Achamal n° 901 le 08 août 2017

Page 1

‫مهرجان «ثويزة» للثقافة األمازيغية في دورته ‪13‬‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 901‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 15‬ذو القعدة‪� 08 / 1438 /‬إلى ‪ 14‬غ�شت ‪2017‬‬

‫تحتضن مدينة طنجـة‪ ،‬من ‪ 10 ‬إلى ‪ 13‬غشت الجاري‪ ،‬الدورة‬ ‫الثالثة عشـرة لمهرجان «ثويزا»‪ ،‬المنظــم من ‪ ‬طــرف مؤسســة‬ ‫المهرجان المتوسطي للثقافة األمازيغية‪ ،‬تحت شعار ‪ « :‬في الحاجة‬ ‫إلى المثقف»‪.‬‬ ‫وكسابقاتهــا من دورات هذا المهرجــان‪ ،‬فإن الدورة ‪13‬‬ ‫ستشهد‪ ‬تنظيم عدد‪ ‬من التظاهــرات الثقافية والفنية بمشاركة‬ ‫باقة من األسماء الوازنة‪ ‬من داخل المغرب وخارجه‪ .‬ففي ‪ ‬الشق‬ ‫الفكري واألدبي‪ ،‬تحتفي «مؤسسة المهرجان المتوسطي للثقافة‬ ‫األمازيغية» ‪ ‬هذه السنة بالدكتورة «نوال السعداوي» كضيفة شرف‬ ‫هذه الدورة‪ ،‬باإلضافة لتنظيم لقاء مفتوح مع األستاذ «عبد الباري‬ ‫عطوان»‪ .‬ومساهمات‪ ‬قيمة لمثقفين ومفكرين مغاربة من بينهم‬ ‫األساتذة‪ :‬أحمد عصيد‪ ،‬محمد بودهان‪ ،‬رشيد الحاحي‪ ،‬بودريس‬ ‫بلعيد وأحمد زاهد‪.‬‬ ‫‪ ‬ووفاء لتراث الكاتب العالمي محمد شكري‪ ،‬تتم ‪ ‬في هذه الدورة برمجة الدورة الثانية عشرة‬ ‫من خالل استحضار تجربته الفذة‪ ‬ككاتب عالمي‪ ‬أبهر بما قدم من إنتاج فكري انتقل إلى العالم‬ ‫عبر عشرات الترجمات إلى‪ ‬أكثر اللغات اإلنسانية انتشارا‪ .‬وسيتم بالمناسبة استحضار تجربة الكاتب‬ ‫الراحل خوان غويتيسولو ‪ ‬من خالل تقديم شهادات في حقه‪ .‬كما سيتم تنظيم مجموعة من‬ ‫السهرات الموسيقية‪ ،‬من تنشيط فنانين وموسيقيين يمثلون مختلف األنماط الموسيقية المغربية‪.‬‬

‫الذكرى ‪ 439‬لمعركة وادي المخازن‬

‫حرب أوروبية‪ ‬صليبية ضد المغرب بمباركة من بابا الفاتيكان‬ ‫انتصار المغرب لدار اإلسالم‬

‫�أحمد املن�صور الذهبي‬ ‫سجل شهر غشت للمغرب انتصارين مدويين في معركتين ‪ ‬حربيتين‪ ،‬وإن تباعدتا في الزمان والمكان‪ ،‬إال أنهما كانتا من أجل الدفاع عن هوية المغرب واستقالله‪ :‬معركة ‪ ‬وادي‬ ‫المخازن (‪ )1578‬ومعركة أنوال (‪ .)1921‬‬ ‫‪ ‬شهر غشت‪ ،‬سجل ‪ ‬أيضا‪ ،‬انتكاسة عسكرية وسياسية خذلت المغرب وأفقدته هيبته بعد أن بسطت مملكة البرتغال سيطرتها العسكرية على مدينة سبتة‪ )1415( ،‬التي مهدت‬ ‫لغزوها للساحل المغربي‪ ،‬متوسطه وأطلسه‪ ،‬لتؤول المدينة المغربية فيما بعد‪ ،‬إلى إسبانيا ‪ ‬التي ضمتها «دستوريا» إلى التراب اإلسباني سنة ‪ ، 1850‬وال زالت على هذه الحال إلى‬ ‫يومنا هذا‪ ،‬مدينة تعتبرها المملكة اإلسبانية ‪ ‬إلى جانب مليلية‪« ،‬إسبانية» بصفة مطلقة‪ ،‬شأنها شأن اشبيلية أو مالكا أو غيرهما من المدن اإلسبانية ‪ ‬األوروبية‪ ،‬أو المتوسطية‬ ‫واألطلسية‪ .....‬حيث إن إسبانيا تحتل‪ ،‬إضافة إلى مدينتي سبتة ومليلية‪ ،‬أرخبيل جزرالحسيمة‪ ،‬المكون من ثالث جزر‪ :‬جزيرة األرض وجزيرة البحر وجزيرة النكور‪ ،‬كما تحتل ومنذ‬ ‫‪ ،1848‬الجزر الجعفرية‪ : ‬جزيرة المؤتمر‪ ،‬وجزيرة الملك فرانسيسكو وجزيرة الملكة إيزابيل الثانية‪ ،‬وتحتل أيضا جزيرة البرهان‪ ‬منذ ‪ 1540‬وهي اليوم قاعدة عسكرية‪ ،‬وجزيرة ليلى أو‬ ‫جزيرة الماعدنوس‪ ،‬وكلها أراض تابعة للجيش اإلسباني يمنع الوصول إليها أو المرور بها‪.‬‬ ‫وإلى اليوم لم ينجح المغرب‪ ،‬في استرجاع مناطقه المحتلة‪ ،‬بالرغم من المحاوالت الكثيرة‪ ‬لسالطين ذاك الزمان‪ ،‬الذين ‪ ‬شغلتهم حروب القصور وصراعات السالالت‪ ،‬والفتن‬ ‫و«الحركات» ــ بسكون الراء ــ ‪ ‬بينما الدول الطامعة في بالد المغرب تتآمر ‪ ‬في برلين منذ العام ‪ 1884‬على تقسيم إفريقيا السمراء وشمال أفريقيا‪ ‬الذي كانت فرنسا تسعى لالستيالء‬ ‫عليه لدرجة أنها قبلت بالتنازل عن بعض «االمتيازات االستعمارية» من أجل أن تطلق لها اليد الطولى‪ ‬في بلدان شمال افريقيا وفي اإلمبراطورية المغربية بالذات‪ ،‬التي كانت‪،‬‬ ‫فيما بعد‪ ،‬موضوع مؤتمر الجزيرة الخضراء (‪ 16‬يناير ـ ‪ 7‬أبريل ‪ )1906‬والتي شاركت فيه اثنتا عشرة دولة ‪ ‬استعمارية أوروبية‪ ‬وأمريكا‪ ،‬بهدف إخضاع المغرب للسيطرة االستعمارية‬ ‫األوروبية‪ ،‬بعد ما تم توزيع «الكعكعة» اإلفريقية‪ ،‬خالل مؤتمر برلين الثاني‪.‬‬

‫(تابع التتمة على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬غ�شت ‪2017‬‬

‫العدد ‪901‬‬

‫توشيح التلميذ التطواني‬ ‫ذي إعاقة الشلل الدماغي الحاصل‬ ‫على الباكالوريا من لدن‬

‫صاحب الجاللة الملك محمد السادس‬

‫وشــح الملــك محمــد السادس بمناسبة‬ ‫الذكرى ‪ 18‬لعيد العرش المجيد صدر التلميذ‬ ‫أسامة مفتاح الشاب ذي إعاقة الشلل الدماغي‬ ‫ذي درجة إعاقة جد متوسطة الذي اجتاز بنجاح‬ ‫امتحانات الباكالوريا لسنة ‪ ،2017‬بوسام‬ ‫الكفاءة واالستحقاق الملكي من الدرجة الثانية‪،‬‬ ‫ويعتبر توشيح أسامة من لدن صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫تكريما وتشجيعا لجميع التالميذ ذوي اإلعاقة‬ ‫المغاربة الذين يكابدون ويواجهون جميع‬ ‫التحديات الستكمال تعليمهم‪ ،‬ويعد أسامة كأول‬ ‫تلميذ ذي إعاقة صعبة شيئا ما بتطوان‪ ،‬يتمكن‬ ‫من االنفالت بنجاح من براثن التربية الخاصة‬ ‫إلى التعليم الجامعي‪ ،‬حيث قضى سنواته األولى‬ ‫في مركز التربية المختصة التابع لجمعية حنان‬ ‫لرعاية األطفال المعاقين بتطوان‪.‬‬ ‫وهو تكريم نظير المجهودات التي بذلها‬ ‫طوال مشوار حياته الدراسية التي عانى فيها‬ ‫الصعاب‪ ،‬كانت أقساها منعه من التسجيل‬ ‫بالثانوية اإلعدادية موالي الحسن من لدن‬ ‫مدير المؤسسة آنذاك‪ ،‬متعلال بصعوبة إعاقة‬ ‫أسامة‪ ،‬وجهله للقانون‪ ،‬ولتسامح أسرة أسامة‪،‬‬ ‫التي رفضت تقديم شكاية بذلك المدير‪ ،‬وقررت‬ ‫تسجيله بالثانوية اإلعدادية الراضي السالوي‬ ‫التي رحبت بالتلميذ أسامة رغم بعدها عن‬ ‫منزله مما ضاعف من صعوبات تنقله والتحاقه‬ ‫بالمؤسسة (يمشي ببطء شديد‪ ،‬ويتعب بسرعة)‪،‬‬ ‫وحينما أنهى دراسته اإلعدادية’ كان طموح‬ ‫أسامة أن يتبع الشعبة العلمية‪ ،‬لكن أساتذته‬ ‫العلميين كان لهم رأي آخر‪ ،‬ورأوا في انعدام‬ ‫الحركة الدقيقة في يدي أسامة ستكون عائقا‬ ‫أمامه لمتابعة دروس الفيزياء‪ ،‬والرياضيات‪،‬‬ ‫والعلومالطبيعية‪،‬والتكنولوجيا‪....‬‬ ‫اتصلت أسرة أسامة بمنسق برنامج الدمج‬ ‫التربوي بجمعية حنان لرعاية األطفال المعاقين‪،‬‬ ‫ألخذ رأيه في التوجه الذي سيسلكه أسامة في‬ ‫مرحلة الثانوي‪ ،‬فأصر هذا المنسق على أن يتبع‬ ‫أسامة الشعبة العلمية التي يريدها‪ ،‬وأنه سيعمل‬ ‫على توفير آلة حاسبة مكيفة مع نوع إعاقته‪،‬‬ ‫حيث تم تقديم طلب لألكاديمية الجهوية‬ ‫للتربية والتكوين طنجة تطوان‪ ،‬ولكن لألسف‬ ‫لم تستطع هذه المؤسسة توفير هذا الحاسوب‬ ‫المكيف لعدم وجود باب في الميزانية مخصصة‬ ‫للتالميذ ذوي اإلعاقة‪ .‬ولم تتمكن الجمعية‬ ‫بدورها في توفير هذا الحاسوب‪ ،‬النعدام‬ ‫اإلمكانيات المادية لدى األخيرة‪ .‬وعليه كان لزاما‬ ‫على أسامة اتباع التوجه األدبي‪.‬‬ ‫اعتبر نجاح أسامة مفتاح ثمرة نتاج برنامج‬ ‫الدمج التربوي الذي انطلق سنة ‪ ،2003‬بشراكة‬ ‫مع المنظمة غير الحكومية اإلسبانية سييف دي‬

‫شيلدرن ‪ ،SAVE THE CHILDREN‬وتميز‬ ‫بإنجاز ورشات تحسيسية سنة ‪ 2004‬لفائدة أسر‬ ‫األطفال ذوي اإلعاقة المسجلين بمركز التربية‬ ‫المختصة التابع للجمعية بهدف تحفيزهم على‬ ‫تسجيل أبنائهم وبناتهم في أقرب مدرسة‬ ‫عادية لبيوتهم‪ ،‬وكانت أسرة أسامة مفتاح من‬ ‫بين األسر القليلة التي اقتنعت بأهمية الدمج‬ ‫التربوي‪ ،‬وسارعت لتسجيل أسامة في المدرسة‬ ‫االبتدائية المتواجدة بحيه ابتداء من سنة‬ ‫‪ ،2006‬وبموازاة الورشات التحسيسية‪ ،‬وقعت‬ ‫الجمعية اتفاقية شراكة مع النيابة اإلقليمية‬ ‫لوزارة التربية بتطوان‪ ،‬تم بموجبها إنجاز‬ ‫دراستين ميدانيتين الختيار‪ 8‬مؤسسات تعليمية‬ ‫دامجة ومرحبة بتمدرس األطفال ذوي اإلعاقة‬ ‫مع أقرانهم غير ذي إعاقة في نفس الحجرة‬ ‫الدراسية‪ ،‬وبناء ولوجيات للكراسي المتحركة‬ ‫وبمرافقها الصحية‪ ،‬وتكوين أساتذة المدارس‬ ‫الدامجة وأطر الجمعية من لدن خبراء إسبان‬ ‫ومصريين‪ ،‬وتكوين فريق متعدد التخصصات‬ ‫وفريق مربيات التربية الخاصة لزيارة المدارس‬ ‫بغرض دعم التالميذ ذوي اإلعاقة المدمجين‪،‬‬ ‫ودعم المدرسة ككل‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن جمعية حنان منذ‬ ‫تأسيسهـــا سنــة ‪ 1969‬من لدن المرحـــوم‬ ‫ذ‪ .‬عبد الوهاب العمراني‪ ،‬وهي تدمج األطفال‬ ‫ذوي اإلعاقات الحركية واالضطرابات الكالمية‬ ‫واإلعاقات السمعيـة الخفيفة في المـــدارس‬ ‫العادية‪ ،‬بعضهــم أصبحــوا أساتــذة جامعيين‪،‬‬ ‫وآخريـــن يزاولون مهنة التدريس بالتعليم‬ ‫الثانوي واالبتدائي‪ ،‬وآخريــن اندمجــــوا في‬ ‫المجتمع بكل التقائية‪.‬‬ ‫إن توشيح التلميذ أسامة‪ ،‬منتوج برنامج‬ ‫الدمج التربوي‪ ،‬من أعلى هــرم في الدولـــة‬ ‫المغربية‪ ،‬هو وعي متطور للمؤسسة الملكية‬ ‫بأهمية التعليم الجامــع‪ ،‬وعلى أن الدمـــج‬ ‫التربوي أو التعليم الشامل هو السبيل الوحيد‬ ‫لتعليم األطفال ذوي اإلعاقة القائم على ثوابت‬ ‫ومسلمات علمية‪ ،‬والتزام صريح بتطبيق المغرب‬ ‫لبنود االتفاقية الدولية لحقوق األشخاص ذوي‬ ‫اإلعاقة‪ ،‬خصوصا المادة ‪ 24‬منه المتعلقة بحق‬ ‫التعليم لألشخاص ذوي اإلعاقة في وسط تربوي‬ ‫طبيعي ابتداء من التعليم األولي لغاية التعليم‬ ‫الجامعي‪.‬‬ ‫هنيئا ألسامة الذي سيلج جامعة عبدالمالك‬ ‫السعدي بتطوان‪ ،‬نتمنى له النجاح والتوفيق في‬ ‫مساره الدراسي الجامعي‪.‬‬

‫أبو يحي‬

‫تهنئة‬

‫م�ؤ�س�سة عبد اهلل كنون‬ ‫للثقافة والبحث العلمي ـ‬

‫ازدان فـــراش ابـــن عبــــد المجيـــــد‬ ‫اإلدريسي‪ ،‬ياسر و زوجتـه المصونة رجـــاء‬ ‫بمولود كريم ‪ ،‬اختارا له من األسماء ‪:‬‬

‫«المهدي»‬

‫نسـأل اهلل َّ‬ ‫جل في عــاله‪ْ ،‬‬ ‫أن ينبتـــه‬ ‫نباتـا حسنا‪ ،‬و ْ‬ ‫أن يتكفال به أبواه‪ ،‬تنشئتا بأخالق كريمة‪ ،‬على كتاب‬ ‫اهلل وسنة رسوله (صلعم)‪ .‬بمشاعر طيبة تفيض بالخير و الصالح‬ ‫والعلم و المعرفة ‪ ...‬تهانينا الحارة لعائلة اإلدريسي و الوزاني التهامي‬ ‫والمرابط ‪....‬‬

‫‪2‬‬

‫«الجهة ‪ »13‬لمغاربة العالم‬

‫المطالبة بدوائر تشريعية قبل «المنصة االفتراضية»‬ ‫‪ 63,5‬مليار درهم تحويالت مغاربة الهجرة سنة ‪2016‬‬ ‫المجلس الحكومي ليوم ‪ 13‬يوليوز ‪2017‬‬

‫بينما كان مغاربــة العالم ينتظــرون‬ ‫الحصول على «حق» المشاركة في االنتخابات‬ ‫التشريعية‪ ،‬كغيرهم من‪ ‬المغاربة‪ ،‬حيث إنهم‬ ‫وفي أكثر من مناسبة عبروا عن استنكارهم‬ ‫مما أسموه «إقصاء» و «نقصا» في مواطنتهم‪،‬‬ ‫وبالرغم من مطالبة ممثلي أزيد من خمسة‬ ‫ماليين من مغاربة العالم‪ ‬بحق تمثيلهم‬ ‫بالبرلمان وإحداث دوائر تشريعية بالخارج‪،‬‬ ‫وبالرغم من‪ ‬الدفـع المستمــر للجمعيات‬ ‫األهلية ‪ ‬والمنظمات الحقوقية في الداخل‬ ‫والخارج في هذا االتجاه‪ ،‬فإن‪ ‬حكومة العثمـاني‬ ‫فضلت خلق «الجهـة ‪ ،»13‬ليس ألجل تمثيل‪ ‬‬ ‫المغاربة المهاجرين‪ ،‬بل لجر هؤالء المغاربـة‬ ‫لالستثمار في بالدهم‪ ،‬والحـال أنهـم ليسوا‬ ‫بحاجـة لمن يدفعهم لذلك‪ ،‬حتى ولو كان‬ ‫العثماني أو بنعتيق أو ‪« ‬لالتهم» ‪ ‬بنصالح‬ ‫«الباطرونا»‪.‬‬ ‫اإلعالن عن «الجهة ‪ ،»13‬وهي مبادرة‪ ،‬في‬ ‫األصل ‪ ‬وجيهة ‪ ،‬من باب أنها تتيح للمهاجرين‬ ‫سبل اإلطالع على المتوفر بالمغرب من‬ ‫امتيازات في مجال االستثمارـ ‪ ‬إال أنها ‪« ‬قفزت»‬ ‫على مطالب مغاربة الخارج الدستورية ‪ ،‬لتهتم‬ ‫فقط بجيوبهم ‪ ‬ومدخراتهم ‪ ،‬وتحاول الحصول‬ ‫على موارد قوية و «قارة» لـ «ترميم» الميزانية‬ ‫وإنعاش االقتصاد‪.‬‬ ‫ولم يكن العثماني بحاجة إلى «الترحيب»‬ ‫بالمهاجرين‪ ‬واإلشـــادة بتشبثهم ببلدهم‬ ‫وهويتهم‪ ،‬فهــم على أصالتهــم‪ ‬باقـــون‪،‬‬ ‫وبوطنيتهــم متشبثـــون‪ ،‬وهم يتحملــون‬ ‫«الكــوارث» بدل الصعاب ليعــودوا‪ ،‬ولو مرة‬ ‫واحدة لبلدهم‪ ‬من أجل صلــة الرحم‪ ،‬وهم‪،‬‬ ‫فضال عن هذا وذاك‪ ،‬أحرص المواطنيـــن‬ ‫المغاربة على االستثمار في بلدهم حيث إنهم‬

‫طوروا مدنا بكاملها و «مدنوا» قرى كانت إلى‬ ‫عهد قريب في عداد البراري والقفار‪ ،‬فتحوا‬ ‫المسالك وبنوا‪ ‬اآلبار‪ ،‬وساعدوا على مد خطوط‬ ‫الماء وخيوط الكهرباء‪ ،‬وفتحوا منافذ للترفيه‪،‬‬ ‫وأضفوا شكال من أشكال المدنية على نواح‬ ‫مهمشة‪ ،‬ولوال «عوائق» اإلدارة‪ ‬وفساد بعض‬ ‫اإلداريين‪ ،‬لكانت مساهمتهم أكثر وضوحا وأعم‬ ‫نفعا‪( .‬مدن وقرى الريف نموذجا)‪.‬‬ ‫السيدة ‪ ‬بنصالح‪ ،‬تعتبــر مغاربـــة العالم‬ ‫«قسمة مضافة»‪ ‬و «فرصــة وغنى للمغرب»‬ ‫وأنهم «بتحويالتهم (الفلوسية) يساهمون في‬ ‫تحقيق التوازنات الماكرو ـ اقتصادية لبلدهم»‬ ‫أما الوزير بنعتيق فقد شدد على أن «الجهة ‪»13‬‬ ‫جواب عقالني على انتظارات المغاربة بالخارج‪.‬‬ ‫الجواب العقالني‪ ،‬يا سيد‪ ،‬هو أن تكون‬ ‫«الجهة ‪ »13‬جهة «ترابية» و «سياسية» ‪ ‬بدل‬ ‫«منصة اليكترونية‪ ‬افتراضية‪ ،‬بل و«أرضا‬ ‫حقيقية»‪ ‬تضم مغاربة العالم‪ ،‬ليس من أجل‪ ‬‬ ‫حثهم على االستثمار في بالدهم‪ ،‬ألنهم لم‬ ‫ينتظروا اإلعالن عن هذه «الجهة»‪ ،‬ليحولوا‬ ‫حتى السنتيم األخير من ‪ ‬ــ ال أقول «مدخراتهم»‬ ‫ــ ‪ ‬فالظروف التعيسة التي يعيشونها طيلة العام‬ ‫إال بضعة ‪ ‬ثالثة أو أربعة أسابيع‪ ،‬ال تسمح لهم‬ ‫باالدخار‪ ،‬بل من مدخولهم المعيشي اليومي‪،‬‬ ‫ثم إنهم حين يعزمون على االستثمار في‬ ‫بلدهم بشراء شقة أو فتح معمل أو إنشاء مزرعة‪،‬‬ ‫تعترضهم عراقيل‪ ‬اإلدارة‪ ،‬وما أدراك ما اإلدارة‬ ‫التي ال نحتاج إلى الكشف عن عوراتها بعد كل‬ ‫ما قيل بشأنها‪.‬‬ ‫فقــد كــان «التنديــد» باإلدارة المغربية‪،‬‬ ‫محور مداخالت المشاركيـــن في الملتقـــى‬ ‫االقتصادي األول‪ ‬المنظم بالجهــة الشرقية‪،‬‬ ‫بداية ماي الماضــي‪ ،‬حول استثـمارات مغاربة‬

‫العالم ‪ ،‬حيــث أثــار ‪ ‬جل المشاركيــن مسألة‬ ‫البيروقراطية والتماطل والعراقيل التي تضعها‬ ‫بعض الجهات في وجه أبناء الجالية المغربية‬ ‫الراغبين في االستثمار‪ ،‬خاصة بمدن الناظور‬ ‫وبركان والسعيدية ووجدة‪ .‬ما دفع رئيس الجهة‬ ‫إلى أن ‪ ‬يتوجه للمسؤولين اإلداريين بخطاب‬ ‫«استعطافي» على نحو‪ ” :‬اهلل يرحم الوالدين‬ ‫ال تتركونا نسمع مثل هذا الكالم‪ ..‬ساعدوا كل‬ ‫مستثمر وأزيحوا من طريقه ‪ ‬كل عقبة‪ ..‬راحنا‬ ‫إال ما تساعدناش ‪ ..‬ال يمكن أن نبني ثقة بين‬ ‫اإلدارة والمستثمر»‪.‬‬ ‫‪ ‬وبالرغم من كل ذلك فقد حول مغاربة‬ ‫العالم خالل السنة الماضيـــة‪ ،‬من العملـــة‬ ‫الصعبة‪ ،‬فوق ‪ 63.5‬مليار درهم‪ ،‬بشهادة‬ ‫مصطفى الخلفي الوزير المكلف بالعالقات مع‬ ‫البرلمان والمجتمع المدني‪ ،‬الناطق الرسمي‬ ‫باسم حكومة العثمانـــي‪ ،‬بينمــا‪ ‬عدد مـــن‬ ‫مغاربة المغرب ‪« ‬أبناء القاع والباع»‪ ،‬يهربون‬ ‫«فلوسهم» إلى الخارج‪ ،‬هذا الخارج الذي يعرف‬ ‫كيف يسلبهم ‪ ‬عقولهم وأموالهم و «وطنيته» ‪ ‬ب‬ ‫إغراءات‪ ‬مدروسة ‪« ‬مخدومة»‪! ‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن مغاربة العالم يستهينون‬ ‫بكل الصعاب‪ ،‬ويقاومون كل العقبات ‪ ،‬ليعودوا‬ ‫إلى بالدهم‪ ،‬في عطلتهم السنوية‪ ،‬صلة‬ ‫للرحم‪ ،‬وتأكيدا لمغربيتهم التي ال تحتاج إلى‬ ‫إثبات‪ .‬فقد سجلت اإلحصائيات الرسمية أنه في‬ ‫ظرف أقل من شهرين‪ ،‬ما بين ‪ 5‬يونيه ونهاية‬ ‫يوليوز جاورعدد مغاربة الهجرة الذين انتقلوا‬ ‫إلى بالدهم عبر ميناءي طنجة ‪ ‬المليون بينما‬ ‫ذروة العودة ‪ ‬تصادف شهر غشت‪ ،‬من كل سنة‪،‬‬ ‫بتوافد مواطنينا المقيمين بفرنسا‪.‬‬ ‫مرحبا بمغاربة العالم‪! ‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫مورو ينجح في لم شمل حزب الحمامة بطنجة‬ ‫وعينه على تصدر المشهد السياسي بالمدينة واإلقليم‬ ‫يواصل حزب التجمــع الوطنــي لألحـرار‬ ‫بطنجة مخطط إعادة البناء‪ ،‬وعينه على استرجاع‬ ‫موقـــع الريادة الذي يستحقـــه‪ ،‬خاصة بعــد‬ ‫الدينامية التي عرفها على المستوى الوطني‬ ‫منذ انتخاب عزيز أخنوش على رأس الحزب‪ .‬آخر‬ ‫محطاته كانت يوم الجمعة المنصرم‪ ،‬عندما‬ ‫انعقد اجتماع لمجلس اتحادية اإلقليم يوم‬ ‫الجمعة المنصرم بهدف انتخاب كتابة االتحادية‪،‬‬ ‫حيث كانت األنظار موجهة لألجواء التي سيمر‬ ‫فيها االجتماع‪ ،‬لكن مخرجات اللقاء كشفت أن‬ ‫حزب الحمامة ماض في طريق العودة بقوة إلى‬ ‫الساحة السياسية بمدينة طنجة وإقليم طنجة –‬ ‫أصيلة‪.‬‬ ‫اللقاء كان أول امتحان حقيقي لقدرة عمر‬ ‫مورو المنسق اإلقليمي الجديد لحزب أخنوش‪،‬‬ ‫وعضو مكتبه السياسي‪ ،‬على إعادة اللحمة‬ ‫والوهج إليه‪ ،‬خاصة وأن الحزب كانت تخترقه‬ ‫صراعات داخلية بلغت أوجها قبيل استحقاقات‬ ‫شتنبر ‪ 2015‬وأكتوبر ‪ ،2016‬وكانت من‬ ‫نتائجها أن حصد الحزب نتائج كارثية‪ ،‬اندحر‬ ‫على إثرها إلى رتب متدنية داخل المشهد‬ ‫السياسي بعاصمة البوغاز وبتراب اإلقليم‪.‬‬ ‫لكن كثافة الحضور وطبيعته‪ ،‬والنتائج التي‬ ‫خلص إليها االجتماع أكدت أن الربان الجديد‬ ‫لحزب الحمامة بطنجة واع بالمهام الملقاة عليه‪،‬‬ ‫ذلك أنه لم ينجح فقط في تذويب الخالفات‬ ‫بين األطراف المتصارعة وإقناعها باالشتغال‬ ‫داخل جهاز كتابة اتحادية اإلقليم لما فيه‬ ‫مصلحة الحزب‪ ،‬بل تمكن أيضا من استقطاب‬ ‫العديد من الطاقات والوجوه الجديدة لالنخراط‬ ‫في الحزب‪ ،‬وتحمل المسؤولية داخل أجهزته‬

‫التنفيذية‪ ،‬تنزيال لتوجيهات رئيس الحزب األخ‬ ‫عزيز أخنوش الذي ما فتئ يصر على االنفتاح‬ ‫على كافة شرائح المجتمع‪ ،‬وإقناعها بجدوى‬ ‫العملالسياسي‪.‬‬ ‫وكان المنسق اإلقليمي لحزب التجمع‬ ‫بطنجة قــد وجـه عــدة رسائل في كلمتــه‬ ‫التوجيهية الجتماع مجلس االتحادية‪ ،‬مؤكدا أن‬ ‫الحزب بما يحظى به من دعم من طرف رئيس‬ ‫الحزب األخ عزيز أخنوش‪ ،‬والمنسق الجهوي‬ ‫األخ رشيد الطالبي العلمي‪ ،‬له جميع اإلمكانيات‬

‫والمؤهالت البشرية والفكرية لكي ينافس على‬ ‫المرتبة األولى بمدينة طنجة وبجميع الجماعات‬ ‫الترابية باإلقليم‪ ،‬شريطة استحضار مصلحة‬ ‫الحزب‪ ،‬واالشتغال بمنهجية تشاركية‪ ،‬وان يكون‬ ‫العمل بشكل يومي‪ ،‬وليس موسميا بالتزامن‬ ‫مع قرب االنتخابات‪ ،‬معلنا إلتزامه باالشتغال مع‬ ‫التجمعيات والتجمعيين بشكل مؤسساتي منظم‬ ‫و مسؤول وشفاف‪ ،‬مؤمنا بأن الحزب محتاج‬ ‫لجميع أعضائه بدون استثناء‪.‬‬

‫ج‪.‬ش‬


‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬غ�شت ‪2017‬‬

‫العدد ‪901‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫ال حديث للصحافة هذه األيام‪ ،‬إال عن خطاب العرش‪ ،‬وانتظارات المواطنين‬ ‫للشروع في تفعيله‪.‬‬ ‫من المحللين‪ ،‬من يضع على عينيه نظارات‪ ،‬ترى األفق ورديا‪ ،‬يبشر بغد‬ ‫مشرق وضاء‪ ،‬يوفر العيش الكريم للمواطنين‪ .‬ومن المحللين من ينظرون إلى‬ ‫المستقبل بنظارات سوداء‪ ،‬ال تبشرنا بخير‪ ،‬وتنذرنا بشر مستطير‪ ،‬وواقع مرير‪.‬‬ ‫وبين هؤالء وهؤالء‪ ،‬نجد المواطن البسيط الذي يؤمن بالقدر‪ ،‬خيره وشره‪،‬‬ ‫حلوه ومره‪ ،‬ويرضى بالقضاء‪ ،‬ويعلم أن اهلل على كل شيء قدير‪ ،‬وأن اهلل قد‬ ‫أحاط بكل شيء علما‪.‬‬ ‫هذا المواطن المغلوب على أمره‪ ،‬هو الذي يجب أن يكون في صلب المشاريع‬ ‫التي ستُدرس‪ ،‬وتوضع على سكة التنفيذ‪.‬‬ ‫هذا المخ ُلوق‪ ،‬هو الذي يجب أن نشق له الطريق‪ ،‬ليجد أموره سهلة ميسرة‪،‬‬ ‫يستطيع أن ينالها دون تعب وال كلل وال ملل‪ .‬فإن سعى إلى إدارة‪ ،‬وجدها قريبة‬ ‫منه‪ ،‬مفتوحة في وجهه‪ ،‬وإن طلب وثيقة‪ ،‬وجدها في متناوله‪ ،‬وإن عرض نفسه‬ ‫على طبيب المستوصف‪ ،‬وجد الشفاء على يديه‪ ،‬وإن أراد أن يسجل ابنه في‬ ‫مدرسة‪ ،‬وجد المدير في استقباله‪.‬‬ ‫تبسيط المساطر اإلدارية المعقدة‪ ،‬هو همه األول‪ ،‬واالستماع إلى شكواه‪،‬‬ ‫هو همه الثاني‪.‬‬ ‫وأعتقد أن هذين المطلبين يمكن االستجابة لهما‪ ،‬ألنهما لن يكلفا اإلدارة‬ ‫المغربية درهما وال دينارا‪.‬‬ ‫فهل توفرت – أو ستتوفر‪ -‬اإلرادة الحسنة لترجمة الخطاب الملكي السامي‪،‬‬ ‫وإنزاله إلى أرض الواقع؟ أم سي ْقتصر على استبدال فالن بفالن‪ ،‬وتنصيب‬ ‫مسؤولين محل مسؤولين‪ ،‬واإلعالن عن حركة انتقالية في صفوف رجال السلطة؟‬ ‫أرجو صادقا أن تكون اإلصالحات في مستوى التطلعات‪ .‬واهلل الموفق‪.‬‬

‫مارتيل‪ :‬مبتدأ شواطئ الرمال الذهبية بالشمال‬

‫ضرورة التحول اليقظ‬

‫‪ -‬عبد الحي مفتاح‬

‫«ريو مارتين» كما كان يطلق عليها اإلسبان‪،‬‬ ‫ومارتيل كما هي تسميتها حاليا المدينة الشاطئية‬ ‫الجامعية المنقسمة بين السياحة صيفا والعلم‬ ‫والمعرفة والبحث في باقي الفصول‪.‬‬ ‫ظلت مارتيل في الزمن الحديث مكانا أثيرا‬ ‫ألناقة االصطياف واالستجمــام ورفرفـــة حمام‬ ‫الذكريات الوردية بالنسبة للعائالت التطوانية‬ ‫ولغيرها ممن تسكن في المدن المجاورة‪ ،‬وكانت‬ ‫مارتيل المنبسطة‪ ،‬كما طنجة العالية‪ ،‬سباقة‬ ‫دائمة البتداع الحرية والصناعة المرتبطة بماء‬ ‫البحر ورماله الذهبية حينما كانت باقي الشواطئ‬ ‫المغربية المتوسطية إما بدوية أو شبه مخوصصة‪،‬‬ ‫األمر في ذلك يعود‪ ،‬بالشك‪ ،‬إلى انفتاحها على‬ ‫هبات الرياح الجذابة للضفة الشمالية‪ ،‬واإلسبانية‬ ‫على وجه التحديد‪.‬‬ ‫لم تكن مارتيل تهـــوى عمودية السحاب‪،‬‬ ‫بل كانت كباقي المدن المتوسطية تعانق أفقية‬ ‫البحر في عمرانها وزرقتها وبياضها‪ ،‬وبقيت تقاوم‬ ‫سنينا طويلة إلى أن حل ما ليس منه بد من انتشار‬ ‫األسلوب الكوني المنمط في المعمار واالستهالك‬ ‫كما تنتشر النارفي الهشيم‪.‬‬ ‫العمارات الشاهقة و المركبات السكنية الهائلة‬ ‫والطرق الفسيحة وأزيز المحركات برا وجوا وبحرا‬ ‫تكاد تحجب بهجة الشروق وروعة الغروب وطمأنينة‬ ‫الدروب وسحر سمفونية األمواج‪ ،‬كما أن األكالت‬ ‫السريعة الخفيفة خفة الوقت‪ ،‬من بيتزا و همبورغر‬ ‫وشوارمة‪...‬زاحمت النكهات البهية لطواجين‬ ‫السمك وأطباقه‪ ...‬من مكانها‪ ،‬وأنزلت نشوة‬ ‫«الباهيا» و«الطورطيا» و«البوكاديو» ذات الحمولة‬

‫اإليبيرية من عليائها‪ ،‬وحدها الذرة‪/‬الكبال المشوية‬ ‫و حبات «الهندية» الطبيعة «الحرشة» «والبغرير»‬ ‫و«البطبوط» «والفطائر»‪ ...‬التي تستقبلك على‬ ‫روائحها على الطرقات تزرع الحنين إلى الزمن‬ ‫التقليدي‪ ،‬وكذا عصير البرتقال المغربي‪...‬‬ ‫اآلن أضحت مارتيل سوقا عاما للبيع والشراء‬ ‫كبيرا مزحما ال رجعة فيه‪ ،‬من مائها إلى رمالها‬ ‫إلى كورنيشها إلى ساحاتها إلى شوارعها حتى‬ ‫أرصفتها‪ ،...‬فرحلة الصيف والشتاء لقوافل التجارة‬ ‫المتجولة والمهن الموسمية ال يفلت منها مارتيل‬ ‫الشاطئ الذي يخضع لقانون الجذب السياحي‬ ‫الداخلي والخارجي (خاصة الجالية المغربية بالخارج)‬ ‫حينما يستعر لهيب الشمس في السماء‪.‬‬ ‫الزالت مقهى «الريو» رمز زمن هيمنة حلم‬ ‫ثقافة التغيير والنضال الديموقراطي ومقهى‬ ‫«صول إيمار» رمز بداية التحول منزويتين في‬ ‫ركنيهما لكن مقاهي أخرى بأسماء عربية وفرنسية‬ ‫وأمريكية‪ ...‬نمت كالفطر طوال وعرضا‪ ،‬والزال‬ ‫قلب المدينة القديمة ينبض‪ ،‬لكن شوارع أخرى‬ ‫كميرامار والكورنيش تأجج بها غليان ملفت؛‬ ‫فاختلطت اللكنات واللهجات واللغات وأنماط‬ ‫اللباس والديكور والهندسة واألضواء واألذواق‪...‬‬ ‫في بوتقة مارتيل التاريخية التي تجري رغما عن‬ ‫أنفها نحو المستقبل المجهول‪.‬‬ ‫ترامت أطراف مارتيل حيثما اتسع لها المجال‬ ‫بذلك في اتجاه «كابو نيكرو» أو تطوان‪،...‬‬ ‫وتضاعفت الطرق الرابطة لها بمحيطها الجهوي‬ ‫والوطني والدولي‪ ،‬لكن الحاجة قائمة بل ضرورية‬ ‫إلى وسائل نقل جديدة غير ملوثة وبنيات طرقية‬

‫وتحتية حديثة وفعالة وتهيئة خضراء أكثر تطورا‬ ‫تنسجم مع التوجهات البيئية للمغرب بعد كوب‬ ‫‪ 22‬حتى التضيع الجهود المبذولة في بناء صورة‬ ‫مارتيل الصاعدة في مهب الريح‪ ،‬إذ التنقل من‬ ‫تطوان إلى مارتيل وبوسط المدينة الزال يعاني من‬ ‫بعض المطبات لوال الوقفات والجوالت التنظيمية‬ ‫الواضحة والمداومة المستمرة لمصالح األمن‬ ‫الوطني ورجاله‪ ،‬و ال زالت مستنقعات وادي مارتيل‬ ‫الخلفية المتوارية عن الواجهة تشكل خطرا بيئيا‬ ‫وصحيا على سكان األحياء الشعبية بالضفة األخرى‬ ‫يندى له الجبين‪ ،‬كما أن الحديث عن عدوانية‬ ‫ناموس مارتيل لم تقف عن السير به الركبان‪.‬‬ ‫ومع ذلك تبقى مارتيل عصية متميزة بدماثتها‬ ‫وأناقتها الغميسة وحرفيتها الراسخة منفردة‬ ‫عن الوجهات الشاطئية األخرى القريبة والبعيدة‬ ‫كالمضيق وأزال وواد لو والجبهة والحسيمة‬ ‫والسعيدية و«أزيال» وموالي بوسلهام والمهدية‬ ‫وسيدي بوزيد والوليدية وأكادير‪...‬‬ ‫والريب أن رجال مارتيل ونساءها وشبابها‬ ‫ونخبها وأطرها وإدارتها بتعاون مع إخوانهم في‬ ‫تطوان وفي شتى أنحاء المغرب قادرون‪ ،‬بفطنتهم‬ ‫ووعيهم وتجاربهم وخبراتهم التنظيمية‪ ،‬على‬ ‫استيعاب تحول مدينتهم القوي المتسارع والتحكم‬ ‫فيه الستثمار اإليجابيات واستباق حلول ناجعة‬ ‫وفعالة وسريعة للسلبيات قبل فوات اآلوان‪ ،‬وكل‬ ‫صيف و«ريو مارتين» متألق في انتظار عودة هدوء‬ ‫الخريف وسكينته ونوارس العلم والمعرفة والبحث‬ ‫المهاجرة‪.‬‬

