Achamal n° 898 le 18 juillet 2017

Page 1

‫غياب التنسيق‬ ‫! ‪that is the question‬‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 898‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪� 23‬شوال‪� 18 / 1438 /‬إلى ‪ 24‬يوليوز ‪2017‬‬

‫صوت من داخل المجلس البلدي لمدينة طنجة يرتفع‪ ،‬في محفل‬ ‫وطني ه��ام‪ ،‬ليندد بـ «غياب التنسيق» مع الجماعة الحضرية‪ ،‬عند‬ ‫إعداد ‪ ‬تصاميم التهيئة‪ ،‬األمر الذي يدفع المواطنين إلى التعرض على‬ ‫اختيارات هذه التصاميم و التنديد بها‪.‬‬ ‫والحال أن من يجب أن‪ ‬يخطط لهذه التصاميم هي الجماعة‪ ،‬ألنها‬ ‫منتخبة من السكان‪ ،‬وألنها ‪ ‬أكثر قربا من السكان‪ ‬وإحساسا بما يخدم‬ ‫مصالحهم‪ ،‬من موظفين‪ ‬مأجوريــن‪ ‬يشتغلــون على خرائط «باردة»‪ ‬‬ ‫ويخططون‪ ،‬بين أربعة حيطان‪ ،‬بمسطرات وفرجارات ‪ ‬تدوس‪ ،‬بال شفقة‬ ‫وال رحمة‪ ،‬ممتلكات الناس وتربك حياتهم‪ ،‬وقد تتسبب ألسر كثيرة في‬ ‫التشرد والضياع‪ ،‬فنكون قد أصلحنا طريقا‪ ‬وشردنا مائة أسرة‪.‬‬ ‫المنطق أن يتم تهييء كل التصاميم التي تخص تهيئة مدينة طنجة‪ ‬تحت اإلشراف التام‬ ‫والمسؤولية الكاملة للجماعة ‪ ‬المنتخبة من الشعب‪ ‬والمتمتعة بثقة الشعب‪.‬‬ ‫ومعلوم أن فترة البحث العمومي حول الطبعة الثانية لمشروع تصميم التهيئة ‪ 2017‬قد‬ ‫انتهت يوم ‪ 12‬يوليوز الجاري بتسجيل فوق ‪ 3000‬اعتراض من المواطنين الذين يعتبرون أنهم‬ ‫غبنوا بهذا التصميم‪.‬‬

‫ع‪ .‬ك‬

‫الفيديو المعرّة‬

‫من صوّر‪ ،‬ومن سرّب‪ ،‬وألية غاية؟‬ ‫الطابور الخامس‪! ‬‬

‫هذا الفيديو المهزلة‪ ،‬المسخرة‪ ،‬البهدلة‪ ،‬الذي ضرب في الصميم‪ ،‬أخالق المغرب والمغاربة وتربيتهم وقيمهم ‪ ،‬ما كان ليمر‬ ‫دون أن يثير موجة غضب وتنديد من طرف الحقوقيين والسياسيين واإلعالميين ‪ ،‬داخل وخارج المغرب‪ ،‬وفي أوساط الحكومة‬ ‫ذاتها ‪ ،‬حيث اعتبره مصطفى الرميد «إهانة مدانة» لمواطن أعزل وتحديا سافرا لكل القيم األخالقية والنصوص القانونية‪.‬‬ ‫فيديو الزفزافي‪ ،‬وهو شبه عار اعتبر‪ ،‬باإلجماع‪ ،‬فضيحة قانونية وأخالقية وسياسية‪ ،‬بل وعمال مستفزا «يذكر بسجن أبو‬ ‫غريب» كما جاء على لسان المحامي وعضو جمعية كرامة‪ ،‬األستاذ عبد الصمد اإلدريسي‪ ،‬و «تصرفا سخيفا» بوصف عادل بنحمزة‪ ،‬‬ ‫و«انتهاكا صريحا لسرية التحقيق ورسالة تصعيد» ‪ ‬تتطلب فتح تحقيق ضد من صور ومن سرب» كما ورد في تصريح‪ ‬للمساء‪،‬‬ ‫أدلت به األستاذة نعيمة الكالف‪ ،‬عضو هيئة الدفاع عن معتقلي الريف‪.‬‬ ‫(تابع التتمة على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪898‬‬

‫جهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة‬

‫تحتفــي باليـوم العالمـــي للتعـــاونيــــات‬ ‫إحتفاء باليوم العالمي للتعاونيات تحت‬ ‫شعار‪« :‬آفـاق تطويــر التعاونيـات الخدماتية‬ ‫بالمغرب»‪ ،‬أقيم لقاء بمقر مجلس جهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة‪ ،‬بحضور سوميــة فخـــري‬ ‫نائبة‪ ‬رئيس مجلس الجهة‪ ،‬والمندوب الجهوي‬ ‫لمكتب التعاون‪ ،‬والمدير الجهوي لوزارة الصناعة‬ ‫التقليدية واالقتصاد االجتماعي‪ ،‬والمندوب‬ ‫الجهوي للتجــارة والصناعــة‪ ،‬والمنتخبين‪،‬‬ ‫وممثلي التعاونيات واتحاداتها والفاعلين بمجال‬ ‫اإلقتصاد اإلجتماعي والتضامني بالجهة‪.‬‬ ‫و يأتي هذا اللقاء بمناسبة الذكرى الـ‪23‬‬ ‫لليوم العالمي للتعاونيات تحت رعاية األمم‬ ‫المتحدة‪ ،‬بمناسبة الذكرى ‪ 95‬لليوم العالمي‬ ‫للتعاونيات تحت رعاية الحلف التعاوني الدولي‪،‬‬ ‫تحت شعار «التعاونية تضمن عدم ترك أي أحد‬ ‫لحاله»‪.‬‬ ‫سومية فخري نائبة رئيس مجلس جهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬و خالل كلمتها‬ ‫اإلفتتاحية ألشغال اإلحتفال باليوم العالمي‬ ‫للتعاونيات تحت شعار‪«:‬آفاق تطوير التعاونيات‬ ‫الخدماتية بالمغرب»‪ ،‬قالت إن مجال اإلقتصاد‬ ‫التضامني واإلجتماعي يعتبر واحدا من أهم‬ ‫المجاالت الحيوية‪ ،‬وذلك بالنظر إلى طبيعته‬ ‫الخاصة سواء من حيث بنيته التنظيمية‪ ،‬أنماط‬ ‫التدبير التشاركية التي يخضع لها‪ ،‬أو من خالل‬ ‫تقديمه لنماذج مستدامة ومندمجة من الناحية‬ ‫االقتصادية‪ .‬فهذا النموذج‪ ،‬تضيف فخري‪،‬‬ ‫يجعل من أهدافه األساسية التركيز على ما هو‬ ‫اجتماعي‪ ،‬وذلك عبر االهتمام بالعنصر البشري‪،‬‬ ‫والحرص على انخراطه في التنمية المستدامة‪،‬‬ ‫ومحاربة اإلقصاء والتهميش‪.‬‬ ‫وشددت المتحدثة أن مجلـس الجــهــة‬ ‫عبر دوما‪ ،‬وبشكل صريح‪ ،‬عن اهتمامه البالغ‬

‫بمجال اإلقتصاد اإلجتماعي والتضامني ووعيه‬ ‫بالمجلس بضـرورة إعطائه األولويــة التي‬ ‫يستحقها‪ ،‬نظرا للدور الذي يمكن أن يلعبه‬ ‫في مواجهة الفقر والهشاشة لدى العديد من‬ ‫الفئات اإلجتماعية والعمل على إدماجها في‬ ‫الدورة اإلقتصادية وإعادة توزيع الثروة‪.‬‬ ‫وأكدت نائبة رئيس مجلس جهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة أن التعاونية تظل في حاجة‬ ‫إلى تبني مقاربة تحفيزية تعتمد على منهجية‬ ‫القرب في التعاطي مع مشاكلها‪ ،‬ومن هذا‬ ‫المنطلق‪ ،‬يبقى تحديث النسيج اإلقتصادي رهينا‬ ‫بمدى مرافقة هذه الفئة من التعاونيات واألخذ‬ ‫بعين اإلعتبار حاجياتها وخصوصياتها‪.‬‬ ‫وعبرت فخري في األخير عن أملها في‬ ‫أن تتوج فعاليات هذا اإلحتفال بتحقيق النتائج‬ ‫المرجوة‪ ،‬وتسليط مزيد من األضواء على هذا‬ ‫المجال والخروج بتوصيات من شأنها النهوض‬ ‫باإلقتصاد اإلجتماعي والتضامني وخاصة‬ ‫التعاونيات الخدماتية‪ ،‬باعتبارها قاطرة لتنشيط‬

‫اإلقتصاد الوطني وتحسين الظروف اإلقتصادية‬ ‫واإلجتماعيةللساكنة‪.‬‬ ‫وحسب الجهة المنظمة فإن هذا اللقاء‬ ‫يشكل فرصة لتشجيع الشباب الحاصلين‬ ‫على الشواهد العليا والنساء الالتي يعانين‬ ‫من التهميش والفقـر بولوج مجاالت جديدة‬ ‫كالتسويق عبر اإلنترنت‪ ،‬تدبيــر النفايــات‪،‬‬ ‫االستشارة والمحاســبة‪ ،‬القرائيـــة للتربيـــة‬ ‫والتكوين‪.‬‬ ‫و حضــر هذا اللقــاء ‪ 80‬شخصًا يمثلون‬ ‫التعاونيات واتحاداتها‪ ،‬وفاعلين بمجال ا ٌالقتصاد‬ ‫اإلجتماعي والتضامني في الجهة ‪ ،‬والمنتخبين‬ ‫وممثلي الهيــآت اإلدارية ‪ ،‬و تم تقديم مجموعة‬ ‫من العروض للوقوف على واقع قطاع الخدمات‬ ‫الغير المهيكل بالجهة والتشجيع على تنظيم‬ ‫أنشطته في شكل تعاونيات اقتصادية ذات‬ ‫أهداف اجتماعية وتربوية‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫بعد مشاركتها في ندوة بالمغرب‪:‬‬

‫وزيرة الخارجية اإلسبانية تنتقد مهنية صحيفة إسبانية‬

‫أرسلت وزيرة الخارجية اإلسبانية آنا‬ ‫بالثيو رسالة إلى مدير صحيفة «أ ب ث»‬ ‫اإلسبانية‪ ،‬توضح فيها موقفها من مقال‬ ‫نشرته الصحيفة اإلسبانية‪ ،‬تهاجم فيه‬ ‫الوزيرة اإلسبانية السابقة بعد مشاركتها‬ ‫في ن��دوة‪ ‬بالرباط م��ؤخ��را‪ ،‬واستغربت‬ ‫بالثيو من عدم االتصال بها من طرف‬ ‫كاتب المقال‪ ،‬و تعمده االستشهاد بمقاطع‬ ‫متناقضة‪ ،‬مما يمس بمهنية إحدى كبريات‬ ‫الصحف اإلسبانية‪ .‬‬ ‫وقالت وزي��رة الخارجية اإلسبانية‬ ‫السابقة‪ ،‬أنا بالثيو‪ ،‬خالل مشاركتها في‬ ‫ال��ن��دوة التي نظمها المكتب الشريف‬ ‫للفوسفاط حول موضوع «الجيو سياسة‬ ‫واألمن»‪ ،‬أن المناورات التي تقوم بها جبهة‬ ‫«البوليساريو»‪ ،‬في محاوالتها لإلساءة‬ ‫للمغرب عن طريق عرقلة صادرات المملكة‬ ‫من الفوسفاط‪« ،‬ستؤدي فقط إلى عرقلة‬ ‫مسلسل المفاوضات من أجل التوصل إلى‬ ‫حل ناجع في المنطقة»‪.‬‬ ‫وش��ددت بالثيو على أن الحل في‬ ‫ملف الصحراء المغربية سيأتي فقط من‬

‫التزام األطراف المعنية‪ ،‬أي المغرب وجبهة‬ ‫«البوليساريو»‪ ،‬ولكن أيضا الدول المجاورة‪،‬‬ ‫خاصة الجزائر‪.‬‬ ‫وأوضحت بالثيو أن الجزائر بيدها‬ ‫«المفتاح» إلقناع جبهة البوليساريو لقبول‬ ‫الحل الذي اقترحه المغرب في هذا الملف‪.‬‬ ‫وقالت وزي��رة الخارجية السابقة في‬ ‫حكومة خوسي ماريا أثنار ما بين عامي‬

‫‪ 2004-2002‬إن المغرب يشتغل‪ ،‬فيما‬ ‫يخص قضية الصحراء‪ ،‬عبر المؤسسات‬ ‫ولهذا السبب «نجد كبار المسؤولين‬ ‫السابقين بجانب المغرب»‪.‬‬ ‫وأوضحت بالثيو أنه منذ انهيار نظام‬ ‫صناديق االدخار في إسبانيا‪ ،‬انخفضت نسبة‬ ‫تمويل نشاطات جبهة البوليساريو من قبل‬ ‫بعض الجهات اإلسبانية بشكل كبير‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫لقاء مهني من أجل إنعاش‬ ‫السياحة بالحسيمة‬

‫احتضن ‪ ‬مؤخرا مقر ‪ ‬ملحقــة الحسيمــة‬ ‫لغرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجة‪-‬‬ ‫تطوان‪-‬الحسيمة لقاءا تواصليا جمع كال من‬ ‫المكتبالوطنيالمغربيللسياحةممثالبالسيدة‬ ‫نادية السنوسي مديرة «المغرب والسياحة‬ ‫الداخلية»‪ ،‬والمجلس اإلقليمي للسياحة‬ ‫بالحسيمة ممثال بالسيد خالد البشريوي‪ ،‬رئيس‬ ‫المجلس اإلقليمي للسياحة ومقررلجنة السياحة‬ ‫بغرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة‬ ‫طنجة‪ -‬تطوان‪ -‬الحسيمة‪ ،‬والجامعة الوطنية‬ ‫لوكاالت األسفار ممثلة بمديرها السيد محمد‬ ‫أمل قريون‪ ،‬و مهنيي القطاع السياحي بالحسيمة‪ ‬‬ ‫لمناقشة الوضعية المتردية للسياحة ‪ ‬بهذا‬ ‫اإلقليم و البحث عن الحلول الضرورية لتحقيق‬ ‫التنمية السياحية المنشودة بالمنطقة التي تزخر‬ ‫بإمكانيات هائلة‪ ،‬في هذا المجال‪.‬‬ ‫خالد ‪ ‬الذي ترأس هذا االجتماع‪ ،‬ذكرأن هذا‬ ‫اللقاء جاء على خلفية تدارس الوضعية السياحية‬ ‫الراهنة باإلقليم والبحث عن اقتراحات ‪ ‬آنية من‬ ‫أجل تسويق المنتوج السياحي‪ .‬مبرزا أن وضعية‬ ‫السياحة باإلقليم تدعو إلى القلق ‪ ‬وتتطلب‬ ‫تدابير استعجالية وآنية إلنقاذ الموسم الصيفي‪،‬‬ ‫الراهن والتخطيط للمستقبل ‪ ‬وأن المشكل‬ ‫الحقيقي للسياحة يكمن في تسويق المنتوج‬ ‫ال��ذي يستدعي ب��ذل جهود جبارة من أجل‬ ‫النعريف بالمنطقة‪ ‬وإبراز إمكانياتها السياحية‬ ‫المتنوعة والفريدة‪ .‬ونوه بدعم المكتب الوطني‬ ‫المغربي للسياحة في هذا المجال ‪. ‬‬ ‫محمد أمل قريون عن ‪ ‬الجامعة الوطنية‬ ‫لوكاالت األسفار‪ ،‬قال إن الهدف من هذا اللقاء‬ ‫هو إرساء برامج على المدى القصير وأخرى على‬ ‫مدار السنة‪ ،‬وذلك ‪ ‬عبر انخراك كل المتدخلين‬ ‫في القطاع السياحي وخاصة المهنيين المحليين‬ ‫الذين نوه بحيويتهم ‪ ‬هذه البرمجة بوكاالت‬ ‫األس��ف��ار التي حضرت بكثافة واستعدادها‬ ‫للقيام بدورها عبر االنخراط في مجموعة من‬ ‫العروض لوجهة الحسيمة بشراكة مع المهنيين‬ ‫المحليين‪ ،‬مؤكدا أن الجامعة مستعدة أن تقوم‬ ‫ببرامج لخدمة السياحة الوطنية بالحسيمة‬ ‫ومدن الجوار‪.‬‬ ‫من جانبها أكدت السيدة نادية السنوسي‪،‬‬ ‫مديرة ‘’المغرب والسياحة الداخلية’’ بالمكتب‬

‫الوطني المغربــي للسياحــة عن استعـــداد‬ ‫المكتب لبذل الجهود الضرورية لترويج ‪ ‬وجهة‬ ‫الحسيمة ‪ ‬في إط��ار مخططاته التي تشمل‬ ‫تسويق العروض السياحية داخل وخارج الوطن‪،‬‬ ‫وتنظيم المعارض والملتقيات لفائدة المهنيين‪،‬‬ ‫وأضافت بأن المكتب يتوفر على برنامج ‘’كنوز‬ ‫ب�ل�ادي’’ يعمل على الترويج واإلش��ه��ار عبر‬ ‫الوسائل السمعية والبصرية من تلفاز وصحف‬ ‫وإذاع��ات‪ ،‬وطالبت المهنيين بتزويد المكتب‬ ‫بالعروض السياحية من أجل تسويقها‪ .‬وفي‬ ‫هذا الصدد‪ ،‬أشارت إلى ان المكتب أطلق حملة‬ ‫إشهارية خاصة لوجهة الحسيمة ‪ -‬عبر صفحته‬ ‫بالفايسبوك ‪ -‬والتي حققت خمس مائة ألف‬ ‫مشاهدة‪.‬‬ ‫وخ�لال ه��ذا اللقاء أث��ار مهنيو القطاع‬ ‫مجموعة من اإلكراهات التي تعيشها السياحة‬ ‫وعلى رأسها مشكل التسويق والنقص في‬ ‫التكوين وغياب النقل السياحي والمرشدين‬ ‫السياحيين واإلهمال ال��ذي يشمل المواقع‬ ‫السياحية وعدم استغالل المؤهالت التي يزخر‬ ‫بها اإلقليم‪ .‬ودعوا في نفس السياق إلى تعزيز‬ ‫البنية التحتية للسياحة وتثمين التراث الطبيعي‬ ‫والثقافي والتاريخي و عبروا عن رغبتهم في‬ ‫خلق شراكات مع وك��االت األسفار والتعاون‬ ‫مع المكتب الوطني المغربي من أجل ترويج‬ ‫المنتوجالسياحي‪.‬‬ ‫واختتم اللقاء بزيارة بعض المؤسسات‬ ‫الفندقية وبجولة بحرية لخليج الحسيمة ‪ ‬الذي‬ ‫س��ب��ق وأن ح��ص��ل ع��ل��ى ع��ض��وي��ة جمعية‬ ‫«أف��ض��ل ‪ ‬خلجان ال��ع��ال��م» خ�لال المؤتمر‬ ‫العالمي العاشر الذي أقيم بجمهورية كوريا‬ ‫في أكتوبر من سنة ‪ ،2014‬كما أن مدينة‬ ‫الحسيمة صنفت ‪ ‬السابعة دوليا‪ ،‬في «دليل‬ ‫المدن الحضرية» وفق ‪ ‬خصوصيات ومعايير‪ ‬‬ ‫عالمية‪ ،‬واألول��ى وطنيا‪ ،‬كأجمل مدينة في‬ ‫المغرب‪ ‬بتوفرهــا على جمــال طبيعــي خالب‬ ‫وغير ملوث ‪ ‬وعلى شواطئ متميزة” كيمادو ‪– ‬‬ ‫كالريس ‪ – ‬صفيحة” ‪ ‬وغيرها…‪ .‬وعلى عمرانها‬ ‫األنيق‪ ،‬وجمال التالل المحيطة بها‪ ،‬والتي توحي‬ ‫بأن كل شيء جميل في هذه المدينة‪.‬‬

‫الحسيمة ـ نوال‬

‫سكان مدينة القصر الكبير‪ ‬يتطلعون‬ ‫إلى زيارة ملكية قريبة‬

‫‪ ‬خالل الحفل الذي أقامته مؤخرا بمدينة‬ ‫القصر الكبير‪ ،‬جمعيــة األعمال االجتماعية‬ ‫للمسننين والمتقاعدين‪ ،‬والتــي خصصــت‪ ‬‬ ‫لدراسة‪ ‬مستجدات مسألة التقاعد وصناديقه‬ ‫بالمغرب‪ ،‬ألقى ‪ ‬الفاعــل الحقوقــي األستـــاذ‬ ‫عبد القادر أحمد بن قدور‪ ،‬كلمة‪ ‬اشاد فيها‬ ‫بمبادرات الجمعية لفائدة المتقاعدين ‪ ‬ومنها‬ ‫الرحالت المنظمة لفائدة أعضاء الجمعية‪ ‬عبر‪ ‬‬ ‫التراب الوطني ‪.‬‬ ‫‪ ‬و بالمناسبــة‪ ،‬طالــــب ‪ ‬األستاذ بنقدور‬ ‫بضرورة‪ ‬الزيادة في‪ ‬األجور‪ ‬والمعاشات‪ ‬كما‬ ‫حدث مؤخرا في بعض الدول المجاورة‪،‬بهدف‬ ‫االستجابة لمتطلبـــات الحيــــاة‪ ‬وتكاليـــف‬ ‫المعيشة التي تثقل كاهل فئات عريضة من‬ ‫الشعب‪ ،‬تحقيقا للعدالة االجتماعية‪ ‬التي هي‬ ‫عنوان العهد الجديــد ‪ ‬وأس��اس مخططـــات‬ ‫االستقارا ر والتنمية‪،‬‬

‫وأشار من جهة أخرى إلى البطالة ‪ ‬التي‬ ‫تضرب فئات واسعة من المواطنين‪ ،‬خاصة‬ ‫ال��ش��ب��اب ال���ذي ه��و ع��م��اد األم����ة‪ .‬وطالب‬ ‫المسؤولين بالعمل على إيجاد فرص العمل‬ ‫للعاطلين من سكان القصر الكبير عبر وضع‬ ‫مخططات للتشغيل تضع هذه المدينة‪ ‬داخل‬ ‫محيط المدن النشيطة‪ ،‬التي تنعم بدينامية‬ ‫اقتصاديةمتصاعدة‪.‬‬ ‫‪ ‬كما أعرب األستاذ بنقدور‪ ‬عن أمله وأمل‬ ‫كافة سكان القصر الكبير في أن ينعموا قريبا‬ ‫بزياة ملكية سامية‪ ‬لمدينتهم التي تتطلع‬ ‫بشوق كبير إلى تلك الزيارة الملكية التي‬ ‫سوف تربط الماضي بالحاضر والمستقبل‬ ‫والتي سوف تكون بإذن اهلل ‪ ‬فاتحة خير ‪ ‬ويمن‬ ‫وبركة ‪ ‬على سكان هذه المدينة التاريخية‬ ‫األصيلة ‪ ‬المجاهدة التي حملت عبر التاريخ‬ ‫لواء ‪ ‬الفداء والجهاد والتضحية ‪ ‬والوفاء للعرش‬ ‫المجيد‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪898‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫مرتيل غدَا المصطاف الذي يتوافد عليه الناس‪ ،‬من كل حدَب وصوب‪.‬‬ ‫وفي كل عام‪ ،‬تحدثنا نفوسنا بتحسن الخدمات التي يقدمها لضيوفه‬ ‫والمقيمين به‪ .‬لكن آمالنا تظل معلقة‪.‬‬ ‫فاألسواق التي نقصدها كل صباح للتبضع‪ ،‬لم يطرأ عليها تغيير‪ ،‬سوق‬ ‫السمك لم يستقل بنفسه‪ ،‬ولم تعرف النظافة طريقها إليه‪ ،‬وسوق الدجاج لم‬ ‫يحتل مكانا محددا أو نظيفا‪ ،‬وسوق الخضر لم ينتظم بالشكل المطلوب‪ ،‬وأرضية‬ ‫السوق ظلت لحد الساعة دون ترصيف أو تهذيب‪.‬‬ ‫والشاطئ الذي هو مقصد الجميع‪ ،‬لم يعد مباحا للجميع‪ ،‬وإنما ضُرب‬ ‫بينه وبين المصطافين سور يمتد من أول مقهى تشرف على البحر إلى آخر‬ ‫الكورنيش‪.‬‬ ‫فقد شاء أصحاب المقاهي أن يستثمـروه ويحتلـوه بمقاعدهم ومناضدهم‬ ‫ومظالتهم‪ ،‬فكان لهم ما أرادوا‪ ،‬ال ناه وال منته‪.‬‬ ‫ونفس الشيء‪ ،‬يمكن أن يقال عن الكورنيش‪ ،‬فقد احتله أصحاب السيارات‬ ‫الصغيرة التي يلهو بها األطفال‪ ،‬وبعض الباعة‪ ،‬فأفسدوا على الغادين والرائحين‬ ‫متعة المشي‪ ،‬واالستمتاع بنسيم البحر‪.‬‬ ‫وهناك أشياء أخرى يشتكـي منها ضيوف هذا المصطاف‪ ،‬منها المعاملـة‬ ‫الفظة الغليظة التي يتعامل بها حراس السيارات مع أصحابها‪ ،‬والمغاالة في‬ ‫رسم الوقوف أو مبيت السيارة‪ ،‬ومنها أبواق بعض المتاجر التي ترتفع في عز‬ ‫الليل‪.‬‬ ‫ومنها عدم مراقبة المطاعم الصغيرة التي تعرض منتوجاتها بطريقة‬ ‫بدائية‪ ،‬ال تخضع لشروط النظافة‪.‬‬ ‫فأين مجلس المدينة الموقر؟‬ ‫أين هو من هذه «الدّرْبكة» التي يشهدها مرتيل في كل صيف؟‬

‫صيف شفشاون‬ ‫المسبح البلدي‪ ،‬أقشور‪ ،‬واد لو‬ ‫‪ -‬عبد الحي مفتاح‬

‫صيف هذا العام ليس كاألعوام السابقة‪ ،‬هو‬ ‫ممتد على مدى ما يزيد على شهرين‪ ،‬بين العيد‬ ‫الصغير والعيد الكبير في لغة بلدي‪ ،‬في سابقيه كان‬ ‫الناس يتدفقون على الشواطئ والمدن السياحية‬ ‫كالطوفان‪ ،‬فتصعد أثمان الكراء إلى األعالي‪ ،‬ويصبح‬ ‫النقل العمومي بشتى أنواعه «أعز ما يطلب»‪ ،‬ويجد‬ ‫كل ضالة ضالته في السائح الذي يصر الجميع على‬ ‫نفض آخر غبرة من جيوبه‪.‬‬ ‫صيف هذا العام مختلف ألن الحركة الزالت‬ ‫شبه راكدة والزال المنتظرون ينتظرون حتى تطلع‬ ‫السخونة من الجسد إلى الرأس فيدب الناس إلى‬ ‫حيث يأملون ماء أو ظل البرودة‪.‬‬

‫مسبح بلدي يتيم اليكفي‪:‬‬

‫في شفشاون المدينة الجبلية حيث الحرارة‬ ‫ترتفع كالجبل في الصيف وتنزل كالوادي في الشتاء‪،‬‬ ‫صيف هذا العام يتميز بفتح المسبح البلدي اليتيم‬ ‫الذي طال انتظاره حتى كاد اليأس أن يأخذ من‬ ‫المعلقين ألبابهم‪ ،‬ونسجت روايات وقصص حوله‬ ‫بعد أن بعدت المسافة بين وضع حجره األساسي‬ ‫ووضع خدماته رهن إشارة أطفال وشباب المدينة‬ ‫الذين أعياهم‪ ،‬بعد إغالق المسبح القديم‪ ،‬تلوث‬ ‫المياه القريبة وصقيعها ومخاطرها‪ ...‬وأتعبهم‬ ‫الظفر بماء الوديان والبحار لبعد المسافات التي‬ ‫تفصلهمعنهاوتكاليفها‪.‬‬ ‫الصور التي تلتقط من الداخل تشير إلى أن‬ ‫الناس فرحون بالمسبح الجديد الذي تعتبره البلدية‬ ‫أيضا مزارا بيئيا نموذجيا‪ ،‬وفرحون أكثر بثمنه القليل‬

‫وأجره الكثير‪ ،‬إال أنه‪ ،‬حسب العديد من المالحظين‪،‬‬ ‫مسبح صغير لطلب كثير‪ ،‬مما يطرح أهمية تنويع‬ ‫العروض وتعددها وتناسبها مع الحاجيات وجو‬ ‫المدينة القاري‪ ،‬من خالل صيغ لالستثمار مشتركة‬ ‫بين القطاعين العام والخاص‪.‬‬

‫أقشور نعمة شفشاون الكبرى‪:‬‬ ‫وتستمر النعمة الكبرى في هذا الصيف‪ ،‬والتي‬ ‫أنعم اهلل بها على مدينة شفشاون واإلقليم عامة‪،‬‬ ‫والتي بقيت مخقية لعقود من الزمن‪ ، ،‬ونسأله عز‬ ‫وجل أن ال تتحول إلى نقمة على الطبيعة والبشر‪،‬‬ ‫هي منتجــع أقشور بشالالته وفجاجه وخضرته‬ ‫ومناظره الساحرة‪...‬‬ ‫منتجع أقشور أصبح من المواقع المشهورة‬ ‫جهويا ووطنيا وعالميا‪ ،‬ولعل وسائل التواصل‬ ‫الحديثة زادته شهرة حيث أن أغلب من يأتي إلى‬ ‫المدينة من السياح يسألون عن أقشور ويقصدونه‬ ‫ويسبحون في مائه ويستمتعون بشالالته‬ ‫ويتسلقون أعاليه إلى «القنطرة ذ ربي» ويسرحون‬ ‫بين فجاجه‪...‬‬ ‫اقشور رغم سخائه لم يعد يتحمل بهشاشته‬ ‫الفوضى الذي تعمه ويحتاج إلى الحماية وإلى‬ ‫استثمار عقالني يديم النعمة الكبرى ويطيل‬ ‫العشرة بينه وبين زواره من جميع اآلفاق‪ ،‬الوصول‬ ‫إلى أقشور أصبح اآلن سهال نسبيا عبر طريق‬ ‫القلعة وطريق دار أقوباع‪ ،‬لكن من الحكمة أن‬ ‫تبقى هذه الجوهرة الطبيعية صعبة المنال على‬

‫أيدي العبث الجاهلة في زمن ثورة االقتصاد‬ ‫األخضر‪.‬‬

‫واد لو شاطئ األحالم‪:‬‬

‫واد لو شاطئ االحالم بالنسبة للفئات البسيطة‬ ‫والمتوسطة‪ ،‬استمر لسنين يجمع بين رومانسية‬ ‫البادية والتطلع إلى الحاضرة‪ ،‬وفي السنين األخيرة‬ ‫بعد تهيئة الكورنيش انفجر كالقنبلة فرأيت الناس‬ ‫يتطاولون في البنيان لرسوخ الطلب على شاطئ‬ ‫وادلو كحلم قديم‪ ،‬وزاد من جاذبية هذا الشاطئ‬ ‫بواديه إنجاز الطريق المتوسطي وطريق دار أقوباع‬ ‫وادلو عبر تغزوت‪ ،‬إذ ذاب خوف عبور طرق كانت أقرب‬ ‫إلى الصراط‪ ،‬وادلو رغم عالقتها الوثيقة بتطوان‬ ‫إداريا وتجاريا وبشريا‪ ،‬تشكل أقرب شاطئ يعرض‬ ‫على زوار شفشاون‪ ،‬وهو أدنى من قلوب كثير من‬ ‫الشفشاونيين وأوثق ارتباطا بذاكرتهم الصيفية؛‬ ‫االرتباط الشبيه بالعشق والذي اليكتمل الصيف‬ ‫إال بمالقاتها‪ ،‬كما ال يكتمل نصف شعبان(النسخة)‬ ‫إال بزيارة ضريح الولي الصالح موالي عبدالسالم‪،‬‬ ‫وحتى الذين يختارون قاع اسراس أو شواطئ‬ ‫قريبة كرها أو طواعية لالصطياف ال ينسون واد لو‬ ‫وسحرهاالمسائي‪...‬‬ ‫هل سيأتي الطوفان النافع؟‪:‬‬ ‫صيف هذه السنة لم يستعر بعد في معظم‬ ‫الشواطئ الشمالية‪ ،‬فهل سيأتي الطوفان عند‬ ‫نهاية يوليوز وبداية غشت؟‪ .‬المسبح البلدي‬ ‫لشفشاون‪ ،‬أقشور وواد لو سيرتوون أو يكتوون‬ ‫ال محالة من هذا الطوفان في انتظار أحالم صيف‬ ‫قادم‪...‬‬

‫قول في رعاية‬ ‫المحاسبي‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫«�أثقل ما يو�ضع يف امليزان ح�سن اخللق»‬

‫(حديث شريف)‬

‫اتخذ الحارث بن أسد المحاسبي من الحديــث النبــوي‬ ‫الشريف أعاله هدفا ساميا وضعه في قلبه وجاهد نفسه‬ ‫لتحقيقه في ذاته أوال وفي مجتمعه ثانيا‪..‬مستحضرا القولة‬ ‫الحكيمة « إذا لم تسمع نداء اهلل ‪ ،‬فكيف تجيب داعي اهلل ؟»‪.‬‬ ‫وقد اجتهد الرجل في تقويم ذاته ‪:‬‬ ‫بسمته واتباعه السنة الشريفة‬ ‫بدروسه البالغة التأثير في الناس‬ ‫بكتبه الهادية المنيرة‬ ‫وكان منهاجه تخليقيا منبنيا على الحوار ؛ وهو أساس ما‬ ‫خلفه من آثاراستجابة لما نشده متحدثون مفترضون اليه‪..‬‬ ‫وأما كتابه «الرعاية لحقوق اهلل» فأكبر كتبه وأهمها ‪ ،‬وقد‬ ‫استهله بحمد وثناء على الحق سبحانه وتعالى وتحدث عن‬ ‫حسن االستماع فقال‪:‬‬ ‫«‪..‬فقدم حسن االستماع منك لما أجبتك به لعل اهلل عز‬ ‫وجل أن ينفعك بفهم ما أجبتك عنه من الرعاية لحقوق اهلل‬ ‫عز وجل والقيام بها ؛ فإن اهلل تبارك وتعالى أخبرنا في كتابه‬ ‫أنه من استمع كما يحب اهلل ويرضى كان له فيما يستمع إليه‬ ‫ذكرى ؛ يعني اتعاظا»‪.‬‬ ‫والناظر في هذا الكالم يالحظ ‪:‬‬ ‫كيف يجرد المحاسبي من ذاته سائال يسأله فيجيبه ‪ ،‬وعلى‬ ‫هذا المنهاج يقوم معمار كتابه‪..‬‬ ‫كيف يستدعي الشاهد القرآني لتبيين مقاصده ورفع‬ ‫سمت حجاجه التخليقي‪..‬‬ ‫وقد وضع المحاسبي التقوى أول منزلة العابدين وبها‬ ‫يدركون أعالها‪..‬وبها تزكو األعمال ‪..‬‬ ‫ومن دالالت التقوى عند أهل اهلل ‪:‬‬ ‫أن يزين الفرد سريرته للحق كما يزين عالنيته للخلق ‪..‬‬ ‫أن ال يرى نفسه خيرا من أحد‪« ..‬ولباس التقوى ذلك‬ ‫خير‪.»..‬‬ ‫أن يكون صادق القصد بنفي الطبع‪..‬‬ ‫أن يترك ما دون اهلل ‪..‬‬ ‫أن يشاهد األحوال على قدم االنفراد‪..‬‬ ‫أن ال يرى في قلبه شيئا سوى اهلل‪..‬‬ ‫وعند المحاسبي أن التقوى أول منازل السالكين تبدأ حينما‬ ‫يعلم اإلنسان أنه عبد مربوب متعبد‪ ..‬فإذا علم هذا فال نجاة‬ ‫له إال بطاعة ربه ومواله‪..‬‬ ‫والطاعة سبيل النجاة ؛ وتعني عند أهل اهلل عدم الغفلة‬ ‫عن ذكر اهلل وعدم المخالفة واالعتراض‪..‬‬ ‫وال بد للتقوى من المحاسبة ‪ ..‬وقد أكثر المحاسبي ـ‬ ‫رضي اهلل عنه ـ من محاسبة نفسه‪ ..‬وروي عن النبي صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم أنه قال ‪« :‬الكيس من دان نفسه وعمل لما‬ ‫بعد الموت» والكيس هو العاقل الفطن الذي يدين نفسه ؛‬ ‫بمعنى يحاسبها‪..‬‬ ‫وبين المحاسبي في حديثه عن منازل التوابين اختالف‬ ‫الفطر والجبالت ؛ فمن الناس ‪:‬‬ ‫من نشأ على الخير فرعاية حقوق اهلل عز وجل عليه أسهل‪..‬‬ ‫من تاب بعد صبوته ورجع إلى اهلل عن جهالته فهو‬ ‫داخل في قوله تعالى « والذين اهتدوا زادهم هدى وأتاهم‬ ‫تقواهم»‪.‬‬ ‫من يصر على ذنبه ويقيم على سيئاته فمحتاج إلى من‬ ‫يحل به عقود االصرار من قلبه حتى يلحق بسابقيه‪..‬‬ ‫وقد رأيت في هذا المعنى ما قاله سيدي حمزة القادري‬ ‫بودشيش ـ قدس اهلل سره ـ ‪ « :‬الناس فئتان ؛ فئة مهدية‪..‬‬ ‫وفئة في طريق الهداية‪.»..‬‬

‫«و�أما من خاف مقام ربه ونهى النف�س عن‬ ‫الهوى فان اجلنة هي امل�أوى» صدق اهلل العظيم ‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪898‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 18‬يـوليـوز ‪2017‬‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫‪ ‬حرائق مديونة‬ ‫نعم‪ .....‬ولكن‪! ‬‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫القصر الكبير‬

