Achamal n° 891 le 30 mai 2017

Page 1

‫إلياس العماري‬

‫جولة ناجحة يف الواليات املتحدة الأمريكية‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 891‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 4‬رم�ضان‪ 30 / 1438 /‬ماي �إلى ‪ 5‬يونيـو ‪2017‬‬

‫يوما بعد يوم‪ ،‬يتأكد لمتتبعي شؤون‬ ‫مخطط الجهوية بالمغرب‪ ،‬أن جهة طنجة‬ ‫ـ تطـوان ـ الحسيمــة‪ ،‬األولى في الترتيـب‬ ‫الجغرافي بالمغــرب‪ ،‬تستحــق أن تصنــف‬ ‫األولى أيضــا‪ ،‬من حيــث تفعيل مفهوم‬ ‫الجهوية المتقـدمة والموسعـة‪ ،‬سـواء على‬ ‫مستوى التنظيم والتأطير أو على مستوى‬ ‫العالقات الدوليــة بهــدف حشــد الدعم‬ ‫لنجاح هذه التجربة في جهــة تشهد تطورا‬ ‫متسارعا في شتى المجاالت االقتصادية‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬بالرغم من تفاوت إمكاناتها االقتصادية وتبايـن تركيبتها المجتمعية‪،‬‬ ‫وتنافر تجهيزاتهـا األساسيــة‪ ،‬ولكنه يجمعها اإلصرار األكيد على تحقيق التنمية‬ ‫الشاملة‪ ،‬في ظل الكرامة والمساواة التامة في إنتاج الثروة واالستفادة العادلة من‬ ‫الثــروة الوطنية‪.‬‬

‫(تابع الصفحة األخيرة)‬

‫المادة ‪ 8‬مكرّر ‪:‬‬ ‫• إنتهاك للدستور وإساءة إلى القضاء ومس بمبدأ فصل السلطـات‬ ‫وبحقوق المواطن‬ ‫• كيف لمسؤول أن يعرقل حصول المواطن على حقوقه وقد صدر‬ ‫بشأنها حكم قضائي؟‬

‫يصعب على ذي عقل سليم‪ ،‬أن يصدق ما حصل‪ ،‬األسبوع الماضي‪ ،‬تحت قبة البرلمان‪ ،‬وقبل ذلك في بيت رهط األغلبية التي‬ ‫يبدو أنها تجهل كل شيء عن حقيقة هذا البلد وفطنة وذكاء شعبه‪ ،‬وقوه نخبه السياسية والثقافية والعلمية وحيوية شبابه‬ ‫وانتشار منظماته األهلية‪ ،‬حين امتدت يدها إلى الدستور تعبث بفصلين أساسين بالنسبة لضمان حقوق المواطن‪ :‬الفصل‬ ‫‪ 35‬الذي يضمن حق الملكية المحمي من الدستور والفصل ‪ 126‬الذي يلزم الدولة‪ ،‬عبر مؤسساتها العمومية بتنفيذ األحكام‬ ‫القضائية الصادرة باسم جاللة الملك‪.‬‬

‫(�ص ‪)4‬‬


‫الثالثاء ‪ 30‬مـاي �إلى ‪ 05‬يونيو ‪2017‬‬

‫العدد ‪891‬‬

‫اللغة الحية في ديوان‬ ‫«غداً تلقاهْ» لعبد اللطيف شهبون‬

‫أما آن لإلنسان المعاصر‪ ،‬الناسي‪ ،‬أن‬ ‫يبحث عن لغة‪ ،‬تستكشف جغرافيته المنسية‬ ‫فيه‪ ،‬ويطير بأجنحتها إلى قلب المعرفة‬ ‫الصافية؛ فال يراها أحد أو يدركها‪ ،‬إ ّال من‬ ‫كان له قلب راسخ في تجربة الذوق الحي؟‬ ‫أال يمكنُ أن يكون الشعر أفقاً لهذه اللغة‬ ‫الحية الصافية‪ ،‬التي ُ‬ ‫تنهل من معين الجمال‬ ‫والجالل اإللهي‪ ،‬المتجليّ في حضرة الوجود‬ ‫وحضور داللة الموجودات في قلب الشاعر؟‬ ‫جواباً عما سبق‪ ،‬نستحضر ديوان «غداً‬ ‫تلقاه» للشاعر المغربي عبد اللطيف شهبون‬ ‫وهو ديوانه الرابع‪ ،‬ويقع في ‪ 111‬صفحة‪،‬‬ ‫بعد «كما لو رآني» ( ط‪ ،1-2008‬وط‪2-‬‬ ‫‪ ،)2010‬و«ذاتي رأيتُ» (‪ ،)2008‬و»إليك‬ ‫تمتدُ‬ ‫انتهيت» (‪ ،))2010‬فكلمته الشعرية ّ‬ ‫في النّص الكوني بما هو لغة حيّة‪ ،‬تفيض‬ ‫باإلشارات والعبارات‪ ،‬فتحت أبواب االمتداد‬ ‫في التجربة الروحية الحية‪ ،‬التي تتبدى‬ ‫بين معاني الديوان‪ ،‬حتى إن قراءته تجعلنا‬ ‫نطرح السؤال التالي‪ :‬هل الشعر فعل روحي؟‬ ‫وحقيقة الجواب تكمن في النص‪ ،‬وما يتركه‬ ‫من آثار عميقة في هوية القارئ الروحية‪،‬‬ ‫بما هي ذاكرة تحفظ لحظة اإلشهاد‬ ‫األول‪ ،‬حين شهد اإلنسان شهادته الكبرى‬ ‫في وجوده الغيبي‪ .‬وهنا أنشد الشاعر في‬ ‫قصيدته «إشهاد»‪ :‬نغم ٌة نفذت لمسامع‬ ‫أفئدة ‪ /‬أسكرتها‪ /‬فقالت بلى‪ /‬رفع الحقّ‬ ‫عنها الحجب‪ /‬فسرى السر فيها‪ /‬جماال‪/‬‬ ‫جالال‪ /‬وأصداء بوح‪ /‬ونور‪ /‬كيف جّلى الغطاء‪/‬‬ ‫وأخفى سرائره‪ /‬في عيون النهى والقلوب؟‬ ‫إذا كانت قراءة النصوص الشعرية‬ ‫– بصفة عامة‪ -‬مهمة صعبة‪ ،‬فما بالك‬ ‫بالنصوص الشعرية الصّوفية الغارقة في‬ ‫الرمز‪ ،‬ورمز الرّمز‪ ،‬ال شكّ أنها نصوص‬ ‫صعبة جداً‪ ،‬نعتبرها نصوصاً بكرا‪ ،‬ال لشيء‬ ‫سوى ألن لغتها حية‪ ،‬تمتح من معين‬ ‫التجربة الذوقية الصافية‪ ،‬وليست لغة ميتة‪،‬‬ ‫تمتح من كتب السير واألعالم والطبقات‪،‬‬ ‫يغيب فيها ّ‬ ‫الذِكر والكلمة‪ ،‬جنياً إلى جنب مع‬ ‫ذات الشاعر المشتاقة إلى اللقاء‪ ،‬والمتشوقة‬ ‫إلى رؤية صاحب اللقاء‪ ،‬أو قل إنها تجربة‬ ‫حيّة تحتمل الوصول إلى المراتب األولى‬ ‫من التجارب الشعرية‪ .‬ويمكنُ أن نقول‬ ‫بدون مجازفة‪ ،‬إن لغة الشعر الحية هي ما‬ ‫يشكل روح األدب‪.‬‬ ‫حتى إن وصفنا ديوان عبد اللطيف‬ ‫شهبون بالصوفي‪ ،‬ففي ذلك إجحاف‬ ‫بحقه‪ ،‬ألن الشعر الصوفي اليوم يمكنُ‬ ‫أن يكون كاتبه قد طالع – فقط‪ -‬دواوين‬ ‫كبار الصوفية الشعراء من أمثال آبن عربي‪،‬‬ ‫السهروردي‪ ،‬الحــالج‪ ،‬الششتــري‪ ،‬الذين‬ ‫تشرب شعرهم من معين التجربة التخليقية‬ ‫الحية‪ ،‬ولم يكتفوا بمطالعة نصوص‬ ‫صوفية‪ ،‬أو إن شئت قلت‪ّ ،‬‬ ‫ان كتابة هؤالء‬ ‫ليست كتابة نظرية مجردة‪ ،‬كما يفعل‬ ‫أغلب من يكتب في التصوف اليوم‪ ،‬بل إنها‬ ‫كتابة مؤيدة بالتجربة الجمالية الحية؛ ألن‬ ‫الفرقة األولى تكتب الشعر الصوفي ال من‬ ‫معين التجربة الحية‪ ،‬وإنما األمر كما قال‬ ‫محمد الحافظ الروسي في مقدمة الديوان‬ ‫«ال يعدو تزاويق لفظية‪ ،‬واستنجاداً بالتراث‬ ‫لملء فراغ المخيلة‪ ،‬وفقر الروح‪ ،‬وضعف‬ ‫اإلبداع‪ ،‬واعتماداً على تجارب روحية ال يكاد‬ ‫الشاعر يعرف منها إ ّال كما يعرفُ السائح عن‬ ‫خفايا األماكن‪ ،‬ومجهول الجهات من خالل‬ ‫قراءة خريطة كتبت بلغة ال يعرفها‪ ،‬رمت بها‬ ‫المصالح المختصة‪ ،‬بعد أن تغيرت الطرق‬ ‫والمعالم‪ ،‬فوجدها على قارعة الطريق‬ ‫مهترئة‪ ،‬ففرح بها غاية الفرح‪ ،‬وظنّ أنه ال‬

‫يحتاج إلى مخلوق في الوصول إلى مبتغاه»‪.‬‬ ‫لكن‪ ،‬في ديوان عبد اللطيف شهبون‪ ،‬مالمح‬ ‫التخصيص الذوقية التي تنهض بها قصائد‬ ‫كبار الشعراء الصوفية‪ ،‬الذين غرفوا من‬ ‫مقامات السلوك‪ ،‬فكانت مصطلحاتهم عين‬ ‫اللغة وحياتها‪ ،‬وليست مصطلحات غرفت‬ ‫من تقليد هؤالء‪ ،‬أو حتى مِن تقليد مَن‬ ‫ق َّلد هؤالء‪ .‬مسألة أخرى يمكن اإلشارة إليها‪،‬‬ ‫تتعلق أساساً بهوية متلقي الشعر الصوفي‪،‬‬ ‫من يكون؟ ال شك أنه يختلفُ عن نظيره‪،‬‬ ‫ليس اختالف رتبة‪ ،‬أو أفضلية‪ ،‬وإنما هو‬ ‫اختالف تجربة ذوقية ال غير؛ ألنها تمهدّ‬ ‫االستعداد الفكري والجمالي لفهم نصوص‬ ‫شعرية تكادّ تؤسس لنفسها نمطاً خاصة‬ ‫من الكتابة‪.‬‬ ‫ومهمـة الناقــد‪ ،‬كمتلق‪ ،‬أمام هــذه‬ ‫النصوص ال تتلخـص في مدى امتالكـه‬ ‫لألدوات المنهجية والمعرفية الضرورية‬ ‫لفهم النص الشعري الحيّ‪ ،‬من أجل إدراك‬ ‫آفاقه الرّوحية؛ وهي أدوات تبتعدُ بالضرورة‬ ‫عن التجريد المنهجي‪ ،‬أو التأويل المجرد‬ ‫من قيم المعرفة الصافية التي ُ‬ ‫تنهل منها‬ ‫القصيدة الصوفية‪ ،‬بل ّ‬ ‫إن الناقد أمام هذه‬ ‫النصوص يرى نفسه‪ -‬بداية – متلقيا‬ ‫خاصّا‪ ،‬ثم بعد ذلك ناقدا مميّزا‪ ،‬متى أدمن‬ ‫ّ‬ ‫والتفكر في المقاصد السنية‪ ،‬التي‬ ‫االطالع‬ ‫يسير فيها قلبُ أبياتها الشعرية‪ ،‬متى سلب‬ ‫عقله وقلبه أمام مرآة ملكوته‪ ،‬تَد ِّبر فلم‬ ‫يُدبرْ‪ ،‬أو هو على األقل الباحث عن حقيقة‬ ‫الكلمةالحية‪.‬‬ ‫إننا نتأمل في ديوان «غدا تلقاه» لغة‬ ‫الشاعر المشتعلة بأنوار التجربة الحيّة‪،‬‬ ‫وما احتوته تركيبتها الكيميائية الصعبة‪،‬‬ ‫وإذا كنا ال نريدُ أن نسأل الشعر عن قيمه‬ ‫اإلنسانية الروحية‪ ،‬فلماذا يعدّ هوية الكائن‬ ‫الجمالية؟ وهل يمكنُ للشعر أن يهرب من‬ ‫هويته وشكله التاريخي األول‪ ،‬يوم كان‬ ‫يحنّ ألصله ويتحدث بلغته الفطرية؟‬ ‫ّ‬ ‫إن لغة الشعــر الحيّ‪ ،‬كما هـي في‬ ‫نصوص عبد اللطيــــف شهبون عمومــاً‬ ‫«كيمياء السعادة»‪ ،‬قبــس من المواقـــف‬ ‫والمخاطبات التي فاضت من تجربته‬ ‫الروحية صحبة الشيــخ حمزة‪ ،‬قدس اهلل‬ ‫سره‪ ،‬حين طلب الشرب‪ ،‬متوجها إلى مذاغ‬ ‫شرق المغرب‪ ،‬حيث أنشد في قصيدته‬ ‫«شربتُ مما سقيتُ»‪ :‬أنا ظمآن‪ /‬أنهلني‬ ‫موارد‪ /‬خمرة الغيب‪ /‬غزاني الشين بالعيب‪/‬‬ ‫مناي األنس‪ /‬يا حبي‪ /‬مرادي القرب‪ /‬يا طبي‪/‬‬ ‫أال يا سيدي‪ /‬اصرفني‪ /‬عن أوحالي‪ /‬وصحح‬ ‫لي‪ /‬بكم حالي‪ .‬أليس الشعر أقرب إلى‬ ‫سجدة الرّوح في ملكوت المعنى؟ كم هو‬ ‫صعب أن يكتب السالك عن سلوكه شعراً‪،‬‬ ‫وليس الخبر كالعيان‪ ،‬وليس من قرأ كمن‬ ‫شربَ؛ فاللغة عادة ما تقف حاجزاً أمام بلوغ‬ ‫المقصود‪ ،‬لذلك فتجربة التخلق الروحية‬ ‫للشاعر‪ ،‬منحته نبعاً صافياً للكتابة الشعرية‪،‬‬ ‫وهوية لغوية صوفية صافية حية‪ ،‬بأسئلتها‬ ‫ورجائها واشتياقها للحقيقة‪ ،‬جعلته يجري‬ ‫مجرى كبار المحبين‪ ،‬مع العلم ّ‬ ‫أن الشاعر‬ ‫الصوفي شاعر عالمي بالضرورة‪ ،‬من منطلق‬ ‫القيم القرآنية التي يربي عليها التصوف‪،‬‬ ‫والتنوير الروحي الذي يدعو إليه‪ .‬ومع العلم‬ ‫أن هذا التنوير هو الغائب األكبر في الفكر‬ ‫اإلنساني اليوم‪ ،‬لما حققته المادة من غزو‬ ‫نفوس وقلوب وعقول الناس أجمعين… إال‬ ‫قليال‪.‬‬

‫بدر الحمري‬ ‫كاتب مغربي‬

‫‪2‬‬

‫جمعية «نساء الشمال» تحتفي بـ «شعبانة»‬ ‫وتكرم السيـدة سميـة أمغـار صاحبـة ركـن‬ ‫«فضاء األنثى» بجريدتي «طنجة» و «الشمال»‬ ‫احتضنت القــاعـة الكبرى لفنـــدق‬ ‫«روايـــال تولــيـــب»‪ ،‬األسبـــوع الماضي‪،‬‬ ‫النسخة الثانيـــة لالحتفال ب «شعبانـة»‬ ‫المنظمة من جمعية «نساء المغرب» في‬ ‫إطار برنامجها السنوي الثقافــي والفكري‬ ‫والتنموي الموجــــه لنســاء الشمال‪ ،‬بوجه‬ ‫خاص‪.‬‬ ‫وتنـدرج هذه التظاهـرة في إطـــار‬ ‫اللقاءات التي تعمل على تنظيمها هذه‬ ‫الجمعية الفتية التي تأسست بمبادرة رائعة‬ ‫من السيدة منال بنطاهر‪ ،‬التي نجحت في‬ ‫أن تجمع حولها كوكبـــة من نساء الشمــال‪،‬‬ ‫يؤمــن بضرورة العمل التطوعي خدمة‬ ‫للمرأةالمغربيةوالشماليةبوصفخاص‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬نظمـــت الجمعيــة‬ ‫أربعة لقاءات كان األول حــول موضــوع‬ ‫صحــة وثقــافــة المرأة‪ ،‬والثانــي حـــول‬ ‫الدخول المدرسي والثالث احتفـــاء بذكرى‬ ‫«شعبانة»‪ ،‬وهو تقليد أصيل في المجتمع‬ ‫المغربي والشمالي بوجه خاص‪ ،‬حيث تحاط‬ ‫هذه المناسبة الدينية بطقوس مجتمعية‬ ‫تربت عليها األجيال المتالحقة وأحيطت‬ ‫بالكثير من التعظيم‪.‬‬ ‫وشكل اللقاء الرابع مناسبة لالحتفال‬ ‫بالدورة الثانية لـ «شعبانة»‪ ،‬التي جعلتها‬ ‫الجمعية تحت شعار «تكريم األم» التي‬ ‫عظم اهلل شأنها وجعل الجنة تحت أقدامها‬ ‫وأوصى عباده بإكرامها والبر إليها والحنو‬ ‫عليها طمعا في رضاها الذي هو من رضاء‬ ‫الحق سبحانه وتعالى‪ .‬وقد حث الرسول‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم على البر باألم ثالثا‬ ‫وذكر األب في المرة الرابعة لثالثة منازل‪:‬‬ ‫صعوبة الحمل وصعوبة الوضع وصعوبة‬ ‫الرضاع والتربية وهي منازل تنفرد بها األم‬ ‫التي حث الرسول األعظم على البر بها‬ ‫واإلحسان إليها وإدخال السرور عليها‪.‬‬ ‫وقــد استجـــاب جمــــع كبيـر من‬ ‫نســاء الشمــال لدعوة السيـدة منال‬ ‫بنطاهر‪ ،‬لحفــل «شعبــانــة» الثانيـــة‬ ‫الذي تضمن عددا من الفقــرات ذات‬ ‫الطابع االجتماعي والثقافي والفنـــي‪،‬‬ ‫قامت بتنشيطه اإلعالميــة الناجحـــة‬ ‫نزهة بنادي بركة‪ ،‬وشاركت في إحيائه‬ ‫الفنانة زهرة البوعناني رئيسة فرقة‬ ‫لال منانة بالعرائش للبحث في تراث‬ ‫الغنـــاء والحضـــرة العرائشية‪ ،‬وفرقة‬ ‫أريج النسوية برئاسة صفـــاء طيبـــون‬ ‫للموسيقى األندلسية‪ ،‬والفنانة الصاعدة‬ ‫التطوانية أفنان بنرسي‪ ،‬حيــث تم أداء‬ ‫العديد من األناشيـــد الوطنيــة واألغاني‬ ‫العصرية والتراتيل الصوفية‪.‬‬ ‫كما تضمن االحتفال معرضا للمنتجات‬ ‫والتحف الفنية المجالية‪ ،‬وإبداعات الفنانة‬ ‫األصيلية كريمة جو عادي‪.‬‬ ‫وقد ابتــدأ الحفــل بآي من الذكر‬ ‫الحكيم‪ ،‬من تالوة اآلنسة بشرى أعويش‬ ‫من طنجة‪ ،‬التي حصلت على الرتبة األول‬ ‫في مسابقة تجويد القرآن‪ ،‬أعقبها درس‬ ‫في أفضال األم لألستاذة سمية فخري‪ ،‬ثم‬ ‫كلمة رئيسة الجمعية‪،‬السيدة منال بنطاهر‬ ‫التي ذكرت بأنشطة الجمعية في الفترة‬ ‫السابقة والتي كانت ناجحة بكل المقاييس‪،‬‬ ‫كما تحدثت عن موضوع األم الذي اختير‬ ‫شعارا لـ «شعبانة الثانية» التي تحتفل بها‬ ‫الجمعية‪ ،‬ترسيخا لتقليد أصيل في مجتمعنا‬ ‫المحافظ واستعدادا روحيا لشهر رمضان‬ ‫المعظم أعاننا اهلل سبحانه وتعالى على‬ ‫صيامه وقيامه وأدائه على الوجه األكمل‪.‬‬ ‫كما أشــادت السيدة منــال بنطاهـر‬ ‫باالستقبال المشجــع التي حظيــت بهــا‬ ‫جمعية «نساء الشمــال» داخل النسيــج‬ ‫الجمعوي بالجهـة‪ ،‬واإلقبــال الكبير‬ ‫على مختلف أنشطتها التي تهدف إلى‬ ‫خدمة المرأة المغربية والشمالية بوجه‬ ‫خاص وأعلنت أن الجمعية بصدد دراسة‬ ‫مشاريع ومبادرات جديدة تندرج في إطار‬ ‫برنامج عملها من أجل توعية المرأة‬ ‫الشمالية بحقوقها الوطنية والسياسية‬ ‫واالقتصادية واالجتماعيـة‪ ،‬وحرصهــــا‬ ‫على تحقــيــق ظـــروف اجتمــــاعيــة‬

‫أفضــل لنمـــوهــا وازدهارهــا وتطورها‬ ‫ورقيها‪.‬‬ ‫وتقدمت بالشكــر الجزيــل إلى كل‬ ‫من ساهم في إنجاح عمل هذه الجمعية‬ ‫من مؤسســات ومنظمــات وشخصيات‬ ‫ودعم جهودهـــا من أجل تمكينهــا من‬ ‫تحقيق األهداف التي رسمت لفائدة المرأة‬ ‫الشمالية‪.‬‬ ‫وقد تميز هذا اللقاء بحفــل تكريـم‬ ‫لكاتبة شمالية‪ ،‬السيدة سميــة أمغار‪،‬‬ ‫التي أنشأت ركنا ثابتا في «جريدة طنجة»‬ ‫وجريدة «الشمــال» وهو «فضاء األنثى»‬ ‫الذي قالت إنها أرادت أن تخلق عبره‬ ‫حوارا مع االنثى ال يقف عند «الطابوهات»‬ ‫وال «المحذورات»‪ ،‬بل يواجه قضية المرأة‬ ‫بشجاعة وجرأة وإقدام‪.‬‬ ‫ونوهــت رئيسـة الجمعيــة السيدة‬ ‫منال بنطاهر‪ ،‬بمساندة السيدة سمية أمغار‬ ‫ودعمها لـجمعية «نساء الشمال» وتطوعها‬ ‫الدائم لتحقيق ونجاح كل أنشطــة هذه‬ ‫الجمعية الفتية منذ تأسيسها‪.‬‬ ‫إثر ذلك ألقـت السيدة سميـة أمغار‬ ‫كلمة مقتضبــة شكــرت فيهـا رئيســة‬ ‫الجمعية عن التكريم الذي حظيت به من‬ ‫«نساء الشمال» والذي اعتبرته تكريما‬ ‫للمرأة المغربية والشمالية بوجه خاص‬ ‫ولجريدتي «طنجة» و «الشمال» اللتين‬ ‫فسحتا المجال لركن «فضــاء األنثـى»‬

‫األسبوعـي وأيضا لكافة أعضاء جمعية‬ ‫«نســاء الشمــال» الالئي اخترن العمل‬ ‫بعزيمــة وإلحــاح وإصرار لما ينصفهـــا‬ ‫ويمكنها من الحصول على كافة حقوقها‬ ‫االنسانية والسياسية واالقتصادية في‬ ‫ظــــل العــدل واإلنصـــاف والمســاواة‬ ‫الكاملة‪.‬‬ ‫بعد ذلك قدمـت رئيســة الجمعيــة‬ ‫للسيدة سمية أمغار «بورطري» أنجزته‬ ‫لها الفنانة التشكيليــة وأستــاذة التربية‬ ‫التشكيلية حنان الريحاني‪ ،‬كمــا تسلمت‬ ‫السيدة سمية أمغار باقة جميلة من الورود‬ ‫من «ورود العمراني» ـ فنون الورد» وهدايا‬ ‫أخرى تقديرا لدعمها للعمل جمعية «نساء‬ ‫الشمال»‪.‬‬ ‫وتـم بالمناسبــة أيضا وفي نفــس‬ ‫الظروف‪ ،‬تكريم فنانة تشكيلية بموهبة‬ ‫خارقة‪ ،‬رغـم إعاقتهـا الجسديــة‪ ،‬كريمــة‬ ‫جعاد‪ ،‬وهي من مدينة أصيلة‪ ،‬ساهمت‬ ‫بعرض بعض لوحاتها الجميلة خالل هذا‬ ‫الحفل‪.‬‬ ‫وهكذا أسدل الستار عن «شعبانة»‬ ‫أخرى احتفلت بها جمعية «نساء الشمال»‬ ‫بما يليق بها من تعظيم وإجالل وإكرام‪،‬‬ ‫وأضفت عليها جوا من المهابة واألبهة‬ ‫والتجلة واألناقة والجمال‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫الثالثاء ‪ 30‬مـاي �إلى ‪ 05‬يونيو ‪2017‬‬

‫العدد ‪891‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫أشرقت األنوار‪ ،‬بمقدم شهر رمضان «الذي أنزل فيه القرآن‪ ،‬هدى للناس‪ ،‬وبينات من الهدى‬ ‫والفرقان»‪ ،‬ولهذا الشهر في ذاكرتي ذكريات وذكريات‪ ،‬أردت أن أنبشها بهذه المناسبة‪.‬‬ ‫من هذه الذكريات‪ ،‬حرصي على مراقبة الهالل‪ ،‬مع أبناء عمي‪ ،‬ومع النساء اللواتي كن‬ ‫يصعدن إلى سطح منزلنا بحي المطامير‪ ،‬لالحتفاء بقدوم هذا الشهر المبارك‪ ،‬واالحتفال برؤية‬ ‫الهالل لحظة مولده‪.‬‬ ‫فإذا ظهر‪ ،‬انطلقت الزغاريد من أسطح المنازل‪ ،‬وسُمعت طلقات المدافع‪ ،‬معلنة عن ثبوت‬ ‫الرؤية‪.‬‬ ‫ومنها استمتاعي بهذه النفحات الطيبة التي كانت تنبعث من أعطاف هذا الشهر الكربم‪،‬‬ ‫عشية حلوله‪ ،‬وهي تتمازج مع الروائح الزكية‪ ،‬التــي تحــــفل بــها «الشبـــاكية» و«بقالوة»‬ ‫و«السفوف» فتستريح لها النفوس‪.‬‬ ‫ومنها خوفي ووجلي من الدقاق –أو المسحراتي‪ .-‬فقد كنت وأقراني نتصور هذا المخلوق‬ ‫الذي يطرق األبواب بعنف‪ ،‬إليقاظ أهلها في وقت السحور‪ ،‬عمالقا ال ينتمي إلى عالم الناس‪ .‬وكنا‬ ‫نتطلع إلى رؤيته‪ ،‬فال يتيسر لنا ذلك‪.‬‬ ‫ومن هذه الذكريات‪ ،‬حرصي على مرافقة والدي –طيب اهلل ثراه‪ -‬إلى المساجد‪ ،‬لصالة‬ ‫التراويح عشاء‪ ،‬وسماع دروس الوعظ‪ ،‬واإلرشاد فجرا‪ ،‬وقراءة الحزب عصرا‪.‬‬ ‫كانت الحياة تجري رخاء‪ ،‬وكانت الحمية الدينية تستيقظ في نفوسنا طيلة هذا الشهر قوية‬ ‫دافقة‪ ،‬وكانت شعائر رمضان تُمارس بصدر رحب‪ ،‬ونية صادقة‪ ،‬وإيمان راسخ‪.‬‬ ‫أما اليوم‪ ،‬فقد أتى التلفاز على كل شيء‪ ،‬فأفسد علينا صالتنا وصيامنا وقيامنا‪ ،‬ومأل أسماعنا‬ ‫وأبصارنا وأفئدتنا‪.‬‬ ‫إنني أتأسف غاية األسف لحالنا‪ ،‬فبعضنا ترك بيوت اهلل‪ ،‬وبعضنا يتردد عليها بين الحين‬ ‫والحين‪ ،‬وبعضنا يدخلها على عجل‪ ،‬ويغادرها عل عجل‪ ،‬حتى ال يفوته هذا المسلسل أو ذاك‪ ،‬أو‬ ‫هذا البرنامج أو ذاك‪.‬‬ ‫وقنواتنا –سامحها اهلل‪ -‬تتبارى فيما بينها في هذا الشهر المبارك‪ ،‬لجلب أكبر قدر ممكن من‬ ‫المشاهدين والمشاهدات‪ ،‬وصرفهم عن ذكر اهلل وعن الصالة‪.‬‬ ‫المقاييس تبدلت‪ ،‬والموازين تغيرت‪ .‬فرمضان زمان‪ ،‬كان يقاس بمجوديه ومشفعيه‪،‬‬ ‫ووعاظه ومرشديه‪ ،‬وبمقدار ما اغتنم الصائمون من بركات الصيام‪ ،‬والتهجد والقيام‪.‬‬ ‫أما رمضاننا فأصبح يقاس بالمسلسالت‪ ،‬واألفالم والمنوعات‪ ،‬ومقدار ما شاهده الصائمون‬ ‫منها‪ ،‬وما جنوه من متعة وتسلية أثناء المتابعة والمشاهدة‪.‬‬ ‫وهلل األمر من قبل ومن بعد‪.‬‬

‫بدل رفو‪ :‬الشاعر الرحالة صديق شفشاون‬ ‫في لقاء شعري نظمه منتدى الحوار للفنون‬ ‫والثقافات بشفشاون‬

‫)‪(2/2‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫•‬

‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫أنفق سيدي حمزة القادري بودشيش قدس اهلل‬ ‫سره ـ بعد تلقيه إذنا مخصوصا‪ ..‬مشهودا‪..‬‬ ‫موثقا‪ ..‬لتوجيه القلوب وترقيتها في سلم‬ ‫التعلق باأللوهية ـ مهجته فصار اإلذن فيوضا‬ ‫وأنوارا جذبت خلقا من كل فج عميق ‪..‬‬ ‫وأحيى الطريقة القادرية البودشيشية بالذكر‬ ‫وانتداب السنة وموافقة العصر‪..‬‬ ‫وغــرس شجــرة الذكــر‪ ..‬وجددهــا‪ ..‬ورعاهـــا‪..‬‬ ‫وصانها‪..‬‬ ‫وأشهد اإلذن في تلقين الذكر لموالي جمال‬ ‫الدين القادري بودشيش رضي اهلل عنه ومن‬ ‫بعده لموالي منير رضي اهلل عنه‪.‬‬ ‫وأكد أن اإلذن المذكور صحيح في تلقين األذكار‬ ‫العامة والخاصة والتربية‪.‬‬ ‫وأوصى عموم المريدين والمريدات ب ‪:‬‬ ‫ـ تجديد العهد لوارث السر المحمدي موالي‬ ‫جمال الدين القادري بودشيش رضي اهلل عنه‪.‬‬ ‫ـ تعظيم الرابطة معه بعبارة التوحيد ‪ :‬ال إله‬ ‫إال اهلل‪.‬‬ ‫• وبين أن هذا اإلذن ‪:‬‬

‫‬‫بدل رفو المترجم والشاعر‬ ‫والصحفــي الكردي المقيـــم‬ ‫بالنمسا منــذ بدايــة تسعينات‬ ‫القرن الماضي‪ ،‬بعيدا عن بالده‬ ‫كردستان‪/‬العراق‪ ،‬التي عاش‬ ‫فيها براءة الطفولة‪ ،‬وعنفوان‬ ‫الشباب وأحالمه‪ ،‬وأيام الدراسة‬ ‫وليالي التحصيل‪ ،‬وزمن نحت‬ ‫األفق الرحب‪ ،...‬إنسان مبـــدع‬ ‫هدَّه وجع الحنين ولفه غبش‬ ‫الغربة‪ ،..‬وجــــد في ترحـالـــه‪،‬‬ ‫المتأصل في عروقه‪ ،‬حول العالم‬ ‫عندمــا حــل بشفشاون بلسما‬ ‫لجراح الحنيـن ووجـــع الذكرى‬ ‫(‪..‬شفشاون سفر وترحـــال من‬ ‫دون وجع وانتظار‪ ،‬شفشاون‪.)...‬‬ ‫شفشاون المدينة األندلسية‬ ‫المشتهاة (‪...‬شفشاون شيــدت‬ ‫لألندلس خيمة‪ ،‬ولغرناطة مأوى‬ ‫ودمعة‪ )...‬احتضنــــت‪ ،‬بجبالهــا‬ ‫الصامــدة ومائهـــا الرقـــراق‬ ‫وخضرتها المرتعشة ودروبها‬ ‫البيضــاء النيليـــة‪ ...‬وبسطائهــا‬ ‫وفنانيهــا وشعرائهـــا‪ ،...‬كثدي‬ ‫مريم بدل رفــو فسـرى عسل‬ ‫حليبها في روحه ليتحول إلى عشق متبادل ووله مطهر(‪...‬شفشاون‬ ‫يابالدا أسري في دمها وتسري في دمي‪.)...‬‬ ‫بدل رفو رحالة من القرن الواحد والعشرين‪ ،‬يسافر ليس بحثا‬ ‫عن المال والثروة والمغانم‪ ...‬كما القراصنة القدامى والجدد‪،‬‬ ‫إنه يحمل سكنه على كتفيه وعيشه في جيبه‪ ،‬وعصاه السحري‪...‬‬ ‫مسكونا في وعيه وإبداعه‪ ،‬حديثه وصمته‪ ،‬قيامه وقعوده‪ ،‬وحله‬ ‫وترحاله‪...‬بقضية‪ ،‬يرنو بزهد وتواضع وحرقة إلى حياة محبة وسحر‬ ‫جمال وأرض سالم (‪...‬المكان للندم في بالد العشق والسالم (‪)...‬‬ ‫شفشاون قمم سالم‪ ،‬وبالد الشعراء‪ ،‬وجنون الجمال‪ ،‬شفشاون‪.)...‬‬ ‫شفشاون مدينة جاذبيتها سر ال ينفذ‪ ،‬رغم التقلبات المقلقة‬ ‫والتشوهات المنفرة والمنذرة‪ ،‬هام بها في صمت الكثيرون‪ ،‬فبقيت‬ ‫نجمة مضيئة في أعينهم في خضم ظلمات التلوث والضجيج‪ ،‬وحروب‬ ‫االستهالك والقبائل‪ ،‬لذلك فبدل رفو يعتبر حب المدن أعصف‪-‬‬

‫وقفة‬ ‫مع وصية‪..‬‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫ومن الحب ماقتـل ‪ -‬من حب‬ ‫النساء‪ ،‬حيث اليمكن لمدينة‬ ‫أن تعوض له حب أخرى‪ ،‬وحبه‬ ‫لشفشاون ال يأبه بالعسس‬ ‫والعذال بل‪ ،‬بالعكـــس‪ ،‬فهـو‬ ‫هيام صادح يعلنــه للعالم من‬ ‫خالل كتاباتـــه شعــرا ونثرا‪،‬‬ ‫ومن خـــالل الصورة كلغـــة‬ ‫نافذة للعصر‪ ،‬وبذلك استحق‬ ‫أن يكون أحد سفراء شفشاون‬ ‫األثيرين من بين أصدقائهــا‬ ‫ومحبيها األوفياء‪ ،‬يقول الشاعر‬ ‫في إحدى قصائده ‪:‬‬ ‫(شفشاون‪ ..‬مدينة قدرها‬ ‫أن تحــيـــا فـــي قـــلـب‬ ‫شاعـــر كوردي رحال‪ ‬‬ ‫قال عنها ‪ ..‬مالم يكتب‬ ‫ويقـــل عن مدينـــة في‬ ‫الترحال‪)!!..‬‬ ‫المدينة بادلته وفاء بوفاء‪،‬‬ ‫وصدقا بصدق‪ ،‬وحب بحب‪،‬‬ ‫حيث نظم له نخبة من أبنائها‬ ‫وهم ‪ :‬الفنان محمد حقـــون‪،‬‬ ‫الشاعــر عبد الكريم الطبـــال‪،‬‬ ‫الشاعر والصحفي عبدالجواد الخنيفي‪ ،‬والفنان عبدالمجيد أزراف‪،‬‬ ‫والفنان حكيم عزوز‪...‬؛ أمسية شعرية مفتوحة في إطار منتدى الحوار‬ ‫للفنون والثقافات بشفشاون وبتنسيق مع المركز الثقافي بالهوتة‬ ‫الذي احتضن هذه األمسية في يوم الجمعة الذي صادف متم شهر‬ ‫شعبان‪ ،‬في هذه األمسية التقى الشاعر بأصدقائه الكثر من مختلف‬ ‫الشرائح االجتماعية ملقيا عليهم بلكنته العراقية الكردية الحلوة‪،‬‬ ‫قصائده السهلة الممتنعة‪ ،‬والتي تمتح نسغها من تجربة حياة غنية‪،‬‬ ‫وأفقها من رؤية شعرية ملتزمة بقضايا الوطن واإلنسان‪.‬‬ ‫هذا؛ وقد أدار األمسية رئيس المنتدى عبدالجواد الخنيفي‪،‬‬ ‫وقدم للشاعر بدل رفو صنوه الشاعر الكبير عبدالكريم الطبال‪،‬‬ ‫كما عرضت أشرطة فيديو عن التجربة السندبادية لبدل رفو‪ ،‬وعن‬ ‫احتفائه بشفشاون المكان واإلنسان‪ ،‬التاريخ واألفق‪ ،‬الرمز واللغة‬ ‫واإلشارة‪..‬‬

‫ـ تصان به رسوم الشريعة ‪..‬‬ ‫ـ تتبع به السنة المحمدية ‪..‬‬ ‫ـ يتحقق به القرب لمن كان صادق النية ‪..‬‬ ‫• وأنار حقيقة المأذون األرشد سيدي جمال ‪:‬‬ ‫ـ ناشئا على الطهارة‪..‬‬ ‫ـ مهيأ ألحوال الذكر‪..‬‬ ‫ـ متحققا بميالد روحاني بعد ميالد طيني‪..‬‬ ‫• وأوصى ب ‪:‬‬ ‫ـ اإلخالص في اإليفاء بالواجب‪..‬‬ ‫ـ حسن الظن بالجميع‪..‬‬ ‫ـ إدامة الدعاء لوالة المسلمين‪..‬‬ ‫ـ الرفق باألتباع‪..‬‬ ‫ـ اإلصغاء إلى العلماء العاملين‪..‬‬ ‫ـ إسداء المعروف للفقراء‪..‬‬ ‫ـ اإلحسان لآلل المقربين‪..‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪ 30‬مـاي �إلى ‪ 05‬يونيو ‪2017‬‬

‫العدد ‪891‬‬

‫المادة ‪ 8‬مكرّر ‪:‬‬

‫• إنتهاك للدستور وإساءة إلى القضاء ومس بمبدأ فصل السلطـات‬ ‫وبحقوق المواطن‬ ‫• كيف لمسؤول أن يعرقل حصول المواطن على حقوقه وقد صدر‬ ‫بشأنها حكم قضائي؟‬ ‫يصعب على ذي عقل سليم‪ ،‬أن يصدق ما حصل‪،‬‬ ‫األسبوع الماضي‪ ،‬تحت قبة البرلمان‪ ،‬وقبل ذلك في‬ ‫بيت رهط األغلبية التي يبدو أنها تجهل كل شيء‬ ‫عن حقيقة هذا البلد وفطنة وذكاء شعبه‪ ،‬وقوه نخبه‬ ‫السياسية والثقافية والعلمية وحيوية شبابه وانتشار‬ ‫منظماته األهلية‪ ،‬حين امتدت يدها إلى الدستور‬ ‫تعبث بفصلين أساسين بالنسبة لضمان حقوق‬ ‫المواطن‪ :‬الفصل ‪ 35‬الذي يضمن حق الملكية‬ ‫المحمي من الدستور والفصل ‪ 126‬الذي يلزم الدولة‪،‬‬ ‫عبر مؤسساتها العمومية بتنفيذ األحكام القضائية‬ ‫الصادرة باسم جاللة الملك‪.‬‬ ‫خمسة أحزاب بألوان قوس قزح‪ ،‬اصطفت حول‬ ‫البيجيدي في حكومة «اإلهانة» كما تصفها ألوية‬ ‫العدالة والتنمية التي ظلت وفية لألمين العام‪ ،‬وذلك‬ ‫من أجل زرع «لغم» في مشروع القانون المالي الذي‬ ‫ال فضل للعثماني و»من معه» في إنشائه وصياغته‪،‬‬ ‫والذي جاء بعد أن «تبخر» نصف المدة المعنية بهذا‬ ‫المشروع األمر الذي يفرض على البلد أن يصرف‬ ‫النصف المتبقى في استدراك ما ضاع وإنقاذ ما يمكن‬ ‫إنقاذه ‪ ،‬في الظروف الوطنية والدولية التي ال تسمح‬ ‫بأي هفوة أو زلة‪! ‬‬