‫حكمة‬ ‫العبودية‪* ..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫«العبودية أعلى من مقام الوالية»‬

‫سيدي حمزة القادري بودشيش‬

‫‪ 1‬ـ ما يدعوني للحديث عن حكمة العبودية هوما سمعته‬ ‫من بعض قول متواتر؛ من صميم حر الكالم لسيدي حمزة‬ ‫قدس اهلل سره ؛ خاصة قولته الجليلة التي صدرت بها هذه‬ ‫اللمعة حتى أتخذها نبراسي لبسط حديث موجز عن حكمة‬ ‫العبودية ؛ لكونها نسبة عليا يتجلى فيها ‪:‬‬ ‫• « سر الوقوف عند حد المخلوقية‪.»..‬‬ ‫• «والثبوت تحت نفوذ األوامر اإللهية‪.»..‬‬ ‫• « واالنقياد لمراسيم الشريعة الربانية‪.»..‬‬ ‫وغير خاف أن مدلول الحكمة في هذا السياق ينصرف إلى‬ ‫معارف شتى ‪:‬‬ ‫• معرفة آفات النفس‪..‬‬ ‫• معرفة الحق لذاته‪..‬‬ ‫• معرفة الخير والعمل به‪..‬‬ ‫• معرفة صواب األمور‪..‬‬ ‫• معرفة الرعونات البشرية‪..‬‬ ‫• معرفة األمر اإللهي‪..‬‬ ‫• معرفة شهود الحق‪..‬‬ ‫• معرفة اإلنسان لقدر نفسه ؛ حتى ال يمد رجليه خارج‬ ‫كسائه كما يقال‪..‬‬ ‫ومن لطائف اإلشارات أن الحكمة ناطقة بلسان حالها في‪:‬‬ ‫• قلوب العارفين بالتصديق‪..‬‬ ‫• قلوب العباد بالتوفيق‪..‬‬ ‫• قلوب المريدين بالتفكر‪..‬‬ ‫• قلوب العلماء بالتذكر‪..‬‬ ‫ومن عالماتها المنيرة ‪:‬‬ ‫• طول الصمت والكالم على قدر الحاجة‪..‬‬ ‫وفي هذا المعنى قال سيدي حمزة القادري بودشيش‬ ‫قدس اهلل سره ‪:‬‬ ‫«المقام الكبير هو الصمت ‪ ،‬وقد كان سيدي أبو مدين‬ ‫صماتا‪.»..‬‬ ‫والحكماء ورثة األنبياء ؛ فليس بعد النبوة إال الحكمة‪..‬‬ ‫وأما طريق أهل اهلل إلى الحكمة فمالزمتهم للرياضة التي‬ ‫توافق أحكام الشريعة بتهذيب األخالق النفسية والحرص‬ ‫على أداء الفروض‪..‬‬ ‫‪ 2‬ـ وأما العبودية فتحيل داللتها على لفظ العبد الذي‬ ‫تحرر قلبه من جميع ما سوى اهلل ؛ وعندئذ يكون في الحقيقة‬ ‫عبدا هلل ‪.‬‬ ‫وما سمى اهلل تعالى المؤمنين باسم أحسن من العبد ‪:‬‬ ‫«واذكر عبادنا‪ « »..‬واذكر عبدنا‪« »..‬نعم العبد‪.»..‬‬ ‫وقد ورد في القرآن الكريم ‪:‬‬ ‫« وما خلقت الجن واإلنس إال ليعبدون‪.»..‬‬ ‫« ولقد بعثنا في كل أمة رسوال أن اعبدوا اهلل»‪.‬‬ ‫« إن هذه أمتكم أمة واحدة ‪ ،‬وأنا ربكم فاعبدون»‪..‬‬ ‫فكانت هذه التحديدات القرآنية مبينة للعالقة بين اهلل‬ ‫والبشر ؛ فإذا هي عالقة عبادة ‪ ،‬ونسبة كل ما سوى اهلل إليه‬ ‫نسبة العبد لمالكه وسيده ؛ فجميع البشر من آدم إلى يوم‬ ‫الدينونة هم عباد اهلل ؛ ولم يطلق عليهم هذا االسم في‬ ‫معرض إذالل ‪ ،‬بل أطلقه في معرض تشريف ؛ فخص بلفظ‬ ‫«عبدي» المقربين واألنبياء‪..‬‬ ‫ومن دقيق ما وقفت عليه في مطالعاتي أن محيي الدين‬ ‫ابن عربي أشار في فتوحاته إلى أن لفظ عبد يطلق على كل‬ ‫مخلوق خلقه اهلل تعالى من مالئكة وإنسان وحيوان وجماد ‪..‬‬ ‫فيصبح معنى العبد تأسيسا على هذا ‪:‬‬ ‫كل ما سوى اهلل أو بلسان ابن عربي نفسه «العالم كله‬ ‫واإلنسان»‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــ‬ ‫ـــ* رؤوس أفكار لحديث قدمته يوم الجمعة ثالث ذي القعدة ‪ 1435‬ـ تاسع‬ ‫وعشرين غشت ‪ 2014‬بالزاوية األم بمداغ‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬غ�شت ‪2017‬‬

‫العدد ‪901‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 08‬غـ�شـت ‪2017‬‬

‫مطلوبٌ خبراء إلنقاذ حكومة العثماني‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫عصابات سبتة ومليلية‬ ‫تهيئ لتوتر جديد‬ ‫في العالقات المغربية اإلسبانية‬ ‫ليس ضروريا أن يكون اإلنسان خبيرا في الشؤون الدولية أو‬ ‫منجما ماهرا ليكتشف أن عالقات المغرب وإسبانيا يطبعها‪ ،‬ظاهرا‪،‬‬ ‫ود ووئام‪ ،‬وباطنا‪ ،‬ترقب وانتظار‪ ،‬وحيطة وحذر‪ ،‬حتى أن استطالعا‬ ‫للرأي في إسبانيا اعتبرالمغرب «الدولة العدوة األولى إلسبانيا»‪.‬‬ ‫ورغم أن العالقات االقتصادية تبـــدو «متينة» وأن االتصال‬ ‫مستمر بين رجال األعمال المغاربة واإلسبان وكذا الشأن بالنسبة‬ ‫للرسميين‪ ،‬إال أن الجانبين يعلمان أن العالقات بينهما توجد على‬ ‫فوهة بركان سبتة ومليلية والجزر التابعة لهما بسبب إصرار إسبانيا‬ ‫على االحتفاظ بالمدينتين والجزر‪ ،‬كجزء من «أراضيها» حتى أن‬ ‫ملك إسبانيا السابق قال في زيارة لمدينة سبتة‪« ،‬إن هذه المدينة‬ ‫إسبانية تماما كإشبيلية أو مالقا»‪.‬‬

‫ذلك أن إسبانيا ال تزال تعيش على عقلية ‪La reconquista‬‬ ‫وعلى أحالم اليمين الوطني المتطرف‪ ،‬الذي غرسه في عقول الشعب‬ ‫اإلسباني الدكتاتور (‪Francisco Franco Bahamonde (1892‬‬ ‫‪ -1975‬بعد انتصاره على الجمهوريين‪ ،‬ليتولى حكم إسبانيا تحت‬ ‫إسم ‪:‬‬

‫‪Generalísimo Francisco Franco, Caudillo de‬‬ ‫‪España por la Gracia de Dios‬‬

‫إسبانيا احتلت مدينة سبتة في عام ‪ 1415‬وكانت تحت حكم‬ ‫البرتغال‪ ،‬وألحقتها بترابها عام ‪ 1850‬بعد اندحار مملكة البرتغال‬ ‫في حرب القصر الكبير أمام مجاهدي عبد المالك السعدي‪ ،‬في حين‬ ‫احتلت إسبانيا مدينة مليلية عام ‪ 1497‬في إطار حملتها التوسعية‬ ‫البحرية‪ .‬ولكن إسبانيا اليمينية ال تريد أن تتحدث عن «احتالل» ولو‬ ‫أن جنودها انتقلوا من قارة ألخرى وقطعوا بوغاز األبيض المتوسط‪،‬‬ ‫ليبسطوا نفوذهم على أراضي دولة أخـرى كانــت في حالة ضعـف‬ ‫وشتات‪.‬‬ ‫وتصر إسبانيا على أن تعاكس التيار وترفض االعتـراف بأن‬ ‫عهد االحتالل التوسعي االستعماري قد ولى إلى غير رجعة‪ .‬في‬ ‫حين أن دولة جارة ألسبانيا‪ ،‬البرتغال‪ ،‬قررت في مرحلة أولى تحرير‬ ‫مستعمراتها اإلفريقية التي تشكلت في منظمة الـ ‪ Palop‬منظمة‬ ‫البلدان اإلفريقية الناطقة رسميا بالبرتغالية ثم‪ ،‬في سنة ‪،1999‬‬ ‫أعادت البرتغال إلى الصين منطقة «ماكاوو» الغنية ‪ 23‬كم ‪ ،2‬التي‬ ‫توجد على نهر الجواهر‪ ،‬عبر مفاوضات سلمية ومتحضرة‪ ،‬بعد‬ ‫احتالل برتغالي لهذه المدينة دام ‪ 442‬عاما‪ ،‬حيث إن البرتغال احتل‬ ‫مدينة ماكاوو سنة ‪ 1757‬التي عادت إلى وطنها األصلي تحت يافطة‬ ‫«بلد واحد ونظامان (سياسي واقتصادي) حيث إن المدينة احتفظت‬ ‫بدرجة عالية من االستقالل وبآليات اقتصادية متحررة بالنسبة‬ ‫للنظام الشيوعي بجمهورية الصين الشعبية‪.‬‬ ‫اليوم تحاول عصابات مستولية على الحكم في المدينتين‪،‬‬ ‫سبتة ومليلية‪ ،‬المتمتعتين بنوع من الحكم الذاتي‪ ،‬أن تثير مشاكل‬ ‫جديدة إلحراج المغرب وخلق توتر جديد بين المغرب وإسبانيا‪ ،‬ألن‬ ‫تلك العصابات اليمينية المتطرفة تعلم أن كل توتر في عالقات‬ ‫البلدين يخدم مصالحها وطموحاتها المستحيلة‪.‬‬ ‫آخر ما طلعت به عصابات برلمان سبتة قرار يطالب حكومة مدريد‬ ‫بإدراج المدينتين المحتلتين في االتحاد الجمركي األوروبي وإقامة‬ ‫معبر جمركي بين المغرب والمدينتين‪ .‬وهو أمر يعلم اإلسبان في‬ ‫مدريد كما في سبتة ومليلية أنه‪ ،‬قطعا‪ ،‬مستحيل‪.‬‬ ‫يبقى أن نفتــح ملــف المدينتين المغربيتيـــن المحتلتين‪،‬‬ ‫على المستوى الشعبي والمنظمات األهلية في انتظار أن يقتنع‬ ‫المسؤولون بضرورة طرح هذا الملف رسميا على السلطات اإلسبانية‬ ‫وعلى العالم‪ ،‬كما فعل ملك اسبانيا ‪ ،‬خالل زيارته الرسمية إلنجلترا‪،‬‬ ‫بداية يوليوز الماضي‪ ،‬حيث أثار قضية جبل طارق في كلمته بالبرلمان‬ ‫البريطاني مطالبا بفتح حوار في شأن عودة «الصخرة» المحتلة من‬ ‫طرف بريطانيا العظمى بمقتضى معاهدة أوترخت ‪1714‬إلى السيادة‬ ‫اإلسبانية‪.‬‬

‫‪ ‬ع‪ .‬كنوني‬

‫بعد أن «سمع على وذنيه» ما «ال يعجبه» وال يطمئنه على مصيره‪،‬‬ ‫فكر العثماني في أمر «يدبر به حاله» ويضع به اإلدارة المغربية على‬ ‫«سكة قطارات الخليع» المتهالكة» أصال‪ ،‬فقرر «استقدام» خبراء من‬ ‫القطاع الخاص بالكونطرا‪ ،‬من أجل سد العجز وتطعيم اإلدارة بالخبرات‬ ‫والكفاءات‪ ،‬مقابل أجور جزافية‪ ،‬ال تقل عن خمسة كيلوات‪ ،‬خالصة من‬ ‫«الشوائب»‪ ،‬بمعنى أنه سوف «يزيد الخل على الخميرة» ونحن ‪ ،‬طبعا‪،‬‬ ‫من سيدفع «الدعيرة»‪.!!! ‬‬ ‫خبراء القطاع الخاص سيكون عليهم «تقديم االستشارات»‬ ‫و«إنجاز المشاريع» ما دام وزراؤنا ال يتقنون إال فن «التوقيع» على‬ ‫المشاريع‪ ،‬و «الهضرة» على المشاريع‪ ،‬ما دام أن «موظفي الدولة»‬ ‫الذين «يقبضون الثمن» ذهبا خالصا‪ ،‬ال تتوفر فيهم شروط الكفاءات‬ ‫والخبراتالمطلوبة‪.‬‬ ‫والسؤال‪ ،‬ما حاجتنا إلى وظيفة عمومية لتدبير الشأن العام ‪ ،‬ما‬ ‫دام أننا يمكن أن نحصل على كل ما نريد عبر «استنساخ» تجارب القطاع‬ ‫الخاص في ما يتعلق بالتنافسية‪ ،‬والتحفيز‪ ،‬والفعالية‪ ،‬والمردودية‪.... ،‬‬ ‫وبالتالي ما حاجتنا إلى حكومة منتخبة‪ ،‬نحتاج إلى نصف سنة‬ ‫لتشكيلها من ستة أحزاب لم يصوت عليها سوى نصف نصف النصف‪:‬‬ ‫نصف المصوتين من نصف المسجلين من نصف المغاربة المؤهلين‪،‬‬ ‫وعددهم يجاور األربعين مليونا‪....‬‬ ‫والحال أنه‪ ،‬وقد فشل السياسيون في القيام بدورهم الوطني ‪،‬‬ ‫الدستوري‪ ،‬وأخفقوا في تدبير شؤون البلد بما راكموا من أخطاء وزالت‪،‬‬ ‫بإمكاننا اليوم «تشغيل وزراء بالكونطرا‪ ،‬من القطاع الخاص‪ ،‬لسنتين أو‬ ‫ألربع سنوات قابلة للتجديد‪ ....‬إلى يوم القيامة‪ ،‬واهلل أعلم! ‪...‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫حرفٌ جديد ٌة و‪...‬مربحة‬ ‫حلبُ العقارب‪! ‬‬ ‫تفتقت عبقرية مغربي عن طريقة مبتكرة لـ «حلب» العقارب بغاية‬ ‫استخراج سمها الذي يفتك باإلنسان وتحويله إلى مادة قابلة للتسويق‬ ‫بماليين الدراهم‪ .‬في األسواق العالمية‪ .‬ذلك أن السائل السام يحتوي‬ ‫على مئات المكونات التي لها استخدامات محتملة في القطاع الصحي‬ ‫عند تفكيكها إلى المستوى الجزيئي‪ ،‬وفق خبراء مغاربة انكبوا على‬ ‫دراسة كارثة العقارب بالمغرب التي تفتك بآالف المواطنين‪ ،‬مع حلول‬ ‫فصل الصيف‪ ،‬عبر ماكينة حلب تعمل بتقنيات حديثة وتحيط العملية‬ ‫بكامل ظروف السرعة واألمان‪.‬‬ ‫وبالتالي فإنه يمكن حلب من مائة إلى مائة وخمسين عقربا في‬ ‫اليوم‪ ،‬مع العلم أن سعر غرام واحد من سم العقارب يتراوح ما بين‬ ‫‪ 8‬آالف و ‪ 12‬آالف دوالر أمريكي ‪ ،‬حسب نوع العقرب والحال أن عقارب‬ ‫المغرب‪ ،‬والحمد هلل‪ ،‬أنواع وأصناف‪ ،‬ومنها ما يسمى بالعقرب اإلفريقي‬ ‫‪ Leiurus quinquestrituss‬و «الصخرة المسطحة» اإلفريقية�‪Hado‬‬ ‫‪ ، ,genes Troglodytess‬والعقارب الصحراوية‪Hadrurus Arizo� ،‬‬ ‫‪ nensis‬ومن أخطرها العقرب األسود‪ ،‬وهو‪ ،‬بحمد اهلل‪ ،‬متوفر بالمغرب‬ ‫ويمكن أن يدر أمواال طائلة على عشاق حلب العقارب‪ ،‬مستقبال‪.‬‬ ‫ال أظن إال أن أول المستفيدين من هذا االختراع العقربي الهام‬ ‫هو الوزير الوردي الذي سوف ترفع عنه اتهامات وسائل اإلعالم بعدم‬ ‫توفير أمصال سم العقارب نظرا لحاالت «اللذع» الذي يتعرض إليها‬ ‫المغاربة شيبا وشبابا‪ ،‬ومنهم من ال تنفع فيهم زيارات األضرحة والزوايا‪،‬‬ ‫والتبرك باألولياء والصالحين فينتقلون ‘إلى ما عنده» بينما الوزارة‬ ‫الوصية تنصح المغاربة بتربية الدواجن التي تتغذى على العقارب وال‬ ‫تضيرهاسمومها‪.! ‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫ال لشرع اليد‬ ‫طلعت الصحافة االسبانية بخبر مشين مفاده أن مغربيا «اعتدى»‬ ‫جسديا‪ ،‬األسبوع الماضي‪ ،‬على قنصل المغرب في مدينة ألمريا‬ ‫اإلسبانية‪ ،‬ووجه له لكمات مباشرة على مستوى العنق‪ ،‬وقلب المكتب‬ ‫رأسا على عقب متسببا في خسائر مادية تعود ملكيتها للشعب المغربي‪.‬‬ ‫اإلعتداء» على القنصل المغربي أُعطي تفسيرات عدة‪ ،‬أرجعها‬ ‫البعض إلى سوء التعامل مع أفراد الجالية المغربية هناك‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن استعمال «شرع اليد» مرفوض أيا كانت األسباب‬ ‫والعلل‪ ،‬واالحتكام يجب أن يكون للقانون‪ ،‬خاصة ببالد المهجر‪ ،‬لتفادي‬ ‫التعليقات المغرضة واالتهامات الرخيصة والمشينة التي توجه للمغرب‬ ‫ولتربية وحضارة المغاربة ‪.‬‬ ‫نتوقف عند هذا الحد ونأمل أن تتخذ هذه القضية المجرى القانوني‬ ‫الذي تتطلبه حماية لسمعة المغرب والمغاربة في الداخل والخارج‪.‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫القصر الكبير‪..‬مدين ٌة بدون صفيح‪! ‬‬ ‫هل تصدقون ؟‬ ‫حسب بيان الوزارة‪ ‬الوصية‪ ،‬فإنه تم مؤخرا «التوقيع» على عقد‬ ‫التصريح بإعالن القصر الكبير‪ ،‬مدينة بدون صفيح بعد أن خصص‬ ‫لهذا البرنامج اعتمادات بحوالي ‪ 66‬مليون درهم‪ ،‬ساهمت فيه وزارة‬ ‫بنعبداهلل‪ ،‬ب ‪ 10‬ماليين‪ ،‬فقط‪ .‬وحسب نفس المصدر‪ ،‬فإن هذا البرنامج‬ ‫أهم ثالثة أحياء صفيحية ‪ :‬بالد الريسوني‪ ،‬وبالد الحبوس‪ ،‬وبالد‬ ‫بلعباس‪ ،‬بينما ال تزال بالمدينة «بالدات» تنتظر»العناية والرعاية» حيث‬ ‫إن مدينة القصر الكبير التي كانت قاعدة من قواعد المغرب العلمية‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫والثقافية والحضارية‪ ،‬كما كانت حصنا من حصون المغرب الدفاعية‪،‬‬ ‫ال تزال تعيش «قرونها الوسطى» في غير اهتمام أو مباالة‪.....‬والداخل‬ ‫إليها سواء عبر طريق الرباط أو طريق العرائش أو عبر سكة الحديد‪،‬‬ ‫يمكن أن يتيقن من حالة «التهميش « التي تعيشها هذه المدينة‬ ‫وأهلها‪ ،‬الذين هم أهل علم وصالح ومروءة وإباء‪ ،‬حتى ليخيل للزائر‬ ‫أن مدينة القصر الكبير ال تنتمي لمدن جهة طنجة‪ ،‬للفارق الكبير بين‬ ‫تجهيزات مدن الجهة األساسية من طرق ومؤسسات ومصالح إدارية‬ ‫ومنشآت عمرانية ‪ ،‬وبين الحالة المزرية التي تعيشها هذه المدينة‬ ‫المناضلة‪.‬‬ ‫زوروا مدينة القصر الكبير لتعاينوا حالة هذه المدينة ‪ ،‬والوضع‬ ‫المعاش ألهلها وطموح شبابها الكبير في العيش داخل إطار قابل‬ ‫للحياة‪.‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫الضريبة على األراضي العارية‬ ‫األدا ُء الفوري أو الحجز‬ ‫صورة لإلستئناس‬ ‫بعد عمليات الحجز المتواصلة على ميزانية البلدية من أجل تسديد‬ ‫مستحقات مواطنين قضت المحكمة لفائدتهم‪ ،‬ارتأى المجلس البلدي‬ ‫اللجوء إلى مسطرة الحجز على األراضي العارية بعد تماطل أصحابها‪،‬‬ ‫ومنهم نافذون ‪ ،‬في تسديد الرسوم الضريبية المتراكمة على تلك‬ ‫األراضي‪.‬‬ ‫حسنا ما فعلت البلدية‪.‬‬ ‫المغاربة سواسية أمام القانون‪ ،‬وال مكانة في مغرب اليوم‬ ‫للنافذين وأصحاب «العالقات التي تهرس الحجر»وال أحد فوق القانون‪.‬‬ ‫ومن أراد التموقع في خانة ‪ les intouchables‬أو يطالب ب«معاملة‬ ‫تفضيلية»‪ ،‬فسوف يتصدى له اإلعالم الوطني ليفضحه أمام المأل‪.‬‬ ‫ومعلوم أن مستحقات البلدية من الضرائب المتأخرة المستوجبة‬ ‫على األراضي العارية تفوق ‪ 15‬مليار سنتيم‪ ،‬ومعظم تلك األراضي‬ ‫الشاسعة توجد في ملكية شخصيات سياسية وانتخابوية مرموقة ‪.‬‬ ‫وقد علم أن تعليمات صدرت إلى أعوان التحصيل ومصلحة‬ ‫الضرائب بتوخي الصرامة في تحصيل الضرائب واستعمال مسطرة‬ ‫الحجز ضد كل من تماطل في األداء ‪.‬‬ ‫وكان ذلك عدال‪! ‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫حاميها حراميها‬ ‫عقوبات حبسية موقوفة التنفيذ صدرت في حق رئيس وأمين عام‬ ‫ودادية تابعة لوزارة المالية بعد ما تبين وجود «تالعب» في استغالل‬ ‫بقعتين أرضيتين بكل من الدر البيضاء والمحمدية‪ ،‬استفادت منهما‬ ‫الودادية ‪ ،‬األولى بمبلغ ‪ 500‬درهم للمتر ـ ‪ -‬ياسالم‪! ‬ـ ‪......‬والثانية‬ ‫بمبلغ ‪ 180‬درهم للمتر المربع‪ ،‬فقط (‪ ) ! ‬الحكم جاء بعد ثبوت وجود‬ ‫تالعبات في المشروع وعدم احترام دفتر التحمالت في ما يخص منع‬ ‫بيع البقع األرضية ألشخاص ال عالقة لهم بوزارة المالية ‪ .‬ومن بين‬ ‫المستفيدين من تلك البقع حسب جريدة «المساء»‪« ،‬نافذون» في‬ ‫وزارة المالية والمديرية العامة للضرائب ومديرية األمالك المخزنية‬ ‫والمركز الجهوي لالستثمار‪ ...‬إلى آخره‪ .‬يعني أناس من ذوي األجور‬ ‫والتعويضات «العالية» زاحموا «الضعفاء» إلى اهلل‪ ،‬من بين مساعديهم‪،‬‬ ‫في االستفادة من بقع «فيالت» بعين الشق بالدار البيضاء أو بمنطقة‬ ‫«ال كولين» بالمحمدية ‪ ،‬مدينة الزهور‪ ،‬بثمن بخس دراهم معدودة ‪....‬‬ ‫والعوض على اهلل‪ ،‬فيما جرت به المقادير‪....!!! ‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫كلنا في الهمّ سواء‬ ‫قرأت عن شوهة» شاطئ السعيدية الذي صار «جوطية» لبيع‬ ‫الدالح والهندية وتحضير «شوايات» السمك‪ ...‬فوق الرمال بل وعلى‬ ‫الشاطئ مباشرة دون أن يتحرك أحد من «أولئك» لرفع هذا المنكر‬ ‫«البئي» في مغرب الكوب ‪ 22‬وعلى شاطئ يتمتع بسمعة دولية في‬ ‫محيط األبيض المتوسط‪.‬‬ ‫هذا النوع من تعامل المسؤولين مع الشواطئ يكاد يكون عاما‪،‬ـ‬ ‫والحمد هلل الذي ال يحمد على مكروه سواه‪ .‬لقد أصبحت الشواطئ‬ ‫جوطيات للفراشة والمتجولين‪ ،‬ولبائعي كل شيء‪ ،‬من القهوة الجاهزة‬ ‫إلى المشروبات إلى «البوكاديوس» «الكاسكروطات»‪ ،‬بلغة الداخلية‪،‬‬ ‫إلى المثلجات‪ ،‬بطبيعة الحال «الشوايات» ال يجب أن تغيب عن هدا‬ ‫المشهد السوريالي البديع‪.‬‬ ‫ومن احتالل األرصفة بشكل تام‪ ،‬إلى احتالل رمال الشواطئ‬ ‫بشكل تام أيضا‪ ،‬حتى أنه يصعب عليك إيجاد موقع قدم دون أن تتحرك‬ ‫«عصابات» الشواطئ لتنبهك إلى أنه عليك أن تدفع من أجل «احتالل»‬ ‫مربعك بالشاطئ ‪ ،‬وإال دفعوا بك إلى نهاية البحر بعيدا عن الناس‬ ‫«األلبة»‬ ‫زوروا شاطئ أشقار لتتأكدوا من هذه الفوضى التي قيل إن مجالس‬ ‫الجماعات من يتسبب فيها ألغراض انتخابوية ‪ .‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪901‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬غ�شت ‪2017‬‬

‫تفاقم ظاهرة التحرش الجنسي بالمغرب‪...‬‬ ‫التحرش الجنسي في نهاية المطاف هو استقواء طرف على‬ ‫طرف آخر و هو قلة تربية تصل إلى حد السفالة من أبناء آدم‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫محجبات أو متبرجات‪ ،‬األمر سواء بالنسبة لنساء المغرب‪ ،‬كلهن ضقن ذرعا بظاهرة التحرش الجنسي التي تتنامى بشكل كبير في مدن وشوارع‬ ‫المملكة‪ ،‬وهو ما دفع العديد من الناشطات والمدونات إلطالق حمالت استنكار عبر المواقع اإلجتماعية في السنوات األخيرة‪ ،‬ينددن عبرها بالمضايقات‬ ‫التي تتعرض لها المرأة المغربية بشكل يومي‪ ,‬في مجتمع ‪ -‬شأنه كشأن باقي المجتمعات العربية‪ -‬يتسم هو اآلخر بطابع السلطوية الذكورية‪.‬‬ ‫«ال أستطيع أن أستوعب كيف للجنس اآلخر أن‬ ‫يعاملنا هكذا‪ ,‬كيف للجنس اآلخر أن ينعم بكل الحريات‬ ‫الممكنة في األماكن العامة و تبقى المرأة دائما هي‬ ‫المالمة‪.»...‬‬ ‫قبل بضعــة أيــام بكورنيش طنجــة‪ ،‬تداول‬ ‫الفيسبوكيون شريط فيديو ّ‬ ‫يوثق تعرض فتاة مساء‬ ‫بالكورنيش للتحرش الجماعي‪ ،‬و أغلــب من شاهــد‬ ‫الفيديو الذي صوّر ليلة األحد‪ ،‬تساءل عن الغياب التام‬ ‫لرجال األمن في مكان سياحي بامتياز‪ ،‬يعج عادة في‬ ‫هذا الوقت بالزوار من داخل المغرب وخارجه‪ ،‬في‬ ‫مدينة طنجة المعروفة بجمالها‪ ،‬لكن لألسف الجمال‬ ‫هو سطحي فقط‪ ،‬و مع أن السلطات األمنية كذبت‬ ‫الخبر و اعتبرته مجرد ادعاء كاذب‪ ،‬إال أن المواطن‬ ‫الطنجي ليس غبيا لهذه الدرجة‪ ،‬الفيديو واضح و‬ ‫صريح‪ ،‬و هكذا ممارسات ليست األولى و لن تكون‬ ‫األخيرة في مدينة انعدم فيها األمن بشكل كلي‪.‬‬ ‫إنها جرأة تصل حد الوقاحة من المتحرش‪،‬‬ ‫والضحية مقيدة بمجتمع يمنعها من اإلعتراض‬ ‫أوالحديث عما تعرضت له‪ ،‬و حكومة ال تعير هذه اآلفة الخطيرة أي اهتمام مقابل دور محدود لجمعيات معنية بحماية‬ ‫المرأة وحقوقها‪.‬‬ ‫وقبل الغوص أكثر في تفاصيل التحرش الجنسي البد من تحديد إطار عام يوضح ماهية هذا الفعل‪ .‬التحرش كما‬ ‫تعرّفه منظمة حقوق اإلنسان هو القيام بتوجيه الكلمات غير المرحب بها‪ ،‬أو األفعال واإليحاءات ذات الطابع الجنسي‬ ‫المباشر وغير المباشر‪ ،‬التي تنتهك السمع أو البصر أو الجسد وتنتهك خصوصية الفرد‪ ،‬وتؤذي مشاعره من خالل‬ ‫جعله يشعر بالتهديد أو عدم اإلرتياح أو الخوف أو اإلهانة‪.‬‬ ‫التحرش اللفظي هو األكثر انتشاراً وشيوعاً في‬ ‫أي مكان عام في المغرب‪ ،‬وغالباً ما يتم التعامل‬ ‫معه كمزاح أو كمديح من «المعجب» للجميلة التي‬ ‫تمر أمامه‪ ،‬التحرش اللفظي يتضمن التعليقات‬ ‫على المظهر أو الدعابات ذات الطابع الجنسي‪ ،‬أو‬ ‫تعمد إسماع المتحرش بها كلمات بذيئة قد تكون‬ ‫تلميحات أو اقتراحات جنسية‪ .‬‬ ‫التحرش غير اللفظي أو اإليحائي وهو قيام‬ ‫المتحرش بالتحديق بطريقة وقحة من خالل‬ ‫التركيز بشكل واضح على أماكن محددة من جسد‬ ‫المرأة أو التصفير‪ ،‬أو القيام بتعابير تحمل إيحاءات‬ ‫جنسية بوجهه‪ .‬وفي مراحل متقدمة قد يصل هذا‬ ‫النوع من التحرش إلى حد المالحقة ومطاردة‬ ‫المتحرش بها‪ ،‬وهذا بالفعل ما يحدث أمام المأل‪،‬‬ ‫دون تدخل من السلطات أو حتى من إخواننا البشر‪.‬‬ ‫من غير المنطقي الحديث عن أسباب تحدد‬ ‫بشكل ال لبس فيه أسباب تحول بعض الرجال إلى‬ ‫متحرشين جنسياً‪ .‬وفي ظل عدم قدرة العلماء على‬ ‫إيجاد أي نوع من األنماط الثابتة التي تمكنهم من‬ ‫تحديد مواصفات خاصة بالمتحرش‪ ،‬فإن التدليل‬ ‫على سبب بعينه دون سواه غير دقيق إطالقاً‪ .‬إن‬ ‫أسباب التحرش الجنسي تختلف من شخص آلخر‬ ‫ومن موقف آلخر‪ ،‬لكن يمكن الحديث عن عوامل‬ ‫أساسية اتفق على كونها من مسببات التحرش‪،‬‬ ‫وإن كانت في الوقت عينه مرتبطة بعوامل‬ ‫اجتماعية وثقافية وعائلية مختلفة‪ .‬‬

‫‪ - 1‬العوامل اإلجتماعية‬

‫تساهم أساليب التربية التي يعتمدها مجتمعنا بتأمين أرضية خصبة للتحرش‪ ،‬خصوصاً حين يتعلق األمر بنظرة‬ ‫الذكر أو األنثى ألنفسهم ولآلخرين‪ .‬المجتمعات التي يعد التمييز فيها أمراً مقبو ًال سواء كان هذا التمييز على أساس‬ ‫العرق أو الدين أو الجنس تؤسس ألجيال تسمح لنفسها بإهانة اآلخر المختلف‪ .‬‬ ‫كما أن تربية الذكور على مبدأ الذكورية المطلقة مقابل فتيات هدفهن األسمى في الحياة هو اإلعتماد على‬ ‫الرجل‪ ،‬وإمتاعه وتلبية حاجته‪ ،‬لن يؤدي بالطبع إلى عالقة طبيعية على أساس اإلحترام‪.‬‬

‫‪ - 2‬العوامل الإلقتصادية‪ ‬‬

‫تعد البطالة سبباً أساسياً من أسباب التحرش‪ ،‬فالشاب الذي يعاني من عدم اإلستقرار المادي وال يجد ما يشغله‬ ‫طوال النهار يكون عرضة لجميع أنواع التأثيرات‪ .‬لكن البطالة وحدها ال تعني تحول الذكر إلى متحرش‪ ،‬بل يجب ربط‬ ‫البطالة هنا بخلفيته اإلجتماعية والثقافية‪ .‬‬ ‫شهدت السنوات القليلة الماضية انقالباً في موازين القوى داخل مؤسسات العمل‪ ،‬فالنساء بتن قائدات ورائدات‬ ‫ما تسبب بتفجير «رجولة» العاملين الذكور‪ ،‬الذين ال يجدون متنفساً «لتحجيم» المرأة سوى من خالل معاملتها‬ ‫كسلعة جنسية‪ ،‬أو من خالل اإلهانات اللفظية‪ .‬فالتحرش الجنسي في نهاية المطاف هو استقواء طرف على طرف آخر‪.‬‬

‫‪ - 3‬العوامل العائلية‬

‫إن التفكك األسري غالباً ما يساهم في تعزيز نزعة «اإلستقواء» على اآلخر في إطار تطوير تقنية دفاعية يحمي‬ ‫من خاللها الطفل نفسه‪ .‬ثم ال تلبث هذه التقنية أن تتطور‪ ،‬وتتحول إلى تمرد دائم على كل من يحيط به‪ ،‬و هكذا‬ ‫يطلقون عليه لقب» الراجل»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لكن «الراجل» هذا الذي ال يجد سوى اإلستحسان لتصرفاته‪ ،‬لن يكترث إطالقا بتحوله إلى متحرش‪ ،‬فهو تربى‬

‫على اإلستمتاع بإهانة اآلخرين‪ .‬يقع ضمن العائالت حاالت‬ ‫تحرش جنسية رغم ندرة الحديث عنها بشكل علني‪ ،‬وكما‬ ‫العنف دائرة يصعب كسرها وتنتقل من جيل آلخر كذلك‬ ‫التحرش‪ ،‬فالمتحرش به يتحول الحقاً إلى متحرش‪ .‬وهذا‬ ‫يقودنا إلى أمر بالغ األهمية يتم تجاهله بشكل كبير في‬ ‫عالمنا العربي خصوصا‪ ،‬وهو التربية الجنسية‪.‬‬ ‫يتجنب اآلباء واألمهات الحديث عن الجنس مع أبنائهم‬ ‫وبناتهم‪ ،‬كما أن المناهج المدرسية تخلو كلياً من أي مادة‬ ‫تتعلق بالثقافة الجنسية‪ ،‬وعليه فإن اكتساب المعرفة‬ ‫الجنسية تتم من خالل أساليب غير صحية‪ ،‬إما من خالل‬ ‫األصدقاء أو من خالل اإلنترنيت أو من خالل مشاهدة‬ ‫األفالم اإلباحية مباشرة وجميع هذه الطرق تترك آثارها‬ ‫السلبية على مفهوم العالقة الجنسية‪ ،‬ونجد أنفسنا أمام‬ ‫أجيال تمتلك صورة مشوهة عن الجنس وعن النساء‪ .‬وهذه‬ ‫المفاهيم المغلوطة تؤدي بشكل مباشر إلى استسهال‬ ‫التحرش الجنسي‪.‬‬

‫‪ - 4‬العامل الديني والنفسي‪ ‬‬

‫يعاني المتحرش الجنسي عادة من نقص في الثقة بالنفس‪ ،‬وهو بالتالي يجد نفسه أقل مكانة من اآلخرين‪،‬‬ ‫وفي الغالب يكون عنيفاً غير قادر على بناء عالقات حميمة يفكر‪ ،‬ويتحدث بشكل دائم عن األمور الجنسية‪ ،‬يفتقد‬ ‫المتحرش أيضاً القدرة على التحكم بالنفس والتعاطف مع اآلخرين‪ ،‬وهو يبرر بشكل دائم تصرفاته لدرجة أنه قد‬ ‫يصل إلى مرحلة اإلقتناع التام بموافقة ضحيته‪ .‬بتعبير آخر‪ ،‬المتحرش الجنسي يعاني من خلل نفسي عززته عوامل‬ ‫اقتصادية أو إجتماعية‪.‬‬ ‫يجد البعض في الدين رادعاً لهكذا تصرفات‪،‬‬ ‫إذ إن األديان السماوية على اختالفها تشدد على‬ ‫اإلحترام والتسامح والعدل‪ ،‬وتبرز مكانة المرأة‬ ‫ودورها‪ ،‬ناهيك عن مبدأ الثواب والعقاب ومعصية‬ ‫اهلل من خالل التعرض لآلخرين‪ ،‬وإهانتهم لفظياً‬ ‫وجسدياً‪.‬‬

‫‪ - 5‬العامل القانوني‬

‫تعالت الصرخات مؤخراً في المغرب‪ ،‬مطالبة‬ ‫بقوانين أكثر وضوحاً حول التحرش الجنسي‬ ‫وعقابه‪ ،‬محملين الحكومة مسؤولية تفشي هذه‬ ‫الظاهرة بشكل كبير‪ ،‬لكن هذه النقطة رغم‬ ‫أهميتها قد ال تحل المشكلة‪ ،‬فلو أخذنا أمريكا‬ ‫كمثال ونظرنا إلى قوانينها التي تفند كل ما يتعلق‬ ‫بالتحرش الجنسي في قوانينها‪ ،‬لدرجة أنها باتت‬ ‫مادة للتندر بحيث يطالب الرجال بكتيب يحدد إن‬ ‫كانت طريقة تنفسهم تعتبر تحرشاً جنسياً أم ال‪.‬‬ ‫‪ ‬ورغم كل ذلك ما زال التحرش الجنسي مشكلة‬ ‫فعلية تهدد المجتمع األمريكي‪ .‬القوانين في غاية‬ ‫األهمية لكن العقاب وحده لن يجعل األزمة تختفي‪،‬‬ ‫المطلوب هو محاولة معالجة المشكلة من جذورها‪ .‬‬

