Achamal n° 892 le 06 juin 2017

Page 1

‫ُ‬ ‫«احلراك»‬ ‫«ح�سيميات» يف قلب ِ‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 892‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 11‬رم�ضان‪� 06 / 1438 /‬إلى ‪ 12‬يونيـو ‪2017‬‬

‫ان��ت��ظ��م��ت ال��م��ئ��ات‬ ‫م��ن نساء الحسيمة في‬ ‫وقفة احتجاجية بساحة‬ ‫«باركي تشيتا» بعد صالة‬ ‫ال��ت��راوي��ح‪ ،‬رفعن خاللها‬ ‫ش���ع���ارات ت��ض��ام��ن مع‬ ‫المحتجين وتنديد بالعنف‬ ‫الذي يقابل به المحتجون‬ ‫«السلميون» وبمحاولة‬ ‫إرغ��ام��ه��ن ع��ل��ى إخ�ل�اء‬ ‫الساحة قبل أن يبدأن في طرق األواني ورفع صور معتقلي الحراك مع ترديد‬ ‫شعارات تطالب بإطالق سراح الموقوفين وبإلغاء «العسكرة»‪.‬‬ ‫وبالرغم من أنه لم يسجل أي احتكاك للقوات العمومية التي طوقت الساحة‬ ‫وحاولت إرغام المحتجات على إخالئها‪ ،‬فإن حالة إغماء واحدة تطلبت نقل سيدة‬ ‫بواسطة سيارة إسعاف إلى المستشفى‪.‬‬

‫ممّ يشتكي ُ‬ ‫أهل الحسيمة ؟!‬

‫فيضان في المشاريع وتمويالت بالماليير وضمانات ووعود‪ ....‬بال حدود‬ ‫بينما تتواصل «المواجهات»‬ ‫الميدانية والفيسبوكية بين الحكومة‬ ‫ومتزعمي «انتفاضة» الريف التي تولت‬ ‫قيادتها نوال بنعيسى بعد توقيف ناصر‬ ‫الزفزافي صباح اإلثنين ‪ 29‬ماي الماضي‪،‬‬ ‫طلع مصطفى الخلفي‪ ،‬الوزير المنتدب‬ ‫لدى رئيس الحكومة المكلف بالعالقات‬ ‫مع البرلمان والمجتمع المدني والناطق‬ ‫الرسمي باسم الحكومة‪ ،‬في حديث‬ ‫للبرنامج التلفزي‪« ،‬حديث مع الصحافة»‬ ‫على القناة الثانية‪ ،‬مساء السبت الماضي‪،‬‬ ‫دعا فيه كل مؤسسات الدولة واألحزاب‬ ‫السياسية والمجتمع المدني إلى تحمل‬ ‫المسؤولية تجاه منطقة الريف‪.‬‬ ‫وأشار الخلفي‪ ،‬بالمناسبة‪ ،‬إلى‬ ‫أهم المشاريع التنموية واالقتصادية‬ ‫الموجهة لسكان إقليم الحسيمة‪،‬‬ ‫مذكرا بأن وفدا وزاريا يشرف على عدد‬ ‫من القطاعات انطلق في عمله خالل‬ ‫اليومين الماضيين وانتقل إلى المنطقة‬ ‫لالستطالع على سير األوراش بالمنطقة‪،‬‬ ‫و تسريع وتيرة إنجازها‪.‬‬ ‫وذكر الخلفي بوجود برنامج عمل‬ ‫يهم المؤسسات التعليمية قد خصصت‬ ‫له اعتمادات مالية تقدر بأزيد من ‪200‬‬ ‫مليون درهم‪ ،‬قد تمت برمجته في إطار‬ ‫هذا المخطط‪ ،‬بعضها يوجد في طور‬ ‫اإلنجاز ومنها ما اكتمل بناؤها وستفتح‬ ‫خالل الموسم الدراسي المقبل‪.‬‬ ‫كما ذكر بأن المنطقة ستشهد قريب ًا‬ ‫بناء مراكز استشفائية جديدة بعد أن‬ ‫خصصت لقطاع الصحة بإقليم الحسيمة‬ ‫اعتمادات بمبلغ ‪ 300‬مليون درهم‪.‬‬

‫(�ص ‪)4‬‬

‫المطلوب مزيد من الحكمة والنضج‬ ‫في التعاطي مع «انتفاضات» المواطنين‬ ‫من أجل الخبز والكرامة‬


‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬يونيو ‪2017‬‬

‫العدد ‪892‬‬

‫العماري‪« :‬مطالب الريف مشروعة‬ ‫والمسؤولون يجب محاسبتهم»‬

‫في حـــوار خـــاص مــع جـــريـــدة‬ ‫«هيسبريس» اإلليكتـرونيـــة الواسعــــة‬ ‫االنتشار‪ ،‬أكد إلياس العماري‪ ،‬أمين عام‬ ‫حزب األصالة والمعاصرة‪ ،‬ورئيس جهة‬ ‫طنجـــة ـ تطوان ـ الحسيمـة‪« ،‬مشروعية‬ ‫االحتجاجــات» التي تشهدهـــا مدينــــة‬ ‫الحسيمة منذ ما يربو عن سبعة اشهر‪.‬‬ ‫وأضاف العماري أن ما تشهده مدينة‬ ‫الحسيمة من احتجاجات لم يكن مفاجئا‬ ‫له اعتبارا إلى أن المسؤولية التي يتقلدها‬ ‫باعتباره رئيسا للجهة زادت من معرفته‬ ‫بإقليم الحسيمة‪ ،‬وبمشاكله وبنوع الحلول‬ ‫التي يجب مباشرتها للخروج من األزمة‬ ‫الراهنة»‪.‬‬ ‫وعن مطالب المحتجيــن‪ ،‬والمتمثلة‬ ‫في رفع العسكرة عن مدينة الحسيمة‪،‬‬ ‫والمطالبة بمستشفى للسرطان‪ ،‬وبجامعة‬ ‫وتنزيل مشروع منارة المتوسط‪ ،‬ذهب‬ ‫العماري إلى أن «معـرفــة األشيــاء تبدأ‬ ‫من قول الحقيقة كاملة أمام المأل» ألن‬ ‫إقليم الحسيمة‪ ،‬حسب رأيه‪ ،‬له خصوصية‬ ‫وإرث تاريخي وتراكم من المشاكل ال‬ ‫يمكن مسحه‪« .‬فكما تراكمت السلبيات‬ ‫منذ ‪ 60‬عاما‪ ،‬ال بد أن نعمل على تراكم‬ ‫اإليجابيات»‪.‬‬ ‫واعتـبـــر العـمــاري أن مــن يحــق‬

‫لـــه المطالبة برفع العسكرة‪ ،‬ومعرفة‬ ‫هل الظهير العسكري إن كان موجودا أم‬ ‫ال‪ ،‬والتفاعل مع مطالب المحتجين هما‬ ‫الحكومة أو البرلمان معتبرا أنه كان من‬ ‫الضروري على رئيس الحكومة أن يقول‬ ‫الحقيقة للناس المحتجين‪ ،‬كما كان على‬ ‫المسؤولين المباشرين «أن يخرجــوا‬ ‫للناس وللرأي العام الوطني ببالغ رسمي‬ ‫وليس بتصريحات غير متناسقة وغير‬ ‫مقنعة»‪.‬‬ ‫أما بالنسبة لمستشفـــى السرطــان‪،‬‬ ‫والذي تم تدشينــه سنـــة ‪ 2003‬من قبل‬ ‫جاللة الملك محمد السادس‪ ،‬فقـــد أكد‬ ‫العمـــاري أن المستشفــى بدأ الشــروع‬ ‫في العمل عام ‪ 2008‬رغــم نقـــص فــي‬ ‫التجهيزات‪ ،‬وقـــد تدخلــت الجهــة وأدت‬ ‫ثمن التجهيزات والتي لم توجد إلى حدود‬ ‫اللحظة‪.‬‬ ‫بخصوص مشروع منارة المتوسط‪،‬‬ ‫الذي أعطى انطالقته جاللة الملك عام‬ ‫‪ 2015‬والذي رصـدت له اعتمادات بنحو‬ ‫‪ 653‬مليون سنتيم ‪ ،‬حيث كان من المتوقع‬ ‫أن تستفيد الحسيمة بأكثر من ‪ 300‬مليار‬ ‫سنة ‪ ،2016‬بعد أن تعهدت وزارة الفالحة‬ ‫بمساهمة قدرها ‪ 50‬مليار‪ ،‬و‪ 5‬مليارات من‬ ‫وزارة األوقاف و‪ 12‬مليار من وزارة السكنى‬

‫متى تضيء الرقابة‬ ‫بحر ظلمات الفساد ؟‬ ‫و‪ 25‬مليار من وزارة التجهيز ‪.‬أكد العماري‬ ‫أنه ‪« ..‬ولو ساهمت هذه الوزارات بهذه‬ ‫الماليير وانطلقت المشاريع سنة ‪2015‬‬ ‫لوجد هؤالء المحتجون عمال وكان محسن‬ ‫فكري سيجــد هــو أيضا عمال فيه كرامة‬ ‫أكثر»‬ ‫وأمام هــذا «التقصيـــر» من قبـــل‬ ‫المسؤولين في الحكومـــة والبرلمــان‬ ‫والجهات المختصة‪ ،‬فقــد طالب العماري‬ ‫بمحاسبة جميــع المسؤولين المقصرين‪،‬‬ ‫وذلك باقتراح مقاربة جنائية في مقابل‬ ‫العدالة االنتقالية «التي انتهت مع الراحل‬ ‫إدريس بنزكري»‪ ،‬وطالــب بلجنــة تقصي‬ ‫الحقائق‪ ،‬واضعا نفسه رهن اإلشارة‬ ‫للمساءلة‪ ،‬أو أن يأمر وزير العدل النيابة‬ ‫العامة لتستمــع للجميــع ومحاسبتهم‪،‬‬ ‫بما فيهم أنا شخصيا‪ ،‬على التقصير في‬ ‫المشاريع الموقعة أمام الملك بإقليم‬ ‫الحسيمة‪.‬‬

‫غضب شعبي بالقصر الكبير ضد التهميش واإلقصاء‬

‫تدولت مواقع إعالمية وطنية خبر نزول‬ ‫أهل القصر الكبير إلى الشارع مساء األحد‪،‬‬ ‫للتعبير عن غضبهم من الوضعية المزرية‬ ‫التي يعيشونها في مدينة كان نصيبها من‬ ‫االستقالل ومخططات التنمية الوطنية‪،‬‬ ‫التهميش واإلقصاء وغياب المسؤولية‪.‬‬ ‫وخالل مسيــرة نظمـوهــا بشــوارع‬ ‫المدينة‪ ،‬رفع المتظاهرون شعارات تطالب‬ ‫بحق القصر الكبير في التنمية الحقيقية‬ ‫وبمحاربـــة الفـســـاد وتحقيــق العدالـــة‬ ‫االجتماعية للجميع‪ ،‬وفق مبادئ الدستور ‪.‬‬ ‫ومن الشعارات «الهادفـة» التي رددها‬ ‫المتظاهرون ‪« :‬قصـراوي وراسـي مرفوع‪،‬‬ ‫ما مشري ما مبيوع»‪« ،‬زوج بحورة وعايشين‬ ‫عيشة مقهورة» ‪ ،‬شعارات ردوا بها على‬ ‫الوضع المزري الذي يعيشه سكان هذه‬ ‫المدينة العالمة‪ ،‬المجاهدة‪ ،‬التي كانت‪،‬‬ ‫وإلى عهـد قـريـب منارة‪ ،‬علمية شامخـة‪،‬‬ ‫تشع على المغرب وعلى العالم االسالمي‪،‬‬ ‫وال تزال بها مآثر عدة ترمز إلى علو‬ ‫مكانتها بين العواصم العلمية اإلسالمية‬ ‫بالرغم من أن يد اإلهمال نسفت بعضها‬ ‫لتتحول إلى أطالل‪ ،‬تندب سوء حظ أحفاد‬ ‫أبطال وادي المخازن‪ ،‬الذين أنقذوا المغرب‬ ‫من التنصير والتفجير والذوبان في صلب‬ ‫النصرانية المتجبرة‪.‬‬ ‫ولقد نشرنا في هذه الجريدة مقاالت‬ ‫تتحدث عن الوضع المـزري الذي تعيشه‬ ‫مدينة القصر الكبير وعن ضرورة اإلسراع‬ ‫بـ «إلحــاق» هذه المدينــة التاريخيـــة‬ ‫بمخططات التنمية التي انطلقـــت ببعض‬

‫جهات المغرب‪ ،‬خاصــة بالشمـــال‪ ،‬كمــا‬ ‫كتب غيرنا في نفـس الموضوع‪ ،‬وارتفعت‬ ‫أصوات من داخل المدينة تندد بما يعيشه‬ ‫أهلها من انعــدام التجهيزات المدنية‬ ‫الضرورية‪ ،‬وغيــاب للمبـــادرات الوطنيــة‬ ‫بخصوص التأهيـل الحضــري للمدينـــة‪،‬‬ ‫وتشكي المواطنيــن من قلــة المـراكــز‬ ‫الصحية وتدهور الوضع األمني وانسداد‬ ‫األفق في وجه أبناء المدينة‪ ،‬المعرضين‬ ‫لبطالة قسرية مزمنة والمنتهين‪ ،‬قهرا‪،‬‬ ‫إلى الضياع ‪.‬‬ ‫إال أن كل تلك الكتابات والتنبيهـات‬ ‫والدعوات لم تجد‪ ،‬كالعـادة‪ ،‬آذانا صاغية‬ ‫ولم تحرك في من أوكل إليهم تدبيــر‬ ‫شؤون هذه المدينة وأهلها‪ ،‬ما يكفي من‬ ‫اإلرادة و العزم لمحاولة تغيير الوضع إلى‬

‫األحسـن‪ ،‬وتحقيـق حد أدنى من مطالب‬ ‫السكان المشروعــة‪.‬‬ ‫أكــيـــد أن أهـــل القصــر الكبيــر‪،‬‬ ‫المتحضرين‪ ،‬سوف يواصلون التأكيد على‬ ‫مطالبهـم العادلـة والمشروعـة بالطـرق‬ ‫المتحضرة التي جبلـوا عليها ‪ ،‬ولكن على‬ ‫المسؤولين في اإلدارة والجماعات المحلية‬ ‫أن يسارعوا إلى فتح ملف مدينة القصر‬ ‫الكبير بما يتطلبه ذلك من الحزم والعزم‬ ‫والجدية‪ ،‬بما يقطع الطريق عن المستاءين‬ ‫والبلطجية الذين اعتادوا أن يندسوا بين‬ ‫صفوف المواطنين المجاهرين بحقهم‬ ‫في الحيـاة الكريمـة‪ ،‬ليفسـدوا عليهـم‬ ‫وعلى الوطن‪ ،‬أحقيــة المطالــب الشعبيـة‬ ‫وسلميتها‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫خبير فرنسي يتحدث عن وجود جهات خارجية‬ ‫تتالعب بحراك الريف‬ ‫أج���رى م��دي��ر م��رص��د ال��دراس��ات‬ ‫الجيوسياسيــة‪ )OEG( ‬شاغـــل سانـــت‬ ‫بروت بباريس‪ ،‬حوارا صحفيـا مع موقع‬ ‫«أطلنتيـــك» الفرنســي حــول أحـداث‬ ‫الحسيمة‪.‬‬ ‫‪ ‬وفي سؤاله عن إمكانية وجود أيادي‬ ‫أجنبية في قضية الحسيمة؟ أجاب الخبير‬ ‫في الشـؤون الخارجية‪« :‬في األح��داث‬ ‫التي وقعت في الصحراء المغربية (إكديم‬ ‫إيزيك)‪ ،‬وقفنا على وجود جهـات خارجيــة‬ ‫تؤجج الوضع‪ ،‬غير أن الشيء المثير‬ ‫للفضول في تلك القضية هو أن بعض‬ ‫المحاميين الذين اقترحوا الدفاع عن مثيري األحداث اإلجرامية بإكديم‬ ‫إيزيك هم أنفسهم المحاميين الذي اقترحوا الدفاع عن الزفزافي‪ ،‬إنه‬ ‫نفس السيناريو؛ نقوم بجذب بعض األشخاص ونجعل منهم مرآة عبر‬

‫‪2‬‬

‫تقديم إغراءات مادية تسمح لنا بالتالعب‬ ‫بهم ألهداف سياسية قصد زعزعة استقرار‬ ‫البالد‪ ،‬وذلك بمساعدة منظمات متخصصة‬ ‫تستفيد من الحرية الكبيرة التي يمنحها‬ ‫المغرب مثل سماح دخول أجانب بحرية ال‬ ‫يمنحهاجيرانه»‪.‬‬ ‫ويضيف الخبير الفرنسي‪« ‬أنه بالنسبة‬ ‫للحسيمة‪ ،‬نعلم جميعا أن قادة الحراك تلقوا‬ ‫أمواال من بلجيكا وهولندا‪ ،‬بعضهم تلقى‬ ‫توجيهات من الخارج‪ ،‬وهو ما توجب على‬ ‫الشرطة المغربية طرد صحفي يعمل لصالح‬ ‫المخابرات الجزائرية والذي دخل المغرب‬ ‫كسائح‪ ،‬فكل هذه األمور تدعو للقلق‪ ،‬وتجلعنا نقول إن حراك الحسيمة‬ ‫تقف وراءه جهات خارجية»‪.‬‬

‫ج‪.‬ش‬

‫• محمد أديب السالوي‬

‫طبعا إن تبذير المال العام‪ ،‬ال ولن ولم يقتصر في المغرب الراهن‪،‬‬ ‫على النماذج التي تطرحها الصحافة بين الحين والحين‪ .‬إن أمر الفساد‬ ‫المالي‪ ،‬يطال القطاعات المنتجة‪ .‬أبناك ‪ /‬وزارات ‪ /‬مؤسسات خدماتية‪،‬‬ ‫وهو ما جعل ‪ /‬يجعل الدولة قطاعا خاصا و مباحا للنهب‪ ،‬تحت ستار‬ ‫السلطة‪ ،‬و في غياب تام للمراقبة والمساءلة و العقاب‪.‬‬ ‫و بالنظر إلى األرقام المهولة التي تكشف عنها حين بعد آخر التقارير‬ ‫الدولية ‪ /‬تقارير األبناك والمنظمات المختصة‪ ،‬والتي كان من شأنها‬ ‫امتصاص قدر كبير من البطالة و الفقر في البالد‪ ،‬يبدو واضحا‪ ،‬إن نهب‬ ‫المال العام واختالسه‪ ،‬أصبح معطى بنيويا متأصال في البناء األخالقي‬ ‫للعديد من المسؤولين‪ ،‬الذين فوتوا على المغرب فرصة التنمية‪ ،‬وفرصة‬ ‫االنتقال الديمقراطي‪ ،‬و فرصة بناء دولة الحق والقانون‪.‬‬ ‫السؤال المحرج الذي تضعه هذه اإلشكالية بحده ‪ :‬أين تضع إشكالية‬ ‫نهب المال العام نفسها‪ ،‬من خطاب التخليق الذي رددته و تردده‬ ‫الحكومات المتعاقبة‪ ،‬في كل مناسبة طرح بها ملف الفساد المالي‪...‬؟‬ ‫دون البحث عن جواب لهذا السؤال يجب التأكيد هنا‪ ،‬أن تخليق‬ ‫الحياة العامة‪ ،‬وإرساء دعم الديمقراطية و الشفافية‪ ،‬و إشاعة ثقافة‬ ‫األخالق و المساءلة العمومية‪ ،‬ال يمكنها أن تتحول إلى حقيقة على‬ ‫أرض الواقع‪ ،‬دون إحداث تحوالت نوعية‪ ،‬و إصالحات جوهرية عميقة‬ ‫في البنيات االجتماعية ‪ ،‬لتجسيد سياسة التغيير‪ ،‬عبر آليات المحاسبة‬ ‫والمراقبة‪ ،‬خصوصا في الجوانب المتعلقة بالتدبير المالي للمؤسسات‬ ‫العمومية‪ ،‬التي تصرف فيها المدراء و الرؤساء والوزراء لفترة طويلة من‬ ‫الزمن‪ ،‬دون حسيب أو رقيب‪ ،‬إلى أن تحو ل العديد منها إلى صناديق‬ ‫خاصة لالغتناء الالمشروع‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬تصبح مسؤوليات الحكومة ‪ /‬الحكومات‪ ،‬تجاه هذه اإلشكالية‬ ‫الخطيرة‪ ،‬بتفرعاتها و أصنافها وألوانها وتقنياتها‪ ،‬كبيرة وعظيمة‬ ‫وخطيرة‪ .‬دلك ألنها إشكالية شاذة و قائمة على إفراز آليات بشرية إلهدار‬ ‫المال العام رغما على القوانين و اآلليات ‪ ...‬ومن ثمة فإن تنقية و تطهير‬ ‫القطاع المالي مما ألم به‪ ،‬لن يكون خارج مسطرة واضحة لإلصالحات‬ ‫الجذرية‪ ،‬التي من شأنها بناء ثقة متبادلة بين كل الفعاليات والمؤسسات‬ ‫بالبالد‪ ،‬دلك ألن اإلحساس بالثقة وحده الكفيل برد االعتبار للمؤسسة‬ ‫المغربية‪ ،‬بعدما أصابها االنهيار والسقوط‪ ،‬لفترة هامة من الزمن‪.‬‬ ‫إن دولة الحق والقانون ال يمكن أن يستقيم عودها ما لم يتم أعمال‬ ‫النصوص الزجرية التي تحمي الموطن و الشأن العام و األمن العام‬ ‫والمال العام و األخالق العامة‪ ،‬من الفساد و المفسدين ‪ ،‬بشكل يجعل‬ ‫المواطنين على بينة من حقوقهم وواجباتهم‪ ،‬ويرفع الهالة األسطورية‬ ‫عن كافة الموظفين الكبار والوزراء الكبار و المسؤولين الكبار‪ ،‬الدين‬ ‫تجاهلوا القانون ‪ ...‬في دولة القانون‪.‬‬ ‫و إن أية إصالحات هيكلية إلدارة الشأن العام ‪ ،‬ال يمكن مباشرتها‬ ‫خارج أعمال هذه النصوص‪ ،‬ذلك ألن االنتقال من الخطاب النظري‬ ‫لإلصالح إلى الخطاب الذي يجسده على أرض الواقع‪ ،‬يتوقف على تفعيل‬ ‫تلك الترسانة من القوانين‪ ،‬التي وضعها المشرعون على مدى خمسة‬ ‫عقود‪ ،‬لحماية المواطن‪ ،‬و حماية ماله العام‪ ،‬و إدارته العمومية‪ ،‬من عبث‬ ‫السفهاء والمفسدين‪.‬‬ ‫إن المغرب الذي تعمل منظومة الفساد على انهيار مؤسساته‬ ‫العمومية‪ ،‬و االستهتار بها بفعل الخيانة و اللصوصية‪ ،‬يتوفر على أجهزة‬ ‫رقابية عديدة‪ ،‬منها‪ :‬جهاز رقابة االلتزام بنفقات الدولة و الرقابة اإلدارية‬ ‫التي يمارسها اآلمرون بالصرف على المصالح اإلدارية و المحاسبين‪.‬‬ ‫ومنها جهاز الرقابة السياسية التي يضطلع بها البرلمان‪ ،‬سواء عند‬ ‫مناقشته الميزانية العمومية أو بعدها‪ .‬ومنها أيضا المفتشية العامة‬ ‫للمالية‪ ،‬و المجلس األعلى للحسابات الذي أوكلت إليه الرقابة العليا على‬ ‫المال العام ‪ ،‬في جوانبها القضائية والمالية و اإلدارية‪.‬‬ ‫إال أن هذه األجهزة جميعا ‪ ،‬ظلت لفترة طويلة مغيبة ‪ ،‬مما فتح الباب‬ ‫على مصراعيه لمختلسي المال العام لممارسة لصوصيتهم بحرية ‪ ،‬و بال‬ ‫خوف أو خجل لفترة طويلة من الزمن‪.‬‬ ‫و السؤال متى تضيء الرقابة بحر الظلمات؟‬ ‫متى تقدم منظومة الفساد إلى المحاسبة ؟‬

‫أفال تنظرون‪...‬؟‬


‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬يونيو ‪2017‬‬

‫العدد ‪892‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫ما أن غادرْنا المسجد عقب صالة جمعة‪ ،‬حتى بادرني قائال‪ :‬لمَ ال يستغل خطباؤنا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تتصل بالمسجد من قريب أو‬ ‫ووُعاظنا شهر رمضان‪ ،‬فيُحدثون الناس في مواضيع‬ ‫بعيد؟‬ ‫يتمُ فيها لقاء العبد بر ِّبه خمس مرات في اليوم والليلة‪،‬‬ ‫فبيوتُ اهلل أماكنُ مقدسة ّ‬ ‫وهذا العبد يمكن أن يكون أميّاً‪ ،‬وقد يكون نصف أمّي‪ ،‬وقد يكون إنسانا بسيطا لم‬ ‫ّ‬ ‫نُبَصِرُه بآداب المسجد منطلقين من قوله‬ ‫يتلقَ من العلم إال النَّزْرَ اليسير‪ ،‬فلِمَ ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كل مسجد»؟‪ ‬‬ ‫تعالى‪« :‬يا بني آدم خُذوا زينتكم عند ِ‬ ‫لمَ ال نشعرُهُ أنه حين يَحضرُ إلى المسجد‪ ،‬فإنه يحضر لمالقاة ر ِّبه‪ ،‬وهو في هيئة‬ ‫مزريَّة‪ ،‬وثياب غير نظيفة؟‪ ‬‬ ‫لِمَ ال نوضح له أن الزينة ال تعني البهرجة‪ ،‬وال تعني المالبس الفاخرة‪ ،‬وإنما تعني‬ ‫اللباس النظيف‪ ،‬والهيئة المناسبة والمالئمة للصالة؟‬ ‫نُبَس ُ‬ ‫ط األمور لإلنسان العادي البسيط‪ ،‬فإننا نُقربه ‪ -‬بكيفية بعيدة‬ ‫و إننا حين‬ ‫ِّ‬ ‫عن المبالغة والمغاالة‪ -‬من التزيُّن للمسجد‪ ،‬واالستعداد له‪ ،‬خصوصا في أيام الجُمع‪ .‬‬ ‫فأين خطباؤنا من هذا األمر‪ ،‬وهم يالحظون في كل صالة جمعة‪ ،‬الحالة التي يأتي‬ ‫عليها المصلِّي إلى المص َّلى؟‬ ‫أين الجالبيبُ البيضاء؟ أين الجواربُ النقية الطاهرة؟ أين الروائح الطيبة؟ أين‬ ‫تحسسنا بأننا في عيدنا األسبوعي؟ أين ما ّ‬ ‫يمتُ بصلة ‪ -‬ولو نسبية ‪ -‬إلى‬ ‫الهيئة التي ِّ‬ ‫مظاهر الزينة واالحتفال؟‬ ‫َّ‬ ‫ركزَ صديقي على المظهر‪ ،‬ولم يشأ أن ينتقل إلى المخْبر‪ ،‬داعيا اهلل أن يهدِينا إلى‬ ‫سواء السبيل‪ ،‬في هذا الشهر الفضيل‪ .‬‬

‫ملتقى شفشاون األول للصحافة واإلعالم‬ ‫تقنين مهنة الصحافة والتقيد بأخالقها‬ ‫ضمانة للعب دورها في التنمية‬ ‫اح��ت��ض��ن��ت ش��ف��ش��اون‬ ‫أرض الملتقيات ي��وم ‪24‬‬ ‫ماي ‪ ،2017‬بمركـــز محمــد‬ ‫الســادس‪ ،‬الملتقــى األول‬ ‫للصحافـــة واإلع�لام تحت‬ ‫شعار «الصحافــة الجهويـــة‪:‬‬ ‫التحديات واآلفاق»‪ ،‬الملتقى‬ ‫نظمته شفشاون أنفــــو‬ ‫للتواصل واإلعالم بدعم من‬ ‫المجلساإلقليميلشفشاون‪،‬‬ ‫وبشراكة مع جمعية ارحيوة‬ ‫للتـراث والثقافــة والبيئــة‬ ‫وجمعية قدماء طلبة التعليم‬ ‫األصيل بشفشاون‪.‬‬ ‫الملتقى أداره لطفي احميدان اإلعالمي مدير الموقع االليكتروني‬ ‫شفشاون أنفو‪ .‬وأطره إلى جانب ابراهيم الشعبي المدير الجهوي‬ ‫لإلتصال‪،‬عبد الكريم المقدم مدير مكتب اإلتحاد اإلشتراكي وليبراسيون‬ ‫بطنجة‪ ،‬ومحمد بن يعقوب شاعر وباحث في التاريخ والتراث والثقافة‪.‬‬ ‫إبراهيم الشعبي المدير الجهوي لإلتصال «أكد‪ ،‬من جانبه‪ ،‬على‬ ‫أن اإلعالمي مطاَلب قبل أن يزاول مهامه‪ ،‬باإلطالع على القانون‬ ‫الضابط لمهنة الصحافة‪ ،‬خاصة مدونة الصحافة والنشر‪ ،‬والتي أصبح‬ ‫لزاما على كل مؤسسة إعالمية تعمل بالجهة‪ ،‬أن تحترم بنودها‪،‬‬ ‫وتعمل بمقتضياتها‪ ،‬مشيرا في هذا الصدد إلى أن المديرية الجهوية‬ ‫لإلتصال‪ ،‬قامت بالعديد من األنشطة التأطيرية الموجهة لإلعالميين‬ ‫والصحفيين بمختلف مناطق جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬من أجل‬ ‫تمكينهم من اإلحاطة أكثر بهذه المدونة‪ ،‬وكذا كل ما يرتبط بعملهم‬ ‫حقوقا وواجبات»‪.‬‬ ‫وأشار إبراهيم الشعبي إلى أن المهلة المقدمة للصحف اإللكترونية‬ ‫والورقية من أجل المالءمة مع القانون الجديد ستنتهي في يوليوز‬ ‫المقبل‪ ،‬وهو ما يدعو المعنيين بهذه المالءمة بالقيام باإلجراءات‬ ‫الالزمة‪.‬‬ ‫وأوضح إبراهيم الشعبي‪ ،‬ردا على أحد األسئلة‪ ،‬أن مفهوم‬ ‫االستقاللية في الصحافة واإلعالم عبر العالم يثار حوله نقاش وجدال‬ ‫كبيران‪ ،‬مؤكدا في هذا الصدد أن االستقاللية مفهوم نسبي‪.‬‬ ‫عبد الكريم المقدم مدير مكتب اإلتحاد اإلشتراكي وليبراسيون‬ ‫بطنجة‪ ،‬أكد‪ ،‬من جهته‪ ،‬على أنه «ال تنمية للجهة بدون صحافة قوية‪،‬‬ ‫مبرزا أن الصحافة القوية ال تنبني إال على دعم قار يقيها تحكم أطراف‬ ‫معينة‪ ،‬وعلى حماية كافية للصحفي‪ ،‬داعيا في الوقت نفسه الصحف‬ ‫الورقية واإللكترونية العاملة بالجهة‪ ،‬إلى ضرورة تسوية وضعيتها‬ ‫القانونية بما يتناسب والمدونة الجديدة»‪.‬‬ ‫وأشار عبدالكريمالمقدمأنه من حسناتالمدونةالجديدة للصحافة‬ ‫والنشر‪ ،‬رغم الكثير مما يمكن أن يالحظ عليها‪ ،‬قيامها بتنظيم أو تقنين‬ ‫مهنة الصحافة وتحصينها من المتطفلين ومن دخول كل من هب‬ ‫ودب على بابها‪ ،‬وهي مسألة تحظى باألولوية‪ ،‬وأبرز عبدالكريم المقدم‬ ‫أن الصحفي المهني يجب أن يتحلى بالجرأة والمسؤولية وباخالقيات‬

‫‪-‬‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫المهنة تجاه قضايا وطنه أو‬ ‫جهته أو إقليمه أو مدينته‪،...‬‬ ‫وأن يكشف المستور في تدبير‬ ‫الشأن العام ويميط اللثام عن‬ ‫الفساد والخروقات واالختالالت‪،‬‬ ‫منبها في هذا الصدد إلى‬ ‫الميوعة التي أصابت جزء هام‬ ‫من جسم الصحافة بميلها في‬ ‫كثير من األحيان إلى اإلثارة‬ ‫والتركيز على األخبار‪ ،‬الملفات‬ ‫والقضايا الهامشية‪)Buzz (...‬‬ ‫بدل القيام بدورها الحقيقي‪،‬‬ ‫كسلطة رابعة‪ ،‬في اإلعالم‪،‬‬ ‫التنوير والتحري والتحقيق والكشف‪ ،‬التحليل والنقد إلخ‪.‬‬ ‫األستاذ محمد ابن يعقوب‪ ،‬استعرض باقتضاب تاريخ الصحافة‬ ‫بمدينة شفشاون منذ الحماية إلى اآلن‪ ،‬ومهد لذلك باإلشارة إلى بعض‬ ‫وسائل اإلعالم التقليدية كالبراح والنفير وما إلى ذلك‪.‬‬ ‫وأبرز محمد ابن يعقوب مالحظة أساسية وهي أن شفشاون‬ ‫لم تعرف ازدهارا للصحافة كمدن الجهة األخرى خاصة تطوان‬ ‫وطنجة اللتين عرفتا مبادرات وتجارب صحفية رائدة باللغتين العربية‬ ‫واإلسبانية‪ ،...‬مشيرا في هذا الصدد إلى أن الجريدة اليتيمة التي‬ ‫أصدرت بشفشاون باإلسبانية أثناء فترة الحماية هي «صدى الشاون»‬ ‫ولم تعمر طويال‪ ،‬الجريدة التي كانت غايتها وظيفية مرتبطة بإدارة‬ ‫سلطة الحماية العسكرية‪.‬‬ ‫وأوضح محمد ابن يعقوب أن أغلب الصحف المتعاقبة‪ ،‬التي‬ ‫أصدرت بعد االستقالل‪ ،‬لم يكتب لها االستمرار بل انطفأ جلها إن لم‬ ‫نقل كلها‪ :‬الدعوة‪ ،‬صوت الشمال‪ ،‬صدى شفشاون‪ ،‬آفاق الشمال‪ ،‬حقائق‬ ‫الشمال‪ ،‬المجال‪...‬وكذا المجلة الوحيدة «الشراع» التي كانت تصدرها‬ ‫جمعية أصدقاء المعتمد في الستينات‪ ،‬والتي كان لها طابع أدبي وثقافي‬ ‫وفكري‪.‬‬ ‫وأشار محمد ابن يعقوب أن مدينة شفشاون التصدر بها جريدة‬ ‫ورقية حاليا‪ ،‬وتكتفي بالنشرات التي تصدرها بعض المؤسسات‪،‬‬ ‫وبالمواقع والصفحات اإلخبارية اإللكترونية المحدثة‪.‬‬ ‫وعبر محمد ابن يعقوب‪ ،‬جوابا على أحد األسئلة‪ ،‬عن استعداده‬ ‫للمساهمة إلى جانب فعاليات إعالمية وثقافية في خلق منبر صحفي‬ ‫يكون صوتا لمدينة شفشاون وإقليميها إن توفرت الشروط المادية‬ ‫واألدبية لذلك‪.‬‬ ‫هذا؛ وقد نظم‪ ،‬على هامش ملتقى شفشاون األول للصحافة‬ ‫واإلعالم‪ ،‬معرض للصحف الصادرة بشفشاون من طرف جمعية ارحيوة‬ ‫للتراث والثقافة والبيئة‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن هذا الملتقى حضره فعاليات إعالمية‬ ‫وسياسية وثقافية‪ ...‬بالمدينة‪« ،،‬طالب المشاركون فيه بضرورة دعم‬ ‫الصحافة الجهوية من طرف المؤسسات الوصية والهيئات المنتخبة‪،‬‬ ‫بشكل يسمح لمختلف العاملين والمزاولين لألنشطة اإلعالمية القيام‬ ‫بمهامهم في جو من المهنية واإلستقاللية والحياد»‪.‬‬

‫أال كل شيء‬ ‫ما خال اهلل باطل‪...‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫‪ 1‬ـ كاتبني بعض من أثق به ـ وقد بدا محزونا ـ مستطلعا رأيي‬ ‫في خلطات من «سماع» ينظم هنا وهناك‪ ..‬بعيدا عن استدعاء الحال‬ ‫الشريف ‪..‬فكان جوابي بعيدا عن الخوض في تفاصيل‪..‬‬ ‫‪ 2‬ـ قلت لمخاطبي ‪ :‬السماع مؤصل في كتاب اهلل وسنة رسوله؛‬ ‫معين على ذكر اهلل‪ ،‬وهو ركن من منظومة صوفية موحدة للخالق عز‬ ‫وجل ‪،‬مادحة لرسوله الكريم‪ ،‬متوسلة بأوليائه األطهار ‪..‬‬ ‫وال تخلو كتب القوم‪ ،‬سيرهم‪ ،‬حكمهم من تفصيل القصد منه؛‬ ‫وهو ترويح الذوات الذاكرة من كد المجاهدات‪ ..‬غير أنهم مزجوه‬ ‫بالذكر ؛ فالذاكر متى تليت عليه أحوال أهل اهلل وما أتحفهم بهم‬ ‫محبوبهم من أسرار وأنوار تعلقت همته وطار شوقه لتعاطي األسباب‬ ‫الموصلة الرتقاء سلم الخير‪ ..‬وفي هذا المعنى الشريف ربط سيدي‬ ‫حمزة القادري بودشيش قدس اهلل سره بين الذكر والعلم والسماع‪..‬‬ ‫والسماع يستلزم شروطا وآدابا تخص ‪:‬‬ ‫• المسمع العارف بالمشارب والمقامات‪..‬‬ ‫• مادة السماع الموحدة‪ ،‬المادحة‪ ،‬المتوسلة‪..‬‬ ‫• السامع المهيأ بالجوارح‪..‬‬ ‫وبهذه الشروط واآلداب يستعين الذاكر على استحضار معنى‬ ‫المذكور ويتخلق بآداب أهل الحضور‪ ..‬والسماع أحبولة القتناص‬ ‫األرواح‪ ،‬أو هو إمتاع األشباح القتناص األرواح‪ ..‬وهذا ال يتحقق خارج‬ ‫ضوابط وموجهات المعين الصوفي الذي يتيحه أهل الطريق الناهلين‬ ‫من أذواق أهل التحقيق‪..‬الملتزمين بآداب التصوف التي تيسر القرب‬ ‫من اهلل ‪ :‬أال كل شيء ما خال اهلل باطل‪..‬‬ ‫‪ 3‬ـ وتجنبا لالنزالق في متاهات التخليط في موضوع السماع‬ ‫ارتأيت مناولة مخاطبي نصا للشاعر الصوفي الضرير العياشي بن عبد‬ ‫القادر التستاوتي ونصا جوابيا عنه لشقيقه الشاعر الصوفي الكبير‬ ‫أحمد بن عبد القادر التستاوتي‪ ،‬ففيهما ما يغني اللبيب ‪..‬‬ ‫فأما منطوق النص األول فهو ‪:‬‬ ‫«قلت شاكرا ومعتبرا وداعيا إخواني ‪:‬‬ ‫إن سألتم عن معرفة السماع ؛ فهو على أنواع ‪:‬‬ ‫• سماع القول ‪ :‬هو بحاسة األذن فقط‪ ،‬ال غير‪.‬‬ ‫• سماع الفعل ‪ :‬هو ما شاهدته األعيان مع تشوق الجوارح المتثال‬ ‫المأمورات واجتناب المنهيات‪..‬‬ ‫• سماع العقل ‪ :‬هو اضطرابه عند هجـوم الخواطــر من سمــاء‬ ‫الملك‪..‬‬ ‫• سماع الروح ‪ :‬هو اضطرابها عند هجوم الواردات بالحقائق من‬ ‫سماع علم الملكوت‪..‬‬ ‫• سماع سر الروح‪ :‬هو اضطرابه عند هجوم آثار حقائق األسماء من‬ ‫سماء علم الجبروت‪..‬‬ ‫• سماع السر ‪ :‬هو اضطرابه عند هجوم آثار الصفات بحقائق‬ ‫األشياء من سماء علم الرحموت‪..‬واضطرابه من الكل عند هجوم‬ ‫مشاهدة الجالل بالجمال والجمال بالجالل ؛ النجم وال شمس وال قمر ‪:‬‬

‫رق الزجاج ورقت الخمر‬

‫فتشابها وتشاكل األمر‬

‫• والفناء عند السماع ‪ :‬هو التسليم مع السكون بجريان األقدار‬ ‫عند قوله‪« :‬وال يحيطون بشيء من علمه»‪.‬‬ ‫فادع اهلل لنا بالثبات والموت على حسن الخاتمة ومحبة النبي‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وأن أستغفر اهلل وأتوب إليه»‪.‬‬ ‫وأما مفهوم النص الجوابي عنه ‪:‬‬ ‫« الحمد هلل وعلى أخي العياشي السالم ورحمة اهلل وبركاته‬ ‫أما بعد ‪،‬‬ ‫زادك اهلل في االقتراب‪ ،‬وأمنك من الطرد وسوء االنقالب ‪..‬‬ ‫فإن ما ذكره أخي في السماع على ترتيب مقاماته ؛ فهو كذلك‬ ‫يقبله الذوق ويقبل عليه الشوق ‪،‬حتى إذا انتهى األمر إلى سماع عالم‬ ‫األمر خرست األلسن «وخشعت األصوات للرحمن فال تسمع اال همسا»‬ ‫وذهب اإلحساس وانقطع الشعور وتالشت الظلمات في النور « كان‬ ‫اهلل وال شيء معه» فال إشارة وال عبارة ‪:‬‬