‫ما الذي حصل إذا ؟‬

‫جماعات محلية يقود البيجيدي معظمها‪ ،‬ومنها جماعة طنجة الحضرية‪ ،‬ووجهت بالحجز على‬ ‫أموالها تنفيذا ألحكام قضائية نهائية‪ ،‬صدرت في حقها ‪ ،‬وأصبحت قابلة للتنفيذ‪ .‬تتعلق تلك‬ ‫األحكام‪ ،‬في معظمها‪ ،‬بدعاوى قضائية سجلها مواطنون وقع «السطو» على ممتلكاتهم باسم‬ ‫نزع الملكية‪ ،‬دون االلتزام بالمساطر القانونية فيما يخص التعويض‪ .‬هذه الجماعات لقيت لدى‬ ‫«الحزب» الحاكم‪ ،‬ما يكفي من التفهم‪ ،‬ليتقرر العمل من أجل توقيف‪ ،‬بل « التحايل» على‬ ‫تنفيذ أحكام القضاء‪.‬‬ ‫الحزب الذي «يتحرك» في إطار مرجعيته‬ ‫«اإلسالمية» واإلسالم ينهى عن بخس‬ ‫ال ْح َ�س ُان»‬ ‫ان ِ�إ اَّل ْ ِإ‬ ‫الحقوق‪« :‬هَ ْل َجزَاء ْ ِإ‬ ‫ال ْح َ�س ِ‬ ‫(سورة الرحمن‪ ،)60:‬ويحض على الوفاء‬ ‫ين �آ َمنُو ْا �أَ ْو ُفو ْا ِبا ْل ُع ُقود»‬ ‫بالعقود‪َ « :‬يا �أَ ُّيهَ ا َّالذِ َ‬ ‫(سورة المائدة) ‪ ،‬تقدم بمشروع قرار يحدث‬ ‫بمقتضاه فصال جديدا في قانون المالية‪،‬‬ ‫جعله «مكررا» ألنه «تفاجأ» بكون»المقعد‬ ‫رقم ‪ 8‬كان «مشغوال» فقرر أن «يكرر»‬ ‫دون االنتباه إلى أن ما تفتقت عنه عبقرية‬ ‫«حكمائه» يتعارض مع أحكام الدستور وهو‬ ‫أسمى تعبير عن إرادة األمة‪ ،‬ويشكل مسا‬ ‫صريحا بحقوق المواطن ‪.‬‬ ‫ما يهمنا من هذا الرقم المكرر‪ ،‬هو أن‬ ‫اآلمر بالصرف في حال وجود أحكام تنفيذية‬ ‫ضد الدولة أو الجماعات المحلية‪ ،‬يمكنه‬ ‫أن «يبرمج» على سنوات‪ ،‬تنفيذ األحكام‬ ‫القضائية‪ ،‬حسب االعتمادات «المفتوحة» ‪.‬‬ ‫وحتى تتضح األمور بشكل بين في أذهان‬ ‫المواطنين‪ ،‬فإنه‪ ،‬وفق قرار األغلبية العثمانية‬ ‫العتيدة‪« ،‬ال يمكن بأي حال من األحوال أن‬ ‫تخضع أموال وممتلكات الدولة أو الجماعات المحلية للحجز لهذه الغاية‪ ،‬أي غاية تسديد ما‬ ‫بذمة الدولة والجماعات المحلية من ديون لفائدة المواطنين والمقاوالت المتعاملة معها‪ .‬وكأن‬ ‫الدولة وهي شخص معنوي وكذا الشأن بالجماعات المحلية ال تشملها أحكام القضاء التي تصدر‬ ‫باسم جاللة الملك ويتم تنفيذها باسم جاللة الملك‪.‬‬ ‫المتأمل لنص هذه المادة يالحظ أنها تشكل مسا خطيرا بمبدأ فصل السلطات‪ ،‬وتخالف في‬ ‫ذلك مقتضيات الدستور وال تتعامل إيجابا مع توجيهات جاللة الملك فيما يخص حماية المواطن‬ ‫من «شطط الدولة» والجماعات المحلية ‪ ،‬و تغفل أن دولة الحق والقانون ال تستوعب إال عبر‬ ‫أحكام قضائية تنفذ في وجه الجميع‪.‬‬

‫ولعل من أوحى لحكماء األغلبية الحكومية وخبرائها‬ ‫في الشؤون المالية والدستورية‪ ،‬لم يفكر في اآلثار‬ ‫القانونية والسياسية المترتبة عن تفعيل المادة ‪8‬‬ ‫مكرر من القانون المالي وفي انعكاساتها على حقوق‬ ‫المواطن األساسية وعلى حقوق المتعاملين مع الدولة‬ ‫والجماعات المحلية‪ ،‬مغاربة وأجانب‪ ،‬وعلى االستثمار‬ ‫بشكل خاص‪ ،‬الذي بدأ ينمو بشكل ملموس‪ ،‬في بعض‬ ‫جهات المغرب بفضل ما شاع عن المغرب من توفيره‬ ‫المتيازات و «ضمانات» واسعة بالنسبة للمستثمرين‬ ‫وطنيين وأجانب‪...! ‬‬ ‫ولعل من أوحى بهذا «الحل» لمنع قيام الحجز‬ ‫على أموال الدولة والجماعات المحلية‪ ،‬لم يستحضر‬ ‫خطاب جاللة الملك عند افتتاح أشغال الدورة األولى‬ ‫من السنة التشريعية األولى من الوالية التشريعية‬ ‫العاشرة‪ ،‬يوم ‪ 14‬أكتوبر ‪ 2016‬حيث أشار جاللة‬ ‫الملك إلى الصعوبات التي تواجه المواطن في عالقته‬ ‫مع اإلدارة‪ ،‬حتى بدأ يرتبط ذلك في ذهنه بـ «مسار‬ ‫المحارب»‪.‬‬ ‫وتطرق جاللته إلى مشكل نزع الملكية‪ ،‬وهو صلب‬ ‫المادة ‪ 8‬المكررة‪ ،‬مبينا أن «المواطن يشتكي بكثرة‬ ‫من طول وتعقيد المساطر القضائية‪ ،‬ومن عدم تنفيذ‬ ‫األحكام‪ ،‬وخاصة في مواجهة اإلدارة‪ .‬فمن غير المفهوم أن تسلب اإلدارة المواطن حقوقه‪ ،‬وهي‬ ‫التي يجب أن تصونها وتدافع عنها‪ .‬وكيف لمسؤول أن يعرقل حصوله عليها وقد صدر بشأنها‬ ‫حكم قضائي نهائي؟ كما أنه من غير المعقول أال تقوم اإلدارة حتى بتسديد ما بذمتها من‬ ‫ديون للمقاوالت الصغرى والمتوسطة‪ ،‬بدل دعمها وتشجيعها‪ ،‬اعتبارا لدورها الهام في التنمية‬ ‫والتشغيل‪ ».‬يقول العاهل المغربي‪.‬‬ ‫وبينما كان األمل أن تسعى الحكومة إلى تسهيل آليات تنفيذ األحكام القضائية‪ ،‬طلعت علينا‬ ‫الحكومة بما أسمته «تعديال» والحال إنه إضافة إلى ما ال يضاف قانونا أرادت به أن تفرض على‬ ‫الشعب وعلى القضاء القرار المجحف الذي عرضته على البرلمان‪ ،‬والذي يقول بأن تنفيذ األحكام‬ ‫القضائية لن يكون مسموحا به إال في حدود االعتمادات المالية الموجودة‪.‬‬ ‫المؤلــم في الموضـــوع أن ما يتبـــادر‬ ‫إلى الذهن للوهلة األولى هو أن الحكومة‬ ‫«استعبطت» الشعب واستخفت بتنظيماته‬ ‫القانونية واالجتماعية واالقتصادية وبنخبه‬ ‫العالمة وبسياسييه الملتزمين وبمنظماته‬ ‫األهلية وبوسائل إعالمه النشيطة التي أصبحت‬ ‫«عابرة للقارات» ‪ ،‬حين عمدت إلى ما سمي بـ‬ ‫«التحايل» على القانون المالي الذي يخضع‬ ‫إعداده والتعديالت التي يمكن أن تطرأ عليه‪،‬‬ ‫وفق مقتضيات القانون التنظيمي ‪،13.130‬‬ ‫الذي ال يسمح بإحداث مسطرة خاصة بتنفيذ‬ ‫األحكام القضائية‪.‬‬ ‫وكان طبيعيا أن يحدث مشروع المادة ‪8‬‬ ‫مكرر جدال واسعا داخل البرلمان بمجلسيه وفي‬ ‫أوساط الرأي العام الوطني ‪ ،‬حيث بادر نادي‬ ‫القضاة إلى اعتبار أن ما تضمنته تلك المادة‬ ‫«يشكل مسا واضحا بمبدأ فصل السلطات‪،‬‬ ‫وآلية خطيرة إلفراغ األحكام القضائية الصادرة‬ ‫في مواجهة الدولة والجماعات المحلية من‬ ‫محتواها وإلزاميتها‪ ،‬خالفا ألحكام الدستور‬ ‫التي تنص على أن «األحكام النهائية الصادرة عن القضاء ملزمة للجميع»‪ .‬ودعا نادي القضاة‬ ‫اإلدارة إلى أن تكون قدوة في تنفيذ المقررات القضائية واحترام مقتضياتها‪.‬‬ ‫ومن أبرز ردود الفعل ضد مشروع األغلبية بخصوص المادة ‪ 8‬مكرر‪ ،‬الرسالة التي وجهها‬ ‫النقيب عبد الرحمن بن عمر والتنقيب عبد الرحيم الجامعي إلى رئيس جمعية هيآت المحامين‬ ‫بالمغرب‪ ،‬مطالبين بالتصدي لما وصفاه بــ «احتقار القضاء وعصيان أحكامه والتسفيه به‬ ‫وإهانته» وأن المادة المذكورة تشكل «دعوة صريحة لعصيان األحكام القضائية وعصيان‬ ‫الصيغة التنفيذية التي تأمر باسم جاللة الملك العمل على التنفيذ ولو بالقوة العمومية»‪.... ! ‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪891‬‬

‫الثالثاء ‪ 30‬مـاي �إلى ‪ 05‬يونيو ‪2017‬‬

‫‪5‬‬

‫غالء األسعار بطنجة والمغرب‪ ،،،‬ميزانية األسر المغربية‬ ‫ّ‬ ‫يتحكم فيها مزاج المضاربين والشناقة‪....‬‬

‫صرخة المستهلك الطنجي «إرحمونا يرحمكم اهلل»‬

‫وخلف أسعار السمك الملتهبة التي‬ ‫يكتوي بها المواطنون في األسواق‪،‬‬ ‫ثمّة أرباح كبيرة يجنيها مُلاّ كُ سفن‬ ‫الصيد في أعالـي البحـــار والوسطــاء‪،‬‬ ‫فداخل الموانئ يعمــد أصحاب السفـن‬ ‫والسماكــيــن إلى «تطيــاح الثمــن»‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ألن الثمن الذي يباع به السمك داخل‬ ‫الميناء على ضوئــه يدفع مالك السفينة‬ ‫الرسوم على ما باع من سمك‪ ،‬والشيء‬ ‫ذاته بالنسبة للسماك‪ ،‬وكلما كان الثمن‬ ‫منخفضا ك ّلما كانت الرسوم أقل‪ ،‬ليدخل‬ ‫الوسطاء على ّ‬ ‫الخط بعد خروج السمك‬ ‫من الميناء‪.‬‬

‫كـان المـغـرب قـد تبنـى منــذ‬ ‫سنــوات‪ ،‬قـــانـون حــريــة األسعـــار‬ ‫والمنافســة‪ ،‬حيــث أصبحت األسعـار‬ ‫تحدد وفـق قانون العرض والطلب‬ ‫بالنسبة للمنتجــات غيــر المحددة‬ ‫أسعارها‪ ،‬هذا ما يجعـــل المراقبـــة‬ ‫تنصـب في معظــم األحيـــان على‬ ‫إشهار األسعار والجودة‪.‬‬

‫وأضاف الداودي‪ ،‬خالل ترؤسه اجتماعا للجنة الوزاراتية المشتركة المكلفة بتتبع حالة تموين األسواق واألسعار‬ ‫وعمليـات المراقبــة من أجــل الوقوف على الحالة المرتقبة للتموين في األسواق من المواد األكثر استهالكا خالل‬ ‫شهر رمضان المبارك‪ ،‬أن مختلف التقارير التي استعرضها ممثلو القطاعات الوزارية تؤكد‪ ،‬وباألرقام‪ ،‬تغطية العرض‬ ‫للطلب بشكل مريح وخاصة فيما يتعلق بالمواد األكثر استهالكا في رمضان‪.‬‬ ‫وحسب الوزير فإن هذا اللقاء اإلستباقي مع مصالح مختلف الوزرات ستليه لقاءات أخرى سيتم عقدها للتحضير‬ ‫لشهر رمضان األبرك حتى يفوق العرض الطلب وأن السوق المغربية ستكون فيه جميع المواد التي يحتاجها‬ ‫المواطنون وبأثمنة مناسبة‪ ،‬مشيرا إلى أن اللجنة تقوم بالرصد اليومي لمستوى األسعار في المغرب‪.‬‬

‫• كل هذا جميل‪ ،‬لكن دعونا ننزل إلى األسواق سوية‪ ،‬لنرى ما هو عليه‬ ‫الحال‪.‬‬ ‫قبل أسبوع تقريبا من حلول الشهر الفضيل‪ ،‬تخوفت العديد من األسر الطنجية من اإلرتفاع المهول الذي‬ ‫يطال أسعار مختلف المواد اإلستهالكية التي يكثر عليها الطلب في هذه المناسبة‪ ،‬ما يشكل هاجسا يؤرق غالبية‬ ‫المواطنين خاصة من ذوي الدخل المحدود والمتوسط‪.‬‬ ‫ويزداد الوضع تعقيدا في ظل استغالل عدد ال يستهان به من الباعة لهذا الوضع‪ ،‬من أجل الرفع من األسعار‬ ‫الخاصة بالمنتجات الغذائية التي تعتمد عليها ربات البيوت في موائد اإلفطار‪.‬‬ ‫بدأت بالفعل منذ أسبوع أو أكثر أسعار الخضر والفواكه ترتفع بشكل تدريجي‪ ،‬حيث سجلت أثمنة الفواكه ارتفاعا‬ ‫تراوحت نسبته ما بين ‪ 10‬و‪ 30‬في المئة‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬ارتفاع سعر الموز المحلي من ‪ 9‬دراهم في األسواق‬ ‫بطنجة إلى ‪ 12‬درهما‪ ،‬بينما ارتفع سعر الموز المستورد من ‪ 15‬إلى ‪ 20‬درهما للكيلوغرام الواحد‪ ،‬وبلغ سعر فاكهة‬ ‫“األفوكادو” ‪ 40‬درهما بعد ما كان ال يتجاوز ‪ 25‬درهما للكيلوغرام‪ ،‬إضافة إلى الفواكه الجافة حيث انتقل ثمن اللوز‬ ‫من ‪ 50‬درهما إلى ‪ 100‬درهما للكيلوغرام في األسواق ‪.‬‬ ‫إن هذه الزيادات الكبيرة في األسعار شملت أيضا الطماطم التي بلغ ثمنها ‪ 7‬دراهم‪ ،‬ومجموعة من المنتجات‬ ‫األخرى التي ال غنى عنها في مائدة األوساط الشعبية المغربية‪ ،.‬الكل يشتكي ويقول أنه يجب على السلطات المحلية‬ ‫أن تعمل على مواصلة محاربة المحتكرين الذين ال يهمهم سوى تحقيق مزيد من الربح السريع‪ ،‬إلى جانب العمل‬ ‫على إنشاء أسواق جهوية لبيع الخضر والفواكه بالجملة من أجل خلق فضاءات جديدة لتسويق هذه المنتجات بعيدا‬ ‫عن أعين المضاربين الذين أثقل جشعهم الطاقة الشرائية للمواطن المغربي‪.‬‬ ‫إلى سوق األسماك هذه المرة‪ ،‬شدّت جريدتنا الرحال‪ ،‬فعاينا إقباال كبيرا للزبائن على األسماك‪ ،‬وكما هو معروف‬ ‫عند الطنجيين‪ ،‬ارتفاع طلبهم على األسماك على طول السنة وبشكل أكبر في رمضان‪.‬‬

‫• ما سبب ارتفاع أسعار األسماك في السوق الطنجي‪ ،‬مع أننا نتوفر على‬ ‫بحرين وينادون طنجة بمدينة البحرين؟‬

‫سبب ذلك هو غياب الشفافية في عملية بيع األسماك داخل الموانئ قبل خروجها إلى السوق‪ ،‬إضافة إلى مرورها‬ ‫على أيدي الوسطاء قبل الزبون‪ ،‬والنتيجة أن الرابح األكبر هم الوسطاء‪ ،‬والمتضرّر هو المستهلك‪ ،‬إضافة إلى البحّارة‬ ‫العاملين على متن سفن الصيّد‪.‬‬

‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬ ‫البحارة يقولون ّ‬ ‫«أن السمك يباع‬ ‫بثمن هزيل‪ ،‬ولكن بالنسبة للمستهلك‬ ‫غال»‪ ،‬ثمن‬ ‫يرون أنه يباع بثمــن ٍ‬ ‫الكيلوغرام من سمك القمرون قد يباع‬ ‫في السوق بـ‪ 130‬درهما‪ ،‬بينما ثمنه‬ ‫داخــل الميناء ال يتعــدّى ‪ 30‬درهما‬ ‫للكيلوغرام‪ ،‬وهو ما يعني ّ‬ ‫أن الثمن‬ ‫يتضاعف مرّات ومرات‪ ،‬حتى في المدن‬ ‫الساحلية‪ ،‬التي ال تفصل بين موانئهــا‬ ‫واألسـواق سوى كيلومترات معدودة‪.‬‬

‫توالت رسائل تهدف إلى بعـــث‬ ‫الطمأنينــة في قلوب المغاربة‪ ،‬وهي‬ ‫التي ّ‬ ‫تبثهـــا الحكومة المغربية كل‬ ‫سنة مع اقتراب الشهر الفضيل‪،‬‬ ‫هذا الشهر الذي وضع من األساس‬ ‫للتقليل من األكل واإلحساس بجوع‬ ‫الفقراء‪ ،‬لكن الفقــراء اليوم‪ ،‬والذين‬ ‫أصبحوا يمثلون ‪ 99‬بالمائة ربما‬ ‫من ساكنة المغرب‪ ،‬حيث يضمون‬ ‫معدومي ومحدودي الدخل‪ ،‬وبالتالي‬ ‫فالطبقة المتوسطة أصبحت في خبر‬ ‫كان‪ ،‬هؤالء الفقراء اليوم يعانون‬ ‫األمرين بسبب الجشع الذي يسم‬ ‫التعامل التجاري ببلدنا‪.‬‬

‫و أكـد لحســن الداودي‪ ،‬الوزيــر‬ ‫المنتدب المكلف بالشؤون العامة والحكامة‪ ،‬قبـــل أسبوعيــن‪ ،‬أن الحكومة اتخذت جميع التدابير الضرورية‬ ‫واإلجراءات اإلستباقية لضمان التموين العادي لألسواق بجميع المواد األساسية خالل شهر رمضان المبارك‪.‬‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬

‫هذه الوضعية تجعل المواطنَ المغربي ال يصله من خيرات السواحل البحريّة التي تصل إلى ‪ 3500‬كيلومتر‬ ‫سوى األسماك الرخيصة‪ ،‬مثل السردين‪ ،‬والذي يعجز المواطنون عن اقتنائه‪ ،‬هو أيضا‪ ،‬في أحيان‪ ،‬حين يرتفع سعر‬ ‫الكيلوغرام الواحد منه إلى ‪ 40‬درهما؛ وعن المسؤول عن هذه الوضعية فالمسؤول األول هو وزارة الفالحة والصيد‬ ‫البحري‪ ،‬ومكتب الصيد»‪.‬‬ ‫أحد البائعين‪ ،‬عزا اإلرتفاع الكبير لألسعار إلى من سمّاهم باللهجة المغربية ب «الشناقة» أي المضاربين في‬ ‫سوق السمك‪ ،‬في حين قال آخر إن السبب يعود إلى الحرارة المرتفعة التي أثرت ‪-‬حسب قوله‪ -‬على تكلفة عملية نقل‬ ‫األسماك خصوصا من المناطق الجنوبية للبالد‪ ،‬فيما أرجع تاجر للسمك بالجملة سبب الغالء إلى انخفاض المنتج‬ ‫السمكي المتعلق بالتفريغ الشهري لألسماك مما انعكس سلبا على العرض ‪.‬‬ ‫تصريحات الباعة لم يستسغها العمالء‪ ،‬حيت قال لنا أحدهم كيف لبلد معروف بثروته السمكية وتصديرها‬ ‫للخارج أن يشتكي من قلة األسماك»‪.‬‬ ‫مسلسل ارتفاع األسعار الذي يتكرر في رمضان كل سنة‪ ،‬ويثقل كاهل األسر المغربية المحدودة الدخل‪ ،‬سببه‬ ‫تحرير األسعار والمنافسة‪ ،‬لكن هذا ال يعطي الحق للمضاربين والوسطاء الستغالل الفرص من أجل تحقيق هوامش‬ ‫ربح فاحشة على حساب المواطن‪ ،‬وفي هذا اإلطار يمكن القول إن السلطات العمومية وأجهزة المراقبة تتحمل الجزء‬ ‫األكبر من المسؤولية في ما يتعلق باإلختالالت التي يعرفها تموين األسواق بالمواد والمنتجات الغذائية‪ ،‬وما ينتج‬ ‫عن ذلك من زيادات غير طبيعية في األسعار‪.‬‬

‫• استغالل‬

‫من جهته‪ ،‬أكد محمد وهو مستهلك‪ ،‬أنه يالحظ ارتفاعاً في األسعار بأكثر من ‪ 40‬بالمئة في بعض األحيان عند‬ ‫قرب وأثناء حلول شهر رمضان المبارك‪ ،‬مضيفاً أن بعض التجار ينتظرون الشهر الفضيل لزيادة أرباحهم من وراء‬ ‫زيادة أسعار المواد اإلستهالكية الى الضعف أحياناً‪.‬‬ ‫بدورها قالت إيمان‪ ،‬ربة منزل‪ ،‬أن أسعار الخضراوات كالطماطم والبصل والجزر تشهد ارتفاعا‪ ،‬كما تشهد‬ ‫األسواق زيادة في أسعار بعض السلع األخرى كالزيوت واللحوم والفواكه الجافة‪ ،‬فكيف للمواطن البسيط أن‬ ‫يعيش‪..‬؟؟ كيف له أن يوفر حاجياته الضرورية؟؟‬ ‫المواقع اإللكترونية والصحافة الورقية منذ أكثر من أسبوعين وناقوس الخطر يُدَقّ عبر مقاالتهم وتحقيقاتهم‪،‬‬ ‫واألمر الواقع هو واقع بالفعل‪ ،‬هنالك من يحمل المواطنين مسؤولية تشجيع التجار على رفع األسعار‪ ،‬وذلك بقبولهم‬ ‫بتلك األثمنة التي تُفرَض عليهم في األسواق‪ .‬حيث المستهلك لألسف الشديد يساهم بشكل كبير في ارتفاع المواد‬ ‫الغذائية بسبب إقباله الزائد عن حده على بعض المواد كأنها ستنفد من السوق‪ ،‬لكن هذا ال يعفي السلطات أيضا‬ ‫من المسؤولية‪ ،‬في عدم اتخاذها اإلجراءات الصارمة قبيل هذا الشهر لمراقبة األسعار‪.‬‬ ‫المواطن المغربي اليوم‪ ،‬مع هذا الكم الهائل من المناسبات الدينية والوطنية والمدنية‪ ،‬لم يعد يقوى على‬ ‫العيش بتوازن‪ ،‬وال حتى على العيش‪ ،‬وأبسط حقوقه الضرورية ال يحصل عليها وال ينالها‪ ،‬ال تعليم وال صحة وال شغل‬ ‫وقريبا جدا وال لقمة عيش‪ ،‬وحتى إن تحصّل عليها ستكون مغموسة بالذل واإلهانة‪.‬‬ ‫المواطن المغربي اليوم هو بحاجة إلى ضمان حقوقه‪ ،‬ومن بينها‪ ،‬أن ال يكون ضحية مضاربين ووسطاء‬ ‫متلهفين للمزيد من لحم الحرام في بطونهم‪ ،‬إتقوا اهلل فينا ‪ .‬ورمضان كريم‪.‬‬


‫العدد ‪891‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪ 30‬مـاي �إلى ‪ 05‬يونيو ‪2017‬‬

‫القصر الكبير ‪:‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫مديرية الحموشي تكشف أسباب قتل صاحب سوابق برصاص‬ ‫الشرطة في طنجة‬

‫قضى شاب يبلغ من العمر ‪ 29‬عاما نحبه متأثرا‬ ‫بالطلقات النارية التي أصيب بها من مسدس رجل أمن‬ ‫بطنجة‪ ،‬عقب هجومه على عدة أشخاص وكذا على أمنيين‬ ‫بواسطة سيف وسط الشارع العام‪ ،‬وهو ما دفع المديرية‬ ‫العامة لألمن الوطني إلصدار بالغ تكشف فيه حيثيات‬ ‫الموضوع‪.‬‬ ‫ووفق وثيقة مديرية الحموشي التي توصلت «المساء»‬ ‫بنسخة منها‪ ،‬فإن مفتش شرطة ممتاز يعمل بوالية أمن‬ ‫طنجة‪ ،‬اضطر مساء األحد الماضي إلى استخدام سالحه‬ ‫الوظيفي لصد اعتداء جسدي خطير‪ ،‬استهدف عناصر‬

‫الشرطة من قبل شخص من ذوي السوابق القضائية‬ ‫وموضوع عدة قضايا جنائية‪ ،‬كان في حالة اندفاع غير‬ ‫طبيعية ويحمل سكينا من الحجم الكبير‪.‬‬ ‫وأضاف البالغ أن عناصر الشرطة تدخلت لتوقف‬ ‫المشتبه فيه بحي بني مكادة بمدينة طنجة‪ ،‬بعدما عرض‬ ‫سائق سيارة أجرة وشخصين آخرين العتداء جسدي بالضرب‬ ‫والجرح‪ ،‬كما ألحق خسائر مادية بممتلكات الغير‪ ،‬غير أنه‬ ‫أبدى مقاومة عنيفة وأصاب شرطيين بالسالح األبيض‪،‬‬ ‫أحدهما إصابته بليغة‪ ،‬وهو ما اضطر زميلهما إلى استخدام‬ ‫سالحه الوظيفي وإصابة المشتبه فيه بعيار ناري في‬

‫الساق‪ ،‬وذلـك ما كشفت عنه المعلـومـات األوليـة للبحـث‪.‬‬ ‫وأوردت المديريـــة أنه تــم نقـــل عناصر الشرطـــة‬ ‫المصابين والمشتبه فيه إلى المستشفى لتلقي العالجات‬ ‫الضرورية‪ ،‬لكن هذا األخير وافته المنية بعد وصوله إلى‬ ‫المؤسسة االستشفائية‪ ،‬مضيفة أن المصلحة الوالئية‬ ‫للشرطة القضائية بمدينة طنجة فتحت بحثـــا في النازلـــة‬ ‫تحت إشراف النيابة العامة المختصة‪ ،‬لتحديد جميع ظروف‬ ‫ومالبسات هذه القضية‪.‬‬

‫حمزة المتيوي‬

‫«أمانديس» في قلب فضيحة بيئية بأحد أعرق أحياء طنجة‬ ‫في واحد من الفضائح التي تسببت فيها شركة‬ ‫«أمانديس» المفوض لها تدبير قطاع الماء والكهرباء‬ ‫والتطهير بطنجة‪ ،‬وهو ما يعيشه جانب من حي مسترخوش‪،‬‬ ‫أحد أقدم وأعرق أحياء طنجة‪.‬‬ ‫وكشف سكان الحي مؤخرا‪ ،‬عبر أشرطة فيديو وصور‪،‬‬ ‫عن معاناة حقيقية ترتبت عن تجمع مياه الصرف الصحي‬ ‫في جانب من الحي‪ ،‬وهو ما صار يهدد بكارثة صحية في‬ ‫حال لم تقدم الجهات الوصية برد سريع‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫تلتزم فيه شركة «أمانديس» صمتا غير مفهوم تجاه كارثة‬ ‫بيئية كان عليها أن تبادر فورا إلى حلها باعتبارها الوصية‬ ‫على هذا القطاع‪.‬‬ ‫وظهرت صور وشرائط فيديو بثتها جمعية النهضة‬ ‫لحي مسترخوش‪ ،‬عن تجمع كميات كبيرة للمجاري في‬ ‫مستنقعات كبيرة صارت تتجمع حولها كل أشكال الحشرات‬ ‫التي تشكل خطرا حقيقيا على المشاة‪ ،‬وخصوصا على‬ ‫األطفال الذين يعبرون المنطقة باستمرار خالل ذهابهم إلى‬ ‫المدارس المجاورة‪.‬‬

‫وراسل سكان مسترخوش‪ ،‬منذ شهور‪ ،‬عمدة طنجة‪،‬‬ ‫كما راسلوا رئيس مقاطعة طنجة المدينة‪ ،‬محمد أفقير‪،‬‬ ‫وذلك عبر عرائض موقعة من طرف السكان المتضررين‪،‬‬ ‫غير أن الوضع بقي على ما هو عليه‪.‬‬ ‫وخالل األيام الماضية‪ ،‬أرسلت سلطات طنجة شاحنة‬ ‫مخصصة المتصاص المياه العادمة‪ ،‬حيث تم التخفيف‬ ‫مؤقتا من الروائح الكريهة في المنطقة‪ ،‬لكن خطورة هذا‬ ‫الوضع بقيت قائمة ألن المياه الملوثة سرعان ما تتجمع في‬ ‫المكان‪.‬‬ ‫ومع اقتراب فصل الصيف‪ ،‬يقوم عدد من السكان برش‬ ‫المبيدات حول المكان أمال في الحد من انتشار الحشرات‬ ‫الخطيرة وأنهم يضطرون إلبقاء نوافذ منازلهم مفتوحة‬ ‫مع ارتفاع درجات الحرارة‪ .‬وفي الوقت الذي يوجه السكان‬ ‫اتهامات مباشرة إلى المجالس المنتخبة‪ ،‬وعلى رأسها‬ ‫مقاطعة طنجة المدينة‪ ،‬فإنهم ينتظرون تدخال حازما‬ ‫من سلطات المدينة من أجل محاسبة «أمانديس» التي‬ ‫أخلت ببند أساسي من بنود دفتر التحمالت الذي بموجبه‬

‫حصلت على صفقة التدبير المفوض لقطاع الماء والكهرباء‬ ‫والتطهير بالمدينة‪.‬‬ ‫ويقول عدد من سكان طنجة إنهم يتعرضون لما شبه‬ ‫بالعقاب السياسي من طرف منتخبين معينين‪ ،‬وهذا ما جعل‬ ‫شكاياتهم تتحول مباشرة إلى سلة المهمالت‪ ،‬في الوقت‬ ‫الذي تعاني عدد من منازل الحي بتسرب المياه العادمة‪،‬‬ ‫وهم السكان الذين يؤدون شهريا ضرائب تطهير السائل‪،‬‬ ‫بينما السوائل تتسرب إلى داخل منازلهم‪.‬‬ ‫وحسب نشطاء جمعويين من حي مسترخوش‪ ،‬فإن‬ ‫هذه المشكلة الخطيرة بدأت منذ سنوات طويلة‪ ،‬وسبق‬ ‫للسكان أن راسلوا الجهات الوصية منذ سنة ‪ ،2008‬غير‬ ‫أنه‪ ،‬وبعد قرابة عشر سنوات من أول شكاية‪ ،‬ال يزال سكان‬ ‫الحي يغرقون في المياه العادمة شتاء ويعانون من الروائح‬ ‫الكريهة والحشرات الخطيرة‪ ،‬وكأنهم يعيشون خارج زمان‬ ‫ومكان «طنجة الكبرى»‪.‬‬

‫سكان مغوغة بطنجة يطالبون بإنهاء معاناتهم‬ ‫مع انتشار الباعة المتجولين‬

‫طالب سكان حي بنكيران بمقاطعة مغوغة المصالح‬ ‫الوصية والجماعية بإنهاء معاناتهم مع الباعة المتجواين‬ ‫بمنطقة «حومة الشوك»‪ ،‬وكشف السكان في تصريحات‬ ‫لـ«األخبار» أنهم أضحوا يعانون األمرين‪ ،‬بسبب كون هؤالء‬ ‫الباعة تصل بضاعتهم حتى حدود أبواب منازلهم‪ ،‬دون أن‬ ‫تراعي السلطات المحلية هذا األمر‪ ،‬مؤكدين أن شكايات‬ ‫سابقة وجهوها دون أن تلقى آذانا صاغية‪.‬‬ ‫وأضاف المحتجون أن االنتشار الكثيف للباعة بالتجوال‬ ‫ساهم بشكل كبير في استدراج تجار ومدمني المخدرات‬

‫إلى منطقة حومة الشوك‪ ،‬مما أضحت معه معاناتهم تزداد‬ ‫بشكل دوري‪ ،‬وشدد السكان على أن هذه الفوضى نتج عنها‬ ‫أيضا انتشار األزبال‪ ،‬حيث إن المصالح الجماعية المكلفة‬ ‫بالنظافة تقتصر على القيام بهذه العملية في أوقات متأخرة‬ ‫من الليل‪ ،‬دون مراعاة كون الحي يقطن فيه المئات من‬ ‫المواطنين‪.‬‬ ‫وأكدت المصادر ذاتهــا استعدادهــا الدخــول في‬ ‫احتجاجات خالل األيام القليلة المقبلة‪ ،‬في حال لم تتدخل‬ ‫هذه المصالح للعمل على إنهاء الفوضى التي يعرفها حيهم‪،‬‬

‫مما أدى في وقت سابق إلى تسجيل سلسلة جرائم قتل‪ ،‬فضال‬ ‫عن انتشار عمليات النشل والسرقة‪ ،‬لكون أغلب سكان هذه‬ ‫اآلحياء يكترون بيوتا للمستخدمين في الشركات الصناعية‬ ‫المحيطة بطريق تطوان‪ ،‬مطالبين المصالح الجماعية عن‬ ‫حزب العدالة والتنمية بالوفاء بوعودها‪ ،‬حيث كانت إبان‬ ‫الحملة االنتخابية األخيرة قد وضعت ضمن برنامجها كونها‬ ‫ستعمل على تأهيل هذا الحي‪ ،‬غير أن االنتظار والتجاهل هما‬ ‫سيدا الموقف‪ ،‬تشدد التصريحات نفسها‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫متضررون من مشروع تهيئة وادي مرتيل يحذرون‬ ‫من تسييس مطالبهم والركوب عليها‬

‫حذر مجموعة من المتضررين من مشروع‬ ‫تهيئة وادي مرتيل من تسييس مطالبهم‬ ‫والركوب عليها من طرف جهات تريد استغالل‬ ‫الوضع القائم‪ ،‬مبرزين تذمرهم واستياءهم من‬ ‫الصراعات القوية داخل الجمعية التي تمثلهم‪،‬‬ ‫واتخاذ السلطات المحلية قرار منع االحتجاج‬ ‫والمطالبة يتسوية الملفات الخاصة بالتعويض‬ ‫عن كل األراضي التي سيشملها المشروع الضخم‪.‬‬ ‫وحسب مصدر‪ ،‬فإن الخالفات الحادة داخل‬ ‫جمعية سهل وادي مرتيل مازالت مستمرة‪،‬‬ ‫خاصة وأن المتضررين باتوا‪ ،‬خالل اآلونة االخيرة‪،‬‬ ‫حائرين بشأن أي جهة يدعمون قراراتها لحفظ حقوقهم‪،‬‬ ‫فضال عن الرأي الذي يستمعون إليه في موضوع خروجهم‬ ‫لالحتجاج من عدمه‪.‬‬ ‫وتضيف المصادر نفسها أن شريحة واسعة من‬ ‫المتضررين ال يهمها ربط مطالبها بأي حراك أو احتجاج‬ ‫سواء في الحسيمة أو غيرها من المناطق‪ ،‬بقدر ما تطالب‬ ‫بتعويضها في أقرب وقت ممكن‪ ،‬واحترام مسطرة نزع‬ ‫الملكية في تنزيل مشروع تهيئة وادي مرتيل الذي رصدت‬ ‫له ميزانية ضخمة‪.‬‬

‫وكانـــت جمعيــــة «سهــــل وادي مرتيل للتنميــــة‬ ‫المستدامة» بتطوان‪ ،‬قد نظمت وقفات احتجاجية متعددة‬ ‫أمام المحطة الطرقية‪ ،‬شارك فيها مجموعة من المتضررين‬ ‫من مشروع تهيئة وادي مرتيل‪ ،‬ورفعت خاللها شعارات قوية‬ ‫تنادي باالستجابة للمطالب وحث المسؤولين على التفاعل‬ ‫مع الشكايات وتقرير معاناة المالك مع نزع أراضيهم دون‬ ‫احترام المساطر القانونية المنظمة لنزع الملكية‪.‬‬ ‫ويؤكد المحتجون أنهم ال يعارضون المشروع أو يقفون‬ ‫في وجهه‪ ،‬ما دام سيغير وجه المدينة ويجلب االستثمار‬

‫للمساهمة في التنميـــة‪ ،‬لكنهــم يطالبــون‪،‬‬ ‫بالمقابـل‪ ،‬بحقوقهم المشروعة التي تكفلها‬ ‫القوانين الجاري بهــا العمل‪ ،‬خاصة قانون نزع‬ ‫الملكية‪ ،‬وتناوله الملك محمد السادس في‬ ‫خطابه بالبرلمان‪.‬‬ ‫هذا وتتابع جمعية سهل واد مرتيل بتطوان‬ ‫محمــد إدعمار‪ ،‬رئيس الجماعة الحضريـة‪ ،‬أمام‬ ‫القضاء‪ ،‬بسبب ما اعتبره أعضاؤهــا تصريحات‬ ‫مغالطـــة للرأي العام حول ملفهم الخاص‬ ‫بالمتضررين من عدم احترام قوانين نزع الملكية‬ ‫إلقامة مشروع تهيئة وادي مرتيل‪.‬‬ ‫يذكر أن مكتب عبد اإلله بنكيران‪ ،‬رئيس الحكومة‬ ‫السابقة‪ ،‬كان قد استقبل‪ ،‬قبل نهاية الوالية الحكومية‪،‬‬ ‫عريضة موقعة من أكثر من ‪ 5000‬شخص يطالبونه‬ ‫باحترام مضامين الخطاب الملكي بخصوص تنفيذ نزع‬ ‫الملكية الخاص بمشروع تهيئة وادي مرتيل‪ ،‬وضرورة‬ ‫حصول المتضررين على تعويضات مقبولة وفق القوانين‬ ‫المنظمة والجاري بها العمل‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫العثور على هيكل‬ ‫عظمي بشري يرجع إلى‬ ‫الفترة المورية القديمة‬

