Achamal n° 899 le 25 juillet 2017

Page 1

‫مجلس الجهة يتفاعل بسرعة مع أزمة العطش بوزان‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 899‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪� 23‬شوال‪� 25 / 1438 /‬إلى ‪ 31‬يوليوز ‪2017‬‬

‫تدخل مجلس جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪ ‬‬ ‫بسرعة على خط احتجاجات أهل وزان ضد العطش‪،‬‬ ‫بمبادرة من رئيسه إلياس العماري‪ ،‬واقترح اقتناء‬ ‫صهاريج مائية متنقلة ‪ ‬لفائدة أغلبية الجماعات‬ ‫القروية باإلقليم‪ ،‬التي تعاني من العطش‪ ،‬وذلك‬ ‫بتنسيق مع المجلس اإلقليمي لوزان‪.‬‬ ‫وجاء هذا القرار‪ ،‬بعد اجتماع رئيس الجهة‬ ‫إلياس العماري مع المنتخبين بإقليم وزان‪ ،‬صبيحة‬ ‫الخميس ‪ 20‬يوليوز بمقر الجهة بطنجة‪ ،‬لتدارس‬ ‫مشكل ندرة الماء الصالح للشرب التي تعاني منها‬ ‫أغلبية الجماعات القروية باإلقليم‪.‬‬ ‫ووفق بالغ الجهة‪ ،‬فإن هذا المقترح يعتبر تدخال استعجاليا مؤقتا للتخفيف من معاناة السكان‪،‬‬ ‫في انتظار بلورة حل شامل وجذري بتنسيق مع القطاع الحكومي المعني ومع المكتب الوطني‬ ‫للكهرباء والماء الصالح للشرب‪.‬‬ ‫وحسب رئيس المجلس اإلقليمي لوزان فإنه‪ ‬قد تم االتفاق على اقتناء شاحنات صهريجية‬ ‫مائية متنقلة لفائدة الجماعات المعنية كإجراء استعجالي مؤقت للتخفيف من معاناة السكان‪،‬‬ ‫كما أن رئيس الجهة تعهد ‪ ‬بتغطية العجز المالي لبعض الجماعات‪ ‬الغير قادرة على توفير حصة‬ ‫مشاركتها في تنفيذ مشروع الصهاريج المائية المتنقلة‪.‬‬

‫مواجهات وغازات‪ ‬واعتقاالت ودموع بالريف في الذكرى‪96 ‬‬ ‫لحرب أنوال المجيدة (‪)1926 - 1921‬‬ ‫• الكفاح الحقيقي هو الذي ينبثق من وجدان الشعب ألنه ال يتوقف حتى النصر‬ ‫• ال أرى في هذا الوجود إال الحرية‪ ،‬وكل ما سواها باطل وليس في قضية الحرية حل وسط‬ ‫• الحرية حق مشاع لبني اإلنسان وغاصبها مجرم‬ ‫أقوال مشهودة لألمير محمد عبد الكريم الخطابي‬ ‫خاض أهل الريف حروبا عديدة ضد الغزاة اإلسبان قبل أنوال‪ ،‬كان‬ ‫أشهرها‪ ‬المعارك التي قادها الشريف محمد أمزيان اإلدريسي ما بين‬ ‫‪ 1909‬و ‪ ،1912‬بهدف قطع الطريق على الجيوش اإلسبانية وإفشال‬ ‫خططها في مد خط سكة حديد وبناء جسور وقناطر بين مليلية‬ ‫وأزنغان‪ ،‬بهدف االستيالء على مناجم الحديد بمنطقة «أفراووكسان»‪.‬‬ ‫ومن أشهر معارك الشريف محمد أمزيان ورجاله التي تكبد فيها‬ ‫العدو خسائر فادحة في األرواح والعتاد‪ ‬معركة سيدي موسى ومعركة‬ ‫وادي الذيب ببني أنصار‪ ،‬وموقعة جبل نزروف وسلوان ومعركة سيدي‬ ‫ادريس‪ ،‬حيث أن الريف تحول إلى مقبرة للجنود اإلسبان األمر الذي أثار‬ ‫غضب طبقات واسعة من الشعب اإلسباني وتسبب في قالقل اجتماعية‬ ‫خاصة في منطقة كاطالونيا‪.‬‬ ‫وبعد أن استشهد الشريف أمزيان داخل مسجد بكدية حامد ببني‬ ‫سيدال‪ ،‬تسلمت مشعل المقاومة أسرة آل الخطابي المجاهدة‪ ،‬حيث‬ ‫أفلح محمد بن عبد الكريم الخطابي في توحيد قبائل الريف المتخاصمة‬ ‫والمتناحرة أحيانا‪ .‬وأمام فشل المفاوضات بين اإلسبـان ومحمد‬ ‫عبد الكريم الخطابي ـ‪ ‬الذي درس بجامعة القرويين ومارس‬ ‫الصحافة والقضاء بمليلية قبل أن يعود إلى مسقط رأسه‬ ‫بأجدير ـ ‪ ‬وأمام ال مباالة السلطات المركزية وسلبية‬ ‫موقفها من ثورته على الغزاة اإلسبان‪ ،‬بل وعدائها‬ ‫الظاهر لثورة الخطابي الذي وصف بـ «الفتان»‪ ،‬قرر‬ ‫زعيم الريف إحداث «إمارة» جهادية لمواجهة‬ ‫المرحلة حيث جمع حوله قبائل اكزناية وبني ورياغل‬ ‫وبين توزين وتمسمان‪ ،‬بوجه خاص‪ ،‬وأسس جيشا‬ ‫من أهل القبائل لحماية أنفسهم وممتلكاتهم‪،‬‬ ‫والتصدي لتغلغل الوجود ‪ ‬اإلسباني بمباركة من‬ ‫االستعمار الفرنسي الذي وطد احتالله لوسط المغرب‬ ‫بعد أن أخضع السلطان عبد الحفيظ إلرادته ونجح‬ ‫في أن ينتزع منه‪ ‬طابعه «الشريف» على وثيقة‪ ‬‬ ‫«الحماية» في‪ 30 ‬مارس ‪.1912‬‬ ‫(تابع التتمة على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪899‬‬

‫وفد حكومي يتفقد أشغال إنجاز‬

‫«مدينة محمد السادس التكنولوجية»‬

‫‪2‬‬

‫تقديم النسخة اإلسبانية من كتاب‬ ‫«محمد السادس ملك االستقرار»‬

‫نهاية الشطر األول بعد سنتين‬

‫لعل «ساندروم» «المنارة»‪ ،‬دفع رئيس‬ ‫الحكومة العثمانـــي‪ ،‬إلى «خرجــة» إعالمية‬ ‫«مدوية» حول المدينة الصناعية الصينيـــة‬ ‫بطنجة‪.‬‬ ‫المناسبة‪ ،‬اجتماع حضره وزير الصناعة‬ ‫واالستثمار والتجارة واالقتصاد الرقمي‪ ،‬حفيظ‪ ‬‬ ‫العلمي وبعض المسؤولين من وزارتي الصناعة‬ ‫والتنميةالمستدامة‪.‬‬ ‫العثماني‪ ‬حرص على أن يؤكد حرصه على‬ ‫تتبع مراحل إنجاز هذه المدينة‪ ‬التي أعلن عنها‬ ‫بحضور جاللة الملك يوم ‪ 20‬مارس الماضي‬ ‫بطنجة‪ ،‬وتم بموضوعها التوقيع على اتفاقيات‬ ‫شراكة ‪ ‬عن ‪ ‬الجانب المغربي‪ ،‬ممثلو الداخلية‬ ‫والمالية والتجارة والصناعة ووالية جهة طنجة‬ ‫وجهة طنجة تطوان الحسيمة والبنك المغربي‬ ‫للتجارة الخارجية ‪ ،‬ومن الجانب الصيني‪ ،‬ممثلو‬ ‫مجموعة ‪.HAITE‬‬ ‫هذا االجتماع جاء أيضا ردا ضمنيا على‬ ‫ما طلع به موقع إليكتروني «مشبوه»‪ ‬من‬ ‫وجود «شكوك» حول قابلية المشروع المغربي‬ ‫الصيني لإلنجاز‪ ،‬األمر الذي دفع الرئيس المدير‬ ‫العام للبنك المغربي للتجارة الخارجية‪ ‬عثمان‬ ‫بنجلون ‪ ،‬أحد المحركين الرئيسيين للمشروع‪ ‬‬ ‫على مستوى التمويل والتأمين ‪ ‬إلى الخروج‬ ‫ببيانات تبدد كل الشكوك حول تنفيذ المشروع‬ ‫وفق المخطط المرسوم‪ ،‬خاصة وأن الحكومة‬ ‫المغربية بكامل مكوناتها منخرطة في تنفيذه‬ ‫وأن المجموعة الصينية‪ ‬المعنية تبدي اهتماما‬ ‫متواصال ومتزايدا بإنجازه‪ .‬وفي هذا الضمانة‬ ‫الكافية للسير بالمشروع إلى التنفيذ‪.‬‬ ‫العثماني اعتبر أن المشـــروع المغربــي‬ ‫الصيني لـ «مدينـــة محمد السادس تيـــك»‬ ‫بطنجة‪ ،‬الذي سينجز على مساحة ‪ 2000‬هكتار‬ ‫قابلة للتوسيع‪ ،‬على عشر سنوات‪ ،‬يعتبر مشروعا‬ ‫نموذجيا بالنسبة للقارة اإلفريقية وستكون‬ ‫مدينة صناعية‪ ،‬سكنية ‪،‬عصرية‪ ،‬مستقبلية‪،‬‬ ‫وبيئية‪ ،‬موصولة بأحدث التقنيات ‪ ‬المتطورة‪،‬‬ ‫توفر أحدث أساليب الحياة العصرية‪.‬‬ ‫وستحتل المدينة موقعا متميزا على أبواب‬ ‫أوروبا‪ ‬وستستقبل فوق ‪ 200‬شركة صناعية‬ ‫صينية كما ستوفر فوق ‪ 100‬ألف منصب شغل‬ ‫جلها للمغاربة‪ ،‬في مجاالت الصناعة المتطورة‪،‬‬ ‫وستتطلب استثمارا يفوق ‪ 105‬ماليير درهم‬ ‫على فترة عشر سنوات‪.‬‬ ‫وتم‪ ،‬بالمناسبة تأكيد الشروع العملي في‬ ‫إنجاز المدينة بعد أن تم تحديد موقعها ميدانيا‪،‬‬ ‫كما أن إعداد مختلف الخرائط يوجد في مرحلة‬ ‫متقدمة‪ ‬وينتظر أن تبدأ األشغال في الشطر‬ ‫األول على مساحة ‪ 500‬هكتار‪ ‬قريبا‪.‬‬

‫في موقع المدينة «تيك»‬

‫وحتى ال يتكرر بمدينة محمد السادس‬ ‫تيك‪ ،‬ما حصل بمشروع منارة الحسيمة‪ ،‬األمر‬ ‫الذي تسبب في حرمان نصف دوزينة من وزارء‬ ‫العثماني من عطلتهم السنوية‪ ،‬حضر لطنجة‪،‬‬ ‫األربعاء الماضي‪ ،‬وزير االقتصاد والمالية‪ ،‬محمد‬ ‫بوسعيد‪ ،‬ووزير الصناعة واالستثمار والتجارة‬ ‫واالقتصاد الرقمي‪ ،‬حفيظ العلمي‪ ،‬والرئيس‬

‫المدير العام لمجموعة البنك المغربي للتجارة‬ ‫الخارجية‪ ،‬عثمان بنجلون‪ ،‬لتفقد سير األشغال‬ ‫في مشروع المدينــة الصناعيـــة المغربية‬ ‫الصينية‪ ،‬حيث انضم إليهما والي‪ ‬الجهة‪ ‬محمد‬ ‫اليعقوبي ورئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة‪،‬‬ ‫إلياس العماري وشخصيات أخرى»‪.‬‬ ‫وقد برع إلياس العماري في شرح تفاصيل‬ ‫المشروع وتقديم البيانات الموثقة والمرسومة‬ ‫على خرائط‪ ،‬األمر الذي مكن رجال ونساء اإلعالم‬ ‫من اإلحاطة عمليا بتفاصيل المشروع والتوفر‬ ‫على بيانات واضحة بشأنه‪ ،‬بينما تحدث الوزيران‬ ‫عن أهمية المشروع بالنسبة للمغرب والشراكة‬ ‫المغربية الصينية ‪ ‬بخصوص المدينة الصناعية‬ ‫«تيك» التي أبرمت بعد زيارة جاللة الملك‬ ‫للصين‪ ،‬في إطار تنويع الشراكات االقتصادية‬ ‫بين المغرب ومختلف دول العالم‪ ،‬وفق المصالح‬ ‫الوطنية‪ ‬ومتطلبات شروط التنمية‪.‬‬ ‫وقد وقــف الوفـد الحكومــي ومرافقوه‬ ‫على موقـع انطـالق األشغــال في المرحلــة‬ ‫األولى ‪ ‬للمشروع التي تخص مساحة ‪500‬‬ ‫هكتار بعد ما تم الشروع في تجهيز هذا الشطر‪ ‬‬ ‫وبناء قنطرة للربط بين الطريق السيارة وموقع‬ ‫المدينة‪ ،‬ليكون جاهزا بعد ثالث سنوات ‪.‬‬ ‫العماري بين بالمناسبة أن جهة طنجة ـ‬ ‫تطوان ـ الحسيمة ‪ ‬شريك اقتصادي في مشروع‬ ‫مدينة محمد السادس تيك‪ ،‬حيث إن الجهة‬ ‫استثمرت في الوعاء العقاري للمدينة‪.‬‬ ‫حفيظ العلمي أكد بالمناسـبة‪ ،‬طبيعـة‬ ‫المشروع الذي هو مشروع استثماري كبير‬ ‫تم إبرامه بين بلدين وليس بين شركات أو‬ ‫مستثمرين أجانب‪ ،‬خالفا لما تروجه بعض‬ ‫المواقعالمشبوهة‪.‬‬ ‫وأشار العلمي إلى أن الصينيين اتفقوا مع‬ ‫الجانب المغربي بعد الزيارة الملكية التاريخية‬ ‫للصين على بناء هذا المشروع الذي ‪ ‬سيوفر‬ ‫قاعدة لالستثمار من طرف عدة شركات بينها‬ ‫البنك المغربي للتجارة الخارجية ؛ وذلك من‬

‫ماذا‬ ‫يقع بفندق‬ ‫المنزه‬

‫خالل إنشاء مجموعة من المعامل الخصوصية‪،‬‬ ‫التي ‪ ‬سيستثمر فيها أصحابها ‪ ،‬وليس الجانب‬ ‫المغربي أو الجانب الصيني‪.‬‬ ‫وفي تصريح لوسائل اإلعالم ‪ ‬بالمناسبة‪،‬‬ ‫قال إلياس العماري رئيس مجلس جهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة إن الزيـــارة االستطالعية‬ ‫لموقع عين الدالية ‪ ،‬حيث ستشيد «مدينــة‬ ‫محمد السادس طنجة تيك»‪ ،‬تندرج في سياق‬ ‫تنزيل مضمون بالغ رئاسة الحكومة األخير‬ ‫لتتبع‪ ،‬والوقوف عن كثب على العمل الذي ينجز‬ ‫ضمن مشروع مدينة محمد السادس لطنجة‬ ‫التكنولوجية والذي تم اإلعالن عنه ‪ ‬في شهر‬ ‫مارس الماضي‪ ،‬بطنجة‪.‬‬ ‫وسجل العمـــاري أن أشغال التجهيزات‬ ‫الكبرى خـارج المدينــة‪ ،‬كالسكــة الحديــدية‬ ‫والطريق السيارة‪ ،‬تباشــر بإيقــاع طبيعــي‪،‬‬ ‫على أساس أن تنطلق األشغال داخل المدينــة‬ ‫المذكورة قبل نهاية السنة الجارية‪ ،‬وأن تكون‬ ‫الوحدات الصناعية األولى جاهزة بعد سنتين أو‬ ‫ثالث سنوات‪.‬‬ ‫وأضاف العماري أن المجموعة الصينية‬ ‫المكلفة بمهمة إنجاز المدينة زارت المنطقة‬ ‫قبل شهر ونصف من اآلن‪ ،‬واختارت المجموعة‬ ‫مقرا لها‪ .‬مضيفا «ولمزيد من التوضيح‪ ،‬ستنظم‬ ‫مجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية‬ ‫كشريك أساسي في هذا المشروع‪ ،‬يوم ‪27‬‬ ‫يوليوز الجاري‪ ،‬بالدار البيضاء‪ ،‬ندوة صحافية‪،‬‬ ‫يحضرها الجانب الصيني‪ ،‬لتقديم تفاصيل تهم‬ ‫التصميم العام الكلي للمشروع‪ ،‬المستوفي‬ ‫للكافة الشروط المطلوبة‪ ،‬على مستوى البيئة‬ ‫والتقنية المتطورة والخصوصيات الجمالية»‪.‬‬ ‫من جهـة أخـــرى ذكـر رئيــس الجهــة‬ ‫بأن «مديــنــة ‪ ‬طنجــة تيــك» الفريـــدة من‬ ‫نوعها على مستــوى العالم العربي والقارة‬ ‫اإلفريقية‪ ،‬ستضم‪ :‬وحدات صناعية‪ ،‬وإدارات‪،‬‬ ‫وفنادق‪ ،‬وسكن الحتضان ‪ 300000‬نسمة‪ ،‬كما‬ ‫ستوفر ‪ 100000 ‬منصب شغل قار ومباشر‪.‬‬

‫بالعاصمة اإلسبانیــة مدرید تم صباح‬ ‫األربعــاء ‪ 14‬يوليــوز الجاري تقدیم النسخة‬ ‫اإلسبانیة من كتــاب «محمد السادس‪ ،‬ملك‬ ‫االستقرار» لكاتبـــه الفرنســـي «جون كلود‬ ‫مارتینیز»‪ ،‬وذلك بحضور عدد من رجال اإلعالم‬ ‫والسیاسیینواألكادیمیینواألساتذةالجامعیین‬ ‫اإلسبان‪.‬‬ ‫الكاتب وعضو البرلمان األوروبي السابق‬ ‫استعرض في اللقاء الذي نظمته «مؤسسة‬ ‫الثقافةالعربیةبإسبانیا»‪،‬المعطیاتالموضوعیة‬ ‫التي دفعته إلى تألیف هذا الكتاب الذي یبرز الدور‬ ‫االستراتیجي الذي یلعبه الملك محمد السادس‬ ‫لیس فقط في استقرار المغرب وإنما كذلك‬ ‫إسهامه في استقرار المنطقة األورو‪-‬متوسطیة‬ ‫برمتها‪.‬‬ ‫الكتاب الذي صدر عن دار النشر اإلسبانیة‬ ‫«الكري»‪ ،‬یبرز الدور الحاسم للملكیة في المغرب‬ ‫في إرساء استقرار البالد وتنمیتها في مجاالت‬ ‫مختلفــة رغم التفاعالت الداخلیة والخارجیة‪،‬‬ ‫والخالفـات مع الجـــارة الجزائــر واالنتقــادات‬ ‫الموجهة للمملكة من طرف أعداء الوطن‪.‬‬ ‫وخالل هذا اللقاء أبرز «جون كلود مارتینیز»‬ ‫أن المغرب هو البلد الوحید المستقر في العالم‬ ‫العربي‪ ،‬بینما تعیش جل الدول العربیة حالة‬ ‫من عدم االستقرار السیاسي واألمني‪ ،‬موضحا‬ ‫الحكمة التي یعالج بها العاهل المغربي مختلف‬ ‫القضایا وعبقریته التي نجحت في التوفیق بین‬ ‫ما هو دنیوي وروحي‪ ،‬بصفته أمیر المؤمنین‬ ‫والقائد الذي یحظى بشرعیة ال جدال فیها‪.‬‬ ‫الكاتب أوضح كذلك أن المغرب یلعب دورا‬ ‫محوریا في االقتصاد الدبلوماسي لمجموعة‬ ‫شمال غرب إفریقیا‪ ،‬مبرزا الدور الهام الذي یلعبه‬ ‫العضو ال‪ 29‬في أوربا واألول في اتحاد غرب‬ ‫إفریقیا في صراعات القارة السمراء‪.‬‬ ‫الكاتب أشار إلى أن المغرب بمقدوره أن‬ ‫یجد حال للتطرف الحاصل في بعض مناطق‬ ‫إفریقیا وكذا في بعض الدول األوروبیة‪ ،‬وذلك‬

‫بتوجهه نحو القارة السمراء ونشر دینه المعتدل‬ ‫المبني على التسامح واالعتدال والمخالف لما‬ ‫یتم تصدیره إلى سوریا انطالقا من دول الخلیج‬ ‫المعروفة‪.‬‬ ‫الكاتب أشـار إلى الشراكات االقتصادیة‬ ‫المتقدمة مع اإلتحاد األوروبــي التي حولـــت‬ ‫المغــرب إلى عضـو ‪ 29‬في اإلتحاد بفضل‬ ‫اتفاقیــات التبــادل الحر المتكامل والعمیــق‬ ‫(ألیكا ‪ )Aleca‬التي فتحـــت أمامــه منطقــة‬ ‫اقتصادیــة في إفریقیـــا الغربیــة‪ ،‬مستدال‬ ‫باالتفاقیات التي وقعها الملك محمد السادس‬ ‫في فبرایر من سنة ‪ ، 2014‬والتي بلغـــت ‪27‬‬ ‫اتفاقیة في باماكو و‪ 26‬في أبیدجان‪.‬‬ ‫لكن ”جون كلود مارتینیز“ اعتبر أن العالقة‬ ‫بین المغرب واالتحاد األوروبي یجب أن تتخطى‬ ‫مرحلة التعاون لتصل إلى مرحلة اندماج حقیقي‬ ‫مبني على المصیر المشترك ولیس فقط‬ ‫المصالحالمشتركة‪.‬‬ ‫الكتاب قال إن المغرب مؤهل أكثر لیصبح‬ ‫عضوا في االتحاد األوروبي أكثر من تركیا ودول‬ ‫أخرى‪ ،‬معتبرا أن المملكة هي عضو فعلي في‬ ‫هذا االتحاد بالنظر إلى حجم الصادرات المغربیة‬ ‫ألوروبا التي تدخل بدون حقوق جمركیة وبالنظر‬ ‫إلى العالقات االستراتیجیة التي تجمعه بعدد من‬ ‫الدول األوروبیة‪.‬‬ ‫وأكد الكاتب أن المغرب بإمكانه أن یخلق‬ ‫محیطا آمنا ویوفر شروط قیام االتحاد االقتصادي‬ ‫المغاربي وذلك بفضل موقعه الجغرافي وسلطته‬ ‫الدینیة‪ ،‬مبرزا أنه یمكن للملك أن یساهم في‬ ‫استعادة الحوض المتوسط ألعمدته‪ ،‬و ذاك مع‬ ‫ما یرافق من جرأة في تشیید مجموعة متوسطیة‬ ‫ذات قدر مشترك‪ ،‬مختلفة عن االتحاد من‬ ‫أجل المتوسط الضائع‪ ،‬الواقع تحت الهیمنة‬ ‫األلمانیة والبلدان غیر المتوسطیة وعن‬ ‫مسلسل برشلونة‪ ،‬الذي اختزلته بروكسیل في‬ ‫مجرد تنویع باللون األزرق للواقع الرمادي في‬ ‫أوروبا‪.‬‬

‫علمنــا من مصــادر‪ ،‬موثـوق بهـا‪ّ ،‬‬ ‫أن فندق المنزه بطنجة‪ ،‬الذي كان مضرب مثل في المغرب وخارجه‪ ،‬على مستوى الخدمات‬ ‫السياحية المتميزة‪ ،‬والمقدّمة لنزالئه وزبنائه‪ ،‬على اختالف جنسياتهم‪ ،‬أصبح اليوم مكاناً للفوضى وعدم النظام‪ .‬وبعبارة أخرى‪،‬‬ ‫وبعد أن كان هذا الفندق بمثابة جوهرة في عقد مدينة طنجة‪ ،‬أضحى ‪ -‬حالياً ‪ -‬مجرّد فندق عادي جدّاً‪ ،‬يبعث على الحسرة واألسى‪،‬‬ ‫وخاص ًة في عيون من عايش فترته ّ‬ ‫الذهبية التي تميزت بحسن معاملة الزبنــاء‪ ،‬فض ًال عن التسيير المحكم والمنظم‪ ،‬مع توفير جميع‬ ‫سبل الرّاحة بداخل هذه المؤسسة السياحية الضاربة في القدم‪ ،‬حيث نزل بها‪ ،‬خالل فترة مجدها الغابر‪ ،‬كبار السياسة العالميين‬ ‫والفنانون والمث ّقفون‪ .‬وما النقص في عدد نجومها‪ ،‬إ ّال دليل على تراجع خدماتها السياحيــة التي باتت من الد\رجــة ّ‬ ‫الثالثة !‬ ‫وأضافت ذات المصادر ّ‬ ‫أن هذه المؤسّسة السياحية منحت لها فرصة ثمينة‪ ،‬لتحسين تصنيفها وتدارك ما فاتها من تراجع‬ ‫كبير‪ ،‬غير أنها لم تستجب لألمر‪ ،‬حيث لم تقم بتغييرات جذرية على مستوى غرفها ومطبخها وغير ذلك‪ ،‬ممّا كان سيعمل على‬ ‫تبوء مكانتها‪ ،‬التي فقدتها‪ ،‬ذات إهمال وتهاون !؟ أكثر من هذا يالحظ عليها تخبطها في نوع من « العسكرة»‪ ،‬حيث يحتاط فيها‬ ‫البعض من البعض اآلخر‪ .‬أما أين القائد‪ ،‬وأين المسير‪ ،‬وما أسباب الغموض الذي يخيم على أجوائها‪ ،‬فهذه أسئلة تبقى اإلجابة‬ ‫عنها في علم الغيب !‬ ‫ومهما يزيد ّ‬ ‫الطين ب ّلة‪ ،‬الملف االجتماعي لهذه المؤسسة التي قامت في وقت سابق بتسريح مجموعــة من العامليــن‪،‬‬ ‫بطريقة تعسفية‪ ،‬وبدون احترام قانون الشغل الجاري به العمل‪ ،‬فما دور مندوبية السياحة وتفتيشية الشغل‪ ،‬وما رأيهما في هذه‬ ‫النازلة ؟‬ ‫وأخيراً‪ ،‬هل تنذر هذه الوضعية المتراجعة للفندق المذكور باقتـــراب أجلــه‪ ،‬وبالتــالــي التخلـص منه‪ ،‬رغــم حمـولتـــه‬ ‫التاريخيــة والسياحية والفنية‪ ،‬وهو األمر الذي لن نقبله ‪ -‬بال شك ‪ّ -‬‬ ‫سكان طنجة الغيورون على مدينتهم‪ ،‬وخاصة على فنــدق‬ ‫المنزه الذي يـعـــدّ من معالمها‪ ،‬بال منازع !‬ ‫لنا عودة بتفاصيل أكثر‪..‬‬

‫ج‪.‬ش‬


‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪899‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫العرائض‪ ،‬لن تنال‪ -‬منذ اآلن‪ -‬التزكية و القبول من الدوائر العليا‪ ،‬إال‬ ‫إذا احترمت المسطرة التي طالعَتْنا بها بعض الجرائد الوطنية‪ .‬‬ ‫و أهم شرط‪ ،‬تَوَ ُّفر العريضة على النصاب المحدد من الموقعين‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫ولو افترضنا جدال أن هذا الشرط توفر‪ ،‬و المسطرة احتُرمت‪ ،‬و سُلمت‬ ‫العريضة للدوائر المسؤولة‪ ،‬فمن يُقنعنا بأنها ستنال القبول‪ ،‬و ستأتي‬ ‫بالنتائج المرجوة؟‬ ‫و الشاهد عندنا‪ ،‬هذه المؤسسات التي فتحت أبوابها في وجوه‬ ‫السائلين و المحرومين‪ ،‬كديوان المظالم‪ ،‬و مؤسسة الوسيط‪ ،‬و مكاتب‬ ‫الشكايات المبثوثة في جميع الدوالب الحكومية‪ ،‬فلم يجد المواطن فيها‬ ‫أذنا صاغية‪ ،‬وال يدا حانية‪.‬‬ ‫و أقل القليل في نظري أن يتوصل المرسِل بما يُشعره أن كتابه وصل‪.‬‬ ‫وقد حدثني صديق لي في موضوع عريضة و ّقعها معه جيران الحي‬ ‫الذي يسكنه بشارع محمد داود‪ ،‬فلم يتوصل من األطراف التي رفعها‬ ‫إليهم بأي جواب‪.‬‬ ‫و موضوع العريضة كان يمس أمن السكان و طمأنينتهم‪ ،‬فبعض‬ ‫الدُور التي تخلى عنها أصحابها‪،‬‬ ‫المهاجرين األفارقة يستوطنون ّ‬ ‫ويتخذونها منطلقا لالعتداء على السكان و نشر الرعب في المكان‪.‬‬ ‫و هذا أمر ال يمكن السكوت عنه‪ ،‬أو تجاه ُله‪.‬‬ ‫و مع هذا تجاهله المسؤولون المحليون بمدينة تطوان‪ ،‬ولم يكلفوا‬ ‫أنفسهم حتى الرد على الموقعين على العريضة المذكورة‪.‬‬ ‫فهل يكون المرسوم الجديد‪ ،‬الذي يحدد الخطوط العريضة لكتابة‬ ‫العرائض‪ ،‬فاتحة عهد جديد‪ ،‬للتواصل مع أصحاب الحاجات من المواطنين‬ ‫و المواطنات؟‪ ‬‬

‫في إطار الدورة الرابعة لـ «وجدان الحق في حضرة»‬

‫الطريقة القادرية البوتشيشية‬ ‫تنظم أمسية السماع والمديح بشفشاون‬

‫أقمرت سماء مدينة شفشاون‪ ،‬وتعطرت رحاب‬ ‫مسرح القصبة بشذى تلك األمسية التي أصبحت‬ ‫موعدا سنويا منتظما يلتقي فيه جمهور الزاوية‬ ‫البوتشيشية القادرية وأهلها وفقراؤها لالرتواء من‬ ‫منابع السماع والمديح الصافية‪.‬‬ ‫األربعاء ‪ 24‬شوال ‪ 1438‬هجرية‪ ،‬رغم ما‬ ‫يزيد على أربعة عشر قرنا التي تفصلنا عن الهجرة‬ ‫المحمدية‪ ،‬لم تنقص المحبة لمحمد»ص» بل‬ ‫زادت‪ ،‬ولم تخفت جمرة اإليمان باهلل بل ملكت‬ ‫النفوس‪.‬‬ ‫الزاوية القادرية البوتشيشية تربي‪ ،‬من خالل‬ ‫حلقات الذكر و أمسيات السماع والمديح‪ ،‬الناس‬ ‫على تصفية القلوب و تزكيتها وتهذيب العقول‬ ‫وتنقيتها سعيا إلى راحة األجساد واألرواح‪« ،‬أال بذكر‬ ‫اهلل تطمئن القلوب»‪.‬‬ ‫لهذا فالدين المحمدي لم يكن يوما ما دعوة‬ ‫للشر‪ ،‬بل هو الخير كل الخير‪ ،‬يحمل رسالة العلم‬ ‫والتمدن والتحضر والسلم والسالم‪ ،‬وما بقاؤه‬ ‫راسخا في مشارق األرض ومغاربها إال تجسيد‬ ‫لنشره لقيم االطمئنان والطمأنينة بين البشر حينما‬ ‫استحال العالم إلى فتن وتقهقرت الحياة إلى قلق‬ ‫مقيم رغم كل مظاهر التطور المادي‪ ،‬وهو الدين‬

‫الذي يحرر اإلنسان من العبودية ما استحدث منها‬ ‫وما اندثر‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬وبعد تالوة آيات بينات من الذكر‬ ‫الحكيم‪ ،‬استهلت المجموعة الجهوية للزاوية التي‬ ‫أحيت تلك األىمسية برنامجها بالتعظيم اإلالهي‬ ‫من خالل أنشودة أسماء اهلل الحسنى المتهادية‬ ‫قوة ونعومة دالة على جبروت مالك الملك‬ ‫ورحمتة‪ ،‬واختتمتها بالتهليل المرتبط بالطبيعة‬ ‫والتربة‪ ،‬النافذ لشغاف القلب‪ ،‬وتوسط التعظيم‬ ‫والتهليل ابتهال وتسبيح وتكبير ودعاء‪ ...‬تضرعا‬ ‫وطاعة وعشقا وتأدبا‪ ...‬من الخلق في حضرة‬ ‫الخالق‪ ،‬كما تخلله مدح للشمائل المنفردة‪ ،‬ولهج‬ ‫بالحب لخير البرية محمد «ص» الذي تركنا على‬ ‫المحجة البيضاء‪ ،‬ال السوداء وال الحمراء‪ ،...‬التي‬ ‫اليزيغ عنها إال هالك‪ ،‬ثم نفث للواعج الحنين إلى‬ ‫المقيم في ديار الحجاز والمقام‪.‬‬ ‫المجموعة اتحفت الجمهور بأصواتها‬ ‫المتناغمة وأدائها الهرموني رغم تنوع النبرات‪،‬‬ ‫فخامة ورقة‪ ،‬وتعدد المقامات والموازين بين خفيف‬ ‫وبطيء‪ ،‬والنغمات من حلو ألحلى‪ ،‬فتحلت الكلمات‬ ‫المختارة وتجللت المعاني الرائقة بحلل الجمال‬ ‫والرهبة في جو روحاني وخشوع رباني قلما تجود‬ ‫به أمسيات شفشاون على كثرتها‪.‬‬

‫‪ -‬عبد الحي مفتاح‬

‫وتم مابين الجزء األول واألخير لألمسية‬ ‫االحتفاء ببعض الوجوه التي تساهم في االرتقاء‬ ‫بالثقافة واألدب والفن‪ ،‬و التربية على القيم‬ ‫الصحيحة ومكارم األخالق‪ ،‬أو تقدم خدمات جليلة‬ ‫للناس‪ ،‬حيث تم تكريم األسماء التالية‪ :‬الشاعر‬ ‫عبدالكريم الطبال‪ ،‬العالمة محمد بن تحايكت‪،‬‬ ‫المهندس محمد السفياني‪ ،‬المدير عبدالمنعم‬ ‫الرحموني‪ ،‬والقابلة الالفاطمة الحداد‪.‬‬ ‫وقد ترأس مراسيم هذه األمسية عامل‬ ‫إقليم شفشاون إسماعيل أبو الحقوق إلى جانب‬ ‫نائبي رئيس المجلس اإلقليمي والبلدي‪ :‬محمد‬ ‫الصبيطري وحسن الدحمان‪ ،‬بحضور شخصيات‬ ‫قضائية و مدنية وعسكرية‪ ،‬وجمهور غفير من‬ ‫المريدين والمحبين وأهل اهلل‪.‬‬ ‫والبد من القول إن األمسية عادت بي إلى‬ ‫براءة الطفولة وصفاء الطبيعة حينما كنت أرافق‬ ‫أمي‪ ،‬أطال اهلل في عمرها‪ ،‬لزيارة شخصيات نورانية‬ ‫للتبرك بها بشتى أنحاء إقليم شفشاون المبارك‪،‬‬ ‫الزال سمتها المالئكي عالقا في مسام ذاكرتي‪،‬‬ ‫كما كنت أرتاد رفقتها بعض الزوايا التي الزال‬ ‫حفيف أذكارها وال زالت نفحات أورادها تسكنني‪،...‬‬ ‫رغم شربي من كؤوس متعددة في مسار الحياة‬ ‫القصير‪.‬‬

‫قول في الصالة‬ ‫المشيشية‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫بالنظر إلى نص الصالة المشيشية نتبين مفصلين دالليين ؛ أولهما‬ ‫مرتبط بما خص اهلل به نبيه الكريم وثانيهما متعلق بمنشئ خطاب الصالة وهو‬ ‫موالي عبد السالم بن مشيش صاحب المقام العالي في المعرفة والعرفان ‪..‬‬ ‫وخطابه المذكور مشتمل على معان لطيفة وأسرار شريفة ؛ يدركها أصحاب األرواح‬ ‫العرشية‪..‬‬ ‫وقد تمت العناية بهذه الصالة على مدى قرون‪..‬وتركز اهتمام وسعي‬ ‫علماء من مختلف أنحاء المعمور لشرحها ‪ ،‬ولعل ما بذله الدكتور سيدي محسن‬ ‫الروسي في تحقيقاته النفيسة الدقيقة‪ ،‬وشقيقه سيدي عبد الحي الروسي في‬ ‫استقصاءاته الشرحية الغميسة‪ ،‬نموذج راق لما تبذله الجامعة المغربية في سبيل‬ ‫تيسير المعرفة بهذا النص الباذخ‪..‬‬ ‫وأما الصالة فهي ‪:‬‬ ‫من اهلل على نبيه الكريم ‪:‬‬ ‫زيادة تكريم ‪..‬‬ ‫ومن المالئكة ‪:‬‬ ‫رحمة ‪..‬‬ ‫ومن العباد ‪:‬‬ ‫دعاء‪..‬‬ ‫ووسيلة‪..‬‬ ‫وباب‪..‬‬ ‫ومعراج‪..‬‬ ‫ومفتاح‪..‬‬ ‫وسبب‪..‬‬ ‫وكهف‪ ( ..‬فانظر تجد )‬ ‫ورغبة في تيسير بعض دالالتها العرفانية نقول ‪:‬‬ ‫‪1‬ـ اللهم صل‪ :‬معناه ‪ :‬يا أهلل الذي له األسماء الحسنى‪ ..‬وقد أسند الصالة إلى‬ ‫اهلل ألنه القادر الذي بيده خزائن النعم‪..‬‬ ‫‪2‬ـ على من منه انشقت‪ ..‬وانفقلت ‪ : ..‬واالنشقاق واالنفالق واحد ؛ يعني‬ ‫اإلشراق ‪..‬لكن األسرار باطنة واألنوار ظاهرة ‪ ،‬وهذه ال تشرق حتى يشرق الباطن‪..‬‬ ‫ومعنى انشقاق األسرار وانفالق األنوار من النبي صلى اهلل عليه وسلم أنه أصلها؛‬ ‫ألن أول من خلق اهلل هو نوره ؛ وهو الواسطة بين الحدوث والقدم ‪..‬‬ ‫كما أنه أول األنبياء خلقا وآخرهم بعثا‪..‬وهو إمامهم ومقدمهم في الدارين‪..‬‬ ‫وهو شفيع الكل‪..‬‬ ‫قال محيي الدين ابن عربي في باب سادس من فتوحاته ‪ :‬إن أول من خلق اهلل‬ ‫الهباء ‪ ،‬وأول من ظهر فيه حقيقة محمد صلى اهلل عليه وسلم قبل سائر الخالئق‪..‬‬ ‫وهو مرآة لمعرفة العارفين ‪:‬‬ ‫وكلهم من رسول اهلل ملتمس غرفا من البحر أو رشفا من الديم‬ ‫‪3‬ـ وفيه ارتقت الحقائق ‪ :‬ظهرت وسمت علوم المعرفة باهلل‪..‬‬ ‫‪4‬ـ وتنزلت علوم آدم ‪ :‬تنزلت أسماء المسميات « وعلم آدم األسماء كلها «‬ ‫‪5‬ـ فأعجز الخالئق ‪ :‬أوتي بما لم يأت أحد بمثله من علوم وأخبار بوقائع‬ ‫ومغيبات ‪..‬‬ ‫ـ وله تضاءلت الفهوم ‪ :‬تصاغرت عن إدراك حقيقته‪..‬‬ ‫‪7‬ـ فلم يدركه منا سابق وال الحق ‪ :‬ال يتوهم إدراكه من سبق أو تأخر‪..‬‬ ‫‪8‬ـ فرياض مملكته بزهر جماله مونقة‪ :..‬شبه جمال سيدنا محمد بعروس‬ ‫تلك الرياض وأثبت له الزهر على سبيل استعارة مكنية وتخييلية‪..‬‬ ‫‪9‬ـ وال شيء إال وهو به منوط‪ :..‬ال شيء من إنس وجن وملك ووحي وجماد‬ ‫ومحسوس ومعقول إال وهو مرتبط به صلى اهلل عليه وسلم ومتعلق به إمدادا‬ ‫ووجودا ولوال أسبقيته ما وجد موجود‪..‬‬ ‫‪10‬ـ صالة تليق بك منك إليه كما هو أهله ‪ :‬صالة عظيم قدره صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم عند اهلل تعالى لكونه أعظم األصفياء وأقرب الخواص‪..‬‬ ‫‪11‬ـ اللهم إنه سرك‪:..‬‬ ‫سر اهلل‪..‬‬ ‫سر األسرار‪..‬‬ ‫لوح األسرار‪..‬‬ ‫كنز األسرار‪..‬‬ ‫معدن األسرار‪..‬‬ ‫مهبط األسرار‪..‬‬ ‫حضرة األسرار‪..‬‬ ‫سر‪ :‬أنوه وأنزه وأكمل وأبهر ومحيط وجامع ومبين‪..‬‬ ‫‪12‬ـ الجامع ‪ :‬الجامع لما افترق من أوصاف األنبياء‪..‬‬ ‫‪13‬ـ الدال عليك ‪ :‬قوال وفعال وأحواال في عالمي األرواح واألجساد‪..‬‬ ‫‪14‬ـ حجابك ‪ :‬الحجاب الذي حجب به اهلل خلقه عن الفقد واإليجاد ؛ باعتبار‬ ‫وساطته في نعمتي اإليجاد واإلمداد‪..‬وهو صلى اهلل عليه وسلم حجاب المؤمنين‬ ‫من العذاب ‪..‬وحجاب العقول عن العطب‪..‬‬ ‫‪15‬ـ األعظم ‪ :‬إشارة إلى التفوق على النبيئين والمرسلين ‪..‬‬ ‫‪16‬ـ القائم ‪ :‬الناهض بتكاليف الرسالة‪..‬‬ ‫‪17‬ـ لك ‪ :‬ألجل تعظيمك وإجاللك‪..‬‬ ‫‪18‬ـ بين يديك ‪ :‬كناية عن شدة القرب‪..‬‬ ‫‪19‬ـ اللهم ألحقني بنسبه ‪ :‬ألحقني بنسبيه الديني والطيني‪..‬‬ ‫‪20‬ـ وحققني بحسبه ‪ :‬خلقني بأخالقه‪..‬‬ ‫‪21‬ـ وعرفني إياه‪:..‬سؤال معرفة النبي ؛ لكونه واسطة عظمى وباب اهلل‬ ‫األعظم‪..‬‬ ‫‪22‬ـ واحملني على سبيله‪ :..‬سؤال المحمول ال الحامل‪..‬‬ ‫‪23‬ـ حمال محفوفا بنصرتك‪ :‬تشبيه السنة المحمدية بالبراق في التوصيل إلى‬ ‫الحضرةالعلية‪..‬‬ ‫‪24‬ـ واقذف بي على الباطل فأدمغه ‪ :‬ارم بي على كل ما سوى اهلل‪..‬‬ ‫‪25‬ـ وزج بي في بحار األحدية‪ :‬األحدية أبلغ من الوحدة ‪..‬وشبه الشيخ نفسه‬ ‫بالماء العظيم المستبحر على سبيل استعارة مكنية تخييلية‪..‬‬ ‫‪26‬ـ وانشلني من أوحال التوحيد ‪ :‬احتراز من القول بالحلول واالتحاد‪..‬‬ ‫‪27‬ـ وأغرقني في عين بحر الوحدة حتى ال أرى وال أسمع وال أجد وال أحس اال‬ ‫بها‪ :‬هذه غاية اإلغراق ؛ وهي غيبة عن األكوان بشهود المكون فيها ‪:‬‬ ‫مألت به قلبي وسمعي وناظري‬

