Achamal n° 894 le 20 juin 2017

Page 1

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫العدد ‪ 894‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 25‬رم�ضان‪� 20 / 1438 /‬إلى ‪ 26‬يونيـو ‪2017‬‬

‫الدكتور عبد الحق بخات‬ ‫(انظر الصفحة األخيرة)‬

‫ت�صوير حمودة‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬

‫يف «حلظة وفاء» جمعية‬ ‫«ريا�ض الطرب للمو�سيقى‬ ‫وال�سماع ال�صوفـي»‬ ‫تكرم‬

‫المناظرة الوطنية حول الوضع بإقليم الحسيمة‬

‫• إجماع على مشروعية مطالب أهل الحسيمة • مواجهات بسبب إعمال المقاربة األمنية بدل‬ ‫المقاربة التنموية • المحتجون في السجون والمخلون بالتزاماتهم أمام جاللة الملك‪ ،‬أحرار طلقاء‪ ‬‬ ‫• أهل الريف وطنيون حتى النخاع • هل التقطت الدولة اإلشارات الصادرة عن احتجاجات‬ ‫الحسيمة؟ • الداخلية ‪ :‬الحرص على الهدوء‪ ،‬والخير أمام‪ ،‬إن شاء اهلل‪! ‬‬

‫ت�صوير حمودة‬

‫اعترف‬

‫رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة بأنه يعيش وضعا نفسانيا ووجدانيا مركبا ومعقدا بسبب أحداث الحسيمة‪ ،‬داخل أسرته الصغيرة‪ ،‬بين قريب معتقل وقريب من قوات‬ ‫األمن يرقد بالمستشفى‪ ،‬جراء إصابته خالل االحتجاجات‪ .‬وأضاف‪ ،‬خالل افتتاح المناظرة‪ ،‬لوطنية حول الوضع بالحسيمة‪ ،‬الجمعة الماضية بطنجة‪ ،‬أن إلياس المواطن الريفي‬ ‫هزم إلياس الرئيس‪ ،‬ألنه «من الصعب على اإلنسان أن يفكر بقلبه»‪.‬‬ ‫وبخصوص المناظرة‪ ،‬أشار إلى أنها ليست من وحي الجهة‪ ،‬بل بمبادرة من فعاليات حقوقية ومجتمعية وأهلية‪ ،‬وأن الجهة أرادت بتنظيمها‪ ،‬دون أن يكون لديها تصور خاص بشأن ما‬ ‫يمكن أن تخلص إليه‪ ،‬خلق فضاء للحوار وآلية لمعالجة المشاكل الطارئة على الجهة‪.‬‬ ‫وألح في هذا الجانب على ضرورة معالجة قضية الحسيمة بكثير من الحكمة والنضج‪ ،‬وبعيدا عن الحساسيات السياسية ‪ ،‬وعن الصراعات الحزبية‪ ،‬وعن اختالف وجهات النظر‪« ،‬ألن قوتنا‬ ‫في االختالف» ‪ ،‬وأن «الصوت الواحد ال يحل المشاكل»‪ ،‬يقول العماري‪.‬‬ ‫وزير العدل‪ ،‬محمد أوجار‪ ،‬أكد في بداية تدخله أنه ريفي من الحسيمة‪ ،‬وأنه قرر حضور المناظرة كحقوقي‪ ،‬وكواحد من أبناء هذه المدينة التي يشرفه االنتماء إليها‪ ،‬قبل أن يؤكد تضامنه‬ ‫مع المواطنين بالحسيمة «الذين يعانون الكثير جراء سوء تدبير االحتجاجات»‪.‬‬ ‫وبعد أن استحضر العديد من «اإلنجازات» في المجال الحقوقي والديمقراطي والتنموي‪« ،‬بأفق منفتح على كل االحتماالت اإليجابية»‪ ،‬تساءل‪« :‬ما الذي حدث‪ ،‬ولماذا‪ ،‬وكيف يجب أن‬ ‫نتجاوب معه؟» ليخلص إلى أن الوقت ليس لتصفية الحسابات السياسوية وتوزيع االتهامات‪ .‬ألن دقة المرحلة تستدعي مقاربة تشاركية كما تستدعي من الجميع التقاط اإلشارات الصادرة‬ ‫عن احتجاجات الريف والعمل على االستجابة لها ‪ ،‬موضحا أن اإلحساس العام لدى الحكومة وفق توجيهات جاللة الملك‪ ،‬هو الحرص على احترام القانون والحريات‪ ،‬والعمل على التجاوب مع‬ ‫مطالب الريف التي تكتسي طابعا استعجاليا ‪ ،‬من أجل التفرغ لبناء المستقبل‪ ،‬وإنجاح تجربة االنتقال الديمقراطي‪ ،‬في جو تسوده الطمأنينة ويطبعه االستقرار‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬دعا الوزير المنتدب في الداخلية‪ ،‬نور الدين بوطيب‪ ،‬إلى أن الهدف األساسي في الوقت الراهن هو تهدئة األوضاع‪ ،‬وإرجاع قنوات التواصل مع المواطنين‪ ،‬والعودة إلى مناخ‬ ‫يمكن الحكومة من إخراج المشاريع المبرمجة في اآلجال المسطرة‪ ،‬عبر حوار هادئ وجاد‪ ،‬مؤكدا أن وزارة الداخلية تحرص على الهدوء وتولي اهتماما كبيرا لقضايا التنمية بإقليم الحسيمة‪،‬‬ ‫وتدعو إلى تكثيف العمل ‪ ،‬يدا في يد‪ ،‬خارج جو التصعيد واالحتقان‪« .......،‬والخير أمام»‪.‬‬ ‫(تابع التتمة على الصفحة ‪)4‬‬


‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬يونيو ‪2017‬‬

‫العدد ‪894‬‬

‫‪2‬‬

‫مسؤولون ورجال أعمال إسبان يحلون بطنجة بمناسبة تدشين إقليم الفحص أنجرة‪ :‬إنشاء المأوى‬ ‫السياحي للزميج لدعم السياحة‬ ‫خط جوي رابط بين مدينة البوغاز و «بالما دي مايوركا»‬ ‫بمناسبة تدشين خــط جــوي رابط بين‬ ‫بالمنطقة‬ ‫المدينتين‪ ،‬المذكورتيــن حل صبــاح أول‬ ‫أمس الخميس‪ ،‬بمقر غرفة التجارة والصناعة‬ ‫والخدمات بجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬ ‫وفد إسباني رفيع المستوى‪ ،‬بحضورالقنصل‬ ‫العام للمملكة المغربية بجزر الباليار‪ ،‬والوزير‬ ‫الجهوي للتراب والطاقات والمالية‪ ،‬وعمداء‬ ‫ومستشارين‪ ،‬باإلضافة إلى الرئيس السابق‬ ‫للحكومة الجهوية‪ ،‬ومدير الموانئ والمطارات‪،‬‬ ‫ورئيس السلطات المينائية بجزر الباليار‪ ،‬فضال‬ ‫عن مسؤولين مكلفين بمجال السياحة والعديد‬ ‫من رجال األعمال‪ ،‬باإلضافة إلى مختلف وسائل‬ ‫اإلعالم اإلسبانية‪ ،‬المرافقة للوفد‪.‬‬ ‫زيارة الوفد اإلسباني هاته تعتبر فرصة‬ ‫سانحة للتعريف بالجهة من حيث مؤهالتها‬ ‫السياحية واالقتصادية‪ ،‬وكذلك لخلق مزيد من‬ ‫فرص االستثمار بها‪ ،‬على اعتبار أن إسبانيا تعد‬ ‫أكبر شريك للمغرب من الناحية التجارية‪ ،‬وثاني‬ ‫مصدر لإلرادات السياحية بالمغرب‪ ،‬والمصدر‬ ‫الثاني على مستوى التحوالت المالية للجالية‬ ‫المغربية المقيمة بالخارج‪.‬كما أن هذا الخط‬ ‫الجوي الرابط بين المدينتين والذي تؤمنه‬ ‫شركة «ألبا سطار» هو ثاني خط يربط بين‬ ‫المدينة اإلسبانية والمغرب‪ ،‬بعد خط الناظور‪،‬‬ ‫ومما ال شك فيه أنه سيلعب دورا كبيرا‪ ،‬إذا‬ ‫علمنا بضرورة الحاجة إلى نقل ما يزيد عن‬ ‫‪ 40‬ألف مغربي قاطن بجزر البليارمن بلدهم‬ ‫األصل‪ ،‬والعكس صحيح بالنسبة لسكان الجزيرة‬ ‫الراغبين في زيارة مدينة طنجة في مدة زمنية‬ ‫التتجاوز ساعة و‪ 45‬دقيقة‪.‬وفي هذا السياق‪،‬‬

‫ت�صوير حمودة‬ ‫أشار عمر مورو‪ ،‬رئيس غرفة التجارة والصناعة‬ ‫والخدمات بالجهة‪ ،‬في كلمته أمام الحاضرين‬ ‫إلى ‪« :‬إننا نستطيع القول في ضوء تدشين‬ ‫الخط الجوي بين طنجة و«بالما دي مايوركا»‬ ‫أن هذا النوع من المبادرات كفيل بتسهيل‬ ‫ودعم عمليات االستثمار والشراكة‪ ،‬وفتح قنوات‬ ‫تواصل جديدة ‪ ،‬السيما في هذا الظرف بالذات‬ ‫الذي أصبحت فيه جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫تعرف تحوالت عميقة في مشهدها االقتصادي‪،‬‬ ‫وباألخص على مستوى البنيات واالختيارات‬ ‫الصناعية والتوجهات السياحية‪ ،‬يكفي أن نسوق‬ ‫على سبيل المثال ميناء طنجة المتوسط الذي‬ ‫يعتبر من أكبر الموانئ على الصعيد اإلفريقي‪،‬‬

‫ثم الميناء الترفيهي الذي سيلعب أدوارا ريادية‬ ‫على مستوى الرحالت السياحية واستقطاب‬ ‫كبريات السفن العالمية‪ ،‬باإلضافة إلى مسألة‬ ‫المدن الجديدة التي هي في طور اإلنشاء‪ ،‬ك‪:‬‬ ‫«طنجة طيك» والوحــدات الصناعية الكبرى‪،‬‬ ‫لجيل صناعــي حديــث يراهــن على صناعات‬ ‫الطيران والسيارات وصناعة األدوية والصيدلة‬ ‫واألدوات المنزلية والصناعات الغذائية‪»..‬‬ ‫ولإلشارة‪ ،‬من المنتظر أن يتم الربط‬ ‫الجوي بين المدينتين على مدارالسنة وعبر‬ ‫رحالت جوية‪ ،‬تنظم كل يوم خميس‪.‬‬

‫م‪.‬إمغران‬

‫توقيع اتفاقية شراكة مع المجلس الجهوي‬ ‫للمهندسين المعماريين‬

‫بمناسبة الدورة الثانية لمعرض العقار والبناء‬ ‫بطنجة «‪ ، »SIMOB‬شهد مقــر غرفـــة التجــارة‬ ‫والصناعة والخدمات لجهة طنجة ‪،‬تطوان ‪ ،‬الحسيمة‪،‬‬ ‫توقيع إتفاقية شراكة ما بين هاته األخيرة و المجلس‬ ‫الجهوي للمهندسين المعماريين ومجموعة« «�‪Mis‬‬ ‫‪ »sion Conseil‬المكلفة بتنظيم المعرض الذي‬ ‫ستشهده مدينة البوغاز في الفترة الممتدة ما بين‬ ‫‪ 13‬و ‪ 16‬يوليوز ‪. 2017‬‬ ‫االتفاقية التي وقعها كل من عمر مورو بصفته‬ ‫رئيسا للغرفة‪ ،‬عبد الحق االبراهيمي بصفته رئيسا‬ ‫للمجلس الجهوي للمهندسين المعماريين‪ ،‬و عزيز‬ ‫بوسالمتي بصفته الرئيس المدير العام لمجموعة‬ ‫«‪ ،»Mission Conseil‬تهدف إلى تبادل مجموعة‬ ‫من األدوار تصب كلها في إنجاح الدورة الثانية من‬ ‫المعرض ‪ ،‬لما يشكل من فرصة للنهوض بقطاع‬ ‫العقار والبناء والخدمات‪ .‬في هذا اإلط��ار سيلتزم‬ ‫المهندسون المعماريون من خالل هيئتهم المهنية‬ ‫بالمشاركة القوية والفعالة من أجل إنجاح هذه‬ ‫التظاهرة والدعاية والتحسيس ‪ ،‬منها تحفيز المهنيين‬ ‫والمتدخلين في مجال البناء من أجل المشاركة وأيضا‬ ‫تنشيط الجانب العلمي والتقني للمعرض‪ ،‬وبالمقابل‬ ‫ستلتزم الجهة المنظمة بالعديد من النقاط‪ ،‬منها‬ ‫توفير الظروف اللوجيستيكية بإستعمال وسائل‬ ‫ومعدات آخر طراز وآخر التقنيات الدولية في مجال‬ ‫العروض‪ ،‬كما ستسهر على توفير مناخ أعمال بنكهة‬ ‫إحترافية تجمع ما بين المهنيين من جهة والمهنيين‬ ‫والزوار من جهة أخرى‪.‬‬ ‫وفي تصريح له بالمناسبة‪ ،‬أكد عبد الحق‬ ‫اإلبراهيمي رئيس المجلس الجهوي للمهندسين‬ ‫المعماريين أن نجاح النسخة األولى من المعرض‬

‫خالل السنة المنصرمة‪ ،‬كان بمثابة الحافز األساسي‬ ‫للمشاركة واالنخراط في الدورة الثانية بقوة‪ ،‬عبر‬ ‫تجنيد جميع المتدخلين في البناء‪ ،‬حتى نحقق‬ ‫مشاركة ال فقط من حيث الكم بل أيضا من حيث‬ ‫النوع‪ .‬وأضاف رئيس الهيئة‪ ،‬أن الهدف األساسي من‬ ‫االتفاقية هو التعاون من أجل إنجاح هذا الورش‬ ‫الكبير الذي سيعود بالنفع على مدينة من حجم‬ ‫طنجة‪.‬‬ ‫من جهته أكد عمر مورو رئيس غرفة التجارة‬ ‫والصناعة والخدمات لجهة طنجة‪ ،‬تطوان‪ ،‬الحسيمة‪،‬‬ ‫أن الهدف من توقيع هاته اإلتفاقية‪ ،‬هو البحث عن‬ ‫سبل من أجل إشراك جل المهنيين في هذا المعرض‬ ‫الذي نطمح من خالله إلى المساهمة النوعية في‬ ‫المنتوجات الصناعية المحلية‪ ،‬الجهوية والوطنية‪،‬‬ ‫حيث سيتحمل المهندس المعماري بالجهة من خالل‬ ‫هيئتهم الفتية جزء من المسؤولية في هذا المعرض‪،‬‬ ‫سواء من خالل البحث عن المنتوجات الجديدة في‬ ‫األسواق‪ ،‬التي ستشكل رافعة وترتقي بمستوى البناء‪،‬‬

‫مداد ريشة مبدعة يتدفق‬ ‫على فضاء أم ثانويات وزان‬

‫أو من خالل المساهمة العلمية المحضة للموائد‬ ‫المستديرة التي ستقام على هامش المعرض‪.‬‬ ‫عالقة بنفـس الحــدث ‪ ،‬عبر عزيز بوسالمتــي‬ ‫المدير العــام لمجموعــة «‪ »Mission Conseil‬عن‬ ‫فرحته بهذه االتفاقية التي وصفها باإلستراتيجية‪،‬‬ ‫مؤكدا أن أهميتها تتجلى في ال��دور الذي تلعبه‬ ‫هيئة المهندسين المعماريين في النهضة العمرانية‬ ‫التي عرفتها المدينة‪ ،‬وكذلك القيمة المضافة ‪،‬حيت‬ ‫يتم دعوة جميع المهندسين المعماريين بالجهة‬ ‫للوقوف واكتشاف الجديد في مجال العمران والبناء‪،‬‬ ‫وأضاف السيد عزيز بوسالمتي أنه من باب التذكير‪،‬‬ ‫فإن المعرض سيقام على مساحة ‪ 6000‬متر مربع ‪،‬‬ ‫وسيعرف حضور ما يناهز ‪ 25000‬زائر‪ ،‬موجها دعوة‬ ‫لكل الصناعيين بالجهة وبالمغرب كله‪ ،‬من أجل‬ ‫االنخراط في هذا المشروع والوقوف على الفرص‬ ‫التي يقدمها المعرض‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫المؤسسة السجنية بطنجة تنظم حفل توزيع الجوائز‬ ‫على نزيالت ونزالء المؤسسات السجنية مع إفطار جماعي‬

‫مسـاء ي��وم الخميس‬ ‫الماضي‪ ،‬انتــهـــى الحــفــل‬ ‫الخــــاص ب��اإلع�لان عـــن‬ ‫نتائج المسابقـــة الوطنيـــة‬ ‫في حفــظ وتجويد القرآن‬ ‫الكريم لفائدة نزيالت ونزالء‬ ‫المؤسســــات السجنــــيــــة‪،‬‬ ‫احتضنتهـــا مؤسسة السجن‬ ‫المدني بطنجة‪ ،‬بـشـراكــة‬ ‫مـــع المندوبيـــة الجهـويــة‬ ‫لللشؤون اإلسالمية بطنجة‬ ‫والمجلس العلمــي لعمالـــة‬ ‫طنجة ـ أصيلة‪.‬‬ ‫الحفل افتتح بآيات بينات من الذكر الحكيم‪ ،‬تلته تحية العلم الوطني‪،‬‬ ‫ثم كلمات بالمناسبة‪ ،‬لكل من السيد المدير الجهوي‪ ،‬ومديرالمؤسسة‬ ‫اإلصالحية‪ ،‬ورئيس المجلس العلمي المحلي‪ ،‬والمندوب اإلقليمي لوزارة‬ ‫األوقاف والشؤون اإلسالمية‪ ،‬وذ‪.‬عبد اللطيف الحدوشي‪ ،‬عضو المجلس‬ ‫العلمي المحلي‪ ،‬حول المسابقات الدينية لشهر رمضان‪.‬‬ ‫وعرف هذا الحفل الذي تابعته مختلف وسائل اإلع�لام‪ ،‬المحلية‬ ‫والوطنية‪ ،‬مجموعة من الفقرات‪ ،‬تضمنت فاصال في السماع والمديح‪،‬‬ ‫أدته فرقة السالم التابعة للسجن المحلي بطنجة‪ ،‬الفائزة في المسابقة‬ ‫الوطنية‪ ،‬ولحظات فكاهية‪ ،‬وشعرية‪ ،‬باإلضافة إلى تالوات قرآنية للفائزين‬

‫ب��دوار الزميج ال��واق��ع في ت��راب جماعة‬ ‫ملوســــة‪ -‬إقليم الفحص أنجرة‪ ،‬تم تدشين‬ ‫المأوى السياحي للزميج والمندرج في إطار دعم‬ ‫السياحة الجبليـــة‪ ،‬مشروع ضمن مدار سياحي‬ ‫أكبر يمكن الزائر من اكتشاف المنطقة مشيا‬ ‫على األقدام انطالقا من ضريح سيدي أحمد بن‬ ‫عجيبة وصوال إلى ساحة «سيدي معطة» على‬ ‫مسافةكيلومترين‪.‬‬ ‫فبحضور عامل اإلقليم‪ ،‬ومحمد المسياح‬ ‫رئيس المجلس اإلقليمي‪ ،‬ورض��وان النوينو‬ ‫النائب البرلماني عن اإلقليم‪ ،‬ومحمد السوسي‬ ‫النعيمي رئيس جماعة ملوسة‪ ،‬ورؤساء الجماعات‬ ‫الترابية باالقليم وبعض المنتخبين وأعضاء‬ ‫مكتب الجمعية المسيرة للمشروع ومندوب‬ ‫السياحة والمياه والغابات وبعض فعاليات‬ ‫المجتمع المدني ومندوب التعليم والسلطات‬ ‫المحلية واإلقليمية‪ ،‬أعطيت إش��ارة انطالق‬ ‫اشتغال هذا المأوى الذي من شأنه اإلسهـــام‬ ‫في جلب عشاق السياحة الجبلية وتحريك عجلة‬ ‫السياحة باإلقليم خصوصا وأن المنطقة توجد‬

‫بها مؤهالت طبيعية ومناظر خالبة تطل على‬ ‫البحر األبيض المتوسط والديار االسبانية‪.‬‬ ‫المشروع أنجز بشراكة مع المبادرة الوطنية‬ ‫للتنمية البشرية والمجلس اإلقليمي ومؤسسة‬ ‫طنجة المتوسط للتنمية البشرية ووكاﻻت‬ ‫التنمية اﻻجتماعية واﻻقتصادية لعماﻻت‬ ‫وأقاليم الشمال وباقي الشركاء والمساهمين‪.‬‬ ‫عبد الواحد الهيشو‪ ،‬رئيس جمعية أنجرة‬ ‫للتنمية والمحافظـــة على التراث نوه بكل من‬ ‫شارك وساهم في إخراج هذا المأوى السياحي‬ ‫بالعالم القروي‪ ،‬وعبر عن أمله في تعميم‬ ‫التجربة في عديد من النقاط القروية وخاصة‬ ‫النقط الهادفة في التعريف بالموروث الثقافي‬ ‫والحضاري والطبيعي والبيئي والثقافي‪ ،‬وذلك‬ ‫لما يمتاز‪ ،‬يضيف الهيشو‪ ،‬به إقليم الفحص‬ ‫أنجرة من تراث مادي وﻻمادي وما يتوفر عليه‬ ‫اإلقليم من حفريات تعود لحواقب تاريخية‬ ‫تستحق اﻻطﻻع عليها أنها حفريات مهمة‬ ‫تستحق التعرف عليها والتعريف بها‪.‬‬

‫األوائ��ل في مسابقة تجويد‬ ‫القرآن‪.‬كما تم توزيع الجوائز‬ ‫على الفائزين ف��ي جميع‬ ‫المسابقات‪ ،‬سواء في تجويد‬ ‫القرآن أو في حفظ الحديـث‬ ‫وف��روع��ه أو ف��ي تفســيـر‬ ‫القــرآن‪ ،‬ق��ام بتسليمــهـا‬ ‫على النزيالت والنزالء ضيوف‬ ‫وحضورمنمختلــفالشرائــح‬ ‫االجتماعيـــة‪ .‬وبعد أداء صالة‬ ‫المغرب‪ ،‬جلس المشاركـــون‬ ‫والحضور حــول موائد إفطار‬ ‫جماعي‪.‬وفي األخيرتفضل‬ ‫مقدم أطوارالحفل بالشكرالجزيل إلى اللجنة المنظمة‪ ،‬وعلى رأسها‬ ‫خالد بنتركي‪ ،‬مدير المؤسسة السجنية بطنجة‪ ،‬وسعيد العطار‪ ،‬المكلف‬ ‫باألنشطة االجتماعية والثقافية‪ ،‬وباقي األطروموظفي المؤسسة‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى المدعوين والحضور الذي لبى هذه الدعوة التي مرت فعالياتها في‬ ‫أجواء من اإلخاء والتضامن بين النزالء والضيوف‪ ،‬زادتها النفحات الروحية‬ ‫الرمضانية إحساسا بالسكينة والوئام اللذين ألفا بين قلوب المشاركين‬ ‫والحضور‪ ،‬خالل هذا الحفل الذي احتضنته مؤسسة السجن المدني بطنجة‬ ‫التي تعتبر من أنشط المؤسسات السجنية على الصعيد الوطني‪.‬‬

‫محمد‪ .‬إ‬

‫‪ ‬ح��ت��ى اخ��ت��ي��ار توقيت‬ ‫تنظيم حفل إزاحة الستار عن‬ ‫عمل إبداعي جميل يفعم أم‬ ‫ثانويات دار الضمانة الكبرى‬ ‫بالحياة‪ ،‬سار على غير المألوف‬ ‫‪....‬بين ذهاب الليل وإشراقات‬ ‫الصباح‪ ،‬نجحت ريشة األستاذة‬ ‫‪ /‬الفنانة بشرى الصوالحي في‬ ‫تحويل الفضاء الخاص باألطر‬ ‫التربوية واإلداري����ة النابت‬ ‫بمشتل ثانوية موالي عبد اهلل‬ ‫الشريف التربوي إلى « كعبة فنية « حج إليها‬ ‫كل من يتذوق الحياة في أدق تفاصيلها ‪....‬‬ ‫حضر المدير اإلقليمي للتعليم وثلة من أسرة‬ ‫التربية بالمؤسسة‪ ،‬وفاعلون وفاعالت‪ ،‬وتالميذ‬ ‫وتلميذات ‪....‬بحثا عن حقن من صبيب شالل‬ ‫االبداع الذي فجرت ينابيعه األنامل الحريرية‬ ‫البنة المدرسة العمومية ‪ ....‬فهل هناك أروع‬ ‫وأجمل أن تبدأ يومك قبل انصرافك للعمل‬ ‫وتلقي العلم‪ ،‬بابتسامة مصدرها االبداع‪....‬‬ ‫هذا العمل الفني – التشخيصي التصويري‬ ‫التجسيدي ‪ -‬الذي جاء متناسقا ومتناغما مع‬ ‫معمار وهندسة الفضاء الخاص باألطر اإلدارية‬ ‫والتربوية بأم ثانويات وزان التي تعتبر ذاكرة‬ ‫تعليمية حية بدار الضمانة الكبرى ‪ ، ‬هو محطة‬ ‫من المحطات الفنية القادمة التي تشكل صلب‬ ‫مشروع الفيتراي « الرسم على الزجاج « الذي‬ ‫تشرف عليه أستاذة الفنون التشكيلية بشرى‬ ‫صوالحي ‪.‬‬

‫اإلن��ج��از الفني ال��ذي‬ ‫جسدته األستــاذة ‪ /‬الفنانــة‬ ‫على زجاج المرفق التربوي‬ ‫الترفيهي ي��ه��دف إل��ى «‬ ‫ربــط النافع بالجميل» كما‬ ‫ت��ق��ول ب��ذل��ك واح���دة من‬ ‫النظريات التي تزركش‬ ‫مساحــة ‪ ‬نســاء ورج��ال‬ ‫ال��ف��ن‪ ،‬وف��وق��ه��ا تتالقح‬ ‫التجارب وباقي النظـــريــات‬ ‫واألطروحات ‪ .‬ومن بيــن األهداف األخرى التي‬ ‫حفزت صاحبة المشروع خوض هذه التجربة‬ ‫األولى من نوعها بإقليم وزان‪ ،‬بعـــد عقــد من‬ ‫االشتغال على الجداريات بأكثر من مؤسسة‬ ‫تعليمية وبمشاركة الناشئة التعليمية‪ ،‬وأطفال‬ ‫وشباب الجمعيات األهلية بالمدينة كما بالقرى‪،‬‬ ‫السعي نحو ابراز الغنى والتنوع الذي يزخر به‬ ‫عالم التشكيل‪ ،‬ووشم أم المؤسسات ببصمات‬ ‫كل من استنشق من زواياها وأركانها رائحة عبق‬ ‫التاريخ ونسيم االبداع ‪.‬‬

‫األستاذة‪/‬المبدعة بشرى الصوالحي‪ ،‬وهي‬ ‫تفتح منافذ هذا الورش الفني في وجه تالميذ‬ ‫وتلميذات المدرسة العمومية بوزان‪ ،‬تؤكد بأنها‬ ‫من فصيلة اإلنسان في تنوعه الذي يمشي فوق‬ ‫الرمل‪ ،‬عكس الفصيلة التي تمشي فوق الماء‬ ‫فال تترك لها من حيث مرت أثرا‪.‬‬

‫محمد حمضي‬


‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬يونيو ‪2017‬‬

‫العدد ‪894‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫كلما حضرتُ صالة القيام بمسجد من مساجد تطوان وضواحيها‪ ،‬إال خرجتُ بمالحظة‪،‬‬ ‫وتحضرني اآلن بعض هذه المالحظات‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫‪ - 1‬أن المساجد التي تستقطب األعداد العديدة من المصلين‪ ،‬هي التي تتوفر على‬ ‫مرتلين أكفاء‪ ،‬يمتلكون أدوات الترتيل‪ ،‬ويحسنون استعمالها‪ ،‬فيستمتعون ويمتعون‪.‬‬ ‫‪ - 2‬أن المشفعين الذين ال يتوفقون في التجويد‪ ،‬غالبا ما يفتقدون آلية مهمة‪ ،‬هي‬ ‫التحكم في حبالهم الصوتية‪ ،‬لذا تجدنا نشفق عليهم من المجهود الذي يبذلونه في هذا‬ ‫الشهر المبارك‪.‬‬ ‫‪ - 3‬أن عددا من أئمة صالة القيام –وأغلبهم شبان‪ -‬يغادرون المحراب عند التسليمة‬ ‫األخيرة‪ ،‬تاركين للمأمونين حرية مواصلة الصالة على النبي‪ ،‬وترديد الحمدلة المشهورة‪:‬‬ ‫«الحمد هلل الذي هدانا لهذا‪ »...‬العتقادهم أن ما يُردّد بعد الصالة‪ ،‬فريضة كانت أو نافلة‪،‬‬ ‫هو من قبيل البدع المستحدثة‪ ،‬فهال شغلوا أنفسهم بالباقيات الصالحات‪.‬‬ ‫‪ - 4‬أن بعض الوعاظ‪ ،‬يتصيدون المساجد التي تقصدها أكبر نسبة من المصلين‪،‬‬ ‫فيطلقون العنان أللسنتهم‪ ،‬متناسين أن الناس وفدوا على هذا المسجد أو ذاك‪ ،‬قصد أداء‬ ‫الصالة‪ .‬ولو أوجزوا أو اكتفوا بالقليل‪ ،‬لحبّبوا إلى المؤمنين هذه الدروس‪.‬‬ ‫‪ - 5‬أن أغلبية المصلين عا ُفوا الجالبيب واستغنوا عنها‪ ،‬ووجدوا راحتهم في «الجُبّات»‬ ‫على اختالف أنواعها وأشكالها‪ .‬وقد التجد في المسجد إال جلبابا أو جلبابين‪ ،‬أحدهما لإلمام‪،‬‬ ‫والثاني للمؤذن‪ ،‬وهي ظاهرة أتأسف لها غاية األسف‪.‬‬ ‫‪ - 6‬أن بيوت اهلل لم تعد تستغني عن مكبرات الصوت‪ ،‬حتى ولو كانت في حجم «سيدي‬ ‫فريج» فهذا المسجد على صغره‪ ،‬به مكبران‪ :‬مكبر لإلمام‪ ،‬ومكبر للمؤذن يستدعي به‬ ‫الناس للصالة‪.‬‬ ‫‪ - 7‬أن «موضة مكيفات الهواء» غزت جميع المساجد الصغير منها والكبير‪.‬‬ ‫ومسجد «الرحمة» كمثال‪ ،‬تجد نفسك فيه مطوقا بمروحات من أحجام مختلفة‪ .‬وفي‬ ‫أنحاء مختلفة‪ ،‬هناك مروحات كبيرة تكاد تالمس رأسك‪ ،‬وهناك مروحات متوسطة‪ .‬ولكنها‬ ‫أشد بأسا من تلك المعلقة في سقف المسجد‪ ،‬ترسل ريحا قويا باردا من أقرب جدار أو سارية‬ ‫إليك‪ ،‬وهناك عن يمين وشمال‪ ،‬أخوات لها في عنفوانها ونشاطها ودورانها‪.‬‬ ‫وهنا يحضرني المثل القائل‪« :‬الشيء إذا زاد على حده‪ ،‬انقلب إلى ضده»‪.‬‬

‫مسرحية«عصافير المدينة الساحرة» المتوجة بالمرتبة األولى‬ ‫في المهرجان الوطني للمسرح المدرسي تعرض بشفشاون‬ ‫ عبد الحي مفتاح‬‫( قال الشاعر عبد الكريم الطبـال‬ ‫بعد متابعتــه للعــرض المسرحــي‬ ‫«عصافير المدينـــة الساحــرة» على‬ ‫صفحتـه فـــي الفايسبوك‪:‬‬ ‫‪** ‬‬

‫ْ‬ ‫سقوط‬

‫‪... ‬‬ ‫�سهرت الليلة مع م�سرحية‪:‬‬ ‫«ع�صافري املدينة ال�ساحرة»‬ ‫يف دار ال�شباب‬ ‫�أدتها جمموعة من الأطفال‬ ‫�أكرثهن �صبيات يف عمر‬ ‫الثامنة �إلى العا�شرة‬ ‫وكان �أجمل ما يف امل�سرحية‬ ‫الغناء والرق�ص من �أداء‬ ‫ال�صبيات ف�سقطت حتت �سحر‬ ‫الغناء والرق�ص‬ ‫‪..... ‬‬ ‫ال � ْأ�س َت ِغ ُ‬ ‫َ‬ ‫يث‬ ‫ُ‬ ‫�ضياء‬ ‫�سقطت على‬ ‫�إذا‬ ‫ِ‬ ‫� َ‬ ‫أين كانَ‬ ‫و َلو على �أعلى اجلبـــــــال‬ ‫ربه‬ ‫لأنني من ِت ِ‬ ‫�س� ُ‬ ‫أحيك يل بيت ًا‬ ‫نوافذه‬ ‫ال�سمــــــــــــــاء‬ ‫�شمو�س يف‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫‪...‬‬ ‫كم كان سفر طيور نادي أضواء الخشبة‬ ‫للمسرح التابع لمدرسة موالي علي النوازلي‬ ‫بشفشاون‪ ،‬التي مثلت جهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬‬ ‫الحسيمة‪ ،‬طويال وشاقـــا حتـى تتمكن من‬ ‫الصعود بعملها المسرحي «عصافير المدينة‬ ‫الساحرة» إلى منصة التتويج‪ ،‬من بين اثنتي‬ ‫عشرة فرقـة متبارية تمثــل جميــع جهــات‬ ‫المغرب‪ ،‬في المهرجــان الوطنــي للمسرح‬ ‫المدرسي‪ ،‬بمدينة أسفي حاضرة المحيط‪.‬‬ ‫حول طاولة الشاي المنعنع بوطاء الحمام‬ ‫التي يتحلق حولها بعض األصفياء يتحدث‬ ‫األستاذ عبدالمجيد أزراف مايسترو هذا السفر‪،‬‬ ‫من الفكرة إلى الفرحة‪ ،‬عن مسافاته ومدارجه‬ ‫ومصاعده بابتسامة واقتصاد وشغف‪ ،‬مجيبا على‬ ‫المشاكسات الخفيفة للشاعر عبدالكريم الطبال‬ ‫المضيئة لروح النص وجسده وترحاله ‪.‬‬ ‫فالمسرحية اعتمدت نص الكاتب المغربي‬ ‫المسكينــي الصغيــــر المعنـــون ب «عصافير‬ ‫المدينة» والذي يترجم تجربته في الكتابة‬ ‫المسرحية الخاصة بالطفل‪ ،‬وتتناول المسرحية‬

‫في قالب فني رفيع موضوع ال يبلى‪ ،‬بل يحظى‬ ‫دائما بالراهنية‪ ،‬وهو الصراع بين الخير والشر‪،‬‬ ‫بين التضامن والتنافر‪ ،‬بين «الشيطان»‬ ‫والحكمة‪...‬؛ وحسب الفنان عبدالمجيد أزراف‬ ‫ففكرة النص تتلخص في أن «مجموعة من‬ ‫العصافير الشادية يتم تتويجها بريشة الحياة‬ ‫والمستقبل ألنها أصبحت راشدة ورائدة‪ ،‬لكن‬ ‫أحد الغرباء المندسين يحاول أن يحرمها من‬

‫هذه الريشة‪-‬السحرية والساحرة‪ -‬بالحيلة‬ ‫الماكرة ويدخل المدينة‪/‬الموطن لنشر‬ ‫الخصام والفرقة والحقد والكراهية‪ ،‬لكن‬ ‫حكيم المدينة كان أذكى وأدهى‪.»...‬‬ ‫إن المسرحية التي شخص أدوارها‬ ‫تالميذ وتلميذات نادي أضواء الخشبة‬ ‫للمسرح باقتدار وخفة‪ ،‬تنضح بالتجديد‬ ‫على مستــوى اإلخــراج والسينوغرافيا‬ ‫اللذين أبدع فيهما الفنان عبدالمجيد‬ ‫أزراف‪ ،‬كما تحلق بالفرجة غناء ورقصا‪،‬‬ ‫حركة وموسيقى‪ ،‬ولفظا ومعنى‪ ،...‬ولهذا‬ ‫فقد استمتع الجمهور المتميز الذي حج إلى دار‬ ‫الشباب بمدينة شفشاون ليلة التاسع عشر من‬ ‫رمضان‪ ،‬بأطوار المسرحية ولعب الشخصيات‬ ‫وصعود ونزول األحداث‪ ،‬وأجــواء االنقبـــاض‬ ‫واالنفراج‪ ،‬و أحاسيس الفرح والمرح التي تخللتها‬ ‫أشواك القرح العابرة‪...‬‬ ‫ويأتي تقديم هذا العــرض المسرحــي‬ ‫الذي أشرف على تنظيمه منتدى الحوار للفنون‬ ‫والثقافات بشفشاون احتفاء بفوز نادي أضواء‬ ‫الخشبة بالمرتبة األولى وطنيا في المهرجان‬ ‫الوطني للمسرح المدرسي الذي احتضنت‬ ‫فعاليته مدينة الخزف والسردين من ‪ 17‬إلى ‪21‬‬ ‫ماي الماضي‪.‬‬ ‫والبد من التذكير في هذا السياق أن مدينة‬ ‫شفشاون التي تخرجت منها فرقة نادي أضواء‬ ‫الخشبة للمسرح‪ ،‬تعرف تجارب فنية وثقافية‪،‬‬ ‫وكذا مسرحية رائدة سواء على مستوى المسرح‬ ‫المدرسي أومسرح الطفل أو على مستوى‬ ‫الفن المسرحي بصفة عامة‪ ،‬إال أن غياب قاعة‬ ‫للعروض المسرحية والسينمائية والموسيقية‪،‬‬ ‫والفنية بصفة عامة تتوفر فيها المواصفات‬ ‫المهنية يرهق الفرق والمجموعات‬ ‫الشابة التي تكافح بوسائلها البسيطة‬ ‫من أجل التطور بل البقاء‪.‬‬ ‫هذا؛ وقد طالبت الفعاليات الثقافية‬ ‫والفنية والجمعوية منذ زمان بإخراج‬ ‫مشروع إحداث مركب للعروض الفنية‬ ‫(المسرح‪ ،‬السينما‪ ،‬الموسيقى‪ ،‬التشكيل‪،‬‬ ‫فن التصوير والنحت‪ )...‬بمدينة‬ ‫شفشاون‪ ،‬وال زال الطلب قائما رغم أن‬ ‫الحناجر قد بحت‪ ،‬وتطالب أيضا رئيس‬ ‫المجلس البلدي و مسؤولي وزارة الثقافة‬ ‫المعنيين‪ ،‬بالعناية بالمعهد الموسيقي‬ ‫بشفشاون والعمل على حمايته من‬ ‫السقوط المادي واألدبي(الفني)‪ ،‬ألنه معلمة‬ ‫متأصلة تخرجت منها أفواج من الموسيقيين‬ ‫والموسيقيات‪ ،‬وتدرس بها أعداد كبيرة من‬ ‫التالميذ والطلبة كل سنة‪ ،‬كما أنها تحمي جزءا‬ ‫من الذاكرة األندلسية لشفشاون الذي صانها‬ ‫بعض الرواد كما يصان الذهب والمرجان‬ ‫وعلى رأسهم العالم الفاضل المرحوم الهاشمي‬ ‫السفياني‪.‬‬

‫تذكير‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫أيها العزيز ‪:‬‬ ‫البالء أو االبتالء دليل على أن اهلل قريب‪..‬‬

‫أيها العزيز ‪:‬‬ ‫كل أرض تصلح لدفننا ؛ فال تهتم ببيتك األخير‪..‬‬ ‫ال تهتم به؛ واستحضر أنك ستبقى مجهول البيان‬ ‫في أيام الضباب‪ ..‬مجهول المعاني في أيام الصفاء‪..‬‬ ‫وأما في أيام المطر فستتنزل سيول رحيمة تبلل‬ ‫ثرى بيتك األخير‪..‬‬

‫أيها العزيز ‪:‬‬ ‫ال تبحث في أي باب سوى باب اهلل ؛ فكل ما في هذا‬ ‫الزمن األرضي متحلل منحل‪..‬‬ ‫ال تعد شيئا ؛ ال تفرح؛ ال تغتم فاألمر سيان‪..‬‬

‫أيها العزيز ‪:‬‬ ‫وجـه قطب اهتمامـك لجعـل غيبتـك شاهـدة في‬ ‫حضورك‪..‬‬ ‫وأما الغيبة المقصودة فغيبة عن ما سوى اهلل‪..‬‬ ‫غب حتى تستولي الحضرة الربانية على وجودك ؛‬ ‫فتغدو حاضرا فيها غائبا عما سواه‪..‬‬

‫أيها العزيز ‪:‬‬ ‫احرص على بناء نفسك ب ‪:‬‬ ‫• عصمة قلبك واستفتائه‪ ..‬وإن أفتاك المفتون‪..‬‬ ‫• توجيه قلبك حتى تأسره أسرار الطهارة‪..‬‬ ‫• تصفية قلبك بتحليات ذكرية دائمة‪..‬‬ ‫• سعة قلبك حتى يسع الحق‪..‬‬

‫أيها العزيز ‪:‬‬ ‫ستقيم في بيتك األخير‪..‬‬ ‫سيبقى األغيار في بيوتهم األولى ينتظرون شيئا‬ ‫فال يعطى لهم سوى ظل سرو‪..‬‬

‫أيها العزيز ‪:‬‬ ‫بعدنا‬ ‫وإن جاورتنا البيوت‪..‬‬ ‫ليس للنفس علم‬ ‫بأي فناء‬ ‫تموت ؟‬ ‫والفناء الذي‬ ‫سوف يأوي النفوس‬ ‫عالم بالجموع‪..‬‬ ‫عالم بالرؤوس‪..‬‬


‫العدد ‪894‬‬

‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬يونيو ‪2017‬‬

‫المناظرة الوطنية حول الوضع بإقليم الحسيمة‬ ‫(تتمة ص‪)1‬‬ ‫وزير السياحة‪ ،‬محمد ساجد أكد بدوره أهمية الحوار «الودي والشفاف» من أجل الخروج من هذه‬ ‫اإلزمة «التي هزت البالد»‪ ،‬ولفت االنتباه إلى «أننا لم نعرف‪ ،‬خالل الشهور الماضية‪ ،‬كيف نخلق ظروف‬ ‫الحوار والتشارك‪ ،‬من أجل التعامل مع مطالب الحسيمة المشروعة»‪.‬‬ ‫وأضاف أن الحراك الشعبي بالحسيمة‪ ،‬يدل على «غيرة أهل الريف على منطقتهم» وتطلعهم إلى‬ ‫تحسين أوضاعهم‪ ،‬وأن هذا الحراك ينخرط في مسلسل التنمية ومسلسل االنتقال الديمقراطي الذي‬ ‫تشهده البالد‪ ،‬داعيا إلى المحافظة على االستقرار من أجل إنجاح مخططات التنمية التي تشمل مختلف‬ ‫جهات البالد‪.‬‬ ‫أما رئيس المجلس الوطني لحقوق اإلنسان‪ ،‬ادريس اليزمي‪ ،‬فقدد شدد على أن مبادرة هذه‬ ‫المناظرة هو التأسيس لفضاء تعالج فيه القضايا الخالفية بروح الحوار والمسؤولية‪ ،‬والتدبير السليم‬ ‫للخالف‪ .‬واعتبر أن االحتجاجات الشعبية تعبير عن تنامي الوعي وعن وجود «قدرة مواطنة» يمكن أن‬ ‫تساعد على تشخيص الواقع واإلسهام في إيجاد الحلول المناسبة‪ ،‬مشيرا إلى أن هناك آالف التقارير‬ ‫تشخص مشاكل الجماعات المحلية التي تقوم بدور فعال في تكريس الديمقراطية التمثيلية‪ .‬وأضاف‬ ‫أن المغاربة يطالبون باالستماع إليهم والتجاوب معهم في إطار المقاربة التشاركية التي تعتبر ركيزة‬ ‫العمل التنموي بالمغرب‪.‬‬ ‫أمين عام الجالية المغربية بالخارج‪ ،‬عبد اهلل بوصوف أكد في بداية تدخله أن المغرب منزعج بسبب‬ ‫الظروف الصعبة التي يعيشها أهل الحسيمة‪ ،‬مستنكرا أن يتهم أهل الريف باالنفصال بينما الدولة‬ ‫مطالبة بالبحث عن ‘«توافقات» في إطار الحوار والتشارك‪ .‬وأكد من جهة أخرى أن «الريف الكبير»أسس‬ ‫الستقرار المغرب عبر التاريخ وأنه سيظل كذلك على الدوام‪.‬‬

‫المواطنون ملوا النقاش والوعود‪...‬‬

‫وخالل تدخله‪ ،‬أكد فؤاد أحيضار‪ ،‬نائب رئيس برلمان بروكسيل‪ ،‬أن من أسباب هذا التوتر‪ ،‬انعدام‬ ‫التواصل وأن الناس ملوا من النقاش ومن الوعود‪ ،‬وأن المطلب األساسي‪ ،‬ليس بالنسبة ألهل الريف‪،‬‬ ‫فحسب‪ ،‬بل لجميع المغاربة‪ ،‬هو تحقيق العدالة االجتماعية والمساواة الكاملة في الواجبات والحقوق‬ ‫ونبذ المحسوبية‪ ،‬واحترام مشاعر المواطنين وكرامتهم‪.‬‬ ‫واستغرب بحزن من أن يكون المحتجون اليوم في السجون‪ ،‬بينما المسؤولون عن كارثة التهميش‬ ‫الذي يشعر به الجميع في الريف بسبب عدم وفاء الحكومة بالتزاماتها إزاء سكان هذه المنطقة‪ ،‬ينعمون‬ ‫بالحرية‪ ،‬دون أن يتعرضواألي نوع من المساءلة والمحاسبة‪.! ‬‬

