Achamal n° 896 le 04 juillet 2017

Page 1

‫مو�سم موالي عبد ال�سالم بن م�شي�ش‬ ‫ال�سالم والت�سامح من �أجل التنمية‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 896‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪� 9‬شوال‪� 04 / 1438 /‬إلى ‪ 10‬يوليوز ‪2017‬‬

‫نظمت الطريقة المشيشية الشاذليـة برئاسـة‬ ‫شيخها نقيـب الشرفــاء العلميين السيد عبد الهادي‬ ‫بركة‪ ،‬موسم موالي عبد الســالم بن مشيـــش أيام‬ ‫‪ 3 - 2 - 1‬يوليوز‪ ،‬تحت شعار «السالم والتسامح في‬ ‫خدمة التنمية»‪.‬‬ ‫وقد تميز موسم هذا العام بتنظيم لقاءات فكرية‬ ‫بمشاركة علماء من المغرب وخارجـه وأمسيــات الذكر‬ ‫من المريدين وأفراد قبائل بني عروس والمنتسبين‬ ‫للطريقـة المشيشيــة الشاذليـــة بأقاليـــم الصحراء‬ ‫المغربية‪.‬‬ ‫واختتم الموسم بـ «طلعة موالي عبد السالم» ‪ ،‬وهو الموعد السنوي الذي يحج‬ ‫فيه عشرات اآلالف من المغاربة عامة‪ ،‬وأفراد قبائل بني عروس خاصة‪ ،‬إلى ضريح الولي‬ ‫الصالح عبد السالم بن مشيش‪ ،‬الموجود على قمة جبل العلم بقبيلة بني عروس‪ ،‬من‬ ‫أجل االحتفال والتبرك والصالة‪.‬‬

‫بالغ المجلس الوزاري «حرَّك» حكومة العثماني‬

‫‪ ‬رئيس الحكومة ال يرى سببا الستمرار «حراك» الحسيمة‬

‫العثماني ‪MEA CULPA :‬‬ ‫وخطاب العاطفة‬

‫لعل «الغضبة الملكية» التي وردت في بـالغ المجلس الوزاري األخير‪ ،‬فكـت‬ ‫عقدة لسان سعد الدين العثماني‪ ‬الذي وجد نفسه بين مطرقة البالغ وسندان‬ ‫أحـداث يوم عيد الفطر ‪ ‬التي عاشها أهلنـا في الريف‪ ،‬بما حملـت من عنـف‬ ‫وقساوة وضراوة‪.....‬‬

‫(�ص ‪)4‬‬


‫الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪ 10‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪896‬‬

‫إنفراد ‪:‬‬

‫الحكم على «مسيلمة الكذاب» النصاب‬ ‫أسعـد المسعـودي بأداء ‪ 300‬مليـون‬ ‫سنتيم مع الصائر واإلجبار في األدنى‬

‫أص��درت الغرفة الجنحية العادية لدى‬ ‫المحكمة االبتدائية بطنجـــة‪ ،‬حكمهـــا في‬ ‫الشكاية المباشرة التي تقدم بها المحامي‬ ‫الحاج محمد المغراوي من هيئة طنجة في‬ ‫الملف الجنحــي الــعادي عدد ‪،10066/17‬‬ ‫بتاريخ ‪ 28‬يونيو‪.2017‬‬ ‫وق��ض��ت بما ي��ل��ي‪ :‬حضوريا ف��ي حق‬ ‫المشتكى به األول وبمثابة حضوري في حق‬ ‫الباقي ‪ :‬في الشكل ‪ :‬بقبول الشكاية المباشرة‪.‬‬ ‫في الموضـــوع ‪ :‬في الدعــوى العموميــــة ‪:‬‬ ‫مؤاخذة المشتكى به أسعد المسعودي من‬ ‫اجل جنحة القذف العلني ومعاقبتـه بغرامــة‬ ‫نافذة قدرها عشرون ألف درهم (‪)20.000.00‬‬ ‫درهم مع الصائر و اإلجبار في األدنى‪.‬‬ ‫في الدعوى المدنية التابعة‪:‬‬ ‫• قبولها شكال ‪.‬‬ ‫• وموضوعا بأداء المشتكى به المدان‬ ‫أسعد المسعــودي لفائدة المطالب بالحق‬ ‫المدني الحاج محمد المغراوي تعويضا مدنيا‬ ‫قدره ‪ 3.000.000‬درهــم وبنشر مقتضيات‬ ‫هذا الحكم بعد صيرورته نهائيا على نفقة‬ ‫المحكوم عليه بيوميتي الصبـاح والمســـاء‬ ‫مع تحميل المدان صائر الدعـوى المدنية‬ ‫التابعة واإلجبار في الحد االدن��ى وباعتبار‬ ‫شركة لولندي ميديا ‪LE LUNDI MEDIA‬‬ ‫مسؤولة مدنيا عن جميع العقوبات المالية‬ ‫أعاله واإلداءات المحكوم بها لفائدة المطالب‬ ‫بالحق المدني وبالتالي إحاللها محل المدان‬ ‫أسعد المسعودي في أداء تلك المبالغ في حالة‬ ‫تعذر تنفيذها عليه وبرفض باقي الطلبات ‪.‬‬

‫• قبولها شكال‪.‬‬ ‫• وموضوعا ‪ :‬ب���أداء ال��م��دان لفائدة‬ ‫المطالب بالحق المدني بتعويض مدني قدره‬ ‫‪ 300‬مليون سنتيم (‪ )3.000.000‬درهم مع‬ ‫نشر مقتضيات هذا الحكم بعد صيرورته‬ ‫نهائيا بيوميتي «الصبــاح» و «المســاء» على‬ ‫نفقة المحكوم عليه‪ ،‬مع تحميل المطلوب في‬ ‫الدعوى صائرها مجبرا في األدنى و برفض‬ ‫باقي الطلبات‪.‬‬ ‫ما حكم المحكمـة إال تعزيز لشهادات‬ ‫العامــة في حــق المحامــي «الحـاج محمد‬ ‫المغراوي» وما عاهد الناس عليه من حسن‬ ‫السيرة والسمعة الطيبة‪ ،‬والضمير المهني‬

‫الذي يتمتع به والوازع الديني الذي يجعله‬ ‫ال يتوانى في أداء مهامه الموكولة إليه وفق‬ ‫ما تقتضيـه المهنــة من أخالقيـــات والتزام‬ ‫بالقانون‪.‬‬ ‫لذلك تؤيـد «جريدة طنجة» مثـل هذه‬ ‫األحكام النزيهـة‪ ،‬وبعيـدا عن األشخــاص‪،‬‬ ‫فمهنة المتاعب هي المتضررة في النهاية‪.‬‬ ‫فمسيـلـــمـــة الكــــذاب بمديــــنــــة‬ ‫طنجــة‪ ،‬يتخيل ويختلق األك��اذي��ب على‬ ‫صفحـــات موقعـــه «األوقـــات» المعــــروف‬ ‫باالبتزاز والتشهيـر‪ ..‬و قذف أعراض الناس‬ ‫وانتهاك حرماتهم واالفتراء عليهم بالكذب‬ ‫والبهتان‪.‬‬

‫مركز تكامل المعارف للدراسات يحتفي بقراءة‬ ‫إصدارين جديدين‬

‫مراسلة خاصة‬

‫ضمن فعاليات معرض الكتب القديمة‬ ‫القائم بساحة البريد بالرباط‪ ،‬نظم مركز تكامل‬ ‫المعارف للدراسات يومه السبت ‪ 1‬يوليوز ‪2017‬‬ ‫حفل قراءة وتوقيع إصدارين جديدين زخرت‬ ‫بهما المكتبة المغربية والعربية‪ ،‬وهما‪:‬‬ ‫• كتاب «محمد المكي البطاوري الرباطي‬ ‫حياته وآثاره» للدكتور سي محمد أملح‪ ،‬صادر‬ ‫عن منشورات النادي الجراري بالرباط‪ ،‬رقم ‪.72‬‬ ‫• كتاب «ح��روف المعاني بين المناطقة‬ ‫والنحاة من القرن الثالث إلى القرن التاسع‬ ‫للهجرة»‪ ،‬للدكتورة فاطمة الحمياني‪ ،‬صادر‬ ‫عن منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‬ ‫بالرباط‪ ،‬سلسلة رسائل وأطروحات‪ ،‬رقم ‪.57‬‬ ‫تولى‪ ،‬الدكتور أي��وب بن حكيم مدير‬ ‫المركز‪ ،‬تسيير هذه الجلسة العلمية‪ ،‬حيث‬ ‫رحب‪ ،‬في البداية‪ ،‬بالحضور الكريم‪ ،‬ثم أعطى‬ ‫الكلمة للدكتور سي محمد أملح الذي قدم نبذة‬ ‫مختصرة عن شخصية شيخ الجماعة بالرباط‬ ‫محمد المكي البطاوري انطالقاً من عنصرين‬ ‫بارزين في حياة هذه الشخصية‪ ،‬وهما‪ :‬صناعته‬ ‫التدريسيةوصناعتهالتأليفية‪ .‬‬ ‫بعد ذلك‪ ،‬أخذ الكلمة األستاذ الدكتـور عبد‬ ‫اإلله الغزاوي الذي قدم قراءة وصفية ونقدية‬ ‫للكتاب المذكور حول شخصية البطاوري؛ حيث‬ ‫وقف فيها على أهم ما امتاز به من معلومات‬ ‫وقضايا‪ ،‬واستعرض ما زخر به من نصوص‬ ‫فريدة ك��ان بعضها محجوباً عن الباحثين‬ ‫المتخصصين ومعدوداً في حكم المفقود‪.‬‬ ‫عقب ذل���ك‪ ،‬ت��ول��ت ال��دك��ت��ورة فاطمة‬ ‫الحمياني تقديم كتابها الذي عالجت فيه حروف‬ ‫المعاني بين المناطقة والنحاة من القرن الثالث‬ ‫إلى القرن التاسع للهجرة؛ حيث قدمت أهم‬ ‫الخالصات والنتائج التي توصلت إليها من خالل‬ ‫دراستها المقارنة‪ ،‬مستدلة على ذلك بأمثلة‬ ‫تطبيقيةعديدة‪.‬‬

‫وبعد فتح ب��اب المناقشة‪ ،‬اختتم هذا‬ ‫المحفل العلمي بشهادة قيمة حول العروض‬ ‫المقدمة؛ شهادة تقدم بها عميد األدب‬ ‫المغربي الدكتور عباس الجراري الذي كان‬ ‫حاضراً إلى جانب ثلة من أعضاء النادي الجراري‬ ‫ومجموعة من الشخصيات المثقفة الوازنة من‬ ‫الرباط وخارجه‪.‬‬

‫يذكر أن مركز تكامل المعارف للدراسات‬ ‫هو مركز مستقل‪ ،‬مقره برباط الفتح‪ ،‬ويهدف‬ ‫إلى نشر ثقافة القراءة والكتاب‪ ،‬واالهتمام‬ ‫بالتراث المغربي عن طريق استقطاب الباحثين‬ ‫وتشجيعهم على البحث فيه‪ ،‬وكذا عقد دورات‬ ‫تكوينية للتعريــف بالمخطـــوط وتقنيـــات‬ ‫تحقيقه‪.‬‬

‫«وما عند اهلل خري و�أبقى»‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫انتقلت إلى عفو اهلل تعالى والدة األستـاذ عبد اللطيف حـدوش خطيــب وعضو المجلس العلمي المحلي‬ ‫لطنجة ـ أصيلة‪ ،‬وقد ووري جثمانها الطاهر الثرى يوم الخميس ‪ 4‬شوال ‪ 1438‬الموافق ل‪ 29‬يونيو ‪ 2017‬بمقبرة‬ ‫سيدي عمار‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة يتقدم شيخ الطريقة القادرية البودشيشية سيدي جمال القادري بودشيش باسمه‬ ‫وباسم فقراء الطريقة بأحر التعازي إلى أسرة المرحومة سائلين المولى عز وجل أن يرحمها وأن يلهمهم الصبر‬ ‫والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫‪2‬‬

‫دورة تكوينية‬

‫لنعش معا في سالم‬

‫الفنيدق ‪ :‬مراسلة محمد كماشين‬ ‫عملت كل من العصبة المغربية للدفاع عن‬ ‫حقوق اإلنسان والتنسيقية المغاربية لمنظمات‬ ‫حقوق االنسان بدعم م ن �‪international ins‬‬ ‫‪ titut for non-violent action‬على عقد‬ ‫دورة تكوينية وطنية بمدينة الفنيدق المغربية‬ ‫يوم السبت ‪ 20‬ماي الجاري تحت شعار ‪ :‬لنعش‬ ‫معا في سالم‪.‬‬ ‫ش��ارك في تأطير ه��ذه ال���دورة كل من‬ ‫منسقة التنسيقية المغاربية لمنظمات حقوق‬ ‫اإلنسان الفاعلة الحقوقيــة خديجة الرياضي‪،‬‬ ‫واالستاذ محمد عبد الوهاب رفيقي أبو حفص‬ ‫أحد المعتقلين السابقين على خلفية أحداث ‪16‬‬ ‫ماي‪ ،‬والسوسيولوجي التربوي مصطفى محسن‬ ‫ومحمد زهاري أمين عام التحالف الدولي للدفاع‬ ‫عن الحقوق والحريات‪.‬‬ ‫افتتح الدورة األستاذ عبد الرزاق بوغنبور‬ ‫رئيس العصبة المغربيــة للدفاع عن حقــوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬وفيها أكد على حتمية البحث عن رؤية‬ ‫جديدة باشتغال جماعي يتوخى بناء السالم بدال‬ ‫من الطرح التقليدي لصنع السالم أو حفظه‪.‬‬ ‫خديجة الرياضي بعدما أش��ارت ألهمية‬ ‫الموضوع‪ ،‬وض��رورة بناء ثقافة التغيير بشكل‬ ‫موضوعي‪ ،‬انتقلت للحديث عن دور المجتمع‬ ‫المدني كفاعل أساسي في إنجاح «الالعنف» في‬ ‫إطار من التعايش وتجاوز االختالفات‪ ،‬وتخطي‬ ‫الخوف والتمييز‪ ،‬بإعمال كونية حقوق اإلنسان‬ ‫بتدبير الحوار‪ ،‬مقدمة كمثال على ذلك المجتمع‬ ‫المدني التونسي الذي استطاع تجنيب البالد‬ ‫الوقوع في الكارثة( حصول الرابطة التونسية‬ ‫لحقوق اإلنسان على جائزة نوبل للسالم )‪.‬‬ ‫انتقلـت الرياضـي بعد ذل��ك للحديث‬ ‫عن االنظمة االستبدادية المغذية لخطابات‬ ‫الكراهية‪ ،‬حيث ال يمكن اختــزال التطــرف‬ ‫واإلرهاب في الجانب الديني‪....‬‬ ‫عبد الوهاب رفيقي( أبو حفص) مدير مركز‬ ‫الميزان للوساطة وال��دراس��ات واإلع�لام أطر‬ ‫مداخلته ‪( :‬في مفهوم السالم والتطرف إعادة‬ ‫اكتشاف الداللة والمعنى)‪ ،‬وفيها تحدث عن‬ ‫«التطرف العنيف» الغير مرتبط بالضرورة بالدين‬ ‫لوجود تمظهرات عديدة له‪ ،‬وبالتالي فهو ما‬ ‫يهدد سالمة اآلخرين بسمات الخروج عن القيم‬ ‫العامة التي تؤطر مجتمعا ما ‪.‬‬ ‫وتساءل ( أبو حفص) عن أسبـاب التطـرف‬ ‫العنيف‪ ،‬ومنها غياب التوازن النفسي‪ ،‬إلى جانب‬ ‫عوامل اجتماعية‪ ،‬اقتصادية وسياسية‪ ،‬وكون‬ ‫المتطرف يحاول البحث عن مبرر لتطرفه تحث‬ ‫غطاء تبرير غالبا ما يكون دينيا‪.‬‬ ‫واعتبر أبو حفص القراءة المعينة للدين‬ ‫والتي عادة ما تحتمي بالتاريخ كحاضن لألمجاد‪،‬‬ ‫من بواعث الغلو والتطرف‪ ،‬وهي في اعتقاده‬ ‫قراءة مغشوشة تزيفية ومن ذلك كذلك « فقه‬ ‫المالحم « المستند عادة على أحاديث ضعيفة‬ ‫موضوعة‪.‬‬ ‫نبه أبو حفص إلى خطورة التعامل مع‬ ‫التراث الفقهي والذي له سياقات زمانية ومكانية‬ ‫ال يمكن سحبها على واقعنا‪ ..‬وطالب بإنتاج فقه‬ ‫جديد يتالءم مع المتغيرات‬ ‫وأك���د اب��و حفص ض���رورة تبني ق��رار‬ ‫استراتيجي سياسي من طرف الدول واالبتعاد‬ ‫عن السياسات المصلحية المتقلبة‪ ،‬فتلك خطيئة‬ ‫كبرى حســب تعبيره ومثل لذلك بالنموذج‬ ‫المغربي الذي شجع في الماضي القريب نماذج‬ ‫مستوردة سرعان ما أبانــت عن خطورتها‬ ‫وتهديدها للسالمة (الوهابية)‬ ‫وتساءل الباحث المغربي في السوسيولوجيا‬ ‫والتربية مصطفى محسن في مستهل تدخله‪:‬‬ ‫كيف تسهم التربية في نبذ التطرف والبحث عن‬ ‫حلول بديلة ؟ ليشير إلى وجود منبهات قطرية‬

‫في ظل اختالالت دولية تستند على مرجعيات‬ ‫مصلحية أكثر من االستناد على مرتكزات‬ ‫موضوعية‪ ،‬وهو ما أسماه بمنزلقات الشرعية‬ ‫الدولية‪ ،‬مع دعوته الى إعادة التفكير في ذلك‪،‬‬ ‫وأضاف مصطفى محسن ‪ :‬لقد نبهت أحداث‬ ‫‪ 11‬شتنبر إلى ضرورة اعادة التفكير في طرق‬ ‫المعالجة والبحث عن جذور التطرف ‪.‬‬ ‫السلم والحرب ظاهرتان أزليتان ارتبطتا‬ ‫باإلنسان الذي تفاعل معهما لدرجة التدافع‬ ‫والتحارب‪ ،‬ليبقى اعتماد مفهوم شمولي للسالم‬ ‫مطلبا أساسيا ارتكازا على نسق تربوي دولي‪،‬‬ ‫وهو ما دعت اليه اليونسكو‪ ،‬لكن تعامل الدول‬ ‫مع هذه الدعوة اتسم بتمرير ايديولوجيات أدت‬ ‫إلى انحرافات تنميطية‪ ،‬تطلب التعامل معها‬ ‫الحيطة والحذر‪.‬‬ ‫واعتبر مصطفى محسن اإلنسان فاعال‬ ‫أساسيا ف��ي عملية ال��س�لام‪ ،‬م��ن ت��م وجب‬ ‫استحضار نموذج المواطن الذي نريد‪ ،‬بتكامل‬ ‫ما هو مؤسسي مع الالمؤسسي من أسرة‬ ‫ومدرسة وغيرهما‪...‬‬ ‫بخصوص صعوبات ثقافة السالم قسمها‬ ‫محسن إلى موضوعية وذاتية‪ ،‬مع وجود انزالقات‬ ‫العولمة المناقضة للقيم وبذلك يمارس الغرب‬ ‫خطابا تضليليا فرخ إرهابا وتطرفا‪.‬‬ ‫إن مجتمعاتنا العربية مأزومة على أكثر‬ ‫من صعيد‪ ،‬أبرزها ما هو تربوي في ظل مدرسة‬ ‫منفرة تفتقد لكفايات التواصل والنقد والتحليل‪.‬‬ ‫يقول مصطفى محسن ‪ :‬نظريا نحن في‬ ‫حاجة إلى رؤية حضارية مكرسة لمفاهيم قيمية‬ ‫بإرادة سياسية ذات فلسفة موجهة للتفكير‪،‬‬ ‫وعمليا وجب تبني مقاربة تشاركية وإصالح‬ ‫اجتماعي عام متوازي المسارات حاضن لثقافة‬ ‫السالم‪.‬‬ ‫وأجمل المفكر مصطفى محسن معيقات‬ ‫ثقافة للسالم في العجز الكبير للنخب‪ ،‬والفشل‬ ‫في إنتاج مواطن قادر على القيام بثورات ناعمة‬ ‫على مستوى الفكر والثقافة وبناء التوافقات‪...‬‬ ‫األستاذ محمد زهاري أمين عام التحالف‬ ‫الدولي للدفاع عن الحقوق والحريات‪ ،‬ثمن‬ ‫اهتمام المنتظم الدولي األممي بثقافة السلم‬ ‫وتعزيز التسامح‪ ،‬استنادا إلى مرجعية أهداف‬ ‫التنمية المستدامة في هدفها ‪ ،12‬فالتطرف‬ ‫يقف عقبة أمام تنمية الشعوب‪ ،‬لذلك سعت‬ ‫كل من األمم المتحدة والمنظمات والمفكرون‬ ‫إلى تقديم نماذج عمل دعت إلى تعزيز القدرات‬ ‫الوطنية‪ ،‬وتحقيق األمن الغذائي‪ ،‬والحد من‬ ‫جميع أشكال العنف‪ ،‬وما يرتبط باالعتداء على‬ ‫الحياة‪ ،‬وتعزيز سيادة القانون‪ ،‬وضمان تكافؤ‬ ‫الوصول للعدالة‪ ،‬والحد من الفساد والرشوة‪،‬‬ ‫وتفعيل مؤسســـات المساءلــة على جميــع‬ ‫المستويات‪.....‬‬ ‫وخلص زه��اري إلى وج��وب خطة أممية‬ ‫بانخراط فعلي للمجتمع المدني الجاد‪ ،‬وتشجيع‬ ‫إقامة مجتمعات مسالمة يسودها العدل‬ ‫واالهتمام بالسياسات العمومية في جانب نبذ‬ ‫التطرف والدعوة للسلم بمأسسة ممارسة الحق‬ ‫في الحصول على المعلومات‪...‬‬ ‫وختم بالدعوة إلى امتالك ثقافة دينية‬ ‫تؤمن بالحق في حرية التعبد‪ ،‬وإشاعـة ثقافـة‬ ‫مدنية ديمقراطية مع تأهيل قيم التسامح‬ ‫والتعدد بمؤ سسات التوجيه والتربية‪.‬‬ ‫تضمن المحور التوريشي للدورة تنظيم‬ ‫ورشتين األولى في موضوع السالم المستدام‬ ‫من الداخل إلى الخارج‪ ،‬نحو مجتمع بدون عنف‬ ‫من تأطير األستاذة خديجة بوحباد‪ ،‬والثانية‬ ‫حول كيفية إعداد استراتيجية حقوقية لنشر‬ ‫ثقافة السالم ونبذ العنف أطرها األستاذ محمد‬ ‫نوفل عامر رئيس الرابطة المغربية للشباب من‬ ‫أجل التنمية والحداثة ‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪ 10‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪896‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫حدث هذا األسبوع‪ ،‬كان تنصيب السيد يونس الوزاني على رأس عمالة‬ ‫إقليم تطوان‪.‬‬ ‫حَضَرتُ ‪ -‬فيمن حضر ‪ -‬حفل التنصيب‪ ،‬الذي أقيم بالقاعة الكبرى بعمالة‬ ‫ّ‬ ‫أنصتُ إلى الكلمة‬ ‫تطوان‪ ،‬صبيحة األربعاء‪ ،‬ثالث أيام عيد الفطر السعيد‪ ،‬و‬ ‫َ‬ ‫العامل الجديد‪ ،‬فوجدتها عبارة‬ ‫التي قدم بها السيد وزير الشبيبة و الرياضة‪،‬‬ ‫عن توجيهات ملكية سامية‪ُّ ،‬‬ ‫تحث رجل السلطة الجديد‪ ،‬على األخذ بأيدي‬ ‫المواطنين‪ ،‬و قضاء مصالحهم‪ ،‬و اإلنصات إلى مشاكلهم‪.‬‬ ‫و إن تكن هناك حسرة‪ ،‬على تحويل والية تطوان إلى عمالة‪ ،‬فإنها الحسرة‬ ‫التي رأيتُها ماثلة للعيان‪ ،‬على وجوه عدد من أهالي تطوان‪.‬‬ ‫ذلك‪ ،‬أن هذه المدينة السعيدة‪ ،‬كانت في الماضي البعيد و الماضي القريب‪،‬‬ ‫عاصمة منطقة الشمال‪ ،‬آنطالقا من الحسيمة شرقا إلى عرباوة جنوبا‪ .‬و كانت‬ ‫شفشاون و وزان و القصر الكبير و العرائش و أصيال و ساحل األبيض المتوسط‬ ‫ضمن منطقة نفوذها‪ .‬‬ ‫و لكن ألمر كان يقتضيه التقطيع الترابي‪ ،‬أخذت هذه المدن تتساقط تباعا‬ ‫من عِقد المدينة األم‪ً ،‬‬ ‫سنة بعد سنة‪ .‬و حتى قبيلة (أنجرة) التي أُحدث بها‬ ‫الميناء المتوسطي‪ ،‬استقلتْ بنفسها‪ ،‬و غدت عمالة تحمل اسم‪ :‬عمالة الفحص‬ ‫ أنجرة ‪ ،‬و ّ‬‫كأن الذين رسموا معالم ما سمي بالجهوية المتقدمة‪ ،‬استكثروا على‬ ‫تطوان‪ ،‬أن تضم مينا ًء في حجم الميناء المتوسطي‪ ،‬فاستحدثوا هذه العمالة‪.‬‬ ‫و لوال الرعاية السامية التي يسبغها عاهلنا المفدى على تطوان‪ ،‬حيث جعلها‬ ‫عاصمته الصيفية‪ ،‬و خصها بحفالت عيد عرشه المجيد‪ ،‬و عيد ميالده السعيد‪،‬‬ ‫ألحس أهالي تطوان بالغبْن‪ ،‬و هم يرون مدينتهم تُحرَم حتى من ساحلها‬ ‫الممتد من الفنيدق إلى الجبهة‪.‬‬ ‫و مهما يكن من أمر‪ ،‬فإننا ‪ -‬وهلل الحمد ‪ -‬أبناء وطن واحد‪ ،‬و تحت إمرة‬ ‫ملك آتاه اهلل الحكمة و فصل الخطاب‪ .‬فعلينا أن نرحب بعامل صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫ونواصل في نفس الوقت العمل من أجل رد االعتبار لتطوان‪.‬‬

‫الدورة الثانية والثالثين لملتقى األندلسيات‬

‫وزارة الثقافة تواصل تكريس شفشاون‬ ‫أرضا للطرب األصيل الراقي‬ ‫ عبد الحي مفتاح‬‫ال تكتمل حالوة األعياد و أفراح المناسبات‬ ‫العائلية في األعراف المغربية إال بالموسيقى‬ ‫والطرب‪ ،‬هذا ما تتوارثه األجيال ويصنع روح‬ ‫الجماعية وهويتها وتآلفها‪.‬‬ ‫شفشاون مدينة التقاليد العريقة والبيوتات‬ ‫األصيلة والزوايا المتعددة؛ كانت ومازالت تحتفظ‬ ‫في ذاكرتها وعروقها ودروبها‪ ،‬رغم التحوالت‬ ‫في الزمان والمكان‪ ،‬بالشيء الكثير من منابعها‬ ‫وحضارتها وتمدنها‪ ،‬ولعل الموسيقى األندلسية‬ ‫أو الطرب األندلسي مما ترسخت صولته على‬ ‫العقول وانغرس سحره في النفوس عبر الحقب‬ ‫حتى يومنا هذا في هذه األرض الراشدية الطيبة‪.‬‬ ‫ملتقى األندلسيات الذي حط خيمته في‬ ‫شفشاون في بداية تسعينات القرن الماضي‪،‬‬ ‫والذي دأبت على تنظيمه وزارة الثقافة منذ ذلك‬ ‫الحين‪ ،‬يبدو أن المبادرين بتنظيمه في هذه‬ ‫الحاضرة المغربية لم يخطئوا سهمهم؛ فهو‪ ،‬كما‬ ‫يقول وزير الثقافة واالتصال الحالي محمد األعرج‪:‬‬ ‫« يمثل(‪ )...‬لحظة فنية‪ ،‬تشكل امتيازا ثقافيا‬ ‫للمدينة‪ -‬التي احتضنته ورعته منذ نشأته ‪ -‬وضمانا‬ ‫النفتاحها واطراد إشعاعها‪ ،‬ومظهرا لسعيها الفني‬ ‫نحو المستقبل تخطو فيه عبر ذاكرتها إلى نهوض‬ ‫شامل تلتقي فيه القيمة الحضارية بعوامل النماء‬ ‫االجتماعيواالقتصادي»‪.‬‬ ‫والمتتبعون لتاريخ هذه التظاهرة الفنية‪،‬‬ ‫يعرفون أن المدينة تشبثت‪ ،‬ببساطتها المعهودة‪،‬‬ ‫بمعانقة هذا الملتقى واستقبال ضيوفه رغم شح‬ ‫الفضاءات المناسبة والقاعات المالئمة‪ ،‬حيث انتقل‬ ‫مكان تنظيم هذا الملتقى من دار الشباب إلى مقر‬ ‫عمالة اإلقليم ثم إلى ساحة وطاء الحمام‪ ،‬ليستقر‬ ‫حاليا في رحاب مسرح الهواء الطلق بالقصبة‪ ،‬وهو‬ ‫تشبث فيه معاني سامية‪ ،‬وأجلها الحرص على أن‬ ‫ال يذهب إلى غير رجعة أو يضيع منها طرف عزيز‬ ‫مترسب في مسامها‪.‬‬ ‫إن الدورة الثانية والثالثين الذي وصل إليها‬ ‫ملتقى األندلسيات‪ ،‬إن كانت تدل على شيء‪ ،‬فإنها‬ ‫تدل على تكريس النضج في إطار االستمرارية‪،‬‬ ‫ولذلك فالغاية من هذه الدورة‪ ،‬حسب الجهة‬ ‫المنظمة‪ -‬هي أن « تضيف إلى رصيد الملتقى‪،‬‬ ‫لحظة أخرى‪ ،‬ومتنا جديدا‪ ،‬يختلف في إطار‬ ‫التآلف‪ ،‬ويتنوع في نطاق التجانس»‪ ،‬ولعل حضور‬ ‫فرق وازنة تمثل مدارس متنوعة في موسيقى‬ ‫اآللة كفيل بتحقيق المراد في التالقي الجميل‬ ‫والمنافسة المبدعة‪ ،‬وفي التكريم واإلكرام واإلمتاع‬ ‫والمؤانسة‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬وقد حضرت في هذا الملتقى‪ ،‬أجواق‬ ‫مشهورة بعلو كعبها في الموسيقى األندلسية‬ ‫من الحواضر المغربية المعروفة بسطوع شمسها‬

‫في كوكب هذا الفن األصيل‪ ،‬معلنة وفاءها لمدينة‬ ‫شفشاون كأرض ساحرة إلعالء سلطان الطرب‬ ‫باإلنشاد والمواويل‪ ...‬والنوبات والطبوع والصنائع‬ ‫والتوشيات والتقاسيم‪ ...‬واألشعار واألزجال‬ ‫والتواشيح والبراول‪ ،...‬و «آه ياسلطاني‪ ،»...‬ورفع‬ ‫راية التسامح والحب والسالم وكل القيم النبيلة‪،‬‬ ‫بمدح الحبيب محمد (ص) « من حبي في خير‬ ‫الورى‪ ،‬محمد طبيب القلوب»‪ ،...‬وهذه األجواق‬ ‫هي‪ :‬جوق عبدالصادق اشقارة برئاسة آية اهلل‬ ‫عمران اشقارة‪ ،‬الجوق العلمي للموسيقى األندلسية‬ ‫بمعهد موالي رشيد للموسيقى والفن الكوريغرافي‬ ‫بالرباط برئاسة الشيخ الحاج محمد زكي‪ ،‬جوق دار‬ ‫اآللة للموسيقى األندلسية بالدارالبيضاء برئاسة‬ ‫الفنان إبراهيم وزاني‪ ،‬جوق جمعية هواة الموسيقى‬ ‫األندلسية بأسفي برئاسة عبدالمجيد بوزوادة‪،‬‬ ‫جوق المعهد الموسيقي لشفشاون برئاسة األستاذ‬ ‫العياشي الفاسي‪ ،‬جوق المرحوم عبدالكريم الرايس‬ ‫بفاس برئاسة الشيخ محمد ابريول‪ ،‬مجموعة أبناء‬ ‫وبنات زرياب للموسيقى األندلسية بطنجة و جوق‬ ‫األستاذ محمد الهواري بمكناس بمشاركة الفنانة‬ ‫حياة بورخيص‪.‬‬ ‫وتجب اإلشارة إلى أن هذا الملتقى تعود أن‬ ‫اليكون فقط ملتقى للجمهورالراقي الذواق من‬ ‫المدينة أو الزوار‪ ،‬بل ترسخ كملتقى لالعتراف‬ ‫بفضل أهل الفضل من خالل تكريم أهل الدار‪،‬‬ ‫وهكذا فقد تم ضمن فعالياته تكريم هرمين من‬ ‫شيوخ الموسيقى األندلسية‪ ،‬وهما‪:‬‬ ‫ الشفشاوني محمد الكويرة عازف اإليقاع‬‫(طرار) خريج الزاوية الشقورية على يد نخبة من «‬ ‫ألمع نجوم الطرب األندلسي بشفشاون من أمثال‪:‬‬

‫عبدالرحمان الدراوي‪ ،‬امحمد بن األمين العلمي‪،‬‬ ‫محمد بوقرنة‪ ،‬محمد المريني والحاج محمد‬ ‫السفياني»‪ ،‬والفنان محمد الكويرة له سجل حافل‬ ‫في المشاركات الوطنية والدولية‪ ،‬وكذا تدريس‬ ‫مادة اإليقاع بالمعهد الموسيقي لشفشاون‪ ،‬ويعتبر‬ ‫من ألمع «الموازنية» الذين مروا من هذه المدينة‬ ‫وسكنت روحهم موسيقى الطرب األندلسي؛‬ ‫ الفاسي التهامي السماللي‪ ،‬أستاذ بارز‬‫سابق آللة الكمان التقليدي والموسيقى األندلسية‬ ‫بمتحف البطحاء ودار اعديل والمعهد الوطني‬ ‫للموسيقى بفاس‪ « ،‬وكانت له مكانة متميزة ضمن‬ ‫جوق البريهي برئاسة المرحوم عبدالكريم الرايس‪،‬‬ ‫وشارك معه في تسجيل أربع نوبات في انطلوجية‬ ‫اآللة تحت إشراف وزارة الثقافة واالتصال»‪ ،‬كما‬ ‫شارك معه في عدة تظاهرات فنية وثقافية خارج‬ ‫وداخل المغرب‪ ،‬وقد تخرج على يد الفنان التهامي‬ ‫السماللي العديد من العازفين واألساتذة المهرة‬ ‫في فن اآللة‪.‬‬ ‫الملتقى في إطار رؤية منظميه المستقبلية‪،‬‬ ‫نظم أيضا هذه السنة المسابقة الجهوية في العزف‬ ‫واإلنشاد‪ ،‬وذلك بهدف تشجيع المواهب الشابة‬ ‫في فن الطرب األندلسي وفتح الباب أمامهم‬ ‫إلبراز طاقاتهم اإلبداعية‪ ،‬وكذا ضمان الخلف في‬ ‫هذا الفن الموروث الذي يحتاج إلى صيانة حقيقية‬ ‫من خالل العناية المادية والمعنوية بتدريسه‬ ‫وتلقينه في المعاهد الموسيقية‪ ،‬وكذا السهر‬ ‫من طرف وزارة الثقافة وكافة المتدخلين اآلخرين‬ ‫على تحسين وضعية أساتذته ومدرسيه‪ ،‬ودعم‬ ‫الجمعيات التي تهتم به‪ ،‬وخاصة بمدينة شفشاون‪.‬‬ ‫الملتقى نظم‪ ،‬تحت الرعاية السامية لصاحب‬ ‫الجاللة الملك محمد السادس‪ ،‬من طرف وزارة‬ ‫الثقافة وبشراكة مع عمالة إقليم شفشاون‪،‬‬ ‫والمجلس اإلقليمي والجماعة الحضرية‪ ،‬وحضره‬ ‫على امتداد ثالثة أيام جمهور غفير من المولعين‬ ‫والشغوفين بالطرب والموسيقى األندلسية من‬ ‫شفشاون‪ ،‬والعديد من مدن الجهة والوطن‪،‬‬ ‫والسياح األجانب‪.‬‬ ‫وبال شك فإن هذه التظاهرة الفنية وتظاهرات‬ ‫كبرى أخرى مماثلة التي تنظم بمدينة شفشاون‬ ‫تؤكد بالملموس على أن المدينة في حاجة ماسة‬ ‫إلى بناء مركب ثقافي يشتمل على قاعة للعروض‬ ‫الفنية حائزة على جميع المواصفات المطلوبة‪،‬‬ ‫والفعاليات المدنية والجمعوية بهذه المدينة عبرت‬ ‫غير ما مرة على طلبها أمام المسؤولين المعنيين‪،‬‬ ‫لكن لحد اآلن يبقى هذا في عداد المفقودين إلى‬ ‫أجل غير مسمى‪!...‬‬

‫قول‬ ‫في السماع‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫في دورة من دورات السماع والمديح التي دأبت‬ ‫على تنظيمها الطريقة القادرية البودشيشية في جهتنا‬ ‫بعنوان شريف هو ‪ « :‬وجدان الخلق في حضرة الحق»‬ ‫طلب مني تقديم كلمة استهاللية‪ ..‬فاستجبت بقدر ما‬ ‫سمح به حالي وأعطاه مقالي‪..‬‬ ‫‪ 1‬ـ السماع مؤصل في كتاب اهلل وسنة نبيه الكريم‪..‬‬ ‫‪ 2‬ـ فأما حقيقته فهي ذات حقيقة االنتباه من الغفلة‪..‬‬ ‫‪ 3‬ـ وأما نصيب الناس فيه فمتفاوت‪..‬‬ ‫‪ - 4‬وهــــو ‪:‬‬ ‫عــــام ‪ :‬مفيد على امتثال األوامر الربانية ‪..‬‬ ‫خاص ‪ :‬مشهود الحق جل عاله في كل مسموع‬ ‫ومبصور‪..‬‬ ‫‪ 5‬ـ وينصرف السماع إلى الذين يسمعون ‪:‬‬ ‫بالحق‬ ‫في الحق‬ ‫للحق‬ ‫من الحق‬ ‫فأما السماع بالحق ‪:‬‬ ‫فال يبقي في صاحبه بقية أو ذرة من عالم نفسه ؛‬ ‫ألنه يسمع بقيومية الحق‪.‬‬ ‫وأما السماع في الحق ‪:‬‬ ‫فصاحبه يشاهد فيه جمعية الحق سبحانه لكل‬ ‫كمال ؛ فال يسمع شيئا من الكماالت إال وهو منسوب‬ ‫إلى الحق تعالى‪.‬‬ ‫وأما السماع للحق ‪:‬‬ ‫فصاحبه مبذول للحق ال لشيء سواه‪.‬‬ ‫وأما السماع من الحق ‪:‬‬ ‫فصاحبه آخذ للخطاب من رب العزة‪.‬‬ ‫‪ 6‬ـ وما يميز سماع أهل اهلل عن غيرهم أنه ‪:‬‬ ‫وسيلة للتربية والتطهير الذاتيين‪..‬‬ ‫ذو منحى خاص يتخذ من الحق سبحانه رمز الحبيب‬ ‫ويكون هو المقصود ؛ ألن الصوفي ال يشتاق لوجهة غير‬ ‫وجهة الحق المتجلي في مرايا آفاق الوجود ‪..‬‬ ‫يدلل أن كل شيء في الوجود يذكر بالحق سبحانه‬ ‫«سنريهم آياتنا في اآلفاق وفي أنفسهم‪ »..‬في أقطار‬ ‫السماوات واألرض‪ ..‬وفي كل عجائب العوالم العلوية‬ ‫والسفلية‪ ..‬وفي بدائع اهلل في الخلق والتكوين‪..‬وفي‬ ‫كل شيء له آية‪..‬‬ ‫مستمد من شيخ التربية ؛ لكونه ركيزة المعرفة‬ ‫الحقة المفيدة في كل زمان ومكان‪..‬‬ ‫مرتبط بصحبة شيخ «ينهضك حاله و يدلك على‬ ‫اهلل مقاله»‪.‬‬


‫العدد ‪896‬‬

‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪ 10‬يوليوز ‪2017‬‬

‫بالغ المجلس الوزاري «حرَّك» حكومة العثماني‬

‫‪ ‬رئيس الحكومة ال يرى سببا الستمرار «حراك» الحسيمة‬ ‫العثماني ‪MEA CULPA :‬‬ ‫وخطاب العاطفة‬