‫عنف ودماء‪ ،‬والمطالب‪ :‬‬ ‫خبز وعالج وثقافة‬ ‫وأخيرا جاء الدور على مدينة القصر الكبير لتنال حظهـــا‪ ،‬من‬ ‫«هــراوات» القـــوات العمــوميـــة‪ ،‬وليس من برامـــج التنميــة‬ ‫«الشاملة» ‪ ‬الموعودة‪ ،‬والتي هي في أمس الحاجة إليها‪ ،‬بعد سنوات‪ ‬‬ ‫عجاف‪ ،‬تلت تحطيم‪« ‬صور» عرباوة‪ ،‬وعودة دماء الوحدة للسريان ‪ ‬في‬ ‫كل أرض المغرب الموحد األوحد‪.‬‬ ‫مدينة القصر الكبير وما أدراك ما ‪ ‬القصر الكبير‪ ،‬أرض المعركة‬ ‫التي أنقذت الشعب المغربي من ‪ ‬الكفر والتنصير‪ ،‬معركة وادي‬ ‫المخازن‪ ‬المجيدة التي أطاحت بإمبراطوريات أوروبية مدعومة من‬ ‫الصليب المتأهب إلى القضاء على اإلسالم في الغرب اإلسالمي الذي‬ ‫قض ‪ ‬مضاجع التحالفات الصليبية‪ ‬وهدد كيانها بل ووجودها‪ ،‬كما‬ ‫حدث مع دوم سيباستيان في ذاك الصباح المشهود‪ ،‬الرابع من غشت‬ ‫‪ ،1578‬حين أغرق «الطوفان» المغربي جيوش أوروبا في واد المخازن‪،‬‬ ‫المبارك‪ ،‬وأسر علية قومها ومغانم أخرى‪......‬‬ ‫ودارت األيام‪.....‬‬ ‫وتعرضت المدينة العالمة التي كان علماء المغرب «يبرزون»‬ ‫بمعاهدها العلمية الزاهرة‪ ،‬للكثير من اإلهمال بالرغم مما تكتنزه‬ ‫من «المادي» و «الالمادي» وما تجره من تراكمات تاريخية‪ ‬شهدتها‬ ‫منطقة ليكسوس التي تحظى باهتمام األجانب فوق اهتمام أهل‬ ‫الدار‪! ‬‬ ‫أردت بهذه المقدمة التي أعتذر عن طولها‪ ،‬توطئة لخبر‪ ،‬وإن كان‬ ‫مؤلما‪ ،‬إال أنه «يندرج» فيما «عودونا» عليه من أخبار‪ ‬العنف ‪ ،‬كلما رفع‬ ‫الواحد منا «أصبعه» ليطالب بحق من تلك الحقوق التي «صادق» عليها‬ ‫المغرب‪ ،‬والتي تشكل «قاعدة» للعيش في المجتمعات المنظمة‪.‬‬ ‫مراسلونا بالقصر الكبير والمتعاونون مع هذه الجريدة‪ ،‬من‬ ‫القصر الكبير‪ ،‬خاصة الحقوقي األستاذ أحمد بن قدور‪ ،‬كثيرا ما تطرقوا‬ ‫إلى حاالت التهميش واإلهمال والالمباالة‪ ،‬إن على مستوى البنيات‬ ‫األساسية أو ‪ ‬التجهيز العمراني‪ ‬أو تدبير الشأن العام أو حتى على‬ ‫مستوى صيانة ما أنجز خالل الوجود اإلسباني بالمدينة من منشآت‬ ‫مدنية وعمرانية‪ ،‬مساجد‪ ،‬أضرحة‪ ،‬مسالك‪ ،‬حدائق‪ ،‬مراكز صحية‪،‬‬ ‫أسواق‪ ،‬بنايات أثرية‪ ،‬والقائمة طويلة‪......‬‬ ‫ورغم أننا لم نكن واثقين بأنه سيحدث اهتمام بما نكتب‪ ،‬لما‬ ‫ترسخ لدينا من يقين أنهم ال «يقرؤون»‪ ‬ما «ينكد»‪ ،‬و «ينغص»‬ ‫فإننا كنا ننشر‪... ،‬أمال في أن تستيقظ الضمائر‪ ،‬ذات يوم‪ ،‬وتحصل‬ ‫«المعجزة»!‪ ‬‬ ‫الخبر المثير‪ ‬يقول إن بعض سكان المدينة‪ ،‬نزلوا إلى الشارع‪ ،‬يوم‬ ‫‪ 9‬يوليوز‪ ،‬للمشاركة في وقفة احتجاجية‪ ،‬من تلك التي تشهدها اليوم‬ ‫جل مناطق المغرب‪ ،‬للمطالبة بأمور بسيطة تتعلق بتحسين ظروف‬ ‫الحياة‪ ‬بالنسبة للسكان‪ ‬ورفع حالة التهميش عنهم‪ .‬إال أنهم فوجئوا‬ ‫بمحاصرة‪ ‬شديدة و«تطويق» الصق للقوات العمومية ‪ ‬التي يبدو أنها‬ ‫«تدخلت» بالعنف المعهود لتفريق المتظاهرين و «تشتيت شملهم»‬ ‫وحملهم على أال يعودوا إلى مثل هذه‪« ‬التصرفات» المشينة‪ ،‬التي ال‬ ‫طائل منها والتي قد تؤدي إلى عواقب وخيمة‪.‬‬ ‫قالت األخبار إن التدخل األمني نتج عنه‪ ‬إصابات نقل «أصحابها»‬ ‫إلى المستشفى المدني بالمدينة ونقل ذوو اإلصابات ‪ ‬البليغة‪ ‬ومنهم‬ ‫حقوقي معروف إلى المستشفى اإلقليمي بطنجة‪.‬‬ ‫إن التدخل األمني الذي وصف بـ «المبالغ» خلف موجة استنكار‬ ‫واسعة لدى السكان ‪ ‬الذين ال يمكــن ‪ ‬بأي شكـــل من األشـــكـال‬ ‫وصفهم بــ «اإلنفصال» وال بـ «التعامل مع الخارج»‪ ‬كما ورد في‬ ‫البالغ المشؤوم لألحزاب الحكومية‪ ‬بخصوص حراك الريف المتواصل‬ ‫منذ أكتوبر من السنة الماضية‪ ،‬ألن مطالب سكان القصر الكبير كانت‬ ‫بسيطة‪ ،‬ال تتعدى سقف بناء مستشفى بالمدينة‪ ‬ومنطقة صناعية‪ ‬‬ ‫وإحداث مرافق ثقافية ورياضية من أجل «شغل» الشباب العاطل أو‬ ‫المعطل‪ ،‬في أوقات فراغه الطويلة‪ ،‬عن «أمور» أخرى‪« ‬مرعبة»‪ ‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫عزيز گنوني‬

‫اصطف والي الجهة‪ ،‬اليعقوبي‪ ،‬إلى جانب ‪ ‬المهددين‪ ‬‬ ‫بمقاضاة‪ ‬جهات المجتمع المدني‪‘ ،‬إعالميين وجمعيات أهلية‪،‬‬ ‫بسبب ما تم تداوله حول النيران التي جاءت على ‪ 230‬هكتارا‬ ‫من غابة مديونة‪ ،‬والتي أشيع أنها نيران قد تكون مقصودة‪،‬‬ ‫خدمة للوبيات‪ ‬عقارية وطنية أو أجنبية‪.‬‬ ‫الوالي نجح في تبديد مخاوف المجتمع المدني بخصوص‬ ‫ما شاع من أن يكون لـ «جهنم»‪ ‬مديونة عالقة بمشروع‬ ‫سياحي خليجي‪ ،‬ولكنه لم ينجح‪ ،‬بالمقابل‪ ،‬في كسب رهان‬ ‫التعاطف الذي طبع عالقاته مع اإلعالم ومع منظمات المجتمع‬ ‫المدني‪ ،‬منذ وفادته إلى طنجة‪ ،‬بسبب لغة «التهديد» التي‬ ‫أطلقها‪ ،‬حسب ما راج في اإلعالم‪ ،‬بمقاضاة «كل ‪ ‬من يروج‬ ‫لهذه اإلشاعة»‪.‬‬ ‫أو لم يكن من األسلم أن يدلي الوالي بـ «بيان حقيقة»‪ ‬‬ ‫يقدم عبره ما يقنع الرأي العام بأن األمر ال يعدو أن يكون‬ ‫«شائعة»‪ ،‬وأن يبتعد عن التهديد باللجوء إلى القضاء‪ ،‬وهو‬ ‫األمر الذي قد يخرج عن الحدود (الجغرافية)‪ ،‬ليفسر بأنه‪ ‬‬ ‫«محاولة» لخنق حرية التعبير‪،‬ومحاولة الهيمنة على‪ ‬مصادر‬ ‫األخبار‪ ،‬والحال أن الوالي يعلم أن الدولة التي يمثلها لم‬ ‫تصادق بعد على قانون «الحق في الوصول إلى المعلومة»‪،‬‬ ‫وأن اإلعالمي ال زال «يتسول»‪ ‬الخبر اليقين‪ ‬ليواجه الكم‬ ‫الهائل من «اإلشاعات» التي تروج حول ‪ ‬األداء الحكومي الذي‬ ‫قد يكون له نصيب في ما تشهده البالد من «تحركات شعبية»‬ ‫للمطالبة ‪ ‬بأبسط شروط‪ ‬دولة الحق والقانون‪.‬‬ ‫على كل حال‪ ،‬إن وضع غابات طنجة معلوم‪ ،‬ومطامع‬ ‫لوبيات العقار فيها معلومة أيضا‪ ،‬وتقارير مرصد حماية البيئة‬ ‫والمآثر التاريخية اثارت‪ ،‬وبإلحاح‪ ،‬االنتباه إلى المخاطر التي‬ ‫تتهدد غابات الجبل الكبير والسلوقية ومديونة والرهراه و‬ ‫الغابة الدبلوماسية التي حافظ عليها أهل طنجة لما يفوق‬ ‫قرنين من الزمن‪ ،‬إلى أن ‪.......‬‬ ‫‪ ooooo‬‬

‫البكالوريا الدولية‪:‬‬ ‫‪La charrue avant les bœufs‬‬

‫وجد التالميذ الحاصلين على البكالوريا الدولية االنجليزية‬ ‫برسم سنة ‪ ،2017‬أنفسهم «خارج التغطية» بعد أن انغلقت‬ ‫في وجوههم كافة األبواب لمتابعة دراستهم الجامعية بدعوى‬ ‫عدم وجود كفاءات للتدريس باللغة اإلنجليزية ‪ .‬‬ ‫التالميذ وعددهم ‪ 48‬تلميذا وتلميذة‪ ،‬أكدوا في‬ ‫حديث مع جريدة «هبة بريس»‪ ،‬أنهم صدموا بغياب اآلفاق‬ ‫الدراسية إثر نجاحهم‪ ،‬وبعد معاناتهم من الجمع بين شعبتين‬ ‫مختلفتين في قسم واحد بمستوى الثانية بكالوريا «علوم‪.‬‬ ‫رياضية مع علوم تجريبية‪ ،‬و علوم رياضية مع علوم فيزيائية»‬ ‫بدعوى عدم وجود أساتذة مؤهلين لتدريسهم ب «ثانوية‬ ‫ابي ذر الغفاري» بالرباط‪ ،‬كما كانوا يتكبدون عناء التنقل من‬ ‫سال‪ ،‬تمارة و تامسنا‪ ،‬أمال في الحصول على البكالوريا الدولية‬ ‫والتخصص بعدها في دراسات عليا مهمة‪ ،‬ليواجهوا اليوم‬ ‫بمصير مجهول ‪.‬‬ ‫التالميذ‪ ،‬وضعوا ملفاتهم لمتابعة دراساتهم العليا بعدد‬ ‫من المدراس والمعاهد العمومية‪ ،‬غير أن طلباتهم رفضت‬ ‫بحجة عدم وجود أساتذة لتدريس العلوم باللغة اإلنجليزية‬ ‫أو لغياب المسالك الخاصة بهذه اللغة‪ .‬وهو ما يمكن تفسيره‬ ‫بكون دولة الحق والقانون والمصداقية‪ ،‬وضعت المحراث قبل‬ ‫أن تتدبر الثيران‪ ،‬كما يقول المثل الفرنسي في مثل هذه‬ ‫الحاالت‪.‬‬ ‫وعلمنا أن جهات من وزارة التعليم خرجت‪ ،‬أخيرا‪......... ،‬‬ ‫لتطمئن‪! ‬‬ ‫‪ooooo‬‬

‫حماية الصحافيين‪...‬قال‪....!!! ‬‬

‫برلماني‪ ،‬دفعه حسن نيته‪ ،‬ال شك‪ ،‬ليسائل الحكومة في‪ ‬‬ ‫شخصي وزير االتصال ووزير حقوق االنسان‪ ،‬حول «حماية‬ ‫الصحافيين»‪......‬أثناءممارستهملمهامهماإلعالمية‪........‬‬ ‫بحسن نية قلت‪ ،‬ألنه ليس أنـ‪« ‬هم» ‪ ‬ال ينظرون إلى‬ ‫اإلعالم إال من باب أنه‪ ‬ضرب من ضروب الشغب و «التجسس»‪،‬‬ ‫فحسب‪ ،‬بل وأيضا أن‪« ‬بعضهم» ال يخفون ازدراءهم لإلعالم‬ ‫ويرمون بطاقة الصحافي الرسمية الموقع عليها من وزير‬ ‫االتصال‪ ،‬على وجوه أصحابها‪ ،‬وقل ما ال تصحب هذه العملية‬ ‫المهينة‪ ،‬شحنة ‪ ‬ال بأس بها من السب والقذف ‪...‬‬ ‫أولم تقرؤوا أن بعض المحامين وهم‪ ‬جزء من المنظومة‬ ‫القضائية بالمغرب وقع االعتداء عليهم من طرف ‪ ‬بعض‬ ‫رجال األمن خالل وقفات احتجاجية بباب البرلمان أو بأبواب‬ ‫المحاكم ؟‪.....‬‬ ‫البرلماني الطيب القلب‪ ،‬تعاطف مع الصحافيين الذين‬

‫تعرضوا للتعنيف خالل تغطيتهم للوقفة االحتجاجية التي‬ ‫نظمتها ‪ ‬فعاليات نسائية وطنية ‪ ،‬يوم السبت ‪ 8‬يوليوز‪ ،‬تضامنا‬ ‫مع المعتقلة الريفية سليمة الزياني ومع معتقلي حراك الريف‪.‬‬ ‫الصحافيون ‪ ، ‬ياسيدي‪ ،‬ليس أمامهم ‪ ‬في هذا البلد‪،‬‬ ‫رغم المناظرات واللقاءات والشراكات‪ ،‬و‪...‬التصريحات‪ ،‬إال أن‬ ‫«يتوكلوا على اهلل» ‪ ‬و‪« ...‬يدربلوا» ‪ ،‬حتى يقتنع المريبون‬ ‫بأن اإلعالم يوجد على الخط األمامي ‪ ‬في الدفاع عن الوطن‪ ‬‬ ‫وحماية استقالله واستقراره‪! ‬‬ ‫‪ooooo‬‬

‫لحوم مشكوك في سالمتها تدخل‬ ‫في سلسلة االستهالك العمومي‬

‫حبيبنا ادريس جطو ال زال يفاجئنا بتقاريره التي تزيد من‬ ‫اقتناعنا بأن األمور ليست على ما يرام وأن ارتيابنا في العديد‬ ‫من قضايا التدبير للشأن العام‪« ‬فيها ما فيها»‪....‬‬ ‫فمن فساد التدبير المالي ‪ ‬في اإلدارات والجماعات‪،‬‬ ‫واألحزاب والمنظمات‪ ،‬وهو فساد يعبر عنه في معجمنا بـ‬ ‫«االختالالت» ‪ ،‬تلطفا‪ ،‬إلى المجازر الحضرية والقروية‪ ،‬التي‬ ‫يبلغ عددها فوق التسعمائة‪ ،‬راقب منها مجلس جطو «عينة»‬ ‫من ‪ 70‬مجزرة‪ ،‬ما بين ‪ 2007‬و ‪ ،2015‬وخرج بعشر توصيات‬ ‫تكشف عدم مالءمة مرافق الذبح للمعايير التقنية والبيئية‪ ‬‬ ‫والصحية المطلوبة‪ ،‬وأن مصدر اللحوم مجازر غير معتمدة‬ ‫مقابل ‪ 5‬مجازر مقبولة ‪ ‬من مكتب السالمة الصحية‪.‬‬ ‫توصيات جطو «تفاعل» معها الوزير لفتيت إذ أعلن أنه‬ ‫«سيتم بحول اهلل وقوته‪ ‬وعونه‪ ،‬تشكيل لجنة مشتركة مع‬ ‫الفالحة‪ ،‬من أجل «تعميق» دراسة تلك التوصيات‪ ،‬وكأن األمر‬ ‫ليس أكثر من معلوم على مستوى مختلف الجماعات الحضرية‬ ‫والقروية‪ ،‬وأيضا من أجل أن يتم «تحديد اإلجراءات العملية»‬ ‫لتفعيلها‪.‬‬ ‫التقرير كشف أيضا أن من أسباب هذا الوضع‪ ‬استمرار‬ ‫احتكار الجماعات لتدبير المجازر‪ ،‬إذ أنه ال توجد بالمغرب سوى‬ ‫‪ 3‬مجازر خصوصية إلى جانب عدم توفر المعايير الصحية في‬ ‫عمليات الذبح والنقل حيث تتعرض اللحوم للتلوث ‪ ،‬فضال عن‬ ‫الذبح السري حيث أن اإلنتاج اإلجمالي الوطني من اللحوم‬ ‫الحمراء‪ ،‬ــ على عالته ــ‪ ‬بلغ سنة ‪ ،2016‬حوالي ‪ 550‬ألف‬ ‫طن ‪ ‬بينما كميات اللحوم المنتجة في المجازر‪ ‬المراقبة لم‬ ‫يتجاوز ‪ 300‬ألف طن‪...‬‬ ‫والفاهم يفهم‪...‬‬ ‫وحتى ال يتعبكم الفهم‪ ،‬انتظروا وصول «كميونات» نقل‬ ‫اللحوم من المجزرة البلدية بطنجة إلى السوق المركزية بساحة‬ ‫‪ 9‬أبريل‪ ،‬وانظروا كيف تفرغ اللحوم واألسقاط و«الفراقش»‪،‬‬ ‫وكيف تنقل إلى محالت القصابة‪ ،‬وكيف تعالج‪......‬وكيف‬ ‫يتدارك الحمالة ما يسقط منها على‪ ‬األرض في طريق التوزيع‪،‬‬ ‫إلى آخر السلسلة‪ .! ‬‬ ‫‪ ooooo‬‬

‫ولو طارت «بوطة»‪! ‬‬

‫الداودي الذي يذود عن الحكومة ذود الشجعان «خسرها»‬ ‫مع البرلمانيين‪ ،‬الثالثاء الماضي حين «قلل عليهم الصواب»‬ ‫في رده عن سؤال شفاوي‪.‬رئيسة الجلسة شعرت بالحرج‪،‬‬ ‫وطالبت بـ «التهدئة» ووعدت بأن يسحب الوزير كلمة‬ ‫«يمشيوا بحالهم» التي اثارت حفيظة نواب األمة‪.‬‬ ‫وهاهو «يخسرها» مع المواطنين حين أعلن باسم‬ ‫الحكومة أن الدعم على بعض المواد األكثر استهالكا من‬ ‫طرف الفئات الواسعة من المواطنين ومنها الدقيق والسكر‪،‬‬ ‫وعزيزتنا ‪« ‬البوطا» ‪ ‬سيرفع مع حلول سنة ‪.2019‬‬ ‫الوزير الذي جاء من التعليم العالي إلى الشؤون العامة‪ ‬‬ ‫والحوكمة‪ ،‬أعلن بالمناسبة أن وزارته تعمل على تحديد الئحة‬ ‫«الفقراء» الذين سوف يستفيدون من‪« ‬بطاقة االستهداف»‪ ‬‬ ‫من أجل حصولهم على دعم الدولة بخصوص «البوطا غاز»‬ ‫حتى يتم قطع الطريـق على األغنياء الذين «يختبئون وراء دعم‬ ‫الفقراء‪.....‬‬ ‫ولرب أكثر من فضولي ــ مثلي ــ ‪ ‬يود معرفة التعريف‬ ‫الدقيق لمفهوم ‪ ‬الداودي فيما يخص الفقر والفقراء والغنى‬ ‫واألغنياء‪ ،‬خاصة وزميلته في الحزب والحكومة ‪ ‬بسيمة ‪ ‬الحقاوي‬ ‫سبق وأن أعلنت تحت قبة البرلمان أن الفقر اختفى‪ ،‬بل انمحى‬ ‫من المغرب‪ ،‬وفق المعايير الدولية‪.‬‬ ‫وليتأكد الحسن الداودي أن الناس قد يصعب عليهم الثقة‬ ‫في مصداقية عملية «النفوالت» التي ستمكن «الفقراء» من‬ ‫الحصول على البوطا «مجانا»‪ ‬ألن «المطارق تهرست فوق‬ ‫رؤوسهم» ولسنوات‪ ،‬ولم تعد لديهم قابلية أن «يلدغوا من‬ ‫الجحر» مرة أخرى‪... !!! ‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪898‬‬

‫?‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬يوليوز ‪2017‬‬

‫طنجة أصبحت مرتعاً للمجرمين وقطاع الطرق‬ ‫بقدرة إلهية أم بخطة شيطانية‬

‫جرائم ال تعد و ال تحصى‪ ...‬ما الحل‬

‫نعود من جديد لندق ناقوس الخطر‪ ،‬ولنفكر جميعنا في حلول فعالة لظاهرة أصبحت واقعا يقض مضجع كل‬ ‫المغاربة بدون استثناء‪ ،‬إذ ال يكاد يمر يوم واحد دون أن نسمع أو نقرأ عن هذه الظاهرة ‪ ،‬وصور أبطالها وضحاياها تمأل‬ ‫الجرائد والصحف الوطنية وحتى المواقع االلكترونية ومواقع التواصل االجتماعي حيث انطلقت الشرارة األولى لها‪ ،‬إنها‬ ‫ظاهرة السرقة بالضرب والجرح وإزهاق الروح ‪ ،‬ظاهرة «التشرميل» كما يحلو للبعض تسميتها ‪.‬‬ ‫ماهي األسباب المباشرة والغير مباشرة التي تجعل هؤالء المراهقين والشباب ‪ ،‬يرتكبون مثل هكذا جرائم ‪ ،‬أحيانا‬ ‫ألجل المال ‪ ،‬وأحيان أخرى للتبهرج بالتحدي العظيم الذي حققوه ضد الدولة والمجتمع ‪ .‬فما هي دوافع لجوء الشباب‬ ‫للتمرد؟؟ الكثير يشتكي ويريد ردع معترضي طرقاتهم تحت التهديد بالسالح األبيض الذي يتنوع حسب مزاج بطل‬ ‫القصة ؟ وهل المقاربة األمنية وحدها تنفع حال للظاهرة؟؟؟‬ ‫‪ ‬ماذا يُنتظر من شباب يتخبط في الفقر ويتجرع ويالته يوميا وهو يرى ماليين الدراهم من خير وطنه تصرف صرفا‬ ‫فاسدا من ريع وما شابه ‪ ،‬؟ ماذا ينتظر من شباب نشأ في أحياء تفتقر ألدنى شروط الغذاء الفكري من مكتبات ودور شباب‬ ‫وحتى وإن وجدت فإنها تظل موصدة حتى إشعار آخر‪ ...‬كما تفتقر ألماكن الترفيه من مالعب رياضية وأماكن تأطيرية‬ ‫مهمتها احتواء الشباب والعناية به وباهتماماته‪ ...‬ماذا ننتظر من منظومة تعليمية فاشلة ال تراعي مستلزمات سوق‬ ‫الشغل وال تعير أدنى اهتمام لجودة المنتوج بقدر ما تهتم بالكمية وتخريج أفواج المعطلين‪...‬؟‬ ‫لست أدافع عن هؤالء‪ ،‬لكن ال يجب علينا أن نتفاجأ أو نصدم إذا رأينا ظواهر في المستقبل أكثر تفاقما من ظاهرة‬ ‫«التشرميل» ‪ ..‬ظواهر لن نستطيع التحكم فيها إذ كل ما يحصل فهو نتاج ما زرعناه‪ ...‬فال يمكن لزارع الحنظل أن يجني‬ ‫إال حنظال‪..‬‬ ‫بعدما تطرقت في ‪ 2015‬صحيفة «الفانغوارديا» اإلسبانية بالتحليل لظاهرة التشرميل بالمغرب‪ ،‬وحذرت من وجود‬ ‫بوادر تفيد عودتها من جديد لشوارع المملكة‪ ،‬أفردت صحيفة «ال كابيتال» األرجنتينية مقاال للمشرملين المغاربة‪.‬‬ ‫الصحيفة األرجنتينية وصفت المشرملين بأشخاص عدوانيين جدا ‪ ،‬منحدرين من أحياء هامشية‪ ،‬مخيفي المنظر‪،‬‬ ‫يسهل التعرف عليهم من خالل طريقة لبسهم وتصفيفهم للشعر‪ ،‬وال يتورعون عن استعمال األسلحة البيضاء خالل‬ ‫هجماتهم والتي تكون عادة بشكل جماعي‪.‬‬ ‫الصحيفة اعتبرت أن الظاهرة عادت من جديد لالنتشار في المغرب مؤكدة أن هذا األمر يثير المخاوف في صفوف‬ ‫المجتمع المغربي‪.‬‬ ‫و اآلن مع كل التطور الذي يشهده المغرب على كل األصعدة ‪ ،‬هل يصح أن تمارس هكذا ممارسات بالشوارع‬ ‫المغربية التي تعج سياحا ومواطنين ‪ ،‬هل هو تقصير أمني أم انهيار تام لكل قيم المجتمع؟‪. ‬‬ ‫رغم التدابير التي اتخذت لمحاصرة هذه الظاهرة‪ ،‬إال أن األحداث المسجّلة مؤخرا‪ ،‬تعكس عودة التشرميل‬ ‫و«الكريساج» بوتيرة مقلقة رغم كل الجهود التي تبذلها المصالح األمنية والسلطات المحلية منذ منتصف السنة‬ ‫الماضية‪.‬‬ ‫ومع عودة هذا الكابوس المقلق‪ ،‬ال يتردد المتتبعون في التساؤل حول فشل المقاربات األمنية والتحسيسية في‬ ‫اجتثاث هذه المعضلة األمنية من المشهد العام‪.‬‬ ‫تشخيص الظاهرة من حيث مسبباتها‪ ،‬يؤكد أن مقاربة التعاطي األمني وحدها مع هذه اإلشكالية ّ‬ ‫المركبة ال تكفي‪،‬‬ ‫خصوصا أن هناك شبه تقصير لدى باقي المعنيّين‪ ،‬من مجتمع مدني‪ ،‬وأسرة‪ ،‬ومدرسة وغيرها‪.‬‬ ‫غير أن القسط األكبر من المسؤولية يتحمله الجهاز القضائي بالمملكة‪ ،‬بسبب طبيعة األحكام المخففة التي ينطق‬ ‫بها بعض القضاة في ملفات الجريمة واالنحراف‪ .‬‬ ‫إن تتبع غالبية األحكام الصادرة عن مختلف محاكم المغرب‪ ،‬يكشف اللثام عن تساهل وتسامح القضاة مع‬ ‫مرتكبي حوادث اإلجرام‪ ،‬من خالل النطق بأحكام ال تتناسب وطبيعة الجرم المرتكب‪ ،‬والنتائج االجتماعية الخطيرة‬ ‫لبعض الجرائم‪ ،‬كما يشجّع بعض المجرمين والمنحرفين ومنعدمي الضمير على التمادي في استهداف أمن وسالمة‬ ‫المواطنين وممتلكاتهم‪.‬‬ ‫قراءة مضمون ومنطوق بعض األحكام‪ ،‬يصيب المتتبع بالدهشة إن لم نقل الصدمة‪ ،‬إذ كيف يعقل أن يحكم مجرم‬ ‫تسبب في عاهة مستديمة لشخص ما بستة أشهر أو سنتين حبسا‪ ،‬وقد يغادر السجن بعد ذلك الرتكاب جرائم أكثر‬ ‫خطورة‪ ،‬بكل ما يعنيه مضمون مصطلح العود من خطورة إجرامية معتبرة‪.‬‬ ‫وحتى عندما تقوم السلطات ومصالح األمن بحمالت للقبض على المجرمين‪ ،‬فإنها قد تفاجأ‪ ‬باإلفراج عنهم بعد‬ ‫شهر أو شهرين‪ ،‬ما يضيف أعباء جديدة على كاهل المصالح األمنية التي تبذل جهودا مشكورة عليها‪ ،‬ثم ما تلبث أن‬ ‫تذهب أدراج الرياح‪ .‬كما أن قرارات القضاء هذه‪ ،‬تصيب الشرطة باإلحباط‪ ،‬وبالتخاذل‪ ،‬ما دام القضاء ال يصدر عقوبات‬ ‫مشددة في حق المجرمين‪.‬‬ ‫مصطفى الرميد‪ ،‬وزير العدل والحريات السابق‪ ،‬ضيع فرصة الضرب بيد من حديد على جيوش المجرمين‬ ‫والمشرملين الذين يستغلون تسامح القانون لمواصلة إجرامهم دون التفكير في طبيعة العقوبات المخففة والتي تعتبر‬ ‫إهانة لضحايا هذه الحوادث‪ ،‬إن أحكام بعض رجال القضاء هي أصل الع ّلة‪ ،‬وهذه حقيقة يجب عدم السكوت عنها‪ ،‬إن كنا‬ ‫نريد خيرا لهذا البلد‪ .‬وما يعانيه المواطن اليوم من رعب وهلع بسبب تفشي التشرميل‪ ،‬ليس إال نتيجة لهذا التساهل‬ ‫القضائي‪ ،‬األمر الذي نتمنى تداركه مع الوزير الجديد محمد أوجار‪ .‬‬ ‫يجب على الجهات المسؤولة مركزيا‪ ،‬في وزارة العدل والحريات‪ ،‬فتح هذا الملف بشكل عاجل‪ ،‬وإجراء تعديالت فورية‬ ‫ومستعجلة‪ ،‬حتى تكون األحكام وفقا لألفعال اإلجرامية‪ ،‬وحتى تصل عقوبة حمل السالح األبيض بدون مبرر‪ ،‬لما يقل‬ ‫عن ‪ 10‬سنوات‪ ،‬مع األعمال الشاقة مثال‪ ،‬أو النفي من البالد ‪ ،‬لم ال ‪ ......‬فالمواطنة ليست إجراما وحقدا دفينا على أبناء‬ ‫الوطن‪.‬‬ ‫‪ ‬و رجوعا الى عودة «الكريساج»بالمغرب ‪ ،‬نحن بطنجة ‪ ،‬اعتدنا على مرّ تاريخها أن تستقبل المهاجرين القادمين‬ ‫من مدن أو قرى أو حتى دول أخرى‪ ،‬بهدف العمل غالبا‪ ،‬أو من أجل الدراسة أو السياحة‪ ،‬لكنها في اآلونة األخيرة باتت‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫تستقبل أناسا آخرين قدموا إليها لهدف مختلف تماما‪ ،‬فهؤالء جاءوا لطنجة بهدف اإلجرام‪.‬‬ ‫في مناطق عديدة من أحياء طنجة الكبرى‪ ،‬تستوطن عصابات كاملة بيوتا من صفيح بني أغلبها حديثا وقد حول‬ ‫اللصوص والمنحرفون هذه المناطق إلى أحياء خاصة بهم‪ ،‬يحظر على الناس اإلقتراب منها ‪ ،‬من هناك يخططون قبل‬ ‫كل عملية‪ ،‬وإلى هناك يعودون ليختبئوا في وكرهم اآلمن بعدها‪ .‬‬ ‫سرقات تنفذ من طرف عصابات أفرادها من ذوي السوابق‪ ،‬تستعين في الغالب بدراجات نارية‪ ،‬تعنيف لفظي وتنكيل‬ ‫وضرب وجرح وقتل لحق ببعض الضحايا‪ ،‬فضّل بعضهم عدم التبليغ ألسباب تبقى مجهولة‪ ،‬استغلها البعض طبعا‬ ‫لالستمرار في تنفيذ مسلسلهم اإلجرامي‪ ،‬الذي تمنى المتضررون أن ال تطول حلقاته‪.‬‬ ‫اإلنتقادات الموجهة إلى السلطات ال تقف عند أفراد األمن الوطني وحسب‪ ،‬بل تذهب الى حد تحميل المسؤولية‬ ‫للجماعة‪ ،‬والوكالة الحضرية‪ ،‬ووزارة اإلسكان‪ ،‬بالمصادقة على تشييد تجزئات ودور سكنية نائية تساعد على اإلجرام ‪ ،‬وال‬ ‫ّ‬ ‫تمكن األمن من بسط سيطرته على الجريمة بين مسالكها الوعرة‪ ،‬بل هناك عمارات للقضاء على البراريك‪ ،‬هي بمثابة‬ ‫«مساكن عشوائية‪ ،‬لكن عمودية» حسب أحد الغيورين على هذه المدينة الجميلة‪.‬‬ ‫على‪ ‬المواطنين أيضا تبني ثقافة التبليغ عن الجريمة في حينها بدل تخاذل بعض الضحايا في القيام بذلك‪،‬‬ ‫وتقديم كافة االرشادات واألوصاف والمعلومات التي قد تساعد على إيقاف الجناة والمجرمين في اقل وقت ممكن‪،‬‬ ‫واالندماج في مشروع أمني مشترك من شأنه أن ينشرالسكينة والطمأنينة ويساهم في استتباب األمن والنظام العام‪.‬‬ ‫و بهذا الخصوص شنّ ناشطون مغاربة على موقع التواصل االجتماعي «فيسبوك» صفحات خاصة تهتم برصد‬ ‫مظاهر الجريمة في المدن الكبرى بالمغرب كطنجة والدار البيضاء وفاس ‪ ،‬في أعقاب تفشّيها بشكل في السنوات‬ ‫األخيرة‪ ،‬وبنداءات قوية موجّهة لملك البالد‪ ،‬محمد السادس‪ ،‬ليعتق رقابهم من سيوف المجرمين قطاع الطرق‬ ‫الحاملين لألسلحة البيضاء ‪.‬‬ ‫وترمي العديد من صفحات الفيسبوك الخاصة لفضح ممارسات المنحرفين من رواد السجون ومحاولة طرح خطورة‬ ‫الجريمة على أمن الفرد والدولة معا‪ ،‬من أجل إيصال صوت الشعب المغلوب على أمره إلى المسؤولين إليجاد حلول‬ ‫واقعية لمعضلة انتشار الجريمة في المدن المغربية‪ .‬‬ ‫و قام أيضا ‪ ‬ناشطون آخرون بخلق صفحات فيسبوكية قاسمها المشترك الدعوة إلى محاربة الجريمة بالمغرب‪،‬‬ ‫وإثارة اإلنتباه إلى بعض ممارسات المنحرفين وقطاع الطرق واللصوص‪ ،‬والتوعية بأهم الحيل التي يلجؤون إليها لبث‬ ‫الفزع والرعب في نفوس ضحاياهم من الناس‪.‬‬ ‫وعبَّر الناشطون عن خيبة أملهم من مدة العقوبات المخففة التي ينالها بعض المجرمين حيث إنها تساهم بشكل‬ ‫غير مباشر في تزايد اإلجرام وتطوير مهاراتهم في السرقة‪ ،‬ليظل المتضرر الوحيد هو المواطن الضحية ‪ ..‬‬ ‫وصرح الباحث في علم االجتماع الدكتور حسن قرنفل ‪،‬أن هناك ارتفاعا حاصال في نسبة الجريمة في المغرب خالل‬ ‫السنوات األخيرة‪ ،‬خاصة جرائم القتل باستعمال العنف وحوادث السرقة‪ ،‬وذلك من خالل توزيع جغرافي ال يقتصر فقط‬ ‫على المدن الكبرى بل امتدت الظاهرة أيضا إلى الصغرى منها‪ ،‬و‪ ‬التي كانت في السابق تتسم بالهدوء والسالم‪.‬‬ ‫وشدد األخصائي على أهمية الحلول األمنية للحد من تفاقم حاالت الجريمة بالمدن‪ ،‬لما تتيحه مبدئيا هذه التدابير‬ ‫األمنية من شعور المواطنين باألمن واألمان‪ ،‬الفتا إلى أن إيجاد حلول لمعضلة الجريمة المتفشية ال ينبغي أن ترتكز‬ ‫فقط على اإلجراءات األمنية‪ ،‬حيث إن المطلوب هو سنّ تدابير اجتماعية واقتصادية تحارب التهميش والفقر‪ ،‬ما يحدّ‬ ‫بشكل كبير من ارتكاب الجرائم المختلفة‪.‬‬ ‫نحن ال نريد أن نرسم لوحة سوداء قاتمة للوضع في مدينتنا‪ ،‬ولكن ال يمكننا أن نغطي الشمس بالغربال‬ ‫أيضا ‪ ,‬ونحن ال نبالغ اذا ذهبنا‪ ‬في القول بأننا سنضطر يوما ‪ ‬لحمل السالح للدفاع عن أنفسنا‪ ،‬خصوصا نحن النساء‬ ‫‪ ،‬ألننا وببساطة فريسة سهلة لوحوش آدمية أبت أن ترى فينا األخت واالبنة ‪ ،‬وكيف يروننا كذلك وهم يعنّفون‬ ‫ويسرقون ‪ ‬أمهاتهم وأخواتهم وبناتهم ويعاملونهن بالمثل ‪ ،‬فلشراء جرعة مخدر هم مستعدون لذبحهن وليس فقط‬ ‫تعنيفهن ‪ ،‬ولربما سنكون مضطرين أيضا الى الدعوة لتشكيل لجان شعبية تدافع عن مناطق وأحياء سكنانا إذا استمر‬ ‫الحال على ما هو عليه‪ ،‬فاألمر زاد عن حدّه ‪ ,‬ووصلت معه األوضاع لدرجة التطاق ‪ ..‬فأن تسمع بسرقة في وضح النهار‬ ‫بساحة األمم‪ ،‬واعتداء أمام المحكمة االبتدائية أو والية األمن؟ فهذا أمر مخجل لألمن بمدينتنا فعال‪.‬‬ ‫هل أصبحت طنجة مرتعا للمجرمين وقطاع الطرق بقدرة إلهية أم بخطة شيطانية؟‪ ، .‬حقيقة أصبحنا نشك بكل‬ ‫شيء اآلن ‪ ،‬بسبب تفاقم هذه الظاهرة وطريقة التعامل معها‪ ،‬ترى من المسؤول عنها من األساس؟؟‪ . ‬‬ ‫إنه من المفترض أن ّ‬ ‫يشكل هاجس توفير األمن للمواطنين‪ ،‬وتفويت الفرصة على أي عابث بأمن البالد‪ ،‬الدافع‬ ‫األساسي لتشريع وسنّ قوانين زجرية مشددة‪ ،..‬وليس العتبارات أخرى غير ذلك‪ ،..‬وبما أن المواطن من طنجة إلى‬ ‫أعمق مدينة في التراب الوطني أصبح ال يأمن على نفسه أمام ظاهرة (الكريساج) بألوانها (المشرملة وغير المشرملة)‪،‬‬ ‫فقد أصبح هذا الوضع خطيرا جدا والظاهرة أصبحت مقلقة ومهددة للطمأنينة والسكينة العامتين‪.‬‬ ‫‪ ‬إن اإلرادة الصادقة والنظرة البعيدة والمقاربة الجادة تستلزم على المسؤولين الساهرين على حماية أمن هذا‬ ‫الوطن وضع استراتيجية متكاملة للحد من ظاهرة الجريمة‪ ،‬تأخذ بعين االعتبار ودون حساسية كل الجوانب المؤثرة في‬ ‫هذا الموضوع‪ ،‬ما يشمل التأطير التربوي والتحسيسي وتوفير فرص العمل للعاطلين‪ ،‬ومحاربة دور الصفيح والسكن‬ ‫العشوائي‪ ،‬وتحسين ظروف عمل وأداء الجهاز األمني حتى يكون فعاال وقريبا من عموم المواطنين‪.‬‬ ‫فمتى ما أردنا محاصرة الجريمة ووضع مقاربة فعالة للحد منها؛ يتحتم علينا لزاما النفاذ بعمق إلى الجذور التي‬ ‫ّ‬ ‫تغذي هذا الورم الخبيث وتضمن له البقاء‪ ،‬وإلى إعادة النظر في المرجعية التي نصدّر منها هؤالء اآلدميين ؛ وفي تغلغل‬ ‫األفكارالمنح ّلة في العديد من القطاعات الحساسة والفعالة التي تمدّ عالم الجريمة وتنعشه وتربط اإلنسان بالمادة‬ ‫فقط وتجعل منه حيوانا يلهث وراء إشباع شهواته ورغباته‪ ،‬ال يؤمن بغيب وال وحي وال جزاء وال معاذ‪.‬‬

‫و لنا في تشديد العقوبة على مثل هذه الجرائم حياة وأمن وأمان‪..‬‬


‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪898‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬

‫بالغ صحفي‬

‫«الداخلية تحقق في «تمليك» أرض جماعية تفوق قيمتها ‪ 600‬مليون‬ ‫لـ مجزئ سري»‬

‫أوفدت وزارة الداخلية لجنة خاصة من والية طنجة‬ ‫للتحقيق في قضية تحفيظ وتمليك أرض جماعية تفوق‬ ‫قيمتها ‪ 600‬مليون سنتيم لصالح مجزئ سري‪ ،‬وهو األمر‬ ‫الذي دفع سكان المنطقة التي توجد بها األرض إلى الخروج‬ ‫للشارع لالحتجاج‪.‬‬ ‫وكان سكان حومة السوسي بمنطقة سيدي إدريس‬ ‫التابعة لمقاطعة بني مكادة‪ ،‬قد نظموا قبل أيام وقفة‬ ‫احتجاجية ضد شخص يصفونه بـ «المجزئ السري»‪ ،‬بعد‬ ‫أن وضع يده على مساحة خضراء كانت في األصل أرضا‬ ‫جماعية‪ ،‬وتبين أنه تمكن من تحفيظها باسمه‪.‬‬ ‫وبدأت وزارة الداخلية بالفعل في االستماع إلى مجموعة‬

‫من المسؤولين حول القضية وفي مقدمتهم رئيس الملحقة‬ ‫اإلدارية ومجموعة من أعوان السلطة‪ ،‬وكذا نائب الجماعة‬ ‫الساللية الذي يؤكد إلى حدود اليوم أن األرض ال تزال‬ ‫جماعية‪.‬‬ ‫وحسب المعطيات التي حصلت عليها «المساء»‬ ‫فإن األرض المطلة على شارعي طنجة والمملكة العربية‬ ‫السعودية‪ ،‬حفظت لصالح الشخص المذكورة بالمحافظة‬ ‫العقارية بمنطقة بني مكادة‪ ،‬قبل أن يحصل الشخص ذاته‬ ‫على ترخيص إلنشاء بناية من ‪ 4‬طوابق فوقها‪.‬‬ ‫غير أن المفاجأة التي اكتشفها السكان هي أن األرض‬ ‫ال تزال جماعية‪ ،‬كما أنها مخصصة للتشجير ومصنفة‬

‫ضمن المناطق الخضراء التي تنشأ بناء على مشروع «طنجة‬ ‫الكبرى»‪ ،‬ما يطرح عالمات استفهام حول طريقة تحفيظها‬ ‫ومدى قانونية ذلك‪.‬‬ ‫ووفق ممثلين عن السكان فالقطعة األرضية التي تبلغ‬ ‫مساحتها ‪ 300‬متر مربع‪ ،‬كانت دائما مطمعا للمستثمرين‬ ‫العقاريين والمجزئين السريين‪ ،‬حيث ال تقل قيمة المتر‬ ‫المربع منها عن مليوني سنتيم‪ ،‬ما يعني أن ثمنها اإلجمالي‬ ‫حاليا لن ينزل عن ‪ 600‬مليون سنتيم‪.‬‬

