب مرشان بمناسبة‬ ‫شهر رمضان المبارك‪.‬‬ ‫كما تعلن أنها لن تتوقف عن العمل وستواصل أنشطتها حتى في موسم الصيف‪ .‬ولجميع المعلومات‪ ،‬يرجى االتصال‬ ‫بمدير المدرسة على الرقم التالي (‪ )0661720614‬أو الحضور لملعب مرشان‪.‬‬ ‫برنامج التداريب الخاصة بالمدرسة خالل شهر رمضان المبارك‪:‬‬ ‫ كل يوم األربعاء‪ :‬من الساعة الثالثة زواال (س‪ )15 :‬إلى الرابعة والنصف زواال (س‪)16،30 :‬‬‫ كل يوم السبت‪ :‬من الساعة الثانية عشرة زواال (س‪ )12 :‬إلى الثانية و ‪ 45‬دقيقة زواال (س‪)14،45 :‬‬‫‪ -‬كل يوم األحد‪ :‬من الساعة الثانية عشرة زواال (س‪ )12 :‬إلى الثانية و ‪ 45‬دقيقة زواال (س‪)14،45 :‬‬

‫أعيد انتخاب فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‬ ‫عضوا بلجنة الحكامة التابعة لالتحاد الدولي لكرة القدم –فيفا‪ -‬يوم الخميس‬ ‫‪ 11‬ماي ‪ . 2017‬وجاء انتخاب السيد فوزي لقجع للمرة الثانية كعضو بهذه‬ ‫اللجنة الهامة‪ ،‬خالل أشغال الدورة ‪ 67‬لمؤتمر الـ»فيفا» المنعقد في مركز‬ ‫البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات في العاصمة المنامة يومي ‪ 10‬و ‪11‬‬ ‫ماي الجاري‪.‬‬ ‫قرارات اللجنة المركزية للتأديب والروح الرياضية‬ ‫أصدرت اللجنة المركزية للتأديب والروح الرياضية التابعة للجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم‪ ،‬يوم األربعاء الماضي بعد دراسة الملفات المحالة عليها‪،‬‬ ‫القرارات التالية‪:‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫بالنسبة للبطولة االحترافية اتصاالت المغرب القسم األول‬ ‫ توقيف ملعب فريق شباب الريف الحسيمي لمباراة واحدة نافذة بدون‬‫جمهور وغرامة مالية قدرها ‪ 5000‬درهما‪ ،‬الجتياح الجمهور للملعب وتوقيف‬ ‫المباراة التي جمعت الفريق الحسيمي بفريق شباب قصبة تادلة لمدة ‪10‬‬ ‫دقائق‪ ،‬برسم الدورة ‪ 27‬من البطولة االحترافية اتصاالت المغرب القسم‬ ‫األول‪.‬‬ ‫ توقيف ملعب فريق المغرب الرياضي التطواني لمباراة واحدة نافذة‬‫بدون جمهور وغرامة مالية قدرها ‪ 2000‬درهما‪ ،‬لرمي الجمهور التطواني‬ ‫لقنينات أثناء المباراة التي جمعت الفريق التطواني بفريق االتحاد الرياضي‬ ‫لطنجة‪ ،‬برسم الدورة ‪ 27‬من البطولة االحترافية اتصاالت المغرب القسم‬ ‫األول نظرا لحالة العود‪.‬‬ ‫ توقيف السيد البشير بويطة مدرب فريق االتحاد الرياضي لطنجة ألربع‬‫مباريات اثنتان منها موقوفة التنفيذ مع غرامة مالية قدرها ‪ 2000‬درهما‪.‬‬ ‫ توقيف مهدي وايا العب االتحاد الرياضي لطنجة ألربع مباريات اثنتان‬‫منها موقوفة التنفيذ مع غرامة مالية قدرها ‪ 2000‬درهما‪.‬‬ ‫ توقيف أيوب الخاليقي العب االتحاد الرياضي لطنجة لمباراتين نافذتين‪.‬‬‫‪ -‬توقيف حمزة السمومي العب فريق أولمبيك اسفي لمباراتين نافذتين‪.‬‬