‫على بعـــد خمــس كيلومترات من مدينة القصر‬ ‫الكبير‪ ،‬وبالضبط بعزيب السالوي‪ ،‬بمنطقــــة تسمـى‬ ‫(عــزونـــة الصغـــرى) تمكن فريـــق من الباحثين‬ ‫بالمعهد الوطني لعلوم اآلثار والتراث‪ ،‬بتعاون مع أساتذة‬ ‫باحثين من جامعة محمد الخامس بالرباط‪ ،‬من العثور‬ ‫على هيكل بشري بتل جنائزي يعود تاريخه إلى ما قبل‬ ‫‪ 2600‬سنة‪.‬‬ ‫هـــذا االكتـشـــاف الذي يمــولـــه المعهـــد‬ ‫الوطني للبحث العلمي والتقني بالرباط‪ ،‬والذي يشتغـــل‬ ‫عليـه فريق من جامعة محمد الخامس‪ ،‬يدخل في إطار‬ ‫عمليات البحث والتنقيب‪ ،‬حيث تم التـعرف من خاللها‬ ‫على ‪ 45‬موقعا أثريا يرجع إلى الفتــرة القـديمــة‪ .‬كما‬ ‫ينـــدرج في إطار مشروع كبير يهدف إلى البحث عن‬ ‫المواقع األثرية بالمنطقةالمتواجدة بين مدينتي القصر‬ ‫الكبير والعرائش‪ ،.‬والتي تعود إلى الفترة القديمة بين‬ ‫القرن الثامن قبل الميالد إلى حدود ظهور اإلسالم‪.‬‬ ‫ويرىالباحثون أن هذا القبر الذي تم التعرف عليه هو‬ ‫قبر مبني وضعت فيه الجثة بعد حرقها وهي عادة قديمة‬ ‫كان يقوم بها سكان المنطقة آنذاك‪ ،.‬كماأن صاحب هذا‬ ‫الهيكل العظمي‪ ،‬من المحتمل أنه كان يحظى باهتمام‬ ‫سكان تلك المنطقة حيث تم اختيار هذا التل لدفنه‪،‬‬ ‫بعد ممارسة الطقوس الجنائزية الخاصة في تلك الحقبة‬ ‫من التاريخ‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬

‫كرنفال شفشاون البيئي‬ ‫في نسخته الخامسة‬

‫عاشت مدينة شفشاون مؤخرا على إيقاع مهرجانها‬ ‫البيئي‪ ،‬الذي تنظمه مدينة شفشاون كل سنة‪ ،‬من أجل‬ ‫تحسيس سكان المدينة‪ ،‬باألهمية التي تكتسيها البيئة في‬ ‫حياة المواطنين ‪.‬‬ ‫ما يزيد عن ألف مشارك شاركوا في كرنفال شفشاون‬ ‫للبيئة والمناخ والتنمية المستدامة في دورته الخامسة‪،‬‬ ‫الذي نظمته المؤسسات التعليمية في الوسطين الحضري‬ ‫والقروي باإلقليم‪ ،‬وجمعيات المجتمع المدني‪ ،‬ومراكز بيئية‪،‬‬ ‫ومجالس ومؤسسات‪ ،‬وسهر على تنظيمه الجماعة الحضرية‬ ‫لشفشاون وجمعية تالسمطان للبيئة والتنمية‪ ،‬والجمعية‬ ‫المغربية من أجل مدن إيكولوجية‪ ،‬والمديرية اإلقليمية‬ ‫لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي‬ ‫وتكوين األطر‪.‬‬ ‫جمهور غفير من ساكنة مدينة شفشاون اصطفت على‬ ‫جنبات شوراع المدينة‪ ،‬لمشاهدة هذا العـــرس البيئي‪ ،‬حيث‬ ‫رفــع المشاركون في هــذا الكرنفـــال الفتات ولوحات فنية‬ ‫وأخرىتحسيسية‪ ،‬تعكس مدى ارتباط الساكنة بمحيطهم‬ ‫البيئي‪ ،‬ومدى اهتمامات الساكنة بقضايا البيئة‪ ،‬كما تحث‬ ‫مختلف الشعارات‪ ،‬ضرورة المحافظة على هذا اإلرث الطبيعي‬ ‫البيئي من التلوث‪ ،‬كما شاركت في الكرنفال باإلضافة‬ ‫إلى تالمذة المدارس والجمعيات البيئية بالمدينة‪ ،‬الفرق‬ ‫الموسيقية المحلية‪ ،‬التي جابت مختلف الشوارع الرئيسية‪ ‬‬ ‫لمدينة شفشاون‪ ،‬إلي الساحة الكبرى المحادية للعمالة حيث‬ ‫التأممت جميع الفرق في جو بديع‪ ،‬تم خاللها عرض مختلف‬ ‫اللوحاتالتحسيسية‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬


‫العدد ‪890‬‬

‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬مـاي ‪2017‬‬

‫إقتصاد‬ ‫االسطول البحري المغربي يتعزز‬ ‫بباخرة جديدة‬ ‫‪MOROCCO STAR‬‬

‫شرعت منذ السبت ‪ 20‬ماي الجاري باخرة جديدة تابعة‬ ‫لشركة «أفريكا موروكو لينك» المغربية‪ ،‬في ربط مدينتي‬ ‫طنجة والجزيرة الخضراء عبر مضيق جبل ط��ارق‪ .‬وهي‬ ‫الباخرة الثانية لهذه الشركة التي تصل طاقة استيعابها‬ ‫إلى حوالي ألف راكب و‪ 220‬مواقع للسيارات وتحقق ست‬ ‫رحالت عبور يوميا‪.‬‬ ‫وتأتي هذه الباخرة لتعزيز األسطول المغربي بعد‬ ‫اإلف�لاس ال��ذي ضرب شركة كوماريت التي سيقت كل‬ ‫بواخرها للبيع في المزاد العلني بالمغرب وفي عدد من‬ ‫الموانئ األوروبية‪.‬‬ ‫وبتشغيل ه��ذه الباخرة الجديدة س��وف يصل حجم‬ ‫المتوافر من مقاعد النقل عبر البوغاز إلى ‪ 45‬ألف مسافر‬ ‫يوميا‪.‬‬ ‫وتعد الباخرة «موروكو سطار» واحدة من أفضل البواخر‬ ‫الموجودة بمضيق جبل ال��ط��ارق‪ ،‬من حيث المميزات‬ ‫التقنية‪ ،‬والسيما على صعيد القدرة على المناورة‪ ،‬والتي‬ ‫تعد عنصرا مهما جدا في ربط البواخر في الموانئ‪ ،‬خاصة‬ ‫بعد أن تم تجديدها‪ ،‬على أن الشركة المغربية سوف‬ ‫تطلق طلبيات لبواخر جديدة بعد سنتين‪ ،‬بهدف توفير‬ ‫رحالت نحو وجهات أخرى بالمتوسط‪ ،‬خاصة بين ألمريا‬ ‫والناظور وطنجة وسيت الفرنسية وبين مواني إيطالية‬ ‫وقد تمتد خطوط الشركة إلى مصر والعربية السعودية‬ ‫وبلدان إفريقية‪.‬‬ ‫يذكر أن الشركة البحرية المغربية «أفريكا موروكو‬ ‫لينك»‪ ،‬نقلت خالل السنة الماضية ‪ 262‬ألف راكب و‪55‬‬ ‫ألف و‪ 700‬سيارة خاصة‪ ،‬و‪ 10‬آالف شاحنة وألفي حافلة‪.‬‬ ‫وتستهدف خالل السنة الحالية‪ ،‬نقل ‪ 634‬ألف راكب‪،‬‬ ‫و‪ 158‬ألف سيارة خاصة‪ ،‬و‪ 43‬ألف شاحنة و‪ 3700‬حافلة‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫استثمارات جديدة ‪:‬‬ ‫األتراك بطنجة والصينيون بالقنيطرة‬ ‫تعتزم مجموعـة صناعيـة تركيــة استثمار حوالي ‪20‬‬ ‫مليــون أورو في وحــدة صناعيــة لخيـــوط النسيــج من‬ ‫القطـن والنايــلون والبوليستـــر‪ ،‬بالمنطقــة الصناعية‬ ‫بطنجة‪ ،‬وقد تم الترويج لهذا المشروع بعد زيارة الوفد‬ ‫لغرفة طنجة للتجارة والصناعة والخدمات األسبوع‬ ‫الماضي‪ .‬وينـدرج هذا المشروع في إطار مخطـط عملـي‬ ‫للجمعية المغربـية لصناعات النسيج واأللبسة من أجل‬ ‫توفير المواد األولية‪.‬‬

‫وقد استقبل الوفد التركي بمقر والي��ة جهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة وبمقـــر الغرفة ومندوبيـــة التجـــارة‬ ‫والصناعة وبمقر وزارة التجـــارة والصناعـــة بالربــاط‪،‬‬ ‫وبالمناسبة حصل الوفد التركي على الدعم الكامل من‬ ‫الجهات المغربية المسؤولة لهذا المشروع الذي سيعزز‬ ‫احتياجات الشركات المغربية العاملة في قطاع الغزل‬ ‫والنسيج‪.‬‬ ‫وب��ال��ق��ن��ي��ط��رة‪ ،‬ت��ع��ت��زم ش��رك��ة صينية «كامسيو‬ ‫إبنجينبرين»إحداث مصنع لإلطارات المطاطية‪ ،‬باستثمار‬ ‫يصل مبلغه األجمالي إلى ‪ 250‬مليون دوالر‪ ،‬يتعلق‬ ‫األمر بتصنيع الماكينات المتعلقة بهذه الصناعة والمواد‬ ‫األساسية إلنتاج ‪ 3‬ماليين إطار مطاطي في السنة‪ ،‬تخص‬ ‫السيارات لنقل الركاب والشاحنات الخفيفة‪.‬‬ ‫وعلم من الجانب الصيني أن اتفاقا تم بهذا الخصوص‬ ‫بين الشركة الصينية وجهة مغربية معنية‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫طنجة أكبر قطب اقتصادي بالمغرب‬ ‫حسب الصحافة اإلسبانية‬ ‫تبدي الصحافة اإلسبانية اهتماما كبيرا بالتحوالت‬ ‫الكبرى التي تشهدها طنجة والجهـــة‪ ،‬حيث تخصص‬ ‫مقاالت وملحقات خاصة بالنشاط االقتصادي المتنامي‬ ‫الذي تشهده هذه المدينة وخاصة ميناؤها المتوسطي‬ ‫الكبير الذي كتبت بشأنه ما مفاده أنه الرابح في حرب‬ ‫ناقالت الحاويــات على مستـــوى جميع موانيء األبيض‬ ‫المتوسط‪.‬‬ ‫و في هذا الصدد‪ ،‬كتبــت صحيفة «الباييس» اإلسبانية‬ ‫أن مدينة طنجة أضحـت أكـبرـ قطب اقتصادي بالمغرب‪،‬‬ ‫وأبرزت اليومية‪ ،‬في ملف خاص حــول المدينــة نشرتــه‬ ‫ضمن ملحقها االقتصادي‪ ،‬المشاريع الكبــرى بالمنطقة‪،‬‬ ‫السيما الميناء والمجمع الصناعي طنجة المتوسط‪ ،‬الذي‬ ‫يفتح «آفاقا جيدة» أمام الشركات اإلسبانية في قطاعات‬ ‫مثل السيارات والطيران وتكنولوجيا المعلومات واالتصال‬ ‫والطاقات المتجددة والنقل والخدمات اللوجستية‪.‬‬ ‫وأش��ارت الجريدة إلى أن ع��ددا كبيرا من الشركات‬ ‫االسبانية التي تنشط بالمغرب والمستقرة غالبا في الدار‬ ‫البيضاء فتحت تمثيليات لها بطنجة‪ ،‬المدينة التي تسجل‬ ‫نموا اقتصاديا سنويا بنسبة ‪ 20‬في المائة ويتركز بها ‪10‬‬ ‫في المائة من الناتج الداخلي الخام للمغرب‪.‬‬ ‫وتابعت أن طنجة تمثل رهان التنمية بشمال المغرب‪،‬‬ ‫بميناء صار اليوم أحد أهم الموانئ بحوض المتوسط‪،‬‬ ‫يعززه انتشار كبير للبنيات التحتية والوحدات الصناعية‪،‬‬ ‫األمر الذي مكن من خلق مئات اآلالف من مناصب الشغل‬ ‫ورفع عدد سكانها إلى فوق المليونين نسمة‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى‪ ،‬ذكرت «الباييس» أن «طنجة توجد‬ ‫ضمن مجموعة المدن التي تعتبر مناسبة للقيام بأعمال‬ ‫تجارية‪ ،‬بفضل موقعها االستراتيجي بين أوروبا وإفريقيا‪،‬‬ ‫وتحتل موقعا رئيسيا في هذا الطريق البحري الذي يمثله‬ ‫مضيق جبل طارق»‪.‬وذكرت الجريدة بأن جهة طنجة توجد‬ ‫ضمن أولويات مخطط تسريع التنمية الصناعية ‪2014-‬‬ ‫‪ 2020‬للحكومة المغربية‪ ،‬وتستفيد من مشاريع مهيكلة‬ ‫كبرى كميناء طنجة المتوسط «العمالق»‪ ،‬الذي «وإن لم‬ ‫يدخل الخدمة إال منذ عشر سنوات‪ ،‬فإنه أضحى أول ميناء‬ ‫للشحن العابر في إفريقيا»‪ .‬ويشكل عنصرا أساسيا في‬ ‫المشروع الصناعي الضخم الذي رسمه المغرب لمنطقة‬ ‫الشمال»‪ ،‬مستعرضة المشاريع الكبرى التي أنجزت بفضل‬ ‫هذه الرؤية‪ ،‬السيما مصنع رونو ومنطقة انتاج السيارات‬ ‫بطنجة ومشروع إنشاء مدينة ذكية بشراكة بين البنكي‬ ‫المغربي للتجارة الخارجية إلفريقيا والمجموعة الصينية‬ ‫هايتي‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫ارتفاع ملموس في النقل الجوي‬ ‫بالمغرب‬ ‫سجلت حركة النقل الجوي بمجموع المطارات المغربية‪،‬‬ ‫ارتفاعا ق ملموسا خالل شهر أبريل الماضي بلغت نسبته‬ ‫فوق ‪ 19‬بالمائة‪.‬‬ ‫وأف��اد تقرير للمكتب الوطني للمطارات‪ ،‬ب��أن هذا‬ ‫االرتفاع يعكسه انتقال عدد المسافرين من مليون و‪537‬‬ ‫الفا و‪ 852‬مسافرا في شهر أبريل من السنة الماضية‬ ‫إلى مليون و‪ 830‬الفا و‪ 332‬مسافرا في الشهر ذاته من‬ ‫السنة الجارية‪.‬‬ ‫وقد ساهمت هذه الحصيلة اإليجابية‪ ،‬في بلوغ عدد‬ ‫المسافرين خالل األربعة أشهر األولى من السنة الجارية‬ ‫‪ 6‬ماليين و‪ 232‬الفا و‪ 949‬مسافرا‪ ،‬أي بارتفاع ناهزت‬ ‫نسبته ‪ 12‬في المائة مقارنة مع الفترة ذاتها من سنة‬ ‫‪.2016‬‬ ‫وق��د استحوذ مطار محمد الخامس ال��دول��ي للدار‬ ‫البيضاء على نسبة ‪ 45.88‬في المائــة من مجمـــوع‬ ‫المسافرين المسجلين في شهر أبريل الماضــي‪ ،‬متبوعا‬ ‫بمطار مراكش المنارة بحصة ‪ 23.09‬في المائة ومطار‬ ‫أكادير المسيرة بحصة ‪ 7.18‬في المائة ومطار طنجة‬ ‫بحصة ‪ 5.28‬بالمائة ومطار فاس سايس بحصة ‪5,04‬‬ ‫بالمائة‪ .‬فيما تبقى مساهمات باقي مطارات المملكة دون‬ ‫‪ 5‬في المائة‪.‬‬

‫‪ ‬جمعية تنمية التعاون المدرسي بوزان بين الموت السريري‬ ‫والموت البيولوجي‬ ‫سجل المشاركون والمشاركات ومختلف الفعاليات المساهمـة في حفل اختتام‬ ‫األنشطة التربوية وتتويج الكفاءات اإلقليمية‪ ،‬الذي نظمته المديرية اإلقليمية‬ ‫ل��وزارة التربية الوطنية بوزان مطلع الشهر الجاري‪ ،‬غياب بصمة المكتب‬ ‫اإلقليمي لجمعية تنمية التعاون المدرسي في هــذه التظاهرة الفنيـــة‬ ‫واإلنسانية التي انفردت مديرية التعليم بوزان بتنظيمها ‪.‬‬ ‫الغياب عن فقرات التظاهرة تلخصه ‪ -‬حسب عضو بالمكتب اإلقليمي‬ ‫لجمعية تنمية التعاون المدرسي‪ ،‬التقت به الجريدة على هامش الحفل‬ ‫ الحكمة التي تقـــول «من زرع الريح حصد العاصفة»‪ .‬وأضاف نفس‬‫المصدر بأن غياب اليوم‪ ،‬يترجم الحضور الباهت لمكتب الجمعية في‬ ‫تنشيط الحياة المدرسية بالمؤسسات التعليمية االبتدائية‪ ،‬التي تعتبر‬ ‫الحوض الطبيعي لتنزيل برنامج عمل مستلهم من أهداف الجمعية كما‬ ‫حددها قانونها األساسي‪ ،‬وتنصل من تفعيل شعار ‪« ‬التعاونيات المدرسية‬ ‫فضاء للتواصل والتضامن» آخر مؤتمر إقليمي عقدته الجمعية (السبت‬ ‫‪ 17‬ماي ‪ . )2014‬وختم مصدرنا مشددا بأن مصدر الخلل يجب البحث ‪ ‬في‬ ‫تركيبة المكتب اإلقليمي لجمعية تنمية التعاون المدرسي‪ ،‬الذي استنفد‬ ‫واليته القانونية‪ ،‬وكذا بالمالبسات المحيطة بأجواء آخر مؤتمر إقليمي‪ ،‬وليس‬

‫في غياب اإلمكانيات المالية التي يتدرع بها البعض‪ ،‬ألن ميزانية الجمعية تقدر بحوالي‬ ‫‪ 20‬مليون سنتيم ‪.‬‬ ‫‪ ‬يذكر بأن جمعية تنمية التعاون المدرسي تحتكم في تأسيسها إلى ظهير‬ ‫الحريات العامة‪ ،‬وتتوفر على فرع بكل مديرية إقليمية لوزارة التربية الوطنية ‪، ‬‬ ‫وتستخلص مداخيلها من انخراطــات تالميــذ المدارس االبتدائيـة‪ ،‬ومنـــح‬ ‫الجماعات الترابية‪ ،‬والهبات ‪ .‬أما أهداف الجمعية فيلخصها قانونها األساسي‬ ‫في دعم العمل االجتماعي لفائدة التالميذ المتوقعة أسرهم في دائرة‬ ‫الهشاشة االجتماعية‪ ،‬والسهر على توطيد روابط التواصل والتفاهم بين‬ ‫المدرسة وأسر التالميذ‪ ،‬وإنشاء مكتبات مدرسية تعاونية‪ ،‬وإحداث وتفعيل‬ ‫أندية التربية البيئية ‪،‬وتنظيم مهرجانات إقليمية في المسرح المدرسي‪.....‬‬ ‫وتنظيم دورات تدريبية لتقوية ق��درات منسقي ومنسقات التعاونيات‬ ‫المدرسية‪ ......‬إنها األهداف التي غابت عن انشغاالت واهتمامات المكتب‬ ‫اإلقليمي للجمعية المستوفي لواليته القانونية‪ ،‬الذي لم يخرج حضوره في‬ ‫الحياة المدرسية بمؤسسات التعليم االبتدائي عن توفره على وصل اإليداع‪.‬‬

‫محمد حمضي‬


‫الثالثاء ‪ 30‬مـاي �إلى ‪ 05‬يونيو ‪2017‬‬

‫العدد ‪891‬‬

‫ملف‬

‫‪8‬‬

‫احتالل امللك العمومي‪...‬‬

‫الظاهرة والفوضى والقانون‪!!..‬‬

‫• إعداد ‪ :‬مصطفى بديع السوسي‬

‫• ترى هل طبق القانون على الأر�ض �أم �أن قوة النفوذ والر�شوة هي املهيمنة ؟!‪..‬‬ ‫• حتولت �أر�صفة و�شوارع رئي�سية مبدينة طنجة �إلى امتداد للمقاهي واملحالت التجارية‪..‬‬ ‫احتالل الملك العمومي ظاهرة طاغية أصبحت تشكل‬ ‫الكارثة بالنسبة للقانون‪ ،‬واألخالق‪ ،‬وجمالية المدن‪ ..‬ظاهرة‬ ‫امتدت إلى كل ربوع وجهات المملكة‪ ،‬وغدت تؤرق بال السكان‬ ‫وتضايقهم وتتسبب لهم في مشاكل كثيرة‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫تلوذ السلطات المسؤولة والجماعات المحلية بالصمت‪،‬‬ ‫وتكتفي بالفرجة إن لم نقل بالتواطؤ‪ .‬األمر في مدن الشمال‬ ‫يأخذ أبعادا خطيرة بحكم قرب هذه المدن من المنفذ التجاري‬ ‫الذي يشهد توارد اآلالف كل يوم على مدينة سبتة قبل أن‬ ‫يتفرق الشتات بسلعه عبر مدن الشمال وصوال إلى مدينة‬ ‫القصر الكبير التي توجد بها سوق سبتة‪ ،‬أما الفنيدق وطنجة‬ ‫وما جاورهما فاألمر أخطر‪!!..‬‬ ‫فمدينة الفنيدق مثال‪ ،‬وهي المجاورة لباب سبتة التي‬ ‫ال يفصلها عنها سوى كيلومترين‪ ،‬ونظرا النعدام مجاالت‬ ‫التشغيـل‪ ،‬فإنهـا تعتمـد بالدرجـة األولى‬ ‫على التهريب‪ ،‬مما يجعـل من شوارعها‬ ‫أمكنة محتلة دائما‪ ،‬ويعتبر شارع محمد‬ ‫الخامس‪ ،‬وهو الشريان النابض لمدينة‬ ‫الفنيدق محل استقـرار واحتالل الباعة‬ ‫الذين تطاولــوا على أرصفتـه ووسطه‪،‬‬ ‫مما يتسبب في معوقات تحول دون إنجاز‬ ‫مسلسل اإلصالحات‪ ،‬ويظل السؤال دائما‬ ‫حول دور السلطات القضائية واإلدارية‬ ‫في مواجهة هذا الخرق السافر للقوانين‪.‬‬ ‫وسبـق للمجلـس األعلـى للحسابات‬ ‫أن نبه لتداعيات هذه الكارثة‪ ،‬وفي إطار‬ ‫مهامه الرقابية‪ ،‬سجل المجلس تقاعس‬ ‫السلطات المعنية في حمايـــة الملك‬ ‫العمـومي من االحتـالل غير المرخص‪،‬‬ ‫وتحصيـــل الجبايــات المفروضة على‬ ‫تشغيل بعض الجماعات المحلية لمبدأ‬ ‫المنافسة عند اللجوء إلى كراء العقارات‬ ‫التي تدخــل ضمــن الملك العمومي‬ ‫الجماعي س��واء تعلق األم��ر بالمحالت‬ ‫المعدة للسكن‪ ،‬أو لألنشطة التجارية أو‬ ‫استغالل الملك الجماعي العام عن طريق‬ ‫اللوحات اإلشهارية‪ ،‬والتنسيق بين المصالح المعنية‪ ،‬والحظ‬ ‫المجلس األعلى أن العديد من المحتلين للملك العمومي‬ ‫يقومون بإشهار أنشطتهم التجارية والصناعية والمهنية‬ ‫على أرصفة شارع محمد الخامس بالفنيدق دون توفرهم على‬ ‫الترخيص المطلوب‪.‬‬ ‫وألن الملك العمومي ضروري داخل المجتمع‪ ،‬فإنه ال يمكن‬ ‫تصور هذا األخير بدون طرق عمومية‪ ،‬وممرات للراجلين‪،‬‬ ‫وطريق مرور السيارات‪ ،‬وشواطئ عمومية‪ ،‬ومساحات وحدائق‬ ‫عمومية‪ ،‬وأنهار عمومية‪.‬‬ ‫وفي القانون المنظم للجماعات المحلية‪ ،‬نجد أن رئيس‬ ‫المجلس الجماعي يمارس اختصاصات الشرطة اإلدارية في‬ ‫ميادين الوقاية الصحية والنظافة‪ ،‬وتدبير الملك العمومي‪،‬‬ ‫كما يسمح لكل من يستغل الملك العام‪ ،‬وفي إطار قانوني‪،‬‬ ‫أال يتعدى االستغالل الثلث من المساحة التي تفصل كل محل‬ ‫بالشارع العام‪.‬‬ ‫ترى هل يطبق القانون على األرض‪ ،‬أم أن قوة النفوذ‬ ‫والرشوة والحمالت العقيمة الجوفاء المسببة للفوضى واحتالل‬

‫الملك العمومي هي المهيمنة والسائدة‪ ،‬فضال عن تداعيات‬ ‫الحمالت االنتخابية‪.‬‬ ‫ونقرأ في الميثاق الجماعي أيضا‪ ،‬أن رئيس المجلس‬ ‫الجماعي يمارس اختصاصات الشرطة اإلداري��ة في مجاالت‬ ‫الوقاية الصحية والنظافة وتدبير الملك العمومي‪ ،‬واإلذن‬ ‫واألمر والمنع‪.‬‬ ‫وبخصوص االستعمال الجماعي تؤكد القوانين المفترض‬ ‫أن تكون سارية على الجميع على أن اإلدارة مطالبة بحماية‬ ‫الملك العمومي من متابعتها قضائيا بسبب التقصير‪ ،‬وينص‬ ‫القانون على أال يتعدى ما يُستغل من ملك عمومي الثلث من‬ ‫المساحة التي تفصل كل محل معني بالشارع العام‪ ،‬والثلثين‬ ‫يبقيان فارغين حتى يتمكن الراجلون من العبور بسالم‪ ،‬ضمانا‬ ‫لحق الراجلين والتجار على حد سواء‪..‬‬

‫«الوالية الكبـرى» طنجــة وكارثـة احتـالل‬ ‫الملك العمومي‬ ‫لإلشارة فإن المجلس الجماعي لمدينة طنجة توصل‬ ‫بشكاوي من طرف مواطنين تضرروا من ظاهرة الترامي على‬ ‫الملك العمومي التي تسببت وتتسبب في مشاكل التنقل‬ ‫والسير والجوالن‪ ،‬وتبقى حالة بعض شوارع مدينة طنجة التي‬ ‫تفاقمت فيها ظاهرة فوضى احتالل الملك العمومي كحالة‬ ‫شارع نيويورك خلف فندق األمنية وحالة شارع المكسيك‬ ‫بمقاطعة طنجة المدينة مع احتالل األرصفة المخصصة‬ ‫للراجلين الذين أصبحوا يمشون في عرض الطريق‪ ،‬هذا دون‬ ‫ذكر الملحقة اإلدارية الرابعة التي تعيش نفس الوضع على‬ ‫مستوى شوارعي (عائشة وموالي علي الشريف) عند مدخل حي‬ ‫مسنانة‪.‬‬ ‫وقد تحولت أرصفة ش��وارع رئيسية بمدينة طنجة إلى‬ ‫امتداد للمقاهي والمطاعم والمحالت التجارية‪ ،‬وكذا الترامي‬ ‫عليها بوضع كراسي وطاوالت المقاهي والمحالت التجارية‬

‫على الرصيف المخصص للراجلين إضافة إلى انتشار الباعة‬ ‫المتجولين‪ ،‬وإقدام بعض السائقين على ركن سياراتهم فوق‬ ‫الرصيف‪ ،‬ويشتد تفشي هذه الظاهرة في الشوارع الرئيسية‬ ‫التي تعرف ازدحاما طوال اليوم كشارع فاس‪ ،‬والمكسيك‪،‬‬ ‫وشارع محمد الخامس‪..‬‬ ‫وأيضا نذكر أحياء بمقاطعتي بني مكادة والسواني حيث‬ ‫تنتشر مطاعم الوجبات السريعة والمقاهي‪..‬‬ ‫على هامش ملتقى مشروع االستغالل غير القانوني للملك‬ ‫العمومي‪ ،‬تم توحيد القوانين المتعلقة بمنح رخص االستغالل‬ ‫وكذا جعل جهة وحيدة مانحة لهذه الرخص‪.‬‬ ‫ والقوانين المتعلقة بمنح االستغالل المؤقت لألمالك‬‫الجماعية‪،‬‬ ‫ إحداث برامج لمقاومة احتالل الملك العمومي‪.‬‬‫ تفعيل الشرطة اإلداري���ة لمستغلي‬‫الملك العمومي عشوائيا‪.‬‬ ‫ اعتماد قوانين زجرية لمستغلي الملك‬‫العمومي عشوائيا‪.‬‬ ‫ إحالة المترامين على الملك العمومي‬‫على القضاء‪.‬‬ ‫ اعتبار احتالل الملك العـام عنفا ضد‬‫الراجلين‪.‬‬ ‫ محاربة ظاهرة الرشوة‪.‬‬‫إن استمرار استغالل الملك العمومي‬ ‫يشكل خطرا على حيــاة الراجليــن الذين‬ ‫يضطرون للسير في الطريق المخصصة‬ ‫للسيارات والدراجات النارية‪ ،‬وهو ما تسبب‬ ‫في تشويه المنظر العام‪ ،‬وح��وادث سير‬ ‫عديدة‪ ،‬وال ننسى أن نذكـر بحالــة الملك‬ ‫العمومي بالمجمع الحسني الذي يتعرض‬ ‫الحتالل فاحش بفعــل انتشـار الفراشة‪،‬‬ ‫وتحول أجمل مجمع سكني إلى مشهد مقلق‬ ‫وفوضوي ومزدحم مع مخلفــات وركامات‬ ‫قاذورية حولت المجمع الحسني إلى بؤرة‬ ‫اختناق‪ ،‬كما أن المقاهي تنتشر على حساب‬ ‫ممرات المواطن ال��ذي أصبح من المستحيل أن يمر في‬ ‫المكان المخصص للراجلين‪ ،‬وبدا من الحتمي المرور وسط‬ ‫الكراسي لتفادي النزول إلى الطريق المخصص للسيارات‪..‬‬ ‫ومن المظاهر الشاذة أن تضطر النساء إلى المرور وسط رواد‬ ‫المقاهي‪.‬‬ ‫أمام هذا الزخم من التجاوزات والخلل الجاثم على كاهل‬ ‫المجتمع وكيانه‪ ،‬وال��دال على التخلف اآلخذ بتالبيب هذا‬ ‫المجتمع المريض تقبع السلطات الوصية والمجالس الجماعية‬ ‫في موقف المتفرج‪.‬‬ ‫وفي طنجـة‪ ..‬المدينـة السياحيـة يأخـذ المشكـل أبعادا‬ ‫خطيرة أمام أفواج السياح والزوار ومدى تبرمهم من مضايقات‬ ‫الفراشة وانغالق ممرات الراجلين‪ ،‬ويكتفي المجلس الجماعي‬ ‫بالنظر إلى الكارثة من وراء منظار ضبابي مثقوب‪ ،‬في حين‬ ‫تقوم السلطة التنفيذية في حاالت قليلة ومتباعدة بحمالت‬ ‫محتشمة وعاجزة‪ ،‬وستظل هذه الفوضى ضاربة أطنابها‪،‬‬ ‫ومتدرجة في خط عمودي مادامت الالمباالة هي السمة‬ ‫البارزة‪ ،‬وهي السلوك الذي تواجه به السلطات المسؤولة‬ ‫الظاهرة‪ /‬الكارثة‪.‬‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪ 30‬مـاي �إلى ‪ 05‬يونيو ‪2017‬‬

‫العدد ‪891‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 27‬مـاي ‪2017‬‬

‫صدق أو ال تصدق‬ ‫طفل في الخامسة يزج به في مستودع‬ ‫األموات عقابا‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫«سير حتى تجي»‪ ...‬وتوكل‪! ‬‬ ‫فاجأ البيجيدي وأغلبيته المعلومة الجميع بتقديمه ما يسمى بتعديل‬ ‫على المادة ‪ 8‬من القانون المالي للسنة الجارية‪ ،‬بإضافة مادة جديدة‪،‬‬ ‫المادة ‪ 8‬مكرر‪ ،‬خارج مسطرة التعديل القانونية‪ ،‬من أجل مساعدة الدولة‬ ‫والجماعات المحلية على التملص من تنفيذ األحكام القضائية الصادرة‬ ‫ضدها‪ ،‬بحجة عدم «الموجود» بلغة السوق‪ ،‬وعلى المطالبين بحقوقهم أن‬ ‫ينتظروا حتى تتوافر الميزانية للسنوات الموالية‪.‬‬ ‫ال حاجة للتذكير بأن األمر يتعلق بإقحام مادة جديدة تحت غطاء تعديل‬ ‫المادة ‪ 8‬بمادة ‪ 8‬مكرر‪ ،‬يتعارض مضمونها مع الدستور نصا وروحا‪ ،‬خاصة‬ ‫الفصل ‪ 126‬منه‪ ،‬والتي تنص على أن األحكام النهائية الصادرة عن القضاء‬ ‫ملزمة للجميع‪ .‬ويبدو واضحا أن مادة البيجيدي وأغلبيته‪ ،‬تحايلت على‬ ‫هذا اإللزام‪ ،‬بإخضاع تنفيذ هذه األحكام إلى وجود االعتمادات المفتوحة‬ ‫بالميزانية‪.‬‬ ‫يعني بالفصيح‪ ،‬أنه إذا تعذر وجود االعتمادات الكافية‪ ،‬صار ذلك مبررا‬ ‫لعدم تنفيذ األحكام القضائية ضد الدولة أو الجماعات المحلية‪ .‬ويعني‬ ‫أيضا أن مادة البيجيدي وأغلبيته قننت تنفيذ األحكام القضائية النهائية‬ ‫وفق الموجود بالميزانية بالرغم من أن تلك األحكام صادرة باسم جاللة‬ ‫الملك وأن تنفيذها يتم أيضا باسم جاللة الملك‪....‬‬ ‫كما يمكن أن يفهم من مادة البيجيدي «‪ 8‬مكرر» ــ حتى ال تنسوها‬ ‫ــ أنها وضعت السلطة القضائية دون نفوذ السلطة التشريعية‪ ،‬حيث إن‬ ‫الميزانية هي التي تتحكم في تنفيذ القرارات القضائية النهائية وليس‬ ‫العكس‪! ‬‬ ‫وهكذا يبدو واضحا أن «البيجيدى ومن معه» منعوا بالمادة المذكورة‬ ‫كل أشكال الحجز على الدولة والجماعات الترابية‪ ،‬بشكل صريح‪ ،‬في مخالفة‬ ‫صريحة للدستور‪ ،‬وللمسطرة المدنية (ظهير ‪ ،)1974‬حيث إن من شأن ذلك‬ ‫أن يمس بالحصانة القانونية ألطراف الدعوى حين تعطي المادة ‪ 8‬مكرر‪،‬‬ ‫لقانون المالية الحق في إلغاء نص دستوري ‪ .‬وهل يحق لنا أن نتساءل ما‬ ‫إذا كان القانون المالي فوق الدستور وهل يمكنه أن يلغي فصال أو فصوال‬ ‫من الدستور بأن يخرج أمر تنفيذ الحجز على ممتلكات الدولة والجماعات‬ ‫المحلية بأمر قضائي نهائي عن دائرة القضاء‪ ‬؟ !‪...‬و ما إذا كان ممكنا‬ ‫اعتبار هذا األمر «صيغة رسمية» للمس بحقوق السلطة القضائية وهيبتها‬ ‫وضربا لحقوق المتقاضين سواء من انتهكت ملكية أراضيهم أو من لهم‬ ‫ديون على الدولة والجماعات المحلية عن طريق التعاقد لتنفيذ مشاريع أو‬ ‫خدمات محددة‪......‬‬ ‫وإذا كان مجلس النواب قد صادق ب ‪ 194‬صوتا على قانون ميزانية‬ ‫‪ 2017‬فقد عارضه ‪ 56‬برلمانيا وامتنع عن التصويت ‪ 39‬نائبا‪ ،‬بينما اتضح‬ ‫من فحص عدد المشاركين في جلسة التصويت أن المتغيبين أو ما يتعارف‬ ‫على نعتهم بـ «الساليتيين» في «لغة» البرلمان المغربي بلغ عددهم‬ ‫‪...106‬فقط‪ ! ‬ينتمون إلى األغلبية والمعارضة معا‪ .‬كما أن جل الوزراء غابوا‬ ‫عن هذه الجلسة التي «ترهن» حياة المغرب لسنة كاملة‪ ،‬مع خصم شهور‬ ‫البلوكاج اللعين الذي ال يد للرئيس بنكيران فيه أبدا‪ ،‬بعد ما اتضحت األمور‬ ‫نوعا ما‪...! ‬‬ ‫وعلم بعد عملية اإلحصاء أن أزيد من ‪ 60‬نائبا من األغلبية ــ ياحسرة ــ‬ ‫و‪ 48‬من المعارضة ــ ياحسرة ــ تغيبوا عن هذه الجلسة الهامة‪ ،‬بل وإن من‬ ‫بينهم من لم «يشرف» منذ حفل «التنصيب» الرسمي جدا‪...! ‬كما أشارت‬ ‫إلى ذلك بعض المنابر اإلعالمية الوطنية‪.‬‬ ‫المادة ‪ 8‬مكرر تقول في باب «أدبيات اإلنشاء البيروقراطي» بضرورة‬ ‫تنفيذ األحكام القضائية النهائية ضد الدولة والجماعات المحلية في حدود‬ ‫االعتمادات المتوافرة وخالل مدة ستين يوما‪ .‬وإذا تعذر ذلك‪ ،‬يقوم اآلمر‬ ‫بالصرف بالعمل على توفير االعتمادات الضرورية ألداء المبالغ المتبقاة في‬ ‫ميزانيات السنوات الالحقة‪.‬‬ ‫يفهم من هذا أن تنفيذ األحكام من طرف المدانين‪ ،‬الدولة أو‬ ‫الجماعات المحلية‪ ،‬يمكن أن يجري على أقساط‪ ،‬وأن الباقي يمكن برمجته‬ ‫في ميزانيات «السنوات» الالحقة‪ .‬األمر إذن يتعلق بسنوات‪ ،‬يعني «سير‬ ‫حتى تجي‪ ،‬واصبر حتي‪ !!! »..‬وعلى من صدرت لفائدته أحكام قضائية ضد‬ ‫الدولة أو الجماعات المحلية أن يتحلى بأخالق المواطنة‪ ،‬ويتسلح بالصبر‬ ‫الجميل‪ ،‬ومن وجد نفسه في حالة فقر وضياع‪ ،‬بسبب تعامل الدولة أو‬ ‫الجماعات المحلية معه‪...‬فليشرب البحر‪....! ‬‬ ‫واألمل كبير في المحكمة الدستورية التي قد يلجأ إليها المواطنون‬ ‫عبر المنظمات األهلية واألحزاب السياسية المعارضة لفرعنة البيجيدي‬ ‫ومن معه‪ ،‬خاصة وأن اتحاد المقاولين المغاربة انتفض ضد هذه المادة‬ ‫«المدسوسة» في قانون المالية واعتبروها «خرقا سافرا للدستور و«تجاهال‬ ‫للتوجيهات الملكية ومسا خطيرا بنص أصلي ينظم العملية القضائية»‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫طفل في الخامسة من عمره النضير تعاقبه طبيبة بأن‬ ‫احتجزته في صندوق سيارتها وزجت به داخل مستودع‬ ‫األموات بمستشفى رسمي‪ ،‬بسبب أنه قطف وردة استهوته‬ ‫من حديقة المستشفى الذي تعمل به‪.‬‬ ‫وحسب الرواية التي تداولتها منابر إعالمية عدة‪ ،‬والتي‬ ‫استنكرتها جمعيات مدنية وحقوقية معنية بحقوق الطفل‪،‬‬ ‫فإن الطفل تعرض النتقام بشع من طرف رئيسة المستشفى‬ ‫بعد قطفه لوردة في الحديقة وهو ينتظر إلى جانب والدته‬ ‫دوره للخضوع لحقنة الجلبة‪.‬‬ ‫تصوروا حالة الطفل المروع وهو يزج به بعنف داخل‬ ‫مستــودع األمــوات تحت صراخ واستعطاف والدته التي‬ ‫تعرضت هي األخرى لإلهانة والشتم من طرف الطبيبة التي‬ ‫نعتتها بـ «الهيماج» !‬ ‫وأمام االحتجاج القوي لألم وعدد من الذين حضروا هذه‬ ‫الواقعة المخزية‪ ،‬أمرت الطبيبة الرئيسة بـ «اإلفراج» عن‬ ‫الطفل «الهمج» هو أيضا‪ ،‬الذي يعاني اليوم من حالة نفسية‬ ‫رهيبة ومضطربة ومن خوف مروع بسبب ظروف «احتجازه»‬ ‫داخل صندوق سيارة الطبيبة والزج به داخل مستودع‬ ‫األموات بطريقة ال إنسانية دون االكتراث لبكائه وصياحه‪.‬‬ ‫يحدث هذا والبلد يتوفر على قوانين تحفـظ حقـــوق‬ ‫االنسان وحقوق الطفل واألسرة‪ ،‬وبالبلد مجلس لحقوق‬ ‫االنسان يشارك «بال حيا وبال حشمة» في مؤتمرات األمم‬ ‫المتحدة لحقوق اإلنسان‪ ...‬ويتحدث عن صيـانــة حقــوق‬ ‫اإلنسان بالمغرب !‬ ‫صدق أو ال تصدق‬ ‫وما دمت بالمغرب‪ ،‬فما عليك إال أن ‪...‬تصدق !!!‪...‬‬ ‫‪ooooo‬‬