‫كيف يمكن معالجة التحرش‬ ‫الجنسي‬

‫معالجة التحرش الجنسي كمشكلة إجتماعية عامة مهمة مستحيلة‪ ،‬لكن التعامل مع اآلفة خطوة تلو األخرى قد‬ ‫يحد من سرعة انتشارها‪ ،‬البداية يجب أن تكون من العائلة‪ ،‬وهنا يأتي دور الجمعيات المعنية بحقوق اإلنسان والمرأة‬ ‫والطفل والمؤسسات اإلجتماعية التابعة للحكومة‪.‬‬ ‫‪ ‬والمهمة هنا ال تتعلق بأهل يقومون بتنبيه أوالدهم لمخاطر التحرش‪ ،‬بل بتوعية األهل أنفسهم على نتائج‬ ‫أساليب تربيتهم وتحميلهم المسؤولية حين يخطئون‪ .‬قانونياً يمكن للعقاب أن يشكل رادعاً للمعتدي‪ ،‬ويجعله يفكر‬ ‫مرتين قبل اإلقدام على التحرش أو اإلعتداء على ضحيته‪ .‬‬ ‫أما على الصعيد الفردي فالمتحرش وفق المفهوم العلمي‪ ،‬هو شخص مريض يحتاج إلى عالج نفسي يرافقه‬ ‫تواصل عائلي صحي يقوم من خالله األهل بالحديث بشكل منفتح عن التحرش‪.‬‬ ‫ومن الضرورة بمكان التحلي بالصبر‪ ،‬واإلستماع لوجهة نظر ولدكم «المتحرش أو المتحرش المحتمل» عن‬ ‫مبررات التحرش‪ ،‬يتم بعدها مناقشة كل نقطة بشكل منفصل‪ .‬يجب اإلبتعاد عن التخويف والتهديد والوعيد‪ ،‬فهذا‬ ‫لن يخلق سوى ردة فعل سلبية‪ ،‬يمكن توضيح التحريم الديني والتجريم القانوني للتحرش‪ ،‬ونظرة المتجمع لمن‬ ‫يقوم بالتعدي على اآلخرين‪.‬‬ ‫وإن كان المتحرش في عمر محدد فال دور ألهله في حياته‪ ،‬فعالجه يجب أن يبدأ منه‪ ،‬أي باعترافه بالمشكلة‪،‬‬ ‫أو بمبادرة من المقربين منه ومواجهته بمشكلته‪ ،‬وينتقل الحقاً إلى مرحلة العالج النفسي وإعادة تأهيل نفسه‬ ‫اجتماعياً‪ .‬‬ ‫في المحصلة‪ ،‬التحرش ال يرتبط بمكانة الشخص اإلجتماعية أو بحجم ثروته أو فقره‪ ،‬فالتاريخ يشهد على‬ ‫شخصيات في مناصب سياسية تورطوا في فضائح التحرش الجنسي‪ ،‬لذلك إن وجدت في الدالئل التي ذكرت ما‬ ‫ينطبق عليك‪ ،‬فقد تكون مشروع متحرش مستقبلي أو متحرش فعلي ناشط حالياً‪ .‬وربما حان الوقت للقيام بأمر ما‬ ‫حيال ذلك وإصالح ما تم إفساده‪.‬‬


‫العدد ‪901‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬غ�شت ‪2017‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫العطش يهدد تطوان بسبب تعثر سد دشنه الملك‬ ‫تعيش مدينة تطوان على وقع تهديد سببه « ندرة‬ ‫المياه»‪ ،‬وذلك بعد تعثر أشغال إنجاز سد مارتيل الذي‬ ‫يدخل ضمن مشاريع البرنامج المندمج للتنمية االقتصادية‬ ‫والحضرية للمدينة (‪ 2014‬ـ ‪ )2018‬لمدينة تطوان‪ ،‬والذي‬ ‫كان جاللة الملك كان قد أشرف على إطالقه الملك محمد‬ ‫السادس في أبريل ‪ ،2016‬بغالف مالي تناهز قيمته ‪5،5‬‬ ‫مليار درهم والتي تعرف بدورها تأخرا في اإلنجاز‪.‬‬ ‫سد مارتيل الذي كانت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء‬ ‫شرفات أفيالل قد أكدت أنه سيكون جاهزا في شهر نونبر‬ ‫من السنة الجارية‪ ،‬لم تتقدم فيه األشغال‪ ،‬إذ ال زال يعاني‬ ‫من مشاكل متعددة أهمها حسب عبد الواحد اسريحن‪،‬‬ ‫النائب األول لرئيس الجماعة الحضارية لتطوان‪ ،‬مشاكل‬ ‫تصفية العقار مع المالكين الذين رفعوا ‪ 34‬دعوى قضائية‬ ‫ضد الشركة الخاصة التي كلفت بتصفية العقار‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى بطء تقدم األشغال التي تشرف عليها الشركة ذاتها‪،‬‬ ‫مضيفا أن «المشروع لم يهيَّأ له بما فيه الكفاية»‪.‬‬ ‫اسريحن في حديثه لـ «أخبار اليوم» قال إن «مشروع‬ ‫سد مارتيل لن ينتهي في التاريخ الذي حدد له سابقا‪ ،‬وإن‬ ‫ذلك مجرد كالم»‪ ،‬وأضاف «السلطات المحلية هي التي‬ ‫تشرف على تتبع إنجازه وليست الجماعة الحضارية لمدينة‬ ‫تطوان»‪ ،‬مشيرا إلى أن «مشاريع برنامج التنمية االقتصادية‬ ‫والحضرية لمدينة تطوان تعرف مجموعة من األخطاء‬ ‫واالنزالقات والسرعة في وضع البرامج»‬ ‫وأضاف النائب األول اإلدعمار أن «تطوان مهددة في‬

‫أمنها المائي‪ ،‬وذلك بعد توالي سنوات الجفاف وتعثر إنجاز‬ ‫سد مارتيل الذي كان من المفروض أن تنتهي به األشغال‬ ‫نهاية السنة الجارية‪ ،‬والمعول عليه لسد الخصاص في مادة‬ ‫الماء »‪ ،‬وهو ما أكده أحمد بخبزة‪ ،‬النائب البرلماني السابق‬ ‫عن حزب العدالة والتنمية‪ ،‬في حديثه لـ«أخبار اليوم»‪ ،‬إذ‬ ‫يتوقع هذا األخير أن تدخل مدينة تطوان في أزمة «عطش»‬ ‫في المستقبل القريب‪.‬‬ ‫كتابة الدولة الكلفة بالماء في ردها على تساؤل «أخبار‬ ‫اليوم» بخصوص سبب تعثر مشروع سد مارتيل‪ ،‬أكدت أنه‬ ‫عرف بعض المعيقات التقنية أثناء أشغال إنجاز السد‪ ،‬خاصة‬ ‫منها تلك المرتبطة بالسياق الجيولوجي الصعب والمعقد‬ ‫لموقع تواجد السيد‪ ،‬باإلضافة إلى أن المشروع ومنذ البداية‬ ‫األولى إلنجازه كان يواجه تعرضات من طرف بعض الساكنة‬ ‫المجاورة للسد‪ ،‬وكان لها أثر على وتيرة األشغال‪.‬‬ ‫ولتجاوز هذه المعيقات‪ ،‬قالت كاتبة الدولة المكلفة‬ ‫بالماء في الرد ذاته‪ ،‬إنه تم إعادة النظر في تصاميم بعض‬ ‫المنشآت‪ ،‬من أجل االستجابة لمتطلبات سد كبير يتوفر على‬ ‫كل مقومات ومواصفات النجاعة واالستدامة والسالمة‪ ،‬وفق‬ ‫المعايير الوطنية والدولية المعمول بها في هذا المجال‪،‬‬ ‫وهو األمر الذي أدى إلى تمديد المدة التعاقدية‪ ،‬وذلك في‬ ‫إطار المساطر القانونية الجاري بها العمل‪ ،‬كما أنه تم إبرام‬ ‫عقد تكميلي جديد‪ ،‬بدأ العمل به في شهر نونبر ‪،2014‬‬ ‫ويمتد لمدة ثالث سنوات‪ ،‬حيث من المقرر انتهاء العمل به‬ ‫تعاقديا في شهر نونبر‪.2017‬‬

‫أما في ما يخص الوضعية الحالية لندرة المياه في‬ ‫إقليم تطوان‪ ،‬قالت كتابة الدولية المكلفة بالماء إنها تراجع‬ ‫باألساس إلى توالي ربع سنوات من الجفاف بالمنطقة‪ ،‬حيث‬ ‫تراكم الخصاص في التساقطات المائية‪ ،‬مسجال سنة ‪2016‬‬ ‫عجزا بـ ‪ 30‬في المائة مقارنة مع سنة ‪ ،2015‬و‪ 43‬في المائة‬ ‫مقارنة مع المعدل السنوي‪ ،‬مما نتج عنه نقص في الواردات‬ ‫المائية على سدود المنطقةبنسب تراوح ما بين ‪ 50‬و‪80‬‬ ‫في المائة‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬وكانت أفيالل قد اعترفت في تصريح سابق لها‪،‬‬ ‫خالل زيارة تفقدية لورش بناء سد مارتيل‪ ،‬بمحدودية‬ ‫الموارد المعبأة بالسدود المتواجدة في جهة طنجة ـ تطوان‬ ‫ظ الحسيمة‪ ،‬وهو ما يجعلها تسجل عجزا نسبيا ال يلبي‬ ‫حاجيات السكان من هذه المادة الحيوية‪ ،‬إذ أن الساكنة‬ ‫تعيش تحت وطأة الخوف من «العطش»‪ ،‬خصوصا المناطق‬ ‫المجاورة لمدينة تطوان‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬وعرفت مجموعة من مدن المغرب‪ ،‬منها شفشاون‬ ‫ووزان الواقعتان في جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬احتجاجات‬ ‫واسعة وغليانا بسبب مخاطر العطش واالفتقار إلى المياه‬ ‫الصالحة للشرب‪ ،‬وهو ما كان قد جر رئيس الحكومة سعد‬ ‫الدين العثماني للمساءلة في البرلمان بخصوص الموضوع‬ ‫لتقديم إجابات شافية‪ ،‬وتقديم اإلجراءات التي ستقوم بها‬ ‫الحكومة لحل أزمة الماء الصالح للشرب في عدة مناطق‬ ‫بالمملكة‪.‬‬

‫هاجر الريسوني‬

‫احتجاجات لتحرير ممرات شاطئية بالمضيق‬ ‫نفذ سكان وضيوف المنتجع السياحي «كابيال فيسطا»‬ ‫و«الكولينا» بتراب جماعة المضيق‪ ،‬مسيرة احتجاجية‬ ‫ظهيرة يوم األربعاء المنصرم‪ ،‬انطالقا من المركب السياحي‬ ‫في اتجاه الشاطئ‪ ،‬رافعين الفتات وشعارات تطالب بتحرير‬ ‫الملك العام‪ ،‬وعلى رأسها شاطئ كابيال والممرات المؤدية‬ ‫إليه‪.‬‬ ‫وركزت مطالب السكان الذين شاركوا بكثافة‪ ،‬على‬ ‫ضرورة فتح ممرات عمومية مؤدية إلى الشاطئ‪ ،‬والسماح‬ ‫لهم باستعمال الممر التحت أرضي‪ ،‬الذي تم إنشاؤه لفائدة‬ ‫أحد المركبات السياحية المحظوظة بالمكان ذاته تقريبا‪،‬‬ ‫في انتظار أن يتم إنجاز ممرات عمومية أخرى يستفيد منها‬ ‫المقيمون بتلك المركبات وعموم المواطنين‪.‬‬ ‫وكان ممثلون عن مكتب اتحاد المالك قد عقدوا‬

‫في وقت سابق‪ ،‬اجتماعا مع عامل اإلقليم للبحث في سبل‬ ‫استفادتهم من الشاطئ غير البعيد عنهم‪ ،‬لكنه ال يتوفر‬ ‫على ممرات عمومية في اتجاهه‪ ،‬بحيث تقف أسوار وأبواب‬ ‫وحراس أحد المركبات السياحية في وجههم‪ ،‬بحكم عدم‬ ‫وجود قرار للسلطة يلزم هؤالء بفتح ممرات عمومية‪.‬‬ ‫ويطالب سكان وزوار مركب كابيال فيستا والكولينا‪،‬‬ ‫وسكان المداشر المجاورة‪ ،‬من السلطات المحلية ضرورة‬ ‫البحث عن حل مستعجل لتحرير الملك العام‪ ،‬والمقصود به‬ ‫الممرات المؤدية إلى الشاطئ‪ ،‬والشاطئ نفسه من الترامي‬ ‫عليه من لدن بعض األشخاص‪ ،‬الذين ينصبون مظالت‬ ‫وكراسي على طوله وعرضه‪.‬‬ ‫ويجد السكان الموجودون بالطرف اآلخر من الطريق‬ ‫الرابطة بين المضيق والفنيدق‪ ،‬صعوبة في الولوج للشاطئ‬ ‫رغم قربهم منه‪ ،‬بسبب انتشار بناءات وحراس وحواجز على‬

‫مصير المشروع الضخم الذي دشنه الملك محمد السادس‬ ‫سنه ‪ 2007‬بهدف تزويد كل دواوير العالم القروي باإلقليم‬ ‫بالماء الصالح للشرب‪ ،‬هذا المشروع االجتماعي الطموح‬ ‫الذي تكلف المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بإنجازه‪،‬‬ ‫أعطيت انطالقة األشغال به قبل عشر سنوات‪ ،‬على أن يكون‬ ‫جاهزا على أبعد تقدير سنة ‪ ،2009‬ما يعني أنه يعرف تأخرا‬ ‫بثماني سنوات كاملة‪.‬‬ ‫وأكدت مصادر جماعية من الجماعات القروية الخمس‬ ‫التي شملها هذا البرنامج الذي بدا طموحا وقتها‪ ،‬على عدم‬ ‫فهمها لألسباب التي تعرقل لحد اآلن تزويد مداشرهم‬ ‫بالماء الصالح للشرب رغم أن المكتب الوطني للماء الصالح‬ ‫للشرب بلغ وتيرة أشغال متقدمة تجاوزت السبعين في‬ ‫المائة‪ ،‬إذ وضعت القنوات وتم االتفاق مع السلطتين‬ ‫المحلية والمنتخبة على جل الترتيبات اللوجستية للمشروع‪.‬‬ ‫وما آثار استغراب المنتخبين بالجماعات المعنية‪،‬‬ ‫وهي بنقريش‪ ،‬عين الحصن‪ ،‬السوق القديم‪ ،‬السحتتريين‬ ‫والزينات‪ ،‬هو الصمت المطبق للمسؤولين عن المكتب‬ ‫الوطني للماء‪ ،‬الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء االجتماع بهم‬ ‫وتفسير أسباب هذا التأخر في إنجاز المشروع وتساءلت‬ ‫المصادر ذاتها‪ ،‬ماذا لو كانت الجماعات هي الطرف الذي‬ ‫تسبب في عرقلة إنجاز المشروع عبر عدم تسديدها‬ ‫لمساهماتها المالية في نزع الملكية؟ آنذاك سيتعرض‬ ‫المنتخبون حتما لهجومات من كل جانب متهمة إياهم‬ ‫بانعدام المسؤولية‪.‬‬ ‫لكن في الحالة الراهنة حيث قامت الجماعات القروية‬ ‫الخمس بتنفيذ التزاماتها المادية واللوجيستية كاملة تجاه‬ ‫المشروع الذي رحبوا ونوهوا به كثيرا‪ ،‬وتقاعست مؤسسة‬ ‫عمومية كبرى من حجم (م‪.‬و‪.‬م‪.‬ص‪.‬ش) في إتمام مهامها‬ ‫لثمان سنوات كاملة‪ ،‬فلم تتعال أية أصوات داعية إلى فتح‬

‫تحقيق لمساءلة ثم محاسبة المسؤولين عن هذه الفضيحة‪.‬‬ ‫وفي السياق ذاته‪ ،‬أكدت مصادر مطلعة أن المشاكل‬ ‫التي عرقلت هذا البرنامج الضخم كانت غير متوقعة وذات‬ ‫طابع تقني‪ ،‬األمر الذي يضع مكتب الدراسات الذي تكلف‬ ‫بإعداد دراسات تقنية وجيولوجية وهيدرولوجية للمشروع‬ ‫في وضع المساءلة‪ ،‬مثلما يضع المسؤولين بالمصالح‬ ‫المركزية بالمكتب الوطني للماء الصالح للشرب في موقف‬ ‫حرج جدا‪ ،‬سيما بعد تورطهم األخير في أزمة الماء بإقليم‬ ‫وزان‪ ،‬إذ وجهت إليهم اتهامات بعدم التتبع الميداني‬ ‫للبرامج المائية في عدة أقاليم من المملكة‪ ،‬واكتفائهم‬ ‫بإصدار األوامر والتعليمات من مكاتبهم بالرباط دون أن‬

‫مسافة طويلة‪ ،‬مما يجعلهم في وضع شاذ بين وجودهم في‬ ‫منتجع سياحي ساحلي لكن بدون بحر‪ ،‬ويضطر من يرغب‬ ‫في السباحة إلى التسلل أو الدخول في معارك ومشاداة مع‬ ‫حراس مركب كابيال‪ ،‬ألجل الدخول والوصول إلى الشاطئ‪.‬‬ ‫وعبر المحتجون في تصريحات متفرقة‪ ،‬عن استعدادهم‬ ‫لمزيد من التصعيد والرفع من وتيرة االحتجاجات‪ ،‬مع‬ ‫مشاركة مزيد من المحتجين من سكان المركبات والمداشر‬ ‫المجاورة‪ ،‬ألجل انتزاع حقهم في االستفادة من الشاطئ‬ ‫وتحرير الملك العام البحري من كل الحواجز غير القانونية‪،‬‬ ‫موجهين مطالبهم للسلطات المحلية‪.‬‬

‫مصطفى العباسي‬

‫مطالب بتفعيل‬ ‫الخطاب الملكي وفتح‬ ‫تحقيق في ملف مافيا‬ ‫نهب الرمال بتطوان‬ ‫وارتباطاتها السياسية‬

‫طالبت أصوات بتفعيل مضامين الخطاب الملكي‬ ‫بمناسبة الذكرى الثامنة عشرة العتالء الملك محمد‬ ‫السادس العرش‪ ،‬وفتح تحقيق في ملف مافيا نهب‬ ‫الرمال التي تنشط بالجماعات القريبة من تطوان‪ ،‬من‬ ‫قبيل جماعة أزال التي يشرف على تدبيرها وتسييرها‬ ‫حزب التقدم واالشتراكية‪ ،‬فضال عن توسيع دائرة‬ ‫البحث لتشمل ارتباطات المافيا بالسياسة واعتماد‬ ‫سياسيين على عائدات نهب الرمال لتمويل الحمالت‬ ‫االنتخابية‪.‬‬ ‫وكشف مصدر «األخبار» أن مصالح الدرك الملكي‬ ‫عاشت حالة استنفار من أجل منع مافيا نهب الرمال‬ ‫من استئناف أنشطتها اإلجرامية‪ ،‬حيث قامت بحملة‬ ‫تمشيطية انتهت بحجز شاحنة «شبح» محملة بالرمال‬ ‫المسروقة‪ ،‬غير أن سائقها تمكن من الفرار رفقة‬ ‫مساعديه‪ ،‬مستغلين المتاهات الرملية المتواجدة‬ ‫بشاطئ سيدي عبد السالم بجماعة أزال‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر نفسه أن األموال التي تحصلها‬ ‫المافيا من بيع الرمال بعد نهبها تغري بمواصلة‬ ‫األنشطة اإلجرامية‪ ،‬رغم الدوريات التي تقوم بها‬ ‫السلطات المحلية بتنسيق مع مصالح الدرك الملكي‪،‬‬ ‫فضال عن العقوبات السجنية التي يقضيها عدد ممن‬ ‫سبق ضبطهم متلبسين بنهب الرمال من مختلف‬ ‫شواطئ الشمال‪.‬‬ ‫وحسب مصدر مطلع‪ ،‬فإن التحقيق في ملف‬ ‫نهب الرمال يمكن أن يقود إلى نتائج مثيرة الرتباط‬ ‫األمر بالنفوذ السياسي وتواطؤ بعض األحزاب مع‬ ‫مرشحيها‪ ،‬رغم عملها بالتجاوزات والخروقات والفشل‬ ‫الذريع في التدبير والتسيير لمن تعيد تزكيتهم مرات‬ ‫متتالية في االنتخابات البرلمانية والجماعية‪.‬‬ ‫ولم يستبعد المصدر نفسه قيام عامل عمالة‬ ‫إقليم تطوان بزيادة ميدانية إلى شاطئ سيدي عبد‬ ‫السالم ضواحي المدينة‪ ،‬للوقوف بشكل ميداني على‬ ‫حجم الضرر الذي أحدثته مافيا نهب الرمال‪ ،‬وتدميرها‬ ‫للبيئة والمحيط في خرق واضح للقوانين الجاري بها‬ ‫العمل وااللتزامات التي تعهد بها المغرب خالل انعقاد‬ ‫قمة المناخ العالمية بمراكش‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫هدم مستشفى تاريخي‬ ‫بتطوان يثير غضب‬ ‫المكتب الوطني للماء في قفص االتهام بسبب مشروع ملكي تأخر ‪ 8‬سنوات‬ ‫السكان‬ ‫يتساءل سكان خمس جماعات قروية بإقليم تطوان عن‬

‫يقوموا بزيارات دورية تفقدية‪ ،‬حتى يطلعوا عن كثب على‬ ‫العراقيل الميدانية التي تعوق تقدم األشغال بها‪ ،‬ويعملوا‬ ‫على إيجاد حلول لها لتجاوزها في حينه‪.‬‬ ‫ليست هذه هي المرة األولى التي يثبت فيها وجود‬ ‫اختالالت في تسيير هذه المؤسسة العمومية الضخمة التي‬ ‫تحتكر ميزانية هائلة‪ ،‬وتتوفر على موارد بشرية ولوجيستية‬ ‫كبرى‪ ،‬لكن وال مرة تمت مساءلة إدارة المكتب الوطني للماء‬ ‫الصالح للشرب عن تهاونها في إنجاز مشاريع اجتماعية‬ ‫تكتسي أهمية قصوى لدى فئات عريضة من المجتمع يغلب‬ ‫عليها الفقر والهشاشة‪.‬‬

‫رضوان الحسوني‬

‫يشتكي سكان قرية بنقريش القريبة من مدينة تطوان‬ ‫من عدم وضوح طبيعة األشغال التي تقوم بها السلطة‬ ‫المحلية بمستشفى بنقريش لألمراض الصدرية‪ ،‬حيث ال‬ ‫وجود بعين المكان ألي لوحة إرشادية تقدم للمواطنين‬ ‫معطيات عن ورش مشروع مرتقب بالمنطقة‪.‬‬ ‫وفي السياق ذاته‪ ،‬أبلغت مصادر جمعوية بمدينة‬ ‫تطوان تعنى بالحفاظ على المآثر التاريخية‪« ،‬المساء» عن‬ ‫قلقها حول شمول أشغال هدم المستشفى القديم لكنيسة‬ ‫محاذية له تعد من المآثر التاريخية النفيسة في المنطقة‪.‬‬ ‫وعملت «المساء» أن احتجاجات السكان ومخاوف‬ ‫الجمعيات الثقافية نقلت إلى المسؤول المباشر عن ورش‬ ‫هدم مستشفى بنقريش التاريخي لألمراض الصدرية‪،‬‬ ‫ويتعلق األمر بالمندوب اإلقليمي لوزارة الصحة بتطوان‪،‬‬ ‫الذي أكد لها أوال أن األشغال الحالية‪ ،‬والتي قال أنه يتفقدها‬ ‫شخصيا بشكل يومي‪ ،‬غير مرتبطة البتة بعملية هدم‬ ‫المستشفى‪ ،‬بل هذه المرحلة األولية تخص إخالء البناية‬ ‫عبر نقل بعض التجهيزات والمعدات الخاصة بالمستشفى‬ ‫إلى المستشفى اإلقليمي سانية الرمل بتطوان‪ ،‬فيما يتم‬ ‫إيداع أخرى بمستودع الجماعة إلى حين بيعها عبر مزاد‬ ‫علني مفتوح للعموم‪ ،‬أما عن الكنيسة فنفي المسؤول‬ ‫أي علم له بها‪ ،‬مؤكدا عدم إدراجها ضمن أشغال الهدم‬ ‫والبناء‪.‬‬ ‫وبشر المسؤول سكان قرية بنقريش بكون صفقة بناء‬ ‫مستشفى جديد على أنقاض القديم قد عقدت فعال وحدد‬ ‫اسم الشركة المكلفة بأشغال بنائه‪ ،‬موضحا أن قريتهم‬ ‫ستحظى بمستشفى كبير وعصري سيلبي حاجيات سكان‬ ‫المنطقة في المجال‪.‬‬

‫المساء‪ :‬رضوان الحسوني‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬غ�شت ‪2017‬‬

‫العدد ‪901‬‬

‫إقتصاد‬ ‫‪ 4،8‬معدل نمو االقتصاد الوطني سنة ‪2017‬‬

‫أعلن محمــد بوسعيــد‪،‬‬ ‫وزير االقتصاد والماليــــة‪ ،‬في‬ ‫عرض قدمــه‪ ،‬يوم الخميس‪،‬‬ ‫أمام مجلس الحكومـــة وفي‬ ‫اجتماع مشتـــرك بين لجنتي‬ ‫المالية بمجلســـي النــواب‬ ‫والمستشاريين‪ ،‬أنه يرتقب أن‬ ‫يسجل االقتصاد الوطني نمو‬ ‫‪ 4،8‬في المائة سنة ‪،2017‬‬ ‫بعد أن سجل ‪ 1،2‬في المائة‬ ‫سنة ‪ ،2016‬التي كانت سنة‬ ‫جفاف لم يشهد له مثيال منذ‬ ‫‪ 30‬سنة‪.‬‬

‫أيضا في عام ‪ 2017‬ثم يتسارع معدله‪ ،‬بالتدريج على المدى المتوسط‪ ،‬شريطة تحسن األوضاع‬ ‫الخارجية والمثابرة في تنفيذ االصالحات»‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫صندوق أبو ظبي للتنمية يمول استثمارات بنحو ‪ 9‬ماليير‬ ‫درهم بالمغرب‬

‫وأوضح بوسعيد في عرض‬ ‫حول حصيلة تنفيذ ميزانية‬ ‫‪ 2017‬وسياق إعداد الميزانية‬ ‫‪ 2018‬أمام مجلس الحكومة‪ ،‬أن محصول الحبوب سجل هذه السنة ‪ 102‬مليون قنطار‪ ،‬بعد أن سجل‬ ‫السنة الماضية ‪ 30‬مليون قنطار‪ ،‬كما أشار إلى أنه من المرتقب أن يقع تقليصه إلى ‪ 3،5‬في المائة‪،‬‬ ‫بعدما بلغ ‪ 4،1‬في المائة خالل السنة الماضية‪ ،‬في حين يرتقب أن يتراجع عجز الحساب الجاري من‬ ‫الناتج الداخلي الخام إلى ناقص ‪ 4‬في المائة هذه السنة‪ ،‬بعد أن كان في حدود ‪ 4،4‬في المائة‪ ،‬حسب‬ ‫يومية األخبار في عدد نهاية األسبوع‪.‬‬ ‫وأكد الوزير تراجع صافي اإلحتياطات الدولية بـ‪ 50‬مليار درهم إلى غاية ‪ 14‬يوليوز الفارط‪ ،‬مقارنة‬ ‫مع نهاية ‪ ،2016‬وتركز هذا التراجع خالل شهري ماي ويونيو ‪ 2017‬بانخفاض بلغ ‪ 15‬و ‪ 24‬مليار درهم‬ ‫على التوالي‪ ،‬بسبب اللجوء المكثف والقياسي من طرف البنوك إلى احتياطات بنك المغرب ومن طرف‬ ‫الفاعلين اإلقتصاديين إلى عملية الشراء اآلجلة‪ ،‬لتغطية المخاطر المرتقبة جراء اقتراب دخول إصالح‬ ‫نظام الصرف حيز التنفيذ‪.‬‬ ‫واعتبر وزير اإلقتصاد والمالية‪ ،‬أن من خالصات الوضعية اإلقتصادية العامة وجود تسارع في معدل‬ ‫النمو اإلقتصادي هذه السنة ‪ ،2017‬بسبب تحسن القيمة المضافة للقطاع الفالحي بعد المحصول‬ ‫الجيد‪ ،‬وكذا محافظة القطاعات غير الفالحية األخرى على معدل نمو بنفس الوتيرة‪ ،‬وأبرز‪ ،‬في هذا‬ ‫مُرض‪ ،‬حيث ارتفع إنتاج الفوسفاط بـ‪ 26‬في المئة‬ ‫الصدد‪ ،‬أن أداء القطاعات غير الفالحية هو أداء‬ ‫ٍ‬ ‫وإنتاج مشتقاته بـ‪ 35‬في المئة‪ ،‬ومؤشر اإلنتاج الصافي للطاقة زيادة بـ‪ 5،2‬في المئة‪ ،‬بينما عرف‬ ‫المؤشر السياحي زيادة بـ‪ 8،7‬في المئة على مستوى الوافدين و‪ 16،7‬في المئة في ليالي المبيت‪ ،‬في‬ ‫حين سجل استهالك اإلسمنت مؤشرا سلبيا بناقص ‪ 9،2‬في المئة‪.‬‬ ‫وبخصوص مستوى البطالة‪ ،‬بلغت نسبتها حدود ‪ 10،7‬في المئة على المستوى الوطني‪ ،‬فيما ناهزت‬ ‫‪ 15،7‬في المئة على المستوى الحضري‪ ،‬أما عند حاملي الشهادات فقد بلغت معدل ‪ 20،7‬في المئة‪،‬‬ ‫بينما سجلت في أوساط الشباب ‪ 23،2‬في المئة‪ ،‬وهي تحديات تفرض مضاعفة الجهود لإلستجابة‬ ‫لإلنتظارات المرتبطة بها‪ ،‬أما العجز التجاري فقد ارتفع بـ‪ 8،2‬في المئة‪ ،‬نتيجة ارتفاع الفاتورة الطاقية‬ ‫حيث شهدت أسعار النفط زيادة ‪ 29‬في المئة عالميا‪ ،‬وبالنسبة للصادرات فقد سجلت تطورا ايجابيا‬ ‫بنسبة ‪ 6،6‬في المئة‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫صندوق النقد يدعو المغرب إلى تعزيز الرقابة المالية‬ ‫على مؤسسات الدولة‬

‫دعا صندوق النقد الدولي‬ ‫المغرب إلى مزيد من الضبط‬ ‫المالي بناء على التقدم الذي‬ ‫تحقق في السنوات األخيرة‪،‬‬ ‫مع التركيز على تعجيل‬ ‫اإلصالحات الضريبية‪ ،‬واإلدارة‬ ‫السليمة للمالية العامة على‬ ‫المستوى المحلي‪ ،‬في إطار‬ ‫المركزية المالية العامة‪،‬‬ ‫إلى جانب اإلصالح الشامل‬ ‫لجهاز الخدمة المدنية‪،‬‬ ‫وتعزيز الرقابة المالية على‬ ‫المؤسسات المملوكة للدولة‪،‬‬ ‫ورفع كفاءة البرامج االجتماعية‬ ‫ومشروعات االستثمار العام‪.‬‬

‫وتابع الصندوق‪ ،‬في‬ ‫اختتام المراجعة الثانية ألداء االقتصاد المغربي‪ ،‬في ظل اتفاق «خط الوقاية والسيولة»‪ ،‬أن المغرب‬ ‫يحتاج إلى اتخاذ إجراءات لتحسن مناخ األعمال والحوكمة والتنافسية وفرص الحصول على التمويل‬ ‫وأوضاع سوق العمل‪ ،‬وكذا تقليص الفروق الجهوية‪ ،‬حتى يتسنى تعزيز إمكانات النمو وجعله أكثر‬ ‫احتواء لمختلف شرائح السكان‪ ،‬عن طريق تخفيص مستويات البطالة المرتفعة بصورة مزمنة‪ ،‬وخاصة‬ ‫بين الشباب‪ ،‬وزيارة مشاركة المرأة في سوق العمل‪.‬‬ ‫وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬قال الصندوق بخصوص اتفاق خط الوقاية والسيولة‪ ،‬إن المغرب لم يسحب أي‬ ‫موارد بموجب االتفاق وال يزال يعتبره اتفاقا وقائيا‪ .‬فيما أكد مجددا استمرار أهليته لال ستفادة من هذا‬ ‫التسهيل‪ ،‬مشيرا إلى أن البرنامج االقتصادي‪ ،‬الذي وضعته الحكومة الجديدة‪ ،‬يتماشى مع اإلصالحات‬ ‫األساسية المتفق عليها في ظل اتفاق الصندوق‪ ،‬مثل تخفيض مواطن الضعف المالية والخارجية‪ ،‬مع‬ ‫تدعيم األسس الالزمة لنمو أعلى وأكثر احتوائية‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬قال النائب األول لمدير عام الصندوق ورئيس المجلس بالنيابة‪ ،‬عقب اختتام المراجعة‪،‬‬ ‫«إن المغرب شهد تطورات إيجابية على صعيد المالية العامة‪ ،‬حيث يتوقع أن يسجل عجز الميزانية‬ ‫انخفاضا إضافيا في‪ 2017‬بفضل قوة أداء اإليرادات واحتواء اإلنفاق‪ .‬ومن المتوقع أن يتعافى النمو‬

‫مول صندوق أبوظبـــي‬ ‫للتنمـــيــــة ‪ 76‬مشروعــــاً‬ ‫تنموياً بالمغرب في مختلف‬ ‫القطاعات‪ ،‬وذلك بغالف مالي‬ ‫بلغ نحو ‪ 9‬مالييــر درهم‪،‬‬ ‫وتتوزع تمويالت صنــدوق‬ ‫أبوظبــي للتنميـــة الذي‬ ‫بــدأ نشاطه بالمغرب منذ‬ ‫سنـــة ‪ ،1974‬بين المنح‬ ‫الحكومية ب ‪ 5،5‬مالييـــر‬ ‫درهـــم‪ ،‬والقـــروض ب ‪3،5‬‬ ‫درهم‪ .‬وهمــــت تمويـــالت‬ ‫الصنــدوق قطــــاع النقــــل‬ ‫والمواصــالت بقيمــــة ‪2،7‬‬ ‫ماليير درهم لـ ‪ 14‬مشروعا‪،‬‬ ‫وقطاع اإلسكان بقيمة مليار‬ ‫درهم لـ ‪ 16‬مشروعا‪ ،‬وقطاع المياه بقيمة ‪ 738‬مليون درهم لسبعة مشاريع‪ ،‬ثم قطاع التعليم ب ‪408‬‬ ‫مليون لـ ‪ 14‬مشروعا‪ ،‬كما شملت التمويالت قطاع الكهرباء بقيمة ‪ 130‬مليون درهم لثالثة مشاريع‪،‬‬ ‫وباإلضافة إلى هذه القطاعات‪ ،‬استفاد قطاع الفالحة أيضا من تمويالت بقيمة ‪ 200‬مليون درهم‬ ‫إماراتي لثالثة مشاريع‪ ،‬وقطاع الصناعة من ‪ 68‬مليون درهم استفاد منها مشروع واحد‪ ،‬ثم قطاع‬ ‫الصحة الذي استفادت ‪ 5‬مشاريع من تمويل بقيمة ‪ 70‬مليون درهم استفاد منها مشروعان‪ ،‬فيما‬ ‫استفاد ‪ 11‬مشروعا في قطاعات مختلفة من تمويالت بلغت قيمتها ‪3‬ماليير درهم‪ ،‬وتربط صندوق‬ ‫أبوظبي للتنمية عالقات شراكة استراتيجية مع المغرب منذ سنة ‪ ،1974‬وطبع التعاون العالقة بين‬ ‫الطرفين‪ ،‬بهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مختلف القطاعات‪.‬‬ ‫وأوضح تقرير صندوق أبو ظبي للتنمية تم تقديمه بمناسبة الذكرى ‪ 18‬لعيد العرش‪ ،‬أن الصندوق‬ ‫يستثمر في عدة شركات استراتيجية من أهمها شركة اتصاالت المغرب ودلما لالستثمارات السياحية‬ ‫وشركة نخيل المغرب‪ ،‬وإسمنت المغرب‪ ،‬وشركة رباب التي تعمل في قطاعات حيوية‪ ،‬وتتمتع بأفاق‬ ‫نمو جيدة من خالل مساهماتها في ثالث شركات تعمل في مجاالت الفنادق والتعدين وتجارة المواد‪.‬‬ ‫وذكر تقرير الصندوق أن المشاريع التنموية التي مولها الصندوق في المغرب ساهمت بشكل مباشر‬ ‫في تحسين الظروف االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬خاصة أنها تأتي في الوقت التي تسعى فيه الحكومة‬ ‫المغربية إلى تحقيق التنمية المستدامة في البالد‪ .‬ولم تقتصر نشاطات الصندوق على مشروعات‬ ‫محددة‪ ،‬بل ساهم الصندوق عبر العقود الماضية في تنمية قطاعات رئيسية في المغرب وتمويل مشاريع‬ ‫متنوعة في الموانئ والطرق والتنمية االجتماعية‪ ،‬إضافة إلى جهوده الكبيرة في دعم قطاعات التعليم‬ ‫والرعاية الصحية واإلسكان‪ ،‬كما ساهم الصندوق في تقديم الدعم الالزم لتمويل بناء ميناء طنجة‬ ‫المتوسطي والمدار الطرقي المتوسطي‪ ،‬والقطار فائق السرعة‪ ،‬وكذلك بناء محطة السكك الحديدية‬ ‫في الدار البيضاء‪ ،‬إذ ساهمت المشروعات الممولة من قبل الصندوق في تحسين قطاع التعليم والصحة‬ ‫واإلسكان‪ ،‬وتطوير خدمات النقل والمواصالت ومواكبة التطورات العالمية في هذا القطاع‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫افتتاح أول بنك تشاركي‬ ‫أعلن البنــك التشاركـــي‬ ‫«أمنية بنك» الذي أطلقتـــه‬ ‫مجموعة القــرض العقـــاري‬ ‫والسياحـــي بشـراكـــة مـــع‬ ‫صندوق اإليداع والتدبير‬ ‫وبنك قطر االسالمي الدولي‪،‬‬ ‫عن الشـــروع في تقديـــم‬ ‫خدماته البنكيـــة بشكـــل‬ ‫فعلي‪ ،‬منــذ يوم األربعــــاء‬ ‫الفـارط‪ ،‬وأوضـــح البنــــك‬ ‫الجديد إن إطــالق أنشطته‬ ‫بأتي بعد المصادقـــة على‬ ‫نماذج العقود فتـــح الحساب‬ ‫والمرابحات من طرف اللجنة‬ ‫الشرعية للمالية التشاركية‪،‬‬ ‫ودعا البنك الجميع إلى‬ ‫االستفادة من خدماته‬ ‫البنكية المتعددة بوكاالته في الرباط والدار البيضاء وفاس وطنجة ووجدة وأكادير وسال ومراكش‪،‬‬ ‫مشيرا إلى أنه سيعمل على تغطية كافة التراب الوطني ومضاعفة عدد الوكاالت بهدف تقريبها‬ ‫من زبنائه قبل نهاية السنة الجارية‪ ،‬ويوفر البنك لزبنائه‪ ،‬وفق البالغ تسهيل معامالتهم اليومية‬ ‫مثل الشباك األتوماتيكي والخدمات عبر األنترنت ومركز خدمة العمالء لإلجابة على استفساراتهم‬ ‫ومالحظاتهم واالستفادة من آرائهم بهدف تطوير البنك التشاركي‪.‬‬ ‫وجاء االنطالق الفعلي للعمل باألبناك التشاركية بعد أن أعطاها بنك المغرب الضوء األخضر‬ ‫للشروع في إنجاز عملياتها المصرفية التجارية‪ ،‬إثر المصادقة عليها من طرف اللجنة الشرعية للمالية‬ ‫التشاركية التابعة للمجلس العلمي األعلى‪ ،‬وبعد استكمال الترتيبات المتعلقة بهذه المصارف والتي‬ ‫ستتم مواكبتها قريبا بإصدار سندات للصكوك من أجل بلورة عمل هذه البنوك على مستوى السيولة‪.‬‬ ‫يرتقب أن يمثل زبناء األبناك التشاركية ما بين ‪ 10‬إلى ‪ 15‬في المئة من بين مجموعة زبناء‬ ‫األبناك في المغرب‪ ،‬وذلك وفق ما ذهب إليه رئيس الجمعية المغربية لالقتصاد اإلسالمي‪ ،‬عبد السالم‬ ‫بالجي‪ ،‬في تصريح صحفي لوكالة المغرب العربي لألبناك‪ ،‬استنادا إلى التوقعات الواردة في دراسات‬ ‫واستطالعات أنجزتها مؤسسات وطنية وأجنبية مهتمة بالمالية اإلسالمية‪ .‬كما تشير بعض الدراسات‬ ‫لمؤسسات دولية مهتمة بهذا المجال إلى أن هذه األبناك‪،‬ستستوعب ما بين ‪ 8‬إلى ‪ 10‬ماليير دوالر‬ ‫من األموال خالل السنوات الثالثة األولى من بداية اشتغالها‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬غ�شت ‪2017‬‬