‫أنــا مـن أهــــــوى‬

‫ومن أهــــوى أنــا‬

‫على هيئة تنافي الحلول‪ ،‬ويثبت معها اإليجاد الجائز عند األفراد‪،‬‬ ‫ويقع الفناء في البالد عن الفناء‪ ،‬وتكون العبادة « اصبر لحكم ربك ‪،‬‬ ‫فإنك بأعيننا» والسالم ‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ انبلج ليل غمة مخاطبي بعد قراءته للنصين‪ ،‬فكاتبني‬ ‫مستفهما ‪:‬‬ ‫من أين لمخلطي السماع درك حكمة السماع النازل من عوالم‬ ‫الرحمن ‪:‬‬ ‫• عالم الملك والشهادة ‪..‬‬ ‫• عالم الملكوت والغيب‪..‬‬ ‫• عالم الجبروت المستعلى عن درك العقول‪..‬‬ ‫• عالم الرحموت الجامع المنفرد بالمراتب الحقية ‪..‬‬ ‫من أين لهم هذا ما لم يكونوا ذاكرين ؟‬ ‫نسأل اهلل الوقوف عند ما حد لنا‪ ..‬ونسأله أن يتحف أهل الذكر‬ ‫واالجتماع بآداب السماع ويكسوهم كسوة محمدية بأخالق ربانية‪..‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬يونيو ‪2017‬‬

‫العدد ‪892‬‬

‫ممّ يشتكي ُ‬ ‫أهل الحسيمة؟!‬ ‫فيضان في المشاريع وتمويالت بالماليير وضمانات‬ ‫ووعود‪ ....‬بال حدود‬ ‫المطلوب مزيد من الحكمة والنضج في التعاطي مع «انتفاضات»‬ ‫المواطنين من أجل الخبز والكرامة‬ ‫بينما تتواصل «المواجهات» الميدانية والفيسبوكية بين‬ ‫الحكومة ومتزعمي «انتفاضة» الريف التي تولت قيادتها نوال‬ ‫بنعيسى بعد توقيـــف ناصر الزفزافي صباح اإلثنين ‪ 29‬ماي الماضي‪،‬‬ ‫طلع مصطفى الخلفي‪ ،‬الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف‬ ‫بالعالقات مع البرلمان والمجتمع المدني والناطـــق الرسمـــي باسم‬ ‫الحكومة‪ ،‬في حديث للبرنامج التلفزي‪« ،‬حديث مع الصحافة» على‬ ‫القناة الثانية‪ ،‬مساء السبت الماضي‪ ،‬دعا فيه كل مؤسسات الدولة‬ ‫واألحزاب السياسيـــة والمجتمع المدني إلى تحمل المسؤولية تجاه‬ ‫منطقة الريف‪.‬‬ ‫وأشار الخلفي‪ ،‬بالمناسبة‪ ،‬إلى أهم المشاريع التنموية‬ ‫واالقتصادية الموجهة لسكان إقليم الحسيمة‪ ،‬مذكرا بأن وفدا‬ ‫وزاريا يشرف على عدد من القطاعات انطلق في عمله خالل اليومين‬ ‫الماضيين وانتقل إلى المنطقة لالستطالع على سير األوراش‬ ‫بالمنطقة‪ ،‬وتسريع وثيرة انجازها‪.‬‬ ‫وذكر الخلفي بوجود برنامج عمل يهم المؤسسات التعليمية قد‬ ‫خصصت له اعتمادات مالية تقدر بأزيد من ‪ 200‬مليون درهم‪ ،‬قد‬ ‫تمت برمجته في إطار هذا المخطط‪ ،،‬بعضها يوجد في طور اإلنجاز‬ ‫ومنها ما اكتمل بناؤها وستفتح خالل الموسوم الدراسي المقبل‪.‬‬

‫ االنتهاء من برنامج تأهيل مدينة الحسيمة ومراكز تارجيست‬‫وبني بوعياش وأجدير وإمزورن فيما يخص الماء والكهرباء والطرق‬ ‫والتطهير‪.‬‬ ‫ برمجة ‪ 15‬مركزا جديدا في إطار مخططات التأهيل الحضري ‪.‬‬‫ إنجاز مشاريع جديدة لمكافحة الفيضانات‪.‬‬‫ إنجاز مطرع عمومي ومسالك وبنيات تحتية طرقية ‪.‬‬‫ تعزيز جاذبية المدينة عبر بناء فنادق وطريق متوسطية‬‫وتوسيع المطار وبناء ميناء ترفيهي ومحطة بحرية ومنطقة صناعية‬ ‫بأيت قمرة ومواقع للسياحة واإليواء (باديس‪ ،‬السواني‪ ،‬سيدي عابد)‪.‬‬ ‫ االنتهاء من برنامج تأهيل مدينة الحسيمة ومراكز تارجيست‬‫وبني بوعياش وأجدير وإمزورن فيما يخص الماء والكهرباء والطرق‬ ‫والتطهير‪.‬‬ ‫ التخطيط لجعل الحسيمة قاطرة لتنمية حقيقية بالمنطقة‬‫تعزز بميناء الناظور غرب المتوسط ذي األهمية الكبرى في مجال‬ ‫التشغيل بوصف خاص‪.‬‬

‫كما ذكر بأن المنطقة ستشهد قريبا بناء مراكز استشفائية‬ ‫جديدة بعد أن خصصت لقطاع الصحة بإقليم‬ ‫الحسيمة اعتمادات بمبلغ ‪ 300‬مليون درهم‪.‬‬

‫الحسيمة «الحقيقية» والحسيمة‬ ‫«الفيسبوكية»‬ ‫وكان موقع «‪ »360‬اإلخباري قد نسب إلى والي‬ ‫جهة طنجة‪ ،‬تطوان‪ ،‬الحسيمة‪ ،‬محمد اليعقوبي‪،‬‬ ‫تصريحات مفادها أن هناك الحسيمة «المدينة‬ ‫الحقيقية» والحسيمة المدينة ‘الفيسبوكية» وأن‬ ‫األجواء في مدينة «الحسيمة الحقيقية» طبيعية‬ ‫وكل من زارها ويزورها يستشف ذلك‪ ،‬وأنه‬ ‫بين الحسيمة «الحقيقية» وحسيمة «الشبكات‬ ‫االجتماعية»‪ ،‬فرق كبير وأنه في المدينة «الحقيقية»‬ ‫والحياة «الحقيقية» يجري حاليا إنجاز العديد‬ ‫من المشاريع‪ ،‬وأن الحياة تسري بشكل طبيعي‬ ‫والمحالت التجارية مفتوحة‪ .‬ولكن‪ ،‬على الشبكات‬ ‫االجتماعية‪ ،‬مساع للدفع إلى االعتقاد بأن الزمان‬ ‫توقف في هذه المدينة وأن كارثة أصابتها‪ .‬بينما‪،‬‬ ‫يقول الوالي‪ ،‬تم رصد حوالي ‪ 4‬مليارات درهم من االستثمارات‬ ‫العمومية للمدينة واألعمال مستمرة في تنفيذ المشاريع المبرمجة‪،‬‬ ‫ومنها المجمع الطبي الذي يشمل عدة تخصصات‪ ،‬رصدت له‬ ‫اعتمادات تقدر بحوالي ‪ 374‬مليون درهم‪ ،‬وهناك أيضا «تحديث‬ ‫وتوسيع قدرات مركز السرطان وتعزيزمعداته وتجهيزاته‪ ،‬ومن‬ ‫المتوقع أن يشكل نموذجا يحتذى به في كل جهات المغرب»‪.‬‬

‫‪ 25‬مليار درهم‬ ‫وبداية شهر ماي الماضي‪ ،‬أدلى والي الجهة إلى الوكالة‬ ‫المغربية لألنباء بتصريحات كان أكد فيها أنه تم استثمار حوالي‬ ‫‪ 25‬مليار درهم خالل السنوات االثنتي عشرة الماضية‪ ،‬في إطارإنجاز‬ ‫مختلف البرامج التنموية التي أطلقت على مستوى إقليم الحسيمة‪،‬‬ ‫من أجل تعزيز جاذبية اإلقليم وتحسين الظروف المعيشية للسكان‪.‬‬ ‫وأوضح اليعقوبي‪،‬أنه فضال عن مخطط «الحسيمة منارة‬ ‫المتوسط» (‪ ، )2019 - 2015‬توجد برامج عديدة أخري قيد التنفيذ‪،‬‬ ‫ومنها البرنامج المتعلق بتقليص الفوارق الترابية الذي رصد له غالف‬ ‫مالي يناهز ملياري درهم ‪.‬وقد خصصت للبرنامجين معا اعتمادات‬ ‫بقيمة حوالي ‪ 9‬ماليير درهم‪ .‬ومن بين المشاريع المبرمجة أو التي‬ ‫هي في طور التهيئة أو اإلنجاز‪ ،‬يوجد‪:‬‬ ‫ بناء سد ب ‪ 1,3‬مليار درهم‪ ،‬ومحطة لتحلية مياه البحر‪.‬‬‫ مدينة رياضية في آيت قمرة وملعب بلدي بالحسيمة ومسبح‬‫أولمبي‪ ،‬وقاعات مغطاة و ‪ 30‬ملعبا للقرب منها ‪ 15‬توجد في طور‬ ‫اإلنجاز‪.‬‬

‫ إطالق ‪ 4‬وحدات تحويلية خاصة بالمنتوجات الفالحية‪.‬‬‫ إنجاز وتجهيز مصنع للحليب في المستقبل القريب‪.‬‬‫ حل مشكلة «النيكرو» لفائدة صيادي الحسيمة والمنطقة‪.‬‬‫التجهيز‪ :‬تأخر مشروع الطريق السريع تازة ‪ -‬الحسيمة ناتج عن‬ ‫صعوبات نزع الملكية‪.‬‬ ‫ تخصيص ‪ 2‬ملياري درهم لتعزيز البنيات التحتية الطرقية‪.‬‬‫الصحة‪ 520 :‬مليون درهم تمت تعبئتها خالل السنوات الخمس‬ ‫الماضية لتوسيع مستشفى محمد الخامس وإنجاز مستشفى إمزورن‬ ‫‪ ،‬ومشروعات في طور اإلنجاز‪.‬‬ ‫إعادة تأهيل وتجهيز مركز األنكولوجيا وبناء ‪ 6‬مراكز‬‫استشفائية جديدة وإعادة تأهيل ‪ 29‬مركزا آخر فضال عن مستشفى‬ ‫كبير بالحسيمة (‪ 250‬سريرا) باعتمادات فاقت ‪ 374‬مليون درهم‬ ‫يوجد في طور اإلنجاز‪.‬‬ ‫ إنشاء دور لألمومة بعدد من الجماعات ودور للطلبة ومركز‬‫لتصفية الكلي (‪ 20‬مليون درهم)‪.‬‬ ‫الثقافة واالتصال‪ :‬من المشاريع المبرمجة‪ ،‬المسرح الكبير‬ ‫ومعهد الموسيقى بالحسيمة ومركز ثقافي بأمزورن‪.‬‬ ‫الماء‪ :‬بناء سد «غيس» ( ‪ 1,3‬مليار درهم) ‪.‬‬ ‫ حماية بعض المناطق من الفيضانات‬‫(‪ 170‬مليون درهم)‪.‬‬ ‫الماء والكهرباء ‪ :‬تعميم الولوج إلى الماء‬ ‫الشروب والكهرباء بالعالم القروي‪.‬‬ ‫ نسبة الولوج ارتفعت من ‪ 43‬إلى ‪83‬‬‫بالمائة ما بين ‪ 2004‬و ‪.2017‬‬ ‫ الحسيمة أصبحت نموذجا على الصعيد‬‫الوطني في مجال التطهير السائل‪.‬‬ ‫‪ -‬إنشاء محطة تحلية مياه البحر‪.‬‬

‫الحسيمة منارة المتوسط‬

‫وفد وزاري بالحسيمة‬ ‫ومشاريع بالماليير‬ ‫وكان وفد وزاري مكون من عبد الواحد لفتيت‪ ،‬ومحمد حصاد‪،‬‬ ‫والحسن الوردي‪ ،‬وعزيز أخنوش‪ ،‬وعبد القادر اعمارة ‪ ،‬ومحمد األعرج‪،‬‬ ‫قد انتقل إلى مدينة الحسيمة إثر األحداث الرهيبة التي شهدتها هذه‬ ‫المدينة ونزول الناس إلى الشارع للمطالبة برفع الحكرة والتهميش‬ ‫وتحسين ظروف حياتهم‪ .‬واالحتجاج على بيان الحكومة الذي نعت‬ ‫المحتجين بـ «االنفصاليين» واتهمهم ب «المساس بالمقدسات‬ ‫الوطنية» والعمالة للخارج‪ .‬ذلك البيان الذي أثار جدال كبيرا ليس‬ ‫فحسب في أوساط أهل الريف بل وأيضا داخل العديد من الفعاليات‬ ‫السياسية والمدنية في مدن عديدة من المغرب‪.‬‬ ‫الوفد اجتمع يوم اإلثنين ‪ 22‬ماي الماضي إلى ممثلي السكان‬ ‫واألحزاب السياسية والمجتمع المدني ‪ .‬وبعد «أدبيات الخطاب‬ ‫الحكومي» المعهود‪ ،‬استعرض الوفد‪ ،‬كل حسب اختصاصاته‪ ،‬عددا‬ ‫كبيرا من المشاريع التي خص بها إقليم الحسيمة ورصدت لها‬ ‫الماليير من المال العام‪...‬‬ ‫التعليم‪ :‬تخصيص حصة ‪ 500‬أستاذ إلقليم الحسيمة‬ ‫ إنشاء نواة جامعية تابعة لجمامعة عبد المالك السعدي‬‫بتطوان‪.‬‬ ‫ إعادة تأهيل المؤسسات التعليمية في إطار مخطط «الحسيمة‬‫منارة المتوسط» بما يفوق ‪ 400‬مليون درهم‪.‬‬ ‫الفالحة‪ :‬تم غرس ‪ 16‬ألف هكتار باألشجار المثمرة باإلضافة إلى‬ ‫‪ 12‬ألف هكتار مبرمجة في مخطط «المنارة»‬

‫ومعلوم أن جاللة الملك كان قد أطلق من‬ ‫تطوان‪ ،‬يوم السبت ‪ 17‬أكتوبر سنة ‪،2015‬‬ ‫مخطط «الحسيمة منارة المتوسط» من أجل‬ ‫تنمية هذا اإلقليم (‪ )2019 - 2015‬رصدت له‬ ‫اعتمادات بمبلغ ‪ 6,515‬مليارات درهم‪ .‬تشمل‬ ‫خطوطه الكبرى تنمية الوسط الحضري والقروي‬ ‫لإلقليم وتعزيز المكتسبات واإلنجازات المحققة ومنها إنجاز المراكز‬ ‫االستشفائية المتخصصة‪ ،‬وبناء مطار الشريف اإلدريسي‪ ،‬وتهيئة‬ ‫منطقة صناعية‪ ،‬وإنجاز عدد من المشاريع االجتماعية‪ ،‬الموجهة‬ ‫باألساس للشباب والفئات الهشة‪.‬في إطار الجهوية المتقدة ‪ ،‬التي‬ ‫تروم تقليص الفوارق الترابية‪ ،‬وتكريس الالمركزية وقيم المواطنة‬ ‫والتضامن‪.‬‬ ‫وأعلن‪ ،‬بالمناسبة أن هذا المخطط التنموي يقوم على خمسة‬ ‫محاور أساسية ‪ :‬التأهيل الترابي ‪ ،‬والنهوض بالمجال االجتماعي‪،‬‬ ‫وحماية البيئة وتدبير المخاطر‪ ،‬وتقوية البنيات التحتية‪ ،‬وتأهيل‬ ‫المجال الديني‪.‬‬

‫ممّ يشتكون‬

‫ممّ يشتكي إذا أهل الحسيمة؟‬ ‫فيضان في المشاريع وتمويالت بالماليير‬ ‫وضمانات والتزامات ووعود بال حدود‪...‬‬ ‫وإذا توفرت كل هذه الشروط وأصر الناس على االستمرار في‬ ‫الصمود‪ ،‬وتجاوب المواطنون بعفوية وتلقائية في أكثر من مدينة‬ ‫مغربية خارج حزام «الريف الكبير» ورفعوا شعارات ال تختلف في‬ ‫جوهرها ومدلولها االجتماعي واالقتصادي واإلنساني عن تلك التي‬ ‫يرفعها «الحسيميون» في وجه الحكومة والقوات العمومية التي‬ ‫تحسن‪ ،‬كل مرة‪ ،‬و «فادتهم»‪ ،‬و «إكرامهم» !) )‪.......‬‬ ‫فال بد أن في األمر سرا أو خلال ما‪.‬‬ ‫ابحثوا عنه تجدوه‪ .......‬أكيدا تجدوه ؟ !‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪892‬‬

‫رم�ضان‬

‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬يونيو ‪2017‬‬

‫رزق للعديد من األسر المغربية‬

‫رمضان شهر مبارك على العمال الموسميين‬ ‫في المغرب عامة‪ ،‬إذ يفتح لهم باب رزق ببيع‬ ‫احتياجات الصائـــم من الحلويــات والمعجنات‪،‬‬ ‫ويرفعون من دخلهم لمواجهة متطلبات الحياة في‬ ‫ظل غالء األسعار‪ ،‬وحتى المنتجات التقليدية التي‬ ‫يشتكي أصحابها طيلة السنة من الركود تزدهر‪،‬‬ ‫فتنشط تجارة المالبس التقليدية واألواني الخزفية‬ ‫التي تقبل عليها العائالت المغربية خالل شهر‬ ‫الصيام‪.‬‬ ‫‪ ‬يعتبر شهر رمضان مصدر رزق بالنسبة إلى‬ ‫الكثير من الناس من أصحاب المهن الموسمية‬ ‫التي تظهر فجأة لتغيـب بمجـرد انقضــاء شهر‬ ‫الصيام‪ .‬وأغلب هذه المهن‪ ،‬التي تعج بها األسواق‬ ‫الشعبية في المدن المغربية ترتبط بصناعة‬ ‫الحلويات والمعجنات وفق أشكال ومكونات مختلفة‪،‬‬ ‫وهناك من يستغل شهر الصيام لصنع مختلف أنواع‬ ‫العصائر وبيعها والتي تلقى إقباال كبيرا خاصة في‬ ‫فصل الصيف‪ ،‬كما تزدهر تجارة المنتجات التقليدية‬ ‫من مالبس وأواني فخارية‪ ،‬وبالمقابل تأفل مهن‬ ‫أخرى كثيرة خاصة منها التي تتعلق بالبناء والتعمير‪.‬‬ ‫المقبلون على المهن الموسمية يسعون‬ ‫من وراء ذلك إلى تحسين دخلهم أو تعويض‬ ‫مهنهم األصلية التي تشهد خالل شهر رمضان‬ ‫موسم ركودها‪ ،‬خاصة أن المصاريف اليومية خالل‬ ‫هذا الشهر تزداد ألن المواطن المغربي يسعى إلى أن تكون مائدة إفطاره متنوعة‪ ،‬فال يغيب عنها اللحم والغالل‬ ‫والحلويات التي يشتهيها الصائم وال يستطيع مقاومتها‪.‬‬ ‫ومع بداية شهر رمضان يمكن لعابر السبيل في األسواق الشعبية المغربية أن يشم روائح ال يصادفها خالل‬ ‫بقية السنة‪ ،‬فتعلن رائحة “الشباكية” و“البريوات” و“السفوف” وأصناف أخرى من الحلويات ضروري حضورها على‬ ‫المائدة المغربية‪ ،‬إذ يصطف الفقير والغني أمام محالت تعرض على واجهاتها صحونا ضخمة من هذه الحلويات رغم‬ ‫أنه لم يكن لها وجود أو غيّرت نشاطها خصيصا في هذا الشهر‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أن هذه الحلويات كانت ال تباع إال في يومين محددين‪ ،‬وهما ليلة النصف وليلة القدر‪ ،‬حيث‬ ‫يتم شراء حلوى “الشباكية” وحملها في سطل معدني وال تؤكل إال بعد العشاء وال يقوم بصنعها وبيعها إال السفناجة‬ ‫(أي باعة اإلسفنج)‪ ،‬أما حاليا فالكل يصنع الحلوى ويبيعها بما في ذلك باعة الفحم وغيرهم وطيلة أيام هذا الشهر‬ ‫الفضيل‪ .‬منتجات الصناعة التقليدية المغربية بمختلف أصنافها تنتعش بشكل كبير في شهر رمضان‪ ،‬وذلك بسبب‬ ‫اإلقبال المتزايد عليها من قبل األسر التي تهتم بوجودها في مختلف البيوت‪.‬‬ ‫وأصبحت الحلويات مالزمة للمائدة المغربية حتى بعد اإلفطار‪ ،‬حيث يتم تقديمها مع الشاي خالل لقاء العائلة‬ ‫وتجمع األصدقاء‪ ،‬رغم أن أخصائيي التغذية واألطباء يشددون على عدم اإلكثار منها ألنها تعد مصدرا للسكريات‬ ‫التي يصعب حرقها في الليل‪ .‬وتقدم هذه الحلويات أيضا حتى بعد انقضاء شهر رمضان بأسابيع قليلة‪ ،‬وحالما ينتهي‬ ‫مخزون العائالت منها تعود الحلويات المغربية الشهيرة مثل كعب غزال والفقاص وغريبة لتزيّن الموائد‪.‬‬ ‫ويبدع المغاربة طيلة شهر رمضان في تحضير العجائن المختلفة‪ ،‬وقليل ما تجد مائدة مغربية ال تحتوي على‬ ‫“الرغايف” أو “البغرير” أو “البطبوط”‪ ،‬وتنشط األسواق المغربية بمثل بائعي هذه المنتوجات‪ ،‬الذين يسهرون على‬ ‫تلبية الطلبات المتزايدة خالل شهر الصيام‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬ ‫يومي يتقاسمه العديد من الصائمين‪ .‬ويصبح‬ ‫الحليب أكثر ضرورة خالل شهر رمضان‪ ،‬حيث‬ ‫يقبل المغاربة على شراء الحليب الطازج ومشتقاته‪،‬‬ ‫فيقدمونه مع القهوة على مائدة اإلفطار أو خالل‬ ‫السهرة‪ ،‬كما يستعملون الزبدة إلعداد وجبة‬ ‫السحور‪.‬‬ ‫وتقول وردة بائعة الحليب في «سوق سيدي‬ ‫بوعبيد» بطنجة‪ ،‬إنها تبدأ عملها منذ الصباح‬ ‫الباكر حيث تشتري الحليب وتختار ما ستبيعه‬ ‫طازجا وما ستحوله إلى لبن ثم تبدأ في إعداد‬ ‫الحليب الرائب ومخضه ليصبح لبنا وزبدة‪ ،‬وتنتهي‬ ‫من هذه العملية قبل صالة الظهر لترتاح قليال‬ ‫وتخرج في العصر إلى السوق لتضع منتوجها فوق‬ ‫طاولة‪ ،‬مبرزة اللبن في جهة والحليب في جهة‬ ‫أخرى والزبدة البلدية إلى جانبهما‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى أكياس بالستيكية بيضاء تستعملها في ملء‬ ‫مشتقات الحليب‪.‬‬

‫ويشار إلى أن الحليب ومشتقاته يدخالن في‬ ‫تركيبة العديد من األطعمة المعدة لمائدة اإلفطار‬ ‫في رمضان‪ ،‬ويخصص له الباعة سواء في الدكاكين أو المتاجر الكبرى جناحا خاصا‪ ،‬وذلك لتلبية حاجة المواطنين‬ ‫ويتميز هذا األخير بفوائد ال حصر لها على الصائم تتجلى أساسا في الكالسيوم والماغنزيوم‪ ،‬والفوسفور والبروتين‬ ‫التي تساهم في نمو العظام وتكثيف بنيتها‪.‬‬ ‫الصانع التقليدي في المدينة القديمة بطنجة‪ ،‬يتمنى أن تكون كل الشهور رمضانا حتى تزداد أرباح كل‬ ‫الحرفيين وتنتعش حرف مهددة باإلندثار‪ .‬وذكر محمد الوالي‪ ،‬مهتم بالتراث المغربي‪ ،‬أن ارتداء الجالبة في رمضان‬ ‫له مغزى دينيا وثقافيا‪ ،‬مضيفا أن “القرآن الكريم ينص على أنه يجب على المسلم أن يرتدي أحسن لباسه وأن يضع‬ ‫نفسه في أحسن صورة قبل الذهاب إلى المسجد‪ ،‬فكيف بشهر الصيام الذي يعتبر من أفضل الشهور‪”.‬‬ ‫ونظرا للموقع الهائل الذي يحظى به المغرب بين أوروبا والعالم العربي‪ ،‬فإن المغاربة كثيرا ما يحرصون على‬ ‫الحفاظ على هويتهم في الملبس‪ .‬ويقول خليل العلمي‪ ،‬صاحب متجر لألزياء التقليدية “ال يمكن للباس التقليدي‬ ‫أن يندثر نهائيا وهذا أمر مس ّلم به بغض النظر عن أسعاره التي ارتفعت مؤخرا بسبب جودة العمل واإلتقان وكذلك‬ ‫جودة الثوب المستعمل‪ .‬رغم كل هذه العوامل ال يزال هناك إقبال عليه وبالخصوص في المناسبات الدينية كشهر‬ ‫رمضان أو عيد الفطر أو عيد األضحى وهو يبقى رمزا للشخصية المغربية”‪.‬‬ ‫وذكرت مصممة األزياء التقليدية المغربية وفاء األزرق أن ارتداء الزي التقليدي في رمضان يعتبر نوعا من‬ ‫االحتفال‪ ،‬وقالت “تلبس الجالبة المغربية في غير شهر رمضان‪ ،‬لكن اإلقبال يكون كثيرا عليها في هذا الشهر ألن‬ ‫المغربي يرتديها ليذهب إلى المسجد أو لزيارة األهل”‪.‬‬

‫وتقول سارة‪ ،‬التي تحول نشاطها في محل للمالبس تملكه إلى صناعة الفطائر وبيعها خالل شهر رمضان‬ ‫كـ“البغرير” و“البطبوط” و“المسمن”‪ ،‬وهي أنواع من األكالت يزداد اإلقبال عليها بكثرة في شهر الصيام‪“ ،‬أستيقظ‬ ‫قبل طلوع الفجر إلعداد هذا النوع من األكالت‪ .‬إنها أكالت تستدعي الوقت والصبر‪ .‬أبدأ بخلط المقادير في الخالط‬ ‫الكهربائي وبعد ذلك أفرغه في إناء وأتركه لمدة ‪ 15‬دقيقة وأبدأ في طهيه‪ ،‬وتساعدني في ذلك ابنتي منى التي‬ ‫تدرس بالجامعة”‪.‬‬

‫ومن جهته يقول الفنان التشكيلي عبدالجبار بلشهب‪ ،‬المتخصص في صنع األواني التقليدية وتزيينها‪“ ،‬إن‬ ‫شهر رمضان هو شهر العمل بالنسبة إليّ وذلك من أجل صنع المزيد من األواني التي تقتنيها األسر المغربية‬ ‫بكثرة”‪ .‬ويضيف أن األواني الخزفية التي يبدع في صنعها يقع استعمالها خالل شهر الصيام من أجل صيانة وحفظ‬ ‫العسل والزيوت والتمور‪ ،‬فضال عن تخزين الزيتون والحلويات والسمن‪.‬‬

‫وتضيف سارة أنها “تبيع الفطائر من الحجم الصغير بدرهم‪ ،‬أما الفطائر ذات الحجم المتوسط فيصل ثمنها إلى‬ ‫درهمين”‪ .‬وقالت إن هذا السعر مستقر ويتقبله الزبائن الذين يتوافدون عليها بشكل كبير في رمضان‪ .‬وتؤكد أن‬ ‫مهنة بيع “البغرير” و“المسمن” تنتعش خالل شهر رمضان مقارنة مع باقي شهور السنة‪ ،‬فالعديد من النساء يفضلن‬ ‫شراء الفطائر الجاهزة‪ ،‬بدل إعدادها في البيت وخاصة النساء الالئي يشتغلن خالل النهار‪.‬‬

‫وأكد أن هذه الطريقة المحببة لدى العديد من األسر المغربية قديمة وتعد جزءا ال يتجزأ من عادات وتقاليد‬ ‫الكثير من المغاربة خالل هذا الشهر وبخاصة في األرياف‪ .‬ويضيف بلشهب أن تزيين تلك المنتجات بأشكال تعبيرية‬ ‫قديمة راقية وبخاصة في ما يتعلق بالفنون التراثية كالرموز الشعبية‪ ،‬يمنح تلك اإلبداعات جماال ساحرا ويضفي على‬ ‫مقتنيها نوعا من الحميمية والقرب من تراثهم وتاريخهم األصيل‪.‬‬

‫وتقول زبونة عند سارة “نظرا إلى عملي المتواصل طول اليوم ال أجد الوقت لطهي البغرير والمسمن في‬ ‫المنزل‪ ،‬إذ ال يكفيني الوقت لطهي الحساء وتحضير الوجبة الرئيسية‪ .‬لهذا أشتري الفطائر والعصائر من السوق”‪.‬‬ ‫وأمام تزامن شهر رمضان في المواسم األخيرة مع ارتفاع في درجات الحرارة بالمغرب‪ ،‬فقد مثل ذلك فرصة‬ ‫لبضع التجار لصنع وبيع مختلف أنواع العصائر وترويجها في األسواق الشعبية‪ .‬فتراهم يعرضون قنينات وعلب العصير‬ ‫اإلصطناعي محلية الصنع‪ ،‬باإلضافة إلى منتوجات أجنبية أخرى يدخل معظمها األسواق عن طريق شبكات التهريب‬ ‫التي تنشط في باب سبتة المحتلة وتوزع سلعها على مختلف المدن المغربية‪.‬‬ ‫وغالبا ما يعمد هؤالء التجار الموسميون إلى وضع مكونات من مختلف الفواكه وإضافة أنواع من القشدات‬ ‫والنكهات لجلب شهية الصائم‪ ،‬الذي يقضي أوقاتا طويلة في البحث عن أشياء تعزز مائدة اإلفطار‪ ،‬كمّا وكيفا‪ ،‬كسلوك‬

‫وحول أسعار تلك المنتجات أكد أنها تختلف بحسب جودة المنتوج ودوره في المطبخ المغربي‪ ،‬معتبرا أن مجمل‬ ‫األسعار هي في متناول األسر الفقيرة وذات الدخل المحدود‪ .‬وكشف النحات والفنان محمد الفريجي عن اهتمامه‬ ‫بهذه المنتجات التقليدية في أعماله كقيمة تراثية وحضارية‪ ،‬مؤكدا أن ذلك يستهوي السياح األجانب بشكل كبير‬ ‫مثلما تستهويهم لوحات الخيول و”الفنتازيا”‪.‬‬ ‫رمضان إذن شهر الرحمة‪ ،‬الغفران‪ ،‬السعة في الرزق‪ ،‬السلم النفسي‪ ،‬اللهم تقبل منا‪ ،‬اجعلنا من المعتوقين‬ ‫رقابهم في هذا الشهر الفضيل‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬يونيو ‪2017‬‬

‫العدد ‪892‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫سكان بني مزالة بالفنيدق يطالبون وزير األوقاف بفتح تحقيق‬ ‫حول صفقة مشبوهة‬

‫طالب العديد من سكان بني مزالة بالفنيدق أحمد‬ ‫التوفيق بضرورة فتح تحقيق في ما وصفوه بصفقة مشبوهة‬ ‫تتعلق بكراء أراض فالحية تابعة لمسجد الدوار دون احترام‬ ‫القانون العرفي وإشعار جميع السكان بمكان السمسرة‬ ‫والداللة من أجل ضمان الشفافية والنزاهة واحترام‬ ‫القوانين المنظمة‪.‬‬

‫وحسب شكاية موجهة لعامل المضيق الفنيدق‪ ،‬فإن‬ ‫وسائل إثبات الوقف قديمة والحيازة مستمرة بشهادات‬ ‫عدلية موثقة حيث إنه في أولسك السبعينات صار الملك‬ ‫الموقوف «غرسة المنزلة» مع قطع أخرى تحت تصرف‬ ‫نظارة األوقاف بتطوان لتتولى تسييرها وفق الشروط‬ ‫المعمول بها في هذا الشأن من سمسرةلفائدة سكان‬ ‫المدشر حسب العرف وقد استمر ذلك إلى حدود السنة‬ ‫الماضية ‪.2016‬‬

‫ومع بداية الموسم الفالحي للسنة الماضية تمت‬ ‫سمسرة هذه القطعة دون إشعار السكان أو أي أحد‬ ‫بالموضوع قبل أن يظهر استغاللها من طرف شخص غريب‬ ‫عن الدوار وسط تضارب في المعلومات الخاصة بحيثيات‬

‫الصفقة ومدة االستغالل ‪ .‬وقد قام السكان بتسجيل‬ ‫التعرض الكلي على مطلبي التحفيظ رفم ‪- 761586‬‬ ‫‪ 761587‬المقدمين من طرف ناظر األوقاف بتطوان‪ ،‬بحجة‬ ‫أن العقار موضوع التحفيظ ال يندرج ضمن الملك الخاص‬

‫بل إنه تابع لمسجد بني مزالة حسب مجموعة من الوثائق‬ ‫العدلية والحجج القديمة‪.‬‬ ‫ويطالب السكان المحتجون بإعادة إجراء السمسرة‬ ‫الخاصة باألرض الفالحية المذكورة وفق القوانين العرفية‬ ‫التي جرى تنزيلها لسنين فضال عن تحديد مدة االستغالل‬ ‫دون أن تتجاوز ثالث سنوات وتحفيظ ملك األحباس «غرسة‬ ‫المنزلة» لفائدة مسجد بني مزالة السفلى‪.‬‬ ‫هذا ويحضر السكان للقيام بوقفات احتجاجية من أجل‬ ‫المطالبة بمعالجة مشاكل هذا الملف إلى جانب تحضيرهم‬ ‫لتسجيل دعاوى قضائية ضد القرارات اإلدارية االنفرادية‬ ‫وإقصاء السكان من السمسرة في ظروف غامضة وغير‬ ‫مفهومة‪.‬‬ ‫إلى ذلك كشفت مصادر أن مصالح عمالة المضيق‬ ‫الفنيدق راسلت مسؤولي األوقاف في الموضوع وكان جواب‬ ‫تلك المصالح أن الصفقة تمت في ظروف قانونية في انتظار‬ ‫بت القضاء في التعرضات المقدمة‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫تنبيهات لجماعة طنجة بسبب استنزاف الماليين في السفريات‬ ‫دون تحقيق أهداف التعاون والشراكات‬

‫علمت «األخبار» من مصادر جماعية متطابقة‪ ،‬أن‬ ‫المجلس الجماعي لمدينة طنجة‪ ،‬تلقى تنبيهات من‬ ‫طرف لجنة داخلية حول التعاون والشراكات التي ينفذها‬ ‫المجلس بسبب ضعف التسيير حيث اتسمت هذه التنبيهات‬ ‫والمالحظات السلبية نظرا لعدم تحقيق األهداف المرجوة‬ ‫من السفريات التي يقوم بها المسؤولون الجماعيون عن‬ ‫حزب العدالة والتنمية إلى بعض الدول األوروبية والتي‬ ‫تكون عادة تحت غطاء جلب االستثمارات بيد أنها تبقى‬ ‫حبيسة بعض الوثائق التي يتم توقيعها في بعض الدول‬ ‫وحضور بعض المؤتمرات في ظل كون عاصمة البوغاز‬ ‫تعاني من جانب جلب االستثمارات بعد دخول المجلس‬ ‫الجماعي إلى النفق المسدود‪.‬‬ ‫ووفق المصادر ذاتها فإن أهم المالحظات التي تم‬

‫تسجيلها كون مشاركةاإلدارات في إمداد المجلس الجماعي‬ ‫بمدينة طنجة وصفت بالهزيلة وتميزت بالتلقائية وهو ما‬ ‫لم يقم المجلس باالحتجاج عليه كما جرى تسديل نقاط لها‬ ‫ارتباط بهذا الجانب وكذا عمل الجماعة‪ ،‬من خالل دعوة‬ ‫عمدة المدينة إلى تكليف أحد نوابه المسؤولين عن الشراكة‬ ‫والتعاون لتوسيع وتأطير قاعدة الشراكات والتعاون الوطني‬ ‫والدولي باعتبارها آلية تمويلية لتنفيذ بعض المشاريع في‬ ‫الوقت الذي تم الكشف من طرف اللجنة المشرفة على إعداد‬ ‫التقارير أن المنتخبين بطنجة ال يزالون غير قادرين على‬ ‫المطالبة بتوفير بعض الوسائل اللوجستيكية حيث ينتظر‬ ‫الجميع إشارات من السلطات الوالئية بهدف مدهم بتلك‬ ‫الوسائل وهو األمر الذي يتقاطع مع دور المنتخب حول‬ ‫البحث عن سبل إحداث هذه الشراكات في سبيل تنمية‬

‫المدينة وما يتعلق بها‪.‬‬ ‫واستغربت المصادر ذاتها استنزاف الماليين من‬ ‫مالية الجماعة واكتفاء نواب العمدة بالتقاط الصور ببعض‬ ‫الدول األوروبية بهدف نشرها على حساباتهم الشخصية‬ ‫على موقع التواصل االجتماعي «فايسبوك» ما يتقاطع مع‬ ‫الهدف من هذه االزيارات والتي تكلف الجماعة مبالغ مالية‬ ‫بالرغم من األزمة المالية الخانقة التي تعيش على وقعها‬ ‫مما جعل اللجان المختصة بهذا الموضوع تطالب باالنفتاح‬ ‫على تجارب جديدة قصد التمكن من جلب مستثمرين وكذا‬ ‫العمل على الرفع من وتيرةعمل الجماعة في ظل الضعف‬ ‫الذي أبان عنه المجلس الحالي الذي يسيره البيجيديون على‬ ‫كافة األصعدة‬

‫محمد أبطاش‬

‫حرب اتهامات بين عدول وقاضي التوثيق‬ ‫بالمحكمة االبتدائية بالعرائش‬

‫وقف قضاة طنجة في صف زميلهم قاضي التوثيق‬ ‫بالمحكمة االبتدائية بمدينة العرائش ضد االتهامات التي‬ ‫وجهها عدول المدينة‪ ،‬بعد أن اتهموه بالفساد‪ ،‬والتدبير‬ ‫الفاشل‪ ،‬وطالبوا بإزاحته واستبداله بقاض آخر الستحالة‬ ‫االستمرار في التعامل معه ولضمان عودة المرفق إلى‬ ‫حالته الطبيعية‪ ،‬وهدد العدول بخوض إضراب إنذاري‬ ‫مع تنظيم وقفة احتجاجية أمام المحكمة االبتدائية‬ ‫بالعرائش‪ .‬موقف العدول من قاضي التوثيق دفع المكتب‬ ‫الجهوي لنادي قضاة المغرب إلى الرد بقوة على تلك‬ ‫االتهامات من خالل اإلدانة الشديدة لما تضمنه المكتب‬ ‫الجهوي للعدول في بيانه من اتهامات مغرضة بالفساد‬ ‫تجاه محمد الهدار قاضي التوثيق‪ ،‬المشهود بنزاهته‬ ‫وتفانيه في القيام بمهامه في مختلف المحاكم التي‬ ‫مارس مهامه بها وتطبيقه للقانون دون محاباة‪ ،‬حماية‬ ‫لحقوق المواطنين وضمانا لمصداقية مؤسسة التوثيق‬ ‫العدلي التي يشرف على مراقبتها في إطار القانون القاضي‬ ‫المكلف بالتوثيق‪ .‬وأكد المكتب أن العالقة بين مؤسسة‬ ‫السيد قاضي التوثيق وبين العدول ال تستند على أعراف‬ ‫وإنما على قواعد قانونية دقيقة تخول للقاضي المكلف‬ ‫بالتوثيق مراقبة عمل العدول تأسيسا على المادة ‪40‬‬ ‫من القانون ‪ 16.03‬والمادة ‪ 37‬من المرسوم المؤرخ في‬ ‫‪ 2008/10/28‬بما يضمن حماية حقوق المواطنين بشكل‬ ‫صارم‪ .‬وعبر عن استنكاره التام وشجبه الشديد للغة‬ ‫ومضمون البيانين الصادرين عن المكتب الجهوي للعدول‬ ‫بطنجة وعن الجمعية المغربية للعدول الشباب‪ ،‬إذ يعتبر‬ ‫أن ما ورد بهما من كلمات وعبارات مرسلة إنما هي مسيئة‬ ‫للهيئتين المذكورتين أوال وأخيرا‪ .‬وطالب القضاة بفتح‬ ‫بحث مستعجل في الخروقات المهنية المرصودة من قبل‬ ‫القاضي المكلف بالتوثيق حسب ما أوردته يومية الصباح‪،‬‬ ‫واتخاذ الالزم في حقها صونا لحقوق المواطنين من‬ ‫الضياع‪ ،‬مشيرا إلى أن السلطة القضائية ال تقبل أي تهديد‬ ‫بتنفيذ أشكال احتجاجية أو غيرها وأن كرامة القاضي خط‬

