Achamal n° 902 le 15 août 2017

Page 1

‫هل ستقفز طنجة إلى عالم صناعة‬ ‫السيارات الكهربائية‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 902‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 22‬ذو القعدة‪� 15 / 1438 /‬إلى ‪ 21‬غ�شت ‪2017‬‬

‫اهتمام دوائر المال واألعمال العالميـة بطنجـة‬ ‫ليس جديدا‪ ،‬نظرا لالمتيازات الجغرافية والبنيوية‬ ‫التي تشهدها وللشهرة العالمية التي اكتسبتها‬ ‫منذ قرون‪ .‬فبعد فرنسا التي فتحت أبواب طنجة في‬ ‫وجه صناعة سياراتها‪ ،‬وبعد اإلعالن عن استعداد‬ ‫صناعات ميكانيكية لدول أخرى لالستقرار بطنجة‪،‬‬ ‫هاهي إيطاليا التي كانت من بين الدول التي وقعت‬ ‫على نظام طنجة الدولي سنة ‪ ،1921‬تعلن عن‬ ‫رغبة شركتها «فيركـار موديـل» لصناعة العربــات‬ ‫والمحركات الكهربائية‪ ،‬في استكشاف فرص إقامة‬ ‫مصانع بهذه المدينة‪.‬‬ ‫المدير العام لألعمال بالشركة اإليطالية تباحث‬ ‫مؤخرا بطنجة مع رئيس الجهة إلياس العماري في‬ ‫الموضوع وأبلغه استعداد شركته إلقامة صناعة‬ ‫بمواصفات عالمية متطورة إلنتاج مركبا ت متعددة‬ ‫االستعماالت‪ ،‬تشغل بالطاقة الكهربائية‪..‬‬

‫الغزو اإلستعماري لشمال المغرب ‪:‬‬

‫• غشت ‪ : 1415‬احتالل مدينة سبتـة‬ ‫• شتنبر ‪ : 1497‬احتالل مدينة مليلية‬

‫فهل من ُّم َّد ِكر‪! ‬‬

‫منظر من سبتة المحتلة‬

‫مرَّ يوم ‪ 21‬غشت‪ ،‬كأيام اهلل العادية‪ ،‬بالرغم من أن هذا اليوم‪ ،‬يؤرخ لكارثة‪ ‬سقوط مدينة سبتة في يد ملك البرتغال‪ .‬حدث ذلك في سنة ‪ ،1415‬ثالثا وستين سنة قبل معركة وادي المخازن المجيدة‪ ،‬‬ ‫وأنه في ‪ 21‬غشت ‪ ،2017‬اكمل احتالل هذه المدينة ‪ 602‬عاما كاملة‪ ،‬من المعاناة مع االحتالل البرتغالي‪ ،‬ثم اإلسباني فيما بعد‪.‬‬ ‫أعلم أن المغرب الرسمي‪ ،‬ال يريد أن «يفسد للود قضية» مع الجارة الشمالية‪ ،‬ولكن ‪ ‬ما المانع في ‪ ‬أن يسجل المغرب «الشعبي» على مستوى مؤسساته الشعبية ومنظماته األهلية‪ ،‬ومنابره اإلعالمية‬ ‫إدانته لالحتالل و إصراره على استرجاع ما سلب من أراضيه وجزره ‪،‬تماما كما يفعل اإلسبان والبرتغاليون كل سنة‪ ،‬حين ينظمون «معارك» «يستنسخون» بها انتصاراتهم في األندلس والبرتغال‪ ،‬على «المورو‬ ‫المالو»‪ ،‬وطردهم للمسلمين من شبه الجزيرة اإليبيرية‪.‬‬ ‫سنتان وستة قرون مرت‪ ،‬هذا العام‪ ،‬على احتالل البرتغال لمدينة سبتة المغربية‪ ،‬في إطار الغزو الصليبي للمغرب‪ ،‬تنفيذا لوصية‪ ‬الملكة الكاثوليكية إيزابيل‪ ،‬وإلرادة البابا في تنصير أهل المغرب‪ ،‬حتى ال‬ ‫يعاودوا «غزوهم» لألندلس‪ .‬وكان دخول المسلمين إلى سبتة سنة ‪ 709‬ودخلها يوسف بن تاشفين سنة ‪ 1084‬وضمها الموحدون إلى مملكتهم سنة ‪1147‬م‪ ،‬وظلت مغربية مسلمة إلى أن سقطت تحت‬ ‫االحتاللالبرتغالي‪.‬‬ ‫لقد فتح سقوط الحكم اإلسالمي في األندلس‪ ،‬باستسالم آخر ملوك غرناطة‪ ،‬سنة ‪ ،1492‬صفحة جديدة من الحروب الصليبية‪ ‬على المسلمين حيث أطلق البابا يد األسبان والبرتغاليين الحتالل الشواطئ‬ ‫المتوسطية واألطلسية للمغرب العدو اللذود الذي مدد الوجود اإلسالمي باألندلس لما يزيد عن أربعة قرون‪ ،‬بل وضم األندلس بكاملها إلى مملكته‪ ‬على عهد المرينيين بعد معركة الزالقة العظيمة‪.‬‬ ‫والحال أن البرتغاليين أغاروا على مدينة سبتة‪ ،‬واحتلوها بقوة يوم ‪ 21‬غشت ‪ ،1415‬في إطار مخطط شامل الحتالل المغرب بأكمله‪ ،‬قادهم من سبتة إلى أقصى الجنوب المغربي‪ ،‬كما تدل عليه آثارهم‬ ‫العمرانية‪ ،‬من قالع وحصون ومواقع‪.‬‬

‫(تابع التتمة على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬غ�شت ‪2017‬‬

‫العدد ‪902‬‬

‫اليوم الوطني للمهاجر المغربي‬ ‫خلد المغرب‪ ،‬الخميس الماضي‪ ،‬اليوم‬ ‫الوطني للمهاجر الذي قرر جاللة الملك أن‬ ‫يحتفى به‪ ،‬كل سنة‪ ،‬في العاشر من شهر غشت‪.‬‬ ‫واالحتفال بهذا اليوم مناسبة للوقوف على‬ ‫أهمية حضور المهاجرين المغاربة في مختلف‬ ‫بلدان العالم حيث فاق عددهم الخمسة ماليين‬ ‫نسمة‪ ،‬استقروا في مختلف بلدان العالم خاصة‬ ‫في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وهولندا وألمانيا‬ ‫وبلجيكا والواليات المتحدة األمريكية وكندا‬ ‫وإنجلترا والسويد والدانمارك والنرويج‪ ،‬وبلدان‬ ‫عربية كتونس ومصر والسعودية ودول الخليج‬ ‫العربي‪ .‬وبلدان أفريقية عديدة‪ ,‬خاصة السينغال‬ ‫التي توجد فيها جالية مغربية منذ ألف عام‪.‬‬ ‫اليوم الوطني للمهاجر المغربي فرصة‬ ‫أيضا الستعراض الدور الهام‪ ،‬ماديا ومعنويا‬ ‫الذي يضطلع به مغاربة العالم‪« ،‬كسفراء سالم‬ ‫وتعاون» للمغرب‪ ،‬وكدعامة لالقتصاد المغربي‬ ‫بمساهماتهم المالية القيمة عبر تحويالرتهم‬ ‫التي تفوق ‪ 62‬مليار درهم‪ ،‬وعبر تنشيط الحركة‬ ‫االقتصادية بإنجازهم لبعض المشاريع الهادفة‬ ‫إلى خلق مناصب شغل وتطوير بعض المناطق‬ ‫النائية التي لم تهب عليها بعد رياح التطور‬ ‫والتنمية‪ ,‬ولوال التعقيدات اإلدارية والروتينية‬ ‫القاتلة التي تطبع تعامل اإلدارة المغربية مع‬ ‫مواطني الداخل والخارج على حد سواء والتي‬ ‫وردت اإلشارة إليها في خطاب العرش األخير‪،‬‬ ‫لكان أداء مغاربة العالم أشد وأقوى وأوسع مما‬ ‫هو عليه اآلن‪.‬‬ ‫اليوم الوطني للمهاجر هو كذلك مناسبة‬ ‫لالحتفاء بمواطنينا الذين اضطرتهم ظروفهم‬ ‫للعيش خارج أرض الوطن‪ ،‬والتعريف بأنشطتهم‬ ‫المختلفة في شتى المجاالت عبر تنظيم ندوات‬ ‫ولقاءات حول مواضيع تخصهم وإبراز الجهود‬ ‫المبذولة من طرف الدولة المغربية لفائدتهم‬ ‫عبر اتفاقيات تعاون مع دول االستقبال‪ ،‬وأيضا‬ ‫عبر إدراج قضايا الهجرة والمهاجرين في‬ ‫السياسات العموميــة والتشريعيــة والتـــزام‬ ‫الحكومة بالعمل على تحقيق مطالب ورغبات‬ ‫مغاربة العالم في ما يتعلق ببرامج تعليم اللغة‬ ‫العربية للمهاجرين وأبنائهم وفتح بعض‬ ‫المراكز الثقافية المغربية بالخارج وإحداث‬ ‫أنشطة ثقافية وفنية وإنشاء الجامعات الصيفية‬ ‫كفضاء للتواصل والحوار بين الفاعلين اإلداريين‬ ‫ومنظمات مغاربة العالم‪ .‬كما عملت الدولة‬ ‫على تيسير تعامل اإلدارة العمومية معهم‬ ‫وحماية ممتلكاتهم أثناء غيابهم وتيسير فرص‬ ‫االستثمارأمامهم‪.‬‬ ‫كما أن الدولة وضعت خططا تحفيزية من‬ ‫أجل استقطاب استثمارات مغاربة العالم عبر‬ ‫إنشاء خلية إليكترونية بهدف توفير المعطيات‬ ‫الضرورية حول االستثمار بالمغرب‪,‬‬ ‫وفي هذا اإلطــار تــم‪ ،‬مؤخــرا‪ ،‬إحــداث‬ ‫«الجهة ‪ »13‬باعتبارها جهة افتراضية تهم‬ ‫جميع المقاوالت المغربية التي تخضع لقانون‬ ‫غير مغربي بشراكة مع االتحاد العام لمقاوالت‬ ‫المغرب وسيتم تفعيل هذه المبادرة عن طريق‬ ‫إعداد أرضية إلكترونية وخلق شبكة اقتصادية‬

‫واجتماعية تسهل التبادل وانخراط المقاولين‬ ‫من المغاربة المقيمين بالخارج في الديناميكية‬ ‫االقتصاديةالوطنية‪.‬‬ ‫إال أن الجهة ‪ 13‬كان يجب أن تكون جهة‬ ‫حقيقية تضم مغاربة العالم في فضاء افتراضي‬ ‫تشمله وتشملهم كافة مقتضيات الدستور‬ ‫ألنهم جزء من الشعب المغربـــي وألنهــم‬ ‫يطمحون إلى المشاركة الكاملة في الحياة‬ ‫السياسية المغربية وفي المؤسسات العمومية‬ ‫حكومية وغير حكومية‪ ،‬األمر الذي سيمكن‬ ‫المغرب من االستفادة من الكفاءات والمهارات‬ ‫التي يتوفر عليها مغاربة العالم الذين يشكلون‬ ‫‪ 12‬بالمائة من سكان المغرب و يتمتعون‬ ‫بخبرة واسعة في مجاالت تدبير الشأن المحلي‬ ‫والجهوي والوطني‪ ،‬حيث إن العديد منهم‬ ‫يوجدون على رأس مدن وعواصم وبرلمانات‬ ‫ومؤسسات اقتصادية وعلمية في بالد المهجر‪..‬‬ ‫ويمكن للمغرب أن يستفيد من كفاءاتهم‬ ‫وخبراتهم ومبادراتهم التي يحتاج إليها في رفع‬ ‫وتيرة التنمية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬ ‫ومعلوم أن مغاربة العالم يسهمون بشكل‬ ‫قوي وفعال في دعم االقتصاد الوطني من خالل‬ ‫تحويالتهم المالية التي فاقت السنة الماضية‪،‬‬ ‫‪ 62‬مليار درهم‪ ،‬ــ بالرغم من األزمة االقتصادية‬ ‫التي ال زالت تعصف بعدد من بلدان المهجرــ‪،‬‬ ‫وهو ما يعادل نصف مداخيل السياحة السنوي‬ ‫بالنسبة لكافة التراب الوطني‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬أطلق المغرب‪ ،‬عملية‬ ‫«مرحبا» الستقبال المهاجرين خالل عودتهم‬ ‫لقضاء عطلهم السنوية ببالدهم‪ ،‬بعد التجربة‬ ‫الناجحة والفريدة التي قامت بها‪ ،‬في هذا‬ ‫الشأن‪ ،‬ولمدة فاقت العشر سنوات‪ ،‬منظمة‬ ‫الهالل األحمر المغربي بمبادرة وإدارة الدكتور‬ ‫محمد النشناس أحد قياديي هذه المنظمة‬ ‫الذي استطاع أن يقنع المسؤولين األسبان‬ ‫بخلق فضاء مغربي اسباني داخل ميناء الجزيرة‬ ‫الخضراء والموانئ التي يبحر منها المهاجرون‬ ‫المغاربة في اتجاء المغرب أو بلدان االستقبال‬ ‫حين عملية العودة‪.‬‬ ‫الدكتور محمد النشناش نجح بوسائل‬

‫‪3D PAINTING‬‬ ‫«طنجة مهد الفنون»‬ ‫معر�ض نهاية التكوين‬ ‫‪ ‬عرو�ض م�شغل ‪ 3D painting Junior ‬‬

‫بسيطة وبعملية تطوع فريدة من جانب عشرات‬ ‫الطبيبات و األطباء والممرضات والممرضين‪،‬‬ ‫وكوكبة متميزة من نساء ورجال اإلعالم‪ ،‬في‬ ‫خلق فضاءات بنوية الستقبال مغاربة المهجر‬ ‫في كل الموانئ اإلسبانية التي يتوقفون بها‬ ‫مع توفير العالج للمرضى حيث إن ظروف السفر‬ ‫في ثمانينات القرن الماضي لم تكن بالشكل‬ ‫المريح الذي هي عليه اآلن‪ ،‬كما أنه لم تكن‬ ‫توجد في خدمة عملية العبور سوى باخرتين‬ ‫األولى إسبانية والثانية نصف مغربية‪ ،‬لتأمين‬ ‫عبور مئات اآلالف من المهاجرين وأسرهم‬ ‫ومركباتهم‪.‬‬ ‫«عمليـة العبــور» دخلـت في أجنــدات‬ ‫السياسيين األسبان الذين ساهموا في إنجاحها‬ ‫بتوفير الخدمات اللوجستية والبنيات التحتية‬ ‫من فضاءات عمومية وأماكن مظللة وحمامات‬ ‫ومواقف للسيارات وغير ذلك‪ .‬األمر الذي سهل‬ ‫انتشار مراكز االستقبال المقامة من طرف الهالل‬ ‫األحمر المغربي على كافة التراب اإلسباني وعلى‬ ‫بعض مناطق فرنسا وإيطاليا‪ .‬والفضل في‬ ‫نجاح هذه العملية يعود باألساس إلى الدكتور‬ ‫محمد النشناش الذي تعبأ بشكل كلي من‬ ‫أجل إنجاحها وتطويرها ونجح في تعبئة العديد‬ ‫من األطر الطبية ومن المترجمين واإلعالميين‬ ‫خدمة لمواطنينا الذين كانوا يتحملون متاعب‬ ‫ال تحصى من أجل أيام يقضونها بين أهلهم‬ ‫وذويهم‪.‬‬ ‫هذا العام‪ ،‬وبدعم من الدولة مباشرة أو‬ ‫عبر مؤسسة محمد الخامس للتضامن‪ ،‬تم توفير‬ ‫أسطول يتكون من ‪ 27‬باخرة تؤمن ‪ 10‬خطوط‬ ‫بحرية‪ ،‬بطاقة استيعابية تناهز ‪ 63‬ألف و‪750‬‬ ‫مسافر يوميا‪ ،‬من بينها ‪ 37‬ألف و‪ 500‬مسافر‬ ‫عبر ميناء طنجة المتوسط‪.‬‬ ‫كما تم تفعيل مخطط يهدف إلى تطوير‬ ‫آليات االستقبال وتعزيز الخدمات المقدمة‬ ‫لمغاربة العالم‪ ،‬وتحديث ‪ 17‬مركزا لالستقبال‬ ‫داخل وخارج المملكة‪ ،‬وتنفيذ مخطط خاص‬ ‫بالخدمات الطبية‪ ،‬وذلك من خالل الدور‬ ‫المحوري لمؤسسة محمد الخامس للتضامن‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫وزان ودرجة الصفر في إدراك رسالة االحتفال باليوم‬ ‫الوطني للمهاجر‬

‫‪ ‬لم تنجح الفعاليات المدنية والحقوقية‬ ‫والسياسية ‪...‬بإقليم وزان في فك لغز «تهريب»‬ ‫االدارة الترابية اإلقليمية لحفل االستقبال الذي‬ ‫خصصته للمهاجرين والمهاجرات المنحدرين‬ ‫من دار الضمانة الكبرى‪ ،‬بمناسبة اليوم الوطني‬ ‫للمهاجر ( ‪ 10‬غشت )‪.‬‬ ‫‪ ‬فـإذا كانـت جهـة الدار البيضــاء ( على‬ ‫سبيل الذكر )‪ ‬كما تناقلت ذلك منابر إعالمية‬ ‫قد نظمت بشراكة مع جمعية مدنية ‪« ،‬حفال‬ ‫كرمت فيه أزيد من ‪ 20‬شخصية من أبنائها‬ ‫المهاجرين ‪ ،‬الذين تألقوا في مجاالت مختلفة‬ ‫كريادة األعمـال والفكـر والثقافة والرياضة‬ ‫والعمل الجمعوي ‪ ، »....‬فما الذي منع الجماعات‬ ‫الترابيــة (المحليـــة واإلقليمية)‪ ،‬وعمالة دار‬ ‫الضمانة ‪ ،‬من اإلعداد لهذا الحفل بتعاون مع‬ ‫فعاليات مدنية ‪ ،‬وإخراجه للوجود متنوع الفقرات‪،‬‬ ‫متعدد المتدخلين والمشاركين والمشاركات ؟‬ ‫‪ ‬إن اللقاء الذي تم تنظيمه بمقر عمالة‬ ‫وزان صباح يوم الخميس ‪ 10‬غشــت الجاري‪،‬‬ ‫احتفاال باليوم الوطني للمهاجر ‪ ،‬الذي كان قد‬ ‫أقره الملك محمد السادس منذ سنة ‪،2003‬‬ ‫بغاية تكريس الروابط القوية التي تربط‬ ‫الوطن بأبنائه عبر العالم ‪ ( ،‬اللقاء) مر باهتا‬ ‫وبئيسا ورتيبا في شكله ومضمونه ‪.‬‬ ‫‪ ‬لقد فوتت الجهة المنظمة للحفل على فئة‬ ‫عريضة من المهاجرين والمهاجرات المنحدرين‬ ‫من إقليم وزان ‪ ،‬فرصة استثنائية – ال يجود‬ ‫بها الزمن اال مرة واحدة في السنة ‪ -‬لمد‬ ‫جسور التواصل مع فعاليات مدنية واقتصادية‬ ‫وحقوقية ‪....‬لها حضورها باإلقليم ‪ .‬فإذا سلمنا‬ ‫بأن مغاربة العالم ومنهم‪/‬هن أبناء إقليم وزان‬

‫المنتشرين في كل ربوع الكون ( عمال‪ ،‬طلبة‪،‬‬ ‫نساء ورجال أعمال ‪ ).....‬بأنهم سفراء المملكة‬ ‫المغربية في العالم‪ ....‬وإذا سلمنا بأن عالم‬ ‫اليوم يقع تحت فوهات مدافع تنفث اإلقصاء‬ ‫والكراهية والتعصب والتطرف بكل أشكاله‪....‬‬ ‫وإذا سلمنا بأن بلدنا المغرب بنجاحات واخفاقات‬ ‫مشروعه الكبير ‪ ،‬مستهدف من طرف أكثر من‬ ‫جهة إقليمية وقارية ‪.....‬فإن فقرات الحفل الذي‬ ‫احتضن أشغاله مقر عمالة اإلقليم‪ ،‬كان يجب‬ ‫أن تخصص لتذكير أبناء وبنات دار الضمانة‬ ‫بالعالم ‪ ،‬بأنهم‪/‬هن مطالبين اليوم أكثر من‬ ‫أي وقت مضى ‪ ،‬التعريف بالقيم االنسانية‬ ‫المنفتحة ‪ ،‬وقيم التسامح والتعايش التي تميز‬ ‫بلدهم‪/‬هن اليوم كما ميزته على مر العصور ‪،‬‬ ‫وأن دستور بلدهم‪/‬هن يبصم تصديره على‬ ‫انخراط المملكة المغربية في حماية منظومتي‬ ‫حقوق اإلنسان والقانون الدولي اإلنساني‬

‫‪2‬‬

‫والنهوض بهما ‪ ،‬وحظر كل أشكال التمييز ‪....‬‬ ‫وأن كل التجاوزت لهذه االلتزامات الدولية ‪ ،‬فإن‬ ‫البلد توجد به أكثر من منصة مدنية ورسمية‬ ‫للتصدي لها والترافع ضدها بكل المحافل‬ ‫الوطنيةوالدولية‪.‬‬ ‫‪ ‬إذا كان الوطن فوق الجميع‪ ،‬فعلى هذا‬ ‫الجميع أينما كان موقعه ‪ ،‬أن يستثمر مثل هذه‬ ‫الفرص لحقن أبناء وبنات وزان المنتشرين في‬ ‫ربوع الكون بالمزيد من جرعات الوطنية الحقة‪،‬‬ ‫والمواطنة القوية ‪.‬‬ ‫‪ ‬يذكر بأن هذا اليوم المخصص للتواصل‬ ‫مع مغاربة العالم اختارت الوزارة المكلفة بشؤون‬ ‫المهاجرين االحتفال به هذه السنة تحت شعار‬ ‫«االستثمار » ‪ .‬‬

‫محمد حمضي ‪ ‬‬

‫حنان الريحاني‬

‫إيمان بنعجيبة‬

‫عبد اإلله المتني‬ ‫احتضن فندق ‪ Ramada Encore‬مساء‬ ‫‪ 28‬يوليوز الماضي حفال بهيجا نظمه مشغل ‪3D‬‬ ‫‪ painting‬للتكوين في فنون الرسم بمناسبة نهاية‪ ‬‬ ‫دورة التكوين‪ ‬الذي تشرف عليه أستاذة الرسم‪ ‬‬ ‫الفنانة حنان الريحاني‪ ،‬تميز الحفل بافتتاح المعرض‬ ‫التشكيلي‪ ‬الذي كان يتضمن ثالثة أروقة ‪:‬‬ ‫رواق الصغار للمواهب ‪ :‬أصغر موهبة سنتان‬ ‫ونصف وأكبر موهبة‪ 11 ‬سنة‪.‬‬ ‫اشتمل الرواق على لوحات فنيــة رائعة لكل‬ ‫من خديجة أجويد وغيثة لغريضة‪ ‬وعلي السعداني‪ ‬‬ ‫ورضا أمزيان ومالك بوقديد وسلمى بوقديد‪ ‬ومحمد‬ ‫شهبون‪.‬‬ ‫الرواق الثاني‪ ‬لمواهب الكبار (أصغر موهبة ‪13‬‬ ‫سنة وأكبر موهبة في الخمسينات)‬ ‫تضمـن الرواق لوحات لكــل من الدكتـــور‬ ‫مصطفى الدهدوه واألستاذة منية البقالي والتلميذ‬ ‫نزار اإلدريسي والتلميذة شيماء السبتي والتلميذة‬ ‫صفاء مزيان والتلميدة وصال الهيشو والطالبة‬ ‫بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير مريم أوارسي‪.‬‬ ‫أما الرواق الثالث فقد تضمن معرضا للفنانين‬ ‫المحترفين نورا صبار أستاذة التربية التشكيلية‬ ‫وحنان الريحاني أستاذة التربية التشكيلية‪ ‬ونادية‬ ‫العوني الرسامة الطوبوغرافيـــة‪ ‬واألستــاذ سعيد‬ ‫الهيشو ‪.‬‬ ‫ابتدأ الحفل بآيات من الذكر الحكيم ‪ ‬تلتها‬ ‫سلسبيل الكميلي تلميدة في صف البكالوريا بثانوية‬ ‫ابن الخطيب‪ ‬وتلميدة سابقة بمعهد عائشة أم‬ ‫المؤمنينللتعليمالعتيق‪.‬‬ ‫بعد ذلك انطلق الحفل الذي قامت بتنشيطه‬ ‫الحكواتية الشابة أمال المزوري الطالبة بجامعة‬ ‫عبد المالك السعدي بكلمة االفتتاح ألقتها مؤطرة‪ ‬‬ ‫ورشات ‪ 3d painting‬أستاذة التربية التشكيلية‬ ‫األستاذة القديرة الفنانة حنان الريحاني‪،‬التي أشارت‬ ‫إلى ‪ ‬أن مبادرة تأسيس هذه الورشات التكوينية‬ ‫تعود إلى مجموعة من محبي الفن التشكيلي ‪ ،‬أباء‬ ‫وأمهات وأطر من مختلف المجاالت والتخصصات ‪،‬‬ ‫تحدوهم الرغبة في‪ ‬إنجاز أعمال فنية‪ ‬تسير في اتجاه‬ ‫االحترافية‪.‬‬ ‫وأشارت أيضا إلى أن الغاية من هذه الورشات‬ ‫ليس تلقين فن الرسم فقط‪ ،‬بل وأيضا‪ ‬العمل على‬ ‫غرس مجموعة من القيم في عقول ووجدان المواهب‬ ‫الفنية الصاعدة‪ ‬ومنها الثقة في النفس‪ ‬من أجل‬ ‫تكوين شخصية قوية لشباب المستقبل‪.‬‬ ‫‪ ‬بعــد ذلك قامـت الحكواتيــة آمال المزوري‬ ‫بعرض حكاية شعبية‪ ‬من التراث األصيل لمدينة‬ ‫طنجة‪ ،‬تالها تقديم وصلة‪ ‬غنائية للفنانة ‪ ‬التطوانية‬ ‫الموهبة الفذة المتألقة ‪ ‬يسرى أحمد الحدوثي رفقة‬ ‫المنشط الموسيقي اسماعيل الريحاني‪.‬‬

‫خديجة أجويد‬

‫إثر ذلك قدم رئيـس مركز التميز للتنمية‬ ‫البشرية المدرب األستاذ المهدي بولحية عرضا أشاد‬ ‫به بالمواهب‪ ‬المشاركة في هذه العروض وأثنى‬ ‫على الجهود التي تبذلها بكفاءة عالية األستاذة‬ ‫والفنانة ‪ ‬حنان الريحاني المشرفة على التكوين‬ ‫بورشات ‪.3d painting‬‬ ‫وتضمن جانب التنشيط ‪ ‬كذلك‪ ،‬عرضا للثنائي‬ ‫الكوميدي‪« ‬البهلوان قهوة حليب» لفائدة أطفال‬ ‫الورشات‪ .‬ووصلة غنائية للفنان الصاعد مجد الناصر‪ ‬‬ ‫رفقة عازف القيثارة الموهوب عمر بوشمال‪ ،‬شاركتهما‬ ‫في نهاية الوصلة الفنانة يسرى أحمد الحدوثي ما‬ ‫أثار إعجاب الحضور وحماسهم‪ .‬ويعتبر الفنان ‪ ‬مجد‬ ‫الناصر موهبة ‪ ‬صاعدة حيث إنه تألق في مشاركته‬ ‫بمهرجان «مواهب الغد» بمدينة تطوان‪.‬‬ ‫وتميز ختام الحفل بتوزيع الجوائز‪ ‬والهدايا‬ ‫المقدمة من جمعية أنجرة للتنمية والمحافظة على‬ ‫التراث‪ ‬ممثلة بالسيدة إيمان بنعجيبة‪ ،‬كما تم توزيع‬ ‫الشهادات ‪ ‬بتعاون مع مركز التمييز‪ ‬للتكوين‪ .‬‬ ‫‪ ‬وقبل نهاية الحفل‪ ،‬تدخلت الفنانة السيدة‬ ‫حنان الريحاني‪ ‬لتتقدم بتشكراتها إلى المشاركات‬ ‫والمشاركيــن في هذا المعرض الفنــي المتميز‪،‬‬ ‫خاصة‪ ‬رئيس جمعية أنجرة للتنمية والمحافظة على‬ ‫التراث‪ ،‬األستاذ عبد اإلله المتني ‪ ‬ورئيسة فرع خميس‬ ‫أنجرة لهذه الجمعية و رئيسة جمعية اآلباء ‪ ‬والنقل‬ ‫المدرسي بإعدادية خميس أنجرة السيدة إيمان‬ ‫بنعجيبة‪ ،‬والدكتورة فاطمة الزهراء السوسي رئيسة‬ ‫جمعية ملوسة للتنمية المحلية‪ ،‬منظمة مهرجان‬ ‫«ربيع ملوسة» ومديرة المركز المرجعي للصحة‬ ‫اإلنجابية والكشف المبكر عن سرطان الثدي وعنق‬ ‫الرحم ونائبة رئيسة الجمعية الجهوية لالتحاد‬ ‫النسائي بطنجة ومديرة المركز االجتماعي للقرب‬ ‫بملوسة وعضو المنظمة اإلفريقية لمكافحة داء‬ ‫السيدا بطنجة‪ ،‬كما تقدمت بالشكر الوفير إلى كل‬ ‫من دعم ‪ ‬ويدعم ‪ ‬أنشطة هذه الورشات الفنية‪ ‬وكل‬ ‫من يعمل على تشجيع التكوين في الفنون التشكيلية‪ ‬‬ ‫التي تعتبر من أرقى وسائل التعبير الفني‪ ‬اإلنساني‪.‬‬ ‫وبالمناسبة‪ ،‬أشادت ‪ ‬األستاذة حنان الريحاني‬ ‫بالطفلة المعجزة‪ ‬الواعدة خديجة أجويد ‪ ‬التي أبدت‬ ‫استعدادا فطريا وملكات فذة في فن الرسم‪ ‬والتي‬ ‫تحظى ‪ ‬بتشجيع من أبويها ‪ ‬من أجل صقل مواهبها‬ ‫المبكرة ليجعال منها فنانة تشكيلية كبيرة عبر‬ ‫التكوين المبكر الذي تشرف عليــه‪ ‬أستاذة التربية‬ ‫التشكيلية‪ ‬حنان الريحاني رفقة والــدة الموهبة‬ ‫الصاعدة خديجة‪.‬‬

‫سمية أمغار‬


‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬غ�شت ‪2017‬‬

‫العدد ‪902‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫رتاج‬

‫روبو‬

‫دردشة‬ ‫ُكتب لي أن أمدّ الخطى إلى شاطئ السطيحات‪ .‬اعتقدتُ أن الطريق إليه‬ ‫ثالثي‪ ،‬و أنها عُبّدت بالشكل الذي تصورتُه‪ ،‬ألن ما سمعته أن الطريق الساحلي‬ ‫الذي يربط تطوان بالحسيمة‪ ،‬أصبح سهال ميسرا‪ ،‬وأن الشاطئ الممتد بينهما‬ ‫غدَا في المتناوَل‪ ،‬تستطيع أن تختار منه المكان الذي تشاء‪ ،‬لتستمتع بالبحر‪،‬‬ ‫وتتمدد تحت أشعة الشمس في هدوء و طمأنينة‪ ،‬و أمن و سكينة‪.‬‬ ‫و لكنّ الواقع أن هذه المنتجعات لم تجد بعد مَن يهتم بها‪.‬‬ ‫إنها ثروة طبيعية‪ ،‬منّ اهلل بها على هذا البلد‪ ،‬لتندرج فيما يسمى‬ ‫بالمنتوج السياحي‪ ،‬و لتُسوّقَ بأسلوب حضاري‪ ،‬يجلب السياح من كافة البقاع‪.‬‬ ‫ولكن أين المسؤولون عن هذا القطاع؟ أين الجماعات المحلية؟ أين‬ ‫المنتخَبون؟ أين الذين يدّعون أن سياحتنا بخير؟ أين ّ‬ ‫كل هؤالء و غيرهم؟‬ ‫إن شاطئ السطيحات لم يطرأ عليه أيّ تغيير‪ ،‬فالزال الماء ينحبس بأنابيبه‬ ‫في كل وقت و حين‪ ،‬و الزالت أسالكه الكهربائية تتوقف عن العمل بين الحين‬ ‫و الحين‪ ،‬والزالت طرقه مُتربة‪ ،‬لم تمتد إليها يد التهذيب و اإلصالح‪.‬‬ ‫الجديد فيه و المستحدَث‪ ،‬هذه المباني العشوائية التي بُنيت دون‬ ‫هندسة أو تخطيط أو تصميم‪.‬‬ ‫قلت للمحيطين بي‪ :‬لو كان هذا المكان في أوروبا مثال‪ ،‬لكان عبارة عن‬ ‫«ماربيا» أو «طوريمولينوس» أو ما شابههما ‪.‬‬ ‫نفس هذه المالحظة‪ ،‬الحظتُها عندما زرت إيفران في عز الشتاء‪ ،‬فهذا‬ ‫المنتجع الطبيعي الزال المتزلجون بجباله‪ ،‬يستعملون الوسائل البدائية ‪.‬‬ ‫سياحتنا ليست بخير‪ ،‬و الغيورون عليها َلم يو َلدوا بَعْدُ‪ ،‬و مع هذا فإن‬ ‫مواطنينا يتحركون نحو هذا الشاطئ أو ذاك المنتجع‪ ،‬ليكسروا الروتين اليومي‬ ‫الممل الذين يعيشون فيه‪ ،‬وليوفروا لصناديق السياحة مداخيل مهمة‪ ،‬تمدّ في‬ ‫عمر منشآتنا السياحية‪ ،‬و تضمن لها االستمرار و البقاء‪.‬‬

‫رياضة «الجيت سكي»‬ ‫بين المتعة‪ ..‬والمخاطر‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬هناء مهدي‬

‫هواة ركوب الدراجات المائية «الجيت سكي» يملؤون الشواطئ هذه األيام‪ ،‬يتزلجون على مياه البحر بسرعة عجيبة‪ ،‬ويراقصون سكونه بحركات‬ ‫استعراضية‪ ،‬مولدين أمواجا متطايرة‪ ،‬تنشر زذاذ ماءها المنعش في الفضاء‪ ،‬عازفين على مسرح البحر موسيقى صاخبة ‪ ،‬تثير اندهاش المصطافين‪،‬‬ ‫جرأة وبراعة وتكسر لرتابة مياه هادئة‪ ،‬منظر جميل يثير المشاهد‪ ،‬وهواية ممتعة تستجدي الرغبة لدى الشباب في المغامرة‪.‬‬ ‫يوفر البحر مكانا فسيحا للهواة‪ ،‬حيث يقدم للمتسابقين مساحة شاسعة و مسافة طويلة ‪ ،‬ونمطا ترفيهيا جذابا‪ ،‬طالما تقيد الهواة بقواعد‬ ‫السالمة‪ ،‬و احترموا األماكن المخصصة‪ ،‬و تجنبوا كل إزعاج للمستحمين‪.‬‬ ‫المصطافون الذين يقصدون البحر للسباحة واالستجمام يتضايقون من الهواة الذين يتباهون بحركاتهم السريعة‪ ،‬واستعراضاتهم الفريدة‬ ‫على مقربة منهم‪ ،‬ما يخلق عندهم توجسا وخوفا من إصابتهم على حين غرة وهم يسبحون‪ .‬يقول أحد المصطافين ‪«:‬لم نعد نمارس سباحتنا‬ ‫بأمان كما في السابق‪ ،‬علينا أن نكون حذرين وقت السباحة‪ ،‬فمرور هؤالء بيننا وبسرعة مفرطة يجعلنا بدل االطمئنان نظل نحرس أنفسنا وأوالدنا‬ ‫وباقي المستحمين الالمبالين»‪.‬‬

