Achamal n° 895 le 27 juin 2017

Page 1

‫عيد مبارك �سعيد‬

‫بمناسبة عيد الفطر‪ ،‬يشرف مدير جريدة الشمال‪ ،‬وأعضـاء هيئـة التحرير‬ ‫وكافة العاملين في الجريدة‪ ،‬أن يتقدموا بخالص عبارات التهاني والتبريك‬ ‫إلى حضرة أمير المؤمنين‪،‬‬

‫جاللة الملك محمد السادس‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 895‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪� 2‬شوال‪ 27 / 1438 /‬يونيو �إلى ‪ 3‬يوليوز ‪2017‬‬

‫نصره اهلل‬

‫وإلى ولي العهد األمير موالي الحسن و صنوه األمير موالي رشيد وإلى‬ ‫كافة أعضاء األسرة الملكية الشريفة‪ ،‬وإلى الشعب المغربي األبي‪ ،‬مبتهلين‬ ‫إلى اهلل عز وعال أن يحفظ جاللة الملك ويعينه ويسدد خطـاه‪ ،‬ويحفظه‬ ‫دخرا ومالذا لشعبه الوفي‪ ،‬ويعيد أمثـال هذا العيد السعيد على جاللته‬ ‫بموفور الصحة والعافية والعمر المديد‪.‬‬

‫«الباك» جهة الشمال‬

‫* من جديد اإلناث يتفوقن على الذكور وينهون «ذكورية» الباك‬ ‫* رغم «الحراك» شباب الحسيمة يحقق نسبة نجاح تفوق المعدل الوطني‬ ‫* نتائج الباك تسجل «تحسنا» بنسبة ‪ 1,13‬بالمائة بين ‪ 2016‬و ‪2017‬‬

‫رغم‬

‫«الحراك» الذي يلهب شوارع الحسيمة‪ ،‬فوق الثامية أشهر‪ ،‬ويحول حياة األسر إلى جحيم بسبب اإلصابات أو االعتقاالت التي يتعرض لها‬ ‫المحتجون‪ ،‬وبسبب انسداد االفق في وجه المحتجين‪ ،‬خاصة الشباب‪ ،‬أمام تراكم المشاكل االجتماعية واالقتصادية والتنموية‪ ،‬وتماطل‬ ‫المسؤولين في تنفيذ البرامج التنموية التي التزموا بها‪ ،‬فإن تلميذات وتالميذ الحسيمة‪ ،‬إيمانا منهم بأن العلم هو الطريق األسلم واألقرب لتحقيق‬ ‫المبتغى والمراد‪ ،‬لم يثنيهم النزول اليومي إلى الشارع‪ ،‬عن الدرس والتحصيل‪ ،‬واكتساب العلم الذي به تتحقق األهداف و تدرك الغايات‪.‬‬ ‫وهكذا حقق أبناء الحسيمة إناثا وذكورا‪ ،‬نسبة نجاح في امتحانات البكالوريا لهذه الدورة‪ ،‬فاقت المعدل الوطني إذ بلغت ‪ 61,30‬بالمائة مقابل ‪50,28‬‬ ‫بالمائة‪ ،‬وطنيا‪ ،.‬حسب أرقام أكاديمية الجهة‪.‬‬ ‫األرقام الرسمية ألكاديمية الجهة تشير إلى أن العدد اإلجمالي للمترشحين من الجنسين بلغ ‪ 3.421‬وأن نسبة النجاح بلغت ‪ 61.30‬بالمائة‪ ،‬من أصل‬ ‫‪ 2097‬مرشحا ومرشحة ‪ ،‬منهم ‪ 1012‬ناجحة من أصل ‪ 1520‬من المرشحات‪ ،‬و‪ 1085‬من الناجحين من أصل ‪ 1901‬من المرشحين الذكور‪ ،‬وهو إنجاز كبير‬ ‫ال يمكن إال أن نسجله لبنات وأبناء الحسيمة‪ ،‬الذين نجحوا في أن يزاوجوا بين نضالهم الشعبي من أجل تحقيق مطالب تفتح أمامهم أبواب الرقي‪ ،‬ثقافيا‬ ‫واجتماعيا‪ ،‬وبين تحصيلهم العلمي الذي يضمن لهم تحقيق ذواتهم وترسيخ هويتهم الوطنية‪ ،‬والتأثير‪ ،‬مستقبال‪ ،‬على سير األمور من أجل غد أسعد‬ ‫وأضمن لجميع المغاربة‪.‬‬ ‫(�ص ‪)4‬‬


‫الثالثاء ‪ 27‬يونيو �إلى ‪ 03‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪895‬‬

‫‪2‬‬

‫املناظرة الوطنية حول احل�سيمة‪:‬‬ ‫إنجاز‪ ..‬مسابقة شبابية بطنجة‬ ‫الختيار أفضل المقاوالت التضامنية‬ ‫سوء في التسيير و فوضى في التعاطي مع الوضع‬ ‫الناشئة لسنة ‪2017‬‬ ‫شهـدت جلســات المناظـــرة الوطنيــة‬

‫حول الوضع بالحسيمة‪ ،‬والتي نظمتها جهة‬ ‫طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمــة‪ ،‬يــوم الجمـــعــة‬ ‫المنصرم‪ ،‬اختالالت واضحـــة في التسييــر‬ ‫والتنسيق‪ ،‬خصوصــا جلســـات المســـاء‪ ،‬والتي‬ ‫انصبت محاورها في عمق اآلليات المؤسساتية‬ ‫والتشاركية لتجاوز الوضع القائم‪ ،‬ما استدعى‬ ‫تدخـــل العديـــد من األشخــاص والهيئات‬ ‫بطريقة عشوائية دون تنظيم محكم من طرف‬ ‫اللجنة المسيّرة والتي تكونت من عناصر ال‬ ‫عالقة لها بحراك الحسيمة أو بأجهزة الدولة ال‬ ‫من قريب وال من بعيد‪.‬‬ ‫تدخالت الحضور دعت إلى رفـــع مظاهــر‬ ‫الحصار األمني عن إقليم الحسيمة‪ ،‬واعتبر‬ ‫أستاذ للقـــانون الدستوري أن اإلنتشار الكثيف‬ ‫وال��ق��وي لرجال األم��ن «يشكل استفـــزازا‬ ‫للساكنة وترهيبا لها‪ ،‬واتهاما لها بالنزوعـــات‬ ‫اإلنفصاليةوبتهــديــدهــــالمصلحـــةالوطن‬ ‫والنظام العام»‪ ،‬وأضـــاف ّ‬ ‫أن «الحصار األمني‬ ‫«مثابة تهديد للحقوق والحريات‪ ،‬والسيمـــا‬ ‫الحـــق في التظاهــر السلمي والحق في‬ ‫التنقل»‪.‬‬ ‫وأردف المتحدث ذاتــه‪ ،‬ال��ذي وصف‬ ‫اإلعتقاالت التي طالت عددا من نشطــاء حَراك‬ ‫الريف بـ»العشوائية والتعسفية»‪َّ ،‬‬ ‫وأن «كثرة‬ ‫األمن تهدد األمن‪ ،‬وتهدد الحرية واالستقرار»‪،‬‬ ‫الفتا إلى َّ‬ ‫أن الحصــار األمنـــي «يُعتبر اعتداء‬ ‫ماديا يمس بحقوق وحريات مضمونة‪ ،‬يحق‬ ‫المطالبة برفعه أم��ام قضاء المستعجالت‬ ‫بالمحكمة اإلداري��ة المختصة‪ ،‬كما أنه يكلف‬ ‫خزينة الدولة مبالغ مالية كان يمكن رصدها‬ ‫لإلستجابة للمطالب الحقوقية واإلقتصادية‬ ‫واإلجتماعيةللساكنة»‪.‬‬ ‫و ف��ي خضــم النقــاش العشوائي‪،‬‬ ‫تعالت األص��وات وعم الضجيج داخل الفضاء‬ ‫ال��ذي احتضن المناظرة الوطنية في شقها‬ ‫الثاني‪ ،‬بعدما طالب الحاضرون بخروج الشيخ‬ ‫محمد الفيزازي من قاعة المناظرة نظرا‬ ‫لمواقفه المعادية للحراك‪ ،‬وقد أعرب شاب‬ ‫ضمن الحضور في مداخلته عن مدى شعوره‬ ‫باإلستفزاز بحضور شخص شيطن الحراك‬ ‫الشعبي واتهم نشطاءه باإلنفصال وخيانة‬ ‫الوطن‪ ،‬مضيفا أنه كان مستغربا من مواقف‬ ‫الفيزازي “المتغيرة” واإلنفصامية قبل وبعد أن‬ ‫يسجن ويصدر في حقه حكم ‪ 30‬سنة سجنا‬ ‫حسب المتدخل‪.-‬‬‫و رغم عدم ذكر المتدخل السم الشيخ‬ ‫الفيزازي في مداخلته إال أن هذا األخير شعر‬ ‫أنه المعني بما جاء على لسان الشاب‪ ،‬ليقف‬ ‫بعد ذلك محاوال أخذ كلمته كحق في الرد‪ ،‬غير‬ ‫أن الحضور فاجأه بالصراخ في وجهه مطالبين‬ ‫إياه بالخروج من القاعة بأصوات تصيح “ارحل‬ ‫ارحل”‪.‬‬

‫و ك��ان الفيزازي قد أع��رب عن مواقفه‬ ‫السلبية من ال��ح��راك الشعبي الريفي في‬ ‫مجموعة من الخرجات‪ ،‬متهما النشطاء بالخونة‬ ‫اإلنفصاليين والتعامل والتخابر مع جهات أجنبية‬ ‫وكذا الضرب في المقدسات‪.‬‬ ‫مناظرة إلياس العماري القت العديد من‬ ‫المالحظات السلبية‪ ،‬فكرة وتسييرا وخالصة‪،‬‬ ‫وهذا ما جعل حزب العدالة والتنمية يقاطع‬ ‫بشكل مطلق أشغال المناظرة‪ ،‬وأعلن محمد‬ ‫البشير العبدالوي‪ ،‬المسؤول الجهوي لحزب‬ ‫العدالة والتنمية بجهة طنجة ‪ -‬تطوان ‪-‬‬ ‫الحسيمة‪ ،‬عن مقاطعة الحزب ‪ ‬لكافة أطوار‬ ‫المناظرة‪ ،‬حيث أضاف العبدالوي‪ ،‬في بيان صادر‬ ‫عن الحزب‪ ،‬أن المناظرة التي أعلن عنها إلياس‬ ‫العماري رئيس جهة طنجة‪ -‬تطوان‪-‬الحسيمة‬ ‫بشكل انفرادي «هي محاولة للتغطية عن‬ ‫الفشل في تدبير شؤون الجهة وباقي الجماعات‬ ‫الترابيةبالحسيمة»‪.‬‬ ‫و وص��ف العبدالوي ه��ذه المناظرة ب‬ ‫«المعزولة عن سياقها والغير واضحة الخلفيات‬ ‫واألهداف»‪ ،‬كما اعتبــرها في الوقت نفسه مجرد‬ ‫«هروب من المأزق السياسي لمنظمها‪ ،‬وتهربا‬ ‫من تحمل المسؤولية السياسيـــة‪ ،‬وتغطــيـــة‬ ‫عن اإلرتبــــاك في التعاطي مع الوضـــع في‬ ‫الحسيمة‪.‬‬ ‫و في متم المناظرة الوطنية المنظمة‬ ‫لمناقشــة الوضــع الراهــن في الحسيمــة‪،‬‬ ‫خلص المشاركون إلى ضرورة اعتماد «مقاربة‬ ‫تنموية جديدة تشرك ساكنة اإلقليم في بلورة‬ ‫تصور يستحضر بعد النوع اإلجتماعي‪ ،‬ووضع‬ ‫وتنفيذ ومتابعة وتقييم كافة المشاريع الجاري‬ ‫تنفيذها أو المزمع إنجازها باإلقليم والتفعيل‬ ‫المستعجل وال��ج��اد ل��دور مؤسسة الجهة‬ ‫باعتبارها أحد الممثلين‪ ،‬دستوريا‪ ،‬لساكنة‬ ‫اإلقليم وتمتيعها بكل الصالحيات المنصوص‬ ‫عليهاقانونا»‪.‬‬ ‫ودعت اللجنــة المنظمة للمناظرة‪ ،‬إلى‬ ‫«إلزامــيـــة وضــع حــد للمقاربـة األمنيــة‬ ‫الصــرف‪ ،‬دون المســاس بالدور المنـوط‬ ‫بالقوى العمومية في مجال الحفاظ على أمن‬ ‫األشخاص والممتلكات‪ ،‬ونبذ كل أشكال العنف‬

‫والتهديد والترهيب‪ ،‬إن بكيفية مباشرة أو‬ ‫غير مباشـــرة»‪ ،‬وإلى «االلتزام‪ ،‬بشكل قطعي‪،‬‬ ‫بالحوار الرصين والمسؤول‪ ،‬منهجا وسبيال‪ ،‬من‬ ‫أجل إيجاد الحلول الناجعة واالستعجالية لكافة‬ ‫المشاكل التي يُعاني منها إقليم الحسيمة»‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬أصدرت اللجنة المنظمة‬ ‫للمناظرة الوطنيـــة حول الوضــع بإقليـــم‬ ‫الحسيمـــة‪ ،‬عــددا من التــــوصيــات‪ ،‬أبرزها‬ ‫«إط�لاق س��راح جميـــع المعتقليـن‪ ،‬وإيقاف‬ ‫المتابعات‪ ،‬وإلغاء مذكـــرات البحث في حـق‬ ‫المبحوث عنهم‪ ،‬ورفــــع مظاهــر الحضـــور‬ ‫األمني‪ ،‬وانسحاب القوات العمومية‪ ،‬من أجل‬ ‫عودة الهدوء والطمأنينة‪ ،‬ونزع فتيل التوتر‬ ‫واالحتقان والتصعيد‪ ،‬وصوال إلى استعـــادة‬ ‫الثقة بن كافة األطراف؛ وفتح تحقيق قضائي‬ ‫بشأن جميع االنتهاكات التي طالت حقوق‬ ‫األفراد‪ ،‬بما فيها التعذيب»‪.‬‬ ‫كما أوصت بـ «اعتمـاد إجراءات استعجالية‬ ‫لفائدة ساكنــة إقليم الحسيمة والتوافق‬ ‫على إحـداث اآلليات الضرورية لتنفيذ البرامج‬ ‫والمشاريع ذات الصلة بالمطالب االقتصــاديـــة‬ ‫واالجتماعـــيـــة والثقافيــــة المستعجلة»‪،‬‬ ‫إلى جانب «العمل على تنفيذ توصـيــــات‬ ‫هيئــة اإلنصــاف والمصالحـــة المتعلقـــة‬ ‫بجــبــــر الضــرر الجماعـي؛ مــع التأكيــد‬ ‫على المصالحــة مع تاريخ الريف واالعتراف به‪،‬‬ ‫وتوفيــر االعتمادات المالية الالزمة لذلك»‪ .‬‬ ‫ودع��ت اللجنة المنظمة إل��ى «إح��داث‬ ‫لجنة للتتبع لتنفيذ توصيات المناظرة تضم‬ ‫في عضويتها ممــثــالت وممثلين عن جهة‬ ‫طنجة‪ -‬تطوان‪ -‬الحسيمـة‪ ،‬عن النشطاء في‬ ‫االحتجاجـــات‪ ،‬عن اللجنـــة التحضيريــــة لهذه‬ ‫المناظرة‪ ،‬عن وزارة الداخليــة‪ ،‬عن وزارة حقــوق‬ ‫اإلنســـان‪ ،‬عن وزارة العدل‪ ،‬عن المجلس‬ ‫الوطني لحقوق اإلنسان»‪ ،‬مطالبة في الوقت‬ ‫ذاته المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬ ‫بإعداد رأي استشاري للنموذج التنموي لمنطقة‬ ‫الريف‪ .‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫«المنظمة المغربية لإلعالم الجديد» و «جريدة طنجة»‬ ‫تنظمان‪ ،‬حفل إفطار على شرف نزالء األحداث‬ ‫بالسجن المدني بطنجة‬

‫ً‬ ‫تنفيذا لبرنـامجها السنــوي‪ ،‬وفي غمرة‬ ‫األعمال االجتماعية الخيرية التي تقام بمناسبة‬ ‫شهر رمضان األبرك‪ ،‬والتي تعكس قيم التضامن‬ ‫والتكافل االجتماعي‪ ،‬هذا الحفـل الذي أقيــم‬ ‫بطعم تضامني وإحساني ‪.‬‬ ‫اإلف��ط��ار ال��ذي نظم ي��وم الجمعة ‪28‬‬ ‫رم��ض��ان ال��ج��اري على ش��رف ال��ن��زالء أثثـه‬ ‫األستـاذ الدكتور عبد اهلل عبد المومن بدرس‬ ‫توعوي ديني قيم‪ .‬مرر من خالله العديد من‬ ‫النصائح التي القـت استجابــة طيبـة من لدن‬ ‫النـزالء األحداث‪.‬‬ ‫و في أجواء مليئة بقيم التآخي والتضامن‪،‬‬ ‫تم تنظيم ه��ذا اإلف��ط��ار الجماعي الخيري‬ ‫التطوعي‪ ،‬الذي يأتي في سيــاق أنشطــة‬ ‫الجمعية خالل الشهر الفضيل‪ ،‬وتحت إشراف‬ ‫مدير جريدة طنجة الدكتور عبد الحق بخات‬ ‫ومجموعة من أعضــاء الجمعـيــة و الطاقم‬ ‫الصحفي‪ .‬حيث قام الساهــرون على إحيـــاء‬ ‫هذا اإلفطار الجماعي بالتواصل مع السجناء‬ ‫والجلوس معهم على مائدة اإلفطار في أجواء‬ ‫فرح تدعو إلى التكافل ‪.‬‬ ‫وتتوخى المنظمة المغربية لإلعالم الجديد‬ ‫و إدارة جريدة طنجة‪ ،‬من خالل تنظيم هكذا‬ ‫أنشطة رمضانية نشر مبادئ التكافل والتضامن‬ ‫اإلجتماعيين‪ ،‬وتحقيق المساواة بين كافة أفراد‬ ‫المجتمع‪ ،‬كما تهدف إلى الرقي بروح التضامن‬ ‫مع السجناء والتحسيس بأهمية بناء جسور‬ ‫التواصل معهم واإلهتمام بأوضاعهم وكذا‬

‫الدكتور عبد اهلل عبد المومن‬ ‫أثناء إلقاء الدرس الديني‬

‫التعبير عن اإلهتمام الذي توليه المنظمة لهذه‬ ‫الفئة من المجتمع‪.‬‬ ‫و ل�لإش��ارة‪ ،‬ف��إن ه��ؤالء األش��خ��اص ما‬ ‫أحوجهم إل��ى كل لمسة إنسانية‪ ،‬تنقذهم‬ ‫من حالة اإلحباط التي تحاول أن تسيطر على‬ ‫تفكيرهم‪ ،‬حيث يستنشق السجناء رائحة العزلة‪،‬‬ ‫وهم يحاولون تشحيم ذاكرة لم تعد قادرة على‬ ‫استحضار ما تبقى في علبة ذكريــات صدئــة‪،‬‬ ‫فوراء أسوار السجون بربوع مملكتنا الحبيبة ألف‬ ‫حكاية وحكاية ألشخاص أصدرت األق��دار في‬ ‫حقهم حكما بالحرمان من الحرية‪..‬‬ ‫و الشكر الموصول إلدارة السجن المدني‬ ‫بطنجة على مجهوداتهم الملموسة لإلرتقاء‬ ‫بالمؤسسة السجنية و العمل على تأهيل النزالء‬ ‫و مواكبتهم ليعتنقوا يوما أحضان الحرية و هم‬ ‫نقاة‪.‬‬

‫نظمت مؤسسة إنجاز المغــرب والنادي‬ ‫التطوعي بطنجة مسـاء يوم األربعاء‪ ،‬مسابقة‬ ‫جهوية إلختيار أحسن مقاولـة تطوعية شابة‬ ‫لمدينة طنجة الكبرى‪ ،‬وتم هذا بشراكة مع‬ ‫المؤسسة التابعة للشركــة الوطنيــة لسكـــك‬ ‫الحديدية الفرنسية ‪ ، SNCF‬حيــث حضر هذه‬ ‫التظاهرة مجموعة من الشخصيات ‪.‬‬ ‫وفي تصريح لحميد األزه��ر‪ ،‬نائب رئيس‬ ‫نادي مستشاري إنجاز المغرب‪ ،‬أكد ‪ :‬أن «الدورة‬ ‫السادسة في جهة طنجة تطوان شهدت تحسنا‬ ‫كبيرا نظرا لشركات المشاركة في المسابقة‬ ‫والمنتوجات المعروضة »‪.‬‬ ‫وأض���اف ف��ي نفس ال��ص��ـ��دد‪« :‬عرفت‬ ‫هذه ال��دورة مشاركة جميــع المجاالت تقريبا‬ ‫التكنولوجية والتقليدية والطاقية‪ ،‬وجل المجاالت‬ ‫الحيوية التي تزخر بها المنطقة »‪.‬‬ ‫وتم خالل المسابقة تتويج مقاولين شباب‬ ‫من ثانوية ابن الخطيب بطنجة‪ ،‬بجائزة أفضل‬ ‫مقاولة تضامنية ناشئة في فئة الثانويات لسنة‬ ‫‪ ،2017‬نظير مقاولتهم المسماة «سويتش‬ ‫كومباني»‪ ،‬وذلك في إطار المسابقة الجهوية‬ ‫العاشرة ألفضل مقاولة ناشئة‪.‬‬ ‫ومن خالل هذه الجائـزة‪ ،‬التي أطلقتهـا‬ ‫جمعية إنجاز المغرب والنادي التطوعي بطنجة‬ ‫بشراكة مع مؤسسة (إس إن سي إف) ‪ ،‬سيمثل‬ ‫مقاولو”سويتش كومباني” الشباب‪ ،‬وهم تالميذ‬ ‫السنة األولى من التعليم الثانوي التأهيلي‪ ،‬جهة‬ ‫الشمال في المسابقة الوطنية ألفضل مقاولة‬ ‫ناشئة لسنة ‪ ،2017‬التي ستنظم في ‪ 12‬شتنبر‬ ‫المقبل بالدار البيضاء‪.‬‬ ‫ويهدف منتوج “بولي هيلبر” الذي يقترحه‬ ‫المخترعون الشباب‪ ،‬إلى االستجابة للحاجيات‬ ‫األساسية لمستعملي الهواتف الذكية من خالل‬ ‫جهاز شحن وكاميرا خارجية للمراقبة وحافظ‬ ‫للبيانات يمكن ربطه بالحاسوب‪.‬‬ ‫وعادت جائزة التكنولوجيا الجديدة لتالميذ‬ ‫ثانوية ابن بطوطة نظير مقاولتهم الناشئة‬ ‫“إس بي إس”‪ ،‬فيما عادت جائزة التنقل و البيئة‪،‬‬ ‫على التوالي‪ ،‬لتالميذ ثانوية قصر الصغير عن‬ ‫مقاولتهم “بروصاك”‪ ،‬وعباس السبتي عن منتوج‬ ‫“غرين غولد”‪.‬‬ ‫وبخصوص جائزة االبتكــار‪ ،‬فقــد عــادت‬ ‫لتالميذ ثانوية أبي بكر الرازي عن مقاولتهم‬ ‫“سيف هاوس”‪ ،‬وجائزة أفضل فريق للمقاولين‬ ‫الشباب من ثانوية موالي يوسف بطنجة عن‬

‫مقاولتهم “اليت ماي وورد”‪.‬وعادت جائزة لجنة‬ ‫التحكيم لتالميذ ثانوية جابر ابن حيان بتطوان‬ ‫عن مقاولتهم الناشئة “بوكينغ باس”‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬عبر عضو لجنة التحكيم‬ ‫والمسؤول بصندوق الضمان المركزي بطنجة‬ ‫محمد أمين أناغام عن “اندهاشه” و”إعجابه”‬ ‫بجودة المشاريع المقدمة‪ ،‬وروح المبادرة ودرجة‬ ‫التزام هؤالء المقاولين الشباب‪ ،‬مؤكدا على‬ ‫ض��رورة دعم هذه المبادرات المبتكرة حتى‬ ‫تتجسد على أرض الواقع وتخدم المجتمع‪ ،‬من‬ ‫خالل مشاريع مقاوالت‪.‬‬ ‫وشدد على أن هــذه المبــادرة تهـــدف‬ ‫باألساس إلى تلقين الشـبــاب قيم االبتكار‬ ‫والتميز وااللتزام والتضامن والمقاولة‪ ،‬مبرزا أن‬ ‫المعايير المتبعة في انتقاء أفضل مقاولة تتمثل‪،‬‬ ‫باألساس‪ ،‬في االبتكــار وروح الفريــق وجودة‬ ‫التقديم الشفوي والتقرير‪ ،‬عالوة على المهارات‬ ‫البسيطةللمتبارين‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬قالت المندوب العام ل”إنجاز‬ ‫المغرب” أمينة ناصري‪ ،‬إن هذه المقاوالت‬ ‫الناشئة جسدت كافة قيم المقاولة وروح االبتكار‪،‬‬ ‫بفضل مواكبة ودعم المؤطرين الذين آمنوا‬ ‫بقدرات التالميذ المغاربة على خلق منتجات‬ ‫وخدمات مبتكرة‪ ،‬والدفاع عنها لدى المستهلك‪،‬‬ ‫مبرزة أن المنافسة النهائية ستفرز أفضل‬ ‫مقاولتين ناشئتين في فئتي الثانوي التأهيلي‬ ‫والجامعي‪ ،‬بهدف تحديد الفريق الذي سيمثل‬ ‫المغرب في مسابقة أفضل مقاولة عربية ناشئة‬ ‫لسنة ‪ ،2017‬التي تجمع شبابا من ‪ 14‬دولة من‬ ‫منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا األعضاء‬ ‫في شبكة “إنجاز العرب”‪.‬‬ ‫أما رئيس النادي التطوعي إنجاز بجهة‬ ‫طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة‪ ،‬طارق مودني‪ ،‬فأشار‬ ‫إلى أن دورة هذه السنة تميزت بمشاركة‬ ‫‪ 16‬مقاولة ناشئة‪ ،‬استفادت طوال السنة من‬ ‫مواكبة ودعم فريق من الخبراء في المجاالت‬ ‫االقتصادية واالجتماعية والصناعية‪ ،‬من شأنها‬ ‫إدماج الشباب بعالم المقاوالت وتمكينهم من‬ ‫إبراز روح االبتكار والمعرفة لديهم‪.‬‬ ‫وتهدف جمعية “إنجاز المغرب” العضو‬ ‫بشبكة إنجاز العرب‪ ،‬التي أحدثت سنة ‪،2007‬‬ ‫إلى إدخال الشباب إلى عالم المقاوالت وخلق‬ ‫مقاولين شباب‪ ،‬وتمكينهم من إبراز قدراتهم‬ ‫ومواهبهم عبر إش��راك المقاولة في التعليم‬ ‫العمومي‪.‬‬

‫المؤرخ المغربي الطيب بياض‬ ‫في ضيافة القصر الكبير‬ ‫تنظم الجامعــة للجميــع للتعلــم‬ ‫مدى الحياة بالقصر الكبير و جمعية ابن‬ ‫رشد‪ ‬للبحث والتواصل بالقصر الكبير ندوة‬ ‫علمية دولية حول‪ « :‬الذهنية المغربية بين‬ ‫التقليد والتحديث‪ :‬بين القرنين السابـــع‬ ‫عشر والعشرين»‪ ،‬والتي ستتمحور حول‬ ‫كتاب‪« :‬رحالة مغاربة‪ ‬في‪ ‬أوروبا» لألكاديمي‬ ‫المغربي الطيب بياض‪.‬‬ ‫وسيعرف اللقاء مشاركة نخبة من‬ ‫األكاديميين من داخل المغرب وخارجه‪:‬‬ ‫• الطيب بياض (كلية اآلداب والعلوم‬ ‫اإلنسانية عين الشق بالدار البيضاء) ‪.‬‬ ‫• عبد اإلله المنصوري (مؤسسة محمد‬ ‫عابد الجابري‪ ‬للفكر والثقافة‪ /‬الرباط )‪.‬‬ ‫• رشيد الحور (جامعــــة سالمنكا‪/ ‬‬ ‫إسبانيا)‪.‬‬ ‫• مصطفى الغرافي (كلية اآلداب والعلوم‬ ‫اإلنسانيةمكناس)‪.‬‬ ‫• أنوار الترفاس ( المديرية اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية‪ /‬العرائش)‪.‬‬ ‫يقدم اللقاء الناقد والروائي ‪ :‬عبد اإلله المويسي ‪.‬‬

‫وذلك يــوم الخميــس ‪ 29‬يونيـو ‪ 2017‬بدار الثقافــة الجديدة على‬ ‫الساعة ‪ 18.00‬مساء‪.‬‬


‫الثالثاء ‪ 27‬يونيو �إلى ‪ 03‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪895‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫في معرض حديثنا عن األعياد‪ ،‬وكيف كانت أيام زمان‪ ،‬وكيف أصبحت في‬ ‫هذا الزمن‪ ،‬انبرى أحدنا قائال‪ :‬إنه فقد طعم العيد‪ ،‬يوم فقد أمه‪ ،‬فلم يعد للعيد‬ ‫بعدها لون وال طعم وال رائحة‪.‬‬ ‫كانت (غطاء َ‬ ‫المكبّ) فلما أرادها اهلل إلى جواره‪ ،‬انكشف الغطاء‪ ،‬وتشتت‬ ‫ُ‬ ‫الشمل‪ ،‬وغدا العيد شاهدا على انفراط عِقد األسرة‪ ،‬وتساقط حباته‪.‬‬ ‫فمنا من يفضل قضاءه خارج تطوان‪ ،‬ومنا من (يدخل سوق رأسه) ويقضيه‬ ‫كيفما اتفق‪ ،‬ومنا من يمر به مر الكرام‪.‬‬ ‫افتقدنا «ا ّللمّة»‪ ،‬وافتقدنا صلة الرحم‪ ،‬وافتقدنا الضحكة الصافية التي‬ ‫كانت تنبع من القلب‪ ،‬وافتقدنا كأس الشاي المنعنع‪ ،‬وافتقدنا كعك العيد‪،‬‬ ‫وافتقدنا وافتقدنا‪...‬‬ ‫قلنا له‪ :‬لقد (قلبتها دْراما)‪ ،‬وصيّرت العيد مأتما‪.‬‬ ‫قال‪ :‬هذا هو الواقع‪ .‬أين البساطة التي كانت تطبع أعيادنا؟ أين زيارة األهل‬ ‫واألحباب؟ أين اجتماعنا على مائدة واحدة وصينية واحدة؟‬ ‫قبل العيد‪ ،‬تجدنا نتفادى الخروج إلى األسواق‪ ،‬ألن أسواقنا في هذه‬ ‫المناسبات‪ ،‬تشهد تهافتا غريبا ومخيفا على اقتناء الحاجيات‪ ،‬وشراء الضروريات‪،‬‬ ‫وكأنها ستنفد من المتاجر والدكاكين‪.‬‬ ‫وفي العيد‪ ،‬ال نتفقد أقاربنا وأصدقاءنا‪ ،‬وال نربط بهم الصلة‪.‬‬ ‫وبعد العيد‪ ،‬نحصي مكاسبنا وخسائرنا‪ ،‬فنجد أننا لم نخرج منه بخير‪ ،‬وإنما‬ ‫حدنا عن الصواب‪ ،‬وأسرفنا على أنفسنا وعلى أبنائنا‪ ،‬وترتبت علينا ديون وتبعات‪.‬‬ ‫ثم أخذ يردد‪:‬‬ ‫عيـد بأيــة حال عدتَ يا عيد بما مضى أم ألمر فيك تجديد؟‪.‬‬ ‫فقلنا له‪ :‬إن المتنبي هنا يتوق إلى الجديد‪ ،‬وأنت تتأسف وتتأسى على التليد‪.‬‬ ‫قال‪ :‬الجديد في نظري هو ضبط وتنظيم أعيادنا‪ ،‬وعدم االنسياق مع مظاهر‬ ‫اإلسراف والتبذير‪.‬‬ ‫وكل عام ونحن وأعيادنا بخير‪.‬‬

‫النسيج المدني بوزان يتشاور من أجل تفعيل‬ ‫آليات المشاركة المواطنة‬

‫التشخيص والتفكيـــر المشتـــرك بين‬ ‫مختلف الفاعلين بدار الضمانة الكبرى حول‬ ‫واقع نسيجها الجمعوي‪ ،‬والبحث عن أنجع‬ ‫سبل وصيغ التأثير من أجل بناء ديمقراطية‬ ‫تشاركية ومشاركة مواطنة‪ ،‬شكل محور‬ ‫اللقاء اإلقليمي للتشاور حول تفعيل مبادئ‬ ‫وآليات المشاركة الذي دعت له جمعية‬ ‫الحمامة البيضاء لحقوق األشخاص في‬ ‫وضعية إعاقة بالمغرب‪ ،‬واحتضن أشغاله‬ ‫يوم الثالثـاء ‪ 20‬يونيــه الجاري فضاء دار‬ ‫الشباب المسيرة ‪.‬‬ ‫‪ ‬اللقاء التشاوري انطلق بجلسة افتتاحية‬ ‫ثمن فيها رئيس جمعية الحمامة البيضاء‪،‬‬ ‫وممثل المجلس اإلقليمي‪ ،‬ورئيس المجلس‬ ‫البلدي‪ ،‬تنظيم هذا اللقاء الذي يجمع حول‬ ‫نفس المائدة‪ ،‬ثلة من الفاعلين المدنيين‬ ‫والمؤسسات المنتخبة‪ ،‬وقطاعات حكومية‪،‬‬ ‫وذلك بغاية التفكير الهادئ والرزين الذي‬ ‫يضع قطار المشاركة المواطنة كما جاء‬ ‫بها دستور ‪ 2011‬فوق سكة المشروع‬ ‫الديمقراطـي الحداثـي‪ ،‬والسعي المشتـرك‬

‫من أجل مأسسة وتفعيل آليات الديمقراطية‬ ‫التشاركية ‪.‬‬ ‫‪ ‬وقبــــل أن يتـــوزع المشــاركـــون‬ ‫والمشاركات في اللقاء على ورشتين المست‬ ‫األولى وضعية النسيج الجمعوي بإقليـم‬ ‫وزان‪ ،‬بينما الثانية تمحورت حول ديناميات‬ ‫الحوار والتشاور باإلقليم‪ ،‬كان مدير «برنامج‬ ‫سياسات ترابية دامجة‪ ....‬مجتمـع مدنــي‬ ‫موازي» قد ذكر بسياق إطالق هذا البرنامج‪، ‬‬ ‫وهو السياق الذي يتميز بدينامية إعمال‬ ‫األحكام الدستورية المتعلقة بالديمقراطية‬ ‫التشاركية‪ ،‬وتنامــي المطالبــة المدنيـــة‬ ‫بضرورة بناء سياسـات عموميـة دامجــة‪.‬‬ ‫وشدد المدير وهــو يستعرض الخطوط‬ ‫العريضة للبرنامج الذي تنجزه الجمعية‬ ‫بدعم مالي من «الوكالة األمريكية للتنمية‬ ‫الدولية» بأن البرنامج الذي سيمتد على‬ ‫أربع سنوات‪ ،‬يسعى إلى تعزيز التموقع‬ ‫المؤسساتي لجمعيات المجتمــع المدني‬ ‫بجهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬بغاية‬ ‫التأثير على وضع وتنفيذ وتقييم السياسات‬

‫الترابية‪ ،‬وفقــا لمبادئ وقيــــم المساواة‬ ‫واإلنصاف واإلدماج ‪.‬‬ ‫‪ ‬اللقاء أسدل الستار على أشغاله بجلسة‬ ‫ختامية تقاسم فيها المشاركات والمشاركون‬ ‫خالصات أشغال الورشات‪ ،‬والمصادقة على‬ ‫حزمة من التوصيات ( سنعمل على نشرها‬ ‫الحقا) ‪.‬‬ ‫‪ ‬يذكر بأن هذا اللقاء شارك في أشغاله‬ ‫وتنشيط ورشتيه حوالـــي ‪ 70‬مشاركــــا‬ ‫ومشاركة يمثلون النسيج الجمعوي باإلقليم‪،‬‬ ‫وعضوات وأعضاء هيئات ‪ ‬المساواة وتكافؤ‬ ‫الفرص ومقاربة النوع بالجماعات الترابية‪،‬‬ ‫ومنتخبـــون ومنتخبـــات‪ ،‬وأكاديميــــون‪،‬‬ ‫والمديرة اإلقليمية للشباب والرياضـــة‪،‬‬ ‫والمدير اإلقليمي للتعاون الوطني‪ ،‬ورئيسي‬ ‫مصلحتين بالمديرية اإلقليمية للتربية‬ ‫الوطنية‪ ، ‬والمكلفان بالتواصل بجماعة‬ ‫وزان ومديرية التعليم‪ ،‬ونشطاء في الحقل‬ ‫اإلعالمي‪ ،‬وفعاليات أخرى ‪.‬‬

‫محمد حمضي‪ ‬‬

‫شهـادة ‪..‬‬ ‫*‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫أخي عبد السالم ‪:‬‬ ‫يوم كنا دالئل عنفوان‪..‬‬ ‫لمحتك من بعيد في مؤتمر طالبي بثانوية موالي إدريس‬ ‫بفاس في غضون السنة الجامعية ‪1967‬ـ ‪.1968‬‬ ‫وشاء قدر اهلل أن تجمعني بك في طنجة ـ مدينة المواطن‬ ‫العالمي ابن بطوطة ـ لحمتا ‪ :‬التدريس بمتعلقاته‪..‬والعمل‬ ‫المدني والتداول الثقافي بقضاياه ؛ خاصة بعد مشاركتنا في‬ ‫تأسيس فرع الجمعية المغربية لمدرسي اللغة العربية في‬ ‫نسختها المزيدة والمنقحة منتصف سبعينيات القرن الماضي‪،‬‬ ‫يوم كنت ـ وما زلت ـ من كبار المدافعين على اللسان العربي‬ ‫المبين في هذا البلد األمين‪..‬‬ ‫أخي عبد السالم ‪:‬‬ ‫كان صديقنا النادرة المرحوم سيدي عبد اهلل المرابط‬ ‫الترغي خيطا روحيا ناظما لصداقتنا المديدة‪..‬‬ ‫في منزله كنا نلتئم ( أحمد الطريبق‪ ،‬أحمد أحشاد ‪ ،‬سعيد‬ ‫ابن األحرش ‪ ،‬عبد الجليل بادو ‪ ،‬محمد كنون‪ )..‬للتحادث في‬ ‫موضوعات‪ ..‬ننتهي فيها الندهاش من تعقيبات سيدي عبد‬ ‫اهلل رحمه اهلل ‪ ..‬وقد كان فيها يعارض بالكتب حرفا بحرف لقوة‬ ‫حافظته‪..‬‬ ‫أخي عبد السالم ‪:‬‬ ‫أعدك عينة من جيل فريد ‪ ،‬يحلو لي وسمه بجيل الظمأ ؛‬ ‫وهو جيل ظل يروي غلته ‪ ،‬ويصرف عنايته لما هو أصل لغيره‬ ‫من العلوم ؛ وهو القرآن المجيد ؛ حبل اهلل ‪..‬وحجته على الخلق‬ ‫أجمعين ‪ ،‬فتلقفت ألفاظه من حفاظه ‪ ،‬وتلقيت معانيه ممن‬ ‫يعانيه منذ سنوات أولى من عمرك ‪ ،‬ثم كان لك ما كان من‬ ‫فتوح في التربية والعلم واألخالق‪..‬‬ ‫أخي عبد السالم ‪:‬‬ ‫أحتار في اختيار جانب من جوانب منجزك الموسوم بالجدة‬ ‫واالجتهاد التخاذه مناط حديثي في مقامك التكريمي‪..‬‬ ‫منجزك يشمل ‪:‬‬ ‫التراث الفكري واألدبي والصوفي المغربي واألندلسي‪..‬‬ ‫تحقيق النصوص ‪..‬‬ ‫الترجمة ‪..‬‬ ‫التأليف المدرسي‪..‬‬ ‫وفي هذه اللمعة أكتفي بذكر بعض ما عن لي من مطالعة‬ ‫مؤلفك النفيس « الشعر المغربي في العصر المريني‪»..‬‬ ‫الناظر في مؤلفك المذكور ينشد لحسن اختيارك للمنهاج‬ ‫الفني وهو معتمدك في فحص المادة التي جمعتها‪ ..‬وأما مزية‬ ‫اختيارك قائمة على اعتدال وتوازن بين سلط النص وبين‬ ‫آليات النظر والذوق‪..‬‬ ‫حاججت نظريا‪ ..‬ودللت عمليا على صحة تصوراتك‪ ..‬وجليت‬ ‫منطوقات ومفهوما ت وبينت أسرارا وخفايا‪..‬‬ ‫وأما تفصيالتك لقضايا الشعر في المغرب المريني وما‬ ‫تأتى لك من مولداته فأعدها سبقا بل تأصيال لما ينبغي أن‬ ‫يقوم عليه فحص النصوص الشعرية القديمة ‪..‬‬ ‫ويبقى مؤلفك رائدا في بابه ‪ ،‬وقد شهد لك بهذه الريادة‬ ‫أستاذنا العالمة الجليل سيدي محمد الكتاني حفظه اهلل ‪ ،‬مدلال‬ ‫عليها بجملة أمور منها ‪:‬‬ ‫اختراقك لعصر شهد تحوال عميقا في مكونات ودواع‬ ‫وظواهر‪..‬‬ ‫سدك لفراغ عانت منه المكتبة التاريخية األدبية المرينية‪..‬‬ ‫بناء اشتغالك على الغميس من األصول‪..‬‬ ‫تحليلك لقضايا وظواهر الشعر المغربي المريني في‬ ‫صلتها بوقائع نفسية واجتماعية ومالبسات تاريخية‪..‬‬ ‫بذلك جهودا مضنية لجمع المتيسر ثم بسطه لعموم‬ ‫الباحثين والدارسين‪..‬‬ ‫بناؤك لتاريخ الشعر المغربي في العصر المريني‪..‬‬ ‫أخي عبد السالم ‪:‬‬ ‫إذا كان منجزك المذكور امتدادا لمشروعك العلمي الذي‬ ‫بدأته في أدب القاضي عياض السبتي فهو متميز بتعميق‬ ‫النظر في األبنية والمضامين‪..‬وتوسيع لما كان محدودا‬ ‫معدودا وتكثيف وتجميع ما كان مشتتا محجوبا‪..‬‬ ‫وما يلفت نباهة القارئ له استشاراتك النوعية الهائلة‬ ‫لكتب التراجم والشروح والمناقب والرحالت والتاريخ والدواوين‬ ‫والمنظومات‬ ‫أخي عبد السالم ‪:‬‬ ‫لقد ساعدني مقامك التكريمي على استعادة بعض ما علق‬ ‫بالذاكرة‪..‬‬ ‫تعرفت إليك منذ ما يناهز خمسة عقود‪..‬‬ ‫كان مسيرك المهني والعلمي مطبوعا بعصامية واجتهاد‬ ‫واعتدال وحسن استماع ‪ ..‬وهذا حال من نشأ وتربى متخلقا‬ ‫بخلق القرآن الكريم‬ ‫متعك اهلل بالعافية ‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــ‬ ‫* مقتطف من كلمتي في اللقاء التكريمي الذي نظمه المجلس العلمي‬ ‫المحلي لعمالة طنجة ـ أصيلة لألستاذ الدكتور سيدي عبد السالم شقور يوم‬ ‫االثنين رابع وعشرين رمضان ‪ 1438‬ه ـ ‪ 19‬يونيه ‪2017‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬يونيو �إلى ‪ 03‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪895‬‬