‫لعل «الغضبة الملكية» التي وردت في بالغ المجلس الوزاري األخير‪ ،‬فكت عقدة لسان‬ ‫سعد الدين العثماني‪ ‬الذي وجد نفسه بين مطرقة البالغ وسندان أحداث يوم عيد الفطر ‪ ‬التي‬ ‫عاشها أهلنا في الريف‪ ،‬بما حملت من عنف وقساوة وضراوة‪.....‬‬ ‫ورغم أنه أجهد نفسه ليبدو بمظهر الرجل الهادئ‪ ‬الرصين المتمكن‪ ،‬ورغم االبتسامة‬ ‫الباهتة‪ ‬التي علت شفتيه «المنفرجتين»‪ ،‬فإن حالة االضطراب والتهجس والتوجس انعكست‬ ‫سلبا على صورته وعلى لغته‪ ‬التي تخلت عن مضامين الصرامة والصالبة ‪ ،‬وعانقت ‪ ‬خطاب‬ ‫العاطفة ‪ ،‬خاصة و أن لقاء رئيس الحكومة مع اإلعالم الوطني جاء على خلفية «التقريع» الذي‬ ‫حمله بالغ الديوان الملكي للحكومة ‪ ‬والذي أشار بوضوح إلى أن ‪ ‬جاللة الملك ‪« ‬مستاء»‬ ‫و«منزعج» و«قلق»‪ ‬من تعامل الحكومة مع تنفيذ المشاريع التي تضمنها برنامج «الحسيمة‬ ‫منارة المتوسط» الذي تم توقيعه بإشراف العاهل في أكتوبر ‪ 2015‬بمدينة تطوان‪ .‬كما أن‬ ‫هذا اللقاء جاء بعد موجة الحزن التي عمت المغرب‪ ،‬بسبب األحداث الدامية‪ ،‬المؤلمة‪ ،‬التي‬ ‫عاشها أهلنا في الحسيمة وبعض مدن الجوار‪ ،‬يوم عيد الفطر ‪ ،‬الذي سيظل موشحا باألحمر‬ ‫واألسود‪ ،‬في ذاكرة الشعب المغربي من أقصاه إلى أقصاه‪.‬‬ ‫الخروج اإلعالمي لرئيس الحكومة‪ ،‬بعد ثالثة أيام من المجلس الوزاري «المعلوم»‪ ،‬لم‬ ‫يحمل جديدا ‪ ‬بالنسبة للوضع ‪ ‬بالريف‪ ،‬بل إنه اعتبر وسيلة‪ ‬لـ «امتصاص» غضب‪ ‬سكان‬ ‫الحسيمة والجوار‪ ،‬بسبب ما أصابهم ‪ ‬في يوم عيد المسلمين‪ ،‬من تعنيف شرس‪ ‬سجلت بسببه‬ ‫إصابات عديدة بليغة بسب االستعمال المفرط لـ «العصي والهراوات» والقنابل المسيلة‬ ‫للدموع‪ ،‬وصنوف أخرى من «المعالجة» األمنية ‪ ‬المعتادة‪ ‬لالحتجاجات الشعبية ‪ ‬لم يسلم منها‬ ‫كل «من يتحرك» أو تسعى به قدماه‪ ‬في فضاءات االحتجاجات‪.‬‬ ‫أسف العثماني و «انشغاله» بأحداث يوم عيد الفطر بالحسيمة‪ ،‬لم تجد تجاوبا يذكر‪ ،‬ال‬ ‫في الريف وال في باقي جهات البالد‪ ،‬فالرجل لم يكن مقنعا وال منطقيا مع نفسه‪ ،‬نظرا ألنه‬ ‫المسؤول األول‪ ،‬ــ إلى أن يثبت هو العكس ــ ‪ ‬عن الجهاز التنفيذي‪ ،‬ومنه األجهزة األمنية‪،‬‬ ‫التي ‪ ‬البد لها من «غطاء»‪ ‬لتستعمل كل هذا العنف في مواجهة المحتجين على الظلم‬ ‫والحكرة ‪ ‬والفقر والبطالة ‪ ‬والغالء والضياع وغيرها من مظاهر الفساد التي يندد بها الشعب‬ ‫المغربي‪ ‬في الريف وغير الريف‪،‬‬ ‫وإذا‪ ،‬فقد كان ضروريا أن يعمد جاللة الملك إلى التعبير عن «استيائه» و «انزعاجه» ‪ ‬و«قلقه»‬ ‫مما يمكن ‪ ‬أن ‪ ‬نفسره بتهاون الحكومة في تنفيذ المخطط الملكي لتنمية‪ ‬برنامج «الحسيمة‬ ‫منارة المتوسط» ‪ ‬لكي « تتحرك» الحكومة ولكي يطلع العثماني بتصريحات يبشر‪ ‬فيها بــ‬ ‫«مرحلة جديدة»‪ ‬في الريف ‪ ‬ويدعو إلى التهدئة دون أن يتناول كنه القضية ‪ ،‬وسر كل تهدئة‬ ‫‪ ،‬وهو إطالق سراح المعتقلين الذين بلغ عددهم ‪144‬منهم ‪ 97‬معتقال احتياطيا و ‪ 47‬موقوفا‬ ‫تحت الحراسة النظرية ‪ ،‬إلى حدود الخميس الماضي‪ ،‬في حين بلغ عدد المعتقلين الذين‬ ‫صدرت في حقهم أحكام ابتدائية ‪ ‬بالسجن النافذ أو الموقوف التنفيذ ‪ 40‬شخصا‪ ،‬مقابل ‪18‬‬ ‫شخصا متابعين في حالة سراح‪ ،‬مع حفظ القضية في حق ‪ 16‬شخصا‪ ،‬حسب‪ ‬الوزير الخلفي‪ ‬‬ ‫الذي تعرفون «حيثياته» الوزارية والسياسية‪.‬‬ ‫مجلس الحكومة المنعقد الخميس الماضي أعلن عن وجود «حالة تعبئة شاملة» من‬ ‫أجل مضاعفة الجهود وتسريع وتيرة إنجاز المشاريع بإقليم الحسيمة ورفع درجة التنسيق بين‬ ‫القطاعات الحكومية وضمان احترام أداء اإلنجاز‪ .‬وأن لجنة وزارية أنشئت لهذه الغاية‬ ‫ما أعلن عنه العثماني كتدبير استثنائي هو بالضبط المطلوب من وزراء حكومة تحترم‬ ‫نفسها ومواطنيها‪ ،‬وتباشر مسؤولياتها‪ ‬أن تقوم به «بجد وصدق وأمانة»‪ .‬أو لم يقسموا على‬ ‫ذلك يوم تسلمهم لمهامهم؟‬ ‫والنتيجة أن عشرة وزراء ممنوعون اليوم من العطلة الصيفية‪ ،‬بأمر ملكي‪ ،‬بينما تلقى كل‬ ‫من وزير الداخلية والمالية أمرا ملكيا‪ ‬قصد قيام كل من المفتشية ‪ ‬العامة لإلدارة الترابية‬ ‫والمفتشية العامة للمالية بالتحريات الالزمة‪ ‬بشأن عدم تنفيذ المشاريع المبرمجة في إطار‬ ‫مخطط «الحسيمة منارة المتوسط» وتحديد المسؤوليات ورفع تقرير بهذا الشأن في أقرب‬ ‫اآلجال إلى علم جاللة الملك‪.‬‬

‫بعض مما يمكن استنتاجه من التعليمات الملكية أن احتجاجات أهل الحسيمة لها ما يبررها‬ ‫بسبب عدم ‪ ‬وفاء الدولة (الحكومة)‪ ‬بالتزاماتها إزاء المواطنين بهذا ا ٌ‬ ‫إلقليم‪ ،‬وهو ما يستوجب‬ ‫تحديد المسؤوليات بهذا الشأن‪ .‬ثم إن الحكومة تقدم لجاللة الملك مشاريع ال تستوفي جميع‬ ‫شروط اإلنجاز سواء فيما يتعلق بتصفية وضعية العقار أو توفير التمويل‪ ‬والدراسات ‪ ،‬وهو‬ ‫ما يكون مدعى الستغراب المواطنين حين يرون أن جاللة الملك أعطى االنطالقة لمشاريع‬ ‫بنيوية أو اجتماعية أو اقتصادية‪ ،‬دون أن تحترم آجال اإلنجاز خالل المدة المعلن عنها‪ .‬بل إن‬ ‫عددا من المشاريع المدرجة في هذا النطاق بالحسيمة ال تزال‪ ‬هياكل إسمنتية بدأ يتسرب‬ ‫إليها الخراب‪ ،‬كما بدأ اليأس يتسرب إلى بعض النفوس التي أعيتها المسكنات‪.‬‬ ‫‪ ‬‬

‫العثماني ‪Mea Culpa :‬‬

‫‪ ‬‬ ‫كاد العثماني أن يصرح «ما في راسي شي» وهو يحل ضيفا على القناتين‪ ،‬مساء السبت‬ ‫الماضي‪ .‬إال أنه لم يجد بدا من االعتراف بـ «الخطأ» الذي وقع فيه «أغلب» زعماء «األغلبية»‬ ‫حين اتهموا نشطاء حراك الريف بـ «االنفصال» وخدمة «أجندات خارجية»‪! ‬‬ ‫‪ ‬العثماني اعتبر أن تلك «التصريحات»‪« ‬ما كان لها أن تكون» كما أنه يجب «عدم الرجوع‬ ‫إليها»‪ ،‬من منطق «عفا اهلل عما سلف»‪ ،‬العزيز على البيجيدي‪ ،‬رغم خطورة مصدرها ‪ ‬وثقل‬ ‫االتهام الذي حملته والذي أصاب في الصميم كبرياء ووطنية أبناء الريف األشاوس ‪ ‬الذين‬ ‫كانوا‪ ،‬على الدوام‪ ،‬حماة لوحدة واستقالل الوطن‪ .‬وال أدل على ذلك من أن سكان الريف‬ ‫خرجوا في مظاهرات صاخبة ردا على اتهامات أغلبية العثماني التي خرجت من الخيمة ‪...‬كما‬ ‫تعلمون‪! ‬‬ ‫الغريب أن العثماني «استغرب» الستمرار االحتجاجات بالحسيمة «رغم اإلجراءات التي‬ ‫قامت بها الحكومة»‪ ....‬يعني ‪ ‬عقد اجتماع مجلس الحكومة‪ ،‬اإلعالن عن «المرحلة الجديدة»‬ ‫و»تجند» الحكومة من أجل تسوية الملفات العالقة‪« ،‬على أحسن وجه»‪ ،‬ومطالبة الوزراء بإعداد‬ ‫تقارير مفصلة عن البرامج‪...‬إلى آخره‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬العثماني طالب سكان الحسيمة بتوفير الهدوء‪« ‬من أجل «تنفيذ» المشاريع‬ ‫المبرمجة‪ ،‬معتبرا أن هناك تحسنا في تناول موضوع تنمية الريف‪ ،‬بدليل أن وكالة تنمية أقاليم‬ ‫الشمال طرحت أكثر من ‪ 200‬طلب عروض لمشاريع في مختلف المجاالت»‪.‬‬ ‫أما مسالة المعتقلين فال «جهد» لرئيس الحكومة على «عتقهم»‪ ‬وما على أهل‬ ‫الحسيمة ‪ ‬إال أن يوفروا الهدوء لكي تستطيع الحكومة فعل شيء ما‪ ،‬في هذا الصدد‪ .‬مع تأكيد‬ ‫االلتزام بتوفير المحاكمة العادلة‪.‬‬ ‫بالمناسبة‪ ،‬لم ‪ ‬يفت رئيس الحكومة أن يشيد بسكان الحسيمة الذين حافظوا بشكل عام‬ ‫طيلة سبعة ‪ ‬أشهر على سلمية االحتجاجات‪ ..‬وأن يوجه تحية إلى ‪ ‬رجال األمن الذين «تحلوا‬ ‫بضبط النفس والوطنية وهم الذين يعيشون ظروفا خاصة للحفاظ على األمن»‪ ،‬مضيفا‪:‬‬ ‫«صحيح أنه وقعت أحداث هنا وهناك‪ .‬وإذا وقع تجاوز على شخص فيجب تسليط الضوء على‬ ‫الحادثة‪ ..‬نحن ال نريد ظلم أي أحد»‪.‬‬ ‫العثماني الذي ُفسر صمته الطويل بأن ال حول له ‪ ‬وال قوة في التعامل مع «حراك» أهل‬ ‫الحسيمة ‪ ،‬بالرغم من أن قياديين من حزبه حاولوا دفعه إلى «البوح» بالحقيقة ‪....‬التي كشف‬ ‫عن جانب منها بالغ المجلس الوزاري األخير‪ ،‬استغل «مروره» في القناتين‪ ،‬ليدلي بتصريحات‪ ‬‬ ‫ذات بعد اجتماعي وتنموي‪ ،‬ولكنه تفادى الخوض في الوضع الذي أفرزته المقاربة األمنية ‪ ‬وأعلن‬ ‫أن الحسيمة ستتحول إلى ورش كبير‪ ،‬والحال أنه كان يجب أن تتحول ‪ ‬هذه المدينة إلى ورش‬ ‫كبير منذ سنة ‪ ،2015‬في إطار المخطط الملكي «الحسيمة منارة المتوسط»‪ ،‬لو أن الوزراء‬ ‫«قاموا بشغلهم» ‪ ‬وتحملوا مسؤولياتهم كما كان يجب‪ ! ‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪896‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪ 10‬يوليوز ‪2017‬‬

‫�أقبل ال�صيف‪� ...‬أما �آن ل�شوارع‬ ‫و�أزقة طنجة �أن تنظف؟؟؟‬ ‫أصبحت تجارة الجنس هد ًفا يسعى إلى تحقيقه الكثيرون‪ ،‬هذا الشيء ليس بالجديد‪ ،‬السيما‬ ‫المستثمرين األجانب الذين يقصدون طنجة لإلقامة والعيش واستثمار أموالهم‪ ،‬بطريقة تذر‬ ‫الدخل الكبير عليهم‪ ،‬وساعدهم في ذلك ‪ ‬تواجد الفضاءات الكثيرة كاألحياء الراقية التي تنتشر‬ ‫فيها الشقق المفروشة التي أصبحت فيروسًا خطيرًا ينخر العمود الفقري للمدينة‪ ،‬ويشوه‬ ‫صورتها‪ ،‬إضافة إلى مختلف اإلقامات التي تسهل فيها عملية اإليجار وقضاء ليالي دون مراقب‬ ‫أو منازع يقوم فيها السائح باستقطاب فتيات من مختلف األعمار من أجل االستمتاع بلحظات‬ ‫المتعة الجنسية‪ ،‬فضال عن عدد من دور الضيافة التي يسيرها أجانب والتي توفر هذه الخدمة‬ ‫مقابل منح السائح متعة في اإلقامة وقضاء أطول مدة ممكنة دون حرمانه من القيام بأنشطته‬ ‫الفاسدة التي قادته إلى طنجة لألسف‪ ،‬زد على ذلك انتشار بعض المالهي الليلية الفاسدة‬ ‫والعديد من المقاهي والمطاعم والحانات وبعض المحالت التجارية التي تبذل جهدا كبيرا في‬ ‫اصطياد الفرائس من السياح أجانب ووطنيين وتوجيههم إلى وسطاء يلبون رغباتهم الجنسية‬ ‫عن طريق توفير المكان والزمان وبائعات الهوى متى شاء السائح ذلك‪ ،‬والتي تعمل في نفس‬ ‫المجال تحت إشراف وسطاء الدعارة الذين يحاولون توفير مختلف الخدمات الغير قانونية وغير‬ ‫األخالقية للسياح‪ ،‬والتي تعمل أيضا رفقة ‪ ‬شبكات الدعارة التي تعمل بدوها جاهدة الستقطاب‬ ‫السياح الراغبين في المتعة الجنسية بعيدًا عن الفنادق والمؤسسات السياحية القانونية‬ ‫والمعروفة التي تشتهر بسمعتها الطيبة‬ ‫وخدماتها السياحية الجيدة وعالية الجودة ‪ .‬‬ ‫ربما الموضوع مستهلك كما أسلفنا‬ ‫الذكر‪ ،‬لكن‪ ،‬هذا ال يمنع من أن نتطرق إليه‬ ‫خصوصا مع حلول موسم الصيف‪ ،‬موسم‬ ‫الدعارة بامتياز‪ ،‬في كل المدن السياحية‬ ‫بالمغرب‪ ،‬ليس بطنجة فقط‪ ،‬الظاهرة تتنامى‬ ‫يوما بعد يوم‪ ،‬شتاء وربيعا وصيفا‪ ،‬ظاهرة‬ ‫انتشرت بشكل كبير وأصبحت تسير تحت‬ ‫إشراف شبكات متخصصة في تسريح الفتيات‬ ‫وبيع المتعة الجنسية بالدقائق والساعات‬ ‫وكل شيء بثمنه‪ ،‬حيث تنطلق العملية التي‬ ‫تباشرها أحيانا بائعات الهوى انطال ًقا من‬ ‫وصول السياح إلى طنجة من مختلف الجنسيات‬ ‫خاصة الخليجيين والسياح األوروبيين السيما‬ ‫المسنين منهم‪ ،‬كون هذا النوع يدفع أكثر‬ ‫وال يتطلب الكثير‪ ،‬والخطير في األمر أن فئة‬ ‫هذه اآلفة لم تعد تقتصر على المطلقات أو‬ ‫الراشدات بل تجاوزتهن لتصبح الفتيات القاصرات السيما فتيات المدارس‪ ،‬الهدف الرئيسي‬ ‫الذي يسعى كل مسير شبكة للدعارة الراقية الحصول عليه‪ ،‬فالفتاة القاصر وتلميذات المدارس‬ ‫أكثر طلبًا من طرف السياح ويحققن أرباحًا طائلة لفائدة مختلف شبكات الدعارة‪ ،‬نظرًا لما‬ ‫يجنينه من أموال‪ .‬‬ ‫ّ‬ ‫إن انتشار وتفشي هذه الظاهرة الخطيرة ال يمكن تحميل مسؤوليته فقط لجهة معينة‪ ،‬بل‬ ‫المسؤول األول واألكبر الفتيات اللواتي يتحولن من طالبات‬ ‫وتلميذات وموظفات إلى بائعات هوى يقدمن أجسادهن‬ ‫للمتعة والفساد مقابل الحصول على عيش كريم وسعادة‬ ‫عمرها قصير إذ ال تتجاوز الساعات ثم تختفي‪ ،‬والغريب في‬ ‫األمر أنهن لسن من أصل طنجي‪ ،‬فأغلبهن وإن لم نقل كلهن‬ ‫من باقي مدن المغرب العميق‪.‬‬ ‫إنها معضلة تستدعي تكثيف الجهود من جميع الجهات‬ ‫من مسؤولين وهيئات المجتمع المدني ومواطنين‪ ،‬للحد‬ ‫منها بإيجاد حلول ناجعة ‪ ‬وفورية للقضاء عليها ولو كان األمر‬ ‫تدريجيا‪ ،‬فتفتشي هذه الظاهرة أصبح يهدد سالمة المجتمع‬ ‫وأصبح يشوه صورة المدينة بشكل كبير السيما في صفوف‬ ‫زوراها رغم الجهود المبذولة من طرف السلطات األمنية‬ ‫إال ّ‬ ‫أن هذا ال يكفي‪ ،‬السيما بعد أن أصبح لهؤالء المسيرين‬ ‫والوسطاء المغاربة واألجانب مكانة ووضعا متميزا في المدينة‬ ‫في عالقاتهم بالسياح وعدد من الشخصيات‪ ،‬وحصولهم على‬ ‫ما يرغبون فيه عن طريق بيع أجساد الفتيات اللواتي ال بهمهن شيء سوى الحصول على‬ ‫المال والرفاهية والعيش الكريم الذي ال يدوم طويال‪ ،‬إذ ينتهي بمجـرد انتهاء مدة صالحية‬ ‫أجسادهن ‪.‬‬ ‫عند التجول بكورنيش طنجة مثال‪ ،‬أو «كورنيش الحب المحرم» إذا صح التعبير‪ ،‬على‬ ‫امتداده فتيات ونساء الهوى يجدن ألنفسهن مالذا آمنا ومضمونا الستقطاب الزبائن‪ .‬فالعمل‬ ‫بكورنيش الشاطئ ال يتوقف نهارا وال ليال‪ ،‬واإلقبال في تزايد‪.‬‬ ‫بائعات الهوى بهذا المكان يميزن أنفسهن بمالبسهن الضيقة‪ ،‬وروائح العطر القوية‪ ،‬وال‬ ‫تتوانى بعضهن عن إشعال سيجارة والقيام بحركات إغواء يفهمها جيدا الباحثون عن اللذة‪،‬‬ ‫فأمام أعين المارة يقف شبان وكهول بسياراتهم أمامهن‪ ،‬وقد ال يكلفون أنفسهم عناء النزول‬ ‫للتفاوض‪ ،‬بل يتركنهن يقتربن من السيارة‪ ،‬وسرعان ما يركبنها متجهين نحو منزل الزبون‪،‬‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫أو حتى نحو بعض الفنادق غير المصنفة التي تحولت غرفها إلى أوكار للدعارة مقابل ‪ 20‬درهم‬ ‫تضاف إلى إيجار الغرفة‪.‬‬ ‫وغير بعيد عن الكورنيش‪ ،‬تضم ساحة األمم‪ ‬عمارات سكنية تخصص جل شققها كأوكار‬ ‫لممارسة الدعارة‪ ،‬وبحكم قربها من الكورنيش فإنها تعد أماكن مناسبة لممارسة الجنس بعيدا‬ ‫عن أي إزعاج محتمل من السلطات‪.‬‬ ‫وإن كانت الدعارة على الشاطئ البلدي نهارا تتوقف عند حد المفاوضات فحسب‪ ،‬كونها‬ ‫تمارس في الشقق المفروشة أو في الفنادق الغير مصنفة‪ ،‬فإن تجارة الهوى ليال تكون أسوأ‬ ‫بكثير‪ ،‬إذ إن الجنس يمارس في ساعات الليل المتأخرة على رمال الشاطئ البلدي‪ ،‬حتى صار‬ ‫التجول به في هذه الفترة ممنوعا على باقي سكان المدينة‪ ،‬وال يستغرب المتجولون في الصباح‬ ‫الباكر من وجود بعض األدوات الجنسية مثل العوازل الطبية‪ ،‬تمأل المكان‪.‬‬ ‫تاجرات الجنس على الشاطئ البلدي أغلبهن ال يتجاوزن ‪ 30‬عاما‪ ،‬منهن الطالبات وحتى‬ ‫األمهات‪ ،‬وبعضهن ال يتوانين عن عرض «خدماتهن» على الزبائن المحتملين‪ ،‬بل إن‬ ‫بعضهن يعرضن تخفيض السعر! والكثيرات‬ ‫منهن ذوات لكنة قروية‪ ،‬أي أن أغلبهن من‬ ‫المهاجرات إلى طنجة‪ ،‬وبعضهن يلتجئن‬ ‫للدعارة بعدما ينتهين من عملهن اليومي‬ ‫كعامالت في المعامل أو منظفات‪ ،‬وهي أعمال‬ ‫ال توفر لهن دخال كافيا‪.‬‬

‫دعارة راقية‬

‫دعارة األماكن العامة ليست وحدها المجال‬ ‫النشيط في تجارة الهوى بمدينة‪ ‬طنجة‪،‬‬ ‫فالدعارة الراقية بالمدينة‪ ‬تجد لنفسها تربة‬ ‫خصبة في العديد من األحياء «الهاي كالس»‪،‬‬ ‫فمنطقة فيال فيستا مثال‪ ،‬المتواجدة بخليج‬ ‫طنجة‪ ،‬منطقة راقية وهادئة‪ ،‬تضم فيالت‬ ‫سكنية أغلبها شبه مهجور‪ ،‬بحكم أن سكانها‬ ‫هم من الجالية المغربية بالخارج‪ ،‬لكن فيالت‬ ‫أخرى تنشط يوميا وخاصة بالليل‪ ،‬فالعديد‬ ‫من أرباب الفيالت يؤجرونها لمن يريدون إحياء ليالي المجون‪ ،‬أو أن أربابها أنفسهم يعدونها‬ ‫الستقبال زبائن الشهوة الجنسية‪.‬‬ ‫يقول أحد حراس الفيالت بالمنطقة‪ ،‬إن بعض الفيالت بهذا الحي باتت معروفة بأنشطتها‬ ‫المشبوهة‪ ،‬إذ مباشرة بعد منتصف الليل تتوافد عليها فتيات ال تزيد أعمارهن عن ‪ 18‬أو ‪20‬‬ ‫عاما‪ ،‬ثم يصل شخص أو اثنان بسيارات فارهة‪ ،‬تقف بعيدا عن‬ ‫الفيال المعدة للدعارة‪ ،‬لتنار األضواء وتنطلق أنغام الموسيقى‬ ‫طيلة الليل‪ ،‬وال يخرج هؤالء من البناية إال في ساعات متأخرة‬ ‫من صباح اليوم الموالي‪ ،‬وتبدو عليهم أحيانا عالمات الثمالة‪،‬‬ ‫هؤالء قد يكونون شبانا أو حتى شيوخا‪ ،‬يضيف المصدر‪.‬‬ ‫هذه المنطقة وإن كانت تحتضن فيالت دعارة تعد على‬ ‫أصابع اليد الواحدة‪ ،‬لكن ذلك لم يمنع من تلوث سمعتها‪،‬‬ ‫حتى أخذ السكان يشتكون من ذلك‪ ،‬مع أن الحمالت األمنية‬ ‫على هذا الحي نادرة وغير ّ‬ ‫مكثفة‪.‬‬ ‫مناطق أخرى بمدينة طنجة‪ ‬ال تستقبل المغاربة فقط‪ ،‬بل‬ ‫إن أهم زبائنها هم من األجانب‪ ،‬مثل منطقة مالباطا التي‬ ‫تضم مجموعة من الشقق المفروشة التي توضع تحت خدمة‬ ‫شخصيات ثرية ليس فقط مغربية‪ ،‬بل أيضا أوروبية وخليجية‪،‬‬ ‫وهي نوعية الزبائن المفضلة عند الكثيرين من تجار الجنس‪،‬‬ ‫كونها األكثر «كرما»‪.‬‬ ‫الهدف من هذا التحقيق‪ ،‬هو التذكير بهذه الظاهرة بهذا الموسم بالذات‪ ،‬كي ال ننسى‬ ‫أن هنالك عائالت محترمة وأناس محترمين‪ ،‬يجدون في طنجة راحتهم لقضاء عطلتهم‪ ،‬ومن‬ ‫حقهم أن يجدوا جوا صحيا سليما رفقة عوائلهم‪ ،‬كذلك السياح األجانب المحترمون‪ ،‬هناك‬ ‫من يتضايق من مالحقة العامالت بالجنس لهم‪ ،‬خصوصا وهم يصطحبون معهم زوجاتهم‬ ‫وعائلتهم الصغيرة لإلستمتاع‪ ،‬ليس لرؤية مناظر تخدش البصر وتحزن القلب‪ ،‬من عامالت‬ ‫الجنس إلى أطفال الشوارع مرورا على المتسولين والمجانين والمشرملين والقائمة طويلة‪.‬‬ ‫نتمنى أن يصل السلطات نداءنا‪ ،‬بمحاولة تنقية شوارع وأزقة طنجة من هكذا ممارسات‬ ‫ال أخالقية وأخرى إجرامية‪ ،‬لننعم نحن أهل طنجة بمدينتنا بالصيف ولينعم فيها زوارها‪.‬‬


‫العدد ‪896‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪ 10‬يوليوز ‪2017‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬

‫‪ ‬متى ينفض الغبار‬ ‫عن ملف سوق‬ ‫الجملة بوزان ؟‬

‫انفجار عداد مياه يغرق حيا بطنجة لخمس عشرة ساعة و «أمانديس»‬ ‫تتجاهل اتصاالت السكان‬

‫ال تكاد فضيحة من فضائح تدبير شركة «أمانديس»‬ ‫الفرنسية لقطاع الماء والكهرباء بطنجة تمر حتى تحدث‬ ‫فضيحة أخرى ‪ .‬هذه القاعدة التي اعتاد عليها السكان تأكدت‬ ‫مساء األربعاء الماضي بحي الشرف حين غرقت المنطقة في‬ ‫طوفان من الياه إثر انفجار أحد األنابيب‪ ‬ولمدة ‪ 15‬ساعة‬ ‫متواصلة دون أن تستجيب الشركة الستغاثات المتضررين‪.‬‬ ‫وشهد أحد منازل الزنقة ‪ 41‬بنفس الحي انفجار أنبوب‬ ‫في عداد المياه ما تسبب في تدفق المياه بغزارة األمر الذي‬ ‫دفع السكان إلى االتصال‪ ‬مباشرة برقم الطوارئ‪ ‬حسب‬ ‫تأكيداتهم ليتلقوا وعدا بحل المشكل في العاجل‪ ،‬لكن ذلك‬ ‫لم يحدث‪.‬‬

‫وعاود السكان عدة مرات االتصال بالشركة إذ أكد‬ ‫بعض أهالي المنطقة أن االتصاالت استمرت حتى الفجر‪،‬‬ ‫وسط تجاهل تام من الشركة في الوقت الذي كان الماء‬ ‫يتدفق بقوة ويغرق الحي بكامله‪.‬‬ ‫ولم‪ ‬يبق السكان مكتوفي األيدي حيث استعانوا‬ ‫بمجهوداتهم الذاتية في محاولة لحل المشكلة أو على األقل‬ ‫التقليل من تدفق المياه وهو األمر الذي دفع أحد السكان‬ ‫إلى التعليق مستغربا» إن لم تفكر «أماندبس» في أن الحي‬ ‫غرق في الماء كان عليها أن تفكر على األقل قي كميات‬ ‫المياه المهدورة وهي التي توصي السكان باالقتصاد في‬ ‫استهالكه‪.‬‬

‫وقام السكان أيضا بالتقاط صور وتسجيل فيدوهات‬ ‫لما جرى بغاية نشرها على مواقع التواصل االجتماعي في‬ ‫محاولة لحث الشركة على التدخل‪.‬‬ ‫ولم تستجب الشركة لنداءات السكان إال بعد ‪ 15‬ساعة‬ ‫كاملة من وقوع العطب‪ ،‬إذ لم يلتحق تقنيوها بالمكان إال‬ ‫في حوالي التاسعة صباحا األمر الذي يطرح‪ ،‬حسب السكان‪،‬‬ ‫عالمات استفهام كثيرة حول جدوى أرقام الطوارئ المعلن‬ ‫عنها‪.‬‬

‫حمزة المتيوي‬

‫الطليعة‪ ‬ينتقد احتكار الوالي لتدبير الشأن المحلي بطنجة‬ ‫ويهاجم اختيارات الجماعة‬ ‫انتقد‪ ‬حزب الطليعة بإقليم طنجة أصيلة احتكار وزارة‬ ‫الداخلية في شخص الوالي محمد اليعقوبي‪ ‬سلطة تدبير‬ ‫الشأن المحلي بطنجة‪ ،‬مبديا ايضا عبر بيان أصدره عقب‬ ‫االجتماع العادي األخير لمكتبه اإلقليمي عدم قدرة المجلس‬ ‫الجماعي على مواجهة شركات التدبير المفوض باإلضافة‬ ‫إلى تهميشه لمجموعة من األحياء الشعبية‪.‬‬ ‫ووفق الوثيقة التي حصلت «المساء» على نسخة‬ ‫منها‪ ،‬فإن الحزب سجل الغياب الشبه تام للمجلس‬ ‫الجماعي‪ ‬وللمقاطعات عن إدارة وتنفيذ مخططات اإلصالح‬ ‫حيث أصبحت سلطة تدبير الشأن المحلي في يد الوالية‬ ‫ومصالحها اإلدارية‪ ‬كما أن األغلبية المطلقة التي ينعم‬ ‫بها الحزب المسير لمدينة طنجة لم ير منها السكان إال‬ ‫تمرير مخططات ومشاريع اتفاقيات تمس قدرتهم الشرائية‬ ‫وحقوقهم في العدالة والكرامة والمواطنة على حد وصف‬ ‫الحزب‪.‬‬ ‫ونبه «الطليعة» إلى غياب االرادة السياسية لدى‬ ‫المجلس الجماعي للترافع عن حقوق السكان والمدينة‬ ‫بل فضل نهج سياسة االختيارات الالديمقراطية لجبر‬ ‫خاطر الجهات الوصية‪ ‬وروافدها الحزبية فيما يخص دفتر‬

‫التحمالت لدعم الجمعيات وإعادة تثبيت عدادات األداء‬ ‫بالشوارع وتصميم التهيئة ومالعب القرب‪.‬‬ ‫وأورد الحزب أنه يالحظ الغياب المطلق للمجلس في‬ ‫تدبير أسواق القرب وحماية الملك الغابوي والفضاء العمومي‪ ‬‬ ‫وكل ذلك مع اإلبقاء على العشوائية والريع والفساد الذي‬ ‫يعم كل المرافق الجماعية‪ ،‬منتقدا غياب اإلرادة في تفعيل‬ ‫اإلدارة اإلليكترونية‪ ‬كمدخل أساسي للشفافية والحكامة في‬ ‫تدبير الشأن المحلي في كل المرافق وعدم االلتزام بدفتر‬ ‫التحمالت مع غياب المعلومة حول االختالالت ‪ ‬والمخالفات‬ ‫فيما يخص مرافق التدبير المفوض من نقل عمومي‬ ‫ونظافة وإنارة عمومية وتدبير لقطاع الماء والكهرباء‪.‬‬ ‫وسجلت الوثيقة أيضا ما وصفته بغياب أي مبادرة‬ ‫للمجلس في االستثمار في مجاالت البيئة والوقاية والسالمة‬ ‫الصحية ‪ ‬للسكان حيث أصبح انتشار الكالب الضالة‪ ‬‬ ‫والبعوض والروائح الكريهة واألزبال جزءا من مشهد‬ ‫المدينة خاصة في المناطق المضافة ‪ ،‬منبهة أيضا إلى غياب‬ ‫االستثمار في تغطية مجاري الصرف الصحي‪ ‬في المنطقة‬ ‫الغربية والجنوبية للمدينة مع غياب أي مبادرة لتحسين‬

‫جودة الشاطئ البلدي وشاطئ مرقالة‪ ‬استعدادا الستقبال‬ ‫موسم الصيف‪.‬‬ ‫وأورد الحزب أن اإلصالحات المهيكلة للبنية التحتية‬ ‫هي مشاريع كانت المدينة في أمس الحاجة إليها من أجل‬ ‫نمو اقتصادها لتصبح مدينة‪ ‬كبرى لكن كل ذلك يروم‬ ‫الواجهة دون أن يطال أهم األحياء الشعبية التي لم تستفد‬ ‫من هذه اإلصالحات مثل أحياء أحمار والسانية والهرارش‬ ‫وفدان تشابو والمغاير والزياتن وبوخالف والعوامة‬ ‫والحراريين ومسنانة والرهراه‪.‬‬ ‫وانتقد الحزب ما اعتبره استهدافا لجيب المواطن الذي‬ ‫تحمل فاتورة تلك اإلصالحات والمشاريع الكبرى حيث أثقلت‬ ‫كاهله فواتر خيالية لشركة أمانديس وارتفاع األسعار والرفع‬ ‫من قيمة الجبايات‪. ‬‬ ‫ودق «الطليعة» ناقوس الخطر حول تفويت المرافق‬ ‫الجماعية بعد تنقيلها حارج المدينة كالمحطة الطرقية‬ ‫والمجزرة العمومية‪ ‬والمحجز البلدي‪ ‬وسوق الجملة‪ ،‬محذرا‬ ‫من التأثير الكبير لهذه الخطوة على القدرة الشرائية‪ ،‬داعيا‬ ‫إلى التصدي لهذه الخطوة بكل الطرق القانونية الممكنة‪.‬‬

‫ح‪.‬م‬

‫ملفات حارقة على طاولة العامل الجديد إلقليم تطوان‬ ‫‪ ‬تنتظر يونس التازي عامل إقليم تطوان الجديد ملفات‬ ‫حارقة باإلقليم أهمها االستغالل السياسي‪ ‬الذي تتعامل‬ ‫وفقه المجالس الجماعية مع العديد من القطاعات الحساسة‬ ‫مثل البناء العشوائي واستفحال ظاهرة احتالل الملك‬ ‫العمومي ونهب الرمال من طرف مافيات منظمة وفوضى‬ ‫تدبير ومراقبة وتنزيل بنود دفاتر التحمالت الخاصة بمقالع‬ ‫األحجار الموجودة بعدد من الجماعات القروية‪.‬‬ ‫وحسب عدد من المهتمين بالشأن العام المحلي‬ ‫فإن اإلكراه األول الذي سيواجهه العامل الجديد لمعالجة‬ ‫المشاكل العالقة هو تورط بعض السياسيين في الخروقات‬ ‫والتجاوزات واستفادتهم من فوضى البناء العشوائي الذي‬ ‫دمر جمالية المدن الشمالية وساهم في انتشار‪ ‬الظواهر‬ ‫المشينة واإلدمان على المخدرات بأنواعها‪ ،‬فضال عن غياب‬ ‫البنية التحتية وصرف أموال باهظة من المال العام من‬ ‫أجل إعادة الهيكلة لضمان الحد األدنى من شروط العيش‬ ‫الكريم‪.‬‬

‫هذا وينتظر أن يباشر العامل الجديد كذلك فتح ملف‬ ‫استفحال ظاهرة احتالل الملك العمومي‪ ‬بتطوان ومحاصرة‬ ‫المراكز الثقافية وقاعات المسارح والسينما‪ ،‬ما أثر بشكل‬ ‫سلبي على وجه وتاريخ المدينة الحضاري‪ ،‬فضال عن فتح‬ ‫تحقيق في صرف ميزانيات مهمة من طرف الجماعة‪ ‬لبناء‬ ‫أسواق أصبحت مجرد أشباــح اسمنتية ولتحقيق الغاية‬ ‫المرجوة منها لتنقيل الباعة المتجولين إليها واستفادتهم‬ ‫من المحالت التجارية‪.‬‬ ‫وحسب مصدر «األخبار» فإن من ضمن الملفات التي‬ ‫سينكب العامل الجديد على معالجتها ‪ ‬ظاهرة نهب الرمال‪ ‬‬ ‫من طرف مافيات منظمة تدعمها جهات سياسية ناهيك‬ ‫عن خروقات التعمير وتسليم الشهادات اإلدارية والرخص‬ ‫االنفرادية والسطو على األراضي الساللية‪ ‬ومشاكل‬ ‫التحفيظ بالجماعات القروية‪ ،‬إلى غير ذلك‪.‬‬ ‫وأضاف نفس المصدر أن من األولويات أيضا فتح‬ ‫ملفات المقالع الضخمة بالجماعات القروية واالستجابة‬

‫لمطالب السكان الخاصة بتنزيل دفاتر التحمالت ومنع العمل‬ ‫ليال فضال عن فتح تحقيق في تواطؤ بعض السياسيين‬ ‫وعدم قيامهم بواجبهم في المراقبة والتتبع وإنجاز محاضر‬ ‫مخالفات بتنسيق مع الجهات المختصة‪ ،‬لتفادي التلوث‪ ‬‬ ‫البيئي وتضرر الفرشاة المائية‪ ‬واألمــراض الناتجــة عن‬ ‫الغبار‪.‬‬ ‫وكشف المصدر ذاته أن العامل الجديد‪ ،‬ومن خالل‬ ‫اجتماعه مع المصالح ورؤساء األقسام وكافة المسؤولين أكد‬ ‫ضرورة التنسيق لخدمة المواطن على أعلى مستوى‪ ‬كما‬ ‫ينص على ذلك الدستور الجديد والتوجيهات الملكية ‪ ‬إلى‬ ‫جانب إعالنه أن باب مكتبه مفتوح للشكايات والتجاوزات‬ ‫وفق الصرامة والنجاعة الضروريتين‪ ،‬وذلك في احترام تام‬ ‫للقوانين المنظمة لكل مجال والجاري بها العمل‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫وكيل الملك‪ ‬يأمر باالستماع إلى إدعمار حول ملف تزوير‬ ‫بالمنطقة الصناعية‪ ‬‬

‫علمت «األخبار» من مصدر خاص‪ ،‬أن وكيل الملك‬ ‫بالمحكمة االبتدائية بتطوان أمر المصلحة الوالئية التابعة‬ ‫للشركة القضائية‪ ‬األربعاء الماضي‪ ،‬باالستماع إلى محمد‬ ‫إدعمار رئيس الجماعة الحضرية حول ملف اتهامه من طرف‬ ‫أحد المستثمرين‪ ‬بالمنطقة الصناعية‪ ‬بالتزوير‪ ‬في محرر‬ ‫رسمي والتوقيع على بيع قطعة أرضية على أساس أنها‬ ‫عارية‪ ‬في حين أنها تحتوي على ثالثة معامل قائمة البناء‬ ‫ويشتغل بها العديد من العمال‪.‬‬ ‫وحسب المصدر نفسه فإن الملف مقبل على تطورات‬ ‫مثيرة‪ ‬خالل األيام القليلة المقبلة خاصة بعدما أمر وكيل‬ ‫الملك بتوسيع البحث واالستماع إلى أشخاص آخرين‪ ‬‬ ‫مشتكى بهم وإجراء مواجهة بينهم ويبن المشتكين قبل‬

‫إنجاز محاضر رسمية وموافاته بها في أقرب وقت ممكن‬ ‫التخاذ اإلجراءات القانونية الضرورية‪.‬‬

‫هذا ويتهم المستثمر رئيس الجماعة الحضرية لتطوان‬ ‫بتفويت أمالك جماعية‪ ‬خارج القوانين المنصوص عليها‬ ‫ودون احترام بنود دفتر التحمالت الذي يمنع اتخاذ القرارات‬ ‫االنفرادية فضال عن عدم الرجوع ‪ ‬إلى اللجنة اإلقليمية‬ ‫المكونة من عدة مصالح للبت في المشاكل العالقة‬ ‫ومعالجتها وفي القوانين المنظمة الجاري بها العمل في‬ ‫هذا المجال‪.‬‬ ‫وكشفت مصادر أخرى أن توقيع عقد بيع قطعة أرضية‬ ‫من طرف الرئيس رغم علمه بوجود بنايات مشاريع فوقها‬

‫تم في ظروف غامضة وغير مفهومة فضال عن عالقة أحد‬ ‫المستفيدين لحزب العدالة والتنمية‪ ‬بفاس وانسحابه‬ ‫المفاجئ‪ ‬من الصفقة بعد التنازل اإلعالمي‪.‬‬ ‫وتضيف المصادر نفسها أن هناك احتالالت خطيرة‬ ‫تحدث على مستوى الممنطقة الصناعية‪ ‬بطريق مرتيل ويتم‬ ‫التغاضي عنها من طرف مصالح الجماعة‪ ،‬خاصة تحول بعض‬ ‫المشاريع إلى مستودعات وأشباح إسمنتية يستحيل تحقيقها‪ ‬‬ ‫لغاية توفير مناصب شغل وتوسيع االستثمارات وتطويرها‬ ‫لخلق التنافسية وتحريك عجلة االقتصاد بالمنطقة‪.‬‬