‫قاض ينهار أمام «إغراء» الرشوة !‬ ‫ٍ‬ ‫وهل في ذلك ما يثير العجب ؟‬

‫إنه بشر كسائر البشر‪ ،‬ومواطن مغربي مشبع بثقافة‬ ‫بالده التي شق عليها أن «تفرط» في ثقافة «القهيوة»‬ ‫و«الحالوة» و«البركة» لقضاء «الحاجة» التي لو لم تكن‬ ‫مستعصية ومعقدة‪ ،‬وأحيانا «مستحيلـــة» داخــــل اإلدارة‬ ‫العموميـــة‪ ،‬بمختلـــف «فصائلها»‪ ،‬لما توجه المغربي إلى‬ ‫استعمال «الوسائط»‪ ،‬وأكثرها «نفعا» وأشدها «فعالية»‬ ‫هي‪ ،‬بطبيعة الحال‪ ،‬الرشوة !‪...‬و‪»...‬ادهن السير يسير» بلغة‬ ‫المرتشين‪....‬‬ ‫اهلل يلعن الشيطان والسالم !!!‪....‬‬ ‫‪ooooo‬‬

‫وللحمار مهرجانه‬ ‫والحمير أحق أن يكون لها مهرجانات تكرمها وتبرز‬ ‫خصالها «الحميدة» وتفانيها في خدمة اإلنسان والصبر على‬ ‫«التمكريه» الذي تلقاه منه‪ ،‬هكذا ظلما وتنطعا‪.‬‬ ‫آخر األخبار في هذه الباب‪ ،‬وردت علينا من قصبة بني‬ ‫عمار‪ ،‬بزرهون‪ ،‬وتنتمي إلى عهد المرينيين ولو أنه يوجد‬ ‫من ينسبها إلى السلطان اسماعيل العلوي‪ .‬هذه القرية‬ ‫دأبت على تنظيم «مهرجان الحمار» حتى بلغ المهرجان‬ ‫دورته الحادية عشرة‪ ،‬لتتوقف بسبب تنكر الداعمين لجميل‬ ‫الحمار عليهم وعلى آبائهم وأجدادهم من قبلهم وهو‬ ‫الذي يتحمل المشقة بصبر‪ .‬نافع ومفيد‪ ،‬يسهل حياة‬ ‫الناس‪ ،‬مسالم إال إذا اعتدي عليه‪.... ،‬حتى أنه يُظلم إذا‬ ‫قورن ببعض البشر!!!‪.‬‬ ‫جديد المهرجان أنه أعلن عن تأسيس هيئة جديدة‬ ‫«جمعية إقالع للتنمية المتكاملة» وانتخاب مكتبها من‬ ‫أجل اإلشراف على تنظيم الدورة ‪ 12‬السنة القادمة‪،‬‬ ‫لمهرجان الحمار بالمغرب الذي حظي بشهرة واسعة‬ ‫على الصعيدين الوطني والعالمي‪ .‬والمالحظ أن األديب‬ ‫والمؤرخ والدبلوماسي الراحل الدكتور عبد الهادي التازي‬ ‫سارع إلى دعم هذا المهرجان منذ دورته األولى وكان‬ ‫يصر على حضوره كما أنه كتب تحقيقات حول الحمار في‬ ‫األدب والتاريخ المغربي وأيضا حول تاريخ قصبة بني عمار‬ ‫الزرهونية‪..‬‬ ‫والمرجو أن يحظى مهرجان الحمار المغربي بالدعم‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫المالي والمعنوي من أم الوزارات‪ ،‬وزارة أخنوش بطبيعة‬ ‫الحال‪ ،‬ومن كافة جهـات المغرب اإلثنتي عشرة‪ ،‬اعتبارا‬ ‫إلى أن فضل الحمار يعم كافة مناطق المملكة وليس فقط‬ ‫قصبة بني عماروأهلها‪.‬‬ ‫ومن طرائف الحمار ما ورد عن شاعر النساء بشار بن‬ ‫برد إذ كان له حمار فمات وفي الليلة الموالية وقف عليه في‬ ‫المنام فسأله الشاعر عن سبب موته وإن كان قد أساء إليه‪،‬‬ ‫فرد الحمار‪ : :‬أتذكر إذ وقفتَ بي على الصيدالني ‪ -‬يعني‬ ‫العطار‪-‬؟‪ .‬قال بشار‪ :‬نعم‪ .‬قال الحمار‪ :‬مَرَّتْ ْإذ ذاك أَ ٌ‬ ‫تَان‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ومتُ مِنْ عِشْقِهَا‪.‬‬ ‫(وهي أنثى الحمار)‪ ،‬فافتتنتُ بها‪،‬‬ ‫سُئل بشّار إن كان قد قال في ذلك شعرا؟ قال‪ :‬نعم‪.‬‬ ‫وأنشد ‪:‬‬

‫هَ َام َق ْلبِـــي ِب�أَ َتــــانِ‬ ‫رح َنــا‬ ‫ــو َم ْ‬ ‫َت َّيم ْتنِي َي ْ‬ ‫ود َاللٍ‬ ‫َذ ُ‬ ‫ــــج َ‬ ‫ات ُغــ ْن ٍ‬ ‫و َل َهـــا َخـــ ٌد �أَ ِ�س ٌ‬ ‫يــــل‬

‫�شـت‬ ‫ِيها ُّ‬ ‫ف ِ‬ ‫مت و َل ْو عِ ْ‬

‫عند باب ال�صيدالنـي‬ ‫بثنايـــاهــا احل�ســـان‬ ‫�سل ج�سمي وبرانـي‬ ‫مثل خد ال�شيفـرانـي‬ ‫لـطــــال هــــوانــــي‬

‫فقيل لبشار‪ :‬وما الشيفران؟ ‪ .‬قال‪ :‬وما أدراني‪ ،‬هذا من‬ ‫غريب لغة الحمير‪ ،‬فإذا لقيتم حماراً فاسألوه !!!‪......‬‬ ‫‪ooooo‬‬

‫العثماني يدعو إلنشاء جائزة لألدب‬ ‫األمازيغي‬ ‫العثماني الذي سبق وأن دعا خالل لقاء عربي بالمغرب‪،‬‬ ‫وهو وزير الخارجية‪ ،‬إلى حذف كلمة « العربي» من تعريف‬ ‫المغرب العربي‪ ،‬الذي وضعه بالقاهرة قائد ثورة الريف‬ ‫المباركة‪ ،‬األمير محمد عبد الكريم الخطابي‪ ،‬يدعو اليوم‪،‬‬ ‫وهو رئيس حكومة المغرب‪ ،‬التي يصفها «إخوته في اهلل‬ ‫والعقيدة السياسية « بحكومة اإلهانة»‪ ،‬إلى تخصيص جائزة‬ ‫لألدب األمازيغي‪ ،‬وكأن‪ ،‬في منظور العثماني أن األدب‬ ‫المغربي ال يشمل إال األدب المكتوب باللغة العربية‪.‬‬ ‫ولو أن دعوة العثماني الذي ال يخفي تعصبه ألمازيغيته‪،‬‬ ‫وهو على حق في ذلك‪ ،‬جاءت متأخرة بعض الوقت‪ ،‬خاصة‬ ‫بعد صدور الدستور الجديد الذي أقر بـ «رسمية» اللغات‬ ‫األمازيغية التي يسعون إلى «قولبتها» في لغة اعتبارية‬ ‫واحدة‪ ،‬تكتب بحرف التيفيناغ‪ .‬إال أننا نالحظ أن مجمل‬ ‫األدب األمازيغي‪ ،‬يكتب أصال ومنذ قرون باللغة العربية‪.‬‬ ‫وأن بين فطاحل األدب األمازيغي كالعالمة المختار السوسي‬ ‫صاحب رائعة المعسول‪ ،‬من كان يدون بعض إنتاجه األدبي‬ ‫باألمازيغية ولكن بالحرف العربي‪ .‬ولجوء األدباء األمازيغ إلى‬ ‫اللغة العربية وفي ما بعد إلى لغات المستعمرين الفرنسيس‬ ‫واإلسبان‪ ،‬إنما كان مرده لتحقيق انتشار واسع لهذا األدب‪،‬‬ ‫في الداخل والخارج‪.‬‬ ‫ال يمكـن إال أن نبتهـج إلنشـاء جائـزة المغـرب لألدب‬ ‫األمازيغي‪ ،‬واألدب الحساني واألدب اليهودي‪ ،‬ما دامت تلك‬ ‫اللغات لغات رسمية بالمغرب‪ ،‬وأن نهنئ رئيس الحكومة‬ ‫على مبادرته النيرة هذه‪ ،‬إال أننا نتمنى أن تكون هذه الجائزة‬ ‫لألدب األمازيغي المكتوب بإحدى اللغات األمازيغية داخل‬ ‫اللغة االعتبارية‪ ،‬وبحرف التيفيناغ‪ ،‬ليثبت انتماؤه إلى أدب‬ ‫تامازغا وفق تعريف األكاديمية البربرية المحدثة بباريس‬ ‫بدعم من أمازيغ الجزائر‪ ،‬في يونيه ‪.1966‬‬ ‫‪ooooo‬‬

‫من عهد الديناصورات‬ ‫كاريكاتور معبرة طلعت حديثا في جريدة األخبار تختزل‬ ‫حديثا بين رجل وزوجته وهما من الشعب الكادح‪ ،‬وبين‬ ‫رجل «ضخامة» مربوط إلى كرسي وأمامه ميكروفون على‬ ‫طاولة‪ ،‬وهو يسأل متهكما‪ ،‬إن كانت احتجاجات أهل الريف‬ ‫«نابعة من اإلحساس بالظلم والمهانة»‪ ،‬فيرد الزوج ‪ :‬الظلم‬ ‫الكبير واإلهانة العظمى هي أن تبقى «الصقا» على ذاك‬ ‫الكرسي من عهد الديناصورات» !‪....‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫الثالثاء ‪ 30‬مـاي �إلى ‪ 05‬يونيو ‪2017‬‬

‫العدد ‪891‬‬

‫في ضيافة الولي الصالح‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫‪...‬جرَتْ العادة كلما َّ‬ ‫حل شهر شعبان‪،‬‬ ‫ومن الموروثات في المجالس المغربية‪ ،‬على‬ ‫نحو عام تدعونا الرواية لالحتفال ب” شعْبانة “ ‪.‬‬ ‫وقد كانت تقام النزَهُ في شهر شعبان الستقبال‬ ‫شهر الصيام‪ ،‬وتوديع إحدى عشر شهرا من‬ ‫المآكل ‪ .‬رسمنا رحلتنا على الورق ‪.‬‬ ‫انطلق الزُوار من حاضـرة تطــاون العامرة‬ ‫‪ .‬استهونا طقـس معتــدل‪ ،‬تحت سماء صحوة‪ ،‬ال‬ ‫سحاب يعكــرُ صفوَها ويكهرب زرْقتها ‪ .‬كانت‬ ‫الشمس بازغة ‪ .‬التساقطات المطرية لهذه‬ ‫السنة بكميات مهمة أضفى على التضاريس‬ ‫االخضرار‪ ،‬مع الكتــل الهوائيـــة المتوازنة‪ ،‬تبعث‬ ‫منها نسيم غابــوي منعش ‪ .‬ميــاه مآلى على‬ ‫ضفاف سدِّ النخلة‪ ،‬تحــوم الطيور حوله لالرتواء‪.‬‬ ‫مياه األمطار رفعتْ من منسوبه‪ ،‬فأخذتْ األرض‬ ‫زخرفها وازيَّنتْ ‪ .‬وقد قطع الوفد مسافات من‬ ‫المنعرَجات الجبلية وكلها زرابي خضراء ونسائم‬ ‫فيحاء وبعض من البساط الغناء ‪ .‬الجالل الوحيد‬ ‫في هذا الكون لخالقه سبحانه ‪.‬‬ ‫كانـــت البدايــة من بيــت كـــــريـــم‬ ‫للخدمات‪ ،‬وعند وصولنا تهللتْ محايــا أهـل‬ ‫الدار ‪ .‬تناولنـا بعد استراحة وجيزة فطورا شهيا‬ ‫من الزبادي وهي تغازل الشهد‪ ،‬بينما الفطائر‬ ‫تنغمس فيهما‪ ،‬لننتهزَ بيضه البلدي المقلية‪،‬‬ ‫بخدود حمراء على استحياء وعائمٌ في زيت‬ ‫الزيتون‪ .‬الرغيف واألخباز تنصهــر في عسل‬ ‫يتبخترُ في األفواه‪ .‬ثمَّ دردشة مع الزيتــون‬ ‫َّ‬ ‫المُخلل‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫وكل ذلك يستجيب آلداب المائدة عند‬ ‫الطعام واألكل ‪ .‬على نغمات الطيور وهي تغرِّد‬ ‫فوق األغصان‪ ،‬بذبذبات موسيقية‪ ،‬لريــــاح‬ ‫ناعمة تراقص أوراق األشجار ‪.‬‬ ‫تلتها زيارة “ أركيولوجية “ تأريخية لقصر‬ ‫موالي اليزيد أو ما بقيَ منه من أطالل تحاكي‬ ‫الزمان وتحكي قصة فترة زمنية “النقالب“ األمير‬ ‫اليزيد على والده السلطان سيدي محمد بن‬ ‫عبد اهلل‪ ،‬حوالي سنة ‪1200‬للميالد؟‪َّ .‬‬ ‫حل موالي‬ ‫اليزيد فارا من والده إلى قبيلة بني عروس‪،‬‬ ‫واعتصم بضريح الولي الصالح موالي عبد‬ ‫السالم بن مشيش‪ “ .‬فانضمَّ إلى موالي اليزيد‬ ‫عبد الرحمان أشعاش‪ .‬وكان يزوِّد األمير ببعض‬ ‫بويع موالي اليزيد سلطانا‬ ‫ما يحتاج إليه ‪ .‬ولما ِ‬ ‫على المغرب بعد وفاة والده عام ‪1204‬للميالد‪،‬‬ ‫عين السلطان موالي اليزيد الحاج عبد الرحمان‬ ‫أشعاش قائدا على تطوان“‪( .‬كتاب أسرة أشعاش‬ ‫التطوانية لألستاذ عمر أشعاش ) ‪ .‬أطالل قصر‬ ‫وخرابة مهجورة إال من لوحة تعريفية على بابه‪.‬‬ ‫يحتضن بقية من غرَفٍ وآثار مسجد بمحراب‬ ‫دليل القبلة ‪ .‬له باب رئيسية في اتجاه الشرق‬ ‫على مقرُبة من المقصورة‪ ،‬وباب خلفية لعلها‬ ‫شُيِّدَتْ لحاالت اإلغاثة ‪ .‬كان األجدر واألولى‬ ‫ْ‬ ‫أن ينال هذا القصر حظه من العناية من طرف‬ ‫وزارة الثقافة‪ ،‬لتؤرِّخ لذاكرة زمانه‪ ،‬عوَض‬ ‫اإلهمال الذي أصابه ‪ .‬فلم يبق منه إال أسطورة‬ ‫خرافية ألهل سوس الذين انقضوا على كنوزه‬ ‫المطمورة ليغنموها ! ذات جولة لعين “القشور “‪،‬‬ ‫غزير المياه‪ ،‬شديدة البرودة‪ ،‬تتزحلق من صبنور‪،‬‬

‫يرتشف الزوار منها كالسكارى‪ ،‬ويتوضؤون طهرا‬ ‫واستعدادا لصالة الظهر ‪ .‬سخرَ الوفد زيارته إلى‬ ‫مقام الشهيد موالي عبد السالم بن مشيش ‪.‬‬ ‫بحضرته توجه الزوار إلى ضريح حفيد المولى‬ ‫إدريس ‪ .‬استحوذ على الزوار نوع من التقدير‬ ‫لهذا المقام الشريف‪ .‬غير َّ‬ ‫أن حول مرْقد القطب‬ ‫استوْقفتنا حالة من انعدام النظافة !‪ ...‬نسبه‬ ‫الشريف إلى رسول هلل – صلعم – فهو عبد‬ ‫السالم بن سليمان الملقب ب “ المشيش “‪،‬‬ ‫ووالدته لالالزهراء العمراني اإلدريسي وبن أبي‬ ‫بكر بن علي بن حُرْمة بن عيسى بن سالم‬ ‫بن مزوار بن علي حيدرَة بن محمد بن إدريس‬ ‫األزهر (دفين فاس ) بن إدريس األكبر ( دفين‬ ‫زرهون) ‪ .‬وهو العارف باهلل شيخ التصوف السني‬ ‫الشاذلي‪ ،‬نسبة إلى تلميذه الحسن الشاذلي ‪.‬‬ ‫فلم نشد الرحال إلى هنا بل كانت زيارة للولي‬ ‫الصالح الغوْت‪ ،‬الشريف الشهيد موالي عبد‬ ‫السالم بن مشيش ‪ .‬فخرجنا توّاً من نثرات حُلم‬ ‫‪ .‬انتهى بنا المطاف عند مسجد بجوار مرقده‬ ‫ألداء صالة الظهر جمعًا ‪ .‬عاد الزوار حينئذ من‬ ‫حيث أتوْا إلى دار الضيافة للراحة وتناول مأدبة‬ ‫الغذاء ‪ .‬جالسون على المطارف ومتكؤون على‬ ‫األرائك والبعض منا على الكراسي ‪ .‬استمتع‬ ‫الوافدون بجمال الطبيعة الخالبة واستنشاق‬ ‫الهواء النقي الخالص من ثاني أكسيد الكاربون‪،‬‬ ‫ألشجار الفلين والصنوبر والورود المتفتحة‪ ،‬مع‬ ‫الماء والهواء المنعش يغسالن أردان الروح‬ ‫بانصهار نبرات الحشائش وحفيف أصواتها عند‬ ‫تزاوُجها ببعضها ‪ .‬على موائد الطعام الشهي‪،‬‬ ‫الطيب الرائحة‪ ،‬كان ُّ‬ ‫كل أكيل جليس وليس‬ ‫ُّ‬ ‫كل جليس أكيال ‪ .‬احتوتْ المائدة لألصحاب‪،‬‬

‫ولكل وليمة أحكامها وآدابها عند الناس ‪.‬‬ ‫باإلشارة إلى مسمياتها ونعوتا لبعض المآكل‪،‬‬ ‫إحداها تنفرد باسم “ الكسكوس “‪ ،‬وقد كان‬ ‫مشفوعا بالخضروات على طرواتها من تربة‬ ‫القرية‪ ،‬فمحشوّاً بلحم المعز لتزدرده األفواه‪،‬‬ ‫ارتواءاً باللبن الطازج عن طريق رفع الكؤوس‬ ‫إليها‪ ،‬وهي تغازل الطعام‪ ،‬هنيئأ مريئأ‪ .‬وال لعِقَ‬ ‫أحدٌ ما علق من الطعام أو الدهن من أصابعه‬ ‫الستعمالهم المعالق ‪ .‬طرفة العين شاهدتْ‬ ‫تلقائيا أحداً منا‪ ،‬بملعقته من الصحن المُمَلعَق‬ ‫وهو يأخذ َغرْفة بأصابعه وقد استخدمهما معاً ‪.‬‬ ‫ولن تغيب “ البَيْصار“‪ ،‬األكلة المفضلة لهذه‬ ‫المنطقة الجبلية عن المائدة وهي طبق من‬ ‫تمايُز الوالئم البدوية‪ .‬وقد عُنيَ أيضا هذا الفن‬ ‫من الطبخ وحظيَ بعناية من المؤلفين بفوائد‬ ‫جمَّة ‪ .‬ومن منافع األغذية ودفع مضارِّها بتنوُّع‬ ‫المآكل ‪ .‬فالمنهى عنه هو إدخال الطعام على‬ ‫الطعام ‪ .‬ثمَّ المناخ المالئم له دور في المؤاكلة‬ ‫‪ .‬من أجل صيانة األبدان واألدهان ‪ .‬فحمداً لمنْ‬ ‫غذى مخلوقاته بمخلوقاته ‪.‬‬ ‫شِبَع‪ ،‬ندوة حول الولي الصالح‬ ‫أعقبتها عن ٍ‬ ‫موالي عبد السالم بن مشيش‪ ،‬حياته ومكانته‬ ‫العلمية وأنسابه الشريفة‪ ،‬وهو العالم الجليل‪،‬‬ ‫والقطب المنتسب إلى مقام اإلحسان‪ .‬وعن‬ ‫مشيخته في علم الباطن أي التصوف الشاذلي‬ ‫السني النتسابه إلى أحد مريديه‪ ،‬الحسن‬ ‫الشاذلي ‪ ...‬وخادم الناس سيدهم ‪ .‬بشرى‬ ‫لنا معشر اإلسالم بشهر المغفرة والرضوان ‪.‬‬ ‫والصالة السالم عليك ياقائد الغرِّ المحجلين‬ ‫–صلعم‪. -‬‬

‫“رونق المغرب” يؤطر ورشات في تقنيات الكتابة‬ ‫القصصية بزاكورة‬ ‫في إطار انفتاحه على الناشئة‪ ،‬واحتضان‬ ‫الطاقات المبدعة ومواكبتها وتتبع مسارها‬ ‫اإلبداعي‪ ،‬أشــرف “الراصد الوطنــي للنشـــر‬ ‫والقراءة” على تأطير ورشتين في تقنيات الكتابة‬ ‫القصصية لفائدة تالميذ المستويين التأهيلي‬ ‫واإلبتدائي‪ ،‬ضمـــن فعاليـــات “ملتقــى أحمد‬ ‫بوزفور الوطني السادس عشر للقصة القصيرة”‬ ‫بزاكورة‪ ،‬الذي نظمه “نادي الهامش القصصي”‬ ‫أيام ‪ 20 ،19 ،18‬ماي ‪.2017‬‬ ‫انطلقت الورشة األولى مساء يوم الجمعة‬ ‫‪ 19‬ماي ‪ 2017‬بثانوية المجد التأهيلية‪ ،‬لفائدة‬ ‫ثالثة وثالثين تلميذا وتلميذة‪ ،‬من تأطير‬ ‫القاص رشيد شباري (رونق المغرب)‪ ،‬حيث قام‬ ‫المؤطر بتقسيم الورشة إلى مرحلتين‪ :‬األولى‬ ‫ذات طابع نظري‪ ،‬تطرق فيها إلى مفهوم‬ ‫القصة‪ ،‬تعريفها‪ ،‬خصائصها وتقنيات كتابتها‪،‬‬ ‫والثانية ذات طابع تطبيقي اشتغل فيها على‬ ‫مقطع حكائي من “ألف ليلة وليلة”‪ ،‬ثم دعا‬ ‫التالميذ إلى اختيار أحداث وقضايا معينة من‬ ‫أجل نسج خطاطة سردية قبل تحويلها إلى‬ ‫نصوص قصصية‪ ،‬وقد خلصت الورشة إلى إنتاج‬ ‫مجموعة من النصوص القصصية ألقيت في‬ ‫اختتام فعاليات الورشة‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫وفي صبيحة يوم السبت ‪ 20‬ماي ‪،2017‬‬ ‫استضافت مؤسسة تفروت (م‪ .‬م بني أزولي‬ ‫– جماعة بني أزولي) ممثلي “الراصد الوطني‬ ‫للنشر والقراءة” لتأطير تسعة وعشرين تلميذا‬ ‫وتلميذة الذين جاءوا لالستفادة من ورشة في‬ ‫تقنيات الكتابة القصصية التي أطرها القاص‬ ‫رشيد شباري (رونق المغرب) استهلها بخلق حوار‬

‫مع التالميذ حول مفهوم القصة وخصائصها‬ ‫وتقنيات كتابتها‪ ،‬ما حقق تفاعـال مميزا من‬ ‫طرف التالميذ‪ ،‬ثم انتقل إلى الجانب التطبيقي‪،‬‬ ‫وقد أنتجت الورشة مجموعة من النصوص‬ ‫القصصية ألقيت بالتناوب على إيقاع التصفيقات‬ ‫المشجعة‪.‬‬ ‫فاطمة الزهراء المرابط‬

‫ف�سحة رم�ضانية‬ ‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬ ‫بمناسبة شهر رمضان المبارك‪ ،‬الشهر الذي أنزل فيه القرآن‪ ،‬شهر‬ ‫الصيام والعبادات‪ ،‬شهر التقوى والحسنات‪ ،‬ونظرا لما لهذا الشهر العظيم‬ ‫من مكرومات‪ ،‬ارتأينا التطرق طيلة هذا الشهر الكريم للحديث عن الخلفاء‬ ‫الراشدين‪ ،‬علما بأن العديد من األقالم ستتناول بالتفصيل ميزة هذا‬ ‫الشهر العظيم‪ ،‬الدينية منها واالجتماعية والصحية‪ ،‬مقرونة بطبيعة الحال‬ ‫بالحديث عن النبي العظيم سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬ ‫وخروجا عن المألوف سنحاول باختصار شديد الحديث عن الخلفاء‬ ‫الراشدين‪ ،‬والتذكير بدورهم في نشر وتثبيت الدين القوي‪ ،‬الدين‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬انطالقا من و”ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين‪ ”،‬في محاولة‬ ‫الستعراض شريط لألحداث ولو بشكل مقتضب‪ ،‬عن حياة وسيرة هؤالء‬ ‫الذين حملوا عبء الرسالة على عاتقهم بعد موت الرسول األعظم سيدنا‬ ‫محمد صلى اهلل عليه وسلم وعلى آله الكرام‪ ،‬وهو عصر النور والعدل‬ ‫والمساواة‪ ،‬فيه بدأت الفتوحات‪ ،‬وفيه انتقلت األمة العربية من طور‬ ‫البداوة‪ ،‬إلى طور العز والحضارة‪ .‬ذلك أن النبي (ص) انتقل إلى المأل‬ ‫األعلى‪ ،‬وترك وراءه كالما‪ ،‬واألمة العربية قوية باإليمان‪ ،‬فتولى أصحابه‬ ‫بعده مهمة قيادة األمة‪ ،‬ونشر راية اإلسالم في أقطار األرض‪ ،‬وقد تولى‬ ‫الخالفة أربعة من كبار الصحابة وهم أبوبكر وعمر وعثمان وعلي‪ ،‬امتاز‬ ‫عهدهم بالعدل واإلحسان‪ ،‬واتفقت األمة على تفضيلهم‪ ،‬ويبدأ هذا العصر‬ ‫من ‪ 11‬إلى ‪ 41‬هجرية‪.‬‬ ‫أول الخلفاء أبوبكر الصديق‪ ،‬امتدت خالفته من (‪ 11‬إلى ‪ )18‬هجرية‪ ،‬وهو عبد اهلل‬ ‫بن أبي قحافة‪ ،‬ولد قبل الرسول بعامين وأشهر‪ ،‬وكان يسمى قبل إسالمه بعبد الكعبة‪،‬‬ ‫وسماه الرسول (ص) بأبي بكر‪.‬‬ ‫كان أبوبكر في الجاهلية صاحب تجارة كبيرة‪ ،‬معظما عند قومه‪ ،‬عالما بأخبار‬ ‫العرب وأنسابهم‪ ،‬ولم يشرب خمرا في جاهليته‪ ،‬وال عبد وثنا من األوث��ان‪ .‬صحب‬ ‫الرسول (ص) منذ الجاهلية‪ ،‬فلما جاء اإلسالم كان أول من آمن به من الرجال‪ .‬وكنى‬ ‫بأبي بكر‪ ،‬ولقب بالصديق لمبادرته إلى اإليمان برسول اهلل والتصديق بكل ما جاء به‬ ‫من عند اهلل‪ ،‬وصاهره الرسول‪ ،‬فتزوج بنته عائشة‪.‬‬ ‫ونظرا للقيمة االجتماعية التي كان يتمتع بها أبوبكر أسلم على يده كثيررمن‬ ‫عظماء مكة الذين اعتز بهم اإلسالم‪ ،‬كعثمان بن عفان‪ ،‬والزبير بن العوام‪ ،‬وسعد بن‬ ‫أبي وقاص‪.‬‬ ‫وهو صاحب رسول اهلل في الغار‪ ،‬عندما كان مطاردا من قبل قريش‪ ،‬كما هاجر معه‬ ‫إلى المدينة‪ ،‬وتحمل مع رسول اهلل األهوال‪ ،‬والزم النبي طول حياته‪ ،‬وحضر معه جميع‬ ‫غزواته إلى أن توفي رسول اهلل الذي لم يوص بالخالفة ألحد‪ ،‬وعقب وفاة الرسول (ص)‬ ‫اجتمع الصحابة في سقيفة بني ساعدة بالمدينة المنورة‪ ،‬لينتخبوا رجال منهم يكون‬ ‫خليفة ألمير المؤمنين رسول اهلل (ص)‪ ،‬وقد اشتد الخالف بين المهاجرين واألنصار‪،‬‬ ‫ألن كل فريق يريد أن يكون الخليفة منه‪ ،‬فقام أبوبكر وخطب فيهم خطبة مؤثرة حيث‬ ‫قال ‪ “ :‬أيها الناس نحن المهاجرون أول الناس إسالماوأكرمهم أحسابا‪ ،‬وأوسطهم‬ ‫دارا‪ ،‬وأحسنهم وجوها‪ ،‬وأكثر الناس والدة في العرب‪ ،‬وأمسهم رحما برسول اهلل (ص)‬ ‫أسلمنا قبلكم‪ ،‬وقدمنا في القرآن عليكم‪ ،‬فقال تبارك وتعالى (‪ ...‬والسابقون األولون‬ ‫من المهاجرين واألنصار والذين اتبعوهم بإحسان)‪ ،‬فنحن المهاجرون‪ ،‬وأنتم األنصار‬ ‫إخواننا في الدين‪ ،‬وشركاؤنا في الفيء‪ ،‬وأنصارنا على العدو‪ ،‬آويتم وواسيتم‪ ،‬فجزاكم‬ ‫اهلل خيرا‪ ،‬فنحن األمراء وأنتم الوزراء‪ ،‬التدين العرب أوال لهذا الحي من قريش‪ ،‬فال‬ ‫تنفسوا على إخوانكم المهاجرين ما منحهم اهلل من فضله”‪.‬‬ ‫فهدأ القوم‪ ،‬وقام عمر بن الخطاب إلى أبي بكر وبايعه بالخالفة‪ ،‬فتابع الناس‬ ‫من بعده يبايعون‪ .‬وبذلك تمت البيعة بخالفة أبي بكر الصديق‪ ،‬وذلك في ربيع األول‬ ‫لسنة ‪ 11‬هجرية‪ .‬وكان أبوبكر في سياسته وأعماله حازما‪ ،‬شجاعا‪ ،‬شديد الغيرة على‬ ‫اإلسالم والمسلمين‪ ،‬ومن أهم أعماله العظيمة‪ ،‬إعداده لجيش المسلمين بقيادة‬ ‫أسامة بن زيد لغزو بعض القبائل العربية على حدود الشام‪ ،‬حيث قتل أبوه زيد بن‬ ‫حارثة‪ ،‬وأصحابه في غزوة (مؤتة)‪ ،‬ولكن الرسول توفي قبل خروج أسامة‪ ،‬فلما بويع‬ ‫أبوبكر بالخالفة كان أول عمل قام به هو‪ ،‬إرسال هذا الجيش إلتمام ما بدأه رسول اهلل‪،‬‬ ‫ولما علمت القبائل بوفاة رسول اهلل (ص) ارتد الكثير منها عن اإلسالم‪ ،‬وامتنعت عن‬ ‫دفع الزكاة للخليفة‪ ،‬وظهر فيها من ادعى النبوة كمسيلمة الكذاب‪ ،‬فاختار أبوبكر أحد‬ ‫عشر قائدا منهم خالد بن الوليد وجهزهم‪ ،‬ووجه كل واحد إلى ناحية‪ ،‬فحاربوا القبائل‬ ‫المرتدة حتى انتصروا عليها‪ ،‬وردوها إلى اإلسالم‪ ،‬قتل خاللها مسيلمة الكذاب‪ ،‬وبعض‬ ‫المتنبئين اآلخرين‪ ،‬والبعض منهم تاب ورجع إلى اإلسالم‪.‬‬ ‫ومن أعمال أبي بكر أيضا جمع القرآن الكريم في مصحف واحد‪ ،‬وقد كان قبل‬ ‫ذلك محفوظا في الصدور‪ ،‬ومكتوبا في اللحاف (حجارة بيضاء رقاق)‪ ،‬وكذلك في العظام‬ ‫المتفرقة‪ ،‬وذلك خوفا من الضياع بعد أن قتل في حروب الردة العديد من حفاظ القرآن‪،‬‬ ‫فخشي عمر بن الخطاب أن يضيع شيء منه فأسار على أبي بكر بجمعه‪ ،‬فأمر أبوبكر زيد‬ ‫ب‪ e‬ثابت وبعض الصحابة أن يجمعوه في مصحف واحد‪ ،‬فلما كتبوه أودع عند حفصة‬ ‫بنت عمر زوجة النبي (ص)‪.‬‬ ‫وقد هزم أبوبكر المرتدين كما أسلفنا‪ ،‬وأصبح أهل شبه الجزيرة العربية كلهم‬ ‫يدينون باإلسالم‪ ،‬فعزم على نشر الدعوةاإلسالمية في األقطار المجاورة لبالد العرب‪،‬‬ ‫فاختار القائد البطل خالد بن الوليد‪ ،‬وجهزه بجيش‪ ،‬وأرسله إلى العراق لمحاربة الفرس‪،‬‬ ‫كما اختار أباعبيدة الجراح‪ ،‬وعمر بن العاص‪ ،‬ويزيد بن أبي سفيان‪ ،‬وشرحبيل بن حسنة‬ ‫لقيادة جيوش الشام وفلسطين لمحاربة الروم‪ ،‬وقد استطاع العرب رغم قلة عددهم‪،‬‬ ‫وضعف أسلحتهم أن يقهروا هاتين القوتين الكبيرتين‪ ،‬بشجاعتهم‪ ،‬ورباطة جأشهم‪،‬‬ ‫وقوة إيمانهم‪ ،‬وفتحوا كثيرا من المقاطعات التابعة للفرس والروم‪ ،‬وكان ذلك بعد‬ ‫مرور سنة على خالفة أبوبكر‪.‬‬ ‫وكان أبوبكر قوي العزيمة‪ ،‬شجاعا عادال في رعيته‪ ،‬رقيق القلب‪ ،‬رحيما بالمومنين‪،‬‬ ‫يعيش عيشة الزهد والتقشف‪ ،‬رغم أنه كان ذا ثروة كبيرة أنفقها كلها في سبيل اهلل‬ ‫ونصرة الدين اإلسالمي‪ ،‬فقد كان المشركون يعذبون من أسلم من عبيدهم‪ ،‬يخرجون‬ ‫بهم إلى رمال الصحراء في حر الشمس‪ ،‬يلقون األحجار العظيمة على صدورهم‪ ،‬فيمر‬ ‫بهم أبوبكر‪ ،‬فيرق لحالهم‪ ،‬ويشتريهم من ماله الخاص‪ ،‬ويعتقهم في سبيل اهلل‪.‬‬ ‫وقد اشتهر أبوبكر أيضا بالرزانة والوقار‪ ،‬والتفقه في الدين‪ ،‬ونظرا لهذه األخالق‬ ‫السامية‪ ،‬استحق أن يكون أول خليفة لرسول اهلل (ص)‪.‬‬


‫العدد ‪891‬‬

‫روحة‬

‫أط‬

‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪ 30‬مـاي �إلى ‪ 05‬يونيو ‪2017‬‬