‫«الباك» جهة الشمال‬ ‫* من جديد اإلناث يتفوقن على الذكور وينهون «ذكورية» الباك‬ ‫* رغم «الحراك» شباب الحسيمة يحقق نسبة نجاح تفوق المعدل الوطني‬ ‫* نتائج الباك تسجل «تحسنا» بنسبة ‪ 1,13‬بالمائةبين ‪ 2016‬و ‪2017‬‬

‫جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪:‬‬ ‫نسبة النجاح ‪ 41,66‬بالمائة‬

‫وعلى مستوى جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬علم أن نسبة النجاح ‪ ‬في الدورة العادية‬ ‫المتحانات الباكالوريا بلغت ‪ 41,66‬بالمائة‪ ،‬متأخرة بـ ‪ 8,62‬نقط عن المعدل الوطني‪.‬‬ ‫وهكذا فمن بين مجموع المترشحات والمترشحين البالغ عددهم ‪ ،35382‬نجح في هذه‬ ‫الدورة‪ ،‬وعلى مستوى الجهة ‪ 14‬ألفا و‪ ،740‬من مجموع التلميذات والتالميذ ‪ ،‬فاقت نسبة‬ ‫اإلناث في النجاح نسبة الذكور‪ ،‬الذين وقفوا عند ‪ 22,37‬بالمائة ( ‪ 6777‬ناجحا) بينما بلغت‬ ‫نسبة نجاح اإلناث ‪ 46,36‬بالمائة أي(‪ )7963‬من الناجحات اإلناث و‪ 6777‬من الناجحين‬ ‫الذكور‪.‬‬ ‫وبلغت نسبة النجاح في صفوف المتمدرسين ‪ 77,45‬بالمائة‪ ،‬أي ما يعادل ‪ 13‬ألف و‪609‬‬ ‫تلميذ وتلميذة من مختلف الشعب‪ ،‬من ضمنهم ‪ 7526‬من االناث بنسبة نجاح بلغت ‪86‬ر‪49‬‬ ‫بالمائة‪ ،‬و‪ 6083‬من الذكور بنسبة نجاح بلغت ‪ 41,54‬بالمائة‪ ،‬يعنى أن نسبة نجاح اإلناث‬ ‫فاقت نسبة نجاح الذكور‪.‬‬ ‫وبلغ عدد الناجحين من التالميذ‪ ،‬الذين يتابعون دراستهم بالمؤسسات العمومية بجهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة‪ 12.433 :‬من بينهم ‪ 6954‬تلميذة ‪ 5489‬تلميذ بنسبة نجاح بلغت‬ ‫‪ 63,44‬بالمائة‬ ‫وعلى مستوى المترشحين األحرار أيضا‪ ،‬فاقت نسبة نجاح اإلناث نسبة الذكور‪21( ،‬‬ ‫بالمائة مقابل ‪ )19,47‬بالمائة‪.‬حيث بلغت نسبة النجاح بصفة عامة ‪ 20,03 ،‬بالمائة‪ ،‬أي ما‬ ‫يعادل‪ 1131‬ناجحا وناجحة من أصل ‪ 5646‬مرشحا ومرشحة ‪،‬من ضمنهم ‪ 694‬ناجحا من‬ ‫الذكور و‪ 437‬ناجحة‪.‬‬ ‫وقالت مصادر من األكاديمية الجهوية إن أعلى معدل تم تسجيله على صعيد الجهة في‬ ‫امتحانات الباكالوريا بلغ ‪ 19,04‬حصل عليه التلميذ سفيان هشام‪ ،‬الذي يدرس بثانوية سنابل‬ ‫المعرفة بتطوان‪ ،‬شعبة العلوم الفيزيائية‪.‬‬ ‫ومعلوم أن أعلى معدل عام في اختبارات الدورة العادية المتحان البكالوريا برسم سنة‬ ‫‪ 2017‬على المستوى الوطني وفي التعليم العمومي‪ ،‬سجل في مسلك العلوم الفيزيائية‬ ‫(‪ )19,31‬وحصلت عليه التلميذة الطويل إيمان من الثانونية التأهلية بسيدي بنور (جهة الدار‬ ‫البيضاء‪-‬سطات) بينما حصلت التلميذة أحالم أومراغ على أعلى معدل في نفس المسلك‪،‬‬ ‫بالتعليم الخصوصي‪ ،‬وكانت تتابع دراستها بمجموعة مدارس المقريزي بجهة الرباط‪.،‬‬ ‫كما أن التلميذة رشيدة عكوري من تأهيلية جابر ابن حيان ‪ ،‬جهة الرباط‪( ،‬الشعب األدبية‬ ‫والتعليم األصيل ‪ -‬عمومي) حققت معدل ‪ 18,44‬بينما حصلت التلميذة كوثر سفير على معدل‬ ‫‪ 16,91‬في نفس المسلك من التعليم الخصوصي‪.‬‬ ‫وكانت التلميذة إيمان الطويل قد حصلت على نقطة‪ 20/20 ‬في مادة الفيزياء‪ ،‬و‪19/20‬‬ ‫في مادة العلوم‪ ،‬و‪ 19.50/20‬في مادة اإلنجليزية‪ ،‬ثم نقطة ‪ 14.50/20‬في مادة الفلسفة‪،‬‬ ‫و‪ 20/20‬في مادة الرياضيات‬

‫باكلوريا ‪2017‬‬

‫نسبة النجاح ارتفعت بــ ‪ 1,13‬بالمائة‬

‫وهو إنجاز كبير‪ ،‬ال يمكن االستهانة به‪ ،‬رغم ضآلته وانحصاره‪ ،‬إذا استعرضنا وضع التعليم‬ ‫العمومي الذي وصف في أكثر من موضع وذكر في أكثر من تصنيف‪ ،‬بـ ‪« ،‬الكارثي» وضع لم‬ ‫تنفع معه ال برامج التقوية‪ ،‬وال الساعات اإلضافية‪ ،‬وال البرامج االستعجالية‪ ،‬وال «المساعدات»‬ ‫الخارجية‪ ،‬ولم يستطع أن يحقق ولو خطوة واحدة إلى األمام بالرغم من الماليير «الممليرة»‬ ‫التي رصدت له و «األدمغة» المتمرسة التي وكل إليها أمر تدبير هذا القطاع الهام‪ ،‬ورعايته‬ ‫وتطويره‪.....‬‬ ‫ولعل رجل الداخلية ‪ ،‬وللداخلية «أسلوبها» في «تدبير األمور المستعصية»‪ ،‬يستطيع‬ ‫أن يخرج التعليم من ‘قوقعته»‪ ،‬و «يبالي به» حتى يسترجع عافيته‪ ،‬ويستعيد ثقة األمة في‬ ‫فائدته ومفعوليته‪ ،‬ويطمئن الناس إليه بعد أن أعرض عنه‪ ،‬إلى الخواص‪ ،‬كل من استطاع‬ ‫إلى ذلك سبيال‪....‬‬ ‫وما يجب التذكير به اليوم هو أن عدد الناجحين الممدرسين بالتعليم العمومي والخصوصي‬ ‫في بكالوريا ‪ 2017‬بلغ ‪ 156042‬ناجحة وناجحا‪ ،‬بنسبة نجاح بلغت ‪ 50.28‬بالمائة مقابل‬ ‫‪ % 49.15‬بالنسبة لدورة ‪ 2016‬بحيث حققت باكورة هذا العام زيادة بلغت ‪ 1,13‬نقطة‬ ‫مئوية‪ .‬وبلغ عدد الحاصلين على البكالوريا من الممدرسين في قطب الشعب العلمية والتقنية‬ ‫‪ 100244‬بنسبة نجـــاح بلغت ‪.% 52.78‬‬ ‫أما في قطب الشعب األدبية واألصيلة فقد بلغ عدد الناجحين ‪ 55719‬بنسبة نجاح بلغت‬ ‫‪.% 46.33‬‬ ‫وبالنسبة للمسالك الدولية للبكالوريا المغربية‪ ،‬فقد بلغ عدد الناجحين ‪ 7745‬ناجحة‬ ‫وناجحا‪ ،‬بنسبة نجاح بلغت ‪ . .% 97.09‬هذه النسبة تظهر بدون شك‪ ،‬إإلقبال الكبير على‬ ‫المسالك الدولية للبكالوريا المغربية وتوصي بدعمها وتطويرها وتوسيعها وربطها بمثيالتها‬ ‫في أوروبا وأمريكا و‪......‬الصين ‪ ،‬فلربما شكلت «طوق نجاة» بالنسبة للذين ال زالوا «يرابطون»‬ ‫بباب البرلمان بحثا عن ‪...‬أمل‪! ‬‬ ‫أما بالنسبة للبكالوريا المهنية‪ ،‬فقد بلغ عدد الناجحين ‪ 79‬ناجحة وناجحا‪ .‬كما أن عدد‬ ‫الناجحين األحرار بلغ ‪ 7649‬بنسبة نجاح لم تتعد ‪ 18.17‬بالمائة‪.‬‬ ‫وللتذكير‪ ،‬فقد حضر الجتياز اختبارات هذه الدورة ‪ 310340‬مترشحة ومترشحا من‬ ‫الممدرسين‪ .‬‬ ‫وبلغ عدد الناجحين من المترشحين األحرار ‪ 7649‬ناجحة وناجحا بنسبــة نجاح بلغـــت‬ ‫‪ ،% 18.17‬كما يجب التذكير بأن أزيد من ‪ 156124‬مترشحة ومترشحا سمح لهم باجتياز‬ ‫الدورة االستدراكية‪ ،‬التي ستجري أيام ‪ 11‬و‪ 12‬و‪ 13‬يوليوز ‪.2017‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪895‬‬

‫?‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬يونيو �إلى ‪ 03‬يوليوز ‪2017‬‬

‫كيف يفرح‬ ‫الفقراء بالعيد‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫كل الدول اإلسالمية تنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر‪ ،‬فعيد الفطر يتميز باستعدادات خاصة ليس كباقي األعياد‪ ،‬فهو من األعياد األكثر قربا ومحبة‬ ‫إلى المجتمع اإلسالمي‪ ،‬وفي المغرب مثال يشهد هذا العيد استعدادات من نوع خاص‪ ،‬حيث تكون األسواق المغربية مليئة باللوازم والحاجيات التي‬ ‫يحتاجها األشخاص في هذه المناسبة السعيدة‪.‬‬ ‫عادات المغــاربـة فـــي عيــد‬ ‫الفطــر‬ ‫الحلـــويـــات ‪ :‬يــــــؤدى الطعام‬

‫دورا مهما وكبيرا جدا في الثقافة‬ ‫المغربية والحياة األسريـــة بشكـل‬ ‫عام‪ ،‬لذلك فهـو بطبيـعــــة الحـــال‬ ‫يكون محور اإلحتفـال في أي مناسبة‪،‬‬ ‫وينطبق هذا بشكل خـــاص على عيد‬ ‫الفطـــر‪ ،‬فقبـــل يوم العيــد تقــوم‬ ‫العائالت بتحضير الحلويات في المنزل‬ ‫أو اقتنائها جاهـزة‪.‬‬

‫إعــطـــــــــاء الطـــــعــــــام‬ ‫للمحتاجين‪ :‬عيـــد الفطـــر ليــس‬

‫فقط مجرد احتفـال‪ ،‬بل هو أيضا فرصة‬ ‫للكرم واإلحسان‪ ،‬وتعتبر «الزكــــاة»‬ ‫واحــــدة مـــن أركــــان اإلســــالم‬ ‫الخمــســة‪ ،‬وأيضــا تعتبـــر تقليـــدا إلعطاء الصدقات للفقراء والمحتاجين حتى‬ ‫يتمتعوا بالعيد‪ ،‬فالزكاة تكون الزمة على جميع أفراد األسرة فمنهم من يخرجها على‬ ‫شكل أموال‪ ،‬والبعض اآلخر يرى أن من األفضل أن يخرجها على هيئة حبوب مثل القمح‬ ‫أو األرز‪.‬‬ ‫البخـور ‪ :‬من المهم جدا في هذا اليوم أن تكون المنازل نظيفة ومعطرة استعدادا‬ ‫الستقبال األهل واألحباب‪ ،‬فاستعمال البخور من أهم التقاليد في عيد الفطر‪ ،‬فالروائح‬ ‫من صفاتها أنها تهدئ الجهاز‬ ‫العصبي‪ ،‬وتعزز الشعور بالبهجة‪.‬‬ ‫هــدايــا لألطـــفـــــال ‪ :‬على‬ ‫الرغـــم مـــن أن تبــادل الهدايـــا‬ ‫ليس شائعا كثيرا في المغــرب‬ ‫وخصوصـا بين البالغيـــن‪ ،‬إال أن‬ ‫العديد من األسر تشتـــري المالبس‬ ‫الجـــديــدة والهدايـــا لألطفـــال‪،‬‬ ‫ألن األطفــال يقضون عاما كامـال‬ ‫ينتظــرون الهدايــــا التي ســـوف‬ ‫تأتيهـم من األهــل واألقارب‪.‬‬ ‫المالبــس التقليديـــة ‪ :‬عيــــد الفطر هو مناسبة مهمة جدا ويجب على‬ ‫األشخاص أن يرتدوا المالبس التقليدية الخاصة ببلدهم‪ ،‬فقبل العيد تقتني األسر‬ ‫المغربية المالبس التقليدية لهــم وألبنائهم أو يتجهون للخياط بغرض تحضيرهــا‬ ‫قبل العيد‪.‬‬ ‫و لنمــر اآلن إلى الشــق الثاني‪ ،‬و هو الشق الحزين في الموضوع‪ ،‬وهو كيف يحتفل‬ ‫الفقراء‪ ‬بالعيد كيف يفرح الفقراء بالعيد؟‪ ‬والفقراء على‬ ‫درجــات‪ :‬نذكر من بينها المعدميـــن‪ ،‬والمعوزيــن‪،‬‬ ‫والذين ليس بمقدورهم استيفاء احتياجات الحياة‬ ‫األساسية والضرورية‪ ...‬كيف يفرح هؤالء بالعيد؟‬ ‫وكيف يكون العيد بالنسبة لهم أيامًا غير عادية‬ ‫من البهجة والمتعة؟! وإن حاولت الدولة بمجهودات‬ ‫كثيرة أن توفر‪ ‬الطعام‪ ‬في أيام العيد لمن يقدر على‬ ‫شرائها‪ ،‬ماذا نقول إذن عما يريده أطفال‪ ‬هؤالء‬ ‫الفقراء من مالبس جديدة في العيد تكون مظهرًا‬ ‫لفرحهم‪ ،‬وأيضًا ما يريدونه من لعب ال تكتمل فرحة‬ ‫العيد بدونها؟!‪ ..‬أم سينظر كل هؤالء إلى األغنياء في‬ ‫متعهم وترفيهاتهم‪ ،‬مقارنين بين حالهم هم وحال‬ ‫أولئك؟‬ ‫لماذا ال تفكر الدولة بمختلف مؤسساتها في منح‬ ‫مبالغ مالية معينة بمناسبة كل األعياد الدينية لكي تغطي نفقات أعيادهم وال تشعرهم‬ ‫بجزء من العوز في أعيادهم‪ ،‬أو بلون من المقارنة بينهم وبين المترفين‪..‬؟‪ .‬لماذا ال‬ ‫تمتد يد‪ ‬األثرياء لكي تبعث روح الفرح في هؤالء المعوزين‪ ،‬على األقل في أيام األعياد‪.‬‬ ‫وال يكتفي األمر على موائد الرحمان في أيام الصوم‪ .‬فرحمة اهلل تشمل كل األيام‪،‬‬ ‫األصوام واألعياد‪ .‬والرحمة ال يكفيها لقمة طعام لكي تريح الضمير‪ ‬بها‪ .‬فاحتياجات‬ ‫اإلنسان‪ ‬من الرحمة تشمل أمورًا عديدة جدًا‪.‬‬ ‫إن اإلهتمام بالفقراء و بأطفالهم‪ ‬في أيام األعياد إنما هو عمل روحي‪ ،‬وعمل‬ ‫وطني‪ ،‬وعمل اجتماعــي‪ ...‬ال يفوتـنــا ذلـك كمواطنين وكأخــوة‪ ...‬ويمتـــد بنا إلى‬

‫حالة كل هـؤالء في غير أيام األعياد‬ ‫أيضا‪ .‬ويتعمق بنا األمر فال نقول‬ ‫فقط كيف يحتفل الفقراء بالعيد‪،‬‬ ‫إنما نقول باألحرى كيف يفرح هؤالء‬ ‫الفقراء‪ ‬بالعيد؟ وما هو واجب الدولة‬ ‫حيالهــم؟ وواجب الهيئـــات واألفراد؟‬ ‫وإن كنـا ننــاقـــش ما يجـــب‬ ‫أن يُعمـل من أجلهم‪ ،‬فباألكثر ما‬ ‫أشـد دينونة وعقابا‪ ،‬الذين بــدلاً من‬ ‫إراحــة الفقــراء‪ ‬نجدهـم يحتكــرون‬ ‫األســـــواق‪ ،‬ويبالغــــون في رفــع‬ ‫األسعــار‪ ،‬فيتحمل الفقراء ثقلاً فوق‬ ‫ثقل‪ ،‬بسبــب جشــع إخــوة لهم في‬ ‫المواطنة!!‬ ‫وإن كـــنـــا نقـــول كـــل هـــــذا‬ ‫بمنـــاسبــة عيــــد الفـــطـــر‪ ،‬فهناك‬ ‫أعياد أخــرى أيضًا تمر على الفقراء‪ ‬ونسأل كيف يحتفلون بها أو كيف يفرحون فيها؟‬ ‫ويبقى السؤال محتاجًا إلى جواب‪ ...‬إذا كانت الحياة العادية ال يقدرون عليها‪ ،‬فكم‬ ‫باألولى أيام اإلحتفاالت‪.‬؟ إن األمر يحتاج إلى توفيق عميق بين متطلبات الحياة وسداد‬ ‫تكاليفها‪.‬‬ ‫إن كنا حاليًا نتحدث عن مشكلـــة الفقراء العادييــن وكيـــف يحتفلون بالعيد‪،‬‬ ‫فماذا نقول إذن عن الفقراء المرضى‪ ‬الذين‬ ‫عليهم أعباء ضخمة من تكاليف المرض‬ ‫والعالج وارتفاع أسعـــار األدويـــة‪ ،‬وعــدم‬ ‫الــــقــــدرة على الصرف‪ ،‬وبخاصــة قــد‬ ‫يحتـــاج األمــر أحيانا إلى عمليات جراحية‬ ‫فوق مقدور الشخص العادي‪ ،‬وال تستطيع‬ ‫أن تغطيها تأمينات من الدولة!!!‬ ‫مـــا مـــوقـــف هـــؤالء‪ ‬المـــرضـــى‬ ‫الفقـــــراء‪ ‬ســواء في األيـــام العادية أو‬ ‫أيام األعياد ؟ ومــا موقفنا نحــن منهـم؟‬ ‫وهـــل نكتــــفــي بمجــرد كلمــة طيبـــة‬ ‫نقولهـــا دون أي عمــل؟! أم نكتفي بمجرد‬ ‫الدعاء ونتركهـــم إلى اهلل وهـــو أرحـــم الراحمين‪.‬‬ ‫إن عبارة «كيف يحتفـل هؤالء بالعيد» قد تشمل كثيرين‪ ،‬وليس الفقراء فقط‪،‬‬ ‫وال‪ ‬المرضى‪ ‬فقط‪ .‬إنهــا تشمــل أيضا المشرّدين من أمثــال أطفــال الشــوارع الذين‬ ‫خلقهم اهلل ال لكي يكونوا أوالدًا للشـــوارع‪ ،‬إنما لكي يحتضنهم المجتمع‪ ،‬ويعطيهم‬ ‫مما أعطاه اهلل‪ ،‬أو ما يريد اهلل أن يعطيه لكل فرد من‬ ‫خلقه‪.‬‬ ‫وعبارة «كيف يحتفــل هؤالء بالعيد» تشمل‬ ‫أيضا الذين في السجون‪ .‬فإن كانت عبارة «تهذيب‬ ‫وإصالح» تطلق على السجن‪ ،‬فمن الممكن أن فترة‬ ‫العيد تنال بركة من هذه العبارة‪.‬‬ ‫بعيدًا عن الهيئات الكثيرة التي يمكن أن نسأل‬ ‫عن حالتها في يوم العيد‪ ،‬نود أخيرًا أن نسأل عن‬ ‫موقف المترفين في أيام العيد‪ ،‬الذين ينظرون إلى‬ ‫أنفسهم فقط‪ ،‬كيف يقضون تلك المناسبة في بهجة‬ ‫وفرح وفي رفاهية ومتعة‪ ،‬غير ناظرين إلى إخوتهم‬ ‫الذين يعيشون معهم في نفس البلد كيف هم‪.‬‬ ‫نقول لهؤالء إن اهلل لم يخلق الدنيا لهم وحدهم‬ ‫وإنما لهم ولغيرهم‪ .‬وإن اهلل قد أعطاهم لكي يعطوا‪ .‬وبقدر ما هم يعطون‪ ،‬تزداد عطية‬ ‫اهلل لهم باألكثر‪ ،‬ويفتح لهم مناجم السماء لكي تفيض عليهم‪ .‬فعليهم أن يشركوا‬ ‫غيرهم في ما قد رزقهم اهلل‪ .‬بل إن أحد القديسين‪ ‬قال عبارة جميلة هي‪« :‬إذا لم يكن‬ ‫لك ما تعطيه لهؤالء‪ ‬الفقراء‪ ،‬فصم وقدم لهم طعامك»‪.‬‬ ‫ليتنا إذن في يوم العيد ننظر إلى غيرنا من المحتاجين ونشعر بفرح عميق حينما‬ ‫نراهم يفرحون معنا وال يقضون يوم العيد في عوز أو احتياج‪.‬‬ ‫«ارحموا من في األرض يرحمكم من في السماء»‪ .‬و عيدكم مبارك سعيد‪.‬‬


‫العدد ‪895‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬يونيو �إلى ‪ 03‬يوليوز ‪2017‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫ملف التونة الحمراء يصل القضاء «والبيجيدي» يطالب بحقيقة‬ ‫األرقام المسجلة لدى مكتب الصرف‬

‫دخل الصراع بين المستفيدين من رخص الصيد‬ ‫البحري‪ ،‬منعطفا مثيرا‪ ،‬فبعدما خرج أحمد العمراوي‪ ،‬الكاتب‬ ‫العام الوطني لمنطقة الصيد البحري‪ ،‬بتصريحات مثيرة‬ ‫تحدث فيها عن وجود تالعبات واختالالت في الكوطا‬ ‫المخصصة لشركات بعينها لصيد «التونة الحمراء»‪ ،‬سارع‬ ‫يوسف بنجلون‪ ،‬رئيس غرفة الصيد البحري المتوسطية‪،‬‬ ‫للرد على االتهامات الثقيلة بشأن الكوطا المخصصة‬ ‫لشركته‪ ،‬وإعالن لجوئه للقضاء‪.‬‬ ‫وأوضح بنجلون أن شركته ستتجه إلى مقاضاة صاحب‬ ‫هذه االتهامات‪ ،‬بعدما سجل أن مجموعته قامت سنة ‪2008‬‬ ‫باستثمار ما يناهز ‪ 100‬مليون درهم‪« ،‬وقدمنا في السنة‬ ‫نفسها طلبا إلى وزارة الصيد البحري بحكم االستثمار الضخم‬ ‫الذي قمنا به‪ ،‬بالحصول على حقنا في الكوطا والولوج إلى‬

‫المصايد‪ ،‬حيث انتظرنا ست سنوات» وأشار إلى أن المزربة‬ ‫التي يمتلكها تتوفر على كوطا ‪ 127‬طن‪ ،‬أي حوالي ‪ 4‬في‬ ‫المائة‪ ،‬إن تم احتساب الكوطا الوطنية المقدرة بأزيد من‬ ‫‪ 2152‬طن‪ .‬واعتبر المتحدث ذاته أن هذه المزربة كلفت‬ ‫المجموعة مبلغا يفوق ‪ 50‬مليون درهم‪ ،‬وهو الرأسمال الذي‬ ‫ال يمكن استرداده إال بعد ‪ 10‬أو ‪ 12‬سنة من النجاح في‬ ‫العمل في أحسن الظروف‪ ،‬مع المحافظة على ثمن السوق‬ ‫الذي يتراوح بين ‪ 10‬و ‪ 10،5‬أورو للكيلو حاليا‪ ،‬الفتا إلى‬ ‫أن مجموع الصوائر السنوية يقدر بـ ‪ 10‬في المائة‪ .‬ونفى‬ ‫بنجلون أن يكون قد استفاد من أي ريع أو مساعدة من أي‬ ‫جهة‪ ،‬بما في ذلك الوزارة الوصية‪.‬‬ ‫ولم يتردد بنجلون في التأكيد على أن إقحام شخص‬ ‫األمين العام لحزب العدالة والتنمية ووزير الصيد البحري‬ ‫في الموضوع هو محاولة بئيسة لتصفية حسابات سياسية‬

‫تكشف على النوايا المغرضة لصاحب االتهامات‪ ،‬وفق تعبير‬ ‫بنجلون الذي أضاف أن «البيجيدي» لم يطبع أحد على جبينه‬ ‫بأن يكون حزب الفقراء‪.‬‬ ‫ومن جهته دخل فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب‬ ‫على خط هذا الملف‪ ،‬من خالل سؤال كتابي موجه إلى وزير‬ ‫الفالحة والصيد البحري‪ ،‬وطالب الفريق اإلسالمي من خالل‬ ‫السؤال الذي تقدمت به النائبة حياة سكيحل‪ ،‬من عزيز‬ ‫أخنوش كشف حقيقة مطابقة األرقام المسجلة لدى مكتب‬ ‫الصرف مع الكميات المصطادة من «الطون األحمر» وهو‬ ‫السؤال الذي تم وضعه لدى مكتب مجلس النواب بتاريخ ‪13‬‬ ‫يونيو‪ ،‬في خطوة ينتظر أن تكشف حقيقة عمليات الصيد‬ ‫التي تطال عددا من أنواع األسماك‪.‬‬

‫المهدي السجاري‬

‫السلطات تقطع الماء عن سكان بشفشاون لتأمين وصوله‬ ‫إلى مؤسسات عمومية‬ ‫في عز الحرارة لجأة السلطات المسؤولة بإقليم‬ ‫شفشاون إلى قطع الماء عن مئات السكان بعدما أقدمت على‬ ‫إحراق خراطيم المياه الموصولة بالعين الواحدة الموجودة‬ ‫بمركز أسيفان بجماعة بني سلمان بإقليم شفشاون‪ ،‬والتي‬ ‫كانت تمكن السكان من التزود بهذه المادة‪ ،‬عملية اإلحراق‬ ‫قررتها السلطات المحلية بالمنطقة بعدما انقطع الماء عن‬ ‫المؤسسات العمومية الموجودة بالمركز‪.‬‬ ‫وأكدت مصادر «المساء» أن السلطات المسؤولة بهذه‬ ‫المنطقة ارتات قطع الماء عن السكان وجعلتهم يخوضون‬ ‫رحالت يومية تحت حرارة مفرطة وهم صيام لتأمين وصول‬ ‫هذه المادة إلى مؤسسات الدولة‪ .‬وأضافت أن مئات السكان‬ ‫يعانون من أزمة عطش «خطيرة» وأصبحوا مجبرين على‬ ‫قطع عشرات الكيلومترات عبر الحافالت أو الشاحنات لجلب‬ ‫مياه للشرب‪ ،‬وهو ما ينذر بـ»كارثة»‪ ،‬فيما تسود موجة‬ ‫من السخط العارم أوساط السكان بسبب المعاناة التي‬

‫يتكبدونها في سبيل الحصول على قطرة مياه‪.‬‬ ‫وتعد عملية إحراق خراطيم الماء الحل الوحيد الذي‬ ‫ارتأت السلطة المحلية القيام به لتجنب انقطاع الماء عن‬ ‫المؤسسات التعليمية والصحية واإلدارية الموجودة بمركز‬ ‫أسيفان‪ ،‬ألن هذه المؤسسات تستمد بدورها الماء من هذه‬ ‫العين التي يعتبرها السكان المحليون مصدر هذه النعمة‬ ‫الوحيدة‪ ،‬غير أنها بدأت تجف بسبب االستغالل الكبير‬ ‫والضغط عليها‪.‬‬ ‫وحملت المصادر ذاتها مسؤولية هذا المشكل الذي‬ ‫وصفته بـ «الخطير» إلى المجلس الجماعي بني سلمان‬ ‫وعجزه عن إيجاد بدائل مالئمة لمئات السكان‪ ،‬وهو ما‬ ‫اعتبرته «فشال ذريعا» ال يمكن للسكان تحمل نتائجه‪.‬‬ ‫وأكدت المصادر نفسها أن مياه هذه العين تستغل‬ ‫أيضا في سقي مزروعات «القنب الهندي» التي تمثل زراعتها‬ ‫بالمنطقة ‪ 90‬في المائة أو أكثر‪ ،‬في ظل غياب زراعات بديلة‬

‫للسكان التي تعتمد أساسا على هذا النوع من الزراعات‪،‬‬ ‫مؤكدة أن هذا أيضا يشكل سببا رئيسيا في تراجع مخزون‬ ‫المياه وصبيبها بالعين المذكورة سلفا‪ ،‬غير أن جل السكان‬ ‫هم من الطبقات الفقيرة جدا‪ ،‬والتي يجب على السلطات‬ ‫أن تبحث لها عن حل ألزمة مياه الشرب وكذا مياه السقي‬ ‫عوض الرمي بالكرة في مرماهم ألنهم ببساطة ال يمثلون‬ ‫الدولة‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق فقد أعرب السكان عن استعدادهم‬ ‫للمشاركة المجانية في بناء مخزن مائي كبير يتم تشييده‬ ‫مكان العين الحالية‪ ،‬ألن المنطقة تتوفر على فرشة مائية‬ ‫مهمة‪ ،‬فقط يحتاج األمر إلى إرادة عملية من طرف مجلس‬ ‫جماعة بني سلمان‪ ،‬إلنجاز هذا المشروع الذي سيساهم‬ ‫كثيرا في القضاء على كابوس انقطاع الماء الذي يالحق‬ ‫سكان مركز أسيفان مند عشرات السنين‪.‬‬

‫نزهة بركاوي‬

‫لجنة التفتيش التابعة لوزارة الداخلية تواصل البحث في ملفات‬ ‫الفساد بجماعة تطوان‬

‫علمت «األخبار» من مصدر خاص‪ ،‬أن لجنة التفتيش‬ ‫التابعة لوزارة الداخلية التي حلت األسبوع الماضي بالجماعة‬ ‫الحضرية بتطوان‪ ،‬مازالت مستمرة في البحث في ملفات‬ ‫فساد التدبير والتسيير بجميع األقسام‪ ،‬وسط ارتباك واضح‬ ‫لبعض نواب الرئيس الذين استقطبهم محمد إدعمار من‬ ‫أحزب أخرى مقابل امتيازات متعددة في التفويض من‬ ‫قبيل حالة النائب عبد الواحد اسريحن الذي عرف إشرافه‬ ‫على الجبايات وسوق الجملة للخضر والفواكه جدال واسعا‬ ‫واحتجاجات قوية من طرف التجار والمستخدمين‪ ،‬وأضاف‬ ‫المصدر نفسه أن لجنة التفتيش عثرت على خروقات‬ ‫وتجاوزات بالجملة في تنزيل بنود دفتر التحمالت الموقع‬ ‫لتدبير سوق الجملة للخضر والفواكه‪ ،‬ما جعلها تعمق البحث‬ ‫أكثر وتستفسر كافة الجهات المعنية من أجل رفع تقارير‬ ‫مفصلة في الموضوع وانتظار اتخاذ اإلجراءات القانونية‬ ‫المعمول بها في هذا المجال‪.‬‬

‫وكشف المصدر ذاتـــه أن خبايـــا قســـم الجبايــات‬ ‫والموظفين األشباح وأسباب عجز الميزانية ومصاريف‬ ‫السفريات إلى الخارج على حساب المال العام‪ ،‬فضال عن‬ ‫مجموعة من الملفات الخاصة باالستفراد بالقرار وما إلى‬ ‫ذلك‪ ،‬ستتم دراستها بشكل دقيق من طرف لجنة التفتيش‪،‬‬ ‫ما يحيل على أن التقرير األخير يمكن أن يشمل خروقات‬ ‫وتجاوزات قد تؤدي إلى عزل مرتكبيها‪ ،‬وتزامن حلول لجنة‬ ‫التفتيش بالجماعة مع عزل محمد إدعمار من البرلمان بقرار‬ ‫من المحكمة الدستورية‪ ،‬ما تسبب في ارتباك واضح في‬ ‫عالقته مع بعض النواب المستقطبين‪ ،‬وإحساسهم بعدم‬ ‫األمان الذي كأن يعدهم به رئيس الجماعة خالل تولي عبد‬ ‫اإلله بنكيران رئاسة الحكومة السابقة‪ ،‬بحكم القرب منه‬ ‫واالنتماء إلى تياره المهووس باألرقام االنتخابية وتوسيع‬ ‫القاعدة الشعبية على حساب مصالح الشأن العام المحلي‬ ‫والوطني والمال العام‪.‬‬

‫هذا وسبق أن أشارت مجموعة من التقارير اإلعالمية‬ ‫إلى الصراعات السياسية القوية داخل مجلس تطوان‪،‬‬ ‫واستغالل الرئيس للتفويضات من أجل استقطاب‬ ‫مستشارين عن حزب األصالة والمعاصرة‪ ،‬فضال عن دعمهم‬ ‫من أجل تكوين فريق جديد وإشهار ذلك بالموقع اإللكتروني‬ ‫الرسمي للجماعة‪ ،‬وكأن األمر يتعلق بإنجاز سياسي‪ ،‬وليس‬ ‫إخالال بميثاق الشرف الذي تم توقيعه أثناء تشكيل ما سمي‬ ‫«تحالف الوفاء»‪.‬‬ ‫يذكر أن مصادر من داخل مجلس تطوان كشفت أن‬ ‫استقطاب المستشارين من أحزاب داخل وخارج التحالف‪،‬‬ ‫بعد استراتيجية خفية وضعها إدعمار لتشتيت شمل اآلراء‬ ‫والتوجهات المعارضة‪ ،‬فضال عن االستفراد بالقرارة وتنزيل‬ ‫األجندات السياسية الخاصة دون عراقيل تذكر‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫األخبار تكشف كواليس حجز طن من الحشيش بإسبانيا وسط‬ ‫شاحنة اجتازت ميناء طنجة‬

‫كشفت معطيات حصلت عليها «األخبار» أن الشاحنة‬ ‫التي جرى حجزها خالل األيام القيلية الماضية‪ ،‬بميناء جنوب‬ ‫إسبانيا من قبل المصالح األمنية المختصة‪ ،‬وعلى متنها طن‬ ‫من مخدر الشيرا‪ ،‬أماطت اللثام عن وجود امتداد لشبكات‬ ‫المخدرات بسبتة المحتلة‪.‬‬ ‫ووفق المعلومات ذاتها‪ ،‬فإن حالة من الرعب عاشها‬ ‫المسؤولون الجمركيون بالميناء المتوسطي لمدينة طنجة‪،‬‬ ‫على اعتبار أن الشاحنة قد اجتازت جهاز «السكانير» وتم‬ ‫تنقيطها على أنها فارغة‪ ،‬قبل أن يتبين وفق المعلومات‬ ‫نفسها‪ ،‬بعد حجزها بإسبانيا أن الباخرة التي أقلتها انطالقا‬ ‫من طنجة قد توجهت نحو سبتة‪ ،‬حيث تم شحن المخدرات‬ ‫المشار إليها‪ ،‬وحسب المصادر فإن عددا من المسؤولين‬

‫بالميناء المتوسطي تحسسوا رؤوسهم مباشرة بعد‬ ‫إعالن ضبط هذه المخدرات‪ ،‬حيث تمت معاودة األبحاث‬ ‫والتحريات ليتبين أن الشاحنة كانت فارغة وكون لجوء‬ ‫أباطرة المخدرات إلى سبتة بهدف التمويه‪ ،‬حيث فشلت‬ ‫مساعيهم أثناء محاولة تمرير الحشيش نحو الضفة األخرى‪،‬‬ ‫في الوقت الذي لم تخف المصادر نفسها أن تكون جهات‬ ‫قامت بشحن المخدرات داخل الشاحنة في عرض البحر‪ ،‬على‬ ‫اعتبار أن تحقيقات داخلية جديدة‪ ،‬كشفت عن وجود ثغرات‬ ‫بين الميناء التجاري والمنطقة المتوسطية بطنجة‪ ،‬تستغل‬ ‫في تهريب الممنوعات‪ ،‬باإلضافة إلى كون نقط بحرية أخرى‬ ‫يتم استغاللها وعلى رأسها محيط مدينة القصر الصغير‪،‬‬ ‫فضال عن مدينة الفنيدق وضواحي تطوان أيضا‪.‬‬

‫جفاف صنابير األحياء‬ ‫العليا بوزان قنبلة‬ ‫احتجاجية موقوتة‬

‫ونبهت مصادر الجريدة إلى أن التغييرات الجديدة‬ ‫التي تفرضها المصالح الوصية بكل من المديرية العامة‬ ‫لمراقبة التراب الوطني من جهة أولى‪ ،‬واألمن الوطني‬ ‫من جهة ثانية‪ ،‬باإلضافة إلى المصالح الجمركية‪ ،‬أدت إلى‬ ‫ضخ دماء جديدة بالميناء المتوسطي‪ ،‬ما نتج عنه انخفاض‬ ‫ملموس في قضايا تهريب المخدرات‪ ،‬كما تراجع عدد من‬ ‫األباطرة عن المغامرة بالسائقين والشاحنات التابعة لبعض‬ ‫الشركات‪ ،‬مما جعل حدة التهريب تخف شيئا ما منذ حوالي‬ ‫شهرين‪ ،‬منبهة إلى أن تعامل الدولة بحزم مع هذه القضية‪،‬‬ ‫جعل مافيات التهريب تلجأ إلى طرق جديدة لتمرير هذه‪.‬‬

‫طنجة‪ :‬م‪.‬أ‬

‫‪ ‬على السلطـــات العموميـــة ‪ ‬بوزان‬ ‫أن ال تتفاجئ إن قرر سكان األحياء العليا‬ ‫نقل التعبير عن معانتهم اليومية التي‬ ‫يقف ورائها ‪ ‬التوزيع غير العادل للماء‬ ‫بالمدينة‪ ،‬من فوق منصات العالم األزرق‪،‬‬ ‫إلى الشارع العام‪ ،‬وفي هــذه الظــروف‬ ‫الدقيقة التي يجتازها الوطن‪ ،‬مطالبين‬ ‫بتنزيل الفصل ‪ 31‬من الدستور الذي من‬ ‫بين ما يلزم به هذه الجهات هو» ‪ ‬تعبئة‬ ‫كل الوسائل ‪ ‬المتاحة‪ ،‬لتيسيـــر أسباب‬ ‫استفادة المواطنات والمواطنين‪ ،‬على‬ ‫قدم المساواة من الحق في‪ .....‬الحصول‬ ‫على الماء ‪. »...‬‬ ‫‪ ‬معاناة ساكنة األحـــياء العليا بدار‬ ‫الضمانة حيث يتجاور في أزقتها ودروبها‬ ‫الفقر بالهشاشة االجتماعية‪ ،‬تعمقت في‬ ‫األسابيع األخيرة بعد أن انضـاف جفاف‬ ‫صنابير البيوت إلى سلة المعاناة األخرى‬ ‫التي زحفت عليهم منـذ إطاللة شهر‬ ‫الغفران ‪ .‬الشهر المكلفة نفقاته جيوبهم‪/‬‬ ‫هن المثقوبة أصال‪ ،‬والمتزامن مع موجة‬ ‫الحرارة التي تلقي بألسنتها الحارقة على‬ ‫االنسان والنبات والحيوان بالمدينة ‪.‬‬ ‫‪ ‬تعطيل الولـوج على قدم المساواة‬ ‫من الحق في الحصول على قطرات من‬ ‫الماء يطفئ بها أهل األحياء العليا بوزان‬ ‫ظمأهم‪/‬هن‪ ،‬مما ال شك فيه بأن تهاون‬ ‫السلطات العمومية والجماعة الترابية مع‬ ‫الموضوع‪ ،‬والتباطؤ في توفير وتنظيم‬ ‫توزيع هذه المادة‪ ،‬التي جاء فيها بالذكر‬ ‫الحكيم «وجعلنا من الماء كل شيء حي»‪،‬‬ ‫(مما الشك فيه) سيرفع من درجة قلق‬ ‫المتضررين والمتضررات‪ ،‬الذين اكتــووا‬ ‫خالل هذه السنــة من المبالــغ الخيالية‬ ‫التي حملتها لهم فواتير استهالك مادة‬ ‫الماء التي يحرمـــون منها اليوم‪ .‬لذلك‬ ‫على المسؤوليـــن التجــاوب سريعــا مع‬ ‫مطلب ‪ ‬الساكـنـة في الحصول على الماء‪،‬‬ ‫والبحث عن األسباب الحقيقية التي تجعل‬ ‫حنفيات وصنابيـــر هذه األحيــاء تتعطل‬ ‫باستمرار وخصوصا في فصل الصيف‪،‬‬ ‫والعمل على معالجة المشكل حتى ال يتكرر‬ ‫مستقبال ‪.‬‬ ‫‪ ‬يذكر بأن سكان بعض القرى بإقليم‬ ‫وزان‪ ،‬كانوا قد نظموا وقفات احتجاجية‬ ‫أمام مقر عمالة اإلقليم‪ ،‬أو بمراكز جماعات‬ ‫ترابية‪ ،‬مطالبين بتوفير الماء الشروب‬ ‫وتوزيعه بينهم بشكل‪ ‬‬ ‫عادل ‪ .‬والمثير في هذه الوقفات هو‬ ‫الحضور القوي للمرأة القروية ‪.‬‬

‫محمد حمضي‬


‫العدد ‪895‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬يونيو �إلى ‪ 03‬يوليوز ‪2017‬‬