‫حركات خطرية وقاتلة‬

‫تنبعث من بين جنبات الجيتسكي أمواج تغازل‬ ‫كل من يسبح على صفحة مياهه‪ ،‬وتراقص كل ما‬ ‫يطفو على سطحها من زوارق بالستيكية متنوعة و‬ ‫مراكب استجمام مطاطية وزوارق صيد‪...‬‬ ‫يمارس بعض الهواة استعراضات خطيرة‪،‬‬ ‫خصوصا إن كانوا على مقربة من المستحمين‬ ‫بسبب الحركات المتهورة لهؤالء خاصة وأن‬ ‫الممارسيــن هـــم من الشبـــاب‬ ‫والمراهقين وأحيانا من األطفال‪،‬‬ ‫مما يتسبب في حوادث خطيرة قد‬ ‫تصل حد القتل‪ ،‬األمر الذي يستوجب‬ ‫فرض احترام للقوانيـــن‪ ،‬ورقابة‬ ‫ومحاسبةللمخالفين‪.‬‬ ‫يقول أحد الهواة‪« :‬هي رياضة‬ ‫شيقة ومثيرة‪،‬غير أنها تتحول في‬ ‫بعض األوقات إلى رياضة خطرة‪،‬‬ ‫بسبب الحركات المتهورة من قبل‬ ‫بعض الممارسين‪ ،‬فالغالبية منهم ال‬ ‫يحترم اللوائح و ال القواعد المعمول‬ ‫بها ‪ ،‬وهو األمر الذي يتسبب في‬ ‫حوادث قد تصل إلى الموت»‪.‬‬ ‫سجلت الشواطئ المغربيــة‬ ‫حاالت وفاة بسبب تهور ممارسي‬ ‫الجيت سكي فقد تعرض الشاب‬ ‫ريان راتب لحادث وفاة على شاطئ كابيال‪ ،‬بعد وفاة‬ ‫مواطن صيني في أغادير‪ ،‬وتوفي في المهدية شاب‬ ‫يبلغ من العمر ‪14‬سنة‪.‬‬

‫قواعد وشروط مهملة‬

‫‪3‬‬

‫يمارس الهواة نشاطاتهم بال حسيب وال‬ ‫رقيب متجاهلين استياء عارما من المصطافين‪،‬‬ ‫يتنقلون في البحر بحرية مطلقة دون شرط وقيد‪،‬‬ ‫وبال رخصة لقيادتها وال تصاريح‪.‬‬ ‫« أصبحت هذه الرياضة مصدر إزعــاج لنا‪،‬‬

‫حيث يفضل أصحابها التباهي بحركاتهم عند‬ ‫الشاطئ‪ ،‬وتلويث مياه االستحمام بمخلفات الوقود‪.‬‬ ‫نطالب بخضوع ممارسي الهواية لحمالت توعية‪،‬‬ ‫وحصر استخدامها على من تقيد بشروط الصحة‬ ‫والسالمة» تعقب سيدة بانزعاج‪.‬‬ ‫يشرح أمين صاحب محل لتأجير الجيت سكي‪،‬‬ ‫أن هناك شروطاً عامة وقواعد يتم تلقينها للهواة‬ ‫قبل كراء الدراجة المائية‪ ،‬وذلك لتأمين استعمالها‬ ‫بال مشاكل‪ .‬من هذه الشروط‪ :‬عدم القيام بحركات‬

‫فراغ قانوني وإدارة غائبة‬

‫يتوفر المغرب على شريط ساحلي مهم يصل‬ ‫إلى ‪ 3500‬كلم من الشواطئ و يولي للسياحة‬ ‫البحرية أهمية كبيرة‪ ،‬فاهتمامه بتنظيم الشواطئ‬ ‫وتنظيفها وتوفير شروط السالمة واألمن فيها‬ ‫وتكثيف األنشطة السياحيــة وتطوير الرياضات‬ ‫المائية يقابله فراغ قانوني‪ .‬وانعـدام نصوص‬ ‫مؤطرة لألنشطة البحرية ومشكل السالمة‬ ‫المرتبطة بممارسة الرياضات المائية‪.‬‬ ‫تنظيم األنشطة البحرية وضبط‬ ‫تجاوزاتها يقابله غياب تام للمسؤولين‪.‬‬ ‫فالجماعة المحلية و الوقاية المدنية‬ ‫و الدركيون يجمعون على عدم تحمل‬ ‫المسؤولية لتنظيم القطاع‪.‬‬

‫يشرح مسؤول جماعي‬ ‫الوضع قائال‪:‬‬

‫«بهلوانية»‪ ،‬وعدم االقتراب من أماكن السباحة‬ ‫والبعد عن الممرات المائية للسفن الكبيرة‪،‬‬ ‫وضرورة تخفيف السرعة قبل الوصول إلى الشاطئ‬ ‫أو المرسى‪ ،‬وأيضا عدم استخدام الدراجة في الليل‬ ‫لعدم توافر األنوار بها‪ .‬إضافة إلى الحرص على‬ ‫ارتداء حذاء بحري ومعطف النجاة وأن يكون حزام‬ ‫توقيف الدراجة في المعصم أو في معطف النجاة‪.‬‬ ‫كما ينصح اآلباء بعدم ترك أبنائهم الذين تقل‬ ‫أعمارهم عن ‪ 18‬سنة يقودون الدراجات المائية‬ ‫وحدهم‪.‬‬

‫«تسيير الشواطئ هي مسؤولية‬ ‫الجماعة الحضرية وكذلك توفير الظروف‬ ‫المالئمة للمصطافين في الشواطئ‬ ‫من نظافة وسالمة وأنشطة سياحية‬ ‫وترفيهية‪ ...‬ولكننا غير مسؤولين عن ما‬ ‫يقع في البحر من تجاوزات»‪.‬‬ ‫رياضة «الجيت سكي» رياضة لها‬ ‫شعبية كبيرة‪ ،‬وإيجابيات عدة‪ ،‬فهي تسهم في‬ ‫زيادة لياقة الجسم وقوة التحمل‪ ،‬وتخرج الممارس‬ ‫من الضغوط النفسية‪ ،‬تخلق الممتعة والحيوية‪ .‬غير‬ ‫أن ممارستها تستوجب تقيد الممارس بالضوابط‬ ‫المعمول بها‪ .‬فمخاطرها تأتي من الممارسين‬ ‫الذين ال يتقيدون بقواعد وإرشادات السالمة‪،‬‬ ‫وتبدو عليهم عالمات االستهتار في القيادة‪ ،‬لذلك‬ ‫وجب تقييد ممارستها برخص مسبقة‪ ،‬وإخضاعها‬ ‫لرقابة صارمة سعياً نحو تقنين هذه الهواية‬ ‫ومزاولتها بالشكل الصحيح‪.‬‬

‫الحقيقة‬ ‫المحمدية‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫الحقيقة المحمدية عند الصوفية تعني التعين األول‬ ‫للذات اإللهية ؛ أو على حد تعبيرهم الفتق بعد الرتق ؛‬ ‫أو عبور الوجود من المطلق إلى المقيد‪ ..‬ومن العماء إلى‬ ‫األحدية فالواحدية‪..‬‬ ‫فهذه الحقيقة المحمدية هي الذات مع التعين األول ‪:‬‬ ‫• لها األسماء الحسنى‪..‬‬ ‫• ومنها اسم اهلل األعظم ؛ وهو اإلسم الجامع لجميع‬ ‫األسماء ؛ أو هو اسم الذات اإللهية من حيث هي هي؛‬ ‫بمعنى‪ :‬الذات المطلقة ؛ وألن محمدا صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم هو صورة ربه ؛ فمن أراد أن يعرف الرب في صفاته‬ ‫فليعرف محمدا في صفائه‪..‬‬ ‫وقد وصفه محيي الدين ابن عربي ‪:‬‬ ‫• باعتبار باطنه بأن له الربوبية‪..‬‬ ‫• باعتبار ناسوته بأن له اإلمكانية‪ ( ..‬يطلق الناسوت‬ ‫على عالم الشهادة ؛ أي الدنيا )‪:‬‬ ‫• باعتبار الهوته بأن له الوجوبية‪ ( ..‬يأتي الالهوت‬ ‫مقرونا بالناسوت في التراث اإلسالمي ؛ ومعناه عند‬ ‫الصوفية الحياة السارية في األشياء بمعنى روحها‪ .‬وأول‬ ‫المستعملين لهذا المصطلح الصوفي هو الحالج ومنه‬ ‫صاغ ابن عربي نظريته في وحدة الوجود ؛ عندما اعتبر‬ ‫الالهوت والناسوت وجهين لحقيقة واحدة ؛ فإذا نظرنا‬ ‫إلى ظاهر هذه الحقيقة سميناها ناسوتا ‪ ،‬وإذا نظرنا إلى‬ ‫باطنها سميناها الهوتا ‪:)..‬‬ ‫والحقيقة المحمديــة تبعا لهذا هي الحقيقة اإللهيــة‬ ‫السارية في كل موجود ‪.‬‬ ‫قال سيدي عبد العزيز الدباغ ‪:‬‬ ‫« أنوار المكونات كلها من عرش وفرش وسماوات‬ ‫وأرضين وجنات وحجب وما فوقها وما تحتها إذا جمعت‬ ‫كلها فإن بعضها من نور النبي ‪ ،‬ولو وضع جمع نوره على‬ ‫العرش لذاب‪ ..‬ولو وضع على الحجب السبعين التي فوق‬ ‫العرش لتهافتت‪ ،‬ولو جمعت المخلوقات كلها ووضع ذلك‬ ‫النور العظيم عليها لتهافتت وتساقطت‪.»..‬‬ ‫اللهم اجعلنــا من المصليــن على رسولك الحبيب‪،‬‬ ‫واجعل صلواتنا عليه ‪:‬‬ ‫• امتثاال ألمرك‪..‬‬ ‫• وتصديقا له‪..‬‬ ‫• ومحبة فيه‪..‬‬ ‫• وشوقا إليه‪..‬‬ ‫• ومجاورة لما تكتنزه هذه الصلوات من درر مباركة‬ ‫اللهم أزل حجب الغفلة عن قلوبنا ‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬غ�شت ‪2017‬‬

‫العدد ‪902‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 15‬غـ�شـت ‪2017‬‬

‫حريق بغابة المنار‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫قال الملك‪ :‬كفى‪! ‬‬ ‫ال شك أن خطاب العرش أسس لمرحلة جديدة في تعامل الدولة‬ ‫مع الشعب وفي سلوك األحزاب السياسية ودورها في تأطير الشعب‬ ‫وتدبيرالشأن العام‪ ،‬وفي التحفيز على إشاعة ثقافة المسؤولية‬ ‫والمحاسبة‪ ،‬كما أن هذا الخطاب ــ الذي جاء في ظروف استثنائية‪،‬‬ ‫يطبعها تذمر واضح من موقف الدولة‪ ،‬إزاء مطالب أساسية‬ ‫للمواطنين‪ ،‬ومن أداء الحكومة في معالجة «الحراكات الشعبية»‪،‬‬ ‫التي انطلقت من الحسيمة لتعم معظم جهات المغرب ــ أعاد ترتيب‬ ‫األدوار بالنسبة لألحزاب والحكومة المسؤولة عن تدبير الشأن العام‪،‬‬ ‫ووضع الجميع أمام مسؤولياته الوطنية والدستورية‪.‬‬ ‫إال أن الخطاب الملكي الذي اعتبر بعض السياسيين أنه‬ ‫كان «قاسيا»‪ ،‬فتح الباب أمام «رواج» بعض األفكار في ما يخص‬ ‫اختصاصات جاللة الملك ‪ ،‬بين الهيمنة المطلقة والحكم المباشر‬ ‫المطلق‪ ،‬واستمرار ما سميت بجهات «التحكم» أو «المغرب العميق»‪،‬‬ ‫في األحزاب السياسية‪ ،‬بعد مرحلة «البيدقة» التي طبعت العهد‬ ‫السابق‪ ،‬والتي نتجت عنها «بلقنة» المشهد الحزبي ‪ ،‬بما قضى‪،‬‬ ‫نهائيا‪ ،‬على أحزاب «الشرعية التاريخية» وساعد على ظهور أحزاب‬ ‫«الويوية» االنبطاحية‪ ،‬التي سخرت مواقعها لتحقيق مصالح ذاتية‪،‬‬ ‫أوصلت البالد إلى حافة «السكتة القلبية»‪....!!! ‬‬ ‫ثم إن ما اتفق على تسميته بـ «حراك الريف» وللريف «حراكات»‬ ‫منذ مطلع القرن الماضي في مواجهاته لالستعمار‪ ،‬نيابة عن األمة‪،‬‬ ‫وعجز الحكومة على معالجته بما تقتضيه المرحلة من حكمة وتبصر‬ ‫وبعد نظر‪ ،‬أدى أيضا إلى طفوح أفكار كان يحتاط‪ ،‬سابقا‪ ،‬من االقتراب‬ ‫منها‪ ،‬أو اإلعالن عن تبنيها‪ ،‬والمسؤولية الكاملة في هذا الوضع‬ ‫تعود لألحزاب السياسية التي استهانت‪ ،‬كما يبدو ‪ ،‬باألمر‪ ،‬وفضلت‬ ‫سياسة «التعنت» والتعصب‪ ،‬مقابل فتح حوار مع «محتجين» في‬ ‫الشارع‪ ،‬يطالبون بالخبز وشيء من الكرامة‪ ،‬حتى ولو لم تكن لهم‬ ‫صفة «المخاطب» الشرعي‪ .‬فمصلحة الوطن فوق االعتبارات الشكلية‬ ‫التي يبدو أن بعض «خدام الدولة» يتشبثون بها «فنطزيا» ‪ ،‬بسبب‬ ‫«انعدام روح المسؤولية»‪ ،‬كما ورد في الخطاب الملكي‪.‬‬ ‫األحزاب السياسية مسؤولة أيضا‪ ،‬المسؤولية الكاملة‪ ،‬على‬ ‫«البلوكاج» الذي أعاق تشكيل الحكومة والذي «تميز» ب«صبيانيات»‬ ‫بعض القادة الحزبيين في تعاملهم مع أمر يحدد مصير أمة‪ ،‬ما‬ ‫دفع إلى المطالبة بفتح تحقيق في هذا «الباكاج» الذي دام نصف‬ ‫سنة‪ ،‬وتمخض عن تشكيل حكومة وصفت بأنها «خرجت من الخيمة‪،‬‬ ‫مايلة» وأنها لم تكن في مستوى انتظارات الشعب‪ .‬حيث أكد جاللة‬ ‫الملك أنه لم يخطر له على البال أن يصل الصراع الحزبي وتصفية‬ ‫الحسابات السياسوية إلى حد اإلضرار بمصالح المواطنين‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإنه يجب أن نرفض تلك األفكار التي يراد «بعثها»‬ ‫من أن لألحزاب أعمارا تحدد داخل «مختبرات» «طوب ـ سوكري»‪،‬‬ ‫كما أن لزعماء هذه األحزاب أدوارا وأقدارا مرسومة ال يجب أن يحيدوا‬ ‫عنها‪ ،‬وإال طلب منهم مغادرة القطار قبل «نهاية الرحلة» ‪ .‬ربما كان‬ ‫لمثل هذه األفكار صلة بواقع ما‪ ،‬ولكنه زمن ولى‪ ،‬وال مكان لمغرب‬ ‫محمد السادس‪ ،‬لمثل هذه السلوكات ‪ ،‬ألن الوضع قد تغير‪ ،‬والعقليات‬ ‫تطورت‪ ،‬ونظرة الناس إلى الحكم وإلى النظام قد نضجت ‪ ،‬وأصبح‬ ‫كل شيء قابال للنقاش وللحوار وللتداول‪.....‬فال مجال للغموض وال‬ ‫للتمويه وال للتعميم‪....! ‬‬ ‫وال شك أن األحزاب السياسية والحكومة ومن يوصفون ب‪،‬‬ ‫«خدام الدولة» قد استوعبوا الخطاب الملكي الذي وصف بأنه كان‬ ‫خطاب مصارحة ومكاشفة وتنبيه بل وتقريع ونقد قوي لمن‬ ‫يوجدون في مواقع المسؤولية ولذا‪ ،‬فقد بادرت الحكومة إلى اإلعالن‬ ‫عن «وصفة» خاصة لتحسين أداء الجهاز اإلداري وإلى تشكيل لجان‬ ‫لتتبع تنفيذ مضامين خطاب العرش‪ ،‬فيما تستعد الحكومة لتقديم‬ ‫حصيلة ‪ 100‬يوم األولى من عمل وزراء العثماني الذي قال هو نفسه‬ ‫بشأنها إنها حصيلة «مهمة»‪.....‬‬ ‫وبينما كنا ننتظر أن تهدأ األوضاع بالريف‪ ،‬وأن يقع اتخاذ‬ ‫المبادرات التي من شأنها أن تساهم في التهدئة التي لم تحصل‬ ‫بعد‪ ،‬خاصة إثر وفاة المرحوم بكرم اهلل العتابي‪ ،‬الذي أصيب في‬ ‫ظروف لم تحدد بعد رغم وعود المسؤولين القضائيين بذلك‪،‬‬ ‫هاهي المياه تجري‪ ،‬من جديد‪ ،‬تحت الجسر‪ ،‬والمطلوب التصدي‬ ‫لها بالحكمة والنضج والتروي ‪ ،‬فلقد مللنا سماع أخبار الحراك‪،‬‬ ‫والمواجهات والدماء‪ .....،‬ونتوق إلى أخبار التهدئة والتعبئة من أجل‬ ‫المغرب الجديد‪ ،‬مغرب الثوابت التي يتشبث بها الشعب المغربي‪،‬‬ ‫كل الشعب المغربي‪ ،‬من أقصاه إلى أقصاه‪ ،‬إيمانا بأنها سر استقراره‬ ‫واستمراره وتطوره‪.‬‬ ‫قال الملك‪ :‬كفى‪ .‬واتقوا اهلل في وطنكم‪! ‬‬ ‫وهتف الشعب‪ :‬كفى‪ ‬كفى‪ ....!! ‬وعاش الملك‪.‬‬

‫‪ ‬ع‪ .‬كنوني‬

‫بعد الحريق المهول الذي التهم مساحات شاسعة من غابات الجبل‬ ‫الكبير الممتدة إلى شواطئ أشقار‪ ‬والتي أتت على مساحات شاسعة من‬ ‫األشجار والنباتات الغابوية‪ ،‬ليعتقد البعض‪ ،‬تركيبا على « نوازل سابقات‪ ‬‬ ‫معلومات»‪ ،‬أشارت مواقع إعالمية محلية إلى أن النار اندلعت بمنطقة‬ ‫المنار المطلة على البوغاز والمقابلة للقارة األوروبية‪.‬‬ ‫نفس المصدر أكد أن النار أتت على مساحات غابوية بتلك المنطقة‬ ‫قبل أن تتمكن عناصر الوقاية المدنية‪ ‬والسكان من السيطرة على‬ ‫الحريق وإخماده ‪.‬‬ ‫للتذكير فإن مساحات شاسعة من منطقة المنار‪ ‬تم تشجيرها‬ ‫في نهاية خمسينات القرن الماضي من طرف تلميذات وتالميذ ثانوية‬ ‫ابن الخطيب‪ ،‬عند نشأتها بعد أن تحولت من «الدروس التكميلية»‬ ‫إلى‪ ‬ثانوية‪ ،‬وذلك في نطاق عملية تشجير كبيرة تم إعدادها من طرف‬ ‫سلطان طنجة آنذاك‪.‬‬ ‫والمثير للعجب‪ ،‬أن النيران بطنجة‪ ،‬ال تأتي إال على المناطق الغابوية‬ ‫التي تغري سماسرة اإلسمنت «المسلح‪ ‬بالغش والتنعوير» والتحايل‪ ،‬‬ ‫بغية «تطويع»‪ ‬الغابات‪ ‬وتذويبها في قالب مشاريع سكنية أو سياحية‪،‬‬ ‫يجنون بسببها األموال القارونية‪ ،‬ضدا على حياتنا وحياة األجيال التي‬ ‫تأتي بعدنا إلى أن يرث اهلل األرض وما عليها من «تجزئات» ومجمعات‪،‬‬ ‫وقصور‪ ‬وجنان‪ ،‬ال تنفع في شيء‪ ،‬غدا‪ ،‬إال من أتى اهلل بقلب سليم‪.....!!! ‬‬ ‫أرجو أال يفهم من هذا التعليق ما يمكن أن «يجرجرنا» بسببه‪ ‬‬ ‫الوالي إلى المحاكم‪ ،‬كما وعد في حالة حريق الجبل الكبير‪ ،‬وما‪ ‬أعقبه‬ ‫من تعاليق «المعلقين»‪ ،‬فنحن ال نقصد أحدا ‪ ‬ال بسوء‪ ،‬وال بخير‪ ،‬ألن‬ ‫«أهل وزان يفعلون في وزانهم ما يريدون»‪..!!! ‬‬ ‫‪ ooooo‬‬

‫يصدرون إلينا خبثهم وسفالتهم‬ ‫في الوقت الذي يدخل فيه قانون تشغيل‪ ‬عامالت المنازل ‪ ‬بالمغرب‬ ‫حيز التنفيذ على أساس عقود عمل ببنود واضحة‪ ،‬يحقق لهن امتيازات‬ ‫مهنية ‪ ‬متفق عليها‪ ،‬حقوقهن األساسية ‪ ،‬ويحميهن من األعمال‬ ‫الخطيرة‪ ،‬وفق بيان الحكومة‪ ،‬وااللتزامات الدولية للمغرب‪ ،‬تطلع‬ ‫علينا من «الهرهورة‪ ،‬قصة مؤثرة‪ ،‬لخادمة فيليبينية‪« ،‬سارة كونتي»‬ ‫«استوردها» خليجي متزوج من مغربية‪ ،‬لتعمل عنده إال أنه‪ ،‬وعلى‬ ‫طريقة آبائه وأجداده من قبيلة «أال ال يجهلن أحد علينا فنجهل فوق‬ ‫جهل الجاهلين»‪ ،‬قام باحتجازها‪ ‬وسلبها جواز سفرها وهاتفها المحمول‪ ‬‬ ‫منعا لها من أي اتصال خارجي‪ ،‬فضال عن المعاملة السيئة التي كانت‬ ‫تتلقاها من مشغلها وزوجته «الوطنية» ‪.‬‬ ‫إال أن الخبر بلغ إلى علم منظمات حقوقية مغربية ومنها «هيئة‬ ‫التضامن مع المهاجرين األسيويين»‪ ‬التي ترأسهاىالسيدة حياة برحو‬ ‫التي تقدمت بشكاية بشأن الخادمة اآلسيوية لدي‪ ‬الوكيل العام للملك‬ ‫بالرباط‪ ،‬حيث تحركت الضابطةالقضائية للدرك الملكي بالمنطقة‪،‬‬ ‫غير أن زوجة اإلماراتي رفضت تسليم الخادمة لإلستماع إليها بمحضر‪،‬‬ ‫بدعوي غياب زوجها ووعدن باالتصال بالدرك حالة عودة زوجها اإلماراتي‪،‬‬ ‫ولكنها لم تفعل‪ ،‬ما دفع الهيئة إلى تنظيم وقفة احتجاجية بباب العمارة‬ ‫التي يسكنها الخليجي وزوجته تنديدا بالممارسة الالمقبولة ضد بعض‬ ‫المهاجرين األسيويين‪ ‬وإشادة بالتفاعل اإليجابي والسريع للنيابة العامة‬ ‫بالرباط والضابطة القضائية للدرك الملكي‪.‬‬ ‫ومع افتضاح أمرهما وتعدد الشكايات ضدهما‪ ،‬عمد اإلماراتي‬ ‫وزوجته إلى «تهريب» العاملة سارة كونتي وتسفيرها إلى بلدها تفاديا‬ ‫للمساءلة القضائية‪ ‬دون أن تكون قد تقاضت أجرها عن ‪ 20‬شهرا‬ ‫بمبلغ ‪ 1500‬درهم إماراتي للشهر كما ادعت‪.‬‬ ‫‪ ooooo‬‬

‫كالم وزراء ‪« :‬غادي نخرج‪ ‬عليك»‪ ! ‬‬ ‫دخل وزير‪ ‬المالية بوسعيد‪ ‬والمستشار البرلماني اللبار في مشادة‬ ‫كالمية داخل لجنة‪ ‬المالية‪ ‬وصلت حد استعمال‪« ‬معحم الحلقة» من‬ ‫قبيل «غادي نخرج عليك‪ ،‬وغادي نخرج فيك» الخرجة األولى بمعنى‪ ،‬‬ ‫سوف أتسبب لك في متاعب «تندمك» والثانية ‪ ،‬سوف «أخلى دار بوك»‪.‬‬ ‫هكذا فهمناها نحن‪ ‬المشاغبين‪ ،‬والعهدة على من نشر الخبر «الزوم»‬ ‫في المساء‪.‬‬ ‫المهم أن وهبي تدخل ورئيس فريق األحرار تدخل‪ ‬وبوانو تدخل‪ ،‬‬ ‫غيرهم تدخل من أجل نزع فتيل‪ ‬التوتر‪ ‬بين الوزير والبرلماني‪ ،‬ولكل‬ ‫منهما روايته‪ ‬وال بد أن تكون «الواقعة» قد تم احتواؤها على طريقة‬ ‫«اهلل يعيش‪ ،‬اهلل يطيش»‪ ،‬ألنه ال يجمل أن يسري الماء تحت أقدام‬ ‫التحالف «المفبرك» في آخر لحظة‪ ‬وبين المعارضة‪ ‬التي منيت بخسارة‬ ‫ال تعوض‪ ،‬بفقدانها «طينورا»‪ ‬قويا قرر أن يغادر «التراكتور» ويتخلى‬ ‫عن الجمل وما حمل‪ ،‬ألنه لم «يخمس» يوما ألحد‪ ،‬بل إن الكثير‪ ‬من‪ ‬‬ ‫سياسيي الزمن الرديء ‪ « ،‬خمسوا له»‪ ‬ولسنوات ‪ ،‬بكامل الرضا وعن‬ ‫طواعية‪ ‬وحسن اختيار إلى أن اختار «المغادرة الطوعية»‪ ‬وهو يعلم‬ ‫ما يجري ويدور من صعاب األمور في بالد رفضت عملة «العام زين»‬ ‫وعانقت مبدأ العصا لمن عصى‪ ! ‬‬ ‫واهلل يبقي الستر واها‪...!!! ‬‬ ‫‪ ooooo‬‬

‫الوزير الوردي وعقدة الصحافة‬ ‫لعلنى ألتمس العذر للوزير الوردي زاده اهلل توردا وتوهجا‪ ،‬ألنه‬ ‫يوجد على رأس وزارة‪ ‬ال تدور ناعورتها كما يجب وألن «محاينها»‬ ‫تجتذب الصحافيين الذين من حقهم أن يثيروا االنتباه إلى النقائص‬ ‫واالختالالت‪ ،‬ومن حقهم أيضا أن «يقشبوا» حيث يصح «التقشاب» كلما‪ ‬‬ ‫تعلق األمر بــ‪« ‬خدام الدولة» األفذاذ الذين‪ ‬قال في حقهم ملك البالد‬ ‫ما يجب‪ ‬أن يقال!‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫ذنب الصحافيين الذين هاجمهم الوزير الوردي هو أنهم عكسوا‬ ‫قلق المواطنين من اختفاء‪ ‬بعض األدوية من الصيدليات‪ ،‬وهو أمر‬ ‫عالجته بعض قنواتنا التلفزية‪ ،‬وقدم مواطنون شهادات بشأنه‪ ،‬ومع أن‬ ‫وزارة الصحة اعترفت بهذه الحالة‪ ،‬التي وصفها إطار من هذه الوزارة‬ ‫بأنها «أمر عاد‪ ( ‬وطول في «عــــــاد» حتى نفهم ‪ ).....‬فإن الوزير‬ ‫الوردي أصرعلى أن يؤكد أن األدوية المفقودة ــ مؤقتا ــ كلها مستوردة‪ ،‬‬ ‫وتوجد في وضعية احتكارية‪ ‬وكل ما هو «مستورد» قابل‪ ‬للسقوط في‬ ‫«حالة انقطاع» ‪ ...‬وما علينا إال‪ ‬أن نتشبث بالصبر الجميل‪ ‬حتى يرتفع‬ ‫االنقطاع‪ ،‬ومن لم تتداركه‪ ‬ألطاف وزارة الصحة‪ ،‬تسعفه األلطاف‬ ‫الربانية‪ ‬ويرجع إلى ربه راضيا مرضيا ليدخل في عباده ويدخل جنته‪ ،‬مع‬ ‫النبيين والشهداء والصالحين‪ ،‬وحسن أولئك رفيقا‪،‬‬ ‫والبقاء والدوام هلل‪!!! ‬‬ ‫‪ ooooo‬‬

‫ال راميد ‪ ‬وال‪ Remède‬وال هم يحزنون‪! ‬‬ ‫نكسة أخرى تصاب بها الصحة العمومية بعد اإلعالن عن «فشل»‬ ‫نظام المساعدة الطبية‪ ‬لفائدة فقراء المغرب حيث أصاب حاملي بطائق‬ ‫راميد‪ ‬وعددهم يتجاوز ‪ 11‬مليون مغربي ومغربية‪ ،‬اليأس من فائدة‬ ‫تلك البطائق التي ال تفيد في شيء وال تضمن حتى حق الولوج إلى‬ ‫المستشفيات والمراكز االستشفائية‪ ،‬فأحرى الوصول إلى العالج! ‪... ‬‬ ‫وأسباب ذلك‪ ،‬حسب الوزير الوردي راجع إلى األزمة البنيوية‬ ‫التي يعيشها قطاع الصحة العمومية‪ ‬وندرة الموارد البشرية‪ ‬وضعف‬ ‫االعتمادات المرصودة للمساعد الطبية «راميد»‪ ‬وعزوف األطباء عن‬ ‫العمل في الصحة العمومية ‪ ،‬وهجرتهم إلى القطاع الخاص حيث‬ ‫يتوزعون أساسا داخل‪« ‬المغرب النافع» بين الرباط والدار البيضاء‬ ‫والجديدة والقنيطرة ‪..‬والحمد هلل رب العالمين‪....‬‬ ‫الوزير الوردي تحدث عن «اإلكراهات» التي تواجه نظام الراميد»‬ ‫خالل تدخله ‪ ‬أمام لجنة القطاعات‪ ‬االجتماعية‪ ‬بمجلس النواب ‪ ‬في لقاء‪ ‬‬ ‫حول ندرة الموارد البشرية بقطاع الصحة العمومية‪ ‬وتقييم أداء نظام‬ ‫المساعدةالطبية‪.‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫الكيف هو السبب‪ ‬‬ ‫بعد أن طمأنت سكان الشمال إلى أن وضع المياه عاد وأنه لن‬ ‫يسجل أي خصاص في تزويد السكان بالماء الصالح للشرب‪ ،‬وأن‬ ‫األوراش الكبرى مفتوحة لضمان توفير ماليين األمتار المكعبة من‬ ‫المياه العذبة ‪ ،‬هذا العام وما يليه من أعوام‪ ،‬هاهي الوزيرة سابقا‪ ،‬كاتبة‬ ‫الدولة حاليا‪ ،‬التطوانية شرفات أفيالل تحمل المزارعين الكبار بإلقليم‬ ‫الشاون‪ ‬المسؤولية في تراجع مخزون الفرشات المائية‪ ‬ببعض جهات‬ ‫اإلقليم‪.‬‬ ‫إال أنها‪ ،‬وعلى عادة وزرائنا األنجاد‪ ،‬فتحت صفحة الوعود أن كل‬ ‫جماعات إقليم الشاون ‪ ،‬وبدون استثناء‪ ،‬إييه‪ ،‬ستستفيد في القريب‬ ‫العاجل‪ ،‬إن شاء اهلل‪ ،‬من الماء الصالح للشرب‪ ‬بعد الفراغ من تشييد‬ ‫السدود المبرمجة‪ ‬لتعبئة الموارد المائية‪.‬‬ ‫وما على السكان إال أن «ينخرطوا» في «مخطط» حسن تدبير‬ ‫الماء «المفقود» في األمور المنزلية‪ ‬والعزوف عن استعمال الماء «الغير‬ ‫موجود» في زراعات غير قانونية‪.‬‬ ‫الوزيرة ـ كاتبة الدولة ‪ ،‬بلغتها معلومات موثوقة‪ ،‬واهلل العظيم‪ ،‬‬ ‫تفيد أن عددا من سكان‪ ‬الدواوير باإلقليم‪ ‬يعانون من العطش‪ ،‬بسبب‬ ‫«سلوكات مرتبطة بتدبير الماء‪ ...‬كبناء صهاريج لتجميع الماء أو حفر‬ ‫ثقب عميقة للوصول إلى الماء «بدون رخصة»‪...‬انتبهوا اهلل يبارك لنا‬ ‫فيكم‪ ،‬كل ثقبة تحتاج إلى رخصة قانونية ‪ ،‬وملف قانوني‪ ‬وإجراءات قد‬ ‫تتطلب االنتقال إلى الرباط ‪ ،‬ألن األمر في غاية األهمية‪ ،‬وكما ترون‬ ‫فإن ال مسؤولية للوزارة وال للحكومة في ما يحصل بالشاون من ندرة‬ ‫مياه الشرب‪ .‬المشكلة في سلوكنا نحن‪ ،‬كحل الرأس‪ ،‬الذين ال نريد أن‬ ‫نفهم أن الماء «طاقة ثمينة يجب أن نحافظ عليها» وأن نرفض «زريعة»‬ ‫الكيف الجديدة‪ ‬المستوردة ألنها تستنزف ثرواتنا المائية‪! ‬‬ ‫الحكمة كل الحكمة‪ ‬في االحتفاظ بزريعة «الكتامي» المعتق‪ ،‬ألننا‪،‬‬ ‫بذلك‪ ،‬نضرب هدفين بحجر واحد‪« ،‬ندمج الدماغ»‪ ‬ونحافظ على الماء‪.‬‬ ‫واهلل أعلم‪.....!!! ‬‬ ‫‪ ooooo‬‬

‫من أجل عنقود عنب‪! ‬‬ ‫لفظ مواطن أنفاسه األخيرة بعد أن شاهد رجال الشرطة‪ ‬يزجون‬ ‫بطفله الذي لم يكتمل عامه الثاني عشر‪ ،‬بداخل سيارة األمن التي‬ ‫حضرت لمنزل األسرة بمشرع بلقصيري وبكاءه ‪ ‬داخل سيارة األمن‬ ‫وسقط أرضا من قوة الصدمة‪ ‬ليصاب بضيق التنفس ما دفع الشرطة‬ ‫لطلب سيارة إسعاف على وجه السرعة‪ ‬إال أن المستشفى لم يكن يتوفر‬ ‫على جهاز األوكسجين‪ ‬ليتقرر نقل األب إلى مدينة سيدي قاسم‪ ‬ولكن‬ ‫الموت‪ ‬استعجله قبل الوصول ‪.‬‬ ‫تقول األخبار إن حارسة إحدى المدارس‪ ‬باغتت بعض الصبية‬ ‫من بينهم ابن الهالكـ ‪ ‬يتلهون بقطف العنب من شجرة في ملكيتها‪ ،‬‬ ‫تصرف أطفال‪ ،‬فحاصرتهم إلى حين وصول الشرطةالتي أوقفتهم ‪،‬‬ ‫وحين شاهد األب ابنه داخل سيارة رجال األمن انهار وفارق الحياة‪ ‬ليهتز‬ ‫سكان مشرع بلقصيري‪....‬ولكن بعد فوات األوان‪.‬‬ ‫على‪ ‬رقبة من نعلق مسؤولية‪ ‬هذه الفاجعة ؟‪! ‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬غ�شت ‪2017‬‬