‫القبض على سيليا‬

‫وفي جو مؤثر‪ ،‬تلفه غيوم الحزن والشجن‪ ،‬تقدمت للمنصة نوال‬ ‫الزياني‪ ،‬أخت الفنانة سليمة الزياني‪ ،‬سيليا فنيا‪ ،‬التي امتدت إليها أيادي‬ ‫االعتقال‪ ،‬في إطار «المقاربة األمنية» التي ندد بها جميع المتدخلين في‬ ‫المناظرة‪ ،‬وألقت على المشاركين قصيدة قوية بعنوان «سالم عليك‪،‬‬ ‫سيليا»‬ ‫سالم عليـك أيـهـا األبي‪ ،‬سالم عليك ايها الريفو أنت تنازع‪ ،‬وأنتَ ال‬ ‫تـموت‬ ‫سالم … سالم‬ ‫تُشهدين العالم أن المرأة في الريف…‬ ‫سالمُ عليكِ “سيليا” وأنتِ ِ‬ ‫شقيقة الرجل في الحراك‬ ‫وفي المِحنْ‪.‬‬ ‫سالم عليكَ ” ناصر” وأنتَ تُسائلهُم‪ ،‬وأنتَ تقودُ الجماهيرَ‪ ،‬ليسمع العالم صرخة الثكلى‪،‬‬ ‫صرخة الجوعى‪ ،‬صرخة أبناء شعب هذا الوطن‪.‬‬ ‫كنا سألناه في ثورات الشعوب األخرى‪ ،‬بكم الوطن ؟‬ ‫مضى بين الجياع يعد األمنيات‬ ‫مُعتادُ‪ ،‬يقيس الجرح بالدين‬ ‫بـالخبـز‪،‬‬ ‫بوعودٍ مخزنة في أفواه اللصوص‪.‬‬ ‫سألناه ” حرية “ سألناه ” كرامة”‪ ،‬سألناه ”عدالة اجتماعية”‬ ‫وسخر جندَهُ ليُرْهِبَ بالنفي‪ ،‬باالعتقال‪ ،‬باالغتصاب‪ ،‬بالجلوس على القارورة‪،‬‬ ‫ويدعي أن شعبَ الريف انفصالي‪ .......‬فتان‪!!! ‬‬

‫أخت معقتل‪ :‬ينعتوننا بـ « أوالد السْبَ ْليُون»‬

‫من منصة الخطابة‪ ،‬فجرت حياة‪ ،‬أخت المعتقل بدر بولحجل‪ ،‬دموع‬ ‫المتناظيرن وهي تروي مآسي سكان الريف مع موجات االعتقاالت الي‬ ‫شملت أهاليهم‪ ،‬خاصة الشباب‪ ،‬ذكورا وإناثا‪ ،‬حتى ذكر بعضهم أنه ال يخلو‬ ‫اليوم بيت في الحسيمة‪ ،‬من محتج معتقل‪ ،‬أو من عنصر أمن مصاب‪.! ‬‬ ‫قالت حياة إن أخاها المرحل إلى سجن عكاشة بالبيضاء‪ ،‬اعتقل وفي‬ ‫جيبه وصفة طبية القتناء دواء لوالدته المريضة‪ .‬وهو الذي يرعى والدته‬ ‫بعد «فراغ العش» إثر زواج إخوته وأخواته العشرة‪ ،‬ليتكفل بوالدته التي‬ ‫كانت تتمني أن «تفرح» بولدها‪ ،‬بدر‪ ،‬قبل أن تموت‪ ،‬فإذا بها اليوم تتمنى‪،‬‬ ‫فقط‪ ،‬أن تراه قبل أن ترحل إلى دار البقاء‪ .‬وأضافت‪ ،‬حياة‪ « ،‬أن أفرغ على‬ ‫جسدي قارورة بنزيل وأشعل النار‪ ،‬أهون علي من النار التي بداخلي‪ ،‬بعد‬ ‫اعتقال أخي»‪....!!! ‬‬ ‫ولعل الشعور بالظلم جعلها تصدح بمطالب أهل منطقتها بالعدالة االجتماعية وبالحق في الصحة‬ ‫والتعليم والعيش الكريم‪ ،‬وتعلن أنه ضدا على التقاليد المجتمعية بالريف‪ ،‬فإن النساء‪ ،،‬جازفن‪ ،‬هن‬ ‫أيضا‪ ،‬بالنزول إلى الشارع يطالبن برفع الحكرة والتهميش عن منطقة الريف‪ ..‬وقالت إن أسر المعتقلين‬ ‫والمعتقالت‪ ،‬بالرغم من المعاناة التي يعيشونها‪ ،‬يفتخرون ببناتهم وأبنائهم‪ ،‬الذي يحتجون على الحكرة‬ ‫واإلهانة حين ينعتون‪ ،‬ازدراء واحتقارا‪ ،‬بــــ «أوالد السبنيول» وبـ «االنفصاليين»‪ ،‬والحال‪ ،‬تقول‪ ،‬إننا‬ ‫مواطنون مغاربة‪ ،‬متشبثون بهويتنا وبملكنا الذي نحبه ونفرح كثيرا حين نعلم أنه سيزور منطقتنا‪،‬‬ ‫ونخرج إلى الشوارع لتحية موكبه‪ ،‬بينما االنفصاليون هم الذين يمارسون الحكرة والتهميش على أهل‬ ‫الريف ‪ .‬وختمت تدخلها المؤثر بأن صاحت بقوة في قاعة المناظرة‪« ،‬عاش الملك»‪ .‬‬ ‫الجلسة االفتتاحية لم تخل من «مناوشات» بين الجمهور والمنصة‪ ،‬بسبب ردود الفعل الغاضبة لعدد‬ ‫من المشاركين‪ ،‬أغلبهم من الريف‪ ،‬حول تصريحات بعض الرسميين‪ ،‬بشأن الحراك‪ ،‬أسبابه وتطوراته‬ ‫وسبل عالجه‪ ،‬والمحاكمات التي جر إليها العديد من نشطائه بتهم ثقيلة‪.‬‬ ‫وقد تجلى غضب الريفيين كذلك‪ ،‬خالل الجلسات الثالث التي تلت الجلسة االفتتاحية والتي احتضن‬ ‫مقر الجهة‪ ،‬الجلسة األولى والثانية‪ ،‬حول «الوضع العام الراهن بالحسيمة»و «الشروط الضرورية‬

‫الستعادة الثقة» بينما نقلت الجلسة الثالثة وكان موضوعها «اآلليات المؤسساتية والتشاركية لتجاوز‬ ‫الوضع القائم»‪ ،‬والجلسة الختامية‪ ،‬إلى أحد فنادق المدينة‪،‬‬

‫دموع الدكتور النشناش‬ ‫ما ذنب أولئك الشباب ليزج بهم في السجن؟‬

‫وخالل الجلســة األولى التي ترأسهـا عميد جامعة‬ ‫عبد المالك السعدي‪ ،‬حذيفة أمزيان‪ ،‬والتي غاب عنها كل‬ ‫الوزراء والمسؤولين الرسميين‪ ،‬عاش المشاركون لحظات‬ ‫مؤثرة‪ ،‬حين أعطيت الكلمة للدكتور محمد النشناش‪،‬‬ ‫لتقديم حصيلة عمل المبادرة الوطنية من أجل الريف‪،‬‬ ‫التي ينسق أشغالها‪ ،‬بعد لقائه‪ ،‬كحقوقي‪ ،‬بعدد من‬ ‫معتقلي الحسيمة بسجن عكاشة بالدار البيضاء‪.‬‬ ‫وحين تذكر لقاءه داخل السجن ب «الفنانة سيليا‬ ‫المعتقلة على خلفية احتجاجات الحسيمة‪ ،‬أجهش بالبكاء‬ ‫الشديد‪ ،‬درجة االختناق‪ ،‬مما عطل قدرته عن الكالم‪.‬‬ ‫وتحت تصفيقات المشاركين‪ ،‬احتراما وإكبارا‪ ،‬جاهد حالته‬ ‫النفسية وتساءل بقوة ‪ :‬لماذا؟ ما ذنب أولئك الشباب‬ ‫ليزج بهم في السجن؟‪ ،‬وأضاف إن سلوك المحتجين خالل مظاهراتهم السلمية‪ ،‬كان حضاريا بامتياز‪،‬‬ ‫بل إنهم غالبا ما كانوا يحيون رجال األمن وهم ينصرفون بعد إنهاء وقفاتهم االحتجاجية وأن اتهامهم‬ ‫باالنفصاليين وبالخونة وبالعمالة للخارج‪ ،‬ظلم كبير وتجن على الحقيقة وعلى المواطنة ‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فقد وجد الدكتور النشناش‪ ،‬المعروف ببشاشته وبخفة دمه‪ ،‬وقتا للمداعبة الكالمية‬ ‫والممازحة‪ ،‬حين أشار إلى أن الرئيس الفرنسي نقل للمغاربة خبر قلق جاللة الملك من الوضع بالريف‬ ‫وقال «شكرا لفرنسا‪ ،‬الحمد هلل ما زالت باقية بالمغرب» األمر الذي أثار موجة من الضحك بالقاعة‪.‬‬ ‫ولم تنج «كواليس» المناظرة من احتكاكات متشنجة أحيانا بين شباب الريف وبعض المسؤولين‪،‬‬ ‫خاصة حول بالغ زعماء األغلبية الحكومية الذي تضمن اتهامات ألهل الريف باالنفصال والعمالة والخيانة‪.‬‬ ‫وحرص نشطاء الحسيمة المشاركون في المناظرة على شرح األسباب التي دفعتهم إلى االحتجاج‬ ‫والدفاع عن الئحة مطالبهم‪ ،‬وعرض الحلول التي ينتظرونها للمشاكل التي تعاني منها منطقتهم‬ ‫والتي ينتظرون أن تكون حلوال عملية ملموسة‪ ،‬ال وعودا مسكنة‪...‬‬ ‫وبحس وطني مؤثر‪ ،‬ووعي سياسي كبير‪ ،‬أصر شباب الريف على تأكيد وطنيتهم وتشبثهم بهويتهم‬ ‫المغربية وتشبثهم بضرورة اإلفراج عن كافة المعتقلين‪ ،‬كمدخل أساسي للتهدئة والتواصل‪.‬‬ ‫وهو ما عكسته توصيات المناظرة التي قدمت في صيغة «نداء الوطن من أجل الحسيمة»‪:‬‬

‫نص التوصيات ‪:‬‬ ‫«على إثر االحتجاجات الشعبية السلمية التي يعيشها إقليم الحسيمة‪ ،‬والتي استأثرت بتضامن‬ ‫كل أرجاء الوطن‪ ،‬وبعد لجوء السلطات العمومية إىل إعمال املقاربة األمنية‪ ،‬التي ترتب عنها اعتقال‬ ‫العشرات من النشيطات والنشطاء يف تلك االحتجاجات‪ ،‬وتوجيه تُهم خطرية لكل املوقوفني‪.‬‬ ‫فإننا نحن املشاركون يف املناظرة الوطنية حول الوضع بإقليم الحسيمة‪ ،‬املنعقدة يوم الجمعة ‪16‬‬ ‫يونيو ‪ ،2017‬بمدينة طنجة‪ ،‬بمبادرات مواطنة؛ نعلن عن ما يلي‪:‬‬ ‫تضامننا املطلق والالمشروط مع املطالب العادلة واملشروعة التي ترفعها االحتجاجات السلمية‬ ‫بإقليم الحسيمة؛‬ ‫اعتماد مقاربة تنموية جديدة تُشْرك ساكنة اإلقليم يف بلورة تصور يستحضر بعد النوع‬ ‫اإلجتماعي‪ ،‬ووضع وتنفيذ ومتابعة وتقييم كافة املشاريع الجاري تنفيذها أو املزمع إنجازها باإلقليم‬ ‫والتفعيل املستعجل والجاد لدور مؤسسة الجهة باعتبارها أحد املمثلني‪ ،‬دستوريا‪ ،‬لساكنة اإلقليم‬ ‫وتمتيعها بكل الصالحيات املنصوص عليها قانونا؛‬ ‫إلزامية وضع حد للمقاربة األمنية الصرف‪ ،‬دون املساس بالدور املنوط بالقوى العمومية يف‬ ‫مجال الحفاظ على أمن األشخاص واملمتلكات‪ ،‬ونبذ كل أشكال العنف والتهديد والرتهيب‪ ،‬إن بكيفية‬ ‫مباشرة أو غري مباشرة؛‬ ‫االلتزام‪ ،‬بشكل قطعي‪ ،‬بالحوار الرصني واملسؤول‪ ،‬منهجا وسبيال‪ ،‬من أجل إيجاد الحلول الناجعة‬ ‫واالستعجالية لكافة املشاكل التي يُعاني منها إقليم الحسيمة؛‬ ‫دعوة الحكومة إىل العمل الجاد‪،‬و بكل مسؤولية‪ ،‬من أجل تنفيذ التوصيات املتوافق عليها‬ ‫الصادرة عن هذه املناظرة؛‬ ‫وتحقيقا لهذه األهداف‪ ،‬إننا نُوصي بما يلي‪:‬‬ ‫إطالق سراح جميع املعتقلني‪،‬و إيقاف املتابعات‪ ،‬وإلغاء مذكرات البحث يف حق املبحوث عنهم‪،‬‬ ‫ورفع مظاهر الحضور األمني‪ ،‬وانسحاب القوات العمومية‪ ،‬من أجل عودة الهدوء والطمأنينة‪ ،‬ونزع‬ ‫فتيل التوتر واالحتقان والتصعيد‪ ،‬وصوال إىل استعادة الثقة بن كافة األطراف؛ وفتح تحقيق قضائي‬ ‫بشأن جميع اإلنتهاكات التي طالت حقوق األفراد‪ ،‬بما فيها التعذيب‪.‬‬ ‫اعتماد إجراءات استعجالية لفائدة ساكنة إقليم الحسيمة والتوافق على إحداث اآلليات الضرورية‬ ‫لتنفيذ الربامج واملشاريع ذات الصلة باملطالب االقتصادية واالجتماعية والثقافية املستعجلة؛‬ ‫العمل على تنفيذ توصيات هيئة اإلنصاف واملصالحة املتعلقة بجرب الضرر الجماعي؛ مع التأكيد‬ ‫على املصالحة مع تاريخ الريف و اإلعرتاف به‪،‬و توفري اإلعتمادات املالية الالزمة لذلك؛‬ ‫إحداث لجنة للتتبع لتنفيذ توصيات املناظرة تضم يف عضويتها ممثالت وممثلني عن جهة‬ ‫طنجة ‪ -‬تطوان‪ -‬الحسيمة‪ ،‬عن النشطاء يف االحتجاجات‪ ،‬عن اللجنة التحضريية لهذه املناظرة‪ ،‬عن‬ ‫وزارة الداخلية‪ ،‬عن وزارة حقوق اإلنسان‪ ،‬عن وزارة العدل‪ ،‬عن املجلس الوطني لحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫مطالبة املجلس اإلقتصادي واالجتماعي والبيئي بإعداد رأي استشاري للنموذج التنموي ملنطقة‬ ‫الريف‪.‬‬ ‫ويف األخري نُهيب بجميع األطراف التحلي بالحكمة وتغليب روح التوافق‪ ،‬من خالل وضع‬ ‫املصلحة العليا لبالدنا فوق جميع االعتبارات‪ ،‬ومن أجل االنتصار للوطن‪ ...‬فالوطن وطننا أوال وأخريا»‪.‬‬ ‫بشعور أن «المهمة أنجزت» انتهت المناظرة الوطنية حول األوضاع بإقليم الحسيمة‪ ،‬بعد ما تم‬ ‫تشخيص الوضع الراهن‪ ،‬من طرف المسؤولين والمهتمين ومن طرف المعنيين أنفسهم‪ ،‬الذين وضعوا‬ ‫«الحقائق األربعة» لما يجري بالحسيمة وضاحيتها‪ ،‬أمام المتناظرين‪ ،‬وأنكروا كل التهم التي ألصقت‬ ‫بهم وبنضالهم ونواياهم‪ ،‬وبددوا المزاعم المغرضة واالتهامات الكاذبة لبعض األحزاب السياسية‬ ‫وأكدوا وطنيتهم ومغربيتهم واحترامهم لشعار ورموز الوطن‪ ،‬وأن ما يطالبون به إنما يصب في الحقوق‬ ‫الوطنية المكفولة دستوريا‪ ،‬في عدالة اجتماعية تربط‪ ،‬فعال‪ ،‬المسؤولية بالمحاسية وتحقق الحياة‬ ‫الكريمة لجميع المواطنين‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪894‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬يونيو ‪2017‬‬

‫مهن‪ ‬تخلق في شهر الرحمة‪...‬‬ ‫ممارسوهـا عاطلون وأرامل و مطلقات‪...‬‬ ‫ذكاء تجاري ومسكنات ضد الفقر‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫شهر رمضان‪ ،‬شهر الصيام والعبادة‪ ،‬شهر الخير والبركة‪ ،‬و‪ ‬معظم الشباب المغربي يعتبره‬ ‫أيضا بمثابة طوق نجاة يقدم لهم مهنا بالرغم من أنها موسمية إال أنها تدر عليهم دخال‬ ‫يساعدهم في العيش للشهور القادمة منتظرين مهنة موسمية جديدة تنتشلهم من سوق‬ ‫البطالة‪.‬‬ ‫تنتعش مهن موسمية عديدة خالل رمضان بالمغرب‪ ،‬يمارسها العديد من العاطلين وفئة‬ ‫من النساء المهمشات من مطلقات وأرامل‪ ،‬وأيضا أصحاب المداخيل الضعيفة من أجل ربح بعض‬ ‫المال في شهر يعرف رواجا تجاريا كثيفا‪.‬‬ ‫وتشكل مهن بيع حلوى «الشباكية» مثال ‪ ‬وبيع الفطائر وأيضا مهنة الخياطة التقليدية في‬ ‫شهر رمضان‪ ،‬دعما ماليا يساعد آالف األسر المحتاجة على كسب قوتها باالعتماد على إمكاناتها‬ ‫الذاتية‪.‬‬ ‫تتحول دكاكين ومحالت تجارية كانت مخصصة لمهن أخرى قبل رمضان إلى محالت لبيع‬ ‫حلوى الشباكية في شهر الصيام‪ ،‬وهي حلوى شهيرة يُعرف بها المغاربة وال تكاد تخلو مائدة‬ ‫إفطار منها‪ ،‬ويتخلى العديد من الباعة عن مهنهم مؤقتا مثل بيع الخضر والفواكه أو بيع السمك‬ ‫ليتخصصوا في المتاجرة ببيع الحلويات بمختلف أصنافها‪ ،‬بسبب اإلقبال الهائل عليها من طرف‬ ‫المغاربة في رمضان‪.‬‬ ‫وألن بيع الشباكية وباقي الحلويات المعسلة تتيـح أرباحا صافية تتجاوز أحيانا عشرة آالف‬ ‫درهم في رمضان‪ ،‬فإن العديد من الشباب العاطل اتخذوا من هذه المهنة ملجأ لهم من مرارة‬ ‫البطالة والفاقة‪.‬‬

‫بيع الخبز لكسب الخبز‬

‫رشيدة من مدينة العرائش‪ ،‬في عقدها ‪ ‬الرابع‪ ،‬يبدو على‬ ‫محياها التعب من طول الوقوف‪ ،‬ترتدي مالبس خفيفة نظرا‬ ‫لحرارة الجو الذي تعمل فيه‪ ،‬اعتادت في كل شهر رمضان‪ ،‬أن‬ ‫تمارس مهنة بيع الخبز بكل أشكاله لكي تساعد زوجها في‬ ‫إعالة العائلة‪ .‬فهي كما تقول «كنعدّل جميع األنواع ديال الخبز‬ ‫لي كيطلبوهوم الناس ‪ ،‬ولي بغاوها يجبروها عندي»‪ ،‬وتضيف‬ ‫«فاأليام األخرى مكايكونش البيع بحال هاد الشهر‪ ،‬فهاد الشهر‬ ‫كيزيد الطلب على األنواع كاملين من الرغايف وبغرير»‪ .‬رشيدة‬ ‫على حد قولها تقوم يوميا بعد صالة الفجر مباشرة‪ ،‬لتبدأ عملها‬ ‫الشاق الذي يدوم قبيل ساعات من الفطور‪ ،‬وتضيف قائلة «هاد‬ ‫الخدما كتدي ليا النهار» كما تقول «أنا ‪ ‬مكنحطش بزاف برا‪ ،‬حيت عندي بزاف ديال الطلبات ديال‬ ‫النسا لي خدامين كيديو من عندي كل نهار»‪.‬‬ ‫تركنا رشيدة مع عملها الشاق وتوجهنا إلى وجهة أخرى‪ ،‬بحثا عن مهنة موسمية جديدة تدر‬ ‫على أصحابها بعضا من الدريهمات التي يمكن أن تكون سندا لهم لمدة قليلة بعد هذا الشهر‬ ‫الفضيل‪.‬‬

‫في انتظار شهر رمضان‬

‫ينتظر المهدي‪ ،‬البالغ من العمر ‪ 60‬سنة‪ ،‬والذي على وجهه تجاعيد شاهدة على أيام‬ ‫«التكرفيس» –حسب تعبيره‪ -‬كل عام ‪ ،‬شهر رمضان بفارغ الصبر ليس للصيام والعبادة فقط‪،‬‬ ‫بل ألنه باب من أبواب الرزق‪ ،‬التي تفتح أمام المهدي إلعالة عائلته الصغيرة‪ .‬المهدي ال يملـك‬ ‫عمـال قـارا طيلـة السنة‪ ،‬فهو يشتغل في كل شيء ‪ ‬وفي أي شيء على حد قوله‪ ،‬وشهر رمضان من‬ ‫الشهور التي يغير فيها المهدي مهنته ليتجه صوب مهنة «الشباكية»‪ ،‬التي تعرف إقباال كبيرا من‬ ‫طرف المغاربة‪ ،‬فهي من أساسيات مائدة اإلفطار‪.‬‬ ‫«رغم الحر الشديد الذي يتزامن مع هذا الشهر‪ ،‬وصعوبة العمل في هذه الحرفة إال أن ظروف‬ ‫الحياة القاسية التي أعيشها تجعلني أتحمل كل هذه األمور ألعود في المساء بشيء يسد جوع‬ ‫زوجتي وأطفالي» يقول المهدي بعد أن سألناه عن ظروف العمل مع ارتفاع الحرارة‪.‬‬

‫لجأ المهدي إلى مهنة الشباكية التي تعلمها على يد أحد الجيران‪ ،‬بعد أن أقفلت في وجهه‬ ‫جميع األبواب‪ ،‬ولم يفلح في إيجاد عمل يومي يدر عليه دخال يستطيع من خالله توفير كل طلبات‬ ‫أسرته الصغيرة « حسن ليا نوقف قدام هاد الحرارة وال نمشي نطلب ما نأكل» هذا آخر ما قاله لنا‬ ‫المهدي ليتجه نحو إخراج الشباكية من العسل ووضعها جانبا‪.‬‬ ‫‪ ‬أما أنور‪ ،‬الذي يبلغ من العمر ‪ 20‬سنة‪ ،‬فقد اتخذ هو بدوره زاوية صغيرة قرب منزله ليضع‬ ‫فيها طاولة صغيرة‪ ،‬تحمل كل ما يمكن استهالكه في هذا الشهر من شباكية‪ ،‬وخبز‪ ،‬وفطائر‪،‬‬ ‫وغيره من األشياء التي تكون حاضرة على مائدة اإلفطار‪ ،‬أنور يقول وبصوت مليء باألمل « هاد‬ ‫الساعة ماكاين مايدار غير هادشي» مضيفا أن كل ما يكسبه من هذا العمل الموسمي يساعده‬ ‫في شراء متطلباته الدراسية هو وأخته الصغيرة كما أنه يساعد نوعا ما في ميزانية البيت‪.‬‬ ‫وتقف نساء أرامل ومطلقات يعانين من الهشاشة االجتماعية في نقاط للبيع باألسواق‬ ‫الشعبية يعرضن ما أبدعته أناملهن من معجنات وفطائر بأسعار مناسبة‪ ،‬دعما لميزانياتهن‬ ‫المادية المُنهكة‪.‬‬ ‫ويعتبر شهر رمضان أيضا فرصة لمهن أخرى لتنتعش وتُبعث فيها الحياة من جديد‪ ،‬مثل‬ ‫الخياطة التقليدية للرجال والنساء‪ ،‬باعتبار أنه خالل هذا الشهر تتزايد الطلبات بكثرة على األزياء‬ ‫التقليدية من قبيـــل الجلــبـــاب والسلهـــام و«الجابادور»‪.‬‬ ‫وبالرغم من أن استعمال الوسائل التكنولوجية الحديثة في االستيقاظ لوقت السحور حدَّ من‬ ‫فعالية مهنة النفار أو المسحراتي بالمغرب‪ ،‬فإن بعض الشباب يصرون على ممارسة هذه المهنة‪،‬‬ ‫خاصة بالنسبة لمن ال قدرة لهم على إقامة مشاريع تجارية صغيرة‪ ،‬حيث تكفيهم عطايا الناس‬ ‫وإكرامياتهم‪.‬‬

‫ذكاء تجاري هائل‬ ‫وحــول سمـــات هـــذه المهـــن الرمضانية ومدى استفادة‬ ‫الفرد والدولة من رواجها‪ ،‬أفاد الدكتور عبد المنعم الشرقاوي‪،‬‬ ‫األخصائي في علم االقتصاد االجتماعي‪ ،‬أنها مهن تتميز بثالث‬ ‫سمات رئيسية‪ ،‬السمة األولى‪ ،‬وفق الشرقاوي‪ ،‬تتمثل في كونها‬ ‫مهن فرجوية واحتفالية تتخذ طابعا احتفائيا بالنسبة لمعظم‬ ‫هذه المهن التي تنتشر في رمضان‪ ،‬في حين أنها تقل أو‬ ‫تنعدم تماما في غير هذا الشهر الكريم‪ ،‬السمة الثانية أنها‬ ‫مهن تساهم في تحسين مدخول الفرد المزاول لها وتطور من‬ ‫قدرات األسرة اقتصاديا ولو بشكل محدود‪ ،‬لكنها ال تساهم‬ ‫في اقتصاد البالد إال بشكل بسيط جدا جدا ‪ ،‬أما السمة الثالثة‬ ‫فتتبع التي قبلها‪ ،‬حيث أنها مهن غير مُهيكلة وتكاد تكون‬ ‫نوعا من أنواع البطالة «اإليجابية» التي ال تقبل االستكانة‬ ‫واالنتظار‪ ،‬بحسب تعبير المتحدث‪.‬‬ ‫وعزا الشرقاوي انتشار هذه المهن في المناسبات الدينية كرمضان إلى رغبة الفئات المحتاجة‬ ‫في االنعتاق من نيران الفاقة ولو «بشق تمرة»‪ ،‬أي بمهنة كيفما كانت مواصفاتها‪ ،‬فاألهم لدى‬ ‫هؤالء أنها تدر مدخوال معينا يساعدهم على تلبية حاجياتهم‪ ،‬وأضاف الباحث أن هذه المهن‬ ‫الرمضانية تعد ّ‬ ‫مُسكنا مؤقتا للهشاشة االجتماعية‪ ،‬لكنها أيضا مؤشر يدق ناقوس الخطر لكونها‬ ‫تكشف مدى هيمنة القطاعات غير المُهيكلة على نسيج االقتصاد المغربي‪.‬‬ ‫وأشار إلى بُعْد آخر في ممارسي هذه المهن الرمضانية‪ ،‬باعتبار أنهم يتصفون بما يمكن‬ ‫تسميته «الذكاء التجاري»‪ ،‬ويمتلكون موهبة القنص االقتصادي ولو في حدود مستوياته الدنيا‪.‬‬ ‫ويشـــرح بأن مزاول مهنــة بيـــع الشباكية مثــال في رمضانن ما إن ينتهي شهر الصيام‬ ‫ويدخل الموسم الدراسي حـــتى يمأل محله بالكتــب والدفاتــر‪ ،‬ثم يحـــول مهنتـــه إلى بيع‬ ‫األعالف وغير ذلك بمناسبة عيد األضحى‪ ،‬وهكذا يمر العام كله وهو يتكيف مع المناسبات‬ ‫والمواسم االجتماعية والدينية‪..‬‬ ‫و تبقى المهن الموسمية المسلك الوحيد للعديد من المواطنين للتنفس شيئا ما‪ ،‬في زمن‬ ‫أصبح المواطن المغربي يتعرض فيه ‪ ‬لكل أنواع الضغوط االجتماعية و النفسية و االقتصادية ‪،‬‬ ‫ال الشواهد الدراسية أصبحت نافعة و ال الحرف المهنية ‪ ،‬الذي ينفع و المتداول اآلن و بشدة ‪ ،‬هو‬ ‫التحايل على الفقر و الفرار و لو موسميا من آثاره الوحشية‪..‬‬ ‫و رمضان كريم‪..‬‬


‫العدد ‪894‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬يونيو ‪2017‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬

‫بيان إلى الرأي‬ ‫العام بشأن حراك الريف‬ ‫تتابع الجمعيات الموقعة أسفله‪ ،‬حراك الريف‬ ‫من أجـل الحريـة‪ ،‬الكرامة‪ ،‬العدالة االجتماعية‬ ‫وعدم اإلقصاء‪ ،‬هذا الحراك الذي يعتبر حلقـة‬ ‫في سلسلة أطلقتها انتفاضة ‪ 20‬فبرايــر ‪2011‬‬ ‫الهادفــة إلى تحقـيـق اإلصالحات السياسيــة‬ ‫الحقيقية والعميقة‪.‬‬

‫العماري‪ :‬الحكومة عاقبت الحسيمة وسكانها يصفون‬ ‫بنعبد اهلل بـ «الصحاف»‬

‫لم يمر الظهــور اإلعالمـي إللـيــاس‬ ‫العمـاري على القنــاة األولى دون أن يثيــر‬ ‫ردود فعل عنيفة دشنها مصطفى الرميد‪ ،‬وزير‬ ‫الدولة المكلفه بحقوق اإلنسان‪ ،‬الذي أعلن‬ ‫عدم مشاركته في المناظرة التي ستنظمها‬ ‫جهة طنجة الحسيمــة تطـوان خالل نهاية‬ ‫األسبوع الحالي‪.‬‬ ‫وهاجم العماري بحدة وزراء في الحكومة‪،‬‬ ‫وفي مقدمتهم نبيل بنعبد اهلل الذي خصه‬ ‫بنقد الذع قائال إن سكان الحسيمة كانوا‬ ‫يصفونه بـ «الصحاف» بعد زلزال الحسيمة‪،‬‬ ‫وزاد العماري مصوبا مدفعيته نحو نبيل بنعبد‬ ‫اهلل‪ ،‬الذي قال قبل أيام إن العماري هو جزء‬ ‫من المشكل وليس من الحل‪« :‬وزير السكنى‬ ‫وأشياء أخرى يعرفها هو الذي يشغل منصبا وزاريا من القرن‬ ‫الماضي ال يستحي‪ ،‬وإال أين كان في السنوات الماضية»‪.‬‬ ‫ولم يتوقف العماري عند هذا الحد‪ ،‬بل اتهم حكومة‬ ‫عبد اإلله بنكيران بمعاقبة مدينة الحسيمة‪ ،‬مؤكدا أن‬ ‫مؤشرات هذا العقاب كثيرة «وإال كيف نفسر عدم االلتزام‬ ‫باالتفاقية التي وقعتها أمام أنظار جاللة الملك في ‪17‬‬ ‫أكتوبر ‪« 2015‬مشروع الحسيمة منارة المتوسط»‪.‬‬ ‫موضحا أن «شباب االحتجاجات خرجوا يوم ‪ 19‬أكتوبر‬ ‫والحكومة لم تتحرك وبقيت في الرباط تعيد سرد النكات»‪.‬‬

‫وفجر العماري قنبلة من العيار الثقيل حينما قال إنه جاء‬ ‫إلى اجتماع رئيس الحكومة حامال استقالة ‪ 23‬رئيس جماعة‬ ‫واستقالته هو شخصيا قبل أن تتدخل شخصيات من األغلبية‬ ‫لثنيه عن القرار‪ ،‬مضيفا «أخذنا قرارا على مستوى حزب‬ ‫األصالة والمعاصرة لخلق لجنة لتقصى الحقائق على مستوى‬ ‫البرلمان‪ ،‬من أجل فتح تحقيق في المشاريع العمومية التي‬ ‫وقعت ولكنها لم تنجز‪ ،‬وسنتجه إلى القضاء إن ثبت تورط‬ ‫رؤساء الجماعات التي يرأسها البام في أي إخالل بالواجب»‪.‬‬ ‫ولم يتأخر رد الرميد كثيرا‪ ،‬إذ كتب تدوينة ساخرة من‬ ‫تصريحات العماري «لألسف الشديد لم يكن الخروج اإلعالمي‬ ‫المدبر للسيد إلياس العماري موفقا‪ ...‬فقد اختار الخروج قبل‬

‫يومين من تاريخ المناظرة التي دعا إليها‬ ‫جميع الفرقاء حول الحسيمة‪ ،‬وقد كان عليه‬ ‫أن ال يستبق أشغال المناظرة التي قررها‬ ‫دون تشاور مع أحد‪ ...‬كان عليه أن يؤجل‬ ‫خروجه اإلعالمي إلى ما بعد المناظرة ليقدم‬ ‫نتائجها للناس‪ ،‬وإذا كان ال بد من الحديث‬ ‫العام قبل ذلك فليكن حديثا يمهد للمناظرة‬ ‫ويشجع على حضورها باعتبارها ستكون منبرا‬ ‫للنقاش البناء المثمر الذي يقدم وال يؤخر‪،‬‬ ‫يصلح وال يفسد»‪ .‬وأضاف الرميد غاضبا‬ ‫«أما وإن صاحبنا قرر أن يحسم النقاش قبل‬ ‫أن يبدأ في مناظرته ويتهم الحكومة وكافة‬ ‫المؤسسات بكل النعوت التي أمكن له‬ ‫إطالقها ويقوم بتبخيس كل شيء في محاولة‬ ‫يائسة لرد االعتبار لشخصه وحزبه ولو على حساب كل شيء‬ ‫فإني أتساءل ما الجدوى من حضور مناظرته؟ لذلك فإني‬ ‫من بعيد أقول لك السي إلياس‪ :‬بعد الذي سمعت منك في‬ ‫برنامج «ضيف األولى» سجلني غائبا عن مناظرتك ليوم‬ ‫الجمعة ‪ 16‬يونيو‪ ...‬وإلى اللقاء في مناظرة أخرى تحسن‬ ‫التحضير لها على األقل باحترام ضيوفك الذين استدعيتهم‬ ‫وأنا واحد منهم بأن تحتفظ لنفسك بما تريد أن تقوله إلى‬ ‫غاية انعقادها وتواجههم بها»‪.‬‬

‫محمد أحداد‬

‫حزب العدالة والتنمية يشرع في حل هياكله بتطوان‬ ‫بسبب الصراعات الداخلية القوية‬

‫كشفت مصادر مطلعة أن حزب العدالة والتنمية‬ ‫شرع في حل هياكله بتطوان‪ ،‬بسبب الصراعات الداخلية‬ ‫القوية واالنشقاقات‪ ،‬فضال عن تفشي الكولسة والوالءات‬ ‫الشخصية والحرب على المناصب والمكاسب السياسية‪،‬‬ ‫بشكل يتعارض كليا مع المرجعية اإلسالمية التي يعتمد‬ ‫عليها الحزب في خطابه السياسي الشعبوي لكسب تعاطف‬ ‫المواطنين والفوز بأصواتهم خالل المحطات االنتخابية‪.‬‬ ‫وأضافت المصادر نفسها أن قرار حل الكتابة المحلية‬ ‫بتطوان تم التوصل به مساء الثالثاء الماضي‪ ،‬بعد موافقة‬ ‫األمانة العامة عليه‪ ،‬وفشل جميع محاوالت التستر على‬ ‫الوضع الداخلي المتأزم‪ ،‬حيث كشفت االستقاالت الجماعية‬ ‫عن عدد من الخروقات والتجاوزات والسعي إلى تحقيق‬ ‫المكاسب والمناصب بطرق ملتوية أهمها الكولسة‬ ‫والوالءات الشخصية واالختباء خلف الدين واألخالق‬ ‫ولتحقيق أجندات سياسية خاصة‪ .‬وحسب مصدر من داخل‬ ‫حزب العدالة والتنمية‪ ،‬فإن قرار حل هياكل الحزب بتطوان‬ ‫قد يأتي بنتائج عكسية‪ ،‬خاصة أن أسباب الصراع الداخلي‬ ‫والتيارات المتطاحنة ستبقى مستمرة‪ ،‬ألن المشكل في‬ ‫القيادات التي ال تريد التنازل عن المناصب‪ ،‬وتساوم‬ ‫األمانة العامة بقدرتها واحترافيتها في تشحيم (الماكينة‬

‫االنتخابية) وجمع أكبر قدر من األصوات للفوز بمناصب‬ ‫التدبير والتسيير‪ ،‬حتى ولو تم ذلك بطرق ملتوية تتعارض‬ ‫كليا مع ما يسوقه الحزب من نزاهة وشفافية‪ ،‬وعزم على‬ ‫تنزيل سياسة اإلصالح وشعار محاربة الفساد الذي ظهر‬ ‫زيفه عند قيادة الحكومة السابقة من طرف األمين العام‬ ‫عبد اإلله بنكيران‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر نفسه أن القيادات الوطنية أهملت‬ ‫مراسالت مكثفة للقيادي المؤسس األمين بوخبزة‪،‬‬ ‫وطالبته بالصمت على الخروقات والتجاوزات بدعوى أن‬ ‫ذلك من الحكمة‪ ،‬قبل أن تطفو مجموعة من الممارسات‬ ‫السلبية على السطح وتتغلغل بشكل يستحيل معه إيجاد‬ ‫حلول لها من طرف األمانة العامة‪ ،‬التي أصبحت تفضل‬ ‫خالل المراحل األخيرة من تسلم التسيير‪ ،‬لغة األرقام‬ ‫االنتخابية على المبادئ واألخالق والنزاهة والشفافية التي‬ ‫يتغنى بها الحزب في جميع المناسبات والمحطات‪.‬‬ ‫وتعيش الكتابة المحلية لحزب العدالــة والتنميــة‬ ‫بتطوان صراعات قوية مع الكتابة اإلقليمية‪ ،‬حيث ظهر‬ ‫ذلك من خالل مؤشرات واضحة في حملـة االنتخابات‬ ‫البرلمانية السابقة‪ ،‬فضـال عن محـاوالت محمـد إدعمـار‬ ‫رئيس الجماعة السيطرة على الحزب من خالل تهميش‬

‫القياديين والمؤسسين المعارضين‪ ،‬مقـــابــل استفــادة‬ ‫الداعمين من كل االمتيازات الممكن تقديمها‪.‬‬ ‫وكان عدد من أعضاء الكتابة اإلقليمية لحزب العدالة‬ ‫والتنمية بتطوان‪ ،‬قـد قامــوا بتقديم استقالـة جماعيــة‬ ‫احتجاجا على األوضاع الداخلية المحتقنة‪ ،‬والحالة السيئة‬ ‫التي أصبح يعيشهـا الحزب بسبب تفشــي االختــالالت‬ ‫والتجاوزات والكولسة‪ ،‬فضال عن حزب الوالءات واعتماد‬ ‫مؤشرات مــدى القرب من القياديين علي المستويين‬ ‫المحلي والوطني‪ ،‬عوض الكـفــاءة والنزاهــة لتحمـــل‬ ‫المسؤوليات‪.‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬يرى بعض المهتميــن أن زوال بنكيران‬ ‫من على رأس حزب العدالة والتنمية سيغير مجموعة من‬ ‫األمور بتطوان‪ ،‬خاصة وأن القيادي إدعمار استغل قربه‬ ‫من األمين العام لنسف مضمون كل المراسالت التي‬ ‫كانت تنبه المركز إلى خروقاته وتأجيجه لحرب الوالءات‬ ‫المحلية والوطنية‪ ،‬فضال عن استهدافه األعضاء القدامى‬ ‫وتهميشهم وإقصائهم‪ ،‬مقابل تقريب الداعمين لبقائه‬ ‫في المنصب ومنحهم مجموعة من االمتيازات‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫لجنة تفتيش تابعة لوزارة الداخلية تحل بجماعة تطوان للتحقيق‬ ‫في مجموعة من الملفات‬ ‫علمت «األخبار» من مصادر خاصة أن لجنة تابعة لوزارة‬ ‫الداخلية حلت صباح الثالثاء الماضي بالجماعة الحضرية‬ ‫بتطوان‪ ،‬من أجل البحث والتحقيق في مجموعة من الملفات‬ ‫الخاصة بالتفويضات التي منحها الرئيس محمد إدعمار‬ ‫الستقطاب مستشارين من أحزاب داخل األغلبية ينتمون‬ ‫إلى حزب األصالة والمعاصرة‪ ،‬فضال عن بحث أسباب عجز‬ ‫الميزانية وخبايا تدبير قسم الجبايات ومراقبة تنزيل بنود‬ ‫دفتر التحمالت الخاص بسوق الجملة للخضر والفواكه‪،‬‬ ‫إلى جانب ملفات أخرى مرتبطة باختالالت التدبير والتسيير‬ ‫واستغالل المنصب السياسي لتحقيق أجندات خاصة على‬ ‫حساب المال العام‪.‬‬ ‫وكشفت المصادر نفسها أن اللجنة باشرت البحث‬ ‫والتدقيق في مجموعة من الملفات بقسم الجبايات‪ ،‬في‬ ‫انتظار االنتقال إلى مراقبة جميع األقسام‪ ،‬والخروج بتقارير‬ ‫مفصلة حول الزيارة‪ ،‬في انتظار رفعها إلى المصالح المعنية‬ ‫بوزارة الداخلية من أجل اتخاذ اإلجراءات القانونية الضرورية‪.‬‬ ‫وحسب المصارد ذاتها‪ ،‬فإن حلـول لجنـة التفتيـش‬

‫بالجماعة‪ ،‬سببه مجموعة من التقارير اإلعالمية التي تشير‬ ‫بشكل مستمر إلى الصراعات السياسية القوية داخل مجلس‬ ‫تطوان‪ ،‬واستغالل الرئيس لتفويضات من أجل استقطاب‬ ‫مستشارين عن حزب األصالة والمعاصرة‪ ،‬فضال عن دعمهم‬ ‫من أجل تكوين فريق جديد وإشهار ذلك بالموقع اإللكتروني‬ ‫الرسمي للجماعة‪ ،‬وكأن األمر يتعلق بإنجاز سياسي‪ ،‬وليس‬ ‫إخالال بميثاق الشرف الذي تم توقيعه أثناء تشكيل ما سمي‬ ‫ب (تحالف الوفاء)‪.‬‬ ‫وكشفت المصادر نفسها أن المجلس استغرق في‬ ‫تنظيم السفريات إلى الخارج على حساب الميزانية المختلة‬ ‫من األصل بفعل تراكم الديون وضعف المداخيل‪ ،‬فضال عن‬ ‫الجدل الذي يعرفه تنزيل بنود دفتر التحمالت الخاص بسوق‬ ‫الجملة للخضر والفواكه واحتجاجات التجار والمستخدمين‪،‬‬ ‫وصراع الرئيس مع نائبه األول الذي تسبب في جر الجماعة‬ ‫نحو الهاوية نتيجة فشل تسيير وتدبير الشأن العام المحلي‪.‬‬ ‫وكانت مصادر من داخل المجلس قد كشفت أن‬ ‫استقطاب المستشارين من أحزاب داخل وخارج التحالف‪،‬‬

‫يعد استراتيجية خفية وضعها إدعمار لتشتيت شمل اآلراء‬ ‫والتوجهات المعارضة‪ ،‬فضال عن االستفراد بالقرارات‬ ‫وتنزيل األجندات السياسية الخاصة دون عراقيل تذكر‪،‬‬ ‫وأضافت المصادر نفسها أن ما تحدث عنه المنصب‪ ،‬هو‬ ‫مجرد هواجس وخطاب سياسي احترافي مغلف بالمظلومية‬ ‫للتغطية على الخروقات والتجاوزات واالختالالت المتعلقة‬ ‫بفشل التدبير والتسيير‪.‬‬ ‫يذكر أن رئيس الجماعة الحضرية بتطوان قد ترأس‬ ‫اجتماعا في األيام الماضية بمقر الجماعة‪ ،‬وانتهى بتشكيل‬ ‫فريق جديد يضم مستشاري حزب األصالة والمعاصرة الذين‬ ‫استقطبهم خالل االنتخابات التشريعية السابقة بتقديم‬ ‫امتيازات مختلفة مقابل دعم حزب العدالة والتنمية والتمرد‬ ‫على الحزب الذي نجحوا تحت شعاره‪ ،‬ويضم الفريق الجديد‬ ‫كال من عبد الواحد أسريحن النائب الثالث‪ ،‬وعبد اللطيف‬ ‫أفيالل النائب الخامس‪ ،‬وأمينة بورجلية النائبة الثامنة‪،‬‬ ‫وحميد الدامون النائب التاسع‪ ،‬فضال عن مستشارين آخرين‪.‬‬