‫العدد ‪901‬‬

‫رجال �صدقوا ‪:‬‬ ‫• بقلم ‪:‬‬ ‫الدكتور محمد الحافظ الروسي‬

‫‪ - 3‬الدكتور عبد السالم الهراس‪:‬‬ ‫رجل ال يكاد الزمان يجود بمثله ويسمح‬ ‫أتذكر أننــا بعد أن حضرنـــا جنازة‬ ‫حمـاة شيخنـــا الدكتور عبد السالم‬ ‫الهـــراس‪ ،‬صحبناه في طريق العودة‪،‬‬ ‫وكنا جماعة من أساتذة كلية اآلداب‬ ‫بتطوان‪ ،‬قد تفرقنا في الطريق إلى‬ ‫مجموعات‪ .‬وكنت مع شيخنا الدكتور‬ ‫عبد الرحمن بودرع أمشي إلى يسار‬ ‫شيخنا عبد السالم‪ ،‬نستمع إلى‬ ‫كالمه‪ ،‬ويحدثنا بآرائه‪ ،‬وتجاربه‪.‬‬ ‫وكأنه رأى أننـــا ال نشــارك في‬ ‫الحديث كثيرا‪ ،‬مراعاة لحزنه على‬ ‫حماته‪ .‬فتوقف فجأة عن الحديث‪،‬‬ ‫دون أن يلتفت إلينا‪ ،‬وقال‪ :‬والحي أبقى‬ ‫من الميت‪ .‬لقد كانت هذه العبارة‬ ‫ملخصـــة لطبيــــعــة الشيــخ‪.‬‬ ‫فقــد كان يعيــش للديــــن‪،‬‬ ‫والعلم‪ ،‬وخدمــــة شُدَاته‪،‬‬ ‫وأهله‪ .‬ويبــذل في ذلك‬ ‫ماله‪ ،‬ويفتح بيته‪ ،‬ويجود‬ ‫بجاهه‪ ،‬وقوت عياله‪ .‬ال‬ ‫يشغله عن ذلك شيء‪.‬‬ ‫فاعتبر لذلك من آباء الجامعة المغربية‪.‬‬ ‫وألنه كان أبا لطلبة العلم‪ ،‬فقد حدث مرة أن عارضه‬ ‫أحد األساتذة ممن درسوا عليه‪ ،‬في أمر‪ ،‬وندت عنه كلمة‬ ‫ال تُرضى‪ .‬فلما رأى صمت الشيخ‪ ،‬وظهر له أن تلك الكلمة‬ ‫ساءته‪ ،‬قام معتذرا‪ ،‬وأبى إال أن يقبل يده أمام جميع‬ ‫الحاضرين‪.‬‬ ‫وحضرتُ قبل ثالثين سنة‪ ،‬أيام كنت طالبا في‬ ‫الدراسات العليا‪ ،‬مناقشة رسالة جامعية بإشراف الشيخ‪،‬‬ ‫وكان الطالــب المنا َقــش كهال يُدَرِّسُ في التعليم‬ ‫الثانوي‪ ،‬وكان في الحضور أوالده وزوجه‪ .‬فلما أعلنت‬ ‫النتيجة‪ ،‬تقدم الطالب إلى المنصة ليسلم على لجنة‬ ‫المناقشة‪ ،‬وعلى الدكتور الهراس ـ رحمه اهلل تعالى‬ ‫ـ (سلهام) زاده وقارا‪ ،‬فلما اقترب من الشيخ أهوى على‬ ‫يده يقبلها‪ ،‬والمدرج غاص بالحضور‪ .‬فأكبرنا هذا الفعل‪،‬‬ ‫واعتبرناه من عالمات البرور‪ .‬ولو فعل هذا بعض طلبتنا‬ ‫اليوم‪ ،‬لكان لهم رأي آخر‪.‬‬ ‫ولم تكن عالقة الشيخ بطلبته تنتهي بتخرجهم‪ ،‬بل‬ ‫كان يتعهدهم بالنصيحة‪ ،‬ويزورهم‪ ،‬ويحرص على أن‬ ‫يلتحقوا بالمناصب التي تليق بعلمهم‪ ،‬ويوصي بهم‪،‬‬ ‫ويغدق عليهم من خلقـــه الكريم‪ ،‬ومن محبتـــه لهم‪،‬‬ ‫ومن حسن ظنه بهم‪ ،‬ويسأل عنهم‪ ،‬ويقرأ أعمالهم‪،‬‬ ‫ويشجعهم‪ ،‬ويظهر لهم من العناية واالحترام ما يزيدهم‬ ‫إصرارا على السير في طلب العلم والمعرفة‪.‬‬ ‫وما زلت أتذكر كيف كان يوصي بي فضيلة شيخنا‬ ‫الدكتور محمد الكتاني‪ ،‬وكيف كانت تشجيعاته تصلني‬ ‫عن طريق األستاذة الروائية األديبة الفاضلة نبيلة عزوزي‬ ‫كل مرة زارت فيها الشيخ‪ ،‬وقد كانت زياراتها له كثيرة‬ ‫للقرابة التي بينهما‪.‬‬ ‫وإلى هذه األبوة الحانية‪ ،‬والصرامة العلمية الكبيرة‪،‬‬ ‫كان الشيخ سريع البديهة‪ ،‬حلو األخالق‪ ،‬دقيق العبارة‪،‬‬ ‫متواضعا ألهل العلم‪ ،‬قوي العزيمة‪ .‬فقد كان في شبابه‬ ‫األول‪ ،‬إذا أعجبه ديوان أو كتاب نقله بخطه‪ .‬إذ لم يكن‬ ‫ألجهزة االستنساخ يومها وجود‪ .‬ومما رأينا من بديهته‬ ‫أنه كان يترأس جلسة في ندوة بكلية اآلداب بتطوان‪،‬‬ ‫وكان في تلك الجلسة العالم التونسي‪ :‬جمعة شيخة‪.‬‬ ‫فقدمه الشيخ بقوله‪ :‬الدكتور جمعة شيخة‪ ،‬بكسر الشين‪،‬‬ ‫ورفع المقام‪ .‬وسأله أحد الثقالء عن انتمائه لجماعة‬ ‫اإلخوان المسلمين‪ ،‬فقال له‪ :‬هذا شرف ال أدعيه‪.‬‬

‫وكان الشيخ شاعرا‪ ،‬يقول الشعر‪ ،‬ويقرضه‪،‬‬ ‫ويلذ له‪ ،‬ويطرب لمحاسنه‪ ،‬ويجيد تحليله‪،‬‬ ‫وتذوقه‪ .‬فأكسبه ذلك فصاحة في العبارة‪،‬‬ ‫وطالقة في اللسان‪ ،‬واحتراما للشعراء‪.‬‬ ‫وهذه أمور ثالثة كنا نظن أنها موجودة‬ ‫في كل من يشرف على المشتغلين‬ ‫باألدب‪ ،‬والشعر‪ ،‬والفصاحة‪ ،‬والبالغة‪،‬‬ ‫حتى رأينا من يجمع بين الفأفأة‪،‬‬ ‫والتمتمـة‪ ،‬والتعتعـــة‪ ،‬والهتهتــة‪،‬‬ ‫واللجلجة‪ ،‬والمقمقـــة‪ ،‬ثم ال يكون‬ ‫متكلما في صدور المجالس إال هو‪،‬‬ ‫وال موجها ألعمال الندوات غيره‪ .‬وال‬ ‫يكتفي بذلك حتى يقول في صنوف‬ ‫العلم‪ ،‬فتراه في مؤتمرات النحو‪،‬‬ ‫والفـقـــه‪ ،‬والتــــاريــــخ‪،‬‬ ‫والفلسفـــة‪ ،‬ومــا‬ ‫شئـــت بعـد ذلك‬ ‫من علــوم‪ ،‬يدلي‬ ‫بدلــوه‪ ،‬ويصول‬ ‫بلـســــانــــــــه‪،‬‬ ‫ويعاقـــب الحضـور‬ ‫بكالم ال يفهمه أحد‪ ،‬وال يدرك كنهه مخلوق‪ .‬وأنت إذا‬ ‫أحسنت به الظن فزعمت أن الهدهد كان يعينه على‬ ‫ذلك لذهبت مذهباً‪ ،‬فهذا‪« ‬سليمان»‪ ،‬وأنا أستعير هذه‬ ‫الحجة من شيخنا المعري‪ ،‬رحمه اهلل تعالى‪ ،‬لم يكن أحد‬ ‫من أهل عصره يدعي المعرفة بكالم الهدهد وال أغراض‬ ‫النمل‪ .‬وقد قال بعض الفالسفة إن قوله تعالى حكاية‬ ‫«عن سليمان»‪« :‬يا أيها الناس علمنا منطق الطير»‪ .‬إنما‬ ‫يعني بذلك علم الموسيقى‪ ،‬ألنه تغلغل في معرفة الحروف‬ ‫واللغات واألصوات!‪.‬‬ ‫وأغرب شيء رأيناه بعد شيخنا عبد السالم الهراس‪،‬‬ ‫وجيله‪ ،‬أن وجدنا من يظن أن الشعر والرواية‪ ،‬وما يسمى‬ ‫باإلبداع ال عالقة له بكلية اآلداب‪ .‬ألن كلية اآلداب عنده‬ ‫إنما تدرس الشعر‪ ،‬وال تقوله‪ .‬فدراسة الشعر علم‪ ،‬وقوله‬ ‫لغو‪ .‬وأنا أقول‪ :‬لو أجمع الشعراء والروائيون على أن ال‬ ‫يكتبوا شيئا‪ ،‬لما وجد أساتذة اآلداب شغال‪ ،‬وال عمال‬ ‫يقومون به‪ .‬وإنما مهمة كليات اآلداب أن تخرج شعراء‬ ‫ومبدعين قبل أن تخرج معلمين ومدرسين‪ .‬ولنا في‬ ‫الجامعات المتقدمة أسوة حسنة‪ ،‬فهذه جامعة (أيوا)‬ ‫بالواليات المتحدة األمريكية قد نشرت أعماال إبداعية‬ ‫لطالب من شتى أنحاء العالم‪ ،‬مع ترجمتها إلى اللغة‬ ‫اإلنجليزية‪ ،‬ومنها أعمال لطالبة من جامعة عبد المالك‬ ‫السعدي‪ .‬بينما نعتبر نحن إبداعات األساتذة من نوافل‬ ‫األمور‪ .‬والظاهر أن هذا األمر موغل في ثقافتنا‪ .‬فهي‬ ‫ثقافة تعتني باإلكرام واإلطعام‪ ،‬قبل أن تعتني باألرواح‬ ‫واألذهان‪ .‬وقديما قال ابن الرومي‪:‬‬

‫طعامُك �إطعامُ الطعام ومل ْ‬ ‫يزل‬ ‫لديك طعام يا َ‬ ‫ابن يحيى م َّ‬ ‫ُقدمـا‬ ‫ولكن دعك من خرافات أهل العصر‪ ،‬ومن قولهم في‬ ‫الديك والغراب‪ ،‬فهذا مما يفسد مزاج أصحاب األمزجة‬ ‫السليمة‪ .‬وإنما ذكرت لك هذا لتعرف أن هؤالء األعالم‬ ‫كانوا حصنا حصينا يقوم دون وصول هؤالء إلى مناصب‬ ‫تستدعي ملكات ال يجدونها في أنفسهم‪ ،‬وقد يفزع‬ ‫بعضهم إلى من يكتب له السطر والسطرين‪ ،‬ثم تراه‬ ‫يفتي في الشعر‪ ،‬والعلم‪ ،‬واإلبداع‪ .‬فلما ُثلمت من هذا‬ ‫الحصن ثلمة دخل منها من هؤالء على قدر ما ثلم منها‪.‬‬ ‫وهلل األمر من قبل ومن بعد‪.‬‬

‫رحالة السالم‬ ‫أمير الرحالة المسلمين‪ ،‬محمد بن عبد اهلل اللواتي الطنجي المعروف بابن بطوطة‪ ،‬رحالة السالم‪ ،‬يعود لطنجة‬ ‫من ‪ 9‬إلى ‪ 12‬نوفمبر المقبل‪ ،‬في الدورة الثانية للمهرجان الذي تنظمه الجمعية المغربية ابن بطوطة تحت شعار‪،‬‬ ‫«الرحالة سفراء السالم»‪.‬‬ ‫يهدف هذا المهرجان إلى التعريف بالتراث الثقافي والتاريخي والعلمي البن بطوطة‪ ،‬الذي مر على وفاته سبعة‬ ‫قرون وثالث عشرة سنة‪ .‬من فقرات هذه الدورة‪ ،‬معارض ثقافية وفنية وعرض أفالم وثائقية وندوات حول شخصية‬ ‫الرحالة العالمي ابن بطوطة و إنتاجه الفكري والثقافي والعلمي‪ ،‬خاصة تقريره عن رحالته‪ ،‬انطالقا من مسقط رأسه طنجة الذي خلد اسمها‬ ‫وذكرها في تاريخ البشرية‪.‬‬

‫وأخيرا نواة جامعية بالقصر الكبير‬ ‫بمقر عمالة إقليم‬ ‫ال��ع��رائ��ش ت��م األس��ب��وع‬ ‫ال��م��اض��ي اإلع��ل�ان عن‬ ‫احتضــان القصـــر الكبير‬ ‫لنواة جامعية‪ .‬و ستتمكن‬ ‫هذه النواة الجامعية من‬ ‫استيعاب ما يزيد عن ‪600‬‬ ‫طالب وطالبة‪.‬‬ ‫التأكيــد‪ ،‬جـاء خـالل‬ ‫االج��ت��م��اع ال���ذي انعقـد‬ ‫األسبوع الماضي بمقــر‬ ‫العمالة ترأسه مصطفى‬ ‫النوحي عامل اإلقليم ‪ ،‬بحضور رئيس المجلس‬ ‫اإلقليمي مصطفى الشنتوف‪ ،‬ورئيس المجلس‬ ‫الجماعي لمدينة القصر الكبير محمد السيمو‬ ‫ورئيس جامعــة عبد المالك السعدي حديفة‬ ‫أمزيان‪ ،‬وعميد كلية العرائش بوشتى المومني ‪،‬‬ ‫وبعض أطر العمالة وبلدية القصر الكبير‪.‬‬

‫هذا االجتماع خصص‬ ‫ل��دراس��ة االس��ت��ع��دادات‬ ‫الجارية للدخول الجامعي‬ ‫المقبل‪ ،‬حيـــث سيتعـــزز‬ ‫بانطالق ن��واة جامعيــة‬ ‫جديدة في شعبة الحقوق‬ ‫ستحتضنها مدينة القصر‬ ‫الكبير ابتداء من الموسم‬ ‫الدراسي الجامعـي ‪/2017‬‬ ‫‪ ،2018‬على أن تتحــول‬ ‫خالل السنوات المقبلـــة‬ ‫إل����ى ك��ل��ي��ة م��ت��ع��ـ��ددة‬ ‫االختصاصــات‪ ،‬وذلك حســب الوعـــد الذي‬ ‫قدمـه محمد حصاد وزير التربيـــة الوطنيــة‬ ‫والتكــويـن المهنــي والتعلــيـــم العـالــي‬ ‫والبحــث العلمــي‪ ،‬خـــالل زيارتــه األخيرة‬ ‫لإلقليم‪.‬‬

‫تنمية التعاون بين إقليم العرائش‬ ‫ومنطقة كاطالونيا اإلسبانية‬

‫في إط��ار التعاون بين إقليم العرائش‬ ‫ومنطقة كاطالونيا‪ ،‬ق��ام مؤخرا وف��د يمثل‬ ‫صندوق كاطالونيا للتعاون الدولي من أجل‬ ‫التنمية بإفريقيا والشرق األوسط برئاسة (اخوان‬ ‫أنيالس)‪ ،‬مرفوقا ب (مونصراط أرايو فرناندو)‬ ‫المسؤولة بالصندوق والمكلفة بالتعاون الدولي‬ ‫ببلدية «فيال افرانكا» اإلسبانية‪ ،‬ومحمد العبوش‬ ‫ممثل االتحاد اإلفريقي للمنظمات الغير حكومية‪،‬‬ ‫بزيارة للجماعة القروية لسوق الطلبة التابع‬ ‫إلقليم العرائش‪.‬‬ ‫وتدخل زيارة الوفد اإلسباني لجماعة سوق‬ ‫الطلبة التابع إلقليم العرائش ردا على الزيارة‬ ‫التي قام بها رئيس الجماعة القروية لسوق‬ ‫الطلبة محمد األشهب رفقة وفد يمثل الجماعة‬ ‫الشهر الماضي لمنطقة كاطالونيا شملت‬ ‫بلديات (أولوط‪ ،‬فيغيراس وخيرونا)‪.‬‬ ‫زي��ارة الوفد الكاطاالني لجماعة سوق‬ ‫الطلبة جاء ليعزز التعاون بين المنطقتين‬ ‫انطالقا من البرنامج الذي تم تحديده ‪ ،‬والذي‬ ‫سيموله صندوق كاطالونيا للتعاون الدولي من‬ ‫أجل التنمية بإفريقيا والشرق األوسط‪ ،‬ويهم‬ ‫باألساس مشاريع فالحية‪ ،‬من المنتظر أن‬ ‫ينطلق بداية سنة ‪ .2018‬كما مكنت الجانب‬ ‫اإلسباني من االط�لاع عن كتبعن مؤهالت‬ ‫المنطقة‪.‬‬

‫رئيس الوفد اإلسباني خوان أنيالس خالل‬ ‫كلمته بالمناسبة‪ ،‬عبر عن استعداده لتقديم‬ ‫المساعدات الالزمة والخبرات وخاصة في‬ ‫الميدان التقني للنهوض بهذه المنطقة فالحيا‪،‬‬ ‫مشيرا إلى المهرجان الثقافي والتراثي الثاني‬ ‫الذي سينظم ما بين ‪ 14‬و‪ 19‬شتمبر المقبل‪،‬‬ ‫والذي سيعرف حضور العديد من الشخصيات‬ ‫اإلسبانية ستمكن من ربط وتعزيز العالقات‬ ‫والتعاون بين الجانبين‪.‬‬ ‫وعبرت مونصراط أرايو المكلفة بالتعاون‬ ‫الدولي ببلدية فيال فرانكا عن سعادتها بربط‬ ‫ه��ذا التعاون مع ه��ذه الجماعة التي تزخر‬ ‫بمؤهالت كبيرة في مجال الفالحة‪.‬‬ ‫وكانت مناسبة ق��دم من خاللها مدير‬ ‫المصالح الجماعية أمام الوفد الكاطالني عرضا‬ ‫حول اإلمكانيات الفالحية التي تتوفر عليها‬ ‫الجماعة‪ ،‬وبالتالي تم عرض مختلف الحاجيات‬ ‫التي تتطلبها المنطقة من مسالك طرقية‪،‬‬ ‫والخدمات الصحية لدار الوالدة‪ ،‬وقضية دعم‬ ‫التمدرس‪ ،‬وخاصة النقل المدرسي‪.‬‬ ‫حضر هذا اللقاء إلى جانب رئيس جماعة‬ ‫سوق الطلبة قائد المنطقة‪ ،‬وعدد من أعضاء‬ ‫المجلس‪ ،‬وبعض موظفي الجماعة‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫شاطئ مدينة وادي لو ينطق شعرا‬ ‫عاش شاطئ مدينة‬ ‫وادي لو أياما ‪ 4‬و ‪ 5‬و ‪6‬‬ ‫غشت الجاري على ترانيم‬ ‫بحــور الشعــر‪ ،‬مصحوبـــة‬ ‫بإيقاعات ألنغام موسيقية‪،‬‬ ‫وذل��ك في إط��ار فعاليات‬ ‫ال��دورة األول��ى للتظاهرة‬ ‫األدبية «بحور الشعر» التي‬ ‫نظمتها دار الشعر بتطوان‪،‬‬ ‫بتعاون مع بلدية وادي لو‪،‬‬ ‫وبتنسيق مع بيت الشعر‬ ‫بالمغرب‪.‬‬ ‫هذه التظاهرة عرفت‬ ‫مشــاركــة العــديـــد من‬ ‫الشعراء واألدباء المغاربة‪،‬‬ ‫اشتملـــت على تنظيـــم‬ ‫جلسات شعرية‪ ،‬وورشات فنية تشكيلية‪ ،‬وقراءات‬ ‫شعرية‪ ،‬وعروض موسيقية‪ ،‬ومسابقات في إلقاء‬ ‫الشعر‪.‬‬ ‫وقد تميز اليوم األول من هذه التظاهرة‬ ‫األدبية بتنظيم «ليلة الشعر» بمشاركة الزجال‬ ‫بوعزة صنعاوي‪ ،‬والشاعرة فاطمة الزهراء بنيس‪،‬‬

‫والشاعـــر والفنــان فــؤاد‬ ‫شردودي‪ ،‬تلتها معزوفات‬ ‫للفنان محمد اغبالو على‬ ‫آللتي األكورديون والناي‪.‬‬ ‫أم��ا ال��ي��وم الموالي‬ ‫فقـــد عرفــت المكتبـــة‬ ‫الشاطئيــة التي تـــمــت‬ ‫إقامتها بالمناسبة شهدت‬ ‫تنظيم ورشة خاصة بالشعر‬ ‫والتشكيل‪ ،‬أطرهــا الفنــان‬ ‫التشكيلي يوسف الحـداد‪،‬‬ ‫كما قـدم الشاعــر فـــؤاد‬ ‫ش��ردودي عرضا موسيقيا‬ ‫رفقة عـازف الساكسوفون‬ ‫الفنان إيهاب الغيبة‪.‬‬ ‫وعرف اليوم األخير من هذه التظاهـرة‬ ‫الشعرية واألدبية لقاءا مفتوحا مع الشاعر في‬ ‫المهجر المقيم ببلجيكا الديب والشاعر طه‬ ‫عدنان‪.‬‬

‫م ‪.‬ح‬


‫العدد ‪901‬‬

‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬غ�شت ‪2017‬‬

‫عبد الكريم فوطاط‬

‫رئيساً جديداً للكونفدرالية المغربية للصيد الساحلي‬

‫تم انتخاب عبد الكريم فوطاط‪ ،‬رئيسا جديدا للكونفدرالية المغربيـــة للصيــد الساحلــي‪ ،‬خلفـــا لعبد الواحد الشاعر‪،‬‬ ‫المنتهية واليته على رأس الكونفدرالية‪ ،‬وذلك خالل أشغال المؤتمر الوطني الثاني التي مرت في أجواء من االنسجام والسالسة‪،‬‬ ‫واحتضنها بيت الصحافة‪ ،‬مساء الجمعة ‪ 4‬غشت الجاري‪.‬‬ ‫الجلسة االفتتاحية التي أدارها الزميــل سعيــــد كوبريـــت بطريقتـــه المعهودة الرائعة‪ ،‬عرفت حضورا كبيرا‪ ،‬ممثــــال في‬ ‫مبعوث وزارة الصيـــد البحري وممثلة عن الكتابة العامــة للمكتـــب الوطني للصيد البحري‪ ،‬وكذا في مجلـس عمالة طنجة‬ ‫ـ أصيلة‪ ،‬والجهة وعمدة المدينة ورئيس الكونفدرالية المغربية للصيد الساحلي ورئيسها الشرفي وفدرالية الصيد التقليدي‬ ‫وجامعة غرف الصيد‪ ،‬والعديد من الجمعيات واالتحادات والتعاونيات‪ ،‬المرتبطة بالقطاع‪ ،‬والقادمة مدن العيون وطانطان وأكادير‬ ‫وآسفي والدار البيضاء والناضور والمضيق والعرائش وطنجة‪ ،‬باإلضافة إلى ضيوف ومهتمين ومختلف وسائل اإلعالم المرئية‬ ‫والمسموعة والمكتوبة‪.‬‬ ‫وفي كلمته بالمناسبة‪ ،‬أشار عبد الواحد الشاعر‪ ،‬رئيس الكونفدرالية المغربية للصيد الساحلي‪ ،‬المنتهية واليته‪ ،‬إلى ضرورة‬ ‫بذل المزيد من تضافر الجهود‪ ،‬بين الجسم المهني‪ ،‬لمواجهة التحديات المطروحة على القطاع ببالدنا‪ ،‬مشيرا إلى أهمية‬ ‫المرحلة الممهدة لمستقبل السنوات القادمة‪ ،‬ومثنيا على العمل المبذول‪ ،‬بمعية أعضاء مكتبه‪ ،‬خدمة لمجموعة من القضايا‬ ‫المرتبطة بالقطاع‪ ،‬وذلك خالل الوالية المنتهية‪.‬كما أشاد المتحدث بالتنسيق الذي ميز الفترة مع جميع الهيآت المهنية ومع‬ ‫الوزارة الوصية‪ ،‬مما كان له انعكاس إيجابي على عدة قضايا‪ ،‬سواء تلك المرتبطة بسمك ما يعرف ب‪« :‬النيكرو» أو تلك المتعلقة‬ ‫بالتأهيل والتكوين وعصرنة القطاع‪.‬وهو ما أكده عبد المغيث‪ ،‬ممثل وزارة الصيد البحري‪ ،‬في مداخلته‪ ،‬وهو يشير إلى أن‬ ‫التمثيليات المهنية تلعب دورا بالغ األهمية في السياسة التواصلية والتشاركية للوزارة‪ ،‬معترفا بالجهود المبذولة من طرف‬ ‫الكونفدرالية المغربية للصيد الساحلي في معالجتها للقضايا المطروحة للصيد البحري‪.‬بينما ركز البشير العبدالالوي‪ ،‬عمدة‬ ‫طنجة‪ ،‬في مداخلته على إعجابه بتجربة التناوب على مسؤولية رئاسة الكونفدراليــة‪ ،‬بين الشمال والجنوب‪ ،‬وهي رؤيا جد متقدمة‬ ‫في بناء وتثبيت دعائم المؤسسات‪.‬كما أوضح العمدة أن حضوره ألشغــال المؤتمرليس مجرد «بروتوكول» بل أحس بأنه سعيد‬ ‫بين إخوانه وأصدقائه الذين جمعته بهم العديد من اللقاءات‪ ،‬أيام كان نائبا لرئيس الجهة‪ ،‬داعيا إياهم إلى العمل وااللتفاف حول‬ ‫إطارهم المهني‪ ،‬بروح الفريق الواحد‪ ،‬جنبا إلى جنب مع الوزارة الوصية‪.‬‬ ‫وفــي ختــــام الجلســـة االفتتاحيــــة‪ ،‬تدخل يوسف بنجلــون‪ ،‬الرئيـــس الشرفي للكونفدرالية المغربية للصيد الساحلي‪،‬‬ ‫مشدودا بنوع من الحنين إلى أيام زمان‪ ،‬حيـــث ارتـجـــل كــالمــه على طريقــــة «البيوغرافيـــا» وهو يفصح عــن حبـــه‬ ‫الكبيرلهذا القطاع الذي التحق به وهو فتى يافع‪ ،‬اليتجاوزعمره‪ ،‬آنذاك‪ ،‬عشرين سنة‪ ،‬ثم بدأ يعمل ويكد‪ ،‬ويتدرج شيئا فشيئا‪،‬‬ ‫إلى أن راكم خبرة كبيرة‪ ،‬أطفأت اليوم شمعتها الثانية والثالثين‪ .‬وألنه راكم هذه الخبرة‪ ،‬ربما وجد نفسه مؤهال‪ ،‬لكي يحلل‬ ‫نفسية أو شخصية ممثلي قطاع الصيد البحري‪ ،‬فهم معروفون بالجدال أو باألحرى هم أقوياء‪ ،‬أشداء‪ ،‬وقد اليتوافقون‪ ،‬ممكن هذا‪،‬‬ ‫لكن االحترام ضروري‪ ،‬يقول بنجلون معتزا بالنضج الذي باتت تتمتع به الكونفدرالية التي تسجل حضورهــا ـ اليوم ـ بمختلـــف‬ ‫الموانئ المغربية‪ ،‬مضيفا‪« :‬النريد التفرقة‪ ،‬واالحترام المتبادل فوق الجميع‪ ،‬خاصة وأننا مقبلون على عدد من المحطـــات‪ ،‬بما‬ ‫فيها استكمال استراتيجية «اليوتيس»‪ ،‬مما يحتاج إلى توحيد الصف المهني‪ ،‬باالنسجام‪ ،‬داخل التكتالت المهنية‪ ،‬وبتثمين‬ ‫التواصل الجاد مع اإلدارة الوصية‪ ،‬في إطار التشارك الهادف إلى خدمة المصلحة العـامة»‪.‬‬ ‫ولإلشارة‪ ،‬فقد عرفت أشغال هذا المؤتمر الذي تخلله وثائقي على الشاشة الحائطية‪ ،‬يوثق ويؤرخ ألنشطة ومنجزات‬ ‫الكونفدرالية‪ ،‬تكريم بعض األسماء‪ ،‬ضمنها لحسن بيجديكن‪ ،‬الهرم البحري والسياسي والنقابي من آكادير الذي صفق له الحضور‬ ‫طويال‪ ،‬اعترافا له بما أسداه‪ ،‬خدمة للقطاع‪ ،‬كما دعا له بالشفاء العاجل‪ ،‬باإلضافة إلى محمد خيري‪ ،‬عضو الغرفة المتوسطية وربان‬ ‫باخرة‪ ،‬حيث قضى أكثر من ‪ 30‬سنة من مجهوداته وخدماته‪ ،‬داخل الميناء وخارجه والكاتبة العامة التي تعذر حضورها‪ ،‬ياإلضافة‬ ‫إلى الزميل اإلذاعي عبد اللطيف بنيحيى الذي أشاد به رئيس الكونفدرالية‪ ،‬المنتهية واليته‪ ،‬وببرنامجه البحري الموقوف «صوت‬ ‫البحار» الذي ترك ثغرة كبيرة لدى متابعيه من المستمعين‪ ،‬والبحارة على وجه الخصوص‪.‬وبعد عمليات التكريم وتوزيع األدرع‬ ‫على أصحابها‪ ،‬استفاد الحضور من فترة استراحة‪ ،‬قبل أن يواصل المؤتمر أشغاله في جلسة مغلقة‪ ،‬وبعد مناقشة التقريرين‬ ‫األدبي والمالي‪ ،‬تم انتخاب عبد الكريم فوطاط رئيسا جديدا للكونفدرالية المغربية للصيد الساحلي‪ ،‬حيث أشار في تصريحه‬ ‫لوسائل اإلعالم إلى أن الكونفدرالية ستحدد أولوياتها وكدا نوعية الملفات التي سيتم االنكباب عليها‪ ،‬بالدرجة األولى‪ ،‬وال سيما‬ ‫إشكالية التسويق والتثمين التي لم تصاحبها نفس السرعة التي تم االشتغال بها‪ ،‬بالنسبة إلى ملفات أخرى‪ ،‬موضحا أن مهنيي‬ ‫الصيد الساحلي الزالوا يعانون كثيرا من هذه اإلشكالية (التسويق والتثمين) وخاصة من طرف المكتب الوطني للصيد‪.‬‬

‫محمد إمغران‬

‫لحسن بيجديكن‬

‫عبد اللطيف بنيحيى‬

‫محمــد خيـري‬


‫العدد ‪901‬‬

‫م‬

‫لف‬

‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬غ�شت ‪2017‬‬

‫السياحة الجنسية‪ ...‬الّليل واألحالم‪...‬‬

‫• تحقيـق ‪:‬‬

‫مصطفى بديع السوسي‬

‫ـ شعار السياحة الدولية‪« ...‬رمال وشمس وجنس»‪.‬‬ ‫ـ أزيد من ‪ 786‬ألف ليلة سياحية خالل العشرة أشهر األولى من سنة ‪.2016‬‬

‫الجدير بالذكر أن السياحة الجنسية في طنجة سوق‬ ‫مزدهرة‪ ،‬وإن كانت أكادير ومراكش مثال تتفوقان عليها في‬ ‫استقطاب اآلتين من دول الخليج‪ ،‬فتنامي التيار الديني جعل‬ ‫الكثيرين أكثر حذراً وحساسية‪ ...‬وقد سبق للمخرجة فريدة‬ ‫بليزيد إبنة طنجة أن قالت‪« :‬إن طنجة عاطفية ومحافظة في‬ ‫الوقت نفسه‪ ...‬إنها تشبه طهران وشيكاغو في نفس الوقت»‪.‬‬ ‫أسعار الدعارة في طنجة مثل كل بضاعة في السـوق‪،‬‬ ‫خاضعة لقوانين العرض والطلب‪ ،‬وفي فندق «أك» تتجمع‬ ‫مومسات جميالت‪ ،‬إن موقع الفندق في مكان منعزل تجعله‬ ‫مكانا مفضال للمبتدئات والخجوالت‪ ،‬سعرهن مرتفع ولكن‬ ‫أجسادهن بضة‪ ،‬ال يتجاوزن الخامسة والعشرين من العمر‪،‬‬ ‫كما أن وجود مطرب شعبي في هذا الفندق ساهم في تجارة‬ ‫الجنس‪.‬‬ ‫طنجة مفتوحة على الجميع وللجميع‪ ،‬لذلك يجتمع فيها‬ ‫خليط من كل مكان تاجرات الجنس‪ ،‬والباحثين عن المتعة‬ ‫وفي كل فصول السنة‪ ،‬وفي ملهى واحد تختلط كل لهجات‬ ‫المغرب‪.‬‬ ‫ولعل أشهر معقل جنسي في المدينة هو حانة قريبة من‬ ‫الشاطئ حيث يتجمع األجانب وأغلبهم من سائقي شاحنات‬ ‫النقل الدولي‪ .‬الكثير من هؤالء اشتروا أو اكتروا شققاً في‬ ‫المدينة وتركوا فيها خليالتهم اللواتي حولن الشقق إلى‬ ‫مواخير في غياب العاشقين‪...‬‬ ‫صاحب الحانة سبق له أن رفع دعوى ضد صحافي من‬ ‫المدينة كتب عن احتمال انتشار مرض السيدا بين الداعرات‬ ‫في الحانة‪ ،‬بسبب كثرة السياح من سائقي الشاحنات الذين‬ ‫يمارسون الجنس في كل مكان من دون رقابة طبية‪.‬‬

‫تبييض األموال والدعارة‬

‫غير خاف ما يجري لتبيض أم��وال المخدرات في عالم‬ ‫الدعارة‪ ،‬وهكذا تحولت عشرات العمارات التي بنيت وأقيمت‬ ‫بأموال مشبوهة وفق قوانين اإلعفاء الضريبي والتي تمأل‬ ‫فضاء مدينة طنجة في كل مكان تقريبا‪ ...‬هكذا تحولت إلى‬ ‫مواخير للسياحة الجنسية‪ ،‬وبالتالي أصبحت الدعارة تلقائيا‬ ‫معفية من الضرائب من أجل تشجيع االستثمار‪...‬‬ ‫السياحة العربية تتركز على الخصوص في فيالت على‬ ‫البحر قرب شاطئ «ماربيل» و «بيالبيستا» التي أضيفت إليها‬ ‫مقاهي الشيشة‪ ...‬في هذه المنطقة من السهل العثور على‬ ‫فيال أو طابق في فيال بألفي درهم لليلة‪ ...‬وقرب المكان فندق‬ ‫ّ‬ ‫يمكن للداخلين إليه أن يستمتعوا بالبحر وبالرفقة في آن واحد‬ ‫طبق ما يقوله شعار السياحة «رمال وشمس وجنس»‪ ،‬وهناك‬ ‫فندق آخر بني قبل بضع سنوات فقط‪ ،‬وفيه دعارة تختلف‪...‬‬

‫دعارة الناس األبهة‪ ...‬الناس الذين يسيلون عسال ال عرقا‪...‬‬ ‫هناك طابق كامل مخصص لليالي الحمراء‪ ...‬وفيه يسهر نجوم‬ ‫من مختلف القطاعات من السياسة والعقار حتى المخدرات‬ ‫والتبييض‪ ...‬انظر إلى موقف السيارات بباب الفندق ومأربه‬ ‫تكتشف عينة البشر الغائبة عن الوجود والموجود‪...‬‬

‫جنسيات سياحية بمدينة طنجة‬

‫في تقرير للمندوبية اإلقليمية لوزارة السياحية بطنجة‬ ‫صدر بتاريخ ‪ 5‬يناير ‪ 2016‬ورد أن منطقة طنجة حققت أزيد‬ ‫من ‪ 786‬ألف ليلة سياحية خالل العشرة أشهر األولى من‬ ‫السنة‪.‬‬ ‫وأن ‪ 365‬ألف و‪ 160‬سائح من مختلف الجنسيات أقاموا‬ ‫خالل الفترة الممتدة ما بين شهري يناير وأكتوبر ‪2016‬‬ ‫بمختلف فنادق منطقة طنجة (طنجة وأصيلة والفحص أنجرة)‬ ‫التي سجلت ‪ 786‬ألف و‪ 471‬ليلة سياحية‪ ،‬كما حققت نسبة‬ ‫ملء بلغت كمعدل عام نحو ‪ 45‬بالمائة‪.‬‬ ‫واحتل السياح اإلسبان المرتبة األولى‪ ،‬تالهم الفرنسيون‪،‬‬ ‫واألمريكيون‪ ،‬والهولنديون‪ ،‬والبريطانيون وإذا أوردنا األرقام‬ ‫فسيطول بنا المقام‪ ،‬ولن تنتهي في هذا التقرير اعتباراً ألن‬ ‫موضوعنا مرتبط بالدعارة أو ما اصطلح على تسميته بالسياحة‬ ‫الجنسية‪ ،‬وليس جردا للنشاط السياحي‪.‬‬

‫طنجة والجنس‬

‫تحولت طنجة مؤخرا‪ ،‬وفي فترة وجيزة إلى قبلة للمشاريع‬ ‫العمالقة الوطنية والدولية‪ ...‬كما أن موقع المدينة وجمالها‬ ‫األخاذ جعلها قبلة للسياح‪ ،‬وهو ما انعكس على مجال الدعارة‬ ‫الذي ازدهر سوقها خاصة من قبل الوافدين الخليجيين‪...‬‬ ‫والتاريخ القريب يذكر أنه في فترة النظام الدولي الذي كان‬ ‫سائداً بطنجة‪ ،‬كان هناك أكثر من «بورديل» يقدم خدمات‬ ‫يضاهي دور المتعة في فرنسا وهولندة وباقي ال��دول‬ ‫األوروبية‪ ...‬أما اليوم فقد تحولت طنجة إلى قبلة للباحثين‬ ‫عن المتعة الجنسية من داخل المغرب وخارجه‪ ....‬تكفي جولة‬ ‫قصيرة وسط المدينة والكورنيش‪ ،‬سيما بالليل‪ ،‬لتجد أنك‬ ‫أمام كمّ هائل من بائعات الهوى‪ ،‬مهنتهن تقديم خدمات‬ ‫جنسية مقابل تعويض مادي خاضع للتفاوض‪.‬‬ ‫يقال ـ والعهدة على الراوي ـ أن استقطاب العامالت بعد‬ ‫إح��داث المنطقة الصناعية التي قصدتها سيدات وفتيات‬ ‫من كل أنحاء المغرب بحثا عن لقمة العيش ساهم في قذف‬ ‫الكثيرات منهن إلى أحضان الرذيلة واإلستغالل الجنسي‪...‬‬ ‫عامالت بالنهار بائعات هوى بالليل‪ .‬يبعثن بأجورهن إلى‬ ‫أسرهن في المدن البعيدة‪ ،‬والدواوير‪ ...‬ويعشن ويؤدين أجر‬ ‫الكراء والماء والكهرباء بما يتحصلن عليه من دخل الدعارة‪...‬‬