‫وكلي وأجزائي ‪ ،‬فأين يغيب ؟‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪899‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 25‬يـوليـوز ‪2017‬‬

‫يبيع كرامته بـ ‪ 400‬درهم !‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫عطلة �صيفية‪« ‬ببال�ش»‬ ‫وأخيرا كشفت دراسة قيل إنها «وطنية»‪ ‬أن جل المغاربة‬ ‫يبحثون عن سبل «قضاء» عطلهم السنوية‪« ‬فابور»‪ ‬أو بـ «أقل‬ ‫الخسائر»‪ ‬عبر «النزول» الكارثي على األهل واألقارب وحتى األصدقاء‬ ‫في عز فصل الصيف‪.‬‬ ‫الدراسة «تاهت» في النسب واألرقام‪ ،‬بين من يسافر مرة في‬ ‫السنة ومن لم يسافر بالمرة‪ ،‬ومن يقضي أسبوعا ومن يقضي‬ ‫شهرا‪ ،‬ولكنها كشفت‪ ‬أن نصف المغاربة الذين يسافرون خالل‬ ‫عطلهم الصيفية‪ ،‬يشدون الرحال نحو األهل واألقارب والمعارف‪.‬‬ ‫وهذا بيت القصيد‪...! ‬‬ ‫المغاربة كرماء بالسليقة واجتماعيون بالفطرة‪ ،‬ومضيافون‬ ‫بالسجية ‪ ،‬وهي خصائص اجتماعية يتحد فيها العرب واألمازيغ‪،‬‬ ‫سواء بسواء‪ .‬ويشعرون بسعادة حقيقية حين يستقبلون الضيوف‪،‬‬ ‫ويبالغون في إكرامهم وتحقيق شروط السعادة والراحة حولهم‪.‬‬ ‫والشك أن جل بيوتات طنجة وغيرها من مدن الشمال‪ ،‬تستقبل‬ ‫ضيوفا من األهل واألحباب خالل موسم الصيف‪ .‬وهو أمر وإن اعتادوا‬ ‫عليه‪ ،‬إال أنه أصبح يشكل بعض اإلزعاج‪ ،‬بسبب تغير أشكال وأنماط‬ ‫الحياة داخل المجتمع الحديث‪ ،‬فاألسر أضحت تسكن في شقق قد ال‬ ‫يزيد عدد الغرف فيها عن اثنتين أو ثالثة‪ ،‬و معظم األسر إما ينتمي‬ ‫عائلها إلى الوظيفة العمومية أو للقطاع الخاص‪ ،‬بحيث ال يسمح‬ ‫«الموجود» من مواجهة مصاريف طارئة‪ ،‬ما يدفع األسر إلى االستدانة‬ ‫لمواجهة‪ ‬التضخم المفاجئ في «المصروف» ‪. ‬‬ ‫هذا من حيث الجانب «اللوجيستيكي» للعملية‪ .‬أما من جانب‬ ‫«تدبير الوضع»‪ ،‬فاضُّرُّ وأشد إيجاعة ‪ ‬وأقوى إيالم ًا‪ .‬ذلك أن وجود‬ ‫عائلة أو عوائل مرفوقة بأطفال‪ ‬في‪ ‬شقة‪ ،‬حتى وإن وسعت ‪ ،‬البد وأن‬ ‫يحصل‪ ‬ضيق نفسي يسعى أصحاب الدار إلى إخفائه‪ ‬وحجبه مخافة‬ ‫إزعاج الضيوف وأبنائهم‪ ،‬وهو أمر يتطلب كثيرا من الجلد‪ ‬والصبر‪ ‬‬ ‫والقوة على التكيف مع وضع يرفضه اإلنسان ولكنه فرض عليه فرضا‬ ‫بسبب ثقافة شعبية لم تتطور مع بيئة المجتمعات الحديثة‪.‬‬ ‫ولسنا بعدُ ‪ ‬عند آخر المضايقات‪ ‬التي يعيشها مستقبلو ضيوف‬ ‫الصيف‪ .‬ذلك أن وجود ضيف أو ضيوف يفرض على األسرة المستقبلة‬ ‫أن تغير نمط الحياة بداخلها‪ ،‬وفق «أجندة» الضيوف التي كثيرا ما‬ ‫تبدأ‪ ،‬بعد الفطور‪ ،‬بإعداد مالبس البحرقبل التوجه للشاطئ ‪ ‬لقضاء‬ ‫نصف اليوم‪ ،‬ثم للعودة إلى البيت حيث يتم احتالل الحمام‪،‬‬ ‫بالتناوب‪ ،‬ولساعات قبل التحولق‪ ‬حول الطيفور ‪ ‬لتناول وجبة الغذاء‪.‬‬ ‫تليها‪ ‬صينية الشاي وحصة‪« ‬السييسط» القيلولة العزيزة جدا على‬ ‫الضيوف‪ ،‬خاصة في فصل الصيف‪.‬‬ ‫بعد أن تدب الحياة من جديد في الشقة‪« ،‬تنزل» الصينية‬ ‫لحصة «الميرييندا» ‪ )la merienda( ‬بلغتنا ‪ ‬نحن في الشمال‪ ،‬أو‬ ‫«لو كوطي» ‪ )Le goûter( ‬بلغة ‪ ‬ما وراء عرباوة‪ .‬ليبدأ االستعداد لـ‬ ‫«الباسيو» ‪ EL PASSEO‬على أرصفة البوليفار‪ ،‬ذهابا وإيابا‪ ،‬وقد‬ ‫أضيف هذه السنة «باسيو» جديد‪ ،‬بالكورنيش التي بدأت تتحول إلى‬ ‫ساحة جامع فنا جديدة أو ساحة الهديم بمكناس‪ ...‬والفاهم يفهم‪،‬‬ ‫وإال عليكم بـ «زيارة ميدانية» للكورنيش لتفهموا كل شيء‪! ‬‬ ‫وحوالي الثانية عشرة ليال‪ ،‬تعود «القافلة» إلى البيت‪ ،‬لتناول‬ ‫وجبة العشاء‪ ،‬وفق رغبات الضيوف‪ ،‬يليها الشاي المشحر‪ ،‬إذا لم يكن‬ ‫الضيوف من أنصار «مشروبات» أخرى ال تحتاج إلى‪ ‬سكر وال لنعناع‪..،‬‬ ‫وقد تعتقد أن «متاعبك» قد انتهت بالنسبة ليومك المشحون هذا‪....‬‬ ‫كال‪ ،‬فإن شوطا جديدا سيبدأ ولساعات‪ ،‬إنه شوط «الكارطا» التي ال‬ ‫غنى عنها‪ ‬ألنها‪ ‬تساعد على الهضم بعد عشاء دسم في الواحدة‬ ‫صباحا‪.‬‬ ‫‪ ‬وبالرغم من أن ‪ ‬على صاحب الدار أن يستيقظ مبكرا للتوجه إلى‬ ‫عمله‪ ،‬فإن عليه أن يغالب التعب والنوم إلى أن «ينهار» الضيوف‪،‬‬ ‫ليتسلل إلى حجرة نومه التي غالبا ما يكون بعض أطفال «الزوار»‬ ‫قد احتلوها بعد يوم «متعب» بشاطئ المرقاال أو ماالباطا أو شاطئ‬ ‫الشمس على الضفة األطلسية‪.‬‬ ‫ال تنسوا ‪ ‬أن ربة البيت قضت يومها بطوله وعرضه داخل‬ ‫«الكوزينا» بين تحضير طواجين السمك التي يعشقها الضيوف‬ ‫و«طباسيل» الشالضات المتنوعة‪ ‬التي يعترف ضيوف الصيف أننا‬ ‫نتميز بها عن غيرنا من سكان المعمور‪ ،‬بخصائصها‪ ‬وتنوعها‬ ‫وأذواقها وطريقة تقديمها‪.......‬‬ ‫موالت الدار تدفع الثمن غاليا من صحتها وجهدها‪ ‬بسبب‬ ‫وقوفها لساعات‪ ‬أمام «المطابخ» والمعاجن وال تنتبه إال وأكتوبر‬ ‫على األبواب‪ ‬لتتيقن أن ال حظ لها وألسرتها في عطلة الصيف هذا‬ ‫العام‪ ،‬وأن األمل كل األمل في أن ‪ ‬يحصل زوجها على حق االنتقال‬ ‫للعيش في حد كورت أو وادي زم‪ ،‬أو بني مالل‪ ،‬أو في أي «طيرّة» ال‬ ‫يوجد بها ‪ ‬شاطئ وال بحر‪ ،‬وال سمك‪ ،‬فلسعات العقارب واألفاعي أهون‬ ‫عليها من «المؤبد» في الكوزينا‪.....! ‬‬

‫‪ ‬ع‪ .‬كنوني‬

‫ويهدر مستقبله و»يبهــدل» أسرتـه من أجل رشـوة بأربعمائـــة‬ ‫درهم !‬ ‫تلك هي حكاية «أستاذ» جامعي ــ ياحسرة ــ تم نصب شراك‬ ‫بوليسي له و «قطفته» أياد ماهرة وهو يدس في جيبه األوراق البنكية‬ ‫التي تم نسخها مسبقا‪ ،‬ويتم اقتياده إلى المخفر الذي أراده لنفسه‪.‬‬ ‫األستاذ «طمع» في طالب ـ معلم ليبتزه في ‪ 400‬جرهم مقابل‬ ‫«تحسين» نقطه في امتحانات الدورة العادية ومنحه نقطة «معتبرة»‬ ‫خالل الدورة االستدراكية‪.‬‬ ‫بعض األساتذة الجامعيين ال يقف جشعهم عند حاجز المال‪ ،‬عبر‬ ‫فرض شراء كتبهم على الطلبة‪ ،‬أو ابتزازهم «بالعاللي» بمطالب‬ ‫رشائية‪ ،‬بل يتخطونه إلى «المقابل الجنسي» من أجل نقط «ضامنة»‬ ‫للنجاح‪ ،‬غير عابئين بشرف طالباتهم وكرامة أسرهن وشرف المهنة‬ ‫التي ترفعهم إلى درجة الرسل واألنبياء‪....‬‬ ‫بعض أساتدة «المسخ» ال يتورعون في ممارسة الرذائل حتى أنه‬ ‫لم يعد بإمكاننا‪ ،‬رغم حسن نيتنا‪ ،‬إال أن نصدق كل ما يروج ويصلنا من‬ ‫أخبار عن بعض األساتذة المارقة من تالعب بمستقبل األجيال‪ ،‬وابتزاز‪،‬‬ ‫وتحرش‪ ،‬وارتشاء‪ ،‬واعتداء على شرف بنات الشعب‬ ‫تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين اهلل ال تنام‬ ‫‪ooooo‬‬

‫ألنهم لم يعملوا بنصيحة الوردي‬ ‫العقارب «تنشط» في هذه األيام‪ ،‬وككل سنة‪ ،‬بوسط وجنوب‬ ‫البالد‪ ،‬أزيد من ‪ 24‬حالة إصابة بلسع العقارب سجلت بمستشفى سطات‬ ‫خالل األيام األخيرة ‪ ،‬كان آخرها وفاة طفل رضيع من قبيلة أوالد‬ ‫عامر‪،‬بالبروج‪ ،‬بالمركز االستشفائي الحسن الثاني بسطات‪ ،.‬متأثرا‬ ‫بسم عقرب ‪.‬‬ ‫المالحظ أن أغلب المصابين أطفال يتعرضون للسعات العقارب‬ ‫السوداء والصفراء «الموريتانيكوس» األكثر انتشارا بالمنطقة‪.‬‬ ‫ولعل تكاثر ضحايا لسعات العقارب ناتجة عن عدم عمل المغاربة‬ ‫بنصيحة الوزير الوردي الذي حث المغاربة ‪ ،‬سكان المناطق القروية التي‬ ‫تكثر فيها العقارب‪ ،‬على تربية الدجاج والدواجن بوصف عام‪ ،‬التي تتغذى‬ ‫على لحوم العقارب‪.‬‬ ‫حدث ذلك خالل استجواب الوزير الوردي ــ المتفائل فوق الحساب‬ ‫ــ‪ ،‬في الوضوع‪ ،‬تحت قبة البرلمان حيث أشار إلى أن لسعات العقارب‬ ‫المسجلة سنويا قد تصل إلى ‪ 30‬ألفا‪ ،‬يمكن تجنبها بتربية الدواجن‪،‬‬ ‫قاتلة العقارب‪.‬‬ ‫في حين يطالب المغاربة بتوفير أمصال سم العقارب لتفادي موت‬ ‫محقق لآلالف من ضحايا لسعات العقارب كل سنة‪ ،‬في مغرب األلفية‬ ‫الثالثة‪.‬‬ ‫ومعلوم أن الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة كانت‬ ‫قد دقت ناقوس الخطر‪ ، ،‬بعد أن حصدت لسعات العقارب أربع وفيات‬ ‫جديدة في ظرف أسبوع بكل من الخميسات والرماني وتنغير‬ ‫وقالت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة إن هذا الوضع‬ ‫الخطير يتزامن مع استغناء وزارة الصحة عن إنتاج األمصال الخاصة‬ ‫بلسعات العقارب بمعهد باستور المغرب‪ ،‬وهو ما يجعل استراتيجية‬ ‫التقليص من لسعات العقارب والوفيات الناجمة عنها دون جدوى‪.‬‬ ‫وفي انتظار أن يهدي اهلل الوزير الوردي ‪ ،‬خالل ما تبقى من الوالية‬ ‫العثمانية الرشيدة‪ ،‬إلى توفير أسباب إنتاج أمصال سم العقارب بالمغرب‪،‬‬ ‫ندعو المواطنين في المغرب من طنجة إلى لكويرة‪ ،‬أن يتوكلوا على‬ ‫اهلل‪ ،‬وينشئوا «أقفازا» واسعة داخل أكواخهم وعلى سطوح منازلهم‪،‬‬ ‫لتربية الدجاج البلدي ألن الرومي الذي يتغذى على دقيق السردين‪ ،‬ال‬ ‫يتحمل ‪ ،‬كاإلنسان‪ ،‬سم العقارب !‬ ‫ومن لم يتيسر له ذاك‪ ،‬عليه بحفظ وترتيل «تعويذة من العقرب»‬ ‫كما وردت عن أبي هريرة رضي اهلل عنه قال‪« :‬من قال حين يمسي ثالث‬ ‫مرات «أعوذ بكلمات اهلل التامات من شر ما خلق لم تضره حمة تلك‬ ‫الليلة»‪ .‬والحمة هي لذغة كل ذي سم‪.‬‬ ‫حل سليم موثوق بدون أدنى استثمار‪ ،‬ولكن الوردي ال يعلم !‬ ‫‪ooooo‬‬

‫من مفارقات السياسة المغربية‬

‫مكتب أمريكي يكافأ عن فشله في إعداد‬ ‫دراسة حول السياحة بالمغرب تقاضى‬ ‫عنها ‪ 700‬مليون سنتيم باختياره‬ ‫إلعداد دراسة جديدة!!‬ ‫تصوروا أن وزارة تتصرف في أموال عباد اهلل‪ ،‬تكلف مكتبا أمريكيا‬ ‫بإنجاز دراسة حول صيغة جديدة لما سمي بــ «رؤية ‪ »20/20‬للحسن‬ ‫حداد‪ ،‬بعد فشل «الرؤية» األولى‪ ،‬فشال ذريعا‪ .‬الفشل في حد ذاته‪،‬‬ ‫إن توفرت له شروط اإلرادة الحسنة‪ ،‬ليس مشكلة‪ ،‬بل المشكلة هو‬ ‫التمادي في الخطإ‪ .‬وهو ما حصل مع كاتبة الدولة لمياء بوطالب التي‬ ‫جمعت بعض المهنيين يوم ‪ 6‬يوليوز الجاري‪ ،‬لتعرض عليهم الدراسة‬ ‫األمريكية‪ ،‬التي اعتبروها فاشلة وفارغة رغم أنها كلفت ‪ 700‬مليون من‬ ‫أموال الخزينة العامة‪.‬‬ ‫وأمام رفضهم تزكية هذه الدراسة‪ ،‬وبكل بساطة‪ ،‬أعلنت لمياء‬ ‫كما ورد في جريدة «المساء»‪ ،‬أنها قررت تكليف نفس المكتب األمريكي‬ ‫بإعداد دراسة جديدة‪ ،‬رغم فشل هذا المكتب في الدراسة األولى‪ ،‬وهو‬ ‫ما يمكن وصفه بإهدار للمال العام‪ ،‬أليس كذلك ؟‪...‬‬ ‫قل موتوا بغيظكم !!!‪.....‬‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫قانون العرائض‬

‫‪ 5000‬مقابل ‪20‬‬ ‫في استطاعة المواطنات والمواطنين المشاركة في تدبير الشأن‬ ‫العام في إطار «الديمقراطية التشاركية» التي نقرأ الكثير عنها في‬ ‫أدبيات الحكومة والبرلمان‪ ،‬بعد أن تم إحداث «لجنة العرائض» بمرسوم‬ ‫حكومي بتحديد شروط وكيفية ممارسة الحق في تقديم العرائض‬ ‫للسلطات العمومية في مجال التشريع‪.‬‬ ‫العثماني أعلن أن حكومته مستعدة من اآلن لتلقي عرائض‬ ‫المواطنين الذي قال عنها الوزير الخلفي ‪ ،‬باللغة العربية و كان «واضحا»‬ ‫هذه المرة‪ ،‬إن المغرب يدشن بإطالق «لجنة العرائض‪« ،‬منعطفا تاريخيا‬ ‫ومصيريا في سبيل تعزيز مسار الديمقراطية التشاركية»‪.‬‬ ‫وحتى تقبل العرائض يجب أن يتفق بشأنها خمسة آالف مواطن‬ ‫ومواطنة‪ ،‬بمعنى أنه لتقديم مشروع تشريعي الذي يكفي لذلك فريق‬ ‫برلماني من ‪ 20‬نائبا‪ ،‬كحد أدنى‪ ،‬يلزم توقيع ‪ 5000‬مواطن‪ ،‬مسجل‬ ‫باللوائح القديمة التي تصر الحكومة على عدم إلغائها لحاجة في نفس‬ ‫يعقوب ومن سبقه بإحسان إلى يوم الدين‪ ،‬مع عدد من شروط‬ ‫«الخوزيرات» التي أفاض الخلفي في شرحها‪ ،‬والتي اعتبرها بعض‬ ‫المحللين أنها تتعارض مع «المقاربة األمنية» التي اختارتها الدولة‬ ‫للتعامل مع المواطنين‪,‬‬ ‫العثماني حاول طمأنة المواطنات والمواطنين إلى أن تلك‬ ‫العرائض ستحظى بعناية خاصة من جنابه الكريم وأن الرد عليها‬ ‫سيكون في غضون ‪ 30‬يوما‪.....‬بعد دراسة معمقة من طرف أعضاء‬ ‫اللجنة «السباعية» التي سـوف «ترفع» تقاريرها اليومية والسنوية إلى‬ ‫رئاسة الحكومة ‪....‬‬ ‫وبعد كل ذلك‪...‬‬ ‫سويرتي موالنا !!!‪...‬‬ ‫‪ooooo‬‬

‫خطأ تكتيكي يا سي بنكيران‬ ‫يبدو أن السي بنكيران يضغط في اتجاه تزكية محمد إداعمار للفوز‬ ‫بالمقعد البرلمان الذي خسره بمقتضى حكم قضائي‪ .‬بنكيران يعتمد‬ ‫على عالقاته الشخصية مع إداعمار بمغامرة بحزبه في تطوان التي يبدو‬ ‫أن بنكيران ال يعلم شيئا عن أهلها‪.‬‬ ‫التطوانيون يا محترم‪ ،‬شعب مثقف‪ ،‬متحضر‪ ،‬تجتمع لديه‬ ‫خصائص الشعوب المتوسطية وحضاراتها وثقافاتها ‪ .‬وهو أيضا‬ ‫شعب مسيس‪ ،‬إلى درجة كبيرة ‪ ،‬حيث كانت تطوان عاصمة ثقافية‬ ‫وسياسية لمنطقة كبيرة كان يصعب على ثلثي المغاربة الوصول إليها‬ ‫إال بسلطان‪ .‬وهو شعب متآلف ‪ ،‬أعني أهل تطوان األصليين‪ ،‬حفدة‬ ‫األندلسيين المتحضرين‪ ،‬ومتناصر ولبيب‪ ،‬ومثقف وذو أخالق عالية‪،‬‬ ‫ال يطاوع من يريد «هشه» كالقطيع‪ ،‬وال يجاري من ال يأنس إليه وإلى‬ ‫نواياه‪ ،‬وبالتالي فإن إد اعمار لم يكن‪ ،‬منذ البداية‪ ،‬وفي نظر الكثيرين‪،‬‬ ‫الرجل المناسب في المكان المناسب‪ ،‬مع اإلقرار بحق المواطن المغربي‬ ‫في أن يطمح إلى مسؤوليات تمثيلية في أي جهة من جهات البالد ‪.‬‬ ‫أو لم يكن من الصواب اختيار «مناضل» أو مناضلة من «إسالميي»‬ ‫تطوان لتمثيل مدينتهم التي هم أدرى بشعابها من سواهم؟ ولو من‬ ‫باب «الفعالية»‪.‬‬ ‫أو هل أصاب العقم رحم تطوان حتى نبحث لها عن عمدة أو نائب‬ ‫من ‘قاع الخابية» ؟‬ ‫‪ooooo‬‬

‫والو‪ ،‬والو !‬ ‫لم نكن بحاجة إلى تقرير منظمة التعاون االقتصادي والتنمية‬ ‫لنتأكد من أن وضعبة قطاعي التعليم والصحة ببالدنا زفت‪ ،‬وأن هذين‬ ‫القطاعين يشكالن نقطا سوداء في مسلسل التنمية بالمغرب‪ ،‬وقدرة‬ ‫المغرب على تحقيق برامجه ومشاريعه التنموية الكبرى‪.‬‬ ‫نعلم أن التقارير الدولية تنتقد كل مرة التدهور الحاصل في‬ ‫مجال التعليم والصحة‪ ،‬خاصة‪ ،‬بالمغرب‪ ،‬ولن نحتاج لمن يذكرنا بهذا‬ ‫الوضع السيء‪ ،‬آلننا نعيشه في عقولنا وذواتنا ومعيشنا اليومي‪ ،‬كما‬ ‫نعيش الخيبات» التي يتسبب لنا فيه كل مرة‪ ،‬والقلق المستمر الذي‬ ‫يفرضه علينا كلما بلغ طفل عندنا لسن الدراسة أو احتاج أحد منا لعالج‬ ‫بمستشفى من المستشفيات العمومية التي ضجر الناس من المطالبة‬ ‫ب «أنسنتها» !!! ‪.....‬‬ ‫منظمة التعاون االقتصادي والتنمية خلصت إلى أن التعليم والصحة‬ ‫من أبرز القطاعات التي تنتقدها التقارير الدولية األمر الدي يتسبب في‬ ‫تقديم صورة سيئة عن البالد والتي تقف حجر عثرة في وضع المغرب‬ ‫في مصاف الدول النامية‪ .‬التقرير الذي أعد ميدانيا بالمغرب‪ ،‬أشار إلى‬ ‫أن التعليم يشكل نقطة الضعف الكبرى حيث أن المستوى التعليمي‬ ‫يبقى دون المعدل وأن ثلث المغاربة أميون وأن البطالة مرتفعة بين‬ ‫الحاصلين على شهادات عليا‪.‬‬ ‫تقارير من هذا «الصنف» تعودنا عليها بينما المسؤولون يخوضون‬ ‫في «تجارب» مخبرية حول نجاعة «الفورموالت» والتجارب الخارجية‪،‬‬ ‫إضافة إلى «مخططات» داخلية كلفت الماليير ليقروا بعد ذلك بأن‬ ‫التلميذ يصل لصف الشهادة االبتدائية دون أن يكون قادرا على تكوين‬ ‫جملة بسيطة شبه سليمة أو أن يتحكم في العمليات الحسابية األساسية‬ ‫األربع‪.‬‬ ‫ورحم اهلل سعيد الناصري الذي ترجم الوضع في جينيريك فيلمه‬ ‫«الخطاف»‪:‬‬ ‫والو‪ ،‬والو‪ ،‬ما عندنا والو‪ ،‬ما كاين والو‪ ،‬الخدمة والو‪ ،‬القراية والو‪،‬‬ ‫الصحة والو‪ ،‬السكنى والو‪ ،‬الرياضة والو‪ ،‬والو والو‪ ،‬ما كاين والو‪....‬‬ ‫أقول قولي هذا وأستغفر اهلل لي ولكم ولكافة قراء هذه الجريدة‪،‬‬ ‫والسالم‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪899‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬يوليوز ‪2017‬‬

‫الفنان الشفشاوني‪ ،‬الطنجي‪ ،‬المغربي‪ ،‬صاحب‬ ‫اإلبتسامة والوجه البشوش واإلحساس العالي‪،‬‬

‫حميد الحضري‬

‫في ضيافة جريدة طنجة‬

‫عرفه أبناء شفشاون من خالل مولده‪ ،‬عرفه أهل طنجة من خالل نشأته‪ ،‬وعرفه المغاربة من خالل إطاللته المحببة إلى قلوبهم على شاشة‬ ‫التلفاز‪ ،‬وهو يصدح بغنائه الدافئ‪ ،‬يرسم البسمة على شفاه الناس‪ ،‬ويغمرهم بأمواج األمل والتفاؤل بالحياة‪.‬‬ ‫لغاته المتعددة ساعدته كثيرا في رصيده المعرفي و الفني‪ ،‬هو الفنان الذي دأب على جعل صورته وسط زمالئه و جمهوره صورة مشرفة‪،‬‬ ‫تعبر عن إنسان خلوق‪ ،‬مثقف‪ ،‬موهوب‪ ،‬من عائلة طيبة‪ ،‬ربت فأتقنت التربية‪ ،‬و هذا ربما ما يجعل حميد الحضري اليوم‪ ،‬ضمن األقلية القليلة‬ ‫الموجودة على الساحة الفنية‪ ،‬المتشبثة بقيم الفن والساعية الى رقيه‪ ،‬بكل أطيافه و أطرافه‪.‬‬

‫حاورته ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫• حميد الحضري‪ ،‬نتعرف بداية على بطاقتك الشخصية‬ ‫والفنية‪...‬‬ ‫•• عبد حميد الحضــري‪ ،‬من مواليد ‪ 10‬شتنبر ‪،1976‬‬ ‫مدينة شفشــاون‪ ،‬حائــز على ماستر في اإلعالميات‪ ،‬وماستر‬ ‫في التسيير الرياضي‪ ،‬وكنت ضمن أول دفعـــة حازت على‬ ‫الماستــر في هذا التخصص‪ ،‬أعشــق الرياضة‪ ،‬وهي بالنسبة إلي‬ ‫ثاني متنفس بعد الموسيقى‪ ،‬تربيت وسط عائلة تربوية وفنية‬ ‫بامتياز‪ ،‬ترعرعت في كنف أب وأم وإخوة يعشقون الفن الراقي‪،‬‬ ‫يعزفون ويغنون في أغلب األوقـات بالمنـزل‪ ،‬ما جعلني أتشبـع‬ ‫بالموسيقى ودفعني ألشارك ببعض المسابقات الفنية إن كانت‬ ‫تهم الموسيقى أو التمثيل‪ ،‬ومع مرور الوقت صقلت موهبتي‬ ‫وكونت مع بعض األصدقاء بشفشاون فرقــة موسيقية‪ ،‬إسمها‬ ‫«جوهـــرة»‪ ،‬ثم انتقلت إلى التعاون مع فرقة»بالوما»‪ ،‬اكتسبت‬ ‫المزيد من الخبرة‪.‬‬ ‫في ‪ 2007‬كانت مشاركتــي األولــى‪ ،‬في برنامج للمواهب‬ ‫الفنية»ستار أكاديمي» بتونس‪ ،‬إلى هنا لم أكن أفكر يوما في‬ ‫اإلحتراف الحقيقي‪ ،‬ألن الفن كان بالنسبة لي متنفسا وأوقاتا‬ ‫تغذي روحي وتشبع موهبتي‪ ،‬وبمشاركتي في ستار أكاديمي‪،‬‬ ‫أدركت أنها بالفعل كانت نقلة نوعية في مسيرتي‪ ،‬ألني أحسست‬ ‫بالمسؤولية الفنية وقررت أن أستمر بالفن لكن هذه المرة بصورة مغايرة‪ ،‬سأتفرغ للفن وأعيش منه‪ ،‬مع حفظ‬ ‫المبادئ واألخالق التي تربيت عليها‪ ،‬وبالفعل‪ ،‬ومنذ سنتين‪ ،‬وأنا متفرغ تماما للعمل الفني‪ ،‬أعمل بجد‪ ،‬أصبر‬ ‫كثيرا‪ ،‬ألحقق ما أطمح إليه بالطريقة الصحيحة‪.‬‬ ‫• من حبب إليك الغناء والموسيقى ومن مثلك األعلى؟؟‬ ‫• • عائلتي هي من حببتني في الفن‪ ،‬ومثلي األعلى هو خالي حسن‪ ،‬توفي وأنا عمري سنة‪ ،‬كان مؤلفا‬ ‫لألغاني‪ ،‬أغانيه كانت تتغنى بها كل العائلة‪ ،‬ومن خالل ما حكالي عنه‪ ،‬وعدت نفسي أن أدرج في كل ألبوم لي‪،‬‬ ‫أغنية من كلماته‪ ،‬حتى يستمر فنه وال يموت‪ ،‬كان شخصا محبوبا جدا في مدينة شفشاون‪ ،‬أحببته من خالل حب‬ ‫العائلة والمعارف له‪.‬‬ ‫• كونك مطرب وملحن وموسيقي وممثل‪ ،‬أين تجد نفسك أكثر؟ وهل بإمكاننا أن نقول أنك فنان شامل؟‬ ‫• • كلمة فنان بالنسبة لي هي كلمة ذات قيمة كبيرة جدا‪ ،‬أنا أحب الفن بكل ألوانه‪ ،‬عرض علي التمثيل‬ ‫فرفعت التحدي مع حالي‪ ،‬وحققته حسب رؤيتي وإمكانياتي‪ ،‬لكن تبقى الموسيقى هي الدينامو الرئيسي لمسيرتي‬ ‫الفنية والحياتية‪ ،‬القيثارة هي عشقي وغرامي‪ ،‬أحاورها وتحاورني‪ ،‬هي رفيقتي بالحياة‪ ،‬مع العلم أنني أعزف على‬ ‫أكثر من آلة موسيقية‪ ،‬إال أن القيثارة تبقى دائما عشقي األول واألخير‪ ،‬ال أستطيع أن أصف نفسي بالفنان الشامل‪،‬‬ ‫أنا أجتهد وأسعى وأتعلم‪ ،‬ويكفيني أن أنعم بثقة جمهوري تحت أي مسمى‪.‬‬ ‫• أعلنت مؤخرا أنك مقبل على تجربة سينمائية جديدة‪ ،‬بعد نجاح تجربتك األولى ” مكتوب الزمان ” للمخرج‬ ‫المبدع أحمد سعيد القادري‪ ،‬نستطيع أن نقول أن هذه التجربة راقتك وشجعتك على خوضها مجددا ؟‬ ‫• • قبل سنوات من تجربتي مع المخرج الصديق أحمد سعيد القادري‪ ،‬قمت بدور صغير في فيلم تلفزيوني مع‬ ‫المخرج عبد السالم الكالعي‪ ،‬لعبت أدوارا مسرحية عديدة منذ الصغر‪ ،‬اكتسبت الكثير وساعدني ذلك في التعامل‬ ‫مع الكاميرا والجمهور‪ ،‬لكن تجربة أحمد سعيد القادري‪ ،‬كانت تجربة مميزة جدا‪ ،‬ألني أحترم شخصه وأؤمن بفنه‬ ‫وإمكانياته المهنية‪ ،‬ومحور العمل كان حول حرية التعبير‪ ،‬الشيء الذي أدافع عنه دائما‪ ،‬والعمل الفني يقوم حول‬ ‫الرسائل الهادفة الجادة التي تمر من خالل كلمة أو مشهد‪ ،‬نعم سأستمر في التمثيل‪ ،‬ألن الفن بالنسبة إلي هو‬ ‫تنوع وغنى‪ ،‬ودائما تحت شعار اإلحترام وحفظ القيم األخالقية‪.‬‬ ‫•‪ ‬حدثنا عن األغنية التي أعطيت انطالقتها يوم الخميس المنصرم‪ ،‬وهل تطمح إلى أن تلقى النجاح الذي‬ ‫شهدته أغنية «بغيني نبغيك» والتي بدورها تعتبر جديدة أيضا ؟‬ ‫• • «بومبيرا» هي ثمرة لقاء فني مع يونس أحيضار‪ ،‬الذي تعرفت إليه عندما كان موسيقيا بفرقتي‪ ،‬وتحولت‬ ‫العالقة إلى عالقة صداقة فنية حقيقية‪ ،‬وهو من كان وراء فكرة أغنية» بومبيرا» عندما اقترح علي أن أغني‬ ‫اللون الالتيني‪ ،‬هي أغنية مرحة‪ ،‬بسيطة‪ ،‬فيها الكثير من المشاعر الجميلة‪ ،‬موسيقاها خفيفة‪ ،‬الفيديو كليب‬ ‫صور بشفشاون‪ ،‬والحمد هلل لحد اآلن القت نجاحا طيبا مبدئيا منذ إطالقها‪ ،‬والجمهور هو من له الكلمة األخيرة‬

‫وأتمنى أن تلقى اإلعجاب والتجاوب كأغنية «بغيني نبغيك»‪.‬‬ ‫• كيف هي عالقة حميد الحضري بزمالئه‪ ‬في المجال الفني؟‬ ‫• • عالقتي بكل الفنانين جيدة‪ ،‬والعديد منهم يسعى بالفعل‬ ‫لرفع مستوى الفن بالمغرب ‪ .‬يجب أن نحكي بصيغة «نحن» ال «أنا»‪،‬‬ ‫لنبرز ونتطور كما يفعل باقي الفنانين بالعالم‪ ،‬الوسط الفني كأي‬ ‫وسط‪ ،‬ليس خاليا من عداءات ومناورات وضرب تحت الحزام‪ ،‬لكن‬ ‫أنا أسعى دائما إلى ربط عالقات محترمة مع الزمالء‪ ،‬ال أعتبرهم‬ ‫منافسين‪ ،‬ولكل لونه ورؤيته‪ ،‬بطبعي لست ثرثارا وال أحب النميمة‬ ‫وكالمي عن زمالئي كان دائما حياديا‪ ،‬نابعا من فطرتي التي ال تسمح‬ ‫لي بالتجريح أو التفكير بإيذاء شخص ولو بكلمة‪.‬‬ ‫• وكيـف تصنـف عالقتـك بوســائـل اإلعـالم المحليـــة‬ ‫والوطنية ؟‬ ‫• • عالقة متوازنة‪ ،‬الفنان بدون وسائل لإلعالم‪ ،‬كيف سيبرز ما‬ ‫أنتجه؟‪ ،‬هي عالقة مترابطة‪ ،‬أنا منفتح دائما على الصحافة‪ ،‬ومستعد‬ ‫دائما لمدهم بكل ما أقوم به من تحركات فنية أو أعمال‪ ،‬ربما أنا فقط‬ ‫أعاتب شيئا ما على بعض الصحفيين الذين يقيّمون العمل الفني من‬ ‫خالل نسبة اإلستماع أو المشاهدة باليوتوب أو المواقع اإلجتماعية‪،‬‬ ‫علما أن تقنيات عديدة أصبحت متداولة داخل الوسط الفني‪ ،‬لرفع نسب اإلستماع أو المشاهدة بطرق غير سليمة‪،‬‬ ‫وبالتالي مضمون العمل الذي ال يخضع إلى هذه التقنيات المشبوهة‪ ،‬هنا يضيع‪ ،‬أنا ال أقيّم عمال باألرقام‪ ،‬بل‬ ‫بجودته‪.‬‬ ‫• في الوسط الفني هناك ما يسمى بالثنائيات أو الثالثيات أو غير ذلك تجمع الفنان بآخر أو أكثر‪ ،‬فهل‬ ‫ّ‬ ‫فكرت في هذا األمر‪ ‬من خارج‪ ‬اللون الموسيقي الذي تؤديه؟ ربما ديو طربي لم ال ؟؟‪.‬‬ ‫• • في الحقيقة أنا ال أعتبر نفسي مطربا‪ ،‬مغنيا للطرب‪ ،‬أنا مؤد لكلمات أحسها وأرفقها بألحان تتماشي‬ ‫وطبيعتها‪ ،‬مغني النص ال يحتاج إلى صوت صارخ‪ ،‬لكن إذا عرض علي المشاركة مع فنان طربي بلقاء مباشر مثال‬ ‫سأحاول أن أستخدم تقنيات الغناء المهنية‪ ،‬من عرب ومقامات إلى غير ذلك‪ ،‬ألني باألول وباألخير تربيت على‬ ‫أغاني طربية‪ ،‬عبد الوهاب‪ ،‬أم كلثوم‪ ،‬فيروز‪ ،‬وعمالقة آخرون من عمالقة الطرب العربي األصيل‪ ،‬كانوا وال يزالون‬ ‫األساس في حبي للموسيقى‪.‬‬ ‫• ماذا تعني لحميد الحضري هذه الكلمات‪:‬‬ ‫األمل‪ :‬ال حياة بال أمل‪.‬‬ ‫األم‪ :‬نور حياتي‪.‬‬ ‫الحبيبة‪ :‬حديقة الزهور‪ .‬‬ ‫الوطن‪ :‬الجذور واألصل واألب‪.‬‬ ‫المواطن المغربي‪ :‬مواطن طيب‪ ،‬لكنه مخذول‪.‬‬ ‫• كلمة لجمهورك العريض حميد الحضري‪...‬‬ ‫• • أقول بداية لبعض رواد المواقع اإلجتماعية‪ ،‬هؤالء الذين ال شغل لهم سوى تكسير مجادف اآلخرين‪ ،‬أنكم‬ ‫ال تسيؤون إال ألنفسكم‪ ،‬وكالمكم ال يؤثر فينا بل يضحكنا‪ ،‬والكالم الصادر من أناس ليسوا مؤدبين‪ ،‬هو كالم‬ ‫يضحك إلى حد السخرية‪.‬‬ ‫ثم رسالتي لجمهوري‪ ،‬أنه وكما عهدتموني دائما‪ ،‬سأبقى ذلك الفنان صاحب اإلبتسامة والداعي دائما إلى‬ ‫الحب والتآخي والسالم‪ ،‬فأنتم من وصفتوني بصاحب اإلبتسامة والوجه البشوش‪ ،‬وأنا سأتشبث بهذا إن كان‬ ‫على المستوى الشخصي أو المهني‪ ،‬والرسائل التي أبعثها لإلنسانية جمعاء من خالل أعمالي‪ ،‬ستعكس دائما‬ ‫شعاري في الحياة‪« :‬الحب واإلحترام»‪.‬‬


‫العدد ‪899‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬يوليوز ‪2017‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫زلزال مالي يضرب طنجة بعد حجز تسعة ماليير سنتيم من مالية مجلسها‬

‫بينما كان مسؤولو جماعة طنجة يعتقدون أن أزمتها المالية‬ ‫تتجه لالنفراج‪ ،‬بعد توقيع عمدة المدينة مع رئيس المحكمة‬ ‫اإلدارية بالرباط‪ ،‬شهر أبريل الماضي‪ ،‬على اتفاقية تتعلق بوضع‬ ‫جدولة زمنية محددة المدة قابلة للتجديد مرة واحدة‪ ،‬لتنفيذ‬ ‫األحكام القضائية التي توجد قيد مسطرة التنفيذ‪ ،‬بشكل ال يلحق‬ ‫ضررا بالمرفق العمومي‪ ،‬تفاجؤوا مؤخرا بحجز خازن العمالة على‬ ‫نحو تسعة ماليير من ميزانية الجماعة‪.‬‬ ‫وتسببت خطوة خازن عمالة طنجة – أصيلة‪ ،‬في زلزال مالي‬ ‫ضرب ميزانية الجماعة في مقتل‪ ،‬خاصة وأن اإلجراء المذكور تم‬ ‫من دون إخبار مجلس المدينة الذي وجد نفسه في مأزق لم يكن‬ ‫في الحسبان‪ ،‬لكون المحكمة اإلدارية بالرباط كانت قد أعادت‬ ‫الشيك البنكي بنفس هذا المبلغ الضخم لفائدة جماعة طنجة‪،‬‬ ‫بالرغم من إصدارها حكما ابتدائيا لصالح ديون شركة خاصة‪،‬‬ ‫في شهر مارس الماضي‪ ،‬حيث علل قراره بصعوبة تنفيذ الحكم‬ ‫القضائي‪.‬‬ ‫وأفاد مصدر مطلع من مجلس مدينة طنجة لـ«أخبار اليوم»‪،‬‬ ‫أن الدعوى المتعلقة بهذه القضية حكمت لصالحها محكمة‬ ‫النقض‪ ،‬أواخر شهر ماي الماضي‪ ،‬وأيدت الحكم االبتدائي المحكمة‬

‫اإلدارية بالرباط‪ ،‬مما دفع المجلس لتوقيع اتفاقية تتعهد فيها‬ ‫الجماعة بالتفاعل اإليجابي مع ملف ديون الخواص لدى اإلدارة‪،‬‬ ‫حتى ال تتعرض الميزانية القتطاعات عشوائية‪ ،‬ستؤدي إلى أضرار‬ ‫كبيرة على سير المرفق العمومي‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬اعتبر محامي جماعة طنجة‪ ،‬سعد السهلي‪ ،‬أن‬ ‫خازن العمالة قام بتحويل مبلغ تسعة ماليير سنتيم‪ ،‬بدون موجب‬ ‫قانوني ومن دون قرار متعلق بعملية الحجز‪ ،‬ومن دون إشعار‬ ‫الجماعة قبل اتخاذ هذا اإلجراء‪ ،‬موضحا بأن القرار القضائي يهم‬ ‫مجلس المدينة‪ ،‬وأن الخازن ليس طرفا فيه‪ ،‬ألنه استند قرار الحجز‬ ‫الصادر بعد الحكم االبتدائي‪ ،‬والذي طاله إلغاء مواصلة التنفيذ‬ ‫بقرار من رئيس المحكمة اإلدارية شهر مارس الماضي‪.‬‬ ‫وأضاف المحامي السهلي في اتصال هاتفي بالجريدة‪،‬‬ ‫أن إجراء خازن العمالة باطل من الناحية القانونية‪ ،‬وخرق سافر‬ ‫للمقتضيات القانونية الجاري بها العمل‪ ،‬ما دام ال يتوفر على‬ ‫نسخة من قرار متعلق بالحجز‪ ،‬مستغربا كيف يتم اتخاذ قرار بهذا‬ ‫الخصوص رغم أن مواصلة التنفيذ تصدر في مواجهة الجماعة‪،‬‬ ‫وليس في مواجهة خازن العمالة‪ ،‬والذي قام بتحويالت مالية دون‬ ‫المصادقة عليها‪.‬‬