‫العدد ‪902‬‬

‫المثليون في المغرب‪ ،‬معاناة مع المجتمع‪،‬‬ ‫خرق لمواثيق حقوق اإلنسان الدولية و تصادم‬ ‫مع الذات البشرية‬ ‫بعد شهرين تقريبا من تأكيد مصطفى الرميد‪ ،‬وزير الدولة المكلف بحقوق اإلنسان‪ ،‬خالل تواجده بجنيف في‬ ‫إطار اإلستعراض الدوري الشامل لحقوق اإلنسان‪ ،‬أن المغرب “متمسك برفض كل الممارسات التي تمس بالنظام‬ ‫العام األخالقي من قبيل الحرية الجنسية خارج مؤسسة الزواج‪ ،‬والمثلية”‪ ،‬جاء الرد سريعا من ‪ ‬قبل “الرابطة الدولية‬ ‫للمثليين‪ ‬والسحاقيات وثنائي الجنس والمتحولين جنسيا”‪ ،‬التي صنفت في تقرير لها‪ ،‬قدم بمناسبة اليوم العالمي‬ ‫للـ”جاموفوبيا أو فوبيا الزواج”‪ ،‬المغرب ضمن الـ‪ 72‬دولة في العالم التي تعتبر المثلية جريمة يتوجب المعاقبة‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫التقرير وضع‪ ،‬كذلك المغرب‪ ،‬ضمن ‪ 57‬دولة ‪ ‬قد تصل فيها العقوبة الحبسية على المثلية الجنسية إلى ‪ 14‬سنة‬ ‫سجنا‪ ،‬كما هو حاصل في مجموعة من الدول األفريقية التي تعاني فيها هذه “األقليات”‪.‬‬ ‫التقرير كشف أن الضغط ‪ ‬والتضييق ازدادا على األقليات الجنسية في شمال إفريقيا والشرق األوسط سنة ‪2016‬‬ ‫بسبب التغيرات السياسات التي تعرفها المنطقة وتصاعد نفوذ الحركات اإلسالمية‪،‬هذا بدا جليّا في المغرب وتونس‬ ‫وتركيا والجزائر وليبيا”‪ ،‬غير أن هذا الضغط في المغرب لم يصل إلى‬ ‫حد الوضع “الخطير” الذي يعيشه المثليون في إيران والسعودية‪،‬‬ ‫حسب التقرير‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من إشارة هذا التقرير الدولي إلى أن المغرب يعاقب‬ ‫المثليين بـ‪ 14‬سنة سجنا‪ ،‬فإنه لم يثبت في السنوات األخيرة الحكم‬ ‫على أي مثلي بالمملكة المغربية بـ‪ 14‬عاما سجنا‪ ،‬إال أنه تم تسجيل‬ ‫اعتقال ومتابعة بعض المثليين الذين تم اإلعتداء عليهم السنة‬ ‫الماضية بينما بقي المعتدون أحرارا‪.‬‬

‫طنجة القريبة من مضيق جبل طارق‪ ،‬كانت ألسباب استراتيجية‬ ‫منطقة دولية‪ ،‬منفصلة عن منطقة الحماية الفرنسية في الفترة ما‬ ‫بين ‪ 1923‬و‪ .1956‬هذه الفترة من تاريخها سمحت لها بأن تصبح‬ ‫منطقة متميزة ثقافيا‪ ،‬خاصة بعد الحرب‪ ،‬بعدما أصبحت تستقطب‬ ‫أعالما أدبية أميركية‪ ،‬من شعراء وروائيين أرادوا عيش نمط مختلف‬ ‫في الحياة‪ ،‬ال يمكن العثور عليه في الواليات المتحدة في ذلك الوقت‪،‬‬ ‫واختاروا بذلك واحدة من أكثر المدن التي تنعم بدفء أشعة الشمس‪،‬‬ ‫وتعيش على التفاعل الثقافي الغربي األندلسي‪.‬‬

‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫حادثتان وغيرهما من الحوادث تبين وضع المثليين جنسيا ومدى معاناتهم في المغرب‪ ،‬والقانون الجنائي‬ ‫المغربي ينص في المادة ‪ 489‬على أن «كل مجامعة بخالف الطبيعة يُعاقب عليها بالحبس من ستة أشهر إلى ثالث‬ ‫سنوات»‪ ،‬هذا على الرغم من أن منظمة الصحة العالمية كانت قد أقرت في ‪ 17‬مايو من العام ‪ 1992‬أن المثلية‬ ‫الجنسية ليست مرضا نفسيا‪ ،‬وهو التاريخ الذي تم فيه إعالن اليوم العالمي لمحاربة رهاب المثلية الجنسية‪.‬‬

‫شهادات حية ‪:‬‬

‫«حاول أخي قتلي وأريد الهروب»‬

‫لؤي مثلي من طنجة‪ ،‬ال تختلف قصته عن قصة غيره من المثليين‪ ،‬بدأ يشعر بمثليته ويحس باإلنجذاب إلى‬ ‫أقرانه من الذكور وهو في سن الثالثة عشرة‪ ،‬يقول في حديثه معنا «لم أكن أفهم تماما ما الذي يحصل معي‪ ،‬ألنني‬ ‫لم أكن أستطيع أن أفاتح والدي وال أصدقائي في الموضوع‪ .‬بقيت أعيش‬ ‫مع أسئلتي في خوف حتى اكتشفت موقعا على األنترنت خاصا بالمثليين‪،‬‬ ‫وهناك عرفت أنني ال أعاني من أي مرض نفسي و أن هذا ميول من‬ ‫الطبيعة»‪.‬‬ ‫بعد ثالث سنوات‪ ،‬تعرض لؤي لمحاولة قتل من طرف شقيقه حين‬ ‫ضبطه في غرفته وهو يضع الماكياج على وجهه‪« ،‬لم يترك عنقي حتى‬ ‫هرعت أمي إلى الغرفة لتنقذني من الموت» ويضيف «يوما ما سألجأ إلى‬ ‫بلد آخر حيث أمارس حريتي‪ ،‬فحتى جمعياتنا ال تدافع عنا ضد الظلم الذي‬ ‫نتعرض له»‪.‬‬

‫في المقابل‪ ،‬كشف التقريرعلى أن وضع المثليين في المغرب‬ ‫يعتبر أحسن مقارنة مع وضعهم ‪ ‬في دول مثل السعودية وموريتانيا‬ ‫والسودان وأفغانستان التي يتم فيها إعدامهم‪.‬‬ ‫و مع أنه ال يزال موضوع المثلية الجنسية في المغرب واحدا من‬ ‫التابوهات‪ ،‬وال يزال المثليون يعانون من نظرة المجتمع الدونية لهم‬ ‫ومن اإلحساس بالذنب والنقص‪ .‬كما أنهم يعاقبون على مثليتهم‬ ‫بموجب القانون وبموجب األعراف والتقاليد االجتماعية‪ ،‬إال أننا لن‬ ‫نغض بصرنا عن هذا التابو بل سنحاول أن نتكلم عنه من خالل وقائع‬ ‫تاريخية تخص مدينة طنجة و باقي مدن المغرب‪.‬‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬

‫«لم أخبر أحدا بميولي ولن أعيش هنا بقية‬ ‫حياتي»‬ ‫ابتسام لشكر‬ ‫تتضامن‬ ‫مع مثليي‬ ‫المغرب في‬ ‫مونتريال‬

‫لكن عليل طنجة مات منذ زمن طويل‪ ،‬منذ أن تم استعادتها من‬ ‫قبل الدولة بعد انقضاء عهد الحماية منذ ‪ ،1956‬إذ هاجرتها الجالية األجنبية منذ سنة ‪ 1960‬التي طبعت في ذاكرة‬ ‫األجانب بفضيحة كبيرة تسبب فيها إلقاء القبض على مجموعة منهم‪ ،‬بتهمة ارتكاب جرائم جنسية وأخرى متعلقة‬ ‫بتعاطي المخدرات‪ ،‬كما تم إغالق العديد من بيوت الدعارة‪ ،‬لتنتقل بعدها الموجة إلى مراكش لكنها اختصت هناك‬ ‫بالتنقيب على المثليين‪.‬‬ ‫حياة المثليين هناك اقتصرت على بعض األماكن‪ ،‬كالحمامات الشعبية‪ ،‬والصفوف الخلفية من دور السينما‪ ،‬وقد‬ ‫كان الناس هناك على دراية تامة باألمر‪ .‬كما اشتهرت الفترة األبرز في يوميات المثليين بمراكش بأحداث دارت في‬ ‫ساحة جامع الفنا‪ ،‬الساحة الرئيسية المحاذية للسوق الواقع في قلب المدينة القديمة‪ ،‬باإلضافة إلى الحدائق المجاورة‬ ‫لمسجد الكتبية وشارع محمد الخامس الواقع بين أحياء المدينة الجديدة والعتيقة‪ ،‬التي كانت نقاطا ساخنة‪ ،‬فعلى‬ ‫الرغم من أن كل الحانات المتواجدة هناك‪ ،‬لم تكن منها وال واحدة مخصصة للمثليين‪ ،‬إال أنها كانت تعج بالسماسرة‬ ‫المتخصصين في تلبية طلبات الزبناء الغربيين في المقام األول‪ ،‬الذين كانوا يقصدون تلك النوادي ً‬ ‫بحثا عن المتعة‬ ‫والرفقة‪.‬‬ ‫األدبيات المتعارف عليها والتي تل ّقن للمسافرين والزوار المثليين الذين يختارون التوجه لقضاء عطلهم في‬ ‫المغرب‪ ،‬والذين يتوافدون على البلد بقدر كبير منذ زمن‪ ،‬على الرغم من معرفتهم بالقوانين واألعراف اإلجتماعية‬ ‫السائدة فيه والمعادية لطبيعتهم‪ ،‬يبقى المغرب وجهة‬ ‫رئيسية للكثيرين منهم‪ ،‬سواء من الجنسية البريطانية‪ ،‬أو‬ ‫الفرنسية‪ ،‬أو األلمانية‪ ،‬الذين يتم إشعارهم قبل وصولهم إلى‬ ‫هناك بالوضع السائد‪ ،‬ويتم تنبيههم لعدم إظهار ميوالتهم‬ ‫أمام العامة‪ ،‬كما يتم نصحهم بفنادق وإقامات تقليدية دأبت‬ ‫على استضافة المثليين‪ ،‬ولكن يشترط عليهم أن يلتزموا‬ ‫بالمبادئ التوجيهية‪ ،‬على اعتبار أن الشرطة لن تتوانى في‬ ‫إلقاء القبض عليهم إن هم أظهروا حقيقتهم في الشارع‪.‬‬ ‫الوضع يكون مختلفا تماما‪ ،‬إذا ما كان لهذا األجنبي‬ ‫عالقة بالمواطنين المغاربة‪ ،‬الذين سيتعرضون لإلعتقال إن‬ ‫تم التبليغ عليهم‪ ،‬كما سيعانون من نظرات اإلزدراء‪ ،‬والرفض‬ ‫من قبل أسرهم‪ ،‬ونعتهم بألفاظ بذيئة‪ ،‬هذه كيفية التعامل‬ ‫مع الرجال المثليين بالمجتمع المغربي‪.‬‬ ‫عبد اهلل الطايع‪ ،‬الكاتب والمخرج المغربي الذي يعيش‬ ‫حاليا في المنفى‪ ،‬كتب في صحيفة الغارديان‪ ،‬أن المثليين « ال‬ ‫يتمتعون برحمة أحد»‪ ،‬موضحا «حياتك يمكن أن تنقلب رأسا‬ ‫على عقب في أيّ لحظة في المغرب بسبب ميوالتك الجنسية»‪.‬‬ ‫و حول الفرق في التعامل مع مثلي مغربي وآخر أجنبي زائر‬ ‫فقط‪ ،‬فقد أوضح الطايع أن التعامل يختلف مع اإلثنين بشكل‬ ‫واضح تماما‪ ،‬فحسبه يتم التعامل مع المواطنين المغاربة‪ ،‬من‬ ‫قبل مجتمعهم ودولتهم بطريقة تجعلهم يشعرون بالحقارة‪.‬‬ ‫قبل عامين من اآلن‪ ،‬استقل مثلي سيارة أجرة للعودة إلى منزله‪ ،‬وحين علم السائق بأمره طلب منه أجرة‬ ‫مضاعفة وسلب منه هاتفين ذكيين ومبلغا من المال ومزق مالبسه ثم بدأ بالصراخ ليهجم عليه الناس في الشارع‬ ‫وينهالوا عليه بالضرب والركل‪ ،‬بعد إفالته توجه إلى الشرطة لتقديم شكوى ضد من اعتدى عليه‪ ،‬لكنها قامت‬ ‫بتوقيفه هو بدل من اعتدوا عليه‪ ،‬وظل محتجزا حتى اليوم التالي‪.‬‬ ‫في بني مالل أيضا السنة الفارطة‪ ،‬تم اإلعتداء على مثليين وإرغامهما على الخروج عاريين إلى الشارع وسط‬ ‫سيل من الشتائم والسباب‪ .‬ورغم ذلك صدرت أحكام قضائية بإدانتهما‪.‬‬

‫أمين (‪ 29‬عاما) ال يخفي أنه متردد جدا في إخبار والديه بمثليته‪،‬‬ ‫ألنهما «لن يقبال بذلك»‪ ،‬على حد تعبيره‪ .‬يروي قصته بكثير من الحزن‪:‬‬ ‫«حين بدأت مراهقتي‪ ،‬اكتشفت أنني أسحر بعالم الذكور وبأجسادهم‪،‬‬ ‫وال أهتم بالبنات أبدا» ويضيف «والداي ال يعرفان ميولي‪ ،‬ولكنني أشعر‬ ‫أنهما يشكان في شيء‪ ،‬فقد فاتحاني في موضوع الزواج أكثر من مرة‪،‬‬ ‫واستغربا عدم وجود أي فتاة في حياتي»‪ .‬ويعترف أمين أنه ال يستطيع‬ ‫إخبار أحد بمثليته ألنه يعيش في بلد «ال يحترم المثليين‪ ،‬وال أحد‬ ‫سيقبله‪« .‬أفضل أن أخفي األمر على أن أعيش بقية حياتي منبوذا أو‬ ‫وراء القضبان‪ .‬يمكنك أن تتوقع أي شيء من هؤالء الناس‪ ،‬قد يقتلونني‬ ‫بسبب هذا‪ ،‬ولذلك أشعر بالخوف طوال الوقت من أن يكتشف أحد أمري»‪.‬‬ ‫وعلى غرار لؤي وأمين‪ ،‬ال تتصور أمل (شابة مثلية)‪ ،‬حياتها في‬ ‫المغرب‪« ،‬أنا وصديقتي اآلن نشتغل كثيرا لنجمع المال حتى نستطيع‬ ‫الهروب من هنا»‪ ،‬طردها والدها من المنزل بعدما سمع إشاعات تدور‬ ‫حول مثليتها‪.‬‬ ‫«كان ذلك قبل ثالث سنوات‪ .‬حاولت بعد ذلك أن أكلمه وأن أعود‪ ،‬لكنه لم يرحمني وأخبرني أنني لم أعد ابنته»‪.‬‬

‫«مالي» للدفاع عن األقليات الجنسية بالمغرب‬

‫ابتسام لشكر‪ ،‬واحدة من مؤسسي حركة «مالي» للدفاع عن الحريات الفردية‪ ،‬كسرت جدار الصمت في ما‬ ‫يخص النضال من أجل حقوق المثليين في المغرب‪ ،‬فالحركة تناضل ضد رهاب المثلية الجنسية منذ سنة ‪ ،2012‬عن‬ ‫طريق مجموعة من األنشطة وحمالت التوعية داخل و خارج المغرب «من أجل وضع األصبع على القوانين التي تعاقب‬ ‫المثلية والعالقات الجنسية خارج إطار الزواج» تقول ابتسام عن ما تهدف إليه الجمعية‪.‬‬ ‫وتشتغل «مالي» بالتعاون مع مجموعة من الجمعيات في فرنسا وبلدان أخرى‪ ،‬عن طريق عقد شراكات مع‬ ‫جمعيات تساعد المثليين وترافقهم داخل الدول المغاربية‪ ،‬حيث تقوم بعرض صور تندد برهاب المثلية بالمغرب في‬ ‫الكثير من األنشطة ومنها ‪ Pride‬في باريس أو إنجلترا‪.‬‬ ‫المفكر والكاتب األمازيغي أحمد عصيد‪ ،‬أعرب في وقت سابق‬ ‫عن رفضه التام لمصطلح «الشذوذ الجنسي»‪ ،‬باعتباره مستعمال‬ ‫من طرف «العدائيين»‪ ،‬موضحا أن المصطلح يشمل الكثير من‬ ‫الجرائم‪ ،‬من بينها اغتصاب األطفال‪ ،‬كما تعترف منظمات حقوق‬ ‫اإلنسان بالدول المتقدمة بهؤالء المواطنين المثليين الذين‬ ‫ال يختلفون عن البقية إال في ميولهم الجنسي الذي يعتبر حقا‬ ‫من حقوقهم المشروعة‪ ،‬مستطردا بالقول‪« :‬المثليون مواطنون‬ ‫عاديون نجدهم في شتى المجاالت‪ ،‬منها مجاالت الفن كالتمثيل‬ ‫والغناء والرسم‪ ،‬وكذلك في العلوم اإلقتصادية والسياسية‬ ‫والقانونية»‪.‬‬

‫المثلية واألديان ونظرة عامة‪:‬‬ ‫جميع األديان اإلبراهيمية بأغلب طوائفها تحرّم المثلية‬ ‫الجنسية بشكل قطعيّ وتصل عقوبة هذا الفعل بداية من النبذ‬ ‫حتى اإلعدام‪ .‬وفي أوروبا قبل عصر النهضة قد تم إعدام الكثير‬ ‫من المثليين إستناداً ألسس دينية‪ ،‬والجدير بالذكر أن الدين‬ ‫اإلسالمي بإجماع الطوائف والمذاهب كلها يقضي أن المثلي‬ ‫يجب أن يقتل كما قال النبي محمد صلى اهلل عليه و سلم‪” :‬من‬ ‫وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به“‪ ،‬واهلل‬ ‫أعلم إن كان صحيحا أم ال‪.‬‬ ‫ومن هنا نتعجب كيف أن الدين اإلسالميّ السموح بين كل طوائفه ومذاهبه يختلفون فيه على شتى المسائل‬ ‫عاليها وسافلها واألمور التي قد تصل للعقيدة نفسها‪ ،‬ويتفقون على القتل! وبسبــب ميـــول جنسي! أما بالنسبة‬ ‫للديانات الهندية والصينية فمنهم من عارض ومنهم من وافق‪ ،‬لكن لم تصل أي واحدة فيهم لعقوبة اإلعدام‪.‬‬ ‫نرى أن جميع الديانات أو المنظمات والمؤسسات ممن يمنعون المثلية الجنسية بأي وسيلة ما هي إال رجعية وال‬ ‫إنسانية‪ ،‬علينا أن نغير تفكيرنا السائد وتغيير القوانين والتماشي مع العصر‪ ،‬ومن هذا المنطلق أرى بأننا يجب وبعد‬ ‫تحليل ونقاش هذه القضية أن نُسن قوانين تتوافق و حقوق اإلنسان وتمنع التدخل في هيكل الحرية الخاص بالفرد‪،‬‬ ‫لكي يعيش الجميع بسالم‪ .‬فيجب أن تكون غايتنا وغاية القانون وغيرها من المنظمات هي حفظ كرامة اإلنسان دون‬ ‫التعرض له وتعميم السالم بشتى الوسائل‪.‬‬


‫العدد ‪902‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬غ�شت ‪2017‬‬

‫تنظيم مهرجان بحور‬ ‫الشعر بمدينة واد الو‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫أخنوش‪« :‬إقليم الحسيمة يتوفر على مؤهالت كبيرة‬ ‫في مجال األشجار المثمرة»‬ ‫أكد وزير الفالحة والصيد البحري والتنمية القروية‬ ‫والمياه والغابات عزيز أخنوش‪ ،‬يوم الثالثاء بالحسيمة‪ ،‬أن‬ ‫اإلقليم يتوفر على مؤهالت كبيرة في مجال األشجار المثمرة‪.‬‬ ‫وقال السيد أخنوش‪ ،‬في تصريح للصحافة على هامش‬ ‫زيارة لتتبع المشاريع التي يتم إنجازها بإقليم الحسيمة‪ ،‬إن‬ ‫الفالحين بالمنطقة منخرطون في البرامج المندرجة في‬ ‫إطار مخطط المغرب األخضر‪ ،‬مضيفا أن الوزارة مستعدة‬ ‫لإلنصات لحاجيات هؤالء الفالحين بهدف تحسين ظروف‬ ‫عيشهم وعملهم ‪.‬‬ ‫وسجل الوزير أن العديد من المشاريع توجد في طور‬ ‫اإلنجاز بالمنطقة منها بالخصوص ‪ 102‬كلم من السواقي‬ ‫و‪ 104‬كلم من الطرق القروية في إطار برنامج «الحسيمة‪،‬‬ ‫منارة المتوسط»‪ ،‬فضال عن مساحات لغرس أشجار اللوز‬ ‫والتين والزيتون‪ ،‬مشيرا إلى أن هذه المشاريع ستساهم في‬

‫تحسين الظروف السوسيو اقتصادية لساكنة العالم القروي‪.‬‬ ‫وتابع السيد أخنوش أنه تم أيضا خالل هذه السنة حفر‬ ‫‪ 3700‬هكتار من األراضي الزراعية التي سيتم غرسها نهاية‬

‫دجنبر المقبل باألشجار المثمرة ‪ ،‬فضال عن برمجة معامل‬ ‫تحويلية بهدف تثمين المنتوجات الفالحية المحلية‪.‬‬ ‫من جهته أبرز المدير الجهوي للفالحة لجهة طنجة‬ ‫– تطوان – الحسيمة محمد العلمي ودان أن من شأن‬ ‫هذه الزيارة إضفاء دينامية جديدة على المشاريع التي يتم‬ ‫إنجازها سواء في ما يتعلق بغرس األشجار المثمرة أو الري أو‬ ‫فك العزلة عن المناطق القروية‪ ،‬مسجال أن هذه المشاريع‬ ‫سيكون لها انعكاس إيجابي سواء على الفالحين أو على‬ ‫ساكنة المنطقة بشكل عام‪.‬‬ ‫وبعد أن ذكر بأن المنطقة تتميز بطابعها الفالحي‪،‬‬ ‫قال المسؤول الجهوي إن بإمكان الفالحين اإلستفادة من‬ ‫الدعم الممنوح من طرف صندوق التنمية الفالحية ‪ ،‬والذي‬ ‫سيمكنهم من التوفر على الوسائل الضرورية لتحسين‬ ‫اإلنتاج ‪.‬‬

‫في ظل شعار «‪ 10‬سنوات‪ ..‬رؤية ملكية»‪..‬الميناء المتوسطي‬ ‫يغرق في عيوب بال نهاية‬ ‫يحتفل الميناء المتوسطي هذا العام بالذكرى العاشرة‬ ‫لبدء نشاطه االقتصادي‪ ،‬في الوقت الذي ال تزال الكثير من‬ ‫العيوب المشينة تطبع عمل الميناء‪ ،‬سواء في ما يتعلق‬ ‫باألنشطة االقتصادية العالمية أو فيما يتعلق بأنشطة‬ ‫السفر عبر الميناء‪.‬‬ ‫واختارت إدارة الميناء المتوسطي شعار «‪ 10‬سنوات‪..‬‬ ‫رؤية ملكية» من أجل تخليد مرور عقد على بدء أنشطة‬ ‫الميناء الذي صار يعتبر رئة اقتصادية مميزة‪ ،‬في وقت ال‬ ‫تزال قطاعات كبيرة داخل الميناء وفي محيطه تشكو من‬ ‫نقص فظيع في االحترافية وفي اإلنجاز‪.‬‬ ‫ومقابل شعار «‪ 10‬سنوات‪ ..‬رؤية ملكية» الذي تم رفعه‬ ‫على الفتات عمالقة في عدد من مناطق الميناء‪ ،‬فإن إدارة‬ ‫الميناء المتوسطي يبدو أنها لم تنتبه الختالالت فظيعة في‬ ‫الميناء وفي محيطه‪ ،‬من بينها عدد من الحفر الخطيرة التي‬ ‫توجد عند مدخل محطة السفر‪ ،‬والتي يمكنها أن تشكل‬ ‫تهديدا حقيقيا للسالمة الجسدية للمسافرين‪.‬‬ ‫وعند مدخل الميناء الخاص بالمسافرين‪ ،‬يمكن معاينة‬ ‫حفر تتسع لفيل بكامله‪ ،‬وهي حفر توجد داخلها وعلى‬ ‫جنباتها أسالك وقطع حديد يبدو أن مسؤولي الميناء لم‬

‫ينتبهوا إليها في غمرة انشغالهم برفع شعار «‪ 10‬سنوات‪..‬‬ ‫رؤية ملكية»‪.‬‬ ‫عدد من المسافرين اعتبروا أن وجود تلك الحفر سببها‬ ‫أن مسؤولي الميناء يدخلون إلى مكاتبهم عبر أبواب أخرى‬ ‫تحاكي أبواب أحسن الموانئ األوربية‪ ،‬بينما المسافرون‬ ‫يدخلون مشيا على األقدام إلى الميناء عبر هذه األرصفة‬ ‫المليئة بالحفر الخطيرة‪ ،‬في توقيت يعتبر زمن الذروة في‬ ‫عملية السفر حيث يعبر آالف المهاجرين المغاربة يوميا هذا‬ ‫الميناء في إطار عملية العبور السنوية التي تتم كل صيف‪.‬‬ ‫وتمنع إدارة الميناء المتوسطي دخول السيارات الخاصة‬ ‫وسيارات األجرة عبر البوابة المخصصة بالمسافرين التي‬ ‫تبعد بمسافة معتبرة عن األرصفة الخاصة ببواخر السفر‪.‬‬ ‫غير أن مشاكل المسافرين في هذا الميناء ال تقتصر على‬ ‫وجود حفر تهدد سالمتهم‪ ،‬بل هناك عيوب تعد بالعشرات‬ ‫تجعل السفر عبر هذا الميناء‪ ،‬حتى بعد مرور عشر سنوات‬ ‫على إنشائه‪ ،‬يعتبر فعال قطعة من الجحيم‪.‬‬ ‫ما يجري داخل الميناء المتوسطي ال يختلف كثيرا‬ ‫عما يجري في محيطه‪ ،‬حيث تعاني السيارات التي تخرج‬

‫من الميناء من الظالم المحيط بالطرقات المجاورة ألكبر‬ ‫ميناء مغربي‪ ،‬باإلضافة إلى حوادث كثيرة وقعت بالمدارات‬ ‫الطرقية المجاورة للميناء بسبب عيوب هندسية في إنشائها‪.‬‬ ‫ومما يزيد من مخاطر الحوادث بهذه المدارات الطرقية‬ ‫هو خضوعها لعمليات ري مسرفة تستمر ساعات طويلة‪ ،‬مما‬ ‫يؤدي إلى فيضان الماء على حواشي الطرقات المظلمة‪ ،‬مما‬ ‫يؤدي إلى حدوث انزالقات خطيرة‪ ،‬خصوصا لشاحنات النقل‬ ‫الدولي التي تعرض الكثير منها لحوادث خطيرة عند هذه‬ ‫المدارات‪.‬‬ ‫وفي الوقت الذي يتم فيه تبذير الكثير من المياه في‬ ‫هذه المدارات والعشب الموجود على حواشي الطرقات‪ ،‬فإن‬ ‫القرى المجاورة للميناء المتوسطي ال تزال أغلبها تعاني من‬ ‫شح كبير في المياه‪ ،‬وتعتمد أغلبها على مياه اآلبار‪.‬‬ ‫وسبق لسكان عدد من القرى في منطقة فحص أنجرة‬ ‫المجاورة للميناء أن تقدموا‪ ،‬منذ سنوات‪ ،‬بطلب تزويدهم‬ ‫بشبكة الماء الشروب‪ ،‬وال يزالون ينتظرون هذا الربط حتى‬ ‫اليوم‪ ،‬كما أن عددا من المدارس واإلعداديات المجاورة‬ ‫للميناء ال تتوفر على شبكة المياه‪ ،‬وال حتى على مراحيض‪.‬‬

‫تراجع منسوب مياه الشرب بإقليم الحسيمة يدفع الجهات الوصية‬ ‫للجوء إلى المياه الجوفية‬

‫كشفت مصادر مطلعة أن شبح العطش أضحى يهدد‬ ‫إقليم الحسيمة بأكمله‪ ،‬وذلك في ظل النقص الحاد في‬ ‫منسوب مياه السدود المجاورة‪ ،‬ويأتي هذا تزامنا وإعالن‬ ‫المديرية الجهوية للمنطقة الوسطى الشمالية للمكتب‬ ‫الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب‪ ،‬عن طلبات العروض‬ ‫لمشروع تدعيم تزويد مدينة الحسيمة والمركز التابع لها‬ ‫بالمياه الجوفية‪.‬‬ ‫وذكرت بعض المصادر أن هذه الخطوة تأتي في ظل‬ ‫هذا الشبح الذي يهدد المنطقة‪ ،‬لمواجهة نقص المياه‬ ‫بإقليم الحسيمة‪ ،‬نظرا للتراجع الكبير في مخزون الماء‬ ‫بسد محمد بن عبد الكريم الخطابي‪ ،‬الذي يعتبر المزود‬

‫الرئيسي للمنطقة الشرقية من اإلقليم بهذه المادة‬ ‫الحيوية‪.‬‬ ‫ووفق بعض المعطيات المتوفرة‪ ،‬فإنه‪ ،‬في مقابل هذه‬ ‫المشاريع المستعجلة‪ ،‬ينتظر أن يعرف إقليم الحسيمة إنجاز‬ ‫مجموعة من المشاريع التي ستؤمن تزويد المنطقة بالماء‬ ‫الصالح للشرب على المستويين البعيد والمتوسط‪ ،‬علما أن‬ ‫كاتبة الدولة المكلفة بالماء أكدت‪ ،‬في وقت سابق‪ ،‬أن تزويد‬ ‫السكان المحليين بهذه المادة الحيوية مؤمن على المدى‬ ‫البعيد بفضل المشاريع الكبرى الجاري إنجازها‪ ،‬خاصة محطة‬ ‫تحلية ماء البحر التي يشرف عليها ويمولها المكتب الوطني‬

‫للكهرباء والماء الصالح للشرب‪ ،‬حيث رصد له غالف مالي‬ ‫إجمالي بقيمة ‪ 300‬مليون درهم‪.‬‬ ‫يشار إلى أن مشروع سد «غيس» سيمكن من تأمين‬ ‫تزويد مدينة الحسيمة والمراكز المجاورة بالماء الشروب‪،‬‬ ‫فضال عن حماية المناطق المعرضة للفيضانات‪.‬‬ ‫وكانت عدد من األصوات المحلية قد طالبت بضرورة‬ ‫إيجاد حل لهذه المعضلة‪ ،‬قصد سد الطريق أمام لوبيات‬ ‫تستغل هذا األمر‪ ،‬لسقي حقول الكيف‪ ،‬سيما في الجبال‬ ‫المجاورة لتارجيست وغيرها من المناطق‪ ،‬بهذه المادة‬ ‫الحيوية‪ ،‬ما يهدد المنطقة بأكملها‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫السينغال ضيف المهرجان الدولي لموسيقى العالم بطنجة‬ ‫السينغال هو البلد الذي وقع عليه اختيار منظمي‬ ‫المهرجان الدولي لموسيقى العالم والفنون اإلفريقية‬ ‫(ووماف)‪ ،‬ليكون ضيف الدورة الثانية التي ستستضيفها‬ ‫مدينة طنجة‪ ،‬شهر شتنبر المقبل‪ ،‬تحت شعار‪« :‬معا لتثمين‬ ‫التراث الغني لقارتنا اإلفريقية»‪.‬‬ ‫وعلى مدى ثالثة أيام‪ ،‬سيكون الجمهور على موعد مع‬ ‫سهرات موسيقية يحييها فنانون مغاربة وأفارقة وعالميون‪،‬‬ ‫على غرار شيخ تيديان سيك (مالي) وماريما فال (السينغال)‬ ‫وسارو (السينغال) وزوك ماشين (غوادالوبي) وسيرج أنانو‬ ‫(بنين) وسعيدة فكري (المغرب) وكناوة بنات طنجة (المغرب)‬ ‫و بي إي سي (هايتي)‪ ،‬وكومب كوين (الغابون)‪.‬‬ ‫وحسب مؤسسة ديتشن ـ كوك المنظمة للمهرجان‪،‬‬

‫تحت رعاية الملك‪ ،‬فإن هذه التظاهرة الفنية‪ ،‬التي ستحتفي‬ ‫في دورتها الثانية بالسينغال‪ ،‬تروم تشجيع التمازج‬ ‫الموسيقي والفني بين مختلف الفنانين األفارقة جنوب‬ ‫الصحراء ونظرائهم المغاربة‪ ،‬ومن خالل ذلك دعم بروز‬ ‫مواهب جديدة‪ ،‬وتعريف العالم بقارة إفريقية معتزة وإيجابية‬ ‫وغنية ومتنوعة ومتعددة الثقافات‪.‬‬ ‫كما سيتم عقد ندوات موضوعاتية رفيعة المستوى‬ ‫حول مواضيع تتعلق بالموسيقى والفنون والثقافة بإفريقيا‪،‬‬ ‫سيؤطرها عدد من المختصين البارزين من المغرب‬ ‫والسينغال وكوت ديفوار‪.‬‬ ‫وستتطرق الندوات‪ ،‬على الخصوص‪ ،‬إلى مواضيع من‬ ‫قبيل «الثقافة كلحمة للعالقات جنوب ـ جنوب بين المغرب‬

‫والبلدان اإلفريقية جنوب الصحراء»‪ ،‬و«التمازج الموسيقي‬ ‫المغرب ـ إفريقيا ‪ ..‬ألي جمهور ؟»‪ ،‬و«الفن والصناعة‬ ‫التقليدية المغربية ‪ ..‬الجذور واآلفاق»‪ ،‬و«نظرة على الفن‬ ‫المعاصر اإلفريقي»‪.‬‬ ‫كما يتضمن برنامج المهرجان تنظيم ورشات فنية حول‬ ‫الموسيقى والفنون والقصص المصورة والثقافة اإلفريقية‬ ‫موجهة لألطفال واليافعين‪ ،‬ومعرضا للفن المعاصر لفائدة‬ ‫الرسامين التشكيليين والموسيقيين‪ ،‬والذين سيقدمون‬ ‫خالله لوحاتهم وعروضهم المعاصرة والتقليدية‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى حفل لتذوق أشهر األطباق اإلفريقية‪.‬‬ ‫يذكر أن الدورة األولى من المهرجان انعقدت من ‪13‬‬ ‫إلى ‪ 15‬أكتوبر ‪ ،2016‬وحلت عليها بوركينافاسو كضيف‬ ‫شرف‪.‬‬