‫حمزة المتيوي‬

‫العطش يهدد مواطنين بضواحي تطوان‬ ‫يعاني سكان جماعة «جبل الحبيب» التابعة إداريا‬ ‫إلقليم تطوان من انقطاعات متكررة للماء الصالح للشرب‬ ‫تستمر لفترات متقطعة‪ ،‬بلغت أحيانا أسبوعا كامال‪.‬‬ ‫ونقل مصدر جماعي استياء السكان الذين يشعرون‬ ‫بالقلق كلما دنا فصل الصيف الذي يحمل إليهم نقصا حادا‬ ‫في توزيع الماء الصالح للشرب على منازلهم‪ ،‬كما أكد لها‬ ‫عن عزمهم تنظيم وقفة احتجاجية على جوانب الطريق‬ ‫الرئيسية الرابطة بين مدينتي العرائش وتطوان‪ ،‬بعد‬ ‫أن صمّ المسؤولون عن القطاع آذانهم أمام احتجاجات‬ ‫الساكنة وتظلماتها المستمرة‪ ،‬والتي‪ ،‬يؤكد ذات المصدر‪،‬‬ ‫كانوا يحرصون على تبليغها إلى مندوبية الوزارة الوصية‬ ‫على القطاع بتطوان وإلى المكتب الوطني للماء الصالح‬ ‫للشرب‪ ،‬وأيضا إلى عمالة تطوان‪.‬‬ ‫وفي ذات السياق أوضحت مصادر جمعوية بمركز‬ ‫جماعة جبل الحبيب‪ ،‬أن الحل لمعاناة السكان مع الماء‬ ‫الشروب يكمن في ربط الجماعة بالشبكة المائية التي تنقل‬ ‫المياه إلى جماعة “دار الشاوي” القريبة‪ ،‬بدل االعتماد على‬ ‫الشبكة الحالية التي تحمل الماء الصالح للشرب على مسافة‬ ‫طويلة تقدر ب ‪ 67‬كيلومتر‪ ،‬ما يزيد من صعوبة توزيعه‬ ‫بشكل دائم وبصبيب عال‪.‬‬

‫وأمهلت الساكنة‪ ،‬على لسان المصادر ذاتها‪ ،‬عمالة‬ ‫تطوان‪ ،‬التي يدبر شؤونها عامل جديد‪ ،‬مهلة ‪ 48‬ساعة‬ ‫إليجاد حل بتعاون مع الجهات المتدخلة في قطاع الماء‪ ،‬من‬ ‫الوزارة المنتدبة المكلفة بالماء‪ ،‬إلى المكتب الوطني للماء‬

‫الصالح للشرب‪ ،‬وصوال إلى وكالة حوض الماء اللكوس‪،‬‬ ‫خاصة وأن المنطقة يتواجد بها أحد أكبر سدود الجهة‪ ،‬وهو‬ ‫سد ‪ 9‬أبريل ‪.1947‬‬

‫رضوان الحسوني‬

‫عائلتان بطنجة تحوالن منزال لحمام دم بعد صراع بالعصي واألسلحة البيضاء‬ ‫بسبب خالفات قضائية‬

‫أدى نزاع جيران بحي بني ورياغل بمدينة طنجة‪ ،‬إلى‬ ‫تحويل منزل إلى حمام دم‪ ،‬علي خلفية تهجم عائلتين على‬ ‫بعضهما البعض على إثر خالفات قضائية‪.‬‬ ‫وحسب األشرطة والصور التي حصلت عليها «األخبار»‬ ‫بخصوص الواقعة المذكورة‪ ،‬فإنه حوالي الساعة الحادية‬ ‫عشرة ليال من ليلة الجمعة المنصرمة‪ ،‬اقتحم ثالثة أشخاص‬ ‫منزال مدججين بأسلحة بيضاء وعصا طويلة لتعطيل‬ ‫كاميرات المراقبة‪ ،‬قبل إحكام السيطرة على هذا المنزل‪،‬‬ ‫إلى أن تم الصعود نحو باب ما وجد أمامهما‪ ،‬قبل أن تقوم‬ ‫العائلة الضحية‪ ،‬حيث تم توجيه طعنات بواسطة السالح‬ ‫األبيض لشاب في عقده الثالث فضال عن الضرب والجرح‬

‫في حق شقيقته‪ ،‬ما أدى إلى تحويل المنزل إلى ما يشبه‬ ‫حمام دم‪ ،‬إذ تم نقل الضحيتين صوب المستشفى الجهوي‬ ‫محمد الخامس بهدف تلقي اإلسعافات ورتق الجروح‪ ،‬حيث‬ ‫تم منحهما شهادات طبية فاقت فيها مدة العجز ‪ 30‬يوما‪،‬‬ ‫في الوقت الذي تدخلت المصالح األمنية بعد وقوع هذه‬ ‫األحداث‪ ،‬حيث قامت بإيقاف المعنيين باألمر‪ ،‬فيما وجهت‬ ‫للعائلة المتهجمة اتهامات من قبل العائلة المذكورة‪،‬بناء‬ ‫على أشرطة المراقبة التي يظهر فيها األشخاص المذكورون‬ ‫يقتحمون المنزل بكل أريحية ومدججين بالسالح األبيض‪.‬‬ ‫وفي السياق ذاته كشفت معطيات رسمية أمنية على‬ ‫هامش هذه الواقعة‪ ،‬أن مصالح منطقة أمن بني مكادة‬

‫أحالت على النيابة العامة المختصة بالمدينة‪ ،‬يوم السبت‬ ‫المنصرم‪ ،‬ثالثة أفراد من عائلة واحدة‪ ،‬متورطين في قضية‬ ‫تتعلق بالضرب والجرح باستعمال السالح األبيض في‬ ‫حق أفراد عائلة من جيرانهم بالحي سالف الذكر‪ .‬وتعود‬ ‫أطوار هذه الواقعة إلى نزاع قضائي بين العائلتين اللتين‬ ‫تجمعهما عالقة جوار‪ ،‬وذلك حول استغالل منزل تكتريه‬ ‫إحداهما من األخرى‪ ،‬األمر الذي تطور آخر مرة إلى تعريض‬ ‫أفراد من عائلة مالكي المنزل العتداء جسدي عنيف‪ ،‬تدخلت‬ ‫على إثره مصالح األمن بشكل فوري‪ ،‬مكن من إيقاف كافة‬ ‫المشتبه فيهم وتقديمهم أمام العدالة‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫حقيقة ظهور أسماك قرش أثارت الفزع بشواطئ تطوان مع انطالق‬ ‫موسم االصطياف‬

‫كشف مجموعة من التجار والمهتمين بالبيئة البحرية‬ ‫حقيقة اإلشاعة التي تتعلق بتبادل رواد مواقع التواصل‬ ‫االجتماعية بشكل واسع لشريط فيديو قصير يظهر اقتراب‬ ‫سمكتين من نوع القرش من شاطئ باهية سمير بعمالة‬ ‫المضيق ـ الفنيدق‪ ،‬وسط صراخ لبعض المصطافين‬ ‫وتحذيرهم من االقتراب أو السباحة بالمكان‪ ،‬لما يمكن‬ ‫أن يشكله القرش المفترس من خطر على سالمتهم‬ ‫الجسدية وحياتهم في حال تم تعرضهم لهجوم مباغت‬ ‫وسط البحر‪.‬‬ ‫وصرح محمد الطنيبر‪ ،‬الرئيس الشرفي لبحارة مرتيل‪،‬‬ ‫ل«األخبار» بأن نوع السمك الذي ظهر في شريط الفيديو‬ ‫ال يشكل أي خطر على المصطافين‪ ،‬ألن بعض البحارة‬ ‫يسبحون إلى جانبه خالل رحلة الصيد بشكل عادي‪ ،‬فضال‬ ‫عن تأكيده على أن خروج السمكتين إلى الساحل كان‬ ‫بسبب الجوع والبحث عن السمك الصغير ألكله‪ ،‬وأضاف‬ ‫المتحدث نفسه أن اإلشعاعات المكثفة حول وجود القروش‬

‫المفترسة بشواطئ الشمال مردها إلى جهل العديد من‬ ‫الناس بأنواع األسماك وتصورهم أن كل حوت ضخم‪ ،‬يحمل‬ ‫إشارة تظهر فوق سطح الماء‪ ،‬هو خطير بالضرورة ويمكن‬ ‫أن يهدد سالمتهم الجسدية‪ ،‬وهي أفكار خاطئة وال تستند‬ ‫إلى معلومات علمية أو تجارب شخصية‪ ،‬وكشف المتحدث‬ ‫ذاته أن شوطئ الشمال لم يسبق لها أن شهدت أي حدث‬ ‫يتعلق بمهاجمة القروش المفترسة للمصطافين‪ ،‬السبب‬ ‫ببساطة شديدة أن نوع القرش الواردة مهاجمته لإلنسان‬ ‫عن طريق الخطأ أو االستفزاز‪ ،‬ال يفضل الساحل من األصل‬ ‫ويختار أعالي البحار‪.‬‬ ‫وقال يونس البغديدي المهتم بالبيئة البحرية‬ ‫بالشمال إنه ثبت أن نوع السمك الذي ظهر في شريط‬ ‫الفيديو القصير يسمى (النيكرو)‪ ،‬وهو من أنواع األسماك‬ ‫التي ال تهاجم اإلنسان ويمكن أن يسبح إلى جانبها دون أن‬ ‫تشكل عليه أي خطر‪.‬‬

‫وأضاف المتحدث نفسه أن سبب خروج هذا النوع من‬ ‫األسماك إلى الساحل هو اإلحساس بالجوع‪ ،‬ووجود مجموعة‬ ‫من شباك صيد السمك الممنوعة التي تجذبه لالقتراب من‬ ‫الشاطئ بحيث ال تفصلها سوى أمتار عن اليابسة‪.‬‬

‫واستغرب بعض المهتمين بقطاع السياحة عـــدم‬ ‫اهتمام المسؤولين والسلطــات المختصة بمثــل هــذه‬ ‫اإلشاعات التي يمكن أن تخلق الهلع والفزع في نفوس‬ ‫المصطافين‪ ،‬ما يتطلب الخروج ببالغات رسمية وتوضيحات‬ ‫مبنية على معطيات ميدانية وآراء مختصين في المجال‪،‬‬ ‫وذلك في إطار تشجيع القطاع السياحي كقطاع حساس‬ ‫يرتبط بشكل مباشر بالزوار ويتأثر بشكل سريع حتى ولو‬ ‫كان األمر يتعلق بإشاعات غامضة‪.‬‬

‫حسن الخضرواي‬

‫تحت الرعاية السامية لصاحب الجاللة الملك‬ ‫محمد السادس نصره‪ ،‬وفي إطار أنشطة جمعية‬ ‫عبد الصمد الكنفاوي بمدينة العرائش‪ ،‬ضمن‬ ‫ورش الرؤية المتميزة لصاحب الجاللة الملك‬ ‫محمد السادس‪ ،‬الهادفة إلى جعل المجتمع المدني‬ ‫في خدمة الصالح العام‪ ،‬بدل الدفاع عن المصالح‬ ‫الضيقة الفردية أو السياسية‪ ،‬عبر العمل الجاد‬ ‫والمتواصل‪.‬‬ ‫ستنظم الدورة السابعة لمهرجان العرائش‬ ‫الدولي للثقافة والفنون والتراث‪ ،‬في الفترة الممتدة‬ ‫ما بين ‪ 25‬و‪ 30‬يوليوز ‪ ،2017‬الذي يصادف تخليد‬ ‫الشعب المغربي للذكرى ‪ 18‬لعيد العرش المجيد‪،‬‬ ‫الحامل لشعار‪ (:‬جهات المملكة جذور تراثية وجسور‬ ‫ثقافية للوحدة اإلفريقية)‪.‬‬ ‫ويتضمن برنامج النسخة السابعة للمهرجان‬ ‫ندوات وورشات تعليمية‪ ،‬سيؤطرها أكاديميون‬ ‫وخبراء مشهورون‪ ،‬فمسرحيات من فن الشارع‪،‬‬ ‫بغية التقريب أكثر من ساكنة وزوار العرائش‪،‬‬ ‫واطالعهم على األحاسيس والمشاعر واالنفعاالت‪،‬‬ ‫بدون أية حواجز أو قيود‪ ،‬مع برمجة كرنفال‬ ‫سيمكن من إعادة الزمن الجميل للمدينة‪.‬‬ ‫كما تحمل دورة هاته السنة‪ ،‬بعدا إفريقيا‬ ‫يتجلى في استقبال دولة مالي‪ ،‬الجامعة بينها‬ ‫والمغرب روابط مختلفة ومتعددة‪ ،‬كضيفة شرف‪،‬‬ ‫بوفد جد متميز يضم سياسيين‪ ،‬مثقفين رياضيين‪.‬‬ ‫وسيكون الفن حاضر بقوة ضمن أجندة‬ ‫المهرجان‪ ،‬بسهرات وأمسيات من أداء نجوم وفرق‬ ‫موسيقية وفلكلورية وطنية‪ ،‬دون إغفال التراث‬ ‫المحلي المعبر عن هوية وثقافة المنطقة‪. .‬‬ ‫مع تكريم كفاءات وفعاليات محلية‪ ،‬تركت‬ ‫بصمتها المتميزة في مختلف المجاالت‪ ،‬فضال عن‬ ‫تخصيص أيام للعمل الخيري االجتماعي اإلحساني‪،‬‬ ‫بمساهمة فعاليات المجتمع المدني‪ ،‬مع تنظيم‬ ‫مسابقات للقنص بالسلوقي والرماية بشراكة مع‬ ‫جمعية القناص القطري‪ ،‬الحاضرة كل عام‪ .‬فعرض‬ ‫للتبوريدة‪ ،‬ثم أمسيات زجلية وشعرية‪ ،‬فمعارض‬ ‫للوحاتالتشكيلية‪.‬‬ ‫ولتقريب الرأي العام من التظاهرة أكثر ارتأت‬ ‫اللجنة المنظمة تنظيم ندوة صحفية يوم االثنين‬ ‫‪ 17‬يوليوز ‪ ،2017‬بقاعة باحنيني بمدية العرائش‬ ‫على الساعة السادسة مساء‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪898‬‬

‫إقتصاد‬ ‫المبادالت التجارية للمغرب مع إفريقيا جنوب الصحراء‬ ‫تسجل نمواً سنوياً بـ ‪ 9،1‬في المائة‬ ‫أفاد مكتب الصرف‪ ،‬بأن المبادالت التجارية للمغرب مع إفريقيا جنوب الصحراء سجلت نموا سنويا‬ ‫متوسطا بنسبة ‪ 9،1‬خالل الفترة ‪ 2008‬ـ ‪.2016‬‬ ‫وأوضح المكتب‪ ،‬في دراسة أصدرها مؤخرا حول «مبادالت المغرب ـ إفريقيا جنوب الصحراء برسم‬ ‫الفترة ‪ 2008‬ـ ‪ ،»2016‬أن هذه المبادالت من تحقيق فائض تجاري بقيمة ‪ 11،9‬مليار درهم في ‪،2016‬‬ ‫مقابل ‪ 1،3‬مليار درهم في ‪.2008‬‬

‫بقيت «متماسكة»‪ ،‬رغم تقلب اإلنتاج الفالحي‪ ،‬وضعف النمو لدى الشركاء التجاريين والمخاطر الخارجية‬ ‫التي تبقى مرتفعة»‪ .‬وسجل بموزاة ذلك أن «السلطات المغربية تبقى عازمة على مواصلة التعديالت‬ ‫المهمة على مستوى الميزانية وعلى المستوى المالي والهيكلي‪ ،‬من أجل جعل االقتصاد أكثر مقاومة‬ ‫في مواجهة المخاطر الخارجية‪ ،‬وتشجيع نمو أكبر وأكثر شموال»‪ .‬وأبرز المسؤول من جهة أخرى‪ ،‬أنه من‬ ‫المتوقع أن يتراجع التضخم إلى ‪ 0،9‬بالمائة خالل السنة الجارية‪ ،‬مشيرا إلى أن البطالة تظل مرتفعة‬ ‫خصوصا لدى الشباب وفي صفوف النساء‪.‬‬ ‫وارتباطا بالعجز في الميزانية‪ ،‬أشار المسؤول بمؤسسة «بريتون وودز» إلى أنه من المتوقع أن‬ ‫يتراجع إلى ‪ 3،5‬بالمائة من الناتج الداخلي الخام في ‪ 2017‬بفضل ارتفاع المداخيل والتحكم في النفقات‪،‬‬ ‫مسجال أن فرقة صندوق النقد الدولي تسجل بارتياح عزم السلطات المغربية على مواصلة االصالحات في‬ ‫الميزانية‪ ،‬خصوصا في اتجاه وضع نظام جبائي أكثر إنصافا وأكثر دقة وتقليص الدين العمومي إلى أقل‬ ‫من ‪ 60‬بالمائة من الناتج الداخلي الخام في غضون ‪.»2021‬‬

‫وهكذا‪ ،‬يضيف المصدر ذاته‪ ،‬ارتفعت حصة المبادالت التجارية للمغرب مع إفريقيا جنوب الصحراء إلى‬ ‫‪ 3‬في المائة من اإلجمالي في ‪ ،2016‬مقابل ‪ 2‬في المائة في ‪ ،2008‬وحسب الدراسة فإن التوزيع الجغرافي‬ ‫لهذه المبادالت يظهر أن غرب إفريقيا هي أول شريك تجاري للمغرب بالمنطقة‪ ،‬بحصة ‪ 58،2‬في المئة‬ ‫في ‪ 2016‬ومعدل نمو سنوي متوسط ب‪ 13،8‬في المئة بين ‪ 2008‬و‪ ،2016‬يليها شرق إفريقيا (‪ 15،5‬في‬ ‫المئة)‪ ،‬ووسط إفريقيا (‪ 12،4‬في المئة)‪ ،‬ثم إفريقيا الجنوبية (‪ 13،4‬في المئة)‪.‬‬

‫وتابع أن هذه الجهود مهمة لزيادة هوامش المناورة الضرورية من أجل تقليص نسب الفقر والنهوض‬ ‫بالشغل من خالل النفقات العمومية‪ ،‬السيما االستثمار في البرامج االجتماعية التي تستفيد منها الطبقات‬ ‫األكثر فقرا‪ ،‬والتي تساعد على تقليص الفوارق االجتماعية‪.‬‬

‫وبخصوص االستثمارات المغربية المباشرة في إفريقيا‪ ،‬أوضح مكتب الصرف أنها تتشكل أساسا من‬ ‫استثمارات مباشرة في إفريقيا جنوب الصحراء تمثل متوسطا نسبته ‪ 89،5‬في المئة من إجمالي تدفقات‬ ‫االستثمارات األجنبية المباشرة المتجهة نحو القارة‪ ،‬و‪ 53،1‬في المائة من إجمالي االستثمارات األجنبية‬ ‫المباشرة المغربية بالخارج خالل الفترة ما بين ‪ 2008‬و ‪.2015‬‬

‫وحسب السيد بالنشي‪ ،‬فقد قام فريق صندوق النقد الدولي والسطات المغربية بمشاورات «معمقة»‬ ‫وفي «ظروف جيدة» بخصوص المراجعة الثانية لالتفاقية المتعلقة بخط االئتمان والسيولة‪ .‬وقال إن‬ ‫انتهاء المجلس اإلداري من المراجعة سيمكن المغرب من بلوغ ‪ 2.504‬مليار درهم (حوالي ‪ 3،42‬مليار‬ ‫دوالر)‪ ،‬برسم هذه االتفاقية‪.‬‬

‫وفي ‪ ،2015‬تضاعفت االستثمارات في إفريقيا جنوب الصحراء بأكثر من مرتين (‪ 3‬ماليير درهم مقابل‬ ‫‪ 1،2‬مليار درهم في ‪ ،)2014‬لتمثل ‪ 40‬في المئة من إجمالي االستثمارات المباشرة المغربية في الخارج‬ ‫و‪ 97،2‬في المئة من االستثمارات المباشرة في إفريقيا‪.‬‬

‫وصادق مجلس إدارة صندوق النقد الدولي في يوليوز ‪ ،2016‬على االتفاقية المتعلقة بخط االئتمان‬ ‫والسيولة لفائدة المغرب‪ ،‬بمبلغ يقدر بـ ‪ 2.504‬مليار درهم (حوالي ‪ 3،42‬مليار دوالر)‪ .‬وارتفع خط االئتمان‬ ‫األول إلى ‪ 6،21‬مليار دوالر‪ ،‬ومنح في غشت ‪ ،2012‬فيما منح الثاني في يوليوز ‪ 2014‬بمبلغ ‪ 5‬ماليير دوالر‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫وعلى صعيد آخر‪ ،‬اعتبر السيد بالنشي أن «العجز المسجل على مستوى المعامالت الخارجية الحالية‬ ‫ينتظر أن يتقلص بـ‪ 4‬في المائة من الناتج الداخلي الخام سنة ‪ ،2017‬بالنظر الى النمو المتواصل‬ ‫للصادرات‪ ،‬وبالرغم من ارتفاع الواردات الطاقية»‪ ،‬مضيفا أن «االحتياطات الدولية الصافية من جانبها‬ ‫ستناهز ‪ 24‬مليار دوالر في متم سنة ‪ ،2017‬أي حوالي ‪ 6‬أشهر من الواردات‪ .‬وأضاف المسؤول الدولي‪،‬‬ ‫أن خدمات صندوق النقد الدولي تنخرط في «نظام سعر الصرف المرن‪ ،‬الذي ستعتمده السلطات بطريقة‬ ‫تدريجية‪ ،‬والذي سيمكن االقتصاد المغربي من استيعاب الصدمات الخارجية بشكل أفضل‪ ،‬وأن يظل‬ ‫تنافسيا في المستقبل»‪.‬‬

‫ويظهر توزيع االستثمارات المنجزة في إفريقيا جنوب الصحراء حسب المناطق أن بلدان غرب إفريقيا‬ ‫تأتي في مقدمة البلدان المستهدفة بهذه االستثمارات بمتوسط ‪ 64،7‬في المئة خالل الفترة ‪- 2011‬‬ ‫‪ ،2015‬تليها بلدان وسط إفريقيا (‪ 25،3‬في المئة)‪ ،‬ثم شرق إفريقيا (‪ 10‬في المئة)‪.‬‬

‫أشغال مدينة محمد السادس طنجة ـ تيك‬ ‫ستنطلق قريباً‬ ‫أكد رئيس مجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية عثمان بنجلون‪ ،‬أن مخططات إعداد وتنفيذ مدينة‬ ‫محمد السادس طنجة‪-‬تيك «متقدمة جدا»‪ ،‬واألشغال ستنطلق خالل الفصل الثاني من سنة ‪.2017‬‬ ‫وأوضح السيد بنجلون في تصريح‪ ،‬أن «تنفيذ هذا المشروع على الطريق الصحيح‪ ،‬وتم تحديد ألفي‬ ‫هكتار‪ ،‬جاري التنازل عليها من قبل الدولة لصالح المنعشين الصينيين ‪ -‬المغاربة»‪ ،‬مضيفا أن اإلدارة‬ ‫المغربية كانت قد قامت بترسيم حدود هذا المشروع‪.‬‬ ‫وأضاف المتحدث الذي تشارك مجموعته في هذا المشروع الضخم كبنك وشركة للتأمين ومنعش‬ ‫لالستثمارات المتوقعة إلى حين انطالق العمل‪ ،‬أنه «تمت تعبئة مجموعتنا دون تحفظ‪ .‬وتم تجديد‬ ‫تصميم الشركاء الصينيين بشكل منتظم»‪.‬‬ ‫واعتبر أن التزام مجموع المكونات الحكومية‪ ،‬يعطي لهذه الشراكة العمومية الخاصة الوطنية‬ ‫والدولية‪ ،‬بعدا استثنائيا يجعل من مدينة محمد السادس طنجة‪-‬تيك نموذجا للمغرب ولمجمل القارة‬ ‫اإلفريقية‪.‬‬ ‫وأعلن بنجلون عن تنظيم عرض للصحافة بمقر بنك المغرب للتجارة الخارجية‪-‬بنك إفريقيا عشية‬ ‫االحتفال بعيد العرش‪ ،‬من أجل‪ ،‬اطالع الرأي العام بالمغرب والخارج‪ ،‬على ترتيبات وخصائص المشروع‪،‬‬ ‫وتبديد كافة الشكوك بهذا الخصوص‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬ذكر المسؤول بأن مدينة محمد السادس طنجة‪-‬تيك‪ ،‬تشكل مشروعا «هاما وغير‬ ‫مسبوق في المنجزات االقتصادية للمملكة»‪ ،‬ومدينة صناعية حديثة ومستقبلية وإيكولوجية‪ ،‬مرتبطة‬ ‫بالتكنولوجيات الحديثة‪ ،‬وتوفر في اآلن ذاته‪ ،‬نمط عيش صحي وذي إنتاجية‪.‬‬ ‫وأشار إلى أن هذه المدينة يرتقب أن تنفتح على أوروبا في منطقة مشتركة عبر ميناء طنجة المتوسط‪،‬‬ ‫مذكرا بأنها يرتقب أن تستقبل أزيد من ‪ 200‬مقاولة صينية‪ ،‬وتشغل بالقطاع الصناعي وقطاع السكن‬ ‫والصحة والتعليم‪ ،‬أكثر من ‪ 200‬ألف شخص خالل السنوات العشر المقبلة‪.‬‬ ‫وأضاف أنها «إنجاز مستقبلي باستثمار ضخم يتراوح بين ‪ 10‬و‪ 11‬مليار دوالر‪ ،‬أي أزيد من ‪ 105‬مليار‬ ‫درهم»‪.‬‬ ‫وأبرز بنجلون أن «دليل االلتزام بإنجاح إنجاز هذا المشروع والضمانة الجدية لتنفيذه‪ ،‬انتقال صاحب‬ ‫الجاللة الملك محمد السادس إلى طنجة لترؤس حفل إطالق هذه المدينة التي تحمل اسم جاللته‬ ‫«مدينة محمد السادس طنجة‪-‬تيك»‪ ،‬إلى جانب التزام العديد من السلطات الوطنية والترابية‪ ،‬شأنها‬ ‫شأن مجموعتين خاصتين كبيرتين»‪.‬‬ ‫ومن األطراف المعنية باالتفاقية التي وقعت أمام الملك‪ ،‬وزارة الداخلية‪ ،‬ووزارة االقتصاد والمالية‪،‬‬ ‫ووزراة التجارة والصناعة‪ ،‬ووالية طنجة‪ ،‬وجهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة‪ ،‬إلى جانب مجموعة هايطي والبنك‬ ‫المغربي للتجارة الخارجية‪-‬بنك إفريقيا‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫‪ 48‬بالمائة توقعات صندوق النقد الدولي كمعدل نمو‬ ‫بالمغرب سنة ‪2017‬‬

‫توقع رئيس بعثة الصندوق الدولي للمغرب‪ ،‬نيكوال بالنشي اليوم االثنين أن يرتفع معدل النمو‬ ‫االقتصادي بالمغرب إلى ‪ 4،8‬بالمائة سنة ‪ 2017‬بفضل انتعاش «قوي» في القطاع الفالحي‪ .‬وأشار السيد‬ ‫بالنشي خالل ندوة صحفية بالرباط على هامش مهمة متعلقة بالمراجعة الثانية لالتفاق المتعلق بالخط‬ ‫االئتماني الوقائي للسيولة للمغرب‪ ،‬إلى أنه «رغم ذلك‪ ،‬فالنمو في القطاعات غير الفالحية يتزايد بوتيرة‬ ‫متواضعة تبلغ ‪ 3،3‬بالمائة»‪ .‬وأبرز رئيس البعثة الذي يقود فريقا من مصالح صندوق النقد الدولي في‬ ‫مهمة بالمغرب من ‪ 29‬يونيو إلى غاية ‪ 10‬يوليوز‪ ،‬أن األداءات والسياسات الماكرو‪-‬اقتصادية بالمغرب‬

‫وقال السيد بالنشي‪« ،‬إن فريق صندوق النقد الدولي‪ ،‬الذي أشاد بالتقدم الذي حققه المغرب في‬ ‫مجال تعزيز قوة القطاع المالي‪ ،‬يشجع المملكة على تسريع اإلصالحات الهيكلية الرامية إلى تحسين‬ ‫مناخ األعمال والحكامة‪ ،‬ومكافحة الرشوة‪ ،‬وتقليص معدل البطالة‪ ،‬ال سيما في أوساط الشباب‪ ،‬وتقليص‬ ‫الفوارق اإلقليمية واالجتماعية‪ ،‬وإصالح التعليم»‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫مليار أورو من البنك اإلفريقي لتمويل البنيات التحتية‬ ‫بالمغرب‬ ‫قام البنك اإلفريقي للتنمية بتعبئة أزيد من ‪ 1،7‬مليار أورو منذ ‪ 1967‬من أجل تمويل ‪ 15‬عملية تهم‬ ‫البنيات التحتية بالمغرب‪.‬‬ ‫ومن أجل مواكبة استراتيجية المغرب في قطاع النقل‪ ،‬مول البنك اإلفريقي للتنمية العديد‬ ‫من المشاريع التي أطلقتها المملكة خالل العقود األخيرة‪ ،‬من خالل برنامج طموح لإلصالح‬ ‫المؤسساتي يروم تحسين الخدمات وعصرنة البنيات التحتية للنقل (الطرقي والسككي والجوي‬ ‫والمينائي)‪.‬‬ ‫ويتمثل الهدف الشمولي في تحسين التنافسية اللوجيستيكية للمملكة من أجل جعلها قطبا إقليميا‪.‬‬ ‫وبخصوص مشروع االستثمار‪ ،‬هم أول تدخل للبنك اإلفريقي للتنمية في أكتوبر ‪ 1987‬منح قرض‬ ‫مخصص لتمويل البرنامج القطاعي لوسائل النقل‪ ،‬وفق وثيقة للبنك وزعت خالل زيارة للمشاريع بمراكش‬ ‫ممولة من قبل البنك اإلفريقي للتنمية‪.‬‬ ‫وأبرزت الوثيقة أن هذا البرنامج هم ثالثة أنواع من النقل (البري والجوي والبحري) وسطر كهدف له‬ ‫تأهيل وتعزيز القطاع‪ .‬وإلى جانب بناء البنيات التحتية‪ ،‬هم البرنامج دعم تأهيل اإلصالحات المؤسساتية‬ ‫الرامية إلى النهوض بالتنافسية والمهنية وإزاحة االحتكارات‪.‬‬ ‫وفي مجال تطوير المطارات‪ ،‬يساهم التدخل الثاني للبنك اإلفريقي للتنمية في تحسين البنيات التحتية‬ ‫للمطارات وتعزيز سالمة المالحة الجوية بالمغرب‪.‬‬ ‫ومكن المشروع الثالث للمطارات من رفع قدراتها العملية من خالل تأهيل البنيات التحتية وتوسيع‬ ‫منظومة المالحة الجوية وتعزيز منشئات السالمة على األرض‪.‬‬ ‫ويهم أساسا مطارات فاس وأكادير ومراكش ووجدة‪.‬وفيما يتعلق بالقطاع السككي‪ ،‬أوضح البنك أن‬ ‫مشروع رفع الطاقة مكن المحور السككي طنجة‪-‬مراكش من االستجابة لحاجيات نقل السلع والمسافرين‬ ‫عبر هذا المحور‪.‬‬

‫ويهم على الخصوص تثليث الخط (على طول ‪ 99‬كلم) وتثنية جزئية على شطري‬ ‫القنيطرة‪-‬الدار البيضاء وسطات ‪-‬مراكش على التوالي‪.‬أما في ما يتعلق بتعزيز القدرات‬ ‫السككية على محو الدار البيضاء‪-‬مراكش‪ ،‬فقد شيدت أكثر من ‪ 10‬آالف متر مربع تهم‬ ‫المحطات و‪ 141‬كلم من السكة الحديدية المجهزة و بناء ‪ 5000‬متر مربع من أوراش صيانة‬ ‫العربات‪.‬أما بالنسبة للطرق‪ ،‬فقد تدخل البنك اإلفريقي للتنمية في عام ‪ ،1994‬وخاصة من‬ ‫خالل المشروع الطرقي الثالث وتهيئة الطريق السيار مراكش‪-‬أكادير في عام ‪ ،2006‬الذي‬ ‫تم إنجازه بمبادرة مزدوجة من المغرب ومن البنك‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬تهدف المرحلة الثانية من البرنامج الوطني للطرق القروية‪ ،‬التي يجري االنتهاء‬ ‫منها‪ ،‬تعزيز قدرة تأمين البنيات التحتية للنقل في الوسط الحضري وتهم إنجاز ‪ 15.560‬كلم خطي‪ ،‬منها‬ ‫‪ 63‬في المائة من الطرق المعبدة و ‪ 37‬في المائة من الطرق غير المعبدة‪ ،‬حيث مول البنك اإلفريقي‬ ‫للتنمية ‪ 482‬كلم من الطرق المعبدة وتهيئة ‪ 320‬كلم من الطرق غير المعبدة‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪898‬‬

‫مسارات ‪:‬‬

‫‪8‬‬

‫أعراض واختالالت‪...‬‬ ‫• مصطفى بديع السوسي‬

‫« معجزة قسم»‬

‫فيلم وثائقي مغربي جديد‬

‫• دع الفوضى كما هي‪ ،‬واقض ما أنت قاض‪ ،‬وال تتدخل فيما‬ ‫ال يعنيك‪...‬‬ ‫• هل هناك ما هو أكثر أهمية من األمن‪ ،‬واألمان‪ ،‬والطمأنينة‪..‬؟‬

‫أعراض الخلل االجتماعـــي بدأت‬ ‫تظهر مع حلول الصيــف الـحــار‪ ..‬وهو‬ ‫حار في طقسه‪ ،‬وحار في أسعاره‪ ،‬وحار‬ ‫في ع��ادات��ه‪ ...‬ب��دأت مواكب الزفاف‬ ‫الصاخبة تظهر مع تجاهل تام للسلطات‬ ‫المسؤولة عن فرض النظام لحقوق‬ ‫وواجبات هذه االحتفاالت واالستعراضات‬ ‫الطائشة‪...‬‬ ‫أبواق مواكب سيـــارات الزفاف ال‬ ‫تنقطع وإلى الهزيع األخير من الليل‪،‬‬ ‫وبداية الفجر الجديد‪ ..‬أبواق مجنونـة‬ ‫ال تحترم شعور اآلخ��ري��ن‪ ..‬النيام‪..‬‬ ‫والمرضى‪ ..‬والعمال الذين سيبدؤون‬ ‫العمل مع تباشير اليوم الجديد‪ ..‬ال‬ ‫أفهم كيف يُصرّ من سيذهب لالختالء‬ ‫بزوجته على أن يوقظ الناس جميعا‪،‬‬ ‫خصوصا في حيه‪ ..‬وعلى أن يشهد‬ ‫زفافه ودخوله بزوجته زمرة من الناس‬ ‫حتى وهم كارهون‪..‬؟‬ ‫وال أفهم كيف يلعلع صوت البارود‬ ‫في سكون الليل فيقفز كل كائن حي‬ ‫من فراشه مذعورا‪ ،‬كل هذا مع وجود‬ ‫جهاز لحفظ األمن والطمأنينة‪ ،‬ولكنه‬ ‫قد يكون نائما أيضا‪ ..‬سيكون على‬ ‫الناس أن يصبروا على مصائب قوم‬ ‫خالل فصل الصيف الجديد‪ ...‬أو الهروب‬ ‫إلى أقصى األرض‪ ،‬حيث ال أعراس وال‬ ‫من يفرحون‪ ،‬ويصرخون‪ ،‬ويزغردون‪،‬‬ ‫ويطلقون رشاش البارود المزعج‪.‬‬ ‫ هناك خلل آخر وي��ؤدي أوال إلى‬‫ضياع هيبة السلطة من جهة‪ ،‬وإلى‬ ‫فقدان الناس للثقة في من يفرض‬ ‫فيهم استتباب األمن‪...‬‬ ‫ــ يوم الخميـــس ‪ 6‬يوليوز ‪2017‬‬ ‫والممر الضيق محمد كنون المؤدي‬ ‫إلى مقر المقاطعة الخامسة عشر (‪)15‬‬ ‫وهو بالمناسبة سوق عشوائي محتل‬ ‫بكامله من طرف عربات وخيام وطاوالت‬ ‫بيع الخضر والفواكه‪ ..‬وقفت دراجة‬ ‫ثالثية العجالت مثقلة تجر عربة عامرة‬ ‫بالفلفل األخضر‪ ،‬الدراجة ومعها العربة‬ ‫وقفا وسط الممر الضيق بين الباعة‬ ‫المحتلين للرصيف األيمن واأليسر‪،‬‬ ‫بحيث تعذر على الناس المرور‪ ،‬فما كان‬ ‫من أحد المواطنين وقد عاين المنكر‬ ‫إال أن خاطب الجاهل المشاغب صاحب‬ ‫العربة‪ ،‬راجيا منه إبعاد دراجته عن وسط‬ ‫الطريق‪ ..‬البائع تجاهل الطلب‪ ،‬ولما ألح‬ ‫المواطن قال له ‪« :‬اذهب إلى األمن فأنا‬ ‫هنا‪ ،»..‬استشاط المواطن غضبا وقصد‬ ‫مقر المقاطعة‪ ،‬فوجده مغلقا‪ ،‬ولكنه‬ ‫لمح سيارة لرجال القوات المساعدة‬ ‫واقفة بمحاذاة مسجد طارق بن زياد‬ ‫(مسجد السعودي)‪ ،‬فقصد السيارة ليجد‬

‫بها رجلين من القوات المساعدة‪ ،‬فلما‬ ‫حكى لهما النازلة‪ ..‬وأن البائع يقف في‬ ‫طريق المرور‪ ،‬وأن الناس يخشون شره‬ ‫فال يكلمونه أجاباه‪« ..‬وماذا تريدنا أن‬ ‫نفعل؟»‪ ..‬أبعداه عن طريق المرور‪ ..‬قاال‬ ‫له‪« ،‬إذا تحدثنا إليه قد يجيب بما نكره‪،‬‬ ‫وقد ننجر إلى شيء آخر‪ ،‬فدعنا وشأننا»‪.‬‬ ‫ولما احتج وسألهما عن دورهما‪ ..‬وعن‬ ‫وجودهما بالمكان أصال‪ ،‬قاال له ‪« :‬هذا‬ ‫ما شي شغلك‪ ،‬الباعة أغلقوا حتى باب‬ ‫المقاطعة وم��ع ذل��ك لم تصدر إلينا‬ ‫أي تعليمات‪ ..‬فدع الفوضى كما هي‪،‬‬ ‫واقض ما أنت قاض‪ ،‬وال تتدخل فيما ال‬ ‫يعنيك»‪.‬‬ ‫ه��ذه الحادثة حدثت ف��ي اليوم‬ ‫المذكور‪ ،‬وهم عندهم في هذه الناحية‬ ‫يوم سوق‪ ..‬وبالمناسبة فالمنطقة تجمع‬ ‫كل حشاش ومشبوه وذي سوابق‪ ،‬وهم‬ ‫بجانب مقر المقاطعة ذراعا بذراع‪ ،‬حيث‬ ‫ممثل السلطة المحلية‪ ،‬ورجال القوات‬ ‫المساعدة الذين يقفون عاجز ين حتى‬ ‫ع��ن حمامية مسجد ط��ارق ب��ن زي��اد‬ ‫المجاور من الباعة والمهربين وتجار‬ ‫الممنوعات‪.‬‬ ‫نسيت أن أذك��ر أن إدارة األمن‬ ‫الوطني‪ ،‬الدائرة الخامسة توجد قريبا‬ ‫من هذا السوق العشوائي‪ ،‬وتعرف ما‬ ‫يخفيه من مصائب‪ ،‬ولكنها طبعا ال‬ ‫تتحرك إال بناء على شكاية أو بتعليمات‬ ‫فوقية‪..‬‬ ‫ول��ت��ب��ق��ى ال���ف���وض���ى‪ ..‬وليبقى‬ ‫المواطنون عرضة لكل تهديد وبطش‪،‬‬ ‫وهكذا حالنا‪ ،‬فلن تتحرك أجهزتنا إال‬ ‫عند وقوع ما ال تحمد عقباه‪ ،‬وال ينفع‬ ‫الغربال في حجــب أشعــة الشمـــس‪،‬‬ ‫فالسكان يعرفون ما يخفيه كل جنب‬ ‫وج��ان��ب‪ ..‬وك��ل م��ا وراء ج��دار وس��ور‬ ‫وش��ج��رة‪ ،‬ولكنهم يضرعون إل��ى اهلل‬ ‫أن يكأل حيهـــم ومنطقتهم برعايته‬ ‫وعنايته وحمــايتـه‪ ..‬ويتساءلــون عن‬