‫‪7‬‬

‫إقتصاد‬ ‫البنك اإلفريقي يمنح المغرب ‪ 88‬مليون دوالر القتصاد‬ ‫مياه السقي‬

‫منح البنك اإلفريقي للتنمية‬ ‫للمغـــرب قرضـــا بقيمـــة ‪88‬‬ ‫مليون دوالر من أجـل تمويل‬ ‫الشطر الثاني من مشـروع دعم‬ ‫البرنامج الوطني القتصاد مياه‬ ‫السقي‪.‬‬

‫وسيساهم هذا القرض الذي‬ ‫وقعـه‪ ،‬اليوم الثالثــاء بالرباط‪،‬‬ ‫وزير االقتصاد والماليـة محمد‬ ‫بوسعيـد‪ ،‬والمديـــرة العامـــة‬ ‫بالنيابة للبنك اإلفريقي للتنمية‬ ‫بشمال إفريقيا ياصين دياما‬ ‫فال‪ ،‬بحضور وزير الفالحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات عزيز أخنوش‪ ،‬في‬ ‫جهود المملكة الرامية إلى تعزيز إنتاجية القطاع الفالحي‪ ،‬فضال عن اقتصاد وتثمين المياه‬ ‫المخصصة للمناطق المسقية الكبرى‪.‬‬ ‫ويأتي أيضا هذا القرض لتعزيز دعم البنك اإلفريقي للتنمية لالستراتيجية الفالحية الوطنية‪،‬‬ ‫والذي يتجسد من خالل تمويل الشطر الثاني من برنامج دعم إصالحات مخطط المغرب‬ ‫األخضر (تحسين الحكامة القطاعية والتنمية المدمجة لسالسل القيمة)‪ ،‬وتوفير المساعدات‬ ‫التقنية لتطوير بنيات السقي والنهوض بالمقاولين الفالحيين الشباب‪.‬‬ ‫وسيمول القرض إنشاء بنيات للسقي بمناطق تدخل المندوبيات الجهوية للتنمية الفالحية‬ ‫للوكوس ودكالة على مساحة ‪ 26‬ألف هكتار‪ ،‬وكذا أنشطة تثمين مياه الري وتعزيز قدرات‬ ‫مختلف األطراف المعنية‪.‬‬ ‫وستستفيد من تفعيله في الفترة ما بين ‪ 2017‬و‪ 10 ،2020‬آالف و‪ 250‬استغاللية فالحية‪،‬‬ ‫وهو ما يمثل أزيد من ‪ 61‬ألف مستفيد‪ ،‬مكونة على الخصوص من صغار الفالحين والفالحات‪.‬‬ ‫وهو بالتالي يشكل التتمة العملياتية لمشروع دعم البرنامج الوطني القتصاد مياه السقي‬ ‫(‪ )1‬الذي مول بكلفة ‪ 35،9‬مليون أورو (‪ 600‬مليون درهم) بغرض تحويل ‪ 20‬ألف هكتار الى‬ ‫أراضي للسقي الموضعي على مستوى مناطق تدخل المكاتب الجهوية لالستثمار الفالحي‬ ‫باللوكوس‪ ،‬تادلة ودكالة‪.‬‬ ‫ويكرس هذا المشروع توجهات استراتيجية الدعم الجديدة للبنك اإلفريقي للتنمية في‬ ‫المغرب للفترة ‪ 2021-2017‬والتي تسطر هدفا مزدوجا‪ ،‬يشمل النهوض بالتصنيع األخضر‬ ‫عبر المقاوالت الصغرى والمتوسطة والقطاع المصدر وتحسين أوضاع المعيشة عبر تشغيل‬ ‫الشباب والنساء في الوسط القروي‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫تراجع احتياطيات المغرب من العملة الصعبة‬

‫أفــــاد بـنـــــك المــغــرب‬ ‫بأن االحتيـاطــيـــات الدوليــة‬ ‫الصافيــة بلغت ‪ 223،7‬مليار‬ ‫درهم بتاريخ ‪ 9‬يونيـــو ‪،2017‬‬ ‫بتراجع قدره ‪ 8،4‬في المائة‬ ‫مقارنة مع الفترة نفسهــا من‬ ‫العام الماضي‪.‬‬

‫وأوضــح البنــــك‪ ،‬وفقـــــا‬ ‫للمؤشـــرات األسبوعيـــة التي‬ ‫نشرها برسم األسبوع الممتد‬ ‫مـن ‪ 8‬إلى ‪ 14‬يونيـــو ‪،2017‬‬ ‫أنه من أسبوع آلخر‪ ،‬سجلت‬ ‫هذه االحتياطيات انخفاضا بنسبة ‪ 2،4‬بالمائة‪.‬‬ ‫وخالل هذه الفترة‪ ،‬بلغ إجمالي مبلغ تدخالت بنك المغرب ‪ 45،1‬مليار درهم ‪ ،‬منها ‪ 40،6‬مليار‬ ‫درهم تم ضخها في شكل تسبيقات لمدة سبعة أيام بناء على طلب عروض‪ ،‬ومبلغ ‪ 4,5‬مليار‬ ‫درهم تم منحها في إطار برنامج دعم تمويل المقاوالت الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة‪.‬‬ ‫وأشار المصدر إلى أن سعر الفائدة بين البنوك استقر في ‪ 2،30‬بالمائة‪ ،‬بينما انتقل حجم‬ ‫المبادالت من ‪ 3،4‬ماليير درهم إلى ‪ 4،8‬ماليير درهم‪.‬‬ ‫وكان بنك المغرب قد ضخ خالل طلب العروض ليوم ‪ 14‬يونيو (تاريخ االستحقاق حدد في‬ ‫يوم ‪ 15‬يونيو) مبلغ ‪ 44،8‬مليار درهم على شكل تسبيقات لمدة سبعة أيام‪.‬‬ ‫وبخصوص نشاط البورصة‪ ،‬أبرز المصدر ذاته أن مؤشر (مازي) سجل ارتفاعا طفيفا بنسبة‬ ‫‪ 0,3‬بالمائة‪ ،‬بزيادة بلغت ‪ 1‬في المائة منذ بداية السنة‪ ،‬موضحا أن هذا التطور األسبوعي يعزى‬ ‫أساسا إلى ارتفاع في المؤشرات القطاعية ل «البترول والغاز» ب ‪ 4،1‬بالمائة‪ ،‬واالتصاالت ب ‪1،6‬‬ ‫بالمائة والعقار ب ‪ 0،8‬بالمائة‪ .‬في المقابل تراجعت المؤشرات المتعلقة بقطاعي األبناك والبناء‬ ‫على التوالي ب ‪ 0،5‬بالمائة و ‪ 0،2‬بالمائة‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق بالمعامالت‪ ،‬فقد انتقلت من ‪ 2،5‬مليار درهم في األسبوع السابق إلى ‪740،4‬‬ ‫مليون درهم‪ ،‬منها ‪ 651،1‬مليون درهم تم إنجازها بالسوق المركزي‪.‬‬ ‫وسجلت وتيرة نمو المجمع م‪ 3‬في أبريل ‪ 2017‬ارتفاعا شهريا ب ‪ 0،4‬بالمائة ليستقر عند‬ ‫‪ 1202،2‬مليار درهم‪ ،‬بفضل نمو القرض البنكي ب ‪ 0،5‬بالمائة وارتفاع الديون المستحقة على‬ ‫اإلدارة المركزية ب ‪ 3،7‬بالمائة‪.‬‬ ‫وعلى مستوى صرف العمالت‪ ،‬فقد حافظ الدرهم على قيمته‪ ،‬مقابل األورو والدوالر‪.‬‬

‫عجز الميزانية يتفاقم بـ ‪ 4،4‬في المائة كمتوسط‬ ‫في السنوات الثمان األخيرة‬

‫أفــادت مديريـــة الدراسات‬ ‫والتوقعـات المالية بأن وضعية‬ ‫الماليـــة العموميــة شهـــدت‬ ‫تفاقـم عجـــز الميزانيـة خالل‬ ‫العقد األخيـر‪ ،‬لتنتقل من ‪2،6‬‬ ‫في المائـة من الناتـج الداخلي‬ ‫الخام في المتوسط بين سنتي‬ ‫‪ 2000‬و‪ ،2007‬إلى ‪ 4،1‬في‬ ‫المائـة خــالل الفتـرة ما بين‬ ‫‪ 2008‬و‪ ،2016‬بعــد تسجيــل‬ ‫عجز قياسي سنة ‪ 2012‬بـ ‪6،8‬‬ ‫في المائة من الناتـج الداخلي‬ ‫الخام‪.‬‬ ‫وأشارت المديرية التابعة لوزارة االقتصاد والمالية في معطيات حول المالية العمومية إلى‬ ‫أن سنتي ‪ 2013‬و ‪ 2014‬شهدتا انتعاشا مهما مقارنة مع سنة ‪ 2012‬مع عجز ب‪ 5،1‬و‪ 4،7‬في‬ ‫المائة على التوالي‪.‬‬ ‫وحسب وكالة المغرب العربي لألنباء‪ ،‬فإن المديرية أوضحت أن تراجع هذا العجز يعزى‬ ‫باألساس إلى االنخفاض الهام في تكلفة المقاصة (‪ 23،7-‬في المائة سنة ‪ 2013‬و‪22،4-‬‬ ‫في المائة سنة ‪ 2014‬و‪ 56،7-‬في المائة سنة ‪ ،)2015‬تحت تأثير نظام مقايسة أسعار بعض‬ ‫المنتجات البترولية‪.‬‬ ‫وانخفض الرصيد األولي بالنسبة المئوية للناتج الداخلي الخام‪ ،‬الذي حدد في رصيد ميزانية‬ ‫الدولة دون احتساب فوائد الدين بالنسبة المئوية للناتج الداخلي الخام‪ ،‬ب‪ 0,9‬في المائة خالل‬ ‫الفترة ما بين ‪ 2000‬و‪ ،2007‬إلى ‪ 1،7-‬في المائة بين ‪ 2008‬و‪.2016‬‬ ‫وبعد تسجيل فائض ب‪ 3،0+‬في المائة سنة ‪ ،2008‬تفاقم هذا الرصيد من سنة إلى أخرى‬ ‫ليصل إلى ‪ 4،4-‬في المائة من الناتج الداخلي الخام سنة ‪ ،2012‬قبل أن ينخفض إلى ‪ 1،4-‬في‬ ‫المائة سنة ‪ ،2015‬وإلى ‪ 1،3-‬في المائة سنة ‪.2016‬‬ ‫من جهته‪ ،‬تحسن الرصيد العادي لميزانية الدولة (دون احتساب الضريبة على القيمة‬ ‫المضافة للجماعات الترابية) سنتي ‪ 2016‬و‪ 2015‬مع فائض بلغ ‪ 1،5+‬و‪ 0،7+‬في المائة من‬ ‫الناتج الداخلي الخام على التوالي‪ ،‬بعد ثالث سنوات من العجز (‪ 0،7-‬في المائة سنة ‪،2013‬‬ ‫و‪ 2-‬في المائة سنة ‪ ،2012‬و‪ 0،6-‬في المائة سنة ‪.)2011‬‬ ‫وأضافت المديرية‪ ،‬أنه بين سنتي ‪ 2006‬و‪ ،2010‬سجل هذا الرصيد فائضا بلغ ‪ 2،3+‬في‬ ‫المائة من الناتج الداخلي الخام في المتوسط‪ ،‬إلى درجة بلغ فيها ‪ 3،8+‬في المائة من الناتج‬ ‫الداخلي الخام سنة ‪ ،2008‬أي ما يعادل ‪ 27،1‬مليار درهم‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬أبرزت أن التقدم المحقق في مجال إصالح نظام دعم المنتجات البترولية‬ ‫مكن من التقليص‪ ،‬بطريقة هيكلية‪ ،‬من تكاليف المقاصة في سياق يشهـد انخفاض األسعار‬ ‫العالمية للمنتجات الطاقية‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫البنك المغربي للتجارة الخارجية يحصل للمرة الثانية‬ ‫على شهادة «إيزو ‪»14001‬‬

‫أعلنــت مجمـوعـــة البنــك‬ ‫المغربــي للتجــارة الخارجيـة‬ ‫بنك إفريقـيــا‪ ،‬أنهـا حصلـــت‪،‬‬ ‫للمرة الثانيــة‪ ،‬على شهــادة‬ ‫الجــــودة «إيــــــزو ‪»14001‬‬ ‫للبيئـة‪ ،‬إثـــر تجديد االفتحـاص‬ ‫الذي أنجــزه مكتب (فيريتــاس‬ ‫سيرتفكيشن)‪.‬‬ ‫وذكرت المجمـــوعــة‪ ،‬فـــي‬ ‫بالغ لها اليــوم الجمعــة‪ ،‬أنها‬ ‫البنك الوحيـد بالمغرب ومنطقة‬ ‫الشـرق األوســط وشمال إفريقيا (مينا) الحاصل على هذه الشهادة عن مجموع أنشطته‪،‬‬ ‫وهو ما يشكل اعترافا جديدا بااللتزام المتقدم للمجموعة في مجال التنمية المستدامة‪.‬‬ ‫أوضح البالغ أن هذه الشهادة تأتي لمكافأة االنتشار الفعلي ألنشطة البنك المغربي للتجارة‬ ‫الخارجية في مجال البيئة‪ ،‬والنجاعة الطاقية وتقليص البصمة الكربونية‪ ،‬والمبادرات‬ ‫الملموسة التي يقوم بها في سبيل توسيع التزاماته االجتماعية والبيئية على صعيد أنشطته‬ ‫الخاصة بالتمويل واالستثمار‪ ،‬وكذا التزامه الملحوظ في مواكبة زبنائه في استثماراتهم‬ ‫الصديقة للبيئة‪.‬‬ ‫وأضافت المجموعة البنكية أن هذه المقاربة تندرج في إطار االلتزام الراسخ لمجموعة البنك‬ ‫المغربي للتجارة الخارجية (بنك إفريقيا) لفائدة التنمية المستدامة منذ خوصصتها‪ ،‬بمبادرة من‬ ‫رئيسها السيد عثمان بنجلون من خالل مبادرات عدة باشرها داخل المجموعة البنكية‪ ،‬وخاصة‬ ‫من طرف مؤسسة البنك للتربية والبيئة تحت إشراف رئيستها السيدة ليلى مزيان بنجلون‪.‬‬ ‫وحسب البالغ‪ ،‬فقد ثمن مكتب «فيريتاس»‪ ،‬بشكل خاص‪ ،‬التزامات البنك في المجال البيئي‬ ‫والطاقي‪ ،‬وحماية الموارد‪ ،‬واالقتصاد الدائري وتمويل المناخ من خالل انخراطه في مبادرات‬ ‫دولية منها‪ ،‬إعالن البنك األوروبي إلعادة البناء والتنمية من أجل النجاعة الطاقية‪ ،‬ومبادرة‬ ‫«ماينستريمينغ» للمناخ والمبادئ التوجيهية لألمم المتحدة‪ .‬وأضاف المصدر ذاته أن هذه‬ ‫الشهادة تأتي لتتوج مجهودات مجموع الفرق المعبأة في مجموعات تحسين األداء البيئي‬ ‫لمجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية والملتزمة بتطوير نظام تدبيري بيئي خاص‬ ‫بالبنك‪.‬‬


‫الثالثاء ‪ 27‬يونيو �إلى ‪ 03‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪895‬‬

‫م‬

‫لف‬

‫‪8‬‬

‫الجمعيات والدعم العمومي‬

‫• الدعم المالي مرهون بالمراقبة والمحاسبة‬ ‫• الجمعيات خاضعة لمراقبة المجلس األعلى للحسابات بمقتضى الفصل ‪73‬‬ ‫من الظهير المنظم والصادر بتاريخ ‪1979‬‬ ‫• جمعيات ومؤسسات طنجة ال تخضع ألي مراقبة أو محاسبة‬ ‫في الظهير الشريف المتعلـق بحق تأسيس‬ ‫الجمعيات (ظهيـر ‪ )1958‬ما يـؤكـد على حـق‬ ‫الجمعيات في الدعم العمومي حيث ينص الفصل‬ ‫‪ 32‬منه المعدل والمتمـم بمرسوم قانون ‪28‬‬ ‫شتنبر ‪ 1992‬على أن الجمعيات التي تتلقى‬ ‫دوريا إعانات من إحدى الجماعات العمومية أن‬ ‫تقدم ميزانيتها وحساباتها للوزارات التي تمنحها‬ ‫اإلعانات المذكورة‪ ،‬كما أن الفصل ‪ 132‬المكرر‬ ‫مرتين من نفس الظهير(والمضاف إليه القانون‬ ‫رقم ‪ 75.00‬لـ ‪ 23‬يوليوز ‪ )2002‬يلح على أنه‬ ‫يجب على الجمعيــات التي تتلقى دوريا إعانات‬ ‫يتجاوز مبلغها ‪ 10‬آالف درهم من إحدى الجماعات‬ ‫المحليــة أو المؤسسات العموميــة أو الشركات‬ ‫التي تساهم الدولة أو الجماعات والمؤسسات في‬ ‫رأسماها أن تقدم حساباتها للهيئات التي تمنحها‬ ‫اإلعانات المذكورة‪.‬‬ ‫وهناك قوانين كلها مرتبطة بالدعم العمومي‪،‬‬ ‫ومراقبة صرفه‪ ،‬والمراقبة المالية على المؤسسات‬ ‫العمومية والمؤسسات ذات اإلمتيازات كظهير ‪ 14‬أبريل‬ ‫‪ ،1960‬والقانون رقم ‪ 62.99‬والظهير الشريف رقم‬ ‫‪ 1.79.175‬بتاريخ ‪ 14‬شتنبر ‪ 1979‬والمتعلق بالمجلس‬ ‫األعلى للحسابات والذي أخضع بمقتضى الفصل ‪ 73‬منه‬ ‫الجمعيات الممنوحة لمراقبة التسيير من طرف المجلس‪،‬‬ ‫في هذا الصدد نجد الفصل ‪ 73‬ينص على ما يلي‪« :‬يكمن‬ ‫للمجلس األعلى للحسابات أن يجري طبقا للنصوص‬ ‫التنظيمية المعمول بها المراقبة المقررة في الفصل ‪71‬‬ ‫على المقاوالت أو الجمعيات أو كل جهاز آخر يستفيد من‬ ‫مساهمة أو مساعدة مالية كيف ما كان نوعها تقدمها‬ ‫الدولة أو إحدى المؤسسات العامة أو الجمعيات المحلية‬ ‫أو أحد األجهزة األخرى الجارية عليها مراقبة المجلس»‬ ‫وقانون ‪ .62.99‬ويمضي الفصل ‪ 147‬والفصل ‪148‬‬ ‫من الدستور في تحليل وتأكيد اختصاصات ومسؤوليات‬ ‫المجلس األعلى للحسابات في مراقبة حسابات الجهات‬ ‫والجماعات الترابية بما في ذلك الجمعيات المستفيدة‬ ‫من الدعم العمومي‪ ....‬ووعيا من الدولة بخصوصية‬ ‫الجمعيات أصدر المجلس الوطني للمحاسبة «المخطط‬

‫• تحقيـق ‪:‬‬

‫مصطفى بديع السوسي‬

‫الكبير‪ ،‬الجمعية اإلسالمية لألعمال الخيرية ودار‬ ‫الطالب بالجديــدة‪ ،‬جمعية األعمال االجتماعية‬ ‫لموظفــي وأعوان الجماعة الحضرية لبوجنيبة‬ ‫ومؤسسات توصلت بمبالغ ضخمة من الجماعة‬ ‫المحلية بطنجة كبيت الصحافة‪ ،‬ومؤسسة بوكماخ‬ ‫ومؤسسات أخرى سنوردهــا حــال توفــر بعض‬ ‫المعطيات دون أن تخضع للقوانين المحاسبتية‬ ‫المنصوص عليها ضمن العملية الرقابية ومنها‬ ‫تقديم حسابـات الجمعيــة أو الجهــة الممنوحـة‬ ‫للجهات المانحة بشكل دوري ومنتظم طبقـــا‬ ‫للفصل ‪ 32‬مكرر مرتين من ظهير الجمعيات‪.‬‬ ‫وفتح الحسابات المتعلقة بالعمليات الماليـــة‬ ‫للجمعيــــات باسمهــا وليس باإلسم الشخصـي‪،‬‬ ‫محمد بوسعيد‬ ‫لرؤسائها مع التأكيد على قاعدة التوقيع المزدوج‬ ‫وزير االقتصاد والمالية المغربي‬ ‫للرئيس وأمين المال على شيكات الجمعيات قبل‬ ‫صرفها‪.‬‬ ‫المحاسبي الخاص بالجمعيـات» وهو ينـدرج في إطار‬ ‫وينعكــس اهتمــام الدولــة بما فيـهــا الجماعـات‬ ‫اإلهتمام المتزايد للسلطات العمومية بالقطاع الجمعوي‪،‬‬ ‫ويهدف اإلطار إلى واقع جمعوي أفضل ومراعاة المبادئ المحلية بالجمعيات على اعتبار أن دورها مكمل ومتمم‬ ‫لدور الدولة في النهوض بالمجتمع‪ ،‬اجتماعيا واقتصاديا‪،‬‬ ‫السبعة األساسية للمحاسبة‪:‬‬ ‫وكذا الرفع بمستــوى حس المواطن ووعيــه بأهميــة‬ ‫‪ 1‬ـ استمرارية النشاط‪.‬‬ ‫المساهمة في بناء هذا الوطن ودعمه‪ ،‬إال أن أي عمل‬ ‫‪ 2‬ـ مبدأ استقاللية الدورات والنتائج الدورية‪.‬‬ ‫إحساني أو ذي صفة المساعدة المالية يجب أن يكون‬ ‫‪ 3‬ـ مبدأ استقرار الوحدة النقدية‪.‬‬ ‫مصحوبا ومرافقا للمراقبة والمحاسبة وهو ما النراه في‬ ‫‪ 4‬ـ مبدأ ثبات أو استمرارية الطرق المحاسبية‪.‬‬ ‫الجمعيات والمؤسسات المستفيـدة من دعم الدولـة أو‬ ‫الجماعات المحلية بوالية طنجة بل ال وجود البتة ألي‬ ‫‪ 5‬ـ مبدأ الحيطة والحذر‪.‬‬ ‫دور للمجلس الجهوي للحسابات رغم أن اختصاصات‬ ‫‪ 6‬ـ مبدأ القيد المزدوج‪.‬‬ ‫المجلس األعلى للحسابات تخول له هذه المراقبة ولكنه‬ ‫‪ 7‬ـ مبدأ الموضوعية‪.‬‬ ‫حاليا وكما يتضح يتجه للمؤسسات الكبرى بعيدا عن‬ ‫ومن الجمعيات التي خضعت لمراقبة استخدام األموال‬ ‫الجمعيات في المدن واألقاليم والواليات‪....‬‬ ‫العامة‪ ،‬والتي تلقت إعانات من طرف األجهزة العمومية‬ ‫وإذا كان للجمعيات دورها اإلنسانـي واالجتماعـي‬ ‫الخاضعة لمراقبة المجالس الجهوية للحسابات‪ ،‬خالل‬ ‫سنة ‪ 2017‬نشير إلى‪ :‬جمعية مهرجان الرباط للثقافة واالقتصادي‪ .‬وإذا كان دعمها ماديا ضرورة ومبـــدأ‬ ‫والفنون‪ ،‬الجمعية اإلسالمية الخيرية بالقنيطرة‪ ،‬جمعية للنهــوض بمهامها‪ ،‬فإن مراقبتها ومحاسبتهــا أيضــا‬ ‫األعمال االجتماعية لمستخدمي الوكاالت المستقلة‪ ،‬ض��رورة ومبدأ الستمرار الثقة واستمــرار التفـاعـل‬ ‫وشركات امتياز توزيع الماء والكهرباء‪ ،‬جمعية األطلس والتعــاون واإلندمــاج‪.‬‬

‫انطالق المرحلة األولى لمشاريع التأهيل الحضري بإقليم شفشاون‬ ‫انطلقت مؤخرا بشفشاون المرحلة األولى للتأهيل الحضري لإلقليم والذي يهم مراكز‬ ‫قاع أسراس‪ ،‬تارغة واسطيحة بدائرة بواحمد‪.‬‬ ‫وتدخل هذه العملية في إطار تنفيذ مجموعة من االتفاقيات التي تم إبرامها بين‬ ‫المجلس اإلقليمي ومختلف المتدخلين والشركاء‪ ،‬تتعلق أساسا بالبنيات التحتية كتجهيز‬ ‫المعابر الطرقية‪ ،‬وخلق مناطق خضراء‪ ،‬وتقوية شبكة اإلنارة العمومية‪ ،‬وإحداث كورنيش‬ ‫بحري وفضاءات للمصطافين‪ ،‬وموقف للسيارات‪ ،‬وذلك بهدف جعل الساحل المتوسطي‬ ‫لإلقليم مراكز حضرية‪ ،‬وخلق دينامية سوسيواقتصادية‪ ،‬رصد لها غالف مالي قدر بحوالي‬ ‫‪ 15,5‬مليون درهم ستنجز على مدى ثالث سنوات‪.‬‬ ‫هذه المشاريع التي يمولها المجلس اإلقليمين تدخل في إطار استراتيجية المجلس‬ ‫الهادفة إلى تطوير قدرات الجذب اإلقتصادي بالمنطقه‪ ،‬واستقطاب السكان للمراكز‬ ‫القروية‪ ،‬لتأهيلها مستقبال لتكون مناطق حضرية‪.‬‬ ‫عملية انطالق المرحلة األولى للتأهيل الحضري لشفشاون أشرف على انطالقتها عامل‬ ‫إقليم شفشاون ورئيس المجلس اإلقليمي‪ ،‬وممثل عن وكالة إنعاش وتنمية األقاليم‬ ‫الشمالية للمملكة‪ ،‬والمنتخبين‪ ،‬وبعض المصالح الخارجية‪ ،‬وفعاليات المجتمع المدني‪،‬‬ ‫وخالل اللقاء تم تقديم عدة عروض تقنية همت مجمل هذه المشاريع وأهميتها في خلق‬ ‫أقطاب عمرانية وحضرية‪،‬والنهوض بأوضاع الساكنة‪ ،‬كما ستعمل على تحسين الدخل‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬يونيو �إلى ‪ 03‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪895‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 24‬يـونيـو ‪2017‬‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫ماليير البرلمان‬ ‫من أجل إنتاج ‪ 100‬قانون‬ ‫طيلة ‪ 53‬سنة !!!‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫البيان لصديقنا الحبيب الذي «ملك» الشجاعة‬ ‫الكافية ليكشف معطيات صادمة حول «الحصيلة»‬ ‫الفاجعة للبرلمان المغربي بشقيه‪ ،‬رغم الميزانيات‬ ‫الضخمة التي ترصد له و «التحفيزات» ــ التي ال‬ ‫تقل ضخامة عن الميزانيات ــ ‪ ،‬التي تقدم للنواب‬ ‫والمستشارين‪ ،‬عساهم «يهتمون» !‬

‫�شواطئ طنجة‬ ‫! ‪No swimming‬‬

‫مدينة طنجة لم تنجح بعد في مغادرة «قافلة» الشواطئ الملوثة التي ال ينصح‬ ‫بالسباحة فيها حيث عادت وزارة النقل والبيئة وما قاربهما إلى اإلعالن عن أن أغلب‬ ‫شواطئ هذه المدينة «غير صالحة تماما لألستجمام»‪ ،‬بسبب درجة التلوث التي توجد‬ ‫عليها مياه شواطئها‪.‬‬ ‫وهكذا «طلعت» شواطئ طنجة على الئحة الشواطئ التي» ال تطابق معايير السالمة‬ ‫البيئية» ومنها على وحج الخصوص‪ ،‬الشاطئ البلدي وشاطئ «مرقالة» على المتوسط‬ ‫وشاطئ اجبيلة‪ ،‬األطلسي بجماعة اكزناية بحيث أن السباحة في تلك الشواطئ‪ ،‬يعرض‬ ‫المستحم ألمراض فائقة الخطورة‪ .‬هذا ما قاله «الحكيم» اعمارة‪ .‬ونحن نقول‪! OK :‬‬ ‫ولن يمنعنا قرار حكومي من أن نتحسر على طنجة زمان‪ ،‬يوم كان شاطئها البلدى‬ ‫مفخرة من مفاخر ضفتي األبيض المتوسط‪ ،‬وكانت أفواج السياح تتقاطر عليه من كل‬ ‫بلدان العالم‪ ،‬لهدوء مياهه ونعومة رماله الذهبية وتجهيزاته الشاطئية من مراكز‬ ‫استقبال وأندية ومقاه ومطاعم رائعة ومالعب رياضية وغيرها بحيث يلتقي عند‬ ‫الشاطئ‪ ،‬يوميا‪ ،‬العديد من المستجمين‪ ،‬محليين وزوار أجانب‪ ،‬بكل جنسيات العالم‪.‬‬ ‫وكان للشاطئ نظامه وضوابط استعماله واالستفادة من خدماته‪ ،‬وأخالقياته‪ ،‬يوم‬ ‫كانت األخالق قيمة اجتماعية تضبط على الناس سلوكهم‪ ،‬فرادى وجماعات‪ ،‬وتطبع‬ ‫تعاملهم فيما بينهم وبين غيرهم من األقوام واألجناس‪ ....،‬وكانت للتربية دورا‬ ‫أساسيا في ضبط السلوك داخل المجتمع ‪...،‬قبل أن تلحقنا لعنة «دين أمك‪ ،‬ودين بوك»‬ ‫ويظفر بنا بهل الساعة ‪ ......‬ونحن على ذلك من الشاهدين !‪.......‬‬ ‫البحر شكل ‪ ،‬ولمئات السنين‪ ،‬قاعدة طنجة الخلفية‪ ،‬ومنفذها إلى العالم وموردا‬ ‫أساسيا للرزق بالنسبة ألهلها وللعديد ممن افتتنوا بها‪ ،‬وأعجبوا بجمال موقعها‬ ‫وأسرهم إطار الحياة الذي توفره لكل من عشقها واستقر بها لفترة من العمر‪ ،‬أو للعمر‬ ‫كله‪ ......‬وكما أن مصر بنت النيل‪ ،‬فإن طنجة بنت المتوسط‪ ،‬ارتبطت بعواصم المحيط‬ ‫وشعوبه وتشبعت بثقافاته‪ ،‬وانخرطت في أساطيره‪ ،‬فكانت نتاجا طيبا لما يصطلح عليه‬ ‫اليوم بــ «تفاعل الحضارات» وتالقحها وتالحقها‪......‬‬ ‫ومع توالي األيام وتالحقها‪ ،‬وفق سنة «ال يأتي على أمتي زمان إال والذي بعده‬ ‫أشر منه» (صحيح البخاري)‪ ،‬تناسلت قرارات إدارية لم تراع خصوصيات شاطئ طنجة وال‬ ‫«مواهبه» وال دوره في خدمة المدينة‪ ،‬ووقع اإلغفال عن حماية الشاطئ من التلوث الذي‬ ‫ضربه بسبب روافد األنهر التي تصب فيه مباشرة والتي تحمل إليه آالف األطنان‪ ،‬يوميا‪،‬‬ ‫من قاذورات المنازل ومخلفات المعامل والمصانع التي ارتجلوها دون حيطة أو حذر أو‬ ‫احترا‪ ،‬والتي ال تخلو من سموم وأضرار على مياه البحر وعلى البيئة‪ ،‬وبذل أن يهتم‬ ‫المسؤولون بتنبيهات وتحذيرات أهالي المدينة ورجال اإلعالم إلى المخاطر المحدقة‬ ‫بالساحل ‪ ،‬وبالشاطئ البلدي بالذات‪ ،‬صم المسؤولون آذانهم ‪ ،‬تحت تأثير «مشاريع‬ ‫التنمية» التي «استفادت» منها المدينة «بالوكالة»‪ ،‬وتركوا األيام تعبث بواحد من‬ ‫أهم ذخائر طنجة‪ ،‬شاطئها البلدي‪ .‬ولم يكن شاطئ «مرقالة» أكثر حظا‪ ،‬من الشاطئ‬ ‫البلدي‪ ،‬بل إنـ «هم» وجهوا إليه قنوات الصرف الصحي الضخمة‪ ،‬تصب فيه بال توقف‬ ‫ما يحول مياه ذلك الشاطئ الجميل‪ ،‬بحيرة لتفريخ السموم التي تفتك باإلنسان و تؤذي‬ ‫الطبيعة ‪...‬‬ ‫لقد توالي على تدبير شؤون هذه المدينة أناس معظمهم ال ينتمي إلى سكان‬ ‫مدن «الكوشطة» وبالتالي ال يحملون في قلوبهم عشقا كبيرا للبحر‪ ،‬وال في وجدانهم‬ ‫ومشاعرهم ذكريات عذبة عن البحر‪ .‬وقد دافع‪ ،‬ذات يوم‪ ،‬مندوب جهوي لوزارة السكنى‬ ‫عن مشروع «كارثي» حاول بعض المغرضين «تمريره» لوال يقظة اإلعالم المحلي ونضال‬ ‫كوكبة من شباب المدينة‪ ،‬مشروع «تمديد المنطقة التجارية ـ الصناعية الحرة»‪ ،‬التي‬ ‫أنشئت بالميناء‪ ،‬في ستينات القرن الماضي‪ ،‬إلى حدود فندق الريف‪ ،‬لفسح المجال أمام‬ ‫قيام صناعات جديدة‪ .‬ومعناه إلغاء ثلثي الشاطئ‪ .‬وحين علمت أن المندوب الجهوي‬ ‫المذكور ينحدر من مراكش‪« ،‬ظهر السبب‪ ،‬وطال العجب» !!!‬ ‫ومع توسع العمران‪ ،‬توسع تلوث الشواطئ‪ ،‬في غفلة ‪ ،‬عن قصد أو بدونه‪ ،‬ممن‬ ‫وكل إليهم أمر تدبير المدينة التي أحاط بها تلوث الشواطئ من كل جانب‪ ،‬وهي التي‬ ‫ال تتصل باليابسة إال من الجنوب‪ ،‬بمعنى أنها شبه جزيرة يضمها البحر إلى صدره‬ ‫بمنتهى اللطف‪.،‬‬ ‫وبعد أن «قضوا» على مياه الغندوري‪ ،‬إلى رأس المنار‪ ،‬بفعل عدم تطهير واد‬ ‫امغوغة الذي يصب قاذوراته عبر «واد الحلق» في قلب الشاطئ البلدي‪ ،‬ويغمر المنطقة‬ ‫السياحية بكاملها بالروائح الكريهة التي تنفر‪ ،‬بل تقهر المواطن المحلي قبل الزائر‬ ‫السائح والمستثمر‪ ،‬وبعد أن امتد التلوث إلى الشاطئ األطلسي الذي كان يشكل «طوق‬ ‫النجاة» بالنسبة لسكان طنجة‪ ،‬سقطت «اجبيلة» أيضا شهيدة في ساحة التلوث‬ ‫لترفع وزارة التجهيز والبيئة‪ ،‬الراية «السوداء» على كل شواطئ مدينة طنجة‪ ،‬وتدفع‬ ‫بالميسورين من سكانها إلى اللجوء لجنوب اسبانيا أو «الغرب» البرتغالي حيث جودة‬ ‫المياه «مضمونة» ألن اإلسبان والبرتغاليين يومنون بأن الشواطئ كنز ال يفنى وأن‬ ‫العناية بها ذخيرة وطنية ال تنضب‪.‬‬ ‫أولم ينتبه المسؤولون إلى أن أي مخطط لتنمية مدينة طنجة «البحرية» ال يمكن‬ ‫أن يحقق أهدافه إال بمعالجة شؤون البحر قبل البر‪ ،‬ألن األول شرط للثاني «ال يتم‬ ‫الشيء إال به» كما يقول علماء الفقه‪.‬‬ ‫وفي انتظار ذلك‪ ،‬يجب أن نعتاد‪ ،‬نحن وأبناؤنا وأسرنا ‪ ،‬كل صيف‪ ،‬على الراية السوداء‬ ‫التي «رفعوها» فوق رؤوسنا لتذكرنا بأن شواطئنا «غير صالحة للسباحة» وال تنتمي إلى‬ ‫أي واحدة من فصائل الـ ‪ A‬و ‪ B‬أو ‪ C‬و ‪ D‬وأن بيننا وبين الراية الزرقاء أو «اللواء األزرق»‬ ‫مسافة ألف سنة ضوئية ال تبدو للعيان‪ ،‬و «برزخ ال يبغيان» !!!‪......‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫عزيز گنوني‬

‫وحسب رئيس «الوردة» فإنه من بين ‪ 1507‬من‬ ‫النصوص التشريعية التي صادق عليها البرلمان‬ ‫المغربي منذ سنة ‪ ،1963‬ال يتجاوز عدد مقترحات‬ ‫القوانين المصادق عليها على امتداد أزيد من نصف‬ ‫قرن‪ ،‬من العمل البرلماني ‪ 108 ،‬مقترحات‪ ،‬وفدت‬ ‫على مكتب البرلمان من الفرق البرلمانية ‪ ،‬على‬ ‫اختالف إديولوجياتها وألوانها ورموزها وخطابها‬ ‫السياسي‪ ، ،‬أي بنسبة ‪ 7‬بالمائة من مجموع مشاريع‬ ‫القوانين المصادق عليها خالل هذه المدة الطويلة‬ ‫من عمر المؤسسة التشريعية التي هي أسمى تعبير‬ ‫عن إرادة األمة‪...‬بالشفوي طبعا !!!‪.....‬‬ ‫المالكي االشتراكــي انتهــى إلى االعتـــراف بأن‬ ‫البرلمان بحاجة إلى «رجة» دماغيـــة ليتدارك العجز‬ ‫المهول في مبادراته التشريعية ‪...‬‬ ‫ال رجة وال هزة‪ ...‬يا محترم !‬ ‫البرلمان بحاجــة إلى «برلمانييــن» يحترمـــون‬ ‫أنفسهم‪ ،‬ويقدرون الثقــة التي وضعـــت فيهـــم‪،‬‬ ‫ويشعرون بتضحيات الشعـب لكي يوفر لهم ظروفا‬ ‫مريحــة لـ «عملهـــم»‪ .‬وما دام أنهم ال يــرون من‬ ‫فائدة حتى فــي «الحضور الصوري» للجلسات‪ ،‬حتى‬ ‫أن مشاريع قوانين حكومية‪ ،‬تمــرر في قاعة شبـــه‬ ‫فارغة‪ ،‬بدليل أن ما يزيد عن مائة نائب تغيبوا عن‬ ‫جلسة المصادقة على ميزانية ‪ 2017‬التي ترهن حياة‬ ‫الشعب المغربي لسنة كاملة‪ .‬وال حول وال قوة إال‬ ‫باهلل!‬

‫‪ooooo‬‬

‫أوامر حصاد‪:‬‬ ‫ممنوع تجاوز ‪ 40‬تلميذا داخل‬ ‫القسم !‬ ‫يكاد اإلنسان أن يشعر أنه يحلم‪ .‬كيف‪ ،‬حصاد‬ ‫الوافد على التعليم من الداخلية‪ ،‬رق قلبه لحالة‬ ‫التالميذ الذين «يكدســون» في األقسام‪ ،‬تجاوزا‪،‬‬ ‫سبعين فما فـوق‪ ،‬يتقاسمون الطاولــة الواحــدة‪،‬‬ ‫ويجلسون األرض حين ال يجدون كرسيا فارغا‪ ،‬فأمر‬ ‫بمنع هذه «الظاهرة» التي يتســاوى فيها المغرب‬ ‫المتقدم‪ ،‬المتحضر‪ ،‬المتطور‪ ،‬مع شعوب متخلفة جدا‬ ‫في إفريقيا‪ ،‬ال نذكرها احتراما لمشاعرها‪ ،‬وألننا ال‬ ‫نختلف عنها إال بـ «البخ» !!!‬ ‫فهل تكديس التالميذ باألعداد التي يعلمها‬ ‫الجميع‪ ،‬في الفصل الواحد حين ال تكون «براكة»‪،‬‬ ‫أو بيتا مفككا أكل الدهر عليه وشرب‪ ،‬هو قرار‬ ‫أماله «وسطاء» التعليم أم فرضته الحالة المزرية‬ ‫التي يوجد عليها التعليم العمومي بالمغرب‪ ،‬خاصة‬ ‫في التعليم االبتدائــي والثانـــوي‪ ،‬بالحواضـر‪ ،‬كما‬ ‫بالبوادي حيث يتناوب على القسم أفواج متعددة‪،‬‬ ‫ويقبل فيه في نفس الوقت‪ ،‬مستويات مختلفة‪....‬‬ ‫أهذا ما وصــل إليه اجتهادكم لتعليــم أوالد‬ ‫المغاربة طيلة نصف قرن من التجوال على الطرق‬ ‫البيداغوجية ومراجعة البرامج الدراسية وصرف ماليير‬ ‫الدراهم على البرامج االستعجالية‪,,,‬‬ ‫اليوم طلعت أخبار تقول إن الوزير حصاد‪ ،‬رفض‬ ‫أن يحصد ما زرعه سابقوه وأصدر تعليمات بشأن‬ ‫الحــد من ظاهرة االكتظاظ بحيث ال يتعــدى‬ ‫عدد التالميذ بالقســـم ‪ 30‬نلميذا وذلك بإحداث‬ ‫‪ 55‬مؤسسة جديدة وإضافة ‪ 1948‬حجرة دراسية‬ ‫جديدة وتوظيف ‪ 23‬ألف أستاذ بالكنترة‪ ،‬واالستغالل‬ ‫األمثـــل للبنيـــة الماديــة للمؤسســات التعليمية‪.‬‬ ‫ولو أنه ال يوجد ما يمنع من أن توصف هذه‬ ‫اإلجراءات بالمستعجلة‪ ،‬أمام هول الوضع خاصة في‬ ‫التعليم االبتدائي والثانوي‪ ،‬فإننا نتمنى أن نقتنع‬ ‫بأن قطاع التعليم مقبل على «ثورة» حقيقية نرجو‬ ‫أن تمكن المغرب من الحصول على تصنيف مشرف‬