‫ح‪ .‬خ‬

‫وإذ نعتبــر احتجاجات الريف التي امتــدت‬ ‫إلى باقي المدن تعبيــرا عن فشل السياسات‬ ‫العمومية ونتيجة لتدخل الدولـة الغيــر المشروع‬ ‫في العمليات اإلنتخابية الذي أفرز نخبا تمارس‬ ‫الفساد ونهب المال العام و عمق إحساس‬ ‫المواطنيـن والمواطنــات بعطالــة مؤسسات‬ ‫الدولة وبُعد هيئات الوساطة عن همومهم‬ ‫وهمومهن‪ ،‬وكذا فقدان الثقة في االجتماعات‬ ‫والتصريحات الرسمية وفي ممثلي الدولة‪،‬‬ ‫فإننا نؤكد كمدخل أساسي ألي إصالحات‬ ‫اجتماعية واقتصادية ومجالية على ما يلي‪:‬‬ ‫ • احترام مقتضيات الدستور التي تؤكد على‬ ‫فصل السلط واحترام المؤسسات وتطبيق‬ ‫القانون وربط المسؤولية بالمحاسبة؛‬ ‫ • محاربة الفساد في جميع مستوياته والذي‬ ‫يضيع على بالدنا فرص التنمية المدمجة‪.‬‬ ‫ • اإلقــالع بالمنطقـــة اقتصاديــا واجتماعيا‬ ‫وثقافيا إلنتاج ثروة حقيقية مدمجة ومدرة‬ ‫لفرص الشغل لبنات و أبناء منطقة الريف؛‬ ‫ • تنزيل االستراتيجيات والخطط االقتصادية‬ ‫والصناعية والحرفية على المستوى الترابي‬ ‫لضمان توزيع عادل لفرص الشغل مع التتبع‬ ‫و التقويم من لدن هيئات مستقلة؛‬ ‫وعليه‪ ،‬فإننا نعلن عن‪:‬‬ ‫ • تضامننا المطلق مع المواطنات و المواطنين‬ ‫في حقهم المشروع في التظاهر السلمي‬ ‫الذي تضمنه القوانين الوطنية والمواثيق‬ ‫الدولية التي صادق عليها المغرب؛‬ ‫ • تضامننا المطلق مع المعتقلين والمعتقالت‬ ‫و عائالتهــــم و مطالبتنا الدولة بإطــالق‬ ‫سراحهم وسراحهن‪ ،‬وإسقاط المتابعات في‬ ‫حقهم وفي حقهن؛‬ ‫ • إشادتنا بدور النساء الريفيات في كل مراحل‬ ‫الحراك؛‬ ‫ • تضامننا الالمشروط مع المطالب العادلة‬ ‫والمشروعة لنساء ورجال منطقة الريف؛‬ ‫ • ضرورة فتح حوار جاد و مسؤول مع ممثالت‬ ‫وممثلي الحراك الشعبي لدراسة مطالبهم‬ ‫المشروعة و العادلة بدل الحل القمعي؛‬ ‫ • إدانتنا للمقاربة األمنية وتقديم المسؤولين‬ ‫عن الفساد للمحاكمة؛‬ ‫ • إدانتنا الشديدة لألحكـــام الجائرة التي‬ ‫صدرت في حق معتقلي ومعتقالت الريف‪.‬‬ ‫ • استنكار جميع اشكال الشحن والحماية التي‬ ‫يقوم بها رجال السلطة لفائدة أشخاص‬ ‫ذوي سوابق بهدف المس بالسالمــــة‬ ‫الجسدية للمتظاهـــرات والمتظاهريـــن‬ ‫الذين يعبرون بطرق سلمية عن مطالبهم‬ ‫المشروعة والمضمونة بمقتضى الدستور؛‬ ‫ • تفعيل توصيات هيئة اإلنصاف والمصالحة‬ ‫في مجال حقوق اإلنسان وبالخصوص تلك‬ ‫المتعلقة بحريتي التعبير والتظاهر السلمي‪،‬‬ ‫وفي المصالحة الجماعية برد االعتبار لرموز‬ ‫وتاريخ المنطقة‪.‬‬ ‫ • رفضنا المطلق لتوظيف المساجد في خدمة‬ ‫أهداف سياسية؛‬ ‫تحية إكبار النتفاضة أهل الريف من أجل الحرية‪،‬‬ ‫الكرامة‪ ،‬العدالة االجتماعية وعدم اإلقصاء‪.‬‬ ‫تطوان في‪ 14‬يونيو ‪2017‬‬

‫الجمعيات الموقعة على البيان ‪:‬‬

‫جمعية ال�سيدة احلرة للمواطنة وتكافـ�ؤ الفر�ص‬ ‫جمعية توازة ملنا�صرة املر�أة‬ ‫جمعية احلمامة البي�ضاء حلقوق الأ�شخا�ص يف و�ضعية‬ ‫�إعاقــة‬ ‫جمعية البحت الن�سائي‬ ‫جمعية االحتاد الن�سائي‪ ،‬فرع تطوان‬ ‫جمعية املر�أة املنا�ضلة‬ ‫جمعية ب�سمة اخلري‬ ‫مركز ف�ضاءات ال�شمال‬ ‫�شبكة العمل املدين‬ ‫مركز حقوق الإن�سان ب�شمال املغرب‬ ‫جمعية �أمل لدعم مر�ضى الإدمان على املخدرات‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬يونيو ‪2017‬‬

‫العدد ‪894‬‬

‫إقتصاد‬ ‫نمو االقتصاد الوطني يتراجع إلى ‪ 1،2‬في المائة خالل السنة الماضية‬

‫لم يتجاوز نمو االقتصاد الوطني نسبة ‪ 1،2‬في المائة خالل السنة الماضية بعد أن بلغ ‪4،5‬‬ ‫في المائة خالل سنة ‪ ،2015‬وأوضحت المندوبية السامية للتخطيط في مذكرة إخبارية حول‬ ‫الحسابات الوطنية المؤقتة أن هذا التراجع القوي يعود إلى انخفاض النشاط الفالحي والنمو‬ ‫المتواضع الذي سجلته األنشطة غير الفالحية‪ ،‬حيث انخفض حجم القيمة المضافة للقطاع‬ ‫الفالحي بنسبة ‪ 12،8‬في المائة خالل السنة الماضية مقابل ارتفاع قدره ‪ 11،9‬في المائة سنة‬ ‫‪ ،2015‬فيما ارتفعت القيمة المضافة لباقي قطاعات النشاط غير الفالحي بنسبة ‪ 2،2‬في المائة‬ ‫عوض ‪ 1،8‬في المائة سنة من قبل‪.‬‬ ‫وأشارت المذكرة أن حجم صافي الضرائب عرف تزايدا على السلع والخدمات بنسبة ‪ 8،5‬في‬ ‫المائة مقابل ‪ 18،1‬في المائة خالل السنة الماضية‪.‬‬ ‫وانتقل معدل نمو الناتج الداخلي اإلجمالي غير الفالحي من ‪ 3،7‬في المائة سنة ‪ 2015‬إلى‬ ‫‪ 3،1‬في المائة سنة ‪ .2016‬وحسب المصدر ذاته‪ ،‬تزايد الناتج الداخلي اإلجمالي بنسبة ‪ 2،8‬في‬ ‫المائة سنة ‪ ،2015‬مما نتج عنه ارتفاع في المستوى العام لألسعار بنسبة ‪ 1،6‬في المائة عوض‬ ‫‪ 2،1‬في المائة‪.‬‬ ‫وعلى مستوى الطلب الداخلي‪ ،‬فقد سجل نموا بالحجم بلغ ‪ 5،5‬في المائة سنة ‪ 2016‬مقابل‬ ‫‪ 1،9‬في المائة سنة ‪ 2015‬ويرجع ذلك بالخصوص إلى االرتفاع الهام الذي عرفه االستثمار‬ ‫الوطني وإلى تحسن نفقات االستهالك النهائي لألسر بنسبة ‪ 3،4‬في المائة سنة ‪ 2016‬عوض‬ ‫‪ 2،2‬في المائة سنة ‪ 2015‬مساهمة ب ‪ 1،9‬نقطة في نمو الناتج الداخلي اإلجمالي عوض ‪1،3‬‬ ‫نقطة السنة الماضية‪ .‬أما االستهالك النهائي لإلدارات العمومية فقد سجل نموا بنسبة ‪2،1‬‬ ‫في المائة سنة ‪ 2016‬بدل ‪ 2،4‬في المائة سنة ‪ 2015‬مساهما في النمو ب ‪ 0،4‬نقطة‪ ،‬وحقق‬ ‫إجمالي تكوين رأس المال الثابت‪ ،‬المكون الثاني للطلب الداخلي‪ ،‬ارتفاعا بنسبة ‪ 9،3‬في المائة‬ ‫عوض شبه استقرار السنة الماضية‪ ،‬مساهما بذلك في النمو ب ‪ 2،6‬نقطة مقابل ‪ 0،1‬نقطة‬ ‫سنة ‪ ،2015‬وبلغت مساهمة الطلب الداخلي في نمو الناتج الداخلي اإلجمالي ‪ 5،9‬نقطة عوض‬ ‫‪ 2،1‬نقطة سنة ‪ .2015‬وبخصوص رصيد الحساب الخارجي للسلع والخدمات فقد عرف تدهورا‬ ‫بسبب االرتفاع الهائل للواردات‪ ،‬إذا أظهرت المبادالت الخارجية للسلع والخدمات مساهمة‬ ‫سلبية في نمو الناتج الداخلي اإلجمالي ب ‪ 4،7‬نقطة عوض مساهمة إيجابية ب ‪ 2،4‬نقطة سنة‬ ‫من قبل‪ ،‬حيث عرفت الواردات ارتفاعا كبيرا بالحجم بنسبة ‪ 15،4‬في المائة سنة ‪ 2016‬فيما‬ ‫نمت الصادرات بمعدل لم يتجاوز ‪ 5،1‬في المائة‪ ،‬وتفاقمت الحاجة إلى تمويل االقتصاد الوطني‪،‬‬ ‫إذ ارتفع الناتج الداخلي اإلجمالي باألسعار الجارية بنسبة ‪ 2،8‬في المائة سنة ‪ 2016‬وتزايد‬ ‫صافي الدخول المتأتية من بقية العالم بنسبة ‪ 9،9‬في المائة‪ ،‬فيما عرف إجمالي الدخل الوطني‬ ‫المتاح زيادة بنسبة ‪ 3،2‬في المائة مقابل ‪ 5،9‬في المائة سنة ‪ 2015‬ليستقر في ‪ 1077‬مليار‬ ‫درهم سنة ‪ .2016‬وسجل إجمالي االدخار الوطني نسبة ‪ 28،8‬في المائة من الناتج الداخلي‬ ‫اإلجمالي‪ ،‬بفضل تحسن االستهالك النهائي الوطني بنسبة ‪ 3،5‬في المائة‪ ،‬وشكل إجمالي‬ ‫االستثمار (إجمالي تكوين رأس المال الثابت والتغير في المخزون) نسبة ‪ 33،1‬في المائة من‬ ‫الناتج الداخلي اإلجمالي سنة ‪ 2016‬عوض ‪ 30،8‬في المائة سنة ‪.2015‬‬ ‫وهكذا ازدادت الحاجة إلى تمويل االقتصاد الوطني منتقلة من ‪ 2‬في المائة من الناتج‬ ‫الداخلي اإلجمالي سنة ‪ 2015‬إلى ‪ 4،3‬في المائة سنة ‪.2016‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫صندوق النقد العربي يعري واقع الضريبة بالمغرب‬ ‫كشف تقرير لصندوق النقد العربي أن ‪ 69‬بالمائة من الشركات المغربية‪ ،‬تعلن نتائج سلبية‬ ‫أو محايدة‪ ،‬ما يؤثر على اإليرادات الضريبية‪ ،‬مشيرا إلى أن الضريبة على دخل الشركات‪ ،‬تتركز‬ ‫حول نسب ضئيلة من الشركات‪ ،‬وتظل أغلبها خارج دائرة اإللتزام الضريبي‪ ،‬حيث إن ‪ 2‬بالمائة‬ ‫فقط من الشركات المغربية‪ ،‬تساهم بنسبة ‪ 80‬بالمائة من إجمالي إيرادات الضرائب‪.‬‬ ‫وحسب طبيعة المستفيدين من اإلعفاءات الضريبية سنة ‪ ،2015‬فقد أوضح التقرير أن‬ ‫الشركات تستحوذ على حصة األسد من هذه اإلعفاءات بنسبة تبلغ ‪ 55‬بالمائة‪ ،‬تليها األسر‬ ‫بحصة ‪ 30‬بالمائة‪ ،‬متبوعة بالمؤسسات العمومية بنسبة ‪ 14‬بالمائة خالل عام ‪.2015‬‬ ‫وبالموازاة مع ذلك‪ ،‬قدم تقرير صندوق النقد العربي‪ ،‬مجموعة من البيانات الشاملة حول‬ ‫اإلعفاءات الضريبية في المغرب‪ ،‬والتي اعتمدها في استبيانه‪ ،‬حيث بلغ عدد اإلعفاءات التي تم‬

‫إحصاؤها ‪ 399‬خالل عام ‪ ،2015‬من بينها ‪ 300‬إعفاء قيمتها ‪ 31،7‬مليار درهم‪ ،‬يستحوذ قطاع‬ ‫العقار على حصة األسد منها بنسبة ‪ 21،4‬بالمائة من مجموع اإلعفاءات الضريبية‪ ،‬يليها قطاع‬ ‫الفالحة والصيد البحري بنسبة ‪ 10،3‬بالمائة‪ ،‬وقطاع األمن واالحتياط االجتماعي بنسبة ‪10،1‬‬ ‫بالمائة‪ ،‬والمؤسسات العامة بنسبة ‪ 9،3‬بالمائة من مجموع اإلعفاءات‪.‬‬ ‫وتتوزع اإلعفاءات كذلك حسب نوع الضريبة‪ ،‬حيث تساهم ضريبة القيمة المضافة بحوالي‬ ‫‪ 45‬بالمائة من قيمة اإلعفاءات‪ ،‬تليها ضريبة الدخل على الشركات ‪ 18‬بالمائة‪ ،‬ورسوم التسجيل‬ ‫بنسبة ‪ 17‬بالمائة‪ ،‬وضريبة الدخل الشخصي بنسبة ‪ 13‬بالمائة خالل عام ‪.2015‬‬ ‫وأضاف تقرير صندوق النقد العربي‪ ،‬حول الضريبة في البلدان العربية‪ ،‬أنه إلى جانب‬ ‫الضريبة على الشركات‪ ،‬فإن إيرادات ضريبية الدخل الشخصي‪ ،‬المفروضة على الرواتب واألجور‬ ‫تساهم هي األخرى بحوالي ‪ 72‬بالمائة من اإليرادات الضريبية‪.‬‬ ‫وخلص التقرير إلى أن معدل كفاءة تحصيل الضريبة على القيمة المضافة للمغرب يبقى‬ ‫متوسطا‪ ،‬حيث بلغ سنة ‪ ،2015‬ما نسبته ‪ 65،2‬بالمائة‪ ،‬مسجال تقدما طفيفا عن السنوات‬ ‫الماضية‪ ،‬خصوصا سنتي ‪ 2010‬و‪ ،2011‬حيث كان المعدل يبلغ على التوالي ‪ 57،5‬و‪61،1‬‬ ‫بالمائة‪ ،‬مقارنة مع مجموعة من الدول العربية من ضمنها موريتانيا‪ ،‬التي بلغت كفاءة تحصيل‬ ‫الضريبة بها ‪ 77،1‬بالممائة‪ ،‬و‪ 66،9‬بالمائة لدى الجزائر‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫مبيعات السيارات في السوق المغربية تواصل انتعاشتها‬ ‫مع نهاية ماي الماضي‬ ‫واصلت مبيعات السيارات في السوق المغربي نموها حيث سجلت تطورا بنسبة ‪ 2،7‬في‬ ‫المائة مع نهاية ماي الماضي‪ ،‬ليصل مجموع الوحدات التي تم تسويقها ما يناهز ‪ 69‬ألفا و‪116‬‬ ‫سيارة جديد‪ .‬وعرفت مبيعات السيارات الخاصة نموا بنسبة ‪ 1،1‬في المائة حيث تم تسويق ‪63‬‬ ‫ألفا و‪ 800‬وحدة في هذا الفرع‪ ،‬فيما سجلت مبيعات السيارات النفعية نموا بنسبة ‪ 27،6‬في‬ ‫المائة ليبلغ مجموع مبيعاتها بنهاية ماي الماضي إلى ‪ 5‬آالف و‪ 316‬سيارة جديدة‪ ،‬وذلك بعد‬ ‫ظرفية صعبة مرت فيها خالل السنة الماضية‪.‬‬ ‫وحسب العالمات‪ ،‬فقد حافظت عالمة «داسيا» التي تنتجها مجموعة «رونو» المغرب على‬ ‫مكانتها في صدارة السوق المغربية‪ ،‬وذلك بستويقها لنحو ‪ 20‬ألفاو‪ 343‬سيارة جديدة خالل‬ ‫الشهر الماضي‪ ،‬محققة نموا بنسبة ‪ 14،2‬في المائة‪ ،‬وتلتها عالمة «لوسانج» التي سوقت ‪8‬‬ ‫آالف و‪ 585‬سيارة جديدة بنمو بلغت نسبتته ‪ 24،3‬في المائة‪ ،‬ورفعت مبيعات هاتين العالمتين‬ ‫حصة مجموعة «رونو» التي تنتجها إلى ‪ 42‬في المائة من حصة السوق‪.‬‬ ‫أما عالمة «فورد» فقد حافظت على مكانتها هي األخرى‪ ،‬حيث جاءت في المرتبة الثالثة‪،‬‬ ‫بالرغم من تراجع عدد مبيعاتها الذي استقر عند ‪ 6‬آآلف و ‪ 99‬سيارة جديدة‪ ،‬وبلغت حصتها‬ ‫في السوق ‪ 8،8‬في المائة‪ ،‬وجاءت في المرتبة الرابعة عالمة «هيونداي» التي سوقت ‪4‬آآلف‬ ‫و‪ 522‬سيارة بنمو نسبته ‪ 15،1‬في المائة وحصة في السوق ب ‪ 6،5‬في المائة وتأتي بعدها في‬ ‫المرتبة الخامسة عالمة «بوجو» التي سوقت ‪ 4‬آآلف و ‪ 427‬سيارة جديدة محققة نموا بنسبة‬ ‫‪ 1،6‬في المائة وحصة في السوق ب ‪ 6،4‬في المائة‪.‬‬ ‫وبخصوص شهر ماي فقد بلغت مبيعات السيارات ‪ 13‬أفا و ‪ 929‬سيارة‪ ،‬وذلك بنمو نسبته‬ ‫‪ 4،3‬في المائة مقارنة مع شهر أبريل الماضي‪ .‬وكانت مبيعات السيارات في السوق المغربية‬ ‫قد عرفت آداء جيدا مع مطلع السنة الجارية‪ ،‬حيث بلغ حجم المبيعات منذ بداية السنة إلى‬ ‫غاية نهاية فبراير نحو ‪ 26‬ألفا و‪ 578‬سيارة جديدة‪ ،‬وهو ما يعادل نموا ب ‪ 17،58‬بالمقارنة مع‬ ‫نفس الفترة من السنة الماضية‪ .‬إذ بلغ حجم مبيعات السيارات خالل شهر يناير الماضي ‪13‬‬ ‫ألفا و‪ 782‬سيارة جديدة تم تسويقها مقابل ‪ 11‬ألفا و‪ 309‬سيارة خالل نفس الفترة من السنة‬ ‫الماضية‪ ،‬لتسجيل المبيعات بذلك نسبة نمو ب ‪ 21‬المائة‪ .‬فيما بلغ حجم المبيعات خالل شهر‬ ‫فبراير لوحده نحو ‪ 12‬ألفا ‪ 796‬سيارة بارتفاع بلغت نسبته ‪ 13،8‬في المائة بالمقارنة مع نفس‬ ‫الفترة من السنة الماضية‪ .‬وسجلت مبيعات السيارات الخاصة نموا ب ‪ 16،6‬في المائة لتصل‬ ‫إلى ‪ 24‬ألفا و‪ 264‬سيارة‪ ،‬فيما سجلت مبيعات السيارات النفعية نموا ب ‪ 29،9‬في المائة حيث‬ ‫تم تسويق ألفين و‪ 114‬سيارة جديدة منذ بداية السنة‪.‬‬

‫مهنيو الصيد الساحلي بالحسيمة يؤكدون وفاء أخنوش بالتزماته‬ ‫كشف عادل الزناكي‪ ،‬منسق لجنة الحوار لمهني الصيد الساحلي المنبثقة عن مهنيي الصيد البحري بميناء‬ ‫الحسيمة‪ ،‬أن وزارة الصيد البحري‪ ،‬قد التزمت في أقل من ‪ 15‬يوميا بمعظم النقاط المتفاوض من أجلها مع‬ ‫وزير الفالحة والصيد البحري عزيز أخنوش عقب زيارة الوفد الوزاري أخيرا للحسيمة بتعليمات ملكية‪.‬‬ ‫وقال الزناكي أن مطالب مهنيي الصيد الساحلي خصوصا أصحاب السردين تمحورت في مجملها حول اآلفة‬ ‫الكبرى التي يتسبب بها الدلفين األسود أو ما يعرف ب «النيكرو» بحسب اللهجة المحلية‪ ،‬حيث يتسبب هذا‬ ‫السمك في تمزيق شباك المراكب بنسبة ‪ 70‬في المائة‪ ،‬ما خلف شلال اقتصاديا محليا ومهنيا لدى مهنيي‬ ‫السردين أثر بشكل سلبي على الوضعية االجتماعية واإلقتصادية للعاملين‪.‬‬ ‫وقال منسق لجنة الحوار‪ ،‬أن الوزارة قد التزمت كذلك بتأهيل المستوصف المحلي للميناء‪ ،‬والذي يعد‬ ‫المرفق األول لممتهني المالحة البحرية‪ ،‬حيث تم تجهيزه بمعدات وأدوية ومسلتزمات طبية‪ ،‬كما عبأت الوزارة‬ ‫طبيبا خاصا بالمستوصف يقوم بالمرافقة الطبية للصيادين والعاملين بالميناء بمعدل ‪ 3‬أيام في األسبوع‪.‬‬ ‫وأبرز الزناكي‪ ،‬أن الوزارة التزمت مع أرباب المراكب بتقديم دعم مالي بغية تجهيز المراكب بشباك مستوردة‬ ‫تقيهم من هجومات الدلفين األسود‪ ،‬مضيفا أن من مطالب المهنيين كذلك التغطية الصحية واإلجتماعية‪،‬‬ ‫مؤكدا أن الوزارة قد التزمت بتأدية رسوم التغطية اإلجتماعية لصندوق الضمان اإلجتماعي لمهنيي السردين‬ ‫لمدة سنتين‪ ،‬كما التزمت بالتغطية الصحية والطبية لمرضى األخطار المهنية خصوصا ـ سياتيك ـ والذي‬ ‫يعاني منه أغلب مهني الصيد الساحلي‪.‬‬ ‫وختم الزناكي تصريحه بالكشف عن رغبة الصيادين والعاملين بالميناء بتطوير معهــد التكنولوجيــا‬ ‫التطبيقية للصيد البحري بالحسيمة عبر تجويد التكوين والخدمات المعرفية ومالءمتها مع سوق الشغل‪،‬‬ ‫مؤكدا إلتزام الوزارة بتأهيل العنصر البشري بتكوينات موضوعاتية تعزز الخصوصية البحرية لميناء الحسيمة‪،‬‬ ‫وتقوي الكفاءات المحلية في مجال الصيد البحري بمختلف تالوينه الساحلي والتقليدي‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬يونيو ‪2017‬‬

‫العدد ‪894‬‬

‫ممللفف‬

‫‪8‬‬

‫جمعيات المجتمع المدني والتنمية‬

‫• هناك جمعيات مت�سرتة وراء م�شاريع تنموية لتحقيق �أغرا�ض �شخ�صيـة‬ ‫وم�صالح مالية �ضيقة‬ ‫• جمعيات ال ت�ستيقظ �إال مع فرتة توزيع املنح �أو مـن خـالل املنـا�سبـات‬

‫• إعداد ‪ :‬مصطفى بديع السوسي‬

‫العمل الجمعوي بوتقة تنصهر داخلها طموحات وتطلعات وآمال املجتمع‪ ...‬تصدى له رجال همهم الوحيد النهوض باملجتمع‪ ،‬وتخليصه من رواسب الحياة‬ ‫السياسية واالجتماعية والنهوض بالوضع االقتصادي‪ ،‬وكذا تحقيق تنمية ينعم فيها املجتمع بالعدالة واملساواة يف الفرص‪.‬‬ ‫مفهوم «املجتمع املدني» من أجل التأريخ‪ ،‬والرصد املنهجي وكذلك األبستمولوجي إنما محاولة معرفية قصد فرز الحيثيات التي واكبت تاريخ وتجربة املفهوم‬ ‫نظريا وسوسيولوجيا‪ ،‬وقد استغل رجال دولة وعلماء هذا املفهوم‪ ،‬بل إن الكثري سعوا للحصول على صفة العضوية يف تنظيمات املجتمع املدني‪ ،‬باعتبار أن هذه‬ ‫الصفة مصدرا من مصادر الشرعية الوجودية‪ ،‬والشرعية الحداثية‪ ...‬قد يفهم البعض بأن املجتمع املدني قوة موازية لقوة الدولة‪ ...‬والحقيقة أن حيوية العمل‬ ‫الجمعوي تجعل الدولة بحاجة إىل مجتمع مدني‪.‬‬ ‫الحصيلة‪....‬‬

‫مــع بدايــة الثمانينيــات من القــرن الماضي‪ ،‬وكنتيجــة‬ ‫طبيعية لسياسة ماتم تسميته بسياسة التقويم الهيكلي‪ ،‬برزت‬ ‫في المجتمع المغربــي جحافــل من المهمشين‪ ،‬والعاطلين‬ ‫والمتسولين والمنحرفين‪ ،‬رافقـــه انخفــاض في المستــوى‬ ‫المعيشي لشريحة واسعة من المجتمع‪ ،‬وأدت المرحلة إلى‬ ‫إفراز برجوازية هجينة تعمل على تطبيق ما يسمى بسياسة‬ ‫التقويم الهيكلي‪ ،‬الشيء الذي أدى إلى وضعية اجتماعية‬ ‫مزرية وازداد عدد المقصيين رغم أن المشاريع المنجزة خففت‬ ‫من وطأة الوضعية المزرية لقلة قليلة من الفئات‪.‬‬ ‫إال أن المشاريع الجمعوية في أغلبها أدرجــت في خانـــة‬ ‫التنمية التي تأخذ طابع الصدقة واإلح��س��ان‪ ،‬أما النتائج‬ ‫أو الحصيلة فكانت هزيلة أمام ماكان منتظرا فإذا أخذنا‬ ‫كمثال مشاريع التكوين المهني للنساء‪ ،‬وكذا محاربة األمية‬ ‫فالمالحظ أن الميزانيات التي صرفت كانت أكبر من النتائج‬ ‫المحصل عليها‪.‬‬ ‫ويجب التذكير بل والتنبيه إلى أنه ال يجب تحويل مشاريع‬ ‫الجمعيات إلى أقراص مسكنة ألوجاع الدولة‪ ،‬أو آلالم التخلف‬ ‫االجتماعي ال��ذي يعاني منه‬ ‫المجتمع‪ ،‬كما أن الجمعيات ال‬ ‫يمكنها أن تقوم مقام الدولة‬ ‫التي عليها وحدها حل معضالت‬ ‫المجتمع ب��دءا بالتنظيمات‬ ‫السياسة والمهنية‪ ،‬وم��روراً‬ ‫بمحاربة الرشوة واالختالس‪.‬‬ ‫ال يمكن الحديث عن دور‬ ‫الجمعيات في تحقيق االندماج‬ ‫التنموي ف��ي المجتمع دون‬ ‫وضع مقاربة تراعي اعتبارات‬ ‫ثالث تعتبر الركائز األساسية‬ ‫من أجل تحقيق هذا الدور على‬ ‫أحسن وجه‪ ،‬وهذه الركائز هي‪:‬‬ ‫المواطنة‪ ،‬الديمقراطية‬ ‫والتسييــر الرشيـــد داخل‬ ‫الجمعيات‪.‬‬ ‫والديمقراطية ال تقتصر‬ ‫فقط على الحكم السياسي بل‬ ‫تشمل كل المرافق والتجمعات‬ ‫اجتماعية أو سياسية‪ ،‬واإلدارة‬ ‫الرشيدة مطلب وضرورة‪ ،‬وأي‬ ‫سياسة رش��ي��دة للجمعيات‬ ‫تنطلق من مبدأ أساس يتمثل‬ ‫ف��ي ض����رورة ت��ك��ري��س مبدأ‬ ‫الديمقراطية الداخلية‪ ،‬وهناك‬ ‫واقع مؤسف نعيشه هو اندفاع جمعيات متسترة وراء مشاريع‬ ‫تنموية لتحقيق أغراض شخصية ومصالح مادية ضيقة‪ ،‬إن‬ ‫تحقيق التنمية كحق من الحقوق اإلنسانية المنصوص عليها‬ ‫في المواثيق الدولية (المادة ‪ 2‬من إعالن‪ :‬الحق في التنمية)‬ ‫يشير إلى أن اإلنسان هو الموضوع الرئيسي للتنمية وينبغي‬ ‫أن يكون مشاركا مستفيدا‪.‬‬

‫دور الجمعيات‬

‫ال يمكن ألحد أن ينكر األدوار التي تقوم بها الجمعيات‬ ‫في تنمية المجتمع من خالل ما تقدمه لفائدة المواطنين من‬ ‫خدمات‪ ،‬في سبيل إرساء دعائم المجمع المدني‪ ،‬وتكريس‬ ‫قيم المواطنة‪ .‬والديمقراطية وحقوق اإلنسان‪ ،‬ودعم القضايا‬ ‫الوطنية إلى جانب باقي القوى الحية‪.‬‬ ‫وبالرغم من كل النضاالت التي خاضتها جمعيات تاريخية‬ ‫حقوقية‪ ،‬ونسائية وتربوية فإن المكاسب لم ترق إلى حجم‬ ‫المطالب الحقيقية واألساسية لهذه الجمعيات وكأن حظها من‬ ‫إمكانيات الدولة والجماعات المنتجة والقطاع الخاص ضئيال‬ ‫بالمقارنة مع ما تقوم به كقطاع ثالث بعد القطاع الحكومي‬ ‫والقطاع الخاص‪.‬‬

‫و‪f‬فضل الطفرة الديمقراطية التي عرفتها البالد ارتفع عدد‬ ‫الجمعيات‪ ،‬وانتشرت في كل المناطق ‪ 40000‬جمعية عاملة‬ ‫بمختلف الميادين‪ ،‬وال ننسى أن هناك جمعيات ترتبط في إطار‬ ‫شبكات واتالفات تتضافر جهودها لشد التأييد حول قضايا‬ ‫مصيرية‪ ،‬في حين تحولت أخرى إلى نقطة سوداء في مسار‬ ‫العمل الجمعوي حيث ظلت حبيسة أساليب تقليدية بظهور‬ ‫باهت ال يستيقظ إ ّ‬ ‫ال مع فترة توزيع المنح أو خالل المناسبات‪،‬‬ ‫كما أدى إلى بروز وضع جمعوي عن ركب التحوالت التنموية‬ ‫والديمقراطية ال يمنح هذه الجمعيات نفسا طويال من أجل‬ ‫تأكيد شرعيتها‪.‬‬ ‫وقد وضع الدستور الدولة أمام التزامات واضحة تحتاج‬ ‫إلى متابعة وتقييم من طرف هيئات الشباب (الفصل ‪ 33‬ـ‬ ‫‪ 26‬ـ ‪ )139‬وسيعمل على ضبط آليات وميكانزمات التنسيق‬ ‫والمتابعة والتوجيه من أجل إعمال نموذج للمخططات‬ ‫التنموية التي ترتكز على العمل التشاركي بين الجمعيات‬ ‫والمؤسسات الحكومية والمنتخبة‪ ،‬ومن أجل ذلك أقر الدستور‬ ‫بضرورة إنشاء هيئة استشارية في ميادين حماية الشباب‬ ‫والنهوض بتطوير الحياة الجمعوية‪.‬‬

‫ـ الرصد والمراقبة‪ :‬حق الحصول على المعلومات حق من‬ ‫حقوق المواطن‪.‬‬ ‫ـ تطوير األطر القانونية ذات الشأن‬ ‫ـ تأسيس مراكز البحوث والدراسات وتقديم االستشارات‬ ‫وال��رؤى‪ ،‬وإج��راء المسوحات الميدانية وتحليلها‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى العهود واالتفاقيات الدولية التي تكفل حقوق المجتمع‬ ‫والمواطنين‪ ،‬وقعت ‪ 71‬دولة في سنة ‪ 2000‬على إعالن األلفية‬ ‫اإلنمائية الثالثة الذي أكد على وجوب تحرير المواطنين من‬ ‫الخوف تأكيدا على الحق في العيش في كرامة‪ ،‬وقد تضمنت‬ ‫أهداف اإلعالن تخفيض عدد الفقراء والجياع وتوفير التعليم‬ ‫للجميع‪ ،‬إزالة التمييز بحق المرأة وتوفير الرعاية الصحية‬ ‫لألم والطفل ومكافحة األمراض الوبائية والمنشرة ومعالجة‬ ‫التحديات البيئية‪.‬‬ ‫ولكي يتمكن المجتمع المدني من المشاركة في رسم‬ ‫السياسات التنموية ورصد تنفيذها والمطالبة بتصويبها البد‬ ‫من التوقف عند أبرز التحديات التي يواجهها وهي‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ اإلطار القانوني الذي ينظم‬ ‫عمل مختلف هيئات المجتمع المدني‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ المستويــات المركزية ودور‬ ‫السلطات المحلية‬ ‫‪ 3‬ـ حداثة النظام الديمقراطي‪،‬‬ ‫وعدم استكمــال بنــاء المؤسسات‬ ‫الدستورية‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ وجود فجـوات قانونيـة نتيجـة‬ ‫التحـول من الدكتاتورية الشمولية‬ ‫إل��ى النظـام الديمقواطي‪ ،‬وبطء‬ ‫مجلس النواب في تشريع القوانين‬ ‫وت��ع��دي��ل��ه��ا‪ ،‬وك��ذل��ك ال��ب��طء في‬ ‫المصادقة عليها‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ ع��دم توافر قناعة بأهمية‬ ‫مشاركة المجتمع المدني في صناعة‬ ‫القرار‪.‬‬ ‫‪ 6‬ـ ع��دم االعتماد واالهتمام‬ ‫ب��م��راك��ز ال��ب��ح��وث وال���دراس���ات‬ ‫المستقبلية واالستشارية‪.‬‬

‫والخالصة‪:‬‬

‫المجتمع المدني والتنمية‬ ‫النظرة المجتمعية إلى دور منظمات المجتمع المدني في‬ ‫التنمية تختلف وتتفاوت بين معارض يعتبر أنها خطر على‬ ‫االستقرار االجتماعي وعلى الثقافة المحلية ألنها نموذج غربي‬ ‫ذو ثقافة غربية وبين مؤيد يرى فيها شريكا يساهم في توعية‬ ‫المجتمع‪.‬‬ ‫إن الحق في التنمية أصبح حقا دوليا وجزءاً ال يتجزأ من‬ ‫حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن التزام األمم المتحدة بـ «إعالن الحق في‬ ‫التنمية» كحق من حقوق اإلنسان سنة ‪ 1986‬يؤكد أن التنمية‬ ‫هي عملية شاملة تتناول الحقوق االقتصادية واالجتماعية‬ ‫والثقافية والسياسية‪ ،‬وهي تهدف إلى تحسين الظروف‬ ‫المعيشية للمجتمع ككل ولألفراد على حد سواء‪ ،‬ونركز هنا‬ ‫على ثالثة أن��واع من المجاالت التي تعمل فيها منظمات‬ ‫المجتمع المدني‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ توفير الخدمات‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ المساهمة في رسم السياسات والخطط العامة على‬ ‫المستويين الوطني والمحلي‪.‬‬

‫إن منظمـات المجتمـع المدنـي‬ ‫تعتبـر شريكا أساسيـــا في تحقــيـــق‬ ‫التنمية سيما بعدما أصبحت الدولة غير قادرة على اإليفاء‬ ‫باالحتياجات األساسية للمواطن‪ ،‬والتنمية في حد ذاتها تحتاج‬ ‫إلى رؤية تنموية شاملة‪ ،‬واستراتيجيات وطنية وقطاعية‪،‬‬ ‫وآليات للتدخل على المستويين الوطني والمحلي‪.‬‬ ‫والنظام الديمقراطي يظل الضمانة الحقيقية والواقعية‬ ‫لتحقيق التنمية في ظل سيادة القانون‪.‬‬ ‫ما أكثر الغيث ولكن الزبد كثير والغنى عن منظمات‬ ‫المجتمع المدني شريطة أن يكون الهدف هو خدمة المواطن‬ ‫وصوال إلى تنمية رائدة طموحة‪.‬‬ ‫لكن ‪ :‬ما هي مصادر تمويل هذه الجمعيات؟‬ ‫وما دور الدعم العمومي للفعل الجمعوي؟‪.‬‬ ‫ذلك ما سنتطرق إليه عرضا وتحليال في حلقات وأعداد‬ ‫الحقة بحول هّ‬ ‫الل‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬يونيو ‪2017‬‬

‫العدد ‪894‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 20‬يـونيـو ‪2017‬‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫تحايل جديد على تنفيذ األحكام‬ ‫القضائية‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫بعد ما فشلت الحكومة في «تمرير» قرارها‬

‫التشريعيات الفرنسية األخيرة‬

‫كما حدث ويحدث باملغرب‬ ‫مع فارق درجة التسيس‪ ،‬والمسؤولية والنظام‪ ،‬وحرية التعبير واالختيار‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فال يمكن لمتتبع أن ينكر وجود مكامن تشابه وتقاطع بين‬ ‫االنتخابات التشريعية بالمغرب والتشريعيات األخيرة بفرنسا‪ ،‬من حيث نتائج‪ ‬‬ ‫الدورة األولى‪ ،‬ليس إال !‪...‬‬ ‫في فرنسا‪ ،‬أحدثت تلك النتائج «صدمة» حقيقية‪ ،‬بعد أن فاز حزب «الجمهورية‬ ‫إلى األمام»‪ ،‬بـ «ضربة معلم» من ماكرون بسبب اكتساحه للمشهد السياسي‪ ،‬ولم‬ ‫يمر على تأسيس هذا الحزب فوق خمسة عشر شهرا‪! ‬‬ ‫في المغرب‪ ،‬استطاع العدالة والتنمية أن يتفوق على نفسه فيما يخص عدد‬ ‫المقاعد‪ ،‬وقد كان «مرشحا» لهزيمة حقيقية بعد القرارات التي اعتبرت «مجحفة»‬ ‫بمصالح فئات عريضة من الشعب الفقير ( إلى اهلل)‪.‬‬ ‫في فرنسا‪ ،‬نجح حزب رئيس الجمهورية في الدورة األولى‪ ،‬في الحصول على‬ ‫عدد من المقاعد سوف تبوئه الصدارة المطلقة بالبرلمان‪.‬‬ ‫في المغرب اقترب البيجيدي من هذه األغلبية لوال البام الذي وضع له العصا‬ ‫في العجالت‪ ،‬التي بقيت تدور‪ ،‬في فراغ‪! ‬‬ ‫في فرنسا ‪ ،‬سجلت الدورة األولى من التشريعيات األخيرة «حركة» امتناع عن‬ ‫التصويت ‪ ،‬بحيث اعتبر هذا االمتناع األسوأ في تاريخ الجمهورية ‪ ،‬إذ تخطت نسبة‬ ‫الممتنعين عن التصويت خط الـ ‪ 50‬بالمائة‪ ،‬األمر الذي اعتبر أنه يشكل «أزمة‬ ‫سياسية عميقة» حيال الديمقراطية‪.‬‬ ‫في المغرب‪ ،‬نسبة الممتنعين‪ ،‬أو‪ ،‬تلطفا‪ ،‬المتغيبين ‪ ،‬فاقت ‪ 57,70‬بالمائة‪،‬‬ ‫يعني فوق نصف المصوتين ‪ ،‬يعني ‪ 42,29‬بالمائة‪ ،‬فقط‪ ،‬من المسجلين‬ ‫وعددهم فوق ‪ 15‬مليون ونصف المليون من المسجلين‪ ،‬وهؤالء ال يمثلون سوى‬ ‫نصف سكان المغرب الذي يسكنه حوالي األربعين مليون نسمة‪...!!! ‬‬ ‫في فرنسا يعتبرون أن االمتناع عن التصويت في حد ذاته «تصويت إيجابي»‬ ‫يعبر عن موقف المواطن من سياسة حكومة بالده ‪ ،‬ويوصف أيضا بأنه «تصويت‬ ‫عقابي» ضد الحكومة ‪ .‬وهو في فرنسا حق مشروع من حقوق المواطن األساسية‪.‬‬ ‫في المغرب‪ ،‬االمتناع عن التصويت والدعوة إليه بنفس الوسائل الدعائية‬ ‫التي يستعملها الداعون إلى المشاركة‪ ،‬كانت تعتبر‪ ،‬إلى عهد قريب‪ ،‬نوعا من‬ ‫«العصيان» المدني وتقاوم بمقتضيات القانون الجنائي‪ .‬ومع أن الوضع شهد‬ ‫بعض التحسن‪ ،‬إال أن الدعوة إلى «المقاطعة» ال ينظر إليها‪ ،‬وإلى اليوم‪ ،‬بارتياح‪،‬‬ ‫وال يطمئن إليها أصحاب القرار‪ ، ‬وتشكل طريقا للكشف عن «خونة الدولة» في‬ ‫مقابل «خدام الدولة»!‬ ‫في فرنسا‪ ،‬شعور بالغرابة خلقه لدى غالبية الشعب من كون المصوتين‬ ‫أعطوا أصواتهم بكثافة‪ ،‬إلى حزب حديث العهد بالوجود‪ ،‬خرج من «رحم اإلدارة»‬ ‫(كما توصف بعض األحزاب المغربية الحديثة) ‪ ،‬وفضلوا مترشحين مجهولين في‬ ‫المشهد السياسي‪ ،‬على «قامات» سياسية وازنة‪ ،‬تنتمي إلى قيادات أحزاب تقليدية‪،‬‬ ‫في المغرب‪ ،‬توجد اعتبارات أخرى ‪ ،‬غالبا‪ ،‬ال صلة لها باالنتماءات السياسية‪ ،‬وال‬ ‫بالنضال ‪ ،‬حيث ال يوجد ما يمنع حركة «اإلنزال» و «الترحال» من إحداث التغيير‬ ‫«المنشود» في المشهد السياسي الحزبى‪ ،‬وفق الطلب‪! ‬‬ ‫في فرنسا‪ ،‬يخشى المواطنون من تحول البالد إلى «جمهورية ملكية» بعد أن‬ ‫يتحصل ماكرون على األغلبية المطلقة التي هو جد قريب منها‪ ،‬في ظاهرة غير‬ ‫مسبوقة‪ ،‬ويصبح طليق اليد في الحكم وتطبيق اإلصالحات المتضمنة في برنامجه‬ ‫االنتخابي والتى ال تحظى‪ ،‬حتما‪ ،‬بإجماع الفرنسيين‪.‬‬ ‫في المغرب‪ ،‬يطلع من يطلع‪ ،‬أوينزل من ينزل‪ ،‬أو«يتكردع من يتكردع» ‪ ،‬بلغة‬ ‫االنتخابات الوطنية‪ ،‬فال برنامج انتخابي وال مخطط إصالحي متوافق عليه‪...،‬وال هم‬ ‫يحزنون‪ .‬المهم إحداث «قربلة» داخل المشهد الحزبي‪ ،‬للتحصل على مقاعد وزارية‬ ‫تحفظ «البريستيج» حتى ولو على حساب مصلحة الوطن والمواطنين‪..! ‬‬ ‫في فرنسا‪ ،‬يعتبرون أن ماكرون نجح في رهانه على تفجير األحزاب السياسية‬ ‫التقليدية‪ ،‬ليخرج متفوقا عليها جميعها ‪ ،‬بما فيها الحزب االشتراكي وحزب اليمين‬ ‫المتطرف بقيادة مارين لوبين‪ ،‬وحزب «فرنسا األبية» في أقصى اليسار‪ ،‬ويؤكد‬ ‫تفوق حزبه «الجمهورية إلى األمام» بما سوف يمكنه من الحصول على ثالثة أرباع‬ ‫المقاعد بالمجلس الوطني‪ ،‬البرلمان الفرنسي‪.‬‬ ‫في المغرب‪ ،‬االنتخابات التشريعية األخيرة كادت أن «تمسح» الحزب االشتراكي‬ ‫من الخارطة‪ ،‬بما يحفل به هذا الحزب العتيد‪ ،‬من تاريخ نضالي متوهج‪ ،‬بحيث إنه‬ ‫طلع السادس على سبورة النتائج‪ ،‬ولم يحصل إال على عشرين مقعدا بالبرلمان من‬ ‫مجموع مقاعده الـ ‪ ، 395‬أي بنسبة ‪ . 5,06‬وتلك خسارة حقيقية للوطن‪ ،‬على‬ ‫االشتراكيين المغاربة أن يتداركوا الوضع‪ ،‬ويعالجوا مكامن الخلل بما يجب من‬ ‫حكمة ونضج وتبصر‪،‬ألن البلد في حاجة إلى يسار قوي ومتماسك لتحقيق التوازن‬ ‫السياسي الضروري والسير بالبالد إلى إصالحات هيكلية تتطلبها انطالقته الجادة‬ ‫من أجل ترسيخ دولة الحق والقانون والديمقراطية والعدالة االجتماعية‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫عزيز گنوني‬