‫شهدت مدينة واد الو الهادئة على مدار ثالثة‬ ‫أيام صادفت نهاية األسبوع الماضي‪ ،‬الدورة األولى‬ ‫من مهرجان بحور الشعر المنظم ببادرة من دار الشعر‬ ‫تبنتها ورعتها جماعة واد الو حتى ظهرت للوجود‬ ‫بدعم من بيت الشعر بالمغرب‪.‬‬ ‫وتنوعت فقرات هذا المهرجان الثقافي الفريد‬ ‫بين افتتاح مكتبة شاطئية على شاطئ واد الو‪،‬‬ ‫وتنظيم ورشة الرسم لفائدة األطفال بذات الفضاء‪،‬‬ ‫ومسابقة إلقاء الشعر لفائدة األطفال والشباب من‬ ‫أبناء المنطقة ومختلف المدن المغربية ومغاربة العالم‬ ‫الذين يترددون على شاطئ واد الو خالل العطلة‬ ‫الصيفية‪.‬‬ ‫وأبى عدد من الشعراء والفنانين إال أن يسهموا‬ ‫في إغناء فقرة مهمة من فعاليات بحور الشعر بواد الو‪،‬‬ ‫عبر إشرافهم الفعلي والمباشر على ورشتي التشكيل‬ ‫وإلقاء الشعر بفضاء الشاطئ‪ ،‬والتي حظيت بمتابعة‬ ‫كبيرة من الجمهور الناشئ التمعطش للنهم من‬ ‫المبادئ األول للفن التشكيلي ولألدب الشعري‪.‬‬ ‫هذا المهرجان االحتفالي الحالم لم يكن ليقدم‬ ‫في حلته البهية تلك‪ ،‬دون المشاركة والدعم القيمين‬ ‫من حكومة الشارقة بدولة اإلمارات العربية المتحدة‪،‬‬ ‫حيث أشاد رئيس جماعة واد الو في كلمة له أثناء‬ ‫الحفل االفتتاحي للتظاهرة‪ ،‬بالتفاتتها النبيلة لدعم‬ ‫هذا الملتقى الشعري الراقي‪ ،‬كما نوه بدعم وزارة‬ ‫الثقافة واالتصال وبيت الشعر في المغرب‪ ،‬من أجل‬ ‫احتضان تظاهرة «بحور الشعر»‪ ،‬واستضافة ضيوفها‬ ‫والمشاركين فيها‪ .‬وأعرب المتحدث ذاته في مداخلته‬ ‫القصيرة‪ ،‬عن طموح جماعته وشركائها في جعل‬ ‫هذه التظاهرة موعدا شعريا متميز‪ ،‬وطنيا ثم إقليميا‬ ‫ودوليا‪.‬‬ ‫وانطلقت ليلة الشعر داخل فضاء المكتبة‬ ‫الشاطئية مع الشاعر والزجال الساخر بوعزة صنعاوي‪،‬‬ ‫وهو يقدم قصائده من الشعر العامي المغربي‪ ،‬تالها‬ ‫تألق الشاعرة المغربية فاطمة الزهراء بنيس وهي‬ ‫تشنف أسماع الحضور بقصائد فيها من رقة المكان‬ ‫وشاعريته الشيء الكثير‪.‬‬

‫المساء‪ :‬رضوان الحسوني‬

‫طنــجـــة‬ ‫المدينة القديمة‪:‬‬

‫اعتراض سبيل المارة ليالً‬ ‫وخالل الصباح الباكر‬

‫وقعت‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬عدة اعتداءات على المارة‪ ،‬وخاصة‬ ‫بالمدينة القديمة‪.‬وحسب مصدر مطلع‪ ،‬فإن مجموعة من‬ ‫المنحرفين وقطاع الطرق نفذوا عملياتهم اإلجرامية‪ ،‬منذ‬ ‫بضعة أيام في حق عابري الطريق‪ ،‬حيث اعترضوا سبيلهم‪،‬‬ ‫وسلبوهم ما بحوزتهم‪ ،‬تحت تهديدهم‪ ،‬بواسطة أسلحة‬ ‫بيضاء‪ ،‬وذلك خالل الساعات األولى من الصباح بشارع‬ ‫«إيطاليا»‪.‬‬ ‫وأضاف مصدرنا أن المعتدين يستغلون ظرفية فصل‬ ‫الصيف‪ ،‬وما يعرفه من حركة سياحية‪ ،‬داخلية وخارجية‪،‬‬ ‫تتميز بها المدينة التي تصبح‪ ،‬بالمناسبة‪ ،‬قبلة للسياح‬ ‫اآلتين من كل حدب وصوب‪ ،‬وبالتالي تنفتح شهية‬ ‫المنحرفين أمام تنفيذ اعتداءاتهم على األبرياء‪ ،‬والمتجلية‬ ‫في استعمال العنف في حقهم‪ ،‬وسرقة بعض أغراضهم‬ ‫وأمتعتهم‪ ،‬بدءا من شارع «إيطاليا» إلى غاية زنقة بنعلييم»‬ ‫وبعض الدروب األخرى لحي القصبة‪.‬‬ ‫وأضاف ذات المصدر أن عناصر الشرطة ألقت القبض‬ ‫على ثالثة أشخاص متفرقين كانوا يهددون سالمة وأمن‬ ‫المواطنين‪ ،‬بالمكان المذكور‪ ،‬بينما ظل أحدهم بعيدا عن‬ ‫قبضتهم‪ ،‬حيث الزال يتربص بالمارة‪ ،‬ليال‪ ،‬أوخالل الصباح‬ ‫الباكر‪ ،‬مستعينا بسيف !‬ ‫ويأمل السكان والتجار والمارة أن يتم الرفع من نسبة‬ ‫الدوريات األمنية بهذه المنطقتة‪ ،‬خاصة وأنها تعرف رواجا‬ ‫تجاريا مهما‪ ،‬كما تجلب السياح‪ ،‬مما يجعل استتباب األمن‬ ‫بها مسألة ضرورية‪ ،‬بل وملحة ‪.‬‬

‫م‪.‬إمغران‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬غ�شت ‪2017‬‬

‫العدد ‪902‬‬

‫إقتصاد‬ ‫البنك الشعبي يطلق بنكه التشاركي «بنك اليسر»‬

‫أعلن البنك الشعبـــي عن إطــالق خدمات‬ ‫البنك التشاركي عبر «بنك اليسر»‪ ،‬وذلك بعد‬ ‫حصوله على ترخيص العمل بنظام البنك‬ ‫التشاركي‪ ،‬ونشر رأي المطابقة المتعلق بنموذج‬ ‫عقود الحساب وعقود المرابحة العقارية من قبل‬ ‫اللجنة الشرعية والمالية التشاركية يوم ‪20‬‬ ‫يوليوز الماضي‪.‬‬ ‫ويطمح البنك في المساهمة بشكل فعال في‬ ‫إنجاز نظام األبناك التشاركية في المغرب‪ .‬وقال البنك في بالغ له إنه شرع في تقديم خدماته‪ ،‬بوكالة‬ ‫أنفا بالدار البيضاء‪ ،‬مشيرا إلى أنه ستعمل على تلبية احتياجات زبنائه بخصوص منتجات وخدمات‬ ‫النظام المالي التشاركي‪ ،‬ويسعى من خالل ذلك إلى تقديم تجربة بنكية فريدة‪.‬‬ ‫ويعتبر «بنك اليسر» ثمرة شراكة بين مجموعة البنك الشعبي ومجموعة «جايدانس فينانسيال‬ ‫غروب» الدولية الفاعلة في التمويل التشاركي‪.‬‬ ‫وأوضح بالغ البنك أن خبرة المجموعتين ستمكن «بنك اليسر» من تقديم مجموعة من المنتجات‬ ‫والخدمات ذات جودة وتنافسية عالية‪ .‬ويسعى «بنك اليسر» التشاركي إلى مواكبة مختلف فئات الزبناء‬ ‫سواء الخواص أو المهنيين أو المقاوالت‪ ،‬ويقترح تغطية جميع متطلباتهم من خالل شبكة وكاالت‬ ‫بنكية خاصة‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫صندوق النقد الدولي على «استمرار أهلية» المغرب‬ ‫لالستفادة من خط الوقاية والسيولة‬

‫جدد مجلس إدارة صندوق النقد الدولي‬ ‫التأكيد‪ ،‬يوم الثالثاء بواشنطن‪ ،‬على «استمرار‬ ‫أهلية» المغرب لالستفادة من خط الوقاية‬ ‫والسيولة‪ .‬وذكر بالغ للمدير العام المساعد‬ ‫لصندوق النقد الدولي‪ ،‬ديفيد ليبتون‪ ،‬أن‬ ‫«مجلس إدارة صندوق النقد الدولي استكمل‪،‬‬ ‫في فاتح غشت ‪ ،2017‬المراجعة الثانية لالتفاق‬ ‫برسم خط الوقاية والسيولة‪ ،‬وجدد التأكيد على‬ ‫أن المغرب يواصل استيفاء الشروط المطلوبة لالستفادة منه»‪.‬‬ ‫وأكد السيد ليبتون‪ ،‬الذي يشغل أيضا منصب الرئيس بالنيابة لمجلس إدارة المؤسسة المالية‪ ،‬أن‬ ‫«األسس االقتصادية الجيدة للمغرب والتنفيذ السليم للسياسات ساهما في النتائج الماكرواقتصادية‬ ‫القوية للسنوات األخيرة»‪ ،‬مبرزا أنه من المنتظر أن تتقلص االختالالت الخارجية خالل سنة ‪2017‬‬ ‫وتبقى االحتياطيات الدولية عند مستوى مريح‪.‬‬ ‫كما رحب المسؤول بصندوق النقد الدولي بوضعية الميزانية التي «تتطور بشكل إيجابي» في‬ ‫المغرب‪ ،‬في حين يرتقب أن يتقلص العجز خالل سنة ‪ 2017‬وذلك بفضل متانة اإليرادات والتحكم في‬ ‫النفقات‪.‬‬ ‫وبخصوص النمو‪ ،‬اعتبر السيد ليبتون أنه من المنتظر أن ينتعش خالل سنة ‪ ،2017‬قبل أن تتسارع‬ ‫وتيرته تدريجيا على المدى المتوسط‪ ،‬شريطة تحسن الظرفية الخارجية وتنزيل اإلصالحات بشكل‬ ‫فعال‪.‬‬ ‫وقال في هذا الصدد «إن االتفاق المبرم مع صندوق النقد الدولي في إطار خط الوقاية والسيولة‬ ‫يبقى بمثابة تأمين مفيد ضد المخاطر الخارجية ويواكب تنفيذ السياسات االقتصادية للسلطات»‪.‬‬ ‫وأكد أن السلطات عازمة على مواصلة تنفيذ سياسات حكيمة‪ ،‬مشيرا إلى أن «البرنامج االقتصادي‬

‫للحكومة الجديدة يتوافق مع اإلصالحات األساسية المتفق عليها في إطار االتفاق برسم خط الوقاية‬ ‫والسيولة‪ ،‬بينها تلك التي تهدف إلى التخفيف من هشاشة الميزانية والهشاشة الخارجية‪ ،‬مع تعزيز‬ ‫أسس نمو أقوى وأكثر اندماجا»‪ .‬وأشاد السيد ليبتون أيضا باإلصالحات التي قامت بها الحكومة‬ ‫المغربية‪ ،‬السيما اعتماد القانون المتعلق بالبنك المركزي ومواصلة تنفيذ توصيات برنامج تقييم‬ ‫القطاع المالي لسنة ‪ ،2015‬التي تساهم‪ ،‬برأيه‪ ،‬في تعزيز األجهزة المنظمة للسياسة المطبقة في‬ ‫القطاع المالي‪.‬‬ ‫يشار إلى أن اتفاق خط الوقاية والسيولة الذي يمتد لسنتين لفائدة المغرب‪ ،‬بقيمة ‪ 3،42‬مليار‬ ‫دوالر‪ ،‬تمت الموافقة عليه من قبل مجلس إدارة صندوق النقد الدولي في يوليوز ‪ ،2016‬واستكملت‬ ‫المراجعة األولى في ‪ 15‬ماي ‪.2017‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫بنك المغرب يرصد أزيد من ‪ 12‬ألف ورقة مالية مزورة‬

‫رصد بنك المغرب أزيد من ‪ 12‬ألف ورقة مالية مزورة خالل السنة الماضية‪ ،‬وبلغ عدد األوراق النقدية‬ ‫المغربية المزورة بحسب التقرير السنوي للبنك المركزي برسم السسنة الماضية‪ 12 ،‬ألفا و‪ 992‬ورقة‬ ‫تعادل قيمتها ‪ 1،9‬مليون درهم بارتفاع نسبته‬ ‫‪ 19‬في المائة من حيث العدد و‪ 43‬في المائة‬ ‫من حيث القيمة‪ ،‬وتعتبر األوراق النقدية من‬ ‫فئة ‪ 200‬درهم و‪ 100‬درهم المستهدفة بشكل‬ ‫كبير بعمليات التزوير بنسب تصل إلى ‪ 57‬و‪26‬‬ ‫في المائة على التوالي‪ ،‬وتصل نسبة التزوير إلى‬ ‫‪ 8،6‬ورقة مزورة لكل مليون ورقة متداولة‪.‬‬ ‫وبلغت قيمة األوراق النقدية في سنة ‪2016‬‬ ‫ما يعادل ‪ 216‬مليار درهم‪ ،‬بانخفاض نسبته ‪ 4،8‬في المائة من حيث القيمة و‪ 4،5‬في المائة من حيث‬ ‫الحجم‪ ،‬ورغم هذا التراجع سجل متوسط التداول من األوراق النقدية من حيث العدد والقيمة نسبة نمو‬ ‫مماثلة لسنة ‪ ،2015‬أي حوالي ‪ 6‬في المائة‪.‬‬ ‫وحسب المصدر ذاته‪ ،‬ظلت بنية األوراق النقدية من حيث عدد األوراق المتداولة مشابهة لتلك‬ ‫المسجلة في سنة ‪ 2015‬مع تسجيل غلبة لفئة ‪ 200‬درهم التي تمثل نصف هذا الحجم وتؤكد هذه‬ ‫الحصة األفضلية الممنوحة لهذه الفئة التي تمثل في اآلن نفسه وسيلة لألداء واحتياطيا للقيمة‪.‬‬ ‫وانتقلت حصة تداول األوراق من سلسلة ‪ 2012‬من ‪ 4‬إلى ‪ 41‬في المائة ما بين سنتي ‪ 2013‬و‪،2016‬‬ ‫فيما سجل تداول األوراق المطبوعة في سنة ‪ 1987‬وسنة ‪ 2002‬تراجعا لتصل على التوالي إلى ‪ 4‬و‪55‬‬ ‫في المائة مع نهاية سنة ‪.2016‬‬ ‫وسجلت القطع النقدية المتداولة‪ ،‬والبالغة حوالي ‪ 3‬ماليير درهم‪ ،‬ارتفاعا بلغ ‪ 5،2‬في المائة من‬ ‫حيث القيمة‪ ،‬و‪ 1‬في المائة من حيث الحجم‪ ،‬وظلت بنية القطع النقدية المتداولة تهيمن عليها القطع‬ ‫من فئة ‪ 1‬درهم‪ ،‬التي تزايدات حصتها من ‪ 24‬إلى ‪ 27‬في المائة والقطع النقدية من ‪ 10‬سنتيمات‬ ‫بحصة بلغت ‪ 20‬في المائة مقابل ‪ 19‬في المائة‪ ،‬وتراجعت أحجام القطع من فئة نصف درهم و‪ 5‬دراهم‬ ‫من ‪ 15‬إلى ‪ 12‬في المائة ومن ‪ 6‬في المائة إلي ‪ 5‬في المائة على التوالي‪ ،‬أما بالنسبة للقطع من فئة‬ ‫‪ 10‬دراهم و‪ 20‬سنتيما فقد ظلت حصتها دون تغيير في ‪ 4‬و‪ 16‬في المائة‪.‬‬ ‫أما حجم التزود اإلجمالي من األوراق النقدية المغربية قبلغ ‪ 2،5‬مليار ورقة‪ ،‬إذ سجل ارتفاعا بنسبة‬ ‫‪ 6،4‬في المائة مقارنة مع ‪ ،2015‬وسهر بنك المغرب على توفير ‪ 42‬في المائة من هذا التزويد اإلجمالي‬ ‫بفضل السحوبات من شبابيكه التي بلغت مليار ورقة‪ ،‬ويتكون هذا الحجم في ‪ 36‬في المائة منه من‬ ‫األوراق النقدية الجديدة و‪ 20‬في المائة من األوراق السليمة الصادرة عن الفرز اآللي لبنك المغرب و‪44‬‬ ‫في المائة من األوراق السليمة المسلمة من طرف المراكز الخاصة للفرز إلى بنك المغرب كفوائض‬ ‫للبنوك التجارية‪ ،‬ونتيجة ذلك تراجعت المساهمة المباشرة لبنك المغرب في تزويد االقتصاد الوطني‬ ‫باألوراق النقدية من ‪ 50‬إلى ‪ 23‬في المائة ما بين ‪ 2011‬و‪.2016‬‬

‫حملة تطهيرية بالمضيق هل هي لتصحيح الوضع أم سحابة صيف؟‬ ‫تعرف مدينة المضيق وكغيرها من المدن الشاطئية المغربية توافد العديد من عشاق البحر‬ ‫والشمس سواء من داخل المغرب أو خارجه‪ ،‬حيث يكثر معها الحركة والرواج التجاري‪ ،‬إال أن أصحاب‬ ‫المحالت التجارية اليستفيدون من هذا الرواج التجاري لوجود باعة جائلون أو باعة غير منظمون‪،‬‬ ‫يحتلون الملك العمومي وبالتالي يحجبون الدكاكين عن أنظار الزبناء‪ ،‬وهو الشيء الذي جعل‬ ‫العديد من التجار يقدمون شكايات لدى السلطات المحلية في الموضوع‪ ،‬ناهيك عن الفوضى التي‬ ‫يحدثها الباعة المتجولون بفعل تواجدهم العشوائي‪ ،‬يتسبب في أغلب األحيان في شل حركة السير‬ ‫والجوالن‪ ،‬وهو الشيء الذي استجابت له السلطات‪ ،‬حيث نظمت حملة تطهيرية بمشاركة جميع‬ ‫السلطات الترابية و األمنية‪ ،‬في محاولة السترجاع الملك العمومي من أيدي الباعة المتجولين‪،‬‬ ‫الذين أضحى أغلبهم يعتبره حقا من حقوقه المشروعة‪.‬‬ ‫السلطات المحلية بما فيها األمنية اعتمدت في عملية إخالء الملك العمومي بلغة الحوار مع‬ ‫الباعة الجائلين مع استبعاد المقاربة األمنية‪ ،‬وذلك أمام غياب بدائل وخاصة في هذه الفترة من‬ ‫الصيف‪ ،‬حيث يتضاعف عدد الباعة الجائلين‪ ،‬وفي انتظار إحداث أسواق القرب‪.‬‬ ‫ومن جهة ثانية شهدت العديد من المقاهي بالمضيق حملة تطهيرية ضد الشيشة أسفرت عن‬ ‫حجز عدد كبير من «النرجيلة» التي تُستخدم في تدخين الشيشة‪ ،‬فيما تم توقيف بعض األشخاص‬ ‫الذين تم إطالق سراحهم بعد التحقق من هويتهم‪ .‬وقد تم إنجاز محاضر استماع لمسيري المقاهي‬ ‫المعنية‪ ،‬إضافة إلى أنه سيتم إتالف الممنوعات التي تم حجزها بحضور ممثل السلطة المحلية‪.‬‬ ‫وقد ثمن سكان المضيق عاليا هذه اإلجراءات التي أقدمت السلطة على تنفيذها كإجراءات‬ ‫حمائية سواء تعلق األمر بالباعة المتجولين أو بمقاهي الشيشة‪ ،‬إال أنهم يتساءلون هل هذه‬ ‫اإلجراءات دائمة أم هي سحابة صيف‪ ،‬سرعان ما تخبو في الشتاء؟‬

‫م ‪ .‬الحراق‬


‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬غ�شت ‪2017‬‬

‫العدد ‪902‬‬

‫رجال �صدقوا ‪:‬‬

‫• بقلم ‪:‬‬ ‫الدكتور محمد الحافظ الروسي‬

‫‪ - 4‬الدكتور الشاهد البوشيخي‪:‬‬ ‫رجل مملوء من المعاني‪ ،‬مكلوء من التواني‬

‫عندما قرأت ترجمة أحمد بن جعفر بن هاني في‬ ‫كتاب « حلية األولياء وطبقات األصفياء»‪ ،‬وجدت أبا نعيم‬ ‫(ت‪ 430 :‬هـ) ـ رحمه اهلل تعالى ـ يقول عنه‪« :‬ومنهم‬ ‫المملوء من المعاني‪ ،‬المكلوء من التواني‪ ،‬أحمد بن جعفر‬ ‫بن هاني‪ .»..‬فقلت‪ :‬هذه صفة شيخنا الدكتور الشاهد‬ ‫البوشيخي‪ ،‬حفظه اهلل تعالى‪ .‬فهو‪ ،‬كما نعرفه‪ ،‬قد ُفتح‬ ‫عليه في العلم فتح عظيم‪ ،‬وفتح عليه في نقله إلى من‬ ‫يطلبه‪ ،‬ورزق التغلغل إلى المعاني الدقيقة في كل قضية‬ ‫يتناولها‪ ،‬كأن المعاني جمعت له‪ ،‬فهو يتخير منها ما شاء‪.‬‬ ‫مع تركٍ للدعة والكسل‪ ،‬ونفور من الهزل‪ ،‬وحرص على‬ ‫الوقت‪ ،‬وسمت ووقار‪.‬‬ ‫درسنا عليه في قسم الدراسات العليا المعمقة‪ ،‬وفق‬ ‫النظام القديم‪ ،‬وذلك في السنة الدراسية‪ 1986 :‬ـ ‪1987‬‬ ‫بكلية آداب فاس‪ .‬وكان عددنا فوق المائة والسبعين‪ ،‬نجح‬ ‫منهم في االمتحان سبعة‪ ،‬كنت أحدهم‪ .‬فقد كان أساتذتنا‬ ‫يومئذ يعتبرون أنفسهم واقفين على ثغر من ثغور األمة‬ ‫يذودون عنه‪ ،‬وينافحون عن حياضه‪ ،‬فال يشهدون بالعلم‬ ‫لكل أحد‪ .‬ولك أن توازن هذا بما يحدث اليوم في الجامعة‪،‬‬ ‫حيث يتقدم لشهادة الماستر في الكلية الواحدة نحو‬ ‫مائتي طالب‪ ،‬ثم ال يكاد يرسب منهم أحد‪ ،‬وليس فيهم‬ ‫من يصلح أن يقرأ نصا مكتوبا بالعربية‪ ،‬ثم يفهم ما فيه‪،‬‬ ‫أو يحسن قراءته‪ .‬ثم تراه بعد ثالث سنوات يتأبط أوراقا ال‬ ‫يشك أنها تصلح أن تكون بحثا للدكتوراه‪ ،‬ويعلم اهلل أن‬ ‫أكثرها ال يبلغ مبلغ بحوث اإلجازة‪ ،‬لو نظر فيه من هو في‬ ‫طبقة شيخنا من أهل العلم والفضل والعدل‪.‬‬ ‫لقد تعلمنا من شيخنا دقة الفهم‪ ،‬وتخير العبارة‪،‬‬ ‫والتأني في الحكم‪ ،‬والنظر في المصطلح‪ ،‬وجودة المنهج‪،‬‬ ‫والصبر على الدرس‪ .‬وتعلمنا منه أن العلم بدون أخالق‬ ‫ال يثمر‪ .‬فأخذنا عنه األخالق والعلم معا‪ .‬وتعلمنا منه أن‬ ‫العلم بدون عمل يضر‪ .‬وقد قال اإلمام سحنون‪« :‬من لم‬ ‫يعمل بعلمه لم ينفعه علمه بل يضره»‪.‬‬ ‫لقد رأيت شيخنا عابدا في كل أحواله‪ :‬فهو عابد إذا‬ ‫درس أو حاضر‪ ،‬وعابد إذا تكلم أو سكت‪ ،‬وعابد إذا أقبل أو‬ ‫أدبر‪ .‬إذا ظن أن طالبا من طلبته سينبغ بين أهل العلم‪،‬‬

‫‪8‬‬

‫محض له النصيحة‪ ،‬واستقبله في بيته‪ ،‬وأكرمه بأنواع من‬ ‫اإلكرام‪ ،‬تذكر بالسلف األول من هذه األمة‪ .‬ولوال أنني‬ ‫أعلم أنه يغضبه أن ننشر في الناس ما جعله شيخنا لرب‬ ‫الناس‪ ،‬لذكرت من ذلك أمثلة‪.‬‬ ‫ولعل من أحسن ما يؤخذ عن شيخنا قدرته على‬ ‫استخراج أفضل ما عند كل طالب من العلم والخلق‬ ‫القويم‪ .‬وهذا أمر يحتاج مع الحذق‪ ،‬والذكاء‪ ،‬ومعرفة‬ ‫طبائع األنفس‪ ،‬إلى توفيق من اهلل تعالى‪ ،‬وفراسة يعطيها‬ ‫سبحانه لألصفياء من عباده‪ .‬فإن الرجل إذا صفا باطنه‬ ‫انعكس ذلك على كل أحواله‪ ،‬وإذا أظلم باطنه أصبح‬ ‫ظلمة تغشى الناس‪ ،‬وأقبح ما يكون ذلك إذا ُق ِّلد منصبا‪،‬‬ ‫أو ُكلف بأمر‪ ،‬فيصبح شره معديا‪ ،‬وحقده معلنا‪ ،‬وأقبح‬ ‫من هذا وذاك أن تراه يعتقد في نفسه الذكاء والنباهة‬ ‫واأللمعية‪ .‬وقد رأينا من ذلك أصنافا من الناس‪ ،‬وأكثرهم‬ ‫سذاجة من يعتقد أن طبيعة ما درسه أورثته ذلك كله‪.‬‬ ‫فهو إذا كان ذا ثقافة فرنسية‪ ،‬مثال‪ ،‬جعل النباهة‪ ،‬والعلم‪،‬‬ ‫والذكاء‪ ،‬والقدرة على التواصل‪ ،‬والفهم‪ ،‬مجموعة في تلك‬ ‫الوريقات التي اطلع عليها‪ ،‬وإذا كان ذا ثقافة إيطالية لم‬ ‫ير غيرها من الثقافات شيئا‪ ،‬وإذا سبق له أن زار بالد األيل‬ ‫والكنغر لم ير الناس إال جهاال حتى يعرفوا ما يعرفه من‬ ‫علم األيل والكنغر‪ .‬وقد بلغني أن أحدهم جمع موظفي‬ ‫مؤسسته‪ ،‬وكلهم مسلمون‪ ،‬فبدأ حديثه بنص من اإلنجيل‬ ‫على أمر شواهده في القرآن أكثر من أن تحصى‪ .‬هذا مع‬ ‫أنه كان قد أصبح من المصلين قبل سنوات قالئل‪.‬‬ ‫ولست أريد أن أذهب بك في هذا الحديث كثيرا‪،‬‬ ‫ولكن قد يُذكر الشيء إذا كان بسبب من الشيء‪ .‬وأعود‬ ‫بك إلى حديث العلماء الفضالء بعد أن استطردت بك إلى‬ ‫حديث من يظن في نفسه العلم والفضل‪ .‬فأقول لك‪ :‬إن‬ ‫صلة شيخنا بطلبته صلة ربانية‪ ،‬ال تضعفها األيام‪ ،‬فهو‬ ‫يتعهدهم‪ ،‬ويسأل عنهم‪ ،‬ويفرح بهم‪ ،‬وقد تسوءه إساءة‬ ‫مسيئهم‪ ،‬مع أن بعضهم اليوم فوق الستين‪ ،‬وقد تخرج‬ ‫على أيديهم طلبة كثر‪ ،‬وتخرج على يد طلبتهم طلبة‬ ‫آخرون‪ .‬وما كان هلل دام واتصل‪ ،‬وما كان لغير اهلل انقطع‬ ‫وانفصل‪.‬‬

‫رحالة السالم‬ ‫أمير الرحالة المسلمين‪ ،‬محمد بن عبد اهلل اللواتي الطنجي المعروف‬ ‫بابن بطوطة‪ ،‬رحالة السالم‪ ،‬يعود لطنجة من ‪ 9‬إلى ‪ 12‬نوفمبر المقبل‪ ،‬في‬ ‫الدورة الثانية للمهرجان الذي تنظمه الجمعية المغربية ابن بطوطة تحت شعار‪،‬‬ ‫«الرحالة سفراء السالم»‪.‬‬ ‫يهدف هذا المهرجان إلى التعريف بالتراث الثقافي والتاريخي والعلمي البن‬ ‫بطوطة‪ ،‬الذي مر على وفاته سبعة قرون وثالث عشرة سنة‪ .‬من فقرات هذه‬ ‫الدورة‪ ،‬معارض ثقافية وفنية وعرض أفالم وثائقية وندوات حول شخصية‬ ‫الرحالة العالمي ابن بطوطة و إنتاجه الفكري والثقافي والعلمي‪ ،‬خاصة تقريره‬ ‫عن رحالته‪ ،‬انطالقا من مسقط رأسه طنجة الذي خلد اسمها وذكرها في تاريخ‬ ‫البشرية‪.‬‬

‫حالة نشاز‬ ‫بالقرض الفالحي !‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫‪...‬على رأس األربعين العمرية‪ ،‬قضاها‬ ‫من ربيع بساتينه ذاك المتقاعد‪ ،‬لمّا ذبلتْ‬ ‫أوراق مزْهريَته‪ .‬كان الشمعة التي احترَقتْ‬ ‫لتضيء ه��ذا الصرح‪ .‬صبيب ع��رق المتقاعد‬ ‫رَوَتْ بادية القرى‪ ،‬فاهتزَّتْ وأنبتتْ منْ ِّ‬ ‫كل‬ ‫زوج بهيج‪ .‬تنكرَ له ذووا القربى فأكل بعضٌ‬ ‫بعضاً‪ ،‬من حقوقه حين استقصيَ ما يزيد عن‬ ‫‪754‬مستخدم‪ ،‬أحيلوا على تقاعد تكميلي دون‬ ‫استفادتهم من التقاعد األساسي‪ .‬فاستحدِثتْ‬ ‫حالة نشاز لم يسبق لها مثيل !‪..‬‬ ‫وقد أقدمت جمعية متقاعدي القرض‬ ‫الفالحي منذ تأسيسها بمراسلة المسؤولين في‬ ‫الموضوع ذي الصلة بتواريخ عديدة‪ ،‬من بينها‬ ‫‪ :‬مراسالت بأسلوب بشكل عام تمَّ تحريرها‬ ‫باللغة الفرنسية بتاريخ ‪2011/2/20‬م‪ ،‬بإرسالية‬ ‫مضمونة‪ ،‬وأخرى باللغة العربية للتذكير‪ ،‬إلى‬ ‫السيد الرئيس المدير العام لمجموعة القرض‬ ‫الفالحي ‪،‬مصحوبة بالملف المطلبي للجمعية‪.‬‬ ‫تلتها مراسلة بصدد نفس الموضوع في اسم‬ ‫رئيس مجموعة القرض الفالحي‪ ،‬ونسخة منها‬ ‫إلى السيد مدير الديوان الملكي لإلخبار‪ .‬في‬ ‫نفس السياق توجهت الجمعية بخطاب للتذكير‪،‬‬ ‫تمَ أول لقاء بتاريخ ‪2013/1/22‬م‪ ،‬بين‬ ‫بعدما َ‬ ‫هذه الخيرة والسيدة المسؤولة عن الموارد‬ ‫البشرية بالقرض الفالحي‪ .‬اتفق الطرفان على‬ ‫النقط التالية ‪ :‬وعد بإعانة سنوية للجمعية‬ ‫– توظيف المتقاعدين الراغبين في ذلك‪،‬‬ ‫بتقديم طلباتهم في الموضوع – توظيف أبناء‬ ‫المتقاعدين ‪ ...‬على إثر ذلك تمَّ تسليم ملفا‬ ‫كامال مرفوقا بطلب‪ ،‬وذلك بتاريخ ‪2013/4/19‬م‪.‬‬ ‫منذئذ أجهض الحوار دون أي مبرِّر‪ ،‬وتراجعتْ‬ ‫اإلدارة‪ ،‬وتنكرتْ لكل وسائل التواصل !‪..‬أرسلت‬ ‫الجمعية خطابات لرئيس المجموعة من أجل‬ ‫لقاء دون جدوى ( بتاريخ ‪2/8/2014‬م)‪ .‬هي‬ ‫خطابات حية وليس ألمثلة مصنوعة‪ .‬وقد‬ ‫عمدتْ في خطاباتها إلى إضاءة بواطن التعتيم‪.‬‬ ‫وهو النفق المظلم المادي الذي يعاني منه‬ ‫هؤالء المتقاعدون‪ ،‬كحرِّ الصيف وحدِّ السيف‪.‬‬ ‫فالحقوق ليستْ ميدانا للخالفات‪ .‬حق التقاعد‬ ‫األساسي لهؤالء مستخدمي األمس “البعيد‪-‬‬ ‫القريب “‪ ،‬بديهي ال يثير أي خالف بمعزل عن‬ ‫أي تقييم مسبق‪ .‬إذ لم تنل هذه الخطابات إال‬ ‫ما يمكن ْ‬ ‫أن يفعله الخطاب بأهواء المتلقين‪،‬‬ ‫رغم معاناة المتقاعد من ضنك العيش‪ .‬وقد‬ ‫جاء خطاب صاحب الجاللة في ذك��رى عيد‬ ‫العرش المجيد ليؤكد هذا المعنى ‪ - :‬وفي‬ ‫غيــاب روح المسؤولية وااللتـــزام الوطني‪،‬‬ ‫فإننـــا لن نحقق ما ننشده لجميع المغاربة‬ ‫من عيش كريم ‪.‬‬