‫يجعله يتخطى التصنيفات السابقة‪ ،‬التي وضعته‬ ‫وراء معظم الدول العربية ودول إفريقية ذات موارد‬ ‫ضعيفة كمالي والتشاد‪.‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫العثماني لوزرائه ‪:‬‬ ‫تواصلوا مع الصحافيين‬ ‫كان البد لحراك الريف أن يحدث‪ ،‬وترتفع األصوات‬ ‫من كل جانب‪ ،‬منددة بــصوم الحكومة الطويل عن‬ ‫الكالم‪ ،‬ما دفع إلى انتشار اإلشاعات في اإلعالم بكل‬ ‫أشكاله‪ ،‬ومكن هذا الجانب أو ذاك‪ ،‬من ‘فبركة’ أخبار‬ ‫بالحرف والصوت والصورة‪ ،‬للدفاع عن وجهة نظره‪،‬‬ ‫حتى انبرى رئيس الحكومة العثماني ‪ ،‬حفظه اهلل‪،‬‬ ‫ليستنفر وزراءه من أجل فتح طرق التواصل مع وسائل‬ ‫اإلعالم المختلف‪ ،‬وتزويد الصحافيين بالمعلومات‬ ‫«الصحيحة»وفي الوقت المناسب !‬ ‫العثماني ذهب إلى أبعد من ذلك فعبر عن‬ ‫االستعداد التام لجميع القطاعات الحكومية التجاوب‬ ‫مع مختلف وسائل اإلعالم والرد على استفساراتهم‪،‬‬ ‫توخيا للمعلومة الصحيحة ــ التي ال يمكن أن تصدر‬ ‫إال عن الحكومة ــ ‪ ،‬خاصة وأن الخلل الحاصل‬ ‫في التواصل الحكومي مع اإلعالم تسبب في عدم‬ ‫توضيح الرؤية بخصوص عدد من المشاريع المنجزة‬ ‫والمبرمجة في إقليم الحسيمة‪ ،‬ومنها مستشفى‬ ‫السرطان‪.‬‬ ‫رئيس الحكومة أعلن أن الحكومة قررت النزول‬ ‫إلى «ميدان التواصل» االجتماعي عبر برمجة العديد‬ ‫من الزيارات الميدانية بمختلف أقاليم المغرب‬ ‫لالطالع على أحوال المواطنين وإطالع المواطنين‬ ‫على مخططات الدولة لفائدتهم‪.‬‬ ‫ولو أنني شخصيا أعلم حساسية الوزراء في‬ ‫التعامل مع الصحافة‪ ،‬بسبب ممارستي فوق األربعين‬ ‫سنة‪ ،‬للمهنة «المتعة» وليست «مهنة المتاعب»‬ ‫كما يريد البعض ‪ ،‬ظلما‪ ،‬تسمية مهنة الصحافة‪،‬‬ ‫فإنني أحمد اهلل أن تكون الحكومة قد اقتنعت‪ ،‬في‬ ‫األخير‪ ،‬وبفضل حراك الريف المبارك علينا نحن نساء‬ ‫ورجال اإلعالم‪ ،‬بما كنا نطالب به‪ ،‬من الحق في‬ ‫الوصول إلى المعلومة‪ ،‬وهاهي المعلومة ستصل إلينا‬ ‫«غضة بضة» ‪ ،‬ومن الجهات ذاتها التي كانت تعتبر‬ ‫كل خبر يتصل بنشاط الحكومة‪ ،‬سرا من «أسرار‬ ‫الدولة» !‬

‫‪ooooo‬‬

‫التناقض المغربي‬ ‫بعد الحدث األركيولوجي العظيــم‪ ،‬الذي أعـــاد‬ ‫المغرب إلى الواجهـــة العلمية‪ ،‬على مستوى مراكز‬ ‫البحث العلمــي بالعالـــم‪ ،‬حين تــم العثـــور على‬ ‫جمجمة كائن بشري من فصيلة اإلنسان العاقل‪،‬‬ ‫عاش بالمغرب منذ ‪ 300‬ألف سنة‪ ،‬عادت الصحافة‬ ‫الوطنية لتفاجئنا بخبر مثير بل ومحزن ومحبط‪،‬‬ ‫مفاده أن الموقع األثري لجبل إيغود الذي كان مهد‬ ‫«حضارة» اإلنسان العاقل في تلك الحقبة البعيدة من‬ ‫تاريخ البشرية‪« ،‬يتصدع» تحت معاول عمال المقالع‬ ‫الحجرية المرخص استغاللها من طرف الحكومة‪،‬‬ ‫وتمكنكم أن تتصورا الدمار الذي أحدثه ويحدثة‬ ‫االستغالل البشع ألحجار جبل إيغود الذي تعد نفائس‬ ‫في ملك اإلنسانية جمعاء‪ ،‬واإلتالف الممنهج‪ ،‬بفعل‬ ‫المتفجرات والجرافات التي تدمر المغارات والنحوتات‬ ‫والرسومات الصخرية وبقايا عظام وجماجم اإلنسان‬ ‫القديم وبيئته المعيشية بالرغم من أن الهضاب‬ ‫المحيطة بالجبل كانت موضوع دراسات أركيولوجية‪،‬‬ ‫والبد أن العالم سيستنكر تخريب المعالم التاريخية‬ ‫واألثرية التي يباشرها هواة تدمير المآثر التاريخية‪،‬‬ ‫بمنطق «القيسارية» ‪ ،‬دون اكتراث للجريمة التي‬ ‫يباشرونها بمنطق «القيسارية» في حق المغرب‬ ‫واإلنسانية جمعاء‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫الثالثاء ‪ 27‬يونيو �إلى ‪ 03‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪895‬‬

‫روحة‬

‫أط‬

‫‪10‬‬

‫«المقصد األحمد في التعريف بسيدنا ابن عبد اهلل أحمد»‬ ‫للمؤلف عبد السالم بن الطيب القادري الحسني‪ :‬دراسة وتحقيق‬

‫نوقشت بآداب تطوان أطروحة الطالبة الباحثة نبيلة الشعرة‪،‬‬ ‫ونالت درجة الدكتوراه بميزة مشرف جدا‪ .‬وفيما يلي تقرير عنها ‪:‬‬ ‫ـ دوافع اختيار البحث ‪:‬‬

‫• ﻟﻘﺪ ﻣﻦَّّ اهلل ﻋﻠﻲ ﺑﻔﻀله‪ ،‬إذ هداﻧﻲ للبحث في موضوع يعد من أجود ما ِّألف في مجال المناقب والتراجم‪،‬‬ ‫ذلك أن سبر في مظان كتاب مثل « المقصد األحمد «‪ ،‬أماط اللثام على مجموعة من القضايا ذات اتجاهات‬ ‫مختلفة منها السياسية واالقتصادية والثقافية والدينية‪ ،‬والتي شكلت فيما بينها أهم مرتكزات الفضاء الزمني‬ ‫والمكاني الذي تواجد فيه المترجم به‪ ،‬كما أن هذه االتجاهات ستتقاطع ال محال في إبراز جوانب من شخصية‬ ‫المترجم به من خالل مواقفه وتصوراته وعطاءاته الفكرية والصوفية‪.‬‬ ‫فبعد التحفيز الذي لقيته من أستاذي الجليلين لركوب صهوة هذا البحث‪ ،‬والعمل على تحقيق أحد أكبر‬ ‫كتب العالمة سيدي عبد السالم القادري‪ ،‬ازدادت رغبتي في النبش على هذا التراث المنقببي واالطالع على‬ ‫مظانه‪،‬خاصة أنه يشمل رصيدا تاريخيا ضخما‪ ،‬و نوادر األخبار وسير الرجال الذين اشتهروا في الحقل الصوفي‬ ‫بالمغرب‪ ،‬وتخرج على أيديهم جمّ غفير من الطلبة والشيوخ‪ ،‬أسسوا رباطات في مدن وقرى مغربية مختلفة‪ ،‬كما‬ ‫اعتنى الكتاب بتقديم ترجمة مستفيضة ودقيقة ألحد أبناء مؤسس الزاوية العبدالوية بفاس وهو الشيخ أحمد‬ ‫بن محمد بن محمد بن عبد اهلل معن األندلسي‪،‬‬ ‫ومن الدوافع الذاتية التي حفزتني للعمل على هذا الموضوع أيضا؛ هو رغبتي في خدمة تراثنا المعرفي‬ ‫القديم وإخراجه من رفوف المكتبات‪ ،‬وجعله في متناول عموم المهتمين بالتراجم المنقبية‪ ،‬وبالحقل الصوفي‬ ‫المغربي‪ .‬وقد أثار اهتمامي عملية تحقيق النفائس القديمة‪ ،‬والمراحل التي يقطعها المحقق من أجل إخراج‬ ‫الكتاب في حلته جديدة‪ ،‬حتى يسهل على القارئ قراءته واستنباط خصائصه‪.‬‬ ‫• أما األسباب الموضوعية فهي كثيرة منها‪:‬‬ ‫ـ الرغبة في التعريـف بأحد الشيوخ البارزين في الزاوية‬ ‫العبدالوية‪ ،‬والنبش على مجموعة من الجوانب التي ميزت شخصية‬ ‫« أحمد بن محمد بن عبد اهلل معن األندلسي» اإلنسان والصوفي‪،‬‬ ‫خاصة أن هذه الشخصية لم تتناولها أقالم الباحثين والمهتمين‬ ‫بالشكل الكافي من الدراسات واألبحاث‪،‬ولم يتم تداوله إال في‬ ‫فقرات مقتضبة وفي مناسبات قليلة‪.‬‬ ‫ـ الرغبة في االطالع على التجربة الصوفية بأدق تفاصيلها من‬ ‫نوعية األوراد واألذكار التي كان يرددها الشيخ والمريد في أوقات‬ ‫مخصوصة داخل رحاب الزاوية‪ ،‬والطقوس المرتبطة بإحياء ليالي‬ ‫الحضرة والذكر‪ ،‬و الرغبة في التعرف على سمات الخطاب الصوفي‬ ‫المليئ باإلشارات واإليحاءات والرموز‪،‬وطرق أخذ السند الصوفي من‬ ‫األئمة واألقطاب‪.‬‬ ‫ـ اقتناعي بأهمية هذا الكتاب في استخالص مجموعة من‬ ‫الوقائع التاريخية الذي انفرد بذكرها‪ ،‬وساق تراجم أعالم لم يسبق‬ ‫ألي كتاب أن تناولها من قبله‪ ،‬وباعتباره مصدرا اعتمد عليه العديد‬ ‫من المؤلفين في تأليف كتبهم المنقبية أذكر على سبيل المثال‬ ‫محمدا بن جعفر الكتاني الذي أدرج مجموعة من تراجم « المقصد‬ ‫األحمد « ضمن كتابه سلوة األنفاس‪ ،‬ومحمدا بن الطيب القادري‬ ‫(الحفيد) الذي أخذ منه الكثير من الحقائق والتراجم واألشعار‪،‬‬ ‫وأدرجها في كتبه منها‪ :‬نشر المثاني والتقاط الدرر و الزهر الباسم‪،‬‬ ‫وغيرها‪.‬‬ ‫ـ إبراز مكانة المؤلف عبد السالم بن الطيب القادري العلمية‬ ‫العالية‪ ،‬إذ حظي بثناء مجموعة من العلماء وصفوه بأحلى األوصاف‬ ‫وأحسنها‪ ،‬مما يدل على رسوخه في العلم وتمكنه منه‪ .‬كما منحه‬ ‫اهلل ملكة في الكتابة والنظم فكان كما قال الدكتور عبد اهلل‬ ‫المرابط الترغي‪ « :‬كثير الكتابة‪ ،‬سريع النظم»‪.‬‬

‫ـ لمحة عن صاحب الكتاب ‪:‬‬

‫قبل الشروع في الحديث عن فحوى الكتاب ال بأس من استجالء طبيعة العالقة التي جمعت المؤلف‬ ‫بالمترجم به في كتابه‪.‬‬ ‫هو الشيخ أبو محمد عبد السالم بن الطيب القادري العالمة المشارك والمؤرخ النسّابة‪ ،‬ألف في مجاالت‬ ‫معرفية متعددة‪ ،‬تزيد عددها عن مائتي مؤلف‪ .‬ولد يوم الجمعة عاشر رمضان من عام ثمانية وخمسين وألف‬ ‫للهجرة الموافق التاسع والعشرين شتنبر سنة ثمان وأربعين وستمائة وألف بفاس‪ ،‬نشأ في أسرة معروفة‬ ‫بالصالح الخلقي والعطاء العلمي‪ ،‬توفي والده وهو ال يزال صغيرا‪ ،‬فتكلفت بتربيته أمه فاطمة بنت حمدون‬ ‫الشقوري‪ .‬أخذ العلم عن كبار الشيوخ منهم عبد القادر الفاسي‪ ،‬و الحسن اليوسي وأضرابهما‪ ،‬ولقي الشيخين‬ ‫قاسم الخصاصي وأحمد اليمني وانتفع بهما‪ ،‬كما صحب طويال الشيخ أحمد بن عبد اهلل ولزم زاويته العبدالوية‪،‬‬ ‫فأفرد مؤلفا يعد من أكبر كتبه وأشهرها وهو كتابه «المقصد األحمد في التعريف بسيدنا ابن عبد اهلل أحمد»‬ ‫الذي تناول في مظانه حياة شيخه أحمد الشخصية والعلمية‪ ،‬وأخذه الطريق عن المشايخ والعلماء‪ ،‬ثم اعتالئه‬ ‫كرسي مشيخة الزاوية العبدالوية‪.‬‬ ‫اشتهر القادري بكثرة الحفظ ودقة الفهم‪ ،‬ونهل علوما متعددة كالحديث واألصول والمنطق‪ ،‬وأهله ذلك‬ ‫لتقلد وظيفة التدريس في عدة مساجد بمدينة فاس كمسجد األندلس‪ ،‬وكذلك في بعض مدارسها كمدرسة‬ ‫الصهريج كما تقلد بجانب السيد محمد العربي مهمة الكتابة والتأريخ والنسخ بالزاوية العبدالوية زمن مشيخة‬ ‫سيدي أحمد بن عبد اهلل معن ‪.‬‬ ‫جاء أجل الشيخ القادري بمقر سكناه بدرب الشيخ األسفل من عدوة فاس األندلس يوم الجمعة الثالث‬ ‫عشر ربيع النبوي عام عشرةٍ و مائةٍ وألفٍ الموافق لعشرين شتنبر عام ثمانيةٍ وتسعين وستمئةٍ وألف‪،‬‬ ‫ودفن بالروضة التي خصها سيدي أحمد بن عبد اهلل معن األندلسي لدفن أصحابه بجوار القبة العبدالوية‪.‬‬

‫ـ الخطوط العريضة من كتاب المقصد األحمد ‪:‬‬

‫خصص القادري كتابه للتعريف بالزاوية العبدالوية و رجالها‪ ،‬فهي تعد أيقونة كتاب المقصد األحمد‬ ‫وسمّاها بعضهم بالزاوية المعنية الذي يعود تأسيسها إلى عام ثمانية وثالثين وألف‪ ،‬على يد شيخها األول‬ ‫محمد بن محمد بن عبد اهلل معن األندلسي‪ ،‬وذلك بعد وفاة شيخه عبد الرحمان الفاسي العارف بحوالي سنتين‪،‬‬ ‫حيث كان يجتمع بأصحابه في بادئ األمر بزاوية شيخه أبي المحاسن الفاسي بالمخفية‪ ،‬ثم انتقل بهم إلى زاويته‬ ‫التي بناها بأعلى المخفية على ضفة وادي الزيتون عدوة فاس األندلس‪ .‬فصارت الزاوية مقرا الجتماع األصحاب‬ ‫وإقامة الصلوات‪ ،‬وقراءة أحزاب الغداة والعشي‪.‬‬ ‫ولما توفي الشيخ المؤسس سنة اثنتين وستين وألف‪ ،‬استمر األصحاب في االجتماع بها مدة‪ ،‬ثم تعطلت‬ ‫لسنوات حتى أمر خليفته الشيخ قاسم الخصاصي بفتحها سنة خمس وسبعين وألف‪ ،‬فانجمع أصحابه فيها من‬ ‫جديد‪ ،‬وتولى خدمته خليفته من بعده ووارث سره الشيخ أحمد بن شيخه محمد بن عبد اهلل‪ .‬وابتدأت صحبته له‬ ‫بعد وفاة والده بحوالي سنتين واستمرت نحوا من تسع عشرة سنة‪ ،‬وعلى يده فتح له وبه تربى وتخرج وتكمل‪.‬‬ ‫وهو الذي تولى أمر الزاوية من بعد وفاته التي كانت في سنة ثالث وثمانين وألف‪ ،‬وانجمع فيها حوله أصحابه‪.‬‬ ‫يعتبر الشيخ أحمد أكبر أشياخ الزاوية العبدالوية‪ ،‬وقد بلغت خالل مشيخته غاية تألقها‪ ،‬حتى درج كثيرون‬ ‫على نسبتها إليه‪.‬‬ ‫وهو أحمد بن محمد بن محمد بن عبد اهلل بن معن األندلسي‪ ،‬وهو من ذرية يعقوب المنصور الموحدي‪،‬‬ ‫ولد بحومة المخفية أواخر سنة ألف واثنتين وأربعين للهجرة‪ ،‬وبها كانت وفاته سنة عشرين ومائة وألف‪ .‬ع ّلمه‬ ‫والده القرآن الكريم‪ ،‬وأخذ علم الطريق عن شيخه قاسم الخصاصي‪ ،‬ثم عن الشيخ أحمد اليمني الذي آواه إليه‬ ‫وأكرمه بما لديه‪ ،‬وكان بينهما قرب كبير واتصال قوي‪.‬‬ ‫وقد أولى الشيخ أحمد عناية كبيرة بالزاوية‪ ،‬وقام بتجديدها‬ ‫والزيادة فيها‪ ،‬فصارت خالل مشيخته مركزا متميزا للعبادة والذكر‬ ‫ولنشر المعرفة والعلم‪ .‬فهي مسجد من المساجد تقام فيه الصلوات‬ ‫الخمس‪ ،‬ومحل لذكر اهلل تعالى وقراءة األحزاب المقررة بالغداة‬ ‫والعشي‪.‬‬ ‫وإلى جانب هذا‪ ،‬كانت الزاوية معهدا للتعليم‪ ،‬وال تخلو من‬ ‫مجالس إق��راء الكتب في فنون العلم المختلفة‪ ،‬وكانت مقصد‬ ‫العلماء والطلبة‪ ،‬وقد أشار عبد السالم القادري إلى النشاط العلمي‬ ‫والتعليمي بالزاوية زمان تأليف كتابه « المقصد األحمد «‪ ،‬كما أشار‬ ‫إلى حضوره مجالس العلم المقروء من توحيد وفقه وبالغة ونحوـ‬ ‫إلى جانب ثلة من كبار العلماء والمشايخ الذين انتسبوا للزاوية أمثال‬ ‫محمد المهدي الفاسي ومحمد العربي بن الطيب القادري وأحمد‬ ‫بن عبد القادر القادري وغيرهم‪.‬‬ ‫وقد قسم القادري كتاب « المقصد األحمد « إلى اثني عشر بابا‬ ‫تناول جوانب متنوعة من حياة شيخه أحمد بن معن‪.‬‬

‫ـ أهمية الكتاب ‪:‬‬

‫مما ال شك فيه أن ضخامة حجم كتاب « المقصد األحمد « جعله‬ ‫كتابا جامعا وشامال لمجموعة من األخبار والقضايا والسير و الفنون‪،‬‬ ‫ذلك أن كل من ّ‬ ‫اطلع على هذا الكتاب سيجد فيه فائدة علمية‪ ،‬أو‬ ‫خصلة خلقية‪ ،‬أو حادثة تاريخية‪ .‬بفضل موسوعيته وشموليته ودقة‬ ‫المؤلف العالية في تقصي الحقائق وبراعته في سرد دقائقها‪.‬‬ ‫فهو كتاب تاريخ؛ تحدث فيه المؤلف عن أحداث تاريخية هامة‬ ‫من خالل عرض حقائق مرّ بها المغرب عامة ومدينة فاس خاصة‬ ‫إبان العصر العلوي األول‪ .‬كما ساق مجموعة هامة من األخبار‬

‫والوقائع حدثت زمن تأليف الكتاب‪.‬‬ ‫وهو كتاب تراجم؛ قدم الكاتب من خالله ترجمة مستفيضة البن معن األندلسي وأحاط القارئ بمختلف‬ ‫تفاصيل حياته وسماته الخلقية‪ ،‬و ما تميز به من سمت حسن وكرامات ال متناهية وواليته لمشيخة الزاوية‬ ‫المعنية‪ .‬كما ذكر أسماء أعالم بارزة من مدينة فاس وخارجها‪ ،‬فوقف على البعض منها بإسهاب خاصة من ثبت‬ ‫إقبارهم بمدينة فاس‪ ،‬ومر على البعض اآلخر بتقديم معلومات مقتضبة بحسب ما يقتضيه الكالم ويستوفي‬ ‫المعنى‪.‬‬ ‫وهو كتاب أنساب؛ تحدث فيه عن أنساب العديد من أشراف فاس وفي مقدمتهم نسب الشيخ أحمد بن‬ ‫محمد معن وأسرته الشريفة‪ ،‬باإلضافة إلى نسب الشيوخ الذين تتلمذ على أيديهم‪ .‬وأخذ عنهم الطريقة‪.‬‬ ‫وهو كتاب جغرافيا؛ تحدث فيه عن مواقع جغرافية متنوعة‪،‬فعرّف بأزقة فاس وشوارعها‪،‬ووقف عند أبوابها‬ ‫وأسوارها وأضرحتها ومقاماتها‪ ،‬واصفا معالمها العمرانية ومميزاتها الحضارية‪.‬‬ ‫وهو قاموس لمصطلحات متداولة عند األولياء والصوفية‪ ،‬حيث عرّف ببعضها وربطها بسياق متن الكتاب‬ ‫مثل تعريفه بالرحم الديني والرحم الطيني‪ ،‬ومعنى الصحبة والخرقة وباقي طرق أخذ السند‪.‬‬ ‫وهو كتاب نوادر وحكايات؛ حيث ذكرالقادري في معرض حديثه عن الكرامات والتصريفات‪ ،‬مواقف حصلت‬ ‫بحضور شيخه ابن معن األندلسي‪ ،‬وأكدت على صالحه وواليته الصوفية‪ ،‬باإلضافة إلى مكانته الروحية التي‬ ‫حققها داخل زاويته وخارجها‪.‬‬ ‫وهو كتاب أدب؛ ساق فيه عددا وافرا من القصائد واألشعار‪ ،‬والمراسالت والتقييدات التي تحصَّل عليها‬ ‫وضمنها في هذا السفر‪.‬‬ ‫وهو كتاب أخالق وتربية؛ عدّ فيه القادري السمات الخ ُلقيّة والخصال الحميدة والخالل السامية والقيم‬ ‫النبيلةالتي اتسم بها شيخه‪ ،‬معتبرا إياها ركيزة أساس لبلوغ اإلنسان شأوه وعظيم مكانته‪.‬‬

‫البقية ص ‪11‬‬


‫العدد ‪895‬‬ ‫وهو كتاب تصوف؛ عدّ من خالله أسانيد الطرق الصوفية التي‬ ‫نمت وترعرت في فاس وخارجها‪ ،‬كما قدّم نبذا عن حياة مشايخ‬ ‫الطرق‪ ،‬وذكر نماذج من األوراد واألذكار واألحزاب التي كانت تتلى‬ ‫في فناء الزاوية‪.‬‬

‫ـ خطة البحث ‪:‬‬

‫فيما يتعلق بالخطة المتبعة في هذا العمل‪ ،‬فقد قسمته إلى‬ ‫مقدمة وقسمين اثنين‪:‬‬ ‫• المقدمة‪ :‬وهي عبارة عن مدخل عام للبحث تحدثت من‬ ‫خاللها على مدينة فاس باعتبارها مهدا ألهم الزوايا المغربية‬ ‫ومرتعا خصبا لألولياء والصلحاء‪ ،‬ثم تحدثت بشكل مقتضب عن‬ ‫الدوافع التي حفزتني على تحقيق كتاب «المقصد األحمد» والتجربة‬ ‫الفريدة التي استفدتها طيلة اشتغالي على هذا كتاب الذي يعد من‬ ‫أمهات كتب التراجم المغربية‪ ،‬كما عرضت خطتي المعتمدة في‬ ‫البحث‪.‬‬ ‫• القسم األول‪ :‬خصصته لدراسة كتاب المقصد األحمد وجعلته‬ ‫في خمسة فصول‪:‬‬ ‫* الفصل األول‪ :‬كان بمثابة توطئة تاريخية عن مدينة فاس‬ ‫خالل القرن ‪11‬هـ وبداية القرن ‪12‬ه‪ ،‬وتضمن ثالثة مباحث‪:‬‬ ‫تمحورت حول الحياة السياسية واالجتماعية السائدة في مدينة‬ ‫فاس‪ ،‬وعالقة السالطين العلويين ببعض أرباب الزوايا الفاسية‪،‬‬ ‫ومااشتهروا به من حركة علمية نشيطة‪.‬‬ ‫* الفصل الثاني‪ :‬شمل حياة الشيخ عبد السالم بن الطيب‬ ‫القادري الشخصية والعلمية‪ ،‬وضم ثمانية مباحث تهم‪ :‬نسبه‬ ‫الشريف‪ ،‬ونشأته‪ ،‬والشيوخ الذين تتلمذ على أيديهم‪ ،‬واستعرضت‬ ‫بعض أسماء الطلبة الذي أخذوا عنه‪ ،‬والمكانة العلمية التي اشتهر‬ ‫بها القادري في زمنه‪ ،‬وثناء أهل العلم عليه‪ ،‬وسُ ْقتُ نماذج من‬ ‫مؤلفاته وعرّفت بمواضيعها وبموادها وصنفتها بحسب أجناسها‪،‬‬ ‫كما ذكرت نماذج من المصنفات التي تناولت مناقبه‪ ،‬ألختم هذا‬ ‫الفصل بالحديث عن تاريخ وفاته ومدفنه‪.‬‬ ‫* الفصل الثالث‪ :‬خصصته للحديث عن حيثيات تأليف كتاب‬ ‫«المقصد األحمد»‪ ،‬ويتكون من تسعة مباحث‪ :‬ركزت فيه على‬ ‫طبيعة موضوع الكتاب‪ ،‬ونسبته إلى مؤلفه‪ .‬كما خصصت أحد‬ ‫المباحث للحديث عن جدلية انتحال كتاب «المقصد األحمد»‪.‬‬ ‫وناقشت أهم مكونات الكتاب في ضوء المنهج التحليلي‪ ،‬وأخص‬ ‫بالذكر‪ :‬عنوان الكتاب‪ ،‬و تاريخ تأليفه‪ ،‬و دواعي التأليف‪ ،‬و المنهجية‬ ‫التي اعتمدها المؤلف‪ ،‬و أسلوبه في تدوين الكتاب‪ ،‬والمصادر‬ ‫التي استمد منها معارفه سواء تعلق األمر بالمصادر الشفهية أو‬ ‫بالمصادر المكتوبة‪ ،‬وحاولت أن أرصد طريقة القادري في تعامله مع‬ ‫هذه المصادر وحنكته التأليفية التي جعلت نص الكتاب متماسك‬ ‫البناء‪ ،‬منسجم األفكار‪ ،‬ومتكامل المعنى‪.‬‬ ‫* الفصل الرابع‪ :‬تضمن عرضا تحليليا ألهم مضامين الكتاب‬ ‫وما يشتمله من قيم‪ ،‬وجعلته في فقرات مركزة تحمل عناوين فرعية‬ ‫تتناسب ومضمون الخطاب‪ .‬كما أضفت في هذا الفصل خاتمة‬ ‫مقتضبة حول كتاب «المقصد األحمد»‪.‬‬ ‫* الفصل الخامس‪ :‬عرضت فيه المنهجية المتبعة في عملية‬ ‫تحقيق النص‪ ،‬ووصفت النسخ المخطوطة المعتمدة في مقارنة‬ ‫وتخريج الكتاب‪.‬‬ ‫• أما القسم الثاني‪ :‬فأثبت فيه النص محققا والذي يشتمل على‬ ‫مقدمة للمؤلف واثني عشر بابا‪.‬‬ ‫وقد اتبعت المنهجية المتفق عليها في تحقيق التراث القديم؛‬ ‫ومن ذلك‪:‬‬ ‫ـ اختيار نسخة األموفق الضوابط العلمية المتفق عليها (قدم‬ ‫النسخة‪ ،‬سالمتها من البتر‪ ،‬وضوح الخط‪ ،‬إلخ‪.)...‬‬ ‫ـ مقارنتها بباقي نسخ الكتاب وإثبات ما سقط منها وما تضمن‬ ‫من إضافات‪.‬‬ ‫ـ تخريج النص ووضع عالمات الترقيم لتيسير قراءته واستيعاب‬ ‫مضمونه‪.‬‬ ‫ـ إضافة عناوين فرعيةمنسجمة مع فقرات النص‪.‬‬ ‫ـ توثيق اآليات القرآنية واألحاديث النبوية وبيان ما اختلف منها‬ ‫في روايتها‪.‬‬ ‫ـ توثيق األعالم البشرية والجغرافية والتعريف بها‪.‬‬ ‫ـ الوقوف عند بعض األحداث التاريخية التي ساقها المؤلف‬ ‫وتقديم نبذ عنها‪.‬‬ ‫ـ توثيق األبيات الشعرية والموشحات األندلسية والمقطوعات‬ ‫الزجلية‪ ،‬وعزوها إلى قائليها وبيان عروضها‪.‬‬ ‫ـ التعريف بالطرق الصوفية الواردة في متن الكتاب‪.‬‬ ‫ـ التعريف بالكتب التي اعتمدها المؤلف وأشار إليها في نصه‪.‬‬ ‫ـ شرح المصطلحات الصوفية وبعض الكلمات ال��واردة في‬ ‫النص‪.‬‬ ‫ـ توثيق النقول وعزوها إلى قائلها وبيان ما اختلف في روايتها‪.‬‬ ‫• اختتمت عملي بفهارس عامة وأدرج��ت ملحقا في خاتمة‬ ‫األطروحة الذي ضم تقريضين لتالمذة الشيخ القادري المنقولين‬ ‫من النسخة الحجرية‪ ،‬والتي اعتمدتها في المقارنة‪ ،‬وشجرة تبين‬ ‫أصول وفروع الشيخ أحمد بن محمد معن رحمه اهلل وفق ما ذكره‬ ‫القادري في هذا المصنف‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬يونيو �إلى ‪ 03‬يوليوز ‪2017‬‬ ‫ـ خالصات البحث‪:‬‬

‫بعد دراسة كتاب «المقصد األحمد في التعريف بسيدنا ابن‬ ‫عبد اهلل أحمد» خلصت إلى مجموعة من النتائج التي يمكن إيجازها‬ ‫في النقط اآلتية‪:‬‬ ‫ـ لقد عاش سيدي عبد السالم القادري في عصر كثرت فيه‬ ‫الفتن الداخلية‪،‬ورغم ذلك كان عصر عطاء فكري وإبداع علمي‪،‬‬ ‫فشجع سالطين الدولة العلوية العلماء على عقد حلقات الدرس‪،‬‬ ‫وفتحوا المدارس‪ ،‬وشاع بين المتعلمين والطلبة الرحلة إلى طلب‬ ‫العلم‪.‬‬ ‫ـ يعد الشيخ القادري أنموذجا للمؤلفين الذين دأبوا على حفظ‬ ‫ما بقي في الصدور من سير وأخبار ووقائع وأشعار في مصنفات‬ ‫وجمع شتاته خوفا من الضياع‪ ،‬لكي تعم الفائدة على الجميع‪ ،‬ووفاء‬ ‫لذكرى الشيخ الذي أُخِذ عنه العلم والطريقة‪ ،‬واالعتراف بجميله‪.‬‬ ‫ـ عكس كتاب « المقصد األحمد « صورة واضحة عن الكتابة‬ ‫المنقبية‪ ،‬التي ساهمت في نقل سير أعالم أخذوا المشعل في علوم‬ ‫مختلفة وفي مجاالت عديدة إلى األجيال المتعاقبة‪ ،‬ونقل الوقائع‬ ‫واألحداث التاريخية التي حدثت في زمنهم‪.‬‬ ‫ـ تبوّأت الزاوية العبدالوية مكانة هامة داخل المجتمع‬ ‫المغربي‪ ،‬فقد سعى صلحاؤها إلى خلق توازنات بين مختلف البنيات‬ ‫االجتماعية ‪ ،‬لما يمثلونه من سلطة روحية داخل المجتمع‪ ،‬كما‬ ‫حرصوا على تحصين األمن الفكري والروحي؛عن طريق غرس‬ ‫قيم ُ‬ ‫ومُثل ومبادئ التي تعد ثوابت األمة اإلسالمية‪ ،‬مع الحفاظ‬ ‫على قواعد المذهب المالكي‪ ،‬وبعث السكينة واالستقرار النفسي‬ ‫واالطمئنان القلبي لكل من ارتاد الزاوية‪.‬‬ ‫ـ أرسى شيوخ الزاوية العبدالوية قواعد التصوف السني في‬ ‫المجتمع المغربي‪ ،‬ونشروا الفكر الصوفي السني بين مختلف‬ ‫طبقات المجتمع المغربي و اإلسالمي‪.‬‬ ‫ـ قامت الزاوية بدور التحكيم للفصل في مشاكل األفراد‬ ‫والجماعات وتحقيق الصلح بينهم‪ ،‬وإخماد نار الفتن وحقن الدماء‬ ‫وتأليف القلوب المتنافرة بين األطراف المتصارعة‪.‬‬ ‫كما قامت بالتأطير الديني والعلمي لفائدة شباب المجتمع من‬ ‫خالل تحفيظ القرآن الكريم والحديث ودراسة علومهما‪ ،‬وتدريس‬ ‫الفقه وأصوله‪ ،‬والنحو وقواعده‪.‬‬ ‫ـ رسخت الزاوية مبدأ التكافل االجتماعي بين مختلف شرائح‬ ‫المجتمع‪ ،‬من خالل مساعدة الفقراء منهم عن طريق إطعامهم‬ ‫وإيوائهم و التصدق عليهم وتلبية حاجياتهم‪.‬‬ ‫ـ التزم رجال الصالح بضوابط أخذ السند الصوفي سواء تحقق‬ ‫االتصال المباشر بين رجال السند أو تحقق بطرق أخرى كلبس‬ ‫الخرقة والمصاحبة وغيرهما‪ ،‬واهتموا بعلو السند المتصل بسيد‬ ‫الخلق محمد ‪.‬‬ ‫ـ عشق رجال الزاوية األدب‪ ،‬فتنافسوا على نظم قصائد طوال‬ ‫ِّ‬ ‫تخلد الزاوية ورجالها‪ ،‬كما أقاموا مناظرات شعرية في حضرة‬ ‫الشيخ داخل رحاب الزاوية‪ ،‬للتأكيد على تمرسهم على فنون القول‬ ‫الشعري‪.‬‬ ‫امتاز كتاب « المقصد األحمد « بعباراته الرائقة الواضحة‬ ‫الجامعة‪ ،‬وإشاراته الفائقة الجلية النافعة التي تبهج القلوب‪ ،‬وتشرح‬ ‫الخواطر‪ ،‬وتحقق متعة النفس وطهارة الروح‪ ،‬من خالل ما تضمنه‬ ‫بين دفتيه من أخبار ومعارف وسير ونوادر‪.‬‬ ‫ـ أخيرا ال أدّعي أنني استوفيت الموضوع حقه‪ ،‬أو قدمته‬ ‫معصوما من العثرات والمزالق والهنات‪ ،‬أو وصلت به إلى حد‬ ‫الكمال‪ ،‬وإنما سعيت قدر جهدي أن أقدمه أحسن تقديم وفي‬ ‫أجمل صورة‪.‬‬ ‫فإن كنتُ استطعت أن أوفي جزءا من ذلك‪ ،‬فهو من فضل اهلل‬ ‫تعالى‪ ،‬وفضل من ساعدني فيه‪ ،‬وإن كنت قد أسأت من حيث ظننت‬ ‫أنني أحسنتُ‪ ،‬فعزائي أنني ال زلت في بداية الطريق‪.‬‬ ‫ويبقى هذا البحث قابال للزيادات واإلضافات واستدراك ما‬ ‫يعتريه من نقص وقصور‪.‬‬ ‫وختاما أجدد شكري لهيئة المناقشة الذين تكرموا بقراءة هذا‬ ‫البحث ومناقشة فحواه وتوجيهي بنصائحهم السديدة‪ ،‬ومجددة‬ ‫امتناني ألستاذي الدكتور الطيب الوزاني الشاهدي وسائر أساتذتي‬ ‫المحترمين‪ ،‬ومترحمة على أستاذي عبد اهلل المرابط الترغي الذي‬ ‫لم يبخل علي بنصائحه وتوجيهاته الرشيدة رغم ما ألمّ به من‬ ‫سقم في آخر أيامه‪ ،‬فكان خير عون لي بعد اهلل سبحانه وتعالى‬ ‫وخير مرشد طيلة مراحل إعداد هذه الرسالة الجامعية‪ ،‬داعية اهلل‬ ‫تعالى أن يجازيه خير الجزاء على ما قدّمه لطلبته من عون وإرشاد‬ ‫ويجعلها في ميزان حسناته آمين‪.‬‬ ‫وأزج��ي عاطر الثناء وجميل العرفان لألستاذين الجليلين‪:‬‬ ‫الدكتور عبد الوهاب الفياللي والدكتور خالد السقاط‪ ،‬لحضورهما‬ ‫الوازن في هذا المحفل األكاديمي ومشاركتهما في مناقشة فحوى‬ ‫هذه األطروحة‪ ،‬رغم تجشمهما مشاق السفر من فاس الغراء إلى‬ ‫تطاون العامرة‪.‬‬ ‫كما ال يفوتني ـ في هذه المناسبة ـ أن أشكر من فضلهما ال‬ ‫يستوفيه الكالم وحقهما ال يعبّر عنه اللسان وهما والدي العزيزين‪،‬‬ ‫حفظهما اهلل وحماهما وبارك اهلل في عمرهما وأعانهما على طاعته‬ ‫وجزاهما اهلل خير الجزاء‪ .‬كما أشكر كل من قدّم لي يد المساعدة‬ ‫من قريب أو بعيد إلنجاز هذا البحث‪.‬‬ ‫والشكر موصول للحضور الكريم الذي تجشم العناء وتكبد‬ ‫المشاق‪ ،‬من أجل حضور هذا المحفل األكاديمي‪.‬‬ ‫والسالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬

‫(انتهى)‬

‫نبذة عن المقاوم‬ ‫والوطني عيسى الرفيفي‬ ‫إعداد ‪ :‬األستاذة ‪ /‬هند السروخ‬

‫من خالل لقاء مباشر مع السيد عيسى الرفيفي‬

‫• النشأة ‪:‬‬

‫ولد المقاوم عيسى بن محمد بن علي الرفيفي (الورديغي )بمدينة أصيلة سنة‬ ‫‪ ،1928‬من أمه رحمة بنت علي الرفيفي ووالده محمد الورديغي الرفيفي الذي كان‬ ‫يشتغل بالدرازة‪ ،‬وبها تلقى تعليمه األولي بداية في «مسيد» الحي الذي تلقى فيه‬ ‫أصول القراءة وحفظ القران الكريم ‪.‬‬ ‫تابع دراسته االبتدائية بأصيلة حيث ولج مدرسة تابعة للحماية االسبانية‬ ‫بالمدينة لمدة أربع سنوات تقريبا‪ ،‬خاللها تعلم إلى جانب لغته األم (العربية) اللغة‬ ‫اإلسبانية التي أتقنها بشكل سهل معه استخدامها في عمله الحقا‪.‬‬ ‫بعد وفاة والده في أواخر الثالثينات من القرن الماضي‪ ،‬اضطر عيسى الرفيفي‬ ‫إلى ترك المدرسة وترك التعليم لالنخراط في ميدان العمل والبحث عن لقمة العيش‬ ‫بعدما غاب من كان يكفلها لألسرة ‪ .‬فاضطر للهجرة إلى مدينة طنجة للعمل هناك‪.‬‬ ‫وكان أول عهده بالعمل أن امتهن حرفة نادل بمقاهي «السوق الداخلي»‬ ‫خاصة منها مقهى «سنطرال» ومقهى «طنجيس» بالمدينة القديمة‪ ،‬ليلتحق فيما‬ ‫بعد بمقهى «كالريدج» بشارع محمد الخامس (حاليا) أو «البولفار» كما يسمونه‬ ‫أهل المدينة ‪.‬‬

‫• طنجة وبداية الوعي الوطني ‪:‬‬

‫بعد أن استقر به المقام بمدينة طنجة وتنقله للعمل كنادل بين مقاهي المدينة‬ ‫القديمة وبين نظيراتها في الشوارع واألحياء الرئيسية للمدينة ‪،‬ومع بداية مطلع‬ ‫الخمسينات من القرن الماضي حيث ازداد الوعي لدي المغاربة بأهمية قضيتهم‬ ‫الوطنية ومسارعتهم لالنخراط بشكل مكثف في خاليا ومجموعات مقاومة منددة‬ ‫بالسياسة االستعمارية‪ ،‬كان عيسى الرفيفي شانه في ذلك شان باقي المغاربة‬ ‫ممن يحملون روح الوطنية والغيرة على مقدسات البالد والعرش‪ ،‬حيث انخرط في‬ ‫صفوف حزب االستقالل مبكرا وكان يحضر مهرجاناته الخطابية التي كان يقيمها‬ ‫بالمدينة ويتبادل اآلراء حول األوضاع العامة للبالد مع مجموعة من شباب طنجة‬ ‫الواعي بالمسؤولية التي على عاتقه وهي اإلسهام بشكل أو بأخر في تحرير الوطن‬ ‫من غطرسة المستعمر كما انه ومنذ عمله كنادل بمقاهي المدينة جالس نخبة‬ ‫كبيرة من مثقفي المدينة وبعض سياسييها ومطالعة جريدة «السعادة» ذات‬ ‫الحس الوطني‪ ،‬وتأثر كثيرا بالزعيم «عبد الخالق الطريس»‪ ،‬وهو الشيء الذي زاد في‬ ‫مخزون الوطنية لديه وتشبع بمبادئ حزب االستقالل وكوادره ‪.‬‬ ‫وعلى إ ثر حدث نفي السلطان محمد بن يوسف وأسرته الشريفة الذي أقدمت‬ ‫عليه اإلقامة العامة الفرنسية في‪ 20‬غشت‪ 1953‬وخروج المغاربة في مظاهرات‬ ‫حاشدة تنديدا بالفعل اإلجرامي الذي أقبلت عليه السلطات االستعمارية‪ ،‬لم يتوان‬ ‫مقاومنا في التعبير عن سخطه حول ما يجري من أحداث‪.‬‬ ‫فكان أول انخراطه في المقاومة مشاركته في المظاهرات التي اندلعت في‬ ‫مدينة طنجة‪.‬‬