‫ويعود هذا المبلغ المالي الضخم الذي تم اقتطاعه من‬ ‫ميزانية جماعة طنجة‪ ،‬إلى شركة «رجاء» المملوكة لشخصية‬ ‫نافذة بالمدينة‪ ،‬ويتعلق بقطعة أرضية مساحتها ‪ 8‬آالف متر مربع‪،‬‬ ‫تم تحويلها في عهد المجلس السابق إلى مساحات خضراء‪ ،‬والتي‬ ‫ما تزال قيمتها المادية موضوع خالف في الدعوى القضائية‪ ،‬لكون‬ ‫المبلغ الذي تم احتسابه يفوق بكثير األسعار المحددة في المرجع‬ ‫الضريبي بالنسبة للرسوم العقارية في نفس الموقع الترابي‪.‬‬ ‫يشار إلى أن الجماعة الحضرية لطنجة عانت السنة الماضية‪،‬‬ ‫من الحجز المتوالي على أموالها لدى بنك المغرب‪ ،‬بعد صدور‬ ‫أحكام قضائية كانت مشمولة بالنفاذ المعجل‪ ،‬بلغت أزيد من ‪26‬‬ ‫مليار سنتيم‪ ،‬وهو ما تسبب في حالة ارتباك على مستوى تنفيذ‬ ‫االلتزامات المالية للجماعة‪ ،‬خاصة في بعض النفقات غير اإلجبارية‪،‬‬ ‫إال أنها لم تؤثر على السير العادي لمختلف المرافق العمومية‬ ‫للمجلس الجماعي‪.‬‬

‫عبد الرحيم بلشقار‬

‫الفرقة الوطنية تستمع إلى رئيس جماعة وموثقين وعدول وموظفين‬ ‫بقسم التعمير بمرتيل في ملف «الكواز»‬ ‫كشفت مصادر «األخبار» أن عناصر الفرقة الوطنية للشرطة‬ ‫القضائية مازالت تحقق بتنسيق مع الوكيل العام لمحكمة‬ ‫االستئناف بتطوان‪ ،‬في قضية ما بات يعرف بالشمال بملف‬ ‫الفضيحة العقارية لرجل األعمال «الكواز»‪ ،‬المتهم بالنصب على‬ ‫مئات الضحايا وسلبهم مبالغ مالية مهمة بلغت ماليير السنتيمات‬ ‫من خالل بيعهم شققا بيعت أكثر من ثالث مرات في ظروف‬ ‫غامضة‪ ،‬وبتواطؤ خفي مع مجموعة من الموثقين والعدول وبعض‬ ‫الموظفين بأقسام التعمير وتصحيح اإلمضاء إلى غير ذلك‪.‬‬ ‫وأضافت المصادر نفسها أنه تم االستماع إلى الرئيس‬ ‫السابق لجماعة مرتيل‪ ،‬حسن أعاللي واستفساره إلى الرئيس‬ ‫السابق لجماعة مرتيل‪ ،‬حسن أعاللي واستفساره عن الوثائق‬ ‫الرسمية التي اعتمد عليها من أجل توقيع تسليم السكن لمشروع‬ ‫«الكواز» العقاري‪ ،‬حيث أجابهم أنه اعتمد على شهادة موقعة من‬ ‫المهندس المسؤول بقطاع التعمير والتوقيع كان لفائدة شركة‬ ‫وليس شخصا‪ ،‬فضال عن استماعهم إلى بعض موظفي قسم‬ ‫التعمير والقسم الخاص بتصحيح اإلمضاء لتتبع خيوط الملف‬ ‫الشائك والعثور على الحلقات المفقودة‪ ،‬وكشفت المصادر ذاتها‪،‬‬

‫أنه يجري االستماع خالل هذه األيام بشكل تفصيلي ومنفرد‪،‬‬ ‫لمجموعة من الموثقين والعدول المرتبطين بالملف‪ ،‬حيث ترتكز‬ ‫األسئلة على كشف تضارب التصريحات وحيثيات وتفاصيل الطرق‬ ‫الملتوية التي تم استعمالها للنصب واالحتيال عن طريق التالعب‬ ‫بالقوانين الجاري بها العمل‪ ،‬واستغالل الثغرات بسوء نية للتدنيس‬ ‫على المواطنين الضحايا عوض توضيح األمور كما تنص على ذلك‬ ‫األمانة ومبدأ الثقة والمسؤولية‪ ،‬وحسب مصدر آخر فإن الوكيل‬ ‫العام للملك يتابع سير التحقيقات بشكل يومي ويشرف على ضمان‬ ‫سريتها‪ ،‬في انتظار توصله بتقارير ومحاضر رسمية مفصلة‪ ،‬يمكن‬ ‫من خاللها أن يعطي أوامره باعتقال شخصيات مهمة وايداعها‬ ‫السجن المحلي الصومال‪ ،‬قبل التقديم أمام هيئة المحكمة‬ ‫لتنظر في كل التهم‪ ،‬حسب الشخص ودرجة المسؤولية والتواطؤ‬ ‫واالستفادة‪ ،‬وكانت الفرقة الوالئية التابعة لقسم الشرطة القضائية‬ ‫بوالية أمن تطوان‪ ،‬قد تمكنت خالل األيام القليلة الماضية من‬ ‫اعتقال رجل أعمال تطواني يدعى «الكواز» سبق وصدرت في‬ ‫حقه عدة مذكرات بحث دولية‪ ،‬بتهم تتعلق بالنصب واالحتيال‬ ‫في مشاريع عقارية ضخمة‪ ،‬فضال عن إصدار شكيات بدون رصيد‬

‫وبيع شقق سكنية للضحايا أكثر من مرة بواسطة عقود قانونية‬ ‫تمت بمكاتب عدول وموثقين بالمدينة وصادقت عليها السلطات‬ ‫المختصة‪ ،‬وجاء اعتقال رجل األعمال المتهم‪ ،‬بعد توصل والية أمن‬ ‫تطوان بمعلومات دقيقة حول مكان تواجده بأحد المقاهي الراقية‬ ‫بطنجة‪ ،‬حيث تم التنسيق بسرعة مع النيابة العامة المختصة‬ ‫وتشكيل فرقة خاصة أشرف عليها مسؤولون أمنيون كبار لالنتقال‬ ‫إلى عين المكان‪ ،‬ومفاجأة المتهم الذي تم اعتقاله دون إبداء أي‬ ‫مواجهة أو محاولة للفرار‪ .‬يذكر أن حيثيات الملف تعود إلى سنة‬ ‫‪ 2015‬عندما وجد طرف حوالي ‪ 200‬شخص أنفسهم ضحايا‬ ‫للنصب واالحتيال من طرف منعش عقاري باعهم شققا سكنية‬ ‫بواد المالح بمرتيل‪ ،‬قبل أن يظهر أن الشقق بيعت ألكثر من‬ ‫زبون ويدخل الجميع في دوامة التحقيقات واالستماع إلى عدد من‬ ‫الموثقين والعدول من طرف قاضي التحقيق بالمحكمة االبتدائية‬ ‫بتطوان‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫قيادي في «البام» يهدد فريق «األمل» بجماعة تطوان بالمتابعة القضائية‬ ‫ال تبدو أية بوادر في األفق توحي بحل قريب لألزمة السياسية‬ ‫بمجلس جماعة تطوان‪ ،‬سيما بعد تهديد العربي المحرشي‪ ،‬رئيس‬ ‫هيئة منتخبي حرب األصالة والمعاصرة‪ ،‬لمنتخبيه الستة بمجلس‬ ‫جماعة تطوان المعتمدين على الحزب‪ ،‬باتخاذ إجراءات عقابية‬ ‫صارمة في حقهم قد تصل إلى درجة متابعتهم قضائيا‪.‬‬ ‫وشدد العربي المحرشي في اتصال مع «المساء»‪ ،‬على أن‬ ‫حزبه لن يسمح أن يكون له فريقان بمجلس جماعة تطوان‪ ،‬مؤكدا‬ ‫بأن رئيس الجماعة محمد إدعمار هو الذي حاول منذ أول اجتماع‬ ‫للمجلس الجماعي لمدينة تطوان‪ ،‬زرع البلبلة بين منتخبي «البام»‬ ‫بهدف خلق شرخ في صفوفهم‪ ،‬وهو ما تحقق له حين نجح في‬ ‫استمالة ستة أعضاء من الحزب إلى جهته‪.‬‬ ‫وتابع عضو المكتب السياسي لحزب األصالة والمعاصرة‬ ‫تصريحه لـ «المساء»‪ ،‬موجها اتهامات قوية إلى عضو الحزب‬ ‫المنشق عبد الواحد اصريحن‪ ،‬النائب الثالث للعمده‪ ،‬بعقدة تحالفا‬ ‫مع هذا األخير مبني على مصالح ضيقة‪ ،‬أبرزها اتفاقه مع رئيس‬ ‫جماعة تطوان على التستر على أخته الموظفة «الشبح» بالجماعة‪،‬‬ ‫حسب تصريحه إذا أكد أنها تقطن بالديار األوربية وتتوصل من‬ ‫ميزانية الجماعة براتبها الذي يضخ شهريا في حسابها البنكي‬

‫بالمغرب‪ ،‬رغم غيابها الدائم عن مقر عملها بجماعة تطوان‪ ،‬وهي‬ ‫اتهامات‪ ،‬خطيرة حاولت «المساء» نقلها إلى نائب عمدة تطوان‬ ‫عبد الواحد اصريحن للرد عليها‪ ،‬لكن امتنع عن الرد على اتصاالت‬ ‫الجريدة‪ ،‬وأشار المحرشي إلى هذه الفضيحة التي عاينتها لجنة‬ ‫تفتيش من وزارة الداخلية ووقف عليها مراقبون من المجلس‬ ‫األعلى للحسابات‪ ،‬حسب أقواله‪.‬‬ ‫وحول مبدأ احترام الحزب للديمقراطية الداخلية داخل‬ ‫هياكله وفرقه الجماعية‪ ،‬أوضح المحرشي أن أعضاء حزبه التسعة‬ ‫المنتخبين بجماعة تطوان‪ ،‬انتخبوا النائب البرلماني نور الدين‬ ‫الهاروشي رئيسا لفريق الحزب بالمجلس الجماعي‪ ،‬لكن ستة منهم‬ ‫تراجعوا عن اتفاقهم بإيعاز من عبد الواحد اصريحن‪ ،‬ليؤسسوا‬ ‫فريقا جديدا غير قانوني أطلقوا عليه اسم «األمل»‪ ،‬مهددا إياهم‬ ‫بمتابعتهم قضائيا لمخالفتهم قوانين الحزب الداخلية‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬وردا على اتهامات العربي المحرشي‪،‬‬ ‫اتصلت»المساء» بعبد اللطيف الفياللي‪ ،‬أحد نواب عمدة تطوان‬ ‫وعضو في فريق «األمل» المنشق عن حزب األصالة والمعاصرة‪،‬‬ ‫الذي نفى نفيا قاطعا انتخابهم لنور الدين الهاروشي على‬ ‫رأس فريقهم بالمجلس الجماعي‪ ،‬مثلما جاء على لسان العربي‬ ‫المحرشي‪ ،‬وشدد نائب العمدة على انتمائه هو ورفقاؤه الخمسة‬

‫إلى حزب األصالة والمعاصرة وتشبثهم به‪ ،‬مستدركا بأنه يعيب‬ ‫على قيادته الجهوية واإلقليمية بتغييب الديمقراطيةالداخلية‬ ‫للحزب‪ ،‬التي تلزم القيادات باحترام رأي األغلبية وليس العكس‪.‬‬ ‫وأوضح الفياللي أن فريق منتخبي «البام» بجماعة تطوان‬ ‫عقد‪ ،‬بعيد صدور االنتخايات الجماعية‪ ،‬اجتماعا النتخاب رئيسه‪،‬‬ ‫وغياب عن االجتماع عضوان‪ ،‬لكن األغلبية كانت حاضرة‪ ،‬فانتخبت‬ ‫عبد الواحد اصريحن رئيسا للفريق‪ ،‬غير أن الكتابة اإلقليمية‬ ‫للحزب فرضت رئيسا آخر للفريق لم ينتخبوه‪ ،‬ويتعلق األمر بنور‬ ‫الدين مطالسي‪ ،‬فبعثت بمراسلة إلى جماعة تطوان تعلن عن اسم‬ ‫رئيس فريق «البام» بالمجلس الجماعي‪ ،‬فما كان من المنتخبين‬ ‫الستة‪ ،‬وفق المتحدث ذاته‪ ،‬سوى تأسيس فريق جديد سمي بـ‬ ‫«فريق األمل»‪.‬‬ ‫وعن فرص التفاوض مع القيادة الجهوية أو اإلقليمية للحزب‬ ‫إليجاد حل لألزمة الراهنة‪ ،‬رحب الفياللي بالفكرة‪ ،‬مؤكدا استعداد‬ ‫أعضاء فريق «األمل» للجلوس حول مائدة الحوار مع المسؤولين‬ ‫المحليين للحزب‪ ،‬مكررا تشبثهم بانتمائهم الحزبي‪ ،‬ونافيا بشدة‬ ‫وجود نوايا منه أو من رفقائه لتقديم استقاالتهم من الحزب‪.‬‬

‫رضوان الحسوني‬

‫مواطنون يطالبون والية طنجة بكبح الزيادات غير القانونية‬ ‫في تعريفة سيارات األجرة‬

‫كما يحدث خالل كل صيف‪ ،‬تعود ظاهرة فرض تعريفة‬ ‫غير قانونية على رحالت سيارات األجرة الكبيرة للبروز بقوة‬ ‫في طنجة في ظل «تغاضي» المصالح الوالئية عن هذا األمر‬ ‫إذ بات بعض السائقين يخبرون الزبناء بين القبول باألمر‬ ‫الواقع أو استبدال الطاكسيات بوسيلة نقل آخرى ‪.‬‬ ‫ويعاني سكان طنجة خاصة الذين يقطنون بتجمعات‬ ‫سكانية بعيدة عن وسط المدينة من رفع مجموعة من‬ ‫السائقين لتعريفة الرحالت بشكل يخالف التعريفة المحددة‬ ‫من طرف المصالح الوالئية‪ ،‬وهو األسلوب الذي ينهجه‬ ‫أيضا بشكل أفظع بعض سائقي سيارات األجرة الكبيرة التي‬ ‫تشتغل خارج المدار الحضري لطنجة‪.‬‬ ‫وتوصلت والية طنجة ووالية األمن وكذا جمعية حماية‬ ‫المستهلك‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬بمراسلة من سكان «المجمع الحسني»‪،‬‬ ‫وهو أحد أكبر التجمعات السكنية البعيدة عن وسط المدينة‬ ‫و الذي يعتمد قاطنوه في تنقالتهم أساسا على سيارات‬ ‫األجرة من الصنف األول‪ ،‬إذ شهد الخطان اللذان يربطان‬

‫المجمع بكل من منطقة «مبروك» و المحطة الطرقية‬ ‫زيادات غير قانونية‪ .‬ووفق المراسلة التي دعت والي طنجة‬ ‫محمد اليعقوبي إلى تنفيذ القانون‪ ،‬فإن السائقين فرضوا‬

‫تعريفة مرتفعة خارج التعريفة المرجعية المحددة من طرف‬ ‫مصالح الوالية‪ ،‬وفي حال ما اعترض الزبناء على ذلك يكون‬ ‫رد السائقين هو رفض تقديم الخدمة‪ ،‬وهو ما يخالف المادة‬ ‫‪ 57‬من الباب السادس لقانون حماية المستهلك‪.‬‬ ‫ودعا المتضررون الوالي اليعقوبي إلى اتخاذ اإلجراءات‬ ‫القانونية الالزمة ضد هذه الزيادات‪ ،‬وإشهار التعريفة‬ ‫القانونية في وجه العموم كما ينص على ذلك قانون حماية‬ ‫المستهلك‪ ،‬مبرزين أن «جشع» بعض السائقين يضرب‬ ‫مصالح المواطنين‪ ،‬عرض الحائط‪.‬‬ ‫ويستغل السائقون عادة ارتفاع الطلب في فترة‬ ‫الصيف لفرض تعريفة مرتفعة‪ ،‬بالرغم من أن نشاطهم في‬ ‫مجموعة من المناطق وفي مقدمتها الخطوط التي تربط‬ ‫المجتمع الحسني بوسط المدينة‪ ،‬قد ارتفع بشكل ملحوظ‬ ‫بفعل الكثير من الوقت في رحالتهم‪.‬‬

‫حمزة المتيوي‬

‫عامل تطوان «يصلح»‬ ‫منزله قبل أن يفكر في‬ ‫إصالح أحوال الناس‬ ‫استغربت ساكنة تطوان‪ ،‬بعد انتظار دام ثالث سنوات‬ ‫ومدينة تطوان بدون عامل‪ ،‬الطريقة التي بدأ بها العامل‬ ‫الجديد يونس التازي المعين مؤخرا مهامه والملفات‬ ‫الكثيرة التي كانت تنتظره‪ ،‬حيث فضل أن يباشر أول عمل‬ ‫له كمسؤول عن اإلقليم‪ ،‬بإصالح المنزل المخصص إلقامته‬ ‫والمتواجد بشارع موالي العباس‪ ،‬علما أنه سبق للعديد‬ ‫من العمال والوالة أن نزلوا بهذه اإلقامة ولم يغيروا فيها‬ ‫شيئا كما يعلق على ذلك العديد من المتتبعين للشأن العام‬ ‫يتطوان‪.‬‬ ‫«هذه المبادرة‪ ،‬ليست التنمية البشرية لكنها التنمية‬ ‫المنزلية» كما وصفها التطوانيون‪ ،‬حيث استقبلوها‬ ‫باستغراب ألن هذه اإلقامة الوظيفية للعامل الجديد ال‬ ‫ينقصها اإلصالح‪ ،‬إنما هو تبذير للمال العام في الوقت الذي‬ ‫تفتقد فيه معظم األحياء الشعبية لإلصالح والنموذج من‬ ‫حي أرض المصطفى وكدية الحمد اللذين تشهد بناياتهما‬ ‫على أيام االستعمار‪.‬‬ ‫وفي انتظار بالغ توضيحي للرأي العام بسبب هذا‬ ‫اإلصالح‪ ،‬فإن العديد من السياسيين يتساءلون‪ ،‬هل العامل‬ ‫الجديد حصل على رخصة اإلصالح من طرف الجماعة‬ ‫الترابية لتطوان‪ ،‬أم أن السلطة المحلية معفية من أداء‬ ‫رسوم استخراج رخصة اإلصالح؟‪.‬‬

‫تذمر من تصرفات‬ ‫عوني سلطة في قرية‬ ‫بشفشاون‬

‫يشن عونا سلطة برتبة «مقدم قـروي» و»شيخ‬ ‫قروي»‪ ،‬حملة انتقامية ضد سكان قيادة تلمبوط‬ ‫بإقليم شفشاون منذ شهرين‪ ،‬بعدما قضت المحكمة‬ ‫بإدانتهما بعدة تهم منها النصب وحكمت بحبسهما‪،‬‬ ‫بناء على شكاية وجههـا أهالي القرية إلى النيابة‬ ‫العامة‪.‬‬ ‫وكانت المحكمة االبتدائية بشفشاون قد أصدرت‬ ‫حكمها باإلدانة والحبس النافذ لمدة سنة في حق‬ ‫المقدم القروي والشيخ القروي بتاريخ ‪ 18‬ماي ‪،2017‬‬ ‫في الدعوى التي حركتها النيابة العامة سنة ‪2015‬‬ ‫بناء على شكاية مقدمة لها من ‪ 16‬مواطنا‪.‬‬ ‫وثبت للمحكمة ضلوع عوني السلطة المذكورين‬ ‫في جنح النصب ومحاولة النصب والحصـول على‬ ‫مبالغ مالية عن طريق التهديد بإفشاء أو نسبة أمور‬ ‫شائنة والرشوة‪ ،‬وفق لما جاء في الحكم الذي حصلت‬ ‫«المساء» على نسخة منه‪.‬‬ ‫غيـر أن عوني السلطـة لم يدخال السجن رغم‬ ‫صدور هذا الحكم‪ ،‬لكن األغرب أنهما استمرا في‬ ‫عملهما‪ ،‬بالرغم من إخطار وزارة الداخلية بمتابعتهما‬ ‫ثم بإدانتهما‪ ،‬ما فسح أمامهما المجال لالنتقام من‬ ‫السكان الذين اشتكوا بهما‪.‬‬ ‫ويضيف السكان أن أسرا بكاملها اضطرت إلى‬ ‫مغادرة القرية جراء تصاعد األعمال االنتقامية من‬ ‫طرف عوني السلطة‪ ،‬مستغربين الصمت المطبق‬ ‫لعمالة إقليم شفشاون رغم علمها بخطورة ما يجري‬ ‫بقرية تلمبوط‪ ،‬مطالبين وزارة الداخلية بالتدخل‬ ‫العاجل‪.‬‬

‫المساء‪ :‬حمزة المتيوي‬

‫وضاعت القيم !‪.....‬‬ ‫«اهلل مع رضات‬ ‫الوالدين»‬

‫تصوروا أن يحدث هذا في المغرب‪ ،‬وفي العرائش‬ ‫التي لم يعد شعبها من كنا نعـــرف‪ ،‬علما وثقافــة‬ ‫وحضارة‪ .....‬أن يذبح ابن أباه الثمانيني‪ ،‬من الوريــد‬ ‫إلى الوريد‪ ،‬بمساعدة والدته من أجل االستيالء على‬ ‫بعض من ماله‪....‬‬ ‫وقد حدث فعال‪ ،‬حيث تمت تصفية الوالد بطريقة‬ ‫بشعة بحضور الوالدة وأحد أبناء أختها وتم اعتقال‬ ‫«الثالثي» المجرم بين سبتة وتارجيست والعرائش‬ ‫والبحث جار ‪.‬‬ ‫وألن الـروح «عزيــزة على اهلل»‪ ،‬فإنــه ال وجــود‬ ‫لـ «جرائم كاملة» !‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪899‬‬

‫إقتصاد‬ ‫تراجع احتياطيات بنك المغرب من العملة الصعبة‬

‫أعلن بنك المغرب أن صافي االحتياطيات الدولية بلغ ‪ 201،5‬مليار درهم في ‪ 7‬يوليوز ‪،2017‬‬ ‫مسجال بذلك تراجعا بنسبة ‪ 16،4‬في المئة مقارنة مع الفترة ذاتها من السنة الماضية‪.‬‬ ‫وأوضح بنك المغرب‪ ،‬الذي نشر مؤخرا مؤشراته األسبوعية من ‪ 6‬إلى ‪ 12‬يوليوز ‪ ،2017‬أن هذه‬ ‫االحتياطات سجلت انخفاضا ب ‪ 2‬في المئة من أسبوع آلخر‪.‬‬ ‫وأضاف البنك أنه ضخ طيلة هذا األسبوع‪ ،‬ما مجموعه ‪ 67،2‬مليار درهم‪ ،‬منها ‪ 62‬مليار درهم تم‬ ‫ضخها في شكل تسبيقات لمدة سبعة أيام بناء على طلب عروض‪ ،‬و‪ 4،5‬مليار درهم تم منحها في إطار‬ ‫برنامج دعم تمويل المقاوالت الصغيرة جدا والمتوسطة‪ ،‬مشيرا إلى أن البنك المركزي باشر عمليات‬ ‫تسبيقات لـ‪ 24‬ساعة بالنسبة لمبلغ إجمالي قدره ‪ 786‬مليون درهم‪ .‬واستقر المعدل البنكي في ‪2،33‬‬ ‫في المائة‪ ،‬في حين انتقل حجم المبادالت من ‪ 5،4‬مليار درهم إلى ‪ 8،2‬مليار درهم‪ ،‬حسب البنك‬ ‫المركزي‪.‬‬

‫محمد السادس انطالقة مشروع بناء محطة الرباط أكدال‪ ،‬وتدشين األمير موالي رشيد قطار المناخ في‬ ‫إطار مشاركة المكتب في فعاليات قمة المناخ (كوب ‪ )22‬التي احتضنتها المغرب‪.‬‬ ‫وأضاف أن المكتب قد أنجز‪ ،‬للمرة األولى‪ ،‬حصيلة الكاربون المتعلقة بأنشطته والتي تزامنت مع‬ ‫إطالق الورش الكبير لنيل شهادتي «إيزو ‪ »50001‬الخاصة بالنجاعة الطاقية و«إيزو ‪ »14001‬المتعلقة‬ ‫بالبيئة في إطار استراتيجيته الجديدة للتنمية المستدامة‪.‬‬ ‫وأوضح المدير العام للمكتب أن «هذه اإلنجازات صاحبها برنامج استثماري طموح‪ ،‬يسجل وتيرة‬ ‫متسارعة مما يجعل الشبكة السككية الوطنية حاليا عبارة عن ورش ضخم من طنجة إلى مراكش لم‬ ‫يسبق له مثيل في تاريخ السكك الحديدية ببالدنا»‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬أكد عمارة أن المملكة المغربية تنخرط في دينامية مهمة لتطوير البنى التحتية لقطاع‬ ‫النقل بمختلف أنواعه‪ ،‬وذلك وفقا لسياسة األوراش الكبرى التي يشرف عليها جاللة الملك‪ ،‬موضحا أن‬ ‫هذه الدينامية تهم أيضا القطاع السككي‪ ،‬بالنظر للمشاريع المهيكلة التي هي حاليا في طور اإلنجاز‪.‬‬

‫وكان بنك المغرب ضخ خالل طلب العروض ليوم ‪ 12‬يوليوز (تاريخ االستحقاق يوم ‪ 13‬يوليوز ) مبلغ‬ ‫‪ 59‬مليار درهم على شكل تسبيقات لمدة سبعة أيام‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫وبخصوص نشاط البورصة‪ ،‬أوضح المصدر ذاته أن مؤشر مازي سجل ارتفاعا ب ‪ 2،4‬في المائة ليطور‬ ‫بذلك أداءه إلى ‪ 6،4‬في المائة منذ بداية السنة‪ ،‬مضيفا أن هذا التطور يعزى أساسا إلى االرتفاعات في‬ ‫المؤشرات القطاعية “البناء ومواد البناء” (زائد ‪ 5،9‬في المائة) و”البترول والغاز” (زائد ‪ 8،5‬في المائة)‪،‬‬ ‫و”التأمينات” (زائد ‪ 5،4‬في المائة)‪ ،‬و”المناجم” (زائد ‪ 7،1‬في المائة)‪ .‬وفي المقابل‪ ،‬استقرت قيم مؤشري‬ ‫“األبناك” و”االتصاالت السلكية والالسلكية” من أسبوع آلخر‪.‬‬

‫خبراء يدعون إلى حياد واستقاللية البيانات اإلحصائية‬

‫وفي ما يتعلق بالصفقات‪ ،‬وبعد مبلغ بقيمة ‪ 1،5‬مليار درهم قبل أسبوع‪ ،‬فقد بلغت ‪ 1،1‬مليار درهم‪،‬‬ ‫منها ‪ 834،6‬مليون درهم أنجزت في السوق المركزية‪ .‬وخالل األسبوع ذاته‪ ،‬تراجعت قيمة الدرهم أمام‬ ‫األورو ب‪ 0،49‬في المائة‪ ،‬وتحسنت أمام الدوالر ب‪ 0،79‬في المائة‪ ،‬حسب بنك المغرب‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫ارتفاع مداخيل السكك الحديدية سنة ‪2016‬‬

‫أعلن المكتب الوطني للسكك الحديدية أنه حقق‪ ،‬خالل سنة ‪ ،2016‬إيرادات استغالل بلغت ‪223‬‬ ‫مليون درهم‪ ،‬بزيادة تقدر بنسبة ‪ 31‬في المائة‪.‬‬ ‫وأوضح المكتب‪ ،‬في بالغ نشر عقب اجتماع مجلسه اإلداري يوم الجمعة تحت رئاسة وزير التجهيز‬ ‫والنقل واللوجيستيك والماء‪ ،‬عبد القادر عمارة‪ ،‬أنه في ما يخص المؤشرات المالية فقد تجاوزت توقعات‬ ‫الميزانية‪ ،‬إذ بلغ رقم المعامالت ‪ 3،7‬مليار درهم (زائد ‪ 1‬في المئة) والقيمة المضافة ‪ 2،5‬مليار درهم‬ ‫(‪ 3‬في المئة) وقدرة التمويل الذاتي ‪ 673‬مليون درهم (‪ 5،8‬في المئة)‪.‬‬

‫مراكش‬

‫دعا إحصائيون وخبراء دوليون‪ ،‬خالل ورشة نظمت في إطار أشغال الدورة الـ ‪ 16‬للمؤتمر الدولي‬ ‫لإلحصاء (‪ 2016‬ـ يوليوز بمراكش)‪ ،‬إلى إرساء أرضية إحصائية تضمن حياد واستقاللية البيانات‪.‬‬ ‫وأجمعوا خالل هذه الورشة التي خصصت لموضوع « المقاربات والنماذج اإلحصائية»‪ ،‬على التأكيد‬ ‫على أهمية ضمان أرضية إحصائية تتسم بالحياد والموضوعية وتصب في اتجاه إنتاج مؤشرات سوسيو‬ ‫اقتصادية وبيئية جيدة‪.‬‬ ‫وشدد المتدخلون على مساهمة مجال اإلحصاء في تحسين إطار عيش المجتمع ورفاهية الشعوب‬ ‫من خالل توجيه أصحاب القرار العمومي نحو اعتماد استراتيجيات تضمن تحقيق تنمية مستدامة‬ ‫ومندمجة‪.‬‬ ‫ولم يفت المتدخلين اإلشارة إلى الصعوبات التي يواجهها اإلحصائيون في ما يتعلق بجمع وبناء‬ ‫أرضيات لإلحصاء ذات مصداقية‪ ،‬داعين إلى التنسيق التام وتضافر الجهود بين مختلف مؤسسات‬ ‫اإلحصاء العالمية‪.‬‬ ‫كما دعوا إلى مواكبة مختلف التحوالت البنيوية للمجتمع من خالل القيام بتحاليل ودراسات مالئمة‬ ‫تحدد بوضوح الديناميات المجتمعية وتوجه عمل الحكومات والسلطات العمومية‪.‬‬ ‫وشهدت الدورة الـ‪ 61‬للمؤتمر الدولي لإلحصاء‪ ،‬المنظمة من قبل المندوبية السامية للتخطيط‬ ‫بشراكة مع المعهد الدولي لإلحصاء تحت الرعاية السامية لصاحب الجاللة الملك‪ ،‬حضور ما يقارب ألفي‬ ‫مشارك من ‪ 120‬دولة‪ ،‬يمثلون مختلف المعاهد الخاصة باإلحصاء وجمعيات اإلحصائيين والجامعات‪،‬‬ ‫ومراكز األبحاث‪ ،‬إضافة إلى المؤسسات الجهوية والدولية والقطاع الخاص‪.‬‬

‫وأبرز المدير العام للمكتب محمد ربيع الخليع‪ ،‬في عرض بالمناسبة‪ ،‬أن المكتب الوطني للسكك‬ ‫الحديدية لعب دوره كفاعل اقتصادي أساسي‪« ،‬كما تدل على ذلك المعطيات المسجلة‪ ،‬حيث بلغ عدد‬ ‫المسافرين حوالي ‪ 40‬مليون مسافر‪ ،‬نقل أزيد من ‪ 28‬مليون طن من البضائع‪ ،‬إنجاز ‪ 5،8‬مليار درهم‬ ‫من االستثمارات باإلضافة إلى ما يقدر ب ‪ 2،5‬مليار درهم كمكاسب للمجتمع بفضل استعمال القطار»‪.‬‬

‫وقد أتاح هذا اللقاء الدولي للمشاركين‪ ،‬خاصة من البلدان العربية واإلفريقية‪ ،‬فرصة لتبادل التجارب‬ ‫والممارسات الجيدة وتثمين التقدم واإلنجازات التي تحققت في مجال اإلحصاء بهذه البلدان‪.‬‬

‫وأشار‪ ،‬في هذا الصدد‪ ،‬إلى المبادرات المتعددة والتي تمثلت‪ ،‬على وجه الخصوص‪ ،‬في إعطاء الملك‬

‫وتناولت مواضيع المؤتمر‪ ،‬باألساس‪ ،‬التطورات األخيرة التي شهدها مجال اإلحصاء والتخصصات‬ ‫ذات الصلة‪ ،‬واإلحصاءات الرسمية وتحديات تحديث المعطيات اإلحصائية‪ ،‬والمناهج المبتكرة لتجميع‬ ‫واستغالل وتحليل ونشر المعطيات واالبتكارات التكنولوجية واستخدامها في األعمال اإلحصائية‪ ،‬وثورة‬ ‫المعطيات والتحديات التي تطرحها للمجتمع اإلحصائي على المستوى الوطني واإلقليمي والدولي‪.‬‬

‫و ذكر السيد الخليع باألحداث المهمة التي شهدتها سنة ‪ ،2016‬قبل أن يستعرض المحطات التي‬ ‫طبعتها والتي تميزت بمواصلة الجهود على كل المستويات إلنجاز المشاريع المهيكلة التي بلغت نسبة‬ ‫متقدمة مهمة‪.‬‬

‫أزيد من ‪ 10‬آالف زائر لأليام التسويقية للمنتوجات المجالية بالحسيمة‬ ‫أسدل الستار يوم اإلثنين ‪ 17‬يوليوز الجاري‪ ،‬عن فعاليات الدورة الثامنة لأليام‪ ‬التسويقية للمنتجات‬ ‫المحلية‪ ‬بالحسيمة‪ ،‬والتي اختير لها شعار «المنتوجات المحلية أساس الفالحة التضامنية لتنمية المناطق‬ ‫الجبلية»‪ ،‬والمنظمة من طرف‪ ‬المديرية الجهوية للفالحة‪ ‬طنجة تطوان الحسيمة‪ ‬بشراكة مع الغرفة الفالحية‬ ‫بالجهة‪ ‬تحت إشراف وزارة الفالحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات وعمالة إقليم الحسيمة‪.‬‬ ‫وشهدت األيام التسويقية التي استمرت زهاء خمسة أيام وزارها ما يقارب ‪ 10‬آالف زائر‪ ،‬إقباال كثيفا‬ ‫على المنتوجات المجالية الطبيعية‪ ،‬والتي أغرت سكان الحسيمة وزوار المدينة‪ ،‬ما خلف نفاذا في سلع بعض‬ ‫التعاونيات الفالحية والمجموعات المشاركة والتي ناهزت ‪ 40‬تنظيما مهنيا فالحيا‪ ،‬بسبب كثرة الطلب مقارنة‬ ‫مع العرض‪ ،‬ما استوجب على بعض التعاونيات استقدام سلع جديدة لتلبية حاجيات المتسوقين والمستهلكين‬ ‫بإقليم الحسيمة‪.‬‬ ‫وتأتي تنظيم هذه األيام التسويقية للمنتجات المجالية في دورتها الثامنة بمدينة الحسيمة على غرار‬ ‫المعارض التي تنظم بجل أقاليم المملكة فإن مدينة الحسيمة تزخر بهذا المعرض الذي ينظم كل سنة‬ ‫في فترة الصيف إلتاحة الفرصة أمام التعاونيات المحلية الجهوية والوطنية للتعريف بمنتوجاتها المحلية‬ ‫وتسويقها ‪.‬‬ ‫ويطمح تنظيم المعرض لهذه السنة في دورته الثامنة بمدينة الحسيمة التعريف بالمنتوجات‬ ‫الفالحية‪ ‬المحلية التي تزخر بها جهة طنجة‪ -‬تطوان‪-‬الحسيمة خاصة زيت الزيتون والعسل واللوز وجبن‬ ‫الماعز واألعشاب الطبية والعطرية كما يتم عرض عدة منتوجات محلية وطنية ‪ ‬ذات صيت وطني ودولي كزيت‬ ‫االركان والزعفران والتمور ومقطرات الورد وغيرها‪.‬‬ ‫ووضع رهن‪ ‬إشارة الفالحين فضاء لالستشارة الفالحية لتمكينهم من التعرف على الطرق الجيدة لإلنتاج‬ ‫والتسويق والمساعدات الفالحية التي تقدمها الدولة ‪.‬‬ ‫‪ ‬وتجدر اإلشارة إلى أنه في إطار تنمية المنتوجات المحلية بالجهة تم ترميز كل من جبن الماعز بشفشاون‪،‬‬ ‫وزيت الزيتون البكر الممتازة وزان‪ ،‬وعسل بوخنو جبل موالي عبد السالم ‪ ،‬ولوز الحسيمة‪ ،‬كاكتوس الدالحية‬ ‫بالحسيمة‪ ،‬باإلضافة إلى ‪ 3‬منتوجات في طور الترميز وهي البطيخ األصفر ريسانة‪ ،‬الفول السوداني العوامرة‪ ‬‬ ‫وجلبان آيت قامرة بالحسيمة‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪899‬‬

‫رجال �صدقوا ‪:‬‬

‫األستاذ العميد الدكتور محمد الكتاني‬

‫تطوان تحتفي بالنساء اإلفريقيات‬ ‫في مهرجانها النسائي‬

‫• بقلم الدكتور محمد الحافظ الروسي‬

‫تكلمت في مناسبات عديدة عن شيخنا العالمة الدكتور سيدي محمد الكتاني‪ ،‬حفظه اهلل تعالى‪ ،‬عالما‪،‬‬ ‫ومربيا‪ ،‬ومفكرا إسالميا‪ ،‬ووطنيا صادقا‪ ،‬غير أنه لم يتح لي أن أتكلم عنه إداريا ناجحا‪ ،‬لم تعرف كلية اآلداب‬ ‫بتطوان من يقاربه في حسن التسيير والتدبير‪ .‬فوددت هنا أن أجمع في عناصر سر نجاحه في تسيير كلية‬ ‫اآلداب مدة خمسة عشر عاما‪ .‬وهي في رأيي ستة أمور هي‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬حسن تقديره للرجال‪ ،‬ووضعه‬ ‫الرجل المناسب في المكان المناسب‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬عدم تأخيره للقضايا المهمة‪،‬‬ ‫ومن أجل ذلك فقد كان ال يستأذن عنده‬ ‫رؤساء الشعب‪ ،‬والمقتصد‪ ،‬والكاتب العام‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬تقليله من االجتماعات‪ ،‬وعدم‬ ‫ميله إلى الثرثرة‪ ،‬وتشقيق العبارات‪ ،‬فقد‬ ‫كان يعلم أن حسن اإلنصات أجدى من‬ ‫كثرة الكالم‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬هدوءه واتزانه‪ .‬فلم نره يوما‬ ‫رافعا صوته‪ ،‬وال مخاصما أحدا‪.‬‬ ‫خامسـا‪ :‬تجربتــه المتنوعــة‪ ،‬في‬ ‫القرويين‪ ،‬وفي التعليـــم انطالقـــا من‬ ‫التعليم االبتدائي إلى التعليم الجامعي‪.‬‬ ‫فكان عارفا بمشاكل التعليم في المغرب‪،‬‬ ‫وبطبيعة الطالب المغربي‪ .‬فإن من لم‬ ‫يجلس إلى مقاعـــد الدرس في المدرسة‬ ‫المغربية العمومية ال يمكنه أن يخاطب‬ ‫الطالب باللغة التي يفهمها‪ ،‬وال أن يدرك‬ ‫احتياجاته‪ ،‬وال أن يعرف طريقة تفكيره‪.‬‬ ‫سادسا‪ :‬اطالعه الواسع على ثقافة‬ ‫األمة‪ ،‬وتاريخ المغرب‪ ،‬وعلوم العربية‬ ‫والدين‪ .‬فإن من خال من هذه‪ ،‬وهو يريد‬ ‫تسيير إدارة مغربية‪ ،‬أو مؤسسة عمومية‪،‬‬ ‫كمن يريد أن يسير مؤسسة فرنسية‪،‬‬ ‫وهو ال يعرف من تاريخ فرنسا إال كونها‬ ‫بلدا أوربيا يرطن أهلها بلغة مختلفة عن‬ ‫لغتنا‪.‬‬ ‫وكان من عادة شيخنا أن ال ينطق‬ ‫بكالم فيه إساءة ألحد من الناس مهما‬ ‫تكن خفية‪ ،‬ضئيلة‪ ،‬مع مراعاة مشاعر‬ ‫الموظفين‪ ،‬فكان ال يدخل مكتبا من‬ ‫مكاتب الكلية إال بعد أن يطرق الباب‪،‬‬ ‫ويسمع اإلذن بالدخول‪ .‬فإذا كانت أيام‬ ‫االمتحانات‪ ،‬واضطر بعض الموظفين أن‬ ‫يمكثوا في الكلية بعد الفترة الصباحية‬ ‫طلب منهم أن يخبروا عائالتهم‪ ،‬قبل‬ ‫ذلك‪ ،‬فإذا اطمأن إلى أنهم صنعوا ما‬ ‫أشار به عليهم‪ ،‬أحضر لهم وجبة غذاء‪،‬‬ ‫ورابط معهم‪ ،‬فكان في أحايين كثيرة ال‬ ‫يعود إلى بيته قبل الساعة السابعة مساء‪.‬‬ ‫وقد اجتمعت به أكثر من مرة بعد الساعة‬ ‫السابعة للنظر في فصول بحثي وأبوابه‪،‬‬ ‫فكان يجلس إلي باسما‪ ،‬ال يتأفف‪ ،‬وال‬ ‫يذكر كثرة انشغاالته‪ ،‬وكونه في الكلية‬ ‫منذ الساعة التاسعة صباحا‪.‬‬