‫نظرية العقد بفرنسا‬ ‫ونظام التروست‬ ‫ببريطانيا متأثران‬ ‫بالفقه المالكي‬

‫أكد ثلة من األساتذة الباحثين‪ ،‬على تأثير الفقه‬ ‫اإلسالمي على القانون الفرنسي من خالل قواعد الفقه‬ ‫المالكي‪ ،‬وأيضا القانون األنجلوسكسوني الذي تأثر‬ ‫بدوره في فترة تكوينه في القرن التاني عشر الميالدي‪،‬‬ ‫ببعض قواعد الفقه اإلسالمي‪ ،‬وخاصة نظرية العقد‬ ‫ونظام التروست (‪ )trust‬الذي يعد مصدره من‬ ‫نظام الوقف اإلسالمي ‪ .‬التأكيد هذا جاء على لسان‬ ‫المتدخلين خالل الندوة الوطنية‪ ،‬التي نظمتها مؤخرا‪،‬‬ ‫شعبة ماستر المهن القانونية والقضائية بكلية الحقوق‬ ‫بطنجة‪ ،‬بتنسيق مع مختبر الدراسات القانونية والتنمية‬ ‫المستدامة في الفضاء األورومتوسطي‪ ،‬وبتعاون مع‬ ‫محكمة النقض‪ ،‬والودادية الحسنية للقضاة‪ ،‬والمكتب‬ ‫الجهوي لنادي قضاة المغرب‪ /‬الدائرة االستئنافية‬ ‫لطنجة‪ ،‬حول موضوع»تأثير الفقه على القضاء‬ ‫والتشريع» المتدخلون أشاروا إلى أن هناك عالقة تأثير‬ ‫وتأثر بين الفقه والتشريع والقضاء والعمل القضائي‪،‬‬ ‫وفي مجملهم يشكلون عالقة تكاملية‪ ،‬مبرزين أن‬ ‫الفقه اإلسالمى هو مصدر من مصادر القانون المغربي‬ ‫على اختالف درجة حضور الفقه المالكي في القوانين‬ ‫المغربية من فرع آلخر كمصدر ثالث بعد التشريع‬ ‫والعرف‪ ،‬أو يمكن اعتباره مصدرا احتياطيا لتلك‬ ‫القوانين مؤكدين في نفس السياق‪ ،‬على أن هناك‬ ‫قوانين مغربية مستمدة مباشرة من الفقه المالكي‬ ‫كمدونة األسرة‪ ،‬واألوقاف‪ ،‬ومدونه الحقوق العينية‪،‬‬ ‫وقانون االلتزامات والعقود‪ ،‬في كثير من احكامه‪ ،‬مع‬ ‫تنزيلها من طرف القضاة في المنازعات‪.‬‬

‫محوران أساسيان تمت مناقشتهما خالل هذه‬ ‫الندوة خالل ثالث جلسات‪ ،‬المحور األول تعلق بالفقه‬ ‫كمصدر رسمي للقاعدة القانونية‪ ،‬والموضوع الثاني‬ ‫حول جودة العمل القضائي من جودة العمل الفقهي‪.‬‬

‫أحمر ال يقبل أي مساومة‪ .‬وأكد القضاة رفضهم لمنطق‬ ‫“قاضي التوثيق حسب الرغبات” الذي يريده مدبجو بيان‬ ‫هيئتي العدول ويدعو إلى ضرورة استمرار األستاذ محمد‬ ‫الهدار قاضيا مكلفا بالتوثيق التزاما بقرار جهة التعيين‪،‬‬ ‫كما رفض بأي حال من األحوال أي مزايدات على السادة‬ ‫القضاة المكلفين بالتوثيق في إطار تصفية حسابية‬ ‫داخلية أو انتخابية‪ .‬ولم يخف المكتب الجهوي لنادي‬

‫قضاة المغرب بطنجة استعداده التام والفوري لتنفيذ‬ ‫كافة األشكال التضامنية مع محمد الهدار القاضي المكلف‬ ‫بالتوثيق بالمحكمة االبتدائية بالعرائش‪ ،‬إذا ما تطلب‬ ‫األمر ذلك‪ ،‬سواء جهويا أو وطنيا في تنسيق تام مع‬ ‫المؤسسات التمثيلية الوطنية لنادي قضاة المغرب ويترك‬ ‫للمكتب التنفيذي لنادي قضاة المغرب القيام باإلجراءات‬ ‫الالزمة للدفاع عن حماية استقالل القضاء‪.‬‬

‫رئيس جامعة عبد المالك السعدي حديفة أمزيان‪،‬‬ ‫وعميد كلية الحقوق محمد يحيا‪ ،‬خالل كلمة افتتاح‬ ‫هذه الندوة‪ ،‬تطرقا إلىاألهمية التي توليها جامعة‬ ‫عبد المالـك السـعــدي في مجــال البحث العلمي‪،‬‬ ‫وحرصها على االنفتاح على مختلف المؤسسات العلمية‬ ‫والقضائية لخدمة قضايا التنمية بصفة عامة‪ ،‬مشيرين‬ ‫إلى أهمية مثل هذه اللقاءات التي تدخل في إطار‬ ‫األنشطة الثقافية العلمية التي تنظمها كلية العلوم‬ ‫القانونية واالجتماعية بطنجة‪ ،‬وخاصة شعبة ماستر‬ ‫المهن القانونية والقضائية‪.‬‬

‫حضر هذه الندوة التي احتضنتها كلية الحقوق‬ ‫بطنجــة‪ ‬باحثــون وحقوقيـــون‪ ،‬وأساتذة جامعيون‬ ‫ومختصون‪ ،‬وهيئات حقوقية وقضائية وطنية‪ ،‬وطلبة‬ ‫باحثون‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬


‫العدد ‪892‬‬

‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬يونيو ‪2017‬‬

‫إقتصاد‬ ‫‪ 7,8‬ماليير درهم‪:‬‬ ‫استثمارات أجنبية بالمغرب‬ ‫أفاد مكتب الصرف بأن تدفقات االستثمارات األجنبية‬ ‫المباشرة بالمغرب بلغت حوالي ‪ 7,8‬مليار درهم خالل الربع‬ ‫األول من سنة ‪ 2017‬مقابل ‪ 7,4‬مليار درهم قبل عام‪ ،‬أي‬ ‫بارتفاع نسبته ‪ 4,5‬في المائة‪.‬‬ ‫وأوض��ح المكتب‪ ،‬ال��ذي نشر المؤشرات األول��ي��ة حول‬ ‫المبادالت الخارجية لشهر أبريل ‪ ،2017‬أن هذه النتيجة تعزى‬ ‫إلى انخفاض النفقات برسم االستثمارات األجنبية المباشرة‬ ‫بـ‪ 51,3‬في المائة إلى ‪ 1,7‬مليار درهم‪ ،‬بنسبة أكثر أهمية من‬ ‫المداخيل (ناقص ‪ 13,6‬في المائة) التي بلغت ‪ 9,5‬مليار درهم‬ ‫نهاية أبريل ‪.2017‬‬ ‫وأب��رز المصدر ذات��ه أن تدفق االستثمارات المغربية‬ ‫المباشرة بالخارج بلغ ‪ 6,7‬مليار درهم مقابل ‪ 1,2‬مليار درهم‬ ‫نهاية أبريل ‪ ،2016‬أي بارتفاع بـ‪ 5,47‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وأضاف أن مداخيل المغاربة المقيمين بالخارج تراجعت‬ ‫بـ‪ 3,2‬في المائة‪ ،‬حيث انتقلت من ‪ 19,1‬مليار درهم إلى ‪18,5‬‬ ‫مليار درهم برسم الربع األول من سنة ‪.2017‬‬ ‫وبخصوص ميزان األسفار‪ ،‬سجل مكتب الصرف أنه أظهر‬ ‫فائضا ب ‪ 11,89‬مليار درهم نهاية أبريل ‪ ،2017‬وذلك على‬ ‫الرغم من انخفاض المداخيل بـ‪ 4,7‬في المائة‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫ارتفاع النفقات بـ‪ 17,1‬في المائة‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫عجز الميزان التجاري أمام تراجع تحويالت‬ ‫مغاربة العالم وارتفاع أسعار المحروقات‬ ‫يبدو أن الميزان التجاري المغربي تأثر بشكل سلبي جراء‬ ‫تراجع تحويالت مغاربة العالم وارتفاع أسعار المواد الطاقية‬ ‫في السوق الدولية خالل الشهور األربعة األولى من السنة‬ ‫الجارية‪ ،‬حيث إن المداخيل الواردة من المغاربة المهاجرين‬ ‫تراجعت خالل هذه المدة من ‪ 19,12‬مليار درهم إلى ‪18,5‬‬ ‫ماليير‪ ،‬بينما ارتفعت قيمة مستوردات المغرب من النفط‬ ‫ومشتقاته‪ ،‬بنسبة ‪ 48‬بالمائة بعد أن استورد المغرب من‬ ‫المواد الطاقية ما قيمته ‪ 22,56‬مليار درهم‪ ،‬من يناير إلى‬ ‫أبريل ‪ ،2017‬مقابل ‪ 15,33‬مليار درهم‪ ،‬خالل نفس المدة‪،‬‬ ‫من سنة ‪.2016‬‬ ‫ونظرا لذلك‪ ،‬فقد بلغ عجز الميزان التجاري المغربي‬ ‫‪ 40.22‬مليار درهم في الفترة الممتدة ما بين يناير وأبريل‬ ‫الماضيين مقابل ‪ 29.61‬مليار درهم في الفترة نفسها من‬ ‫العام المنصرم‪ ،‬أي بزيادة بقيمة ‪ 10.6‬مليارات درهم‪.‬‬ ‫وسجلت الواردات المغربية اإلجمالية في الثلث األول من‬ ‫العام الحالي‪ ،‬وفق البيانات اإلحصائية الصادرة عن مكتب‬ ‫الصرف التابع لوزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬زيادة قياسية بلغت‬ ‫نسبتها ‪ 10.1‬في المائة‪ ،‬حيث انتقلت من حوالي ‪141‬‬ ‫مليار درهم في الثلث األول من سنة ‪ 2016‬إلى ما يربو عن‬ ‫‪ 155.12‬مليار درهم في الفترة نفسها من السنة الحالية‪،‬‬ ‫مسجلة ارتفاعا بقيمة ‪ 14.2‬مليار درهم‪.‬‬

‫وكشف مكتب الصرف وضوح هيمنه الواردات المتعلقة‬ ‫بالتجهيز والمواد االستهالكية التي بلغت قيمتها ‪126.9‬‬ ‫مليار درهم من أصل ‪ 155‬مليار درهم ك��واردات إجمالية‪،‬‬ ‫مقابل ‪ 28.17‬مليار درهم على صعيد واردات الخدمات‪.‬‬ ‫وبالنسبة إلى الصادرات‪ ،‬أورد مكتب الصرف أنها بلغت في‬ ‫الثلث األول من السنة الجارية ‪ 114.89‬مليار درهم مقابل‬ ‫‪ 111.29‬مليار درهم في الفترة نفسها من العام الماضي‪ ،‬أي‬ ‫بزيادة بقيمة ‪ 3.6‬مليارات درهم‪.‬‬ ‫وتبوأ كل من الفوسفاط والصناعات الغذائية والسيارات‬ ‫قمة الصادرات المغربية‪ ،‬حيث صدّر المغرب ما قيمته ‪14.18‬‬ ‫مليار درهم من الفوسفاط ومشتقاته ونحو ‪ 19.87‬مليار‬ ‫درهم من منتجات الصناعات الغذائية و‪ 19.08‬مليار درهم‬ ‫من السيارات المصنعة محليا‪ ،‬إلى جانب ‪ 3.33‬مليار درهم من‬ ‫المنتجات الصناعية في مجال الطيران‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫تسارع نمو القروض البنكية بنسبة ‪5,1‬‬ ‫بالمائة خالل الربع األول من السنة الجارية‬ ‫أفاد بنك المغرب بأن وتيرة نمو القروض البنكية استمرت‬ ‫في االرتفاع‪ ،‬حيث سجلت نسبة ‪ 5,1‬في المئة خالل شهر‬ ‫أبريل ‪ ،2017‬وذلك بعد نمو بنسبة ‪ 4,5‬في المائة في شهر‬ ‫مارس الذي قبله‪.‬‬ ‫وأوضح بنك المغرب‪ ،‬بهذا الصدد أن وتيرة النمو هذه‬ ‫تعكس باألساس ارتفاعا في تسهيالت الخزينة بنسبة ‪ 0,6‬في‬ ‫المئة بعد انخفاض هذه النسبة ب‪ 3,2‬في المئة‪.‬‬ ‫وفي االتجاه ذاته‪ ،‬أضاف بنك المغرب أن قروض االستهالك‬ ‫ارتفعت بـ ‪ 4,8‬في المئة بعد ‪ 4,4‬في المئة‪ ،‬مشيرا بالمقابل‬ ‫إلى أن نمو االقتراض المتعلق بالتجهيز تراجع من ‪ 6,3‬إلى‬ ‫‪ 5,8‬في المئة‪ ،‬بما يعكس تراجع وتيرة القروض للشركات‬ ‫الخاصة غير المالية إلى ‪ 2,6‬في المئة بعد ‪ 3,6‬في المئة‪ .‬كما‬ ‫عرفت قروض العقار ارتفاعا بنسبة ‪ 3,9‬في المئة مقابل ‪4,2‬‬ ‫في المئة في مارس‪ ،‬بما يغطي تباطؤا في قروض اإلنعاش‬ ‫العقاري من ‪ 2,4‬إلى ‪ 1,1‬في المئة وتسارعا طفيفا في قروض‬ ‫السكن ب‪ 4,8‬في المئة بعد ‪ 4,7‬في المئة‪.‬‬ ‫وحسب القطاعات المؤسساتية‪ ،‬فقد استقرت نسبة نمو‬ ‫القروض بالقطاع غير المالي في ‪ 3,2‬في المئة مقابل ‪ 2,9‬في‬ ‫المئة في الشهر السابق‪ ،‬بما يعكس أساسا تسارعا بنسبة ‪2,9‬‬ ‫في المئة بعد ‪ 2,7‬في المئة في قروض القطاع الخاص‪ ،‬حسب‬ ‫البنك المركزي‪.‬‬ ‫وسجلت القروض الممنوحة لألسر نموا بـ‪ 4,1‬في المئة‬ ‫بعد ‪ 3,2‬في المئة‪ ،‬في حين أن القروض الممنوحة للشركات‬ ‫الخاصة تراجع معدل نموها من ‪ 2,2‬إلى ‪ 1,7‬في المئة‪ .‬وفي‬ ‫االتجاه ذاته‪ ،‬ارتفعت القروض الخاصة بالشركات غير المالية‬ ‫العمومية بـ ‪ 7,5‬في المئة بعد ‪ 4,1‬في المئة‪.‬‬ ‫وتظهر المعطيات الفصلية لبنك المغرب‪ ،‬حسب الفئات‪،‬‬ ‫أن تسهيالت الخزينة نمت بـ‪ 3,5‬في المئة‪ ،‬وقروض التجهيز‬ ‫بـ‪ 0,2‬في المئة وقروض االستهالك بـ‪ 0,3‬في المئة‪ ،‬في‬ ‫حين حافظت القروض العقارية على مستواها للشهر السابق‬

‫وانكمشت القروض ذات الطابع المالي بـ‪ 3,1‬في المئة‪.‬‬

‫تحسن حجم المبادالت التجارية بين المغرب‬ ‫ةالواليات المتحدة األمريكية‬

‫حسب بيانات حديثة‪ ،‬فقد ارتفع حجم المبادالت التجارية‬ ‫بين المغرب والواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬بشكل واضح‪ ،‬منذ‬ ‫إبرام اتفاقية التبادل الحر سنة ‪ 2005‬بين البلدين‪.‬‬ ‫فقد ارتفعت ال��واردات المغربية من الواليات المتحدة‬ ‫األمريكية بشكل ملموس في السنين األخيرة‪ ،‬حيث بلغت‬ ‫نسبة هذا االرتفاع ‪ 286‬في المائة‪.‬‬ ‫بالمقابل وفي نفس الفترة ارتفعت الصادرات المغربية إلى‬ ‫أمريكا بنسبة ‪ 125‬في المائة‪.‬وتتكون قائمة صادرات المغرب‬ ‫إلى هذا البلد من المنتوجات الفالحية‪ ،‬ومتوجات قطاع النسيج‬ ‫واأللبسة‪ ،‬والسيارات وغيرها‪ .‬وتوفر واردات المغرب أكثر من ‪8‬‬ ‫آالف منصب شغل في أمريكا‪.‬‬ ‫وحسب نفس البيانات‪ ،‬فإن المغرب يتعامل بنسبة أكبر‪ ،‬مع‬ ‫واليات تيكساس‪ ،‬وواشنطن‪ ،‬وكاليفورنيا‪ ،‬وأوهايو‪ ،‬وكارولينا‬ ‫الشمالية‪ ،‬وفيرجينيا وجورجيا‪.‬‬ ‫إال أن جل المبادالت التجارية بين المغرب والواليـــات‬ ‫المتحدة األمريكية تظل دون مبادالت المغرب مع بعض الدول‬ ‫األوروبية‪ ،‬خاصة إسبانيا (‪ 10‬مليار أورو) وفرنسا (‪ 8‬مليار أورو)‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫المبادالت التجارية بين المغرب وإسبانيا‬ ‫تسير في اتجاه التوازن‬ ‫ارتفع حجم صادرات المغرب نحو إسبانيا بنسبة ‪ 25,7‬في‬ ‫المائة خالل الربع األول من سنة ‪ 2017‬مقارنة بالفترة نفسها‬ ‫من السنة الماضية‪ ،‬مقارنة مع نمو بنسبة ‪ 5,7‬بالمائة في‬ ‫صادرات المملكة إلى االتحاد‪ ،‬وفي هذا الصدد‪ ،‬أوضح المكتب‬ ‫األوروبي لإلحصاء (أوروستات) أن الواردات المغربية من السلع‬ ‫من إسبانيا زادت بدورها ب‪ 17,2‬بالمائة في المعدل السنوي‪،‬‬ ‫فيما بلغ حجم الواردات المغربية من مجموع االتحاد األوروبي‬ ‫‪ 6,55‬في المائة خالل الفترة نفسها‪.‬‬ ‫ومن حيث حصة السوق‪ ،‬تظل إسبانيا الزبون األول للمغرب‬ ‫ب��واردات بلغت ‪ 43,5‬بالمائة من إجمالي واردات االتحاد‬ ‫األوروب��ي من المملكة‪ ،‬فيما ال زالت فرنسا تحتل المرتبة‬ ‫الثانية ب‪ 29,3‬في المائة‪ ،‬متبوعة بإيطاليا ب‪ 5,8‬في المائة‪،‬‬ ‫والمملكة المتحدة ب‪ 5,7‬بالمائة‪ ،‬وألمانيا بـ‪ 4,2‬بالمائة‪.‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬تعتبر إسبانيا المورد الرئيسي للمغرب‪ ،‬وتمثل‬ ‫صادراتها إلى المغرب ‪ 34,1‬بالمائة من إجمالي صادرات‬ ‫االتحاد األوروبي للمملكة‪ ،‬تليها فرنسا ب‪ 18,6‬في المائة‪،‬‬ ‫وألمانيا (‪ 10,7‬بالمائة)‪ ،‬وإيطاليا (‪ 8,1‬بالمائة)‪ ،‬وهولندا (‪4,2‬‬ ‫بالمائة)‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن معدل التغطية بين إسبانيا والمغرب‬ ‫بلغ خالل الربع األول من السنة ‪ 103,27‬بالمائة‪ ،‬مما يؤكد‬ ‫االتجاه نحو التوازن المثالي بين صادرات وواردات البلدين في‬ ‫االتجاهين‪.‬‬

‫تحسن ملحوظ في الحركة السياحية بكل من طنجة وتطوان وشفشاون‬ ‫شهدت الحركة السياحية بطنجة تحسنا ملحوظا‬ ‫خالل الشهور الثالثة األولى للسنة الجارية‪ ،‬مقابلة مع‬ ‫نفس الفترة من سنة ‪.2016‬‬ ‫وفي هـذا الصدد‪ ،‬أفـاد تقرير للمجلس الجهوي‬ ‫للسياحة بطنجة‪ ،‬بأن عــدد السيـاح األجانب الذين‬ ‫زاروا طنجة ‪ ‬بلغ ‪ 61‬ألفا و‪ 267‬سائحا خالل األشهر‬ ‫الثالثة األولى من سنة ‪ 46 +( 2017‬في المائة على‬ ‫أساس سنوي)‪ ،‬بينما بلغ عدد السياح المحليين ‪ 62‬ألفا‬ ‫و‪ ،696‬بارتفاع بلغ‪ 11 ‬في المائة مقارنة مع الفصل‬ ‫األول من سنة ‪ ،2016‬مع متوسط مدة إقامة بلغ‬ ‫يومين‪..‬‬ ‫كما أن المؤسسات السياحية المصنفة سجلت‬ ‫‪ 123‬ألفا و‪ 963‬سائحا في متم مارس الماضي‪ ،‬مقابل‬ ‫‪ 98‬ألفا و‪ 150‬سائحا خالل نفس الفترة من السنة التي‬ ‫قبلها‪ ،‬بارتفاع بلغ ‪ 26‬في المائة‪.‬‬ ‫وسجلت مختلف الوحدات الفندقية بمدينة‬ ‫البوغاز‪ ،‬خالل هذه الفترة‪ 231 ،‬ألفا و‪ 157‬ليلة مبيت‪،‬‬ ‫مقابل ‪ 184‬ألفا و‪ 610‬ليلة في متم مارس ‪،2016‬‬ ‫بارتفاع ب‪ 25‬في المائة‪ ،‬مع معدل ملء بلغ ‪ 36‬في‬ ‫المائة مقابل ‪ 33‬في المائة في متم مارس ‪.2016‬‬ ‫ويأتي السياح اإلسبان على رأس الئحة السياح األجانب الذين زاروا مدينة طنجة خالل هذه الفترة‪ 12( ،‬ألفـا و‪ ،)36‬يليهم‬ ‫السيـاح الفرنسيـون (‪ 8‬آالف و‪ ،)612‬ثم السياح العرب (‪ 3‬آالف و‪ ،)284‬واألمريكيـون (ألفان و‪ ،)918‬واأللمان (ألف و‪،)383‬‬ ‫واإليطاليون (ألف و‪ ،)98‬والبلجيكيون (ألف و‪)40‬‬ ‫واستقبلت المؤسسات الفندقية المصنفة من فئة أربعة نجوم ‪ 40‬ألفا و‪ 637‬سائحا‪ ،‬تليها تلك المصنفة ‪ 3‬نجوم (‪ 31‬ألفا‬

‫و‪ ،)284‬وخمسة نجوم (‪ 18‬ألفا و‪ ،)879‬ثم نجمتان (‪18‬‬ ‫ألفا و‪ ،)795‬فيما استقبلت الفنادق المصنفة من فئة‬ ‫نجمة واحدة (‪ 9‬آالف و‪ ،)15‬عالوة على اإلقامات الفندقية‬ ‫(ألفان و‪ ،)585‬والمنازل السياحية (ألفان و‪.)272‬‬ ‫كما أن النشـاط السيـاحي في إقليمـي تطوان‬ ‫وشفشاون‪ ،‬سجل أيضا ‪ ‬انتعاشا مهما فيما يخص ليالي‬ ‫المبيت خالل األشهر الثالثة األولى من السنة الجارية‪،‬‬ ‫حيث بلغت نسبة االرتفاع في شفشاون إلى ‪ 50‬بالمائة‬ ‫وفي تطوان إلى ‪ 14,7‬بالمائة‪ ،‬مقارنة مع نفس الفترة‬ ‫من سنة ‪.2016‬‬ ‫وحسب تقاريــر صادرة عن المندوبيـــة اإلقليمية‬ ‫للسياحة بتطوان‪ ،‬فإن المؤسسات السياحية المصنفة‬ ‫في إقليم تطوان ‪ ‬سجلت‪ ،‬خالل الربع األول من ‪،2017‬‬ ‫‪ 50‬ألف و‪ 328‬ليلة مبيت مقابل ‪ 43‬ألف و‪ 858‬خالل‬ ‫نفس الفترة من ‪ ،2016‬مما يمثل ارتفاعا بنسبة ‪14,7‬‬ ‫في المائة‪.‬‬ ‫كـــمـــا أن المــــؤسســـات السيـــــاحــيــــة‬ ‫المصنفة ‪ ‬بهذه المدينة سجلت ‪ 27‬ألف و‪ 476‬وافدا‬ ‫عند نهاية مارس الماضي‪ ،‬مقابل ‪ 24‬ألف و‪ 860‬خالل‬

‫نفس الفترة من العام الماضي‪ ،‬أي بارتفاع قدره ‪ 10,5‬في المائة‪.‬‬ ‫وفيما يخص إقليم شفشاون فقد سجلت المؤسسات السياحية المصنفة‪ ،‬خالل الفترة المذكورة‪ 13 ،‬ألف و‪ 722‬ليلة مبيت‪،‬‬ ‫مقابل ‪ 9154‬عند نهاية مارس ‪ ،2016‬أي بارتفاع نسبته ‪ 50‬في المائة‪ ،‬حسب تقرير للمندوبية اإلقليمية للسياحة بتطوان‪.‬‬ ‫واستقبلت مختلف الوحــدات الفندقيـــة المصنفة في اإلقليم‪ ،‬خالل نفس المدة‪ ،‬توافد ‪ 10‬آالف و‪ 545‬سائح مقابل ‪6008‬‬ ‫خالل نفس الفترة من السنة السابقة‪ ،‬أي بارتفاع قدره ‪ 75,5‬في المائة‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬يونيو ‪2017‬‬

‫العدد ‪892‬‬

‫ملف‬

‫‪8‬‬

‫بباب سبتة ومآسي المواطنين المغاربة‬

‫• إعداد ‪ :‬مصطفى بديع السوسي‬

‫المغرب والجزائر والحدود المغلقة‬ ‫• تهريب الوقود والمالبس والمواد الغذائية واألدوية الفاسدة والقرقوبي‪..‬‬ ‫المعبــر الحدودي ببــاب سبتـــة منفـذ هـام لدخول وخروج‬ ‫الممارسين والممارسـات للتهـريـب المعيــشـــي‪ ،‬فضال عن‬ ‫آخرين‪ ،‬هربيـن ومهاجرين سريين‪ ..‬طبعا هناك منفذ خلفي‬ ‫آخر هو قرية بليونش التي تُعتبر مدخال خلفيا لمدينة سبتة‬ ‫المحتلة‪ ،‬معبر باب سبتة الذي أضيف إليه معبر ثان يعرف‬ ‫ازدحاما يوميا وال يخلو من مناوشات بين المهربين والعابرين‪،‬‬ ‫يعرف أحيانا سيال متدفقا من المهاجرين القادمين من بلدان‬ ‫إفريقية جنوب الصحراء‪ ..‬وقد أدت الفوضى واالنفالت األمني‬ ‫الذي يشهده هذا المعبر إلى تنقيل العديد من المسؤولين‪،‬‬ ‫خصوصا بعد إقدام سلطات االحتالل اإلسباني على وضع أختام‬ ‫على جوازات سفر المواطنين المغاربة لمنعهم من ولوج الثغر‬ ‫المحتل‪ ،‬وتحديد عدد المارين‪ ،‬ومنع دخول السيارات التي‬ ‫ليست في ملكية السائق إلى الثغر السليب إال بعد حصوله‬ ‫على التزام من صاحب السيارة مسجل ومصادق عليه من‬ ‫طرف وزارة النقل‪ .‬هذا اإلجراء كشف عن العديد من السيارات‬ ‫التي تدخل إلى سبتة للتبضع هي في ملكية رجال جمارك‬ ‫ورجال أمن‪ ،‬لذلك يعتبر العديد‬ ‫من المهربين أن المنافسين‬ ‫لهم ف��ي التبضع هم بعض‬ ‫رجال الجمارك الذين يمتلكون‬ ‫سيارات تشتغل لصالحهم في‬ ‫عمليات التهريـب‪ ،‬وهم بذلك‬ ‫يساهمون في تخريب االقتصاد‬ ‫الوطني‪ ،‬بل إن هذه محمية‪،‬‬ ‫م��م��ا خ��ول��ه��م ث����روات كبيرة‬ ‫أصبحوا معها م��ن األغنياء‪.‬‬ ‫فالفساد ينتشر في مركز حدود‬ ‫باب سبتة مما يتطلب معه األمر‬ ‫فتح تحقيق موسع وجدي‪.‬‬ ‫وك���ان م��ن��دوب الحكومة‬ ‫المركزية بمدينة سبتة المحتلة‬ ‫انيكوالس ك��وك��ورول قد ص��رح خ�لال ن��دوة صحافية بأن‬ ‫التطورات التي يشهدها المعبر الحدودي باب سبتة تعد فرصة‬ ‫مواتية للحديث مجددا عن مقترح االحتالل اإلسباني بالثغر‬ ‫المحتل إللغاء االمتياز الذي يتمتع به سكان عمالتي تطوان‬ ‫والمضيق الفنيدق للدخول إلى سبتة السليبة بدون تأشيرة‪.‬‬ ‫وأضاف مندوب مدريد في سبتة بأن البند المتعلق بهذا‬ ‫االمتياز في إطار اتفاقية «شينغن» والذي يسمح للمغاربة‬ ‫المقيمين بمدينة تطوان الدخول إلى المدينة المحتلة بدون‬ ‫تأشيرة كان قبل ‪ 25‬سنة‪ ،‬وكان عدد سكان مدينة تطوان‬ ‫حينها ال يتجاوز ‪ 200‬ألف نسمة‪ ،‬بينما يتجاوز اليوم المليون‬ ‫شخص مما يفرض ‪ -‬يقول المسؤول اإلسباني ‪ -‬مراجعة هذا‬ ‫البند في االتفاقية لتجنب تدفق سكان هذه المناطق بالمعبر‬ ‫الحدودي باب سبتة‪.‬‬ ‫وكانت اتفاقية «شينغن» التي وقعت من قبل ‪ 15‬دولة‬ ‫يوم ‪ 14‬يونيو ‪ 1985‬والتي وصل عدد الموقعين عليها‬ ‫حاليا إلى ‪ 26‬دولة‪ ،‬قد ألغت جواز السفر‪ ،‬فيما بين الدول‬ ‫الموقعة‪ ،‬وحددت شروط الهجرة إلى منطقة «شينغن»‪ ،‬كما‬ ‫منحت امتيازا لساكنة وعمالة تطوان آنذاك‪ ،‬عمالتي تطوان‪،‬‬ ‫والمضيق والفنيدق حاليا بدخولهم فقط مدينة سبتة المحتلة‬ ‫بدون تأشيرة‪.‬‬ ‫وبخصـوص المعبــر الجديــد «طاراخال‪ »2‬أكـد مندوب‬

‫الحكومة المركزية بمدينة سبتة تحديد عدد العابرين في‬ ‫‪ 4‬آالف عابر يوميا‪ ،‬وتدعيم المعبر بعناصر األمن الخاص مع‬ ‫تجهيزه بأجهزة سكانير متطورة وكاميرات حديثة للمراقبة‪..‬‬ ‫كما أكد أن التجــار الموجوديــن بالمنطقــة التجارية‬ ‫«الماضرابا» المحاذية للمعبر الحدودي سيتحملون التكلفة‬ ‫المالية للتعاقد مع شركة األمن الخاص التي ستؤمن اإلجراءات‬ ‫التنظيمية واألمنية بالمعبر‪.‬‬ ‫والجدير بالذكر أن سلطات االحتالل اإلسباني كانت قد‬ ‫قررت إغالق «معبر طارخال» يوم اإلثنين ‪ 6‬مارس ‪ 2016‬بعد‬ ‫أسبوع فقط من انطالقته الرسمية‪ ،‬وذلك خوفا من وقوع‬ ‫حوادث مميتة بسبب االزدحام الشديد الذي عرفه المعبر من‬ ‫طرف ممتهني التهريب المعيشي‪..‬‬ ‫في األيام األولى النطالق العبـور منه‪ ،‬وخاصة بساللــم‬ ‫الموت قرب مخازن السلع حيـث فشلـت الشرطـة والحرس‬ ‫اإلسباني في تنظيم حركة العبور بالمعبر الجديد «طراخال‬ ‫‪ »2‬خصوصا بعد وفاة سيدتين في السنوات الماضية بنفس‬

‫المكان ونفس الساللم التي أطلق عليها «ساللم الموت» وزاد‬ ‫من تخوف السلطات األمنية اإلسبانية تدفق أكثر من ‪ 10‬آالف‬ ‫شخص يوميا في األيام األولى الفتتاحه‪ ،‬وهو ما أدى إلى حدوث‬ ‫حالة من الفوضى وتدافع يهدد حياة األشخاص‪.‬‬ ‫وحسب المصادر اإلسبانية‪ ،‬فقد أصبحت مدينة سبتة في‬ ‫الشهور األخيرة نقطة عبور رئيسية للمهاجرين غير النظاميين‬ ‫عبر سيارات يمتلكها أشخاص ينتمون لمافيات االتجار بالبشر‪،‬‬ ‫وذلك بعد ما شددت السلطات األمنية سيطرتها على الحدود‬ ‫البحرية في مياه المضيق‪ ،‬مما اضطر المهاجرين إلى التسلل‬ ‫داخل سيارات يطلق عليها اسم «باتيرا» أو «سيارات قوارب»‬ ‫يتم تجهيزها بمخابئ خاصة في المقاعد الخلفية أو في‬ ‫لوحات القيادة لتهريب المهاجرين عبر الحدود البرية لمدينة‬ ‫سبتة المحتلة‪ ،‬وغالبا ما تحمل هذه السيارات لوحات ترقيم‬ ‫مزورة‪.‬‬ ‫فوضى معبر باب سبتة تسببت في إيذاء بعضهم لنفسه‪،‬‬ ‫كما تعرض بعضهم اآلخر لحاالت هستيرية بعد أن مُنعوا من‬ ‫عبور المعبر‪ ،‬وإحساسهم بأنهم محرومين من لقمة عيشهم‪.‬‬ ‫وكثيرا ما نُقل جرحى إلى المستشفى المحلي بمدينة الفنيدق‪،‬‬ ‫وكثيرا ما دفعت هذه الحالة الفوضوية العشرات من الحمالين‬ ‫إلى اكتساح المعبر وإجبار السلطات المغربية على السماح‬ ‫لهم بالمرور إلى الجانب اآلخر من الحدود‪ ،‬دون الخضوع إلى‬

‫اإلجراءات المعمول بها للولوج‪ .‬وقد حصد معبر «طراخال‪»2‬‬ ‫في األيام األولى الفتتاحه سيدتين حمالتين للسلع‪.‬‬ ‫السلطة المغربية من جهتها فرضت تدابير أكثر صرامة‬ ‫في مراقبة األشخاص الذين يتدفقون على المعبر الرئيسي‬ ‫لباب سبتة بعد أن اتضح أن شبكات للتهجير السري تقوم‬ ‫بإقحام جماعات من المهاجرين السريين المنحدرين من‬ ‫الجزائر ضمن طابور الحمالة الذين يرغبون في الولوج‪.‬‬ ‫شهد المعبر ثالثــة إغالقــات تقريبا خالل المدة األخيرة‬ ‫تفاديا لتسلل المهاجرين غير الشرعيين لسبتة المحتلة‪.‬‬ ‫وقد ح��ذرت المنظمة اإلسبانية غير الحكومية «مشيا‬ ‫على الحدود» من إمكانية وقوع تجاوزات في حق المهاجرين‬ ‫األفارقة خالل الدوريات األمنية التي تقوم بها عناصر األمن‬ ‫في الغابات المجاورة لمدينة سبتة السليبة‪ ،‬وأضافت أنه خالل‬ ‫األسابيع األخيرة تمركز عدد كبير من المهاجرين في مخيمات‬ ‫تم إحداثها بالغابات المتاخمة للثغر السليب‪.‬‬ ‫المصدر كشف كذلك استعانة األمن‬ ‫المغربي بنحو ‪ 20‬عربة لنقل المهاجرين‬ ‫الذين تم توقيفهم في مختلف الدوريات‬ ‫التي استمرت حتى بداية شهر يناير‬ ‫‪ 2017‬حسب وك��ال��ة األن��ب��اء «أوروب���ا‬ ‫بريس»‪.‬‬ ‫وكانت السلطات المغربية‪ ،‬وسلطات‬ ‫االحتالل اإلسباني متخوفتين من تكرار‬ ‫عملية مشابهة لعملية االقتحام منذ‬ ‫سنة ‪ 2005‬عند ما تمكن نحو ‪430‬‬ ‫مهاجرا سريا من إفريقيا جنوب الصحراء‬ ‫من اقتحام السياج المرتفع الذي يحيط‬ ‫بمدينة سبتة المحتلة‪ ،‬بعدما اقتحموا‬ ‫األبواب عند نقطتين من السياج البالغ ارتفاعه ستة أمتار‪،‬‬ ‫مما أسفر عن إصابة اثنين من الحرس المدني اإلسباني‬ ‫وثالثة مهاجرين بجروح طفيفة‪ ،‬علما أن عملية االقتحام في‬ ‫األصل شارك فيها ‪ 600‬مهاجر‪ .‬هذا االستنفار يأتي بعد كشف‬ ‫معطيات جديدة قدمتها حكومة األندلس مفادها أن عدد‬ ‫المهاجرين الذين وصلوا إلى سواحلها انطالقا من المغرب‬ ‫والجزائر على متن قوارب الموت قد تضاعف خالل سنة ‪2016‬‬ ‫بشكل مقلق‪ ،‬حيث بلغ عدد المهاجرين سنة ‪ 2016‬ما يناهز‬ ‫‪ 6099‬مهاجرا على متن ‪ 34‬قاربا مقابل ‪ 3369‬مهاجرا على‬ ‫متن ‪ 491‬قاربا سنة ‪ ،2015‬بينما أكدت المفوضية العليا‬ ‫لالجئين التابعة لألمم المتحدة أن ‪ 5000‬مهاجرا لقوا حتفهم‬ ‫في مياه المتوسط خالل السنة الماضية من بينهم مغاربة‪،‬‬ ‫وأضاف أن عدد القتلى ارتفع بنسبة ‪ 25‬في المائة مقارنة مع‬ ‫سنة ‪ ،2015‬كما أن أغلب الغرقى والمفقودين هم سوريون أو‬ ‫من دول شمال إفريقيا أو من منطقة الساحل جنوب الصحراء‪،‬‬ ‫وأغلبهم يسلكون مضيق جبل طارق‪ ،‬كما توفي ‪ 4‬مهاجرين‬ ‫من إفريقا جنوب الصحراء في سواحل الحسيمة بعد غرق‬ ‫القارب الذي كانوا على متنه‪ ،‬والذي كان سيقلهم إلى شبه‬ ‫الجزيرة اإليبيرية‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬يونيو ‪2017‬‬

‫العدد ‪892‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 06‬يـونيـو ‪2017‬‬

‫بوسعيد ‪:‬‬ ‫«قشابته واسعة» !‪..‬‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫�أين العثماين ؟‬