‫قالت إحداهن‪« :‬منذ جئت إلى طنجة وأنا أكتري مع فتيات‬ ‫ال عمل لهن إال في المساء‪ ،‬كنا حوالي أربع فتيات اثنتين منهن‬ ‫يؤدين ثمن الكراء‪ ،‬واألخريات كن نزيالت عند صديقاتهن‪،‬‬ ‫بحكم وجودنا داخ��ل منزل واح��د‪ ،‬كنا نتحدث في مشاكل‬ ‫العمل‪ ،‬وضعف الراتب الشهري فاقترحن علي الخروج معهن‪،‬‬ ‫وكذلك فعلت‪ ،‬وأنا اليوم أرسل أجرة الشهر إلى أهلي ببني‬ ‫مالل‪ ،‬وما أوفره من الدعارة أعيش به وأدفع به ثمن الكراء‪،‬‬ ‫إحداهن «س» تعالج بمادة «الميطادون» ألنها كانت مدمنة‬ ‫على الكوكايين والحاجة إلى مصاريفه تتفاقم يوماً عن يوم‪...‬‬ ‫مارست الجنس مع أنواع مختلفة من الناس‪ ،‬لم يكن هدفها‬ ‫المتعة الجنسية بقدر ما كان الحصول على ثمن جرعتين‬ ‫أو ثالثة‪ ،‬كانت تعالج بالمركز الخاص بعالج الطب النفسي‬ ‫وقبل أن تأتي إليه كانت تتعاطى لدعارة الرصيف في شارع‬ ‫«الكورنيش» وكانت عندما تحصل على مبلغ ‪ 500‬درهم تغيب‬ ‫عن الشارع لمدة ثالثة أيام»‪.‬‬

‫أوكار ومواخير‬ ‫تنتشر بائعات الجنس في أكثر من شارع بطنجة‪ ،‬وفي‬ ‫أكثر من نقطة‪ ،‬ووجود وكر لقضاء الوطر مع المومس ليس‬ ‫باألمر الصعب‪ ،‬فالفضاءات والمواخير المخصصة لهذا الغرض‬ ‫موجودة وسط المدينة‪ ،‬وفي أطرافها‪ ،‬وبين أزقتها وشوارعها‬ ‫واألسعار التزيد عن ‪ 500‬درهم في الليلة‪ ،‬وما بين ‪ 100‬و‪200‬‬ ‫درهم لمدة ساعة‪ ،‬والتفاهم يبقى بين الوسطاء والسماسرة‬ ‫الذين يتوفرون على مفاتيح شقق أو أوكار‪.‬‬ ‫شارع موسى بن نصير مثال يقع وسط المدينة‪ ،‬وعلى بعد‬ ‫خطوات قليلة من مركز الدائرة األمنية الثانية يحفل بشقق‬ ‫الدعارة‪ ،‬وهناك فتيات يأتين من مقاهي قريبة وسط المدينة‬ ‫لممارسة الجنس في عدد من اإلقامات السكنية الموجودة‬ ‫بهذا الشارع‪ ،‬وتشير إحصائيات غير رسمية بأن عدد ممتهنات‬ ‫الدعارة يفوق ‪ 600‬فتاة إال أن بعض الحقوقيين أمثال الطيب‬ ‫بوشيبة يؤكدون أن العدد أكبر بكثير وقد يتضاعف في فصل‬ ‫الصيف‪.‬‬ ‫أوك��ار الدعارة كثيرة‪ ،‬فهناك الشقق الموجودة بخليج‬ ‫طنجة‪ ،‬وشارع موسى بن نصير وشارع المقاومة‪.‬‬ ‫ومازالت األيام والظروف ورياح الغرب تحمل المزيد‪...‬‬

‫(يتبع)‬


‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬غ�شت ‪2017‬‬

‫العدد ‪901‬‬

‫مشاريع تنموية لدعم ساكنة‬ ‫العالم القروي بإقليم شفشاون‬

‫زمان العرْي الكامل !‪...‬‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪...‬زعيمٌ منْ وَهم ~ وأسدٌ منْ وَرَق ‪ ،‬وهي نظرة الغرب‬

‫ثالث جماعات قروية تنتمي لدائرة بني‬ ‫أحمد بإقليم شفشاون استفادت األسبوع‬ ‫الماضي من مشاريع تنموية‪ ،‬ويتعلق األمر‪،‬‬ ‫بالجماعة القروية لوادي الملحة الذي تعزز‬ ‫بفتح مركز سوسيو مهني‪ ،‬من أجل تأهيل‬ ‫إدماج المرأة القروية‪ ،‬انطالقا من العديد‬ ‫من الورشات التي سيقدما هذا المركز‪ .‬‬ ‫كما أعطيت انطالقة األشغال لبناء‬ ‫الطريق الرابطة بين مركز جماعة بني‬ ‫أحمد الغربية‪ ،‬وجماعة قلعة بوقرة‪ ،‬الذي‬ ‫طال انتظاره‪ ،‬خصوصا أنه يربط الدواوير‬ ‫بالخدمات األساسية وتقريب المواطن من‬ ‫المؤسساتالعمومية‪.‬‬ ‫الطريق سيمتد على شريط طوله ‪8‬‬ ‫كيلومترات‪ ،‬وبغالف مالي قدر بأكثر من ‪10‬‬ ‫ماليين درهم‪ ،‬و مدة اإلنجاز لن تتعدى سنة‬ ‫كاملة‪.‬‬

‫مسارات ‪:‬‬

‫هذه المشاريـــع التي أشـــرف على‬ ‫انطالقتها عامل إقليم شفشاون إسماعيل‬ ‫أبو الحقوق‪ ،‬رفقة رئيس المجلس اإلقليمي‪،‬‬ ‫و النائب البرلماني عن دائرة شفشاون ‪،‬‬ ‫ورئيس جماعة بني أحمد الشرقية ‪ ،‬ورئيس‬ ‫جماعة بني أحمد الغربية ورجل السلطات‬ ‫المحلية والمنتخبين وشخصيات عسكرية‬ ‫ومدنية ورؤساء المصالح الخارجية بإقليم‬ ‫شفشاون‪ ،‬ستعزز البنى التحتية بدائرة بني‬ ‫أحمد‪ ،‬كما أنها ستعمل على تحسين ربط‬ ‫الدواوير المجاورة‪ ،‬وفك العزلة عنهم‪..‬‬ ‫ومن جهة أخرى قام عامل اإلقليم‬ ‫بتسليم مفاتيح سيارتي اإلسعاف؛ األولى‬ ‫خصصت لدار األمومة ببني أحمد الغربية‪،‬‬ ‫والثانية لجماعة بني أحمد الشرقية ‪ ،‬وذلك‬ ‫من أجل تحسين الخدمات الصحية‪.‬‬ ‫م ‪ .‬الحراق‬

‫للمنطقة العربية! الصوَر األسلوبية التي اعتمدتْ عليها‬ ‫الدبلوماسية الخليجية‪ ،‬ما هي إال زخرُف يتعلق بشكل الخطاب‬ ‫وليستْ الصوَر البالغية‪َّ :‬‬ ‫فإن الصوَر مهيأة الكتساب وظيفة‬ ‫حجاجية في مواقف االختالف والتوَتر( ميشيل مايير ‪1993‬م)‪.‬‬ ‫فرُبطتْ الصوَر بالعواطف واألهواء ( الباطوس)‪ :‬إذ لم يكن‬ ‫الخطاب معبراً ويقظاً ودينامياً ‪.‬‬ ‫فأينَ إذاً دولة الحقوق والمؤسسات ؟ تحريك دبلوماسية‬ ‫اإلعالم والداخلية على منهج الدولة “العميقــة” التي منْ‬ ‫قراراتها تضعيف روح المواطنة وغياب العدالة االجتماعية‪.‬‬ ‫ينظر إليها الشعب بنظرة الريبة‪ ،‬لغياب العدالة االجتماعية‪ .‬هل‬ ‫اختلقتْ أزمة الخليج ؟ وفي مصلحة منْ تصب ؟ هناك مجموعُ‬ ‫قوى مختلفة في المصالح حتى َّ‬ ‫إن الحاكمة بأمر اهلل مع دولة‬ ‫اإلمارات وهي تسيطر على الموانئ اليمنية‪ ،‬لتفكيك اليمن‪،‬‬ ‫بحجة تهديد األمن اإلقليمي في المنطقة‪ ،‬وتعريض أمن‬ ‫المالحة في خطر بباب المندب‪ .‬تسعى للسيطرة‪ ،‬لكي تعزِّزَ‬ ‫وجودها في الجنوب‪ ،‬والحتاللها المنطقة البحرية‪ ،‬وهو احتالل‬ ‫ربما تتشظى به جغرافية اليمن‪ ،‬أرض الغداء‪ .‬إذا فرض عليها‬ ‫األمر الواقع‪ ،‬تصبح دولة اإلمارات غازية‪ .‬هو مشروع إماراتي‬ ‫سيطرتْ فيه على جزيرة “سوماطرة “ ‪،‬وهو استباقي للمشروع‬ ‫اإليراني لطائفة الشيعة في صنعاء‪ .‬لعلها تراهنُ على صفقة مع‬ ‫إيران المحتلة لثالثة جزر إماراتية ؟ لطالما افتقدتْ هذه الدول‬ ‫لمؤسسات حزبية‪ .‬كان يستلزم قاعدة وفاق للتيارات السياسية‬ ‫المنتخبة مع األحزاب والتيار المدني‪ .‬إنما الساحة خالية‪ .‬وهل‬ ‫وضع العرَب العرَبة قبل الحصان ؟ أم عوَّلوا على األحصنة‬ ‫الفاشلة ؟ وما هو التوصيف الحقيقي ؟ مناورة أم مقامرة؟ ْ‬ ‫إن هي‬ ‫إال حروب بالوكالة بين دول بائعي األسلحة على األرض العربية‬ ‫على حساب أرواحهم (العرب)‪ .‬استغالل “إجرامي” يذِرُّ عليهم‬ ‫ثروات بباليين الدوالرات‪ .‬أم يريدون تحويل األنظار عن الجرائم‬ ‫التي ترتكبها هذه الدوَل‪ ،‬وإسرائيل باسم مصطلح اإلرهاب وهو‬ ‫“ ميد ْ‬ ‫إن إسرائيل“‪ .‬أم ربما نسبة الوالدة المرتفعة عند العرب‬ ‫تهدِّدُ سكان األرض بالمجاعة‪ ،‬فيتحتم على صناع القرار‪ ،‬وهم‬ ‫بعض من األعضاء الدائمين بمجلس األمن‪ ،‬تصفية ماليين بني‬ ‫يعرُب‪ ،‬للحفاظ على التوازن الديمغرافي على وجه البسيطة‪،‬‬ ‫مرَّة تحت ذريعة امتالكهم أسلحة الدمار الشامل ومرات أخريات‪،‬‬ ‫تحت فرية “ اإلرهاب “ ‪.‬‬ ‫الدول “الكبرى” على غرار إسرائيل‪ ،‬تسللتْ إلى البالد‬ ‫العربية‪ ،‬فحوَّلتها إلى مقابر جماعية‪ ،‬بدءا بالعراق ( خرافة أسلة‬ ‫الدمار الشامل)‪ .‬ثم اليمن وليبيا وسوريا التي تحالفت إحدى‬

‫الدوَل “ الكبرى “ مع بالد الفرس عليها لتضع موطئ قدم‬ ‫على مقربة من الخليج لمنافسة غريمتها “ العظمى”‪ .‬كيْ‬ ‫تتوجه بالد الخليج على بالد “ الدبّ” القتناء األسلحة‪ ،‬بعدما‬ ‫استعرضتْ هذه األخيرة عضالتها المسلحة على مدنيي الشام‬ ‫“األسدي” ‪.‬لتتوازن المشتريات بين الدولتين “ العظميين”‪ .‬إذ‬ ‫تفضل بالد “ الدِّببة “ ْ‬ ‫أن ترى فكرة جيوسياسية في الخليج‬ ‫كمنظومة مشتركة متوازنة بين صناع األسلحة‪ .‬وهي قلقة‬ ‫بشأن الموقف المعادي إليران من “ العام سام “‪ ،‬وقد يخلق‬ ‫لها مشاكل بالنسبة للوضع السوري‪ .‬وتتحو ُ‬ ‫َّل إيران إلى عقبة‬ ‫بينهما‪ .‬إنما “ العام سام “ وألسباب المنحى اليميني ال يرى إال‬ ‫المصلحة العليا لبالده‪ ،‬وبعدها الدْسونامي‪ “ .‬الدبُّ األبيض“‬ ‫يتواجد في أوكرانيا وبشبه جزيرة القرْم‪ ،‬وسوريا وإطاللته‬ ‫على أزمة الخليج‪ .‬وهو يسعى إلى عالقات استراتيجية في‬ ‫المنطقة‪ ،‬حتى يتمكن من منافسة “ العام سام “‪ .‬وهو الحيادي‬ ‫بين الدوْحة والرياض‪ .‬وقد استطاع حشر أنفه في االنتخابات‬ ‫الرئاسية “للكاوْبويْ“‪ .‬وله آمال تعويض هذا األخير في منطقة‬ ‫الخليج‪ ،‬لعدم قدرته على ْ‬ ‫ملء الفراغ ‪...‬كلهم يقصفون المدنيين‬ ‫في سوريا‪ ،‬بإحداث جرائم ضدّ اإلنسانية‪ .‬تلك هي استرتيجية “‬ ‫غرفة العمليات” منذ الخمسينيات من القرن الماضي‪ ،‬حين كان‬ ‫دور الهند‪-‬الصينية واليابان‪ ،‬ونصيبهم من القتل والتهجير‪.‬‬ ‫ثم جاء دور المنطقة العربية في زماننا الحاضر لتنال هي أيضا‬ ‫حظها من التقتيل والتهجير‪ .‬وكلها جرائم ضد اإلنسانية‪ .‬ولعل‬ ‫“ غرفة العمليات “ من جرّاء االستفزازات‪ ،‬تتجه صوْبَ منطقة‬ ‫كوريا الشمالية أم بالد الفرس‪ .‬حين تصبح المنطقة العربية “‬ ‫رمادا “ ! إسرائيل وسيناريو “ اتهام “ النفس في بعض األحيان‬ ‫أو تقديم الذات في صوَر سلبية لجلب ثقة “ غرفة العمليات “‬ ‫وتعاطفها‪ ،‬تمهيداً لتصديق خطابها اإلجرامي‪ ،‬وذلك لشن حرب‬ ‫على إيران بالوكالة‪ .‬وهذا العالم المتعدِّد األقطاب عليه ْ‬ ‫أن‬ ‫يتكيف مع ذلك!؟‪...‬‬ ‫وليصحى العرب لمدِّ الجسور بينهم‪ ،‬والتي يصل من خاللها‬ ‫الخطاب الحجاجي الذي له القدرة على إثارة القلوب والعقول ‪ْ ..‬‬ ‫إن‬ ‫هو إال ارتباط بشخصية الخطيب نفسه ‪...‬و لنا في قصيدة عمر‬ ‫الغريب هذا المعنى ‪:‬‬ ‫قل للخفافيش ـ التي تهــوى الدِّما‬ ‫“ وصل اليهود” فصدقي هذا الخبر‪:‬‬ ‫“ وصلـتْ خفافيـشٌ تريـدُ دماءنـا‬ ‫ال للغـداء فقـط إلمتـاع النظـر “ !‬

‫حول أجهزة اإلعالم‬

‫ليكن الحساب شامالً اليستثني مسخاً وال مقصراً وال مختالً‬

‫• لماذا نستثني القنوات العامة من المحاسبة؟‪...‬‬ ‫• لماذا ال تتحرك آلة اإلعفاء فتنحي بيادق الفرنكوفونية عن األجهزة الوطنية ؟!‪..‬‬ ‫إذا كنا نطالب بتطبيق مسطرة المحاسبة على اإلخالل بالمسؤولية‪...‬‬ ‫والتهـــاون في أداء األمــانـــة على اإلدارييـــن‪ ،‬والمسؤولين والسياسيين‪ ،‬وكل من‬ ‫يتحمل مسؤولية التكليف ألداء دور منوط به‪ ،‬أو عمل ُطوقت به رقبته‪ ،‬فلماذا نحصر‬ ‫هذه المحاسبة في أضيق الحدود لتظل شريحة من المتالعبين بمنأى عن الحساب‬ ‫باعتبارهم ال يحكمون‪ ...‬والواقع أنهم يبلورون اتجاهات الرأي‪ ...‬ويكيفون األدمغة‪...‬‬ ‫ويلوثون الذوق العام‪ ..‬وينشرون السخافة‪ ،‬فيكرّسون واقعا هجينا يخلق عقليات‬ ‫ممسوخةمشوّهة‪...‬‬ ‫نحن نشهد كل يوم مع إشراقة كل صباح وغروب كل شمس ضحالة فكر‪،‬‬ ‫وبرامج‪ ،‬ورجال‪ ،‬وغناء غث مُشرّب بعُهــر لضمير مستتر‪ ،‬ومطربين أقزام بسراويل‬ ‫ممزقة يهب لها شباب تافه ويهش ويقفز‪ ...‬وقاصرات يتلقين مبادئ المجون‬ ‫والرقص الخليع في وسائل تربوية‪ ،‬وأجهزة مسؤولة عن احترام الذوق العام‪...‬‬ ‫لماذا نستثنـــي القنــوات العامــة من المحاسبة؟‪ ...‬ولماذا نترك الصبية‬ ‫الفرنكفونية يعيثون في األجهزة فساداً ويقتحمون البيوت المحافظة بكل بذيء‬ ‫ورديء؟!‪..‬‬ ‫فالكل يجمع على فساد ما يقدم في أجهزة اإلعالم‪!...‬‬ ‫والكل يهرب إلى القنوات البديلة‪ ،‬وكأن المشرفين على الشأن السمعي‬ ‫البصري ومعهم ذوي السلطة والحل والعقد عُميا وصُما ال يفهمون‪ ،‬وال يعلمون‪،‬‬ ‫وال يسمعون‪ ،‬وال ينظرون‪...‬‬

‫ممُ ّلة‪ ...‬مكررة‪ ...‬أنشطة تتطاير معهـــا األرقام بالماليير‬ ‫نشرات أخبار ّ‬ ‫واستثمارات في الهواء‪...‬والواقع يَشي بغير ما نسمع ونرى‪ ...‬ثم دقائق األخبار‬ ‫الدولية حيث مشاهد الكالشينكــوف‪ ،‬ودوي الرصــاص‪ ،‬ثم أحوال الطقس‪...‬‬ ‫والمهرجانات الفلكلورية التي تخلف رُكام األزبال‪ ...‬ثم ألعاب الفروسية والبواردية‬ ‫والبنادق المتفجرة في وجه أصحابها‪ ...‬أما البرامج األمازيغية فهي‪ ،‬مجرد تمثيل‬ ‫في تمثيل وخداع تعدد الثقـافـات‪ ...‬ثم المسلسالت التي يتداول ممثلوها اللغة‬ ‫الفرنسية أكثر مما يتحدّثون العربية رغم أنها مسلسالت مغربية تجسد واقعاً‬ ‫وأحداثاً مغربية‪ ...‬أليس المشرفون والمنتجون تالمذة مدارس فرنسية‪ ..‬وتعليم‬ ‫فرنسي‪ ،‬وتثقيف فرنسي‪...‬؟ استعمار جديد أعني‪...‬‬ ‫فكيف تريدهم أن يتحدثوا عربية أو دارجة حتى وهم يتناولون موضوعا وقضايا‬ ‫اجتماعية مغربية‪ ...‬فكيف تتحدث جدتي الفرنسية بطالقة في مسلسالتهم وهم‬ ‫يصرون على ذلك حتى ولو خالف الواقع والحال قصدهم!؟‪...‬‬ ‫هذه القنوات معمولة لخدمة الوطن والمواطن‪ ،‬وكل انحراف عن هذا الهدف‬ ‫هو خيانة أيضا‪ ...‬كل غش وتدليس هو خيانة‪ ،‬وهذا ما يستوجب المحاسبة دون‬ ‫هوادة‪ ...‬ولعلها أخطر واجهة هي الواجهة اإلعالمية بما تقوم به من أدوار وتتحمله‬ ‫من مسؤوليات متعددة‪ ،‬وما تقتضيه أمانة التبليغ من د ّقـة‪ ،‬وإخالص‪ ،‬وغيرة‬ ‫وتمسك بأصالة األمة و ثوابتها وعاداتها وأعرافها وتاريخها وقيمها‪ ...‬وما تفعله‬

‫مصطفى بديع السوسي‬

‫وسائل اإلعالم عندنا حاليا هو تفريط في كل هذه القِيم‪ ....‬وتضييع لكل الموروث‬ ‫الحضاري والروحي واألخالقي المتعاقب عبر المراحل والحقب‪ ...‬هو تمييع لتراثنا‪...‬‬ ‫وتبخيس ألصالتنا‪ ...‬وهو المسخ في أجلى صوره‪ ،‬فلماذا ال تتحرك آلة اإلعفاء فتنحي‬ ‫بيادق الفرنكوفونية عن األجهزة الوطنية؟!‪...‬‬ ‫لماذا ال تطهـر هـذه القنوات من الغثـاء والقذارة وبرامج الزبالة‪ ...‬والداعرين‬ ‫الذين يقدمونهم على أنهم شباب األغنية الحديثة ورواد الموجة الجديدة وعمالقة‬ ‫فن الراي‪ ...‬والعيطة والشيخات اللواتي بلغن من العمر عتيا أَ‬ ‫ومَلن وجوههن‬ ‫المتغضنة المتجعدة بأكوام من المساحيق الجيرية والراقصات السمينات الهازات‬ ‫لألرداف المكتنزة والصدور العامرة‪ ...‬وكثيرا ما الحظت سخرية الناس وهم يرون‬ ‫رجاال بشعور مُسدلة أو مربوطة إلى الوراء أو بخصالت شعر منفوش كفروة‬ ‫الديك‪ ....‬وقد ال يفهم من فسح لهم مجال الظهور‪ .‬لذلك وأمام الغباء العقلي‬ ‫واالستبالد تعوّد الشبان والقاصرات الناقصات عقل ودين على هذه المشاهد‬ ‫فحسبوا أن الفنان هو الذي يتعرى ويتمسخ‪ ،‬ثم يتقافز ويَلوك كالما سخيفا مع‬ ‫موسيقى زاعقة تهيج المشاعر وتدفع الجميع إلى هستيريا مجنونة‪....‬‬ ‫فليكن الحساب شامال ال يستثني مسخا وال مقصراً وال مخت ًال‪ ...‬خاصة ونحن‬ ‫أمام أخطر وأهم جهاز في الدولة جهاز اإلعالم واألخبار والرأي‪.‬‬


‫العدد ‪901‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬غ�شت ‪2017‬‬

‫تحرر الحبر من قلمي والح ينشد األشعار‬ ‫ومأل حبري صفحة من حياة‬ ‫‪-‬‬

‫�شعر ‪ :‬ال�شاعر م�صطفى ال�شريف الطريبق‬

‫أقدمت إس��رائيل على جرم ش��نيــــــع‬ ‫لعبت بداخل��ه أياديك التـــــــــــــــــي‬ ‫قد جئ��ت حقا بالذي ه��و منـــــــــــكر‬ ‫ومنع��ت آالف المصلي��ن األلــــــــــ��ى‬ ‫م��اذا جرى ف��ي عهدنـــــــا م��اذا ترى‬ ‫هذي لنا قيم الشهامة دنســـــــــــــت‬ ‫هذا الذي في القدس أمس��ى واقــــــعا‬ ‫والع��ار كل العــــ��ار أن��ا م��ا رأيـــــــــ‬ ‫إال ش��باب القدس هب مدافــــــــــــعا‬ ‫قامت قيامته وه��ب مقـــــــــــــــاوما‬ ‫يحمي حمى القدس الش��ريف فمــا له‬ ‫لم يخش جيش��ا لم يخ��ف نــــــار العد‬ ‫والع��رب كل الع��رب ما منـــه��م رأيـــ‬ ‫كيف الس��كوت وهذه في القدس إســ‬ ‫قد غي��رت كل المعـــــال��م حــــــرفت‬ ‫ي��ا عرب إن الق��دس عزك��م الرفـــــيع‬ ‫هبوا لنجـــــــدته وإيق��اف العـــــــدى‬ ‫عودوا لوحدتـــــــك��م وضموا صفكم‬ ‫ودعوا الع��داوة والتفــــــــــرق بينكم‬ ‫أعداؤن��ا يبغونــــــــها ما بينـــــــــكم‬ ‫ان ال��ذي ف��ي المس��جد األقصـي جرى‬ ‫والعرب نامـــــوا ل��م يعد في بالـــهم‬ ‫جعلوا الع��دو صديقــــهم وتقربــــــوا‬ ‫ول��ذا تراه ص��ار كاألس��د الهصــــــــو‬ ‫يا ضيع��ة األيــــــام ع��ن أمجـــــــادنا‬ ‫القدس يا أهل العروب��ة فخـــــــــركم‬ ‫والنصر عزك��م الذي ب��ه ترتـــــــقون‬ ‫يا ع��رب ماذا بينـــــــكم ما س��ــــركم‬ ‫كنت��م وحـــــق اهلل صـــــف��ا واحـــــدا‬ ‫واليوم ها أنتم جميـــعا تهدمــــــــــو‬ ‫ولذا نس��ـــــيتم يا بن��ي العرب الكـــرا‬ ‫واليوم هذي صرخة الق��دس التــــــي‬ ‫قوم��وا ولبوا صرخة الق��دس التــــــي‬ ‫عودوا بنا ط��را إلى العـــــه��د الـــذي‬ ‫فيه حكمنا هذه الدنــــــيا وكـــــــــــا‬

‫إقفال باب المسجد األقصى المنيــــــــع‬ ‫قد دنست شرفا وإشراقا رفيــــــــــــــع‬ ‫هو فعل شيطان فما له من شــــــــــفيع‬ ‫جاؤوا بما يرضي القلوب من الخـش��وع‬ ‫هذي كرامتن��ا وعزتـــنا تضـــــــــــــيع‬ ‫كم أمة عنها بكت ذرفـــــت دمـــــــوع‬ ‫وكأنه نار غدت تك��وي الضـــــــــــلوع‬ ‫نا من يغ��ار ويدفعن عنا الخــــــــنوع‬ ‫لم يرض ذال لم يرد عيش��ا وضــــــــيع‬ ‫يبغي على طول المدى العيـــش الرفيع‬ ‫عنه مدى أيامه يوم��ا رجــــــــــــــــوع‬ ‫و فصار في شمم وإقدام رفيــــــــــــع‬ ‫نا موقفا هذا الذي يكوي الضـــــــلوع‬ ‫رائيل تبـــذل كل إجـــــرام فظيـــــــــع‬ ‫أبواب أقصــــــــانا ببهــــتان وضـــــع‬ ‫فإذا أهين فما لكم يومـــــــــا طلــــــوع‬ ‫وارعوا معالمــــــ��ه فرادى أوجمـــــوع‬ ‫ولنا استعيدوا ماضــــــــيا حقا رفيــــع‬ ‫إن العداوة بينـــــــكم خطــــب فظيــــع‬ ‫إذ أنها ما بينـــــــــكم نار تشــــــــــيع‬ ‫ذل لنا يا ضيعة العـــــيد الرفــــــــيع‬ ‫قدس وال أقصي ولو ضـــــاع الجمــيع‬ ‫منه وبات العيش بينــهما وديــــــــــع‬ ‫ر ول��م يعد فأرا يطـــارده الجــــــــميع‬ ‫وفخارن��ا كـــل نراه غدا يضـــــــــــــيع‬ ‫إن ض��اع ضعتم ما لكم عيش رفــــيع‬ ‫هو في اتحادكم فهيا للشـــــــــــــــروع‬ ‫ما ه��ذه الضجات كم أضحت تريــــــع‬ ‫تحيون ف��ي أمن بال خــــوف مريـــــــع‬ ‫نه كلكم من غـــــــير تفكير رفيــــــــع‬ ‫م المسجد األقصى وذا ذنب فظــــيع‬ ‫تحيي ضمائركم فينتبه الجمـــــــــــيع‬ ‫أضحت تنادي العرب للذأب الس��ــــريع‬ ‫كنا جميـــــعا فيه كالطــــود المــــــنيع‬ ‫ن الحكم عدال والجمــــيع لنـــا يطـــيع‬

‫بقلم ‪ :‬هناء مهدي‬

‫سألني أن أكتب شعرا‪.. ‬‬ ‫وهل أستطيع أن أفعل‪..‬‬ ‫فما نهلت من بحور الشعر وما من لججه اغترفت‬ ‫‪ ‬‬ ‫قال ‪ :‬جربي‪..‬‬ ‫خربشي‪..‬‬ ‫ارسمي على رمال اليم كلمات جميلة‬ ‫ابحثي عن قصاصات من وحي الطفولة‬ ‫تأملي أديم السماء وصفحة الماء‬ ‫اسبري أغوارك واكشفي األسرار‬ ‫وانسجي شعرا جميال هذا المساء‬ ‫‪ ‬‬ ‫قلت ‪ :‬ال ‪ ..‬لن أفعل‬ ‫‪ ‬‬ ‫قال ‪ :‬لملمي األوراق‬ ‫وانثري عبير الزنبق ورذاذ الماء‬ ‫اكتبي شعرا‪..‬‬ ‫حتما ستخرجين ذررا من األغوار‬ ‫فلعل الحب يسكن األعماق‬ ‫لعل شعرك يشدو لألحباء‪ ..‬والغرباء‬ ‫ولعله يسعد األشقياء‪..‬‬ ‫ويلملم الدمعة الحزينة من مقل األبرياء‬ ‫انثري الكلمات الجميلة وغردي‬ ‫حتما ستكتبين شعرا جميال‬ ‫‪ ‬‬ ‫قلت ‪ :‬أخشى أن أفعل‬ ‫أخشى أن أفشل‬ ‫‪ ‬‬ ‫قال ‪ :‬حركي أناملك واطرزي األشعار‬ ‫واسقطي منها أحلى الرطب‪...‬جميل األزهار‬ ‫وامتعينا بكالم حلو ينساب كالهواء‪..‬‬ ‫ينسينا تعب الحياة‪..‬‬ ‫ينسينا األضجار‬ ‫‪ ‬‬ ‫قلت ‪ :‬كيف‪.‬أفعل‬ ‫قال ‪ :‬طيري عاليا في السماء وغردي‪...‬‬ ‫اسبحي بشدوك في الفضاء ورددي‬ ‫بوحي بكلمات حبيسة األعماق‬ ‫وزعي البسمات‪..‬ترنمي‪..‬‬ ‫امإلي العالم بالصياح‬ ‫ودعي الحياة تدب في الخليقة‬ ‫دعي الشمس تشرق في اآلفاق‬ ‫‪ ‬‬ ‫قلت ‪ :‬أتظنني أستطيع‪ ..‬أأتجرأ وأنا الغريبة‪..‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫قال ‪ :‬بل أنت أهل الدار فلك البيت والمرتع‬ ‫ولك الشعر والبحر‪ ..‬سترفدين من المنبع‬ ‫أظل أنا الحارس‪ ..‬أحيطك برعايتي‬ ‫سألهمك الشعر وأحكيك قصاصتي‬ ‫سأرويك من الينبوع أشعارا‬ ‫وأمسك بحروفك إن تمردت‬ ‫إن زاغت تقصيناها‬ ‫وإن اعوجت قومنا اإلعوجاج‬ ‫‪ ‬‬ ‫قلت سأفعل‪ ..‬سأغني وأنشد‬ ‫سأكتب كلمات وقصصا جميلة‬ ‫تغازل األنثى والطفل‪ ..‬والرجولة‬ ‫فأنت ملهمي ساحر الكلمات‬ ‫‪ ‬‬ ‫قال ‪ :‬أحسنت‪ ..‬تشجعي‪..‬‬ ‫أبدعي ترانيما‪ ..‬ألحانا جميلة‬ ‫وارسمي صورا شفافة كالضياء‬ ‫‪ ‬‬ ‫أردفت ‪:‬‬ ‫سأجود بما جاد به الفؤاد‬ ‫سأشفي العليل وأطرب الولهان‬ ‫أغني للشمس للبحر‪ ..‬وللغزالن‬ ‫فقد تحرر الحبر من قلمي‬ ‫والح ينشد األشعار‪..‬‬ ‫‪...‬ومأل حبري صفحة من حياة‪.‬‬


‫العدد ‪901‬‬

‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬غ�شت ‪2017‬‬

‫تواصل فعاليات المهرجان الدولي الثاني لمعركة‬ ‫القصر الكبير ‪ 1578‬لحفظ الذاكرة‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫بقلم‪ :‬م�صطفى احلراق‬

‫التحليل الثقافي ودوره في تفسير‬ ‫التغيرات العالمية الكبرى (‪)3‬‬ ‫في الحلقة الماضية عند تحليلنا للثقافة ودورها في تفسير‬ ‫التغيرات العالمية تحدثنا عن مدخلين من بين المداخل‬ ‫األربعة وهما المدخل الذاتي والمدخل البنيوي‪ ،‬وفي هذه‬ ‫الحلقة سنتناول الحديث عن المدخل التعبيري والمدخل‬ ‫المؤسسي باعتباره مداخل رئيسية‪ ،‬ذلك أن المدخل التعبيري‬ ‫يركز على السمات التعبيرية أو االتصالية للثقافة‪ ،‬وبدال من‬ ‫إدراكها باعتبارها مجرد وحدة مستقلة‪ ،‬فهي تدرك من‬ ‫زاوية تفاعلها مع البناء االجتماعي‪ ،‬ليس كمظهر المشاعر‬ ‫والتجارب الفردية‪ ،‬كما هو الحال في المدخل الذاتي‪ ،‬وإنما‬ ‫كبعد تعبيري عن العالقات االجتماعية‪.‬‬ ‫فإذا أخدنا اإليديولوجية مثال باعتبارها تصور نسقا من‬ ‫الرموز‪ ،‬تحدد كيف يمكن تنظيم العالقات االجتماعية‪ ،‬سنجد‬ ‫مثال في االيديولوجية اإلسالمية يحتل الحجاب مكانة هامة‬ ‫كوسيلة لتنظيم العالقة بين المرأة والرجل‪ ،‬وكذلك منع‬ ‫االختالط‪ ،‬وبشكل عام فإن الثقافة هنا تعرف باعتبارها البعد‬ ‫الرمزي – التعبيري – للبناء االجتماعي‪ .‬وهي تقوم بتوصيل‬ ‫المعلومات لألفراد عن االلتزامات الملزمة أخالقيا‪ ،‬وهي‬ ‫بدورها تتأثر ببنية هذه االلتزامات‪.‬‬ ‫إن المدخل التعبيري اليركز على المعلومات التي يتم‬ ‫نقلها لألفراد مباشرة‪ ،‬بقدر ما يركز على الرسائل الغير‬ ‫مشفرة التي قد تكون مخبأة داخل الطرق التي تنظم بها‬ ‫الحياة االجتماعية‪ ،‬وفي اختيار كلمات الخطاب (يمكن الرجوع‬ ‫هنا إلى حالة الخطاب اإلسالمي المعاصر في مجال حركات‬ ‫االحتجاج السائدة في كثير من البالد العربية حاليا)‪.‬‬

‫احتفاء بذكرى معركة القصر الكبير نظمت الجامعة للجميع‬ ‫للتعلم مدى بالقصر الكبير بشراكة مع المجلس البلدي للمدينة‬ ‫والمجلس اإلقليمي بالعرائش وجهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫و دي في في‪ ،‬الدورة الثانية للمهرجان الدولي لمعركة القصر‬ ‫الكبير ‪ 1578‬لحفظ الذاكرة‪.‬‬ ‫واستقبل مهرجان القصر الكبير في دورته الحالية تنوعاً‬ ‫وزغما في البرنامج ما بين الندوات الفكرية والورشات التكوينية‬ ‫في السينما والمحافظة على التراث والمعارض التشكيلية‬ ‫والفوتوغرافية‪ ،‬كما سيتضمن اإلعالن الرسمي عن أنجاز مشروع‬ ‫التشوير الثقافي والتراثي لمعالم المدينة العتيقة‪ .‬وكان بالغ‬ ‫للهيئة المنظمة قال أن برنامج هذه الدورة « يشترك فيه عنصر‬ ‫إبراز التراث والحفاظ عليه‪ ،‬ونقل وإبراز مكونات الهوية الثقافية‬ ‫والذاكرة المشتركة بين الضفة األخرى»‪.‬‬ ‫فعلى مدى ستة أيام استحضر جمهور القصر الكبير روح‬ ‫موروثه وروحه الثقافين والتاريخين ‪ ،‬وكانت الهوية المغربية‪،‬‬ ‫محتفى بها على مدى أيام هذه الدورة‪ ،‬حيث شارك نخبة من‬ ‫األكاديميين والفنانين في فعاليات هذه الدورة‪ ،‬حيث حاضر‬ ‫في الندوة العلمية الموسومة تحت شعار‪« :‬معركة القصر‬ ‫الكبير نظرات متقاطعة» كل من الدكتور عثمان المنصوري‬ ‫( الجمعية المغربية للبحث التاريخي) حول‪ « :‬معركة القصر‬ ‫الكبير ‪ :‬أسئلة متجددة»‪ ،‬والباحثة البرتغالية ‪Augusta Lima‬‬ ‫‪ Cruz‬حول الظاهرة السيبسانية‪ ،‬والدكتور عبد الواحد العسري‬ ‫( جامعة عبد المالك السعدي‪ /‬بتطوان) حول ‪ « :‬مصير جثمان‬ ‫سيبسيان‪ :‬دار القائد ابراهيم السفياني بالقصر الكبير‪ :‬القبر‬ ‫األول للملك البرتغالي»‪ ،‬واألستاذ محمد أخريف ( جمعية البحث‬ ‫التاريخي واإلجتماعي) حول‪« :‬معركة القصر الكبير في الوجدان‬

‫اإلسباني»‪ ،‬والدكتور أبو القاسم الشبري (مركز دراسات وأبحاث‬ ‫التراث المغربي البرتغالي ‪ /‬الجديدة) حول‪« :‬معركة القصر الكبير‬ ‫والمخزون الثقافي»‪ ،‬و الدكتور محمد سعيد المرتجي ( جامعة‬ ‫محمد الخامس ‪ /‬الرباط)‪ « :‬تثمين ذكرى معركة القصر الكبير‪:‬‬ ‫سيناريو المركز التفسيري»‪ ،‬فيما عمل على إدارة الندوة األستاذ‬ ‫المقتدر إدريس حيدر‪ ،‬وقرر جلساتها األستاذ مصطفى العاللي‪،‬‬ ‫أما تنسيق فعالياتها فكان للدكتور حسن ساعف والدكتور أنس‬ ‫الفياللي‪.‬‬ ‫وبالموازاة مع كل هذه العروض العلمية عرضت أفالم‬ ‫سينمائية للذاكرة المغربية البرتغالية‪ ،‬كما قدمت ورشات‬ ‫تكوينية في فن السينما لفائدة األطفال والكبار تحت إشراف‬ ‫الناقد السينمائي الدكتور سليمان الحقيوي‪ .‬بالموازاة مع ورشة‬ ‫حول‪« :‬الحماية القانونية للتراث الثقافي» أطرها الدكتور سمير‬ ‫الراوي ( وزارة الثقافة ) ‪ ،‬والدكتور حكيم عمار ( جامعة محمد‬ ‫الخامس بالرباط) ‪ .‬تسيير‪ :‬مصطفى العاللي‪.‬‬ ‫وكان المتتبع القصري ضمن نفس الفعاليات مع معرض‬ ‫اللوحات التشكيلية من إنجاز الفنانين التشكيليين‪ :‬أمينة‬ ‫الرميقي ‪ -‬عبد الخالق قرمادي‪ -‬عبد السالم الرواعي ‪ -‬يوسف‬ ‫سعدون ‪ -‬أسامة الحنشي ‪ -‬حسن البراق‪ ،‬ومعرض فوتوغرافي‬ ‫حول‪ « :‬المغرب والبرتغال‪ :‬واقع ريفي» للفنان ‪Rui Pires‬‬ ‫( البرتغال)‪ .‬ويؤطر فعاليات هذا المعرض الفنان والناقد‬ ‫السينمائي الدكتور أحمد الدافري‪.‬‬ ‫كما عرف برنامج فعاليات المهرجان عروضا فنية للخيالة‬ ‫وغيرها‪ ،‬ستختتم بعرض موسيقي لمجموعة زم��ان الوصل‬ ‫للفنانة إحسان الرميقي‪.‬‬