‫القاضي بالتملص من تنفيذ أحكام القضاء‪ ‬الصادرة ضد‬ ‫الدولة والجماعات الترابية‪ ،‬والذي رفضه البرلمان بالرغم‬ ‫من أغلبية البيجيدي‪ ،‬في الظروف التي نعلم‪ ،‬فإن حكومة‬ ‫العثماني تستعد لتحويل مضمون المادة ‪ 8‬مكرر‪ ،‬من قانون‬ ‫المالية ‪ ،2017‬التي أثارت جدال قانونيا وسياسيا ومجتمعيا‪،‬‬ ‫إلى مشروع قانون‪ ‬يلزم الدولة بتنفيذ األحكام الصادرة‬ ‫ضدها وضد الجماعات ويحافظ‪ ،‬في نفس الوقت‪ ،‬على‬ ‫التوازنات المالية وعلى سير المرافق العمومية‪.‬‬ ‫وتقول الصحافة إنه ال يستبعد أن تقوم الحكومة في‬ ‫هذا الصدد‪ ،‬بتعديل المسطرة المدنية نظرا إلى أن فقهاء‬ ‫القانون أكدوا أن مكان تنفيذ األحكام القضائية النهائية ضد‬ ‫الدولة والمؤسسات العمومية هو قانون المسطرة المدنية‬ ‫وليس مجلس البرلمان الذي رفض المادة ‪ 8‬مكرر‪ ،‬التي تنص‬ ‫على أنه ال يمكن إخضاع أموال وممتلكات الدولة والجماعات‬ ‫المحلية للحجز ‪ ‬لغاية تنفيذ األحكام القضائية وأنه يتعين‬ ‫على اآلمر بالصرف في حال توفر االعتمادات أن يصرف المبالغ‬ ‫المقضى بها ‪ ،‬في ظرف ستين يوما‪ .‬وإذا تبين أن االعتمادات‬ ‫غير كافية وجب عليه برمجة التنفيذ في ميزانيات السنوات‬ ‫الالحقة‪....‬‬ ‫يعني بعربية تاعرابت‪« ...‬اصبر حتى‪ »......‬ما دام أن‬ ‫الحكومة لم تحدد سقفا زمنا ألداء ديون‪ ‬الشعب المستحقة‬ ‫عليها وما دام أنه ال توجد آلية تمكن الشعب من ‪ ‬التحقق من‬ ‫قضية االعتمادات ‪...‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫تعويضات بالماليين والمسؤوليات‬ ‫وهمية‪!! ‬‬ ‫أزيد من تسعيـــن مسؤوال بالتعليـــم‪ ‬ال زالـــوا‬ ‫يستفيدون من تعويضات‪ ‬غير قانونية ‪ ‬على خلفية‬ ‫«البرنامج االستعجالي» السيء الذكر الذي قيل بشأنه‬ ‫الشيء الكثير‪ ،‬وتعرض واضعوه إلى انتقادات‪ ‬حادة‬ ‫من طرف المختصين الذين اعتبروه مضيعة للوقت‬ ‫وتبذيرا للمال العام‪ .‬وقال ‪ ‬بعض العارفين إنه تم‪،‬‬ ‫عن قصد‪ ،‬التستر على هذا الموضوع حماية لمصالح‬ ‫المستفيدين منـــه‪ ‬بالمــركــز واألقاليـــم ‪ ‬والجهات‪.‬‬ ‫ويبدو أن تبادل االتهامات في هذا الشأن احتدم مع‬ ‫وصول محمد حصاد إلى وزارة التعليم إذ أنه‪ ،‬أكيدا‪،‬‬ ‫سوف ينتهي إلى وضع اليد على هذا الملف وتحديد‬ ‫المسؤوليات سواء بالنسبة ‪ ‬للمستفيدين بغير وجه‬ ‫حق من المال العام أو للمتسترين عليهم‪.‬‬ ‫ننتظر لنرى‪... ! ‬‬ ‫‪ooooo‬‬

‫وصفقات مشبوهة‪ ‬بوزارة‬ ‫التشغيل‪! ...‬‬ ‫مصادر إعالمية تداولت أخبارا تتصل بصفقات‬ ‫«مشبوهة» بالماليين‪ ،‬تم رصدها على عهد وزير‬ ‫التشغيل السابق الصديقي‪ ،‬مفادها أن شركة واحدة‬ ‫معروفة حصلت على صفقات‪ ‬بالماليين من أجل‬ ‫القيام بأعمال الصيانة في مكتب الوزير والكاتــب‬ ‫العام‪.‬‬ ‫المصادر ذاتها ‪ ‬أفادت أن نفس الشركة استفادت‬ ‫من العديد من طلبات التكوين‪ ‬واشتغلت بكل من‬ ‫الدار البيضاء والرباط وطنجة واشتوكة أيت باها‬ ‫ومكناس وفق سندات التكوين لسنــــة ‪ .2015‬وأن‬ ‫هذه الشركة تكون قد استحوذت على مجموع صفقات‬ ‫التكوين لمصلحة الموارد البشرية‪ ‬بمبالغ كبيرة‪.‬‬ ‫واللي تعرفه خيـر من اللي متعرفــوش‪ .‬قالهـــا‬ ‫المجذوب‪! ‬‬ ‫‪ ooooo‬‬

‫بطاقات إليكترونية لمراقبة حضور‬ ‫وغياب البرلمانيين‪! ‬‬ ‫بعد أن عجز البرلمان على توعية نواب األمة‬ ‫بضرورة وأهمية حضور جلسات مجلسي النواب‬ ‫والمستشارين سواء العلنيــة أو داخل اللجان‪ ،‬بالرغم‬ ‫من استجابـة مكتـب المجلس إلى كل طلباتهم وتقبل‬

‫«فشوشهــم» بخصوص الفنادق التي ينزلون بها‬ ‫والتي «يجب» أن تكـون «قـــد المقام»‪ ،‬وتعويضــات‬ ‫الوقـــود‪ ،‬والتعويضـــات األخرى التي ال ترى بالعين‬ ‫المجردة‪ ،‬والهواتف المحمولة والطبليطات الرقمية‪،‬‬ ‫درجة ممـتـــازة‪ ،‬وغيرها من االمتيازات‪ ،‬أعلن خالل‬ ‫جلسة األسئلة الشفوية التي ترأسها الزين‪ ،‬أنه تم‬ ‫توزيع بطائق إليكترونية على كافة النواب البرلمانييـن‬ ‫لضبط حضورهم وغيابهم‪ .‬‬ ‫ومع ذلك فمكتب البرلمــان أراد أن يفعـل النظام‬ ‫الداخــلــي ‪ ‬خـــاصــة بعــد ‪ ‬تسجيـل غيــاب العديد‬ ‫من البرلمانيين عن جلسات مهمة منها جلسة‬ ‫التصويت على الميزانية وجلسة المساءلة الشهرية‬ ‫لرئيس الحكومة الذي خاطب خاللهــا سعــد الدين‬ ‫العثماني ‪ ‬قاعة شبه فارغة‪.‬‬ ‫واألكيد أن المالكي لن ينجــح فيما فشل فيه‬ ‫سابقوه‪ ،‬وأن أعضاء البرلمـان‪ ‬ــــ ونقصــد المعتادين‬ ‫على «السليـــت» ــــ لن يواظبــوا على الحضور‬ ‫المنتظم في أشغال البرلمان حتى ولو وضعت في‬ ‫أرجلهم «أساويــر» المراقبـــة اإلليكترونية‪....! ‬‬ ‫وحتـــى نكــــون منصفــــيـــن‪ ،‬فــــإن‪ ‬بعـــض‬ ‫هـــواة «السلـــيــت»‪ ‬أفصحــوا عن أمـــر مــهـــم‪،‬‬ ‫وهـــو أنهــم إن غابــوا بأبدانهــم ‪ ‬ومحفظاتهم‬ ‫عن جلسات البرلمـــان‪ ،‬فإنهــــم حاضــرون على‬ ‫الدوام‪ ،‬بوجدانهـــم وقلــوبهــم‪ ،‬و «يعيــــشــون»‬ ‫البرلمان بهواجسهم ومشاعرهم‪.‬‬ ‫وتبارك اهلل‪...‬اهلل يخلف‪! ‬‬

‫‪ ooooo‬‬

‫غشاش‪ ....‬مغشوش‪...!!! ‬‬ ‫غشاش من قبيلة مغشوش بإقليم الخميسات تم‬ ‫توقيفه بتهمة االرتشاء‪ ،‬حيث ذكرت مصادر إعالمية‬ ‫أنه تم اعتقاله ‪ ‬متلبسا بتلقي رشوة بمبلغ خمسة آالف‬ ‫درهم ‪.‬‬ ‫مكالمة هاتفية ‪ ‬مــع «الرقم األخضر»من طرف‬ ‫أحد المواطنين ‪ ،‬تفيد بأنه أجبر من طرف رجل سلطة‬ ‫على تقديم رشوة بالمبلغ المذكور‪ ،‬مقابل خدمة‬ ‫إدارية‪ ،‬كانــت كافيــة لإلطاحــة بالباشـــا المذكور‬ ‫في حالة تلبس بتلقي رشــوة‪.‬‬ ‫والبقية معروفة‪.‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫حراك برلماني…‬ ‫يشهــد مقر البرلمـــان حراكـــا جديدا‪ ،‬أبطاله‬ ‫برلمانيـــون سابقـون‪ ،‬يطالبــــون بالحصـول على‬ ‫«تقــاعدهــم» قبل أن يتم تعديل القانـون المتعلـق‬ ‫بتقاعـد البرلمانيين المقترح من أجل مواجهــة حالة‬ ‫اإلفالس التي تهدد صندوق تقاعد البرلمانيين‪ ،‬الذي‬ ‫يشرف عليه صندوق اإليداع والتدبير‪.‬‬ ‫البرلمـــانــيـــون «الـــقــــدامــــى» يطــالبـــون‬ ‫بصرف أمــــوال تقاعدهم التي يدخل ضمنها مساهمة‬ ‫المال العام‪ ،‬ضدا على إرادة الرأي العام الذي ال يرى‬ ‫موجبا من أن يتحمل الشعب جزءا من تمويل تقاعد‬ ‫أناس «تطوعوا» للمصلحة العامة ويتسلمون مقابل‬ ‫تطوعهم أجرا مريحا‪ ،‬وتعويضات هامة‪ ،‬وامتيازات‬ ‫«مغرية»» وما كان عليهم إال أن يتعاقدوا مع بنك‬ ‫أو مؤسسة تأمين لالستفادة من خدمــات تلـك‬ ‫المؤسسات بعد «تقاعدهم»‪.‬‬ ‫على أي‪ ،‬فإن مساهمة النواب والمستشارين في‬ ‫صندوق تقاعدهــم حددت في ‪ 2900‬درهم شهريا‪،‬‬ ‫ومساهمة المال العام بنفس المبلغ وأن المعاش‬ ‫الشهري للنواب والمستشتارين حدد ب ألف درهم‬ ‫عن كل سنة تشريعية كاملة ‪ ،‬أي ‪ 5000‬درهم عن‬ ‫كل سنة تشريعية كاملة ‪ ،‬وهم مبلغ صاف معفى‬ ‫من الضرائب‪) ، ‬ومعفى أيضا من إلزامية الحضور‬ ‫والمساهمة في أشغال البرلمان‪،‬سواء على مستوى‬ ‫الجلسات العامة أو أشغال اللجان‪ ،‬وحتى من حضور‬ ‫جلسات مناقشة الميزانية السنوية العامة‪ ،‬والتصويت‬ ‫عليها‪....‬ألن عند البرلمانيين ما هو أهم ‪ ،‬كما يبدو‪! ‬‬ ‫وقولوا بـاز‪! ‬‬


‫العدد ‪894‬‬

‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬يونيو ‪2017‬‬

‫األيادي البيضاء من مقام اإلحسان‬

‫ليلة القدر‬ ‫خري من �ألف �شهر‬ ‫‪�-‬إعداد‪� :‬أم دالل‬

‫‪...‬بالتفاتة مباركة من جمعية الثقافة اإلسالمية بتطوان‪ ،‬في‬ ‫شخص أمينها العام الدكتور محمد الوزاني الحسني‪ ،‬وباقتراح كريم‬ ‫منه‪ ،‬تفاعلتْ جمعية قدماء تالميذ المدرسة الفرنسية‪-‬اإلسالمية‬ ‫(سابقا)‪ ،‬وهي مدرسة سكينة بنت الحسين (رضي اهلل عنهما )‪ ،‬مع هذه‬ ‫الفكرة القيمة‪ ،‬فتمَّ يومه ( ‪ 11‬رمضان ‪ 1348‬للهجرة النبوية‪ ،‬الموافق‬ ‫ل ‪ 6‬يونيو‪2017‬م)‪ ،‬إبرام اتفاقية تعاون بينهما‪ .‬وبحضور شخصيات‬ ‫منالجمعيتين‪.‬‬ ‫باسم اهلل مجراها ومرساها – صدق اهلل العظيم – (س‪.‬هود‬ ‫اآلية‪ .)41‬عالمتان رمزيتان عاليتيْ القيمة « إقرأ واكتب «‪ ،‬في رحلة‬ ‫الميْل التي تبدأ بخطوة ابتدائية‪ ،‬وتلك هي رحلة الكتابة والقراءة‪ ،‬منهج‬ ‫حياة‪ .‬المدرسة كحديقة زهور فيحاء‪ ،‬من جرَّاء تواتر القراءة والكتابة‬ ‫في أرجاء هذه المعلمة منذ سنة ‪1923‬للميالد من القرن الماضي‬ ‫(المدرسة الفرنسية‪-‬اإلسالمية)‪ .‬فكان اعتماد القراءة والكتابة لها أكثر‬ ‫من معنى لتوصيل الفكر‪ .‬حبُّ القراءة زاد من ال زاد له‪ .‬نزداد يقينا نحن‬ ‫اآلباء واألجداد بطفولتنا في هذه االبتدائية من طفولة صغارنا وهم‬ ‫تالميذ اللحظة‪ ،‬لكي نطوي مسافات البعد بين األمس البعيد واألمس‬ ‫األول حتى نزداد قرْبا من تالميذ اليوم‪ .‬الشراكة مع جمعية الثقافة‬ ‫اإلسالمية قيمة مضافة من شأنها وبرؤى علمية‪ْ ،‬‬ ‫أن تتمكنا الجمعيتان‬ ‫من حفر بئرين ( شرقا وغربا ) لتتدفق مجاري المياه من الشمال إلى‬ ‫الجنوب‪ .‬تلك هي الحكمة التي تنهجها الثقافة اإلسالمية‪ .‬ولم نتشدَّق‬ ‫بما لم نعلم‪ .‬ما من أيام تمرُّ من أعمال الصالح في مسيرة الخير في‬ ‫سبيل اهلل وهي شاهدة على نوايا الجمعية‪ .‬أيدك اهلل تعالى أيها األخ‬ ‫البرّ الكريم بمعية الفاعلين والمحسنين‪ .‬من األعمال الجليلة التي‬ ‫تنهض بها جمعية الثقافة اإلسالمية‪ ،‬منذ تأسيسها بتاريخ‪ :‬الجمعة ‪6‬‬ ‫من ذي الحجة ‪ 1392‬للهجرة النبوية‪ ،‬الموافق ل‪11‬يناير ‪1973‬م‪ ،‬وهي‬ ‫هيئة غير حكومية‪ ،‬ملتزمة بدستور البالد وبالقوانين الجاري بها العمل‬ ‫في المملكة المغربية في إطار قانون الحريات العامة الخاص بتأسيس‬ ‫جمعيات المجتمع المدني‪ .‬تحظى برعاية خاصة من العرش العلوي‬ ‫المجيد‪ ،‬حيث تفضل المرحوم جاللة الملك الحسن الثاني طيب اهلل‬ ‫ثراه بمنح اسم والده المنعم محمد الخامس على المسجد الذي بنته‬ ‫الجمعية‪ .‬كما تفضل حضرة صاحب الجاللة الملك محمد السادس‬ ‫أعزَّ اهلل أمره باستقبال األمين العام السيد محمد الوزاني الحسني في‬ ‫قصره العامر بتطوان يوم ‪2003/9/15‬م‪ ،‬وسلم للجمعية منحة مولوية‬ ‫كريمة‪ ،‬معلنا جاللته عن سابغ رضاه عن األعمال االجتماعية والخيرية‬ ‫التي تقوم بها الجمعية ‪.‬‬ ‫لجمعية الثقافة اإلسالمية بتطوان رؤية واضحة وتصور جلي‬ ‫يتحدَّد في سعيها إلى المشاركة في تحقيق التنمية الشاملة للفرد‬ ‫والمجتمع‪ ،‬وذلك بانخراطها على مدى عقود في عدة أوراش متنوعة‬ ‫تساهم ال محالة في بناء جيل من الشباب الفاعل الباني لمجتمعه‬ ‫ووطنه ‪.‬‬ ‫و من أهدافها أيضا ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬التوعية الثقافية الهادفة ومبادئ اإلسالم الصافية‪ ،‬وبأخالقه‬ ‫السامية البعيدة عن اللغو والتطرُّف‪ ،‬مع االنفتاح على الثقافات‬ ‫اإلنسانية األخرى‪.‬‬ ‫‪ - 2‬رعاية األيتام وكفالتهم والعمل على الرفع من مستواهم‬ ‫االجتماعيوالتربوي‪.‬‬ ‫‪ - 3‬االهتمام بالشباب وتشجيعه على التسلح باإليمان والعلم‬ ‫والعمل الصالح‪ ،‬وتربيته على مبادئ المواطنة‪.‬‬ ‫‪ - 4‬المساهمة في تحسين فرص التعلم والتعليم لتوفير أطر‬ ‫أكفاء في المؤسسات التعليمية التابعة للجمعية‪ ،‬وتنظيم دورات الدعم‬ ‫والتقوية الخاصة بالبرامج التعليمية المختلفة‪.‬‬ ‫‪ - 5‬التعاون في مجاالت البرّ واإلحسان لفائدة األيتام وضعاف‬ ‫الحال من الفقراء والمرضى واألرامل والمحتاجين‪.‬‬ ‫‪ - 6‬تقديم خدمات العالج والتطبيب والدواء لفائدة المرضى من‬ ‫األيتام وأمهاتهم وغيرهم‪.‬‬ ‫‪ - 7‬المساهمة في المحافظة وحماية البيئة‪.‬‬ ‫ومن بين أنشطتها كذلك والتي تقوم بتنفيذها سنويا ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬المشاريع الخيرية‪ ،‬منها‪ ،‬كفالة اليتيم حيث يبلغ عدد األيتام‬ ‫المكفولين حاليا حواليْ ‪ 2500‬يتيما‪ .‬قال رسول اهلل (صلعم) ‪:‬‬ ‫أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين‪ ،‬وأشار بأصبعيه‪ ،‬يعني السبابة‬ ‫والوسطى‪( .‬حديث صحيح)‪ .‬إفطار الصائم لفائدة أسر األيتام وغيرهم‬ ‫من الفقراء والطلبة والمساكين‪ .‬زكاة الفطر لفائدة أسر األيتام خاصة‬ ‫واألسر المستحقة والمحتاجة عامة‪ .‬األضاحي‪ ،‬لفائدة أسر األيتام‬ ‫وغيرهم من األسر الفقيرة‪ .‬مشروع العروس لفائدة بعض اليتيمات‬ ‫المعوزات‪ .‬مشروع اإلغاثة والنجدة ( مساعدة المناطق المنكوبة داخل‬

‫الوالية وخارجها )‪ .‬المساعدات العينية والصدقات‪ ،‬ويستفيد منها عدد‬ ‫كبير من الفقراء كل سنة‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬البرامج التعليمية ‪ :‬توزيع الحقيبة المدرسية على األيتام‪.‬‬ ‫تنظيم دورات لحفظ القرآن الكريم واألحاديث النبوية الشريفة‪ .‬تعليم‬ ‫اللغات األجنبية واإلعالميات‪ .‬تنظيم حصص الدعم والتقوية لفائدة‬ ‫األيتام المتأخرين دراسيا‪ .‬التكوين في المعامل التربوية وتنظيم‬ ‫دروس محو األمية‪.‬‬ ‫ج‪ -‬البرامج الثقافية ‪ :‬تنظيمات ‪ /‬لمحاضرات ون��دوات محلية‬ ‫ووطنية ودولية‪ .‬لملتقيات فكرية تتناول قضايا معاصرة‪ .‬لمهرجانات‬ ‫ثقافية وتعليمية وخيرية‪ .‬لمعارض ثقافية وتعليمية وفنية واجتماعية‪.‬‬ ‫األيام الثقافية والخيرية الخاصة بالمناسبات الدينية‪ .‬الدورات التدريبية‬ ‫والتكوينية لفائدة الفئات المعوزة‪ .‬وتقوم الجمعية أيضا بتنظيم‬ ‫المخيمات والرحالت داخل المغرب وخارجه ‪.‬‬ ‫د ‪ -‬البرامج الدينية ‪ :‬تنظيمات ‪ /‬دورات ومسابقات لحفظ القرآن‬ ‫الكريم واألحاديث النبوية الشريفة‪ .‬تقديم دروس الوعظ واإلرشاد‬ ‫والملتقيات الصوفية والسماع الصوفي والمديح النبوي وملتقيات‬ ‫السماع القرآني‪.‬‬ ‫هـ ‪ -‬البرامج الصحية ‪ :‬إجراء الفحوصات الطبية المجانية المنتظمة‬ ‫لفائدة األيتام المكفولين بالجمعية وأمهاتهم وأسرهم وبعض‬ ‫المحتاجين من خدمات عيادة طبِّ األسنان ومتابعة الحالة الصحية‬ ‫لليتيم مع أفراد أسرته داخل بيته‪ .‬التكفل بإجراء بعض العمليات‬ ‫الجراحية لبعض المرضى من األيتام وأمهاتهم ممن يعانون من‬ ‫بعض األمراض الخطيرة والمزمنة المكلفة‪ .‬مساعدة بعض المرضى‬ ‫المحتاجين على شراء الدواء وإجراء بعض العمليات‪ .‬تبني بعض‬ ‫الحاالت التي تستدعي العالج خارج المستشفيات المدنية‪ .‬ثمَّ تنظيم‬ ‫قوافل طبية لفائدة األيتام المكفولين وأمهاتهم وبعض المحتاجين‪.‬‬ ‫المشاريع المنجزة من طرف الجمعية ‪( :‬مرَكب الجمعية) يضمُّ‪/‬‬ ‫مقرها يتكون من عدة مرافق إدارية وخدماتية وثقافية‪ .‬منها‪ ،‬مسجد‬ ‫محمد الخامس ودار القرآن التابعة له‪ .‬مؤسسات ‪ /‬عبد السالم الرزيني‬ ‫للتعليم االبتدائي بحي بوجرَّاح‪ .‬طارق بن زياد للتعليم األولي‪.‬‬ ‫أبي القاسم للتعليم االبتدائي‪ .‬أبناء أبي القاسم للتعليم اإلعدادي‬ ‫والثانوي‪ .‬عيادة طبية وعيادة األسنان خاصتان باأليتام وأمهاتهم‪.‬‬ ‫ثمَّ مركز لتكوين المرأة ويضمُّ ‪ /‬أقسام ‪ :‬محاربة األمية وتعليم‬ ‫الخياطة العصرية والتقليدية بأنواع الطرْز‪ ،‬وتعليم الحالقة‪ .‬ثمَّ تعليم‬ ‫اإلعالميات والفنون اليدوية ومكتبة سمعية بصرية‪ .‬السبيل إلى اهلل‪،‬‬ ‫لإلمام الشافعي ‪:‬‬ ‫ورزقك ليـس ينقصـه التـأنـي‬ ‫و ليس يزيد في الرزق العـناء‬ ‫إذا ما كنـت ذا قلــب قــنــوع‬ ‫فأنـت ومالـك الدنيــا ســواء‬ ‫مشاريع خارج مركب الجمعية ‪ :‬تشييد أبنية ‪ /‬مسجد المرحوم عبد‬ ‫المحسن عبد العزيز الراشد ِبحومة‪-‬كرَّة السبع‪ ،‬بتطوان‪ .‬مسجد بني‬ ‫برون بشفشاون‪ .‬مسجد أوالد سعيد بإقليم العرائش وإصالح وترميم‬ ‫مجموعة من عيون الماء بقبيلة بني عروس‪ .‬إصالح وترميم ستة‬ ‫مساجد وحفر بئرين بإقليم تطوان‪ .‬قال رسول اهلل (صلعم)‪ :‬من بنى‬ ‫مسجدا يبتغي به وجه اهلل‪ ،‬بنى اهلل له بيتا في الجنة ( حديث صحيح)‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وإن من عمارة المساجد وإقامتها وترميمها وصيانتها‪ .‬وهي الصدقة‬ ‫الجارية مما تلحق المؤمن من عمله‪ ،‬كيفما كانت المشاركة‪ .‬بناء‬ ‫المدرسة القرْءانية بأزال – بني معدان‪ -‬المعاصم –تطوان‪ .‬ثمَّ بناء‬ ‫‪ 16‬مسكنا ألسر األيتام بجهة طنجة‪-‬تطوان‪ .‬مشاريع في طوْر اإلنجاز‪:‬‬ ‫المدرسة القرآنية ب‪-‬المعاصم‪-‬أزال‪ .‬مسجد حصة إسحاق إبراهيم‬ ‫الهاجري رحمهما اهلل – أدياز‪ -‬بني عروس‪ .‬مسجد هيا النفيسي – دار‬ ‫الحيط – بني عروس‪ .‬قال اهلل َّ‬ ‫جل وعال ‪ :‬وما تنفقوا من خير َّ‬ ‫فإن اهلل‬ ‫به عليم – صدق اهلل العظيم‪ ( -‬سورة البقرة ‪،‬اآلية ‪ .)273‬المشاريع‬ ‫المستقبلية للجمعية ‪ :‬تمتلك الجمعية ثالث قطع أرضية بمدينة تطوان‬ ‫وضواحيها‪ ،‬تسعى ْ‬ ‫إن شاء اهلل تعالى‪ ،‬إلقامة مجموعة من المشاريع‬ ‫االجتماعية والدينية والتعليمية‪ ،‬منها – إحداث مؤسسة ثانوية تأهيلية‬ ‫– بناء مستشفى متعدد التخصصات – إحداث مركب اجتماعي متعدد‬ ‫الوسائط‪ .‬وللجمعية عالقات متميزة مع مختلف ال��وزارات واإلدارة‬ ‫المحلية والمؤسسات المعنية‪ ،‬ومع الهيئات والمنظمات الموازية داخل‬ ‫المغرب وخارجه ‪.‬‬ ‫قال اهلل َّ‬ ‫جل في عاله ‪ :‬مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل‬ ‫َ‬ ‫سنابل في ِّ‬ ‫كل سنبلةٍ ُ‬ ‫مائة حبةٍ‪ ،‬واهلل‬ ‫اهلل كمثــل حبةٍ أنبتتْ سبعَ‬ ‫يضاعــف لمن يشاء واهلل واسع عليم – صدق اهلل العظيم‪( -‬سورة‬ ‫البقرة‪ ،‬اآلية ‪. )261‬‬

‫عبد المجيد اإلدريسي‬

‫عن أبي هريرة رضي اهلل عنه‪ ،‬عن النبي صلى اهلل عليه وسلم قال‪« :‬من‬ ‫صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ‪ ،‬ومن قام ليلة القدر‬ ‫إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» رواه الشيخان والنسائي‪.‬‬ ‫من آداب الصيام استقبال رمضان بنية الصوم هلل إيمانا واحتسابا‪ ،‬والتزود‬ ‫بصالح األعمال فقابل السيئة بالحسنة «فإن شتمه أحد او قاتله‪ ،‬فليقل‪ :‬إني‬ ‫صائم‪ ...‬إني صائم» رواه أحمد ومسلم والنسائي‪.‬‬ ‫كان رسول اهلل عليه الصالة والسالم أجود ما يكون في رمضان‪ ،‬فإن‬ ‫الثواب واألجر يضاعف فيه امتثاال لقوله عليه الصالة والسالم‪« :‬من فطر فيه‬ ‫صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار‪ ،‬وكان له مثل أجره من غير‬ ‫أن ينقص من أجره شيء‪ ،‬قالوا يا رسول اهلل ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم‪،‬‬ ‫فقال‪ :‬يعطي اهلل هذا الثواب لمن فطر صائما على ثمرة أو شربة ماء‪ ،‬أو مذقة‬ ‫لبن» رواه البيهقي وابن ماجة في صحيحه‪.‬‬ ‫فهو شهر القرآن والصيام يشفعان للمؤمن يوم القيامة‪ ،‬يقول الصيام‪:‬‬ ‫«أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار‪ ،‬فشفعني فيه‪ ،‬ويقول القرآن منعته‬ ‫النوم بالليل فشفعني فيه‪ ،‬فيشفعان» رواه أحمد بسند صحيح‪.‬‬ ‫واظب على صالة التراويح برمضان‪ ،‬وقتها بعد صالة العشاء‪ ،‬فقد روى‬ ‫الشيخان أنه عليه الصالة والسالم خرج من جوف الليل ليالي رمضان‪23 ،‬‬ ‫– ‪ 27 – 25‬وصلى في المسجد وصلى الناس بصالته‪ ،‬وكان يصلي بهم ‪8‬‬ ‫ركعات ويكملون باقيها في بيوتهم فكان يسمع لهم أزيز كأزيز النحل‪.‬‬ ‫وفي خالفة عمر رضي اهلل عنه جمعهم على صالتها بالمسجد جماعة‬ ‫وسار المسلمون من بعد‪.‬‬ ‫فيها ليلة القدر‪« :‬وما أدراك ما ليلة القدر‪ ،‬ليلة القدر خير من ألف شهر‪،‬‬ ‫تنزل المالئكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر‪ ،‬سالم هي حتى مطلع‬ ‫الفجر» سورة القدر‪« .‬حم‪ ،‬والكتاب المبين‪ ،‬إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا‬ ‫منذرين‪ ،‬فيها يفرق كل أمر حكيم» سورة الدخان‪.‬‬ ‫سميت بليلة القدر ألن اهلل يقدر فيها األرزاق وأمور العباد عاما كامال‪،‬‬ ‫فإحياؤها أفضل من عبادة ‪ 84‬سنة‪ ،‬وهي مباركة لكثرة الخير والبركات على‬ ‫المؤمنينفيها‪.‬‬ ‫فضل ليلة القدر في القرآن والسنة النبوية‪:‬‬ ‫قوله تعالى‪« :‬ليلة القدر خير من ألف شهر‪ »...‬وهو العمل الصالح فيها‬ ‫أفضل من ألف شهر‪.‬‬ ‫‪ ‬قال القرطبي‪ :‬في تلك الليلة يقسم الخير الكثير الذي ال يوجد مثله‬‫في ألف شهر واهلل أعلم‪.‬‬ ‫‪ ‬وقال أبو العالية‪ :‬ومما جاء في بيان األلف شهر أن رسول اهلل عليه‬‫الصالة والسالم أري أعمال الناس قبله أو ما شاء اهلل من ذلك فكأنه تقاصر‬ ‫أعمال أمته ال يبلغوا من العمل مثل ما بلغ غيرهم في طول العمر فأعطاه اهلل‬ ‫تعالى ليلة القدر‪.‬‬ ‫‪ ‬عن مجاهد‪ :‬أن النبي صلى اهلل عليه وسلم ذكر رجال من بني إسرائيل‬‫لبس السالح في سبيل اهلل ألف شهر قال‪ :‬فعجب المسلمون من ذلك‪ ،‬قال‬ ‫فأنزل اهلل عز وجل‪« :‬إنا أنزلناه في ليلة القدر‪.»...‬‬ ‫‪ ‬قال مجاهد‪ :‬عملها وصيامها وقيامها خير من ألف شهر‪.‬‬‫‪ ‬قال البغوي‪ :‬قوله عز وجل‪« :‬تنزل المالئكة والروح» يعني جبريل عليه‬‫السالم معهم أي ليلة القدر «بإذن ربهم» أي‪ :‬بكل أمر من الخير والبركة‪.‬‬ ‫‪ ‬وقال ابن كثير‪ :‬أي يكثر تنزل المالئكة في هذه الليلة لكثرة بركتها‪،‬‬‫قال تعالى‪« :‬سالم هي حتى مطلع الفجر»‪.‬‬ ‫‪ ‬قال ابن الجوزي‪ :‬وفي معنى السالم قوالن أحدهما‪ :‬أنه ال يحدث فيها‬‫داء وال يرسل فيها شيطان‪ ،‬والثاني‪ :‬الخير والبركة‪ ،‬قاله قتادة‪.‬‬ ‫وفي السنة‪ :‬حديث أبي هريرة رضي اهلل عنه‪ :‬عن النبي صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم قال‪« :‬من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه‪ ،‬ومن‬ ‫قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» متفق عليه‪.‬‬ ‫‪ ‬قال ابن بقال‪ :‬يعني مصدقا بفرض صيامه‪ ،‬ومحتسبا لوجه اهلل بريء‬‫من الرياء‪.‬‬ ‫‪ ‬قال النووي‪ :‬معنى إيمانا واحتسابا‪ :‬تصديقا بأنه حق‪ ،‬وأن يريد اهلل‬‫تعالى وحده ال يقصد الرياء والمراد بالقيام صالة التراويح‪ ،‬واتفق العلماء على‬ ‫استحبابها‪.‬‬ ‫حديث سلمان قال‪ :‬خطبنا رسول اهلل صلى اله عليه وسلم في آخر يوم‬ ‫من شعبان فقال‪ :‬أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم شهر مبارك شهر فيه‬ ‫ليلة خير من ألف شهر‪.‬‬ ‫يستحب أو يندب فيها الغسل‪ ،‬قال العلماء األفضل أن يغسل عند غروب‬ ‫الشمس لصالة العشاء‪.‬‬ ‫إحياءها بالقيام والدعاء‪ ،‬فعن عائشة رضي اهلل عنها قالت‪ :‬قلت يا رسول‬ ‫اهلل أرأيت إن علمت ليلة ‪ ‬القدر ما أقول فيها؟ قال‪ :‬قولي‪« :‬اللهم إنك عفو‬ ‫تحب العفو فاعفو عني»‬ ‫اإلكثار من تالوة القرآن والذكر من تسبيح وتهليل وتكبير وتحميد‪...‬‬ ‫والصالة على النبي‪.‬‬ ‫عالمة ليلة القدر‪ :‬قوة اإلضاءة‪ ،‬طمأنينة القلب وانشراح الصدر‪ ،‬الرياح‬ ‫ساكنة‪ ،‬والجو معتدل لطيف‪ ،‬تشرق الشمس صافية دون شعاع‪ ،‬قد يرى اهلل‬ ‫اإلنسان في المنام كما حصل مع بعض الصحابة‪.‬‬ ‫حرص النبي صلى اهلل عليه وسلم على تحري ليلة القدر‪ ،‬فقد كان يعتكف‬ ‫في المسجد من أجل إدراكها كما في حديث عائشة رضي اهلل عنها‪ :‬كان النبي‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله‪.‬‬ ‫وقد كان النبي صلى اهلل عليه وسلم يتهجد في ليالي رمضان فيجمع‬ ‫بين الصالة والقراءة والدعاء والتفكر‪ ...‬ألنه الوقت الذي ينزل فيه اهلل‬ ‫تعالى نزوال يليق بجالله وكماله‪ ،‬فينادي على عباده ويمن عليهم بالرحمات‬ ‫والمغفرات‪.‬‬


‫العدد ‪894‬‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬يونيو ‪2017‬‬

‫‪11‬‬

‫أطروحة «الحكاية الشعبية في أصيال‪،‬‬ ‫الذاكرة واالمتداد‪ /‬قراءة ثقافية نصية» (‪)2/2‬‬ ‫نوقشت بآداب تطوان أطروحة‬ ‫الطالبة الباحثة سناء غيالن‪ ،‬وهذا ملخص عنها ‪:‬‬ ‫موجز ألهم ما صُنف في خزانة العرب تحت هذا اللواء‪ ،‬آثرنا أن نحصر المشهد بين‬ ‫مسح ٍ‬ ‫وانطالقا من ٍ‬ ‫فترتين متواليتين محددتين بسهير القلماوي‪ ،‬كرائدة وسباقة لدراسة األدب الشعبي‪ ،‬من خالل دراستها‬ ‫المتفردة لكتاب ألف ليلة وليلة‪ ،‬وبين نبيلة إبراهيم‪ ،‬اعتبارا لما راكمته من أبحاث ودراسات تتعلق بهذا‬ ‫الشأن‪ ،‬على أن الدارسين العرب للتراث الشعبي والحكاية الشعبية بوجه خاص‪ ،‬سقطوا في فخ المنهج‬ ‫التاريخي أو النفسي رغم محاوالتهم لتبيئة المنهج المورفولوجي‪.‬‬ ‫أما النقاد المغاربة الذين ظهرت أبحاثهم ومؤلفاتهم مطلع القرن الواحد والعشرين‪ ،‬فإنهم كانوا‬ ‫مقنعين بشكل الفت‪ ،‬فيما يتعلق بالدراسات التي قدموها للمشهد الثقافي المغربي والعربي على السواء‪،‬‬ ‫إذ أضحت هذه األعمال مرجعيات ذات أهمية بالغة بالنسبة لهذا الحقل األدبي والموروث الشعبي‪ ،‬ونعتقد‬ ‫في هذا السياق أن المحيط السوسيو ثقافي كما التراث الشعبي ببلدنا يتميز بكثرته وبتنوعه‪ ،‬ناهيك عن‬ ‫العناصر الجمالية والفنية التي تطبعه‪ ،‬ما يجعل نقادنا في الوقت الراهن يقبلون على الغوص في عوالمه‬ ‫متفائلين بما سيضيفونه من رصيد معرفي هام للمشهد الثقافي المغربي‪ ،‬خصوصا وأنهم يمتلكون آليات‬ ‫حديثة في المقاربة والتحليل‪ ،‬وفي توظيف المناهج العلمية الحديثة التي تتعامل مع نصوص الحكايات‬ ‫الشعبية بكثير من الشمولية والمرونة‪ ،‬في مساءلة البعدين اإلنساني والثقافي‪ .‬ومنهم من اعتبر التراث‬ ‫الشعبي المغربي مشروعا حياتيا شغله على المستويين اإلبداعي واألكاديمي كما هو الشأن بالنسبة إلى‬ ‫د‪ .‬عباس الجراري‪ ،‬ود‪ .‬مصطفى يعلى‪.‬‬ ‫شكلت هذه المعطيات بالنسبة إلينا دافعا منطقيا إلجراء توصيف عام للحكايات الشعبية المغربية‬ ‫والبحث عن أصولها وامتداداتها‪ ،‬ألن البدايات في هذا الموضوع بدت حساسة وشائكة‪ ،‬بالنظر إلى‬ ‫الصراعات اإليديولوجية التي اعترضت مسيرتها بعد استقالل البالد‪ ،‬ويمكن أن نقول بأن األدب الشعبي‬ ‫عامة‪ ،‬عانى فترات طويلة من التهميش والتحقير قبل أن يصير الوعي بأهميته‪ ،‬كأدب قائم بذاته له‬ ‫قواعده وبنياته وأبعاده ورموزه الثقافية وارتباطه بالجذور التاريخية؛ التي تحدد انتماءنا وهويتنا كمغاربة‬ ‫عرب وأفارقة‪ ،‬بل إننا نجد نخبة من مثقفي الغرب قد اعتنوا بالتراث المغربي‪ ،‬في مقابل ذلك التهميش‪،‬‬ ‫جمعا وتدوينا‪ ،‬ما بين عشرينيات وخمسينيات القرن الماضي‪.‬‬ ‫كانت تلك إرهاصات أولى لتوجه حقيقي لدى الباحثين المغاربة للتخصص في دراسة األدب الشعبي‬ ‫بأنواعه‪ ،‬وبحثه س��واء بحثا أكاديميا أو‬ ‫اختيارات حرة أو المشاركة بمداخالت أثناء‬ ‫الندوات الثقافية‪ ،‬وكذلك كتابة المقاالت‬ ‫ونشرها بالصحف والمجالت والمواقع‬ ‫اإللكترونية‪.‬‬ ‫وقبل أن نختم القسم النظري‪ ،‬عمدنا‬ ‫إلى إبراز أهم المعطيات التي أثرت سواء‬ ‫بالسلب أم باإليجاب في الموروث الثقافي‬ ‫المغربي‪ ،‬وبالتالي ما راكمتــه الخزانـــة‬ ‫المغربية في دواليبها من نتاج أدبي ورصيد‬ ‫معرفي ‪ ،‬فقمنا بتخصيص ورقة مختصرة‬ ‫عن البعد الثقافي للمجال‪ ،‬فالمغرب يعد‬ ‫ملتقى للثقافات بحكم تاريخه وجغرافيته‬ ‫وموقعه االستراتيجي‪ ،‬الذي يجعله منفتحا‬ ‫على ثقافات اآلخر ومحاورا جيدا لها‪.‬‬ ‫إن التعـدد الثقافـي بالمغرب واقـع‬ ‫إيجابـي‪ ،‬يجعـل اللغـة والتراث الشفاهـي‬ ‫والهوية الثقافية‪ ،‬في تالحم وانسجـام‪.‬‬ ‫ولعل الحكاية األمازيغية والحكاية الحسانية‬ ‫ثم الحكاية اليهودية المغربية‪ ،‬أبلغ مثال‬ ‫على ذلك‪.‬‬ ‫• ولعل السفر في عوالم الحكاية‬ ‫الشعبية بأصيال‪ ،‬هو محاولة الكتشاف مدى ارتباط اإلنسان األصيلي بجذوره وطبيعته وكيانه‪ ،‬خصوصا‬ ‫وأن المتن الحكائي الشعبي صار متوفرا وجاهزا للمقاربة‪ ،‬بحيث ظهرت كتابات المبدع الراحل أحمد عبد‬ ‫السالم البقالي في عدة مؤلفات وسلسالت أبرزها «قصص من المغرب» بيد أن معظمها يخص فئة معينة‬ ‫من النشء‪ ،‬فما كتبه البقالي قد صُنف ضمن أدب الطفل‪ ،‬وهو حقل أدبي قائم بذاته‪ .‬دفعتنا أهميته إلى‬ ‫تخصيص فصل للحديث عن حكايات األطفال في محاولة لرصد أول ظهور لهذا الفن الحكائي الخاص‬ ‫بالقارئ الصغير مدوناً‪ ،‬واخترنا ضمن ذلك تجربة البقالي نموذجا‪.‬‬ ‫لكن التزامنا بالجنس األدبي المنتمي إليه موضوعُنا‪ ،‬جعلنا نتابع البحث لنصل إلى الكتاب الذي‬ ‫صدر حديثا لمؤلفه األصيلي محمد األمين المليحي‪ ،‬تحت عنوان‪« :‬مائة حكاية وحكاية من أصيال» والذي‬ ‫شكل حافزا قويا لرصد عوالم الحكاية الشعبية بهذه المدينة‪ ،‬خصوصا وأن المؤلف عمد في جمعه لهذا‬ ‫المتن إلى االستماع ألهالي أصيال وخصوصا منهم المسنين؛ الذين مازالوا يحفظون عن أسالفهم خرافات‬ ‫وحكايات شعبية تنوقلت شفاهيا من جيل إلى جيل‪.‬‬ ‫وبذلك عمدنا إلى تخصيص الباب الثالث كمختبر للبحث حيث قاربنا من خالله نماذج من المتن‬ ‫الحكائي «مائة حكاية وحكاية» لمحمد أمين المليحي‪ ،‬بعدما أنجزنا مهادا وصفيا للمتن المدروس‪،‬‬ ‫وقمنا بتصنيف حكايات هذا المتن وفق تقسيم موضوعاتي‪ ،‬ثم حددنا النصوص التي أخضعناها للتحليل‬ ‫والمقاربة‪ .‬وهي‪« :‬حكاية المال والحكمة» و «حكاية لونجا بنت الغول»‪ ،‬و «حكاية لال هيبة»‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بالمنهج المعتمد في التحليل‪ ،‬فقد كان تعاملنا مع النصوص‪ /‬النماذج التي تم اختيارها‪،‬‬ ‫عل سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬تعامال خاصا‪ ،‬انطالقا من كونها مادة فنية ومصدر متعة في الوقت ذاته‪ ،‬فكان‬ ‫لها السبق واألولوية في الحوار وفي االقتراب أكثر من مساءلتنا لمقوالت المنهج والمفاهيم‪.‬‬ ‫فاالحتكام إلى سلطة النص أمر ال مناص منه في هذا المقام‪ ..‬وطرائق القراءة السيميائية التي ذهبت‬ ‫بعيدا في تحليل السرد تتوافق وطبيعة الحكاية الشعبية»‪ .‬عموما يفترض أن يكون النص أثناء المقاربة‬ ‫النقدية هو الغاية والوسيلة‪ ،‬ألن مرجعيات النص والبحث فيها تتداخل مع حقول معرفية أخرى‪ ،‬فالقار في‬ ‫عملية النقد األدبي‪ ،‬أنها تستضيء بمرجعيات النص لكي ال تقطع صلة النص بظروف إنتاجه التي كانت‬ ‫باعثا للقول األدبي‪ .‬لذلك حاولنا قدر اإلمكان توظيف مقوالت المنهج السيميائي وغيره‪ ،‬توظيفا عمليا‪،‬‬ ‫حتى تنسجم القراءة والتأويل بعيدا عن أي إسقاط‪.‬‬