‫ح‪.‬خ‬

‫وزان ‪ :‬مراسلة خاصة ‪ ‬‬ ‫السوقان البلدي واألسبوعي ‪ ،‬وأزقة وساحات‬ ‫كثيرة بمدينة وزان مزدحمة على امتداد األسبوع‬ ‫بأهلها وزوارها من القرى المجاورة‪ ،‬الذين يتبضعون‬ ‫الخضر والفواكه واألسماك المعروضة للبيع ‪ ،‬توفرت‬ ‫الشروط الصحية لهذا العرض أم لم تتوفر ‪.....‬‬ ‫العشرات من الشاحنات المحملة بمواد االستهالك‬ ‫هذه ‪ ،‬ال يعلم دافعي الضرائب أين تتخلص من‬ ‫حموالتها المقدرة باألطنان ‪ ،‬مادام ال يظهر لذلك أثر‬ ‫في ميزانية الجماعة ‪....‬‬ ‫‪ ‬بحكم القانون وقوته فإن مواد االستهالك‬ ‫هذه ال يمكن أن تجد طريقها للعرض للعموم ‪ ،‬من‬ ‫دون المرور عبر سوق الجملة الذي تنظمه قوانين‬ ‫ومقررات جماعية‪ .....‬لكن بما أن تدبير الشأن المحلي‬ ‫لدار الضمانة في القرن ‪ 21‬لم يغادر مربع المقاربة‬ ‫البائدة ‪« ‬اتركوا أهل وزان في وزانهم يفعلون ما‬ ‫يشاؤون» ‪ ،‬فإن العبث هو السمة العامة التي تطبع‬ ‫تدبير جل المرافق العمومية التي يشكل سوق الجملة‬ ‫واحدا منها ‪.‬‬ ‫‪ ‬المعطيات التي توفـرت للجريدة من مصادر‬ ‫متعددة‪ ،‬تفيـد بأن سـوق الجملة بوزان تراجعـت‬ ‫مداخيله بشكل لم يسبق له مثيل ‪ ،‬بحيث انتقلت هذه‬ ‫المداخيل من الماليين إلى حفنة صغيرة من الدراهم‬ ‫ال تغطي حتى األجرة الشهرية للموظف الجماعي‬ ‫المكلف بتتبع نشاطه ‪ .‬وأرجعت نفس المصادر الوضع‬ ‫الكارثي لسوق الجملة هذا الذي غذا لعقود ميزانية‬ ‫جماعة وزان ‪ ،‬إلى مؤامرة حقيقية نسجت خيوطها أكثر‬ ‫من جهة توجد في عالقة مباشرة بتدبير هذا المرفق‬ ‫‪ ،‬وأن هذه المؤامرة تشدد نفس المصادر استفادت‬ ‫منها الحسابات المصرفية للبعض من هؤالء ‪.‬‬ ‫‪ ‬سوق الجملة بوزان تحول في السنوات األخيرة‬ ‫إلى شبح حقيقي بناية وتدبيرا‪ .‬فشاحنات الخضر‬ ‫والفواكه واألسماك التي تغرق المدينة ال تزور حرم‬ ‫هذا المرفق ‪ ،‬مما يحرم ميزانية الجماعة من مداخيل‬ ‫تقدر بالماليين ‪ ،‬ومن يختار المرور عبره وعددهم‬ ‫ال يتعدى ثالثة ممونين أو أربعة ‪ ،‬ال يخضع التعامل‬ ‫معهم بما يحدده القانون ‪ ،‬بل يخضع العتبارات أخرى ‪،‬‬ ‫إذا ما فتح تقصيا في الموضوع فإنه سيقود إلى الغابة‬ ‫التي تخفيها شجرة المبررات الواهية‪ .‬التعامل المشار‬ ‫إليه‪ ،‬رفض مسايرته ‪ -‬حسب ما تسرب من معلومات‬ ‫ الموظف الجماعي الذي أسند له في الشهور األخيرة‬‫تتبع نشاط هذه الجثة الميتة التي اسمها سوق‬ ‫الجملة فكان ما هو كائن اليوم من توتر يتداول‬ ‫بعض تفاصيله أسرة الموظفين والموظفات بالجماعة‬ ‫الترابية وخصوصا بقسم المالية والجبايات ‪ .‬‬ ‫‪ ‬سؤال آخر ينتصب أمام كل من يبحث عن‬ ‫الظروف والمالبسات المحيطة بتدبير هذا المرفق‪،‬‬ ‫وهو ما يتعلق بالقانون المنظم العتماد الوكالء الذين‬ ‫يسهرون على تدبير أسواق الجملة وطنيا‪ .‬فقد شدد‬ ‫أكثر من مصدر بأن عملية اختيار وكالء تدبير سوق‬ ‫الجملة بوزان عارية من خيط ومخيط القانون ‪ ،‬األمر‬ ‫الذي يستدعي التعجيل بفتح تحقيق في الموضوع ‪.‬‬ ‫‪ ‬فعاليات مدنية وحقوقية بالمدينة بدقها لجرس‬ ‫هذا المرفق‪ ،‬الذي ما خفي في تدبيره أعظم مما تمت‬ ‫إثارته ‪ ،‬تنتظر من عامل دار الضمانة بحكم اختصاصاته‬ ‫الواسعة ‪ ،‬التعجيل بعقد اجتماع يحضره كل من يوجد‬ ‫من قريب أو بعيد بسوق الجملة ‪ ،‬للوقوف على األسباب‬ ‫الحقيقية وراء إفالسه ‪ ،‬وتحديد درجة مسؤولية كل‬ ‫جهة وراء هذا االفالس المقصود في جزء كبير منه ‪،‬‬ ‫والسهر على تجند كل الجهات من أجل اخراج المرفق‬ ‫ الذي يغذي ميزانية الجماعة بمداخيل هامة ‪ -‬من‬‫قاعة االنعاش ‪ ،‬وااللتزام باحترام القانون عند تجديد‬ ‫الوكالء ‪ ،‬وحث الباشوية وباقي رجال وأعوان السلطة‬ ‫على االنخراط الفعلي في محاربة المخازن السرية‬ ‫للفواكه والخضر واألسماك ‪،‬والعمل على وضع حد‬ ‫لشاحنات هذه المواد التي تدوس القانون ‪ ،‬وتتربص‬ ‫بمن يتواطؤ من المسؤولين مع أصحابها‪ .‬أما الجماعة‬ ‫الترابية فمطالبة بإعادة تأهيل مرافق سوق الجملة‪،‬‬ ‫وإصالح الميزان المعطل منذ مدة ‪ ،‬وتقوية قدرات‬ ‫موظفي وموظفات الجبايات ‪ ،‬بما فيهم المكلف بتتبع‬ ‫النشاط اليومي لسوق الجملة ‪ .‬‬


‫الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪ 10‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪896‬‬

‫‪7‬‬

‫إقتصاد‬ ‫أربع جهات تساهم بـ‪% 62‬‬ ‫في نمو اقتصاد المملكة‬ ‫أفادت مديرية الدراسات والتوقعات المالية‪ ،‬التابعة لوزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬بأن أربع جهات‬ ‫تساهم بنسبة ‪ 62‬في المائــــة في النمو االقتصادي الوطني الذي يقدر بـ‪ 4,4‬في المائة خالل‬ ‫الفترة ما بين ‪ 2001‬و ‪.2014‬‬ ‫وأوضحــــت المديـــريــة‪ ،‬في دراسة بشأن «النمو االقتصادي للجهات»‪ ،‬أن األمر يتعلق‬ ‫بجهات الدار البيضاء‪ -‬سطات (‪ 24,7‬في المائة) والرباط ‪ -‬سال ‪ -‬القنيطرة (‪ 14,6‬في المائة)‬ ‫ومراكش‪ -‬آسفي (‪ 12,7‬في المائة) وطنجة‪ -‬تطوان‪ -‬الحسيمة (‪ 9‬في المائة)‪.‬‬ ‫ويظهر تحليل الفوارق الجهوية للناتج الداخلي الخام الحقيقي لكل فرد مقارنة بالمستوى‬ ‫الوطني‪ ،‬أن هذه الفوارق ترتبط في جانب كبير منها بالتباينات على مستوى اإلنتاجية الواضحة‬ ‫للعمل‪ ،‬دون استبعاد تأثير عوامل أخرى كأداء سوق الشغل ومعدل النشاط والتأثير الديمغرافي‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر نفسه أن التصنيع يبدو في هذا اإلطار‪ ،‬كما تنص على ذلك أجندة ‪2030‬‬ ‫ألهداف التنمية المستدامة‪ ،‬مسارا يتعين تعزيزه‪ .‬وتوجد بعض الجهات في مستويات تصنيع‬ ‫مماثلة لنظيراتها بالدول األقل تقدمـــــــــا ( ‪ 10‬في المائة) والتي حددت لها أجندة ‪2030‬‬ ‫ألهداف التنمية المستدامة كهدف مضاعفة حصة القيمة المضافة الصناعية ضمن ناتجها‬ ‫الداخلي الخام‪ ،‬مشيرا إلى أن بدائل قطاعية أخرى ممكنة حسب الخصوصيات الجهوية‬ ‫كالخدمات (المالية واللوجستية ونشاط الشحن) والطاقات المتجددة‪.‬‬ ‫وأكد المصدر نفسه أن هذا االختالف على مستوى النمو االقتصادي له تأثير حاسم على إعادة‬ ‫تنظيم مجاالت الحياة ومجاالت التشغيل على اعتبار أن المعدالت الجهوية للنمو الديمغرافي‬ ‫والساكنة النشيطة العاملة عرفتا عدم تجانس مجالي شبيه بنظيره للنمو االقتصادي‪ .‬وأوضحت‬ ‫الدراسة أن النشاط االقتصادي يتطور بشكل أكبر بالجهات ذات النمو الديمغرافي القوي‬ ‫لالستجابة للحاجيات األساسية لساكنة تشهد تزايدا‪ ،‬بقدر يعادل فرص الشغل‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫في أفق تعويم الدرهم‪:‬‬ ‫مضاربات السوق السوداء‬ ‫تروج أخبار مفادها أن المصارف المغربية تستعد لمنع تداول وتبادل األوراق المالية من‬ ‫فئة «‪ 500‬أورو» خالل الشهور الستة المقبلة في قنوات الصرف القانونية المرخص بها من‬ ‫طـــرف السلطات المالية المغربية‪ ،‬من أجل قطع الطريق أمام تجار العمالت والمهربين الذين‬ ‫يحاولون رفع رقم معامالتهم بالتوازي مع انطالق العمل بنظام تعويم الدرهم الذي تأخر العمل‬ ‫به حسب بيانات رسمية‪.‬‬ ‫وهكذا فإن مبادلة العمالت األجنبية في مراكز الصرف المعتمدة سيقتصر على األوراق‬ ‫المالية التي تبتدئ قيمتها من ‪ 100‬أورو فما تحت‪ ،‬بغاية تقليص عدد األوراق المالية من‬ ‫الفئات النقدية الكبيرة التي يمكن نقلها والعبور بها من الحدود نحو الخارج‪ ،‬بعيدا عن أعين‬ ‫المراقبين الجمركيين‪.‬‬ ‫وتندرج هذه الترتيبات في إطار ما لوحظ من حركة غير عادية في السوق السوداء‬ ‫لصرف العمالت ‪ ،‬حيث فضلت مجموعة كبيرة من تجار هــذه العمــالت وقــف عرضها في‬ ‫السوق السوداء في انتظار الشروع في العمل بنظام التحرير المرن للدرهم‪ ،‬في الوقت‬ ‫الذي سجل ارتفاع في مستوى اإلقبال على شراء العمالت األمريكية واألوربية في السوق‬ ‫غير القانونية ذاتها‪.‬‬ ‫وقال مصرفيون إن رد فعل السوق السوداء كان منتظرا بسبب عقلية المضاربة السائدة في‬ ‫مثل هذه األسواق غير القانونية‪ ،‬كما ربطوا هذا االرتفاع الذي سجل اليوم في سعر صرف األورو‬ ‫والدوالر بالزيادة التي طبقتها المصارف على أسعار صرف العمالت األجنبية‪ ،‬وحسب بعض‬ ‫الخبراء‪،‬‬ ‫يشار إلى أن بنك للمغرب ربط الشروع في التعويم التدريجي للدرهم بالتحوالت التي يمر‬ ‫منها االقتصاد المغربي‪ ،‬والتي حتّمت اللجوء إلى إدخال تعديالت هيكلية على نظام صرف‬ ‫العملة المحلية من أجل المحافظة على تنافسية االقتصاد المغربي‪.‬‬ ‫واعتبر مسؤولو البنك المركزي المغربي أن «جميع الشروط اجتمعت من أجل االنتقال صوب‬ ‫نظام الصرف المرن للدرهم‪ ،‬بعدما كشفت األزمة المالية العالمية بعض نقط الضعف التي‬ ‫تعتري نظام الصرف المعتمد حاليا»‪ ،‬مشيرين إلى أن «اقتصاد المغرب ليس في منأى عن‬ ‫الهزات االقتصادية التي يشهدها العالم‪ ،‬سواء تعلق األمر بالطلب العالمي أو أسعار المواد‬ ‫األولية التي يكون لها انعكاس على التوازنات الداخلية والخارجية‪ ،‬وهو ما حتم تفعيل نظام‬ ‫تعويم الدرهم»‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫ارتفاع نسبة القروض المتعثرة‬ ‫صادقــــت لجنة التنسيـــق والرقابـــة على المخـــاطــــر الشموليـــة‪ ،‬في اجتماعهــا‬ ‫الخامس بمقر بنـــك المغرب بالرباط‪ ،‬على تقرير االستقرار المالي لسنــة ‪« ،2016‬كمـــا قامت‬ ‫بتحليل خريطة مخاطر النظام المالي واطلعت على التقدم المحرز في خارطة الطريق التي‬ ‫أعدتها السلطات المختصة في مجال االستقرار المالي للفترة ‪ ،»2016-2018‬وفق بالغ صحافي‬ ‫صادر عن االجتماع المذكور‪ ،‬توصلت به هسبريس‪.‬‬ ‫وحسب نفس البالغ ‪ ،‬فإن تحليل وضعية النظام المالي بالنظر إلى التطورات االقتصادية‬

‫والمالية المسجلة والمتوقعة أفضى إلى عدد من الخالصات تمثلت في «تسجيل تأثر االقتصاد‬ ‫الوطني خالل سنة ‪ 2016‬باألداء السلبي للقطاع الفالحي‪ ،‬وباستمرار ضعف األنشطة غير‬ ‫الفالحية»‪ ،‬بينما ظلت التوقعات الماكرواقتصادية إيجابية «نظرا لالنتعاش المرتقب للنشاط‬ ‫االقتصادي العالمي والتسارع المنتظر خالل ‪ 2017‬للنمو الوطني‪ ،‬مع انخفاض مرتقب لعجز‬ ‫الحساب الجاري والميزانية بحلول سنة ‪.»2018‬‬ ‫من جهتها‪ ،‬سجلت القروض البنكية الممنوحة للمقاوالت غير المالية‪ ،‬وفق البالغ دائما‪،‬‬ ‫«نسبة نمو إيجابية بعد االنكماش المسجل في سنة ‪2015‬؛ غير أن نسبة القروض المتعثرة‬ ‫ارتفعت من جديد في ظل الصعوبات التي تواجهها بعض القطاعات»‪.‬‬ ‫واستنادا إلى دراسة قام بها بنك المغرب‪ ،‬شملت عينة مكونة من حوالي ‪ 14.000‬مقاولة‬ ‫غير مالية خاصة وعمومية‪« ،‬فقد تزايدت مجددا آجال أداء الديون ما بين المقاوالت‪ ،‬خصوصا‬ ‫المقاوالت الصغيرة جدا والصغيرة والمتوسطة»‪ ،‬بينما تأثرت حصيلة البنوك بتداعيات الظرفية‬ ‫االقتصادية الوطنية «فسجلت انخفاضا في هامش الفوائد إلى جانب ارتفاع جديد في مخاطر‬ ‫االئتمان على معامالتها في المغرب‪ ،‬في حين حققت أنشطتها في الخارج أداء جيدا»‪ ،‬يورد‬ ‫البالغ ذاته‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫تراجع االحتياطات الدولية ببنك المغرب‬ ‫أعلن بنـــك المغــرب أن صافي االحتياطيات الدولية بلغ ‪ 218,5‬مليار درهم‪ ،‬إلى غاية ‪16‬‬ ‫يونيو ‪ ،2017‬مسجال بذلك تراجعا بنسبة ‪ 10,8‬في المائــة مقارنــة مع نفس الفترة من السنة‬ ‫الماضية ‪.‬‬ ‫وأوضح بنـــك المغــرب‪ ،‬الذي نشر مؤخرا مؤشراته األسبوعية للفترة ما بين ‪ 15‬إلى ‪21‬‬ ‫يونيو ‪ ، 2017‬أنه من أسبوع إلى آخر‪ ،‬سجلت هذه االحتياطيات انخفاضا بنسبة ‪ 2,3‬في المائة‪.‬‬ ‫وأضاف البنك أن المبلغ اإلجمالي لتدخالته بلغ ‪ 54,6‬مليار درهم‪ ،‬منها مبلغ ‪ 44,8‬مليار‬ ‫درهم تم ضخها في شكل تسبيقات لمدة سبعة أيام بناء على طلبات عروض‪ ،‬و مبلغ ‪ 4,5‬ماليير‬ ‫درهم منحت في إطار برنامج دعم تمويل المقاوالت الصغيرة جدا والمتوسطة‪ ،‬مسجال أن البنك‬ ‫شرع في خمس عمليات تسبيقات لمدة ‪ 24‬ساعة بمبلغ إجمالي قدره ‪ 22,9‬مليار درهم ‪.‬‬ ‫وأشار البنك المركزي إلى أن سعر الفائدة بين البنوك استقر في ‪ 2,30‬في المائة‪ ،‬في حين‬ ‫انتقل حجم المبادالت من ‪ 4,8‬ماليير درهم إلى ‪ 6,1‬مليار درهم ‪ .‬وكان بنك المغرب قد ضخ‬ ‫خالل طلب العروض ليوم ‪ 21‬يونيو الجاري (تاريخ االستحقاق حدد في ‪ 22‬يونيو الجاري) مبلغ‬ ‫‪ 59‬مليار درهم على شكل تسبيقات لمدة سبعة أيام‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫التدهور البيئي يكلف المغرب ‪ 33‬مليار درهم‬ ‫خالل سنة واحدة!!‬ ‫كشفت كتابة الدولة لدى وزير الطاقة والتنمية المستدامة والمكلفة بالتنمية المستدامة‪،‬‬ ‫عن نتائج الدراسة التقييمية التي أقامتها بشراكة مع البنك الدولي حول تكلفة التدهور‬ ‫البيئي في المغرب‪.‬‬ ‫وأبرزت الدراسة التي همت سنة ‪ 2014‬أن التدهور البيئي بالمغرب كلف البالد ما يقارب‬ ‫‪ 33‬مليار درهم‪ ،‬أي بنسبة ‪ 3.52‬بالمائة من الناتج الداخلي الخام خالل السنة ذاتها‪ ،‬معتبرة‬ ‫أن تلوث الماء والهواء من أكبر التحديات التي تستلزم معالجة خاصة‪.‬‬ ‫وكشفت الدراسة أن تكلفة تلوث المياه وحدها بلغت ‪ 12‬مليار درهم‪ ،‬مقابل ‪ 10‬مليار‬ ‫لتلوث الهواء الناتج عن انبعاثات الغازات الدفئية‪.‬‬ ‫وبمقارنة نتائج الدراسة الجديدة مع أخرى سبق إنجازها سنة ‪ ،2000‬يظهر أن تكلفة‬ ‫تدهور قطاع الماء بالنسبة لكل فرد انخفضت من ‪ 190‬إلى ‪ 80‬درهم للفرد‪ ،‬وفي تدهور‬ ‫البيئة المرتبط بالنفايات انخفض من من ‪ 80‬إلى ‪ 40‬درهم للفرد‪ ،‬في مقابل ارتفاع كلفة‬ ‫تدهور الهواء خالل الفترة ذاتها من ‪ 160‬إلى ‪ 180‬درهم‪.‬‬ ‫وفي السياق‪ ،‬أكدت نزهة الوافي‪ ،‬كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة أن “التقييم‬ ‫االقتصادي آلثار األنشطة البشرية على البيئة من أهم اآلليات التي تساعد على اتخاذ القرار‪،‬‬ ‫حيث يساهم إلى حد كبير في تعزيز السياسات البيئية للتصدي للتدهور البيئي”‪.‬‬ ‫وأكدت الوافي‪ ،‬في كلمة لها بمناسبة عرض التقرير أن كتابة الدولة المشرفة على‬ ‫القطاع‪ ،‬العمل المستمر للنهوض بالبيئة والتنمية المستدامة مع ضمان استمرار التطور‬ ‫االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬ ‫وذكرت المتحدثة باعتماد وتسريع دراسة عدد من القوانين المتعلقة بالبيئة‪ ،‬وكذا العمل‬ ‫على تسريع برامج التأهيل البيئي الذي يهدف للحد من التأخير الحاصل في التدبير البيئي من‬ ‫خالل عدة برامج رئيسية من ضمنها‪ ،‬البرنامج الوطني للتطهير السائل‪ ،‬والبرنامج الوطني‬ ‫للنفايات المنزلية‪.‬‬ ‫كما أشارت الوافي إلى عدد من الشراكات والتعاون مع عدد من الفاعلين الدوليين في‬ ‫مجال حماية البيئة ومن ضمنها الصندوق العالمي للبيئة‪ ،‬وبرنامج األمم المتحدة اإلنمائي‪،‬‬ ‫والتي مكنت من إنجاز عدد من األنشطة تهم تدريب المدرسين في مجال التعليم البيئي‬ ‫ودعم المنظمات غير الحكومية النشيطة في مجال البيئة والتنمية المستدامة‬


‫الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪ 10‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪896‬‬

‫م‬

‫لف‬

‫‪8‬‬

‫الصيف والحصيلة‬

‫• �شواطئ طنجة غري �صاحلة لال�ستحمام‬ ‫• �أغلب النا�س تف�ضل ال�شواطئ بدل اجلبال النعدام الثقافة ال�سياحية‬ ‫• عطل العديد من العائالت تتحول �إلى كابو�س وم�أ�ساة تالزمها طيلة حياتها‬

‫• تحقيـق ‪:‬‬

‫مصطفى بديع السوسي‬

‫حل الصيف‪ ،‬وارتفعت درجة الحرارة إلى مستويات عليا‪ ..‬ومع هذا‪ ،‬يبدأ الناس في البحث عن مالذ يقيهم الحرارة المفرطة‪ ،‬وليس غير الماء‬ ‫البارد من وقاية وملجأ‪ ،‬لذلك يقصدون الشواطئ والبحار علهم يجدون المتعة والراحة والمتنفس في أحضانها‪ .‬وبالدنا بقدرما تحيطها البحار‬ ‫والشواطئ تغمرها الجبال والمنتجعات‪ ،‬يبقى شيء واحد‪ ..‬عنصر أساسي وملح‪ ،‬فمع كثرة وجود المصانع والمعامل إلى جانب البحار والوديان‬ ‫واألنهار‪ ..‬أضف إليها مجاري المياه العادمة التي تصب قاذوراتها في ضفاف هذه البحار واألنهار‪ ،‬حيث ارتفع منسوب التلوث لدرجة بات يهدد صحة‬ ‫المواطنين خصوصا في البوادي التي انتشرت فيها األمراض الجلدية‪ ،‬وأمراض الحساسية والجهاز التنفسي‪ ..‬ألجل ذلك‪ ،‬وتحسيسا بهذه المخاطر‪،‬‬ ‫ومواكبة لفصل الصيف بكل ما فيه وعليه‪ ،‬كانت هذه الدراسة‪.‬‬ ‫الشواطئ الملوثة‬ ‫كشف التقرير الوطني السنوي حول رصد جودة مياه االستحمام‬ ‫لشواطئ المملكة‪ ،‬أن ‪ 79,9‬في المائة من الشواطئ المغربية (أي‬ ‫‪ 441‬محطة) ذات جودة «ميكروبيولوجية» كون مياهها من النوعية‬ ‫الجيدة أو المقبولة ومطابقة للمعايير الوطنية الخاصة بجودة مياه‬ ‫االستحمام(‪ ،)MN 03.7.200‬وأن عدد التي ال ينصح بارتيادها ال‬ ‫يتجاوز ‪ 9‬محطات‪ ،‬أي بنسبة ‪ 2,1‬في المائة‪ ،‬وهي إما ملوثة مؤقتا‬ ‫أورديئة‪ ،‬وذلك لتدفق المياه العادمة فيها وارتفاع كثافة المصطافين‬ ‫مع نقص في التجهيزات الصحية‪.‬‬ ‫التقرير الذي تم إنجازه خالل الفترة ما بين شهر ماي ‪2016‬‬ ‫وم��ارس ‪ 2017‬وشمل ‪ 161‬شاطئا على الواجهتين المتوسطية‬ ‫واألطلسية أكد أن ‪ 62,09‬في المائة من شواطئ المملكة تتوفر على‬ ‫مياه من النوع الجيد‪ ،‬فيما ‪ 35,81‬في المائة‪ ،‬منها مياهها ذات جودة‬ ‫مقبولة‪ ،‬بينما ‪ 2,1‬في المائة فقط من الشواطئ تتوفر على مياه‬ ‫ملوثة أو رديئة‪ ،‬وصنف التقرير مياه شواطئ جبيلة بطنجة‪ ،‬وميامي‬ ‫بالعرائش‪ ،‬وواد مرزك بالنواصر ضمن الشواطئ غير الصالحة‬ ‫لالستحمام‪ ،‬وذلك بالنظر إلى نسبة الجراثيم «االشريكية القولونية‬ ‫أو القولونيات البرازية» التي كشفت عنها تحاليل العينات المأخوذة‬ ‫من مياه هذه الشواطئ‪.‬‬ ‫ووفق التقرير‪ ،‬فإن شواطئ الدالية‪ ،‬والقصر الصغير‪ ،‬والسعيدية‪،‬‬ ‫والسعيدية ميد‪ ،‬وواد الو‪ ،‬حافظت على مكانتها ضمن خانة اللواء‬ ‫األزرق الذي يعد عالمة دولية على جودة مياه الشواطئ‪ ،‬وكذلك‬ ‫الشأن بالنسبة لشواطئ باقاسم‪ ،‬أشقار‪ ،‬بوزنيقة‪ ،‬الصخيرات‪ ،‬سيدي‬ ‫رحال‪ ،‬الحوزية‪ ،‬الواليدية‪ ،‬آسفي‪ ،‬الصويرة القديمة‪ ،‬أكادير‪ ،‬سيدي‬ ‫موسى اكلو‪ ،‬فم الواد‪ .‬والجدير باإلشارة أن شاطئ عين السبع يوجد‬ ‫ضمن عشرة شواطئ صنفت على أنها خطر على المصطافين‪ ،‬مع‬ ‫أنه يجتذب أعدادا هائلة من سكان األحياء الشعبية‪ ،‬والكثير منهم‬ ‫يقبلون على شرب برتقال محضر بطريقة يدوية يتم بيعه في كؤوس‬ ‫ال تغسل وتنتقل من فم إلى آخر‪ ،‬أو في قنينات المياه المعدنية‪،‬‬ ‫ويضم شاطئا الشهدية والسعادة وحدهما تسعة مخارج للمياه‬ ‫العادمة‪ ،‬ومياه الصرف الصحي لمختلف مناطق الدار البيضاء‪ ،‬وكذلك‬ ‫الوحدات الصناعية بكل من البرنوصي وعين السبع‪ ،‬مع ذلك تتم‬ ‫برمجة أنشطة بهذه الشواطئ الموبوءة‪.‬‬ ‫تقرير صادر عن البرنامج السنوي لرصد جودة مياه االستحمام‪،‬‬ ‫كشف عن وجود ‪ 10‬شواطئ غير صالحة تماما للسباحة واالستحمام‪،‬‬ ‫نظرا لتجاوز نسبة التلوث فيها المعدل المسموح به طبقا للمعايير‬ ‫الدولية‪ ،‬معظم هذه الشواطئ غير الصالحة موجودة في تراب‬ ‫مدينتي طنجة والدار البيضاء نظرا الرتفاع النشاط الصناعي في‬ ‫المدينتين‪ ،‬وقد ضمت الالئحة كال من شاطئ المدينة‪ ،‬مرقالة‪،‬‬ ‫جبيلة‪ ،‬باإلضافة إلى شاطئ زناتة الصغرى والنحلة‪.‬‬ ‫وصنف التقرير ثالثة شواطئ بمدينة طنجة ضمن خانة الشواطئ‬ ‫الملوثة والتي ال ينصح السباحة فيها نظرا لمياهها الملوثة‪ ،‬إذ يتعلق‬ ‫األمر بشاطئ الباليا البلدي وشاطئ مرقالة إضافة إلى شاطئ الجبيلة‪،‬‬ ‫حيث اعتمد التصنيف على معطيات بيئية تتعلق بدرجة التلوث التي‬ ‫تشكل خطرا على صحة مرتاديها وسالمتهم‪.‬‬ ‫الجديد في هذا التقرير حول طنجة هو أنه ألول مرة يصنف‬ ‫شاطئ الجبيلة إلى خانة الشواطئ الممنوعة من السباحة‪ ،‬نظرا‬ ‫لتلوث الشاطئ بالمياه العادمة القادمة من المنطقة الصناعية‬ ‫الحرة ومنطقة اكزناية‪ ...‬رغم ذلك يفضل أغلب الناس قضاء‬

‫إجازاتهم الصيفية في الشواطئ بدل الجبال نظرا النعدام الثقافة‬ ‫السياحية‪.‬‬ ‫وفي تقرير للماء والبيئة‪ ،‬فإن ‪ 28‬شاطئا غير صالح للسباحة‬ ‫بسبب التلوث وعلى الساحل األطلنطي وهو األطول مسافة وبه ‪75‬‬ ‫شاطئا‪ ،‬في‪ :‬الرباط وجارتها سال‪ ،‬وأصيلة الميناء‪ ،‬وطنجة المدينة‪،‬‬ ‫ومالباطا‪ ،‬وشواطئ ميامي بالعرائش‪ ،‬وعين السبع بالدار البيضاء‪،‬‬ ‫وسيدي إفني‪ ،‬وصنفت هذه الشواطئ في الفئة الملوثة جدا‪ .‬وفي‬ ‫ساحل البحر األبيض المتوسط الذي يوجد به ‪ 25‬شاطئا صنف‬ ‫التقرير شاطئ الحسيمة والسعيدية في الفئة المتوسطة بسبب‬ ‫الميناء‪.‬‬

‫ازدحم الصيف «الصيف ضيعت اللبن»‬ ‫تشهد شواطئ المغرب ازدحاما شديدا في فترة الصيف‪ ،‬ويعتبر‬ ‫الساحل الموجود بين طنجة وتطوان أكثر السواحل ازدحاما ويقصده‬ ‫األثرياء والوزراء‪.‬‬ ‫كما يعتبر شاطئ موالي بوسلهام الذي يقع على بعد ‪ 120‬كلم‬ ‫شمال الرباط على الساحل األطلسي أحسن شواطئ المغرب بفضل‬ ‫المحمية الطبيعية العالمية «المرجة الزرقاء» ويبلغ متوسط زواره ما‬ ‫بين ‪ 20‬و‪ 40‬ألف زائر وسط األسبوع‪ ،‬ويقفز إلى مائة ألف مع نهايته‪.‬‬ ‫وقد تأكد أن المغرب غني بالمجاالت السياحية الجبلية والشاطئية‬ ‫والصحراوية والتاريخية‪ ،‬لكن الحكومة ال تريد االستثمار في السياحة‬ ‫الداخلية‪ ،‬وتفضل سياحة األجانب طمعا في العملة الصعبة‪.‬‬

‫مع بداية الصيف‪ ..‬حصيلة ثقيلة‪ ..‬غرقى بشواطئ طنجة‬ ‫إن الشواطئ الشمالية الممتدة على الشريط الساحلي بين‬ ‫طنجة وأصيلة تشهد حاالت غرق عديدة‪ ،‬إذ ال يكاد يمر أسبوع دون‬ ‫أن يسمع سكان المنطقة عن وفيات‪ ،‬وتكون أسبابها في الغالب‬ ‫ناجمة عن تهور الضحايا بقيامهم بالسباحة في مناطق محظورة‬ ‫وغير محروسة‪.‬‬ ‫وحسب مصدرنا‪ ،‬فإن أكثر ح��االت الغرق تسجل بالشواطئ‬ ‫المصنفة في خانة «خطر»‪ ،‬ومن بينها مرقالة والغابة الدبلوماسية‬ ‫وسيدي قاسم وجبيلة وهوارة وبعض النقط بشاطئ أشقار‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى الشواطئ غير المجهزة القريبة من مدينة أصيلة كتهدرات‬ ‫والبرييش وسيدي مرزوق وشقف…‪ ،‬وكل هذه الشواطئ‪ ،‬يضيف‬ ‫المصدر‪ ،‬تسجل فيها سنويا أكبر نسبة لحاالت الغرق‪ ،‬ألنها عميقة‬ ‫المياه‪ ،‬وتتميز بالتدرجات الحادة في قعر البحر‪ ،‬وكذا التيارات المائية‬ ‫غير المرئية‪ ،‬التي تكون في باطن البحر وتجذب ضحايا بطريقة‬ ‫فجائية‪ ،‬لتحول عطل العديد من العائالت إلى كابوس ومأساة‬ ‫تالزمها طيلة حياتها‪.‬‬ ‫وقد شهد شاطئ المريسات بطنجة يوم اإلثنين ‪ 26‬يونيو ‪2017‬‬ ‫غرق طفل حين كان يسبح بمياه الشاطئ رفقة شقيقته ‪ 11‬سنة‪،‬‬ ‫التي فارقت الحياة هي األخرى قبل وصولها إلى قسم المستعجالت‬ ‫بمستشفى محمد الخامس‪.‬‬ ‫ويأتي هذا الحادث بعد أقل من ‪ 24‬ساعة‪ ،‬على فاجعة يوم العيد‪،‬‬ ‫التي شهدها شاطئ أشقار المطل على الساحل األطلسي لطنجة‪،‬‬ ‫حين لقي شابين حتفهما غرقا‪ ،‬ونجا أخوهما الثالث بعد إخراجه حيا‬ ‫ونقله للمستشفى لتلقي اإلسعافات الضرورية‪ ،‬حيث غادر مستشفى‬ ‫محمد الخامس في اليوم الموالي‪.‬‬ ‫كما ابتلع شاطئ سيدي قنقوش‪ ،‬الواقع بتراب عمالة إقليم‬ ‫الفحص أنجرة‪ ،‬بين طنجة والقصر الصغير‪ ،‬مهاجرا مغربيا مقيما‬ ‫بإسبانيا‪ ،‬الذي كان قد توجه رفقة صديقه للصيد خالل األسبوع‬

‫األخير من شهر رمضان‪ ،‬باستعمال دراجة مائية هوائية‪ ،‬قبل أن‬ ‫يفارق الحياة غرقا‪ ،‬دون أن تظهر جثته إلى حدود اليوم‪ ،‬فيما تمكن‬ ‫صديقه من النجاة‪.‬‬ ‫وأثارت هذه الحوادث‪ ،‬استياء ساكنة المدينة‪ ،‬بعدما كانت حصيلة‬ ‫الغرقى ثقيلة‪ ،‬مع االستعداد لموسم االصطياف‪ ،‬وسط تساؤالت حول‬ ‫دور المصالح المعنية في تنبيه المصطافين باألماكن‪ ،‬التي تشكل‬ ‫فيها التيارات المائية خطرا على ممارسة السباحة‪ ،‬واإلسراع باتخاذ‬ ‫كافة التدابير الوقائية لتفادي حصد المزيد من الضحايا‪.‬‬ ‫وبالعودة إلى السنوات الماضية‪ ،‬يتأكد أن شواطئ طنجة‬ ‫حصدت أرواحا بريئة للمصطافين‪ ،‬إذ لفظ كل من الشاطئ البلدي‬ ‫وماالباطا وأشقار جثث مجموعة من الضحايا‪ ،‬وكلهم شباب سارع‬ ‫إليهم الموت مبكرا‪.‬‬ ‫وكانت آخر حادثة غرق شهدتها شواطئ المدينة هذه السنة‪،‬‬ ‫وقعت‪ ‬األحد الماضي‪ ،‬وراح ضحيتها شاب في العشرينات من عمره‪،‬‬ ‫الذي لقي مصرعه غرقا بشاطئ «مرقالة»‪ ،‬عندما جرفته أمواج البحر‬ ‫وهو يسبح رفقة مجموعة من أصدقائه‪ ،‬الذين حاولوا إنقاذه دون‬ ‫جدوى‪ ،‬ليختفي عن األنظار إلى أن عثرت عليه عناصر الوقاية المدنية‪،‬‬ ‫بعد مجهودات استمرت عدة ساعات‪.‬‬ ‫ومن المشاهد الحزينة األخرى‪ ،‬التي شهدتها شواطئ طنجة‬ ‫هذه السنة‪ ،‬حين جرفت أمواج شاطئ أشقار المعروف بهيجانه‪ ،‬فتاة‬ ‫ال يتجاوز عمرها ‪ 13‬سنة‪ ،‬وذلك في غفلة من أسرتها‪ ،‬التي لم تتنبه‬ ‫إلى األمر إلى حين العثور عليها من قبل أحد مستعملي «الجيت‬ ‫سكي»‪ ،‬الذي أخطر عناصر الوقاية المدنية التي تدخلت‪ ‬وأخرجتها‬ ‫إلى الشاطئ جثة هامدة‪.‬‬ ‫حالة أخرى مؤثرة جدا عاشها الشاطئ البلدي وسط المدينة‬ ‫«باليا»‪ ،‬حيت تفاجأ عدد من المواطنين بجثة غريق في ربيعه‬ ‫السادس عشر‪ ،‬مرمية تتالعب بها األمواج‪ ،‬بعد أن استمر البحث عنه‬ ‫ثالثة أيام‪ ،‬سخرت خاللها عناصر الوقاية المدنية كل إمكاناتها‪ ،‬إال أن‬ ‫هيجان البحر والرياح القوية صعبت من مهمة البحث عنه لتستسلم‬ ‫في النهاية فرق اإلنقاذ إلى أمر الواقع‪.‬‬ ‫وعزا مصدر من الوقاية المدنية‪ ،‬سبب حوادث الغرق المتكررة‪،‬‬ ‫إلى لجوء بعض الشباب إلى السباحة في شواطئ غير محروسة‬ ‫وممنوع فيها السباحة‪ ،‬خاصة في الفترات التي تعرف المنطقة أجواء‬ ‫متقلبة‪ ،‬وهبوب رياح «الشرقي» القوية بشكل فجائي أحيانا‪.‬‬ ‫وأوضح نفس المصدر‪ ،‬أنه من أبرز أسباب الغرق في الشواطئ‬ ‫المحظورة‪ ،‬سلوكات بعض المصطافين‪ ،‬المتمثلة في المجازفة‬ ‫والتوغل في أعماق البحر رغم عدم إتقانهم السباحة‪ ،‬وعدم االمتثال‬ ‫لنصائح المكلفين بالحراسة‪ ،‬وكذا احترام الرايات المتواجدة باستمرار‬ ‫في الشواطئ المحروسة‪ ،‬واالبتعاد عن السباحة في حال وجود الراية‬ ‫الحمراء أو السوداء‪.‬‬ ‫واختتم المصدر ذات��ه بضرورة اجتناب السباحة بالمناطق‬ ‫المحظورة‪ ،‬والعوم قرب خيام الوقاية المدنية‪ ،‬واجتناب المجازفة‬ ‫وعدم االطمئنان إلى البحر‪ ،‬مشددا على ضرورة مراقبة العائالت‬ ‫ألبنائها الصغار‪.‬‬ ‫هكذا يستقبل المغاربة الصيف‪ ..‬شواطئ ملوثة‪ ..‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫فإنها تشهد إقباال كبيرا كشواطئ طنجة المدينة‪ ،‬وماالباطا‪،‬‬ ‫ومرقالة‪ ..‬طحالب وأشياء غريبة تلتصق بأجساد المستحمين‪..‬‬ ‫روائح كريهة‪ ..‬وأزبال ونفايات تتراكم فوق رمال شاطئ ماالباطا‬ ‫الذي تحيط به فيالت علية القوم‪ ،‬وحصيلة ثقيلة لغرقى في شاطئ‬ ‫أشقار والمريسات مع انعدام كلي لرجال مصلحة الوقاية المدنية‪،‬‬ ‫والمراقبة‪ ،‬والمصالح الصحية وكأنها ليست هناك‪ ،‬وهذه مؤاخذات‬ ‫يتداولها الناس مع كل خبر عن غريق أو مفقود أو مصدوم‪ ..‬ومازال‬ ‫الصيف في بدايته‪..‬‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪ 10‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪896‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 04‬يـوليـوز ‪2017‬‬

‫المال السايب‪ :‬مائة مليون‬

‫كالم‬

‫أخبار البرلمان والبرلمانيين لن تنتهي من مباغتتنا‪.‬‬

‫عابر‬

‫ما وصل مؤخرا إلى علم الرأي العام أن ميزانية‬ ‫البرلمان التي تكلفها‪ ‬الغرف‪VIP ‬‬ ‫في الفنادق التي ألحوا على أن تكون فاخرة‪« ،‬قد‬ ‫المقام»‪ ......‬فكانت‪ ،! ‬وارتفعت التكاليف بشأنها إلى‬ ‫ما يفوق مائة مليون سنتيم‪ ،‬ندفعها نحن من أرزاقنا‪،‬‬ ‫بمن فينا أولئك الذين تحصد هراوات القوات العمومية‬ ‫جماجمهم ‪ ‬وتكسر عظامهم‪ ‬وتسيل دماءهم ودموعهم‬ ‫‪ .....‬في مكان‪ ‬من أرض المغرب!‬