‫مستشارهــم الجماعـــي في المجلــس‬ ‫اليتيم‪ ،‬والمقاطعــة التي يتبعون لها‬ ‫جماعيا‪ ...‬فهل هناك ما هو أكثر أهمية‬ ‫من األمن واألم��ان والطمأنينة‪..‬؟ بل‬ ‫حتى الطرق الجانبية المجاورة لعمارة‬ ‫الوداد (ديور الوداد) تشكو فوضى عارمة‬ ‫جراء السيارات الراسية هناك‪ ،‬والعابرة‬ ‫التي ال تقيم وزنا لكم األطفال واألسر‪..‬‬ ‫خصوصا وأن الساحة المجاورة لعمارة‬ ‫ال��وداد هي المتنفس الوحيد ألطفال‬ ‫الحي‪ ،‬والواجب‪ ،‬حرصا على سالمة هؤالء‬ ‫األطفال‪ ،‬يفرض منع مرور السيارات من‬ ‫الحي بإقامة حواجز ثابتة عند مداخله مع‬ ‫تزيينه لو أمكن بأعشاب وأحواض نباتية‬ ‫تضفي عليه منظرا جماليا‪..‬‬ ‫ــ من مظاهر الخلل أيضا أن نرى‬ ‫رجاال بثياب رثة وهم يحملون أجساد‬ ‫خرفان أو عجول‪ ،‬ناقلين إياها من ناقلة‬ ‫اللحوم إل��ى محالت ال��ج��زارة بالسوق‬ ‫الموجود قبالة مقر المقاطعة ‪ 15‬دون‬ ‫توافر آليات الوقاية من الميكروبات‬ ‫والجراثيم والبكتريات والغبار عند نقل‬ ‫ه��ذه اللحوم ال��ع��اري��ة‪ ..‬طبعا وليس‬ ‫هناك من مراقبة أو ممن يغير المنكر‬ ‫ولو بفرض عقوبات زجرية على محالت‬ ‫الجزارة التي تنقل إليها هذه اللحوم‪...‬‬ ‫وه��ذه ليست كل اختالالت بداية‬ ‫الصيف‪ ..‬وليست كل المآخــــذ‪ ..‬هذه‬ ‫فقط مشاهــد بالعيـــن المجـــردة‪..‬‬ ‫دون بحــث‪ .‬فالبحث سيقود إلى ما هو‬ ‫أكبر‪ .‬وهناك جزار عند مدخل السوق‬ ‫اغتنى بمهنته وأصبح صاحب مشاريع‬ ‫وعقارات ومع ذلك لم يكلف نفسه شراء‬ ‫ما يغطي الذبائح التي تنقل إلى محله‬ ‫اتقاء الطفيليات والغبار‪ ..‬أال يستحق هذا‬ ‫التاجر المرابي عقابا في مستوى تجاهله‬ ‫لصحة وسالمة المواطنين؟‬ ‫اكتفينا بهذا القدر اليسير‪ ..‬واأليام‬ ‫أمامنا‪ ..‬والصيف مازال في بدايته‪!!..‬‬

‫صدر أخيرا للمخرجة المغربية لبنى‬ ‫اليونسي فيلم وثائقي يحمل عنوان «معجزة‬ ‫قسم» من إعداد شركة الشاوي لإلنتاج‪.‬‬ ‫يلعب أدوار البطولة في الفيلم األسرى‬ ‫الحقيقيين الذين ظلوا ربع قرن من الزمن‬ ‫في معتقالت تندوف‪ ،‬الكابتان علي نجاد‪،‬‬ ‫والقبطان محمد بلقاضي‪ ،‬ومحمد بطيش‪،‬‬ ‫والممرض الفريزي عبد الرزاق‪ ،‬والمخفي‬ ‫عبد اهلل وباقي األسرى المغاربة األبطال‪.‬‬ ‫صور الفيلم في منطقة تمصلوحت‬ ‫بإقليم مدينة مراكش‪ ،‬حيث تم تجسيد‬ ‫األدوار الحقيقية‪ ،‬وتمثيل المآسي في جو‬ ‫من التفاعل بين األبطال والمخرج وشركة‬ ‫الشاوي لإلنتاج‪.‬‬ ‫ترصد المشاهد حجم االنتهاكات‬ ‫الحقوقية التي تكرس خلف الجدار الرملي‬ ‫وفي تندوف ومعتقالت الجزائر‪.‬انتهاكات‬ ‫تجسد حقيقة البوليزاريو وبشاعة العسكر‬ ‫الجزائري‪ .‬وتكشف المؤامرات التي تحاك‬ ‫ضد المغرب وممارسات السياسة الجزائرية‬ ‫التي تشكل خرقا سافرا التفاقيات حقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬واتفاقية جنيف‪ .‬وتجاهال متعمدا‬ ‫لشروط معاملة األسرى اإلنسانية‪.‬‬ ‫يوثق الفيلم بالصوت والصورة حجم‬ ‫الجرائم التي تطال األس��رى المغاربة في‬ ‫مخيمات تندوف‪ ،‬ويترجم قدرالعداء الذي‬ ‫يكنه هؤالء للمغرب‪ ،‬كما يكشف الستار عن‬ ‫خفايا الدبلوماسية الجزائرية الموصومة‬ ‫بالنزعةاإلنتقامية‪.‬‬ ‫يستهل الفيلم بشهادات حية يرويها‬ ‫األبطال أنفسهم‪ ،‬حكايات تلخص المآسي‬ ‫الآلإنسانية ‪ ،‬و حجم معاناة يومية تحت‬ ‫نار السياط ولهيب الشمس الحارقة‪ .‬منذ‬ ‫لحظة اإلعتقال األولى تبدأ قصة النهاية‪،‬‬ ‫نهاية كائن بشري مفعم بالحياة والحيوية‪،‬‬

‫ووالدة مخلوق جديد مجبول على التحمل‬ ‫واإلحتمال‪ ،‬احتمال األعمال الشاقة‪ ،‬وتحمل‬ ‫الضرب والشتم والمعامالت الوحشية‪.‬‬ ‫يردد األسير المخفي عبد اهلل الملقب‬ ‫ب»الريفي» الجملة إياها في شهادته حول‬ ‫الوضع في المعتقالت الجزائرية‪« :‬ذقنا شتى‬ ‫أن��واع العذاب‪ .‬العذاب األصغر‪ ،‬والعذاب‬ ‫األكبر‪ ،‬والعذاب الغليظ»‪ .‬عبارة تلخص‬ ‫حجم المعاناة في تيندوف حيث حياة ليل‬ ‫في العراء طي الحفرأرحم من جحيم النهار‪.‬‬ ‫تترجم الشهادات قدر المعاناة النفسية‬ ‫التي تعصف بحال األسرى وذويهم‪ ،‬معاناة‬ ‫في األسر ومعاناة في الوطن في ظل عوائق‬ ‫نفسية ال تسمح باندماج أهل غرباء‪ ،‬وبلد‬ ‫غريب‪ ،‬ووطن أضحى بعد األسر ال يستوطن‬ ‫إال الذاكرة‪.‬‬ ‫يصورالفيلم مشاهد حقيقية يمثلها‬ ‫أبطال اليلبسون قميص الممثل‪ ،‬بل‬ ‫يترجمون معاناتهم بهويتهم الحقيقية‪،‬‬ ‫لذلك جاء الفيلم على قدر مميز من اإلبداع‪،‬‬ ‫كانت المشاهد المصورة في إقليم مراكش‬ ‫تماهي المشاهد الحقيقية في تيندوف‪،‬‬ ‫ناهيك عن مهارة التصوير واإلخراج‪.‬‬ ‫«معجزة قسم» فيلم يحرك المشاعر‬ ‫الوطنية ويترجم معنى ح��ب الوطن‪.‬‬ ‫ش��ه��ادات م��ن ال��واق��ع ترصد البطولة‬ ‫الحقيقية‪ ،‬ومعنى التضحية من أجل وحدة‬ ‫األرض‪ .‬أبطال تقاسموا المآسي والعذاب‪،‬‬ ‫وكتبوا مغربية الصحراء بدمائهم‪ .‬وعلى‬ ‫الوطن أن يبادلهم اإلعتبار ويوشحهم‬ ‫أوسمة البطولة والفخر وال��ش��رف‪ .‬في‬ ‫انتظار أن يخرج الفيلم للوجود‪ ،‬وتعج به دور‬ ‫السينما الوطنية‪ ،‬ويعرف القاصي والداني‬ ‫معنى «وطن»‪.‬‬

‫هناء مهدي‬

‫تجار ومهنيو الحسيمة يلتمسون‬ ‫من السلطات العمومية التدخل إلنقاذ‬ ‫المنطقة من اإلفالس‬

‫مع دخول فصل الصيف‪ ،‬بدت النتائج‬ ‫المدمرة لحراك الحسيمة واضحة للعيان‪ ،‬بعدما‬ ‫وصلت الوضعية االقتصادية بالمنطقة إلى حافة‬ ‫اإلفالس‪ ،‬بشكل لم يسبق له مثيل منذ عقود من‬ ‫الزمن‪ ،‬حيث صارت مختلف األنشطة االقتصادية‬ ‫مهددة بالتوقف الشامل‪ ،‬جراء االنخفاض‬ ‫المهول في عدد الوافدين على الحسيمة‪ ،‬الذين‬ ‫اعتادوا قضاء عطلة الصيف بها‪.‬‬ ‫وحسب معطيات متطابقة‪ ،‬حصلت عليها‬ ‫جريدة «طنجة»‪ ،‬فإن التجار والمهنيين باتوا‬ ‫يعيشون وضعية جد متأزمة‪ ،‬وصاروا يحصدون‬ ‫نتائج صمتهم إزاء المسار الذي فرضه «قادة‬ ‫الحراك»‪ ،‬والذي كان العقــــالء ينبهــون إلى‬ ‫تداعياتـه الخطيــرة على األنشطــة التجارية‬ ‫والمهنية بالحسيمة والمناطق المجاورة‪.‬‬ ‫وأمام هاته الوضعية المتردية‪ ،‬وبعد أن‬ ‫وصل السكين إلى العظم‪ ،‬حيث تراكمت الديون‬ ‫على التجار والمهنيين‪ ،‬وأصبحوا عاجزين عن‬ ‫أداء ما بذمتهم للممونين‪ ،‬توافد خالل اليومين‬ ‫األخيرين العشرات منهم على مفوضية أمن‬ ‫إمزرون لتقديم شكاياتهم ضد مثيري الفوضى‪،‬‬ ‫والواقفين وراء إرباك الحياة اليومية بالمدينة‪،‬‬

‫ويطالبون فيها من السلطات األمنية التدخل‬ ‫لوضع حد نهائي لمظاهر الفوضى التي تعم‬ ‫المنطقة‪ ،‬وإلرجاع الهدوء والسكينة بها‪ ،‬وتوفير‬ ‫الظروف المالئمة لكي تستعيد المنطقة حياتها‬ ‫الطبيعية‪.‬‬ ‫المآل الذي انتهت إليه مدينة الحسيمة‬ ‫والمناطق المجاورة‪ ،‬بعد سبعة أشهر من إصرار‬ ‫أبناء المنطقة على دفع األمور نحو الفوضى‪،‬‬ ‫من شأنه أن يسائل اليوم العقالء وذوي النيات‬ ‫الحسنة حول ما الذي يجب فعله لتجاوز هذا‬ ‫المأزق‪.‬‬ ‫ألم يحن الوقت بعد لترتفع أصوات كل من‬ ‫له غيرة على منطقته ووطنه من أجل التنديد‬ ‫بكل المحاوالت التي تصـــر على إطالـــة أمد‬ ‫الفوضى وعدم االستقرار؟‪..‬‬ ‫ألم يحن الوقت لينتفض عقالء المنطقة‬ ‫من أجل المطالبة بإعمال الحكمة‪ ،‬ودعوة‬ ‫مثيري الفوضى للعودة إلى رشدهم‪ ،‬واالنتصار‬ ‫لمصلحة المدينة والمنطقة‪ ،‬عوض اإلصرار على‬ ‫نسف جميع الجهود التي تبذلها الدولة من أجل‬ ‫وقف نزيف األزمة الخانقة‪ ،‬التي أصبحت فاتورتها‬ ‫ترهق كاهل ساكنة المنطقة‪.‬‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪898‬‬

‫في الذكرى الثامنة والعشرين لرحيله‬

‫العالمة عبد اهلل كنون وإسهاماته في الحقل التعليمي (‪)2/2‬‬ ‫‪-‬‬

‫د‪ .‬سي محمد أملح ‪ /‬تطوان‬

‫«وقد كان التعليم هو همنا األول (‪ )...‬ولعلنا نموت وفي أنفسنا حسرة من الوضعية المهزوزة لهذا التعليم»‪.‬‬

‫عبد اهلل كنون‬

‫تناولت في الحلقة األولى من هذا المقال المعنون‬ ‫بـ»العالمة عبد اهلل كنون وإسهاماته في الحقل‬ ‫التعليمي»‪ ،‬والتي نشرتها هنا في العدد الماضي من‬ ‫جريدة «الشمال ‪ »2000‬الغراء‪ ،‬الظروف التاريخية التي‬ ‫ظهرت فيها المدرسة اإلسالمية الحرة بطنجة إلى‬ ‫الوجود‪ ،‬ثم عرجت في الحديث عن المنهاج التعليمي‬ ‫والتربوي الذي سطره لها مؤسسها العالمة عبد اهلل‬ ‫كنون واألنشطة التي شهدتها إب��ان تلك المرحلة‬ ‫العصيبة من تاريخ المغرب‪ ،‬إلى جانب المضايقات التي‬ ‫تعرضت لها المدرسة من لدن سلطات الحماية‪.‬‬ ‫وفي هذه الحلقة الثانية واألخيرة‪ ،‬نقف على جانبين‬ ‫آخرين من جوانب إسهامات العالمة عبد اهلل كنون في‬ ‫الحقل التعليمي؛ ويتعلق األمر هنا بـ‪ :‬المساهمة في‬ ‫التأليف المدرسي‪ ،‬والدفاع عن اللغة العربية والتعليم‬ ‫القائم بها‪.‬‬ ‫• ثانيا‪ :‬المساهمة في التأليف المدرسي‪.‬‬ ‫ارتبطت مساهمة العالمة عبد اهلل كنون في التأليف‬ ‫المدرسي ارتباطاً وثيقاً بتأسيس المدرسة اإلسالمية‬ ‫الحرة‪ .‬فمثلما عانى‪ ،‬كما سبق ذكره‪ ،‬في تأسيس هذه‬ ‫المدرسة سنة ‪1936‬م‪ ،‬عانى أيضاً في توفير الكتاب‬ ‫المدرسي الذي يوافق منهاج الدراسة آنذاك‪ .‬وال يخفى‬ ‫أن تلك المرحلة شهدت قلة في توفير الكتاب المدرسي‪،‬‬ ‫خصوصاً إذا علمنا أن سلطات الحماية كان من ضمن‬ ‫حربها على التعليم المغربي الحر تشديد المراقبة على‬ ‫المقررات الدراسية عموماً‪ ،‬وبعض المواد التعليمية‬ ‫خصوصاًكالتاريخوالجغرافيةوالحساب‪،‬لكونمواضيعها‬ ‫ال تتوافق مع مخططاتها االستعمارية الدنيئة‪.‬‬ ‫من هذا المنطلق‪ ،‬جاءت مساهمة األستاذ عبد اهلل‬ ‫كنون في مجال التأليف المدرسي‪ ،‬ليستعين بما يؤلفه‬ ‫ضمن برنامج التعليم في المدرسة التي أسسها‪ ،‬وذلك‬ ‫إلى جانب الكتب المدرسية التي كان يستجلبها من‬ ‫المشرق أو تلك التي كانت منتشرة في الساحة التعليمية‬ ‫المغربية‪ .‬وقد تمثلت تلك المساهمة في تأليف ثالثة‬ ‫كتب مدرسية في مواد دراسية مخصوصة؛ هي التاريخ‬ ‫والمطالعة والتشريع اإلسالمي‪ ،‬حيث اختص التأليفان‬ ‫بالمدارس الحرة وهما‪« :‬مدخل إلى تاريخ المغرب»‬ ‫و«القدوة السامية للناشئة اإلسالمية»‪ ،‬في حين اختص‬ ‫التأليف الثالث بالتعليم األصيل وهو «محاذي الزقاقية»‪.‬‬ ‫وسأخص الحديث في هذه األسطر عن التأليفين‬ ‫األولين‪.‬‬ ‫‪ – 1‬مدخل إلى تاريخ المغرب‪.‬‬ ‫إن إحساس األستاذ عبد اهلل كنون بخصاص في‬ ‫برنامج مادة التاريخ في المدرسة الحرة التي أسسها دفعه‬ ‫إلى تأليف كتاب عده مدخال إلى هذا المجال المعرفي‪،‬‬ ‫حيث اختزل فيه تاريخ المغرب خالل حقب زمنية متفاوتة‪،‬‬ ‫تنطلق من عصر ما قبل اإلسالم وتنتهي إلى عصر ما‬ ‫بعد االستقالل‪ .‬وقد أشار المؤلف في مقدمته إلى جملة‬ ‫من دوافع الكتابة‪ ،‬ناهيك عن مجموعة من المميزات‬ ‫التي انفرد بها هذا التأليف‪ .‬يقول‪« :‬هذا مدخل لتاريخ‬ ‫المغرب‪ ،‬رأينا أنفسنا مضطرين لكتابته بسبب ما نعالج‬ ‫من تعليم الناشئ على أصول التربية الوطنية الحديثة‪...‬‬ ‫وذلك أن الموجود من كتب تاريخ المغرب إما مؤلفات‬ ‫ضخمة وعلى األسلوب القديم ال تصلح لهذا الغرض‪،‬‬ ‫وإما كتب مسلسلة على حسب السنوات من غير إعادة‬ ‫ما تضمنته األجزاء السابقة في األجزاء الالحقة‪ .‬فالتلميذ‬ ‫يبقى مطالبا باستحضار ما في الجزء األول والثاني‬ ‫والثالث إلى آخره‪ ،‬ليمكنه أن يجوز االمتحان في السنة‬ ‫النهائية‪ .‬وفضال عما في ذلك من التعب‪ ،‬فإنه مخالف‬ ‫لبرنامجنا‪ ...‬وعلى هذا‪ ،‬فالمدخل تاريخ مدرسي ابتدائي‬ ‫معمول لقسم الشهادة االبتدائية في مدرسة خاصة‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬ال يمنع أن يستعمل في غيرها من المدارس التي‬ ‫وافق برنامجها‪ ،‬خصوصاً وقد اشتمل على مميزات قل‬ ‫أن توجد في غيره‪ :‬منها أنه يبتدئ بتاريخ ما قبل اإلسالم‬ ‫خالف الكتب الموجودة التي تبتدئ كلها بتاريخ الفتح‬ ‫اإلسالمي؛ ومنها أنه إنما يؤرخ عهود المجد لكل دولة‪،‬‬ ‫ويتجنب ذكر الفتن واالضطرابات الداخلية التي تمثل‬ ‫صحفاً سوداً في نظر التالميذ الصغار؛ ومنها أنه يعنى‬ ‫كثيراً بتصوير الحالة االجتماعية واألدبية في كل عصر‬ ‫من العصور‪ ،‬وال يقتصر على سرد تاريخ الملوك مجرداً‬ ‫عن النظر في حالة الشعب الذي هو المؤرخ في الحقيقة‬ ‫ال الملوك؛ ومنها أنه يحقق في بعض الوقائع التاريخية‪،‬‬ ‫ويوجه نظر التلميذ إلى ذلك التحقيق‪ ،‬لئال يميل مع من‬ ‫مالوا عن الصواب في ذلك لغفلتهم أو عدم تهممهم‬

‫إلى ضرورة ذلك مع اإلتقان‪ ،‬حتى إذا حصل الطالب في‬ ‫التعليم العالي على الدرجة العلمية المنشودة بلغته‬ ‫األصلية‪ ،‬كان عنده من الوسائل العلمية ما يؤهله‬ ‫لمواكبة قافلة البحث العلمي والتقني في العالم بكل‬ ‫نجاح‪.‬‬ ‫وإني ألدعو القارئ المهتم المستزيد في نظرة‬ ‫العالمة عبد اهلل كنون إلى العربية ودفاعه المستميت‬ ‫عنها أن يطالع عدداً من مقاالته مثل «العربية أمس‬ ‫واليوم» و«لغة العلوم في التدريس الجامعي» و«خواطر‬ ‫في تعليم المرأة» و«معركة التعريب»‪ ،...‬وجل هذه‬ ‫المقاالت منشور في كتبه األدبية المعروفة‪.‬‬ ‫هذا فيما يخص منافحة العالمة كنون عن اللغة‬ ‫العربية وضرورة أن يكون التعليم قائما بها في جميع‬ ‫مراحله‪ .‬أما دفاعه عن التعليم عموماً‪ ،‬فلعل واجهة‬ ‫من ذلك تحدثنا عنها في المحور السابق المتعلق‬ ‫بتأسيس المدرسة اإلسالمية الحرة بطنجة‪ ،‬وسنضيف في‬

‫بالبحث الموصل إلى المطلوب؛ ومنها االستعانة بالصور‬ ‫والخرائط التخطيطية على توضيح اآلث��ار التاريخية‬ ‫والمعلومات الجغرافية‪ ،‬إلى غير ذلك»‪.‬‬ ‫وتبعاً لذلك‪ ،‬جاء التأليف في شكل دروس عن كل‬ ‫فترة تاريخية عرفها المغرب‪ ،‬مركزة على أهم األحداث‬ ‫السياسية‪،‬ومرفقة في نهاية كل درس بمجموعة‬ ‫من األسئلة الهادفة إلى تقويم المكتسبات المعرفية‬ ‫المقدمة؛ وهي أسئلة بسيطة في تركيبها ال تتعدى‬ ‫اإلجابة عن ماذا ولماذا وكيف ومتى وما هي ومن‪.‬‬ ‫وألهمية الكتاب وانتشار تداوله‪ ،‬وجدناه طبع أكثر‬ ‫من مرة؛ فقد كانت طبعته األولى بالمطبعة المهدية‬ ‫بتطوان سنة ‪ ،1944‬ثم أعيد طبعه ثانية بالمطبعة‬ ‫نفسها سنة ‪ ،1951‬كما طبع طبعة ثالثة بمطبعة‬ ‫كريماديس بتطوان سنة ‪.1958‬‬ ‫‪ – 2‬القدوة السامية للناشئة اإلسالمية‪.‬‬ ‫وهو كتاب مطالعة لتالميذ المدارس المغربية‪ ،‬كما‬ ‫جاء على غالفه‪ .‬وقد صدر عن منشورات معهد موالي‬ ‫المهدي بتطوان سنة ‪.1945‬‬ ‫يهدف المؤلف عبد اهلل كنون من وراء هذا التأليف‬ ‫إلى ترسيخ مجموعة من المبادئ اإلسالمية في نفوس‬ ‫الناشئة‪ ،‬وذلك من خالل تذكيرهم ببعض القصص‬ ‫التاريخية المجيدة التي يحق للفرد المسلم أن يفخر بها‪،‬‬ ‫ثم توظيفها في سياق العبرة والعظة واالقتداء‪ .‬يقول‬ ‫العالمة كنون في فاتحة قدوته‪« :‬أيها الناشئ المسلم‪،‬‬ ‫أرشدك اهلل‪ ،‬ووفقك لما يحبه ويرضاه‪ ...‬فقم على ساق‬ ‫الجد واالجتهاد ألداء المهمة التي حملت‪ ،‬وتبليغ الرسالة‬ ‫كما أمرت‪ ،‬واقتد في ذلك بأسالفك الكرام الذين لم‬ ‫يدخروا جهداً في سبيل إعزاز اإلسالم‪ ،‬وحماية بيضته‪،‬‬ ‫والدفاع عن حقيقته‪ ...‬فكيف بك إذا قصرت دونهم‪،‬‬ ‫وتخلفت عن نهجهم وطريقهم‪ ،‬فصرت من المسؤولين‬ ‫عن ضياع هذا المجد األثيل‪ ...‬وها أنا أضرب لك أمثاال‬ ‫سامية مما كان عليه ذلك السلف الصالح من العزيمة‬ ‫والثبات والهمة والشجاعة والغيرة واإلخالص‪ ،‬عسى أن‬ ‫تنبعث نفسك لالقتداء بهم‪ ،‬والنسج على منوالهم»‪.‬‬ ‫وتبعاً لهذه الغاية اإلسالمية السامية التيسعى المؤلف‬ ‫عبد اهلل كنون إليها‪ ،‬فإنه ال غرو في أن نجد لنصوص‬ ‫الكتاب عناوين تفصح ألول وهلة عن تلك القيم الدينية‬ ‫المجيدة‪ .‬فنقرأ عناوين من قبيل‪« :‬العزيمة والثبات»‪،‬‬ ‫و «عربي حر»‪ ،‬و «ويوثرون على أنفسهم»‪ ،‬و «الحرية‬ ‫والمساواة»‪...‬‬ ‫يضم هذا الكتاب‪ ،‬بعد فاتحته‪ ،‬عشرين قطعة أدبية‬ ‫متقاربة الطول في عمومها؛ منها ثالث قطع شعرية‬ ‫هي «العزيمة والثبات» و«لسان حال الدولة اإلسالمية»‬ ‫و«عربي حر»‪ .‬وقد جاءت قصصها‪/‬العبرة في تكوينها‬ ‫مؤطرة بمقدمة تمهيدية للموضوع‪ ،‬ومنتهية بخاتمة‬ ‫تلخص العبرة ال��واردة فيها بواسطة جمل قصيرة‬ ‫ودالة‪ ،‬داعياً المؤلفُ القارئَ بأفعال أمر إلى أخذ العبرة‬ ‫واالقتداء بمضمون القصة‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬شفع‬ ‫المؤل ُفنصوصالمطالعة بشرح بعض الكلمات الصعبة‬ ‫التيتخللها‪.‬‬ ‫إلى جانب ما ذكر‪ ،‬فقد اضطلعت نصوص الكتاب‬ ‫بتمكين التلميذ الناشئ من اللغة العربية وألفاظها في‬

‫تراكيب بسيطة وجمل سهلة وأسلوب سلس في تناسب‬ ‫واضح مع المرحلة العمرية في المدارس الحرة‪ ،‬وكذا‬ ‫الظروف السياسية واالجتماعية والدينية التي كانت‬ ‫تمر بها المرحلة وقتئذ‪ .‬ونظراً ألهمية الكتاب‪ ،‬كما‬ ‫رأينا‪ ،‬سواء من حيث الشكل أو المضمون‪ ،‬فقد تخطى‬ ‫استعماله المدرسة اإلسالمية الحرة التي أسسها العالمة‬ ‫عبد اهلل كنون بطنجة‪ ،‬حيث قررت إدارة معهد موالي‬ ‫المهدي بتطوان استعماله في مدارسها أيضاً‪.‬‬ ‫• ثالثا‪ :‬الدفاع عن اللغة العربية والتعليم‬ ‫القائم بها‬ ‫لعل كل من تعرف إلى العالمة عبد اهلل كنون‪ ،‬سواء‬ ‫بشكل مباشر أم من خالل كتاباته المختلفة‪ ،‬يعلم أن‬ ‫الرجل كرس جزءا كبيراً من حياته في الدفاع عن اللغة‬ ‫العربية والمنافحة عن التعليم‪ ،‬والتعليم باللغة العربية‪.‬‬ ‫وال يخفى أن تلك المنافحة‪ ،‬التي كانت تصدر عنه في‬ ‫جل المحافل التي يحضرها ومن أي موقع وجد فيه‪ ،‬كانت‬ ‫جزءاً ال يتجزأ من نضاله الوطني الكبير الذي اتخذ أشكا ًال‬ ‫مختلفة‪.‬‬ ‫إن الرجل عاش مؤمنا بأن اللغة العربية هي لغة‬ ‫العلم والتعليم‪ ،‬باعتبارها اللغة التي اختارها اهلل تعالى‬ ‫لهذه األمة بأن أنزل بها القرآن الكريم؛ فاللغة العربية‬ ‫عند األستاذ كنون إلى جانب اإلسالم وجهان لعملة‬ ‫واحدة‪ .‬ومن ثمَّ‪ ،‬فإن تعلمها على المسلم واجب كتعلم‬ ‫مبادئ اإلسالم وأركانه‪ ،‬ومتى كان المسلم مسلماً بدون‬ ‫لغة عربية‪ .‬واألكثر من ذلك‪ ،‬كان العالمة عبد اهلل كنون‬ ‫يشدد على أن تكون اللغة العربية أداة لتلقين العلوم في‬ ‫جميع أطوار التدريس بما فيها التدريس الجامعي‪ ،‬وإن‬ ‫كان المقام ال يسمح باستحضار كم كبير من النصوص‬ ‫واآلراء التي صرح بها العالمة كنون في محافل متعددة‪،‬‬ ‫فإننا سنكتفي بما أجاب به رئاسة تحرير مجلة المعرفة‬ ‫السورية عندما استوضحته في ماهية لغة العلوم في‬ ‫التدريس الجامعي‪ ،‬وهل تصلح العربية أم ال غنى عن‬ ‫التدريس باللغات األجنبية؟ قال‪« :‬وجواباً عنه أقول‪ :‬إن‬ ‫لغة العلوم في التدريس الجامعي وفيما قبله من مراحل‬ ‫الدراسة في العالم العربي‪ ،‬يجب أن تكون هي العربية‪،‬‬ ‫وال يصح أن تكون غيرها بحال»‪ ،‬ويخلص بعد كالم دقيق‬ ‫وصائب إلى أنه «بيننا وبين تخطي عتبة التخلف هو نشر‬ ‫التعليم بلغتنا القومية‪ ،‬ورفع مستوى شعوبنا من األمية‬ ‫العلمية التي تتخبط فيها إلى مستوى الشعوب المتعلمة‬ ‫المتمرسة ببسائط العلوم ونواميس الطبيعة»‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بموقف األستاذ كنون من اللغة‬ ‫الفرنسية في التعليم‪ ،‬ف َل َكمْ كان يحز في نفسه ما خطط‬ ‫له االستعمار الفرنسي من زرع لغته في مقابل طمس‬ ‫لغتنا األم‪ .‬ولكم كان خوفه عظيما من انتشار هذه اللغة‬ ‫وخطورتها على هويتنا اإلسالمية‪ .‬فهي في رأيه «لغة‬ ‫تفصل الدين عن الدولة ومصالحها العامة‪ ،‬وأهم هذه‬ ‫المصالح التعليم‪ ...‬ولذلك‪ ،‬يثمر التعليم باللغة الفرنسية‬ ‫رقة الدين وضعف اإليمان‪ .‬وهذا أمر شاهد في كثير‬ ‫من شبابنا المتعلم بها‪ .‬ولم تستطع الدروس الدينية‬ ‫ومادة التربية الوطنية أن تحميه منه»‪.‬وعلى الرغم من‬ ‫هذا الموقف الرافض ألية لغة مزاحمة للغة العربية في‬ ‫التعليم‪ ،‬فإن العالمة كنون ال يرى ضرراً في تلقين لغة‬ ‫أجنبية أو اثنتين منذ المرحلة الثانوية للتعليم‪ ،‬بل يدعو‬

‫هذه األسطرواجهة أخرى جديرة بالوقوف عندها‪ ،‬وتتمثل في‬ ‫غيرته الكبيرة على التعليم الديني أو األصلي أو األصيل حسب‬ ‫تغير تسمياته‪.‬فقد كانت لهذا النوع من التعليم منزلة خاصة‬ ‫جداً عند العالمة عبد اهلل كنون‪ .‬وليس هذا األمر بغريب‪،‬‬ ‫فالرجل خريج التعليم الديني األصيل‪ ،‬حيث نهل من ينابيعه‪،‬‬ ‫وتتلمذ على كبار شيوخه‪ ،‬بل اشتغل فيه مدة أيام مزاولته‬

‫التدريس بالمعهد الديني العالي بتطوان‪ .‬ولما كان هذا‬ ‫التعليم الديني مزاحَماً من قبل التعليم الرسمي بأنواعه‬ ‫المختلفة سواء في عهد الحماية أو بعد االستقالل‪ ،‬كان‬ ‫األستاذ عبد اهلل يأسف بشدة على الحالة المزرية التي‬ ‫وصل إليها‪ ،‬وال يفتأ يعبر عن حرقته ومرارته على ذلك‬ ‫كلما أتيحت له الفرصة‪ ،‬خصوصاً في مؤتمرات رابطة‬ ‫علماء المغرب التي ترأسها منذ ‪ 1961‬إلى وفاته‪ .‬فمما‬ ‫جاء على لسانه في كلمته االفتتاحية التي تقدم بها‬ ‫في المؤتمر الخامس لرابطة علماء المغرب المنعقد‬ ‫بتطوان‪« :‬قصدنا أن نثير قضية هامة هي أساس ما‬ ‫يتخبط فيه المجتمع من انحالل خلقي‪ ،‬وتنكر لفكرة‬ ‫التدين‪ ،‬ومنابذة ألحكام الشرع الشريف‪ ،‬وارتماء في‬ ‫أحضان المذاهب المادية‪ ،‬أال وهو هجر العلم اإلسالمي‬ ‫أو التعليم الديني‪ ،‬أو التقليل من أهميته‪ ،‬وقطع السبيل‬ ‫على طلبته‪ ،‬بتغوير روافده‪ ،‬وطمس منافذه‪ ،‬حتى أصبح‬ ‫علما غير مرغوب فيه‪ ،‬ووقع اإلعراض عنه كلية إال من‬ ‫بعض طلبة البادية‪ ،‬مع أن العلم الديني هو مالك أمرنا‬ ‫وقوام ذاتيتنا»‪ .‬ومما عبر به أيضا في تحسر شديد‬ ‫قوله في كلمته التي ألقاها في المؤتمر العاشر للرابطة‬ ‫بمكناس سنة ‪« :1987‬وقد كان هذا التعليم هو همنا‬ ‫األول‪ ،‬وبسببه أنشئت هذه الرابطة‪ ،‬وقد مر على ذبنا‬ ‫عنه ونضالنا من أجل تقويمه أكثر من ربع قرن‪ .‬ولكن‬ ‫التحرش به ما فتئ هو‪ ،‬ولعلنا نموت وفي أنفسنا حسرة‬ ‫من الوضعية المهزوزة لهذا التعليم»‪.‬‬ ‫إن حديث العالمة عبد اهلل كنون عن التعليم‬ ‫األصيل في تلك الفترة لهو في الحقيقة حديث ينطبق‬ ‫على حال التعليم األصيل اليوم الذي ساءت حالته وغارت‬ ‫روافده وأوشكت معالمه في االنطماس‪ .‬ولعل منافحة‬ ‫العالمة عبد اهلل كنون عن التعليم األصيل واجهة من‬ ‫واجهات نضاله الواسعة التي تستحق أن تفرد بكتابة‬ ‫خاصة حولها تستجلي جل مواقف الرجل وآرائه في هذا‬ ‫الموضوع‪.‬‬ ‫على سبيل الختم‬ ‫على هذا النحو‪ ،‬كانت‪ ،‬إذن‪ ،‬مساهمة العالمة عبد‬ ‫اهلل كنون في المجال التعليمي؛ وهي مساهمة تعكس‪،‬‬ ‫كما ظهر‪ ،‬عمق النضال الوطني والقومي عند هذه‬ ‫الشخصية‪ ،‬حيث كان العمل الثقافي والعمل الوطني‬ ‫عنده وقتئذ عنصرين متالزمين ومتكاملين‪ ،‬ال يتيسر أن‬ ‫يأخذ أحدهما طريقه دون اآلخر‪ .‬وليس من شك في كون‬ ‫هذه الواجهة المشرقة من حياة هذا العالم إذا اصطفت‬ ‫إلى جانب مساهماته األخرى‪ ،‬تظهر بحق عظمة هذه‬ ‫الشخصية التي ظلت خالدة في الذاكرة المغربية‬ ‫والعربية‪ .‬فمهما قيل حولها وحول إنتاجها وإسهاماتها‪،‬‬ ‫فإنها ما زالت تنتظر من يكتب عنها بأشكال أخرى‬ ‫ومن جوانب مختلفة؛ بعضها ال يزال محجوباً عن القراء‬ ‫المتخصصين‪ ،‬بله العامين‪ .‬وهكذا‪ ،‬إذن‪ ،‬هم المفكرون‬ ‫العظماء الذين ال يموتون بفقد أجسادهم واختفائها في‬ ‫بطن األرض‪ ،‬ألنهم ليسوا كعامة الناس الذين إذا ماتوا‪،‬‬ ‫انسدل الستار عنهم‪ ،‬بل يظلون في عرف الناس أحيا ًء‬ ‫يذكرون‪.‬‬

‫(انتهى)‬


‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪898‬‬

‫حفل بمداق التميز والمساواة وإنعاش ثقافة االعتراف‬ ‫يشهده قطاع التعليم بوزان‬ ‫وزان ‪ :‬مراسلة خاصة‬

‫«لقد تميز الموسم الدراسي الحالي‬ ‫بتحسن ملحوظ في مؤشرات التمدرس‪،‬‬ ‫ويتجلى ذلك في توسيع قاعدة العرض‬ ‫التربوي باإلقليم‪ ،‬وانخفاض نسبة الهدر‬ ‫المدرسي‪ ،‬إذ حققت المديرية نتائج حسنة‬ ‫بزيادة معدل يوازي نقطتين ونصف عن‬ ‫الموسم الماضي» ‪ .‬بهذه الجملة المكثفة‬ ‫كلماتها‪ ،‬استهل المدير اإلقليمي لوزارة‬ ‫التربية الوطنية بوزان كلمته في الحفل‬ ‫التربوي المتميز‪ ،‬المنظم برحاب إعداديـــة‬ ‫اإلمام مالك‪ ،‬وذلك مساء يوم الخميس ‪6‬‬ ‫يوليوز الجاري ‪.‬‬ ‫‪ ‬الحفل الذي ترأسه عامل دار الضمانة‪،‬‬ ‫وتابع فقراته المتنوعة طيف من الفعاليات‬ ‫الرسمية والمدنية والحقوقية والنقابية‬ ‫والتربوية‪ ،‬وثلة من التالميذ‪ ،‬أطره شعار‬ ‫«تشجيع التميز دعامــة لترسيـخ ثقافــة‬ ‫االستحقاق»‪ .‬وهكذا استمتع الحضور بباقة‬ ‫من الفقرات االبداعية أداها فوق الخشبة‪،‬‬ ‫تالميذ المدرستين العمومية والخاصة‪،‬‬ ‫فكانت جرعات منها كافية تذوقها الجمهور‪،‬‬ ‫فانعرج هذا األخير من جديد لقراءة متأنية‬ ‫لألرقام التي سردها المدير اإلقليمي في‬ ‫كلمته‪ ،‬وهو يسلط كشافات من الضوء‬ ‫على نوافــذ األمـــل التي فتحهـــا التدبير‬ ‫التشاركي للقطاع‪ ،‬وإعادة بناء الثقة بين‬ ‫مختلف المتدخلين‪ ،‬بعد أن كانت مدرســـة‬ ‫وزان بشقيها العمومي والخاص قبل مطلع‬ ‫سنة ‪ 2016‬قد دخلت مرحلة االنهيار الذي‬ ‫تحدثــت عنه األرقـــام الكارثيــة المسجلة‬ ‫أنذاك‪.‬‬ ‫‪ ‬حصيلة هذا الموسم الدراسي تتحدث‬ ‫عن التحاق فئة عريضة من تالميذ وزان‬ ‫بدائرة المتألقين والمتألقات جهويا ووطنيا‪،‬‬ ‫الذين حصلـــوا على شــهادة الباكالوريا‬ ‫بمعدالت مرتفعة‪ ،‬وبتقدم محسوس في‬ ‫نسبة المعززين والمعززات لنسيج التعليم‬ ‫الثانوي بشقيه اإلعدادي والتأهيلي‪ ،‬وبتفوق‬ ‫تالميذ الدمج المدرسي الذي ما كان ليتحقق‬ ‫لوال تجويد عرضه‪ .‬واستشرافا للمستقبل‬ ‫أشهد المدير اإلقليمي على نفسه وأمام‬ ‫جمهور غفير‪ ،‬بأن الموسم الدراسي المقبل‬ ‫سيكون أكثر نصاعة من سابقيه‪ ،‬حيث‬ ‫االستعدادات جارية لفتح أبواب إعداديتين‬ ‫في وجه أبناء جماعتي بني كلة وزومي‪،‬‬ ‫ونواة للتعليم التأهيلي بجماعة بوقرة‪،‬‬ ‫وقسم داخلي بإعدادية بجماعة ونانة (كانت‬ ‫نتائجها كارثية ) وهو العرض الذي سيحاصر‬ ‫بشكل كبير آفة الهدر المدرسي وخصوصا‬ ‫في صفوف البنات‪ ،‬وسيوفر التربة المناسبة‬ ‫لتكافؤ الفرص بين أبناء اإلقليم الواحد‪.‬‬ ‫وتنزيال لمبدأ المساواة بين أطفال الوطن‪،‬‬ ‫تم اإلعالن عن فتح أبواب قسم جديد للدمج‬ ‫في وجه األطفال في وضعية إعاقة بجماعة‬ ‫زومي‪ .‬ولجعل الفشل الدراسي منصة للنجاح‪،‬‬ ‫فإن الموسم الدراسي الجديد‪ ،‬يقول المدير‬ ‫اإلقليمي سيتعزز بميالد «مركز دار الضمانة‬