‫ومن أهم محاور هذا الباب‪« ،‬ظاهرة المحلية في الحكي الشعبي بأصيال»‪ ،‬التي حاولنا كشف خصائصها‬ ‫انطالقا من كتاب «مائة حكاية وحكاية‪ ،‬هذه الظاهرة التي تقاطعت فيها العديد من أجناس الكتابة‬ ‫األدبية وغيرها لدى كتاب ومبدعي مدينة أصيال‪ ،‬والتي طبعت كل األعمال «األصيلية» من دون استثناء‪،‬‬ ‫سواء أكانت كتابة شعرية أم نثرية فنا تشكيليا أم نحتا‪ ،‬وكذا الفنون السمعية البصرية من فوتوغرافيا‬ ‫وسينما ومسرح وغيرها‪.‬‬ ‫كما تم تخصيص محور لمقاربة األنساق البنيوية والداللية في الحكي الشعبي انطالقا من النصوص‬ ‫التي قمنا بتحليلها‪ ،‬والمشتملة على البنية السردية وبنية المتخيل والنسق الزمكاني‪ .‬ونظرا لألهمية التي‬ ‫تحظى بها اللهجة العامية في السرد الشعبي‪ ،‬فإننا قمنا بتذييل هذا البحث بثبت لبعض المصطلحات‬ ‫العامية األصيلية الواردة في كتاب «مائة حكاية وحكاية من أصيال‪.‬‬ ‫• وخالصة ما قمنا به في هذا البحث‪ ،‬أن الحكاية الشعبية‪ ،‬هذا العالم العجيب الذي يفتح بوابته‬ ‫لإلنسان ليلج إليه منذ طفولته‪ ،‬فيحمل معه صورا ورموزا ومفاهيم‪ ،‬هي زاده في رحلة العمر‪ ،‬وهي مرآته‬ ‫التي تعكس ثقافته ومكتسباته‪ ،‬بل وحضوره المتعدد في عالم األحياء‪ ...‬الحكاية الشعبية هي الطفولة‬ ‫التي تالزم اإلنسان في كل مراحله العمرية‪ ،‬وهي التي تحدد مواقفه وانشغاالته وردود أفعاله‪ ،‬وهي التي‬ ‫تجعل األفق يقترب من مداركه‪ ،‬عبر سراديب األحالم والتوقعات ونسيج الخيال الذي يشكل «موزاييك»‬ ‫الذهن البشري‪ ،‬بصوره وزخارفه المتشعبة والمركبة‪ ...‬فمن خاللها نتعلم أبجديات العبور من منعطفات‬ ‫الزمن الحلمي للوصول إلى بر الحقيقة وتضاريس الفكر والحياة‪...‬‬ ‫وإذا كانت الشعوب هي صانعة التراث عبر ثقافاتها‪ ،‬فإن الحكي الشعبي «لم يكن غرضه أبدا هو‬ ‫التسلية وتمضية الوقت‪ ،‬ومثل هذا االدعاء ليس خطأ في حق هذا األدب فقط‪ ،‬بل هو جريمة فكرية ال يعي‬ ‫أصحابها مدى الجهل السائد بهذا اإلبداع العريق في الزمن والساكن في روح ناسه‪ ،‬وال يدرك المتبنون‬ ‫لهذه الفكرة أبعاد ظلمهم في حقه وفي حق هوية المجتمعات ذات الثقافة الشفوية باألساس»‪.‬‬ ‫وأهم ما استخلصناه كذلك من خالل اطالعنا على المشهد األدبي الشعبي بالمغرب‪ ،‬أن الموروث‬ ‫الشعبي عامة والحكاية الشعبية بشكل خاص‪ ،‬رغم العمليات الرائدة التي قام بها كبار األدباء المغاربة‬ ‫ممن بادروا بجمع وتصنيف هذا الموروث الشفاهي وإخضاعه لآللة التحليلية والنقدية‪ ،‬ومنهم من ناضل‬ ‫كثيرا من أجل برمجة التراث ضمن الدرس العلمي‬ ‫األكاديمي كالدكتور عباس الجراري‪ ...‬إال أن هذا‬ ‫اإلط��ار لم يدخل حيز المأسسة‪ ،‬وحيز العملية‬ ‫البيداغوجية‪ ،‬فاالشتغال على الموروث الشعبي‬ ‫بصفة عامة ضل معطال‪ ،‬لم تنجز فيه إال دراسات‬ ‫متفرقة ومفتقرة إلى الدعم المطلوب‪.‬‬ ‫وأعتقد أن هذه المعطيات صارت تستوجب‬ ‫االهتمام ب��األدب الشعبي من قبل الجامعة‬ ‫المغربية ‪ ،‬باعتباره ج��زء من التراث الشعبي‬ ‫الذي يعد بدوره إحدى دعامات الهوية العربية‬ ‫واإلسالمية واإلنسانية‪ ،‬ولبنة أساسية لبناء‬ ‫التربية على المواطنة واالنتماء الثقافي‪ ،‬لخلق‬ ‫آفاق المغرب الجديد مغرب الجهات والثقافات‬ ‫المتعددة‬ ‫وأخيرا‪ ،‬فإننا ال نزعم من خالل هذا العمل‬ ‫المتواضع‪ ،‬أننا استوفينا كل المحاور والمعطيات‬ ‫واألبعاد واآلليات والمناهج التي تدخل في هذه‬ ‫الدراسة‪ ،‬إذ أن ما قمنا به ليس إال بداية الصعود‬ ‫في السلم المعرفي الخاص بمجال السرد األدبي‬ ‫الشفاهي‪ ،‬والذي يندرج ضمن خانة الموروثات‬ ‫الشعبية‪ ،‬هذا العالم المتفرد والمتشعب والمركب‪،‬‬ ‫الذي يرافق اإلنسان على هذا الكوكب مثل الظل‪،‬‬ ‫ثم يتحول إلى مرآة عاكسة ألدق تفاصيله التي تربطه بعناصر الذات والحياة‪ .‬قد تفتح األطروحة التي‬ ‫أنجزناها آفاقا بحثية أخرى وقد تمهد لدراسات مستقبلية من وجهات نظر متعددة وتصورات مختلفة‪ ،‬وربما‬ ‫صار معجم الحكاية الشعبية األصيلية مشروعا لمعجم متخصص في السرد الشعبي والتراث الشعبي‪...‬‬ ‫يبقى إذن هذا جهد المقل‪ ،‬أتمنى أن أكون قد وفقت في مالمسة الظاهرة والموضوع من خالل‬ ‫النماذج المختارة؛ التي آمل أن تكون قد أفادت في توصيف الظاهرة ودراستها والوصول عبرها إلى نتائج‬ ‫ومعطيات حقيقية‪ ،‬على أننا ندرك تماما أن الموضوع يحتاج إلى جهود أخرى واهلل ولي التوفيق‪.‬‬ ‫وختاما فإنني أتوجه بخالص الشكر واالمتنان بعد اهلل عز وجل‪ ،‬إلى والدَي وإخواني وو َلدَي‪ ،‬على‬ ‫صبرهم‪ ،‬ومساندتهم ودعمهم‪ .‬ولألستاذين المشرفين على هذا البحث‪ ،‬د‪ .‬عبد اللطيف شهبون‪ ،‬ود‪.‬‬ ‫أحمد هاشم الريسوني‪ ،‬وفي هذا المقام أود أن أسجل اعترافا‪ ،‬بأن أستاذي د‪ .‬عبد اللطيف شهبون هذا‬ ‫الرجل الكبير لم يبخل طوال سنوات البحث بدعمه وتحفيزه وبتوجيهاته الرشيدة‪ ،‬وترقبه لجديد اإلصدارات‬ ‫والبرامج اإلذاعية التي تصب في موضوع البحث‪ ،‬ليوافيني بعناوينها أوال بأول ولم يتوانى عن تزويدي بكل‬ ‫ما أوتي من سبل العلم والمعرفة‪ ،‬فجزاه اهلل عني كل خير‪ ،‬وأمده بدوام الصحة وطول العمر‪ ...‬أشكر كذلك‬ ‫اللجنة العلمية المشرفة التي تحملت وظيفة االطالع على هذا البحث ومناقشته‪ ،‬وكل أساتذتي األفاضل‬ ‫الذين درست عليهم وأفدت منهم‪.‬‬ ‫ـ أشكر أساتذتي وأصدقائي الذين ساهموا من قريب أو بعيد لكي تُبعث الحياة في شرايين هذا‬ ‫العمل‪ ،‬وأخص بالذكر ‪ :‬السيد أمين عام مؤسسة منتدى أصيال‪ ،‬ذ‪ .‬محمد بنعيسى‪ ،‬د‪ .‬الناقد مصطفى يعلى‬ ‫والذي أثمن عاليا كل ما قدمه لي من مراجع وشروح وتوجيهات‪ ،‬أيضا د‪ .‬الناقد والمؤرخ أسامة الزكاري‪ ،‬د‪.‬‬ ‫الناقد يحيى ابن الوليد‪ ،‬ذ‪ .‬عبد الرفيع البقالي‪ ،‬د‪ .‬الناقد محمد حجو‪ ،‬د‪ .‬الجياللي الكدية‪ ،‬دة فتيحة عفيف‪،‬‬ ‫د‪ .‬الطيب بوتبقالت‪ ،‬د‪ .‬مزوار اإلدريسي‪ ،‬ود‪ .‬طارق غيالن‪ .‬كما أوجه شكرا خاصا وتحية عالية إلى كل‬ ‫زميالتي وزمالئي بمدرسة الملك فهد العليا للترجمة وعلى رأسهم د‪ .‬نور الدين الشماللي‪.‬‬ ‫وال يفوتني في هذا المقام أن أترحم على روح عمي الفقيد أحمد غيالن الذي لقنني أولى أبجديات‬ ‫الحكاية الشعبية قبل أن يرحل عن عالم الحكاية واإلنسان‪.‬‬

‫(انتهى)‬


‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬يونيو ‪2017‬‬

‫العدد ‪894‬‬

‫هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع بوزان‬ ‫تتمرن على تفعيل المشاركة المواطنة‬ ‫وزان ‪ :‬مراسلة خاصة‬ ‫‪ ‬تنزيال للفصل ‪ 139‬للدستــــور الذي‬ ‫جاء بفقرته األولى «تضع مجالس الجهات‪،‬‬ ‫والجماعات الترابية األخرى‪ ،‬آليات تشاركية‬ ‫للحوار والتشاور‪ ،‬لتيسير مساهمة المواطنات‬ ‫والمواطنين والجمعيــات في إعــداد برامـــج‬ ‫التنمــيـــة وتتبعهـــا»‪ ،‬ومبـــاشــــرة بعد‬ ‫إحـــداث هيئة المساواة وتكافـــؤ الفرص‬ ‫ومقاربة النوع بجماعة وزان طبقا للقانون‬ ‫التنظيمي ‪ 113 - 14‬المتعلـق بالجماعــات‬ ‫الترابية‪ ،‬وفي إطار التمرين على تفعيل‬ ‫المشاركة المواطنة التي تضخ جرعات من‬ ‫النفس في شرايين الديمقراطية التمثيلية‪،‬‬ ‫عقدت هيئة المساواة وتكافؤ الفرص‬ ‫ومقاربة النوع بوزان لقاءا تشاوريا مع اللجنة‬ ‫اإلقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية‬ ‫وذلك صباح يوم الجمعة ‪ 16‬يونيه الجاري ‪.‬‬ ‫اللقاء أشرف على أشغالــه الكاتـب العام‬ ‫لعمالة وزان‪ ،‬الذي ثمن في كلمتـه أهمية‬ ‫المبادرة التواصليـة التي أطلقتها هيئــة‬ ‫المساواة بجماعة وزان ‪ .‬وألن اآلمر يتعلق‬ ‫بقوة اقتراحية تترافع مؤسساتيا عن تطلعات‬ ‫ساكنة وزان‪ ،‬فقد عبر الكاتب العام لإلدارة‬ ‫الترابية اإلقليمية‪ ،‬عن التفاعل االيجابي للجنة‬ ‫اإلقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪،‬‬ ‫مع كل المقترحات واألفكار والتوصيات التي‬ ‫ستتبلور في هذا اللقاء‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬ذكر رئيس هيئة المساواة‬ ‫وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع في كلمته‪،‬‬ ‫بأن مختلف اللقاءات التواصلية التي سبق‬ ‫وأطلقتها الهيئة‪ ،‬والتقت فيهــا بالعديــد‬ ‫من الفاعليــن المؤسساتييــن والمدنيين‬ ‫بدار الضمانة‪ ،‬كانت بمثابة تمرين ضروري‬ ‫للتعريف بهذه اآللية‪ ،‬والتحسيس بأهمية‬ ‫الديمقراطية التشاركية‪ ،‬في أفــق تجـويــد‬ ‫عرض المشاركة المواطنة ‪.‬‬ ‫عضوات وأعضاء هيئة المساواة وتكافؤ‬ ‫الفرص ومقاربة النوع المشاركون في هذه‬ ‫المحطة من محطات سفرهم‪/‬هن فوق‬

‫ف�سحة رم�ضانية‬ ‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫تضاريس شأن دار الضمانة بكل تعقيداته‬ ‫وإكراهاته‪ ،‬انتصروا لمقاربة النوع والمساواة‪،‬‬ ‫في مرافعاتهم‪/‬هن التي عبرت عن جزء من‬ ‫انتظارات الساكنة وطموحاتها من أجل مدينة‬ ‫مواطنة ‪ .‬وهكذا أوصوا اللجنة اإلقليمية‬ ‫للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بضرورة‬ ‫استحضار مقاربة النوع في اعداد المشاريع‬ ‫التي تنجزها مع شركائها‪ ،‬والتسريع بوضع‬ ‫برنامج عمل يهدف إلى تقوية قدرات المجتمع‬ ‫المدني‪ ،‬الشريك األساسي في رسم معالم‬ ‫التنمية المحلية الحاضنة للحقوق األساسية‬ ‫للمجتمع الوزاني المتنوع الفئات‪ ،‬وهو التنوع‬ ‫الذي يكسبه المناعة‪ ،‬ويصلب عوده‪ ،‬إن‬ ‫جاءت السياسة العمومية لمختلف سلطاته‬ ‫العمومية مرتكزة ومفعلة لمبادئ المساواة‬ ‫وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع االجتماعي ‪.‬‬ ‫في هذا السياق المس عضوات وأعضاء‬ ‫الهيئة الخصاص الكبير المسجل في بنية‬ ‫استقبال بعض الفئات من ساكنة اإلقليم‬ ‫‪،‬مع ما يسبب لهم ‪/‬هن ذلك من إقصاء‬ ‫اجتماعي ( اإلعاقة بمختلف أشكالها‪ ،‬النساء‬ ‫المعنفات‪ ،‬األطفال المتخلى عنهم ‪ . )....‬كما‬ ‫تم استحضار واقع الطفولة الوزانية والشباب‬ ‫الذي تضيق في وجهه فضاءات صقل مواهبه‬

‫فنيا ورياضيا وثقافيا ‪ .‬ولم يغب عن الترافع‪،‬‬ ‫مآل التراث المادي والالمادي لحاضرة وزان‬ ‫التاريخية الذي إن لم يتم إنقاذه سيجعل‬ ‫دار الضمانة بدون ذاكرة‪ .‬وفي مجال‬ ‫المساواة في استعمال الفضاء العام والمرافق‬ ‫العمومية‪ ،‬فقد دعا عضوات وعضاء الهيئة‬ ‫مختلف الجهات إلى ضرورة اطالقها لهذا‬ ‫الورش‪ ،‬وانخراطها فيه بوعي ومسؤولية‪،‬‬ ‫وباحترام تام للمعايير الدولية المعمول بها‬ ‫في الموضوع‪ ،‬من أجل جعلها ( الفضاءات‬ ‫العامة ) ‪ ‬والجة كما ينص على ذلك الدستور‬ ‫والقانون ‪ 10 / 03‬الخاص بالولوجيات ‪.‬‬ ‫وفي إطار التمتع بالحق في العدالة البيئية‪،‬‬ ‫فقد أوصت المداخالت بإيجاد حل للمطرح‬ ‫العشوائي للنفايات المنزلية الذي أصبح‬ ‫يشكل خطرا على صحة االنسان والحيوان‬ ‫والنباتات ‪ .‬وكان من بين ما تم الختم به‬ ‫من مقترحات‪ ،‬المناشدة بتحويل مركز دعم‬ ‫الشباب الواقع بطريق فاس ( يعيش حالة‬ ‫شلل)‪ ،‬والذي كان قد دشنه الملك محمد‬ ‫السادس في زيارته لوزان أواخر سنة ‪،2006‬‬ ‫( تحويله ) إلى مركز لإلستقبال قادر على‬ ‫استضافة الجمعيات الموجودة في عالقة‬ ‫تعاون بالنسيج الجمعوي بوزان ‪ .‬‬

‫مركز دعم تمدرس األطفال في وضعية إعاقة‬ ‫يفتح أبوابه بوزان‬ ‫بعيدا عن كل تراشق كالمي ال يخدم‬ ‫قضية فئة عريضة من أطفال دار الضمانة‬ ‫الذين واللواتي لهذا السبب أو ذاك وجدوا‬ ‫أنفسهم‪/‬هن في وضعية إعاقة‪ ،‬فإن النقاش‬ ‫العمومي حول اإلعاقة من طرف كل الفاعلين‬ ‫المدنيين الذين يوجدون في عالقة تماس‬ ‫بهذه القضية باإلقليــم‪ ،‬يجب أن ينصــب‬ ‫على مساءلة السياسة العمومية‪ ،‬التي على‬ ‫السلطـــات العموميــة والجماعات الترابية‬ ‫باإلقليم وضعها وتفعيلها عند مقاربة ملف‬ ‫اإلعاقة في شموليته‪ ،‬وقياس قوة منسوب‬ ‫الجرعة الحقوقية التي على نفس السلطات‬ ‫العمومية ضخها في شرايين قضية متع‬ ‫الدستور أصحابها في فصله ‪ 34‬بالحقوق‬ ‫والحريات المعترف بها للجميع‪ ،‬ودعا إلى‬ ‫تأهيلهم وإدماجهم في الحياة االجتماعية‬ ‫والمدنية ‪.‬‬ ‫‪ ‬ومواجهة للخصاص المهول المسجل‬ ‫في بنيات االستقبال التي تأخذ على عاتقها‬ ‫تأهيل األشخاص في وضعية إعاقة‪ ،‬وأمام‬ ‫الترافع القوي الذي قامت به بعض الجمعيات‬ ‫والمؤسسات الدستورية والمنابر اإلعالمية‬ ‫لتعميق الوعي بثقافة المساواة‪ ،‬ومحاربة‬ ‫التمييز بسبب اإلعاقة‪ ،‬مستندة في ذلك على‬ ‫القانون األسمى للمملكة‪ ،‬والشرعة الدولية‬ ‫ذات الصلة بالموضوع‪ ،‬تفاعلت ولو بشكل‬ ‫محتشم‪ ،‬بعض القطاعات الحكومية‪ ،‬واللجنة‬ ‫اإلقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪،‬‬ ‫مع ترافع النسيج المدني والحقوقي باإلقليم‪،‬‬ ‫فأطلقت بعض المبادرات كان آخرها « مركز‬ ‫دعم تمدرس األطفال في وضعية إعاقة « ‪.‬‬ ‫‪ ‬المركز المذكــور حســب المعطيـــات‬ ‫والمعلومات التي وفرها مكتب جمعية الحنان‬ ‫لألطفال في وضعية إعاقة ذهنية‪ ،‬للفعاليات‬ ‫المدنية والحقوقية والرسمية والمستقلة‬ ‫التي زارته ( المركز )‪ ،‬بمناسبة فتح أبوابه‬ ‫في األيام األخيرة في وجــه فئــة األطفال‬ ‫المستهدفين‪ ،‬تؤطره اتفاقية شراكة وقعتها‬ ‫كل من الجمعية المذكورة التي تسهر على‬ ‫تدبيره‪ ،‬واللجنة اإلقليمية للمبادرة الوطنية‬ ‫للتنمية البشرية‪ ،‬والمندوبية اإلقليمية‬ ‫للتعاون الوطني‪ ،‬والجماعتين الترابيتين‬ ‫المحلية واإلقليمية‪ ،‬والمديريــة اإلقليميـة‬ ‫للشباب والرياضة ‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫‪ ‬جمعية الحنان التي سلخت من عمرها‬ ‫سبع سنوات من العمل الدؤوب في خدمة‬ ‫األطفال في وضعية إعاقة ذهنية‪ ،‬تعتبر اإلطار‬ ‫المدني الوحيد باإلقليم الذي يشتغل على‬ ‫ملف اإلعاقة الذهنية المسجلة في صفوف‬ ‫أطفال در الضمانة الكبرى ‪ .‬وقد جاء مركز‬ ‫دعم تمدرس األطفال في وضعية إعاقة الذي‬ ‫يستقبل هذه السنة حوالي ‪ 70‬طفال من‬ ‫الجنسين‪ ،‬ليسد فراغا مهوال تعاني منه فئة‬

‫األطفال المذكورة‪ ،‬والتي على الجهات ذات‬ ‫الصلة أن تعزز الجماعات الترابية باإلقليم‬ ‫بمراكز من هذا المستــوى‪ ،‬للمساهمة‬ ‫في ‪ ‬تأهيل األشخــاص في وضعيــة إعاقة‪،‬‬ ‫جسدية كانــت‪ ،‬أو حسية حركية‪ ،‬أو عقلية‪،‬‬ ‫وتيسر ولوجهم ‪/‬هن للحقوق والحريات‬ ‫المعترف بها للجميع ‪.‬‬

‫محمد حمضي‬

‫َا�ض َي ًة َم ْر ِ�ض َّي ًة‬ ‫} َيا �أَ َّي ُتهَا ال َّن ْف ُ�س مْ ُال ْط َم ِئ َّن ُة ْار ِج ِعي �إِ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫كر ِ‬ ‫َف ْاد ُخلِي يِف ِع َبادِ ي و ْ‬ ‫َاد ُخلِي جَ ّ َن ِتي { (�صدق اهلل العظيم)‬ ‫عن عمر يناهز ‪ 83‬سنة انتقل إلى عفو اهلل وكرمه المرحوم‬

‫محمد �أوالد م�سعود‬

‫الذي لبى نداء ربه يوم األحد ‪28‬ماي‪2017‬وشيع جثمانه‬ ‫الطاهرفي موكب جنائزي مهيب بعد صالتي العصر والجنازة‬ ‫بمسجد السوسي بحومة اسبانيول ودفن بمقبرة المجاهدين‪.‬‬ ‫وأمام هذا المصاب الجلل نتقدم بأحر التعازي إلى أرملة‬ ‫المرحوم السيدة السعدية شاقور وإلى أوالده‪ :‬رضوان‪،‬‬ ‫خديجة‪،‬محمد ياسين‪ ،‬سفيان‪ ،‬سالمة وإلى كافة أفراد عائالت‪ :‬شاقور‪ ،‬سروخ وأوالد‬ ‫مسعود‪.‬‬ ‫تغمد اهلل الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه الصبرالجميل‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫بمناسبة شهر رمضان المبارك ارتأينا أن نعيش أجواء رمضان بكل‬ ‫تجلياتها‪ ،‬وخير ما يمكن أن نقدمه للقراء هو التذكير بالتاريخ اإلسالمي‪،‬‬ ‫انطالقا من وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين‪ ،‬وكثيرة هي األقالم في‬ ‫هذا الشهر الكريم تتناول سيرة الرسول األعظم محمد (ص)‪ ،‬ونحن هنا‬ ‫سنحاول الحديث عن خلفاءه الراشدين‪ ،‬وفي إحدى الحلقات الماضية‬ ‫تحدثنا عن الخليفة أبي بكر الصديق‪ ،‬وفي هذه الحلقة سنتناول بالحديث‬ ‫سيرة الخليفة عمر بن الخطاب‪.‬‬ ‫هو عمر بن الخطاب‪ ،‬وكنيته أبو حفص‪ ،‬ولد بعد ميالد الرسول (ص)‬ ‫بثالثة عشر سنة‪ ،‬ونشأ يرعى الغنم ألبيه‪ ،‬ثم اشتغل بالتجارة‪ .‬ويعتبر عمر‬ ‫بن الخطاب من عظماء قريش وأشرافها‪ ،‬كان في الجاهلية عزيز الجانب‪،‬‬ ‫شديد البأس‪ ،‬شجاعا‪ ،‬محترما بين قومه‪.‬‬ ‫ولم يقتنع سيدنا عمر في أول األمر بصحة الرسالة‪ ،‬لذلك حارب اإلسالم‬ ‫حربا شديدة‪ ،‬ولقي المسلمون منه أذى كثيرا‪.‬‬ ‫وذهب ذات يوم إلى دار أخته‪ ،‬وكانت قد أسلمت هي وزوجها وسمعهما‬ ‫يقرآن القرآن‪ ،‬فلما أحسا بقدومه خافا‪ ،‬وأخفيا ما كانا يقرآنه فاعتدى‬ ‫عليهما بالضرب‪ ،‬ثم رق قلبه ألخته‪ ،‬وطلب منها أن تطلعه على ما كانا‬ ‫يقرآن فقالت له ‪“ :‬إنك مشرك نجس وال يجوز لك أن تمس القرآن حتى‬ ‫تتطهر‪ ،‬فتطهر وأخذ الورقة فوجد مكتوبا فيها <بسم اهلل الرحمان الرحيم‬ ‫طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ‪ ...‬اآلية” فأثر ذلك في قلبه‪ ،‬وقصد دار‬ ‫األرقم بن أبي األرقم التي كان يستخفي فيها الرسول وأصحابه بدينهم‪،‬‬ ‫وهناك أعلن سيدنا عمر إسالمه أمام الرسول ‪ ،‬فكبر الصحابة فرحا بإسالمه‪،‬‬ ‫واعتز به اإلسالم والمسلمون‪.‬‬ ‫وكان بعد ذلك من أشد الناس على الكفار‪ ،‬وقد صاهره الرسول(ص)‬ ‫فتزوج بنته حفصة‪ ،‬وكان هو وأبو بكر بمنزل الوزيرين لرسول اهلل(ص)‬ ‫يستشيرهما في جميع األمور المهمة‪.‬‬ ‫وقد أسند إليه أبوبكر خالل خالفته الفصل في القضايا الشرعية‪ ،‬فكان‬ ‫أول قاض في اإلسالم بعد الرسول(ص)‪.‬‬ ‫ولما مرض أبوبكر خاف إن هو مات ولم يعهد بالخالفة ألحد‪ ،‬أن ينشأ‬ ‫الخالف بين المسلمين‪ ،‬وتتفرق كلمتهم‪ ،‬فكتب العهد بالخالفة لعمر بن‬ ‫الخطاب‪.‬‬ ‫وكانت بداية خالفة سيدنا عمر يوم ‪ 23‬جمادى الثانية سنة ‪13‬هجرية‪،‬‬ ‫وقد قام خالل توليه الخالفة بأعمال جليلة من بينها فتح بالد الفرس‪ ،‬ذلك‬ ‫أنه عندما علم بأن الفرس جهزوا جيوشا كبيرة بقيادة رجل اسمه رستم‬ ‫لطرد المسلمين من بالد العراق‪ ،‬قام سيدنا عمر بتجهيز جيش وأسند‬ ‫قيادته لسعد بن أبي وقاص الذي توجه إلى العراق‪ ،‬وهناك وقعت بين‬ ‫الفريقين معارك عديدة أعظمها معركة “القادسية” التي استعان فيها‬ ‫الفرس باألفيال‪ ،‬التي نفرت منها خيول المسلمين ألول‪ ،‬لكن جيش‬ ‫المسلمين وجهوا سيوفهم ورماحهم صوب خراطيمها‪ ،‬فولت هاربة‬ ‫وأخذت تدوس جنود الفرس‪ ،‬وانتصر بذلك جنود المسلمين الذين كان ال‬ ‫يتجاوز عددهم سبعة آالف مقاتل أمام ‪ 30‬ألف من جنود الفرس‪ ،‬فانتصر‬ ‫المسلمون على الفرس انتصارا باهرا‪ ،‬ومني جيش الفرص بخسائر في‬ ‫األرواح وعلى رأسهم مقتل قائدهم رستم‪ ،‬وقد شاركت في هذه الحروب‬ ‫عدة نساء ‪ ،‬منهن من قمن بمداواة الجرحى‪ ،‬ومنهن من تكلفن بإطعام‬ ‫جنود المسلمين وإمدادهم بالماء‪ ،‬ومنهن من شاركت في القتال‪ ،‬من‬ ‫بينهن أروى بنت الحارث التي جعلت خمارها لواء متقدمة جماعة من النساء‬ ‫على ظهور الخيل فكبرت وهاجمت من ناحية‪ ،‬وكن سببا في انتصارات‬ ‫المسلمين‪ ،‬ولم يكتف المسلمون بانتصاراتهم على أعداء اإلسالم وخاصة‬ ‫الفرس‪ ،‬بل حاصروهم في عاصمتهم “المدائن” التي فر منها ملكهم‬ ‫كسرى أنو شروان‪ ،‬حيث لم تقم للفرس بعد ذلك قائمة‪ ،‬بعد أن استولوا‬ ‫على فارس بالكامل‪.‬‬ ‫وفي عهد عمر بن الخطاب تم فتح الشام وفلسطين‪ ،‬حيث كان الخليفة‬ ‫أبوبكر الصديق في آخر أيامه قد بعث بجيوش لفتح الشام وفلسطسن‬ ‫وعلى رأس هذه الجيوش أبو عبيدة بن الجراح وعمرو بن العاص ويزيد بن‬ ‫أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة‪ ،‬وخالد بن الوليد كان قد أرسله لمحاربة‬ ‫الفرس‪ .‬وقد استولت الجيوش اإلسالمية في الشام على بعض المقاطعات‬ ‫التابعة للروم‪ ،‬بمساعدة خالد بن الوليد‪ ،‬حيث وقعت معركة اليرموك‪،‬‬ ‫انهزمت على جيوش الروم حيث ألقوا بأنفسهم في نهر اليرموك بفعل‬ ‫الرعب والخوف الذي أحدثه جيش المسلمين بقيادة خالد‪ ،‬وخسر الروم في‬ ‫تلك المعركة وحدها أربعون ألف رجل‪ ،‬وكانت النساء المسلمات المجاهدات‬ ‫قد شاركن في تلك الحروب إلى جانب المقاتلين وعلى رأسهن خولة بنت‬ ‫األزور التي اشتهرت بشجاعتها‪ ،‬وتم فتح فلسطين تحت قيادة عمرو بن‬ ‫العاص الذي عين بها واليا بعد الزيارة التي قام بها عمر بن الخطاب إلى‬ ‫القدس حيث استقبل من أهاليها استقباال حارا سلم له خاللها البطيريك‬ ‫مفاتيح المدينة‪ .‬بعدها وبأمر من عمر قام عمرو بن العاص بفتح مصر‪.‬‬ ‫ومن بين إنجازات عمر بن الخطاب أيضا تعمير األمصار وسك النقود‪،‬‬ ‫وإنشاء ديوان الجند وبيت المال وتعيين القضاة‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬يونيو ‪2017‬‬

‫العدد ‪894‬‬

‫الفقر وضعف السياسة‪ ...‬ماذا يصنعان‪ ...‬؟‬ ‫• محمد أديب السالوي‬

‫الفقر‪ ،‬كلمة باهظة‪ ،‬قاسية‪ ،‬ثقيلة‪ ،‬مرعبة‪،‬‬ ‫تسكن اإلنسانية بقوة الواقع‪ ،‬وبقوة السياسات‬ ‫والظرفيات المحلية والعالمية المتعاقبة‪ ،‬فهو (أي‬ ‫الفقر) ظاهرة قديمة جديدة في التاريخ البشري‪،‬‬ ‫تتقلص وتتسع في الشعوب حسب ظروفها‬ ‫ومواقعها وسياساتها وأنظمتها الداخلية‬ ‫والخارجية‪ ،‬وهو ليس حالة واحدة‪ ،‬بل حاالت‬ ‫متعددة الصفات واألشكال‪ ،‬تختلف من نظام‬ ‫إلى نظام‪ ،‬ومن قارة إلى أخرى‪ ،‬ومن حضارة‬ ‫إلى حضارة‪ ،‬إال أن عهد العولمة‪ ،‬وضع للفقر‬ ‫تعريفات‪ ،‬قد تتناسب وحاالت الفقر المنتشرة‬ ‫بقوة في أركان األرض‪ ،‬من حيث األرقام‪ ،‬ولكنها‬ ‫قد تختلف في أثارها على اإلنسان في هذه‬ ‫األركان‪.‬‬ ‫ورد في قواميس اللغة‪ :‬الفقر ضد الغنى‪،‬‬ ‫والفقير هو من يجد القوت‪ ،‬والمسكين من ال‬ ‫شيء له‪ .‬وورد في تعبير آخر‪ :‬الفقير هو المحتاج‪،‬‬ ‫والمسكين هو من أذلته الحاجة‪.‬‬ ‫وجاء في مفاهيم البنك العالمي‪ :‬الفقير هو‬ ‫الذي ال يحصل على الحد األدنى من معيشته‪.‬‬ ‫وبالنسبة لهيئة األمم المتحدةـ‪ :‬الفقير هو‬ ‫الذي ال يتجاوز دخله دوالرا واحدا في اليوم‪.‬‬ ‫وي��رى خبراء علم االجتماع‪ :‬أن لظاهرة‬ ‫الفقر في عالم اليوم‪ ،‬أكثر من عالقة بالفساد‪.‬‬ ‫الفقر في البناء الوظيفي االجتماعي‪ ،‬هو إحباط‬ ‫اجتماعي‪ ،‬ناتج عن عدم المساواة‪ ،‬لذلك أصبحت‬ ‫تندرج في خانة الفقراء‪ ،‬العديد من الفئات مثل‬ ‫المعدمين الذين ال يملكون شيئا‪ ،‬والعمال‬ ‫األجراء ممن يملكون قوة العمل ال غير‪ ،‬وأيضا‬ ‫صغار المالك وصغار التجار وصغار الموظفين‬ ‫والحرفيين والباعة المتجولين‪ .‬وغيرهم من‬ ‫مظلومي السياسيات الجائرة‪.‬‬ ‫في نظر باحث مغربي‪ :‬ال ينحصر الفقر‬ ‫في ضعف نسبة الدخل‪ ،‬بل يتعدى ذلك إلى‬ ‫التفاوت في ف��رص االن��دم��اج في المجتمع‬ ‫اقتصاديا واجتماعيا‪ ،‬إذ تتجلى مظاهره في صور‬ ‫متعددة‪ ،‬منها باألساس‪ :‬األمية‪ ،‬الجهل‪ ،‬البطالة‪،‬‬ ‫تشغيل األطفال‪ ،‬التشرد‪ ،‬التسول‪ ،‬ضعف القدرة‬ ‫الشرائية‪ ،‬سوء التغذية‪ ،‬المرض‪.‬‬ ‫وبالنسبة للمغرب‪ ،‬أعلن التقرير الوطني‬ ‫حول السياسة السكانية (الصادر عن اللجنة العليا‬ ‫لإلسكان) أن سبعمائة وثمانين ألف (‪)780.000‬‬ ‫أس��رة تعيش فقرها المدقع في «مساكن»‬ ‫هامشية‪ .‬وأن تراجع نسبة نمو الدخل الفردي‬ ‫وصل إلى ‪ % 0.1‬بسبب الجفاف وفقدان العمل‬ ‫والبطالة طويلة األمد والمرض المزمن والترمل‬ ‫والطالق وغيرها‪.‬‬ ‫ويفيد هذا التقرير أيضا‪ ،‬أن سكان العالم‬ ‫القروي‪ ،‬أكثر فقرا من سكان العالم الحضري‪،‬‬ ‫وأن جهات في وسط وشرق وغرب المغرب‪ ،‬هي‬ ‫األكثر تضررا من الفقر وأن األسر التي تعيلها‬ ‫النساء واألطفال تعد األكثر فقرا‪.‬‬ ‫وتقدر مصادر شبه رسمية‪ ،‬أن عدد السكان‬ ‫الفقراء الذين يقل دخلهم اليومي عن دوالر‬ ‫واحد‪ ،‬قد يصل إلى ست ماليين نسمة‪ ،‬يمثل‬ ‫سكان العالم القروي منهم حوالي سبعين في‬ ‫المائة (‪.)% 70‬‬ ‫وتفيد العديد من البحوث العلمية حول‬ ‫الفقر في المغرب‪ ،‬أن الدخل الفردي للمغاربة‬ ‫تطور بوثيرة منخفضة خالل التسعينات من‬ ‫القرن الماضي‪ ،‬ويمكن اعتبار ارتفاع البطالة‬ ‫في المدن خالل الفترة الراهنة‪ ،‬إشارة واضحة‬ ‫النخفاض دخل األسر المغربية‪ ،‬خاصة تلك التي‬ ‫يكون الراتب الشهري هو المورد الوحيد الذي‬ ‫تعتمد عليه في تلبية حاجياتها األساسية‪.‬‬ ‫هكذا‪ ،‬تكون العمليات اإلحصائية‪ ،‬وبحوث‬ ‫الخبراء والمختصين‪ ،‬قد كشفت أن ما يقرب من‬ ‫ثمانين في المائة (‪ )% 80‬من األسر المغربية‪،‬‬ ‫تعيش فقرها بصمت‪ ،‬وهو أمر لم يندهش له‬ ‫أحد‪ ،‬ألن الذين قاموا بالعمليات اإلحصائية‪،‬‬ ‫يعلمون أكثر من غيرهم‪ ،‬أن عوامل شتى‬ ‫تضافرت على مر السنين‪ ،‬لم يكن لها سوى خلق‬ ‫المزيد من الفقر‪ ،‬بالنسبة للفئات الواسعة من‬ ‫المواطنين‪.‬‬ ‫وبالنسبة للمحللين االقتصاديين‪ ،‬أن‬ ‫حالة الفقر التي تفجرت في المجتمع المغربي‬ ‫على مراحل‪ ،‬وبإيقاع تصاعدي‪ ،‬لم تستند فقط‬ ‫على مؤشرات النمو الديمغرافي الغير خاضعة‬ ‫ألي تخطيط‪ ،‬ولكنها أيضا ارتكزت على انعدام‬ ‫التخطيط االستراتيجي‪ ،‬وعلى عدم توجيه‬ ‫االستثمارات إلى القطاعات المنتجة‪ ،‬التي تعتمد‬ ‫التوازن والفاعلية‪ ،‬كما استندت على اإلشكالية‬ ‫التي طبعت‪ /‬تطبع عالقة الجماعات واألف��راد‬

‫‪13‬‬

‫بالدولة‪ .‬وعلى إشكالية تهرب القطاع الخاص‬ ‫من تحمل مسؤولياته‪ ،‬وعلى الفساد المتعدد‬ ‫الصفات واألهداف‪ ،‬الذي طبع مرحلة هامة من‬ ‫التاريخ اإلداري والمالي والسياسي للبالد‪.‬‬ ‫والشك أن االرتفاع الفاحش للمديونية‬ ‫الخارجية‪ ،‬كارتفاع الفاتورة الطاقوية‪ ،‬وسقوط‬ ‫األسعار العالمية لكثير من المواد األولية (منها‬ ‫أسعار الفوسفاط الذي يعتبر منتوجنا األساسي)‬ ‫كارتفاع فوائد القروض‪ ،‬عوامل إضافية أخرى‪،‬‬ ‫قلصت حتما ما كان بإمكاننا استثماره من‬ ‫المنتجات الوطنية‪ ،‬وكرست حالة الفقر المتفجرة‬ ‫إلى جانب ظواهر الفساد‪ ،‬لتصبح النتيجة ثقيلة‬ ‫ومرعبة‪.‬‬ ‫ال نريد في هذه المقاربة أن نتحدث عن‬ ‫ذلك الصنف اآلخر من الفقر الذي يتغلغل في‬ ‫أعماقنا في صمت‪ ،‬والذي نتغافل عليه بقصد أو‬ ‫بغير قصد يطلق عليه الخبراء‪ ،‬الفقر التكنولوجي‬ ‫المركب‪ ،‬يبرز بسرعة عند استعراض الحاجيات‬ ‫التي يتطلبها منطق العصر‪ /‬عصر الحداثة‬ ‫والعولمة واأللفية الثالثة‪ ،‬بمقاييسه القائمة‪،‬‬ ‫ومعاييره الضائعة‪ ،‬ال نريد أن نتحدث عن هذا‬ ‫الفقر‪ ،‬ألنه خارج السيطرة بكل المقاييس‪.‬‬ ‫هكذا استمرت مؤشرات الفقر في الصعود‪،‬‬ ‫رغم العمليات الوقائية‪ ،‬حيث عملت السلطات‬ ‫الحكومية بسياسة التقشف وتقويم الحسابات‪،‬‬ ‫إلى تصعيد وتيرة الفساد اإلداري‪ /‬المالي‪/‬‬ ‫السياسي‪( ،‬انتشار الرشوة‪ /‬نهب المال العام‪/‬‬ ‫تزوير اإلنتخابات‪ )...‬وإلى إفراز طبقة صغيرة من‬ ‫األثرياء الجدد‪ ،‬وطبقة غير محدودة من الفقراء‬ ‫الجدد‪ ،‬خارج كل منطق وكل عقالنية سياسية‪.‬‬ ‫إذن‪ ،‬كانت تلك هي العوامل التي وضعت‬ ‫المغرب بثرواته البشرية والفالحية والبحرية‬ ‫والمناخية والسياحية‪ ،‬على الئحة البلدان‬ ‫الفقيرة‪ ،‬مع أن الواقع يقول عكس ذلك تماما‪.‬‬ ‫المغرب بلد زراعي‪ ،‬تغطي أراضيه الصالحة‬ ‫والقابلة لالستصالح‪ ،‬ماليين الهكتارات‪ .‬من‬ ‫المفترض أن تحقق فالحته اإلكتفاء الذاتي‬ ‫في التغذية‪ ،‬في الحبوب والزيتيات والسكريات‬ ‫واللحوم واأللبان‪ ،‬وغيرها من المواد التي أصبح‬ ‫يستوردها عالنية‪ ،‬وبال رقابة أحيانا‪.‬‬ ‫والمغرب بلد بحري‪ ،‬شواطئه طويلة‬ ‫وعريضة‪ ،‬تطل على بحرين عظيمين‪ ،‬وثرواته‬ ‫السمكية ال تحصى وال تعد‪ ،‬تقول األرق��ام‬ ‫أن البحر المغربي‪ ،‬قادر على تزويد المغاربة‬ ‫بمليوني طن من األسماك سنويا‪ ،‬وأن قطاع‬ ‫الصيد البحري قادر على تشغيل أزيد من مليون‬ ‫من المواطنين‪.‬‬ ‫والمغرب بلد منجمــــي يملك ‪ % 60‬من‬ ‫اإلحتياطـــي العالمي من م��ادة الفوسفاط‪،‬‬ ‫ويملك مناجم الحديد والنحاس والذهب والفضة‬ ‫والحامض الفسفوري واألوران��ي��وم والصخور‬ ‫النفطية‪ ...‬وربما النفط نفسه‪.‬‬ ‫فكيف لبلد على هذه الصورة من الثراء‪،‬‬ ‫يملك ثروات األرض وثورات ما في باطنها‪ ،‬يملك‬ ‫البحر وما يحويه في باطنه من ثروات‪ ،‬ويملك‬ ‫اإلنسان وطموحاته‪ ،‬وهو مسجل على الئحة‬ ‫الفقراء‪ ...‬وعلى الئحة البلدان األكثر فقرا‪ ...‬إنها‬ ‫معادلة «صعبة» حقا‪ ...‬ولكن الفقر حقيقة ال‬ ‫مناص منها‪.‬‬ ‫تقول كتب التاريخ والجغرافيا‪ ،‬أن المغرب‬ ‫بلد غني بموارده الطبيعية والبشرية‪ ،‬وبأراضيه‬ ‫الزراعية‪ ،‬وبمصادره المائية وبثرواته البحرية‬ ‫والمعدنية‪ ،‬وتقول تقارير الباحثين والدارسين‪،‬‬ ‫أن المغرب واحد من بلدان العالم الفقيرة‪ ،‬يعاني‬ ‫من أزمات متعددة ومتداخلة تعيقه عن السير‪،‬‬ ‫وعن القفز وعن المغامرة‪.‬‬ ‫فيما يتصل بعالقة الفقر ف��ي مغرب‬ ‫اليوم‪ ،‬بالفوارق الطبقية‪ ،‬وأثارها االقتصادية‬ ‫واالجتماعية والنفسية يرى العديد من الباحثين‬ ‫المغاربة الذين تتبعوا تداعيات هذه اآلثار على‬ ‫األجسام والمشاعر‪ ،‬إن الفوارق بين الفقراء‬ ‫وغيرهم في تزايد مستمر‪ ،‬رغ��م المشاريع‬ ‫المهيكلة التي تخطط لها السياسات الحكومية‬ ‫من أجل تقليص حاالت الفقر والتخفيف من أثاره‪،‬‬ ‫ورغم ضخامة الثروات البشرية والطبيعية التي‬ ‫يملكها المغرب على مساحات شاسعة وواسعة‪.‬‬ ‫ومن ثمة يصبح السؤال ملحا‪:‬‬ ‫أين تغيب المعادلة وأين تحضر‪ ،‬ولماذا‬ ‫نحن أغنياء بمواردنا وفقراء في واقعنا ؟‬ ‫س���ؤال نطرحه م��ب��اش��رة على الذين‬ ‫يخططون للسياسات الصامتة في بالدنا‪ ،‬دون‬