‫فإذا فـــرغ األساتـــذة والطلبـــة‬ ‫والموظفون من االمتحانات‪ ،‬رأيته يعطف‬ ‫على صغار الموظفين واألعوان‪ ،‬ويذكر‬ ‫جهدهم وصبرهم‪ ،‬وقد يكافئهم مكافآت‬ ‫جليلة من ماله الخاص‪.‬‬ ‫وقد وقع مرة أن بعض الطلبة أصابه‬ ‫إغماء أثناء االمتحانات‪ ،‬وعلم هو بذلك‪،‬‬ ‫فلما كان وقت الظهر ذهب خفية إلى‬ ‫المستشفى يزوره ويطمئن عليه قبل‬ ‫ذهابه إلى منزله‪ ،‬دون أن يُعلم بذلك‬ ‫أحدا‪ ،‬وما كنت ألعلم به لوال أن أحد‬ ‫هؤالء كان من بعض قرابتي‪ .‬وقد ذكرت‬ ‫هذه القصة يوما‪ ،‬وأهل بيته حاضرون‪،‬‬ ‫ففوجئت أنهم أيضا ال يعلمون بذلك‪ ،‬مع‬ ‫أنه كان قد مضى عليها أكثر من ربع قرن‪.‬‬ ‫لقــد ملك شيخنـــا قلـــوب الناس‬ ‫بعلمه‪ ،‬وفضله‪ ،‬وتضحياته‪ ،‬وتعففـــه‪،‬‬ ‫وقوة شخصيته‪ ،‬وعدله‪ ،‬وحبـــه الخيــر‬ ‫للناس أجمعين‪ ،‬فكان أنموذجا لكل من‬ ‫يريد أن يسير على هذا السبيل‪ ،‬وإسوة‬ ‫حسنة لمن يعتقد أن الصراخ‪ ،‬واللغط‪،‬‬ ‫والثرثرة‪ ،‬والطمع‪ ،‬والحماقة‪ ،‬ال تصنع‬ ‫مجتمعة ومتفرقة غير الفشل‪ ،‬والفضيحة‪،‬‬ ‫واالضطراب‪.‬‬ ‫وبهذه الخصال الكريمـــة استطــاع‬ ‫الدكتور محمد الكتاني أن يجعل من كلية‬ ‫ناشئة كلية تنافس أعرق الكليات في‬ ‫الوطن العربي‪ ،‬بل اعتبرت يومها مرجعا‬ ‫في الدراسات المغربية واألندلسية‪ ،‬حيث‬ ‫كان ينظم ملتقى كل سنتين يحضره‬ ‫كبار العلماء من المغرب‪ ،‬وأوربا‪ ،‬والوطن‬ ‫العربي‪ ،‬وتطبع أعماله‪ ،‬وتنشر أبحاثه‪ ،‬دون‬ ‫اعتماد تام على ميزانية الكلية‪ ،‬إذ كان‬ ‫يتدبر ميزانية ذلك‪ ،‬هو وشيخنا الدكتور‬ ‫حسن الوراكلي باالتصال بأهل الفضل‪،‬‬ ‫وبمن يجلونهما ويقدرون علمهما من‬ ‫المسؤولين والكبراء‪ .‬فتعلمنا منهما أن‬ ‫اإلخالص‪ ،‬والتعفف‪ ،‬وصفاء النية‪ ،‬وحب‬ ‫الخير لهذا الوطن‪ ،‬كل أولئك يقوم مقام‬ ‫الميزانيات الضخمة‪ ،‬التي يسيل لها‬ ‫لعاب من يحب أن تكون تحت يده دخول‬ ‫ميزانيات يصرفها حيث يشاء هو‪ ،‬ال حيث‬ ‫يشاء العلم‪ ،‬والدين‪ ،‬والضمير‪.‬‬ ‫وكان شيخنا ألمعيا‪ ،‬ثاقـــب النظرة‪،‬‬ ‫يظن بك الظن كأن قد رأى وقد سمع‪،‬‬ ‫فيشملك بعطفه‪ ،‬ووده‪ ،‬وحلمه‪ ،‬وحسن‬ ‫خلقه‪ ،‬دون أن تحتاج إلى قول أو إشارة‪.‬‬

‫ومما أذكره في هذا الباب أنه استقبلني‬ ‫في مكتبه قبــل الدخــول إلى المدرج‬ ‫الذي شهد مناقشة رسالتي األولى حول‬ ‫«مقاييس جودة الشعر عند نقاد القرن‬ ‫الرابع الهجــري»‪ ،‬وكان المدرج مكتظا‬ ‫بالطلبة واألساتذة‪ ،‬ما بين جلوس‬ ‫ووقوف‪ ،‬وكانت لجنة المناقشة مؤلفة من‬ ‫السادة األساتذة الدكتور محمد الكتاني‬ ‫مشرفا ومقررا‪ ،‬والدكتور أمجد الطرابلسي‬ ‫ـ رحمه اهلل تعالى ـ رئيسا‪ ،‬والدكتور حسن‬ ‫الوراكلي عضواـ والدكتور علي حمودان‪،‬‬ ‫عضوا‪ ،‬فطلب مني أن أدخل المدرج‪ ،‬وأن‬ ‫أجلس في المكان المخصص لصاحب‬ ‫الرسالة‪ ،‬وذلك في انتظار بداية المناقشة‪.‬‬ ‫فوقع في نفسي كراهة ذلك‪ ،‬ووددت لو‬ ‫أنني أجلس بين جمهور الناس إلى أن‬ ‫تدخل اللجنة المدرج‪ ،‬فقد كنت أكره أن‬ ‫أكون محط أنظار الحاضرين‪ ،‬ولم تسعني‬ ‫مخالفته ‪ ،‬مع ذلك‪ .‬ويبدو أنه أدرك ما في‬ ‫نفسي‪ ،‬دون أن أقول شيئا‪ ،‬فقال‪ »:‬لك‬ ‫أن تجلس بين جمهور الحاضرين إلى أن‬ ‫نلتحق بكم»‪ .‬فكأنما أنشطت من عقال‪.‬‬ ‫لقد كانت قوة األخالق سر أسرار‬ ‫نجاح شيخنا في حياته العلمية واإلدارية‪.‬‬ ‫ولعل الدرس األكبر الذي تعلمناه منه هو‬ ‫أن قوة األخالق أقوى وأجدى من أخالق‬ ‫القوة‪.‬‬ ‫فهي دائمة‪ ،‬وأخالق القوة زائلة‪.‬‬ ‫وهي تملك القلوب‪ ،‬وأخالق القوة‬ ‫توهمك أنك تملك النواصي‪ ،‬ولست تملك‬ ‫شيئا إال توهم أنك تملك‪.‬‬ ‫وهي صفة العظماء‪ ،‬وأخالق القوة‬ ‫صفة الضعفاء الذين يريدون أن يشهد‬ ‫الناس لهم بالقوة‪.‬‬ ‫وهي عالمـــة الصادقيــن‪ ،‬وأخالق‬ ‫القوة عالمة ا ْل َك َذبَةِ الذين يكذبون على‬ ‫أنفسهم بتوهم القوة فيها‪ ،‬وعلى الناس‬ ‫بادعاء القوة فيهم‪ ،‬ثم يحتاجون بعد ذلك‬ ‫إلى تزيين قبح الكذب بمساحيق زائفة‬ ‫من نثارة الغباوة مخلوطة بادعاء الذكاء‪،‬‬ ‫وبقايا األفكار ممزوجة بادعاء المعرفة‪،‬‬ ‫يضمون بعضها إلى بعض‪ ،‬ثم يضعونها‬ ‫في صندوق الساحر‪ ،‬لكي يخرج لهم من‬ ‫جيوبهم المملوءة ببقايا الطعام حمائم‬ ‫تطير‪ ،‬وأرانب تقفز‪ ،‬وأشخاصا يمشون في‬ ‫الهواء‪ ،‬طلبا لتصفيق المصفقين‪.‬‬

‫بعد عودة المغرب إلى المنتظم اإلفريقي‪،‬‬ ‫وفي إطار السياسة الموازية التي تنهجها بعض‬ ‫الجمعيات خدمة للمصالح العليا للمملكة‪،‬‬ ‫وتمشيا مع السياسة الرشيدة التي ينهجها جاللة‬ ‫الملك بإفريقيا‪ ،‬ارتأى المنظمون للدورة العاشرة‬ ‫للمهرجان النسائي بتطوان أن يحتفي بالمرأة‬ ‫اإلفريقية‪ ،‬ذلك ما أكدته كريمة بنيعيش رئيسة‬ ‫المهرجان خالل كلمتها بالمناسبة‪ ،‬حيث أبرزت‬ ‫أن هذه ال��دورة تختلف عن سابقاتها لكونها‬ ‫تأتي والمهرجان يبلغ عشر سنوات كلها عطاء‪،‬‬ ‫ومن جهة أخرى يكرس رجوع المملكة المغربية‬ ‫لالتحاد اإلفريقي الشيء الذي كان لزاما على‬ ‫المهرجان أن ينفتح على الثقافات اإلفريقية‬ ‫لكوننا نشكل جزءا منه ونعتبره العنصر القوي‬ ‫ال��ذي يؤكد على تقارب األجناس و األع��راف‪.‬‬ ‫وكانت مناسبة استعرضت فيها رئيسة المهرجان‬ ‫حصيلة التسع سنوات الماضية التي كانت حبلى‬ ‫بإنجازاتها حيث تم استدعاء أزيد من مائة فنانة‬ ‫على الصعيد الوطني و الدولي‪ ،‬و استفادت أكثر‬ ‫من ‪ 200‬ألف امرأة و طفل من القافلة الطبية‪،‬‬ ‫و أكثر من ‪ 300‬تعاونية من عرض منتوجات‬ ‫محلية بفضاء باب العقلة‪ ،‬ذاع صيتها داخل‬ ‫المغرب وخارجه‪ ،‬و مايفوق المليوني متفرج حجوا‬ ‫لساحة المطار لالستمتاع بمواهب و فن من تم‬ ‫استدعاؤهن من الفنانات‪.‬‬ ‫أما مدير المهرجان في كلمته عند افتتاحه‬ ‫إلحدى الندوات‪ ،‬فقد ذكر بالدور الريادي الذي‬ ‫لعبته المرأة طيلة التسع سنوات من المهرجان‪،‬‬ ‫والتي كانت كلها نضال من أجل المرأة‪ ،‬وهو‬ ‫الشيء الذي ثمنه المتدخلون في هذه الندوة من‬ ‫خالل عطاء المشاركات في هذا المهرجان سواء‬ ‫على المستوى الفني أو الثقافي أو اإلنساني‪ ،‬ألن‬

‫المهرجان ال يسلط الضوء على الغناء وحده بل‬ ‫يتعداه لالهتمام بإنجازات المرأة وخاصة القروية‪،‬‬ ‫من خالل المعارض التي تشارك فيها المرأة‬ ‫القروية جنبا إلى جنب مع المرأة الحضرية في‬ ‫معرض على «مر الزمان» بفضاء باب العقلة كل‬ ‫موسم‪ ،‬و كذا االهتمام بنزيالت السجن المحلي‬ ‫حيث يتم توعيتهن بمخاطر األمراض الفتاكة‬ ‫التي تهدد سالمتهن‪ ،‬والجانب الصحي المتمثل‬ ‫في القافلة الطبية التي تنظم كل سنة بمجموعة‬ ‫من المراكز تحت شعار «الصحة للجميع» ‪ ،‬كما‬ ‫أن المهرجان ال ينسى نزيالت دار العجزة‪ ،‬حيث‬ ‫يدخل في إطار اهتمامات المهرجان بهم‪ ،‬من‬ ‫خالل تقديمه ألعمال خيرية‪.‬‬ ‫وقد اشتمل برنامج ال��دورة العاشرة من‬ ‫هذا المهرجان على زيارة دار المسنين «سيدي‬ ‫فريج» وافتتاح معرض باب العقلة‪ ،‬كما احتضنت‬ ‫مدرسة دار الصنائع عرضا لألزياء للمصممة‬ ‫التطوانية ذهب بن عبود‪ ،‬كما تم تقديم إبداع‬ ‫من نوع خاص تم من خالله المزج بين غناء‬ ‫أربعة من أشهر الفنانات اإلفريقيات من أربع دول‬ ‫وهن (مونيكا بيريرا من الرأس األخضر‪ ،‬وكوين‬ ‫ناتاشا من الكامرون‪ ،‬وفافا روفينومن البنين‪،‬‬ ‫و ووز كالي من السنغال ليقدمن مزيجا من‬ ‫األغاني على شكل «كوكطيل» من نوع خاص‪.‬‬ ‫كما شاركت الفنانة المغربية جنات في هذا‬ ‫العرس النسائي‪ ،‬وتمتع جمهور مدينة تطوان‬ ‫بالسهرة الفنية التي أحيتها‪ ،‬المطربة كريمة‬ ‫غيث ‪ ،‬والمطربة خولة المجاهد‪ ،‬لتختتم السهرة‬ ‫الفنانة نجاة اعتابو‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫تطوان تحتضن الدورة التاسعة‬ ‫للجامعة الصيفية‬

‫انطلقت منذ يوم ‪ 14‬إلى غاية ‪ 23‬يوليوز الجاري‬ ‫فعاليات الدورة التاسعة للجامعة الصيفية‪ ،‬التي تنظمها‬ ‫كل سنة الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج‬ ‫وشؤون الهجرة‪ ،‬بشراكة مع جامعة عبد المالك السعدي‪،‬‬ ‫وذلك لفائدة الشباب المغاربة المقيمين بالخارج‬ ‫وقد تميزت هذه الدورة التي شارك فيها أزيد من‬ ‫‪ 260‬من الطلبة المغاربة‪ ،‬تتراوح أعمارهم ما بين ‪18‬‬ ‫و‪ 25‬سنة ينحدرون من ‪ 23‬دولة أجنبية‪.‬‬ ‫و تهدف هذه التظاهرة إلى تعزيز الهوية الوطنية‬ ‫لألجيال الصاعدة من مغاربة العالم‪ ،‬و تقوية روابط الصلة‬ ‫بين الشباب المغاربة المقيمين في الخارج ووطنهم األم‪،‬‬ ‫إلى تعريفهم بالمنجزات التي يقوم بها المغرب‪ ،‬وبأهمية‬ ‫التنمية االقتصادية واالجتماعية التي تعرفها المملكة‪.‬‬

‫م ‪.‬ح‬

‫من وحي خيالي‬ ‫أتخيل عمري حبال‪ ،‬يطوق‬ ‫عنقي‪ ،‬أتخيله حفرة‪ ،‬هي قربي‬ ‫الذي يجذبني إليه‪ ،‬عرب سلم‬ ‫طويل‪ ...‬قصري‪ ...‬أدراجه أيام‬ ‫عمري ! مستحيل رجوعي إىل‬ ‫الوراء‪ ...‬مستحيلة هي عودتي‬ ‫إىل بطن أمي ! كل درج أصعده‪،‬‬ ‫رغما عني‪ ،‬أصري بعده أكثر قربا‬ ‫من مصدر الحبل !‬ ‫نور الدين القصاص‬


‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪899‬‬

‫مسارات ‪:‬‬

‫‪9‬‬

‫العائدون من العالم المتحضر‪...‬‬ ‫• مصطفى بديع السوسي‬

‫ هل يستحق الوطن هذه المعاملة المقززة‪..‬؟‬‫ هل نملك ثقافة بيئية وحس وطني؟‬‫ ال لدعاة التمزيـق‪ ،‬وألصحـاب األوشمـة وسالسـل الذهـب‬‫في األعناق‪..‬‬

‫شيء يندى له الجبين أن يقوم مواطن‬ ‫برمي األزبال في الشارع العام‪ ..‬لقد مضى العالم‬ ‫أشواطا في تخليق المواطن اإلنسان‪ ،‬وجعله‬ ‫جديرا بقيمته الحضارية واألخالقية‪ ..‬وفي العالم‬ ‫المتقدم لم يعد مقبوال‪ ،‬وال جائزا وال حتى‬ ‫متخيال أن يقذف مواطن مسؤول نفاياته في‬ ‫الشارع العام‪ .‬ليس فقط ألنه معرض للعقاب‪،‬‬ ‫ولكن ألنه يملك ضميرا ووازعا‪ ،‬وألنه يعرف أنه‬ ‫يعيش في ظل مجتمع متمدن تسوده أخالقيات‬ ‫تربية قويمة‪ ،‬هادفة‪...‬‬ ‫فمـــاذا إذا الحظنـــا عكــس ذلك في‬ ‫مجتمعنا‪!..‬؟‬ ‫ساقتني الصدفة إلى منطقة ماالباطا‬ ‫الراقية‪ ..‬كنت صحبة صديق عزيز يقطن‬ ‫قبالة المقاطع (المقاطعة العاشرة الشرف‬ ‫مغوغة)‪ ،‬وكان الناس يفدون على مقر‬ ‫المقاطعة إلنجاز أغراضهم اإلدارية‪ ،‬فجأة‬ ‫وقفت سيارة فاخرة مسجلة في إحدى دول‬ ‫أوربا بغرض قضاء غرض إداري‪ ..‬وما أثارني‬ ‫في الموضوع هو أن يعمد ركاب السيارة إلى‬ ‫رمي كيس بالستيكي مملوء ببقايا أكل إلى‬ ‫جوار الرصيف المغروس والمعشوشب مع‬ ‫قنينة مشروب غازي فارغة‪ ..‬مع العلم أن‬ ‫حاوية األزبال كانت تبعد عن الموقع بعشرة‬ ‫أمتار تقريبا‪ ..‬وكان هذا على مرأى من رجل‬ ‫حراسة للقوات المساعدة‪ ،‬صادف وجوده بباب‬ ‫مقر المقاطعــة‪ ..‬هذه إحدى معضالت األخوة‬ ‫المتغربيــــن المغتربيـــن العائدين إلى أرض‬ ‫الوطن لتمضية أيام اإلجازة والعطلة القصيرة‬

‫بين أحضان األهل واألحباب‪ ..‬وفي دفئ الديار‬ ‫واألمكنة األثيرة العزيزة‪..‬‬ ‫فهل يستحق الوطن هذه المعاملة‬ ‫المقززة؟ هل يستحق أن نمأل شوارع مدنه‬ ‫قذارة وروائح نتنة في الوقت الذي يلتزمون فيه‬ ‫الحيطة والحذر في ديار الهجرة والغربة‪..‬؟!‬ ‫هل علينا أن نطبق في حل العابثين قانون‬ ‫الزجر‪ ..‬ونفرض غرامات ثقيلة وهم عائدون‬ ‫للترويح عن النفس وصلة الرحم‪..‬؟ وحتى لو‬ ‫أردنا‪ ،‬فليس عندنا قانون وال مسودة قانون‬ ‫لمحاربة رمي األزبال في الشوارع وإال لغُرّم‬ ‫نصف المغاربة‪ ،‬فرمي األزبال عندنا عادة‪،‬‬ ‫والصبع يغلب التطبع‪ ..‬نحن هنا فقط نتحدث‬ ‫عن العائدين من العالم المتحضر‪ ،‬المتمدن‪،‬‬ ‫حيث يتمدنون ويتحضرون ويتخلقون‪ ...‬وإذا‬ ‫عادوا إلى الوطن تغولوا ورجعوا إلى األصل‪،‬‬ ‫وحسبوا األرض التي فوقها يدبون وعليها‬ ‫يتحركون مجرد غابة‪ ...‬وفي أحسن األحوال‬ ‫مجرد دوار من دواوير العروبية حيث النفايات‬ ‫والماضية والكالب والبشر سواء‪ ،‬في مشهد‬ ‫آخر كانت أسرة وافدة‪ ..‬أسرة جاءت للسياحة‪..‬‬ ‫تفترش رمال شاطئ ماالباطا وتتناول غذاءها‪..‬‬ ‫خبز وبطيخ أصفر يأكلونه ويرمون بالقشور‬ ‫فوق الرمال‪ ،‬جاءوا من داخل المغرب للسياحة‪...‬‬ ‫وهذان المشهـــدان يقودان لطرح التساؤل‬ ‫اآلتي‪ :‬هل ال نملك ثقافة بيئية؟‪ ..‬وهل ال نتوفر‬ ‫على حس وطني بمدى فداحة ما نقدم عليه من‬ ‫جراء هذه الممارسات التي تسيء إلى سمعتنا‬ ‫ومكانتنا كشعب ومجتمع؟!‪ ..‬ولماذا يتعامل‬

‫األخوة العائدون من ديار الهجرة مع موروثهم‬ ‫التاريخي والحضاري بهذه الصالفة وقلة الذوق‪..‬‬ ‫لم نذكر كل الممارسات المخجلة للجيل الصاعد‬ ‫من شباب تربى في أحضان الغربة‪ ،‬وتشبع‬ ‫بثقافة الغرباء وعاداتهم‪ ،‬فما عاد ينتمي ألرض‬ ‫الوطن إال باإلسم‪ ..‬ولم تقبله أرض الهجرة ألنه‬ ‫دخيل بال هوية سوى شهادة الميالد‪ ،‬ومع ذلك‬ ‫يجوبون أنحاء المدينة بسيارات فعلوا المستحيل‬ ‫ليوفروها لوقت العودة‪ ،‬مع موسيقى راقصة‬ ‫عالية ال تشنف األسماع بقدرما تزعج األذن‪،‬‬ ‫وتعكر صفو هدوء حياة الناس القابعين في‬ ‫ديارهم حامدين شاكرين‪..‬‬ ‫نعم‪ ..‬لنا سفراء في دول العالم وأوربا‬ ‫على وجــه الخصوص‪ ،‬سفراء من طينــة علمـاء‬ ‫وخبراء مغاربــة يلهجون ليل نهار‪ ،‬وفي كل‬ ‫المحافل بصوت المغــرب‪ ،‬وبحب الوطــن‪...‬‬ ‫وعندنا شرفاء يعملون بعرق الجبين فينفعون‬ ‫أنفسهم وبالدهم‪ ...‬فال ننســـى أن عـــائـدات‬ ‫المهاجريـــن المغاربة هي إحدى روافد الخزينــة‬ ‫من العملة الصعبة‪ ...‬هؤالء وأولئك السفراء‬ ‫وليــس دعاة التمزيق‪ ..‬وال أصحاب األوشمة‬ ‫وسالسل الذهب في األعناق‪ ..‬وال السيارات‬ ‫المجنونة والدراجات النارية الزاعقة‪ ..‬وال تجار‬ ‫الممنوعات الفاريــن كالفئران الملتجئيـــن في‬ ‫أوكار اآلخريـــن‪ ..‬والمحرضين على الفســـق‬ ‫والفجـور وعظائم األمور‪...‬‬ ‫كنت في النفايات‪ ،‬وممارسات من ال ضمير‬ ‫لهم‪ ،‬فأصبحت في حديث آخر‪ ..‬والحديث ذو‬ ‫شجون كما يقال‪ ،‬فمعذرة‪!!..‬‬

‫قرعة الحج بين كثرة الطلب وقلة العرض‬ ‫جرت بتــراب عمالــة طنجـــة‬ ‫أصيلة عملية القرعة التي اعتادت‬ ‫المديرية اإلقليمية لوزارة األوقاف‬ ‫والشؤون اإلسالمية تنظيمها كل‬ ‫سنة‪ ،‬الختيار المرشحين للحج موسم‬ ‫(‪.)2018/2017‬‬ ‫وأول مالحظة يمكن تسجيلها‬ ‫هو‪ ،‬الكـم الهائــل من المرشحين‬ ‫الذين يتزايد عددهم كل سنة‪،‬‬ ‫طلبا في أن تنصفهم القرعة‪ ،‬وكلهم‬ ‫حماسة لنيل شرف أداء مناسك الحج‪،‬‬ ‫قبل أن يدركهـــم الموت‪ ،‬دون أن‬ ‫ينالوا هذا الفوز العظيم‪ ،‬وخاصة‬ ‫أنهم ال زالت لهــم المواصفــات التي‬ ‫حددها الدين اإلسالمي وهي االستطاعة ماديا ومعنويا ألداء هذا‬ ‫الركن الخامس من أركان اإلسالم‪.‬‬ ‫المرشحون الذين تقدموا بطلبات إلجراء قرعة الحج أو من‬ ‫ينوب عنهم حضروا لمعاينة إجراءات القرعة‪ ،‬والنموذج كما هو‬ ‫في الصور التي أخدناها من قرعة المرشحين للحج في الدائرة‬ ‫الرابعة التابعة لمقاطعة طنجة المدينة والتي جرت يوم الخميس‬ ‫‪ 13‬يوليوز بالقاعة المغطاة الدرادب‪ ،‬برناسة قائد الدائرة‪ ،‬بحضور‬

‫بعض أعوانه‪ ،‬وممثــل عن مديرية‬ ‫وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‬ ‫باإلقليم‪.‬‬ ‫وقد بلغـت طلبــات الترشيحات‬ ‫برسم حج (‪ )2018/2017‬بالنسبة‬ ‫للدائرة الرابعة التابعة لمقاطعة‬ ‫طنجة المدينة ‪ 186‬مرشحا ومرشحة‪.‬‬ ‫وبعـد تالوة أسماء المرشحين‬ ‫والمرشحات الذيـــن سيخوضـــون‬ ‫عملية القرعة‪ ،‬أعلن قائد الدائرة‬ ‫الرابعة أنه تم حذف ‪ 2‬من الحجاج‬ ‫من هذه الالئحة‪ ،‬ألنهما سبق وأن‬ ‫قاما بمناسك الحج‪ ،‬ولم يستوفيا بعد‬ ‫المدة القانونية وهي ‪10‬سنوات‪ ،‬كما‬ ‫أن نصيب كوطة دائرته من الحجاج ال‬ ‫تتعدى ‪ 11‬مرشحا للفوز بالقرعة‪ ،‬معلنا أن ‪ 5‬حاج وحاجة من دائرته‬ ‫لن تشملهم القرعة‪ ،‬ألن المصالح المركزية المكلفة بالحج والحجاج‬ ‫اختارتهم نظرا لبلوغهم أكثر من ‪ 83‬سنة‪.‬‬ ‫بعد ذلك تم إجراء القرعة حيث مرت بشكل سلس‪ ،‬أعطت‬ ‫فوز‪ 11‬مرشحا ومرشحة لموسم الحج (‪ ،)2018/2017‬كما تم فرز‬ ‫أسماء المرشحين الذين وضعوا في الئحة االنتظار‪.‬‬

‫م ‪.‬ح‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫بقلم‪ :‬م�صطفى احلراق‬

‫التحليل الثقافي ودوره في‬ ‫تفسير التغيرات العالمية الكبرى‬ ‫يشهد العالم حاليا تغيرات غير مسبوقة‪ ،‬بفعل منظومة‬ ‫مجتمع المعلومات الكوني‪ ،‬هذه المنظومة التي دخل فيها‬ ‫العالم تجعلنا نطرح عدة تساؤالت‪ ،‬من بينها كيف يجب أن‬ ‫نفهم اآلثار التي ستنجم عن نشوء هذه المنظومة؟ كيف‬ ‫نحلل الصراع الراهن حول النظام العالمي الجديد؟‪.‬‬ ‫أسئلة جوهرية ال تطرح لكونها مجرد قضايا منهجية‬ ‫مجردة‪ ،‬يشتغل عليها العلماء االجتماعيون‪ ،‬بل تطرح لكونها‬ ‫تثير موضوع قدرتنا كمواطنين وبشر معنيين في العالم‬ ‫المعاصر‪ ،‬حيث تنهمر األح��داث السياسية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية والثقافية في كل دقيقة عبر العديد من وسائل‬ ‫اإلعالم وخاصة األنترنيت‪ ،‬بشكل مكثف‪ ،‬وفي غالبية األحيان‬ ‫بطريقة عشوائية‪.‬‬ ‫والسؤال ال��ذي يطرح هل تصلح المناهج السياسية‬ ‫واالقتصادية بمفردها في أن تقدم إطارا يسمح بالفهم؟‬ ‫وحسب الباحثين فإن هذه المناهج التي عجزت عن التنبؤ بما‬ ‫حدث‪ ،‬غير قادرة على أن تكون مرشدا في فهم ما يحدث‪.‬‬ ‫ومن هنا تبدو قناعة المحللين بضرورة تبني التحليل الثقافي‬ ‫للمساعدة على فهم وتفسير التغيرات العالمية الكبرى‪ ،‬والتي‬ ‫كانت بدايتها سنة ‪ ،1989‬حين سقطت األنظمة الشمولية‪،‬‬ ‫وانفتح بالتالي باب جديد من أبواب التاريخ اإلنساني‪.‬‬ ‫إن التحليالت المعاصرة للشؤون اإلنسانية مؤسسة على‬ ‫خطى التجربة التاريخية الخاصة ببعض البلدان‪ ،‬كما كان‬ ‫الحال عندما سيطرت نزعة المركزية األوروبية على اتجاهات‬ ‫ونظريات العالم االجتماعي الغربي‪ ،‬بحيث أوروبا هي المقياس‬ ‫والمعيار في الحكم على تقدم المجتمعات‪ ،‬ورقي الثقافات‪،‬‬ ‫أو على أساس مصالح بعض القوى العظمى‪ ،‬كما هو الحال‬ ‫بالنسبة للواليات المتحدة األمريكية في الوقت الراهن‪.‬‬ ‫وهذا الوضع في حد ذاته يضع تحديدا أمام هؤالء الباحثين‬ ‫الذين يحسون بالحاجة إلى منظور أكثر شمولية وقدرة على‬ ‫أن يسع الحياة السياسية المعاصرة‪ .‬وهذا التحدي يمكن‬ ‫مواجهته باالعتماد على مفهوم “الثقافة” وما يستدعيه من‬ ‫مفاهيم تنتمي لنفس الفضاء‪ ،‬مثل مفاهيم “التمركز حول‬ ‫الساللة” أو “القومية”‪ ،‬أو على مفهوم “األيديولوجية”‪ ،‬والذي‬ ‫يثير العالقة المركبة بين خطابات محددة وأشكال معينة من‬ ‫القوة العسكرية واالقتصادية والسياسية‪.‬‬ ‫فالدعوة األمريكية لنظام جديد مثال ال يمكن في تقدير‬ ‫الخبراء فهم دواعيها وأهدافها واتجاهاتها بدون تحليل‬ ‫ثقافي شامل‪ ،‬يقوم على تفكيك خطاب الهيمنة الجديدة على‬ ‫ضوء اإليديولوجية التي يصدر عنها‪ ،‬والثقافة التي نبع بين‬ ‫جنباتها‪.‬‬ ‫ويمكن القول أن منهجية التحليل الثقافي لم تتبلور‬ ‫إال في العقود األخيرة‪ ،‬نتيجة إسهامات مجموعة من كبار‬ ‫المنظرين في العالم االجتماعي الغربي‪ ،‬ومن بين أبرزهم‪،‬‬ ‫الفرنسي “ميشيل فوكو”‪ ،‬واأللماني “هابر ماس” واألمريكي‬ ‫“بيتر بورجو” واإلنجليزية “ماري دوكالس”‪ ،‬غير أن أهمية‬ ‫التحليل الثقافي لم يبرز نتيجة هذه اإلبداعات النظرية‬ ‫والمنهجية فحسب بل ظهرت ألن العديد من المشاكل التي‬ ‫تجابه العالم حاليا عجزت المناهج السياسية واالقتصادية‬ ‫عن فهم كنهها وتفسيراتها ومن أبرزها الحركات الدينية‪،‬‬ ‫والصحوة اإلسالمية التي تقلق العديد من األوساط الغربية‪،‬‬ ‫وانبعاث القومية من جديد‪ ،‬وتأثيرها المباشر على تغيير‬ ‫خريطة الدول‪ ،‬واالهتمام العالمي بحقوق اإلنسان في إطار‬ ‫ثقافات مختلفة‪ ،‬وكذلك نقد احتكار وسائل اإلعالم العالمية‪،‬‬ ‫إلى غير ذلك من مشكالت تحتاج إلى منهج تحليلي ثقافي‬ ‫شامل‪.‬‬

‫(انتهى)‬


‫العدد ‪899‬‬

‫روحة‬

‫أط‬

‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬يوليوز ‪2017‬‬

‫«دور الخطاب اإلعالمي الموريتاني‬ ‫في تكوين الرأي العام الوطني‪ :‬اإلذاعة‬ ‫الرسمية أنموذجا»‬

‫نوق�شت ب�آداب تطوان ر�سالة الطالب املوريتاين احل�ضرامي ولد �أحمد عبد اهلل يف مو�ضوع «دور اخلطاب‬ ‫الإعالمي املوريتاين يف تكوين الر�أي العام الوطني‪ :‬الإذاعة الر�سمية �أمنوذجا» ب�إ�شراف الدكتور حميد املرابط‬ ‫يوم اخلمي�س ‪� 25‬شوال ‪ 20 / 1438‬يوليوز ‪ ، 2017‬ونال �صاحبها درجة م�شرف جدا‪ .‬وفيما يلي تقرير عنها‪:‬‬ ‫بسم اهلل الرحمان الرحيم والصالة والسالم‬ ‫األتمّان األكمالن على نبيه محمد األمين ‪ ،‬وبعد‪:‬‬ ‫فإن اهلل جل جال له نشر الرحمة‪ ،‬وأسبغ النعمة‪،‬‬ ‫وأمر المسلم بشكرهما كي يجني الثمار‪ ،‬ويقطف األزهار‪،‬‬ ‫وإن من شكر نعم اهلل إظهار الشكر للمنعم‪ ،‬حيث ورد‬ ‫عن نبينا محمد عليه أزكى الصالة وأتم التسليم قوله‪:‬‬ ‫من ال يشكر الناس ال يشكر اهلل‪.‬‬ ‫وانطالقا من الحديث الشريف «أزجي شكرا ومحبة‬ ‫لمن سكنوا سويداء فؤادي في القرب والبعاد»‪.‬‬ ‫فشكر عام ألهل المملكة المغربية الطيبين ‪ ،‬فنعم‬ ‫األهل هم ‪ ،‬فقد حللت أهال‪ ،‬ورحبت سعدا‪ ،‬منذ وطأت‬ ‫قدماي أرض المملكة‪ .‬فكانوا كما قال المتقدم‪:‬‬ ‫وما عهـدي بناس أي نـاس‬ ‫تواصوا بالمكارم والمعالي‬ ‫شكر خاص لجامعة عبد المالك السعدي ممثلة في‬ ‫كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬حيث نهلت من معينها‬ ‫الصافي‪.‬‬ ‫أيها الحضور الكريم إن كليتنا العامرة رسمت‬ ‫محبة العلم وتكريم العلماء‪ ،‬وقد وجدتني أنشد‪:‬‬ ‫نزلــــت على آل المهلـــب طالبــــا‬ ‫بعيدا عن األوطان في زمـن المحـل‬ ‫فما زال بي معروفهم وافتقادهـم‬ ‫وبـرهـم حتـى حسبتـهـم أهـلــي‬ ‫أخصُ به أساتذتي الكرام كل‬ ‫وشكر ّ‬ ‫باسمه‪ ،‬حيث أن��اروا لي الطريق‪ ،‬وذللوا‬ ‫الصعاب‪ ،‬فكان هذا البحث ثمرة تربيتهم‬ ‫العلميةالطيبة‪.‬‬ ‫وكأني بالقائل يرمز إليهم بقوله‪:‬‬ ‫شكرت جميل صنعكم بدمعى‬ ‫ودمع العين مقياس الشعــور‬ ‫ألول مرة قـــد ذاق جفــنـــي‬ ‫على ما ذاقـــه دمــع الســرور‬ ‫وأخص بالذكر هذه الوجوه المشرقة‬ ‫التي تجشمت عناء الفحص والتقويم ‪.‬‬ ‫فسهروا الليالي في تقليب األوراق‪ ،‬رغم‬ ‫كثرة المشاغل وااللتزامات ‪ .‬وهم‪:‬‬ ‫أوالـ حلية األول��ي��اء‪ ،‬وس��راج األدب��اء‪،‬‬ ‫ومصقع البلغاء ‪ .‬أستاذي وشيخي د‪ .‬حميد‬ ‫المرابط ‪ .‬الذي قبل اإلشراف على البحث‪،‬‬ ‫حيث رعاه مذ كان فكرة إلى أن استوى على‬ ‫عوده بحثا قائما‪.‬‬ ‫بدأت وكان الفضـل منـك عــودا‬ ‫فمـــن عـــذراء تردـــف بالعــوا‬ ‫تقاصر البلغــــاء دونــك حظـــا‬ ‫كما قصر السمـاع عن العيـــان‬ ‫أسبغ اهلل عليك النعمة‪ ،‬وأدام عليك الصحة‬ ‫والعافية‪.‬‬ ‫ثانياـ العالم النحرير‪ ،‬والشاعر القدير‪ .‬د‪ .‬أحمد‬ ‫هاشم الريسوني‬ ‫أمحيـــي معاهـــد رسـم األدب‬ ‫ومبقي مشاهـــد فخــر العــرب‬ ‫ومن نظم الفضل نظـم الجمـان‬ ‫ومن سبك الشعـر سبك الذهب‬ ‫ثالثاـ الباحث الثبت والخطيب المفوه والمحقق‬ ‫المدقق والحقوقي ‪ :‬الدكتور عبد اللطيف شهبون الذي‬ ‫يصدق عليه قول الشاعر‪:‬‬ ‫إذا قال لم يترك مقــــاال لقائـــل‬ ‫مصيب ولم يثن اللسان على هجر‬ ‫يصرف بالقـول البنــان إذا انتحـــى‬ ‫وينظر في أعطافـه نظـر الصقـــر‬ ‫رابعا مؤرخ البلدان‪ ،‬الباحث في العمران ‪ ،‬سائس‬ ‫اإلدارة بالميزان د‪ .‬مصطفى الغاشي نائب العميد‬ ‫ورئيس مركز الدكتوراه‪.‬‬

‫« وفائتَ كل منطــق بلـــيــــغ‬ ‫بطول البــــاع واليــد واللســان‬ ‫خامساـ سليل الشرفاء ‪ :‬الدكتور عبد الرحيم‬ ‫اإلدريسي‬ ‫هذا الذي تعرف البطحاء وطأته‬ ‫والبيت يعرفه والحــل والحــرم‬ ‫هذا فيما يخص الكلمة التي يجب أن تقال بدون‬ ‫مجاملة في حق صرحنا العلمي الحصين‪.‬‬ ‫أما ما يتعلق باألطروحة فهي موسومة ب «دور‬ ‫الخطاب اإلعالمي الموريتاني في تكوين الرأي العام‬ ‫الوطني‪ :‬اإلذاعة الرسمية أنموذجا» وكما تعلمون فقد‬ ‫تطورت وسائل اإلعالم وتعددت في السنوات األخيرة‬ ‫بفضل التقدم العلمي والثورة التكنولوجية‪ ،‬وانفجار‬ ‫الوسيط االتصالي‪ ،‬وثورة المعلومات التي شهدها‬ ‫القرن العشرون‪.‬‬ ‫وقد أصبح اإلعالم ‪ -‬في عالمنا المعاصر ‪ -‬سالحا‬ ‫استراتيجيا ذا حدين‪ ،‬يرجح كفة هذا الطرف على ذاك‪،‬‬ ‫وقد يتحكم في مصيره في هذا الزمن الموصوف‬ ‫بالعولمة التي تعمل على إعادة تشكيل العالم وصياغته‬ ‫فكريا وسياسيا واقتصاديا‪ ....‬إلخ‪ ،‬بما يخدم مصلحة‬ ‫القوي الذي بيده زمام الحل والربط‪..‬‬

‫هذا المنطلق تسعى هذه األطروحة إلى الكشف عن أثر‬ ‫البيئة االتصالية الحالية على عملية تأثير هذه الوسيلة‬ ‫ باعتبارها من أقدم وسائل الخطاب اإلعالمي في هذه‬‫البالد ‪ -‬على الرأي العام الوطني‪ ،‬والكشف كذلك عن‬ ‫ذلك الدور الذي لعبته في تشكيل وتكوين وحتى خلق‬ ‫رأي عام وطني قادر على مسايرة التطورات الحاصلة في‬ ‫العالم‪ ،‬وقادر على فهم وتفسير وقراءة ما يدور حول‬ ‫وطنه من أحداث من جهة أخرى‪،‬‬ ‫ومن أجل فهم دور اإلذاعة الرسمية في تكوين‬ ‫الرأي العام‪ ،‬وكذا فهم األهمية التي يحتلها الخطاب‬ ‫اإلعالمي بشكل عام – كخطاب له أساليبه وأدواته‬ ‫ووسائله ومقوماته‪ ،‬قسمنا هذه األطروحة إلى بابين‪:‬‬ ‫قمنا في الباب األول بتوضيح الجانب المفاهيمي‬ ‫والتاريخي والنظري للخطاب اإلعالمي منطلقين من‬ ‫العام إلى الخاص‪ ،‬ومن الخاص إلى األشد خصوصية‪.‬‬ ‫أما الباب الثاني فقد خصصناه لإلطار التاريخي‬ ‫والتطبيقي للوسيلة المدروسة (اإلذاعة الرسمية) من‬ ‫خالل مراحلها التاريخية‪ ،‬وكذا مفهوم وأن��واع الرأي‬ ‫العام‪ ،‬والدور الذي لعبته اإلذاعة منذ االستقالل ولحد‬ ‫اآلن في تكوين وتماسك الرأي العام الوطني‪.‬‬ ‫والحقيقة أن أي باحث في هذا المجال سيصطدم‬ ‫بندرة المراجع التي تناولت الموضوع‬

‫إن الخطاب اإلعالمي صنف من الخطابات المتغلغلة‬ ‫في أعماق الحياة االجتماعية المؤثرة فيها‪ ،‬والمتأثرة‬ ‫بها‪ ،‬مقامه من المقامات التي لها السيادة في سلم‬ ‫الخطابات المعرفية األخرى‪.‬‬ ‫وقد شهد القرن الحادي والعشرون تقدما كبيرا‬ ‫وهائال في ث��ورة االتصال والمعلومات‪ ،‬فمن إعالم‬ ‫تقليدي انبثق عنه إعالم إلكتروني‪ ،‬ومن إعالم إلكتروني‬ ‫انبثق عنه إعالم رقمي إلكتروني‪ ،‬بحيث أصبحت األخبار‬ ‫تتداول بين الناس كل ثانية‪ ،‬وكل دقيقة‪ ،‬وفي كل‬ ‫ساعة بصورة آنية مستمرة‪ .‬ولعل من الطبيعي بالنظر‬ ‫إلى التطورات التكنولوجية الهائلة في مجال االتصال‬ ‫وما نتج عنه من خصائص جديدة على البيئة االتصالية‬ ‫الجديدة‪ ،‬أن تنعكس هذه المتغيرات الحديثة على‬ ‫اإلذاعة المسموعة باعتبارها إحدى الوسائل اإلعالمية‬ ‫التقليدية‪.‬‬ ‫وقد اتضح أن اإلذاعة المسموعة بشكل عام لم‬ ‫تكن غائبة عن هذا المشهد فقد استفادت هي األخرى‬ ‫من التقنيات المتطورة التي أتاحتها األقمار الصناعية‬ ‫وأجهزة الكومبيوتر‪ ،‬فضال عن ما وفرته التقنية الرقمية‬ ‫من إمكانيات مذهلة أدت إلى نقاء الصوت ودمج‬ ‫المعلومات مع الخدمات الصوتية في األشكال اإلعالمية‬ ‫الجديدة التي عرفت باسم (الملتي ميديا)‪.‬‬ ‫من هنا تبدو األهمية الكبيرة التي احتلتها اإلذاعة‬ ‫من بين وسائل الخطاب اإلعالمي قديما وحديثا‪ ،‬ومن‬

‫فالواقع أنه ال توجد دراسات اهتمت بدور الخطاب‬ ‫اإلعالمي في اإلذاعة الوطنية في تكوين الرأي العام‬ ‫الوطني ‪ -‬حسب علمي – وإنما هناك دراس��ات عامة‬ ‫وقليلة جدا تتحدث عن اإلعالم الموريتاني بشكل عام‪،‬‬ ‫ولعل الدراسة التي نشرها الخليل النحوي في الموسوعة‬ ‫الصحفية العربية‪ ،‬كانت من أهم ما كتب عن اإلعالم‬ ‫الموريتاني‪ ،‬باإلضافة إلى الصحافة الموريتانية‪ :‬الطريق‬ ‫إلى اإلصالح‪ ،‬لعبد اهلل ولد محمدو‪ ،‬ثم إذاعة موريتانيا‬ ‫ورحلة المصير للسني عبداوه‪ ،‬وبعض بحوث اإلجازة في‬ ‫المعهد العالي للدراسات والبحوث اإلسالمية‪ ،‬بموريتانيا‬ ‫والمعهد العالي لإلعالم واالتصال في المغرب‪ ,‬أما ما‬ ‫عدا ذلك فال علم لنا به‪ ،‬لذلك كان اعتمادنا إلى جانب‬ ‫المقابالت الشفوية المباشرة والميدانية واألرشيف‬ ‫الصوتي لإلذاعة على بعض المصادر المختلفة التي‬ ‫تتناول تاريخ اإلعالم العربي‪ ،‬فضال عن بعض المقاالت‬ ‫والمقابالت اإلعالمية التوثيقية التي تتناول موضوع‬ ‫اإلعالم الموريتاني بصفة عامة‬ ‫وقد انطلق البحث من سؤال رئيسي تفرعت عنه‬ ‫أسئلة ثانوية على الشكل التالي‪:‬‬ ‫ما دور خطاب اإلذاعة الرسمية في خلق وتكوين‬ ‫الرأي العام الوطني؟‬ ‫حيث أن وسائل اإلع�لام بصفة عامة تعتبر من‬ ‫الوسائل المؤثرة في تشكيل الوعي لدى المجتمعات‪،‬‬ ‫وقد دفع ذلك الباحثين إلى االهتمام بما تقدمه هذه‬