‫‪10‬‬

‫الحركة االنتقالية تخيب آمال‬ ‫الشغيلة التعليمية بوزان‬

‫وزان ‪ :‬مراسلة خاصة ‪ ‬‬ ‫‪« ‬حركة انتقالية‪ ....‬حركة انتقامية»‪ ،‬شعار‬ ‫صدحت به حناجر العشرات من المتضررين‬ ‫والمتضررات من نتائج الحركة االنتقالية ‪،2017‬‬ ‫الذين توافدوا على مقر المديرية اإلقليمية‬ ‫للتربية الوطنية بوزان عصر يوم اإلثنين ‪10‬‬ ‫يوليوز‪ ،‬استجابة لدعوة كان قد وجهها تنسيق‬ ‫نقابي‪ ،‬للتعبير حضاريا عن السخـط الذي عم‬ ‫صفــوف الشغيلة التعليمية باإلقليم‪ ،‬مباشرة‬ ‫بعد إطالق سراح الحركة االنتقالية‪ ،‬وللمطالبة‬ ‫برفع الحيف عن كل من كان ضحية «عبث‬ ‫الحركة» كما وصفها الضحايا في الشعارات‬ ‫المرفوعة‪ ،‬ودعـــوة المسؤوليــــن التسريـــع‬ ‫بإنصافهم ‪ /‬هن ‪.‬‬ ‫‪ ‬متضررون ومتضـررات التـــقــت بهم‬ ‫الجريدة حيث تم تنظيم الوقفة االحتجاجية‪،‬‬ ‫أوضحوا بأن الحركة االنتقاليــة األخيــرة جرت‬

‫للفرصة الثانية» يستفيد من خدماته من‬ ‫انقطع عن الدراسة لهذا السبب أو ذاك ‪.‬‬ ‫‪ ‬وألن التميز الذي وشح صدر المدرسة‬ ‫العمومية بإقليم وزان الفتي إداريا‪ ،‬الضاربة‬ ‫جذوره في التاريخ كما يشهد بذلك رأسماله‬ ‫بشقيه المادي والالمادي‪ ،‬لم يكن من صنع‬ ‫العفاريت والتماسيح‪ ،‬بل من بين من ساهم‬ ‫في إنجازه‪ ،‬نساء ورجال أفنوا ويفنون زهرة‬ ‫شبابهــم في خدمة وطن اسمـــه المملكة‬ ‫المغربية‪ ،‬من بوابة المدرسة العمومية‬ ‫بشروطها الصعبة ‪ .‬وتداركا للجملة البئيسة‬ ‫«يحال المعني باألمر على التقاعد ويشطب‬ ‫عليه من أطر هذه الوزارة» التي تختم بها‬ ‫الوزارة قرارات تقاعد أطرها‪ ،‬وكأن اللغة‬ ‫العربية عقيمة وعاجزة عن تغيير « يشطب‬ ‫عليه‪ »....‬ب « يحذف من ‪ »...‬احتراما لكرامة‬

‫المحال‪/‬ة على التقاعد‪ ،‬فقد أبت المديرية‬ ‫اإلقليمية للتعليم إال أن تــــودع ثلـــة من‬ ‫أبنائها الذين انخرطوا في معركة الجهاد‬ ‫األكبر‪ ،‬باالحتفاء بهم‪ ،‬بما يليق بمستوى‬ ‫التضحيات المتفاوتة التي قدموها لمنظومة‬ ‫التربية‪ ،‬من داخل القطاع أو عبر الواجهات‬ ‫األخرى التي تواجدوا بها ‪.‬‬ ‫يذكر بأن هذا الحفــل قــد حضـــره‬ ‫باإلضافة إلى عامل اإلقليم‪ ،‬كل من رئيس‬ ‫المجلس اإلقليمي‪ ،‬ورئيس المجلس البلدي‬ ‫ونائبين برلمانيين‪ ،‬وممثلة عن مجلس‬ ‫الجهة‪ ،‬ورؤساء المصالح اإلقليمية‪ ،‬وممثل‬ ‫اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان بالشمال‪،‬‬ ‫وطيف من الفعاليات المدنية والسياسية‬ ‫والنقابية‪ ،‬ورابطة التعليم الخصوصي‪،‬‬ ‫وفدرالية أمهات وآباء التالميذ ‪ .......‬‬

‫صديقي يفتتح األيام التسويقية‬ ‫للمنتوجات المجالية بالحسيمة‬

‫مهرجان (التاكرة) بالعرائش‬ ‫يتميز سكان المنطقة الشمال للمملكة‬ ‫بإتقانهم لطهي السمك‪ ،‬وتعد التاكرة (ثالث نقط‬ ‫فوق حرف الكاف) األكلة الرائجة بين العائالت‬ ‫الشمالية‪ ،‬تضاهيها الطنجية لدى المراكشيين‪،‬‬ ‫و(التاكرة) موروث ثقافي عريق‪ ،‬ورثته األجيال عبر‬ ‫الحقب‪ ،‬وللحفاظ على هذا الموروث الذوقي الرفيع‪،‬‬ ‫أقدمت جمعية باب البحر بالعرائش على تنظيم‬ ‫مهرجان خاص بالتاكرة‪.‬‬ ‫فبعد النجاح الذي عرفته النسخ الثالث الماضية‪،‬‬ ‫شهدت ساحة حصن الفتح بالعرائش األسبوع‬ ‫الماضي مهرجان التاكرة في دورته الرابعة تحت‬ ‫شعار «التراث ‪ :‬هوية و تنمية»‪..‬‬ ‫ما يناهز ‪ 64‬جمعية بمدينة العرائش‪ ،‬شاركت في‬ ‫هذا المهرجان‪ ،‬إلى جانب سكان الحي‪ ،‬من حرفيين‬ ‫وصناع وتجار‪ ،‬سياسيين‪ ،‬وفنانين ورياضيين‪،‬التأموا‬ ‫في هذه الساحة ليخلدوا عرس التاكرة‪ ،‬حيث رائحتها‬ ‫لم تبارح المكان طيلة اليوم‪ ،‬شباب وأطفال وشيوخ‬ ‫كلهم اجتمعوا حول موائد التاكرة‪.‬‬ ‫ورغم اختالف األذواق واألشكال إال أن اإلبداع‬ ‫في طهي التاكرة كان حاضرا‪ ،‬وهذا بشهادة لجنة‬ ‫التحكيم‪ ،‬التي رعت شروط نجاح أحسن طبق يجب‬ ‫أن يتوفر على المذاق والكيفية المثلى لتقديم طبق‬ ‫التاكرة‪.‬‬ ‫هذا وقد خصص المهرجان جائزتين حيث فازت‬ ‫جمعية الصداقة بلقب أحسن تاكرة بالنسبة للذوق‪،‬‬ ‫بينما فازت جمعية جنان كستيا بأحسن تقديم‪..‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫خارج المذكرة التي أطـرت مشاركة الشغيلة‬ ‫التعليمية‪ ،‬وهو ما يجعــل كـــل ما ترتب عنها‬ ‫من نتائج غير ذي جدوى والغيا بقوة القانون‪.‬‬ ‫وأضاف هؤالء بأن ما تمخض من نتائج يسجل‬ ‫ضمن االنتهاكات السافرة لمبدأ تكافؤ الفرص‬ ‫بين المعنيين والمعنيات بالحركة االنتقالية‪،‬‬ ‫وإشعال فتيل الغليان بالقطاع‪ ،‬وهي كلها عوامل‬ ‫تمشي عكس اإلرادة المعبرة عنها في النسخة‬ ‫الجديدة للوزارة الوصية ‪.‬‬ ‫المدير اإلقليمي لوزارة التربية الوطنيــة‬ ‫بوزان حســـب ما علمـــت به الجريــدة‪ ،‬بادر‬ ‫باستقبال ممثلي التنسيق النقابي الداعي للوقفة‬ ‫االحتجاجيــة لتــدارس الموضوع‪ ،‬وللبحث عن‬ ‫أنجــع السبــل لمعالجـــة كل الحاالت المتضررة ‪.‬‬ ‫يذكر بأن الوقفـة االحتجاجية مرت في‬ ‫شكل حضاري‪ ،‬وأن عضو اللجنة الجهوية لحقوق‬ ‫اإلنسان تابعها وأعد تقريرا في الموضوع رفعه‬ ‫إلى رئاسة اللجنة بطنجة ‪ .‬‬

‫أشرف محمـــد صديقــي الكاتب العـــام‬ ‫لوزارة الصيد البحري‪ ،‬مرفوقا بعامل إقليم‬ ‫الحسيمة فريد شوارق‪ ،‬زوال يوم الخميس ‪13‬‬ ‫يوليوز الجاري على افتتاح الدورة الثامنة لأليام‬ ‫التسويقية للمنتجات المحلية بالحسيمة تحت‬ ‫شعار «المنتوجات المحلية أساس الفالحة‬ ‫التضامنية لتنمية المناطق الجبلية»‪ ،‬والتي‬ ‫تنظم من طرف المديرية الجهوية للفالحة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة بشراكة مع الغرفة‬ ‫الفالحية بالجهة تحت إشراف وزارة الفالحة‬ ‫والصيد البحري والتنمية القروية والمياه‬ ‫والغابات وعمالة إقليم الحسيمة‪.‬‬ ‫ويشارك في المعرض الذي يأتي تنظيمه‬ ‫في إطار تفعيل مضامين المخطط الجهوي‬ ‫الفالحي لجهة طنجة – تطوان ‪ -‬الحسيمة‪،‬‬ ‫خصوصا تنمية سلسلة المنتوجات المحلية‪ ،‬أزيد‬ ‫من ‪ 40‬تنظيما مهنيا فالحيا والذي يوفر فرصة‬ ‫تسويق منتوجاتهم إلى غاية ‪ 17‬يوليوز الجاري‪.‬‬ ‫وفي تصريح صحفــــي قال موالي عبد‬ ‫العزيز العماري‪ ،‬المدير اإلقليمي لوزارة الفالحة‬ ‫بالحسيمة‪ ،‬أن المعرض يشكل فرصة لالحتفاء‬ ‫بالمنتوج المجالي لجهة طنجة تطوان الحسيمة‪،‬‬ ‫ومناسبة لمجموع االتحادات والتعاونيات التي‬ ‫تشغل في مجال المنتجات المجالية للتعريف‬ ‫والتسويق وعقد شراكات مع الهيئات المهنية‪،‬‬ ‫مضيفا أن المعرض جاء الستكمال المحطة‬ ‫األساسية في دورة اإلنتاج وهي التسويق‪ ،‬مبرزا‬

‫أن األيام التسويقية في نسختها الثامنة فرصة‬ ‫لتقريب المستهلك المغربي من منتوجاته‬ ‫المجالية‪.‬‬ ‫وتهدف األيام التسويقية إلى التعريف‬ ‫بأهم المنتوجات المحلية على الصعيد المحلي‬ ‫والجهوي والوطني‪ ،‬وتبادل التجارب والخبرات‬ ‫بين التنظيمات المهنية الفالحية المشاركة‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى فتح فرص وإمكانيات جديدة‬ ‫لتسويقالمنتوجاتالمحلية‪.‬‬ ‫ويأتي تنظيم هـــذه األيــام التسويقية‬ ‫للمنتجات المجالية في دورتها الثامنة بمدينة‬ ‫الحسيمة على غرار المعارض التي تنظم بجل‬ ‫أقاليم المملكة فإن مدينة الحسيمة تزخر‬ ‫بهذا المعرض الذي ينظم كل سنة في فترة‬ ‫الصيف إلتاحة الفرصة أمام التعاونيات المحلية‬ ‫الجهوية والوطنية للتعريف بمنتوجاتها المحلية‬ ‫وتسويقها ‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أنه في إطار تنمية‬ ‫المنتوجات المحلية بالجهة تم ترميز كل من‬ ‫جبن الماعز بشفشاون‪ ،‬وزيت الزيتون البكر‬ ‫الممتازة وزان‪ ،‬وعسل بوخنو جبل موالي عبد‬ ‫السالم ‪ ،‬ولوز الحسيمة‪ ،‬كاكتوس الدالحية‬ ‫بالحسيمة‪ ،‬باإلضافة إلى ‪ 3‬منتوجات في‬ ‫طور الترميز وهي البطيخ األصفر ريسانة‪،‬‬ ‫الفول السوداني العوامرة وجلبان آيت قامرة‬ ‫بالحسيمة‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪898‬‬

‫شفشاون تستعد لموعد جديد مع الفرح‬ ‫من خالل النسخة الحادية عشر من «مهرجان ألكريا»‬ ‫تتألق شفشاون من جديد خالل النسخة الحادية عشر من مهرجان‬ ‫ألكريا ببرنامج مشبع بالتظاهرات الفنية والثقافية المتميزة على الصعيد‬ ‫الوطنيوالعالمي‪.‬‬ ‫فبعد النجاحات التي شهدها المهرجان على مدى عشر دورات‪،‬‬ ‫تعمل جمعية مؤسسة شفشاون فن وثقافة على زرع البهجة مجددا‬ ‫في صدور الساكنة والزوار‪ ،‬من خالل اإلبداع الفني الذي ستعرفه الدورة‬ ‫الحادية عشر التي ستقام أيام ‪ 21‬و‪ 22‬و‪ 23‬غشت ‪ 2017‬بمدينة‬ ‫شفشاون بشراكة مع وكالة إنعاش وتنمية الشمال‪ ،‬والمجلس اإلقليمي‬ ‫لشفشاون‪ ،‬والجماعة الحضرية لشفشاون‪ ،‬وعمالة شفشاون‪.‬‬ ‫ستستقبــل المدينـــة الزرقــاء خالل هـــذه الدورة حلة فريدة من‬ ‫النجوم الفنانين والعازفين المغاربة والعالميين‪ ،‬كما أنها ستحافظ على‬ ‫الطابع الالتينو اسباني المميــز والمعــروف على الصعيــد العالمــي‪.‬‬ ‫وستشارك الفرق في برنامج فني راق يبهر الجمهور ويمتع الحاضرين‬ ‫باإلبداع الفني الرفيع‪.‬‬ ‫الدورة الحادية عشــر ستعــرف كذلك نشاطات سوسيوثقافية‬ ‫تهتم باإلبداع في فن صياغة المنتوجات التقليدية والحرف اليدوية‪،‬‬ ‫وكذا فنون الطبخ المحلي ذي الطابع المتوسطي‪ ،‬والمعترف بها من‬ ‫طرف اليونسكو‪.‬‬ ‫مهرجان ألكريا هو من بين المهرجانات األكثر شهرة وتميزا‬ ‫على الصعيدين الجهوي والوطني‪ ،‬حيث يختلف جمهوره ومحبوه‪ ،‬وقد‬ ‫أصبح محطة فنية وسوسيو ثقافية مندمجة مع طابع مدينة شفشاون‬ ‫العريق‪ ،‬حيث كان له الفضل في توسيع خصوصية الفن والثقافة‬ ‫الشفشاونية واعطائهما المزيد من اإلشعاع والتألق على المستويين‬ ‫الوطني والدولي‪...‬كما لعب دورا كبيرا في التسويق السياحي والتنمية‬ ‫االقتصاديةللمدينة‪.‬‬ ‫وفي انتظار إنجاز هذه النسخة‪ ،‬يبقى أعضاء المؤسسة رهن‬ ‫إشارتكم ألية معلومات إضافية‪.‬‬

‫الثقة والمصداقية في شواهذ هذه الكلية‪ .‬كما‬ ‫أن الطلبة قاموا بعدة نقاشات ووقفات داخل‬ ‫الكلية على أساس أن يتم متابعة هذه القضية‬ ‫وترتيب اإلجراءات التأديبية والقانونية في‬ ‫حق هذا األخير ‪.‬وبعد وصول هذا الملف للباب‬ ‫المسدود حيث أن مصلحة اإلدارة وأطراف أخرى‬ ‫ال تريد أن يتم فتح القضية لضخامة الملف وما‬ ‫قد ينتج عنه من تبعات تأديبية وقضائية‪،‬مما‬

‫من شرب الخمر وتعاطي المخدرات‪.‬كما أن أحد‬ ‫الجيران‪ ‬المجاورين‪ ‬وجد باب منزله مكسورا‬ ‫بسبب إنزال خمســة أشخـــاص من منزلهـا‬ ‫بواسطة سلم ليختفوا بسبب حظور رجال‬ ‫الشرطة على إثر إخبارهم بتواجدهم بوكرها‬ ‫ولكنهم لم يجدوا شيئاً‪.‬‬ ‫‪ ‬الساكنة أصبحت خائفة ومتضررة من‬ ‫إنتشار الجريمة بكل أشكالها بهذا الحي الصغير‬ ‫وتطالب السلطات األمنية والقضائية والسلطات‬

‫بقلم‪ :‬م�صطفى احلراق‬

‫إن تشكيل مجتمع يقوم على المعلومات الكونيــة‬ ‫ليس باألمر الهين‪ ،‬ذلك أنه تقف في وجهه عدة تحديات‬ ‫كبيرة‪ ،‬يجب مواجهتها‪ ،‬أوالها ديمقراطية المعلومات‪،‬‬ ‫والتي تعد الشرط األساسي والموضوعي الذي البد من‬ ‫توفره‪ ،‬لتفادي الشمولية والسلطوية‪.‬‬

‫أجبر بعض الطلبة لنقل القضية خارج أسوار‬ ‫الكلية‪.‬من جهتنا نتوعد الرأي المحلي والوطني‬ ‫أننا سنتابع هذه القضية وسنقوم بما يجب حتى‬ ‫تتحقق العدالة وترجع للكلية مصداقيتها وتتم‬ ‫متابعة كل المتورطين بهذا الملف إما توطؤا أو‬ ‫رعونة وإهماال‪.‬‬ ‫عن جمعية‪ ‬إئتالف الكرامة‬ ‫لحقوق اإلنسان بني مالل‪.‬‬

‫إجرام ودعارة وشعوذة وأشياء أخرى بحي الرشاد‬ ‫بني مالل‬ ‫‪ ‬تم إلقــاء القبض على ثالثـــة عناصر‬ ‫ينشطون في الدعارة بحي الرشاد بني مالل‪.‬‬ ‫هذه العملية تطلبت أربع ساعات من العمل‬ ‫لرجال الشرطة ‪،‬حيث حاصر الساكنة المنزل وتم‬ ‫اإلتصال بالشرطة مع العلم أن الساكنة تقدموا‬ ‫بشكاية مند عدة شهور‪ .‬حيث لوحظ تواجد أكثر‬ ‫من خمسة منازل أصبحت معددة للدعارة بهذا‬ ‫األخير‪ .‬مما أصبح يشكل مرتعا للمتسكعين‬ ‫والغرباء وتبادل العنف الجسدي واللفظي وما‬ ‫يتركه ذلك في نفسية وأخالق األطفال ونقطة‬ ‫سوداء بالمدينة ومايصاحب ذلك من جرائم‪.‬‬ ‫‪ ‬كما تم القبض على صاحبة المنزل المعد‬ ‫للدعارة وأحد الزبناء فيما بقيت فتاة مختفية‪ ‬‬ ‫عن األنظار‪ .‬ويبدو أن التحقيقات مع صاحبة‬ ‫المنزل المعد للدعارة أجبرها على اإلعتراف أنها‬ ‫أخفتها في قبو ال يتجاوز المترمربع مما يشكل‬ ‫خطرا على حياتها‪ ،‬ليتم العودة للمنزل مرة‬ ‫أخرى ويتم إخراجها في حالة صعبة‪ .‬ليتم إلقاء‬ ‫القبض على الجميع حيث يتم التحقيق معهم‪.‬‬ ‫كما أن الساكنة بقوا يحرسون المنزل كل هذا‬ ‫الوقت وقاموا بضبط أنفسهم رغم اإلستفزازات‬ ‫لمشاعرهم‪.‬كما يتهمونها بممارسة الشعوذة‬ ‫واستغالل القاصرات والمتزوجات وبنات الهوى‬ ‫في مشروعها الغير قانوني‪ ‬وما يصاحب ذلك‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫ديمقراطية المعلومات‬ ‫الكونية‬

‫فضيحة الجنس مقابل النقط بطلها أستاذ بالكلية‬ ‫المتعددة التخصصات إمغيلة بني مالل‬ ‫‪ ‬يبدو أن قضية األستاذ المتهم بالتحرش‬ ‫بالطالبات بهدف ممارسة الجنس‪ ‬مقابل إعطاء‬ ‫نقط مرتفعة‪.‬وإذا كان تقدم ثالث طالبات مند‬ ‫حوالي شهرين بتقديم ثالث شكايات منفصله‬ ‫ومستقلة ضد هذا المتحرش‪ ‬بعد تعرضهن‬ ‫لإلبتزاز الجنسي‪.‬فقد وتم حفظها بعد أن رفضت‬ ‫الضابطة القضائية متابعة الملف حيث أصبحن‬ ‫يمنعن من ولوج باب والية األمن إلتمام‬ ‫المحاضر‪.‬كما تدخلت عدة أطراف منها بعض‬ ‫الطلبة وإدارة الجامعة إلجبارهن عن التنازل عن‬ ‫شكايتهن‪.‬‬ ‫‪ ‬اإلشكال في هذه القضية وحسب مصادر‬ ‫موثوقة فإن الضحايا تجاوزن ‪ 600‬حالة خالل‬ ‫ثالث سنوات بهذه الكلية المتعددة التخصصات‬ ‫امغيلة بني مالل‪.‬كما أن النقابة الوطنية للتعايم‬ ‫العالي بالكلية استنكرت األفعـال المنسوبــة‬ ‫لألستاذ المذكور‪ ،‬وطالبت بفتح تحقيق في‬ ‫الواقعة درء لكل لبس أو تشويه بنبل الرسالة‬ ‫العلمية النبيلة التي تقودها الجامعة حسب‬ ‫بيان أصدرته النقابة‪ .‬كما أن جمعية‪ ‬إئتالف‬ ‫الكرامة لحقوق اإلنسان بني مالل طالبت بفتح‬ ‫تحقيق ومتابعة هذا األستاذ وباألخص بعد‬ ‫األدلة الدامغة في حقه وطالبنا بمراجعة شاملة‬ ‫لمكالمات هاتفه الخاص وتحقيق العدل وإرجاع‬

‫‪11‬‬

‫المحلية التدخل كل في مجال إختصاصه لوضع‬ ‫حد لذلك‪.‬كما تطالب بدمج هؤالء الضحايا سواء‬ ‫شباب عاطل أو نساء في الحياة اإلقتصادية‬ ‫واإلجتماعية لوضع حد لكل أنواع اإلنحراف‬ ‫والجريمة‪.‬كما أصبح ضروريا هيكلة الحي وخلق‬ ‫فضاءات للشباب واألطفال لكي يجدوا أماكن‬ ‫للترفيهوالتنشيط‪.‬‬ ‫عن جمعية‪ ‬إئتالف الكرامة‬ ‫لحقوق اإلنسان بني مالل‪.‬‬

‫وحسب الباحثين فإن ديمقراطية المعلومات لها أربع‬ ‫مقومات‪ ،‬وهي حماية خصوصية األفراد‪ ،‬ومعناه الحق‬ ‫اإلنساني لكل فرد لكي يصون حياته الخاصة ويحجبها‬ ‫عن اآلخرين‪ ،‬والحق في المعرفة‪ ،‬أي حق المواطن في‬ ‫معرفة كل المعلومات الرسمية وحتى السرية منها‪،‬‬ ‫التي قد تؤثر على مصائر الناس تأثيرا جسيما‪ ،‬والحق‬ ‫في استخدام شبكات المعلومات المتاحة وبنوك البيانات‬ ‫بسعر رخيص وفي كل مكان وفي أي وقت وحين‪ ،‬وأخيرا‬ ‫حق المواطن في االشتراك المباشر في إدارة البنية‬ ‫التحتية لإلعالم الكوني‪ ،‬ومن أبرزها عملية القرار على‬ ‫كل المستويات المحلية والحكومية والكونية‪.‬‬ ‫تحديات أخ��رى تواجه تشكيل مجتمع المعلومات‬ ‫الكوني‪ ،‬ويتمثل في تنمية الذكاء الكوني‪ ،‬ونعني بذلك‬ ‫القدرة التكيفية للمواطن في مواجهة الظروف الكونية‬ ‫المتغيرة بسرعة‪ ،‬والذكاء يمكن تعريفه بصفة عامة‬ ‫بالقدرة على االختيار العقالني للفعل اإلنساني في حل‬ ‫المشاكل‪ .‬ويبدأ الذكاء بالمستوى الشخصي لدى األفراد‬ ‫ويتطور ويتعمق ليصل إلى مستوى الذكاء الجماعي‪،‬‬ ‫وداخل الجماعة يفترض على الذكاء الشخصي لألفراد أن‬ ‫يتآلف‪ ،‬وينسق بينه لتحقيق األهداف العامة لتغيير البيئة‬ ‫االجتماعية‪ ،‬وهو ما يطلق عليه بالذكاء االجتماعي‪ ،‬وهو‬ ‫بذاته الذي يمكن أن يتطور ليصبح ذكاء كونيا‪ ،‬والذي‬ ‫سيتشكل من خالل الفهم الكوني المتبادل‪ ،‬الموجه لحل‬ ‫المشكالت الكونية‪ ،‬كما حدث أخيرا من جهود عالمية‬ ‫لمواجهة أزمة البيئة (كوب ‪ 21‬وكوب ‪ 22‬بمراكش)‬ ‫مؤخرا التي شاركت فيها مختلف الدول‪ .‬وإذا أخذنا مثال‬ ‫موضوع البيئة كنموذج إلبراز تبلور الوعي الكوني‪ ،‬نجد‬ ‫أن هذا الوعي ظهر بعدما ظهرت النتائج السلبية لمجتمع‬ ‫الصناعة‪ ،‬مما أفرزه من مشاكل متنوعة‪ ،‬من تلوث الماء‬ ‫والهواء والتربة‪ ،‬وهو الشيء الذي حدا بالعديد من الدول‬ ‫والمجتمع الدولي إلى إيجاد تشريعات قطرية ملزمة‬ ‫ودولية‪ ،‬وقعت عليها الدول األطراف في باريس‪ ،‬بما في‬ ‫ذلك الواليات المتحدة األمريكية في عهد باراك أوباما‪،‬‬ ‫إال أن الرئيس األمريكي الجديد دونالد ترامب عمل على‬ ‫سحب بالده من هذه االتفاقية‪.‬‬ ‫ومن هنا يمكن القول بأننا نشهد في الوقت الراهن‬ ‫بداية تشكيل الوعي الكوني‪ ،‬والذي ال يبرز فقط في‬ ‫موضوع البيئة‪ ،‬بل أهم من ذلك قد يصل إلى القضاء‬ ‫نهائيا على األسلحة الذرية والكيماوية وتدميرها‪،‬‬ ‫كخالص من سيناريو فناء البشرية‪ ،‬والذي كان سائدا‬ ‫في عصر توازن الرعب النووي‪ ،‬هذا الوعي الكوني الذي‬ ‫يتعمق كل يوم‪ ،‬ليس في الواقع سوى التعبير األمثل عن‬ ‫نشوء مجتمع المعلومات الكوني‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪898‬‬

‫«مارشي» وزان بين مطرقة الفوضى وسندان النتانة‬ ‫وزان‪ :‬مراسلة خاصة‬ ‫هل المرفق الجماعي الذي تقصــده‬ ‫ساكنة دار الضمانة كل صباح لتلبية‬ ‫طلبات الجهاز الهضمي من خضر‪ ،‬وفواكه‪،‬‬ ‫ولحم‪ ،‬وسمك‪ ،‬مستوف لشروط السوق‬ ‫البلــدي كما هي متوفــرة في األسواق‬ ‫البلدية بمختلف الحواضر ؟ وهل الفضاء‬ ‫الذي نحن بصدد تشريح جثته ال زال يحمل‬ ‫مقومات السوق البلدي‪ ،‬أم تحول إلى‬ ‫قيسارية لعرض األلبسة والعطور والسلع‬ ‫المهربة ؟‬ ‫جولة قصيرة بين ممرات ومحيط‬ ‫«مارشي وزان» يصاب فيها هذا ‪ ‬الزائر(ة)‬ ‫أو ذاك بالذهول والغثيان‪ ،‬أمام بشاعة‬ ‫ما تلتقطه عيناه ويشمه أنفه‪ .‬أول صورة‬ ‫تسترعي االنتباه هو أن السوق البلدي في‬ ‫طريق القطع مع الوظيفة التي من أجلها‬ ‫رصدت له مبالغ مالية هامة إلعادة هيكلته‬ ‫وتوسيعه‪ ،‬وأصبح يوما بعد يوم يتحول إلى‬ ‫قيسارية تعرض دكاكينها‪ ،‬األلبسة‪ ،‬وكل‬ ‫ما يتعلق بمواد التجميل‪ ،‬أكانت منتوجا‬ ‫وطنيا أم مهربا ؟ فال غرابة أن تنفرد وزان‬ ‫من دون غيرها من الحواضر المغربية‬ ‫بهذا التدبير العبــثــي‪ ،‬لمرفـق جماعي‬ ‫محددة وظيفته في تزويد السوق المحلي‬ ‫بالخضر والفواكــه واللحـــوم واألسماك‬ ‫بأنواعها؟ أضف إلى ما سبق ذكره‪ ،‬انبعاث‬ ‫روائح كريهة من داخله لعدم خضوعه‬ ‫لعملية النظافة بشكل منتظم‪ ،‬ولتخلص‬ ‫بعض تجاره من نفــايات المواــد التي‬ ‫يعرضونها للبيــع حيــث يريدون‪ .‬وألن‬ ‫تدبير هذا المرفق يخضع لكل شيء اال‬ ‫القانون‪ ،‬فقد استباح الكثيرون ممراته‪،‬‬ ‫وقاموا بالسطو عليها‪ ،‬األمر الذي نتج‬ ‫عنه صعوبة تحرك الزبائن والزبونات‪.‬‬

‫كما لم تنج بعض المساحات على صغرها‬ ‫من االستحواذ عليها من طرف أشخاص‬ ‫بعينهم‪.‬‬ ‫أما الولوجيات التي كانــت ممــرات‬ ‫السوق البلدي قد تعـززت بها تفعيـــال‬ ‫للقانون ‪ ،10 / 03‬وتنزيال للدستور الذي‬ ‫يحضر التمييز بسبب اإلعاقـــة‪ ،‬فقد تم‬ ‫التخلص منها في جنــح الظـــالم‪ ،‬ليتم‬

‫الزحف على الممرات وضمها إلى المتاجر‬ ‫المجاورة لهذه الولوجيات‪ .‬جناح آخر‬ ‫يعيش على إيقاع نفس الفوضى هو سوق‬ ‫السمك الذي احتقنت قنواته‪ ،‬وتهالكت‬ ‫رفوفه‪ ،‬وأدخل البعض المكان المخصص‬ ‫لعرض سلعته للسمسرة‪ ،‬ولم تعد واجبات‬ ‫كرائه تغذي ميزانية الجماعة ألسباب‬ ‫مجهولة‪ ....‬أما أم المعضـالت فيمكن‬ ‫حصرها في عدم خضوع الكثير من المواد‬ ‫المعروضة للبيع ‪ ‬بهــذا السوق (السمك‪،‬‬ ‫اللحوم الحمراء والبيضاء) للمراقبة الصحية‬ ‫الدائمة والدقيقة‪ ،‬فالكثير منها معروض‬ ‫للبيع في شروط الصحية ‪.‬‬ ‫متتبعو ومتتبعات شأن دار الضمانة‬ ‫يدقون جرس «المارشي» لعل المجلس‬ ‫البلدي والباشوية في حدود اختصاص‬ ‫كل جهة‪ ،‬التحرك لوضع حد لعبث التدبير‬ ‫الذي سار عليه هذا المرفق الجماعي الهام‪،‬‬ ‫الذي يشكل وجها من وجوه دار الضمانة‪.‬‬ ‫لذلك االنظار تتطلع من أجل مصالحته مع‬ ‫وظيفته‪ ،‬ووضع جدولة زمنية لتنظيفه‪،‬‬ ‫وتحسيس العاملين والعامالت به بضرورة‬ ‫المساهمة في جماليته‪ ،‬وإعادة تثبيت‬ ‫ولوجياته‪ ،‬والتفكير في عزل سوق السمك‬ ‫عن األجنحة األخرى‪ ،‬وهذه عملية لن‬ ‫تكلف الجماعة الكثير‪ ،‬وإخضاع ما يعرض‬ ‫به للمراقبة الصحية الصارمة‪ ،‬والتعجيل‬ ‫باسترجاع واجبات الكراء من كل من تفيد‬ ‫الوثائق بأن مواطنته غير كاملة‪ ،‬وتحرير‬ ‫محيطه من النفايات التي تزكم األنوف‪ .‬‬

‫َا�ض َي ًة َم ْر ِ�ض َّي ًة َف ْاد ُخلِي فيِ ِع َبادِ ي و َْاد ُخلِي جَ َّن ِتي‬ ‫} َيا �أَ َّي ُتهَا ال َّن ْف ُ�س المْ ُ ْط َم ِئ َّن ُة ْار ِج ِعي �إِ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫كر ِ‬

‫{‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫لبت نداء ربها‪ ،‬المشمولة بعفو اهلل‪ ،‬المرحومة‬

‫الباتول بنت العربي العوامي‬ ‫عن عمر يناهز ‪ 79‬سنة‪ ،‬وذلك أول يوم الخميس ‪ 13‬يوليوز ‪ ،2017‬وشيع جثمانها‬ ‫الطاهر في موكــــب جنائـــزي مهيب‪ ،‬حضره األهل واألحبـــاب والمعارف‪ ،‬ودفن بمقبرة‬ ‫المجاهدين‪ ،‬بعد صـــالة الظهـــر بالزاوية التيجانية‪ ،‬بطنجة‪.‬‬ ‫الراحلة كانت من الرعيل األول في مجال الميدان اإلعالمي بهذه المدينة‪ ،‬حيث‬ ‫عملت مذيعة براديو أفريقيا‪ ،‬وراديو طنجة‪ ،‬أواسط الخمسينات‪ ،‬كما عملت في قطاع‬ ‫الصحة‪ ،‬ممرضة‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬نتقـدم بأحر التعازي إلى أبناء الفقيدة ‪ :‬مريم والزهرة ورضـوان‬ ‫وعمر وحسن وسعيد‪ ،‬وكذا إلى جميع األقارب‪ ،‬من عائــالت السوســي اشتوكــي والسوسـي لعليجي والشريفي‪ ،‬راجين‬ ‫لهم منه تعالى الصبر والسلوان‪ ،‬وللفقيدة عظيم األجر والغفران‪ ،‬تغمدها اهلل بواسع رحمته‪ ،‬وأسكنها فسيح جناته مع‬ ‫النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين‪ ،‬وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫انتقلت إلى عفو اهلل تعالى المرحومة‬

‫األستاذة ربيعة الريسوني‬

‫حرم األستاذ محمد الجيدي محامي بهيئة طنجة‬ ‫وذلك صباح يوم األحد ‪ 22‬شوال ‪ 1438‬الموافق لـ ‪ 16‬يوليوز ‪ 2017‬بمدينة‬ ‫طنجة‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة تتقدم هيئة تحرير جريدة «الشمال» بأحر التعازي‬ ‫وأصدق المواساة إلى زوجها وأبنائها وأختها الشريفة خديجة الريسوني وأخيها‬ ‫الفاضل محمد الريسوني سائلين‪ ،‬المولى عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان‬ ‫ويتغمد الفقيدة برحمته الواسعة‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫عبد السالم الغياثي في ذمة اهلل‬ ‫عن عمــر ينــاهــز ‪ 91‬سنـــة‪ ،‬فــــارق الحياة‬ ‫المشمول بعفو اهلل‪ ،‬المرحــوم عبد السالم الغياثـي‬ ‫(إطار بنكي سابق) ووالـــد صديقنـــا السيد محمــــد‬ ‫الغياثي‪ ،‬وذلك يوم األربعـاء ‪ 12‬يوليوز ‪ ،2017‬وشيع‬ ‫جثمانه الطاهر في مـــوكــب جنـــائـــزي مهيـــب‪،‬‬ ‫حضره األهــل واألحبـــاب والمعارف‪ ،‬ودفن بمقبرة‬ ‫المجاهدين‪ ،‬بعد صالة الظهر بمسجد عمـــر بن‬ ‫الخطـــاب‪ ،‬الكائــن بحي «ميستيرخوش» بطنجة‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬نتقــــدم بأحـــر التعازي‬ ‫إلى نجلــه محمد الغياثي‪ ،‬اإلطار السابق بوالية‬ ‫طنجة‪ ،‬وإلى جميع أبناء الفقيد‪ ،‬وكذا إلى جميع أفراد‬ ‫عائالته‪ ،‬راجين لهم منه تعالى الصبر والسلوان‪ ،‬وللفقيد عظيم األجر والغفران‪،‬‬ ‫تغمده اهلل بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته مع النبيئين والشهداء والصالحين‬ ‫وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬


‫العدد ‪898‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬يوليوز ‪2017‬‬

‫‪13‬‬

‫محاضرة رئيس المجلس العلمي المحلي بإقليم الفحص أنجرة‬ ‫في المهرجان السنوي العنصرة المتوسط ـ الدورة الثامنة‬ ‫نظمت جمعية أنجرة للتنمية والمحافظة على التراث مهرجانها‬ ‫السنوي العنصرة المتوسط‪ ،‬وقد كان ضمن أنشطة البرنامج الرسمي‬ ‫للحفل محاضرة للسيد رئيس المجلس العلمي إلقليم الفحص أنجرة‬ ‫السيد الدكتور عبد السالم أحمد فيغو بعنوان‪« :‬إفريقيا المسلمة‬ ‫وجودها التاريخي ودورها الحضاري وتعلقها باإلسالم»‪ ،‬وقد أوضح‬ ‫السيد المحاضر في البداية على أن زيارة أمير المؤمنين صاحب‬ ‫الجاللة الملك محمد السادس لدول افريقيا فسحت آفاقا جديدة ‪،‬‬ ‫وحركت عجلة تاريخ األواصر المغربية اإلفريقية نحو مستقبل أوسع‬ ‫من التنمية االقتصادية و الثقافية و الروحية‪...‬‬ ‫لحظات أعادت لذاكرة القارة السمراء صورا ناصعة ألمجاد عريقة‪،‬‬ ‫وركزت انظار المتتبعين من القارات الخمس على الدور المحوري‬ ‫الذي ما فتئ المغرب يضطلع به في توحيد جهود دول القارة لتحقيق‬ ‫النهضة الشاملة المنشودة والمبتغاة‪.‬‬ ‫وفي كل زيارة يقوم بها جاللة الملك إلى إفريقيا‪ ،‬يتم استقباله‬ ‫كقائد جديد يحمل آمال شعبها وحلمها بمستقبل واعد‪ ،‬ويتقدمهم‬ ‫للدفاع عن مصالحهم قائد‪ ،‬وثقت فيه شعوب افريقيا وقاداتها‪ ،‬وأبان‬ ‫عن انشغاله بهموم تنمية القارة من خالل زيارته لمدنها ولقراها‬ ‫وألدغالها‪.‬‬ ‫ومن ثم فإن الخطاب الذي القاه جاللة الملك بمناسبة الذكرى‬ ‫الحادية واألربعين للمسيرة الخضراء من مدينة دك��ار عاصمة‬ ‫السنيغال‪ ،‬يحمل في شقه األول سابقة تاريخية لملوك المغرب‪ ،‬وفي‬ ‫شقه الثاني أن الخطاب انطالقا من السنيغال ليس مدعاة للتعجب‪ ،‬بل‬ ‫هو أمر طبيعي نظرا لمواقف السنيغال التاريخية في مساندته لقضايا‬ ‫المغرب العادلة‪ ،‬وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية‪.‬‬ ‫ومواكبة لهذا المسار التنموي الهائل وشعورا منا بضرورة‬ ‫تسجيل هذه اللحظة الحاسمة في تاريخ افريقيا المعاصرة سأخصص‬ ‫كالمي عن افريقيا المسلمة‪ ،‬وجودها التاريخي ودورها الحضاري‬ ‫وتعلقها بالسالم‪.‬‬ ‫و قد تكلم السيد المحاضر على أن القار اإلفريقية تعتبر من أكبر‬ ‫القارات الخمس من حيث المساحة‪ ،‬وسكانها من أطيب الناس أخالقا‬ ‫وأحسنهم أرومة‪ ،‬كما يعتبر موقعها الجغرافي من أحسن المواقع‬ ‫االستراتيجية وأمنعها حمى‪.‬‬ ‫وإذا كانت الظروف القاسية التي مرت بها جعلت الغربيين خاصة‬ ‫يصفونها ببعض الصفات المغرضة‪ ،‬حيث كانوا يعبرون عن األمكنة‬ ‫المجهولة بانها مثل مجاهل افريقية‪ ،‬فإن العرب والمسلمين بالعكس‬ ‫من ذلك‪ ،‬اتصلوا بها من قديم‪ ،‬وعرفوا عنها الكثير والقت اهتمامهم‬ ‫وعنايتهم وحبهم ما القته بالدهم نفسها‪.‬‬ ‫والقارة اإلفريقية أنجبت كثيرا من المفكرين والمصلحين والقادة‬ ‫المحنكين‪ .‬لقد كانت القوافل تذهب اليها وتعود منها سواء من البالد‬ ‫المغربية أو عن طريق صعيد مصر منذ قرون خلت فكانت متصلة‬ ‫بتلك األقطار المجاورة لها بسبب تلك القوافل التجارية التي كانت‬ ‫تحمل إليها السلع المختلفة‪ ،‬وتعود بريش النعم والعاج والذهب‪.‬‬ ‫واألفارقة اتصلوا باإلسالم منذ زمن بعيد‪ ،‬و تقوت عرى األخوة‬ ‫بينهم و بين إخوانهم العرب المسلمين منذ القرن السابع و الثامن‬ ‫الميالديين‪ ،‬و كان التزاور يقع بين الجانبين باستمرار؟‪ ،‬فكان العرب‬ ‫يقصدون القارة اإلفريقية بقصد التجارة أحيانا و بقصد نشر الدعوة‬ ‫اإلسالمية أحيانا أخرى و كان األفارقة يقصدون البالد العربية للتجارة‬ ‫و الحج و زيارة قبر الرسول عليه الصالة و السالم‪ ،‬يقول الدكتور‬ ‫إحسان حقي في كتابه عن افريقيا الحرة لم تقف الرحالت العربية عند‬ ‫شواطئ القارة بل كان العرب يضربون في البالد و لم يبرحوها بعد‬ ‫ذلك‪ ،‬وكان للعرب والمسلمين في هذه القارة مماليك و إمارات امتدت‬ ‫حتى المحيط األطلسي و ال أدل على ذلك من انتشار اللغة العربية‬ ‫و الدين اإلسالمي في كل بقعة من بقاع هذه القارة مع العلم بان‬ ‫المسلمين لم يرسلوا مبشرين بالدين يحترفون التبشير خاصة ـ وال‬ ‫فتحوا البالد فتح حرب‪ ،‬و قد سمعت محاضرة ألحد السياح الفرنسيين‬ ‫قال فيها ‪« :‬لقد وصلت إلى بعض القبائل التي قلما يصل إليها إنسان‬ ‫النعزالها عن العالم فرأيت القوم يدينون باإلسالم»‪.‬‬ ‫لقد دانت شمال إفريقيا باإلسالم ابتداء من القرن األول لهجرة‬ ‫الرسول كما وصل اإلسالم إلى غرب إفريقيا عن طريق الصحراء من‬ ‫المغرب العربي والطريق الساحلي إلى السينغال‪ ،‬ومنها إلى بقية أنحاء‬ ‫غرب إفريقيا‪.‬‬ ‫ولقد تكونت امبراطوريات وممالك ذات سلطان كبير‪ ،‬وانتشر‬ ‫اإلسالم بين جنباتها انتشارا عظيما خصوصا بعد قيــام دولـــة‬ ‫المرابطين ‪ 1042‬م‪.‬‬ ‫وكانت هذه اإلمبراطوريات تدعى بإمبراطوريات غانا ومالي‬ ‫والسنيغال‪ ،‬كما أن اإلسالم انتشر انتشارا عظيما بين قبائل الفوال‬ ‫والهوسا والمادنجو وغيرها‪.‬‬ ‫أما إفريقيا الشرقية‪ ،‬فقد شرح اهلل صدرها لإلسالم‪ ،‬بواسطة‬ ‫التجار المسلمين الذين كانوا يفدون عليها بقصد التجارة‪ ،‬وكانوا‬ ‫يقومون في الوقت نفسه بواجبهم في الدعوة والتبشير فهدى اهلل‬ ‫على يدهم أقواما كانوا في منتهى التطلع لمن يعطيهم المثل في‬ ‫السلوك الحسن واالستقامة واتباع الدين الذي ينقذ اإلنسانية من‬ ‫الضالل‪.‬‬