‫أن ننتظر منهم جوابا مقنعا‪.‬‬ ‫خارج أي معادلة‪ ،‬دفعنا الفقر لإلنخراط في‬ ‫دوامة سوداء‪ ،‬قد نجد لها بداية‪ ،‬ولكن قد ال نجد‬ ‫لها نهاية‪.‬‬ ‫• عشرون في المائة من مجموع اليد‬ ‫العاملة في مغرب اليوم‪ ،‬تنخرط في البطالة‪.‬‬ ‫• ح��وال��ي ستة ماليين م��ن المغاربة‬ ‫ينخرطون في متاهات الفقر الموحشة‪ .‬وهو ما‬ ‫يعني أن الشعب المغربي يتوزع بين قلة قليلة‬ ‫من األغنياء‪ ،‬وأكثرية مهولة من الفقراء‬ ‫• الشعب المغربي‪ ،‬يعاني من عجز واضح‬ ‫في التعليم والصحة والسكن والتشغيل واألمن‬ ‫والتجهيزات األساسية والخدمات‪.‬‬ ‫• يعاني من ارتفاع مهول في الجريمة‬ ‫• يعاني من أوضاع أخالقية مخيفة‬ ‫• يعاني من أوضاع إدارية متدهورة‬ ‫وإذا أضفنا إل��ى اآلث��ار السلبية للفقر‪،‬‬ ‫وتداعياتها االجتماعية‪ ،‬آث��اره النفسية على‬ ‫أصحاب الدخل المحدود‪ ،‬والدخل الضعيف‬ ‫والعاطلين والمهمشين والمحرومين‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى الفقر البيولوجي‪ ،‬والفقر التكنولوجي‪،‬‬ ‫ستكون النتيجة النهائية‪ ،‬الشك مرعبة‪ ،‬بالقياس‬ ‫إلى األرقام التي تتداولها التقارير الرسمية وغير‬ ‫الرسمية عن الفقر والفقراء في مغرب األلفية‬ ‫الثالثة‪.‬‬ ‫يعني‪ ،‬ذل��ك وبصيغة موضوعية‪ ،‬أن‬ ‫الظرفية السياسية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬واالقتصادية‬ ‫لمغرب ال��ي��وم‪ ،‬تجعل ترتيبه بسبب الفقر‬ ‫وتحدياته وتراكماته‪ ،‬في مرتبة متدنية في‬ ‫السلم العالمي للتنمية‪ ،‬وتجعله هذه الظرفية‬ ‫المشحونة بالتحديات الكبرى التي تواجه طموح‬ ‫المخططات التنموية واالستثمارية‪ ،‬أمام سلسلة‬ ‫من التحديات هي أقرب إلى المستحيل منها إلى‬ ‫الممكن‪.‬‬ ‫طبعا هناك خطابات سياسية متعددة‪،‬‬ ‫تواجه «فاعلية» الفقر وتحدياته‪ .‬الحكومات‬ ‫المتعاقبة تحدثت دائما عن اإلصالحيات التي‬ ‫من شأنها تذويب هذه «الفاعلية»‪ /‬فاعلية‬ ‫الفقر‪ .‬تحدثت عن تأهيل النسيج اإلقتصادي‪،‬‬ ‫عن تقوية المقاولة المغربية‪ ،‬عن تحديث أنظمة‬ ‫وآليات اإلنتاج‪ ،‬عن تفعيل مراكز اإلستثمار‪،‬‬ ‫عن إخراج مدونة الشغل‪ ،‬عن إصالح القضاء‬ ‫واستقالله‪ ،‬عن تكريس األخالق المهنية‪ ،‬عن‬ ‫إصالح اإلدارة ومحاربة الفساد‪ ،‬وإحداث مناصب‬ ‫الشغل‪ ،‬عن اإلعتراف بدور المرأة ومواطنتها‬ ‫الكاملة‪ ،‬عن إدماج التراث الثقافي في الحياة‬ ‫اإلقتصادية واإلجتماعية‪ ،‬عن إصالح التعليم‪ ،‬عن‬ ‫ترجيع مبدأ التشارك مع الفاعلين اإلقتصاديين‬ ‫واإلجتماعيين‪ ...‬وتحدثت عن خلق جو من الثقة‬ ‫والشفافية والموضوعية بين الدولة والفاعلين‪،‬‬ ‫وعن بلورة إستراتيجية للتنمية في العالم‬ ‫القروي‪ ،‬وعن تطوير فاعلية التكوين المهني‪،‬‬ ‫وعن محاربة كل أشكال اإلنحراف واستغالل‬ ‫النفوذ وفساد المال العام والرشوة والمحسوبية‬ ‫والزبونية واالنتهازية‪ ...‬ولكن مع ذلك ظلت‬ ‫م��ؤش��رات الفقر مرتفعة‪ ،‬وظلت الخطابات‬ ‫السياسية للحكومات المتعاقبة حبرا على ورق‪،‬‬ ‫وظل المواطن حائرا‪ ،‬مهمشا‪ ،‬محبطا‪،‬ال يعرف‬ ‫أين تغيب المعادلة وال أين تحضر‪.‬‬ ‫خارج هذه الحقيقة‪ ،‬تبرز في مغرب اليوم‪،‬‬ ‫حيث يتبنى الملك الشاب‪ ،‬األوراش اإلصالحية‪،‬‬ ‫أسئلة ملحة وعلى ق��در كبير من األهمية‪:‬‬ ‫ماهية اإلج��راءات التي ستواجه بها حكومات‬ ‫سياسية‪ ،‬الفساد المالي‪ /‬الفساد اإلداري‪ /‬الفساد‬ ‫السياسي‪ ،‬الذي اتخذ شكل الظاهرة المخيفة‬ ‫التي هددت ومازالت تهدد كل خطط التنمية‬ ‫واإلنقاذ في عهد دستوره الجديد‪..‬؟‬ ‫كيف ستواجه اإلجراءات الحكومية‪ ،‬ظواهر‬ ‫أطفال الفقر والتسول والعهارة والجريمة والعنف‬ ‫القسري والرشوة والمحسوبية واالنتهازية وكل‬ ‫مظاهر اإلحباط اإلجتماعي واإلقتصادي وغير ها‬ ‫من الظواهر السلبية الناتجة عن الفقر والفساد‪،‬‬ ‫والمتناقضة مع أهداف ومبادئ حقوق اإلنسان‬ ‫التي ألح عليها الخطاب الملكي منذ إعتالء جاللة‬ ‫الملك عرش أسالفه المنعمين‪.‬‬ ‫طبعا ال أحد يستطيع اإلجابة عن هذه‬ ‫األسئلة‪ ...‬ولكن الحالة التي تطبعنا‪ ،‬وتخيف‬ ‫أجيالنا الصاعدة‪ ،‬تجعلنا على ثقة أن الجواب عنها‬ ‫سيأتي حتما‪ ،‬من طرف أجيال المغرب الصاعدة‪.‬‬ ‫ختاما‪ ،‬ال بأس من القول‪ ،‬ليس من العيب‬ ‫أن نكون فقراء‪ ،‬نعمل من أجل التخفيف من أثاره‬ ‫المؤلمة‪ ،‬بأساليب واستراتيجيات عتيقة‪ ،‬ولكن‬ ‫العيب كل العيب أن نتستر عليه‪ ،‬وأن نرفض‬ ‫احتجاج الذين يقاسون من ويالته‪.‬‬

‫عصبة حقوق اإلنسان بوزان تعيد‬ ‫ملف مجزرة جماعة سيدي بوصبر‬ ‫إلى الواجهة‬

‫دوار منوالة (ت�صوير ماجد)‬

‫وزان ‪ :‬مراسلة خاصة‬ ‫إذا صحت المعلومات الجديدة التي أوردها‬ ‫المكتب اإلقليمي للعصبة المغربية للدفاع‬ ‫عن حقوق اإلنسان بوزان في البيان الذي‬ ‫أصدره يوم ‪ 9‬يونيه الجاري حيث سلط فيه‬ ‫أضواء جديدة على المجزرة البشرية التي سبق‬ ‫واقترفها منتخب جماعي بجماعة سيدي بوصبر‬ ‫بإقليم وزان ‪ ‬يوم ‪ 29‬دجنبر األخير‪ ،‬وراح ضحيتها‬ ‫أربعة أشخاص ( انتقلوا إلى جوار ربهم ) ‪ ،‬بينما‬ ‫الخامس حكمت عليه الطلقات النارية الصادرة‬ ‫من فوهة بندقية ممثل الساكنة ‪ ،‬العيش في‬ ‫وضعية إعاقة حركية دائمة‪ ،‬إذا صحت هذه‬ ‫المعلومات فإن الجزم بأن اإلقليم قد دخل‬ ‫المجهول أمنيا أصبح من باب تحصيل الحاصل‪.‬‬ ‫ماذا يقول «بيان للرأي العام»‪ ‬الذي تتوفر‬ ‫الجريدة على نسخة منه ؟‬ ‫يفيد بيان مكتب العصبة الحقوقية بأن‬ ‫شكاية وردت عليه من مواطن يقطن بدوار‬ ‫منوالة ‪ ،‬حيث وقعت المجزرة التي هزت الرأي‬ ‫العام الوطني‪« ، ‬يتعرض لتهديدات جسدية‬ ‫على خلفية شكايات سابقة والحقة كان قد‬ ‫وجهها ألكثر من جهة ‪ ،‬وكلها مرتبطة بالجريمة‬ ‫التي ارتكبها المستشار الجماعي ‪ . »....‬و أضاف‬ ‫البيان الذي طالب بحماية حياة هذا المواطن‬ ‫وباقي أفراد أسرته بأن هذا األخير قد أكد أثناء‬ ‫االستماع إليه بأنه « قبل ثالثة أسابيع من اآلن‬ ‫قد تعرض لتهديد بالتصفية الجسدية من طرف‬ ‫ثالثة أشخاص ملثمين طالبين منه عدم ذكر‬ ‫األسماء السالفة للذكر»‪.‬‬

‫ماهي المعطـــيــات والمعلومـــات التي‬ ‫وفرها المشتكي الذي استقبله مكتب العصبة‬ ‫وأصبحت تهدد حياته وحياة أفراد أسرته ؟ ومن‬ ‫هي الجهات التي قد تكون وفرت غطاء الحماية‬ ‫للمعتدي ‪ ،‬ومنها « السلطات المعنية التي لو‬ ‫تدخلت فور توصلها بالشكايات لما وقعت هذه‬ ‫المجزرة الرهيبة» ؟ يقول البيان ؟‬

‫من بين المعطيات والمعلومات الجديدة‬ ‫التي سردها هذا المواطن أمام مكتب العصبة‬ ‫المغربية للدفاع عن حقوق اإلنسان ‪ ،‬أشار البيان‬ ‫بأن المهددة حياته اليوم ‪ ،‬كان قد «وجه شكاية‬ ‫إلى قـائـد سيدي بوصبر بخصوص تعرضه‬ ‫لتهديدات بالقتل من طرف المجرم ‪ ...‬قبل‬ ‫حدوث الجريمة بثمانية أشهر»‪ .‬وأضاف البيان‬ ‫بأن شكاية أخرى كان قد وجهها هذا المواطن‬ ‫إلى «ناظر أراضي األحباس بوزان نبهه من‬ ‫خاللها ‪ ‬بأن ‪ ‬هذه األراضي تفوت بشكل غير‬ ‫قانوني وتستغل في زراعة القنب الهندي‬ ‫(الكيف) وأنها ستسبب في تفاقم الصراعات بين‬ ‫أبناء المنطقة»‪ .‬أما الجهات التي جاءت صفات‬ ‫أصحابها في البيان المذكور ‪ ،‬فقد توزعت بين‬ ‫اإلدارة الترابية بسيدي بوصبر ‪ ،‬وممثال للساكنة‬ ‫بالمؤسسة التشريعية ‪ ،‬وإدارة األحباس بوزان ‪،‬‬ ‫ومصلحة أمنية بعين دريج ‪.‬‬

‫المكتب اإلقليمي للعصبة المغربية للدفاع‬ ‫عن حقوق اإلنسان بوزان أغلق بيانه الموجه‬ ‫للرأي العام بالتأكيد على « أنه سينشر تقريرا‬ ‫مفصال حول هذا الملف الخطير آجال» ‪ .‬‬

‫َا�ض َي ًة َم ْر ِ�ض َّي ًة‬ ‫} َيا �أَ َّي ُت َها ال َّن ْف ُ�س مْ ُال ْط َم ِئ َّن ُة ارْ ِج ِعي ِ�إ َلى َر ِب ِ‬ ‫ّك ر ِ‬ ‫َف ْاد ُخلِي يِف ِع َبادِ ي و َْاد ُخلِي جَ َّن ِتي {‬ ‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫تعــازي‬ ‫انتقل إلى عفو اهلل تعالى المرحوم‬

‫مصطفى آيت المحجوب‬ ‫صباح يوم الجمعة ‪ 21‬رمضان ‪ 1438‬الموافق ل‪ 16‬يونيو ‪2017‬‬ ‫بمدينة سال‬

‫وبهذه المناسبة األليمة يتقدم فقراء وفقيرات الزاوية القادرية البودشيشية‬ ‫بطنجـة بأحـر التعـازي وأصدق المواسـاة إلى عائلـة المرحـوم سائليـن المولى‬ ‫عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهمهم الصبر والسلوان‪.‬‬

‫انتقل إلى عفو اهلل تعالى المرحوم‬

‫عمر إفليحن‬

‫صباح يوم الجمعة ‪ 21‬رمضان ‪ 1438‬الموافق ل ‪ 16‬يونيو ‪2017‬‬ ‫بتطوان‪.‬‬ ‫بهذه المناسبة األليمة تتقدم هيئة تحرير جريدة الشمال بأحر التعازي إلى‬ ‫ابنته أسماء الموظفة بقسم االقتصاد بكلية اآلداب بتطوان‪ ،‬وإلى كل أفراد‬ ‫عائلته سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم أهله الصبر‬ ‫والسلوان‪.‬‬


‫العدد ‪894‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬يونيو ‪2017‬‬

‫ف�ضل الع�شر الأواخر وليلة القدر‬

‫استقبلنا باألمس شهر الصيام فكان منا فريق أجاب الدعوة وامتثل ألمر اهلل فجعل من هذا‬ ‫الشهر محطة للرجوع إلى نفسه ومحاسبتها على ما اقترفته خالل شهور وأيام السنة‪ ،‬فأسلم‬ ‫وجهه هلل رب العالمين وعصم نفسه عن الشهوات وحفظ جوارحه من الذنوب واآلثام‪ ،‬وحرص‬ ‫على التخلق بالخلق الحسن والسير على منهج التربية القويم‪ ،‬فكان هذا الشهر بالنسبة إليه‬ ‫شهر العبادة والتربية والسلوك‪ ،‬فأولئك من الذين أنعم اهلل عليهم طاب دينهم في دنياهم‬ ‫وعظم أجرهم في أخراهم‪ ،‬وكان منا فريق غلبت عليه شهوته وخانته قوته ولم يجد في قلبه‬ ‫من وازع الدين أو الحياء ما يمنعه من اإلفطار ففسق عن أمر ربه واستوى عنده في رمضان الليل‬ ‫والنهار‪ ،‬ولم يستغل هذه الفرصة التي منحه ربه للتدبر والتفكر ‪ ,‬والتوبة والمغفرة‪ ,‬والعودة‬ ‫إلى النفس ومحاسبتها على ما بدر منها‪ ,‬وتربيتها على السلوك الحسن والسيرة المثلى‪.‬‬ ‫فشهر رمضان المنوه بقدره في القرآن قد أشرف على عشره األواخر وأسرعت أيامه في‬ ‫االنصراف‪ ،‬وعما قريب يودعنا بخيره وبركاته‪ ،‬فاغتنم أخي المسلم ماتبقى من أيامه واستدرك‬ ‫مافاتك من إكرامه‪ ،‬فلعلك ال تدركه في السنة المقبلة‪ ،‬وال تأخرك المنون إلى استكماله‬ ‫وإتمامه‪ ،‬ولقد دخلنا في عشره األواخر ذات القدر الجليل واألجر العظيم‪ ،‬فاجتهد فيها كل‬ ‫االجتهاد‪ ،‬وتقرب فيها لربك بكل أنواع العبادات‪ ،‬فقد كان أعبد الخلق سيدنا محمد صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم يكثر فيها القيام ليتأسى به المسلمون ويجتهدون‪ ،‬ففي صحيح مسلم عن عائشة‬ ‫رضي اهلل عنها قالت‪« :‬كان رسول اهلل صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم يجتهد في العشر األواخر من رمضان ماال يجتهد‬ ‫في غيرها»‪ .‬وفيه أيضا عنها أنها قالت‪« :‬كان رسول اهلل‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم إذا دخل العشر األواخر أحيا ليله‬ ‫وأيقظ أهله وشد مئزره» وفي هذا إشارة إلى فضل هذه‬ ‫الليالي وفضل قيامها والتقرب إلى اهلل فيها بشتى أنواع‬ ‫العبادات‪،‬ودعوة إلى التأسي برسول اهلل صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم في فعله ونهجه فيها‪.‬‬ ‫وتيمموا في هذه العشر ليلة تفتح فيها أبواب القبول‪،‬‬ ‫ويمنح فيها السائل سؤله‪ ،‬ويغفر اهلل ذنبه ويقبل توبته‪،‬‬ ‫ليلة اختارها اهلل على سائر ليالي الدهر‪ ،‬وجعلها سالما حتى‬ ‫مطلع الفجر‪ ،‬قال تعالى‪�ِ « :‬إنَّا �أَ ْن َز ْل َن ُ‬ ‫اه يِف َل ْي َل ِة ا ْلق َْد ِر‪َ ،‬و َما‬ ‫�أَ ْد َر َ‬ ‫ِن �أَ ْل ِ‬ ‫َ‬ ‫ف َ�ش ْه ٍر‪،‬‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫خ‬ ‫اك َما َل ْي َل ُة ا ْلق َْد ِر ‪َ ،‬ل ْي َل ُة ا ْلق َْد ِر رْ ٌ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ِن ُ‬ ‫َت َن َّز ُل مْالَ اَلئ َ‬ ‫كل �أ ْم ٍر‬ ‫وح ف َ‬ ‫الر ُ‬ ‫ِيها ِب�إِ ْذ ِن َر ِّبهِ ْم م ْ‬ ‫ِك ُة َو ُّ‬ ‫َ‬ ‫‪�،‬س اَل ٌم هِ َي َحتَّى َم ْطل ِع ا ْلف َْج ِر « ليلة القدر هي الليلة‬ ‫َ‬ ‫المباركة التي بدئ فيها نزول القرآن على الرسول صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم وسطع فيها نور الفرقان على بني اإلنسان‪ ،‬وهي إحدى ليالي شهر رمضان‪،‬‬ ‫قال تعالى‪« :‬شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان»‬ ‫فبين أن الشهر الذي بدئ فيه نزول القرآن هو شهر رمضان‪ ،‬وقال في بيان الليلة التي أفاض‬ ‫سبحانه رحمته فيها على خلقه بابتداء نزول كتابه‪« :‬إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين‪،‬‬ ‫فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين» فبين أن الليلة التي بدئ فيها نزول‬ ‫الذكر الحكيم هي ليلة مباركة كثيرة الخير‪ ،‬تسمى ليلة القدر أي ليلة العظمة والشرف ألن اهلل‬ ‫قد أعلى فيها منزلة نبيه وشرفه وعظمه بالرسالة وبالوحي إليه بالكتاب الخالد‪ ،‬منح اهلل فيها‬ ‫عباده المتعبدين أجر ألف شهر‪ ،‬فقد كان الرجل فيما مضى ال يستحق أن يقال له عابد حتى‬ ‫يعبد اهلل تعالى ألف شهر‪ ،‬فجعل اهلل ألمة سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم ليلة مباركة هي‬ ‫خير من ألف شهر‪ ،‬روى مالك في الموطا أنه سمع من يثق به من أهل العلم يقول إن رسول‬ ‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم أري أعمال الناس قبله أوما شاء اهلل من ذلك فكأنه تقاصر أعمار أمته‬ ‫أن اليبلغوا من العمل مثل الذي بلغ غيرهم مع طول العمر فأعطاه اهلل ليلة القدر خيرا من ألف‬ ‫شهر‪ ،‬وروي أن النبي صلى اهلل عليه وسلم ذكر رجال من بني إسرائيل لبس السالح في سبيل‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫‪-‬‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫اهلل ألف شهر فعجب المسلمون من ذلك فأنزل اهلل « ليلة القدر خير من ألف شهر»وزاد في‬ ‫فضلها ومضاعفة األعمال فيها نزول القرآن فيها وهو أعظم الكتب‪ ،‬وقد تضافرت األحاديث‬ ‫الصحيحة واآلثار الثابتة أنها في رمضان في العشر األواخر منه‪ ،‬وأنها باقية تتكرر كل سنة مرة‪،‬‬ ‫وهي ليلة سبع وعشرين عند أكثر العلماء استنادا لما في صحيح مسلم عن زر بن حبيش‪ ،‬قال‬ ‫سألت أبي بن كعب‪ ،‬قلت إن أخاك ابن مسعود يقول‪ :‬من يقم الحول يصب ليلة القدر؟ فقال‬ ‫رحمه اهلل‪ :‬أراد أن اليتكل الناس‪ ،‬أما أنه قد علم أنها في رمضان‪ ،‬وأنها في العشر األواخر‪ ،‬وأنها‬ ‫ليلة سبع وعشرين‪ ،‬ثم حلف اليستثني أنها ليلة سبع وعشرين‪ ،‬فقلت بأي شيء تقول ذلك يا‬ ‫أبا المنذر؟ فقال بالعالمة أو باآلية التي أخبرنا بها رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬أنها تطلع‬ ‫الشمس يومئذ الشعاع لها‪ ،‬وعن عائشة قالت‪ :‬كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يجتهد في‬ ‫العشر األواخر من رمضان ماال يجتهد في غيرها‪ ،‬وعن زينب بنت سلمة قالت‪ :‬لم يكن رسول اهلل‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم إذا بقي من رمضان عشرة أيام يدع أحدا من أهله يطيق القيام إال أقامه‪.‬‬ ‫ومن فضائل هذه الليلة وبركاتها أن المالئكة تنزل فيها إلى سماء الدنيا من غروب‬ ‫الشمس إلى طلوع الفجر يستغفرون للمومنين ويصعدون بأعمال المتقين‪ ،‬أخرج البيهقي في‬ ‫كتاب الثواب له من حديث ابن عباس أنه سمع النبي صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم يقول‪ « :‬إذا كانت ليلة القدر يأمر اهلل عز‬ ‫وجل جبريل عليه السالم فيهبط في كبكبة من المالئكة‬ ‫ومعهم لواء أخضر فيركز اللواء على ظهر الكعبة وله‬ ‫ستمائة جناح منها جناحان الينشرهما إال في تلك الليلة‪،‬‬ ‫فينشرهما فيتجاوزان المشرق والمغرب فيحث أي يفرق‬ ‫جبريل عليه السالم المالئكة في هذه الليلة فيسلمون على‬ ‫كل قائم وقاعد ومصل وذاكر ويصافحونهم ويؤمنون على‬ ‫دعائهم حتى يطلع الفجر‪ ،‬فإذا طلع الفجر ينادي جبريل‬ ‫عليه السالم معاشر المالئكة الرحيل الرحيل‪ ،‬فيقولون‬ ‫ياجبريل فما صنع اهلل في حوائج المؤمنين من أمة محمد‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فيقول‪ :‬نظر اهلل إليهم في هذه‬ ‫الليلة فعفا عنهم وغفر لهم إال أربعة‪ ،‬فقلنا يارسول اهلل‬ ‫من هم؟ قال‪ :‬رجل مدمن خمر وعاق لوالديه وقاطع رحم‬ ‫ومشاحن‪ .‬قلنا يارسول اهلل ومن المشاحن؟ قال هو المصارم ويعني الذي يهجر أخاه المسلم‬ ‫فوق ثالثة أيام‪ ،‬وروى ابن أبي شيبة عن أبي هريرة مرفوعا‪ « :‬إن المالئكة في ليلة القدر أكثر‬ ‫في األرض من عدد الحصى» ‪ ،‬وأخرج الشيخان عن أبي هريرة مرفوعا‪« :‬من قام ليلة القدر‬ ‫إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»‪ .‬وروى أصحاب السنن عن عائشة رضي اهلل عنها أنها‬ ‫قالت‪ « :‬قلت يا رسول اهلل أرايت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول؟ قال قولي‪ :‬اللهم إنك عفو‬ ‫تحب العفو فاعف عني»‪.‬‬ ‫فاغتنم أخي المسلم هذا الفضل العظيم وتعرض لنفحات الرب في هذه المناسبة الجليلة‪،‬‬ ‫وعمر هذه الليلة بالطاعات التي ورد فضلها عن اهلل ورسوله‪ ،‬وخلصها من البدع والرذائل التي‬ ‫تخالف أصول هذا الدين وفروعه‪ ،‬وصنها عن اللغو والعبث والصخب والرفث‪ ،‬وتقرب فيها إلى‬ ‫اهلل سبحانه وتعالى بما تقدر عليه من األعمال الصالحة‪.‬‬

‫الإ�ستماع والإن�صات لقراءة القر�آن‬

‫القرآن الكريم كالم هّ‬ ‫الل عز وجل أنزله سبحانه لهداية الناس‪ ،‬فكان المستحب استماع القرآن‬ ‫واإلصغاء عند تالوته وكما يتضح في قول الرسول (ص) إلبن مسعود‪« :‬اقرأ علي القرآن‪ ،‬في هذا‬ ‫الحديث أن القرآن إلستماعه ثواب كما في تالوته‪ ،‬وقال النووي‪« :‬استحباب طلب القراءة من غيره‬ ‫ليسمع له هو أبلغ في التفهم والتدبر من قراءته بنفسه وفيه تواضع أهل العلم»‪ ،‬وكان جماعات من‬ ‫السلف يطلبون من أصحاب القراءة باألصوات الحسنة أن يقرؤوا وهم يستمعون‪ ،‬وهو سنة ثابتة‬ ‫عن رسول اهلل صلى هّ‬ ‫الل عليه وسلم‪ ،‬وقال تعالى‪« :‬وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا له لعلكم‬ ‫هّ‬ ‫ترحمون»‪ ،‬أي‪ :‬لعلكم تنالون الرحمة وتفوزون بهابامتثال أمر الل‪ ،‬والفرق بين اإلستماع واإلنصات‪:‬‬ ‫إن اإلنصات في الظاهر بترك التحدث واإلشتغال عن استماعه‪ ،‬وأما اإلستماع له فهو يلقي سمعه‬ ‫ويحضر قلبه ويتدبر ما يسمع‪.‬‬ ‫أهمية التدبر عند سماع القرآن‪ :‬إن القرآن الكريم كتاب هداية وال تأتي هذه الهداية إال بالتدبر‬ ‫واإلعتبار عند سماع القرآن ولهذا يطلب المسلم من أخيه أن يقرأ عليه القرآن ويتعظ به‪ ،‬وذلك أن‬ ‫المستمع أقوى على التدبر ونفسه أخلى وأنشط لذلك من القارئ إلنشغاله بالقراءة وأحكامها‪ ،‬قال‬ ‫ابن القيم‪« :‬إذا أردت اإلنتفاع بالقرآن فأجمع قلبك عند تالوته وسماعه‪ ،‬وألق بسمعك وأحضر حضور‬ ‫من يخاطب به من تكلم به سبحانه‪ ،‬فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله‪ ،‬ويسن استماع القرآن‪،‬‬ ‫والتفهم لمعانيه ويكره التحدث بحضور القراءة»‪.‬‬ ‫فإذا استمع المسلم إلى كتاب هّ‬ ‫الل بنية صادقة كما يحب‪ ،‬وجعل له في قلبه نورا‪ ،‬وكان من‬ ‫أهل البشارة التي أمر هّ‬ ‫الل نبيه أن يبشر بها‪« :‬الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين‬ ‫هّ‬ ‫هداهم هّ‬ ‫الل وأولئك هم ألوا األلباب»‪ ،‬وهكذا أشهد الل لمن يحسن اإلستماع إلى كتابه بالهداية‬ ‫والعقل‪ ،‬وذم الذين يسيئون االستماع إلى الوحي وحكم عليهم بالضالل وشبههم باألنعام‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫«ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للدين أوتو العلم ماذا قال آنفا؟ أولئك‬ ‫الذين طبع هّ‬ ‫الل على قلوبهم واتبعوا أهواءهم»‪.‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫من فوائد استماع القرآن الكريم أنه من الطرق التي تنال بها رحمة هّ‬ ‫الل‪ ،‬أنه عبادة يؤجر عليها‬ ‫المستمع ويثاب عليها‪ ،‬أنه يؤدي إلى الطمأنينة القلبية‪،‬أنه يورث التدبر والتفكر في اآليات المتلوة‬ ‫والتفهملمعانيها‪.‬‬ ‫والعمل بما دلت عليه وأنه يعود الطالب على حسن اإلستماع في حياته الشخصية‪.‬‬ ‫إن اإلستماع إلى القرآن الكريم من أجل األعمال وأن القارئ والمستمع يأخذان األجر نفسه من‬ ‫هّ‬ ‫الل‪ ،‬كما قيل‪« :‬مثل القارئ والسامع كمثل الحالب والشارب» ومن آداب اإلستماع إلى القرآن‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ أن يجلس المستمع في أدب دوما‬ ‫‪ 2‬ـ أن يستمع في إنصات وسكينة‬ ‫‪ 3‬ـ أال يشغل ظاهره أو باطنه عما سوى الل‬ ‫‪ 4‬ـ إذا سمع آية سجدة سجد‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ أن يبكي‪ ،‬فإن لم يستطع فليتباكا‪.‬‬ ‫‪ 6‬ـ إذا أخطأ القارئ فال بد للمسمع أن يصحح له خطأه‪.‬‬ ‫استحباب البكاء‪ :‬نزل القرآن موعظة وذكرى للذاكرين‪ ،‬فيه تبشير وتحذير‪ ،‬وفيه حديث عن‬ ‫أهوال يوم القيامة‪ ،‬وعن الجنة والنار‪ ،‬كل هذا يأخذ باأللباب‪ ،‬والقلوب‪ ،‬وهذا واضح من قول ابن‬ ‫الل عليه وسلم‪« :‬فإذا عيناه تذرفان»‪ ،‬قال القرطبي‪« :‬بكاء النبي‪ ،‬صلى هّ‬ ‫مسعود عن النبي صلى هّ‬ ‫الل‬ ‫عليه وسلم إنما كان لعظيم ما تضمنته هذه اآلية من هول المطلع وشدة األمر‪،‬إذ يؤتى باألنبياء‬ ‫شهداء على أممهم»‪ ...‬ويؤتى به صلى هّ‬ ‫الل عليه وسلم شهيدا على أمته وغيرهم‪ ،‬وأنه ربما بكى‬ ‫فرحا لقبول شهادة أمته يوم القيامة‪ ،‬وقبول تزكيته لهم في ذالك اليوم العظيم»‪.‬‬


‫العدد ‪894‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬يونيو ‪2017‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫حدائق الأزاهر يف م�ستح�سن الأجوبة وامل�ضحكات‬ ‫واحلكم والأمثال واحلكايات والنوادر‬ ‫وهوكتاب جامع للحكم واألمثال والنوادروالحكايات‪،‬ألفه الفقيه األديب محمد بن محمد بن محمد أبو بكر ابن عاصم القيسي الغرناطي قاضي‬ ‫من فقهاء المالكية باألندلس توفي بمسقط رأسه غرناطة عن عمر السابعة والستين سنة (عام ‪ 829‬هـ الموافق ‪1426‬م)؛كان يجلد الكتب في‬ ‫صباه‪ ،‬وتقدم حتى ولي قضاء القضاة ببلده‪.‬‬ ‫وقد أخذ عن أعالم منهم‪:‬‬ ‫أبو إسحاق الشاطبي‪ ،‬وأبو عبد اهلل القيطاجي‪ ،‬وأبو عبد اهلل الشريف التلمساني‪ ،‬وأبو إسحاق ابن الحاج‪ ،‬وابن عالق‪ ،‬وخااله أبو بكر‪ ،‬ومحمد ولدا‬ ‫أبي القاسم بن جزي‪ ،‬وابن لب وغيرهم‪.‬‬ ‫وله من المؤلفات‪:‬‬ ‫ــ تحفة الحكام في نكت العقود واألحكام‪ (:‬أرجوزة في الفقه المالكي تعرف بالعاصمية)‪ ،‬شرحها جماعة من العلماء‪.‬‬ ‫ــ أراجيز في األصول والنحو والقراءات‪.‬‬ ‫وحدائق األزاهر في مستحسن األجوبة والمضحكات والحكم واألمثال والحكايات والنوادر (وهو الكتاب الذي سنتحف به القارئ الكريم عبر‬ ‫سلسلة حلقات)‪.‬‬ ‫وفي مقدمة كتابه هذا يقول ابن عاصم‪:‬‬ ‫«أما بعد فإني جمعت في هذا الكتاب من طرف األخبار‪ ،‬ورائق األشعار‪ ،‬ومستحسن الجواب‪ ،‬ومضحكات المولدين واألعراب ونوادر الحكم واألمثال واآلداب ما يستحسن ويستطرف‪ ،‬ويستملح ويستظرف‬ ‫من كل نادرة غريبة‪ ،‬أو نكتة عجيبة‪ ،‬أو حكاية بارعة‪ ،‬أو حكمة نافعة‪ ،‬أو قطعة شعر رائعة أو مخاطبة فائقة‪ ،‬مع ما يستفاد في ذلك من الوقوف على مناقب الملوك ومآثرها‪ ،‬ومحامدها ومفاخرها‪ ،‬ومكارم‬ ‫أخالقها وشيمها‪ ،‬وشرف أنفسها وهممها‪ ،‬وجميل أفعالها وكريم محلها واحتمالها‪ ،‬وعدلها ووفائها‪ ،‬وبأسها وسخائها‪ ،‬وخوفها ورجائها‪ ،‬وحزمها واتقائها‪ ،‬وعزمها وإمضائها‪ ،‬وصفحها وإغضائها‪ ،‬وجدها‬ ‫واعتنائها‪ ،‬وسطوتها وحنانها‪ ،‬واستقباحها واستحسانها‪ ،‬وسيرها وعوائدها‪ ،‬وجوائزها وفوائدها‪ ،‬إلى غير ذلك من معرفة سنن م تقدم من الوالة واألمراء‪ ،‬والكتّاب والشعراء‪ ،‬واألئمة والخطباء‪ ،‬والمؤذنين‬ ‫والفقهاء‪ ،‬والوعاظ والحكماء‪ ،‬واألعراب والغرباء‪ ،‬والمجان والظرفاء‪ ،‬والمجنونين والعقالء‪ ،‬والطفيليين والبخالء‪ ،‬وحذاق الجواري والنساء‪ ،‬وأهل التصنع والرياء‪ ،‬والزهاد واألولياء‪ ،‬فأخذت في تبويبه وترتيبه‪،‬‬ ‫واجتهدت في تهذيبه وتقريبه‪ ،‬واعتنيت بتأليفه وجمعه‪ ،‬ورددت كل جنس إلى جنسه‪ ،‬وكل نوع على نوعه‪ ،‬وجعلت الشكل فيه مع شكله وضممت المثل إلى مثله‪ ،‬ليسهل النظر فيه على مطالعه‪ ،‬وتحصل‬ ‫الفائدة لقارئه وسامعه‪ ،‬فجاء بحمد اهلل سبحانه حسن الترتيب‪ ،‬بديع التهذيب‪ ،‬فهو روضه آداب‪ ،‬ومتعة أحداق وأسماع ألباب‪ ،‬فيه تسلية للنفوس وترويح لألرواح‪ ،‬واستجالب للمسرات واألفراح‪ ،‬وراحة الخاطر‪،‬‬ ‫وأنس المجالس والمسامر‪ ،‬وتحفة القادم‪ ،‬وزاد المسافر‪ ،‬وسميته حدائق األزاهر في مستحسن األجوبة والمضحكات والحكم واألمثال والحكايات والنوادر‪ ،‬وجعلته ست حدائق‪.»...‬‬

‫في مستحسن األجوبة التي هي عن ذكاء قائلها معربة‬ ‫لما أتي بالهرمزان إلى عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه‪ ،‬قال له عمر‪« :‬أعرض عليك اإلسالم نصحاً لك‬ ‫في عاجلتك وآجلتك»‪ ،‬فقال‪« :‬يا أمير المؤمنين إنما أعتقد ما أنا عليه وال أرغب في اإلسالم رهبة»؛ فدعا عمر‬ ‫بالسيف‪ ،‬فلما هم بقتله‪ ،‬قال‪« :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬شربة ماء‪ ،‬هو أفضل من قتلي على ظمأ»؛ فأمر له عمر بشربة‬ ‫ماء‪ ،‬فلما أخذها قال‪« :‬أنا آمن حتى أشرب؟»‪ ،‬قال‪« :‬نعم»‪ ،‬فرمى بها‪ ،‬وقال‪« :‬الوفاء يا أمير المؤمنين نور أبلج»‪،‬‬ ‫قال‪« :‬صدقت‪...‬ارفعا عنه السيف»‪ ،‬فلما رفع قال‪« :‬اآلن يا أمير المؤمنين‪ ،‬أشهد أن ال إله اهلل وأن محمداً عبده‬ ‫ورسوله‪ ،‬وما جاء به حق من عنده»‪ ،‬قال عمر‪« :‬أسلمت خير إسالم وما أخرك؟»‪ ،‬قال‪« :‬كرهت أن تظن أني إنما‬ ‫أسلمت فزعاً من السيف»‪ ،‬قال عمر‪« :‬إن ألهل فارس عقو ًال بها استحقوا ما كانوا فيه من الملك»‪ ،‬ثم أمر به أن‬ ‫ينزل ويكرم‪ ،‬فكان عمر يشاوره في توجيه الجيوش إلى أرض فارس‪.‬‬ ‫ودخل المأمون يوماً بيت الديوان‪ ،‬فرأى غالماً جمي ًال‪ ،‬على أذنه قلم‪ ،‬فقال‪« :‬من أنت يا غالم؟»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«الناشئ في دولتك‪ ،‬المتقلب في نعمتك‪ ،‬المؤكل لخدمتك الحسن بن رجاء»‪.‬‬ ‫وأتى عبد الملك بن مروان برجل يسرق‪ ،‬فأمر بقطع يده‪ ،‬فأنشأ يقول‪:‬‬ ‫يـدي يا أمـيـر المؤمنـين أعيـذهـا بعفوك أن تلقى مكاناً يشينها‬ ‫وال خير في الدنيـا‪ ،‬وكانـت حبيبـة إذا ما شمـالي فارقتها يمينهـا‬ ‫فأبى إال قطعها‪ ،‬فقالت له أمه‪« :‬يا أمير المؤمنين واحدي وكاسبي»‪ ،‬فقال‪« :‬بئس الكاسب كان لك‪ ،‬وهذا‬ ‫حد من حدود اهلل»‪ ،‬قالت‪« :‬يا أمير المؤمنين اجعله من بعض ذنوبك التي تستغفر اهلل منها»‪ ،‬فعفا عنه‪.‬‬ ‫وأتي الحجاج بأسرى من الخوارج‪ ،‬فأمر بضرب أعناقهم‪ ،‬فقدم فيهم شاب‪ ،‬فقال له‪« :‬واهلل يا حجاج لئن كنا‬ ‫أسأنا في الذنب‪ ،‬فما أحسنت في العقوبة»‪ ،‬قال‪« :‬أف لهذه الجيف‪ ،‬أما كان فيهم من يقول مثل هذا»‪ ،‬وأمسك‬ ‫عن القتل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وأتي الحجاج بأسرى‪ ،‬فأمر بقتلهم‪ ،‬فقال له رجل منهم‪« :‬ال جزاك اهلل يا حجاج عن السنة خيرا‪ ،‬فإن اهلل يقول‪:‬‬ ‫(فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء) فهذا قول اهلل‬ ‫تعالى في كتابه‪ ،‬وقول شاعركم فيما وصف به قومه من مكارم األخالق‪:‬‬ ‫وما نقتل األسرى ولكن نفكهم **إذا أثقل األعناق حمل القالئد‬ ‫فقال الحجاج‪« :‬ويحكم أعجزتم أن تخبروني ما أخبرني هذا المنافق»‪ ،‬وأمسك عمن بقي‪.‬‬ ‫وقال الهيثم بن عدي‪ :‬أتي الحجاج بحرورية‪ ،‬فقال ألصحابه‪« :‬ما تقولون في هذه؟»‪ ،‬قالوا‪« :‬اقتلها أصلح اهلل‬ ‫األمير‪ ،‬ونكل بها غيرها»‪ ،‬فتبسمت الحرورية فقال لها‪« :‬لم تبسمت؟»‪ ،‬فقالت‪« :‬لقد كان وزراء أخيك فرعون خيراً‬ ‫من وزرائك يا حجاج‪ ،‬استشارهم في قتل موسى‪ ،‬وقالوا‪( :‬أرجه وأخاه) وهؤالء يأمرونك بتعجيل قتلي»‪ ،‬فضحك‬ ‫الحجاجوأطلقها‪.‬‬ ‫وقال األصمعي‪ :‬بعث الحجاج في يحيى بن يعمر‪ ،‬فقال له‪« :‬أنت الذي تقول إن الحسين بن علي ابن رسول‬ ‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬واهلل لتأتين بالمخرج مما قلت‪ ،‬أو ألضربن عنقك»‪ ،‬قال له ابن يعمر‪« :‬إن جئت‬ ‫بالمخرج فأنا آمن؟»‪ ،‬قال‪« :‬نعم»‪ ،‬قال‪« :‬اقرأ قوله تعالى‪( :‬وتلك حجتنا أتينها إبراهيم على قومه نرفع درجات من‬ ‫نشاء إن ربك حكيم عليم ووهبنا له إسحاق ويعقوب كال هدينا ونوحاً هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان‬ ‫وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين)‬ ‫فمن أبعد عيسى من إبراهيم أو الحسين؟ وإنما هو ابن ابنة محمد صلى اهلل عليه وسلم»‪ ،‬قال الحجاج‪« :‬واهلل‬ ‫لكأني ما قرأت هذه اآلية قط»‪ ،‬وواله قضاء بلده حتى مات‪.‬‬ ‫ودخل الفرزدق على سليمان بن عبد الملك‪ ،‬فقال له‪« :‬من أنت؟» كأنه ال يعرفه‪ ،‬فقال له الفرزدق‪« :‬أو ما‬ ‫تعرفني يا أمير المؤمنين؟»‪ ،‬قال‪« :‬ال»‪ ،‬قال‪« :‬أنا من قوم منهم أوفى العرب‪ ،‬وأسود العرب‪ ،‬وأجود العرب‪ ،‬وأحلم‬ ‫العرب‪ ،‬وأفرس العرب‪ ،‬وأشعر العرب»‪ ،‬قال سليمان‪« :‬واهلل لتبينن ما قلت‪ ،‬أو ألوجعن ظهرك ضرباً»‪ ،‬قال‪« :‬نعم‬ ‫يا أمير المؤمنين‪ ،‬أما أوفى العرب فحاجب بن زرارة الذي رهن قومه عن جميع العرب‪ ،‬فوفى بها‪ ،‬وأما أسود العرب‬ ‫فقيس بن عاصم الذي وفد على النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فبسط له رداءه‪ ،‬وقال‪ :‬هذا سيد الوبر‪ ،‬وأما أحلم‬ ‫العرب فاألحنف بن قيس الذي ضرب به المثل‪ ،‬وأما أجود العرب فعتاب بن ورقاء الرياحي‪ ،‬وأما أفرس العرب‬ ‫فالحريش بن عبد اهلل السعدي‪ ،‬وأما أشعر العرب فها أنا بين يديك»؛فاغتم سليمان مما سمع من فخره‪ ،‬ولم‬ ‫ينكره‪ ،‬وقال‪« :‬ارجع على عقبيك؛ فما لك عندنا من ناشئ خير»‪.‬‬