‫• الرحلة إلى مدينة الدار البيضاء ‪:‬‬

‫بعد أن ضاقت سبل العيش قليال في طنجة‪ ،‬اضطر السيد عيسى الرفيفي إلى‬ ‫الهجرة نحو مدينة الدار البيضاء للعمل هناك في صناعة األحذية التقليدية (البلغة)‬ ‫في درب الكبير بالمدينة القديمة ‪.‬‬ ‫وهناك تعرف على احد عناصر خاليا المقاومة السرية المدعو « البشير سالمة»‬ ‫اثر مشاركته في مظاهرات ‪ 1953‬المنددة بنفي السلطان ‪.‬‬ ‫وكان أول عمل قام به في ذلك الوقت هو المساعدة في كتابة المنشورات‬ ‫وتوزيعها لتعبئة الرأي الوطني لصد غطرسة المستعمر‪ ،‬واستمر عمله مع «البشر‬ ‫سالمة» بدرب الكبير إلى أن كلفه ذات مرة بقطع أسالك الهاتف بالحي المذكور‬ ‫وإتالفها لتشتيت انتباه السلطات االستعمارية وقطع اتصاالتها داخل المدينة‪ ،‬وهو‬ ‫األمر الذي تسبب في محاصرته من قبل الشرطة الفرنسية وإطالق الرصاص عليه‬ ‫عند محاولته االنفالت والهروب ممن الحقوه‪.‬‬ ‫فبعد أن أصيب أثناء محاولته الهرب برصاصة في كتفه األيمن‪ ،‬حاول االختباء‬ ‫في احد بيوتات الحي حيث ساعدته في ذلك إحدى النسوة من المارة والتي دلته عل‬ ‫بيت احد الوطنيين هناك‪ ،‬حيث ظل مختبئا عنده إلى أن قدم شخص يدعى» احمد‬ ‫النصيح» وهو أيضا من خاليا المقاومة بالدار البيضاء وعمل على نقله إلى مستشفى‬ ‫«موريزكو» الذي لبث فيه سرا إلى ان تلقى العالجات الالزمة ‪.‬‬ ‫وبعد مغادرته المشفى بقي يتلقى العالج لمدة تقارب األربعة أشهر في حجرة‬ ‫بمبنى تابع لخاليا المقاومة حيث آنذاك تعرف على الوطنية «ثريا الشاوي» التي‬ ‫كانت تزوره لالطمئنان عليه وعلى باقي رفاقه المختبئين هناك‪ ،‬وقد كانت هذه‬ ‫الحادثة والتي عانى منها طويال هي من ستنهي عمله النضالي بسبب ما خلفته من‬ ‫عجز لديه استمر لمدة طويلة يرافقه ‪.‬‬


‫العدد ‪895‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬يونيو �إلى ‪ 03‬يوليوز ‪2017‬‬

‫الكتابة المقالية عند الشيخ التهامي الوزاني‬

‫نظرات وتأمالت في المقالة السياسية (‪)2/1‬‬ ‫وليس على اهلل بمستنكر‬ ‫أن يجمع العـالم في واحد‬

‫ال شك في أن شخصية الشيخ العالم محمد‬ ‫التهامي الوزاني من الشخصيات الفريدة في تاريخ‬ ‫مغرب القرن العشرين‪ ،‬حيث إن استعراض حياته‬ ‫ومشاركاته أمر يطول فيه الحديث ويطول‪ ،‬ويحتاج‬ ‫إلى مباحث وفصول‪ .‬فقد برز الرجل في مجاالت‬ ‫علمية عديدة ومتنوعة‪ ،‬واضطلع بأدوار سياسية‬ ‫وعلمية وثقافية جعلت منه ظاهرة استثنائية وخالدة‬ ‫في ذاكرة شمال المغرب‪ .‬لذلك‪ ،‬فإننا سنغمطه‬ ‫حقه إذا وصفناه بالعالم أو الفقيه أو المتصوف أو‬ ‫المفسر أو اللغوي أو المؤرخ أو األديب أو القاص‬ ‫أو السياسي أو المناضل أو الوطني أو الرحالة أو‬ ‫الخطيب أو المدرس أو المترجم أو الشاعر ‪ ...‬ألنه‪،‬‬ ‫في الواقع‪ ،‬شخصية اجتمع فيها ما تفرق في غيرها‪،‬‬ ‫وكذا نموذج حي للمثقفين المشاركين الذين يحق‬ ‫للمغرب أن يفخر بهم إلى جانب ثلة من العظماء‬ ‫في عهده أمثال العالمة عبد اهلل كنون‪ .‬ولعل تنوع‬ ‫األدوار التي تقلب فيها العالمة التهامي الوزاني‬ ‫خالل حياته هو ما جعل إنتاجه العلمي واألدبي‬ ‫يكون مطبوعاً بالتنوع أيضاً‪ ،‬وهو إنتاج يعكس بحق‬ ‫تنوع اهتماماته وثقافته وتكوينه‪.‬‬ ‫ليس منا من ال يعرف كتاب «الزاوية « للشيخ‬ ‫التهامي الوزاني‪ .‬فهو الكتاب الذي كان شاهداً حياً‬ ‫على حياة صاحبه بمدينة تطوان والعصر الذي‬ ‫عاش فيه‪ ،‬بما قدمه من جزئيات وتفاصيل عن‬ ‫هذه المدينة‪ .‬وهو الكتاب الذي خلد ذكر الشيخ‬ ‫التهامي الوزاني على ألسنة المثقفين حتى إذا ذكر‬ ‫اسم التهامي الوزاني يكون مردوفاً باسم كتابه‪،‬‬ ‫بل منهم من لقبه بـ «صاحب الزاوية» كاألديب‬ ‫والروائي عبد الكريم غالب في كتابه «الماهدون‬ ‫الخالدون»‪ .‬فإذا كان كتاب الزاوية للشيخ التهامي‬ ‫الوزاني من أروع ما أنتجه األدب المغربي في فن‬ ‫السيرة الذاتية‪ ،‬ولو لم يؤلف غيره‪ ،‬لكفاه‪ ،‬فإن هذا‬ ‫العالم الجليل كان غزير اإلنتاج‪ ،‬وكانت قريحته‬ ‫سيالة‪ ،‬وقلمه ال يفتر عن الكتابة والتحرير‪ .‬فقد خلف‬ ‫لنا عدداً من المؤلفات القيمة المطبوعة في حياته‪،‬‬ ‫ومجموعة أخرى بقيت مخطوطة‪ ،‬عرف بعضها النور‬ ‫محققاً بعد وفاته‪ .‬وإلى هذه وتلك‪ ،‬ترك لنا رصيداً‬ ‫كبيراً جداً من المقاالت حرره على مدى ما يقرب‬ ‫من ست وثالثين سنة متواصلة‪ .‬وهو رصيد يقترب‬ ‫من األلف مقالة إلى درجة يعسر معها ضبطها‬ ‫وتصنيفهاأحياناً‪.‬‬ ‫ولعل مما أسهم بشكل قوي في هذا اإلنتاج‬ ‫الوافر الذي انطلق عند الشيخ التهامي منذ النصف‬ ‫الثاني من ثالثينيات القرن الماضي هو أمران‬ ‫رئيسان‪:‬‬ ‫األول‪ :‬انتعاش الصحافة في منطقة الشمال‬ ‫بظهور عدد من الجرائد والمجالت التي أسسها‬ ‫مجموعة من العلماء المثقفين أمثال المؤرخ محمد‬ ‫داود والزعيم عبد الخالق الطريس‪ .‬وال ننسى‬ ‫الشيخ التهامي الذي أسس بدوره جريدة «الريف»‬ ‫سنة ‪1936‬م‪ ،‬فكانت أعدادها ال تخلو من مقاالته‬ ‫االفتتاحية المطولة التي يطرق فيها مواضيع‬ ‫مختلفة‪ ،‬ويطلق فيها العنان لقلمه وذاكرته‬ ‫وبديهته كما في مقاالته األخرى التي نشرها في‬ ‫عدد من المنابر اإلعالمية وقتئذ‪ .‬فإذا قرأت له‪ ،‬تجده‬ ‫كاتباً ال يتقيد بحدود الكتابة والتأليف‪ ،‬يستطرد في‬ ‫المقال الواحد من موضوع إلى ما موضوع‪ ،‬فتنبهر‬ ‫بسعة علمه وذاكرته‪ .‬وهذا أمر شهد به كل من‬ ‫عرفوه أو قرأوا إنتاجه‪ .‬فهذا الوطني واألديب عبد‬ ‫الكريم غالب مثال يقول في حقه‪ « :‬وقد كتب‬ ‫األستاذ الشيخ التهامي كثيراً من الكتب‪ ،‬ومقاالته‬ ‫أكثر مما يمكن أن تحصى‪ ...‬قرأت للشيخ الوزاني‬ ‫في «الحياة» و»الريف»‪ ،‬فتعرفت عليه كاتباً المعاً‬ ‫ينبض قلمه بالحيوية والحركة‪ ،‬يتحدث بقلبه ومن‬ ‫قلبه‪ ،‬ال يكاد يواري أو يلغز أو يستعير أو يكني»‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬عشق التهامي الوزاني الكبير للصحافة‬ ‫لما لها من أهمية في التقدم الفكري للشعوب‪ .‬ففي‬ ‫مقالة افتتاحية له على جريدة الحرية تحت عنوان‬

‫«موقف اإلسبانيين من الصحافة العربية»‪ ،‬يذهب‬ ‫التهامي الوزاني إلى أن الصحافة « قائمة بمهمة‬ ‫جليلة وعمل مفيد‪ .‬فقبل ظهور جريدة «الحياة»‪،‬‬ ‫كانت األفكار مشتتة‪ ،‬واألهواء موزعة‪ ،‬فكل واحد‬ ‫يهيم في واده‪ .‬وبعد صدورها‪ ،‬أخذ الناس يلتفون‬ ‫حولها شيئاً بعد شيء‪ ،‬فتجعل ما تنشره محل‬ ‫بحثهم ومحط أنظارهم‪ ...‬وقد استفادت اإلدارة من‬ ‫هذه الصحف استفادة ال تنكر‪ .‬وهي اطالعها على‬ ‫ما يفكر فيه المغاربة‪ ،‬وما يسرهم‪ ،‬وما يسوءهم»‪.‬‬ ‫ومما يأتي في هذا السياق أيضاً ويؤكد األهمية‬ ‫الكبيرة للصحافة عند الشيخ التهامي هو ما ترتب‬ ‫عن قيام سلطات الحماية اإلسبانية بتعطيل‬ ‫جريدة «الحياة» وفرض الغرامات عليها النتقادها‬ ‫سياسة المقيم العام وتدخله في شؤون القضاء‪.‬‬ ‫فقد كان لهذا الحدث وقع كبير على نفسية الشيخ‬ ‫التهامي؛ عبر عنه بقوله‪«:‬أما جريدة الحياة‪ ،‬فكانت‬

‫و»األن���وار» و»األخ��ب��ار» و»النبراس» و»الوحدة‬ ‫الكبرى» و»كتامة» و»األم��ان��ة»‪ .‬كما نشر في‬ ‫مجالت «المعرفة» و»النصر» و»األنيس» و»دعوة‬ ‫الحق»‪ .‬وقد كانت بعض هذه المنابر اإلعالمية‬ ‫وسيلة لنشر مجموعة من كتبه الصغيرة والكبيرة‬ ‫التي كانت مخطوطة بين يديه‪ ،‬وذلك على شكل‬ ‫حلقات متتابعة‪ .‬فنشر على سبيل المثال تفسيره‬ ‫الفريد للقرآن الكريم الموسوم بـ»الرفرف»‪،‬‬ ‫وروايته القيمة «سليل الثقلين»‪ ،‬ورحلته «بين‬ ‫تطوان وجبل العلم»‪ ،‬وكتابه عن العائلة الوزانية‬ ‫المترجم بـ «فوق الصهوات»‪ ،‬ومحاضرته المعنونة‬ ‫«مدرسة لوقش كفكرة»‪...‬إلخ‪.‬‬ ‫إن نظرات وتأمالت فيما أنتجه العالمة التهامي‬ ‫الوزاني من مقاالت‪ ،‬كفيلة بوضع اليد على تعدد‬ ‫مواضيعها وتنوع مجاالتها‪ .‬وقد أمكنتنا من خالل‬ ‫تصفح عدد كبير منها أن نقف على مجموعة من‬ ‫األن��واع المقالية التي لخصت توجهاته الفكرية‬

‫من الشعب وإلى الشعب‪ ،‬وتعبر تعبيراً صادقا عن‬ ‫مدى تطور المغاربة‪ .‬ولم يكن إقفالها سهال علي‪،‬‬ ‫فقد مرضت لذلك‪ ،‬وقضيت في الفراش عدة أيام»‪.‬‬ ‫والجدير بالذكر أن الشيخ التهامي‪ ،‬في هذا المقال‪،‬‬ ‫يشيد بما كان لبكبدير من دور في إعطاء دفعة‬ ‫قوية للصحافة العربية بمنطقة الحماية اإلسبانية‪،‬‬ ‫بعد أن ترقى من منصب خليفة نائب األمور الوطنية‬ ‫إلى منصب نائب األمور الوطنية‪ .‬فقد سعى حينها‬ ‫إلى خلق صحافة عربية تزيح كل الغيوم التي سادت‬ ‫الساحة اإلعالمية حينئذ‪ .‬فقرر بكبدير أن تكون‬ ‫الصحافة حرة غير خاضعة للرقابة‪ ،‬الشيء الذي بعث‬ ‫االطمئنان في صدور المغاربة بالمنطقة‪.‬‬

‫المختلفة‪ :‬وهي المقالة السياسية‪ ،‬والمقالة‬ ‫التاريخية‪ ،‬والمقالة الدينية‪ ،‬والمقالة االجتماعية‪،‬‬ ‫والمقالة اإلصالحية‪ ،‬والمقالة األدبية‪ .‬وسنحاول‬ ‫من خالل هذه األسطر أن ننظر في الكتابة المقالية‬ ‫السياسية وما احتفت به من مواضيع‪ ،‬باعتبارها‬ ‫النوع المقالي األكثر طرقاً عند الشيخ التهامي‬ ‫الوزاني‪.‬‬

‫‪kkk‬‬

‫نشر الشيخ التهامي ال��وزان��ي‪ ،‬كما سبقت‬ ‫اإلشارة إليه‪ ،‬مقاالته بعدد من الصحف والمجالت‬ ‫التي ظهرت بالمنطقة الخليفية خالل فترة الحماية‪،‬‬ ‫وأخرى بعد االستقالل‪ .‬فنشر في جرائد «الريف»‬ ‫و»الحرية» و»الميثاق» و»الشهاب» و»األم��ة»‬

‫‪kkk‬‬

‫• حول االستعمار اإلسباني‪.‬‬

‫هيمن على الكتابة المقالية السياسية موضوع‬ ‫االستعمار االسباني والموقف منه لكونه يضيق‬ ‫على مغاربة المنطقة الخليفية حريتهم الفكرية‬ ‫واستقاللهم في أحكام حياتهم‪ .‬والقارئ لما كتبه‬ ‫العالمة التهامي الوزاني في هذا الموضوع سيقف‬ ‫على كون هذا العالمة يبغض‪ ،‬مثل جميع المغاربة‪،‬‬ ‫أي تدخل في شؤون المغرب الداخلية مثلما تبغض‬ ‫األمة اإلسبانية أي تدخل في شؤونها‪ .‬فالمغرب‬ ‫عند المغاربة ‪ -‬حسب الشيخ التهامي ‪ -‬كإسبانيا‬

‫‪-‬‬

‫د‪ .‬سي محمد أملح ‪ /‬تطوان‬

‫عند اإلسبانيين‪ .‬كما أن جميع أن��واع التدخالت‬ ‫األجنبية تسمى استعماراً‪ .‬فالحماية واالنتداب‬ ‫واإلشراف واالستقالل الداخلي‪ ،‬وكل ما يشم منه‬ ‫رائحة التدخل في شؤون البالد ألفاظ مترادفة عند‬ ‫الشيخ التهامي‪ ،‬وال تتفاوت في شيء‪.‬‬ ‫وقد نتبين موقف الشيخ التهامي الصريح من‬ ‫الحماية سواء اإلسبانية أو الفرنسية في مقالته‬ ‫التي يطرح فيها مسألة الخالف في تحديد كلمة‬ ‫«استعمار»‪ ،‬حيث انتهى إلى أن معناها كما يفهمها‬ ‫الناس في أوربا هو « أن تتولى هاتان الدولتان شأن‬ ‫تحضير المغرب وتجهيزه بالثقافة ووسائل العمران‬ ‫وتنظيمه بإدارة تشابه اإلدارات األوربية »‪ ،‬وهي‬ ‫عندنا «تؤدي معنى السيطرة األجنبية»‪ ،‬ولكنها عند‬ ‫اإلسبانيين « ال تقف عند هذا الحد‪ ،‬بل إن مؤداها‬ ‫هو االستعمار بمعنى انتزاع األراضي الصالحة من‬ ‫يد األهالي وتوزيعها بين أبناء األمة الغالبة أو من‬ ‫في حكمهم»‪.‬‬ ‫وإلى جانب هذه اآلراء الرافضة لجميع أنواع‬ ‫االستعمار‪ ،‬يعلن الشيخ التهامي أحياناً بعض‬ ‫تضامنه مع الدولة االسبانية حكومة وشعباً ورغبته‬ ‫في توطد عالقتها مع المغاربة شريطة االحترام‬ ‫المتبادل‪ .‬ونستشف ذلك بشكل واضح من خالل‬ ‫هذه العبارات التي أوردها مقالته «االستعمار أصناف‬ ‫وأنواع»‪ .‬يقول‪« :‬فنحن ال نوثر أي دولة على الدولة‬ ‫اإلسبانية‪ ،‬وال أمة أحب إلينا من أن تتحسن معها‬ ‫عالقاتنا كما نحب أن تتحسن مع األمة اإلسبانية‪.‬‬ ‫وفي إمكان المغرب أن يتضامن مع إسبانيا في‬ ‫السياسة الخارجية إلى أقصى الحدود‪ .‬فنحن حرب‬ ‫لمن حاربته إسبانيا‪ ،‬وسلم لمن سالمته‪ .‬وال نرى‬ ‫مانعاً مطلقاً من أن يصبح المغرب سوقاً إلسبانيا‪،‬‬ ‫وتصبح إسبانيا سوقاً للمغرب‪ ،‬وال مانع مطبقاً من‬ ‫أن تنتشر بين الطبقة المثقفة اللغة العربية واألدب‬ ‫اإلسباني‪ ،‬بحيث يكون كل شيء إسباني له الدرجة‬ ‫الثانية من العربية وثقافتها وسائر ما يسمى عربياً‬ ‫مسلماً مغربياً‪ .‬فهذه أشياء ال مانع عندي أن أسجلها‬ ‫على نفسي وأدافع عنها بكل إخالص وإيمان‪ .‬وها‬ ‫هنا تنتهي الصداقة ألنها‪ ،‬قبل كل شيء‪ ،‬عندي‬ ‫مبنية على أنها لصالح المغرب‪ .‬فلوال أنها في‬ ‫صالحه‪ ،‬لم نقبل كل شيء»‪.‬‬ ‫وتبعاً لما سبق‪ ،‬فإننا نرى تلك اللغة المزدوجة‬ ‫في الحديث عن الحماية اإلسبانية في الشمال‪.‬‬ ‫فهي لغة تبدو معتدلة في خطابها أحياناً‪ ،‬وشديدة‬ ‫أحياناً أخرى‪ ،‬أو معتدلة ظاهرياً‪ ،‬ورافضة باطنياً‬ ‫للحماية من جذورها وبكل أصنافها‪.‬‬ ‫وإذ عاينا تلك المجاملة واللباقة في الحديث‬ ‫أحياناً عن السياسة اإلسبانية في المنطقة الخليفية‬ ‫في المقاالت التي كتبها التهامي الوزاني نهاية‬ ‫الثالثينيات‪ ،‬فإن الحديث عن االستقالل والحرية‬ ‫ومناهضة المستعمر سيزداد تأججاً بعد أن حطت‬ ‫الحرب العالمية الثانية أوزارها‪ .‬ويظهر ذلك من‬ ‫خالل عدد كبير من مقاالت الشيخ التهامي الوزاني‬ ‫في هذه المرحلة (سنة ‪1943‬م)‪ .‬وحسبنا أن نقرأ‬ ‫مقالته المعنونة بـ «وصل الوقت الذي تثار فيه‬ ‫قضية المغرب»؛ وهي المقالة التي يدعو الشيخ‬ ‫التهامي الوزاني المطالبة باالستقالل والتحرر‪ ،‬ألن‬ ‫األوضاع قد تغيرت‪ ،‬فيقول‪« :‬باألمس‪ ،‬كان المغاربة‬ ‫في هذه المنطقة ال يُمنعون من أن يدلوا بآرائهم‬ ‫في مصير بالدهم‪ ،‬ثم ج��اءت ظ��روف ك��ان من‬ ‫المناسب فيها أن يلزموا السكينة والهدوء‪ ،‬ففعلوا‪.‬‬ ‫وها قد مرت الزوبعة‪ .‬وال داعي يحملنا على أن نقف‬ ‫مكتوفي األيدي من هذه االعتداءات الموجهة ضد‬ ‫المغرب»‪ .‬ويضيف أيضاً «ومادامت الوطنية تشعر‬ ‫بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقها من إثارة‬ ‫قضية المغرب‪ ،‬وما دامت األسباب التي حملتنا‬ ‫على السكوت واالنتظار قد زالت بانتهاء الحرب‬ ‫في الشمال اإلفريقي‪ ...‬فال مانع من العودة إلى‬ ‫الميدان‪ ،‬وإثارة عاصفة من الدعاية لقضية المغرب‬ ‫حتى يفهم الحلفاء أن للمغرب مغاربة يريدون أن‬ ‫يعيشوا متمتعين بحظهم من الحرية التي من حق‬ ‫كل مجموعة بشرية أن تتمتع بها»‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪895‬‬

‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬يونيو �إلى ‪ 03‬يوليوز ‪2017‬‬

‫الجهوية الموسعة‪ ،‬وأسئلتها الملحة‬

‫• محمد أديب السالوي‬

‫‪-1-‬‬

‫• الجهة في اللغة السياسية‪ ،‬هي مجموعة ترابية منسجمة مجاليا‪ ،‬تهدف إلى‬ ‫خلق نوع من التكامل التنموي وإلى تحقيق قدر من التوازن االقتصادي واالجتماعي‬ ‫والثقافي بين األقاليم في إطار التنمية الجهوية التي تالئم تدخل الدولة إلنجاز‬ ‫عمليات التخطيط والتنمية المحلية‪.‬‬ ‫في مفاهيم القوانين الدستورية الحديثة‪ ،‬تعتمد الجهة على مجال معين‬ ‫لتحقيق االنسجام بين عدة وحدات ترابية وإدارية ألجل النهوض بمؤهالتها وتسخير‬ ‫إمكانياتها البشرية والطبيعية والمادية في إطار متكامل ومتوازن‪ ،‬فهي مجموعة‬ ‫من األقاليم التي ترتبط أو القادرة على ربط عالقات فيما بينها على المستوى‬ ‫الجغرافي أو االجتماعي‪ ،‬أو تحقيق برنامج من أجل تنمية منسجمة ومتوازنة لمختلف‬ ‫أجزاء البالد‪ ،‬وهي منظومة جغرافية مؤلفة من مجموعة من الوحدات الترابية‪ ،‬تجمع‬ ‫فيما بينها صفات مشتركة‪ ،‬قد تكون مناخية‪ ،‬اقتصادية بشرية أو تاريخية‪ ،‬أي أنها‬ ‫تتصف بتجانس مكوناتها‪ .‬التجانس الطبيعي‪ /‬الجغرافي‪/‬البشري‪ .‬وتعتبر الجهة‬ ‫في عالم اليوم‪ ،‬العنصر الحاسم في تعميق الديمقراطية‪ ،‬كسلوك داخل المجتمع‪،‬‬ ‫وكمحاولة الشتراك المواطنين وإعطائهم الفرصة للمساهمة في اتخاذ القرارات‬ ‫المتعلقة بمصيرهم‪ ،‬والعمل على تنفيذها وتتبع سير عملها‪.‬‬ ‫يختلف مفهوم الجهوية ذو المدلول اإلداري عن مفهوم الجهوية ذي المدلول‬ ‫السياسي‪ ،‬فهذا األخير‪ ،‬حسب بعض الخبراء يحيلنا على مشاركة المواطنين في تدبير‬ ‫شؤونهم المحلية‪ ،‬وعلى االستقاللية في تسيير مصالحهم‪ .‬من هذا المنطلق تبدوا‬ ‫فكرة الجهوية قريبة من فكرة الشؤون المحلية‪ ،‬إذ هناك تداخال بين المفهومين‪.‬‬ ‫فكالهما ينبع من داخل الجهة ذاتها‪.‬‬ ‫يعني ذلك بوضوح أن مدلول الجهوية في الدول المتقدمة المصنعة‪ ،‬يختلف‬ ‫عن مدلولها في الدول المتخلفة‪ .‬في الدول المصنعة‪ ،‬لن تكون هناك تنمية دون‬ ‫وجود تنمية اقتصادية جهوية‪ ،‬لذلك تكون التجربة في هذه الدول مزدوجة‪ ،‬إذ‬ ‫عليها أن ترتكز في تخطيطها على خلق مسلسل اإلقالع االقتصادي العام‪ ،‬زيادة‬ ‫على محاربة الفوارق بين الجهات وإحداث تنمية متوازنة فيما بينها‪ ،‬والقضاء على‬ ‫األثر التفقيري الذي يحدثه نمو جهة على حساب أخرى‪ ،‬وخاصة التي تظل منطوية‬ ‫ومنغلقة على نفسها‪ .‬وهو ما يعني‪ ،‬أن تحقيق تنمية متكاملة ومتكافئة من منظور‬ ‫جهوي‪ ،‬لن يتم إال بتحديث الرؤى والمطامح وتوظيف الوسائل واإلمكانات ضمن‬ ‫دراسات معمقة تعتمد على تقديرات موضوعية لما ينبغي نهجه من أجل تنمية‬ ‫عملية شاملة ومتطورة‪ ،‬تهم كل الجوانب االقتصادية واالجتماعية والسياسية‬ ‫والثقافية‪.‬‬ ‫وإذا كان المواطن في المنظور السياسي‪ /‬الديمقراطي‪ ،‬هو المحور األساسي‬ ‫في عملية التنمية الجهوية من أجل تحقيق العيش الالئق له‪ ،‬فإن ذلك يستدعي‬ ‫باألساس تعبئة واستخدام كل الموارد واإلمكانات المادية والبشرية والطبيعية‪ ،‬على‬ ‫الصعيد المحلي واإلقليمي والجهوي‪ ،‬من أجل تنمية مادية وبشرية وسياسة تعتمد‬ ‫باألساس على استراتيجية مالزمة لروح المسؤولية‪ ،‬التي تستهدف تغيير العقليات‬ ‫على المستويين المركزي والجهوي‪ ،‬كما تعتمد التخطيط والتشاور والمساهمة‬ ‫الفعالة لكل الفعاليات في تنشيط الجهة بتعاونها ومساندتها لمضمون التنمية‬ ‫في المجال الجهوي‪.‬‬ ‫في زمن العولمة‪ /‬زمن القرية الكونية‪ ،‬حيث كسرت الثورة التحديثية اإلعالمية‬ ‫الحدود‪ ،‬أصبح على الجهوية مسايرة التطورات التي تعرفها الساحة العالمية‪ ،‬وهي‬ ‫تطورات إعالمية‪ ،‬تكنولوجية‪ ،‬ثقافية‪ ،‬سياسية‪ ،‬وعملية‪ .‬تشكل عالما بال حدود‪ ،‬لم‬ ‫تعد فيه السيادة تشكل مظلة واقية للدول‪ ،‬بما فيها تلك التي اعتبرت دائما متقدمة‪،‬‬ ‫ومن ثم أصبح من الضروري توسيع مفاهيم الجهوية‪ ،‬على المستوى الوطني‪ ،‬من‬ ‫أجل خلق انفتاح وتواصل‪ ،‬حقيقيين بين كل الجهات المكونة للدولة‪.‬‬

‫‪-2-‬‬

‫مغربيا عرف مفهوم الجهة تطورا تدريجيا منذ ستينات القرن الماضي‪ ،‬حيث‬ ‫أصبحت الجهة مصطلحا مألوفا في األدبيات السياسية المغربية‪ ،‬ظهرت في الخطاب‬ ‫السياسي‪ ،‬والخطاب اإلعالمي‪ ،‬وفي التقارير الحكومية وفي القوانين االنتخابية‬ ‫وغيرها‪ ،‬لتصبح الجهة من صميم االهتمامات العامة للدولة وللمجتمع المدني‪،‬‬ ‫وبجميع فرقاء الشأن العام بالبالد‪.‬‬ ‫فالجهة والجهوية بالمغرب‪ ،‬كتقطيع ترابي وكتدبير للمجال‪ ،‬ونهج لالمركزية‪،‬‬ ‫كانت وما تزال محط قراءات ودراسات معمقة‪ ،‬من زوايا سياسية وقانونية وجغرافية‬ ‫متعددة‪ ،‬كان أبرزها التصميم الوطني إلعداد التراب (سنة ‪ )2003‬وتقرير الخمسينية‬ ‫(سنة ‪ )2005‬وكتاب مغرب الجهات‪ ،‬الصادر عن المندوبية السامية للتخطيط (سنة‬ ‫‪ ،)2008‬إضافة إلى العديد من الدراسات األكاديمية‪ ،‬وهو ما يؤكد على أهمية موقع‬ ‫الجهة في المغرب الحديث‪.‬‬ ‫وبالرجوع إلى كرونولوجيا مصطلح الجهة على أرض الواقع بالمغرب‪ ،‬سنجده‬ ‫تدرج خالل الخمسين سنة الماضية بهدوء وإصرار‪ ،‬ليقطع مراحل عديدة في مساره‬ ‫السياسي والقانوني‪ ،‬ويتحول في نهاية المطاف إلى مصطلح مصيري على مستوى‬ ‫كبير من األهمية‪ ،‬بعد أن ارتقى من مجرد مؤسسة متواضعة سنة ‪ ،1959‬إلى‬ ‫مؤسسة دستورية سنة ‪.1996‬‬ ‫• في بداية األمر جاء ذكر الجهة‪ ،‬عند رسم الحدود الترابية للجماعات المحلية‪،‬‬ ‫(ظهير ‪ 2‬دجنبر ‪ )1959‬وتركز من الوجهة القانونية في ظهير ‪ 23‬يونيو ‪1960‬‬ ‫عندما تم إصدار الميثاق الجماعي‪ ،‬الذي مهد للقانون المنظم للجهات االقتصادية‬ ‫(ظهير ‪ 16‬يونيه ‪.)1971‬‬ ‫• وفي سنة ‪ 1984‬عرفت الجهة‪ ،‬نقلة نوعية بسبب اإلطار القانوني الذي‬ ‫أحدث لدعم الهياكل التشريعية والمالية واإلدارية للجهات المغربية‪ ،‬التي عرفت‬ ‫سنة ‪ 1992‬دفعة جديدة‪ ،‬جعل منها فضاء واسعا للتحاور وتنسيق الجهود ورفعها‬ ‫إلى مستوى الجماعات المحلية‪ ،‬بفضل التعديل الدستوري الذي عرفه المغرب خالل‬ ‫هذه السنة‪.‬‬ ‫• وفي سنة ‪ ،1996‬أصبحت الجهة في المفهوم الدستوري‪ ،‬كيانا يتمتع‬ ‫بتمثيلية قانونية على المستوى التشريعي حيث أسست المراجعة الدستورية الجهة‬ ‫إلى جانب العماالت واألقاليم والجماعات الحضرية والقروية‪ ،‬وتبنى الملك الراحل‬ ‫الحسن الثاني الجهة كخيار استراتيجي لمغرب القرن الواحد والعشرون‪.‬‬ ‫يعني ذلك‪ ،‬ارتقاء الجهة من مجرد جماعة محلية ذات اختصاصات استشارية‬ ‫محدودة‪( ،‬سنة ‪ )1959‬إلى هيئة دستورية ذات طبيعة تقريرية‪( ،‬سنة ‪ )1996‬ترتبط‬ ‫بقنوات تمثيلية من داخل الغرفة االستشارية بالبرلمان‪ ،‬وهو ما شكل قفزة نوعية‬ ‫للممارسة الجهوية‪ ،‬التي أخد المغرب بها منذ صدور قانون ‪ 4‬أبريل ‪ 1974‬الذي‬ ‫وضع اإلطار القانوني لتدبير الشؤون الجهوية من طرف مجلس جهوي منتخب‪،‬‬ ‫وجعل الجهة فضاء للتنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬قبل أن تصبح‬ ‫دستورية قادرة على الفعل والتفاعل داخل الفضائين المحلي والوطني‪.‬‬

‫‪-3-‬‬

‫خارج التطور القانوني الذي عرفته الجهة مغربيا خالل العقود الخمسة الماضية‪،‬‬ ‫أصبحت الجهة في الخطاب السياسي‪ /‬االجتماعي‪ /‬الثقافي خيارا مستقبليا لتجسيد‬ ‫اإلرادة الوطنية في التطور الديمقراطي والبناء المؤسساتي والتنمية االقتصادية‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬اعتبرها الخطاب السياسي الرسمي والحزبي‪ ،‬مدخل حقيقي وضروري‬ ‫وتوجه أساسي وحاسم في إستراتيجية التنمية الشاملة بكل أبعادها السياسية‬ ‫واالقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية‪ ،‬كما كانت الحل األمثل لمواجهة‬ ‫التحديات الخارجية والداخلية‪ ،‬ولخوض معارك الرهانات الصعبة التي تتطلب توجيه‬ ‫القوى الحية والفاعلة لمكونات المجتمع المغربي وتشكيالته وتعبئتها الكاملة‬ ‫لإلنخراط الجماعي في مسلسل اإلصالحات الدستورية والسياسية‪ ،‬لبناء األسس‬ ‫الصلبة واألرضية الصالحة لديمقراطية سياسية واقتصادية واجتماعية سليمة‬ ‫وهادفة‪ ،‬ولتقوية الكيان المغربي ومناعته الذاتية‪.‬‬

‫في الخطاب السياسي للملك الراحل الحسن الثاني‪ ،‬كما في برامج األحزاب‬ ‫السياسية على مختلف توجهاتها‪ ،‬جاءت الجهوية‪ ،‬الصيغة المتميزة واإلطار المالئم‬ ‫لرصد واستعاب وتوظيف الموارد البشرية والمالية المتوفرة والمتاحة بكل روافدها‬ ‫ومكوناتها في تجاه تنمية جهوية متكاملة ومندمجة‪ ،‬تحقيقا ألسباب وظروف‬ ‫التنمية الوطنية بما يكفل التوازن والتناسق واإلنسجام بين كل الجهات‪ ،‬فالجهة في‬ ‫هذا الخطاب تشكل اإلطار المؤسساتي والكيان الترابي المفعم بالحيوية والدينامية‬ ‫والمجسد ألوجه التكامل بين مكوناته والكفيل بتعبئة وتسخير اإلمكانيات والقدرات‬ ‫الذاتية ألغراض التنمية المنسجمة والمتناسقة‪ ،‬وفي نظر هذا الخطاب‪ ،‬الجهوية‬ ‫من شأنها أن تبلور مضامين وآليات وأدوات العمل المشترك والشراكة والتعاون‬ ‫واإلندماج لكل العناصر االقتصادية وتعبئة الفوائض المالية واالقتصادية ورصيد‬ ‫التراكم الرأسمالي المتوفر والمتاح في تعدده وتنويعه طبيعيا وبشريا واقتصاديا‬ ‫واجتماعياوثقافيا‪.‬‬ ‫والجهة باعتبارها فضاء اقتصاديا واجتماعيا قائما بذاته ومجدا لمقوماته‬ ‫ولمضامينه الملموسة في التراكم المالي واالستشاري وفي تصور البرنامج‬ ‫والمشاريع التنموية المندمجة والمتكاملة والتخطيط للتنمية الجهوية‪ ،‬برزت في‬ ‫الخطاب السياسي المغربي كمؤسسة لها مكانتها المتميزة في تفعيل الممارسة‬ ‫الديمقراطية وتعزيزها جهويا‪ ،‬فعلى هذا المستوى من البناء الديمقراطي‬ ‫والالمركزي‪ ،‬تفرز مؤسسة الجهة في نظر العديد من أحزابنا السياسية‪ ،‬مهاما‬ ‫جديدة‪ ،‬تتمثل في التشاور والتفاعل والحوار الديمقراطي الهادف والبناء بين أعضاء‬ ‫مجلس الجهة الممثلين للجماعات المحلية ومجالس العماالت واألقاليم وللهيئات‬ ‫المنتخبة المهنية من غرف فالحية وغرف الصناعة والتجارة والخدمات‪ ،‬وغرف‬ ‫الصناعة التقليدية وممثلي المنظمات النقابية للمأجورين‪ ،‬والتنظيمات المهنية‬ ‫ألرباب العمل والمقاوالت‪.‬‬ ‫وفي نظر المجتمع المدني عمومــا‪ ،‬الكيان الجهـــوي في شأنه أن يعـــزز‬ ‫الالمركزية‪ ،‬ويتمم بكيفية متكاملة ومتوازنة البناء المؤسساتي‪ ،‬ويعمل على‬ ‫بلورة صالحيات وأدوار متميزة‪ ،‬فهي في هذا التصور‪« ،‬كيان سياسي» يتواجد بها‬ ‫منتخبو الجماعات المحلية من مجالس جماعية ومجالس العماالت واألقاليم وممثلوا‬ ‫التنظيمات والهيئات المهنية واالجتماعية وأرباب العمل والشغالين‪ ،‬هي كيان من‬ ‫شأنه التداول في تطلعات نخبة الجهة وفي تصورها للمشاريع التنموية‪ ،‬فمن شأن‬ ‫المكون الجهوي كاختيار استراتيجي وكبعد ملموس من أبعاد التنمية المخططة‬ ‫المتوازنة والمتضامنة‪ ،‬أن يحقق شروط دينامية أكبر في التشاور والتفعيل تنعكس‬ ‫إيجابيا على إستراتيجية التنمية الوطنية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬ ‫في هذا المضمار‪ ،‬تبرز الجهة في الثقافة السياسية المغربية‪ ،‬كمجموعة‬ ‫مندمجة وحية‪ ،‬كفضاء للتنمية االقتصادية واالجتماعية من شانه تحقيق التوازن‬ ‫إذا ما تم توزيع متكافئ ومتوازن لالستثمارات وللمشاريع واألعمال‪ ،‬عن طريق رصد‬ ‫للموارد البشرية والمادية والمالية‪ ،‬ومن شانه أيضا اإلسهام في الحد على المدى‬ ‫المنظور والبعيد من االختالالت والفوارق والتفاوتات الجهوية القائمة بين المغرب‬ ‫النافع‪ ،‬والمغرب غير النافع‪ ،‬وفي إضفاء نفس جديد قوامه االستخدام المشترك‬ ‫للمؤهالت والقدرات الذاتية والموضوعية‪ ،‬وبالتالي في انجاز تنمية مندمجة‬ ‫متواصلة ومستديمة بتسخير الوسائل واإلمكانات المتوفرة والمتاحة‪.‬‬ ‫على هذا األساس طالبت برامج وأدبيات بعض األحزاب السياسة المغربية‪،‬‬ ‫وخاصة منها «اليسارية والتقدمية» بتوسيع فضاءات التنمية المتوازنة والمتضامنة‬ ‫التي تتيح تعبئة القدرات الكامنة في الجهة وفي قدراتها على استيعاب رؤوس‬ ‫األموال واالستثمارات المنتجة والهادفة والفاعلة النطالق األوراش الكبرى ذات‬ ‫الصيغة االقتصادية واالجتماعية والبشرية والثقافية والبيئية‪ ،‬التي من شأنها إعطاء‬ ‫للتوازن مفهومه على أرض الواقع‪.‬‬ ‫وبتلخيص شديد‪ ،‬يمكن حصر الدوافع األساسية للجهوية في الخطاب‬ ‫السياسي المغربي‪ ،‬الرسمي والحزبي واإلعالمي‪ ،‬في محاور ثالثة‪:‬‬ ‫ دوافع سياسية تهدف إلى دمقرطة المؤسسات الجهوية وتدعيم الالمركزية‪.‬‬‫ دوافع اقتصادية أملتها متطلبات التنمية وعوامل خارجية ناتجة عن التطور‬‫العالمي‪.‬‬ ‫ دوافع اجتماعية لها عالقة بالوضع االجتماعي الذي يعاني من رواسب التخلف‪.‬‬‫هذه الدوافع وغيرها‪ ،‬دفعت بالخطاب السياسي المغربي إلى المطالبة الملحة‬ ‫ببلورة تصور عملي لجهوية حقيقية‪ ،‬تمنح الجهات في المملكة صالحيات أوسع في‬ ‫تدبير القضايا المحلية‪ ،‬وعدم رهن الشأن المحلي بالسلطات المركزية‪ ،‬إذا استقطب‬ ‫هذا النقاش عدة أطراف سياسية ومدنية‪ ،‬خصوصا بعدما أكد النظام الجهوي‬ ‫الذي تم العمل به بعد تعديل دستور ‪1996‬على محدوديته في التعاطي مع قضايا‬ ‫المواطنين في مختلف المجاالت التي تهم حياتهم اليومية‪ ،‬وكان في صلب هذا‬ ‫النقاش‪ ،‬نقاش يهم الخصوصيات اللغوية والخصوصيات القبلية‪ ،‬وهو ما يجعل‬ ‫التوجه نحو الجهوية الموسعة‪ ،‬توجها في محله وموعده‪ ،‬يصب في صميم مفاهيم‬ ‫الدولة الحديثة‪ ،‬إذ لم يعد مقبوال في مغرب األلفية الثالثة‪ ،‬جهوية شكلية‪ ،‬قائمة على‬ ‫أساس الهواجس األمنية‪ ،‬ال تسند على أفق سياسي وعلى توسيع دائرة المشاركة‪،‬‬ ‫وهو ما يعني في لغة السياسة الخروج من مرحلة الجهوية المغلقة التي عرفها‬ ‫المغرب خالل هذه الفترة من التاريخ‪ ،‬والتوجه صوب مرحلة سياسية جديدة‪ ،‬ذات‬ ‫مواصفات أخرى تستجيب للحداثة والمعاصرة بقدر ما تستجيب للفكر الديمقراطي‬ ‫وشروطه الموضوعية‪ ،‬وهي االستقالل النوعي‪/‬النسبي عن الدولة المركزية‪ ،‬واألخذ‬ ‫بمبدأ حقوق وواجبات الجماعات التي تشكل الجهات‪ ،‬وهو ما يفرض على الدولة‬ ‫القيام بأدوار جديدة مختلفة عن تلك التي كانت تقوم بها في السابق‪ ،‬واالنخراط‬ ‫في عملية إصالحية عميقة تبلور مؤسسات ديمقراطية قائمة على التدبير العقالني‬ ‫وعلى التنمية المستدامة كما على الشراكة مع المركز األساسي للدولة األم‪.‬‬