‫قناة اجلزيرة‬ ‫يف قلب العا�صفة‬ ‫بشكل مفاجئ‪ ،‬قطعت‪ ،‬صباح الخامس من يونيه الماضي‪ ،‬أربع دول خليجية‪،‬‬ ‫السعودية والبحرين واإلمارات واليمن إضافة إلى مصر ‪ ،‬وحكومة طبرق ليبيا‬ ‫عالقاتها الدبلوماسية مع البحرين وفرضت حصارا قويا على هذا البلد الخليجي‬ ‫عبر إغالق الحدود والمنافذ البرية والبحرية والجوية ووقف أي تعامل أو تبادل‬ ‫تجاري أو ثقافي أو إنساني مع قطر‪ ،‬البلد الذي يشكل أحد المكونات األساسية‬ ‫لمجلس التعاون الخليجي الذي تأسس في ‪ 25‬مايو سنة ‪.1981‬‬ ‫دول المقاطعة والحصار أعلنت أن قراراتها جاءت بسبب تدخل قطر في‬ ‫الشؤون الداخلية لبلدان االتحاد ودعم اإلرهاب‪.‬‬ ‫الخالفات تفجرت عقب بث مشبوه لتصريحات منسوبة ألمير قطر تميم بن‬ ‫حمد قبل اسبوع من ذلك‪ ،‬يزعم فيها أنه من غير الحكمة معاداة إيران رافضا‬ ‫مبدأ تصعيد الخالف مع طهران‪.‬‬ ‫ومن بين أسباب قرارات دول الحصار‪ ،‬حماية األمن الوطني من مخاطر‬ ‫اإلرهاب والتطرف ومواصلة دعم قطر للتنظيمات اإلرهابية والطائفية وزعزعة‬ ‫استقرار دول الجوار واالستمرار في التصعيد والتحريض اإلعالمي‪ ..........،‬وهنا‬ ‫بيت القصيد !‬ ‫والمقصود باإلعالم‪ ،‬قناة الجزيرة‪ ،‬بطبيعة الحال‪ ،‬وبالتحريض‪ ،‬خط التحرير‬ ‫بالقناة القطرية الذي أحدث رجة قوية في إعالم القصور والسالطين وداخل‬ ‫هيئات صحافيي االنبطاح‪ ،‬خدام «الباب العالي» أنصار «كل ما من شأنه» أن‬ ‫يتجنب إزعاج المزاج السلطاني ويثير غضبه‪ .‬فالسالطين إن غصبت‪ ..... ،‬صار كل‬ ‫شيء ممكنا !‪...‬‬ ‫ولم يكن غريبا وال مفاجئا أن يتصدر مطالب دول الحصار والمقاطعة‪ ،‬مطلب‬ ‫إغالق قناة الجزيرة التي تزعج بعض العروش‪ ،‬بل وتهدد بتدميرها ليس بفعل‬ ‫اإلرهاب أو بالتطرف‪ ،‬بل بتوعية الشعوب بحقوقها اإلنسانية والمواطنة حتى‬ ‫تتحرر من فكر «السلطان خليفة اهلل في األرض» ويد اهلل «الطولى» في الخلق‪،‬‬ ‫ويعوا أن رئيس الدولة «منتخب»‪ ،‬إما عبر صناديق االقتراع أو عن طريق البيعة‬ ‫الشرعية المبنية على شروط محددة‪ ،‬إن تخلى عنها تخلت األمة عنه‪ ،‬وهذا ما حدث‬ ‫هنا بالمغرب‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬للسلطان موالي حفيظ العلوي‪ ،‬الذي بويع على‬ ‫الجهاد وحين هادن المحتل‪ ،‬رفع أهل البيعة أيديهم عن مساندة السلطان‪ ،‬ما‬ ‫أدى إلى خلعه ومغادرته ألرض آبائه وأجداده‪ ،‬ليعيش الجئا في بالد من ناصرهم‬ ‫وناصروه‪ ......‬إلى أن لقي ربه‪.‬‬ ‫أما المطالب األخرى فإنها تدخل في «أدبيات» العنترة العربية‪ ،‬خاصة ما‬ ‫تعلق بقطع العالقات مع إيران‪ ،‬ووقف التعاون العسكري مع تركيا‪ ،‬والحال أن‬ ‫عالقات دول الخليج مع هذين البلدين «كويسة» جدا‪ ،‬دبلوماسيا وتجاريا و ‪.....‬‬ ‫وتسليم العناصر اإلرهابية المطلوبة إلى الدول المقاطعة‪...‬افهموا أن المقصود‬ ‫بالعناصر اإلرهابية‪ ،‬المعارضون لألنظمة السياسية القائمة بالمنطقة‪ ،‬حيث ال‬ ‫مكان ألي مغامر أن يعارض حكم الحاكم بـ «أمر اهلل» القائم على شرع اهلل‪« ،‬إال‬ ‫أن يسجن أو عذاب أليم»‪....‬‬ ‫خبر المطالبة بإغالق الجزيرة أثار زوبعة من االستنكار واالحتجاج ليس فحسب‬ ‫داخل العالم العربي واإلسالمي بل وأيضا على مستوى العالم‪ ،‬حتى الدول الغربية‬ ‫واألمريكية التي تعتبر المتضررة األولى من خط تحرير القناة القطرية العربية‬ ‫التي نجحت في تغيير صورة اإلعالم العربي في العالم‪ ،‬من حالة االنحطاط‬ ‫واالنبطاح أمام األنظمة و الحكام‪ ،‬إلى مستوى اإلعالم الملتزم بقضايا اإلنسان‬ ‫العربي وحقوقه السياسية واالقتصادية واإلنسانية‪ ،‬عبر التوعية والتحسيس‬ ‫والحوار‪.‬‬ ‫العالم اعتبر أن المطالبة بإغالق الجزيرة «اعتداء على حرية التعبير» كما جاء‬ ‫على لسان المتحدثة باسم لجنة الصحافيين كورتني راتش‪ ،‬التي نبهت «الغافلين‬ ‫العرب» إلى أن حق الحصول على المعلومات واألخبار ونقلها عبر الحدود‪ ،‬هو حق‬ ‫إنساني تكفله القوانين الدولية‪.‬‬ ‫واعتبرت منظمة «عدالة» لحقوق اإلنسان أن مطالبة بعض الدول بغلق‬ ‫شبكة الجزيرة اعتداء على حرية التعبير التي نص عليها اإلعالن العالمي لحقوق‬ ‫اإلنسان في المادة ‪ 19‬منه وأن حرية التعبير تشكل «إحدى ركائز بناء المجتمع‬ ‫الديمقراطي السليم التي تساهم في تحقيق النمو االجتماعي واالقتصادي»‪.‬‬ ‫من جانبها اعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية العالمية أن‬ ‫المطالبة بإغالق قناة الجزيرة ليس عقابا لقطر‪ ،‬بل هو عقاب لماليين العرب في‬ ‫المنطقة بحرمانهم من تغطية إعالمية مهمة‪.‬‬ ‫من جانبه أكد االتحاد الدولي للصحفيين أن المطالبة بإغالق الجزيرة ستؤثر‬ ‫على حرية التعبير في العالم‪ ،‬معتبرا أن الجزيرة مصدر معلومات للمواطنين في‬ ‫الشرق األوسط وغيره‪.‬‬ ‫وقال رئيس االتحاد فيليب ليروث إن الشرق األوسط يحتاج الصحفيين لنقل‬ ‫الحقيقة‪ ،‬مشددا على أن حظر أي منفذ إعالمي هو «محاولة فظيعة لفرض رقابة‬ ‫على الرأي العام»‪.‬‬ ‫المطالبة بإغالق الجزيرة ال زال يشكل مصدر إزعاج كبير على مستوى هيئات‬ ‫الصحافيين والمنظمات الحقوقية والسياسية في العالم التي ترى أن تلبية‬ ‫هذه المطالب ستؤثر على حرية التعبير بالعالم وأنها تعتبر مسا بسيادة دولة‬ ‫مستقلة ‪ ،‬وانتهاكا صريحا وصارخا للحقوق األساسية المنصوص عليها في اإلعالن‬ ‫العالمي لحقوق اإلنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‬ ‫وأهمها الحق في التعبير والرأي وحماية الصحافة والصحافيين‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫ورغم التضحيات التي نقدمها‪ ،‬على مضض‪ ،‬وندفع‬ ‫«فاتوراتها» على بيــاض‪ ،‬فإن الغـــرف التي تكلفنــــا‬ ‫باهظا ‪ ‬تظل شاغرة وال تستغل من طرف البرلمانيين‪! ‬‬ ‫ال تستعجبوا‪ ،‬فليس في ذلك ما قد يثير عجبكم‪ ،‬حين‬ ‫تعلموا أن المائة مليون التي «نخسرها» على البرلمانيين‬ ‫والتي تذهب هباء منثورا‪ ،‬يمكن «ضربها»‪ ‬في العشرات‬ ‫أمثالها مما نعلم ومما ال نعلم‪ ،‬من األموال العمومية التي‪ ‬‬ ‫تشهد نفس المآل‪...‬والهم يحزنون‪.... ! ‬‬ ‫وتقول أخبار البرلمان إن موضوع الغرف الفارغة‬ ‫والمدفوعة الثمن‪ ،‬كانت «موضوع نقاش» بين رئيسي‬ ‫الغرفتين‪ ،‬وأنه تم تشكيل لجنتين من الغرفتين للتحقيق‬ ‫في هذه «المسألة» التي قد تتطلب لجنة تقص خاصة‪،‬‬ ‫وفوق العادة‪ ،‬لتنتهي إلى ما انتهت إليه سابقاتها من‬ ‫لجان التقصي‪ ‬التي لم «تقفل» على شيء‪ ..... ،‬لتعود‬ ‫إلى قواعدها سالمة غانمة‪....‬‬ ‫والحمد هلل رب العالمين‪ ! ‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫قضاة جطـو‪ ‬‬ ‫الكاميرا «شاعلة»‪ ،‬هذه األيام في المجلس األعلى‬ ‫للحسابات‪.....‬‬ ‫قضاة جطو «يحققون» في صفقات مشبوهة بوزارة‬ ‫التشغيل‪.‬‬ ‫قضاة جطو يحلون بقطاع الثقافة الفتحاص صفقات‬ ‫ومبالغ دعم بالماليين‪ ‬قدمتها الوزارة لجمعيات توجد في‬ ‫وضعيات قانونية غير سليمة‪...‬‬ ‫قضاة جطو يفتحون ملفات فساد في وكالة التأمين‬ ‫الصحي‪« ‬بعد» ‪ ‬فضيحة الرشوة التي قادت إلى اعتقال‬ ‫مدير هذه الوكالة‪ .....‬بمعنى أنه كان ضروريا أن تتفجر ما‬ ‫صار يعلم بـ «فضيحة» الجياللي‪ ،‬لكي يقرروا فتح ملفات‬ ‫الصفقات ومالحقة‪« ‬خيوط الفساد» المتشعبة‪....‬‬ ‫جميل‪...! ‬نسمع الكثير عن «تحركات» قضاة جطو‬ ‫وعن تقاريرهم وال نسمع الكثير عن مصائر‪ ‬تلك التقارير‬ ‫التي كثيرا ما يقال إنها تحمل مفاجآت فيما يخص الوقوف‬ ‫على «اختالالت» كبرى في التدبير و«التضبير»‪... ‬‬ ‫ومن غرائب الصدف أن يقترب معنى «ضبر» (على‬ ‫رأسه) في الكالم الدارج من ضبر وضبّر التي تعني في‬ ‫ما تعنيه من المعاني‪ : ‬وثب وقفز‪ ‬واكتنز وهو‪ ‬ما نقصد‪،‬‬ ‫واهلل أعلم‪! ‬‬ ‫‪ ooooo‬‬

‫هل تفهمون خيرا من بوسعيد‬ ‫والجواهري‪! ‬؟‬ ‫الوزير بوسعيد يقول لكم إن «تعويم» الدرهم إصالح‬ ‫ضروري وأنه تم اتخاذ كافة االحتياطات للمضي في تنزيل‬ ‫هذا القرار من أجل «تقوية مناعة االقتصاد الوطني» وحتى‬ ‫ال يفرض علينا هذا التعويم بسبب «ظروف واقعية»‪.‬‬ ‫والوالي الجواهري‪ ‬ما فتئ يبعث التطمينات من‬ ‫أنه «ال خوف» على قيمة الدرهم‪ ،‬بل إنه تمادى في‬ ‫«تطميناته» حد‪ ‬تحذير «المشككين» و«المناوئين» من‬ ‫ضرب مصداقية العمل الذي قام به البنك الذي يرأسه‬ ‫بمعية «جهات أخرى» لم يسمها‪.‬‬ ‫هؤالء المشككون والمناوئون يرون من جهتهم أن‬ ‫«التعويم» سيتسبب ال محالة في انخفاض قيمة الدرهم‬ ‫ما سوف يضرب بقوة القدرة الشرائية للشعب الذي سوف‬ ‫يواجه ظروفا صعبة للغاية‪.‬‬ ‫ومع أنه «مقتنع» كما يبدو من قرار «التعويم»‪ ‬السليم‬ ‫من كل شائبة‪ ،‬فإن الجواهري وجه تحذيرات إلى األبناك‬ ‫والفاعلين االقتصاديين‪ ‬بخصوص «المضاربة بالعملة‬ ‫الصعبة» حيث لوحظت بوادر حرب‪ ‬شرسة على العمالت‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫األجنبية ‪ ‬من طرف تجار العملة والوسطاء والسماسرة‬ ‫الذين يعملون على «تجفيف» ‪ ‬السوق السوداء من الدوالر‬ ‫واألورو بوجه خاص‪ ،‬على خلفية تخفيض الدرهم‪ ،‬ما يعني‬ ‫ارتفاع هامش الربح بشكل كبير ‪ ‬في عمليات بيع وتداول‬ ‫العملة الصعبة‪.‬‬ ‫ورغم أن بوسعيد والجواهري أصرا على تطميننا‪ ‬بأن‬ ‫المضاربة بالعملة «تحت السيطرة» وأن البنوك توجد‬ ‫تحت المراقبة‪.....‬‬ ‫إال أن ما في الجمل في راس الجمالة‪ ....‬والفاهم‬ ‫يفهم‪..... !!! ‬‬ ‫‪ ooooo‬‬

‫عقدة الداخلية‪ ‬‬ ‫دعا وزير التربية والتعليم وما جاورهما‪ ،‬رؤساء جمعيات‬ ‫أولياء التالميذ ورؤساء مؤسسات التعليم العمومي ‪ ‬إلى‪ ‬‬ ‫التقدم بطلب إلى رؤساء المقاطعات والجماعات الحضرية‬ ‫والقروية‪ ‬من أجل الحصول على كميات من الصباغة من‬ ‫أجل صباغة فضاءات المدارس‪ ،‬بعد تحرير طلب مكتوب‬ ‫ومختوم في الموضوع‪ ،‬كما تقضي أصول التعامل مع‬ ‫إدارات الدول المتخلفة‪! ‬‬ ‫مراسلة الوزير حصاد أثارت غضب ‪ ‬الجهات الموجهة‬ ‫إليها‪ ،‬قبل أن تتحول إلى مادة للتنكيت‪ ،‬حيث لم يتقبل‬ ‫بعضهم أن يتعامل معهم وزير التربية بمنطق وزير‬ ‫الداخلية والحال أن ال سلطة للوزارة على تلك الجمعيات‬ ‫التي تخضع لظهير الحريات العامة‪ ،‬وليست ملحقات لوزارة‬ ‫التربية‪.‬‬ ‫ثم إن لجوء الوزير حصاد لميزانية الجماعات من أجل‬ ‫«تدبير» مصاريف الصباغة أمر أثار استغراب المعنيين‬ ‫خاصة وميزانيات العديد من الجماعات‪ ،‬هي‪ ،‬على ما يعلم‬ ‫الوزير ضعفا وهشاشة‪ ،‬ووزارته تدار بميزانية ضخمة‪،‬‬ ‫وتحصل بين الفينة واألخرى على هبات وقروض مهمة‪،‬‬ ‫من دول شقيقة وصديقة‪ ،‬قد تغنيها عن «دريهمات»‬ ‫الجماعات وعن «تطوع» أولياء أمور التالميذ الذين عليهم‬ ‫أن ينصرفوا إلى «تدوير الناعورة» من أجل توفير مصاريف‬ ‫الدراسة ‪ ‬المرتفعة والمكلفة‪ .‬كما هو الشأن بكل أمر‬ ‫ضروري ومفيد‪ ،‬في هذا البلد السعيد‪! ‬‬ ‫مسألة عقليات‪...! ‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫فتاوى فقهية‬ ‫‪ ‬ال حرج عليك‪ « ...‬اخلي دار بوه»‪ ! ‬‬ ‫سيدة أرادت أن تطمئن إلى رأي الشرع في معاملتها‬ ‫لزوجها‪« ‬المبلي» بالتعاطي «الجيد» مع النبيذ المغربي‬ ‫األصيل‪ ،‬فتوجهت بسؤال عبر الهاتف‪ ‬إلى مفتي إذاعة‬ ‫«كازا‪ »FM ‬حول حكم الشرع الحنيف في ضربها لزوجها‪ ‬‬ ‫الذي يعود إلى البيت ورائحة «الشراب» تسبقه‪.‬‬ ‫الفقيه الواعظ المرشد البد وأن يكون قد استرجع‬ ‫ألواحه وما وقر في نفسه من علوم الدين‪ ،‬وما نهل من‪ ‬‬ ‫«المسائل الفقهية» البن قداح‪ ،‬و«أضواء البيان» للقشيري‬ ‫ومنظومة النكاح والطالق لإلمام ابن عاشر‪.....،‬قبل أن‬ ‫يصيح في السائلة‪« « ! Eurêka : ‬وجدتها «‪ ،‬كما فعل‬ ‫العالم اإلغريقي «أرشيميد» قبل ‪ 23‬قرنا‪ .‬وكل ما تفتقت‬ ‫عنه عبقرية مفتي إذاعة كازا‪ FM ‬البيضاوية‪ ،‬هو تهنئتها‬ ‫بضرب زوجها كلما حل بالبيت «منغما»‪ ،‬وأمعن الفقيه‬ ‫في تشجيع السائلة على ذلك‪ ،‬بأن هنأها على ضرب زوجها‬ ‫«السكيري» لعنة اهلل عليه والناس أجمعين‪ ،‬وقال لها ‪:‬‬ ‫بصحتك ألال‪« ،‬اضربيه‪ ‬جهد ما تستطيعين‪ ،‬ألنه يستحق‬ ‫الضرب‪« ،‬السكيري الخور» ‪......‬واهلل يحفظك»‪!!! ‬‬ ‫الهيئة العليا لالتصال السمعي البصري اتخذت في‬ ‫الموضوع موقفا صارما حين وجهت «إنذارا» ‪...‬نعم‪ ،‬إنذارا‬ ‫إلى اإلذاعة وقضت بوقف البرنامج الديني‪ ،،‬ليس بصفة‬ ‫نهائية‪ ،‬ال‪ ،‬بل ألربعة أسابيع فقط‪ ،‬اعتبارا ألن خطاب‬ ‫«الواعظ» تضمن لهجة تحريضية‪ ‬بـ «خليان دار بو»‬ ‫الزوج‪ ،‬دون أن تستطيع «منشطة» البرنامج التحكم في‬ ‫البث‪.‬‬ ‫انتظرونا‪ ،‬إذا‪ ،‬في حلقة جديدة من برنامج «فتاوى‬ ‫فقهية»على الــ‪ FM ‬البيضاوية ‪ ‬مع نفس الفقيه ونفس‬ ‫«المنشطة»‪ .‬كونوا في الموعد‪ ،‬فلدينا خزان ال ينفذ من‬ ‫ذخائــر الفتـــاوى الفقهيــة ‪ ‬لكل النوازل و«المسائل»‬ ‫الدينية‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪ 10‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪896‬‬

‫نقابات الصيد البحري تتبرأ من تصريحات العمراوي‬ ‫تبرأت سبع إطارات نقابية ومهنية‬ ‫لقطاع الصيد البحري بالمغرب‪ ،‬من‬ ‫تصريحات أحمد العمراوي بصفته كاتبا عاما‬ ‫للمنظمةالديمقراطيةللصيدالبحري‪،‬خالل‬ ‫المناظرة التي نظمها مجلس جهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة حول الحراك الشعبي‬ ‫بمدينة الحسيمة‪ ،‬معتبرة أن هذا األخير ال‬ ‫يتمتع بأي تمثيلية داخل القطاع‪.‬‬ ‫ووصفت اإلطارات النقابية والمهنية‬ ‫السبع – جامعة غرف الصيد البحري‬ ‫بالمغرب‪ ،‬فيدرالية الصيد البحري لدى‬ ‫اإلتحاد العام للمقاوالت بالمغرب‪ ،‬غرفة‬ ‫الصيد البحري االطلسية الوسطى‪ ،‬غرفة‬ ‫الصيد البحري األطلسية الشمالية‪ ،‬غرفة‬ ‫الصيد البحري المتوسطية‪ ،‬الكنفدرالية‬ ‫الوطنية للصيد التقليدي‪ ،‬الكنفدرالية‬ ‫الوطنية للصيد الساحلي ـ التصريحات‬ ‫ب «الغير الموضوعية» وتحمل مغالطات‬ ‫وتحامل على وزارة الصيد البحري‪ ،‬وإخراج‬ ‫الوقائع من سياقها وتضليل الرأي العام‬ ‫لغرض سياسي معين‪.‬‬ ‫واستنكرت النقابات واإلطارات المهنية‬ ‫تصريحات العمراوي‪ ،‬وأدانت بشدة هاته‬ ‫اإلفتراءات التي ال عالقة لها بالواقع والتي‬ ‫تعبر عن آراء ومواقف شخصية لصاحبها‪،‬‬ ‫مبرزة ان هاته التصريحات تنم عن جهل‬ ‫بالمساطر المتعلقـــة بتوزيـــع حصص‪ ‬‬ ‫االسماك بصفة عامة‪ ،‬وسمك التونة بصفة‬ ‫خاصة‪ ،‬مبرزة ان تحديد كمية المصطادات‬ ‫وتوزيعها يخضع لمعايير دقيقة تمليها‬ ‫مخططات التهيئة المسطرة على‬ ‫الصعيدين الوطني والدولي‪ ،‬والتي تتداخل‬ ‫فيها مجموعة من العوامل البيولوجية‬ ‫والسوسيو اقتصادية جعلت نتائجها من‬ ‫بلدنا مثاال يحتذى به في تدبير المصايد‬ ‫واستدامة المخزون السمكي‪.‬‬ ‫وكشفت النقابات في بالغها‪ ،‬أن‬ ‫العمراوي مدفوع من جهات معروفة لإلدالء‬ ‫بما أسمته «األكاذيب» واستهداف أشخاص‬ ‫بأسمائهم‪ ،‬مضيفة أنها نفس الجهات التي‬ ‫اقتنت‪ ‬باخرة على أساس انها ستستفيد من‬ ‫حصة لصيد التونة‪ ،‬غير أن القانون ال يتيح‬ ‫لها ذلك مما جعلها تلجأ الى هذا األسلوب‬ ‫لخلط األوراق وكيل اإلتهامات للوزارة‬ ‫الوصية ولمهنيي هذا القطاع المستهدفين‬ ‫الذين استثمروا أمواال ضخمة لتطوير‬ ‫هذا النشاط‪ ،‬وخلق فرص للشغل ألبناء‬ ‫المنطقة‪.‬‬ ‫وكذبت النقابات في البالغ ذاته‪،‬‬ ‫تنقالت العمراوي للوزارة الوصية لحل‬ ‫مشاكل المهنيين‪ ،‬معتبرة أن ذلك كذب‬ ‫وبهتان‪ ،‬الهدف منه تبخيس مجهودات‬ ‫األطراف األخرى والركوب على دينامية‬ ‫العمل المشترك بين اإلدارة والمهنيين‪،‬‬ ‫لكونه ال يتوفر على تمثيلية وال مصداقية‬ ‫تخول له الحديث باسم رجال البحر‪ ،‬مبرزة‬ ‫أن زياراته للوزارة كانت ألغراض خاصة‬ ‫وخدمة لمصالحه الشخصية‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫وشددت النقابات في ختام بالغها‪ ،‬أن‬ ‫التعبير عن التعبير عن مواقف المهنيين‬ ‫والحديث باسمهم‪ ،‬يتم عبر المؤسسات‬ ‫المنتخبة ومكونات النسيج الجمعوي التي‬ ‫تشتغل على مدار السنة بتنسيق مستمر‬

‫وتشاور بناء ومسؤول مع الوزارة الوصية‪،‬‬ ‫لحل المشاكل المطروحة والرفع من‬ ‫أداء القطاع وتعزيز مساهمته في خلق‬ ‫اإلستثمار‪ ،‬و المزيد من فرص الشغل ألبناء‬ ‫منطقة الريف والوطن ككل‪.‬‬

‫الملتقى الوطني األول للطوابع‬ ‫البريدية بشفشاون‬

‫تقييم مرحلي لبرنامج تحضير‬ ‫الدخول المدرسي ‪2018-2017‬‬ ‫بالمديرية اإلقليمية لوزان‬

‫عرفـــت قاعــة االجتماعــات بالمديرية‬ ‫اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين‬ ‫المهني والتعليم العالي و البحث العلمي بوزان‬ ‫يوم الخميس ‪ 29‬يوليوز ‪ ،2017‬انعقاد لقاء‬ ‫تقييمي لبرنامج تحضير الدخول المدرسي على‬ ‫مستوى كافة مؤسسات التعليم باإلقليم ‪ ،‬و قد‬ ‫ترأس هذا اللقاء‪ ،‬الذي حضره السيدات والسادة‬ ‫مديرات ومديري المؤسسات التعليم العمومي‬ ‫منها و الخصوصي‪ ،‬السيد المدير اإلقليمي؛‬ ‫الذي استهل هذا اللقاء بعرض حول النتائج التي‬ ‫حققها تلميذات وتالميذ اإلقليم في االمتحانات‬ ‫الموحدة بمختلف األسالك التعليمية‪ ،‬مشيرا‬ ‫إلى التحسن الذي عرفته نتائج الباكالوريا دورة‬ ‫يونيو ‪ 2017‬و الذي عكس المجهود الكبير الذي‬ ‫بذل من طرف األطر التربوية و اإلدارية العاملة‬ ‫بهذه المؤسسات التعليمية‪ ،‬كما تم الوقوف‬ ‫على بعض النتائج المتواضعة‪ ،‬التي سجلت في‬ ‫بعض األقسام والتي تفرض على جميع األطراف‬ ‫المتدخلة‪ ،‬كل من موقعه مضاعفة الجهود‬ ‫لتحسين هذه النتائج‪ ،‬عبر القيام بتشخيص‬ ‫دقيق ألسباب هذه النتائج و صياغة برنامج‬ ‫عمل واضح و بمؤشرات دقيقة تمكن من تجاوز‬ ‫الصعوباتالمرصودة‪.‬‬ ‫وفي جزء ثاني من هذا اللقاء التقييمي‪،‬‬ ‫تم عرض حصيلة برنامج تأهيل المؤسسات‬ ‫التعليمية على الصعيد اإلقليمي‪ ،‬استعدادا‬ ‫للدخول المدرسي ‪ ،2018-2017‬كما تمت‬ ‫اإلشادة بمجموعة من المبادرات الناجحة‪ ،‬التي‬

‫استطاعت‪ ،‬و بفضل تعبئة الشركاء و االعتماد‬ ‫على الموارد المتاحة‪ ،‬من تحسين فضاءات‬ ‫المؤسسات و تحضيرها الستقبال تلميذات‬ ‫وتالميذ إقليم وزان‪ .‬و في هذا الصدد فإن عدد‬ ‫المؤسسات التعليمية التي تم تأهيلها إلى حدود‬ ‫هذا اللقاء بلغ ‪ 81‬مؤسسة من أصل ‪ ،117‬في‬ ‫حين أن التحضيرات الزالت جارية في ما تبقى‬ ‫من المؤسسات وذلك في أفق أن تكون جاهزة‬ ‫قبل ‪ 10‬يوليوز ‪.2017‬‬ ‫وفي السياق ذاته‪ ،‬تم استعراض حصيلة‬ ‫عمل المؤسسات‪ ،‬فيما يخص إصالح الطاوالت‬ ‫والسبورات و التخلص من المتالشيات و كذا‬ ‫هدم الحجرات الدراسية الغير صالحة لالستعمال‬ ‫أو اآليلة للسقوط‪.‬‬ ‫كما تناول اللقاء التقييمي‪ ،‬مجموعة من‬ ‫النقط خاصة ما تعلق منها بـ ‪:‬‬ ‫• التسجيالت الجديدة وإعادة التسجيل‬ ‫خالل شهر يوليوز ‪2017‬؛‬ ‫• تعميم الباكالوريا الدولية على صعيد كل‬ ‫الثانويات التأهيلية بإقليم وزان؛‬ ‫• االستثمار األمثل لمرافق المؤسسات‬ ‫التعليمية عبر استغالل الغالف الزمني من ‪8‬‬ ‫صباحا إلى ‪ 06‬مساء‪.‬‬ ‫• برنامج منحتي؛ وغيرها من المستجدات‬ ‫المرتبطة بالدخول المدرسي المقبل‪.‬‬

‫أحمد ضريف‬ ‫مكتب االتصال‬

‫تدشين أول نفق تحت أرضي‬ ‫بتطوان‬

‫بمناسبة االحتفاالت بالذكرى الثامنة‬ ‫عشــر لعيـــد العـــرش المجيد‪ ،‬و تـــحت‬ ‫شعار «الطابـع البريدي والعملـــة رمزان‬ ‫للســيادة والوحدة الوطنيــة وتجسيــــد‬ ‫للثقافة المغربية» نظمت جمعية ارحيوة‬ ‫للتنمية الثقافية والتراث والبيئة بشفشاون‬ ‫بتعــاون مع المجلس اإلقليمي‪« ،‬ملتقى‬ ‫شفشــاون الوطني األول للطوابـــع البريدية‬ ‫والمسكوكات»‪.‬‬ ‫المعرض الذي نظم في الفترة ما بين‬ ‫‪ 21‬و ‪ 23‬يوليوز ‪ 2017‬شارك فيه أربعة‬ ‫عشر جمعية متخصصة في هواية جمع‬ ‫الطوابع البريدية والمسكوكات‪ ،‬تمثل كل‬ ‫جهــات المملكــة المغربية ‪ ،‬كمــا تم تنظيم‬ ‫مائدة مستديرة ناقشت من خاللها موضوع‬ ‫شعار هذا الملتقى إلى جانب مواضيع أخرى‬ ‫ذات الصلة‪ ،‬أطرها نخبة من األساتذة‬ ‫األكاديميين من ذوي االختصاصات‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‪ ‬‬

‫في إطار حل مشكل االزدحام الذي كانت‬ ‫تعاني منه مدينة تطوان وخاصة في فصل‬ ‫الصيف تم بداية عيد الفطر الشروع في استغالل‬ ‫النفق التحت أرضي الواقع بمدخل مدينة تطوان‬ ‫بحي كولومينا على الطريق الوطنية رقم ‪16‬‬ ‫المتوجهة نحو الحسيمة الذي انتهت األشغال‬ ‫به بعد أزيد من ستة أشهر من األشغال‪ ،‬والذي‬ ‫يعد اول نفق تحت أرضي بمدينة تطوان‬ ‫ويأتي افتتاح هذا النفق للمساهمة في حل‬ ‫مشكل االزدحام واالختناق المروري الذي تعرفه‬

‫المدينة خالل فصل الصيف‪ ،‬بسبب توافد أعداد‬ ‫كبيرة من مغاربة الداخل والخارج لالصطياف في‬ ‫شمال المغرب‪ .‬وكذلك حركة السير التي تعرفها‬ ‫تطوان وخاصة في فترة المساء أثناء عودة‬ ‫اآلالف من وسائل النقل من الشواطئ الشرقية‬ ‫التابعة لتطوان مثل ازال وامسا و واد لو‪..‬‬ ‫ومن المنتظر أن تعرف مدينة تطوان‬ ‫مستقبال إنجاز مشاريع أخرى في هذا المجال‬ ‫نظرا لنجاعتها في التخفيف من معاناة الساكنة‬ ‫من ازدحام السيارات وخاصة داخل المدينة‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪ 10‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪896‬‬

‫متى يلفح صهد استياء وانزعاج وقلق الملك تالبيب‬ ‫جلباب الفساد بوزان ؟‬ ‫وزان ‪ :‬محمد حمضي‬

‫بعيدا عن كل محاولة تسعى إلى االلتفاف‬ ‫على استياء وانزعاج الملك محمد السادس‪،‬‬ ‫وتجتهد بغاية تحجيم المساحة التي ستحرقها‬ ‫ألسنة نيران هذا القلق الذي نقله بالغ الديوان‬ ‫الملكي مباشرة بعد إسدال الستار على أشغال‬ ‫أول مجلس وزاري يعقد بعد تنصيب الحكومة‬ ‫التي أفرزها البلوكاج السياسوي الشهير‪ ،‬والذي‬ ‫من بين ما ترتب عنه ما تعيشه البالد من احتقان‬ ‫غير معهود‪ ،‬التعامل معه( االحتقان )‪ ‬يستدعي‬ ‫االحتكام ‪ ‬للحكمة والتبصر‪ ،‬واالنتصار لهما‬ ‫من طرف الجميع ‪( .‬بعيدا عن هذه المحاوالت)‬ ‫يمكن الجزم بأن الغضبة الملكية تتجاوز عدم‬ ‫تنفيذ المشاريع التي يتضمنها البرنامج التنموي‬ ‫الكبير إلقليم الحسيمة‪ ،‬لتنسحب على جل‬ ‫المشاريع التي سبق لملك البالد أن أشرف على‬ ‫إعطاء انطالقتها‪ ،‬فعرفت تعثرات كبيرة‪ ،‬والتهم‬ ‫جراد في هيئة بشر األغلفة المرصودة إلنجازها‪.‬‬ ‫والدليل على أن مساحة االنزعاج الملكي غير‬ ‫محصورة في الزمن والمكان‪ ،‬ما تعرض له بالغ‬ ‫القصر الذي « ذكر بأن ال يتم تقديم أمام جاللة‬ ‫الملك اال المشاريع واالتفاقيات التي تستوفي‬ ‫جميع شروط االنجاز‪ ،‬سواء ما يتعلق بتصفية‬ ‫وضعية العقار‪ ،‬أو توفير التمويل‪ ،‬أو القيام‬ ‫بالدراسات‪ ،‬على أن تعطى االنطالقة الفعلية‬ ‫لألشغال في أجل معقول»‪.‬‬ ‫‪ ‬وزان واحدة من المدن التي كان‬ ‫الملك محمد السادس قد خصها بزيارتين‬ ‫نهاية سنة ‪ ، 2006‬حيث سيشرف على إعطاء‬ ‫انطالقة رزنامة من المشاريع بغاية جبر ضرر‬ ‫دار الضمانة الجريحة ‪ .‬البرنامج المشار إليه رغم‬ ‫أن غالفه المالي( ‪ 19‬مليار سنتيم ) ال يستجيب‬ ‫للحد األدنى النتظارات ساكنة مدينة منكوبة‪،‬‬ ‫فقد اكتسى أهمية رمزية كبرى عند ساكنة وزان‬ ‫التي اعتبرته إيذانا بإطالق ورش إنصاف وزان‬ ‫والمصالحة معها ‪.‬‬

‫ي‪..‬‬

‫رأ‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫بقلم‪ :‬م�صطفى احلراق‬

‫مجتمع المعلومات الكوني‬

‫‪ ‬برنامج تأهيل المدينة حدد له آخر سنة‬ ‫‪ 2010‬كسقف أقصى لالنتهاء من تنزيله‪ ،‬لكن‬ ‫الواقع اليوم يكذب ذلك‪ ،‬وظل أكثر من مشروع‬ ‫في مكونات البرنامج يراوح مكانه إلى يومنا‬ ‫هذا‪ .‬واألنكى من ذلك فإن ما سيتم الشروع‬ ‫في إخراجه للوجود من مشاريع‪ ،‬أتى مخالفا لما‬ ‫قدم أمام ‪ ‬الملك ‪ .‬وحسب ما توفر من معطيات‬ ‫لكل من تابع الورش الملكي لرد االعتبار لدار‬ ‫الضمانة‪ ،‬فإن مختلف المشاريع كما تم إطالع‬ ‫الملك عليها على األوراق والمجسمات‪ ،‬لم تكن‬ ‫قد أنجزت حولها دراسات بالمواصفات المطلوب‬ ‫توفرها في كل دراسة‪ ،‬ولم يكن الغالف المالي‬ ‫المخصص إلنجازها محدد ‪ .‬وإذا أضيف لذلك‬ ‫الفساد الكبير الذي لحق ما تم تنزيله من‬ ‫مشاريع التأهيل‪ ،‬يمكن الجزم بأن «المركب‬ ‫اإلداري المصالحي االستغاللي»‪ ‬الذي ألتف على‬ ‫ورش جبر ضرر وزان‪ ،‬لم تكن غايته غير سعيه‬ ‫الحثيث من أجل تعطيل مسلسل اإلنصاف‬ ‫والمصالحة مع مدينة توجد عند عتبة سلسلة‬ ‫جبال الريف ‪.‬‬

‫إذا كان الملك قد استاء وانزعج وقلق مما‬ ‫لحق برنامج «منارة المتوسط»‪ ،‬وإذا سلمنا بأن‬ ‫نفس حيثيات الغضبة الملكية تنسحب على‬ ‫مختلف المشاريع التي سبق وأشرف على إعطاء‬ ‫انطالقتها ( برنامج تأهيل دار الضمانة واحد‬ ‫منها)‪ ،‬ولم يتم التقيد بتنفيذها شكال ومضمونا‪،‬‬ ‫فإن «إصـدار ‪ - ‬جاللة الملك ‪ -‬تعليماتـــه‬ ‫السامية لوزيري الداخلية والمالية قصد قيام‬ ‫كل من المفتشية العامة لإلدارة الترابية بوزارة‬ ‫الداخلية‪ ،‬والمفتشية العامة للمالية‪ ،‬باألبحاث‬ ‫والتحريات الالزمة بشأن عدم تنفيذ المشاريع‬ ‫المبرمجة‪ ،‬وتحديد المسؤوليات‪ ،‬ورفع تقرير‬ ‫في هذا الشأن في أقرب اآلجال «فإن نفس‬ ‫هذه التعليمات الملكية‪ ،‬وبالصرامة التي‬ ‫جاءت بها يجب على الوزيرين المعنيين تحمل‬ ‫مسؤولياتهما أمام ملك البالد‪ ،‬فيسارعان إلى‬ ‫فتح ‪ ‬ملف برنامج تأهيل دار الضمانة الذي تم‬ ‫االجهاز عليه ‪.‬‬

‫ضمان حقوق المواطنين‬ ‫وحمايتهم من تجاوزات الحكام‬

‫كل إنسان كيفما كان في العالم ال بد‬ ‫أن يكتسب حقوقا معنوية أساسية ألنه إنسان‬ ‫بطبيعته‪ ،‬وينتمي إلى الجنس البشري فله بذلك‬ ‫حقوق تامة‪...‬وهذا يجعله محميا من االستبداد‬ ‫والعنف‪ ،‬ويضمن حقه في الحياة الكريمة بصفة‬ ‫عامة ‪ ...‬لذا فاإلنسان في حاجة ماسة إلى كل‬ ‫الضمانات لحمايته من أخيه اإلنسان‪...‬‬ ‫ومن المعلوم أن حقوق اإلنسان تنبذ‬ ‫الظلم كيفما كان‪ ،‬وتعمل على الدفاع عن كل‬ ‫مظلوم لتحقيق الضمانات الكافية من أجل‬ ‫حمايته من كل التجاوزات ويكتسب بذلك القيم‬ ‫األساسية المتكونة من الحرية‪ ،‬والمساواة‪،‬‬ ‫والعدل والحق‪ ،‬وهي مكتسبات تضمن له‬ ‫األمن والحياة والتوازن ليصل إلى السعادة‬ ‫والراحة المادية والنفسية‪...‬‬ ‫ومن المعروف أن الدفاع عن حقــوق‬ ‫اإلنسان ظل الهدف منه أوال هو حماية كل‬ ‫مواطن من تجاوزات الحكام‪ ...‬بفضل قوانين‬ ‫ن ‪ ‪‬دون تمييز‪...‬‬ ‫تضمن الحقوق لكل مواط ‬‬ ‫وتحترم اإلنسان كقيمة مطلقة‪ ،‬فكل الناس‬ ‫سواسية كيفما كان جنسهم أوعقيدتهم أو‬ ‫لغتهم‪ ،‬وكل الحقوق هي ضرورية لكل إنسان‪،‬‬ ‫وعندما تغيب تلك الحقوق يفقد إنسانيته ألنه‬ ‫الوحيد الذي يتصرف بعقله في هذا الكون‪...‬‬ ‫والعالم ال يتطور إال بمقدرته الفكرية والتحليل‬ ‫العميق‪ ...‬وهذا يجعله حريا بكل القوانين التي‬ ‫تضمن الحقوق التي يكتسبها بتلك القوانين‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫وقد نص إعالن حقوق اإلنسان الذي‬ ‫صدر في ‪ 10‬دجنبر سنة ‪ 1948‬على أن حقوق‬ ‫اإلنسان هي «الحقوق المتأصلة في طبيعتنا‪،‬‬ ‫والتي ال يتسنى من دونها ان نعيش عيشة‬ ‫البشر» ‪ ...‬ألن حياة اإلنسان في أي مجتمع ال‬ ‫تكون دون وجود حقوق تضمن له الطمأنينة‬ ‫واألمن والحرية‪ ،‬وهي البد منها لسلوكه في‬ ‫مجتمعه‪ ،‬وهي الطاقة التي تجعله يفكر وينتج‬ ‫ويبدع‪ .‬ومعلوم أن حقوق اإلنسان تتطور عبر‬ ‫الزمان والعصور وتخضع لمقتضيات كل عصر‬ ‫على حدة‪ ،‬وتختلف من قارة إلى قارة‪...‬ومن‬ ‫دولة إلى دولة أخرى‪ ،‬حسب تطور كل دولة‬ ‫ومستواها‪ ،‬وحسب الثقافة الديمقراطية لكل‬ ‫بلد‪ ،‬حسب الظروف التاريخية التي مرت بها‪...‬‬ ‫وخالل السنوات األخيرة اتسع مفهوم‬ ‫حقوق اإلنسان وتطور كثيرا ألنه أصبح ال يهتم‬ ‫بالبعد السياسي فقط‪ ،‬بل شمل أبعادا اجتماعية‬ ‫واقتصادية وتربوية وثقافية‪ ،‬حيث أصبحت‬ ‫حقوق اإلنسان في مجتمعنا حاليا متعددة‬ ‫األبعاد‪ ...‬ألنها تقوم عل ضمان الحقوق‬ ‫والحريات األساسية ومنها الحريات األساسية‬ ‫أي حرية العقيدة والرأي والتعبير والتجمع‬ ‫واالجتماع‪ ،‬وهذه الحريات ضرورية لكل مواطن‪،‬‬ ‫من أجل القيام بوظائفه كإنسان وكمواطن‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد أشار المفكر المغربي‬ ‫السيد حسن أوريد في حوار له مؤخرا مع قناة‬ ‫(فرانس ‪ )24‬إلى أن آراء المفكرين يمكن‬

