Achamal n° 897 le 11 juillet 2017

Page 1

‫ملتقى الكاريكاتر بشفشاون‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 897‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪� 16‬شوال‪� 11 / 1438 /‬إلى ‪ 17‬يوليوز ‪2017‬‬

‫انطلقت‪ ،‬مسـاء الجمعــة الماضية‬ ‫فعاليات الدورة التاسعــة للملتقـى الوطني‬ ‫لفن الكاريكاتبر المنظم من قبل جمعية‬ ‫فضاءات تشكيلية بحضور وزير الثقافة و‬ ‫االتصال محمد األعرج والعديد من الوجوه‬ ‫اإلعالمية والثقافية والسياسية والجمعوية‪.‬‬ ‫وبالمناسبة‪ ،‬قال الوزير إن موضوع‬ ‫الملتقى يرتبط ب��أدوات التعبير ووسائل‬ ‫االتصال وما لها من أثر على صناعة الرأي‬ ‫العام وتدبير ال��دول والمجتمعات‪ ،‬وأن‬ ‫«فن الكاريكاتير كان وما زال‪ ،‬منذ جداريات الكهوف ما قبل التاريخ إلى صفحات الجرائد‬ ‫وشاشات مختلف الوسائط الحديثة‪ ،‬وسيلة للتثقيف الساخر والنقد النافذ ألوسع الفئات‪،‬‬ ‫عبر خطاب متسع وماهر يتوجه إلى رواسب الذاكرة الجماعية بكثافة واقتضاب‪ ،‬كما أنه‬ ‫من أكثر التعابير الجماهيرية حرارة‪ ،‬مما يجعله من الحقول الجديرة باالستثمار أكثر في‬ ‫مجتمعاتنا التي تنشد مزيداً من التحديث»‪.‬‬

‫(التفاصيل على ص ‪)3‬‬

‫برعاية جاللة امللك‬

‫افتتاح الدورة ‪ 39‬لموسم أصيلة الثقافي الدولي والندوة األولى‬ ‫لجامعة المعتمد ابن عباد الصيفية في دورتها ‪: 32‬‬

‫«إفريقيا والعالم‪ ،‬أيّ عالم إلفريقيا»‬

‫‪ ‬تحت هذا العنوان الكبير‪ ،‬الذي ستدور حوله أشغال دورة هذه السنة لجامعة المعتمد بن عباد الصيفية‪ ،‬إلى‬ ‫جانب ثالث ندوات أخرى‪ ،‬انطلقت‪ ،‬يوم الجمعة الماضي‪ ،‬بمكتبة األمير بندر بن سلطان‪ ،‬الدورة التاسعة والثالثون‪ ‬‬ ‫لموسم أصيلة الثقافي الدولي‪ ،‬الذي تنظمه مؤسسة منتدى أصيلة‪ ،‬تحت الرعاية السامية لجاللة الملك‪ ،‬والذي يعتبر‬ ‫منارة ثقافية وعلمية تتوجه إليها أنظار‪ ‬العالم‪ ،‬صيف كل عام‪ .‬وتشد إليها اهتمام كبار العلماء والمثقفين‬ ‫والمفكرين واألكاديميين والفنانين والسياسيين من القارات الخمس‪.‬‬ ‫(تابع التتمة على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪897‬‬

‫مدينة المضيق تستضيف دورة يوليوز العادية‬ ‫لمجلس جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬

‫عقـــد مجلس جهة طنجة ـ تطـوان ـ‬ ‫الحسيمة بداية األسبوع الماضي بمدينة‬ ‫المضيق‪ ،‬دورته العادية برئاسة رئيس الجهة‬ ‫إلياس العمــاري‪ ،‬بحضور عدد من أعضـــاء‬ ‫المجلس‪.‬‬ ‫ج��دول أعمال ه��ذه ال���دورة ك��ان غنيا‬ ‫بالمواضيع همت ع��دة اتفاقيات للتعاون‬ ‫في عدة مجاالت متعلقة بالتعليم‪ ،‬والتنمية‬ ‫المجالية والتشغيل والبنيات التحتية والتعمير‬ ‫والصيد البحري والثقافة والسياحة‪.‬‬ ‫وهكذا ناقش المجلس االتفاقية المتعلقة‬ ‫ببرنامج التكوين في مهن التدريس لفائدة‬ ‫حاملي الشهادات العليا بالجهة‪ ،‬الباحثين‬ ‫عن الشغل‪ ،‬وتكوينهم تكوينا من أجل ولوج‬ ‫مهن التدريس‪ ،‬كما ناقش المجلس أيضا‬ ‫اتفاقية شراكة بينه وبين المكتب الوطني‬ ‫لألعمال الجامعية االجتماعية والثقافية‪ .‬تروم‬ ‫فتح قنوات التعاون بين الطرفين‪ ،‬انطالقا‬ ‫من مقاربة تشاركية للنهوض بالتعليم‬ ‫وتعزيز مساهمة مجلس الجهة في تحسين‬ ‫الوضعية االجتماعية للطلبة المنتمين لهذه‬ ‫الجهة‪ ،‬وتدعيم البحث العلمي‪ ،‬والعمل على‬ ‫تمكين أكبر عدد من الطلبة المعوزين من‬ ‫المنح الدراسية لضمان احترام مبادئ الحق‬ ‫في التعليم وتكافؤ الفرص‪ ،‬وإنجاز مشاريع‬ ‫مشتركة اجتماعية‪ ،‬رياضية وثقافية‪.‬‬ ‫اتفاقية شراكة بين المجلس والوكالة‬ ‫الوطنية إلنعاش الشغل والكفاءات ناقشها‬ ‫المجلس‪ ،‬وهمت تنفيذ برنامج التكوين من‬ ‫أجل اإلدماج لفائدة الشباب غير الحاصلين‬ ‫على شهادة الباكالوريا‪ .‬وتهدف إلى تحديد‬ ‫الشروط والمساطر الكفيلة بتنظيم وتمويل‬ ‫اإلج��راءات التي تضمنتها االتفاقية اإلطار‬ ‫المتعلقة ببرمجة حصص تكوينية من أجل‬ ‫إدماج غير الحاصلين على الشواهد بالجهة‪،‬‬ ‫ودع��م التنقل لفائدة المستفيدين من‬ ‫التكوين ممن تتوفر فيهم شروط الدعم‪.‬‬

‫المجلس ناقش أيضا اتفاقية شراكة‬ ‫بينه وبين عمالة الحسيمة‪ ،‬ووكالة اإلنعاش‬ ‫والتنمية االقتصادية واالجتماعية لعماالت‬ ‫وأقاليم شمال المملكة ومكتب التكوين‬ ‫المهني‪ ،‬والجمعية المغربية لصناعات النسيج‬ ‫واأللبسة بالشمال‪ ،‬من أجل تمويل وتنفيذ‬ ‫برنامج التنمية المجالية إلقليم الحسيمة‬ ‫محور التكوين واإلدم��اج المهني‪ ،‬واتفاقية‬ ‫شراكة بينه وبين وزارة السياحة والنقل الجوي‬ ‫والصناعة التقليدية واالقتصاد االجتماعي‬ ‫بهدف تنظيم أسواق متنقلة دورية ومنتظمة‬ ‫لفائدة التعاونيات والجمعيات التي تشتغل‬ ‫في مجال االقتصاد االجتماعي والتضامني‪،‬‬ ‫من أجل تحسين تسويق منتوجات هذا األخير‬ ‫بالجهة‪ ،‬وكذا التعريف بمنتوجاتها وتقريبها‬ ‫من المستهلك‪ ،‬مع ضمان نجاح واستمرارية‬ ‫المشاريع المحدثة في إطار المبادرة الوطنية‬ ‫للتنمية البشرية‪ .‬كما ناقش أيضا اتفاقية‬ ‫شراكة بينه وبين وزارة إعداد التراب الوطني‬ ‫والتعمير واإلسكان وسياسة المدينة‪ ،‬من‬ ‫أجل المساهمة في تمويل الدراسة المتعلقة‬ ‫بإعداد الخرائط القابلة للتعمير على مستوى‬ ‫إقليمي ال��ع��رائ��ش ووزان‪ .‬وت��ه��دف هذه‬ ‫االتفاقية إلى تحديد مساهمة الطرفين بغية‬ ‫إعداد الخرائط المذكورة وخاصة المتعلقة‬ ‫باألخطار المرتبطة بالزالزل وانجراف التربة‬ ‫والفيضانات والحرائق‪ .‬وفيما يخص البنيات‬ ‫التحتية بمدينة الفنيدق ناقش المجلس‬ ‫اتفاقية شراكة بينه وبين جماعة الفنيدق‬ ‫وشركة أمانديس من أجل إنجاز األشغال‬ ‫التكميلية لتجهيز حي الحيضرة بشبكة‬ ‫الماء الصالح للشرب‪ .‬وفي الميدان السياحي‬ ‫تمت مناقشة اتفاقية شراكة بين المجلس‬ ‫و المجلس الجهوي للسياحة‪ ،‬بهدف تنمية‬ ‫القطاع السياحي في أفق ‪ .2020‬والسهر‬ ‫على تنفيذ البرنامج التنموي للسياحة‪ ،‬مع‬ ‫المواكبة التقنية وتبادل الخبرات‪.‬‬

‫اتفاقية شراكة أخ��رى نوقشت خالل‬ ‫هذه ال��دورة وتتعلق بالصيد البحري بين‬ ‫الجهة وبين ووزارة االقتصاد والمالية‪،‬‬ ‫وزارة الداخلية‪ ،‬ووزارة الفالحة والصيد‬ ‫البحري والتنمية القروية والمياه والغابات‪،‬‬ ‫وجهة الشرق‪ ،‬وذلك لدعم اقتناء (الشباك‬ ‫السينية)‪ ،‬وبين الجهة وغرفة الصيد البحري‬ ‫المتوسطي من أجل التعاون بهدف تنفيذ‬ ‫مشاريع مشتركة خدمة للتنمية بهذه الجهة‪.‬‬ ‫واتفاقية شراكة بينه وبين المجلس اإلقليمي‬ ‫لوزان‪ ،‬وجماعة وزان‪ ،‬من أجل استكمال بناء‬ ‫المركز الثقافي بوزان‪ .‬وناقش اتفاقية شراكة‬ ‫بينه وبين المجلس اإلقليمي لشفشاون‪،‬‬ ‫وجماعة شفشاون‪ ،‬من أجل إحداث وتسيير‬ ‫المركب الثقافي بشفشاون‪ ،‬وتجهيز معهد‬ ‫موالي أحمد الوكيلي للموسيقى والرقص‬ ‫الكوليغرافي بطنجة‪ ،‬من أجل اإلسهام في‬ ‫حفظ ونشر الموسيقى المغربيــة بجميع‬ ‫أنماطها‪ ،‬والتنشيط الفني لمدينة طنجــة‬ ‫بما يدعم إشعاعها في محيطهــا الجهــوي‬ ‫والوطني‬ ‫وعلى مستوى عالقة الجهة بالمنظمات‬ ‫والجمعيات األوروبية ناقش المجلس اتفاقية‬ ‫شراكة بينه وبين الوكالة الكطاالنية للتعاون‬ ‫والتنمية‪ ،‬من أجل تنفيذ برنامج تنمية ودعم‬ ‫مشاريع االقتصاد االجتماعي والتضامني‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى ناقش المجلس تحويل‬ ‫بعض فصول الميزانية‪ ،‬وكذا تسمية الهيئات‬ ‫االستشارية للجهة‪ ،‬وأيضا على ملحق اتفاقية‬ ‫شراكة بين مجلس الجهة والمجلس اإلقليمي‬ ‫لشفشاون‪.‬‬ ‫ول�لإش��ارة ف��إن المجلس ص��ادق بعد‬ ‫مناقشته لمختلف المحاور التي جاء بها جدول‬ ‫أعمال هذه الدورة بعد دراستها وإبداء الرأي‬ ‫فيها‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫تجار و حرفيو الحسيمة يدعون السكان للهدوء‬ ‫طالبت مجموعة كبيرة من تجار ومهنيين‬ ‫وحرفيين وفاعلين اقتصاديين بالحسيمة السكان‬ ‫باستحضار الحكمة والتبصر والهدوء الذي ال‬ ‫بد منه في هذه اللحظات الحرجة التي تعيشها‬ ‫المدينة ‪ ،‬تفاديا لمزيد من االحتقان وتأجيج‬ ‫األوضاع بالبالد‪ .‬‬ ‫وحسب موقع «الناظور ‪ »24‬فإن اللحظات‬ ‫الحرجة التي تعيشها المدينة تستوجب الحكمة‬ ‫والتبصر والهدوء‪ ،‬داعين أفراد الجالية المغربية‬ ‫بالخارج إلى زيارة الحسيمة إسهاما منهم في‬ ‫تنمية السياحة واالقتصاد المحلي الذي أصبح‬ ‫يعرف ركودا وكسادا ال مثيل لهما‪ .‬‬ ‫و في الختام طالب الموقعون على البيان‬ ‫ذاته‪،‬الدولة بالتدخل السريع إليجاد حل شامل‬ ‫لألزمة العامة التي تشهدها المنطقة واتخاذ‬ ‫تدابير عملية لتحسين ال��وض��ع االجتماعي‬ ‫واالقتصادي والسياحي باإلقليم‪.‬‬ ‫من جهة أخرى صرحت كاتبة الدولة المكلفة‬ ‫بالماء‪ ،‬شرفات أفيالل الجمعة الماضية بالحسيمة‬ ‫أن ال خوف على هذا اإلقليم‪ ،‬في ما يخص تأمين‬ ‫المواطن من حاجياته من الماء الصالح للشرب‬ ‫على المدى البعيد و المتوسط‪ ،‬وذك��رت بأن‬ ‫مشروع بناء سد واد غيس تسير أشغاله بوتيرة‬ ‫سريعة وأن قدرته االستيعابية ستصل إلى ‪92‬‬ ‫مليون متر مكعب وسيمكن كامل إقليم الحسيمة‬ ‫من حاجياته من الماء الشروب‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫ساجد في الحسيمة لتفقد‬ ‫سير تنفيذ المشاريع التنموية‬ ‫واالستماع لمشاكل ساكنتها‬

‫حل محمد ساجد ‪ ،‬وزير السياحة والنقل‬ ‫الجوي والصناعة التقليدية واالقتصاد االجتماعي‬ ‫‪ ،‬اليوم االثنين‪ ،‬بمعية كل من لمياء بوطالب‪،‬‬ ‫كاتبة ال��دول��ة المكلفة بالسياحة‪ ،‬وجميلة‬ ‫المصلي‪ ،‬كاتبة الدولة في الصناعة التقليدية‬ ‫واالقتصاد االجتماعي‪ ،‬بإقليم الحسيمة‪ ،‬وذلك‬ ‫من أجل االط�لاع على سير وتنفيذ المشاريع‬ ‫السياحية المندرجة ضمن برنامج «الحسيمة‬ ‫منارة المتوسط»‪.‬‬ ‫وعقد ساجد برفقة كاتبتي الدولة‪ ،‬لقاء‬ ‫موسعا بمقر عمالة الحسيمة‪ ،‬حضره فريد‬ ‫شوراق‪ ،‬العامل الجديد إلقليم الحسيمة‪ ،‬والقباح‬ ‫عبد اللطيف‪ ،‬رئيس الفدرالية الوطنية للسياحة‪،‬‬ ‫ومحمد الحميدي‪ ،‬رئيس غرفة الصناعة التقليدية‬ ‫بجهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫مهنيي قطاع السياحة والصناعة التقليدية‪،‬‬ ‫وممثلي المجالس المنتخبة باإلقليم‪ ،‬فضال عن‬ ‫عدد من فعاليات المجتمع المدني‪.‬‬ ‫وف��ي ه��ذا ال��ص��دد‪ ،‬أش��ار ساجد‪ ،‬إل��ى ما‬ ‫يزخر به إقليم الحسيمة من مؤهالت سياحية‬ ‫طبيعية‪ ،‬تتمثل أساسا في تواجدها على الساحل‬ ‫المتوسطي‪ ،‬ومن موارد بشرية‪ ،‬والتي «تعد‬ ‫الركيزة األساسية لتحقيق التنمية المحلية»‪،‬‬ ‫وفق تعبير وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة‬ ‫التقليدية واالقتصاد االجتماعي‪ ،‬الذي أكد أن‬ ‫إقليم الحسيمة‪ ،‬شأنه شأن باقي أقاليم المملكة‬ ‫تواجهه العديد من تحديات التنمية االقتصادية‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬وهي التحديات التي «رصدت لها‬ ‫الدولة استثمارات مالية ضخمة لرفعها» يقول‬ ‫ساجد‪.‬‬ ‫وبعدما ذكر بعطف جاللة الملك محمد‬ ‫السادس الذي يخص به اإلقليم وساكنته‪ ،‬أبرز‬ ‫ساجد «المجهودات التنموية التي تم بذلها‬ ‫بالمنطقة»‪ ،‬مضيفا أن مجموعة من المشاريع‬ ‫الطموحة ذات الصلة بالسياحة والصناعة‬ ‫التقليدية‪ ،‬قد تم انجازها‪« ،‬وهي المشاريع التي‬ ‫ستعود بالنفع على المنطقة‪».‬‬

‫وأعلن ساجد خالل اللقاء ذاته عن عزم‬ ‫وزارته في القريب «إطالق الخط الجوي المباشر‬ ‫الرابط بين ال��دار البيضاء والحسيمة وبين‬ ‫هذه األخيرة ومدن مغربية أخرى»‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى الرفع من عدد الرحالت الرابطة بين الدار‬ ‫البيضاء ومدينة طنجة‪.‬‬ ‫وزير السياحة‪ ،‬أوضح أن المكتب الوطني‬ ‫المغربي للسياحة‪ ،‬بمعية شركائه المهنيين‪،‬‬ ‫«سيتخذ كافة التدابير إلنعـــاش السياحــة‬ ‫بالحسيمة‪ ،‬وتشجيع السياحة الداخلية‪ ،‬مع العمل‬ ‫على إزالة أي تشويش على صورة المنطقة»‪.‬‬ ‫وتعهد ساجد بحل مختلف اإلشكاالت‬ ‫التي تعترض تنفيذ بعض المشاريع التنموية‬ ‫المبرمجة ضمن برنامج «الحسيمة ‪..‬منارة‬ ‫المتوسط»‪ ،‬مؤكدا أن وزارت��ه ستعمل على‬ ‫دعم الطاقة اإليوائية وزيادة عدد اآلسرة لجلب‬ ‫السياح وتشجيع االستثمار‪ ،‬قبل أن يضيف قائال‬ ‫«إن أي عمل في صالح المنطقة سنقوم به‬ ‫وسنتابع تنفيذه بشكل جدي»‪ ،‬وزاد مستدركا‬ ‫أن «الريفيون أناس طيبون‪ ،‬ومتشبثون بتواثب‬ ‫البالدومقدساتها»‪.‬‬ ‫كما قام ساجد مباشرة بعد انتهاء اللقاء‬ ‫الموسع بزيارة تفقدية لعدد من المشاريع‬ ‫التنموية باإلقليم‪ ،‬وخاصة بخليج الحسيمة «‬ ‫والمنتزه الوطني»‪ ،‬باإلضافة إلى كالريس‪ ،‬كما‬ ‫التقى مصطفى الخليج الذين ناقشوا مع ساجد‬ ‫األوضاع في الحسيمة‪.‬‬ ‫وتأتي في إطار تنفيذ تعليمات جاللة الملك‪،‬‬ ‫للحكومة‪ ،‬وللوزراء المعنيين ببرنامج «الحسيمة‬ ‫منارة المتوسط» بصفة خاصة‪ ،‬قصد االنكباب‬ ‫على متابعة سير أعمال المشاريع التي يتضمنها‬ ‫هذا البرنامج التنموي الكبير‪ ،‬الذي تم توقيعه‬ ‫تحت رئاسة جاللة الملك‪ ،‬بتطوان في أكتوبر‬ ‫‪ ،2015‬في اآلجال المحددة لها‪.‬‬

‫مدينة واد لو تفوز باللواء األزرق‬

‫للمرة الخامسة على التوالي يفوز شاطئ‬ ‫مدينة وادي لو باللواء األزرق‪ ،‬نظرا للمجهودات‬ ‫الجبارة التي يقوم بها سكان هذه المدينة‬ ‫والمسؤولون عن تسيير شأنها المحلي الشيء‬ ‫الذي بوأها بأن تحتل هذه الرتبة المميزة‪ ،‬بعد‬ ‫ما احترمت كل المقاييس التي تعتمد من أجل‬ ‫حمل هذا اللواء األزرق‪ ،‬منها نظافة الشاطئ‪،‬‬ ‫والمحافظة على البيئة من التلوث‪ ،‬وكذا‬ ‫التغييراتالجذريةمنالناحيةالبنيويةوالعمرانية‬ ‫والتنموية التي تشهدها المنطقة ذلك أن مدينة‬

‫وادي لو الواقعة على البحر األبيض المتوسط‬ ‫كانت وال زالت ‪ ،‬قبلة للعديد من المصطافين‬ ‫والسياح على مدار فصول السنة‪ ،‬نظرا لما تزخر‬ ‫به المدينة من مؤهالت طبيعة تجمع بين‬ ‫الجبل والبحر والطبيعة‪ ،‬بمكانة رفيعة وكمكان‬ ‫مفضل لالصطياف لدى ساكنة مدينة تطوان‬ ‫بعد مدينة مارتيل لما لها من مقومات سياحية‪،‬‬ ‫وخاصة سياحة الشواطىء‪ .‬حيث توفر لجميع‬ ‫الزوار كل المستلزمات الضرورية لالصطياف‪.‬‬

‫م ‪.‬ح‬


‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪897‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫إرضاء لرغبة عائلته الصغيرة‪ ،‬يجد نفسه مُجبرا على االنتقال إلى مرتيل في‬ ‫فصل الصيف‪.‬‬ ‫واالنتقال من مكان إلى مكان‪ ،‬يتطلب سعة الصدر‪ ،‬ويستوجب سخاء اليد‪،‬‬ ‫ويستلزم الصبر الجميل‪.‬‬ ‫وأول ما يالقيه هذا الرجل‪ ،‬المستغلون لساحة الشاطئ‪ ،‬التي غدت على‬ ‫مر السنوات‪ ،‬موقفا للسيارات‪ ،‬فهؤالء ال يستحيون من اهلل‪ ،‬وال يستحيون من‬ ‫الناس‪ ،‬وال يخافون في التعريفة التي يفرضونها على أصحاب السيارات لومة‬ ‫الئم‪ .‬البلدية فوتت لهم هذه المساحة من الملك العام‪ ،‬بكيفية من الكيفيات‪،‬‬ ‫وأطلقت أيديهم في عباد اهلل‪ ،‬يتصرفون فيهم كما يشاءون‪.‬‬ ‫وثاني مواجهة يواجهها –أحب أم كره‪ -‬استجداء مصلح الثالجات الذي تعود‬ ‫على التعامل معه‪ ،‬لشحن ثالجته بالغاز‪ ،‬وهذه العملية تتكرر على رأس كل‬ ‫صيف‪ ،‬وتتطلب مبلغا محترما ال يؤديه عن طيب خاطر‪ ،‬وتتطلب قبل هذا وبعد‬ ‫هذا‪ ،‬مطاردة التقني العنيد‪ ،‬للظفر بخدماته‪ ،‬التي قد ال تأتي بالنتائج المرجوة‬ ‫في إطاللته األولى‪.‬‬ ‫وثالث واقعة‪ ،‬اصطدامه بالحالة التي يجد عليها شُرفة بيته‪ ،‬فالصباغون‬ ‫الذين تستنفرهم بلدية مرتيل‪ ،‬لصباغة واجهة العمارات‪ ،‬يعيثون فيها فسادا‪،‬‬ ‫وما يفعلونه ببيته أو بشرفته‪ ،‬يدخل في هذا الباب‪ ،‬ويتطلب مجهودا مضنيا‬ ‫إلعادة الحالة إلى طبيعتها السوية‪.‬‬ ‫ورابع مواجهة‪ ،‬مجابهتُه للحرفيين من نجارين وكهربائيين وسمكريين‪،‬‬ ‫فاإلقبال على هؤالء‪ ،‬يرفع من سومتهم‪ ،‬ويُشعرهم بأنهم مطلوبون‪ ،‬فال‬ ‫يستجيبون لك إال إذا سلمتَ لهم رقبتك‪.‬‬ ‫ومن الطبيعي أال يجد األمور سهلة ميسرة في األسواق‪ ،‬وأال ترتاح نفسه‬ ‫للمضاربين وأصحاب البطون الكبيرة‪ ،‬فمالقاته لهؤالء‪ ،‬والتعامل معهم يدخل‬ ‫في صلب هذه المعارك التي يخوضها مصطافنا طوعا أو كرها‪ ،‬ليال ونهارا‪.‬‬ ‫وكم يبتسم بينه وبين نفسه حين يستحضر هذه المواقف‪ ،‬وكم يحلو له أن‬ ‫يتساءل‪ :‬هل هكذا غدا الصيف في عهدنا هذا؟‬

‫الملتقى الوطني التاسع لفن الكاريكاتير‬ ‫واإلعالم بشفشاون‬ ‫رعب الواقع أم سخرية الريشة ؟!‬

‫‪ -‬عبد الحي مفتاح‬

‫​تحت شعار‪« :‬الكاركاتير والمتلقي بين العمق‬ ‫والدهشة» نظمت جمعية فضاءات تشكيلية‬ ‫بشفشاون الملتقى الوطني التاسع لفن الكاركاتير‬ ‫واالتصال‪ ،‬وذلك من ‪ 07‬إلى ‪ 09‬يوليوز الجاري‪.‬‬ ‫دورة هذه السنة الموسومة بدورة الفنان‬ ‫إبراهيم لمهادي واإلعالمي عبدالقادر الشاوي؛ افتتح‬ ‫فعاليتها إلى جانب وزير الثقافة واالتصال محمد‬ ‫األعرج‪ ،‬عامل اإلقليم إسماعيل أبو الحقوق‪ ،‬ورئيس‬ ‫المجلس اإلقليمي عبدالرحيم بوعزة‪ ،‬ورئيس‬ ‫الجماعة الحضرية محمد السفياني‪ ،‬وبرلمانيو‬ ‫اإلقليم‪ :‬إسماعيل البقالي‪ ،‬عبدالرحمان العمري‪،‬‬ ‫توفيق الميموني وعبداهلل العلوي‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫عدد من الشخصيات المدنية والعسكرية‪.‬‬ ‫وقد أجمعت الكلمات االفتتاحية التي تالها‬ ‫كل من الوزير‪ ،‬ورئيس المجلس اإلقليمي‪ ،‬ورئيس‬ ‫الجماعة الحضرية وممثل جهة طنجة‪ -‬تطوان‪-‬‬ ‫الحسيمة على الدور الذي يلعبه الكاركاتير في‬ ‫الكشف الساخر عن المسكوت عنه وتسليط الضوء‬ ‫على العتمات والتعتيمات والنقد الالذع للمغالطات‬ ‫واالنحرافات واإلدعاءات‪ ...‬المرتبطة بالدولة كما‬ ‫بالمجتمع‪ ،‬وبالسلط بشتى أنواعها السارية في‬ ‫شرايينهما أفقيا وعموديا سواء منها‪ ،‬األخالقية‬ ‫أوالسياسية أو اإلدارية أواالجتماعية أوالعائلية إلخ‪،‬‬ ‫وفي نفس السياق اعتبر الكاريكاتير تيرمومترا‬ ‫للحرية التي يتمتع بها أي بلد‪ ،‬ومقياسا حقيقيا‬ ‫لدرجة صحة وسقم الديموقراطية التي يتبناها أي‬ ‫نظام سياسي‪.‬‬ ‫واكتملت في كلمتي المدير العام للملتقى‬ ‫اإلعالمي محمد أحمد عدة ورئيسة جمعية فضاءات‬ ‫تشكيلية الفنانة نزيهة البشير العلمي‪ ،‬الصورة عن‬ ‫هذا الملتقى المتميز مغربيا‪ ،‬وفكرته التي انبثقت‬

‫من طنجة وعانقتها شفشاون عناق الحبيب لحبيبه‬ ‫ورعتها لما فيها من شغب جميل وفرادة في المعنى‬ ‫وسحر في المرمى‪ ،‬وكذا عن اإلكراهات‪ ،‬المادية‬ ‫خاصة‪ ،‬التي يعاني منها إعداده و تنظيمه‪ ،‬وقد تم‪،‬‬ ‫في هذا السياق‪ ،‬إبراز الجهاد واالجتهاد المتواصلين‬ ‫اللذين تتحملهما إدارة الملتقى الخماسية من أجل‬ ‫الحفاظ على شعلته متقدة‪ ،‬كما تم شكر جميع‬ ‫المدعمين على دعمهم الموصول وسخائهم‬ ‫المطلوب‪ ،‬وتحية الفنانين واإلعالميين المشاركين‬ ‫على وفائهم لهذا الملتقى وروحهم التطوعية التي‬ ‫تصنع نجاح هذا الملتقى واستمراريته‪.‬‬ ‫و يجمع المتتبعون أن أقوى الفقرات في هذا‬ ‫الملتقى هي لحظة مساء اليوم الثاني المتمثلة في‬ ‫«رسومات الشارع» والتي تلتقط خاللها بورتريهات‬ ‫ساخرة للجمهور بساحة وطاء الحمام من طرف‬ ‫فناني الكاريكاتور المشاركين‪ ،‬وكذا الندوة‬ ‫الكبرى في موضوع‪« :‬هل يستطيع اإلعالم إصالح‬ ‫السياسة؟» بمشاركة نخبة من اإلعالميين المغاربة‬ ‫المرموقين التي احتضن أطوارها مجمع محمد‬ ‫السادس ‪ ،‬ثم تكريم عريسي الدورة المحتفى بهما‪:‬‬ ‫إبراهيم لمهادي وعبدالقادر الشاوي‪ ،‬في المساء‬ ‫األخير‪.‬‬ ‫وإلى جانب الكاريكاتور الذي خصصت له ندوة‬ ‫حول «الكاريكاتير‪ :‬رسم واحد وأكثر من تأويل»‬ ‫وعرض عملين كاريكاتيريين لكل مشارك‪ ،‬حضر‬ ‫الشعر والسرد وحوارية الفنون من خالل قراءات‬ ‫شعرية بطعم شفشاوني‪ ،‬وقراءات في التجربة‬ ‫القصصية ألنيس الرافعي صاحب كتاب «متحف‬ ‫العاهات»‪.‬‬ ‫ولم يفت المنظمين التفكير والعمل على نقل‬ ‫صنعة التفكه وملكة الضحك وجنون السخرية من‬

‫الكبار إلى الصغار والشباب عبر تنظيم مسابقة‬ ‫في رسم الكاريكاتير لفائدة هاتين الفئتين‪ ،‬والتي‬ ‫احتضنتها قاعة الورشات بالمركز الثقافي‪.‬‬ ‫وإذا كان لفن الكاريكاتير جهابذته عربيا‬ ‫ومغربيا‪ :‬الشهيد ناجي العلي‪ ،‬جاهين‪ ،‬بهجت‪،‬‬ ‫بهجوري‪ ،‬حجازي‪ ،‬الصبان‪ ،‬حمودة‪ ،‬أبو علي‪،‬‬ ‫الدهدوه وآخرون‪ ،‬فإن جمهوره العاشق واسع‬ ‫ومتنوع‪ ،‬و الدليل المؤشرعلى ذلك هو تدفق‬ ‫الجمهور المتشوق على مشاهدة المعرض الذي‬ ‫ينظم بهذه المناسبة‪ ،‬و الذي يستمر طيلة أيام‬ ‫الملتقى‪ ،‬وقد حفل بتحف فنية عميقة ساحرة‬ ‫وجاذبة‪ ،‬تناولت القضايا اإلنسانية و السياسية‬ ‫الساخنة‪ ،‬ومنها ملحمة أسرى فلسطين‪ ،‬وحركة‬ ‫عشرين فبراير‪ ،‬والبلوكاج الحكومي وماقبله وما‬ ‫بعده‪ ،‬ومستقبل إفريقيا‪ ،‬والمفارقات بين الخطاب‬ ‫الديني والسياسي واإلداري واألخالقي والواقع‬ ‫العنيد‪ ،‬أو باصطالح ذوي البذلة السوداء‪ ،‬وقائع‬ ‫التكذيب‪.‬‬ ‫وقد دعم الملتقى وزارة الثقافة واالتصال‪،‬‬ ‫وجهة طنجة ‪ -‬تطوان ‪ -‬الحسيمة‪ ،‬والمجلس‬ ‫اإلقليمي لشفشاون‪ ،‬والجماعة الحضرية ووكالة‬ ‫تنمية أقاليم الشمال‪.‬‬ ‫وكما أكرر كل مرة للفنان محمد الخزوم أحد‬ ‫أعمدة هذا الملتقى ورعاته‪ ،‬فإن هذه التظاهرة‬ ‫هي األجمل واألروع في شفشاون ألنها تجمع بين‬ ‫الجد والهزل‪ ،‬وتخلط الحلو والمر‪ ،‬وتحقق اإلمتاع‬ ‫والفائدة‪ ،‬وتطهر من الحقد الكامن بسكانير الريشة‬ ‫العجيبة الساخرة لفناني الكاريكاتير‪-‬حفطهم اهلل‬ ‫من كل عين شريرة‪.-‬‬

‫قول في النص‬ ‫الكرامـي ‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫« إن أمكنك أن تبلغ من بيان لسانك ‪ ،‬وبالغة قلمك‪،‬‬ ‫ولطف مداخلك‬ ‫واقتـدارك على نفسـك أن تفهـم العامـة معانـي‬ ‫الخاصة‪ ،‬وتكسـوها‬ ‫األلفاظ الواسطة التي ال تلطـف عن الدهمـاء وال‬ ‫تكفو عن األكفاء فأنت البليغ التام ‪.»..‬‬ ‫الجاحظ‬ ‫تزخر الكتابة الصوفية بأشكال فريدة من القول‪ ..‬جلها‬ ‫متوفر على إمكانيات هائلة متجلية في أدبية بنائها وبراعات‬ ‫تخييالتها وجماليات إبالغاتها وجالليات مضامينها‪ ..‬ومن‬ ‫المفارقات الكبرى أو اآلفات العظمى أنها غير مدرجة ـ عند‬ ‫البعض ـ في نظرية األدب‪..‬‬ ‫من بين هذه األشكـال الفريـدة ‪ :‬النص الكرامي والمنقبي‬ ‫المتميز بأشكال حضوره في ‪:‬‬ ‫الذاكرتين العالمة والشعبية‪..‬‬ ‫الفعل التربوي الصوفي‪..‬‬ ‫النصوص السردية‪..‬‬ ‫ومن حسن الطالـع ولطائفـه انتباه دارسيـن مغاربـة‬ ‫ومشارقــة لثــراء النص الكرامي والمنقبي وجودتـه التعبيرية‬ ‫العالية وقيمه المضمونية السامية وأولياته في تربية الوجدان‬ ‫الفردي والجماعي واالرتقاء بالحاسة الذوقية الجمالية ‪..‬‬ ‫ومن بين الدراسات الجادة في هذا المنحى كتاب أخينـا‬ ‫العزيز الدكتور عبد اهلل بن عتو «أدب الكرامات من ميثاق‬ ‫الثقة إلى خطاب التماهي‪»..‬؛ حيث دلل على انتساب النص‬ ‫الكرامي إلى األدب‪ ،‬واعتبره جنسا قائم الذات متوفرا على‬ ‫جملة إمكانيات وقوى ووظائف ‪:‬‬ ‫سردية‬ ‫سيميائية ورمزية‬ ‫فكرية صوفية‬ ‫كما بين أنه متماه مع ‪:‬‬ ‫الخبر‬ ‫القصة‬ ‫السيرة‬ ‫الحكاية‬ ‫متشرب لنصوص شتى مستمدة من ‪:‬‬ ‫القرآن الكريم‬ ‫السيرة النبوية الشريفة‬ ‫األحاجي‬ ‫الخرافات‬ ‫القصص اإلنساني‬ ‫القصص الحيواني الرمزي‬ ‫البطوالت الولوية‬ ‫ولعل عزيزنا عبداهلل بن عتو من المنتبهين إلى فكرة‬ ‫مؤداها ‪:‬‬ ‫«الخير في استدعاء اآلراء النظرية الغربية التي تتناول‬ ‫األجناس واألنواع األدبية لالستفادة منها في إبراز قوانين‬ ‫التنظيم الداخلي للنص الكرامي والمنقبي‪.»..‬‬ ‫ولعله أيضا من الذين يثيرون إشكالية تدريس النص‬ ‫الكرامي والمنقبي؛ وهي إشكالية ذات صلة بوظائف ‪:‬‬ ‫اإلقناع‪..‬‬ ‫تحسيس المجردات‪..‬‬ ‫تقريب الغايات التربوية التخليقية التهذيبية ‪..‬‬ ‫اإلشارة بديال عن العبارة ‪..‬‬ ‫معجم خاص من جنس الموضوع الصوفي‪..‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪897‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 11‬يـوليـوز ‪2017‬‬