‫وقال أبو عبيد‪ :‬اجتمعت وفود العرب عند النعمان بن المنذر‪ ،‬فأخرج لهم بردين‪ ،‬وقال‪« :‬ليقم أعز العرب‬ ‫قبيلة فليلبسهما»‪ ،‬فقام عامر بن الحمير السعدي‪ ،‬فاتزر بأحدهما‪ ،‬وارتدىاآلخر‪ ،‬فقال له النعمان‪« :‬بم أنت أعز‬ ‫العرب؟»‪ ،‬قال‪« :‬العز والعدد في العرب في معد ثم في نزار‪ ،‬ثم في تميم‪ ،‬ثم في سعد‪ ،‬ثم في كعب‪ ،‬ثم في‬ ‫عوف‪ ،‬ثم في بهدلة‪ ،‬فمن أنكر هذا من العرب‪ ،‬فلينافرني‪ ،‬فسكت الناس»‪ ،‬فقال النعمان‪« :‬هذه حالتك في‬ ‫قومك‪ ،‬فكيف أنت في نفسك وأهل بيتك؟»‪ ،‬قال‪« :‬أنا أبو عشرة وعم عشرة وخال عشرة‪ .‬فأما أنا في نفسي فهذا‬ ‫شاهدي‪ ،‬ثم وضع قدميه في األرض‪ ،‬وقال‪ :‬من أزالها من مكانها فله مائة من اإلبل»؛فلم يقم إليه أحد‪ ،‬فذهب‬ ‫بالبردين‪.‬‬ ‫وقال العتبي‪ :‬كتب قيصر إلى معاوية‪« :‬أخبرني عما ال قبلة له‪ ،‬وعمن ال أب له‪ ،‬وعمن ال عشيرة له‪ ،‬وعمن‬ ‫سار به قبره‪ ،‬وعن ثالثة أشياء لم تخلق في رحم‪ ،‬وعن شيء ونصف شيء وال شيء‪ ،‬وابعث لي ببذر كل شيء»‪،‬‬ ‫فبعث معاوية بالكتاب والقارورة إلى ابن عباس‪ ،‬فقال‪ :‬أما ما ال قبلة له فالكعبة‪ ،‬ومن ال أب له فعيسى عليه‬ ‫السالم‪ ،‬ومن ال عشيرة له فآدم عليه السالم‪ ،‬ومن سار به قبره فيونس عليه السالم‪ ،‬وأما ثالثة أشياء لم تخلق‬ ‫في رحم فكبش إبراهيم وناقة صالح وحية موسى عليه السالم‪ ،‬وأما شيء فالرجل له عقل يعمل به‪ ،‬وأما نصف‬ ‫الشيء فالذي ليس له عقل ويعمل برأي ذي العقل‪ ،‬وأما ال شيء فالذي ليس له عقل يعمل به‪ ،‬وال يستعين بعقل‬ ‫غيره‪ ،‬ومأل القارورة ماء‪ ،‬وقال‪ :‬هذا بذر كل شيء»؛ فبعث معاوية إلى قيصر‪ ،‬فلما وصل إليه الكتاب والقارورة قال‪:‬‬ ‫«ما خرج هذا إال من بيت النبوة»‪.‬‬ ‫وقال رجل إلبراهيم النخعي‪« :‬إني أختم القرآن كل ثالث»‪ ،‬قال‪« :‬ليتك تختمه كل ثالثين‪ ،‬وتدري أي شيء‬ ‫تقرأ»‪.‬‬ ‫وسار إبراهيم النخعي في طريق‪ ،‬فلقيه األعمش‪ ،‬فانصرف معه‪ ،‬فقال إبراهيم‪« :‬الناس إذا رأونا قالوا‪:‬‬ ‫األعمش واألعور»‪ ،‬فقال‪« :‬وما عليك أن يأثموا ونؤجر»‪ ،‬قال‪« :‬وما عليك أن يسلموا ونسلم»‪.‬‬ ‫وسأل رجل ابن سيرين عن مسألة فيها أغلوطة‪ ،‬فقال له‪« :‬أمسك حتى تسأل عنها أخاك إبليس»‪.‬‬ ‫وقيل البن عباس‪« :‬ما تقول في رجل طلق زوجته عدد نجوم السماء»‪ ،‬قال‪« :‬يكفيه منها كواكب الجوزاء»‪.‬‬ ‫وقيل لرجل ولي في الحرب‪« :‬ال تهرب؛ فإن األمير يغضب عليك»‪ ،‬فقال‪« :‬غضبه علي وأنا حي خير من رضاه‬ ‫عني وأنا ميت»‪.‬‬ ‫وقيل لرجل‪« :‬لم ال تخرج تقاتل العدو؟»‪ ،‬قال‪« :‬واهلل ال أعرف أحداً منهم وال يعرفني فمن أين وقعت هذه‬ ‫العداوة بيني وبينهم؟»‪.‬‬ ‫وجاء رجل إلى سوار القاضي‪ ،‬فقال‪« :‬ما تقول أبقاك اهلل في القبلة في نهار رمضان؟»‪ ،‬قال‪« :‬مكروهة»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«فإنها من صديقي»‪ ،‬قال‪« :‬تلك عافاك اهلل تقبل في شوال»‪.‬‬ ‫ودخل حارثة بن زيد على زياد‪ ،‬وبوجهه أثر‪ ،‬فقال له‪« :‬ما هذا يا حارثة؟»‪ ،‬قال‪« :‬أصلح اهلل األمير‪ ،‬ركبت‬ ‫الفرس األشقر فجمح بي»‪ ،‬فقال له زياد‪« :‬أما أنك لو ركبت األشهب لم يصبك منه شيء»؛أراد حارثة باألشقر‬ ‫النبيذ‪ ،‬وأراد زياد باألشهب اللبن‪.‬‬ ‫ووقف معاوية بن مروان بباب طحان‪ ،‬فنظر إلى حمار له يدور الرحى‪ ،‬في عنقه جلجل‪ ،‬فقال للطحان‪« :‬لم‬ ‫جعلت الجلجل في عنق حمارك؟»‪ ،‬قال‪« :‬ربما تدركه سآمة أو نعاس‪ ،‬فإذا لم أسمع صوت الجلجل وعلمت أنه‬ ‫واقف‪ ،‬فصحت به»‪ ،‬قال‪« :‬أرأيت إن وقف وحرك رأسه بالجلجل؟»‪ ،‬قال‪« :‬ومن لي بحمار يكون له مثل عقل‬ ‫األمير»‪.‬‬ ‫وباع رجل ضيعته‪ ،‬فلما قبض ثمنها‪ ،‬قال للمشتري‪« :‬لقد أخذتها كثيرة المثونة‪ ،‬قليلة المعونة»‪ ،‬فقال له‬ ‫المشتري‪« :‬وأنت واهلل لقد أخذتها بطيئة االجتماع‪ ،‬سريعة االفتراق»‪.‬‬ ‫وقيل لعلي رضي اهلل عنه‪« :‬كم بين المشرق والمغرب؟»‪ ،‬قال‪« :‬مسيرة يوم للشمس»‪ ،‬قيل‪« :‬فكم بين‬ ‫السماء واألرض؟» قال‪« :‬مسيرة ساعة لدعوة مستجابة»‪.‬‬ ‫وشكى قوم إلى المسيح عليه السالم ذنوبهم‪ ،‬فقال‪« :‬اتركوها تغفر لكم»‪.‬‬ ‫وقيل لعقيل‪« :‬مالك ال تطيل الهجاء؟»‪ ،‬قال‪« :‬يكفيك من القالدة ما أحاط بالعنق»‪.‬‬ ‫وأقبل حاكم‪ ،‬فرأى سكرانا باألرض‪ ،‬فأمر به إلى السجن‪ ،‬فقال له‪« :‬قم إلى السجن»‪ ،‬فقال‪« :‬لو كنت أستطيع‬ ‫المشي إلى السجن لمشيت إلى داري»‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬يونيو ‪2017‬‬

‫العدد ‪894‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫‪16‬‬

‫منزلقات تطور األوضاع بمنطقة الريف‪..‬‬

‫(‪)797‬‬

‫“النقد المزدوج”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫أثارتني صيغة “النقد المزدوج” التي استخدمها أحد المثقفين المغاربة في قراءته لتطور أوضاع المغرب الراهن على هامش تداعيات ما أضحى يعرف ‪-‬إعالميا‪ -‬بحراك الريف‪ .‬ويبدو أن هذه الصيغة‬ ‫التفكيكية المقتبسة من التعبير األثير للمفكر المغربي الراحل عبد الكبير الخطيبي‪ ،‬تقدم إجابات للكثير من المنغلقات التي أفضت إلى المآل المؤسف الذي انتهى إليه تطور األوضاع بالمنطقة‪،‬‬ ‫وبعموم بالد المغرب‪ ،‬في ظل تصاعد خطابات “الهوس الهوياتي” وردود األفعال الرسمية المتسرعة وغير المحسوبة العواقب في الغالب‪ .‬وبدون العودة للتذكير بتفاصيل تطور األوضاع بمنطقة‬ ‫الريف منذ شهر أكتوبر لسنة ‪ 2016‬عقب الوفاة المأساوية لمحسن فكري‪ ،‬أمكن القول إن الموضوع أضحى يستقطب باهتمام قطاعات عريضة من أبناء شعبنا وكذا من المتتبعين خارج البالد‪ ،‬وتحول‬ ‫إلى موضوع الساعة في جل المنتديات السياسية والحقوقية والخاصة خالل الفترة الراهنة‪.‬‬ ‫لقد تطورت األحداث بإيقاع سريع منذ “حادثة صالة الجمعة” ليوم ‪ 26‬ماي ‪ 2017‬بمدينة الحسيمة‪ ،‬ووجدنا أنفسنا عاجزين عن مسايرة تفاصيلها‪ ،‬وكان البد من اتخاذ المسافة الضرورية لفهم‬ ‫حقيقة ما جرى‪/‬وما يجري‪ ،‬خاصة وأن األمر أضحى يتجاوز سقف المطالب المشروعة على المستويات االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬بعد أن انفتحت األبواب على المجهول‪ .‬ومع التأكيد على شرعية المطالب‬ ‫الملحة التي رفعها‪/‬ويرفعها سكان المنطقة مما ال مجال للمزايدة عليه أو للتشكيك في مشروعيته‪ ،‬فإن الواجب يقتضي اكتساب كل عناصر الجرأة لتسمية األمور بمسمياتها‪ ،‬ولتحديد المسؤوليات‪،‬‬ ‫ولقراءة الوقائع في نسقيتها وفي تفاعالتها‪ ،‬بعيدا عن إكراهات السلط التحكمية للدولة وكذا عن الضغوطات العاطفية واالنفعالية التي تؤطر مواقف فاعلي الحراك تجاه مثقفي المرحلة ومفكريها‬ ‫ومبدعيها‪ ،‬ممن اختاروا االحتفاظ ألنفسهم بالمسافة الضرورية قصد بلورة رؤى نقدية “خارج المطلوب”‪ ،‬ال تساير مواقف السلطة من جهة وال تجاري أو تهادن مواقف صناع القرار داخل الحراك‬ ‫الريفي الحالي من جهة ثانية‪.‬‬ ‫وعلى هذا األساس‪ ،‬أصبحنا في وضع ضاغط يفرض استجماع كل عناصر الشجاعة والجرأة من أجل توضيح األمور‪ ،‬بشكل يساهم في تقديم األجوبة النقدية الحقيقية عن صيغة “لكن” التي‬ ‫وضعها األستاذ علي اإلدريسي في مؤاخذاته على صمت أو تردد مثقفي المغرب الراهن عن دعم حراك الريف أو عن اتخاذ مواقف مساندة له‪ ،‬أو عن التأخر في توفير الحضن النظري والثقافي المؤطر‪،‬‬ ‫مثلما حصل‪/‬ويحصل مع نجاح حركات التغيير الراشد والعميق داخل كل المجتمعات البشرية‪ .‬ونظرا ألن األمر أصبح يحمل أسئلة تعبوية تستجيب لنهم “الجمهور” الغاضب والنتظاراته المسبقة من‬ ‫المثقف الذي وجد نفسه في مواجهة عاصفة من االنتقادات الفايسبوكية المستنسخة والجاهزة‪ ،‬فإننا نقترح مجموعة من المداخل المؤطرة للموضوع‪ ،‬من زاوية الرؤية المنهجية التي حددنا معالمها‬ ‫أعاله‪ ،‬على أساس تحويل هذه الرؤية إلى قاعدة للتفكير وللتأمل وللتشريح‪ ،‬بعيدا عن منتديات “السلخ” الممنهج التي يتعرض لها المثقف المغربي الراهن‪ ،‬كضريبة عن جرأته في اتخاذ المسافة‬ ‫الضرورية عن األحداث‪ ،‬وعن حقه في التفكير النقدي الذي ظل سالحه الوحيد في مواجهة الجميع‪ ،‬دولة وفاعلين داخل الحراك‪ ،‬وفق منطق “النقد المزدوج” الذي افتتحنا به مقالنا هذا‪.‬‬

‫تتوزع مالحظاتنا بهذا الخصوص على الشكل التالي‪:‬‬ ‫أوال‪ -‬بالنسبة للدولة‪:‬‬

‫ال شك أن صناع القرار الرسمي قد ارتكبوا الكثير من األخطاء في تعاطيهم مع الشأن الريفي‪ ،‬مما جعلهم يراكمون‬ ‫سلسلة من األعطاب التي لم تؤد إال إلى تعميق األزمة والدفع بها في اتجاه المزيد من التوتر والتدهور‪ .‬وترتبط هذه‬ ‫األخطاء بحيثيات عامة تعود لمرحلة ما بعد حصول البالد على استقاللها السياسي‪ ،‬في حين أنها ترتبط –كذلك‪ -‬بسياقات‬ ‫جهود معالجة األزمة خالل الفترة الفاصلة بين سقوط محسن فكري والمرحلة الراهنة‪ .‬ويبدو أن الحيثيات العامة تظل‬ ‫وثيقة االرتباط بحصيلة المسار السياسي العام الذي أفضى إلى تكريس نوع من فقدان الثقة المتبادلة بين المركز‬ ‫ومنطقة الريف‪ ،‬بدءا بتداعيات األحد اث المأساوية لنهاية سنة ‪ 1958‬وبداية سنة ‪ 1959‬عندما التجأت الدولة إلى البطش‬ ‫بالمدنيين بشكل همجي خلف الكثير من الندوب في الذاكرة الجماعية للسكان الزالت آثارها قائمة إلى يومنا هذا‪ ،‬ومرورا‬ ‫بمختلف الهزات االجتماعية التي عرفتها المنطقة‪ ،‬وعلى رأسها أحداث شهر يناير لسنة ‪ 1984‬األليمة‪ .‬وعلى الرغم من‬ ‫أن هيأة اإلنصاف والمصالحة قد اتخذت الكثير من القرارات الحاسمة لجبر الضرر الفردي والجماعي‪ ،‬فإن مشاريع التنمية‬ ‫الحقيقية ظلت عرضة للتأجيل المتواصل‪ ،‬كما لو أن “جهة” ما ظلت تخطط لدوام بقاء المنطقة خارج تيارات التنمية‬ ‫الحقيقية وبعيدا عن مشاريع اإلقالع المنشود‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬وجدت المنطقة نفسها تعاني من عقاب جماعي ومن عزلة‬ ‫قاتلة ومن فقر معمم ومن تهميش ممنهج‪ ،‬في مقابل تكريس صور نمطية عن المنطقة وعن ساكنتها‪ ،‬وهي الصور‬ ‫التي ظلت تحمل عناوين ماسة بكرامة اإلنسان ومخترقة لحقه الطبيعي في العيش الكريم وفي تلبية حاجياته الملحة‪.‬‬ ‫لقد فشلت دولة االستقالل في تلبية حاجيات مواطن منطقة الريف‪ ،‬وتعثرت مشاريع التنمية الموعودة‪ ،‬لدرجة أن‬ ‫حالة اليأس المعمم ظلت تدفع بالعديدين إلى إجراء المقارنات االفتراضية بين حصيلة مرحلة االستعمار وبين حصيلة‬ ‫عمل دولة االستقالل‪ ،‬بما حملته هذه المقارنات من ازياحات خطيرة على الوعي الجمعي للسكان وعلى التفاعل المبالغ‬ ‫فيه مع نتائج هذه المقارنات‪ ،‬من أجل إطالق مواقف وتصريحات تشكك في رصيد دولة االستقالل في مقابل االستنجاد‬ ‫برصيد دولة االستعمار‪.‬‬ ‫لكل ذلك‪ ،‬أمكن القول إن منطقة الريف كانت ضحية عقاب جماعي ورثته عن مخاضات مغرب فجر االستقالل‪ ،‬ودفعت‬ ‫ثمنا له من تنميتها ومن رفاهية أبنائها ومن تطلعاتهم المشروعة في العيش الكريم‪ .‬وبطبيعة الحال‪ ،‬فقد تولدت عن‬ ‫الشعور الجماعي باالحتقار وبالظلم وباالستصغار الكثير من ردود األفعال غير المتحكم فيها والتي وجدت تعبيرات صادمة‬ ‫عنها خالل محطات الحراك الحالي‪ .‬ولعل من األمور التي زادت من تعقيد الوضع‪ ،‬تداعيات اإلفالس الشامل للمشروع‬ ‫السياسي الذي رسخته الدولة المغربية‪ ،‬عبر إفراغ المسار االنتخابي من بعده الديمقراطي‪ ،‬ثم إفراغه من قوته المؤثرة‬ ‫في تفاعالت األوضاع‪ ،‬بشكل جعل الجميع يطعن في مصداقية هذا المسار‪ ،‬مادام صوت الناخب ال يترجم كموقف سياسي‬ ‫وكقرار حكومي‪ ،‬ومادامت دواليب تشكيل الحكومة والهيآت المنتخبة تتم خارج قواعد التداول الديمقراطي النزيه‪ .‬لذلك‪،‬‬ ‫أعلن رواد حراك الريف عن “موت” األحزاب‪ ،‬وعن تدجين عمل الهيآت المدنية التي تحول العديد منها إلى آلية لالسترزاق‬ ‫ولالستفادة من الدعم ومن الريع ومن “بركات” المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬في وقت توارت فيه النخبة المهجنة‬ ‫التي ظل الرهان عليها كبيرا لالضطالع بدور الوساطة بين المجتمع والدولة‪ .‬فوجد المحتجون أنفسهم في الشارع‬ ‫مباشرة بدون تأطير وال توجيه‪ ،‬غير مطالبهم االجتماعية واالقتصادية والثقافية الملحة‪ .‬وهي المطالب التي لم يجد‬ ‫المحتجون أدنى صعوبة في تغليفها بنزوعات عرقية واضحة وبانشغاالت محلية ضيقة وبتوظيفات سياسية غير مسبوقة‪.‬‬ ‫وقد زكى التقسيم الترابي الوطني نهج تشتيت االنتماء الجهوي الواحد لمنطقة الريف‪ ،‬بفصل إقليم الحسيمة عن إقليم‬ ‫الناظور‪ ،‬حيث ألحق األول بجهة طنجة تطوان في حين ألحق الثاني بجهة الشرق‪ .‬فكيف أمكن القبول بتقسيم جهوي‬ ‫وإداري ساهم في تشتيت مكونات منطقة الريف المنسجمة على مستوى انتمائها اإلثنوغرافي واللساني والتاريخي؟ خاصة‬ ‫وأن عناصر التنافر داخل التقسيم الجديد تظل واضحة‪ ،‬سواء بالنسبة لمنطقة جبالة بخصوص إقليم الحسيمة أم بالنسبة‬ ‫لمنطقة الشرق بخصوص إقليم الناظور‪.‬‬ ‫وعندما انفجرت األوضاع الحالية عقب وفاة بائع السمك محسن فكري في الظروف المأساوية المعروفة داخل شاحنة‬ ‫لجمع النفايات‪ ،‬استهانت الدولة بحيوية الحركة االحتجاجية بالريف‪ ،‬بل واتضح أن الجميع قد استكان واطمأن لسوء تقدير‬ ‫غير مفهوم وال مبرر بخصوص مآل الحراك‪ .‬فكانت المراهنة على منطق تقادم األحداث من أجل امتصاص غضب الناس‪،‬‬ ‫وذلك بتأطير من النخب الجديدة للمنطقة التي بدأت تجد في ذاتها بديال عن إفالس آليات الوساطة المؤسساتية وعن‬ ‫دورها في احتواء أجواء التوتر‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬عاد صناع القرار إلى توزيع الوعود الفارغة وإلى التسويف اإلعالمي العقيم والمتوارث عن سنوات التحكم‬ ‫السلطوي لعقود القرن ‪ .20‬وكنتيجة لهذا المآل المؤسف‪ ،‬وجدت الدولة نفسها عاجزة عن إقناع مواطني الريف برؤاها‬ ‫لحل األزمة‪ ،‬بعد أن عجزت عن تقديم الضمانات الحقيقية عن حسن نيتها في االستجابة للمطالب االقتصادية واالجتماعية‬ ‫والثقافية العادلة‪ .‬في هذا السياق‪ ،‬ظل المسؤولون يعتبرون ما يقع في الريف حدثا معزوال في مكانه وفي زمانه‪ ،‬ولم‬ ‫ينتبهوا إال متأخرين أن “بقعة الزيت” كانت تمتد سريعا لتطال مجاالت جغرافية واسعة‪ ،‬خاصة بعد أن استشرت موجات‬ ‫التضامن مع منطقة الريف عبر مدن مغربية كثيرة من خارج المنطقة‪ ،‬مثل الدار البيضاء والرباط وطنجة وتطوان‬ ‫والقنيطرة ومكناس ومراكش‪ ...‬آنذاك‪ ،‬شعر المسؤولون بخطورة الموقف‪ ،‬مما دفعهم للبحث عن الحلول القيصرية‬ ‫السريعة والتي لم تزد إال في تخبطهم وفي مراكمة سلسلة األخطاء الالمتناهية‪ ،‬من قبيل االرتكان إلى مقوالت المؤامرة‬ ‫الخارجية‪ ،‬والتمويل الخارجي‪ ،‬والنزعات االنفصالية‪ ،‬وإنتاج خطاب فتنوي فج وتسويقه إعالميا ودينيا باستثمار تحكم الدولة‬ ‫في أدوات التواصل العمومية عبر القنوات التلفزيونية ومنابر المساجد‪ ،‬األمر الذي بلغ ذروته مع خطبة الجمعة ليوم ‪26‬‬ ‫ماي ‪ 2017‬التي زادت في صب الزيت على النار وأدخلت المنطقة في غياهب المجهول‪ .‬وإلى جانب هذه العودة المثيرة‬ ‫لتجريب المقاربة األمنية بمرجعياتها الماضوية التي تذكرنا بسنوات الجمر والرصاص‪ ،‬اختارت “الجهات المعلومة” خوض‬ ‫حرب إعالمية فجة انتهكت خصوصيات الناس بشكل غير مسبوق‪ ،‬عبر سلوكات غاية في اإلسفاف‪ ،‬من قبيل نشر صور‬ ‫شخصية ألفراد معينين‪ ،‬وفبركة صور أخرى‪ ،‬وبث “فيديوهات” مخدومة‪ ،‬واستثمار أخرى لتغليط الرأي العام‪ ،‬مثلما وقع‬ ‫مع الشريط الخاص بحريق مقر إقامة رجال األمن بالحسيمة‪ ،‬وهو الحريق الذي القى رواجا منقطع النظير‪ ،‬بشكل يذكرنا‬ ‫بحريق الرايخستاغ األلماني الذي استغله هتلر من أجل تصفية خصومه الشيوعيين بألمانيا بعد وصوله إلى السلطة‬ ‫منتصف ثالثينيات القرن الماضي‪.‬‬ ‫هي –إذن‪ -‬سلسلة من األخطاء‪ ،‬رد عليها الطرف اآلخر المتحكم في الشارع‪ ،‬بردود أفعال‪ ،‬انفعالية في الغالب‪ ،‬ال تقل‬ ‫خطورة عن سابقتها‪ ،‬مما جعلنا أمام مشهد تأزيمي غير مسبوق‪ ،‬ال شك وأنه يسائل وعينا الجماعي وآفاق انسداد آليات‬ ‫حل إشكاالت العيش المشترك فوق اٍألرض الواحدة وتحت السماء الواحدة‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬بالنسبة لفعاليات الحراك الريفي‪:‬‬

‫إذا كانت الدولة قد راكمت العديد من األخطاء في تعاطيها مع مشكلة تفاقم تدهور الوضع بمنطقة الريف‪ ،‬فإن‬ ‫الفاعلين الموجهين للحراك قد وقعوا –من جانبهم كذلك‪ -‬في سلسلة من المواقف ومن المبادرات التي أضحت تمس‬ ‫بشرعية الكثير من مبادراتهم‪ ،‬بل وجعلت قطاعات واسعة من المغاربة‪ ،‬بما فيهم مواطني الشمال بالمناطق الواقعة خارج‬ ‫الريف‪ ،‬تتحفظ في التعبير عن مواقف التضامن المبدئي مع مجريات الحراك الريفي‪ .‬ولعل المدخل األساسي الذي تحكم‬ ‫في هذا المنزلق‪ ،‬مرتبط بالنزوع الواضح نحو حصر الصراع في إطار إقليمي ومحلي ضيق‪ ،‬مع إسقاط –عنه‪ -‬بعده الوطني‬ ‫الواسع‪ .‬فكانت النتيجة‪ ،‬تقوقع واضح حول الهوية الريفية المحلية‪ ،‬في مقابل إنتاج خطاب مثير لدى باقي المكونات‬ ‫المجتمعية –حتى ال أقول اإلثنية الوطنية األخرى‪ ،-‬من قبيل الشعب الريفي البطل المواجه للعدو االفتراضي المتمثل‬ ‫في “اآلخر الوطني” الذي نجح الحراك في ترسيخ الفرز تجاهه‪ ،‬في إطار خطاب المظلومية المقيت الموروث عن الحركات‬ ‫التعبوية اإلسالمية واألمازيغية على حد سواء‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬بدا واضحا أن ثمة نزوع نحو اعتبار الحسيمة جزيرة استثنائية‬ ‫في مستويات معاناتها من الفقر ومن التهميش‪ ...‬في مقابل “جنة” المغرب التي ترفل في نعيمها باقي الجهات‪ .‬إنه‬ ‫خطاب المؤامرة بصيغة أخرى‪ ،‬أي المؤامرة ضد الريف وضد أهاليه‪...‬‬ ‫وأمام التجاء العديد من فعاليات الحراك إلى منطق التخوين والتشكيك في النوايا التي يختزلها شعار “عاش الريف‬ ‫وال عاش من خانه”‪ ،‬وصيغة “من خانه” موجهة نحو كل من تجرأ على تقديم رؤية نقدية بديلة بخصوص تفاصيل ما‬ ‫يقع‪ ،‬أصبح كل من ال يساير منطق الحراك عدوا له بالصفة وبالضرورة‪ .‬فكانت النتيجة‪ ،‬أن عجز الحراك عن إقناع شرائح‬ ‫واسعة من المغاربة‪ ،‬سياسيين ومثقفين ومهتمين‪ ،‬بنجاعة هذه الرؤى المتقوقعة حول ذاتها والمطمئنة ليقينياتها‪،‬‬ ‫خاصة مع االنخراط في تكثيف استعمال الرموز المحلية المرتبطة باالنتماء العرقي أو المواقفي أو اإليديولوجي‪ ،‬مثل‬ ‫األعالم األمازيغية وأعالم جمهورية بن عبد الكريم‪ ،‬األمر الذي يحيل لدى المتلقي “اآلخر” من خارج منطقة الريف شعورا‬ ‫الإراديا بالرغبة في البحث عن رموزه الخاصة التي تكرس تميزه داخل وسطه المغربي‪ ،‬واألمثلة على ذلك بدأت تبحث –‬ ‫لألسف‪ -‬عن شرعيات وجودها عبر أصوات خافتة هنا وهناك لكنها قد تحمل عناصر التبلور إذا لم نستوعب محركاتها‪ .‬إنها‬ ‫حالة متراتبة من المواقف النزوعية التي تهدد بالدنا بالتحول إلى فسيفساء المتناهية من المزايدات النزوعية التي يمكن‬ ‫أن تفرز –غدا‪ -‬حديثا عن “شعب دكالة” مثال‪ ،‬أو “شعب جبالة”‪ ،‬أو “شعب عبدة”‪ ،‬أو “شعب الشياظمة”‪ ...،‬من المؤكد أننا‬ ‫إذا قبلنا بمنطق تكثيف استعمال صيغة “شعب الريف”‪ ،‬فإننا سنكون أمام واقع صادم سيلزمنا –وال شك‪ -‬بالقبول بكل‬ ‫تصنيفات “الشعوب” المنتمية لهذا الوطن‪ ،‬والمشتتة على امتداد خريطة بالد المغرب‪ .‬وعندما كانت ترتفع بعض أصوات‬ ‫المثقفين والمتتبعين‪ ،‬منبهة لخطورة هذا المآل‪ ،‬ظلت تجد أمامها سلسلة من االتهامات المستنسخة والجاهزة‪ ،‬مثل‬ ‫“بيادق المخزن” أو “العياشة”‪...‬‬ ‫ولتبرير المواقف‪ ،‬لوحظ نزوع واضح نحو االستثمار العقيم لحمولة التاريخ‪ ،‬وخاصة التوظيفات األسطورية لسيرة‬ ‫األمير محمد بن عبد الكريم الخطابي بعيدا عن الضبط األكاديمي الرصين وعن التدقيق العلمي النزيه‪ .‬بمعنى‪ ،‬أن‬ ‫الحراك بدأ في رسم صورة “جديدة” لألمير الخطابي‪ ،‬صورة تطابق أهواء الحراك وتطلعاته أكثر من مطابقتها لحقائق‬ ‫التاريخ والسياق‪ .‬إنه محمد بن عبد الكريم الخطابي كما يريده الحراك وليس الخطابي كما عاش زمانه وساهم في رسم‬ ‫معالم التوهج في هذا الزمان‪ ،‬بما له وبما عليه‪ .‬وعلى نفس المنوال‪ ،‬الحظنا االستسهال المطلق لدى فعاليات الحراك في‬ ‫إطالق األحكام الجاهزة والتصريحات الصادمة خارج ضوابط المسؤولية الذاتية والمنطلقات األخالقية المتعارف عليها‪،‬‬ ‫مثل الحديث عن “االستعمار العروبي” في مقابل الرفع من قيمة االستعمار اإلسباني‪ ،‬واستعمال األوصاف القدحية في‬ ‫حق المخالفين في الرأي‪ ،‬أو الحديث عن التهجير المزعوم الذي تعرضت له ساكنة المنطقة‪ ،‬أو االستعمال الفج للفظة‬ ‫“العياشة”‪ ،‬أو البحث عن عوائق الحوار من خالل التشبث بضرورة إسقاط نص ظهير عسكرة مدينة الحسيمة ورفض كل‬ ‫الدفوعات اإلدارية والتشريعية المعروفة بخصوص نسخ هذا الظهير بنصوص تشريعية الحقة عن سنة ‪.1958‬‬ ‫فهل يعرف من يتحدث عن قضية التهجير مثال‪ ،‬أن ثمة دراسة حول الهجرة الخارجية بمدن أصيال وخريبكة والفقيه‬ ‫بن صالح‪ ،‬أثبتت أن الغالبية الساحقة من أسر المدن المذكورة تعتمد لتوفير حاجياتها على عائدات أبنائها المقيمين‬ ‫بالمهجر؟ بل ال نكاد نجد عائلة واحدة ال يوجد بعض أفرادها بالديار األوربية‪ .‬فلماذا الحديث عن الهجرة إلى أوربا بشكلها‬ ‫الكثيف كما لو أنها ظاهرة خاصة بمنطقة الريف؟ أما استعمال مصطلح “العياشة”‪ ،‬فقد أثار الكثير من مشاعر الخنق‬ ‫والغضب لدى سكان منطقة عياشة الواقعة بين مدينتي العرائش وأصيال‪ ،‬وهي المنطقة المعروفة بتاريخها الجهادي‬ ‫ضد جحافل الغزو اإليبيري لبعض مراكز شمال المغرب خالل القرن ‪ 15‬مثل سبتة وأصيال وطنجة والقصر الصغير‪ ،‬ثم ضد‬ ‫االحتالل اإلسباني عند مطلع القرن ‪ .20‬وعلى الرغم من أن مستعملي كلمة “العياشة” يستندون إلى داللتها التي أطلقها‬ ‫بعض الجزائريين على بعض المغاربة مرددي شعار “عاش الملك”‪ ،‬فإن تشابه اللفظين قد جعل سكان منطقة عياشة‬ ‫الواقعة في عمق منطقة الهبط بجبالة غير بعيد عن منطقة الريف‪ ،‬يعبرون عن امتعاضهم للخلط بين األمرين‪ .‬فعياشة‬ ‫منطقة الجهاد والعمل الوطني والريادة العلمية‪ ،‬األمر الذي عكسته الكثير من الكتابات المتخصصة لرواد البحث التاريخي‬ ‫الوطني المعاصر‪ ،‬من أمثال الدكتور حسن الفكيكي‪ ،‬وكذلك بعض األعمال األجنبية المرجعية مثلما هو الحال مع كتاب‬ ‫“حوليات أصيال” لمؤلفه الكاتب البرتغالي برناردو رودريكيز‪.‬‬ ‫وعلى نفس المنوال كذلك‪ ،‬سعى رواد الحراك إلى استيراد قاموس احتجاجي غريب عن البيئة المغربية بحكم نهله‬ ‫من البيئة المشرقية التي أفرزت ما عرف بالربيع العربي‪ ،‬من قبيل إرفاق ذكر محمد بن عبد الكريم الخطابي بصيغة “رضي‬ ‫اهلل عنه وأرضاه”‪ ،‬أو لفظة “الحرائر”‪ ،‬أو لفظة “البلطجية”‪ ،‬أو صيغة “جمعة المعتقل”‪ ...،‬أضف إلى ذلك‪ ،‬أن المتتبع يجد‬ ‫نفسه أمام اختالق رهيب لألحداث‪ ،‬مثل التنديد بجرائم لم تقع أبدا‪ ،‬كما فعل أحد قادة الحراك عندما صرخ منددا باغتصاب‬ ‫النساء وباالعتداء على األطفال‪ ،‬أو تهديد الدياسبورا الريفية بأوربا باللجوء إلى المنظمات الدولية‪ ،‬مما يشكل ضربا من‬ ‫المزايدة على الدولة وعلى الوطن‪ ،‬وهي المزايدة التي تستحق أن تكون موضوع تأمل ومكاشفة إلقناع المغاربة بصدقية‬ ‫هذه المبادرة وبآفاقها البعيدة المدى‪ .‬نقول هذا الكالم‪ ،‬ونحن نجدد دعوتنا لمغربة كل أشكال التعاطي مع ملف حراك‬ ‫الريف‪ ،‬وعلى رأسها مطالبتنا باإلفراج الفوري عن كل المعتقلين بدون أي شرط‪ ،‬واالنكباب الجدي على بلورة الرؤى البديلة‬ ‫الكفيلة بإحقاق الحق وبإعادة األمور إلى نصابها‪ ،‬بعيدا عن أي منطلق انتقامي أو أي استثمار فئوي ضيق‪.‬‬ ‫وقبل كل ذلك‪ ،‬يبدو أن غياب حضن فكري يساهم في التأصيل للتحول الثقافي الناظم للفعل وللمبادرة وآلفاق‬ ‫التغيير‪ ،‬قد جعل الكثير من المبادرات تستسهل المواقف وتنساق نحو نوع من ردود األفعال “السهلة” والمهووسة‬ ‫بمقارعة “اآلخر الوطني” وفي شيطنته وفق ما يستجيب لنهم الذات في إشباع نزواتها العاطفية المسؤولة عن الكثير من‬ ‫المواقف غير المتحكم فيها وال الواضحة الرؤى والمنطلقات واآلفاق‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬ال شك أن الحديث بهذه الجرأة إلثارة عتبات “النقد المزدوج” تجاه أشكال تعاطي الدولة وفعاليات الحراك‬ ‫الريفي مع تطور أوضاع المنطقة‪ ،‬يقدم أرضية مؤسسة للتفكير في سبل تجاوز انغالقات المرحلة‪ ،‬بعيدا عن أصوات الشحن‬ ‫العاطفي االنفعالي أو التآمري التخويني أو القمعي التسلطي‪ ،‬وقريبا من صوت العقل والحكمة‪ ،‬دفاعا عن الفكرة وعن‬ ‫المبدأ وعن االنتماء المشترك‪ ،‬أوال وأخيرا‪.‬‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬يونيو ‪2017‬‬

‫العدد ‪894‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)364‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫قضية أراض للجموع معروضة‬ ‫على القضاء‬ ‫وخصوم برفقة قائد يعتدون‬ ‫على ذوي حقوق !؟‬ ‫كثيرا ما فضح المواطن المسمى عبد العزيز بركوك‪ ،‬بصفته أحد أبناء‬ ‫الجماعة الساللية‪ ،‬لمنطقة « الشجيرات» محاوالت الترامي على أراضي الجموع‪،‬‬ ‫بهدف تحويلها إلى ملك خاص‪ ،‬من طرف مجموعة من األشخاص‪ ،‬وبمباركة‬ ‫من قبل شخص استغل ثقة السكان فيه‪ ،‬فاستعمل الزور‪ ،‬وساعد على أعمال‬ ‫النهب ضدا على ذوي الحقوق‪ ،‬كما ورد في العديد من الشكايات التي بعث بها‬ ‫إلى الجهات المسؤولة‪ ،‬تتوفر جريدة « الشمال» على نسخ منها‪ ،‬ولكن دون أي‬ ‫تدخل حاسم في الموضوع‪ ،‬ينهي مسلسل االعتداءات التي تطال الضحية عبد‬ ‫العزيز بركوك وأفردا من أسرته‪.‬‬ ‫ورغم أن قضية الترامي على أراضي الجموع هاته‪ ،‬والتي كانت‪ ،‬بين‬ ‫الفينة واألخرى‪ ،‬مصحوبة باعتداءات‪ ،‬هي معروضة‪ ،‬حاليا على القضاء‪ ،‬منذ‬ ‫فترة ليست بالقصيرة‪ ،‬فإن المثيرهو قيام خصوم الضحية المذكور‪ ،‬مرفوقين‬ ‫بقائد المنطقة‪ ،‬فيما يشبه الحماية‪ ،‬باالعتداء عليه وعلى والدته وباقي أفراد‬ ‫من أسرته‪ ،‬حيث تمكن الضحية ذاته من الحصول على هذه اللقطات (الضحية‬ ‫سلم لنا شريط فيديو)‪ ،‬بواسطة جهازه الخاص‪ ،‬المثبت في بيته‪ « ،‬كاميرا»‬ ‫كشفت السلوك الالحيادي لمسؤولة‪ ،‬واحسرتاه‪ ،‬تمثل اإلدارة الترابية‪ ،‬وهي‬ ‫برفقة بعض الخصوم‪ ،‬المعتدين !؟‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫محمد الهنداوي‬

‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫ج‪.‬ش‬

‫‪www.achamal.com‬‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫مهاجر مغربي يشتكي‬ ‫جمركيين بالميناء المتوسطي‬ ‫للمدير العام للجمارك‬

‫وجه المهاجر المغربي عمر مبارك محمد بويمة‪ ،‬رسالة إلى المدير العام‬ ‫للجمارك‪ ،‬يشتكي فيها ما قال إنها عملية انتقام تمارسها ضده عناصر من‬ ‫الجمارك بالميناء المتوسطي‪ ،‬والتي وصلت ذروتها يوم ‪ 30‬ماي الماضي‪.‬‬ ‫يقول المشتكي إنه تم فرض عليه تعشير أبسط األشياء وتتعلق بأثاث‬ ‫منزلي جلبه من الخارج‪ ،‬داخل سيارة متوسطة الحجم‪ ،‬كما تم تضخيم قيمتها‬ ‫بشكل كبير جدا‪ ،‬معتبرا هذا اإلجراء بالتعسفي وال يستند على أي قانون من‬ ‫قوانين الجمارك‪ .‬بل ما يؤكد نية بعض مسؤولي الجمارك في االنتقام منه‪،‬‬ ‫هو أنه حل بميناء طنجة المتوسط حوالي الثالثة صباحا‪ ،‬وأجبر على البقاء قيد‬ ‫التفتيش الجمركي إلى حدود الساعة ‪ 11‬صباحا‪ ،‬في حين تم السماح لعشرات‬ ‫المركبات بالمغادرة‪ ،‬ويمكن الرجوع للكاميرات للتأكد مما يدعي‪.‬‬ ‫وذكر المهاجر المغربي في شكايته المرفوعة للمدير العام للجمارك‪ ،‬إلى‬ ‫مشكلته مع رجال الجمارك خالل هذه الفترة‪ ‬والتي قال إنها كانت سببا في‬ ‫«الشطط» الذي يمارس ضده‪ ،‬مطالبا المدير العام للجمارك فتح تحقيق في‬ ‫النازلة وترتيب اآلثار القانونية في حق المتورطين في هاته األساليب التعسفية‬ ‫واالنتقامية‪.‬‬ ‫وكان المشتكي قد طالب وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية بطنجة‪،‬‬ ‫بفتح تحقيق عاجل بشأن ثالثة جمركيين‪ ،‬اتهمهم بالتعسف واإلهانة واالحتجاز‬ ‫والعنصرية وممارسة الضغوطات النفسية والجسدية عليه وعلى أسرته‪ ،‬دون‬ ‫سند أو قانون‪.‬‬ ‫وقال المهاجر المغربي في شكايته‪ ،‬إن هذه السلوكيات «السيئة»‪ ،‬التي‬ ‫مارسها عليه ‪ 3‬جمركيين يعملون بميناء طنجة المتوسطي بالمصلحة الجهوية‬ ‫للتدقيق والتفتيش‪ ،‬نزار عبودي وعمر الفياللي وحركات‪ ،‬ألحقت به أضرار نفسية‬ ‫وصحية كبيرة به‪ ،‬خصوصا وأن المشتكى بهم‪ ،‬قاموا بسبه وقذفه وشتمه‪،‬‬ ‫ونعته بمصطلحات عنصرية ك «البوليساريو» و«الخائن»‪ ،‬على اعتبار أنه مزداد‬ ‫بمدينة العيون المغربية‪ ،‬وتم احتجاز جواز سفره رفقة أسرته‪ ،‬وتم منعهم من‬ ‫األكل والشرب‪ ،‬حيث تابع المهاجر قائال «قضينا ساعات طويلة محتجزين رغما‬ ‫عنا‪ ،‬وتم فصل عن أسرتي ودون أي أمر قضائي أو سند يبرر هذا الفعل‪ ،‬سوى‬ ‫الشطط والتعسف في استعمال السلطة»‪.‬‬ ‫وذكر المشتكي أنه سبق وأن كان في نزاع مع إدارة الجمارك بالقنيطرة‪،‬‬ ‫غير أنه أدى كافة المصاريف لفائدة إدارة الجمارك‪ ،‬وقام بتسوية وضعيته‬ ‫معها‪ ،‬وبرأته بذلك المحكمة االبتدائية من كل التهم المنسوبة له‪ ،‬ليتم‬ ‫بعدها توقيفه من طرف المشتكى بهم‪ ،‬حين كان مسافرا رفقة أسرته إلى‬ ‫اسبانيا‪ ،‬يواصل المشتكي «حيث قضينا اليوم بكامله بدون ماء وال طعام‪ ،‬مع‬ ‫أنني أعاني من مرض السكري والكلي‪ ،‬وبسب هذه الظروف تدهورت صحتي»‪،‬‬ ‫ويتابع المشتكي أنه أغمي عليه وتم استدعاء سيارة اإلسعاف واألمن الوطني‪،‬‬ ‫كما أنه طالب مرار وتكرارا بحضور وكيل الملك‪ ،‬غير أن المشتكى بهم رفضوا‬ ‫طلبه‪ ،‬بحجة أن هذا ال يدخل في اختصاصات وكيل الملك‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪364‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 894‬ـالثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬يونيو ‪2017‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫فوائد الرياضة في رمضان‪ ..‬توقيتها‬ ‫وأفضلها لدى للصائم‪2 / 2 :‬‬ ‫و تتضاعف احتماالت هذه المخاطر مع األشخاص المصابين بأمراض مزمنة‬ ‫تؤثر على نسب السكر في الدم‪ ،‬مثل مرض السكري و األدوية المستخدمة‬ ‫لعالجه‪ .‬مخاطر فشل عضلة القلب‪ :‬و ترتبط هذه المشكلة بالمصابين‬ ‫بأمراض مزمنة في القلب بشكل أساسي‪ .‬الشعور بالهبوط و اإلرهاق‪ :‬ترتبط‬ ‫هذه المشكلة باختيار مواعيد و أيام غير مناسبة لممارسة الرياضة خالل شهر‬ ‫رمضان‪ ،‬حيث يقوم الشخص في مثل هذه الحاالت باالندماج الزائد في نشاط‬ ‫عضلي مرهق‪ ،‬يترتب عليه عدم قدرته على الوفاء بالتزاماته األخرى خالل النهار‬ ‫قبل اإلفطار‪ .‬مشاكل الجهاز الهضمي‪ :‬ترتبط هذه المشكالت بنمط تغذية‬ ‫خاطئ يتكون من وجبات رمضانية دسمة عالية الدهون‪ ،‬كما أنه ينتج بنسبة‬ ‫كبيرة عن وضع فواصل زمنية قصيرة بين الطعام‪ ،‬و بين ممارسة الرياضة‪.‬‬ ‫الرياضة في رمضان‪ :‬قبل أم بعد اإلفطار؟ لإلجابة على هذا التساؤل ينبغي‬ ‫مراعاة المبادئ التالية عن تفكيرنا في جدول مواعيد التمارين الرياضية في‬ ‫رمضان‪ :‬تجنب أوقات الظهيرة و سطوع الشمس نهائيًا عند ممارسة ألعاب‬ ‫في أماكن مفتوحة‪ .‬وقت ممارسة الرياضة يختلف إذا ما كنت تمارسها من اجل‬ ‫اللياقة العامة أو فقدان الوزن أو بناء العضالت‪ .‬ممارسة الرياضة أثناء الصيام‬ ‫يكون في الفترة األخيرة وليس في بداية الصيام‪ .‬عند ممارسة الرياضة أثناء‬ ‫الصيام يجب ضمان أن يكون اإلفطار في حدود ‪ 4‬ساعات لضمان تعويض‬ ‫السوائل المفقودة في الوقت المناسب‪ .‬عند ممارسة الرياضة أثناء الصيام‬ ‫يجب أال تزيد المدة عن ‪ 60‬دقيقة حتى ال يصبح احتياج الجسم للسوائل عاجل‪.‬‬ ‫ممارسة الرياضة بعد اإلفطار تتطلب ترك وقت كافٍ لهضم الطعام قبلها‪.‬‬ ‫الوقت المناسب قبل بدأ الرياضة بعد اإلفطار يتراوح بين ‪ 2-4‬ساعات وف ًقا‬ ‫لحجم الوجبات التي تناولتها‪ .‬الوجبات الدهنية الدسمة تتطلب وقت أطول‬ ‫قبل ممارسة الرياضة‪ .‬عند ممارسة الرياضة بعد اإلفطار يتم تعويض السوائل‬ ‫في أثناء ممارسة الرياضة بتناول ‪ 200-100‬مللي من السوائل كل ‪ 15‬دقيقة‪.‬‬ ‫المياه مناسبة لتعويض السوائل في بداية ممارسة الرياضة‪ ،‬أما بعد مرور ‪60‬‬ ‫دقيقة يصبح ضروري تعويض السوائل بعصائر‪ .‬أفضل وقت لممارسة التمارين‬ ‫الرياضية في رمضان وفقاً للمبادئ سابقة الذكر يمكن سرد بعض أفضل أوقات‬ ‫ممارسة التمارين في رمضان وفقاً للهدف المرجو من كل منها كالتالي‪:‬‬ ‫التمشية الهادئة في الصباح الباكر‪ :‬تمثل التمشية الهادئة في الصباح‬ ‫الباكر لمدة ‪ 30-45‬دقيقة فرصة جيدة لألشخاص الذين يرغبون في الحفاظ‬ ‫على لياقتهم بشكل عملي مع عدم توافر الكثير من الوقت لديهم؛ حيث يمكن‬ ‫ممارسة هذه الرياضة خالل الذهاب للعمل في الصباح‪ ،‬مع الحرص على أن يكون‬ ‫هذا في وقت مبكر من الصباح قبل زيادة حدة الحرارة‪ .‬ممارسة الرياضة قبل‬ ‫اإلفطار بساعة‪ :‬تمثل ممارسة أي نوع من الرياضة لمدة في حدود ‪ 60‬دقيقة قبل‬ ‫اإلفطار فرصة جيدة لمن يرغبون في فقدان الوزن؛ حيث تعتبر ممارسة الرياضة‬ ‫بعد فترة صيام تزيد عن ‪ 8‬ساعات عامل مساعد على حرق الدهون بمعدل‬ ‫أكبر‪ .‬ممارسة الرياضة بعد اإلفطار بثالث ساعات‪ :‬تمثل ممارسة الرياضة بعد‬ ‫اإلفطار بحوالي ثالث ساعات النوع المناسب لمن يرغبون في بناء العضالت‪،‬‬ ‫إذ يمكنهم ممارسة التمارين لفترة مفتوحة‪ ،‬حسب ما يتكون منه برنامجهم‬ ‫الرياضي مع تناول كميات مناسبة من األغذية والمكمالت‪ ،‬التي تساعدهم على‬ ‫تحقيق هدفهم بشكل صحي‪ .‬ما هي الرياضة المثاليّة في رمضان؟ ليس هناك‬ ‫ما يسمى برياضة واحدة مثالية في رمضان إذ إن األمر يتوقف على هدف كل‬ ‫شخص من ممارسة الرياضة‪ .‬أفضل التمارين الرياضية في رمضان كما أوضحنا‬ ‫في السطور السابقة‪ ،‬فإن وجود تمارين أفضل من غيرها يتوقف على الهدف‬ ‫من ممارسة الرياضة‪ ،‬و لكن هناك مبادئ عامة تساعدنا على التفكير بشكل‬ ‫أكثر موضوعية في التمارين المناسبة لنا في رمضان‪ ،‬و تشمل‪ :‬قارن التوقيت‬ ‫المتاح لممارسة الرياضة مع مكان التمرين‪ ،‬وتأكد أنه متناسب مع التوقيت‬ ‫بالنسبة لدرجة الحرارة‪ .‬اختر التمارين الرمضانية المتاحة التي لها جانب‬ ‫اجتماعي يساعد على االستمتاع باألجواء الرمضانية‪ .‬اختر تمارين تناسب حالتك‬ ‫الصحية العامة‪ ،‬خاصة عند وجود أي أمراض مزمنة‪ .‬معدالت حرق السعرات‬ ‫في كل تمرين يجب أن تكون متوازنة مع نمطك الغذائي‪ .‬يفضل في رمضان‬ ‫التمارين التي اعتدت عليها من قبل في مقابل تجربة تمارين ألول مرة أثناء‬ ‫الصيام‪ .‬استشر أخصائي اللياقة البدنية المتخصص ليرشدك ألفضل التمارين‬ ‫المناسبة لهدفك‪ .‬قواعد بسيطة لممارسة الرياضة في رمضان الصباح الباكر‬ ‫فرصة ذهبية لممارسة رياضة خفيفة تمنحك نشاط على مدار اليوم‪ .‬احذر من‬ ‫التعرض للشمس بشكل مباشر لفترات طويلة‪ .‬ال تمارس تمارين أثناء الصيام‬ ‫ألكثر من ‪ 60‬دقيقة‪ .‬احرص على تعويض السوائل بشكل مالئم بعد اإلفطار‪ .‬ال‬ ‫تمارس تمارين بعد تناول الطعام مباشرة‪ .‬تناول وجبة صحية من الخضروات و‬ ‫العناصر المفيدة مع دهون أقل يضمن لك لياقة أفضل‪ .‬المياه وحدها ال تكفي‬ ‫لتعويض السوائل‪ ،‬عصائر الفواكه لها دور أساسي‪ .‬تعويض السوائل المفقودة‬ ‫يجب أن يكون متدرج و ليس على مرة واحدة‪ .‬هكذا نكون قد أنهينا جولتنا في‬ ‫استكشاف كيفية الوصول ألفضل شكل من أشكال ممارسة الرياضة في خالل‬ ‫شهر رمضان الكريم سواء قبل اإلفطار أو بعد اإلفطار‪ ،‬متمنين لجميع قرائنا‬ ‫وافر الصحة و العافية بإذن اهلل‪ ،‬ويمكنكم استشارة أحد أطبائنا من هنا‪ ،‬عن أي‬ ‫مشكلة صحية تزعجكم‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫عبرت‬

‫الجمعية المغربية للصحافة الرياضية والرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين‬ ‫عن استيائهما العميق والقلق الكبير جراء قرار اللجنة الوطنية األولمبية‬ ‫المغربية بإغالق أبواب الجمع العام االنتخابي المنعقد يوم األربعاء ‪ 14‬يونيو ‪ 2017‬أمام‬ ‫وسائل اإلعالم الوطنية‪ ،‬وحرمانها من تغطية أشغاله وفق ضوابط ومقتضيات وأخالقيات مهنة‬ ‫الصحافة‪ .‬واعتبرت الجمعية والرابطة‪ ،‬في بالغهما‪ ،‬القرار امتدادا لواقعة إقصاء ممثلي وسائل‬ ‫اإلعالم الوطنية من تغطية الجمع العام االستثنائي الذي عقدته هذه الهيئة الرياضية الوطنية‬ ‫يوم ‪ 22‬نونبر ‪ 2016‬من أجل مناقشة مشروع نظامها األساسي وعرضه على التصويت‪ ،‬ما‬ ‫يطرح أكثر من عالمة استفهام حول دوافعه وأهدافه الحقيقية‪ ،‬خاصة أن ما وقع بمناسبة‬ ‫انعقاد الجمع العام االستثنائي لم يسبق له مثيل في تاريخ اللجنة الوطنية األولمبية التي ظلت‬ ‫حريصة على روح االنفتاح والتواصل وتيسير مهمة ممثلي وسائل اإلعالم في تغطية أنشطتها‬ ‫وجموعها العامة‪ .‬كما أنه يتعارض جملة وتفصيال مع الحق في الوصول إلى المعلومة الذي‬ ‫يكفله ويحميه أسمى قانون للدولة المغربية وهو الدستور‪ .‬والمثير أكثر أن هذا القرار لم‬ ‫يشمل وكالة المغرب العربي لألنباء واإلذاعة والتلفزة المغربية‪.!!!! ‬‬

‫العربي العريف‪...‬‬ ‫مدرب مت�ألق مع �أندية الع�صبة‬ ‫وبطولة الهواة (‪)2/2‬‬

‫على ذكر الرأسمال البشري هل باإلمكان أن تحدثنا‬ ‫عن تجربة من هذا النوع بخصوص مسارك كمدرب؟‬ ‫أجزم على أن سر نجاح األندية المغربية والعالمية يقوم على‬ ‫أساس الرأسمال البشري والقاعدة البشرية التي تتوفر عليها‪.‬‬ ‫وأي مدرب عليه أن يبني عمله على سقف هذا الرأسمال البشري‬ ‫الذي يمكنه من ترجمة األهداف التي يسطرها المسؤولون‬ ‫والمدربون ألنديتهم‪ .‬والتجارب كثيرة ومتعددة في هذا الباب‬ ‫وطنيا ودوليا‪ .‬نظير تجربة المغرب التطوانين وقبله الرجاء‬ ‫والوداد البيضاويين والنادي القنيطري‪ ،‬وحاليا الفتح الرباطي‪.‬‬ ‫وبخصوص تجربتي في هذا الجانب والتي مكنتني من بلوغ‬ ‫ألقاب من الصعب نسيانها‪ ،‬تجربتي مع النادي الرياضي القصري‬ ‫الذي قدته إلى الدرجة األولى هواة قبل مواسم خلت‪ ،‬بحيث‬ ‫كانت مدينة القصر الكبير تزخر وقتها بقاعدة بشرية ورأسمال‬ ‫بشري هائل يمارس بفرق بطولة العصبة وفرق األحياء تحت‬ ‫إمرة مؤطرين لهم مكانتهم‪ .‬وأهنئهم جميعا على ما قدموه‬ ‫لي من مساعدة رياضية وبشرية أثناء قيادتي لهذا النادي‬ ‫الكبير بجمهوره والعبيه والفاعلين الرياضيين بالمدينة‪ .‬وهذه‬ ‫مناسبة أجدد من خاللها تقديري واحترامي للجميع‪ .‬ناحية‬ ‫أخرى تمكنت من قيادة اتحاد تارودانت وحققت معه العودة إلى‬ ‫الدوري األول هواة‪ ،‬وتأتى‬ ‫هذا أيضا بفضل اعتمادي‬ ‫على القاعدة البشرية التي‬ ‫كان يتوفر عليها الفريق‬ ‫إلى جانب رؤية أصحاب‬ ‫القرار ببيت االتحاد‪ ،‬ونفس‬ ‫الكالم ينطبق على فريق‬ ‫سيدي يحيى الغرب الذي‬ ‫أحرز لقب البطولة بناء على‬ ‫سياسة القاعدة البشريــة‬ ‫التي اتبعتهــا بدعم من‬ ‫المسؤوليـن عن الفريـــق‬ ‫والالئحة تطول‪ ،‬دون أن‬ ‫ننسى أنديـة شباب أصيال‬ ‫الذي يعمل ببرنامج القاعدة‬ ‫البشرية والمتمثلــــة في‬ ‫مدرسة الناشئيــن ومـــن‬ ‫ورائها سياســـة هادفـــة‬ ‫للمسؤولين والجهات المانحة‪ ،‬وكذلك األمر بفريق شباب طاطا‬ ‫الذي حققت معه الصعود إلى دوري األضواءن باإلضافة إلى‬ ‫البصمة التي تركتها بفريق ميسور الصاعد هذا الموسم إلى‬ ‫الدوري الوطني األول هواة‪.‬‬ ‫نبقى في سياق الدوريات المغربية وسياسة الجامعة‬ ‫الملكية المغربية لكرة القدم لقد حصلت بعض التالعبات‬ ‫في بعض المنافسات وهذا أربك نهاية الموسم وعمل‬ ‫الجامعة كيف تنظر إلى هذا السلوك ؟و ما هي الحلول‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫برأيك كمدرب؟‬ ‫سمعت وقرأت وتابعت عبر مختلف وسائل اإلعالم المكتوب‬ ‫تحديدا والمرئي والمسموع بهذا السلوك الذي تم بخصوص‬ ‫بعض المواجهات وال داعي لحصرها وباستطاعتي أن أقول بأنني‬ ‫كمدرب وكمؤطر وكمربي أوال وأخيرا بأنني أرفض أي سلوك من‬ ‫هذا النوع ألنه ال يساعد على النهوض بالكرة المغربية أوال وال‬ ‫يعمل مطلقا على بناء جسم رياضي سليم من جهتنا كمدربين‬ ‫ندعوا الحترام المنافسات وبالتالي احترام المنظومة الرياضية‬ ‫المغربية ككل ألن هدفنا في المقام األول يقوم على إعداد جيل‬ ‫من الالعبين والممارسين وفق قواعد اللعبة التي من شأنها‬ ‫أن تطور المهارات الفنية لالعبين وتعمل على تنمية مواهبهم‬ ‫إلدماجهم في المنظومة الوطنية والحلول المقترحة تكمن في‬ ‫التنافس الشريف والتحلي بما يخدم الكرة المغربية والرياضيين‬ ‫المغاربة وغير المغاربة دون تمييز ‪.‬‬ ‫في ظل هذه الوقائع والنتائج التي خلصت إليها‬ ‫الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ما رأيك في‬ ‫الرئيس فوزي لقجع ؟‬ ‫سؤال يبدو فيه نوع من الرأي ال أقل وال أكثر والبأس أن‬ ‫أدلــي برأيــي المتواضـع في‬ ‫عمــل الجامــعـــة الملكية‬ ‫المغربيـــة لكـــرة القـــدم‬ ‫ورئيسها فوزي لقجع بالنسبة‬ ‫للوقائـــع والنتائــــج التي‬ ‫أعقبتها هي من اختصــاص‬ ‫قضاء الجامعـــة الذي قــــام‬ ‫بما يجب القيام به في وجه‬ ‫هذه الوقائع وربما ال زالت‬ ‫هذه النتائج في تفاعل على‬ ‫مستــوى لجنـــة االستئناف‬ ‫وهذا يتطلـب منا االحتـــرام‬ ‫لكل القرارات التي قد تصدر‬ ‫اليوم أو غدا وفوزي لقجع‬ ‫الرئيس المباشر للجامعة‬ ‫الملكية المغربية لكرة القدم‬ ‫فهو رجل يحمل على عاتقه‬ ‫مشروعا‪ ‬باستراتيجية تقوم‬ ‫على خدمة المنظومة الكروية للمغرب والنهوض بها وهو‬ ‫شخص ورئيس يحترم الجميع ويتواصل مع جميع األطراف في‬ ‫الزمان والمكان المناسبين وباب مكتبه مفتوح في وجه الجميع‬ ‫والمطلوب أن نمد له يد العون في هذا المشروع وأن نساعده‬ ‫ونساعد الجامعة باحترام القوانين والمساهمة في بناء مجتمع‬ ‫رياضي سليم وبطوالت نقية من كل الشوائب‬ ‫عبد اإلله الزكري‬ ‫(القصر الكبير)‬

‫أربع وجهات محتملة‬ ‫لكريستيانو رونالدو‬

‫حددت صحيفة‪« ‬موندو ديبورتيفو»‪ ‬اإلسبانية أربع وجهات‬ ‫محتملة‪ ‬للبرتغالي كريستيانو رونالدو‪ ،‬نجم ريال مدريد‪ ،‬في‬ ‫حال رحيله عن قلعة «سانتياجو برنابيو»‪ ،‬على خلفية االتهامات‬ ‫التي يواجهها في إسبانيا‪ .‬وكانت النيابة في العاصمة اإلسبانية‬ ‫مدريد قد وجهت تهمًا لكريستيانو‪ ،‬بالتهرب الضريبي ‪ 4‬مرات‪،‬‬ ‫في أعوام «‪ 2011‬و‪ 2012‬و‪ 2013‬و‪ ،»2014‬بمبلغ وصل إلى‬ ‫‪ 14.7‬مليون يورو‪ .‬وقالت تقارير صحفية إسبانية إن الالعب‬ ‫قد يواجه عقوبة سجن تصل إلى ‪ 7‬سنوات‪ .‬وترى الصحيفة‬ ‫الكتالونية ّ‬ ‫أن مانشستر سيتي‪ ،‬ومانشستر يونايتد‪ ،‬اإلنجليزيين‪،‬‬ ‫وباريس سان جيرمان الفرنسي‪ ،‬وأندية الدوري الصيني‪ ،‬هي‬ ‫الوجهات المحتملة لـ»صاروخ ماديرا»‪ .‬وأضافت أن مانشستر‬ ‫يونايتد سيكون خيارا مناسبا للدون‪ ،‬حيث سبق له اللعب في‬

‫صفوفه‪ ،‬كما يمتلك النادي استقرارا ماليا يساعده على دفع‬ ‫راتب رونالدو‪ ،‬بينما العقبة الوحيدة هي وجود جوزيه مورينيو‬ ‫مدربا للفريق‪ ،‬والذي اختلف من قبل مع النجم البرتغالي في‬ ‫ريال مدريد‪ .‬وأشارت‪« ‬موندو ديبورتيفو»‪ ‬إلى‪ ‬أن مانشستر‬ ‫سيتي سيكون خيارا جيدا من الناحية المالية‪ ،‬إال أن اللعب لغريم‬ ‫اليونايتد سيُعد «خيانة»‪ ،‬كما أن عالقة رونالدو مع المدرب بيب‬ ‫جوارديوال ليست جيدة‪ .‬واعتبرت الصحيفة باريس سان جيرمان‬ ‫خيارا مناسبا أيضا‪ ،‬لكن يعيبه الفشل المتكرر في دوري أبطال‬ ‫أوروبا‪ .‬واختتمت بالقول إن االنضمام للدوري الصيني سيجعل‬ ‫رونالدو أغلى صفقة في التاريخ‪ ،‬وصاحب أعلى راتب أيضا‪ ،‬إال أنه‬ ‫سيبعده عن المحافل الدولية‪ ،‬ولن يمكنه من تحقيق األلقاب‬ ‫الفردية‪.‬‬


‫العدد ‪894‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫ندوة « تكوين الفئات الصغرى بطنجة الواقع واآلفاق‬ ‫وداد طنجة نموذجا» ‪:‬‬

‫إجماع على أهمية تكوين المؤطرين وتوفير‬ ‫مالعب خاصة لنجاح سياسة التكوين‬

‫بعد تجربة ناجحة في النسخة األولى‪ ،‬تألقت مقاطعة مغوغة‬ ‫من خالل تنظيمها للنسخة الثانية من «رمضانيات مغوغة ‪،»2‬‬ ‫أمسية الوفاء والتمييز الرياضي‪ ،‬أخيرا‪ ،‬وسهر خاللها في التقديم‬ ‫والتنشيط اإلعالمي الزميل رشيد الحذيفي‪ .‬وتضمنت ندوة‬ ‫محورها « تكوين الفئات الصغرى بطنجة الواقع واآلفاق وداد‬ ‫طنجة نموذجا «‪.‬‬ ‫وساهم في تأطيرها البشير بويطة‪ ،‬مدرب اتحاد طنجة‬ ‫ومدير مدرستها ‪ ،‬وحسن الحاج الطيب‪ ،‬مدرب ومكون حراس‬ ‫المرمى من الجانب التقني‪ ،‬ومن زاوية إعالمية اإلعالمي‬ ‫الرياضي الزميل محمد الصمدي ‪ ،‬وعن جيل الزمن الجميل‪،‬‬ ‫الالعب والمدرب ومكتشف المواهب المحلي بطنجة السيد‪،‬‬ ‫عبد العزيز منكيط المعروف في األوساط الرياضية ب»الريشة‬ ‫«‪ ،‬ومحمد بوزيدان رئيس مقاطعة مغوغة‪ ،‬وعبد السالم احدادو‬ ‫عن وداد طنجة‪ .‬كما تم تقديم شهادة حية ألحد األطفال‬ ‫المنتمين لمدرسة وداد طنجة ‪.‬‬ ‫وفي سياق الندوة‪ ،‬أكد البشير بويطة أن موضوع التكوين‬ ‫يحتاج لدراسة علمية‪ .‬وأن المشكل الكبير ال يكمن فقط في‬ ‫غياب الفضاءات‪ ،‬بل في قلة المؤطرين‪ ،‬وضعف التكوين الكافي‪.‬‬ ‫واضاف‪« ،‬اليوم هناك مجهودات العصبة‪ ،‬والنتيجة أن الجهة‬ ‫أصبحت تزخر بمؤطرين شباب يحملون الشواهد‪ ،‬مع هناك‬ ‫تحسن كبير على مستوى الفضاءات من خالل مالعب القرب التي‬ ‫أصبحت متنفسا تستنشق منه الفرق والجمعيات المحلية»‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬قال الزميل محمد الصمدي‪ »،‬اليوم أصبح هناك‬ ‫وعي بأهمية تأهيل العنصر البشري‪ ،‬لذا أصبح الزما أن نستثمر‬ ‫في هذا الجانب‪ ،‬من خالل المؤسسات المنتخبة التي عليها أن‬ ‫تستحضر أهمية هذا العنصر في تنمية مختلف المجاالت‪ ،‬بما‬ ‫فيها الثقافي والرياضي»‪ .‬وبخصوص مدرسة وداد طنجة قال‬ ‫الصمدي‪»:‬يمكنني وصفها بتجربة وليس نموذج‪ .‬ألنه ال يمكن‬ ‫لفريق يفتقر إلى ملعب خاص به وموارد مالية أن يحقق ما‬ ‫يصبو إليه على مستوى التكوين‪ .‬وحتى بالنسبة التحاد طنجة‪،‬‬ ‫إذ ال يعقل أن نتحدث عن المدرسة والتكوين‪ ،‬وحين نتصفح‬ ‫الميزانية العامة لتسيير الفريق نجدها خالية من ميزانية خاصة‬ ‫بالمدرسة والتكوين‪ ،‬بل الطامة الكبرى نجد أن الفريق األول‬ ‫يستغل مداخل مدرسة في ميزانية تسييره‪ .‬لهذا ففي مدينة‬ ‫طنجة ليست هناك سياسة أو استراتيجية حقيقية للتكوين‬ ‫باألندية تراعي االهتمام التقني واالجتماعي والنفسي للطفل‪،‬‬ ‫بما في ذلك الدراسة والتغذية وغيرها‪ ،‬لهذا يمكنني تسمية‬ ‫العمل الحالي بخصوص المدرسة والتكوين بتجارب واجتهادات‬ ‫وليس نموذج‪ .‬وال بد من التفكير بجدية في الحلول الناجعة‪،‬‬ ‫ليس في طنجة فحسب‪ ،‬بل على الصعيد الوطني»‪ .‬وتحدث‬ ‫بعده عبد العزيز المنكيط (الريشة) وقال‪ »:‬إن العمل القاعدي‬ ‫الذي كان ينهج في سنوات السبعينات والثمانينات حين كانت‬ ‫كرة القدم باألحياء تشهد ازدهارا وكانت تشكل مشتال لتفريخ‬ ‫المواهب تغذي أندية األقسام الوطنية‪ ،‬لم يكن يعتمد على‬ ‫تكوين أكاديمي‪ ،‬ولم يكن هناك اهتمام بالمؤطرين‪ .‬كانت‬ ‫األمور تسير بالفطرة‪ ،‬وفق تضحيات واجتهادات شخصية من‬ ‫خالل الممارسة والتجربة‪ .‬والمؤطر في هذه الفترة كان يعتبر‬ ‫خريج الحي ويستغل بعض المالعب التي أعدمت فيما بعد وزحف‬ ‫عليها أباطرة اإلسمنت بعدما كانت تشكل فضاء للعديد من‬ ‫فرق األحياء‪ ،‬ملعب الشريف‪ ،‬سوباسطا‪ ،‬العواد‪ ...‬باإلضافة إلى‬ ‫الشاطئ‪ .‬وكانت المدينة تشهد دوريات قوية لفرق األحياء وكان‬ ‫ملعب الشريف مدرسة حقيقية لتفريخ المواهب بعضها لعب‬ ‫ببطولة القسم األول‪ .‬وفريق المدينة األول كان يعج بالمواهب‬ ‫المحلية‪ ،‬بينما اليوم اختلطت األمور ويغيب العنصر المحلي عن‬

‫الفريق األول بشكل مهول‪ .‬هذا ال يعني أننا ضد جلب الالعبين‬ ‫من خارج طنجة‪ ،‬لكن أن يكون الالعب الوافد على األقل أفضل‬ ‫من العنصر المحلي‪.‬‬ ‫وطنجة اليوم في حاجة إلى مهتمين بمجال الكرة مثل‬ ‫السيد عبد الحميد النعيمي‪ ،‬وإذا توفرت عشرة اسماء من حجمه‬ ‫اليوم الرتقت الكرة المحلية إلى أعلى المستويات‪ .‬ويمكنني‬ ‫اعتبار وداد طنجة اليوم أنه أخذ المشعل»‪.‬‬ ‫محمد بوزيدان رئيس مقاطعة مغوغة‪ ،‬الجهة المنظمة‬ ‫للنشاط‪ ،‬استحضر األيام الجميلة لكرة القدم الطنجاوية ‪ »:‬أتذكر‬ ‫فترة الثمانينات التي كانت الفرق المحلية‪ ،‬اتحاد طنجة‪ ،‬علم‬ ‫طنجة‪ ،‬وحسنية طنجة تعج بالمواهب المحلية وأتذكر مجموعة‬ ‫من الالعبين المحليين أمثال أودو‪ ،‬لم أعد اسمع بهم‪ .‬كان‬ ‫الالعب المحلي يفرض إسمه في جميع الفرق المحلية‪ .‬أتمنى‬ ‫توفير اإلمكانيات بشكل كافي لدعم التكوين والتأطير في كرة‬ ‫القدم»‪ .‬وأكد بوزيدان أن ميزانية المقاطعات ال تكفي لدعم‬ ‫التكوين والتأطير الرياضي باستثناء تقديم دعم لوجيستيكي‪.‬‬ ‫وتطرق عبد السالم احدادو عن وداد طنجة‪ ،‬لتجربة فريقه‬ ‫وقال‪ »:‬مجال التكوين صعب ومعقد‪ ،‬ويتطلب التعامل من‬ ‫األطفال بنوع من الحذر‪ ،‬وداد طنجة اعتمد في تجربته على‬ ‫مجموعة من اآلليات‪ ،‬أبرزها تكوين مؤطري الفريق من خالل‬ ‫مساعدتهم على المشاركة في العديد من الدورات التكوينية‬ ‫ورسم خطة وفق المسموح به من إمكانيات في عملية استقبال‬ ‫الراغبين في التكوين‪ .‬إذ رفض الفريق العشرات من الراغبين في‬ ‫االنخراط بمدرسته نظرا لعدم توفر ملعب خاص أو فضاء يسمح‬ ‫بذلك»‪ .‬وختم حسن الحاج الطيب‪ ،‬الحارس الدولي الطنجاوي‪،‬‬ ‫الذي انطلق من نهضة طنجة وخاض تجربة بأندية شباب‬ ‫المحمدية‪ ،‬المغرب الفاسي وحسنية أكادير وبالبرتغال والمنتخب‬ ‫الوطني للشباب كحارس‪ ،‬ويشتغل اليوم بمدرسة اتحاد طنجة‬ ‫كمؤطر‪ ،‬بالحديث عن تجربة المغرب الفاسي وريادته في تكوين‬ ‫حراس المرمى من خالل العمل الكبير الذي يقوم به التكناوتي‬ ‫الذي كانت تربطه به صداقة وكان أول من فاتحه في تجربة‬ ‫ومشروع تكوين حراس المرمى‪ ،‬وهي المهمة التي تعذر عليه‬ ‫تنفيذها بطنجة‪ .‬ونوه الحاج الطيب بالعمل الذي تقوم به‬ ‫الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم اليوم من خالل سهرها‬ ‫على تكوين خاص بمكوني حراس المرمى‪ ،‬وهو التخصص الذي‬ ‫كنا نفتقر إليه ومن شأنه أن يخدم مستقل حراسة المرمى في‬ ‫البطولة الوطنية‪ .‬وشهدت األمسية تكريم فريق وداد طنجة‬ ‫ووجوه رياضية من الجيل السابق باإلضافة إلى أسماء أخرى من‬ ‫الجيل الحالي تألقت وشرفت مدينة طنجة في اختصاصات عدة‬ ‫في المجال الرياضي‪ .‬واستفادت من تكريم «االعتراف والوفاء»‬ ‫عبد الحميد النعيمي فاعل رياضي‪،‬مسير سابق أسس نهضة‬ ‫طنجة (الصغيرة)‪ ،‬وفريق البنك الشعبي‪ ،‬وداد طنجة‪ ،‬واتحاد‬ ‫طنجة‪ .‬والزميل رشيد المدني‪ ،‬قيدوم اإلعالميين الرياضيين ‪.‬‬ ‫ومحمد بيسطارة‪ ،‬حارس المرمى السابق إلتحاد طنجة ‪ .‬ورشيد‬ ‫أحكام الرئيس المؤسس لنهضة طنجة لكرة اليد‪ .‬والبشير‬ ‫الترفوس‪ ،‬رئيس فريق اطلس طنجة لكرة القدم‪ .‬والمكتب‬ ‫المسير لوداد طنجة وفئاته الصغرى‪ .‬أما بالنسبة للمتميزين فتم‬ ‫تكريم كل من خالد بولبرص‪ ،‬رئيس اتحاد طنجة للكرة الطائرة‬ ‫‪ .‬وعادل السعيد ي‪ ،‬المدير التقني إلتحاد طنجة للكرة الطائرة‪.‬‬ ‫وجعفر الركيك‪ ،‬إطار محلى ووطني ‪ .‬ورضوان كسكسو‪ ،‬بطل في‬ ‫رياضىة الكراطي وصاحب إنجازات كبيرة‪ .‬ونعمان السرغيني‪،‬‬ ‫بطل في رياضة ترياتلون ‪ .‬ومريم أجاي‪ ،‬بطلة الكراطي‪ .‬كما‬ ‫تضمن النشاط لحظات مشوقة من الضحك والفكاهة أتحف بها‬ ‫الحضور‪ ،‬الفنان الكوميدي الطنجاوي المتألق « ميميح »‪.‬‬

‫اتحاد طنجة يقدم موعد جمعه العام السنوي العادي‬

‫أعلن فريق اتحاد طنجة لكرة القدم‪ ،‬تقديم موعد جمعه العام السنوي العادي إلى‪ ‬يوم الخميس‬ ‫‪ 29‬يونيو الجاري على الساعة السابعة مساء بقاعة االجتماعات بنادي الكريكت بدال من الثالثاء‬ ‫‪ 11‬يوليوز كما كان مقررا في السابق‪ .‬ويأتي هذا التغيير رغبة من المكتب المسير في مواصلة‬ ‫االنكباب على توفير الظروف المواتية استعدادا النطالق تدريبات الفريق اإلعدادية للبطولة‬ ‫االحترافية لكرة القدم للموسم الرياضي قادم‪ .‬وحدد المكتب المسير جدول أعمال الجمع العام‬ ‫في‪ ،‬كلمة الرئيس‪ ،‬تالوة التقريرين األدبي و المالي و المصادقة عليهما بعد المناقشة‪ .‬ثم تجديد‬ ‫ثلث أعضاء المكتب المسير‪.‬‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬يونيو ‪2017‬‬

‫‪19‬‬

‫أخبار الجامعة‬ ‫الجامعة‬ ‫أخبار‬ ‫أكدت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في يالغ لها‬ ‫وجهته للسادة بالغ الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‬ ‫في إطار التحضير للجمع العام العادي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪،‬‬ ‫المقرر التئامه يوم األحد ‪ 23‬يوليوز ‪ 2017‬والذي سيتم خالله انتخاب مكتب مديري‬ ‫جديد‪ ،‬تذكر الجامعة بأهم مقتضيات النظام األساسي الخاص بها والمتعلق بتنظيم‬ ‫االنتخابات والمشاركة فيها والتي تتلخص كالتالي‪ :‬أوال تكوين المكتب المديري‬ ‫للجامعة‪ ،‬إذ يتكون المكتب المديري باإلضافة إلى رئيس الجامعة المغربية لكرة‬ ‫القدم ورئيس العصبة الوطنية لكرة القدم االحترافية ورئيس العصبة الوطنية‬ ‫لكرة القدم هواة من أربعة عشر (‪ )14‬عضوا يمثلون األندية والعصب والمجموعات‬ ‫المنضوية تحت لوائها وفق ما يلي‪ :‬ثالثة (‪ )3‬أعضاء منبثقون من أندية البطولة‬ ‫الوطنية االحترافية ‪-‬القسم األول‪ .‬وعضوان (‪ )2‬منبثقان من أندية البطولة‬ ‫االحترافية ‪-‬القسم الثاني‪ .‬وعضوان (‪ )2‬منبثقان من أندية بطولة الهواة‪ .‬ورئيسان‬ ‫(‪ )2‬لعصبتين جهويتين‪ .‬وعضو واحد (‪ )1‬منبثق من المجموعة الوطنية لكرة القدم‬ ‫النسوية المؤسسة بصفة قانونية والمنخرطة بالجامعة الملكية المغربية لكرة‬ ‫القدم‪ .‬وعضو واحد (‪ )1‬منبثق من مجموعة المدربين المؤسسة بصفة قانونية‬ ‫والمنخرطة بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ .‬وعضو واحد (‪ )1‬منبثق من‬ ‫مجموعة الحكام الدوليين القدامى وحكام القسم األعلى المؤسسة بصفة قانونية‬ ‫والمنخرطة بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ .‬وعضو واحد (‪ )1‬منبثق من‬ ‫مجموعات كرة القدم المتنوعة لكرة القدم داخل القاعة أو كرة القدم الشاطئية‬ ‫المؤسسة بصفة قانونية والمنخرطة بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ .‬وعضو‬ ‫واحد (‪ )1‬منبثق من مجموعة الالعبين الدوليين القدامى والالعبين االحترافيين‬ ‫المغاربة القدامى المؤسسة بصفة قانونية والمنخرطة بالجامعة الملكية المغربية‬ ‫لكرة القدم‪ .‬ثانيا‪ ،‬انتخاب المكتب المديري‪ ،‬وينتخب المكتب المديري من طرف‬ ‫الجمع العام باالقتراع الالئحي لمدة أربع (‪ )4‬سنوات قابلة للتجديد‪ .‬ويجب على‬ ‫كل مترشح للرئاسة وكل عضو بالئحة الترشيح أن يستجيب للشروط التالية‪ :‬أن‬ ‫يكون منخرط في نادي أو عصبة أو مجموعة وطنية منضوية تحت لواء الجامعة‬ ‫الملكية المغربية لكرة القدم‪ .‬وأن يبلغ من العمر عشرون ‪ 20‬سنة على األقل‪.‬‬ ‫وأن يكون مغربي الجنسية‪ .‬أن يتمتع بحقوقه المدنية والسياسية‪ .‬وأن يتوفر على‬ ‫جدادة السوابق خالية من أية إدانة‪ .‬وأن يكون سكناه الرئيسي بالتراب المغربي‪.‬‬ ‫هذا ويجب على المترشح للرئاسة إضافة إلى الشروط المذكورة أعاله‪ ،‬أن يثبت‬ ‫تجربة في التسيير بصفته عضو في نادي أو عصبة أو مجموعة منخرطة في الجامعة‬ ‫الملكية المغربية لكرة القدم وذلك لمدة موسمين رياضيين كاملين على األقل‬ ‫خالل المواسم الخمس األخيرة‪ .‬ويجب على كل مترشح للرئاسة‪ ،‬أن يقدم الئحة‬ ‫بالترشيحات يكون وكيلها‪ ،‬تتضمن عددا من األسماء يعادل عدد المقاعد الواجب‬ ‫شغلها وفق ما هو مبين أعاله‪ .‬وال يمكن ألي نادي أو عصبة أن يسجل إال في الئحة‬ ‫ترشح واحدة‪ .‬وتفاديا لإلقصاء من السياق االنتخابي‪ ،‬يتعين أن ال يرد اسم مرشح‬ ‫إال في الئحة واحدة وأن ال يمثل إال فئة واحدة‪ .‬ويتعين أن تضم الئحة الترشيح‬ ‫وجوبا تمثيال نسائيا‪ ،‬وتعيينا للنائب األول للرئيس‪ ،‬والنائب الثاني للرئيس‪ .‬ويجب‬ ‫أن تحمل كل الئحة الترشيحات إمضاءات المترشحين مصادق عليها وأن تبين فيها‬ ‫األسماء الشخصية والعائلية للمترشحين وجنسهم وكذا الفئة التي ينتمون إليها‪.‬‬ ‫ويجب على وكيل الالئحة أن يوجه الئحة الترشيحات إلى الكتابة العامة للجامعة‬ ‫الملكية المغربية لكرة القدم برسالة مضمونة مع االشعار باالستالم‪ ،‬أو يودعها‬ ‫لديها مقابل وصل‪ ،‬عشرون (‪ )20‬يوما على األقل قبل تاريخ انعقاد الجمع العام‪.‬‬ ‫و‪ ‬تخضع العملية االنتخابية وقبول الترشيحات لمراقبة اللجنة االنتخابية للجامعة‬ ‫الملكية المغربية لكرة القدم طبقا لهذا النظام األساسي ومدونة االنتخاب للجامعة‬ ‫الملكية المغربية لكرة القدم‪ .‬وبناء عليه‪ ،‬ينبغي على المرشحين اتخاذ اإلجراءات‬ ‫الالزمة لتكوين ملفات الترشح في احترام تام ودقيق للمقتضيات المبينة أعاله علما‬ ‫بأن الكتابة العامة رهن اإلشارة لتقديم توضيحات إضافية لكل استفسار يتعلق‬ ‫بالعملية االنتخابية للمكتب المديري‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫لقجع يسلم درع البطولة اتصاالت المغرب‬ ‫لعميد فريق الوداد الرياضي‬ ‫سلم فوزي لقجع‪ ،‬رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬رفقة سعيد‬ ‫ناصيري رئيس العصبة الوطنية لكرة القدم االحترافية‪ ،‬مساء يومه االثنين ‪12‬‬ ‫يونيو‪ ،2017‬درع البطولة اتصاالت المغرب للموسم الرياضي ‪ 2016/2017‬لعميد‬ ‫فريق الوداد الرياضي إبراهيم نقاش‪ ،‬وذلك بعد نهاية المباراة التي جمعت ناديه‬ ‫بالفتح الرياضي لحساب مؤجل الدورة ‪ 29‬من البطولة التي أقيمت على أرضية‬ ‫المركب الرياضي محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫الجامعة تحدد تاريخ ومكان مباراة المنتخب الوطني‬ ‫أمام مالي‬ ‫حددت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم يوم االثنين ‪ 12‬يونيو ‪,2017‬‬ ‫تاريخ و مكان المباراة الرسمية التي ستجمع بين المنتخب الوطني األول و منتخب‬ ‫مالي ‪ .‬وعليه‪ ،‬سيجرى هذا اللقاء يوم الجمعة فاتح شتنبر ‪ 2017‬على الساعة‬ ‫التاسعة مساء بالتوقيت المحلي المغربي‪ ،‬وذلك على أرضية المجمع الرياضي األمير‬ ‫موالي عبد اهلل بمدينة الرباط‪ .‬وتدخل هذه المواجهة بين األسود ومنتخب مالي‬ ‫في إطار الجولة الثالثة عن المجموعة الثالثة من اإلقصائيات اإلفريقية المؤهلة‬ ‫لنهائيات كأس العالم روسيا ‪ .2018‬ويذكر أن الجامعة الملكية المغربية لكرة‬ ‫القدم كانت قد راسلت يومه اإلثنين كال من الكونفدرالية اإلفريقية لكرة القدم‪،‬‬ ‫واالتحاد المالي لكرة القدم لتأكيد تاريخ ومكان هذه المباراة‪.‬‬


‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 20‬إلى ‪ 26‬يونيو ‪2017‬‬

‫العدد ‪894‬‬

‫في «لحظة وفاء» جمعية «رياض الطرب للموسيقى‬ ‫والسماع الصوفـي» تكرم‬

‫الدكتور عبد الحق بخات‬ ‫لم يشهد المركز الثقافي أحمد بوكمـاخ‪ ،‬منذ افتتـاحه‬ ‫حفال ثقافيا وإعالميا بالروعة والتبهج اللذين طبعا الحفل‬ ‫الموسيقي الذي أقامته جمعية «رياض الطرب للموسيقى‬ ‫والسماع الصوفي» التي أسسهـا ويرأسها الفنان المتألق‬ ‫والمتعدد المواهب‪ ،‬األستاذ سعيد بلقاضي‪.‬‬ ‫الحفل ال��ذي ان��درج في ليالي رمضان الثقافية‪ ،‬حظي‬ ‫بحضور شعبي كبير حيث امتألت القاعة الكبرى للمركز‪ ،‬عن‬ ‫آخرها بجمهور متعدد‪ ،‬أدباء ومثقفون‪ ،‬وفنانون ومنظمات‬ ‫أهلية وعائالت طنجاوية عريقة‪ ،‬حضرت الحفل الذي تميز‬ ‫أيضا بحضور عمدة طنجة األستاذ البشير العبدالوي‪ ،‬الذي‬ ‫يصر على حضور مختلف األنشطة الثقافية والفكرية والرياضية‬ ‫المنظمة من شباب المدينة وروادها‪ ،‬ما جعله ينصهر بسرعة‬ ‫في صلب اهتمامات األهالي ويتفاعل كليا مع متطلباتهم‪،‬‬ ‫خاصة في المجاالت الثقافية والفنية والرياضية ‪.‬‬ ‫جوق جمعية «رياض الطرب للموسيقى والسماع الصوفي»‬ ‫أبدع وأط��رب‪ ،‬وملك على الجمهور إحساسه ومشاعره عبر‬ ‫تقديم باقات رائعة من الموسيقى األندلسية ومن السماع‬ ‫الصوفي‪ ،‬الذي ينساب إلى أعماق المتلقين فينعش فيهم روح‬ ‫التأمل والخشوع‪ ،‬والشعور بالرضا واالطمئنان‪ .‬وبقدر ما أبدع‬ ‫رئيس الجوق األستاذ سعيد بلقاضي في وصالته المنفردة‪،‬‬ ‫تميزت المجموعة الصوتية المكونة من فتيات وشبان في‬ ‫ترتيل األناشيد بطريقة فنية رائعة وتنسيق مبهر‪ ،‬األمر الذي‬

‫حقق تالحما مدهشا بين القاعة والجوق وزاد الحفل بهجة‬ ‫وجماال وبهاء‪.‬‬ ‫طفل من الكورال‪ ،‬دون العاشرة‪ ،‬أبهر الجميع بإنشاد‬ ‫منفرد لوصلة بيتين‪ ،‬بتحكم مبهر في طبقات صوته‪ ،‬متنقال‬ ‫بين «الباس» و «الطينور» بفنية رائعة ومهارة ممتعة‪.‬‬ ‫وتميز هذا الحفل الشيق بفقرة «لحظة وفاء» التي خصت‬ ‫بها جمعية «رياض الطرب للموسيقى والسماع الصوفي»‬ ‫رائدا من رواد اإلعـالم المغربي‪ ،‬الدكتـور عبد الحق بخات‪،‬‬ ‫مدير جريدة طنجة التي تعتبر «قيدومة» الصحافة الوطنية‪،‬‬ ‫وجريدة «الشمال» األسبوعية‪ ،‬والصحيفتان معا تنخرطان‬ ‫كلية في خدمة قضايا اإلنسان المغربي في ما يحقق ظروف‬ ‫وأهداف التنمية الشاملة‪.‬‬ ‫وبالمناسبة‪ ،‬تم تأكيد الجانب األخالقي للمحتفى به الذي‬ ‫يعتبر وجها من الوجوه البارزة في مدينة طنجة‪ ،‬ورائــدا‬ ‫متميزا في مجال اإلعالم الجهوي والوطني‪ ،‬وفاعال سياسيا‬ ‫واجتماعيا نافذا و ناشطا جمعويا كفءا‪ ،‬تميـز بتعـــدد‬ ‫أنشطته في المجالت السياسية والثقافيــة والرياضيــــة‪،‬‬ ‫كما تعددت مبادراته وتنوعت في تشجيع المنظمات‬ ‫الشبابية‪ ،‬ماديا ومعنويا‪ ،‬غايته «تحريك» العمل الثقافي‬ ‫والرياضي وتربية النشء‪ ،‬من أجل بناء مجتمع سليم‪ ،‬سوي‪،‬‬ ‫ومأمون‪.‬‬

‫ثم تقدم عمدة طنجة األستاذ البشير العبدالوي ليقدم‬ ‫للدكتور عبد الحق بخات درع جمعية «رياض الطرب للموسيقى‬ ‫والسماع الصوفي» وتهنئته بالتكريم المستحق الذي حظي‬ ‫به من طرف هذه الجمعية كما حظي به من هيئات ومنظمات‬ ‫أخرى‪ ،‬اعترافا بالدور الذي يقوم به في خدمة طنجة وأهلها‬ ‫وسكانها بوصف عام‪.‬‬ ‫بعد ذلك قدمت الشاعـــرة وداد بنموسى‪ ،‬مديرة مركز‬ ‫المركز الثقافي أحمد بوكمـاخ للدكتور عبد الحق بخــات‪،‬‬ ‫«بورطــري» تم إنجازه بالمناسبة‪.‬‬ ‫وقدمت الطفلة أميرة بلقاضي باقة ورد للدكتور بخات‬ ‫هدية من الجمعية التي يرأسها والدها‪ ،‬عربونا لمحبة واحترام‬ ‫أطفال طنجة‪.‬‬ ‫وفي كلمة مقتضبة‪ ،‬عبر الدكتور بخات عن شكره للجمعية‬ ‫على الكلمات الطيبة التي قيلت في حقه وعلى التكريم الذي‬ ‫حظي به والذ ي قال عنه إنه ربما ال يستحقه‪ ،‬ألن ما قام‬ ‫به ويقوم‪ ،‬جزء من الواجب الملقى على عاتق كل فرد في‬ ‫المجتمع‪ ،‬قادر على البذل والعطاء‪ ،‬خدمة للصالح العام‪.‬‬ ‫وقبل أن يستأنف الجوق أداءه بوصالت من األناشيد‬ ‫الصوفية ومن فن الملحون المرتبط بالسماع والمديح‪،‬‬ ‫أعلن أن الرئاسة الشرفية لجمعية «رياض الطرب للموسيقى‬ ‫والسماع الصوفي» أسندت للدكتور عبد الحق بخات‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫ربورطاج صور ‪ :‬حمودة‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.