‫حا�ضر نعم �آ�س !‬ ‫بعد أن أثار غياب سعد الدين العثماني‪ ،‬رئيس الحكومة‪،‬عن‬ ‫حراك الريف‪ ،‬في هذه الظرفية الصعبة‪ ،‬حيث انتقلت االحتجاجات‬ ‫إلى عدد من المدن والمناطق المغربية‪ ،‬ولم تعد محصورة في‬ ‫الريف الكبير‪ ،‬مما أثار غضب العديد من نشطاء مواقع التواصل‬ ‫االجتماعي ودفع بعضهم إلى التساؤل‪ :‬أين العثماني‪ ،‬وكيف‬ ‫أنه توقف عند بيان أغلبيته الذي «يخون» نشطاء حراك الريف‬ ‫ويصفهم باالنفصاليين‪ ،‬قبل أن يتراجع تحت ضغط أصحاب‬ ‫الحراك والرأي العام المغربي‪......‬‬ ‫‪.....‬بعد كل التطورات األليمة التي شهدتها الحسيمة والجوار‬ ‫والتي روجت لها منابر إعالمية وطنية ودولية متعددة‪ ،‬طلع رئيس‬ ‫الحكومة العثماني بتصريحات خالل اجتماع المجلس الحكومي‬ ‫ليوم الخميس الماضي حول أحداث الريف‪ ،‬مؤكدا أن قضية‬ ‫الحسيمة ظلت دائما حاضرة في انشغاالت الحكومة‪ ،‬وأن الحكومة‬ ‫تتتبع عن كثب سير المشاريع التنموية في هذا اإلقليم‪ ،‬حيث أن‬ ‫وفدا وزاريا زار تلك المدينة‪ ،‬ووقف على درجة تقدم المشاريع التي‬ ‫بلغ نسبة تقدم بعضها نسبا مئوية كبيرة‪ ،‬إضافة إلى الوقوف‬ ‫على المشاريع التي تأخر إنجازها «شيئا ما»‪ ،‬واعتبر العثماني أن‬ ‫الحكومة ستعمل على تتبع تنفيذ تلك المشاريع االستراتيجية‪،‬‬ ‫ودعا الوزراء المعنيين بتنفيذ المشاريع التنموية بالحسيمة‬ ‫والمناطق المجاورة إلى إبداء الكثير من الفعالية في تتبع إنجاز‬ ‫المشاريع المبرمجة في إطار تلك اإلستراتيجية‪ ،‬ألن الحكومة تريد‬ ‫االستجابة لمطالب أهل الحسيمة «بطريقة معقولة وسريعة على‬ ‫حسب القدرة واإلمكانات»‪ ،‬حيث إنه ال يمكن إنجاز المشاريع‬ ‫المبرمجة بين عشية وضحاها‪ .‬وأكد العثماني ضرورة التفاعل‬ ‫اإليجابي مع مطالب المواطنين وخاصة بإقليم الحسيمة والوفاء‬ ‫بكل االلتزامات التي وعدت بها الحكومة المواطنين والنزول‬ ‫للعمل الميداني في مختلف مناطق البالد‪.‬‬ ‫جميل ! ولو أنه ليس في الموضوع ما يوحي بالجمال‪ ،‬إال أن ما‬ ‫ورد في بعض فقرات حديث العثماني خالل االجتماع الحكومي‪،‬‬ ‫تبريرات واضحة ألسباب الحراك الشعبي في الحسيمة وفي مناطق‬ ‫أخرى شهدت أيضا احتجاجات لم يصغ إليها المسؤولون‪ ،‬بل‬ ‫واجهوا أصحابها بـ «كرمهم» المعهود !!! ‪.....‬‬ ‫العثماني تحدث بصورة «عارضة»‪ ،‬ربما‪ ،‬عن المشاريع التي‬ ‫هي في طور اإلنجاز وتلك التي «تأخر» إنجازها «شيئا ما»‪ ،‬يعني‪،‬‬ ‫بضع سنين‪ ،‬ما بين ‪ .2017 ،2004‬وشدد على ضرورة إبداء الكثير‬ ‫من الفعالية في تتبع إنجاز المشاريع المبرمجة ألن الحكومة‬ ‫تريد االستجابة لمطالب أهل الحسيمة بطريقة معقولة وسريعة‪.‬‬ ‫فلو أن الوزراء وكافة «خدام الدولة» بتعبير حصاد‪ ،‬تعاملوا‬ ‫بجدية وفعالية مع المشاريع التي يأتي معظمها من مبادرات‬ ‫ملكية سامية‪ ،‬وليس من «جعبة» الحكومة أو البرلمان‪ ،‬وتتبعوا‬ ‫بالمفروض فيهم من العزم والحزم‪ ،‬كل المشاريع التنموية‬ ‫وحرصوا كل الحرص على حسن تنفيذ الماليير من االعتمادات‬ ‫المرصودة لها‪ ،‬وعملوا على قمع الفساد وأصحابه على مستوى‬ ‫التدبير‪،‬وتعاملوا مع المواطنين بمنطق المواطنة الحقة التي‬ ‫تفترض الوفاء بااللتزامات والوعود‪ ،‬والحرص على حماية حقوق‬ ‫اإلنسان وباحترام تام لمبدأ أن المواطن صاحب السيادة الوطنية‬ ‫والمؤتمن عليها وأنه غاية كل عمل يهدف إلى تحقيق التطور‬ ‫والنماء في هذا البلد‪.‬‬ ‫فلو انتبهت الحكومة إلى ما جاء‪ ،‬ربما عابرا‪ ،‬في كالم العثماني‬ ‫وعملت به‪ ،‬لما وجد أهل الريف مبررا النتفاضات شعبية ال تخفى‬ ‫إسقاطاتها السلبية‪ ،‬على الساحة الداخلية وأيضا على سمعة‬ ‫المغرب بالخارج‪ ،‬خاصة عند أولئك المتربصين ببالدنا من عرب‬ ‫وعجم !!!‪...‬‬ ‫والحمد هلل رب العالمين !‬

‫عزيز كنوني‬

‫هكذا رد الوزير بوسعيد‬ ‫على انتقادات بعض ممثلي‬ ‫األمة فيما يخص المزيانية‪،‬‬ ‫والمكادة ‪ 8‬مكرر‪ ،‬التي أراد‬ ‫بها الحزب الذي يقود األغلبية‬ ‫التحايل‪ ،‬بالقانون» على تنفيذ‬ ‫األحكام القضائية المتعلقة‬ ‫بحقوق «الرعية» !‬ ‫وحتــى تتضـــح األمـــور‬ ‫بالنسبة لمن ال يزال «في قلوبهم غل» وعلى أبصارهم‬ ‫«غشاوة» فإن القانون المالي‪:‬‬ ‫* ال عالقة له بإمالءات المنظمات المالية العالمية‪ ،‬بل‬ ‫إنه مستوحى من المتطلبات الحقيقية للشعب وانتظاراته‪،‬‬ ‫ويصب كليا في مصلحته‪..‬واهلل العظيم‪ ،.....‬بدليل أن‬ ‫الحكومة ــ وفقها اهلل وأصلحها ــ تفضلت‪ ،‬مشكورة‪ ،‬فقبلت‬ ‫‪ 62‬تعديال جاء به النواب والمستشارون‪ ،‬على قانون المالية‬ ‫الذي يتقاطع‪ ،‬بكل تأكيد‪ ،‬مع البرنامج الحكومي في العديد‬ ‫من النقط‪.‬‬ ‫* أن «البلوكاج» المعلوم لم تكن له إسقاطات سلبية‬ ‫على االقتصاد المغربي خالفا لما يدعيه بعض «المخربقين»‬ ‫من أن الخسارة جاوزت ‪ 24‬مليار درهم‪ .‬ثم إنه ال مجال‪،‬‬ ‫علميا‪ ،‬لتقييم الخسارة التي يمكن أن تكون قد نتجت عن‬ ‫البلوكاج الطويل‪ ،‬ثم إنه ال فائدة من ذلك‪ ،‬ما دام الهدف‬ ‫هو التحضير لميزانية السنة المقبلة والتوجه بأبصارنـا‬ ‫وقلوبنا وصلواتنا ودعواتنا إلى المستقبل‪ ،‬والمستقبل لن‬ ‫يكون إال سعيدا نظرا ألن المغرب دولة مؤسسات «مبنية‬ ‫على الصح» !‪ .‬وهو ما مكن من مواجهة المشكل المالي عبر‬ ‫خطة «المراسيم» المرعية‪« ....‬وقولو بــــاز» !‬ ‫* القانون المالي تم تغيير جزء منه وتوضيح العديد من‬ ‫بنوده وأنه لن يخرج من البرلمان كما دخل‪...‬أبدا‪ ،‬أبدا‪...‬‬ ‫والعهدة على الراوي !!!‪.....‬‬ ‫* وحــول المـــادة ‪ 8‬مكـــرر من القانــون المالــــي‬ ‫التي أضيفت باقتراح من البيجيدي مدعما بأغلبيته بمجلس‬ ‫النواب‪ ،‬ورفضت بإجماع المستشارين‪ ،‬أغلبية ومعارضة‪ ،‬فإن‬ ‫الغاية هي خلق التوازن بين أحكام القضاء‪« ،‬االعتمادات‬ ‫المفتوحة» حيث إنه‪ ،‬برأي الحكومة العثمانية الرشيدة‪ ،‬ال‬ ‫يمكن الحجز على ممتلكات الجماعات وأجور الموظفين‪ ،‬وأن‬ ‫«الحكومة لم تحتقر أحكام القضاء» واهلل العظيـــم‪ ،‬وثيقوا‬ ‫خالص !!!‬ ‫والسؤال‪ :‬هل يحترم هذا اإلجراء المرفوض شعبيا نص‬ ‫وروح التعليمات الملكية الواردة خاصة ضمن الخطاب‬ ‫االفتتاحي الملكي للدورة األولى من السنة التشريعية‬ ‫األولى من الوالية التشريعية العاشرة ؟‬

‫‪ooooo‬‬

‫القناة األولى ‪:‬‬

‫عذر أقبح من الزلة!‬

‫نفــــت القنـــاة األولـى‬ ‫المغربية تهمـــة «فبركـــة»‬ ‫تقريــر عن حـــراك الريــــف‬ ‫استعملـت فيــه صورا قديمة‬ ‫ألحـــداث شـغـــب «كــروي»‬ ‫بالحسيمــــة قبــل شهــــور‪،‬‬ ‫وقدمت تبريرا يدخل في باب‬ ‫«العذر أقبح من الزلة»‪.‬‬ ‫وإلعطاء صيغة الجدية‬ ‫لتبريراتها المرفوضة مهنيا‬ ‫وأخالقيا‪،‬أصدرت بيانا قالت فيه إن التقرير الذي بثته تزامنا‬ ‫مع بالغ الوكيل العام للملك بالحسيمة‪ ،‬استوجب تغطية‬ ‫سرد البالغ السالف الذكر بصور توضيحية «راهنة وأرشيفية»‬ ‫خاصة بهذه األحداث وفق تسلسلها الزمني لكونها مترابطة‪،‬‬ ‫ال يمكن تجزيئها أو فصل بعضها عن البعض”‪،‬‬ ‫يعني أن بيان وكيل الملك يمكن «تأثيثه» بمشاهد‬ ‫توضيحية «أرشيفية» خاصة بهذه األحداث وفق تسلسلها‬ ‫الزمني لكونها مترابطة وال يمكن فصلها‪.‬‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫التسلسل الزمني «واه» أما كون تلك األحداث «مترابطة‬ ‫وال يمكن فصل بعضها عن بعض‪ ،‬فهذا هو البهتان‬ ‫العظيم‪ .‬كيف تربط القناة الوطنية بين أحداث شغب بسبب‬ ‫ماتش كروي ال يخلو منه «ملعب» واحد من مالعب‪ ،‬المغرب‬ ‫وبين حراك شعبي عارم له ما يبرره بشهادة الجميع‪ ،‬بمن‬ ‫فيهم وزراء البيجيدي ووزراء األغلبية الذين تراجعوا عن‬ ‫حكاية «االنفصال»‪« ،‬التخابر مع الخارج» !!!‬ ‫صور توضيحية !‪ ،‬قالت القناة المغربية العمومية‪،‬‬ ‫ولكنها توضع لشغب كروي إثر مقابلة شباب الحسيمة‬ ‫والوداد البيضاوي في مارس الماضي‪ ،‬وال عالقة لها ال‬ ‫بمضمون بيان الملك حول الحراك وال بالتدابير المتخذة ضد‬ ‫نشطاء الحراك‪ ،‬وال حتى بوفاة المرحوم محسن فكري الذي‬ ‫استنجدت به القناة التلفزية المغربية‪ ،‬للسعي إلى استدرار‬ ‫عطف أهل الريف‪ ،‬ليس إال !!!‪.....‬‬ ‫«الشعب فاق وعاق» يامن تحنون بعد إلى ممارسات‬ ‫من زمن ولى وإلى األبد !!!‪...‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫الداودي‪:‬‬

‫قاطعوا السمك‬ ‫حتى ينخفض ثمنه !‬

‫فــــي التعليــم العــالي‬ ‫والبحث العلمي‪ ،‬يوم كـــان‬ ‫«نمبر واين» بين مسؤولي‬ ‫هذا القطاع الهـــام‪ ،‬الوزير‬ ‫الذي «قفرها» وجد حال سحريا‬ ‫للقضاء على الغالء بالمغرب ‪:‬‬ ‫«المقاطعــة» التي دعا إليها‪،‬‬ ‫كما ورد في بعض الصحف‪،‬‬ ‫إلكراه بائعـي السمــك علــى‬ ‫خفض األثمان‪ ،‬وكسر هيمنة‬ ‫الطلب على العرض‪.‬‬ ‫ولو أنه اعترف في تصريح صحافي بأن االرتفاع المسجل‬ ‫في أثمان السمك «أمر طبيعي» وفق معادلة الطلب‬ ‫والعرض‪ ،‬فإنه سرعان ما «تخلص من المشكل» وأحاله على‬ ‫المواطنين ‪ -‬ليدفعوا‪ ،‬كالعادة‪ ،‬ثمن «القدور المكسرة» كما‬ ‫يقول المثل الفرنسي‪ ،‬بأن طالبهم بمقاطعة سوق السمك‪،‬‬ ‫ولو ليومين‪ ،‬حتى يجد الباعة أنفسهم في «مأزق» الشيء‬ ‫الذي سيجبرهم على التخفيض من ثمن السمك ألن البائع‬ ‫سيعي بأنه هو الخاسر في نهاية المطاف”‪.‬‬ ‫فهل يمكننا أن نتصرف بمنطق الوزير الداودي عند‬ ‫ارتفاع األثمان بغير سوق السمك بالمغرب‪ ،‬يعني أن نقاطع‬ ‫جميع األسواق التي نالحظ ارتفاع أثمنة السلع المعروضة‪،‬‬ ‫حتى تنخفض‪ .‬وهل يمكننا أن نتصرف بنفس هذا المنطق‬ ‫مع فاتورات الما والضو‪...‬مثال‬ ‫لنقاطع إذا‪ ،‬وهو أضعف اإليمان !!!!‬

‫‪ooooo‬‬

‫وزير كل شيء‬ ‫ما الــذي أزعجكـــم في‬ ‫تصريح الوزيـــر الرميــد بأنه‬ ‫«وزير كل شيء»؟‬ ‫معلوم إنه وزير كل شيء‬ ‫«حيّ» حتى وأن له كامــل‬ ‫الحق في أن يتدخل في كل‬ ‫شيء ! ولم ال ؟‬ ‫الوزيـــر الحـــقــــوقــي‬ ‫أشفــق مــن جهلنا وتكــرم علينـــا بشرح هذا «الشيء»‬ ‫العجيب المسموح لــــه بالتدخل فيه «ولو معنويا»‪ .‬إنه كل‬ ‫القطاعات الحكومية أألخرى‪ ،‬خارج حقوق اإلنسان‪ ،‬كالصحة‬ ‫والتشغيل والسكن ‪ -‬يعني بالعربي الفصيح‪ ،‬كل القطاعات‬ ‫المرتبطة بـ «حقوق االنسان»‪ .‬وقد تعمد الوزير عدم إضافة‬ ‫وزارة الداخلية إلى الئحة «كل شي»ربما الرتباط ذلك بـ‬ ‫«أسرار الدولة» !‬ ‫ولكن النوابغ منا أدركوا السبب ‪ :‬ألن الداخلية ملتزمة‪،‬‬ ‫منذ زمن بعيد‪ ،‬هي‪ ،‬وكافة األجهزة التابعة لها‪ ،‬باحترام‬ ‫حقوق اإلنسان «كما هو متعارف عليها‪ ،‬عالميا»‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬يونيو ‪2017‬‬

‫العدد ‪892‬‬

‫تقرير حول اليوم الدراسي «مداخل بالغية‬ ‫ولغوية لفهم ظاهرة التطرف»‬ ‫‬‫احتضنت قاعة العميد محمد الكتاني‬ ‫بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان صباحَ‬ ‫يوم األربعاء ‪ 24‬من ماي ‪2017‬م لقا ًء علميا‬ ‫موضوعه «مداخل بالغية ولغوية لفهم ظاهرة‬ ‫التطرف»‪ ،‬أشرف على تنظيمه مركزُ ابن أبي‬ ‫الربيع السبتي للدراسات اللغوية واألدبية التابعُ‬ ‫للرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب‪.‬‬ ‫وقد شارك في أشغال هذا اللقاء العلمي‬ ‫الدكتور أحمد عبادي األمين العام للرابطة‪ ،‬الذي‬ ‫بيَّن في كلمته معالمَ المنهج السليم الذي‬ ‫ينبغي اتباعُه في االشتباك مع خطاب التطرف‬ ‫وتفكيكه‪ ،‬قائ ًال إن أول واجب في هذا المجال‬ ‫هو إدراك الخارطة العامة لخطاب العنف حتى ال‬ ‫تضيع الجهودُ في مناقشة الجزئيات والقضايا‬ ‫الفرعية‪ ،‬مُبيِّنا أن إدراك هذه الخارطة العامة‬ ‫يتأتى بالنظر في بدايات ُّ‬ ‫تشكل هذا الخطاب‬ ‫تاريخيا؛ وذلك بالبحث عن رموز خطاب التطرف‬ ‫وتحديد شيوخهم قصدَ الوصول إلى أصول هذا‬ ‫َ‬ ‫تَسْهُل – بذلك – مواجهتُه في‬ ‫الخطاب كيما‬ ‫واقعناالمعاصر‪.‬‬ ‫وشدد د‪.‬عبادي في هذا الجانب على ضرورة‬ ‫توحيد جهود العلماء والباحثين وتنسيقها في‬ ‫إطار مختبراتٍ علمية تتولى البحث في خطاب‬ ‫رموز التطرف وتتبع مصادره لتفكيكه‪ ،‬وعدم‬ ‫اعتماد الجهود الفردية في هذا األمر‪.‬‬ ‫كما دعــا العلمـا َء إلى توسيـع ميدان‬ ‫المواجهة؛ وذلك باالنفتاح على شبكات التواصل‬ ‫االجتماعي كالفيسبوك والتويتر وغيرهما من‬ ‫الشبكات التي تشهد انتشارا واسعا للخطاب‬ ‫المتطرف ويرتادُها من الناس أضعافُ مَنْ‬ ‫يرتادون المساجد‪.‬‬ ‫وأشار السيد األمين العام للرابطة إلى‬ ‫بعض ثوابت خطاب جماعات التطرف وعناصر‬ ‫قوَّته‪ ،‬مؤكدا أنه خطابٌ ذو جاذبية خاصة‬ ‫مُستمَدة من أمور من أهمها تبنّيه لمفاهيمَ‬ ‫ُ‬ ‫تفاعل النفوس معها تفاعال إيجابيا‪،‬‬ ‫يَسْهل‬ ‫َّ‬ ‫ومَثل لهذه المفاهيم باألحالم األربعة‪:‬‬ ‫ حلم الوحــــدة ‪ :‬وحـــدة المسلمين‬‫واسترجاعهملسؤددهم‪.‬‬ ‫ حلم الكرامة‪ :‬بتخليص حياة المسلم من‬‫المهانة والذل‪.‬‬ ‫ حلم الصفاء ‪ :‬صفاء تَديُّن الجماعة‬‫و ِبدعيَّة تدين غيرها‪.‬‬ ‫ حلم الخالص‪ :‬بما يعنيه من نجاة‬‫واستحقاق لالتصاف بصفة الفرقة الناجية‪.‬‬ ‫وبَيَّنَ أن حديث الجماعـات المتطرفـة‬ ‫عن هذه األحالم يتخلله ما يُسمى بـ«الزحلقة‬ ‫االستداللية للمفهوم»‪ ،‬وأن المطلوب ممن‬ ‫يتصدى لتفكيك خطاب التطرف أن يَكشف هذه‬ ‫الزحلقة حتى يُظهر حقيقة الجماعات المتطرفة‬ ‫وبطالن ما ترفعه من شعارات وما تدعيه من‬ ‫دعاوى‪.‬‬ ‫وفي خطوة تطبيقية تبتغي تفكيك ما‬ ‫تزعمه بعض الجماعات المتطرفة من كونها‬ ‫تسعى إلقامة الدولة اإلسالمية‪َّ ،‬‬ ‫ذكر د‪.‬عبادي‬ ‫ببعض خصائص الدولة اإلسالمية كحفظها‬ ‫للضرورات الخمس‪ ،‬ليَسْتدل ب َقتل الجماعات‬ ‫المتطرفة للنفوس وهَتكها لألعراض على عدم‬ ‫استحقاقها لشعار الدولة اإلسالمية وبطالن‬ ‫دعواها في هذا الموضوع‪...‬‬ ‫وباإلضافة إلى مداخلة د‪.‬أحمد عبادي‬ ‫قدمت الدكتورة سعاد الناصر ورقة علمية‬ ‫بعنوان «المقاربة النقدية للتطرف في الرواية‬ ‫العربية» استهلتها بتقديم تعريف للتطرف‬ ‫لغويا‪ْ ،‬‬ ‫وذِكر مرادفاته‪ ،‬ودالالته عند القدماء‬ ‫والمحدثين‪.‬‬ ‫ثم قدمتْ تأمالتها في طبيعة الصور‬ ‫البالغية التي تنسجها الرواية العربية عن‬ ‫التطرف‪ ،‬وذلك من خالل دراستها لقضية العنف‬ ‫في بعض الروايات العربية كرواية سيدة المقام‬ ‫لواسيني األعرج‪ ،‬والسواد المر لمحمد سليمان‬ ‫الفكي الشاذلي‪ ،‬والقوس والفراشة لمحمد‬ ‫األشعري‪ ،‬وخريف العصافير لخالد أقلعي‪ ،‬لتخلص‬ ‫من تحليلها لهذه األعمال األدبية إلى خالصات‬ ‫من أهمها أن الرواية العربية ليست بمعزل عن‬ ‫واقع العنف في الدول العربية واإلسالمية‪ ،‬وأن‬ ‫الروايات المدروسة تعبر عن رؤية مؤلفيها أكثر‬ ‫مما تعبر عن واقع التطرف المعيش‪.‬‬ ‫كما شارك في هذا اللقاء الدكتور عبد‬ ‫اللطيف شهبون بمداخلة عنوانها «بالغة‬ ‫اإلرهاب‪ :‬مدخل حقوقي»‪َّ ،‬‬ ‫ركز فيها على قضية‬ ‫اإلرهاب في مرحلة ما بعد أحداث الحادي عشر‬ ‫من سبتمبر ‪2001‬م‪ ،‬ممهدا لمداخلته بذكر‬ ‫ما ظهر بموازاة تلك األحداث اإلرهابية من‬ ‫مفاهيمَ جديدةٍ مُناقِضة لمفاهيم حقوق‬ ‫اإلنسان والشرعية الدولية‪ ،‬ومنها مفاهيم‬

‫‪10‬‬

‫الحرب على اإلرهاب‪ ،‬والحرب الوقائية‪ ،‬والحرب‬ ‫االستباقية‪ ،‬ومحور الشر‪ ..‬وهي المفاهيم التي‬ ‫وُظفتْ‪ ،‬مع مفاهيم أخرى فرعية‪ ،‬لِتَبْ ِر َئة‬ ‫حروب عدوانية بتسميتها ُظلماً حروباً تحريرية‬ ‫هادفة إلى تخليص بعض الشعوب من الحكم‬ ‫َ‬ ‫وشيطنَةِ حركاتٍ مقاومـــة‬ ‫الدكتاتـــوري‪،‬‬ ‫لالستيطان (مثل حركة حماس) وإدراجها ضمن‬ ‫الحركات اإلرهابية‪.‬‬ ‫وعرَّج د‪.‬شهبون على ما نتج عن أحداث‬ ‫‪ 11‬من سبتمبر من تراجعاتٍ قانونية زاغتْ عن‬ ‫المبادئ الدولية لحقوق اإلنسان‪ ،‬ممثال لذلك‬ ‫ببعض التشريعات القانونية في أوربا والواليات‬ ‫المتحدة األمريكية‪ ،‬وهي تشريعات تمثل حالة‬ ‫عَدا ٍء للجاليات العربية والمسلمة هناك‪ ،‬متسائال‬ ‫في هذا السياق‪ :‬هل ثمة تعارض بين حماية‬ ‫األمن الداخلي للدول الغربية ضد اإلرهاب‬ ‫وبين تأمين حقوق اإلنسان وفقا للمبادئ‬ ‫العالمية لحقوق اإلنسان؟ مبرزاً في جوابه طابع‬ ‫االنتهازية السياسية للدول الكبرى تُجاه العرب‬ ‫والمسلمين‪ ،‬ومؤكدا – في ختام مداخلته –‬ ‫على تسامح اإلسالم‪ ،‬نافيا أن تكون الجماعات‬ ‫اإلرهابية ممثلة لهذا الدين أو ناطقة باسمه‪،‬‬ ‫وداعيا إلى ضرورة إصالح المنظومة التعليمية‬ ‫ألهمية ذلك في مواجهة التطرف واإلرهاب‪.‬‬ ‫وفــي مداخلــة أخـرى قــدم الدكــتـــور‬ ‫عبد الهادي أمحرف تحليال لألنشودة «نحن‬ ‫جند اهلل» المبثوثة على اإلنترنيت باألمازيغية‪،‬‬ ‫موازناً بين نص األنشودة في صيغتين‪ :‬صيغته‬ ‫األمازيغية وصيغته بالعربية الفصحى‪ ،‬منبها‬ ‫على فروق داللية بين الصيغتين‪.‬‬

‫كتبه �أبو اخلري النا�صري‬

‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫أمور في تحليله‬ ‫وركز د‪.‬أمحرف على جملةِ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫طبيعة المرسل‪ ،‬ووسائل تأثيره على‬ ‫من بينها‬ ‫المتلقين‪ ،‬ومقاصده من هذه األنشودة‪ ،‬منتهيا‬ ‫إلى كونها أنشودة تقدم مفهوما غيرَ صحيح‬ ‫للجهاد‪ ،‬وكونها تبتغي تحفيز األمازيغ لالنتساب‬ ‫إلى الجماعات المتطرفة‪ ،‬مستشهدا في سياق‬ ‫دحض مفهوم الجهاد كما تقدمه األنشودة‪،‬‬ ‫ببعض منشورات الرابطة المحمدية للعلماء وما‬ ‫تضمنته من أفكار حول تفكيك مفهوم التطرف‬ ‫والتمييز بينه وبين الجهاد‪.‬‬ ‫إلى ذلك تحدث الدكتور حميد العيدوني‬ ‫في موضوع «السينما والتعصب في مرحلة ما‬ ‫بعد الربيع العربي»‪ ،‬فشدد على أهمية األشرطة‬ ‫الوثائقية في معالجة موضوع التطرف في دول‬ ‫العالم العربي‪.‬‬ ‫وعرض د‪.‬العيدوني مقتطفات من ثالثة‬ ‫أشرطة وثائقية هي «خيل اهلل»‪ ،‬و«تمبوكتو»‪،‬‬ ‫و»حلم شهرزاد»‪ ،‬باعتبارها أشرطة عالجت‬ ‫قضية العنف العالم العربي واإلسالمي في‬ ‫مرحلة ما بعد الربيع العربي‪ ،‬وقدَّمَ مالحظاته‬ ‫حول هذه األشرطة‪ ،‬وخلصَ إلى أن للصورة‬ ‫السينمائية أهمية كبيرة في تفكيك خطاب‬ ‫التطرفومواجهته‪.‬‬ ‫وفي ختام هذا اللقاء ذكر الدكتور محمد‬ ‫الحافظ الروسي‪ ،‬رئيس مركز ابن أبي الربيع‬ ‫السبتي‪ ،‬أن أشغال هذا اليوم الدراسي ستُجمع‬ ‫هي وأبحاث أخرى بين دفتي كتاب يُضاف‬ ‫مستقبال إلى منشورات الرابطة المحمدية‬ ‫للعلماء الهادفة إلى تفكيك خطاب التطرف‬ ‫والعنف‪.‬‬

‫جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة أكثر‬ ‫جهات المغرب الطاردة للتنوع الحيواني‬

‫كانت جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬ ‫إلى عهد قريــب من بين جهــات المملكة‬ ‫توفرا علىالعديد من الحيوانات وخاصة الطيور‪،‬‬ ‫والخنازير البرية‪ ،‬إال أن هذه الحياوانات بدأت‬ ‫تنقرض بالمنطقة‪ ،‬بفعل زحف العمران على‬ ‫مجموعة من المناطق التي كانت باألمس‬ ‫القريب مناطق خضراء‪ ،‬ومحميات‪ ،‬مناطق‬ ‫رطبة‪ ،‬كانـت تعـد مأوى لهذه الحيوانات بجميع‬ ‫أنواعها وأصنافها‪ ،‬إال أن جهتنا اليوم أضحت‬ ‫من أشد األماكن الطاردة للتنوع الحيواني ‪،‬حيث‬ ‫تمت محاصرة الخنزير البري في جبل كابونيكرو‬ ‫بفعل البناء واإلقامات السياحية الفاخرة‪ ،‬وامتدت‬ ‫البنايـات في اتجاه الهضاب والمرتفعات القريبة‬ ‫من جبل موسى حيث شكل عامال رئيسيا للقضاء‬ ‫على ما تبقى من الوحيش بالمنطقة‪.‬‬ ‫ورغم المجهودات التي تقوم بها‬ ‫السلطات المعنية من أجل الحفاظ على ما تبقى‬ ‫من هذا اإلرث األيكولوجي البيئي والحيوانــي‪،‬‬ ‫إال أن أيدي البشــر الزالت تعبث بالبيئة‪ ،‬رغم‬ ‫العديد من النــداءات بضرورة المحافظة على‬ ‫موروثنـا البيئــي‪ ،‬ومنها الحيوانـات المهددة‬ ‫باالنقراض‪ ،‬كالنسر المعروف بمنطقة نوينويش‬ ‫بالنسر الملكي‪ ،‬الذي عملت السلطات مؤخرا‬ ‫على إطالق خمسة من هذا النوع من النسور في‬

‫السيطرة‬ ‫على النوازع‬

‫هذه المنطقة‪ ،‬التي تعتبر الموطن األصلي لمثل‬ ‫هذه الطيور‪ ،‬اال أن عدم التوعية جعلت بعض‬ ‫أهالي المنطقة يصطادون هذا الطائر‪ ،‬وقد أثار‬ ‫هذا العمل احتجاج وغضب العديد من الجمعيات‬ ‫والمجتمع المدني‪ ،‬الذين عبروا عن استنكارهم‪،‬‬ ‫وشجبهم لهذا العمل الصادر عن أفراد يحاولون‬ ‫القضاء على هذا النوع من النسور‪ ،‬وتبقى توعية‬ ‫السكان بضـرورة المحافظــة على الحيوانـات‬ ‫من االنقراض‪ ،‬هو األنسب‪ ،‬أمام صعوبة‬ ‫حماية الحيوانات المهددة باالنقراض‪ ،‬وهو‬ ‫ما أكده مؤخرا عبد العظيم الحافي‪ ،‬المندوب‬ ‫السامـي للمياه والغابـات ومحاربة التصحر‪،‬‬ ‫حيث أبرز أن العـديـــد من أصنـــاف الوحيـش‬ ‫مهددة باالنقراض في المغرب‪ ،‬رغم تفعيل‬ ‫اإلستراتيجية الوطنية المتعلقة بالمحافظة على‬ ‫الطبيعة‪ ،‬بما فيها األصناف النباتية والحيوانية‬ ‫المهددة باالنقـراض‪ ،‬معتبــرا أن المعضلة‬ ‫الكبيرة المطروحة هي أن الحيوانات المُهددة‬ ‫باالنقراض ال يمكن إرجاعها إال إذا كانت المواقع‬ ‫الطبيعية قادرة على استقبالها‪ ،‬موضحا أنه من‬ ‫غير الالئق إرجاع الحيوانات إلى مكانها الطبيعي‬ ‫في حين أن األسباب التي أدَّت إلى انقراضها‬ ‫قادمة‪.‬‬

‫م ‪.‬ح‬

‫‪...‬النوازع اإلنسانية‪ ،‬األنا – الذات – والنفس‬ ‫البشرية‪ .‬الصوم يسيطر على النوازع ويضفي‬ ‫قوَّة على الضمير‪« .‬فضال» عن الشيطان وهو‬ ‫يوَسوس في الصدور وال يوَسوس في العقول‪.‬‬ ‫فالمقارنة بين سلوك الشخص وهو فاطر ال يجب‬ ‫مقارنته مع نفسه بل بعكس نمطه وهوصائم‪.‬‬ ‫عليه ْ‬ ‫أن يجمع نوازعه بتغيير سلوكه عند صيامه‪.‬‬ ‫وإال ما استفاد سوى من الجوع والعطش ‪.‬هذان‬ ‫األخيران‪ْ ،‬‬ ‫إن هي إال كذبة عامَّة التي تعوَّدْنا‬ ‫على مزاولتها(السلوك اليومي )وهي التي تملي‬ ‫على الصائم هذه الحاالت‪ .‬حين يخشع اإلنسان‬ ‫في العبادة‪ ،‬يفيض الخشوع على الجسد وإخالء‬ ‫القلب من أفعال الشيطان‪ْ .‬‬ ‫إن هو (اإلنسان) ذكرَ‬ ‫اهلل خنسَ الشيطان‪ .‬فالصيام الذي يستمتع به‬ ‫ُ‬ ‫ويتخيل‬ ‫بهذه النعمة‪ .‬يسبغ المؤمن الوضوء‬ ‫الكعبة أمامه ويتدَبّرُ معاني ما يقرأه من كتاب‬ ‫اهلل‪ .‬وفي حديث قدسي‪ :‬ال يزال عبدي يتقرَّبُ‬ ‫إلي بالنوافل حتى أحِبَّه‪ .‬وإذا سألك عبادي عني‬ ‫فإني قريبٌ أجيب دعوة الداع إذا دعان ‪ (...‬سورة‬ ‫البقرة اآلية ‪ِّ .) 186‬‬ ‫ولكل واقع حِكمة‪ .‬ال وجود‬ ‫للشرِّ المطلق بل الشرّ النسبي‪ .‬ويوظفُ اهلل‬ ‫َّ‬ ‫جل وعال الشرَّ النسبي للخير المطلق‪ْ .‬‬ ‫إن على‬ ‫المرْء إال ْ‬ ‫أن يتخلق بخلق أسماء اهلل الحسنى‪.‬‬ ‫اهلل معك‪ ،‬فليس مِنْ أحد عليك‪ .‬وإذا كان عليك‬ ‫فمنْ معك ؟ فال نزَكي على اهلل أحداً‪.‬‬ ‫رمضان شهر الصيــام وشهر التقوى‪،‬‬ ‫تصفدُ فيـه الشياطين وتفتح فيه أبواب الجنة‪.‬‬ ‫هو الفريضة في العقيدة اإلسالمية ‪ ،‬و اإلسالم‬ ‫منهاج حياة‪.‬‬ ‫على حدّ قول الفرزدق في الصيام‪ ،‬لما رأى‬ ‫بن الحنفية صائما ‪:‬‬ ‫فما خُلِقتْ نارُ الجحيم لصائـم‬ ‫وما أرسلتْ منها شوّاظاً لعابدٍ‬ ‫تقيٌّ‪ ،‬نقيٌّ‪ ،‬عابــدٌ‪ ،‬متفــرِّد‬ ‫بما هو فيـــه مثل جدّ ووالد‪.‬‬ ‫للصائم فرحتان يفرحهما‪ ،‬إذا أفطر ف ِرحَ‪،‬‬ ‫وإذا لقيَ ربّهُ فرحَ بصومه (الحديث)‪ .‬عند‬ ‫سماع األذان يتناول الصائمون عموما في بالد‬ ‫المغرب العربي‪ ،‬بدْءاً بالدعاء‪ ،‬مع شربة ماء‬ ‫تصحبها شق ثمرة‪ ،‬ثمَّ صالة المغرب (قبال أو‬ ‫بعدا)‪ ،‬ليستأنف الفاطر‪ ،‬فيمُدَّ يده مصافحاً‬ ‫الثمور أو التين أو حلويات « الشبّاكية» وهو‬ ‫يتحسّى الحريرة حسّاً (أي جرْعة جرعة )‪ ،‬عذباً‬ ‫فراتاً‪ ،‬فيرتسمُ محياه بالبشر‪ .‬والشباكية أو‬ ‫َّ‬ ‫الزَالبية وهي عربية األصل وقد وصف بن‬ ‫الرومي الطبّاخَ الذي يقليها قائال ‪:‬‬

‫رأيتُ سَحَراً يقلــي زَالبيــة في‬ ‫رقة القِشْر‪ ،‬والتجْويف كالقصب‬ ‫يُلقي العجين لجيْنـاً من أناملــه‬ ‫فيستحيل شباِبكـا من الذهـب‬ ‫يختصُّ رمضان بإقامة صالة التراويح‬ ‫جماعة بعد صالة العشاء‪ ،‬وقد تبلغ أربعاً‬ ‫وعشرين ركعة على مرحلتين دون الشفع‬ ‫والوتر‪ .‬بعد تناوُل السحور عند اإلمساك عن‬ ‫الطعام وقتئذٍ‪ .‬المنهى عنه هو إدخال الطعام‬ ‫على الطعام قبل ْ‬ ‫أن يتمَّ هضم األول‪ .‬فالمعدة‬ ‫بيت الداء والحمية رأس الدواء‪ .‬مازال المسحرون‬ ‫يقرعون الطبول على قارعة الطرقات حفاظا على‬ ‫العادات االجتماعية ( أيها النوَّام قوموا للفالح )‬ ‫القديمة‪ ،‬رغم ثورة العولمة المعلوماتية‪ ،‬إكراما‬ ‫لذاكرة اآلباء واألجداد‪ .‬االستيقاظ في هزيل‬ ‫الليل لتناول طعام السحور‪ ،‬وهو ما يُتسحرُ‬ ‫به من الطعام في شهر الطاعة‪ ،‬من أجل أداء‬ ‫صيام يوم جديد‪ .‬تسحّروا َّ‬ ‫فإن في السحور‬ ‫بركة (الحديث)‪ .‬سماع أصوات المؤذنين من‬ ‫كل حدب وصوب‪ ،‬إذا قرُبَ خطى الفجر وصالة‬ ‫الصبح‪ ،‬وقد تبيَّنَ الخيط األبيض من الخيط‬ ‫األسود من الفجر‪ .‬الوهج يظهر عند القطبين‪،‬‬ ‫فتُضاء األرض بظاهرة الفجر القطبي‪ .‬يجب‬ ‫على المؤمن خوْفُ الراجين ورجاء الخائفين‪.‬‬ ‫إذ ال يتناول إال مابين يديه وال يهتِكُ أستار‬ ‫الناس‪ .‬ويُسارعُ في الخيرات‪ .‬أحسنوا وفــادة‬ ‫هذا الشهــر العظيـم‪ ،‬وهو شهــر الصيام وليس‬ ‫بشهـر المآكل وال بشهر مسلسالت المجون‬ ‫والمالهـي‪ ،‬وال بشهـر سبـاق «ال ِبغال» (الكيادير‬ ‫الثالثة )‪ .‬يهدي اهلل لنوره من يشاء (سورة النور‪،‬‬ ‫اآلية ‪ .)35‬وقد كانت تغلب على ذاكرتنا ابتهاالت‬ ‫تنبعث من األعماق‪ ،‬تلك األغاني الدينية‬ ‫التي رسخت رنّاتهـا على ألسن الصائميـــن‪،‬‬ ‫كابتهاالت لــ « رائدة كامل» ‪:‬‬ ‫إالكَ عوْنــاً‬ ‫إلهي ليـس لي َّ‬ ‫فكنْ عوْني على هذا الزمان‬ ‫إلهـي ليـس لي َّ‬ ‫إالكَ ذخْرا‬ ‫فكنْ ذخري إذا خلتِ اليدان‬ ‫قال َّ‬ ‫جل في عاله ‪« :‬وإذ قال إبراهيم ربِّ‬ ‫اجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثمرات‬ ‫من آمن باهلل واليوم اآلخر» (سورة البقرة اآلية‬ ‫‪ ،)126‬صدق اهلل العظيم ‪ُّ ،.‬‬ ‫كل عام ومغربنا‬ ‫واألمة اإلسالمية بألف ألف خير ‪.‬‬

‫} َيا �أَ ّ َيت َُها ال َنّفْ ُ�س مْ ُ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ال ْط َم ِئ ّ َن ُة ْار ِجعِي �إِ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫ا�ض َي ًة‬ ‫َم ْر ِ�ض َّي ًة َف ْاد ُخلِي يِف عِ َبادِ ي َو ْاد ُخلِي َج َّنتِي {‬

‫�شـكر علـى تعزيــة‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫على إثـر وفــاة زوجتـه‪ ،‬المشمولـة بعفـو اهلل‪ ،‬يـوم‬ ‫الخميس ‪ 26‬ماي المنصرم‪ ،‬يتقدم حرمها صديقنا‬

‫الدكتور �إبراهيم التم�سماين‬

‫أصالة عن نفسه‪ ،‬ونيابة عن باقــي أفراد عائلته‪ ،‬بالشكر‬ ‫الجزيل لكل من واساهم في مصابهم الجلل‪ ،‬سواء عن طريق‬ ‫الحضور أو عبر وسائل االتصال‪ ،‬راجين منه تعالى أن اليريهم‬ ‫مكروها في عزيز لديهم‪ ،‬وأن يبارك في عمرهم‪ ،‬ويرزقهم‬ ‫بموفور الصحة‪.‬‬ ‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬


‫العدد ‪892‬‬

‫روحة‬

‫أط‬

‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬يونيو ‪2017‬‬

‫الحركة اللغوية بالصحراء المغربية‪:‬‬

‫مجاالتها وأساطينها‬

‫(‪)3/3‬‬

‫نوق�شت ب�آداب وجدة �أطروحة الطالب الباحث �سويدي‬ ‫متكليت‪ ،‬وهذا ملخ�ص عنها ‪:‬‬ ‫وعليه‪ ،‬فقد قادني االرتياد في رياض هذه األطروحة أو الدراسة –في النهاية‪ -‬إلى تحصيل مجموعة من الخالصات والنتائج التي يمكنني‬ ‫إبرازها في النقط التالية (ثالثة وثالثون نتيجة)‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬امتازت الصحراء المغربية باالمتداد واالنفتاح الدائم على األطراف الشمالية للبالد‪ ،‬والجنوبية للقطر الشنقيطي‪ ،‬مما جعل‬ ‫ •‬ ‫توصيفها العَ َلمِي متغيّراً باستمرار‪ ،‬وفي حركية مستمرة تبعاً للواقع وللوقائع الحضارية والساسية واالجتماعية والثقافية وغيرها التي عاشتها‬ ‫أو شهدتها‪ ،‬سواء في حدِّها العام أو الخاص‪.‬‬ ‫ثانيّا‪ :‬كانت منطقة الساقية الحمراء ووادي الذهب تسبح في فضاء جغرافي عام وكبير ال تعرف إال من خالله‪ ،‬عُرف بسلسلة من‬ ‫ •‬ ‫التوصيفات كالمجابة الكبرى وصحراء الملثمين‪ ،‬وبالد شنقيط والبيظان والمغافرة وأنبية وقمنورية إلخ‪ ...‬ولما استقر شأن تعريفها في حدّه‬ ‫الخاص –عند الجغرافيين وأهل المنطقة والسياسة– صارت تعرف بمجموعة من التوصيفات كبالد تيرس وزمور والصحراء الغربية والمغربية‬ ‫واإلسبانية واألطلسية وموريتانيا العليا إلخ‪...‬‬ ‫ثالثا‪ :‬إن جميع االستعماالت التي تُدوولت علماً على المنطقة ليست إال توصيفات ونعوتاً وإطالقات ذات حمولة عرقية أو‬ ‫ •‬ ‫سياسية أو غيرها‪ ،‬أملتها بعض الوقائع والظروف الخاصة أو العامة التي أطرت شيوعها في المظان اإلخبارية والمصادر التاريخية‪ ،‬خالفاً‬ ‫الستعمال «الساقية الحمراء ووادي الذهب» الذي يبقى هو العلم واالسم الدال على المجال المدروس‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬إن منطقة الساقية الحمراء كانت مجاال مفتوحاً على البالد وجزءاً من القطر الشنقيطي وبالد المغرب اإلسالمي‪ ،‬ولم تكن‬ ‫ •‬ ‫أرضاً معزولة أو خالية (خالء) خالفاً لما شاع عنها لدى الكثير من المحكومين إما بالخلفية العَدَميّة اإللحاقية أو الكولونيالية االستعمارية‪.‬‬ ‫خامسا‪ :‬احتضنت الصحراء المغربية الكثير من الشعوب والعناصر البشرية المتعددة في أعراقها‪ ،‬والقبائل المختلفة في أصولها‪،‬‬ ‫ •‬ ‫سواء في عهودها القديمة الغابرة‪ ،‬أو الوسيطة‪ ،‬أو الحالية الراهنة‪ ،‬مما يكشف عن ثراء ذاكرتها الحضارية واإلثنية‪ ،‬وغنى فعل التالقح والمثاقفة‬ ‫والتعايش الذي استتبَّ بها من هذه الناحية‪.‬‬ ‫سادسا‪ :‬عرفت المنطقة المدروسة استيطاناً مهمًّا ومتعدّداً في عصورها القديمة ّ‬ ‫تمثل في مجموعة من العناصر البشرية‪،‬‬ ‫ •‬ ‫التي رصدنا منها‪ :‬العناصر البيضاء‪ ،‬واألثيوبية‪ ،‬والبونيقية والرومانية والصنهاجية إلخ‪ ...‬قبل أن تنزاح إليها مجموعة من القبائل في العصور‬ ‫التالية وتنتشر فيها حتى عصرنا الحالي‪ ،‬كقبائل تكنة‪ ،‬والرقيبات‪ ،‬وأوالد دليم‪ ،‬وأبي السباع‪ ،‬وغيرها من العشائر كالمجلسيين‪ ،‬وأهل الشيخ ماء‬ ‫العينين‪ ،‬واليعقوبيين‪ ،‬والجكنيين إلخ‪...‬‬ ‫سابعا‪ :‬التحق المجال المدروس بركب ديار اإلسالم منذ وقت ّ‬ ‫مُبك ٍر‪ ،‬بفعل جهود حمالت الفاتحين المستمرة‪ ،‬من قادة ودعاة‬ ‫ •‬ ‫وتجار‪ ،‬فض ًال عن ما قام به بعض ملوك وأمراء الدولة اإلدريسية والمرابطية في هذا االتجاه من اختيارات وتدابير جعلت المنطقة ّ‬ ‫تُشكل‬ ‫–الحقاً– أحد أهم الرباطات الجهادية ومنطلقات الدعوة اإلسالمية لنشر الدّين اإلسالمي وتعاليم شريعته بها وفي باقي أطراف جهاتها‬ ‫الشماليةوالجنوبيةوالشرقية‪.‬‬ ‫ثامنا‪ :‬شهدت الصحراء المغربية ُّ‬ ‫تدفقاً مُهمًّا لموجات عربية حجازية ومشرقية وقيروانية وأندلسية متمايزة في أصولها‬ ‫ •‬ ‫(حضرية ومضرية)‪ ،‬وتعدادها (آحاد وزرافات) على امتداد بعض الحِ َقب التاريخية‪ ،‬والتي كان أبرزها ثالث موجات كبرى‪ ،‬أوالها ما قبل الفتح‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬وثانيتها إبّانه‪ ،‬وثالثتها فيما بعده‪ .‬وقد أحدثت تحوالت جذرية مسّت الخريطة البشرية للمجال‪ ،‬وكان لها بالغ األثر في تعريبه‬ ‫وربطه باألمصار العربية وثقافتها اإلسالمية‪.‬‬ ‫تاسعا‪ :‬عرفت الصحراء المغربية تَعَرُّباً وانتشاراً للغة العربية ساهمت مجموعة من العوامل المتضافرة في إذكائه ونجاحه‬ ‫ •‬ ‫رسميّاً وشعبيّاً‪ ،‬كان من أبرزها عامل اللغة الذاتي‪/‬الحضاري‪ ،‬والديني‪/‬الدعوي‪ ،‬والبشري‪/‬االجتماعي‪ ،‬واالقتصادي‪/‬السياسي‪ .‬وقد شغل عهوداً‬ ‫طويلة مما جعله يمرُّ بمجموعة من المراحل المتدرجة‪ ،‬وقع أوالها في بواكير ما‬ ‫قبل الفتح اإلسالمي‪ ،‬ثم تدرّج مع الفاتحين والمرابطين قبل أن يمتد طو ًال وعرضاً‬ ‫باسطاً سيطرته على مختلف مناحي ومظاهر الحياة الصحراويّة خالل المرحلة‬ ‫المعقلية مع مجيء قبائل بني حسان‪.‬‬ ‫عاشرا‪ :‬شجعت مجموعة من المسارب المتعددة كالرّحالت العلمية‬ ‫ •‬ ‫والحجية على ظهور الحركة اللغوية بالمجال المدروس ونشأتها‪ ،‬فكان ذلك باعثاً‬ ‫على دخول هذه الحركة في مجموعة من المدارج التي أخذ فيها الدّرس اللغوي‪،‬‬ ‫والمعرفة بعلوم العربية ومعارفها‪ ،‬والنشاط حولهما يسير في اتجاه النهضة‬ ‫واالزده��ار‪ .‬وهي على التوالي‪ :‬مرحلة التّعرّف واالط�لاع‪ ،‬ومرحلة االستيعاب‬ ‫والكمون‪ ،‬ومرحلة النهوض والتنامي‪ ،‬وأخيراً مرحلة العطاء واإلنتاجية‪.‬‬ ‫حادي عشر‪ :‬أسهمت مجموعة من المصادر وأمهات المصنفات‬ ‫ •‬ ‫اللغوية التي راجت بالصحراء المغربية‪ ،‬واستجلبت إليها خالل بعض الفترات؛ سواء‬ ‫في المجال المعجمي أو النحوي أو الصرفي أو الصوتي إلخ‪ ...‬في إمداد الحركة‬ ‫اللغوية بأسباب النهوض والحياة‪ ،‬فكان ذلك من أبرز العوامل التي شجعت نشاط‬ ‫الدّرس اللغوي على الشيوع دراس ًة في أوساط الناحية‪.‬‬ ‫ثاني عشر‪ :‬شكلت النصوص الشعرية القديمة والرسائل اللغوية‬ ‫ •‬ ‫والمثلثات والمعاجم والقواميس ومتون المقامات والجهود الدائرة حول المقصور‬ ‫والممدود أهم المصادر التي ّ‬ ‫مكنت أهل المنطقة من المعرفة بكالم العرب‪،‬‬ ‫وامتالك ناصية اللغة‪ ،‬وإنعاش الدرس المعجمي والدراسات التي قامت حوله بهذه‬ ‫الناحية‪.‬‬ ‫ثالث عشر‪ :‬تُعَدُّ التواليف النحوية والصرفية‪ ،‬األندلسية المغربية‪ ،‬والمشرقية الحجازية‪ ،‬التي جلبها رواد الرحلة العلمية‬ ‫ •‬ ‫والحجية من رجاالت المنطقة وغيرهم من أهم المصادر التي ساهمت في إشاعة دائرة الدرس المحظري وتوسيعه في مجالي النحو والصرف‪،‬‬ ‫وتشجيع نشاط الحركة اللغوية حولهما بين علماء المجال المدروس‪.‬‬ ‫رابع عشر‪ :‬اضطلعت مجموعة من المصنّفات بدور بالغ األهمية في نشر وتوفير المادة المصدرية التي تهم عدداً من علوم‬ ‫ •‬ ‫العربية المختلفة كاألدب وعلم الصوت وعلوم البالغة والعروض إلخ‪ ...‬التي ما كان للدرس والنشاط اللغوي واألدبي أن يشيع بالمنطقة لوال‬ ‫توافرها وحضورها‪.‬‬ ‫خامس عشر‪ :‬أسهم في نشأة الحركة اللغوية ونشاطها بالمجال المدروس أعالم كثيرون‪ ،‬متمايزون عطا ًء وإسهاماً‪ ،‬ومتباينون‬ ‫ •‬ ‫تكويناً وتخصُّصاً‪ ،‬منهم علماء لغة أصحاب بعض التواليف‪ ،‬وقد وقفنا على أربعة وثالثين (‪ )34‬علماً منهم‪ ،‬ومنهم علماء لغة من غير مؤلفين‬ ‫أصحاب التدريس والتعليم المحظري‪ ،‬وقد انتخبنا منهم في هذه الدراسة ثالثة وعشرين (‪ )23‬علماً‪ ،‬ومنهم أيضاً علماء لغة متخصصون‪،‬‬ ‫وآخرون مشاركون فيها إلى جانب علوم وفنون أخرى‪.‬‬ ‫سادس عشر‪ :‬ألعالم الصحراء المغربية إسهام محمود ومعتبر في مختلف مجاالت الدّرس اللغوي‪ ،‬حيث بلغ مجموع ما وقفت‬ ‫ •‬ ‫عليه الدّراسة لديهم حوالي مائتين وثالثة (‪ )203‬جهود مح ّلية بين المنثورة والمنظومة‪ ،‬أغلبها ما يزال مخطوطا‪ ،‬تهم منها قرابة ثمانية‬ ‫ُ‬ ‫وخمسة وثالثون (‪ )35‬في علم األدب‪ ،‬واثنان وثالثون (‪ )32‬في علم الصرف‪ ،‬واثنان وثالثون (‪ )32‬في علم‬ ‫وستين (‪ )68‬مؤلفاً في علم النحو‪،‬‬ ‫اللغة والمعجم‪ ،‬وواحد وعشرون (‪ )21‬في علم البالغة والبيان‪ ،‬وأحد عشر (‪ )11‬في علم الصوت‪ ،‬وأربع (‪ )04‬مؤلفات في علم العروض والقافية‪.‬‬ ‫وقد كانت اآلثار المنثورة فيها تحتل الصدارة بحوالي مائة وستة وعشرين (‪ )126‬مؤلفاً في مقابل سبعة وستين (‪ )54‬أثراً منظوماً‪.‬‬ ‫سابع عشر‪ :‬شكل علم النحو صدارة اهتمامات كل تلك الجهود المنجزة نثراً (‪ )42‬ونظماً (‪ )26‬لدى أعالم المنطقة حول اللغة‬ ‫ •‬ ‫العربية‪ ،‬فيما كان علم العروض والقافية تالي تلك االهتمامات عندهم‪ ،‬إذ لم نقف لهم فيه إال على جهود محدودة (أربعة)‪ ،‬ثالثة منها منثورة‪،‬‬ ‫وواحد منظوم‪.‬‬ ‫ثامن عشر‪ :‬لم يكن نشاط الحركة اللغوية ومقررات الدرس المحظري لمادة اللغة وعلومها بالمجال المدروس شاذاً عمّا كان‬ ‫ •‬ ‫عليه واقع حاله في باقي مراكز وحواضر المغرب وأطراف بالد شنقيط السفلية‪/‬الجنوبية‪ .‬فالمتون هي نفسها الرائجة والمتداولة في التدريس‬ ‫والتصنيف لديهم‪ ،‬اللهم ما كان منها يتعلق بمدارسة بعض المتون المحلية لبعض أعالم هذه الجهة ومناحيها خاصة موريتانيا وسوس‪.‬‬ ‫تاسع عشر‪ :‬امتاز التأليف اللغوي لدى علماء الصحراء المغربية ببعض السمات والمقومات‪:‬‬ ‫ •‬ ‫أ‪ -‬من حيث األسلوب وجنس التصنيف‪ :‬بالنزوع في مباحث اللغة والنحو تارة إلى التبسيط والتلخيص‪ ،‬وتارة أخرى إلى التعمق‬ ‫ •‬ ‫والتوسع‪ ،‬فض ًال عن إيثار االشتغال بالمنثور أكثر من المنظوم‪ ،‬وهو في الحقيقة يضعنا أمام مفارقة وتناقض حيال ما يشاع من أمر حول أن‬ ‫النّظم لدى علماء المنطقة مقدّم على غيره‪ ،‬وأكثر شيوعاً وتداو ًال في منجزهم الدراسي من التصنيف المنثور‪.‬‬ ‫ب‪ -‬من حيث طبيعة التصنيف ومقوماته‪ :‬بالتراوح ما بين اآلثار المتعالقة والمرتبطة مع بعض المصنفات األصيلة المشرقية‬ ‫ •‬ ‫واألندلسية المغربية‪ ،‬والموريتانية من جهة‪ ،‬واآلثار المستقلة عن غيرها في بناء معرفتها اللغوية العامة من جهة أخرى‪ .‬وكذلك بالنزوع نثراً‬ ‫إما إلى االختصار والتجميع والتعليق والمقابلة والشرح والتحشية‪ ،‬أو نظماً إلى بلوغ وتوخّي بعض المقاصد كالتلخيص والتسهيل والتبسيط‬ ‫واالستدراك والزيادة إلخ‪...‬‬ ‫ج‪ -‬من حيث مميزاته وخصوصياته‪ :‬باعتماد مذاهب شتى في التصنيف والتأليف‪ ،‬كالتركيز على الضبط والتدقيق في بعض‬ ‫ •‬ ‫الظواهر اللغوية ومسائل اللغة‪ ،‬واالستقراء والتحقيق في بعض القضايا واآلراء واالجتهادات حولها‪ ،‬والتعقيب عليها‪ ،‬واستعمال اللسان الشعبي‬

‫العام (الحسانية) السائد في أوساط مختلف الفئات الصحراوية قصد تذليل وتبسيط بعض أبواب اللغة وعلومها المتعسرة فهماً أو استيعابا‬ ‫عند بعض الفئات غير المتعلمة‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫بالتعلق –أو ًال– ببعض المصنفات الذائعة الصيت لبعض األعالم المشهورة؛‬ ‫د‪ -‬من حيث طبيعة روافده ونوعية مصادره‪:‬‬ ‫ •‬ ‫األندلسية كأبي على القالي (ت ‪356‬هـ)‪ ،‬والمغربية كاإلمام ابن مالك الطائي (ت ‪672‬هـ)‪ ،‬وابن آجروم (ت ‪723‬هـ)‪ ،‬والمجرادي (ت ‪778‬هـ)‬ ‫إلخ‪ ...‬والموريتانية‪ ،‬كالمختار بن بونة الجكني (ت ‪1220‬هـ)‪ ،‬ومحمد بابه بن اعبيد الديماني (ت ‪1277‬هـ) إلخ‪ ...‬وثانيّاً ببعض المصنفات‬ ‫المشرقية الحجازية لعدد من المؤلفين اللغويين والنحاة؛ كابن هشام األنصاري (ت‪761‬هـ)‪ ،‬ومجد الدين الفيروزآبادي (ت ‪817‬هـ)‪ ،‬وخالد‬ ‫األزهري المصري (ت ‪905‬هـ) إلخ‪...‬‬ ‫عشرون‪ :‬تتمايز آثار أعالم المنطقة ما بين البساطة والتعمق في تناول الظاهرة اللغوية‪ ،‬وبين التعالق واالستقاللية عن بعض‬ ‫ •‬ ‫المصادر في التصنيف والتأليف‪ ،‬فمنها ما ظل يدور في فلك بعض المصنّفات األصيلة شرحاً ونظماً وتعليقاً وتحشية إلخ‪ ...‬وإن كانت ال تخلو‬ ‫من جدّة وطرافة في السبك والتناول‪ ،‬وقد ّ‬ ‫مثلت حصة كبيرة مما هو منجز دراسيّاً في هذا النشاط اللغوي العام‪ ،‬ومنها ما ّ‬ ‫تخطى ذلك في‬ ‫اتجاه االستدراك عليها والزيادة فيها‪ ،‬أو االنغماس في التصنيف بمفهومه الحقيقي ذي الطابع المستقل‪ ،‬وهي جهود يسيرة ومعدودة ال تكاد‬ ‫تبلغ العشرة‪.‬‬ ‫حادي وعشرون‪ :‬إن جميع القبائل الصحراويّة المغربية تقريباً قد ساهم أعالمها مساهمة محمودة –دون إقصاء‪ ،‬أو تحيّز– في‬ ‫ •‬ ‫نشاط الحركة اللغوية بالمجال المدروس‪ ،‬سواء أكانت تلك القبائل من «فئة الزوايا»‪ ،‬أو من «فئة حسان» و»اللحمة»‪ ،‬مما يبطل القول الشائع‬ ‫لدى بعض الباحثين الموريتانيين والصحراويين بأن العلم ورجاالته ظلوا منحصرين في فئة الزوايا دون غيرها‪ ،‬وأن باقي الفئات كانوا إما حملة‬ ‫سالح (حسان)‪ ،‬أو أرباب صنائع (اللحمة)‪.‬‬ ‫ثاني وعشرون‪ :‬إن أعالم جهة وادي الذهب أكثر تعمّقاً في منجزهم الدراسي وفي أصالة الدرس اللغوي والبحث فيه مقارنة‬ ‫ •‬ ‫بغيرهم في جهتي الساقية الحمراء ووادي نون وتندوف‪ ،‬ولعل ذلك راجع إلى التراكم المعرفي والتخصص الذي انفردت به هذه الجهة‬ ‫ورجاالتها في هذا الباب‪.‬‬ ‫ثالث وعشرون‪ :‬إن غياب دراسات ترجماتية تهم مشايخ العلوم اللغوية –ال التصوف والدّين والجهاد وغيرها– وندرة األبحاث‬ ‫ •‬ ‫المتخصصة في التّعريف بهم وبمؤلفاتهم‪ ،‬وحجم جهودهم في مجال الثقافة العالمة عموماً‪ ،‬ونشاط الدرس اللغوي على وجه التحديد‪ ،‬قد‬ ‫حجب األضواء عنهم‪ ،‬وألقى بسدول الظالل على وجه عطائهم وإسهامهم في النهضة العربية بهذه الجهات‪ .‬ودفع –من جهة أخرى– إلى‬ ‫اختزال –كثير من الباحثين– لوجهها الحضاري في الثقافة الشعبية وآدابها الشفهية (الثقافة الحسانية غير العالمة)‪ ،‬أو حصره –في أحسن‬ ‫األحوال– في مجال الشعر العربي الفصيح ال غير‪.‬‬ ‫رابع وعشرون‪ :‬الحظنا أن أعالم المنطقة تتنازعهم جهات المجال المدروس المصاقبة سواء من جهة موريتانيا أو سوس‬ ‫ •‬ ‫ومراكش‪ ،‬أو من جهة الجزائر ومالي‪ ،‬على الرغم من أنهم صحراويون مغاربة ينتسبون للمجال والدة ومنشأً‪ .‬فكثيراً ما نجد بعض مؤلفي‬ ‫التراجم واألعالم في هذه البلدان والمناطق ينسبون بعض أعالم الصحراء المغربية وعلمائها إلى بلدانهم بحجّة مرورهم أو استقرارهم بها‬ ‫فترة من الزمن‪ ،‬أو تحت ذريعة النسب والمجاورة المجالية‪ ،‬ومن أمثال ذلك امحمد بن الطلبة اليعقوبي (ت ‪1272‬هـ) الذي ولد وعاش ومات‬ ‫بمنطقة تيرس (جهة وادي الذهب)‪ ،‬وكذلك الحال بالنسبة للشيخ محمد المامي بن البخاري الباركلي (ت ‪1282‬هـ) وغيرهما‪...‬‬ ‫خامس وعشرون‪ :‬ساد في أوساط الدّارسين والمهتمين بالحركة العلمية في المجال المدروس ارتباط النشاط العلمي عموماً‬ ‫ •‬ ‫واللغوي واألدبي خصوصاً ببعض القبائل واألسر المعروفة كأهل الشيخ ماء العينين مث ًال‪ ،‬وقد تبيّن لنا من خالل البحث والتحرّي أن جميع‬ ‫القبائل الصحراوية كان لها إسهام –قليل أو كثير– في نهضة الدّرس العلمي عامة واللغوي خاصة‪ ،‬إال أن بعضها لم يكتب لتراثه المخطوط‬ ‫وجهود رجاالته أن تحفظ وتصان إلى اليوم‪ .‬ومن ثمة ال يجوز اختزاله في قبيلة‬ ‫دون أخرى كما يفعل الكثير من الباحثين بدافع التعصب القبلي ونعرته المفرطة‪.‬‬ ‫س��ادس وعشرون‪ :‬إن اغلب تلك الجهود المرصودة ما تزال‬ ‫ •‬ ‫حبيسة الخزانات الفردية (الخاصة)‪ ،‬ورفوف المكتبات العائلية‪ ،‬ولم تعرف طريقها‬ ‫–بَعْدُ‪ -‬نحو التحقيق والتخريج –لحد الساعة– ما عدا بعض الدواوين الشعرية‬ ‫المحدودة‪ُّ ،‬‬ ‫فجل الدراسات واألبحاث المنجزة هي جهود أدبية انصرفت إلى الشعر‬ ‫أو إلى التصوف أو إلى الثقافة الشعبية مما فوّتَ فرصة االطالع والتّعرف على وجه‬ ‫المنطقة وإسهام رجاالتها في اللغة والثقافة العالمة بصفة عامة‪ ،‬التي لم نَرَ لها‬ ‫من الباحثين اليوم نصيراً‪.‬‬ ‫سابع وعشرون‪ :‬كان الرافد المغربي األندلسي األكثر إسهاماً‬ ‫ •‬ ‫بالنسبة للحركة اللغوية‪ ،‬واألقوى حضوراً وقبو ًال‪ ،‬واألحسن نباتاً وشيوعاً منذ زمن‬ ‫مبكر بالمجال المدروس‪ ،‬وقد متّنت جسوره الرحلة العلمية إلى جانب االنتماء‪،‬‬ ‫ثم غذته وعززته حركة هجرة العلماء من الشمال نحو الجنوب أو من الجنوب نحو‬ ‫الشمال‪.‬‬ ‫ثامن وعشرون‪ :‬لم تكن الحركة اللغوية معزولة عن الرافد المشرقي‬ ‫ •‬ ‫الحجازي‪ ،‬فقد كان له أثره في نشاط التأليف‪ ،‬ومناهج مقررات التدريس‪ ،‬وقد غذت‬ ‫حضوره الرحالت العلمية والحجية وما جلبته من مظان مصدرية وتكوينات وإجازات‬ ‫بفعل ثابت التفاعل والتواصل الذي جمع هذه الجهة من البالد وأعالمها بباقي‬ ‫الحواضر ومراكز اإلشعاع بالمشرق وغيره‪.‬‬ ‫تاسع وعشرون‪ :‬لم نستطع الظفر بصورة جلية ملموسة وواضحة عن أعالم المنطقة وآثارهم اللغوية خالل القرون الهجرية‬ ‫ •‬ ‫األولى على الرغم مما بسطناه من حضور للعرب وانتشار للعربية‪ ،‬وذلك نتيجة وجود بعض المناطق العاتمة والبياضات الماحقة الناجمة عن‬ ‫الفراغ الوثائقي وصمت المظان والمصادر التاريخية والعلمية المتداولة بين أيدينا اليوم‪ .‬فهذه القرون األولى تشكل الحلقة المفقودة من‬ ‫التأريخ للنشاط اللغوي بالمنطقة‪ ،‬كما كان حال القرن الهجري األول بالنسبة للتأريخ اللغوي بالمشرق‪.‬‬ ‫ثالثون‪ :‬يظهر لنا من استقرائنا العام للجهود المخطوطة‪ ،‬ولألعالم اللغوية المترجم لها‪ ،‬ولتوزيع المحاظر العلمية‪ ،‬أن الموضع‬ ‫ •‬ ‫األكثر إيغاال ونشاطا كان هو منطقة تيرس جهة وادي الذهب‪ ،‬الذي استطعنا منذ القرن الخامس الهجري أن نتعرف على بعض أعالمه‬ ‫المدرّسين‪ ،‬وفي نهاية القرن الحادي عشر الهجري على بعض آثارهم المخطوطة‪ ،‬وهو األمر الذي جعل الموريتانيين يتقصون النهضة‬ ‫العلمية واللغوية واألدبية منه في التقعيد لنشأة الظاهرة العلمية ببالد شنقيط‪ ،‬والحال أن ذلك يهم بواكير نهوض الظاهرة بالصحراء‬ ‫الجنوبية للمغرب ال بموريتانيا‪ ،‬وهو استغالل نعتبره «غير موضوعي» مع وجود «النزعة اإلقليمية» الناجمة عن التقطيع الترابي‪ ،‬والتي صار‬ ‫يأخذ بها باحثو ذلك القطر المجاور‪.‬‬ ‫حادي وثالثون‪ :‬عرف شمال الصحراء المغربية (وادي نون) –في بداية عهوده األولى– تواص ًال وإشعاعاً علميّاً متعالقاً مع سوس‪،‬‬ ‫ •‬ ‫قبل أن ينصرف عنها في اتجاه قبلة الشرق الموريتاني (والتة) وأحواز مالي (تمبكتو) خالل القرون الموالية‪ ،‬ثم يعاود االتصال والتعالق به ثانية‬ ‫مع موجة انتقال العلماء الصحراويين إلى قراه ومداشره بزعامة بعض األسر الصحراوية النازحة كأهل ماء العينين‪ ،‬وأهل لبصير والسمالليين‬ ‫(الرقيبات)‪ ،‬وأهل إعزى ويهدى (آسا)‪ ،‬وأهل بلعمش (تجكانت) وأهل الصغير من أوالد أبي السباع وغيرهم‪....‬‬ ‫ثاني وثالثون‪ :‬لقد كانت االنطالقة الفعلية لنشاط الحركة اللغوية من أقصى المجال المدروس الغربي (منطقة تيرس‬ ‫ •‬ ‫بجهة وادي الذهب) مع بعض األعالم المجلسية (المدلشيين)‪ ،‬واليعقوبية (الموسويين)‪ ،‬والباركلية (أهل بارك اهلل) وغيرهم‪ ،‬وفي الظروف‬ ‫نفسها –رغم غياب األثر المخطوط ووجود شيوخ علم– بالجزء الشمالي له (منطقة وادي نون) مع اليهدويين (أيت عزى ويهدى) واللمطيين‬ ‫(األسريريين)‪ ،‬ثم انتقلت إلى أقصى الطرف الشرقي للمجال المدروس (منطقة تيندوف) مع الجكنيين (الموسانيين والرماظين)‪ ،‬وبعض األعالم‬ ‫الصحراوية المغمورة‪ ،‬ومنها امتدت نحو قلب وسط المجال (منطقة الساقية الحمراء) بالسمارة مع أهل ماء العينين وأترابهم وتالميذتهم‪ ،‬قبل‬ ‫أن ينزاح تمركزها إلى اتجاه سوس نحو قرى كردوس وتيزنيت وبعقيلة وعين الطلبة ووجّان إلخ‪...‬‬ ‫ثالث ثالثون‪ :‬هناك تهافت كبير لبعض الباحثين بشأن االلتفاف على نشاط وأعالم الحركة اللغوية بالمنطقة سواء من قبل‬ ‫ •‬ ‫باحثي المناطق المجاورة (موريتانيا‪ ،‬الجزائر‪ ،‬مالي) أو حتى الشمال (سوس ومراكش) أو من قبل قطب قبلي واحد (أهل الشيخ ماء العينين)‬ ‫الذي يبدو أنه حجب المعرفة –من الناحية العلمية– عن كل أعالم وعلماء باقي القبائل مجانباً –بوعي أو بغير وعي– الموضوعية العلمية‪ ،‬وقد‬ ‫تصاقبت كل جهود الباحثين –من ذوي االنتماء إلى هذه األسرة العلمية– على تسويق وإشاعة ذلك في مجموع األبحاث المتداولة اليوم بين‬ ‫أيدينا‪.‬‬ ‫وفي ختام هذا التقرير نسأل اهلل سبحانه وتعالى أن نكون قد وفقنا في إحاطة جناب لجنتكم المحترمة في هذه المناقشة العلمية بأهم‬ ‫المداخل المعرفية والمنهجية التي أطرت موضوع هذه األطروحة في شقيها المضموني والشكلي‪ ،‬آملين أن نكون قد أفرغنا الوسع فيه وفي‬ ‫بيان ورصد تلك الحركة اللغوية وتجليات نشاطها وأهم أعالمها الجهابذة بهذا الجزء من أطراف البالد الجنوبية الشاسعة‪ ،‬وحسب جهدي ما‬ ‫ارتضى وقصد‪ ،‬فإن كان ال يسمن‪ ،‬فلعله يغني من جوع‪ ،‬فإن ِّ‬ ‫وُفق في ذلك فذاك المطلب والمنى‪ ،‬وإن وَ َقف دون ذلك‪ ،‬وتعثر بصاحبه القلم‬ ‫والقرطاس‪ ،‬فشفيعه نية االجتهاد والمحاولة‪ ،‬والمجتهد مأجور أخطأ أو أصاب‪.‬‬ ‫واهلل من وراء القصد وولي النعمة وإليه المآب‪.‬‬

‫(انتهى)‬


‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬يونيو ‪2017‬‬

‫العدد ‪892‬‬

‫غيـاب*‬

‫الذكرى الثانية لرحيل عميد من عمداء‬ ‫األدب المغربي‬

‫‪ • -‬دة‪ .‬هدى المجاطي‬

‫بسم اهلل الرحمان الرحيم والصالة والسالم على سيدنا محمد وعلى آله‬ ‫وصحبه أجمعين‪.‬‬ ‫يوم الثالثاء‪ 11‬رمضان ‪ 1438‬الموافق ل‪ 6‬يونيو ‪ 2017‬تحل الذكرى‬ ‫الثانية لوفاة العالمة الدكتور سيدي عبد اهلل المرابط الترغي تغمده اهلل‬ ‫تعالى بواسع رحمته‪ ،‬وبهذه المناسبة ننشر هذه المادة التي نقدم فيها‬ ‫بعض مالمح شخصيته الفذة‪ ،‬سائلين اهلل سبحانه وتعالى أن يثيبه على كل‬ ‫ما قدمه ألجيال من الطلبة والباحثين‪.‬‬ ‫الحديث عن المرحوم سيدي عبد اهلل المرابط الترغي حديث ال ينصرف إلى‬ ‫وجهة واحدة‪ ،‬فهو‪:‬‬ ‫‪ - 1‬أستاذ بكل ماتحمله كلمة األستاذية من معاني التمكن وإفادة‬ ‫المتتلمذين عليه بكل ما تحصل لديه‪ ،‬وبطرائق تبليغية خاصة‬ ‫به‪ ،‬وعلى رأسها قدرته على تيسير الصعوبات وإفهام الجميع‬ ‫مع هدوء ولطف واستمالة‪..‬‬ ‫وأستاذيته تشمل عمله التدريسي في الثانوي‬ ‫ومركز تكوين األط��ر والجامعة‪ ،‬وعلى امتداد هذه‬ ‫األسالك المهنية كان المرحوم فريدا باجتهاده وذكائه‬ ‫في انتقاء المفيد بل األفيد في دروس اللغة العربية‪ ،‬وفي‬ ‫دروس األدب قديمه وحديثه‪ ،‬وفي دروس المكتبة العربية‬ ‫في المغرب والمشرق‪.‬‬ ‫‪ - 2‬باحث ألمعي‪ :‬يشهد بذلك عمله النفيس‬ ‫في أطروحتيه‪ :‬فهارس علماء المغرب منذ‬ ‫النشأة إلى نهاية القرن الثاني عشر للهجرة‬ ‫والحركة العلمية واألدبية في المغرب‬ ‫على عهد المولى إسماعيل‪ ،‬حيث تبدو‬ ‫صورة المرحوم في هذين العملين‬ ‫الجليلين بقامة العالم الصبور الدؤوب‬ ‫على اإلبحار في علوم التراجم واألدب‬ ‫والشروح والرحالت واللغة والتصوف‬ ‫والتاريخ العام والخاص‪ ،‬وغير ذلك‬ ‫من المناحي التي تبرز إحاطة كبرى‬ ‫في تأصيل المواد وتفسيرها وتحليلها‬ ‫وتأويلها المبرز ألصالة فكرية ال تؤتى‬ ‫إال للعلماء الكبار‪..‬وفضال عن ذلك‬

‫فملمح الباحث المرحوم سيدي عبد اهلل المرابط الترغي يشهد به كل ما تيسرله‬ ‫نشره في كتب خاصة به أو في تآليف جماعية أو في مئات المقاالت والدراسات‬ ‫في المجالت والجرائد‪ ..‬إضافة إلى مشاركاته في الندوات العلمية والدورات‬ ‫التدريبية جهويا ووطنيا ودوليا‪.‬‬ ‫‪ - 3‬مؤطر‪ :‬حيث أشرف على مئات بحوث اإلجازة والمونوغرافيات ذات‬ ‫الصلة‪ ،‬ورسائل دبلوم الدراسات العليا المعمقة‪ ،‬ثم الماستر‪ ،‬وأطاريح الدكتوراه‪.‬‬ ‫وكل جانب من هذه الجوانب يحتاج إلى بيانات تفصيلية ودراسات معمقة‪.‬‬ ‫كان الدكتور سيدي عبد اهلل المرابط الترغي عطاء متميزا وعمال دؤوبا‬ ‫قوامه الصبر والمثابرة‪ ،‬وأعماله كثيرة منها‪:‬‬ ‫• فهارس علماء المغرب منذ النشأة إلى نهاية القرن الثاني عشر للهجرة‬ ‫• الحركة العلمية واألدبية بالمغرب على عهد السلطان المولى‬ ‫إسماعيل‪.‬‬ ‫• أبو عبد اهلل محمد بن إبراهيم الحضرمي ومؤلفاته‪.‬‬ ‫• أعمال السوسيين في كتابة الفهرسة‪.‬‬ ‫• أعالم مالقة‪.‬‬ ‫• الشروح األدبية على عهد الدولة العلوية‪.‬‬ ‫• من أعالم شمال المغرب ( في جزأين)‪.‬‬ ‫كان رجال استثنائيا في علمه وفي أخالقه وفي عالقاته‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬والشاهد على هذا إجماع المتتلمذين‬ ‫عليه بفضله وطيب معاملته وأريحيته في تقديم‬ ‫العون النفسي والعلمي لكل من قصده‪.‬‬ ‫ول��ع��ل أك��ب��ر ش��اه��د على سمـوق‬ ‫المرحــوم أنه قــد أفــاد جل أساتذة‬ ‫كلية اآلداب بتطوان‪ ..‬وكان مصدرهــم‪،‬‬ ‫سواء في االستشارات الببليوغرافية أو‬ ‫فك معميات نص‪ ،‬أو ضبط معلومات‬ ‫بخصوص علم من األع�لام أو غير ذلك‬ ‫من المسائل العلمية الدقيقة‪.‬‬ ‫رحم اهلل أستاذنا الدكتور سيدي عبد‬ ‫اهلل المرابط الترغي وغفر له‪ ،‬وجعل علمه‬ ‫صدقة جارية تنفعه يوم القيامة‪.‬‬

‫المركب المصالحي يجفف منابع الماء الشروب‬ ‫بجماعة زومي بإقليم وزان‬ ‫وزان ‪ :‬مراسلة خاصة‬ ‫من يحمل المعاول لزعزعة‬ ‫استقرار الوطن‪ ،‬وزرع الفتنة ؟ هل‬ ‫من يطالب بحقوق مشروعة ال‬ ‫تغادر مربع االجتماعي ؟ أم الدولة‬ ‫والمؤسسات العمومية والجماعات‬ ‫الترابية التي بيد من يوجد على‬ ‫رأسها سلطة القرار ؟‬ ‫هل كان نساء ورجال ومسنون‬ ‫وم��س��ن��ات وش��ب��اب م��ن دواري‬ ‫خراشش‪ ،‬المناتهــه بالجماعــة‬ ‫الترابية زوم��ي‪ ،‬الواقعــة تحـت‬ ‫النفوذ الترابي لعمالة إقليم وزان‪،‬‬ ‫سينزلون إلى دار الضمانة صباح‬ ‫يوم الخميس فاتح يونيه‪ ،‬غير‬ ‫عابئينبالحرارةالمفرطة‪،‬والجيوب‬ ‫الفارغة‪ ،‬والثقل االجتماعي للشهر‬ ‫الفضيل‪ ،‬وبعد المسافة‪ ،‬ووعورة‬ ‫التضاريس‪ ،‬لرفع أصواتهم‪ /‬هن‬ ‫أمام باب مقر العمالة احتجاجا على‬ ‫حرمانهم من حق الحصول على‬ ‫الماء ال��ذي يضمنه لهم دستور‬ ‫‪ ( 2011‬الفصل ‪ ) 31‬؟‬ ‫هل الدوارين يعانيان من خصاص مهول في المادة التي قال‬ ‫عنها الذي جل جالله في كتابه الكريم « وجعلنا من الماء كل شيء‬

‫حي» ؟ وحتى لو افترضـنــا‬ ‫ذل��ك م���اذا فعلت الجهات‬ ‫الموجودة على خط التمـاس‬ ‫بالموضوع من أجل توفير هذه‬ ‫المادة الحيــويـة ؟‪ ‬محتجـون‬ ‫ومحتجات شددوا في لقائهم‬ ‫‪ /‬هن بالجريدة بأن الدوارين‬ ‫يتوفران على احتياطي كبير‬ ‫من الماء الشروب‪ ،‬لكن بعض‬ ‫ب��ارون��ات ال��م��خ��درات بعين‬ ‫المكان الذين يتوفرون على‬ ‫كل أشكال الحمــايـة‪ ،‬وعلى‬ ‫أكثر من مستوى‪ ،‬حولــوا هذه‬ ‫المادة بعد أن قاموا بحفر آبار‬ ‫تنعدم فيها الشروط المطلوبة‬ ‫( العمق ) ‪ ‬لسقي حقول الشيرا‬ ‫«الكيف»‪ ،‬فجفــت العيــون‬ ‫والصنابير العمومية‪ ،‬وجفــت‬ ‫معها حياة ساكنة أرادوا لها‬ ‫أن ال تمتلك من االنتماء إلى‬ ‫الوطن إال البطاقة الوطنية ‪.‬‬ ‫مصادر متفرقـــة أفادت‬ ‫الجريدة بأن بعض حيتـــان‬ ‫جماعة زومي ما كانت لتعيث‬ ‫في القرية فسادا‪ ،‬ويصل بها استهتارها إلى حد المشاركة في تعطيش‬ ‫الساكنة‪ ،‬لو لم يعطل المركب المصالحي االستغاللي بعين المكان‪،‬‬ ‫وفي امتداداته بكل مستوياتها‪ ،‬القانون الذي يعلو وال يعال عليه ‪.‬‬

‫سالم اهلل‪..‬‬ ‫رصع بالمعاني‬ ‫عليكم ‪..‬من أقاص‪ ‬‬ ‫أو أدان‪.‬‬ ‫سالم اهلل‬ ‫عبد اهلل‬ ‫إني ألشهد‪ ‬‬ ‫أن سيرتكم مثـاني‪..‬‬ ‫وفضلها نابع منكم‬ ‫إلينا‪،‬‬ ‫يروينا عيانا‬ ‫من عيان‬ ‫ولو أني رثيتك‪ ‬‬ ‫طول عمري‬ ‫إلى يوم القيامة‪ ‬‬ ‫ما كفاني‬ ‫بتطوان الحبيبة‬ ‫كان بدء‪..‬‬ ‫وفي طنجيس‬ ‫منتهى ذا الزمـان‪..‬‬ ‫سالم اهلل‬ ‫عبد اهلل‪:‬‬ ‫غبتم‬ ‫ولكن‪،‬‬ ‫ال خيـار مع الزمان‪..‬‬

‫ـــــــــــــــ‬ ‫* د‪ .‬عبد اللطيف شهبون‪.‬‬

‫} َيا �أَ ّ َيت َُها ال َنّفْ ُ�س مْ ُ‬ ‫ال ْط َم ِئ ّ َن ُة ْار ِجعِي �إِ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫ك‬ ‫ا�ض َي ًة َم ْر ِ‬ ‫َر ِ‬ ‫اد ُخلِي‬ ‫اد ُخلِي يِف عِ َبادِ ي َو ْ‬ ‫�ض ّ َي ًة َف ْ‬ ‫َج ّ َنتِي‬