‫أن تلهم الدول في مسيرتها نحو التقدم‬ ‫والرقي‪ ،‬وعطفا على ذلك أضيف أن الفالسفة‬ ‫والمثقفين وضعوا نظريات جديدة تقوم على‬ ‫المواطنة الحقة بصفتها قيمة مطلقة طاردة‬ ‫بذلك النظريات القديمة التي يقوم عليها‬ ‫النظام السياسي واالجتماعي واالقتصادي‬ ‫والتي تعتبر أن الحكام يستمدون نفوذهم من‬ ‫اإلرادة اإللهية‪ ،‬وبالتالي ال يمكن إال تقديسهم‬ ‫وطاعتهم مهما كانت تصرفاتهم‪ .‬فحقوق‬ ‫اإلنسان كما ذكر الفيلسوف األلماني «كانت‬ ‫«‪ Emmanuel Kant (1724‬ـ ‪ )1804‬هي‬ ‫غاية في حد ذاتها‪ ،‬مع أنه ال يبرر هذه الحقوق ـ‬ ‫خالفا لجل فالسفة التنوير ـ بالقوانين الطبيعية‪،‬‬ ‫فحرية اإلنسان ليست في نظره حتمية الطبيعة‬ ‫والماضي‪ ،‬بل تعود إلى القيم األخالقية التي‬ ‫هي األساس األول للتقدم والحضارة‪ ،‬والقانون‬ ‫األخالقي بالنسبة لهذا الفيلسوف يقوم على‬ ‫العقل الذي يرشد إلى الطريق القويم والذي‬ ‫يميز اإلنسان عن بقية الكائنات‪ ،‬ويبعث فيه‬ ‫الميل إلى القيام بالواجب نحو أخيه اإلنسان‪،‬‬ ‫وأن القانون يعمل على تلبية حاجات اإلنسان‬ ‫وطباعه التي تقوم على الحرية والعقالنية وعلى‬ ‫احترام هذا المثل السائر «تصرف بطريقة يكون‬ ‫فيها اإلنسان غاية ال أن يكون أبدا وسيلة‪،‬‬ ‫وتصرف على أن تتعايش حرية إرادتك مع حرية‬ ‫اآلخرين»‪.‬‬

‫‬‪ ‪‬عبد القادر أحمد بن قدور‬

‫شكر على تعزية‬ ‫بمناسبة الذكرى األربعينية لوفاة المشمولة برحمة اهلل الواسعة‪ ...‬السيدة غيثة فضول أعيان التي وافتها‬ ‫المنية مساء يوم األربعاء ‪ 05‬رمضان ‪ 1438‬هـ الموافق ل ‪ 31‬ماي ‪ 2017‬بمدينة تمارة عن سن تناهز ‪ 90‬عاما‬ ‫حرم المرحوم اإلمام الزاهد والمتصوف الفقيه األجل السيد‪ :‬أحمد بن قدور «الكنوني»‪ ،‬وذلك بعد معاناة مع‬ ‫أمراض عديدة والتي ووري جثمانها الطاهر في موكب جنائزي مهيب بمقبرة حي الرياض بمدينة الرباط‪ ،‬بعد‬ ‫صالة الظهر يوم الخميس فاتح يونيو ‪ 2017‬الموافق ل ‪ 6‬رمضان ‪ 1438‬هـ بمسجد أبي بكر الصديق بمدينة‬ ‫تمارة‪.‬‬ ‫يتقدم نجلها الفاعل الحقوقي ذ‪:‬عبد القادر أحمد بن قدور «الكنوني»‪ ،‬وكل إخوانه وأخواته وأسرته بالشكر‬ ‫الجزيل لكل من واساهم بالحضور في الجنازة‪ ،‬أو باالتصال بالهاتف أو بالمواقع اإللكترونية أو غير ذلك‪ ...‬وخاصة‬ ‫المكتب التنفيذي واألمانة الوطنية و عضوية منظمة العفو الدولية في المغرب‪ ،‬والمدير العام لمنظمة العفو‬ ‫الدولية بالمغرب األستاذ الجليل والخبير القانوني السيد المحترم‪ :‬محمد السكتاوي‪ ،‬ومديري النشر لجريدتي‬ ‫«العلم» و «الشمال ‪ »2000‬العتيدتين األستاذين الجليلين واإلعالميين الكبيرين السيدين‪ :‬عبد اهلل البقالي‪،‬‬ ‫وعزيز كنوني‪.‬‬ ‫راجين من العلي القدير أن ال يريهم جميعا مكروها في عزيز لديهم‪ ،‬وأن يرزقهم بموفور الصحة والعافية‪ ،‬ويبارك في عمر ذويهم‪ ،‬وأن‬ ‫يتغمد الفقيدة بواسع الرحمة والغفران‪ ،‬ويسكنها فسيح جناته مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين في جنة الرضوان‪ ،‬وحسن أولئك‬ ‫رفيقا‪.‬‬

‫ال نبالغ إذا قلنا أن اإلنسانية تنتقل حاليا عبر عملية معقدة ومركبة‬ ‫في اتجاه صياغة مجتمع عالمي جديد‪ ،‬تحت تأثير الثورة الكونية‪ ،‬وهذه‬ ‫الثورة تأتي في سياق التعاقب التاريخي للثورات الكونية المتعددة التي‬ ‫شهدتها اإلنسانية‪ ،‬عقب الثورة الصناعية‪ ،‬وكانت البداية األولى تتمثل‬ ‫في بزوغ ما أطلق عليه الثورة العلمية والتكنولوجية‪ ،‬والتي جعلت‬ ‫العلم ألول مرة في تاريخ البشرية‪ ،‬قوة أساسية من قوى اإلنتاج‪ ،‬تضاف‬ ‫إلى األرض ورأس المال والعمل‪ ،‬وبالتدريج بدأت مالمح المجتمعات‬ ‫تتغير‪ ،‬ليس في بنياتها التحتية فحسب‪ ،‬بل حتى في أسلوب الحياة‪،‬‬ ‫ونمط التفكير‪ ،‬ونوعية القيم السائدة‪ ،‬وأساليب الممارسة السياسة‪،‬‬ ‫ومنذ الستينات انتشر مصطلح جديد ‪ ،‬أطلقه بعض علماء االجتماع‬ ‫وهو مصطلح المجتمع ما بعد الصناعي‪ ،‬ومع مرور الزمن رأوا في هذا‬ ‫المصطلح قصوره في التعبير عن جوهر التغيير الكيفي الذي حدث‪،‬‬ ‫ومن هنا أطلق العلماء مصطلحا آخر رأوا فيه األوفى غرضا‪ ،‬واألكثر دقة‬ ‫وهو ما اصطلح عليه (مجتمع المعلومات) على أساس أن أبرز مالمح‬ ‫المجتمع الجديد أنه يقوم على إنتاج المعلومات وتداولها من خالل‬ ‫آليات غير مسبوقة هي الحاسوب اآللي‪ ،‬الذي أدت أجياله المتعاقبة إلى‬ ‫إحداث ثورة فكرية كبرى في مجال إنتاج وتوزيع واستهالك المعارف‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬فإذا أضفنا إلى ذلك القفزة الكبرى في تكنولوجيا االتصال‪،‬‬ ‫وبخاصة في مجال األقمار الصناعية واستخداماتها الواسعة‪ ،‬وخاصة‬ ‫في مجال البث التلفزيوني‪ ،‬الذي بحكم آلياته يتجاوز الحدود الجغرافية‪،‬‬ ‫وينفذ إلى مختلف األقطار التي تنتمي إلى ثقافات أخرى مختلفة‪ ،‬مما‬ ‫من شأنه أن يؤثر إما إيجابا أو سلبا على القيم واالتجاهات والعادات‪،‬‬ ‫ألدركنا بأننا بصدد تشكيل عالم جديد‪ ،‬تصبح فيه العبارات الشهيرة‬ ‫والتي مفادها أن العالم أصبح قرية صغيرة‪ ،‬تقصر كثيرا عن وصف أثر‬ ‫التغيرات التي يتعمق مجراها كل يوم وبسرعة مذهلة‪.‬‬ ‫في ظل هذه التغيرات والتطورات الكبرى في مجال المعرفة‬ ‫واالتصال‪ ،‬وانتقال مجتمع الصناعة إلى مجتمع المعلومات‪ ،‬أخذ يتشكل‬ ‫بثبات وإن كان ببطء ما يمكن أن نطلق عليه “الوعي الكوني” والذي‬ ‫سيتجاوز كل أنواع الوعي السابقة كالوعي القومي‪ ،‬وسيبرز الوعي‬ ‫الكوني لكي يعبر عن بزوغ قيم إنسانية عامة‪ ،‬حيث تشتد في الوقت‬ ‫الراهن المعركة حول صياغتها واتجاهاتها في اتجاه مستقبل منظور‬ ‫مدعم بإجماع عالمي‪.‬‬ ‫وفي ضوء ذلك نستطيع أن نفهم سر المعركة التي تدور حول‬ ‫النظام العالمي الجديد‪ ،‬الذي تريد الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬بعد‬ ‫انهيار النظام العالمي الثنائي القطبية‪ ،‬من أن تهيمن عليه مدعمة‬ ‫بقوتها العسكرية والتكنولوجية‪ ،‬بالرغم من التآكل التدريجي لقوتها‬ ‫االقتصادية العالمية‪ ،‬كما تنبأ لذلك (بول كينيدي) في كتابه الشهير‬ ‫“صعود وسقوط القوى العظمى”‪.‬‬ ‫ويمكن القول إذا أردنا رصد التغيرات العميقة التي ذكرناها سالفا‪،‬‬ ‫البد أن نقف قليال أمام ظاهرة بزوغ ما يمكن أن نطلق عليه مجتمع‬ ‫المعلومات الكوني‪.‬‬

‫�إعالن قانوين و�إداري‬


‫العدد ‪896‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪ 10‬يوليوز ‪2017‬‬

‫الكتابة المقالية عند الشيخ التهامي الوزاني‬

‫نظرات وتأمالت في المقالة السياسية (‪)2/2‬‬ ‫• حول االستعمار الفرنسي‪.‬‬ ‫إذا كانت جل المقاالت السياسية للشيخ‬ ‫التهامي قد استحوذ عليها موضوع الحماية‬ ‫أو االستعمار اإلسباني في المنطقة الخليفية‪،‬‬ ‫فإن موضوع االستعمار الفرنسي في المنطقة‬ ‫السلطانية لم يكن ليغفل عنه‪ .‬فقد كان التهامي‬ ‫الوزاني على اطالع بما تقوم به اإلقامة العامة‬ ‫الفرنسية في منطقة نفوذها‪ ،‬فال يفتأ يفضح مكرها‬ ‫وسياستها الدنيئة بجرأة لم نشهدها في حديثه‬ ‫عن الحماية اإلسبانية باعتبار هذه األخيرة في نظره‬ ‫أخف الضررين‪ .‬فنقرأ له مث ًال مقالة الذعة عنونها‬ ‫بـ «عجز اإلدارة الفرنسية بالمغرب»‪ ،‬حيث دبجها‬ ‫بعبارات شديد ًة وحاد ًة حول مخططات الحماية‬ ‫الفرنسية بالمغرب‪ ،‬يقول مث ًال‪« :‬فالتربة المغربية‬ ‫خصبة ال تحتاج إلى جهود وال إلى أتعاب‪ ،‬بل إن أقل‬ ‫عمل في الزراعة يذر على صاحبه الخيرات الوافرة‪،‬‬ ‫فكان أهله يعيشون فيه راضين قانعين‪ ،‬حتى جاء‬ ‫سيل االستعمار الفرنسي‪ ،‬فاكتسح المغرب وطفق‬ ‫الفرنسيون من أول يوم يستغلون هذا القطر‬ ‫استغالال فاحشاً‪ .‬فما مرت عليهم ثالث سنوات‬ ‫وهم مادون سيطرتهم عليه حتى قامت الحرب‬ ‫العالمية األولى (‪ ،)1918 – 1914‬فمد الفرنسيون‬ ‫يدهم إلى النقود الفضية‪ ،‬فجمعوها وعوضوا الناس‬ ‫عنها أوراقاً ال قيمة لها‪ ،‬وحملوا إلى فرنسا الحبوب‬ ‫واألنعام والخيرات من أرض المغرب‪ ،‬واختاروا نخبة‬ ‫الشباب المغربي‪ ،‬فقدموه لقمة سائغة ألفواه‬ ‫المدافع‪ .‬فعلوا كل ذلك بالمغرب والمغاربة‪ ،‬وهم‬ ‫يدعون أنهم إنما ج��اؤوا لينشروا رواق األمن‪،‬‬ ‫ويقوموا بعمليات التمدين والتحضير‪ ,‬والواقع أن‬ ‫األزمة ضربت أطنابها على المغرب من أول يوم‬ ‫دخلته فرنسا مغتصبة متعدية»‪.‬‬ ‫ويستمر في نفس المقالة معلقا على ما قامت‬ ‫به اإلدارة الفرنسية من كمِّ أفواه المغاربة بالحديد‬ ‫والنار والسجن والنفي والتعذيب‪ ،‬كل ذلك جراء‬ ‫مطالبهم بحقوقهم‪ ،‬فيقول‪ «:‬بدال من أن تعالج‬ ‫الحالة عن القيام باإلصالحات السياسية‪ ،‬تترك‬ ‫األمور تسير كما شاءت أن تسير‪ ،‬وتلجأ إلى زيادة‬ ‫جيوش الجواسيس وتقوية القوات المسلحة أمال‬ ‫في أن تصل بذلك إلى إرجاع الحالة إلى االطمئنان‬ ‫الالزم‪ .‬فكانت بعملها هذا بمنزلة المجذوم الذي‬ ‫فسد دمه‪ ،‬وعبثت به المكاريب والجراثيم‪ ،‬فتقرح‬ ‫الجلد وتهرى‪ .‬فبدال من أن تتخذ األدوية النافعة‬ ‫التي تصلح الدم وتطهره‪ ،‬أخذ يعالج القروح البارزة‬ ‫على سطح الجسم‪ ،‬فما تكاد تعالج قرحة حتى تخلف‬ ‫عدة قروح‪ ،‬ألن العلة داخلية مستحكمة‪ ....‬ولم تكن‬ ‫اإلدارة الفرنسية بالمغرب وحدها العاجزة الفاشلة‪،‬‬ ‫بل إن هذه الظاهرة كانت تغمر حتى إدارة فرنسا‬ ‫نفسها‪ ،‬ولم يكن فساد الفرع بالرباط إال تابعاً‬ ‫لفساد األصل بباريس»‪.‬‬ ‫على هذا النحو‪ ،‬وجدنا الشيخ التهامي الوزاني‬ ‫في حديثه عن الحماية الفرنسية عموماً أو الحماية‬ ‫اإلسبانية في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية‪،‬‬ ‫وهو حديث تطبعه الروح الوطنية العالية والصادقة‪،‬‬ ‫معززة بفكر منطقي يستند إلى منطق األحداث‬ ‫وحركة التاريخ وفق األوضاع الراهنة‪ ،‬إذ لكل مرحلة‬ ‫طابعها الخاص الذي يوجب الخطاب الذي يتماشى‬ ‫معها‪ .‬لكن مع هذه وتلك‪ ،‬فالتهامي الوزاني في‬ ‫الباطن رافض لشتى أنواع التدخل‪ ،‬بل تحول أفكاره‬ ‫مثل جميع الوطنيين من المطالبة باإلصالحات إلى‬ ‫رفضها التام ما لم تكون مقرونة باستقالل البالد‬ ‫سياسياً‪.‬‬ ‫• طنجة الدولية‪.‬‬ ‫الجدير بالوقوف عنده أيضا أن منطقة طنجة‬ ‫الدولية وما كان يدور بها من أح��داث لم تكن‬ ‫لتغيب عن فكر الشيخ التهامي في كتاباته‪ .‬فقد‬ ‫نالت هذه المنطقة نصيباً من كتاباته المقالية‬ ‫باعتبارها جزءاً ال يتجزأ من التراب الوطني المغربي‪.‬‬ ‫فإذا قرأنا بعض عناوين مقاالته بجريدتي «الريف»‬ ‫و«الحرية» مثل‪« :‬طنجة البائسة» و«ليست طنجة‬ ‫فرنسية وال إسبانية‪ ،‬ولكنها مغربية لحماً ودماً‬ ‫وجبا ًال ووه��اداً وطابعاً وروح��اً» و«طنجة مغربية‬

‫إلى األبد»‪ ،‬علمنا عمق محبته كما سائر الشعب‬ ‫المغربي لطنجة‪ ،‬ومدى رفضه لتلك األوضاع التي‬ ‫أصبحت تعيشها‪ .‬كما أنه لم يقتنع بأن تمتد أطماع‬ ‫إسبانيا لهذه المنطقة التي هي قطعة من الجسد‬ ‫المغربي‪ ،‬خصوصاً عندما كتب أحد اإلسبانيين‬ ‫في جريدة إسبانية مقالة بعنوان «طنجة مدينة‬ ‫إسبانية»‪ ,‬فكان هذا العنوان كافياً ليحرك عنصر‬ ‫الغيظ والحنق في نفوس المغاربة ومنهم الشيخ‬ ‫التهامي الذي رد عليه بمقالته السالفة الذكر‬ ‫«ليست طنجة فرنسية وال إسبانية»‪ .‬لنستمع إلى‬ ‫بعض من عبارات رده‪ .‬يقول‪« :‬وليعلم الناس‬ ‫كافة أن المغاربة خلقوا من نفس الطينة التي‬ ‫خلق منها اإلسبانيون ‪ ...‬فكما تَخِزُ مسألة جبل‬ ‫طارق قلوب كل إسباني حر كريم‪ ،‬فكذلك‪ ،‬تخز‬ ‫مسألة طنجة قلوبنا وتدميها‪ ...‬أما اإلسبانيون‪،‬‬ ‫فإنهم أمة صديقة‪ ،‬أقام المغاربة الدليل الكافي‬ ‫على أنهم مرحبون بهذه الصداقة‪ ...‬فللكاتب‬

‫ثابتاً ونتعاون معها تعاوناً صادقاً»‪.‬‬ ‫• األوضاع السياسية الخارجية‪.‬‬ ‫إن اهتمام الزعيم الوطني التهامي الوزاني بما‬ ‫كان يعيشه المغرب من األوضاع السياسية سواء‬ ‫بالمنطقة الخليفية أو المنطقة السلطانية‪ ،‬وسواء‬ ‫حتى بمنطقة طنجة الدولية‪ ،‬كل ذلك لم يكن‬ ‫يجعله في منأى عن األوضاع السياسية المتأزمة‬ ‫التي كانت تعيشها البالد الغربية أو العربية‪ ،‬حيث‬ ‫كان دائم االطالع عليها والتفاعل معها في كتاباته‬ ‫المقالية‪.‬‬ ‫• الحرب العالمية الثانية‪.‬‬ ‫فبخصوص األوضاع السياسية الغربية‪ ،‬فإن‬ ‫أهم موضوع شغل بال الشيخ التهامي في فترة‬ ‫بداية األربعينات هو الحرب العالمية الثانية وما كان‬ ‫أو سيكون لها من انعكاس على السياسة الداخلية‬ ‫للمغرب في مناطقه المستعمرة الثالث‪ .‬ففي‬

‫أن يقول ما شاء‪ ،‬فإننا مستعدون للرد عليه‪ ،‬وقبل‬ ‫أن نجعل أعصابنا تثور من سيء القول‪ ،‬نرجع إلى‬ ‫العقل‪ ،‬ونبحث الموضوع على أساس من الروية‬ ‫والتفكير‪ .‬فرأي شخص ال يمكن أن يغير االتجاه‬ ‫الذي اختارته األمة اإلسبانية الكريمة لنفسها إزاء‬ ‫سياستها اإلسالمية»‪ .‬ولعل الشيخ التهامي لم‬ ‫يكن الصحافي الوطني الوحيد الذي أثاره موضوع‬ ‫المقالة اإلسبانية‪ ،‬بل كان هناك أيضا بعض‬ ‫الوطنيين الغيورين في المنطقة الذين تحركوا‬ ‫بسرعة للرد على المقالة بنوع من الروية والعقالنية‬ ‫التي تبتطن الرفض المطلق للفكرة عامة‪ .‬ومن‬ ‫أولئك الزعيم الوطني عبد الخالق الطريس الذي‬ ‫نشر مقالة بعد مقالة التهامي الوزاني بثالثة أيام‬ ‫بنفس الجريدة «الحرية»‪ .‬يقول في بعض فقراتها‪:‬‬ ‫«بأي صفة ستصبح اليوم طنجة مدينة إسبانية؟ ‪...‬‬ ‫لعل رجال إسبانيا الممتازين يدركون أن صداقة‬ ‫المغرب أهم من امتالك طنجة‪ ،‬ونحن لم نسد‬ ‫الطريق في وجه إسبانيا‪ ،‬بل نريد من صميم قلوبنا‬ ‫أن تعترف إسبانيا بحقنا الطبيعي في وحدة البالد‬ ‫وحريتها واستقاللها لنعترف لها بمصالحها اعترافاً‬

‫مقالته التي عنونها ب«موقف الوطنية المغربية‬ ‫من الحرب العالمية» يطرح الشيخ التهامي مسألة‬ ‫على قدر كبير من األهمية والحرج‪ ،‬بل الخطورة‪،‬‬ ‫تتمثل في موقف الوطنية المغربية س��واء في‬ ‫الشمال أو الجنوب لو كانت إسبانيا قد انضمت إلى‬ ‫هذه الحرب؟ حتى تمنى الشيخ التهامي أن لو كان‬ ‫المغرب تحت حماية دولة واحدة‪ ،‬لئال يكون هناك‬ ‫اصطدام مع أبناء الوطن في المنطقة السلطانية‬ ‫المدفوعين اضطراراً‪ .‬ويعلن الشيخ التهامي موقفه‬ ‫إزاء هذا االحتمال أن الظروف ستفرض على أبناء‬ ‫المنطقة الخليفية الوقوف إلى جانب إسبانيا التي‬ ‫إن خاضت الحرب‪ ،‬فإنما ستخوضها إلى جنب‬ ‫أصدقائها من األلمان واإليطاليين ضد فرنسا‬ ‫وحلفائها‪ .‬لنستمع إلى هذه العبارة التي تلخص‬ ‫رأي التهامي بصراحة تامة وجرأة واضحة‪« :‬ففرنسا‬ ‫تعتبرنا أعداءها ألننا في صف أعدائها نعايشهم‬ ‫ونعطف عليهم ونحبهم‪ .‬وإسبانيا ترتاب بنا ألن‬ ‫هذا الوقت ال يسمح بأن يقول أحد إنه محايد‪ ،‬بل‬ ‫هو وقت الصراحة‪ ،‬فإما أصدقاء وإما أعداء‪ .‬وإزاء‬ ‫هذا التخيير المُر‪ ،‬سوف نختار أن نكون مع الجهة‬

‫‪-‬‬

‫د‪ .‬سي محمد أملح ‪ /‬تطوان‬

‫اإلسبانية‪ ،‬ألننا نريد أن نبرهن لهذه األمة التي‬ ‫تربطنا بها هذه الروابط أننا أهل لما نُطلب من‬ ‫مطالب‪ ،‬ونقدم من رغبات »‪.‬‬ ‫• األوضاع السياسية العربية ‪ /‬قضية‬ ‫فلسطين‪.‬‬ ‫أما فيما يتعلق بالعالم العربي وما كان يشهده‬ ‫من األوضاع تحت وطأة االستعمار واالحتالل‪ ،‬فإن‬ ‫الشيخ التهامي كان دائم االطالع أيضا والمواكب‬ ‫لما كان يقع هناك وقتئذ‪ .‬فهو الرجل الذي كان‬ ‫يحرص على التهام الصحافة المشرقية (األهرام‪/‬‬ ‫منبر الشرق‪ /‬ال��ص��واب‪ )...‬التي كانت ترد على‬ ‫المنطقة الخليفية‪ ،‬فتجد لها نوعاً من حرية االنتشار‬ ‫عكس ما كانت تالقيه من الحظر والرقابة المشددة‬ ‫بالمنطقة السلطانية الخاضعة للنفوذ الفرنسي‪.‬‬ ‫فقد كان الفرنسيون يحرصون على قطع الصالت‬ ‫بكل ما ك��ان يقع بالمشرق من قضايا‪ .‬ولعل‬ ‫أهم هذه القضايا السياسية القومية التي كانت‬ ‫مطروحة آنئذ هي القضية الفلسطينية‪ .‬فإذا كانت‬ ‫معظم الدول العربية األخرى من المشرق ومن‬ ‫المغرب تتقاسم مشكل الحماية بل االستعمار‪،‬‬ ‫فإن الوطأة على فلسطين كانت شديدة حسب‬ ‫الشيخ التهامي‪ ،‬وإن قضيتها ليست قضية دولة‪،‬‬ ‫بل قضية أمة‪ ،‬ال بل قضية إسالم‪ .‬األمر الذي يحث‬ ‫على أن يكون الرفض رفضاً للمسلمين جميعاً في‬ ‫شتى بقاع األرض‪ ،‬فتلك بقعة طاهرة يتقاسمها‬ ‫المسلمون محبة دينية وروحية‪ .‬وفي ذلك يقول‬ ‫الشيخ التهامي الوزاني‪ « :‬وقد خاب ظن االنجليز‬ ‫في أن المسلمين سوف يتركون فلسطين في‬ ‫ميدان الجهاد وموقف الدفاع عن حرم اهلل وحدها‪،‬‬ ‫فها نحن نرى العالم العربي واألم��ة اإلسالمية‬ ‫والدول الشرقية وفريقا عظيماً من الممالك األوربية‬ ‫تعطف على فلسطين‪ ،‬وتعترف بحق العرب وتدافع‬ ‫ما وج��دت إلى ذلك سبيال‪ ،‬فالهندي في الهند‬ ‫والمغربي بالمغرب والجاوي والفارسي وكل مسلم‬ ‫يجعل قضية فلسطين كأنها قضية وطنه‪ ،‬ويَتَّ ِبع‬ ‫سير الحركة بها بكل دقة واهتمام ألن الجميع‬ ‫يشعر شعوراً وحداً هو أن انجلترا تريد تسليم هذا‬ ‫الحرم إلى يد اليهود‪ ،‬أو تحوزه هي لنفسها إلى‬ ‫األبد‪ ،‬بعد أن تطرد عن هذا القطر أهله العرب‪.‬‬ ‫وهذا ما ال يقبله من كان فيه عرق ينبض‪.» ...‬‬ ‫• على سبيل الختم‬ ‫على هذا النحو‪ ،‬إذن‪ ،‬جاءت الكتابة المقالية‬ ‫السياسية عند الشيخ التهامي ال��وزان��ي‪ .‬وهي‬ ‫كتابة بقدر ما تهتم بالشؤون السياسية المغربية‬ ‫الداخلية بقدر ما تنفتح على الشؤون السياسية‬ ‫الخارجية الغربية والعربية‪ .‬وهي جزء من الكتابة‬ ‫المقالية العامة التي شَغَفَ الشيخ التهامي‬ ‫الوزاني بتحريرها‪ .‬والواقع أن هذه المقالة ينبغي‬ ‫أن تكون نواة لمشروع كتاب يتوسع في استجالء‬ ‫أشكال الكتابة المقالية عند التهامي الوزاني على‬ ‫وجه مفصل‪ ،‬ويتوقف على أشكالها ومكوناته‬ ‫وخصائصها‪ ،‬في محاولة جادة للنفاذ إلى شخصية‬ ‫التهامي الوزاني الذي طرق بريشته وقلمه مجاالت‬ ‫متعددة كما رأينا‪ .‬وال يزعم أحد أنه استطاع أن‬ ‫يحيط بهذه الشخصية قراءة ويستوعبها دراسة‪ ،‬إذ‬ ‫إن عم ًال مثل هذا يحتاج إلى ثلة من المتخصصين‪،‬‬ ‫ال إلى فرد واحد‪ ،‬ثلة تنطلق أوال من جمع األعمال‬ ‫الكاملة للشيخ التهامي‪ ،‬ثم الخوض في قراءتها‬ ‫وتحليلها‪ .‬وأكيد أنه مهما سيخلص إليه مثل‬ ‫هذا العمل‪ ،‬فإن مجال القراءة والكتابة حول هذه‬ ‫الشخصية سيظل مفتوحا‪ ،‬يصدق عليه قول الشاعر‬ ‫«كم ترك األول لآلخر»‪ .‬وهكذا هم العلماء العظماء‪،‬‬ ‫الماهدون الخالدون‪.‬‬ ‫هيهات ال يأتي الزمان بمثل ه‬ ‫ إن الزمــــان بمثـــلــه لبخـيـــل‬

‫(انتهى)‬


‫الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪ 10‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪896‬‬

‫�إحياء درا�سات‬ ‫الدكتور املهدي‬ ‫املنجرة ‪:‬‬

‫كيف قرأ لنا الدكتور المهدي المنجرة ‪:‬‬

‫الزمن العربي للذلقراطية ؟‬

‫ــ ‪ 1‬ــ‬

‫يرتبط اسم الباحث المستقبلي‪ ،‬الدكتور المهدي المنجرة‪ ،‬لدى‬ ‫عامة المثقفين والسياسيين بمصطلح “المستقبلية”‪ .‬فهو الذي أطلق‬ ‫هذا المصطلح بشكل مكثف في ندواته ومحاضراته وكتبه وحواراته‪،‬‬ ‫حيث جعل منه مصطلحا مذهبيا‪ /‬فلسفيا‪ ،‬مرادفا للتنمية‪ ،‬في األدبيات‬ ‫السياسية المغربية‪ .‬وهو مؤسس الجمعية المغربية للدراسات‬ ‫المستقبلية‪ ،‬التي ساهمت إلى حد كبير في إشعاع هذا المصطلح وإغنائه‬ ‫في األعالم الوطني‪ ،‬كما في الفاعلية السياسية الوطنية وأدبياتها‬ ‫وبفضل جهوده العلمية‪ ،‬أصبح “األفق المستقبلي” يؤخذ بعين االعتبار‬ ‫في القرارات السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬بعدما ظل مغيبا لفترة‬ ‫طويلة‪ ،‬خاصة في العهد االستعماري‪ ،‬والعهود التي مهدت له‪ ،‬حيث‬ ‫أخذت اإلدارة المغربية والعديد من األح��زاب‪ ،‬والمنظمات السياسية‬ ‫والنقابية المغربية تولي‪ ،‬أهمية خاصة لألفق المستقبلي في أدبياتها‪،‬‬ ‫و في تنظيماتها وهياكلها‪ ،‬وبرامجها‪ ،‬وهو ما يعتبره المجتمع الثقافي‬ ‫المغربي‪ ،‬انعكاسا إيجابيا‪ ،‬للمجهودات التي بذلها ويبذلها هذا الباحث‬ ‫من أجل المستقبل والمستقبلية‪.‬‬ ‫من بين مؤلفاته العديدة التي تعالج مستقبلية العالم العربي‪ /‬العالم‬ ‫الثالث‪ ،‬كتاب‪ :‬انتفاضات في زمن الذلقراطية‪ ،‬وهو مجموعة حوارات‬ ‫أنجزها مع نخبة من الصحفيين والكتاب المغاربة‪ :‬هند عروب‪ /‬مصطفى‬ ‫حيران‪ /‬نور الدين العويدي‪ /‬حمادي الغاري‪ /‬وآخرين‪ ،‬وجميعها تصب‬ ‫في محور “الذلقراطية” الجرح المتفجر على الجسد العربي خصوصا…‬ ‫والجسد العالمثالثي على العموم‪.‬‬ ‫لنحاول اإلطاللة على هذا الكتاب‪ ،‬الذي يعود إصداره إلى العقد‬ ‫األخير من القرن الماضي ‪:‬‬

‫ــ ‪ 2‬ــ‬

‫و”الذلقراطية”‪ ،‬مصطلح جديد‪ /‬توليد‬ ‫لغوي جديد‪ ،‬من إبداع المفكر المغربي الدكتور‬ ‫المهدي المنجرة‪ ،‬وهو يشكل عنصرا تركيبيا‬ ‫خماسيا‪ ،‬يختصر واقع الحال في الوطن العربي‬ ‫وف��ي العالم الثالث وه��ي‪ :‬الجهلوقراطية‪/‬‬ ‫الفقرقراطية‪ /‬الشيخوقراطية‪ /‬المخزنقراطية‪،‬‬ ‫(بالنسبة للمغرب)‪ ،‬وهي التي أفرزت مجتمعة‬ ‫التخلفقراطية‪ ،‬التي تغرق الوطن العربي في‬ ‫الرداءة الحضارية حتى القعر ‪.‬‬ ‫ذلك هو جوهر كتاب “انتفاضات في زمن‬ ‫الذلقراطية” الذي يلقي األضواء الكاشفة على‬ ‫األوض��اع المتردية في الوطن العربي وعن‬ ‫هجمة االستعمار الجديد عليه‪ .‬وعلى أن المؤلف‬ ‫يرفض أن يكون هذا الكتاب سياسيا‪ ،‬أو منتميا‬ ‫لحزب أو حركة أو إيديولوجية‪ ،‬إال أن هذا الرفض‬ ‫ال يعني ابتعاده عن السياسة ومفاهيمها‬ ‫وقيمها‪ ،‬فالحوارات التي تشكل مادته األساسية‪،‬‬ ‫تخوض جميعها في غمار القضايا األكثر ارتباطا‬ ‫بالمواطن العربي‪ ،‬وحقوقه ومستقبله‪ ،‬وأحيانا‬ ‫في غمار القضايا التي يصمت عليها محترفو‬ ‫السياسة‪ ،‬الذين أوجدتهم األنظمة لينوبوا عن‬ ‫البالد والعباد‪ ،‬وهو ما يضع الباحث المستقبلي‪/‬‬ ‫المؤلف‪ ،‬في موقع المناضل السياسي‪ ،‬الذي‬ ‫يعمل بشجاعة من أجل التغيير والحرية والديمقراطية وحقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫والذي يحمل في دمه حقنة مضادة لإلقصاء والتهميش والظلم‪ ،‬وكل‬ ‫إف��رازات “الذلقراطية” التي اختصر بها الوضعية المتردية للمواطن‬ ‫العربي… وكل مواطني العالم الثالث‪.‬‬ ‫تعالج ح��وارات هذا الكتاب‪ ،‬محاور سياسية واقتصادية وثقافية‬ ‫مختلفة‪ ،‬ذات أهمية قصوى‪ ،‬بالنسبة لألوضاع العربية الراهنة‪ ،‬تصب‬ ‫جميعها في الوضع العربي‪ /‬العالم ثالثي الراهن‪ ،‬وما يواجهه من تحديات‪،‬‬ ‫وما يحيط به من مخاطر وسلبيات‪ .‬أن الحرية‪ /‬المستقبل‪ /‬الديمقراطية‪/‬‬ ‫العولمة‪ /‬السميائية‪ /‬نقل التقنولوجية ‪ /‬التعليم ‪ /‬الدراسات المستقبلية ‪/‬‬ ‫النظام الدولي الجديد ‪ /‬التعددية الدولية ‪ /‬الصهيونية ‪ /‬أحالم إسرائيل‪/‬‬ ‫االنتفاضة والحرب الحضارية ‪ /‬احتالل العراق‪ ،‬محاور تشكل في جوهرها‬ ‫دوافع وأسباب نشر هذا الكتاب‪ ،‬ولكنها في ذات الوقت‪ ،‬تستعيد منظور‬ ‫مؤلفه‪ ،‬العربي‪ /‬العالمثالثي‪ /‬المناضل‪ /‬المثقف‪ ،‬على محيطه وهويته‬ ‫وانشغاالته كمفكر مستقبلي‪ ،‬وكمواطن مغربي‪.‬‬

‫ــ ‪ 3‬ــ‬

‫‪13‬‬

‫من بين المحاور األساسية لهذا الكتاب‪ ،‬محور يتصل بعهد المغرب‬ ‫الجديد‪ ،‬تطرق فيه إلى عدة أسئلة حول الملكية والسياسة الخارجية‬ ‫والتناوب الديمقراطي‪ ،‬وقضية الصحراء المسترجعة‪ ،‬إذ أكد بوضوح‬ ‫أن دخول المغرب عهدا جديدا يستوجب حضور شرطي المصداقية‬ ‫والمشروعية‪ ،‬وهما شرطان ال يتأتيان إال من الشعب ألجل ذك يرى‬ ‫مفكرنا المستقبلي ضرورة وجود مجلس تأسيسي إلعداد دستور جديد‬ ‫للبالد ينقلها إلى ما يريده الشعب لنفسه ومستقبله‪ .‬أما عن الملكية‪،‬‬ ‫فهي في نظره رمز ونظام يحمي الشعب‪ ،‬وتأريخ عريق يسطر مالمح‬ ‫هذه األمة‪ ،‬ومن الصعب تصور أي نظام بديل لهذا النظام‪ ،‬لكنه في‬ ‫نظره يحتاج إلى إدخال بعض التغييرات‪ ،‬ولن تدخل إال إذا كانت هناك‬ ‫مراجعة من جديد لجهاز المجموعة كنظام سياسي‪ ،‬فمن أدوار الملكية‬ ‫المعاصرة‪ ،‬الدور االستطالعي واالستبصاري المستقبلي‪ ،‬خاصة وأن‬

‫للحكومات والبرلمانات رؤيتها المحدودة والمتأسسة على سياسات األمد‬ ‫القصير‪ ،‬بينما مؤسسة شامخة كالملكية لها امكانات الرؤية والتبصر‪ ،‬من‬ ‫األفضل –في نظره‪ -‬أن تهتم بالمسائل األساسية والشؤون اإلستراتيجية‬ ‫للبالد‪ ،‬وتترك باقي األشياء التي يمكن أن يزاولها اآلخرون‪.‬‬ ‫وعن قراءاته لسياسة المغرب الخارجية‪ ،‬يرى الدكتور المنجرة أن‬ ‫الحكومة‪ /‬الحكومات المغربية في وضعها الراهن ال تملك موقفا واضحا‬ ‫في السياسة الخارجية‪ ،‬وليست لديها استراتيجية لماهية األهداف المراد‬ ‫تحصيلها‪ .‬وأن المغرب بات مرتهنا بقيود التبعية للغرب‪ .‬وهو ما يتناقض‬ ‫وشعارات التعاون جنوب‪ /‬جنوب وعدم االنحياز والوحدة العربية والوحدة‬ ‫اإلسالمية‪.‬‬ ‫وفي رأيه كباحث مستقبلي‪ ،‬أن إشكالية السياسة الخارجية المغربية‬ ‫تكمن في فراغ اإلرادة السياسية‪ ،‬وفي حيرتها وعدم ثقتها في التعامل مع‬ ‫اآلخر… وخاصة بالعالم ثالثي‬ ‫وخ��ارج ه��ذا المحور الهام ال��ذي شمل الحديث عن مقومات‬ ‫االقتصاد المغربي‪ ،‬واآلليات التي تعالج بها مغرب اليوم‪ ،‬قضية الصحراء‬ ‫المسترجعة‪ ،‬وقضايا الفقر والبطالة وحقوق اإلنسان‪ .‬تبقى محاور الكتاب‬ ‫األخرى مفتوحة على قضايا العالم الثالث‪ ،‬ومن ضمنه العالم العربي‪،‬‬ ‫حيث تطرقت إلى المفاهيم والدالالت ارتباطها الوثيق بحاضر ومستقبل‬ ‫هذا العالم‪ ،‬متوخية تشخيص مشاكله في ميادين التنمية والديمقراطية‬ ‫وحقوق اإلنسان بعمق وشمول‪ ،‬مع تعيين الظروف واألسباب التي تحيط‬ ‫معالجتها على أرضية الصراع الحضاري القائم بين الشمال والجنوب‪ ،‬وهو‬ ‫صراع قيم بالدرجة األولى‪.‬‬

‫ــ ‪ 4‬ــ‬

‫هكذا يعالج الحوار األول في هذا الكتاب ثالثية فكرية‪ ،‬قد تكون‬

‫هي المحور المفتتح لماسيأتي من أفكار وتقييمات ومالحظات‪ ،‬ترتبط‬ ‫جميعها ب”الذلقراطية” التي جعلها المؤلف المحور العام لهذا الكتاب‪،‬‬ ‫وتتعلق بالحرية والمستقبل والديمقراطية‪ ،‬وهي المفاتيح الضرورية في‬ ‫رأيه لكل انتقال في العالم الثالث عموما‪ ،‬والوطن العربي على الخصوص‪.‬‬ ‫بالنسبة للحرية يرى الدكتور المهدي المنجرة‪ ،‬أنها توجد في الكتب‪،‬‬ ‫وفي اإلعالنات‪ ،‬وليس في برامج التعليم أو برامج الحكومات واألحزاب‪،‬‬ ‫مع أنها يجب أن توجد في األذهان‪ ،‬تعاش بمبادرة شخصية وجماعية في‬ ‫مناخ حر‪ ،‬في البيوت و المدارس والجامعات ومختلف المرافق… ويرى‬ ‫أن الحرية في البلدان المتخلفة‪ ،‬ال تعاش بالممارسة‪ ،‬بل في الخطابات‬ ‫والنصوص‪ ،‬وأن الذين كانوا يدافعون عنها في برامجهم وكتاباتهم‪،‬‬ ‫يفعلون عكس ما يقولون عندما يصلون إلى الحكم… ويرى أن فشلنا في‬ ‫تحقيق الحرية‪ ،‬يعود إلى المواطنين الذين لم يأخذوا حريتهم بأيديهم‪،‬‬ ‫وينتظرون وعود األحزاب‪ ،‬ووعود الحكومات واألنظمة‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للديمقراطية‪ ،‬فاألمر ال يختلف من حيث القيمة‪ ،‬فهي‬ ‫ال توجد في قاموس الدكتور المنجرة العالمثالثي‪ ،‬أنها كلمة ذات وزن‬ ‫قوي‪ ،‬إنها كالمجتمع المدني‪ ،‬تستعمل ألهداف مضادة لمدلولها‪ .‬فال‬ ‫يمكن الحديث –في نظره‪ -‬عن الديمقراطية في بلدان التخلف والفساد‪،‬‬ ‫فالفجوة اآلن واسعة بين الحكام والمحكومين‪.‬‬ ‫إذن ما هي صورة “المستقبل” بالعالم المتخلف في نظر الباحث‬ ‫المستقبلي‪ ،‬وهو على هذه الحالة من السلبية والتراجع والذلقراطية؟‬ ‫في نظر العالم‪ /‬الباحث الذي ارتبط “المستقبل”‪ ،‬باسمه طيلة‬ ‫سيرته الفكرية‪ ،‬أن األخطاء المتراكمة في بلدان التخلف خالل القرن‬ ‫الماضي‪ ،‬سيكون لها ثمن‪( ،‬وسيكون انعكاسها غالبا على الشعوب‬ ‫المستضعفة) فكلما تأخرت هذه البلدان في القيام بإصالحات حقيقية‪،‬‬ ‫كلما كبر الثمن… مع ذلك فالتفاؤل ال يغيب عن المفكر المستقبلي‪ ،‬ألنه‬ ‫“ال يمكن أن نصل إلى وضع أسوأ مما نحن عليه اآلن في العالم الثالث”‪.‬‬ ‫في محور آخر حول التكنولوجية والتخلف‪ ،‬يرى الباحث المستقبلي‪ ،‬أن‬ ‫مسألة العولمة والتكنولوجية والعالم الثالث‪ ،‬تشكل قطبا مركزيا وأساسيا‬