‫الوسائل‪ ،‬وتتبع اآلثار التي يمكن أن تتركها المادة‬ ‫اإلعالمية‪ ،‬ومضامينها من أنماط تفكير وتفسير الرأي‬ ‫العام بمختلف أنواعه‪.‬‬ ‫وعلى هذا فإن البحث يحاول تتبع وسائل اإلعالم‬ ‫ودراسة تأثير خطابها على الوعي المجتمعي بشكل‬ ‫عام‪ ،‬بهدف الوقوف على النتائج المترتبة على متابعة‬ ‫الجمهور اإلذاع��ي لتلك المادة المقدمة في خطاب‬ ‫اإلذاعة الرسمية‪ ،‬أو بمعنى أدق التوصل إلى نتائج علمية‬ ‫وعملية عبر الدراسة الموضوعية ألهم إفرازات الخطاب‬ ‫اإلذاعي الموريتاني على عالقة الرأي العام المتمثل ‪ -‬في‬ ‫هذه األطروحة ‪ -‬في مستمعي اإلذاعة‪ ،‬بما تقدم هذه‬ ‫الوسيلة التي تعتبر من أقدم الوسائل اإلعالمية في‬ ‫موريتانيا‪.‬‬ ‫ويمكن توضيح مشكلة الدراسة من خالل ما أفرزه‬ ‫التساؤل الرئيس من تساؤالت فرعية على النحو التالي‪:‬‬ ‫ـ هل ما زالت اإلذاعة الرسمية تتمتع بالجماهيرية‬ ‫ف��ي ظ��ل التطور الحاصل ف��ي المشهد اإلعالمي‬ ‫الموريتاني؟‬ ‫ـ ما حقيقة الدور الذي تقوم به اإلذاعة الوطنية في‬ ‫التأثير على الرأي العام الموريتاني؟‬ ‫ـ هل تصالح الخط التحريري لإلذاعة الوطنية مع‬ ‫واجبات تحرير المجال السمعي البصري‬ ‫في موريتانيا؟‬ ‫ـ هل يعاني الخطاب في اإلذاعة‬ ‫الرسمية من التنافس الحاصل في‬ ‫المشهد اإلعالمي الموريتاني بصفة‬ ‫عامة؟‬ ‫وتوصل البحث إل��ى أن خطاب‬ ‫اإلذاعة الرسمية مر في تكوين وخلق‬ ‫وتشكيل ال��رأي العام الوطني بثالث‬ ‫مراحل مهمة ودخل بعد ظهور اإلعالم‬ ‫الجديد‪،‬وتحريرالمجالالسمعيالبصري‬ ‫في موريتانيا مرحلة رابعة وهامة خاصة‬ ‫أن الدولة في هذه المرحلة تنازلت عن‬ ‫هذا الفضاء السمعي البصري‪ ،‬وحولت‬ ‫المؤسسات اإلعالمية الرسمية إلى‬ ‫مؤسسات خدمة عمومية‪.‬‬ ‫وب��ع��د دراس����ة ه���ذه ال��م��راح��ل‬ ‫واالستعانة بنماذج من البرامج في‬ ‫اإلذاعة الوطنية يبدو جليا أن الخطاب‬ ‫اإلذاعي الرسمي ظل يخلق ‪ -‬بشكل أو‬ ‫بآخر ‪ -‬رأيا عاما وطنيا‪ ،‬حيث رأينا مدى‬ ‫تفاعل المستمعين مع البرامج‪ ،‬خاصة‬ ‫النموذجين السياسي والديني‪ ،‬وقد‬ ‫اتضح أيضا أن اإلذاعة الوطنية ما زالت تتمتع بنسبة‬ ‫كبيرة من تلك الجماهيرية التي حافظت عليها لفترات‬ ‫طويلة‪ ،‬نظرا لغياب البديل على المستوى الوطني‪.‬‬ ‫وعلى هذا يمكن القول إن الخطاب اإلعالمي‬ ‫لإلذاعة الرسمية ساهم مساهمة كبيرة في تشكيل‬ ‫وتكوين الرأي العام الوطني‪ ،‬وفي تشكيل الوطن بصفة‬ ‫عامة‪ ،‬وكان محكوما في كل مرحلة بتوجهات النظام‬ ‫القائم منذ االستقالل ولحد اآلن‪ .‬كما توصلت األطروحة‬ ‫من خالل المساطر البرامجية إلى االستنتاجات التالية‪:‬‬ ‫* البرامج في اإلذاعة الرسمية مازالت تحظى بقدر‬ ‫كبير من المتابعة‪ ,‬حيث رأينا أن الرأي العام ـ الذي تجلى‬ ‫في كمية المستمعين ـ تفاعل مع النماذج التطبيقية‬ ‫التي استعرضنا إيجابا في الغالب وسلبا في النادر‬ ‫وهذا ما يجعلنا نقول إن هذه النماذج البرامجية‬ ‫التي ـ رأيناـ تتمتع بثقة نسبة معتبرة من الرأي العام‬ ‫الوطني‪,‬‬ ‫* الخطاب اإلذاع��ي الرسمي بدأ بمرحلة كانت‬ ‫صعبة‪ ،‬نظرا لكونه نشأ في ظل دولة متنازع على‬ ‫وجودها أص�لا‪ ،‬وك��ان حريصا على أن يخصص كل‬ ‫توجهاته للتعبئة لالنتماء لهذا البلد‪ ،‬وفي هذه المرحلة‬ ‫ظلت اإلذاعة ناطقا رسميا باسم الدولة‪ ،‬وكرس النظام‬ ‫األحادية في المجالين السياسي واإلعالمي‪.‬‬

‫البقية ص ‪11‬‬


‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪899‬‬ ‫واستمرت هذه المرحلة من ‪ 1960‬وحتى حسم‬ ‫عملية االعتراف على مستوى المنظومة العربية والدولية‬ ‫سنة ‪.1973‬‬ ‫* مرحلة التوجه التنموي الذي سيطر ‪ -‬إن لم نقل‬ ‫استبد مباشرة بعد نهاية المرحلة السابقة – بالمسطرة‬ ‫اإلذاعية‪ ،‬وكأن الدولة بعد أن حصدت وحسمت عملية‬ ‫االستقالل تريد أن تعزز مجهوداتها بالجهود التنموية‬ ‫التي يقوم بها القادة في هذه المرحلة‪ ،‬وانتهت سيطرة‬ ‫هذه المرحلة بظهور التعددية التي ستبدأ معها مرحلة‬ ‫جديدة عام ‪.1991‬‬ ‫* مرحلة التعددية‪ :‬الحظنا أنه منذ سنة ‪1991‬‬ ‫ظهرت تشققات البعد التعددي‪ ،‬أو على األقل طرأ جديد‬ ‫ومستجد على المضامين الجديدة وهو البعد التعددي‪،‬‬ ‫من خالل إفساح المجال لبعض من الرؤية المغايرة‬ ‫والنقدية‪.‬‬ ‫تجسيدا لما تحقق بعد إعالن التعددية‪ ،‬وإن كان‬ ‫ثمة انسالخ دائم – في الخط التحريري لإلذاعة – بين‬ ‫مستوى النصوص وبين مستوى تطبيقاتها العملية‬ ‫– كما الحظنا – حتى بعد دخول اإلذاعة في المرحلة‬ ‫الرابعة‪ ،‬وبعد تحرير المجال السمعي البصري في‬ ‫موريتانيا‪.‬‬ ‫وعموما يمكن القـــول إن الصفـــات والسمات‬ ‫البارزة للخطاب اإلذاعي الموريتاني‪ ،‬هو توزعه وتنوعه‬ ‫في االهتمامات التي تطال البعد التعبوي والتنموي‬ ‫والتعددي‪ ،‬بحساب األنظمة القائمة‪ ،‬حينها والسياقات‬ ‫الضاغطة للمشهد اإلعالمي بصفة عامة‪.‬‬ ‫* الخطاب السياسي المعارض أيضا‪ :‬لم يجد النفاذ‬ ‫إلى اإلذاعة حتى بعد تحويلها إلى إذاعة خدمة عمومية‪.‬‬ ‫ورغم هذا كله توصلت األطروحة إلى أن الخطاب‬ ‫اإلذاعي الرسمي يواجه تحديات كبيرة‪ ،‬هذه التحديات‬ ‫منها أساسا‪:‬‬ ‫* أن اإلذاعة لم تعد الفاعل أو القناة الوحيدة في‬ ‫موريتانيا‪ ،‬حيث إنه حسب اإلحصائيات فإن كل المدن‬ ‫الموريتانية مربوطة بالكهرباء واإلنترنت‪ ،‬وهذا مما يعزز‬ ‫التنافسية ويطرح على الخطاب اإلذاعي تحديات جمة‬ ‫من أجل تأكيد وتعزيز ذاتيته مقارنة بخطاب وسائل‬ ‫اإلعالم األخرى‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫* التوجه الكبير الذي يشهده العالم من حيث‬ ‫اندماج الصوت والصورة في «الميلتي ميديا» يفرض‬ ‫على اإلذاعة أيضا – دون أن تتخلى عن خصوصياتها‬ ‫الخاصة بها – أن توائم وأن تنافس داخل هذا المناخ‬ ‫التنافسي بصفة عامة الذي نشهده كثيرا عند ظهور كل‬ ‫وسيلة إعالمية جديدة‪.‬‬ ‫* على اإلذاعة أن تتصالح مع واجبات قانون تحرير‬ ‫المجال السمعي البصري الذي يفرض تحولها من إذاعة‬ ‫رسمية إلى إذاعة خدمة عمومية تضمن النفاذ لمختلف‬ ‫الفاعلين السياسيين وأصحاب المظالم والمواطنين‬ ‫بصفة عامة‪ ،‬وأعتقد أن هذا التحدي يجب أن تعمل‬ ‫اإلذاعة على مواجهته وتجاوزه حفاظا على جماهيريتها‬ ‫من جهة‪ ،‬وعلى صناعة الرأي العام الوطني من جهة‬ ‫ثانية‪.‬‬ ‫صحيح أن الخطاب اإلذاعي الرسمي ما زال يحظى –‬ ‫كما بينا – بثقة كبيرة لدى الرأي العام الموريتاني‪ ،‬نظرا‬ ‫الرتباط اإلذاعة بالخبر الرسمي‪ ،‬إال أن الخط التحريري‬ ‫الذي دأبت عليه اإلذاعة في ظل الحزب الواحد‪ ،‬ما زالت‬ ‫تنهجه في ظل التعددية‪ ،‬وهو ما يعد انتهاكا واضحا‬ ‫للقانون‪.‬‬ ‫* غياب دراسات التأثير‪ :‬بمعنى أن الخطاب اإلذاعي‬ ‫الرسمي منذ نشأته وهو يكتفي بدور المرسل الذي‬ ‫يرسل رسالة إلى أسفنجة تمتصها الحقا دون أن يعير‬ ‫كبير اهتمام إلى مستوى رجع الصدى‪،‬‬ ‫دراس��ات التأثير غائبة‪ ،‬وكذلك دراس��ات الكمية‬ ‫المرتبطة بمسألة التأثيرات المحتملة لخطاب اإلذاعة‬ ‫في جمهوره‬ ‫وأعتقد أن حضور هذه الدراسات قد يشكل جزءا‬ ‫يعزز من هذه الرؤية الشمولية لمستوى تأثير وتأثر‬ ‫اإلذاعة كوسيلة ناقلة للخطاب أو مستوى تأثر الجمهور‬ ‫كمستقبل لهذه الوسيلة‪.‬‬ ‫* البرامج في اإلذاعة الرسمية على الرغم من أنها‬ ‫تحظى بنسبة معتبرة من مختلف مشارب الرأي العام‬ ‫الموريتاني فإنها أيضا تبدو طويلة جدا وغير متماسكة‪,‬‬ ‫مما قد يعرض المستمع للضياع وعدم التركيز‪.‬‬

‫وهذا ما يجعلنا نوصي بإعادة النظر في طريقة‬ ‫تقديم البرامج وجعلها تتماشى مع التطورات اإلعالمية‬ ‫وذلك من خالل تقديمها في قوالب جديدة قابلة لشد‬ ‫انتباه الجمهور الذي يتوفر له العديد من البدائل‪ ,‬داخل‬ ‫الوطن وخارجه‪.‬‬ ‫* منافسة وسائل التواصل االجتماعي‪ :‬وكمثال‬ ‫على هذه المنافسة نذكر برنامج البالغات الشعبية الذي‬ ‫كان من أكثر فقرات اإلذاعة متابعة يوميا‪ ،‬وقد حصلت‬ ‫اإلذاعة من خالله على جائزة بمناسبة نجاح هذا البرنامج‬ ‫على المستوى اإلفريقي‪ ،‬لكن لم يعد له اليوم معنى‪،‬‬ ‫نظرا لمنافسة وسائل التواصل االجتماعي التي وفرت‬ ‫مهنة التواصل بين المواطنين بسرعة فائقة وبكل‬ ‫سهولة‪ ،‬وهذا ما يفرض على اإلذاعة أن تحسن أداءها‬ ‫على مستوى الشكل وعلى مستوى المضمون‪ ،‬حتى‬ ‫توائم وتواكب هذا المناخ التنافسي الجديد‪.‬‬ ‫* انعدام التكوين وإع���ادة التأهيل المستمر‬ ‫للطواقم اإلذاعية‪ :‬وأعتقد أنه يتعين في هذا الصدد‬ ‫وجود صحفيين محترفين يمكن أن يقدموا الخطاب‬ ‫اإلذاعي حسب المواصفات والمعايير المهنية والدولية‬ ‫المطلوبة‪ ،‬أو على األقل قادرين على إنتاج خطاب إعالمي‬ ‫مؤثر في الرأي العام‪ ،‬وهذا ما يجعلنا نوصي بالتكوين‬ ‫وإعادة التأهيل المستمر للكادر البشري الذي يعد ركنا‬ ‫مهما من أركان الخطاب اإلعالمي بصفة عامة واإلذاعي‬ ‫بشكل أخص‪.‬‬ ‫* أصبحت اإلذاعة اليوم تعاني أيضا من منافسة‬ ‫التلفزيونات خاصة أننا نعيش اليوم في عصر الصورة‪.‬‬ ‫صحيح أن اإلذاعة لها خصائصها التي تضمن لها‬ ‫البقاء‪ ،‬لكن ال شك أنها منذ ظهور التلفزيون الموريتاني‬ ‫سنة ‪ 1982‬أصبحت منافسة في عملية التأثير هذه على‬ ‫الرأي العام الوطني‪ ،‬وهذا ما يتطلب تحسين مخرجات‬ ‫الخطاب اإلذاع��ي حتى يكون قادرا على مسايرة هذا‬ ‫الركب االتصالي الجديد‪.‬‬ ‫* اإلذاع��ات الدوليــة التي أصبحــت تبـــث في‬ ‫أنواكشوط على ‪ FM‬كإذاعة فرنسا الدولية‪ ،‬وإذاعة‬ ‫ميدي‪ 1‬والجزيرة باتت تزاحم اإلذاعة في التأثير على‬ ‫الرأي العام الموريتاني‪ ،‬خاصة عندما يتعلق األمر بالرأي‬ ‫العام السياسي‪.‬‬

‫* ظهور اإلذاع���ات الخصوصية الوطنية التي‬ ‫أصبحت تنافس اإلذاعة الرسمية على جميع المستويات‪،‬‬ ‫فعلى المستوى السياسي‪ :‬يبدو سقف الحرية في هذه‬ ‫المحطات أقوى‪ ،‬والطيف السياسي الذي تنفتح عليه‪،‬‬ ‫والمساحة التي تعطي للرأي اآلخر غير الرسمي أكبر مما‬ ‫يعطيه الخطاب اإلذاعي الرسمي‪ ،‬وعلى مستوى البرامج‬ ‫الثقافية واالجتماعية أصبحنا نتابع غالبيتها على اإلذاعات‬ ‫الخصوصية‪ ،‬سواء كانت برامج دينية أو برامج شبابية أو‬ ‫ترفيهية‪ ،‬وهذا ما يجعلنا نقول إن هذه اإلذاعات الخاصة‬ ‫تزاحم وتنافس اإلذاعة الرسمية في صناعة الرأي العام‬ ‫الوطني بدون شك‬ ‫صحيح أن لهذه المحطات هي األخرى مشاكل‬ ‫وتحديات كبيرة – لسنا بصدد الحديث عنها – تحد‬ ‫من تأثير خطابها على ال��رأي العام الوطني‪ ،‬ولكن‬ ‫سقف الحرية الذي أتاحته المحطات الخاصة‪ ،‬ومقص‬ ‫رقيب اإلذاعة الرسمية وفر مادة إعالمية خصبة لهذه‬ ‫المحطات استطاعت من خاللها منافسة اإلذاع��ة‬ ‫الرسمية إلى حد كبير‪.‬‬ ‫إذن أع��ود ألخلص فأقول إن اإلذاع��ة ساهمت‬ ‫مساهمة كبيرة في تكوين الرأي العام الوطني‪ ،‬وفي‬ ‫تأسيس الدولة الوطنية‪ ،‬وكانت مدنية في كل مرحلة‬ ‫من مراحلها لسيطرة بعد تعبوي أو تنموي أو تعددي‬ ‫بحساب التوجهات السياسية والسياقات اإلعالمية‬ ‫الضاغطة‪.‬‬ ‫وأعتقد أيضا أن الهشاشة ما زالت قائمة على‬ ‫مستوى المحطات اإلذاعية الخاصة والنزعة السلطوية‬ ‫مازالت مستبدة ومسيطرة على خطاب اإلذاعة العمومية‬ ‫(الرسمية)‪ ،‬وعندما نعمل على تحسين مخرجات الخطاب‬ ‫في المؤسسات اإلعالمية الخاصة نكون قد حققنا‬ ‫إنجازا‪ ،‬وعندما نعمل على تخفيف تلك النزعة السلطوية‬ ‫في مؤسسات اإلعالم الرسمي‪ ،‬وتكريس نفاذ مختلف‬ ‫الفاعلين إلى اإلعالم نكون أيضا قد حققنا إنجازا كبيرا‪،‬‬ ‫يزيد ال محالة من فاعلية الخطاب اإلعالمي الموريتاني‪،‬‬ ‫ويعزز من دوره في تكوين الرأي‪.‬‬

‫توصلنا برسالة موجهة‪ ،‬عبر وسائل اإلعالم‪ ،‬إلى عمدة طنجة‪ ،‬من طرف الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية‪ ،‬حول واجب االهتمام بلغة القرآن في‬ ‫سائر مجاالت التعامل مع المواطنين‪.‬‬ ‫في هذه الرسالة‪ ،‬يثير األستاذ مصطفى البقالي الطاهري‪ ،‬عضو المجلس الوطني للجمعية‪ ،‬انتباه العمدة إلى محاولة التشويه الذي يصيب اللغة العربية‬ ‫ومحاولة تغريبها بدعم من دعاة الفرنسية واألدرجة العيوشية‪ ،‬ويطالب بضرورة احترام اللغة الرسمية األولى والموحدة للمغاربة بفرض استعمالها‬ ‫االستعمال األمثل في جميع مجاالت الحياة العامة‪.‬‬ ‫وتعميما للفائدة‪ ،‬ننشر النص الكامل لرسالة الجمعيـة المغربية لحماية اللغة العربية‪ ،‬مع التعبير عن دعمنا الكامل لمضمون هذه الرسالة‪.‬‬ ‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫طنجة في ‪2017 / 7 / 19 :‬‬ ‫إلى المحترم السيد رئيس الجماعة الحضرية بطنجة‬

‫السالم عليكم ورحمة اهلل‬ ‫و بعد ‪،‬‬ ‫أجد نفسي مشدودا إلى مكاتبتكم بعدما سبق لنا أن اجتمعنا بنائبتكم باسم الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية ـ فرع طنجة ـ وسجلنا عدة نقط فيما يخص االهتمام باللغة‬ ‫العربية على مستوى عموديتكم ‪ ،‬لكننا الحظنا أن المسألة ليست من األوليات عندكم ‪ ،‬األمر الذي جعلنا مضطرين إلى االتصال بكم عن طريق الصحافة ‪ ،‬لنذكر بأن حزبكم‬ ‫صاحب المرجعية اإلسالمية وصاحب األغلبية هو الذي ينبغي أن يكون في مقدمة المدافعين عن لغة القرآن ولغة محمد الرسول صلى اهلل عليه وسلم خاصة وأنكم تتوفرون على‬ ‫سلطة التسيير واإلشراف والتوقيع ‪ ..‬فال معنى لوجودنا إذا كنا في هذا المستوى ونحن نغض الطرف عما يحدث للغة القرآن من تشويه وحروب متتابعة ال تفتر من أجل إيقاف‬ ‫مدها وتغريبها وإشعار األمة أن اللغة الرسمية الحقيقية هي اللغة الفرنسية‪ ،‬أما لغتنا الرسمية فحقوقها ال تناهز حقوق الدارجة العيوشية التي وصل ممثلوها بقدرة قادر إلى‬ ‫المجلس األعلى للتعليم أمال في فرضها علينا لنتعلم بها مصطلحات ‪ :‬فورفي – شارجور – ريزو – تكونيكطا – بورطابل – شارج – فيبـي ‪ .. -‬الخ‪.‬‬ ‫إنها مصطلحات بليغة تبهج عمالء الدارجة الذين يعملون ليل نهار على تلقين أبنائنا عن طريق اإلشهار كلمات سوقية ال يراد منها سوى تغييب وتغريب لغة العلم والحضارة‬ ‫والتقدم تبعا لما كان يفعله االستعمار الفرنسي بقيادة المستعمر ليوطي الذي صمدت في وجهه لغتنا بقيادة الحركة الوطنية وعلى رأسها الملك الوطني محمد الخامس ملك‬ ‫العروبة واإلسالم ‪.‬‬ ‫إننا إن بقينا نتفرج سنجد يوما أن العربية قد غيبت تماما من محيطنا وفضاءاتنا وشوارعنا وتكون مدرسة ليوطي قد حققت حلمها بواسطة مريديها وتالمذتها الذين حتى‬ ‫أحالمهم مفرنسة وباألحرى ما يتعلق باألمور األخرى ‪..‬‬ ‫نحن الذين نزعم أننا مسلمون مسؤولون عن مصير لغة الوحي ولغة أهل الجنة ‪ ،‬سيحاسبنا اهلل في الدنيا واآلخرة ألن لغة القرآن مسؤول عنها كل المسلمين الذين يشهدون‬ ‫أن ال إله إال اهلل وأن محمدا العربي رسول اهلل‪ ،‬فالقرآن العربي كالم اهلل ولسان محمد العربي كالم رسول اهلل ‪ ،‬لذا ينبغي للمتحرشين باللغة العربية أن يعلموا أن اهلل سيعاقبهم‬ ‫في الدنيا واآلخرة ولن يفلت منهم أحد كيفما كان ‪..‬‬ ‫نحن إذ نلتجئ إليكم نعلم أن لديكم عدة إمكانيات لمساعدتنا ألداء رسالتنا في إطار العمل على احترام اللغة الرسمية األولى الموحدة باستعمالها في جميع المجاالت كما‬ ‫تستعمل اللغة الفالمانية والهولندية والتركية والعبرية والفرنسية والصينية واليابانية والكورية‪ ..‬الخ‪ .‬ومن ضمن اإلمكانيات ربط الرخص باستعمال اللغة الرسمية في واجهات‬ ‫المتاجر مع القيام بحملة توعية دفاعا عن لغة الوحي‪ ،‬ونحن رهن اإلشارة فيما يخص هذا الشأن ‪ ،‬لذا ال بد أن تعتبرونا إلى جانبكم في أي موقف نضالي لصالح اللغة العربية ‪.‬‬ ‫« �إن ين�رصكم اهلل فال غالب لكم و�إن يخذلكم فمن ذا الذي ين�رصكم من بعده وعلى اهلل فليتوكل امل�ؤمنون» سورة آل عمران ‪ - .‬صدق اهلل العظيم ‪-‬‬ ‫و تقبلوا سيدي العمدة المحترم تحياتنا الصادقة‪.‬‬ ‫و السـالم‬

‫مصطفى البقالي الطاهري‬

‫عضو المجلس الوطني للجمعية المغربية‬ ‫لحماية اللغة العربية‬


‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪899‬‬

‫من ذاكرة تطوان الثقافية والرياضية والفنية واالجتماعية‪...‬‬

‫رحيل فريق ˝أتلتيكو تطوان˝ سنة ‪1956‬‬

‫‪-‬‬

‫الباحث ‪ :‬الزبير بن األمين‬

‫فريق ريال مدريد بملعب سانية الرمل بتطوان يوم األحد ‪ 6‬يناير ‪ 1952‬مشكال من‪:‬‬ ‫‪( – Alonso – Alonso-Oliva – Navarro – Muñoz‬الـــالعـب الكبير والمدر ب المقتـــدر) – ‪Zarraga -‬‬ ‫‪Molowny – Olsen- Pahiño – Joseito - Cabrera‬‬

‫فريق أتلتيكو تطوان وهو في قمة احترافه بالقسم األول من البطولة اإلسبانية وذلك في موسم ‪ ،1952/1951‬عندما قابل فريق ريال مدريد بملعب سانية الرمل يوم‬ ‫األحد ‪ 6‬يناير ‪ ،1952‬وانتهت النتيجة بالتعادل ‪.3 – 3‬‬ ‫الواقفون من اليسار إلى اليمين‪.Hurtado – Julian –Castillo – Marti Gimeno – Patricio – Seisdedos - Pachon :‬‬ ‫الجالسون‪ :‬من اليسار إلى اليمن‪ - Sevilla :‬لحسن شيشا – ‪.Solano – Moreno – Jaco‬‬

‫في يوم سابع أبريل سنة ‪ ،1956‬وعلى‬ ‫الساعة السادسة والنصــف صباحا أعلنــت‬ ‫إسبانيا اعترافها باستقالل منطقة حمايتها‬ ‫بشمال المغرب المعروفة باسم (المنطقة‬ ‫الخليفية)‪ ،‬كما أعلنت فرنسا أيضا من قبل‪،‬‬ ‫استقالل المنطقة السلطانية‪ .‬وبذلك رجعت‬ ‫السيادة الوطنية ألهلها األصليين بعد أربع‬ ‫وأربعين عاما من االحتالل واالستغالل‪ .‬وتوحد‬ ‫شمال المغرب بجنوبه تحت قيادة ملك البالد‬ ‫المغفور له محمد الخامس‪.‬‬ ‫وبرجوع السيادة الوطنية أصبح وضع‬ ‫األندية الرياضية اإلسبانية والفرنسية شائكا‬ ‫ومحرجا على تراب المغرب‪ ،‬وفي مقدمتها‪،‬‬ ‫نادي˝أتلتيكو تطوان اﻹسباني‪ ˝.‬وللحسم في‬ ‫الموضوع انعقد يوم السبت ‪ 7‬يوليوز سنة‬ ‫‪ 1956‬بمدينة الدار البيضاء اجتماع المجلس‬ ‫الوطني لمندوبي الفرق الكروية‪ ،‬حضره كل‬ ‫من مندوب ناد ي ˝أتلتيكو(‪ )1‬تطوان �‪Atlé‬‬ ‫‪ ˝،tico de Tetuán‬ومندوب فريق ˝إسبانيا‬ ‫الرياضية لمدينة طنجة˝ ˝‪España de‬‬ ‫‪ ،˝Tánger‬نوقشـــت خاللــه ودرست عدة‬ ‫قضايا من بينهــا‪ ،‬الوضعيــة القانونيـــة‬ ‫للناديين في البطولة المغربية حيث انتهى‬ ‫االجتماع بمنع السلطـات المغربية الفريقين‬ ‫اإلسبانييـــن رسميا من مواصلة نشاطهما‬ ‫الرياضي على أرضية المالعب المغربية‪.‬‬ ‫وأمام تعذر استمرارية فريق ˝أتليتكو‬ ‫تطوان˝ على أرض الوطن لكونـــه ينتسب‬ ‫أوال إلى الجامعة اإلسبانية لكرة القدم‪ ،‬وإلى‬ ‫مؤسساتها الرسمية التي ترعاه بالقسم‬ ‫الثاني‪ .‬وثانيا حيث لم تعد له صالحية البقاء‪،‬‬ ‫وال شرعية الممارسة فوق التراب الوطني بعد‬ ‫االستقالل‪ ،‬تم فورا التفكير من طرف مسيريه‬ ‫في إلحاقه بفريق مدينة سبتة‪.‬‬ ‫وبعد أيام من االستشارات االستعجالية‪،‬‬ ‫واالجتماعاتاالستثنائيةبينمكتبيالفريقين‪،‬‬ ‫تم توقيع اتفاقية إدماجهما في ناد واحد‪ ،‬تحت‬ ‫اسم جديد هو «أتلتيكو سبتة ‪Atlético de‬‬ ‫‪ »Ceuta‬وذلك بتاريخ ‪ 9‬يوليوز عام ‪.1956‬‬ ‫ليصبح في الموسم التالي منخرطا في القسم‬ ‫الثاني من البطولة اإلسبانية لكرة القدم‪.‬‬ ‫وقد انكب اإلسبان بعد إتمام عملية‬ ‫توحيد الناديين‪ ،‬على تعزيز وتقوية فريقهم‬ ‫الجديد «‪« AT. de Ceuta‬وجعله وريثا‬ ‫للنادي التطواني الراحل‪ .‬فاختاروا له مدربا‬ ‫إسبانيا ناجحا هو׃ ‪Rogelio Santiago‬‬ ‫المعروف ب˝للي˝ «‪ .»lelé‬وتعاقدوا مع أفضل‬ ‫العبي ˝أتلتيكو تطوان˝ السابقين‪ .‬وعملوا ما‬ ‫في وسعهم لتحويل األنظار إلى هذا الفريق‬ ‫الجديد‪ ،‬وتلميع صورته إلى الجماهير السبتية‬ ‫عن طريق اإلشهار‪ ،‬وإغراء جمهور تطوان‬ ‫وطنجة وباقي مدن الشمال بمتابعة منافساته‬ ‫بالقسم الثاني من البطولة اإلسبانية‪ ،‬مؤملين‬ ‫الوصول به إلى قسم الكبار‪ ،‬كما كان الحال‬ ‫سابقا مع نادي مدينة تطوان‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫تشبثهــم بالحفـاظ على القميـص القديم‬

‫﴿األحمر المخطط باألبيض﴾ باعتباره رمزا‬ ‫وامتدادا للنادي التطواني‪ .‬وقد حققوا بعض‬ ‫أهدافهم كجلب الجمهور‪ ،‬وصرفه عن مالعبه‬ ‫في بعض الفترات‪ ،‬وإبقاء الفريق لمدة ‪11‬‬ ‫سنة في القسم الثاني‪ ،‬ولكنهم لم يحققوا‬ ‫حلم الصعود إلى قسم الكبار‪ .‬فتراجع الفريق‬ ‫السبتي عبر مراحل زمنية‪ ،‬ونزل في النهاية‬ ‫إلى القسم الثالث‪ ،‬ثم إلى قسم الهواة‪.‬‬ ‫وبعد يوم واحد من توقيع اتفاقية توحيد‬ ‫الفريقين اﻹسبانيين‪ ،‬نشر الصحافي اإلسباني‬ ‫˝خوصي لوريطي‪ ˝،José lorite ،‬مقاال‬ ‫مطوال في جريدة˝يومية إفريقيا» بعنوان‬ ‫« باقة ورود على قميص فريقنا األبيض‬ ‫واألحمر» استعرض فيه‪ ،‬بحسرة وبنبرة األسى‬ ‫مسار حياة ˝أتلتيكو تطوان˝ منذ تأسيسه سنة‬ ‫‪ 1932‬بمدينة تطوان إلى توقيفه وانتهائه‪،‬‬ ‫أو حسب تعبير لوريطي الواضح ׃ ˝إلى موته‬ ‫سنة ‪ .˝1956‬أربع وعشرون سنة من العطاء‬ ‫الرياضي والنشاط الكروي الموسوم أحيانا‬ ‫باالحتراف والتألق‪ ،‬استمتع جمهور تطوان‬ ‫خالل هذه الحقبة الزمنية‪ ،‬وجمهور مدن‬ ‫الشمال على اختالف أصنافه‪ ،‬بالفرجة الممتعة‬ ‫الراقية‪ .‬وشاهـــد عن قرب أنديــة عظمى‬ ‫خصوصا في موسم ‪ ﴾1952/1951‬تحل‬ ‫بملعب سانية الرمل‪ ،‬كنادي ˝ريال مدريد˝‬ ‫بالعبيه العالميين (مونيوز ‪ ،Muñoz‬باهينيو‬ ‫‪، Pahiño‬ومولونيي ‪ ،)Molowny‬ونادي‬ ‫˝برشلونة˝ ( بكوبال ‪ ،Kubala‬وراماجطس‬ ‫‪، P. Ramallets‬وسيكــــارا ‪،)Segarra‬‬ ‫ونادي ˝أتلتيكو مدريد˝ ﴿بالعربي بن مبارك‪،‬‬ ‫‪ Juncosa‬و ‪ Escudero‬و ‪) ...Carlsson‬‬ ‫واستطاع النجم المغربي «لحسن شيشا»‬ ‫بدوره أن يسحر‪ ،‬ويبهر جماهير مالعب إسبانيا‬ ‫بفنيته العالية‪ ،‬وقدرته اإلبداعية الفائقة‪ ،‬كاسبا‬ ‫لنفسه ولفريق المدينة والسم المغرب إعجاب‬ ‫وتقدير المئات‪ ،‬بل اآلالف من المشاهدين‬ ‫والمتتبعين‪.‬‬

‫* مقابلة الوداع ‪:‬‬

‫في يوم األحد فاتح يولوز ‪ 1956‬أجريت‬ ‫مقابلة ودية بين ˝المغرب التطواني˝ (الذي‬ ‫تأسس سنة ‪ 1928‬على يد الحركة الوطنية)‪،‬‬ ‫وبي ن ˝أتلتيكو تطوان˝ �‪Atlético de Te‬‬ ‫‪ tuán‬انتهت بالتعادل ‪.2-2‬‬ ‫وقد وصفت جريدة ˝األمة˝ الصادرة‬ ‫بتطوان في عددها ‪ 875‬أجواء ما قبل المباراة‬ ‫قائلة‪ « :‬جرت مسابقة في الدراجات الهوائية‪،‬‬ ‫اشترك فيها مجموعة كبيرة من الهواة‬ ‫التابعين للشبيبة االستقاللية‪ ،‬كما قدمت‬ ‫طالبات مدرسة األميرة فاطمة منتخبات من‬ ‫األناشيد الوطنية لتحميس الجمهور‪ ،‬وقد‬ ‫استقبل الخليفة بالهتافات والتصفيق»‪.‬‬ ‫وأضافت جريدة األمة׃ «ومن بواعث‬ ‫الفــرح أنــه‪ ،‬وألول مرة شاركت السيدات‬ ‫المغربيات في مشاهدة مثل هذه المباريات‪،‬‬ ‫وقد خصــص مدخول المقابلــة لصندوق‬

‫منكوبي الشمال»(‪ .)2‬وكانت أثمنة تذاكر‬ ‫المقابلة ‪ 40‬بسيطة للمنصة المغطاة‪ ،‬و‪25‬‬ ‫بسيطةللمدرجاتالجانبيةوالمقابلةللمنصة‪.‬‬

‫* وصف المقابلة‪:‬‬

‫قاد المقابلـــة الحكم السيد ميكــل‬ ‫كوركلس ‪ Miguel Córcoles‬من تطوان‪.‬‬ ‫وتقدم فريق المغرب التطواني – معززا ببعض‬ ‫العناصر المغربية ‪ -‬بالتشكيلة التالية‪:‬‬ ‫في حراسة المرمى ‪ :‬محمد بن عمر‪.‬‬ ‫في الدفــاع ׃ سالم العيساوي‪ ،‬محمد‬ ‫الريفي‪ ،‬والمكي‪.‬‬ ‫في وسط الميدان‪ :‬مصطفى الوزاني ‪،‬‬ ‫ومحمدالنتيفي‪.‬‬ ‫أما الهجوم فشكله‪ :‬عبد اهلل األنطاكي‪،‬‬ ‫حسن أقصبي ‪ ،‬عبد القادرالفحصي‪،‬‬ ‫بنعيسى‪ ،‬وإبراهيم الحلـــوي الملقـــب‬ ‫بميكي﴾‪.‬‬ ‫وضمت عناصر فريق ˝أتلتيكو تطوان˝‬ ‫كال من‪:‬‬ ‫‪Rafa – Pedreño – Alarcón‬‬‫‪Jarque‬‬ ‫�‪Monti - Sevilla–Ramos - Car‬‬ ‫‪reras - Saborido – lópez – Anillo .‬‬ ‫تميزت المبــاراة بفنيــة فريــق عتيد‬ ‫ذي تجربة طويلة في الممارسة الكرويــة ‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫مثل مدينـة تطوان في البطولـة االحترافية‬ ‫اإلسبانية ‪ ،‬وبطموح فريق وطني عريق‪ ،‬فتي‬ ‫بعناصره الجديدة‪ ،‬ولكنــه ممتلئ حماسة‬ ‫وحيوية واستعدادا للمواجهة‪.‬‬ ‫دارت المباراة في أجواء لطيفة يطبعها‬ ‫االحترام والتقدير واالستقامــة‪ ،‬وتغمرهـــا‬ ‫االحتفالية‪.‬‬ ‫يسجل ˝األتلتيكو˝ إصابته األولى في‬ ‫الدقيقة التاسعة عن طريق العبه﴿ ﴿�‪Carre‬‬ ‫‪ ،﴾ras‬ليتعادل المغرب الرياضي في الدقيقة‬ ‫‪ 41‬من الشوط األول‪ ،‬من توقيع المهاجم‬ ‫عبد القادركرمي‪ .‬وفي الشوط الثاني يعود‬ ‫الالعب أنيجو ﴿‪ ﴾Anillo‬إلى تحقيق هدف‬ ‫السبق لصالح ˝أتلتيكو˝‪ ،‬لكن حسن أقصبي‬ ‫في الدقيقة ‪ 38‬يعادل الكفة‪ .‬وتنتهي المباراة‬ ‫بالتعادل‬ ‫‪ ،2-2‬فيقدم الخليفة موالي الحسن بن‬ ‫المهدي‪ ،‬في أجواء مفعمة بالفرح واالنشراح‪،‬‬ ‫كأسا فضية لعميد المغرب التطواني الالعب‬ ‫المقتدر المرحوم مصطفى الوزاني‪.‬‬

‫فريق برشلونة بملعب سانية الرمل بتطوان سنة ‪ 1952‬ويبدو في الصورة الواقفون من اليسار‪:‬‬ ‫‪.Ramallets – Calvet – Biosca – Segarra – Gonzalvo III – Cesar‬‬ ‫الجالسون من اليسار‪( Basora – Kubala :‬الالعب الدولي الشهري) ‪. Vila – Moreno – Nicolau‬‬

‫لحسن شيشـا الالعـــب‬ ‫المغربي الذي أبهـــر جماهير‬ ‫طنجة وتطـوان وجماهيـــر‬ ‫المالعب اإلسبانية بفنه الساحر‬ ‫وأسلوبــه البديـــع‪ ،‬ومهاراته‬ ‫العجيبة حيــن كان العبا أوال‬ ‫بنادي مغرب طنجة (من أواخر‬ ‫سنة ‪ 1948‬إلى ‪ )1951‬ثم بنادي‬ ‫أتلتيكو تطوان (ـمن ‪ 1951‬إلى‬ ‫‪.)1956‬‬

‫فريق المغرب التطواني معززا ببعض الالعبين المغاربة الذين ودعوا فريق أتلتيكو تطوان اإلسباني في مباراة‬ ‫ودية يوم األحد فاتح يوليوز ‪ .1956‬ويبدو على يمين الصورة السيد أحمد الظريف نائب الرئيس‪ ،‬ورئيس الفريق السيد‬ ‫أحمد الفياللي‪ ،‬وتتوسط الصورة ربيعة الظريف‪.‬‬

‫الهوامش ‪:‬‬

‫(‪ )1‬ـ حضر هذا االجتماع نظرا ألهميته السيد ˝خوليو بارس˝ ‪ ،Julio Parres‬رئيس النادي الفعلي‪ .‬وآخر رئيسه‪ .‬وكان‬ ‫مقر االجتماع هو بورصة الشغل بمدينة الدار البيضاء‪.‬‬ ‫ منكوبو الشمال‪ :‬المتضررون من الفياضانات التي ألحقت خسائر كبيرة بمنطقة العرائش والقصر الكبير خالل سنة‬‫‪.1956‬‬ ‫(‪ )2‬ـ منكوبو الشمال‪ :‬المتضررون من الفياضانات التي ألحقت خسائر كبيرة بمنطقة العرائش والقصر الكبير خالل‬ ‫سنة ‪.1956‬‬ ‫استمر تعامل ساكنة تطوان بالعملة اﻹسبانية ˝ البسيطة ˝ إلى حدود شهر فبراير ‪1958‬‬ ‫بعض الالعبين عزز بهم المغرب التطواني صفوفه في هذا اللقاء هم׃ حسن أقصبي ‪ ،‬وعبد اهلل األنطاكي﴿الملقب‬ ‫بعبد اهلل مالقة﴾‪ ،‬والمكي‪.‬‬


‫العدد ‪899‬‬

‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬يوليوز ‪2017‬‬

‫بصمات اإلبداع للصانع المغربي‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫�شكر على تعزية‬ ‫ً‬ ‫ونيابة عن‬ ‫يتشرّف نقيب هيئة المحاميين بطنجــة أصالة عن نفسه‬ ‫أعضاء مجلس الهيئة وكا ّفة المحاميات والمحاميين بطنجة وعبر ربوع‬ ‫الوطن‪ ،‬بأن يتقدّم بخالص الشكر واالمتنان لكل من قاسمنا ألم الفراق‬ ‫والمواساة في وفاة فقيد مهنة الدفاع‪ ،‬والحقوقي الفذ‪ ،‬والمحامي األلمعي‬ ‫المرحوم‬