‫{‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫والدة ذ‪.‬محمد الو�سيني‪،‬‬ ‫رئي�س جمعية املتقاعدين بطنجة‪،‬‬ ‫يف ذمة اهلل‬ ‫توصلنا بنبأ وفاة والدة محمد الوسيني‪ ،‬رئيس‬ ‫جمعية المتقاعدين والمسنين بالمغرب‪ ،‬فرع طنجة‪،‬‬ ‫وذلك يوم الخميس‪ ،‬فاتح يونيو‪ ،2017‬وفي اليوم‬ ‫الموالي‪ ،‬شيع جثمانها الطاهر في موكب جنائزي‬ ‫مهيب‪ ،‬حضره األهل واألحباب والمعارف‪ ،‬ودفن‬ ‫بمقبرة «سيدي اعمار»‪ ،‬بعد صالة الجمعة بمسجد‬ ‫محمد الخامس‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬نتقدم بأحرالتعازي إلى‬ ‫نجلي الفقيدة‪ ،‬صديقينا محمد الوسيني‪ ،‬وشكيب‬ ‫الوسيني‪ ،‬وكذا إلى جميع أبناء وبنات الفقيدة‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى جميع أفراد عائالتها‪ ،‬راجين منه تعالى‬ ‫أن يرزقهم الصبر والسلوان‪ ،‬وأن يتغمد الفقيدة‪،‬‬ ‫بواسع رحمته‪ ،‬ويسكنها في فسيح جناته‪ ،‬مع‬ ‫النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين‪ ،‬وحسن‬ ‫أولئك رفيقا‪.‬‬ ‫�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون‬


‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬يونيو ‪2017‬‬

‫العدد ‪892‬‬

‫مسارات ‪:‬‬

‫‪13‬‬

‫لك اهلل يا فقري بالدي‪ ..‬ويا كل الكادحني يف الأر�ض‪..‬‬

‫• رم�ضان كرمي عند من يعرفه‪ ،‬ولعنة ت�صفع من ال يرى فيه �سوى الأكل وال�شرب‪..‬‬ ‫• عا�شوراء‪ ..‬ذكرى �أليمة ح ّولناها �إلى فرحة وفواكه وعرائ�س ودمى ودفوف‪..‬‬ ‫• مصطفى بديع السوسي‬ ‫مواسمنــا‪ ،‬ومناسباتنـــا‪ ،‬وأعيادنـــا‪،‬‬ ‫وطقوسنا‪ ،‬مكلفة ج��دا‪ ،‬وثقيلة جدا‪،‬‬ ‫وليكن اهلل في عون البائس‪ ،‬والفقير‪،‬‬ ‫والمسكيـن‪ ،‬والكــادح في األرض من‬ ‫أجل لقمة العيش‪ ،‬فإذا به أمام جبل من‬ ‫المتطلبات التي ال أصل لها في الدين‬ ‫ولكنها العادة وبئس العادة‪...‬‬ ‫لقد ح��ل رم��ض��ان األب����رك‪ ..‬وهو‬ ‫أبرك بحمولته الروحية‪ ،‬بمعانيه التي‬ ‫ال وجود لها على أرض الواقع‪ ..‬حقا هو‬ ‫شهر العبادة والغفران‪ ،‬وهو مناسبة‬ ‫لقهر طغيان النفس وشهواتها البطنية‬ ‫والغرائزية ولكنه بمنظور آخ��ر‪ ..‬وهو‬ ‫السائد تحول إلى مناسبة لملء البطون‬ ‫إلى حد التخمة‪ ..‬بل حتى صالة التراويح‬ ‫يقصدها المرء في المسجد وهو يترنح‬ ‫م��ن ف��رط م��ا أك��ل وش���رب‪ ،‬وبعضهم‬ ‫يقصدها للتخفيف عن بطنه وذاته ‪-‬كما‬ ‫قال البعض‪.-‬‬ ‫وقبيل رمضان‪ ..‬تبدأ االستعدادات‬ ‫وكلها تتعلق بما يُلتهــم من أشكال‬ ‫ومأكوالت وم��واد تدخل في تركيبتها‬ ‫كل أصناف الفواكــه الجافــة المقوية‬ ‫كاللوز والجوز وغيرهما‪ ..‬ثم تحفل مائدة‬ ‫اإلفطار‪ ،‬فضال عن الحريرة بكل العجائن‬ ‫والمملحات والدهنيات وكأن الصائم‬ ‫يعوض في الغــروب عما حُرم منه في‬ ‫النهار‪.‬‬ ‫غاب المعنى الشرعي‪ ..‬وغاب جهاد‬ ‫النفس وتهذيب الروح‪ ..‬وغاب اإلحساس‬ ‫بما يعانيه الفقير طوال حياته‪ ،‬فالتخمة‬

‫تُنسي المخمصة‪ ،‬والشعبان ال يفكر‬ ‫في الجائع‪ .‬فماذا بقي إذن من رمضان؟‬ ‫سوى عمارة المساجد وهي خ��راب من‬ ‫اإليمان كما ذكر رس��ول اهلل صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم «مساجدهم عامرة وهي‬ ‫خراب من اإليمان»‪ ..‬بل إن بعضهم اتخذ‬ ‫المساجد غرف نوم فال يخلو مسجد من‬

‫نيام‪ ،‬ومن منبطحين كأنهم في شاطئ‬ ‫ال في مسجد‪ ..‬وكثيرا ما يُتلى القران‬ ‫والمنبطحون ال يكترثون‪..‬‬ ‫هذا هو رمضان عندنا‪ ..‬كريم عند‬ ‫من يعرفه‪ ..‬ولعنة تصفع من ال يرى فيه‬ ‫سوى األكل والشرب‪ ..‬وجلسات السمر في‬ ‫المقاهي‪ ..‬وطقوس باردة الروح فيها‪..‬‬

‫وتدور األيام‪ ،‬فيهل العيد السعيد‪،‬‬ ‫وتنشط األفرنة لطبخ الحلويات وتتحرك‬ ‫أسواق المالبس‪ ...‬عبء آخر بعد أثقال‬ ‫شهيو‪،‬ات رمضان‪ ..‬وال يكاد يمر شهران‬ ‫حتى تأتي مناسبة الخروف وما أدراك ما‬ ‫الخروف بميزانيته الثقيلة‪ ،‬فال يتعلق‬ ‫األمر بالخروف وحده بل بتوابعه التي‬

‫تفوق ثمنه أو تكاد‪ ...‬وأيضا ينعدم الوازع‬ ‫الديني‪ ..‬فما يهم هو أشكال المطبوخ‬ ‫والمبخر وغيره‪ ،‬فال صدقة وال دين‪ ،‬فكيف‬ ‫ال تمتلئ عيادات أطباء الجهاز الهضمي‬ ‫بضحايا البطون المنتفخة‪ ..‬واألف��واه‬ ‫النهمة‪ ..‬واألجساد البهيمية؟!‬ ‫وتليه ذكرى عاشوراء‪ ..‬ذكرى أليمة‬ ‫حولناها إلى فرحة وفواكه وعرائس ودمى‬ ‫ودفوف‪ ..‬ثم تعود دورة الزمن الالمتناهي‬ ‫إلى رمضان من جديد‪ ..‬ويستمر مسلسل‬ ‫االس��ت��ن��زاف‪ ..‬ويحمل الفقير أثقاله‬ ‫األبدية‪ ،‬فهو ينزف عرقا ودما‪ ..‬ويجسد‬ ‫المجتمع أب��رز وأوض��ح عنوان للجهل‪..‬‬ ‫الجهــل بالديـن‪ ..‬والجهـل بالحقيقـة‪..‬‬ ‫والجهل بكنه األشياء‪ ..‬وتحريف المعنى‬ ‫والمضمون عن حقيقتهما تحريفا يعبث‬ ‫بالدين‪ ..‬كتابا منزال قوال من رب حكيم‬ ‫وحديثا شريفا ال يأتيه الباطل من بين‬ ‫يديه وال من خلفه‪ ..‬نقولها صراحة‪..‬‬ ‫نحن نعيش جهال مطبقا‪ ..‬جهال بديننا‬ ‫وما يدعو إليه في المناسبات العظام‪ .‬وما‬ ‫يريد منها أو من وراءها‪ ..‬وجهال بالعلم‬ ‫وض��رورات��ه‪ ..‬وما ارتماؤنا في أحضان‬ ‫التقليد‪ ...‬واتباعنا لعادات متخلفة جاهلية‬ ‫وتشبثنا بها كعقيدة راسخة‪ ،‬وحجيتنا‬ ‫بها في كل المواقف خير دليل على هذا‬ ‫الجهل الكامن في أعماقنا‪ ..‬المتربص‬ ‫بأفعالنا‪ ،‬والبارز في كل تصرفاتنا‪.‬‬ ‫وكل رمضان وأعياد ومناسبات وأنتم‬ ‫بخير مع الشهيوات والموائد الحافلة‪..‬‬ ‫ولك اهلل يا فقير بالدي ويا كل الكادحين‬ ‫في األرض‪.‬‬

‫على هام�ش زيارة وفد ميثل اجلامعة للجميع وجمعية البحث التاريخي ل�سفارة الربتغال‬ ‫ال أح���د ي��ج��ادل ف��ي أن معركة‬ ‫وادي المخازن تمثل وجها من وجوه‬ ‫العبقرية المغربية في القيادة العسكرية‬ ‫والسياسية وأيضا في التالحم االجتماعي‬ ‫والديني‪ .‬وقليلون هم الذين يجهلون أن‬ ‫اإلستراتيجية والتكتيكات الحربية التي‬ ‫استخدمت فيها قد أصبحت دروسا تلقن‬ ‫لطالب المدارس العسكرية والكليات‬ ‫الحربية في الشرق وال��غ��رب؛ لذلك‪،‬‬ ‫ولنفض الغبار عن هذه الحقائق‪ ،‬ولوضع‬ ‫حد الستغراب الباحثين والمهتمين‬ ‫األجانب والمغاربة من ع��دم اهتمام‬ ‫أهل المنطقة بهذا الوجه المشرق من‬ ‫تاريخيهم‪ ،‬حيث ظلت المنطقة مجهولة‬ ‫وغير معروفة لدى الكثيرين‪ ،‬ومن بينهم‬ ‫البرتغال أنفسهم‪ ،‬الذين كانوا طرفا‬ ‫رئيسيا في صناعة ذلك الحدث التاريخي‪،‬‬ ‫ال��ذي ص��ارت عبقريته ملكا لإلنسانية‬ ‫جمعا‪ ،‬وليس للمغاربة وحدهم‪ ،‬لهذه‬ ‫األسباب‪ ،‬ووعيا منها بضرورة تسليط‬ ‫الضوء على تاريخ المدينة ونواحيها‬ ‫وفق مقاربة جديدة‪ ،‬نظمت الجامعة‬ ‫للجميع بالقصر الكبير في صيف ‪2016‬‬ ‫« مهرجان وادي المخازن لحفظ الذاكرة‬ ‫في دورته األولى»‪. ‬‬ ‫وال��ي��وم ول��ت��ف��ادي حالة الخمول‬ ‫والكسل في التعريف بالحدث‪ ،‬ومكوناته‬ ‫البشرية والتاريخية‪ ‬والجغرافية‪ ،‬وهو‬ ‫ما فوت على المنطقة الكثير من فرص‬ ‫التنمية على كافة األصعدة‪ ،‬على العكس‬ ‫مما حصل في مدن أخ��رى كالصويرة‬ ‫والجديدة التي تداركت هذه األخطاء‪،‬‬ ‫وكذلك مدن أروبية جعلت من الحروب‬ ‫القديمة مناسبة فكرية وثقافية لتجاوز‬ ‫األحقاد واألخطاء وتمجيد الذات وتقوية‬ ‫ف��رص التنمية وإش��اع��ة السالم بين‬ ‫الشعوب‪ .‬‬

‫لكل هذه األسباب تعتزم الجامعة‬ ‫تنظيم المحطة الثانية لمهرجان وادي‬ ‫المخازن لحفظ ال��ذاك��رة‪ ،‬وفق مقاربة‬ ‫اتخذت من نظرتي المؤرخين الكبيرين‬ ‫ابن خلدون وفرناند بروديل أحد أهم‬ ‫مرتكزاتها في وض��ع البرامج وتنظيم‬ ‫الندوات‪ ،‬استنادا إلى فهمها المتقدم‬ ‫والواسع األفق لتاريخ الشعوب باعتباره‬

‫تعاونا وتفاعال تجاريا واجتماعيا‪ ،‬وليس‬ ‫م��ج��رد عنف وح���روب وتمجيد للذات‬ ‫وصراعات حضارية‪ ،‬كما ادعى الفيلسوف‬ ‫هنينغتون في واح��دة من أخطر زالته‬ ‫الفلسفية‪.‬‬ ‫وبناء على ذلك‪ ،‬أجرى مكتب الجامعة‬ ‫مشاورات حثيثة مع مؤرخين وأساتذة‬ ‫جامعيين داخل المغرب وخارجه‪ ،‬خاصة‬

‫الدكاترة عثمان المنصوري ومحمد سعيد‬ ‫المرتجي وعبد الواحد العسري وابراهيم‬ ‫ال��ه��راوة ورشيد ال��ح��ور‪ ،‬وعبد المالك‬ ‫الناصري‪ ،‬خلصت إلى ضرورة التنسيق‬ ‫م��ع الجهات الرسمية‪ ،‬م��ن سلطات‬ ‫محلية ومجالس منتخبة جهويا وإقليميا‬ ‫ومحليا‪ ،‬وبعد الجلسة المثمرة مع كل من‬ ‫رئيس المجلس البلدي لمدينة القصر‬

‫الكبير‪ ،‬ورئيس المجلس القروي لجماعة‬ ‫السواكن‪ ،‬وال��ل��ذان أبانا عن حماسة‬ ‫وغيرة كبيرتين إلعطاء انطالقة جديدة‬ ‫لهذا المشروع الثقافي والمعرفي‪ ،‬بعد‬ ‫هذه المشاورات قررت الجامعة المرور‬ ‫إلى مرحلة العمل الميداني إلظهار ما‬ ‫خفي عن العيون من جوانب مشرقة في‬ ‫تاريخ المنطقة‪ ،‬يدفعها إلى ذلك الرغبة‬ ‫في حماية التراث من االندثار وتحويله‬ ‫إلى معطيات مادية ملموسة‪ ،‬ومحجا‬ ‫للباحثين والدارسين والسياح‪.‬‬ ‫في هذا السياق‪ ،‬قام بعض أعضاء‬ ‫مكتب الجامعة‪ ،‬مؤازرين بالمؤرخ الوقور‬ ‫ورئيس جمعية البحث التاريخي الحاج‬ ‫محمد أخريف‪ ،‬بلقاء مع مسؤولين بسفارة‬ ‫البرتغال‪ ،‬حيث جرى نقاش أولي حول‬ ‫سبل التعاون الثقافي والفكري من أجل‬ ‫حفظ الذاكرة المشتركة‪ ،‬في جانبها‬ ‫المضيء والخالق‪ ،‬من خالل استلهام‬ ‫دروس العقالنية وحتمية الحوار التي‬ ‫قدمها مفكرون كبار كالبيروني وديكارت‬ ‫واب��ن سينا والفارابي وأب��ي المحاسن‬ ‫وابن سبعين‪ ،‬كما أكد الطرفان على أن‬ ‫المعرفة في جوانبها الطبية والحقوقية‬ ‫واللغوية والفلسفية والتاريخية تقع في‬ ‫صلب االهتمامات اآلنية واإلستراتيجية‬ ‫للجامعة‪ ،‬وأنها هي وحدها الكفيلة‬ ‫بجعل أح��داث الماضي‪ ،‬المؤلمة منها‬ ‫وغير المؤلمة‪ ،‬م��ن��ارات لعبور طريق‬ ‫الحوار والسالم بين الشعبين المغربي‬ ‫والبرتغالي وفق رؤية تنهل من مدارس‬ ‫عربية وأجنبية‪ ،‬وخاصة مدرسة الحوليات‬ ‫التي قدمت ت��ص��ورات جديدة لموقع‬ ‫اإلنسان على مسرح التاريخ‪.‬‬

‫رشيد الجلولي‬


‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬يونيو ‪2017‬‬

‫العدد ‪892‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫رم�ضان �شهر الرتبية وال�سلوك‬

‫لقد جعل اهلل سبحانه وتعالى لنا في حياتنا محطات للتدبر والتفكر‪ ،‬والتوبة والمغفرة‪ ،‬والعودة إلى‬ ‫النفس ومحاسبتها على ما بدر منها‪ ،‬وتربيتها على السلوك الحسن والسيرة المثلى‪ ،‬ففي الحديث‬ ‫«الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر»‬ ‫فبحلول موعد الصالة تحل محطة من محطات المغفرة والرضوان‪ ،‬وموعد مع النفس لمحاسبتها‬ ‫على فعلها وتذكيرها بما أمرها اهلل به ونهاها عنه‪ ،‬ومناسبة للتوبة وطلب العفو من اهلل على ما‬ ‫صدر من اإلنسان من هفوات وزالت‪ ،‬يقول الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪ « :‬إنما مثل الصلوات‬ ‫الخمس كمثل نهر جار على باب أحدكم يغتسل فيه خمس مرات ماذا يبقى من درنه» فإذا كان المرء‬ ‫يغتسل من ذنوبه ويتطهر من آثامه ويجدد إيمانه ويقينه في اهلل خمس مرات في اليوم فال خوف‬ ‫عليه ما لم يرتكب الكبائر ‪.‬‬ ‫وفي كل أسبوع تحل محطة جديدة من محطات العفو والرحمة والغفران‪ ،‬ومناسبة لعودة اإلنسان‬ ‫إلى نفسه وربه‪ ،‬يحل يوم الجمعة التي نجتمع فيها للصالة واالستماع إلى خطبة اإلمام المذكرة بما‬ ‫أمرنا اهلل به وبما نهانا عنه‪ ،‬وقد جعل اهلل سبحانه‬ ‫وتعالى هذا اليوم مناسبة الجتماع المسلمين‬ ‫وتوحيد صفهم وغسل درنهم‪ ،‬وإحياء صلة الرحم‬ ‫فيما بينهم‪ ،‬فهذا األمر السماوي بالصالة جماعة‬ ‫هذا اليوم إنما هو في الحقيقة أمر ينطوي على كثير‬ ‫من المعاني والعبر‪ ،‬منها التواصل والتراحم والتآخي‬ ‫والتضامن والمساواة بين المسلمين‪ ،‬وقد خص اهلل‬ ‫هذا اليوم بساعة مباركة يستجيب فيها دعاء كل عبد‬ ‫توجه فيها إلى ربه طالبا حاجته‪ ،‬ففي الحديث‪ :‬أن‬ ‫الرسول صلى اهلل عليه وسلم ذكر يوم الجمعة فقال‪:‬‬ ‫«فيه ساعة ال يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي‬ ‫يسأل اهلل شيئا إال أعطاه إياه وأشار بيده يقللها»‪.‬‬ ‫وفي كل سنة تحل محطة أخرى أعظم وأجل‪،‬‬ ‫وأرحب وأوسع‪ ،‬يحل شهر رمضان الذي قال فيه الحق‬ ‫سبحانه وتعالى‪« :‬شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن‬ ‫هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان» وقال فيه‬ ‫الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬أتاكم رمضان شهر‬ ‫مبارك‪ ،‬فرض اهلل عز وجل عليكم صيامه‪ ،‬تفتح فيه أبواب الجنة‪ ،‬وتغلق فيه أبواب الجحيم‪ ،‬وتغل‬ ‫فيه مردة الشياطين‪ ،‬فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم» رواه مسلم‪ .‬أكرمه اهلل‬ ‫بأن أنزل فيه القرآن هذا الفيض الرباني الذي مأل أطباق األرض علما وحكمة‪ ،‬وعم العالم عدال‬ ‫ومساواة ورحمة‪ ،‬شهر تفتح فيه أبواب خزائن الرحمة والجود واإلحسان‪ ،‬وتقبل فيه ليالي الصفح‬ ‫والتجاوز والغفران‪ ،‬فطوبى لمن تعرض فيه لنفحات الرب وأخلص الطاعة هلل بالجوارح والقلب وترفع‬ ‫عما يأتيه صرعى الشهوات وقتلى الغرور‪ ،‬فكم هلل في هذا الشهر من نفحات كم تنهمر فيه على‬ ‫القلوب المستعدة صيوب الرحمات وتغفر فيه للتائبين مساوئ وزالت ‪.‬فإذا أردت أن تخرج من هذا‬ ‫الشهر مغفورا لك فعليك بأمور ثالثة‪:‬‬ ‫• عبادة اهلل حق قدره وتعظيمه واستحضاره في كل وقت وحين‪ ،‬والتوبة إليه ومراجعة النفس‬ ‫فيما أقبلت عليه وخاضت فيه طوال السنة‪ ،‬وأن تصوم صوم المؤمنين المحتسبين‪ ،‬عن نية خالصة‬ ‫في الفعل ورغبة صادقة في الثواب والجزاء‪ ،‬قال صلى اهلل عليه وسلم‪ « :‬من لم يبيت الصيام من‬ ‫الليل فال صيام له»‪ ،‬وعن حرص في التحقق من نيل المنى وبلوغ مرتبة التقوى‪ ،‬وعن صدق التوجه‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫الوصية التاسعة والثالثون‪ :‬في التقوى‬

‫الوصية األربعون‪ :‬فضل تالوة القرآن‬

‫عن عبد اللهّ بن عمر بن العاص رضي اللهّ عنهما قال‪ :‬قال رسول اللهّ صلى اللهّ عليه وسلم‪« :‬يقال‬ ‫لصاحب القرآن‪ ،‬اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا‪ ،‬فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها»(صحيح)‪.‬‬

‫الوصية الحادية واألربعون‪ :‬اإلنفاق في سبيل الل‬ ‫عن أبي مسعود عن النبي ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ قال‪« :‬إذا أنفق الرجل على أهله يحتسبها‬ ‫فهو له صدقة» (متفق عليه)‪.‬‬

‫الوصية الثالثة واألربعون‪ :‬دعاء يقال عند النوم‬

‫عن أبي عمار البراء بن عازب رضي اهلل عنه قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اللهّ عليه وسلم‪« :‬يا فالن‬ ‫إذا أويت إلى فراشك فقل‪ :‬ال ّلهم أسلمت نفسي إليك‪ ،‬ووجهت وجهي إليك‪ ،‬وفوضت أمري‪ ،‬إليك‬ ‫رغبة ورهبة إليك‪ ،‬ال ملجأ وال منجي منك إال إليك‪ ،‬آمنت بكتابك الذي أنزلت‪ ،‬وبنبيك الذي أرسلت‪،‬‬ ‫فإنك إن مت من ليلتك مت على الفطرة‪ ،‬وإن أصبحت أصبت خيراً» (متفق عليه)‪.‬‬

‫الوصية الرابعة واألربعون‪ :‬وصية هي خير من خادم‬ ‫عن علي أن فاطمة اشتكت ما تلقى من الرحى في يدها وأتى النّبي ـ عليه الصالة والسالم سبي‬ ‫فانطلقت فلم تجده ولقيت عائشة فأخبرتها فلما جاء النبي ـ صلى اللهّ عليه وسلم ـ أخبرته عائشة‬ ‫بمجيء فاطمة إليها فجاء النبي عليه الصالة والسالم إليها وقد أخذنا مضاجعنا فذهبنا نقوم فقال‬ ‫النبي صلى اهلل عليه وسلم على مكانكما‪ ،‬فقعد بيننا حتى وجدت برد قدمه على صدري ثم قال‪« :‬أال‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫في التأسي بالحبيب المصطفى واتباع سبل السادة الفضالء العدول الخيرة أولي العلم والنهى‪،‬‬ ‫قال تعالى‪ « :‬فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ال تعلمون»‪ .‬مع الحرص على الواجبات والسنن من نية‬ ‫وإمساك وتعجيل الفطور وتأخير السحور‪ ،‬وقيام الليل‪ ،‬وحضور صالة الجماعة في كل وقت‪ ،‬وإحياء‬ ‫ليالي رمضان بالصالة وقراءة القرآن والذكر‪ ،‬واالجتهاد أكثر في العشر األواخر منه‪ ،‬وأداء زكاة الفطر‪.‬‬ ‫• قراءة القرآن الكريم وحضور مجالس العلم والتعلم والحرص على التعلم واالستفادة‪ ،‬ففي‬ ‫الحديث الشريف‪ « :‬ما اجتمع قوم في بيت من بيوت اهلل يتلون كتاب اهلل ويتدارسونه فيما بينهم‬ ‫إال نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم المالئكة وذكرهم اهلل فيمن عنده» ففي هذا‬ ‫الحديث بيان لفضل العلم والتعلم‪ ،‬وإشارة إلى مكانة العلم ومجالسه عند اهلل‪ ،‬وإذا كان لفظ الحديث‬ ‫يشير إلى تالوة كتاب اهلل ومدارسته فإن مفهومه يوحي بأن هذا الفضل وهذه الدرجة حاصلة لكل‬ ‫متعلم متدبر ألن جميع العلوم نجد أصال لها في القرآن‪ ،‬ومدارسة القرآن تعني تدارس علومه‬ ‫وفهومه وما أشار إليه أو أمر بالتدبر والتفكر فيه‪.‬وقد كان الرسول صلى اهلل عليه وسلم يكثر في‬ ‫هذا الشهر من قراءة القرآن وينزل عليه جبريل في‬ ‫كل ليلة لهذا الغرض‪ ،‬ففي الحديث‪ « :‬كان رسول‬ ‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم أجود الناس‪ ،‬وكان أجود‬ ‫ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل في كل ليلة‬ ‫من رمضان فيدارسه القرآن‪.‬‬ ‫• االلتزام باألخالق الحسنة والمعاملة الطيبة‬ ‫خالل هذا الشهر‪ ،‬فرمضان مدرسة سلوكية تعلمنا‬ ‫الصبر على الجوع والعطش وكبح جماح الشهوة‬ ‫من طلوع الشمس إلى غروبها‪ ،‬ويطلعنا على‬ ‫معاناة الفقير المحتاج طيلة السنة حيث يجوع وال‬ ‫يجد طعاما ويعطش وال يجد ما يروي به ظمأه‪،‬‬ ‫ويعرى وال يجد ما يستر به نفسه ويحميها من البرد‬ ‫والمطر‪ ،‬ويعلمنا كيف نحافظ على حدود اهلل ونحفظ‬ ‫أمانته فندخل بيوتنا ونقفل علينا أبوابنا ونجد الماء‬ ‫والطعام والزوجة‪ ،‬فنعرض عن كل ذلك امتثاال ألمر‬ ‫اهلل وحفاظا على أمانته‪ ،‬وباإلضافة إلى هذا وذاك‬ ‫أمرنا الحق سبحانه وتعالى بالتخلق بالخلق الحسن‬ ‫في هذا الشهر والتدرب على هذا الخلق ليكون دأبنا وشعارنا وخلقنا طيلة السنة‪ ،‬يقول الرسول صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم‪ « :‬الصيام جنة‪ ،‬فإذا كان صيام أحدكم فال يرفث‪ ،‬وال يصخب‪ ،‬فإن شاتمه أحد أو‬ ‫قاتله فليقل‪ :‬إني صائم‪ .‬وقال أيضا‪« :‬إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم‬ ‫وتجنب أذى الخادم وليكن عليك وقار وسكينة‪ ،‬وال تجعل يوم فطرك كيوم صومك» ففي هذه‬ ‫األحاديث وغيرها إشارات واضحة إلى أن رمضان ليس شهر صيام وقيام فحسب بل هو أيضا شهر‬ ‫أخالق ومثل عليا يربي عليها اإلسالم أبناءه ويدعوهم إلى التمسك بها‪ ،‬وجعل هذا الشهر محطة‬ ‫من محطات التعلم والتدرب على ذلك‪ ،‬فال صيام لكاذب أو متكلم بالسوء في الناس‪ ،‬أو مفسد لما‬ ‫بينهم من ود وأخوة‪ ،‬أو شاهد زور‪ ،‬أو مؤذ للناس بلسانه أو بيده أو ‪ ...‬ألن الدين اإلسالمي هو دين‬ ‫العبادة والعلم واألخالق فمن فرط في شيء من ذلك فقد فرط في ركن من أركان هذا الدين‪.‬وقد‬ ‫جعل الحق سبحانه وتعالى هذا الشهر مناسبة لمراجعة النفس وضبطها وتعلمها األخالق الحسنة‬ ‫وتدريبها على ذلك حتى تمضي عليه طول السنة ومدى الدهر تمثل اإلسالم خير تمثيل وتعطي‬ ‫للعالم أجمل صورة عن اإلسالم وأخالق أهله‪.‬‬

‫يف �إحياء �سنة ر�سول اهلل‬

‫عن أبي ذر رضي اهلل عنه قال‪ :‬قلت يا رسول اللهّ أوصني؟ قال‪« :‬عليك بتقوى اللهّ ‪ ،‬فإنه رأس‬ ‫األمر كله» قلت‪ :‬يا رسول اللهّ زدني؟ قال «عليك بتالوة القرآن‪ ،‬فإنه نور لك في األرض وذخر لك في‬ ‫السماء» (أخرجه ابن حبان في صحيحه في حديث طويل)‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫(‪)2‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫أعلمكما خيراً مما سألتما إذا أخذتما مضاجعكما أن تكبرا للهّ أربعا وثالثين وسبحاه ثالثا وثالثين‪،‬‬ ‫فهو خير لكما» (متفق)‪.‬‬

‫الوصية الخامسة واألربعون‪ :‬أفضل الناس‬ ‫عن أبي سعيد الخدري رضي اللهّ عنه قال رجل‪ :‬أي الناس أفضل يا رسول اللهّ ؟ قال‪« :‬مؤمن‬ ‫مجاهد بنفسه وماله في سبيل اللهّ » قال‪ :‬ثم من؟ قال‪« :‬رجل معتزل في شعب من الشعاب يعبد‬ ‫ربه» وفي رواية‪ « :‬يتقي اهلل ويدع الناس من شره» (أخرجه الشيخان)‪.‬‬

‫الوصية السادسة واألربعون‪ :‬كفارة المجلس‬ ‫عن أبي هريرة رضي اهلل عنه أن رسول اهلل‪ ،‬صلى اللهّ عليه وسلم‪ ،‬قال‪« :‬من جلس في مجلس‬ ‫فكثر فيه لغطه‪ ،‬فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك‪ :‬سبحانك اللهم وبحمدك‪ ،‬أشهد أن ال إله إ ّ‬ ‫ال‬ ‫أنت‪ ،‬أستغفرك وأتوب إليك‪ ،‬إ ّ‬ ‫ال غفرله ما كان في مجلسه ذلك» (صحيح)‪.‬‬

‫الوصية الثامنة واألربعون‪ :‬سيدة اإلستغفار‬ ‫عن شداد بن أوس رضي اهلل عنه‪ ،‬عن النبي صلي اللهّ عليه وسلم قال‪« :‬سيد اإلستغفار أن‬ ‫يقول العبد‪ :‬اللهم أنت ربي ال إله إ ّ‬ ‫ال أنت خلقتني وأنا عبدك‪ ،‬وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت‪،‬‬ ‫وأعوذبك من شر ما صنعت‪ ،‬أبوء لك بنعمتك علي‪ ،‬وأبوء بذنبي‪ ،‬فاغفر لي‪ ،‬فإنه ال يغفر الذنوب إ ّ‬ ‫ال‬ ‫أنت‪ .‬من قالها في النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة‪ ،‬ومن قالها‬ ‫من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة» (أخرجه البخاري)‪.‬‬

‫الوصية التاسعة واألربعون‪ :‬غراس الجنة‬

‫عن أبي هريرة رضي اللهّ عنه أن النبي‪ ،‬صلى اللهّ عليه وسلم مر به وهو يغرس غرسا‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫«يا أبا هريرة ما الذي تغرس؟» قلت ‪ :‬غراسا‪ ،‬قال‪« :‬أال أدلك على غراس خير من هذا‪ :‬سبحان اللهّ ‪،‬‬ ‫والحمد هلل‪ ،‬وال إله إ ّ‬ ‫ال اللهّ ‪ ،‬واللهّ أكبر‪ ،‬تغرس لك بكل واحدة شجرة في الجنة»‪.‬‬


‫العدد ‪892‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬يونيو ‪2017‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫حدائق الأزاهر يف م�ستح�سن الأجوبة وامل�ضحكات‬ ‫واحلكم والأمثال واحلكايات والنوادر‬ ‫وهوكتاب جامع للحكم واألمثال والنوادروالحكايات‪،‬ألفه الفقيه األديب محمد بن محمد بن محمد أبو بكر ابن عاصم القيسي الغرناطي قاضي من‬ ‫فقهاء المالكية باألندلس توفي بمسقط رأسه غرناطة عن عمر السابعة والستين سنة (عام ‪ 829‬هـ الموافق ‪1426‬م)؛كان يجلد الكتب في صباه‪ ،‬وتقدم‬ ‫حتى ولي قضاء القضاة ببلده‪.‬‬ ‫وقد أخذ عن أعالم منهم‪:‬‬ ‫أبو إسحاق الشاطبي‪ ،‬وأبو عبد اهلل القيطاجي‪ ،‬وأبو عبد اهلل الشريف التلمساني‪ ،‬وأبو إسحاق ابن الحاج‪ ،‬وابن عالق‪ ،‬وخااله أبو بكر‪ ،‬ومحمد ولدا أبي‬ ‫القاسم بن جزي‪ ،‬وابن لب وغيرهم‪.‬‬ ‫وله من المؤلفات‪:‬‬ ‫ــ تحفة الحكام في نكت العقود واألحكام‪ (:‬أرجوزة في الفقه المالكي تعرف بالعاصمية)‪ ،‬شرحها جماعة من العلماء‪.‬‬ ‫ــ أراجيز في األصول والنحو والقراءات‪.‬‬ ‫وحدائق األزاهر في مستحسن األجوبة والمضحكات والحكم واألمثال والحكايات والنوادر (وهو الكتاب الذي سنتحف به القارئ الكريم عبر سلسلة‬ ‫حلقات)‪.‬‬ ‫وفي مقدمة كتابه هذا يقول ابن عاصم‪:‬‬ ‫«أما بعد فإني جمعت في هذا الكتاب من طرف األخبار‪ ،‬ورائق األشعار‪ ،‬ومستحسن الجواب‪ ،‬ومضحكات المولدين واألعراب ونوادر الحكم واألمثال واآلداب ما يستحسن ويستطرف‪ ،‬ويستملح ويستظرف‬ ‫من كل نادرة غريبة‪ ،‬أو نكتة عجيبة‪ ،‬أو حكاية بارعة‪ ،‬أو حكمة نافعة‪ ،‬أو قطعة شعر رائعة أو مخاطبة فائقة‪ ،‬مع ما يستفاد في ذلك من الوقوف على مناقب الملوك ومآثرها‪ ،‬ومحامدها ومفاخرها‪ ،‬ومكارم‬ ‫أخالقها وشيمها‪ ،‬وشرف أنفسها وهممها‪ ،‬وجميل أفعالها وكريم محلها واحتمالها‪ ،‬وعدلها ووفائها‪ ،‬وبأسها وسخائها‪ ،‬وخوفها ورجائها‪ ،‬وحزمها واتقائها‪ ،‬وعزمها وإمضائها‪ ،‬وصفحها وإغضائها‪ ،‬وجدها‬ ‫واعتنائها‪ ،‬وسطوتها وحنانها‪ ،‬واستقباحها واستحسانها‪ ،‬وسيرها وعوائدها‪ ،‬وجوائزها وفوائدها‪ ،‬إلى غير ذلك من معرفة سنن م تقدم من الوالة واألمراء‪ ،‬والكتّاب والشعراء‪ ،‬واألئمة والخطباء‪ ،‬والمؤذنين‬ ‫والفقهاء‪ ،‬والوعاظ والحكماء‪ ،‬واألعراب والغرباء‪ ،‬والمجان والظرفاء‪ ،‬والمجنونين والعقالء‪ ،‬والطفيليين والبخالء‪ ،‬وحذاق الجواري والنساء‪ ،‬وأهل التصنع والرياء‪ ،‬والزهاد واألولياء‪ ،‬فأخذت في تبويبه وترتيبه‪،‬‬ ‫واجتهدت في تهذيبه وتقريبه‪ ،‬واعتنيت بتأليفه وجمعه‪ ،‬ورددت كل جنس إلى جنسه‪ ،‬وكل نوع على نوعه‪ ،‬وجعلت الشكل فيه مع شكله وضممت المثل إلى مثله‪ ،‬ليسهل النظر فيه على مطالعه‪ ،‬وتحصل‬ ‫الفائدة لقارئه وسامعه‪ ،‬فجاء بحمد اهلل سبحانه حسن الترتيب‪ ،‬بديع التهذيب‪ ،‬فهو روضه آداب‪ ،‬ومتعة أحداق وأسماع ألباب‪ ،‬فيه تسلية للنفوس وترويح لألرواح‪ ،‬واستجالب للمسرات واألفراح‪ ،‬وراحة الخاطر‪،‬‬ ‫وأنس المجالس والمسامر‪ ،‬وتحفة القادم‪ ،‬وزاد المسافر‪ ،‬وسميته حدائق األزاهر في مستحسن األجوبة والمضحكات والحكم واألمثال والحكايات والنوادر‪ ،‬وجعلته ست حدائق‪.»...‬‬

‫في مستحسن األجوبة التي هي عن ذكاء قائلها معربة‬ ‫لما دخل عبد الملك البصرة‪ ،‬رأى إياساً وهو صبي‪ ،‬وخلفه أربعة من القراء‪ ،‬أصحاب‬ ‫الطيالسة والعمائم‪ ،‬وإياس يقدمهم؛ فقال عبد الملك‪« :‬أما فيكم شيخ يقدمكم غير‬ ‫هذا الحدث؟»‪ ،‬ثم التفت إليه وقال‪« :‬كم سنك؟»‪ ،‬قال‪« :‬سني ‪ -‬أطال اهلل بقاء األمير ‪-‬‬ ‫سن أسامة بن زيد حين واله رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم جيشاً فيه أبو بكر وعمر»‪،‬‬ ‫فقال‪« :‬تقدم‪ ،‬بارك اهلل فيك»‪ ،‬وكان سنه سبع عشرة سنة‪.‬‬ ‫وقيل ألحد المكدين‪« :‬أتبيع مرقعتك؟» قال‪« :‬أرأيت صائداً يبيع شبكته؟»‪ .‬وقال‬ ‫رجل ألعرابي‪« :‬ما يسرني لو بت ضيفاً لك»‪ ،‬قال‪« :‬لو بت ضيفاً لي ألصبحت أبطن من‬ ‫أمك قبل أن تلدك بساعة»‪.‬‬ ‫ودخ��ل أعرابي على معاوية في عباءة‬ ‫فاحتقره‪ .‬فقال‪« :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬إن العباءة‬ ‫ال تكلمك‪ ،‬إنما يكلمك من فيها»‪ ،‬ثم تكلم‪،‬‬ ‫فمأل سمعه بياناً‪ ،‬ثم خرج‪ ،‬ولم يسله شيئاً‪،‬‬ ‫فقال معاوية‪« :‬ما رأيت رج ً‬ ‫ال أحقر أو ًال‪ ،‬وال‬ ‫أجل آخراً منه»‪.‬‬ ‫وتكلم رجل عند عبد الملك بكالم ذهب‬ ‫فيه كل مذهب‪ ،‬فقال له‪ ،‬وقد أعجبه‪« :‬ابن‬ ‫من أنت؟»‪ ،‬قال‪« :‬أنا ابن نفسي التي نلت‬ ‫بها هذا المقعد منك»‪ ،‬قال‪ :‬صدقت»‪.‬‬ ‫وع��رض بعض األدب��اء على صاحب له‬ ‫شعراً‪ ،‬بمحضر جماعة فجعل يعرض عن‬ ‫محاسن الشعر‪ ،‬ويتتبع مواضع النقد حسداً‪،‬‬ ‫فقال له صاحب الشعر‪« :‬أراك كالذباب‬ ‫تعرض عن المواضع السليمة‪ ،‬وتتبع جروح‬ ‫الجسد»‪.‬‬ ‫وأخرج الحجاج رج ً‬ ‫ال من سجنه ليعاقبه‪،‬‬ ‫فقال له‪« :‬سمنت يا غضبان»‪ ،‬قال‪« :‬الرفد‬ ‫والرفعة‪ ،‬والخفض والدعة‪ ،‬ومن يكن ضيف أمير المؤمنين يسمن»‪ ،‬قال‪« :‬ألحملنك‬ ‫على األدهم»‪ ،‬قال‪« :‬مثل األمير أعزه اهلل يحمل على األدهم والورد والمكيث»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«إنه حديد»‪ ،‬قال‪« :‬ألن يكون حديداً خير من أن يكون بليداً»‪ ،‬قال‪« :‬اضربوا به‬ ‫األرض»‪ ،‬قال‪( :‬منها خلقناكم وفيها نعيدكم) قال‪ :‬جروه قال‪( :‬باسم اهلل مجراها‬ ‫ومرساها) قال‪« :‬احملوه على األيدي» فلما حمل‪ ،‬قال‪( :‬سبحان الذي سخر لنا هذا وما‬ ‫كنا له مقرنين) فضحك الحجاج‪ ،‬وقال‪« :‬غلبنا هذا الحديث الخبيث‪ ،‬خلوه إلى صفحي‬ ‫عنه»‪ ،‬قال‪( :‬فاصفح عنهم وقل سالم)‪.‬‬ ‫وقال الربيع بن عبد الرحمن ‪،‬قلت ألعرابي‪« :‬أتهمز إسرائيل؟» قال‪« :‬إني إذن لرجل‬ ‫سوء»‪ ،‬أراد قوله تعالى‪( :‬هماز مشاء بنميم)‪ ،‬قلت‪« :‬أتجر فلسطين؟»‪ .‬قال‪« :‬إني إذن‬ ‫لقوي»‪.‬‬ ‫وقيل ألعرابي‪« :‬أتهمز الفأرة؟»‪ ،‬قال‪« :‬الهر يهمزها»‪.‬‬ ‫وترك رجل النبيذ‪ ،‬فقيل له‪« :‬لم تركته‪ ،‬وهو رسول السرور إلى القلب؟»‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫«ولكنه بئس الرسول يبعث إلى الجوف فيذهب إلى الرأس»‪.‬‬