‫الحركة اللغوية بالصحراء المغربية‪:‬‬

‫مجاالتها وأساطينها‬

‫(‪)3/2‬‬

‫نوق�شت ب�آداب وجدة �أطروحة الطالب الباحث �سويدي‬ ‫متكليت‪ ،‬وهذا ملخ�ص عنها ‪:‬‬ ‫ولئن كانت هذه القضايا‪ ،‬أو باألحرى العناصر المختزلة‪ ،‬تستمد منها األطروحة مشروعيتها وأهميتها الدراسية‬ ‫والعلمية‪ .‬فإنها ال تخفي بالمقابل طبيعة االنتظارات واألهداف التي تنتصب أمام عينيها أو تتطلع إلى تحقيقها‪ ،‬والتي يمكن‬ ‫اختصارها فيما يلي‪:‬‬ ‫• أوال‪ :‬التأثيل والتأصيل لتاريخ النشاط اللغوي وحركته بالمنطقة‪ ،‬وبيان مراحله ومدارجه ومستوياته‪ ،‬وأهم مصادره‬ ‫والسياقات العلمية والثقافية التي أطرته وأثرت فيه بمختلف مناحي المجال المدروس‪ ،‬وتقديم لمع تسلط الضوء على مناطق‬ ‫العتمة فيه‪.‬‬ ‫• ثانيّا‪ :‬إبراز مساهمة علماء الصحراء المغربية في إغناء الدرس اللغوي العربي عموماً‪ ،‬والدرس اللغوي في شمال إفريقيا‬ ‫وبالد الغرب اإلسالمي على وجه التحديد‪ .‬وذلك من خالل استعراض جهودهم وتكشيف آثارهم والتعريف بها‪ ،‬بما من شأنه‬ ‫أن يلفت النظر إلى بعض مقومات خصائصها التصنيفية والمباحث اللغوية التي عنوا بها أو انصرفوا إلى االهتمام بها؛‬ ‫تدريساً ومدارسة‪ ،‬شرحاً ونظماً‪ ،‬تحقيقا وتأليفاً‪ ،‬اختصاراً واستدراكاً‪...‬‬ ‫• ثالثا‪ :‬بيان أشكال التأثير والتأثر ووجوه التثاقف والتواصل العلمي‪/‬اللغوي بين علماء المنطقة وأقرانهم من علماء‬ ‫العربية الجهابذة في شمال البالد (المغرب) وبالد المشرق العربي‪.‬‬ ‫• رابعا‪ :‬توثيق الذاكرة اللغوية المخطوطة بالمجال المدروس ّ‬ ‫لحث وتشجيع الباحثين والدارسين على االنصراف إليها‬ ‫والعناية بها‪ ،‬لتعميق البحث بشأنها‪ ،‬وتوسيع دائرة االستقصاء والتحري فيها‪ ،‬من أجل بناء صرح دراسي شامل يُلِمُّ بجوانب‬ ‫وسياقات الحركة اللغوية ونشاطها العلمي بالمنطقة كا ّفة‪.‬‬ ‫• خامسا‪ّ :‬‬ ‫تخطي الفراغ الدراسي والنقص الحاد المسجل بشأن البحث حول هذا الموضوع الذي ما يزال كثيرٌ من‬ ‫مضن ومضاعفٍ‪ ،‬ويستدعيه من‬ ‫جهد‬ ‫من‬ ‫يحتاجه‬ ‫ولما‬ ‫جمة‪،‬‬ ‫صعوبات‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫ينطوي‬ ‫لما‬ ‫فيه‬ ‫الخوض‬ ‫الباحثين يتحاشى‬ ‫ٍ‬ ‫تخصص وسعة اطالع كبيرين‪...‬‬ ‫ٍ‬ ‫بيد أن بلوغ هذه المرامي واألهداف العلمية الخمسة التي آثرت األطروحة السعي إليها جاهدة بما تنسى لصاحبها من‬ ‫في خوض غمارها مجموعة من اإلشكاالت‬ ‫معرفة متواضعة‪ ،‬كانت توقد وهج التوجُّس واالنشغال بها‪ ،‬ومن ثمة االنخراط ِ‬ ‫واألسئلة التي أرّقت الباحث طوال سنوات غير يسيرة من التأمل والتفكير‪ ،‬فوجهته إلى النبش في ذاكرة الحركة اللغوية‬ ‫للمجال المدروس وتراثها المخطوط؛ فليس معقولاً أن ال تكون لهذه المنطقة التي كانت طريقا رئيساً‪ ،‬وجسراً مهمّاً‬ ‫للتواصل بين شمال أفريقيا واألندلس من جهة‪ ،‬وبين البالد وأفريقيا جنوب الصحراء من جهة أخرى‪ ،‬وال يكون لها ولرجاالتها‬ ‫إسهامًا حقيقيًّا ومحمودًا في إرساء دعائم اللغة العربية وعلومها هناك‪.‬‬ ‫وعليه‪ ،‬كانت من بين تلك اإلشكاليات المعرفية المركبة التي تجاذبت عناصرها فضولنا المعرفي إزاء الموضوع‪ ،‬نسوقها‬ ‫اختزاال في األسئلة التالية‪:‬‬ ‫• كيف امتدت اللغة العربية إلى هذه الرقعة الجغرافية النائية من جنوب البالد؟ وما هي العوامل المساهمة في ذيوعها‬ ‫وانتشارها؟ وما مستويات ومدارج التعرب الذي شهدته المنطقة في هذا االتجاه؟‬ ‫• ما هي أبرز معالم ومظاهر نشاط الحركة اللغوية في هذا المجال تدريساً وتأليفاً‪ ،‬نظماً ونثراً؟‬ ‫• ما هي أهم المصادر والروافد التي تغذت عليها هذه الحركة؟ وكيف نمت وتطورت؟‬ ‫• ما أشهر األعالم واألساطين اللغوية المعروفة بمشاركتها في الدرس وحركة النشاط اللغوي بالمجال؟‬ ‫• ما هي أبرز التصانيف واآلثار والمؤلفات التي خلفها هؤالء األعالم؟ وفي أي مجال من المجاالت اللغوية المختلفة التي‬ ‫تندرج فيها أو يمكن أن تصنف ضمنها؟‬ ‫• ما هي مقومات وسمات وخصوصيات التأليف اللغوي عند علماء المنطقة‪ ،‬وأهم القضايا اللغوية التي استأثرت‬ ‫باهتمامهم؟‬ ‫لإلجابة عن هذه األسئلة وغيرها‪ ،‬اقتضت الضرورة المنهجية في معالجة هذا الموضوع وإشكاالته المعرفية المتعالقة‬ ‫أن نعمد فيه إلى تبني مقاربة تكاملية تشتمل على مجموعة من المناهج واالختيارات التي تَبدَّت لنا كفايتها اإلجرائية‬ ‫في إعداد هذه األطروحة‪ ،‬وأثبتت نجاعتها في الكشف عن األهداف المنتظرة من ورائها‪ ،‬حيث استثمرنا في هذه األطروحة‬ ‫معطيات المنهج التاريخي‪ ،‬وذلك في تتبع تاريخ وحركية النشاط اللغوي بالصحراء منذ بداية دخول اإلسالم وانتشار العربية‬ ‫والتّعرّب إلى بروز الدّرس اللغوي‪ ،‬ونشوء حركة نشاطه‪.‬‬ ‫ومن جانب آخر استرشدنا بالمنهجين الدياكروني (التعاقبي) والسانكروني (التزامني) كما هو مألوف في دراسة الظواهر‬ ‫اللغوية بصفة خاصة‪ ،‬عالوة على المنهجين الوصفي واالستقرائي لوصف واستقراء جميع مظاهر ومالمح نشاط الحركة‬ ‫اللغوية سوا ٌء من خالل استبيان مصادرها‪ ،‬وطرائق انتشارها (المحاظر‪ ،‬الرحالت)‪ ،‬والتعريف برجاالتها‪ ،‬وأساطينها‪ ،‬أو من‬ ‫خالل تكشيف أهم اإلسهامات والجهود واآلثار العلمية ألعالمها‪ .‬ثم ربط ذلك ك ّله بطبيعة المجتمع الصحراوي‪ ،‬وما تفرضه‬ ‫البيئة البدوية التي يستوطنها‪.‬‬ ‫كما عمدنا إلى الركون للمنهج البنيوي التحليلي في وصف الظاهرة المدروسة وتحليل مكوناتها ومتعلقاتها من العناصر‬ ‫والبنى‪ ،‬وذلك من خالل إيثار بناء منتظم ومتدرج في عرض المادة المعرفية المقدمة‪ ،‬فض ًال عن االستئناس بمجموعة من‬ ‫التقنيات كالخرائط والرسوم البيانية (الجداول واإلحصاءات)‪ ،‬واإلجراءات المساعدة كاالستمارات في اللقاءات واالستجوابات‬ ‫التي أجريناها –إبان التّحرّي– مع بعض المستجوبين حول موضوع االشتغال‪.‬‬ ‫أما من حيث الصعوبات التي اعترضتنا في هذا الموضوع‪ ،‬فإن ضرب أوتاد خيمة هذه األطروحة في فيافي وشعاب هذا‬ ‫المجال الدراسي الذي ارتاده صاحبها أو آثر الن َ‬ ‫َّ‬ ‫المُدَل ِل المُتاح‪ ،‬وال بالباعث على موفور االرتياح‪،‬‬ ‫ُّزُل به‪ ،‬لم يكن بالسبيل‬ ‫خاصة وأن الطرف الذي قصده كان مجدبا –كما أشرنا آنفا‪ -‬تنعدم فيه المرابع المغرية وفضاءات النجعة اآلسرة الجاذبة التي‬ ‫قد تتغذى عليها قطعان فضوله المعرفي‪ ،‬وتندر فيه النقط الحابلة بالماء‪ ،‬ومحطات التزود واالرتواء‪ ،‬التي قد تشجع باحثا مثله‬ ‫على المكوث أو االستقرار بها ما لم يكن من أهل المغامرة والمتعودين على حال البادية واإلصرار الشديد على ّ‬ ‫الطراب فيها‪.‬‬ ‫ومن أشد ما كابدناه من تلك الصعوبات –التي ال يعلم حجمها إال اهلل سبحانه وتعالى‪ -‬وواجهناها بتحمل شديد وصبر‬ ‫كبير نذكر ما يلي‪:‬‬ ‫• أوال‪ :‬اتساع دائرة المجال المدروس‪ ،‬والجهات التي امتد إليها تحرّي البحث داخل المغرب وخارجه‪ ،‬إذ أنه لم يكن سه ًال‬ ‫القيام بدراسة ميدانية مسحية تغطي نفوذ المجال الصحراوي بمناطقه الثالث (وادي نون‪ ،‬والساقية الحمراء‪ ،‬ووادي الذهب)‬ ‫واألحواز المصاقبة له من الجهة الشمالية بسوس ومراكش وغيرها‪ ...‬فضال عن البلدان المجاورة له من جهتي الجنوب‬ ‫والشرق كموريتانيا والسينغال ومالي والجزائر التي عانى في تنقله وترحاله إليها الباحث ‪-‬شهوراً وأسابيع‪ -‬عنا ًء كبيرا أثناء‬ ‫بحثه وتفتيشه في خزائن مكتباتها وخزاناتها العامة والخاصة‪.‬‬ ‫• ثانيّا‪ :‬طول الفترة الزمنية المشمولة بالدراسة (من الفتح اإلسالمي إلى القرن ‪14‬هـ) الذي جعل الباحث مضطرّاً‬ ‫في كل حين‪ -‬إلى االنفتاح على مختلف الجهود واآلثار –على تباين تخصصاتها‪ -‬التي تهم المنطقة في جانبها الجغرافي‬‫والتاريخي والسوسيولوجي واألنثربولوجي والعلمي والسياسي إلخ‪ ...‬القتناص ما يراه مفيداً لموضوعه أو لمبحث من مباحثه‬ ‫المتعددة‪ .‬ولم يكن ‪-‬في الحقيقة‪ -‬ضبط المجال وفصل القول فيه وإشكاالته على النحو الذي بسطناه في الحدّين العام‬ ‫والخاص تدقيقاً‪ ،‬وال رصد تاريخ الفتح اإلسالمي وانتشار العرب بالصحراء وتتبع كل ذلك بنوع من التفصيل كما بيّناه تحقيقاً‪،‬‬ ‫وال اإلحاطة بسياقات التعرُّب ومراحله وبيان روافد ومصادر اللغة العربية ومدارج حركة نشاطها وجرد أعالمها وذكر آثارهم‬ ‫ومقومات خصائصها التصنيفية (تتبُّعًا ورصدًا) لم يكن ُك ُّل ذلك باألمر اليسير السهل مطلقاً‪.‬‬ ‫• ثالثا‪ :‬إحجام بعض القيّمين على الخزانات عن التّعاون‪ ،‬وإنكارهم وحجبهم للذخائر المخطوطة التي يتحوّزونها أو‬ ‫تقعُ في ملكيتهم؛ إما باالمتناع ُك ِّليّاً عن اطالعنا عليها‪ ،‬أو بالتماطل والتسويف في االستجابة لحاجتنا ومطلوبنا منها‪ ،‬أو‬ ‫بالتوجسُّ من ذلك لسبب من األسباب غير المعلومة‪ ،‬أو تحت الوازع القبلي والحساسية المفرطة وما شاكل ذلك‪ ...‬إذ لم‬ ‫يكن سه ًال أن تفتح لك خزانة من تلك الخزانات الخاصة الفردية أو العائلية أو األهلية‪/‬القبلية‪ ،‬مما اضطرني في أحايين كثيرة‬ ‫إلى إضاعة الكثير من الوقت في القيام باتصاالت متعددة‪ ،‬ومعاودة الزيارات لمرات‪ ،‬والتّوسُّم ببعض أهل الفضل والمعونة‬ ‫واإلرشاد من الوسطاء وأهل النفوذ والوجهاء إلخ‪...‬‬

‫• رابعا‪ُّ :‬‬ ‫تعذر ُّ‬ ‫تصفح الكثير من اآلثار والمصنّفات الصحراوية المخطوطة نتيجة لما ألمَّ بها من ضرر وخرم واهتراء‬ ‫ٍ‬ ‫وسقط فظيع يحول دون المعرفة بصاحبها وناسخها‪ ،‬وبما ال يمكن للباحث أن يستفيد منه في تعزيز صرح هذه الدراسة‬ ‫المستقصية في مجال من مجاالتها المعرفية‪/‬اللغوية المختلفة‪ ،‬عالوة على تلك الصعوبات الناشئة أحياناً من إكراهات القراءة‬ ‫وطبيعة الخط‪ ،‬وتباين النسخ المتعددة للمخطوط الواحد إلخ‪...‬‬ ‫وفي المقابل من ذلك‪ ،‬فإن ثمة دراسات سابقة‪ّ ،‬‬ ‫تتمثل في بعض النتفُ من المقاالت والفقرات المتفرقة ألثر بعض‬ ‫العابرين ممن سبقونا المرور والنّزل بهذا الموضع الدراسي الذي قصدناه‪ ،‬إال أنها ال تشي بأنهم كانوا من أهل النجعة‬ ‫(التخصص) أو اإلقامة (النّزل) ممن ضربوا بالمكان‪/‬الموضوع مرابض خيام‪ .‬وإنما الحال أنها التفاتات يسيرة لبعض‬ ‫الموريتانيين خاصة والمختزلة التي ال تنذر بأن هذا المبحث –في شموليته‪ -‬قد استدرجهم معرفيا أو شكل لديهم اهتماماً‬ ‫خاصّاً من شأنه أن يعفينا من طرقه وتناوله على النحو الذي انصرفت إليه هذه األطروحة المتواضعة‪.‬‬ ‫فباستثناء بعض الشذور والقطوف المنتخبة في بعض الدراسات التي تهم الشعر واألدب ببالد شنقيط أو البيظان –التي‬ ‫ظلت الصحراء جزءاً منها حتى ظهور التقطيع الترابي‪/‬الطباشيري للدول‪ -‬التي لملمناها بصعوبة كبيرة جدا‪ ،‬ال نكاد نعثر من‬ ‫تلك الدراسات المتخصصة التي ألمعت النظر إلى الدرس اللغوي ونشاطه إال جهداً للباحث يحيى ولد البراء معنونا بـ «ألفية‬ ‫ابن مالك وأثرها في الحياة العلمية والثقافية في موريتانيا» صدر سنة ‪2014‬م عن مطبعة المنار بنواكشوط‪ ،‬ومقال للباحث‬ ‫إس َلم بن السبتي معنون بـ «المصادر اللغوية للثقافة الشنقيطية»‪ ،‬صدر في العدد األربعين من مجلة التعليم عام ‪2013‬م‬ ‫عن المركز التربوي الوطني بموريتانيا‪.‬‬ ‫وإذا كانت هذه الندرة في الدراسات واألبحاث المتخصصة حول هذا الموضوع لها بعض ما يسوغها‪ ،‬فإننا قد عانينا‬ ‫بموجبها عنا ًء شديداً جعلنا نشقُّ ‪-‬لسنوات غير قليلة‪ -‬مساراً طوي ًال من االستقصاء والتقصّي والتحرّي وغير ذلك في‬ ‫النظر واالطالع على مئات المظان اإلخبارية (مصادرا ومراجعا) من الناحية النظرية‪ ،‬وفي خوض عشرات الرحالت والزيارات‬ ‫واالستجوابات المختلفة من الناحية الميدانية‪ ،‬أم ًال في أن نرسي مشروعنا الدراسي لهذه األطروحة على نحو نتغلب فيه‬ ‫–بوجه من الوجوه‪ -‬على هذا الشح وقصوره بما من شأنه أن يمكننا من بلوغ مادتنا المعرفية لهذه الدراسة ومباحثها‬ ‫المتباينة وبما يجعلنا نستوفيها حق قدرها‪.‬‬ ‫وقد بنيت خيمة أطروحتي هاته –كما هو مألوف عند أهل ناحيتي تجاوزا‪ -‬على ثالث ركائز أساسية (ثالثة أبواب)‪،‬‬ ‫تتضمنها ستة فصول موزعة على اثنتي عشرة مبحثاً‪ ،‬يشدها «عصام» مقدمة تؤطر مداخلها المعرفية والمنهجية‪ ،‬و»اكفى»‬ ‫خاتمة تسوِّرُهَا بالدفء مجموعة من الخالصات والنتائج التي تتناغم في محصّلتها مع البناء العام لصرحها الذي لم أبخل‬ ‫أو أتهاون –على طول االشتغال‪ -‬في جزّ وبره وغزله كما ينبغي‪ ،‬وحتى نسجه على الوجه الذي بين أيديكم‪ ،‬فإن صلح العمل‬ ‫فمن توفيق اهلل أوال‪ ،‬ومثابرة صاحبه ثانيّا‪ ،‬وبفضل إرشاد وتوجيه أستاذي المشرف ثالثا‪ ،‬وإن لم يصلح فحسبه أن ينتفع من‬ ‫تهذيبكم وإرشادكم وما قد تتفضلون به في هذه المناقشة العلمية المباركة من توجيهات وانتقادات‪.‬‬ ‫فأولى هاته الركائز يمثلها الباب األول الذي وسمت عنوانه بـ «مجال الصحراء المغربية‪ :‬المقومات وبواكير الفتح‬ ‫واالنتشار العربي»‪ ،‬وقد جعلته على فصلين؛ خصصت األول لتحديد «اإلطار الجغرافي والبشري لمنطقة الصحراء المغربية»‪،‬‬ ‫حيث تحدّثت في المبحث األول منه عن «حدود اإلطار الجغرافي للمجال المدروس»‪ ،‬وتوصيفه من خالل التو ّقف المفصّل‬ ‫عند أهم التسميات واإلطالقات التي عرف بها خالل بعض القرون المختلفة في حدّيه الجغرافيين العام والخاص‪ ،‬فيما أوقفت‬ ‫المبحث الثاني على ذكر «اإلطار االجتماعي للمجال المدروس»‪ ،‬وذلك بتقديم لمحة عامة عن الخريطة البشرية لشعوبه‬ ‫وقبائله التي كانت تستوطنه قديماً وتنتشر فيه راهناً (السكان األولون والسكان الحاليون)‪.‬‬ ‫وأما الفصل الثاني منه‪ ،‬فقد أفردته لموضوع «الفتح اإلسالمي والمد العربي بالصحراء المغربية»‪ ،‬حيث وزعته على‬ ‫مبحثين اثنين‪ ،‬أوالهما «الفتوحات اإلسالمية بالمجال المدروس»‪ ،‬والذي عرَّجتُ فيه على أهم الحمالت التي شهدتها‬ ‫المنطقة ومراحلها ومساراتها منذ بواكير الفتح العقبي (التدفق الخارجي للدعوة) وحتى عهد المرابطين والموحدين (التدفق‬ ‫الداخلي للدعوة)‪ ،‬وثانيهما «الهجرات العربية بالمجال المدروس»‪ ،‬فتتبّعتُ فيه أهم الموجات وأصولها العرقية وأبرز منافذ‬ ‫تد ّفقها وانطالقها‪.‬‬ ‫ُّب إلى الحركة‬ ‫أما ثاني الركائز فيمثلها الباب الثاني المعنون بـ «العربية وانتشارها بالصحراء المغربية‪ :‬من التَّعر ِ‬ ‫اللغوية» والذي توزع على فصلين؛ حيث درجت في األول منهما إلى بيان سياقات «انتشار اللغة العربية ومدارج نهضة‬ ‫الحركة اللغوية بالصحراء المغربية»‪ ،‬وذلك من خالل مبحثين اثنين‪ ،‬انصب األول منهما على إبراز مراحل «التَّعَرُّبُ وانتشار‬ ‫اللغة العربية بالمجال المدروس»‪ ،‬وأهم العوامل التي ساهمت في تشجيع حركته وإذكائها‪ .‬والثاني على استجالء مسارب‬ ‫ومدارج «الحركة اللغوية بالمجال المدروس» منذ مرحلة التّعرف واالطالع على اللغة العربية المعيار وحتى مرحلة نهضة‬ ‫الدرس ونشاط الحركة حولها (العطاء واإلنتاجية)‪.‬‬ ‫فيما عمدت في الفصل الثاني إلى استكشاف «مصادر الحركة اللغوية بالصحراء المغربية»‪ ،‬واستشفافها من المظان‬ ‫اإلخبارية‪ ،‬وذلك من خالل مبحثين رئيسيين‪ :‬أوّلهما جرد «مصادر الدرس المعجمي والنحوي والصرفي بالمجال المدروس»‪،‬‬ ‫وثانيهما جرد «مصادر الدرس الصوتي وباقي علوم العربية األخرى بالمجال المدروس»‪.‬‬ ‫أما تالي الركائز الثالثة‪ ،‬فيجسدها الباب الثالث الموسوم بـ «الحركة اللغوية بالصحراء المغربية‪ :‬أساطينها ومجاالتها»‪،‬‬ ‫والذي تدرج على فصلين؛ أفردت األول منهما لـتراجم «أساطين الحركة اللغوية بالصحراء المغربية»‪ ،‬موزعاً إياه على مبحثين‬ ‫اثنين‪ :‬األول «أساطين اللغة المؤلفين»‪ ،‬حيث أوردت فيه تراجم األعالم الصحراوية المؤلفة‪ ،‬فترجمت لنسبها وسيرتها‬ ‫العلمية وأهم اآلثار اللغوية التي وقفت عليها لها‪ ،‬محدداً منها المخطوط (خ)‪ ،‬والمطبوع (ط)‪ ،‬والمرقون (ق)‪ ،‬والمفقود (ف)‪.‬‬ ‫والثاني «أساطين اللغة غير المؤلفين»‪ ،‬حيث انتخبت فيه عدداً من األعالم التي لم يعرف لها تأليف مذكور في اللغة –إما‬ ‫ألنها لم تؤلف أص ًال أو ألن آثارها ضاعت في ظروف غامضة– غير أنها ساهمت في حركة النشاط اللغوي بشكل من األشكال‬ ‫كتدريس اللغة‪ ،‬أو المشاركة في بعض علومها‪ ،‬أو المناظرة في مسائلها وقضاياها إلخ‪...‬‬ ‫أما الفصل الثاني‪ ،‬فقد جعلته عبارة عن «كشاف مجاالت التأليف اللغوي وخصوصياته ومميزاته بالصحراء المغربية»‪،‬‬ ‫حيث وزعته إجرائيّاً على مبحثين‪ :‬قدمت في األول منهما «كشافاً خاصّاً لمجاالت التأليف اللغوي بالمجال المدروس»‪،‬‬ ‫حيث بيّنتُ فيه حاصل المنجز الدراسي المحلي المخطوط منظوماً ومنثوراً‪ ،‬مصنّفاً إياه بحسب مجاالت علوم العربية‬ ‫(المؤلفات المعجمية‪ ،‬والمؤلفات الصوتية‪ ،‬والمؤلفات الصرفية‪ ،‬والمؤلفات النحوية إلخ‪ ...‬فيما أوقفت المبحث الثاني على‬ ‫بيان «خصوصيات التصنيف اللغوي ومميزاته بالمجال المدروس»‪ ،‬حيث حاولت فيه تقديم قراءة وتقييم عام لهاته الجهود‬ ‫أو اآلثار‪ ،‬وذلك من خالل طبيعة التصنيف وأسلوبه‪ ،‬ومقوماته الخاصة وميزاته‪ ،‬ومن حيث موضوعاته ومباحثه‪ ،‬وطبيعة‬ ‫روافده ونوعية مصادره‪.‬‬ ‫وفي األخير سَوَّرت ركائز الخيمة‪/‬الثالثة بـ «أَ ْك َفى» تَ ُل ُّفهَا من الخلف‪ ،‬تمثلها خاتمة عامة‪ ،‬استجمعت فيها أهم النتائج‬ ‫والخالصات التي توصلت إليها بشأن الموضوع‪ ،‬ثم ذيّلتها في النهاية بإثبات لالئحة المصادر والمراجع التي اعتمدتها‬ ‫أو تزوّدت منها في بناء هذه الدراسة‪ ،‬معززاً إياها بسلسلة من الفهارس؛ أوالها فهرس الموضوعات (المحتويات)‪ ،‬فيما‬ ‫تهم األخرى فهارس فنية تتعلق بكل من فهرس األعالم‪ ،‬والمجموعات البشرية‪ ،‬واألماكن والمواضع الجغرافية‪ ،‬واألشعار‪،‬‬ ‫واألراجيز‪ ،‬واللهجات واللغات واأللسنة‪ ،‬واألديان والمذاهب والفرق‪ ،‬والحروب والحوادث والمعارك‪ ،‬والمدارس والزوايا‬ ‫والمحاظر‪ ،‬والخزانات والمكتبات‪ ،‬والكتب والمصادر الواردة في البحث‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ومشقة محفوفة‬ ‫وهكذا‪ ،‬وعلى الرغم مما اكتنف بناء وإنجاز «كائن» هذه األطروحة من وعورة في المسالك‪،‬‬ ‫ ‬ ‫بالمهالك‪ ،‬وما شغلته من عديدِ السَّنوات والجهد‪ ،‬وطِوال َّ‬ ‫الليالي والوُكد‪ ،‬فقد كان ارتياد موضوعها ارتياداً وبحثاً استثنائيّاً‪،‬‬ ‫الطرافة ومتعة االستطالع‪ ،‬وفضول التحرّي واالستكشاف‪ ،‬ركبت فيه جناح المخاطرة‪ ،‬ومطيَّة المغامرة‪ ،‬سالكاً‬ ‫ال يخلو من َّ‬ ‫مجاهله الموحشة الطويلة‪ ،‬مُسوِّداً بياضاته الماحقة‪ ،‬مُتزوِّداً –على حال المألوفِ في عُرفِ الرّيَّادِين (الرّياديين)–‬ ‫بقناعة عقد التَّصميم واإلصرار‪ ،‬وإرادة العزم واالنتصار‪ِّ ،‬‬ ‫وخالص الصَّبر‪ ،‬متأبِّطاً بأمهات المصادر والمراجع‬ ‫مُتجلداً باإليمان‬ ‫ِ‬ ‫في بابه‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪891‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪ 30‬مـاي �إلى ‪ 05‬يونيو ‪2017‬‬

‫ م�صطفى البقايل الطاهري‬‫نحن حينما نتحدث عن رموز الشيعة‪ ،‬ال نسبهم وال نقذفهم وال ولن نمس بتلك الرموز بل إننا‬ ‫نعتبر رموزهم رموزنا ابتدا ًءا من الفاضلة السيدة فاطمة الزهراء ابنة رسول اهلل صلى اهلل عليه وعلى‬ ‫آله‪ ،‬التي ال يمكن إال أن ننحني لها إجالال وتوقيرا وتعظيما وال نسمح ألنفسنا بارتكاب خطأ في حقها‬ ‫أو في حق زوجها اإلمام علي رضي اهلل عنه‪ ..‬ال يجدون أبدا في عصرنا الحالي من ينال من هذا الخليفة‬ ‫الراشد‪ ،‬المجاهد العادل‪ ،‬الشهيد‪ ،‬بل نحن دأبنا على احترام أئمتهم منذ كانوا إلى أن قامت الثورة‬ ‫في إيران ونجحت واعتبرها المسلمون ثورتهم واستقبلوا الثوار باألحضان ألنهم يعتبرون انتصارهم‬ ‫انتصارا لهم‪ ،‬وأيضا لما لقن حزب اهلل الصهاينة معنى الصمود والتـحـدي واالنتصار كانت الشعوب‬ ‫اإلسالمية من المحيط إلى المحيط منتشية فرحة بذلك‪ ..‬إنهم حينما يحاصرون يشعرون وكأنهم هم‬ ‫المحاصرون ألنهم يعدونهم جزءا ال يتجزأ من األمة اإلسالمية العظيمة ‪..‬‬ ‫لكن في المقابل عوض أن نواجه بنفس االحترام والتقدير يعمل البعض منهم على المساس‬ ‫برموزنـا ويقولـون أقـواال ال يقولهـا ذو حياء وإيمان في حق ‪:‬‬ ‫ أمنا عائشة رضي اهلل عنها وفي حق أبيها أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي اهلل عنهما‪،‬‬‫فسيدتنا عائشة هي زوجة رسول اهلل (ص) ومحبوبته وأم المؤمنين العالمة المفتية الزاهدة‪ ،‬الصوامة‪،‬‬ ‫الطاهرة‪ ،‬البريئة‪ ،‬بشهادة القرآن الكريم إذ يقول ‪�« :‬إن الذين جاءوا بالإفك ع�صبة منكم ال‬ ‫حت�سبوه �رشا لكم بل هو خري لكم»‪.‬‬ ‫و يقول أيضا ‪:‬‬ ‫«�إن الذين يحبون �أن ت�شيع الفاح�شة يف الذين �آمنوا لهم عذاب �أليم »‪.‬‬ ‫«والذي تولى كربه منهم له عذاب عظيم»‪.‬‬ ‫«يعظكم �أن تعودوا ملثله �أبدا �إن كنتم م�ؤمنني»‪.‬‬ ‫قيل لرسول اهلل ( ص ) أي الناس أحب إليك قال عائشة ‪ ..‬وعدد آخرين‪ ،‬وقال البنته فاطمة ( ض )‬ ‫«ألست تحبين ما أحب‪ ،‬قالت بلى‪ ،‬قال فأحبي هذه‪ ،‬يعني عائشة (ض)» وهذا األمر ظاهره الوجوب أي‬ ‫محبتها ال قذفها كما يفعل بعض المتطرفين من الشيعة الذين تجاوزوا كالم اهلل وكالم الرسول ورموا‬ ‫بأنفسهم في وطيس التفرقة وخدمة أعداء اإلسالم‪ ،‬ألن هؤالء المتطرفين يعتبرون طابورا خامسا ضد‬ ‫اإلسالم والمسلمين يهدف إلى المواجهة المذهبية والتفرقة والتشتيت‪ ،‬كيف سمح هذا الطابور لنفسه‬ ‫بالطعن في زوجة الرسول وقد تمرض في بيتها ومات‬ ‫وهو في حضنها ودفن بمنزلها ‪ ..‬إن الطعن فيها‬ ‫طعن في رسولنا وقرآننا وهذا كفر واضح وبين ولكننا‬ ‫لن نكفر أحدا بل نطلب لهم الهداية ‪..‬‬ ‫هؤالء لم يقفوا عند حد أمنا عائشة بل تعدوه‬ ‫إلى أبيها أبي بكر الصديق طاعنين فيه بأقبح األقوال‬ ‫ناسين أنه صهر الرسول وخليفته من بعده‪ ،‬وهو من‬ ‫المبشرين بالجنة‪ ،‬وكان من أبطال الهجرة‪ ،‬ذكره‬ ‫القرآن إذ يقول ‪:‬‬ ‫«�إذ هما يف الغار �إذ يقول ل�صاحبه ال حتزن‬ ‫�إن اهلل معنا» ‪..‬‬ ‫سماه الرسول بالصديق وقد قال في حقه‪ « :‬لو‬ ‫كنت متخذا خليال التخذت أبا بكر خليال»‪.‬‬ ‫سأل عمرو بن العاص الرسول (ص) أي الناس‬ ‫أحب إليك قال ‪ :‬عائشة‪ ،‬ومن الرجال قال أبوها‪ ،‬ثم‬ ‫من ؟ قال عمر‪ ،‬فعد رجاال‪..‬‬ ‫كان يلقب في الجاهلية ب «عالم قريش» ألنه‬ ‫كان يحرم الخمر على نفسه ويمتنع من السجود‬ ‫لألوثان وكان يلقب أيضا باألواه لخشية اهلل ورأفته‬ ‫وبهذه الروح لعب دورا في تحرير العبيد وكان منهم سيدنا بالل ( ض ) ‪.‬‬ ‫لما وصل الرسول للمدينة المنورة آخى بينه وبين عمر بن الخطاب‪ ،‬وهذه إشارة ذات داللة‪..‬‬ ‫جاءت امرأة إلى رسول اهلل (ص) وقالت إذا رجعت مرة أخرى ولم أجدك ( وتعني الموت ) قال ‪ :‬إذا‬ ‫جئت ولم تجديني فآتي أبا بكر « ولم يقل شخصا آخر »‪..‬‬ ‫قال الرسول لعائشة (ض) ‪ :‬ادعي لي أبا بكر أباك وأخاك حتى أكتب كتابا فإني أخاف أن يتمنى‬ ‫ممتن ويقول قائل ‪ :‬أنا أولى ويأبى اهلل والمؤمنون إال أبا بكر ‪..‬‬ ‫و في هذا السياق أوصى الرسول (ص) بدفع الصدقات بعده ألبي بكر وفعال لما مات النبي حارب أبو‬ ‫بكر الذين امتنعوا من دفع الزكوات ( الصدقات ) ‪..‬‬ ‫هو الذي اختصه الرسول ليصلي بالناس نيابة عنه ولما بويع خليفة لرسول اهلل عن طريق الشورى‬ ‫قال ‪ « :‬إني وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني »‪.‬‬ ‫هذا هو أبو بكر الذي تطعن فيه وفي ابنته عائشة ( ض ) إحدى القنوات وتضم إليهما عمر بن‬ ‫الخطاب (ض) أمير المؤمنين الخليفة الراشد الملقب بالفاروق هم يقدحون فيه ويقذفونه ويسبونه‬ ‫وبكل وقاحة وسوء تربية وسوء خلق وانعدام اإليمان‪ ،‬ويأبى الدكتور مايكل ‪ .‬هـ ‪ .‬هارت صاحب كتاب‬ ‫«العظماء مائة» إال أن يجعل أول العظماء محمدا الرسول القائد ويأتي باسم عمر بن الخطاب في‬ ‫المرتبة ‪ 53‬كعبقري وكشخصية مميزة وذات تأثير في التاريخ البشري ‪ ..‬وقد قال الرسول في حقه ‪« :‬لم‬ ‫أر عبقريا يفري فريه» وكان يقول له يا أخي‪ ..‬وبسبب سمو أخالقه كان أبو بكر يقول ‪« :‬إن مبغضيه‬ ‫هم مبغضون للخير»‪.‬‬ ‫لقد كان مثاال للعدل والذكاء والعبقرية‪ ،‬فلم يكن يعيش في مستوى متميز بدليل أنه لما كان‬ ‫يزوره رسل الملوك كانوا يجدونه نائما على األرض وكان إذا سافر مع خادمه كان يعيش متساويا معه‬ ‫في المأكل والمشرب والمركب والكساء ‪ ..‬لم يكن يحابي عائلته وال الوالة تطبيقا لإلسالم المحمدي‪،‬‬ ‫«بل إن هناك آيات قرآنية نزلت وفق رؤية عمر ‪ :‬فيما يخص مقام إبراهيم وآيات الحجاب ‪ ..‬آيات األسرى‬ ‫في غزوة بدر ‪..‬‬ ‫إضافة إلى كل هذا فهو الذي أطاح بكسرى وانتصر على قيصر وفتح القدس ‪..‬‬ ‫هذه نتف فقط من سيرة الذين يعمل بعض المتطرفين من الشيعــة على قذفهـم واإلساءة إليهم‬ ‫رغم تلك المناقب وتلك المواصفات وتلك األخالق السامية ‪..‬‬

‫إنهم يكذبون هذه الحقائق وال يصدقون سوى بما ورد في كتب مثل الكافي المملوء بالخرافات‬ ‫واألكاذيب على اإلمام الصادق أبي عبد اهلل (ض) من أجل أن يصدقهم الغير‪ ،‬ولكن هذا الغير ولو أنه‬ ‫منهم مثل ‪ :‬العالمة الشيخ الداعية الشيعي ‪ :‬علي األمين والعالمة الشيخ محمد حسين فضل اهلل‪ ،‬بدؤوا‬ ‫ينتفضون ضد تلك الخرافات واالنحرافات التي إن بقيت ستعمل على محق مذهب اإلمام جعفر الصادق‬ ‫الذي كان صادقا ولم ينبس في حياته بما يمس برموز اإلسالم‪ ..‬لذا كان دائما محبوبا ومقبوال وعظيما‪،‬‬ ‫وال ننسى أنه كان أستاذا لإلمام أبي حنيفة ‪..‬‬ ‫إن كتاب « الكافي» مملوء بالرواية عن أبي عبد اهلل أي جعفر الصادق ( ض ) وأبو عبد اهلل ال يمكن‬ ‫أن يخوض في تلك الترهات‪ ،‬ومن يكذب هذا عليه أن يقرأ كتاب « الكافي »‪.‬‬ ‫على المتطرفين الشيعة أن يعلموا أن اإلسالم أخالق وانضباط وأن محمدا بعث ليتمم مكارم‬ ‫األخالق وليعلموا أيضا أن القذف والسب محرم قطعا شرعا وقانونا بالنسبة لإلنسان العادي وباألحرى‬ ‫بالنسبة لرموزنا أمثال عائشة وأبو بكر وعمر ‪..‬‬ ‫يقول القرآن الكريم ‪�« :‬إذا جاءكم فا�سق بنب�أ فتبينوا‪..» ...‬‬ ‫و يقول أيضا ‪« :‬إن الذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة وال‬ ‫تقبلوا لهم شهادة أبدا وأوالئك هم الفاسقون»‪.‬‬ ‫و يقول أيضا ‪ « :‬يا �أيها الذين �آمنوا اجتنبوا كثريا من الظن �إن بع�ض الظن �إثم وال‬ ‫جت�س�سوا وال يغتب بع�ضكم بع�ضا �أيحب �أحدكم �أن ي�أكل حلم �أخيه ميتا فكرهتموه»‬ ‫(الحجرات )‪.‬‬ ‫رغم ما سبق ورغم أن اإلمام علي رضي اهلل عنه كان له أوالد سماهم بأبي بكر وعمر وعثمان‪ ،‬ورغم‬ ‫أن عمر كان متزوجا بأم كلثوم ابنة علي‪ ،‬ورغم شهادة علي لما مات أبو بكر مخاطبا إياه ‪ « :‬كنت أول‬ ‫القوم إسالما وأكملهم إيمانا وأخوفهم هلل وأشدهم يقينا وأعظمهم عناء وأحوطهم على رسول اهلل‬ ‫( ص) وأحسنهم صحبة وأفضلهم مناقب وأشبههم برسول اهلل (ص ) هديا وخلقا وسمتا وفعال ‪.» ..‬‬ ‫و رغم أن عليا لم يثبت عنه أنه قذف في عائشة أو في أبيها أو في عمر ألن خلق اإلمام كان خلق‬ ‫المسلم الثابت الزاهد في الدنيا وفي الحكم‪ ..‬كان مؤمنا بالقضاء والقدر‪ ،‬كانت عالقته بأبي بكر عالقة‬ ‫مؤمن بمؤمن وصادق بصادق‪ ،‬وقد قال بصدد البيعة ‪« :‬وإنا نرى أبا بكر أحق الناس بها بعد رسول‬ ‫اهلل (ص) إنه لصاحب الغار وثاني اثنين وإنا لنعلم‬ ‫بشرفه وكبره ولقد أمره رسول اهلل بالصالة بالناس‬ ‫وهو حي»‪..‬‬ ‫أال يكفيهم أن عليا رضي اهلل عنه تعامل مع أم‬ ‫المؤمنين عائشة ( ض ) في واقعة الجمل بعد الهزيمة‬ ‫تعامل األولياء الصالحين بصفتها أم المؤمنين إذ‬ ‫تكفل بتكريمها وإرجاعها للمدينة المنورة صحبة‬ ‫بعــض نســاء الكوفـة معززة مكرمة‪..‬‬ ‫رغم هذه الحيثيات ورغم طول المدة‪ ،‬ما زلنا‬ ‫نرى البعض يطل علينا من بعض الفضائيات يسب‬ ‫ويلعن ويقـــذف في أمنــا عائشة وأبي بكر وعمر بن‬ ‫الخطاب رضي اهلل عنهم رغم أن الظروف تغيرت‪..‬‬ ‫إنهم يتكلمون وكأنهم في حملة انتخابية وكأن‬ ‫عائشة وأباها وعمر يتجولون في العراق مرشحون‬ ‫لمناصب يزاحمون عليا وهم يحاولون مناصرة‬ ‫علي للفوز بالمنصب المنشود عندهم وهو الخالفة‬ ‫المبكرة علما أن عليا كان زاهدا مؤمنا صالحا وسبق‬ ‫له أن بايع أبا بكر وعمر ولم يواجههما قط في حياته‬ ‫بل كان مساندا لهما ومعضدا ولم ينبس بكلمة‬ ‫حول توليه الحكم في عهدهما‪ ..‬الخالف كان بينه‬ ‫وبين معاوية وليس مع أبي بكر وعمر‪ ،‬معاوية هو الذي تسلط على الحكم بدون شورى وهو عوض‬ ‫أن يتبع المنهج اإلسالمي الراشدي في الحكم اختار مسار كسرى وقيصر وقضى على الخط الراشدي‬ ‫اإلسالمي ‪..‬‬ ‫إن ما يقوم به هؤالء هو محض افتراء وتخريب لألمـة اإلسالمية العظيمة وهو لن يؤدي إال إلى‬ ‫التفـرقــة بين المسلمين وتهديـم الثقـة في جوهر اإلسالم‪ ،‬يضحكون علينا خصومه وخاصة الغـــرب‬ ‫الصليبي المنافــق الذي يريدنا دائما ممزقين متخلفين منهوبين مغفلين مستلبين‪..‬‬ ‫إذا اختار متطرفوهم هذا الدرب فنحن نختار طريق اإليمان باهلل ورسوله وأهل بيته وخلفائه‬ ‫الراشدين وأئمتهم وأئمتنا ولن نذكر أحدا بسوء‪ ،‬شيء واحد ال نقبله أبدا أبدا أبدا من متطرفيكم هو‬ ‫النيل من أمنا عائشة رضي اهلل عنها وخليفة رسول اهلل أبي بكر وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب‪ ،‬هذه‬ ‫الرموز الفاعلة المجاهدة الطاهرة لو أنهم فعال يعملون على وحدة المسلمين ووحدة المذاهب لحاولوا‬ ‫منع متطرفيهم من المساس بمشاعرنا ‪..‬‬ ‫إننا في إمكاننا كتحدي أن نسب ونطعن ونقذف في جميع رموزهم ونخلق مجامع ونتلفظ بأقبح‬ ‫األقوال فوق المنابر وفي كل مكان ‪ ..‬الخ‪ ،‬لكننا لن نفعل ولن نفعل خدمة لهذا الدين ورفقا بالمسلمين‬ ‫ألن السب واللعن والقذف وتكفير المسلمين ال ينم إال عن الجهل وانعدام األخالق وانعدام اإليمان‬ ‫باهلل ورسوله ‪..‬‬ ‫إن العدو الوحيد الذي يجب أن نواجهه متحدين هو اإلمبريالية األمريكية الغربية الصهيونية‬ ‫الفرنكفـونيــة‪ ،‬هذه التي تريد السيطرة علينا وعلى كياننا وتدمير هويتنا وديننا ومستقبلنا ‪..‬‬ ‫لذا‪ ،‬تكون الوحدة بيننا ضرورة ملحة بعيدا عن التشنج المذهبي نابذين كل ما يفرق بيننا من أجل‬ ‫وحدة أمة عظيمة ذات رسالة خالدة ‪..‬‬ ‫إن المؤتمرات األخيرة للدول اإلسالمية بحضور ترامب الصهيوني تدل داللة واضحة أن هناك‬ ‫خطة لضرب المسلمين بعضهم ببعض وإنهاكهم وابتزازهم لتبقى إسرائيل وأمريكا الرابحين وتبقى‬ ‫األمة اإلسالمية هي الخاسرة والمهانة‪ ،‬وإذا استمر األمر كذلك فسلموا على فلسطين والقدس‪ ،‬وليعتبر‬ ‫العرب والمسلمون أنفسهم وقتذاك عبارة عن أتباع مستعبدين ال يملكون بصيصا من الحرية وقد‬ ‫استولى الغرب المنافق على كل ثرواتهم وتركهم يتسولون ويتوسلون بدون كرامة ‪.‬‬ ‫لذا‪ ،‬كانت الوحدة ضرورة ملحة ‪.‬‬