‫والواقع أن المسلمين سواء منهم البربر المغاربة أو العرب‬ ‫المهاجرين كانوا يتحملون الصعاب ويخترقون الصحارى وال يبالون‬ ‫باألخطار في سبيل نشر عقيدتهم فلقد ذكر السيد بوني موري‬ ‫صاحب كتاب اإلسالم والنصرانية في إفريقيا‪« :‬إن زنوج السودان‬ ‫تلقوا القران من جهتين إحداهما البربر المسلمون المغاربة والثانية‬ ‫قوافل العرب التي تخترق فزان والواحات إلى تمبكتو»‪.‬‬ ‫والتاريخ يشهد للمرابطين بما قاموا به من نشر الدعوة خصوصا‬ ‫األمير أبا بكر ابن عمر الذي امتد نفوذ المملكة التي أسسها سنة‬ ‫‪ 1087‬إلى جميع البالد المعروفة اآلن بساحل الذهب والداهومي‬ ‫وبالد نيجيريا إلى بحيرة التشاد‪ .‬وكانت سفائن هذا السلطان تسري‬ ‫في النيجر وقوافل الصحراء تحمل البضائع الى أطراف السلطنة‪.‬‬ ‫وأبو بكر ابن عمر هذا من تالمذة مؤسس الدولة المرابطية‬ ‫الفقيه الداعية المجاهد عبد اهلل بن ياسين المتوفي سنة ‪ 451‬هـ‪،‬‬ ‫والمدفون بموضع يعرف « ِب ْك ِريفِ َلة» في قبيلة زعير قرب مدينة‬ ‫الرباط‪.‬‬ ‫وعبد اهلل بن ياسين هو الذي ولى أبا بكر بن عمر الرئاسة بعد‬ ‫وفاة أخيه األمير يحي بن عمر اللمتوني‪.‬‬ ‫لقد ذكرت أن قوافل العرب كانت تخترق الواحات إلى «تمبكتو»‪.‬‬ ‫ومدينة تمبكتو هذه مدينة شهيرة اختطها الطوارق سنة ‪ 1077‬م‬ ‫وكانت مركزا علميا ممتازا ومكانا لنشر اإلشعاع اإلسالمي في أرجاء‬ ‫افريقيا جميعها كما كانت سوقا للتجارة في أواسط إفريقيا‪.‬‬ ‫ومن المعلوم أن اإلسالم كان يجد طريقه إلى قلوب األفارقة دون‬ ‫ضغط أو إكراه وكانوا يرون فيه المنقذ من عوامل النقص والمركبات‬ ‫التي كانوا يشعرون بها‪ ،‬خصوصا بعد تسلط االستعمار الغربي‬ ‫عليهم‪ ،‬فلقد كتب المستر «أتبوري» يقول‪« :‬بمجرد ما يدخل الزنجي‬ ‫في اإلسالم يشعر بكرامة نفسه‪ ،‬وبعد أن كان يعتقد ذاته عبدا يصبح‬ ‫في نظر نفسه حرا»‪.‬‬ ‫وابتداء من القرن السابع عشر للميالد‪ ،‬اتجهت أطماع الدول‬ ‫المسيحية إلى االستيالء على إفريقيا فنظمت البعوث واإلرساليات‬ ‫من البروتستانتيين أوال ثم الكاثوليكيين ثانيا‪ ،‬ونشط هؤالء في‬ ‫الدعوة لديانتهم ومحاولة تمسيح بعض األفارقة‪ .‬ومنذ ذلك الوقت‬ ‫والصراع بين اإلسالم والمسيحية على األراضي اإلفريقية يتزايد ولقد‬ ‫اشتد هذا الصراع ابتداء من أوائل القرن التاسع عشر للميالد فكانت‬ ‫المسيحية تعتمد على رجال االستعمار الذين وطئت أقدامهم األراضي‬ ‫اإلفريقية وكان اإلسالم يدافع عن نفسه بنفسه أي بواسطة جماعات‬ ‫المتطوعين من رجال الصوفية الصالحين‪.‬‬ ‫وهنا جاء دور رج��ال الطرق القادرية والتيجانية والشاذلية‬ ‫والسنوسية‪ ،‬فقد أبلى هؤالء البالء الحسن في نشر الدعوة اإلسالمية‬ ‫بالتي هي أحسن والحفاظ على طابع افريقيا اإلسالمي وتربية‬ ‫المريدين ونشر العلم والمعرفة والقرآن فيما بينهم‪.‬‬ ‫ولقد برز من األفارقة الذين تثقفوا وتربوا التربية اإلسالمية‬ ‫السليمة‪ ،‬عديد من األشياخ والعلماء والمجاهدين أمثال الشيخ عثمان‬

‫دان جُودًيُو الذي قام بحركة إصالح كبرى في الحوسة نيجريا والنيجر‬ ‫والذي ترك بعد وفاته تسعين تأليفا ومخطوطا‪.‬‬ ‫وكذلك أخوه الشيخ عبد اهلل الذي ترك بدوره خمسة وسبعين‬ ‫مؤلفا وكان الشيخ عثمان من المريدين للشيخ عبد القادر الجيالني‪.‬‬ ‫وحفيده الشيخ عثمان هو الشهيد الداعية المرحوم أحمد أبيلو‬ ‫الذي اغتالته األيادي القذرة بنيجيريا سنة ‪ 1965‬و الذي كان له دوره‬ ‫العظيم الممتاز في نشر اإلسالم و الدفاع عنه في نيجيريا‪.‬‬ ‫و في السنيغال برزت شخصيات إسالمية فذة تولت القيام بالدعوة‬ ‫إلى اهلل و نشر اإلسالم و هي شخصيات عديدة يطول المجال لعرضها‪،‬‬ ‫و من أهمها شخصية الحاج عمر بن سعيد طال و الشيخ امادو بامبا‬ ‫مؤسس الطريقة المريدية سنة ‪ 1886‬و غيرهم كثير‪.‬‬ ‫هذا و إن الدارس ألحوال أقطار إفريقيا الغربية يالحظ أن نسبة‬ ‫المسلمين العددية تفوق غيرهم بكثير فهنالك أقطار يبلغ فيها‬ ‫المسلمون أزيد من تسعين في المائة كالسنيغال و غينيا مثال‪ ،‬و أقل‬ ‫نسبة للمسلمين في بعض األقطار كساحل العاج تبلغ خمسين في‬ ‫المائة‪.‬‬ ‫ومعلوم أنه كان للمغرب دور مهم في نشر اإلسالم وباألخص‬ ‫على حوض السنيغال وأعالي النيجر حتى بالد التشاد ‪ ،‬حيث كانت‬ ‫القبائل في عهد المرابطين تدخل في دين اهلل أفواجا األمر الذي أدى‬ ‫إلى قيام دول افريقية إسالمية قوية في بالد السودان الغربي مثل‬ ‫صنغاي و مالي و غيرها‪ ،‬كما كانت للمغرب عالقات تجارية واسعة مع‬ ‫بالد السودان و البالد الواقعة جنوب الصحراء باإلضافة إلى أنه كال‬ ‫من الطريقة التيجانية و الطريقة القادرية بالمغرب قامتا بدور فعال‬ ‫في نشر الدين اإلسالمي و التبشير به‪.‬‬ ‫ومن دون شك كذلك أن هذا التواصل الثقافي قد امتد و نما‬ ‫في العصر المريني بعد ذلك خاصة و إننا نجد المغرب و السودان‬ ‫خالل هذه المرحلة تجمعها عالقات تجارية متعددة ‪ ،‬كان المغرب‬ ‫فيها يستورد من السودان الذهب و الجلود و العاج و غيرها‪ ،‬في حين‬ ‫كان يصدر اليها المواد الغذائية و الخيــول و المنسوجات و بعض‬ ‫المعادن‪.‬‬ ‫كما ان هنالك جوانب من إسهام الفقهاء المغاربة في إنشاء‬ ‫المذهب المالكي بالصحراء المغربية و السودان الغربي‪ ،‬حيث أن‬ ‫المغرب يعتبر قلعة المذهب المالكي الصامدة منذ القرون األولى‬ ‫للهجرة‪ ،‬مما جعل منه مصدرا لهذا المذهب‪ ،‬على حد قول المرحوم‬ ‫الدكتور عبد الهادي التازي‪ ،‬و حاضنا له و الحارس األمين عليه‪ ،‬إلى‬ ‫درجة أن هذا المذهب صار شعارا من شعارات الدولة المغربية‪ ،‬و إذا‬ ‫كانت تعاليم هذا المذهب قد انتشرت لتصل إلى الصحراء المغربية و‬ ‫إلى بالد من اسلم من السودان‪.‬‬ ‫فقد نجحت الدولة المرابطية في التمكين للمذهب المالكي في‬ ‫الصحراء و السودان الغربي‪.‬‬ ‫و يكفي أن نشير إلى استمرار هذا التواصل في العصر الموحدي‬ ‫و في جميع ال��دول التي تعاقبت على حكم المغرب من مرينيين‬ ‫ووطاسيين وسعديين و الدولة العلوية الشريفة‪ .‬ويكفي هنا ان نشير‬ ‫إلى تجديد بيعة أعيان تنبكت للسلطان موالي الحسن ثم من دون‬ ‫شك بموجب عقد بيعة قديم يعود في األصل إلى الحملة السعدية‬ ‫على بالد السودان‪ ،‬كما عبر المغرب عن قلقه الشديد إزاء التطورات‬ ‫المستمرة في مالي و التي أدت إلى تدمير طوعي لمواقع تاريخية‬ ‫وثقافية و دينية في مدينة تمبكتو األثرية‪ ،‬خصوصا و أن أكثر من‬ ‫‪ % 30‬من هذه الوثائق التاريخية مصنفة تراثا إنسانيا عالميا تهم‬ ‫مباشرة المغرب‪ ،‬و من ضمنها عدة مراسالت تهم المغرب و العالقات‬ ‫االقتصادية و الثقافية بين المملكة و دول أخرى بإفريقيا الغربية‪،‬‬ ‫ووثائق أخرى كتبها علماء و فقهاء مغاربة‪.‬‬ ‫واألكيد أن نجاح السياسة الحالية التي نجني ثمارها من خالل‬ ‫المجهودات الجبارة المتتالية التي مافتئ يقوم بها صاحب الجاللة‬ ‫أمير المؤمنين الملك محمد السادس في ترسيخ و تطوير هذه العالقة‬ ‫مع العديد من إخوانه قادة وزعماء القارة اإلفريقية لها جذور راسخة‬ ‫و أقدام ثابتة تركها العديد من الملوك الذين تداولوا على حكم‬ ‫المغرب باإلضافة إلى تلك االدوار الهامة التي قام بها العديد من‬ ‫الرحالة و المستكشفين المغاربة وأصحاب القوافل التجارية و العلماء‬ ‫و طالب العلم حيث كانت مسالك الصحراء المغربية و طرقها تعج‬ ‫بحركة نشيطة اقتصادية و اجتماعية ودينية و سياسية للربط بين‬ ‫اسواق المغرب في الشمال و مراكز التجارة في غرب القارة اإلفريقية‪.‬‬ ‫لذا وجب علينا إحياء رسوم هذه العالقات وتوعية شبابنا المعاصر‬ ‫بها للدفاع عنها و بث روح االستمرارية في نفوسهم لخلق وحدة‬ ‫افريقية متجانسة لشعوبها مفتخرة بتاريخها معتزة بنضال ملوكها‬ ‫وزعمائها في الدفاع عن الوحدة الترابية لكل دولة ومواجهة أطماع‬ ‫المستعمر األجنبي الذي حاول بكل الوسائل تمزيق هذه الوحدة‪،‬‬ ‫وخلق كيانات سياسية وهمية خدمة ألغراضه االستعمارية‪.‬‬ ‫أكتفي بهذا و أشكركم على حسن استماعكم ‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪898‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫املاء واحلياة يف الإ�سالم‬

‫جاءت الشريعة اإلسالمية بتعاليم تفيد ضرورة الحفاظ على الماء والحياة‪ ،‬وجعلت الواحد‬ ‫منهما ضروريا لآلخر‪ ،‬إذ ال حياة بدون ماء‪ ،‬اإلنسان في الحياة يحتاج إلى الماء‪ ،‬فإذا نضب أو انعدم‬ ‫توقفت الحياة وفسدت األرض‪ ،‬وانتهى العمران‪ .‬يقول اهلل عز وجل‪�« :‬أَ َو مَ ْ‬ ‫ذِين َ‬ ‫ك َف ُروا �أَ َّن‬ ‫ل َي َر َّال َ‬ ‫الَ ْر َ‬ ‫�ض َ‬ ‫كا َنتَا َر ْت ًقا َف َف َت ْقنَاهُ َما» األنبياء‪ .‬فقد لفت الحق سبحانه أنظارنا إلى هذه الحقيقة‬ ‫ات َو ْ أ‬ ‫ال�س َم َو ِ‬ ‫َّ‬ ‫الكونية‪ :‬السماء‪ -‬األرض‪ -‬الرتق – الماء‪ -‬الحياة‪ ،‬في تحد كبير للعقل البشري الذي ال ينتبه‬ ‫إلى هذه األمور‪ .‬قد يصبر اإلنسان عن الطعام أليام وأسابيع‪ ،‬ولكنه ال يقدر على ذلك لساعات‬ ‫قالئل دون ماء‪ ،‬ألن تركيبة جسم اإلنسان‪ ،‬وجميع المخلوقات قائمة على الماء‪ ،‬ومن حكمة اهلل‬ ‫تعالى في خلقه أن جعل هذا الماء – المادة الحيوية لإلنسان‪ -‬جعله في متناوله وقريبا منه‪،‬‬ ‫وأقدره على تحصيله وأمكنه من الوصول إليه من أجل المحافظة على حياته وإكرامه به‪ .‬فجعله‬ ‫مستقرا في أرضه‪ ،‬وأسكنه فيها كما أسكن خلقه عليها‪ .‬يقول سبحانه وتعالى‪« :‬وأنزلنا من‬ ‫السماء ماء بقدر فأسكناه في األرض وإنا على ذهاب به لقادرون» المومنون‪ .‬فنعمة وجود الماء‬ ‫جاريا على سطح األرض في الجداول واألنهار والعيون والثلوج أو في باطنها في اآلبار والجيوب‬ ‫الجوفية كل ذلك إكراما لهذا اإلنسان لتستقر وتنعم به حياته‪ ،‬ويضمن به عيشه واستقراره‪.‬‬ ‫فهو قريب منه‪ ،‬وفي مكان آمن‪ ،‬فمتى طلبه وجده‪ ،‬وإن على السطح أو في باطن األرض‪ .‬فلو‬ ‫ظل الماء كله على السطح للحقه االجتفاف‪ ،‬فينقص مقداره ويختل‬ ‫التوازن البيئي الذي أقام اهلل تعالى عليه كونه «وأنزلنا من السماء‬ ‫ماء بقدر» أي بحساب وبمقدار يضمن الحياة على وجه أرضه لجميع‬ ‫مخلوقاته‪ .‬فال إفراط فيه حتى يغمر األرض كلها‪ ،‬وال تفريط فيه‬ ‫حتى نعود في حاجة ماسة إليه‪ .‬وأشار الحق سبحانه إلى هذه المادة‬ ‫يقوم بتخزينها والحفاظ عليها في جوف األرض ولو أراد اإلنسان أن‬ ‫يقوم بهذا التخزين لما استطاع‪ ،‬ولكن اهلل تعالى كفاه ذلك زيادة‬ ‫اح‬ ‫في العطاء‪ ،‬وزيادة في النعمة ‪ .‬يقول اهلل تعالى‪َ « :‬و�أَ ْر َ�س ْلنَا ال ِّر َي َ‬ ‫ال�س َما ِء َما ًء َف َ�أ ْ�س َق ْين ُ‬ ‫َاك ُم ُ‬ ‫وه َو َما َ�أ ْنت ُْم َل ُه ِب َخا ِزنِنيَ » الحجر‪.‬‬ ‫َل َواق َِح َف�أَ ْن َز ْلنَا م َ‬ ‫ِن َّ‬ ‫فقدرة اهلل تعالى على التخزين والمحافظة على هذه الثروة الحيوية‬ ‫المهمة التي تقوم عليها حياة الخالئق لمما يدل على عظمة صنعه‬ ‫وعظيم قدرته في تسخير هذا الكون ومكوناته بعجائبه لفائدة‬ ‫هذا اإلنسان الذي كرمه ونعمه‪ .‬قال تعالى‪« :‬ولقد كرمنا بني آدم‬ ‫وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على‬ ‫كثير ممن خلقنا تفضيال» اإلسراء‪.‬‬ ‫لكن ما بال هذا اإلنسان الذي لم يستوعب هذه الفضائل وهذه النعم المسخرة له وهو‬ ‫ماض في إفساد ما جاء من اهلل صالحا‪ ،‬غير عابئ بما أنيط به من مهام ومن تكاليف وواجبات‬ ‫في اإلصالح والبناء الحضاري لهذه األمة التي أرادها ربنا أن تكون خير األمم‪ .‬وقال عز وجل‪« :‬وال‬ ‫تفسدوا في األرض بعد إصالحها» األعراف‪ ،‬وقال سبحانه مخبرا عن نفسه أنه ال يحب الفساد‪.‬‬ ‫«وإذا تولى يسعى في األرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل واهلل ال يحب الفساد» البقرة‪.‬‬ ‫ومن مظاهر الفساد الذي نهينا عنه «اإلسراف» المضر الذي ينتج عنه تدمير وتخريب للنعم‪،‬‬ ‫َك ْم عِ ن َْد ُ‬ ‫ومساس وإضرار بالناس أجمعين‪ ،‬يقول اهلل عز وجل‪َ « :‬يا َبنِي �آَدَ َم ُخ ُذوا ِزي َنت ُ‬ ‫ك ِّل َم ْ�سجِ دٍ‬ ‫ك ُلوا َوا�شرْ َ ُبوا َو اَل ت رُْ�س ُفوا �إِن َُّه اَل ُيحِ ُّ ُ‬ ‫َو ُ‬ ‫�سفِنيَ » األعراف‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ب المْ رْ ِ‬ ‫اإلسراف هو الزيادة عن الحد المطلوب شرعا‪ ،‬وهو فعل مذموم في شريعة اإلسالم‪ ،‬فكل‬ ‫شيء زاد عم حده انقلب إلى ضده‪ .‬والمطلوب منا التوسط والترشيد في استعمال هذه‬ ‫الثروات والحفاظ عليها ما أمكن ألنها ملك لنا اليوم وعلينا أن نحافظ عليها لمن سيأتي‬ ‫بعدنا‪ ،‬ويكفي المسرفين قبحا أن اهلل تعالى المهم بقوله «واهلل ال يحب الفساد» وقوله‪:‬‬ ‫«واهلل ال يحب المسرفين»‪.‬‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫إنما هذه القصور والجواهر والحلي والآللئ مجرد ديكور‬ ‫خارجي وفي داخل القلوب تسكن الحسرات واآلهات الملتاعة‪،‬‬ ‫والحاسدون والحاقدون والمغترون والفرحون مخدوعون في‬ ‫الظواهر غافلون عن الحقائق‪ .‬ولو أدرك السارق هذا اإلدراك‬ ‫لما سرق ولو أدركه القاتل لما قتل‪ ،‬ولو عرفه الكذاب لما‬ ‫كذب‪...‬‬ ‫ولو علمناه حق العلم لطلبنا الدنيا بعزة األنفس ولسعينا في العيش بالضمير ولتعاشرنا‬ ‫بالفضيلة‪ ،‬فال غالب في الدنيا وال مغلوب في الحقيقة‪ ،‬والحظوظ كما قلنا متقاربة في باطن‬ ‫األمر ومحصولنا من الشقاء والسعادة متقارب برغم الفوارق الظاهرة بين الطبقات‪ ...‬فالعذاب‬ ‫ليس له طبقة وإنما هو قاسم مشترك بين الكل يتجرع منه كل واحد كأسا وافية ثم في النهاية‬ ‫تتساوى الكؤوس برغم اختالف المناظر وتباين الدرجات والهيئات‪ ،‬وليس اختالف نفوسنا هو‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫وقد حض رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم صحابته‪ ،‬ومن خاللهم أمته جمعاء على عدم‬ ‫اإلسراف‪ ،‬وفي الماء على الخصوص فقد أوصى بالقصد في استعماله‪ ،‬وعدم إهداره‪ ،‬حتى ولو‬ ‫تعلق األمر باستعمال هذا الماء من أجل إقامة عبادة من العبادات كالوضوء للصالة مثال‪ .‬روى‬ ‫سيدنا عبد اهلل بن عمر أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم مر بالصحابي الجليل سعد بن أبي‬ ‫وقاص وهو يتوضأ فقال له‪ :‬ما هذا اإلسراف؟ فقال‪ :‬أفي الوضوء إسراف يا رسول اهلل؟‪ ،‬فقال‪ :‬نعم‬ ‫وإن كنت على نهر جار‪ .‬فقد دعاه صلى اهلل عليه وسلم ليقتصد في وضوئه ويقلل من استعمال‬ ‫الماء حتى ولو كان يتوضأ من نهر جار‪ .‬وهو كالم موجه ألمته جمعاء لنعمل بهذا التوجيه ذي‬ ‫المقاصد الشرعية الهامة‪ .‬فما بالنا نحن الذين نغتسل ونتوضأ من حنفيات فقط وصنابير‪ ،‬وقد‬ ‫أقيمت عيلها عدادات لضبط هذا السرف وهذا اإلخالل‪ ،‬واألداء عنه في آخر الشهر وال ننصاع‬ ‫لهذه التوجيهات وال ننضبط لها‪.‬‬ ‫لقد كان النبي صلى اهلل عليه وسلم يلزم نفسه وأهله بما كان يدعو الناس إليه‪ .‬نعث عبد‬ ‫اهلل بن زيد أنه توضأ صلى اهلل عليه وسلم بثلثي مد من ماء‪ .‬أي ما مقداره نصف لتر‪ ،‬ألن المد‬ ‫من الماء يساوي لترا ونصف لتر‪.‬‬ ‫وما ذلك إال ألن الماء من الثروات الطبيعية المشتركة بين الناس جميعا‪ ،‬فال يحق ألحد أن‬ ‫يستولي عليه بمفرده ويمنع منه اآلخرين‪ ،‬ألن ذلك مدعاة لنشأة‬ ‫النزاعات والحروب رغم أن ‪ 4/3‬من الكرة األرضية كلها ماء‪ .‬ولكن‬ ‫التبذير واإلسراف وسوء االستعمال يؤدي إلى الخلل والنقصان‪.‬‬ ‫وورد في سنن أبي داوود أن النبي صلى اهلل عليه وسلم قال‪:‬‬ ‫«المسلمون شركاء في ثالث‪ :‬في الماء وفي الكأل وفي النار»‪ ،‬وورد‬ ‫في معناها أنها تعطى لطالبها أو المحتاج إليها وال يمنع منها‪.‬‬ ‫واتخذ اإلسالم من اإلجراءات الوقائية التي تكفل سالمة‬ ‫معتنقيه من اإلصابات الملوثة والضارة‪ ،‬فأوصى بضرورة تغطية‬ ‫أواني الماء والطعام لحمايتها مما قد ينزل بها‪ .‬عن جابر رضي اهلل‬ ‫عنه ‪ ،‬أنه سمع رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يقول‪« :‬غطوا اإلناء‬ ‫وأوكوا السقاء وأغلقوا السقاء فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء‬ ‫ال يمر بإناء ليس عليه غطاء أو سقاء ليس عليه وكاء إال نزل فيه‬ ‫من ذلك الوباء» رواه مسلم‪ .‬والمعنى احرصوا على تغطية أواني‬ ‫الماء والطعام حفاظا على السالمة والصحة‪ .‬ونهى صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم عن النفخ في الطعام أو الشراب ليحميه من نفس شاربه ورائحة فمه‪ .‬واالستعماالت‬ ‫القرآنية لكلمة ماء تفيد على أنه نعمة من اهلل عز وجل لخلقه‪ ،‬يجب أن يحافظوا عليها‪ ،‬وإن لم‬ ‫يفعلوا فسيتضررون لعدم قدرتهم على طلبه واستحضاره‪ .‬قال عز وجل» ُق ْل أَرَأَيْتُمْ إِ ْن أَصْبَحَ‬ ‫مَاؤُكمْ َغوْرًا َفمَنْ ْ‬ ‫يَأ ُ‬ ‫ُ‬ ‫مَعِين»‪ ‬الملك‪.‬‬ ‫تِيكمْ ِبمَا ٍء‬ ‫ٍ‬ ‫إن الماء ثروة مهمة ال تقوم الحياة إال به‪ ،‬فهو أساسي في غذاء اإلنسان والحيوان والنبات‬ ‫ون‪ُ ،‬ي ْنب ُ‬ ‫ك ْم ِمن ُْه �شرَ َ ٌ‬ ‫ال�س َما ِء َما ًء َل ُ‬ ‫ِت‬ ‫وكل شيء‪ .‬قال عز وجل‪« :‬هُ َو َّالذِي �أَ ْنز َ​َل م َ‬ ‫اب َو ِمن ُْه َ�ش َج ٌر فِي ِه تُ�سِ ُيم َ‬ ‫ِن َّ‬ ‫ُون َوالنَّخِ َ‬ ‫الَ ْعن َ‬ ‫ات �إِ َّن فيِ َذل َ‬ ‫ِن ُ‬ ‫َل ُ‬ ‫لَ َي ًة لِ َق ْو ٍم َي َت َف َّ‬ ‫ون»‬ ‫ِك َ آ‬ ‫يل َو ْ أ‬ ‫ك ِّل ال َّث َم َر ِ‬ ‫َاب َوم ْ‬ ‫ك ُر َ‬ ‫ك ْم ِب ِه الز َّْر َع َوال َّز ْيت َ‬ ‫النحل‪.‬‬ ‫فبالماء ينبت الزرع الذي منه الغذاء والطعام األساسي للمياه‪ ،‬وبالماء تنمو األشجار‬ ‫وتتوفر الغالت والفواكه التي يقتات منها اإلنسان‪ ،‬وتحمى به الطبيعة من العواصف والرياح‬ ‫ومن التصحر‪ .‬وقد تنبه سكان العالم مؤخرا على وقع هذه األخطار‪ ،‬ودعت األمم المتحدة‬ ‫إلى الوقوف في وجهها للحد من آثارها على هذا الكون الذي نتقاسم فيه جميعا الحياة على‬ ‫ظهره‪.‬‬

‫لقد خلقنا الإن�سان يف كبد‬

‫إن الذي يسكن في أعماق الصحراء يشكو مر الشكوى ألنه ال يجد الماء الصالح للشرب‪...‬‬ ‫وساكن المدينة الذي يجد الماء و النور و السخان و التكييف و الهاتف و التليفيزيون لو‬ ‫استمعت إليه لوجدته يشكو مر الشكوى هو اآلخر من سوء الهضم و السكر و الضغط‪ ...‬والذي‬ ‫أعطاه اهلل الصحة و المال و الزوجة الجميلة يشك في زوجته الجميلة و ال يعرف طعم الراحة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الحظ في كل شيء فأدمن الكوكايين وانتهى‬ ‫والرجل الناجح المشهور النجم الذي حالفه‬ ‫إلى الدّمار‪ ...‬والملك الذي يملك األقدار والمصائر والرقاب‬ ‫تراه عبدا لشهوته خادما ألطماعه ذليال لنزواته‪ ،‬كلنا نخرج‬ ‫من الدنيا بحظوظ متقاربة برغم ما يبدو في الظاهر من‬ ‫بعد الفوارق‪ .‬وبرغم غنى األغنياء وفقر الفقراء فمحصولهم‬ ‫النهائي من السعادة والشقاء الدنيوي متقارب‪.‬‬ ‫إن هّ‬ ‫الل يأخذ بقدر ما يعطي ويعوض بقدر ما يحرم وييسر‬ ‫بقدر ما يعسر‪ ،‬ولو دخل كل منا قلب اآلخر ألشفق عليه ولرآى‬ ‫عدل الموازين الباطنية برغم اختالل الموازين الظاهرية‪،‬‬ ‫ولما شعر بحسد وال بحقد وال بزهو وال بغرور‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫اختالف سعادة وشقاء‪ ،‬وإنما اختالف مواقف‪ ،‬فهناك نفس تعلو على شقائها وتتجاوزه وترى فيه‬ ‫الحكمة والعبرة وتلك نفوس مستنيرة ترى العدل والجمال في كل شيء وتحب الخالق في كل‬ ‫أفعاله‪ ،‬وهناك نفوس تمضغ شقاءها وتجتره وتحوله إلى حقد أسود وحسد أكال‪ ..‬وتلك هي‬ ‫النفوس المظلمة الكافرة بخالقها المتمردة على أفعاله‪ .‬وكل نفس تمهد بموقفها لمصيرها‬ ‫النهائي في العالم اآلخر‪ ..‬حيث يكون الشقاء الحقيقي‪ ..‬أو السعادة الحقيقية‪ ..‬فأهل الرضا إلى‬ ‫النعيم وأهل الحقد إلى الجحيم‪.‬‬ ‫أما الدنيا فليس فيها نعيم وال جحيم إال بحكم الظاهر‬ ‫فقط بينما في الحقيقة‪ ..‬تتساوى الكؤوس التي يتجرعها‬ ‫الكل‪ ..‬والكل في تعب‪ .‬إنما الدنيا امتحان إلبراز المواقف‪،‬‬ ‫فما اختلفت النفوس إال بمواقفها وما تفاضلت إال بمواقفها‪.‬‬ ‫وليس بالشقاء والنعيم اختلفت وال بالحظوظ المتفاوتة‬ ‫تفاضلت وال بما يبدو على الوجوه من ضحك وبكاء تنوعت‪.‬‬ ‫فذلك هو المسرح الظاهر الخادع‪ .‬وتلك هي لبسة الديكور‬ ‫والثياب التنكرية التي يرتديها األبطال حيث يبدو أحدنا ملكا‬ ‫واآلخر صعلوكا وحيث يتفاوت أمامنا المتخم والمحروم‪.‬‬ ‫أما وراء الكواليس‪ ،‬أما على مسرح القلوب‪..‬ما في كوامن‬ ‫األسرار و على مسرح الحق و الحقيقة‪ ..‬فال يوجد ظالم وال‬ ‫مظلوم وال متخم وال محروم‪ ..‬وإنما عدل مطلق واستحقاق‬ ‫نزيه يجري على سنن ثابتة ال تتخلف حيث يمد اهلل يد السلوى‬ ‫الخفية يحنو بها على المحروم وينير بها ضمائر العميان‬ ‫ويالطف أهل المسكنة ويؤنس األيتام والمتوحدين في الخلوات ويعوض الصابرين حالوة‬ ‫في قلوبهم‪ ..‬ثم يميل بيد القبض والخفض فيطمس على بصائر المترفين ويوهن قلوب‬ ‫المتخمين ويؤرق عيون الظالمين ويرهل أبدان المسرفين‪ ..‬وتلك هي الرياح الخفية المنذرة‬ ‫التي تهب من الجحيم والنسمات المبشرة التي تأتي من الجنة‪ ..‬والمقدمات التي تسبق اليوم‬ ‫الموعود‪...‬‬


‫العدد ‪898‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬يوليوز ‪2017‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫حدائق الأزاهر يف م�ستح�سن الأجوبة وامل�ضحكات‬ ‫واحلكم والأمثال واحلكايات والنوادر‬ ‫وهوكتاب جامع للحكم واألمثال والنوادروالحكايات‪،‬ألفه الفقيه األديب محمد بن محمد بن محمد أبو بكر ابن عاصم القيسي الغرناطي قاضي من فقهاء‬ ‫المالكية باألندلس توفي بمسقط رأسه غرناطة عن عمر السابعة والستين سنة (عام ‪ 829‬هـ الموافق ‪1426‬م)؛كان يجلد الكتب في صباه‪ ،‬وتقدم حتى‬ ‫ولي قضاء القضاة ببلده‪.‬‬ ‫وقد أخذ عن أعالم منهم‪:‬‬ ‫أبو إسحاق الشاطبي‪ ،‬وأبو عبد اهلل القيطاجي‪ ،‬وأبو عبد اهلل الشريف التلمساني‪ ،‬وأبو إسحاق ابن الحاج‪ ،‬وابن عالق‪ ،‬وخااله أبو بكر‪ ،‬ومحمد ولدا أبي القاسم‬ ‫بن جزي‪ ،‬وابن لب وغيرهم‪.‬‬ ‫وله من المؤلفات‪:‬‬ ‫ــ تحفة الحكام في نكت العقود واألحكام‪ (:‬أرجوزة في الفقه المالكي تعرف بالعاصمية)‪ ،‬شرحها جماعة من العلماء‪.‬‬ ‫ــ أراجيز في األصول والنحو والقراءات‪.‬‬ ‫وحدائق األزاهر في مستحسن األجوبة والمضحكات والحكم واألمثال والحكايات والنوادر (وهو الكتاب الذي سنتحف به القارئ الكريم عبر سلسلة‬ ‫حلقات)‪.‬‬

‫في ترويح األرواح بمستحسن المزاح‬

‫كان النبي صلى اهلل عليه وسلم يمزح‪ ،‬وال يقول إال حقاً‪ ،‬فمن ذلك قوله إلحدى عماته‪:‬‬ ‫«إن الجنة ال تدخلها عجوز»‪ ،‬فلما جزعت من ذلك قال لها ‪« :‬إن اهلل يخلقهن يوم القيامة‬ ‫شواب أبكاراً»‪.‬‬ ‫وقال صلى اهلل عليه وسلم المرأة‪« :‬ما فعل زوجك الذي في عينيه بياض»؛ فلما جزعت‬ ‫من ذلك‪ ،‬قال لها‪« :‬أوليس في كل عين بياض؟»‪ .‬وقال لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫رجل‪« :‬احملني»‪ ،‬قال(ص)‪ :‬ما عندي إال ولد الناقة»؛قال الرجل‪« :‬ما أصنع بولد الناقة؟»‪ ،‬فقال‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬وهل اإلبل إال من النوق»‪.‬‬ ‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬دخل نعيمان الجنة ضاحكاً؛ ألنه كان يضحكني»‪.‬‬ ‫وروي أن نعيمان رضي اهلل عنه أصابه رمد في عينه‪ ،‬فعاده رسول اهلل صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم فوجده يأكل تمراً‪ ،‬فقال له‪« :‬أتأكل التمر وأنت أرمد؟»‪،‬فقال له نعيمان‪« :‬إنما أنا آكل‬ ‫من الجهة األخرى»؛فضحك رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬ ‫وقيل لسفيان الثوري‪« :‬المزاح هجنة»‪ ،‬قال‪« :‬بل سنة»‪.‬‬ ‫وقال عبد اهلل بن عمر لجاريته‪« :‬خلقني خالق الخير‪ ،‬وخلقك خالق الشر»؛ فبكت‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫«ال عليك؛ فإن اهلل هو خالق الخير والشر جميعاً»‪.‬‬ ‫وكانت سويداء لبعض األنصار‪ ،‬تختلف إلى عائشة رضي اهلل عنها‪ ،‬تلعب بين يديها‬ ‫وتضحكها‪ ،‬وربما كان النبي صلى اهلل عليه وسلم يدخل على عائشة فيجدها عندها‪ ،‬فيضحكان‬ ‫جميعاً؛ثم إن النبي صلى اهلل عليه وسلم فقدها‪ ،‬فقال‪« :‬يا عائشة ما فعلت سويداء؟»‪ ،‬قالت‪:‬‬ ‫«إنها مريضة»‪ ،‬فجاء النبي صلى اهلل عليه وسلم يعودها فوجدها في الموت‪ ،‬فقال ألهلها‪:‬‬ ‫«إذا توفيت فأذنوني»؛ فلما توفيت أعلموه‪ ،‬فشهدها‪ ،‬وصلى عليها وقال‪« :‬اللهم إنها كانت‬ ‫حريصة على أن تضحكني‪ ،‬فأضحكها فرحاً»‪.‬‬ ‫وفي بعض الكتب المترجمة أن يحيى وشمعون كانا من الحواريين‪ ،‬فكان يحيى ال‬ ‫يجلس مجلساً إال ضحك وأضحك من حوله‪ ،‬وكان شمعون ال يجلس مجلساً إال بكى وأبكى‬ ‫من حوله‪ ،‬فقال شمعون ليحيى‪« :‬ما أكثر ضحكك‪ ،‬كأنك قد فرغت من عملك»‪ ،‬فقال له‬ ‫يحيى‪« :‬ما أكثر بكاءك كأنك قد يئست من ربك»‪ ،‬فأوحى اهلل إلى عيسى عليه السالم ‪« :‬أن‬ ‫أحب السيرتين إلي سيرة يحيى»‪.‬‬ ‫وفي بعض الكتب المنزلة أيضاً أن عيسى بن مريم لقي يحيى بن زكرياء فقال له عيسى‪:‬‬ ‫«إنك لتبتسم تبسم آمن»‪ ،‬فقال له يحيى‪« :‬إنك لتعبس تعبس قانط»‪ ،‬فأوحى اهلل إلى‬ ‫عيسى عليه السالم‪« :‬أن الذي يفعل يحيى أحب إلي»‪.‬‬ ‫وكان عبد اهلل بن محمد بن عبد الرحمان بن أبي بكر الصديق رضي اهلل عنه فيه مزاح‪،‬‬ ‫فدخل على عائشة أم المؤمنين رضي اهلل عنها‪ ،‬وهي عمة والده يعودها في مرضها الذي‬ ‫ماتت فيه‪ ،‬فقال لها‪« :‬كيف تجدينك يا أمي‪ ،‬فدتك نفسي»‪ ،‬فقالت‪« :‬في الموت»‪ ،‬قال‪« :‬فال‬ ‫أفديك إذن»‪ ،‬فتبسمت وقالت له‪« :‬ما تدع مزاحك على حال»‪.‬‬ ‫ولقي نعيمان‪ ،‬وهو من قدماء الصحابة‪ ،‬وكان رج ً‬ ‫ال صالحاً مع ما كان فيه من المزاح‪،‬‬ ‫أعرابياً معه عكة عسل‪ ،‬فاشتراها منه‪ ،‬وجاء بها إلى عائشة والنبي صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫عندها‪ ،‬فقرع الباب‪ ،‬وقال‪« :‬خذوا هذه»‪ ،‬فظن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أنه أهداها له‪،‬‬ ‫ومر نعيمان‪ ،‬وترك األعرابي جالساً‪ ،‬فلما طال جلوسه‪ ،‬صاح‪« :‬يا هؤالء‪ ،‬ردوا علي عسلي إن‬ ‫لم يحضر الثمن»‪ ،‬فسمع النبي صلى اهلل عليه وسلم كالمه‪ ،‬فأعطاه ثمنه‪ ،‬فلما جاء نعيمان‪،‬‬ ‫قال له رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬ما حملك على ما فعلت يا نعيمان؟»‪ ،‬قال‪« :‬رأيت‬ ‫النبي صلى اهلل عليه وسلم يحب العسل‪ ،‬ولم يكن عندي ثمنه»‪ ،‬فضحك النبي صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم‪.‬‬ ‫ومر نعيمان بابن نوفل البصير‪ ،‬وهو في المسجد‪ ،‬فقال له‪« :‬أريد أن أبول»‪ ،‬فأخذه بيده‬ ‫وحمله إلى موضع في المسجد‪ ،‬وقال له‪« :‬اجلس»‪ ،‬ومضى وتركه‪ ،‬فبال‪ ،‬فصاح الناس به‪:‬‬ ‫«يا أبا المغيرة‪ ،‬إنك لفي المسجد»‪ ،‬قال‪« :‬نعيمان أجلسني ها هنا‪ ،‬هلل علي أن أضربه بعصاي‬ ‫هذه إن وجدته»‪ ،‬فبلغه الخبر‪ ،‬فجاءه بعد ذلك‪ ،‬وهو ال يعرفه‪ ،‬فقال له‪« :‬هل أدلك على‬ ‫نعيمان؟» قال‪« :‬نعم»‪ ،‬قال‪« :‬هو ذا يصلي»‪ ،‬وجاء به إلى عثمان بن عفان رضي اهلل عنه‪،‬‬