‫في البحر لم فتكم‪...‬في البرّ فتوني‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫«مغربيات ضد االعتقال»‬ ‫تعاطفا مع «سيليا» ومعتقلي الحراك‬ ‫بينما‪ ‬تنطلق‪ ‬بالمغرب احتجاجات نسوية ضد استمرار اعتقال‪ ‬‬ ‫سيليا الشابة الفنانة‪ ‬الريفية‪ ‬على خلفية حراك الريف الذي ‪ ‬يضبط‬ ‫إيقاع الحياة بالمغرب منذ مقتل المواطن المغربي محسن فكري في‬ ‫الظروف التي تعلمون‪ ،‬والذي أفضى النظر القضائي في «قضيته» إلى‬ ‫ما تعلمون‪ ،‬تحركت لجنة دعم عائالت المعتقلين بالدار البيضاء في‬ ‫مبادرة وطنية تضامنا مع سيليا ورفاقها ‪ ،‬خاصة والفنانة الحسيمية‬ ‫أصيبت بانهيار عصبي وصف بالحاد‪ ‬تطلب‪ ،‬كما راج في وسائط‬ ‫اإلعالم‪ ،‬وضعها تحت العناية الطبية داخل السجن‪.‬‬ ‫«مغربيات ضد االعتقال» ذلك هو‪ ‬شعار المبادرة النسائية التي‬ ‫أشارت إليها األستاذة سعاد البراهمة عضو هيئة الدفاع عن سيليا‪،‬‬ ‫في تصريح لـ «أخبار اليوم» والتي قالت إن «مغربيات ضد االعتقال»‬ ‫طالبن بجعل شهر غشت‪ ،‬شهرا لالحتجاج من أجل إطالق سراح سيليا‬ ‫وجميع معتقلي حراك الريف‪ ،‬وللتعبير عن تضامن نساء المغرب مع‬ ‫نساء الريف الالئي ينزلن ‪ ‬إلى الشارع يوميا للمطالبة بتسريح أزواجهن‬ ‫وأبنائهن وإخوانهن وكل معتقلي الحراك بالريف‪ ،‬مع ما يصاحب ذلك‬ ‫من مواجهات تصل أحيانا حد التعنيف‪.‬‬ ‫المحامية أكدت أن موكلتها المعتقلة بسبب مشاركتها في‬ ‫االحتجاجات الشعبية تعاني من حاالت انهيار عصبي شديد‪ ،‬وتخضع‬ ‫لمراقبة طبية من طرف الطبيب النفسي بالسجن‪ ،‬كما وأن زارها‬ ‫الطبيب النفسي للمجلس الوطني لحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫وإلى جانب المبادرة اإلنسانية لـ «مغربيات ضد االعتقال»‪ ،‬تشهد‬ ‫الساحة الوطنية «قربلة» بين األمن الوطني ‪ ‬والمجلس الوطني‬ ‫لحقوق اإلنسان ‪ ،‬بسبب ما وصف بـ «تسريب» جزئي لتقرير حقوق‬ ‫اإلنسان حول الخبرة الطبية التي أمر بإجرائها المجلس الوطني‬ ‫لحقوق االنسان حول «التعذيب» الذي يكون قد ‪« ‬تعرض له معتقلو‬ ‫الحسيمة» ذلك التقرير الذي رفضه األمن الوطني جملة وتفصيال‪.‬‬ ‫منابر إعالمية مغربية ‪ ‬نشــرت‪« ‬شــذرات» من تقرير المجلس‬ ‫الوطني لحقوق اإلنسان‪« ،‬المسرب من داخـــل المجلس»‪ ،‬يقول‬ ‫بتعرض نشطاء حراك الريف للتعذيب ويوصي بالتحقيق ‪ ‬القضائي في‬ ‫الموضوع‪.‬‬ ‫إال أن المجلس‪ ،‬وأمام الجدل الذي أثاره تداول فقرات من تقريره‬ ‫الطبي الذي تكلف بإجرائه طبيبان شرعيان مشهود لهما بالكفاءة‬ ‫والخبرة والمصداقية‪ ،‬البروفيسور هشام بنيعيش والبروفيسور عبد‬ ‫اهلل الدامي‪ ،‬سارع إلى إبداء استغرابه من «عملية التسريب» خاصة‬ ‫والتقرير يعتبر «وثيقة داخلية» كانت موجهة للجهات المعنية‪ ،‬وأن‬ ‫الفقرات المسربة من التقرير الطبي أدى إلى «استنتاجات» ‪ ‬لم تخلص‬ ‫إليها الخبرة الطبية‪ ،‬بشأن‪« ‬الثبوت القطعي» للتعذيب‪ ،‬اعتبارا‪ ‬‬ ‫ألن ‪ ‬ما أنجزه الطبيبان الخبيران «ليست تقارير نهائية تمثل موقف‬ ‫المجلس»‪ ،‬وما تحصل لديه من اقتناع بناء على التحريات واألبحاث‬ ‫والمقابالت والمعاينات ‪ ‬الميدانيـة‪ ،‬وأن تقرير المجلس الشامل‬ ‫والنهائي هو ما ستتضمنه توصياته النهائية‪.‬‬ ‫ردود فعل مديرية األمن الوطني كانت قوية و «غاضبة» حيث أنها‬ ‫رفضت رفضا قاطعا «االتهامات والمزاعم الخطيرة» ‪ ‬الواردة ضمن‬ ‫الوثيقة المسربة والموجهة ‪ ‬إلى ‪ ‬مصالحها وموظفيها الذين تشهد‬ ‫لهم بـ «الحرص على صون حقوق اإلنسان كما هو متعارف عليها‬ ‫دوليا‪ ،‬و «احترام ضمانات الحرية الفردية والجماعية خالل ممارسة‬ ‫وظيفة األمن»‪.‬‬ ‫‪ ‬الوضع شهد تطورا جديدا بعد تدخل وزارة العدل ‪ ‬على خط‬ ‫الخبرات الطبية المنجزة‪ ‬من طرف المجلس الوطني لحقوق اإلنسان‬ ‫حول بعض معتقلي الحسيمة وإعالن الوزارة أنها أحالت هذا التقرير‬ ‫فور توصلها به‪ ،‬على الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف بالدار‬ ‫البيضاء‪ ‬ولدى الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف بالحسيمة‬ ‫‪ ،‬من أجل ضم هذه الخبرات إلى ملفات القضايا المعروضة‪ ‬من أجل‬ ‫اتخاذ المتعين‪ ‬قانونا‪ ،‬وذلك تجاوبا مع الرأي العام‪ ‬بخصوص أحداث‬ ‫الحسيمة وعالقة بما تم تداوله من قبل وسائل اإلعالم‪ ‬بخصوص‬ ‫تقرير المجلس الوطني لحقوق اإلنسان في شأن الخبرة الطبية‬ ‫المنجزة بطلب من المجلس‪.‬‬ ‫وهكذا نالحـظ أنــه بينما تواصل اآللة البوليسية والقضائية‬ ‫واإلعالمية تحركها ‪ ‬في إطار القوانين الجاري بها العمل ‪ ،‬ال يفتر‬ ‫«حراك» ‪ ‬الريف ‪ ‬الذي دخل شهره التاسع‪ ،‬والذي ‪ ‬ينتظر مبادرات‬ ‫جديدة وحاسمة بعــد‪ ‬بداية ‪ ‬انفــراج ‪ ‬شهدتــه المنطقة ‪ ‬بفضل‬ ‫التعليمات الملكية الصارمة‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫لست أدري لم خطر ببالي موال عبد الوهاب‪ ،‬في البحر‬ ‫لم فتكم‪ ،‬في البر فتوني‪ ،1935(....‬فيلم دموع الحب) وأنا‬ ‫أتتبع في الصحف الوطنية ومواقع التواصل االجتماعي األخبار‬ ‫المثيرة حول «اقتحام» القوات العمومية أمواج البحر العاتية‪،‬‬ ‫سعيا إلى «قمع» سباحين مهرة‪ ،‬اختاروا البحر ‪ ،‬ليواصلوا‬ ‫الصدح بمطالبهم وقد وصلت إلى «من يجب»‪ ،‬ولم يبق بينه‬ ‫وبينها حجاب‪.‬‬ ‫لقد كان مثيرا للسخرية حقا ‪ ‬منظــر عناصر القــوات‬ ‫العمومية ‪ ‬وهم يحاولون صد جماعات المحتجين من شباب‬ ‫الحسيمة والجوار‪ ،‬واإلجهاز عليهم‪ ‬بين البر والبحر‪ ،‬حتى‬ ‫أن بعضهم «غامروا‪ » ‬بصبابطهم وسروالهم وسالحهم‬ ‫و»اقتحموا» الموج ليال‪ ،‬رافعين هراوتهم في وجه طفل‬ ‫من ‪« ‬أطفال الحراك»‪ ‬في لعبة «القط والفأر»‪ ،‬التي‬ ‫استهوت بعضهم‪ ،‬فانخرطوا فيها بحماس بلغ حد ا‪ ‬لـ‪ ‬ـ �‪Ca‬‬ ‫‪..... ! chondeo‬‬ ‫لم يكن أحد يصدق أن يتم الدفع بأعداد هائلة من القوات‬ ‫العمومية ‪ ‬بالزي العسكري‪ ،‬إلى الشاطئ لمطاردة المحتجين‬ ‫إلى أن «توغلت» أقدامهم في مياه البحر وهاجمت األمواج‬ ‫أحذيتهم‪ ‬وسراويلهم‪ ،‬وعال البلل سترة بعضهم ممن اقتحموا‬ ‫البحر بحثا عن «صيد ثمين»!‪.....‬‬ ‫ولعلها آخر «تعويمة» استجمامية مسلحة‪ ،‬تستمتع بها‬ ‫عناصر القوات العمومية بشواطئ الحسيمة‪ ،‬بعد أن ‪ ‬تم‬ ‫اإلعالن عن قرار سحب القوات العمومية من هذه المدينة‪،‬‬ ‫بأوامر عليا‪ ،‬ستتبعها خطوات أخرى ‪ ‬على طريق ‪ ‬االنفراج‬ ‫المنشود‪! ‬‬ ‫‪ ooooo‬‬

‫العثماني‪:‬‬ ‫اتهام سكان الريف باالنفصال‪،‬‬ ‫«خروج عن الصواب»‬ ‫أطلق العثماني رصاصة فارغة في اتجاه الحراك حين‬ ‫أطل على المواطنين‪ ،‬من «تليفزيون بالدي» ليقول إن اتهام‬ ‫سكان الريف باالنفصال‪ ،‬خروج عن الصواب‪.‬‬ ‫وقد توقفت طويال عند هذه الكلمة‪ ،‬فلم أدر إن كان‬ ‫يقصد بـ «الصواب»‪ ،‬بها ما كان يقصده «غريمه» بنكيران‪،‬‬ ‫بتسكين الصاد‪ ،‬يعنى السلوك الالئق المتسم باألدب‪ ،‬أو‬ ‫الصواب بفتح الصاد‪ ،‬وهو مرادف للحق والسداد‪.‬‬ ‫إال أن العثماني كان سباقا للحديث عن االنزالق وراء‬ ‫«النتزعات االنفصالية و«العالقات بالخارج والحصول على دعم‬ ‫الخارج وأن «المغرب ال يمكنه التسامح في هذه األمور»‪.‬‬ ‫وتبعه على هذا الخط «زعماء أغلبيته» الذين تفوقوا عليه‬ ‫حدة وعبثا‪،‬خاللاالجتماعالمعلوم‪،‬بحضورالوزيرالمعلوم‪ ،‬حيث‬ ‫وقع الحديث عن «حراك بمواالة جهات بالخارج»‪ ،‬و «التخريب»‪،‬‬ ‫و«االنحرافات من طرف مجموعة مسخرة من الخارج‪ ،‬وترويج‬ ‫األفكار الهدامة (األحرار)‪ ،‬وأن مطالب الحراك «قفز على الخط‬ ‫األحمر» «بنفس انفصالي»(التقدم واالشتنراكية) وأن «المس‬ ‫بالمقدسات» و «بتماسك ووحدة األمة» أمر مرفوض (الحركة‬ ‫الشعبية) وأن المطالب واالحتجاجات تنظمها وسائط وضعها‬ ‫البناء المؤسسات للبالد وهي خاضعة للقانون» وأن كل مس‬ ‫باألمالك العامة أو بحريات اآلخرين ال يدخل في إطار دولةالحق‬ ‫والقانون» (االتحاد االشتراكي) وأن الحراك تحول من «مطالب‬ ‫اجتماعية» إلى المس بثوابت الوطن والتشكيك في الوحدة‬ ‫الترابيةللمملكة‪(.‬االتحادالدستوري)‪....‬‬ ‫العثماني نفسه الذي رتب اجتماع أغلبيته لتصدح بما‬ ‫صدحت به بخصوص االنفصال والعبث يمقدسات األمة‬ ‫وبثوابت الوطن‪ ،‬هو نفسه الذي يصرح في «خطاب تليفزيوني»‬ ‫بأن «االتهامات باالنفضال في حق نشطاء احتجاجات الريف‬ ‫والتي صدرت من طرف قيادات من األغلبية الحكومية»ـ بما‬ ‫فيهم هو نفسه‪ ،‬بوصفه زعيما للحزب الذي يقود الحكومة‪،‬‬ ‫«خرجت عن الصواب» وأن تلك التصريحات « ما كان لها لها‬ ‫أن تصدر»‪...‬‬ ‫ولكنها صدرت‪ ،‬وبمباركة من األغلبية والحكومة‪ ،‬وتسببت‬ ‫في مظاهرات صاخبة‪ ،‬وفي تأزيم الوضع‪ ،‬وكان لها ما كان من‬ ‫رواسب وانعكاسات على الوضع االجتماعي واألمني‪ ...‬دون أن‬ ‫تعتذر الحكومة وأغلبيتها التي «خرجت عن الصواب» ــ بفتح‬ ‫الصاد وتسكينه ــ ألهل الريف‪ .....‬وهو أضعف اإليمان‪!!! ‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫مسلسل «الجنس مقابل‬ ‫النقط»مستمر‪....‬في تطوان‬ ‫فصل جديد من ‪ ‬مسلسل «الجنس مقابل النقط»‬ ‫فاجأ قراء الصحف اليومية‪ ،‬هذا األسبوع‪ ،‬بعد النهاية‬ ‫المأسوية التي شهدتها قضية أستاذ الرياضيات الذي‬ ‫صدر بحقه حكم بالسجن‪ ،‬بعد ما اقتنعت المحكمة‬ ‫بضلوعه في ممارسات ال أخالقية‪ ،‬يعاقب عليها القانون‪.‬‬ ‫سيدة طالبة بسلك الدكتوراه أخبرت زوجها بمحاوالت‬ ‫«استدراج جنسي»‪ ،‬تتعرض لها من طرف أستاذ ‪ ،‬على‬ ‫موقع من مواقــع الفايسبـــوك‪ .‬الزوج قام بـ استدراج‪ ‬‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫«المغامر الجنسي» على ‪ ‬نفس حساب زوجته ليتقدم‬ ‫بشكاية في الموضوع إلى المصالح األمنية المعنية‪،‬‬ ‫مرفوقة بـ «نماذج»‪ ‬من «دردشات» اجراها مع «األستاذ»‬ ‫بلسان زوجته‪.‬‬ ‫وحسب مصادر إعالمية‪ ،‬فقد تم ‪ ‬تسجيل شكاية‬ ‫الزوج‪ ،‬دون أن تتقدم الزوجة لالستماع إلى إفادتها في‬ ‫الموضوع‪ ،‬بسبب‪ ‬دخولها في أزمة نفسية حادة‪ .‬وقبل‬ ‫استدعائه من قبل األمن لالستماع إليه‪ ،‬لجأ األستاذ‬ ‫إلى األنترنيت لينفي عنه تهمة التحرش الجنسي بإحدى‬ ‫طالبات الدكتوراه ‪ ،‬بتطوان وليؤكد أن األمر يتعلق‪ ‬ب‬ ‫«حسابات شخصية» يحاول بعض األشخاص من طنجة‪،‬‬ ‫إقحامه فيها ‪ ‬وأنه سيلجأ ‪ ،‬بدوره ‪ ،‬إلى القضاء‪ ،‬ليحسم‬ ‫في القضية‪ ،‬موضحا أنه ال يتوفر على حساب فايسبوكي‪ ‬‬ ‫خاص‪.‬‬ ‫على أي القضية اآلن توجد بين يدي الجهات األمنية‬ ‫المختصة‪ ،‬وسيبين البحث األمني والقضائي صحة ادعاءات‬ ‫المشتكية من عدمها‪ ،‬وسيقول القضاء كلمة الحق‬ ‫بشأنها‪.‬‬ ‫ومعلوم أن حاالت «االعتداء الجنسي» على التلميذات‬ ‫والطالبات «مزدهرة» بكل ربوع الوطن‪ ،‬حتى أن منظمات‬ ‫أهلية تشكلت إلثارة االنتباه إليها‪ ‬والتحذير من تفاقمها‬ ‫وقد تفاقمت إلى ما لم يعد يحتمل الصبر‪ ،‬ولتكفل‬ ‫بالضحايا‪ ،‬والمطالبة بتشديد العقوبات على الجناة‪ ،‬ولو‬ ‫من باب «العبرة»‪ !!! ‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫الصناديق السوداء‬ ‫سنة أخرى يطلع علينا جطو بتقريره السنوي عن حالة تدبير‬ ‫الشأن العام وما تصاحبه من «اختالالت» و «كوارث»‪ ،‬ننتظر‪،‬‬ ‫ساعة بعد أخرىأن «تنفرج»‪ ،‬فإذا بها تتدهور‪ ،‬و «تتكفس»‬ ‫خاصة فيما يتصل بتدبير المالية العامة‪ .‬ونظل نستمع إلى‬ ‫الكوارث تتراقص أمام أعيننا ‪ ،‬ونترقب‪ ،‬عبثا‪ ،‬أن يحل الفرج‪،‬‬ ‫ونسمع ‪ ،‬يوما‪ ،‬حكايات مثيرة عن القصاص من «مبعثري»‬ ‫المال العام‪ ،‬والمستفيدين منه‪ ،‬والمستولين عليه بـ «الجبهة»‬ ‫أو بأمور أخرى‪ ....) ! ( ،‬ولكن األخبار السارة في هذا البلد‬ ‫شحيحة نحيحة‪ ،‬وبالتالي فلم نكن ننتظر من الرئيس األول‬ ‫للمجلس األعلى للحسابات‪ ،‬وهو «يخطب» بالبرلمان‪ ،‬أن يأتي‬ ‫بما يفرحنا ويطمئننا إلى أن أمورنا بأياد ساهرة أمينة ‪ .‬ولهذا‬ ‫وجدنا صعوبة في التركيز على خطبته وتتبعها بما «تستحق»‬ ‫من االهتمام والتعبئة والمباالة‪ .‬وليعذرنا «المحاسب األول»‬ ‫في ذلك‪ ،‬فاألمور بالخواتم‪ ،‬والخواتم كما عهدناها ‪ ،‬ال تحمل‬ ‫جديدا وال خبرا مشوقا‪ ،‬وال سارا‪ ،‬والمطمئنا‪..! ‬‬ ‫كوارث التدبير المالي في جل القطاعات‪ ،‬نعيشها في‬ ‫ضلوعنا وعظامنا‪ ،‬وأرقام العجز في ميزانيات الدولة لم‬ ‫تعد «تخلعنا»‪ .‬كلمات «العجز» و «التراجع» و «الديون»‬ ‫و«اإلختالالت» ‪ ،‬حفظناها عن ظهر قلب‪ ،‬أما «التقشف» فقد‬ ‫«دخل على العظم» حتى صار « تقشبا» من باب «الهم إذا كثر‬ ‫يضحك»‪...! ‬‬ ‫ومن الهموم التي تضحك وتبكي في آن واحد‪ ،‬قضية‬ ‫«الصناديق السوداء» تختزن أرصدة ضخمة يتصرف فيها وزراء‬ ‫في حكومة صاحب الجاللة‪ ،‬خارج ضوابط الميزانية وبصفة‬ ‫استثنائية ووصل عددها إلى ‪« 74‬حسابا» ‪ ،‬منها ما «يراكم»‬ ‫اعتمادات مالية ضخمة حيث إنه عند نهاية السنة الماضية‪،‬‬ ‫كانت أرصدة هذه الصناديق السوداء ــ علينا بالطبع ــ قد‬ ‫فاقت ‪ 122‬مليار درهم‪.....( ! ( .‬‬ ‫وقولوابـــــاز‪....! ‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫واليني جبهة‪! ‬‬ ‫لم يأبه ال بالدولة‪ ،‬وال بالقوانين‪ ،‬وال بهيبة األمن‪ ،‬وال‬ ‫باألنترنيت الذي ال يخفى عليه شيء ‪ ،‬حين قرر أن يقوم ببيع‬ ‫مليون و ‪ 700‬ألف متر مربع من أراض ساللية‪ ،‬استولى عليها‬ ‫وسوقها بسومة ‪ 635‬مليون سنتيم‪ ،‬لمستثمر بتمارة‪ ،‬كان‬ ‫يعتزم إنشاء مدينة «إيكولوجية» بها‪ ،‬على حساب أمالك الغير‪.‬‬ ‫«صاحب الدعوة» اعتقل بعد أن ظل مختفيا لما يفوق ثالثة‬ ‫أشهر كما اعتقل المستثمر الذي اكتشف‪ ،‬حين تقدم إلتمام‬ ‫عملية التحفيظ‪ ،‬أن األرض التي اشتراها من «صاحبها» هي‬ ‫أرض ساللية‪ ،‬لم يسبق استغاللها فالحيا‪.‬‬ ‫من بين ضحايا المستولي على أراضي الجموع بمنطقة‬ ‫بولمان‪ ،‬قاض سابق كان يشتغل نائبا لملك بمحكمة‬ ‫االستئناف بالرباط‪« ،‬تحوز» بحوالي ‪ 220‬هكتارا من األرض‬ ‫بوثائق مزورة لم ينتبه إليها إلى أن تفجرت الفضيحة‪.‬‬ ‫مثل هذه الممارسات الرذيئة لم تعد «تبهر» أحدا‪،‬‬ ‫فالسرقة بعنف أو بدونه‪ ،‬والتسلط‪ ،‬والتسيب‪ ،‬والنصب‬ ‫واالحتيال‪ ،‬والعنف المفرط‪ ،‬المفضي غالبا إلى القتل العمد مع‬ ‫سبق اإلصرار كما يقول «الفقهاء»‪ ،‬كل ذلك صار من «شمات»‬ ‫جمهور الخلق بالمغرب حيث ال وازع وال رادع وال مانع وال‬ ‫قادع‪ ،‬وحيث «الخارج» من بيته كأنه مفقود والعائد إليه كأنه‬ ‫موجود‪ ،‬مع بعض المبالغة‪« ....‬لضرورة القافية»‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪897‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬يوليوز ‪2017‬‬

‫أين نحن من األخالق التي تميّز بها ديننا العظيم ؟‬ ‫أين نحن اليوم و إلى أين نسير ؟‬ ‫لمياء السالوي‬ ‫إعداد ‪:‬‬

‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫المتأمل في تاريخ األمم يدرك بجالء أن هالك األرواح وخراب العمران‬ ‫في كل أمة سبقه فساد العقائد وانهيار القيم‬ ‫الحضارة المعاصـــرة استطاعـــت أن تطير‬ ‫باإلنسان في الهواء وأن تغوص به في أعماق‬ ‫البحار ووفرت له كل أدوات الترفيه والمتعة واللهو‪،‬‬ ‫لكن كل هذا وقف عند حدود المتعة الجسدية‪،‬‬ ‫والراحة البدنية‪ ،‬وإشباع الغرائز الجائعة‪ ،‬والشهوات‬ ‫الجامحة‪ ،‬أما ما يخص النفس وتهذيبها واإلستعالء‬ ‫بالقيم والمثل العليا فما زالت الحضارة المعاصرة‬ ‫مفلسة فيه‪ ،‬ولم تستطع إسعاد البشرية‪ . ‬يقول‬ ‫ابن خلدون في مقدمته‪« :‬إذا تأذن اهلل بانقراض‬ ‫الملك من أمة حملهم على ارتكاب المذمومات‬ ‫وانتحال الرذائل وسلوك طريقها‪ ،‬وهذا ما حدث في‬ ‫األندلس وأدى فيما أدى إلى ضياعه»‪ .‬‬ ‫إن أزمة القيم العميقة التي يعيشها بلدنا‬ ‫الحبيب اليوم‪ ،‬والتي تتج ّلى انعكاساتها بشكل‬ ‫واضح على كل المستويــات الهيكليــة للمجتمع ‪،‬‬ ‫هي في مجملها نتاج واضح لعدّة إخفاقات خاصة‬ ‫على المستويــات الحضاريــة والفكرية والتربوية‬ ‫واإلجتماعية التي عاشتها البالد منذ زمن‪.‬‬ ‫فما نالحظه اليوم من مشاكل وأمراض وآفات‬ ‫واضطرابات تكاد تعصف بالمجتمع ّ‬ ‫بكل فئاته‬ ‫ومكوّناته‪ ،‬مثل انهيار قيم العمل والعلم والمعرفة‬ ‫والتطوّر والتربية واألخالق واإلخالص والضمير‬ ‫واحترام اآلخر والمنافسة واإلجتهاد وتقدير العائلة‬ ‫والتراحم واحترام المجتمع وحبّ الوطن وإتقان العمل والصدق والصراحة واألمانة والمسؤولية والواجب‬ ‫واإلنتماء الحضاري والعرقي وغيرها من القيم هي نتيجة منطقية لتدني المستويات الفكرية والعلمية‬ ‫والتربوية وغياب أفكار ومشاريع وسياسات قائمة على أسس حضارية أصيلة نابعة من توجهات وأفكار‬ ‫المجتمع المغربي الدينية والثقافية وانتماءاته التاريخية وهو ما أدّى إلى ّ‬ ‫التعثر في ّ‬ ‫كل التوجهات‬ ‫اإلجتماعية والسياسية واإلقتصادية للبالد‪ ،‬وأحدث حالة من التخبط يكاد يفقد المغاربة بوصلتهم‬ ‫ويجعلهم فريسة للتيّارات المتضاربة الوافدة من الشرق والغرب‪.‬‬ ‫يشهد مجتمعنا المغربي منذ سنوات ليست بقصيرة‪ ،‬تراجعاً ملحوظاً في مؤشرات قيمه األخالقية‪،‬‬ ‫حيث اصبح ّ‬ ‫جل اهتمام أفراد هذا المجتمع العريق واألصيل منصباً على الحاضر وما يؤمنه من مغريات‬ ‫وماديات دون التفكير أو التخطيط للمستقبل البعيد‪ ،‬األمر الذي أدّى إلى تدهور العالقات اإلجتماعية‬ ‫وحدوث شرخ كبير في نظام القيم ومنها القيم األخالقية‪،‬‬ ‫فعندما تطغى المصالح المادية والشخصية على حياة‬ ‫الفرد فإنه يقع في متاهات صراع يقوده إلى تغيير اتجاهه‬ ‫الصحيح وتراجع قيمه األخالقية ‪.‬‬ ‫‪ ‬وفي سياق حديثنا عن القيم البد لنا أن نوضح بأن‬ ‫القيم هي مجموعة المبادئ والتعاليم والضوابط األخالقية‬ ‫التي تحدد سلوك الفرد وترسم له طريقه الصحيح الذي‬ ‫يقوده إلى أداء واجباته الحياتية ودوره في المجتمع الذي‬ ‫ينتمي إليه‪ ،‬ويعتبر نظام القيم السد المنيع الذي يحمي‬ ‫الفرد من الوقوع في الخطأ وارتكاب أعمال تخالف الضمير‬ ‫وتنافي المبادئ واألخالق وفي ذات الوقت يعتبر المرجعية‬ ‫التي من خاللها نحكم على كل ماهو خطأ أو صواب‪ .‬‬ ‫انهيار القيم األخالقية ينتقل كالعدوى من فرد الى‬ ‫فرد بواسطة العالقات التي تربط األفراد بعضهم ببعض‬ ‫داخل المجتمع‪ ،‬حتى تغدو الحالة مرضاً مزمناً يؤدي به –‬ ‫المجتمع ‪ -‬إلى التفسخ واإلنحطاط‪ ،‬ومن المالحظ بأن فئة‬ ‫الشباب هم األكثر تأثراً بالتغييرات والتطورات الحاصلة في المجتمع واألكثر إصابة باألمراض المجتمعية‬ ‫واألسباب كثيرة‪ ،‬وأهمها انهيار القيم األخالقية على صعيد األسرة ‪ .‬‬ ‫‪ ‬فتفكك األسر وسيطرة روح األنانية بين أفرادها وغياب الرقابة على األبناء وترك الحبل على الغارب‬ ‫بمنحهم الحرية المطلقة في التصرف دون حسيب أو رقيب ادّى إلى ضياع الشباب واختالل قيمهم‬ ‫األخالقية‪ ،‬باإلضافة إلى دخول التكنولوجيا الحديثة كاألنترنيت والهاتف المتنقل والذكي‪ ،‬كلها أسباب‬ ‫وعوامل أدت إلى انهيار القيم وتراجع مؤشراتها بشكل خطير‪ ،‬فمثل هذه األدوات أدخلت مقاييس ومعايير‬ ‫جديدة كثيرة ومتناقضة ومشوشة أثرّت سلبا على سلوك الشباب فاخت ّلـت عالقاتهم األخالقيــة التي‬ ‫في حاالتها اإلعتيادية تؤدي إلى سعادة الفرد وطمأنينته‪ ،‬وفتحت باب اإلباحية على مصراعيه ووضعت‬ ‫أمامهم مغريـات جنسية وأخرى حياتية أدّت بهم إلى اإلنحـراف وتغليب الغرائز واإلستسـالم للسلوكيـــات‬ ‫المختلة واستحالل المحرمـات واستباحة الممنوعات وإتيان كل ما يخالف األخالق الدينية والدنيوية‬ ‫ويخالف القانون ‪.‬‬ ‫ومن المظاهر األكثر شيوعاً والتي تدل على تراجع القيم األخالقية لدى شبابنا‪ ،‬هي عدم احترام‬ ‫العادات والتقاليد والموروثات األخالقية وأنماط السلوك المتعارف عليها في مجتمعنا‪ ،‬وتقليد نماذج‬ ‫سلوكية مستوردة ال تتناسب مع النماذج المحلية المألوفة كإتباع موضات أزياء غريبة وتسريحات شعر‬ ‫أغرب باإلضافة إلى احتقار نظام األسرة ‪ ‬و العقوق بالوالدين وعدم التقيد بالضوابط اإلجتماعية واإلنحراف‬ ‫عنها والتقليل من قوتها وسيطرتها‪ ،‬ومن هنا يبدأ األمر بإعطاء مؤشرات خطيرة البد من تداركها قبل‬ ‫استفحال الحالة وصعوبة عالجها إن لم تكن قد استفحلت فع ًال‪.‬‬ ‫بالرغم من أننا تحدثنا عن األغلبية من شبابنا إ ّال أن هناك أيضا أق ّلية منهم ال يزالون يحتفظون‬ ‫بمبادئهم وقيمهم األخالقية وال يضعفون بسهولة أمام المغريات والماديات‪ ،‬ولكن حتى هذه األق ّلية‬ ‫ال تسلم من األذى وليست بمنأى عن اإلنحراف‪ ،‬فمنهم من تربى في أجواء أسرة فاضلة استمد منها‬

‫قيمه األخالقية وحافظ عليها حتى ظهوره للمجتمع‬ ‫وتصادمه بالواقع الفاسد فاختل توازنه بين ما‬ ‫تعلمه داخل أسرته من قيم مثالية وبين ما لمسه‬ ‫على أرض الواقع من انحدار وتدهور في هذه القيم‬ ‫مما أدّى به إلى الضياع واعتالل السلوك وبالتالي‬ ‫أصبح يعيش مأزقاً نفسياً واجتماعياً خلق لديه‬ ‫فجوة كبيرة بين ما قيل له وتعلمه وما لمسه‪ ،‬فعلى‬ ‫سبيل المثال تعلم من أسرته شيئاً عن األمانة‪ ،‬واذا‬ ‫به يرى في الواقع صورا عديدة للخيانة‪ ،‬ونطلب‬ ‫منه اإلستقامة! واذا به يجد اإلنحراف قائماً في‬ ‫كل مكان في مجتمعه فتختل موازينه وتهتز قيمه‬ ‫ويتسرب الشك إليه فتنهار ثقته وتتكون لديه‬ ‫مشاعر النقمة والعدوان والقيام بسلوكيات ال‬ ‫أخالقية تثير سخط المجتمع عليه‪ .‬‬ ‫‪ ‬إن منظومة القيم األخالقية واإلجتماعية‬ ‫تشكل األسمنت المسلح الذي لن يقوم بدونه‬ ‫أي بناء سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي وثقافي‪،‬‬ ‫ألنها في النهاية هي ذات القيـم التي ّ‬ ‫تشكل‬ ‫اإلنسان وتميزه عن غيره من المخلوقات‪ ،‬وتجعله‬ ‫خليفة في األرض‪ ،‬يقوم بإعمارها وبنائها ويؤسس‬ ‫لمجتمع متجانس تسوده الطمأنينة واألمن‬ ‫والتفاهم واإلحترام في كل المجاالت وفي حال‬ ‫انهيار هذه القيم‪ ،‬فإن كل المقوّمات المادية‬ ‫والمالية والتكنولوجية ستتحول إلى أسلحة للدمار والتناحر والتشاجر والتقاتل لتقضي على وجود اإلنسان‬ ‫ذاته‪ ،‬مكارم األخالق ضرورة إجتماعية‪ ‬عليها مناط الوجود والتحدي األكبر لبقاء الدول‪ ،‬وال يستغني‬ ‫عنها مجتمع من المجتمعات‪ ،‬ومتى فقدت مكارم األخالق‪ ،‬تفكك أفراد المجتمع‪،‬وتصارعوا‪ ،‬وتعارضت‬ ‫مصالحهم‪ ،‬ثم أدى بهم ذلك إلى اإلنهيار ثم الدمار‪.‬‬ ‫من هنا يأتي دور المؤسسات اإلجتماعية والثقافية والتربوية والتعليمية واإلعالمية‪ ،‬باإلضافة‬ ‫الى المنظمات المجتمعية في أن يعيدوا فاعلية النظام اإلجتماعي القائم بهم وعليهم‪ ،‬واإلهتمام‬ ‫بفئة الشباب ومعالجة مشاكلهم الحياتية واإلجتماعية وتحفيز الوعي إلدراك خطورة انهيار القيم‬ ‫األخالقية‪ ،‬وإعداد مناهج دراسية إجتماعية تعنى بالمبادىء والقيم واألخالق وبالتدريج ابتداء من‬ ‫المرحلة اإلبتدائية لتشمل جميع المراحل الدراسية‪،‬‬ ‫وعلى اإلعالم بمختلف وسائله إعداد برامج خاصة تعرض‬ ‫مشاكل الشباب واستضافة المختصين اإلجتماعيين‬ ‫والنفسيين الستشارتهم وطلب الحلول والمعالجات‬ ‫منهم واإلستمرار على هذا المنهج في محاولة جماعية‬ ‫وبالتعاون مع المؤسسات المعنية للحفاظ على نظام‬ ‫القيم األخالقية وبالتالي الحفاظ على المجتمع ومنعه‬ ‫من اإلنهيار األخالقي‪ ،‬كذلك على األسر أن تؤدي دورها‬ ‫في مراقبة ابنائها ذكوراً وإناثاً والتقرب منهم لمعرفة‬ ‫مشاكلهم وإيجاد الحلول المناسبة لها ومساعدتهم على‬ ‫تجاوز أخطائهم وعدم تكرارها وذلك من خالل التوجيه‬ ‫واإلرشاد السليم والمتابعة المستمرة‪. ‬‬ ‫إن أعظم خطر يتهدد أي مجتمع هو انهيار منظومته‬ ‫األخالقية‪ ،‬وضياع وميوعة هويته الثقافية‪ ،‬ألن هذه األمور‬ ‫هي بمثابة األسس التي تقوم عليها الحضارات بكل‬ ‫جوانبها الفكرية والمادية‪ ،‬والمتأمل في تاريخ األمم يدرك بجالء أن هالك األرواح وخراب العمران في‬ ‫كل أمة سبقه فساد العقائد وانهيار القيم‪.‬‬

‫إنما األمم األخــالق ما بقـيــت‬

‫فإن همو ذهبت أخالقهـم ذهبـوا‬

‫صالح أمرك لألخـالق مرجعــه‬

‫فقوّم النفـس باألخـالق تستقـم‬ ‫فأقـــم عليهــم مـأتمــاً وعـويــ ً‬ ‫ال‬

‫إذا أصيب القـوم يف أخالقهــم‬

‫فاألمم تضمحل وتندثر إذا ما انعدمت فيها األخالق‪ ،‬فساد فيها الكذب والخداع والغش والفساد‪،‬‬ ‫حتى ليأتي يوم يصبح فيه الخلوق القوي األمين غريباً منبوذاً ال يؤخذ له رأي‪،‬‬ ‫وال تسند إليه أمانة‪ ،‬فمن يريد األمين في بلد عمّ فيه الفساد ؟‪...‬‬ ‫و حقيقة ما أحوجنا إلى أخالق اإلسالم وتوجيهاته‪ ،‬ونحن نرى قطيعة الرحم وضعف البر والصلة‬ ‫وانعدام النصيحة وانتزاع الرحمة والحب والتآلف بين كثير من األبناء واآلباء والجيران واألخوة وبين أفراد‬ ‫المجتمع الواحد‪ ،‬فإذا‪ ‬شاعت في المجتمع األخالق الحسنة من الصدق واألمانة والعدل والنصح‪ ،‬مجتمع‬ ‫تحفظ فيه الحقوق وتقوى فيه أواصر المحبة بين أفراد المجتمع وتقل الرذيلة وتزيد الفضيلة‪ ،‬وإذا‬ ‫شاعت األخالق السيئة من الكذب والخيانة والظلم والغش‪ ،‬فسد المجتمع وضاعت الحقوق وانتشرت‬ ‫القطيعة بين أفراد المجتمع وانقلبت الموازين‪ ،‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ :‬سيأتي على‬ ‫الناس سنوات خداعة؛ يصدق فيها الكاذب‪ ،‬ويكذب فيها الصادق‪ ،‬ويؤتمن فيها الخائن‪ ،‬ويخون فيها‬ ‫األمين‪ ،‬وينطق فيها الرويبضة‪ ،‬قيل‪ :‬ومن الرويبضة يا رسول اهلل؟! قال‪ :‬الرجل التافه يتكلم في أمر‬ ‫العامة‪.‬‬


‫العدد ‪897‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬يوليوز ‪2017‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬

‫مديرية وزان تحتفي‬ ‫بالمتفوقين في‬ ‫حفل التميز الدراسي‬ ‫‪2017-2016‬‬

‫‪ 27‬مليون درهم للترويج السياحي لوجهة الحسيمة‬

‫رصدت وزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة‬ ‫التقليدية واالقتصاد االجتماعي غالفا ماليا يصل إلى ‪27‬‬ ‫مليون درهم من أجل الترويج السياحي لوجهة الحسيمة‪.‬‬

‫ووفق بالغ لوزارة السياحة‪ ،‬فإن مخطط العمل هذا‪،‬‬ ‫الذي تطلب انخراط مختلف المتدخلين في القطاع والهيئات‬ ‫العاملة تحت وصاية الوزارة ‪ ،‬يهدف إلى وضع برنامج عاجل‬ ‫تكون له نتائج آنية من أجل اإلقالع السياحي والنهوض‬ ‫بجهة الحسيمة‪.‬‬

‫وأضاف المصدر ذاته أن هذه العملية التي تندرج في‬ ‫إطار سلسلة من االجراءات العاجلة التي تم بلورتها بتنسيق‬ ‫بين الوزارة الوصية وجهة طنجة تطوان الحسيمة إلعطاء‬

‫دفعة قوية للمؤسسات السياحية والفندقية بالحسيمة خالل‬ ‫موسم االصطياف الحالي‪ ،‬تعتمد على تعزيز الرحالت الجوية‬ ‫الخاصة بالحسيمة ومواكبة المنعشين السياحيين للترويج‬ ‫لهذه الوجهة خالل الموسم الصيفي ‪.2017‬‬ ‫وسيتم في هذا االطار إطالق رحالت جوية إضافية لفك‬ ‫العزلة عن هذه الوجهة وحملة ترويجية كبيرة لبيع المنتوج‬ ‫السياحي للمنطقة بأسعار جذابة خالل الموسم ‪ ،‬والتخفيف‬ ‫من حدة ضرائب المطارات برسم صيف ‪ 2017‬والشتاء‬ ‫القادم‪ ،‬وإطالق حملة تواصلية وترويجية بأسعار تنافسية‬ ‫بالتشاور مع المجلس اإلقليمي للسياحة وتعبئة وكاالت‬ ‫األسفار الوطنية لالنخراط في هذا البرنامج‪.‬‬

‫وترتكز هذه االجراءات االساسية أيضا على برمجة‬ ‫الخطوط الملكية الجوية لرحلتين مباشرتين أسبوعيا انطالقا‬ ‫من الدارالبيضاء ب‪ 400‬درهم ذهابا ورحلتين بين الحسيمة‬ ‫وطنجة ب‪ 300‬درهم ذهابا (يومي اإلثنين واألربعاء)‪ .‬وسيتم‬ ‫بدء العمل بهذه الخطوط الجديدة اإلثنين القادم لتنضاف‬ ‫إلى الرحلتين الحاليتين اللتين تؤمنان الحسيمة انطالقا من‬ ‫الدارالبيضاء عبر تطوان (يومي الجمعة واالحد)‪.‬‬ ‫وأشار المصدر إلى أن الوزارة ستطلق مبادرات أخرى‬ ‫لتحسيس الرأي العام والمؤسسات والهيئات وتشجيعها على‬ ‫برمجة عطلها وعطل منخرطيها على مستوى مراكز األعمال‬ ‫االجتماعية بالحسيمة‪.‬‬

‫مظاهر الفوضى والعشوائية تعود من جديد إلى شواطئ مارتيل‬ ‫مع بداية الموسم الصيفي‪ ،‬عادت مظاهر الفوضى‬ ‫والعشوائية لتهيمن على مدينة مرتيل على مختلف‬ ‫األصعدة‪ ،‬أبطالها أشخاص يظهرون فقط في فصل الصيف‬ ‫مستغلين ارتفاع عدد زوار المدينة الذي يوازيه ارتفاع الطلب‬ ‫على الخدمات األساسية والترفيهية لكسب أموال مهمة من‬ ‫جيوب السياح بطرق غير قانونية‪.‬‬ ‫فبخصوص الشاطئ البلدي لمدينة مرتيل‪ ،‬عاينت‬ ‫«المساء» كيف استحوذ عدد من الشبان على أجزاء شاسعة‬ ‫منه‪ ،‬الستغالله بالقوة دون رخصة قانونية صريحة‪ ،‬عن‬ ‫طريق كراء المظالت الشمسية والكراسي والطاوالت‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى المركبات المائية بأثمنة مرتفعة تتغير حسب‬ ‫أيام األسبوع‪ ،‬حيث اتضح سوء تدبير كبير في تنظيم هذه‬ ‫العملية واإلشراف عليها ومراقبتها‪ ،‬سواء من جانب السلطة‬ ‫المحلية أو من جانب الجماعة‪.‬‬ ‫وما اشتكى منه مصطافون التقتهم «المساء» هو‬ ‫المضايقة التي يتعرضون لها من قبل هؤالء الشبان عن‬ ‫طريق منعهم من استغالل فضاء الشاطئ العمومي في‬ ‫حال لم يستعملوا مظالتهم المؤدى عنها‪ ،‬وتتخذ هذه‬ ‫المضايقات أشكاال متعددة أبرزها العنف اللفظي البذيء‪.‬‬ ‫من جهة آخر‪ ،‬الحظت الجريدة االرتفاع المهول لتعرفة‬

‫األداء بمواقف السيارات بالمدينة خصوصا تلك القريبة من‬ ‫الشواطئ التي وصل سعر ركن السيارة بأحد مرائبها إلى‬ ‫‪ 15‬درهما‪.‬‬ ‫وهي تسعيرة فاجأت حتى بعض المنتخبين الذين‬ ‫أكدوا لـ «المساء» عدم تضمن دفتر التحمالت التي‬ ‫وقعها مستغلو هذه المرائب مع الجماعة‪ ،‬لهذه األسعار‬ ‫الملتهبة‪.‬‬ ‫مثل هذه الممارسات العشوائية تتكرر بمدينة مرتيل‬

‫كل سنة على مرأى من عيون السلطة المحلية وبعلم من‬ ‫الجماعة دون أن تحرك ساكنا لوضع حد لها رغم تعالي‬ ‫األصوات االحتجاجية من هيئات بالمجتمع المدني ومن‬ ‫مواطنين عاديين اعتادوا على زيادة المدينة‪ ،‬وضاقوا ذرعا‬ ‫بوقوعهم كل سنة ضحايا لجشع أشخاص ال يترددون في‬ ‫ابتزازهم وسلبهم أمواال ال يستحقونها تحت غطاء الرخص‬ ‫الجماعية التي تتسم في الغالب بالضبابية‪.‬‬

‫رضوان الحسوني‬

‫اإلستعانة بالكالب البوليسية لقطع الطريق أمام مهربي المخدرات‬ ‫بميناء طنجة المتوسطي‬