‫• محمد أديب السالوي‬

‫في الصراع الدولي الحالي‪ ،‬وأن األسئلة حول هذا القطب تمتد في جذور‬ ‫السيميائية واللغوية قبل الوصول بها إلى النتيجة العلمية‪ /‬الفكرية‪ ،‬في‬ ‫حين أن األجوبة تتبخر بهدوء في تفاصيل هذه المسألة‪ ،‬وهو ما يجعل‬ ‫العولمة‪ ،‬تفرز األزمات تلو األخرى‪ ،‬بل تساهم في خراب الشعوب على‬ ‫جميع المستويات االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪.‬‬ ‫إن العولمة في نظره‪ ،‬استعمار جديد شمولي‪ ،‬تقف خلفه الواليات‬ ‫المتحدة األمريكية بهدف المزيد من التشتيت‪ ،‬ومن التخلف للعالم‬ ‫الثالث‪ ،‬والحضارات اليهودية والمسيحية ترمي من وراء العولمة فرض‬ ‫قيمها وأخالقياتها وأسلوب حياتها على الحضارات األخرى‪ ،‬الغير يهودية‬ ‫والغير المسيحية‪ ،‬ومنها بطيعة الحال‪ ،‬حضارتنا اإلسالمية‪.‬‬ ‫وفي نظر الباحث المستقبلي‪ ،‬أن لم يعد وهما نقل العبارات‪ ،‬ولكن‬ ‫الوهم الحقيقي‪ ،‬هو االعتقاد بنقل التكنولوجيا‪ ،‬باستيراد الحاسوب‬ ‫أو تركيبه بالمصانع المحلية‪ ،‬والتعامل مع األنترنيت‪ ،‬ال يعني نقل‬ ‫التكنولوجيا‪ .‬ألن هذا المجال –في نظره‪ -‬ال تقوم له قائمة إال باألبحاث‬ ‫العلمية وتدخل عناصر هامة إلنتاج التكنولوجيا المستلزمة لتركيب ذهني‬ ‫وعقالني‪ ،‬والمرتبطة بعالم العلم والمعرفة‪ ،‬المتصل بالطاقة البشرية‪،‬‬ ‫وهو ما يعني توفير مناخ حر‪ /‬مساحات من اإلبداع والديمقراطية والحرية‪،‬‬ ‫وتمكينه من اآلليات العلمية إلنجاز البحوث العلمية‪ ،‬فال يمكن تحقيق أي‬ ‫تطور في هذا المجال العلمي‪ ،‬ما لم يصبح العلم ثقافة‪ .‬فاألشياء مترابطة‬ ‫فيمابينها‪.‬‬ ‫وفي نظره أن تعامل العالم مع التكنولوجيا‪ ،‬ما زال قائما على التقليد‬ ‫دون إدراك لجهود ما يقلد… وتلك مشكلة حضارية كبرى‪.‬‬ ‫وعن الوضع العربي الراهن‪ ،‬والصراع العربي اإلسرائيلي‪ ،‬يرى‬ ‫الدكتور المهدي المنجرة‪ ،‬أن الشعوب العربية‪ ،‬على عكس حكامها‪ ،‬بدأت‬ ‫تدرك بعمق ضرورة التغيير واالنتقال‪ ،‬ويرى أن هناك‬ ‫في الوطن العربي سيناريوهات تواجه هذا التغيير‪.‬‬ ‫األول‪ ،‬سيناريو االستقرار واالستمرار‪ ،‬وهو ما يعني‬ ‫استمرار األمور على ما هي عليه‪ ،‬وهو ما يتطلب دعم‬ ‫البنك الدولي‪ ،‬والجيوش األجنبية‪ ،‬غير أن هذا االستقرار‬ ‫من شأنه أن يكون “بيولوجيا” وهو ما يعني الموت‬ ‫وتعطيل الخلق واالبتكار‪ ،‬وهو الشيء المستحيل في‬ ‫حياة الشعوب‪.‬‬ ‫أما السيناريو الثاني‪ ،‬فيتعلق ب”اإلص�لاح” الذي‬ ‫تعطل في الوطن العربي‪ ،‬بسبب قيام السيناريو األول‪،‬‬ ‫ومن الممكن لسيناريو اإلصالح أن ينجح بنسبة ‪% 30‬‬ ‫إال أن ذلك يظل في نظر الباحث المغربي رهينا بسرعة‬ ‫التدخل والوعي باإلكراهات التي تفرض على العرب‬ ‫معالجة فورية لمسائل الديمقراطية والعمل على دعم‬ ‫المجتمع المدني ووضع دعائمه‪.‬‬ ‫وألنه وقع تأجيل‪ /‬تأخير هذا السيناريو على عالته‬ ‫لطبيعة الحكم والحكام في الوطن العربي‪ ،‬أصبح في‬ ‫تقديره من المتعذر تنفيذ أو القيام بإصالحات فاعلة‬ ‫وناجحة‪ ،‬تبعد شبح التغيير الشامل‪ ،‬الذي هو موضوع‬ ‫السيناريوالثالث‪.‬‬ ‫إن الدكتور المهدي المنجرة‪ ،‬ال يتصور مستقبال‬ ‫للبالد العربية خارج إطار التغيير الفوري لوضعيتها‬ ‫الراهنة‪ ،‬ألنه ال يمكن التخطيط لسيناريو اإلصالح في‬ ‫ظل الحكم العربي الراهن المتولد عن النظام العالمي الجديد والمتحالف‬ ‫في نفس اآلن مع أنظمة االستعمار الجديد‬ ‫وعن الصراع العربي اإلسرائيلي‪ ،‬يرى الباحث المستقبلي أن قوة‬ ‫إسرائيل لم تنتجها عبقرية ثالثة أو أربعة ماليين إسرائيلي أو إثنى عشر‬ ‫مليون يهودي موزعة في العالم‪ ،‬بل هو التالحم بين الكيان الصهيوني‬ ‫والمركب األمريكي السياسي واإلستراتيجي واالقتصادي والمالي‬ ‫والعسكريوالعلميوالتكنولوجي‪.‬‬ ‫ويرى أن دور العرب في تحقيق الحلم اإلسرائيلي‪ ،‬كان أساسيا‪،‬‬ ‫فالتاريخ سيسجل إسهام القيادات العربية والقيادات الحالية لمنظمة‬ ‫التحرير الفلسطينية في كل الجرائم ضد الشعوب العربية‪ ،‬وأن هذا‬ ‫التاريخ سيؤكد بصوت مرتفع انخراطات اإلنسان العربي‪ ،‬في هذا الصراع‪،‬‬ ‫ونضاالته المتواصلة والمستمرة من أجل استعادة حقه في التاريخ‬ ‫والجغرافيا‪.‬‬

‫ــ ‪ 5‬ــ‬

‫السؤال الختامي في هذا الكتاب المرجعي الهام ‪ :‬ما هو دور المثقف‬ ‫العربي اليوم‪ /‬ما هو موقفه من قضايا محيطه المحلي والدولي؟ يرى‬ ‫الباحث المستقبلي‪ ،‬أن المثقف العربي أصبح مطالبا باستعجال استعادة‬ ‫دوره المفقود‪ ،‬وقيادة مرحلة التغيير المطلوب‪ ،‬وأنه قبل ذلك وبعده‬ ‫أصبح مطالبا بمواجهة أسئلة القرن الواحد والعشرين‪ ،‬بكل ما تطرحه‬ ‫من تحديات‪ ،‬وتسارع في االختراعات واالكتشافات‪ ،‬إذ ال يمكن أن‬ ‫يضطلع المثقف العربي بمهامه األساسية‪ ،‬داخل المؤسسات السياسية‬ ‫و االجتماعية واالقتصادية و الثقافية التي تآكلت بنياتها وفقدت‬ ‫مصداقيتها وأصبحت آلية للسقوط‪ ،‬وهو ما يفسر بوضوح أسباب أزمة‬ ‫الثقافة العربية الراهنة‪ ،‬وأسباب انحصار المثقف العربي‪ ،‬في زمن األلفية‬ ‫الثالثة‪.‬‬ ‫فهل تدركون… أن الذلقراطية واقع شامل يحيط بنا من كل‬ ‫زاوية‪...‬ومن كل جانب؟‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪ 10‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪896‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫‪14‬‬

‫العناية بالبيئة وحمايتها مقصد‬ ‫شرعي وسلوك حضاري‬

‫حديثنا اليوم عن البيئة و�ضرورة العناية بها واحلفاظ عليها تذكريا ببع�ض ما جاء به ديننا الإ�سالمي يف هذا‬ ‫ال�ش�أن �إذ املو�ضوع �أ�صيل ومكني يف �شريعتنا الغراء التي تنظر �إلى البيئة من جانبني اثنني‪:‬‬ ‫�أما اجلانب الأول فهو �أن الإن�سان جزء من‪ ‬البيئة لأن اهلل عز وجل خلق الإن�سان من الأر�ض و�سريده �إليها‬ ‫م�سخ ً‬ ‫يد ُكمْ ِفيهَا َوي ُْخ ِرجُ ُكمُ �إِ ْخ َراج ًا »‪ ،‬وجعلها َّ‬ ‫كما قال �سبحانه‪َ « :‬واللهَّ ُ �أَ ْن َب َت ُكمْ ِم َن اال ْر ِ�ض َنبَات ًا ُث َّم ي ُِع ُ‬ ‫رة له‪ ‬يف‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫حياته‪ ،‬بل َّ‬ ‫َات َومَا فيِ اال ْر ِ�ض‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ال�س‬ ‫َا‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫خ‬ ‫َ�س‬ ‫و‬ ‫«‬ ‫قدرته‪:‬‬ ‫جلت‬ ‫و�سخر له كل ما يف الكون كله م�صداقا لقوله‬ ‫َ َ مْ فيِ َّ َ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َال َذ َك َرها فيِ ِك َتا ِب ِه ‪ ،‬و َِه َي‪:‬‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ة‬ ‫ث‬ ‫ال‬ ‫ث‬ ‫ب‬ ‫َا‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫الد‬ ‫ه‬ ‫ذ‬ ‫ه‬ ‫ان‬ ‫�س‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫�ص‬ ‫ت‬ ‫خ‬ ‫امل‬ ‫ْـل‬ ‫ع‬ ‫الف‬ ‫�سبحانه‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫جَ مِ يع ًا ِم ْن ُه»‪ ،‬وحَ‬ ‫َّ ِ ِ َ ِ فيِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َا�س َت ْع َم َر ُكمْ ِفيهَا»‪،‬‬ ‫�أوال‪ِ :‬ع َما َر ُة الأَ ْر ِ�ض املَ ْذ ُكو َر ُة فيِ َقو ِل ِه عز وجل‪« :‬و ْ‬ ‫ون»‪،‬‬ ‫ثانيا‪ِ َ :‬‬ ‫العبَا َد ُة املَ ْذ ُكو َر ُة فيِ َقو ِل ِه َتعَا َلى‪َ « :‬ومَا َخ َل ْق ُت الجْ ِ َّن وَاال ْن َ�س �إِال ِل َي ْعب ُ​ُد ِ‬ ‫اخل َال َف ُة املَ ْذ ُكو َر ُة فيِ َقو ِل ِه �سبحانه‪َ « :‬وي َْ�س َت ْخ ِل َف ُكمْ فيِ اال ْر ِ�ض َف َي ْن ُظ َر َكي َْف َت ْع َم ُل َ‬ ‫الع َما َر َة‬ ‫ثالثا‪ِ َ :‬‬ ‫يه َف ِ�إ َّن ِ‬ ‫ون»‪ .‬وَعَ ِل ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ني ال ِتي َت ْ�ض َم ُن‬ ‫ن‬ ‫وا‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫اف‬ ‫�ش‬ ‫ت‬ ‫اك‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫َر‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫َا‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫َا‬ ‫ب‬ ‫�س‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ان‬ ‫�س‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ل‬ ‫عاله‬ ‫يف‬ ‫جل‬ ‫اهلل‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫ام‬ ‫ك‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫َال‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ة‬ ‫ف‬ ‫ال‬ ‫َاخل‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َالعبَاد َ​َة و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫لإ ْن َ�س ِان‪َ ،‬و�أم َ​َر ُه �سبحانه َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫يه وَي َت�أ َّم َل ُه لي�صل �إلى عظمة‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ات‬ ‫وق‬ ‫ل‬ ‫َخ‬ ‫م‬ ‫هلل‬ ‫ا‬ ‫ري‬ ‫خ‬ ‫�س‬ ‫ت‬ ‫ان‬ ‫ك‬ ‫ف‬ ‫ها‪،‬‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫ا�س ِت‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫وتعَا َلى �أَ ْن َي ْن ُظ َر ِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال�س َن َن ا ِلإ َل ِه َّي َة ال�س ِت َقام َِة املخلوق وَاك ِت َما ِله‪َ ،‬ق َ‬ ‫ال َتعَا َلى‪«َ :‬ف ْل َي ْن ُظ ِر اال ْن َ�س ُ‬ ‫ان ِ�إ َلى َطع َِام ِه‪� ،‬إ َّنا َ�ص َبب َْنا‬ ‫اخلالق َوي َْك َت ِ�ش َف ُّ‬ ‫المْ َ َاء َ�ص ّب ًا‪ُ ،‬ث َّم َ�ش َق ْق َنا اال ْر َ‬ ‫�ض َ�ش ّق ًا‪َ ،‬ف َ�أ ْن َب ْت َنا ِفيهَا حَ ّب ًا‪ ،‬و َِع َنب ًا و َ​َق ْ�ضب ًا‪ ،‬و َ​َز ْي ُتون ًا و َ​َن ْخ ًال‪ ،‬وَحَ َدا ِئ َق ُغ ْلب ًا‪ ،‬و َ​َف ِاكه ًَة َو�أَ ّب ًا‪،‬‬ ‫َم َتاع ًا َل ُكمْ َولأَ ْنع َِام ُكمْ »‪.‬‬ ‫�أما اجلانب الثاين‪ ‬فهو اجلانب اجلمايل‪ ‬لهذه البيئة م�صداقا لقوله جَ ّل َ�ش�أْ ُن ُه‪« :‬وَاال ْنعَامَ َخ َل َقهَا َل ُكمْ ِفيهَا ِد ْف ٌء‬ ‫ون‪ ،‬و حَ ْ‬ ‫ون‪َ ،‬و َل ُكمْ ِفيهَا جَ َم ٌ‬ ‫َتمِ ُل �أَ ْث َقا َل ُكمُ ِ�إ َلى َب َل ٍد مَ ْ‬ ‫ون و َِح َ‬ ‫ال ِح َ‬ ‫ني َت ْ�س َرحُ َ‬ ‫ني ُت ِريحُ َ‬ ‫َوم َ​َن ِافعُ و َِم ْنهَا َتا ُك ُل َ‬ ‫يه‬ ‫ل َت ُكو ُنوا بَا ِل ِغ ِ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ترَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الخْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الحْ‬ ‫ُوها و َِزينة َويَخلق مَا ال ت ْعل ُم َ‬ ‫ري ِل كب َ‬ ‫ون»‪ ،‬هذا‬ ‫�إِال ِب ِ�ش ِّق اال ْن ُف ِ�س �إِ َّن َر َّبكمْ ل َر ُءوف َر ِحيمٌ ‪َ ،‬و يْل وَال ِبغال َو مِ َ‬ ‫اجلمال الذي ي�شمل‪:‬‬ ‫الد ْنيَا ِب ِز َ‬ ‫ال�س َم َاء ُّ‬ ‫َاك ِب»‪.‬‬ ‫�أوال‪ :‬جمال النجوم‪ ‬كما قال �سبحانه «‪�ِ ‬إ َّنا َز َّي َّنا َّ‬ ‫ين ٍة ا ْل َكو ِ‬ ‫َات وَاال ْر َ‬ ‫َاء َف َ�أ ْن َب ْت َنا ِب ِه حَ َدا ِئ َق‬ ‫ال�س َم ِاء م ً‬ ‫�ض َو َ�أ ْن َز َل َل ُكمْ ِم َن َّ‬ ‫ثانيا‪ :‬جمال النبات لقوله تعالى « َ�أم َّْن َخ َل َق َّ‬ ‫ال�س َماو ِ‬ ‫َذ َ‬ ‫ات َبهْجَ ٍة»‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬جمال احليوان كما قال �سبحانه‪َ « :‬و َل ُكمْ ِفيهَا جَ َم ٌ‬ ‫ون و َِح َ‬ ‫ال ِح َ‬ ‫ني َت ْ�س َرحُ َ‬ ‫ني ُت ِريحُ َ‬ ‫ون»‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬جمال الإن�سان لقوله تعالى‪َ « :‬ل َق ْد َخ َل ْق َنا اال ْن َ�س َ َ‬ ‫مي»‪.‬‬ ‫ان فيِ �أحْ َ�س ِن َت ْق ِو ٍ‬ ‫ال فيِ َ‬ ‫فا َ‬ ‫جل َم ُ‬ ‫وريٌّ‬ ‫َاب �أَو َلى اه ِت َمام ُ​ُه مِبَا ُه َو َ�ض ُر ِ‬ ‫اخل ْل ِق رغم كونه مَ�ص َلحَ ة َك َما ِل َّية فقد اع َت َنى ِبهَا ا ِلإ ْ�س َالمُ ‪َ ،‬فمِ ْن ب ِ‬ ‫يف ِم ْن ِح ْف ِظ ا َ‬ ‫جل َم ِال َّ‬ ‫الط ِب ِيع ِّي‪.‬‬ ‫ِل ْلحَ ي َِاة فيِ َه ِذ ِه ال ِب َيئ ِة (من عناية و�صيانة ومحافظة) الذي هو � َآك ُد فيِ ال َّت ْك ِل ِ‬ ‫َاجب ًا َ�ش ْر ِع ّي ًا َنحْ وَها‪ ،‬و َُه َو �أَ ْن َن ْ�سعَى ال�س ِت َدام َِة َه َذا ا َ‬ ‫َو ِن ْع َم ُة ا َ‬ ‫جل َم ِال فيِ‬ ‫جل َم ِال فيِ ال ِب َيئ ِة ُت َر ِّتبُ عَ َل َينا كذلك و ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ري وعدم‬ ‫ج‬ ‫�ش‬ ‫ت‬ ‫وال‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫الز‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫خ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫يع‬ ‫ب‬ ‫الط‬ ‫د‬ ‫َار‬ ‫و‬ ‫امل‬ ‫َة‬ ‫ي‬ ‫مِ‬ ‫ن‬ ‫َت‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫�ص‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ة‬ ‫اف‬ ‫ُك‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫�ض‬ ‫خل‬ ‫ا‬ ‫يم‬ ‫ْمِ‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ب‬ ‫اعَ‬ ‫حَ‬ ‫َ‬ ‫حُّ‬ ‫َِ‬ ‫ِ ِ َّ ِ ِ ِ ِ َ ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ َ ِ‬ ‫اخل ْل ِق‪ ،‬و َ​َذ ِل َك ِ‬ ‫ِ‬ ‫�إ�ضرام النار يف الغابات واحلدائق‪...‬‬ ‫وميكن تق�سيم البيئة وفق التو�صيات الدولية �إلى ثالثة عنا�صر هي‪:‬‬ ‫‪1‬ـ البيئة الطبيعية ‪:‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫‪3‬ـ البيئة االجتماعية ‪:‬‬ ‫ويق�صد بالبيئة االجتماعية ذلك الإطار من العالقات الذي يحدد ماهية عالقة حياة الإن�سان مع غريه‪ ،‬ذلك‬ ‫الإطار من العالقـات الذي هو الأ�سـا�س يف تنظيم �أي جماعـة من اجلماعـات �سـواء بني �أفرادهـا بع�ضهـم ببعـ�ض‬ ‫يف بيئة ما‪� ،‬أو بني جماعات متباينة �أو مت�شابهة مع ًا وح�ضارة يف بيئات متباعدة‪ ،‬وت�ؤلف �أمناط تلك العالقات ما‬ ‫يعرف بالنظم االجتماعية‪ ،‬وا�ستحدث الإن�سان خالل رحلة حياته الطويلة بيئة ح�ضارية لكي ت�ساعده يف حياته‬ ‫فع ّمر الأر�ض واخرتق الأجواء لغزو الف�ضاء‪.‬‬ ‫ن�ش ُك َر َ‬ ‫و�إِ َذا َن َظرنا فيِ َه ِذ ِه ال ِّنع َِم َو َر�أَينا َ�ص َالحَ هَا وا�س ِت َقا َم َتها َف َع َليْنا �أَ ْن ْ‬ ‫اهلل عَ َل ْيهَا‪ ،‬ام ِت َثا ًال ِل َقو ِله َتعَا َلى ‪َ « :‬و َل َق ْد‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ال�صال ِح وَالك َم ِال‬ ‫َم َّك َّنا ُكمْ فيِ اال ْر ِ�ض وَجَ َع ْل َنا َل ُكمْ ِفيهَا َمع َِاي َ�ش َق ِلي ًال مَا َت ْ�ش ُك ُرون»‪ ،‬وَعَ َليْنا �أيْ�ضا �أن نحَ ِافظ عَ لى َهذا َّ‬ ‫ول �إِ َلى َ‬ ‫ري فيِ َ‬ ‫الف َ�س ِاد‪َ ،‬ق َ‬ ‫الذي َي�ؤُ ُ‬ ‫ال َتعَا َلى‪» :‬وَال ُت ْف ِ�س ُدوا فيِ اال ْر ِ�ض‬ ‫اخل ْل ِق ِ‬ ‫ِفيهَا‪ ،‬وَنحْ َذ َر ِم َن الع ُْدو ِ‬ ‫َان وَال َعب َِث وَال َّت ْغ ِي ِ‬ ‫ني»‪َ ،‬‬ ‫َعنا ُه عَ ا ٌّم َ�ش ِام ٌل‪َ ،‬فمِ ْن ُه ال َعبَثُ‬ ‫والف َ�سا ُد ُه َنا م َ‬ ‫الحهَا وَا ْدعُ و ُه َخوْف ًا و َ​َط َمع ًا �إِ َّن رَحْ َم َت اللهَّ ِ َق ِريبٌ ِم َن المْ ُحْ ِ�س ِن َ‬ ‫َبع َْد �إِ ْ�ص ِ‬ ‫ُور فيِ َغيرْ ِ مَا ُخ ِل َق ْت َله ‪ِ ،‬ل َذ ِل َك �أَ ْخبرَ َنا ُ‬ ‫وظ ُ‬ ‫ِب َّ‬ ‫اهلل فيِ ِك َتا ِب ِه العزيز �أَ َّن‬ ‫الط ِبيع َِة وَال ِب َيئ ِة و َ​َت ْغ ِي ُ‬ ‫ري َط ِبي َع ِتها و َ​َت ِ‬ ‫يف الأُم ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مَ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫الذي ي َ​َرا ُه الإِن َ�س ُ‬ ‫َـر الف�س َـا ُد‬ ‫ْــل الإِن َ�س ِان نف�سـه‪ ،‬قال تعَالى‪« :‬ظه َ‬ ‫الف َ�سا َد ِ‬ ‫ان فيِ الط ِبيع َِة َب َّر ًا َوبَحْ ر ًا ل َي�أ ِت �إِ َّال ِب ِفع ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ا�س ِلي ُِذيقهُمْ َبعْ�ض ا َّل ِذي عَ مِ ُلوا ل َع َّلهُمْ ي َْر ِجع َ‬ ‫ُون»‪.‬‬ ‫فيِ البرَ ِّ وَالبَحْ ِر مِبَا ك َ�سب َْت �أي ِْدي ال َّن ِ‬ ‫ال�ش ِريع َُة ا ِلإ ْ�س َال ِم َّي ُة ِب�أَ َ‬ ‫اءت َّ‬ ‫حك ِامهَا املُ َت َنوِّعَ ِة ِل ِرعَ اي َِة مَ�ص َلحَ ِة ا ِلإ ْن َ�س ِان و َِح ْف ِظ َن ْف ِ�س ِه و َِدي ِن ِه وَعَ ْق ِل ِه َومَا ِل ِه‬ ‫‪َ ‬ل َق ْد جَ ِ‬ ‫َ‬ ‫ات َوي ُِخ ُّل ِبو َِظ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يُّ‬ ‫يف ِتها و ُيع َِّط ُل‬ ‫ر‬ ‫خ‬ ‫�س‬ ‫امل‬ ‫ه‬ ‫ذ‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫�س‬ ‫ُف‬ ‫ي‬ ‫ْـل‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ان‬ ‫�س‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫خ‬ ‫ُ�س‬ ‫م‬ ‫ْن‬ ‫و‬ ‫الك‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫ه‬ ‫يء‬ ‫�ش‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ف‬ ‫ْه‬ ‫َ‬ ‫ِ َ َ ِ‬ ‫ِ ٍ ِ‬ ‫و َِع ْر ِ�ض ِه‪ ،‬وَعَ َلي ِ‬ ‫ٍ فيِ‬ ‫ِ َ ٌِ ِ َ ِ‬ ‫وتع ٍَّد عَ َلى مَ�ص َلحَ ِة ا ِلإ ْن َ�س ِان ال ِتي َرعَ َاها ُ‬ ‫َ‬ ‫اخل ْل ِق ا ِلإ َل ِه ِّي َ‬ ‫َ‬ ‫ني َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َف َ‬ ‫ٍّ‬ ‫وعند‬ ‫اهلل فيِ �أَحْ َك ِام ِه‪،‬‬ ‫ن‬ ‫وا‬ ‫ق‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫َد‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫عَ‬ ‫ائد َتها ِ�إنمَّ َ ا ُه َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يف َت َّت ِج ُه ُمب َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫نمَ‬ ‫َ‬ ‫َا�ش َرةً‬ ‫نمْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫جَ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ند �أ اطا َو ِاذجَ ِمن التكا ِل ِ‬ ‫َاب الإِ ْ�سال ِم َّي ِة ِ‬ ‫ال َّت�أم ُِّل فيِ الن ُ�ص ِ‬ ‫و�ص الدينية وَالأحك ِام ال�شرعية وَالآد ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫حَ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ات‬ ‫َان عَ لى ال ِبيئ ِة وَاملخلوق ِ‬ ‫مي العُدو ِ‬ ‫ِلاله ِت َم ِام ِبال ِب َيئ ِة و َِرعَ ا َي ِتهَا وَاملحَ افظ ِة عَ ل ْيهَا‪ ،‬و َِه َي �أحكامٌ ال ت ِقف ِعند ت ِر ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫وَاملُ َّ‬ ‫وجبُ عَ َلى الإِ ْن َ�س ِان ِفع َْل مَا ي َُ�ص ُ‬ ‫هلل ِفيها‪.‬‬ ‫ون ِب ِه هذه ال ِب َيئ َة َويَحفظ ط ِبي َعتهَا و َُ�سنة ا ِ‬ ‫�سخ َر ِ‬ ‫ات فقط‪ ،‬و�إِنمَّ َ ا‪ُ ‬ت ِ‬ ‫لقد حث الإ�سالم على الطهارة‪ ،‬ونهى عن تلويث البيئة و�إف�سادها؛ من ذلك نهيه �صلى اهلل عليه و�سلم عن‬ ‫الب�صاق يف الأر�ض‪ ،‬ملا له من م�ضار �صحية ونف�سية‪ ،‬تخالف الذوق‪ ،‬وتثري اال�شمئزاز‪ .‬وكذلك نهى الإ�سالم‬ ‫عن التغوط حتت الأ�شجار املثمرة‪ ،‬والتبول يف املياه الراكدة واجلارية‪ ،‬وعلى الطرقات حماية للبيئة‪ ،‬وحفظا‬ ‫للطهارة وال�صحة ملا روي عن علي بن �أبي طالب ‪-‬ر�ضي اهلل عنه‪� [ :‬أنه نهى �صلى اهلل عليه �أن يتغوط الرجل على‬ ‫�شفري ماء ي�ستعذب منها‪� ،‬أو نهر ي�ستعذب‪ ،‬وحتت �شجرة فيها ثمرتها‪ ،‬و�أن يبول �أحد يف املاء الراكد]‪.‬‬ ‫ا�س ‪َ -‬ر ِ�ض َي ُ‬ ‫هلل ‪�-‬صلى اهلل عليه و�سلم‪َ -‬م َّر ِب َ�ش ٍاة َميْـ َت ٍة َف َق َ‬ ‫اهلل عَ ْنهُما‪�« -‬أَ َّن َر ُ�س َ‬ ‫ال‪َ :‬ه َّال‬ ‫ول ا ِ‬ ‫وجَ َاء عَ ِن ِ‬ ‫ابن عَ َّب ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫نمَّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫يء فيِ الط ِبيع َِة‬ ‫ا ْن َت َفع ُتمْ ِب�إِ َها ِبها؟ َقا ُلوا‪� :‬إِ َّنهَا َميْـ َت ٌة‪َ ،‬قال‪� :‬إِ ا حَ ُرمَ �أكلهَا»‪َ ،‬وفيِ هذا ت�ش ِجيعٌ عَ لى االن ِتف ِاع ِبكل �ش ٍ‬ ‫رك ِه ِلل َّت َل ِف‪ ،‬و َ​َهذا �أَ ْ�ص ٌ‬ ‫ـل فيِ ا َ‬ ‫ات ال َّتحْ ِوي ِل َّي ِة ال ِتي ُتق ِّل ُل ال َّت َلو َُّث‪ ،‬و حَ​َت ُّد ِم ْن‬ ‫حل ِّث عَ َلى ِّ‬ ‫ال�ص َناعَ ِ‬ ‫يمُ ِك ُن اال ْن ِت َف ُاع ِب ِه وَعَ َد ِم َت ِ‬ ‫َت َك ُاث ِر َ‬ ‫َ‬ ‫َات َّ‬ ‫ال�ضا َّر ِة ِبال ِبيئ ِة‪.‬‬ ‫النفاي ِ‬ ‫وكذلك حث �صلى اهلل عليه و�سلم على حماية البيئة ومكوناتها‪ ،‬كان عليه ال�صالة وال�سالم يو�صي اجليو�ش‬ ‫�شجرا‪ ،‬وال تهدموا ً‬ ‫بيوتا»‬ ‫ب�أن‪« :‬ال تقتلن امر�أة‪ ،‬وال �صغريًا ر�ضيعًا‪ ،‬وال كبريًا فانيًا‪ ،‬وال حترقن نخ ًال‪ ،‬وال تقلعن ً‬ ‫(رواه م�سلم)‪ ،‬هذا يف احلرب ومن باب �أولى يف ال�سلم‪.‬‬

‫وتتكون من �أربعة نظم مرتابطة ترابط ًا وثيق ًا هي‪ :‬الغالف اجلوي‪ ،‬والغالف املائي‪ ،‬والياب�سة‪ ،‬واملحيط‬ ‫اجلوي‪ ،‬مبا ت�شمله هذه الأنظمة من ماء وهواء وتربة ومعادن‪ ،‬وم�صادر للطاقة بالإ�ضافة �إلى النباتات‬ ‫واحليوانات‪ ،‬وهذه جميعها متثل املوارد التي �أتاحها اهلل تعالى للإن�سان كي يح�صل منها على مقومات حياته من‬ ‫غذاء وك�ساء ودواء وم�أوى‪.‬‬

‫‪ ‬ومير النبي ‪�-‬صلى اهلل عليه و�سلم‪ -‬ب�صحابي يتو�ض�أ‪ ،‬فقـال لـه‪« :‬ما هذا ال�سـرف؟!» قال‪ :‬يا ر�سول اهلل‬ ‫�أيف هذا �إ�سراف؟! قال‪« :‬نعم ولو كنت على نهر جاري» (رواه ابن ماجة)‪ ،‬ويقول �أبو بكر ال�صديق ‪-‬ر�ضي اهلل‬ ‫عنه‪ -‬مو�صيا‪« :‬وال تقطعن �شجرا مثمرا‪ ،‬وال تخربن عامرا‪ ،‬وال تعقرن �شاة‪ ،‬وال بعريا �إال مل�أكله»‪ .‬وت�أكيد معنى‬ ‫البيئة اجلميل الذي حث عليه ديننا احلنيف‪ ،‬حيث يقول �صلى اهلل عليه و�سلم‪« :‬ر�أيت رجال يتقلب يف اجلنة يف‬ ‫غ�صن �شوك �أزاله من الطريق كان ي�ؤذي النا�س» (رواه م�سلم)‪.‬‬

‫وت�شمل الإن�سان “الفرد” و�أ�سرته‪ ،‬وكذلك الكائنات احلية يف املحيط اجلوي‪ ،‬وتعد البيئة البيولوجية جزء ًا‬ ‫من البيئة الطبيعية‪.‬‬

‫‪ ‬ويفتقد �صلى اهلل عليه و�سلم امر�أة �سوداء كانت تقوم على نظافة امل�سجد‪ ،‬ف�س�أل عنها ف�أخربوه ب�أنها ماتت‪،‬‬ ‫فقال‪« :‬دلوين على قربها» ثم ذهب و�صلى عليها‪ ،‬ودعا لها‪ ،‬وهي �إ�شارة لتعظيم دورها يف النظافة‪ ،‬وال ن�ستطيع‬ ‫ح�صر الأحاديث التي تعظم دور و�أجر من مييط الأذى‪ ،‬ويحر�ص على النظافة ال�شخ�صية والعامة‪.‬‬

‫‪2‬ـ البيئة البيولوجية ‪:‬‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫ثمرات اخلوف من اهلل تعالى‬

‫يعتبر أسلوب التشبيه من أساليب الدعوة التي تساعد على تقريب المعنى للمدعوين واستحضار‬ ‫الصورة في أذهانهم‪ ،‬ومن أمثلة استعمال القرآن قوله تعالى‪{ :‬والذين كفروا أعمالهم‪ ،‬كسراب‬ ‫بقيعة يحسبه الظمآن ماء} وقول اللهّ تعالى‪{:‬مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها‬ ‫صر أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته‪ ،‬وما ظلمهم اللهّ ولكن أنفسهم يظلمون}‪ ،‬وكذلك‬ ‫استعمل الحديث أسلوب الترغيب في قوله‪« :‬أال إن سلعة اللهّ الجنة»‪ ،‬وهو أسلوب يحفز على اإلقدام‬ ‫على الطاعة واألجر من اللهّ تعالى‪ ،‬ومن استخدام القرآن قوله تعالى‪{ :‬لهم مايشاءون فيها ولدينا‬ ‫مزيد}‪ ،‬وقوله تعالى‪{ :‬لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون} وعن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول اللهّ صلى‬ ‫اللهّ عليه وسلم‪{:‬قال اللهّ تعالى أعددت لعبادي الصالحين ماالعين رأت وال أذن سمعت وال خطر على‬ ‫قلب بشر}‪.‬‬ ‫إن الطريق الموصل إلى سلعة اللهّ طاعة اللهّ عز رجل‪ ،‬وكذا ترك المعاصي‪ ،‬لقد وعد اللهّ باألجر‬ ‫الكبير لمن يطيعه‪ ،‬قال سبحانه‪{ :‬فإن تطيعوا يؤتكم اللهّ أجرا حسنا}‪ ،‬ووعد سبحانه وتعالى بدخول‬ ‫الجنة لمن أطاعه «ومن يطع اللهّ ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها األنهار»‪ .‬إن المداومة على‬ ‫الطاعات من صفات المؤمنين «الذين هم على صالتهم دائمون» يعني مداومون عليها في أوقاتها‬ ‫بشروطها ومكمالتها‪ ،‬وليسوا كمن اليفعلها أو يفعلها على وجه ناقص‪.‬‬ ‫إن المداومة وقاية من الغفلة التي تقود إلى الهالك والخسران‪ ،‬والنفس إن لم تشغلها بالطاعة‬ ‫شغلتك بالمعصية‪ ،‬صدق من قال‪« :‬وما المرء إال حيث يجعل نفسه»‪ ،‬ففي صالح األعمال نفسك‬ ‫فاجعل من فضل المداومة ثبات األجر عند العجز‪ ،‬روى البخاري عن أبي موسى قال‪ ،‬قال رسول اللهّ‬ ‫عليه السالم‪« :‬إذا مرض العبد أو سافر كتب له ماكان يعمل مقيما صحيصا»‪ ،‬قال ابن حجر‪« :‬هذا‬ ‫في حق من كان يعمل طاعة فمنع منها‪ ،‬وكانت نيته لوال المانع أن يدوم عليها»‪ ،‬عن عائشة أن‬ ‫رسول اللهّ ص ّلى اللهّ عليه قال‪{ :‬ما من امرئ تكون له صالة بليل فغلبه عليها نوم‪ ،‬إال كتب اللهّ له‬ ‫أجر صالته‪ ،‬وكان نومه صدقة عليه} رواه أبو داود‪ .‬إن اإلنسان الذي يخاف اللهّ عزّ وجل يقبل على‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫طاعته ويمتنع عن معصيته‪ ،‬لقد وصف اللهّ عباده المؤمنين بقوله‪« :‬يخافون يوما تتقلب فيه القلوب‬ ‫واألبصار»‪ ،‬إن الخوف من اللهّ سمة المؤمنين وهو طريق لألمن في اآلخرة وسبب للسعادة في‬ ‫الدارين‪ ،‬إنه دليل على كمال اإليمان وحسن اإلسالم وصفاء القلب‪ ،‬إذا سكن الخوف في القلب أحرق‬ ‫موضع الشهوات منه‪ ،‬إذا خاف المرء به أخاف اللهّ منه كل شيء‪ ،‬الخوف من اللهّ مانع للذنب عاصم‪،‬‬ ‫من الخطأ‪ ،‬وهناك وسائل شرعية وأعمال قلبية تجعل كل مسلم يخاف اللهّ عزّ وجل‪ ،‬من ذلك‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ استشعار عظم الذنب وهو له‪ :‬عن ابن مسعود قال‪« :‬إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت‬ ‫جبل يخاف أن يقع عليه‪ ،‬أما الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه»‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ معرفة فضل الخائفين من اللهّ ‪ :‬قال اهلل تعالى‪« :‬إنما المؤمنون الذين إذا ذكر اللهّ وجلت‬ ‫قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون»‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ تدبّر آيات العذاب والوعيد وما جاء في وصف النار حال أهلها في آيات القرآن الكريم‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ تدبر أحوال الناس يوم الفزع األكبر وماهم فيه من الكرب العظيم قال عزّ وجل‪« :‬إن في‬ ‫ذلك آلية لمن خاف عذاب اآلخرة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود»‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ سماع المواعظ المؤثرة والمحاضرات المرققة للقلب‪ :‬وعظنا رسول اللهّ صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب‪.‬‬ ‫‪ 6‬ـ وبالجملة فمن استقر في قلبه ذكر الدار اآلخرة وجزائها‪ ،‬وذكر المعصية والتوعد عليها‪،‬‬ ‫وعدم الوثوق بإتيانه بالتوبة النصوح هاج في قلبه من الخوف ماال يملكه وال يفارقه‪.‬‬


‫العدد ‪896‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪ 10‬يوليوز ‪2017‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫حدائق الأزاهر يف م�ستح�سن الأجوبة وامل�ضحكات‬ ‫واحلكم والأمثال واحلكايات والنوادر‬ ‫وهوكتاب جامع للحكم واألمثال والنوادروالحكايات‪،‬ألفه الفقيه األديب محمد بن محمد بن محمد أبو بكر ابن عاصم القيسي الغرناطي قاضي من فقهاء‬ ‫المالكية باألندلس توفي بمسقط رأسه غرناطة عن عمر السابعة والستين سنة (عام ‪ 829‬هـ الموافق ‪1426‬م)؛كان يجلد الكتب في صباه‪ ،‬وتقدم حتى‬ ‫ولي قضاء القضاة ببلده‪.‬‬ ‫وقد أخذ عن أعالم منهم‪:‬‬ ‫أبو إسحاق الشاطبي‪ ،‬وأبو عبد اهلل القيطاجي‪ ،‬وأبو عبد اهلل الشريف التلمساني‪ ،‬وأبو إسحاق ابن الحاج‪ ،‬وابن عالق‪ ،‬وخااله أبو بكر‪ ،‬ومحمد ولدا أبي القاسم‬ ‫بن جزي‪ ،‬وابن لب وغيرهم‪.‬‬ ‫وله من المؤلفات‪:‬‬ ‫ــ تحفة الحكام في نكت العقود واألحكام‪ (:‬أرجوزة في الفقه المالكي تعرف بالعاصمية)‪ ،‬شرحها جماعة من العلماء‪.‬‬ ‫ــ أراجيز في األصول والنحو والقراءات‪.‬‬ ‫وحدائق األزاهر في مستحسن األجوبة والمضحكات والحكم واألمثال والحكايات والنوادر (وهو الكتاب الذي سنتحف به القارئ الكريم عبر سلسلة‬ ‫حلقات)‪.‬‬