‫فقال‪« :‬هذا نعيمان»‪ ،‬فعاله بالعصا‪ ،‬فضحك الناس به وقالوا‪« :‬ويحك‪ ،‬هو عثمان»‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫«من قادني إليه؟»‪،‬قالوا‪« :‬نعيمان»‪ ،‬قال‪« :‬واهلل ال تعرضت له بسوء أبداً»‪.‬‬ ‫وخرج نعيمان وسويبط بن عبد العزيز في تجارة مع أبي بكر الصديق رضي اهلل عنه‪،‬‬ ‫وكان سويبط على الزاد‪ ،‬فجاءه نعيمان في بعض منازلهم‪ ،‬فاستعطفه أن يعطيه من الطعام‪،‬‬ ‫فقال له‪« :‬حتى يجيء أبو بكر»‪ ،‬فذهب نعيمان إلى قوم من رؤساء الحي الذي هم فيه‪ ،‬فقال‬ ‫لهم‪« :‬إن لي عبداً‪ ،‬فهل فيكم من يشتريه مني؟»‪ ،‬فقالوا‪« :‬نعم»‪ ،‬فقال‪« :‬إنه ذو لسان‪،‬‬ ‫وربما يقول أنه حر‪ ،‬فتسمعون منه‪ ،‬فال تغروني وتفسدوا علي غالمي»‪ ،‬فقالوا‪« :‬ال عليك‪،‬‬ ‫نحن ال نسمع قوله»‪ ،‬فاشتروه منه بعشرة من اإلبل‪ ،‬فقبضها منهم‪ ،‬وجاء بهم إلى سويبط‪،‬‬ ‫فقال لهم‪« :‬هذا هو»‪ ،‬فقالوا له‪« :‬قم معنا»‪ ،‬قال‪« :‬وما الخبر؟»‪ ،‬قالوا‪« :‬قد اشتريناك من‬ ‫موالك»‪ ،‬قال‪« :‬ومن موالي؟»‪ ،‬قالوا‪« :‬نعيمان»‪ ،‬قال‪« :‬كذب وفجر»‪ ،‬فتلكأ‪ ،‬فوضعوا عمامته‬ ‫في عنقه‪ ،‬وذهبوا به‪ ،‬وجاء أبو بكر وطلب سويبطاً‪ ،‬فلم يجده‪ ،‬فأخبر بفعل نعيمان‪ ،‬فذهب‬ ‫هو وأصحابه إلى القوم وخلصوه منهم‪ ،‬وردوا إليهم إبلهم‪ ،‬فلما أخبروا رسول اهلل صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم‪،‬ضحك هو وأصحابه من ذلك‪.‬‬ ‫وأتى رجل ابن سيرين‪ ،‬فقال‪« :‬ما تقول في رؤيا رأيتها‪ ،‬كأن لي غنماً‪ ،‬وكنت أعطى فيها‬ ‫ثمانية دراهم في كل رأس‪ ،‬فأبيت أن أبيع‪ ،‬ففتحت عيني‪ ،‬فلم أر شيئاً‪ ،‬فغلقتهما ومددت يدي‬ ‫وقلت‪ :‬هاتوا أربعة أربعة‪ ،‬فلم أعط شيئاً»‪ ،‬فقال ابن سيرين‪« :‬لعلهم اطلعوا على عيب في‬ ‫الغنم فكرهوها»‪ ،‬فقال‪« :‬يمكن ما ذكرت»‪.‬‬ ‫وقيل للقاضي شريح‪« :‬أيهما أطيب الجوزنيق أو اللوزنيق؟»‪ ،‬فقال‪« :‬ال أحكم على غائب»‪.‬‬ ‫وقيل البن سيرين‪« :‬من أكل سبع رطب على الريق‪ ،‬سبحت في بطنه»‪ ،‬فقال‪« :‬إن كان‬ ‫هذا فينبغي للوزينج إذا أكل أن يصلي التراويح»‪.‬‬ ‫وسئل ابن سيرين عن رجل‪ ،‬فقال‪« :‬توفي البارحة»‪ ،‬فلما رأى وجه الرجل السائل‪ ،‬قال له‪:‬‬ ‫(اهلل يتوفى األنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها)‪.‬‬ ‫وقال رجل لألعمش‪« :‬كيف بت البارحة؟» فدخل البيت‪ ،‬فأخرج فراشه ومخدته‪ ،‬وفرشهما‬ ‫واضطجع‪ ،‬وقال‪« :‬هكذا بت البارحة»‪.‬‬ ‫وسأل رجل الشعبي عن المسح على اللحية‪ ،‬فقال‪« :‬خللها»‪ ،‬فقال‪»:‬إني أخاف أال ينالها‬ ‫الماء»‪ ،‬قال‪« :‬إن خفت ذلك فانقعها من أول الليل»‪.‬‬ ‫وكان الشعبي جالساً مع أصحابه‪ ،‬وإذا بجمال على عاتقه دن‪ ،‬فلما رأى الشعبي وضع‬ ‫الدن عن عاتقـه‪ ،‬وقـال ‪« :‬رحمك اهلل‪ ،‬ما اسم امرأة إبليـس؟»‪ ،‬فقال الشعبي‪« :‬ذلك نكـاح‬ ‫ما شهدته»‪.‬‬ ‫وجاءه رجل فقال‪« :‬كيف كان طالع إبليس؟»‪ ،‬فقال‪« :‬إن المنجمين ال يعرفون طالع مولود‬ ‫حتى يعرف وقت والدته‪ ،‬فسل عن الوقت الذي ولد فيه وتجيء حتى أعرفك بطالعه»‪.‬‬ ‫وجاءه رجل فقال‪« :‬تزوجت امرأة وهي عرجاء‪ ،‬أفلي أن أردها بالعيب؟»‪ ،‬قال‪« :‬إن كنت‬ ‫تريد أن تسابق عليها فلك ردها»‪.‬‬ ‫وجاءه رجل فقال‪« :‬أصاب ثوبي البلل»‪ ،‬قال‪« :‬اغسله»‪ ،‬قال‪« :‬بماذا أعزك اهلل؟» قال‪:‬‬ ‫«بالخل»‪.‬‬ ‫وسأل رجل عمرو بن قيس عن حصاة المسجد يجدها اإلنسان في ثوبه أو خفه أو جبهته‪،‬‬ ‫فقال له‪« :‬ارم بها»‪ ،‬فقال الرجل‪« ،‬زعموا أنها تصيح حتى ترد إلى المسجدّ»‪ ،‬قال‪« :‬دعها‬ ‫تصيح حتى ينشق حلقها»‪ ،‬قال الرجل‪« :‬أولها حلق؟»‪ ،‬قال‪« :‬فمن أين تصيح إذن؟»‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪898‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)801‬‬

‫‪16‬‬

‫«أمواج محمد المليحي المسافرة»‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫خصصت دورية “ديبتيك” المادة الرئيسية لغالف عددها رقم ‪ 5‬الصادر‬ ‫سنة ‪ ،2010‬لتقديم دراسة نقدية لرصيد تجربة الفنان التشكيلي محمد‬ ‫المليحي‪ ،‬بتوقيع الناقد الجمالي موريس أراما‪ ،‬وذلك على هامش المعرض‬ ‫الذي احتضنته قاعة لوفت بالدار البيضاء‪ ،‬خالل الفنرة الممتدة ما بين ‪26‬‬ ‫ماي و‪ 26‬يونيو من سنة ‪ .2010‬ويكمن القول إن هذه المادة التوثيقية‬ ‫المدرجة باللغة الفرنسية‪ ،‬قد نجحت في تقديم الخطوط العريضة لمعالم‬ ‫تحول المسار العام لتجربة الفنان التشكيلي محمد المليحي‪ ،‬وذلك على‬ ‫مستوى أفقين متالزمين اثنين‪ ،‬ارتبط أولهما بريادة هذا الفنان على‬ ‫مستوى التأصيل لقيم الحداثة البصرية داخل تراكم الممارسة التشكيلية‬ ‫الوطنية لعقود النصف الثاني من القرن الماضي ومطلع القرن الحالي‪ ،‬في‬ ‫حين ارتبط ثانيهما بعالقة حصيلة منجز المليحي التشكيلي بسبل تطويعه‬ ‫لمعالم الفعل الثقافي داخل بيئته المحلية بمدينة أصيال‪ .‬ولعل هذا التالزم‬ ‫بين البعدين بشكل وثيق‪ ،‬أعطى للمليحي صفة الريادة والجرأة في نحت‬ ‫الكثير من معالم التجديد الجمالي داخل ثقافتنا البصرية الوطنية الراهنة‪.‬‬ ‫دليل ذلك‪ ،‬أن الرجل أضحى مرجعا في مجاله‪ ،‬وال يمكن – بأي حال من‬ ‫األحوال ‪ -‬التوثيق إلبداالت عطاء الممارسة التشكيلية الوطنية المغربية‬ ‫بدون العودة للتأمل في رصيد منجز هذا الفنان الكبير‪ ،‬وبدون تفكيك عناصر‬ ‫النبوغ التي أضحت تؤثث الكثير من معالم الفضاء العام بالعديد من المدن‬ ‫المغربية‪ ،‬وخاصة بمدينة أصيال‪ ،‬بل وتحولت إلى جزء من حميميات الفضاء‬ ‫المشترك المحتضن لمعالم الهوية البصرية لمغاربة الزمن الراهن‪.‬‬ ‫انطلق محمد المليحي في بناء مساره من مدينة أصيال‪ ،‬قبل أن يتنقل عبر العديد من‬ ‫معاهد الفنون الجميلة‪ ،‬وتحديدا بإشبيلية ومدريد وروما وباريس ومينيابوليس‪ .‬وبالواليات‬ ‫المتحدة األمريكية‪ ،‬انخرط الفنان في مغامرة التلقين والتدريس‪ ،‬باالنفتاح على البعد األكاديمي‬ ‫الواسع الذي أتاحه االحتكاك بأرقى مدارس الفن التشكيلي التي كانت تتبلور بالقارة األمريكية‬ ‫خالل هذه المرحلة‪ .‬وبعد العودة للمغرب‪ ،‬قرر االنخراط في مغامرة تكسير المفهوم التقليدي‬ ‫للتشكيل‪ ،‬عبر نقل األعمال الفنية إلى الفضاءات المفتوحة‪ ،‬حتى تتعايش مع الناس وتلتحم‬ ‫بأنفاسهم وبرؤاهم لقيم الجمال واإلبداع‪ .‬وقد وازى ـ في ذلك ـ بين هذا البعد اإلستيتيقي‬ ‫الراقي‪ ،‬وبين انخراطه في مغامرة التجديد الثقافي التي حملت لواءها مجلة “أنفاس” خالل‬ ‫النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي‪ ،‬حيث كان من رواد هذه التجربة ومن مؤسسيها‬ ‫الكبار إلى جانب عبد اللطيف اللعبي ومصطفى النيسابوري‪.‬‬ ‫ورغم أن بصمات المليحي ظلت قوية داخل هذه التجربة المفعمة بنزوعات يسارية تعبوية‬ ‫واضحة‪ ،‬فإن آفاق الفعل – بالنسبة إليه – سرعان ما تجاوزت السقف العام الذي اشتغلت في‬ ‫إطاره مجلة “أنفاس”‪ ،‬حيث انتقل إلى تجربة أكثر رحابة‪ ،‬احتضنتها مدينة أصيال‪ ،‬وارتبطت‬ ‫باسمه من خالل تجربة “موسم أصيال الثقافي” التي انطلقت منذ سنة ‪ ،1978‬والتي يعود له‬ ‫الفضل في وضع ركائزها إلى جانب رفيقه محمد بن عيسى‪ ،‬منذ انطالق التجربة مع تأسيس‬ ‫جمعية المحيط الثقافية التي أصبحت تعرف – الحقا ‪ -‬باسم “منتدى أصيلة”‪ ،‬اإلطار المحتضن‬ ‫والمنظم لمواسم أصيال الثقافية الدولية‪ .‬ولقد كان المليحي‪ ،‬العقل الفعال داخل هذه التجربة‪،‬‬ ‫فبصماته الزالت قائمة داخل منجز ظاهرة “الموسم” في كل التفاصيل وفي كل الجزئيات‪ ،‬من‬ ‫الملصق إلى الدليل‪ ،‬من المعارض إلى محترفات النحت والتشكيل‪ ،‬من ورشات األطفال إلى‬ ‫الجداريات‪ .‬لقد أعطى المليحي للتجربة عناصر هويتها المميزة التي الزالت تتنفس بها إلى‬ ‫اليوم على الرغم من ابتعاده مؤخرا عن فضاءات “الموسم” وعن عوالمه التدبيرية‪ .‬وال يمكن –‬ ‫بأي حال من األحوال – أن نؤرخ لتجربة “الموسم” بدون استحضار عناصر الخصب والعطاء التي‬ ‫قدمها المليحي في كل القيم الجمالية التي صنعت التجربة وأضفت عليها صفاتها المميزة‪.‬‬

‫وبالنسبة للفضاء العام لمدينة أصيال‪ ،‬يبدو أن اسم المليحي قد التحم‬ ‫بالشواهد المادية القائمة‪ ،‬مادامت – على سبيل المثال – عملية ترصيص‬ ‫أرضية المدينة العتيقة وجزء من المدينة الحديثة قد حمل‪/‬ويحمل توقيع‬ ‫المليحي من خالل النموذج الهندسي المعتمد في هذا اإلطار‪.‬‬ ‫وقد ازداد وضوح هذا النزوع التجديدي للفنان المليحي الهادف إلى إدماج‬ ‫العطاء الفني الجمالي داخل الفضاء العام المشترك‪ ،‬من خالل البرامج التي‬ ‫استطاع بلورتها أو اإلشراف عليها من موقعه كمسؤول عن مديرية الفنون‬ ‫داخل وزارة الثقافة‪ ،‬خالل الفترة التي كان فيها رفيقه محمد بن عيسى‬ ‫مسؤوال عن هذا القطاع‪ .‬ففي الكثير من المدن المغربية‪ ،‬أمكن الوقوف‬ ‫على أعمال الفنان المليحي‪ ،‬خاصة بالنسبة لمنحوتاته ولمجسماته الحاملة‬ ‫أليقونة “الموجة” التي هيمنت على روح الفنان وجعلتها منطلقا لخلق عوالم‬ ‫على عوالم‪ ،‬وكائنات على كائنات‪ ،‬ومتخيال متشظيا على المطلق داخل‬ ‫الفضاء العام‪ .‬وأستدل في هذا اإلطار‪ ،‬على سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬بالنصب‬ ‫الذي أنجزه محمد المليحي بالمنطقة المعروفة بكدية السلطان بمدينة‬ ‫أصيال تكريما لروح المغفور له الملك محمد الخامس‪ ،‬أو بالنصب التذكاري‬ ‫الذي يوجد عند مدخل العاصمة الرباط‪ ،‬أو بمجموع األعمال التشكيلية التي‬ ‫تؤثث فضاءات ودهاليز مقر البرلمان المغربي إلى يومنا هذا‪.‬‬ ‫وعموما‪ ،‬وكما انتبهت إلى ذلك مقالة الناقد موريس أراما‪ ،‬فأعمال محمد‬ ‫المليحي ال تخطئها العين‪ ،‬و”موجته” أصبحت عابرة للحدود‪ ،‬بانسيابيتها‬ ‫وبقدرتها على تطويع األلوان واألشكال الهندسية‪ ،‬الرتياد الفضاء المجرد‪ ،‬وبتجاوز كل أشكال‬ ‫التمثيل التقليدي للوسط وللمحيط وللوجوه‪ .‬لم يكن المليحي أبدا مخلصا للرؤى االنطباعية‬ ‫المباشرة‪ ،‬وال للتمارين المدرسية التلقينية‪ ،‬وال لضفاف اللوحة البسيطة‪ ،‬وال إلغراءات النزوعات‬ ‫النيوكولونيالية وجاذبيتها الفائقة‪ .‬لم يكن المليحي‪ ،‬في مجمل معارضه ورصيد منجزه‪ ،‬مخلصا‬ ‫إال لما كان يؤسس لشروط تحديث ذهنيات العطاء التشكيلي‪ ،‬تكوينا وتفكيكا وتأمال وتشريحا‬ ‫وتركيبا‪ .‬لذلك‪ ،‬جاءت عوالمه مختلفة في كل شيء‪ ،‬في أدواتها التقنية وفي تجديداتها وفي‬ ‫أنماط استثمارها ألرصدة الطفولة والصبا‪ ،‬من أجل خلق عالم يتماهى مع الذات ويتفاعل مع‬ ‫المحيط‪ ،‬ويعيد تأثيث مكونات هذا المحيط بقيم الجمال وبأصول الحداثة كما تبدعها الذات‪،‬‬ ‫وكما تتشرب بها المدارس المعاصرة‪ ،‬ومثلما تؤسس الذات – من خاللها – لشروط االستقالل‬ ‫عن االنبهار العقيم بدروس الغرب وتلقيناته المتعالية واالستيالبية الضحلة‪.‬‬ ‫لقد استطاعت “موجة” محمد المليحي أن تعيد تطويع األشكال الهندسية داخل نظيمة‬ ‫األلوان النسقية‪ ،‬وفق قوالب “النمط الصناعي” الذي عاينه المبدع المليحي في نمط اشتغال‬ ‫مصانع السيارات بمدينة ديترويت األمريكية‪ ،‬األمر الذي انتبه له الناقد موريس أراما وسعى إلى‬ ‫تفكيكه بالكثير من عناصر الدقة والعمق‪ .‬وداخل هذا “النمط الصناعي”‪ ،‬تحضر طفولة الفنان‬ ‫المليحي‪ ،‬بضبابيتها وبنوسطالجياتها‪ ،‬لتدفع ب”الموجة” نحو االنفتاح على أفاق المخيال الرحب‬ ‫الالمتناهي‪ ،‬حيث التدثر األبدي في معالم األسود واأللوان الغامقة‪ ،‬مما يعطي لنموذج “الموجة”‬ ‫تمططه في ذهن المتلقي‪ ،‬ويفتح آفاقا جديدة لقراءات متجددة النسيابية اللون داخل “الموجة”‬ ‫وداخل الحدود الممتدة والالمتناهية لألسود الغامق‪.‬‬ ‫هي صباغة‪ ،‬زيتية في الغالب‪ ،‬تعطي لتوالي محدبات “الموجة” ومقعراتها فرص تدمير‬ ‫األنساق الهندسية الكالسيكية‪ ،‬لتفتح المجال ممتدا أمام اشتغال بصري مشرع على كل األسئلة‬ ‫وعلى كل القراءات وعلى كل االستيهامات اإلستيتيقية المخصوصة في تجربة الفنان محمد‬ ‫المليحي‪.‬‬

‫صنـاعـة جيـل *‬ ‫‪...‬حظينا بدعوة كريمة من المديرة والطاقم‬ ‫التربوي لمدرسة سكينة بنت الحسين رضي اهلل‬ ‫عنهما‪ ،‬بحضور المدير اإلقليمي للتربية والتعليم‪،‬‬ ‫وشخصيات من جمعية قدماء تالميذها بمعية جمعية‬ ‫الثقافة اإلسالمية وجمعية األيادي المتضامنة‪ .‬سعدنا‬ ‫بهذه االستضافة الطيبة‪ ،‬نحن تالميذ األمس البعيد‬ ‫وجزء من ذاكرة هذا الصرْح التربوي ‪.‬‬ ‫قال أحد الحكماء ‪« :‬ليس العلم ما حُفِظ وإنما‬ ‫العلم ما نفع»‪ ،.‬وإذا بنا نعتزُّ بحرْمة الفكر وحرية‬ ‫الرأي‪ ،‬وقد ارتوَينا من معين هذا النبع منذ حواليْ‬ ‫ستين سنة‪ ،‬وما زال ذلك الطفل يسكنُنا‪ ،‬الذي شرب‬ ‫سقيا مياه العلم من منبع مدرسة «التشريتشار»‪.‬‬ ‫فكانت لهذا الصبيّ معينا للعرفان الذي اعتمد العقل‬ ‫والحداثة‪ ،‬ودعا إلى الدرس والتحصيل‪ .‬هذا الطفل‪،‬‬ ‫وهو األب والجدّ والشيخ يومه‪ ،‬أطال اهلل َّ‬ ‫جل وعال في‬ ‫عمره ليشهد ويعيش لحظة ماضيه بين هذه الزهور‬ ‫الفيحاء والبساتين الغناء من لقاح طفولة هذا الزمان‬ ‫الوليد من أزمنة الزمان الغابر‪ ،‬لتنصهر الحقب في فضاء تربوي ثقافي يحمل اسم‪ ،‬مدرسة‬ ‫سكينة بنت الحسين (المدرسة الفرنسية ‪-‬اإلسالمية ‪ -‬سابقا)‪ .‬هؤالء التالميذ هم الزهور وهي‬ ‫تتفتح لتغريَ الطيور والنحل (العلم) بنقل لِقاحها‪ .‬تقدم البالد رهين بتخطيط استراتيجية‬ ‫علمية‪ ،‬لتهيئة الناشئة لتلقي المعرفة والرَّفع من منتوج التعليم كمًّا وكيفاً‪ .‬ثمَّ المساواة‬ ‫بين أبناء التعليم الخاص والعام في التحصيل‪ْ .‬‬ ‫وأن ال يختلف أبناء الوطن الواحد في الحقوق‬ ‫والواجبات‪ ،‬في التعليم والصحة والعدل‪ .‬إذ ما الفائدة من حشو الدماغ وإرهاق الذاكرة بمعارف‬ ‫ومعلومات ال يجني منها المتعلم أي فائدة ترْجى في الحاضر والمستقبل (الدكتور عبد الرحيم‬ ‫تمحري )‪ .‬ولما ال يحتوي الكتاب المدرسي على آيات من كتاب اهلل ُّ‬ ‫تحث على القراءة والعمل‪.‬‬ ‫والشيء ذاته في األحاديث النبوية‪ .‬كلنا نتطلع إلى إنتاج علميّ ومنهج تربوي سليم‪ ،‬بتحديد‬ ‫فلسفة التربية‪ .‬نسعى إلى تجنب “ التخلف”‪ ،‬الذي تعاني منه المدرسة العمومية المغربية‪ ،‬من‬ ‫االكتظاظ في األقسام إلى الهدر المدرسي‪ .‬ألنها تفتقد إلى اإلمكانيات الفعلية ماديا وإداريا‬

‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫(منها وسائل الصيانة)‪ ،‬وعدم وجود منهج دراسي‬ ‫يخوِّل للمدرسة تنظيم أنشطتها للتعليم باللعب‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫فإن اللعب ربيع األطفال‪ ،‬على أولياء األمور تنظيم‬ ‫أوقات أبنائهم للمذاكرة والترفيه‪ .‬متابعتهم عن‬ ‫كثب للقيام بواجباتهم المنزلية‪ ،‬لإللمام بمستويات‬ ‫تحصيلهم العلمي والفكري‪.‬‬ ‫نبرهنُ على مدى جدِّية الغاية من المساهمة‬ ‫في تقدم البالد بتطوير الوحــدات الدراسية حتى‬ ‫يصبح التلميذ والطالب مواطنــا فاعال ال مفتعال‪،‬‬ ‫إيجابيا ال سلبيا‪ .‬بهندسة لنسق ومستويات التكوين‬ ‫لبرامج تعتمد عالمية العلم والمرجعية اإلسالمية‪،‬‬ ‫من عقل ونقل‪َّ ،‬‬ ‫إن العملية التربوية تقتضي تقاسم‬ ‫المهام بين األسرة والمدرسة والمجتمع‪ ،‬وهي رسالة‬ ‫نبيلة تتعاون وتتفاعل كل هذه العناصر مجتمعة‪،‬‬ ‫بتوثيق الصالت بينها من أجل تحسين المردودية‬ ‫واألداء الدراسي للتالميذ‪.‬‬

‫واحتفــا ًء بالتلميــذات المتفوقــات والتالميـــذ المتفوقين‪ ،‬وتكريما لألستاذات الآلئي‬ ‫غادرن مدرسة سكينة بنت الحسين في إطار استفادتهنَّ من التقاعد النسبي وهنَّ ‪ :‬ذة‪ .‬أمينة‬ ‫بن ابراهيم – ذة‪ .‬زبيدة شقرون – ذة‪ .‬فطيمة الزهرة الميموني واألستاذ يوسف الداودي‪.‬‬ ‫نظمت المدرسة من أجل هؤالء‪ ،‬حفال متميِّزا صبيحة يوم السبت ‪ 2017/07/08‬للميالد‪.‬‬ ‫تلك هي البشائر ْ‬ ‫إن ضمنتْ دولة المؤسسات هذه األسس وغيرها من تطورات العصر‪،‬‬ ‫وقد أصبح ملحا إصالح منظومة التعليم وتطويره كيْ يتماشى مع اإلنتاج والجودة العالميين‪.‬‬ ‫فال محال لها من بناء دولة متقدمة ومتحضرة تأخذ مكانها بين األمم الراقية‪ .‬في حياة هؤالء‬ ‫ُ‬ ‫إن شاء اهلل تعالى‪ّ .‬‬ ‫يستقبل وينتظرُ ْ‬ ‫وكل من هذه العناصر هي أقرب ما نستطيع‬ ‫األطفال ما‬ ‫الوصول إليها‪ .‬فال أحد يبلغ بمالحظاته مبلغها من اليقين الذي تستحقه‪ُّ ،‬‬ ‫فكل شيء نسبي ‪....‬‬ ‫ملحوظة ‪ :‬صناعة جيل* – الجيل مفرد بداللة الجمع ‪.‬‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪898‬‬

‫مع‬

‫املواطنني‬

‫سوق ممتاز «يفرع» جيوب السكان‬ ‫وزبناء الغفلة‬

‫لعبة السودوكو (‪)368‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫يشتكي العديد من السكان‪ ،‬وخاصة أولئك الذين يقطنون بمركب الربيع‬ ‫والمركبات المجاورة‪ ،‬الكائنة بمنطقة ماالباطا‪ ،‬من الغالء الفاحش‪ ،‬ســواء في المواد‬ ‫الغذائية أوفي باقي المستلزمات األخرى المتنوعة التي يروجها أحد األسواق الصغيرة‬ ‫الممتازة‪ ،‬حيث يفرض صاحبه أسعارا خيالية على الزبناء‪ ،‬تفوح منها رائحة الطمع‬ ‫والجشع‪ ،‬إن لم نقل «سرقة» أو «كريساج» أشبه ما يكون بذلك الذي يمارسه قطاع‬ ‫الطرق‪ ،‬وهم يعترضون سبيل المارة‪ ،‬بواسطة أسلحة بيضاء براقة !‬ ‫وأفاد مصدرنــا‪ ،‬أن صاحــــب المحل المذكور ال يشعــر بأدنى حرج أو خجل‪ ،‬وهو‬ ‫يمد يده إلى داخل جيوب الزبناء‪ ،‬من خــالل فرضــه عليهــم أسعارا مرتفعـة‪ ،‬إلى‬ ‫حـد نسبــة الضعـــف‪ ،‬مقارنة مع األسعـــار المعروفـة والجاري بها العمل‪ ،‬بكثيـــر‬ ‫من األسواق والدكاكين التجاريــــة‪ .‬ذلك أن الزيادة الفاحشـة تطـــال جميـــع المواد‬ ‫والمنتوجـــات التي يروجها هذا التاجر «الملهوف» أكثر من اللزوم‪ ،‬حيث إنــه يمكن‬ ‫القـــول‪ ،‬تماشيا مع المثل الشعبي‪«:‬أينما ضربت األقرع‪ ،‬يسيل الدم !»‪.‬‬ ‫وأضاف ذات المصدر أن هـذا «التاجـر الملهوف»‪ ،‬ربما استغل وجوده وحيدا‪،‬‬ ‫بعين المكان‪ ،‬بدون منافس‪ ،‬فوجد الفرصة سانحة‪ ،‬لكي «يقلي» السكان والزبناء‬ ‫وعابري السبيل في «زيت» األسعار‪ ،‬الخاضعة لمزاجه وهواه‪ ،‬باإلضافة إلى استغالله‬ ‫لعامل بعد السكان عن الدكاكين التجارية األخرى التي غالبا ما تتجمع‪ ،‬وسط المدينة‪،‬‬ ‫أو ببعض األحياء اآلهلة بالسكان‪ ،‬فضال عن استغالله للمنطقة المتميزة بقربها من‬ ‫شاطئ البحر!‬ ‫ويتساءل المالحظون‪ ،‬في ظل السكاكين التي يشحذها صاحب السوق المذكور‪،‬‬ ‫الستعمالها في تمزيق جيوب الضحايا‪ ،‬إن كانت هناك فعال جهة مختصة بحماية‬ ‫الجودة ومراقبة األسعار‪ ،‬خاصة وأن دورها يبدو منعدما ـ تماما ـ بالنظر إلى السرقات‬ ‫«الطفيفة» على مستوى بعض المواد والمنتوجات والتي ينفذها تجــار آخـــرون‪،‬‬ ‫بمختلف أنحاء مدينة طنجة‪ ،‬وذلك بنوع من الحرية‪ ،‬ليقينهم أنهم بمنأى عن أي‬ ‫مراقبة أو متابعة‪.‬لذلك‪ ،‬فإن بعض الظرفاء يحلو لهم‪ ،‬في خضم «سيبة» و»فوضى»‬ ‫األسعار أن يسموا مدينة طنجة ‪«:‬سويسرا الصغيرة!»‪.‬‬ ‫ويأمـل السكـــان والزبنــــاء المتضررون من عمليـــات الجشع و «النهب»‬ ‫الصادرة من صاحب السوق الممتاز المذكور أن تقوم المصالح المختصة بواجبها‪،‬‬ ‫لرفع الضرر عنهم‪ ،‬بحماية جيوبهم من سكاكين أسعاره الحادة !‬

‫أحمد صدقي‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪ANNONCE LEGALE ET ADMINISTRATIVE‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬

‫‪«TINGIS CONSULTING » SARL AU‬‬ ‫‪Nomination d’un nouveau gérant‬‬

‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪I. Aux termes de l’assemblée générale Extraordinaire en‬‬ ‫‪date du 20 novembre 2014, l’associé unique de la société‬‬ ‫‪«TINGIS CONSULTING» Société à responsabilité limitée, au‬‬ ‫‪capital de MAD 100 000 immatriculée au registre du commerce‬‬ ‫‪de Tanger sous le numéro 63327, a décidé ce qui suit :‬‬ ‫‪• La démission de M. ALAE ACHHAB de nationalité‬‬ ‫‪Marocaine, titulaire de la CIN N K 399621 de ses fonctions de‬‬ ‫‪gérant, et lui donne quitus entier et définitif.‬‬ ‫‪• Nomination de MR MOHAMMED BELKASSEM TEMSAMANI‬‬ ‫‪de nationalité Marocaine titulaire de la CIN N K 258190 en tant‬‬ ‫‪que gérant unique pour une durée indéterminée‬‬ ‫‪I. Le dépôt légal a été effectué au greffe du Tribunal de‬‬ ‫‪Commerce de Tanger, le 10/03/2017 sous le n° 180631.‬‬ ‫‪Pour extrait et mention‬‬ ‫‪La gérance‬‬ ‫لجميع إعالناتكم‬ ‫اإلشهارية واإلدارية‬ ‫يف جريدة‬

‫االتصال على الرقم ‪0539943008‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪368‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 898‬ـالثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬يوليوز ‪2017‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬ ‫المبارزة بالسيف‬ ‫بين المعارك والقصائد‬ ‫والرياض‪)1( :‬‬

‫كانت أشهر وسيلة للدفاع عن النفس‪ ،‬وأبرز طريقة لمقارعة‬ ‫األعداء في الحروب‪ ،‬ال يشتد عود الرجل حتى يبرع بها‪ ،‬وال تكتمل‬ ‫فروسية الفارس حتى يتقن فنونها‪ ،‬إنها رياضة المبارزة بالسيف‪،‬‬ ‫التي كانت جز ًءا ال يتجزأ من حياة البشر في زمن مضى‪ ،‬قبل أن‬ ‫تتحول اليوم إلى مجرد لعبة رياضية‪.‬‬ ‫فماذا عن تاريخ هذه اللعبة التي سُميت برياضة النبالء؟ وما‬ ‫الدور الذي لعبته في حياة أجدادنا العرب والمسلمين؟ وما أهم‬ ‫التحوالت التي طرأت على المبارزة في عصرنا الراهن؟ ومن هم‬ ‫أبرز أبطالها الصناديد في الماضي والحاضر؟ كل ذلك سنعرفه‬ ‫في سياق التقرير الموسع التالي‪:‬‬ ‫النقوش األثرية تظهر ممارسة المصريين القدامى لرياضة‬ ‫المبارزة قبل ‪ 3000‬عام‪:‬‬ ‫ليس هناك تاريخ واضح لظهور فن المبارزة‪ ،‬فهو من أساليب‬ ‫البقاء التي ابتكرها اإلنسان القديم لدرء األخطار عن نفسه‪،‬‬ ‫ولكن أقدم برهان مادي دل على ممارسة المبارزة بانتظام‪ ،‬وُجد‬ ‫على جدران المقابر الفرعونية في مصر‪ ،‬حيث أظهرت كثيرٌ من‬ ‫النقوش والرسوم التي يعود تاريخها إلى أكثر من ‪ 3000‬عاما‪،‬‬ ‫أشخاصا يحملون في أيديهم العصي والسيوف‪ ،‬ويتبارزون بها‬ ‫بأساليب قريبة من األساليب التي عُرفت ً‬ ‫الحقا‪ ،‬والتي راجت بين‬ ‫شعوب جل الحضارات القديمة‪ ،‬كاإلغريق والفرس والرومان‪،‬‬ ‫الذين أولوا المبارزة اهتمامًا كبيرًا في تجهيز مقاتليهم وتقوية‬ ‫جيوشهم‪ ،‬من أجل خوض المعارك التي كان سالح السيف هو‬ ‫األبرز فيها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ال غرابة إذا في رواج فن المبارزة بالسيف عند أجدادنا العرب‪،‬‬ ‫فقد كان جز ًءا من حياتهم العامة وموروثهم الشعبي الذي‬ ‫تناقله األبناء عن اآلباء‪ ،‬إلى درجة كان فيها فخر العربي وعزته‬ ‫يكمن في سيفه!‬ ‫وجاء الدين اإلسالمــي ليحافــظ على هذا الموروث‪ ،‬بل‬ ‫ويشجعه ويزكيه باعتباره الوسيلة المعروفة لدفاع المرء عن‬ ‫نفسه وأرضه وعرضه‪ ،‬حيث كان النبي محمد «صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم» أحد من أتقنوا استخدام السيف‪ ،‬إلى جانب عدد من كبار‬ ‫الصحابة الكرام «رضي اهلل عنهم»‪ ،‬كعمر بن الخطاب وعلي بن‬ ‫أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب وسعد بن أبي وقاص وأبي‬ ‫عبيدة بن الجراح والقعقاع بن عمرو‪ ،‬وجميعهم كانوا من خيرة‬ ‫المقاتلين والقادة العسكريين‪ ،‬إال أن أشهرهم على اإلطالق في‬ ‫فنون القتال والتخطيط العسكري‪ ،‬كان القائد والصحابي الجليل‬ ‫خالد بن الوليد‪ ،‬الذي اشتُهر بلقب أسبغه عليه رسول اهلل «صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم» وهو‪« :‬سيف اهلل المسلول»‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫أثارت‬

‫تسمية الالعب الواعد في البطولة‪ ،‬ضمن اختيارات تظاهرة ليلة النجوم‪ ،‬جدا‬ ‫كبيرا وسط اإلعالم الرياضي وكذا متتبعي كرة القدم المغربية‪ .‬الجدل ليس‬ ‫في الالعب الذي تم اختياره‪ ،‬وهو أحمد حمودان‪ ،‬نجم اتحاد طنجة‪ ،‬والذي يستحق التتويج‬ ‫نظرا لتألقه في جل مراحل بطولة الموسم المنتهي‪ ،‬وقاد فريق اتحاد طنجة في مجموعة من‬ ‫االنتصارات‪ .‬ولكن في «التسيمة» التي لم تكن في محلها باعتبار سن الالعب الواعد غالبا‬ ‫ما يتراوح بين ‪ 17‬و ‪ 19‬سنة‪ ،‬وهي بداية مشروع العب واعد ينبئ بالتألق في عالم الكرة‪،‬‬ ‫وليس ‪ 25‬سنة التي هي سن الالعب الذي تم اختياره‪ .‬ما يثبت خلل منظومة كرة القدم‬ ‫المغربية‪ ،‬والعمل القاعدي على وجه الخصوص‪ ،‬وإال سنكون مضطرين الختيار أفضل العب في‬ ‫البطولة في سن «‪ 40‬سنة»‪ .‬ويذكر أن عملية التصويت تخضع إلشراف مباشر من الجامعة‬ ‫الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬ويكون اختيار الفائزين عن طريق التصويت يشارك فيه العبون‬ ‫ومدربون من البطولة الوطنية وعناصر المنتخب الوطني األول‪ .‬فكيف فكروا في هذه التسمية‬ ‫غير المناسبة؟‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫نبيل معلوم‪...‬‬ ‫املدرب القدمي ‪ /‬اجلديد ملنتخب‬ ‫تون�س لكرة القدم‬