‫لجأت المصالح المختصة بالميناء المتوطي لمدينة‬ ‫طنجة‪ ،‬إلى االستعانة بفريق جديد من الكالب «البوليسية»‬ ‫المدربة لقطع الطريق أمام تزايد أعداد المهربين تزامنا‬ ‫وفصل الصيف‪ ،‬ونتيجة الضغط المتواصل بهذا الميناء‬ ‫عقب عودة المهاجرين المغاربة المقيمين بالخارج‪.‬‬ ‫وحسب مصادر أمنية‪ ،‬فإن تكثيف هذه الجهود مكن‬ ‫من وقف نزيف شاحنات النقل الدولي التي كانت تستغل‬ ‫الثغرات األمنية لتهريب أطنان من المخدرات نحو الضفة‬ ‫األخرى‪ ،‬المكلفة بالمراقبة والتفتيش بالميناء‪ ،‬بحر األسبوع‬ ‫المنصرم‪ ،‬تم توقيف شخصين كانا على متن سيارة نفعية‬ ‫من نوع «ماستر» وبحوزتهما ‪ 21‬كيلوغراما من مخدر‬ ‫«الشيرا» مخبأة بإحكام داخل عجالت السيارة‪ ،‬حيث جرى‬

‫العثور عليها بعد االستعانة بالكالب البوليسية المدربة‪،‬‬ ‫والتي عملت على كشف المخدرات‪ ،‬ليتم إخضاع السيارة‬ ‫لجهاز «السكانير» الذي أظهر كمية المخدرات المخبأة‬ ‫في العجالت بشكل مثير تقول المصادر ذاتها‪ ،‬حيث كان‬ ‫المعنيان متجهين إلى بلد إقامتهما بإسبانيا‪ ،‬لتتم إحالتهما‬ ‫على المصلحة الوالئية للشرطة القضائية الستكمال‬ ‫البحث معهما حول القضية‪ .‬وحسب المصادر نفسها‪ ،‬فإن‬ ‫االستعانة بهذه الكالب مكنت‪ ،‬خالل اليوم الماضيين‪ ،‬من‬ ‫توقيف مواطنين رومانيين‪ ،‬إذ جرى حجز كيلوغرامين من‬ ‫مخدر الشيرا بحوزتهما‪ ،‬وهي الكمية التي كانت مخبأة أسفل‬ ‫المقاعد الخلفية لحافلة نقل دولي كانت متوجهة إلى الديار‬

‫البلجيكية‪ ،‬يتولى سياقتها مواطنان رومانيان مرفوقين‬ ‫بمواطنين مغربيين‪ ،‬تشير المصادر نفسها‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫جرى فتح تحقيق من طرف فرقة الشرطة القضائية بميناء‬ ‫طنجة المتوسطي تحت إشراف النيابة العامة للوصول إلى‬ ‫الحقائق الكاملة حول هذه العملية‪.‬‬ ‫يذكر أن نزيف التهريب داخل الميناء المتوسطي‬ ‫بدأت حدته تخف‪ ،‬بعد أن شرعت المصالح الوصية داخلها‬ ‫في إجراء تغييرات جذرية في مختلف أقسامها‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى االستعانة بأجهزة فحص جديدة‪ ،‬وكذا فرق مدربة‬ ‫على الكشف عن المخدرات‪ ،‬بعد أن تزايدات خالل األشهر‬ ‫القليلة الماضية‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫إدعمار يدشن حملة انتخابية سابقة لألوان ويشرع‬ ‫في استقبال جمعيات األحياء‬ ‫قالت مصادر مطلعة أن محمد إدعمار‪ ،‬رئيس الجماعة‬ ‫الحضرية بتطوان‪ ،‬دشن لحملة انتخابية سابقة لألوان‬ ‫تحضيرا لالنتخابات البرلمانية الجزئية‪ ،‬حيث شرع في‬ ‫استقبال مجموعة من جمعيات األحياء‪ ،‬من أجل مدراسة‬ ‫مشاكل هشاشة البنية التحتية وغياب الكهرباء العمومية‬ ‫وتدني جودة قطاع النظافة‪ ،‬فضال عن الطرق غير المعبدة‬ ‫وغياب المناطق الخضراء‪ ..‬وحسب المصادر نفسها‪ ،‬فإن‬ ‫االجتماع مع الجمعيات يتم بحضور المستشارين الذين‬ ‫استقطبهم إدعمار من حزب األصالة والمعاصرة‪ ،‬حيث‬ ‫يتم تقديم وعود بإصالح البنية التحتية وإرسال تقنيين‬ ‫ومهندسين لالطالع على المشاكل ومعاناة السكان‪ ،‬علما‬ ‫أن جل مشاكل األحياء الهامشية معروفة وواضحة ويفترض‬ ‫أن رئيس المجلس انتهى من تشخيصها خالل الوالية‬ ‫الثانية من تسيير وتدبير الشأن العام المحلي‪ ،‬وواجبه‬ ‫اآلن تنفيذ المشاريع وتنزيلها على أرض الواقع بعد توفير‬ ‫الميزانيات المطلوبة‪.‬‬

‫وقال أحد المستشارين‪ ،‬إن ادعمار استنفر معاونيه‬ ‫وجميع نواب أحزاب أخرى‪ ،‬من أجل مساعدته في الحفاظ‬ ‫على القاعدة االنتخابية المصوتة ومحاولة استعادة المقعد‬ ‫البرلماني الذي أستقطبه بسبب استغالل وسائل ومصالح‬ ‫ولوجستيك الجماعة‪ ،‬من أجل تنظيم مهرجان حزبي‬ ‫واستقبال بنكيران‪ ،‬األمين العام لحزب العدالة والتنمية‬ ‫ورئيس الحكومة السابق‪.‬‬ ‫وأضاف المتحدث نفسه أن إدعمار سيستمر في‬ ‫تكثيف اللقاءات واالجتماعات الخاصة بجمعيات األحياء‪ ،‬ألنه‬ ‫يعرف أن األحياء الشعبية والهامشية بها خزان انتخابي‬ ‫مهم‪ ،‬والوعود بإعادة هيكلتها أو استفادتها من المرافق‬ ‫العمومية هو السبيل الوحيد لكسب تعاطف السكان والفوز‬ ‫بأصواتهم‪.‬‬ ‫وكشف المتحدث أن هناك العديد من جمعيات األحياء‬ ‫التي سبق ووضعت شكايات بمصالح الجماعة من أجل‬ ‫رفع التهميش واإلقصاء دون أن تتم االستجابة لها‪ ،‬فضال‬

‫عن عدم تنفيذ مجموعة من الوعود السابقة رغم الزيارات‬ ‫الميدانية ودراسة التقنيين إلى غير ذلك‪.‬‬ ‫يذكر أنه من ضمن خروقات الحملة االنتخابية التي‬ ‫كانت سببا في إسقاط مقعد العدالة والتنمية البرلماني‬ ‫واعتمدتها األحزاب المتنافسة في طعنها ضد فوز إدعمار‪،‬‬ ‫استغالله لوسائل وإمكانيات الجماعة في الحملة االنتخابية‪،‬‬ ‫توظيف الدعم الجمعوي من المال العام الستقطاب‬ ‫الجمعيات وكسب تعاطفها‪ ،‬فضال عن استغالل لوجستيك‬ ‫الجماعة وعمالها الستقبال عبد اإلله بنكيران‪ ،‬األمين‬ ‫العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة السابقة‪،‬‬ ‫من أجل إقامة مهرجان خطابي‪ ،‬وقد كان األولى‪ ،‬بحسب‬ ‫المتنافسين السياسيين‪ ،‬أن يتم االعتماد على ممون‬ ‫للحفالت أو شركة خاصة ضمانا لمبدأ تكافؤ الفرص‬ ‫بين الجميع والتزاما بالقوانين المنظمة للحملة الخاصة‬ ‫باالنتخابات التشريعية‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫نظمت المديرية اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية‬ ‫والتعليم العالي والبحث العلمي بوزان بشراكة مع‬ ‫المجلس اإلقليمي لوزان‪ ،‬حفل التميز الدراسي ‪2016-‬‬ ‫‪ 2017‬تحت شعار ‪ »:‬تشجيع التميز دعامة لترسيخ ثقافة‬ ‫االستحقاق»‪ ،‬وذلك يوم الخميس ‪ 06‬يوليوز ‪، 2017‬‬ ‫ابتداء من الساعة السادسة مساء بثانوية اإلمام مالك‬ ‫اإلعدادية بوزان‪ .‬وتأتي هذه التظاهرة في سياق تشجيع‬ ‫التفوق والتميز الدراسيين وكذا إضفاء روح المنافسة في‬ ‫صفوف تلميذات وتالميذ المؤسسات التعليمية باإلقليم‪،‬‬ ‫وتكريم البعض من نساء ورجال التعليم؛ اعترافا من‬ ‫المديرية بالمجهودات التي تبذلها هذه الفئة من أجل‬ ‫تطوير منظومتنا التربوية على الصعيد اإلقليمي‪.‬‬ ‫وقد تميز هذا الحفل الذي‪ ،‬ترأسه السيد عامل‬ ‫إقليم وزان‪ ،‬رفقة رؤساء المصالح الخارجية باإلقليم‪،‬‬ ‫والسيد رئيس المجلس اإلقليمي والسيد رئيس الجماعة‬ ‫الترابية لوزان ‪ ،‬والسادة البرلمانيون باإلقليم‪ ،‬باإلضافة‬ ‫للسادة ممثلي النقابات التعليمية والهيئات الحقوقية‪،‬‬ ‫وممثل اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان لجهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة‪ ،‬وأعضاء المكتب اإلقليمي لفيدرالية‬ ‫جمعيات أمهات وآباء واولياء التالميذ باإلقليم‪ ،‬والسادة‬ ‫والسيدات ممثلي المجتمع المدني‪ ،‬والمنابر اإلعالمية‪،‬‬ ‫والسيدات والسادة رؤساء المؤسسات التعليمية باإلقليم‪،‬‬ ‫والسيدة والسادة المفتشين التربويين‪ ،‬والسادة أطر‬ ‫التوجيه التربوي العاملين باإلقليم‪ ،‬والسيدات والسادة‬ ‫األساتذة‪ ،‬وتالميذ وتلميذات مرفقين بأولياء أمورهم؛‬ ‫بكلمة كل من السيد المدير اإلقليمي لوزارة التربية‬ ‫الوطنية والتكوين المهني و والتعليم العالي والبحث‬ ‫العلمي بوزان والسيد رئيس المجلس اإلقليمي لوزان‬ ‫والسيد رئيس الجماعة الترابية لوزان؛ والذين عبروا‬ ‫من خالل كلماتهم عن اعتزازهم بطبيعة النتائج التي‬ ‫حققها تلميذات وتالميذ إقليم وزان خالل هذا الموسم‬ ‫الدراسي‪ ،‬وعن التطور التدريجي الذي تعرفه المنظومة‬ ‫التربوية على الصعيد اإلقليمي خالل السنتين الدراستين‬ ‫األخيرتين‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬دعا المدير اإلقليمي لوزارة التربية‬ ‫الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث‬ ‫العلمي بوزان‪ ،‬كافة مكونات المجتمع المحلي إلى تكثيف‬ ‫الجهود‪ ،‬للحفاظ على المكتسبات التي تم تحقيقها خالل‬ ‫هذا الموسم الدراسي‪ ،‬وللعمل من أجل تطويرها خالل‬ ‫المواسم الدراسية المقبلة‪ ،‬كما أشار في كلمته إلى‬ ‫النسب التي تم تحقيقها خالل هذا الموسم بمختلف‬ ‫األسالك الدراسية والتي حسب كلمة المدير اإلقليمي‪،‬‬ ‫تعكس المستوى الحقيقي للمتعلمات والمتعلمين التي‬ ‫وصفها بالموضوعية والقابلة للتطور‪ .‬كما شكر كل‬ ‫المتدخلين في الشأن التربوي على مساهمتهم في‬ ‫تحقيق هذه النتائج‪.‬‬ ‫لإلشارة فقد بلغت نسبة النجاح في مختلف المراحل‬ ‫ما يلي‪: ‬‬ ‫• السنة السادسة ابتدائي‪% 83,83 : ‬‬ ‫• السنة الثالثة ثانوي إعدادي‪% 50: ‬‬ ‫• السنة الثانية بكالوريا ‪% 40,50:‬‬ ‫مباشرة بعد كلمات افتتاح حفل التكريم‪ ،‬أشرف‬ ‫السيد عامل إقليم وزان والوفد المرافق له على تقديم‬ ‫مجموعة من الجوائز والشواهد التقديرية لمختلف‬ ‫التالميذ المتفوقين والتي شملت جميع المستويات‬ ‫دون استثناء‪ .‬كما تم تكريم مجموعة من األطر اإلدارية‬ ‫والتربوية‪ ،‬منهم من سيحال على التقاعد وبينهم من‬ ‫الزال يمارس عمله‪.‬‬

‫أحمد ضريف‬

‫رئيس مكتب االتصال‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪897‬‬

‫إقتصاد‬ ‫خمسة ماليير درهم دعم صندوق المقاصة‬ ‫خالل أربعة أشهر‬ ‫البيانات المتعلقة بصندوق المقاصة لألشهر األربعة األولى كشفت تسجيل ارتفاع مهم في‬ ‫تحمالت الصندوق بسبب ارتفاع األسعار في األسواق العالمية للمواد المدعمة‪ ،‬وتغيير بنية‬ ‫أسعار مادة غاز البوتان‪.‬‬ ‫وبلغ مجموع تحمالت الصندوق لهذه الفترة ما مجموعة ‪ 2،50‬مليار درهم‪ ،‬مقابل ‪3،13‬‬ ‫مليار درهم المسجلة في الفترة نفسها من ‪ ،2016‬ما يمثل زيادة مهمة بلغت نسبتها ‪ 66‬في‬ ‫المائة‪.‬‬ ‫وبلغ دعم استهالك غاز البوتان ما يعادل ‪ 3،76‬مليار درهم للفترة نفسها من سنة ‪،2016‬‬ ‫مسجال بذلك ارتفاعا يقدر بنحو ‪ 75،98‬في المائة‪.‬‬ ‫وقد وصل استهالك مادة غاز البوتان‪ ،‬ما بين شهري يناير وأبريل ‪ ،2017‬إلى حدود ‪783‬‬ ‫ألف طن مقابل ‪ 769‬ألف طن للفترة نفسها من سنة ‪ ،2016‬ما يمثل زيادة قدرها ‪ 2‬في المائة‪.‬‬ ‫وكان نصيب األسد من الكميات المستهلكة لقنينة الغاز من حجم ‪ 12‬كيلوغراما‪ ،‬أزيد من‬ ‫‪ 649‬ألف طن مقابل ‪ 633‬ألف طن قبل سنة‪ ،‬في حين بلغت الكميات المستهلكة من قنينات‬ ‫الغاز بحجم ‪ 3‬كيلوغرمات ‪ 103‬آالف طن‪ ،‬مقابل ‪ 107‬آالف طن في األربعة أشهر األولى من‬ ‫‪.2016‬‬ ‫وبلغ دعم السكر المستهلك ما يناهز ‪ 1،139‬مليون درهم خالل األربعة أشهر األولى من‬ ‫‪ ،2017‬مقابل ‪ 1،103‬مليون درهم في الفترة نفسها سنة ‪ ،2016‬أما فيما يخص ملفات دعم‬ ‫السكر المستورد الخام‪ ،‬فقد انخفضت الكميات المستوردة خالل الثلث األول من سنة ‪2017‬‬ ‫بنسبة ‪ 10،11‬في المائة‪ ،‬مقارنة مع الفترة نفسها لسنة ‪.2016‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫‪ 7،5‬ماليير درهم عجز الميزانية نهاية ماي ‪2017‬‬ ‫أفادت الخزينة العامة للمملكة‪ ،‬التابعة لوزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬أن حالة التحمالت وموارد‬ ‫الخزينة أفضت إلى تسجيل عجز في الميزانية بلغ ‪ 7،5‬مليار درهم برسم األشهر الخمسة األولى‬ ‫من سنة ‪ ،2017‬مقابل ‪ 25،8‬مليار درهم سنة قبل ذلك‪.‬‬ ‫وأوضحت الخزينة العامة للمملكة التابعة لوزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬في نشرتها الشهرية‬ ‫إلحصاءات المالية العمومية لشهر ماي ‪ ،2017‬أن هذا التطور يعزى‪ ،‬أساسا‪ ،‬إلى ارتفاع المداخيل‬ ‫العادية بـ ‪ 7،7‬في المائة أي إلى ‪ 89،9‬مليار درهم خالل شهر ماي‪ ،‬وانخفاض بنسبة ‪ 4،8‬في‬ ‫المائة في نفقات الميزانية العامة لتصل إلى ‪ 130،2‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وأوضحت النشرة أن هذا االرتفاع في المداخيل العادية يرجع‪ ،‬أساسا‪ ،‬إلى ارتفاع الضرائب‬ ‫المباشرة بنسبة ‪ 10،7‬في المائة والضرائب غير المباشرة بنسبة ‪ 6،2‬في المائة وحقوق التسجيل‬ ‫والتنبر بنسبة ‪ 5،6‬في المائة متضافرة مع انخفاض الرسوم الجمركية بنسبة ‪ 8،6‬في المائة‪.‬‬ ‫وبخصوص نفقات الميزانية العامة‪ ،‬أبرزت النشرة أن تراجعها يعزى إلى انخفاض نفقات‬ ‫التسيير بـ ‪ 2،6‬في المائة و نفقات االستثمار ب ‪ 4،3‬في المائة‪ ،‬وتحمالت الدين العمومي‬ ‫بـ‪ 10،3‬في المائة‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر ذاته‪ ،‬أن تراجع تحمالت الدين المدرج في الميزانية يعزى إلى انخفاض‬ ‫بنسبة ‪ 11،4‬في المائة لسداد الدين األساسي (‪ 18،8‬مليار درهم مقابل‪ 21،2‬مليار درهم)‬ ‫والفوائد المترتبة على الدين بنسبة ‪ 8،4‬في المائة (‪ 12‬مليار درهم مقابل ‪ 13،1‬مليار درهم)‪.‬‬ ‫وأشارت النشرة إلى أن تطور بنية نفقات الميزانية العامة‪ ،‬ما بين نهاية ماي ‪ 2016‬ونهاية‬

‫ماي ‪ ،2017‬تظهر انخفاضا في حصة نفقات رواتب المستخدمين ب ‪ 2،2‬في المائة‪ ،‬و ‪ 5،7‬في‬ ‫المائة لنفقات أخرى تتعلق بالممتلكات والخدمات ترجمت بارتفاع بنسبة ‪ 27،2‬في المائة في‬ ‫سندات المقاصة‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬أبرزت الخزينة العامة للمملكة أن مداخيل الحسابات الخاصة للخزينة بلغت‬ ‫‪ 36،4‬مليار درهم‪ ،‬مسجلة أن هذه المداخيل تأخذ بعين االعتبار التحويالت المتوصل بها من‬ ‫التحمالت المشتركة للميزانية العامة لالستثمار بالنسبة لـ ‪ 10،6‬مليار درهم‪ ،‬وعائدات قدرها‬ ‫‪ 1،1‬مليار درهم في إطار هبات قدمتها دول الخليج‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق بنفقات الحسابات الخاصة للخزينة فقد بلغت ‪ 22،9‬مليار درهم‪ ،‬منها مبلغ‬ ‫‪ 17،6‬مليار درهم برسم حسابات االعتمادات الخاصة‪ ،‬حسب الخزينة‪ ،‬التي أوضحت أن رصيد‬ ‫مجموع الحسابات الخاصة للخزينة ارتفع إلى ‪ 13،5‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وحسب النشرة فإن مداخيل مصالح الدولة التي تدبر بشكل مستقل‪ ،‬انخفضت من جهتها‬ ‫بنسبة ‪ 16،3‬في المائة لتبلغ ‪ 1‬مليار درهم‪ ،‬مقابل ‪ 1،2‬مليار درهم في متم ماي ‪ ،2016‬مبرزة‬ ‫أن المصاريف بلغت‪ ،‬خالل األشهر الخمسة األولى من ‪ ،2017‬ما مجموعه ‪ 466‬مليون درهم‬ ‫مقابل ‪ 366‬مليون درهم سنة قبل ذلك‪ ،‬أي بارتفاع بنسبة ‪ 21،9‬في المائة‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫الدين الخارجي العمومي تجاوز ‪ 143،9‬مليار درهم‬ ‫ارتفاع حجم الدين العمومي الخارجي للمغرب خالل األشهر األولى من السنة الجارية ليقارب‬ ‫نحو ‪ 144‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وبحسب مديرية الخزينة والمالية الخارجية‪ ،‬التابعة لوزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬فإن حجم‬ ‫الدين الخارجي العمومي تجاوز ‪ 143،9‬مليار درهم خالل الفصل األول من سنة ‪ ،2017‬مقابل‬ ‫‪ 142،8‬مليار درهم خالل الفصل األخير من السنة الماضية‪.‬‬ ‫وأوضحت المديرية‪ ،‬في نشرة إحصائية حول الدين الخارجي العمومي إلى غاية نهاية‬ ‫شهر مارس ‪ ،2017‬أن الدائنين متعددي األطراف يشكلون المجموعة األولى لدائني المغرب‬ ‫بحصة تصل ‪ 50،7‬في المائة من الدين العمومي الخارجي في مجموعه على المدى المتوسط‬ ‫والطويل‪ ،‬تليهم السوق المالية الدولية بنسبة ‪ 33،2‬في المائة‪ ،‬وأضافت أن عمليات السحب‬ ‫من القروض الخارجية بلغت ‪ 811‬مليون درهم‪ ،‬أنجزتها المؤسسة الدولية بحوالي ‪ 768‬مليون‬ ‫درهم‪ ،‬والدائنون الثنائيون بنحو ‪ 3‬ماليين درهم‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق بتكاليف الدين‪ ،‬فقد بلغت‪ ،‬حسب المصدر ذاته‪ 2،78 ،‬مليار درهم حتى نهاية‬ ‫شهر مارس‪ ،‬من بينها ‪ 2،22‬مليار درهم بالنسبة للتكاليف الرئيسية‪ ،‬و‪ 558‬مليون درهم‬ ‫بالنسبة لتكاليف الفائدة‪.‬‬ ‫وعلى مستوى هيكلة الدين الخارجي العمومي حسب العمالت‪ ،‬فقد استحوذ األورو على‬ ‫حصة األسد بـ ‪ 71،1‬في المائة من الدين الخارجي للخزينة خالل هذا الفترة فيما حاز الدوالر‬ ‫على ‪ 22،1‬في المائة‪ ،‬و‪ 2،8‬في المائة بالنسبة للين الياباني‪ ،‬و‪ 4‬في المائة بالنسبة لباقي‬ ‫العمالت‪.‬‬ ‫ووفقا لنوع سعر الفائدة‪ ،‬أشارت إلى هيمنة سعر الفائدة الثابت على نسبة ‪ 58،2‬في المائة‪،‬‬ ‫في حين مثل الدين بسعر فائدة متغير ‪ 41،8‬في المائة‪.‬‬ ‫وتهدف النشرة اإلحصائية للدين الخارجي العمومي‪ ،‬التي تصدر كل ثالثة أشهر‪ ،‬إلى تلبية‬ ‫متطلبات المعيار الخاص لنشر المعطيات‪ ،‬كما يحدده صندوق النقد الدولي‪ ،‬وبالتالي تمكين‬ ‫المستخدمين الداخليين والخارجيين من معلومات منتظمة بهذا الخصوص‪ ،‬وتشمل هذه‬ ‫اإلحصاءات‪ ،‬أساسا‪ ،‬تطور حجم الدين العمومي وبنيته وتوزيعه بحسب األجل والجهات المدينة‬ ‫والعمالت وأسعار الفائدة وخدمة الدين وأصل الدين والفوائد والسحوبات وتوقعات خدمة‬ ‫الدين بناء على الرصيد القائم‪.‬‬

‫ندوة صحافية حول الدورة الثانية لـ ‪:‬‬

‫«مهرجان معركة القصر الكبير ‪1578‬الدولي لحفظ الذاكرة»‬ ‫لعل أبرز النقط التي أعلنت عنها الجامعة للجميع بالقصر الكبير‬ ‫في الندوة الصحافية التي أقيمت حول «الدورة الثانية لمهرجان‬ ‫معركة القصر الكبير ‪1578‬الدولي لحفظ الذاكرة»‪:‬‬ ‫ عرض األستاذ إدريس حيدر عرضا تفصيليا لبرنامج الدورة‬‫التي ستستهل يوم اإلثنين المقبل بعرض موسيقي لفرقة برتغالية‬ ‫عالمية بساحة عالل بن عبد اهلل‪ ،‬وسيستمر إلى بداية غشت‬ ‫المقبل‪..‬‬ ‫ الجامعة للجميع بالقصر الكبير ستعمل بالتنسيق مع بلدية‬‫المدينة في عملية التشوير الثقافي والتراثي في أحياء المدينة‬ ‫العتيقة‪.‬‬ ‫ اإلعالن عن ترشيح مدينة القصر الكبير ‪ -‬عن طريق الجامعة‬‫للجميع بالقصر الكبير‪ -‬لعضوية شبكة المدن المتوسطية المسماة‬ ‫« سبع شموس سبعة أقمار» التي أحدثت سنة ‪ ،1993‬وهو عنوان‬ ‫لرواية الكاتب العالمي جوزيه دي سوزا ساراماغو الحائز على جائزة‬ ‫نوبل لآلداب‪ ،‬وهي شبكة ثقافية تضم ‪ 33‬مدينة من ‪ 13‬بلدًا‪،‬‬ ‫تشترك في هدف الترويج للفنون وتثمين حوار الثقافات بين البلدان‬ ‫والحضارات‪.‬‬ ‫ قدم عضو اللجنة العلمية للجامعة ومؤرخ المدينة األستاذ‬‫محمد أخريف‪ ،‬مراجعة تاريخية لمكان معركة وادي المخازن‪ ،‬من‬ ‫خالل بعض أبحاثه وأبحاث مؤسسات علمية بالمغرب وخارجه‪،‬‬ ‫موضحا أنها كانت بمنطقة أوالد اوشيح عوض منطقة السواكن‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪897‬‬

‫كلما امتلؤوا قالوا‪ :‬هل من مزيد؟‬

‫بالغ صحفي‬

‫• إعداد ‪ :‬مصطفى بديع السوسي‬

‫ـ لماذا ال يقولون أنهم فشلوا وخسروا‪ ،‬وأوصلو البالد إلى‬ ‫ما وصلت إليه؟‬

‫ـ ويستغفلنا ذوو الشـأن فينا سـواء كانـوا تشريعييـن‬ ‫أو تنفيذيين!‪...‬‬

‫مشكلة المغرب تكمن في قوانينه‬ ‫التي يعتبرها البعض أرشيفا‪ ،‬أو حبراً باهتا‬ ‫على ورق مهترئ‪ ...‬كما ابتلي المغرب‬ ‫بمسؤولين كذلك الذي جمع ما ًال وعدّده‪،‬‬ ‫يحسب أن ماله أخلده‪ ،‬ولم ينتبه للوعيد‬ ‫الرباني وهو يكنز الذهب والفضة غير مبال‬ ‫ليوم الريب فيه‪...‬‬ ‫عينة م��ن ال��م��س��ؤول��ي��ن اع��ت��ب��روا‬ ‫المسؤولية تشريفا وليس تكليفا‪...‬وزادت‬ ‫البهرجة واالمتيازات في تكريس هذا‬ ‫المفهوم لدى عقلهم الباطن‪ ،‬فأصبحت‬ ‫السيارة الفاخرة‪ ،‬واإلقامة الباذخة‪ ،‬والخدم‬ ‫والحشم عنوان الشخصية‪ ،‬فانعدمت‬ ‫المردودية‪ ،‬وانمحى الوعي بالمسؤولية‬ ‫الحقة تجاه الوطن والمواطنين‪.‬‬ ‫ل��وال ه��ذه ال���زالت‪ ...‬والمنزلقات‪...‬‬ ‫واالنحطاط الفكري‪ ...‬وان��ع��دام الوعي‬ ‫السياسي‪ ...‬ثم ترك الحبل على الغارب‬ ‫لطبقة االنتهازيين والوصوليين‪ ،‬ومتسلقي‬ ‫السالليم لما حدث في منطقة الريف ماحدث‬ ‫وما يحدث‪ ...‬وب��دل فتح سجل الحساب‬ ‫والعقاب‪ ...‬ونفض الغيار عن القوانين‬ ‫النائمة في الرفوف واألدارج تظل األمور‬ ‫على حالها‪ ،‬ويكتفي التلفزيون بلغة الخشب‬ ‫والقصدير‪ ...‬وتعري القنوات الفضائية في‬ ‫العالم عوراتنا‪ ...‬الزلنا مشغولين بسارق‬ ‫الدجاجة أم��ا ناهبي األم���وال الطائلة‪،‬‬ ‫والموزعة على األبناك والمصارف الخارجية‬ ‫بعيداً عن مراقبة مكتب الصرف فإنهم‬ ‫يقضون إجازاتهم في مصاريف العالم‬ ‫معتمدين على الجنسية األجنبية إضافة‬ ‫إلى الجنسية المغربية وكلما حسوا بهبوب‬ ‫الرياح الهوجاء أو سمعوا صياح الديك في‬ ‫غسق الفجر امتطوا السحاب وغابوا وراء‬ ‫الضباب‪....‬‬ ‫ما ع��ذر الذين تباطؤوا في إخ��راج‬ ‫المشاريع التي أنجزت دراساتها التقنية‪،‬‬ ‫ورصدت لها االعتمادات المالية إال أن يكون‬ ‫بهم سفه فيطبق عليهم القانون‪ ،‬وأقله‬ ‫خيانة األمانة‪ ...‬فالتكليف أمانة‪ ...‬واإلخالل‬ ‫به خيانة ‪ ...‬وخيانة الوطن ليست مقصورة‬ ‫على زمن الحرب‪ ،‬أو لدواع سياسية فاإلخالل‬ ‫بواجب التكليف‪ ،‬والعبث بالمال العام هو‬ ‫أيضا خيانة‪ ...‬وقد آن لإلنتهازيين الذين‬ ‫يملؤون إدارتنا‪ ،‬ويحتلون المناصب العليا أو‬ ‫يدركون بأن الحساب آت الريب فيه‪ ،‬وأنهم‬ ‫لن يتمتعوا بماراكموه‪ ،‬وجمعوه ونهبوه‪،‬‬ ‫ولعله من الالزم اإلشارة إلى المهازل التي‬ ‫يقترفها البرلمان بغرفتيه حين ينفق المال‬

‫العام بالحسيب وال رقيب على كمشة‬ ‫منتخبين الهم في العير وال هم في النفير‪....‬‬ ‫وكلما امتلؤوا قالوا هل من مزيد!‪ ..‬برلمان‬ ‫وصلت به الصفاقة وقلة الحياء أن يشتري‬ ‫هواتف للنواب والمستشارين‪ ...‬ويؤدي‬ ‫عنهم االشتراكات في اتصاالت المغرب‪...‬‬ ‫وغدا قد نسمع ونقرأ تشجيعاً للسادة الكرام‬ ‫أن الرئاسة تبرعت واشترت لهم ولبيوتهم‬ ‫أواني الطبخ والثالجات‪ ،‬وعينت لهم حرساً‬ ‫وجناينية (خدام الحدائق) وزد على ذلك‬ ‫حبا في سواد عيون السادة البرلمانيين‬ ‫وتحفيزا لهم لحضور الجلسات اليتيمة‪...‬‬ ‫وما يحدث عندنا ال يحدث في أي برلمان‬ ‫أو مجلس نيابي أو تمثيلي أو منتخب في‬ ‫العالم‪ ...‬نحن إذن طرفة‪ ...‬والمال عندنا‬ ‫فاض عن الحاجة‪ ...‬وأثرياء مجلسي النواب‬ ‫والمستشارين النيام أحق بهذا المال من‬ ‫غيرهم‪ ....‬أليسوا ممثلين للشعب؟!‪....‬‬ ‫هذا غيض من فيض‪ ...‬أما الفيض فهو‬ ‫الفساد الذي عم البر والبحر‪ ...‬وهو الهياكل‬ ‫النخرة التي أكلتها السوسة‪ ...‬فانزوت‬ ‫إلى ركن المتفرجين الئذة بالصمت فهو‬ ‫أريح للجسد والعقل‪ ،‬فالصمت من ذهب‬ ‫خصوصاً عند ما تختلط األوراق‪ ....‬وتتداخل‬ ‫المواقف وينادي الكل بالمبادئ‪ ،‬مع أنه‬ ‫ال مبادئ هنا البتة‪ ...‬ويرفع الفرقاء نفس‬ ‫الشعارات وأكثرهم كانوا ولعهود طويلة‬ ‫مسؤولين وحكوميين وتحت إمرتهم جيش‬ ‫من المناديب‪ ،‬والمدراء‪ ،‬والمتصرفين‪،‬‬ ‫والمتعهدين‪ ،‬فلماذا ال يقولونها صراحة؟‪..‬‬ ‫لماذا ال يقولون أنهم فشلوا؟‪ ...‬وخسروا‪..‬‬ ‫وأوصلوا البالد إلى ما وصلت إليه وتعيش‬ ‫اآلن بصدقات‪ ،‬وقروض‪ ،‬وإمالءات األبناك‬ ‫الدولية وشروطها‪ ...‬فمسوا قوت الشعب‪...‬‬ ‫وهم يزحفون على ما تبقى من قدرة بلغت‬ ‫الحضيض ثم يلوحون بالدعم المباشر‬ ‫للفقراء‪...‬وبإنجاز سابع المستحيالت ثم‬ ‫ال يدور حديث القطب السمعي البصري‬ ‫الذي أصيب بالعمش سوى عن الماليير‬ ‫المرصودة للمشاريع‪ ...‬ومناصب الشغل‬ ‫التي ستقضي على البطالة والفقر في‬ ‫المغرب‪ .‬والمشاريع المهيكلة الكبرى‬ ‫في الحسيمة والريف عموما بحواضره‬ ‫وبواديه!‪ ...‬فأين كنتم وأين كانت الماليير‬ ‫منذ السنوات العجاف؟ وأين كانت أعجاز‬ ‫النخل الخاوية التي كانت تعجبك أجسامهم‪،‬‬ ‫وإن يقولوا تسمع لقولهم؟‪ ،،،‬ثم إذا بهم‬ ‫والزمان ينطوي سريعاً كأنهم هباء تذروه‬ ‫الرياح! ثم إذا بهم يستيقظون مع هبوب‬ ‫الرياح العاصفات‪.‬‬

‫وكثيرا ما نبه عاهل البالد على ضرورة‬ ‫العمل‪ ...‬وحث المتخاذلين إلى االستيقاظ‬ ‫‪ ...‬وكثيراً ما توجت خطاباته االفتتاحية‬ ‫في الدورات البرلمانية بإشارات وتأكيدات‬ ‫تكرس للعمل الجدي المجرد عن األهواء‬ ‫والغابات‪ ،‬والمنصب في خدمة الوطن‬ ‫والمواطنين‪.‬‬ ‫وكعادته فملك البالد يحس بهموم‬ ‫مواطنيه ويواكب طموحاتهم‪ ،‬وقد عاينا‬ ‫كيف تقدم المغرب خطوات جبارة في ظرف‬ ‫قياسي منذ اعتالء الملك عرش أسالفه‬ ‫الميامين‪ ...‬وكيف كانت لمساته المباركة‬ ‫تعم كل مدينة أو جهة زارها في المملكة‪...‬‬ ‫وعندما يغيب الحساب يتالشى اإلحساس‬ ‫بالمسؤولية حتى أصبح المال العام سائب‬ ‫وملكية خاصة‪ ،‬وغدت السيارات الفارهة‬ ‫وهلم ما جرى من تمام طقوس األبهة‬ ‫التي ال تكتمل الشخصية إال بها‪ ...‬وهي‬ ‫ممارسات ما أتى اهلل بها من سلطان‪،‬‬ ‫الغريب أن كبار القوم ممن ركبهم الجهل‬ ‫يورثون هذه الطقوس ألبنائهم ويحشون‬ ‫أدمغتهم بمنطق أنهم األعلى‪ ،‬وأنهم‬ ‫األسياد وما دونهم عبيد خلقهم هّ‬ ‫الل لخدمة‬ ‫أسيادهم كأرياب فوق األرض‪ ،‬حتى أصبحت‬ ‫الدنيا على رحبها مرتعا لهم ولشغبهم‬ ‫ولهوهم‪ ،‬فال ح��رج عليهم إن صدموا‬ ‫إنسانا ودهسوه تحت عجالت سياراتهم‬ ‫المجنونة‪ ...‬كان على هذا اإلنسان أن‬ ‫يُخلي الطريق أمامهم‪ ،‬بل وأن يفرمنهم‬ ‫لو صعدوا إليه على الرصيف‪ ...‬إنهم‬ ‫الموجة الجديدة في العالم المجنون‪ ...‬هم‬ ‫أوالد الفشوش الذين ولدوا وفي أفواههم‬ ‫مالعق من ذهب‪ ...‬وفي قصورهم مربيات‬ ‫ومرضعات وبداالت الحافظات فال وقت لألم‬ ‫أمام هذه الخز عبالت حتى إذا شبوا انتقلوا‬ ‫إلى العالم اآلخر للدراسة‪ ،‬وإذا عادوا خلفوا‬ ‫اآلباء وتحكموا في الرقاب‪ ،‬وحصلوا على‬ ‫جواز آخر‪ ...‬ورطنوا بلغة أخرى حتى وهم‬ ‫يتحدثون إلى وسائل إعالم عربية قحة‪....‬‬ ‫وفي أحسن األحوال يستعينون بالقاموس‬ ‫األج��ن��ب��ي‪ ...‬فالهم ع��رب بلسان عربي‬ ‫مُبين‪ ...‬والهم عجم فنسميهم غرباء‪.‬‬ ‫ويستغفلنا ذوو الشأن فينا سواء كانوا‬ ‫تشريعيين أو تنفيذيين حين يظنون أننا‬ ‫أغبياء‪ ،‬وأننا نصدق كل ما يقال حتى ولو‬ ‫كان من الكذب الصراح‪ ،‬ومن زيف القول‬ ‫الذي ينتهي إلى التراب‪.‬‬

‫احتفاال بالذكرى الثامنة عشرة لعيد العرش المجيد‪ ،‬وباحتضان من‬ ‫المجلس اإلقليمي لشفشاون‪ ،‬تنظم جمعية ارحيوة للتنمية الثقافية‬ ‫والتراث والبيئة بشفشاون‪ ،‬ملتقى شفشاون الوطني األول للطوابع‬ ‫البريدية والمسكوكات تحت شعار «الطابع البريدي والعملة رمزان‬ ‫للسيادة والوحدة الوطنية وتجسيد للثقافة المغربية» وذلك أيام ‪21،22‬‬ ‫و‪ 23‬يوليوز ‪ 2017‬بمشاركة ثالثة عشرة جمعية مختصة في هواية جمع‬ ‫الطوابع البريدية والمسكوكات ممثلة لكل جهات المملكة المغربية ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬ودادية الطوابعية والمسكوكات للرباط‪.‬‬ ‫‪ - 2‬نادي تطاون أسمير الحمامة البيضاء لهواة الطوابعية بتطوان‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الجمعية البيضاوية لهواة الطوابعيات والمسكوكات‪.‬‬ ‫‪ - 4‬جمعية هواة الطوابع البريدية ألكادير والجنوب‪.‬‬ ‫‪ - 5‬جمعية ابن بطوطة لهواة الطوابع والمسكوكات بطنجة‪.‬‬ ‫‪ - 6‬جمعية الزاجل للطوابع البريدية والنقود بالرباط‬ ‫‪ - 7‬جمعية هواة الطوابع البريدية والمسكوكات بمراكش‪.‬‬ ‫‪ - 8‬الجمعية الفاسية لهواة الطوابع البريدية بفاس ‪.‬‬ ‫‪ - 9‬جمعية جمع الطوابع والعمالت لوجدة والشرق‪.‬‬ ‫‪ - 10‬جمعية المغرب الشرقي للطوابع البريدية والمسكوكات ببركان‪.‬‬ ‫‪- 11‬جمعية هواة الطوابع البريدية والمسكوكات والمحافظة على‬ ‫تراث الصويرة ‪.‬‬ ‫‪ - 12‬جمعية الفتح للتنمية والتعاون بني يخلف‪ ،‬المحمدية‪.‬‬ ‫‪ - 13‬جمعية الطوابع البريدية والمسكوكات بخريبكة‪.‬‬ ‫كما ستنعقد ضمن فعاليات الملتقى مائدة مستديرة لمناقشة شعار‬ ‫الملتقى وكل المواضع ذات الصلة‪ ،‬ستؤطرها نخبة من المختصين‬ ‫واألكاديميين المغاربة‪:‬‬ ‫‪ - 1‬الدكتور عبد العاطي الحلو‪ ،‬نائب المدير العام للمكتبة الوطنية‬ ‫للمملكة المغربية‪.‬‬ ‫‪ - 2‬األستاذ ادريس السويني محافظ المتحف الوطني لبريد المغرب ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬األستاذ عبد القادر لمراحي أحد أكبر هواة جمع الطوابع البريدية‬ ‫والمسكوكات بالمغرب‪.‬‬ ‫‪ - 4‬األستاذ خالد الناجي أحد أكبر هواة جمع الطوابع البريدية‬ ‫والمسكوكات بالمغرب‪.‬‬ ‫‪ - 5‬األستاذ ابراهيم الحميد أحد أكبر هواة جمع الطوابع البريدية‬ ‫والمسكوكات بالمغرب ‪.‬‬ ‫‪ - 6‬الدكتور محمد التازي سعود باحث في تاريخ البريد المغربي‪.‬‬ ‫‪ - 7‬الدكتور حميد الفاتحي باحث في تاريخ المغرب واألندلس‪.‬‬ ‫‪ - 8‬األستاذ سعد الشرايبي أحد أكبر هواة جمع الطوابع البريدية‬ ‫والمسكوكات بالمغرب‪.‬‬ ‫أما على هامش الملتقى ستنظم مسابقة في الرسم لفائدة فئتين‬ ‫عمريتين‪ ( ،‬فئة الصغار واألطفال‪،‬وفئة الشباب والكبار) تحت شعار‬ ‫«لنحلم جميعا بأن تكون مدينة شفشاون محور طابع بريدي أو على ورقة‬ ‫نقدية»‪ ،‬وبعد عملية الفرز التي ستتوالها لجنة من الفنانين التشكيليين‬ ‫المقتدرين‪:‬‬ ‫‪ - 1‬الفنان األستاذ محمد أوالد احساين‬ ‫‪ - 2‬الفنان األستاذ عبد النور القشتول‬ ‫‪ - 3‬الفنان األستاذ محمد الدقيوق‪.‬‬ ‫‪ - 4‬الفنان األستاذ أحمد البوقديدي‪.‬‬ ‫ستمنح جوائز تشجيعية للفائزين من الفئتين العمريتين‪.‬‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪897‬‬