‫في مستحسن األجوبة التي هي عن ذكاء قائلها معربة‬ ‫كان مزيد يداخل والي المدينة‪ ،‬وكان لطيف المحل عنده‪ ،‬فأبطأ عنه يوماً‪ ،‬فلما جاء‪ ،‬قال له‪« :‬ما الذي أبطأك‬ ‫عني؟»‪ ،‬قال‪« :‬جارة لي كنت أهواها منذ زمان‪ ،‬فظفرت بها البارحة‪ ،‬وتمكنت منها‪ ،‬فهذا الذي حبسني»؛ فغضب‬ ‫الوالي وقال‪« :‬واهلل آلخذنك بإقرارك»؛ فلما عزم عليه قال‪« :‬فاسمع مني تمام حديثي»‪ .‬قال‪« :‬وما هو؟»؛قال‪:‬‬ ‫«فلما أصبح خرجت لطلب معبر يعبر لي رؤياي‪ ،‬فلم أجده‪ ،‬فهذا الذي أبطأني عنك»؛ قال‪« :‬في المنام رأيت‬ ‫هذا؟»؛ قال‪« :‬نعم»‪ ،‬فسكن غضبه‪.‬‬ ‫وجاء قوم إلى أبي حنيفة‪ ،‬فقالوا‪« :‬ما تقول في رجل وجد معه طنبور‪ ،‬هل يجب عليه تأديب؟» قال‪« :‬ال»‪،‬‬ ‫قالوا‪« :‬ولم وقد وجد معه آلة الفسوق»‪ ،‬قال‪ :‬فكل واحد منكم معه آلة الزنا ‪ ،‬فهل يجب عليكم حد؟»‪،‬فانقطعوا‪”.‬‬ ‫وجاء رجل فوضع بين يديه عسل فيه نبيذ‪ ،‬على باب المسجد بالكوفة‪ ،‬وجعل ينادي‪« :‬من يشتري مني كذا‬ ‫وكذا رط ًال بدرهم»؛وكان أبو حنيفة قد أحل النبيذ‪ ،‬فلما سمع أبو حنيفة قوله‪ ،‬قال‪« :‬يا هذا‪ ،‬إنك فعلت قبيحاً»‪،‬‬ ‫قال‪« :‬أنت أحللته»‪ .‬قال‪« :‬صدقت‪،‬ومن الحالل أن ينكح أبوك أمك في وسط السوق‪ ،‬ولكن يكون قبيحاً»‪.‬‬ ‫ودخل معن بن زائدة على المنصور‪ ،‬فقارب في خطوه‪ ،‬فقال له المنصور‪« :‬كبرت يا معن»‪ ،‬قال‪« :‬في طاعتك‬ ‫يا أمير المؤمنين»‪ ،‬قال‪« :‬وإن فيك لجلداً ‪،‬قال‪« :‬على أعدائك يا أمير المؤمنين»‪ ،‬قال‪« :‬وإن فيك لبقية»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«هي لك يا أمير المؤمنين»‪.‬‬ ‫ورأى المنصور بعض أوالد األشتر‪ ،‬فهم بقتله‪ ،‬فقال‪« :‬يا أمير المؤمنين ذنبي أعظم من نقمتك‪ ،‬وعفوك‬ ‫أوسع من ذنبي‪ ،‬فإن لم أكن للعفو لسوء ما أتيته أه ًال‪ ،‬فأنت له أهل»؛فاستحسن قوله وعفا عنه‪.‬‬ ‫وأسر يوم الجمل رجل‪ ،‬فأتي به علي بن أبي طالب رضي اهلل عنه‪ ،‬فقال له‪« :‬ويلك‪ ،‬وأنت ممن ألب علينا»‪،‬‬ ‫فقال األشتر‪« :‬دعني أضرب عنقه»‪ ،‬فقال الرجل‪« :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬ألن تلقى اهلل‪ ،‬وقد عفوت عني خير من أن‬ ‫تلقاه‪ ،‬وقد شفيت غيظك»‪ ،‬قال‪« :‬اذهب حيث شئت»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وأتي الحجاج برجل من الخوارج‪ ،‬فأمر بضرب عنقه‪ ،‬فقال له‪« :‬أخرني يوما»‪ ،‬قال‪« :‬ما تريد بذلك؟»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«أؤمل فيه عفو األمير‪ ،‬مع ما تجري به المقادير»؛فتركه‪.‬‬ ‫وقيل ألعرابي‪« :‬ما فعل بنوك؟»‪ ،‬قال‪« :‬أكلهم دهرال يشبع» يعني ماتوا‪.‬‬ ‫وجاز المنصور يوماً‪ ،‬والفرج بن فضالة جالس على باب الذهب‪ ،‬فقام الناس جميعاً‪ ،‬ولم يقم الفرج‪ ،‬فاستشاط‬ ‫المنصور غضباً‪ ،‬ودعا به‪ ،‬وقال‪« :‬ما منعك من القيام؟»‪ ،‬قال‪« :‬خفت أن يسألني اهلل تعالى ‪:‬لم فعلت؟ ‪،‬ويسألك‪:‬‬ ‫لم رضيت‪ ،‬وقد كره رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ذلك»؛فسكن غضبه وقربه وقضى حاجته‪.‬وكان عقال بن‬ ‫سليمان يروي الحديث‪ ،‬فقال له بعض من حضر‪« :‬إن رأيت أن ترفع صوتك فإن بسمعي ثق ًال»‪ ،‬فقال له‪« :‬الثقل‬ ‫في كل شيء منك‪ ،‬ليس في سمعك»‪.‬‬ ‫وقال رجل البن عمران‪« :‬المختار بن عبيد اهلل يزعم أنه يوحى إليه»‪ ،‬قال‪« :‬صدق‪ ،‬يقول اهلل عز وجل‪( :‬وإن‬ ‫الشياطين ليوحون إلى أوليائهم)»‪.‬‬ ‫وقال رجل ليونس بن حبيب‪« :‬ما بالي إذا تذاكرتم الحديث نعست»‪ ،‬قال‪« :‬ألنك حمار في مسلخ إنسان»‪.‬‬ ‫وكان للمغيرة بن عبد اهلل الثقفي‪ ،‬وهو والي الكوفة جدي كل يوم يوضع على مائدته‪ ،‬فحضر يوماً أعرابي‪،‬‬ ‫فمد يده إلى الجدي‪ ،‬وأسرع فيه‪ ،‬فقال له المغيرة‪« :‬إنك تأكله أكل حنق عليه كأن أباه نطحك»‪ ،‬فقال له األعرابي‪:‬‬ ‫«وأنت تشفق عليه كأن أمه أرضعتك»‪.‬‬ ‫وقال معاوية لعبد اهلل بن عباس‪« :‬لي عندك حاجة يا أمير المؤمنين أفتقضيها لي؟»‪ ،‬فقال له‪« :‬نعم»‪ ،‬فقال‬ ‫له ابن عباس‪« :‬سل حاجتك يا أمير المؤمنين»‪ ،‬قال‪« :‬أريد أن تهب لي دورك وضياعك التي بالطائف»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«قد فعلت»‪ ،‬فقال له معاوية‪« :‬قد وصلت الرحم‪ ،‬فسل حاجتك»‪ ،‬قال‪ :‬حاجتي إليك أن تردها إلي»‪ ،‬قال معاوية‪:‬‬ ‫«قد فعلت»‪.‬‬ ‫وقال رجل لثمامة بن أشرس‪« :‬لي إليك حاجة»‪ ،‬قال‪« :‬وأنا لي إليك حاجة أفتقضيها؟» قال‪« :‬نعم»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«فإن حاجتي إليك أال تسألني حاجة»‪.‬‬ ‫وكان أشعب يختلف إلى قينة يعلمها‪ ،‬فطلبت منه درهماً‪ ،‬فانقطع عنها‪ ،‬فعملت له دواء‪ ،‬ولقيته به‪ ،‬فقال‬ ‫لها‪« :‬ما هذا؟» فقالت له‪« :‬دواء عملته لك تشربه لهذا الفزع الذي بك»‪ ،‬قال‪« :‬اشربيه أنت للطمع‪ ،‬فلو انقطع‬ ‫طمعك‪ ،‬النقطع فزعي»‪.‬‬ ‫ورمى المتوكل عصفوراً بالبندق‪ ،‬فلم يصبه‪ ،‬فقال ابن حمدون‪« :‬أحسنت يا أمير المؤمنين»‪ ،‬فقال المتوكل‪:‬‬ ‫«أتهزأ بي؟ كيف أحسنت؟»‪ ،‬قال‪« :‬إلى العصفور الذي تركته»‪.‬‬ ‫وجلس موسى بن عبد الملك للمظالم‪ ،‬فدخل عليه أهل شهرين‪ ،‬وفيهم سهل بن عاصم‪ ،‬فتظلموا إليه‬ ‫من عاملهم‪ ،‬وسهل ساكت‪ ،‬فقال له موسى‪« :‬إن قال سهل كما قلتم صرفته عنكم»‪ ،‬ثم قال‪« :‬ما تقول يا‬

‫سهل؟»‪ ،‬قال‪« :‬أقول‪ :‬أعزك اهلل‪ ،‬إنه لم يظلمنا‪ ،‬ولكن اهلل أمر فينا وفي أمثالنا بالعدل واإلحسان‪ ،‬فعدل فينا‪،‬‬ ‫ولم يحسن‪ ،‬ولن تصلح أحوالنا إال باإلحسان»‪ ،‬فقال موسى‪« :‬قد صرفته عنكم ووليتك عليهم فاعدل وأحسن»‪.‬‬ ‫وكان في بني الجراح فتى خليع ماجن‪ ،‬فأراد العبث بأبي العيناء فنهاه نصاحه‪ ،‬فأبى‪ ،‬فقالوا له‪« :‬شأنك به»‪،‬‬ ‫فقال له‪« :‬يا أبا العيناء‪ ،‬متى أسلمت؟»‪ ،‬قال‪« :‬حين كفر أهلك‪ ،‬وأبوك الذين لم يؤدبوك»‪ ،‬قال له الفتى‪« :‬إذن‬ ‫علمت أنا ما أسلمت»‪ ،‬فقال أبو العيناء‪« :‬شهادتك ألهلك دعوى‪ ،‬وشهادتي عليهم بلوى‪ ،‬وستعلم أي السالطين‬ ‫أقوى‪ ،‬وأي الشياطين أغوى‪ ،‬وسيعلم أهلك ما خبأ عليهم جهلك»‪.‬‬ ‫وجاء رجل إلى أبي ضمضم القاضي‪ ،‬يستعدي على رجل في دابة‪ ،‬اشتراها منه‪ ،‬وبها عيب‪ ،‬فقال أبو ضمضم‪:‬‬ ‫«وما عيبها؟»‪ ،‬قال‪« :‬في أصل أذنها شيء مثل الرمانة‪ ،‬وفي ظهرها شيء مثل التفاحة‪ ،‬وفي عجيزتها شيء مثل‬ ‫الجوزة‪ ،‬وفي بطنها شيء مثل اللوزة‪،‬فقال القاضي‪« :‬مر عنا يا بارد‪،‬هذا من صفات بستان ال عيب دابة»‪.‬‬ ‫وهبت ريح شديدة‪ ،‬فقال الناس‪« :‬قد قامت القيامة»‪ ،‬فقال زائدة المخنث‪ :‬قيامة بال خروج دابة‪ ،‬وال خروج‬ ‫دجال‪ ،‬هذا مما ال يكون»‪.‬‬ ‫وكتب سليمان بن عبد الملك إلى عامله بالمدينة‪ ،‬أن أحصي المخنثين واخصهم»؛ فخصاهم‪ ،‬وكان فيهم‬ ‫دالل المخنث‪ ،‬فمر بهم رجل‪ ،‬فقال له‪« :‬ما هذا؟»‪ ،‬فقال‪« :‬الختان الثاني‪ ،‬فاآلتي تم التخنيث»‪.‬‬ ‫ولما صلب ابن برحان اللص‪ ،‬جاز عليه خبيب بن ثابت فنظر إليه ودعا له‪ ،‬فقيل له‪« :‬لم تدعو له‪ ،‬وهو برحان‬ ‫اللص؟»‪ ،‬قال‪« :‬فلمن أدعو‪ ،‬أللحسن وابن سيرين؟»‪.‬‬ ‫وأتت امرأة إلى بالل بن بردة من ولد أبي موسى األشعري في أمر اتفق بينها وبين زوجها‪ ،‬فأوجب الحاكم‬ ‫أن يفرق بينهما‪ ،‬فقالت له المرأة‪« :‬يا بني موسى‪ ،‬ما خلقكم اهلل إال للتفريق بين الناس»‪.‬‬ ‫وحج سليمان بن األعمش ومعه جماعة‪ ،‬فطالبهم الجمال بشيء‪ ،‬فأخذوا في ضربه‪ ،‬فقيل لسليمان بن‬ ‫األعمش‪ ،‬وكان في يده عصاً‪« :‬يا أبا محمد‪ ،‬ألست حاجاً؟»‪ ،‬قال‪« :‬بلى‪ ،‬ولكن من تمام مناسك الحج ضرب‬ ‫الجمال»‪.‬‬ ‫وقال الهيثم بن عدي‪« :‬قعدت عند ابن عباس رضي اهلل عنه‪ ،‬فجاءت هدية من مكة فيها ثياب من عمل‬ ‫أهل اليمن‪ ،‬وأخر من مصر فقلت‪ :‬ألست تروي عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أنه قال‪ :‬من جاءته هدية‪،‬‬ ‫وعنده قوم جلوس‪ ،‬فهم شركاؤه فيها»‪ ،‬قال‪« :‬يا ابن أخي‪ ،‬إنما ذلك في التمر والسويق‪ ،‬وما أشبههما‪ ،‬وأما في‬ ‫الثياب العدنية‪ ،‬فل»‪.‬‬ ‫ولما حج المأمون اعترضه رجل في الطريق‪ ،‬فقال‪« :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬أنا رجل أريد الحج»‪ ،‬قال له‪« :‬الطريق‬ ‫أمامك»‪ ،‬قال‪« :‬وليس لي نفقة»‪ ،‬قال‪« :‬قد سقط عنك الغرض»‪ ،‬قال‪« :‬إني جئت مستمخاً ال مستفتياً»؛ فأمر له‬ ‫بجائزة‪ ،‬وضحك‪.‬‬ ‫ووقع حرب في بعض الثغور‪ ،‬فخرج رجل بقوس بال نشاب‪ ،‬فقيل له في ذلك‪ ،‬فقال‪« :‬نأخذ النشاب مما يجيئنا‬ ‫من العدو»‪ ،‬قيل له‪« :‬فإن لم يجيء»‪ ،‬قال‪« :‬ال يكون بيننا وبينهم قتال»‪.‬‬ ‫وتغذى أبو الحارث عند رجل‪ ،‬فقدمت دجاجة‪ ،‬فقال لغالمه‪« :‬إنما كان ينبغي أن تقدمها في أول الطعام‪،‬‬ ‫ارفعها»؛ وفي اليوم الثاني أتى بها في وسط الطعام‪ ،‬فقال‪« :‬ألم أقل لك‪ :‬إنما يبدأ بها في أول الطعام»‪ ،‬فقال‬ ‫له أبو الحارث‪« :‬دجاجتك هذه ميتة أطول عمراً منها حية»‪.‬‬ ‫وكان بعضهم يقدم على مائدته خبز درمك مقدار ما يأكله وحده‪ ،‬ويطعم جليسه خبزاً أحمر‪ ،‬وكانت هذه‬ ‫عادته مع من يواكله‪ ،‬فحضر مائدته يوماً إنسان لم يحضرها قبل ذلك‪ ،‬فلما وضع الدرمك بين يديه‪ ،‬مد الرجل‬ ‫يده‪ ،‬وأخذ منه‪ ،‬فقال له صاحب الموضع‪« :‬ما هذا؟»‪ ،‬قال‪« :‬اشتهيت أن آكل خبزي بهذا الخبز»‪ ،‬فخجل رب الدار‬ ‫وعلم قبح فعله‪.‬‬ ‫وسرق لرجل بخيل عشرة آالف درهم‪ ،‬فأظهر الجزع عليها‪ ،‬فقال بعض الناس‪« :‬من أين كنت اكتسبتها؟»‬ ‫قال‪« :‬كنت أجمع الدرهم إلى الدرهم منذ ثالثين سنة»‪ ،‬قال‪« :‬فهل كنت تحدث نفسك أن تفعل بها شيئاً من‬ ‫أبواب البر؟» قال‪« :‬ال»‪ ،‬قال‪« :‬فهل كنت تؤمل أن تمتع بها نفسك؟»‪ ،‬قال‪« :‬ال‪،‬وإنما كنت أجعلها في جراب تحت‬ ‫رأسي‪ ،‬أستلذ بها»‪ ،‬قال‪« :‬فاجعل تحت رأسك حجراً عوضاً منها»‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪896‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)799‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪ 10‬يوليوز ‪2017‬‬

‫“ مرتيل ‪ :‬فصول المعة‬ ‫من تاريخ المغرب المجيد “‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫أصحابها ‪ ...‬ومنها ما هو ذاتي صرف من الخالصات واالستنتاجات التي‬ ‫يمليها التأمل والتمحيص والمالحظة‪ ،‬متبعا التسلسل الكرونولوجي‬ ‫الوارد في المؤلفات التاريخية التي استعنت بها ‪ ( “ ...‬ص‪.) 5 .‬‬

‫مرة أخرى للحديث عن حاضرة مرتيل أو “ مرتين “ حسب التطور‬ ‫الذي عرفه اإلسم‪ ،‬بمناسبة صدور عمل تصنيفي هام لألستاذ عثمان‬ ‫الصردو‪ ،‬تحت عنوان “ مرتيل ‪ :‬فصول المعة من تاريخ المغرب‬ ‫المجيد “‪ ،‬خالل سنة ‪ ،2013‬في ما مجموعه ‪ 207‬من الصفحات‬ ‫ذات الحجم الكبير‪ .‬ويمكن القول إن صدور هذا العمل يشكل إضافة‬ ‫ واستنادا إلى هذا التصور‪ ،‬انسابت مضامين الكتاب‪ ،‬مستهدفة‬ ‫تجميعية هامة لذخائر التاريخ القديم لمدينة مرتيل‪ ،‬واستكماال‬ ‫إبراز معالم التميز في نظيمة التكون التاريخي لموقع مرتيل أو مرتين‪.‬‬ ‫لمعالم التأسيس للكتابة المونوغرافية المتخصصة في إبداالت‬ ‫وقد استهل المؤلف نبشه بتقديم تفاصيل توطينية دقيقة حول موقع‬ ‫التاريخ المديد للمدينة‪ .‬وتزداد هذه القيمة وضوحا‪ ،‬إذا أخذنا بعين‬ ‫المدينة داخل الفضاء الواسع للبحر األبيض المتوسط‪ ،‬قبل أن ينتقل‬ ‫االعتبار حجم الفراغ المهول الذي ظل يجثم على “ ذاكرة “ المدينة‪،‬‬ ‫للحديث عن التقاطعات الواسعة لدلتا وادي مرتيل وتأثيرها في نشأة‬ ‫بغياب أعمال مرجعية يمكن أن تشكل إطارا ناظما للبحث وللتنقيب‪.‬‬ ‫فباستثناء األعمال التنقيبية الرائدة للمؤرخ المرحوم محمد بن عزوز‬ ‫الموقع خالل العهود التاريخية السحيقة‪ .‬لذلك‪ ،‬فقد خصص جزءا ال‬ ‫حكيم وخاصة في كتابة “ أطلس تاريخ مرتين – قاعدة للجهاد‬ ‫بأس به من تنقيباته‪ ،‬للكشف عن خبايا تطور جزئيات الحياة اليومية‬ ‫البحري دفاعا عن حوزة الوطن “‪ ،‬سنة ‪ ،2007‬وباستثناء – كذلك –‬ ‫بمرتيل خالل عصور ما قبل التاريخ‪ ،‬قبل أن ينتقل للحديث عن وضعية‬ ‫بعض األعمال المتخصصة في التاريخ القديم للمنطقة والتي أنجزها‬ ‫الموقع خالل مطلع عصور التاريخ‪ ،‬ميرزا ظروف تشكل أولى التجمعات‬ ‫بعض الباحثين المتخصصين من داخل المغرب ومن خارجه مثلما‬ ‫هو الحال مع أعمال رضوان العزيفي وإينريكي كوزالبيس كرويوتو‪،‬‬ ‫السكانية بسهل وادي مرتيل‪ ،‬مع وصول طالئع المستكشفين القدماء‬ ‫نكاد نجزم أن المجال الزال بكرا والزال ينتظر جهود من سيتصدى له‬ ‫من أمثال الفنيقيين والقرطاجيين الذين أقاموا المستوطنات األولى‬ ‫بالبحث وبالتشريح‪ .‬وبطبيعة الحال‪ ،‬فإن هذه الخالصة ال تغفل رصيد‬ ‫بسواحل المنطقة‪ .‬ومعلوم أن هذه المستوطنات قد نجحت في تحويل‬ ‫المنجز الكولونيالي ذي الصلة‪ ،‬وخاصة اإلسباني منه‪ .‬فالمقصود‬ ‫موقع مرتيل إلى نقطة ارتكازية في جل خطوط التجارة البرية داخل‬ ‫بمالحظتنا تلك‪ ،‬إنما يشمل األعمال العلمية ذات البعد األكاديمي‪،‬‬ ‫وليس الوظيفي االستعماري‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن كتاب ابن عزوز حكيم يشكل‬ ‫المجال اإلقليمي الواسع لمنطقة الشمال‪ ،‬مثلما أبرزه األستاذ الصردو‬ ‫عالمة ضوء فريدة في مجال الكتابة عن ذاكرة المدينة‪ ،‬رغم أنه لم‬ ‫بالكثير من الدقة ومن التفاصيل ومن المستندات الداعمة والخرائط‬ ‫يركز إال على مرحلة مطلع العصر الحديث المرتبك بحيثيات تزايد‬ ‫التوضيحية‪.‬‬ ‫الهجمة اإليبيرية االستعمارية لثغورنا المتوسطية واألطلنتية‪ ،‬وذلك‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫في سياق االنفجار الهائل للمد المركنتيلي الذي حملته أوربا إلى عالم ما وراء‬ ‫ وبموازاة ذلك‪ ،‬اهتم المؤلف بإبراز مختلف التأثيرات الحضارية التي‬ ‫البحار منذ مطلع القرن ‪ 15‬كما هو معروف‪.‬‬ ‫خضعت لها المنطقة‪ ،‬وعلى رأسها التأثيرات األمازيغية والرومانية والوندالية ثم العربية‬ ‫ ‬ ‫ويمكن القول إن اإلصدار الجديد لألستاذ عثمان الصردو يشكل إغناءا لمكتبة مرتيل اإلسالمية‪ .‬وعلى هامش رصده لمختلف أوجه التالقح بين هذه المؤثرات وعطاء موقع مرتيل‬ ‫التاريخية‪ ،‬وإضافة هامة لسجل الرواد‪ ،‬وعلى رأسهم المؤرخ المرحوم ابن عزوز حكيم‪ .‬فالكتاب‬ ‫يقدم حصيلة تجميع دقيق لمعطيات تاريخية للزمن القديم الخاص بمنطقة مرتيل‪ ،‬ولتأثيراتها التاريخي‪ ،‬سعى المؤلف إلى إثارة حلقات جانبية للنقاش حول قضايا الفتح اإلسالمي‪ ،‬ثم –‬ ‫المتبادلة والعميقة مع الحضارات القديمة التي هيمنت على المجال المتوسطي‪ ،‬مثلما هو أساسا – حول حقيقة الحضور األمازيغي بالموقع‪ .‬وفي هذا الجانب بالذات‪ ،‬خصص عثمان‬ ‫الحال مع الحضارات الفنيقية والرومانية والفرعونية ‪ ...‬وقد حرص المؤلف في ذلك على إعادة الصردو جزءا ال بأس به من عمله “ لالنخراط “ في النقاش الهوياتي المستعر – راهنا –على‬ ‫النبش في حضور “ البحر “ كقيمة تاريخية‪ ،‬ثم الوادي كمجال استراتيجي لالستقرار‪ ،‬في مختلف الساحة الوطنية بخصوص “ المسألة األمازيغية “ ومختلف أشكال التدافع النزوعي المرتبط‬ ‫مظاهر نزوعات اإلنسان نحو تطويع مجال االستقرار واكتساب عناصر التميز داخل المحيط‬ ‫اإلقليمي والجهوي والوطني الواسع والممتد‪ .‬وقد لخص المؤلف األفق العام لهذا المنحى بها‪ .‬وقد سعى إلى جعل موقع مرتيل وظروف تكونه التاريخي ورصيد مكوناته الحضارية في‬ ‫في الكتابة وفي البحث‪ ،‬عندما قال في كلمته التمهيدية ‪ “ :‬هذه خالصة جل ما أمكنني جمعه صلب هذا النقاش‪ ،‬مستلهما كتابات مرجعية ومخلفات وشواهد الزالت قائمة وشاهدة على‬ ‫من معلومات عن تاريخ الموقع ومحيطه وعالقته باالستكشافات الجغرافية القديمة‪ ،‬والطرق تالقح المكونات العربية اإلسالمية واألمازيغية المحلية فوق تربة مركز مرتيل‪ ،‬كفضاء ظل‬ ‫التجارية البحرية والبرية الممتدة جنوبا إلى ما وراء الصحراء‪ ،‬محاوال إبراز قيمته االستراتيجية‪ ،‬مفتوحا على “ اآلخر “ بكل تالوينه وعلى اختالف أصوله المتوسطية المتشعبة‪.‬‬ ‫ودوره المتميز في الجهة الغربية من البحر األبيض المتوسط‪ .‬دفعني للقيام بهذا العمل غياب‬ ‫وبذلك‪ ،‬نجح األستاذ عثمان الصردو في تعزيز حقل التراكم المعرفي المرتبط بذاكرة‬ ‫ ‬ ‫مؤلف خاص عن البلدة‪ ،‬يؤرخ لها‪ ،‬ويلم ما يوجد مشتتا عنها من األخبار في مختلف المصادر‬ ‫والمراجع‪ .‬على أنه ال يمكن الفصل بين تاريخ تطوان ومرفئها مرتيل‪ ،‬باعتبار مرتيل سكانا مرتين أو مرتيل‪ ،‬في عمقه التأصيلي‪ ،‬وفي تحوالته العميقة‪ ،‬وفي مآالته الراهنة‪ .‬وال شك أن‬ ‫ومجاال ال يتجزأ من جارتها تطوان ‪ ...‬ومع ذلك‪ ،‬فإلعطاء هذا التاريخ نكهة خاصة تتميز بها توسيع مجال الدراسة ليشمل الحقب الموالية للمرحلة المعنية في الكتاب‪ ،‬سيفتح مجاال رحبا‬ ‫مرتيل عن تطوان‪ ،‬حاولت ربطها بمحيطها البحري‪ ،‬وتفاعلها ومجريات األمور‪ ،‬وتطور المالحة‬ ‫عبر التاريخ في هذه الجهة من العالم‪ ،‬معتمدا على مضامين ومعلومات منها ما هو موثق أمام الباحثين والمهتمين إلعادة اكتشاف األدوار الكبرى لمركز مرتيل‪ ،‬قريبا أو بعيدا من ظل‬ ‫توثيقا أكاديميا‪ ،‬ومنها ما هو منقول حرفيا من مصادر معروفة أشير إليها وأحيل القارئ على التأثيرات المباشرة لمدينة تطوان ولباقي المراكز األخرى القريبة بشمال المغرب‪.‬‬

‫أقرب الموصل إلى نقطتين‬ ‫‪ ...‬تخيِّمُ الخالفات على اإلخوة األشقاء الخليجيين‪.‬‬ ‫فتتناسب « صدفة » مع النهج «اإلسرائيلي» وعلى غرار حصار‬ ‫غزَّة‪ .‬فكانت المقاطعة والحصار لدولة عربية خليجية‪ ،‬أضرَّ‬ ‫بنسيجها االجتماعي‪ .‬فهل رجل األعمال‪ ،‬هو الذي فتح باب‬ ‫األزمة ؟ وهل هو الفاعل والفعال ؟ قائال َّ‬ ‫إن بلدان الخليج كلهم‬ ‫حلفاء‪ ،‬ولم يتحيز لطرف ضدَّ طرف ! ْ‬ ‫وإن كان قد تعمد الفجوة‬ ‫بين األشقاء‪ ،‬فأين اإلرادة السياسية ؟ أمْ َّ‬ ‫أن كل شيء قام‬ ‫به متعمِّدا ولمصلحة وطنه‪ ،‬وليس بالصدْفة‪ْ ،‬‬ ‫إن هو إال حق‬ ‫من حقوقه في برنامجه االنتخابي‪ .‬وهو يُغرِّدُ على عكس‬ ‫ما يغرد بهم مسؤول في الخارجية‪ ،‬مسببا ثغرة وتضاربا‬ ‫في التصريحات‪ ،‬من شأنه أنِ يضعف مواقفه‪ .‬أمْ هناك‬ ‫خطابين «متناقضين»‪ ،‬أحدهما للجمهور الداخلي واآلخر‬ ‫إلى الخليجيين‪ .‬فيظهر ذلك جلياً في أسلوب المناورة التي‬ ‫يمتهنها رجل األعمال «الميلياردير»‪ .‬ومثل ما يقوم الحجاج‬ ‫على استدعاء نماذج لالقتداء بها وتمثين أفعالها‪ ،‬فإنه يقوم‬ ‫أيضاً على استدعاء نماذج معكوسة لالنفصال عنها وتبخيس‬ ‫أفعالها (د‪ .‬محمد مشبال ‪ :‬في بالغة الحجاج)‪ .‬بينما «ماكين»(‬ ‫المرشح للرئاسة سابقا )‪ ،‬ينتقد التصريحات‪ ،‬ويحاول تطمين الحلفاء‪ .‬ازدواجية الخطاب يريد من خالله االحتفاظ‬ ‫بالمفاجأة بمنهج ذي سياسة برأسين‪ ،‬حتى تبقى له المبادرة‪ّ ،‬‬ ‫وكل األوراق بيدَيه‪ .‬ودون أيّ مراعاة لسياسة‬ ‫القيم‪ .‬يريد ْ‬ ‫أن يبعدنا عنها بصياغة سياسة جديدة للقفز عن منظمة األمم المتحدة كما فعل ذلك مع الميثاق‬ ‫العالمي للبيئة‪ .‬أزمة الخليج لن تجنيها إال إسرائيل‪ ،‬إذ الورقة التي تقدَّم بها األشقاء لشقيقهم هل هي من‬ ‫طينة مطالب األخ ألخيه ! ؟ ْ‬ ‫إن هي إال أهداف استباقية سياسية‪ ،‬كنوع من الوصاية على شقيق أصغر أعشى‪،‬‬ ‫غير ذي سيادة وليس له وزن إقليمي‪ .‬فال يجوز ألحد القطيعة مع العائلة في اللحمة العربية‪ -‬اإلسالمية‪ .‬حتى‬ ‫وإن اختلف معه في العقيدة والجنس‪ ،‬والفكر‪ .‬هل هناك عالقة لهذه القطيعة بالتحقيقات التي تحاصر رجل‬ ‫األعمــال في دولة المؤسسات والحريات العامة‪ ،‬وتصريحاته المتناقضة‪ ،‬هي سبب اللجوء لهذه المناورة وإشعال‬ ‫فتيل األزمة وتأجيجها نحو الخارج لتحويل األنظار عن مواقفه في الداخل ؟ وهي محاولة أيضا لتغيير النقاش‬ ‫السياسي الذي يقوم على العائد المادي‪ْ .‬‬ ‫إن هو إال خطاب للمصلحة الفورية والمقابل لحينه ! والعودة إلى‬

‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫قطر‬

‫سياسة تقليدية لقوة عظمى ‪ ...‬يُقدِّمُ النقيض دون تبرير‬ ‫هذا التباين‪ .‬محاولة الجمع بين النقيضين من أقصى اليمين‬ ‫إلى أقصى اليسار‪ .‬هو رجل وطني القومية االقتصادية‪ ،‬يمشي‬ ‫بالخارجية برجلين‪ ،‬حاد الذكاء‪ ،‬حتى تعتمد الدوحة أنه هو‬ ‫حليفها‪ ،‬وتعتمد أيضا رياض أنه معها ! كان لبني يعرُب انطباع‬ ‫ضعيف عن أمريكا أيام السلف والخلف‪ .‬فال بدَّ لهم ْ‬ ‫أن يغيروا‬ ‫انطباعهم عنها ! ذاك المحامي الذي يتعهدُ موقف الضحية‬ ‫الذي َ‬ ‫أخذتْ منه بقرته باسم عودة الحق إلى نصابه‪ ،‬ويدافع‬ ‫عن الظالم بمفهوم‪ٍّ ،‬‬ ‫لكل الحق أن ينصبَ منْ يدافع عنه‪ .‬و‬ ‫«يبتزُّهما» معاً‪ ،‬فيتساوى الجالد والضحية‪ ،‬ثمَّ تصبح البقرة‬ ‫غنيمة ل «المحامي»‪ .‬األزمة خليجية عربية‪-‬عربية‪ ،‬أصبحتْ‬ ‫حتمية الجلوس بين اإلخوة‪ ،‬وفوق الحصير بالمدينة المنوَّرة‬ ‫بجوار رسول هلل –صلعم‪ -‬اقتدا ًء بالمبعوث رحمة للعالمين عند‬ ‫قوله ‪ :‬منْ كان كبير العقل فهو كبير الهمة‪ .‬استحضار الملكة‬ ‫اإلدارية من حيث هي أساس في التفكير‪ .‬وقال أيضا ‪ :‬إنصافك‬ ‫الناس من نفسك ومساواة األخ في اهلل‪ْ ،‬‬ ‫وأن تصل من قطعك‬ ‫وتعطيَ منْ حرمك وتعفوَ عن من ظلمك‪ .‬وسخاء النفس‬

‫وطيب الكالم والصبر على األذى ‪.‬‬ ‫اإلدارة الحكيمة تسند فيها األمور إلى المدَبرين الخليجيين اإلخوة القادرين عليها‪ ،‬معتمــديــن السلم‬ ‫في األمور السياسية‪ .‬تعالــج فيــه النفــوس كي ال تصطدِمَ باألهواء والمصالح‪ ،‬بل بالرأي السديد لحاضر‬ ‫الوقت ولمقبل الغيب المجهول ال تؤمن عقباها‪ .‬فالغالب الكاسب هي شعوب ورؤساء وحكماء الجزيرة العربية‬ ‫مهد رسول السلم والسالم –صلعم‪ ،-‬والتي قال عنها عمر الفاروق ‪ :‬نحن أمة أعزنا اهلل باإلسالم‪ .‬أيها اإلخوة‬ ‫حتمية لملمة الجراح ولمِّ الشمل وقطع الطريق على ّ‬ ‫كل منْ يتصهينُ بأجندات أجنبية‪ ،‬إللقاء الجزيرة العربية‪،‬‬ ‫تحت رحمة استراتيجية إسرائيلية من جبلة « رأس المنافقين»‪ ،‬التي لم ولن يهدأ لها بال‪ ،‬والرامية إلى التدمير‬ ‫الكامل لألراضي العربية اإلسالمية‪ .‬فالنور والضوء دائما يسير بالخطوط المستقيمة‪ .‬وترك الخط المستقيم‬ ‫وهو األقرب الموصل بين نقطتين في إقامة النماذج للبالغة العربية – اإلسالمية‪ْ .‬‬ ‫إن هي إال تغريدات وصيحات‬ ‫في وادي عبقر ‪....‬‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪ 10‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪896‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)366‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫هذا ما ارتكبه «عدو» للبيئة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫أين الشجرة‬ ‫التي كانت‬ ‫هنا ؟‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫في رمشة عين‪« ،‬طارت» من هنا شجرتان (انظر الصورة)‪.‬وحسب مصدرنا‪ ،‬فإنه يروج‬ ‫أن عدوا للبيئة‪ ،‬قام بهذا الفعل اإلجرامي‪ ،‬دون أن يرف له جفن‪ ،‬حيث اقتلع شجرتين‪ ،‬ببرودة‬ ‫دم‪ ،‬وغطى حفرتيهما باإلسمنت‪ ،‬كما ضيق الخناق على شجرة ثالثة باإلسمنت‪ ،‬كذلك‪ ،‬بعد‬ ‫أن كانت هذه األشجار تضفي لمسات بيئية على المشهد الجمالي للشارع العام‪ ،‬خاصة بعد‬ ‫االنتهاء من هيكلة مفترق الطرق‪ ،‬بإنجاز قنطرة ونفق أرضي‪ ،‬خففا كثيرا من عبء واكتظاظ‬ ‫وسائل النقل وازدحام حركة السير‪ ،‬بشوارع حي «كاسطيا»‪.‬‬ ‫هذا الفعل اإلجرامي‪ ،‬استنكره العديد من المارة والمالحظين الغيورين على البيئة التي‬ ‫تُنتهك حرمتها أمام المأل‪ ،‬إذ بعد االعتناء بهذه األشجار‪ ،‬غرسا وسقيا‪ ،‬نظرا لدورها المفيد‬ ‫والفعال في حياة اإلنسان والحيوان على حد سواء‪ ،‬ها هو «عدو» للبيئة يأتي في لحظة‪،‬‬ ‫فيجتثهما من الجذور‪ ،‬وكأنهما في ملكيته‪ ،‬دون أن يتم فتح تحقيق في الموضوع من قبل‬ ‫الجهات المختصة‪ ،‬ألجل الوصول إلى هذا الجاني ومعاقبته‪ ،‬طبقا للقانون‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫قد يؤدي شخص ما غرامة مالية عن اقتالعه لشجرة أو عن إسقاطه لعمود كهربائي‪ ،‬بشكل‬ ‫غير متعمد‪ ،‬بسبب ارتكابه لحادثة سير‪ ،‬غير مقصودة !؟‬ ‫يقول مثل صيني ‪« :‬من قطع شجرة‪ ،‬قتل إنسانا !» أما عندنا نحن ‪ ،‬فيبدو أن األشجار‬ ‫والبيئة عموما‪« ،‬تصرخ» كل يوم بأعلى صوتها‪ ،‬جراء ما يالحقها من اعتداءات‪ ،‬يتم التستر‬ ‫عليها‪ ،‬وربما بمباركة من بعض المسؤولين‪ ،‬أحيانا ! نعم‪ ،‬يحصل هذا في الوقت الذي ما‬ ‫فتئت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة تقوم بكل ما من شأنه الحفاظ على هذه البيئة‪،‬‬ ‫باعتبارها الرئة التي تتنفس من خاللها جميع المخلوقات ‪.‬‬

‫ألقت‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬مصالح األمن‬ ‫القبض على سيدة بحوزتها كمية‬ ‫من األقراص المخدرة (‪ 600‬قرص)‪،‬‬ ‫كانت قدمت على التو من مدينة‬ ‫الناظورعلى متن حافلة للركاب‬ ‫حطت رحالها بالمحطة الطرقية‬ ‫بطنجة‪.‬توقيف المتهمة‪ ،‬البالغة‬ ‫من العمر حوالي ‪ 50‬سنة لم يكن‬ ‫صدفة من خالل الدوريات األمنية‬ ‫المعتادة‪ ،‬بل كان نتيجة كمين نصب لها من طرف عناصرالشرطة‪ ،‬حيث تم ضبطها عند‬ ‫نزولها بالمحطة المذكورة‪ ،‬وهي متلبسة بتسليم كمية من مخدرات‪ ،‬عبارة عن أقراص‬ ‫مهلوسة‪ ،‬لشخص شاب‪ ،‬تبين أنه من سكان هذه المدينة‪.‬كما تم حجزمبلغ مالي‪ ،‬تم ضبطه‬ ‫في حوزة المتهمة‪ ،‬يرجح أن يكون متحصال من االتجار في هذه األقراص المخدرة‪ ،‬خاصة وأن‬ ‫هذا الشاب الذي ألقي عليه القبض هو اآلخر ـ وحسب مصدرنا دائما ـ له سوابق في هذا النوع‬ ‫من النشاط المحظور‪ /‬األقراص المهلوسة التي انتشرترويجها‪ ،‬بشكل مهول‪ ،‬في العديد‬ ‫من األحياء وخاصة الشعبية والمهمشة منها‪ ،‬فضال عن محيط بعض المؤسسات التربوية‬ ‫وبعض المقاهي واألوكار المنزوية‪ ،‬األمر الذي يستدعي محاربتها بكل صرامة وحزم‪ ،‬دون ميز‬ ‫بين مروج وآخر‪ ،‬ودون تراخ أوغض الطرف عن زيد أو عن عمرو‪ ،‬فالرسالة هنا واضحة بالنسبة‬ ‫لمن يعنيهم األمر‪ ،‬ألن سموم هذه األقراص «تنتج» الموت البطيء الذي بات يتهدد الشباب‬ ‫المتعاطين لها‪ ،‬ويؤرق أفراد أسرهم‪ ،‬في غياب حلول تكون أكثر واقعية‪ ،‬وملموسسة تنتشل‬ ‫الشباب والمدمنين جميعا من براثن الضياع والموت بأنواعه! ‪.‬‬

‫م‪.‬إمغران‬

‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫م‪.‬الهنداوي‬

‫رحلة من الناظور صوب طنجة تنتهي‬ ‫بالتلبس‪ ..‬ووضع األصفاد‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬

‫طفل معاق في حاجة إلى مساعدة‬

‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫يعانــي الطفــل محمــد العلـوي‪ ،‬البالـــغ من‬ ‫العمــر ‪ 10‬سنــوات مـن تـأخـر فـي النمو‪ ،‬نتجـــت‬ ‫عنـه‪ ،‬مـع مـرور السنـوات إعــاقـــة كاملـــة‪( ،‬انظـر‬ ‫الصورة)‪ ،‬فضــال عن إصابتــه بــداء الربــو‪ ،‬مما‬ ‫جعله يحتــاج إلى مصاريف‪ ،‬القتناء الحفاظــات‬ ‫واألدوية التي يصل ثمنهـا إلى حدود ألف‬ ‫(‪1000‬درهم) شهريا‪ ،‬األمر الذي تعجـز عنه أسرتـه‬ ‫المعـوزة‪ .‬لــذا‪ ،‬وعبــر هـــذا المنبر‪ ،‬تتقدم والـدة‬ ‫الطفل المـريــــض بندائــهــــا إلى المحسنيـن‬ ‫وذوي األريحيـة‪ ،‬راجية منهم‪ ،‬بعد اهلل تعالى مساعدتها‪ ،‬للتغلب على‬ ‫رعاية فلذة كبدها‪ ،‬واهلل اليضيع أجر المحسنين‪.‬‬

‫حل السودوكو‬

‫لالتصال‪0675927078 :‬‬ ‫العنوان‪ :‬عقبة ابن األبار رقم ‪20‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫رقم ‪366‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 896‬ـالثالثاء ‪� 04‬إلى ‪ 10‬يوليوز ‪2017‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬ ‫أفضل ‪ 10‬هدافين‬ ‫في تاريخ الدوري اإلسباني‬ ‫وميسي في القيادة‬