‫ودخل رجل على الشعبي ‪ -‬وهو مع امرأته ‪ -‬فقال‪« :‬أيكما الشعبي؟»‪ ،‬فقال‪« :‬هذه»‪،‬‬ ‫فقال‪« :‬ما تقول ‪ -‬أصلحك اهلل ‪ -‬في رجل شتمني في أول يوم من رمضان؟ هل يؤجر؟»‪،‬‬ ‫فقال له الشعبي‪« :‬إن كان قال لك‪ :‬أحمق‪ ،‬فأرجو له األجر»‪.‬‬ ‫وسأله آخر‪ ،‬فقال له‪« :‬ما تقول في رجل أدخل أصبعه في أنفه في الصالة‪ ،‬فخرج عليه‬ ‫دم‪ ،‬أترى له أن يحتجم؟» فقال‪« :‬الحمد هلل الذي نقلنا من الفقه إلى الحجامة»‪.‬‬ ‫وسأله فقال‪« :‬كيف كانت تسمى امرأة إبليس؟»‪ ،‬فقال‪« :‬ذلك نكاح ما شهدناه»‪.‬‬ ‫ودخل الشعبي الحمام فرأى داود األزدي بال مئزر فغمض عينيه‪ ،‬فقال له داود‪:‬‬ ‫«متى عميت يا أبا عمرو؟»‪ ،‬قال‪« :‬مذ هتك اهلل‬ ‫سترك»‪.‬‬ ‫وقال األصمعي‪« :‬قلت الم��رأة ظريفة‪ :‬يا‬ ‫جارية‪ ،‬هل في يديك عمل؟»‪ ،‬قالت‪« :‬ال‪ ،‬ولكن‬ ‫في رجلي»‪.‬‬ ‫وكان للفرزدق نديم يسمى زياد األقطع‪،‬‬ ‫فأتى به يوماً‪ ،‬فخرجت له بنية للفرزدق صغيرة‪،‬‬ ‫فقال‪« :‬ابنة من أنت؟»‪ ،‬قالت‪« :‬ابنة الفرزدق»‪،‬‬ ‫قال‪« :‬فما بالك حبشية؟»‪ ،‬قالت‪« :‬فما بال يدك‬ ‫مقطوعة؟» قال‪« :‬قطعت في حرب الحرورية»‪،‬‬ ‫قالت‪« :‬بل قطعت في اللصوصية»‪ .‬فقال‪:‬‬ ‫«عليك وعلى أبيك لعنة اهلل»‪ ،‬ثم أخبر الفرزدق‪،‬‬ ‫فقال‪« :‬أشهد أنها ابنتي حقاً»‪.‬‬ ‫وأم��ر عمر بن عبد العزيز رضي اهلل عنه‬ ‫بعقوبة رجل‪ ،‬فقال له رجاء بن حيوة‪« :‬إن اهلل‬ ‫قد فعل ما تحب من الظفر‪ ،‬فافعل ما يحب من‬ ‫العفو»‪ ،‬فعفا عنه‪.‬‬ ‫وقال العتبي‪ :‬وقعت دماء بين حيين من قريش‪ ،‬فأقبل أبو سفيان‪ ،‬فما بقي أحد‬ ‫واضع رأسه إال رفعه‪ ،‬فقال‪« :‬يا معشر قريش‪ ،‬هل لكم في الحق أو فيما هو أفضل‬ ‫من الحق؟»‪ ،‬قالوا‪« :‬وهل شيء أفضل من الحق؟»‪ ،‬قال‪« :‬نعم‪ ،‬العفو»؛ فتبادر القوم‬ ‫واصطلحوا‪.‬‬ ‫ويروى أن نصيباً وفد على عبد الملك بن مروان‪ ،‬وأنشده‪ ،‬فاستحسن شعره‪ ،‬ووصله‪،‬‬ ‫فجاء بالطعام فأكل معه‪ ،‬فقال له عبد الملك‪« :‬هل لك فيما يتنادم عليه؟»‪ ،‬فقال‪« :‬يا‬ ‫أمير المؤمنين تأملني»‪ ،‬قال‪« :‬فإني أراك»‪ ،‬قال‪« :‬يا أمير المؤمنين الجلد أسود‪ ،‬والوجه‬ ‫قبيح‪ ،‬ولست في منصب كريم‪ ،‬وإنما بلغ بي مجالستك ومواكلتك عقلي‪ ،‬وأنا أكره أن‬ ‫أدخل عليه ما يحول بيني وبينه»‪ ،‬فأعجب عبد الملك كالمه وأعفاه‪.‬‬ ‫وأنشد يوماً هشاماً قصيدة مدحه بها‪ ،‬فقال له هشام‪« :‬يا أسود‪ ،‬قد بلغت المدح‬ ‫فسلني أعطك»‪ ،‬فقال‪« :‬يداك يا أمير المؤمنين بالعطية أطول من لساني بالمسألة»‪،‬‬ ‫فقال هشام‪« :‬هذا واهلل أجزل من الشعر»‪ ،‬وأجازه جائزة عظيمة‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬يونيو ‪2017‬‬

‫العدد ‪892‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)795‬‬

‫‪16‬‬

‫“التاريخ من أسفل‪ ...‬في تاريخ‬ ‫الهامش والمهمش”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫بناها الداخلية في أفق تحويلها إلى قضايا مركزية في أسئلة التقصي‬ ‫لعل من حسنات التطور الكبير الذي أضحت تعرفه الكتابة التاريخية‬ ‫والتفكيك واالستثمار‪ ،‬مثلما هو الحال مع تاريخ الذهنيات وتاريخ الجنون‬ ‫الوطنية المعاصرة‪ ،‬انفتاحها الواسع على أحدث مناهج البحث والتنقيب‬ ‫وعوالم السحر وسير الفقهاء وطابوهات الجنس واألحالم‪...‬‬ ‫التاريخيين حسب ما تبلورت في أبعادها العلمية الواسعة‪ .‬ولعل –‬ ‫ ولقد استطاعت الكلمة التقديمية لألستاذين خالد اليعقوبي‬ ‫كذلك‪ -‬من معالم التميز بهذا الخصوص‪ ،‬قدرة البحث التاريخي‬ ‫وخالد طحطح اختزال اتجاهات هذا البعد التجديدي على مستوى مناهج‬ ‫الوطني على استيعاب الطفرات الهائلة – معرفيا ومنهجيا ‪ -‬التي‬ ‫البحث التاريخي المعاصرة‪ ،‬عندما قالت‪“ :‬بفضل إعطاء األولوية للبحث‬ ‫أصبحت ميسما إلواليات اشتغال “صنعة” كتابة التاريخ‪ ،‬وتحويلها إلى‬ ‫في الهوامش‪ ،‬وفي المواضيع المسكوت عنها‪ ،‬وعبر التركيز على سير‬ ‫رافعة لتأصيل شروط إدماج نتائج هذه الطفرات داخل نسق البحث‬ ‫الفئات واألماكن المهمشة برز إلى الوجود شيء اسمه “التاريخ المنسي”‪،‬‬ ‫األكاديمي المتخصص‪ .‬ال يتعلق األمر بكتابات تنظيرية أو استقرائية‬ ‫ثم شهدنا مع جيل “التاريخ الجديد” توظيف أدوات األنتروبولوجي‪ ،‬قبل‬ ‫لمسار تطور مناهج البحث التاريخي عالميا‪ ،‬بقدر ما أنها سلطة معرفية‬ ‫أن تتسع بعد ذلك دالالت كلمة مهمش في الدراسات واألبحاث في‬ ‫لتفكيك الخطابات ما بعد الكولونيالية أو ما بعد الحداثية أو خطابات‬ ‫مختلف العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬وبالخصوص مفاهيم التاريخ‬ ‫النقد الثقافي‪ ،‬قصد تحويلها إلى أرضية للتأمل ولالشتغال استنادا إلى‬ ‫من أسفل‪ ،‬التي تجذرت بسرعة كبيرة في صفوف مجموعة من تالمذة‬ ‫العدة المنهجية التي تميز ضرورات التعاطي مع “الحالة المغربية”‪.‬‬ ‫المدرسة اإلنجليزية ممن ينتمون إلى مناطق كثيرة من العالم الثالث‪،‬‬ ‫ونتيجة لهذا المنحى التأسيسي‪ ،‬عرفت الساحة الوطنية بروز أعمال‬ ‫وقد اشتهرت بالخصوص تجربة مجموعة دراس��ات التابع الهندية‪،‬‬ ‫تاريخية جريئة‪ ،‬استطاعت أن تضع أسس “التمرد” على اإلسطوغرافيات‬ ‫التي ذاع صيتها بفضل إنجازاتها الكبرى في مجال المراجعة التاريخية‬ ‫الكالسيكية‪ ،‬سواء منها العربية اإلسالمية أم األوربية الكولونيالية‪،‬‬ ‫النقدية‪ .‬لن تبقى دراسات التابع حبيسة الهند التي نشأت فيها التجربة‪،‬‬ ‫فاتحة الباب أمام جهود إدماج آفاق البحث التاريخي داخل سيرورة‬ ‫وإنما أصبحت عابرة للقارات‪ ...‬ويمكن القول إن الثقافة العربية بدورها‬ ‫التطور العميق لحياة المجتمعات‪ ،‬وهي السيرورة التي ظلت تتفاعل مع‬ ‫قد عرفت بشكل أو بآخر انفتاحا على هذا االتجاه من الدراسات مع بداية‬ ‫المكونات البنيوية الفريدة لهذه المجتمعات‪ ،‬بعيدا عن تأثيرات سلط‬ ‫تسعينيات القرن الماضي‪ ،‬وذلك بسعي بعض المفكرين والباحثين‬ ‫المركز والقيادات والنخب‪ ،‬ولتعيد اإلنصات لنبض تحوالتها العميقة‬ ‫إلى إعادة النظر بقضايا المجتمعات العربية في ضوء رؤى جديدة‪ ،‬مع‬ ‫الكتاب‬ ‫غالف‬ ‫والنخب‬ ‫الحكام‬ ‫الواقعة في ظل الوقائع الكبرى للدولة وللمجتمع المرتبطة بسير‬ ‫محاولة تفكيك المفاهيم االستعمارية عبر النقد العميق لركائزها”‪.‬‬ ‫ومتنفذي المسار الدولي من صانعي ما يعرف ب”التاريخ الوقائعي” أو “التاريخ‬ ‫وعلى أساس هذا التصور العام‪ ،‬سعى الكتاب إلى إعادة مساءلة األسس النظرية المؤطرة‬ ‫الحدثي”‪ .‬فخلف مسارات تشكل الدولة وصناعة رموزها المركزية‪ ،‬سياسيا وثقافيا واجتماعيا‪،‬‬ ‫لقضايا البحث في “تاريخ الهامش” أو “التاريخ المنسي”‪ ،‬من خالل العودة لمساءلة إرث مدرسة‬ ‫تكمن تفاصيل حياة المجتمع التي لم تلتفت لها اإلسطوغرافيات الكالسيكية‪ ،‬العتبارات‬ ‫الحوليات وداللة تداول مفهوم التاريخ من أسفل في حقول العلوم اإلنسانية واالجتماعية الغربية‬ ‫متعددة‪ ،‬لعل أبرزها مرتبط بتلك الرؤى التبخيسية التي حملتها النخب تجاه عطاء الفاعلين‬ ‫الحديثة‪ ،‬قبل االنتقال للبحث في امتدادات مفهوم “التاريخ من أسفل” لدى كبريات المدارس‬ ‫“من أسفل” أو فاعلي “الهامش”‪ .‬فأن يتحدث “األراخ”‪ ،‬حسب تعبير األستاذ عبد اهلل العروي‪،‬‬ ‫التاريخية العالمية المعاصرة‪ ،‬وعلى رأسها مدرسة “الميكرو تاريخ” اإليطالية‪ ،‬ومدرسة “تاريخ‬ ‫عن الحياة اليومية للسالطين واألمراء والنخب المركزية‪ ،‬يظل أمرا منسجما مع منطق الكتابة الحياة اليومية” األلمانية‪ ،‬ومدرسة “دراسات التابع” الهندية‪ .‬وفي سياق مواز‪ ،‬كان البد من‬ ‫الوقائعية‪ ،‬لكن أن يتجاوز ذلك للبحث في خبايا معيش الناس اليومي‪ ،‬ونظمهم الحياتية‪ ،‬تفكيك المنطلقات النظرية للمفاهيم وللقضايا المهيكلة للبحث في هذا المجال‪ ،‬وعلى رأسها‬ ‫وأنساقهم التفكيرية والذهنية وإبداعاتهم المحلية وموروثاتهم الرمزية‪ ،‬فكلها أمور تظل قضايا ما بعد الحداثة وما بعد الكولونيالية والمنعطفات الثقافية والتاريخية التي أفرزت هذا‬ ‫خارج دوائر االستقراء بالنسبة لتيارات اإلسطوغرافيات السردية الكالسيكية‪ ،‬العربية اإلسالمية التوجه العلمي المجدد‪ .‬وإلضفاء طابع إجرائي على خالصات البحث‪ ،‬اهتم الكتاب بتحليل نماذج‬ ‫والكولونيالية المجددة‪.‬‬ ‫من االستعماالت ومن المقاربات الراهنة التي اهتمت بدارسة تاريخ األفراد والجماعات‪ ،‬استنادا‬ ‫في سياق هذا االهتمام العلمي الوطني باالنفتاح على تطور مداخل البحث في تاريخ إلى المنطلقات النظرية التي حددنا أبعادها أعاله‪ ،‬مثلما هو الحال مع مفهوم ثقافة الفقر في‬ ‫الهامش والمهمش‪ ،‬يندرج صدور كتاب “التاريخ من أسفل‪ ...‬في تاريخ الهامش والمهمش”‪ ،‬المدينة‪ ،‬والمهمشون في تاريخ الغرب اإلسالمي‪ ،‬وسيرة راسبوتين بين التقديس والتسفيه‪،‬‬ ‫لألستاذين خالد اليعقوبي وخالد طحطح‪ ،‬سنة ‪ ،2016‬وذلك في ما مجموعه ‪ 191‬من الصفحات وسيرة محمد بن عمر األحرش الذي كان جنراال مغربيا في الفيتنام‪...‬‬ ‫هي قضايا تسائل المنسي‪ ،‬وتعيد تحريك المياه في البركة الساكنة لمجرى “التاريخ‬ ‫ذات الحجم المتوسط‪ .‬ويمكن القول إن صدور هذا العمل يشكل استثمارا لخصوبة عطاء البحث‬ ‫الذي أضحى يستقطب قطاعات واسعة من مؤرخي الزمن الراهن‪ ،‬بحثا عن تفاصيل المسكوت الوقائعي”‪ ،‬قصد تصحيح العالقة بين المركز والهامش‪ ،‬بل لتعيد هذا المركز إلى مستوى‬ ‫عنه‪ ،‬أو عن جزئيات الطابوهات‪ ،‬وعن منزلقات “القتل الرمزي” الذي طال ذاكرة المجتمع العميق‪ ،‬الفاعل المتفرد داخل مسارات متعددة للفعل وللتأثير بالنسبة للحياة الجماعية‪ .‬هي أسئلة‬ ‫مجتمع الظل ومجتمع التطور بعيدا عن دوائر السلط والنفوذ وصناعة القرارات المركزية للدولة‪ .‬تعيد االعتبار لثقافة المسكوت عنه‪ ،‬قصد إحداث ثورة منهجية وزاوبع فكرية داخل عقل المؤرخ‬ ‫إنه مجتمع للخصب المحاصر ولإلرادات غير المرغوب فيها ولألصوات الخفيضة التي تعطي التقليداني‪ ،‬إنصافا لذاتنا الجماعية الواحدة‪/‬المتعددة‪ ،‬واستشرافا لمراقي تجديدية تعيد االعتبار‬ ‫للمجتمع حيويته وإبداعه وقدرته على ضمان االستمرارية‪ ،‬غير مكترث بإكراهات السلطة وال لصنعة كتابة التاريخ ولدوائر انفتاحها على األصوات العميقة التي بها نحيا وإليها نعود في‬ ‫بانتظارات دوائر صنع القرار المركزي‪ ،‬سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬كان سعينا المتواصل الكتشاف ذواتنا‪ ،‬خارج منطق السرد الوقائعي المستنسخ‪ ،‬وقريبا من النزوعات‬ ‫البد من االنفتاح على قضايا غير مسبوقة في البحث وفي التنقيب‪ ،‬عبر إعادة تسليط الضوء على الفردانية التي تضفي على المجتمع عناصر استمراريته ووجوده ومعالم إبداعه الحضاري الخالق‪.‬‬

‫جمعية اإلدارة التربوية بالمدارس االبتدائية بوزان تدرب‬ ‫على الشراكة التربوية‬ ‫الترافع‪ ....‬االحتجاج ‪ ....‬تقوية القدرات‪ ...‬تتعدد‬ ‫ال��م��س��ارات وال��ه��دف واح��د ‪....‬وال��ه��دف ليس غير‬ ‫المساهمة في توفير المناخ السليم والمحفز‪ ،‬لضمان‬ ‫االنخراط الواعي لهيئة اإلدارة التربوية بالمدرسة‬ ‫االبتدائية ب��دار الضمانة الكبرى بمعية شركائها‬ ‫المتعددون‪ ،‬في ورش التأهيل المادي و البشري‬ ‫للمدرسة العمومية الذي أطلقته وزارة التربية الوطنية‬ ‫في نسختها الجديدة‪ .‬منصة يوم الجمعة ‪ 26‬ماي‬ ‫التي نصبها فرع وزان للجمعية الوطنية لمديرات‬ ‫ومديري التعليم االبتدائي بالمغرب‪ ،‬بقاعة االجتماعات بقلب‬ ‫مقر المديرية اإلقليمية للتعليم‪ ،‬تحددت الغاية من تنصيبها‬ ‫في تقليب صفحات دفتر “ الشراكة التربوية ودورها في تأهيل‬ ‫المؤسسات التعليمية العمومية “ ‪.‬‬ ‫‪ ‬اللقاء التواصلي الذي حضرته أطر اإلدارة التربوية التي تدير‬ ‫الشأن التربوي بالمدارس االبتدائية بإقليم يغلب عليه الطابع القروي‪،‬‬ ‫وصور نسيج مدارسه يبكي واقعها الكارثي الحيوانات فباألحرى البشر‪،‬‬ ‫أشرف على افتتاح أشغاله كل من رئيس الجمعية حاملة النشاط‪،‬‬ ‫ورئيس مصلحة الشؤون القانونية والتواصل والشراكة بمديرية‬ ‫التعليم بوزان الذي تناول اإلطار النظري والقانوني للشراكة التربوية‪.‬‬ ‫من جهته قام إطار إداري بمكتب الشراكات التربوية بتنزيل نموذج‬ ‫تطبيقي للشراكة التربوية ( المالعب الرياضية ) ‪ .‬أما األستاذة اعتدال‬

‫حمام عن مكتب الشؤون القانونية فقد سلطت الضوء على مختلف‬ ‫المستجدات ذات الصلة بالتأمين المدرسي ‪.‬‬ ‫‪ ‬اآللية الجهوية للمؤسسة الحقوقية الوطنية‪ ،‬باعتبارها شريكا‬ ‫أساسيا للمديرية اإلقليمية للتربية الوطنية بوزان‪ ،‬لم يفت ممثلها‬ ‫وهو يستعرض العناوين الكبرى التفاقية الشراكة الموقعة مطلع‪ ‬‬ ‫شهر نونبر ‪ 2012‬بين األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين‪ ،‬واللجنة‬ ‫الجهوية لحقوق اإلنسان بالشمال ( لم يفته ) التذكير بأن التعليم‬ ‫حق من الحقوق األساسية‪ ،‬التي على الدولة والمؤسسات العمومية‬ ‫والجماعات الترابية العمل على تعبئة كل الوسائل المتاحة لتيسير‬ ‫الحصول على تعليم عصري ميسر الولوج وذي جودة‪ ،‬يستفيد منه على‬ ‫قدم المساواة كل أبناء وبنات الوطن‪ ،‬كما ‪ ‬يقر بذلك الدستور ( الفصل‬ ‫‪ ،) 31‬والمواثيق الدولية ذات الصلة‪ ،‬التي سبق وصادقت عليها بالدنا ‪.‬‬ ‫وأضاف بأن تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين تالميذ دار الضمانة الكبرى‪،‬‬

‫يستدعي ‪ ‬الجهات والمؤسسات التي حددها الدستور‬ ‫إلى االستنفار إقليميا من أجل تأهيل فضاءات‬ ‫المدرسة العمومية التي تنعدم في الكثير منها‬ ‫أبسط شروط احترام كرامة التلميذ ( ة) ‪ .‬وذكر ممثل‬ ‫اآللية الحقوقية ‪ ‬بأن اتفاقية الشراكة المشار إليها‬ ‫تركز على ‪ ‬المساهمة في التأهيل الحقوقي لمكونات‬ ‫المدرسة باإلقليم‪ ،‬والنهوض بثقافة حقوق اإلنسان‬ ‫عند ناشئة اليوم‪ ،‬مواطنون ومواطنات الغد ‪.‬‬ ‫‪ ‬يذكر بأن هذا اللقاء التواصلي المنظم من طرف فرع جمعية‬ ‫مديرات ومديري التعليم االبتدائي بوزان‪ ،‬بتعاون مع مصلحة الشؤون‬ ‫القانونية والتواصل والشراكة بالمديرية اإلقليمية للتعليم‪ ،‬الذي‬ ‫شارك في أشغاله باإلضافة إلى مديرات ومديري المدرسة االبتدائية‪،‬‬ ‫وفد عن مكتب جمعية رؤساء التعليم الثانوي‪ ،‬وأطر إدارية وتربوية‬ ‫بالتعليم الخصوصي‪ ،‬وممثل لفدرالية أمهات وآباء التالميذ باإلقليم‪،‬‬ ‫وفعاليات مهتمة‪ ،‬وقبل أن يسدل الستار على فقراته‪ ،‬نظم حفل تكريم‬ ‫على شرف مديرة مجموعة مدارس ابن منضور بمناسبة انتقالها إلى‬ ‫إقليم آخرا‪ ،‬اعترافا بالخدمات الكبرى التي قدمتها للمدرسة العمومية‬ ‫بمنطقة قروية غاية في الصعوبة ‪.‬‬

‫محمد حمضي‬


‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬يونيو ‪2017‬‬

‫العدد ‪892‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)362‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫جمركيون بطنجة مطلوبون للتحقيق‬ ‫بتهمة احتجاز مواطن مغربي من‬ ‫أصول صحراوية‬ ‫فجر مهاجر مغربي ينحدر من األقاليم الجنوبية فضيحة وسط عناصر الجمارك بميناء‬ ‫طنجة المتوسط‪ ،‬إذ اتهمهم ب «احتجازه والتعسف عليه وممارسة الضغوطات النفسية‬ ‫والجسدية عليه وعلى أسرته دون سند أو قانون»‪ .‬ووجه المهاجر المغربي شكاية إلى وكيل‬ ‫الملك من أجل فتح تحقيق في الموضوع‪ ،‬هذا األخير بدوره أحالها فورا على عناصر الشرطة‬ ‫القضائية التي استمعت أمس للمشتكي‪ ،‬في انتظار استدعاء الجمركيين الثالثة لالستماع إلى‬ ‫أقوالهم وفق تعليمات النيابة العامة‪.‬‬ ‫وبحسب الشكاية التي توصل موقع «طنجاوي» بنسخة منها‪ ،‬فإن المهاجر المغربي‬ ‫يتحدث عن حاالت اعتداء متكررة األولى يوم فاتح ماي ‪ ،2017‬والثانية يوم ‪ 30‬ماي‪ ،‬ما أدى‬ ‫إلى إلحاق أضرار نفسية وصحية كبيرة من األكل والشرب‪ .‬و تابع المهاجر قائال «قضينا ساعات‬ ‫طويلة محتجزين رغما عنا‪ ، »...،‬خصوصا وأن المشتكى بهم‪ ،‬قاموا ب «سبه وقذفه وشتمه‪،‬‬ ‫ونعته بمصطلحات عنصرية كالبوليزاريو والخائن»‪ ،‬على اعتبار أنه مزداد بمدينة العيون‬ ‫المغربية‪ ،‬وتم احتجاز جواز سفره رفقة أسرته‪ ،‬كما منعوا أسرته «دون أي أمر قضائي أو سند‬ ‫يبرر هذا الفعل‪ ،‬سوى الشطط والتعسف في استعمال السلطة»‪.‬‬ ‫‪ ‬وذكر المشتكي أنه سبق وأن كان في نزاع مع إدارة الجمارك بالقنيطرة‪ ،‬غير أنه أدى‬ ‫كافة المصاريف لفائدة إدارة الجمارك‪ ،‬وقام بتسوية وضعيته معها‪ ،‬وبرأته بذلك المحكمة‬ ‫االبتدائية من كل التهم المنسوبة له‪ .‬لكن فوجئ ‪ ‬بتوقيفه من طرف الجمركيين المشتكى‬ ‫بهم‪ ،‬حين كان مسافرا رفقة أسرته إلى إسبانيا‪ ،‬يواصل المشتكي‪« :‬قضينا اليوم بكامله‬ ‫بدون ماء وال طعام‪ ،‬مع أني أعاني من مرض السكري والكلي‪ ،‬وبسب هذه الظروف تدهورت‬ ‫صحتي»‪ ،‬ويتابع المشتكي أنه أغمي عليه وتم استدعاء سيارة اإلسعاف واألمن الوطني‪ ،‬كما‬ ‫أنه طالب مرارا وتكرارا بحضور وكيل الملك‪ ،‬غير أن المشتكى بهم رفضوا طلبه‪ ،‬بحجة أن‬ ‫وكيل الملك ليس من اختصاصه التدخل في عملهم‪!!.‬‬ ‫وحسب المعطيات التي حصل عليها موقع «طنجاوي» فإن التحريات التي تباشرها‬ ‫الشرطة القضائية تحت إشراف النيابة العامة بشأن هاته القضية ستميط اللثام عن الكثير‬ ‫من الحقائق الصادمة حول ما يجري بإدارة جمارك الميناء المتوسطي‪ .‬‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫‪AVIS DE PERTE‬‬ ‫‪Madame Badia EL FASSI EL HALFAOUI déclare‬‬ ‫‪avoir perdu dans des circonstances et lieu indéter‬‬‫‪minés, le duplicata du :‬‬ ‫‪concernant la propriété dite «Badibad 6» enregistrée en‬‬ ‫‪son nom et en celui de son époux Mustapha Amrani‬‬ ‫‪Prière à toute personne ayant retrouvé ce document‬‬ ‫‪de bien vouloir le rapporter à la Conservation‬‬ ‫‪foncière.‬‬

‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫بيان حقيقة‬ ‫توصلنا‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬من مجلس مقاطعة السواني بنسخة من بيان حقيقة‪،‬‬ ‫مما جاء فيه « أنه بتاريخ ‪ 16‬ماي ‪ ،2017‬أتحفنا الموقع اإلخباري لحزب‬ ‫االتحاد الدستوري ـ رسالة ‪ 24‬ـ بمراسلة لصاحبها معنونة ب‪ »:‬فضيحة‬ ‫انهيار الطرق بمقاطعة السواني»‪ ،‬وتتعلق بعملية الخسوف األرضي‬ ‫الذي وقع بالمجال الترابي لهذه المقاطعة على مستوى شارع راضي‬ ‫السالوي بحي البوغاز‪ ،‬وتبين أن المراسلة للموقع المذكور هي فضيحة‬ ‫تتعارض كليا مع أخالقيات مهنة الصحافة‪ ،‬ألنه أراد تصفية حساباته مع‬ ‫مجلس المقاطعة‪ ،‬وكان على هذا المراسل أن يتقصى حقيقة المعلومة‪،‬‬ ‫قبل نشرها حتى ال يرمي الناس بالباطل‪.‬واعتبرالبيان أن األمر يسيئ‬ ‫إلى المهنية والموضوعية في الميدان اإلعالمي‪ ،‬خاصة وأن المعني‬ ‫باألمر حمل ـ عن سوء نية ـ مسؤولية الخسوف األرضي للمجلس الحالي‬ ‫للمقاطعة‪ ،‬وعليه ومن باب الشفافية والوضوح‪ ،‬فإننا نعلن للرأي العام‪:‬‬ ‫‪1‬ـ أن عملية الخسوف األرضي بشارع مستوى شارع راضي السالوي‬ ‫بحي البوغاز‪ ،‬العالقة له بأشغال المجلس الحالي للمقاطعة‪ ،‬بل تعود‬ ‫لسلفه السابق»‪ »2003/09‬وأن ما ألصقه المراسل المذكور بمجلسنا‬ ‫ينم عن جهله بالمعلومة‪ ،‬وهذا في حد ذاته فضيحة في العمل اإلعالمي‪.‬‬ ‫‪2‬ـ مجلس مقاطعتنا‪ ،‬وبمجرد إشعاره بحفرة‪ ،‬وسط الطريق العمومية‪،‬‬ ‫بشارع راضي السالوي‪ ،‬شكل لجنة من قسم تتبع األشغال وقسم تهيئة‬ ‫الطرق وصيانة البنايات‪ ،‬قامت بمعاينة الموقع المذكور‪ ،‬وأشعرت شركة‬ ‫أمانديس والجهات المعنية األخرى‪ ،‬التخاذ المتعين في الواقعة‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ الخسوف األرضي المعني‪ ،‬العالقة له بأشغال المقاطعة واليعد‬ ‫غشا مصدره الغش في األشغال‪ ،‬بل هو ناتج عن تسربات مائية من أحد‬ ‫المساكن المجاورة‪.‬‬ ‫وأخيرا‪ ،‬يقول اهلل عز وجل في كتابه الحكيم ‪« :‬ياأيها الذين آمنوا إن‬ ‫جاءكم فاسق بنبإ‪ ،‬فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا عل ما فعلتم‬ ‫نادمين» صدق اهلل العظـيم‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫ج‪.‬ش‬

‫‪Titre foncier nº 92021 /06‬‬

‫‪17‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪362‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫‪3‬‬

‫العـدد ‪ 892‬ـالثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬يونيو ‪2017‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬ ‫تاريخ كرة القدم (‪)3‬‬

‫شكل الكرة المستعملة في اللقـاءات الدوليــة هي األخرى شهدت‬ ‫تطورًا ملفتًا‪ ،‬فقد استخدمت كرة جلدية ذات وزن ثقيل في الثالثينات‬ ‫حتى السبعينات من القــرن الماضي‪ ،‬وبدأ سنة ‪ 1986‬استخدام المواد‬ ‫الصناعية في صنع الكرة‪ ،‬وفي عام ‪ 1970‬شرعت شركة “أديداس”‬ ‫بالتكفل بصنع كرات كأس العالم حتى يومنا هذا‪ ،‬حيث أصبحت الكرة في‬ ‫وقتنا الحاضر تصنع بتقنيات دقيقة وبوزن أخف‪ .‬وهكذا إذن تطورت كرة‬ ‫القدم عبر الحقب التاريخية المختلفة من نشاط همجي مهمل إلى لعبة‬ ‫رياضية محكمة وممتعة‪ ،‬حتى أضحت شبكة ضخمة يصعب حصرها في‬ ‫مجال الرياضة‪ ،‬إذ تخترق االقتصاد والمجتمع والسياسة‪ ،‬وتحظى بترسانــة‬ ‫من القوانين والكوادر ورؤوس األموال التي تشغلها‪ ،‬مثلما أصبحت محل‬ ‫اهتمام الجماهير واإلعالم في كل مناطق العالم‪.‬‬ ‫إنها اللعبة التي أفرزت نجومًا استمتع ماليين الناس كثيرًا بمهاراتهم‬ ‫الكروية‪ ،‬نذكر منهم على سبيل المثال فقط بيلي وزيدان ورونالدو‬ ‫ومارادونا وميسي‪ ،‬اللعبة التي نتمنى أن تستمر في إثارة إعجابنا جميعًا‬ ‫مشاهدة وممارسة‪ ،‬بعيدًا عن فضائح الفساد وسلعنتها من قبل الشركات‬ ‫الرياضية‪.‬‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫تواري‬

‫حميد أبرشان‪ ،‬رئيس اتحاد طنجـــة لكرة القدم‪ ،‬عن األنظار في‬ ‫المراحل األخيرة من عمر البطولة طرح عدة تساؤالت في الشارع‬ ‫الرياضي الطنجاوي‪ .‬سيما أنه صادف رحيل المدرب بنشيخة بإقالته حسب ما أكد‬ ‫بنفسه‪ ،‬وبضغط من فئة معينة بالمكتب المسير‪ ،‬أو رحيله بالتراضي كما صرح‬ ‫أبرشان‪ .‬وربما هذه النقطة هي التي أفاضت الكاس وأججت صراعا داخليا بعدما‬ ‫ألحت جهة معادية لبنشيخة بضرورة التعاقد مع المدرب الزاكي الذي قسم مسؤولي‬ ‫وعشاق الفريق بفعل الصراعات التي عاشهـا حين أشرف على تدريب أندية مغربية‪،‬‬ ‫أدت ثمن مشاكله مع مسؤولين جامعيين وحكــام‪ .‬لكن أخبــار تسربت هذا األسبوع‬ ‫تفيد أن أطراف تدخلت واستطاعت تذويب الخالل بعقد جلسة صلح أعادت أبرشان‬ ‫لمواصلة مهامه رئيسا للفريق‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫جيل إيليس‪...‬‬ ‫مدربة كتيبة املنتخب الأمريكي‬ ‫لكرة القدم لل�سيدات‬

‫على الورق‪ ،‬لم تكن ‪ 2016‬سنة تاريخية‬ ‫من حيث األلقاب بالنسبة لمنتخب اعتاد النجاح‬ ‫مثل الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬لكن ما هي‬ ‫النجاحات الخفية التي حققتموها رغم اإلخفــاق‬ ‫الظاهر‪ ،‬ومن المدرب الذي أثر في نفسك؟‬ ‫كنا نعلم أن ‪ 2016‬ستكون سنة انتقالية‪ ،‬علماً أن‬ ‫العديد من العباتنا األساسيات كن يستعدن لإلعتزال‪ .‬كان‬ ‫التركيز األساسي منصباً على العناصر الجديدة وعلى تطوير‬ ‫مستوى الفريق ككل‪ .‬في بعض جوانب اللعبة تحسنا‬ ‫بالفعل‪ .‬غير أن اقحام العبات شابات مثل مالوري بيو‬ ‫وإعطائهن فرصة المشاركـة في حـدث عالمي في‬ ‫األلعاب األوليمبية‪ ،‬ستعطي أكلها على المدى‬ ‫المتوسط خصوصاً خالل كأس العالم ‪FIFA‬‬ ‫القادمة‪ .‬وفي الواقع ال يختلف الفريق األوليمبي‬ ‫كثيراً عن الكتيبة التي تشارك في كأس العالم‪،‬‬ ‫إال أننـا اعتمدنـا على بعض الالعبـات الجديدات‪،‬‬ ‫وهو شيء مهم ألن األمر يتعلق بتطوير‬ ‫األداء والمستوى‪ .‬نريد أن نفوز‬ ‫بكؤوس العــالــم واستغــالل‬ ‫الحدث من أجل أن تكتسب‬ ‫العباتنا التجربة‪ .‬وبالنسبة‬ ‫للشطر الثاني من السؤال‪،‬‬ ‫فالكثير من الناس؛ ففي أيام‬ ‫الجامعة حيث كنت أن ّقب على‬ ‫الالعبات بذلت جهوداً كبيرة‬ ‫من أجــل صقـل مواهبـــي‬ ‫وتحسين مستواي لكي أصبح‬ ‫مدربة أفضل‪ ،‬وهو ما كان لـه أهميــة قصـوى في مساري‪.‬‬ ‫ويعـــود الفضـــل في ذلك بالنسبــــة لي لكــل الالعــبات‬ ‫الالئي دربتهن خالل المرحلة الجامعية‪ .‬وكان لوالدي‬ ‫تأثير كبير علي‪ ،‬حيث كان مدرباً وربما زودني بالرؤية‬ ‫األولية العميقة في مجال التدريب وماهيته‪ .‬حين كنت في‬ ‫الجامعة‪ ،‬كانت آيبريل هينريتشس مساعدة المدرب التي‬ ‫تشرف علينا‪ .‬كانت العبة رائعة ومدربة وطنية سابقة‪.‬‬ ‫كان هناك العديد من الناس الذين أثروا في مساري؛‬ ‫كما أن شهيتي للتعلم شرهة‪ ،‬فأنا أعشق متابعة كرة‬ ‫القدم والتعلم من رياضات أخرى‪ .‬وفي ما يخص الالعبات‪،‬‬ ‫تعلمت من العديدات في حقيقة األمر؛ فقد استفدت كثيراً‬ ‫حين أشرفت على آبي وامباك؛ إنها العبة رائعة تتميز‬ ‫بحسها القيادي وشخصيتها القوية وقدرتها على تحميس‬ ‫زميالتها‪ .‬كانت كل هذه األمور مفيدة بالنسبة لي‪.‬‬

‫ما هي الدروس والعبر التي استخلصتها من‬ ‫تجربتك كمدربة العام الماضي؟‬ ‫ً‬ ‫العديد من الدروس الجيدة؛ كما قلت سابقا إقحام‬ ‫العبات جديدات استعداداً لكأس العالم القادمة وتطوير‬ ‫مستوى الفريق في لعبة تتقدم بسرعة وتشهد تنافساً‬ ‫متزايداً‪ .‬لن يكون كافياً بالمستوى الحالي أن نفوز في‬ ‫‪ .2019‬علينا أن نتطور؛ فالالعبات تدركن ذلك‪ .‬في بعض‬ ‫األحيان حين تفوز بشيء ما تعتقد أنك بلغت القمة‪.‬‬ ‫ليس األمر بهذا الشكل؛ علينا أن نواصل التقدم ألن‬ ‫اللعبة تتطور بسرعة كبيرة‪ .‬وبالنظر لتجربة األلعاب‬ ‫األوليمبية‪ ،‬كان علينا تحقيق توازن أكثر هذا‬ ‫العام مقارنة بالسنة الماضية‪ .‬كما أن هناك‬ ‫عامل التزام الالعبات رفقة أنديتهن؛ فالعديد‬ ‫من المدربين عبر العالم يواجهون هذا‬ ‫اإلشكال‪ .‬كان على العباتنا أن يحدثن‬ ‫الـتوازن بين التـزامــهـن مـع‬ ‫األنديـــة والتـزامـهــن مــع‬ ‫المنتــخـــب الوطنــي‪ .‬في‬ ‫الماضــي‪ ،‬لم نصادف‬ ‫إشكـــا ًال مــن هــــذا‬ ‫القبـــيــل حيــن كنا‬ ‫نحتاج إلى الالعبــــات‪.‬‬ ‫كان أمـــراً مهمـاً أن‬ ‫نعمـــل مــــع مدربـــي‬ ‫األنــــديــة بهــــــــذا‬ ‫الخـصــــوص‪ .‬كـــنــا‬ ‫أيضـاً نتعامـــل مــــع‬ ‫اإلصابــات وكـــــــل هـــــذه األمــور ساعــدت في تنمية‬ ‫قدراتي‪.‬‬ ‫ما هو األرث الذي تأمليـن تحقيـقـه كمـدربــة‬ ‫بغـض النـظــر عن الــوجـهــة التي ستنهيــن‬ ‫فيها مسـارك؟‬ ‫آمل أن تشعــر الالعبــات أن لهن مدربــة ملتزمــة‬ ‫بالسهر على تطور أدائهن ومستواهن وأنهن يستمتعن‬ ‫بتجاربهن‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬أولي اهتماماً كبيراً لعالقتي‬ ‫مع الالعبات وفريق عملي‪ .‬أود ترسيخ مناخ يصبو الجميع‬ ‫ألن يكون جزءاً منه‪ ،‬ذلك أرث جميل‪ .‬إن استطعنا أن نفوز‬ ‫ببعض الميداليات سيكون ذلك إنجازاً بطعم خاص‪ .‬عندما‬ ‫تقيم مسارك ال تلتفت حقاً للميداليات‪ ،‬فأنا أفكر في األشخاص‬ ‫الذين قابلتهم وتعلمت منهم وتقاسمت معهم الضحكة‬ ‫والدموع أيضاً‪ .‬تلك هي الذكريات التي سأحتفظ بها‪.‬‬

‫لماذا حرم أتلتيكو مدريد من الصفقات ولم يحرم الريال؟‬

‫كشــف مـــوقـــع «البرنابيـــو»‬ ‫اإلسبانـــي األسـبــاب التي دفعـــت‬ ‫محكمة التحكيم الرياضــي لمعاقبة‬ ‫أتلتكو مدريد‪ ‬بالحرمان من الصفقات مقابــل تجنيــب الريــال‬ ‫العقوبة رغم إيقــاف اإلثنيــــن بدايــة وحرمانهـم من دخول‬ ‫الســوق‪.‬‬ ‫االتحاد الدولي لكرة القدم توجه بإنذار مطلع عام ‪2016‬‬ ‫لكل من الريال وأتلتيكو يطلب فيه من الناديين احترام قوانين‬ ‫التعاقد مع الالعبين الذين يقل سنهم عن حد الـ‪ 18‬عام مشيراً‬ ‫إلى أن االلتزام بالقوانين سيـــؤدي لتقليــل عقوبة الحرمان‬ ‫لفترتي انتقاالت وهو ما التزم به الناديين‪.‬‬ ‫الفارق األساسي بين قضية الريال واألتلتي يرتبط بعدد‬ ‫الالعبين المرتبطين بالمخالفة حيث ضمت قائمة الميرينغي‬ ‫‪ 8‬العبين مقابل ‪ 65‬العب من الروخي بالنكوس إضافة لذلك‬ ‫ارتبط كل العبي الريال بمخالفة واحدة في حين توزع العبو‬