‫في الذكرى الثامنة والعشرين لرحيله‬

‫العالمة عبد اهلل كنون وإسهاماته في الحقل التعليمي (‪)2/1‬‬ ‫‪-‬‬

‫د‪ .‬سي محمد أملح ‪ /‬تطوان‬

‫«السبت ‪ 9‬ذي القعدة ‪ ،1357‬زارني عند الزوال في الدار سيدي محمد بن موسى وزير األحباس بالمنطقة الخليفية وأخو الخليفة سيدي أحمد عارضين علي من‬ ‫قبل الخليفة منصب وزير التعليم بإلحاح شديد وتقدير عظيم لشخصي الضعيف‪ ،‬فأبيت وأسفت جداً لردهم وعدم استطاعتي لتلبية رغبتهما‪ ،‬حيث لم يأتياني بما‬ ‫يمكنني أن أباشره‪َّ .‬‬ ‫فاللهم احفظ»‪.‬‬ ‫القصبة‪ .‬حين ذاك‪ُ ،‬فتح اكتتاب شعبي للشروع في بناء‬ ‫المدرسة بعد اختيار قطعة أرضية مناسبة‪ ،‬وتوفير المال‬ ‫عبد اهلل كنون‪ ،‬مذكرات غير شخصية‪ ،‬ص ‪.168‬‬

‫ع��رف الواقع الفكري والثقافي بالمغرب‪ ،‬منذ‬ ‫ثالثينيات القرن الماضي‪ ،‬نهضة علمية كبرى نهضة‬ ‫أسهم فيها مجموعة من العلماء واألدباء والنقاد في‬ ‫مختلف ربوع البالد‪ .‬ويعد العالمة عبد اهلل كنون‪ ،‬الذي‬ ‫تحل في التاسع من شهر يوليوز الجاري الذكرى الثامنة‬ ‫والعشرون لرحيله‪ ،‬واحداً من أبرز تلكم األعالم‪ ،‬إن لم‬ ‫نقل على رأسها؛ فقد اعتبره الكثيرون رائد النهضة‬ ‫األدبية بالمغرب في القرن العشرين‪ ،‬نظراً لما اضطلع‬ ‫به من أدوار كثيرة وكبيرة في ميادين مختلفة ومتعددة‬ ‫أدبية وعلمية وفكرية وإصالحية‪...‬‬ ‫ووف��ق��اً لهذه المكانة التي حازها عن ج��دارة‬ ‫واستحقاق إن على المستوى المغربي أو العربي‪ ،‬فقد‬ ‫استقطب أقالم الكتاب واألدباء والعلماء للكتابة حول‬ ‫شخصيته وآثاره وأدواره الطليعية التي برَّز فيها بقوة‪.‬‬ ‫ولعل واحداً من تلك األدوار التي نهض بها هذا العالم‬ ‫المكافح في حياته الحافلة‪ ،‬إلى جانب اشتغاله بالحركة‬ ‫الوطنية والكتابة في الصحف عن القضايا المختلفة‪،‬‬ ‫هو انشغاله بالميدان التعليمي في جميع مراحله كما‬ ‫أكد ذلك بنفسه في حوار له بالملحق الثقافي لجريدة‬ ‫«العلم»‪.‬‬ ‫إن القارئ المتأمل في تقييدة دوّنها العالمة عبد‬ ‫اهلل كنون في مذكراته غير الشخصية‪ ،‬يوم السبت ‪9‬‬ ‫ذي القعدة ‪ ،1357‬ليظن أن هذا العالمة لم يكن له‬ ‫اهتمام كبير بالشأن التعليمي‪ ،‬سواء بمنطقة طنجة أو‬ ‫على الصعيد المغربي‪ .‬وتحكي التقييدة كيف عُرض‬ ‫عليه منصب وزير التعليم‪ ،‬فقابل ذلك العرض بالرفض‬ ‫والتأسف على رد المبعوثين إليه؛ لكن على العكس من‬ ‫ذلك‪ ،‬نجد أن للرجل مساهمة فاعلة في المجال التعليمي‬ ‫بأشكال مختلفة وواجهات متعددة‪ ،‬حتى اعتبر‪ ،‬من جهة‪،‬‬ ‫رائد النهضة التعليمية بمنطقة طنجة‪ .‬والواقع أن رفضه‬ ‫لذاك المنصب الوجيه ال يمكن تفسيره إال‪ ،‬كما أشار عبد‬ ‫الكريم غالب‪ ،‬بكون «موقفه دائما في كل المناصب التي‬ ‫شغلها‪ ،‬وبعضها مناصب غير علمية‪ ،‬يعتبر نفسه ممثال‬ ‫للعلماء‪ ،‬فال يقبل أن يعتبر إدارياً أو وزيراً حينما عين وزيراً‬ ‫في الشمال و عامال على طنجة‪ .‬كان العالم الذي يلي‬ ‫المنصب‪ ،‬ولم يكن اإلداري الذي يمارس مسؤوليته في‬ ‫جبة العالم»‪ .‬وألجل استقصاء أطراف الموضوع بالشكل‬ ‫الذي تسمح به هذه األسطر‪ ،‬حصرنا الحديث عنه في‬ ‫ثالثة محاور رئيسة كلها نابعة عن حس وطني صادق‬ ‫وغيرة دينية خالصة‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫• أوال‪ :‬تأسيس املدرسة اإلسالمية‬ ‫الحرة بطنجة‬

‫من المعلوم أن سنوات العشرين من القرن الماضي‬ ‫عرفت إنشاء مجموعة من المدارس الحرة في كثير من‬ ‫حواضر المملكة‪ .‬وقد نهض بهذه المهمة الجليلة‬ ‫مجموعة من أعضاء الحركة الوطنية أمثال‪ :‬محمد داود‬ ‫وعبد الخالق الطريس والتهامي الوزاني في تطوان‪،‬‬ ‫ومحمد المكي الناصري بتطوان أيضا وطنجة‪ ،‬ومَحمد‬ ‫جسوس وأحمد بالفريج في الرباط‪ ،‬وأحمد معنينو بسال‪،‬‬ ‫وآخرون‪.‬‬ ‫وتأتي المبادرة الوطنية التي قام بها العالمة عبد‬ ‫اهلل كنون في طنجة نتيجة للشرارة التي أعلن عنها‬ ‫الفقيه والمؤرخ محمد داود في الشمال إثر تأسيسه‬ ‫للمدرسة األهلية سنة ‪1924‬م‪ .‬وهي مبادرة تمثل حدثاً‬ ‫بارزاً في تاريخ حياة الرجل نظراً لما أحاط بتأسيس تلك‬ ‫المدرسة اإلسالمية الحرة من ظروف صعبة ومحاوالت‬ ‫متكررة إلفشالها؛ تحدث العالمة عبد اهلل كنون عن‬ ‫بعضها في مذكراته غير الشخصية‪ ،‬وتوسع األستاذ عبد‬ ‫الصمد العشاب في ذكر بعض حيثياتها ضمن مقال‬ ‫ملحق بالمذكرات نفسها‪ .‬ولسنا نريد في هذه األسطر‬ ‫تكرار ما جاء في كالمهما من تفاصيل كثيرة بقدر ما‬ ‫نتوخى الوقوف على األهداف الكبرى التي قامت عليها‬ ‫والدور الريادي الذي اضطلعت به‪ ،‬وكذا األنشطة التي‬ ‫نهضت بها مما هو وارد في أخبار متفرقة حولها‪.‬‬ ‫تعود فكرة فتح مدرسة ابتدائية بطنجة عند عبد‬ ‫اهلل كنون إلى يوم السبت ‪ 11‬شوال ‪ 1348‬الموافق‬ ‫لعام ‪1929‬م؛ فقد ذكر في تقييدة مهمة سجلها بأنامله‬ ‫أنه في هذا اليوم اختمرت في رأسه فكرة فتح مدرسة‬ ‫ابتدائية‪ ،‬وتحدث في شأنها مع زميله األستاذ القصري‪،‬‬ ‫بيد أن تأسيس هذه المدرسة على أرض الواقع لم يكن‬ ‫إال سنة ‪1936‬م‪ .‬ويكمن الهدف األسمى من تأسيس‬

‫�صورة تذكارية للأ�ستاذين ‪ :‬عبد اهلل كنون واحلاج �أحمد بالفريج يف مدينة طنجة‬ ‫(فرتة الثالثينات)‬ ‫هذه المدرسة‪ ،‬كما جاء على لسان عبد اهلل كنون‪ ،‬في‬ ‫مقاومة طغيان التعليم األجنبي في طنجة؛ وهو التعليم‬ ‫الذي نهض به المسؤولون عن الجاليات األوروبية من‬ ‫فرنسيين وإسبان وإيطاليين‪ ،‬وأخيراً األمريكان بلغاتهم‬ ‫المختلفة‪ ،‬وتشرف عليه البعثات الدبلوماسية الممثلة‬ ‫لبالدها في هذه المنطقة الدولية‪ ،‬وليس فيه للعربية‬ ‫حظ وال نصيب‪ .‬وبالجملة‪ ،‬كان إنشاء هذه المدرسة‬ ‫يسعى إلى محاربة مسلسل االستالب الثقافي الذي‬ ‫شنّه نظام الحماية على المغاربة منذ أن وضع قدمه‬ ‫في البالد‪ ،‬وكذا مناهضة أي توجه يضرب اللغة العربية‬ ‫ومبادئ الدين اإلسالمي؛ وهو األمر الذي كان مشهوداً‬ ‫في المدارس الحرة األخرى في باقي الحواضر‪.‬‬ ‫ولما كانت هذه المدرسة قائمة‪ ،‬في واقعها‪ ،‬على‬ ‫جهود فردية وإمكانات محدودة‪ ،‬فقد واجه إنشاؤها‬ ‫مجموعة من الصعوبات المادية من جهة والضغوطات‬ ‫القانونية من جهة أخرى‪ ،‬تغلب عليها العالمة عبد اهلل‬ ‫كنون بفضل حنكته وإص��راره وعدم تراجعه‪ .‬لذلك‪،‬‬ ‫انطلق عمل المدرسة في الثاني من ذي القعدة عام‬ ‫‪ ،1936 /1355‬و«كانت مؤلفة من فصلين ال غير‪ ،‬ولم‬ ‫يكن رأس المال الذي جهزت به يتجاوز ‪ 5000‬فرنك‬ ‫تبرع بها عشرة من المواطنين الغيورين»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أما منهاج الدراسة‪ ،‬فقد كان عربياً خالصا‪ ،‬ومواده‬ ‫هي مواد الشهادة االبتدائية المعروفة‪ ،‬وهي قائمة في‬ ‫عمقها على نشر الثقافة الدينية اإلسالمية من جهة‪،‬‬ ‫وإرساء اللغة العربية لغة رسمية للتعليم والمعرفة من‬ ‫جهة ثانية‪ ،‬مع إذكاء روح الوطنية في الناشئة التعليمية‬ ‫وبث الحماس فيهم من أجل مقاومة نظام الحماية‬ ‫ببرامجه وأهدافه الدنيئة‪ .‬لذلك‪ ،‬انتظم البرنامج‬ ‫الدراسي على تقديم حصص تنطلق أوال بالقرآن الكريم‪،‬‬ ‫ثم علوم الدين بما فيها مادة األخالق‪ ،‬إضافة إلى مواد‬ ‫التاريخ والجغرافية والتربية الوطنية والحساب‪ ،‬ناهيك‬ ‫عن دروس اللغة العربية بمختلف موادها من مطالعة‬ ‫ومحفوظات وإمالء وخط وإنشاء‪ .‬وقد كانت الدروس‬ ‫منتقاة بعناية شديدة ودقة هادفة يسهر عليها العالمة‬

‫عبد اهلل كنون رفقة فريق من المدرسين الطموحين‪،‬‬ ‫خصوصاً أن المرحلة عرفت قلة في الكتب المدرسية؛‬ ‫وهو األمر الذي حذا بالعالمة كنون إلى االستعانة ببعض‬ ‫الكتب المدرسية المغربية المتوفرة وقتها‪ ،‬واستجالب‬ ‫بعض الكتب األخرى من مصر‪ ،‬أو االضطرار إلى تأليف‬ ‫كتب خاصة بالناشئة سنتحدث عنها في المحور التالي‪.‬‬ ‫ولم يكن غريباً أن نشهد ضمن البرنامج التعليمي‬ ‫لهذه المدرسة أيضاً تلقين مجموعة من األناشيد‬ ‫الوطنية التي كانت إهداء لها من لدن مجموعة من‬ ‫الشعراء الوطنيين الغيورين‪ ،‬نذكر من بينهم على سبيل‬ ‫المثال الشاعر المقتدر عبد القادر المقدم‪ ،‬الذي حفل‬ ‫ديوانه «لمحات األمل» بباقة من تلكم األناشيد التي‬ ‫أهداها إلى تالميذ هذه المدرسة‪ ،‬وهي‪ :‬نشيد «الربيع»‪،‬‬ ‫ونشيد «عاش شعبي»‪ ،‬ونشيد «المجد»‪ ،‬ونشيد «العال»‪،‬‬ ‫ونشيد «األوطان»؛ هذا األخير الذي نضع نصه بين يدي‬ ‫القارئ حتى يعلم قدر الوطنية الصادقة التي كانت آنئذ‬ ‫تجيش بها نفوس الكبار خصوصا من الطبقة المثقفة‪،‬‬ ‫فأرادوا تلقينها للناشئة الصغار‪ .‬يقول الشاعر‪:‬‬ ‫إذا األوطان تنادينا فلنجب ولنفتد شعبنــا‬ ‫ولنفـتد عرشنـا المحـروس‬ ‫فلنعش عيـش عــز‬ ‫فدا األوطان أمانينا‬ ‫أو نمت موت عز دافعين البوس‬ ‫َ‬ ‫وطبعيّ‪ ،‬في تلك الفترة‪ ،‬أن تقابل سلطات الحماية‬ ‫إنشاء هذه المدرسة بحرب شعواء إلفشالها وإغالقها‪،‬‬ ‫خصوصاً أن من يقف وراءها رجال وطنيون غيورون على‬ ‫دينيهم ولغتهم وهويتهم؛ وهو األمر الذي شهدته‬ ‫كل المدارس الحرة األخرى في المملكة الشريفة‪ .‬لكن‬ ‫إصرارَ العالمة عبد اهلل كنون أمام كل محاولة لإلغالق‬ ‫وده��ا َءه في تدبير المشاكل العارضة وإيجاد الحلول‬ ‫المناسبة لها هما ما أسهما في استمرار هذه المدرسة‬ ‫قائمة ومتوسعة ومستقطبة للتالميذ على األقل لمدة‬ ‫عشر سنوات‪ ،‬كانت كفيلة بأن تتوطد فكرة إنشاء‬ ‫بناية خاصة للمدرسة بعد أن كان مقرها مكترى بحي‬

‫الالزم لذلك‪ .‬وال يخفى أن هذه المبادرة انخرطت فيها‬ ‫كل شرائح المجتمع‪ ،‬من تجار ووجهاء وعلماء وطلبة‬ ‫وسياسيين وأم��راء وحكام‪ ،‬ناهيك عن مجموعة من‬ ‫أعضاء الحركة الوطنية الذين سبق لهم أن أسهموا‬ ‫في إنشاء المدارس الحرة أمثال‪ :‬أحمد بالفريج وأحمد‬ ‫معنينو ومحمد المكي الناصري وعبد الخالق الطريس‬ ‫ومحمد داود وآخرون‪ .‬وكانت الزيارة التاريخية التي قام‬ ‫جاللة السلطان محمد الخامس رحمه اهلل إلى مدينة‬ ‫طنجة في التاسع من أبريل عام ‪ 1947‬فرصة ذهبية‬ ‫للمدرسة الحرة اإلسالمية في بنايتها الجديدة؛ فقد‬ ‫تضمن البرنامج الملكي حضور السلطان لحفل تدشين‬ ‫المدرسة‪ ،‬وهو األمر الذي لم يتيسر له النشغاله بأمور‬ ‫سياسية أكبر‪ ،‬وناب عنه‪ ،‬حينذاك‪ ،‬في التدشين صاحب‬ ‫السمو الملكي ولي العهد موالي الحسن رحمه اهلل‬ ‫صحبة وفد حكومي رفيع‪ ،‬حيث كان التدشين يوم العاشر‬ ‫من شهر أبريل من العام نفسه‪ .‬ومما كتب على سقف‬ ‫مدخل هذه المدرسة ثالثة أبيات من الرجز هي‪:‬‬ ‫مدرسـة اإلسـالم والعـروبـة‬ ‫والنهضة العلمية المرغوبــة‬ ‫أنـشـأهـا كنــون عبـد اللــه‬ ‫على التـعــاون وتقــوى اهلل‬ ‫وهي على التعليم وقف خالد‬ ‫واهلل في ذلك نعـم الشـاهـد‬ ‫وفيما يخص أنشطة هذه المؤسسة النبيلة‪ ،‬فهي‬ ‫كثيرة عديدة‪ ،‬يصب أغلبها‪ ،‬كما أشرنا‪ ،‬في إذكاء روح‬ ‫الوطنية في النفوس‪ .‬فعالوة على أنشطة المدرسة‬ ‫الداخلية‪ ،‬فإننا نجدها في مواكبة تامة لجل األوضاع‬ ‫السياسية الوطنية والعربية‪ ،‬ونقف على جزء يسير من‬ ‫ذلك ضمن ديوان الشاعر عبد القادر المقدم المذكور‪.‬‬ ‫فالزيارة التاريخية للسلطان محمد الخامس لطنجة في‬ ‫‪ 9‬أبريل ‪ 1947‬ما كانت لتفوتها هذه المدرسة دون‬ ‫أن يشارك أبناؤها في االحتفاء بها‪ ،‬قبل تدشينها في‬ ‫اليوم الموالي كما سبق ذكره‪ .‬فقد قامت جمعية قدماء‬ ‫تالميذ المدرسة اإلسالمية الحرة النشيطة بتنظيم حفلة‬ ‫تاريخية على شرف المناسبة‪ ،‬وأرخ لها الشاعر المقدم‬ ‫بقصيدة أثيرة ألقاها باإلذاعة الدولية بطنجة‪ .‬مطلعها‪:‬‬ ‫الشط يرقص واألمواج تبتسم‬ ‫والجو يشرق واآلفاق والقمـم‬

‫كما ألقت شقيقتان من تلميذات هذه المدرسة‪،‬‬ ‫في مساء اليوم التالي‪ ،‬محاورة شعرية لطيفة من إنشاء‬ ‫الشاعر المقدم أيضاً؛ وذلك تحية لزعيمة النهضة‬ ‫النسوية صاحبة السمو األميرة َل َّال عائشة‪ .‬وأذيعت في‬ ‫اليوم نفسه باإلذاعة الدولية بطنجة‪ .‬وإلى جانب هذه‬ ‫وتلك‪ ،‬يسجل لنا ديوان الشاعر المذكور احتفاء جمعية‬ ‫قدماء تالميذ هذه المدرسة بالذكرى الثالثة لعيد‬ ‫الجامعة العربية‪ ،‬حيث لم يمر هذا النشاط االحتفالي‬ ‫دون أن يؤرخه الشاعر المذكور بقصيدة أثيرة عنونها‬ ‫بـ»يوم العرب»‪.‬‬ ‫وال يخفى على القارئ أن مثل هذه االحتفاالت‬ ‫الوطنية‪ ،‬التي كانت تنهض بها هذه المدرسة‪ ،‬كانت‬ ‫تشهد حضور عدد من القادة والزعماء الوطنيين أمثال‪:‬‬ ‫عالل الفاسي وعبد الخالق الطريس ومحمد بنونة‬ ‫ومحمد الخطيب‪ ،‬عالوة على الشعراء واألدباء والمثقفين‪.‬‬ ‫وكل ذلك يدل على المكانة الكبير التي حظيت بها هذه‬ ‫المؤسسة‪ ،‬سواء في نفوس ساكنة طنجة أو نفوس‬ ‫المغاربة الذين كانوا على اطالع بأدوارها التربوية‬ ‫والوطنية‪.‬‬ ‫على هذا النحو‪ ،‬استمرت هذه المدرسة اإلسالمية‬ ‫الحرة في عطائها العلمي ونشرها للمعرفة تحت إدارة‬ ‫العالمة كنون الحازمة والحسنة إلى حدود سنة ‪،1978‬‬ ‫حيث سلمت إلى وزارة التربية الوطنية لتواصل عملها‬ ‫تحت سلطتها‪ .‬وقد ظل تاريخها صفحة مشرقة في حياة‬ ‫العالمة عبد اهلل كنون‪ ،‬حيث أسهمت‪ ،‬بحق‪ ،‬في تكوين‬ ‫وتخريج أجيال من المتعلمين المتشبعين بوطنيتهم‪،‬‬ ‫الغيورين عن دينهم ولغتهم‪ .‬وهي بكل ذلك‪ ،‬أدت‬ ‫مهمتها المنوطة بها أحسن أداء على الرغم من أنها‬ ‫خلقت من مبادرات فردية وإمكانات محدودة‪ .‬وذاك أمر‬ ‫ال ينكره إال جاحد أو جاهل‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪897‬‬

‫ورش بثانوية ابن زهر بوزان لحماية كرامة التلميذ‬ ‫وترسيخ قيم التضامن اإلنساني ‪ ‬‬ ‫‪ ‬الذي يعطـي القــوة والمصداقيــة‬ ‫ألي حديث عن القيم اإلنسانية المشتركة‬ ‫بين ساكنة الكون ‪ ....‬والذي يرسخ القيم‬ ‫المنتصرة للكرامة والتضامن والتسامح‪....‬‬ ‫ويوسع مساحة المدافعين والمدافعات‬ ‫عنها‪ ....‬والذي يضع يده على قلبه خوفا‬ ‫على حاضر ومستقبل الوطن ‪....‬والذي‬ ‫يتعصر قلبه حزنا وألما على واقع المدرسة‬ ‫العمومية‪ ....‬ليس هو االكتفاء بترديد ‪ ‬مثل‬ ‫هذه الشعارات في الصالونات المكيفة‪،‬‬ ‫وتدبيج الخطب الجوفاء بمثيالتها ‪....‬‬ ‫ولكنه االنخراط الواعي في معركة التنزيل‬ ‫الميداني لهذه المبادئ‪ ،‬واالنتماء الفعلي‬ ‫لنادي األمل الذي يعكسه السلوك‪،‬‬ ‫وتترجمه األفعال المشعة والمتشبعة بروح‬ ‫التضحية‪....‬‬ ‫سياق هذا الكالم أملته الدروس التي‬ ‫قدمها الورش المفتوح الذي احتضنه فضاء‬ ‫ثانوية ابن زهر بوزان في األيام األخيرة‪.‬‬ ‫الورش وكما تابعت أشغاله الجريدة تم‬ ‫بشراكة بين المديرية اإلقليمية للتربية‬ ‫الوطنية‪ ،‬والجمعية الدولية لألخوة‬ ‫اإلنسانية ( تترأسها مهاجرة وزانية بالديار‬ ‫الفرنسية‪ ) ‬وبتعاون مع جمعية أمهات‬ ‫وآباء التالميذ الثانوية‪ ،‬وجمعيات تشتغل‬ ‫في حقلي الطفولة والشباب بدار الضمانة‪،‬‬ ‫وشارك فيه بعض قدمـاء تالميــذ المؤسسة‬ ‫التعليمية‪ .‬ومن جميل صدف تنظيـم هـــذا‬ ‫الورش يقول إطار بمديرية التعليم تابع هذا‬ ‫الورش‪ ،‬تزامنه مع ورش تأهيل المؤسسات‬ ‫التعليمية الذي أطلقته وزارة التربية الوطنية‬ ‫في نسختها الجديدة‪ ،‬استعدادا لسنة دراسية‬ ‫جديدة ناصع بياضها‪ ،‬مقارنــة بالسنـــوات‬ ‫الدراسية العجاف األخيــرة‪ ،‬التي كان باهتا‬ ‫بأجندة الوزارة الوصيــة‪ ،‬انشغالهـا بحماية‬ ‫كرامة التالميذ‪ ،‬التي يعتبر تأهيل الفضاءات‬ ‫حيث تجري العمليــة التعليميــة والتعلميــة‬ ‫منفذها األول ‪ . ‬‬ ‫‪ ‬أشغال كبيرة ومتنوعة أنجزها شباب‬ ‫وزاني وفرنسي بورش تأهيل مرافق هذه‬ ‫الثانوية التي فقدت هويتها التربوية‪،‬‬ ‫وألحقها الواقع الكارثي لهذه المرافق بعالم‬ ‫االصطبالت بكل تفاصيله الرثة‪ ،‬المنتهية‬ ‫بزوارها من الجنسين بالغثيان‪ .‬قناطر وتالل‬ ‫من المتالشيات تغطي كل زوايا المؤسسة‬ ‫التعليمية ‪ ...‬مرافق صحية عدمها خير من‬ ‫وجودها‪ ....‬أبواب الحجرات محطمة‪.....‬‬ ‫جدران تحول بياضها إلى سواد ‪...‬قسم‬ ‫داخلي إن عرض على أوحش الحيوانات‬ ‫وأعفنها لإلقامة به ما قبلت‪ ،‬فباألحرى‬ ‫تالميذ تروج الوزارة الوصية بأنها توفر‬ ‫لهم ‪ /‬هن الدعم االجتماعي‪ .....‬مساحات‬ ‫كبيرة اقتطعها البعض من الساكنة اإلدارية‬ ‫بالمؤسسة وحولها إلى مزارع يتمتع بخضرها‬ ‫وفواكهها‪ ،‬ويلهو ويتمتع فيها أبناءهم‪/‬هن‪،‬‬ ‫بينما يحرم حوالي ‪ 2000‬تلميذ وتلميذة‬ ‫من الفضاء الرحب لمؤسستهم ‪ /‬هن ‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫‪ ‬إنها الصور التي صدمت كل من قرر‬ ‫المشاركة الواعية في هذا الورش بعيدا عن‬ ‫خدمة أي أجندة من األجندات المعروفة ‪....‬‬ ‫واقع ينطبق عليه ما جاء في الذكر الحكيم‬ ‫«عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم»‪ .‬واقع‬ ‫شحذ عزائم المشاركيــن والمشاركــات‪،‬‬ ‫فحفزهم ‪ /‬هن ‪ ‬على بدل قصارى الجهود‬ ‫من أجل إخراج المؤسسة التعليمية من قسم‬ ‫االنعاش‪ ،‬انتهاء بمصالحتها مع قيمة كرامة‬ ‫التالميذ التي تعتبر صمام أمان المدرسة‬ ‫العمومية والوطن ‪ .‬من بين األشغال الكبرى‬ ‫التي وقفت عليها الجريدة بعين المكان‪،‬‬ ‫وجبت اإلشارة إلى المجهود االستثنائي‬ ‫الذي انتهى بتغيير وجه فضاء مراقد تالميذ‬ ‫القسم الداخلي‪ ،‬تعلق األمر بشكله الهندسي‬ ‫الجديد الذي أصبح أكثر حميمية‪ ،‬أو ما لحق‬ ‫تجهيزاته ومرافقه الصحية من تجديد ‪.‬‬ ‫يضاف إلى ذلك صباغة الجدران الخارجية‬ ‫للحجرات وتعزيزها بجداريات أبدعها الفنان‬ ‫التشكيلي كمال ديان ومن معه‪ ،‬وتخلص‬ ‫المؤسسة من الكثير من المتالشيات‬ ‫واألزبال التي تراكمت لسنين بأكثر من ركن‬ ‫من أركانها‪.....‬‬

‫الزاوية الخضراء في المشهد االجتماعي‬

‫من الختان الجماعي‪ ،‬إلى العرس‬ ‫الجماعي‬

‫«بالتعاون والتضامن لي بغيناه يكون‬ ‫يكون»‪ ،‬إنه الدرس الذي لقنه تنظيم‬ ‫هذا الورش الذي شارك فيه جنبا لجنـب‬ ‫أبنــاء وبنات من المجتمع المدني الوزاني‬ ‫الفاعل‪ ،‬بمعية شباب قادم من بالد األنوار‪،‬‬ ‫مهد حقوق اإلنسان‪. ... ‬لقاء وتواصل‬ ‫بين ثقافتين تتغذيان من بعضهما من‬ ‫أجل مستقبل زاهر لمنطقة البحر األبيض‬ ‫المتوسط‪ ....‬مستقبل تصنعه سواعد شباب‬ ‫اليوم‪ ،‬نساء ورجال الغد‪....‬‬ ‫‪ ‬وألن الزمن ال يرحم‪ ،‬وإمكانيات‬ ‫الجهة صاحبة الهبة محدودة‪ ،‬فما على‬ ‫المقاولة المواطنـــة بوزان‪ ،‬والجماعـــات‬ ‫الترابية (المحلية واالقليمية والجهوية)‬ ‫والمبادرةالوطنيـــة للتنمية البشرية‪ ،‬إال‬ ‫االلتحاق بركب عملية رد االعتبار لكرامة‬ ‫تالميذ وأطر المؤسسة‪ ،‬وذلك بإتمام عملية‬ ‫تأهيل باقي مرافق الثانوية ‪ ‬قبل فاتح‬ ‫شتنبر المقبل‪ ،‬ضمانا لموسم دراسي غزير‬ ‫التحصيل‪ ،‬وبنتائج تصالح ثانوية ابن زهر مع‬ ‫تاريخها المشرق ‪ .‬‬

‫محمد حمضي‬

‫تنخرط «جمعية الزاوية الخضراء للتربية‬ ‫والثقافة» إضافة إلى إنجازاتها الخيرية في‬ ‫مجال التعليم األولي المجاني‪ ،‬للطفولة‬ ‫اليتيمة أو الفقيرة أو المهمشة‪ ،‬تنخرط في‬ ‫العمل االجتماعي‪ ،‬بتقديم خدمات ومساعدات‬ ‫اجتماعية للفئات المعوزة للتخفيف من وطأة‬ ‫الفقر والهشاشة االجتماعية‪.‬‬ ‫هكذا تتبلور األعمال االجتماعية لهذه‬ ‫الجمعية منذ سنوات طويلة‪ ،‬في ست مجاالت‬ ‫وهي ‪:‬‬ ‫‪ - /1‬تزويد أطفال التعليم األولي بالحقائب‬ ‫واألدوات المدرسية في مستهل كل دخول‬ ‫مدرسي‪ ،‬ويبلغ عدد المستفيدين حوالي ‪4000‬‬ ‫طفل وطفلة‪.‬‬ ‫‪ -/2‬توزيع أغطية شتوية – بطانيات – على‬ ‫أسر أطفال مراكز التعليم األولي وغيرهم خالل‬ ‫فصل الشتاء والبرد سنويا‪...‬‬ ‫‪ -/3‬تخصيص وتوزيع قفة غذائية محترمة‬ ‫لفائدة المعوزين وضعاف الحال بمناسبة شهر‬ ‫رمضان الفضيل من كل سنة‪.‬‬ ‫‪ - /4‬إعذار مجموعة من األطفال سنويا‪،‬‬ ‫تتراوح بين ‪ 400‬و ‪ 800‬طفل من أطفال‬ ‫الجمعية وغيرهم من أبناء األسر المعوزة‪ ،‬وذلك‬ ‫على نفقة الجمعية وبعض المحسنين‪ ،‬وخير ما‬ ‫يميز هذه المبرة اإلحسانية اقترانها باالحتفال‬ ‫السنوي بذكرى ميالد صاحب السمو الملكي‬ ‫ولي العهد األمير موالي الحسن حفظه اهلل‪.‬‬ ‫‪ -/5‬إقامة وتنظيم أعراس جماعية‪ ،‬وفق‬ ‫التقاليد المغربية األصيلة‪ ،‬بكل مظاهرها‬ ‫االحتفالية‪ ،‬وبكل تكلفتها المادية‪ ،‬لفائدة شبان‬

‫وشابات يتمنون دخول القفص الذهبي‪ ،‬وهم‬ ‫إما أيتام أو من أسر محتاجة‪ .‬ويتكفل بتمويل‬ ‫هذه األعراس‪ ،‬محسن كريم يمانع كليا عن ذكر‬ ‫اسمه أو هويته‪...‬جزاه اهلل خير الجزاء‪ ،‬وتقبل منه‬ ‫صنيعه وزاده من أفضاله ونعمه الدائمة‪...‬‬ ‫‪ -/6‬تقديم مساعدات استشفائية لفائدة‬ ‫المرضى الذين ال يقوون على عالج أمراضهم‬ ‫بإمكانياتهم الذاتية‪ ،‬وذلك إما بمنحهم هبات‬ ‫مادية أو بتسيير سبل عالجهم لدى الجهات‬ ‫المعالجة‪.‬‬ ‫ويعرف األستاذ محمد بنسودة الوزير رئيس‬ ‫ومؤسس « جمعية الزاوية الخضراء للتربية‬ ‫والثقافة» العمل الخيري ‪ /‬التطوعي الذي تقدمه‬ ‫هذه الجمعية لمجتمع الفقراء والمهمشين‪ ،‬بأنه‬ ‫النفع المادي ‪ /‬المعنوي‪ ،‬الذي يقوم دون مقابل‬ ‫من أجل تحقيق أهداف خاصة اكبر من أي مقابل‬ ‫مادي‪.‬‬ ‫وفي رأيه أن المؤمن يفعل ذلك ألغراض‬ ‫تتعلق قبل كل شيء باآلخرة رجاء التواب عند‬ ‫اهلل تعالى والدخول في جنات النعيم‪ ،‬فضال عن‬ ‫ما يناله في الحياة من بركة وسكينة نفسية‬ ‫وسعادة روحية‪.‬‬ ‫ومن جانب آخر‪ ،‬يعتبر األستاذ محمد‬ ‫بنسودة الوزير كل عمل خيري ‪ /‬تطوعي‪ ،‬هو‬ ‫رمز من رموز تقدم األمة وازدهارها‪ ،‬فاألمة‬ ‫كلما ازدادت في التقدم ازداد انخراط مواطنيها‬ ‫المخلصين األبرار في أعمال الخير والتطوع‪،‬‬ ‫لتصبح التنمية ذات معنى اجتماعي ‪ /‬خدمة‬ ‫إنسانية وطنية تهدف إلى حماية الوطن وأهله‬ ‫من أي خطر‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪897‬‬

‫ريدوان من أزقة تطوان إلى عالمية األلحان‬

‫• هناء مهدي‬ ‫صحافية متدربة‬

‫حلق بعيدا باحثا عن حياة بين النجوم‪ ،‬انطلق من تطوان إلى السويد إلى هوليود‪ ،‬وانتهى به الرحيل في نيويورك‪.‬‬ ‫هناك سطع نجمه في عالم التلحين واإلنتاج‪ ،‬وأصبح رقما صعبا في ميدان الموسيقى العالمية‪ .‬تعامل مع كبار النجوم ومشاهير العالم‪ ،‬وأنتج‬ ‫ألبومات لفنانين عالميين أمثال مايكل جاكسون‪ ،‬ليونيل ريتشي‪ ،‬إنريكي إغليسياس‪ ،‬جينيفر لوبيز وآخرين‪.‬‬ ‫مجلة بيلبورد ‪ Billboard magazine‬وصفته بالمنتج المغربي الذي أعاد الحياة لألغنية األمريكية‪ ،‬وأغناها بالسمفونيات العالمية‪،‬‬ ‫وموسيقى البوب السويدية‪ .‬ترجم تجربته المتعددة الجنسيات –مغربية وأوروبية وأمريكية‪ -‬في أغان اكتسحت األرقام العالمية وتوجت في‬ ‫مهرجانات الموسيقى والغناء‪ ،‬جاء ذلك في مقال نشرته تحت عنوان «ريدوان وعشر منتجين آخرين يسيطرون على عالم الموسيقى»‪.‬‬ ‫ريدوان من مواليد ‪1972‬منتج موسيقي وكاتب أغانٍ‪ ،‬اسمه الحقيقي نادر الخياط‪ .‬يتمتع بكاريزما جذابة وشخصية مميزة‪ ،‬طموح يتقن األداء‬ ‫ويهوى اإلبداع‪ .‬سليل أسرة الخياط التطوانية‪ ،‬وصغير إخوته التسعة‪.‬‬ ‫«كانت عالقتي دائما مميزة بإخوتي‪ ،‬وكان ولع الموسيقى يوحدنا‪ ،‬كنا مطالبين بإتمام الدراسة والتفوق‪ .‬ولم يكن مستساغا في أسرتي ترك‬ ‫الدراسة واحتراف الفن‪ ،‬لكن ولعي بها كان أكبر من كل شيء‪ .‬فطالما حلمت أن أكون نامبر ‪ ،1‬ولذلك سخرت كل الحيل وطرقت األبواب ووطئت‬ ‫الدروب والمنعرجات‪ .‬كانت رحلة شاقة ولكني والحمد هلل وصلت»‪ ،‬يبوح ريدوان بانتشاء‪.‬‬

‫ريدوان ‪RedOne 1‬‬

‫اسم كبيرلشاب متواضع‪ ،‬اختار أن يحمل‬ ‫اسمه الرقم ‪ ،1‬رقم حلم به وهو ابن الثانية‬ ‫عشر ربيعا‪ ،‬حيث كان شغوفا باالستماع إلى‬ ‫الموسيقى العربية والغربية‪ ،‬واالستمتاع‬ ‫بأيقونات الغناء العالمي من قبيل خوليو‬ ‫إكليسياس‪ ،‬ديميس روسوس‪ ،‬رولينغ ستونز‪،‬‬ ‫ديب بيربل‪ ...‬وكان يعزف على جملة من اآلالت‬ ‫الموسيقية وخصوصا الغيتار‪ ،‬كما كان مولعا‬ ‫بالغناء‪.‬‬ ‫حصل على شهادة الباكالوريا سنة ‪1990‬‬ ‫وتوجه الى السويد ليتم دراسته‪ ،‬ولم يكن‬ ‫اختياره للدولة السويدية عبثا حيث يقول في‬ ‫تصريح صحفي «بحكم عشقي بموسيقى‬ ‫البوب‪ ،‬وتتبعي لمسار الفنانين العالميين‪،‬‬ ‫كنت على علم أن هذه الموسيقى قادمة من‬ ‫السويد‪ .‬وبما أن ذاك الحلم ظل يراودني‪ ،‬فقد‬ ‫كانت الفرصة سانحة‪ ،‬وقد كنت محظوظا بعد‬ ‫قبولي ضمن األربعة من مائتي مرشح قدموا‬ ‫ترشيحهم»‪.‬‬ ‫انكفأ على دراسة الموسيقى باجتهاد‬ ‫وحماس‪ ،‬فهو في المسلك الصحيح لتحقيق‬ ‫حلمه‪ ،‬لذلك استثمر جهده وشغفه‪ ،‬وتفرغ‬ ‫لموهبته الفنية فتفوق فيها وأبدع سمفونيات‬ ‫وألحانا ترجمت تلك الروح الفنية التي حملها‬ ‫طي جوارحه لسنوات‪.‬‬ ‫لم يكن نادر يملك في البداية ثمن سقف‬ ‫ِيؤويه ويحميه من برد السويد القارس‪ ،‬اضطره‬ ‫الخصاص المادي إلى االستنجاد بمالك مطعم‬ ‫للكباب‪ ،‬فآواه بالمحل‪ ،‬أحس حينها بالسعادة‬ ‫واالنتشاء‪ .‬يده اآلن تمسك خيوط حلمه‪،‬‬ ‫حلم استطاع أن يضبط إيقاعه ويحركه كما‬ ‫يشاء تماما كما يحرك المسرحي خيوط دماه‬ ‫المتحركة‪.‬‬ ‫صنع مجده بنفسه وشق طريقا بين‬ ‫المنعرجات‪ ،‬قاوم ضنك العيش وندرة الزاد‪،‬‬ ‫والتمس باب المستحيل‪ ،‬كان يؤمن بأن النصر‬ ‫آت بخطى حثيثة‪ ،‬وأنه من سار على الدرب‬ ‫وصل‪ .‬لذلك لم يستسلم وسخر ما في جعبته‬ ‫من حول وقوة‪.‬‬