‫ياسين بنعدي‬

‫أما المدخل الرابع واألخير فهو المذهب المؤسسي الذي‬ ‫ينظر إليه كمظهر للثقافة باعتبارها تتشكل من فاعلين‬ ‫ومنظمات تتطلب م��وارد‪ ،‬وتؤثر بالتالي في توزيع هذه‬ ‫الموارد‪ .‬ويتم التركيز هنا على الحقيقة التي مؤداها أن‬ ‫الثقافة ال يتم إنتاجها فقط أو يتم تدعيمها ببساطة من‬ ‫خالل إضفاء التعبيرية أو الدرامية على االلتزامات األخالقية‪،‬‬ ‫ولكن بدال من ذلك تنتج بواسطة فاعلين لهم قدرات‬ ‫خاصة‪ ،‬ويتم استمرارها من خالل منظمات تعبئ الموارد‬ ‫من أجل الطقوسية‪ ،‬وتقنين ونقل المنتجات الثقافية‪ ،‬مثال‬ ‫ذلك المؤسسات اإلسالمية التي تنتج المواد الثقافية –‬ ‫بالمعنى الواسع – كالزي اإلسالمي للمرأة‪ ،‬والكتب الدينية‪،‬‬ ‫والشرائط وغيرها‪ ،‬وتبيعها بأثمان زهيدة‪ .‬وهذه المنظمات‬ ‫كيفما كان نوعها عادة ما تنمي عالقتها مع مصادر القوة‪،‬‬ ‫وقد تتحدى الدولة أحيانا‪.‬‬ ‫وحسب الباحثين‪ ،‬لكي نبرز الفرق بين المداخل األربعة‬ ‫البد أن نأخذ العلم مثال باعتباره أحد عناصر الثقافة البارز‪،‬‬ ‫فإذا ركزنا أساسا على القيم العلمية‪ ،‬وكيف تتأثر رؤى العالم‬ ‫لدى األفراد بمعتقداتهم حول العلم‪ ،‬فإن هذا البحث سيقع‬ ‫داخل إطار المدخل الذاتي‪.‬‬ ‫ومن ناحية أخرى إذا ما تم االهتمام بأنماط الخطابات‬ ‫بين العلماء‪ ،‬التي تحافظ على حدود تخصصاتهم العلمية‪،‬‬ ‫أو تلك التي تتعلق بتقديم النتائج الصحيحة أو الشاذة‪ ،‬فإن‬ ‫هذا البحث يقع داخل المدخل المؤسسي أما إذا تم االهتمام‬ ‫بالطرق التي يحاول بها األكاديميون إضفاء التعبيرية‬ ‫الدرامية على قيم العقالنية أو الحداثة‪ ،‬فإن البحث يقع‬ ‫داخل المدخل التعبيري‪ ،‬وعلى عكس ذلك كله‪ ،‬فالمدخل‬ ‫المؤسسي ينظر للعلم باعتباره أحد عناصر الثقافة‪ ،‬وليس‬ ‫باعتباره مجموعة أفكار‪ ،‬بقدر ما هو نتاج لتركيبة كاملة‬ ‫من العلماء والمنظمات العلمية‪ ،‬ومصادر التمويل وشبكات‬ ‫االتصال‪ ،‬التي تدخل في صميم عملية إنتاج هذه األفكار‪.‬‬

‫(انتهى)‬


‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬غ�شت ‪2017‬‬

‫العدد ‪901‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫احلج ‪� :‬آداب و�أحكام‬ ‫ـ‪1‬ـ‬

‫ار ً‬ ‫َّا�س َل َّلذِ ي ِب َب َّ‬ ‫يقول الحق سبحانه وتعالى‪�ِ } :‬إ َّن �أَ َّو َل َب ْي ٍ‬ ‫كا َوهُ ًدى ل ِْل َع مَالِنيَ‬ ‫ك َة ُم َب َ‬ ‫ت ُو ِ�ض َع لِلن ِ‬ ‫ان �آ ِمنًا َو لِهَّ ِ َ‬ ‫ات َب ِّين ٌ‬ ‫‪ ،‬فِي ِه �آ َي ٌ‬ ‫يم َو َم ْن دَ َخ َل ُه َ‬ ‫اع‬ ‫َّا�س حِ ُّج ا ْل َب ْي ِ‬ ‫ن ْا�ست َ​َط َ‬ ‫ام ِ�إ ْب َراهِ َ‬ ‫ك َ‬ ‫َات َم َق ُ‬ ‫ت َم ِ‬ ‫ل عَ لى الن ِ‬ ‫للهَّ َ‬ ‫�إِ َل ْي ِه َ�سب اً‬ ‫ِيل َو َم ْن َ‬ ‫ن ا ْل َع مَالِنيَ { �سورة �آل عمران‪ :‬الآية ‪ 96‬ـ ‪.97‬‬ ‫ك َف َر َف ِ�إ َّن ا َغن ٌِّي عَ ِ‬

‫إن الدين اإلسالمي دين اجتماعي يدعو أتباعه دائما إلى التعارف والتساند والمحبة والتعاون‪،‬‬ ‫ويتوسل إلى ذلك بوسائل شريفة منها ترغيبهم في االجتماع خمس مرات كل يوم وليلة وذلك في‬ ‫الصلوات الخمس‪ ،‬ومنها إلزامهم باجتماع أوسع من هذا كل أسبوع مرة وذلك في صالة الجمعة‪ ،‬ومنها‬ ‫دعوتهم إلى اجتماع أعم وأتم من هذا وذاك‪ ،‬وفي عيد الفطر وعيد األضحى من كل سنة‪ ،‬ومنها حثهم‬ ‫على اجتماع عالمي عام أظهر وأبهر من كل تلك االجتماعات السابقة‪ ،‬وذلك في الحج‪ ،‬حيث نادى اهلل‬ ‫سبحانه وتعالى في الناس أن هلموا إلى أشرف بقعة من بقاع األرض لتجتمعوا في صعيد واحد‪ ،‬على‬ ‫عبادة رب واحد‪ ،‬في مظهر من مظاهر اإلسالم واحد‪ ،‬حتى يكون ذلك أبلغ في تعارفكم‪ ،‬وأعون على‬ ‫تساندكم‪ ،‬وأدعى إلى تقوية الروابط بين أممكم‪ ،‬وحتى تعلموا من طريق العمل كما علمتم من طريق‬ ‫النظر أنكم إخوة زالت من بينكم الفوارق الجنسية واإلقليمية‪ ،‬وآخى بينكم اإلسالم واإليمان‪ ،‬وإن باعدت‬ ‫بينكم األمكنة واألزمان‪ ،‬وهنالك تتهيأ لكم الفرصة فتتحدثون فيما ينهضكم وتتفاوضون فيما يرفع من‬ ‫شأنكم‪ ،‬وتتعاقدون على األخذ بناصر مظلومكم‪،‬‬ ‫وتقفون جبهة واحدة في وجه ظالمكم‪ ،‬فيكون‬ ‫لكم شأن أي شأن‪ ،‬وسلطان ياله من سلطان‪.‬‬ ‫وفي الحج يقوم اإلنسان وزمالؤه الحجاج من‬ ‫مختلف بقاع المعمور بتمثيل رواية مؤثرة ذات‬ ‫فصول رائعة فيها يتذكر اإلنسان مستقبله الخالد‬ ‫من يوم مرقده إلى يوم مبعثه‪ ،‬يوم يحشر الخلق‬ ‫في صعيد واحد حفاة عراة‪ ،‬يوم ال تملك نفس‬ ‫لنفس شيئا واألمر يومئد هلل‪ ،‬فالحاج يخرج من‬ ‫بيته ويترك ماله وأهله وأحباءه‪ ،‬ويعيش بعيدا‬ ‫عن عاداته ومألوفاته متجردا من كل لباس وزينة‬ ‫إال لباسا أشبه بالكفن‪ ،‬كاشفا رأسه مبقيا شعره‬ ‫وظفره‪ ،‬معرضا عن ترف الحياة وحياة الترف‪ ،‬ثم‬ ‫يقف جميع الحجيج على هذه الحال شعثا غبرا فوق‬ ‫جبل أجرد في يوم واحد وهم بين باك من ذنبه‬ ‫ضارع إلى ربه يخافون ال يدرون هل يقبلهم اهلل‬ ‫فيكون سعيهم مشكورا أو يرد عليهم حجهم‬ ‫فيكون مجهودهم هباء منثورا‪ ،‬أليست هذه هي‬ ‫رواية اآلخرة‪ ،‬وفي كل فصل من فصولها درس‬ ‫بالغ به يسهل قياد النفس الجامحة حتى تعود من الحج طاهرة نقية كيوم ولدتها أمها؟‪ ،‬إن في ذلك‬ ‫لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد‪ ،‬وفي الحج فائدة ثالثة‪ ،‬وهي تموين تلك الجيوش‬ ‫الحاشدة في قلعة اإلسالم األولى بلد اهلل الحرام الذي منه طلعت شمس اإلسالم وفيه ولد وبعث النبي‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وذلك بما ينفقه الحجاج هنالك من صدقات ونذور وهدايا وأفدية وأجور وأثمان‪،‬‬ ‫أضف إلى ما سبق أن الحج يدرب اإلنسان على خشونة السفر ويملي عليه درسا من حياة االجتماع‬ ‫وواجبات الصحبة والعشرة‪ ،‬ويجعل كل حاج سفيرا لبلده ‪ ،‬ممثال لمدينته وإخوانه من عشيرتهّ‪ ،‬مما‬ ‫يوجب عليه تمثيل أهله وبلده أحسن تمثيل في تصرفاته وتعامالته وأخالقه‪ ،‬قال تعالى مشيرا إلى‬ ‫ُوك ِر َج اً‬ ‫تلك الحكم وأشباهها‪َ } :‬و�أَ ِّذ ْن ف النَّا�س ِب حْ َ‬ ‫ِن ُ‬ ‫ال وَعَ َلىٰ ُ‬ ‫ال ِّج َي�أْت َ‬ ‫ك ِّل‬ ‫ك ِّل َ�ضام ٍِر َي�أْتِنيَ م ْ‬ ‫ِ‬ ‫يِ‬

‫للهَّ‬ ‫َ‬ ‫ِيق لِ َي ْ�شهَ ُدوا َمنَاف َِع َلهُ ْم َو َي ْذ ُ‬ ‫ِن َبهِ ي َم ِة‬ ‫ام َم ْع ُلو َم ٍ‬ ‫ات عَ َلىٰ َما َر َز َقهُ ْم م ْ‬ ‫َف ٍّج عَ م ٍ‬ ‫ك ُروا ْا�س َم ا ِ يِف �أ َّي ٍ‬ ‫ْ أَ‬ ‫ري‪ُ ،‬ث َّم ْل َيق ُ‬ ‫ْ�ضوا َت َف َثهُ ْم َو ْل ُي ُ‬ ‫ام‪َ ،‬ف ُ‬ ‫ت‬ ‫ورهُ ْم َو ْل َي َّط َّو ُفوا ِبا ْل َب ْي ِ‬ ‫وفوا ن ُ​ُذ َ‬ ‫ِ�س ا ْل َف ِق َ‬ ‫ك ُلوا ِمنْهَ ا َو�أَ ْطع ُِموا ا ْل َبائ َ‬ ‫ال ْن َع ِ‬ ‫ِيق { سورة الج‪ ،‬اآليات‪ 27 :‬ـ ‪ 28‬ـ ‪. 29.‬‬ ‫ا ْل َعت ِ‬

‫ولما كان اإلسالم دين الدليل واإلقناع شرح اهلل السر في اختيار البيت الحرام دون غيره ليكون‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫‪-‬‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫موضعا النعقاد هذا المؤتمر العام ‪ ،‬ومشعرا ألداء ذلك الفرض الهام فقال سبحانه‪( :‬إِ َّن أَ َ‬ ‫وَّل بَيْتٍ وُضِعَ‬ ‫لِلنَّاس َل َّلذِي ِب َّ‬ ‫بَك َة) أي مكة المكرمة سميت بذلك من البك وهو االزدحام والقهر‪ ،‬ألنها تزدحم بالحجيج‬ ‫ِ‬ ‫ويقهر اهلل كل من أرادها بسوء‪ ،‬وقد اجتمعت في البيت الحرام مزايا ال تحصى ومآثر ال تستقصى‪ ،‬منها‬ ‫أنه أول مكان أعده اهلل لعبادته على وجه األرض وقد جاء في الصحيحين أنه وجد قبل بيت المقدس‬ ‫بأربعين سنة ومنها أنه مبارك‪ ،‬أي عظيم النفع لمن قصده كثير الفائدة لمن زاره‪ ،‬ومن بركاته أن صالة‬ ‫واحدة فيه تفضل مائة ألف صالة فيما سواه‪ ،‬ومنها أنه هداية لرب العالمين من عهد إبراهيم وإسماعيل‪،‬‬ ‫بل ومن قبل ذلك العهد الكريم إلى يوم الناس هذا‪ ،‬فهو المتعبد األول القديم الذي اهتدى به السلف‬ ‫الصالح واسترشد به الخلف الالحق‪ ،‬ومنها أن فيه آيات بينات أي دالئل واضحات ناطقة بعظم قدرة اهلل‬ ‫وإبداعه‪ ،‬فيه مقام إبراهيم وهو حجر صلد كان يقوم عليه عند بنائه الكعبة‪ ،‬أالنه اهلل تعالى له حتى‬ ‫غاصت فيه قدماه إلى الكعبين‪ ،‬أليس ذلك آية من آيات القدرة اإللهية؟ ثم أليس حفظ هذا األثر إلى‬ ‫اليوم آية أخرى‪ ،‬وإال فأين نحن اآلن من عهد إبراهيم وإسماعيل‪ ،‬إنها قرون وأجيال ثم قرون وأجيال‬ ‫أماتت المآثر وطمست اآلثار‪.‬ومن المزايا التي خص اهلل بها هذا المقام أن من دخله كان آمنا‪ ،‬ثبت له‬ ‫ذلك األمان من قديم الزمان‪ ،‬فكان الرجل يجترم الجريمة فيلتجئ إلى الحرم فال يطلب حتى يخرج منه‪،‬‬ ‫وفي ذلك ترغيب للخلق أن يؤموا تلك البقعة وهم آمنون ‪ ،‬وقد ورد في تفسير هذه اآلية ‪ :‬ومن دخله‬ ‫معظما له متقربا بذلك إلى اهلل تعالى كان آمنا من العذاب يوم القيامة‪.‬‬ ‫فإذا كان الحج مؤتمرا عالميا ألبناء اإلسالم فيجب على المسلمين أن يعطوا لآلخر صورة مشرقة عن‬ ‫اإلسالم وأهله‪ ،‬في نظافتهم ونظامهم وتسامحهم‬ ‫وتعاونهم وتعاطفهم‪ ،‬حتى يكونوا أهال لما‬ ‫وصفهم به نبي الهدى صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫حين قال‪« :‬مثل المومنين في توادهم وتراحمهم‬ ‫وتعاطفهم مثل الجسد الواحد‪ ،‬إذا اشتكى منه‬ ‫عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»‪،‬‬ ‫فالحج عبادة يمتحن اهلل سبحانه وتعالى فيها‬ ‫المسلمين في أخالقهم وتعاملهم وتضامنهم‬ ‫فيما بينهم‪ ،‬إذ ليس الحج أركانا ومناسك فحسب‪،‬‬ ‫بل هو أخالق ومعاملة وحسن سلوك‪ ،‬لهذا قال‬ ‫سبحانه وتعــالى‪ :‬حْ َ‬ ‫}ال ُّج �أَ ْ�شهُ ٌر َم ْع ُلو َم ٌ‬ ‫ات َف َم ْن‬

‫ن حْ َ‬ ‫ال َّج َف اَل َر َف َ‬ ‫َف َر َ‬ ‫ث َو اَل ُف ُ�س َ‬ ‫وق َو اَل‬ ‫�ض فِيهِ َّ‬ ‫جِ َد َ‬ ‫ال ف حْ َ‬ ‫ِن َخيرْ ٍ َي ْع َل ْم ُه‬ ‫ال ِّج َو َما َت ْف َع ُلوا م ْ‬ ‫يِ‬ ‫اللهَّ ُ‬ ‫ون َيا‬ ‫َو َت َز َّو ُدوا َف�إِ َّن َخيرْ َ الزَّادِ ال َّت ْق َوى َوا َّت ُق ِ‬ ‫ُ‬ ‫اب{ سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪. 197‬ففي‬ ‫ول ْ َأ‬ ‫ال ْل َب ِ‬ ‫�أ يِ‬

‫الحج تلتقي أمم مختلفة وتتعايش عادات متباعدة‬ ‫وطباع متناقضة‪ ،‬وتجتمع ماليين البشر في بقعة‬ ‫محددة وفي زمن معين وقد غادر الكل أهله وابتعد عن أحبته‪ ،‬فضاقت نفسه واشتاق لبلده‪ ،‬فيحصل‬ ‫االكتظاظ والتدافع‪ ،‬ويضطر اإلنسان إلى االنتظار ويحتاج إلى الصبر‪ ،‬وهنا تظهر أخالق المسلم ويتجلى‬ ‫حلمه وقدرته على تطبيق تعاليم اإلسالم وأسسه‪ ،‬فكيف يمكن أن نتصور حاجا وفقه اهلل ألداء هذه‬ ‫الفريضة‪ ،‬ومهد له السبل لها فيفسد حجه بالتدافع والتسابق على أتفه األشياء‪ ،‬بل وبتبادل السب‬ ‫والشتم ـ والضرب أحيانا ـ في أطهر البقع وأزكاها‪ ،‬وأية صورة يعطيها هذا الحاج عن دينه وعن بلده‪،‬‬ ‫وعن أهله وعشيرته‪.‬‬ ‫فاعلم أخي الحاج يامن وفقه اهلل ويسر له السبل لحج بيته وزيارة نبيه‪ ،‬أنك قد ال تتمكن من زيارة‬ ‫تلك األماكن المقدسة مرة أخرى‪ ،‬وأنك ستفسد حجك وزيارتك بسوء أخالقك ومعامالتك‪ ،‬وأن الذنب‬ ‫يعظم بعظم الزمان والمكان‪ ،‬فكيف وأنت في أطهر األماكن وأقدسها‪ ،‬وفي أعظم األزمنة وأجلها‪ ،‬وفي‬ ‫عبادة فرضها اهلل عليك مرة في العمر‪ ،‬فالتزم األخالق الحسنة في كل المواقف‪ ،‬وتحلى بالحلم والصبر‬ ‫في كل الحاالت‪ ،‬واحرص على نظافة لباسك ومكانك‪ ،‬وال تؤذ غيرك بأزبالك وفظالتك‪ ،‬وال بما ابتالك‬ ‫اهلل به من أمراض‪ ،‬وانصح غيرك بما تربيت عليه من حسن الخلق‪ ،‬وعلم غيرك مما علمك اهلل‪ ،‬وساعد‬ ‫الضعيف والمحتاج‪ ،‬واعلم بأنك تمثل أخالق ومعامالت اإلسالم أمام أهل الديانات األخرى الذين يتتبعون‬ ‫هذا اللقاء اإلسالمي الكبير‪ ،‬وتعطي صورة عن بلدك لباقي أبناء دول اإلسالم‪.‬‬

‫�أهمية التنوع الأحيائي النباتي يف البيئة‬

‫لقد خلق خالق هذا الكون ج َّلت قدرته هذه األرض‪ ،‬وأوجد فيها اإلنسان‪ ،‬وأوجد فيها الكائنات‬ ‫الحيّة بمختلف أجناسها وأنواعها‪ .‬إن عالم النباتات يزخر بتنوع واسع من األشجار الكبيرة الضخمة‪،‬‬ ‫والشجيرات الصغيرة واألعشاب المتنوعة‪ ،‬والكائنات الحيّة النباتية الدقيقة وعالم الحيوانات يشمل‬ ‫الحيوانات البرية والمائية والطائرة بمختلف أجناسها وأنواعها‪ ،‬وعالم الكائنات الحيّة الدقيقة يشمل‬ ‫الكائنات المجهرية التي ال يمكن رؤيتها إ ّ‬ ‫ال بواسطة المجاهر أي الميكروسكوبات ومنها البكتريا‬ ‫والطحالب والفطريات والفيروسات وغيرها‪...‬‬ ‫يتداخل عمل جميع هذه الكائنات الحيّة فتعمل مع بعضها لتكوَّ َن بذلك نسيجاً إحيائياً واحداً في‬ ‫تشدُ مكوناته التي يتركب بعضها بعضاً‪ ،‬فإذا غاب أو نقص نوع أو جنس من هذه الكائنات‪ ،‬أثر‬ ‫البيئة‬ ‫ّ‬ ‫ذلك الغياب أو النقص في قوة وثبات هذا النسيج األحيائي‪.‬‬ ‫تتميز المناطق الجغرافية المختلفة على هذه األرض عن بعضها البعض بوجود أجناس وأنواع‬ ‫محددة من النباتات والحيوانات والكائنات الحيّة الدقيقة‪ ،‬فكل منطقة تتميز عن المنطقة األخرى‬ ‫بكائناتها الخاصة بها‪.‬‬ ‫إن التنوع األحيائي له دور مهم ووظيفة عظيمة‪ ،‬ولم يقف اإلنسان على حقيقة أهمية ودور التنوع‬ ‫األحيائي في البيئة بشكل دقيق إال في السنوات األخيرة من هذا القرن‪ ،‬خاصة بعدما عمل اإلنسان‬ ‫بنشاطاته المختلفة على انقراض بعض أنواع الكائنات الحية‪.‬‬

‫النباتية والحيوانية‬

‫إن اهلل ـ سبحانه وتعالى ـ قد خلق كل شيء في أرجاء الكون بقدر موزون‪ ،‬فكل شيء أوجده اهلل‬ ‫سبحانه وتعالى على هذه األرض أو أوجده في الكون كله يخضع لعملية التوازن الطبيعي‪ ،‬وله وظيفة‬ ‫بشكل متناسق موزون‪ ،‬فقد جعل‬ ‫ومهمة يؤديها ويقوم بها في البيئة‪ ،‬ومن أجل أن تسير أمور الحياة‬ ‫ٍ‬ ‫اهلل ـ سبحانه وتعالى ـ في هذا الوجود اآللية الطبيعية الذاتية التي تقوم بعملية التوازن الطبيعي‪،‬‬ ‫بحيث ال يطغى مخلوق على مخلوق آخر إ ّ‬ ‫ال بما قدره اهلل سبحانه وتعالى‪ .‬ولقد أشار القرآن الكريم إلى‬ ‫هذه الحقيقة بوضوح في آيات قرآنية عديدة‪.‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫من هنا نرى أن جميع الكائنات الحيّة النباتية والحيوانية والكائنات الحيّة الدقيقة بمختلف‬ ‫أشكالها وأنواعها وأحجامها لها دور مهم عظيم في البيئة‪ ،‬أذ إنها تتفاعل مع بعضها البعض تفاع ً‬ ‫ال‬ ‫معقداً دقيقاً موزوناً‪ ،‬غير أن اإلنسان ربما تدخل بشكل مباشر عن طريق نشاطاته المختلفة‪ ،‬وعمل على‬ ‫تغيير التوازن الطبيعي الذي أوجده اهلل ـ سبحانه وتعالى ـ في البيئة من أجل صالحه‪ ،‬وجميع الكائنات‬ ‫الحيوانية التي أوجدها اهلل في األرض إنما هي وجدت من أجل المنفعة والمصلحة‪ ،‬وكلنا نعلم الدور‬ ‫الذي تقوم به الحيوانات‪ ،‬فهي على سبيل المثال إضافة إلى كونها من مصادر الغذاء لإلنسان بشكل‬ ‫مباشر وغير مباشر‪ ،‬فهي أيضاً تلعب دوراً مهماً في النظام البيئي‪ ،‬وتساهم في المحافظة على بقاء‬ ‫مكونات البيئة الحيّة‪ .‬لكل نوع من النباتات موسما ووقتا محددا يثمر فيه‪ ،‬وينضج ثمره ليستفيد منه‬ ‫البشر وجميع الكائنات الحية‪ ،‬استمرار العطاء طول العام‪ ،‬فنوع ينتج ثماره في الصيف ونوع آخر ينتج‬ ‫ثماره في الشتاء‪ ،‬ونوع آخر ينتج في الربيع و‪....‬‬ ‫ونستشف من آيات القرآن الكريم ما يدلنا على أهمية تنوع األشجار والنباتات في المزارع‪ ،‬إذ يقول‬ ‫ا�ض ْب َلهُ م ّ َم َث ًال ّ َر ُج َلينْ ِ َج َع ْلنَا لأَ َحدِ هِ َما‬ ‫سبحانه وتعالى في سورة الكهف آية ‪ 32‬وآية ‪َ } :33‬و رْ ِ‬

‫ك ْلتَا َ‬ ‫ك َلهَ ا َو مَ ْ‬ ‫اجل ّ َن َتينْ ِ �آت ْ‬ ‫َت �أُ ُ‬ ‫ل ت َْظلِم‬ ‫َاب َو َح َف ْفنَاهُ َما ِبن َْخ ٍل َو َج َع ْلنَا َب ْينَهُ َما َز ْرعً ا * ِ‬ ‫ِن �أَ ْعن ٍ‬ ‫َج ّ َن َتينْ ِ م ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ ِمن ُْه َ�ش ْي ًئا َو َف ّ َج ْرنَا خِ اللهُ َما َنهَ ًرا {‪.‬‬

‫لقد دلت نتائج الدراسات واألبحاث البيئية أن انقراض أي نوع من األنواع الحية التي توجد في‬ ‫أي منطقة من المناطق على الكرة األرضية‪ ،‬قد تؤدي إلى تفكيك مكونات النسيج األحيائي البيئي‬ ‫وخلخته وإلقائه على حافة المجهول‪ ،‬وال يقتصر أن هذا الضرار على المنطقة التي يحدث فيها خلل‬ ‫التوازن البيئي فقط‪ ،‬إن هذا الضرر ينتقل إلى المناطق المجاورة‪ .‬لقد جعل اللهّ ‪ ،‬سبحانه وتعالى ـ في‬ ‫هذا الوجود اآلية الطبيعية الذاتية التي تقوم بعملية التوازن الطبيعي‪ ،‬بحيث ال يطغى مخلوق على‬ ‫مخلوق آخر إال بما قدره اللهّ سبحانه وتعالى‪ ،‬لقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة بوضوح في‬ ‫آيات قرآنية كريمة‪.‬‬


‫العدد ‪901‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬غ�شت ‪2017‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫حدائق الأزاهر يف م�ستح�سن الأجوبة وامل�ضحكات‬ ‫واحلكم والأمثال واحلكايات والنوادر‬ ‫وهوكتاب جامع للحكم واألمثال والنوادروالحكايات‪،‬ألفه الفقيه األديب محمد بن محمد بن محمد أبو بكر ابن عاصم القيسي الغرناطي قاضي من فقهاء‬ ‫المالكية باألندلس توفي بمسقط رأسه غرناطة عن عمر السابعة والستين سنة (عام ‪ 829‬هـ الموافق ‪1426‬م)؛كان يجلد الكتب في صباه‪ ،‬وتقدم حتى‬ ‫ولي قضاء القضاة ببلده‪.‬‬ ‫وقد أخذ عن أعالم منهم‪:‬‬ ‫أبو إسحاق الشاطبي‪ ،‬وأبو عبد اهلل القيطاجي‪ ،‬وأبو عبد اهلل الشريف التلمساني‪ ،‬وأبو إسحاق ابن الحاج‪ ،‬وابن عالق‪ ،‬وخااله أبو بكر‪ ،‬ومحمد ولدا أبي القاسم‬ ‫بن جزي‪ ،‬وابن لب وغيرهم‪.‬‬ ‫وله من المؤلفات‪:‬‬ ‫ــ تحفة الحكام في نكت العقود واألحكام‪ (:‬أرجوزة في الفقه المالكي تعرف بالعاصمية)‪ ،‬شرحها جماعة من العلماء‪.‬‬ ‫ــ أراجيز في األصول والنحو والقراءات‪.‬‬ ‫وحدائق األزاهر في مستحسن األجوبة والمضحكات والحكم واألمثال والحكايات والنوادر (وهو الكتاب الذي سنتحف به القارئ الكريم عبر سلسلة‬ ‫حلقات)‪.‬‬

‫في المضحكات الحسنة الخفيفة على األلسنة‬ ‫لما حمل أبو إسحاق إلى المتوكل وأدخل عليه‪ ،‬قال المتوكل‬ ‫البن حمدون‪« :‬اعبث به»‪ ،‬فقال له ابن حمدون‪« :‬متى تعلمت‬ ‫العبارة؟» قال‪« :‬أنا معبر قبل أن تكون أنت ملهياً؛ما تقول في رؤيا‬ ‫رأيتها؟‪،‬قال‪« :‬وما هي؟»‪ ،‬قال‪« :‬رأيت كأن أمير المؤمنين حملني على‬ ‫فرس أشهب كله‪ ،‬إال ذنبه فإنه كان أخضر»‪ ،‬قال‪« :‬صدقت رؤياك‪،‬‬ ‫فإن أمير المؤمنين يأمر أن تدخل في قفاك فجلة‪ ،‬يغيب أصلها‬ ‫األبيض‪ ،‬ويبقى األخضر منها»‪ ،‬فضحك المتوكل‪ ،‬وقال‪« :‬صدقت‬ ‫رؤياك‪ ،‬هاتوا فجلة»‪ ،‬فقال‪« :‬أنت يا أمير المؤمنين أمرتني»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«وأنت رأيت الرؤيا قبل أن آمرك»؛ فلم يبرح حتى فعل به ذلك‪.‬‬ ‫وقعد المتوكل يوماً يشرب‪ ،‬فطرب عبادة من صول لبعض‬ ‫المغنين‪ ،‬فقام ورقص أحسن رقص‪ ،‬فسر المتوكل برقصه‪ ،‬وقرب‬ ‫عبادة من مقعده‪ ،‬فلما جلس ضرب المتوكل بيده على قفا عبادة‬ ‫فأخرج ريحاً‪ ،‬فقال‪« :‬ويلك ما هذا؟»‪ ،‬فقال‪« :‬يا سيدي أيجوز لمثلك أن‬ ‫ينقر على قوم فال يكلمونه؟»‪.‬‬ ‫قال بعضهم‪ :‬دعاني صديق لي‪ ،‬وكان بخي ً‬ ‫ال‪ ،‬فقدم على المائدة‬ ‫جدي‪ ،‬فنحن نأكله‪ ،‬وشاة تصيح‪ ،‬قلت‪ :‬اسمعوا هذه الثكلى تصيح‪،‬‬ ‫فقال رب البيت‪ :‬وكيف ال تصيح‪ ،‬وقرة عينها بين أيديكم تمزقونه؟‬ ‫وأكل قوم عند بخيل‪ ،‬فلما رآهم قد أمعنوا األكل أراد أن يقطعهم‬ ‫فقال‪« :‬ليس هذا أكل من أراد أن يتعشى»‪.‬‬ ‫كان ببغداد رجل غني‪ ،‬فسأله ابنه يوماً أن يشتري له إجاصاً‪ ،‬فتقدم إلى جار له‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫«أعطني إجاصة واحدة»‪ ،‬فلما أخذها ناولها ابنه‪ ،‬وقال له‪« :‬كل هذه‪ ،‬فإنك لو أكلت منها ألفاً‪،‬‬ ‫فطعمها كطعم هذه الواحدة»‪..‬‬ ‫وكان بها رجل آخر‪ ،‬وكان ال يرى إال رث الثياب‪ ،‬فخرج يوماً من منزله‪ ،‬فلقيه رجل من الجند‪،‬‬ ‫قد أخذ رزقه‪ ،‬فلما رآه دفع إليه درهمين‪ ،‬فقال له رجل يعرفه‪« :‬ال تعط هذا شيئاً؛ فإنه أغنى‬ ‫من األمير»‪ ،‬فالتفت إلى الرجل وقال‪« :‬ما كان يضرك لو سكت؟»‪ ،‬فقال الجندي‪« :‬ويلك‪ ،‬لم‬ ‫ال تلبس وال تنفق على نفسك مما رزقك اهلل؟»‪ ،‬قال‪« :‬يمنعني خشية الفقر»‪ ،‬قال‪« :‬ويحك‪،‬‬ ‫تعجلت ما كنت تخاف»‪.‬‬ ‫اشترى رجل من أهل الكوفة جبنة لعياله‪ ،‬وقال‪« :‬يكفيكم أن تمسحوا خبزكم بها»‪ ،‬فما‬ ‫زال كذلك حتى ضجروا منه‪ ،‬وتمنوا موته‪ ،‬فمات‪ ،‬وورثه ابنه فقال‪« :‬إن أبي كان مسرفاً في‬ ‫ماله‪ ،‬فجعلها في جراب وعلقها‪ ،‬وقال‪« :‬تكفيكم رائحتها واإليماء إليها‪ ،‬فترحموا على الميت»‪.‬‬ ‫قال بعضهم‪« :‬قلت مرة لرجل غني من أهل الكوفة‪ ،‬إنك لكثير المال‪ ،‬وقميصك وسخ‪،‬‬ ‫فلم ال تغسله؟ «فقال لي‪ :‬واهلل إني فكرت في غسله منذ ستة أشهر‪ ،‬ولكني أغسله إن شاء‬ ‫اهلل»‪.‬‬ ‫كان لرجل من أهل الكوفة أم عجوز‪ ،‬وكان كثير المال‪ ،‬فقيل لها‪« :‬كم يجري عليك‬ ‫ابنك؟»‪ ،‬قالت‪« :‬درهماً في كل أضحى»‪.‬‬ ‫دخل طفيلي على قوم فقالوا‪« :‬ما الذي جاء بك؟»‪ ،‬فقال‪« :‬إذا لم تدعوني أنتم‪ ،‬ولم آت‬ ‫أنا‪ ،‬وقعت بيننا وحشة»‪ ،‬فضحكوا منه وأكل معهم‪.‬‬ ‫دخل ابن مضاء على بعض األمراء‪ ،‬فقال له‪« :‬أي شيء خبرك يا ابن مضاء؟»‪ ،‬قال‪« :‬أعز‬ ‫اهلل األمير‪ ،‬وأي شيء يكون خبري‪ ،‬والخرا عند الناس أكرم مني وأفضل؟» قال‪« :‬وكيف ذلك؟»‪،‬‬ ‫قال‪« :‬ألن الخرا يحمل على الحمير‪ ،‬وأنا أمشي راج ً‬ ‫ال»؛ فضحك األمير وأمر له ببغلة يركبها‪.‬‬ ‫كان رجل من العمال يطلب بمال‪ ،‬فأحضر بين يدي بعض الوالة‪ ،‬وأقيم على رأسه‬ ‫عونان‪ ،‬وقيل لهما‪« :‬انتفا لحيته»‪ ،‬فقال الرجل للوالي‪« :‬ولم تفعل هذا بي؟»‪ ،‬قال‪« :‬حتى‬ ‫تؤدي ما عليك»‪ ،‬قال‪« :‬نعم»‪ ،‬قال‪ »:‬وخراج أهل بيتك»‪ ،‬قال‪« :‬نعم»‪ ،‬قال‪« :‬وخراج سكان‬ ‫موضعك»‪ ،‬فرفع رأسه إلى العونين‪ ،‬وقال‪« :‬انتفا على بركة اهلل»؛فضحك الوالي وخلى سبيله‪.‬‬

‫مات بواسط رجل من المياسير في أيام اليزيد‪ ،‬فأحضر ابن‬ ‫الميت‪ ،‬وقال له‪« :‬ما ترك أبوك من المال؟» قال‪« :‬كذا وكذا‪ ،‬وخلف‬ ‫من الورثة الوزير أعزه اهلل‪ ،‬وأنا»؛فضحك المتوكل‪ ،‬وأمرأال يتعرض‬ ‫له‪.‬‬ ‫كان بعضهم في سفر‪ ،‬فوصل إليه كتاب من داره بموت‬ ‫أحد أوالده‪ ،‬فقال‪« :‬ال إله إال اهلل‪ ،‬ولد ونحن غائبون ومات ونحن‬ ‫غائبون»‪ ،‬فقال له مضحك‪« :‬نعم‪ ،‬وعمل وأنتم غائبون»‪.‬‬ ‫كان بعض الملوك فيه ضر وشدة‪ ،‬فال يقدر أحد أن يبتدئه‬ ‫بكالم‪ ،‬فبينما هو جالس يوماً مع ندمائه في براح‪ ،‬إذا بعارض مطر‬ ‫شديد‪ ،‬فلم يقم‪ ،‬ولم يتجسر أحد أن يقول له شيئاً‪ ،‬والمطر في‬ ‫زيادة‪ ،‬وكان بينهم طيفور فيه فاكهة‪ ،‬فأخذه رجل من الجمع‪ ،‬وفرغ‬ ‫ما فيه‪ ،‬وألقاه على رأسه‪ ،‬وقال للملك‪« :‬اجلس ما شئت»؛فضحك‬ ‫من فعله وقام من فوره‪.‬‬ ‫لقي بعض األمراء رجال أسود في بعض طرق نزهته‪ ،‬فأمر‬ ‫بقتله‪ ،‬فقال األسود‪« :‬ما ذنبي؟» ‪،‬فقال‪ :‬إني تشاءمت برؤيتك»‪،‬‬ ‫فقال له األسود‪« :‬فمن تشاءم منا بصاحبه أكثر أنا أو أنت؟»‪،‬‬ ‫فضحك من قوله وخلى سبيله‪.‬‬ ‫عرض عمرو بن الليث عساكره‪ ،‬فرأى فارساً‪ ،‬تحته دابة مهزولة‪ ،‬فقال‪« :‬لعن اهلل هؤالء‪،‬‬ ‫يأخذون الدراهم فينتفعون بها‪ ،‬ويستمتعون بفقاح نسائهم»‪ ،‬فقال الفارس‪« :‬أيها األمير‪،‬‬ ‫لو رأيت امرأتي لعلمت أنها أهزل من كفل دابتي»‪ ،‬فضحك عمرو‪ ،‬وأمر له بطعام وقال له‪:‬‬ ‫«سمن امرأتك وكفل دابتك»‪.‬‬ ‫خرج المعتصم إلى بعض متنزهاته‪ ،‬فظهر له أسد‪ ،‬فقال لرجل من فرسانه أعجبه قوامه‬ ‫وسالحه‪ ،‬وتمام خلقته‪« :‬يا رجل‪ ،‬أفيك خير؟»‪ ،‬فقال بعجلة‪« :‬ال يا أمير المؤمنين»؛ فضحك‬ ‫المعتصم وقال‪« :‬قبحك اهلل وقبح طلعتك»‪.‬‬ ‫أراد أعمى أن يتزوج امرأة‪ ،‬فحضرا مجلس القاضي‪ ،‬ليشهد لهما‪ ،‬فقال لها القاضي‪:‬‬ ‫«اكشفي عن وجهك»‪ ،‬فكشفت‪ ،‬فأعجبته‪ ،‬فقال لألعمى‪« :‬كم أمهرتها؟»‪ ،‬قال‪« :‬أربعمائة‬ ‫درهم»‪ ،‬فقال القاضي‪« :‬زدها؛ فإنها تستحق أكثر»‪ ،‬فقال األعمى‪« :‬هذا ما عندي‪ ،‬فإن كان‬ ‫عند القاضي زيادة‪ ،‬فهو أولى بها»‪.‬‬ ‫رأت طفلة عروساً يلعب مع عروسه‪ ،‬فمضت ألبيها‪ ،‬وقالت له‪« :‬اشتر لي عروساً ألعب‬ ‫معه»‪.‬‬ ‫حضر مزيد مجلساً بالمدينة‪ ،‬وفيه قينة تغني ووصيفة على رأسها واقفة‪ ،‬فتحركت القينة‪،‬‬ ‫فخرج منها ريح بصوت‪ ،‬فرفعت رأسها ولطمت الوصيفة‪ ،‬فلبث مزيد يسيراً‪ ،‬واستعمل خروج‬ ‫ريح بصوت‪ ،‬فرفع يده‪ ،‬ولطم الوصيفة‪ ،‬فقالت له المغنية‪« :‬مالك تلطم جارتي؟»‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫«رأيت كل من يخرج ريحاً يلطمها»‪.‬‬ ‫كان لرجل أم عجوز‪ ،‬فجرى يوماً حديث النسوان وتزويجهن‪ ،‬فقال رجل‪« :‬كل امرأة تقدر‬ ‫أن تحمل البوقل إلى أعلى السطح ينبغي أن تتزوج»‪ ،‬فقالت العجوز‪« :‬أنا واهلل أقدر أن أرفع‬ ‫الخابية بالماء»‪ ،‬فقال لها ابنها‪« :‬واهلل لو صعدت بها فوق منار الجامع ما زوجتك؟»‪ .‬وكان‬ ‫لبعض الكتاب أم عجوز‪ ،‬وكانت تختضب وتتصنع‪ ،‬فاشتكت‪ ،‬فجاءها الطبيب‪ ،‬فجعل يقول‬ ‫خالل كالمه لما رأى من خضابها وزينتها‪« :‬ما أحوجها إلى زوج»‪ ،‬فقال لها ابنها‪« :‬اسكت‬ ‫ويحك هي عجوز هرمت»‪ ،‬فقالت العجوز‪« :‬أنت أعلم أم الطبيب ياأحمق»‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪901‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)804‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬غ�شت ‪2017‬‬