‫العدد ‪891‬‬

‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪ 30‬مـاي �إلى ‪ 05‬يونيو ‪2017‬‬

‫الفقيه أحمد بوزيد الحمراوي‬ ‫وخلوة علي بن حرزهم بأنجرة‪:‬‬ ‫عرض ونقد (‪)2/2‬‬

‫وأبو الحسن ابن خِيار(ت‪628‬هـ) [تلميذ الشيخ علي بن حرزهم]‪،‬‬ ‫ترجم له ابن األبار في التكملة‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫(ثابت بن محمد بن يوسف بن خيار الكالعي‪ ،‬من أهل لبلة‪،‬‬ ‫ونزل جيان‪ ..‬أخذ القراءات عن أبي العباس أحمد بن نوّار‪ ،‬وحمل‬ ‫عنه تواليف أبي عمرو المقرئ‪ ،‬وسمع بقرطبة‪ :‬ابن بشكوال‪ ،‬وأبا‬ ‫بكر القشاشي‪ ،‬وأبا عبداهلل بن حفص‪ ،‬وأبا إسحاق المعروف بكوزان‪،‬‬ ‫وأبا خالد بن رفاعة‪ ،‬لقيه بها وأجاز له‪ ،‬ولقي بإشبيلية‪ :‬أبا بكر بن‬ ‫بيبش قاضي شاطبة‪ ،‬وأبا بكر بن خطاب‪ ،‬وقرأ كتاب سيبويه على‬ ‫أبي عبداهلل بن مالك الميرتُلي‪ ،‬وبغرناطة أبا الحسن بن كوثر محمد‬ ‫عنه جامع الترمذي وغيره‪ ،‬وبوادي آش‪ :‬أبا إتمام العوفي‪ ،‬وأجاز له أبو‬ ‫طاهر السلفي‪ ،‬وأبو جعفر بن حسان ما رواه عن شيوخه البغداديين‬ ‫وغيرهم‪.)1()..‬‬ ‫والمالحظ أنّه ذكر إشبيلية ولم يُعَرِّج على علي بن حرزهم‬ ‫الذي قال في ترجمته أنه وجد بخط ابن خيار تاريخ تحمّله عنه في‬ ‫إشبيلية‪ .‬ويعتذر عنه بأنه لم يقف على ّ‬ ‫خط ابن خيار في تحمله عن‬ ‫علي بن حرزهم إال بآخرة‪ ،‬أي بعد كتابة ترجمته‪ ،‬ولم يتسنّ له‬ ‫إدراجها أو االستدراك عليها‪ .‬وهذا احتمال وارد عالوة على النسيان‬ ‫وعدم االستحضار أثناء صياغة الترجمة‪.‬‬ ‫وكذلك فعل كل من ترجم البن خيار‪ ،‬مثل تلميذه أبي الحسين‬ ‫علي بن محمد الرُّعَيْني اإلشبيلي(ت‪666‬هـ) في برنامج شيوخه‪،‬‬ ‫وعذره في ذلك ما صرّح بها قائال‪( :‬أجاز لي جميع ما يحمله‪ ،‬ولم‬ ‫يسمّ لي أحدا من شيوخه)(‪.)2‬‬ ‫وأمّا الدكتور رشيد العفاقي فيقول في كتابه تاريخ المجاز‪( :‬والذي‬ ‫أراه هو أن من كان يأتي إلى موضع المزارة من بالد أنجرة‪ ،‬ويقيم‬ ‫فيه مدة‪ ،‬ثمّ يجوز البحر إلى األندلس من مرسى قصر المجاز هو‪:‬‬ ‫حفيد أبي الحسن بن حرزهم المذكور ‪ ..‬المترجم عند ابن األبار في‬ ‫التكملة ‪.)3()..‬‬ ‫قلت‪ :‬هذا الكالم يعوزه التحقيق والجدة‪ ،‬ألنه ظن مبني على‬ ‫فراغ‪ ،‬وذلك ّ‬ ‫أن ابن األبار ترجم ألبي الحسن علي بن‬ ‫حرزهم‪ ،‬كما تقدّم‪ .‬ولم يترجم لحفيده‪ ،‬بدليل سياق‬ ‫كالمه‪:‬‬ ‫(علي بن حرزهم منسوب إلى جدّه)‪ .‬الهاء تعود‬ ‫على (حرزهم)‪ .‬وتصريحه ب (منسوب) إشارة منه إلى‬ ‫جدّه ال أبيه‪ .‬على اعتبار أنه الجد األعلى لعلي‪ .‬ويشهد‬ ‫له نسبه‪ :‬علي بن إسماعيل بن محمد بن عبداهلل ابن‬ ‫حرزهم‪.‬‬ ‫وهذا الفهم هو الذي فهمه أحمد بابا التنبكتي‪،‬‬ ‫ومحمد بن جعفر الكتاني‪ ،‬عندما نقال كالم ابن األبار‬ ‫ضمن ترجمة أب��ي الحسن علي بن إسماعيل ابن‬ ‫حرزهم(‪ .)4‬وهو الذي سار عليه الدكتوران عبدالسالم‬ ‫الهراس وبشار عواد معروف(‪ .)5‬لذلك فتوهيم األخيرين‬ ‫غير سائغ‪.‬‬ ‫هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى لو قصد ابن األبار‬ ‫الحفيد لقال‪ :‬حفيد علي ‪ ...‬كما فعل في تراجم أخرى‬ ‫من التكملة‪.‬‬ ‫ثم هذا الحفيد لِمَ ينفرد بترجمته ابن األبار في التكملة ويُغفله‬ ‫المغاربة في كتب التراجم؟ خصوصا وأنه غير أندلسي ‪..‬‬ ‫إذن؛ فصنيــع العفاقـي في تعييــن صاحب المزارة مبني على‬ ‫التوهم‪ ،‬والتوهم ال يغني عن الحقّ شيئا‪.‬‬ ‫وأما صِ َل ُة قرابته هذه‪ :‬يذكرها مترجموه عند تعداد سجاياه‬ ‫وخصاله بإطالق دون تقييد بالسفر إلى إشبيلية‪ ،‬مثل قول محمد بن‬ ‫عبدالكريم التميمي في المستفاد‪ ..( :‬سالم الصدر‪ ،‬اجتمعت القلوب‬ ‫على محبّته‪ ،‬يهابه كل من لقيه‪ ،‬يقبل على الصغير والكبير‪ ،‬ويجيب‬ ‫ُ‬ ‫يَصِل‬ ‫من دعاه‪ ،‬ال يحقد على أحد‪ ،‬وال يتعاظم عليه‪ .‬وكان رحمه اهلل‬ ‫قرابته وجيرانه وسائر الناس‪ ،‬وكان يُقصد من البلدان للقراءة عليه‪،‬‬ ‫وكان رحمه اهلل ممن تنزه عن الدنيا وتركها)(‪.)6‬‬ ‫ اإلحالة على ما ال حقيقة فيه‪ :‬عزوه األمر في اتخاذ المزارة أثناء‬‫مروره بها إلى إشبيلية البن قنفذ القسنطيني اعتمادا على الشيخ‬ ‫محمد ابن الصديق‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬وإليك ترجمة علي بن حرزهم في أنس الفقير‪:‬‬ ‫(وهذا الشيخ أبو الحسن علي بن إسماعيل بن محمد بن عبداهلل‬ ‫بن حرزهم‪ .‬وُلد بفاس ونشأ بها‪ ،‬وكان فيها من كبار الفقهاء‪ ،‬وكان‬ ‫زاهدا في الدّنيا‪ ،‬سالكا سبيل أهل التّصوّف‪ ،‬ذا كرامات وفراسات‪.‬‬ ‫وكان والده من كبار الصالحين‪ ،‬وكذلك أخوه‪ .‬وحكوا عن أبي الحسن‬ ‫هذه الحكاية المشهورة‪ ،‬وذلك أنه قال‪ :‬طالعت كتاب اإلحياء للغزالي‬ ‫في بيت مدّة من عام كامل؛ فجرّدت المسائل التي تنتقد عليه فرأيت‬ ‫في نومي قائال يقول‪ :‬جرّدوه واضربوه حدّ الفِرْيَة‪ .‬فجُرّدت وضربت‬ ‫ثمانين سوطا‪ .‬ثم استيقظت فوجدت األلم في ظهري‪ ،‬وجعلت أق ّلبه‪،‬‬ ‫وتبت إلى اهلل تعالى من ذلك‪ ،‬وتأملت المسائل فوجدتها موافقة‬ ‫للكتاب والسّنّة‪ .‬وكان يقول‪ّ :‬‬ ‫إن ربّ العِزّة أمّنني؛ إنّي رأيته في‬ ‫النّوم‪ ،‬فقال لي‪ :‬سل حاجتك‪ .‬فقلت‪ :‬يا رب أسألك العفو والعافية في‬ ‫الدّين والدّنيا واآلخرة‪ .‬فقال‪ :‬قد فعلت‪.‬‬

‫وارتحل آخرا إلى المشرق والزم إمامة مسجد الشام سنين عدّة‪،‬‬ ‫فقدم الغزالي مع تالمذته‪ ،‬ونزل في ذلك المسجد وكان فيه دالية ظهر‬ ‫فيها الحِصْ ِرم‪ .‬فقال التالمذة للشيخ‪ :‬يا سيدنا اشتهينا حِصْ ِرمَة‪.‬‬ ‫فقال لهم‪ :‬اسألوا إمام المسجد عن هذه الدّالية من حَبّسها‪ ،‬وعلى‬ ‫من حُبّسَتْ‪ .‬فجازوا إليه وسألوه فقال لهم‪ :‬لي هنا منذ كذا وكذا‬ ‫ما سألت عنها قط‪ ،‬وال أكلت منها قط‪ .‬ورجعوا إلى الغزالي فأعلموه‪.‬‬ ‫فقال لهم‪ :‬هذا مغربي أمام هذا المسجد‪ ،‬فما سأل عنها وال أكل منها‪،‬‬ ‫وأنتم من يومكم سألتم عنها‪ ،‬وأردتم األكل منها‪ .‬فوبخهم على ذلك‪.‬‬ ‫وكان الشيخ أبو الحسن ابن حرزهم‪ ،‬البدّ له من الحمام في ّ‬ ‫كل‬ ‫يوم فلما كان اليوم الذي تو ّفي فيه قال لخَدَمَة الحمّام ‪ :‬اليوم بقي‬ ‫لكم وتستريحون مني‪ .‬فلمّا خرج من الحمّام دخل منزله‪ ،‬واستلقى‬ ‫على ظهره‪ ،‬فجاء بعض تالمذته ليوقظه فوجده ميتا‪ .‬وله كرامات‬ ‫مشهورة‪.‬‬ ‫وكانت وفاته‪ ،‬رحمه اهلل‪ ،‬في عام تسعة وخمسين وخمسمائة‬ ‫ودُفن خارج باب الفتوح من أبواب فاس‪ .‬وأوّل زيارتي له عام تسعة‬ ‫وخمسين وسبعمائة‪ .‬وللوقوف على قبره بركات‪ .‬فالزمه الشيخ أبو‬ ‫مدين‪ .‬رضي اهلل عنه‪ ،‬وقرأ عليه رعاية المحاسبي وفهمها له) (‪.)7‬‬ ‫ال نرى في هذه الترجمة التي صاغها ابن ُقنْ ُفذ ما يُصَدّق نَ ْق َل‬ ‫الشيخ بوزيد عن شيخه‪ .‬وبأنس الفقير مواضع أخرى(‪ُ )8‬ذكِر فيها ابن‬ ‫حِرْ ِزهم عرضا ليس فيها إشارة للرحلة إلى إشبيلية والنزول بأنجرة‪.‬‬

‫‪ -‬الغلو فيه‪:‬‬

‫• الحكم في الجن والتصرّف ‪:‬‬

‫في قول بوزيد‪( :‬كان قد أعطاه اهلل الحكم في الجنّ‪ ،‬والتصرّف‬ ‫العظيم خصيصة من اهلل‪ ،‬فاشتهر رضي اهلل عنه بذلك)‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬الحكم في الجن أمر مستحيل‪ ،‬وإنّما كان تسخيرا من اهلل‬ ‫لنبيّه سليمان عليه السالم فقط (فسخرنا له الريح تجري بأمره رُخاء‬ ‫حيث أصاب‪ ،‬والشياطين كل بنّاء وغوّاص‪ ،‬وآخرين مُقرّنين في‬

‫ا َالصفاد‪ ،‬هذا عطاؤنا فامْنُن اَو اَمْسك بغير حساب)(‪ ،)9‬بدليل ما رواه‬ ‫البخاري في الصحيح‪ :‬عن أبي هريرة عن النبي صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫قال إن عفريتا من الجن تفلت علي البارحة أو كلمة نحوها ليقطع‬ ‫علي الصالة فأمكنني اهلل منه فأردت أن أربطه إلى سارية من سواري‬ ‫المسجد حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم فذكرت قول أخي سليمان‬ ‫رب‪( :‬هب لي ملكا ال ينبغي ألحد من بعدي)(‪.)10‬‬ ‫وأما التّصرف فكذب وافتراء‪ ،‬ألنه ال متصرف في الكون إال خالقه‬ ‫ومدبّره‪ ،‬لقوله تعالى مخاطبا الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪ُ ( :‬ق ْل ما‬ ‫كنتُ ِبدْعًا من الرُّسُل‪ ،‬وما أدري ما يُفعل بي وال بكم‪ ،‬إن اَتّبع إال‬ ‫ما يُوحى إليّ‪ ،‬وما أنا إلاّ نذير مُبين)(‪.)11‬‬ ‫بل العكس‪ ،‬فمن التجأ إلى الجنّ كان في قبضتهم وتحت‬ ‫سطوتهم‪ ،‬مصداقا لما أخبرنا به المولى عز ّ‬ ‫وجل في سورة الجنّ‪:‬‬ ‫ان ِر ٌ‬ ‫نْس يَعُو ُذ َ‬ ‫(وَإَ َُّن َك َ‬ ‫جَال مِنَ ا ْل ِجنِّ َفزَادُوهُمْ‬ ‫ال ِ‬ ‫جَال مِنَ إْ ِ‬ ‫ون ِب ِر ٍ‬ ‫ً (‪)12‬‬ ‫رَهَقا) ‪ .‬والرهق الشقاء والخسران‪ .‬نتيجة مخالفة أمر اهلل في‪ :‬إياك‬ ‫نعبد وإياك نستعين‪.‬‬ ‫فيكون المصير الحتمي لإلعراض عن ذكر اهلل تعالى‪ ،‬قال‬ ‫ً‬ ‫سبحانه‪( :‬وَمَ��نْ اَعْ��رَضَ عَنْ ْ‬ ‫ضَنكا‬ ‫ذِك�� ِري َف��ِإ َّن َلهُ مَعِيشَ ًة‬ ‫وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ ا ْلقِيامةِ أَعمى)( ‪.)13‬‬ ‫وانظر الصواب في حال الشيخ علي بن حِرْ ِزهِمْ‪ ،‬من خالل هذه‬ ‫الحكاية‪:‬‬ ‫قال التميمي في المستفاد‪( :‬أخبرني الشيخ أبو عبداهلل‪ ،‬محمد بن‬ ‫الفقيه أبي القاسم ابن حرزهم ّ‬ ‫أن امرأة جاءت إلى الشيخ أبي الحسن‪،‬‬ ‫فقالت له‪ :‬سُرق بيتي‪ ،‬ولم يبق لي فيه شيء‪ ،‬فقال لها‪ :‬أعرف السارق؟‬ ‫أنا تقولي ذلك؟ فقالت له‪ :‬قد قلت لك ذلك‪ ،‬فقال لها‪ :‬فاسمعي مني‬ ‫ما أقول لك‪ :‬إذا كانت الليلة‪ ،‬فنامي على طهارة بعد صالة العشاء‪،‬‬ ‫فما رأيت في النوم فأخبريني به غدا إن شاء اهلل‪ ،‬فلمّا أصبحت‪ ،‬وطلع‬ ‫النّهار‪ ،‬وجاءت إليه فقالت‪ :‬رأيت ّ‬ ‫كأن ديكا نقرني‪ ،‬فقال‪ :‬المؤذن أخذ‬ ‫متاعك‪ ،‬فبعث إليه فقال له‪ :‬ما معنا ثالث اآلدميين‪ ،‬فرّدّ متاعها في‬

‫بقلم‪ :‬الدكتور بدر العمراني‬ ‫خفية‪ ،‬وإال كتبت للقاضي في أمرك‪ ،‬فاعترف المؤ ّذن بمتاع المرأة‪،‬‬ ‫وردّ ذلك إليها)( ‪.)14‬‬ ‫من كان حاله هكذا يُدّعى فيه التصرف وما إلى ذلك؟‪.‬‬ ‫• خصائص المزارة‪ :‬تتمثل في حسب تصريح الفقيه بوزيد‪:‬‬ ‫(حصول االستشفاء بزيارتها‪ ،‬والبَرْ ُء حاصل مشاهد بإذن اهلل‬ ‫كثيرا جدا ال يمتري فيه اثنان‪ ،‬وعلى الخصوص من أصيب بمسّ‬ ‫الجنّ‪ ،‬فكم واحد شهدناه جيء به إليها مُ ْقعدا‪ ،‬فقام على قدميه‬ ‫فورا‪ ،‬وكم واحد جيء به إليها مصروعا غائبا عن عقله فأفاق من حينه‪،‬‬ ‫(‪)15‬‬ ‫وعافاه اهلل‪).. .‬‬ ‫وهذا غير معقول وال مقبول‪ ،‬ألمرين‪:‬‬ ‫األول‪ :‬ثبت بالدليل الملموس أن علي بن حرزهم‪ ،‬ال دليل على‬ ‫نزوله بأنجرة‪ ،‬ولم ينصّ على ذلك أحد ممن ترجم له‪ ،‬وال دخل للعقل‬ ‫واالحتمال هنا‪ .‬وما بني على باطل فهو باطل‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬أنّه لو كان لهذه المزارة خصائص كما هو منصوص‬ ‫عند الشيخ بوزيد‪:‬‬ ‫الستغنى الناس عن األطباء‪ .‬ولم نر أحدا من الناس فعل ذلك‪.‬‬ ‫والستمرّت وتواترت بدليل قوله‪( :‬أعلمهم ّ‬ ‫بأن سرّه قد تركه‬ ‫عندهم بمزارته ثمّة مخ ّلدا بعد وفاته)‪ ،‬ونحن نقول له‪ :‬ال استمرار وال‬ ‫تسلسل‪ ،‬إذ هناك حاالت نعرفها ذهبت إلى هناك وظ ّلت على حالها‪،‬‬ ‫ولم يقع لها تغير‪.‬‬

‫خاتمة ‪:‬‬

‫بعد المباحثة العلمية لمضامين رسالة إسعاف السائل للشيخ‬ ‫أحمد بوزيد الحمراوي رحمه اهلل‪ ،‬بشأن خلوة علي بن حرزهم رحمه‬ ‫اهلل‪ ،‬والوقوف مَلِيًّا مع تقريراته‪ ،‬انتقا ًء وتفكيكا ونقدا‪ ،‬خلصت إلى‪:‬‬ ‫‪ّ -1‬‬ ‫أن علي بن حرزهم اجتاز إلى األندلس وأخذ عنه أهلها في‬ ‫أواخر عمره حسب ما نصّ عليه ابن األبّار‪ .‬أما سبيله إلى‬ ‫الجواز واألمكنة التي مرّ منها‪ ،‬فسكت عنها المترجمون‪،‬‬ ‫وال يمكن التكهن بها‪ّ ،‬‬ ‫ألن هذا المجال ال ينفع فيه إال‬ ‫النقل‪ ،‬ال التوليد والتخرّص‪.‬‬ ‫أن الخلوة ال أساس لها‪ ،‬وال سند لها‪ّ .‬‬ ‫‪ّ -2‬‬ ‫ألن القضايا‬ ‫التاريخية ال معتمد فيها إ ّال على النقل‪ ،‬دون توهم أو‬ ‫احتمال‪.‬‬ ‫‪ - 3‬أن إفراد شيء بخاصية وفضيلة روحية ال يجوز إال‬ ‫بوحي صريح‪ ،‬كما ثبت عن بعض المناطق والمواضع‬ ‫كالحرمين وبيت المقدس‪ .‬وأما التجربة فال دور لها‬ ‫هنا‪ .‬وإال سنقع في المحذور‪ ،‬مثل ادعاء الحكم في الجن‪،‬‬ ‫والتصرف‪...‬‬ ‫‪ّ -4‬‬ ‫أن الكذب مجال خصب في مثل هذه األمور دون‬ ‫ضابط أو حدّ‪.‬‬ ‫أن ما مجاله ّ‬ ‫‪ّ -5‬‬ ‫الطبّ ال ينفع فيه مزار أو مقام‪ ،‬وإنما‬ ‫الشأن فيه التداوي مصداقا لقول الرسول صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم‪ :‬عباد اهلل تداووا‪.)16( .‬‬ ‫‪ - 6‬أن ما وُسم به علي بن حرزهم في سياق إثبات الخلوة يتناقض‬ ‫مع ما روى عنه مترجموه األقربون من زمنه مثل التميمي‬ ‫وابن الزيّات‪ ،‬وهو دليل واضح على االختالق واالفتراء‪.‬‬ ‫لذا في هذا الباب ينبغي لإلنسان المسلم أن‪:‬‬ ‫ يجعل الشرع هو مقصده األسمى اعتصاما واتباعا‪.‬‬‫ ال ينقاد مس ّلما لما ال تتضح حقيقته‪ ،‬وتنكشف جليته‪.‬‬‫ أن يُعمل عقله فيما يستساغ فيه التفكر والتدبر‪.‬‬‫واهلل ولي التوفيق‪ .‬والحمد هلل رب العالمين‪ ،‬والصالة والسالم‬ ‫على النبي األمين‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــ‬

‫(‪ )1‬التكملة لكتاب الصلة ‪.191-192/ 1‬‬ ‫(‪ )2‬برنامج شيوخ الرعيني ‪.160‬‬ ‫(‪ )3‬تاريخ قصر المجاز ‪.69‬‬ ‫(‪ )4‬انظر‪ :‬نيل االبتهاج ‪ .315‬سلوة األنفاس ‪.93/ 3‬‬ ‫(‪ )5‬انظر‪ :‬تاريخ قصر المجاز ‪ .69‬التعليق ‪.119‬‬ ‫(‪ )6‬المستفاد للتميمي ‪ .16/ 2‬وانظر‪ :‬جذوة االقتباس ‪ .464/ 2‬سلوة‬ ‫األنفاس ‪.90/ 3‬‬ ‫(‪ )7‬أنس الفقير وعز الحقير ‪.14-12‬‬ ‫(‪ )8‬أنس الفقير وعز الحقير ‪.108-93-42-31-25-23-20-16‬‬ ‫(‪ )9‬سورة ص‪ :‬اآليات ‪.38-35‬‬ ‫(‪ )10‬صحيح البخاري‪-‬كتاب الصالة‪-‬باب األسير أو الغريم يربط في‬ ‫المسجد‪ .1/99 .‬رقم‪.461 :‬‬ ‫(‪ )11‬سورة األحقاف‪ ،‬اآلية‪.8 :‬‬ ‫(‪ )12‬سورة الجن‪ ،‬اآلية‪.6 :‬‬ ‫(‪ )13‬سورة طه‪ ،‬اآلية‪.122 :‬‬ ‫(‪ )14‬المستفاد ‪.21/ 2‬‬ ‫(‪ )15‬إسعاف السائل ‪.10-9‬‬ ‫(‪ )16‬رواه الترمذي في الجامع‪ .‬كتاب الطب‪ -‬باب ما جاء في الدّواء‬ ‫والحث عليه‪ .‬رقم‪ .4/383 .2038 :‬وقال‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬

‫(انتهى)‬


‫الثالثاء ‪ 30‬مـاي �إلى ‪ 05‬يونيو ‪2017‬‬

‫العدد ‪891‬‬

‫فوائد ال�صوم ال�صحية‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫للصيام فوائد صحية كثيرة أسهب األطباء في الحديث عنها‪ ،‬وتوسعوا في شرحها‪ ،‬وقد ضمن المجلس‬ ‫العلمي المحلي بطنجة بعضا منها في المطوية التي أعدها بمناسبة شهر رمضان‪ ،‬والتي ساهم في إعدادها‬ ‫الدكتوران سعيد بن سودة المتخصص في مرض السكري‪ ،‬ومحمد الحبيب نعيم المتخص في الجهاز‬ ‫الهضمي‪ ،‬ونستخلص من هذه الفوائد‪:‬‬ ‫التخلص من السموم واألنسجة المرضية ‪ :‬توجد في الجسم باستمرار سموم ناتجة عن عملية‬ ‫ •‬ ‫استقالب األطعمة داخل الخاليا (‪ )Metabplisme‬والنفايات في الهواء والطعام‪ ،‬وعن األدوية‪ ،‬فيترسب‬ ‫بعضها في الجسم‪ ،‬ولكثرة هذه المخلفات والسموم ال يتم التخلص منها وتصفيتها كلها‪ ،‬النشغال الجسم‬ ‫بعملية هضم الطعام وامتصاصه‪ ،‬وتوزيعه واستقالبه‪ ،‬أما في الصوم فإن جهد الجهاز الهضمي والجهاز‬ ‫الدوراني ينصرف إلى تنقية الجسم من السموم نتيجة إعادة توزيع الطاقة المتوفرة بوضعها تحت تصرف‬ ‫األجهزة المنقية من هذه السموم وهي ‪:‬الكلي ـ الكبد ـ الرئتين ـ واألمعاء‪ .‬يعيش جسم الصائم على‬ ‫حساب ما ادخره من مواد للحصول على طاقته وبناء أنسجته‪ ،‬ويالحظ أن الجسم في حالة نقص األغذية‬ ‫يعمد إلى توفير كفايات األجهزة األساسية (‪ ،)Organe Nobles‬وهي المخ ـ والقلب والكليتين ـ والكبد‬ ‫والرئتين‪ ،‬فيوفر لها ما يكفيها من الغذاء ولو على حساب الباقي من األعضاء‪ .‬وبهذه الطريقة يتم التخلص‬ ‫من األنسجة المرضية والمترسبات دون أن تمس األجهزة األساسية بسوء‪ .‬وهكذا يقوم الصيام بعملية‬ ‫تنظيف وتبديل أنسجتنا‪ ،‬لذلك يعتبر الصيام من أهم العوامل في عالج السمنة وإنقاص الوزن والتخلص‬ ‫من المواد الذهنية والحامض البولي شريطة االلتزام بالحمية‪.‬‬

‫إراحة األعضاء‪:‬‬ ‫ •‬ ‫ •‬ ‫ •‬ ‫ •‬ ‫ •‬ ‫ •‬

‫القلب حيث يالحظ انخفاض في عمله بنسبة ‪. % 25‬‬ ‫المعدة واألمعاء وذلك نتيجة خفض حركتهما واإلقالل من إفرازاتهما ‪.‬‬ ‫الرئتين حيث يسهل عملية التنفس ‪.‬‬ ‫فوائد نفسية منها‪:‬‬ ‫الشعور بالرضى ‪.‬‬ ‫تقوية اإلرادة التي من بين نتائجها اإلقالع عن آفة التدخين واإلدمان على المخدرات ‪.‬‬

‫ب ـ األمراض الموجبة لإلفطار‪:‬‬

‫• قرحة المعدةالحادة خالل العالج ألن الصيام يعرض المريض إلى مضاعفات خطيرة كاأللم الحاد‬ ‫أوانتقاب المعدة أو النزيف ‪.‬‬ ‫مرض السكري وينقسم إلى قسمين‪:‬‬ ‫ •‬ ‫مرض السكري المعالج باألنسولين وهذا ال يجوز له الصوم مطلقا‪.‬‬ ‫ •‬ ‫مرض السكري الغير المعالج باألنسولين وال يسمح معه بالصوم للمريض‬ ‫ •‬ ‫للمريض الغير المتزن الذي تتغير نسبة السكر في دمه بين الفينة واألخرى‪،‬‬ ‫ •‬ ‫الكبير السن ‪.‬‬ ‫ •‬ ‫الذي ظهرت عليه إحدى مضاعفات مرض السكري‪.‬‬ ‫ •‬ ‫أثناء الحمل والرضاعة ألن الصيام يعرض المريض لخطر انخفاض السكر في النهار وارتفاعه‬ ‫ •‬ ‫بعد اإلفطار‪.‬‬ ‫قصور القلب والذبحة الصدرية واالرتفاع الشديد في ضغط الدم حيث يستوجب مراجعة‬ ‫ •‬ ‫الطبيبالمعالج‪.‬‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫األمراض المصحوبة باإلنهاك الشديد مثل التهاب الكبد الفيروسي الحاد‪ ،‬فترة النقاهة التي‬ ‫ •‬ ‫تلي العمليات الجراحية‪ ،‬انخفاض الضغط الشديد‪.‬‬ ‫األمراض المزمنة التي تؤدي إلى إضعاف الحالة العامة‪ ،‬كالسرطان‪ ،‬وبعض حاالت داء السل‪ ،‬فقر‬ ‫ •‬ ‫الدم الشديد‪ ،‬تشمع الكبد‪ ،‬القصور الكلوي‪.‬‬ ‫الحمل والرضاع‪.‬‬ ‫ •‬ ‫بعض أنواع حصيان الكلي‪.‬‬ ‫ •‬ ‫وعلى كل حال ينبغي استشارة الطبيب والعمل برأيه فهو أدرى بمصلحة المريض‪.‬‬ ‫ج ـ األمراض التي ال تسوتجب اإلفطار‪:‬‬ ‫داء السكري الذي يعالج بالحمية أو األدوية الغير المصحوبة بالمضاعفات‬ ‫ •‬ ‫ارتفاع الضغط الشرياني البسيط والمتوسط‪.‬‬ ‫ •‬ ‫التهاب المعدة‪.‬‬ ‫ •‬ ‫مرض القلون‪.‬‬ ‫ •‬

‫د ـ شروط استفادة الجسم من الصيام‪:‬‬

‫جعل اهلل سبحانه وتعالى الصيام وقاية من كثير من األمراض وسببا في كثير من الفوائد الصحية‬ ‫مثل تنقية الجسم من الشوائب والمواد السامة والشحوم الزائدة مما يجنبه العديد من األمراض ويحافظ‬ ‫على توازناته الوظيفية ويتيح الفرصة لخاليا الجسم وشرايينه وغدده المختلفة القيام بوظائفها على‬ ‫الوجه األمثل‪ ،‬لكن بشرط التزام الصائم بآداب رمضان في الصيام واإلفطار‪ ،‬وبنصائح الطبيب في مقادير‬ ‫األطعمة وأنواعها ومواعيدها‪ ،‬واالعتدال في تناول الوجبات الغذائية والبعد عن اإلسراف مصداقا لقوله‬ ‫سبحانه وتعالى‪ ( :‬وكلوا واشربوا وال تسرفوا إنه اليحب المسرفين)‪ ،‬فاالستفادة من الصيام متوقفة على‬ ‫تصحيح األفكار الخاطئة والعادات المتوارثة التي جعلت من هذا الشهر شهر تنوع الموائد وتعدد األكالت‬ ‫وكثرة النوم‪ ،‬من هنا ينصح أطباء التغذية الصائمين باال لتزام باألمور اآلتية‪:‬‬ ‫يجب أن يكون للصائم وجبتان‪:‬‬ ‫ •‬ ‫وجبة الفطور‪:‬‬ ‫ •‬ ‫كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يُعجل الفطر‪ ،‬ويقوم للصالة قبل إتمام األكل‬ ‫ •‬ ‫يجب أخذ مواد سكرية سريعة االمتصاص‪ ،‬كالتمر والشباكية وسوائل كالحريرة الخفيفة أو الماء‬ ‫ •‬ ‫أو الحليب‪.‬‬ ‫بعد صالة المغرب مباشرة (‪ 10‬دقائق إلى ‪ 15‬دقيقة بعد تناول الحريرة) أخذ طعام متوازن‬ ‫ •‬ ‫يحتوي على ثالثة‪ :‬خبز‪ -‬خضروات‪ -‬بروتين‪( :‬لحم أو دجاج‪ -‬أو حوت‪ ،‬أو بيض) فواكه؛ مع التقليل من التوابل‬ ‫والدهنيات ويجب االمتناع عن إتخام المعدة والشرب وسط األكل (ال يسمح بالشرب إال بعد ساعتين‪ ،‬أي بعد‬ ‫صالة التراويح)‪.‬‬

‫وجبة السحور‪:‬‬

‫يجب تأخيرها‪ :‬حتى تستريح المعدة من طعام الفطور‪ ،‬حتى يستفيد الصائم من هذه الوجبة خالل‬ ‫ساعات النهار‪ ،‬وحتى ال يقع صداع أو إعياء أو توتر عصبي أو كسل‪ .‬كما أن هذه الوجبة تمنع من الشعور‬ ‫بالعطش الشديد‪.‬‬

‫يف �إحياء �سنة ر�سول اهلل‬ ‫الوصية الثامنة والعشرون ‪:‬‬

‫عن جرير بن عبد اللهّ قال‪ :‬قال رسول اللهّ صلى اللهّ عليه وس ّلم‪« :‬من سن في اإلسالم سنة‬ ‫حسنة‪ ،‬فعمل بها بعده‪ ،‬كتب له مثل أجر من عمل بها وال ينقص من أجورهم شيء‪ ،‬ومن سن في‬ ‫اإلسالم سنة سيئة فعمل بها بعده‪ ،‬كتب عليه مثل وزر من عمل بها‪ ،‬وال ينقص من أوزارهم شيء»‬ ‫(مسلم)‪.‬‬

‫الوصية التاسعة والعشرون‪:‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫كله عاجله وآجله ما علمت منه ومالم أعلم‪ ،‬وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه‬ ‫ومالم أعلم اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك وأعوذ بك من شرّ ما عاذ به عبدك‬ ‫ونبيك ال ّلهم إني أسألك‪ ،‬الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل‪ ،‬وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته‬ ‫لي خيراً» (صحيح)‪.‬‬

‫الوصية الحادية والثالثون‪:‬‬

‫«في الزهد في الدنيا»‬

‫«رجل من أهل الجنة»‬

‫العباس سهل بن سعد السّاعديّ رضي اهلل‪ ‬عنه قال‪ :‬جاء رجل إلى النّبيِّ َّ‬ ‫صلى اهلل‬ ‫عن أبي‬ ‫ِ‬ ‫هلل‪ ،‬دّلني على عمل إذا عملتهُ أحبني اهلل وأَحبني الناس‪ ،‬فقال ‪ « :‬ازهد‬ ‫عليه وس ّلم فقال ‪ :‬يا رسول ا ِ‬ ‫في الدّنيا يحبّك اهلل‪ ،‬وَازهد فيما عند النّاس يحبّك الناس»‪.‬‬ ‫للهّ‬ ‫وفي زهد سيدنا رسول اهلل صلى اللهّ عليه وسلم في الدنيا‪ :‬يروى عن عبد ا بن مسعود رضي‬ ‫اللهّ عنه قال‪ :‬نام رسول اللهّ صلى اللهّ عليه وسلم على حصير فقام وقد أثر في جنبه‪ ،‬فقلنا يا رسول‬ ‫اللهّ لو اتخذنا لك وطاء‪ ،‬فقال‪« :‬مالي وللدنيا‪ ،‬ما أنا في الدنيا إال كراكب استظل تحدث شجرة ثم راح‬ ‫وتركها»‪( .‬صحيح)‪.‬‬ ‫عن عبيد اهلل بن محصن األنصاريّ ا ْلخطميِّ رضيَ اهلل عنه قال‪ :‬قال رسول اهلل ص ّلى اهلل عليه‬ ‫وس ّلم ‪« :‬من أصبح منكم آمنا في سربه‪ ،‬معافى في جسده‪ ،‬عنده قوت يومه‪ ،‬فكأنما حيزت له الدّنيا‬ ‫بحذافيرها» (حسن)‪.‬‬ ‫للهّ‬ ‫عن ابن عمر رضي ا عنهما قال‪ :‬أخذ رسول اهلل عليه السالم بمنكبي فقال‪« :‬كن في الدنيا‬ ‫كأنك غريب أو عابر سبيل» وكان ابن عمر رضي اهلل عنهما يقول ‪«:‬إذا أمسيت فال تنتظر الصباح‪،‬‬ ‫وإذا أصبحت فال تنتظر المساء‪ ،‬وخذ من صحتك لمرضك‪ ،‬ومن حياتك لموتك» رواه البخاري‪.‬‬ ‫للهّ‬ ‫الوصية الثالثون‪ :‬دعاء جامع من رسول اهلل عليه الصالة والسالم‪ ،‬عن عائشة أن رسول ا عليه‬ ‫الصالة والسالم علمها هذا الدعاء‪ «:‬اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما‬ ‫لم أعلم ال ّلهم إني أسألك من خيرما سألك»‪.‬‬ ‫عن عائشة أن رسول اهلل صلى اللهّ عليه وسلم‪ ،‬علمها هذا الدعاء «ال ّلهم إني أسألك من الخير‬

‫عن أبي هريرة رضي اهلل عنه‪ ،‬أن أعرابيا أتي النبي صلى اهلل عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول اهلل‪،‬‬ ‫ذلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة؟ قال‪« :‬تعبد اللهّ ال تشرك به شيئا‪ ،‬وتقيم الصالة المكتوبة‪،‬‬ ‫وتؤتي الزكاة المفروضة‪ ،‬وتصوم رمضان» قال‪ :‬والذي نفسي بيده ال أزيد على هذا وال أنقص منه‪،‬‬ ‫فلما ولى قال النبي صلى اللهّ عليه وسلم‪ «:‬من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى‬ ‫هذا» (أخرجه البخاري ومسلم)‪.‬‬

‫الوصية الثانية والثالثون‪:‬‬ ‫«صالة اإلستخارة»‬

‫عن جابر بن عبد اللهّ رضي اللهّ عنهما قال‪« :‬كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يعلمنا‬ ‫اإلستخارة في األمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن‪ ،‬يقول ‪ :‬إذا هم أحدكم باألمر فليركع‬ ‫ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل ‪ :‬اللهم إني أستخيرك بعلمك‪ ،‬وأستقدرك بقدرتك‪ ،‬وأسألك من‬ ‫فضلك العظيم‪ ،‬فإنك تقدر وال أقدر‪ ،‬وتعلم وال أعلم‪ ،‬وأنت عالم الغيوب‪ ،‬اللهم إن كنت تعلم أن‬ ‫هذا األمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ـ أو قال ‪:‬في عاجل أمري وآجله ـ فاقدره لي ويسره‬ ‫لي ثم بارك لي فيه‪ ،‬وإن كنت تعلم أن هذا األمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري‪ ،‬أو قال ‪:‬‬ ‫في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني‪ ،‬واصرفني عنه‪ ،‬واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به»‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫ويسمي حاجته (رواه البخاري)‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪ 30‬مـاي �إلى ‪ 05‬يونيو ‪2017‬‬