‫نحو عالم االحتراف‪:‬‬

‫الخطوة الثانية لتحقيق الحلم هو االحتراف‪.‬‬ ‫لذلك خلص ريدوان إلى تسخير موهبته‬ ‫وتخصيص كل وقته المتهان الموسيقى‪،‬‬ ‫فتوقف عن الدراسة ليتفرغ للفن‪ .‬اشتغل مغنيا‬ ‫مع إحدى الفرق الموسيقية السويدية لسنوات‪،‬‬ ‫ثم سلك طريقا نحو اإلنتاج‪.‬‬ ‫«في بدايتي الفنية كنت أنتج األغاني‬ ‫لنفسي‪ ،‬ولكني اكتشفت أن موهبتي تتطور‪،‬‬ ‫لذلك تحولت إلى إنتاج األغاني للفنانين‪،‬‬ ‫وكانت البداية مع مجموعة «بوبسي الغنائية»‬ ‫سنة ‪ .1995‬اشتهرت األغنية كثيرا في الدول‬ ‫االسكندنافية‪ ،‬وبعد ذلك اشتغلت على أغاني‬ ‫الهيتس التي حققت العالمية»‪ .‬يكشف ريدوان‪.‬‬ ‫أسس ريدوان فرقته الموسيقية وأنتج‬ ‫مجموعة من األغاني‪ .‬حصل على عدة جوائز من‬ ‫بينها جائزة الغراميس السويدية(‪)Grammis‬‬ ‫ولقب أفضل أغنية اسكندنافية «‪» Step Up‬‬ ‫سنة ‪. 2005‬‬ ‫وانطلق الموسيقي المغربي نحو هوليود‪،‬‬ ‫وهناك تخصص في إنتاج أغاني الهيب هوب‬ ‫والبوب‪ ،‬وعاد إلى األضواء بعد رجوعه إلى‬ ‫السويد مع أغنية ‪ Bamboo‬التي باتت اللحن‬ ‫الرسمي لبطولة كأس العالم لكرة القدم ‪2006‬‬ ‫مع المغنية شاكيرا‪.‬‬ ‫«حظيت أغنيتي بإعجاب لجنة التحكيم‪،‬‬ ‫واختيرت بين آالف العروض المقدمة من طرف‬ ‫منتجين ومؤلفين عالميين‪ .‬كانت مفاجأة غير‬ ‫متوقعة‪ ،‬بعثت الحياة من جديد في مسيرتي‬ ‫الفنية‪ ،‬وكان الحدث حافزا معنويا كبيرا‪ ،‬ودفعة‬ ‫قوية في مساري الغنائي»‪.‬يكشف ريدوان‬ ‫تصريح صحفي‬ ‫قرر ريدوان المغامرة نحو المجهول‬ ‫واالستقرار صحبة زوجته ليلى بالديار األمريكية‪،‬‬ ‫اكترى بيتا صغيرا بنيويورك وظل هناك يتقصى‬ ‫سبل اإلنتاج الفني‪.‬‬ ‫لم تكن األمور بداية تساير خيوط حلمه‬ ‫التي ظل ممسكا بها باستماتة‪ .‬وباءت محاوالته‬ ‫ومبادراته الجادة بالفشل‪ .‬فبدا شعاعه على‬ ‫وشك األفول‪ ،‬كابد غالء المعيشة وقلة الذخيرة‪،‬‬ ‫سأل أهله المدد فما أبطؤوا وما فرطوا‪ ،‬وطرق‬ ‫األبواب حتى عيل صبره ودخله اليأس والقنوط‪،‬‬ ‫فجهز عدته للرحيل‪ .‬وكاد أن يفعل لوال تدخل‬

‫‪11‬‬

‫زوجته وإصرارها على التريث لمهلة أخرى‬ ‫وفرصة أخيرة‪ ...‬فجاء الفرج!‪ ‬‬

‫ريدوان يطرق باب العالمية ‪:‬‬

‫جاء الغيث بعد سنوات عجاف وأزهر ربيع‬ ‫نادر الخياط‪ ،‬خصوصا بعد أن تعرف على المغنية‬ ‫«ليدي غاغا»هذه األخيرة منحته كل ثقتها ومعها‬ ‫انكفأ على تطوير السمفونيات العالمية‪ ،‬وابتدع‬ ‫أنغاما موسيقية جديدة‪ ،‬رفضت في البداية من‬ ‫طرف وسائل اإلعالم األمريكية ثم لقيت شهرة‬ ‫منقطعةالنظير‪.‬‬ ‫بعدها تهاطلت آالف العروض على ريدوان‪.‬‬ ‫أنتج أغانٍ احتلت الصدارة في سوق المنافسة‬ ‫العالمية‪ ،‬وهكذا حصلت أغنيته «واي ناب» التي‬ ‫أدتها المغنية «كاب ديلونا»على المرتبة األولى‬ ‫أوروبيا وأمريكيا سنة ‪ .2007‬هذه الشهرة قربته‬ ‫من المغني السينغالي «أيكون» ومعا أسسا‬ ‫شركة لإلنتاج‪.‬‬ ‫وهكذا بدأ نجمه يسطع عالميا بعد سلسلة‬ ‫من األعمال الفنية للمغنية «ليدي غاغا» التي‬ ‫نالت المراتب المتقدمة عالميا‪.‬‬ ‫وكانت صحيفة البيبيسي قد وصفت‬ ‫ريدوان بأنه وراء نجاح أغاني «ليدي غاغا» وأنه‬ ‫قفز بها إلى المراتب األولى‪ .‬وحصدت أغانيها‬ ‫العديد من جوائزغرامي‪ ،‬مثل‬ ‫‪ «Bad romance », « Just dance »,‬‬ ‫‪« Poker face » « Just Dance » « Love‬‬ ‫‪Game » , « the Fame Monster ».‬‬ ‫عن طريق شريكه «أيكون» تعرف على‬ ‫«مايكل جاكسون»سنة ‪ 2008‬الذي وضع‬ ‫بصمته العالمية في مشروع ريدوان‪ .‬قال في‬ ‫تصريح له بعد استضافته في برنامج ‪ET‬بالعربي‬ ‫«قابلته في سيارته‪ ،‬وقتها أحسست بالرهبة‪.‬‬ ‫قشعريرة اكتسحت كل جسدي‪ .‬وكان لطيفا‬ ‫للغاية‪ .‬اشتغلنا بعدها على ألبومات في منزله‬ ‫بـ «الس فيغاس»‪ .‬قضيت معه شهرين ونحن‬ ‫نشتغل على ألبومه الجديد‪ .‬مايكل جاكسون من‬ ‫أفضل الناس الذين التقيتهم في حياتي»‪ .‬‬ ‫توالت إنتاجاته الفنية بغزارة‪ .‬أنتج عام‬ ‫‪ 2008‬مجموعة من األغاني ذات شعبية كبيرة‪،‬‬ ‫وحصل نفس العام على أول جائزة غرامي ألفضل‬ ‫إنتاج أغنية راقصة لنيوكيدز‪ ،‬وهي إحدى أعرق‬ ‫الجوائز في عالم صناعة الموسيقى بالواليات‬ ‫المتحدةاالمريكية‪.‬‬ ‫اشتغل بعدها مع نجوم كبار أمثال جينفر‬ ‫لوبيز‪ ،‬إنريكي إغليسياس‪ ،‬ميكا‪ ،‬بتبول‪ ،‬ناير‪ ،‬توم‬ ‫سيدني‪ ،‬سيلينا غومز‪ ...‬وحصد أربع جوائز غرامي‬ ‫متوالية‪.‬‬ ‫وصفته مجلة بيلبور د�‪Billboard maga‬‬ ‫‪ zine‬بأنه «منتج السنة»‪ ،‬فيما وصفته هيئة‬ ‫صناعة الموسيقى بالواليات المتحدة األمريكية‬ ‫‪ BMI‬بأنه كاتب السنة لألغاني‪.‬‬ ‫عبرأغنية ‪ c’est la vie‬بعث الشاب خالد‬ ‫من جديد بعد أفول عن الساحة الفنية دام ‪10‬‬ ‫سنوات‪.‬األغنية القت شهرة عالمية غير متوقعة‪،‬‬ ‫أعاد ريدوان إنتاجها بتوزيع جديد ليغنيها مارك‬ ‫أنطوني ‪.Vivir Mi Vida‬‬

‫النشيد الرسمـــي للفريـــق‬ ‫الملكي اإلسباني ‪:‬‬ ‫من عشاق كرة القدم‪ ،‬ومن أبرز مشجعي‬ ‫ريال مدريد‪ .‬تجمعه عالقات جيدة بمجموعة من‬ ‫الالعبين‪ ،‬على رأسهم سيرجيو راموس والنجم‬ ‫البرتغالي كريستيانو رونالدو‪ .‬لذلك لم يتردد‬ ‫ريدوان في إنتاج اغنية «هال مدريد» احتفاال بفوز‬

‫الفريق اإلسباني بدوري األبطال‪ .‬كانت األغنية‬ ‫حسب ريدوان‪ -‬كلمات وألحانا وتوزيعا هدية‬‫منه لريال مدريد‪.‬مباشرة بعدما نجحت أغنيته‬ ‫للنشيد الرسمي للمغرب التطواني‪.‬‬ ‫يعلق ريدوان على ذلك قائال «إعدادي‬ ‫ألغنية خاصة بالمغرب التطواني أو فريق ريال‬ ‫مدريد هو نابع من حبي الكبير لهما ومتابعتهما‬ ‫منذ الطفولة»‪.‬‬

‫سفير األغنية المغربية ‪:‬‬

‫كثيرا ما يردد ريدوان أنه سفير المغرب‬ ‫للموسيقى‪ ،‬لذلك يصرف كل جهده لتلميع‬ ‫صورة المغرب‪ .‬ساهم بشكل كبير في إدخال‬ ‫اسم المغرب في مقاطع لنجوم عالمية (بيتبول‬ ‫وجينيفر لوبز في أغنيتها «أون ذفلور») يقول‬ ‫ريدوان باعتزاز‪:‬‬ ‫« أنا إنسان فخور بمغربيتي‪ ،‬وأحب وطني‬ ‫لذلك تجدني ألمع صورة بلدي‪ ،‬أحاول أن أعتني‬ ‫بها جيدا‪ ،‬وهي مسؤولية ثقيلة تقع على كاهلي‪،‬‬ ‫لذلك أفكر دائما في الطريقة المثلى إليصال‬ ‫بلدي إلى النجومية»‪.‬‬ ‫حمل أيضا على عاتقه هم الشباب المغربي‬ ‫التواق للنجاح والشهرة‪ ،‬واستثمر إمكانياته‬ ‫لمساعدة جيل صاعد‪ .‬تضم مجموعة عمله‬ ‫في لوس أنجلس أغلبية مغربية مشكلة من‬ ‫أصدقاء الطفولة وأخيه البكر نبيل‪ ،‬وساعد‬ ‫آخرين للوصول الى النجومية وتبنى المغني‬ ‫أحمد شوقي‪...‬‬ ‫«لقد أخذت على عاتقي مواكبة الشباب‬ ‫المغاربة الموهوبين‪ ،‬الذين ال يزالون محتاجين‬ ‫للكثير‪ ،‬ليضعوا أرجلهم على سكة االحتراف‬ ‫والعالمية»‪ .‬حسب تصريح له في ندوة صحافية‬ ‫في إطار الدورة ‪ 11‬لمهرجان موازين‪.‬‬ ‫ولتحقيق أهدافه االجتماعية‪ ،‬أنشأ استوديو‬ ‫ريدوان من أجل دعم المواهب الشابة‪ ،‬وأنشأ‬ ‫أيضا مؤسسة ‪ 2101‬وهي منظمة غير ربحية‬ ‫هدفها مساعدة ودعم الشباب‪ .‬كما صرح بأنه‬ ‫ينوي إنشاء مِؤسسة لمساعدة الطلبة المغاربة‬ ‫في وضعية صعبة على مواصلة دراستهم في‬ ‫مجاالت التجارة واألعمال والتدبير‪.‬‬ ‫ريدوان يعمل حاليا على مشروع يهدف‬ ‫لتحقيق قفزة نوعية للسياحة المغربية‪ ،‬عبر‬ ‫دعوة أكثر الشخصيات العالمية تأثيرا‪ .‬وهكذا‬ ‫أطلق مبادرة يدعو من خاللها حوالي ‪50‬‬ ‫شخصية من مشاهير العالم لقضاء عطلتهم‬ ‫في المغرب بشكل سنوي‪ .‬كما يستعد قريبا‬ ‫لتقديم مفاجأة سارة لجمهوره حسب ما صرح‬ ‫به لبرنامج ‪ ET‬بالعربي قبل أسبوع‪.‬‬ ‫المفاجأة هي أغنية ‪lady hear me‬‬ ‫‪( tonight‬اسمعينـــي سيدتي هـذه الليلةــــ)‬ ‫«لمودجو» التي سيعيد غناءها ريدوان بنفسه‬ ‫بعد أن قرر أخيرا العودة للغناء‬ ‫« إنها من أجمل األغاني التي أحبها والتي‬ ‫ظللت أسمعها لمدة ‪ 20‬عاما‪ .‬لطالما فكرت أنه‬ ‫سيكون من الرائع تجديدها‪ ،‬وألن األغنية جميلة‬ ‫جدا أريدها أن تكون رائعة» يصرح ريدوان‬ ‫بحماس‪.‬‬ ‫الفيديو كليب من إخراج سعيد الناصري‬ ‫تم تصويره في كل من مراكش وتطوان‪،‬‬ ‫ويشارك فيه ‪ 24‬راقصا من المغرب وإنجلترا‬ ‫وكولومبيا‪.‬‬ ‫ريدوان أو نادر‪ ،‬اسم طابق مسماه‪ ،‬ولفظ‬ ‫وافق معناه‪ ،‬فهو يظل بالفعل نادرا ضمن‬ ‫األسماء المغربية القليلة التي ارتقت إلى‬ ‫النجوميةالعالمية‪.‬‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫بقلم‪ :‬م�صطفى احلراق‬

‫تكنولوجيا المعلومات‬ ‫وصياغة مجتمع عالمي جديد‬ ‫يأتي مجتمع المعلومات بعد عدة مراحل مر فيها التاريخ‬ ‫اإلنساني‪ ،‬وتميزت كل مرحلة بنوع من أنواع ما يسمى‬ ‫بالتكنولوجيا‪ ،‬كان التوافق عليها في تلك المراحل‪ ،‬فقد‬ ‫شهدت اإلنسانية من قبل تكنولوجيا الصيد‪ ،‬ثم تكنولوجيا‬ ‫الزراعة‪ ،‬بعدها تكنولوجيا الصناعة‪ ،‬وأخيرا تكنولوجيا‬ ‫المعلومات‪.‬‬ ‫ويمكن القول أن سمات مجتمع المعلومات تستمد‬ ‫أساسا من سمات تكنولوجيا المعلومات ذاتها والتي نجملها‬ ‫في ثالث نقط وهي‪ ،‬أن المعلومات غير قابلة لالستهالك‬ ‫أو التحول أو التفتت‪،‬ألنها تراكمية بحسب التعريف‪ ،‬وأكثر‬ ‫الوسائل فعالية لتجميعها وتوزيعها تقوم على أساس‬ ‫المشاركة في عملية التجميع‪ ،‬واالستخدام العام المشترك‬ ‫لها بواسطة المواطنين‪ .‬كما أن قيمة المعلومات هو‬ ‫استبعاد عدم التأكد‪ ،‬وتنمية قدرة اإلنسانية على اختيار أكثر‬ ‫القرارات فعالية‪ .‬كما أن سر الواقع االجتماعي لتكنولوجيا‬ ‫المعلومات يقوم على أساس ذهني‪ ،‬وتعميق العمل الذهني‬ ‫ـ من خالل إبداع المعرفة‪ ،‬وحل المشاكل‪ ،‬وتنمية الفرص‬ ‫المتعددة أمام اإلنسان ـ والعناية بتطوير النسق االجتماعي‪.‬‬ ‫ويلخص بعض الباحثين إط��ارا لمجتمع المعلومات‪،‬‬ ‫ويتمثل في ظهور بعض المالمح التالية‪ .‬كالمنفعة‬ ‫المعلوماتية‪ ،‬من خالل إنشاء بنية تحتية معلوماتية تقوم‬ ‫على أساس الحواسب اآللية العامة المتاحة لكل الناس‪ ،‬في‬ ‫صورة شبكات المعلومات المختلفة‪ ،‬وبنوك المعلومات‪.‬‬ ‫كما أن صناعة المعلومات ستكون هي القاطرة التي‬ ‫ستهيمن على البناء الصناعي‪ ،‬وسيتحول النظام السياسي‬ ‫لكي تسوده الديمقراطية التشاركية‪ ،‬ونعني بذلك‬ ‫السياسات التي تنهض على أساس اإلدارة الذاتية التي‬ ‫يقوم بها المواطن‪ ،‬المبنية بالطبع على االتفاق‪ ،‬وضبط‬ ‫النوازع اإلنسانية‪ ،‬والتآلف الخالق بين العناصر المختلفة‪.‬‬ ‫وفي مجتمع المعلومات سيتشكل البناء االجتماعي‬ ‫من مجتمعات محلية متعددة المراكز‪ ،‬ومتكاملة بطريقة‬ ‫طوعية‪ ،‬كما ستتغير القيم اإلنسانية وتتحول من التركيز‬ ‫على االستهالك المادي إلى إشباع اإلنجاز المتعلق بتحقيق‬ ‫األهداف‪ .‬كما أن أعلى درجة متقدمة من مجتمع المعلومات‬ ‫ستتمثل في مرحلة تتسم بإبداع المعرفة من خالل مشاركة‬ ‫جماهرية فعالة‪ ،‬والهدف النهائي منها هو التشكيل الكامل‬ ‫لمجتمع المعلومات الكوني‪.‬‬ ‫إن مفهوم هذا النوع من المجتمع ليس في الواقع حلما‬ ‫بل هو مفهوم واقعي سيكون المرحلة األخيرة من مراحل‬ ‫تطور مجتمع المعلومات‪ ،‬ومن خالل استقرائنا للوضعية‬ ‫الحالية من بينها العولمة‪ ،‬وهي روح الزمن في مجتمع‬ ‫المعلومات‪ ،‬ويرجع ذلك إلى األزم��ات الكونية المتعلقة‬ ‫بالنقص في الموارد الطبيعية‪ ،‬واالنفجار السكاني‪ ،‬والفجوات‬ ‫العميقة االقتصادية والثقافية بين الشمال والجنوب‪ .‬كما أن‬ ‫تنمية شبكات المعلومات الكونية باستخدام الحواسب اآللية‬ ‫المرتبطة ببعضها عالميا‪ ،‬وكذا األقمار الصناعية‪ ،‬ستؤدي‬ ‫إلى تحسين وسائل تبادل المعلومات‪ ،‬وتعميق الفهم‪ ،‬مما‬ ‫سيعمل على تجاوز المصالح القومية والثقافية والمصالح‬ ‫األخرى المتباينة‪.‬‬ ‫ومن بين االستقراءات أيضا في ظل مجتمع المعلومات‬ ‫الكوني بيع السلع المعلوماتية والذي سيتجاوز إنتاج السلع‬ ‫المادية‪ ،‬بالنظر إلى قيمتها االقتصادية اإلجمالية‪ ،‬وسيتحول‬ ‫النظام االقتصادي من نظام تنافسي يقوم على السعي‬ ‫إلى الربح‪ ،‬إلى نظام تأليفي ذي طابع اجتماعي يسهم فيه‬ ‫الجميع‪.‬‬


‫العدد ‪897‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬يوليوز ‪2017‬‬

‫مرور ‪ 59‬سنة على زيارة طه حسين للمغرب وإلقائه محاضرة‬ ‫بمسرح إسبانيول بتطوان‬ ‫(األحد ‪ 6‬يوليوز ‪)1958‬‬ ‫تلبية لدعوة تلقاها من وزارة الشؤون الخارجية‪ ،‬قام الدكتور طه حسين برحلة إلى المغرب‪ ،‬زار خاللها مدينة الرباط‪ ،‬والدار البيضاء‪،‬‬ ‫ومراكش‪ ،‬وفاس‪ ،‬ومكناس‪ ،‬وطنجة‪ ،‬وتطوان‪ .‬امتدت ضيافته من ‪ 24‬يونيو إلى ‪ 6‬يوليوز ‪ ،1958‬استقبله المغاربة بحفاوة كبرى تقديرا‬ ‫لمكانته العلمية‪ ،‬وإكبارا إلنجازاته البارزة في حقل الفكر واألدب العربيين‪.‬‬ ‫بعاصمة المملكة حظي طه حسين باستقبال رسمي بقاعة العرش من قبل صاحب الجاللة محمد الخامس رحمه اهلل الذي خاطبه‬ ‫بالعبارة التالية‪« :‬إننا والشعب المغربي نذكر دائما مواقفكم في أيام محنة المغرب‪ ،‬ودفاعكم المجيد عن قضيته‪ ،‬مما كان له أكبر‬ ‫التشجيع لنا على المضي في كفاحنا إلى النصر‪.1 »...‬‬ ‫تقديرا لهذه المواقف النبيلة أنعم عليه جاللة الملك بوسام الكفاءة الفكرية‪ ،‬وكان طه حسين أول من ُقلِّد هذا الوسام الجديد‬ ‫الذي أحدث في بداية االستقالل ببالدنا‪.‬‬ ‫وبنفس العاصمة تم إلقاء أولى محاضراته (يوم الجمعة ‪ 27‬يونيو ‪ )1958‬ليال بقاعة العروض بكلية العلوم‪ .‬وكان موضوعها‪:‬‬ ‫«األدب العربي ومكانته بين اآلداب العالمية»‪ ،‬حضرها رجاالت الدولة‪ ،‬في مقدمتهم ولي العهد األمير موالي الحسن ‪ ،‬والعلماء واألدباء‬ ‫واألساتذة‪ ...‬استهلها المحاضر بتبليغ تحية الجمهورية العربية المصرية ألهل المغرب‪ ،‬وهي تحية وصفها بأنها تحية الصديق المخلص‬ ‫للصديق المخلص‪ .‬ثم انتقل للحديث عن موضوع األدب العربي ومنزلته بين اآلداب العالمية‪ ،‬خاتما محاضرته بهذه الفقرة‪« :‬وإني‬ ‫ألسعد الناس بأن أشرف بإلقاء هذه المحاضرة بين يدي صاحب السمو الملكي وبين أيديكم‪ .‬إني أرى في جاللة الملك‪ ،‬وفي سمو ولي‬ ‫العهد رمزا وأي رمز لهذا الكفاح ولهذا الجهاد‪ ،‬وإذن فعندما أدعو إلى النهوض بهذا الواجب الخطير الثقيل‪ ،‬الذي تفرضه علينا كرامتنا‪،‬‬ ‫أثق بأن سمو األمير ولي العهد خير من يستمع لهذه الدعوة‪ ،‬خير من يعين على إحياء األدب في المغرب‪ ،‬وسيشارك في إحياء األدب‬ ‫العربي في جميع أقطار العروبة كلها‪ .‬وأنا أجدد لسموه ولحضرتكم أصدق الشكر وأخلص التحيات»‪ .‬وعقب المحاضرة صرح األمير موالي‬ ‫الحسن بأنه‪ ...« :‬يعتز بكونه أمسى من تالمذة طه حسين‪. 2»...‬‬ ‫أما محاضرته بتطوان فكانت يوم األحد ‪ 6‬يوليوز ‪ ،1958‬كآخر محطة من محاضراته الفكرية بالمغرب‪ .‬وقد نشرت جميع الصحف‬ ‫المحلية أخبار هذا الحدث الثقافي الكبير‪ ،‬بما في ذلك الصحف المنشورة باللغة اإلسبانية‪ ،‬فهذه جريدة «يومية إفريقيا» (‪Diario de‬‬ ‫‪ )África‬في عددها ‪ 3907‬وبصفحتها الثانية تنشر عنوانا بارزا‪« :‬محاضرة الدكتور طه حسين» مُعَرٍّفة بأعماله األدبية والفكرية‬ ‫وبتوليه عدة مسؤوليات‪ ،‬كعمادة جامعة القاهرة‪...‬‬ ‫امتأل مسرح إسبانيول بجمهور متميز تمثله شخصيات علمية وقضائية ورجال ونساء التربية‪ ،‬وأهل الثقافة والفن والطلبة‪،‬‬ ‫وبالوافدين من المدن المجاورة‪ ...‬وتكلف األستاذ أحمد مدينة‪ 3‬بوصفه كاتبا عاما لعمالة إقليم تطوان آنذاك بتقديم المحاضر للجمهور‪.‬‬ ‫ويجدر بنا أن نشير إلى أن الدكتور عثمان أنقار تحدث بتفصيل في جريدة الشمال‪ 4‬األسبوعية عن هذه الزيارة وبرنامجها‪ ،‬في‬ ‫حلقتين بعنوان «أصداء وذكريات عن زيارة طه حسين لمدن الشمال»‪ ، 5‬نافيا على لسان أستاذ المسرح محمد الدحروش‪ ،‬رحمه اهلل‪،‬‬ ‫قدوم طه حسين إلى المغرب سنة ‪ ، 6 1957‬وقيامه بزيارتين يفصل بينهما عام واحد‪.‬‬ ‫ونعتقد في هذا السياق أنه من الممكن أن يكون هذا االضطراب راجع إلى الخلط بين زيارة طه حسين لتونس سنة ‪ ،1957‬وزيارته‬ ‫هذه إلى تطوان سنة ‪ .1958‬أو ربما عائد إلى زيارة بعيدة نوعا ما‪ ،‬كان قد قام بها الكاتب المصري لمدريد في ‪ 10‬نوفمبر سنة ‪1950‬‬ ‫وهو وزير للتعليم من أجل تدشين المعهد المصري للدراسات اإلسالمية حيث نشرت الصحف المحلية بتطوان هذا الخبر‪ ، 7‬وظل عالقا‬ ‫بذاكرة أهل المدينة إلى يوم ‪ 6‬يوليوز ‪ ،1958‬فظن بعضهم أن طه حسين قام بزيارتين لتطوان‪ ،‬خصوصا وأن المسافة بين الزيارتين‬ ‫امتدت ثمان سنوات محتملة أن يقع فيها شيء من اضطراب الذاكرة عند بعض شيوخ تلك الفترة ‪.8‬‬ ‫ومن جانب آخر تحدث األستاذ الباحث المرحوم عبد الصمد العشاب بإسهاب عن زيارة ‪ 6‬يوليوز ‪( 1958‬زيارة تطوان) في حلقتين‬ ‫بجريدة الشمال‪ 9‬مبرزا غياب التعاليق الصحفية آنذاك عن مضامين محاضرات طه الفكرية ببالدنا‪ ،‬ومعلال ذلك بكون الجمهور المغربي‬ ‫كان ينتظر من العميد معالجة وتناول قضايا الساعة الراهنة التي كانت مطروحة آنذاك‪ ،‬كقضية نضال الشعوب المغاربية من أجل‬ ‫استقاللها أو الحديث عن الثقافة بربوع المغرب العربي عوض الحديث عن األدب واللغة العربية ومشاكلهما‪ ...‬نفس اآلراء طرحها سابقا‬ ‫المرحوم األديب المبدع محمد الصباغ الذي لم يكن راضيا عن موضوع محاضرة طه حسين‪.‬‬ ‫وإذا كان الباحث عثمان أنقار قد الحظ غياب نص المحاضرة األصلي‪ ،‬فاألستاذ محمد الحبيب الخراز يقــدم لنا في حــديثــه عن‬ ‫هـــذه الزيــارة (بجريدة تمــودة أعـداد ‪ 10 183-182-181‬تحت عنوان‪« :‬الدكتور طه حسين في الذكرى الخمسينية لزيارة مدينة‬ ‫تطوان»)‪ ،‬فقرات من المحاضرة التي يتفق الثالثة معا على أن موضوعها كان‪« :‬المشاكل التي تعترض انتشار اللغة العربية وآدابها»‪.‬‬ ‫وكتب أيضا المرحوم األستاذ األديب والمترجم األلمعي عبد اللطيف الخطيب عن هذه الزيارة مقاال قيما بجريدة العلم تحت عنوان‪:‬‬ ‫«مرحبا باألستاذ» وذلك بتاريخ ‪ 25‬يونيو ‪ 1958‬تحت عدد رقم ‪ .3031‬يقول في بدايته‪« :‬مرحبا باألستاذ الكريم بين أهله وعشيرته‬ ‫األقربين‪ .‬ومرحبا به في هذه البالد التي تذكر مواقفه المشهورة المشهودة في الدفاع عن حقها بغاية اإلعجاب وعظيم االمتنان‪ .‬ثم‬ ‫مرحبا به تقديرا لما له من الفضل الكبير‪ ،‬والقدح المعلى في بعث األدب العربي األصيل‪ ،‬وتلقيحه باألفكار الجديدة الخالقة التي تشرف‬ ‫وهلل الحمد أن تبوئه المقام المحمود بين آداب الدنيا الحية‪ ...‬إننا نستقبل األستاذ في جسمه اليوم بعد أن استقر منذ سنوات وسنوات‬ ‫في قلوبنا وعقولنا بما له من نتاج عاد بالخير العميم على هذه اللغة الكريمة‪ ،‬التي نعمل بإصرار وحزم في سبيل إحاللها المقام الذي‬ ‫أنكره عليها االستعمار في هذا الوطن‪ ،‬لعلمه بأن القضاء عل اللغة قضاء على أمتن المقومات الكفيلة ببعث الشعوب‪.»...‬‬ ‫ونود – قبل ختم الحديث عن رحلة عميد األدب العربي – أن نترك القارئ مع بعض باقات الورود األدبية‪ ،‬صاغها أحد أدباء تطوان‬ ‫الكبار الدكتور حسن الوراكلي‪ ،‬الذي تابع شخصيا هذه المحاضرة وهو في ريعان شبابه‪ ،‬جاعال منها كلمات وفاء وحب في رجل عرفه أوال‬ ‫من خالل كتبه‪ ،‬ولكنه طالما تمنى الجلوس واإلنصات إليه‪...‬‬ ‫يقول الدكتور حسن الوراكلي في كتابه «وشي وحلي» ص ‪ 119‬في مقال بعنوان‪« :‬طه حسين منهل‪ ...‬دنوتُ منه ولم أرد»‪:‬‬ ‫«وفي مسرح إسبانيول‪ ،‬تحقق الحلم القديم بالجلوس إلى طه حسين واإلنصات إليه! ما أن شرع العميد في المحاضرة‪ ،‬حتى بدأت‬ ‫أحس بسلطة المكان تتالشى من حولي! تفلت من قبضة المكان القوية‪ ...‬ومن قبضة الزمان أيضا!‪ .‬خيل إلي أن ما أسمعه منه مألوف‬ ‫لدي بلغته الجميلة‪ ،‬وعبارته البديعة‪ ،‬وصوغه الذي كالماء السلسبيل‪ ،‬لكنه مع ذلك‪ ،‬كان له في سمعي وفي فؤادي وقع انتشاء والتذاذ‬ ‫ال سبيل إلى تصويرهما‪...‬‬ ‫كانت عبارة طه وهو يرتجل حديثا ارتجاال‪ ،‬وينشئ كالما إنشاء‪ ،‬تهمي على مسمعي كما الغيث‪ ،‬فيزداد إعجابي باطراد نفسه‪،‬‬ ‫ويتضاعف عجبي من إحكام نسجه!‪.»...‬‬ ‫كانت محاضرة تطوان آخر محاضرة ضمن سلسلة المحاضرات التي احتواها برنامج رحلة العميد لعدد من المدن المغربية‪ .‬نرجو أن‬ ‫يتوفق الباحثون الشباب للقيام بتجميع نصوصها‪ ،‬ودراستها وتحليلها‪ ...‬وطبعها‪ ،‬فهي وحدها تشكل موضوعا خصبا للنبش في ذاكرة‬ ‫زيارة هذا المفكر الكبير لبالدنا‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى سيظل مسرح إسبانيول يحمل دائما نيابة عن أهل تطوان وشمال المغرب أعز وأجمل ذكرى لهذا الهرم الخالد‬ ‫في ثقافتنا العربية‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫الباحث ‪ :‬الزبير بن األمين‬

‫جاللة الملك المغفور له محمد الخامس يستقبل طه حسين‬ ‫بالقصر الملكي بالرباط‬

‫األستاذ أحمد مدينة يقدم الدكتور طه حسين‬ ‫لجمهور تطوان‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ 1‬ـ لطه حسين مواقف مشرفة وقفها في الدفاع عن قضايا الشمال اإلفريقي‪ .‬من ذلك رفضه وسام جوقة الشرف الذي منحته إياه الحكومة الفرنسية‬ ‫احتجاجا منه على استهتارها بالحريات األساسية في المغرب أثناء عهد الحماية‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ جريدة الميثاق العدد ‪.6174‬‬ ‫‪ 3‬ـ صاحب مجلة «األنوار» التي كانت تطبعها المطبعة المهدية بتطوان من ‪ 1946‬إلى ‪ 1956‬والذي سيشغل عدة مهام دبلوماسية بعد استقالل‬ ‫المغرب‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ العدد ‪ 197‬من ‪ 11‬إلى ‪ 17‬نوفمبر ‪ ،2003‬وكان عنوان د‪.‬عثمان أنقار‪« :‬أصداء وذكريات عن زيارة طه حسين لمدن الشمال»‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ العددان ‪ 196‬و‪ 197‬الصادران في شهر نوفمبر ‪.2003‬‬ ‫‪ 6‬ـ ورد في جريدة العلم بتاريخ فاتح يوليوز ‪« :1957‬أن األديب المصري الكبير الدكتور طه حسين وصل إلى تونس يوم ‪ 28‬يونيو ‪ 1957‬ليترأس‬ ‫اللجنة التحيكيمية التي تتولى اإلشراف على انتهاء امتحانات السنة بمدرسة المعلمين العليا بتونس‪ .‬واستقبله في المطار السيد المزالي مدير ديوان وزير‬ ‫التعليم التونسي‪ ،‬وشخصيات تونسية أخرى سياسية وأدبية‪.‬‬ ‫‪ 7‬ـ ومنها جريدة النهار الصادرة باللغتين اإلسبانية والعربية‪ ،‬وجريدة يومية إفريقيا‪.‬‬ ‫‪ 8‬ـ زيارة تونس ‪ 1957‬وزيارة تطوان ‪.1958‬‬ ‫‪ 9‬ـ العدد ‪ 193‬من ‪ 14‬إلى ‪ 20‬أكتوبر ‪ ،2003‬وتصدر عنوان الحلقتين‪« :‬العميد طه حسين في المغرب سنة ‪.ّ»1958‬‬ ‫‪ 10‬ـ أعداد ‪ 183-182-181‬من جريدة تمودة الصادرة في أواخر شهر يونيو وأوائل شهر يوليوز عام ‪.2008‬‬

‫الدكتور طه حسين بين عالل الفاسي وامحمد بوستة‬

‫دعوة لحضور محاضرة الدكتور طه حسين بمسرح إسبانيول بتطوان‬


‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪897‬‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫انتقل إلى عفو اهلل تعالى المرحوم‬

‫األستاذ عبد السالم البقيوي في ذمة اهلل‬ ‫بقلوب مؤمنة بقضاء اهلل وقدره‪ ،‬وببالغ األسى‬ ‫والحزن‪ ،‬تلقىينا‪ ،‬نبأ وفاة األستاذ عبد السالم‬ ‫البقيوي‪ ،‬النقيب السابق لهيئة المحامين بطنجة‬ ‫وأحد المناضلين الملتزميـــن بقضايـــا حقـــوق‬ ‫اإلنسان والمدافعين عنها في شتى المحافل‪ ،‬عن‬ ‫إيمان وعقيدة بحق المواطنين في الكرامة والحرية‬ ‫والمساواة‪.‬‬ ‫وقد وافاه األجل المحتوم يوم الجمعــة ‪ 7‬يوليوز‬ ‫الجاري بطنجــة‪ ،‬ووري الثـرى جثمانه الطاهر‪ ،‬بعد‬ ‫صالة عصر نفس اليوم بمقبرة المجاهدين حيث‬ ‫رافقه إلى مثواه األخير العديد من الشخصيات‬ ‫من هيئات المحامين بالمغرب والهيئة القضائية‬ ‫والمنظمات السياسية والحقوقية وشخصيات عديدة‬ ‫أخرى تنتمي إلى مختلف قطاعات المجتمع بهذه‬ ‫المدينة التي باذلته حبا بحب ووفاء بوفاء‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة‪ ،‬نتقدم بتعازينا الحارة إلى والدته وإلى أبنائه محمد و إنتصــار‪ ،‬و عمر‪ ،‬وإلى أخواتـه‬ ‫وإلى كافة أفراد عائلة البقيوي والعائالت المتصاهرة‪.‬‬ ‫كما نتقدم بأحر عبارات التعازي إلى هيئة المحامين بطنجة‪ ،‬وإلى المنظمات والهيئات المغربية لحقوق اإلنسان‬ ‫وإلى أهل وأقارب الراحل العزيز الذين يتقدمون عبر هذه الجريدة بتشكراتهم الخالصة لكل الذين واسوهم في‬ ‫فقدان عزيزهم الراحل األستاذ عبد السالم البقيوي‪ ،‬سواء بحضورهم مراسيم الجنازة أو باتصاالتهم عبر وسائل‬ ‫االتصال المختلفة أو بدعواتهم بالرحمة والمغفرة للفقيد العزيز‪.‬‬ ‫نسأل اهلل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويثيبه عن جليل أعماله لخير أمته ‪ ،‬ويسكنه فسيح جناته مع النبيئين‬ ‫والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا‪ ،‬ويلهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫عبد الصادق شهبون‬

‫صباح يوم األربعاء ‪ 10‬شوال ‪ 1438‬الموافق‬ ‫لـ ‪ 5‬يوليوز ‪ 2017‬بشفشاون‬ ‫وبهذه المناسبـة األليمـــة تتقــدم هيـــئـة‬ ‫تحرير جريدة الشمـــال بأحر التـعــــازي وأصدق‬ ‫المواساة إلى أرملته الفاضلة زهرة مفتاح وأبنائه‪:‬‬ ‫عادل وعماد ومنى ورجاء وحسناء‪ ،‬وإلى ابن عمه الدكتور عبد اللطيف شهبون‬ ‫وإلى إخوته‪ :‬عبد المون وفطومة وشفيقة وربيعة وآل شهبون وآل مفتاح‬ ‫سائلين المولى عز وجل أن يتغمده برحمته الواسعة ويرزق أهله الصبر‬ ‫والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫أحمد أبانطور في ذمة اهلل‬ ‫عن عمر يناهز ‪ 62‬سنة‪ ،‬وذلك يوم السبت ‪6‬‬ ‫شوال ‪ 1438‬موافــق ‪ 1‬يوليــوز ‪ ،2017‬لبى نداء‬ ‫ربه المشمول بعفو اهلل المرحوم أحمد أبانطور‬ ‫وشيع جثمانه الطاهر في موكب جنائزي مهيب‪،‬‬ ‫حضره األهل واألحبــاب والمعارف ودفن بمقبرة‬ ‫المجاهدين‪ ،‬بعد صالة الظهر بمسجد الحاج‬ ‫مسعود‪..‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬نتقدم بأحر التعازي إلى‬ ‫أرملة الفقيد‪ ،‬لال فاطمة مجدوبي وإلى أبنائهما‬ ‫عزالدين وجالل ومروان وحنان وغزالن وإنصاف‪.‬‬ ‫وكذا إلى إخوة الفقيد‪ ،‬عبد العزيز والبشير وحسن‬ ‫وعبد اهلل وعلي ومصطفى وجميعة وأمينة وحبيبة‪ ،‬راجين لهم منه تعالى الصبر‬ ‫والسلوان‪ ،‬وللفقيد عظيم األجر والغفران‪ ،‬تغمده اهلل بواسع رحمته‪ ،‬وأسكنه‬ ‫فسيح جناته مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك‬ ‫رفيقا‪..‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫عن عمر يناهز ‪ 66‬سنة‪ ،‬لبى نداء ربه المشمول بعفو اهلل المرحوم‬

‫عبد الواحد بنتريعة‬ ‫المتقاعد ببنك السيياج‬

‫وذلك يوم األحد ‪ 2‬يوليوز ‪ ،2017‬وفي نفس اليوم‪ ،‬شيع جثمانه الطاهر في موكب‬ ‫جنائزي مهيب‪ ،‬حضره األهل واألحباب والمعارف ودفن بمقبرة سيدي المختار بمرشان‪ ،‬بعد صالة العصر بالمسجد‬ ‫المقابل لهذه المقبرة‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬يتقدم طاقم «جريدة الشمال» بأحر التعازي إلى أرملة الفقيد‪ ،‬الحاجة حميدة البقالي وإلى‬ ‫أبنائهما يوسف ونهى وحمزة وكذا إلى جميع أفراد عائالت بنتريعة والبقالي والشعيري والورياغلي والحبابي‬ ‫والفتوح‪ ،‬راجين لهم منه تعالى الصبر والسلوان‪ ،‬وللفقيد عظيم األجر والغفران‪ ،‬تغمده اهلل بواسع رحمته‪ ،‬وأسكنه‬ ‫فسيح جناته مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫تعزية ومواساة‬ ‫لبى نداء ربه المشمول بعفو اهلل‪ ،‬المرحوم‬