‫النقيب الرئيس عبد السالم البقيوي‬

‫من داخل المغرب وخارجه‪ ،‬وأخصّ ّ‬ ‫بالذكر السيد وزير العدل والسيد‬ ‫وزير الدولة المك ّلف بحقوق اإلنسان‪ ،‬والسيد رئيس جمعية هيئات‬ ‫المحامين بالمغرب والسادة المسؤولين القضائيين على الصّعيد الوطني‬ ‫ّ‬ ‫وممثلي الهيئات‬ ‫والجهوي والسادة رؤساء الجماعات الترابية والبرلمايين‬ ‫ّ‬ ‫السياسية والنقابية والحقوقية على ما أعربــوا عنه من عميــق تأثرهم‬ ‫وصادق تعازيهم القلبية‪ ،‬نسأل اللهّ أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويلهم‬ ‫ذويه الصبر والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫النقيب‬

‫أحمد ّ‬ ‫الطاهري‬

‫دعوة عامة‬ ‫استفاقتْ دار الصنائع بتطوان من استشرافها ببصمات اإلبداع‬ ‫العربي اإلسالمي‪ ،‬أعطانا مرآة إيجابية عن محيطها األستاذ أنس‬ ‫الصوردو‪ .‬هو مدير قطاع منظم ألفق استراتيجي من التدبير المهني‬ ‫الجيِّد ‪.‬‬ ‫فكانت له الكلمة الطيبة التي ترنو من ثمرها وبجذورها‪.‬‬ ‫هذه المدرسة لم يصبها الوهن وال انتابها الضعف حين ولى‬ ‫أمر شؤونها الرجل العصامي‪ .‬فكانتْ قوته هي قوة األخالق‪ .‬وقد‬ ‫تمتْ له إنجازات فكان تطويرا هاما للمهارات في الدَّرْس والتحصيل‬ ‫واإلبداع‪َّ .‬‬ ‫إن إيمان اإلنسان بقضية ما‪ ،‬هي مصدر اتقان عمله‪ ،‬واتقان‬ ‫العمل عبادة‪ .‬ثمَّ استخدام الصانع المبدع غرس إحساسه‪ ،‬فشعر‬ ‫إن َّ‬ ‫بمغزى وجوده اإلنساني‪َّ .‬‬ ‫كل شيء خاضع للتطوُّر مع المحافظة‬ ‫على التراث‪ ،‬وهو كتابُ ما يضاف من مادة في صنعة صناعة التحف‬ ‫المغربية‪ .‬وقد استطاعتْ يد الصانع التطواني تبني بذرة تراثية حرفية‬ ‫لكي تنموَ بأسلوب حداثي يقتدي به العصريون‪ْ .‬‬ ‫إن قلنا ذلك فإنما‬ ‫نقوله على سبيل الواقع وليس تشدُّقا بالكالم‪ ،‬والكالم بقياس الخير‬ ‫والصالح‪ .‬فكان حفال بهيجا تحت عنوان «مدرسة الصنائع والفنون‬ ‫الوطنية بتطوان تحتفي بصناعها وتالميذها»‪.‬‬ ‫نظمت مدرسة الصنائع والفنون الوطنية بتطوان مساء يوم‬ ‫الثالثاء ‪ 4‬يوليوز ‪ 2017‬تحت إشراف المديرية اإلقليمية لوزارة الثقافة‬ ‫وبتعاون مع جمعية البر واإلحسان حفلها السنوي المعتاد بحضور‬ ‫المدير اإلقليمي لوزارة الثقافة بتطوان وعدد كبير من ممثلي المجتمع‬ ‫المدني وأولياء أمور تالميذ هذه المؤسسة باإلضافة ألطرها ومعلميها‬ ‫الحرفيينوتالمذتهم‪.‬‬ ‫ومن أبرز الفقرات التي تضمنها الحفل ما يلي‪:‬‬ ‫‪ )1‬افتتاح معرض منتجات األقسام والمحترفات التابعة للمدرسة‬ ‫( أعمال المعلمين والتالميذ )‪ ،‬حيث يقدم المعرض أبرز القطع الفنية‬ ‫التي أبدعتها يد الصانع التقليدي التطواني وأهم ما أنجزه تالمذتهم‬ ‫طيلة هذه السنة مع نماذج أخرى‪...‬وسيبقى هذا المعرض مفتوحا في‬ ‫وجه العموم إلى غاية يوم ‪ 14‬من هذا الشهر‪.‬‬ ‫‪ )2‬كلمة المدرسة‪ ،‬كانت من إلقاء السيدة مريم الودراسي‬ ‫بصفتها رئيسة لمكتب شؤون التالميذ‪ ،‬قدمت من خاللها نظرة‬ ‫عامة حول مسيرة هذه المؤسسة خالل الموسم الدراسي والتكويني‬ ‫المنتهي ‪ ،2017-2016‬مبرزة أهمية هذا الحفل الذي يقام خصيصا‬ ‫لتحفيز التالميذ والحرفيين والتعريف بقدراتهم اإلبداعية‪.‬‬ ‫‪ )3‬كلمة المدير اإلقليمي لوزارة الثقافة السيد أحمد اليعالوي الذي‬ ‫نوه من جهته بمكانة مدرسة الصنائع وبدورها البارز في المنظومة‬ ‫الثقافية والفنية بتطوان وبما ينتظرها من تطلعات كثيرة من شأنها‬ ‫تطوير أدائها لما فيه خير الصانع والتلميذ المتعلم‪.‬‬ ‫‪ )4‬توزيع شواهد التخرج على ‪ 5‬تالميذ وتلميذات أنهوا مشوارهم‬ ‫التكويني بنجاح وكفاءة مهنية‪ ،‬وهم على التوالي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬أحمد المريني ( من قسم الخشب المنقوش)‬ ‫‪ - 2‬محمد الخياط ( من قسم الخشب المنقوش )‬ ‫‪ - 3‬طارق الوهابي ( من قسم النجارة )‬ ‫‪ - 4‬حسناء اعليلش ( من قسم الطرز )‬ ‫‪ - 5‬سناء السليماني ( من قسم الطرز )‬ ‫‪ )5‬توزيع هدايا تشجيعية (‪ 300‬درهم نقدا) لفائدة بعض التالميذ‬ ‫المتألقين خالل السنة التكوينية ‪ ،2017/2016‬وهم على التوالي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬أيمن بركة ( من قسم الزخرفة والتلوين )‬ ‫‪ - 2‬محمد المرون ( من قسم الجبس المنقوش )‬ ‫‪ - 3‬أسامة الطريس ( من قسم الخشب المطعم )‬ ‫‪ - 4‬بشرى العمراني ( من قسم الطرز )‬ ‫‪ )6‬اإلع�لان عن أسماء الفائزين في مسابقة أفضل إبداعات‬ ‫التالميذ مع توزيع الهدايا النقدية عليهم حسب الترتيب اآلتي‪:‬‬

‫• الرتبة الثالثة (خمسمائة درهم ‪ 500 -‬درهم نقدا ) = التلميذة‬ ‫‪:‬شيماء أشغاف ( من قسم الطرز )‬ ‫• الرتبة الثانية (ألف وخمسمائة درهم ‪ 1500 -‬درهم موزعة على‬ ‫‪ 3‬تالميذ – بمعنى ‪ 500‬درهم للتلميذ ) = التلميذ طارق الوهابي ( من‬ ‫قسم النجارة ) ثم محمد الخياط وأحمد المريني ( من قسم الحشب‬ ‫المنقوش )‬ ‫• الرتبة األولى (ثالثة آالف درهم ‪ 3000 -‬درهم نقدا ) فاز بها‬ ‫تالميذ قسم الحدادة الفنية ووزع عليهم المبلغ المذكور بالتساوي ( أي‬ ‫‪ 750‬درهم للتلميذ )‪ ،‬ويتعلق األمر ب ‪ :‬أنس بنصالح ‪ /‬بالل حج ‪ /‬محمد‬ ‫أمين الرايس ‪ /‬عبد اإلله بن يشرق‪.‬‬ ‫‪ )7‬اإلعالن عن الفائزين في مسابقة أفضل إبداعات المعلمين‬ ‫الحرفيين مع توزيع الهدايا النقدية حسب الترتيب التالي‪:‬‬ ‫• الرتبة الثالثة (ألفي درهم ‪ 2000 -‬درهم ) فاز بها معلم قسم‬ ‫الخشب المطعم السيد بالل الوجيه‪.‬‬ ‫• الرتبة الثانية ( ثالثة آالف درهم – ‪ 3000‬درهم) فاز بها معلم‬ ‫قسم الجبس المنقوش السيد عبد الجليل الرورو‪.‬‬ ‫• الرتبة األولى ( خمسة آالف درهم – ‪ 5000‬درهم ) فاز بها معلم‬ ‫قسم الزخرفة والتلوين السيد محمد أمغوز‪ ،‬وهي القطعة التي ساهم‬ ‫في إنجازها أيضا معلم النجارة السيد عبد الغني بن شقرون‪.‬‬ ‫و من أجل اختيار القطع الفائزة في مسابقة أفضل اإلبداعات كانت‬ ‫لجنة للتحكيم قد اجتمعت يوم الجمعة ‪ 30‬يونيه ‪ 2017‬بفضاء دار‬ ‫الصنعة وخرجت بالنتائج السالفة الذكر‪ ،‬وكانت مكونة من السادة‪:‬‬ ‫ علي اليونسي ( معلم حرفي سابق )‬‫ بوزيد بوعبيد ( فنان تشكيلي )‬‫ ف��وزي الطنجبة ( مسؤول عن قسم المعارض بالمديرية‬‫اإلقليمية للثقافة بتطوان‬ ‫ رشيد الميموني ( رئيس منتدب لجمعية البر واإلحسان)‬‫ الزبير بن األمين ( أستاذ باحث وممثل المجتمع المدني )‬‫ يوسف بلحين ( إعالمي )‬‫ أنس الصردو ( مدير مدرسة الصنائع والفنون الوطنية بتطوان‬‫ مريم الودراسي ( رئيسة مكتب شؤون التالميذ بدار الصنعة )‬‫ محمد شلوان ( من األطر السابقة لدار الصنعة)‪.‬‬‫هذا وكان جوق محمد العربي التمسماني للمعهد الموسيقي‬ ‫بتطوان برئاسة األستاذ الفنان السيد محمد األمين األكرامي هو من‬ ‫أحيى هذا الحفل البهيج‪.‬‬ ‫وكانت المديرية اإلقليمية لوزارة الثقافة هي من التزمت بأداء‬ ‫الجوائز المالية لمسابقة المعلمين الحرفيين وجزء من جوائز مسابقة‬ ‫التالميذ‪ ،‬فيما تكفل الفاضل الكريم السيد الحاج الناصر مازوز بأداء‬ ‫الجزء المتبقي من جوائز التالميذ والهدايا التشجيعية باإلضافة إلى‬ ‫حفلة الشاي‪...‬فيما كانت هناك مساهمة رمزية للسادة علي اليونسي‬ ‫والزبير بن األمين وأحمد مغارة‪.‬‬ ‫تناوب على إحياء فقرات األمسية بموسيقى اآللة ثلة من خيرة‬ ‫العازفين لجوق المعهد التطواني‪ ،‬وقد شنف وأتحف أسماع الحاضرين‪،‬‬ ‫برئاسة األستاذ محمد األمين األكرامي بمعية الصوت المالئكي لزينب‬ ‫أفيالل‪ ،‬أضاءتْ جنبات “ جنان العريف “ بالفضاء األندلسي لدار الصنعة‪.‬‬ ‫صدق الحكيم في نظمه هذه األبيات ‪:‬‬ ‫أيها العمال أفنوا العمـر كدًّا واكتســـابا‪،‬‬ ‫واعمروا األرض فلوال سعيكم أمستْ بيابا‬ ‫اتقنــوا يحييكم اهلل ويرفعكــم جنــابـــا‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫إن للمتقـــن عنــد اهلل والنـــاس ثـوابـا‪.‬‬

‫يتشرّف نقيب هيئة المحامين بطنجة بدعوتكم لحضور‬ ‫مراسيم تأبين الفقيد النقيب األستاذ عبد السالم البقيوي‬ ‫عضو مجلس هيئة المحامين بطنجة ورئيس سابق لجمعية‬ ‫هيئات المحامين بالمغرب المزمع تنظيمه يوم السبت‪29‬‬ ‫يوليوز ‪ 2017‬من الساعة الرابعة بعد الزوال بالمركب ال ّثقافي‬ ‫«أحمد بوكماخ» بطنجة‪.‬‬ ‫النقيب‬

‫أحمد ّ‬ ‫الطاهري‬

‫َا�ض َي ًة َم ْر ِ�ض َّي ًة‬ ‫} َيا �أَ َّي ُتهَا ال َّن ْف ُ�س المْ ُ ْط َم ِئ َّن ُة ْار ِج ِعي ِ�إ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫كر ِ‬ ‫َف ْاد ُخلِي يِف ِع َبادِ ي و ْ‬ ‫َاد ُخلِي جَ ّ َن ِتي { (�صدق اهلل العظيم)‬ ‫فارق الحياة المشمول بعفو اهلل‪ ،‬المرحوم‬

‫عبد العزيز بنجلون‬ ‫عميد الشرطة المتقاعد‬

‫عن عمر يناهز ‪ 79‬سنة‪ ،‬وذلك يوم الخميس‬ ‫‪ 20‬يوليوز ‪ ،2017‬وشيع جثمانه الطاهر في موكب‬ ‫جنائزي مهيب‪ ،‬حضره األهل واألحباب وزمالؤه‬ ‫السابقون والحاليون في المهنـة‪ ،‬باإلضافــة إلى‬ ‫العديد من أصدقائه ومعارفه‪ ،‬ودفن بمقبرة «سيدي اعمار» بعد صالة‬ ‫الظهر بمسجد محمد الخامس بطنجة‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬نتقدم بأحر التعازي إلى أرملته السيدة هدى‬ ‫بنت عبد الفتاح بنجلون وإلى أبنائهما وفاء وسمير وغالي وفهد‪ ،‬وكذا إلى‬ ‫جميع أفراد عائالت بنجلون والحراقي والعراقي واعزيبو واللريني والشريف‬ ‫بقالي وجيبط‪ ،‬راجين منه تعالى أن يلهمهم الصبر والسلوان‪ ،‬وللفقيد‬ ‫عظيم األجر والغفران‪ ،‬تغمده اهلل بواسع رحمته‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫�شكر على تعزية‬ ‫على إثر وفاة المشمول بعفو اهلل‪ ،‬المرحوم‬

‫عبد الواحد بنتريعة‬

‫الذي وافته المنية يوم األحد ‪ 2‬يوليوز ‪2017‬‬ ‫تتقدم أرملته الحاجة حميدة البقالي وأبناؤهما‬ ‫يوسف ونهى وحمزة‪ ،‬وكذا جميع أفراد عائالتهم بالشكر الجزيل لكل من‬ ‫واساهم في مصابهم الجلل‪ ،‬راجين منه تعالى أن اليريهم مكروها في‬ ‫عزيز لديهم‪ ،‬وأن يرزقهم بموفور الصحة ويبارك في عمرهم‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬


‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪899‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫عيد العر�ش عرب وتوجيهات‬

‫إن في تاريخ كل أمة من األمم أحداثا جليلة ومواقف‬ ‫خالدة حقق اهلل لها فيها نصرا مبينا وفتحا مكينا‪ ،‬وجعلها‬ ‫فاتحة عهد جديد ومفتاح صحوة ويقظة بعد كبوة وغفوة‪،‬‬ ‫ولقد دخلت أمتنا التاريخ من أوسع أبوابه وسجل رجالها من‬ ‫األحداث والمواقف ما يصعب عده ووصفه‪ ،‬فسجلوا صفحات‬ ‫ذهبية فرضت نفسها على جميع الكتاب والمؤرخين‪ ،‬كما‬ ‫تداولت على عرش هذه األمة دول إسالمية مجيدة أخذت‬ ‫على عاتقها خدمة الدين والعروبة فساهمت في نشر‬ ‫الحضارة اإلسالمية بين مختلف الشعوب واألنام ‪ ،‬وناضلت‬ ‫من أجل الحفـــاظ على الدين اإلسالمي وتنقيتـــه من‬ ‫الشوائب والزوائد‪ ،‬فوحدت هذا الوطن تحت راية اإلسالم‬ ‫وجعلت له دولة وصولة وشخصية فذة بين األمم‪ ،‬وتحملت‬ ‫كل دولة من الدول اإلسالمية المتعاقبة عليه مسؤوليتها‬ ‫التاريخية في المحافظة على الدين ورعاية مصالح رعاياها‬ ‫المسلمين‪ ،‬وعلى هذا األساس قامت الدولة العلوية‬ ‫الشريفة التي اختارتها العناية اإللهية الحكيمة لتتسلم‬ ‫مقاليد األمر بهذه الديار‪ ,‬فجمع اهلل قلوب المغاربة منذ‬ ‫ما يقرب من أربعة قرون على الوالء والطاعة إلمامة البيت‬ ‫العلوي الشريف‪ ،‬فكان أهله سندا عظيما للمغرب ورجاله‬ ‫من القادة العظام أهل تدبير وسياسة وبناء‪ ،‬حرروا ما‬ ‫وجدوه مغتصبا من أطراف المغرب وسواحله‪ ،‬وحصنوا‬ ‫المدن وبنوا المعاقل ووحدوا الشمل وأمنوا الديار‪ ،‬يهدون‬ ‫بأمر اهلل ويطبقون شريعته ويحيون السنن والواجبات‬ ‫ويميتون البدع والضالالت‪ ،‬حتى إذا جاء العصر الحديث وتكالبت قوى االستعمار على هذا البلد األمين‬ ‫جاء دور بطل المغرب وفقيد العروبة واإلسالم جاللة الملك محمد الخامس طيب اهلل ثراه الذي ناضل‬ ‫وكافح ووقف أمام تحديات االستعمار بصبر وأناة‪ ،‬لم ينل منه تهديد وال نفي وإبعاد‪ ،‬فأعاد للمغرب‬ ‫كيانه واستقالله ووحدته وشخصيته‪ ،‬حتى إذا أجاب داعي ربه‪ ,‬رحل إلى رحمة اهلل ورضوانه آمنا‬ ‫مطمئنا وقد ترك المغرب في أيدي أمينة وتحت ظالل ولي عهده ووارث سره الذي احتفل الشعب‬ ‫بتولية عهده‪ ،‬وبايعه بيعة إسالمية على كتاب اهلل وسنة رسوله من بعده فانتصب رحمه اهلل إماما‬ ‫شرعيا للمغاربة وواصل مسيرة الجهاد األكبر على الصعيد الوطني والعربي واإلسالمي‪ ،‬وتابع مسيرة‬ ‫التشييد والبناء والنماء‪ ،‬والعمل الذي ال يعرف الكلل والملل للنهوض بهذا البلد األمين ‪ ،‬فشرع‬ ‫في بناء المغرب الحديث بإقامة السدود وبناء المساجد والمدارس والمعامل والمستشفيات‪ ،‬وتوحيد‬ ‫البالد‪ ,‬وتحرير ما تبقى من أراضيها مغتصبا‪ ,‬فنظم معجزة القرن وحرر صحراء المغرب بمسيرة حسنية‬ ‫تنم عن عبقرية قل أن يجود الزمان بمثلها‪ ,‬وعمل على بناء دولة الحق والقانون وتأسيس الشورى‬ ‫اإلسالمية حتى تكون األمة المغربية أمرها شورى بينها كما وصف اهلل سبحانه وتعالى أصحاب رسوله‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم بقوله تعالى ‪« :‬و�أمرهم �شورى بينهم»‪.‬‬ ‫ولما اختاره اهلل إلى جواره آلت أمور هذا البلد الكريم إلى ملك إلتحم الشعب حوله وبايعه بيعة‬ ‫إسالمية فشق محجته بتدبير وحكمة‪ ،‬ووفر الرصيد الهائل من وسائل العمل وتطوير األساليب‬ ‫والطرق‪ ،‬فأعطى ألفراد شعبه القاعدة الصلبة لبسط وجودهم على المستوى القاري والركيزة المنيعة‬ ‫لفرض اعتبارهم في المجال الدولي‪ ،‬وأسدل على األمة رداء التحرير الفكري واالطمئنان المعنوي‪،‬‬ ‫وسهر على التجديد والتربية والتكوين‪ ،‬وتطوير دولة الحق والقانون‪.‬‬ ‫فبين ثنايا هذا التاريخ الطويل نقف على أحداث كبرى ومواقف عظمى سجلها المؤرخون بمداد‬ ‫الفخر واالعتزاز‪ ،‬وفي سجل أعمال هؤالء األعالم العظام الذين اختارتهم العناية اإللهية الحكيمة‬ ‫ليتسلموا مقاليد األمر بهذه الديار مواقف وأعمال ومنجزات يعجز المرء عن إحصائها وتعداد محاسنها‪،‬‬ ‫فتاريخ هذه األمة حافل باألمجاد واأليام العظام التي تستدعي االستحضار واالحتفال كل ما دار الحول‬ ‫وحل األجل لتأخذ منها العبر وتجنى منها العظة وتقتبس الذكرى‪ .‬وبنا أن العرش في المغرب عقيدة‬ ‫واتجاه‪ ،‬ويقين والتزام وتعاقد اجتماعي راسخ الجذور ضارب بأصوله في أعماق التاريخ‪ ،‬جمع األمة‬ ‫على كلمة واحدة ووحد الصفوف على مبدإ واحد فإن المغاربة جعلوا من يوم بيعة ملكهم وتربعه‬ ‫على عرش أسالفه الميامين ‪ ,‬عيدا يستحضرون فيف تاريخهم الحافل باألمجاد والمكرمات‪ ,‬والزاخر‬ ‫بالعطاءات والخيرات‪ ،‬ويستعرضون المنجزات فيتدفق في شرايينهم دم جديد يوحي بالعزم الصادق‬ ‫واإلرادة الصلبة للمضي في مرحلة أخرى من مراحل البناء والتشييد‪ ،‬ويحرك قطار تاريخهم صوب‬ ‫االزدهار والنماء ‪ ،‬يعبرون فيه على تعلقهم بملكهم وتوحدهم وراء قائدهم‪.‬‬ ‫وقد تأسس االحتفال بهذا اليوم العظيم أثناء غمرة النضال والتضحية والفداء من أجل تحرير‬ ‫الوطن واستقالل البالد‪ ،‬فقد ارتأى الوطنيون األحرار االحتفال بهذا اليوم للتعبير عن التالحم الوثيق‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫‪ 2‬ـ خشوع الجوارح بسكونها وعدم العبث واإللتفات إلى غير مقصود الصالة‪.‬‬ ‫وَج ً‬ ‫فمن أحسن في الموقف الذي بين يديه في الدنيا‪ ،‬بأن وقف خاشعا‪ ،‬ذلي ً‬ ‫ال‪ ،‬راغبا‬ ‫ال‪ ،‬مخلصا‪ِ ،‬‬ ‫راهبًا‪ ،‬متّبعًا لهدي رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم على أحسن حالة وهيئة‪ ،‬كما أمره اهلل‪ ،‬سهل‬ ‫عليه الموقف الثاني بين يدي اهلل للحساب‪ ،‬فكان عليه سه ً‬ ‫ال يسيرًا‪ ،‬ومن أساء في هذا الموقف الذي‬ ‫في الدنيا في صالته‪ ،‬ولم يُقِمْها كما أمره اهلل‪ ،‬شدّد عليه الموقف بين يدي اهلل للحساب‪ ،‬فكان‬ ‫ّ‬ ‫عليه شديدًا عسيرًا‪ ،‬وما ذلك إال ألن الصالة مع الخشوع ّ‬ ‫وتهذب نفسه‪ ،‬وتنهاه عن‬ ‫تزكي صاحبها‪،‬‬ ‫الفحشاء والمنكر‪ ،‬وتأمره بالخلق الكريم‪ .‬كما بيّن ذلك اهلل تعالى ومن لم تنهه صالته عن الفحشاء‬ ‫والمنكر فإنه ال يزداد بها من اهلل إال بُعدًا‪ ،‬ذلك أن الخشوع في الصالة إنما يحصل لمن فرّغ قلبه‬ ‫لها‪ ،‬واشتغل بها عما عداها‪ ،‬وآثرها على غيرها‪ ،‬فحينئذ تكون راحة له‪ ،‬وقرّة عين كما بيّن النبي صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم في الحديث الذي رواه اإلمام أحمد والنسائي عن أنس رضي اهلل عنه أن النبي صلى‬ ‫إليَ الطيب والنساء‪ ،‬وجُعلت قرّة عيني في الصالة) وقال النبي صلى اهلل‬ ‫اهلل عليه وسلم قال‪( :‬حُ ِّببَ ّ‬ ‫عليه وسلم لبالل‪( :‬يا بالل أرحنا بالصالة)‪.‬‬ ‫ومن لوازم الخشوع في الصالة الطمأنينة فيها وعدم العجلة والسرعة‪ ،‬ومن أجل هذا ع ّلق اهلل‬ ‫سبحانه وتعالى الفالح بخشوع المصلي في صالته‪ ،‬ويستحيل حصول الخشوع مع العجلة والنقر في‬ ‫الصالة‪ ،‬بل ال يحصل الخشوع إال مع الطمأنينة‪ ،‬وكلما زاد المصلي طمأنينة زاد خشوعًا‪ ،‬وكلما َق َّل‬ ‫خشوعه اشتدت عجلته حتى تصير حركات بدنه بمنزلة العبث الذي ال يصحبه خشوع‪ ،‬وال إقبال على‬ ‫العبادة‪ ،‬وال معرفة لحقيقة العبودية‪ ،‬وعلى المصلي حينئذ أن يتذكر وقوفه بين يدي اهلل تعالى يوم‬ ‫القيامة للحساب‪ .‬ومن ذلك عدم التفات القلب إلى الشواغل والهواجس بقدر المستطاع‪ ،‬وعدم التفات‬

‫محمد كنون احل�سني‬ ‫بين العرش والشعب‪ ,‬وللتعبير عن المحبة الصادقة والوالء‬ ‫الدائم والوفاء المستمر الذي يكنه المغاربة لملكهم‪،‬‬ ‫واستعدادهم الدائم للتضحية والكفاح من أجله‪ ،‬يقول‬ ‫األستاذ عالل الفاسي ‪« :‬ولقد أرادت – الكتلة الوطنية‪-‬‬ ‫أن تظهر عمليا عواطف الوطنيين الحقيقية نحو ملكهم‬ ‫العظيم من جهة ‪ ،‬وتفضح الفرنسيين وتكشف عن نفاقهم‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬فاهتدت إلى فكرة سديدة هي تأسيس‬ ‫عيد العرش المغربي يوم ‪ 18‬نونبر الذي هو يوم جلوس‬ ‫جاللة سيدي محمد ‪ ،‬وقد حل ذلك اليوم وبدأت البالد‬ ‫تحتفل ‪ ،‬ولكن اإلقامة وقفت موقف المندهل الذي يريد‬ ‫منع االحتفال ولكنه ال يستطيع التجرؤ في التنفيذ‪ ،‬وفعال‬ ‫لم تستطع الوطنية المغربية أن تجعل من االحتفال األول‬ ‫عيدا رسميا ولكنه على كل حال كان يوما تمهيديا للعيد‬ ‫الرسمي الذي أسس في السنة الموالية أي سنة ‪،1934‬‬ ‫وهكذا انكشف للجميع أن الكتلة الوطنية ال تمثل إال‬ ‫الوفاء واإلخالص اللذين يحملهما الشعب المغربي نحو‬ ‫عرشه المجيد وملكه العظيم»‪ .‬ومنذ ذلك اليوم والمغاربة‬ ‫يعبرون كل سنة عن تعلقهم بملكهم ويحتفلون بذكرى‬ ‫بيعته ويجددون والءهم وإخالصهم له‪ ،‬فكانوا يغتنمون‬ ‫هذه المناسبة للتعبير عن ارتباطهم بعرش البالد والدفاع‬ ‫عن مقدساته‪ ،‬وكان الشعراء ينطقون بمشاعر المغاربة‬ ‫ويترجمون شعورهم وما يتطلعون إليه‪ ،‬يقــول األستاذ‬ ‫عبد اهلل كنون بمناسبة عيد العرش لسنة ‪:1950‬‬

‫العرش حجتنا فمن ذا يـجحـــد‬ ‫علمت شعـــوب األرض أنا أمــة‬ ‫تاريخنـا وجهـــادنا وطموحنـــا‬ ‫تا هلل ال نعطي الدنيــة عن يــد‬

‫حقا يناصره اإلمام محـــمـــد‬ ‫ليست من النجر الذي يستعبد‬ ‫تـــأبى علينــا أن تداولنـا يـد‬ ‫أبدا ولــو أنا نمــوت ونلحـــد‬

‫ولعل المتأمل في هذه األبيات بقف على المرمى الحقيقي لالحتفال بهذه الذكرى والمغزى الكامن‬ ‫في استحضار هذا الحدث كل ما مر الحول عليه‪ ،‬إنه التشخيص الدائم وعلى مر الحقب واألزمان‬ ‫لعرى التالحم الوثيق بين العرش والشعب والوالء الدائم والوفاء المستمر الذي يكنه الشعب المغربي‬ ‫لعاهله‪.‬‬ ‫وبعد مجيء االستقالل وتحرير البالد من قيود االستعمار وأغالله ظل االحتفال بهذا العيد حاضرا‬ ‫كل سنة شاهدا على تعلق المغاربة بالعرش العلوي ووالئهم وإخالصهم للجالس عليه الذي اختاره اهلل‬ ‫ليتسلم مقاليد الحكم في هذا البلد السعيد‪ ،‬قائما على أسس دينية ووطنية وتاريخية‪:‬‬ ‫‪ - 1‬قائما على أسس دينية باعتباره بيعة متجددة كل سنة وحمدا هلل على ما هيأ لنا في هذا البلد‬ ‫األمين وأبقى لنا من شروط إمارة المؤمنين بشروطها المعروفة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬قائما على اسس وطنية باعتباره تجسيدا لعالقة الشعب بالعرش وتعلقهم بأسبابه وارتباطهم‬ ‫بملكهم وتجندهم وراءه‪،‬ذلك أن المغاربة منذ أن وعوا الحياة السياسية اقتنعوا بأن الملكية الدستورية‬ ‫هي األصلح واألبقى‪ ,‬وان العرش هو الرباط المقدس بين الملك والشعب‪.‬‬ ‫‪ - 3‬قائما على أسس تاريخية باعتبار لحظة التأسيس التي تعود إلى أيام النضال من أجل استقالل‬ ‫البالد والكفاح من أجل الحرية‪ ،‬وباعتبار االحتفال السنوي هو استحضار لماضي هذه األمة وأمجادها‬ ‫الغابرة ‪ ،‬ووصف للحاضر ومنجزاته‪ ،‬واستشراف للمستقبل بما يبعثه من دم جديد في نفوس المغاربة‬ ‫من أجل البناء والتشييد‪.‬‬ ‫واليوم وقد حلت هذه الذكرى الغالية نحتفل بهذا الحدث العظيم ونجدد البيعة لهذا اإلمام الشاب‬ ‫المقتدر‪ ،‬شاكرين اهلل الذي وهبنا في هذا العصر المليء باالضطرابات والمفاجآت في شتى أنحاء‬ ‫المعمور‪ ،‬وفي هذه الفترة المليئة بالتغيرات والتطورات ملكا مقتدرا في مستوى األحداث العالمية من‬ ‫جهة‪ ،‬وفي مستوى طموحات الشعب المغربي من جهة ثانية‪.‬‬ ‫فهنيئا لنا بهذه الذكرى الغالية وهنيئا لنا بهذا الملك العظيم‪ ،‬ونسأل اهلل أن ينصره ويعينه على‬ ‫ما يصبو إليه من خير ونماء لهذا الوطن العزيز‪ ،‬وأن يعيد عليه أمثال هذا العيد وهو يتمتع بالسالمة‬ ‫والعافية والعمر المديد‪.‬‬

‫اخل�شوع خ�شوعان‬

‫‪ 1‬ـ خشوع القلب بجمع الهمة وحضور القلب‪ ،‬والتدبر لما يجري على اللسان من القراءة والذكر‪،‬‬ ‫ولما تسمعه األذن من قراءة إمامه‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫الوجه إلى اليمين أو الشمال‪ ،‬وفي صحيح البخاري عن عائشة رضي اهلل عنها أنها سألت رسول اهلل‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم عن االلتفات في الصالة‪ ،‬قال‪( :‬هو اختالس يختلسه الشيطان من صالة العبد)‪.‬‬ ‫وفي حديث أبي ذر رضي اهلل عنه عن النبي صلى اهلل عليه وسلم أنه قال‪( :‬ال يزال اهلل مقب ً‬ ‫ال على‬ ‫العبد في صالته ما لم يلتفت‪ ،‬فإذا التفت انصرف اهلل عنه)‪.‬‬ ‫وفي حديث أبي هريرة رضي اهلل عنه‪( :‬إذا صلى أحدكم فال يلتفت‪ ،‬فإنه يناجي ربه‪ ،‬إن ربه أمامه‪،‬‬ ‫وإنه يناجيه‪ ،‬فال يلتفت)‪ .‬وال تنس أيها المسلم ما في الركوع والسجود من تعظيم اهلل تعالى قو ًال‬ ‫وفع ً‬ ‫ال‪ ،‬كقولك في الركوع‪ :‬سبحان ربي العظيم‪ ،‬وفي السجود‪ :‬سبحان ربي األعلى‪ ،‬فليكن قلبك مع‬ ‫لسانك‪ ،‬فتذكر اهلل بقلبك ولسانك وجوارحك‪ ،‬إذ تنحني هلل تعالى في الركوع‪ ،‬وتضع أشرف أعضاء‬ ‫بدنك وهو الوجه على األرض هلل تعالى في السجود‪ ،‬فكن حاضر القلب في هذه األعمال‪ ،‬فاهلل تعالى ال‬ ‫غافل‪ ،‬وفقنا اهلل لسلوك صراطه المستقيم‪ ،‬وثبتنا عليه‬ ‫يقبل إال من قلب مقبل منيب‪ ،‬ال من ساهٍ الهٍ ٍ‬ ‫حتى يأتينا اليقين‪ ،‬إنه على كل شيء قدير‪.‬‬

‫ال�ص َ‬ ‫ال�ص َ‬ ‫ن ال َف ْح َ�ش آ� ِء َوالمْ ُ َ‬ ‫نك ِر‪ {،‬إن الصالة وخصوصًا صالة قيام الليل‬ ‫الة � ّ َإن ّ َ‬ ‫} َو�أَق ِ​ِم ّ َ‬ ‫الة َتنْهَ ى عَ ِ‬ ‫التي تطول فيها فترة القيام والركوع والسجود والجلوس وما فيها من نقاء وصفاء ذهني في الليل‬ ‫الهادئ تتحقق بها فائدة أكثر من هذه الدراسة‪ ،‬فالمسلم يجد ذلك عندما يصحو صباحًا بعد قيام‬ ‫الليلة السابقة فيشعر بالراحة النفسية والبدنية وكله نشاط الستقبال يوم جديد‪ ،‬فال عجب في ذلك‬ ‫وقد انخفض مستوى هرمون اإلجهاد في جسمه‪ ،‬وتخلص من جميع آثار التوتر وما أصابه في اليوم‬ ‫السابق من هموم الدنيا‪.‬‬ ‫فكيف علم النبي األمي حقيقة هذه الراحة‪ ،‬ولم يعلم أحد في ذاك الزمان بوجود هرمون اإلجهاد‬ ‫في جسم اإلنسان؟‪ .‬فإنه ال يزداد بها من ّ‬ ‫اهلل إال بعداً‪ ،‬ذلك أن الخشوع في الصالة إنما يحصل لمن‬ ‫فرغ قلبه لها‪ ،‬واشتغل بها عما عداها‪ ،‬وآثرها على غيرها‪ ،‬فحينئذ تكون راحة له‪.‬‬


‫العدد ‪899‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬يوليوز ‪2017‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫حدائق الأزاهر يف م�ستح�سن الأجوبة وامل�ضحكات‬ ‫واحلكم والأمثال واحلكايات والنوادر‬ ‫وهوكتاب جامع للحكم واألمثال والنوادروالحكايات‪،‬ألفه الفقيه األديب محمد بن محمد بن محمد أبو بكر ابن عاصم القيسي الغرناطي قاضي من فقهاء‬ ‫المالكية باألندلس توفي بمسقط رأسه غرناطة عن عمر السابعة والستين سنة (عام ‪ 829‬هـ الموافق ‪1426‬م)؛كان يجلد الكتب في صباه‪ ،‬وتقدم حتى‬ ‫ولي قضاء القضاة ببلده‪.‬‬ ‫وقد أخذ عن أعالم منهم‪:‬‬ ‫أبو إسحاق الشاطبي‪ ،‬وأبو عبد اهلل القيطاجي‪ ،‬وأبو عبد اهلل الشريف التلمساني‪ ،‬وأبو إسحاق ابن الحاج‪ ،‬وابن عالق‪ ،‬وخااله أبو بكر‪ ،‬ومحمد ولدا أبي القاسم‬ ‫بن جزي‪ ،‬وابن لب وغيرهم‪.‬‬ ‫وله من المؤلفات‪:‬‬ ‫ــ تحفة الحكام في نكت العقود واألحكام‪ (:‬أرجوزة في الفقه المالكي تعرف بالعاصمية)‪ ،‬شرحها جماعة من العلماء‪.‬‬ ‫ــ أراجيز في األصول والنحو والقراءات‪.‬‬ ‫وحدائق األزاهر في مستحسن األجوبة والمضحكات والحكم واألمثال والحكايات والنوادر (وهو الكتاب الذي سنتحف به القارئ الكريم عبر سلسلة‬ ‫حلقات)‪.‬‬

‫في المضحكات الحسنة الخفيفة على األلسنة‬ ‫قال األصمعي‪« :‬رأيت أعرابياً في زمن الصيف‪ ،‬ينغمس في ماء‪ ،‬ويقوم ومعه خيط كبير‬ ‫فيه عقد كثيرة‪ ،‬فقلت له‪« :‬ما هذا؟»‪ ،‬قال‪« :‬جنابات اكتسبناها في الشتاء‪ ،‬نقضي طهارتها‬ ‫في الصيف»‪.‬‬ ‫وأحرق فران طاجناً لفقيه‪ ،‬فجاء ووقف على باب الفرن‪ ،‬وقال‪« :‬أيها الفرين المسكين‪،‬‬ ‫أضرمت اليوم السعير‪ ،‬وأحرقت الطجين‪ ،‬فورب العالمين‪ ،‬لوال أنك عندنا أمين‪ ،‬لضربتك‬ ‫بهذا اإلطربزين‪ ،‬وأكلت من السياط مائة وتسعين‪ ،‬ولبثت في السجن بضع سنين»‪ ،‬فقال له‬ ‫الفران‪( :‬وسلم على المرسلين والحمد هلل رب العلمين)‪.‬‬ ‫وقال األصمعي‪« :‬دخلت المدينة‪ ،‬فوجدت بها بقا ًال‪ ،‬يوقد سراجاً في الظهر‪ ،‬ويشعله‪،‬‬ ‫فسألته عن ذلك فقال‪ :‬أرى الناس يبيعون عند غيري‪ ،‬ويشترون من عند غيري‪ ،‬فأظن أنهم‬ ‫ال يرونني‪ ،‬فأشعل السراج»‪.‬‬ ‫غضبت أم حصى يوماً عليه فقالت له‪« :‬يا بني‪ ،‬حملتك في بطني تسعة أشهر‪ ،‬وأرضعتك‬ ‫وربيتك‪ ،‬وال تكافئني على ذلك»‪ ،‬فقال لها‪« :‬أنت تمنين علي بدخولي في بطنك تسعة أشهر‪،‬‬ ‫ادخلي أنت في سوأتي تسع سنين»‪..‬‬ ‫ودخل أصم الحمام‪ ،‬فجعل رجل يخرج ريحاً‪ ،‬فلما كان بعد ساعة‪ ،‬قال له في أذنه‪« :‬أوال‬ ‫تسمع شيئاً؟»‪ ،‬قال‪« :‬ال واهلل يا حبيبي‪ ،‬إال خروج الريح أسمعه خيا ًال»‪.‬‬ ‫وقيل لرجل‪« :‬ما ورثت أختك من زوجها؟»‪ ،‬قال‪« :‬أربعة أشهر وعشراً»‪.‬‬ ‫وحكى مطرف قال‪« :‬أتيت مالك بن أنس يوماً وهو يضحك‪ ،‬وكان ضحكه غريباً فسألته‬ ‫عن ذلك فقال‪ :‬قام هنا إنسان يصلي‪ ،‬فجعل يقول‪ :‬أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم‪ ،‬فأرتج‬ ‫عليه‪ ،‬فجعل يرددها مراراً‪ ،‬فقال له رجل‪ :‬ما أعرف هنا للشيطان ذنباً‪ ،‬إال أنك ال تحسن أن‬ ‫تقرأ»‪.‬‬ ‫وقال أشعب الطماع‪« :‬رأيت رؤيا‪ ،‬نصفها حق‪ ،‬ونصفها باطل»‪ ،‬فقيل له‪« :‬وكيف ذلك؟»‪،‬‬ ‫قال‪« :‬كنت أرى أحمل كيس دراهم‪ ،‬فمن ثقله كنت أسلح في ثيابي‪ ،‬فانتبهت فإذا السلح‪،‬‬ ‫وال دراهم»‪.‬‬ ‫وقال ألمه‪« :‬رأيتك في النوم مطلية بعسل‪ ،‬وأنا مطلي بسلح‪-‬أي غائط ‪ « -‬قالت له‪:‬‬ ‫«هذا عملك الخبيث‪ ،‬ألبسه اهلل لك»‪ ،‬قال‪« :‬بقي في الرؤيا شيء»‪ ،‬قالت‪« :‬وما هو؟‪،‬قال‪:‬‬ ‫«رأيتك تلعقينني وألعقك»‪ ،‬قالت‪« :‬لعنك اهلل يا فاسق»‪.‬‬ ‫ووجد رجل في شجرة تين باكورتين في غير إبان الباكور‪ ،‬فجعلهما في طيفور على رأس‬ ‫غالم ليهديهما الملك‪ ،‬فأحس الغالم بخفة الطيفور‪ ،‬وأراد أن يعلم ما فيه‪ ،‬فرفع الغطاء‬ ‫وأدخل يده‪ ،‬فلم يجد في الطيفور غير الباكورتين ‪،‬فأخذ واحدة فأكلها‪ ،‬فلما وضع الطيفور‬ ‫بين يدي الملك بمحضر صاحب الهدية‪ ،‬أمره أن يرفع الغطاء عن الطيفور‪ ،‬فلما رفع لم يجد‬ ‫في الطيفور غير باكورة واحدة‪ ،‬فقال للغالم‪« :‬ما فعلت باألخرى؟»‪ ،‬فقال‪« :‬هكذا»‪ /‬أخذ‬ ‫الباكورة التي بقيت ورمى بها في فمه وأكلها؛ فضحك الملك من فعله‪.‬‬ ‫وقال األصمعي‪« :‬دخل أبو بكر الهجري على المنصور‪ ،‬فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين أصيب‬ ‫فمي‪ ،‬وأنتم أهل بيت بركة‪ ،‬فلو أذنت لي‪ ،‬فقبلت رأسك لرجوت الراحة‪ ،‬فقال‪ :‬اختر بينه وبين‬ ‫الجائزة‪ ،‬فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين أهون علي من ذهاب درهم من الجائزة أال يبقى من فمي‬ ‫سن‪ ،‬فضحك المنصور وأمر له بجائزة»‪.‬‬ ‫وقال جحا ألبيه‪« :‬تزوجت أمي على خمسمائة درهم‪ ،‬فولدت لك أختي‪ ،‬فزوجتها على‬ ‫خمسمائة‪ ،‬وبقيت أنا لك فض ً‬ ‫ال»‪..‬‬ ‫وجاء جحا يكسر لوزة‪ ،‬فخرجت له من تحت الحجر حين ضرب عليها‪ ،‬فقال‪« :‬سبحان اهلل‪،‬‬ ‫تراها بهيمة وال تريد أن تموت»‪.‬‬ ‫وأتت امرأة إلى عطار‪ ،‬فقالت له‪« :‬أعندك شعر إبليس؟»‪ ،‬قال‪« :‬نعم»‪ ،‬فدخل قاعة‬ ‫الحانوت‪ ،‬فنفخ شدقه وأخرج ريحاً‪ ،‬وزنبط ونتف من إبطه شعرات‪ ،‬وأعطاها‪ ،‬قالت‪« :‬هذا‬ ‫هو؟» قال‪« :‬نعم‪ ،‬أو ما سمعت توزوزه حين كنت أنتفه؟»‪ ،‬فقالت له‪ :‬صدقت‪ ،‬لعن اهلل صاحب‬ ‫الشعرات»‪.‬‬