‫“الطنجيون” (‪)7‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫أتاح صدور العدد السابع من دورية “الطنجيون” (السنة الثانية‪-‬‬ ‫صيف ‪ ،)2003‬للمهتمين وللباحثين المتخصصين بالتوثيق‬ ‫لتحوالت واق��ع مدينة طنجة‪ ،‬فرص إنجاز ال��ق��راءات التقييمية‬ ‫الضرورية والمواكبة لهذا المشروع الثقافي الرائد‪ .‬فالمجهود‬ ‫الذي كان قد سهر عليه الدكتور عبد العزيز خلوق التمسماني‪،‬‬ ‫ماديا وتأطيريا‪ ،‬قد حقق تراكما هاما بالنظر لقيمة المواد المنشورة‬ ‫باألعداد المتالحقة‪ ،‬وبالنظر للحرص الذي كان للمجلة على انتظام‬ ‫صدورها بدون أي إخالل باإليقاع العادي لهذا االنتظام‪ ،‬وبالنظر‬ ‫إلكراهات سوق النشر ولصعوبات تعميم تقاليد القراءة والمواكبة‬ ‫المعرفية والثقافية المستمرة‪ ،‬ليس فقط بين صفوف عموم الناس‬ ‫ولكن كذاك – وهذا هو األخطر – بين صفوف قطاعات واسعة من‬ ‫المتعلمين ومن المرتبطين بقطاعي التعليم والثقافة‪ .‬ويبدو أن‬ ‫المجلة قد نجحت في تجاوز العديد من هذه العوائق‪ ،‬سالحها في‬ ‫ذلك وضوح الرؤيا‪ ،‬وسمو األهداف والغايات‪ ،‬وولع عميق بفضاءات‬ ‫طنجة‪ ،‬والتزام صارم بالمرجعيات العلمية الخالصة‪ ،‬ووفاء للقيم‬ ‫الحضارية الكبرى التي راكمتها مدينة طنجة على امتداد قرون‬ ‫طويلة‪ .‬لذلك‪ ،‬فقد حقل علينا اعتبار دورية “الطنجيون” أهم حدث‬ ‫ثقافي طبع مجال النشر بمدينة طنجة خالل سنتي ‪ 2002‬و‪،2003‬‬ ‫وأهم وسيلة تواصلية متخصصة في رصد تحوالت هذه المدينة‪،‬‬ ‫وفي استنطاق مخلفاتها وشواهدها‪ ،‬وفي التوثيق لسير رموزها‬ ‫وأعالمها‪ ،‬وفي إعادة ترميم مكونات الذاكرة الجماعية لفضاءات‬ ‫طنجة على المستويات المكانية والبشرية والحضارية المرتبطة‬ ‫باألدوار المحورية التي اضطلعت بها المدينة في توجيه وفي صنع‬ ‫مسارات هامة في تاريخنا الوطني‪ ،‬قديما وحديثا‪.‬‬ ‫توزعت األقسام العربية واإلسبانية والفرنسية للعدد السابع‬ ‫من دورية “الطنجيون” بين ما مجموعه ‪ 98‬من الصفحات ذات‬ ‫الحجم المتوسط‪ ،‬احتوت موادا غنية في رسم اآلفاق المشرعة لكل ما هو أصيل في ماضي‬ ‫مدينة طنجة وفي إبداالت راهنها‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬توقفت االفتتاحية للتنبيه إلى وضعية مغاور‬ ‫هرقل باعتبارها معلمة طنجة التاريخية‪ ،‬كما تساءلت عن مآل مجلة “طنجيس” التي كانت‬ ‫تصدر في عهد النظام الدولي في شكل دورية متخصصة في الشؤون األركيولوجية بمدينة‬ ‫طنجة ونواحيها‪ ،‬قبل أن تنتقل إلى الرباط مع مكتبة طنجة كلها‪ .‬أما في باقي مواد القسم‬ ‫العربي‪ ،‬فقد توقف عبد العزيز خلوق التمسماني – في أوالها – للنبش في األصول التاريخية‬ ‫للجمعيات الخيرية المغربية في منطقة طنجة خالل الفترة الممتدة بين سنتي ‪ 1911‬و‪،1930‬‬ ‫واهتم محمد العبدالوي بتقديم مقاربة كمية لموضوع أحباس مدينة طنجة‪ ،‬مع التركيز على‬ ‫دراسة التصنيف الوظيفي ألنواع األحباس وتطورها العددي والقيمة الكرائية لمرافقها وأدوارها‬ ‫االقتصادية واالجتماعية داخل المدينة‪ .‬واحتفاءا منها بالمؤرخ محمد األمين البزاز‪ ،‬قدمت‬ ‫“الطنجيون” تصنيفا بيبليوغرافيا ضم أهم اإلنتاجات األكاديمية لهذا الباحث الذي اعتبرته‬ ‫المجلة – عن حق – “مؤرخ طنجة العتيقة”‪ ،‬كما أعادت نشر إحدى دراساته التاريخية حول‬ ‫األزمات الوبائية والغذائية والديمغرافية التي عرفتها مدينة طنجة خالل القرن ‪ .19‬ومن أجل‬ ‫التوثيق لسير أعالم مدينة طنجة‪ ،‬أعادت الدورية نشر مقالة تحت عنوان “مومن السميحي‪ :‬طائر‬ ‫يغرد خارج السرب”‪ ،‬كانت قد صدرت بأسبوعية “الصحيفة” (‪ 21 - 15‬نونبر ‪ .)2002‬ومساهمة‬

‫منها في التنبيه لخطورة التدهور البيئي الذي أضحت تعرفه مدينة‬ ‫طنجة‪ ،‬نشرت “الطنجيون” مادة إعالمية عنوانها “طنجة عروس‬ ‫البوغاز”‪ ،‬كانت قد صدرت على صفحات جريدة “األحداث المغربية”‬ ‫(‪ .)2002-10-17‬وتحت عنوان “منطقة طنجة والحماية الفرنسية‬ ‫في المغرب”‪ ،‬قدمت المجلة مقتطفات مما ورد حول النظام الدولي‬ ‫بالمدينة المذكورة وذلك في كتاب “الحماية الفرنسية بالمغرب‬ ‫بين األوج واألفول تحت قيادة الجنرال نوكيس (‪”)1943 - 1936‬‬ ‫لمؤلفه وليم هويسطن اإلبن‪ ،‬والصادر مؤخرا ضمن منشورات كلية‬ ‫اآلداب بالرباط بترجمة للمؤرخ إبراهيم بوطالب‪ .‬وإضافة إلى هذه‬ ‫المواد‪ ،‬قدم عبد العزيز خلوق التمسماني تعليقا حول سرقة أدبية‬ ‫مكشوفة اكتستها مقالة صدرت تحت عنوان “الرحالت المغربية‬ ‫إلى الديار المقدسة وتركيا‪ :‬رحلة الغيغائي في القرن ‪ ،”19‬بقلم‬ ‫سعيد بن األحرش (جريدة االتحاد االشتراكي األسبوعي‪ ،‬ع‪،28 .‬‬ ‫‪ 18-24‬أكتوبر ‪ ،)2002‬إلى جانب الفهرس السنوي العام لمجلة‬ ‫“الطنجيون”‪ ،‬حيث تم تقديم مجموع المواد المنشورة سنة ‪،2002‬‬ ‫من العدد رقم ‪ 1‬إلى العدد رقم ‪.4‬‬ ‫هذا بالنسبة للقسم العربي من العدد السابع‪ ،‬أما بالنسبة‬ ‫للقسم اإلسباني‪ ،‬فقد احتوى على تقديم للترجمة اإلسبانية لكتاب‬ ‫“بالد جبالة ‪ :‬المخزن‪ ،‬إسبانيا وأحمد الريسوني” لعبد العزيز خلوق‬ ‫التمسماني‪ ،‬وهي الترجمة التي أنجزتها سعاد الركالة ونشرت‬ ‫تقديما عاما عنها بمجلة “ترجمان” (أبريل ‪ .)2001‬وفي نفس‬ ‫القسم كذلك‪ ،‬أوردت “الطنجيون” مادة علمية عنوانها “طنجة‪:‬‬ ‫منطقة دولية” وردت ضمن كتاب “عبد الكريم والحماية” لخوسي‬ ‫ماريا كامبوس‪ .‬كما أعادت نشر مادة إعالمية مثيرة حول عالقة اليوسفي بالسلطة السياسية‬ ‫بالبالد‪ ،‬كانت قد صدرت بالصحيفة األسبوعية “كامبيو ‪ 14( ”16‬أكتوبر ‪.)2002‬‬ ‫وفي القسم الفرنسي من نفس العدد‪ ،‬ساهم عبد العزيز بوليفة بمادة توثيقية هامة حول‬ ‫النشاط المتميز الذي كانت تضطلع به قنوات البث اإلذاعي بالمنطقة الدولية لطنجة‪ .‬كما‬ ‫قدمت المجلة توثيقا تصنيفيا لسير حياة كل من المختار الحاج ناصر أحد أبرز وطنيي المنطقة‬ ‫وأحد الوجوه البارزة في الديبلوماسية المغربية‪ ،‬ومحمد الحمري الفنان التشكيلي الذي احتضنته‬ ‫مدينة طنجة منذ استقرارها به بعيد الحرب العالمية الثانية وإلى تاريخ وفاته سنة ‪.2000‬‬ ‫وبذلك‪ ،‬قدمت المجلة إضافات جديدة في مجال اهتماماتها‪ ،‬مضيفة لبنة أخرى إلى تراكمها‬ ‫العلمي الذي أسست له بآليات تنقيبية تجاوزت الرؤى االنطباعية التي هيمنت – طويال ‪ -‬على‬ ‫الكثير من األعمال التي اهتمت بماضي طنجة وبعوالمها المتداخلة وبفضاءاتها العجائبية‪ .‬إنها‬ ‫سيرة مدينة تنبعث من عبق التاريخ لتشهد الجميع على روعة المكان وعلى أصالة االنتماء وعلى‬ ‫نبل العطاء‪ .‬تلك هي طنجة التي ولعت بها “الطنجيون”‪ ،‬وتلك هي طنجة التي الزالت تنتظر‬ ‫اإلنصاف وااللتفات إلى ذخائر ماضيها لتجاوز جحود اإلنسان وتبدالت القيم وإكراهات الراهن‪.‬‬

‫« أنطولوجيا القصيدة السوداء» إصدار جديد للباحث والمترجم المغربي محمد أخريف‬ ‫صدر للمترجم والباحث محمد أخريف ديوانه الثالث الموسوم ب‪:‬‬ ‫« أنطولوجيا القصيدة السوداء» قصائد لشعراء من إفريقيا وأمريكا‬ ‫وأروبا في عصور مختلفة‪ .‬تم نشره من طرف مؤسسة «منشورات‬ ‫مقاربيات» للدكتور جمال بوطيب‪ ،‬والديوان من القطع المتوسط‪،‬‬ ‫مطبوع في مطبعة وراقة بالل‪ .‬فاس المغرب‪ .2017 .‬في ‪ 76‬صفحة‪.‬‬ ‫حاول المترجم في هذه األنطولوجيا إبراز معاناة السود ونضالهم‬ ‫للحصول على حريتهم وانعتاقهم‪ ،‬إضافة إلى اعتزازهم ببشرتهم‬ ‫السوداء التي أصر البيض على جعلها رمزا لعبوديتهم عبر العصور‪.‬‬ ‫تضمن الديوان المترجم‪ ،‬تقديما للدكتورة األكادمية بجامعة‬ ‫عبد المالك السعدي بتطوان سعاد الناصر جاء فيها «أنطولوجيا‬ ‫القصيدة السوداء التي بين أيدينا لألستاذ محمد أخريف تنحو‬ ‫هذا المنحى في الترجمة‪ ،‬لنلتقي بشخصية األستاذ أخريف‪ ،‬مؤرخا‬ ‫وشاعرا ومترجما‪ ،‬يرتقى بالنصوص إلى مستوى الوثيقة التي تفتح‬ ‫اآلفاق المتصلة بين الشعوب‪ ،‬وترسم خارطة جمالية‪ ،‬تدعو للتأمل‬ ‫في المشترك اإلنساني‪ .‬كما نلتقي بديوان شعري يضم منتخبات‬ ‫شعرية‪ ،‬منتقاة بدقة‪ ،‬ومترجمة بذوق إبداعي‪ ،‬استطاع النفاذ إلى‬ ‫روح القصائد‪ ،‬وما يجمع بينها من خيط رقيق يتمثل في تطلعها إلى‬ ‫عوالم الحرية والتحرر»‪.‬‬ ‫وتضيف الدكتورة الناصر « لقد استطاع األستاذ أخريف أن‬ ‫يضم في الديوان المنتخب شعراء من مختلف العصور والتوجهات‪،‬‬ ‫يجمعهم حس إنساني يصب في مجال تغيير النظرة الدونية لإلنسان‬ ‫األسود‪ ،‬أينما كان‪ ،‬والذي ما زال يعيش مفارقة الوعي بعدم وجود‬ ‫أي دخل له في تحديد لون بشرته‪ ،‬إال أنه بسببها يتجرع أصنافا من‬ ‫المهانة واالحتقار‪ ،‬وألوانا من الظلم والتهميش‪ .‬وإذا كانت الحرية‬ ‫من أهم مقومات الشخصية اإلنسانية‪ ،‬وحقا مكتسبا لإلنسان فإن‬ ‫صاحب البشرة السوداء ظل في صراع دائم مع معاني العبودية واالستبداد والظلم وغيرها من‬ ‫المعاني التي تفقد اإلنسان كرامته‪ ،‬يسعى إلى االنعتاق منها بشتى الطرق والصيغ‪ .‬وكان الشعر‬ ‫دائما خير معبر عن هذا الصراع‪ ،‬يلهمه التشبث بحريته ومعاني االستقالل والعدل واالنعتاق‪ .‬لذا‬ ‫نجد أن شعراء الديوان سود‪ ،‬باستثناء شاعرين من اسبانيا‪ .‬ولعل هذا االنتقاء‪ ،‬لفتة جميلة من‬ ‫المترجم ليكشف عن تماهي الشاعر الحق‪ ،‬مع قضايا اإلنسانية‪ ،‬على اختالف أنواعها‪ ،‬مع انتصارات‬ ‫اإلنسان وإخفاقاته‪ .‬وفي هذا إشارة لطيفة لسؤال وظيفة الشعر في إعادة بناء اإلنسان‪ ،‬في زمن‬ ‫يكاد يضيع فيه اإلنسان‪ .‬ورغم تنوع موضوعات القصائد‪ ،‬ومستويات جمالية التخييل فيها‪ ،‬إال‬ ‫أنها تحمل في طيات صورها صدى المرارة والحزن واأللم والغضب‪ ،‬كما تحمل رجع صوت التحدي‬

‫والصمود واالفتخار‪ ،‬لتصبح كل قصائد الديوان قصيدة كونية تعزف‬ ‫أنغام الحرية وتنتصر لكل أشكال نبذ الظلم والعنف والتهميش‪ ،‬أعاد‬ ‫األستاذ محمد أخريف صياغتها باحترافية وتذوق وكشف أيضاّ»‪.‬‬ ‫كما تضمنت األنطولوجيا التي أعدها وترجمها األستاذ محمد‬ ‫أخريف شهادتين للدكتورين‪ :‬سالم أحمد إدريسو‪ ،‬وأنس الفياللي‪..‬‬ ‫بالنسبة للدكتور إدريسو جاء في كلمته ‪ « :‬النص ثقانة كاملة وليس‬ ‫رصفا لسانيا لكلمات منظومة أو مرسلة‪ .‬وترجمة خطاباته المتراكبة‬ ‫تتوغل في االلتباس والصعوبة كلما اقترب الفاعل المترجم إلى مركبة‬ ‫الشعر‪ .‬إذ هذا األخير خطاب مضاعف وثقافات برانية وباطنية في نفى‬ ‫اآلن‪ ,‬وإنجاز ترجمة عنه وبه يعني إنجاز حوار عميق بين ثقافتن على‬ ‫األقل‪.‬‬ ‫يزداد األمر التباسا حين يتعلق األمر بقصيدة تمتح من مراوة‬ ‫اللون األسود‪ .‬السواد في هذه الحالة ليس مجرد لون‪ .‬السواد ثقافة‬ ‫وزمن كامل من النزد والبحث من إقامة آمنة في حضن حضارة بليغة‪.‬‬ ‫البياض في الحالة مقاومة لبقاء اللون اإلنساني األصيل في الشعر‪،‬‬ ‫وأعتقد أن لون الشعر وهويته كخطاب براني وعميق في نفس الوقت‪,‬‬ ‫يميل إلي أن يكون غامقا في لهجته ورؤياته‪ ،،‬وبذلك تصعب ترجمته‬ ‫ومحاورته‪.‬‬ ‫على أن الباحث والمترجم األستاذ محمد اخريف أنجز ترجمة‬ ‫منسجمة ومقنعة للقصيدة السوداء‪ ،‬وذلك من خالل جمعه بين‬ ‫خبرتين ؛ محاورة لغات الخطاب التاريخي والبحث فيها عن مفاهيم‬ ‫سيميائية دالة للشعر المغموس في مُرّ اللون الجريح»‪.‬‬ ‫أما الدكتور أنس اليفاللي فكتب ‪ « :‬عانى السود كثيرا في فترات‬ ‫زمنية بعيدة وفي أماكن مختلغة في افريقيا وأمريكا وأروبا بسبب الميز‬ ‫العنصري‪ .‬وكان الشعر من أبرز الفنون المعبرة عن معاناة الشعراء ومجتمعاتهم‪ ،‬سواء من قبل‬ ‫الدافعين عن النظرة الدونية للسود والمتعاطفين معهم‪ ،‬أو من شعراء السود أنفسم المدافعين‬ ‫عن بشرتهم والمعتزين بها‪ ،‬وأيضا حتى الشعر الذي يرمي إلى احتقار الجن‪.‬س األسود‪ .‬وهذه‬ ‫األنطولوجيا التي جمعها وترجمها الباحث والمترجم محمد أخر يف‪ ،‬تيرز كل هذه التمظهرات‪،‬‬ ‫وتحاكي تلك التناقضات في النظرة إلي البشرة السوداء عير العصور وعبر القارات لقصائد العديد‬ ‫من الشعراء من القرن السادس عشر إلي يومنا هذا‪ ،‬والذين لهم إشعاع في الدفاع عن السود‬ ‫ومحاربة الميز‪ .‬وبذلك تعتبر هذه الترجمة قيمة أدبية مضافة للملكة المغربية في أدب القصيدة‬ ‫السوداء»‪.‬‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬غ�شت ‪2017‬‬

‫العدد ‪901‬‬

‫مع‬

‫املواطنني‬

‫«تدليك» مثير للجدل !‬

‫لعبة السودوكو (‪)369‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫محل «للتدليك» يطفو على السطح من جديد‪ ،‬بسبب مظاهر اإلباحية‬ ‫والفوضى التي تحدث به أمام المأل‪ ،‬رغم االستنكار المتواصل للسكان المتضررين‪.‬‬ ‫ذلك أنه صباح أول أمس الخميس‪ ،‬تم استدعاء مالكة محل «للتدليك» من طرف‬ ‫مصلحة الشرطة بطنجة‪ ،‬إثر شكاية تقدم بها سكان إقامة الموحدين (‪ 1‬ـ ‪)2‬‬ ‫الكائنة بشارع بتهوفن‪ ،‬معززة بمشاهد توثيقية لكاميرا المراقبة‪ ،‬تبين المحل‬ ‫المذكور الذي اليغلق أبوابه‪ ،‬إال عند ساعات الصباح األولى‪ ،‬حيث يحدث به‬ ‫الضجيج والقهقهات‪ ،‬باإلضافة إلى سلوكات غير أخالقية‪ ،‬ضاق بها السكان ذرعا‪.‬‬ ‫أكثر من هذا‪ ،‬وفي اليوم ذاته‪ ،‬تقدم خليجي بشكاية‪ ،‬بشأن سرقة تعرض لها‪،‬‬ ‫هو ورفاقه الخليجييون‪ ،‬داخل ذات المحل‪ ،‬يعلم اهلل وحده ماكانوا يفعلون فيه !‬ ‫وجدير بالذكر‪ ،‬أن موضوع محل «التدليك» هذا‪ ،‬المثير للجدل‪ ،‬سبق أن‬ ‫تناولنا استنكار السكان‪ ،‬بشأنه‪ ،‬في أعدادنا السابقة‪ ،‬كما تناولته العديد من‬ ‫المنابر اإلعالمية التي كانت سلطت الضوء على الوقفات االحتجاجية للسكان‬ ‫الذين رفعوا الفتات في الموضوع‪ ،‬لكن الحياة لمن تنادي‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫يواصل محل «التدليك»‪ ،‬المشار إليه‪ ،‬أنشطته المشبوهة أمام المأل‪ ،‬وخارج‬ ‫أوقات العمل المسموح بها قانونا‪ ،‬بمعنى أن المحل تحدث به أمور مشبوهة‬ ‫من جهة‪ ،‬ودون احترام ساعات العمل‪ ،‬المنصوص عليها رسميا‪ ،‬من جهة ثانية‪.‬‬ ‫لنا عودة‪...‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫أحمد صدقي‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫من يريد أن «يه ِرفَ» على مساحة‬ ‫خضراء بحي البساتين ؟‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 20‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫أفادنا مصدر مطلـع أن مساحـة خضراء‪ ،‬بتجزئة البساتين‪ ،‬الكائنة بحي «فال فلوري»‬ ‫بطنجة مهددة باالستيالء عليها من طرف أحد األشخاص‪ ،‬يتم تداول اسمه‪ ،‬بين الحين‬ ‫واآلخر‪ ،‬في أوساط سكان الحي‪ ،‬هذه المساحة الخضراء (العقار المسمى «البساتيـن»‪ ،‬رسمـه‬ ‫العقاري عدد ‪ 06/52171‬ـ انظر الصورة) التي أصبحت في ملكية هؤالء السكان المقابلين‬ ‫والمجاورين لها‪ ،‬بعد أن كانت مملوكة لمؤسسة األعمال االجتماعية للقوات المساعدة‪ ،‬يوجد‬ ‫مقرها االجتماعي بالرباط‪ ،‬يوضح المصدر ذاته‪.‬أكثر من هذا أن السكان مافتئوا يهتمون‬ ‫بالمساحة الخضراء المذكورة‪ ،‬غرسا وسقيا وتشذيبا‪ ،‬إلضفاء مسحة من الجمال على حيهم‪،‬‬ ‫وذلك إليمانهم الكبيربمدى أهمية نظافة البيئة ودورها المنعش لحياتهم ومحيطهم‪.‬‬ ‫ويروج أن محاولة االستيالء على هذه المساحة تتم‪ ،‬تحت غطاء بناء مسجد‪ ،‬األمر الذي‬ ‫استغربه السكان‪ ،‬كون حيهم محاطا بمساجد كثيرة‪ ،‬ضمنهما مسجد يكاد يكون مهجورا‪،‬‬ ‫طيلة أيام األسبوع‪ ،‬واليقصده المصلون بكثرة‪ ،‬إال يوم الجمعة‪ ،‬بينما الحقيقة التي اليمكن‬ ‫تغطيتها بالغربال هي أن هناك محاوالت تصب في اتجاه إقامة مشاريع‪ ،‬عبارة عن دكاكين و‬ ‫«محالت» تجارية ومرآب للسيارات‪ ،‬من أجل االنتفاع المادي‪ ،‬لفائدة جهة أو أشخاص معينين‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر ذاته أن السكان سبق لهم أن تعرضوا على مشروع كهذا‪ ،‬منذ سنوات‪،‬‬ ‫وكان وراءه نفس الشخص الذي يحاول من جديد تضييق الخناق عليهم‪ ،‬وذلك بحرمانهم من‬ ‫نعمة الهدوء والبيئة النظيفة التي يتمتعون بها‪ ،‬حاليا‪ ،‬إن هواستعمل نفوذا أو مطية ما‪ ،‬من‬ ‫أجل تنفيذ مشروعه «األناني» !‬ ‫وعالقة بالموضوع‪ ،‬فقد راسل المتضررون (‪ 20‬توقيعا) عامل عمالة طنجة ـ أصيلة وعمدة‬ ‫المدينة وناظروزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية بطنجة ورئيس مقاطعة الشرف ورئيس‬ ‫الملحقة اإلدارية الخامسة‪ ،‬تتوفر الجريدة على نسخة من شكايتهم‪ ،‬ملتمسين رفع الضرر‬ ‫عنهم‪ ،‬بوضع حد لهذا المنكر الذي سيواجهونه بمختلف األشكال النضالية‪ ،‬يشير أحمد‬ ‫ميلود عمار‪ ،‬رئيس جمعية الحي‪ ،‬في تصريحه لجريدة طنجة‪.‬‬

‫محمد إمغران‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪369‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 901‬ـالثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬غ�شت ‪2017‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬ ‫المبارزة بالسيف‬ ‫بين المعارك والقصائد‬ ‫والرياضة (‪)3‬‬

‫وتعتمد رياضة المبارزة بشكلها الحديث على ‪ 3‬أسلحة‪ ،‬تختلف من‬ ‫حيث المواصفات والشكل‪ ،‬كما تختلف من حيث القوانين الناظمة‪:‬‬ ‫ أولها سالح الشيش ‪ ،Foil‬الذي يبلغ وزنه ‪ 500‬غ‪ ،‬وطوله ‪110‬‬‫سم‪ ،‬وطول نصله ‪ 90‬سم‪ ،‬ويُسمح فيه باللمسات على الصدر‬ ‫والجذع والظهر فقط‪.‬‬ ‫ والسالح الثاني هو سيف المبارزة ‪ ،Epee‬وهو أثقل األسلحة‬‫وزنًا‪ ،‬إذ يزن ‪ 770‬غ‪ ،‬ويبلغ طوله ‪ 110‬سم‪ ،‬وطول نصله ‪90‬‬ ‫سم‪ ،‬ويسمح فيه باللمسات على جميع أجزاء الجسم‪.‬‬ ‫ أما السالح الثالث فهو السيف العربي ‪ ،Sabre‬الذي يعد أخف‬‫األسلحة وزنا وأقصرها اً‬ ‫طول‪ ،‬إذ يزن ‪ 400‬غ‪ ،‬ويبلغ طوله‬ ‫‪ 105‬سم‪ ،‬وطول نصله ‪ 88‬سم‪ ،‬ويُسمح فيه باللمسات على‬ ‫جميع أجزاء القسم العلوي من الجسم‪ ،‬بما في ذلك الرأس‬ ‫والذراعان‪.‬‬ ‫ويرتدي المتبارزون بزات بيضاء مبطنة‪ ،‬إضاف ًة إلى أقنعة واقية‬ ‫وقفازات‪ ،‬وتُقام منافسات اللعبة على ملعب مصنوع من معدن عازل‬ ‫للمسات األرضية‪ ،‬بطول ‪ 14‬مترًا وعرض مترين‪ ،‬يتميز بوجود جهاز‬ ‫التحكيم االلكتروني‪ ،‬الذي يتكون من سلك كهربائي ملصق بنصل‬ ‫السالح‪ ،‬ومتصل بمصابيح حمراء أو خضراء‪ ،‬تضيء بمجرد تسجيل‬ ‫المبارز لمس ًة صحيحة‪ ،‬ويفوز بالمنازلة المبارز الذي يسبق خصمه‬ ‫بتسجيل ‪ 5‬لمسات صحيحة في منافسات الدور األول‪ ،‬و‪ 15‬لمس ًة في‬ ‫منافسات أدوار خروج المغلوب‪ ،‬التي تتألف من ‪ 3‬جوالت مدة كل منها‬ ‫‪ 3‬دقائق‪ ،‬بعكس األدوار األولى التي تتكون من شوط واحد مدته ‪4‬‬ ‫دقائق‪.‬‬ ‫وفي حال فشل المتبارزين في تحقيق عدد اللمسات المطلوبة‬ ‫للفوز المباشر‪ ،‬يربح المبارزة من يسجل عدد لمسات أكبر عند نهاية‬ ‫الزمن المخصص‪ ،‬ويحق للحكم توجيه إنذار للمبارز عند مخالفته‪،‬‬ ‫اً‬ ‫وصول إلى الطرد‬ ‫ومن ثم تسجيل لمسة ضده في حال التكرار‪،‬‬ ‫النهائي في حال رفض المبارز االنصياع لتعليمات الحكم‪ ،‬وتتشابه‬ ‫قوانين منافسات الفرق مع الفردي من حيث طرق احتساب النقاط‪،‬‬ ‫وتختلف عنها فقط في عدد الجوالت وزمنها وعدد اللمسات الحاسمة‬ ‫المطلوبة‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫تفصلنا‬

‫أيام قليلة على انطالق الموسم الرياضي الجديد‪ ،‬ومع حلوله تنبعث‬ ‫مشاكل متعددة نتطلع كل موسم لمكافحتها لعلنا نستقبل كل‬ ‫موسم جديد على إيقاع حلة جديدة مشوقة ومنقوصة من الشوائب‪ .‬وفوضى سوء‬ ‫تنظيم المباريات المحلية واحدة من هذه الشوائب والظواهر المشينة‪ ،‬المشوهة للعبة‬ ‫كرة القدم‪ .‬وفي الملعب الكبير بطنجة على سبيل المثال‪ ،‬خالل مباريات اتحاد طنجة‬ ‫ال توازي األرقام المعلنة بخصوص مداخل الفريق حجم الجمهور الذي يكون حاضر‬ ‫خالل المباريات‪ .‬بمعنى أنه إذا كانت فئة تؤدي ثمن تذكرة الدخول للملعب من أجل‬ ‫اإلسهام في إنتعاش مالية الفريق‪ ،‬فهناك فئة أخرى متسلطة تلج الملعب دون أداء‬ ‫ثمن التذكرة‪ .‬و أبسط ما يمكن القيام به لتفادي هذه المشكلة‪ ،‬دعوة إدارة الملعب‬ ‫الكبير لترقيم كراسي الملعب‪ ،‬أو تحمل الفريق بنفسه هذه المبادرة‪ ،‬وترقيم التذاكر‬ ‫كي توازي عدد المقاعد‪ .‬ومن هنا يمكن ضبط عملية المداخل وبالتالي توفير الجو‬ ‫المريح للجماهير داخل الملعب‪ ،‬وسد األبواب في وجه المتسلطين‪.‬‬

‫د‪ .‬خالد مسعود‪...‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫مدير �إدارة الطب الريا�ضي مب�صر‬

‫مـــا دور إدارة الطـــب‬ ‫الرياضــي‪ ،‬و ماذا عن أبــــرز‬ ‫اإلمكانيــــــات الموجــــودة‬ ‫بالمركز؟‬ ‫تـوحيـــد مكــان وأدوات‬ ‫القـياس واالختبارات نفسها‬ ‫سواء كانت أطبــاء أو أجهزة‬ ‫لخلق حالـة من الشفافية في‬ ‫توصيف الحالــة الصحية لكل‬ ‫الرياضيين ومنهـم بالطبـــع‬ ‫حكــام كــرة القـــدم الذين‬ ‫يخصصون اآلن للكشف الطبي‬ ‫السنوي ومن خالل هذا الكشف‬ ‫تستطيع اللجنة العليا إعطاء‬ ‫تقييم عادل باإلضافة إلي إخراج‬ ‫كشوفات بها‪ ‬جميـــع النتائج‬ ‫بأسماء الحكام شاملــة جميــع‬ ‫االختبارات من وزن وطـــول‬ ‫وحتي االختبارات الفسيولوجية‬ ‫والبدنية والنفسية والتي تحدث ألول مرة في تاريخ‬ ‫الطب الرياضي المصري من خالل عمل دوره متخصصة‬ ‫في الضغوط النفسية للحكام‪ .‬وبالنسبة ألبرز اإلمكانيات‬ ‫الموجوده‪ ،‬أوال يوجد إمكانيات كبيرة جدا ونعتبر المركز‬ ‫الطبي الوحيد المتخصص في الرياضة ويتميز المركز‬ ‫بأنه ال يستطيع أي طبيب أن يعمل به إال من له عالقة‬ ‫بالرياضين وتعامل معهم بجانب خبراته الكبيرة في مجال‬ ‫اإلصابات الرياضية وكل ذلك بجانب استشاريين علي درجة‬ ‫عالية من الكفاءة وثانيا أغلب الكشوف الطبية واإلكلنيكية‬ ‫والتحاليل كل ذلك علي أعلي مستوي وموجود بالمركز‪.‬‬ ‫هل يواجه المركز أي مشاكل لتطوير المكان أو‬ ‫أزمات‪ ،‬وهل توجد جمعيات وهمية تنسب نفسها للطب‬ ‫الرياضي‪ ،‬وكيف توجهوا هذه الظاهرة؟‬ ‫جميع المشاكل التي هنا كانت عبارة عن زيادة تطوير‬ ‫المكان أو رفع معدالت المركز الطبي الرياضي بما يتناسب‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫عمل أشهار لهم‪.‬‬

‫مع المستشفيـــات الكبيـــرة‬ ‫األخري ولكننا بصدد ذلك األن‬ ‫من خالل عمل بروتوكول مع‬ ‫القوات المسلحة التي تمدنا‬ ‫بالكثير وأهــم المساعـــدات‬ ‫إعطائنا أجهزة كبيـــرة وعلي‬ ‫أعلي مستوي تليق برياضيين‬ ‫مصر‪ .‬وعن مواجهة الجمعيات‬ ‫الوهمية التي تنسب نفسها‬ ‫للطب الرياضي‪ ،‬نواجها من‬ ‫خالل اتجاهين‪ ..‬هذه الجمعيات‬ ‫تشهر من الشئون اإلجتماعية‬ ‫و دور الوزارة إرسال استعالم‬ ‫لنا عنهم‪ ،‬وعندما تشهر‬ ‫جمعيات متخصصة ال بد من‬ ‫الرجوع للهيئة للتواصل مع‬ ‫الوزارة ومعرفة تخصص هذه‬ ‫الجمعيات وأنشطتها لذلك‬ ‫البد من مراجغة كل ذلك قبل‬

‫ما عالقة الطب الرياضي بالمنشطات‪ ،‬و هل يتم‬ ‫الكشف على الالعبين داخل المركز‪ ،‬وما هي اإلصابات‬ ‫الشائعة والمنتشرة؟‬ ‫المنشطات هيئة مستقلة تماما يتم التنسيق بينها‬ ‫وبين وزارة الشباب والرياضة في األعمال التي تقوم بها‬ ‫من خالل رابط مشترك بينهم لتحديد العينات المتاخذه‬ ‫وإجراءات المعمل‪ ،‬وكل ذلك يحدث في تنسيق تام كسياسة‬ ‫عامة للدولة‪ .‬و‪ ‬المركز مفتوح لجميع الرياضيين المحليين‬ ‫والدوليين ولك من له عالقة بالرياضة أو يستطيع أن يخدم‬ ‫مصر‪.‬‬ ‫وبالنسيبة لإلصا بات الشائعة والمنتشرة‪ ،‬ال أستطيع‬ ‫أن أجيب علي هذا السؤال فكل لعبة بها إصابات معينة‬ ‫تعتبر بالنسبة لممارسيها األكثر انتشارا ومثال علي ذلك‬ ‫كرة القدم األكثر حدوثا بها هو الشد العضلي‪.‬‬

‫نيمار هو من أقنع ألفيس باالنضمام‬ ‫لسان جيرمان‬

‫كشف الالعب الدولي البرازيلي داني ألفيس‪ ،‬ظهير‬ ‫أيمن نادي باريس سان جيرمان الفرنسي‪ ،‬مفاجأة كبيرة‬ ‫حول انضمامه هذا الصيف للنادي الفرنسي‪ ،‬قادما من‬ ‫نادي يوفنتوس اإليطالي‪ .‬وقال ألفيس‪ ،‬في تصريحات‬ ‫نشرتها صحيفة «أس» اإلسبانية‪« :‬أعتقد أن بعض الناس‬ ‫مخطئون‪ ،‬يجب أن أشكر نيمار على إقناعي باالنضمام‬ ‫لباريس سان جيرمان‪ ،‬لم يكن األمر بالعكس»‪ .‬وأضاف‪:‬‬ ‫«هو من كان يعطيني النصائح للمجيء إلى هنا‪ ،‬ألنه كان‬ ‫على استعداد للقيام بنفس الشيء‪ ،‬وجود أصدقائي بجانبي‬ ‫دائما أمر مهم بالنسبة لي‪ ،‬نيمار أصبح أكبر وأنضج وليس‬ ‫مثل الطفل الذي وصل إلى برشلونة»‪.‬وفضل ألفيس‪،‬‬ ‫عدم الدخول في جدل حول االنتقادات التي تلقاها نيمار‪،‬‬ ‫بالرحيل عن برشلونة‪ ،‬وقال ‪« :‬أنا لست في برشلونة‪ ،‬لذلك‬ ‫لن أجادل»‪.‬‬


‫الشمال الرياضي‬

‫العدد ‪901‬‬

‫نجاح مرحلة الناشئة من المخيم الصيفي‬ ‫الموضوعاتي الحضري األول لكرة السلة ‪2017‬‬

‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬غ�شت ‪2017‬‬

‫‪19‬‬

‫الجامعة‬ ‫أخبار الجامعة‬ ‫أخبار‬ ‫لقجع يعزي عائلة المرحوم عبد المجيد الظلمي‬ ‫قام فوزي لقجع‪ ،‬رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬رفقة رشيد الطالبي العلمي‬ ‫وزير الشباب والرياضة‪ ،‬مساء يوم الخميس ‪ 3‬غشت ‪ 2017‬بزيارة أسرة المرحوم عبد المجيد‬ ‫الظلمي‪ ،‬في بيتها بالدار البيضاء‪ ،‬قصد التعزية والمواساة‪ ،‬في فقدان الراحل الذي وافته‬ ‫المنية يوم الخميس ‪ 27‬يوليوز ‪ .2017‬وبهذه المناسبة‪ ،‬قدم فوزي لقجع ‪ ‬مبلغا ماليا يقدر‬ ‫بـ‪ 2.221.250 :‬درهما‪ ،‬لفائدة أسرة الفقيد عبد المجيد الظلمي‪ ،‬وهو مجموع مداخل المباراة‬ ‫التي جمعت‪ ،‬يوم ‪ ‬السبت ‪ 29‬يوليوز ‪ 2017‬على أرضية الملعب الكبير لمدينة طنجة ‪ ،‬بين‬ ‫فريقي ‪ ‬باريس سان جيرمان وموناكو‪ ،‬عن برسم كأس األبطال الفرنسية‪.‬‬