‫محمد شمالل‬

‫ابن طنجة الذي وافته المنية بالديار الهولندية‬ ‫بعد مرض لم ينفع معه عالج‬

‫وذلــك يــــوم الخميـــــس ‪ 29‬يونيو‪ ،2017‬وشيع جثمانه الطاهر في‬ ‫موكب جنائــزي مهيـب‪ ،‬حضره األهل واألحباب وحشــد كبير من أصدقائه‬ ‫ومعارفه الذين شيــعـــوه إلى مثــواه األخير‪ ،‬بمقبــرة سيـدي اعمــار‪ ،‬يـــوم‬ ‫الثالثاء ‪ 4‬يوليوز الجاري‪.‬‬ ‫وبهـذا المصاب الجلــل‪ ،‬يتقـــدم عبد السالم الوزاني‪ ،‬عضــو حقـــوق‬ ‫الناس‪ ،‬فرع طنجة‪ ،‬نيابة عن أصدقائه الطنجاويين بأحر التعـازي إلى أرملة المرحوم السيدة خديجــة‬ ‫بولعيـــش وإلى أبنائهما‪ ،‬سناء ومليكة وسفيان ومنال‪ ،‬وإلى والدتـه الحاجة فاطمة بولعيش‪ ،‬وكذا إلى إخوته‪،‬‬ ‫البشيروعزيز ورشيد ومصطفى وأحمد وربيعة وسعيدة وسهام‪ ،‬باإلضافة إلى جميع أفراد عائالته وأصهاره‬ ‫من عائلة بولعيش والماه ماه والوزاني‪ ،‬راجيا لهم منه تعالى الصبر والسلوان‪ ،‬وللفقيد عظيم األجر والغفران‪،‬‬ ‫تغمده اهلل بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين‪ ،‬وحسن أولئك‬ ‫رفيقا‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫عويشة العبدي في ذمة اهلل‬ ‫عن عمــر يناهـــز ‪ 72‬سنــة‪ ،‬فـارقـــت الحيـاة‬ ‫المشمولة بعفـو اهلل‪ ،‬المرحومة عويشة العبدي‪،‬‬ ‫حرم المرحـوم عبد السالم الرشفي‪ ،‬وذلك يوم‬ ‫االثنين ‪ 3‬يوليوز ‪ ،2017‬وفي اليوم الموالي‪ ،‬شيع‬ ‫جثمانها الطاهر في موكب جنائزي مهيب‪ ،‬حضره‬ ‫األهل واألحباب والمعارف ودفن بمقبرة السواني‪،‬‬ ‫بعد صالة الظهر‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬نتقدم بأحر التعازي إلى‬ ‫أبناء الفقيدة‪ ،‬سمير ومحمد وسمية وسلوى وبشرى‬ ‫ومنير وأنور ونوال وربيع ونبيل‪ ،‬وإلى إخوتها‪ ،‬عبد‬ ‫النبي ولطيفة وفوزية وسعاد‪ ،‬وكذا إلى جميع أفراد عائلتي العبدي والرشفي‪،‬‬ ‫راجين لهم منه تعالى الصبر والسلوان‪ ،‬وللفقيدة االجر والغفران‪ ،‬تغمدها‬ ‫اهلل بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته مع النبيئين والصديقين والشهداء‬ ‫والصالحين وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫َا�ض َي ًة َم ْر ِ�ض َّي ًة‬ ‫} َيا �أَ َّي ُتهَا ال َّن ْف ُ�س مْ ُال ْط َم ِئ َّن ُة ْار ِج ِعي ِ�إ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫كر ِ‬ ‫َف ْاد ُخلِي يِف ِع َبادِ ي و َْاد ُخلِي جَ َّن ِتي {‬ ‫(�صدق اهلل العظيم)‬ ‫لبت نداء ربها يوم اإلثنين ‪ 26‬يونيو ‪ 2017‬الموافق‬ ‫ليوم عيد الفطر المبارك‪ ،‬المشمولـة برحمــة اهلل تعالى‬ ‫الفقيدة المرحومة‬

‫رحمة دهبي‬

‫والدة الزميل ال�صحفي يو�سف طاحلة‬ ‫وفي محفــل جنائــزي مهيب حضره األهــل واألحباب‪،‬‬ ‫األصدقاء والجيران‪ ،‬الذين رافقوا جثمانها الطاهر إلى مثواه األخير‪ ،‬حيث ووريت الثرى‬ ‫بمقبرة سيدي الفرجاني قرب مستشفى محمد السادس‪ ،‬بعد صالة الظهر‪..‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة‪ ،‬يتقدم طاقم «جريدة الشمال» بالتعازي الحارة إلى أبنــاء‬ ‫الفقيدة و ذويها‪.‬‬ ‫تغمد اهلل الفقيدة بواسع رحمته‪ ،‬وأسكنها فسيح جناته‪ ،‬وألهم ذويها الصبر‬ ‫والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬


‫العدد ‪897‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬يوليوز ‪2017‬‬

‫البيئة جتل للجمال واجلالل‬

‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫واملكمالت‪،‬‬ ‫املح�سنات‬ ‫من‬ ‫ثقافة اجلمالِ يف ال‬ ‫إ�سالم لي�ست كما يظن البع�ض َ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫إ�سالم �أوالها عناية بالغة يف القر�آن الكرمي وال�سنة النبوية املطهرة‪ ،‬وكل من‬ ‫فال‬ ‫َ‬ ‫أبواب‪،‬‬ ‫ألباب‪،‬‬ ‫ا�ستقر�أ ن�صو�ص الوحي يرى من معا ِ‬ ‫ُ‬ ‫ويفتح ال َ‬ ‫مل اجلمالِ ما ي�سلُب ال َ‬ ‫و�صفاء‪..‬‬ ‫ونقاء ورونق ٌا‬ ‫ويجعل احلياة كُ لَّها جما ٌال‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫البيت وجمال‬ ‫النف�س وجمال اجل�س ِد وجمال‬ ‫الروح وجمال‬ ‫فالوحي �أ�صل جلمال‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫النظافة والطهارةُ يف ال ِ‬ ‫أنف�س ويف امل�ساج ِد‬ ‫البيئةِ وجمال الهيئةِ ‪ ،‬وجمال الفكرِ ‪�...‬إنها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أنت‬ ‫املحالت وامل�‬ ‫الطرقات‪ ،‬ويف‬ ‫املالب�س ويف‬ ‫ويف‬ ‫ؤ�س�سات العامةِ واخلا�صةِ ‪ ،‬ف� َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جميلة‪ ،‬ت�أتي �إليكَ ر�سائلُ‬ ‫ِ‬ ‫نظيفة‬ ‫الطرقات فرتاها‬ ‫حينم َا ت�أتي �إلى �أح ِد هذهِ الأماكنِ �أو‬ ‫ٌ‬ ‫إيجابي فيكَ فتجعلُكَ ذلك الإن�سان املعطاء النافع لنف�سه ولغريه‬ ‫اجلانب ال‬ ‫�صامتة حت ِّفزُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ولبلده ول�سائر املخلوقات‪ ،‬ال�سعيد املطمئن يف حياته‪.‬‬ ‫النا�س اليوم ب�سوءِ �سلوكِ هِ م‪ ،‬وبع َد ِم‬ ‫الله‪� ،‬أف�س َد ُه‬ ‫�إن جمال الطبيعةِ التي خلقَه َا ُ‬ ‫ُ‬ ‫اجلميلةِ‬ ‫النظرةِ‬ ‫تذهب �إلى اجلبالِ‬ ‫ِ‬ ‫بطحاءها قد‬ ‫جتد‬ ‫وال�شعاب‬ ‫‪،‬‬ ‫اكرتا ِثهِ م‪ ،‬فعندما‬ ‫‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫الطبيعةِ‬ ‫ِ‬ ‫ِكَ‬ ‫لِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ،‬بل حتى يف �شوارِ عنا‬ ‫مع‬ ‫�سوء‬ ‫النا�س‪ ،‬وترى بعين‬ ‫مبخلفات‬ ‫رت‬ ‫تك َّد ْ‬ ‫التعام َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫كلِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫مكان وعلى كل طريق‪،‬‬ ‫وزجاج النفايات واملخلفات يف‬ ‫علب امل�رشوبات مرمية‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مفهوم ثقافةِ اجلمالِ يف الإ�سالم‪ .‬‬ ‫فمتى نرتقي ب�أفهامِ نا و�سلوكياتِنا �إلى‬ ‫ِ‬ ‫اء ُه ْم‬ ‫َّا�س �أَ ْ�ش َي َ‬ ‫و�إن هذا والله ملن الف�ساد يف الأر�ض قال تعالى ‪َ :‬‬ ‫(و اَل ت َْبخَ ُ�سوا الن َ‬ ‫َو اَل ت ِ‬ ‫الَ ْر ِ‬ ‫ِني)الأعراف‪ .‬وقال‬ ‫ُفْ�س ُدوا فيِ ْ أ‬ ‫�ض َب ْع َد �إِ ْ�صلاَ ِح َها‪َ ‬ذ ِلكُ ْم َخيرْ ٌ َّلكُ ْم �إِن كُ نتُم ُّم�ؤْمِ ن َ‬ ‫ٌ‬ ‫كلُّ‬ ‫كلُّ‬ ‫ال�شم�س‪ ،‬تعدِلُ‬ ‫عليهِ‬ ‫ِ‬ ‫فيه‬ ‫تطلع‬ ‫يوم‬ ‫�صدقة‬ ‫النا�س‬ ‫من‬ ‫�سالمى‬ ‫(‬ ‫ال�سالم‬ ‫عليه‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫متاع ُه‬ ‫له عليها‬ ‫وتعني الرجلَ يف دابتِهِ فتحمِ ل ُ​ُه عليهاَ‪� ،‬أو‬ ‫�صدقة‪،‬‬ ‫بني االثننيِ‬ ‫ترفع ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ومتيط الأذى‬ ‫�صدقة‪،‬‬ ‫�صدقة‪ ،‬وكلُّ خطوةٍ مت�شيها �إلى ال�صال ِة‬ ‫الطيبة‬ ‫والكلمة‬ ‫�صدقة‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫�صدقة) متفق عليه‪.‬‬ ‫الطريق‬ ‫عن‬ ‫ِ‬ ‫مطلوب يف كلِّ �شيءٍ ‪ ،‬يف �أخذ َِك وعطائِكَ ‪ ،‬وبذلِكَ و�سخائِكَ ‪ ،‬و�صرب َِك‬ ‫اجلمال‬ ‫ٌ‬ ‫يكون يف �صربِهم جمالٌ‬ ‫جميلٌ‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫ال�صابرين‬ ‫الله‬ ‫أمر‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫)‬ ‫(ف�صرب‬ ‫تعالى‬ ‫قال‬ ‫وهجرِ َك‪،‬‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫أجملِ‬ ‫ِ‬ ‫يعقوب عليه ال�سالم‬ ‫الله‬ ‫نبي‬ ‫فعله‬ ‫ما‬ ‫وهذا‬ ‫�شكوى‪،‬‬ ‫بال‬ ‫رب‬ ‫ال�ص‬ ‫معاين‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫فيتحلون‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫عينهِ‬ ‫قرةَ‬ ‫َ‬ ‫اجلميلِ‬ ‫ِ‬ ‫الله‬ ‫أعاد‬ ‫�‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫رب‬ ‫ال�ص‬ ‫هذا‬ ‫ثمار‬ ‫فكانت‬ ‫ال�سالم‬ ‫عليه‬ ‫ف‬ ‫يو�س‬ ‫د‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫حني فق َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وا�صرب على‬ ‫يكون جمي ًال قال تعالى (‬ ‫يجب � ْأن‬ ‫الهجر‬ ‫ب�رص ُه‪ ،‬وحتى‬ ‫ورد له‬ ‫�إليهِ �إبن َُه‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اخلري‬ ‫ي�ستوعب‬ ‫يكون يف جمالِ هجرِ َك متَّ�سع ًا‬ ‫يقولون واهجرهم هجر ًا جمي ًال ) لكي‬ ‫ما‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ذلكَ‬ ‫الهجرِ‬ ‫الطالق الذي‬ ‫يف‬ ‫حتى‬ ‫بل‬ ‫فقط‬ ‫يف‬ ‫يكن‬ ‫ومل‬ ‫‪.‬‬ ‫والفالح‬ ‫والنجاح‬ ‫إ�صالح‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫نكحتم امل� ِ‬ ‫ؤمنات ثم‬ ‫الذين �آمنوا �إذا‬ ‫الله فيهِ ‪ ( :‬يا �أيها‬ ‫هو � ُ‬ ‫أبغ�ض احلاللِ عن َد اللهِ قالَ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫عدةٍ‬ ‫بلِ‬ ‫و�رسحوه َّن‬ ‫ن‬ ‫فمتعوه‬ ‫تعتدونها‬ ‫من‬ ‫ن‬ ‫لكم‬ ‫فما‬ ‫ن‬ ‫مت�سوه‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫ق‬ ‫من‬ ‫ن‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َّ‬ ‫عليهِ َّ‬ ‫ُ َّ‬ ‫طلقتموه َّ‬ ‫مالٌ‬ ‫فيهِ‬ ‫فتخرج هذه املر�أةُ‬ ‫إح�سان‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫ج‬ ‫الفراق‬ ‫هذا‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫الله‬ ‫أمر‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫جميال)‪ ،‬‬ ‫�رساح ًا‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ب�شيءٍ‬ ‫الفراق‬ ‫مل‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫عنها‬ ‫يذيب‬ ‫ا‬ ‫أر�ضاه‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫َّه‬ ‫ق‬ ‫ح‬ ‫أعطاها‬ ‫�‬ ‫قد‬ ‫‪،‬‬ ‫را�ضية‬ ‫ه‬ ‫وتفارق‬ ‫ِها‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫ط‬ ‫من ُم‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫بلْ‬ ‫ذلكَ‬ ‫َ‬ ‫ف�ض‬ ‫يف‬ ‫ولي�س‬ ‫ويذكرها باخلريِ‪،‬‬ ‫فتذكر ُه‬ ‫الطالق‬ ‫وح�رسة‬ ‫الطالق فح�سب يف � ِّأي ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ل�رشاكةٍ �أو �إنهاءٍ‬ ‫إ�سالم وينبغي‬ ‫يليق ب�أمةِ ال‬ ‫لتعاملٍ ‪ ،‬ينبغي � ْأن‬ ‫يكون فيهِ اجلمالُ الذي ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫يخرج من هذا اجلمالِ �إلى اخل�صومةِ والقطيعةِ‬ ‫أين هذا اجلمالُ �أيها‬ ‫� ْأن ال‬ ‫واملحاكم‪ ،‬ف� َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وال�صفح ‪ ،‬قال تعالى‬ ‫والعفو‬ ‫امل�سلمون؟ ولقد جتاوزَ هذا اجلمالُ حتى �شمِ لَ العقوبة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يكون يف عفوِ هِ و�صفحِ هِ‬ ‫آخرين � ْأن‬ ‫عن ال‬ ‫الله من‬ ‫( فا�صفح‬ ‫أمر ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يعفو َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال�صفح اجلميل) � َ‬ ‫َ‬ ‫ويكون‬ ‫اللحمة‬ ‫ويرتق‬ ‫ال�صدور‬ ‫ي�رشح‬ ‫رونق ًا وجما ًال وح�سنا يف الكالم الطيب الذي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫�ضعف �أخيهِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫امل�سلم على‬ ‫�صفح‬ ‫امل�سلمني فال يعلو‬ ‫بني‬ ‫�أدعى‬ ‫َ‬ ‫للتقارب واملودةِ واملحبةِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫مي�س كرامت َُه ‪.‬‬ ‫وال‬ ‫ُّ‬ ‫اء َّ‬ ‫املَخلُو َق ِ‬ ‫ات‬ ‫الظ َواهِ رِ َو ْ‬ ‫َ�صفّح القُر�آن الكرمي َيجِ د ُ�س َور ًا تحَ ْ مِ لُ َ�أ ْ�س َم َ‬ ‫�إن من ت َ‬ ‫َّ‬ ‫‪...‬و ُمكَ ِّون ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان كَ ـاللَّيلِ‬ ‫ِ‬ ‫َات الزَّ َم ِ‬ ‫رِ‬ ‫وج‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫َّج‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫�س‬ ‫م‬ ‫ال�ش‬ ‫و‬ ‫َم‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫ـالر‬ ‫َ ْ ِ َ برُ ُ ِ‬ ‫َ‬ ‫ال�س َماوِ َّيةِ كَ َّ ْ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫العنْكَ ُب ِ‬ ‫�ض احلَ َيوان ِ‬ ‫ال�ض َحى‪َ ...‬و َب ْع ِ‬ ‫وت‬ ‫َوالف َْجرِ َو ُّ‬ ‫ـالبق َ​َر ِة َوالأنْ َع ِ‬ ‫ام َوالنَّحلِ َوالنَّملِ َو َ‬ ‫َات كَ َ‬ ‫ات القُر�آن َِّيةِ مِ ْن َحد ٍ‬ ‫‪...‬ه َذا َف ْ�ض ًال َع َّما َيرِ ُد فيِ ال َآي ِ‬ ‫َوالفِيلِ‬ ‫ِيث ُم َط َّولٍ َعنِ اجلِ َبالِ َوالب َِحارِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وعل َْيهِ‬ ‫َوالأَنْ َهارِ َوالأ ْ�ش َجارِ َو�أنْ َو ِ‬ ‫العنَا�صرِ ِ البِيئ َِّيةِ التِي َخ َلق َ​َها ُ‬ ‫الله‪َ ،‬‬ ‫اع َها َو َغيرْ ِ ذلِكَ مِ َن َ‬ ‫َفالبِي َئ ُة َحا�ضرِ َ ةُ ِّ‬ ‫يع َعنَا�صرِ َِها‪َ ،‬و َما ذِ كْ ُر َها �إِ َّال‬ ‫الذكْ رِ فيِ القُر� ِآن ِبق َُّوةٍ َو ُ�ش ُمول َِّيةٍ لجِ َ مِ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الكت َِ�شافِ َها َواالعت َِبارِ ب َِها َوال َّت� ُّأملِ فيِ َخ ْلق َِها واكت َِ�ش ِ‬ ‫هم َما َيلف ُِت النَّظ َر‬ ‫اف ق َوانِين َِها‪َ ،‬و� َّإن �أ َّ‬ ‫فيِ َحد ِ‬ ‫ِيث القُر� ِآن َع ْن َه ِذ ِه الأَ ْ�ش َياءِ ذِ كْ ُر ُه ِلل َْو ِظيفَةِ الأَكْ َملِ ل َ​َها‪َ ،‬وهِ َي َد ْو ُر َها اجلَ َم يِ ُّ‬ ‫ال‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َقالَ ُ�س ْب َحان َُه َوت َ​َعالَى‪�( :‬إِنَّا َج َع ْلنَا َما َعلَى الأ ْر ِ‬ ‫�ض زِ ينَة ل َ​َها ِلن َْبل َُو ُه ْم �أ ُّي ُه ْم �أ ْح َ�س ُن َع َمال)‬ ‫ْ‬ ‫الكهف‪َ ،‬و َقالَ َجلّ َ ْ‬ ‫ُون‪َ ،‬و َلكُ ْم‬ ‫يها دِ ْف ٌء َو َمنَا ِف ُع َومِ ن َْها َت�أكُ ل َ‬ ‫ام َخ َلق َ​َها َلكُ ْم فِ َ‬ ‫�ش�أن ُ​ُه‪َ :‬‬ ‫(والأَنْ َع َ‬ ‫ون‪َ ،‬وتحَ ْ مِ لُ �أَ ْثقَا َلكُ ْم �إِلَى َب َل ٍد لمَ ْ تَكُ ونُوا َبالِغِ يهِ �إِال‬ ‫ني تَ�سرْ َ ُح َ‬ ‫يح َ‬ ‫ون َو ِح َ‬ ‫ِيها َج َمالٌ ِح َ‬ ‫ف َ‬ ‫ني تُرِ ُ‬ ‫َ‬ ‫الَ‬ ‫لَ‬ ‫مِ‬ ‫ِ‬ ‫بِ‬ ‫لحْ‬ ‫ْ‬ ‫لخْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ِغَ‬ ‫ِ‬ ‫وها َوزِ ين ًَة َو َي ْخل ُ​ُق‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫يم‬ ‫ح‬ ‫ر‬ ‫وف‬ ‫ء‬ ‫َر‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ُ�س‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫ِ�ش‬ ‫كُ‬ ‫نْ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ري ِلترَ ْ كَ ُب َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ ْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌ َ ْ َ‬ ‫ون) النحل‪.‬‬ ‫َم‬ ‫ل‬ ‫َع‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫َم‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫نا ُه َو َم�صل َ​َح ٌة كَ َمال َِّي ٌة اع َتنَى ب َِها الإِ ْ�سال َُم‪َ ،‬فمِ ْن َب ِ‬ ‫اب �أَولَى‬ ‫َفاجلَ َمالُ فيِ اخلَ ل ِْق �إِ مَّ َ‬ ‫َ‬ ‫ِيئي ِل ْلخَ ل ِْق الإِلَهِ ِّي‬ ‫اهت َِم ُ‬ ‫ام ُه بمِ َ ا ُه َو �ضرَ ُ ورِ ٌّي ِلل َْح َياةِ فيِ َه ِذ ِه البِي َئةِ ‪ ،‬فحِ فْ ُظ الت َ​َّوازُ ِن الب ِّ‬ ‫َ‬ ‫نا ُه َو عني اجلمال والكمال ومناط تكليفنا من ربنا ذي اجلالل‪.‬‬ ‫ق‬ ‫الله �إِ مَّ َ‬ ‫ام ُه ُ‬ ‫كَ َما �أَ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ِيعةِ َهذِهِ ت َُرت ُِّب َعلَينَا َو ِ‬ ‫اجب ًا �شرَ ْ ِع ّي ًا ن َْح َوها‪َ ،‬و ُه َو �أ ْن‬ ‫َون ِْع َم ُة اجلَ َمالِ فيِ البِي َئةِ َوالطب َ‬ ‫َّ�ص ُّحرِ َو َت ْنمِ َيةِ‬ ‫امةِ َه َذا اجلَ َمالِ فيِ اخلَ ل ِْق‪َ ،‬و َذلِكَ ِبت َْعمِ ِ‬ ‫يم اخلُ �ضرْ َ ةِ َو ُمكَ َاف َحةِ الت َ‬ ‫ن َْ�س َعى ال�س ِت َد َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫املَوارِ دِ َّ‬ ‫الطبِيعِ َّيةِ ‪َ ...‬والأ َحادِ ُ‬ ‫اعةِ َوالغَ ْر ِ‬ ‫�س‪،‬‬ ‫ِيحة فيِ احلَ ِّث َعلَى الزِّ َر َ‬ ‫يث الن َ​َّبوِ َّية �صرَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ولُ‬ ‫الَ‬ ‫الَ‬ ‫اللهِ‬ ‫ٍ‬ ‫«ما مِ ْن ُم ْ�سل ٍِم‬ ‫و�سلم‪:‬‬ ‫عليه‬ ‫الله‬ ‫�صلى‬ ‫�س‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫‪:‬‬ ‫ق‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫ر�ضي‬ ‫َ�س‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫َف َع ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫لُ‬ ‫ان ل َُه بِهِ‬ ‫مِ‬ ‫�س غ ْر�ساً‪� ،‬أ ْو َيزْ َر ُع زَ ْرعاً‪ ،‬ف َي�أكُ ن ُْه طيرْ ٌ �أ ْو ِ �إنْ َ�س ٌ‬ ‫يمة ِ�إ َّال كَ َ‬ ‫ان �أ ْو َبهِ َ‬ ‫َيغْ رِ ُ‬ ‫َ‬ ‫الله َث َواب ًا َدائم ًا َعلَى الغَ ْر ِ‬ ‫ِيد مِ ن ُْه‪،‬‬ ‫َ�ص َد َق ٌة»‪َ ،‬فق َْد َج َعلَ ُ‬ ‫ان ن َْو ُع ُه َو� َّأي ًا كَ َ‬ ‫�س‪� ،‬أ ّي ًا كَ َ‬ ‫ان املُ �س َتف ُ‬ ‫لِّ‬ ‫مِ‬ ‫احلَ‬ ‫الٍ‬ ‫وان‪َ ،‬و َيحف َُظ الت َ​َّوازُ َن‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ان‬ ‫�س‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫ْه‬ ‫ن‬ ‫ِيد‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫�س‬ ‫ي‬ ‫ح‬ ‫كُ‬ ‫َ َ َ ُ ُ ِنْ َ ُ َ َ ُ‬ ‫�س َواخلُ �ضرْ َ ةُ َخيرْ ٌ فيِ‬ ‫َفالغَ ْر ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ِيعةِ ‪َ ،‬و َع ْن �أن ٍ‬ ‫ام ِت‬ ‫فيِ‬ ‫الطب َ‬ ‫َ�س �أ ْي�ض ًا َقالَ ‪َ :‬قالَ َر ُ�سولُ اللهِ �صلى الله عليه و�سلم‪�« :‬إِ ْن َق َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُوم َحتَّى َيغْ رِ َ�سها َفل َْيفْ َعلْ » َوفيِ َه َذا احلَ د ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِيث‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫َّ‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫اع‬ ‫ِط‬ ‫ت‬ ‫ا�س‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ف‬ ‫َة‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫�س‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫د‬ ‫ِي‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫اع‬ ‫ال�س‬ ‫كُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫�ض الن َ​َّظرِ‬ ‫�ص َعلَى َذلِكَ بِغَ ِّ‬ ‫َح ٌّث ِلل ُْم�سل ِ​ِم َعلَى ا�ست ِْم َرارِ َ‬ ‫الع َملِ بمِ َ ا ُي ْحيِي البِي َئ َة‪َ ،‬و�أَ ْن َي ْحرِ َ‬ ‫�س َ ْ‬ ‫ِيئي‪َ ،‬واحلِ ف ُ‬ ‫الي ْو َم‬ ‫َع َّم ْن َي ْجـنِي َث َم َرت َُه َو َنت َ‬ ‫َاظ َعل َْيهِ َ‬ ‫ِيجت َُه‪َ ،‬فالغَ ْر ُ‬ ‫�ش�أ ٌن َي ْعنِي الن َِّظ َ‬ ‫ام الب َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُه َو ِحف ٌ‬ ‫الي ْو َم ف ْ�ض ًال‬ ‫ري ُه ُع ْد َو ٌ‬ ‫يب الإِنْ َ�س َ‬ ‫َاظ َعلَى َح َياةِ الأَ ْج َيالِ القَادِ َمةِ ‪َ ،‬وت َْدمِ ُ‬ ‫ان ق ْد ُي ِ�ص ُ‬ ‫ان َ‬ ‫َعنِ الأَ ْج َيالِ الال َِّحقَةِ ‪ .‬وكل هذا جاء به الإ�سالم يف قالب من اجلمال والكمال حتى ن ُْظهِ َر‬ ‫ورةً على كل ح�سنة‬ ‫َج َمالَ َخل ِْق اللهِ كَ َما �أَ َر َاد ُه ُ�س ْب َحان َُه‪َ ،‬و ْلتَكُ ْن َي ُد كُ لٍّ مِ نَّا �شرَ ِيف ًَة َم�أْ ُج َ‬ ‫جتاه النف�س والغري والكون‪ ،‬ومتمثلة للجمال والكمال بكل �سلوك �إيجابي جتاه البيئة‪،‬‬ ‫وجم�سدة للجالل الإلهي باحلفاظ على التوازن البيئي كما خلقه الله وذر�أه وفطره‪.‬‬

‫من الأ�سرار العلمية للتعاليم النبوية‬

‫قال احلبيب امل�صطفى‪ ،‬عليه �أف�ضل ال�صالة و�أمت الت�سليم‪«:‬اتقوا الالعنني» قالوا‪:‬‬ ‫«وما الالعنان يا ر�سول الله؟» قال ‪«:‬الذي يتخلى يف طريق النا�س �أو ظلهم»‪.‬‬ ‫(�صحيح البخاري)‪.‬‬ ‫وقال عليه ال�صالة وال�سالم‪«:‬ال يبولن �أحدكم يف املاء الدائم الذي ال يجري‪ ،‬ثم‬ ‫يغت�سل فيه»(�صحيح البخاري)‪ .‬وعن جابر عن ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم �أنه‬ ‫نهى �أن يبال يف املاء الراكد (�صحيح البخاري)‪ ،‬كما قال عليه ال�صالة وال�سالم‪�«:‬إذا‬ ‫ا�ستيقظ �أحدكم من نومه فال يغم�س يده حتى يغ�سلها ثال ًثا؛ ف�إنه ال يدري �أين باتت‬ ‫يده»(�صحيح البخاري)‪.‬‬ ‫ثم قوله عليه ال�صالة وال�سالم ‪�«:‬إذا �رشب �أحدكم فال يتنف�س يف الإناء‪ ،‬و�إذا �آتى‬ ‫اخلالء فال مي�س ذكره بيمينه‪ ،‬وال يتم�سح بيمينه»(متفق عليه)‪.‬‬ ‫وعن �أبي الغادية اليمامي قال‪�« :‬أتيت املدينة فجاء ر�سول الله كثري من ال�صلت‬ ‫فدعاهم؛ فما قام �إال �أبو هريرة وخم�سة منهم �أنا �أحدهم؛ فذهبوا ف�أكلوا‪ ،‬ثم جاء �أبو‬ ‫هريرة فغ�سل يده‪ ،‬ثم قال‪« :‬والله ‪-‬يا �أهل امل�سجد‪� -‬إنكم لع�صاة لأبي القا�سم �صلى الله‬ ‫عليه و�سلم» (م�سند �أحمد)‪.‬‬ ‫و�إذا نظرنا بعني جمهرية �أو بعني ميكروبيولوجية �إلى الفوائد اجلمة التي جننيها‪،‬‬ ‫وتعود علينا باتباعنا التعاليم ال�سابقة‪ ،‬ف�إننا جند احلكمة من وراء هذه الأحاديث‪ ،‬فقد‬ ‫�أثبت العلم �أ�رسار هذه التعاليم النبوية من خالل االكت�شافات العلمية التي �أثبتت العالقة‬ ‫بني الأحاديث ال�رشيفة املذكورة وبني العديد من امليكروبات املمر�ضة‪ ،‬فنحن نعلم‬ ‫الآن �أن الكتلة الربازية للإن�سان ال�سليم واملري�ض حتتوي على العديد من امليكروبات‬ ‫املختلفة‪ ،‬وب�أعداد هائلة قد ي�ؤدي بع�ضها �إلى �أمرا�ض متعددة عند مخالفة تعاليم‬ ‫نبينا عليه �أف�ضل ال�صالة وال�سالم‪ ،‬ومن �ضمن هذه امليكروبات ماليني من البكرتيا‬ ‫املختلفة والفريو�سات والطفيليات الأولية والفطريات‪ ،‬منها املمر�ض ومنها ما ي�سبب‬ ‫أي�ضا على‬ ‫املر�ض حتت ظروف معينة‪ .‬وال تقت�رص على ما �سبق‪ ،‬بل قد حتتوي � ً‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫الديدان املمر�ضة والأطوار املختلفة لها‪ ،‬ومن البديهي �أن العديد من امليكروبات‬ ‫املمر�ضة وغري املمر�ضة تخرج مع الرباز الذي قد ي�ؤدي �إلى تلوث البيئة املحيطة‬ ‫والغذاء واملاء‪ ،‬خا�صة �أن ‪ ٪ 90‬من الكتلة الربازية يتكون من امليكروبات‪ .‬كما‬ ‫�أن تلوث الأيدي ببع�ض من هذا الرباز املحمل بامليكروبات املمر�ضة التي ال ترى‬ ‫بالعني املجردة قد ينقل العدوى من �شخ�ص لآخر‪ ،‬ويتف�شى املر�ض من خالل ذلك‪.‬‬ ‫ويكفي �أن ن�شري هنا �إلى بع�ض الأمرا�ض اخلطرة التي تنتقل عن طريق ابتالع طعام �أو‬ ‫ماء ملوث بالرباز‪ ،‬فعلى �سبيل املثال ال احل�رص «حمى التيفويد» و«داء الكولريا»‬ ‫و «الديزينتاريا»‪،‬و «التهاب الكبد الوبائي»(‪ ،)A‬و«�شلل الأطفال»‪ ،‬وما يعرف‬ ‫بالنزالت املعوية التي تظهر على هيئة �إ�سهال حاد وقيء‪ .‬و�إذا حتدثنا عن ميكروب‬ ‫واحد من امليكروبات ال�سابقة نذكر بكرتيا «�ساملونيلال التيفويد»‪.‬‬ ‫كما �أمرنا عليه ال�صالة وال�سالم بغ�سل الأيدي وعدم التم�سح باليمني؛ ومن املثبت‬ ‫علميا الآن �أن معظم حاالت الت�سمم الغذائي وحاالت «التيفويد» و«الديزينتاريا» يكون‬ ‫ًّ‬ ‫�سببها متداويل الأطعمة احلاملني للميكروبات املمر�ضة والذين ال يتوخون النظافة‬ ‫و�إتباع ال�سنة‪.‬‬ ‫�إن ما يهمنا معرفته خالل هذه املراحل هو �أن بكرتيا «�ساملونيلال التيفويد»‪،‬‬ ‫تخرج مع الرباز‪ ،‬بعدد كبري جد ًا كما تخرج �أي�ضا مع البول ومن املعروف �أن هناك‬ ‫ن�سبة من املر�ضى يظلون يحملون هذه البكرتيا بعد ال�شفاء ل�سنوات‪ ،‬حيث تظل‬ ‫موجودة يف مو�ضعني‪ :‬الأول يف احلوي�صلة املرارية �إلى الأمعاء ومن ثم تخرج‬ ‫مع الرباز‪ ،‬واملو�ضوع الثاين يف ب�ؤرة يف الكلي تخرج منها مع البول‪� .‬أن �أحاديث‬ ‫احلبيب امل�صطفى ـ �صلى اللّه عليه و�سلم ـ قمة يف العلم واملعرفة فهو الذي نهانا‬ ‫عن التخلي (التربز) يف الطريق‪ ،‬ونهانا عن التبول يف املاء الراكد‪ ،‬حيث �إن براز‬ ‫املري�ض وحامل امليكروب يلوث الرتبة ب�ساملونيال‪� .‬صدق احلبيب امل�صطفى عليه‬ ‫حقـا ال ينطق عن الهوى‪.‬‬ ‫حقـا نبي الأمة ‪,‬وهو ًّ‬ ‫ال�صالة وال�سالم‪ ،‬فهو ًّ‬


‫العدد ‪897‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬يوليوز ‪2017‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫حدائق الأزاهر يف م�ستح�سن الأجوبة وامل�ضحكات‬ ‫واحلكم والأمثال واحلكايات والنوادر‬ ‫وهوكتاب جامع للحكم واألمثال والنوادروالحكايات‪،‬ألفه الفقيه األديب محمد بن محمد بن محمد أبو بكر ابن عاصم القيسي الغرناطي قاضي من فقهاء‬ ‫المالكية باألندلس توفي بمسقط رأسه غرناطة عن عمر السابعة والستين سنة (عام ‪ 829‬هـ الموافق ‪1426‬م)؛كان يجلد الكتب في صباه‪ ،‬وتقدم حتى‬ ‫ولي قضاء القضاة ببلده‪.‬‬ ‫وقد أخذ عن أعالم منهم‪:‬‬ ‫أبو إسحاق الشاطبي‪ ،‬وأبو عبد اهلل القيطاجي‪ ،‬وأبو عبد اهلل الشريف التلمساني‪ ،‬وأبو إسحاق ابن الحاج‪ ،‬وابن عالق‪ ،‬وخااله أبو بكر‪ ،‬ومحمد ولدا أبي القاسم‬ ‫بن جزي‪ ،‬وابن لب وغيرهم‪.‬‬ ‫وله من المؤلفات‪:‬‬ ‫ــ تحفة الحكام في نكت العقود واألحكام‪ (:‬أرجوزة في الفقه المالكي تعرف بالعاصمية)‪ ،‬شرحها جماعة من العلماء‪.‬‬ ‫ــ أراجيز في األصول والنحو والقراءات‪.‬‬ ‫وحدائق األزاهر في مستحسن األجوبة والمضحكات والحكم واألمثال والحكايات والنوادر (وهو الكتاب الذي سنتحف به القارئ الكريم عبر سلسلة‬ ‫حلقات)‪.‬‬

‫في مستحسن األجوبة التي هي عن ذكاء قائلها معربة‬ ‫كان الواثق شديد المحبة للباذنجان‪ ،‬وكان يعمل له كل يوم ألوان كثيرة‪ ،‬فيأكل منها كل يوم ثالثمائة‬ ‫باذنجانة‪ ،‬فوجه إليه المعتصم يقول له‪« :‬يا بني‪،‬هل رأيت خليفة أعمى قط؟»‪ ،‬قال للرسول‪« :‬أبلغ أمير المؤمنين‪،‬‬ ‫إني قد تصدقت ببصري على الباذنجان»‪.‬‬ ‫وجاء بعض الثقالء إلى بعض الظرفاء‪ ،‬فقال له‪« :‬بلغنا عنك أن لك أربعة آالف كلمة من الجواب المسكت‪،‬‬ ‫وأحب أن تعلمني بعضها»‪ ،‬قال‪« :‬سل عما بدا لك حتى أعلمك»‪ ،‬قال‪« :‬إن قال لك أحد اسكت يا ثقيل»‪،‬قال‪:‬‬ ‫«قل له‪ ،‬صدقت»‪ ،‬فخجل الرجل وانصرف‪.‬‬ ‫وجلس ثقيل إلى جانب ظريف ثم قال‪« :‬لعلك استثقلتني؟»‪ ،‬قال‪« :‬يعلم اهلل أني استثقلتك وأنت في بيتك‪،‬‬ ‫فكيف وأنت بجانبي؟»‪.‬‬

‫في الجنة إن شاء اهلل»‪ ،‬قالت‪« :‬وكيف ذلك؟»‪ ،‬قال‪« :‬ألنني أعطيت مثلك فشكرت‪ ،‬وابتليت بمثلي فصبرت»‪.‬‬ ‫وجاء أعرابي إلى ابن الزبير‪ ،‬فقال‪« :‬أعطني وأقاتل عنك أهل الشام»‪ ،‬قال‪« :‬اذهب فقاتل‪ ،‬فإن أغنيت‬ ‫أعطيتك»‪ ،‬قال‪« :‬أراك جعلت روحي نقداً‪ ،‬ودراهمك نسيئة»‪.‬‬ ‫وقيل ألشعب‪« :‬ما أحسن الفناء؟»‪ ،‬قال‪« :‬نشيش المقالة»‪ ،‬قيل‪« :‬فما أطيب الزمان؟»‪ ،‬قال‪« :‬إذا كان عندك‬ ‫ما تنفق»‪.‬‬ ‫وكتب عامل عمان إلى عمر بن عبد العزيز رضي اهلل عنه‪« :‬إنا أتينا بساحرة‪ ،‬فألقيناها في الماء فطفت على‬ ‫الماء»‪ ،‬فكتب له عمر‪« :‬لسنا من الماء في شيء‪ ،‬إن قامت عليها بينة‪ ،‬وإال خل عنها»‪.‬‬

‫ورفع رجل إلى الفضل بن يحيى رقعة بيضاء‪ ،‬ليس فيها شيء‪ ،‬فقال له الفضل‪« :‬يا هذا‪ ،‬ليس في‬ ‫رقعتك شيء مكتوب»‪ ،‬فقال له‪« :‬يا سيدي اكتب فيها أنت ما يليق بفضلك»‪ ،‬فكتب فيها أن يعطى ما ًال‬ ‫جزي ًال‪.‬‬

‫وقال األصمعي‪ :‬سأل علي بن أبي طالب ابنه الحسين رضي اهلل عنهما‪« :‬كم بين اإليمان واليقين؟»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«أربع أصابع»‪ ،‬قال‪« :‬وكيف ذلك؟»‪ ،‬قال‪« :‬اإليمان كل ما سمعته أذناك‪ ،‬وصدقه قلبك‪ ،‬واليقين ما رأته عيناك‬ ‫فصدق به قلبك‪ ،‬وليس بين األذن والعين إال أربع أصابع»‪.‬‬

‫وسأل أبو العيناء أحمد بن صالح حاجة‪ ،‬فواعده بها‪ ،‬فلما طالبه باالقتضاء‪ ،‬قال أحمد‪« :‬أما ترى هذا الطين‬ ‫والمطر؟» قال أبو العيناء‪« :‬فحاجتي إذن صيفية»‪ ،‬فضحك‬ ‫وقضى حاجته‪.‬‬

‫وقال الحسن لفرقد السبخي‪« :‬بلغني أنك ال تأكل الفالوذج»‪ ،‬قال‪« :‬يا أبا سعيد‪ ،‬أخاف أال أؤدي شكره»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«يا لكع‪ ،‬هل يؤدي شكر الماء البارد في الصيف والحار في‬ ‫الشتاء أحد؛أما سمعت اهلل يقول‪( :‬كلوا من الطيبات) و (كلوا‬ ‫من طيبات ما رزقنكم)؟»‪.‬‬