‫طبع بعض األشخاص المسؤولين الذين‬ ‫تنتابهم األهواء أو الظروف التي تستثيرها‪ .‬نحن‬ ‫المتقاعدون نتقدم بالحجج واألدلة لدعم موقفنا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فكل خطاباتنا التي تنشأ في سياق أسئلة تتطلب‬ ‫إجابات‪ ،‬وقد جاء نصّ في خطاب جاللته لعالج‬ ‫هذا التماطل قائال نصره اهلل وأعزَّ أمره ‪ :‬وهو‬ ‫ما يجعل المواطنين يشتكون لملك البالد من‬ ‫اإلدارات والمسؤولين الذين يتماطلون في الردِّ‬ ‫على مطالبهم ومعالجة ملفاتهم ويلتمسون منه‬ ‫التدخل لقضاء أغراضهم ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫واستدل بجميع السبل‬ ‫استهل المتقاعد‬ ‫القانونية‪ ،‬وهو يعيش في الظلماء والرمضاء‪،‬‬ ‫من أجل التواصل مع رئيس مجموعة القرض‬ ‫أن هذا األخير ال “ يأبه “ ِّ‬ ‫الفالحي‪ ،‬غير َّ‬ ‫بكل‬ ‫ملفوظ يروم التأثير في مخاطبه‪.‬‬ ‫يقول صاحب الجاللة مخاطبا المسؤولين ‪:‬‬ ‫إننا في مرحلة جديدة ال فرق فيها بين المسؤول‬ ‫والمواطن في حقوق و واجبات المواطنة وال‬ ‫مجال فيها للتهرُّب من المسؤولية واإلفالت من‬ ‫العقاب ‪.‬‬ ‫وقد حاولت الجمعية في خطاباتها ْ‬ ‫أن‬ ‫تمتلك سمات ق��ادرة على إنتاج تواصل مع‬ ‫رئيس المجموعة‪ ،‬فلم تجد إال أبوابا موصدة‪،‬‬ ‫ولم تحظ حتى بمكانة عند هذا األخير‪ .‬فيحرم‬ ‫مجموعة من المواطنين المتقاعدين وعوائلهم‬ ‫من حقوقهم المشروعة‪ .‬وال يصيغ وقائع تثبتُ‬ ‫صدق دعواه‪ ،‬وتصرفاته ! وقد جاء في الخطاب‬ ‫السامي بما نصه ‪ :‬ومن جهة أخرى‪ ،‬عندما يقوم‬ ‫مسؤول بتوقيف أو تعطيل مشروع تنموي أو‬ ‫اجتماعي‪ ،‬لحسابات سياسية أو شخصية‪ ،‬فهذا‬ ‫ليس فقط إخ�لاال بالواجب وإنما هو خيانة‪،‬‬ ‫ألنه يضرُّ بمصالح المواطنين ويحرمهم من‬ ‫حقوقهمالمشروعة‪.‬‬ ‫تحية إكبار وإجالل ألمير المؤمنين بعيد‬ ‫عرشه المجيد‪ ،‬وهو القائل ‪ :‬إنّي أعتزُّ بخدمتك‬ ‫حتى آخر رمق‪ ،‬ألنّني تربيتُ على حبِّ الوطن‪،‬‬ ‫وعلى خدمة أبنائه‪...‬‬ ‫وللمتقاعد صبر المتأني‪ ،‬على لسان الشاعر‬ ‫الحكيم ‪:‬‬ ‫وقد يدْرك المتأني بعـض حاجتــه‬ ‫وقد يكون مع المستعجل الزلل ‪. .‬‬

‫رحلتي مع السرطان‬ ‫« متى بدأت العالج ؟» ‪ .‬جاء السؤال من السيد الجالس أمامي في حجرة انتظار العالج‬ ‫االشعاعي‪ .‬وكانت زوجتي جالسة بقربي رمقته بنظرة استنكارية‪.‬‬ ‫كان رأسي مغطى بقبعة صيفيه ‪ ،‬قد ظهرت على وجهي مالمح اإلنهاك والتعب بفعل‬ ‫توالي حصص العالج اإلشعاعي ‪ ،‬رغم ذلك كنت مقتنعا في أعماقي أنني شفيت من مرض‬ ‫السرطان ‪ ،‬وهذا ما كانت تؤكده أنشطتي الجمعوية وعيوني ببريقها الالمع‪.‬‬ ‫وصلت لمنتصف عدد الحصص اإلشعاعية ‪ ،‬وأصبح الموضوع روتين يومي ‪ ،‬حتى أنني‬ ‫بدأت في االستمتاع باليوم من خالل إجبار نفسي على االستماع لقصص المرضى أتناء انتظار‬ ‫الطبيب‪.‬‬ ‫لم تكن المرة األولى أو الوحيدة التي أسأل فيها هذا السؤال بالذات ‪ ،‬فقد سألني زمالئي‬ ‫في العمل ‪ ،‬وأصدقائي على الفيسبوك وبعض الغرباء ‪ ،‬كما كان بعضهم يروي تجارب لم‬ ‫يعشها بل سمعها من أصدقاء أو أقارب له ‪ ،‬ويقترح علي طرق العالج بعيدة عن المنطق‬ ‫قريبة من الخرافة‪.‬‬ ‫أستطيع الجزم أن السيد الجالس أمامي بدأ على التو رحلته ‪ ،‬وسيتحتم عليه السفر في‬ ‫متاهة عملية العالج التي تلي تشخيص حالة السرطان ‪ ،‬بالنسبة لي كانت الرحلة تتضمن‬ ‫العالج اإلشعاعي ثم إجراء فحوصات ‪ ،‬ثم القيام بجراحة الستئصال العضو المصاب ‪ ،‬ثم العالج‬ ‫الكيميائي ‪ ،‬وقد نظرت إلى العالجات على أنها قائمة مرجعية ‪ ،‬وقد غيرت زيارتي األولى‬ ‫لطبيب األورام نظرتي لحالتي‪.‬‬ ‫ظللت جالسا في الكرسي نفسه ذلك اليوم ‪ ،‬وكنت قلقا بشأن فقدان شعري‪.‬‬ ‫عاد مجددا لسؤالي «متى بدأت العالج ؟»‬ ‫اعترفت له قائال منذ شهرين‪ .‬ثم توالت علي مجموعة من األسئلة االستفزازية ‪ ،‬فأجبته‬ ‫بكل ثقة على أن حالتي قابلة للعالج حسب الطاقم الطبي المتخصص في األورام ‪ ،‬ثم أخبرته‬ ‫بخوفي خالل أول يوم للعالج ‪ ،‬وتكلمت معه أيضا عن تجربتي وأملت أن يساعده ذلك على‬ ‫التعامل مع حربه على هدا الداء‪.‬‬ ‫بينما شاهدته يغادر مع الممرضة قاعة العالج ‪،‬أملت أن يجد طريقة الستيعاب الرحلة‪.‬‬ ‫و اآلن بعد اجتياز مراحل العالج فإنني سعيد لتعلمي أن كل يوم هو هدية من اهلل‬ ‫ونعمة ‪ ،‬يجب أن أقدرها أكنت مريضا أو ال ‪ ،‬وكذلك أن ما يختلج األعماق هو دواء لمن أمن‬ ‫بالشفاء ‪.‬‬

‫محمد عزيز الضميري‬


‫العدد ‪902‬‬

‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬غ�شت ‪2017‬‬

‫الملتقى الوطني األول للطوابع البريدية والمسكوكات بشفشاون‬ ‫تحقيق سبق وطني باحتضان من المجلس اإلقليمي لشفشاون‬ ‫‪-‬‬

‫رغم أن هواية جمع الطوابع البريدية ظهرت‬ ‫منذ بدايات القرن الماضي‪ ،‬والتي لحقت بها هواية‬ ‫المسكوكات فيما بعد كرديف‪ ،‬وبالتالي تشكلت من‬ ‫أجل تنظيم هواتهما عدة جمعيات ونوادي موحدة‬ ‫بمختلف مدن المغرب وجهاتها‪ ،‬فإن مبادرات التعريف‬ ‫بهذه الهواية الثنائية و نشرها من خالل معارض‬ ‫وأنشطة أخرى ظلت محدودة ومتفرقة في الزمان‬ ‫والمكان‪.‬‬ ‫ولعل الفاعل المؤسساتي انتبه إلى أهمية سد‬ ‫الفراغ الموجود في هذا المجال‪ ،‬حيث أحدثت مؤسسة‬ ‫بريد المغرب متحفا وطنيا لبريد المغرب يؤرخ لمسار‬ ‫هذا المرفق العمومي الوطني‪ -‬وضمنه الطوابع‬ ‫البريدية‪ -‬والتطورات التي عرفها منذ نشأته إلى اآلن‪،‬‬ ‫كما أحدث بنك المغرب متحفا للنقود‪ ،‬وذلك سعيا‬ ‫إلى إبراز القيمة التاريخية واالجتماعية واالقتصادية‬ ‫والسياسية والتداولية والحضارية للمسكوكات‬ ‫المرتبطة أساسا بالمغرب والدول والجماعات التي‬ ‫حكمته سواء قديما أو حديثا‪.‬‬ ‫إن ما يجمع جناحي هذه الهواية الفريدة هو‬ ‫كونهما يرتكزان معا على ما هو مادي ملموس‬ ‫ومحسوس‪ ،‬وإن كان الطابع البريدي‪ -،‬غير التراسل‬ ‫الذي تطورت حوامله ومحموالته ووسائله عبر‬ ‫التاريخ‪ ،-‬بشكله الحالي لم يظهر إال حديثا‪ ،‬وكان ذلك‬ ‫في بريطانيا بإيعاز من مدير البريد البريطاني السير‬ ‫رونالد هيل ‪ 1837‬م‪ ،‬فإن المسكوكات أو النقود‪ ،‬على‬ ‫العكس من ذلك‪ ،‬تضرب جذورها في عمق التاريخ‬ ‫البشري ونشوء الدول والحضارات اإلنسانية وتطورها‬ ‫وتفاعالتها وعالقاتها‪.‬‬ ‫والمغرب‪ ،‬مهد أقدم إنسان في العالم‪ ،‬تعاقبت‬ ‫أقوام وممالك وإمارات ودول‪ ...‬على حكمه‪ ،‬ماقبل‬ ‫دخول اإلسالم وما بعده‪ ،‬لذا شكلت النقود وبقايا مادية‬ ‫أخرى قليلة شاهدا على ما درس من تاريخه‪ ،‬وتبقى‬ ‫الطوابع البريدية‪ ،‬على عكس المسكوكات‪ ،‬شاهدا‬ ‫ماديا أيضا لكن عالقتها تبقى وثيقة بسياق المغرب‬ ‫الحديث المنفتح على الحضارة الغربية ومستجداتها‬ ‫التقنية والتنظيمية والتواصلية‪.‬‬ ‫المالحظ هو أن هواية جمع الطوابع البريدية‬ ‫والمسكوكات وإن طبعتها النخبوية فإنها تظل‬ ‫هواية جدية ذات فائدة‪ ،‬ثم إن كانت لم تحظ بعد‬ ‫بالدعم والتشجيع الالزمين‪ ،‬فإنها شقت طريقها في‬ ‫المغرب بفضل اهتمامات فردية قوية‪ ،‬ثم‪ ،‬بعد ذلك‪،‬‬ ‫مبادرات جماعية ناضجة تتلمس طريقها نحو مزيد من‬ ‫العنفوان و الصالبة‪.‬‬ ‫في هذا السياق‪ ،‬قال محمد البوقديدي المتحدث‬ ‫باسم جمعية «ارحيوة» للتنمية الثقافية والتراث والبيئة‪،‬‬ ‫المنظمة للملتقى الوطني األول للطوابع البريدية‬ ‫والمسكوكات‪ ،‬في تصريحه لجريدة «الشمال»‪« :‬إن‬ ‫تنظيم ملتقى وطني للطوابع البريدية والمسكوكات‬ ‫بشفشاون يأتي تجسيدا الهتمام شخصي بالتراث‬ ‫المحلي والوطني ولتوجه الجمعية التي يشتغل فيها‬ ‫أوال‪ ،‬و أضاف محمد البوقديدي أن هذا االهتمام وجد‬ ‫في طريقه‪ ،‬التي كانت شبه مسدودة إلى حد ما‪ ،‬من‬ ‫له نفس الولع بالتراث و ب «األنتيكات» لينير الطريق‬ ‫ثانيا‪ ،‬حيث كان اللقاء مع عبدالرحمان الخزاعي العارف‬ ‫بخريطة المتخصصين والمهتمين بمجال الطوابع‬ ‫البريدية والمسكوكات وتنظيماتهم»‪ ،‬وهو اللقاء‪-‬‬ ‫حسب محمد البوقديدي‪ -‬الذي اتسعت من خالله رؤية‬ ‫عقد هذا الملتقى الوطنى‪ ،‬ليبدأ البحث عن الشركاء ثم‬ ‫اإلعداد والتنزيل‪.‬‬ ‫وأكد محمد البوقديدي في سياق تصريحه إنه لوال‬ ‫احتضان المجلس اإلقليمي لشفشاون ورئيسه لمشروع‬ ‫الملتقى الوطني األول للطوابع البريدية والمسكوكات‬ ‫بشفشاون‪ ،‬لما تمكنت الجمعية من تحقيق الهدف‬ ‫ً‬ ‫المنال‪ ،‬وأضاف‪ ،‬في هذا‬ ‫ولبقيت الفكرة حلما بعيد‬ ‫الصدد‪ ،‬أنه البد من رد الفضل إلى أهله‪ ،‬معبرا عن‬ ‫امتنانه الخاص لعبدالرحيم بوعزة رئيس المجلس‬ ‫اإلقليمي‪ ،‬وإدارة المجلس اإلقليمي وعلى رأسها المدير‬ ‫العام للمصالح عادل زروق الذين تتبعوا مجريات هذه‬ ‫التظاهرة وإعدادها أوال بأول‪ ،‬ولوال دعمهم‪ ،‬وكذا دعم‬ ‫الشخصيات العلمية والمختصة والجمعيات المشاركة‪،‬‬ ‫يؤكد محمد البوقديدي‪ ،‬لما خرجت النسخة األولى‬ ‫للملتقى في الحلة التي خرجت بها وحققت النجاح الذي‬ ‫حققته‪.‬‬ ‫وكان عبدالرحيم بوعزة قد قال في كلمته‬ ‫االفتتاحية بمناسبة هذا الملتقى األول‪ « :‬أغتنمها‬ ‫مناسبة للتنويه بالمجهود الذي قدمته جمعية‬ ‫«ارحيوة» للتنمية الثقافية والتراث والبيئة بشفشاون‬ ‫ومختلف الجمعيات النشيطة والمهتمة على امتداد‬

‫صورة من المائدة المستديرة للملتقى‬

‫‪ ......‬من افتتاح الملتقى‬

‫‪ ......‬من الجلسة الختامية للملتقى‬ ‫التراب الوطني من طنجة إلى الكويرة غربا ووجدة‬ ‫وسمارة شرقا‪ ،‬كما أستغل الحدث لإلشادة بالتضحية‬ ‫التي بذلتها قامات ثقافية وهامات فكرية قصد السهر‬ ‫على إخراج هذا الملتقى الوطني الفريد من نوعه إلى‬ ‫حيز الوجود في أبهى حلة وأحسن تنظيم‪ ،‬وأن تكون‬ ‫محطته بحاضرتنا الساحرة بتاريخها المجيد‪ ،‬وبطبيعتها‬ ‫الخالبة وبشكل يجعل من جماعتنا سباقة إلى احتضان‬ ‫األنشطة والتظاهرات ذات الوقع الثقافي الكبير‪ ،‬خاصة‬ ‫بعد تنظيم المناظرة الجهوية حول الثقافة بنفس‬ ‫الفضاء‪ ،ً...‬كما نوه‪ ،‬في نفس الكلمة بشعار وموضوع‬

‫الرسم الذي فاز بالجائزة‬ ‫األولى لمسابقة الملتقى‬ ‫الملتقى قائال‪...« :‬وما انتقاء شعار الملتقى المتمثل‬ ‫في «الطابع البريدي والعملة رمزان للسيادة والوحدة‬ ‫الوطنية وتجسيد للثقافة المغربية» إال خير دليل على‬ ‫التوفق في انتقاء التيمة الداللية المعبرة عن االنشغال‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫األساسي والرغبة المشتركة لمختلف المنظمين‬ ‫والحاضرين والمتدخلين‪ ،‬أال وهي ربط الماضي التليد‬ ‫بالحاضر المتغير والمتسارع من خالل توثيق األرشيف‬ ‫الوطني للطوابع البريدية والمسكوكات وجعلها منهال‬ ‫للذاكرة المغربية وتجليا للحضارة الوطنية بمختلف‬ ‫روافدها في ظل رعاية العرش العلوي المجيد»‪.‬‬ ‫وشارك في هذا الملتقى الذي امتدت أشغاله‬ ‫طوال أيام ‪ 21‬و ‪ 22‬و‪ 23‬يوليوز ‪ 2017‬باإلضافة إلى‬ ‫الجمعية المنظمة‪ ،‬ثالث عشرة جمعية وهي‪ :‬ودادية‬ ‫الطوابعية والمسكوكات بالرباط‪ ،‬جمعية ابن بطوطة‬ ‫لهواة الطوابع البريدية والمسكوكات بطنجة‪ ،‬جمعية‬ ‫هواة جمع الطوابع والعمالت بوجدة والشرق‪ ،‬جمعية‬ ‫مراكش لهواة جمع الطوابع البريدية والنقود‪ ،‬الجمعية‬ ‫الفاسية لهواة جمع الطوابع البريدية والمسكوكات‬ ‫بفاس‪ ،‬نادي تطاون أسمير الحمامة البيضاء لهواة‬ ‫الطوابعية بتطوان‪ ،‬جمعية الزاجل لهواة جمع الطوابع‬ ‫البريدية والنقود بالرباط‪ ،‬جمعية المغرب الشرقي‬ ‫للطوابع البريدية والمسكوكات النقدية بوجدة‪،‬‬ ‫جمعية الفتح للتنمية والتضامن ببني يخلف‪ ،‬الجمعية‬ ‫البيضاوية لهواة جمع الطوابع البريدية والمسكوكات‪،‬‬ ‫جمعية الطوابع البريدية والمسكوكات بخريبكة‪،‬‬ ‫جمعية الصويرة لهواة الطوابع البريدية والمسكوكات‬ ‫والمحافظة على التراث‪ ،‬جمعية هواة الطوابع البريدية‬ ‫ألكادير والجنوب‪.‬‬ ‫وقد احتضنت فعاليات معـرض الملتقـى قاعــة‬ ‫الكنيسة‪ /‬كليسيا التابعــة للتعاون الوطني‪ ،‬وقد‬ ‫كان معرضا‪ ،‬بشهادة المتتبعين والمهتمين‪ ،‬غنيا‬ ‫ومتنوعا وزاخرا في محتوى المعروضات وقيمتها وكذا‬ ‫المعلومات التاريخية والشروحات المعرفية والتأطير‬ ‫التقني سواء تعلق األمر بجانب الطوابع البريدية أو‬ ‫المسكوكات أو توابعهما‪.‬‬ ‫ونظمت‪ ،‬كذلك‪ ،‬في إطار فعاليات هذا الملتقى‬ ‫مائدة مستديرة أدارها باقتدار الفنان عبدالنور‬ ‫القشتول‪ ،‬وقد تمحورت حول الشعار الرئيسي الذي‬ ‫اختير للملتقى وهو ً الطابع البريدي والعملة رمزان‬ ‫للسيادة والوحدة الوطنية وتجسيد للثقافة المغربي ًة‪،‬‬ ‫وقدمت في هذه الندوة العلمية عروض متميزة من‬ ‫طرف مختصين واكاديميين سلطت الضوء على كثير‬ ‫من القضايا المرتبطة بالبريد الدولي بالمغرب‪ ،‬ثم‬ ‫البريد المغربي وتطوراته وتمظهراته المادية ورموزه‬ ‫وعالقاته الجدلية باألحداث التاريخية ‪،‬كما تم تقديم‬ ‫دراسات حول بعض القضايا التاريخية والحضارية من‬ ‫خالل استثمار النقود كوثائق مادية‪ ،‬أو بتعبير آخر من‬ ‫خالل االعتماد على علم النميات‪ ،‬وقد تم التطرق‬ ‫كذلك إلى التحوالت الناتجة عن العولمة والثورة‬ ‫المعلوماتية وانعكاساتهما على وتيرة وشكل تداول‬ ‫الطابع البريدي وكذا النقود‪.‬‬ ‫وفي إطار نفس الفعاليات نظمت مسابقة في‬ ‫الرسم لألطفال والشباب‪ ،‬ثم لذوي االحتياجات الخاصة‪،‬‬ ‫حيث حاز المشارك أشرف داوود على الجائزة األولى‬ ‫في الصنف األول‪ ،‬وحازت المشاركة ليلى الدباح على‬ ‫الجائزة في الصنف الثاني‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬وقد تمخض عن هذا الملتقى نداء شفشاون‬ ‫تضمن توصيتان أساسيتان‪ ،‬تتعلق األولى بضرورة‬ ‫إحداث جامعة وطنية للطوابع البريدية والمسكوكات‪،‬‬ ‫والثانية تلتمس إصدار طابع بريدي من طرف بريد‬ ‫المغرب يؤرخ لحدث الملتقى بشفشاون باعتماد الرسم‬ ‫الفائز بالجائزة األولى في المسابقة المنظمة في إطار‬ ‫فعالياته‪.‬‬ ‫و قال محمد البوقديدي في تصريحه لجريدة‬ ‫«الشمال»إن الطموح المشروع‪ ،‬بعد نجاح هذه الدورة‬ ‫األولى للملتقى على المستوى المتوسط‪ ،‬هو إحداث‬ ‫نادي للطوابع البريدية والمسكوكات بشفشاون‪ ،‬وكذا‬ ‫االرتقاء بالملتقى إلى مستوى «ملتقى دولي»‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن مراسيم افتتاح الملتقى‪،‬‬ ‫الذي نظم في إطار االحتفاالت بعيد العرش‪ ،‬ترأسها‬ ‫عامل إقليم شفشاون إسماعيل أبو الحقوق‪ ،‬إلى جانب‬ ‫نائب رئيس المجلس اإلقليمي محمد الصبيطري‬ ‫ونائب رئيس المجلس البلدي نبيل الشليح‪ ،‬وبحضور‬ ‫وفد رسمي و فعاليات جمعوية وثقافية وفنية‪.‬‬ ‫بعد هذا؛ هل سيعود «الحمام الزاجل» ليحلق‬ ‫من جديد في أجواء مدينة شفشاون بعدما الحقته‬ ‫«هستيريا» بنادق محترفي القنص؟‪ ،‬وهل ستستعيد‬ ‫المدينة عبق اآلرنج والقرنفل والياسمين بعدما طغت‬ ‫العملة الرخيصة على العملة الجيدة؟؛ ذلك ما نتمنى‬ ‫أن يكون ملتقى الطوابع البريدية والمسكوكات مؤشرا‬ ‫له؟!‪.‬‬


‫العدد ‪902‬‬

‫عامل‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬غ�شت ‪2017‬‬

‫‪10‬‬

‫ق�ضى‪..‬‬ ‫• إعداد ‪ :‬عمر محمد قرباش‬

‫�إن املوت غاية كل �إن�سان ونهاية كل حي ‪ ،‬قهر اهلل به العباد ‪ ،‬ليبلوهم �أيهم �أح�سن عمال ‪ ،‬ولي�س لأحد �أن يعرت�ض على حكم اهلل وق�ضائه ‪ ،‬لكن ال بد للعني �أن تدمع وللقلب �أن يجزع على‬ ‫فقدان الأحبة والإخوان ‪ ،‬وتعظم امل�صيبة �أكرث عندما يتعلق الأمر بالعلماء الربانيني م�صابيح الدجى وجنوم الهدى الذين بهم يقتدى الذين تكون الفجيعة فيهم �أق�سى و�أمر ‪ ،‬يقول �صلى اهلل‬ ‫�ض ا ْل ِع ْلمَ ا ْن ِت َزاعً ا َي ْن َت ِزعُ ُه ِم َن ا ْل ِعب َِاد ‪َ ،‬و َل ِك ْن َي ْق ِب ُ‬ ‫عليه و�سلم « ِ�إ َّن اللهَّ َ ال َي ْق ِب ُ‬ ‫�ض ا ْل ُع َل َم ِاء‪ ،‬حَ َّتى ِ�إ َذا مَ ْ‬ ‫ي ِع ْل ٍم‪َ ،‬ف َ�ض ُّلوا َو�أَ َ�ض ُّلوا»؛‬ ‫ا�س ر� ً‬ ‫ل ُي ْب ِق عَ المِ ًا ا َّت َخ َذ ال َّن ُ‬ ‫ؤو�سا جُ هَّا ًال‪َ ،‬ف ُ�س ِئ ُلوا َف�أَ ْف َت ْوا ِب َغ رْ ِ‬ ‫�ض ا ْل ِع ْلمَ ِب َق ْب ِ‬ ‫الَ ْر َ‬ ‫وقال ابن عبا�س ‪ -‬ر�ضي اهلل عنهما ‪ -‬يف تف�سري قوله ‪ -‬جل وعال ‪�« :-‬أَو مَ ْ‬ ‫�ض َن ْن ُق ُ�صهَا ِم ْن �أَ ْط َر ِافهَا»‪ ،‬قال‪ :‬خراب الأر�ض مبوت علمائها وفقهائها و�أهل اخلري منها‪ .‬فرحيل‬ ‫َل ي َ​َروْا �أَ َّنا َن�أْ ِتي ْ أ‬ ‫العلماء ثلمة ال ت�سد‪ ،‬وم�صيبة ال حتد‪ ،‬وفجيعة ال تن�سى قال احل�سن رحمه اهلل‪« :‬موت العامل ثلمة يف الإ�سالم‪ ،‬ال ي�سدها �شيء ما اختلف الليل والنهار»‪.‬‬ ‫األرض تحـيـا إذا مـا عــاش عالـمها‬ ‫كاألرض تحيى إذا ما الغيث حل بهـا‬ ‫بعيون دامعة وقلوب مكلومة خاشعة مفعمة بالحسرة واألسى ‪ ،‬وراضية بقضاء اهلل وقدره ‪ ،‬ودعت‬ ‫مدينة طنجة علما من أعالم المغرب البارزين وشيخا من شيوخه المحدثين العالمة المربي والمحدث‬ ‫األثري المسند سيدي عبد اهلل بن عبد القادر التليـدي ظهر يـوم السبت ‪ 12‬ذو القعدة ‪ 1438‬هـ ‪/‬‬ ‫‪ 05‬غشت ‪ ، 2017‬وقد وري جثمانه الطاهر بمقبرة سيدي المختار بحي مرشان بعد الصالة عليه ظهر‬ ‫األحد بالمسجد األعظم في محفل جنائزي مشهود احتشده جمهور غفير من العلماء والفقهاء والخطباء‬ ‫واألساتذة والمربين واألعيان وتالمذة ومحبي الفقيد ‪.‬‬ ‫عمالة تطوان سنة ‪1347‬‬ ‫وشيخنا المرحوم بكرم اهلل ازداد بقبيلة بني جرفط‬ ‫الســالم بن حمــان‬ ‫هـ‪ .‬حفظ كتاب اهلل بقرية الصاف على المقرئ عبد‬ ‫سيدي عمر التليدي‬ ‫الشقاف والمقــرئ عبد السالم بن عــزوز فنزل عند‬ ‫عم والده مدة سنتين حتى ختم حفظه للقرآن‬ ‫الكريم ‪ ،‬كما ختم الشيخ بعد ذلك القرآن تصحيحا‬ ‫على جماعة من المقرئين فكان ينتقل في القرى‬ ‫عمال بما يسمى عند طلبة القرآن في المغرب‪:‬‬ ‫بالتخنيشة ‪ ،‬وهي ال تبدأ اصطالحا إال بعد الختمة‬ ‫القرآنية األولى ‪.‬‬ ‫ثم انتقل من الكتاب القرآني الى بعض حلقات‬ ‫المساجد والزوايا بمدينة طنجة حيث أخذ على ثلة‬ ‫من خيرة شيوخ المدينة تتلمذ على علماء وفقهاء‬ ‫بارزين كان لهم شأنهم وكانت لهم مكانتهم‬ ‫في هذه المدينة‪ ،‬منهم السادة ‪ :‬العالمة عبد‬ ‫اهلل بن عبد الصادق والمكي الناصـري وعبد‬ ‫اهلل كنون وعبد الحفيـــظ كنون والعالمة‬ ‫أحمد أبوحسيــن والعالمة األديــب محمد‬ ‫عالل الفاسي والعالمة النحوي السيد الحسن‬ ‫اللمتوني والشيخ عبد السالم أبارغ المصوري والعالمة محمد الساحلي الوسيني وغيرهم ممن كانت‬ ‫تفتخر بهم مدينة طنجة ‪ ،‬إال أن السمة التي ميزت هذه الفترة هي التعصب للمذهب المالكي من طرف‬ ‫كثير من الفقهاء ‪ ،‬ويحكي شيخنا في نصب الموائد عن هذه الظاهرة فيقول ‪ :‬كان لي شيخ من كبار علماء‬ ‫طنجة وأعيانها والمنتسبين إلى البيت النبوي الشريف قرأت عليه مبادئ العلوم من نحو وفقه وتوحيد‬ ‫وحديث وكان يشارك في الحديث ويعتني بحفظه وخاصة الصحيحين‪ ،‬غير أنه كان متعصبا لمذهب مالك‬ ‫رحمه اهلل تعصبا مزريا فكان يرى من خرج عن المذهب وعمل بمقتضى الحديث والسنة مبتدعا ضاال من‬ ‫الخوارج والمنافقين) ‪ ،‬ومما يحمد من تاريخ تلك الفترة أن العلماء كانوا في مجموعهم يساندون التصوف‬ ‫ويحثون طلبتهم على قراءة كتب الرقائق والزهديات التماسا للحكم والمواعظ ‪ .‬وما زال يتذكر الشيخ‬ ‫حفظه اهلل أول كتاب في الرقائق اقتناه‪ :‬كتاب تنبيه الغافلين لإلمام أبي الليث السمرقندي يقول عن هذا‬ ‫الكتاب وعن كتب الرقائق عموما « وقراءة الكتب الوعظية وأبواب الرقائق من كتب الحديث وغيرها لها‬ ‫تأثير ملموس في تنوير القلوب وتهذيب النفوس وتزكية األخالق وحب اآلخرة والعمل لها‪ ،‬وكاتب هذه‬ ‫الحروف ممن جرب هذا ولمسه ‪ ،‬فإنني لما أنهيت قراءة القرآن الكريم وهداني اهلل تعالى لطلب العلم وقد‬ ‫ناهزت العشرين من عمري وقع بيدي كتاب تنبيه الغافلين ألبي الليث السمرقندي فجعلته أنيس وحدتي‬ ‫وشغفت بقراءته فتأثرت به كثيرا وتغيرت أحوالي ورأيت فيه ما لم أكن أعلمه ‪.‬‬ ‫وفي سنة ‪ 1950‬أتيح له االرتحال إلى فاس الستكمال التحصيل برحاب جامع القرويين فانخرط‬ ‫في حلقات دروسه المتنوعة ‪ ،‬فأخذ هنالك على كبار العلماء أمثال العالمة السيد عبد العزيز بن الخياط ‪،‬‬ ‫والعالمة العباس بناني ‪.‬‬ ‫ثم عاد الى مدينة طنجة وكان أول عالم صديقي يتصل به المرحوم محمد الزمزمي الذي كان ينوب‬ ‫عن أخيه األكبر في الخطبة ‪ ،‬فقرأ عليه بلوغ المرام وطرفا من لب األصول‪ ،‬وقرأ أيضا في هذه الفترة‬ ‫على العالمة المحدث الفقيه السيد عبد العزيز بن الصديق رحمه اهلل سنن الترمذي من أوله إلى نهايته‬ ‫وألفية العراقي في علم الحديث ونخبة الفكر وتفسير الجاللين إلى سورة هود وغير ذلك ‪ ..‬كما قرأ أيضا‬ ‫على العالمة األصولي السيد عبد الحي بن الصديق رحمه اهلل نخبة الفكر ومفتاح الوصول وطرفا من سبل‬ ‫السالم والجوهر المكنون ‪ ،‬إال أن المحدث عبد العزيز بن الصديق كان أكثر من يتخلله الشيخ من بين‬ ‫الصديقيين آنذاك فكان يالزمه في خروجه وفي بيته‪.‬‬

‫متى يمـت عالـم فيها يمت طـرف‬ ‫وإن أبى عــاد في أكـنافهـا التلف‬ ‫وقرأ الشيخ على العالمة المحدث السيد محمد المنتصر الكتاني – نزيل الحرمين الشريفين –‬ ‫البيقونية في علم الحديث وورقات إمام الحرمين في أصول الفقه ونور اليقين وخمسة أحزاب من تفسير‬ ‫القرآن الكريم ‪.‬‬ ‫وبعد أن أخذ بغيته من العلم ونال القدح المعلى فيه قام بواجبه بتدريس العلم ونشره ‪ ،‬وأضحى‬ ‫من علماء هذا الثغر ورجاله الذين التف حولهم طلبة العلم ‪ ،‬حيث كان من أهل المعرفة باللغة وأدابها‬ ‫والتفسير وعلومه ‪ ،‬والفقه وأصوله ‪ ،‬واإلحاطة بمقدمات علم الحديث وقواعده والتمكن من مناهجه‬ ‫وطرائقه ‪.‬‬ ‫وبموازاة مع التدريس والتعليم كان يشتغل بالكتابة والتأليف ‪ ،‬وما كتبه التي خرجت من تحت يراعه‬ ‫ـ وقد ناهزت الستين ـ لشاهدة على خصب إنتاجه تفسيرا‬ ‫وحديثا وفقها وتاريخا وسيرا وتصوفا‪.‬‬ ‫ومن أهم كتبه ‪:‬‬ ‫«الجواهر والآللئ المصنوعــة بتفسيــر كتــاب اهلل‬ ‫باألحاديـث الصحيحة المرفوعــة» في مجلدين كبيرين‪،‬‬ ‫«جمع فيه ما جاء في السنة المطهرة المرفوعة من شرح‬ ‫أو كالم على أيات القرأن الكريم على شريطة أن يكون‬ ‫الحديث صحيحا أو حسنا أو مرفوعا »‪.‬‬ ‫• كتاب «بداية الوصول بلب صحيح أمهات األصول»‬ ‫في اثني عشر مجلدا ‪ ،‬وهو معلمة علمية حديثية شملت‬ ‫سائر األبواب ومناحي عبادة الفرد المسلم واألمة المسلمة‬ ‫وحياتهما في الدارين ‪.‬‬ ‫• كتاب «تهذيب جامع األمام بن عيسى الترمذي» ‪،‬‬ ‫في ثالثة مجلدات ضخام ‪ ،‬أبرز في مقدمة التهذيب منزلته‬ ‫ومكانته وأفصح في مطلعه عن منهجه وطريقته ‪ ،‬تتبع فيه أحاديث جامع الترمذي حديثا حديثا تصحيحا‬ ‫وتضعيفا وتخريجا‪ ،‬فتعقب اإلمام في بعض اختياراته ‪ ،‬واستدرك عليه استدراكات علمية نفيسة‪.‬‬ ‫• كتاب «جواهر البحار في األحاديث الصحيحة القصار» في مجلدين ‪ ،‬اقتصر فيه على األحاديث‬ ‫الصحيحة القصيرة ‪ ،‬ورجع في كل حديث مظانه وأصوله ‪ ،‬وشرح األحاديث شرحا ميسرا وانفرد بشرح‬ ‫أحاديث لم يسبق إلى شرحها قط ‪.‬‬ ‫• كتاب « تهذيب الخصائص النبوية الكبرى» جاء في مجلد ضخم ‪ ،‬صدره بمقدمة عظيمة في دالئل‬ ‫النبوة وخصائصها ‪ ،‬ومناهج العلماء في ذلك وطبقات مصنفاتهم ‪ ،‬هذبه بحذف األحاديث الضعيفة‬ ‫والموضوعة واإلقتصار على الصحيحة والحسنة ‪ ،‬مع تخريج األحاديث وشرح ما يستحق الشرح ‪.‬‬ ‫• كتاب « إتحاف أهل الوفا بتهذيب كتاب الشفا» في مجلد ضخم ‪ ،‬هذب الكتاب ونقاه من النقول التي‬ ‫ال أصل لها والروايات الموضوع وشديدة الضعف ‪.‬‬ ‫• كتاب «إتمام المنة في شرح منهاج الجنة» في مجلد ضخم ‪ ،‬قرب فيه الخالف بين المدارس وجمع‬ ‫المسلمين على العمل بالسنة ‪ ،‬يقول في مقدمته « أفردنا لهذا الفقه النبوي ‪ ..‬ال يعني أننا نهمل باقي‬ ‫الفقه األسالمي الواسع ونعرض عنه أو نعاديه ‪ ،‬كال بل ال مندوحة لنا عنه ‪. »..‬‬ ‫• كتاب «ذكريات من حياتي» ذكر فيه قبسات من مسيرته العلمية الحافلة‪ ،‬وجوانب خفية من‬ ‫سيرته الذاتية ‪ ،‬كتاب « األنيس والرفيق في خالصة حياة الشيخ سيدي أحمد بن الصديق‪ ،‬وكتاب الفوائد‬ ‫الجالئل في تخريج أحاديث السيرة والشمائل ‪ ،‬وكتاب كشف الكربة بتخريج أحاديث شرح البردة ‪ ،‬وكتاب‬ ‫المطرب لمشاهير أولياء المغرب ‪ ،‬وكتاب أهل السنة والشيعة بين االعتدال والغلو ‪ ،‬وكتاب اعرف نبيك ‪،‬‬ ‫وكتاب البالد المقدسة ‪ ،‬وكتاب استمطار الرحمات بإحياء السنن المهجورات ‪ ،‬وكتاب دار األفراح والحبور‬ ‫والنعيم ‪ ،‬وغيرها كثير يصعب عدها وحصرها في هذه العجالة ‪.‬‬ ‫توفي الشيخ عن سن ناهز التسعين سنة ‪ ،‬رحم اهلل العالمة المربي سيدي عبد اهلل التليدي بما‬ ‫علم وكتب ‪ ،‬وأسكنه فسيح جناته مع الذين أنعم اهلل عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء وحسن‬ ‫أولئك رفيقا ‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬غ�شت ‪2017‬‬