‫مر على بطولة الدوري اإلسباني العديد من األساطير الذين ال‬ ‫يمكن تعدادهم‪ ،‬فمنهم الهدافين ومنهم صانعي األلعـاب والعبي‬ ‫والوسط والمدافعين وحراس المرمى‪ .‬وفي نفس الوقت هنالك‬ ‫هدافين ال يمكن نسيانهم سجلوا أسماءهم كأفضل مسجلي األهداف‬ ‫في تاريخ البطولة‪ ،‬وأفضل ‪ 10‬منهم هم‪:‬‬ ‫‪ - 1‬ليونيل ميسي‬ ‫واحد من أفضل الالعبين في التاريخ إن لم يكن أفضلهم والذي لم يلعب‬ ‫سوى لبرشلونة حتى اآلن‪ ،‬حيث سجل ‪ 329‬هدفا إلى حدود شهر فبراير ‪،2017‬‬ ‫وسجل هذا الموسم ‪ 37‬هدفا وتوج هدافا للدوري‪.‬‬

‫‪ - 2‬كرستيانو رونالدو‬ ‫أسطورة ريال مدريد الحالية والذي ال زال يلعب ويسجل األهداف تمكن من‬ ‫إحراز ‪ 274‬هدفاً منذ عام ‪ 2009‬وإلى حدود شهر فبراير‪ .‬وسجل هذا الموسم ‪25‬‬ ‫هدفا‪.‬‬

‫‪ - 3‬تيلمو زازا‬ ‫الهداف التاريخي السابق تحطم رقمه التاريخي في المواسم األخيرة‪ ،‬حيث‬ ‫سجل في البطولة ‪ 251‬هدفاً رفقة أتلتيك بيلباو‪.‬‬

‫‪ - 4‬هوجو سانشيز‬ ‫يعتبر سانشيز أفضل العبي المكسيك وريال مدريد عبر التاريخ‪ ،‬وخالل‬ ‫مسيرته في الليجا سجل ‪ 234‬هدفاً‪.‬‬

‫‪ - 5‬راؤول جونزاليس بالنكو‬ ‫أفضل مهاجمي ريال مدريد عبر التاريخ والذي لم يلعب لغيره في إسبانيا‬ ‫رغم بدايته مع أتلتيكو مدريد في فئات الشباب‪ ،‬استطاع تسجيل ‪ 228‬هدفاً في‬ ‫‪ 16‬موسم‪.‬‬

‫‪ - 6‬ألفريدو دي ستيفانو‬ ‫واحد من أشهر الالعبين في تاريخ الليجا وريال مدريد والذي لعب‬ ‫إلسبانيول‪ ‬أيضاً‪ ،‬وسجل خالل تواجده في البطولة ‪ 227‬هدفاً‪.‬‬

‫‪ - 7‬سيزار ألفاريز‬ ‫يعتبر ألفاريز من أشهر العبي برشلونة عبر التاريخ بخوض معه ‪ 11‬موسماً‬ ‫من أصل ‪ 19‬موسماً لعب بها‪ ،‬وسجل خالل الفترة التي قضاها في الدوري‬ ‫اإلسباني ‪ 223‬هدفاً‪.‬‬

‫‪ - 8‬كويني‬ ‫لعب كويني للعديد من األندية اإلسبانية أبرزها برشلونة وبجانب سبورتينج‬ ‫خيخون وسجل ‪ 219‬هدف خالل المباريات التي لعبها‪.‬‬

‫‪ - 9‬باهينو‬ ‫لعب باهينو في إسبانيا من عام ‪ 1943‬حتى عام ‪ 1957‬بقميص ريال مدريد‬ ‫وسيلتا فيجو وديبورتيفو الكرونيا وليجانيس‪ ،‬واستطاع تسجيل ‪ 210‬هدف‪.‬‬

‫‪ - 10‬إدموندو سواريز‬ ‫سجل أسطورة فالنسيا ‪ 195‬هدفا في الليجا بواقع ‪ % 91‬هدف في كل مباراة‬ ‫خالل ‪ 11‬موسم‪ ،‬واستطاع التتويج بجائزة هداف البطولة في أكثر من مناسبة‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫أعلنت‬

‫النيابة العامة في برشلونة أنها ال تعارض استبدال عقوبة السجن ‪21‬‬ ‫شهرا مع وقف التنفيذ بحق ليونيل ميسي بسبب التهرب الضريبي‬ ‫بغرامة مالية تضاف إلى تلك المفروضة عليه سابقا‪ .‬باستبدال كل يوم سجن بمبلغ‬ ‫‪ 400‬يورو‪ ،‬وهو خيار كان محامو الالعب قد اقترحوه أيضا‪ .‬ويعني هذا األمر أن على‬ ‫ميسي دفع مبلغ ‪ 250‬ألف يورو مقابل األشهر الـ‪ .21‬ومن خالل المعطيات والوقائع‪،‬‬ ‫ثبت أن أمورا تطبخ من أجل إنقاذ كريستيانو رونالدو من المحاكمة و (تشويه‬ ‫الصورة بالجلوس بقاعة الجلسات) على غرار ميسي أمام أنظار اإلعالم‪ .‬وهي األمور‬ ‫التي أغضبت كريستيانو رونالدو الذي فطن متأخرا للحيلة التي أوقعه فيها رئيس‬ ‫ريال مدريد بنفوذه حين استطاع دفن القضية حين اندلعت إعالميا تزامنا مع أجندة‬ ‫معقدة لريال مدريد في منافستي الليغا ودوري األبطال‪ .‬لكن بمجرد أن حقق رئيس‬ ‫الريال أهدافه بإحراز المنافستين‪ ،‬سرعان ما تخلى عن العبه‪ .‬وهذا هو حال الكرة‬ ‫اإلسبانية‪.!!! ‬‬

‫المهدي الخالطي‪...‬‬

‫أسئلة ‪ :‬الالعب ال�سابق للمغرب التطواين‬ ‫واجلديد للجي�ش امللكي‬

‫داخل المغــرب التطوانـــي‪.‬‬ ‫حققت لقــب البطولــة مــع‬ ‫الفريق‪ ،‬شاركنا في منافسات‬ ‫أبطــال إفريقـيـــا‪ ،‬وقدمنـــا‬ ‫مباريات كبيرة‪ ،‬لكن لألسف‬ ‫لم نستطع البقاء في المستوى‬ ‫نفســه‪ ،‬وتأثــرنا بالمشاكل‬ ‫المالية‪ ،‬التي أثرت سلبا على‬ ‫نتائج الفريق‪ .‬وحاولنا ضمان‬ ‫البقاء‪ ،‬والحفــاظ على مكانة‬ ‫الفريق في القسم األول من‬ ‫البطولة‪.‬‬

‫كيف جــاء تعاقدك مع‬ ‫الجيش و ماهي أهدافك مع‬ ‫فريقك الجديد؟‬ ‫بعد عــدة اتصــاالت من‬ ‫الجيش الملكي ومفاوضات‪،‬‬ ‫وبعد مناقشة مجموعة من‬ ‫العروض التي تلقيتها‪ ،‬فضلت‬ ‫التوقيع للفريـــق العسكري‬ ‫بموجب عقــد يمتد لثالثــة‬ ‫مواسم‪ ،‬برغبـة من المدرب‬ ‫عزيز العامري‪ ،‬الذي اشتغلت‬ ‫معه في المغرب التطواني‪،‬‬ ‫ويعرف إمكانياتـي‪ ،‬وآمل أن‬ ‫أكون عنـد حسن ظنه‪ ،‬وأن‬ ‫أقضى رفقته تجربة ناجحة‪.‬‬ ‫وبالنسبة ألهدافي مع الجيش‪،‬‬ ‫هي الرجوع مع الفريق إلى‬ ‫سكة األلقاب‪ .‬الجيش الملكي‬ ‫غاب عن منصة التتويج في‬ ‫السنوات األخيــرة‪ ،‬وآمل أن‬ ‫أكون من المشاركيـــن في‬ ‫تألق الفريق‪ ،‬والعودة للعب‬ ‫على لقب البطولة‪.‬‬

‫ماهـي اإلكراهـات التي‬ ‫واجهتمـوهــا‪ ،‬و مـاذا عن‬ ‫طموحاتك؟‬

‫ماذا عن حصيلـة المغـرب‬ ‫التطـوانـي‪ ،‬و كيـف تقيـم‬ ‫تجربتك بالفريق؟‬ ‫عانى الفريق كثيرا‪ ،‬فبعدما كان يلعب على المراكز‬ ‫األولى وعلى األلقاب‪ ،‬ظهر بوجه ال يشرفه‪ .‬أنهينا الموسم‬ ‫في الرتبة ‪ 11‬برصيد ‪ 34‬نقطة‪ ،‬وتلقينا ‪ 14‬هزيمة‪ .‬لم‬ ‫نكن في المستــوى‪ ،‬ولم نرض الطاقم التقني والطاقم‬ ‫اإلداري‪.‬‬ ‫وبخصــوص تجــربتـــي بالفريق‪ ،‬قضيت ‪ 5‬سنوات‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫اإلكـــراه المــادي‪ ،‬هــو‬ ‫اإلكراه الوحيد الذي أثر على‬ ‫الفريــق‪ ،‬في الموســم قبل‬ ‫الماضي لم أتوصل بمنحة‬ ‫التوقيع إال في دجنبر‪ ،‬وفي‬ ‫الموسم الماضي لم أتوصل‬ ‫بمنحة التوقيــع كاملة إلى‬ ‫حدود الساعــة ‪ ،‬ورغم عدم‬ ‫توصلنـــا برواتبنـا الشهرية‬ ‫التي كانت تتأخر بأزيد من‬ ‫شهر أو شهريـــن لم نقم‬ ‫بأي إضراب‪ ،‬أو توقف عن‬ ‫التداريب‪ ،‬رغم التزاماتنا العائلية‪ .‬تعاملنا باحترافية‪ ،‬ألن‬ ‫الالعب له عقد يضمن له حقوقه‪ ،‬لكن الجانب المالي‪،‬‬ ‫ساهم في غياب التركيز في أغلب المباريات‪ ،‬وهو ما كان‬ ‫وراء النتائج السلبية‪ .‬أما بالنسبة لطموحاتي‪ ،‬اطمح إلى‬ ‫العودة إلى سكة األلقاب مع فريقي الجيش الملكي‪ ،‬وأن‬ ‫أقضي معه موسما ممتازا‪ ،‬وهدف أي العب هو اللعب‬ ‫للمنتخب الوطني‪ ،‬وبعدها االحتراف‪.‬‬

‫هزيمة البرتغال تغير حسابات‬ ‫زيدان بخصوص رونالدو‬

‫خرج البرتغالي كريستيانو رونالدو‪ ،‬هداف ريال مدريد‬ ‫التاريخي‪ ،‬من معسكر منتخب بالده‪ ،‬بعد خسارة نصف نهائي‬ ‫كأس القارات على يد تشيلي‪ ،‬ليغيب عن مباراة تحديد المركزين‬ ‫الثالث والرابع‪ .‬وذكرت صحيفة‪« ‬آس»‪ ‬اإلسبانية‪ ،‬أن الفرنسي‬ ‫زين الدين زيدان‪ ،‬المدير الفني لريال مدريد‪ ،‬كان قد قرر إراحة‬ ‫كريستيانو رونالدو‪ ،‬وعدم الدفع به في مباراة السوبر األوروبي‪،‬‬ ‫أمام مانشستر يونايتد اإلنجليزي‪ ،‬يوم ‪ 8‬غشت المقبل‪ ،‬إال أن‬ ‫هزيمة البرتغال قد تجعله يعيد تفكيره‪ .‬وأوضحت الصحيفة أن‬ ‫عطلة رونالدو قد بدأت قبل موعدها المتوقع بخمسة أيام‪ ،‬إذ‬ ‫توقع زيدان أن يبدأ كريستيانو عطلته يوم ‪ 3‬يوليو‪.‬‬ ‫وأشارت إلى أن رونالدو بذلك‪ ‬سيعود للتدريبات‪ ‬بعد شهر‬ ‫تقريبا‪ ،‬في األول من غشت المقبل‪ ،‬وسيصبح لديه أكثر من‬ ‫أسبوع قبل مباراة السوبر‪ .‬كما لفتت الصحيفة‪ ‬إلى أن «صاروخ‬ ‫ماديرا» يحتاج للتواجد في مدريد يوم ‪ 31‬يوليو المقبل‪ ،‬للمثول‬ ‫أمام المحكمة بتهمة التهرب الضريبي‪ ،‬بمبلغ ‪ 14.7‬مليون‬ ‫يورو‪ .‬وخسرت البرتغال نصف النهائي أمام تشيلي بضربات‬ ‫الترجيح‪ ،)3-0( ‬بعد انتهاء الوقتين األصلي واإلضافي دون‬ ‫أهداف‪.‬‬


‫العدد ‪896‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫‪ 660‬مشارك في تشالنج مدارس اتحاد طنجة لكرة السلة‬ ‫اختتــم دوري تشالنـــج‬ ‫التحدي لمـــدارس اتحــــاد‬ ‫طنجة لكرة السلة الذي نال‬ ‫استحسانمتتبعياللعبةعلى‬ ‫الصعيد الوطني‪ .‬وبات محط‬ ‫اهتمام العديد من الجمعيات‬ ‫والقائمين على تدبير شؤون‬ ‫كرة السلة على المستوى‬ ‫الوطني والجهـــوي نظـــرا‬ ‫لتحقيقه لنجاحات لم تكن‬ ‫في الحسبان حيث فاقت كل‬ ‫التوقعات‪.‬‬ ‫وبصمت التظاهرة على نجاح متميز ومستوى تنظيمي كبير‬ ‫طبعه التجاوب الالفت من لدن األطفال الممارسين والمنتمين‬ ‫لمدارس القرب التابعة لألحياء الهامشية بالمدينة والتي تعمل‬ ‫انسجاما مع برامج وأهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‬ ‫لوالية طنجة‪.‬‬ ‫وتميز الدوري الذي أنجز تحت إشراف والية طنجة‪ ،‬بشراكة‬ ‫مع المديرية الجهوية لوزارة الشباب والرياضة بجهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة‪ ،‬بتألق هذه المدارس التي أحدثت في إطار‬ ‫برنامج «طنجة الكبرى تتنفس كرة السلة» وبحضور فاق كل‬ ‫التوقعات‪ ،‬بلغ ‪ 660‬مشاركة ومشارك‪.‬‬ ‫و رغم المدة القصيرة التي قضاها المشاركون في تعلم‬ ‫أبجديات كرة السلة ‪ ،‬وقف الجميع على التحسن الملحوظ في‬ ‫مهارات المستفيدين من البرنامج والمشاركين من الناشئة‬ ‫الذين يمثلون ‪ 4‬مدارس لكرة السلة مقسمة على فئتين ألقل‬ ‫من ‪ 10‬سنوات اناث وذكورا‪ ،‬وفئة أقل من ‪ 12‬سنة إناثا وذكورا‪،‬‬ ‫تباروا فيما بينهم طيلة ‪ 6‬دورات ذهابا وإيابا على شكل بطولة‬ ‫بمختلف المالعب حيث اختتمت باإلعالن عن النتائج النهائية‬ ‫ذكورا وإناثا‪ .‬وتم تتويج كل الفرق الفائزة حسب الفئات وجاءت‬ ‫النتائجكالتالي‪:‬‬ ‫فئة أقل من ‪ 10‬سنوات إناث‪:‬‬ ‫مدرسة اتحاد طنجة مسنانة ‪ /‬مدرسة اتحاد طنجة أرض‬ ‫الدولة‪2 - 18 :‬‬ ‫مدرسة اتحاد طنجة األبطال ‪ /‬مدرسة اتحاد طنجة بدر‪:‬‬ ‫‪18 - 23‬‬ ‫الترتيب النهائي‬ ‫الرتبة األولى‪ :‬مدرسة اتحاد طنجة مسنانة‪ 11:‬نقطة‬ ‫الرتبة الثانية‪ :‬مدرسة اتحاد طنجة بدر‪ 9 :‬نقطة‬ ‫الرتبة الثالثة‪ :‬مدرسة اتحاد طنجة األبطال‪ 9 :‬نقط‬ ‫الرتبة الرابعة‪ :‬مدرسة اتحاد طنجة أرض الدولة‪ 7 :‬نقط‬ ‫فئة أقل من ‪ 10‬سنوات ذكور‪:‬‬ ‫نتائج الدورة األخيرة ‪:‬‬ ‫مدرسة اتحاد طنجة مسنانة ‪ /‬مدرسة اتحاد طنجة أرض‬ ‫الدولة ‪30 - 40 :‬‬

‫مدرسة اتحاد طنجة‬ ‫األبطال ‪ /‬مدرسة اتحــــاد‬ ‫طنجة بدر‪3-41 :‬‬ ‫الترتيب النهائي‪:‬‬ ‫الرتبة األولى‪ :‬مدرسة‬ ‫اتحاد طنجة بدر‪ 11 :‬نقطة‬ ‫الرتبة الثانية‪ :‬مدرسة‬ ‫اتحاد طنجة أرض الدولة ‪:‬‬ ‫‪ 11‬نقطة‬ ‫الرتبة الثالثة‪:‬مدرسة‬ ‫اتحاد طنجة مسنانة ‪ 7 :‬نقط‬ ‫الرتبة الرابعة‪ :‬مدرسة اتحاد طنجة األبطال ‪ 7 :‬نقط‬ ‫كما طبع التشويق والندية جل أطوار المنافسات ومقابالت‬ ‫الذكور واإلناث لفئة أقل من ‪ 12‬سنة والتي جاءت نتائجها كالتالي‪:‬‬ ‫مدرسة اتحاد طنجة مسنانة ‪ /‬مدرسة اتحاد طنجة أرض‬ ‫الدولة‪02 - 23 :‬‬ ‫مدرسة اتحاد طنجة األبطال ‪ /‬مدرسة اتحاد طنجة بدر‪23- :‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الترتيب النهائي ‪:‬‬ ‫الرتبة األولى ‪ :‬مدرسة اتحاد طنجة بدر ب ‪ 10‬نقط‬ ‫الرتبة الثانية ‪ :‬مدرسة اتحاد طنجة االبطال ب‪ 9‬نقط‬ ‫الرتبة الثالثة ‪ :‬مدرسة اتحاد طنجة مسنانة ب ‪ 9‬نقط‬ ‫الرتبة الرابعة‪ :‬مدرسة اتحاد طنجة أرض الدولة ب ‪ 8‬نقط‪.‬‬ ‫نتائج الدورة األخيرة لفئة أقل من ‪ 12‬سنة ذكور‬ ‫مدرسة اتحاد طنجة مسنانة ‪ /‬مدرسة اتحاد طنجة أرض‬ ‫الدولة‪28-03 :‬‬ ‫مدرسة اتحاد طنجة األبطال ‪ /‬مدرسة اتحاد طنجة بدر‪:‬‬ ‫‪11 - 24‬‬ ‫الترتيب النهائي‪:‬‬ ‫الرتبة األولى‪:‬مدرسة اتحاد طنجة األبطال‪ 12 :‬نقطة‬ ‫الرتبة الثانية ‪ :‬مدرسة اتحاد طنجة بدر‪ 10 :‬نقط‬ ‫الرتبة الثالثة ‪ :‬مدرسة اتحاد طنجة مسنانة ‪ 8 :‬نقط‬ ‫الرتبة الرابعة ‪ :‬مدرسة اتحاد طنجة أرض الدولة ‪ 6 :‬نقط‪.‬‬ ‫و أبرزت الدورة األولى لتشالنج عدة إيجابيات أهمها البعد‬ ‫الرياضي اإلجتماعي الذي وجب استحضاره في المنافسات‬ ‫الرياضية مما حفز األطفال المشاركين من أحياء شعبية متواضعة‬ ‫على التعاطي مع الكرة البرتقالية في مستواها التربوي‪ .‬ألن هذه‬ ‫المبادرة تعتبر األولى والفريدة من نوعها على صعيد الرياضة‬ ‫وطنيا ‪،‬و الفريدة في شتى األنواع الرياضية األخرى بالمدينة‪ ،‬في‬ ‫وقت ما زال العديد من المسؤولين ومدبروا الشأن العام المحلي‬ ‫لم يعوا بعد بمكانة الرياضة في التنمية االجتماعية ومحاربة‬ ‫الهدر المدرسي والحماية من مختلف أنواع اإلنحراف الذي ينخر‬ ‫جسد المجتمع المدني‪.‬‬

‫فريق آباء مدرسة نهضة طنجة يحرز دوري رمضاني‬ ‫مدرسة النهضة تنظم األبواب المفتوحة‬ ‫طيلة يوليوز بالمجان‬ ‫توج فر يق آباء وأولياء‬ ‫العبـــي مدرسة نهضة‬ ‫طنجة لكرة القدم بطال‬ ‫لدوري رمضان في كرة‬ ‫القدم المصغرة للكبار‪،‬‬ ‫والمنظـــم من طـــرف‬ ‫جمعيتي سبورتنغ وحسنية‬ ‫طنجة‪ ،‬و بشراكـــة مع‬ ‫مقاطعة السواني‪ .‬وتميز‬ ‫الدوري بحضور كثيـــف‬ ‫للجماهير ألطـــواره التي‬ ‫احتضنها ملعب القرب رقم‬ ‫‪ « 50‬بئر الشعيري»‪ .‬وجاء تتويج ممثل مدرسة نهضة طنجة بعد‬ ‫فوزه في المباراة النهائية التي قادها الحكم عبد الحميد الزكري‪،‬‬ ‫على نجوم وداد طنجة يوم الجمعة األخير من شهر رمضان‬ ‫المبارك‪ .‬وآلت المركز الثالث في هذا الدوري الذي شهد مشاركة‬ ‫أكثر من‪ ،35‬لصالح فريق عبد الواحد الجيراري ‪ 2‬ونال قدماء‬ ‫وداد طنجة المركز الرابع ‪.‬‬ ‫وعرف الحفل الختامي للدوري إجراء مباراة استعراضية‬ ‫سبقت النهائي‪ ،‬جمعت قدماء بني مكادة بجمعية قدماء العبي‬

‫اتحاد طنجة ‪ ،‬كما عرف تم‬ ‫بالمناسبة تكريم مجموعة‬ ‫من الفعاليات الرياضية‪ ،‬إلى‬ ‫جانب أحمد الغرابي‪ ،‬رئيس‬ ‫مقاطعةالسواني‪.‬‬ ‫يذكر ان مدرسة نهضة‬ ‫طنجة لكرة القدم قررت هذا‬ ‫الموسم مواصلة أنشطتها‬ ‫بدون توقف بملعب مرشان‪.‬‬ ‫وستخصص الشهر الجاري‪،‬‬ ‫يوليوز من بدايته إلى نهايته‬ ‫وبالمجان‪ ،‬األبواب المفتوحة‬ ‫لفائدة جميع األطفال الراغبين في ممارسة كرة القدم‪ .‬حسب‬ ‫البرنامجالتالي‪:‬‬ ‫ يومي األربعاء والجمعة‪ :‬من الساعة الثالثة زواال إلى‬‫الخامسة مساء‪.‬‬ ‫ يوم السبت‪ :‬من الساعة التاسعة صباحا إلى الثانية عشر‬‫زواال‪.‬‬ ‫ يوم األحد‪ :‬من الساعة العاشرة صباحا إلى الثانية عشر‬‫زواال‪.‬‬

‫اختتام البطولة الجهوية لعصبة الشمال لكرة‬ ‫القدم للفئات (موسم ‪)2017 / 2016‬‬

‫اختتمت البطولة الجهوية لعصبة الشمال لكرة القدم‬ ‫لفئة البراعم القل من ‪ 13‬سنة‪، ‬بتتويج وداد طنجة بطال‬ ‫للعصبة بعد اتمام مسيرته المتميزة خالل بطولة هذا‬ ‫الموسم بتفوقه في المباراة النهائية على المغرب التطواني‬ ‫بملعب طنجة البالية بهدف لصفر‪ .‬وفي فئة الكتاكيت‬ ‫القل من ‪ 11‬سنة‪ ،‬حافظ فريق المغرب التطواني على لقب‬ ‫البطولة للمرة الثالثة على التوالي بعد تفوقه في المباراة‬ ‫النهائية بملعب طنجة البالية بطنجة على اتحاد طنجة بأربعة‬ ‫أهداف لثالثة وشهدت المباراتين مستوى تقني متميز واجواء‬ ‫احتفالية وروح رياضية عالية بين جميع مكونات الفرق األربعة‬ ‫والمسؤولين والمؤطرين والالعبين واباء وامهات الالعبين‬ ‫وبحضور مسؤولين بالعصبة ولجنتها التقنية‪.‬‬

‫الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪ 10‬يوليوز ‪2017‬‬

‫‪19‬‬

‫الجامعة‬ ‫أخبار الجامعة‬ ‫أخبار‬ ‫الجامعة تعزي في وفاة الحكم الناهي خليفة‬ ‫على إثر نبأ وفاة الناهي خليفة‪،‬الحكم المساعد‪ ،‬المنتمي لحكام الدرجة األولى‬ ‫بعصبة عبدة دكالة‪ ،‬يوم األربعاء ‪ 28‬يونيو ‪ 2017‬بمدينة أسفي‪ .‬وجه فوزي لقجع‪،‬‬ ‫رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم باسمه ونيابة عن أعضاء المكتب‬ ‫المديري تعزية بالمناسبة إلى عائلة الفقيد تغمده اهلل برحمته الواسعة وأسكنه‬ ‫فسيح جنانه‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫يوم دراسي حول تأهيل وهيكلة‬ ‫وتنظيم أندية البطولة االحترافية‬ ‫تنظم لجنة المراقبة والتدبير التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‬ ‫يوم الخميس ‪ 13‬يوليوز ‪ 2017‬بمدينة الرباط؛ يوما دراسيا حول موضوع تأهيل‬ ‫وهيكلة وتنظيم أندية البطولة االحترافية‪ ،‬وذلك على ضوء خالصات عمليات‬ ‫االفتحاص التي شملت أندية القسم الوطني األول‪ ،‬ووضع برنامج عمل يهدف‬ ‫اعتماد توصيات المكاتب االستشارية المختصة‪ .‬كما سيشمل هذا اليوم الدراسي‬ ‫كذلك‪ ،‬عرضا حول النظام المحاسباتي الموحد الخاص باألندية الرياضية والمعتمد‬ ‫من طرف اللجنة الدائمة للمجلس الوطني للمحاسبة‪ ،‬ومالءمة قوانين األندية مع‬ ‫قانون التربية البدنية ‪ 30/09‬الخاص بالجانب المتعلق بإنشاء الشركات الرياضية‬ ‫لكرة القدم‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫مباريات السد لكرة القدم داخل القاعة‬ ‫أشرفت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم كما أشارت في بالغ سابق موجه‬ ‫إلى رؤساء أندية كرة القدم داخل القاعة الفائزة بالبطولة على مستوى بطولة كل‬ ‫عصبة جهوية‪ ،‬على مراسيم عملية سحب قرعة مباريات السد المؤهلة لولوج بطولة‬ ‫القسم الوطني الثاني لكرة القدم داخل القاعة للموسم الرياضي ‪ 2018/2017‬يوم‬ ‫الجمعة الماضي‪ 30 ،‬يونيو ‪ 2017‬بمقر الجامعة بحي الرياض‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫تفعيل الشراكة مع االتحاد الماالوي لكرة القدم‬ ‫بعد أقل من شهر عن اعتماد خطة التعاون بين الجامعة الملكية المغربية‬ ‫لكرة القدم واالتحاد المالوي‪ ،‬وفت الجامعة بتعهداتها‪ ،‬وبدأت بتجسيد مضامينها‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬فقد زار وفد من الجامعة دولة المالوي أيام ‪ 19‬و‪ 20‬و‪ 21‬يونيو ‪،2017‬‬ ‫يحمل معه برنامجا من سلسلة اجتماعات مع مختلف المسؤولين عن الرياضة وكرة‬ ‫القدم في المالوي‪ ،‬فضال عن زيارات متعددة لمواقع رياضية‪ ،‬والقيام بأنشطة‬ ‫إعالمية‪ .‬وقد استقبل ممثلو كرة القدم المغربية‪ ،‬من قبل هنري أمون روبان‬ ‫موسى‪ ،‬وزير الشغل‪ ،‬والشباب واليد العاملة‪ ،‬بمناسبة تقديم أول حصيلة لزيارة‬ ‫الموقع الذي سيحتضن المركز التقني الوطني المستقبلي للمالوي‪ ،‬فضال عن‬ ‫االجتماعات المنعقدة‪ ،‬من قبل‪ ،‬مع نائب الرئيس والكاتب العام لالتحاد المالوي‬ ‫لكرة القدم‪ .‬وجدير بالذكر‪ ،‬أن االتفاقية الموقعة يوم فاتح أبريل ‪ 2017‬بين‬ ‫الجامعة المغربية واإلتحاد الماالوي‪ ،‬والتي تم تعديلها يوم ‪ 23‬ماي ‪ ،2017‬تقوم‬ ‫على مصاحبة الجانب المغربي للجانب المالوي في ما يخص إنشاء البنية التحتية‬ ‫الرياضية‪ ،‬وكذلك أيضا فيما يخص تكوين األطر التقنية واإلدارية‪ ،‬واستقبال‬ ‫المعسكرات التدريبية للمنتخبات الوطنية‪ ،‬والتحكيم‪ ،‬وكذا تنظيم مباريات ودية‬ ‫تجمع الفئات السنية للمنتخبات الوطنية للبلدين‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫توقيع اتفاقية شراكة مع إتحاد مالي لكرة القدم‬ ‫وقعت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بمدينة الرباط اتفاقية شراكة‬ ‫وتعاون مع اإلتحاد المالي لكرة القدم‪ .‬ووقع هذه االتفاقية عن الجانب المغربي‬ ‫فوزي لقجع‪ ،‬رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬بينما وقعها عن الجانب‬ ‫المالي بوباكر بابا ديارا‪ .‬وتمحورت هذه االتفاقية حول التعاون الثنائي في مجاالت‬ ‫التكوين‪ ،‬البينات التحتية‪ ،‬التحكيم وتنظيم لقاءات ودية بين منتخبات البلدين‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫تسليم ألف كرة إلى اتحاد البينين لكرة القدم‬ ‫في اطار اتفاقية التعاون الموقعة بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‬ ‫ونظيرتها من البنين‪ ،‬توجه وفد من الجامعة إلى العاصمة البنينية‪ ،‬كوتونو‪،‬‬ ‫من أجل تسليم شحنة مكونة من ألف كرة معتمدة من طرف الفيفا إلى اتحاد‬ ‫البينين لكرة القدم‪ .‬هذه الهبة التي قدمت إلى اتحاد البينين لكرة القدم تهدف‬ ‫إلى المساهمة في إنجاح سير منافسات البطولة المحلية‪ .‬ومن جانبه‪ ،‬قدّم رئيس‬ ‫اتحاد البينين لكرة القدم‪ ،‬موشرافو انجورين‪ ،‬في حفل رسمي ‪« ‬الشارة البالتينية «‬ ‫إلى فوزي لقجع‪ ،‬ممثال بمدير الشؤون القانونية للجامعة‪ .‬ويشار أن اتفاقية الشراكة‬ ‫التي تجمع بين الجامعتين‪ ،‬وقعت في فبراير الماضي‪ ،‬وتروم تعزيز العالقات في‬ ‫مجال التكوين‪ ،‬والمصاحبة لتحسين البنيات التحتية وتنظيم مباريات ودية بين‬ ‫مختلف فئات المنتخبات الوطنية للبلدين‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 04‬إلى ‪ 10‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪896‬‬

‫األخيرة‬

‫جاللة الملك سلمان ابن عبد العزيز قريباً في طنجة‬ ‫خالفا لما روجته بعض المنابر المغرضة‪ ،‬حول العالقات‬ ‫المغربية السعودية على خلفية تطورات الوضع في الخليج‬ ‫العربي‪ ،‬تأكد أن جاللة الملك سلمان ابن عبد العزيز عاهل‬ ‫المملكة العربية السعودية‪ ،‬سيقضي هذه السنة كذلك‪،‬‬ ‫عطلته السنوية بقصره بمدينة طنجة‪.‬‬ ‫وحســـب مصادر إعالميـــة فرنسيــة‪ ،‬فإن السلطــات‬ ‫السعودية تباشر إجــراءات انتقال جاللة الملك سلمان إلى‬ ‫قصره بطنجة‪ ،‬خالل األسبــوع الثالث من يوليــوز الجاري‪،‬‬ ‫رفقة الحاشية الملكية التي سترافق جاللته إلى طنجة‪ ،‬مدة‬ ‫إقامته بهذه المدينة التي ستمتد إلى نحو شهــر‪ ،‬حيـــث‬ ‫أشارت بعض األخبار إلى أنه تم حجز العديد من الغرف‬ ‫في فنادق مختلفة من المدينة إضافة إلى شقق وفيالت‪،‬‬ ‫الستقبال مرافقي جاللة الملك سلمان‪.‬‬ ‫وكما كان الشأن خالل السنة الماضية‪ ،‬فإنه من المترقب‬ ‫أن يشهد وجـود جاللــة الملك سلمان خالل إقامته بطنجة‪،‬‬ ‫زيارات لبعض ملوك وأمراء عدد من الدول العربية‪.‬‬ ‫ومعلوم أن جاللة الملك سلمان يقوم بزيارات سنوية‬ ‫إلى طنجة منذ أن كان وليا للعهد حيث أقام بها قصرا‬ ‫بالقرب من صخرة سيدي اعمار‪ ،‬قبل أن ينتقـــل إلى القصر‬ ‫الملكي السعودي بعد اعتالئه عرش أسرة آل سعود‪.‬‬

‫حتت الرعاية ال�سامية جلاللة امللك‬

‫انطالق فعاليات الدورة ‪ 39‬ملو�سم �أ�صيلة الثقايف الدويل‬ ‫جامعة المعتمد ابن عباد الصيفية‬ ‫من ‪ 7‬إلى ‪ 25‬يوليوز ‪2017‬‬

‫تحت الرعاية السامية لجاللة الملك نصره اهلل‪ ،‬انطلقت يوم السبت فاتح يوليوز‪ ،‬فعاليات الموسم الثقافي الدولي ألصيلة‪ ،‬في دورته التاسعة‬ ‫والثالثين‪ ،‬التي ستستمر لغاية الخامس والعشرين من يوليوز الجاري‪ ،‬وفق برنامج غني‪ ،‬ككل سنة‪ ،‬يتضمن مشاغل الفنون التشكيلية ومشغل‬ ‫الصباغة ومشغل الحفر ومشغل الصباغة ومرسم أطفال الموسم‪ ،‬ومشغل كتابة وإبداع الطفل‪ ،‬والمعارض‪ ،‬والعروض الموسيقية والغنائية‬ ‫بمشاركات وطنية ودولية‪ ،‬وحفل توزيع الجوائز‪ ،‬على أهل المدينة‪ ،‬إلى جانب «خيمة اإلبداع» التي سيتم خاللها تكريم المفكر المغربي محمد‬ ‫سبيال‪ ،‬كما سيتم االحتفال هذه السنة بالذكرى العشرين لصدور مجلة األدب العربي الحديث «بانيبال» بحضور مؤسسيها مرغريت أوبانك‬ ‫البريطانية والعراقي صموئيل شمعون‪.‬‬ ‫ويتميز الموسم الثقافي الدولي ألصيلة‪ ،‬بتنظيم الدورة الثانية والثالثين لجامعة المعتمد ابن عباد الصيفية التي ستحتضن ندواتها مكتبة‬ ‫األمير بندر بن سلطان ومركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية‪ ،‬والتي ستدور ندواتها ‪ ،‬هذه السنة‪ ،‬حول إفريقيا والعالم‪ ،‬تيمنا بمضمون‬ ‫الرسالة الملكية الموجهة إلى المشاركين في القمة ‪ 28‬لالتحاد اإلفريقي‪ ،‬نهاية يناير الماضي بأديس أبابا‪ ،‬خاصة الفقرة التالية‪:‬‬

‫« لقد اختار المغرب سبيل التضامن والسلم والوحدة‪ .‬وإننا نؤكد التزامنا من أجل تحقيق التنمية والرخاء للمواطن‬ ‫اإلفريقي‪ ،‬فنحن ‪ ،‬شعوب إفريقيا‪ ،‬نتوفر على الوسائل‪ ،‬وعلى العبقرية‪ ،‬ونملك القدرة على العمل الجماعي من أجل‬ ‫تحقيق تطلعاتنا»‪.‬‬ ‫ويتضمن برنامج الجامعــة الصيفيــة أربع ندوات‬ ‫تسائل كل واحدة منها ضمير العالم‪ ،‬حول قضايا مصيرية‬ ‫بالنسبة للقارة اإلفريقية والعالم العربــي ‪ ،‬ندوات نعلم‬ ‫أن موضوعاتها تمت باختيار واجتهاد تمتزج فيه عبقرية‬ ‫العالم وروعــة المبدع‪ ،‬وحس المستكشف المسكـــون‬ ‫بقضايـــا اإلنسان‪ ،‬حاضره ومستقبله‪ ،‬محمد بن عيسى‪.‬‬ ‫تنطلـق الندوات بعد حفــل االفتتـــاح الرسمي الذي‬ ‫ستحتضنه مكتبة األمير بندر بن سلطان‪ ،‬مساء الجمعة‬ ‫سابع يوليوز‪ ،‬وهذه محاروها األساسية‪:‬‬ ‫* إفريقيا والعالم‪ :‬أي عالم إلفريقيا ؟‬ ‫* الشعبــويــة في الخطاب الغربي حول الحكامة‬ ‫الديمقراطية‬ ‫* المسلمون في الغرب‪ :‬الواقع والمأمول‬ ‫* الفكــر العربــي المعاصــر والمسألــة الدينية‬ ‫وستشهــد هــذه النــدوات الهامـــة مشاركة كوكبــة‬ ‫عاليـــة من أكاديمييـــن وباحثين ورؤساء جامعــات ورؤســاء مكاتــب بحوث ودراسات على المستــوى‬ ‫العالمي ومديري برامج دولية للتنمية العالمية‪ ،‬ووزراء وسفراء سابقين وإعالميين وغيرهم‪ ،‬استضافهم‬ ‫موسم أصيلة الثقافي الدولي من كل من تونس واإلمـارات العربيـــة المتحدة‪ ،‬والبحرين‪ ،‬وغانا‪ ،‬وفرنسا‪،‬‬ ‫وإسبانيا‪ ،‬والبرتغال‪ ،‬والرأس األخضر‪ ،‬والواليــــات المتحدة األمريكية‪ ،‬وليبيريــا‪ ،‬وإفريقيــــا الوسطى‪،‬‬ ‫ونيجيريا‪ ،‬والسنغال‪ ،‬والسودان‪ ،‬والكونغو الديمقراطي‪ ،‬وموريتانيا‪ ،‬وغامبيا‪ ،‬وزيمبابوي‪ ،‬وبوركينا‬ ‫فاصو‪ ،‬وفلسطين‪ ،‬واألردن‪ ،‬والعراق‪ ،‬ومالطا‪ ،‬والبرازيل‪ ،‬وليبيا‪ ،‬والهند‪ ،‬ومصر‪ ،‬والكويت‪ ،‬وصيربيا‪،‬‬ ‫وروسيا‪ ،‬واليمن‪ ،‬وقطر‪ ،‬ولبنان‪ ،‬وبلجيكا‪ ،‬وإيطاليا‪ ،‬والمملكة المتحـدة‪ ،‬وإيــران‪ ،‬واألرجنتين‪ ،‬وسلطنة‬ ‫عمان‪ ،‬وسويسرا‪ ،‬واليابان‪ ،‬وألمانيا‪ ،‬والجزائر‪ ،‬والسعودية وتركيا‪ ،‬وغيرها من بلدان العالم التي تعتبر‬ ‫موســم أصيلة الثقافي الدولي منارة عربية وإفريقية تشع على عالم األلفية الثالثة‪.‬‬

‫وما اإلقبــال الكبيـر على هذا الموسم‪ ،‬إال دليال على أن‬ ‫المسيرة الثقافية في مدينة أصيلة رسخت قواعد هذا المشروع‬ ‫الثقافي الفني الذي قال عنه مؤسسه محمد بن عيسى‪ ،‬إنه‬ ‫«كرس تقاليد ثقافية وإبداعية جعلت من المدينة محجاً سنوياً‬ ‫يقصده المفكرون والباحثون والمبدعون من مختلف بقاع‬ ‫العالم»‪ ،‬وأن الرهان «كان على إقامة أرضية «عالم ثالثية» تلتقي‬ ‫فيها الحضارات والثقافات من خالل ممثليها في ندوات جامعة‬ ‫المعتمد ابن عباد والملتقى الثقافي العربي اإلفريقي ومشاغل‬ ‫الفنون التشكيلية والمعارض والعروض الموسيقية والمسرحية‪،‬‬ ‫بما يوفر للمدينة وللمؤسسة عبر السنين القـدرات والمنشــآت‬ ‫المناسبــة والظروف العمرانية والبيئية الالزمة‪ ،‬فكان المحصول‬ ‫غنياً وقوياً ومتنوعا»‪ ،‬حيــث إن مدينة أصيلة استطاعت بفضل‬ ‫ال كام ً‬ ‫مجهـودات جماعيــة أن تحصد جي ً‬ ‫ال تربى على التفاعل‬ ‫الحضاري والثقافي مع اآلخر سياسياً وفكرياً وتشبع بروح التعايش‬ ‫وفضيلة التسامح وموهبة االبتكار‪ .‬فكانت بذلــك «أول مدينة‬ ‫مغربية صغيرة تؤسس لمشــروع ثقافي كبير وإقامة بنية تحتية ومنشآت ضروريـة لتطويـر المشـروع‬ ‫واستمراره»‪.‬‬ ‫هذا المشروع الذي يعيش اليوم دورته التاسعة والثالثين سوف يحول مدينة أصيلة‪ ،‬ولمدة شهر‬ ‫تقريبا‪ ،‬إلى منتدى دولي فريد ومتفرد‪ ،‬تحضره شخصيات بارزة من مختلف قارات العالم‪ ،‬لمعالجة قضايا‬ ‫تهم شعوب العالم‪ ،‬متطورة وأقل تطورا‪ ،‬ال فرق بين أولها أو ثانيها أو ثالثها‪ ،‬ما دام اإلنسان هو غاية‬ ‫كل عمل يهدف إلى تحقيق األرضية الصالحة لالستخالف واستمرار البشرية وهو القاسم المشترك في‬ ‫جميع مخططات التنمية البشرية‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.