‫العدد ‪889‬‬

‫الثالثاء ‪� 16‬إلى ‪ 22‬مـاي ‪2017‬‬

‫األخيرة‬

‫ي�ستح�رض ذكريات الزمن اجلميل بطنجة‬

‫نهـــايـة األســبــوع الماضــــي‪،‬‬ ‫تــــم تنظيم حفل التكريم على شرف‬ ‫حسن الصفريوي‪ ،‬الرئيـــس األسبــق‬ ‫لالتحــاد الرياضي لطنجــة‪ ،‬بفنــدق‬ ‫المنــزه الذي غص فضاؤه بالعديــد‬ ‫من أصدقـــاء المحتفى به وزمالئه‬ ‫ومعارفه المنتميـــن إلى مختـــلــف‬ ‫المجاالت‪ ،‬باإلضافة إلى ممثلي أجهزة‬ ‫مختلف السلطات المحلية والمنتخبين‪،‬‬ ‫على رأسهم عمدة المدينة‪ ،‬فضال عن‬ ‫رؤساء وممثلي الفرق الكروية المحلية‬ ‫والوطنية والشــأن الرياضي‪ ،‬سـواء‬ ‫على المستوى المحلــي أو الوطني‪،‬‬ ‫وصحافييــن من مختلـــف المنابـــر‬ ‫اإلعالمية‪ ،‬منهم مختصون في المجال‬ ‫الرياضي‪.‬ومن أبرز الحاضرين‪ ،‬نذكر ال�صور بعد�سة ‪ :‬حمـودة‬ ‫عبد المالك أبرون‪ ،‬رئيــس فريــق‬ ‫مغرب أتلتيــك تطوان‪ ،‬وعبد السالم‬ ‫حنـــات‪ ،‬الرئيس السابق لفريق الرجاء‬ ‫البيضاوي العالمي‪ ،‬وحسن أقصبي‪ ،‬الالعب األسبق للفتح الرباطي والمنتخب الوطني المغربي‪،‬‬ ‫والسينمائي نور الدين الصائل‪ ،‬باعتباره من قدماء ممارسي هذه اللعبة بطنجة‪ ،‬والحكمين‬ ‫الدوليين الناصري وبحار‪ ،‬حيث تابعوا جميعا هذا الحدث‪ ،‬بنوع من االهتمام‪ ،‬والذي أدار أطواره‬ ‫الزميل محمد الصمدي‪ ،‬مقدما في البداية نبذة عن المحتفى به وعن مساره الرياضي‪ ،‬عامة‪،‬‬ ‫وعن كرة القدم‪ ،‬خاصة‪ ،‬إذ ترك بصمات في الذاكرة الرياضية لعروس الشمال‪.‬‬ ‫وخالل هذا اللقاء‪ ،‬ذي الطابع الرياضي‪ ،‬ألقيت قصيدة شعرية‪ ،‬جادت بها قريحة مصطفى‬ ‫التمسماني‪ ،‬رجل تعليم متقاعد‪ ،‬والعب سابق لفريق نهضة طنجة لكرة القدم‪ ،‬ننشرها في‬ ‫الصفحة السادسة من هذا العدد‪ ،‬باإلضافة إلى العديد من الشهادات في حق حسن الصفريوي‪،‬‬ ‫والتي أجمعت على ما تميز به الرجل من صفات محمودة‪ ،‬ملؤها التضحية والتفاني في العمل‬ ‫والعطاء‪ ،‬منها ما يصب في الجانب المهني‪ ،‬باعتباره كان مسؤوال أمنيا بطنجة‪ ،‬ومنها ما يصب‬ ‫في الجانب الرياضي‪ ،‬حيث كان ضمن من يعود له الفضل في الصعود بفريق «شرطة طنجة»‬ ‫إلى القسم الوطني األول‪ ،‬خالل ستينيات القرن الماضي‪ ،‬ومنها ما يتعلق بالجانب االجتماعي‬ ‫واإلنساني الذي استثمر فيه حينا من الدهر‪.‬‬ ‫وفي مداخلته أمام الحاضرين الكثر‪ ،‬كان حسن الصفريوي موجزا جدا في كلمته‪ ،‬ربما ألن‬ ‫المفردات لم تسعفه‪ ،‬للتعبير‪ ،‬وقتها‪ ،‬عما كان يجيش في صدره من مشاعر‪ ،‬وذلك نظرا لتأثره‬ ‫البالغ‪ ،‬إزاء المحتفين به الذين التفوا حوله‪ ،‬متقاسمين معه مشاعرالحب والتقدير واالمتنان‪،‬‬ ‫وهي مشاعـر ظلـت ساكنـة في أعمـاق الجميع‪ ،‬حيث لم تتأثر ال بمرور عواصف السنين‪ ،‬وال‬ ‫بتقلبات الدهر‪ ،‬إذ منهم من حضرهذا الحفل التكريمي‪ ،‬رغم إكراهات المرض‪ ،‬ورغم العياء الذي‬ ‫كان باديا على مالمحهم‪ ،‬بفعل تقدمهم في العمر‪.‬‬