‫العدد ‪891‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫حدائق الأزاهر يف م�ستح�سن الأجوبة وامل�ضحكات‬ ‫واحلكم والأمثال واحلكايات والنوادر‬ ‫وهوكتاب جامع للحكم واألمثال والنوادروالحكايات‪،‬ألفه الفقيه األديب محمد بن محمد بن محمد أبو بكر ابن عاصم القيسي الغرناطي قاضي من‬ ‫فقهاء المالكية باألندلس توفي بمسقط رأسه غرناطة عن عمر السابعة والستين سنة (عام ‪ 829‬هـ الموافق ‪1426‬م)؛كان يجلد الكتب في صباه‪ ،‬وتقدم‬ ‫حتى ولي قضاء القضاة ببلده‪.‬‬ ‫وقد أخذ عن أعالم منهم‪:‬‬ ‫أبو إسحاق الشاطبي‪ ،‬وأبو عبد اهلل القيطاجي‪ ،‬وأبو عبد اهلل الشريف التلمساني‪ ،‬وأبو إسحاق ابن الحاج‪ ،‬وابن عالق‪ ،‬وخااله أبو بكر‪ ،‬ومحمد ولدا أبي‬ ‫القاسم بن جزي‪ ،‬وابن لب وغيرهم‪.‬‬ ‫وله من المؤلفات‪:‬‬ ‫ــ تحفة الحكام في نكت العقود واألحكام‪ (:‬أرجوزة في الفقه المالكي تعرف بالعاصمية)‪ ،‬شرحها جماعة من العلماء‪.‬‬ ‫ــ أراجيز في األصول والنحو والقراءات‪.‬‬ ‫وحدائق األزاهر في مستحسن األجوبة والمضحكات والحكم واألمثال والحكايات والنوادر (وهو الكتاب الذي سنتحف به القارئ الكريم عبر سلسلة‬ ‫حلقات)‪.‬‬ ‫وفي مقدمة كتابه هذا يقول ابن عاصم‪:‬‬ ‫«أما بعد فإني جمعت في هذا الكتاب من طرف األخبار‪ ،‬ورائق األشعار‪ ،‬ومستحسن الجواب‪ ،‬ومضحكات المولدين واألعراب ونوادر الحكم واألمثال واآلداب ما يستحسن ويستطرف‪ ،‬ويستملح ويستظرف‬ ‫من كل نادرة غريبة‪ ،‬أو نكتة عجيبة‪ ،‬أو حكاية بارعة‪ ،‬أو حكمة نافعة‪ ،‬أو قطعة شعر رائعة أو مخاطبة فائقة‪ ،‬مع ما يستفاد في ذلك من الوقوف على مناقب الملوك ومآثرها‪ ،‬ومحامدها ومفاخرها‪ ،‬ومكارم‬ ‫أخالقها وشيمها‪ ،‬وشرف أنفسها وهممها‪ ،‬وجميل أفعالها وكريم محلها واحتمالها‪ ،‬وعدلها ووفائها‪ ،‬وبأسها وسخائها‪ ،‬وخوفها ورجائها‪ ،‬وحزمها واتقائها‪ ،‬وعزمها وإمضائها‪ ،‬وصفحها وإغضائها‪ ،‬وجدها‬ ‫واعتنائها‪ ،‬وسطوتها وحنانها‪ ،‬واستقباحها واستحسانها‪ ،‬وسيرها وعوائدها‪ ،‬وجوائزها وفوائدها‪ ،‬إلى غير ذلك من معرفة سنن م تقدم من الوالة واألمراء‪ ،‬والكتّاب والشعراء‪ ،‬واألئمة والخطباء‪ ،‬والمؤذنين‬ ‫والفقهاء‪ ،‬والوعاظ والحكماء‪ ،‬واألعراب والغرباء‪ ،‬والمجان والظرفاء‪ ،‬والمجنونين والعقالء‪ ،‬والطفيليين والبخالء‪ ،‬وحذاق الجواري والنساء‪ ،‬وأهل التصنع والرياء‪ ،‬والزهاد واألولياء‪ ،‬فأخذت في تبويبه وترتيبه‪،‬‬ ‫واجتهدت في تهذيبه وتقريبه‪ ،‬واعتنيت بتأليفه وجمعه‪ ،‬ورددت كل جنس إلى جنسه‪ ،‬وكل نوع على نوعه‪ ،‬وجعلت الشكل فيه مع شكله وضممت المثل إلى مثله‪ ،‬ليسهل النظر فيه على مطالعه‪ ،‬وتحصل‬ ‫الفائدة لقارئه وسامعه‪ ،‬فجاء بحمد اهلل سبحانه حسن الترتيب‪ ،‬بديع التهذيب‪ ،‬فهو روضه آداب‪ ،‬ومتعة أحداق وأسماع ألباب‪ ،‬فيه تسلية للنفوس وترويح لألرواح‪ ،‬واستجالب للمسرات واألفراح‪ ،‬وراحة الخاطر‪،‬‬ ‫وأنس المجالس والمسامر‪ ،‬وتحفة القادم‪ ،‬وزاد المسافر‪ ،‬وسميته حدائق األزاهر في مستحسن األجوبة والمضحكات والحكم واألمثال والحكايات والنوادر‪ ،‬وجعلته ست حدائق‪.»...‬‬

‫في مستحسن األجوبة التي هي عن ذكاء قائلها معربة‬ ‫قيل ألبي األسود الدؤلي‪« :‬أشهد معاوية بدراً؟»؛ قال‪« :‬نعم‪ ،‬من تلك الناحية»‪.‬‬ ‫ولقي الحسين بن علي رضي اهلل عنهما في حين خروجه إلى العراق فسأله‪« :‬ما وراءك؟»‪،‬‬ ‫فقال له‪« :‬تركت القلوب معك‪ ،‬والسيوف عليك‪ ،‬والنصر من عند اهلل»‪.‬‬ ‫وقدم معن بن زائدة أسرى كانوا عنده للقتل‪ ،‬فلما مثلوا بين يديه‪ ،‬قال أصغرهم‪« :‬أتقتل‬ ‫األسرى عطاشاً؟»‪ ،‬فأمر لهم بالماء فلما شربوا‪ ،‬أمر بقتلهم‪ ،‬فقال له‪« :‬أتقتل أضيافك يا معن؟»‪،‬‬ ‫فعفا عنهم وخلى سبيلهم‪.‬‬ ‫وقيل للحسن البصري‪« :‬أينام إبليس؟»‪ ،‬قال‪« :‬لو نام لوجدنا الراحة»‪.‬‬ ‫وسأل رجل من الشعراء رج ً‬ ‫ال من المتكلمين بين يدي المأمون‪« :‬ما سنك؟»‪ ،‬قال‪« :‬عظم»‪،‬‬ ‫قال‪« :‬لم أرد هذا‪ ،‬ولكن كم تعد؟»‪ ،‬قال‪« :‬من واحد إلى ألف وأزيد»‪ ،‬قال‪«: :‬لم أرد هذا‪ ،‬ولكن‬ ‫كم أتى عليك؟»‪ ،‬قال‪« :‬لو أتى علي شيء ألهلكني»؛ فضحك المأمون‪ ،‬وقال له‪« :‬كيف السؤال‬ ‫عن هذا؟» فقال‪« :‬أن تقول‪ :‬كم مضى من عمرك؟»‪.‬‬ ‫وقال مؤدب يزيد بن عبد الملك بن مروان يوماً له‪« :‬لحنت»‪ ،‬قال‪« :‬الجواد يعثر»‪ ،‬فقال‬ ‫المؤدب‪« :‬إي واهلل ويضرب حتى يستقيم»‪ ،‬فقال يزيد‪« :‬نعم‪،‬وربما كسر أنف سائسه»‪.‬‬ ‫ولقي رجل رج ً‬ ‫ال فقال‪« :‬ما اسمك؟»‪ ،‬قال‪« :‬بحر»‪ ،‬قال‪« :‬ابن من؟» قال‪« :‬ابن الفرات»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«أبو من؟» قال‪« :‬أبو الفيض»‪ ،‬قال‪« :‬ما ينبغي أن تلقى إال في زورق»‪.‬‬ ‫وكان أسقف نجران يوماً جالساً في حانوت بعض الناس‪ ،‬فجاء مخبر لصاحب الحانوت بأن‬ ‫زوجته ولدت‪ ،‬فقال‪« :‬الحمد هلل‪ ،‬هذا ولد سعيد»‪ ،‬فمكث ساعة‪ ،‬وإذا بآخر قال له‪« :‬مات الولد»‪،‬‬ ‫فقال‪« :‬ال إله إال اهلل‪ ،‬ما قضى اهلل تعالى أن حضرنا على والدته‪ ،‬وال على موته»؛فقال له‬ ‫األسقف‪« :‬وال على عمله»‪.‬‬ ‫وجاء رجل إلى حاكم برجل؛ وقال‪« :‬هذا احتلم بأمي في النوم»‪ ،‬فقال الحاكم‪« :‬يقام‬ ‫للشمس ويضرب ظله الحد»‪.‬‬ ‫وكان رجل يهوى امرأة‪ ،‬فرآها في النوم‪ ،‬وأمكنته من نفسها فأخبرها بذلك‪ ،‬فرفعته إلى‬ ‫الحاكم‪ ،‬وقالت له‪« :‬إنه نال مني في المنام ما أراد‪ ،‬فليدفع إلي حقي»‪ ،‬فقال له الحاكم‪« :‬ادفع‬ ‫لها ديناراً»‪ ،‬فقال الرجل‪« :‬وكيف أدفع لها ديناراً‪ ،‬ولم أنل منها شيئاً إال في المنام؟»‪،‬فقال‬ ‫الحاكم‪« :‬البد من ذلك»‪ ،‬فدفع لها ديناراً؛ فلما جاوزت المرأة الباب‪ ،‬قال الحاكم‪« :‬ارجعي إلي»‪،‬‬ ‫فلما رجعت أخذ منها الدينار‪ ،‬ودفعه إلى صاحبه‪ ،‬وقال للمرأة‪« :‬اذهبي فقد نلت منه بمقدار‬ ‫ما نال منك»‪.‬‬ ‫وقال األصمعي‪« :‬رأيت أعرابياً بالبادية قد بسط كساءه للشمس وهو يغتلي‪ ،‬فجعلت أنظر‪،‬‬ ‫فكان يأخذ البراغيث‪ ،‬ويدع القمل‪ ،‬فقلت له في ذلك‪ ،‬فقال‪« :‬أبدأ بالفرسان‪ ،‬وأرجع للرجالة»‪.‬‬ ‫ووضع ثريد بين يدي قوم‪ ،‬وعليه دجاج‪ ،‬فسرق واحد منهم واحدة منها فرآه آخر؛ فلما تم‬ ‫الطعام‪ ،‬قال له‪:‬‬ ‫«يا فالن‪ ،‬اخرج الدجاجة تلتقط الحب والفتات»‪ ،‬فقال‪« :‬إنها على البيض»‪.‬‬ ‫ورأى رجل أحدب قد طلع في بستانه في خوخة‪ ،‬فقال له‪« :‬يا أبا هشام ما أطلعك هناك؟»‪،‬‬ ‫قال‪« :‬سمعت فاض الماء‪ ،‬وجرى على الخوخ‪ ،‬فطلعت أتوضأ»‪.‬‬ ‫وضع المأمون طعاماً‪ ،‬وكان عنده أعرابي‪ ،‬فقال‪« :‬يا أعرابي‪ ،‬هلم»‪ ،‬قال‪« :‬إني صائم»‪،‬‬ ‫فاختلفت األلوان‪ ،‬فرأى جدياً مشوياً فغسل يده‪ ،‬فقال له المأمون‪« :‬ألم تقل إنك صائم»‪ ،‬قال‪:‬‬

‫«أقدر على صيام يوم واحد‪ ،‬وال أقدر على إعادة جدي مثل هذا»‪.‬‬ ‫وكان بالبصرة مجنون يأكل التمر بنواه‪ ،‬فقيل له‪« :‬بنواه تأكل التمر؟»‪ ،‬فقال‪« :‬كذا وزنوه‬ ‫علي»‪..‬‬ ‫ونظر رجل إلى طاق عالية‪ ،‬فوجد فيه امرأة جميلة‪ ،‬وهي تستاك‪ ،‬فقالت له‪« :‬أتحب سواكاً؟»‪،‬‬ ‫قال لها‪« :‬ال أحب سواك»‪ ،‬قالت له‪« :‬ما ساقك إلى هنا؟» قال‪« :‬إالهنا»‪ ،‬قالت‪« :‬فما أوقفك‬ ‫للهوى»‪ ،‬قال‪« :‬الهوى»‪ ،‬قالت له‪:‬‬ ‫«ما اسمك؟»‪ ،‬قال‪« :‬وجهك»‪ ،‬قالت‪« :‬ادخل إذن علي»‪.‬‬ ‫وقالت امرأة للحصين بن منذر‪« :‬كيف سدت وأنت بخيل قبيح؟»‪ ،‬فقال‪« :‬ألني سديد الرأي‪،‬‬ ‫شديد اإلقدام»‪.‬‬ ‫وقال مسلمة بن عبد الملك ألخيه هشام‪« :‬كيف تطمح في الخالفة وأنت بخيل جبان؟»‪،‬فقال‪:‬‬ ‫«ألني حليم عفيف»‪.‬‬ ‫وشكى أبو العيناء حاله إلى عبد اهلل بن سليمان‪ ،‬فقال له‪« :‬أليس قد كتبنا لك إلى إبراهيم‬ ‫بن المدبر؟»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«قد كتبت إلى رجل قد قصر من همته طول الفقر‪ ،‬وذل األسر‪ ،‬ومعاناة محن الدهر‪،‬‬ ‫فأخفقت في طلبي»‪ ،‬قال‪« :‬أنت قد اخترته»‪ ،‬قال‪« :‬وما علي ‪ -‬أعز اهلل األمير ‪ -‬في ذلك‪ ،‬قد‬ ‫اختار موسى سبعين رج ً‬ ‫ال فما كان منهم رشيد‪ ،‬واختار النبي صلى اهلل عليه وسلم ابن أبي سرح‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كاتباً‪ ،‬فرجع إلى المشركين مرتدا‪ ،‬واختار علي بن أبي طالب أبا موسى حاكما فحكم عليه»‪.‬‬ ‫وسأل عبد الملك بن مروان مسلمة بن اليزيد‪ ،‬وكان من المعمرين‪ ،‬فقال‪« :‬أي الملوك‬ ‫رأيت أكمل‪ ،‬وأي الزمان رأيت أفضل؟»‪ ،‬فقال‪« :‬أما الملوك فلم أر إال حامداً أو ذاماً‪ ،‬وأما الزمان‬ ‫فيضع أقواماً‪ ،‬ويرفع أقواماً‪ ،‬وكلهم يذم زمانه‪ ،‬ألنه يبلي جديدهم‪ ،‬ويفرق عديدهم‪ ،‬ويهرم‬ ‫صغيرهم‪ ،‬ويهلك كبيرهم»‪.‬‬ ‫ودخل على القاضي إياس‪ ،‬وهو في مجلس القضاء ‪ -‬عدي بن أرطاة فقال له‪« :‬أين أنت؟»‪،‬‬ ‫فقال إياس‪« :‬بينك وبين الحائط‪ ،‬فاسمع مني»‪ ،‬قال‪« :‬لالستماع جلست»‪ ،‬قال‪« :‬أي رجل من‬ ‫الشام»‪ ،‬قال‪« :‬نائي المحل‪ ،‬سحيق الدار وتزوجت امرأة»‪ ،‬قال‪« :‬بالرفاء والبنين»‪ ،‬قال‪« :‬وولد‬ ‫لي غالم»‪ ،‬قال‪« :‬ليهنك الفارس»‪ ،‬قال‪« :‬وأريد الرجوع إلى وطني»‪ ،‬قال‪« :‬في حفظ اهلل»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«وشرطت ألهلها أال أخرجها من بينهم»‪ ،‬قال‪« :‬أوف لهم بالشرط»‪ ،‬قال‪« :‬فاقضي بيننا»‪،‬‬ ‫قال‪« :‬قد فعلت‪ ،‬قال‪ :‬فعلى من قضيت؟»‪ ،‬قال‪« :‬على ابن أمك»‪ ،‬قال‪« :‬بشهادة من؟»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«بشهادة ابن أخت خالتك»‪.‬‬ ‫وهذا إياس الذي يضرب به المثل في الذكاء والفطنة‪ ،‬وأول ما ظهر من ذكائه‪ ،‬أنه دخل‬ ‫دمشق‪ ،‬وهو غالم‪ ،‬فتحاكم عند قاضيها‪ ،‬مع شيخ‪ .‬فصال إياس بحديثه على الشيخ‪ ،‬فقال‬ ‫القاضي‪ :‬إنه شيخ كبير‪ ،‬فاخفض من كالمك»‪ .‬فقال له إياس‪« :‬الحق أكبر منك»‪ ،‬فقال له‬ ‫القاضي‪« :‬اسكت»‪ ،‬قال‪« :‬ومن ينطق بحجتي؟»‪ ،‬قال القاضي‪« :‬ما أراك تقول إال حقاً»‪ ،‬قال له‬ ‫إياس‪« :‬ال إله إال اهلل ‪،‬أحق هذا أم باطل؟»؛ فحكم القاضي بينهما‪ ،‬وانصرف‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪ 30‬مـاي �إلى ‪ 05‬يونيو ‪2017‬‬

‫العدد ‪891‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)794‬‬

‫‪16‬‬

‫ديوان “كنز الحكيم”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫على األقل في هذا الديوان‪ -‬أن يعيد االحتفاء بعوالمه المخصوصة‬ ‫ال شك أن التطور الهائل الذي تعرفه آليات تلقي المعارف والعلوم‬ ‫واآلداب والفنون قد فتحت الباب أمام تجاوز نمط الكتابة التقليدية‪ .‬وال‬ ‫وبحميمياته المميزة وبمعشوقاته الصوفية‪ ،‬بشكل أثمر معالم البهاء‬ ‫شك أن هيمنة الصورة الرقمية واإلشارة اإللكترونية والرمز المعلومياتي‬ ‫التي ال يمكن إال أن تشكل مدخال لكتابة تحوالت القصيدة كما عاشها‬ ‫قد ساهم في الحد من نهم االستمتاع برائحة الورق واإلصدارات الورقية‪،‬‬ ‫وكما أبدعها وكما كتب لنفسه –من خاللها‪ -‬عناصر البقاء والخلود‪.‬‬ ‫بطراوتها وبرطوبتها وبقدرتها الالمتناهية على إثارة االنتباه وعلى‬ ‫ومن هذا الجانب بالذات‪ ،‬يظل انفتاح حقل التاريخ الثقافي على تجربة‬ ‫التكوين وعلى تقاسم عطاء الذات في سياق تأمالتها لعالقاتها المركبة‬ ‫الشاعر محمد البقالي أمرا مفيدا‪ ،‬بالنظر لما يمكن أن يوفر من مواد‬ ‫مع نفسها أوال‪ ،‬ثم مع محيطها ثانيا‪ .‬وداخل هذا المسار‪ ،‬كثر الحديث عن‬ ‫خام ضرورية للتأمل وللتفكيك وللتشريح‪ .‬فبغض النظر عن ما يمكن‬ ‫تواري الكتابة الشعرية خلف سطوة المادة اإللكترونية والرقمية‪ ،‬واتضح‬ ‫أن ثمة نزوع عام نحو لجم لوعة الخيال والتخييل وتحنيطها خلف برامج‬ ‫أن تفتحه االجتهادات النقدية التخصصية –والتي ال تدخل في مجال‬ ‫تقنية وانشغاالت مستحدثة ابتعدت بأصحابها عن فضاءات العوالم‬ ‫اهتمامنا‪ -‬من إمكانات كبيرة للقراءة التركيبية‪ ،‬تبدو مناهج البحث‬ ‫الرحبة للكتابات اإلبداعية النثرية والشعرية‪.‬‬ ‫التاريخي قادرة على استيعاب الكثير من الحموالت النظرية التي تحبل‬ ‫بالقلق‬ ‫الكثيرين‬ ‫أصابت‬ ‫قد‬ ‫وعلى الرغم من أن هذه الصورة‬ ‫بها قصيدة محمد البقالي‪ ،‬من قبيل قيم التصوف والطوبونيميا‬ ‫الحر‬ ‫الشعر‬ ‫وقصائد‬ ‫والقافية‬ ‫الخليل”‬ ‫على مصير لغة القوافي و”بحور‬ ‫والحرية ومأساة فلسطين والعبودية‪ ،...‬وهي قيم يمكن أن تشكل‬ ‫ونصوص ما بعد الحداثة وقصيدة النثر‪ ،...‬فإن باحثي التاريخ الثقافي‬ ‫زادا للبحث في قضايا تاريخ الذهنيات بالنسبة لنخب المغرب الثقافي‬ ‫سرعان ما انتبهوا إلى أن الحديث عن “موت” القصيدة أو عن “انتحار”‬ ‫الراهن‪.‬‬ ‫الشاعر‪ ،‬ال يمكن أن يكون إال ضربا من األوهام الباحثة عن شرعنة‬ ‫معالم الكسل الفكري داخل نظيمة الخلق واإلبداع الثقافيين والفكريين‬ ‫ولالقتراب من سقف هذه األبعاد المعرفية والثقافية المنتجة‬ ‫الوطنيين الراهنين‪ .‬لقد تأكد الجميع أن الشعر كان‪/‬وسيظل الصوت‬ ‫لقصيدة محمد البقالي‪ ،‬نقترح االستدالل ببعض مما ورد في نصوص‬ ‫اآلخر الخفيض‪ ،‬المنصت للتفاصيل‪ ،‬والملتفت للتراث الرمزي غير‬ ‫الديوان‪ .‬ففي نص “سأغني”‪ ،‬يقول الشاعر‪:‬‬ ‫المادي‪ ،‬والمنشغل بإضفاء قيم الجمال والخلود والسمو على مجمل‬ ‫“أهيم بشتى دروب الزمان‬ ‫أشكال تفاعلنا مع محيطنا المادي المباشر‪ ،‬إلى جانب االرتقاء باإلحساس‬ ‫وبالذوق نحو مراتب اإلبداع التي تضفي على اإلنسان إنسانيته‪ .‬وفي هذا‬ ‫ وأصبو جنوحا إلى الالنهاية‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫المجال بالذات‪ ،‬انفتح البحث التاريخي الوطني المعاصر على الكثير من التجارب‬ ‫ لعلي أشهد فجر الخالص‬ ‫الشعرية المغربية الراهنة‪ ،‬ليس بهدف تقديم قراءات نقدية تخصصية‪ ،‬ولكن –‬ ‫أساسا‪ -‬بهدف إيجاد المداخل المنهجية الضرورية للتوثيق إلبداالت الحقل الثقافي المشترك‪،‬‬ ‫فتكبو خطاي ويخلف ظني‬ ‫ ‬ ‫من خالل مرتكزاته الفردانية المميزة‪ ،‬ثم من خالل تجميع الجزئيات التي تشتغل عليها عين‬ ‫وأدرك أني طين وماء‬ ‫ ‬ ‫الشاعر وتحولها إلى مكونات نسقية تنبني عليها القصيدة لتفجر من خاللها عناصر صناعة‬ ‫الخلود والتميز والسمو الحضاري للفرد وللجماعة‪.‬‬ ‫وأني لم أتخط البداية‪( ”...‬ص‪.)8.‬‬ ‫ ‬ ‫عنوان‬ ‫تحت‬ ‫‪،2016‬‬ ‫سنة‬ ‫خالل‬ ‫البقالي‬ ‫محمد‬ ‫للمبدع‬ ‫مناسبة هذا الكالم‪ ،‬صدور ديوان شعر‬ ‫وفي نص “الزهرة الذابلة”‪ ،‬يقول الشاعر‪:‬‬ ‫“كنز الحكيم”‪ ،‬وذلك في ما مجموعه ‪ 93‬من الصفحات ذات الحجم المتوسط‪ .‬ويمكن القول‪،‬‬ ‫“ما الشهد لوال العاصرون؟‬ ‫ ‬ ‫إن انفتاحنا على مضامين هذا العمل يستجيب لمحددات األفق العام الذي أجملنا معالمه أعاله‪.‬‬ ‫ما اللحن لوال السامعون؟‬ ‫ ‬ ‫فالشاعر محمد البقالي يظل مبدع زمانه‪ ،‬وشاهد عصره‪ .‬عاش تجارب طويلة في حياته المهنية‬ ‫بالمغرب وببعض دول أمريكا الالتينية‪ .‬نهل من معين تراث الحركة الوطنية التحررية خالل‬ ‫ما العطر لوال الناشقون؟‬ ‫ ‬ ‫النصف األول من القرن الماضي‪ ،‬وعززه بانفتاح واسع على العوالم اإليبيرية بحموالتها الثقافية‬ ‫ما الشعر لوال الحالمون؟‬ ‫ ‬ ‫والحضارية الكبرى‪ ،‬متشربا من حقول اإلبداع منذ نعومة أظافره‪ ،‬األمر الذي ترجمه الحقا‬ ‫بمبادرات مسترسلة لنشر قصائده بالعديد من المجالت ومن الجرائد‪ ،‬وكذا من خالل مشاركاته‬ ‫ما الحسن لوال العاشقون؟‪( ”...‬ص ص‪.)11-12 .‬‬ ‫ ‬ ‫في عدة مهرجانات ثقافية داخل المغرب وخارجه‪ ،‬ومن خالل انخراطه في مبادرات علمية‬ ‫وفي نص “كنز الحكيم”‪ ،‬يقول الشاعر‪:‬‬ ‫ومؤسساتية وعلمية أتاحت له فرص تخصيب تجاربه ومعرفته بمحيطه‪ ،‬مثلما هو الحال مع‬ ‫مهامه كمبعوث سابق لرابطة العالم اإلسالمي بكل من البرازيل والبرتغال وإسبانيا‪ ،‬أو تمثيله‬ ‫“وهكذا في قريتي ظلت تعشش الظنون‬ ‫ ‬ ‫لمنظمة اإليسيسكو بكوستاريكا‪ ،‬أو إسهامه في تنظيم المؤتمر اإلسالمي ألمريكا الجنوبية‪،‬‬ ‫وقريتي طاحونة بليدة‬ ‫ ‬ ‫ثم مع سلسلة محاضراته الجامعية من موقعه كمحاضر زائر في كل من جامعة برازيليا وجامعة‬ ‫تدور‪ ،‬وتدور‪ ،‬وتدور‬ ‫ ‬ ‫سان خوسي بكوستاريكا‪.‬‬ ‫ال شك أن األمر يتعلق برحلة ممتدة مع الحياة‪ ،‬انطلقت من سنة ‪ 1927‬تاريخ ميالد محمد‬ ‫تلتهم السراب والضياع والعدم‬ ‫ ‬ ‫البقالي‪ ،‬ثم تقلبت عبر محطات شتى صهرت اهتمامات الشاعر وتكوينه وانشغاالته الثقافية‬ ‫وتلفظ السأم” (ص‪.)22 .‬‬ ‫ ‬ ‫والجمعوية‪ ،‬وجعلت منه إنسانا مقبال على الحياة وعلى تذوق مباهجها‪ .‬فكان االنفتاح على‬ ‫هذه “قريتي”‪ ،‬ومدينتي‪ ،‬وهذا أنا الشاعر المسكون بلوثة المكان وبطراوة الوجوه وبخصوبة‬ ‫هذه المباهج من خالل الكتابة الشعرية‪ .‬أوليس الشعر وجها معبرا عن روعة هذه المباهج؟‬ ‫لقد أنتج محمد البقالي قصيدته بالكثير من عناصر “الصنعة” والحب واالحتراق‪ ،‬واستطاع – الذاكرة‪.‬‬

‫االستعدادات المتحانات الباكالوريا تدخل مرحلة العد العكسي بوزان‬

‫‪ ‬دقت المديرية اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية أبواب مختلف‬ ‫الشركاء والمتدخلين‪ ،‬من أجل ضمان انخراطهم ‪ /‬هن المسؤول‬ ‫والمواطن في توفير المناخ السليم الجتياز امتحانات الباكالوريا‪ ،‬التي‬ ‫دخل االستعداد الجتيازها مرحلة العد العكسي ‪.‬‬ ‫رئيس المركز اإلقليمي لالمتحانات محمد الزعيم‪ ،‬لم يترك خالل‬ ‫اللقاء التواصلي الذي ترأس أشغاله المدير اإلقليمي لوزارة التربية‬ ‫الوطنية فؤاد أرواض��ي‪ ،‬المنعقد بمقر المديرية اإلقليمية للتعليم‬ ‫صباح يوم االثنين ‪ 22‬ماي الجاري ‪ (،‬لم يترك ) إجراء أو عملية‪ ،‬من‬ ‫حزمة االجراءات والعمليات التي تستمد قوتها القانونية من المذكرات‬ ‫الوزارية ذات الصلة بامتحانات الباكالوريا‪ ،‬إال واستعرضها أمام‬ ‫المشاركين والمشاركات في هذا االجتماع التنسيقي ‪ .‬وهكذا فقد جاء‬

‫التقرير الذي أعده فريق المركز اإلقليمي لالمتحانات‪ ،‬محمال بجملة من‬ ‫المعطيات والمعلومات‪ ،‬نذكر منها‪ ،‬بأن عدد المترشحين والمترشحات‬ ‫الجتياز امتحانات الباكالوريا ( األولى والثانية ) رسميون وأحرار‪ ،‬سيتجاوز‬ ‫عتبة ‪ ،6000 ‬وأن هذا العدد من الممتحنين والممتحنات سيفتح‬ ‫أمامهم‪/‬هن ‪ 14‬مركزا لالمتحان‪ ،‬ثلثيها يوجد بالعالم القروي ‪ .‬أما‬ ‫عملية التصحيح فقد تقرر هذه السنة أن تجري بمركز ثانوية ابن زهر‬ ‫بوزان ‪.‬‬ ‫‪ ‬وألن المملكة المغربية تعمل على “ ‪...‬إرس��اء دعائم مجتمع‬ ‫متضامن‪ ،‬يتمتع فيه الجميع باألمن والحرية والكرامة والمساواة‬ ‫وتكافؤ الفرص ‪ ”....‬كما جاء في تصدير دستور ‪ ،2011‬فقد دعا المدير‬ ‫اإلقليمي كل من له عالقة من قريب أو بعيد بهذا االستحقاق الوطني‪،‬‬

‫التحلي بقيم المواطنة الحقة التي تعتبر صمام أمان كفيل بحماية مبدأ‬ ‫تكافؤ الفرص بين المترشحين والمترشحات‪ ،‬وبصم شهادة الباكالوريا‬ ‫المغربية بالمصداقية ‪.‬‬ ‫‪ ‬يذكر بأن المدير اإلقليمي للتعليم‪ ،‬وقبل إسدال الستار على هذا‬ ‫اللقاء التواصلي‪ ،‬أعلن عن تشكيل لجنة إقليمية تعمل بجانبه لتدليل‬ ‫كل الصعاب‪ ،‬كما عهد لفريق من بين أعضائها وعضواتها السهر‬ ‫على تفعيل آلية الرصد اإللكتروني للتسريبات التي قد تحدث ال قدر‬ ‫اهلل ‪ .‬اآللية المذكورة اعتمدتها وزارة التربية الوطنية السنة الماضية‪،‬‬ ‫وحددت في مذكرة أسباب النزول‪ ،‬وحقل اشتغالها‪ ،‬والمعايير الواجب‬ ‫توفرها في عضواتها وأعضائها ‪.‬‬

‫محمد حمضي‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪ 30‬مـاي �إلى ‪ 05‬يونيو ‪2017‬‬

‫العدد ‪891‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)361‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫سكان ينتفضون ضدا على‬ ‫«نزوات شيطانية» تضر براحتهم‬ ‫الروحية والنفسية‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫احتج‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬سكان إقامتي الموحدين‬ ‫‪ 1‬و‪ ،2‬الكائنتين بشارع بيتهـوفــن‪ ،‬بتعليـــق‬ ‫الفتة بأحد الطوابق‪ ،‬يستنكرون من خاللها‬ ‫وجود محل تحت إحدى البنايتين المذكورتين‪،‬‬ ‫يقولون أنه تُ��زاول به أنشطة مخلة باآلداب‬ ‫العامة‪ ،‬حيـث يتردد عليه باحثــون وباحثات‬ ‫عن «ن���زوات شيطـانيـــة»‪ ،‬بشكـل مثير‪،‬‬ ‫األم��رال��ذي بات يحرجهم مع ذويهم وأف��راد‬ ‫أسرهم‪ ،‬باستمرار في غياب أي مراقبة أو تدخل‬ ‫من الجهات المختصة‪ ،‬إليقاف هذه الفوضى‬ ‫العارمة‪ ،‬المخلة بالحياء‪.‬وأضاف مصدرنا أن‬ ‫المحل المشتكى به يشغل ما مجموعه أكثر من‬ ‫‪ 30‬مستخدمة وعاملة‪ ،‬بدون أي رخصة‪ ،‬حسب‬ ‫تأكيد رئيس مقاطعة طنجة في جواب عن رسالة‬ ‫توصل بها‪ ،‬والذي خص به «سانديك» اإلقامة‪،‬‬ ‫يشير سكانها‪ ،‬في الوقت الذي توجد العديد من‬ ‫الصالونات بالمدينة في وضعية شبه إفالس‪ ،‬رغم أنها تشغل نسبة قليلة جدا من العامالت‪،‬‬ ‫ومع ذلك تستطيع هذه الصالونات‪ ،‬بالكاد أداء األجور البخسة‪ ،‬لفائدة مستخدماتها اللواتي‬ ‫يـعـــددن على رؤوس األصابع‪ ،‬بل وأغلقت بعض الصالونات أبوابها‪ ،‬بسبب األزمة‪ ،‬ألنها‬ ‫بصريح العبارة‪ ،‬التمارس األنشطة المشبوهـة والمــدرة للدخل‪ ،‬من قبيـل «تدليك اللحوم»‪،‬‬ ‫مـع إنعاش اللذات المحرمة في الوقت ذاته‪.‬‬ ‫وجدير بالذكر‪ ،‬أن احتجاج السكان على الممارسات الوضيعة التي تحدث بالمحل‬ ‫المشتكى به يطرح مسألة ضرورة تشديد المراقبة‪ ،‬بشكل عام‪ ،‬من طرف الجهات المختصة‪،‬‬ ‫إزاء جميع الصالونات المشبوهة التي تخرج عن إطارالغاية التي أقيم المشروع من أجلها‪،‬‬ ‫ضدا على أي انفالت أخالقي جد مكشوف‪ ،‬يتنافى وراحة العديد من األسر المحافظة التي تجد‬ ‫نفسها مخنوقة في فوهة الفساد المستشري !‬

‫محمد الهنداوي‬

‫حي جنان قبطان باملدينة القدمية‪:‬‬

‫امرأة مغلوبة على أمرها تطالب‬ ‫برفع ضرر البناء عنها‬ ‫تقدمت المواطنة صفية البقالي القاسمي إلى هذه الجريدة بشكاية‪ ،‬مما ورد فيها‬ ‫أن شخصا أجنبيا قام بإصالح داره المحاذية لمنزلها‪ ،‬الكائن بحي جنان قبطان‪ ،‬زنقة‬ ‫سيدي خليل رقم ‪ ،8‬مما تسبب لها في أضرار‪ ،‬تتجلى في تسرب المياه إلى أغراضها‬ ‫المنزلية‪ ،‬فضال عن روائح كريهة‪ ،‬مما أثر سلبا على نفسيتها‪ ،‬إذ عبثا استعملت معه‬ ‫جميع المحاوالت الحبية‪ ،‬لكي يقوم بإصالح األضرار التي تسبب لها فيها‪.‬لتفاجأ فيما بعد‪،‬‬ ‫بمحاولة تعنيفه ومضايقته لها‪ ،‬وهذا موضوع يخص ضرورة لجوئها إلى القضاء‪ ،‬علما‬ ‫أنه يستغل ظروف عدم تعلمها وجهلها بالقانون‪ ،‬فضال عن فقرها المدقع‪ ،‬بالنظرإلى‬ ‫المقولة الشعبية ‪ »:‬اللي ما عندو فلوس‪ ،‬كالمو مسوس»‪.‬لكن المثير‪ ،‬تشيرالضحية‬ ‫صفية إلى أن قائد االملحقة اإلدارية التي تقع أشغال البناء‪ ،‬تحت نفوذه‪ ،‬قام بواجبه‪،‬‬ ‫مشكورا‪ ،‬عندما منع األجنبي من مواصلة هذه األشغال‪ ،‬إال أنها تتساءل عن الكيفية‬ ‫والسرعة اللتين حصل بهما األجنبي المذكورعلى رخصتين معا‪ ،‬لينطلق من جديد في‬ ‫خضم أشغاله البنائية‪ ،‬غير عابئ بمعاناة امرأة‪ ،‬بسببه‪ ،‬الحول والقوة لها‪ ،‬إذ تلتمس من‬ ‫الجهات المسؤولة رفع هذا الضرر عنها‪ ،‬إنصافا لها وإحقاقا للحق‪.‬‬ ‫من جهتنا‪ ،‬نتساءل هل عقدة األجنبي الزالت تتحكم في قرارات بعض المسؤولين‬ ‫والمسخرين عندنا ؟‬

‫م‪.‬إمغران‬

‫لجميع إعالناتكم‬ ‫اإلشهارية واإلدارية‬ ‫يف جريدة‬

‫االتصال على الرقم ‪0539943008‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪361‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫‪3‬‬

‫العـدد ‪ 891‬ـالثالثاء ‪ 30‬مـاي �إلى ‪ 05‬يونيو ‪2017‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫تاريخ كرة القدم‬ ‫(‪)2‬‬

‫أبدت‬

‫فئة معارضة للتعاقد مع الزاكي تخوفها من المشاكل التي واجهها بادو الزاكي‬ ‫في المراحل التي اشتغل خاللها مع أندية مغربية أو مع المنتخب الوطني‪ ،‬سيما‬ ‫الصراعات التي عاشها مع أطراف متعددة من مسؤولين بالجامعة‪ ،‬مسيري أندية‪ ،‬إعالميين‪،‬‬ ‫والتخوف من تأثير هذه الصراعات على اتحاد طنجة خالل الموسم المقبل‪ .‬ولم يكن التعاقد‬ ‫مع الزاكي محط إجماع داخل مكتب اتحاد طنجة‪ ،‬إذ كانت أطراف أخرى‪ ،‬تتحرك تزامنا مع‬ ‫االقتراب من التوقيع مع الزاكي‪ ،‬بالتفاوض مع المدرب الفرنسي بيرنارد سيموند‪ .‬من ناحية‬ ‫أخرى‪ ،‬يتساءل محبو اتحاد طنجة عن مصير اسامة غريب‪ ،‬عميد الفريق في مرحلة بادو الزاكي‪،‬‬ ‫سيما أن األخير كان سببا في رحيل غريب عن الوداد البيضاوي بسبب تهميشه‪ ،‬والتحق‬ ‫بالدفاع الحسني الجديدي وحقق معه مسيرة موفقة وربط عالقة جدية مع المدرب الجزائري‬ ‫عبد الحق بنشيخة الذي كان يقود إذاك الفريق الجديدي‪ .‬ولعب غريب دورا كبيرا في تعاقد‬ ‫بنشيخة مع اتحاد طنجة وكان له تاثير كبير بالفريق‪.‬‬

‫ماركوس كافو‪..‬‬ ‫�أ�سطورة خد دفاع منتخب ال�صامبا‬

‫ما هي ذكرياتـك من استعـدادات‬ ‫البرازيل لكأس القارات ‪ 2013‬وكأس‬ ‫العالم ‪2014‬؟ هل كانت اإلثارة تعمّ‬ ‫البالد؟‬

‫أخذنا االستعدادات لكأس القارات‬ ‫على محمل الجد‪ .‬وكان من المهم أن‬ ‫ندرك مدى قدرتنا على تنظيم مثل‬ ‫هذه البطولة العالمية‪ .‬كانت هناك‬ ‫إثارة كبيرة في البالد‪ .‬صحيح أن‬ ‫هذه البطولة تحتاج إلى عدد أقل من‬ ‫المالعب مقارنة بكأس العالم‪ ،‬ولكن‬ ‫المالعب التي استضافت المباريات‬ ‫في تلك المناسبة أثبتت أنها على أتم‬ ‫االستعداد لنهائيات كأس العالم‪ ،‬وهذا‬ ‫ما جعل مهمتنا أسهل‪ .‬كما كانت‬ ‫البطولة مهمة أيضاً للمنتخب الوطني‪.‬‬ ‫قبل بداية كأس القارات كانت الجماهير‬ ‫ال تؤمن كثيراً بالسيليساو‪ ،‬ولكن الفوز‬ ‫باللقب ساعد على وقوف الجميع في‬ ‫صف واحد خلف المنتخب البرازيلي‪.‬‬