‫العدد ‪902‬‬

‫م‬

‫لف‬

‫‪11‬‬

‫السياحة الجنسية‪ ...‬الّليل واألحالم‪...‬‬

‫• تحقيـق ‪:‬‬

‫مصطفى بديع السوسي‬

‫ـ القا�صرات يف طنجة �سلعة مطلوبة‪.‬‬ ‫ـ فتيات قا�صرات اغت�صبت الدعارة طفولتهن‪.‬‬ ‫ال أحد يجادل في أن مدينة طنجة‬ ‫تمثل الواجهة بالنسبـــة للسياحــة‬ ‫الجنسية في الشمال ويختلط السياح‬ ‫والمغاربة المقيمين في أوربا في طلب‬ ‫المتعة الجنسية‪ ،‬واستهداف قاصرات‬ ‫ومومسات‪ ..‬لم تعد ظاهرة الدعارة في‬ ‫طنجة تقليدية ونمطية‪ ،‬لم تعد مجرد‬ ‫عرض لمفاتن فتيات ومحترفات في‬ ‫الشوارع‪ ،‬وداخل المقاصف والمالهي‬ ‫والمقاهـي المصنفــــة‪ ،‬بل أصبحــت‬ ‫شبكات منظمة تتنافـــس من أجل‬ ‫تقديم منتوج جديد وفتي يدر عائدات‬ ‫مهمة‪ ،‬ويشبع نهم الباحثين عن اللذة‬ ‫الحرام‪ .‬والقاصرات في طنجة أصبحن‬ ‫سلعة مطلوبة‪ ،‬ولها قيمتها في سوق‬ ‫ال��دع��ارة‪ ،‬ل��م تعد ظ��اه��رة سرية أو‬ ‫مختفية لدرجة صارت قيمة محسوبة‬ ‫في التنشيط السياحي‪ .‬شبكات الترويج‬ ‫وتنشيط السوق أصبحت تحرك خيوط‬ ‫اللعبة بوسائل تسيير عصرية‪ ،‬وتشغل موارد بشرية هامة‬ ‫وكثيفة من مستخدمين‪ ،‬وسائقين‪ ،‬وحراس شخصيين‪،‬‬ ‫ووسطاء‪ ،‬وتقدم كل الخدمات من إقامة‪ ،‬وحارس‪ ،‬وخادمة‪،‬‬ ‫وطباخة‪ ،‬وسيارة لنقل كل الطلبات‪.‬‬ ‫ولإلشارة فأغلب الممتهنات للنشاط الجديد بمدينة‬ ‫طنجة هن في الغالب فتيات فقيرات هاجرن إلى طنجة تحت‬ ‫ضغط ظروف كثيرة‪ ...‬إما هربا من فضيحة أخالقية‪ ،‬أو‬ ‫بحثا عن عمل يلبي احتياجاتهن ومتطلبات أسرهن الفقيرة‬ ‫ولكن الظروف وهي كثيرة ومختلفة‪ ،‬وضيق سوق الشغل‬ ‫ترغمهن على مزاولة أنشطة أخرى تؤدي في األخير وبشكل‬ ‫حتمي إلى االنحطاط في عالم الدعارة بعد اكتساب التجربة‬ ‫الكافية‪ ...‬وبتطور هذه األنشطة لم تعد الظاهرة محصورة‬ ‫في الفقيرات القادمات من المدن األخرى‪ ،‬ومن الدواوير‬ ‫البعيدة الهامشية وعمت المؤسسات التعليمية والمعاهد‬ ‫الخاصة‪ ،‬وأصبحن من المتعاطيات لدعارة «الخدمة‬ ‫السريعة» التي ال تكلف سوى دعوات لألكل‪ ،‬وبطاقة لتعبئة‬ ‫الهاتف المحمول‪ ،‬أو مبلغ القتناء السجائر‪ ،‬وبعض المالبس‪،‬‬ ‫ومساحيق التجميل‪ ....‬هناك إقامات سياحية بالمدينة ـ‬ ‫والشاهد من أهلها ـ وجل الشقق المفروشة مخصصة‬ ‫لممارسة «الجنس السريع»‪ ،‬وتستقطب يوميا شابات في‬ ‫مقتبل العمر لم يصلن بعد سن الرشد‪ ،‬وبعضهن يتابعن‬ ‫دراستهن في مؤسسات خصوصية‪ ،‬وأخريات تلميذات لم‬

‫يفقدن بكاراتهن‪ ،‬ويمارسن الجنس بطرق شاذة مقابل‬ ‫ف��ي��م��ا‬ ‫مبالغ مالية تتراوح ما بين ‪ 100‬و‪ 200‬درهم‪ ،‬‬ ‫يتراوح سعر ليلة كاملة بين ‪ 500‬و‪ 1000‬دره��م‪ ،‬وقد‬ ‫دفع هذا األمر بالعديد من العائالت إلى مغادرة واإلبتعاد‬ ‫عنها هذه اإلقامات‪ ،‬إن بعض حراس هذه اإلقامات هم‬ ‫من يقومون اعتماداً على الهاتف المحمول بجلب الفريسة‬ ‫وعرضها على الزبون الذي تبقى له حرية اإلختيار من بين‬ ‫المعروضات أمامه اللواتي يقتسمن مدخولهن مع الحارس‪.‬‬ ‫ظاهرة أخرى تظهر على سطح سوق الدعارة الرائج‪،‬‬ ‫فبعض الشبكات المتخصصة بدأت بسلوك طرق جديدة‬ ‫تحت غطاء قانوني للهروب من المراقبة‪ ،‬وذلك بإيجاد‬ ‫مناصب شغل في صالونات التدليك‪ ،‬واالعتماد على قاصرات‬ ‫ذات أجساد فاتنة لتقديم هذه الخدمات مع اإلضافات‬ ‫األخرى التي يرغب فيها الزبناء الذين يترك لهم االختيار‬ ‫بين أخذ حصة التدليك داخل الصالون أو في بيوتهم‪،‬‬ ‫كما شهدت عدد من الحانات والمطاعم والمقاهي الفاخرة‬ ‫وسط المدينة‪ ،‬أو باألحياء الشعبية ارتفاعاً في عدد الفتيات‬ ‫القاصرات اللواتي يشتغلن نادالت داخل هذه المحالت‬ ‫لتلبية طلبات رواده��ا‪ ،‬إ ّال أنهن يقدمن مطالب إضافية‬ ‫تتجاوز الخدمات المعتادة إلرضاء المشغلين‪ ،‬وتلبية نزوات‬ ‫الزبناء‪ ،‬وكذا لجني مبالغ إضافية تساعدهن على تحسين‬ ‫مدخولهن لمواجهة ظروف العيش الصعبة‪.‬‬ ‫يحز في النفس رؤي��ة ه��ذا التناقض الفاحش بين‬

‫} َيا �أَ ّ َيت َُها ال َنّفْ ُ�س مْ ُ‬ ‫ا�ض َي ًة َم ْر ِ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ال ْط َم ِئ ّ َن ُة ْار ِجعِي �إِ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫اد ُخلِي‬ ‫�ض ّ َي ًة َف ْ‬ ‫اد ُخلِي َج ّ َنتِي‬ ‫يِف عِ َبادِ ي َو ْ‬

‫{‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫لبت نداء ربها‪ ،‬المشمولة بعفو اهلل‪ ،‬المرحومة‬

‫لطيفة البطيوي‬

‫وذلك يوم السبت ‪ 12‬ذو القعدة الموافق ‪ 5‬غشت ‪ 1438 2017‬هـ ‪ ،‬وفي اليوم الموالي شيع جثمانها‬ ‫الطاهر في موكب جنائزي مهيب‪ ،‬حضره األهل واألحباب والمعارف‪ ،‬ودفن بمقبرةالسواني‪ ،‬بعد صالة العصر‪..‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬يتقدم أفراد عائلة بنعيسى بأحر التعازي إلى زوج الفقيدة‪ ،‬خالهم وإلى أبنائهما نور‬ ‫الدين وياسين ومراد وليلى وإكرام وهند‪ .‬راجية لهم الصبر والسلوان‪ ،‬وللفقيدة عظيم األجر والغفران‪ ،‬تغمدها‬ ‫اهلل بواسع رحمته‪ ،‬وأسكنها فسيح جناته‪ ،‬مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫طفل معاق يف حاجة �إلى م�ساعدة‬ ‫يعانــي الطــفــل محمــد العــلـوي‪ ،‬البالـــغ مـــن العمــر ‪ 10‬سنــوات مـن تـأخـر فـي النمــو‪،‬‬ ‫نتجـــت عنـــه‪ ،‬مــــع مـرور السنـوات إعــاقـــة كاملـــة‪( ،‬انظـر الصورة)‪ ،‬فضــال عن إصابتــه بــداء‬ ‫الربــو‪ ،‬مما جعلــه يحتــاج إلى مصاريف‪ ،‬القتناء الحفاظــات واألدوية التي يصل ثمنهـا إلى حدود‬ ‫ألف (‪1000‬درهم) شهريا‪ ،‬األمر الذي تعجـز عنه أسرتـه المعـوزة‪ .‬لــذا‪ ،‬وعبــر هـــذا المنبر‪ ،‬تتقدم‬ ‫والـدة الطفل المـريــــض بندائــهــــا إلى المحسنيـن وذوي األريحيـة‪ ،‬راجية منهم‪ ،‬بعد اهلل تعالى‬ ‫مساعدتها‪ ،‬للتغلب على رعاية فلذة كبدها‪ ،‬واهلل اليضيع أجر المحسنين‪.‬‬

‫لالتصال‪ :‬العنوان‪ :‬عقبة ابن األبار رقم ‪ 20‬ــ الهاتف‪0675927078 :‬‬

‫} َيا‬

‫َم ْر ِ‬ ‫�ض ّ َي ًة‬

‫الغنى والتسول والتشــرد والجريمـــة‪...‬‬ ‫في كورنيش المدينة تصادفك مظاهر‬ ‫متناقضة‪ ...‬س��ي��ارات ف��اخ��رة‪ ،‬وأوداج‬ ‫منتفخة‪ ،‬وقالئد وسالسل وساعات وخواتم‬ ‫من ذهب وأحجار كريمة وفتيات قاصرات‬ ‫اغتصبت ال��دع��ارة طفولتهن وافترس‬ ‫الجنون أجسادهن الصغيرة التي كانت‬ ‫يوماً طرية زاهرة فعبث بها كل عابث‪...‬‬ ‫وأصبحت تحتمل قسوة السهر‪ ،‬وسهار‬ ‫الليل‪ ،‬واالرتماء في أحضان كل ناهش‬ ‫للحم البشري والذي يدفع أكثر و يمتص‬ ‫رحيق الجسد حتى العظم‪.‬‬ ‫على طول محج محمد السادس‪ ،‬وداخل‬ ‫المقاهي والمطاعم‪ ،‬وبعض العلب الليلية‬ ‫قاصرات‪ ...‬العشرات من الصبيات يبعن‬ ‫الورود‪ ،‬والمناديل الورقية‪ ،‬والمسكة‪ ،‬وفي‬ ‫نفس الوقت يعرضن أجسادهن الصغيرة‬ ‫للبيع‪ ،‬ف «كلينيكس والمسكة» لن تشبع‬ ‫بطنا‪ ،‬ولن تدفئ جسداً‪ ،‬ولن تستر عريا‪ ...‬ومجتمعنا‪..‬‬ ‫مجتمعنا المخيف المتغول ال يبالي بكرامة األطفال الجسدية‬ ‫والنفسية والمعنوية‪ ،‬وحكومتنا ملتهية ال هية بأرقامها‬ ‫الفلكية الخيالية في عالمها المريخي البعيد فال هي في العير‬ ‫وال هي في النفير‪ ..‬وكثيرا ما تشدقت عن طريق وزارتها‬ ‫المكلفة بالتضامن‪...‬وبـ ‪...‬وبـ‪ ...‬فلم تلمس ال تضامنا‪ ،‬وال‬ ‫إسعافاً للزاحفات على أرصفة الفساد والقهر ال يجدن ما‬ ‫يسترن به عورة‪ ،‬وال ما يدفئن به حضنا‪ ،‬وال ما يروي لهن‬ ‫ظمئاً‪ ...‬ليذهب أعوان كل الوزارات والمصالح ذات البعد‬ ‫اإلنساني‪ ،‬واألخالقي‪ ،‬واالجتماعي إلى المحطة الطرقية ليال‬ ‫عندما تغلق كل األبواب إال باب الرحمن‪ ....‬وتنام كل العيون‬ ‫إال عين القادر البصير‪ ...‬وإلى باحات المساجد‪ ...‬وإلى رمال‬ ‫الشاطئ هناك سيجدون أجساداً هدها التعب والجوع‬ ‫ومشوار الحياة الطويل‪ ...‬منهم من استسلم ألحالم المخدر‬ ‫والسلسيون‪ ...‬وهناك من يلتصق باآلخر أو األخرى القتناص‬ ‫لذة خاطفة في جنح الظالم‪ ...‬وهناك من استسلم جسده‬ ‫للسعة البرد بينما حلق عقله وفكره بعيدا حيث منعرجات‬ ‫ومنحدرات الدوار‪ ،‬هناك في أقصى الجنوب أو الشرق أو‬ ‫الشمال‪ .‬فرحمة بك أيها الضائع في وطن يتحدث عن‬ ‫الماليير وفقراءه ال يجدون المالليم‪.‬‬ ‫(يتبع)‬

‫�أَ ّ َيت َُها ال َنّفْ ُ�س مْ ُ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ال ْط َم ِئ ّ َن ُة ْار ِجعِي ِ�إ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫ا�ض َي ًة‬ ‫َف ْاد ُخلِي يِف عِ َبادِ ي َو ْاد ُخلِي َج َّنتِي {‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫عن عمر يناهز ‪ 66‬سنة‪ ،‬لبى نداء ربه‬ ‫المشمول بعفو اهلل‪ ،‬المرحوم‬

‫عبد الحميد بن صالح‬

‫وذلك يوم الخميس ‪ 3‬ذوالقعدة ‪1438‬‬ ‫ه الموافق ‪ 27‬يوليوز ‪ ،2017‬وشيع جثمانه‬ ‫الطاهر في موكـب جنائــزي مهيب‪ ،‬حضره‬ ‫األهل واألحبــاب والمعارف‪ ،‬ودفن بمقبـرة‬ ‫«سيدي اعمار» بعد صـــالة العصر بمسجـد‬ ‫«التوبة» الكائن بحي «خوصفات»‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬تتقدم أسرة جريدة «الشمال» بأحر التعازي‬ ‫إلى أرملة الفقيد ذ‪.‬أمينة المقدم العروسي‪ ،‬وإلى ابنيهما محمد األمين‬ ‫وعصام‪ ،‬وكذا إلى إخوة الفقيد‪ ،‬فاطمة الزهراء ومحمد البشير ونور الدين‬ ‫ومحمد الجباري‪ ،‬باإلضافة إلى جميع أفراد عائالت بن صالح والمقدم‬ ‫العروسي وبن تاويت‪ ،‬راجية لهم منه تعالى الصبر والسلوان‪ ،‬وللفقيد‬ ‫عظيم األجر والغفران‪ ،‬تغمده اهلل بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته مع‬ ‫النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬


‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬غ�شت ‪2017‬‬

‫العدد ‪902‬‬

‫خ�صيات‬ ‫من �ش املن�سية‪:‬‬ ‫تطوان‬

‫‪12‬‬

‫الهاشمي البخاري‬ ‫«امللقب ْ‬ ‫بز َر ْع و ُك َّون»‬

‫‪-‬‬

‫الباحث ‪ :‬الزبير بن األمين‬

‫كثيرا ما أصادف صورة الهاشمي البخاري – غفر اهلل له – على صفحات مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬بدون تدوينة‪ ،‬وأحيانا يتكرر ظهورها مع بعض التعليقات‬ ‫القصيرة‪ ،‬بحيث ال تقدم شيئا هاما أو مفيدا عن مسارها وطبيعتها‪...‬‬ ‫سعيا منا إلفادة إخواننا وأصدقائنا وعامة المهتمين‪ ،‬رجعت إلى بعض المصادر القليلة جدا‪ ،‬وخاصة منها اإلسبانية‪ ،‬وكذا الروايات الشفهية الموثوق بها‪ ،‬فهيأت‬ ‫هذه الورقة عسى أن تقدم تعريفا متواضعا عن هذه الشخصية المنسية‪ ،‬التي كان لها حضور قوي في الوسط االجتماعي بمدينة تطوان خالل جزء من فترة الحماية‬ ‫وبداية عقود عهد االستقالل‪ ،‬شاكرا لجريدة الشمال الغراء العمل على نشرها في هذا العدد‪.‬‬ ‫هي شخصية غريبة األطوار كانت تلفت أنظار‬ ‫الناس بلباسها العسكري الخاص بالفرسان‪ ،‬وبحركات‬ ‫تعبيراتها اآلمرة المضحكة‪ ،‬وخطاباتها الزجرية‬ ‫الحكيمة‪ ،‬كما كانت تثير فضولهم لكونها ال تفارق‬ ‫دوما حيوانها الوفي‪ .‬سماه اإلسبان أوال «طروسكا‬ ‫(‪ ،)Truska‬وأطلق عليه المغاربة «اليكا ‪.)Laika‬‬ ‫والترجيح أن تكون رفيقته أيام الحماية ‪،Truska‬‬ ‫وبعد االستقالل صاحَبَتْهُ كلبة أخرى هي ‪.Laika‬‬ ‫كلما صادف المرء بشوارع وأزقة تطوان هذه‬ ‫الشخصية‪ ،‬فكأنه يلمح أمامه أميرا قصير القامة‬ ‫وفارسا ذا بشرة سمراء‪ ،‬وشاربين كثيفين‪ ،‬وذا عينين‬ ‫تتقدان حركة ولمعانا متوجستين على الدوام من‬ ‫كل دان إليها وغريب‪ ،‬يحمل بين يديه في كل وقت‬ ‫ومناسبة سوطا جلديا‪ ،‬يحمي به نفسه‪ ،‬ويضفي عليه‬ ‫هالة األمراء وقادة الجيوش‪ .‬يمثل في مشيته الحزم‬ ‫والصرامة في هيئة تجمع بين الجد والفكاهة‪.‬‬ ‫الهاشمي البخاري هو اسمه الحقيقي‪ُ ،‬ل ِّقبَ‬ ‫« ِبزْرَعْ ُ‬ ‫وك ْ‬ ‫وَّن»‪ .‬وسبب ذلك حسب بعض الروايات‪،‬‬ ‫هو أن مجموعة من شباب تطوان في األربعينيات‬ ‫دخلوا إحدى حانات المدينة التي نشرها المستعمر‬ ‫ترويجا لبيع الخمور ومعاقرتها‪ ،‬فوجدوا بها الهاشمي‬ ‫يتناول كؤوس الراح في لحظة كانت الخمر يعاقبُ‬ ‫عليها شاربُهَا عقاباً صارماً من لدن سلطات الباشا‪،‬‬ ‫فإذا بالهاشمي يخاطبهم بهذه العبارة المليئة‬ ‫بدالالت اإلباحة‪ ،‬واإلخفاء والتستر قائال لهم‪( :‬ازْرَعْ‬ ‫ُ‬ ‫وُك ْ‬ ‫وَّن) (أي اشرب‪ ،‬واخْف واصمت)‪ .‬ومنذ تلك‬ ‫اللحظة عُرف بهذه التسمية التي اشتهر بها في كل‬ ‫مكان‪.‬‬ ‫كان الهاشمي في شكله وصفاته العامة يشبه‬ ‫إلى حد ما – كما يذكر عارفوه – أحد الشخصيات‬ ‫التابعة لنفوذ المخزن‪ ،‬التي لم يكن لها حضور متفائل‬ ‫ومتواصل بين وسائل اإلعالم‪ .‬وتذكر بعض المصادر‬ ‫أو ما يروى عن مغامرات الهاشمي أنه بمناسبة‬ ‫إحدى رحالته إلى بعض المدن اإلسبانية خالل عهد‬ ‫الحماية‪ ،‬استغل وجوده بهذه البالد‪ ،‬فقدم نفسه‬ ‫باسم أحد أفراد السلطة المخزنية بشمال المغرب‪.‬‬ ‫وبمجرد ذيوع نبأ وصول الشخصية المرموقة لهذه‬ ‫الديار‪ ،‬هرعت سلطات البلدية والسلطات العسكرية‬ ‫والدينية اإلسبانية إلى استقباله بحفاوة‪ ،‬وعندما‬ ‫تبين لإلسبان حقيقة هويته‪ ،‬وافتضح أمره‪ ،‬غفروا له‬ ‫جرأة مكره‪ ،‬وشجاعة حيلته‪ ،‬وذكائه العميق‪ ...‬بحيث‬ ‫لم يذهلهم األمر وذلك للتشابه القريب بينه وبين‬ ‫الشخصية المقمصة‪.‬‬ ‫تباهى الهاشمي – في كل وقت وحين ‪ -‬بكونه‬ ‫أحد المنتسبين إلى القصر الخليفي بتطوان‪،‬‬ ‫فوالده فعال ظل يشتغل ضمن حاشية الخليفة‬ ‫بصفته «مقدم المْخَازْ ِنيَة»‪ ،‬توفي أثناء مشاركته‬ ‫في تشييع جنازة السلطان موالي عبد العزيز سنة‬ ‫‪ 1943‬بمدينة طنجة‪ .‬أما والدته فتولت العمل مع‬ ‫المشتغالت بمطبخ القصر الخليفي‪ ،‬وكثيرا ما كانت‬ ‫تنقل إلى ولدها ‪ -‬الذي اختار حياة العزوبة المنعزلة‬ ‫عن المجتمع ‪ -‬بعض المأكوالت من صنع يدها إلى‬ ‫بيته الكائن «بنْقِيبَة جامع الكبير»‪.‬‬ ‫امتهن الهاشمي مهنة الحالقة‪ ،‬وكان دكانه‬ ‫بالساقية الفوقية‪ ،‬وبحي العيون بتطوان‪ ،‬كما مارس‬ ‫الحرفة نفسها بمدينة الدار البيضاء مدة قصيرة‬ ‫خالل ‪ 1948‬بحي باب مراكش‪.‬‬ ‫مر صاحبنا بمرحلتين من مراحل حياته‪:‬‬ ‫‪ )1‬مرحلة استمداد قوته وحصانته من القصر‬ ‫الخليفي أثناء فترة الحماية‪ ،‬وهي فترة سعادته‪،‬‬ ‫وشعوره بالزهو‪ ،‬وتمكنه من التجول والسفر داخليا‬ ‫وخارجيا‪ ،‬وخاللها نجح الهاشمي باإليقاع بعدد من‬ ‫ضحاياه أغلبهم من اإلسبان الذين كثيرا ما كانوا‬

‫يغفرون له تطاوالته وحيله ومواقفه االزدرائية المثيرة‪،‬‬ ‫ومسرحياته الذكية‪.‬‬ ‫‪ )2‬فترة بعد االستقالل‪ ،‬وهي مرحلة تراجع ِنعَمهِ‪،‬‬ ‫وإدمانه المفرط على شرب الخمر‪ ،‬والسخرية من غيره‪.‬‬ ‫ورغم مرارة أنواع االضطهاد التي لقيها الهاشمي‬ ‫من بعض شباب تطوان المشاغب‪ ،‬بعد انتهاء انتمائه‬ ‫للقصر الخليفي‪ ،‬ابتداء من بداية االستقالل‪ ،‬فقد واظب‬ ‫الرجل على ارتداء لباسه العسكري‪ ،‬واتباع سلوكه‬ ‫الماجن‪ ،‬وتقمص شخصية علية القوم الحاكمة‪...‬‬ ‫ثم نظرا الزدياد فقره‪ ،‬وتوقف نفقات وأعطيات من‬ ‫كانوا يمدونه سابقا‪ ،‬فقد وجد العوض في عطف بعض‬ ‫أهالي تطوان الذين كانوا يعاملونه معاملة لطيفة‬ ‫تزيده فخرا وتيها‪.‬‬ ‫على أن حياته في هذه المرحلة امتدت كما ذكرنا‬ ‫على شرب الخمر بدون انقطاع وخاصة مع رفيقته‬ ‫‪ ،Laika‬يعاكسه في أكثر الطرقات شباب المدينة‪،‬‬ ‫والمراهقون‪ ،‬وحتى في بعض األحايين الكهول‬ ‫فيهاجمونه بأقدح العبارات‪ ،‬ثم يرد عليهم الهاشمي‬ ‫بأشد منها ازدراء‪ ،‬وأذكى منها بالغة وحكمة‪ ،‬متحديا‬ ‫صعوبة المواجهة‪ ،‬رافعا شعار االعتزاز بالنفس‪ ،‬آمرا‬ ‫رفيقه الوفي بمتابعته بعد انتهاء الصراع‪ .‬وغالبا‬ ‫ما ينتهي هذا الصراع باالعتداء عليه وعلى حيوانه‪.‬‬ ‫فينهزم جسديا ألنه ال يجد من يؤيده ويناصره‪ ،‬وينتصر‬ ‫معنويا لسموم عباراته وأوصافه النارية التي ال تستطيع‬ ‫الجماعة بكامل أعضائها صياغة ما يطلقه لسانه‬ ‫من هجاء الذع‪ ،‬وقذف محكم البناء‪ ،‬مليء بالسخرية‬ ‫واالستهزاء من األعداء‪.‬‬ ‫يحكى عن بعض مواقفه الجريئة أنه ُقدم يوما‬ ‫للمحكمة بتهمة شرب الخمر‪ ،‬واستفزاز الناس بسلوكه‬ ‫الخليع وأقواله القدحية‪ .‬وكان رئيس جلسة المحاكمة‬ ‫يعرفه الهاشمي معرفة عميقة لفرط ولعه هو اآلخر‬ ‫بشرب الخمر‪ .‬وقبل انتهاء المرافعة‪ ،‬طلب منه الرئيس‬ ‫اإلدالء برأيه في التهمة الموجهة إليه‪ ،‬فلم يزد‬ ‫الهاشمي أن قال‪:‬‬ ‫«سبحان اهلل! كيف تغيرت الدنيا!»‬ ‫«الويسكي (‪ )Whisky‬يحاكــم اليــوم ِّ‬ ‫الطينطو‬ ‫(‪)1( » )Tinto‬‬ ‫فضحك كل من كان في قاعة المحكمة‪.‬‬ ‫ومن مواقفه المضحكة والغريبة‪ :‬أنه كان يخرج‬ ‫من بيته وفي يده سلة مليئة بعظام بقايا لحم البقر‬ ‫يجمعها من عند بائعي اللحوم‪ .‬حرصا منه التقاء سماع‬ ‫ما ألصقه الناس به من تسميته «بزْرَعْ ُ‬ ‫وكوّن» أو‬ ‫بغيرها من األوصاف الرذيلة‪ ،‬كان يرمي بالعظام‬ ‫لمرددي هذه التسميات والنعوت في األزقة والطرقات‪،‬‬ ‫جاعال إياهم في معتقده ومخيله كالكالب الجائعة‬ ‫المحتاجة إلى ملء بطونها بالغذاء لتفتر عن هذا‬ ‫النباح‪ ،‬مواصال سيره بخيالء وكبرياء‪.‬‬ ‫الهاشمي البخاري شخصية لن ينساها أهل تطوان‬ ‫الذين عاصروها ووقفوا على قوة وغنى مقوماتها‬ ‫المسرحية الفطرية العالية‪ ،‬والجرأة القوية‪ ،‬والذكاء‬ ‫الحاد‪ .‬وتبقى لدينا أسئلتنا معلقة بدون جواب‪ .‬لماذا لم‬ ‫يستغل المشتغلون بالمسرح هذه الشخصية الفذة في‬ ‫التمثيل الفني؟ ولماذا لم يقم الفنانون التشكيليون‬ ‫برسم لوحة لبورترييه هذه الشخصية التي كانت تتقن‬ ‫تقمص دور الحكام واألمراء‪ ،‬مما يدل على رغبتها‬ ‫وطموحها في االرتقاء إلى درجتهم‪ ،‬وإن كان ذلك‬ ‫وهما؟ أو يكتب عنه أحد كتابنا عمال إبداعيا يخلده في‬ ‫تاريخ هذه المدينة األصيلة التي كثيرا ما نافح عنها‬ ‫الهاشمي وهو متجول بين المدن المغربية األخرى؟‬ ‫ــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ )1‬الويسكي من أنواع الخمور الجيدة‪ ،‬والطينطو من أنواع‬ ‫الخمور الرخيصة‪.‬‬


‫العدد ‪902‬‬

‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬غ�شت ‪2017‬‬

‫أوال ‪ :‬العادة ‪:‬‬

‫األعياد الوطنية منذ الستينات‬ ‫من القرن الماضي إلى اآلن‪...‬‬ ‫وقولة «والعام زين»؟!‬