‫األتلتي على ‪ 3‬مخالفات وهو ما اعتبرته المحكمة الرياضية بمثابة تحايل‬ ‫مقصود‪.‬‬ ‫الالعبون الذين ارتبطوا بالمخالفة من ريال مدريد هم ابني زيدان‬ ‫تيو وإيلياز إضافة لبنيامين غاراي وأشرف حاكمي ومينك بيتيرز العبي‬ ‫الكاستيا إلى جانب الروماني بينو بايرام والفنزويليين غودوي وماكياس‪،‬‬ ‫المخالفة بحسب االتحاد الدولي بما يرتبط بأول ‪ 4‬أسماء كانت ترتبط‬ ‫بالتعاقد مع العبين أجانب دون سن الـ‪ 12‬لكن ريال مدريد أثبت‬ ‫بالوثائق أنه حين تعاقد مع هؤالء الـ‪ 4‬لم ُ‬ ‫يكن القانون الذي يحظر ذلك‬ ‫باالتحاد الدولي قد ظهر بعد‪ .‬أما بالنسبة لالعبين الـ‪ 4‬اآلخرين وجدت‬ ‫المحكمة الرياضية العليا أن المخالفات المرتكبة ليست كبيرة للحد‬ ‫الكافي الذي يدعو لإليقاف‪ .‬وعلى الطرف اآلخر لم ينجح األتلتي بتقديم‬ ‫أي مستندات تبرئه من االتهامات التي وجهها إليه االتحاد الدولي كما‬ ‫لم يُظهر النادي وجود أي ارتباط بين الالعبين القصر وأهلهم وهو ما‬ ‫تسبب بعدم تحقيق جدوى من االستئناف أفضل من تخفيض الغرامة‬ ‫المالية من ‪ 800‬ألف يورو إلى ‪ 500‬ألف يورو‪.‬‬


‫الشمال الرياضي‬

‫العدد ‪892‬‬

‫ميسي عاشق التحاد طنجة‬

‫بعد نهايـة نهائي كأس ملــك‬ ‫إسبانيا الذي جمـع برشلونة بنادي‬ ‫أالفيس‪ ،‬وآل لصالح الفريق الكتالني‬ ‫بنتيجة ثالثة أهداف مقابل هــدف‬ ‫واحد‪ ،‬قدم الصحفي الطنجاوي بقناة‬ ‫«بين سبور» أشـرف بنعياد هدية‬ ‫للنجم الكبير ليونيل ميسي عقب‬ ‫تتويج ناديه باللقـب ‪ 29‬من هــذه‬ ‫المسابقة‪ ،‬وهي عبارة عن «بلغــة»‬ ‫تقليدية مغريبية تحمل شعـر فريق‬ ‫اتحاد طنجة‪ .‬وبدى ميسي مبتهجا‬ ‫بالهدية التي نالت إعجاب عشاق‬ ‫البرصا بعروس الشمال‪ .‬ومن المنتظر‬ ‫أن يضع ميسي الهدية الطنجاوية في‬ ‫متحفه الذي يضم هدايا وأقمصة‬ ‫العبين‪ ،‬ضمنهـا قميـص المهاجــم‬ ‫المغربي‪ ،‬يوسـف العربــي حين كان‬ ‫يلعب لنادي غرناطة‪.‬‬

‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬يونيو ‪2017‬‬

‫‪19‬‬

‫أخبار الجامعة‬ ‫الجامعة‬ ‫أخبار‬ ‫المنتخب الوطني ينهزم أمام المنتخب الهولندي‬ ‫في مباراة ودية‬

‫شباب أصيال يعود إلى القسم الثاني هواة‬

‫انهزم المنتخب الوطني األول بهدفين لهدف واحد في المباراة الودية‬ ‫التي جمعته يوم األربعاء ‪ 31‬ماي ‪ 2017‬بالمنتخب الهولندي‪ .‬وكان المنتخب‬ ‫الهولندي سباقا للتسجيل في هذه المقابلة الودية التي أقيمت على أرضية‬ ‫الملعب الكبير ألكادير بواسطة الالعب كوينسي في الدقيقة ‪ ،22‬قبل‬ ‫أن يضيف زميله يانسن الهدف الثاني في الدقيقة ‪ ،68‬بينما سجل هدف‬ ‫المنتخب الوطني الالعب امبارك بوصوفة في الدقيقة ‪ .71‬جدير بالذكر‪ ،‬أن‬ ‫هذه المباراة الودية تدخل في إطار استعدادات المنتخب الوطني للمباراة‬ ‫التي ستجمعه بالمنتخب الكاميروني يوم ‪ 10‬يونيو ‪ 2017‬بـ «ياوندي»‬ ‫الكاميرونيـة‪ ،‬برسم الجولــة األولى من اإلقصائيــات المؤهلـة لكأس‬ ‫إفريقيا ‪.2019‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫تجمع إعدادي للمنتخب الوطني لالعبين المحليين بالرباط‬ ‫يدخل المنتخب الوطني لالعبين المحليين في الفترة المتراوحة ما بين‬ ‫‪ 5‬و‪ 10‬يونيو‪ ،‬تجمعا إعداديا مغلقا بالمركز الوطني لكرة القدم بالرباط‪،‬‬ ‫تحسبا للمباراتين اللتين ستجمعه بالمنتخب المصري برسم التصفيات‬ ‫اإلفريقية المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا لالعبين المحليين التي ستجرى‬ ‫بكينيا عام ‪ .2018‬ولهذا الغرض وجه السيد جمال السالمي‪ ،‬مدرب المنتخب‬ ‫الوطني لالعبين المحليين الدعوة إلى ‪ 30‬العبا ويتعلق االمر بكل من ‪:‬‬

‫أحرز شباب اصيال‪ ،‬بطاقة العودة إلى القسم الثاني‬ ‫هواة الذي غادره قبل موسم واحد‪ .‬وتحققت العودة بعد‬ ‫التتويج ببطولة عصبة الشمال لكرة القدم بانتصار على‬ ‫أجاكس طنجة بهدف لصفر في نهائي السد الذي جمعها‬ ‫بملعب سانية الرمل بتطوان‪.‬‬ ‫وكان شباب أصيال بلغ المباراة النهائية بعد اجتيازه‬ ‫أولمبيك وزان في نصف نهائي السد بهدفين لصفر‪ ،‬بينما‬ ‫تأهل أجاكس طنجة للنهائي بعد فوزه على رجاء السواني‬ ‫بهدف لصفر‪.‬‬

‫وفي موضوع ذي صلة‪ ،‬حقق فريق فتيات مغرب طنجة‬ ‫الصعود إلى القسم الوطني الثاني من البطولة النسوية‪،‬‬ ‫بعد فوزه على فريق فتيات وداد طنجة بثالثة أهداف مقابل‬ ‫هدف واحد في المباراة الفاصلة التي جمعتهما بالملعب‬ ‫البلدي بأصيال‪ ،‬ليتوج بالتالي بطال لعصبة الشمال‪ .‬كما‬ ‫أحرز طلبة تطوان بطولة العصبة لكرة القدم بالقاعة بعد‬ ‫انتصاره على نادي أتلتيك طنجة بنتيجة تسعة أهداف‬ ‫مقابل ثمانية في نهائي السد جمعهما بقاعة ادرادب‬ ‫بطنجة‪.‬‬

‫اختتام كأس المرحوم عبد السالم اللواح‬ ‫في نسخته الثالثة‬

‫عبد العالي لمحمدي من نهضة بركان‪ ،‬أنس لزنيتي الرجاء الرياضي‪ ،‬أيمن‬ ‫ماجيد من الفتح الرباطي‪ ،‬محمد الناهري من الفتح الرباطي‪ ،‬حمزة السمومي‬ ‫من أولمبيك اسفي‪ ،‬بد بنون من الرجاء البيضاوي‪ ،‬مروان الهدهودي من‬ ‫الدفاع الحسني الجديدي‪ ،‬فهد أكرد من الفتح الرباطي‪ ،‬المهدي العطوشي‬ ‫من الوداد البيضاوين عبد الجليل جبيرة من الرجاء البيضاوين‪ ،‬سعد لكرو‬ ‫من الدفاع الحسني الجديدي‪ ،‬أيوب العملود من الجيش الملكي‪ ،‬محمد علي‬ ‫بامعمر من الدفاع الحسني الجديدي‪ ،‬بدر لهرود من الفتح الرباطي‪ ،‬وليد‬ ‫الكارتي من الوداد البيضاوي‪ ،‬صالح الدين السعيدي من الوداد البيضاوي‪،‬‬ ‫يحيى جبران من حسنية أكادير‪ ،‬مهدي الدغوغي من شباب قصبة تادلة‪،‬‬ ‫فيصل حدادي من شباب قصبة تادلة‪ ،‬كريم بنعريف من الفتح الرباطين‬ ‫أيوب نناح من الدفاع الحسني الجديدي‪ ،‬محمد فوزير من الفتح الرباطي‪،‬‬ ‫أشرف بنشرقي من الوداد البيضاوي‪ ،‬محمد أوناجم من الوداد البيضاوين‬ ‫عبد اإلله الحافظي من الرجاء البيضاوي أحمد حمودان من اتحاد طنجة‪ ،‬عبد‬ ‫الغني معاوي من اتحاد طنجة‪ ،‬أيوب الكعبي من الراسينغ الرياضي‪ ،‬حميد‬ ‫أحداد من الدفاع الحسني الجديدي‪ ،‬عبد الرحيم مقران من شباب الريف‬ ‫الحسيمي‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫منتخب الهواة بالعاصمة الرواندية كيغالي‬ ‫شارك المنتخب الوطني هواة في دوري دولي بكيغالي‪ ،‬الذي يدخل في‬ ‫إطار الذكرى ‪ 23‬لحرب اإلبادة التي عرفتها رواندا‪.‬‬

‫احتضنت مؤسسة النور الحرة أخيرا‪،‬‬ ‫المباراة النهائية لنيل كاس المرحوم عبد‬ ‫السالم اللواح‪ ،‬األب الروحي والرئيس‬ ‫المؤسس للمؤسسة في نسخته الثالثة‪.‬‬ ‫وآلت كاس النهاية لصالح قسم السادس‬ ‫‪ 4‬الفائز في النهائي على السادس ‪2‬‬ ‫بالضربات الترجيحية بثالثة مقابل واحد‬ ‫بعدما انتهى الوقت األصلي من المباراة‬ ‫بالتعادلبهدفينلمثلهما‪.‬‬ ‫وكانت المسابقة انطلقت على شكل‬ ‫بطولة من أربع مجموعات توزع عليها ‪12‬‬ ‫قسما مثلوا أقسام الخامس والسادس‬ ‫ونجوم أقسام الرابع‪ .‬وأسفرت البطولة‬ ‫عن تأهل الفريقين المحتلين للمركزين‬ ‫األول الثاني عن كل مجموعة إلى مرحلة‬ ‫الربع‪ ،‬ومنها إلى النصف قبل تحديد فريقي‬ ‫النهائي ثم بطل النسخة‪.‬‬ ‫وشهد الحفل النهائي برنامجا حافال‬ ‫باألنشطة‪ ،‬وانطلق بتالوة آيات بينات من‬

‫الذكر الحكيم‪ ،‬تلتها التلميذة نور الحامين‪،‬‬ ‫تاله عزف النشيد الوطني‪ .‬وشهد الحفل‬ ‫النهائي كذلك تقديم ع��روض رياضية‬ ‫فنية من طرف جمعية نجاح طنجة للجمباز‬ ‫والتكواندو‪ ،‬بمشاركة الفنان اشرف‬ ‫القاطي صاحب مشاركات عديدة في‬ ‫مهرجانات عالمية في فن السرك‪ ،‬وكذا‬ ‫البرنامج العالمي (‪.)arabs got talent‬‬ ‫كما شهد الحفل الختامي حضور عمر‬ ‫الرايس‪ ،‬المدير التقني لعصبة الشمال‬ ‫لكرة القدم‪ ،‬والعديد من أطر مؤسسة‬ ‫النور‪ ،‬وفي مقدمتهم‪ ،‬مصطفى الحمادي‪،‬‬ ‫مدير المؤسسة‪ ،،‬عزيز الرمالوي‪ ،‬المدير‬ ‫التربوي لمجوعة م��دارس النور الحرة‪،‬‬ ‫واألستاذات‪ ،‬لبنى اللواح‪ ،‬ونسرين اللواح‪،‬‬ ‫نبيلة العوني‪ .‬دون أن ننسى دينامو هذه‬ ‫األنشطة الرياضية المتميزة التي تشهدها‬ ‫مؤسسة النور‪ ،‬رشيد الخمسي‪ ،‬أستاذ‬ ‫التربية البدنية بالمؤسسة‪ .‬واختتم الدوري‬ ‫بتوزيع الجوائز في جو تقليدي بهيج‬

‫بمشاركة تلميذات من المؤسسة ارتدين‬ ‫اللباس التقليدي المغربي‪.‬‬ ‫و تعــد مؤسســة النور من أنشط‬ ‫المدارس الحرة في المجــال الرياضي‪.‬‬ ‫وكان ممثلها فاز بالنسخة الرابعة من‬ ‫بطولة الصداقـــة والتواصل الرياضـــي‬ ‫للمدارس الحرة في فئة مواليد ‪/ 2005‬‬ ‫‪ .2006‬وشاركت في الدوري الذي شمل‬ ‫فئات مواليد‪،،2004 ،2003 / 2002 ،‬‬ ‫‪ 2006 / 2005‬مدارس رياضية ممثلة في‬ ‫فضاء طنجة‪ ،‬جوهرة طنجة‪ ،‬المنار‪ ،‬أجيال‬ ‫التضامن‪ ،‬أتلنتيك طنجة‪ ،‬ومدارس حرة‬ ‫ممثلة في النور‪ ،‬طنجيس‪ ،‬فضاء المعرفة‪،‬‬ ‫موالي عبد العزيز‪ ،‬اإلحسان‪ ،‬الحسنين‬ ‫ومحمد الفاتح‪ .‬وخص مصطفى الحمادي‪،‬‬ ‫مدير المؤسسة‪ ،‬الفريق البطل باستقبال‬ ‫خاص‪.‬‬

‫وكان الناخب الوطني‪ ،‬مامي السماللي وجه الدعوة إلى ‪ 23‬العبا‬ ‫للمشاركة في هذا الدوري ويتعلق األمر بكل من‪ ،‬لبدة عبد الجليل من‬ ‫نادي مولودية العيون‪ ،‬حارتي جواد جمعية من نهضة شروق العطاوية‪،‬‬ ‫السالمي صالح من نادي اولمبيك فوسبو كراع العيون‪ ،‬الكرناوي رشيد‬ ‫من الفتح الرياضي الناضوري‪ ،‬أبو علي ياسين الجمعية الرياضية من نجاح‬ ‫سوس اكادير‪ ،‬لعريفي اشرف من نادي انبعاث وفاء سيدي مومن‪ ،‬أرسالن‬ ‫زكرياء من نادي حسنية بنسليمان الرياضي‪ ،‬بودرع حاتم من نادي شباب‬ ‫مريرت‪ ،‬كرمون فراجي من نادي اولمبيك فوسبو كراع العيون‪ ،‬لشهب‬ ‫الحبيب من نادي مولودية الداخلة‪ ،‬كمح نورالدين من نادي شباب هوارة‪،‬‬ ‫عمري ابراهيم من اتحاد اإلسالمي الوجدي‪ ،‬اشاران صالح الدين من االتحاد‬ ‫الرياضي المحمدية‪ ،‬االدريسي ياسين من نادي اطلتيك زمامرة‪ ،‬ايت بارا‬ ‫ريحان من نادي السوق السبت‪ ،‬الرسواني حمزة من نادي شباب مريرت‪،‬‬ ‫الليش اشرف من االتحاد الرياضي التوركي‪ ،‬نياني عبدالصمد من النادي‬ ‫الرياضي السالمي‪ ،‬ايت المقدم رضوان سطاد المغربي‪ ،‬سعد بنلحسن‬ ‫منسطاد المغربي‪ ،‬الراحلي حمزة من نادي شباب العرائش‪ ،‬الغزاوي الياس‬ ‫من النادي الرياضي القصري‪ ،‬الرحماني إسماعيل من الجمعية الرياضية‬ ‫نجاح سوس اكادير‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 06‬إلى ‪ 12‬يونيو ‪2017‬‬

‫العدد ‪892‬‬

‫جلنة الأمم املتحدة االقت�صادية لإفريقيا ‪:‬‬

‫فضاء األنثى ‪:‬‬

‫جمعية «ن�ساء ال�شمال»‬ ‫م�شتل لإبداعات ن�ساء ال�شمال‬ ‫ بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬‫كانت «جمعية نساء الشمال» يوم الجمعة ‪ 12‬ماي الماضي‪ ،‬على موعد جديد‬ ‫مع نساء الشمال‪ ،‬لالحتفال بموسم «شعبانة» في دورته الثانية التي نظمت تحت‬ ‫شعار «تكريم األم» التي كرمها اهلل سبحانه وتعالى وجعل الجنة تحت أقدامها‬ ‫وأمر باإلحسان إليها‪ .‬وكانت الدورة األولى‪ ،‬السنة الماضية‪ ،‬قد حققت نجاحا‬ ‫كبيرا بفضل الجدية التي تطبع عمل رئيسة الجمعية السيدة منال بنطاهر وكافة‬ ‫عضوات مكتب الجمعية ومثابرتهن وحرصهن الكبير على جعل هذه الجمعية‬ ‫فضاء رحبا تبرز فيه مواهب نساء الشمال وقدراتهن على البذل والعطاء في مختلف‬ ‫المجاالت الثقافية والفنية واالجتماعية واالقتصادية‪.‬‬ ‫االحتفال بـ «شعبانة» يرتبط بتقاليد نساء الشمال في إحياء األعياد الدينية‬ ‫التي كن دائما وال زلن يحرصن على االحتفال بها‪ ،‬وهي ميزة متأصلة في تقاليد‬ ‫األسر الشمالية العريقة‪.‬‬ ‫مواهب شمالية جديدة برزت فعال في احتفال شعبانة لهذا العام‪ ،‬كان من‬ ‫أبرزها اآلنسة أفنان برنسي التي سبق وأن تألقت في برنامج «مواهب» ‪،2013‬‬ ‫بتطوان‪ ،‬المنظم من جمعية «مواهب للثقافة والفنون»‪ .‬ورغم صغر سنها‪ ،‬فقد‬ ‫اشتهرت بعشقها لألغنية العربية والمغربية‪ ،‬تألقت في سماء الطرب العربي‬ ‫وفرضت اسمها وفنها في فضاء الموسيقى والغناء بالمغرب‪ ،‬حيث برزت مواهبها‬ ‫وهي في الرابعة من عمرها إذ كانت تشارك بالغناء في الحفالت المدرسية‬ ‫والعائلية‪.‬‬ ‫وقد اشتهرت بأغنيتها «بالدي بالد الخير» التي شاركت بها في مهرجان‬ ‫تطوان المدرسي وأدتها بمشاركة عدد من الفنانين الشباب كانت من بينهم‬ ‫الفنانة يسرى إحدوثن‪.‬‬ ‫أفنان برنسي‪ ،‬تتابع دراستها بتفوق في مدينة تطوان وتصر على تأكيد‬ ‫الدعم الذي تتلقاه من أبويها بصورة مستمرة‪ ،‬لمتابعة مشوارها الفني بعد إنهاء‬ ‫دراستها الجامعية‪.‬‬ ‫وشارك في شعبانة «نساء الشمال» أيضا‪ ،‬فرقة أريج النسوية للموسيقى‬ ‫األندلسية‪ ،‬والشعبية‪ ،‬برئاسة اآلنسة صفاء طيبون‪ ،‬البارعة في العزف على آلة‬ ‫العود‪ .‬والتي تعد حاليا أطروحتها لنيل الدكتوراه بعد حصولها على الماستر‪ .‬هذه‬ ‫الفرقة الموسيقية النسوية التحقت سنة ‪ 2004‬بجمعية الموسيقيين الشباب‬ ‫لإلنماء الثقافي واالجتماعي بطنجة التي يرأسها األستاذ محمد لطفي الخمال‬ ‫والتي تأسست سنة ‪.2001‬‬ ‫تجدر اإلشارة إلى أن فرقة «أريج» للموسيقى األندلسية والشعبية‪ ،‬النسوية‬ ‫تتكون من شابات مثقفات جامعيات في شتى المسالك والتخصصات‪ .‬ومن بين‬ ‫أهداف الفرقة العمل على رد االعتبار للمرأة المغربية الملتزمة المفتوحة على‬ ‫الحضارة المغربية والغربية‪ .‬وقد شاركت الفرقة في العديد من المهرجانات‬ ‫الموسيقية‪ ،‬ببعض المدن المغربية وأيضا بعدد من البلدان األوروبية من بينها‬ ‫إسبانيا والبرتغال وسويسرا وبلجيكا‪.‬‬ ‫وتألقت في هذا االحتفال كذلك مجموعة لالمنانة للحضرة العرائشية للبحث‬ ‫في تراث الغناء النسائي بقيادة الفنانة زهراء البوعناني التي تتقن كذلك العزف‬ ‫على العود والتي تنخرط في العمل الجمعوي من أجل حصول المرأة المغربية على‬ ‫كافة حقوقها السياسية واالجتماعية واالقتصادية وتتبوأ المكانة التي تستحقها‬ ‫داخل المجتمع المغربي‪.‬‬ ‫وكانت المجموعة العرائشية موضوع تكريم في شخص رئيستها الفنانة‬ ‫زهراء البوعناني خالل حفل جماهري كبير أقيم بساحة التحرير بالعرائش قدمت‬ ‫المجموعة خالله العديد من القطع الموسيقية والغنائية التراثية لمدينة العرائش‪.‬‬ ‫وحرصا من جمعية «نساء الشمال»‪ ،‬على التعريف بالمواهب الشمالية الشابة‬ ‫في مجال الرسم‪ ،‬دعيت للقاء «شعبانة» هذا العام فنانة طموحة من القصر الكبير‪،‬‬ ‫استطاعت بصمودها وقوة إرادتها‪ ،‬قهر اإلعاقة البليغة التي تحد من حركتها‬ ‫وأن تخلق فنا تشكيليا فطريا يستحق الكثير من االهتمام‪ .‬إنها حقا رمز لتحدي‬ ‫الطبيعة واإلعاقة‪.‬‬ ‫وتميز لقاء «شعبانة» األخير بحضور رسامة متألقة وأستاذة في التربية‬ ‫التشكيلية‪ ،‬الفنانة حنان الريحاني الحاصلة على إجازة في القانون العام التي‬ ‫عرضت بعض أعمالها الفنية التي لقيت إعجابا وتقديرا من كافة الحاضرات في‬ ‫هذا الحفل البهيج‪.‬‬ ‫الفنانة حنان الريحاني التي واجهت ظروفا اجتماعية صعبة‪ ،‬استطاعت بفضل‬ ‫دعم وتشجيع والدتها أن تسير بعيدا في دراستها وتحقق حلمها في أن تصبح‬ ‫رسامة ناجحة‪ ،‬وهكذا اشتغلت كأستاذة في التربية التشكيلية في الحسيمة‬ ‫والقصر الكبير وفحص طنجة ‪ .‬كما أنها نجحت في إنشاء ورشة خاصة للرسم‬ ‫مفتوحة في وجه هواة الرسم من مختلف المستويات‪ ،‬الراغبين في الحصول‬ ‫على مهارات واسعة في فن الرسم‪ ،‬حيث تمارس الفنانة حنان الريحاني‪ ،‬عشقها‬ ‫للرسم بمختلف أشكاله وفن البورطري إضافة إلى تحف فنية رائعة تصيغها‬ ‫حسب تقنية ‪. 3D‬‬ ‫وهكذا أضحت جمعية «نساء الشمال» فضاء متميزا تبرز فيه قدرات فتيات‬ ‫ونساء الشمال‪ ،‬ومهاراتهن في شتى مجاالت المعرفة والفنون‪ ،‬ومشتال للمواهب‬ ‫الصاعدة‪ ،‬التي تحتاج إلى العناية والرعاية بصفة قوية ومتواصلة‪ ،‬وهو ما أصبح‬ ‫يشكل جانبا مهما من برامج عمل جمعية «نساء الشمال» التي تهدف إلى إعطاء‬ ‫الكلمة للمرأة الشمالية وفسح المجال أمامها للتعريف بقضاياها وطموحاتها‬ ‫ومطالبها باإلنصاف والمساواة والعدل ‪.‬‬

‫األخيرة‬

‫طنجة قطب صناعي واعد بفضل المنطقة الصناعية‬ ‫وأنشطتها في مجاالت التصنيع والتجارة واللوجيستيك‬ ‫على إثر «الزلـزال االقتصـادي»‪ ،‬بلغــة‬ ‫الراحل الحسن الثاني رحمه اهلل‪ ،‬الذي ضرب‬ ‫طنجة إثــر‪ ‬اإللغـــاء المفاجئ «للعهد الملكي»‬ ‫سنة ‪ ،1960‬في الظــروف المعروفة‪ ،‬وبعد‬ ‫سلسلة من الدراسات اتي‪ ‬قامت بها «اللجان‬ ‫الملكية» ما بين ‪ 1963‬و ‪ ،1965‬من إجل إيجاد‬ ‫حلول‪ ‬لألزمة االقتصادية التي كانت تعيشها‬ ‫مدينة طنجة بعد خفوت االزدهار االقتصادي‬ ‫الذي كانت تعيشه‪ ‬خـالل فترة النظام اإلداري‬ ‫الدولي‪ ،‬بسبب االستغالل الحسن لطبيعــة‬ ‫هــذه المدينــة‪ ‬وموقعها الجغـرافي المتميز‬ ‫وصالت مينائها ‪ ‬الذي أنشئ ‪ ‬في القـرن‬ ‫السابـع عشر‪ ،‬خالل االحتالل البريطاني ما بين‬ ‫‪ 1661‬و ‪ ،1684‬والذي ربط صالت‪ ‬منتظمة‬ ‫عبر قرون عديدة بمختلف الموانئ العالميــة‪ ،‬‬ ‫أعلن جاللة الملك الحسن الثاني طيب اهلل‬ ‫ثراه في خطاب ألقاه بقصر مرشان يوم السبت‬ ‫‪ 29‬شتنبر ‪ ،1965‬عن مجموعة من التدابير‪ ‬‬ ‫التجارية‪ ‬والصناعية‪ ،‬كان من أهمهــا إنشاء‬ ‫منطقة صناعية بمغوغة ومنطقة‪ ‬تجارية حرة‬ ‫بالميناء ‪ .‬وال شك أن الملك الراحل انتبه إلى‬ ‫خاصيتين أساسيتين‪ ‬من خصوصيات مدينة‬ ‫طنجة‪ ،‬موقعها وتاريخها‪ ‬باإلضافة إلى شهرتها‪ ‬‬ ‫الدولية‪.‬‬ ‫إال أن التماطل الذي وقع في تنفيذ الخطة‬ ‫الملكية لفائدة طنجة أدى إلى ضيـاع‪ ‬ثقــة التجار‬ ‫والصناع األجانب المقيمين بهذه المدينة‪ ،‬ما عجــل‬ ‫بانتقالهــم إلى إسبانيـــا التي كانت المستفيد األكبر‬ ‫من زلزال طنجة التي كانت قد حصلت على ما سمي‬ ‫آنذاك «تدابير إنعاش طنجة»‪ ،‬المتمثلة‪ ،‬خاصة‪ ،‬في‬ ‫حصول رجال األعمال على حصة محترمة‪ ‬من العملة‬ ‫الصعبةـ واستيراد ‪ 30‬ألف طن من السكر الكوبي عبر‬ ‫ميناء طنجة‪ ،‬وتصدير ما بين ‪ 120‬و ‪ 129‬ألف طن‬ ‫من حوامض اللوكوس والشمال عبر ميناء طنجة‪ ،‬التي‬ ‫استفادت أيضا من قرار مؤقت بخفض ‪ 50‬بالمائة من‬ ‫بعض الضرائب‪ .‬وعلى هــذا المنوال سار جـــاللـة‬ ‫الملك محمد السادس‪ ‬في تعاطيـــه مـــع قضايــا‬ ‫التنمية ليــس فحســب بالنسبة لطنجة بل وأيضا‬ ‫على مستوى مختلـف مناطق وجهات المغرب‪ .‬بحيث‬ ‫تستجيبالتدابيرالتنمويةالموضوعة‪ ،‬لخصوصيــات‬ ‫تلك الناطـــق وإمكاناتها‪ ‬وطموحات أبنائها‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار جـــاء المخطط الملكي‬ ‫لـ«طنجة الكبرى»‪ ‬ليعطـي االنطالقـة الكبرى لهذه‬ ‫المدينة‪ ،‬بمجموعــة من المشاريـــع‪ ‬كان‪ ‬أهمها‬ ‫إنشاء‪ ‬ميناء طتجة المتوسط والمناطق الصناعية‬ ‫والصناعية الحرة‪ ،‬فضال عن التجهيزات األساسية‬ ‫الكبرى‪ ‬التي تعززت بمشاريع جديدة وقوية‪ ،‬األمر‬ ‫الذي بوأ طنجة مكانة هامة بين عواصم ضفتي‬ ‫األبيض المتوسط‪ ،‬وقفــز بها إلى مصاف األقطـــاب‬ ‫الصناعيةالمتوسطيةالهامة‪.‬‬

‫تقرير أممي‪ :‬طنجة قطب‬ ‫اقتصادي واعد‬ ‫وهو ما أكـده ‪ ‬التقرير االقتصادي حول إفريقيا‬ ‫‪ ،2017‬الذي أعلــن عنـــه ‪ ‬الثـالثـــاء الماضي بمقر‬ ‫لجنة األمم المتحدة االقتصادية إلفريقيا في أديس‬ ‫أبابا‪ ،‬والذي يحمل عنوان‪« :‬التعمير والتصنيع من أجل‬ ‫تحول إفريقيا»‪ ،‬حيث تم التأكيد على ‪ ‬أن المناطق‬ ‫الصناعية الخاصة ‪ ‬التي تم إنشاؤها في طنجة جعلت‬ ‫المنطقة ‪ ‬كلها‪ ‬تبرز‪ ‬كـ «قطب واعد للنمو» يستند‪ ‬‬ ‫بوصف خاص‪ ،‬إلى قطاعات التصنيع‪ ،‬والتجارة‬ ‫واللوجستيك‪.‬‬ ‫وأشـار التقرير إلى أن «المغــرب حقـــق نجاحات‬ ‫في صناعة السيــارات بفضل وجود منطقة اقتصادية‬ ‫خاصة قــرب طنجـــة‪ ،‬مما خول له االستفادة من‬ ‫مزايا مشتركة للبنية التحتية والولوج إلى األسواق‬ ‫(األوروبية) وجلب االستثمارات األجنبية خاصة‪ ‬ما‬ ‫يتعلق ب «اقتصادات التوطين»‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطـار أوضـح التقريـر أن قطــاع‬

‫السيارات بطنجة ‪ ‬انتعش باستثمار قـدره ‪ 2.1‬مليار‬ ‫دوالر أنجزته رونو في موقع يمتد على ‪ 280‬هكتار‬ ‫على بعد ‪ 30‬كيلومترا من طنجة‪ ،‬مع ‪ ‬األشارة إلى‬ ‫الجودة الرفيعة للربط الطرقي والسككي بميناء هذه‬ ‫المدينة‪ ،‬ومنه إلى باقي المدن المغربية األخرى‪.‬‬ ‫و بهذا الشأن‪ ،‬يقول التقرير األممي إن‪ ‬مصانع‬ ‫رونو بدأ‪ ‬تشغيلها سنة ‪ 2012‬وأنه في نهاية ‪،2015‬‬ ‫كانت تلك المصانع تشغل فوق ‪ 9600 ‬شخص‬ ‫بشكل مباشر‪ ،‬بتوظيف محلي وتم تكوينهم في‬ ‫معهد التكوين في مهن السيارات الذي أنشئ‬ ‫بدعــم مشترك من رونو والحكومة‪ ،‬حسب التقريـر‪.‬‬ ‫وذكر التقرير أن رونو تصدر باألساس السيارات‬ ‫نحو أوروبا (وقريبا نحو أمريكا الجنوبية)‪ ،‬إلى جانب‬ ‫مبيعاتها في السوق المحلية التي حققت فيها‬ ‫حصة ‪ ‬عالية‪ ،‬مع اإلشارة إلى أن صناعة السيارات‬ ‫دعمت ‪ ‬القدرة التصديرية للمغرب وأنشطة‬ ‫موانئه وأسفــر عن ‪ ‬إنشــاء سلسلة من مشاريــــه‬ ‫إنتـــاج التجهيـــزات‪ ‬الموازية كاالكسسوارات‬ ‫الداخلية والخارجية‪ ،‬والكابالتـ ‪ ‬والمقاعد‪ ،‬والنظام‬ ‫الكهربائي‪ ،‬وأنظمة األمن والتكييف وغيرها‪ ،‬حيث‬ ‫استقر بالمنطقة عشرات من الصناعات الدولية في‪ ‬‬ ‫المناولة‪ ،‬خاصة في المنطقة الحرة لمدينة السيارات‬ ‫بطنجة‪ ،‬إلى جانب إرســاء ‪ ‬شركــة فورد في المنطقة‬ ‫لمصنعها للمكونات الذي يمد مصانع السيارات فورد‬ ‫في إسبانيا‪.‬‬ ‫وأبرز التقرير ان ثمانين في المائــة من‬ ‫مقاوالت قطاع السيارات المغربية توجد في طنجة‬ ‫وتوظف حوالي ‪ 60‬ألف عامل‪ ،‬مشيرا إلى أن مجموعة‬ ‫أصغر من مصانع السيارات تستقر في الدار البيضاء‬ ‫وتركز في إنتاجها على السوق المحلية‪.‬‬ ‫وتشكل صناعة السيارات في طنجة جزءا‬ ‫من قطب صناعي أكبر يضم أربع مناطق حرة في‬ ‫طنجة أو قريبا منها‪ ،‬متمثلة في المنطقة الحرة‬ ‫لطنجة‪ ،‬ومنطقة ملوسة حيث يوجد مصنع رونو‪،‬‬ ‫ومدينة السيارات بطنجة‪ ،‬والمنطقة الحرة التجارية‬ ‫بالفنيدق‪ .‬وهذه المناطق تمتد على حوالي ‪3000‬‬ ‫هكتار مخصصة للتنمية الصناعية‪ ،‬منها ‪ 1200‬هكتار‬ ‫مجهزةمسبقا‪.‬‬ ‫وهناك منطقتـان صناعيتـــان أخريـــان في‬ ‫تطوان‪ ،‬مخصصتان للصناعة الخفيفة وتضمان‬ ‫المقـــاوالت الصغــرى والمتوسطة واألنشطة خارج‬ ‫التراب وتشكل هذه المناطق منظومة للتنمية‬ ‫الصناعية ضمن شعاع يمتد ل ‪ 80‬كلم من ميناء‬ ‫طنجة المتوسطي‪ .‬ولكنها بحاجة إلى الدعم لتحقيق‬ ‫إقالعي‪ ‬صناعي واقتصادي حقيقي يساهم‪ ‬في تنمية‪ ‬‬ ‫هذه المدينة والجوار ويمكن من تحسين ظروف‬ ‫التشغيل بعاصمة الشمال‪ ،‬تطوان‪.‬‬ ‫كما تحتضن ضواحي طنجة العديد من‬ ‫الحظائر الصناعية‪ ،‬مما يجعلها قطبا واعدا للنمو‬ ‫تنشطه الصناعة والتجارة واللوجستيك‪ ،‬حسب‬ ‫الوثيقة التي أوضحت أن البنيات التحتية للنقل‬ ‫واللوجستيك تشمل ميناء طنجة المتوسط‪ ،‬الذي‬ ‫يتوفر على محطتين نهائيتين لنقل السيارات و على‬ ‫ربط سككي مع الرباط والدار البيضاء ومراكش في‬ ‫الجنوب‪ ،‬ومكناس وفاس ووجدة في شرق المغرب‪.‬‬

‫ِ‬

‫إصدار جديد‬ ‫صدر‪ ،‬مؤخــرا‪ ،‬كتـاب‪ ،‬تحت عنوان ‪« :‬آل أربعيـن‬ ‫زمــن املقـــاومـة زمــن الكـفــاح املسلــح والنضــال‬ ‫السياسـي» لمؤلفه ذ‪ .‬عبد السالم أربعي‪.‬‬ ‫الكتاب ذو الحجم المتوسط يضم بين دفتيه‬ ‫معلومات مهمـة مرتبــة في ما مجموعــه ‪ 11‬فصال‪،‬‬ ‫وبعناوين مثيــرة‪ ،‬تجلب فضـول القارئ‪ ،‬وبالتالي‬ ‫تفتح شهيته‪ ،‬إزاء عملية التصفح واالطالع‪.‬‬ ‫الكتاب يستأهل المطالعة واالهتمام‪.‬‬

‫• حممد �إمغران‬

‫ومعلوم أن طنجة ستشهد في السنـــوات‬ ‫القادمة‪ ،‬ميالد مدينة صناعية مغربية صينية‪ ،‬هي‬ ‫الوحيدة بالمغرب التي ستحمل اسم الملك محمد‬ ‫السادس‪ .‬وسوف تمكن هذه المدينة التي تم‬ ‫التوقيع على اتفاقية مغربية صينية بشأنها‪ ‬في‬ ‫مارس الماضي‪ ،‬بطنجة من استقرار فوق مائتي‬ ‫شركة صينية بها‪ ،‬وتوفر مناصب شغل لآلالف من‬ ‫اليد العاملة الوطنية‪.‬‬ ‫وستتميز مدينــة محمـد السادس تيــك‪ ‬‬ ‫الصناعية بإقامة صناعات دقيقـة وصناعة حديثة‬ ‫للخدمـــات‪ ‬والسيـــارات والطيــران‪ ‬واإلعـــالم‬ ‫اإلليكترونــي‪ ‬والنسيــج‪ ‬واآلليـــات وغيرها‪ ،‬وسوف‬ ‫يصل استثمارات الشركات الصينية خالل عشر‬ ‫سنوات‪ ،‬ما يناهز عشرة ماليير‪ ‬دوالر‪.‬‬ ‫وستشرف على إنجـــاز هــذا المشــروع الضخم‪،‬‬ ‫جهة طنجة تطوان الحسيمة والشركة الصينية‬ ‫«هايتي» ومجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية‪.‬‬

‫تصنيف مشرف للمغرب‬

‫يذكر أن المغرب صنف من جديد كبلد‬ ‫ينصح فيه االستثمار‪ ‬وفقا لتقرير ‪The Next‬‬ ‫‪ Frontier‬الذي نشره معهــد البحــث التابـع لبنك‬ ‫«كريدي سويس» والذي يخص األسواق التي تتيح‬ ‫فرصا استثمارية كبيرة‪ .‬وقد صنف المغرب كأفضل‬ ‫سوق من العشرة أسواق عالمية ‪ ‬األولى ‪ ‬التي‬ ‫وقع عليها التركيز‪ ‬حيث تم التأكيد على أن الناتج‬ ‫اإلجمالي للمغرب بلغ اكثر من ‪ 108‬مليار دوالر سنة‬ ‫‪ 2016‬بمعدل نمو متوسط قدره ‪ 4‬بالمائة‪.‬‬ ‫ومعلوم أن العديد من الشركات العالمية من‬ ‫مختلف الجنسيات عبرت عن رغبتها‪ ‬في االستثمار‬ ‫بالمغرب‪ ‬ومنها ‪ ‬تلك التي سعت إلى ربط موانئها‬ ‫بميناء طنجة المتوسط‪ ،،‬بسبب الفرص العديدة‬ ‫والمتنوعة التي توفرها مناطق طنجة الصناعية‬ ‫واالمتيازات التي يعرضها قانون االستثمار المغربي‬ ‫وأيضا وبالدرجة األولى بفضل االستقرار الذي ينعم به‬ ‫المغرب‪ ‬حيث إن المنتدى االقتصادي العالمي اعتبر‬ ‫المغرب‪ ‬من البلدان األكثر أمنا ‪ ‬للسفر واالستثمار‪،‬‬ ‫متقدما على العديد من البلدان المتقدمة في العالم‪.‬‬ ‫كما أن مجلة «‪US News & World Report‬‬ ‫األمريكية صنفت المغرب ضمن‪ ‬أفضل بلدان‬ ‫العالم‪ ‬الخمسيـن متقدما على بلدان المغرب الكبير‬ ‫والعديـــد من بلـــدان العالم من التي ‪ ‬تتوفر على‬ ‫جاذبية سياحية واقتصادية مشهود لها بها‪.‬‬ ‫وللتذكير فإن تصنيف أفضل بلدان العالم لسنة‬ ‫‪ 2017‬جاء نتيجة استطالع دولي أجري على عينة من‬ ‫‪ 21‬ألف شخص من ‪ 36‬بلدا من جميع أنحاء العالم‪ ‬‬ ‫ويعتمد هذا التصنيف على عدة معايير‪ ‬تقييمية بينها‬ ‫البيئة البشرية‪ ‬والطبيعية‪ ‬وحقوق اإلنسان‪ ‬والحريات‬ ‫والتأثير الثقافي‪ ‬وريادة األعمـال والبنيــات التحتية‪ ‬‬ ‫واإلطار الـقانوني‪ ‬والتـراث الثقافـي‪ ‬وجودة الحياة‪ ‬‬ ‫وأيضا التأثير السياسي واالقتصادي‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.