‫نشوء رياضة كرة القدم‬ ‫لكن التأسيس الفعلي لرياضة كرة القدم لم يبدأ إال في سنة ‪1863‬‬ ‫بإنجلترا‪ ،‬وذلك عندما اجتمع مندوبو األندية التي كانت تحتضنها المدارس‬ ‫الخاصة اإلنجليزية‪ ،‬وتشكل أول مجلس يعنى بكرة القدم حينئذ‪ ،‬وهو‬ ‫‪ IFAB‬المكون من ممثلين اثنين لكل من االتحادات البريطانية األربعة‬ ‫(إنجلترا‪ ،‬إسكتلندا‪ ،‬ويلز‪ ،‬وايرلن) مهمتهم تأطير هذه الرياضة‪ ،‬فكان‬ ‫أبرز تطور حصل لكرة القدم هو فصلها عن كرة الريغبي واالعتماد على‬ ‫الساقين فقط للتحكم بالكرة‪ ،‬وهو األمر الذي لم يكن هينًا حينها‪ .‬بعدها‬ ‫أصبحت اللعبة تتخذ تدريجيًّا المالمح التي نراها اليوم‪ ،‬فبدأ اعتماد ركالت‬ ‫المرمى في ‪ ،1869‬والركنيات في ‪ ،1872‬وفي ‪ 1878‬استخدم حكمٌ‬ ‫الصافرة ألول مرة‪ .‬أما ركلة الجزاء فلم تبصر النور حتى عام ‪ ،1891‬كما‬ ‫أصبح للملعب خطوط وحدود مرسومة ووقت محدد للمباراة‪ ،‬وأصبح العنف‬ ‫محظورًا في اللعبة‪ ،‬فيما أضحت الرياضة تنتشر في كل القارات‪ ،‬وتجتذب‬ ‫نحوها مزيدًا من الجماهير لالستمتاع بمشاهدة مباريات كرة القدم‪ ،‬ما‬ ‫دعا إلى تحضير مساحات تحيط بالملعب للمتفرجين‪ .‬وفي سنة ‪،1904‬‬ ‫تأسس االتحاد الدولي لكرة القدم ‪ FIFA‬في باريس مع أعضائه السبعة‬ ‫األساسيين‪ :‬فرنسا‪ ،‬بلجيكا‪ ،‬الدنمارك‪ ،‬هولندا‪ ،‬إسبانيا‪ ،‬السويد‪ ،‬سويسرا‪،‬‬ ‫لينضم االتحاد اإلنجليزي ‪ IFAB‬للفيفا سنة ‪ ،1913‬قبل أن تلتحق باقي‬ ‫بلدان العالم باالتحاد‪ .‬وابتداء من النصف الثاني للقرن العشرين‪ ،‬أصبحت‬ ‫رياضة كرة القدم تكتمل شي ًئا فشي ًئا‪ ،‬فوضعت القوانين التفصيلية‬ ‫المحكمة‪ ،‬وبرعت الفرق الرياضية في التفنن بلعب الكرة بمهارات عالية‬ ‫خالل مباريات كأس العالم‪ ،‬وتزايدت التغطيات اإلعالمية لمجرياتها‪ ،‬ما‬ ‫جعل جماهير العالم تزداد عش ًقا لهذه اللعبة‪.‬‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫أنت تحمل الرقــم القياسي لعدد‬ ‫المشاركـــات مـع منتخـــب البرازيـــل‬ ‫بهامش كبير‪ .‬كيف حققت هذا اإلنجاز‬ ‫في منتخب يشهد فيه كل مركز ربما أشرس منافسة‬ ‫في العالم‪ ،‬و بصفتك كابتن الفريق‪ ،‬هل ألقيت كلمة‬ ‫في حضرة زمالئك قبل المباراة النهائية ضد ألمانيا؟‬

‫أعتقد أن هذا األمر عائد ألنني لعبت طوال ‪ 16‬سنة‬ ‫مع منتخب البرازيل! وهذا عائد أيضاً إلى قوة إرادتي‪،‬‬ ‫شغفي بكرة القدم والمجهود الذي بذلته طوال هذه‬ ‫السنوات‪ .‬أكبر إنجازين في مسيرتك االحترافية هما‬ ‫تتويجك بكأس العالم عامي ‪ 1994‬و‪ .2002‬ما هي‬ ‫ذكرياتك عن تلك النهائيات؟ في كلتا المناسبتين‬ ‫شعرت بسعادة عارمة‪ ،‬ولكن هناك اختالف بين االثنين‬ ‫من حيث المسؤولية التي تحملتها‪ .‬في نسخة الواليات‬ ‫المتحدة األمريكية ‪ ،1994‬خضت بطولتي األولى في‬ ‫كأس العالم ‪ .FIFA‬كنت العباً شاباً وكانت تلك أول‬ ‫فرصة لي لمحاولة الفوز بالكأس األهم بالنسبة ألي‬ ‫العب كرة قدم في العالم‪ .‬كنت مستعداً لذلك‪ ،‬عملت‬ ‫بجدّ ونشاط‪ ،‬ولكنني جلست على مقاعد البدالء‪ .‬وفي‬ ‫عام ‪ ،2002‬كان األمر مختلفاً تماماً ألنه كانت لدي‬ ‫مسؤولية كبيرة بصفتي قائداً للفريق إلى غاية المباراة‬ ‫النهائية‪ .‬في كلتا البطولتين شعرت بتوتر كبير‪ ،‬ولكن‬ ‫األسباب كانت مختلفة تماماً‪ .‬وبالنسبة للشطر الثاني‬ ‫من السؤال‪ ،‬لم أقل شيئاً أكثر من المعتاد‪ .‬في الطريق‬ ‫إلى المباراة النهائية‪ ،‬لعبنا ست مباريات وحققنا العالمة‬ ‫الكاملة‪ .‬طلبت منهم فقط أن نلعب بنفس الطريقة‪.‬‬ ‫فلماذا تغيير شيء عندما تسير األمور على ما يرام؟‬

‫لماذا نلعب بشكل مختلف ونحن فزنا بجميع مبارياتنا‬ ‫حتى اآلن؟ يمكن القول إنها المباراة النهائية وربما من‬ ‫الممكن قول شيء استثنائي لتعزيز تحفيز الالعبين‪،‬‬ ‫ولكن في الوقت نفسه‪ ،‬عندما يكون الالعبون لديهم ما‬ ‫يكفي من التحفيز لخوض المباراة النهائية فليس هناك‬ ‫حاجة للبحث عن المزيد منه‪.‬‬

‫من الواضح أن رقمك القياسي لن يتم تحطيمه في‬ ‫المستقبل القريب‪ ،‬ولكن الرقم القياسي الذي يملكه‬ ‫بيليه كهداف تاريخي يبدو أنه في خطر حقيقي‪ .‬هل‬ ‫تعتقد أن نيمار سيحطمه‪ ،‬وما النصيحة التي تقدمها‬ ‫لمنظمي كأس القارات وكأس العالم في روسيا‪ ،‬كي‬ ‫يتم تنظيم هاتين البطولتين بشكل أفضل حتى من‬ ‫البرازيل؟‬

‫كل األرقام القياسية موجودة لكي تُحطم‪ .‬وبالطبع‪،‬‬ ‫نيمار لديه ما يكفي من المؤهالت لتحطيمه‪ .‬إنه العب‬ ‫شاب وال يزال أمامه مستقبل مشرق‪ .‬وإذا واصل النمو‬ ‫بهذه الطريقة‪ ،‬سيكون لديه كل الحظوظ لتحطيم رقم‬ ‫بيليه‪ .‬بالنسبة للنصيحة‪ ،‬األهم هو اإليمان بالشيء‪.‬‬ ‫ومن الضروري أن يؤمن الجميع بقدراته وبالمنتخب‬ ‫الوطني وحظوظه لتحقيق الفوز‪ .‬يجب اإليمان بأن روسيا‬ ‫قادرة على استضافة البطوالت على أعلى مستوى‪ .‬هذا‬ ‫هو الشيء األهم‪ .‬يجب أن يؤمنوا بذلك‪ .‬وبعد ذلك كل‬ ‫شيء سيكون على ما يرام‪.‬‬

‫حبس رئيس برشلونة السابق في قضية تربح وغسيل أموال‬

‫قررت القاضية بالمحكمة الوطنية اإلسبانية‪ ،‬كارمين الميال‪ ،‬حبس رئيس برشلونة السابق ساندرو روسيل‪ ،‬بدون كفاله لتربحه ‪ 6.5‬ماليين يورو‪ ،‬في‬ ‫صورة عموالت غير قانونية‪ ،‬من بيع حقوق بث ‪ 24‬مباراة ودية للمنتخب البرازيلي لكرة القدم‪ ،‬وغسل المبلغ فيما بعد في أندورا‪ .‬وأصدرت القاضية القرار بعد‬ ‫استجواب روسيل‪ ،‬وباقي المعتقلين في القضية المعروفة باسم «ريميت»‪ ،‬والتي حبست منهم أيضا المحامي والسياسي األندوري خوان بيسولي‪ ،‬بتهمة إنشاء شركات وهمية في اإلمارة‬ ‫الستخدامها في غسيل األموال‪ .‬وبلغ إجمالي المبالغ التي جرى اختالسها من وراء تلك المباريات‪ ،‬والتي تم دفعها لشركة عربية في جزر كيامان مرتبطة برجل أعمال سعودي حوالي ‪15‬‬ ‫مليار يورو‪ ،‬ويشتبه في أن الرئيس السابق لالتحاد البرازيلي لكرة القدم ريكاردو تيكسييرا‪ ،‬حصل منها على ‪ 8.3‬ماليين يورو‪ .‬وقالت القاضية إن روسيل وباقي من يتم التحقيق معهم‬ ‫شكلوا عصابة إجرامية ذات طابع دولي تخصصت في غسيل أموال قادمة من عموالت غير شرعية‪ ،‬في حين قررت اإلفراج عن ‪ 3‬أشخاص أخرين الذين جرى اعتقالهم الثالثاء الماضي في‬ ‫العملية‪ .‬وتم اإلفراج عن زوجة روسيل‪ ،‬مارتا بيندا‪ ،‬بعد تفتيش منزل الزوجية بعدما لم يطالب أحد باتخاذ أي إجراء ضدها‪ ،‬واندرو راموس الذي كان يتم استخدام اسمه لتمثيل روسيل‬ ‫قانونيا في إسبانيا‪ ،‬واللبناني شاهي أوهانسيان شريك روسيل السابق‪ .‬واتخذت القاضية إجراءات احترازية فقط ضد راموس وأوهانسيان‪ ،‬بالحضور شهريا إلى دائرة المحكمة وحظر‬ ‫خروجهما من إسبانيا‪.‬‬


‫الشمال الرياضي‬

‫العدد ‪891‬‬

‫اتحاد طنجة يختم الموسم بفوز على الجيش‬ ‫وسونارجيس كادت تهزمه بالقلم‬ ‫‪ ‬كــــــادت إدارة شركـــــة‬ ‫سونارجيس‪ ،‬المشرفة على تسيير‬ ‫الملعب الكبير بطنجــة أن تدفع‬ ‫باتحاد طنجـة إلى خســـارة آخـــر‬ ‫مباراة الموسم الحالي أمام الجيش‬ ‫الملكي بالقلم‪ ،‬بعد منعه من ولوج‬ ‫الملعب‪ .‬واشترطت إدارة الشركة‬ ‫على الفريق أداء مصاريف استغالل‬ ‫الملعب مقابل السماح له بالدخول‪.‬‬ ‫ولجأ مكتب اتحاد طنجة‬ ‫إلى االستعانة بمفوض قضائي‬ ‫لتدوين محضر المنع لتثبيته حجة‬ ‫على قرار إدارة سونارجيس‪.‬‬ ‫وتعود فصول الصراع القائم‬ ‫بين الشركة والفريق إلى مواسم‬ ‫سابقة بسبب عدم تأدية مصاريف‬ ‫استغالل الملعب‪ ،‬والتي كانت‬ ‫الجماعة الحضرية تحملت مسؤولية تسديدها‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى مصاريف خسائر خلفتها بعض أحداث الشغب في بعض‬ ‫مباريات الفريق‪ .‬وفي هذا الجانب‪ ،‬أكد مصدر من الفريق‬ ‫تأدية مبلغ يفوق ‪ 44‬مليون درهم تتضمن تعويضات عن‬ ‫بعض الخسائر التي تعرض لها الملعب رغم عدم التوصل‬ ‫بمحاضر في الموضوع‪ .‬لكن إدارة سونارجيس بررت قرار‬ ‫المنع بعدم تأدية واجب االستغالل خالل مباراة الجيش‬ ‫الملكي فقط‪.‬‬ ‫ولم تفتح أبواب الملعب في وجه الفريق حتى حدود‬ ‫الرابعة عصرا‪ ،‬بعدما منح حكم ومندوب المباراة في‬ ‫اجتماعى تقني انعقد بمقر النادي قرب الملعب‪ ،‬فرصة‬ ‫للفريق لتسوية مشكلته قبل ساعة و نصف من موعد‬ ‫المباراة التي جرت في النهاية بعد تحريك الهواتف بين‬ ‫سلطات المدينة وإدارة الملعب‪.‬‬ ‫وختم اتحاد طنجة موسمه في المركز الخامس برصيد‬ ‫‪ 45‬نقطة بعد فوزه على فريق الجيش الملكي في الدورة‬ ‫األخيرة من البطولة االحترافية‪ ،‬القسم األول‪ ،‬بهدفين‬ ‫مقابل هدف‪.‬‬ ‫وكان الفريق الزائر سباق إلى اإلحراز بواسطة عبد‬

‫الثالثاء ‪ 30‬مـاي �إلى ‪ 05‬يونيو ‪2017‬‬

‫‪19‬‬

‫أخبار الجامعة‬ ‫الجامعة‬ ‫أخبار‬ ‫توقيع مذكرة تفاهم بين العصبة الوطنية لكرة القدم‬ ‫االحترافية ونظيرتها النيجيرية‬ ‫بمناسبة توقيع اتفاقية التعاون بين الجامعة الملكية المغربية لكرة‬ ‫القدم ونظيرتها النيجيرية يوم ‪ 25‬ماي ‪ ،2017‬تم توقيع اتفاقية التفاهم‬ ‫بين العصبة الوطنية لكرة القدم االحترافية ونظيرتها النيجيرية والتي‬ ‫تهدف الى تبادل التجارب في مختلف المجاالت الرامية الى تطوير كرة القدم‬ ‫االحترافية في البلدين وخاصة في ميادين التكوين وتسويق المنتوج الكروي‬ ‫وتشجيع إقامة معسكرات ومباريات ودية واعدادية بين األندية االحترافية‬ ‫التابعة للعصبتين‪.‬‬ ‫وقد أشرف على توقيع هذه االتفاقية كل من سعيد ناصري رئيس العصبة‬ ‫الوطنية لكرة القدم االحترافية وشيهو ديكو رئيس العصبة االحترافية لكرة‬ ‫القدم بنيجيريا‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫الكبير الوادي منذ الدقيقة ‪ 36‬من الشوط األول‪ .‬وعادل‬ ‫عبد الغني معاوي النتيجة في الدقيقة ‪ ،71‬قبل أن يخطف‬ ‫اإلفواري غاي هيرفي الفوز من الفريق العسكري بهدف في‬ ‫الدقيقة األولى من الوقت بدل الضائق‪.‬‬ ‫وخاض اتحاد طنجة المباراة بأربعة العبين من فريق‬ ‫األمل‪ ،‬أيوب الجرفي‪ ،‬ياسر العمراني‪ ،‬زكرياء بولعيش‪ ،‬عبد‬ ‫الغفور جبرون‪ ،‬اساسيين‪ ،‬وأربعة في االحتياط‪ ،‬محمد‬ ‫الحداد‪ ،‬هشام الزغاري‪ ، ،‬عبد العالي العسري‪ ،‬وأيوب ولد‬ ‫الحمرا‪ .‬فيما غاب كل من بكر الهياللي‪ ،‬ويونس الحواصي‪،‬‬ ‫وأحمد حمودان‪ ،‬ومحمد امسيف‪ ،‬جمال ايت لمعلم‪ ،‬سفيان‬ ‫الحسناوي‪ ،‬المهدي بلطام‪ ، ‬وانيس سبوفيش بداعي‬ ‫اإلصابة‪.‬‬ ‫وشهدت المباراة عزوفا غير معهود في مدرجات‬ ‫الملعب الكبير وأضعف مدخول في الموسمين األخيرين‪ ،‬لم‬ ‫يتجاوز ‪ 33‬ألف درهم‪.‬‬ ‫وقاد المباراة الحكم الشاب جمال بلبصري‪ ،‬الذي أخرج‬ ‫ثالثة إنذارات لكل من عبد الغفور جبرون‪ ،‬ياسر العمراني‪،‬‬ ‫تيون أوسينو من اتحاد طنجة‪.‬‬

‫الدورة الثالثة لدوري تشالنج «التحدي» لمدارس‬ ‫اتحاد طنجة لكرة السلة‬

‫قرارت تأديبية‬ ‫اجتمعت اللجنة التأديبية والروح الرياضية التابعة للجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم‪ ،‬يوم األربعاء الماضي وأصدرت القرارات التالية‪،‬‬ ‫بالنسبة للبطولة االحترافية اتصاالت المغرب القسم األول‪:‬‬ ‫ توقيف ملعب فريق الجمعية الرياضية للقوات المسلحة الملكية‬‫(الجيش الملكي) لمباراة واحدة نافذة وغرامة مالية قدرها ‪ 2000‬درهما‬ ‫(حالة العود)‪.‬‬ ‫ توقيف ايمري بايي سانج العب فريق النادي القنيطري ألربع مباريات‬‫اثنتان منها موقوفة التنفيذ مع غرامة مالية قدرها ‪ 3000‬درهما‪.‬‬ ‫ توقيف عثمان البنًاي العب فريق شباب قصبة تادلة لمباراتين نافذتين‪.‬‬‫ توقيف نوصير الميموني العب فريق المغرب التطواني لمباراة واحدة‪.‬‬‫وبالنسبة للبطولة االحترافية اتصاالت المغرب القسم الثاني‪:‬‬ ‫ توقيف مهدي كريويطة العب فريق المغرب الفاسي لـ‪ 3‬مباريات واحدة‬‫منها موقوفة التنفيذ مع غرامة مالية قدرها ‪ 750‬درهما‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫تعاون بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‬ ‫واتحاد ماالوي لكرة القدم‬ ‫في إطار تفعيل إتفاقية الشراكة المبرمة يوم فاتح أبريل ‪ 2017‬بين‬ ‫الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وإتحاد ماالوي لكرة القدم‪ ،‬قام وفد‬ ‫من اإلتحاد الماالوي بزيارة المغرب رفقة مدير الرياضات بوزارة الشباب‬ ‫والرياضة بماالوي‪ ،‬من أجل الوقوف على المنشآت الرياضية الخاصة بكرة‬ ‫القدم ببالدنا وعلى الجوانب التنظيمية للجامعة الملكية المغربية لكرة‬ ‫القدم من خالل هيكلتها ومستويات ممارستها‪ ،‬وذلك بهدف تحديد برنامج‬ ‫التبادل والتعاون في مجاالت إعداد المنتخبات الوطنية وتكوين األطر‪ .‬وأكد‬ ‫الجانبان المغربي والماالوي خالل هذه المناسبة ضرورة بدل المزيد من‬ ‫المجهودات لتحقيق ما فيه خير لشباب البلدين الصديقين‪.‬‬ ‫وإثر ذلك تمت يوم الثالثاء ‪ 23‬ماي ‪ 2017‬المصادقة على البرنامج‬ ‫التنفيذي لالتفاقية اإلطار بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وإتحاد‬ ‫الماالوي لكرة القدم‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫الجامعة تسلم شواهد المستوى الثاني‬ ‫لمدربي كرة القدم داخل القاعة‬ ‫سجلت الفرق المشاركة في ‪ ‬دوري‬ ‫تشالنج نتائج جيدة في الدورة الثالثة على‬ ‫المستوى التقني ‪ ،‬سيما أن بوادر نجاحه‬ ‫الحت في األفق منذ انطالقه كمشروع‬ ‫طنجة الكبرى تتنفس كرة السلة ‪ ،‬المنجز‬ ‫تحت إش��راف والي��ة طنجة و المديرية‬ ‫الجهوية لوزارة الشباب والرياضة بجهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة و جمعية اإلتحاد‬ ‫الرياضي لطنجة لكرة السلة انسجاما مع‬ ‫برامج و أهداف المبادرة الوطنية للتنمية‬ ‫البشرية‪ ‬‬ ‫وجرت مباراة المحطة الثالثة لدوري‬ ‫تشالنج « التحدي» لمدارس اتحاد طنجة‬ ‫لكرة السلة بين المدرسة المركزية‬ ‫للجمعية ونظيرتها مدرسة اتحاد طنجة‬ ‫األبطال بقاعة بدر‪ ،‬في فئتي أقل من ‪ ‬عشر‬ ‫سنوات ‪ ‬و أقل من اثنى عشرة سنة إناثا و‬ ‫ذك��ورا‪ .‬فيما استقبل ملعب كرة السلة‬ ‫للقرب التابع لمركز قدرات الشباب ‪ ‬بأرض‬ ‫الدولة مباريات مدرسة اتحاد طنجة بأرض‬

‫الدولة ضد نظيرتها مدرسة اتحاد طنجة‬ ‫لمسنانة في نفس الفئتين‪ ،‬اناثا وذكورا‬ ‫كذالك ‪ ،‬وسجلت المباريات النتائج التالية‪:‬‬ ‫فئة أقل من ‪ 10 ‬سنوات إناث‪( ‬بقاعة‬ ‫بدر)‪ ‬‬ ‫مدرسة اتحاد طنجة بدر ‪ /‬مدرسة‬ ‫اتحاد طنجة األبطال‪10 - 26 :‬‬ ‫فئة أق��ل من ‪ 10‬سنوات ‪ ‬ذكور‬ ‫(بقاعة بدر)‪ ‬‬ ‫مدرسة اتحاد طنجة بدر ‪ /‬مدرسة‬ ‫اتحاد طنجة األبطال‪02 – 50 :‬‬ ‫فئة أقل من ‪ 12 ‬سنة ‪ ‬إناث(بقاعة‬ ‫بدر)‪ ‬‬ ‫مدرسة اتحاد طنجة بدر ‪ /‬مدرسة‬ ‫اتحاد طنجة األبطال ‪15 - 37 : ‬‬ ‫فئة أقل من ‪ 12 ‬سنة ‪ ‬ذكور(بقاعة‬ ‫بدر)‪ ‬‬ ‫مدرسة اتحاد طنجة بدر ‪ /‬مدرسة‬

‫اتحاد طنجة األبطال‪25 - 24 : ‬‬ ‫فئة أقل من ‪10‬سنوات إناث (ملعب‬ ‫أرض الدولة)‬ ‫مدرسة اتحاد طنجة بأرض الدولة ‪/‬‬ ‫مدرسة اتحاد طنجة بمسنانة‪29 - 03 :‬‬ ‫فئة أقل من ‪ 10‬سنوات ذكور‪( ‬ملعب‬ ‫أرض الدولة)‬ ‫مدرسة اتحاد طنجة بأرض الدولة ‪/‬‬ ‫مدرسة اتحاد طنجة بمسنانة‪04 - 34 : ‬‬ ‫فئة أقل من ‪ 12‬سنة إناث(ملعب‬ ‫أرض الدولة)‪ ‬‬ ‫مدرسة اتحاد طنجة بأرض الدولة ‪/‬‬ ‫مدرسة اتحاد طنجة بمسنانة‪21 - 04 :‬‬ ‫فئة أقل من ‪ 12 ‬سنة ذكور‪( ‬ملعب‬ ‫أرض الدولة)‬ ‫مدرسة اتحاد طنجة بأرض الدولة ‪/‬‬ ‫مدرسة اتحاد طنجة بمسنانة‪.14 - 09 :‬‬

‫سلمت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬صباح يوم الثالثاء ‪23‬‬ ‫ماي ‪ 2017‬شواهد المستوى الثاني لمدربي كرة القدم داخل القاعة‪.‬‬ ‫ومثل الجامعة في حفل تسليم الشواهد نيابة عن رئيس الجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم‪ ،‬عبد اللطيف العافية عضو المكتب المديري للجامعة‪.‬‬ ‫وتخول هذه الشهادات ألصحابها تدريب فرق القسم الوطني األول والثاني‬ ‫والمنتخبات السنية الصغرى‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة يفوز بالدوري‬ ‫الدولي للمرحوم عبد القادر البرازي‬ ‫فاز المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة بالنسخة الثالثة من‬ ‫الدوري الدولي للمرحوم عبد القادر البرازي‪ ،‬عقب فوزه بنتيجة ثالثة أهداف‬ ‫مقابل هدف واحد في المباراة التي جمعته بالمنتخب المصري‪ .‬وتناوب على‬ ‫تسجيل أهداف المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة في هذه المباراة‬ ‫التي أقيمت مساء األحد ‪ 21‬ماي ‪ 2017‬كل من سفيان مسرار في مناسبتين‬ ‫وسعد كنية‪ ،‬بينما وقع الهدف الوحيد للمنتخب المصري الالعب محمد ميزو‪.‬‬ ‫جدير بالذكر‪ ،‬أن هذا الدوري الدولي أقيم بقاعة موالي الحسن بمدينة‬ ‫بركان‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 23‬إلى ‪ 29‬مـاي ‪2017‬‬

‫العدد ‪890‬‬

‫إلياس‬ ‫العماري‬

‫األخيرة‬

‫جولة ناجحة في الواليات المتحدة األمريكية‬ ‫وندوة علمية حول التنمية المستدامة بمدينة طنجة‬

‫اتفاقيات تعاون مع مؤسسات جامعية واقتصادية ولقاءات مع شخصيات نافذة أمريكية‬ ‫وعرض حول توأمة الجهة مع العاصمة األمريكية واشنطن‬ ‫(تتمة ص‪)1‬‬ ‫ويبدو واضحا‪ ،‬أن هاجـس التنميـة‪ ،‬هو الطابـع األساسي‬ ‫لعمـل رئيس الجهـة إليــاس العمـاري الذي يعدد االتصاالت‬ ‫والشراكات واالتفاقيات من أجل إثارة االنتباه إلى هـذه الجهـة‬ ‫وجلــب االستثمارات الوطنية واألجنبية لتمويل مشاريعها‬ ‫االقتصادية‪ ،‬وال أدل على ذلك من أن جهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة أصبحت حاضرة‪ ،‬وبقوة‪ ،‬في منابـر اإلعالم الوطنـي‬ ‫والعالمي‪ ،‬وأن االستثمارات الصينية في طنجة‪ ،‬على سبيل‬ ‫المثال‪ ،‬كان لرئيس الجهة‪ ،‬نصيب في وجودها ووصولها‬ ‫إلى «عين الدالية» ببادية طنجة‪ .‬ومن أجل تعميق مفاهيم‬ ‫التنمية‪ ،‬نظمت جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬يوم الثالثاء‬ ‫الماضي‪ ،‬بطنحة‪ ،‬ورشة جهوية حول موضوع ‪« :‬أهداف‬ ‫التنمية المستدامة‪ :‬من أجل المالءمة والتفعيل»‪ ،‬بدعم‬ ‫من صندوق األمم المتحــدة للسكــان وبشراكة مع ممثلية‬ ‫مندوبية التخطيط بطنجة ‪ .‬الورشة تعتبر ترجمة على‬ ‫أرض الواقع‪ ،‬لمضامين البرنامج الجهوي للتنمية الذي تم‬ ‫إعداده بمساعدة مندوبية التخطيط التي وفرت المعطيات‬ ‫واإلحصاءات التي اعتمد عليها معدو التخطيط الذي قال عنه‬ ‫رئيس الجهة إلياس العماري إن تفعيله وتتبع تنفيذه يتطلب‬ ‫مواكبة مهارات وخبرات في مجال التدبير‪ ،‬وس��وف يتم‬ ‫االعتماد بدون شك‪ ،‬في هذا المضمار‪ ،‬على خبرات منظومة‬ ‫األمم المتحدة‪.‬‬ ‫وبالمناسبة‪ ،‬ذكر إلياس العماري بنتائج األهداف الثمانية‬ ‫لأللفية التي انتهت سنة ‪ ،2015‬من أجل القضاء على الفقر‬ ‫المدقع ووقف انتشار وباء السيدا‪ ،‬وتوفير التعليم اإلبتدائي‬ ‫للجميع وتعزيز المساواة بين الرجل والمرأة وتقليص معدالت‬ ‫وفيات األطفال‪.‬‬ ‫إال أنه بعد انصرام األجل المحدد ألهداف األلفية ما يزال‬ ‫العديد من األهداف اإلنسانية بحاجة إلى المزيد من العمل‬ ‫اإلضافي‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بالقضاء على الفقر والمجاعة في‬ ‫العالم‪ ،‬وتحسين ظروف العيش للمرأة واألطفال‪ ،‬وحماية البيئة‬ ‫والقضاء على األمراض الفتاكة‪ ،‬وغيرها ‪ .‬ولهذه الغاية‪ ،‬يقول‬ ‫إلياس العماري‪ ،‬اتفق المجتمع الدولي على وضع أهداف أخرى‬ ‫تم حصر عددها في ‪ 17‬هدفا « وحدد سقف زمني لتحقيقها في‬ ‫سنة ‪ .2030‬وقد التزم المجتمع الدولي بتنفيذها‪ ،‬ابتداء من‬ ‫القضاء على الفقر والمجاعة‪ ،‬ومرورا بتوفير الصحة والتعليم‬ ‫والمساواة بين الجنسين‪ ،‬والمناخ السليم والبيئة النظيفة في‬ ‫البحر والبر‪ ،‬وتحسين شروط العمل‪ ،‬وجودة العيش في المدن‪،‬‬ ‫واالستعمال المسؤول للطاقات النظيفة‪ ،‬وترشيد االستهالك‬ ‫واإلنتاج‪ ،‬وانتهاء بتحقيق السلم والعدالة‪.‬‬ ‫وبخصوص البرنامج الجهوي للتنمية أعلن رئيس الجهة‬ ‫أن إعداده تم في احترام تام ألهداف التنمية المستدامة‪ ،‬وفق‬ ‫المفهوم العالمي‪ ،‬مع إعطاء األولوية للمشاريع المقلصة للفقر‬ ‫والهشاشة ومحاربة الفوارق االجتماعية والمجالية عبر خلق‬ ‫أنشطة منتجة لمناصب الشغل وتشجيع االقتصاد التضامني‬ ‫واالستثمار في القطاعات االجتماعية‪.‬‬ ‫وعبر في الختام عن أمله في تحسين عيش سكان الجهة‬ ‫من خالل مؤشرات التنمية المستدامة‪ ،‬معتبرا أن مساهمة‬ ‫منظومة األمم المتحدة بالمغرب‪ ،‬وخاصة صندوق األمم‬ ‫المتحدة للسكان‪ ،‬الذي كان سباقا للمبادرة إلى التعاون مع‬ ‫جهتنا‪ ،‬وكذلك مندوبية التخطيط‪ ،‬في دعم الجهة وتطوير‬ ‫وتأهيل آلياتها في التدبير‪ ،‬دليل واضح على االهتمام الكبير‬ ‫بخدمة اإلنسان في هذه الجهة التي‪ ،‬ال زالت تشهد خصاصا‬ ‫وهشاشة في العديد من القطاعات‪ ،‬بالرغم من النمو الملحوظ‬ ‫الذي تعرفه في الوقت الراهن‪.‬‬

‫إلياس العماري في واشنطن‬

‫ومعلوم أن رئيس الجهة إلياس العماري قام يومين قبل‬ ‫ورشة طنجة حول التنمية‪ ،‬بعدد من األنشطة الهامة في‬ ‫عاصمة الواليات المتحدة التي استدعي إليها ضيف شرف على‬ ‫الدورة الثانية لقمة المديرين التنفيذيين للشبكة المغربية‬ ‫األمريكية لرؤساء الشركات التي احتضنها المركز الوطني‬ ‫للصحافة‪ ،‬حيث شهد اللقاء نقاشا واسعا تمحور حول ما هو‬ ‫اقتصادي وسياسي‪ ،‬إضافة إلى استعراض فرص االستثمار‬ ‫الواعدة بجهة طنجة تطوان الحسيمة ومؤهالتها بهذا‬

‫الخصوص‪ ،‬وتميز بتغطية إعالمية لوسائل اإلعالم األمريكية‬ ‫ووكاالت األنباء األجنبية وبحضور شخصيات سياسية وعسكرية‬ ‫وديبلوماسية وازنة‪.‬‬ ‫بالمناسبة‪ ،‬عقد رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫سلسلة من اللقاءات مع عدد من المسؤولين األمريكيين‪ ،‬تم‬ ‫خاللها االتفاق على شراكات بين الجهة وعدد من المؤسسات‬ ‫بالواليات المتحدة األمريكية بمجاالت اهتمام متنوعة‪،‬‬ ‫اقتصادية وتنموية وعلمية وإعالمية وغيرها‪.‬‬

‫العالقـات الثنائيــة بيـن الطرفيــن‪ ،‬وتيسير تبـادل الزيارات‬ ‫والتعاون بين رجال األعمال والفاعلين السياسيين‪ ،‬مغاربة‬ ‫وأمريكان‪..‬‬

‫مع عضو الكونغرس األمريكي عن الحزب الديمقراطي‬

‫في جامعة فيرجينيا‬

‫وفي هذا اإلط��ار‪ ،‬وخ�لال زيارته لجامعة فيرجينيا تيك‬ ‫ولقائه بمسؤوليها بحضور مسؤولين عن مؤسسة «أوسيهرا»‬ ‫لألبحاث العلمية‪ ،‬وقع إلياس العماري على اتفاقية تستفيد‬ ‫وفقها طنجة تطوان الحسيمة من نظام معلوماتي أمريكي‬ ‫متطور يسمح بتنظيم وضبط المعطيات الصحية لساكنة‬ ‫الجهة‪ ،‬كخطوة أولى في أفق تعميم هذا النظام على باقي‬ ‫جهات المغرب ونقله أيضا إلى بلدان إفريقية أخرى‪ .‬إضافة إلى‬ ‫ذلك‪ ،‬تم االتفاق على برمجة زيارة قريبة لجهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة من أجل إطالق برنامج نموذجي لضبط المعطيات‬ ‫الطبية في مجال الصحة العمومية‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بصحة‬ ‫األم والطفل‪.‬‬

‫وفي جامعة جورج تاون‬

‫وخالل زيارته لجامعة جورج تاون ولقائه بعدد من مسؤولي‬ ‫هذه الجامعة العريقة‪ ،‬تقرر أن يقوم وفد من خبراء الجامعة‬ ‫بداية شهر يونيه القادم‪ ،‬بزيارة لجهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫من أجل دراسة إمكانية التعاون مع المؤسسات الجامعية‬ ‫بالجهة‪.‬‬ ‫ويعتزم مسؤولو الجامعة األمريكية دعم التخصصات‬ ‫الجامعية في مجال العالقات الدولية وإدارة األعمال‪ ،‬وإنجاح‬ ‫هذه التجربة النموذجية بجهة طنجة تطوان الحسيمة قبل‬ ‫نقلها إلى بلدان إفريقية أخرى‪.‬‬

‫مع األميريكان السود‬

‫وبمقر غرفــة التجــارة والصناعــة لألمريكييـن الســـود‬ ‫بواشنطن‪ ،‬وقع إلياس العماري مع رئيس الغرفة‪ ،‬رون بوسبي‪،‬‬ ‫اتفاقية لتشجيع االستثمارات األمريكية بجهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة‪ .‬ومعلوم أن هذه الغرفة تضم أزيد من ‪ 50‬ألف‬ ‫منخرط يمثلون أنشطة مختلفة في مجاالت متعددة‪ ،‬وقد تم‬ ‫االتفاق على قيام وفد من الغرفة قريبا بزيارة عمل واستكشاف‬ ‫وتعارف بين رجال األعمال األمريكيين ونظرائهم المغاربة في‬ ‫هذه الجهة‪.‬‬

‫على طريق توأمة العاصمة األمريكية‬ ‫بجهة طنجة تطوان الحسيمة‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬أبدى مسؤولون بواشنطن اهتماما كبيرا‬ ‫بهذه الجهة خالل اجتماعهم برئيسها إلياس العماري‪ .‬ومن‬ ‫المقرر انتقال وفد أمريكي من مستوى رفيع إلى جهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة بهدف دراسة اإلمكانات المتوافرة لتعزيز‬

‫وخالل مقامه بالعاصمـة األمريكيــة‪ ،‬التقى رئيس الجهة‬ ‫إلياس العماري‪ ،‬بواشنطن‪ ،‬بممثل والية فرجينيا عضو مجلس‬ ‫الكونغرس األمريكي عن الحزب الديمقراطي دونالد بيير‪،‬‬ ‫وت��داول معه عددا من المواضيع والقضايا ذات االهتمام‬ ‫المشترك بين البلدين‪..‬‬ ‫كان طبيعيا أن يتناول الطرفان العالقة التاريخية بين‬ ‫المغرب والواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬والتطورات اإليجابية‬ ‫التي شهدتها هذه العالقات‪ ،‬على مر العصور‪ ،‬خاصة على‬ ‫المستوى التجاري‪ ،‬والتي سجلت قفزة نوعية بعد دخول اتفاقية‬ ‫التبادل الحر بين البلدين حيز التنفيذ عام ‪ ،2006‬كما تطرق‬ ‫الجانبان إلى فرص االستثمار بجهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫وإمكانية تدخل المستثمرين األمريكيين في هذه الجهة‬ ‫التي تشهد تطورا متسارعا في مختلف المجاالت االقتصادية‪،‬‬ ‫التجارية والصناعية والسياحية ‪..‬‬ ‫ويعتبر دونالد بيير وجها ب��ارزا من الوجوه السياسية‬ ‫بالكونغرس األمريكي‪.‬‬

‫في فندق «ماي فالور» بواشنطن‬ ‫حيث أقام الملك الراحل محمد الخامس سنة ‪1957‬‬

‫وتميزت زيارة رئيس الجهة‪ ،‬إلياس العماري‪ ،‬بزيارة لفندق‬ ‫«ماي فالور» حيث أقام جاللة المغفور له الملك محمد الخامس‬ ‫خالل زيارته األولى للواليات المتحدة األمريكية سنة ‪.1957‬‬ ‫وقد أصر إلياس العماري على تخليد الذكرى الستين لهذه‬ ‫الزيارة األولى التي قام بها الملك الراحل المغفور له محمد‬ ‫الخامس لواشنطن سنة ‪ ،1957‬داخل الفندق الذي أقام فيه‬ ‫الملك الراحل أثناء زيارته األولى لواشنطن‪.‬‬ ‫وبالمناسبة طاف إلياس العماري بمختلف أروقة الفندق‬ ‫التاريخي الذي يقع وسط العاصمة واشنطن‪ ،‬كما زار رفقة‬ ‫مدير الفندق القاعة التاريخية التي أقام فيها المغفور له محمد‬ ‫الخامس حفل عشاء‪ ،‬وفق الطقوس والتقاليد المغربية‪ ،‬على‬ ‫شرف الرئيس إيزنهاور ونائب الرئيس وقتها نيكسون‪.‬‬ ‫وخالل حفل تبادل الهدايا‪ ،‬قدم إلياس العماري العلم‬ ‫الوطني المغربي للمدير العام للفندق جون مونتانو‪ ،‬الذي‬ ‫أهدى لرئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬كتابا يتضمن‬ ‫توثيقا بالحرف وال��ص��ورة ل��زي��ارة محمد الخامس األول��ى‬ ‫لواشنطن‪.‬‬ ‫هذه بعض وقائع الزيارة الناجحة التي قام بها لبضعة‬ ‫أيام بالعاصمة األمريكية رئيس الجهة إلياس العماري والتي‬ ‫تضمنت أنشطة ولقاءات واتفاقيات تصب كلها في حشد الدعم‬ ‫المادي والمعنوي لهذه الجهة التي تتهيأ لتقود قاطرة التنمية‬ ‫بالمغرب بفضل اإلمكانات الكبيرة التي تزخر بها‪ ،‬وأيضا‬ ‫بفضل عزيمة سكانها الطامحين إلى تغيير نمط عيشهم‬ ‫وإزاحة الموانع والعثرات عن طريق مسيرتهم النضالية من‬ ‫أجل مزيد من الحرية والكرامة والديمقراطية والعدل‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.