‫رأى رجل سكران يبكي‪ ،‬فقال له‪« :‬ما يبكيك؟»‪ ،‬قال‪« :‬طالوت قتل جالوت‪ ،‬ولم نحضر‬ ‫لنصرته»‪.‬‬ ‫وقدم لقوم لون من لحم البقر‪ ،‬فجعل واحد منهم يخربش بإصبعه‪ ،‬فقيل له‪« :‬ما تريد؟»‪،‬‬ ‫فقال‪« :‬أفتش عن القانصة»‪.‬‬ ‫شهد رجل عند قاض‪ ،‬فقال له المشهود عليه‪« :‬أتجوز شهادته‪ ،‬وهو لم يحج؟» فقال‪:‬‬ ‫«قد حججت»‪ ،‬فقال ‪« :‬سله عن بئر زمزم أين هو»‪،‬فسأله القاضي عنه فقال‪« :‬ال أدري أين هو‬ ‫ألني حججت قبل أن يحفر»‪.‬‬ ‫قيل لبعض الفقراء‪« :‬ما تتمنى؟»‪ ،‬قال‪« :‬أتمنى أن أقعد يوم القيامة بين الجنة والنار‪،‬‬ ‫فكل من ينطلق إلى الجنة أطلب شكرانه‪ ،‬وكل من ينطلق إلى النار أطلب منه أن ينصف‬ ‫الطريق»‪.‬‬ ‫ماتت امرأة‪ ،‬فخرج ابنها يشتري لها كفناً‪ ،‬فجعل ينظر ثوباً بعد ثوب وال يعجبه شيء‪،‬‬ ‫فقال له التاجر‪« :‬كيف تريده؟»‪ ،‬قال‪« :‬مدنساً‪،‬ألنها رحمها اهلل كانت مقذورة»‪.‬‬ ‫حج رجل‪ ،‬فلما كان عند الطواف هموا بحلق رأسه‪ ،‬فقالوا‪« :‬ال يتم الحج إال بهذا»‪ ،‬فحلقوه‪،‬‬ ‫فلما ودع الكعبة قال لهم‪« :‬إن جئت مرة أخرى احلقوا لحيتي»‪.‬‬ ‫وسمع أعرابي قيام الليل‪ ،‬وما فيه من األجر‪ ،‬قال‪« :‬وأنا أقوم في الليل مراراً»‪ ،‬قيل‪« :‬وما‬ ‫تصنع؟»‪ ،‬قال‪« :‬أبول وأرجع»‪.‬‬ ‫وكان رجل يحلق عانته في الحمام فأخرج ريحاً‪ ،‬فضحك رجل كان بجانبه‪ ،‬فقال‪« :‬إنها‬ ‫تولول على قصيصة أخيها»‪.‬‬ ‫ورأى رجل مؤذن من صومعته امرأة فأعجبته‪ ،‬فجعل يكلمها من الصومعة ويشير إليها‪،‬‬ ‫فشكت ذلك لزوجها‪ ،‬وكان حجاماً‪ ،‬فقال لها‪« :‬إذا طلع الصومعة وأشار عليك وكلمك فأشيري‬ ‫عليه»‪ ،‬ففعلت‪ ،‬فنزل من الصومعة وجاء إلى بابها‪ ،‬فلما دخل إليها جاء زوجها‪ ،‬وقد كان ينظر‬ ‫إليه على بعد‪ ،‬فدخل عليها‪ ،‬فبادرته المرأة‪ ،‬وقالت له‪« :‬إن سيدي المؤذن له ضرس موجعة‪،‬‬ ‫فانظرها له‪ ،‬فنظرها وقال‪ :‬البد من خلعها‪ ،‬وأخرج ماعونه‪ ،‬وقلع له مطحنة‪ ،‬ثم قالت‪« :‬كانت‬ ‫صحيحة وإنما المؤلمة غيرها»‪ ،‬ثم قلع له أخرى‪ ،‬والمؤذن ساكت‪ ،‬ثم خرج وهو يظن أن‬ ‫المرأة حاولت عليه لئال يفتضح مع زوجها‪ ،‬فلما كان بعد ذلك رآها وكلمها‪ ،‬وأشارت إليه‪،‬‬ ‫وهبط إليها وزوجها ناظر إليه‪ ،‬فلما دخل فعل معه مثل ما فعل أو ًال ثم خرج‪ ،‬وجعل يكلمها‪،‬‬ ‫وتشير عليه فدخل إليها‪ ،‬ويفعل به زوجها مثل ما فعل‪ ،‬وهو يظن أن ذلك حيلة من المرأة‬ ‫في ستره‪ ،‬حتى لم يبق في فمه سن؛ ثم شعر أن ذلك كان حيلة عليه‪ ،‬فطلع يوماً للصومعة‪،‬‬ ‫فرأته المرأة‪ ،‬فأشارت إليه فأشار إلى فمه‪ ،‬وقال لها‪« :‬واهلل ما بقي فيه أبيض‪ ،‬فأي شيء‬ ‫تريدين مني؟»‪.‬‬ ‫ورأى مؤذن امرأة في صومعة فتعشق بها وهي به‪ ،‬فإذا تم األذان رفعت صوتها‪ ،‬وقالت‪:‬‬ ‫«حاضر ناظر»‪ ،‬فيعلم المؤذن أن زوجها في الدار‪ ،‬وإذا لم يكن في الدار تقول‪« :‬وحدك‬ ‫حبيبي‪ ،‬ال شريك لك»‪ ،‬فينزل إليها‪.‬‬ ‫جاء رجل إلى سليمان الورشدي‪ ،‬فقال له‪« :‬يا سيدي ألك في أرض الجزيرة غنيمات؟»‬ ‫قال‪« :‬ال»‪ ،‬قال‪« :‬ومن أي شيء تقول ذلك؟»‪ ،‬قال‪« :‬رأيت بها راعياً يسوق غنماً‪ ،‬وهو يقول‪:‬‬ ‫امش يا متاع ولد قحبة‪ ،‬فظننت أنها متاعك»‪.‬‬ ‫وقال الحاج الطنجي‪« :‬رأيت بالديار المصرية رج ً‬ ‫ال يبيع الحشيش وهو يقول‪ :‬حشيش‬ ‫مركب على قشيش‪ ،‬ينسيك ذكر اهلل خمسة أيام»‪ ،‬فقال له رجل‪« :‬هذا درهم كبير أعطني‬ ‫منه بقيراط»‪ ،‬قال‪« :‬هذا الصرف ال يجوز»‪.‬‬ ‫دخل رجل يصلي الظهر‪ ،‬وعنده خمسة دراهم‪ ،‬فجعلها أمامه‪ ،‬فرآها الذي بجانبه‪ ،‬فلما‬ ‫سجد أخذها له‪ ،‬فلما تمت الصالة لم يجدها‪ ،‬فانصرف ولقيه رجل في باب المسجد‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫«أصليتم؟» قال‪« :‬نعم‪ ،‬درهم وربع للركعة‪،‬فادخل إن شئت»‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪899‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)802‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬يوليوز ‪2017‬‬

‫“المغرب المجهول – اكتشاف جبالة”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس” البن أبي زرع‪ .‬وقد مكنه إتقانه للغة‬ ‫صدرت الترجمة العربية للجزء الثاني من كتاب “المغرب المجهول”‬ ‫العربية الفصحى من النهل من معين هذه المصنفات‪ ،‬بل وتحويل متونها‬ ‫المعنون ب”اكتشاف جبالة”‪ ،‬لمؤلفه أوجست مولييراس‪ ،‬سنة ‪،2013‬‬ ‫إلى أرضية لتقديم قراءات تركيبية لمجمل تطورات ماضي قبائل منطقة‬ ‫وذلك في ما مجموعه ‪ 608‬من الصفحات ذات الحجم الكبير‪ ،‬بتوقيع‬ ‫جبالة ومراكزها الحضرية ومدنها الكبرى‪ ،‬وذلك على الرغم من كل الثغرات‬ ‫للمترجم الدكتور عز الدين الخطابي‪ .‬ويمكن القول إن صدور هذا‬ ‫واألخطاء التي ارتكبها المؤلف في توظيفه لمراجع تدوينه وكذا لرصيد‬ ‫العمل يعتبر استكماال لمسار علمي رفيع‪ ،‬انشغل –من خالله‪ -‬المترجم‬ ‫الرواية الشفوية‪ ،‬مما أضحى أمرا معروفا لدى كل المشتغلين على رصيد‬ ‫بالسعي نحو تعريب نصوص التراث الكولونيالي الفرنسي التي ارتبطت‬ ‫التراث التاريخي الكولونيالي لمرحلة القرنين ‪ 19‬و‪ 20‬الميالديين‪.‬‬ ‫بمشاريع االستكشاف العلمي االستعماري لبالدنا خالل عقود نهاية القرن‬ ‫‪ 19‬ومطلع القرن ‪ .20‬وإذا كان المترجم قد نجح في تقديم الجزء األول‬ ‫ولالقتراب من سقف التدوين التجميعي الذي ميز كتاب مولييراس‪ ،‬يمكن‬ ‫من عمله الخاص ب”استكشاف الريف” سنة ‪ ،2007‬فإن الفضول العلمي‬ ‫االستدالل ببعض مما ورد حول مدينة أصيال‪ ،‬ففي ذلك اختزال لنسق الكتابة‬ ‫ظل متيقظا من أجل استكمال الصورة عبر توسيع آفاق الترجمة لتشمل‬ ‫والتأليف الذي هيمن على كل مضامين كتاب “المغرب المجهول”‪ .‬يقول‬ ‫الجزء الثاني الخاص بمنطقة جبالة التي كانت التزال في غياهب المجهول‬ ‫المؤلف‪“ :‬بالجهة الجنوبية للجهة (الغربية)‪ ،‬تجدون قرية أصيلة الكبيرة التي‬ ‫بالنسبة ألوربيي المرحلة‪.‬‬ ‫يدعوها األهالي بنوع من التفخيم‪ ،‬مدينة أصيلة‪ ،‬وهي متكئة على تلة بين‬ ‫الغربية والساحل وتحتوي على ‪ 300‬مسكن بشاطئ عار على بعد كيلومتر‬ ‫لقد حرص المؤلف على الوفاء لنهجه التدويني الذي اعتمده في‬ ‫تقريبا من مصب النهر الذي يحمل اسمها وقرب أمواج المحيط التي تتكسر‬ ‫الجزء األول‪ ،‬من خالل االعتماد على مرويات المخبر األساسي لمولييراس‪،‬‬ ‫على أسوارها القديمة‪ .‬وتمر المراكب بعيدا عن شاطئها دون أن تتوقف‪،‬‬ ‫أي الدرويش محمد بن الطيب الذي ينحدر أصله من منطقة القبايل‬ ‫لذلك فإن التجارة منعدمة بها‪ .‬فطنجة والعرائش تستحوذان على الحركة‬ ‫الجزائرية‪ ،‬وقام برحلة طويلة بمنطقة شمال المغرب لمدة زمنية تجاوزت‬ ‫التجارية بهذا الجزء من الساحل‪ .‬وأغلب المباني بأصيلة برتغالية‪ ،‬كما أن‬ ‫العشرين سنة‪ ،‬مكنته من تجميع الكثير من التفاصيل والجزئيات حول‬ ‫أسوارها متينة رغم قدمها‪ ،‬لكن القصبة في حاجة إلى إصالحات كبيرة‪...‬‬ ‫واقع القبائل الريفية والجبلية والمراكز الحضرية لمنطقة الشمال‪ ،‬وهي‬ ‫المعطيات التي شكلت النواة الصلبة لكتاب “المغرب المجهول” الذي‬ ‫تبدو (المدينة) المعة من بعيد ألنها مطلية بالجير‪ ،‬لكن ما أن يقترب‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫أصدره مولييراس سنة ‪.1899‬‬ ‫منها المرء حتى تصبح كئيبة بأزقتها الضيقة‪ ،‬المغبرة في الصيف والموحلة في‬ ‫وعلى الرغم من أن الكتاب قد نحا نحو تقديم رؤى غرائبية مغرقة في بعدها االنطباعي الشتاء‪ ،‬فضال عن األزبال المتراكمة بها والحيوانات النافقة والمتعفنة بأركانها‪ .‬ويرتدي األهالي‬ ‫والوظيفي المرتبط بضرورات تمهيد المجال المغربي لمخططات الغزو االستعماري الفرنسي‪ ،‬المالبس الجبلية المعروفة‪ ،‬أي الجالبة والسراويل القطنية البيضاء بالنسبة للرجال‪ ،‬والحايك‬ ‫فالمؤكد أن التفاصيل والمرويات تحمل بين طياتها الكثير من عناصر التأمل والتفكيك الصوفي األبيض أو الملون بالنسبة للنساء‪ .‬ويستقبل األجنبي ببرود من طرف السكان الذين‬ ‫واالستثمار‪ ،‬ليس –فقط‪ -‬بالنسبة لواقع منطقة جبالة الذي كان‪ ،‬ولكن –كذلك‪ -‬على مستوى يعيشون في شبه عزلة‪ ،‬ويرتابون بشكل غريزي مثل كل المغاربة‪ ،‬من كل واحد ال ينتمي إلى‬ ‫جهود تشريح الخطاب الكولونيالي الذي بلوره “الحزب االستعماري” تجاه األرض المغربية أسرتهم أو عشيرتهم أو طائفتهم‪.‬‬ ‫والساكنة المغربية خالل مرحلة تصاعد المد اإلمبريالي األوربي الطافح بكل أرجاء القارة األوربية‪.‬‬ ‫وأشهر زاوية بأصيلة هي زاوية سيدي بن مرزوق‪ ...،‬أما الجالية اليهودية‪ ،‬أفرادها يعيشون‬ ‫ولعل هذا ما أدركه عز الدين الخطابي برؤية عميقة‪ ،‬عندما قال في كلمته التقديمية‪“ :‬هناك بجوار المسلمين دون إثارة المشاكل‪ ،‬ألنهم يحترمون العادات اإلسالمية‪ .‬واليهودي بأصيلة‬ ‫مفارقات عدة حاولنا التوقف عندها أثناء ترجمة هذا العمل‪ ،‬وقدمنا مالحظات وتنبيهات تدعو إنسان هياب بشكل مبالغ فيه‪ ،‬وهو يعرف بمالبسه السوداء وبسحنته الذليلة والماكرة‪ ،‬في حين‬ ‫القارئ إلى التأمل والتمعن في مضامينها وخلفياتها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن هذا التداخل بين العلم تخرج زوجته بدون حجاب واضعة على رأسها منديال من القطن األبيض‪ ،‬كما أنه يتكلم العربية‬ ‫والسياسة‪ ،‬أو لنقل هذا االندماج بين مطلب الصرامة العلمية ومطلب المصلحة اإليديولوجية‪ ،‬بنبرة قشتالية‪(“ ...‬ص ص‪.)460-461 .‬‬ ‫كغطاء لمصلحة أخرى‪ ،‬اقتصادية وسياسية‪ ،‬لم يفقد هذا العمل أهميته كوثيقة إثنوغرافية‬ ‫وبموازاة هذا الوصف التشخيصي‪ ،‬حرص مولييراس على تقديم حصيلة تنقيباته في‬ ‫وتاريخية حول منطقة ذات تاريخ حافل‪ ،‬خاض سكانها صراعات مريرة ضد الغزاة وصنعوا مثل اإلسطوغرافيات التاريخية الكالسيكية‪ ،‬بشكل سمح له بتضمين عمله وصفا كرونولوجيا عاما‬ ‫إخوانهم بمنطقة الريف‪ ،‬المالحم التي جعلت القوى الغازية منذ القدم‪ ...‬إلى فترة االستعمار ميز تاريخ مدينة أصيال منذ بداية الفتح اإلسالمي‪ ،‬وإلى حدود العقود األخيرة من القرن ‪.19‬‬ ‫الحديث‪ ،‬تحسب ألف حساب‪ ،‬قبل اإلقدام على مهاجمة الثغور والسواحل المغربية ولن أقول وعلى الرغم من األخطاء التاريخية والطوبونيمية والجغرافية والبشرية التي ارتبطت بالوصف‬ ‫التالل والجبال‪( “ ...‬ص‪.)6 .‬‬ ‫العام الذي احتواه كتاب مولييراس‪ ،‬وإلى جانب –كذلك‪ -‬بعض األخطاء الجزئية للترجمة العربية‬ ‫لقد اعتمد مولييراس على روايات سارده‪ ،‬الدرويش محمد بن الطيب‪ ،‬الذي أفاض في تقديم والتي ال تنقص من قيمة العمل في شيء‪ ،‬من قبيل اإلشارة إلى كتاب “نزهة الهادي” عوض‬ ‫تفاصيل حياة منطقة جبالة اإلثنوغرافية واالجتماعية‪ ،‬من خالل شخصنة قضايا سرده‪ ،‬وانفتح “نزهة الحادي” (ص‪ )465 .‬أو اإلشارة إلى “الفزيقوط” عوض “القوط” (ص‪ )551 .‬أو ذكر قبيلة‬ ‫على ملفات اجتماعية لم يكن الحديث عنها متداوال وال مباحا‪ ،‬مثل قضايا الشذوذ الجنسي‪“ ،‬الفحاص” عوض “الفحص” (ص‪ )476 .‬أو كتاب “نشر المتاني” عوض “نشر المثاني” (ص‪)561 .‬‬ ‫والدعارة واللصوصية‪ ،‬والطرقية‪ ،‬واألشكال الفرجوية البدائية‪ ،‬وواقع الطائفة اليهودية‪ .‬أو سيدي المندري عوض سيدي المنظري (ص‪ ،)165 .‬فالكتاب يقدم ذخيرة هامة من المعطيات‬ ‫وإلى جانب ذلك‪ ،‬حرص مولييراس على النهل من مظان المصادر اإلسطوغرافية التاريخية غير المتداولة وال المعروفة لدى الباحثين‪ .‬لذلك‪ ،‬أمكن القول إن صدور الترجمة العربية قد‬ ‫الكالسيكية‪ ،‬وخاصة منها الكتابات العربية اإلسالمية‪ ،‬وتحديدا كتاب “ابن خلدون”‪ ،‬وكتاب ساهم في سد فراغ هائل ظل يعتري أوجه تعاطي المؤرخين مع تحوالت ماضي منطقة جبالة‪،‬‬ ‫“االستقصا”‪ ،‬وكتاب “البيان المغرب في أخبار األندلس والمغرب” البن عذارى‪ ،‬وكتاب “نزهة تاريخيا وإثنوغرافيا وسوسيولوجيا‪ ،‬بأصقاعها الممتدة وبمراكزها وبقراها وبقبائلها وبمدنها‬ ‫المشتاق في اختراق اآلفاق”‪ ،‬لإلدريسي‪ ،‬وكتاب “األنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار التي تؤثث فضاءاتها التاريخية المميزة‪.‬‬

‫القبر األول‬ ‫لملك البرتغال‬ ‫سبستيان‬ ‫بالقصر الكبير‬

‫الهجرة ظاهرة عالمية‬

‫محضر تسليم جثة ملك البرتغال دوم‬ ‫سبستياو أو دون سبستيان‪ .‬التي بقيت بدار‬ ‫قائد القصر الكبير إبراهيم السفياني بحي‬ ‫القصبة من ‪ 1578/08/04‬إل��ى ‪/10/12‬‬ ‫‪1578‬م إلى أن تم تسليمها بمحضر بسبتة‬ ‫لممثلي ملك إسبانيا فليبي الثاني بناء على‬ ‫طلبه‪ ،‬من أندري كسبا ر �‪Andre Guas‬‬ ‫‪ .par‬وتعرف المعلمة أيضا باسم فندق‬ ‫الجوهر‪ .‬ويمكن اعتبار المعلمة بمثابة القبر‬ ‫األول لسبستيان‪ ،‬كان البرتغاليون يأتون إليه‬ ‫إلى حدود األربعينات إلقامة قداس في هذا‬ ‫المكان‪.‬‬ ‫ن��ش��رت الوثيقة ف��ي ك��ت��اب المواقع‬ ‫المتقدمة ‪.Adelantadas de España‬‬ ‫‪Enrique‬‬ ‫‪Arque‬‬ ‫‪ 1966‬ص‪ .41 .‬ونشر الوثيقة أيضا األستاذ عبد السالم القيسي في كتاب لمع من نشر جمعية البحث‬ ‫‪Enrique‬‬ ‫‪Arque‬‬ ‫لمؤلفه ‪1966‬‬ ‫التاريخي واالجتماعي‪ ،‬وفي الحالتين لم تكن الوثيقة واضحة ومقروءة‪ ،‬واتصلنا بصديقنا الباحث رشيد الحور للحصول على الوثيقة وهي‬ ‫قابلة للقراءة‪ ،‬وبوسائله الخاصة حصل عليها من أرشيف ‪ Simancas‬بمدينة بلد الوليد شمال مدريد بإسبانيا‪ .‬وزودنا بها مشكورا‪ .‬وهي‬ ‫الوثيقة التي ستعمل الجامعة للجميع للتعلم مدى الحياة فرع القصر الكبير على تكبيرها ووضعها في المكان الذي كانت توجد به الجثة‬ ‫في إطار مشروعها حول تشوير معالم المدينة بتنسيق مع المجلس البلدي بالقصر الكبير‪.‬‬

‫محمد أخريف‬

‫تعتبر ظاهرة الهجرة من ّ‬ ‫الظواهر المتفشية في اآلونة األخيرة بين الدول‪ ،‬وهي‬ ‫من القضايا العالمية أيضاً‪ ،‬فأكثر الدول المستقبلة للعمّال المهاجرين هي الواليات‬ ‫المتحدة األمريكية‪ ،‬التي تحتل المرتبة األولى في عدد العمّال المهاجرين‪ ،‬حسب‬ ‫ّ‬ ‫المنظمة الدّولية للهجرة‪ ،‬حيث يبلغ عددهم فيها حوالي أربعين مليون‬ ‫إحصائيات‬ ‫فرد‪ ،‬ويشكلون نسبة ‪ % 13‬من سكانها‪ ،‬ويبلغ عدد العمال المهاجرين بروسيا اثني‬ ‫عشر مليون فرد‪ ،‬بينما في دول اوكرانيا والسعودية وفرنسا وكندا‪ ،‬يبلغ عددهم‬ ‫فيها ستة ماليين فرد‪ ،‬كما ّ‬ ‫أن المغرب يعتبر من أكبر بلدان المغرب العربي استقبا ًال‬ ‫للعمال المهاجرين‪ ،‬الذين يتراوح عددهم بين ‪10‬و ‪ 15‬ألفاً‪ ،‬يتقدمهم النيجيريون‬ ‫بنسبة ‪ ،% 15,7‬ويليهم الماليون بنسبة ‪ ،% 13,1‬ثم السينغاليون بنسبة ‪،% 12,8‬‬ ‫وأخيراً مهاجرو الكونغو الديمقراطية بنسبة ‪ ،% 10,4‬فج ّلهم يعيشون على التسول‬ ‫ّ‬ ‫المتمثلة في عيش كريم وسكن الئق‪...‬‬ ‫والمساعدات‪ ،‬ويسعون إلى تحقيق أحالمهم‪،‬‬ ‫والتي هي حق من حقوقهم كبشر من جهة‪ ،‬وكحقوق لالتفاقية الدولية لحقوق العمال‬ ‫المهاجرين وأفراد أسرهم من جهة أخرى‪ ،‬حيث تمت المصادقة عليها سنة ‪،1993‬‬ ‫لكن لم تنشر رسمياً إ ّ‬ ‫ال في سنة ‪ ،2012‬إذ هناك ما يقارب ‪ 93‬مادة في إطار هذه‬ ‫االتفاقية الدولية‪ ،‬ال يتمتّع العديد من العمال المهاجرين بنسبة مهمة منها في‬ ‫معظم البلدان إ ّ‬ ‫ال على نحو محدود‪ ،‬رغم ّ‬ ‫أن األمين العام للواليات المتّحدة األمريكية‬ ‫يحيل نسخاً منها إلى جميع الدول‪ ،‬فأي حقوق هاته؟!‪ ...‬مع العلم ّ‬ ‫أن الواليات المتّحدة‬ ‫األمريكية التي يعتبر شعبها كمهاجر‪ ،‬لم تصادق على اتفاقيات الهجرة‪ ،‬وعلى العكس‬ ‫من ذلك‪ ،‬نجد ّ‬ ‫أن اإلتّحاد األوروبّ��ي بمجموعه لم يصادق على اتفاقيات من هذا‬ ‫القبيل‪ ،‬لكنه يحترم حقوق العمال المهاجرين‪.‬‬ ‫فنحن كمجتمع ال نحترم حقوق المهاجرين ومبادئ االتفاقية الدولية التي و ّقع‬ ‫ً‬ ‫وخاصة على مستوى إعالمنا الذي يميز بين العرق واللون وال ّلغة‬ ‫عليها المغرب‪،‬‬ ‫ال عبارات ومصطلحات ّ‬ ‫واالنتماء والدين‪ ،‬مستعم ً‬ ‫تؤكد ذلك‪.‬‬

‫زهراء بن سليمان‬ ‫(صحافية متدربة)‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬يوليوز ‪2017‬‬

‫العدد ‪899‬‬

‫مع‬

‫املواطنني‬

‫من مآسي أفراد جاليتنا المقيمة بالخارج‬

‫مواطنة مغربية تفاجأ باحتالل‬ ‫مسكنها بدوار الحجريين !؟‬

‫لعبة السودوكو (‪)367‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫الضحية‬ ‫بعد أن أفنت شبابها في ديار الغربة بدولة إيطاليا بالعمل الشاق في الحقول‬ ‫والضيعات من أجل أن توفر لنفسها كرامة العيش بأرض الوطن‪ ،‬خاصة وأن أمور الصحة‬ ‫تتراجع‪ ،‬مع مرور السنين‪ ،‬تفاجأت المواطنة المسماة زبيدة الشركي باحتالل سكنها‪،‬‬ ‫الكائن بدوار الحجريين بجماعة بوخالف بطنجة‪ ،‬من طرف أقارب لها‪ ،‬حيث منعوها من‬ ‫االقتراب منه‪ ،‬بل ورشقوها بالحجارة‪ ،‬مهددين إياها بأوخم العواقــب‪ ،‬إن هي حامــت‬ ‫حول محل سكناها الذي تتوفر على جميع الوثائق القانونية التي تثبت تملكها له !‬ ‫أكثر من هذا‪ ،‬قامت إحدى المشتكى بها (ع‪.‬ب) بترحيل األثاث الفاخــر‪ ،‬المستورد من‬ ‫الخارج‪ ،‬تقدر كلفتـه المالية بما مجموعه ‪ 30‬مليون سنتيم‪ ،‬على متن سيارة من الحجم‬ ‫الكبير (انظر الصورة)‪ ،‬حيث باعته‪.‬وعلى إثر هذه النازلة‪ ،‬وضعت الضحية زبيدة شكاية‬ ‫استعجالية لدى الجهات المختصة‪ ،‬تحت عدد ‪ 16/3101/7452‬بتاريخ ‪17‬ـ‪08‬ـ ‪،2016‬‬ ‫إال أن األمور لم تتحرك‪.‬ولدهاء المشتكى بها(ع‪.‬ب) حسب الشكاية التي تتوفر جريدة‬ ‫طنجة على نسخة منها‪ ،‬قامت بجرح نفسها‪ ،‬وضرب ابنة لها‪ ،‬لتلحق التهمة بمالكة‬ ‫السكن‪ ،‬ولتجعلها مشغولة بهذا االتهام الملفق‪ ،‬وكذلك إلبعاد األنظار عن المشكل‬ ‫األصل‪ ،‬المتمثل في احتالل ملك الغير‪ ،‬بدون سند قانوني‪.‬‬ ‫الضحية وهي تتعرض لهذه األحداث بأرض الوطن‪ ،‬وضعت العديد من الشكايات‪،‬‬ ‫سواء لدى المحكمة االبتدائية بطنجة‪ ،‬أو لدى ديوان المظالم بالعاصمة الرباط‪ ،‬دون‬ ‫أن يتم إنصافها‪ ،‬رغم أن مشكلها واضح‪ ،‬إذ يستدعي تنفيذ مسطرة استعجالية‪ ،‬بحكم‬ ‫الحجج الدامغة والوثائق القانونية التي تتوفر عليها‪.‬‬ ‫وأضافت مصادرنا أن خصوم هذه المواطنة المغربية المقيمة بديار المهجر‬ ‫هم عبارة عن أفراد عصابة‪ ،‬لهم نفوذ بالمنطقة‪ ،‬يستغلون ضيق عطلتها الصيفية‬ ‫التي تمنعها من متابعة اإلجراءات اإلدارية والقانونية ضدهم‪ ،‬فيواصلون عملياتهم‬ ‫اإلجرامية‪ ،‬كسرقة الماء والكهرباء من الجوار‪ ،‬بعد أن كانت الضحية قد أوقفت إمدادهما‬ ‫بسكنها المحتل‪ .‬كما استحوذوا‪ ،‬بنوع من السيبة‪ ،‬على قطعة أرضية كانت في األصل‬ ‫طريقا عمومية (انظرالبالن) محاذية للقطعة األرضية رقم ‪ 12‬التي هي في ملكية‬ ‫الضحية زبيدة‪ ،‬وذلك لتشديد الخناق عليها‪ ،‬ومنعها من موقعها االستراتيجي‪.‬‬ ‫وأوضحت ذات المصادر أن المتهمة بسرقة األثاث‪ ،‬واحتالل سكن الغير معروفة‬ ‫ولها سوابق‪ ،‬كما أنها موضوع العديد من مذكرات بحث‪ ،‬وسبق التشطيب عليها من‬ ‫طرف جمعية آباء وأمهات «مجموعة مدارس اجزناية»‪ ،‬وذلك بسبب قيامها بأعمال‬ ‫يعاقب عليها القانون‪ ،‬من اختالسات وإحداث الشغب واستعمال العنف‪.‬كل هذا‪ ،‬إذن‪،‬‬ ‫وهي ومن معها أحرار طلقاء‪ ،‬في الوقت الذي لم تقم القوات العمومية بالمنطقة‬ ‫بواجبها‪ ،‬رغم أنه لديها كل المعلومات والدالئل المتعلقة بهذه القضية التي بسببها‬ ‫تدهورت صحة الضحية‪ ،‬مالكة السكن المحتل بدوار الحجريين بطنجة‪ ،‬بدون موجب‬ ‫حق‪ ،‬والتي خضعت للعالج أكثر من مرة‪.‬ورغم مرضها الزالت تقاوم من أجل إسماع‬ ‫صوتها للمسؤولين بدولة الحق والمؤسسات‪ ،‬لعلها تسترجع حقوقها المغتصبة‪.‬‬ ‫وأكدت ذات المصادرأن المعنية باألمرال تفصلها إال بضعة أيام عن قدومها لقضاء‬ ‫عطلتها الصيفية‪ ،‬لكن عليها أن تدبر‪ ،‬بطريقتها الخاصة‪ ،‬أمورإقامتها بأرض الوطن‪،‬‬ ‫ألن سكنها الوحيد محتل على مرأى من السلطات !‬ ‫وجديربالذكر‪ ،‬أن خطابات جاللة الملك شددت أكثر من مرة على ضرورة خدمة‬ ‫شؤون وقضايا أفراد جاليتنا المقيمة بالخارج الذين غالبا ما يواجهون تعقيدات إدارية‬ ‫وقانونية مختلفة‪ ،‬وصعوبات حياتية متنوعة‪ ،‬أثناء مقامهم بأرض الوطن‪ ،‬الغرض منها‬ ‫تعطيل مصالحهم‪ ،‬بنية ابتزازهم ! بيد أنهم اليطلبون المستحيل‪ ،‬غير تقريب اإلدارة‬ ‫منهم‪ ،‬وحماية حقوقهم المشروعة من السرقة والنهب والخطف‪...‬والتعطيل !‬

‫محمد الهنداوي‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬

‫تعــزيـــة‬ ‫بمزيد من الحزن واألسى‪ ،‬تلقت جمعية البحث‬ ‫التاريخي واالجتماعي بالقصر الكبير نبأ وفاة أخت‬ ‫الدكتور رشيد الحور عضو الجمعية ورئيس شعبة‬ ‫الدراسات العربية واإلسالمية بجامعة سالمنكا‬ ‫بإسبانيا‪ ،‬المرحومة بكرم اهلل‬

‫زبيدة الحور‬

‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬

‫التي وافاها األجل المحتوم يوم اإلثنين ‪ 17‬يولويوز ‪ 2017‬ودفنت‬ ‫بمقبرة مواللي علي بن خلف بن أبي غالب‪.‬‬ ‫وقد كانت المرحومة مثاال لألخالق الحسنة والصفات النبيلة‪ .‬وبهذه‬ ‫المناسبة األليمة‪ ،‬يتقدم أعضاء الجمعية للدكتور رشيد الحور ولكافة أفراد‬ ‫أسرته بأحر التعازي والمواساة‪ ،‬طالبين من اهلل عز وجل للفقيدة المغفرة‬ ‫والرضوان‪ ،‬وألسرته الكريمة الصبر والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫رئيس الجمعية ج‪ .‬محمد اخريف‬

‫رقم ‪367‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 899‬ـالثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬يوليوز ‪2017‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬ ‫المبارزة بالسيف‬ ‫بين المعارك والقصائد‬ ‫والرياض‪)1( :‬‬

‫كانت أشهر وسيلة للدفاع عن النفس‪ ،‬وأبرز طريقة لمقارعة‬ ‫األعداء في الحروب‪ ،‬ال يشتد عود الرجل حتى يبرع بها‪ ،‬وال تكتمل‬ ‫فروسية الفارس حتى يتقن فنونها‪ ،‬إنها رياضة المبارزة بالسيف‪،‬‬ ‫التي كانت جز ًءا ال يتجزأ من حياة البشر في زمن مضى‪ ،‬قبل أن‬ ‫تتحول اليوم إلى مجرد لعبة رياضية‪.‬‬ ‫فماذا عن تاريخ هذه اللعبة التي سُميت برياضة النبالء؟ وما‬ ‫الدور الذي لعبته في حياة أجدادنا العرب والمسلمين؟ وما أهم‬ ‫التحوالت التي طرأت على المبارزة في عصرنا الراهن؟ ومن هم‬ ‫أبرز أبطالها الصناديد في الماضي والحاضر؟ كل ذلك سنعرفه‬ ‫في سياق التقرير الموسع التالي‪:‬‬ ‫النقوش األثرية تظهر ممارسة المصريين القدامى لرياضة‬ ‫المبارزة قبل ‪ 3000‬عام‪:‬‬ ‫ليس هناك تاريخٌ واضحٌ لظهور فن المبارزة‪ ،‬فهو من‬ ‫أساليب البقاء التي ابتكرها اإلنسان القديم لدرء األخطار‬ ‫عن نفسه‪ ،‬ولكن أقدم برهان مادي دل على ممارسة المبارزة‬ ‫بانتظام‪ ،‬وُجد على جدران المقابر الفرعونية في مصر‪ ،‬حيث‬ ‫أظهرت كثيرٌ من النقوش والرسوم التي يعود تاريخها إلى‬ ‫أكثر من ‪ 3000‬عامًا‪ ،‬أشخاصًا يحملون في أيديهم العصي‬ ‫والسيوف‪ ،‬ويتبارزون بها بأساليب قريبة من األساليب التي‬ ‫عُرفت ً‬ ‫الحقا‪ ،‬والتي راجت بين شعوب جل الحضارات القديمة‪،‬‬ ‫كاإلغريق والفرس والرومان‪ ،‬الذين أولوا المبارزة اهتمامًا كبيرًا‬ ‫في تجهيز مقاتليهم وتقوية جيوشهم‪ ،‬من أجل خوض المعارك‬ ‫التي كان سالح السيف هو األبرز فيها‪.‬‬ ‫ال غرابة إ ًذا في رواج فن المبارزة بالسيف عند أجدادنا العرب‪،‬‬ ‫فقد كان جز ًءا من حياتهم العامة وموروثهم الشعبي الذي‬ ‫تناقله األبناء عن اآلباء‪ ،‬إلى درجة كان فيها فخر العربي وعزته‬ ‫يكمن في سيفه!‬ ‫وجاء الدين اإلسالمي ليحافظ على هذا الموروث‪ ،‬بل‬ ‫ويشجعه ويزكيه باعتباره الوسيلة المعروفة لدفاع المرء عن‬ ‫نفسه وأرضه وعرضه‪ ،‬حيث كان النبي محمد «صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم» أحد من أتقنوا استخدام السيف‪ ،‬إلى جانب عدد من كبار‬ ‫الصحابة الكرام «رضي اهلل عنهم»‪ ،‬كعمر بن الخطاب وعلي بن‬ ‫أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب وسعد بن أبي وقاص وأبي‬ ‫عبيدة بن الجراح والقعقاع بن عمرو‪ ،‬وجميعهم كانوا من خيرة‬ ‫المقاتلين والقادة العسكريين‪ ،‬إال أن أشهرهم على اإلطالق في‬ ‫فنون القتال والتخطيط العسكري‪ ،‬كان القائد والصحابي الجليل‬ ‫خالد بن الوليد‪ ،‬الذي اشتُهر بلقب أسبغه عليه رسول اهلل «صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم» وهو‪« :‬سيف اهلل المسلول»‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫تقترب‬

‫البطولة االحترافية من ضربة االنطالقة للموسم الرياضي الجديد‪،‬‬ ‫‪ .2018 / 2017‬ومع حلول هذه البطولة تطرح تساؤالت حول العديد‬ ‫من القضايا المرتبطة بها‪ ،‬سيما المؤثرة‪ ،‬نظير‪ ،‬التحكيم الذي كثيرا ما يحدث جدال‬ ‫جراء كثرة األخطاء التي تؤثر في مسار الفرق والمباريات‪ ،‬تؤدي في بعض األحيان إلى‬ ‫إشعال الشغب والفوضى والفتن في الشوارع المغربية‪ .‬إذ لم تسلم البطولة الوطنية‬ ‫من تجاوزات وممارسات سيئة كانت لصيقة بها في فترات سابقة‪ ،‬و الزالت بعض‬ ‫األمور تعكر صفو سير المباريات‪ ،‬لهذا ولتفادي مثل هذه األمور المسيئة للعبة ببالدنا‪،‬‬ ‫ندعو الحكام بمزيد من النزاهة والصدق و»المعقول‪ ،‬وبذل مجهودات كبيرة من أجل‬ ‫الرقي بالتحكيم حتى ترقى البطولة الوطنية إلى األفضل‪ .‬وهذا ما يتطلب الصرامة من‬ ‫الجامعة من جهة‪ ،‬وتحفيز الحكام من جهة أخرى حتى يقوموا بواجبهم أحسن وجه‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫محمد حنون‪...‬‬ ‫رئي�س اللجنة املنظمة لدوري «مرحبا» و مدير‬ ‫جمموعة طنجة املدينة للم�ؤ�س�سة املنظمة‬

‫• ما هو الهدف من تنظيم‬ ‫دوري «مرحبا» وكيف تمت‬ ‫نشأته؟‬ ‫• • الهدف األساسي هو‬ ‫التقرب من الجالية المغربية‬ ‫بالعالم‪ ،‬لفتح جسر التواصل‬ ‫معها‪ ،‬لهذا اخترنا توقيت عملية‬ ‫«مرحبا»‪ .‬وكل أملنا أن نكون‬ ‫عند حسن ظنها‪ .‬أما عن النشأة‪،‬‬ ‫فقد كنتم من المواكبين‬ ‫معنا لمراحل هذا الدوري منذ‬ ‫نشأته‪ .‬بالتحديد يوم الجمعة ‪7‬‬ ‫غشت ‪ ،2015‬كان إعالن ميالد‬ ‫النسخة األولى‪ ،‬نظمنا دوري في‬ ‫إطار عملية»مرحبا» و في إطار‬ ‫االحتفاالت بذكرى عيد العرش‬ ‫المجيد‪ ،‬بملعب سيرفانتيس بطنجة‪ ،‬حيث أجريت مباراة‬ ‫بين فريق مؤسستنا‪ ،‬البنك المغربي للتجارة الخارجية‬ ‫بطنجة وفريق «نهضة بروكسيل» المتكون من أفراد‬ ‫الجالية المغربية المقيمة في بلجيكا‪ .‬هذا الدوري لقي‬ ‫نجاحا باهرا على كافة المستويات بفضل المجهود الكبير‬ ‫الذي بدلناه وبفضل الدعم والتشجيع الذي تلقيناه من‬ ‫مسؤولي اإلدارة الجهوية والمركزية‪ .‬ولهذا وضعنا عهدا‬ ‫على عاتقنا بجعل هذا الدوري تقليدا سنويا واالجتهاد أكثر‬ ‫من أجل تطويره‪ .‬و نجاح النسخة األولى دفعنا كما قلت في‬ ‫التفكير كي يصبح الدوري تقليدا سنويا‪ ،‬فواصلنا الطريق‬ ‫بتنظيم النسخة الثانية التي ستنظم يومي ‪ 4‬و ‪ 5‬غشت‬ ‫‪ 2016‬بملعب سيرفانتيس‪ .‬والجديد الذي ميز هذه النسخة‬ ‫توسيع دائرة المشاركة من حيث الفرق التي بلغت أربعة‪،‬‬ ‫وهي نهضة بروكسيل الذي مثل جاليتنا في بلجيكا‪ ،‬وفريق‬ ‫لندن يونايتد عن جاليتنا في بريطانيا‪ ،‬وفريق اف سي‬ ‫مغرب دوسلدورف عن الجالية المغربية بالمانيا‪ .‬باإلضافة‬ ‫إلى فريق مؤسستنا‪.‬‬ ‫• كيف يتم التحضير للنسخة الثالثة؟‬ ‫• • كالعادة‪ ،‬بادرنا مبكرا في التحضير للنسخة الثالثة‬ ‫من خالل عقد عدة اجتماعات للجنة التنظيم و التتبع‬ ‫المتكونة من عبد ربه‪ ،‬عبد الفتاح فنان وعثمان العلوي‪.‬‬ ‫وإلى حدود الساعة نحن سائرون في االتجاه الصحيح‪.‬‬ ‫نحس بثقل المسؤولية‪ ،‬ألن نجاح أي نسخة يحملك‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫المسؤولية أكثر كي تكون النسخة‬ ‫المتوالية أحسن من السابقة‪ .‬وأكيد‬ ‫أننا نوظف الخبرة التي اكتسبنها من‬ ‫تجارب النسختين السابقتين لعلنا‬ ‫نبلغ النسخة الثالثة في حلة أفضل‬ ‫إن شاء اهلل‪ .‬ونحن متفائلون نظرا‬ ‫للدعم الكبير والتشجيع الذي نتلقاه‬ ‫من اإلدارتين المركزية والجهوية‬ ‫لمؤسستنا ونشكرهما على ذلك‪.‬‬ ‫وكل الطموح الذي يراود الجميع‬ ‫هو ترسيخ هذا الحدث الرياضي‬ ‫الترفيهي التواصلي مع أبناء الجالية‬ ‫المغربية بالمهجر وفتح جسور‬ ‫التواصل معها‪ ،‬من خالل الحفاظ‬ ‫على استمرارية هذا الدوري الهام‪.‬‬ ‫• وما هو الجديد الذي ستشهده‬