‫ونظر الحسن يوماً إلى رجل عليه بردة حسنة‪ ،‬وحلة جميلة‪،‬‬ ‫فقال‪« :‬من هذا؟»‪ ،‬فقيل له‪« :‬ضراط»‪ ،‬فقال الحسن‪« :‬ما طلب‬ ‫أحد الدنيا بما تستحق إال هذا»‪.‬‬ ‫واشترى رجل ثالثة أرطال لحماً‪ ،‬وقال المرأته‪« :‬اطبخيه»‪،‬‬ ‫وخرج إلى شغله‪ ،‬فطبخته المرأة‪ ،‬وأكلته‪ ،‬فلما جاء زوجها‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«هات ما طبخت»‪ ،‬فقالت له‪« :‬أكله السنور»‪ ،‬فأخذ الرجل السنور‬ ‫ووزنه‪ ،‬فإذا فيه ثالثة أرطال‪ .‬فقال لها‪« :‬هذا وزن السنور‪ ،‬فأين‬ ‫اللحم؟ أو هذا وزن اللحم‪ ،‬فأين السنور؟»‪.‬‬ ‫وكان السمك في زمن كسرى عزيزاً‪ ،‬فجاء صياد بسمكة‬ ‫فيها ثمانية أرطال‪ ،‬فأمر له بأربعة آالف درهم‪ ،‬فقالت له جارية‪:‬‬ ‫«تعطي في ثمانية أرطال من سمك أربعة آالف درهم؟»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«فرديه»‪ ،‬فأمرت برده‪،‬ثم قالت له‪« :‬سمكتك هذه ذكر هي أم‬ ‫أنثى؟»؛ طمعاً في أن يقول‪« :‬ذكر»‪ ،‬فتقول‪« :‬أنثى نريد»‪ ،‬أو‬ ‫يقول‪« :‬أنثى»‪ ،‬فتقول‪« :‬ذكراً نريد»؛ ففطن الصياد‪ ،‬فقال لها‪:‬‬ ‫«هي خنثى‪ ،‬ال ذكر وال أنثى»‪ ،‬فقال كسرى‪« :‬زيدوه أربعة آالف‬ ‫درهم أخرى»‪ ،‬فقبض الصياد المال وانصرف‪ ،‬فسقط له درهم‪ ،‬فأكب عليه وأخذه‪ ،‬فقالت له الجارية‪« :‬انظر‬ ‫خساسته وسوء أدبه‪ ،‬أعطيته ثمانية آالف درهم‪ ،‬وأكب بحضرتك ألخذ درهم»‪ ،‬فأمر كسرى برده‪ ،‬فقال‪« :‬لم‬ ‫أسأت األدب؟»‪ ،‬قال‪« :‬كان على الدرهم صورة الملك‪ ،‬فأجللته أن يقع على األرض»‪ ،‬فقال كسرى‪« :‬أعطوه أربعة‬ ‫آالف درهم»‪ ،‬ثم قال‪« :‬هذا ما يجري من النساء»‪.‬‬ ‫وكان رجل قاعداً في مجلس وليمة‪ ،‬فكل من دخل وسعوا له‪ ،‬فضاق الرجل‪ ،‬فقام يخرج‪ ،‬فقيل له‪« :‬إلى‬ ‫أين؟»‪ ،‬قال‪« :‬أخرج وأدخل عساكم أن توسعوا لي»‪.‬‬ ‫وقيل ألعرابي‪« :‬لمن هذه اإلبل؟»‪ ،‬قال‪« :‬هلل وهي في يدي»‪.‬‬ ‫وخاطب أعرابي عبد اهلل بن جعفر‪ ،‬فقال في مخاطبته‪« :‬يا أبا الفضل»‪ ،‬فقيل له‪« :‬ليست هذه كنيته»‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫«إن لم تكن كنيته فهي صفته»‪.‬‬ ‫وقعد أبو الحارث إلى قينة بالمدينة صدر نهاره‪ ،‬فجعلت تحدثه وال تذكر الطعام‪ ،‬فلما طال ذلك به‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«ما لي ال أسمع للغذاء ذكراً؟»‪ ،‬قالت‪« :‬أما في وجهي ما يشغلك عن هذا؟»‪ ،‬قال لها‪« :‬جعلت فداك‪ ،‬لو أن جمي ًال‬ ‫وبثينة قعدا ساعة ال يأكالن فيها لبصق كل واحد منهما في وجه صاحبه‪ ،‬ثم افترقا»‪.‬‬ ‫وحضر أبو نواس مجلساً فيه قيان‪ ،‬فقلن له‪« :‬أبا نواس‪ ،‬ليتنا بناتك»‪ ،‬قال‪« :‬نعم‪ ،‬ونحن على دين‬ ‫المجوسية؛ وذلك ألن المجوس ينكحون بناتهم»‪.‬‬ ‫ونظر عمران بن حطان إلى امرأته‪ ،‬وكانت من أحسن النساء‪ ،‬وكان هو من أقبح الرجال‪ ،‬فقال‪« :‬إني وإياك‬

‫ودعا عبد الملك بن مروان رج ًال إلى الغذاء‪ ،‬فقال‪« :‬ما‬ ‫بي فضل يا أمير المؤمنين»‪ ،‬قال‪« :‬ال خير في رجل يأكل حتى‬ ‫ال يكون فيه فضل»‪.‬‬ ‫وقيل لألحنف بن قيس‪« :‬أي الشراب أطيب؟»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«الخمر»‪ ،‬قيل له‪« :‬وكيف عرفت ذلك وأنت لم تشربها؟»‪،‬‬ ‫قال‪« :‬إني رأيت من حلت له ال يتعداها ومن حرمت عليه‬ ‫إنما يدور حولها»‪.‬‬ ‫وقال قيصر لقس بن ساعدة‪« :‬أي األشربة أفضل عاقبة‬ ‫في البدن»‪ ،‬فقال‪« :‬ما صفا في العين‪ ،‬واشتد على اللسان‪،‬‬ ‫وطابت رائحته في األنف من شراب الكرم»‪ ،‬قال‪« :‬فما تقول‬ ‫في مطبوخه؟»‪ ،‬قال‪« :‬مرعي وال كالسعدان»‪ ،‬قال‪« :‬فما‬ ‫تقول في نبيذ الزبيب؟»‪ ،‬قال‪« :‬ميت أحيي فيه بعض المتعة‬ ‫وال يكاد يحيي من مات مرة»‪.‬‬ ‫وقيل ألعرابي‪« :‬ما لك ال تشرب الخمر؟»‪ ،‬قال‪« :‬ال أشرب ما يشرب عقلي»‪.‬‬ ‫وقيل لعثمان بن عفان رضي اهلل عنه‪« :‬ما منعك من شرب الخمر في الجاهلية وال حرج عليك فيها؟»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«إني رأيتها تذهب العقل جملة‪ ،‬وما رأيت شيئاً يذهب جملة و يعود جملة»‪.‬‬ ‫ودخل عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه على قوم‪ ،‬وهم يشربون ويوقدون في األخصاص‪ ،‬فقال‪« :‬نهيتكم‬ ‫عن معاقرة الشراب‪ ،‬وعن الوقد في األخصاص فأوقدتم»‪ ،‬وهم بتأديبهم‪ ،‬فقالوا‪« :‬مه ًال يا أمير المؤمنين‪ ،‬نهاك‬ ‫اهلل عن التجسس فتجسست‪ ،‬ونهاك عن الدخول بغير إذن‪ ،‬فدخلت»‪ ،‬فقال‪« :‬هاتان بهاتين» وانصرف وهو‬ ‫يقول‪« :‬كل الناس أفقه منك يا عمر»‪.‬‬ ‫وكان بالمدينة أعمى‪ ،‬فأتى يوماً عيناً يغتسل بها‪ ،‬فدخل بثيابه‪ ،‬فقيل له‪« :‬بللت ثيابك»‪ ،‬فقال‪« :‬ألن تبتل‬ ‫علي خير من أن تجف على غيري»‪.‬‬ ‫وحكى الهيثم بن عدي قال‪« :‬بينما أنا بكناسة الكوفة‪ ،‬إذا برجل مكفوف‪ ،‬قد وقف إلى نخاس الدواب‪ ،‬فقال‬ ‫له‪« :‬يعني حماراً‪ ،‬ليس بالقصير‪ ،‬وال بالكبير‪ ،‬إذا خال الطريق تدفق‪ ،‬وإذا كثر الزحام ترفق‪ ،‬إن أقللت علفه صبر‪،‬‬ ‫وإن أكثرته شكر‪ ،‬إن ركبته هام‪ ،‬وإن ركبه غيري نام»‪ ،‬فقال له النخاس‪« :‬يا أبا عبد اهلل‪ ،‬اصبر‪ ،‬فإن مسخ اهلل‬ ‫القاضي حماراً‪ ،‬أصبت حاجتك إن شاء اهلل تعالى»‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪897‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)800‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬يوليوز ‪2017‬‬

‫“ندوة الخليفة السلطاني‬ ‫في شمال المغرب وصحرائه”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫موادها األستاذ جعفر بن الحاج السلمي‪ ،‬سنة ‪ ،2016‬في‬ ‫الزالت شخصية الخليفة السلطاني بالمنطقة الخليفية‬ ‫ما مجموعه ‪ 442‬من الصفحات ذات الحجم الكبير‪ ،‬توزعت‬ ‫خالل عهد االستعمار موضوع بحث وتنقيب مستدامين‪،‬‬ ‫عبرها دراسات ومساهمات باللغات العربية واإلسبانية‬ ‫العتبارات متعددة‪ ،‬لعل أهمها مرتبط باألدوار المركزية‬ ‫والفرنسية‪.‬‬ ‫التي اضطلعت بها هذه الشخصية في دعم وحدة المغرب‬ ‫وفي إجهاض المشاريع اإلسبانية التي كانت تستهدف سلخ‬ ‫وبخصوص اإلطار العام الموجه ألعمال هذه الندوة‪،‬‬ ‫المنطقتين الشمالية والصحراوية عن باقي جهات البالد‪.‬‬ ‫فقد اختزلتها الكلمة التقديمية لألستاذ جعفر بن الحاج‬ ‫ويحضر –في هذا المقام‪ -‬اسم الخلفية موالي الحسن بن‬ ‫السلمي‪ ،‬عندما قالت‪“ :‬ك��ان وج��ود مؤسسة الخالفة‬ ‫المهدي كأحد أعالم المنطقة‪ ،‬من موقعه كممثل للسلطة‬ ‫السلطانية بالشمال والصحراء‪ ،‬نعمة كبيرة على المغرب‬ ‫الشرعية بالبالد‪ ،‬ثم كمحتضن للحلم الوطني الذي عبرت‬ ‫أيام الحماية اإلسبانية‪ ،‬إذ كانت ملجأ يلجأ إليه الوطنيون‬ ‫عنه تنظيمات العمل الوطني بالشمال خالل عهد االستعمار‪.‬‬ ‫المغاربة من أهل الشمال وأهل الجنوب‪ ،‬فكانوا يجدون‬ ‫ويمكن القول إن هذه الشخصية الفذة استطاعت ترك‬ ‫لديها كل الرعاية والحماية‪ .‬وهو ما جعلها تخلف أطيب‬ ‫بصمات ناصعة على مجمل المبادرات النبيلة التي ميزت‬ ‫األثر في نفوس سكان األقاليم الشمالية وسكان األقاليم‬ ‫مسارات الكفاح الوطني ضد االستعمار اإلسباني‪.‬‬ ‫الجنوبية الصحراوية‪ ،‬التي جمعها القدر في مؤسسة‬ ‫خالفة سلطانية واحدة‪ ،‬على رغم التباعد الجغرافي الكبير‪.‬‬ ‫لم يكن الرجل مجرد مسؤول إداري مكلف باإلشراف‬ ‫وهو أمر له داللته الرمزية والواقعية‪ ،‬وال شك‪ .‬ولقد كان‬ ‫التقني الروتيني على تسيير جهاز المخزن التنفيذي‬ ‫للعطف الكبير الذي كان يبديه األمير موالي الحسن بن‬ ‫بالشمال وبالصحراء‪ ،‬ولم يكن مجرد ممثل صوري للسلطان‬ ‫المهدي على الحركة الوطنية بالشمال‪ ،‬سرا وعالنية‪ ،‬على‬ ‫ولسلطاته بالمنطقتين المذكورتين‪ ،‬بل كان –باألساس‪-‬‬ ‫رغم الضوائق التي كانت تحيط به‪ ،‬أكبر األثر على تشجيع‬ ‫رجل الظل الذي ظل يمتص الضربات ويحولها إلى عنصر‬ ‫الوطنيين المغاربة على مواصلة الكفاح الوطني‪ ...‬وكذلك‬ ‫تخصيب وتحصين لتنظيمات النضال الوطني والتحرري‬ ‫كانت الطفولة البريئة التي جمعت بين األمير موالي‬ ‫لمرحلة االستعمار‪ .‬وقد برز ذلك من خالل العديد من‬ ‫الحسن بن المهدي والزعيم الكبير عبد الخالق الطريس‪،‬‬ ‫المبادرات الرائدة التي يحفظها له التاريخ في مجاالت عدة‪،‬‬ ‫سببا في تمتين عرى الصداقة المتينة التي جمعت بينهما‬ ‫مثل التعليم واإلعالم ومحاصرة التأثير االستعماري في‬ ‫في مرحلة الكفاح الكبير من أجل المغرب‪ ،‬كل من موقعه‬ ‫الحياة اليومية للمغاربة‪ ،‬وقبل كل ذلك‪ ،‬بدا واضحا نزوع‬ ‫الشعبي أو الرسمي المخزني‪( ”...‬ص‪.)10 .‬‬ ‫شخصية موالي الحسن بن المهدي نحو احتضان تنظيمات‬ ‫العمل الوطني وحماية “ظهرها” من كل ما كان يخطط‬ ‫ولالقتراب من تشريح سقف هذا العطاء الوطني‬ ‫له االستعمار من جهود استهدفت إجهاض مساراتها‪.‬‬ ‫المتميز‪ ،‬احتوت مضامين الكتاب على دراسات علمية‬ ‫ويحفظ التاريخ للخليفة موالي الحسن بن المهدي موقفه‬ ‫رفيعة‪ ،‬من داخل المغرب ومن خارجه‪ ،‬استطاعت إعادة‬ ‫الشجاع وجرأته النبيلة وهو يفشل المخطط اإلسباني الذي‬ ‫مقاربة الموضوع وفق منطلقاته األكاديمية األصيلة‪.‬‬ ‫كان يسعى إلى سلخ منطقة الشمال عن مجالها المغربي‬ ‫ساهم بهذه الدراسات كل من األساتذة ماء العينية‬ ‫الواسع‪ ،‬بعد أن أع��دت العدة لإلعالن عن ‘”استقالل”‬ ‫النعمة علي‪ ،‬وامحمد بن عبود‪ ،‬وجعفر بن الحاج السلمي‪،‬‬ ‫الشمال في إطار دويلة منفصلة عن باقي البالد ومرتبطة‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫ومحمد رضا بودشار‪ ،‬وأبو بكر بوهادي‪ ،‬ويوسف أكمير‪ ،‬وشكيب الشعيري‪ ،‬ومحمد‬ ‫عضويا بإسبانيا وبأحالمها الكولونيالية الكبرى‪ .‬لقد وقف الخليفة السلطاني‬ ‫الشريف‪ ،‬وسلوى الزاهري‪ ،‬وبوعبيد بوزيد‪ ،‬وبدر العمراني‪ ،‬وإدريس الشراوطي‪،‬‬ ‫موقفا بطوليا جعله يحظى باحترام وطنيي المرحلة‪ ،‬بل ويتجرؤون على الدخول معه في أشكال وسعيد القنطري‪ ،‬ورشيد مصطفى‪ ،‬وياسين الهبطي‪ ،‬ومصطفى اعديلة‪ ،‬وإينريكي كوثالبيت‬ ‫متعددة من التعاون ومن التنسيق الذي أثمر ثماره اليانعة بالشمال‪ ،‬بعد أن أكسب الحركة كرافيوتو‪ ،‬وخوسي لويس بيانوبا‪ ،‬وإيريك كالديروود‪ ،‬وروسيو بيالسكو دي كاسترو‪ ،‬ومريم‬ ‫الوطنية بهذه المنطقة صفاتها المميزة وهويتها األصيلة‪.‬‬ ‫كارسيا مشبال‪ ،‬وعزيز أمحجور‪ ،‬وعبد المجيد بن جلون‪ ،‬وجوسيب لويس ماتيو ديستي‪ ،‬وخاومي‬ ‫واعتبارا لهذه المكانة المتميزة داخل تجارب العمل الوطني التأسيسي بالمنطقة الخليفية‪ ،‬كامبس خيرونا‪ ،‬وصالح الهسكوري‪.‬‬ ‫كان البد أن يعود مؤرخو المرحلة للنبش في تفاصيل عطاء هذه التجربة الثرية من خالل إعادة‬ ‫ال شك أن توسيع آفاق هذا اإلطار الجديد عبر تعزيزه بأعمال تصنيفية وتنقيبية موازية‪،‬‬ ‫تقييم حصيلة عمل الخليفة موالي الحسن بن المهدي ومبادراته في مجال العمل الوطني يشكل عمال ال يقبل التأجيل‪ ،‬بالنظر لقيمته العلمية المرتبطة بجهود تقييم مجمل مسارات‬ ‫التأطيري‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬أشرفت كل من مؤسسة الشهيد امحمد أحمد بن عبود وجمعية العمل الوطني التحرري بالشمال وكذلك بالصحراء المغربية‪ .‬فالموضوع ال يزال بكرا‪ ،‬وحسب‬ ‫تطاون أسمير على إصدار كتاب تجميعي ألعمال الندوة العلمية التي كانت قد احتضنتها هذه الندوة –ومعها الكتاب‪ -‬أن وضعت أرضية مالئمة لالنطالق وللتأصيل لشروط االشتغال‬ ‫مدينة تطوان سنة ‪ 2014‬في موضوع‪“ :‬الخليفة السلطاني في شمال المغرب وصحرائه‪ -‬األكاديمي الرصين على رصيد العمل الوطني التحرري بمنطقة الشمال‪ ،‬بهويته الكفاحية‬ ‫األمير موالي الحسن بن المهدي”‪ .‬وقد صدرت مضامين هذه الندوة التي أشرف على تنسيق المميزة وبامتداداته الوطنية الواسعة‪.‬‬

‫أصوات تغرِّدُ خارج السرْب ؟‬ ‫‪ ...‬من أقوال رسول اهلل –صلعم‪ ،‬إنما أنا بشر‪ ،‬وإنه يأتيني الخصم‪َّ ،‬‬ ‫فلعل بعضكم ْ‬ ‫أن يكون‬ ‫أبلغ من بعض فأحسبُ أنه صدَق‪،‬فأقضي له بذلك‪ .‬فمنْ قضيتُ له بحقِّ مسلم فإنما هي‬ ‫ُّ‬ ‫فالكل يغني على لياله‪ ،‬و“ يتفننون في “ لوْلبة “ مصطلح‬ ‫قطعة من النار‪ ،‬فليأخذها أو فليتركها‪.‬‬ ‫اإلرهاب‪ ،‬كمشجب خشبي مهترئ‪ ،‬أصبح يستغله حتى اإلرهابيون أنفسهم‪ .‬في ّ‬ ‫ظل المواقف‬ ‫الرمادية لألمم “ المتحدة “‪َّ .‬‬ ‫وإن في جهنم مكانا ألصحاب المواقف‬ ‫الرمادية ( مارتين لوثر كنك )‪ .‬أما الجامعة العربية فمن نوْم بعد‬ ‫قيلولة إلى سبات عميق‪ .‬وإذ تسفك دماء العروبة بياتا ونهارا‪ ،‬في‬ ‫الشام واليمن وليبيا والعراق‪ ،‬لتجعل “ غرفة العمليات “ من مدنيي‬ ‫َ‬ ‫األنظمة والمعارضة ًّ‬ ‫تتحوَّل أنظار‬ ‫كال منهما في مرمى األخرى لكيْ‬ ‫العالم عن “ السادية “ اإلسرائيلية‪“ -‬العربية “‪ ،‬فتصبح الجزيرة‬ ‫العربية على “ كانون “ من الجمر‪ ،‬والبقاء في دائرة االقتتال‪ .‬وإذ‬ ‫تتحوَّل األنظار واألولوية بوتيرة متسارعة ألحداث الخليج‪ ،‬البتزاز‬ ‫ما بقي من القوات العربية (خصيصا الخليجية منها )‪ .‬ثمَّ إضعافها‬ ‫لفرض “ أجندة” إسرائيلية في فلسطين المحتلة‪ .‬ما دام العالم ال‬ ‫يصغى لصوت الحق ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫هل كانتْ هيكلة التنظيم الخليجي على أساس ْ‬ ‫أن يكون حجر‬ ‫عثرة في وجه إيران ؟ أمْ النظام اإلقليمي غير مستقرٍّ في الخليج ؟‬ ‫نتــج عنــهُ حصار متعدِّد األوْجه‪ ،‬وقد يهدِّدُ المنظومة الخليجية‪.‬‬ ‫كيف ومصالح قطر والسعودية واإلم��ارات وباقي دول الخليج لم‬ ‫تختلف كثيرا‪ .‬لذلك يجبُ ْ‬ ‫أن يحرص الخليج على هذا الصوت ( قطر‬ ‫) ألنه هو محيطه اإلقليمي ونظامه هو مجلس التعاون الذي هو‬ ‫مجلسه وليس مكان آخر‪ .‬فلم يبقَ إلسرائيل إال الخليج العربي وهو‬ ‫قاطرة العالم العربي لتدميره‪ ،‬باسم مصطلح اإلرهاب وهو “ ماركة “‬ ‫مسجلة بهويتها (إسرائيل )‪ .‬حتى ولو لم تكن السعودية وال اإلمارات وال البحرين على وفاق مع‬ ‫سياسة الشقيقة قطر‪ .‬وموازين القوى لصالح هؤالء‪ .‬ال يمكن وال يجوز أليٍّ منهم الهيمنة على‬ ‫دولة شقيقة ذات سيادة وتصفية حساب مع منْ يخالفهم الرأي أو نوعا من الهوية السياسية‪.‬‬ ‫إن اختلفتْ‪ .‬الواقع والموضوعية َّ‬ ‫أحقية الدول للعيش مستقلة اإلرادة والقرارات ْ‬ ‫أن إيران قبل‬

‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫األزمة وبسبب القضايا العربية التي أقحمتْ أنفها فيها‪ ،‬كانت في حالة ضعف‪ .‬ثمَّ أصبحتْ‬ ‫بعد األزمة الخليجية في موقع قوى ! هي فرصة عزَّزَتْ من خاللها بالد فارس دورها اإلقليمي‪.‬‬ ‫فوجدتْ الثغرة لتتسلل من خالل االنشقاق الداخلي الخليجي‪ ،‬في ملفّ اليمن وسوريا وليبيا‬ ‫وانقسامهم على الطوائف المتحاربة‪ .‬تالشتْ بعدها األخوة العربية‪-‬‬ ‫العربية في لمح البصر‪ .‬فتحوَّلتْ األزمة الخليجية لصالح إيران‬ ‫ّ‬ ‫ولكل منْ كان‬ ‫شكال‪ ،‬بل هي في الجوْهر لصالح إسرائيل والشك‪،‬‬ ‫له عقل راجح‪ ،‬وهي الخناس الذي ينسج الجوَّ المسموم ضدّ كل من‬ ‫يشهد‪ ،‬أن ال إله إال اهلل وأن محمدا رسول اهلل‪ .‬فرس طروادة القرن‬ ‫الواحد والعشرين الخفي الماكر‪ .‬حتى انطلتْ منهجية التصهين‬ ‫على بعض الدول العربية فأضحتْ ال تنطق عن اإلرهاب إال إذا كان‬ ‫إلذانة المسلمين‪ .‬في حين تأتي الشهادة من أهل الغرب‪ ،‬حينما‬ ‫يتناول “ جاستين ترودو “ اإلفطار مع المسلمين في رمضان ويدين‬ ‫عملية اإلرهاب بأحد مساجد العبادة‪ .‬ويضعُ األمور في سياقها‪.‬‬ ‫فالسياسة دون األخالق تتحوَّل إلى نفاق‪ .‬ليست األزمة الخليجية‬ ‫لصالح إيران أو تركيا‪ ،‬بل لصالح إسرائيل‪ ،‬التي تستغل األسلوب‬ ‫الجديد” لديبلوماسية “الواليات المتحدة لصالح استراتيجيتها‪ .‬من‬ ‫أجل ذلك‪ ،‬رأب الصدع حالة حتمية بين األشقاء‪ .‬فالحوار هو األنسب‬ ‫ولن تجدي مطالب الحصار من أخ ألخيه‪ .‬وعدم االعتزاز بذرائع‬ ‫السلطان‪ .‬وقد كان رسول اهلل –صلعم‪ -‬أكثر رجال مشاورة للرجال‪.‬‬ ‫وهو القائل عليه الصالة والسالم ‪َّ :‬‬ ‫إن هلل تعالى عباداً اختصهم‬ ‫بحوائج الناس يفزع إليهم ناس في حوائجهم‪ ،‬أوالئك اآلمنون من عذاب اهلل‪ .‬فلعله يكون من‬ ‫بين هؤالء أمير الكويت حفظه اهلل جل في عاله‪ .‬وإنه ما خُيِّرَ( رسول اهلل –صلعم) بين حكمين‬ ‫إال اختار أيسرهما‪ ،‬ما لم يكن فيه خرق للدين‪ .‬ثمَّ يأتي التوفيق والصلح بين اإلخوة األشقاء‪ ،‬أو‬ ‫يأتي التفاهم بالرضا واالختيار بإذن الواحد األحد‪ ،‬و ليس ذلك على اهلل بعزيز‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪897‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)367‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫هدم مسجد بحي أمراح شلوح‬ ‫وتشريد أسرة !‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫تنتظر‪ ،‬أسرة معوزة‪ ،‬ال دخل قار لها‪ ،‬مكونة من زوجين وأربعة أبناء‪ ،‬جلهم‬ ‫صغار‪ ،‬إفراغها من مرافــق ضيقـة‪ ،‬تابعــة لمسجــــد المرحــوم الـحاج التمسمانـــي‪،‬‬ ‫المعروف ب ‪« :‬الميريكانو» والكائــن بحي «أمراح شلوح» بالجبل الكبيـــر بطنجـــة‪،‬‬ ‫وذلك بأمر من أوقاف طنجة‪.‬وحسب تحرياتنا‪ ،‬فإن الزوجـــة المسمـــاة عائشة‪ ،‬ابنة‬ ‫المرحــوم الذي كان «شاوشــا» تابعــا لوزارة األوقـــاف والشؤون اإلسالميـــة هي‬ ‫الوحيــدة ضمن أبناء هذا المرحوم التي تعاني ظروفا صعبة‪ ،‬حيث إن زوجها يعمل‬ ‫مياوما‪ ،‬وأبناءها الزالوا في حاجة إلى رعاية‪ ،‬في الوقت الذي غادرأفراد أسرتها مرافق‬ ‫المسجد المذكور‪ ،‬منذ بضع سنوات‪ ،‬لالستقرار مع أزواجهم وأبنائهم في أمالكهم‬ ‫التي حصلوا عليها‪ ،‬زادهم اهلل من فضله‪ .‬وتواجه هذه األسرة تهديدا بالتشريد‬ ‫في أي وقت ممكن‪ ،‬إذ توصلت غير ما مرة بأوامر تطلب منها مغادرة مرافق سكنها‬ ‫البسيط‪ ،‬منذ أكثر من ‪ 40‬سنة‪ ،‬ولتشرب ماء البحر‪ ،‬بعد ذلك !‬ ‫هذه المعلومات أكدتها لنا كذلك ربة األسرة‪ ،‬خالل لقائنا بها‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬مشيرة‬ ‫إلى أن جمعية الحي هي األخرى معنية بضرورة هدم هذا المسجد‪ ،‬التابع لألوقاف‪،‬‬ ‫مقابل بناء آخرفي حلة جديدة‪ ،‬بمساعدة محسن بطنجة‪ ،‬معروف ببناء بيوت‪ ،‬يذكر‬ ‫فيها اسم اهلل‪.‬‬ ‫ولإلشارة‪ ،‬فإن بناء مسجد جديد‪ ،‬مكان القديم‪ ،‬عمل عظيم عند اهلل‪ ،‬اليناقش‬ ‫أبدا‪ ،‬وله أجر عظيم لكل من سيساهم فيه‪ ،‬من قريب أو من بعيد‪ ،‬لكن هذا الهدم‬ ‫مرتبط بتشريد أسرة معوزة‪ ،‬وهو مشكل في حد ذاته مطروح‪ ،‬بقصد أو بغيرقصد‪،‬‬ ‫على األوقاف‪ ،‬أغنى وزارة في المغرب‪ ،‬حسب ما يروج‪ ،‬وعليها أن تتعامل معه‪ ،‬بحس‬ ‫إنساني‪ ،‬ينهل من دين الرحمة‪ ،‬خاصة وأن المحسنين والمتصدقين‪ ،‬عندما يهبون‬ ‫أمالكهم ومتاعهم لألوقاف‪ ،‬يكون هدفهم هو مساعدة األرامل واأليتام والمرضى‬ ‫والمحتاجين‪..‬و‪..‬و‪ ،‬ابتغاء لوجه اهلل‪ ،‬وماهذه األسـرة المهــددة بالتشريــد إال واحدة‬ ‫من هذه الفئـــات‪ ،‬فماذا أنتم فاعلون‪ ،‬يا أصحاب الضمائر !؟‬ ‫ولنا عودة‪....‬‬

‫‪17‬‬

‫محمد إمغران‬

‫فضيحة‪ ..‬مافيا التجزيء السري‬ ‫بطنجة تنجح في السطو على أراضي‬ ‫الجموع أمام صمت مريب للسلطات‬ ‫خـرج العشـــرات من‬ ‫سكان حومــــة السوسي‬ ‫بمنطقة سيدي إدريس‬ ‫مؤخرا لالحتجاج على ما‬ ‫وصفوها بـ «عملية تحفيظ‬ ‫مشبوهة»‪ ،‬طالت مساحة‬ ‫خضراء لفائـدة شخــص‬ ‫ينعتــونــه بـ «المجــــزئ‬ ‫السري»‪.‬‬ ‫ويحســب السكـــان‬ ‫فــإن البقعــة األرضية التي‬ ‫تبلغ مساحتها ‪ 300‬متر‪،‬‬ ‫هي في األصل أرض جماعية‪ ،‬ومملوكة لذوي الحقوق منذ القدم‪ ،‬وكان الوالي اليعقوبي قد‬ ‫حولها إلى منطقة خضراء كمتنفس لساكنة الحي‪ ،‬إلى أن نزل خبر تحفيظها لصالح المجزئ‬ ‫السري المدعو «الدكالي» كالصاعقة على الساكنة‪ .‬األخطر من ذلك أن مالكها الجديد تمكن‬ ‫من الحصول على رخصة لبناء عمارة من ‪ 4‬طوابق‪ ،‬ليقفز ثمن المتر المربع لهاته البقعة إلى‬ ‫‪ 22‬ألف درهم!‪..‬‬ ‫ويتساءل السكان كيف استطاع هذا المجزئ تحفيظ القطعة األرضية في حين أن األرض‬ ‫في األصل ذات صبغة جماعية‪ ،‬والقانون يشترط على طالب التحفيظ الحصول على شهادة‬ ‫إدارية مسلمة من السلطات المحلية تنفي الصبغة الجماعية عن األرض المراد تحفيظها؟!‪...‬‬ ‫المثير في األمر أن السكان عندما خرجوا لالحتجاج على المجزئ السري لمنعه من‬ ‫الشروع في البناء‪ ،‬حضر إلى عين المكان قائد ملحقة إدارية ال تخضع البقعة األرضية لنفوذه‬ ‫الترابي‪ ،‬إلقناع المحتجين بأحقية المجزئ في استغالل عقاره وإقامة مشروعه عليها‪ ،‬مما يطرح‬ ‫تساؤال عريضا حول خلفيات هذا التدخل‪ ،‬ولماذا تم إبعاد قائد الملحقة ‪ 21‬المخول قانونا‬ ‫بمتابعة هذا الملف‪.‬‬ ‫وتطرح هذه الواقعة عالمات استفهام كبيرة حول دور السلطات المحلية في تمرير هذا‬ ‫التحفيظ‪ ،‬وكذا مسؤولية المحافظة العقارية بمنطقة بني مكادة التي أنجزت العملية‪ ،‬خاصة‬ ‫وأن الوالي سبق وأن حدد‪ ‬هذه األرض كمساحة خضراء‪.‬‬ ‫ويقول المحتجـــون إن هذه العملية «فضيحة بكل المقاييس»‪ ،‬حيث ستحرم السكان‬ ‫من المتنفس الطبيعي الوحيد في منطقتهم‪ ،‬كما ستعني السطو على مساحة مهمــة من‬ ‫األراضـــي الجماعية لصالح الخواص دون وجه حق‪ ،‬وطلبا لإلنصاف يلتمس المتضررون من‬ ‫الوالي اليعقوبي فتح تحقيق عاجل بشأن هاته الواقعة وترتيب المساءلة القانونية في حق‬ ‫المتورطين في هاته الفضيحة‪.‬‬

‫م‪.‬ع‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 8‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪367‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 897‬ـالثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬يوليوز ‪2017‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫فوائد المشي‬ ‫اليومي‬

‫المشي هو عبارة عن رياضة سهلة وبسيطة‪ ،‬وهي من أفضل‬ ‫أنواع الرياضات لدى الجميع؛ وذلك لكونها رياضة ممتعة‪ ،‬فهي‬ ‫ال تحتاج للمال وال لألجهزة الحديثة‪ ،‬وال حتى لالشتراك في النوادي‬ ‫الرياضية‪ ،‬ولرياضة المشي فوائد متعددة‪ ،‬حيث يتمكن الجميع صغيراً‬ ‫وكبيرا‪،‬شابا وكه ً‬ ‫ال‪ ،‬مريضا وسليم الجسم من ممارستها‪ ،‬فهي أقل‬ ‫ما يقال عنها أنها رياضة في متناول الجميع‪ .‬فوائد المشي اليومي‬ ‫الفوائد الجسديّة محاربة اإلنفلونزا‪ ،‬والرشح‪ ،‬وتقلل من أعراض الزكام‬ ‫المتعبة‪ .‬التخ ّلص من المشاعر السلبية التي تسبب لإلنسان التوتر‬ ‫والقلق‪ .‬تحريك كافة عضالت الجسم وتنشيطها‪ .‬شد عضالت البطن‬ ‫وحرق الدهون المتراكمة فيه‪ ،‬لمن يعانون من مشكلة سمنة البطن‬ ‫وتراكم الدهون فيها‪ .‬لتعزيز امتصاص الجسم لفيتامين ‪ ،D‬عليك‬ ‫بالمشي والتعرض ألشعة الشمس في أوقاتها المستحب التعرض لها‪.‬‬ ‫أثبتت الدراسات ّ‬ ‫أن المرأة التي تقوم بممارسة رياضة المشي يومي ًا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫عرضة لإلصابة بسرطان الثدي‪ .‬تنشيط الدورة الدمويّة‪ .‬تأخير‬ ‫أقل‬ ‫عالمات الشيخوخة عند األشخاص الذين يمارسونها باستمرار‪ ،‬كما‬ ‫وتساعد في تحسين الذاكرة ألنها تزيد من تدفق الدم للدماغ‪ .‬الفوائد‬ ‫النفسيّة رياضة المشي تساعد األشخاص على الشعور بالراحة النفسية‬ ‫والنشاط والحيوية‪ ،‬فهي تحسّن من لياقته البدنية‪ ،‬والتحسين من‬ ‫شكله الخارجي‪،‬فتجعله أكثر ثقة بنفسه‪ ،‬باإلضافة إلى أن الشخص‬ ‫سيعود إلى منزله بنفسيةٍ متجدّدة تساعده على احتضان أبنائه بكل‬ ‫حب وحنان‪ ،‬كما وتساعده في القيام بأعماله سواء المنزلية أو حتى في‬ ‫العمل بنشاط ودون ملل وال تذمر‪ .‬إذابة الدهون عند زيارتنا ألخصائي‬ ‫التغذية فأول ما يتبادر ألذهاننا أنه سيقوم بإعطائنا نظام غذائي‬ ‫ليساعدنا في تنزيل وزننا الزائد‪ ،‬ولكن الحقيقة أن أخصائيو التغذية‬ ‫يفضلون ممارسة رياضة المشي‪ ،‬باإلضافة إلى النظام الغذائي‬ ‫الصحي والذي يساعدنا على التخ ّلص من الوزن الزائد‪ ،‬وقد أثبتت‬ ‫الدراسات أن المشي البطيء لمدّة ساعة متواصلة تساعدنا في حرق‬ ‫‪ 100‬سعر حراري‪ ،‬أمّا المشي السريع يساعد في حرق ‪ 200‬سعرحراري‬ ‫يومي ًا‪ ،‬ولزيادة حرق الدهون من الجسم وخاصة من المناطق الصعبة‬ ‫عليك القيام باتّباع النصائح التالية‪ :‬التنويع في رياضة المشي‪ :‬تار ًة‬ ‫بشكلها السريع وأخرى بالبطيء‪ ،‬وذلك إلجبار الجسم على حرق الدهون‬ ‫المتراكمة؛ ليمده بالطاقة الالزمة‪ .‬االستقامة أثناء المشي‪ :‬عليك‬ ‫بإبقاء الجسم ممشوق ًا لألعلى‪ ،‬واألكتاف مرفوعة ومشدودة‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى شد عضلة المعدة للداخل‪.‬‬

‫التنفس السليم‪:‬‬

‫عليك عند ممارسة رياضة المشي أن تتنفس بالشكل الصحيح‪،‬‬ ‫زفيراً وشهيق ًا؛ لمساعدة الجسم على حرق الدهون‪ .‬سلبيات رياضة‬ ‫المشي لها أيض ًا سلبيات ولكنها قليلة‪ ،‬ولكن ال يجب إغفالها‪ ،‬فالبعض‬ ‫ً‬ ‫يرى ّ‬ ‫وخاصة إذا اعتاد‬ ‫أن رياضة المشي قد تصبح مملة مع مرور الوقت‬ ‫الشخص على ممارستها بشكل مستمر؛ فهي بحاجة إلى رفيق ّ‬ ‫ليخفف‬ ‫عنك الشعور بالممل‪ ،‬والبعض األخر يرى أن المشي أمر تافه؛ ألنّه ال‬ ‫يرى عالمات حيوية تظهر على جسمه كغيرها من الرياضات؛ حيث إنها‬ ‫ال تسبب التعرق عند ممارستها‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫قاد‬

‫اإلطار الوطني بادو الزاكي‪ ،‬نادي شباب بلوزداد الجزائري‪ ،‬إلى‬ ‫التتويج بكأس الجزائر‪ ،‬عقب فوزه في النهائي على فريق وفاق‬ ‫سطيف بهدف دون رد‪ .‬الزاكي‪ ،‬الناخب الوطني السابق بات أول مدرب مغربي‬ ‫في التاريخ يحرز لقب كأس الجزائر‪ .‬وقبل هذا اإلنجاز لم يكن اختيار الزاكي‬ ‫لقيادة سفينة اتحاد طنجة بديال للجزائري عبد الحق بنشيخة محط إجماع‬ ‫بطنجة‪ ،‬حيث عارضت فئة كبيرة من الجمهور التعاقد مع الزاكي لغياب إنجازات‬ ‫مع األندية الوطنية وخوفا من الصراع الذي عاشه الزاكي مع مجموعة من‬ ‫األطراف المتحكمة في كرة القدم الوطنية‪ ،‬وهذا ما قد يؤدي اتحاد طنجة‬ ‫ثمنه‪ .‬وعلى العموم بالزاكي عاد إلى الدوري المغربي وهو بطل‪ ،‬من خالل‬ ‫اإلنجاز التاريخي الذي عاد به من الجزائر‪ .‬فهل يشفع له هذا اإلنجاز كي يحقق‬ ‫مع اتحاد طنجة ما عجز عنه في التجارب السابقة؟‪ .‬ننتظر‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫الزاكي بادو‪...‬‬ ‫املدرب اجلديد الحتاد طنجة‬ ‫لكرة القدم‬ ‫تصنع فريقا بطــال‪ ،‬سيكون‬ ‫من الصعب جدا على فريق‬ ‫يتغير تشكيله بنسبة مائوية‬ ‫عالية‪ ،‬أن يكـون بطال في‬ ‫نفس الموسـم‪ ،‬إال سنعمل‬ ‫جاهدين من أجل أن ننافس‬ ‫بقوة على اللقب‪ ،‬وأظـن أن‬ ‫المسؤولية متقاسمــة بين‬ ‫إدارة الفريق وبين الجهـــاز‬ ‫التقني والالعبين وبخاصـة‬ ‫الجمهور الذي كان لألمانة‬ ‫مؤثرا في تحقيق اتحاد طنجة‬ ‫للصعود للبطولة اإلحترافية‬ ‫وفي احتالله للمركز الثالث‬ ‫في الموسم األول له بين‬ ‫الكبار‪.‬‬