‫‪-4-‬‬

‫السؤال الذي تطرحه الجهة اليوم على الباحث السياسي‪ ،‬لماذا جاء اختيارها‬ ‫مبكرا‪ ،‬كخريطة طريق‪ /‬إستراتيجية نحو القرن الواحد والعشرين‪...‬؟‬ ‫في نظر العديد من الباحثين في الشأن السياسي المغربي‪ ،‬أن أهم دافع‬ ‫للتوجه إلى تبني الجهوية كاختيار سياسي إداري واقتصادي‪ ،‬يكمن في محاربة‬ ‫االختالالت التي ورثها المغرب المستقبل عن عهد الحماية (‪ )1912-1955‬فهو قبل‬ ‫كل شيء‪ ،‬نزوع نحو إعادة تهيئة مجالية جديدة في إطار السعي نحو محاربة ثنائية‬ ‫المغرب النافع والمغرب غير النافع‪ ،‬وأيضا في إطار فك العزلة عن المناطق الجبلية‬ ‫والنائية وإعادة دمجها في مسلسل التنمية في مغرب أصبح محكوما عليه برفع شعار‬ ‫التنمية بكل مقوماتها‪.‬‬ ‫لقد أصبح مفهوم الجهة من المفاهيم الحديثة في الفكر السياسي واالقتصادي‬ ‫للمغرب المعاصر ولعل هذه الجدة‪ ،‬هي التي دفعت بالعديد من الباحثين إلى وضع‬ ‫الجهة في قلب انشغاالتهم‪ ،‬انطالقا من أول دستور عرفته البالد‪ ،‬في ستينات القرن‬ ‫الماضي‪ ،‬وهو ما جعل الجهة في مغرب اليوم‪ ،‬تكتسي أهمية قصوى بالنظر إلى‬ ‫التحوالت العميقة التي بدأت تخترق البنيات اإلقتصادية واإلجتماعية والمجالية‬ ‫وأيضا لمتطلبات البناء الديمقراطي السياسي‪ ،‬لمغرب يطمح في االنخراط اإليجابي‬ ‫في فاعلية الحداثة والعولمة‪.‬‬ ‫ويمكن إجماال اختزال االعتبارات التي قادت المغرب إلى الجهة‪ ،‬في عنصرين‬ ‫أساسيين‪:‬‬ ‫أ‪ -‬عمق االختالالت والفوارق الجهوية التي طبعت تنظيم البالد لفترة طويلة‬ ‫من التاريخ‪ ،‬والتي تظهر على مستوى توزيع السكان وتوزيع األنشطة اإلقتصادية‬ ‫واالستثمارات العمومية والخاصة‪ .‬وأيضا على مستوى توزيع التجهيزات األساسية‪.‬‬ ‫ب‪ -‬عجز الدولة المركزية على مواجهة هذه اإلختالالت بالرغم من مختلف‬ ‫المحاوالت الهادفة إلى تقليص الفوارق‪ ،‬وكان هذا العجز يعزى في السابق إلى غياب‬ ‫تصميم وطني إلعداد التراب كمرجعية أساسية لتوزيع التجهيزات واالستثمارات‪،‬‬ ‫ويضمن التنسيق الناجع بين مختلف المتدخلين‪ ،‬ويحدد دور وظيفة عمل الجهة في‬ ‫إطار من التكامل والتضامن وفق منظور شمولي يرسم االختيارات الكبرى لتنظيم‬ ‫المجالالمغربي‪.‬‬

‫إن عجز الدولة المركزية بعد حصول المغرب على االستقالل‪ ،‬على مواجهة‬ ‫هذه االختالالت بالرغم من مختلف المحاوالت الهادفة إلى تقليص الفوارق‪ ،‬وغياب‬ ‫تصميم وطني إلعداد التراب كمرجعية أساسية لتوزيع التجهيزات واإلستثمارات‪،‬‬ ‫ليضمن التنسيق الناجع بين مختلف المتدخلين‪ ،‬ويحدد دور وظيفة عمل كل إقليم‬ ‫في إطار من التكامل والتضامن وفق منظور شمولي يرسم االختيارات الكبرى‬ ‫لتنظيم المجال المغربي‪ ،‬فرض على المغرب مبكرا اختيار «الجهة» كعالج للعديد‬ ‫من المخلفات التي ورثها عن العهد االستعماري‪.‬‬ ‫من هنا جاءت الجهة في تصورات السياسات المغربية على عهد االستقالل‬ ‫كإطار مالئم لمعالجة الفوارق‪ ،‬ولبلورة مخطط جهوي إلعداد التراب على المستوى‬ ‫الجهوي في إطار التوجهات الوطنية‪ ،‬التي تسمح بإدراك الحاجيات الملموسة وإقامة‬ ‫تنمية مندمجة فعليا‪ ،‬ومرتكزة على أسس من التآزر والتضامن فيما بين الجهات‪.‬‬ ‫إن للجهة قدرة على توفير إطار أمثل لتوزيع السلطة‪ ،‬بواسطة وضع مستويات‬ ‫معبرة لممارستها‪ ،‬تضمن ليونة المساطر والقرب من السكان من حيث التمثيلية‬ ‫والتدبير‪ ،‬وتشكل آداة للمعرفة وإطار الجمع المعلومات الضرورية للمقاوالت‪.‬‬ ‫وللجهة أيضا‪ ،‬قابلية إلبراز الطاقات الكامنة وإمكانيات التوظيف المالئم‬ ‫للموارد الطبيعية والبشرية‪ ،‬تتوخى تحقيق التطابق بين التقييم اإلداري والخصائص‬ ‫الجغرافية والبشرية واالقتصادية للتراب الوطني‪ ،‬لكي يصبح هذا العامل األخير أقل‬ ‫إعاقة لعمل الفاعلين المؤسساتيين واالقتصاديين واالجتماعيين‪.‬‬

‫‪-5-‬‬

‫سؤال آخر يطرح نفسه اليوم بحدة‪ ...‬وبموضوعية‪ ،‬على المجتمع المدني‬ ‫المغربي‪:‬‬ ‫ما هي عالقة هذا النقاش بتوجهات الملك محمد السادس‪ ،‬حول الجهوية‬ ‫الموسعة في مغرب األلفية الثالثة؟ وإلى أي حد استطاعات مرتكزات هذا النقاش‪،‬‬ ‫التفاعل مع المنظور الملكي حول الجهوية الموسعة؟‬ ‫يالحظ المهتمون والمتتبعون‪ ،‬أن الجهة حظيت في عهد الملك الشاب الملك‬ ‫محمد السادس‪ ،‬بإطالق ورش تفعيلها على أسس أكثر تجدرا في الديمقراطية‬ ‫والتنمية والعولمة‪ ،‬وذلك من خالل إصالح نظامها إصالحا يعتمد على تقسيم‬ ‫يتوخى قيام مناطق متكاملة اقتصاديا وجغرافيا‪ ،‬مناطق منسجمة اجتماعيا وثقافيا‪،‬‬ ‫وهو ما يعني في هذا فتح صفحة جديدة في نهج اإلصالحات الديمقراطية التي‬ ‫يسعى الملك الشاب إقرارها بالعديد من المجاالت األساسية للدولة المغربية‪.‬‬ ‫الهدف بالشك‪ ،‬هو إيجاد جهات قائمة الذات‪ ،‬قابلة لالستمرار من خالل‬ ‫بلورة معايير عقالنية وواقعية لمنظومة جهوية جديدة ومتطورة‪ ،‬وانبثاق مجالس‬ ‫ديمقراطية تتوفر على صالحيات وموارد تمكنها من النهوض بالتنمية الجهوية‬ ‫المندمجة حتى ال تكون جهازا صوريا أو بيروقراطيا‪ ،‬وإنما مجالس تمثيلية للنخب‬ ‫المؤهلة لحسن تدبير شؤون مناطقها‪ ،‬وجعل األقاليم الجنوبية المسترجعة في‬ ‫صدارة الجهوية المتقدمة‪.‬‬ ‫في خطابه ليوم ثالث يناير ‪ 2003‬وعند تنصيبه للجنة االستشارية إلعداد‬ ‫مشروع جديد للجهوية الموسعة‪.‬أعلن الملك الشاب عن رؤيته الواضحة للمسألة‬ ‫الجهوية‪ ،‬فهي في تصوره يجب أن تستوفي أربعة شروط‪:‬‬ ‫‪ - 1‬أن تكون مغربية صرفة نابعة من خصوصيات المغرب‪ ،‬غير مقلدة أو‬ ‫مستنسخة‪ ،‬متشبثة بمقدسات األمة وتوابثها في وحدة الدولة والوطن والتراث‪.‬‬ ‫‪2‬أن يتمثل فيها االلتزام بالتضامن‪ ،‬إذ ال ينبغي اختزالها في مجرد توزيع‬‫جديد للسلطات بين المركز والجهات‪.‬‬ ‫‪ - 3‬أن تعتمد التناسق والتوزيع في الصالحيات واإلمكانات وتفادي تداخل‬ ‫االختصاصات أو تضاربها بين مختلف الجماعات المحلية والسلطات والمؤسسات‪.‬‬ ‫‪ - 4‬أن تعتمد على انتهاج الالتمركز الواسع الذي لن تستقيم «الجهوية» بدون‬ ‫تفعيله في نطاق حكامة ترابية ناجحة قائمة على التناسق والتفاعل‪.‬‬ ‫يعني ذلك في الخطاب الملكي إن الجهوية الموسعة فضال عن كونها مطلب‬ ‫مغربي داخلي‪ ،‬يرتبط بالبناء الديمقراطي وتوسيع دائرة الديمقراطية‪ ،‬تشكل‬ ‫حلقة وسطى ومرحلة انتقالية‪ ،‬لتنفيذ مبادرة الحكم الذاتي بالمناطق الصحراوية‬ ‫المسترجعة على أرض الواقع‪ ،‬وذلك لتالفي كل اإلشكاليات التي من شأنها أن تحول‬ ‫هذه المبادرة إلى أهداف بعيدة عن أهدافها‪.‬‬ ‫والجهوية الموسعة هي قبل كل شيء شكل من أشكال المصالحة مع المجال‪،‬‬ ‫وإقامة نوع من التوازن بين المغرب النافع والمغرب غير النافع‪ ،‬على اعتبار أن هذه‬ ‫الجهوية تشكل إمكانات كبرى لتعميم التنمية والتوزيع العادل للثروة‪ ،‬تستوعب‬ ‫الخصوصيات المتنوعة في إطار التضامن بين الجهات‪ ،‬ومن ثمة يصبح االنتقال‬ ‫إليها انتقاال إلى مرحلة ديمقراطية حاسمة‪ ،‬إلعادة الفرز الداخلي على قواعد االرتباط‬ ‫بالوحدة وهو ما يمكن المغرب من التفكير في اإلشكاالت التي يمكن أن يطرحها‬ ‫الحكم الذاتي للصحراء بهدوء وامتالك رؤية حقيقية تسمح للمغرب بحماية مسار‬ ‫وحدته الترابية في المستقبل‪ ،‬في حال توفر شروط تمتيع األقاليم الجنوبية بحكم‬ ‫ذاتي‪.‬‬ ‫لذلك ال نتصور أن تكون الجهوية الموسعة‪/‬المقترحة‪ ،‬ورشا واسعا للتنمية‬ ‫أو للديمقراطية فحسب‪ ،‬ولكن أيضا إلعادة التوازن إلى مختلف الجهات‪ ،‬وباألساس‬ ‫لتلبية حاجيات االقتصاد الوطني الممركز على قواعد غير متوازنة‪.‬‬ ‫ألجل ذلك‪ ،‬فإن مبادرة الملك الشاب‪ ،‬تشكيل لجنة استشارية للجهة‪ ،‬انطالقا‬ ‫من تصوره للجهة الموسعة‪ ،‬يطرح على الباحثين والخبراء العديد من األسئلة‪:‬‬ ‫ماهو الفضاء المالئم لقيام هذه الجهة‪ ،‬الفضاء األلماني؟ الفضاء اإلسباني؟ الفضاء‬ ‫الفرنسي؟ وماهي العوامل الحاسمة في تحديد هذه الجهة‪...‬؟‬ ‫في نظر العديد من الباحثين والسياسيين أن بمغرب اليوم جهات واضحة‬ ‫المعالم‪ ،‬ذات شخصية ثقافية‪ /‬جغرافية‪ /‬اقتصادية‪ ،‬تمكنها من االستقاللية‬ ‫واالستمرار‪...‬وجهات أخرى يصعب تصنيفها حتى وإن كانت تتمتع بشخصية خاصة‬ ‫بها‪ ،‬جهات ال تتوفر على الحد األدنى من شروط االستقاللية‪ ،‬تعاني من آثار بليغة‬ ‫من الفقر والتخلف واألمية وانعدام التجهيز‪ ،‬وهو ما يطرح إشكالية كبرى على الجهة‬ ‫كاختيار وكقضية‪ .‬كيف يمكن تجاوز هذه الحالة‪ /‬اإلشكالية وبأية إمكانيات‪..‬؟‬ ‫من هنا يقول باحث مغربي مختص‪« ،‬تنبع ضرورة إعادة تحديد الجهوية‬ ‫التي يدعونا إليها التصور الملكي المقترح‪ ،‬وهذا يقوم أساسا على تحقيق الفعالية‬ ‫قبل الحديث عن توزيع السلطات وحتى ال يصبح هذا األخير غير عملي غدا‪ ،‬يتعين‬ ‫االنكباب على مناقشة تلك الفعالية»‪.‬‬ ‫إن موضوع الجهة‪ ،‬باعتباره على ارتباط وثيق بمفاهيم الحداثة والعولمة‬ ‫وحقوق المواطنة‪ ،‬أصبح يستقطب اهتماما متزايدا‪ ،‬ليس فقط في المغرب‪ ،‬بل في‬ ‫مختلف أنحاء العالم‪ ،‬على اعتبار أنها اإلطار المالئم لبلورة االستراتيجيات البديلة‬ ‫للتنمية‪ ،‬التي تقوم على تعبئة الطاقات المحلية ومساهمة السكان في توطيد دولة‬ ‫القانون‪.‬‬ ‫لذلك ما يجب انتظاره بعد المبادرة الملكية في هذا الشأن‪ ،‬هو إسراع اللجنة‬ ‫االستشارية بصياغة مشروعها‪ ،‬وفق منظور فكري‪ /‬ثقافي‪ /‬سياسي يراعي مختلف‬ ‫الحساسيات السياسية بالبالد‪ ،‬وهو ما يعني في نظر العديد من المهتمين‬ ‫والمختصين إحداث إصالحات جذرية وعميقة‪ ،‬ذات طابع دستوري‪ ،‬إلعادة صياغة‬ ‫تشكيل صورة الدولة المغربية انطالقا من صورة ونظام جيهاتها‪ .‬ذلك ما يتوقعه‬ ‫فقهاء القانون الدستوري وفقهاء السياسة وعلم االجتماع في بالدنا‪ ،‬من هذه‬ ‫اللجنة‪.‬‬


‫العدد ‪895‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫الثالثاء ‪ 27‬يونيو �إلى ‪ 03‬يوليوز ‪2017‬‬

‫�أحوالنا بعد رم�ضان ؟‬

‫لقد استقبلنا باألمس القريب محطة عظيمة من محطات اإليمان‪ ،‬ومناسبة جليلة من‬ ‫مناسبات التوبة والغفران‪ ،‬استقبلنا شهرا قال فيه تعالى‪« :‬شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن‬ ‫هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان» وقال فيه الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪ ...« :‬شهر‬ ‫مبارك ‪ ،‬فرض اهلل عز وجل عليكم صيامه ‪ ،‬تفتح فيه أبواب الجنة ‪ ،‬وتغلق فيه أبواب الجحيم ‪،‬‬ ‫وتغل فيه مردة الشياطين ‪ ،‬فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم» ‪ .‬شهر تفتح‬ ‫فيه أبواب خزائن الرحمة والجود واإلحسان ‪ ،‬وتقبل فيه ليالي الصفح والتجاوز والغفران ‪ ،‬فطوبى‬ ‫لمن تعرض فيه لنفحات الرب وأخلص الطاعة هلل بالجوارح والقلب وترفع عن العادات السيئة‬ ‫واألخالق الرديئة‪ ،‬فاستفاد من هذه المحطة الرفيعة بتدريب النفس على الصبر واالبتعاد عن‬ ‫الكذب والغيبة والنميمة والتحلي بكل خلق نبيل‪.‬‬ ‫وها نحن اآلن نودع هذا الشهر الكريم ونعود إلى حياتنا العادية ويعود الكثير منا إلى‬ ‫ما كان عليه قبل رمضان‪ ،‬لم يستفد من هذه المحطة اإليمانية شيئا‪ ،‬ولم يتعلم من هذه‬ ‫المدرسة السلوكية أخــالقــا‪ ،‬وكــأن‬ ‫صالة عيد الفطر بمثـــابـــة احتفال‬ ‫بنهاية العبادة للرحمن أو التخفف من‬ ‫الواجبات‪ ،‬والردة إلى العوائــد‪ ،‬فتعــود‬ ‫المساجد المألى خاوية تشكو إلى‬ ‫اهلل هجر المسلمين لها بعد رمضان‪،‬‬ ‫وتخلو الصفوف في الفجر والعشاء من‬ ‫هؤالء الزوار في رمضان‪ ،‬ويشكو القرآن‬ ‫من شوال إلى شعبان طول الهجران‪،‬‬ ‫واستمرار النسيان ‪ ،‬وتتحول موائد‬ ‫الرحمن إلى خُوَان‪ ،‬تخلو من طعمة‬ ‫للمساكين‪ ،‬وشربة للمحتاجين‪ ،‬يشكون‬ ‫بعد رمضان خلو معدتهم‪ ،‬وتراجع ما‬ ‫يسد خلتهم‪ ،‬ويشبع مخمصتهم‪ ،‬فتعود‬ ‫إليهم آالم الجوع‪ ،‬وحسرة الحرمان‪،‬‬ ‫وتبخل األيدي عن العطاء‪ ،‬والنفوس‬ ‫عن السخاء‪ ،‬ويستشعر الفقراء برحيل‬ ‫رمضان أن إخوانهم األغنياء‪ ،‬قد عادوا‬ ‫إلى عادة اإلمساك عن البذل والعطـاء‪،‬‬ ‫ويشكـــون أمرهـــم إلى رب األرض‬ ‫والسماء‪ .‬وتتراجع األسر واألرحام واألهل‬ ‫واألصحاب واإلخوان عن االجتماع حول الطعام‪ ،‬ويلعب الشيطان ليستدعي الفرقة والخصام‪ ،‬أو‬ ‫فتور عالئق الحب والود والسلوان‪ .‬ويعود المدخنون إلى عوائدهم في التدخين‪ ،‬وكأن اإلجازة‬ ‫عن الحرام في النهار قد انتهت ليصل الليل بالنهار بعادة رديئة‪ ،‬تفسد العقل والجسم والحس‬ ‫والوجدان‪ ،‬وتحول اإلنسان إلى أسير لهذا الدخان‪.‬‬ ‫فكيف يعقل أخي المسلم أن تعود إلى الضاللة بعد أن عرفت طريق الهداية‪ ،‬وإلى المحرمات‬ ‫بعد أن شهدتك المالئكة في بيوت اهلل‪ ،‬وفي مجالس العلم مع الهداة المهتدين ؟ فكنت كمن‬ ‫كان يركب حماراً أو جم ً‬ ‫ال أو فرساً ثم صار يركب السيارات الفارهة‪ ،‬ثم تركها اختيارا وعاد يركب‬ ‫الحمار والجمل والفرس في كل تحركاته وأسفاره ؟؟ أو كمن كان يفترش األرض ويلتحف السماء‬ ‫ثم انتقل إلى غرف النوم ذات السرر المرفوعة ‪ ،‬والنمارق المصفوفة ‪ ،‬والزرابي المبثوثة‪ ،‬ثم‬ ‫تركها لحظة وبمحض إرادته وعاد إلى النوم على األرض ؟!! ‪.‬‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫فأول هذه الخصال هي أن يكون اهلل ورسوله أحب إلى العبد مما سواهما‪ ،‬وال يكون اإلنسان‬ ‫مؤمنا إيمانا قويا صحيحا حتى يفعل ذلك‪ ،‬فيحب ما أحبه اللهّ ورسوله‪ ،‬ويبغض ما أبغضه اللهّ‬ ‫ورسوله‪.‬‬ ‫إن محبة اهلل ورسوله ليست كالما وال دعوى تقال‪ ،‬إنما هي محبة لها دالئل وصور ونتائج‬ ‫منها‪ :‬امتثال أمرها‪ ،‬واجتناب نهيها‪ ،‬واإلستسالم لذلك‪ ،‬واإلنقياد ظاهرا وباطنا وتقديم تلك المحبة‬ ‫على محبة األهل‪ ،‬بل على محبة جميع الخلق والناس أجمعين‪ ،‬فعن أنس بن مالك قال‪ :‬قال رسول‬ ‫اهلل صلى اللهّ عليه وسلم‪« :‬ال يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وولده ووالده والناس‬ ‫أجمعين» وعالمة محبة الرسول اإلقتداء به واتباع سنته‪ ،‬وامتثال أمره واجتناب نهيه والتأدب بأدابه‬ ‫في الشدة والرخاء‪ ،‬والعسر واليسر‪ ،‬ومن أحب شيئا أثره وآثر موافقته‪ ،‬وإال لم يكن صادقا في حبه‪،‬‬ ‫بل يكون مدعيا فحسب‪ ،‬والشك أن من عالمات محبته النصيحة له لحديث‪« :‬الدين النصيحة‪ ،‬قلنا‪:‬‬ ‫لمن‪ :‬قال‪ :‬هلل‪ ،‬ولكتابه ولرسوله‪ ،‬وألئمة المسلمين وعامتهم» رواه مسلم‪ ،‬فتكون النصيحة لرسوله‬ ‫بالتصديق بنبوته‪ ،‬وطاعته في ما أمر به‪ ،‬واجتناب ما نهى عنه‪ ،‬ومؤازرته ونصرته‪ ،‬وإحياء سنته‬ ‫والعمل بها وتعلمها وتعليمها‪ ،‬والذب عنها‪ ،‬ونشرها والتخلق بأخالقه الكريمة وآدابه الجميلة‪،‬‬ ‫واحترامه وتوقيره كحال حياته‪ ،‬وذلك عند ذكر حديثه وسنته‪ ،‬وسماع اسمه وسيرته وتعلم سنته‪،‬‬ ‫والدعوة إليها ونصرتها‪ ،‬قال اهلل تعالى‪« :‬قل إن كنتم تحبون اللهّ فاتبعوني يحببكم اهلل ويغفرلكم‬ ‫ذنوبكم واللهّ غفور رحيم»‪ ،‬أي يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه وهو محبته إياكم‪ ،‬وهو‬ ‫أعظم من األول‪ ،‬كما قال بعض العلماء والحكماء‪« .‬ليس الشأن أن نحب إنما الشأن تحب» واآلية‬ ‫تدل على طاعة الرسول صلى اللهّ عليه وسلم‪ ،‬هي عين طاعته تعالى‪ ،‬وصرح بهذا المدلول في قوله‪:‬‬ ‫(من يطع الرسول فقد أطاع اللهّ )‪ ،‬يؤخذ من هذه اآلية الكريمة أن عالمة المحبة الصادقة هلل ورسوله‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫إن من ذاق حالوة الطاعة في رمضان ال يتصور أن يعود إلى ضالالت الجهل بعده ‪ ،‬ومن‬ ‫ربى نفسه على كريم األخالق ال يمكن أن يعود إلى سيئها ورديئها بمجرد انتهاء شهر الصيام‪،‬‬ ‫فالعاقل يسعى بعد توديع رمضان إلى تثبيت عباداته في يومه وليله حتى تكون جزءا من كيانه‪،‬‬ ‫والحفاظ على ما اكتسبه في هذا الشهر وتعلمه حتى يكون ذلك عالمة على صدق إيمانه‪،‬‬ ‫ويتجلى ذلك في مظاهر كثيرة منها‪:‬‬ ‫• االنتقال من زيارة المساجد إلى عمارتها وال نهجرها بمجرد انتهاء شهر الصيام ؛ ذلك أن‬ ‫ال�ص َ‬ ‫ن بِا ِ‬ ‫اج َد ا ِ‬ ‫الة‬ ‫اهلل سبحانه وتعالى قال‪�﴿ :‬إِ مَّنَا َي ْع ُم ُر َم َ�س ِ‬ ‫ام َّ‬ ‫ن �آ َم َ‬ ‫هلل َم ْ‬ ‫هلل َوا ْل َي ْو ِم ال ِآخ ِر َو�أَ َق َ‬ ‫ال َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫�ش ِ�إ َّ‬ ‫َ‬ ‫اة َو مَ ْ‬ ‫ل َيخْ َ‬ ‫ك َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َو�آتَى ال َّز َ‬ ‫ين فكم نحن في‬ ‫من مْال ْهتدِ َ ﴾‬ ‫ُوا‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ِك‬ ‫ئ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ى‬ ‫اهلل َف َع َ�س‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫حاجةٍ إلى عمارة بيوت اهلل!‪ ،‬فلنعاهد اهلل سبحانه وتعالى على أن نكون من عمَّار المساجد‪،‬‬ ‫ونتبرَّأ من الشيطان الذي يمنعنا من أن نكون من عُمَّار المساجد‪.‬‬ ‫• نعاهد القرآن تالوة وفهما وعمال ودعوة‪ ،‬فلنعترف أننا نقرأ القرآن إذا قرأناه ونحن مرضى‬ ‫القلوب؛ ألن القرآن الذي صنع جيال‬ ‫فريدا وحضارة شامخة لم يتغير‪ ،‬وإنما‬ ‫نفوسنا هي التي تغيرت‪ ،‬ومن هنا وجب‬ ‫أن نتعامل مع القرآن معاملة خاصة‪،‬‬ ‫فنتعلم أحكام التجويد‪ ،‬وننتظم بدقة‬ ‫في قراءة ما تيسر منه كل يوم‪ ،‬ونعايش‬ ‫اآليات وندرب أنفسنا على التفكر‬ ‫والتدرب ولنبدأ بالتقاط آية وجدنا‬ ‫معهـا أنفسنـا فنتأملها طول اليوم‬ ‫لنجد فتوحات ال حدود لها‪ ،‬وننتظم في‬ ‫حلقة قرآنية أسبوعية للفهم والمدارسة‬ ‫والتعلم‪ ،‬ونضع معنى عمليا كل أسبوع‬ ‫تحتاج النفس أن تحمل عليه‪ ،‬ثم ِّ‬ ‫نعلم‬ ‫الناس هذا الكتاب مما تعلمناه‪ ،‬وال مانع‬ ‫شرعا من جعل جزء لصالة قيام الليل‬ ‫قراء ًة من المصحف‪.‬‬

‫الخير ال يتراجع عن ذلك‪.‬‬

‫• التحلي باألخالق الكريمة والصفات‬ ‫الفاضلة التي تعلمناها في رمضان‪،‬‬ ‫فمن انقطع عن التدخين اليعود إليه‪،‬‬ ‫ومن توقف عن المخدرات ال يلتفت‬ ‫إليها‪ ،‬ومن تعــود على الصبـر وعمل‬

‫• االنتقال من حصر أعمال الخير والبر في رمضان إلى ِّ‬ ‫كل أيام وأشهر العام؛ فمؤسسات العمل‬ ‫الخيري كثيرة منتشرة في أرجاء البالد‪ ،‬وهي تفتح أبوابها لكل الناس‪ ،‬وتستقبل الصدقات‬ ‫والزكاة من المسلمين على مدار العام‪ ،‬فحبذا لو خصص المسلم ولو القليل من راتبه‬ ‫لمؤسسات العمل الخيري‪.‬‬ ‫ولن يتم هذا وذاك إال بمجاهدة النفس وكبح جماحها فمهما جلس اإلنسان في حلقات‬ ‫العلم أو توسع في حفظ النصوص الشرعية واستظهارها عن فضل القيام والصيام والعبادة‬ ‫مع الخضوع والخشية ‪ -‬فلن يتحصل له الصالح واإلصالح واستقامة النفس إال بمجاهدتها‬ ‫ومعالجتها‪ ،‬وأن يعصر قلبه ويظل ذاكرا هلل تعالى‪ ،‬ذاكرا لذنبه‪ ،‬متذكرا موقفه بين يدي ربه‪،‬‬ ‫وعندئذ سيتذوق حالوة هذه المجاهدة ويحيا حياة طيبة‪.‬‬

‫حالوة الإميان ولذته‬

‫إن كثيرا من هذه األشياء في هذه الحياة لها طعم ولذة يجدها اإلنسان‪ ،‬وتتفاوت هذه اللذات‬ ‫في ما بينها من لذة ألخرى‪ ،‬لكن هناك لذة ال تدانيها لذة‪ ،‬وطعم ال يقاربه طعم‪ ،‬إن طعم اإليمان‬ ‫باللهّ سبحانه وتعالى‪ ،‬ومن نيل تلك اللذة‪ ،‬وتذوق ذلك الطعم‪ ،‬ال بد لنا أن نقوم بجملة من األعمال‬ ‫التي نذكر منها ثالث خصال‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫هي اتباعه صلى اللهّ عليه وسلم‪ ،‬فالذي يخالفه ويدعي أنه يحبه فهو كاذب مفتر‪ ،‬إذ لو كان محبا له‬ ‫ألطاعه‪ ،‬ومن المعلوم عند العامة أن المحبة تستجلب الطاعة‪ ،‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬

‫لو كان حبك صادقا ألطعته‬

‫إن المحب لمن يحب مطيع‬

‫وهكذا من أحب اللهّ ورسوله محبة صحيحة صادقة من قلبه‪ ،‬أوجبت له تلك المحبة بقلبه أن‬ ‫يحب ما يحبه اللهّ ورسوله‪ ،‬وصرح بهذا المدلول في قوله تعالى‪( :‬من يطع الرسول فقد أطاع اللهّ )‪.‬‬ ‫من هذه اآلية الكريمة‪ ،‬يؤخد أن عالمة المحبة صادقة هلل ورسوله هي اتباعه ـ عليه الصالة والسالم‬ ‫ـ فالذي يخالفه ويدعي أنه يحبه فهو كاذب مفتر‪ ،‬إذ لو كان محبا له ألطاعه‪ ،‬ومن المعلوم عند العامة‬ ‫أن المحبة تستجلب الطاعة‪.‬‬ ‫وهكذا من أحب اللهّ ورسوله محبة صحيحة صادقة من قلبه‪ ،‬أوجبت له تلك المحبة بقلبه أن‬ ‫يحب ما يحبه اللهّ ورسوله ويكره ما يكرهه اللهّ ورسوله‪ ،‬وأن يعمل بجوارحه شيئا يخالف ذلك ّ‬ ‫دل‬ ‫على عزم محبته الواجبة‪ ،‬فعليه أن يستغفر اللهّ ويتوب إليه من ذلك‪ ،‬ويرجع إلى تكميل المحبة‬ ‫الواجبة‪.‬‬ ‫والخصلة الثانية‪ :‬أن يحب المرء هلل و ليس ألجل حطام الدنيا‪ ،‬أو ألجل المصالج الشخصية‪ ،‬وهذا‬ ‫من تمام األخوة في اللهّ ‪ .‬ثبت في الحديث‪« :‬سبعة يظلهم اللهّ في ظله»‪ ،‬وذكر منهم‪« :‬ورجالن‬ ‫تحابا في اللهّ اجتمعا عليه»‪ ،‬إن من تمام األخوة أن تتفقد‪ ،‬أحوال إخوانك‪ ،‬وترحمهم‪ ،‬وتنصح لهم‬ ‫برفق ولين‪ ،‬وتعينهم على الخير‪( ،‬وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقده اللهّ منه كما يكره أن‬ ‫يقذف في النار)‪ .‬وفي هذه الخصلة بيان لعقيدة الوالء والبراء‪ ،‬بالتبري من الكفر وأهله‪ ،‬وحب اإليمان‬ ‫وأهله‪ ،‬قال اللهّ تعالى‪« :‬ال تجد قوما يؤمنون باللهّ واليوم اآلخر يوادون من حاد اللهّ ورسوله ولو‬ ‫كانوا أباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم اإليمان وأيدهم بروح منه‬ ‫ويدخلهم جنات تجري من تحتها األنهار خالدين فيها رضي اللهّ عنهم ورضوا عنه أولئك حزب اللهّ »‪.‬‬


‫العدد ‪895‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬يونيو �إلى ‪ 03‬يوليوز ‪2017‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫حدائق الأزاهر يف م�ستح�سن الأجوبة وامل�ضحكات‬ ‫واحلكم والأمثال واحلكايات والنوادر‬ ‫وهوكتاب جامع للحكم واألمثال والنوادروالحكايات‪،‬ألفه الفقيه األديب محمد بن محمد بن محمد أبو بكر ابن عاصم القيسي الغرناطي قاضي من‬ ‫فقهاء المالكية باألندلس توفي بمسقط رأسه غرناطة عن عمر السابعة والستين سنة (عام ‪ 829‬هـ الموافق ‪1426‬م)؛كان يجلد الكتب في صباه‪ ،‬وتقدم‬ ‫حتى ولي قضاء القضاة ببلده‪.‬‬ ‫وقد أخذ عن أعالم منهم‪:‬‬ ‫أبو إسحاق الشاطبي‪ ،‬وأبو عبد اهلل القيطاجي‪ ،‬وأبو عبد اهلل الشريف التلمساني‪ ،‬وأبو إسحاق ابن الحاج‪ ،‬وابن عالق‪ ،‬وخااله أبو بكر‪ ،‬ومحمد ولدا أبي‬ ‫القاسم بن جزي‪ ،‬وابن لب وغيرهم‪.‬‬ ‫وله من المؤلفات‪:‬‬ ‫ــ تحفة الحكام في نكت العقود واألحكام‪ (:‬أرجوزة في الفقه المالكي تعرف بالعاصمية)‪ ،‬شرحها جماعة من العلماء‪.‬‬ ‫ــ أراجيز في األصول والنحو والقراءات‪.‬‬ ‫وحدائق األزاهر في مستحسن األجوبة والمضحكات والحكم واألمثال والحكايات والنوادر (وهو الكتاب الذي سنتحف به القارئ الكريم عبر سلسلة‬ ‫حلقات)‪.‬‬ ‫وفي مقدمة كتابه هذا يقول ابن عاصم ‪:‬‬ ‫«أما بعد فإني جمعت في هذا الكتاب من طرف األخبار‪ ،‬ورائق األشعار‪ ،‬ومستحسن الجواب‪ ،‬ومضحكات المولدين واألعراب ونوادر الحكم واألمثال واآلداب ما يستحسن ويستطرف‪ ،‬ويستملح ويستظرف‬ ‫من كل نادرة غريبة‪ ،‬أو نكتة عجيبة‪ ،‬أو حكاية بارعة‪ ،‬أو حكمة نافعة‪ ،‬أو قطعة شعر رائعة أو مخاطبة فائقة‪ ،‬مع ما يستفاد في ذلك من الوقوف على مناقب الملوك ومآثرها‪ ،‬ومحامدها ومفاخرها‪ ،‬ومكارم‬ ‫أخالقها وشيمها‪ ،‬وشرف أنفسها وهممها‪ ،‬وجميل أفعالها وكريم محلها واحتمالها‪ ،‬وعدلها ووفائها‪ ،‬وبأسها وسخائها‪ ،‬وخوفها ورجائها‪ ،‬وحزمها واتقائها‪ ،‬وعزمها وإمضائها‪ ،‬وصفحها وإغضائها‪ ،‬وجدها‬ ‫واعتنائها‪ ،‬وسطوتها وحنانها‪ ،‬واستقباحها واستحسانها‪ ،‬وسيرها وعوائدها‪ ،‬وجوائزها وفوائدها‪ ،‬إلى غير ذلك من معرفة سنن م تقدم من الوالة واألمراء‪ ،‬والكتّاب والشعراء‪ ،‬واألئمة والخطباء‪ ،‬والمؤذنين‬ ‫والفقهاء‪ ،‬والوعاظ والحكماء‪ ،‬واألعراب والغرباء‪ ،‬والمجان والظرفاء‪ ،‬والمجنونين والعقالء‪ ،‬والطفيليين والبخالء‪ ،‬وحذاق الجواري والنساء‪ ،‬وأهل التصنع والرياء‪ ،‬والزهاد واألولياء‪ ،‬فأخذت في تبويبه وترتيبه‪،‬‬ ‫واجتهدت في تهذيبه وتقريبه‪ ،‬واعتنيت بتأليفه وجمعه‪ ،‬ورددت كل جنس إلى جنسه‪ ،‬وكل نوع على نوعه‪ ،‬وجعلت الشكل فيه مع شكله وضممت المثل إلى مثله‪ ،‬ليسهل النظر فيه على مطالعه‪ ،‬وتحصل‬ ‫الفائدة لقارئه وسامعه‪ ،‬فجاء بحمد اهلل سبحانه حسن الترتيب‪ ،‬بديع التهذيب‪ ،‬فهو روضه آداب‪ ،‬ومتعة أحداق وأسماع ألباب‪ ،‬فيه تسلية للنفوس وترويح لألرواح‪ ،‬واستجالب للمسرات واألفراح‪ ،‬وراحة الخاطر‪،‬‬ ‫وأنس المجالس والمسامر‪ ،‬وتحفة القادم‪ ،‬وزاد المسافر‪ ،‬وسميته حدائق األزاهر في مستحسن األجوبة والمضحكات والحكم واألمثال والحكايات والنوادر‪ ،‬وجعلته ست حدائق‪.»...‬‬

‫في مستحسن األجوبة التي هي عن ذكاء قائلها معربة‬ ‫أسمع رجل عمر بن عبد العزيز بعض ما يكره‪ ،‬فقال‪« :‬ال عليك‪ ،‬إنما أردت أن يستفزني الشيطان بعز‬ ‫السلطان‪ ،‬فأنال منك اليوم ما تناله مني غداً‪ ،‬انصرف إن شئت»‪.‬‬ ‫وقيل لقيس بن عاصم‪« :‬بم سودك قومك؟»‪ ،‬قال‪« :‬بكف األذى عنهم‪ ،‬وبذل الندى‪ ،‬ونصر المولى»‪.‬‬ ‫وقيل لعرابة األوسي‪« :‬بم سودك قومك؟» قال‪« :‬بأربع خصال‪،‬أنخدع لهم في مالي‪ ،‬وأذل منهم في عرضي‪،‬‬ ‫وال أحقر صغيرهم‪ ،‬وال أحسد كبيرهم»‪.‬‬ ‫وجاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه فقال له‪« :‬ما اسمك؟» قال‪« :‬شهاب بن حرقة»؛قال‪« :‬ممن؟»؛‬ ‫قال‪« :‬من أهل حرة النار»‪ ،‬قال‪« :‬وأين مسكنك منها؟»؛ قال‪« :‬بذات لظى»‪ ،‬قال‪« :‬أدرك أهلك فقد احترقوا»؛فكان‬ ‫كما قال عمر رضي اهلل عنه‪.‬‬ ‫وكان أشعب الطماع يختلف إلى قينة بالمدينة‪ ،‬فلما أراد الخروج سألها أن تعطيه خاتم ذهب في يدها‬ ‫ليذكرها به‪ ،‬فقالت له‪« :‬إنه ذهب وأخاف أن تذهب‪،‬ولكن خذ هذا العود‪ ،‬لعلك أن تعود»‪ ،‬وناولته عوداً من‬ ‫األرض‪.‬‬ ‫وقال رجل لخالد بن صفوان‪« :‬إني أحبك»‪ ،‬قال‪« :‬وما يمنعك من ذلك؟ لست بجار لك وال أخ وال ابن‬ ‫عم»؛يريد أن الحسد موكل باألدنى فاألدنى‪.‬‬ ‫ومر محمد بن سيرين بقوم‪ ،‬فقام إليه رجل منهم فقال‪« :‬أبا بكر‪ ،‬إنا قد نلنا منك فحللنا»‪ ،‬فقال‪« :‬إني ال‬ ‫أحل ما حرم اهلل»‪.‬‬ ‫وكان رقبة بن مصقلة جالساً مع أصحابه‪ ،‬فذكروا رج ًال بشيء‪ ،‬فطلع ذلك الرجل‪ ،‬فقال له بعض أصحابه‪:‬‬ ‫«أال أخبره بما قلنا فيه لئال يكون غيبة؟»؛ قال‪« :‬أخبره‪ ،‬حتى يكون غيمة»‪.‬‬ ‫وقيل لبعض الحكماء‪« :‬فالن يعيبك»‪ ،‬فقال‪« :‬إنما يقرض الدرهم الوازن»‪.‬‬ ‫وصلى األعمى في مسجد قوم فأطال بهم اإلمام‪ .‬فقال له األعمش‪«:‬يا هذا ال تطل صالتنا‪ ،‬فإنه يكون ذو‬ ‫الحاجة والكبير والضعيف؛ قال اإلمام‪( :‬وإنها لكبيرة إال على الخاشعين) ؛قال األعمش‪« :‬أنا رسول رأس الخاشعين‬ ‫إليك‪ ،‬إنهم ال يحتاجون إلى هذا منك»‪.‬‬ ‫ولقي جهم رج ًال من اليونانيين‪ ،‬فقال له‪« :‬هل لك أن تكلمني وأكلمك‪ ،‬فمن أسرته الحجة رجع إلى قول‬ ‫صاحبه»‪ ،‬قال‪« :‬نعم»‪ ،‬قال اليوناني‪« :‬أخبرني عن معبودك‪ ،‬أرأيته؟»‪ ،‬قال‪«:‬ال»‪،‬قال‪« :‬أسمعته؟» قال‪« :‬ال»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«أفلمسته؟»‪ ،‬قال‪« :‬ال»‪ ،‬قال‪« :‬أفشممته؟» قال‪« :‬ال»‪ ،‬قال‪« :‬فمن أين عرفته وأنت لم تدركه بحاسة من حواسك‬ ‫الخمس وعقلك دائر عليها‪...‬؟»‪.‬‬ ‫فتلجلج جهم ساعة ثم استدرك فعكس عليه مسألته‪ ،‬فقال له‪« :‬أتقر أن لك روحاً؟» ‪،‬قال‪« :‬نعم»‪ ،‬قال‪« :‬هل‬ ‫رأيت روحك أو سمعته أو لمسته أو شممته أو ذقته؟» قال‪« :‬ال»‪ ،‬قال‪« :‬وكيف علمت روحك؟»‪ .‬فأقر له اليوناني‪.‬‬ ‫ودخل رجل ببنت بكر‪ ،‬فوجدها مسنة‪ ،‬فعابها بكبر سنها‪ ،‬فقالت له‪« :‬ال تلم إال نفسك؛ إنك تركتني حتى‬ ‫كبر سني»‪.‬‬ ‫واشتكى طفل بآخر إلى مؤدب‪ ،‬فقال له‪« :‬إنه يشتمني في قلبه»‪ ،‬قال له المؤدب‪« :‬حكه أنت تحتك»‪.‬‬ ‫ووقف رجل على طباخ‪ ،‬فأكل خبزه برائحة القدر‪ ،‬فدعاه إلى الحاكم وعرفه بفعله‪ ،‬فقال له الحاكم‪« :‬اضرب‬ ‫بدرهم على رخامته‪ ،‬يأخذ طنينه ويرد إليك درهمك»‪.‬‬ ‫وقال أعمى‪« :‬ارحموا ذا زمانتين»‪ ،‬قيل‪« :‬وما زمانتك؟» قال‪« :‬أعمى‪ ،‬قبيح الصوت»‪.‬‬ ‫وسأل رجل رج ًال فرده وشتمه‪ ،‬فقال له السائل‪« :‬تردني وتشتمني؟»‪ ،‬قال‪« :‬كرهت أن أردك غير مأجور»‪.‬‬ ‫وقال المتوكل ألبي العيناء‪« :‬كنت أشتهي منادمتك‪ ،‬لوال أنك ضرير البصر»‪ ،‬قال‪« :‬إن أعفاني أمير المؤمنين‬ ‫من قراءة نقش الفصوص‪ ،‬ورؤية األهلة‪ ،‬فأنا أصلح للمنادمة»‪.‬‬