‫ما تقييمك لتجاربك السابقة مع منتخب تونس وإلى‬ ‫أي مدى يمكنها أن تساهم في بلوغ تونس لنهائيات‬ ‫روسيا‪ ،‬وماذا عن بداية تجربتك الجديدة معه؟‬ ‫«تعتبــر هـذه التجربة الخامســـة لي مــع المنتخــب‬ ‫التونسي‪ ،‬حيـــث كنت مساعداً من قبل للمدرب روجيه‬ ‫لومير عندما توّجنا بنهائيات كأس األمم األفريقية ‪2004‬‬ ‫بتونس‪ ،‬كما أنني أشرفت على المنتخب األوليمبي الذي‬ ‫تأهلت معه إلى أثينا ‪ ،2004‬وعدت من جديد برفقة لومير‬ ‫في ‪ 2006‬لتدريب المنتخب‬ ‫التونسي قبـــل أن أتولـــى‬ ‫تدرب عدة نوادي وألعـــود‬ ‫لتونــس كمــدرب رئيــس‬ ‫في ‪ ،2013‬وهــذه تجربتي‬ ‫الخامسة‪ ،‬لهذا أعتبر نفسي‬ ‫ابن المنتخب بعدما تدرجت‬ ‫في كل األصناف الصغرى‬ ‫للمنتخبات التونسية وأعرف‬ ‫كل صغيرة وكبيرة عن نسور‬ ‫قرطاج‪ ،‬وهو األمر الذي أراه‬ ‫إيجابياً لي في هذه التجربة‬ ‫الجديدة كمـــدرب لمنتخب‬ ‫بلدي‪ .‬وبالنسبـــة لتجربتــي‬ ‫الجديدة مع تونس‪ ،‬فالفترة‬ ‫التي نمر بها صعبة وحساسة‬ ‫للغاية‪ ،‬والحمد هلل أننا تمكنا‬ ‫من تحقيق أول فوز في أول‬ ‫مباراة رسمية لي على رأس‬ ‫نسور قرطاج أمام المنتخب‬ ‫المصري‪ ،‬وهو اإلنتصار الذي‬ ‫كان مفيداً للغاية لنا سواءاً‬ ‫في مشوار تصفيات كأس األمم األفريقية الكاميرون‬ ‫‪ ،2019‬أو من الناحية المعنوية قبل استئناف غمار تصفيات‬ ‫كأس العالم روسيا ‪ FIFA 2018‬والمواجهتين الحاسمتين‬ ‫اللتين تنتظران المنتخب التونسي في شهر سبتمبر»‪.‬‬ ‫بدأ المنتخب التونسي مشوار التصفيات بانتصارين‬ ‫مهمين أمام غينيا بتونس وضد المنتخب الليبي في مباراة‬ ‫لعبت في الجزائر‪ ،‬ليتقاسم الصدارة مع فهود الكونجو‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬فماذاعن قوة الفهود‪ ،‬وما تعليقك عن‬ ‫الفترة الصعبة التي ستلعب فيها مواجهتي شهر شتنبر‬ ‫في التصفيات؟‬ ‫ً‬ ‫«هو منتخب تطور كثيرا في السنوات األخيرة‪ ،‬فيملك‬ ‫العبين يلعبون في أندية أوروبية كبيرة ومستواهم جيد‪،‬‬ ‫ويعتبر المنافس الحقيقي لنا في التصفيات‪ ،‬وفي كل مرة‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫كنت أواجه النوادي الكونجولية سواءاً فيتا كلوب أو تي بي‬ ‫مازمبي عندما كنت مدرباً للترجي التونسي‪ ،‬فكنت ألمس‬ ‫المهارة والقوة لدى العبيهم‪ .‬أرى أنه منافس محترم جدا‬ ‫وله إمكانيات كبيرة والعبين ذوي خبرة والدليل أنه أحسن‬ ‫منا في التصنيف العالمي‪ ،‬لكن ال يجب أن ننسى أن لمنتخب‬ ‫تونس أيضاً تشكيلة قوية والعبين في المستوى قادرين‬ ‫على تمثيل تونس أحسن تمثيل‪ .‬ولكن ما يجب التأكيد‬ ‫عليه أن مواجهتي الكونجو الديمقراطية ستحددان بنسبة‬ ‫كبيرة المتأهــل إلى روسيا‬ ‫‪ 2018‬من هــذه المجموعة‪.‬‬ ‫وبالنسبة لمواجهتي شهـــر‬ ‫شتنبـــر في التصفيات‪ ،‬فمــا‬ ‫يقلقني كثيرا ليس الفـــارق‬ ‫الزمني القصير بين المباراة‬ ‫األولى والثانيـــة‪ ،‬بل الحالة‬ ‫البدنية التي سيكون عليها‬ ‫الالعبون‪ ،‬خاصــة أننا سنكون‬ ‫في فتــرة حساسة مع بداية‬ ‫الموسم وتفكير الالعبين في‬ ‫تغيير النوادي وأمور جانبية‬ ‫أخرى‪ .‬وضعنــا برنامجا دقيقا‬ ‫ونراقب الالعبين مع نواديهم‬ ‫لنضمن أحسن تحضير لبداية‬ ‫الموسم المقبل ولم نترك أي‬ ‫شــيء للصـــدفــة‪ ،‬بالنظــر‬ ‫للوقت القصير الذي سيكون‬ ‫بحوزتنا لتحضير التشكيلة من‬ ‫‪ 28‬غشــت‪ ،‬إلى ‪ 1‬من شتنبر‪،‬‬ ‫تاريخ المباراة األولى‪ .‬ولهذا‪،‬‬ ‫سنضطر لكي نختار أحسن الالعبين تحضيرا مع نواديهم‬ ‫ولعبا للمباريات الودية لمواجهة الكونجو الديمقراطية‪،‬‬ ‫وعلى العموم‪ ،‬فهذه المشاكل ستقابل الفريقين وليس‬ ‫تونس فقط»‪.‬‬ ‫ما ذا يشكل لك بلوغ نسور قرطاج إلى نهائيات كأس‬ ‫العالم روسيا ‪2018‬؟‬ ‫«حلم الوصول إلى كأس العالم روسيا ‪ 2018‬ليس حلم‬ ‫نبيل معلول فقط‪ ،‬بل هو حلم كل الشعب التونسي وكل‬ ‫المنتخب بطاقم فني وإداري والعبين وكل من لهم عالقة‬ ‫بنسور قرطاج‪ ،‬وكمدرب وأول مسؤول على هذا المنتخب‪،‬‬ ‫أصرح أنني متفائل برؤية تونس من جديد في كأس العالم‬ ‫بداية من نسخة روسيا ‪.»2018‬‬ ‫عن موقع»فيفا ‪.‬كوم»‬

‫سواريز يوجه رسالة لعبد الحق نوري‬ ‫المصاب بتلف دائم بالمخ‬

‫أرسل األوروجوياني لويس سواريز‪ ،‬مهاجم برشلونة رسالة تشجيع ودعم‬ ‫لالعب أياكس أمستردام‪ ،‬الهولندي صاحب األصول المغربية عبد الحق نوري‪،‬‬ ‫الذي تم الكشف عن معاناته من تلف خطير ودائم في المخ‪ .‬وكتب سواريز على‬ ‫حسابه بـ»تويتر» يوم الجمعة‪« :‬أشعر بألم شديد لما حدث‪ .‬نحن معك‪ .‬تحلى‬ ‫بالقوة»‪ .‬ونشر سواريز صورة له وبجانبه نوري بينما كان طفال ضمن فريق‬ ‫ناشئي أياكس‪ ،‬وكان الالعب األوروجوياني محترفا بصفوف الفريق الهولندي‪،‬‬ ‫وبها يظهر أيضا المهاجم كالس يان هونتيالر‪ .‬وكان نوري‪ 20 ،‬عاما‪ ،‬يخوض‬ ‫مع أياكس مباراة ودية أمام فيردر بريمن األلماني في النمسا في الثامن من‬ ‫الشهر الجاري عندما فقد وعيه‪ ،‬بعدما لعب ‪ 72‬دقيقة‪ .‬وتم إنعاش نوري‪،‬‬ ‫في الملعب‪ ،‬ونقل الحقا للمستشفى على متن مروحية‪ .‬وأعلن أياكس أمس‬ ‫الخميس‪ ،‬أن نوري يعاني من تلف «خطير ودائم» في المخ‪.‬‬


‫العدد ‪898‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫اتحاد طنجة يواصل تحضيراته بحضور العبيه الجدد‬ ‫الفريق غير فندق التربص والزاكي لم يكشف‬ ‫بعد عن برنامج اإلعدادي‬ ‫يواصل اتـحــاد طنجة‬ ‫لكرة القــدم تحضيراته‬ ‫للموســم الجديــــد التي‬ ‫انطلقت منذ األحـــد قبل‬ ‫الماضي بقيـــادة مدربــه‬ ‫الجديد‪ ،‬بادو الزاكي‪.‬‬ ‫ولم يكشــف مدرب‬ ‫الفريق بعــد عن برنامجه‬ ‫اإلعدادي الرسمي‪ ،‬وانطلق‬ ‫بتربص داخلي بأحد فنادق‬ ‫طنجة ناحية الشاطئ منذ‬ ‫الجمعةقبلالماضيالماضي‬ ‫قبل أن يقرر تغيير المكان‬ ‫إلى فنـــدق آخر وسط‬ ‫المدينـة‪ ،‬تفاديا لالزدحام‬ ‫المروري الــذي تشهـــده‬ ‫منطقةالشاطئ‪.‬‬ ‫وحضر منــذ الحصــة‬ ‫األولى ‪ 25‬العب ضمنهم‬ ‫األساسيون‪ ،‬أيوب الخالقي‪،‬‬ ‫يونس الحواصي اسماعيل‬ ‫بلمعلم‪ ،‬أحمد حمودان‪ ،‬اسامة غريب‪ ،‬المهدي بلطام‪ ،‬في غياب‬ ‫البوسني إنيس سيبوفيتش الذي رفض العودة رغم أن عقده‬ ‫ساري المفعول مع الفريق الذي وضع شكايته لدى الجامعة ضد‬ ‫الالعب‪.‬‬ ‫وحضر ضمن الالعبين الجدد‪،‬الحارسين ‪ ،‬طارق أوطاح من‬

‫شباب الحسيمة‪ ،‬وهشام‬ ‫المجهد من حسنية أكادير‪.‬‬ ‫ياسر العمراني من فئــة‬ ‫األمل‪ ،‬نعمان أعراب العب‬ ‫وسط ميدان شباب أطلس‬ ‫خنيفرة‪ ،‬حاتم الوهابي من‬ ‫وداد طنجة‪ ،‬منير العمراوي‪،‬‬ ‫من االتحــــاد البيضاوي‪،‬‬ ‫إبراهيـــم العمـــاري من‬ ‫االتحاد اإلسالمي الوجدي‪،‬‬ ‫عمر العرجون‪ ،‬العب الرجاء‬ ‫البيضـــاوي الذي خاض‬ ‫الموسم الماضي بقميص‬ ‫يوسفيـة برشيـد‪ ،‬أقشبار‬ ‫أنـــس من وداد فـــــاس‪،‬‬ ‫وياسين العمريوي‪ ،‬العب‬ ‫المنتخب الوطني المغربي‬ ‫للشبان القادم من الدوري‬ ‫البلغاري‪ .‬والسينغالي ساهر‬ ‫ثيون‪ ،‬شقيق ثيون أوساينو‬ ‫الذي التحق بالفريق منذ‬ ‫الموسم الماضي‪ ،‬والمهاجم األوغندي دانييل سيرينكوما‪ ‬القادم‬ ‫من فريق «غور ماهيا» الكيني‪ ،‬باإلضافة للعائدان ألحضان‬ ‫الفريق‪ ،‬أحمد الصروخ الذي لعب الموسم الماضي لشباب‬ ‫المسيرة‪ ،‬ورضوان المرابط الذي لعب التحاد الزموري‬ ‫الخميسات‪.‬‬

‫تنظيم مخيم صيفي بشراكة مع اتحاد طنجة لكرة السلة‬

‫تنفيـذا للبرنامــج الوطني للتخييم‬ ‫ومجاالتـــه صيــف ‪ 2017‬لوزارة الشباب‬ ‫والرياضة ‪ ،‬تنظم المديرية الجهوية لوزارة‬ ‫الشباب والرياضة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫بشراكة مع جمعية اإلتحاد الرياضي لطنجة‬ ‫لكرة السلة تحت إشراف والية جهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة ‪ ،‬مخيما صيفيا موضوعاتيا‬ ‫حضاريا في كرة السلة تحت شعار ‪ :‬كرة‬ ‫السلة « تأطير وتربية على المواطنة»‪ ،‬وذلك‬ ‫بالمدرسة األمريكية‪ ،‬جامعة نيو انكالند‬ ‫والمكتبةالوسائطيةالتابعةلمؤسسةمحمد‬ ‫السادس للنهوض باألعمال اإلجتماعية‬ ‫للتربية والتكوين بطنجة‪ ،‬يستهدف الفئات‬ ‫العمرية‪ ،‬اناثا وذكورا من ‪ 8‬سنوات إلى ‪16‬‬ ‫سنة ستقسم إلى مرحلتين‪ ،‬المرحلة األولى‬ ‫ستنظم من ‪ 17‬إلى ‪ 26‬يوليوز سيستفيد‬ ‫منها أطفال الفئات العمرية أقل من ‪10‬‬ ‫سنوات وفئة أقل من ‪ 12‬سنة إناثا وذكورا‬ ‫والمرحلة الثانية تستهدف الفئات العمرية‬ ‫أقل من ‪ 14‬و‪ 16‬سنة اناثا وذكورا‪ .‬وينظم‬ ‫هذا المخيم الصيفي الموضوعاتي الحضاري في كرة السلة وفق‬ ‫برنامج ترفيهي غني بورشات تربوية متنوعة باإلضافة إلى دروس‬ ‫في السباحة‪ ..‬الرسم‪ ..،‬الموسيقى‪ ..‬المسرح‪ ..‬مع ورشات لتعلم‬ ‫اللغة اإلنجليزية واإلسبانية‪ ،‬ويهدف هذا المخيم الصيفي إلى‬ ‫تتويج الموسم الرياضي للمدارس الرياضية التابعة للمديرية‬

‫الجهوية لوزارة الشبــاب والرياضة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمـة ‪ ،‬وأطفال‬ ‫برنامج « عش الرياضات» والشريحة‬ ‫الكبيرة من أطفال األحياء الهامشية‬ ‫المستفيدين من برنامج « طنجة‬ ‫الكبرى تتنفس كرة السلة» باإلضافة‬ ‫إلى أطفال إقليم الحسيمة المتوجين‬ ‫في مهرجان طنجة الكبرى الدولي‬ ‫الرابع للميني باسكيط ‪ ،‬ألن الهدف‬ ‫األسمى من هذه المبادرة هو تقريب‬ ‫الخدمة العمومية التربوية للفئات‬ ‫األكثر احتياجا وجعل الرياضة أداة‬ ‫للتاطير والتنمية البشرية‪ .‬وسيشرف‬ ‫على تاطير هذا المخيم الصيفي أطر‬ ‫المديرية الجهوية لوزارة الشباب‬ ‫والرياضة طنجة تطوان الحسيمة ‪،‬‬ ‫وأطر جمعية اإلتحاد الرياضي لطنجة‬ ‫لكرة السلة ‪ ،‬وأطر الكشفية الحسنية‬ ‫فرع ابن بطوطة‪ .‬كما سيشرف‬ ‫مدير جامعة نيو انكالند بطنجة‪ ،‬مراد بن كيران على ورشات‬ ‫التكوين في اإلسعافات األولية مما يرشح هذا المخيم الصيفي‬ ‫الموضوعاتي الحضري في كرة السلة لصيف ‪ 2017‬لتحقيق‬ ‫نجاحات كبيرة حيث تعد التجربة األولى من نوعها على الصعيد‬ ‫الوطني والدولي‪.‬‬

‫‪ 38‬مدربا في الدورة التكوينية لنيل دبلوم الدرجة باء‬

‫افتتحت منذ الثالثاء الماضي‪ ،‬الدورة التكوينية لنيل دبلوم‬ ‫التدريب درجة باء المعتمد من طرف الكنفدرالية االفريقية والتي‬ ‫تنظم ألول مرة بالعصب الجهوية وكان الشرف لعصبة الشمال‬ ‫باستضافتها بعد الطلب الذي تقدمت به عصبة الشمال والذي‬ ‫لقي استجابة من طرف المدير التقني الوطني ناصر الركيط ‪،‬‬ ‫نظرا للنجاح الكبير الذي عرفته جميع الدورات التكوينية السابقة‬ ‫بعصبة الشمال ‪.‬‬ ‫الدورة التكوينية التي تنظم بمركز التكوين المغرب‬ ‫التطواني المالليين‪ ،‬تعرف مشاركة ‪ 38‬مدربا من بينهم ‪25‬‬ ‫مدربا من عصبة الشمال منهم ثالث مدربات ‪ ،‬ويتضمن البرنامج‬ ‫العام إجراء حصص صباحية ومسائية موزعة مابين هو نظري‬ ‫وتطبيقي وستجرى خالل الفترة المتراوحة بين ‪ 04‬يوليوز و ‪11‬‬ ‫غشت ‪2017‬‬ ‫وحضر افتتاح الدورة عبد النبي بورزين الكاتب العام ورئيس‬

‫اللجنة التقنية للعصبة ‪ ،‬الذي شكر رئيس الجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القم والمدير التقني الوطني على إتاحة الفرصة‬ ‫للعصبة لتنظيم هذه الدورة التدريبية التي ستساهم في إغناء‬ ‫الرصيد المعرفي للمدربين وفق مناهج علمية حديثة‪ .‬ورحب‬ ‫بورزين رحب بالمكونين المعتمدين من االدارة التقنية الوطنية‬ ‫لإلشراف وتأطير هذه الدورة والذين يعتبرون من خيرة االطر‬ ‫الوطنية في مجال التكوين‪ .‬كما شكر رئيس المغرب التطواني‬ ‫الذي وضع كافة مرافق مركز التكوين واطر ومستخدمي النادي‬ ‫رهن اشارة الدورة التي يشرف على تاطيرها‪ ،‬عمر الرايس‬ ‫الفني‪ ،‬المدير التقني الجهوي لعصبة الشمـال‪ ،‬ومحمد بنطالب‪،‬‬ ‫المدير التقني الجهوي لعصبة الشمـال‪ ،‬وحسن لوداري‪ ،‬عضو‬ ‫اإلدارة التقنية الوطنية‪ ، ‬وعبد الحي لميني‪ ،‬عضو اإلدارة التقنية‬ ‫الوطنية‪ ،‬ويوسف عبار‪ ،‬معد بدني‪ .‬كما ستحضر اطر وطنية اخرى‬ ‫للمساهمة في التأطير‪.‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬يوليوز ‪2017‬‬

‫‪19‬‬

‫الجامعة‬ ‫أخبار الجامعة‬ ‫أخبار‬ ‫لقجع على رأس الالئحة الوحيدة لترشيحات الرئاسة وعضوية الجامعة‬ ‫اجتمعت لجنة االنتخابات التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم يوم‬ ‫األربعاء ‪ 12‬يوليوز ‪ 2017‬لدراسة ملفات ترشيحات لرئاسة وعضوية الجامعة‬ ‫المحالة عليها‪ ،‬وذلك طبقا للدورية الموجهة في الموضوع لكافة العصب الجهوية‬ ‫واألندية المنضوية تحت لواء الجامعة بتاريخ ‪ 22‬يونيو ‪.2017‬‬ ‫وتم تسجيل توصل إدارة الجامعة يوم االثنين ‪ 3‬يوليوز ‪ 2017‬على الساعة‬ ‫الثانية والنصف بعد الزوال بظرف مغلق تم إيداعه تحت رقم ‪ 6827‬من طرف‬ ‫المرشح فوزي لقجع رئيس فريق نهضة بركان والرئيس الحالي للجامعة‪.‬‬ ‫وإلى حدود يوم االربعاء ‪ 12‬يوليوز ‪ 2017‬لم تتوصل الجامعة الملكية المغربية‬ ‫لكرة القدم بأي ملف آخر للترشيح‪ ،‬سواء على إثر اإليداع أو عبر البريد المضمون‬ ‫كما ينص على ذلك القانون األساسي للجامعة‪.‬‬ ‫وبعد اإلطالع على الالئحة وكل ما يتصل بها خلصت اللجنة إلى أن هذه الالئحة‬ ‫تستجيب لشروط الترشح‪.‬‬ ‫وتتكون هذه الالئحة من األعضاء االتية اسماؤهم‪:‬‬ ‫ الرئيس ووكيل الالئحة‪ ،‬فوزي لقجع‬‫أندية البطولة االحترافية القسم الوطني األول‪:‬‬ ‫ حمزة الحجوي‪ :‬اتحاد الفتح الرياضي (النائب األول للرئيس)‬‫ عبد المالك أبرون‪ :‬المغرب الرياضي التطواني‬‫ عبد اللطيف المقترض‪ :‬الدفاع الحسني الجديدي‬‫أندية البطولة االحترافية القسم الوطني الثاني ‪:‬‬ ‫ حسن الفياللي‪ :‬اإلتحاد الزموري للخميسات‬‫ نور الدين البيضيي‪ :‬النادي الرياضي يوسفية برشيد‬‫رؤساء العصب الجهوية ‪:‬‬ ‫ محمد جودار ‪ :‬عصبة الدار البيضاء الكبرى (النائب الثاني للرئيس)‬‫ جمال الكعواشي ‪ :‬عصبة الشرق‬‫أندية كرة القدم هواة القسم الوطني األول والثاني ‪:‬‬ ‫ محمد عدال ‪ :‬شباب مريرت‬‫ مولود أجف ‪ :‬المولودية الرياضية العيون‬‫المجموعة الوطنية لكرة القدم النسوية ‪:‬‬ ‫ نوال متوكل‬‫مجموعة المدربين ‪:‬‬ ‫ عزيز بودربالة‬‫مجموعة الحكام الدوليين القدامى وحكام القسم األعلى‪:‬‬ ‫ خليل الرويسي‬‫مجموعة كرة القدم داخل القاعة‪:‬‬ ‫ عبد اللطيف العافية‬‫مجموعة الالعبين الدوليين القدامى والالعبين المغاربة القدامى ‪:‬‬ ‫ نور الدين النيبت‬‫من جهة أخرى‪ ،‬سيتم اإلعالن الحقا عن األسماء المرشحة لرئاسة اللجن‬ ‫الدائمة والخاصة واللجن القضائية‪.‬‬

‫فوزي لقجع يطمئن على الحالة الصحية لالعب عبد الحق النوري‬

‫يتابع فوزي لقجع‪ ،‬رئيس الجامعة‪ ،‬الحالة الصحية لالعب المغربي الشاب عبد‬ ‫الحق النوري‪ ،‬الذي تعرض ألزمة قلبية خالل المباراة الودية التي جمعت عصر يوم‬ ‫السبت ‪ 8‬يوليوز ‪ 2017‬بين فريقه أجاكس أمستردام الهولندي وفيردر بريمن‬ ‫األلماني‪ .‬وقد كلف السيد فوزي لقجع‪ ،‬طبيب المنتخب الوطني األول الدكتور عبد‬ ‫الرزاق هيفتي ‪ ،‬للوقوف على الحالة الصحية لالعب عبد الحق النوري‪ ،‬متمنيا له‬ ‫الشفاء العاجل‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬يضع السيد رئيس الجامعة الملكية المغربية‬ ‫لكرة القدم‪ ،‬جميع اإلمكانيات المطلوبة رهن إشارة الالعب عبد الحق النوري حتى‬ ‫يستعيد عافيته ويعود من جديد إلى الميادين الرياضية في أقرب اآلجال‪.‬‬

‫تطوير التحكيم من أولويات الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‬

‫أكد فوزي لقجع‪ ،‬رئيس الجامعة ‪ ،‬أن الرياضة عموما وكرة القدم على الخصوص‬ ‫وسيلة لتطوير المجتمع اقتصاديا واجتماعيا‪ ،‬وذلك على هامش انطالق برنامج‬ ‫التدريب السنوي لحكام النخبة‪ .‬وأوضح لقجع ‪ ،‬خالل هذا االجتماع الذي عقد يوم‬ ‫الجمعة ‪ 7‬يوليوز ‪ 2017‬بمدينة الرباط‪ ،‬أن مهنة التحكيم تستقيم على مجموعة‬ ‫من القيم أبرزها «الصدق والنزاهة والمعقول»‪ ،‬مشيرا إلى أن الحكم بمثابة قاضي‬ ‫في كرة القدم‪ .‬وقال إن الجامعة ستضرب بيد من حديد كل من يحاول «التأثير‬ ‫على الممارسة الكروية مهما كانت صفته»‪ ،‬مؤكدا أن الجامعة تعمل جاهدة للقطع‬ ‫مع سلوكات الماضي التي لألسف الزلت تستشري في بعض مباريات أقسام الهواة‪،‬‬ ‫مشددا في الوقت ذاته على أن التحكيم بقسم النخبة قطع أشواطا مهمة من أجل‬ ‫الرقي بمستوى منتوجنا الكروي الذي أصبح رائدا على المستوى القاري‪ .‬ووجه لقجع‬ ‫الدعوة للحكام المغاربة للمشاركة في المناظرة الذي سيعقدها االتحاد اإلفريقي‬ ‫لكرة القدم‪ ،‬تحت الرعاية السامية لصاحب الجاللة الملك محمد السادس نصره‬ ‫اهلل‪ ،‬قصد تطوير مداركهم من خالل الورشات التي ستنظم بالمناسبة‪.‬‬

‫‪ 28‬العب في تربص للمنتخب الوطني لالعبين المحليين‬

‫وجه جمال سالمي‪ ،‬مدرب المنتخب الوطني لالعبين المحليين‪ ،‬الدعوة إلى ‪28‬‬ ‫العبا للمشاركة في التجمع اإلعدادي الذي سيخوضه األسود في الفترة المتراوحة ما‬ ‫بين ‪ 24‬يوليوز ‪ 2017‬وفاتح غشت ‪ 2017‬بالرباط‪ ،‬تحسبا للمباراة التي ستجمعهم‬ ‫بالمنتخب المصري لحساب التصفيات اإلفريقية المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا‬ ‫لالعبين المحليين التي ستحتضنها كينيا عام ‪ .2018‬وستتخلل هذا التجمع‬ ‫اإلعدادي مباراتين وديتين أمام كل من بوركينافاسو يوم الجمعة ‪ 28‬يوليوز ‪2017‬‬ ‫ومنتخب الكونغو الديمقراطية يوم االثنين ‪ 31‬يوليوز ‪.2017‬‬


‫العدد ‪898‬‬

‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬يوليوز ‪2017‬‬

‫الفيديو المعرّة‬

‫من صوّر‪ ،‬ومن سرّب‪ ،‬وألية غاية؟‬

‫الطابور الخامس‪! ‬‬

‫هذا الفيديو المهزلة‪ ،‬المسخرة‪ ،‬البهدلة‪ ،‬الذي ضرب في الصميم‪ ،‬أخالق المغرب والمغاربة وتربيتهم وقيمهم ‪ ،‬ما كان‬ ‫ليمر دون أن يثير موجة غضب وتنديد من طرف الحقوقيين والسياسيين واإلعالميين ‪ ،‬داخل وخارج المغرب‪ ،‬وفي أوساط‬ ‫الحكومة ذاتها ‪ ،‬حيث اعتبره مصطفى الرميد «إهانة مدانة» لمواطن أعزل وتحديا سافرا لكل القيم األخالقية والنصوص‬ ‫القانونية‪.‬‬ ‫فيديو الزفزافي‪ ،‬وهو شبه عار اعتبر‪ ،‬باإلجماع‪ ،‬فضيحة قانونية وأخالقية وسياسية‪ ،‬بل وعمال مستفزا «يذكر بسجن أبو‬ ‫غريب» كما جاء على لسان المحامي وعضو جمعية كرامة‪ ،‬األستاذ عبد الصمد اإلدريسي‪ ،‬و «تصرفا سخيفا» بوصف عادل‬ ‫بنحمزة‪ ،‬و» انتهاكا صريحا لسرية التحقيق ورسالة تصعيد» ‪ ‬تتطلب فتح تحقيق ضد من صور ومن سرب» كما ورد في تصريح‪ ‬‬ ‫للمساء‪ ،‬أدلت به األستاذة نعيمة الكالف‪ ،‬عضو هيئة الدفاع عن معتقلي الريف‪.‬‬ ‫هذا الفيديو أحدث‪ ،‬كما هو معلوم‪ ،‬رجة قوية داخل مواقع المسؤولية بمختلف أروقة الدولة‪ ،‬كما أحدث صدمة‪ ‬شديدة داخل‬ ‫الهيئات السياسية والحقوقية‪ ‬وخيبة أمل بالنسبة للذين يدفعون بانخراط المغرب في المنظومة الدولية لحقوق اإلنسان‪ ،‬ما‬ ‫بين جنيف ونيويورك‪ ،‬ليتم ‪« ‬إغفال» تلك الحقوق واإلعراض عنها حين يتعلق األمر بنفر من «المشاغبين»‪ ‬المطالبين بحقهم‬ ‫في الحياة الكريمة‪ ،‬والمعترضين على تجمع الثروة في اياد محظوظة تتداولها‪ ‬كما صادف‪ ،‬وتحت غطاء «عفا اهلل عما سلف»‪! ‬‬ ‫خروج الفيديو إلى العلن‪ ،‬وتهافت المواطنين على تداوله‪ ،‬بنهم ولهفة‪ ،‬أثار مسؤولين في الحكومة والقضاء ليتم اإلعالن‬ ‫عن ضرورة فتح تحقيق في الجهة التي «سربت»‪ ،‬وليس الجهة التي «أنجزت» الشريط‪ ،‬وصاغت السيناريو ووضبت اإلخراج‬ ‫السينمائي وارتكبت‪ ،‬بذلك إهانة ال تغتفر‪ ،‬في حق مواطن مس في كرامته وأخضع لحصة تعذيب «علني» وهو يرفع سترته‬ ‫عن معظم أجزاء جسده المستباح من طرف من يعتبرون أن المواطن رقم‪ ‬في منظومة يمكن تحريكه في كل االتجاهات‪ ،‬حين‬ ‫تتخطى قدماه شاطئ «بحر الظلمات»)‪.....( ! ‬‬

‫من صور‪ ،‬ومن سرب ؟‪....! ‬‬

‫أليس منكرا أن يكره مواطن‪ ،‬مهما كانت التهم المنسوبة إليه‪ ،‬وهو فاقد إلرادته وحريته‪ ،‬أن يرفع سترته عن صدره‬ ‫وظهره وأطرافه‪ ،‬أمام كاميرا فيديو تصور وتوثق‪ ....‬ألية غاية ؟ واألمر يزداد حدة وهنة حين نعلم أن ناصر الزفزافي ابن‬ ‫منطقة مغربية‪ ‬ال يزال بها‪ ،‬متقدا ومتوهجا ‪ ،‬الشعور العام ‪ ‬بالرجولة والشهامة والعزة والمروءة‪ ، ،‬والريفي يمكن أن يهادنك‬ ‫على كل شيء‪ ،‬إال على الكرامة والمروءة‪ .....‬ومع ذلك فالرجل بدا هادئا‪ ،‬ممتثال‪ ،‬طغت على محياه مسحة من حزن وشرود‪....،‬‬ ‫لربما ألنه لم يكن يملك غير ذلك‪! ‬‬ ‫وبينما كان الناس يتساءلون عن مصدر الفيديو المزعج‪ ،‬طلع موقع «اليوم ‪ »24‬بتصريح منسوب إلى محاميين من هيئة‬ ‫دفاع معتقلي الريف‪ ،‬األستاذين ‪ ‬رشيد بلعلي وإسحاق شارية‪ ،‬نقال عن الزفزافي نفسه‪ ،‬الذي حدد‪ ‬موقع « مسرح» التصوير‪...‬‬ ‫أما التسريب‪ ،‬فتلك حكاية أخرى للقضاء أن يكشف عن «أبطاله»‪.‬‬

‫ويبقى السؤال الكبير‪ :‬لماذا وألية غاية ؟‪.....! ‬‬

‫لماذا يصرون ‪ ،‬بقصد أو بدونه‪ ،‬على إذكاء الفتن وتصعيد الضغائن‪ ،‬خاصة حين ينسبون العنف للمتظاهرين ويبرئون‬ ‫القوات العمومية‪ ،‬والعالم يشهد على عنف التدخالت األمنية في حق نشطاء الحراك‪ ،‬رجاال ونساء‪ ،‬كهوال وشيوخا وأطفاال‬ ‫وطفالت‪.....‬‬ ‫وفي هذا االتجاه صار مصطفى الرميد حين قدم تقريره عن أحداث الريف وضمنه معطيات «مرقمة» حول‪ ‬ما جرى منذ‬ ‫موت الراحل محسن فكري ‪ ،‬مبرئا كل من اتهموا ظلما بالتسبب في الوفاة‪ ،‬األمر الذي «شكل ذريعة إلدانة السلطات العمومية‪ ‬‬ ‫وتحميلها المسؤولية عن هذه الوفاة األليمة»‪.‬‬ ‫قال الرميد إن االحتجاجات الشعبية قوبلت بـ «نوع من الحكمة وضبط النفس والتروي» قبل مسيرة إمزورن في ‪ 6‬فبراير‪،‬‬ ‫حيث تم االعتداء على القوات العمومية نتج عنه إصابة عدد ‪ ‬من عناصرها‪ ، ‬وصوال إلى حادثة المسجد وخطبة الجمعة التي‬ ‫أدت إلى اعتقال قائد الحراك و «من معه»‪ ،‬والبقية معروفة ‪ ،‬بمعنى أن من تعرض للعنف في نظر الرميد‪ ،‬هم عناصر القوات‬ ‫العمومية‪ ،‬وهي نفس اللغة التي استعملها وزير الداخلية الفتيت‪ ،‬والوالي الجديد للرباط ‪ ،‬محمد مهيدية‪ ،‬في بيانه إثر حوادث‬ ‫العنف التي ووجه بها المشاركون في الوقفة االحتجاجية ‪ ‬يوم ‪ 8‬يوليوز الجاري‪ ،‬والتي دعت ‪ ‬إليها مجموعة «نساء مغربيات ضد‬ ‫االعتقال السياسي» تضامنا مع المناضلة الفنانة الشابة سليمة «سيليا» ‪ 22‬عاما‪ ،‬ورفاقها‪ .‬بالغ الوالي تضمن عبارات مقززة‬ ‫ومستفزة تبرئ القوات العمومية من تعنيف المحتجين بباب البرلمان‪ ،‬وتوقع المسؤولية ‪ ‬كاملة على المشاركين في الوقفة‪،‬‬ ‫بالرغم من ‪ ‬تسجيل العديد من اإلصابات في صفوف المحتجين‪ ،‬وتعرض محام ‪ ‬زميل للرميد‪ ،‬للضرب على وجهه من طرف‬ ‫«ضابط كبير» ما تطلب اعتذار وزير حقوق اإلنسان شخصيا للمحامي عبد العزيز النويضي ووعده بـالعمل على ‪« ‬أخذ حقه»‬ ‫ممن اعتدى عليه‪...!!! ‬‬ ‫ومع تداعيات استمرار «الحراك» الريفي‪ ‬برا وبحرا‪ ،‬طلع رئيس الحكومة العثماني بتصريح غريب أعرب فيه عن استغرابه‬ ‫استمرار‪ ‬هذا الحراك بعد التدابير التي اتخذتها الحكومة‪ ‬ــ على الورق ــ ‪ ‬بهدف االستجابة لمطالب المواطنين بهذه المنطقة‪،‬‬ ‫وكان قد أكد في تصريح للتليفزيون المغربي أن ‪ ‬حل ما وصفه بـ «أزمة الريف» يمر عبر مدخلين‪ :‬سياسي وتنموي‪ .‬السياسي‬ ‫يرتكز على الحوار‪ ،‬والتنموي يتعلق باالستجابة للمطالب التنموية للمواطنين‪ ،‬وهو ما سارت عليه الحكومة‪ ،‬بعد اجتماع مجلس‬ ‫الوزراء ومجلس الحكومة‪ ،‬وبالتالي فإن األمور تسير في االتجاه الصحيح‪.....‬وال معنى الستمرار الحراك‪.‬‬ ‫يجوز‪...‬‬ ‫ولكن ‪ ،‬هناك ‪« ‬مخرج» لألزمة‪ ،‬ال يقل أهمية وخطورة ‪ ‬عن المدخلين‪ :‬الحوار والتنمية‪ ...‬أخبروا عنه معالي ‪ ‬رئيس‬ ‫الحكومة وأجركم على اهلل‪! ‬‬

‫فضاء األنثى ‪:‬‬

‫دفاعا عن حق المرأة‬ ‫في ولوج عالم العدالة الشرعية‬ ‫ بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬‫أعلن عن طريق وسائل اإلعالم أن وزير العدل والحريات‪،‬‬ ‫محمد أوجــار‪ ،‬قد فتــح أبواب مهنة العدول في وجه النساء‪،‬‬ ‫حيث أن وزارة العدل تستعد لتنظيم مباراة مهنة العدول في‬ ‫أكتوبر المقبل‪ ،‬خصصت لها ‪ 700‬منصب‪ ،‬يتوقع أن تشارك‬ ‫فيها النساء‪ ،‬وذلك ألول مرة في تاريخ هذه المهنة التي توصف‬ ‫بأنها “ذكورية” بامتياز‪ ،‬بالنظر إلى الموروث الثقافي بالمغرب‪،‬‬ ‫الذي يرفض توثيق النساء للعقود‪ ،‬كيفما كان نوعها‪ ،‬اعتمادا‬ ‫على تأويل «نوعي» لمفهوم يخص شهادة المرأة‪.‬‬ ‫وهكذا فإن احتكار «الذكورية» المتوحشة لمهنة العدول‬ ‫سيرفع قريبا ألنه ينتسب لعالم مضى واندثر‪ ،‬كما نتمنى‪،‬‬ ‫ولمفاهيم ثقافيــة لم تعد تصمـد أمام التغيرات المجتمعية‬ ‫التي شهدها العالم الذي أقر بالمساواة التامة الكاملة بين‬ ‫الرجل والمرأة ووضع جانبا ما اعتمد عليه «مفكرو» األزمنة‬ ‫الغابرة من خصوصيات طبيعية وفيزيولوجية نوعية‪ ،‬تعطي‬ ‫«القوامة» في كل شيء للرجل على حساب المرأة‪.‬‬ ‫الخطوة التي أقدم عليها الوزير الشاب أوج��ار يمكن‬ ‫اعتبارها «سابقة» في المغرب وفي عدد من الدول العربية‬ ‫و«اإلسالمية» حيث إنها تضع عقارب الساعة المغربية على‬ ‫توقيت األلفية الثالثة‪ ،‬وتعطي الدليل على أن المغرب رفع‬ ‫فعال كل تحفظاته السابقة والمتخلفة على مختلف المواثيق‬ ‫الدولية المتعلقة بالمساواة الكاملة بين المرأة والرجل ونبذ‬ ‫كل أشكال التمييز ضد المرأة‪.‬‬ ‫وطبعا‪ ،‬البد وأن تتحرك «جيــوب» المقاومة المتخلفة‬ ‫لترفع شعار الدين والشريعة السمحاء من أجل أن تنسف هذا‬ ‫المشروع الحداثي الذي يشرف المغرب الجديد‪ ،‬إال أن مساعي‬ ‫تلك الجيوب «الفارغة» إال من «إنا عكسنا»‪ ،‬لن تفلح في ثني‬ ‫دعاة التحديث والتطوير عن السير إلى األمام على طريق‬ ‫المستقبل حفاظا على التوازنات المجتمعية التي تتطلب‬ ‫جهود الرجل والمرأة سواء بسواء‪ ،‬وذكاء وعبقرية الجنسين‬ ‫الضروريين الستخالف اإلنسان على وجه األرض واستمرار‬ ‫البشرية إلى ما شاء اهلل سبحانه وتعالى ‪..‬‬ ‫والمتصفح لقوانيـن مهن العدالة يفاجــأ بأن شرط‬ ‫الجنس غائب في مجملها لممارسة مهن القضاء والمحاماة‬ ‫والتوثيق ومهن المفوضين القضائيين والنساخة والتسجيل‬ ‫على جداول الخبراء والمحلفين‪ ،‬إال مهنة العدالة التي تشكل‬ ‫استثناء‪ ،‬على مستوى الممارسة‪ ،‬بسبب «سلوك» عرفي‪ ،‬ال مبرر‬ ‫له قانونا‪.‬‬ ‫وقد أشارت القاضية المتألقة األستاذة رشيدة أحفوظ في‬ ‫مقالة نشرت بجريدة «األحداث المغربية» إلى موضوع ولوج‬ ‫المرأة إلى مهن العدالة‪ ،‬على ضوء القانون ‪ 03/16‬المتعلق‬ ‫بخطة العدالة بل وذكرت بأنه تم تقديم توصية بهذا الشأن‬ ‫خالل مناقشة ودراسة خطة العدالة‪ ،‬إال أن المشروع المصادق‬ ‫عليه تجاهل األمر وقيل بسبب وجود عوائق ثقافية ودينية‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى األعراف والتقاليد‪.‬‬ ‫إال أن سيرورة األح��داث دفعت في اتجاه نبذ العديد‬ ‫من المفاهيم المتوارثة وإلى إعطاء تأويل متجدد لبعض‬ ‫األحكام «الشرعية» بخصوص المرأة‪ ،‬وفق األسباب واألوضاع‬ ‫المجتمعية السائدة في كل عصر من العصور والمعرفة‬ ‫الحقيقية والمعمقة بأسباب النزول ومقاصد الشرع الحنيف‪،‬‬ ‫إضافة إلى تغير نظرة المجتمع إلى المرأة التي أعطت ألف‬ ‫دليل ودليل على نبوغها وذكائها وكفاءتها وقدراتها العالية‬ ‫لتحمل أكثر المسؤوليات دقة وحساسية وصعوبة وخطورة في‬ ‫سلم مناصب الدولة وإدارات العالم الخاص‪.‬‬ ‫وبالتالي فال مانع بعد اليوم من أن تترشح النساء لمناصب‬ ‫العدالة ولسوف يشهد هذا القطاع طفرة سعيدة من اإلنجازات‬ ‫بفضل المرأة‪ ،‬وسيقطع مع الصورة «النمطية» للعدول وما‬ ‫يرافق ممارسة هذه المهنة من سلبيات‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.