‫حمودان يسجل للمنتخب الوطني لالعبين المحليين في مرمى‬ ‫الكونغو الديمقراطية‬

‫سجلت كل من جمعية اإلتحاد الرياضي لطنجة لكرة السلة‬ ‫والمديرية الجهوية لوزارة الشباب والرياضة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة تحت إشراف والية جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫العالمة الكاملة في المخيم الصيفي الموضوعاتي الحضري‬ ‫األول لكرة السلة ‪ 2017‬بتحقيق نجاح كبير‪.‬‬ ‫ونظمت فعاليات هذا المخيم تحت شعار ‪ »:‬كرة السلة‬ ‫تأطير وتربية على المواطنة « بالمدرسة األمريكية‪ ،‬جامعة نيو‬ ‫انكالند بطنجة والمكتبة الوسائطية التابعة لمؤسسة محمد‬ ‫السادس للتربية والتعليم‪.‬‬ ‫واختتمت المرحلة األولى من المخيم الصيفي الموضوعاتي‬ ‫الحضاري األول لكرة السلة ‪ ، 2017‬في جو احتفالي كبير تخللته‬ ‫دموع الفراق واالستئناس بين جميع مكوناته‪ .‬وأشرفت عليه‬ ‫إدارة تربوية‪ ،‬إدارة تقنية‪ ،‬دون إغفال الدور الكبير للكشفية‬ ‫الحسنية المغربية فرع طنجة إبن بطوطة ‪.‬‬ ‫وتميز المخيم الصيفي الرياضي األول بالتنظيم المحكم‬ ‫ومضامين وأهداف البرنامج العام للمخيم الذي يعتبر التجربة‬ ‫األولى وطنيا ودوليا‪ ،‬لربط رياضة كرة السلة بأعمال فنية تربوية‬ ‫اجتماعية تخللتها برامج ترفيهية غنية بورشات تربوية متنوعة‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى دروس في السباحة‪ ،‬الرسم‪ ،‬الموسيقى‪ ،‬المسرح‬ ‫القصصي موازاة مع ورشات لتعلم اللغات كاالنجليزية واإلسبانية‬ ‫مع دروس توعوية في اإلسعافات األولية‪ ،‬وجعل الرياضة عموما‬ ‫وكرة السلة خصوصا أداة للتاطير والتنمية البشرية ووسيلة من‬ ‫وسائل تقريب الخدمة العمومية التربوية للفئات األكثر احتياجا‪،‬‬ ‫حيث تم تقسيم البرامج اليومية على شكل ورشات بالتناوب بين‬ ‫أماكن المخيم مثل المدرسة األمريكية‪ ،‬وجامعة نيو انكالند‬

‫بطنجة والمكتبة الوسائطية التابعة لمؤسسة محمد السادس‬ ‫للنهوض باألعمال اإلجتماعية للتربية والتكوين بطنجة‪.‬‬ ‫وشاركت في المرحلة األولى فئتي أقل من ‪ 10‬سنوات وفئة‬ ‫أقل من ‪ 12‬سنة إناثا وذكورا وهي مرحلة أطلق عليها مرحلة‬ ‫الناشئة‪ ،‬مرت في ظروف جد جد مميزة خالل الفترة ما بين ‪17‬‬ ‫يوليوز الجاري إلى ‪ 26‬منه‪ .‬واستهدفت األطفال المتوجين في‬ ‫دوري تشالنج التحدي ‪ 2017‬لمدارس اتحاد طنجة لكرة السلة‪،‬‬ ‫الذي يدخل في برنامج «طنجة الكبرى تتنفس كرة السلة»‬ ‫وبرنامج « عش الرياضات» وأطفال إقليم الحسيمة والمتوجين‬ ‫في مهرجان طنجة الكبرى الدولي الرابع للميني باسكيط‪ .‬وهو‬ ‫تتويج للموسم الرياضي للمدارس الرياضية لجمعية االتحاد‬ ‫الرياضي لطنجة لكرة السلة والتابعة للمديرية الجهوية لوزارة‬ ‫الشباب والرياضة لطنجة ‪ -‬تطوان ‪ -‬الحسيمة التي تركت‬ ‫بصمتها طيلة موسم مليء باإلنجازات وحافل بالبرامج الرياضية‬ ‫التربوية ذات أهداف اجتماعية‪.‬‬ ‫و تبقي تجربة المخيم الصيفي الموضوعاتي الحضاري‬ ‫األول لكرة السلة ‪ 2017‬تجربة فريدة تركت بصمة االستحقاق‬ ‫بعد أيام غنية ومفيدة للناشئة من حيث جودة برامجها‬ ‫وتسلم المشاركون خالل الحفل الختامي المنظم على‬ ‫شرفهم الشواهد التقديرية بحضور المنظمين والمشرفين‬ ‫وأولياء األمور في جو بهيج غمرته الفرحة والسرور انتهى بالعناق‬ ‫الحار وصور تذكارية جماعية طبعها الحب األسري الذي ميز فترة‬ ‫قضائهم بين أحضان أطر رياضية وتربوية منحوهم كل الثقة‬ ‫والعناية لرسم االبتسامة والفرح على محياهم‪.‬‬

‫‪ 20‬غشت موعد انطالق الدوري اإلسباني لموسم ‪2018 – 2017‬‬ ‫أعلن اإلتحاد اإلسباني لكرة القدم‪ ،‬عن موعد بداية مباريات الدوري‬ ‫اإلسباني‪ ،‬في موسمه الجديد (‪ ،)2017-2018‬والذي ستنطلق أولى‬ ‫جوالته يوم ‪ 20‬غشت الحالي‪ .‬وبعد االعالن عن انطالق الموسم الجديد‬ ‫لليجا‪ ،‬سيتجدد الصراع بين قطبى الكرة اإلسبانية برشلونة وريال مدريد‪.‬‬ ‫ريال مدريد سيكون عليه‪ ،‬الحفاظ على اللقب الذى حققه تحت قيادة‬ ‫الفرنسى زين الدين زيدان‪ ،‬الذى يعيش أحلى األوقات مع الفريق بعد‬ ‫نجاحه فى الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا للموسم الثانى على التوالى خالل‬ ‫عام ونصف العام تولى فيها قيادة الميرينجى‪.‬‬ ‫فى المقابل ‪،‬سوف يكون أمام النادي الكتالوني تحدياً كبيرا‪ ،‬ألنه‬ ‫سيكون مطالباً بتحقيق الليجا الموسم المقبل‪ ،‬بأي حال من األحوال بعد‬ ‫خسارة اللقب الموسم الماضي لصالح الغريم التقليدي نادي ريال مدريد ‪.‬‬ ‫ويطمح فالفيردي مدرب البارسا الجديد لتقديم أوراق إعتماده‬ ‫للجمهور الكتالوني‪ ،‬من خالل الفوزبالثالثية‪ ،‬وباألخص الليجا التي تعد‬ ‫اللقب المفضل لدي جمهور البلوجرانا‪ ،‬فعليه أن يحقق الثالثية الموسم‬ ‫المقبل كما فعلها إنريكي و جوارديوال في أول مواسمهم مع البارسا‪.‬‬ ‫وإليكم مواجهات برشلونة وريال مدريد طيلة الموسم‪:‬‬ ‫الدورة ‪ 1‬ذهاب (‪ 19 ،18‬و ‪ 20‬غشت ‪) 2017‬‬ ‫ديبورتيفو‪ /‬ريال مدريد‬ ‫برشلونة ‪ /‬بيتيس‬ ‫الدورة ‪ 2‬ذهاب (‪ 26‬و ‪ 27‬غشت ‪) 2017‬‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬فالينسيا‬ ‫أالفيس ‪ /‬برشلونة‬ ‫الدورة ‪ 3‬ذهاب (‪ 9 ،8‬و ‪ 10‬شتنبر ‪) 2017‬‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬ليفانطي‬ ‫برشلونة ‪ /‬إسبانيول‬ ‫الدورة ‪ 4‬ذهاب (‪ 16 ،15‬و ‪ 17‬شتنبر ‪) 2017‬‬ ‫ريال صوصيداد ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫خيطافي‪ /‬برشلونة‬ ‫الدورة ‪ 5‬ذهاب (‪ 19‬و ‪ 20‬شتنبر ‪) 2017‬‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬بيتيس‬ ‫برشلونة ‪ /‬إيبار‬ ‫الدورة ‪ 6‬ذهاب (‪ 23‬و ‪ 24‬شتنبر ‪) 2017‬‬ ‫أالفيس ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫خيرونا ‪ /‬برشلونة‬ ‫الدورة ‪ 7‬ذهاب (‪ 29‬شتنبر و‪ 1‬أكتوبر ‪) 2017‬‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬إسبانيول‬ ‫برشلونة ‪ /‬الس بالماس‬ ‫الدورة ‪ 8‬ذهاب ( ‪ 14 ، 13‬و ‪ 15‬أكتوبر ‪) 2017‬‬ ‫خيطافي ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬برشلونة‬ ‫الدورة ‪ 9‬ذهاب ( ‪ 20‬و ‪ 22‬أكتوبر ‪) 2017‬‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬إيبار‬ ‫برشلونة ‪ /‬ملقا‬ ‫الدورة ‪ 10‬ذهاب ( ‪ 28 ،27‬و ‪ 29‬أكتوبر ‪) 2017‬‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬برشلونة‬ ‫خيرونا ‪ /‬ريال مدريد‬

‫الدورة ‪ 11‬ذهاب ( ‪ 4 ،3‬و ‪ 5‬نوفمبر ‪) 2017‬‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬الس بالماس‬ ‫برشلونة ‪ /‬إشبيلية‬ ‫الدورة ‪ 12‬ذهاب ( ‪ 18 ،17‬و ‪ 19‬نوفمبر ‪) 2017‬‬ ‫ليغانيس ‪ /‬برشلونة‬ ‫أ‪.‬مدريد ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫الدورة ‪ 13‬ذهاب ( ‪ 25 ،24‬و ‪ 26‬نوفمبر ‪) 2017‬‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬ملقا‬ ‫فالينسيا ‪ /‬برشلونة‬ ‫الدو‪ 2 ،1‬و ‪ 3‬دجنبر ‪) 2017‬‬ ‫برشلونة ‪ /‬سلطا‬ ‫أ‪.‬بلباو ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫الدورة ‪ 15‬ذهاب ( ‪ 9 ،8‬و ‪ 10‬دجنبر ‪) 2017‬‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬إشبيلية‬ ‫فيا الريال ‪ /‬برشلونة‬ ‫الدورة ‪ 16‬ذهاب ( ‪ 16 ،15‬و ‪ 17‬دجنبر ‪) 2017‬‬ ‫ليغانيس ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫برشلونة ‪ /‬ديبورتيفو‬ ‫الدورة ‪ 17‬ذهاب ( ‪ 19‬و ‪ 20‬دجنبر ‪) 2017‬‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬برشلونة‬ ‫الدورة ‪ 18‬ذهاب ( ‪ 6‬و ‪ 7‬يناير ‪) 2018‬‬ ‫برشلونة ‪ /‬ليفانطي‬ ‫سلطا ‪ /‬ريال مدريد‬ ‫الدورة ‪ 19‬ذهاب ( ‪ 12‬و ‪ 14‬يناير ‪) 2018‬‬ ‫ريال صوصيداد ‪ /‬برشلونة‬ ‫ريال مدريد ‪ /‬فيا الريال‬

‫فاز المنتخب الوطني لالعبين المحليين بنتيجة ثالثة أهداف مقابل هدف واحد‪ ،‬في‬ ‫المباراة الودية التي جمعته مساء يومه االثنين قبل الماضي بمنتخب الكونغو الديمقراطية‪.‬‬ ‫وتناوب على تسجيل أهداف المنتخب الوطني لالعبين المحليين في هذه المباراة التي أقيمت‬ ‫بالمركز الوطني لكرة القدم بالمعمورة كل من عبد الرحيم مقران في الدقيقة ‪ 13‬ومحمد‬ ‫الناهيري ‪ ‬في الدقيقة ‪ 40‬وأحمد حمودان في الدقيقة ‪.47 ‬‬

‫المنتخب الوطني ألقل من ‪ 20‬سنة يفوز بالميدالية الذهبية في‬ ‫دورة األلعاب الفرنكوفونية‬

‫فاز المنتخب الوطني ألقل من ‪ 20‬سنة بالميدالية الذهبية في دورة األلعاب الفرنكوفونية‬ ‫التي اختتمت أطوارها مساء األحد ‪ 30‬يوليوز ‪ .2017‬وجاء فوز المنتخب الوطني ألقل من ‪20‬‬ ‫سنة بالميدالية الذهبية عقب فوزه في المباراة النهائية التي جمعته بمنتخب كوت ديفوار‬ ‫بالضربات الجزاء الترجيحية بنتيجة ‪ 7‬أهداف مقابل ‪ .6‬وكان الوقت األصلي للمباراة قد انتهى‬ ‫بنتيجة التعادل هدف لمثله‪ ،‬حيث كان المنتخب الوطني ألقل من ‪ 20‬سنة سباقا للتسجيل منذ‬ ‫الدقيقة ‪ 8‬بواسطة الالعب سفيان كيين‪.‬‬

‫المنتخب الوطني ألقل من ‪ 18‬سنة يتعادل مع فالنسيا‬

‫تعادل المنتخب الوطني ألقل من ‪ 18‬سنة بهدفين لمثلهما في المباراة التي جمعته‬ ‫مساء السبت ‪ 5‬غشت ‪ 2017‬بفريق فالنسيا اإلسباني‪ .‬وسجل ثنائية المنتخب الوطني ألقل من‬ ‫‪ 18‬سنة في هذه المباراة الالعب ياسين المين في الدقيقتين ‪ 39‬و‪ .47‬وتدخل هذه المباراة‬ ‫ضمن فعاليات دوري كوتيف الدولي‪ .‬وكان المنتخب الوطني تعادل بهدف لمثله في المباراة‬ ‫التي جمعته مساء الخميس ‪ 3‬غشت ‪ 2017‬بفريق إشبيلية اإلسباني‪ .‬وسجل هدف المنتخب‬ ‫الوطني ألقل من ‪ 18‬سنة في هذه المباراة الالعب محمد الصنهاجي في الدقيقة ‪ .52‬وتدخل‬ ‫هذه المباراة التي أقيمت بمدينة فالنسيا بإسبانيا في إطار فعاليات دوري كوتيف كذلك‪ .‬وكان‬ ‫المنتخب الوطني ألقل من ‪ 18‬سنة كان قد تعادل في مباراته األولى في هذه البطولة الدولية‬ ‫بصفر لمثله في المقابلة التي جمعته بنادي سانتوس البرازيلي‪.‬‬

‫لقجع زار مقر بعثة المنتخب الوطني لالعبين المحليين‬ ‫قبل مباراة مصر‬

‫قام فوزي لقجع‪ ،‬رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬زوال يوم الخميس ‪ 3‬غشت‬ ‫‪ 2017‬بزيارة مقر إقامة المنتخب الوطني لالعبين المحليين بمدينة الرباط‪ ،‬لتشجيع الالعبين‬ ‫واألطر التقنية‪ ،‬وذلك قبل المباراة التي جمعت األسود بالمنتخب المصري لحساب التصفيات‬ ‫اإلفريقية المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا لالعبين المحليين التي ستجرى أطوارها بكينيا عام‬ ‫‪ .2018‬ودعا السيد رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الالعبين إلى تقديم أحسن‬ ‫ما لديهم من أجل تمثيل كرة القدم المغربية أحسن تمثيل‪ ،‬داعيا إياهم إلى الدفاع بقوة على‬ ‫قميص المنتخب الوطني والتأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا لالعبين المحليين‪ .‬وأكد فوزي‬ ‫لقجع في كلمته‪ ،‬أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬توفر لالعبين والطاقم التقني جميع‬ ‫اإلمكانيات من أجل تحقيق هذا الهدف‪.‬‬

‫المنتخب الوطني لكرة القدم النسوية يشارك‬ ‫في دوري كوتيف‬

‫يشارك المنتخب الوطني لكرة القدم النسوية في الفترة المتراوحة ما بين ‪ 3‬و‪ 12‬غشت‬ ‫‪ 2017‬في الدوري الدولي لـ «كوتيف» بإسبانيا ‪ .‬ولهذا الغرض وجه السيد كريم بنشريفة‬ ‫الدعوة إلى ‪ 20‬العبة للمشاركة في هذا الدوري الدولي‪.‬‬

‫مواجهات اتحاد طنجة في البطولة‬ ‫االحترافية «اتصاالت المغرب «القسم‬ ‫األول للموسم الرياضي‪2018 / 2017 :‬‬ ‫الدورة ‪:1‬‬ ‫نهضة بركان ‪ /‬اتحاد طنجة‬ ‫الدورة ‪:2‬‬ ‫اتحاد طنجة ‪ /‬الراسينغ البيضاوي‬ ‫الدورة ‪:3‬‬ ‫أولمبيك اخريبكة ‪ /‬اتحاد طنجة‬ ‫الدورة ‪:4‬‬ ‫اتحاد طنجة ‪ /‬الرجاء البيضاوي‬ ‫الدورة ‪:5‬‬ ‫الكوكب المراكشي ‪ /‬اتحاد طنجة‬ ‫الدورة ‪:6‬‬ ‫اتحاد طنجة ‪ /‬الجيش الملكي‬ ‫الدورة ‪:7‬‬ ‫اتحاد طنجة ‪ /‬حسنية أكادير‬

‫الدورة ‪:8‬‬ ‫أولمبيك أسفي ‪ /‬اتحاد طنجة‬ ‫الدورة ‪:9‬‬ ‫اتحاد طنجة ‪ /‬شباب اخنيفرة‬ ‫الدورة ‪:10‬‬ ‫الفتح الرباطي ‪ /‬اتحاد طنجة‬ ‫الدورة ‪:11‬‬ ‫اتحاد طنجة ‪ /‬سريع واد زام‬ ‫الدورة ‪:12‬‬ ‫الوداد البيضاوي ‪ /‬اتحاد طنجة‬ ‫الدورة ‪:13‬‬ ‫اتحاد طنجة ‪ /‬د‪ .‬الحسني الجديدي‬ ‫الدورة ‪:14‬‬ ‫المغرب التطواني ‪ /‬اتحاد طنجة‬ ‫الدورة ‪:15‬‬ ‫اتحاد طنجة ‪ /‬شباب الحسيمة‬


‫الثالثاء ‪� 08‬إلى ‪ 14‬غ�شت ‪2017‬‬

‫العدد ‪901‬‬

‫الذكرى ‪ 439‬لمعركة وادي المخازن‬

‫حرب أوروبية‪ ‬صليبية ضد المغرب بمباركة من بابا الفاتيكان‬ ‫انتصار المغرب لدار اإلسالم‬

‫أحمد المنصور الذهبي‬

‫األخيرة‬

‫مع الشيخ عبد اهلل التليدي‬ ‫(رحمه اهلل تعالى)‬ ‫‪� -‬أبو اخلري النا�صري‬

‫دوم سيباستيان‬ ‫ملك البرتغال‬

‫معركة وادي المخازن‬

‫حلت في الرابع من شهر ‪ ‬غشت الجاري الذكرى التاسعة والثالثون‪ ‬بعد المائة الرابعة‪ ،‬لمعركة وادي المخازن المجيدة التي حقق المغرب خاللها انتصارا مدويا‬ ‫على قوى الغزو األوروبي المسيحي‪ ،‬واستعاد بفضل هذا االنتصار بعضا من مجده وهيبته في العالم اإلسالمي واألوروبي ‪،‬بل وأصبح بلدا موقرا ومهابا تطلب وده‬ ‫أقوى العروش األوروبية وأشدها قوة وعتوا‪.‬‬ ‫فقد واجه المغرب‪ ‬في الرابع من غشت سنة ‪ ،1578‬اإلمبراطورية البرتغالية التي بسطت نفوذها على دول ومناطق شاسعة في إفريقيا وآسيا وأميركا الالتينية‪ ‬‬ ‫وعدد من جزر البحار والمحيطات‪ ،‬ولكنها لم تصمد إال أربع ساعات أمام الجيش المغربي بقيادة السلطان عبد المالك السعدي وأخيه أحمد الذي أصبح فيما بعد‪،‬‬ ‫السلطان أحمد المنصور الذهبي‪.‬‬ ‫ونسترجع‪ ‬في هذه األيام المجيدة‪ ،‬وقائع معركة وادي المخازن التي انطلقت بسبب خالف عائلي على عرش الشرفاء السعديين‪ ،‬بين محمد المتوكل «على‬ ‫سيباستيان» ‪ ‬الذي تولى العرش بعد وفاة والده الغالب باهلل‪ ،‬وعميه عبد الماك وأحمد اللذين اعتبرا أنه لم يكن مؤهال للعرش‪ ،‬فضال عن تعاليه وعنفه وبطشه‬ ‫حيث إنه قتل اثنين من إخوته وسجن ثالثا‪ .‬ثم إن التقاليد تجعل الملك من حق األكبر سنا من بين ورثة العرش‪ .‬وهكذا عزم المتوكل على الفتك بعميه‪ ،‬وجاب‬ ‫مناطق سوس بحثا عن مغامرين يناصرونه في معركته ضد عميه عبد المالك الذي بويع سلطانا على المغرب‪ ،‬وأحمد الذي يتولى الخالفة على فاس‪ .‬ولكنه سرعان‬ ‫ما خسر المغامرة‪ ،‬وحتى حين أعاد الكرة كان مصيره الفشل‪ .‬إ ّذاك فكر محمد المتوكل أن «يتوكل على دوم سيباستيان»‪ ،‬ملك البرتغال‪ ،‬ليساعده على استرجاع‬ ‫الملك‪.‬‬ ‫هرب المتوكل ‪ ‬إلى طنجة ثم إلى سبتة التي كانت توجد تحت االحتالل البرتغالي منذ سنة ‪ 1415 ‬ليستنجد بملك البرتغال بعد أن رفض ملك اسبانيا ‪ ،‬فيليب‬ ‫الثاني‪ ،‬وهو خال دوم سيباستيان‪ ،‬مساعدته‪.‬‬ ‫وتمت‪ ،‬ضمنيا‪« ،‬مقايضة» تخلي «المتوكل على سيباستيان» في حالة وصوله إلى الحكم‪ ،‬على كل شواطئ المغرب لإلمبراطورية البرتغالية‪ ،‬األمر الذي يمكن‬ ‫دوم سيباستيان من استرجاع هيبة وصولة العرش البرتغالي الذي مر ببعض المحن‪ ،‬على عهد والده‪« ،‬جواو مانويل الثالث»‪ ،‬الذي توفي أسبوعين قبل والدة ولي‬ ‫عهده دوم سيباستيان‪ ،‬ليتولى‪ ‬العرش تحت الوصاية‪ ،‬وهو ابن ثالث سنوات‪ .‬‬ ‫ومرة أخرى يرفض ملك إسبانيا فيليب الثاني الدخول في حرب مباشرة ضد المغرب‪ ،‬مفضال «الحرب بالوكالة» ألنه كان دوما يطمع في عرش البرتغال‪ ،‬ولكنه‬ ‫قبل أن يمد ملك البرتغال وابن أخته دوم سيباستيان‪ ،‬بعدد كبير من البواخر العسكرية‪ ‬وبما يفوق ‪ 20‬ألفا من المحاربين‪ ‬باإلضافة إلى ‪ ‬حوالي ‪ 15‬ألف محارب‬ ‫برتغالي ‪ ‬ومئات المراكب العسكرية البرتغالية‪ ،‬إذ ال يجب أن ننسى أن البرتغال كان أيامها قوة بحرية عظمى في العالم‪.‬‬ ‫وخالل إعداد للمعركة التي أريد لها أن تكون حربا صليبية بعد أن دعمها بابا الكنيسة الكاثوليكية‪ ،‬بحوالي خمسة آالف محارب وبألف وخمسمائة من الخيل‬ ‫ومجموعة كبيرة من المدافع إلى جانب آالف الجنود دعمت بها كل من إيطاليا وألمانيا ‪ ‬ودول أخرى‪ ،‬جيوش دوم سيباستيان‪.‬‬ ‫وهكذا تحصل ملك البرتغال على ما يفوق ألف مركب عسكري حمل على متنها آالف الجنود وأطنانا من المؤونة والعتاد لتنطلق ‪ ‬الحرب الصليبية البرتغالية‬ ‫على المغربـ يوم ‪ 24‬يونيه ‪ ،1578‬من مدينة لشبونة‘ عبر مدينة الغوس البرتغالية وقاديس اإلسبانية‪ ،‬في اتجاه طنجة ‪ ‬حيث التقى ملك البرتغال بحليفه المتوكل‬ ‫«عليه»‪.‬‬ ‫وأثناء ذلك‪ ،‬بعث موالي عبد المالك ‪ ‬الذي كان داهية في الخطط الحربية‪ ،‬برسائل إلى دوم سيباستيان‪ ،‬ليترك لديه االنطباع بأنه يتهيب الحرب‪ ،‬والحال أنه‬ ‫كان يريد أن يثنيه عن التحصن بسواحل أصيلة حيث يوجد الدعم اللوجستيكي االستراتيجي‪ .‬وحتى يقضي على تردد الملك البرتغالي ويدفع به إلى موقع المعركة‬ ‫الذي اختاره المغرب‪ ،‬بعث موالي عبد المالك برسالة مستفزة إلى دوم سيباستيان‪ ،‬قال له فيها‪ « :‬لقد قطعت ست عشرة مرحلة للمجيء للقائك‪ ،‬فهال قطعت أنت‬ ‫مرحلة واحدة لمالقاتي‪ ،‬إن فعلت‪ ،‬فأنت نصراني شجاع‪ ،‬وإن لم تفعل‪ ،‬فأنت كلب ابن كلب»‪..… !!! ‬‬ ‫ورغم نصائح الحاشية والحكماء والنبالء بضرورة التريث ‪ ‬والبقاء على مقربة من الجيش والمؤن والبحر‪ ،‬وعدم االنصياع الستفزاز سلطان المغرب‪ ،‬إال أن دوم‬ ‫سيباستيان أمر بالتحرك في اتجاه القصر الكبير‪ ،‬وعند اجتيازه الجسر المقام على واد المخازن‪ ‬قامت كتيبة من الجيش المغربي ‪ ‬بنسف الجسر حتى ال يبقى أي حظ‬ ‫للجيوش البرتغالية في النجاة‪.‬‬ ‫وكان موالي أحمد‪ ،‬أخ موالي عبد المالك‪ ،‬قد استجمع جيش فاس ولحق بجيش السلطان موالي عبد المالك الذي أقام بوادي المخازن‪ ،‬وبالتحديد في جماعة‬ ‫السواكن‪ ،‬القيادة المركزية العامة للجيش المغربي‪.‬‬ ‫وعند صباح يوم اإلثنين ‪ 4‬غشت ‪ ،1578‬تغلب السلطان على المرض الذي ألم به‪ ،‬وهو في طريقه ‪ ‬من مراكش إلى القصر الكبير‪ ،‬وخرج يحرض المجاهدين‬ ‫على القتال حتى النصر‪ ،‬حيث بدأت الحرب بالتراشق بالمدفعية قبل أن يطوق الجيش المغربي مؤخرة الجيش البرتغالي ويحيط به من الجانبين‪ ‬في مناورة‬ ‫تطويقية‪ ،‬لتنخرط باقي فيالق ‪ ‬الجيش المغربي في التوغل داخل مقدمة ووسط الجيش البرتغالي حيث قتل من المحاربين البرتغاليين اآلالف وأسر اآلالف‪ ،‬وانتهت‬ ‫المعركة أربع‪ ‬ساعات ‪ ‬فقط‪ ،‬من بدايتها بهالك ملك البرتغال والعديد من النبالء ‪ ‬ورجال البالط مات جلهم في ساحة الوغى وبعضهم غرقا في واد المخازن حين‬ ‫حاولوا الفرار بعد أن تأكدت الهزيمة‪.‬‬ ‫وتوفى موالي عبد المالك السعدي متأثرا بالمرض وبالجهد الذي بذله إلى آخر دقيقة من المعركة‪ ،‬وقد وضع سبابته على فمه في إشارة منه أن يكتموا أمر‬ ‫وفاته حتى يتم النصر‪.‬وهو ما كان‪ ،‬حيث كانت األوامر تخرج من خيمة السلطان إلى الجند وكأن السلطان ‪ ‬حي يرزق‪ .‬ولم يكن مطلعا على الوضع إال حاجبه وأخوه‬ ‫موالي أحمد الذي بويع في فاس وأصبح يحمل اسم موالي أحمد المنصور الذهبي‪.‬‬ ‫وإذا كان المغرب قد خرج منتصرا من هذه الحرب الصليبية التي كانت ترمي إلى تنصير المغاربة لمنعهم من العودة الحتالل شبه الجزيرة اإليبيرية‪ ،‬فضال‬ ‫عن احتالل الشواطئ والسواحل المغربية‪ ،‬فإن البرتغال خسر مَلكه ومٌلكه وسيادته بعد أن ضاعت الدولة وتم إلحاق البرتغال بالعرش اإلسباني على عهد فيليب‬ ‫الثاني ولمدة فاقت ‪ 93‬سنة‪ ،‬قبل أن يسترجع البرتغاليون ‪ ‬دولتهم واستقاللهم‪.‬‬ ‫ورغم القداس التأبيني الذي نظم بكنيسة «اطرينيطاريس» بسبتة‪ ‬سنة ‪ ،1578‬بعد أن سلم المغرب لحاكم هذه المدينة جثة دوم سيباستيان‪ ،‬والقداس‬ ‫المقام في دير الجيرونيموس بلشبونة‪ ‬سنة ‪ ،1582‬فإن عامة الشعب كانت تعتقد أن دوم سيباستيان لم يمت‪ ،‬وأنه سيعود ذات يوم ليحرر شعبه وبلده من‬ ‫االحتالل اإلسباني‪ .‬ومن هنا نشأت أسطورة «السيباستيانية»التي تنفي موت الملك‪ ،‬وتعتقد أنه «مرفوع» كالمسيح وسيعود‪ ،‬كالمهدي المنتظر ‪ ،‬ليعيد لشعبه‬ ‫مجده وهيبته بين بلدان العالم‪.‬‬

‫معركة أنوال‬

‫وقد‪ ‬ظلت معركة وادي المخازن في أدب البرتغال على أنها «كارثة القصر الكبير »‪.‬‬ ‫‪ ‬تماما كما يصف اإلسبان معركة أنوال على أنها‪ ’‘ O desastre d’Alcaçar Quibir« ‬‬ ‫«‪ ، El desastre de Anual ’’ ‬فقد كانت‪ ،‬بالفعل‪« ،‬نكبة» و طامة كبرى بالنسبة لـ «التحالف المقدس» بين جيشي دولتين عظميين‪ ،‬إسبانيا وفرنسا‪ ،‬حيث‬ ‫غامر الجنرال سيلفيستري بأزيد من ‪ 25‬ألف جندي نظامي ‪ ،‬من مختلف الرتب ‪ ‬وعدد هائل من المعدات العسكرية الحديثة‪ ،‬بينما حل بالموقع‪ ،‬ليلة المعركة‪ ،‬األمير‬ ‫محمد عبد الكريم الخطابي على رأس الف وخمسمائة مجاهد لتشتعل بين الفريقين حرب ضروس ‪ ‬تغلب خاللها ‪ ‬األمير عبد الكريم الخطابي رحمه اهلل وخلف في‬ ‫المجد ذكراه‪ ،‬وغنم مجاهدوه وكانوا ألفا وخمسمائة مجاهد مقابل خمسة وعشرين ‪ ‬ألفا من عساكر األسبان‪ ‬والفرنسيس من مختلف الرتب العسكرية‪ ، ‬حيث‬ ‫انتحر الجنرال سيلفيستري ‪ ‬وسقط في ساحات المعركة فوق ال ‪ 20‬ألفا من الجنود والضباط‪ ،‬ما بين قتيل وجريح‪ ،‬بينما وقع في األسر حوالي ألف عسكري اسباني ‪.‬‬ ‫وغنم مجاهدو الريف األشاوس فوق المائتي مدفع وأزيد من ‪ 20‬ألف بندقية حديثة وعدد من القذائف‪ ‬وماليين الخراطيش وسيارات وشاحنات وتجهيزات‬ ‫عسكرية مختلفة ‪ ‬وكميات كبيرة من األدوية ‪.‬‬ ‫وكما كان النتصار المغرب في معركة وادي المخازن صدى واسع داخل اإلمبراطوريات األوروبية التي لم تكن تتوقع أبدا أن ينجو المغرب من قبضتها بتلك‬ ‫السهولة‪ ،‬كان لمعركة أنوال وقعها الكبير ‪ ‬في العالم العربي واإلسالمي التواقة شعوبه إلى االنعتاق من ربق االستعمار والعبودبة‪.‬‬ ‫انتصار األمير محمد عبد الكريم الخطابي في معركة أنوال ‪ ‬المجيدة تردد صداه في مختلف عواصم العالم‪ ،‬خاصة في العالم العربي واإلسالمي كما عكسته‬ ‫الصحافة العالمية على أنه إيذانا بثورة ‪ ‬شعوب العالم ضد‪ ‬المخططات االستعمارية لإلمبريالية األوروبية‪،‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫لم يقدّر لي اهلل سبحانه أن ألتقي بالعالمة الفاضل سيدي عبد اهلل‬ ‫التليدي رحمه اهلل تعالى سوى مرةٍ واحدةٍ‪ ،‬كان ذلك في مدرسته بحي‬ ‫مرشان بطنجة حيث قصدته لسؤاله عن مسألتين اثنتين‪ ،‬لكن لقاءاتي‬ ‫ببعض مؤلفاته تعددتْ واتسمتْ بمتعة وفائدة حققتهما أفكارُ الشيخ‬ ‫وآراؤه‪ .‬ومما أذكره هنا أن أول ما قرأت له كتابه عن شيخه سيدي أحمد بن‬ ‫الصديق رحمه اهلل تعالى‪ ،‬وهو كتابٌ يُبرز محبة الشيخ التليدي لشيخه ابن‬ ‫الصديق‪ ،‬ووفا َءه له‪ ،‬وبرّه به‪ ،‬وهي الخصال التي تُطل من كتاب آخر جَمَعَ‬ ‫فيه الشيخ التليدي رسائل أستاذه ونشرها معنونا إياها بـ «دَرّ الغمام‬ ‫الرقيق برسائل الشيخ السيد أحمد بن الصديق»‪.‬‬ ‫وتكررت المتعــة والفائـــدة عند قراءة أعمال أخرى للرجل رحمه اهلل‬ ‫تعالى كسيرتـــه المسماة «ذكريات من حياتي»‪ ،‬و «أسباب هالك األمم»‪،‬‬ ‫و«أهل السنة والشيعة بين االعتدال والغلو»‪.‬‬ ‫حينما علمتُ بوفاة سيدي عبد اهلل التليدي يوم السبت الخامس من‬ ‫غشت الحالي شرعتُ أقلب في بعض دفاتري عما كنت كتبته عنه‪ ،‬فوجدت‬ ‫الفقرتيناآلتيتين‪:‬‬ ‫السبت ‪ 28‬رمضان ‪1427‬هـ‪ 21 /‬أكتوبر ‪2006‬م‬ ‫الحمد هلل‬ ‫أتممتُ صباحَ اليوم قراءة كتاب الشيخ عبد اهلل التليدي «ذكرياتٌ من‬ ‫حياتي»‪ ،‬وهي المر ُة الثانية التي قرأت فيها هذه السيرة الذاتية المفيدة‬ ‫لصاحبها الشيخ التليدي‪ ،‬وهي سير ٌة ال ُّ‬ ‫وأجدُ لها لذ ًة في‬ ‫أمَل قرا َءتها‪ِ ،‬‬ ‫نفسي تدفعني إلى قراءتها مرة ثالثة والنَّسْج على منوالها عندما أريدُ‬ ‫كتابة سيرتي الذاتية إن شاء اهلل‪.‬‬ ‫يوم ‪ 18‬نوفمبر ‪2006‬م‬ ‫الحمد هلل‬ ‫ذهبتُ إلى مدينة طنجــة لزيارة الشيخ عبد اهلل التليدي وسؤاله عن‬ ‫أمرين اثنين َّ‬ ‫وَلدَهما في ذهني نقاشٌ مع بعض األصدقاء في قرية زومي‬ ‫ُ‬ ‫ومالحظة صنيع بعض المُصلين بها‪.‬‬ ‫توجهتُ إلى مقهى الحافة مارًّا بملعب مرشان الذي كانت الساحةُ‬ ‫المقابلــة له غاصة برجـــال السلطة والجماهير الكثيرة الراغبة في متابعة‬ ‫مقابلة في كرة القدم بين اتحاد طنجة والمغرب التطواني‪.‬‬ ‫وعند اقتراب صالة العصر توجهتُ إلى زاوية سيدي عبد اهلل التليدي‬ ‫(قرب مقهى الحافة‪ ،‬في زنقة تقع خلف المقبرة) حيث صليتُ العصر‪ ،‬ثم‬ ‫توجهتُ بالسؤال إلى سيدي عبد اهلل عن موضوعين‪:‬‬ ‫ أولهما ‪ :‬هل يجوز لِمَنْ صام ستة أيام متتابعة من شهر شوال‬‫أن يصومَ يوما سابعا مع أصدقائه الذين لم يكملوا أيامهم الستة؟ فكان‬ ‫جواب سيدي عبد اهلل التليدي أن ذلك جائز‪ .‬والحظتُ أن جوابه كان بإشارة‬ ‫من رأسه ويده‪ ،‬ولم يتكلم‪.‬‬ ‫ وثانيهما ‪ :‬أني سمعتُ بعض الناس يقولون عقبَ قراءة اإلمام‬‫للفاتحة «آمين»‪ ،‬وهذا ال خالف فيه‪ ،‬لكن منهم منْ إذا قرأ اإلمام بآياتٍ‬ ‫كالتي في أواخر سورة البقرة (ربنا ال تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا‪ ،‬ربنا وال‬ ‫تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا‪ ،‬ربنا وال تحملنا ما ال طاقة‬ ‫لنا به‪ ،‬واعف عنا‪ ،‬واغفر لنا‪ ،‬وارحمنا‪ ،‬أنت موالنا فانصرنا على القوم الكافرين)‬ ‫قالوا «آمين»‪ .‬وكان سؤالي للشيخ‪ :‬هل يجوز هذا التأمين؟‪ ،‬فقال‪ :‬ال يجوز‪.‬‬ ‫رحم اهلل العالمة سيدي عبد اهلل التليدي‪ ،‬فقد كان عالما فاضال‪ ،‬شديد‬ ‫العناية بكتاب اهلل تعالى وسنة نبيه صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬حريصا على‬ ‫تأليف ما ينفع الناس ويفيدهم في دنياهم وأخراهم‪ .‬رحمه اهلل سبحانه‪،‬‬ ‫وغفر له‪ ،‬وجعله من أهل الجنة‪ .‬إنا هلل وإنا إليه راجعون‪.‬‬ ‫أصيال في السادس من غشت ‪2017‬م‪.‬‬

‫تعزية‬ ‫انتقـل إلى عفـو اهلل تعالى‬ ‫الشيخ العــارف باهلل‬

‫سيدي عبد اهلل التليدي‬ ‫الحسني‬

‫يوم السبت ‪ 12‬ذو القعدة ‪1438‬‬ ‫‪ 5‬غشت ‪.2017‬‬ ‫وبهذه المناسبـة األليمـة يتقدم شيـخ الطريقــة‬ ‫القادرية البودشيشية سيدي جمال القادري بودشيش‬ ‫بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى أسرتــه وأقربائه‬ ‫ومحبيه‪ ،‬سائال المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته‬ ‫ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان‪.‬‬

‫�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.