‫وقيل ألبي العيناء‪« :‬ما بقي في زماننا هذا أحد ينبغي أن يلقى»‪ ،‬قال‪« :‬إال في بئر»‪.‬‬ ‫وتزوج معن نائحة‪ ،‬فسمعها تقول‪« :‬اللهم وسع علينا في الرزق»‪ ،‬فقال‪« :‬يا فاعلة‪ ،‬إنما الدنيا فرح وحزن‪،‬‬ ‫وقد أخذنا بطرفي ذلك‪ ،‬إن كان فرح دعوني‪ ،‬وإن كان حزن دعوك‪ ،‬فهل ثمة ثالث؟»‪.‬‬ ‫واعتل ضرس لرجل‪ ،‬ففتح فاه للطبيب‪ ،‬فشم رائحة قبيحة‪ ،‬فقال‪« :‬ليس هذا من عملي‪ ،‬ولكن من شغل‬ ‫الكنافين»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقال رجل لطبيب‪« :‬خرج لي خراج في أقبح موضع»‪ ،‬قال‪« :‬كذبت‪ ،‬هذا وجهك لست أرى فيه شيئا»‪.‬‬ ‫وقال يونس بن محمد‪« :‬مر بنا سكران‪ ،‬فسلم علينا‪ ،‬فلم نرد عليه سالماً‪ ،‬وكنا جماعة‪ ،‬فقعد يبول وسطنا‪،‬‬ ‫فقلنا له‪« :‬ما تصنع؟»‪ ،‬فقال‪« :‬ما ظننت أن هنا أحداً»‪.‬‬ ‫ولما قتل الحسين بن علي جعل رجل يسلب بنته حليها ويبكي‪ ،‬فقالت له‪« :‬ما يبكيك؟»‪ ،‬قال‪« :‬إني أسلبك»‪،‬‬ ‫قالت‪« :‬فدعه»‪ ،‬قال‪« :‬يأخذه غيري»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقال أبو علقمة لحجام دعاه يحجمه‪« :‬اتق غسل المحاجم‪ ،‬وشد قصب المالزم‪ ،‬وليكن شرطك وخزا‪ ،‬ومصك‬ ‫نهزاً‪ ،‬وال تكره آيباً‪ ،‬وال تدعن آتياً»؛فوضع الحجام محاجمه في منديله‪ ،‬وقال‪« :‬ابعث إلى األصمعي يحجمك»‪.‬‬ ‫ودخل أبو علقمة على طبيب‪ ،‬فقال‪« :‬إني أجد في بطني غمغمة وقرقرة»‪ ،‬فقال له‪« :‬أما الغمغمة فال أعرفها‪،‬‬ ‫وأما القرقرة فضراط لم ينضج»‪.‬‬ ‫وقال رجل آلخر‪« :‬إن لطمتك بلغتك المدينة»‪ ،‬فقال‪« :‬أحب أن تردفها بأخرى‪ ،‬عسى اهلل أن يرزقني حجة‬ ‫على يديك»‪.‬‬ ‫وقيل ألبي عبيد‪« :‬أيهما أفضل البصرة أم الكوفة؟»‪ ،‬فقال‪« :‬لو دلني رجل على البصرة لوهبت له الكوفة‬ ‫مكافأة على فعله»‪.‬‬ ‫وقيل لرجل صلى صالة خفيفة‪« :‬ما هذه الصالة؟»‪ ،‬فقال‪« :‬صالة ما فيها رياء وال تصنع»‪.‬‬ ‫وقيل لبعضهم‪« :‬هل يولد البن تسعين؟»‪ ،‬قال‪« :‬نعم‪ ،‬إذا كان له جار ابن ثالثين»‪.‬‬ ‫وسمع رجل من الظرفاء رج ًال يقول‪« :‬كان أبي ال يدخل الزقاق إال قام له الناس»‪ ،‬فقال له‪« :‬صدقت‪ ،‬ألنه‬ ‫كان على ظهره حمل شوك»‪.‬‬ ‫وساق رجل قمحاً إلى طحان‪ ،‬فامتنع عن طحنه‪ ،‬فقال له‪« :‬اطحنه وإال دعوت عليك‪ ،‬وعلى دوابك‪ ،‬فإني‬ ‫مستجاب الدعوة»‪ ،‬قال له الطحان‪« :‬فادع اهلل على قمحك‪ ،‬يرجع لك دقيقاً‪ ،‬فهو أنفع لك‪ ،‬وأسلم لدينك»‪.‬‬ ‫وقال زكريا النيسابوري‪« :‬قلت ألبي نواس‪ :‬لم ال أرى في بيتك مصحفاً؟»‪ ،‬فقال‪ :‬النور والظالم ال يجتمعان»‪.‬‬ ‫ودخل أبو دالمة مصر‪ ،‬ثم انصرف منها إلى بغداد‪ ،‬فلقي أبا نواس‪ ،‬فقال له‪« :‬كيف رأيت مصر؟»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«رأيتها مقسمة على ثالثة أقسام»‪ ،‬قال‪« :‬وما هي؟»‪ ،‬قال‪« :‬ثلث كالب‪ ،‬وثلث دواب‪ ،‬وثلث تراب»‪ ،‬قال‪« :‬فأين‬ ‫الناس؟» قال‪« :‬في الثلث األول منها»‪.‬‬ ‫ومرت امرأة بقوم‪ ،‬وفي يدها طبق مغطى‪ ،‬فقال لها بعضهم‪« :‬أي شيء في الطبق؟»‪ ،‬فقالت‪« :‬فعلى أي‬ ‫شيء غطيناه؟»‪.‬‬ ‫وقيل ألعرابي‪« :‬أيسرك أن تكون أحمق ولك مائة ألف درهم؟»‪ ،‬قال‪« :‬ال»‪ ،‬قيل‪« :‬ولم؟»‪ ،‬قال‪« :‬ألن حمقة‬ ‫واحدة تأتي على المائة ألف درهم‪ ،‬وأبقى أحمق معدماً»‪.‬‬ ‫وتزوج عبادة امرأة‪ ،‬فأقامت عنده شهراً وولدت‪ ،‬فقال لها‪« :‬ما هذا؟»‪ ،‬فقالت‪« :‬أنت عجنت على خميرة‬ ‫غيرك»‪.‬‬ ‫وجلس صبي مع قوم يأكلون طعاماً حاراً‪ ،‬فجعل الصبي يبكي‪ ،‬فقالوا‪« :‬ما يبكيك؟»‪ ،‬قال‪« :‬الطعام حار»‪،‬‬ ‫قالوا له‪« :‬فاصبر حتى يبرد»‪ ،‬قال‪« :‬أنتم ال تصبرون»‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪895‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)798‬‬

‫الثالثاء ‪ 27‬يونيو �إلى ‪ 03‬يوليوز ‪2017‬‬

‫“أوراق من تاريخ طنجة (‪”)2‬‬

‫‪16‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫األبحاث لمعيار محدد‪ .‬أما الموضوعات التي انصبت عليها‬ ‫تعزز مجال البحث التاريخي المتخصص في النبش في ذاكرة‬ ‫الدراسة‪ ...‬فهي تتوزع على عدة مجاالت‪ ،‬وقد وجدت في توثيق‬ ‫مدينة طنجة التاريخية‪ ،‬بصدور الجزء الثاني من كتاب “أوراق من‬ ‫نصوصها تعبا كبيرا‪ ،‬ولعل هذا طبيعي بسبب عدم وحدة‬ ‫تاريخ طنجة”‪ ،‬لألستاذ رشيد العفاقي‪ ،‬سنة ‪ ،2016‬في ما مجموعه‬ ‫الموضوع‪ ،‬ولكن أيضا بسبب طبيعة تلك المواضيع التي تبدو‬ ‫‪ 186‬من الصفحات ذات الحجم الكبير‪ .‬والعمل إضافة هامة لجهود‬ ‫متنافرة ومشتتة‪ ،‬ومتناثرة العناصر‪ ،‬ومتنوعة في اللغة‪ ،‬فمن‬ ‫نخب طنجة الهادفة إلى تحويل درس التاريخ المحلي إلى طقس‬ ‫جهة عناصر الموضوعات المطروحة فهي تعالج قضايا تنطلق‬ ‫ناظم داخل اهتماماتها الثقافية وداخل دوائر اشتغالها العلمي في‬ ‫من التاريخ واألركيولوجيا ودور الفن والمخطوطات وصوال إلى‬ ‫مستوياته المختلفة وفي تخصصاته المتشعبة‪ .‬وال شك أن هذا‬ ‫النباتات واألعشاب‪ .‬وبخصوص لغة هذه األوراق‪ ،‬فإنه يتحتم‬ ‫المنحى يساهم في إعادة تعميم قيم البهاء الثقافي الذي زكاه جيل‬ ‫على دارس تاريخ طنجة أن يكون ملما على األقل على نصف‬ ‫الرواد في تعاطيه مع قضايا الكتابة عن تاريخ طنجة‪ ،‬المكان والرموز‬ ‫دزينة من اللغات لكي يتمكن من فهم العديد من النصوص‬ ‫واإلشعاع والسحر والفن واإلبداع‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن العمل الجديد لألستاذ‬ ‫التي توثق للحياة بطنجة في كثير من مراحلها التاريخية‪”...‬‬ ‫رشيد العفاقي يشكل استثمارا راقيا لرصيد ضخم من التراكم‬ ‫(ص‪.)3 .‬‬ ‫المعرفي الذي أضفى على المدينة ميسمها الحضاري باعتبارها‬ ‫عالمة فارقة لبث قيم السمو والعطاء والتعايش على امتداد القرون‬ ‫تتوزع مضامين الجزء الثاني من كتاب “أوراق من تاريخ‬ ‫الطويلة من تاريخنا المديد‪ .‬باختصار‪ ،‬فالعمل الجديد لألستاذ‬ ‫طنجة” بين مجموعة من الدراسات غير المتراتبة من حيث‬ ‫العفاقي يشكل إضافة هامة لرصيد منجز جيل التأسيس الذي صنع‬ ‫وحدة موضوعاتها‪ ،‬إذ شملت قضايا متنوعة في تاريخ المدينة‪،‬‬ ‫ذاكرة طنجة التاريخية من خالل أعمال كتبت لنفسها عناصر الريادة‪،‬‬ ‫حيث نجد دراسة حول تاريخ صناعة السفن بطنجة البالية‪،‬‬ ‫بعد أن أضحت مراجع ال غنى عنها لكل الباحثين في تالوين ماضي‬ ‫ودراسة حول تاريخ قنطرة وادي الحلق‪ ،‬ودراسات متنوعة حول‬ ‫مدينة طنجة العريق‪ .‬فهل يمكن أن نتحدث عن هذه التالوين بدون‬ ‫قبة السلطان بطنجة ومنطقة الشرف وسيدي المصمودي‬ ‫اإلحالة المتجددة على أعمال رواد بصموا التراث العلمي للمدينة‪،‬‬ ‫ومطحنة السلطان ومنار رأس سبارطيل وفندق سيدي الرشدي‬ ‫من أمثال عبد اهلل كنون وعبد الصمد العشاب وعبد العزيز خلوق‬ ‫والمسارح األولى التي رأت النور خالل الفترة المتراوحة بين‬ ‫التمسماني ومحمد األمين البزاز‪...‬؟ وهل يمكن إعادة تنظيم الجهد‬ ‫سنتي ‪ 1669‬و‪ ،1913‬وتاريخ أول مدرسة للطب بالمغرب‪.‬‬ ‫األكاديمي المتخصص في ماضي طنجة بدون النهل المستدام من‬ ‫وإلى جانب ذلك‪ ،‬اهتم المؤلف بالوثائق الغميسة وبتوظيفاتها‬ ‫تجارب النشر المتخصص التي انطلقت من المدينة مثلما جسدته‬ ‫القطاعية مثل المراسالت اإلسماعيلية الخاصة بوضعية طنجة‬ ‫دورية “مجلة دار النيابة” ودورية “الطنجيون”؟ وهل يمكن تقييم‬ ‫تحت االحتالل اإلنجليزي‪ ،‬أو وثيقة فداء األسرى اإلسبان سنة‬ ‫الحصيلة بدون العودة لتجميع عطاء الندوات العلمية التي احتضنتها‬ ‫‪ .1740‬كما اهتم بسير األعالم وتراجمهم‪ ،‬من خالل سيرة‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫الجامعة المغربية وبلورتها في شكل أعمال تشريحية وتوثيقية وبيبليوغرافية؟‬ ‫الفقيه الوراق عبد السالم بن محمد بن الخليع الطنجي‪ ،‬ثم الفقيه محمد بن‬ ‫وقبل كل ذلك‪ ،‬كيف يمكن كتابة تاريخ طنجة بدون هذه العودة المتجددة الستنطاق مضامين الحسن الخليع األنجري‪.‬‬ ‫اإلسطوغرافيات التاريخية التي تناولت هذا التاريخ بمختلف لغات العالم؟‬ ‫هي دراسات تقدم قيما مضافة لرصيد منجز البحث التاريخي الخاص بمدينة طنجة‪ .‬وال‬ ‫أسئلة متناسلة‪ ،‬يفرضها سياق صدور الكتاب الجديد لألستاذ رشيد العفاقي‪ ،‬باعتباره حلقة شك أن توسيع دوائر البحث وتوفير له شروط التخصيب والتطور الممتدة والمستمرة في‬ ‫هامة في مسار صرح هذا البناء المفتتن بسحر طنجة والمهووس بلوثة السؤال والبحث في الزمن‪ ،‬ستقدم العناصر الضرورية الستكمال مسيرة الرواد الذين وضعوا النواة الصلبة للكتابة‬ ‫الخبايا وفي التفاصيل وفي نقاط الظل الناظمة لهوية طنجة‪ ،‬الفضاء والرموز والتاريخ‪ .‬ولقد ولالشتغال على الذاكرة المشتركة لمدينة طنجة‪ .‬ويبدو أن األستاذ رشيد العفاقي يمتلك من‬ ‫لخص األستاذ العفاقي أفقه العام في هذا النبش التوثيقي والتشريحي بدقة متناهية‪ ،‬عندما المقومات ومن عناصر الحيوية والثبات واإلرادة ما يمكنه من اإلسهام في تقديم عناصر‬ ‫قال في كلمته التقديمية‪“ :‬يضم (أي الكتاب) خمسة عشر مبحثا لها متات وصلة بتاريخ مدينة التحفيز الضرورية إلنجاح هذه المهمة الحضارية النبيلة‪ ،‬صيانة لوجه طنجة البهي ولذاكرتها‬ ‫طنجة الثقافي واالجتماعي والفني والعمراني واالقتصادي والبيئي‪ .‬وهو‪ ...‬ال يخضع فيه ترتيب الغنية والمتميزة‪.‬‬

‫نبع نفيس ألسرة لوباريس‬ ‫‪...‬علم األنساب حافظ لذاكرة العوائل‪ .‬إصدار في علم أنساب األندلس للساللة األسرية‬ ‫لوباريس‪ ،‬للدكتور محمد نجيب لوباريس‪ ،‬من القطع الكبير‪ ،‬في‬ ‫حلة راقية‪ ،‬لعلها توحي بالمقام الرفيع لهذه األسرة الكريمة‪ ،‬تحت‬ ‫عنوان “ من أوليباريس إلى لوباريس “‪ ،‬و قد حظيتُ بهذه الهدية‬ ‫الثمينة من مؤلفه ‪.‬‬ ‫المراجع التي أجهد فكره و قلمه للبحث و التنقيب عنها عديدة‬ ‫ومتنوِّعة‪ ،‬ضمنها في بحث أكاديمي بعيدا عن الذاتية‪ .‬كانت البداية‬ ‫من الجدِّ إبراهيم بن علي ( بداية القرن التاسع عشر )‪ ،‬ثمَّ جعل محور‬ ‫البحث‪ ،‬الشجرة “النعيمية “‪ ،‬نسبة إلى أخته نعيمة‪ ،‬فأبحرتْ السفينة‬ ‫بمجاديف الموريسكيين منذ أربعة قرون مضتْ‪ .‬مجهودات تضامنتْ‬ ‫أبحاث لمجموعات من آل لوباريس‪ ،‬اعتمدها المؤلف من أجداده إلى‬ ‫أبناء عمومته‪ ،‬و لم تفتهُ أدوار السيدات زوجات أهالي لوباريس ‪ ،‬و‬ ‫دورهنَّ في هذه األسر بلقاح زهور بساتينها و مصاهراتها‪ .‬فضيلة‬ ‫العرفان بالجميل من المؤلف لكل من ساهم في هذا العمل النبيل‪.‬‬ ‫ثمَّ كان تدفق النبع بإصدار صسيولوجي ألنساب لوباريس األندلسي‬ ‫الموريسكي‪ .‬كانتْ الهجرة الثانية عام ‪1610‬للميالد بينما‪ ،‬حسب‬ ‫بن عزوز‪ ،‬األولى كانت عام ‪1500‬م بعد التعميد الذي فرض على‬ ‫الموريسكيين و تنصيرهم موضوعا و شكال‪ .‬منها مدينة “ أوليباريس “‬ ‫( الزيتون ) و قشتلة األسماء العربية‪ .‬قبل ذلك كانت رسالة من الراهب‬ ‫ل “الشباب الحسان “ و هم يحتقرون “ فيض جنان الكنيسة “‪ ،‬إذ كانت‬ ‫اللغة العربية في أوجها باألندلس‪ ،‬وقد حاربها الراهب بذناءة اللغو و‬ ‫السبِّ في المقدسات اإلسالمية‪ ،‬بنوع من الحقد و البغض و “ مبتكرا”‬ ‫نوعا من الكراهية‪ .‬نحى المؤلف على منوال آل بركاش‪ ،‬و الذي كان شعيبا‬ ‫أحد أجدادهم رئيسا لبلدة “هورناتوش“ األندلسية و رئيسا لمجلسها‪،‬‬ ‫فأصبح خطرا على ملك قشتالة‪ ،‬ثمَّ هاجرتْ العائلة إلى رباط الفتح بدينها‬ ‫و ثروتها و حضارتها و مدنيتها‪ .‬و قد شمل بحث المؤلف أيضا‪ ،‬مؤلفات‬ ‫بعض الدكاترة الباحثين و من مكتبات الخواص في الموضوع ذات الصلة‪.‬‬ ‫عمل جامعي أكاديمي‪ ،‬احتوى ندوات علمية لطرد و تهجير الموريسكيين‬ ‫من أوطانهم‪ .‬من بين الهوامش الهامة‪ ،‬إحداها لألستاذ علي مظهر و محاكم التفتيش‪ ،‬وأخرى لمحمد‬ ‫علي بيضون ‪ :‬المسلمون في أروبا و أمريكا‪ ،‬وقد تعدَّدتْ الدراسات التي اعتمدها الباحث‪ .‬اهتمَّ بالمرأة‬ ‫األندلسية في دراسة لسناء الشعيري‪ ( ،‬الخزانة الملكية )‪ ،‬و لألستاذ يوسف شكري فرحات في مؤلفه‪،‬‬ ‫غرناطة في ظل بني األحمر‪ .‬كما نقب في “ أبو المطرف بن عمير “ لألستاذ محمد بن شريفة‪ .‬و كانت‬ ‫أبحاثه أيضا لمؤلفات المؤرخين اإلسبان و الفرنسيين و المغاربة ذوي األقالم العجمية و غيرهم كثر‪.‬‬ ‫واحتوى التنقيب أيضا على الحفريات التي اشتغل عليها‪ ،‬أتى بها المؤلف في الفهرسة األبجدية‪ ،‬أعقبتها‬ ‫أسماء عوائل لوباريس الموريسكية‪ ،‬و عقود أنكحتهم بعناوين األسر و أوصافهم الشخصية بصورهم‪،‬‬ ‫و لم يفوِّتْ الجانب الدراسي و العلمي ألبنائهم ‪.‬‬

‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫تميزَتْ قرية ذو طابع موريسكي استطاعت ْ‬ ‫أن تنهج استقالال و حكمًا ذاتيا‬ ‫عام ‪ 1603‬للميالد‪ .‬بعد وفاة السلطان السعدي “الذهبي“‪ .‬و قد كانت مركزا‬ ‫إسالميا مستقال تحت حكم نصراني‪ .‬توفرتْ على إطار سلطة ك” جمهورية صغيرة‬ ‫“‪ .‬كان للموريسكيين سكة مالية “مزورة “‪ ،‬و مجلس بمقر الكهوف‪ .‬تمكنوا من‬ ‫صناعة بعض األسلحة و كانت لهم عالقة مع العثمانيين و مع السلطان زيدان‪.‬‬ ‫كل ذلك كان يزعجُ ملك إسبانيا‪ .‬هؤالء هم “ هورناتوش “‪ ،‬يمثلون نمودجاً‬ ‫ُّ‬ ‫وهم رمزا للخطر الموريسكي‪ .‬حاول الموريسكيون ضدّ ملك إسبانيا في خضمِّ‬ ‫الحكم النصراني الغير األخالقي‪ ،‬من جرَّاء ما أصابهم من المحن و ضنك‬ ‫العيش ‪ ،‬فتعاظمت المصائب و الجرائم في حق المسلمين‪ .‬غاص الموريسكي‬ ‫في عُباب الكآبة‪ ،‬فأسرع بعض العوائل “الموريسكية” نحو بالد اإلسالم‪ ،‬و‬ ‫من استطاع منهم الفرار بدينه لمّا أبصر منبع نهر مرتيل و نهر أبي رقراق‬ ‫توأم نهر الوادي الكبير اإلشبيلي‪ ،‬على مقربة من بلدة “ أوليباريس “ ( بمعنى‬ ‫الزياتين أو الزيتون )‪ ،‬وطن أسرة أجداد لوباريس المشتق من البلدة نفسها‪.‬‬ ‫هاجرت بعض األسر إلى شمال إفريقيا حتى تكون على مسافة قريبة من‬ ‫أوطانها‪ .‬بقي أحوال أهل الدجن‪ ،‬وهم الذين أقاموا تحت السلطة المسيحية‬ ‫“ الموديخار “‪“ .‬المداخل “ منعزلون في أماكنهم‪ ،‬لم يحظوا بإمام و ال‬ ‫زعيم‪ .‬عدد من الفقهاء و منهم الونشريشي أفتى في حقهم بالمروق‪ ،‬بقوا‬ ‫تحت حكم النصارة منذ ‪ 1495‬للميالد‪ .‬و هذا األخير كان قد عاشر سقوط‬ ‫غرناطة‪ .‬كشفتْ األبحاث عن ‪ 200‬مخطوط كحفرات ملفوفة ضمن جدران‬ ‫البيوت الموريسكين و المدجنين‪ ،‬في ‪ 17‬من األماكن‪ ،‬أثنتتْ أنهم كانوا‬ ‫يتقنون اللغة العربية لقراءة القرآن الكريم‪ .‬بصدور القوانين التي كانتْ‬ ‫تنصُّ على منع اللغة العربية‪ ،‬و التي اعتزَّ بها األندلسيون على مدى‬ ‫قرون‪ .‬فكان الموريسكيون يبعثون أبناءهم إلى مدارس النصارى بعد ما‬ ‫تحصنوا باللغة العربية و دين اإلسالم‪ .‬هذان عامالن أساسيان لعبا دورا‬ ‫جوهريا‪ ،‬كأدب التكييف مع المجتمع الجديد في االنصهار بين اإلخوة في‬ ‫اهلل‪ ،‬األندلسيين و المغاربة ‪.‬‬ ‫وقد أتقن أستاذ الكيمياء توظيف كمياء اللغة من حيث الجوهر والشكل البهيج ألشجار األنساب‪،‬‬ ‫فأحسن استثمارها و أجاد لغتها و تركيبها بمنهج علمي‪ .‬استطاع من خالل البحث العلمي أن يحصل‬ ‫على حفريات و أسانيد من شأنها غرس اإلحساس بمغزى وجود قضية عائلة لوباريس الموريسكية‬ ‫بعين الحقيقة‪ .‬صنعة مختبرية و معملية و أدبية استقطب بها المؤلف نباهة القارئ‪ ،‬الستشهاده بشجرة‬ ‫األنساب و المحافظة على ذاكرة ساللة آل لوباريس‪ .‬و إذا به يوجه خطابا بأثر عميق للقارئ و الكاتب‬ ‫ْ‬ ‫أن يغوص في هذه األبحاث العلمية النبيلة حفاظاً على ثروة أسرية‪ ،‬وهي مادة من النفائس و سيرة‬ ‫ومسيرة‪.....‬‬


‫الثالثاء ‪ 27‬يونيو �إلى ‪ 03‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪895‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)365‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫عندما يمنع مواطنون من ولوج‬ ‫شققهم !؟‬ ‫حادث غريب وقع‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬يتمثل في كون المواطن المسمى حسن الحسيني‪ ،‬المالك‬ ‫لشقة واقعة بإقامة الرحمة‪ ،‬رقمها ‪ 96‬ط ‪ 3‬زنقة عبد اهلل الهبطي‪ ،‬حسب شكايته التي‬ ‫توصلت بها الجريدة‪ ،‬موجهة إلى وكيل الملك بابتدائية طنجة تحت عدد ‪17/3101/5960‬‬ ‫بتاريخ ‪ 9‬يونيو الجاري‪ ،‬طلب منه المشتكى به األول (ع‪.‬ب) أن يس ّلمه شهادة ملكيته للشّقة‬ ‫المذكورة‪ ،‬مصادق عليها‪ ،‬لكي يتولى مهمّة « السّانديك «‪ ،‬بالقوة‪ ،‬دون موجب حقّ‪ .‬ولمّا‬ ‫امتنع‪ ،‬أصبح يواجه شتّى أنواع العنف ال ّلفظي‪ ،‬علماً أنّه كان قام بكراء ش ّقته إلى شركة‬ ‫مختصّة في األلومنيوم‪ ،‬وبتاريخ ‪ 07‬يونيو الجاري‪ ،‬توصّل من الشركة ذاتها‪ ،‬بمبلغ الكراء‬ ‫(سومته قدرها ‪ 1500‬درهم ) حيث تس ّلمه عند مدخل باب العمارة‪ ،‬وفي هذه ال ّلحظة داهمه‬ ‫المشتكى به األول (ع‪.‬ب) والمشتكى به الثاني (ب‪.‬ب) حيث أمطراه بوابل من السّب والشّتم‪،‬‬ ‫قبل أن يعتديا عليه بالضّرب‪ ،‬على مستوى سائر أنحاء جسمه‪ ،‬كما سلبا منه المبلغ المالي‬ ‫المذكور وهاتفه النّ ّقال‪ .‬وعلى إثر هذا االعتداء‪ ،‬نقل الضّحية إلى مستشفى محمد الخامس‬ ‫لتلقي العالج‪ ،‬حيث س ّلمت له شهادة طبّية مدة العجز فيها حدّدت في ما مجموعه ‪ 21‬يوماً‪.‬‬ ‫وبسبب هذا االعتداء والتّهديد المتواصل‪ ،‬بات الضّحية يعيش في خوفٍ دائم من المشتكى‬ ‫ٍ‬ ‫بهما‪ ،‬ولم يعد ‪ -‬بتاتاً ‪ -‬ينعم بالرّاحة والطمأنينة‪.‬‬ ‫ويلتمس الضحية من وكيل الملك‪ ،‬إعطاء تعليماته للجهات المختصة من أجل اتخاذ‬ ‫المتعين‪ ،‬بمتابعة المشتكى بهما‪ ،‬بتطبيق اإلجراءات القانونية‪ ،‬المعمول بها‪ ،‬خاصّة ّ‬ ‫وأن‬ ‫زوجة الضّحية هي نفسها وجّهت شكاية في الموضوع لوكيل الملك بابتدائية طنجة‪ ،‬تتوفر‬ ‫الجريدة على نسخة منها‪ ،‬وممّا ورد فيها‪ ،‬تشير ( أمينة‪.‬ح) إلى ّ‬ ‫أن زوجها سبق أن أفهم‬ ‫المشتكى به‪ ،‬بطريقة حبّية‪ ،‬كونه ال يمكن أن يمنعه من الولوج إلى ش ّقة الزوجية‪ ،‬إ ّال أنّه لم‬ ‫يعر أي اهتمام لكالمه‪ ،‬وبالتالي كان مصير الزّوج هو تعرّضه للتّهديد واستعمال الكلمات‬ ‫النابية في حقه‪ ،‬قبل االعتداء عليه !‬ ‫م‪.‬الهنداوي‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫م‪ .‬إمغران‬

‫طفل معاق في حاجة إلى مساعدة‬

‫لالتصال‪0675927078 :‬‬ ‫العنوان‪ :‬عقبة ابن األبار رقم ‪20‬‬

‫‪www.achamal.com‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬

‫أقدم شخص على اإللقاء بنفسه من علو إقامة سكنية‪ ،‬كائنة وسط المدينة‪،‬‬ ‫مفارقا الحياة بشكل مأساوي‪ .‬وبعد إشعارها‪ ،‬حلت بعين المكان عناصر شرطة‬ ‫الدائرة الثانية‪ ،‬للوقوف على مالبسات وحيثيات الحادث المفجع الذي أثر كثيرا على‬ ‫مشاعر محيطه األسري والعائلي‪ ،‬وخاصة في صفوف من تعرف عليه‪ ،‬ذات يوم‪ ،‬على‬ ‫متن مختلف مراكب أو محطات الحياة‪.‬‬ ‫وحسب إفادة مصدرنا‪ ،‬فإن الضحية‪ ،‬البالغ عمره حوالي األربعينات‪ ،‬كان يعاني‬ ‫من اختالالت واضطرابات نفسية‪ ،‬استمرت معه حينا من الدهر‪ ،‬قبل أن يوقع‪،‬‬ ‫مؤخرا‪ ،‬شهادة رحيله عن هذا الوجود‪.‬‬ ‫ـ ظاهرة االنتحار‪ ،‬والعياذ باهلل‪ ،‬أصبحت منتشرة في مجتمعنا‪ ،‬بشكل مثير‬ ‫للغاية‪ ،‬لكن ال أحد من المسؤولين أو األخصائيين بقادر على تطويقها أو التخفيف‬ ‫منها‪ ،‬ألنها معقدة‪ ،‬واإلنسان بدوره ظاهرة معقدة ! وبالمناسبة‪ ،‬نسوق حكاية‬ ‫في نفس الموضوع‪ ،‬مصدرها مستخدم متقاعد بمستودع األموات بطنجة‪ ،‬كان‬ ‫قضى في «السربيس» أكثر من ‪ 40‬سنة مع الجثث‪..‬والحكايا‪ ..‬واألسرار‪ ..‬والغرائب‪،‬‬ ‫حيث دار النقاش بيننا‪ ،‬ذات زمان‪ ،‬حول الظاهرة‪ ،‬فقال لي ‪« :‬إنها أقوى من الخيال‪،‬‬ ‫وأصعب على الفهم‪..‬ال ينفع معها ال علم النفس‪ ،‬والهم يحزنون‪ ،‬فسبحان اهلل !» ثم‬ ‫روى لي حكاية انتحارمختصرة‪ :‬رجل في الستينات من عمره‪ ،‬أنعم اهلل عليه بالرزق‬ ‫الكثير‪ ،‬ال ديون له ‪ ،‬الأعداء له‪ ،‬أنيق المظهر‪ ،‬وسيم‪ ،‬متدين‪ ،‬وبشوش‪ ،‬اصطحب‬ ‫معه ذات صباح حفيدة له‪ ،‬فاشترى لها «كأس دانون» و»شوكوالطة» و»حلوى»‪،‬‬ ‫راسما على محياها البريء فرحة الدنيا بجدها الكريم الذي كان بشوشا‪ ،‬ضاحكا‬ ‫كفصل الربيع‪ ،‬بشهادة من التقاه في ذلك اليوم الحزين‪.‬ثم‪ ،‬بعد وقت من المشي‬ ‫معا‪ ،‬واستنشاق الهواء العليل‪ ،‬عاد الرجل إلى بيته‪ ،‬برفقة صغيرته‪ ،‬حيث أول ما‬ ‫فعله‪ ،‬دخوله بسرعة إلى غرفة «الحمام» ثم أحكم الباب من ورائه‪ ،‬قبل أن يشنق‬ ‫نفسه‪ ،‬موقعا كتاب رحيله الفلسفي !؟‬

‫يعانــي الطفــل محمــد العلـوي‪،‬‬ ‫البالـــغ من العمــر ‪ 10‬سنــوات مـن‬ ‫تـأخـر فـي النمو‪ ،‬نتجـــت عنـه‪ ،‬مـع‬ ‫مـرور السنـوات إعــاقـــة كاملـــة‪،‬‬ ‫(انظـر الصورة)‪ ،‬فضــال عن إصابتــه‬ ‫بــداء الربــو‪ ،‬مما جعله يحتــاج إلى‬ ‫مصاريف‪ ،‬القتناء الحفاظــات واألدوية‬ ‫التي يصل ثمنهـا إلى حدود ألف‬ ‫(‪1000‬درهم) شهريا‪ ،‬األمر الذي تعجـز‬ ‫عنه أسرتـه المعـوزة‪ .‬لــذا‪ ،‬وعبــر هـــذا‬ ‫المنبر‪ ،‬تتقدم والـدة الطفل المـريــــض‬ ‫بندائــهــــا إلى المحسنيـن وذوي‬ ‫األريحيـة‪ ،‬راجية منهم‪ ،‬بعد اهلل تعالى‬ ‫مساعدتها‪ ،‬للتغلب على رعاية فلذة‬ ‫كبدها‪ ،‬واهلل اليضيع أجر المحسنين‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫حادث انتحار‪ ...‬وحكاية‬ ‫في البال !‬

‫سبحان اهلل ‪ ،‬وال حول وال قوة إال باهلل‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 9‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪365‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 895‬ـالثالثاء ‪ 27‬يونيو �إلى ‪ 03‬يوليوز ‪2017‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫تاريخ كرة السلة‬

‫‪3‬‬

‫في‬

‫نشاط للجمعية الرياضية لقدماء العبي اتحاد طنجة لكرة القدم‬ ‫المنظم لفائدة نزالء أطفال األحداث بالسجن المدني بطنجة‪،‬‬ ‫أثارتني حالة ملعب كرة القدم الذي احتضن مباراة بين الجمعية المنظمة‬ ‫وفريق من أطر وموظفي السجن المدني بطنجة‪ .‬أرضية بسيطة تفتقر ألبسط‬ ‫شروط ممارسة الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص‪ .‬والمنطق يحتم‬ ‫توفير ملعب بمواصفات مقبولة على األقل بأرضية معشوشبة‪ .‬وما المانع من‬ ‫تدخل السيد والي طنجة من خالل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬وبرمجة‬ ‫أحد مالعب السجن المدني بطنجة كي يستفيد من كسو أرضيته بالعشب‬ ‫االصطناعي على غرار مالعب القرب‪ .‬والجميع يعي حاجة الفئة المتواجدة داخل‬ ‫أسوار السجن لمرافق ترفيهية الئقة‪ .‬أال تستحق؟‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫هشام المجهد‪...‬‬ ‫احلار�س اجلديد الحتاد طنجة‪،‬‬ ‫وال�سابق حل�سنية اكادير‬

‫كيف جاء تعاقـدك مع طنجــة‪،‬‬ ‫و كيــف تــرى حصيلــة حسنيـــة‬ ‫أكادير؟‬ ‫تلقيت اتصـــاال من المـــدرب ــبادو‬ ‫الزاكي‪ ،‬وعـــرض علي التعاقــــد مع اتحاد‬ ‫طنجة‪ ،‬وطلبت مهلــة من أجــل تحديــد‬ ‫مصيري مع فريقي حسنية أكادير‪ .‬وبعد‬ ‫مجالسة الرئيس‪ ،‬لم نستطع التفاهم حول‬ ‫المطالب المالية فتوقفت المفاوضــات‪،‬‬ ‫ألعقد اجتماعا مع مسؤولي اتحاد طنجة‪،‬‬ ‫وأوقع عقدا لموسمين‪ .‬وبالنسبة لحصيلة‬ ‫حسنية أكادير‪ ،‬على العموم يمكن اعتبارها‬ ‫ايجابية‪ ،‬نظرا للمستوى الذي ظهر به‬ ‫الفريق السوسي‪ ،‬إذ رغم تعرضنا للهزائم‬ ‫في بعض المباريات إال أننا نقدم مردودا‬ ‫جيدا‪ .‬في آخر الموسم تداركنا األمر وحققنا‬ ‫نتائج إيجابية‪ ،‬ساهمت في احتاللنا الرتبة‬ ‫السابعة‪.‬‬

‫تحتل رياضة كرة السلة المرتبة الثانية على العالم من حيث‬ ‫الشعبية والممارسة‪ ،‬في حين تحتل المرتبة األولى في الواليات المتحدة‬ ‫األمريكية‪ ،‬وهي رياضة تلعب بين فريقين؛ حيث يتأ ّلف كل فريق من‬ ‫خمسة العبين‪ ،‬ويفوز في المبارة من يضع أكبر عدد من الكرات في س ّلة‬ ‫قطرها ‪ 46‬سم‪ ،‬وترفع عن األرض مسافة ‪ 3.048‬م‪ ،‬وتحتوي اللعبة على‬ ‫عدد من القواعد واألحكام تسود ّ‬ ‫كل مباراة‪ .‬تاريخ كرة السلة النشوء مع‬ ‫نهاية عام ‪1891‬م قام الدكتور الكندي جيمس نايسميث وهو أستاذ‬ ‫تربية بدنية‪ ،‬ومدرّب في مدرسة الشبان الدوليّ في سبرينغفيلد التابعة‬ ‫لوالية ماشاشوستس بإدخال الالعبين كي يمارسوا نشاطهم الرياضي‬ ‫في صالة رياضية بسبب هطول األمطار في الخارج‪ ،‬وقام باختراع لعبة‬ ‫تعتمد على الخشونة قلي ً‬ ‫ال في اللعب مع وجود حلقة سلة ترتفع عن‬ ‫األرض ‪ 3.05‬متراً‪ ،‬وتمّ التعديل على العديد من قواعد اللعب في أواخر‬ ‫عام ‪1950‬م من قبل توني هينكل؛ حيث إنه اعتمد على كرة برتقالية‬ ‫اللون‪ ،‬واعتمد أيضاً على تمرير الكرة باعتبار ّ‬ ‫أن المراوغة في التمرير لم‬ ‫تكن موجودة‪ .‬كانت كرة السلة تُلعب في جمعيات الشبان المسيحية‬ ‫في بداية األمر‪ ،‬وسرعان ما انتشرت في جميع أنحاء الواليات المتحدة‬ ‫األمريكية‪ ،‬وكانت أوّل لعبة رسمية جماعية بين كليات الجامعات في‬ ‫يوم ‪ 9‬فبراير عام ‪1895‬م‪ ،‬وفي عام ‪ 1901‬توسعت البطولة الجامعية‬ ‫التي احتوت على معظم الجامعات األمريكية‪ ،‬وفي عام ‪ 1905‬نجمت عن‬ ‫هذه الرياضة إصابات كثيرة‪ ،‬وأدر ذلك إلى إنشاء جمعية رياضية بين‬ ‫الكليات في الواليات المتحدة (‪ ،)IAAUS‬وفي عام ‪1910‬م تم تغيير‬ ‫اسم الجمعية لتكون جمعية وطنية جماعية رياضية (‪ ،)NCAA‬وتمّ‬ ‫تنظيم الكثير من البطوالت في وقت الحق من قبل الجمعية‪ .‬االحتراف‬ ‫خالل عام ‪1920‬م كانت هناك العديد من الفرق الرياضية لكرة السلة‬ ‫في ظل وجود مئات من الرجال الذين يمارسون كرة السلة في البلدات‬ ‫والمدن من الواليات األمريكية‪ ،‬وفي الوقت نفسه كانت كندا تمتلك‬ ‫العبين ُكثر يمارسون اللعبة‪ ،‬ونتيجة لذلك تم تشكيل رابطة وطنية‬ ‫لكرة السلة (‪ )NBA‬في عام ‪1950‬م‪ ،‬وأصبحت بعد ذلك كرة السلة‬ ‫رياضة الجامعات األولى‪ ،‬ممّا مهد الطريق لتزايد االهتمام من قبل‬ ‫الشعب لممارسة هذه الرياضة‪ .‬في عام ‪1959‬م كانت قاعة كرة القدم‬ ‫الشهيرة في سبرينغفيلد هي موقع المباراة األولى االحترافية والتي‬ ‫تضج بأسماء العبين كبار‪ ،‬ومدرّبين‪ّ ،‬‬ ‫وحكام‪ ،‬وأشخاص ساهموا في‬ ‫تطوير اللعبة‪ ،‬وفي عام ‪1967‬م ظهرت رابطة كرة السلة األمريكية التي‬ ‫اعتقد الكثيرون بأنّها ستهدّد عرش ‪ ،NBA‬وبعد مرور إحدى عشرة‬ ‫سنة تمّ دمج االسمين في اسم واحد وهو دوري كرة السلة لمحترفي‪.‬‬

‫كيـف تقـيــــم تجـربـــــتــك‪،‬‬ ‫و مــا هـــي االكراهـات التي‬ ‫واجهتمــوهــا ؟‬ ‫تجربة مهمة في مسـاري الرياضي‪،‬‬ ‫فمنذ التحاقي بالحسنية مع فريق األمل‪،‬‬ ‫وأنا أتعلم واشتغل ألكون في مستوى‬ ‫الفريق الذي ترعرعت فيه وتلقيت فيه‬ ‫تكويني مع المدرب أحمــد احمادوا‪ .‬لقد‬ ‫لعبت العديد من المباريات‪ ،‬وأعترف بوجود‬ ‫بعض األخطاء التي أحاول االستفادة منها‬ ‫حتى ال تتكرر في المستقبل‪ ،‬لذلك أقول‬ ‫دائما إنني لن أنسى فضل حسنية أكادير وجمهورها علي‪.‬‬ ‫اما االكراهات التي واجهناهــا داخل حسنية أكادير‪،‬‬ ‫هناك إكراه واحد‪ ،‬ويعانيــه المكتــب المسير والالعبون‬ ‫كل سنة‪ ،‬هو الجانب المالي‪ .‬فالسنــوات األخيرة لم نقم‬ ‫بمعسكرات تدريبية خارج أكادير‪ ،‬ولم ننتدب العبين في‬ ‫المستوى للعب على المراكز االولى‪ ،‬بسبب المشكل المالي‬ ‫وغياب محتضنين‪.‬‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫ماذا عن مستقبلك‪ ،‬و ماهي طموحاتك؟‬ ‫خطوة إيجابية بالنسبة إلي‪ ،‬اللعب لفريق يتولى تدريبه‬ ‫مدرب وحارس كبير مثل الزاكي‪ ،‬سأحاول االستفادة منه‪،‬‬ ‫في العديد من األمور‪ ،‬وسأشتغل أكثر‪ ،‬ألكون عند حسن‬ ‫ظن جماهير اتحاد طنجة وكل مكونات الفريق‪ .‬وبالنسبة‬ ‫لطموحاتي‪ ،‬طموحاتي‪ ،‬سأركز على أن أكون أساسيا في‬ ‫اتحاد طنجة‪ ،‬وكسب ثقة المدرب‪ ،‬وأطمح للعودة الى‬ ‫المنتخب الوطني‪.‬‬