‫وعـرف هــذا الحـــدث التكريمي‪،‬‬ ‫الذي تخللته مقاطع ووصالت موسيقية‬ ‫وغنائية‪ ،‬شرقية وشعبية‪ ،‬توزيع العديد‬ ‫من الهدايا والتذكـارات‪ ،‬ذات مصادر‬ ‫مختلفـة‪ ،‬على المحتفــى بـــه‪ ،‬وكانـت‬ ‫الفرصــة‪ ،‬كذلك‪ ،‬سانحة لاللتفات نحو‬ ‫العبين‪ ،‬قالــوا كلمتهم في الميادين‬ ‫الكرويـة‪ ،‬ذات زمن جميـــل‪ ،‬أبانـــوا‬ ‫فيــه عن كعبهــم العالــي في عالم‬ ‫المستديرة‪ ،‬منهـــم «فتــاح» العـب‬ ‫فريق الفتح الرباطي الذي استقـر ـ منذ‬ ‫عقود ـ بطنجة‪ ،‬وعبد القادر المسفيوي‬ ‫(الهانــــش) وأحــمــد العـــــروســـي‬ ‫والمخـتــار الهـــواري واإلسبـــانيــان‬ ‫إيميريطـو‪ ،‬وباييخـو‪ ،‬وخالـد األبيض‬ ‫و البويحياوي والمختار العطيري‪ ،‬وعبد‬ ‫اهلل السطاطي‪ ...‬ومعذرة عن عدم ذكر باقي األسماء التي أثثت المشهد الكروي بطنجة‪ ،‬خالل‬ ‫تلك الحقبة الغابرة‪.‬‬ ‫وحسب مصدرنا‪ ،‬فإن فكرة تكريم حسن الصفريوي‪ ،‬انبثقت أول األمرمن بعض قدماء‬ ‫العبي طنجة الذين مارسوا اللعبة إلى جواره‪ ،‬قبل أن تدخل جريدة طنجة على الخط‪ ،‬في شخص‬ ‫مديرها عبد الحق بخات الذي يرأس جمعية لقدماء العبي طنجة‪ ،‬ثم تطورت الفكرة مع جمعية‬ ‫الصداقة لمتقاعدي األمن الوطني التي يرأسها محمد خيير‪ ،‬خاصة وأن المحتفى به هو عضو‬ ‫شرفي‪ ،‬وعضو بلجنة الحكماء‪ ،‬بنفس هذه الجمعية‪.‬‬ ‫يذكر أن المحتفى به‪ ،‬حسن الصفريوي‪ ،‬رأى النور بمدينة فاس بتاريخ ‪ 14‬فبراير سنة‬ ‫‪ ،1937‬إذ ترعرع فيها‪ ،‬وبعد إكمال دراسته الثانوية‪ ،‬التحق بجامعة القرويين‪ ،‬ثم بعد ذلك ـ ومع‬ ‫بداية فترة استقالل المغرب ـ التحق بصفوف المديرية العامة لألمن الوطني‪ ،‬وخالل الستينات‬ ‫قدم إلى مدينة طنجة التي عمل بها مسؤوال أمنيا‪.‬وابتداء من السبعينات وإلى غاية سنة ‪،2005‬‬ ‫تحمل العديد من المسؤوليات‪ ،‬بكل من اللجنة الوطنية لأللعاب األولمبية بالمغرب‪ ،‬واللجنة‬ ‫التقنية‪ ،‬واللجنة المركزية للتحكيم بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬والمكتب المديري‬ ‫للجامعة الملكية المغربية للكولف‪ ،‬وبلجنتها اإلدارية‪ ،‬كما سبق له أن تقلد منصب مديرللبطولة‬ ‫العربية للكولف‪.‬‬

‫محمد إمغران‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.