‫تعـــــود للبطــولـــة‬ ‫الوطنــيــة مــن بوابــــة‬ ‫إتحاد طنجــــة‪ ،‬فما الذي‬ ‫أغـــراك باإلشـــراف على‬ ‫فــارس البوغـــاز‪ ،‬ومــا‬ ‫هي األهـــداف الكبـرى‬ ‫لهـــذا التعاقد؟‬ ‫تحدث إلى مسؤولو إتحاد‬ ‫طنجة في مناسبـــات كثيرة‪،‬‬ ‫ومن بينهم من تربطني بهم‬ ‫عالقات صداقة‪ ،‬أطلعت على‬ ‫المشروع وتحمست له بخاصة‬ ‫وأن هناك توافقا كامال على كل‬ ‫الجزئيات‪ ،‬فأعطيت موافقتي‪،‬‬ ‫بل إنني باشرت بمعية خلية‬ ‫عمل تأمين كافة الترتيبات‪،‬‬ ‫ما يتعلق باإلنتدابات وما‬ ‫يتعلق بالبرنامج التحضيري‪.‬‬ ‫وبالنسبة لألهـداف الكبــرى‬ ‫لهذا التعاقـــد‪ ،‬اللـعــب على‬ ‫البوديوم‪..‬‬ ‫ولكن الفريق وصــل‬ ‫من قبـل إلى المـرتبــة‬ ‫الثالثــة في الموســـم‬ ‫قبــل الماضي‪ ،‬أال تــرى أن‬ ‫حلم الطنجيين هو الفـوز‬ ‫بلقب البطولـة اإلحترافية؟‬ ‫ال خالف أن الفوز بلقب‬ ‫البطولة هو حلم مشروع ألي فريق‪ ،‬وال احد يمكن أن يجزم‬ ‫بأنه هو من سيفوز بلقب البطولة من قبل أن تنطلق‪ ،‬لقد‬ ‫بلغ إتحاد طنجة المرتبة الثالثة التي خولت له المشاركة في‬ ‫كأس الكاف‪ ،‬قبل الموسم المنقضي‪ ،‬وكان الطموح هو أن‬ ‫يذهب لما هو أبعد‪ ،‬ولكن ما كل ما يتمناه أي مدرب يبلغه‪.‬‬ ‫سنعمل جاهدين من أجل أن نكسب إتحاد طنجة شخصية‬ ‫البطل‪ ،‬في بطولة باتت كل األندية تتجند وتستعد لها‬ ‫بشكل مكتف‪ .‬قمنا بعملية غربلة للرصيد البشري‪ ،‬سرحنا‬ ‫العبين وإنتدبنا آخرين وما زالت الخلية الساهرة على‬ ‫اإلنتدابات تعمل ليل نهار من أجل أن تستكمل بناء فريق‬ ‫العمل الذي أريده أن يكون مستوفيا لكثير من الشروط‬ ‫النفسية والرياضية والكروية التي من دونها ال يمكن أن‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫كيف رتبت عن بعد‬ ‫لإلرتباط باتحاد طنجة؟‬ ‫األمــور تمــر بسالســـة‬ ‫كبيرة‪ ،‬فبرغـم أن مشوارنــا‬ ‫الرائع في كأس الجزائر والذي‬ ‫جعل شباب بلوزداد يبلغ‬ ‫المباراة النهائية تطلب مني‬ ‫الكثير من التركيز‪ ،‬إال أنني‬ ‫بمعية خلية العمل الموجودة‬ ‫في طنجة تمكنت من ضبط‬ ‫األمور‪ ،‬وفور إنتهائي من‬ ‫نهائي كأس الجزائر سأعود‬ ‫للتو إلى المغرب ألباشر تحضيرات الفريق للموسم القادم‪،‬‬ ‫حيث سنقيم لمدة أسبوع كامل بمدينة طنجة ليتعرف‬ ‫الالعبون الجدد والقدامى في ما بينهم ولكي نقوم‬ ‫باإلختبارات الطبية‪ ،‬قبل الدخول في معسكر من أسبوعين‬ ‫سنقيمه بمدينة الجديدة وخالله نجرى عددا من المباريات‬ ‫الودية لرفع منسوب التفاهم والتجانس‪ ،‬وأعتقد أننا وفقنا‬ ‫لدرجة كبيرة في تشكيل مجموعة متقايسة ومستجيبة‬ ‫لكثير من ضوابط التنافسية على أعلى مستوى‪ ،‬وسيكون‬ ‫علينا اإلشتغال بشكل جدي وقوي لنكون جاهزين مع‬ ‫انطالق البطولة اإلحترافية‪.‬‬

‫عن «المنتخب»‬

‫السخرية تجبر مانشستر يونايتد‬ ‫على حذف صورة مخيتريان‬

‫اضطر الحساب الرسمي لنادي مانشستر يونايتد اإلنجليزي‬ ‫على موقع «تويتر»‪ ‬لحذف صورة األرميني هنريك مخيتريان‪ ،‬العب‬ ‫الفريق‪ ،‬بقميص الشياطين الحمر الجديد لموسم ‪،2018-2017‬‬ ‫بسبب سخرية الجماهير‪ .‬وظهر مخيتريان في الصورة‪ ،‬وقد بدا عليه‬ ‫زيادة في الوزن خاصة في منطقة البطن‪ ،‬ما دفع جمهور الفريق‬ ‫ورواد موقع تويتر للسخرية منه‪ ،‬وأُجبر مانشستر يونايتد على حذف‬ ‫التغريدة‪ ،‬حسب ما ذكرته صحيفة «صن» البريطانية‪ .‬وذكرت‬ ‫الصحيفة أنّه بعد نشر الصورة بأقل من نصف ساعة‪ ،‬تداولها‬ ‫الناشطون على مواقع التواصل االجتماعي بالسخرية‪ ،‬مؤكدين أن‬ ‫الالعب لم يحافظ على لياقته البدينة خالل أقل من شهرين إجازة‪،‬‬ ‫منذ آخر مباراة له بقميص الشياطين الحمر في نهائي الدوري األوروبي‪ ،‬مايو الماضي وساهم مخيتريان في فوز مانشستر يونايتد‬ ‫ببطولة اليوربا ليج بعدما سجل الهدف الثاني أمام أياكس الهولندي في المباراة النهائية ليحقق الشياطين الحمر أول بطولة أوروبية‬ ‫منذ نهائي دوري أبطال أوروبا في موسكو ‪.2008‬‬


‫الشمال الرياضي‬

‫العدد ‪897‬‬

‫أبرشان يعلن عن الئحة المكتب الجديد التحاد طنجة‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬يوليوز ‪2017‬‬

‫‪19‬‬

‫الجامعة‬ ‫أخبار الجامعة‬ ‫أخبار‬ ‫ودادية المدربين المغاربة تهنئ االطار الوطني بادو زاكي‬

‫أعلن حميد ابرشان‪ ،‬رئيس اتحاد طنجة لكرة القدم تشكيلة‬ ‫مكتبه المسير الجديد بعدما منحه ‪ 31‬عضو منخرط من اصل‬ ‫‪ 60‬المشكلون لقائمة المنخرطين بالنادي‪ ،‬الصالحية لتشكيله‬ ‫خالل الجمع العام العادي المنعقد اخيرا بنادي الكريكيت‪ .‬ولم‬ ‫تضم الئحة المكتب الذي يقود سفينة النادي خالل الموسم‬ ‫الجديد‪ ،2018 / 2017 ،‬عضوا كاد يعصف بابرشان قبل الجمع‬ ‫العام طمعا في الرئاسة بدعم من احد صانعي القرار بالفريق‬ ‫تزعم االنقالب قبل إعالن الصلح الذي سبق موعد الجمع العام‬ ‫بأحد فنادق مدينة طنجة‪ .‬ويضم المكتب الجديد للفريق‬ ‫الطنجاوي‪،‬عبد الحميد أبرشان رئيسا‪ ،‬و إدريس حنيفة رئيسا‬ ‫منتدبا‪ ،‬وعبد السالم العامري‪ ،‬المصطفى البروجي‪ ،‬محمد هبان‬ ‫اسيد‪ ،‬عبد القادر بنطاهر‪ ،‬عادل العزوزي‪ ،‬محمد سعيد بنعمر‪،‬‬ ‫رشيد حسني‪ ،‬غسان شلهوب‪ ،‬سعيد الزكري‪ ،‬عزيز الصمدي‪،‬‬ ‫احمد بناني زهوان وخالد الزويتني‪ ،‬نوابا للرئيس‪ ،‬وربيع المولوع‬ ‫كاتبا عاما‪ ،‬وعبد الرحيم الهوازر نائبا له‪ ،‬وأحمد ابن المختار أمينا‬ ‫للمال‪ ،‬وأنس الوسيني الساحلي نائبا له‪ ،‬ومحمد عدنان الوسيني‬ ‫الساحلي‪ ،‬سيف الدين النايب‪ ،‬يوسف العروسي‪ ،‬محمد بلملكي‬ ‫وعبد الدائم بكور مستشارون‪.‬‬ ‫كما أعلن رئيس رئيس الفريق عن إحداث منصب مدير عام‬ ‫للنادي‪ ،‬ينتظر ان يتحمل مسؤوليته حسن بلخيضر‪ ،‬الكاتب العام‬ ‫السابق للفريق الموقوف من طرف الجامعة‪.‬‬

‫وانفتح رئيس حميد ابرشان على المنخرطين‪ ،‬وفسح المجال‬ ‫امام مجموعة من االسماء لالسهام في تحمل المسؤولية عبر‬ ‫اللجان التي ضمت فيصل بوطناش رئيس للجنة التسويق‪،‬‬ ‫ومنصور قدور رئيسا للجنة الطبية ‪ ،‬و ياسين التمسماني رئيسا‬ ‫لجنة اللوجستيك والعالقات الخارجية‪ ،‬و موالي عثمان العلوي‬ ‫رئيسا للجنة البنية التحتية‪ ،‬و محمد أحكان رئيسا للجنة القانونية‬ ‫والتاديبية ‪ ،‬ثم عبد السالم العيدوني رئيسا للجنة الشؤون‬ ‫االجتماعية‪.‬‬ ‫واعلنت الئحة المكتب الجديد في اجتماع ترأسه أبرشان‬ ‫وحضره حسن بلخيضر‪ ،‬المرشح بقوة لنيل مهام المدير العام‬ ‫للنادي‪ ،‬مستجدات واحتياجات الفريق الذي انطلقت تحضيراته‬ ‫للموسم الرياضي الجديد منذ الجمعة‪.‬‬ ‫وكان متدخل وصف الزاكي خالل الجمع العام األخير للفريق‬ ‫بالمدرب الفاشل‪ .‬واستشاط عبد الحميد أبرشان غضبا‪ ،‬مؤكدا‬ ‫أن فريقه تعاقد مع المدرب األنسب الذي حقق مسيرة موفقة‬ ‫خالل الموسم المنتهي بالدوري الجزائري رفقة شباب بلوزداد‪،‬‬ ‫وطالب أبرشان من المتدخل سحب كالمه واالعتذار‪.‬‬ ‫ومن المنتظر أن يقيم بادو الزاكي خالل فترة اشتغاله‬ ‫بطنجة بأحد الفنادق بعدما رفض اإلقامة بشقة‪.‬‬

‫مهرجان طنجة الكبرى الدولي الرابع للميني باسكيط‬ ‫‪ 2017‬حمل الود و التقدير لبعض الغيورين‬

‫تقدمت ودادية المدربين المغاربة بتهانئها الحارة لالطار الوطني بادو‬ ‫زاكي بعد قيادة فريقه شباب بلوزداد للفوز بكأس الجمهورية الجزائرية‪.‬‬ ‫وجاء تتويج فريق شباب بلوزداد بلقب كأس الجزائر عقب فوزه في المباراة‬ ‫النهائية التي جمعته يوم األربعاء الماضي ‪ 5‬يوليوز ‪ 2017‬بفريق وفاق‬ ‫اسطيف بهدف لصفر من توقيع الالعب يحيى شريف سيد علي في الدقيقة‬ ‫‪ .117‬وتعتبر ودادية المدربين المغاربة هذا اإلنجاز الذي حققه السيد بادو‬ ‫زاكي‪ ،‬الالعب الدولي والناخب السابق‪ ،‬إنجازا ينضاف إلى سلسلة اإلنجازات‬ ‫التي طالما رصعت بها األطر الوطنية السجل الحافل للكرة المغربية‪ ،‬سواء‬ ‫داخل المغرب أو خارجه‪ .‬ولم يفت ودادية المدربين المغاربة‪ ،‬وهي تهنئ‬ ‫اإلطار الوطني بادو زاكي‪ ،‬على إنجازه‪ ،‬أن تؤكد لكل األطر الوطنية أنها تضع‬ ‫نفسها باستمرار رهن إشارتها‪ ،‬مواكبة لعملها‪ ،‬ومصاحبة لتطورها‪ ،‬حتى‬ ‫تبلغ أعلى المراتب‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫المصادقة على النظام المحاسباتي ألندية البطولة الوطنية‬ ‫االحترافية‬ ‫صادق المجلس الوطني للمحاسبة؛ في جلسته المنعقدة يوم ‪ 6‬يونيو ‪2017‬؛‬ ‫على مشروع النظام المحاسباتي الخاص بأندية البطولة الوطنية االحترافية‪ ،‬والذي‬ ‫أعدته لجنة مراقبة التدبير التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ .‬وسيتم‬ ‫عرض مضامين هذا النظام خالل اليوم الدراسي الذي سينظم يوم الخميس ‪13‬‬ ‫يوليوز ‪ 2017‬بمدينة الرباط‪ ،‬والذي سيعرف حضور ممثلي أندية البطولة الوطنية‬ ‫االحترافية‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫ندوة صحافية لمباراة الكأس الممتازة الفرنسية‬ ‫عقدت اللجنة المنظمة للنسخة ‪ 22‬من منافسات كأس الممتازة‬ ‫الفرنسية‪ ،‬التي ستجرى بالملعب الكبير لمدينة طنجة‪ ،‬يوم السبت ‪29‬‬ ‫يوليوز ‪ ،2017‬بداية من الساعة الثامنة مساء بين فريقي موناكو وباريس‬ ‫سان جيرمان‪ ،‬صباح يومه األربعاء ‪ 5‬يوليوز ‪ 2017‬ندوة صحافية لتسليط‬ ‫األضواء على هذا الحدث الكروي الهام‪.‬‬ ‫وأشارت اللجنة المنظمة‪ ،‬خالل هذه الندوة الصحفية‪ ،‬إلى أن جميع‬ ‫الترتيبات اتخذت إلنجاح هذه المباراة‪ ،‬مؤكدة أن هناك تنسيقا احترافيا عاليا‬ ‫بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والعصبة االحترافية الفرنسية‪،‬‬ ‫من أجل تدبير دقيق ومثالي‪ ،‬يؤدي المطلوب‪ ،‬وهو تقديم أمسية احتفالية‬ ‫نوعية‪ ،‬وإمتاع الجماهير‪.‬‬

‫تفعيال لشعار الدورة الرابعة لمهرجان الميني باسكيط الذي‬ ‫نظمه اتحاد طنجة لكرة السلة بشراكة مع المديرية الجهوية‬ ‫لوزارة الشباب والرياضة طنجة‪ -‬تطوان – الحسيمة‪ ،‬تحت إشراف‬ ‫والية الجهة‪ .‬وتحت شعار «كرة السلة أداة فعالة في خدمة التنمية‬ ‫البشرية» ‪ ،‬خصت اللجنة المنظمة بعض الوجوه التي ساهمت‬ ‫أو ال زالت تساهم في ازدهار كرة السلة محليا‪ ،‬جهويا ووطنيا‬ ‫اعترافا و افتخارا لما قدموه طيلة مشوارهم داخل الحقل الجمعوي‬ ‫ونخص بالذكر ‪:‬‬ ‫ السيد جمال سالمة رئيس قسم العمل االجتماعي بوالية‬‫طنجة‪ .‬‬ ‫ السيد عبد الواحد اعزيبوا المقراعي المدير الجهوي لوزارة‬‫الشباب والرياضة طنجة تطوان الحسيمة‪ .‬‬ ‫ السيد نور الدين بنعبد النبي رئيس سابق للجامعة الملكية‬‫المغربية لكرة السلة‪ ،‬أمين مال وكاتب عام سابق للجنة األولمبية‬ ‫المغربية‪.‬‬ ‫ السيد حمادي هرطالي رئيس سابق إلتحاد طنجة لكرة‬‫السلة بطل أول كأس العرش أحرزها الفريق موسم ‪/2005‬‬ ‫‪.2006‬‬ ‫‪ - ‬السيد محمد السعيدي صحفي مقتدر ساهم في عدة‬ ‫إنجازات و بطوالت حققتها كرة السلة المحلية‪ .‬‬ ‫ السيد محمد الصمدي صحفي رياضي و مناضل عصامي‪.‬‬‫ السيد عبد الحميد بليطو رئيس سابق فائز ببطولة‬‫المغرب موسم ‪. 2009 /2008‬‬

‫ السيد حسن شمالل رئيس سابق و نائب رئيس حالي‪ ،‬و‬‫عضو الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة فائز بلقبي بطولة‬ ‫المغرب ذكور و اناث موسمي ‪ 2010 /2009‬و ‪.2011/ 2010‬‬ ‫ السيد محمد المتيوي فاعل جمعوي ساهم في العديد من‬‫المحطات الجميلة لكرة السلة بطنجة‪ .‬‬ ‫ السيد علي ابوهال رئيس شباب الوطنية لكرة السلة‬‫بطانطان احد فعاليات كرة السلة باقاليمنا الجنوبية‪.‬‬ ‫ السيد امفضل بنسليمان رئيس جمعية تاسع أبريل‬‫لمحبي اتحاد طنجة‪ ،‬رجل مكافح غيور و عصام‪ .‬‬ ‫ السيد محمد بنمسعود أستاذ و فنان تشكيلي متطوع‬‫وفاعل جمعوي‪.‬‬ ‫ السيد رشيد الزبوري صحفي مختص في كرة السلة‪ ،‬فاعل‬‫جمعوي في الرياضة المدرسية‪.‬‬ ‫ السيد الحسين بن الطيب عضو الجمعية‪ ،‬و غرفة التجارة‬‫والصناعة والخدمات بالجهة‪ ،‬وفاعل جمعوي بارز‪ .‬‬ ‫ السيد عادل الصدرتي نائب رئيس الجمعية‪ ،‬رئيس‬‫مؤسسة اتحاد طنجة لكرة السلة للتنمية و األعمال اإلجتماعية‪،.‬‬ ‫مدير الدورة الرابعة لمهرجان طنجة الكبرى الدولي الرابع للميني‬ ‫باسكيط ‪.2017‬‬ ‫ السيد خليل الرواس ناخب وطني و مدير تقني وطني‬‫سابق مدير المنتخبات الوطنية حاليا مدير تقني لبرنامج طنجة‬ ‫الكبرى تتنفس كرة السلة ‪ ،‬مدير تقني للمهرجان‪.‬‬

‫السيمو باللجنة التقنية و التكوين‬ ‫التحاد طنجة‬

‫عكس ما راج أخيرا بشأن مغادرة محمد السابق‪ ،‬سيمو‪ ،‬المدرب السابق التحاد طنجة‬ ‫والمدير التقني لبيت الفريق‪ ،‬فقد اختار المكتب المسير للفريق الطنجاوي في أول اجتماع‬ ‫عقده بعد تشكيله يوم الثالثاء الماضي‪ ،‬ضم السيمو للجنة التقنية والتكوين التي تم إحداثها‬ ‫في االجتماع نفسه‪ .‬ويرأس اللجنة ادريس حنيفة عضو المكتب المسير‪ ،‬إلى جانب العضوين‬ ‫اآلخرين‪ ،‬عبد الرحيم لهوازر‪ ،‬نائب الكاتب العام‪ ،‬وسيف الدين النايب‪ ،‬عضو مستشار بالمكتب‬ ‫الحالي وعميد سابق للفريق‪.‬‬

‫وفي السياق ذاته‪ ،‬ولتسهيل مأمورية الجماهير التي تتطلع لمتابعة‬ ‫المباراة مباشرة من ملعب طنجة الكبير‪ ،‬أوضحت اللجنة المنظمة لهذه‬ ‫المباراة‪ ،‬أن عميلة بيع التذاكر ستنطلق يوم ‪ 8‬يوليوز ‪ 2017‬عبر البوابة‬ ‫الرسمية للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪HYPERLINK «http:// ،‬‬ ‫‪ ،www.frmf.ma/» www.frmf.ma‬على أن تفتتح مجموعة من الشبابيك‬ ‫في العديد من نقاط البيع بداية من ‪ 20‬يوليوز ‪ ،2017‬ويتعلق األمر في كل‬ ‫من قاعة بدر وقاعة درادب والزياتن ودار الشباب مسنانة‪.‬‬ ‫وحددت اللجنة المنظمة أثمنة دخول هذه المباراة على الشكل اآلتي‪:‬‬ ‫الدرجة الثالثة ‪ 30 :‬درهما‬ ‫الدرجة الثانية‪ 100 :‬درهما‬ ‫الدرجة األولى ‪ 150 :‬درهما‬ ‫الدرجة الممتازة ‪( ‬بريميوم) ‪ 500 :‬درهما‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫تعزيز العالقات بين الجامعة واالتحاد الزامبي‬ ‫وقعت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم اتفاقية تعاون وشراكة مع‬ ‫االتحاد الزامبي لكرة القدم‪ ،‬وذلك يوم الثالثاء الماضي ‪ 4‬يوليوز ‪2017‬‬ ‫بمقر الجامعة بمدينة الرباط‪ .‬وتأتي هذه االتفاقية لتعزيز العالقات المغربية‬ ‫الزامبية‪ ،‬وتؤكد أيضا السياسة العامة التي تنهجها المملكة المغربية‬ ‫والرامية إلى االنفتاح على محيطها الجهوي والقاري والدولي‪ .‬وتمحورت‬ ‫هذه االتفاقية التي أبرمها فوزي لقجع رئيس الجامعة و أندرو كامانغا رئيس‬ ‫اتحاد زامبيا لكرة القدم‪ ،‬حول التعاون الثنائي في مجاالت التكوين‪ ،‬التحكيم‬ ‫وتنظيم لقاءات ودية بين منتخبات البلدين‪ .‬وخالل حفل التوقيع‪ ،‬أكد‬ ‫الجانبان إرادتهما القوية لتفعيل هذه االتفاقية‪ ،‬والتي من شأنها النهوض‬ ‫بكرة القدم بكل من المغرب وزامبيا خاصة والقارة اإلفريقية عامة‪.‬‬


‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 11‬إلى ‪ 17‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪897‬‬

‫برعاية جاللة امللك‬

‫افتتاح الدورة ‪ 39‬لموسم أصيلة الثقافي الدولي والندوة األولى‬ ‫لجامعة المعتمد ابن عباد الصيفية في دورتها ‪: 32‬‬

‫«إفريقيا والعالم‪ ،‬أيّ عالم إلفريقيا»‬

‫‪ ‬تحت هذا العنوان الكبير‪ ،‬الذي ستدور حوله‪ ‬أشغال دورة هذه‬ ‫السنة لجامعة المعتمد بن عباد الصيفية‪ ،‬إلى جانب ثالث ندوات أخرى‪،‬‬ ‫انطلقت‪ ،‬يوم الجمعة الماضي‪ ،‬بمكتبة األمير بندر بن سلطان‪ ،‬الدورة‬ ‫التاسعة والثالثون‪ ‬لموسم أصيلة الثقافي الدولي‪ ،‬الذي تنظمه مؤسسة‬ ‫منتدى أصيلة ‪ ،‬تحت الرعاية السامية لجاللة الملك‪ ،‬والذي يعتبر منارة‬ ‫ثقافية وعلمية تتوجه إليها أنظار‪ ‬العالم‪ ،‬صيف كل عام‪ .‬وتشد إليها‬ ‫اهتمام كبار العلماء والمثقفين والمفكرين واألكاديميين والفنانين‬ ‫والسياسيين من القارات الخمس‪.‬‬ ‫في كلمته االفتتاحية‪ ،‬ذكر األستاذ محمد بن عيسى‪ ،‬المثقف والمفكر‬ ‫والسياسي والدبلوماسي والوزير‪ ،‬أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة‪،‬‬ ‫وعمدة هذه المدينة‪ ،‬بأن موضوع «إفريقيا والعالم‪ ،‬أي عالم إلفريقيا»‬ ‫«استمرار لحقل معرفي مفتوح ورهان على المستقبل» بدأ التفكير فيه عام‬ ‫‪ ،1981‬في أصيلة‪ ،‬وموسمها الثقافي‪ ،‬حين اختيرت هذه المدينة «أرضية‬ ‫مالئمة لحوار خصب وفضاء للتواصل بين العالم العربي وإفريقيا والعالم‬ ‫الالتيني األمريكي‪ ،‬من خالل نخبهم المؤثرة على األصعدة الفكرية‬ ‫والثقافية والفنية والسياسية»‬ ‫«كانــت المبادرة رؤيـــة‬ ‫استباقيـــة‪ ،‬يقـــول األستـــــاذ‬ ‫محمد بن عيسى‪ ،‬امتزج فيها‬ ‫حلم الشاعر بطموح المثقف‬ ‫والسياسي‪ ،‬استشرفت الفكرة‬ ‫غدا مغايرا لقارتنا‪ ،‬تراءى لنا‬ ‫هذا الغد واضحا مشعا‪ ،‬خاصة‬ ‫وقد حظيت الفكرة في حينها‬ ‫ومنذ لحظة اإلعالن عنها بدعم‬ ‫ومساندة جاللة الملك محمد‬ ‫السادس الذي رعى وواكــب ‪،‬‬ ‫وهو ولي للعهد‪ ،‬مشروع أصيلة‬ ‫الثقافي منذ بدايته»‬ ‫األمين العام لمؤسسة‬ ‫منتدى أصيلة‪ ،‬استحضر‪ ،‬بالمناسبة‪ ،‬األدوار الطالئعية التي نهض‬ ‫بها تحقيقا لنفس الهدف‪ ،‬قادة أفارقة مثل الرئيس جون كوفور رئيس‬ ‫جمهورية غانا السابق‪ ،‬الذي قبل أن يحمل المشعل بعد الرئيس الراحل‬ ‫سنغور ما ساهم في انفتاح المنتدى العربي االفريقي الالتيني األمريكي‬ ‫على آفاق فكرية وسياسية رحبة ومتنوعة‪ ،‬وكذا الرئيس السابق لدولة‬ ‫سيراليون الحاج أحمد تيجان كبه والرئيس السنغالي األسبق عبدو ضيوف‬ ‫واألمين األسبق لألمم المتحدة‪ ،‬كوفي عنان‪ ،‬وغيرهم من الشخصيات‬ ‫ورجاالت الفكر واإلبداع والسياسة األفارقة ممن شاركوا بحضورهم الوازن‬ ‫في مواسم أصيلة المتتالية‪.‬‬ ‫‪ ‬وحول موضوع ندوة «إفريقيا والعالم‪ ،‬أي عالم إلفريقيا»‪ ،‬قال‪ ‬‬ ‫األستاذ محمد بن عيسى‪« ،‬إننا نتوخى من هذه الندوة أن تساعدنا على‬ ‫إنجاز مقاربة موضوعية ‪ ‬شمولية‪ ‬بأساليب ورؤى مبتكرة التناول مشاكل‬ ‫وقضايا قارتنا خالف النظرة التقليدية التي طالما تعاملت مع القارة‪ ‬كخزان‬ ‫هائل من ثروات تزخر بها بلداننا»‪ .‬معتبرا أن المطلوب الملح اآلن هو‬ ‫النظر إلى القارة من زاوية الثروة الالمادية ‪ ،‬أي اإلنسان اإلفريقي اعتبارا‬ ‫إلى ما تزخر به إفريقيا من قدرات بشرية خالقة ‪ ،‬تركت بصماتها في‬ ‫أنحاء شتى من العالم‪ ،‬من خالل تعبيرات وإبداعات مميزة في الفنون‬ ‫والموسيقى واآلداب والعلوم التكنولوجية»‪.‬‬ ‫وذكر‪ ،‬في ختام كلمته بأن المغرب‪ ‬ينظر إلى إفريقيا ليس كشريك‬ ‫جغرافي فحسب‪ ،‬وإنما كمصير إنساني واقتصادي موحد‪ ‬وجامع وملتزم‬ ‫على الدوام بالعمل‪ ‬اإلفريقي المشترك والتضامن والتكامل المنشود‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬قـــال وزيــر‬ ‫االتصـال والثقــافـــة‪ ،‬محمد‬ ‫األعــرج‪ ،‬إن موســـم أصيلــة‬ ‫الثقافي الدولي‪ ‬يعتبــــر إحدى‬ ‫التجليات الساطعة الصطفاف‬ ‫المغرب‪ ‬إلى جانب القيم‪ ،‬ويعتبر‬ ‫من المبادرات الباعثــة لقيــم‬ ‫السلم والتسامــح‪ ،‬في محيط‬ ‫تشيع فيه لغة العنف والسالح‪.‬‬ ‫وأضـــاف أن انخـراط أهل‬ ‫الفكر والثقافة في مبــادرات‬ ‫تهدف إلى نشــر القيم يعــد‬ ‫السبيل اآلمن لتعايش البشرية‬ ‫في سالم ‪« ،‬إذ كلما عال صوت‬ ‫المثقف والمفكر‪ ،‬اندحر صوت العنف والفوضى»‪.‬‬ ‫وارتباطا بموضوع موسم أصيلة الثقافي الدولي‪ ،‬قال الوزير إن هذا‬ ‫الموسم الذي دأب على استقطاب حقول متنوعة من السياسة واألدب‬

‫واالقتصاد يعمل على تعميق التواصل بين الشعوب والثقافات‪ .‬وذكر‬ ‫بانخراط المغرب في شراكات مع الدول اإلفريقية ‪ ،‬وفق توجيهات جاللة‬ ‫الملك‪ ،‬من أجل رفع التحديات والرهانات التي سوف تكون موضوع نقاش‬ ‫خالل هذه الدورة من الموسم‪ ،‬من منظور القيم والثقافة واإلنسان‪.‬‬ ‫وفي رسالته إلى الموسم‪،‬‬ ‫التي تالها نيابة عنه الكاتب‬ ‫العام لوزارة الخارجية والتعاون‪،‬‬ ‫محمد علي األزرق‪ ،‬أشاد الوزير‬ ‫ناصر بوريطة بحسن اختيار‬ ‫الموضوع العام لندوات جامعة‬ ‫المعتمد بن عباد الصيفية‪،‬‬ ‫«إفريقيا والعالـــم‪ ،‬أي عالـــم‬ ‫إلفريقيا» وهو ما سوف يثري‬ ‫الحوار حول قضايا الساعة التي‬ ‫تهم األفارقة جميعا‪.‬‬ ‫وأضاف الوزير أن إفريقيا‬ ‫تعتبر أولوية في سياسة المغرب‬ ‫اإلفريقية التي انتقلت من‬ ‫التأسيس إلى مرحلة اإلنجازات ‪ ،‬وهو ما يتجلى في الزيارات العديدة التي‬ ‫قام بها جاللة الملك محمد السادس لستة وعشرين بلدا إفريقيا‪ .‬ويمكن‬ ‫اعتبار سنة ‪ ،2017‬سنة اإلحتفاء بإفريقيا‪ ،‬بالنظر إلى عودة المغرب‬ ‫لإلتحاد اإلفريقي‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬اعتبر بوريطة أن الثقافة تشكل أداة حقيقية للتنمية‬ ‫لكونها تساهم في تحقيق الرفاه االقتصادي‪ ،‬كما أن االستثمار في التنوع‬ ‫يقوي الهوية اإلفريقية‪ .‬ذلك أن اختيار الثقافة محورا عاما لهذا الموسم‬ ‫قرار حكيم‪ ،‬فإفريقيا تتحدث أكثر من ألفي لغة وتتميز بالتعايش الديني‬ ‫والتسامح وقبول اآلخر ‪ ،‬ومن حقنا‪ ،‬يقول وزير الخارجية‪ ،‬أن نتفاءل ‪،‬‬ ‫والمغرب كله على اقتناع كبير‪ ،‬بحتمية إقالع القارة اإلفريقية الذي يعتبر‬ ‫التزاما قويا للمغرب‪ ،‬هذا البالد الذي ال تحركه نوازع نفعية وإنما يتحرك‬ ‫أساسا‪ ،‬العمل على النهوض بإفريقيا‪.‬‬ ‫أما المتـحــدث الرسمــي‬ ‫السابق باسم رئيس جمهورية‬ ‫غانا‪ ،‬الرئيس المشارك للمنتدى‬ ‫اإلفريقـــي العربــي الالتينـــي‬ ‫األمريكي‪ ،‬فقد اعتبر ا أن عودة‬ ‫المغرب إلى االتحاد اإلفريقي‬ ‫تعد مكسبا كبيرا للتنمية في‬ ‫إفريقيا‪ ،‬أعطت معنى للوحدة‬ ‫اإلفريقية‪ ،‬وهو ما سيعود على‬ ‫إفريقيا كلها بالخير العميم»‬ ‫ويعزز صمودها ‪.‬‬ ‫و قال إن المغرب‪ ،‬الذي‬ ‫عبأ استثمارات مهمة بإفريقيا‪،‬‬ ‫يضمن بفضل دوره كرائد في القارة بروز اقتصاديات إفريقية‪ ،‬مشيرا إلى‬ ‫الحاجة لتحسين مناخ األعمال وتقوية االندماج اإلقليمي في إفريقيا من‬ ‫أجل التقدم‪.‬‬ ‫وأكد أن “إفريقيا يمكن أن تلعب دور رافعة حقيقية لتوفير حاجيات‬ ‫سكان العالم ‪ ،‬السيما في ما يخص اإلنتاج الغذائي‪ ،‬في سياق التغير‬ ‫المناخي‪ ،‬بالنظر لمواردها المائية والطاقية المهمة‪.‬‬ ‫وأشار‪ ،‬من جهة أخرى إلى أن إفريقيا «اشتهرت بوفرة ثرواتها‬ ‫وموقعها اإلستراتيجي في قلب العالم‪ ،‬وكانت القوى العظمى‪ ،‬تاريخيا‪،‬‬ ‫ينظر إليها بكل اهتمام‪ ،‬األمر الذي أدى إلى نهب ثرواتها واستعمارها‬ ‫واسترقاق أهلها»‪ ،‬مذكرا بقولة رئيس وزراء بريطانيا األسبق طوني بلير‪:‬‬ ‫«إن إفريقيا جرح في وعي البشرية»‪.‬‬ ‫من جهته ‪ ،‬قال نبيل الحمر‪،‬‬ ‫مستشار العاهل البحريني الملك‬ ‫حمد بن عيسى آل خليفة‪ ،‬إن‬ ‫منتدى أصيلة يشكل محطة‬ ‫مهمة‪ ،‬في مسار الثقافة والفكر‬ ‫بالعالم العربي‪ ،‬وذكر بأن عالقته‬ ‫بأمين عام مؤسسة منتدى‬ ‫أصيلة األستاذ محمد بن عيسى‬ ‫تمتد إلى بداية السبعينات‪،‬‬ ‫حينما تسلم مهام وزارة اإلعالم‪،‬‬ ‫ليتفق حينها معه على استنساخ‬ ‫المنتدى في مملكة البحرين‪،‬‬

‫وهو ما تم فعليًا‪ ،‬وحقق النجاح المطلوب‪ ،‬وعبّر عن رغبته في أن تستمر‬ ‫التجربة في كل دولة عربية‪ ،‬وليس فقط في البحرين‪.‬‬ ‫وأشار الحمر إلى أن قدومه إلى أصيلة كان عبر مطار طنجة‪ ،‬الذي‬ ‫يحمل اسم الرحالة العربي الكبير الذي يذكر بالتقارب العربي‪ .‬وقال‬ ‫«ابن بطوطة هو العربي الفذ الذي علمنا كيف نبحث عن المعرفة بحب‪،‬‬ ‫ونستزيد بها تنقلاً من بقعة إلى أخرى من األوطان واألمصار‪.‬‬ ‫من جهته أكد إدريس الكراوي‪ ،‬األمين العام للمجلس االقتصادي‬ ‫واالجتماعي والبيئي المغربي أن المغرب يعدّ من البلدان الصاعدة في‬ ‫أفريقيا نتيجة للجهود التي يبذلها من أجل تحقيق أسباب التطور والنمو‪.‬‬ ‫وأشار من جهة أخرى إلى أن إفريقيا ستصبح من القوى العظمى‬ ‫عالميًا‪ ،‬حيث يمثل سكانها حوالى ‪ 16‬بالمائة‏ من سكان العالم‪ ،‬وستمثل‬ ‫ما يزيد على ثلث سكان العالم بعد ‪ 3‬عقود من الزمن‪ ،‬وبالتالي فإن‬ ‫االقتصاديات ستصبح مضطرة لتوفير فرص لسكانها»‪.‬‬ ‫وأوضح أن «القارة تكتسي أهمية بارزة‪ ،‬وعليها أن تعي جيدًا هذا‬ ‫األمر‪ ،‬وأن تركز على القواسم المشتركة بين بلدانها‪ ،‬خاصة أنه ال توجد‬ ‫هنالك دينامية كافية‪.».،‬‬ ‫في سياق متصل‪ ،‬أشار أليون صال‪ ،‬المدير التنفيذي لمعهد مستقبل‬ ‫األفارقة بالسينغال إلى أن إفريقيا تتميز بالتعدد والتنوع‪ ،‬وأن األمر ال‬ ‫يقتصر فقط على جانب أحادي في التعاطي مع مختلف الدول التي تنتمي‬ ‫إليها في مختلف التطورات التي يشهدها العالم‪ .‬وتساءل عن كيفية عودة‬ ‫القارة إلى الساحة العالمية واستعادة المكانة التي كان حريا بها أال‬ ‫تفقدها وتنخرط بقوة في مختلف التطورات التي يشهدها العالم‪.‬‬ ‫وخالل تدخلها بالمناسبة‪ ،‬قالت برونوين بروتون‪ ،‬المديرة المساعدة‬ ‫لمركز أفريقيا المجلس األطلسي إن إفريقيا مطالبة بالنظر إلى القضايا‬ ‫األمنية بشكل شمولي‪ ،‬و أن القارة اإلفريقية دخلت فعليا الحياة العملية‬ ‫النشيطة‪ ،‬وهو أمر إيجابي ويبشر بإمكانية تطور االقتصاد إلى ‪ 4‬أضعاف‬ ‫خالل العقود القادمة‪ ،‬ما يعني أن الشركات العالمية ستكون مطالبة‬ ‫بشكل أو بآخر باالستثمار في القارة األفريقية‪ ،‬وتجاهل الجوانب السلبية‬ ‫واألفكار المسبقة والجاهزة عنها‪ ،‬خاصة وأن هناك وعيا مشتركا بأن‬ ‫مستقبل إفريقيا واعد‪.‬‬ ‫وبالمناسبة أشادت السيدة بروتون بالمساعي اإليجابية لمنتدى‬ ‫موسم أصيلة الثقافي من أجل التقارب بين مختلف جهات القارة اإلفريقية‬ ‫وانفتاحه على مختلف القضايا التي تهم المنطقة‪.‬‬ ‫ومعلوم أن الجامعة الصيفية المعتمد ابن عباد ستناقش إلى جانب‬ ‫موضوع «أي عالم إلفريقيا» ثالثة محاور أخرى في إطار دورتها الثانية‬ ‫والثالثين‪“ :‬الشعبوية والخطاب الغربي حول الحكامة الديموقراطية”‬ ‫(‪ 14-12‬يوليـوز) و ”المسلمـــون في الغـرب ‪ :‬الواقـــع والمأمـــــول”‬ ‫(‪ 19-17‬يوليــوز) و”الفكـــر العربـي المعاصر والمسألـــة الدينيــــة”‬ ‫(‪ 23-21‬يوليوز)‬ ‫كما ستحتفي خيمة اإلبداع لموسم أصيلة بالفيلسوف المغربي‬ ‫محمد سبيال وتنظم تكريما له يوم ‪ 16‬يوليوز بمركز الحسن الثاني‬ ‫للملتقيات الدولية‪.‬‬ ‫ويتضمن برنامج هذه الدورة كذلك االحتفال بالذكرى العشرين‬ ‫لصدور مجلة األدب العربي الحديث اللندنية “بانيبال”‪ ،‬وهي مجلة أدبية‬ ‫تصدر ثالث مرات في السنة باللغة اإلنجليزية وتعنى بترجمة األدب‬ ‫العربي الحديث إلى اللغة اإلنجليزية (‪ 20‬يوليوز بمركز الحسن الثاني‬ ‫للملتقيات الدولية)‬ ‫أما برنامج الفنون التشكيلية والكتابة ‪،‬فيشمل إلى جانب العديد من‬ ‫الفعاليات‪ ،‬مشغل صباغة الجداريات وجدارية “حكاية منضاال” ومشغل‬ ‫الحفر والصباغة ومرسم الطفل ومشغل كتابة وابداع الطفل ومعارض‪.‬‬ ‫ويتضمن برنامج العروض الموسيقية والغنائية (‪ ،)8-24‬من جهة‬ ‫أخرى‪ ،‬حفلة لفرقة الحضرة الشفشاونية وحفال لمغني الفالمنكو االسباني‬ ‫خوان خوسي ألبا وحفل لـ “أوركسترا شامبر فرانسي” من فرنسا وسهرة‬ ‫إلحسان الرميقي ومجموعة “زمان الوصل»”‪.‬‬ ‫كما ستنظم خالل هذه الدورة كذلك عروض للعزف على العود‬ ‫(ادريس الملومي) وراقصة الفالمنكو االسبانية ماكارينا راميريث‪ ،‬فضال‬ ‫عن سهرة في الطرب األندلسي مع فرقة محمد العربي التمسماني‬ ‫للمعهد الموسيقي بتطوان‪.‬‬ ‫وتختتم الدورة ‪ 39‬لموسم أصيلة الثقافي الدولي يوم ‪ 25‬يوليوز‬ ‫بتوزيع الجوائز على عدد من سكان أصيلة كما جرت العادة بذلك‪.‬‬

‫إعداد عزيز كنوني‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.