‫عبد القادر �أحمد بن قدور*‬

‫أحيانا‪ ،‬يضع بعض األصدقاء عليَّ سؤاال ملحا‪ :‬لماذا ال تحضر وتوجهت لحال سبيلها دون تتميم إصالحه وبنائه‪ ،‬كما يجب عاجال‬ ‫إلى العمالة بالعرائش أو الباشوية بالقصر الكبير أو بعض اللقاءات ‪ ...‬وغير ذلك من المقاالت المنبهة واالساسية التي نشرتها بجريدة‬ ‫التي تنظمها بعض المجالس الجماعية والجمعيات بصفتك وطنيا «الشمال « و «طنجة األسبوعية» و «العلم» وغيرها من الصحف‬ ‫وحقوقيا و ورجل إعالم ؟‪...‬فأجيبهم‪ ،‬ببساطة‪ ،‬ألنني ال أستدعى الجادة ‪.‬‬ ‫لتلك المناسبات‪ ،‬من طرف المنظمين‪ .‬ولو استدعيت ألجبت وكنت‬ ‫والمجلس البلدي بالقصر الكبير عندما كان الحراك‬ ‫من أوائل الحضور‪ ،‬خاصة في المناسبات واألعياد الوطنية‪.‬‬ ‫االحتجاجي واالجتماعي بالريف قام عامل إقليم العرائش بلقاء مع‬ ‫العرائش‬ ‫ومعلوم أنه تنظم بباشوية القصر الكبير وبعمالة‬ ‫المنتخبين والبعض‪ ،‬بالقصر الكبير ولم يُستدع اإلعالميون وبعض‬ ‫احتفاالت في كل مناسبة وطنية أو غيرها‪ ،‬كعيد العرش المجيد الوطنين ليبلغوا السيد العامل بمثل هاته المطالب‪ ،‬وكل المطالب‬ ‫وعيد الشباب وعيد االستقالل وغيرها‪ ،‬ويالحظ البعض منا أن عددا األخرى التي تحتاجها هاته المدينة المهمشة والمنسية والتي ال‬ ‫من اإلعالميين والوطنيين والحقوقيين والجمعويين ال يحضرون زالت من النقط السوداء في المغرب ‪.‬‬ ‫باستمرار‪ .‬فهل من يستدعون ويحضرون هم ممن يرددون «العام‬ ‫وكانت بعض المجالس البلدية من قبل بمناسبة كل عيد‬ ‫زين» في غالب األحيان‪ ،‬ويتغاضون عن ذكر الحقيقة ولو كانت مرة العرش المجيد تنشر كتابا هاما فيه مقاالت تاريخية هامة بالمناسبة‬ ‫كبعض اإلعالميين الملتزمين بقضايا الوطن والمواطنين واألمة وغير ذلك عن هذه المدينة الغيورة على الوطن والوطنيين‪ ،‬بينما‬ ‫العربيةواإلسالمية‪...‬‬ ‫المجلس الحالي ومع األسف الشديد‪ ،‬ال يقوم بذلك‪ ،‬نتمنى أن يرجع‬ ‫والسبعينات‬ ‫الستينات‬ ‫سنوات‬ ‫إلى‬ ‫الذاكرة‬ ‫بي‬ ‫اآلن ترجع‬ ‫إلى ذلك لطبع ونشر كتب في مثل هذه المناسبات المجيدة‪.‬‬ ‫عندما‬ ‫الماضي‬ ‫من القرن‬ ‫وم��ؤخ��را استدعى‬ ‫االحتفــاالت‬ ‫تنظــم‬ ‫كانـت‬ ‫رئيس المجلس الحالي بعض‬ ‫وكـــان‬ ‫الوطنيــة‪،‬‬ ‫باألعيــاد‬ ‫اإلعالميين ولم يستدع الكثير‬ ‫يشارك فيها التالميــــذ‬ ‫ممن ال يقولون دائما «العام‬ ‫والطلبة باألناشيد الوطنية‬ ‫زي��ن» كما دأب على ذلك‬ ‫البليغــة واالستعراضات‬ ‫إعالميو اإلذاع���ة والتلفزة‬ ‫الوطنية الحماسية والكلمات‬ ‫خاصة أيام وزير الدولة في‬ ‫والخطب الوطنية الرنانة‬ ‫الداخلية سابقا الراحل ادريس‬ ‫المؤثرة فينا ونحن أطفال‬ ‫البصري‪...‬والغريب في األمر‬ ‫وش��ب��اب‪ ،‬وتعطينا تلك‬ ‫أنه مرة قلت للحاج السيمو‬ ‫االح��ت��ف��االت شحنةكبيرة‬ ‫رئيس المجلس المذكور‬ ‫من الروح الوطنية وتزيدنا‬ ‫أم��ام مقر البلدية لماذا ال‬ ‫عشقا وحبا في الوطن‪ ،‬تلك‬ ‫تستدعينــي للقـــاءات التي‬ ‫االح��ت��ف��االت كانت أيامها‬ ‫ينظمها هذا المجلس‪ ،‬فقال‬ ‫تنظم لعيد العرش المجيد‬ ‫لي ليس عندي رقم هاتفك‬ ‫بشوارع المدينة وأزقتها من‬ ‫فأعطيته رقم هاتفي وكذلك‬ ‫ط��رف الحرفيين وغيرهم‪،‬‬ ‫منحته لنائبته بالمجلس التي‬ ‫غيرة منهم على حب الوطن‬ ‫كانت معه ولم يستدعيني‬ ‫والعرش العلوي التليد‪ ،‬وكنا‬ ‫ال بالهاتف وال باالستدعاء‬ ‫متأثرين بالوحدة الوطنية‬ ‫الشاملة وب��ال��وط��ن أكثر عبد القادر أحمد بن قدور وهو يلقي خطابه بمناسبة عيد الشباب المجيد كغيري م��ن ال��ذي��ن تتم‬ ‫دعوتهم‪.‬‬ ‫هل ألننا كنا متأثرين بآبائنا‬ ‫يوم الثالثاء ‪ 1968/07/09‬في سينما الطبيعة بالقصر الكبير‬ ‫الدولة لتعرف الحقيقة‬ ‫وأجدادنا الذين كانوا وطنيين‬ ‫ال بــد أن تستدعي للقاءات‬ ‫ومقاومين‪ ،‬وضحوا بحياتهم‬ ‫ومستقبلهم في مواجهة االستعمار الغاشم من أجل استقالل والنـــدوات والمحــاضـرات الوطنيين الصادقين الذين ال يخشون‬ ‫لومة الئم في قول الحقيقة الكاملة والمجردة‪.‬‬ ‫المغربالحبيب‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬وقد نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء‬ ‫هذا ولما كنت شابا يافعا أبلغ من العمر ‪ 15‬و ‪ 16‬و‪18‬‬ ‫سنة شاركت في مسابقة بخطبتين في عيد العرش المجيد بسينما جيش التحرير ندوة فكرية مساء يوم الخميس ‪ 2017/08/03‬في‬ ‫أسطوريا لما نظمت االحتفاالت بهذه المناسبة السعيدة مع موضوع «‪ 439‬سنة على معركة وادي المخازن‪ :‬مقاربة متجددة»‬ ‫المرحوم برحمة اهلل الواسعة األديب محمد األمين أبو أحمد الذي تخليدا للملحمة الغراء وبتعاون مع عمالة إقليم العرائش والمجلس‬ ‫توفي في ظروف غامضة ال يعلمها إال اهلل بمدينة العلم والعلماء اإلقليمي وجماعة القصر الكبير وعدد من الجمعيات وهذا يتوخى‬ ‫فاس الذي حظي األول في هذه المسابقة‪ ،‬وعبد ربه حظي الثاني خدمة وتأصيل مشروع التنمية التاريخية والمعرفية وتثمين‬ ‫فيها كذلك والمرحوم عبد العزيز الجعفري (الغرابلي) حظي بالمرتبة الموروث التاريخي بتراكماته وحمولته من قيم المواطنة الحقة‬ ‫الثالثة في هذه المسابقة الوطنية لمرتين‪ ،‬وكانت تنظم أيضا وشمائل المواطنة اإليجابية والصالحة‪...‬ومع أن هذا يشكل الثروة‬ ‫بالمناسبة عروض مسرحية وموسيقية وغنائية‪ ،‬كما أنني ألقيت الوطنية الالمادية للمملكة‪ ،‬وذلك في إطار حوار مفتوح ومتفتح على‬ ‫كلمة في شهر يوليوز ‪ 1968‬وعمري ‪ 18‬سنة بسنيما الطبيعة الراهن والمستقبل» كما كتبوا في اإلعالن‪ ،‬مع األسف الشديد لم‬ ‫المأسوف على ضياعها بمناسبة عيد الشباب المجيد وكانت مؤيدة يفتح باب األسئلة واإلضافات والنقاشات كما قال لي بعض من‬ ‫لقيمة خطاب صاحب الجاللة المرحوم برحمة اهلل الواسعة الملك حضروا اللقاء‪ ،‬خاصة واألمر يتعلق بالمعركة الخالدة التي ال زال‬ ‫الحس الثاني الذي ذكر في خطابه بتلك المناسبة الجليلة قيمة سياقها التاريخي يستهوي الباحثين المغاربة والعرب واالجانب‪،‬‬ ‫واعتبار التنمية الثقافية في الدول‪ ،‬حيث بها تتقدم وتصبح في ورغم أنني نشرت عن هذه المعركة التاريخية والمجيدة مقاالت في‬ ‫أعلى عليين‪ ،‬بكل مكوناتها ولي صورة عند إلقائي لهذه الكلمة ذكراها خالل السنين األخيرة‪ ،‬ومهتم بها‪ ،‬لم تتم دعوتي ال من‬ ‫وورائي اثنان من الجوق األندلسي للراحل المرحوم البشير الروسي‪ ،‬طرف المسؤولين المعنيين وال المنتخبين وال الجمعيات المشاركة‬ ‫ألنهما كانا يعزفان الموسيقى بهاته المناسبة الجليلة التي فيها ربما ألنني ضد العقل التبريري وال أصفق إال للحقيقة‪ .‬ومن‬ ‫حضر إليها باشا المدينة والسلطات المحلية والقضاة وأساتذتنا يحب وطنه ويضحي من أجله وتقدمه وتغييره إلى األفضل‪ ،‬يجب‬ ‫الوطنيون األقحاح الذين زرعوا في قلوبنا حب الوطن والوطنية عليه قول الحقيقة ولو كانت مرة‪ ،‬نحن لسنا في عهود مضى عليها‬ ‫وغيرهم من المواطنين والمواطنات ورجال التعليم والمثقفين الزمن وعلى مآسيها وويالتها‪ ،‬نحن نؤكد ونطلب ونلتمس من‬ ‫والمثقفات‪...‬‬ ‫المسؤولين وغيرهم أن تتم دعوة كل وطني ومثقف ومبدع وأديب‬ ‫فمثال دشنت مفوضية الشرطة الكائنة بساحة المقاوم الكبير للمناسبات الوطنية للمساهمة في قول الحقيقة التي بها نخدم‬ ‫المرحوم عالل بن عبد اهلل مساء يوم اإلثنين ‪ 2017/07/17‬البالد ونساهم في تحقيق األهداف الوطنية التي رسمها جاللة‬ ‫واستدعوا البعض من المواطنين واإلعالميين‪ ،‬واستغنوا عن الملك نصره اهلل‪ ،‬الذي هو موحدنا وحامينا وباني المغرب الحديث‬ ‫بعضنا‪ ،‬ولم أستدع لحضور هذا التدشين رغم أنني في عدد من وأحد كبار رواد العالم العربي وإلسالمي‪.‬‬ ‫المرات كتبت ونشرت مقاالت هامة للمطالبة ببناء وفتح مفوضيات‬ ‫كفى من تكرار قولة «العام زين» كما كان األمر على عهد‬ ‫الشرطة بالقصر الكبير‪ ،‬وتعزيز مدينة القصر الكبير برجال األمن إدريس البصري الراحل بل يلزمنا قول الحقيقة‪ .‬لنحقق أهداف‬ ‫عندمايتخرجونمنالتداريببمدرستهموتمكينهممنالتجهيزات اإلصالح والتنمية التي يرعاها جاللة الملك وإنجاح مساعي جاللته‬ ‫الالزمة والتي تنقصهم وغير ذلك‪ ،‬وتتميم بناء المستشفى الجديد من أجل مغرب متطور وحديث ومتقدم‪.‬‬ ‫بطريق العرائش بهذه المدينة ألنه منذ سنين دشن ولم يتم بناؤه‬ ‫* إعالمي وفاعل حقوقي‪،‬‬ ‫لحد اآلن‪ ،‬وضريح موالي علي بوغالب وبعض المساجد األخرى‬ ‫وعضو شرفي في منظمة العفو الدولية‬ ‫بالقصر الكبير لم يتم إصالحهم وبناؤهم منذ عشرات السنين رغم‬ ‫ـ فرع المغرب ـ‬ ‫أنه شرعت مقاولة إلصالح الضريح األول لهذه المدينة المذكورة‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫بقلم‪ :‬م�صطفى احلراق‬

‫الثورة السياسية‪ ...‬من السلطوية‬ ‫إلى الديمقراطية‬ ‫إن الثورة السياسية التي تجتاح العالم في مجال النظم‬ ‫السياسية‪ ،‬تعد انتقاال حاسما من الشمولية والسلطوية إلى‬ ‫الديمقراطية‪ .‬الديمقراطية التي تبلورت في القرن الثامن‬ ‫عشر‪ ،‬وطبقت جزئيا في عدد صغير من دول العالم‪ ،‬بانت‬ ‫وكأنه قد تم اغتيالها في القرن الماضي‪ ،‬حيث ظهرت‬ ‫النازية والفاشية‪ ،‬وهي مذاهب سياسية‪ ،‬وممارسة في نفس‬ ‫الوقت‪ ،‬قضت على القيم والممارسات الديمقراطية‪ ،‬كما أن‬ ‫الشيوعية التي قامت على أساسها نظم شمولية أدت أيضا‬ ‫إلى اإلضعاف الشديد للتيار الديمقراطي في العالم‪.‬‬ ‫وحوالي منتصف الثمانينات‪ ،‬حدث تحول ملحوظ لصالح‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬في مجال األفكار‪ ،‬وفي مجال أيضا الوقائع‪،‬‬ ‫في سياق الحساسيات الشعبية‪ ،‬وكذلك في نظر المفكرين‬ ‫والقادة السياسيين‪.‬‬ ‫وال��س��ؤال ال��ذي يمكن طرحه ه��و ل��م��اذا ح��دث هذا‬ ‫التغيير؟ وهل يمكن أن يدوم‪ ،‬وهل سيتاح له أن يعمق تيار‬ ‫الديمقراطية في العالم؟ وهل يستند على مفاهيم واضحة‪،‬‬ ‫وهل سيطبق بنزاهة وبجدية؟ أم أن الديمقراطية ترتكز‬ ‫فقط على أفكار قد تكون غامضة‪ ،‬وغير متماسكة وزائفة‪،‬‬ ‫بل عبارة عن خدعة جديدة من شأنها أن توقع اإلنسانية في‬ ‫حبائل عبودية من نوع جديد؟‪.‬‬ ‫هذه التساؤالت المتعددة يثيرها المفكرون الغربيون‪،‬‬ ‫وهم يرصدون اتساع نطاق الديمقراطية في العالم‪ ،‬ليس‬ ‫فقط في بالد أوروب��ا الشرقية التي كانت ترزح تحت نير‬ ‫النظم الشيوعية‪ ،‬حيث تحررت منها تماما‪ ،‬ولكن أيضا في‬ ‫دول العالم الثالث‪ ،‬التي شرعت في االنتقال من السلطوية‬ ‫إلى الديمقراطية بخطوات متدرجة‪ ،‬ومن بين القضايا التي‬ ‫تثار بهذا الصدد‪ ،‬هل يمكن تصدير الديمقراطية؟‪.‬‬ ‫إن بعض الباحثين الغربيين المحافظين ممن مازالوا‬ ‫يعتقدون – تحت تأثير أفكار المركزية األوروبية – أن‬ ‫الديمقراطية الغربية نظرية متكاملة‪ ،‬ويمكن تصديرها إلى‬ ‫مختلف الشعوب‪ ،‬وهذا خطأ‪ ،‬ذلك أنه ال توجد ديمقراطية‬ ‫واح��دة – كما قال الحسن الثاني رحمه اهلل – بل هناك‬ ‫ديمقراطيات‪ ،‬فالديمقراطية في الواليات المتحدة األمريكية‬ ‫ليست كما هي الديمقراطية في بريطانيا أو فرنسا أو‬ ‫ألمانيا‪ ...‬وغيرها‪ ،‬ذلك أنه ليست هناك نظرية وحيدة‬ ‫للديمقراطية تتسم بالتناسق الداخلي‪ ،‬ويمكن بالتالي‬ ‫نقلها وتطبيقها كما هي في أي سياق اجتماعي‪ ،‬وفي أي‬ ‫مرحلة تاريخية‪ .‬فالديمقراطية باعبار نشأتها في المجتمعات‬ ‫الغربية تأثرت في نشأتها بالتاريخ االجتماعي الفريد لكل‬ ‫قطر ظهرت فيه‪.‬‬ ‫ولذلك إذا اتفقنـا على أن هنـاك مثال ديمقراطي يقـوم‬ ‫على مجموعــة من القيــم‪ ،‬منها سيادة القانون‪ ،‬واحترام‬ ‫حقوق اإلنسان‪ ،‬وحرية الفكر والتعبير والتفكير‪ ،‬وحرية‬ ‫تكوين األحزاب السياسية انطالقا من التعددية‪ ،‬واالنتخابات‬ ‫الدورية النزيهة كأساس لمشاركة المواطنين في اختيار‬ ‫ممثلي الشعــب‪ ،‬وتداول السلطة‪ ،‬فإن هذا المثـــال بما‬ ‫يتضمنه من قيم‪ ،‬سيختلف تطبيقــه من دولــة إلى أخــرى‪،‬‬ ‫يرجع باألساس إلى نوعية الطبقــات االجتماعية‪ ،‬واتجاهات‬ ‫النخب اليسياسية‪ ،‬واالعتبار اآلخر وهو التاريخ االجتماعي‪،‬‬ ‫والثقافة السياسية للمواطن‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬غ�شت ‪2017‬‬

‫العدد ‪902‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫احلج ‪� :‬آداب و�أحكام‬ ‫ـ‪2‬ـ‬

‫تحدثنا في العدد الماضي عن فضائل الحج ومزاياه ‪،‬وبعض ما يجب أن يتحلى به المسلم في ذلك‬ ‫المقام العظيم‪ ،‬وهو يمثل دينه ووطنه ويعطي صورة لآلخر عن أخالق المسلمين وتعاونهم وتراحمهم‬ ‫وتسامحهم‪ ،‬واستحضرنا بعض مناقب وفضائل تلك البقع الطاهرة التي تحدث عنها الحق سبحانه‬ ‫وتعالى في كتابه العزيز‪.‬‬ ‫والذي يستشعر تلك المزايا والبركات التي تحف تلك األماكن ال مناص أنه يدرك بثاقب فكره وجوب‬ ‫ذهابه إلى هذا البيت إذا استطاع إلى ذلك سبيال‪ ،‬ولهذا لم يأمر اهلل تعالى أمرا صريحا بالحج فلم يقل‪:‬‬ ‫« حجوا » مثال‪ ،‬بل اكتفى بأن يصرح بالنتيجة اآلزمة لتلك المقدمات السابقة‪ ،‬وقال على وجه اإلخبار وهو‬ ‫للِهَّ َ‬ ‫اع ِ�إ َل ْي ِه َ�سب اً‬ ‫ِيل ۚ َو َم ْن َ‬ ‫ك َف َر‬ ‫َّا�س حِ ُّج ا ْل َب ْي ِ‬ ‫ن ْا�ست َ​َط َ‬ ‫ت َم ِ‬ ‫آكد في َ اإللزام وأبلغ في اإليجاب‪َ ( :‬و ِ عَ لى الن ِ‬ ‫للهَّ‬ ‫ن ا ْل َع مَالِنيَ ) أل عمران اآلية ‪ .97‬والمعنى لوجه اهلل ال لشيء سواه يجب على كل‬ ‫َف ِ�إ َّن ا َغن ٌِّي عَ ِ‬ ‫مكلف أن يقصد هذا البيت الحرام ألداء النسك الخاص به متى كان ذلك في استطاعته بأي طريق من‬ ‫طرقها المشروعة‪ ،‬ومن جحد ما ألزمه اهلل من فرض حج بيته وكفر به فإن اهلل غني عنه وعن حجه وعمله‬ ‫وعن جميع خلقه‪ ،‬وهذا نوع من الترهيب يهدد التارك بكبيرة الكفر وينذره بأشد أنواع األذى والخطر‪،‬‬ ‫ألنه تعالى قال‪ ( :‬ومن كفر فإن اهلل غني عن العالمين) في مقام قوله ومن لم يحج فإن اهلل غني عن‬ ‫العالمين‪.‬‬ ‫وقد جاءت السنة النبوية مؤيدة للكتاب في ذلك‪ ،‬أخرج الترمذي وقال حديث حسن‪ ،‬عن علي مرفوعا‬ ‫«من ملك زادا أو راحلة تبلغه إلى بيت اهلل ولم‬ ‫يحج‪ ،‬فال عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا‪ ،‬وذلك‬ ‫أن اهلل تعالى يقول «وهلل على الناس حج البيت من‬ ‫استطاع إليه سبيال» وفي رواية البيهقي عن أبي‬ ‫أمامة مرفوعا‪« :‬من لم تحبسه حاجة ظاهرة‪ ،‬أو‬ ‫مرض حابس‪ ،‬أو سلطان جائر‪ ،‬ولم يحج‪ ،‬فليمت‬ ‫إن شاء يهوديا وإن شاء نصرانيا» ‪ .‬وتحقيق الحكم‬ ‫‪ :‬أن من ترك الحج مع االستطاعة وهو معتقد‬ ‫لوجوبه مؤمن بعدل اهلل تعالى وحكمته في طلبه‪،‬‬ ‫غير أن الكسل قد طغى عليه وطول األمل قد غره‬ ‫ومات على ذلك ‪ ،‬لم يحكم بكفره وجحوده إنما‬ ‫يحكم بأنه مات عاصيا آثما‪ ،‬ألن في ذمته ركنا‬ ‫من أركان دينه لم يؤده وهو مستطيعه‪ ،‬أما من‬ ‫ترك الحج مع القدرة جاحدا لوجوبه‪ ،‬أو هازئا به‬ ‫أو بمناسكه غير واثق بحكمة اهلل فيه فإنه ال شك‬ ‫يكون كافرا مرتدا عن اإلسالم‪ ،‬وال تنس أن المرتد‬ ‫أسوأ حاال وأشد نكاال ممن نشأ كافرا ومات كافرا‪.‬‬ ‫ها أنتم أوالء يامن توفرت لديهم شروط‬ ‫االستطاعة قد رأيتم قيمة الحج في نظر اإلسالم‬ ‫وأدركتم خطر الترك كسال وأمال‪ ،‬أو جحودا وهزؤا‪،‬‬ ‫واعلموا أن مال اهلل الذي في أيديكم إنما هو عارية‬ ‫ستسترد منكم إما أحياء فتفتقرون أو أمواتا فتتركونها وتذهبون‪ ،‬ثم يتنعم الورثة بها وأنتم عليها‬ ‫تعذبون‪ ،‬ويتمتعون بها وأنتم من هولها تحاسبون‪ ،‬ثم اعلموا أن الحج إلى بيت اهلل الحرام أولى ثم أولى‬ ‫وأزكى ثم أزكى وأفضل ثم أفضل من السفر إلى أوربا أو أمريكا أو غيرها من الدول والقارات التي يسافر‬ ‫البعض إليها صيفا أو شتاء للترفيه عن النفس واالستراحة من العمل‪ ،‬ألن مال الحج يذهب في طاعة اهلل‬ ‫ومن أجل مرضاته‪ ،‬وينتقل من يد مسلمة إلى يد أخرى مسلمة ثم تعمر بها أشرف األماكن وأقدسها‪.‬‬ ‫واالستطاعة المتحدث عنها هنا والتي ال يصبح الحج واجبا إال بتوفرها نوعان‪ :‬إمكان الوصول إلى‬ ‫مكة بال مشقة فادحة‪ ،‬واألمن على النفس والمال بحيث إذا كان الحاج سيصادف في طريقه خطرا يحدق‬ ‫به‪ ،‬أو مرضا معديا يفتك به يصبح الحج ساقطا عنه إلى حين زوال الخطر أو المرض‪ ،‬وقد أفتى العلماء‬ ‫المغاربة قديما بسقوط الحج في أعوام انتشر فيها مرض الطاعون وخافوا على الحجاج من عدواه‪ .‬أما‬ ‫المرأة فال تتحقق استطاعتها إال بوجود محرم من نسب أو رضاع أو رفقة آمنة يصاحبها‪.‬‬ ‫وللحج أركان أربعة يضيع الحج ويبطل بتضييعها أو تركها وهي‪:‬‬ ‫اإلحرام وهو نية أحد النسكين الحج أو العمرة أو نيتهما معا‪ ،‬فإن نوى الحج فمفرد ‪ ،‬وإن نوى العمرة‬ ‫فمعتمر ‪ ،‬وإن نواهما معا فقران أو متمتع‪ ،‬ووقت اإلحرام يبتدئ من ليلة عيد الفطر لفجر يوم النحر‪ ،‬وال‬ ‫يدخل مكة إال من أحرم بحج أو عمرة وال يجوز له تعدي الميقات بال إحرام‪ .‬ومن تعداه بال إحرام رجع له‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫‪-‬‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫وجوبا ليحرم منه‪ ،‬ويتم التنبيه إلى مكان اإلحرام في الطائرة بواسطة ربانها ‪ ،‬أو بوقوف الحافلة لمن أتى‬ ‫من المدينة‪ .‬وواجبات اإلحرام ثالثة‪ :‬التجرد من المخيط بالنسبة للذكر فقط ـ وكشف الرأس بالنسبة‬ ‫للذكر أيضا ـ والتلبية للذكر واألنثى ـ أما سننه فأربعة‪ :‬وصل التلبية باإلحرام‪ ،‬وغسل متصل باإلحرام ‪،‬‬ ‫ولبس إزار بوسطه ورداء على كتفيه ونعلين في رجليه‪ ،‬وركعتان بعد الغسل وقبل اإلحرام ‪.‬‬ ‫السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط والبدأ بالصفا ‪ ،‬فإن ابتدأ بالمروة لم يحتسب به‪ ،‬وشرط‬ ‫صحة السعي أن يتقدم عليه طواف صحيح‪ ،‬وال يعتد بالسعي إن لم يتقدم عليه طواف‪ ،‬ويجب السعي‬ ‫بعد طواف واجب‪ ،‬ويجب تقديمه على الوقوف بعرفة إن وجب عليه طواف القدوم‪ ،‬وطواف القدوم يجب‬ ‫بشروط ثالثة‪ :‬إن أحرم من الحل‪ ،‬ولم يخش فوات الحج بفعل الطواف‪ ،‬ولم يردف الحج على العمرة‪.‬‬ ‫الوقوف بعرفة‪ :‬والمقصود به الحضور لعرفة يوم التاسع من ذي الحجة‪ ،‬ويكون نهارا من الزوال إلى‬ ‫مغيب الشمس‪،‬ويجب فيه الطمأنينة‪ ،‬ويشترط فيه النية أي نية الوقوف بعرفة الذي هو ركن من أركان‬ ‫الحج‪ ،‬والعلم بأنه عرفة زمانا ومكانا‪ ،‬ومن سننه خطبتان كالجمعة بعد الزوال بمسجد عرفة يعلم الخطيب‬ ‫فيها الحجاج ما بقي عليهم من المناسك ‪ ،‬وجمع صالة الظهر والعصر جمع تقديم‪ .‬والنزول بمزدلفة بقدر‬ ‫حط الرحال وصالة المغرب والعشاء جمعا‪.‬‬ ‫طواف اإلفاضة ‪ :‬ويجب له ركعتان بعد الفراغ منه‪ ،‬أما شروط صحته فهي ‪ :‬الطهارة ‪ ،‬وستر العورة ‪،‬‬ ‫وجعل البيت عن يساره حال الطواف‪ ،‬وكون الطواف سبعة أشواط‪ ،‬وكونه متتاليا ‪ ،‬داخل المسجد‪ ،‬ويقطع‬ ‫الطائف طوافه وجوبا ولو كان طواف إفاضة إلقامة صالة الفريضة ‪ ،‬ويجب ابتداء الطواف من الحجر‬ ‫األسود كما يجب الطواف مشيا على األقدام للقادر‬ ‫عليه‪ .‬والطواف الذي يعتبر ركنا من أركان الحج‬ ‫هو طواف اإلفاضة الذي ينهي به الحاج مناسكه‬ ‫ويتحلل به التحلل األكبر ‪ ،‬ووقته صباح يوم العيد‬ ‫حيث يقوم برمي جمرة العقبة ثم يحلق رأسه ثم‬ ‫يقوم بطواف اإلفاضة‪.‬‬ ‫فهذه باختصار أركان الحج األربعة التي يضيع‬ ‫الحج بضياعها‪ ،‬ذكرتها باختصار شديد حتى يكون‬ ‫الحجاج على بينة منها ومن أوقاتها وشروطها‪،‬‬ ‫وحتى يضعونها نصب أعينهم ويحرصون عليها‬ ‫أشد الحرص‪ ،‬أما باقي المناسك األخرى فتجبر‬ ‫بالدم أي بالهدي وال يبطل الحج بها‪.‬‬ ‫وأخيرا يجب أن تعلم أخي الحاج أن أول الحج‬ ‫الفهم‪ ،‬أي فهم موقع الحج في الدين‪ ،‬ثم الشوق‬ ‫إليه ‪ ،‬ثم العزم عليه‪ ،‬ثم قطع العالئق المانعة منه‪،‬‬ ‫ثم تسديد الديون وإرجاع الودائع وجمع المال‬ ‫الحالل‪ ،‬ثم اإلقبال على اهلل والتوبة إليه وعقد‬ ‫النية على ترك المعاصي والشهوات‪ ،‬ثم القيام‬ ‫باإلجراءات الموصلة إلى الحج‪ ،‬ثم شراء ثوب اإلحرام والركوب إلى البيت الحرام‪ ،‬فإذا أحرمت ولبيت‬ ‫فلتعلم أن معنى ذلك إجابة نداء اهلل عز وجل ‪ ،‬فإذا دخلت مكة فتذكر أنك قد انتهيت إلى حرم اهلل تعالى‬ ‫آمنا ولترج عنده أن تأمن بدخوله من عقاب اهلل عز وجل‪ ،‬ولتخش أن ال تكون أهال للقرب فتكون بدخولك‬ ‫الحرم خائبا ومستحقا للمقت‪ ،‬وعند وقوع بصرك على البيت استحضر عظمة البيت في قلبك‪ ،‬وقدر كأنك‬ ‫تشاهد رب البيت لشدة تعظيمك إياه‪ ،‬وأما عند الطواف فاستحضر في قلبك التعظيم والخوف والرجاء‬ ‫واعلم أنك بالطواف متشبه بالمالئكة المقربين الحافين حول العرش الطائفين حوله‪ ،‬وأما االستيالم‬ ‫فاعتقد عنده أنك عازم على التوبة والطاعة‪ ،‬فقد روي عن ابن عباس رضي اهلل عنه عن رسول اهلل‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم‪ « :‬الحجر األسود يمين اهلل عز وجل في األرض يصافح بها خلقه كما يصافح الرجل‬ ‫أخاه» وأما السعي بين الصفا والمروة ففيه إظهار إلخالص ورجاء الرحمة والعطف والقبول‪ ،‬وأما الوقوف‬ ‫بعرفة فتذكر فيه اجتماع األمم يوم القيامة والزم قلبك الضراعة واالبتهال إلى اهلل لعلك أن تكون من‬ ‫المقبولين عنده‪ .‬وأما رمي الجمرات فاقصد به التشبه بإبراهيم عليه السالم حيث عرض له إبليس في‬ ‫ذلك الموضع ليدخل على حجه شبهة أو يفتنه بمعصية فأمره اهلل عز وجل أن يرميه بالحجارة طردا له‬ ‫وقطعا ألمله‪ ،‬وأما زيارة المدينة فتذكر أنها البلدة التي اختارها اهلل عز وجل لنبيه وجعل إليها هجرته ‪،‬‬ ‫وأما زيارة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فينبغي أن تقف فيها عند قبره ‪ ،‬وتزوره ميتا كما تزوره حيا مع‬ ‫ما يلزم ذلك من تقدير واحترام وإجالل‪.‬‬

‫اختال�س يختل�سه ال�شيطان من �صالة العبد‬

‫في حديث أبي هريرة رضي اهلل عنه‪( :‬إذا صلى أحدكم فال يلتفت‪ ،‬فإنه يناجي ربه‪ ،‬إن ربه‬ ‫أمامه‪ ،‬وإنه يناجيه‪ ،‬فال يلتفت)‪ .‬وال تنس أيها المسلم ما في الركوع والسجود من تعظيم‬ ‫هلل تعالى قو ًال وفع ً‬ ‫ال‪ ،‬كقولك في الركوع‪ :‬سبحان ربي العظيم‪ ،‬وفي السجود‪ :‬سبحان ربي‬ ‫األعلى‪ ،‬فليكن قلبك مع لسانك‪ ،‬فتذكر اهلل بقلبك ولسانك وجوارحك‪ ،‬إذ تنحني هلل تعالى‬ ‫في الركوع‪ ،‬وتضع أشرف أعضاء بدنك وهو الوجه على األرض هلل تعالى في السجود‪ ،‬فكن‬ ‫حاضر القلب في هذه األعمال‪ ،‬فاهلل تعالى ال يقبل إال من قلب مقبل منيب‪ ،‬ال من ساهٍ‬ ‫غافل‪ ،‬وفقنا اهلل لسلوك صراطه المستقيم‪ ،‬وثبتنا عليه حتى يأتينا اليقين‪ ،‬إنه‬ ‫الهٍ ٍ‬ ‫على كل شيء قدير‪.‬‬ ‫ال�ص َ‬ ‫ال�ص َ‬ ‫ن ال َف ْح َ�ش�آ ِء‬ ‫الة � ّ َإن ّ َ‬ ‫وبهذا يتحقق قوله تعالى‪َ ( :‬و�أَق ِ​ِم ّ َ‬ ‫الة َتنْهَ ى عَ ِ‬ ‫َو مْ ُ‬ ‫ال َ‬ ‫نك ِر)‪ .‬إن الصالة وخصوصًا صالة قيام الليل التي تطول فيها‬ ‫فترة القيام والركوع والسجود والجلوس وما فيها من نقاء وصفاء‬ ‫ذهني في الليل الهادئ يتحقق بها فائدة أكثر من‬ ‫هذه الدراسة‪ ،‬إن المسلم يجد ذلك عندما يصحو‬ ‫صباحًا بعد قيام الليلة السابقة فيشعر براحة‬ ‫نفسية وبدنية مع كله نشاط الستقبال يوم جديد‪،‬‬ ‫فال عجب في ذلك وقد انخفض مستوى هرمون‬ ‫اإلجهاد في جسمه‪ ،‬وتخلص من جميع آثار التوتر‬ ‫وما أصابه في يوم سابق من هموم الدنيا‪ .‬هذا إن‬

‫بقلم الدكتور‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫ن ا ْلهَ َوى �إِ ْن‬ ‫دل على شيء فإنما يدل على أن محمدًا رسول اهلل‪ :‬قال تعالى‪َ ( :‬و َما َي ِ‬ ‫نط ُق عَ ِ‬ ‫هُ َو �إِ ّ َ‬ ‫وحى)‪ ...‬كيف علم نبينا صلى هّ‬ ‫الل عليه وسلم حقيقة هذه الراحة‪ ،‬ولكن كيف‬ ‫ال َو ْح ٌى ُي َ‬ ‫ع ّلم النبي األمي‪ ،‬ولم يعلم أحد في ذاك الزمان بوجود هرمون اإلجهاد في جسم اإلنسان؟‪.‬‬ ‫أصل الخشوع‪ :‬السكون والطمأنينة واالنخفاض‪ ،‬وفي الشرع خشية من‬ ‫عَدَ اهلل من صفات‬ ‫اهلل تكون في القلب‪ ،‬فتظهر آثارها على الجوارح‪ .‬وقد ّ‬ ‫الذين أعد لهم مغفرة وأجرًا عظيما في قوله في سورة األحزاب‪�( :‬إِ ّ َن‬ ‫ال ْ�س ِلمِنيَ َو مْ ُ‬ ‫مْ ُ‬ ‫الا� ِشعِنيَ َو خْ َ‬ ‫ات)‪ ،‬إلى قوله‪َ ( :‬و خْ َ‬ ‫ات)‪ ،‬ثم ختم الآية‬ ‫الا� ِش َع ِ‬ ‫ال ْ�س ِل َم ِ‬ ‫هّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫بقوله‪�( :‬أَعَ ّ َد الل َلهُ م ّ َم ْغ ِف َر ًة َو�أَ ْج ًرا عَ ِظي ًما)‪ .‬ولقد بيّن اهلل أن الصالة‬ ‫صعبة وشاقة على غير الخاشعين‪ ،‬وأنها وسيلة هينة على الخاشعين‬ ‫ري ٌة �إِ ّ َ‬ ‫ال�صالةِ َو ِ�إ ّ َنهَ ا َل َ‬ ‫ال‬ ‫ب َو ّ َ‬ ‫فقال تعالى‪َ ( :‬و ْا�س َتعِينُو ْا ِب ّ َ‬ ‫ك ِب َ‬ ‫ال�ص رْ ِ‬ ‫عَ َلى خْ َ‬ ‫ّون �أَ ّ َنهُ م ُّم َال ُقو ْا َر ّ ِبهِ ْم َو�أَ ّ َنهُ ْم‬ ‫الا� ِشعِنيَ ّ َالذِ َ‬ ‫ين َي ُظ ُن َ‬ ‫ون)‪...‬‬ ‫�إِ َل ْي ِه َراجِ ُع َ‬ ‫‪ - 1‬خشوع القلب بجمع الهمّة وحضور القلب‪،‬‬ ‫والتدبّر لما يجري على اللسان من القراءة والذكر‪،‬‬ ‫ولما تسمعه األذن من قراءة إمامه‪.‬‬ ‫‪ - 2‬وخشوع القلب بسكونهــا وعدم العبــث‬ ‫واإلهمال‪.‬‬


‫العدد ‪902‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬غ�شت ‪2017‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫حدائق الأزاهر يف م�ستح�سن الأجوبة وامل�ضحكات‬ ‫واحلكم والأمثال واحلكايات والنوادر‬ ‫وهوكتاب جامع للحكم واألمثال والنوادروالحكايات‪،‬ألفه الفقيه األديب محمد بن محمد بن محمد أبو بكر ابن عاصم القيسي الغرناطي قاضي من فقهاء‬ ‫المالكية باألندلس توفي بمسقط رأسه غرناطة عن عمر السابعة والستين سنة (عام ‪ 829‬هـ الموافق ‪1426‬م)؛كان يجلد الكتب في صباه‪ ،‬وتقدم حتى‬ ‫ولي قضاء القضاة ببلده‪.‬‬ ‫وقد أخذ عن أعالم منهم‪:‬‬ ‫أبو إسحاق الشاطبي‪ ،‬وأبو عبد اهلل القيطاجي‪ ،‬وأبو عبد اهلل الشريف التلمساني‪ ،‬وأبو إسحاق ابن الحاج‪ ،‬وابن عالق‪ ،‬وخااله أبو بكر‪ ،‬ومحمد ولدا أبي القاسم‬ ‫بن جزي‪ ،‬وابن لب وغيرهم‪.‬‬ ‫وله من المؤلفات‪:‬‬ ‫ــ تحفة الحكام في نكت العقود واألحكام‪ (:‬أرجوزة في الفقه المالكي تعرف بالعاصمية)‪ ،‬شرحها جماعة من العلماء‪.‬‬ ‫ــ أراجيز في األصول والنحو والقراءات‪.‬‬ ‫وحدائق األزاهر في مستحسن األجوبة والمضحكات والحكم واألمثال والحكايات والنوادر (وهو الكتاب الذي سنتحف به القارئ الكريم عبر سلسلة‬ ‫حلقات)‪.‬‬