‫هذه النسخة الثالثة؟‬ ‫• • كما تعلمون أن الدوري أعطى صدى كبيرة بالمهجر‪،‬‬ ‫والدليل أننا تلقينا عدة طلبات للمشاركة فيه‪ .‬النسخة‬ ‫ستجرى في إطار دوري تتبارى فيه أربعة فرق‪ ،‬ومن خالل‬ ‫هذه الطلبات أصبحنا نفكر من اليوم في توسيع قاعدة‬ ‫المشاركة بتنظيم بطولة قد تصل عدد الفرق المشاركة‬ ‫فيها إلى ثمانية خالل النسخ التي تلي النسخة الثالثة التي‬ ‫نحن بصدد التحضير لها‪ .‬والجديد هذا العام مشاركة فريق‬ ‫الجالية المغربية بإسبانيا‪ ،‬الذي يعزز فرق الجالية المغربية‬ ‫من ألمانيا وإنجلتيرا‪ ،‬باإلضافة إلى فريق مؤسستنا‪ .‬وأود‬ ‫التذكير أنه في إطار البرنامج االحتفالي الذي اعتادت‬ ‫المؤسسة تنظيمه في عملية «مرحبا»‪ ،‬على شرف أفراد‬ ‫الجالية المغربية بالمهجر‪ ،‬فنسخة ‪ 2017‬ستشهد حضور‬ ‫الفرق المشاركة في هذا الدوري الذي ننظمه‪ ،‬في الحفل‬ ‫الضخم الذي ستنظمه مؤسستنا‪ ،‬البنك المغربي للتجارة‬ ‫الخارجية‪ ،‬يوم ‪ 10‬غشت ‪ 2017‬بأحد الفنادق المصنفة‬ ‫بمدينة طنجة‪ .‬وسيشهد حفال فنيا رائعا بحضور فنانين‬ ‫وموسيقيين مرموقين‪ .‬والجديد هذه السنة مشاركة أبناء‬ ‫الجالية في تنشيط هذا الحفل‪ .‬كما ستتم خالله عملية‬ ‫توزيع الكؤوس على الفرق المشاركة في الدوري‪ .‬وأختم‬ ‫بكلمة شكر لجميع من ساهم في مدنا يد المساعدة من‬ ‫داخل أو خارج المؤسسة‪ ،‬وأملنا مواصلة نجاح الدوري‬ ‫وتحقيق األهداف المرجوة‪.‬‬

‫تحول مفاجئ في صفقة القرن‬

‫ال يزال الجدل مستمرا بشأن الصفقة المحتملة‬ ‫بانتقال نيمار دا سيلفا جناح برشلونة إلى باريس سان‬ ‫جيرمان الذي يُبدي استعداده لتسديد الشرط الجزائي‬ ‫في عقد الالعب المقدر بـ‪ 222‬مليون يورو‪ .‬ورغم أن‬ ‫تقارير صحفية‪ ‬أشارت إلى توصل نيمار ووالده التفاق مع‬ ‫مسؤولي النادي الباريسي‪ ،‬على االنضمام إلى صفوفه‪،‬‬ ‫مقابل راتب ضخم قيمته ‪ 30‬مليون يورو سنويا‪ ،‬إال‬ ‫َّ‬ ‫أن تقارير أخرى أشارت إلى تحول مفاجئ‪ .‬وقالت إذاعة‬ ‫«راديو كتالونيا» في تدوينة عبر «تويتر» مساء السبت‬ ‫الماضي‪َ ،‬‬ ‫إن «فرص استمرار نيمار مع برشلونة تصل‬ ‫إلى ‪ .»80%‬وأشارت إلى َّ‬ ‫أن «العبي برشلونة‪ ،‬عقدوا‬ ‫جلسات مكثفة مع نيمار وأقنعوه باستكمال مغامرته مع الفريق الكتالوني‪ ،‬ومواصلة ما بدأه منذ االنضمام للنادي اإلسباني قادما من‬ ‫سانتوس البرازيلي في صيف ‪ .»2013‬وأكدت اإلذاعة أن «استمرار الالعب البرازيلي بصفوف البارسا‪ ،‬لن يعقبه أي زيادة في راتبه»‪.‬‬


‫العدد ‪899‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫تحديد أثمنة كأس السوبير الفرنسي ووضع ‪80‬‬ ‫كاميرات مراقبة بملعب طنجة‬ ‫قال أنس الرهوني‪ ،‬مدير الملعب الكبير بطنجة‪ ،‬أن الملعب‬ ‫أصبح جاهزا الحتضان كأس السوبر الفرنسي بعدما شهد‬ ‫صيانة شاملة خاصة على مستوى المرافق‪ ،‬سيما أرضية الملعب‬ ‫التي كان مصدر قلق جراء تأثرها من ضغط مباريات اتحاد طنجة‬ ‫خالل الموسم الماضي وكذا عاملي الرطوبة ورياح الشرقي التي‬ ‫تهب على مدينة طنجة‪ .‬وأكد الرهوني في لقاء صحفي شمل‬ ‫جولة استطالعية لمرافق الملعب‪ ،‬أن اللجنة المنظمة انبهرت‬ ‫لجاهزية ملعب ومرافقه خالل زيارة أولى‪ ،‬وأبدت مالحظة حول‬ ‫األرضية‪ ،‬لكن خالل زيارة ثانية أبدت ارتياحها للحالة الجيدة التي‬ ‫أصبحت عليها األرضية بعدما شملتها صيانة شاملة بإشراف من‬ ‫شركة برتغالية متخصصة‪.‬‬ ‫من الجانب األمني‪ ،‬أكد مدير الملعب إضافة ‪ 20‬كاميرات‬ ‫مراقبة عالية الجودة في تفحص وتحليل الصورة بدقة كبيرة‪،‬‬ ‫ليرتفع العدد إلى ‪ 80‬كاميرا بأماكن حساسة وبكل الجوانب‬ ‫داخل الملعب ومحيطه سيتم تشغيلها خالل المباراة الدولية‪.‬‬ ‫وكان االتحاد الفرنسي لكرة القدم اختار الملعب الكبير‬ ‫بطنجة من أجل إقامة النسخة ‪ 22‬من كأس السوبر الفرنسي‬ ‫‪ 2017‬يوم ‪ 29‬يوليو الجاري يجمع موناكو‪ ،‬بطل الدوري‬ ‫الفرنسي وباري سان جيرمان‪ ،‬بطل كأس فرنسا‪ .‬وهي المرة‬

‫الثانية التي تحتضن فيها مدينة طنجة هذه التظاهرة بعد‬ ‫نسخة ‪ 2011‬التي جمعت أولمبيك مرسيليا وليل‪ ،‬وأحرز خالله‬ ‫األول اللقب‪ .‬والرابعة بالنسبة إلفريقيا بعد إجرائها بتونس سنة‬ ‫‪ 2010‬وليبروفيل سنة ‪.2013‬‬ ‫كما تم تنبيت كراسي في أماكن كانت تستغلها اإللتراس‪،‬‬ ‫بعدما كانت عارية بطلب من الفصيل التشجيعي التحاد طنجة‬ ‫حتى يتسنى لهم التحرك بحرية‪.‬‬ ‫وأشار مدير الملعب الكبير أن مواقف السيارات المجاورة‬ ‫للملعب موضوعة رهن إشارة الجميع بالمجان‪ ،‬نافيا ادعاءات‬ ‫بعض مستغليها بكرائها من إدارة الملعب‪.‬‬ ‫وكانت اللجنة المنظمة عقدت في السابق ندوة صحفية‬ ‫بمدينة طنجة سلطت خاللها الضوء على هذا الحدث الكروي‬ ‫وتطرقت للترتيبات المتخذة بتنسيق تام بين الجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم والعصبة االحترافية الفرنسية إلنجاح‬ ‫المباراة هذا العرس الكروي الفرنسي الهام‪.‬‬ ‫وانطلقت عملية بيع التذاكر منذ ‪ 20‬يوليو الجاري‬ ‫بمجموعة من نقط البيع‪ ،‬وحددت األثمنة في ‪ ،30‬و‪ ،100‬و ‪150‬‬ ‫درهم‪.‬‬

‫إقبال وتجاوب كبيرين في المخيم الصيفي الموضوعاتي‬ ‫الحضري األول لكرة السلة ‪2017‬‬

‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬يوليوز ‪2017‬‬

‫‪19‬‬

‫الجامعة‬ ‫أخبار الجامعة‬ ‫أخبار‬ ‫اتفاقية تعاون وشراكة مع اتحاد أنغوال لكرة القدم‬ ‫وقعت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم اتفاقية تعاون وشراكة‬ ‫مع اتحاد أنغوال لكرة القدم‪ ،‬وذلك يوم الجمعة ‪ 21‬يوليوز ‪ 2017‬بمدينة‬ ‫الرباط‪ .‬ووقع هذه االتفاقية عن الجانب المغربي فوزي لقجع‪ ،‬رئيس الجامعة‬ ‫الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬بينما وقعها عن الجانب األنغولي ارتير دي‬ ‫الميدا ايسلفا‪ .‬وتدخل هذه االتفاقية في إطار تعزيز العالقات بين البلدين‪،‬‬ ‫وتؤكد أيضا استراتيجية االنفتاح التي تنهجها المملكة المغربية والرامية‬ ‫إلى ربط جسور التعاون مع دول القارة اإلفريقية‪ .‬ومن بين محاور هذه‬ ‫االتفاقية‪ ،‬التعاون الثنائي في مجاالت التكوين‪ ،‬البينات التحتية‪ ،‬التحكيم‬ ‫وتنظيم لقاءات ودية بين منتخبات البلدين‪ .‬‬

‫لقجع نائبا ثالثا لرئيس الكاف‬

‫أعلن رئيس االتحاد األفريقي لكرة القدم‪ ،‬عن تعيينه فوزي لقجع رئيس‬ ‫الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬نائب ثالثا له‪ ،‬وذلك خالل الندوة‬ ‫الصحافية التي عقدها صباح يوم الجمعة ‪ 21‬يوليوز ‪ 2017‬بمدينة الرباط‪،‬‬ ‫على هامش اختتام اشغال الجمعية العمومية االستثنائية الكاف‪ .‬وأكد رئيس‬ ‫الكاف أن للكونفيدرالية االفريقية لكرة القدم اتخذت العديد من القرارات‬ ‫التي ستساهم في تطور لعبة كرة القدم بقارة افريقيا من بينها رفع عدد‬ ‫المنتخبات التي ستشارك في نهائيات كأس افريقيا لألمم من ‪ 16‬منتخبا‬ ‫إلى ‪ 24‬منتخب‪ .‬واوضح السيد أحمد أن «الهدف من هذه التغييرات‪ ،‬هو‬ ‫تطوير اللعبة في القارة»‪ ،‬مشيرا الى أن الكاف يعد بالشيء الكثير‪ ،‬وأصبح‬ ‫جهازًا مكشوفا‪ ،‬يعكس الشفافية التي سنعتمد عليها في تدبير أمور الكرة‬ ‫األفريقية»‪.‬‬

‫المغرب كان والزال أرض القرارات التاريخية‬

‫طبعت البسمة محيا الناشئة المشاركة منذ اليوم األول‬ ‫للمخيم الصيفي الموضوعاتي الحضري األول لكرة السلة ‪2017‬‬ ‫‪ ،‬و المنظم تحت إشراف والية جهة طنجة تطوان الحسيمة ‪،‬‬ ‫بشراكة بين المديرية الجهوية لوزارة الشباب والرياضة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة و جمعية اإلتحاد الرياضي لطنجة لكرة السلة‪.‬‬ ‫وكان اليوم األول للمخيم الذي ينظم تحت شعار ‪ « :‬كرة السلة‬ ‫تأطير و تربية على المواطنة « افتتح بعزف النشيد الوطني‬ ‫المغربي من طرف المشاركين ‪ ،‬ثم الحركات التسخينية‬ ‫الجماعية ليتم تقسيم المجموعات حسب الفئات و الجنس‪ ،‬حيث‬ ‫كانت الفترة الصباحية رياضية شملت فئة لعبت كرة السلة و فئة‬ ‫مارست السباحة بالتناوب لتعميم اإلستفادة‪ ،‬تلتها فترة راحة‬ ‫ووجبة غذائية جماعية‪ ،‬حيث خالل الفترة المسائية تم تقسيم‬ ‫المجموعات كذالك إلتمام البرنامج اليومي وفقا لما هو مسطر‬ ‫سلفا‪ ،‬إذ كانت المجموعة األولى تلعب دوري المخيم لكرة السلة‬ ‫في قاعة المدرسة األمريكية و ملعب جامعة نيو انكالند ‪،‬فيما‬ ‫المجموعة الثانية كانت منهمكة في عملها تبعا للبرنامج التربوي‬ ‫الثقافي بالمكتبة الوسائطية و هو ما منح لألطفال متنفس كبير و‬ ‫متنوع من األنشطة الغنية التي يسهر عليها خيرة األطر التربوية‬ ‫و الرياضية التابعة للمديرية الجهوية لوزارة الشباب والرياضة‬

‫طنجة تطوان الحسيمة و جمعية اإلتحاد الرياضي لطنجة لكرة‬ ‫السلة و الكشفية الحسنية المغربية طنجة فرع ابن بطوطة‪.‬‬ ‫وللتذكير فالمخيم متواصل‪ ،‬وسنوافيكم بالمزيد من التفاصيل‬ ‫في األعداد القادمة إن شاء اهلل‪.‬‬ ‫وبالنسبة للطاقم المشرف على هذا المخيم‪ ،‬وفق الهيكل‬ ‫التنظيمي‪ ،‬فيتكون من‪ ،‬عبد الواحد اعزيبوا المقراعي وعبد‬ ‫الواحد بولعيش مشرفان عامان‪ ،‬و عبد العزيز بن إبراهيم الخليلي‬ ‫وبشرى الخواضرة وامال الترغي البقالي وسارة االزمي حسني عن‬ ‫المديرية الجهوية في التنسيق و التتبع‪ .‬وعن إتحاد طنجة لكرة‬ ‫السلة‪ ،‬عادل الصدرتي و الحسين بن الطيب ووهبي العروسي‬ ‫محمد‪ .‬وبالنسبة للتغدية و اإلقتصاد‪ ،‬جواد النهيري ‪ .‬وكمدير‬ ‫تقني اإلطار محمد نزار المصباحي‪ .‬و الحسن حجوب كمدير‬ ‫تربوي‪ .‬وبالنسبة للتأطير الرياضي نجد األطر التقنية إلتحاد طنجة‬ ‫لكرة السلة‪ ،‬الخبير خليل الرواس ومصطفى بن هاشمي ومحمد‬ ‫الصالحي ‪ .‬وبالنسبة للتأطير التربوي تسهر عليه أطر الكشفية‬ ‫الحسنية المغربية طنجة ‪ ،‬فرع ابن بطوطة‪ .‬ثم ‪ -‬جواد بن كيران‬ ‫في تأطير اإلسعافات األولية‪ .‬و امينة اعزيبوا وإيمان اإلدريسي‬ ‫في تنشيط ورشات اللغات‪ .‬أما التصوير الفوتوغرافي يشرف عليه‬ ‫سفيان ‪ .‬ثم ‪ -‬عبد النبي عبد الصادق مسؤول عن اللوجستيك‪.‬‬

‫‪ 536‬مشارك في البطولة الجهوية األولى‬ ‫في التايكوندو لعصبة الشمال‬ ‫احتضنت مدينة طنجة أخيرا البطولة الجهوية األولى‬ ‫للتايكوندو التي نظمتها عصبة الشمال للتايكوندو تحت اشراف‬ ‫الجامعة الملكية المغربية للتايكوندو‪ ،‬لفائدة فئات الكتاكيت‬ ‫والبراعم والفتيان و الفتيات‪.‬‬ ‫وتنفيذا لبرنامج البطولة تمت يوم الجمعة ‪ 7‬يوليوز عملية‬ ‫أخذ أوزان كل المشاركين‪ ،‬فيما انطلقت المباريات التنافسية‬ ‫صباحا السبت ‪ 08‬يوليوز بحضور رئيس عصبة الشمال محمد‬ ‫الحرفوش‪ ‬و‪ ‬باقي أعضاء‪ ‬المكتب‪ .‬و تميزت البطولة التي شهدت‬ ‫مشاركة ‪ 536‬مشاركا و مشاركة مثلوا ‪ 43‬جمعية منضوية‬ ‫تحت لواء العصبة‪ ،‬بحسن التنظيم بفضل‪ ‬لجنة التنظيم وتعاون‬ ‫الجمعيات ومجهودات نور الدين السباعي نائب رئيس العصبة‪ ،‬ما‬ ‫ساهم في إنجاح النشاط‪.‬‬ ‫وتميزت البطولة بحضور رئيس لجنة التحكيم الوطنية‬ ‫والخبير الدولي‪ ،‬يوسف بنعلي مشرفا على التحكيم في التظاهرة‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى حضور الكاتب العام الجامعة الملكية المغربية‬ ‫للتايكوندو‪ ،‬الدودي محمد‪.‬‬ ‫وقاد البطولة حكاما دوليين ووطنين معززين بأربعة عشر‬ ‫حكما جهويا أبهروا الحاضرين بمستواهم وأخالقهم وحسن‬ ‫تسييرهم للمباريات بفضل توجيهات لجنة التحكيم التي يرأسها‬ ‫أحمد يحيى ونائبته السيدة إيمان دحني‪.‬‬ ‫وتميزت أطوار البطولة بالتنافس الشريف و الروح الرياضية‪.‬‬

‫وغلبت ابتسامة وبراءة األطفال على أجواء التنافس تحت أنظار‬ ‫المرافقين من اآلباء واألمهات‪.‬‬ ‫واختتمت البطولة الجهوية األولى للعصبة يوم االحد ‪09‬‬ ‫يوليوز‪ ،‬وعلى ضوئها‪ ،‬شكر رئيس العصبة وباقي األعضاء جميع‬ ‫من ساهم في إنجاحها‪ ،‬سيما‪ ،‬والي االمن طنجة‪ ،‬رئيس جهة‬ ‫طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة‪ ،‬عمدة مدينة طنجة‪ ،‬المدير الجهوي‬ ‫لوزارة الشبيبة و الرياضة‪ ،‬مندوب وزارة الصحة العمومية بعمالة‬ ‫طنجة‪ ،‬رئيس مجلس مقاطعة مدينة طنجة‪ ،‬رئيس المجلس‬ ‫البلدي القصر الكبير‪ ،‬قائد مقاطعة‪ ‬طابولة‪ ‬تطوان‪ ،‬مدير دار‬ ‫الشباب احمد تركي‪ ‬طابولة‪ ‬تطوان‪ ،‬المدير العام شركة تعبئة‬ ‫االطلس‪ ،‬الصحفي احمد المنصور‪.‬‬ ‫أما نتائج البطولة فقد جاءت كالتالي‪:‬‬ ‫نتائج البطولة على الترتيب التالي للجمعيات‪:‬‬ ‫فئة الفتيان‪:‬‬ ‫‪ - 1‬النجم الجديد بطنجة‬ ‫‪ - 2‬أبطال نهضة طنجة‬ ‫‪ - 3‬أبطال الشمال بطنجة‬ ‫فئة الفتيات‪:‬‬ ‫‪ - 1‬النجم الوطني القصر الكبير‬ ‫‪ - 2‬أبطال الشمال بطنجة‬ ‫‪ - 3‬أسود البوغاز بطنجة‬

‫أكد فوزي لقجع‪ ،‬رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬ان المغرب‬ ‫كان والزال أرض القرارات التاريخية‪ ،‬وذلك خالل الكلمة التي ألقاها على‬ ‫هامش الجمعية العمومية االستثنائية التي يعقدها االتحاد األفريقي لكرة‬ ‫القدم يوم الجمعة ‪ 21‬يوليوز ‪ 2017‬بمدينة الرباط‪ .‬وقال فوزي لقجع‪ ،‬إن‬ ‫المناظرة التي احتضنها المغرب يومي ‪ 18‬و‪ 19‬يوليوز ‪ 2017‬عرفت حدثين‬ ‫بارزين ويتعلق األمر بتنظيمها تحت الرعاية السامية لصاحب الجاللة الملك‬ ‫محمد السادس نصره اهلل‪ ،‬وكدا افتتاحها بالرسالة السامية التي بعثها‬ ‫صاحب الجاللة‪ .‬ووعد رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬جميع‬ ‫االتحادات الكروية االفريقية‪ ،‬بأن المغرب سيظل في خدمة افريقيا وفي‬ ‫خدمة شباب افريقيا‪ .‬من جانبه‪ ،‬شكر أحمد رئيس االتحاد األفريقي لكرة‬ ‫القدم‪ ،‬المغرب على استضافة اشغال اجتماع المكتب التنفيذي للكاف وكذا‬ ‫الجمعية االستثنائية للكونفيدرالية االفريقية لكرة القدم وقبل ذلك مناظرة‬ ‫الكاف‪ .‬ووصف رئيس الكاف القرارات التي اتخذها المكتب التنفيذي لإلتحاد‬ ‫األفريقي لكرة القدم بالشجاعة مشيرا إلى انها ستساهم في تطور الكرة‬ ‫األفريقية والنهوض بها‪.‬‬

‫المنتخب الوطني ألقل من ‪ 20‬سنة يفوز على الكونغو‬

‫فاز المنتخب الوطني ألقل من ‪ 20‬سنة بهدف لصفر في المباراة‬ ‫الودية التي جمعته مساء يوم السبت ‪ 15‬يوليوز ‪ 2017‬بمنتخب الكونغو‬ ‫الديمقراطية‪ .‬وسجل هدف المنتخب الوطني في هذه المباراة التي أقيمت‬ ‫بالمركز الوطني لكرة القدم بالمعمورة بمدينة الرباط الالعب زكارياء أزود‬ ‫في الدقيقة ‪ .45‬جدير بالذكر أن المباراة الودية تدخل في إطار استعدادات‬ ‫المنتخب الوطني ألقل من ‪ 20‬سنة لدورة األلعاب الفرنكوفونية التي ستجرى‬ ‫بكوت ديفوار‪.‬‬

‫تجمع إعدادي مغلق للمنتخب الوطني لكرة القدم النسوية‬ ‫بالمعمورة‬

‫يدخل المنتخب الوطني لكرة القدم النسوية في الفترة المتراوحة ما‬ ‫بين ‪ 25‬و‪ 29‬يوليوز ‪ 2017‬تجمعا إعداديا مغلقا بالمركز الوطني لكرة القدم‬ ‫بالمعمورة‪ ،‬تحسبا لمشاركته في االستحقاقات المقبلة‪ .‬ولهذا الغرض وجه‬ ‫كريم بنشريفة مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم النسوية الدعوة إلى ‪24‬‬ ‫العبة للمشاركة في هذا التجمع المغلق‪.‬‬

‫فريق كأس دانون ‪ 2015‬يحرز لقب الدوري الوطني ألقل‬ ‫من ‪ 15‬سنة‬

‫فاز فريق كأس دانون ‪ 2015‬بلقب الدوري الوطني ألقل من ‪ 15‬سنة‬ ‫عقب فوزه بضربات الجزاء الترجيحية بنتيجة ‪ 5‬أهداف مقابل ‪ 4‬في المباراة‬ ‫النهائية التي جمعته بمنتخب عصبة الغرب‪ .‬وكان الوقت األصلي لهذه‬ ‫المباراة التي أقيمت بالمركز الوطني لكرة القدم بالمعمورة قد انتهى‬ ‫بنتيجة هدف لمثله‪ .‬وفي السياق ذاته‪ ،‬احتل فريق عصبة سوس الرتبة‬ ‫الثالثة في هذا الدوري بعدما تجاوز في مباراة الترتيب فريق عصبة الدار‬ ‫البيضاء الكبرى بضربات الجزاء الترجيحية بنتيجة ‪ 6‬أهداف مقابل ‪ ،5‬إثر‬ ‫انتهاء الوقت األصلي للقاء بنتيجة التعادل هدف لمثله‪ .‬جدير بالذكر‪ ،‬أن‬ ‫برمجة هذا الدوري يدخل في إطار إعداد المنتخب الوطني ألقل من ‪ 17‬سنة‬ ‫لالستحقاقات التي تنتظره مستقبال‪.‬‬


‫العدد ‪899‬‬

‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 25‬إلى ‪ 31‬يوليوز ‪2017‬‬

‫مواجهات وغازات واعتقاالت ودموع بالريف‬ ‫في الذكرى‪ 96 ‬لحرب أنوال المجيدة‬ ‫‪1926 - 1921‬‬

‫(تتمة ص ‪)1‬‬

‫تحركات األمير محمد بن عبد الكريم الخطابي سواء على المستوى المدني أو العسكري‪ ،‬أثارت غيظ ‪ ‬‬ ‫الجنرال سيلفيستري الذي قرر غزو المنطقة في تحد سافر لألمير ورجاله الذين استصغر شأنهم‪ ‬واستهان‬ ‫بعددهم وعتادهم‪ ،‬واستخف بقدرتهم على مواجهة جنوده‪ .‬وفي سنة ‪ ،1921‬اقتحم الجنرال األراضي الريفية‪،‬‬ ‫انطالقا من مليلية‪ ‬الخاضعة للوجود اإلسباني منذ ‪ 17‬شتنبر ‪ 1497‬واقترب من ظهر أبران‪ ‬ولكن المجاهدين‬ ‫تصدوا ‪ ‬لجنوده وألحقوا به هزيمة نكراء حيث إنهم تسللوا إلى حامية ظهر أبران وقتلوا جميع من ‪ ‬كانوا بداخلها‬ ‫من جنود وضباط ‪ ،‬إال من تمكن من الهرب‪ ،‬ولكن المجاهدين لحقوا بهم في أنوال‪ ‬وأبادوهم جميعا‪.‬‬ ‫وبالرغم من التعليمات المركزية بعدم التوغل في أراضي الريف الثائرة‪ ،‬فإن الجنرال سيلفيستري‪ ‬غامر‬ ‫بالتوجه ‪ ‬مباشرة إلى أنوال‪ ‬حيث نشبت معركة‪ ‬طاحنة بين المجاهدين وقوات العدو دامت خمسة أيام شارك‬ ‫فيها أزيد من ‪ 25‬ألف جندي إسباني من خيرة جنود اسبانيا النظامية المدربة والمسلحة تسلحا قويا وحديثا‪.‬‬ ‫في مساء يوم ‪ 20‬يوليوز ‪ ،1921‬حل األمير محمد بن عبد الكريم الخطابي‪ ‬بأنوال على رأس كتيبة من‬ ‫حوالي ‪ 1500‬مجاهد‪ .‬اشتعلت حرب ضروس صباح اليوم الموالي بين الجنود األسبان والمجاهدين الريفيين‪،‬‬ ‫انتهت باندحار جنود العدو وانتحار الجنرال سيلفيستري ‪ ‬وعدد من الضباط ‪ ،‬من مختلف الرتب‪ ،‬بعد أن أحكم‬ ‫األمير قبضته على الموقع ومنع اإلمدادات حول مركز «إغرين» ‪ ‬كما منع جنود العدو من التزود بمياه «عين عبد‬ ‫الرحمن» بوادي الحمام‪ ،‬بين اغربن وأنوال‪.‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬كبد المجاهدون الريفيون العدو اإلسباني خسائر فادحة في العتاد واألرواح‪ ‬في مناطق أخرى من‬ ‫أرض الريف خاصة في الدريوش وجبل العروي وسلوان‪ .‬وقد غنم المجاهدون في معركة أنوال فوق المائتي مدفع‬ ‫وأزيد من ‪ 20‬ألف بندقية‪ ،‬وعددا كبيرا من القذائف وماليين الخراطيش وسيارات وشاحنات عسكرية وأدوية‬ ‫وتجهيزات حربية متنوعة‪ .‬ووقع تحت األسر لدى المجاهدين فوق ‪ 700‬جندي وضابط إسباني كما‪ ‬سقط في‬ ‫أرض المعارك حوالي ‪ 20‬الفا من جنود العدو ما بين قتيل وجريح‪.‬‬ ‫لقد كان النتصار األمير عبد الكريم الخطابي على دولة كبرى ــ آنذاك ـــ مسندة بقوة فرنسية أرض ـ‬ ‫جوية‪ ،‬وقوات أخرى أوروبية‪ ،‬في معركة أنوال المجيدة‪ ،‬صدى واسعا في العالم أجمع‪ ،‬خاصة في العالم العربي‬ ‫واإلسالمي التواقة شعوبه إلى اإلنعتاق من ‪ ‬ربـق االستعمار والعبودية ‪. ‬‬ ‫كما أن اإلعالم األوروبي‪ ،‬خاصة في اسبانيا ‪ ‬وفرنسا وألمانيا وفي أمريكا الالتينية‪ ،‬نقل أخبار انتصار ثورة أهل‬ ‫الريف على الغزاة اإلسبان حيث بدأت شعوب العالم تنظر إلى األمير محمد عبد الكريم الخطابي‪ ‬بمنتهى ‪ ‬التقدير‬ ‫واإلعجاب وتضعه في مصاف كبار أبطال العالم ومن أكبر حماة حرية الشعوب ‪ ‬وأعظم زعماء المقاومة ضد‬ ‫االستعمار والمستعمرين األوروبيين‪.‬‬ ‫معركة أنوال كانت لها انعكاسات خطيرة ‪ ،‬سياسيا وعسكريا‪ ‬على إسبانيا وفرنسا‪ ،‬خاصةـ وهما البلدان‬ ‫المتورطان في مؤامرة احتالل المغرب‪ ،‬قبل وبعد مؤتمر الجزيرة الخضراء (‪ )1906‬حيث تم اقتسام أرض المغرب‬ ‫بين الدولتين ففازت األولى بشمال وجنوب البالد وفضلت الثانية وسط المغرب الغني بأراضيه الفالحية وما‬ ‫تختزنه تربته من نفيس المعادن‪.‬‬ ‫وحتى تتمكن الدولتان المستعمرتان للمغرب من بسط نفوذهما‪ ،‬بأمان‪ ،‬على سائر تراب «اإليالة‬ ‫الشريفة»‪ ،‬قررتا إحداث «تحالف مقدس» على طريقتهما ‪ ،‬بمباركة الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬من أجل القضاء‬ ‫على ثورة الريف‪ ،‬خصوصا وأن مقاتلي األمير الخطابي بدؤوا يقتربون من فاس عبر الشاون التي تحولت إلى‬ ‫حامية ‪ ‬إدارية وعسكرية من حاميات الجيش الريفي‪ ،‬و يهددون عاصمة المغرب التي كان يوجد بها السلطان‬ ‫الذي كانت أوامره ال تتعدى أسوار المدينة العتيقة بينما األمر كله بيد المقيم العام الفرنسي بالمغرب لويس‬ ‫هوبير غونسالف‪ ‬ليوطي (‪.)1925 – 1912‬‬ ‫وهكذا شن «التحالف المقدس» اإلسباني الفرنسي‪ ‬هجوما عنيفا كاسحا‪ ،‬برا وبحرا وجوا على مواقع الثوار‬ ‫الريفيين مستعمال أحدث األسلحة التقليدية منها والسامة‪ ،‬ـــ المحرمة دوليا ـــ ‪ ‬لينتهي األمير محمد عبد‬ ‫الكريم الخطابي إلى االستسالم‪ ،‬يوم ‪ 26‬ماي ‪ ،1926‬حماية ألرواح وممتلكات أهل الريف ولتتوقف عجلة التاريخ‬ ‫بخصوص الثورة الريفية والجمهورية االتحادية الريفية التي كانت‪ ،‬باتفاق المجاهدين أنفسهم‪ ،‬وعلى رأسهم‬ ‫األمير الخطابي‪ ،‬إمارة جهادية لتحرير الوطن المغربي‪ ،‬كل الوطن المغربي أمام انتكاسة‪ ‬السلطات المركزية‬ ‫«الوطنية» ‪ ‬وانحسار دورها الشرعي‪ ‬في الدفاع عن حوزة البالد‪« ،‬وفق شروط البيعة»‪ ،‬بعد‪ ‬أن قبلت بعقد‬ ‫«الحماية» المزدوجة وتساهلت في حماية ‪ ‬سيادة الوطن واستقالله‪.‬‬ ‫السلطات الفرنسية عاملت األمير محمد عبد الكريم الخطابي باالحترام ‪ ‬الواجب لــ «عدو كبير» وقائد وطني‬ ‫رفيع المستوى‪ ،‬وقررت نفيه وأسرته وبعض رفاقه إلى جزيرة «ال ريونيون» التي تقع في المحيط الهندي شرق‬ ‫جزيرة مدغشقر (وكانت تسمى في السابق «جزيرة آل بوربون» وهم ملوك فرنسا وإسبانيا)‪ .‬وظل األمير تحت‬ ‫اإلقامة الجبرية في هذه الجزيرة ما بين ‪ 1926‬و‪ 1947 ‬حيث قررت باريس نقله عبر البحر‪ ،‬إلى فرنسا لتسهل‬ ‫مراقبته ويكون قريبا من مراكز القرار في الحكومة الفرنسية‪.‬‬ ‫وحين علم الوطنيون المغاربة الموجودون آنذاك ببالد الكنانة بحتمية مرور الباخرة التي تقل األمير وحاشيته‬ ‫بقنال السويس‪ ،‬عمدوا إلى ترتيب خطة إنزاله بأرض مصر بتواطؤ مع السلطات المصرية ورعاية الملك فاروق‬ ‫رحمه اهلل‪ ،‬خاصة‪ ،‬الذي منحه اللجوء السياسي وفوت على فرنسا فرصة الظفر باألمير فوق األراضي المصرية‪.‬‬ ‫وظل األمير محمد بن عبد‪ ‬الكريم الخطابي في مصر‪ ،‬قائدا للنضال المغربي والمغاربي حيث أنه أسس‪ ،‬بعد‬ ‫استقراره بمصر‪ ،‬لجنة تحرير المغرب العربي و أكد رحمه اهلل في المادة األولى للميثاق المغاربي الذي وقع عليه‬ ‫زعماء‪ ‬المغرب الكبير‪ ،‬أن «المغرب العربي جزء ال يتجزأ من بالد العروبة» كما أن‪ ‬األمير ظل‪ ‬ملهما للثورات‬ ‫المغاربية والعربية والعالمية من أجل الحرية واالستقالل إلى أن وافاه األجل المحتوم في ‪ 6‬فبراير ‪ 1963‬ودفن‬ ‫بالقاهرة حيث لم تنجح إلى اآلن الجهود المبذولة من أجل نقل رفاته الطاهرة إلى بلده‪ ‬المغرب‪.‬‬ ‫رحمه اهلل‪.‬‬

‫عزيز َكنوني‬

‫ال مسؤولية للمجلس الجماعي‬ ‫عن «زالت» تصميم التهيئة‬

‫هل هي طريق إلعالن عدم مسؤولية حزب‬ ‫«العدالة والتنمية» على إعداد خطة تصميم‬ ‫التهيئة الذي انتهت فترة وضعه لعلم العموم‬ ‫ودخل «ك��اراج» «التهيئة» الحقيقيــة داخــل‬ ‫«دهاليز « اإلدارات التي سطرت و «فرجرت»‬ ‫وفصلت ودفعت بالعجين إلى بيت النار‪....‬‬ ‫لعل ذلك ما أرادت اإلفصاح عنــه‪ ،‬بلغــة‬ ‫ناعمة‪ ،‬ولكن‪ ،‬صارمة‪ ،‬السيدة كريمة أفيالل‪،‬‬ ‫نائبة عمدة طنجة‪ ،‬خالل لقاء دراس��ي نظمه‬ ‫الفريق الجماعي لحزب العدالة والتنمية حول‬ ‫مشروع تصميم التهيئة الذي من المنتظر أن‬ ‫تتم مناقشته في صيغته الثانية‪ ،‬ونرجو أن ال‬ ‫تكون األخيرة‪ ،‬خالل دورة استثنائية للمجلس‬ ‫البلدي‪ ،‬بعد غد اإلثنين‪.‬‬ ‫السيدة أفيالل تركت لدينا االنطباع بأن‬ ‫المجلس الجماعي‪ ،‬حين وصل‪ ،‬وجد مشروع‬ ‫تصميم التهيئة قد قطع مسافات طويلة على‬ ‫مسار اإلعداد والتخطيط والتقطيع والتفصيل‪ ،،‬ما‬ ‫يعنى أن المجلس الذي يقوده العدالة والتنمية‪،‬‬ ‫ال يتحمل المسؤولية الكاملة عن الصيغة التي‬ ‫عرضت مؤخرا على العموم إلبداء الرأي‪،‬وفق‬ ‫األصول المتبعة في البالد الديمقراطية‪ ،‬وعلى‬ ‫رأسها المغرب السعيد‪.‬‬ ‫السيدة نائبة العمدة‪ ،‬أصرت على أن تبين‬ ‫للرأي العام ــ عبر تدخلها خالل هذا اللقاء‬ ‫الذي يستحق فريق العدالة والتنمية بالمجلس‬ ‫الجماعي كل إش��ادة وتنويه‪ ،‬بسبب توجهه‬ ‫إلى خلق قنوات تواصل دائمة ومباشرة مع‬ ‫السكان ومع الرأي العام‪ ،‬ــ إن مشروع إنجاز‬ ‫تصميم التهيئة‪ ،‬قدم إلى احد مكاتب الدراسات‪،‬‬ ‫قبل تنصيب المجلس الحالي‪ ،‬ما يعنى أن ال‬ ‫مسؤولية لهذا المجلس عن األخطاء التي‬ ‫يتضمنها‪ .‬فمن يتحمل إذن‪ ،‬مسؤولية ذلك‪،‬‬ ‫والحال أن المواطنين ال يثقون إال في المجلس‬

‫الجماعي الذي انتخبوه ألنه أقرب إليهم من‬ ‫موظفين عينوا كما نعلم‪ ،‬ويمارسون عملهم‬ ‫كما نعلم‪ ،‬وال يحاسبون كما نعلم‪ ،‬إال حين‬ ‫تزلزل األرض تحت أقدامنا‪ ،‬على وقع فضيحة‬ ‫فتشكل لجان وتصدر بالغات تذكر بالدستور‬ ‫وبمبدأ المسؤولية والمحاسبة‪ ،‬ويتدخل قضاة‬ ‫جطو «إلنشاء» تقارير نعلم مصيرها‪ ،‬في أغلب‬ ‫األحيان‪.‬‬ ‫المسؤولة الجماعية البيجيدية أكدت‪ ،‬أنه‬ ‫بالرغم من ذلك‪ ،‬فإن الجماعة‪ ،‬ستدافع عن حقوق‬ ‫جميع المواطنين خالل اجتماع اللجنة المركزية‪،‬‬ ‫معتبرة أن النسخة الثانية اعتمدت على النسخة‬ ‫األولى المنجزة سنة ‪ ،2011‬ــ التي دافع عنها‬ ‫العزيز أمحجور‪ ،‬في أكثر من مناسبة‪،‬ــ وبالتالي‬ ‫فقد أصبحت متجاوزة في جوانب متعددة منها‬ ‫اعتبارا للتغيرات التي شهدتها مدينة طنجة خالل‬ ‫الست سنوات الماضية‪.‬‬ ‫ومعلوم أن بالغات المجلـس البلـــدي‬ ‫والجهات المصنعة للتصميم أشارت إلى أنه تم‬ ‫تسجيل ‪ 2600‬تعرض على الصيغة األخيرة من‬ ‫المشروع‪ ،‬خالل فترة «البحث العمومي» بيد أن‬ ‫الجماعة تقول إن التعرضات المتفرعة عن ال‬ ‫‪ 2600‬المسجلة‪ ،‬تتعدى ثمانية آالف‪......‬واهلل‬ ‫أعلم‪.‬‬ ‫المهم علينا أن ننتظر توصيات الدورة‬ ‫االستثنائية لنستبين الخطوط العامة لتوجهات‬ ‫المجلس البيجيدي فيما يخص مصير تعرضات‬ ‫السكان المغبونين‪ ،‬الذين يعتبرون أن مقصات‬ ‫ومسطرات وفرجارات «المصممين» الذين‬ ‫ال صلة لهم بمنتخبينا األفذاذ ‪ ،‬ظلمتهم وقد‬ ‫تعرضهم وأسرهم للتشرد والضياع‪....‬‬ ‫فرج اهلل كرب الجميع !‬

‫عزيز َكنوني‬

‫الدكتور‬ ‫عبد اهلل عبد املومن‬ ‫يف مناق�شته للت�أهيل‬ ‫اجلامعي‬

‫هنيئا لصديقنا الدكتور عبد اهلل عبد المومن على مناقشته للتأهيل الجامعي‪ ،‬حيث‬ ‫تم اإلجماع‪ ،‬صباح أمس‪ ،‬الجمعــة ‪ 21‬يوليوز الجاري بكليــة اآلداب بتطوان‪ ،‬على مشروعه‬ ‫العلمي والبيداغوجي‪ ،‬بحضورالدكتور مصطفى الغاشي‪ ،‬نائب العميد‪ ،‬والدكتور توفيق‬ ‫الغلبزوري‪ ،‬رئيس المجلس العلمي ـ الفنيدق‪ ،‬أستاذ التعليم العالي‪ ،‬والدكتور محمد أوغانم‪،‬‬ ‫رئيس الشعبة‪ ،‬والدكتور محمد حماد‪ ،‬أستاذ التعليم العالي‪.‬‬ ‫يُذكر أن الدكتور الشاب عبد اهلل عبد المومن كان من األقالم المتميزة بجريدة طنجة‪،‬‬ ‫ناشطا في مجال تخصصه (العلوم الشرعية) ملتزما بصفحته المقروءة التي كان يمأل بياضها‬ ‫بمواضيع قيمة في المجال‪ ،‬كانت عصارة فكره وجهده التي ساهم بها‪ ،‬لبضع سنوات‪ ،‬داخل‬ ‫بيت أسرة هذه الجريدة‪.‬‬ ‫مرة أخرى‪ ،‬هنيئا لصديقنا عبد اهلل عبد المومن‪ ،‬ومتمنياتنا له ـ دائما ـ بمزيد من‬ ‫التوفيق والسداد‪ ،‬ودام حاضرا في أذهاننا‪ ،‬رغم رحيله الجسدي‪ ،‬بحثا عن تحقيق الذات‪،‬‬ ‫ومعانقة اآلفاق ‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.