‫الحكم هيرنانديز يعترف بخطئه‬ ‫الفادح بحق برشلونة‬

‫اعتـــرف أليخانـــدرو خوسيــــه‬ ‫هيرنانديز‪ ،‬حكـــم مبـــاراة برشلونة‬ ‫وريال بيتيس في الدوري اإلسبانــي‬ ‫في الموسم المنصرم‪ ،‬بارتكابه خطأً‬ ‫فادحا بعدما رفض احتســاب هدف‬ ‫صحيح للبلوجرانـــا في اللقـــاء‪ .‬ولم‬ ‫يحتسب هيرنانديز هدفا لبرشلونة‬ ‫أمام بيتيس في اللقـاء الذي أقيم يوم‬ ‫‪ 29‬يناير الماضي بعدما تخطت الكرة‬ ‫خط المرمى بمسافة ‪ 57‬سم‪ ،‬لتصبح‬ ‫واحدة من أشهر األخطاء التحكيمية‬ ‫في الموسم المنتهي‪ ،‬في المباراة‬ ‫التي انتهت بالتعادل اإليجابي بهدف لكل فريق‪ .‬وقال هيرنانديز‬ ‫في تصريحات نقلتها صحيفة‪« ‬موندو ديبورتيفو»‪ ‬اإلسبانية‪:‬‬

‫«حينما تتخذ القرار وبعدها ترى‬ ‫صورة للقطة وتكتشف الخطأ تشعر‬ ‫بالحزن الشديد‪ ،‬لقد كان خطأ فادحا‬ ‫ولكني لم أر الكرة أثناء المباراة»‪.‬‬ ‫وتابع‪« :‬الخطأ واضح‪ ،‬وأتفهم غضب‬ ‫الالعبين والجمهور‪ ،‬ولكن وقتها كان‬ ‫هناك ‪ 3‬العبين أمام المرمى ولم تكن‬ ‫زاوية الرؤية تسمح لي بمشاهدة‬ ‫الواقعة‪ ،‬كما أن الكرة كانت سريعة‬ ‫للغاية حتى أن المساعد لم يراها»‪.‬‬ ‫واختتم‪« :‬هذا الخطأ سيبقى عالمة‬ ‫في مسيرتي التحكيمية‪ ،‬ومع كل خطأ‬ ‫بسيط ارتكبه مستقبال في أي مباراة‪ ،‬سيعود الجميع للحديث‬ ‫عن هذه اللقطة»‪.‬‬


‫العدد ‪895‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫مقاطعة المدينة تنظم حفل تأبين ونشاط‬ ‫رياضي لروح المرحوم سالم‬

‫الثالثاء ‪ 27‬يونيو �إلى ‪ 03‬يوليوز ‪2017‬‬

‫‪19‬‬

‫بريد البارسا والريال‬ ‫كريستيانو رونالدو وميسي يقودان تشكيلة‬ ‫وورلد سوكر المثالية‬

‫احتضنت قاعة ابن بطوطة بالجماعة الحضرية بطنجة‬ ‫مساء االثنين ‪ 19‬يونيو ‪ 2017‬الموافق لـ ‪ 24‬رمضان ‪،1438‬‬ ‫حفل تأبين لفائدة المرحوم سالم العيساوي المنصوري أحد‬ ‫الالعبين المتميزين في الساحة الرياضية الطنجاوية كمدافع‬ ‫مرموق بفريق المغرب (برفع الميم) األقصى في فترات‬ ‫الثالثينيات وبداية األربعينيات‪ .‬ونظم الحفل ضمن فعاليات‬ ‫اختتام برنامج أنشطة المقاطعة الرمضانة‪،‬بشراكة مع جمعية‬ ‫الدرادب عين الحياني وجمعية عين الحياني التحدي‪.‬‬ ‫وتطرق محمد أفقير رئيس المقاطعة‪ ،‬في كلمة بالمناسبة‬ ‫لحياة المرحوم سالم‪ ،‬اإلنسان والرياضي‪ ،‬الذي تميز بعلو كعبه‬ ‫كالعب بفريق كان يمزج بين الرياضة والسياسة من خالل‬ ‫مكافحته لالستعمار اإلسباني عبر كرة القدم‪ .‬مؤكدا على أهمية‬ ‫مثل هذ‪1‬ه المبادرات وإسهامها في إحياء الذاكرة الرياضية‬ ‫للمدينة‪.‬‬ ‫وأجمعت المداخالت من خالل حفل التأبين الذي نشطه‬ ‫اإلعالمي المتميز الزميل محمد الصمدي‪ ،‬على هذه الفكرة‬ ‫النبيلة‪ ،‬قبل النبش في الذاكرة الرياضية للمرحوم والعطاء‬ ‫واإلخالص والتفاني الذي كان يتميز به والتضحيات الجسام التي‬ ‫قدمها كالعب وكمدرب‪ ،‬سيما بحي ادرادب الذي استقر به وكون‬ ‫به أسرته الصغيرة‪ .‬كما حملت مداخالت حارس المرمى الكبير‬ ‫لفريق المغرب األقصى السي عبد القادر البزيوي أطال اهلل عمره‪،‬‬ ‫وهو من الرياضيين الذين رافقوا المرحوم سالم بهذا الفريق‬ ‫الوطني‪ .‬وكذا قيدوم اإلعالميين الزميل عبد السالم الشعباوي‬ ‫الذي دعا إلى ضرورة استحضار مثل هؤالء المناضلين الرياضيين‬ ‫وتكريمهم وهم أحياء بدل انتظار وفاتهم‪ .‬وباسم الحي تطرق‬ ‫سيف الدين النايب‪ ،‬العميد السابق التحاد طنجة ورئيس جمعية‬

‫قدماء العبي اتحاد طنجة لكرة القدم لمسار المرحوم وفضله‬ ‫على مجموعة من الالعبين والفرق المحلية‪ .‬و حضر حفل التأبين‬ ‫أعضاء من مجلس مقاطعة طنجة المدينة ومجموعة من الوجوه‬ ‫الرياضيةواإلعالمية‪.‬‬ ‫يذكر أن حفل التأبين انطلق بقراءة الفاتحة ترحما على‬ ‫روح الفقيد‪ .‬وتخللتها وصالت من فن السماع والمديح أدتها‬ ‫مجموعة الفنان سعد التمسماني‪.‬‬ ‫وأسدل محمد أفقير‪ ،‬رئيس المقاطعة حفل التأبين بتقديم‬ ‫ذرع المقاطعة ألسرة المرحوم‪ ،‬تقدمتهم حرمه وأبناءه وأفراد‬ ‫من األسرة‪ .‬كما تسلمت أسرة المرحوم هدية من جمعية عين‬ ‫الحياني درادب‪ ،‬وهي عبارة عن صورة تذكارية‪ .‬وبالمناسبة أبت‬ ‫المقاطعة إال أن تكرم الحارس الكبير السي عبد القادر البزيوي‬ ‫الغفاري‪ ،‬بمنحه تذكارا تسلمه من السي احميدو التويجر أحد‬ ‫قدماء الالعبين المتميزين بطنجة‪.‬‬ ‫وفي سياق استحضار روح المرحوم «با سالم»‪ ،‬تم تنظيم‬ ‫بالموازاة مع حفل التأبين‪ ،‬مباراة رياضية يوم األربعاء ‪ 21‬يونيو‬ ‫‪ 2017‬الموافق لـ ‪ 26‬رمضان ‪ 1438‬بملعب الواد (ملعب القرب‬ ‫رقم ‪ ،) 3‬من طرف جمعيتي الدرادب عين الحياني‪ ،‬و التحدي‬ ‫وعين الحياني بتنسيق و شراكة مع مقاطعة المدينة‪ .‬المباراة‬ ‫جمعت فريق قدماء العبي حي عين الحياني بقدماء العبي‬ ‫األحياء المجاورة‪ .‬تميزت المباراة بأطوار مشوقة من خالل فنيات‬ ‫وفرديات من إبداع مواهب من الجيل الجميل‪ .‬واختتمت بتوزيع‬ ‫الكؤوس على الفريقين المشاركين والجمعيات المنظمة بحضور‬ ‫رئيس المقاطعة ومجموعة من أعضائها وفعاليات رياضية من‬ ‫المدينة‪.‬‬

‫الجمعية الرياضية لقدماء العبي اتحاد طنجة‬ ‫لكرة القدم تنظم أمسية لفائدة نزالء أطفال‬ ‫األحداث بالسجن المدني بطنجة‬

‫بمناسبة شهر رمضان الفضيل‪ ،‬نظمت الجمعية الرياضية‬ ‫لقدماء العبي اتحاد طنجة لكرة القدم أمسية رياضية وفنية‬ ‫متميزة بالسجن المدني بطنجة‪ ،‬يوم الثالثاء الماضي‪ ،‬لفائدة‬ ‫نزالء أطفال األحداث‪ .‬ودار النشاط في أجواء إنسانية رائعة‬ ‫بفطور جماعي بحضور مجموعة من النزالء الذين تجاوبوا‬ ‫بشكل ملفت مع مقاطع غنائية وطنية‪ ،‬من ( صوت الحسن)‬ ‫وأغاني غيوانية أداها باقتدار الفنان المتألق عبد الواحد القصري‪،‬‬ ‫مرفوقة بالفكافة من تقديم المتألقان الطنجاويان جمال ونور‬ ‫الدين الذين أبوا إال أن يدخلوا البهجة والسرور على النزالء‪.‬‬ ‫النشاط انطلق بمباراة في كرة القدم جمعت فريق الجمعية‬ ‫المنظمة الذي يضم مجموعة من قدماء العبي اتحاد طنجة‪،‬‬ ‫بفريق من موظفي إدارة السجن المدني بطنجة‪ ،‬ودارت في‬ ‫أجواء رياضية وانتهت بال غالب وال مغلوب‪.‬‬ ‫وتخلل النشاط الذي أداره الزميل محمد الصمدي كلمات‬ ‫بالمناسبة‪ ،‬لرئيس الجمعية‪ ،‬أمين بنجيد‪ ،‬اإلعالمي عبد السالم‬ ‫الشعباوي ومدير السجن المدني بطنجة خالد بنتركي‪ .‬األخير‬ ‫شكر الجمعية على مبادرتها اإلنسانية النبيلة وعلى األجواء‬

‫الحماسية التي ساهمت فيها في ليلة متميزة لن ينساها النزالء‬ ‫المستفيدون منها‪ ،‬وكذا باقي السجناء الذين تابعوا النشاط عبر‬ ‫البث المباشر الداخلي‪.‬‬ ‫كما أجمعت المداخالت على أهمية مثل هذه المبادرات‬ ‫المنظمة لفائدة فئة في أمس الحاجة لالهتمام والعناية‪ .‬مع‬ ‫تقديم النصح وتنزير الطريق أمام النزالء وحثهم على االستفادة‬ ‫والسير على نهج سجناء سابقين كان ولوج السجن فأل خير على‬ ‫مستقبلهم من خالل استفادتهم من الدراسة والتكوين في عدة‬ ‫مجاالت ونيل شهادات عليا بوأتهم مكانة متميزة داخل المجتمع‬ ‫بعد مغادرتهم أسوار السجن‪.‬‬ ‫بالمناسبة نحيي الجمعية المنظمة بجميع أعضائها على‬ ‫هذه المبادرة الرائعة‪ ،‬كما نحيي مدير السجن المدني بطنجة‬ ‫وباقي األطر والموظفين الذين واكبوا األمسية من األلف إلى‬ ‫الياء بتقديم يد العون والمساعدة ببشاشة وقلب مفتوح وبدون‬ ‫تردد‪ .‬وأجمل صورة أسدل بها الستار‪ ،‬العناق الحار بين جميع‬ ‫من تواجد بقاعة الحفل‪ .‬ونأمل أن تتواصل مثل هذه المباردات‬ ‫اإلنسانية النبيلة من طرف مختلف جمعيات المجتمع المدني‪.‬‬

‫كشفت مجلة «وورلد سوكر»‪ ‬العالمية‪ ،‬التشكيلة المثالية عن الموسم المنصرم‬ ‫الذي شهد العديد من المفاجآت‪ ،‬لعل أبرزها الحدث التاريخي الذي أنجزه ريال‬ ‫مدريد بالتتويج بدوري أبطال أوروبا مرتين على التوالي كأول فريق في المسمى‬ ‫الحديث للبطولة يحقق هذا اإلنجاز‪ .‬وشهدت التشكيلة تواجد ثالثة العبين من‬ ‫ريال مدريد وثالثة من يوفنتوس وهما الفريقان األكثر تمثي ً‬ ‫ال في التشيلكة‪،‬‬ ‫بحكم فوزهما بالدوريين اإلسباني واإليطالي‪ ،‬ووصولهما لنهائي دوري أبطال‬ ‫أوروبا‪ .‬وتواجد أيضًا في التشكيلة األرجنتيني ليونيل ميسي العب نادي برشلونة‬ ‫اإلسباني‪ ،‬ونجولو كانتي من تشيلسي‪ ،‬وإدينسون كافاني من باريس سان جيرمان‪،‬‬ ‫وتياجو ألكانتارا من بايرن ميونيخ األلماني‪ .‬وجاءت التشكيلة المثالية على النحو‬ ‫التالي‪ -:‬حراسة المرمى‪ :‬جيانلويجي بوفون (يوفنتوس)‪ ،‬في خط الدفاع‪ :‬مارسيلو‬ ‫(ريال مدريد) ‪ -‬ليوناردو بونوتشي (يوفنتوس) ‪ -‬دافيد لويز (تشيلسي) ‪ -‬سرجيو‬ ‫راموس (ريال مدريد)‪ ،‬في خط الوسط‪ :‬تياجو ألكانتارا (بايرن ميونيخ) ‪ -‬نجولو‬ ‫كانتي (تشيلسي)‪ -‬باولو ديباال (يوفنتوس) في خط الهجوم‪ :‬كريستيانو رونالدو‬ ‫(ريال مدريد) ‪ -‬إدينسون كافاني (باريس سان جيرمان) ‪ -‬ليونيل ميسي (برشلونة)‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫مدير مكتب محاماة سين فيريرو يوضح رأيه‬ ‫في قضية كريستيانو رونالدو‬ ‫أكد المحامي جوليو سين‪ ،‬أحد مديري مكتب محاماة سين فيريرو الذي قدم‬ ‫االستشارة لكريستيانو رونالدو في التحقيق الضريبي مؤخرا‪ ،‬اليوم أن الالعب‬ ‫قام بـ»عمل جيد» لذا سيدافع عن حقوقه في المحاكم‪ .‬واستدعي رونالدو لإلدالء‬ ‫بشهادته الثالثاء الماضي وتم تحديد موعد جلسة نظر قضيته في ‪ 31‬يوليو‬ ‫المقبل‪ ،‬على خلفية تهربه من سداد ‪ 14.7‬مليون يورو ضرائب خالل الفترة بين‬ ‫عامي ‪ 2011‬و‪ .2014‬وأوضح سين‪« :‬وزارة المالية لديها معايير مختلفة عن تلك‬ ‫التي لدى الالعب‪ ،‬وسيدافع رونالدو عن نفسه أمام المحاكم مع محامي مكتب بيكر‬ ‫ماكينزي‪ .‬يعتبر أنه قام بعمل جيد ويجب االنتظار حتى انتهاء الوضع»‪ .‬وأضاف‬ ‫مدير مكتب سين فيريرو لالستشارات القانونية للرياضيين أنه يتفهم استياء‬ ‫الالعب البرتغالي‪ ،‬مطالبا باالنتظار حتى انتهاء العملية القضائية لتقييم الحكم‪.‬‬ ‫وقال المحامي إن كل قضية مختلفة ودعا لعدم التعميم‪ ،‬مشيرا إلى أنه ليس ملما‬ ‫بقضايا العبين آخرين مثل أنخل دي ماريا (الذي توصل التفاق مالي مع النيابة‬ ‫العامة بسداد مليوني يورو عوضا عن دخول السجن بتهمة االحتيال) أو ليونيل‬ ‫ميسي (المدان بالسجن ثم جرى استبدال العقوبة بغرامة قدرها ‪ 510‬ألف يورو)‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫االدعاء العام اإلسباني مستعد الستبدال عقوبة حبس ميسي‬ ‫بغرامة مالية‬ ‫ذكرت مصادر قضائية لوسائل إعالم إسبانية اليوم الجمعة‪ ،‬أن االدعاء العام في‬ ‫إسبانيا مستعد الستبدال عقوبة حبس نجم كرة القدم األرجنتيني ليونيل ميسي‪،‬‬ ‫لمدة ‪ 21‬شهرا بتهمة التهرب الضريبي‪ ،‬بدفع غرامة مالية قيمتها ‪ 252‬ألف يورو‬ ‫(‪ 281‬ألف و‪ 522‬دوالر) ‪.‬وكانت المحكمة العليا في إسبانيا قد أيدت عقوبة حبس‬ ‫ميسي ‪ 21‬شهرا‪ ،‬وقلصت عقوبة حبس والده خورخي هوراسيو إلى ‪ 15‬شهرا‪،‬‬ ‫وذلك في قضية إدانتهما بثالثة اتهامات تهرب ضريبي‪ ،‬في يوليو الماضي‪ .‬وطبقا‬ ‫للقانون اإلسباني‪ ،‬ال تطبق عقوبات الحبس التي تقل مدتها عن عامين‪ ،‬عند اإلدانة‬ ‫للمرة األولى بجرائم ال تتسم بطابع العنف‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬طالب محامو ميسي بأن تحل‬ ‫الغرامة المالية مكان عقوبة الحبس موقوفة التنفيذ‪ .‬وتردد على نطاق واسع في‬ ‫إسبانيا الجمعة الماضي‪ ،‬أن االدعاء العام رفع خطابا إلى محكمة برشلونة ذكر فيه‬ ‫أنه ال يعارض استبدال عقوبتي الحبس بدفع غرامات مالية ‪ ،‬تعادل ‪ 400‬يورو عن‬ ‫كل يوم من فترة عقوبة الحبس موقوفة التنفيذ‪ .‬وسيقوم القاضي المسؤول عن‬ ‫القضية باتخاذ القرار النهائي‪ ،‬ولكنه عادة ما يتبع توجيهات النيابة العامة‪ .‬وأدين‬ ‫ميسي ووالده باالحتيال على الحكومة اإلسبانية بمبلغ ‪ 4.1 ‬مليون يورو خالل‬ ‫الفترة من ‪ 2007‬و‪ ، 2009‬باستخدام مالذات ضريبية في أوروجواي وبليز‪ .‬وقام‬ ‫الثنائي بدفع مبلغ طوعي بقيمة ‪ 5‬ماليين يورو في أغسطس ‪ 2013‬للتغطية على‬ ‫مزاعم الضرائب غير المدفوعة باإلضافة إلى الفائدة ‪ .‬وكان العب وسط برشلونة‬ ‫قد تم تغريمه ‪ 2‬مليون يورو‪ ،‬بينما دفع والده ‪ 1.5‬مليون كغرامة‪ .‬في نفس‬ ‫الوقت‪ ،‬اتهم نجم ريال مدريد كريستيانو رونالدو باالحتيال على مكتب الضرائب‬ ‫في إسبانيا بمبلغ‪ 14.7‬مليون يورو خالل الفترة من ‪ 2011‬حتى ‪ ،2014‬وسيمثل‬ ‫أمام المحكمة يوم ‪ 31‬يوليو‪ .‬واتهم أيضا جوزيه مورينيو مدرب مانشستر يونايتد‬ ‫باالحتيال في إسبانيا بمبلغ ‪ 3.3‬مليون يورو خالل الفترة من ‪ 2011‬حتى ‪،2012‬‬ ‫عندما كان مدربا في ريال مدريد ‪ ،‬ونفى رونالدو ومورينيو كافة هذه المزاعم‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫نيمار يتحدث عن فالفيردي‬ ‫يبدو البرازيلي نيمار‪ ،‬مهاجم برشلونة‪ ،‬متحمسا لخوض تجربة التدريب تحت‬ ‫قيادة إرنستو فالفيردي‪ ،‬المدرب الجديد للفريق الكتالوني‪ .‬وتولى فالفيردي‬ ‫مهمة تدريب الفريق الكتالوني لمدة عامين‪ ،‬خلفا إلنريكي‪ ،‬الذي أنهى مشواره‬ ‫مع البرسا‪ ،‬ليصبح المدرب رقم ‪ 58‬في تاريخ برشلونة‪ .‬وقال نيمار في تصريحات‬ ‫ل‪« ‬سبورت»‪ ‬اإلسبانية يوم الجمعة‪« :‬فالفيردي قام بدور عظيم مع أتلتيك بيلباو‪،‬‬ ‫وكان دائمًا منافسا قويا لنا خالل السنوات الماضية‪ .‬أنا متحمس لخوض تجربة‬ ‫جديدة في الموسم المقبل»‪ .‬وأضاف‪« :‬مستعد النطالقة الموسم المقبل‪ ،‬الذي‬ ‫سيكون مثيرا بالنسبة للجميع‪ .‬و بالرغم من أنني أتواجد حاليا بالواليات المتحدة‬ ‫لقضاء العطلة وشحن البطاريات للموسم المقبل بجوار عائلتي وأصدقائي‪ ،‬إال أنني‬ ‫أتابع أخبار الفريق خالل الفترة الماضية»‪.‬‬


‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪ 27‬يونيو �إلى ‪ 03‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪895‬‬

‫صدور كتاب جماعي بعنوان «أسرار العربية»‬

‫فضاء األنثى ‪:‬‬

‫عن األمهات العازبات‬ ‫واألطفال المتخلى عنهم‬ ‫ بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬‫سنة ‪ 2017‬شهدت أحداثا مثيرة بالنسبة لحقوق المرأة‪ ،‬خاصة تلك الشريحة‬ ‫«المسكوت عنها»‪ ،‬بحكم التقاليد واألفكار المسبقة‪ ،‬والطابوهات‪ ،‬والالئي ال‬ ‫تحتاج إلى فتاوى بقدر ما هي بحاجة إلى نظرة تفهم من المجتمع الذي يجب أن‬ ‫يضع حالة األمهات العازبات في إطار حركية المجتمعات المبنية على سلوكات‬ ‫البشر‪ ،‬من الجنسين في إطار الظروف االجتماعية واالقتصادية والسياسية التي‬ ‫تملك على الناس مشاعرهم وسلوكاتهم واختياراتهم والتي تتعدى في غالب‬ ‫األحوال إرادتهم وتسحق طموحاتهم‪.‬‬ ‫فقد أعلن‪ ،‬بداية يونيه الجاري‪ ،‬عن «سابقة» جريئة بالمغرب‪ :‬إطالق أول‬ ‫إذاعة جمعوية إليكترونية‪ ،‬تهتم باألمهات العازبات‪ ،‬وتشرح ظروفهن وتدافع‬ ‫عن حقوقهن وحقوق أطفالهن (خارج اإلطار المعلوم) الذي يجب أن يبصم‬ ‫عليه عدالن أملحان ‪.....‬اإلذاعة تحمل اسم «أمهات على األثير» أنشئت بتعاون‬ ‫مع منظمة إيطالية متخصصة واإلتحاد األوروبي والجهات المعنيـة باألسرة‬ ‫والتضامن بالمغرب‪ ,‬وقد برمجت اإلذاعة عبر بثها األسبوعـي برامـج تخص‬ ‫«االستشارات القانونية» و«صحة األم والطفل» و«نقاش مفتوح» و«حديث‬ ‫النساء» و«شهادات»‪ ،‬إضافة إلى برامج أخرى متنوعة‪ ،‬تشكل إطارا للترافع عن‬ ‫قضايا األمهات العازبات وتعطي صوتا لهذه الشريحة من المجتمع التي تعاني‬ ‫كثيرا من أشكال التمييز التي تلحقهن كما تلحق أطفالهن‪ ،‬من أجل التحسيس‬ ‫بالظروف اإلنسانية لألمهات العازبات وأطفالهن الذين ينبغي أن يتمتعوا بكامل‬ ‫حقوق المواطنة‪ ،‬اعتبارا إلى أنهم غير مسؤولين عن وضعية لم يشاركوا في‬ ‫وجودها ( َو اَل ت َِز ُر َوا ِز َر ٌة ِو ْز َر �أُ ْخ َرى )‪.‬‬ ‫إال أن المجتمع مطالب باتخاذ اإلجراءات الضرورية لمعالجة ظاهرة «أطفال‬ ‫الرضا» أو «أطفال االغتصاب»‪ ،‬أو أطفال «االبتزاز» الذين‪ ،‬وإن ال توجد‬ ‫إحصائيات دقيقة تخصهم‪ ،‬إال أنهم يعدون باآلالف‪ ،‬اعتبارا إلى أن عدد األمهات‬ ‫العازبات كان في حدود ‪ 210‬آالف سنة ‪ ,2009‬أي قبل ثماني سنوات‪ .‬وأن ‪100‬‬ ‫طفل يولدون يوميا خارج إطار الزواج‪ ،‬و‪ 24‬طفال يقع التخلي عنهم يوميا بشوارع‬ ‫المغرب‪ ،‬وقد تصل نسبتهم إلى ‪ 50‬بالمائة‪ ،‬إذا لم يقع تعديل القانون الجنائي‪،‬‬ ‫حسب الناشطة الجمعوية السيدة فاطمة الشنا التي أكدت في تصريحات سابقة‬ ‫أن نصف مليون طفل مغربي ولدوا خارج ما يسمى بالزواج الشرعي ما بين‬ ‫‪ 2003‬و‪.2009‬‬ ‫ومعلوم أن الفتيات المغتصبات أو الالئي وقع التغرير بهن أو االعتداء‬ ‫عليهن من طرف مشغليهن‪ ،‬سواء في القطاع العمومي أو الخاص‪ ،‬يعانين من‬ ‫نبذ المجتمع لهن وتشدده في عدم التجاوز عن خطئهن سواء كن مسؤوالت‬ ‫عنه أو فرض عليهن بسبب ظروف اجتماعية‪ ،‬ما يدفعهن إلى االنحراف بصفة‬ ‫نهائية والتخلص من أطفالهن في الشارع العام‪ .‬وفي حين يمثل االغتصاب ‪11‬‬ ‫بالمائة من األمهات العازبات بالمغرب‪ ،‬وفق إحصائيات متوفرة‪ ،‬تمثل الدعارة ‪12‬‬ ‫بالمائة‪ ،‬و‪ 36‬بالمائة‪ ،‬بسبب عالقة غرامية بدون هدف ارتباط‪ ،‬ويمثل الجهل‬ ‫والفقر والسن أسبابا رئيسية في وقوع الفتيات ما بين ‪ 20‬و‪ 26‬في الخطأ‪ .‬وتعمل‬ ‫عدد من الجمعيات النسائية على التكفل باألمهات العازبات ومساعدتهن على‬ ‫االحتفاظ بأطفالهن وقاية لهم من أي شكل من أشكال االنحراف واالستغالل‬ ‫مستقبال ‪ .‬وبالتالي فالدولة‪ ،‬عبر الوزارات المعنية‪ ،‬مطالبة بتوفير الحماية الالزمة‬ ‫لألمهات العازبات‪ ،‬من الوجهة اإلنسانية‪ ،‬وبعيدا عن التأويالت الخاطئة التي ال‬ ‫زالت تحشر الدين في قضية تشكل خطرا كبيرا على المجتمع‪ ،‬إنسانيا ودينيا بما‬ ‫يمكن من الحد من أطفال الشوارع‪ ،‬والمجرمين والمدمنين والمنحرفين‪ ،‬وأيضا‬ ‫فيما يتعلق بالوقوف في وجه احتمال اختالط األنساب‪.‬‬

‫سبانيا‬

‫كيف يمكن للدولة أن تتدخل؟‬

‫باالستماع بالدرجة األولى إلى ذوي االختصاص‪ ،‬من األشخاص والجمعيات‬ ‫والمنظمات التي تعنى بموضوع األمهات العازبات واألطفال المولودين خارج‬ ‫«إطار العدول»‪ ،‬وتوفير الدعم الكافي لتلك الجمعيات من أجل التكفل باألمهات‬ ‫العازبات وأطفالهن‪ ،‬مع «ترويض» القوانين المعمول بها بهذا الشأن لما‬ ‫فيه خير المجتمع وبما يحفظ سالمة وأمن المجتمع ويقوي أواصر التضامن‬ ‫والتعاون داخل المجتمع‪ .‬والشك أن الدولة ستجد في رأي المناضلة فاطمة‬ ‫الشنا‪ ،‬ما يمكنها من وضع تصور شامل للحالة التي تستفحل يوما عن يوم‪،‬‬ ‫في كل جهات المغرب‪ ،‬وتشكل «قنبلة موقوتة» غير مأمونة العواقب بالنسبة‬ ‫الستقرار المجتمع المغربي وسالمة بنياته األساسية‪.‬‬

‫عن منشورات جمعية أساتذة اللغة‬ ‫العربية بوزان صدر كتاب «أسرار العربية‪:‬‬ ‫دراس��ات وشهادات وإب��داع»‪ ،‬وهو مؤلف‬ ‫جماعي يقع في ‪ 95‬صفحة من الحجم‬ ‫المتوسط‪ ،‬قام بتنسيقه وتوثيقه الدكتور‬ ‫المعتمد الخراز‪ ،‬وشارك فيه ضمن قسم‬ ‫الدراسات كل من الدكتور محمد رضى‬ ‫بودشار عضو الجمعية المغربية للدراسات‬ ‫األندلسية بتطوان ب��دراس��ة عنوانها‪:‬‬ ‫«الثابت والمتغير في مقدمات المدونات‬ ‫المنقبية المغربية األندلسية خالل العصر‬ ‫الوسيط» والباحث هشام العطاوي عضو‬ ‫جمعية أساتذة اللغة العربية بوزان بدراسة‬ ‫عنوانها‪« :‬حرقة السالك أو إش��ارات النار‬ ‫والفناء في قصيدة «الشمعة» للجيالالي‬ ‫امتيرد»‪ ،‬والدكتور المعتمد الخراز رئيس‬ ‫جمعية أساتذة اللغة العربية بوزان بدراسة‬ ‫موسومة ب «مفهوم الشعر عن سعاد‬ ‫الناصر (أم سلمى)»‪ ،‬والدكتور محمد سعيد‬ ‫البقالي عضو المركز المغربي للبحث العلمي‬ ‫وتحقيق التراث بتطوان بدراسة عنوانها‬

‫«تسريد المقاومة في يوميــات (تقاطــع‬ ‫نيران) لسمر يزبك»‪ ،‬بينما جاءت مشاركة‬ ‫الناقدة أمينة يونس عضو جمعية أساتذة‬ ‫اللغة العربية بوزان بعنوان «ذاكرة مكان‬

‫في (ممشى الياسمين)»‪ .‬وضم الكتاب‬ ‫شهادتين‪ ،‬األولى بعنوان «بريد مع شاعر»‬ ‫كتبها الشاعر أسعد البازي في حق الشاعر‬ ‫عبد الكريم الطبال‪ ،‬والثانية بعنوان «الشاعر‬ ‫محمد الشيخي وذاكرة الجرح الجميل» كتبها‬ ‫الشاعر عمر بنلحسن في حق الشاعر محمد‬ ‫الشيخي‪ ،‬وضم الكتاب عددا من النصوص‬ ‫اإلبداعية لكل من محمد لغويبي ونهاد‬ ‫المودن وفاطمة مرغيش وأحمد البقيدي‪.‬‬ ‫وباإلضافة إلى ما سبق ضم الكتاب قسما‬ ‫يوثق لذاكرة الجمعية‪ ،‬من خالل توثيق‬ ‫لمختلف أنشطتها خالل السنوات السابقة‪.‬‬ ‫وق��د ح��دد رئيس الجمعية في التقديم‬ ‫ال��ذي وضعه للكتاب سياق هذا اإلص��دار‬ ‫قائال‪« :‬يمثل هذا الكتاب جزءا من مشروع‬ ‫ثقافي وتربوي دشنته جمعية أساتذة اللغة‬ ‫العربية بوزان منذ تأسيسها سنة ‪،2011‬‬ ‫ثم اتخذ هذا المشروع مع المكتب المسير‬ ‫الجديد قبل ثالث سنوات (‪ ،)2014‬شكل‬ ‫برنامج واضح يقوم على إرساء تقاليد ثقافية‬ ‫وتربوية محددة»‪.‬‬

‫المجلس اإلقليمي لشفشاون في دورة يونيو ‪2017‬‬ ‫مواصلة االستثمار في «برنامج التأهيل الحضري للمراكز القروية»‬ ‫ودعم الثقافة والقطاعات االجتماعية والنهوض بالتنمية المستدامة‬ ‫ عبد الحي مفتاح‬‫الزالت التجربــــة الجديـــدة للمجالـــس‬ ‫اإلقليمية تعيش مرحلتها االنتقالية التي‬ ‫تسبق «الطالق بالثالث» مع السلطة الترابية‬ ‫اإلقليمية‪ ،‬وهي اآلن محط مراقبة لصيقة‬ ‫إدارية وشعبية وإعالمية‪ ،‬ألن هذه المجالس‬ ‫أصبحت العبا له دور وازن في مربع الجماعات‬ ‫الترابية‪ ،‬وألن طول فترة ارتباط هذه المجالس‬ ‫بسلطة العمال الواسعة والنافذة أمرا ونهيا‬ ‫والراسخة على المستوى الترابي‪ ،‬يزيد من‬ ‫صعوبة مهمتها في إثبات ويضعها أمام‬ ‫مسؤوليات ثقيلة‪ ،‬بل إن هناك من يعتقد أن‬ ‫الفطام سيكون قاسيا ومربكا‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن هذه المجالس بدأت‬ ‫تشق طريقها نحو امتالك الهوية الشخصية‪،‬‬ ‫واكتساب تقنيات اللعب في الميدان‪ ،‬خصوصا‬ ‫وأن الكثير منها وجدت على رأسها نخب محنكة‬ ‫في التسيير الجماعي وفي التواصل السياسي‪.‬‬ ‫وتجربة المجلس اإلقليمي لشفشاون‬ ‫إحدى هذه التجارب التي تجسد التوازن‪-‬وإن‬ ‫كانت ليست دائما سمنا على عسل‪ -‬الذي‬ ‫يطبع‪ ،‬قضاء وقدرا‪ ،‬هذه المرحلة االنتقالية‪،‬‬ ‫والموسوم بالتنسيق وتعاون الخبرات وتكامل‬ ‫الجهود للوفاء بااللتزامات واإلجابة على‬ ‫انتظارات سكان اإلقليم‪.‬‬ ‫قيادة المجلس اإلقليمي الحالي المشكلة‬ ‫من تحالف حزبي واسع استطاعت في ظرف‬ ‫وجيز أن تسير بالمركب إلى حيث صلب‬ ‫اإلشكاالت والمشاكل التي يعاني منها السكان‬ ‫لتدرس الحلول وتعالج األمور‪ ،‬وإلى حيث التأخر‬ ‫في العالم القروي للتغلب عليه شيئا فشيئا‪،‬‬ ‫وإن كانت العدالة المجالية تقتضي استثمارات‬ ‫عمومية هائلة لتحقيق تنمية متوازنة في‬ ‫اإلقليم بين العالم القروي والحضري وبين‬ ‫اإلقليم واألقاليم األخرى على صعيد الجهة‪،‬‬ ‫والوطن عامة‪.‬‬ ‫وهكذا؛ ففي دورة شهـر يونيـــو ‪2017‬‬ ‫درس المجلس اإلقليمي إشكاالت قطـــاع‬ ‫التجارة الداخلية‪ ،‬الذي يعرف تراجعا وفوضى‬ ‫على مستوى اإلقليم وخاصة عاصمته مدينة‬ ‫شفشاون‪ ،‬وناقش كذلك آفاق تطوير هذه‬ ‫التجارة وتنظيمها وخلق فرص الشغل‬ ‫المرتبطة بها‪ ،‬باإلضافة إلى إشكاالت الصحة‬ ‫الغذائية وحماية المستهلك‪ ،‬وهي مسائل‬ ‫مرتبطة ارتباطا وثيقا و يوميا بحياة المواطن‬ ‫والفضاء الذي يعيش فيه‪.‬‬ ‫هذا؛ ودرس المجلس في هذه الدورة‬ ‫كذلك سبل التعاون والشراكة مع مجموعة‬ ‫الجماعات الترابية «بوهاشم»‪ ،‬كما ناقش‬ ‫إمكانية وإيجابيات االنضمام إلى مجموعة‬ ‫الجماعات الترابية « تالسمطان‪/‬تيزران» التي‬ ‫سيتم إحداثها تضامنا بين الجماعات الموجود‬ ‫فوق ترابها المنتزه الوطني تالسمطان وتيزران‬ ‫سواء بإقليم شفشاون أو تطوان‪.‬‬ ‫والشك أن انخراط إقليم شفشاون في‬ ‫هاتين المجموعتين ليس انخراطا شكليا‪،‬‬

‫كما أكد الرئيس عبدالرحيم بوعزة‪ ،‬بل هو‬ ‫انخراط واع نابع من إرادة المساهمة في‬ ‫الدفع بمسلسل التنمية القروية المستدامة‬ ‫المعتمدة على المقاربة التشاركية والمحافظة‬ ‫على الموارد الطبيعية‪ ،‬خاصة الغابة‪ ،‬وتثمينها‬ ‫واستثمارها بشكل عقالني خدمة لإلنسان‪.‬‬ ‫المجلس‪ ،‬في إطار العناية بالمجال الثقافي‬ ‫الذي يلعب دورا في التربية على القيم اإلنسانية‬ ‫والمدنية والحضارية‪ ،‬وتهذيب األذواق‪،‬‬ ‫وتطوير الوعي وشحذ الفكر وجلب المتعة‬ ‫الراقية‪ ،‬وافق في هذه الدورة على المساهمة‬ ‫ب ‪ 18‬مليون سنتيم في اقتناء حافلة صغيرة‪،‬‬ ‫في إطار البرنامج األفقي‪ ،‬لفائدة جمعية مسرح‬ ‫المدينة الصغيرة بشفشاون‪ ،‬كما وافق على‬ ‫تخصيص ‪ 30‬مليون سنتيم‪ ،‬في إطار تحويل‬ ‫اعتمادات التسيير‪ ،‬إلعانة الجمعيات الثقافية‬ ‫الجادة التي تنشط باإلقليم في مختلف مناحي‬ ‫اإلبداع والفن‪.‬‬ ‫ويالحظ المتتبعون للشأن العام أن‬ ‫المجلس اإلقليمي خلخل العديد من المواقع‬ ‫الهامدة‪ ،‬وأحدث منافسة واضحة وشرسة مع‬ ‫المجلس البلدي فيما يخص دعم المبادرات‬ ‫والتظاهرات الثقافية والمهرجانات الفنية في‬ ‫السينما والتشكيل والتصوير الفوتوغرافي‬ ‫والموسيقى والمسرح والشعر واألدب إلخ؛‬ ‫وعلى رأسها مهرجان أليغريا الذي يدعمه‬ ‫بماليين «صحيحة» إلى جانب وكالة تنمية‬ ‫أقاليم الشمال‪ ،‬و في ظرف قياسي أصبح هذا‬ ‫المجلس قبلة للعديد من الجمعيات المحرومة‬ ‫والفعاليات الطموحة التي يتم تهميشها‪ ،‬كما‬ ‫عرفت المدينة واإلقليم‪ ،‬بفضل دعمه‪ ،‬دينامية‬ ‫جديدة يمكن تقييم آثارها مستقبال‪.‬‬ ‫ووافق المجلس في دورة يونيو أيضا‬ ‫على اتفاقيـات شراكـة‪ ،‬في إطار البرنامج‬ ‫األفقي‪ ،‬تهم مشروعي بناء ملعبين للقرب‪:‬‬ ‫األول بجماعة تاسيفت القروية والثاني بمركز‬ ‫جماعة ووزكان القروية‪ ،‬الذي سيستفيد في‬ ‫نفس اإلطار من مشروع توسعة دار الطالبة‪،‬‬ ‫وهذه االتفاقيات تجسد التوجه االجتماعي لهذا‬ ‫المجلس لسياسته المنتهجة بالوسط القروي‪،‬‬

‫وفاء لالختصاصات التي حددها له القانون‬ ‫التنظيمي‪.‬‬ ‫واليخفى على أحد‪ ،‬أن المراكز القروية‬ ‫سواء بالشريط الساحلي أو المناطق الداخلية‬ ‫إلقليم شفشاون‪ ،‬تعيش تأخرا مشهودا ووضعا‬ ‫مزريا‪ ،‬إذ تكاد أغلبها تشبه «قندهار»‪ ،‬حسب‬ ‫التشبيه الشعبي‪ ،‬من حيث البنية التحتية‬ ‫المتالشية والتردي والخصاص في المرافق‪،‬‬ ‫رغم عقود من التدبير الجماعي المتمتع ب‬ ‫«االستقاللية» المعنوية والمالية‪ ،‬هذا التأخر‬ ‫العام الذي يسجل في الوسط القروي كان‬ ‫والزال يشكل موجة من االستغراب ورزمة من‬ ‫التساؤالت حول قدرة عدد كبير من الجماعات‬ ‫على تسيير نفسها بنفسها دون دعم أو تدخل‬ ‫من الدولة‪.‬‬ ‫أقوى اإلجابات العملية على هذا التأخر‬ ‫كان هو برنامج التأهيل الحضري للمراكز‬ ‫القروية الذي تمت صياغته برؤية شمولية‬ ‫ومن خالل مقاربة تشاركية‪ ،‬و الذي يمثل عامل‬ ‫االستمرارية بين مرحلتين كذلك‪ ،‬والشك‬ ‫أنه سيكون أحد التدخالت الكبرى للمجلس‬ ‫اإلقليمي بالوسط القروي بمساهمــات مالية‬ ‫هــائلة‪ ،‬حيث أن مساهمة المجلس هذه السنة‬ ‫وحدها بلغت مايفوق ‪ 11‬مليون درهم‪/‬مليار‬ ‫ومائة مليون سنتيم‪ ،‬ومن شأن تحقيق أهداف‬ ‫برنامج التأهيل أن يغير وجه العديد من هذه‬ ‫المراكز إذا وفى جميع الشركاء بالتزاماتهم‪،‬‬ ‫ويعتقد بعض المحللين‪ ،‬أن هذه الفترة‬ ‫التي برزت فيها العدالة المجالية كمطلب‪،‬‬ ‫سياق مناسب للمطالبة بتنزيل كل المشاريع‬ ‫المندرجة في هذا البرنامج‪ ،‬بل بلورة أخرى‬ ‫مكملة في إطار رؤية تنموية مندمجة‪.‬‬ ‫وفي هذه الدورة لم ينـــس المجلـــس‬ ‫اإلقليمي نفسه‪ ،‬بل إن ضيافته طالت بمقر‬ ‫عمالة اإلقليــم‪ ،‬لذلك برمج ما يفـوق مليون‬ ‫و‪ 900‬ألف درهــم لبنــاء مقر يأويه ويتسـع‬ ‫إلدارته ومستودع سياراتـه‪ ،‬ويليق باستقبال‬ ‫المواطنين الذين بدؤوا يحجون إلى باب رئيسه‬ ‫لقضاء حوائجهم بعدما كانوا يحجون إلى باب‬ ‫العامل‪ ...‬وسبحان مبدل األحــوال وكل عيد‬ ‫وأنتم بألف خير‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.