‫في المضحكات الحسنة الخفيفة على األلسنة‬

‫قال العتبي‪« :‬كان بالمدينة مؤنث يدل على النساء يكنى أبا الحر‪ ،‬فقلت له‪ :‬دلني‬ ‫على امرأة أتزوجها‪ ،‬فدلني على عدة نساء‪ ،‬فلم أرض منهن واحدة‪ ،‬فقال‪ :‬واهلل يا‬ ‫موالي‪ ،‬ألدلنك على امرأة لم تر مثلها قط‪ ،‬فإن لم ترضها فاحلق لحيتي‪ ،‬قال‪ :‬فدلني‬ ‫على امرأة‪ ،‬فلما زفت إلي وجدتها أكثر مما وصف‪ ،‬فلما كان في السحر‪ ،‬إذا إنسان يدق‬ ‫الباب‪ ،‬فقلت‪ :‬من هذا؟ قال‪ :‬أبو الحر‪ ،‬وهذا الحجام معي‪ ،‬فقلت‪ :‬قد وقى اهلل شعرك‬ ‫أبا الحر‪ ،‬األمر كما قلت»‪.‬‬ ‫دخل رجل على ثمامة بن أشرس وبين يديه طبق بفراريج‪ ،‬فغطى الطبق بذيله‪،‬‬ ‫وأدخل رأسه في جيبه‪ ،‬وقال للرجل الداخل‪ :‬كن أنت في البيت اآلخر‪ ،‬حتى أفرغ من‬ ‫بخوري‪.»..‬‬ ‫وقال بعضهم‪« :‬دخلت على يحيى بن عبيد‬ ‫اهلل‪ ،‬وقوم يأكلوه عنده‪ ،‬فمد يده إلى رغيف‪ ،‬فرفعه‬ ‫من المائدة‪ ،‬وجعل يرطله بيده‪ ،‬ويقول‪ :‬يزعمون‬ ‫أن خبزي صغير فمن هذا الزاني ابن الزانية‪ ،‬الذي‬ ‫يأكل منه نصف رغيف؟» وقال‪ :‬دخلت عليه مرة‬ ‫أخرى‪ ،‬والمائدة موضوعة‪ ،‬والقوم قد أكلوا‪ ،‬ورفعوا‬ ‫أيديهم‪ ،‬فمددت يدي آلكل‪ ،‬فقال‪« :‬أجهز على‬ ‫الجرحى وال تتعرض لألصحاء‪ ،‬أي‪ :‬عليك بالدجاجة‬ ‫التي قد نيل منها‪ ،‬والفرخ المنزوع الفخذ‪ ،‬وأما‬ ‫الصحيح فال تتعرض له»‪.‬‬ ‫وقال األصمعي‪« :‬كان المروزي يقول لزواره‪:‬‬ ‫هل تغديتم اليوم؟ فإن قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬واهلل‬ ‫لوال أنكم تغديتم ألطعمتكم لوناً ما أكلتم مثله‬ ‫قط‪ ،‬ولكنه قد ذهب أول الطعام بشهوتكم‪ ،‬وإن‬ ‫قالوا‪ :‬ال‪ ،‬قال‪ :‬واهلل لوال أنكم لم تتغدوا ألسقيتكم‬ ‫خمسة أقدام من نبيذ الزبيب ما شربتم مثله‪ ،‬فال‬ ‫يصير في أيديهم من الوجهين قليل وال كثير‪.»..‬‬ ‫وك��ان ثمامة ب��ن أش���رس‪ ،‬إذا دخ��ل عليه‬ ‫أصحابه‪ ،‬وقد تعشوا عنده سألهم كيف كان بيتهم‬ ‫ومنامهم‪ ،‬فإن قال أحدهم إنه نام ليلة فيه هدو‬ ‫وسكون‪ ،‬قال‪ :‬النفس إذا أخذت قوتها اطمأنت‪،‬‬ ‫وإن قال «إنه لم ينم‪ ،‬قال‪ :‬إفراط الشبع والسرف‬ ‫في البطنة‪ ،‬ثم يقول لهم‪ :‬كيف كان شربكم؟‬ ‫«فإن قال أحدهم‪ :‬كثيراً‪ ،‬قال‪ :‬التراب الكثير ال يبله‬ ‫إال الماء الكثير‪ ،‬وإن قال‪ :‬قلي ً‬ ‫ال‪ ،‬قال‪« :‬ما تركت‬ ‫للماء مدخ ً‬ ‫ال»‪.‬‬ ‫وبينما قوم جلوس عند رجـل من أهل المدينة‬ ‫يأكلون عنده حيتاناً‪ ،‬إذا استأذن عليهم أشعـب الطفيلي‪ ،‬فقال أحدهم‪« :‬إن من شأن‬ ‫أشعب البسط إلى آخر الطعام‪ ،‬فاجعلوا كبار الحوت في صحفة ناحية‪ ،‬ويأكل معنا‬ ‫الصغار» ففعلوا‪ ،‬وأذن له فدخل‪ ،‬فقالوا له‪« :‬كيف رأيك في الحيتان يا أبا أشعب؟ قال‪:‬‬ ‫واهلل إن لي عليها حنقاً شديداً‪ ،‬ألن أبي مات في البحر وأكلته الحيتان‪ ،‬قال له القوم‪:‬‬ ‫دونك فخذ بثأر أبيك‪ ،‬فجلس ومد يده إلى حوت منها صغير‪ ،‬ثم وضعه عند أذنه‪ ،‬وقد‬ ‫نظر إلي الصحفة التي فيها الحيتان الكبار‪ ،‬وقال‪ :‬أتدرون ما تقول هذه الحوتة؟ قالوا‪:‬‬ ‫ال ندري‪ ،‬قال‪ :‬تقول‪ :‬إنها لم تحضر موت أبي وال أدركته؛ ألنها أصغر سناً من ذلك‪،‬‬ ‫ولكن عليك بتلك الكبار التي في زاوية البيت‪ ،‬فهي أكلت أباك‪.‬‬ ‫وخطر طفيلي على قوم يأكلون‪ ،‬وقد أغلقوا الباب دونه‪ ،‬فطلع عليهم من الجدار‪،‬‬ ‫وقال‪« :‬منعتمونا من األرض‪ ،‬جئناكم من السماء»‪.‬‬ ‫ودخل طفيلي من المدينة على الفضل بن يحيى‪ ،‬وبيده تفاحة‪ ،‬فألقاها إليه‪ ،‬وقال‪:‬‬

‫حياك اهلل يا مدني‪ ،‬فلزمها وأكلها‪ ،‬فقال له الفضل‪ :‬ويحك أتأكل التحيات؟ قال‪ :‬إي‬ ‫واهلل والزاكيات الطيبات‪.‬‬ ‫وقيل لبسرة األحول‪ :‬كم تأكل كل يوم؟ قال‪ :‬من مالي أو من مال غيري؟ قيل‪ :‬من‬ ‫مالك‪ ،‬قال‪ :‬مكوك‪ ،‬قيل‪ :‬ومن مال غيرك؟ قال‪ :‬أخبز وأطرح‪.‬‬ ‫وقال أبو القيظان‪« :‬كان هالل بن أشقر التميمي أكو ًال‪ ،‬فيزعمون أنه أكل جم ً‬ ‫ال‪،‬‬ ‫وأكلت امرأته فصي ً‬ ‫ال‪ ،‬فلما أراد أن ينام لم يصل إليها‪ ،‬فقالت له‪ :‬كيف تصل إلي‪،‬‬ ‫وبيني وبينك جمالن؟‬ ‫وحكى أب��و الخطاب ق��ال‪ :‬ك��ان عندنا رجل‬ ‫أحدب‪ ،‬فسقط في بئر‪ ،‬فسقطت حدبته‪ ،‬فصار‬ ‫بأدرة‪ ،‬فدخل الناس عليه يهنئونه‪ ،‬فقال‪ :‬الذي‬ ‫جاء شر من الذي ذهب‪.‬‬ ‫وق��ال أب��و حاتم‪ :‬رم��ى رج��ل أع��ور بنشابة‪،‬‬ ‫فأصابت عينه الصحيحة‪ ،‬فقال‪« :‬أمسينا‪ ،‬وأمسى‬ ‫الملك هلل»‪.‬‬ ‫وقال الزبير بن بكار‪ :‬جاءت ام��رأة إلى أبي‬ ‫تستعديه على زوجها‪ ،‬وتزعم أنه يصيب جاريتها‪،‬‬ ‫فأمر به فأحضر‪ ،‬فسأله عما ادعت‪ ،‬فقال‪ :‬أصلح‬ ‫اهلل األمير‪ ،‬هي س��وداء وخادمها س��وداء‪ ،‬وفي‬ ‫بصري ضعف‪ ،‬ويضرب الليل برواقة‪ ،‬فآخذ ما دنا‬ ‫مني‪.‬‬ ‫وخطب رجل خطبة نكاح‪ ،‬وأعرابي حاضر‪،‬‬ ‫فقال‪ :‬الحمد هلل‪ ،‬أحمده‪ ،‬وأستعينه وأتوكل عليه‪،‬‬ ‫وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له‪ ،‬وأن‬ ‫محمداً عبده ورسوله‪ ،‬حي على الصالة‪ ،‬حي على‬ ‫الفالح‪ ،‬قد قامت الصالة‪ ،‬فقال له األعرابي‪ :‬ال تقم‬ ‫الصالة؛ فإني على غير وضوء‪.‬‬ ‫وقال العوام بن حوشب‪ :‬قال لي عيسى بن‬ ‫موسى‪ :‬من أرضعتك؟ قلت‪ :‬ما أرضعتني سوى‬ ‫أمي‪ ،‬قال‪ :‬قد علمت أن ذلك الوجه القبيح ال يصبر‬ ‫عليه سوى أمه‪.‬‬

‫فيها الساعة‪.‬‬

‫وكان رجل مخنث‪ ،‬قد تنسك‪ ،‬وتشبه بالحسن‬ ‫البصري‪ ،‬فشهد جنازة ووقف على القبر‪ ،‬وإلى‬ ‫جانبه رجل ظريف‪ ،‬فضحك‪ ،‬فقال له المخنث‪ :‬ما‬ ‫أعددت لهذه الحفرة أبا فالن؟ قال‪ :‬أمك ندفنها‬

‫ودخل أعرابي الحمام فخرج منه ريح‪ ،‬فقال له نبطي‪ :‬جبحان اهلل‪ ،‬فقال له األعرابي‪:‬‬ ‫يا ابن اللخناء‪ ،‬ريحي أفصح من تسبيحك‪.‬‬ ‫وفي كتاب ابن الهندي أن ناسكاً كانت له جرة بسمن‪ ،‬فعلقها في سرير‪ ،‬ففكر‬ ‫يوماً‪ ،‬وهو مضطجع على السرير وبيده العكاز‪ ،‬فقال‪ :‬أبيع الجرة بخمسة دراهم‪ ،‬فأشتري‬ ‫خمسة أعناز‪ ،‬فأولدهن في كل سنة مرتين حتى تبلغ ثمانين‪ ،‬فأبيعها‪ ،‬وأشتري بكل‬ ‫عشرة بقرة‪ ،‬ثم ينمى المال بيدي‪ ،‬فأشتري العبيد واإلماء‪ ،‬ويولد لي ولد فأؤدبه‪ ،‬فإن‬ ‫عصاني ضربته بهذه العصا‪ ،‬وأشار بالعصا فأصاب الجرة فتكسرت‪ ،‬وانصب السمن‬ ‫على رأسه‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪902‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)805‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬غ�شت ‪2017‬‬

‫“الشهيد امحمد أحمد بن عبود‬ ‫‪ -‬صور من حياته”‬

‫اخ��ت��ارت مؤسسة الشهيد امحمد أحمد بن عبود‬ ‫االحتفاء بسيرة المناضل الذي تحمل اسمه‪ ،‬بإصدار كتاب‬ ‫توثيقي تحت عنوان “الشهيد امحمد أحمد بن عبود‪ -‬صور‬ ‫من حياته”‪ ،‬سنة ‪ ،2015‬وذلك في ما مجموعه ‪ 108‬من‬ ‫الصفحات ذات الحجم المتوسط‪ .‬والكتاب سجل فوتوغرافي‬ ‫حي لمحطات مسترسلة من حياة ابن عبود‪ ،‬جمعت بين‬ ‫البعد النضالي التحرري أوال‪ ،‬ثم البعد اإلنساني النبيل‪،‬‬ ‫فالبعد العائلي الحميمي ثالثا‪ .‬وقد سهر األستاذان امحمد‬ ‫بن عبود (االبن) ومصطفى عديلة على تجميع مضامين‬ ‫الكتاب وعلى تنسيق موادها‪ ،‬ثم إضافة مقدمتين باللغتين‬ ‫العربية واإلسبانية‪ ،‬في شكل أرضية لتقديم آفاق العمل‪.‬‬ ‫ولالقتراب من عناصر توهج الشهيد‪ ،‬احتوت مقدمة‬ ‫الكتاب على تفاصيل دقيقة ال شك وأنها تساهم في إلقاء‬ ‫الضوء على عناصر توهج سيرة الرجل النضالية والكفاحية‬ ‫وخاصة بالمشرق العربي‪ .‬فهو من مواليد مدينة تطوان‬ ‫سنة ‪ ،1911‬واستشهد يوم ‪ 12‬دجنبر ‪ 1949‬بعد سقوط‬ ‫الطائرة التي كانت تقله في طريق العودة بعد المشاركة‬ ‫في المؤتمر الدولي االقتصادي اإلسالمي األول بمدينة‬ ‫كراتشي الباكستانية‪ .‬تزوج بالسيدة زبيدة أفيالل التي‬ ‫الزمته في مسيرته النضالية في المجاالت السياسية‬ ‫والديبلوماسية بالقاهرة‪ ،‬ورزق منها بولد وحيد ازداد بعد‬ ‫وفاة األب بستة أشهر وحمل اسمه‪ .‬تدرج امحمد بن عبود‬ ‫في مساره التعليمي بين الكتاتيب القرآنية بتطوان‪ ،‬ثم في‬ ‫الدار البيضاء‪ ،‬قبل أن ينتقل إلى جامعة القرويين بفاس‬ ‫حيث استقر هناك من سنة ‪ 1935‬إلى سنة ‪ .1937‬بعد‬ ‫ذلك‪ ،‬توجه إلى مدينة القاهرة لدراسة الحقوق بجامعة فؤاد‬ ‫األول خالل الفترة الممتدة بين سنتي ‪ 1937‬و‪ .1943‬وبعد‬ ‫إكمال دراسته العليا‪ ،‬عاد إلى مدينة تطوان قبل أن يعينه‬ ‫الخليفة السلطاني موالي الحسن بن المهدي رئيسا للوفد المغربي باللجنة الثقافية التابعة‬ ‫للجامعة العربية بالقاهرة‪.‬‬ ‫انطلق نشاطه السياسي مباشرة بعد استقراره بالعاصمة المصرية‪ ،‬حيث شارك في مؤتمر‬ ‫المغرب العربي بالقاهرة في فبراير ‪ ،1947‬وهو المؤتمر الذي كان قد خرج بتوصية تأسيس‬ ‫مكتب المغرب العربي بالقاهرة‪ ،‬وبذلك‪ ،‬فقد كان الشهيد ابن عبود أحد مؤسسي المكتب‬ ‫المذكور‪ ،‬وكان له دور بارز في ترتيب عملية تحرير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي‬ ‫عقب وصوله إلى مدينة بور سعيد يوم فاتح يونيو ‪ ،1947‬وهو الدور الذي جعل اسمه يبرز‬ ‫كأحد أقطاب العمل الوطني المغربي والمغاربي بالمشرق العربي خالل هذه المرحلة‪ .‬وبهذه‬ ‫الصفة‪ ،‬فقد مثل المغرب الخليفي في مؤتمرات دولية عدة‪ ،‬نذكر منها المؤتمر الثقافي العربي‬ ‫األول‪ ،‬الذي انعقد في العاصمة اللبنانية بيروت سنة ‪ .1947‬كما شارك في مؤتمر اليونسكو‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫الذي احتضنته مدينة بيروت سنة ‪ ،1948‬وفي المؤتمر الدولي‬ ‫االقتصادي اإلسالمي الذي انعقد بمدينة كراتشي الباكستانية‬ ‫سنة ‪.1949‬‬ ‫ويمكن القول إن الفترة التي استقر فيها اب��ن عبود‬ ‫بالقاهرة قد منحته –على قصرها‪ -‬فرصا هائلة لالنخراط في‬ ‫العمل الوطني والديبلوماسي‪ ،‬بعد أن نجح في نسج شبكة‬ ‫عالقات واسعة مع قطاعات عريضة من نخب المشرق العربي‪،‬‬ ‫وتحديدا من دوائر صنع القرار بأعلى هرم السلطة السياسية‬ ‫بمصر‪ ،‬إلى جانب مسؤولي األحزاب السياسية ورجاالت الفكر‬ ‫والفن والثقافة واإلعالم بمصر أربعينيات القرن الماضي‪ .‬فعلى‬ ‫الرغم من قصر المدة الزمنية لنشاطه الوطني والديبلوماسي‬ ‫بالقاهرة‪ ،‬فإن عطاءه كان كثيفا ومتنوعا شمل مجاالت عدة‪،‬‬ ‫منها تنظيم االتصال بديوان الملك فاروق‪ ،‬وبملك المملكة‬ ‫العربية السعودية‪ ،‬وببعض الزعماء الذين اتخذوا من القاهرة‬ ‫مستقرا لهم‪ ،‬مثل األمير محمد بن عبد الكريم الخطابي‪ .‬كما‬ ‫نسج عالقات وطيدة مع رموز الفكر والثقافة واإلب��داع بمصر‬ ‫األربعينيات‪ ،‬من أمثال عميد األدب العربي طه حسين‪ ،‬وكذلك‬ ‫بشخصيات قانونية بارزة مثل رئيس مجلس الدولة المصرية‬ ‫الدكتور عبد الرزاق السنهوري باشا‪ ،‬وبعض الزعماء الوطنيين‬ ‫المغاربيين ومن آسيا‪ ،‬من أمثال الدكتور الحبيب ثامر والحبيب‬ ‫بورقيبة وعالل الفاسي وعبد الخالق الطريس وجواهر نهرو وعلي‬ ‫الحمامي‪...‬‬ ‫وإلى جانب ذلك‪ ،‬انخرط ابن عبود في حملة إعالمية واسعة‬ ‫للتعريف بالقضية المغربية في الصحافة العربية‪ ،‬وخاصة‬ ‫بالعاصمتين دمشق والقاهرة‪ .‬وكان شديد الحرص على دوام‬ ‫االرتباط والتنسيق مع وطنيي المنطقة الخليفية‪ ،‬مثلما تعكسه‬ ‫مراسالته الثرية مع رموز النضال التحرري بهذه المنطقة‪ ،‬وعلى‬ ‫رأسهم عبد الخالق الطريس والطيب بنونة وعبد اهلل كنون‪ ،‬مما‬ ‫جعله يتحول إلى زعيم عربي بارز‪ ،‬استطاع أن يجعل القضية الوطنية المغربية شأنا مصريا خالصا‬ ‫ومحور اشتغال الجامعة العربية وعموم المؤسسات المرتبطة بها‪ .‬لذلك‪ ،‬ال عجب أن يرتبط‬ ‫اسمه بمؤسسة “مكتب المغرب العربي بالقاهرة”‪ ،‬وأن يتحول التوثيق لسيرته توثيقا لتجربة‬ ‫المكتب المذكور خالل مرحلة أربعينيات القرن الماضي‪ ،‬باعتباره نواة صلبة أثمرت الكثير من‬ ‫المبادرات المغاربية الرائدة خالل المراحل الالحقة‪ ،‬وعلى رأسها تجربة “لجنة تحرير المغرب‬ ‫العربي” التي ترأسها األمير محمد بن عبد الكريم الخطابي‪.‬‬ ‫هذه سيرة ابن عبود وهذا عطاؤه‪ ،‬رجل قرن المبدأ بالممارسة‪ ،‬واستطاع أن يصنع مسارات‬ ‫على مسارات داخل مدارج العمل الوطني األصيل‪ ،‬بل وأن يتحول إلى كتاب مفتوح‪ ،‬ما أحوجنا‬ ‫للنبش في طالسيمه‪ ،‬وقبل ذلك لتجميع ذخائره صيانة للذاكرة التحررية المشتركة لمغاربة‬ ‫األمس واليوم‪.‬‬

‫مهرجان «ثويزا» للثقافة األمازيغية ‪:‬‬

‫خوان غويتيصولو ضيف شرف في ندوة محمد شكري بطنجة‬ ‫الندوة ‪ 12‬للكاتب محمد شكري المنظمة بطنجة في إطار مهرجان «ثويزة» للثقافة‬ ‫األمازيغية ‪ ،‬استضافت هذا العام األديب اإلسباني خوان غويتيصولو‪ ،‬المتوفى بمراكش‪ ،‬في‬ ‫يونيه الماضي‪ ،‬ليتحقق بذلك «جسر بين ثقافتين»‪ ،‬وبين أديبين كانت تجمعهما عالقات‬ ‫إنسانية وفكرية مكنت من ربط الثقافة المغربية بالعالمية‪ ،‬عبر نقل إنتاجات األديبين الراحلين‬ ‫إلى معظم اللغات األكثر تداوال في العالم‪.‬‬ ‫وكانت الندوة مناسبة للعديد من األدباء والفنانين ليقدموا شهادات في الرجلين اللذين‬ ‫ربطهما عشق طنجة إلى جانب األديب األمريكي بول بولز والفرنسي جان جوني وغيرهما من‬ ‫المبدعين الكبار الذين استهوتهم طنجة منذ القرن الثامن عشر‪.‬‬ ‫وقد نبه بعض المشاركين إلى أن خوان غويتيصولو كان إلى جانيب ملكاته األدبية‬ ‫والفكرية‪ ،‬صحافيا بارعا في كتابات العمود الثابت بأحدى كبريات الصحف اإلسبانية «‪»El Pais‬‬ ‫حيث كان يتعرض كثيرا إلى قضايا المغرب والعالم العربي‪ ،‬كما ذكرت بذلك الفنانة القديرة‬ ‫الطنجاوية فريدة بليزيد التي كانت تربطها بالروائي االسباني عالقات صداقة وعمل متينة‪.‬‬ ‫وعن محمد شكري‪ ،‬قالت ابنة طنجة‪ ،‬الكاتبة والمخرجة السينمائية المبدعة‪ ،‬إن صاحب الخبز‬ ‫الحافي «بصم» على التاريخ األدبي بالمغرب وأن الجيل الجديد يجب أن يحمل مشعل محمد‬ ‫شكري ويواصل مسيرته الفكرية واألدبية‪ ،‬خدمة لألدب المغربي‪ ،‬كما أن على الجيل الجديد من‬ ‫األدباء والمبدعين أن يلتفتوا إلى رجال الفكر واألدب الذين مروا من طنجة أو اختاروها جنة إقامة‬ ‫دائمة‪ ،‬ففي انتاجاتهم األدبية وإبداعاتهم الفنية خير تعريف بطنجة وخير وباألدب المغربي‬ ‫بالعالم‪.‬‬ ‫ومعلوم أن مدينة طنجة احتلت مكانة بارزة في أدب محمد شكري استلهم منها جل أعماله‬ ‫األدبية كما اتخذها فضاء لممارسة كل أنواع عشقه لهذه المدينة التي افتتن بها إلى آخر رمق‬ ‫من حياته وخلدها في نصوص تحفل بالعديد من خصوصياتها وتجلياتها وإشعاعها الثقافي‬ ‫ليس فحسب على محيطها المتوسطي بل وأيضا على العالم‪.‬‬ ‫ومن أبرز أعماله سيرته الذاتية ‪ ،‬الخبز الحافي ‪ ،‬زمن األخطاء‪ ,‬مجنون الورد‪ ،‬الخيمة‪ ،‬السوق‬ ‫الداخلي‪ ،‬مسرحية السعادة‪ ،‬غواية الشحرور األبيض فضال عن مدكراته الثمينة و عالقالته‬ ‫األدبية مع كل من بول بولز وتينيسي ويليامز وجان جنيه‪.‬‬

‫سارة‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬غ�شت ‪2017‬‬

‫العدد ‪902‬‬

‫مع‬

‫املواطنني‬

‫هل أمانديس في خدمة المواطنين‬ ‫أم في خدمة الشياطين ؟!‬

‫قطع الماء عن المستهلك البئيس‬ ‫رجس من أعمال إبليس‬

‫لعبة السودوكو (‪)370‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫الينكر ناكر‪،‬بهذه المدينة الكبرى بمشاريعها ومشاكلها‪ ،‬ما تعانيه شريحة عريضة‬ ‫من المستضعفين من قهروغبن‪ ،‬واستنزاف جيوب‪ ،‬واقتراف ذنوب من لدن شركة توزيع‬ ‫الماء والكهرباء الجشعة التي أضحت هاجسا مروعا‪ ،‬بل كابوسا مفزغا يقض مضاجع‬ ‫األسر المغلوبة على أمرها باألحياء الشعبية ‪ ،‬المتشعبة المشاكل‪،‬كبني مكادة والعزيفات‬ ‫وحومة العودة وحومة الشوك وبعدد من األحياء الهشة الفقيرة حيث كثافة السكان‬ ‫وانتشار الفقروالبطالة وشظف العيش‪.‬‬ ‫وسبق للجماهيــر الشعبية المقهــورة والمثقلــة بفواتير الماء والكهرباء الملتهبة‬ ‫أن فجرت غضبها في مواكب الشموع التي جابت شوارع المدينة منادية برحيل‬ ‫أمانديس‪،‬مماجعل هذه الشركة ‪-‬المغضوب عليها‪ -‬تعقد جلسات تحاور وتشاورمع‬ ‫السلطات المحلية وممثلي السكان أسفرت عن بعض الحلول اإليجابية التي أعادت‬ ‫المياه إلى مجاريها ‪،‬بعد مراجعة الفواتير وتقليص حجم تضخمها‪.‬كما رفعت شعارها‬ ‫البراق”أمانديس في خدمتكم”؛هذه الخدمة التي أبانت عن هشاشتها‪،‬وتنكرها لما‬ ‫يميله الواجب المهني والضميراإلنساني‪ ،‬خاصة حين تعمد هذه الشركة “السادية” إلى‬ ‫قطع الماء‪،‬في عزالصيف وقيظه‪،‬على زبنائها الذين لم يؤدوا واجب االستهالك لحصص‬ ‫معدودة ‪ ،‬منتعشة بعطشهم وعرقهم‪،‬دون مراعاة ظروفهم االجتماعية وأجورهم‬ ‫المتدنية؛ مما يلزم والحالة تلك إعادة النظرفي هذا السلوك المرضي العدواني‪ ،‬بإيجاد‬ ‫حلول بديلة تأخذ بعين االعتبار كرامة المواطن المغربى التي اليجوزمسها بما يشين‬ ‫بها أويحط من شأنها‪.‬‬ ‫ولتوضيح الصورة ‪ -‬بكل ماتحمله أبعادها من بؤس ومهان ّة ‪ -‬نضع أمام تصوركم‬ ‫في اإلطار “أسرة تتكون من سبعة بطون وكعادتهم يقضون حاجتهم بالتناوب في دورة‬ ‫المياه كل صباح‪ ،‬فلما دخل كبيرهم ليتوضأ وجد الماء مقطوعا‪،‬أما صغيرهم فقد قضى‬ ‫حاجته في حوائجه”؛ ولكم أن تتصوروا البقية المهينة لهذه األسرة المسكينة‪ ،‬حيث‬ ‫تضطرالجارة المتضررة أن تطلب من الجيران سطل ماء‪،‬متجرعة كأس الذل والمهانة‪.‬‬ ‫فتكريس التنجيس أخس خدمة تقدمها أمانديس لزبونها البئيس في طنجيس‪.‬‬ ‫أو ليس من حق مواطن لحقه ضرر مماثل من هذه الشركة أن يقاضيها ردا لالعتبار‬ ‫وصونا للكرامة؟‬ ‫ومهما كان من أمر فال يجوز لشركة «أمانديس» قطع مصدر الحياة عن زبنائها‬ ‫الذين يجوعون عيالهم ألداء مابذمتهم إشباعا لبطون شركة جشعة التشبع‪.‬‬ ‫فهل تجرؤ شركة مماثلة ألمانديس على قطع الماء عن مواطن فرنسي أو حتى‬ ‫أجنبي بباريس؟‬ ‫فقاطع الماء وقاطع الطريق سيان‪،‬بل األشد جرما والمحرم قطعا‪ ،‬باتفاق جميع‬ ‫الشرائع واألديان‪ ،‬هو قطع مصدر الحياة عن اإلنسان والحيوان ‪.‬‬

‫محمد وطاش‬

‫‪ANNONCE LEGALE ET ADMINISTRATIVE‬‬ ‫‪Constitution d’une société à responsabilité limitée.‬‬

‫‪I – Aux termes d’un acte sous seing privé enregistré en date du :‬‬ ‫‪02/08/2017 à Tanger, il a été établi les statuts d’une société à responsabilité‬‬ ‫‪limitée dont les caractéristiques sont les suivantes :‬‬ ‫‪- Dénomination : OURIDA CAFETERIA‬‬ ‫‪- Forme juridique : S.A.R.L.‬‬ ‫‪- Objet : Exploitant de CAFETERIA, Laiterie. La Commercialisation.‬‬ ‫‪La société a pour objet tant au Maroc qu’à l’étranger soit pour son‬‬ ‫‪compte, soit pour le compte d’autrui :‬‬ ‫‪- Activités principales :‬‬ ‫‪Exploitant de CAFETERIA, Laiterie. La Commercialisation.‬‬ ‫‪- Siège social : RUE : CHATIE AL OUALIDIA.N° :72.TANJA LBALIA.TANGER.‬‬ ‫‪- Durée : 99 années à compter du jour de sa constitution.‬‬

‫‪- Capital social : 100.000,00 DHS divisé en 1000 parts de 100 DH chacune,‬‬ ‫‪ces parts sont attribuées comme suit :‬‬ ‫‪- MR: OURIDA MOSTAFA .........................................................500 PARTS‬‬ ‫‪- Mme: BOUHAMOU RADIA ………......................................... 250 PARTS‬‬ ‫‪- MR: OURIDA ABDERRAHIM …………........….....…………..150 PARTS‬‬ ‫‪- Mlle: OURIDA FAIZA………………………………..............….…50 PARTS‬‬ ‫‪- Mlle: OURIDA KHITAM ............................................................50 PARTS‬‬ ‫‪TOTAL: .......................................................1.000.PARTS.‬‬ ‫‪Gérant : - MR: OURIDA MOSTAFA pour une période illimitée.‬‬ ‫‪- Année sociale : Commence le premier janvier et se termine le 31‬‬ ‫‪décembre de chaque année.‬‬ ‫‪- le dépôt légal a été effectué au Tribunal de commerce de Tanger le :‬‬ ‫‪11/08/2017 sous le numéro de dépôt 195912, la société a été immatriculée au‬‬ ‫‪registre de commerce sous le N° :83601.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪370‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 902‬ـالثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬غ�شت ‪2017‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬ ‫المبارزة بالسيف‬ ‫بين المعارك والقصائد‬ ‫والرياضة (‪)4‬‬

‫وباالنتقال إلى أهم بطوالت اللعبة وأبطالها‪ ،‬نجد أن المبارزة‬ ‫تحظى بركن ثابت ضمن دورات األلعاب األولمبية‪ ،‬حيث تُقام ‪5‬‬ ‫فعاليات للرجال ومثلها للسيدات‪ ،‬في رياضات األسلحة الـ‪ 3‬للفردي‬ ‫والمنتخبات‪ ،‬وتتفوق الدول األوروبية في الترتيب العام للمبارزة‬ ‫األولمبية‪ ،‬إذ تتصدر إيطاليا الترتيب متبوع ًة بفرنسا فالمجر‪ ،‬وفي‬ ‫منافسات أولمبياد ريو األخير عام ‪ ،2016‬شارك ‪ 212‬مبارزًا ومبارز ًة‬ ‫من ‪ 48‬بلدًا‪ ،‬وتفوق مبارزو روسيا على الجميع بإحرازهم المركز األول‬ ‫في الترتيب النهائي للميداليات‪ .‬أما في منافسات بطولة العالم‬ ‫للمبارزة‪ ،‬التي تقام منذ عام ‪ 1921‬تحت إشراف االتحاد الدولي للعبة‬ ‫‪ ،FIE‬الذي تأسس منذ عام ‪ ،1919‬فيتفوق أبطال وبطالت روسيا‬ ‫واالتحاد السوفييتي ً‬ ‫سابقا‪ ،‬على نظرائهم من إيطاليا والمجر وفرنسا‪،‬‬ ‫الذين يحتلون المراكز التالية تباعًا‪ ،‬علمًا أن بطولة العالم األخيرة‬ ‫أقيمت في موسكو عام ‪ ،2015‬بمشاركة ‪ 912‬مبارزًا ومبارز ًة من‬ ‫‪ 108‬بلدان‪ ،‬قد انتهت بتصدر روسيا وإيطاليا جدول الترتيب النهائي‬ ‫للميداليات‪.‬‬ ‫ونختتم حديثنا بالحديث عن إنجازات المبارزة العربية على الصعيد‬ ‫العالمي‪ ،‬حيث تأخر حصاد المبارزين العرب في األلعاب األولمبية حتى‬ ‫دورة لندن عام ‪ ،2012‬والتي شهدت إحراز المصري عالء الدين أبو‬ ‫القاسم أول ميداليات العرب األولمبية في لعبة المبارزة‪ ،‬وذلك بفوزه‬ ‫بفضية سالح الشيش‪ ،‬قبل أن تنجح البطلة التونسية إيناس بوبكري‬ ‫في إحراز برونزية السالح نفسه‪ ،‬خالل دورة ريو دي جانيرو األولمبية‬ ‫األخيرة عام ‪ .2016‬وعلى صعيد بطوالت العالم‪ ،‬تمتلك مصر تاريخًا‬ ‫جيدًا في سجالت اللعبة‪ ،‬حيث تزخر خزائنها بـ‪ 7‬ميداليات برونزية‪،‬‬ ‫جاء معظمها في أواخر أربعينيات وأوائل خمسينيات القرن الماضي‪،‬‬ ‫فيما نجحت تونس في تدوين اسمها ضمن سجالت بطوالت العالم‬ ‫مؤخرًا‪ ،‬بعد فوز بطلتيها إيناس بوبكري وسارة بسباس بميداليتين‬ ‫برونزيتين‪ ،‬تحققتا خالل بطولتي العالم األخيرتين اللتين أقيمتا‬ ‫عامي ‪ 2014‬و‪.2015‬‬

‫‪3‬‬

‫خالل‬

‫حفل ختام المخيم الصيفي الموضوعاتي الحضري األول لكرة السلة‬ ‫‪ 2017‬المنظم تحت إشراف والية جهة طنجة تطوان الحسيمة بشراكة‬ ‫بين المديرية الجهوية لوزارة الشباب والرياضة طنجة تطوان الحسيمة واتحاد طنجة‬ ‫لكرة السلة‪ ،‬أثارني في هذا الحفل الختامي ضمن برنامجه‪ ،‬حضور سيدة طالها النسيان‪،‬‬ ‫ولألسف أن جيل اليوم ال يعرفها‪ ،‬رغم حضورها القوي منذ فترات السبعينيات وما‬ ‫أسدته من خدمات جليلة ألجيال من الشباب في المجال الرياضي التربوي‪ ،‬بفضاءات‬ ‫ملعب حسنونة بدار الشباب‪ ،‬وكان لها الفضل الكبير على أجيال استطاعت اليوم تحقيق‬ ‫مكانة رائدة في المجتمع‪ .‬الحديث هنا عن السيدة الفاضلة‪( ،‬ماما عائشة) المعروفة‬ ‫بتأطيرها وتكوينها لمجموعة من مواهب طنجاوية في مجال كرة السلة‪ ،‬أصبحوا فيما‬ ‫بعد نجوما على الصعيد الوطني في هذه اللعبة‪ ،‬وكان فضاؤها مشتال استفاد منه‬ ‫اتحاد طنجة الذي كان يعج بمواهب محلية‪ .‬تحية كبيرة على هذا االهتمام الذي كان‬ ‫في محله‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫عبد الواحد بولعيش‪...‬‬ ‫رئي�س احتاد طنجة لكرة ال�سلة‬ ‫وع�ضو جلنة تنظيم املخيم ال�صيفي‬

‫ماذا عن برنامج «طنجة‬ ‫تتنفس كرة السلة»؟‬ ‫برنامج «طنجة تتنفس‬ ‫كرة السلة» نادر من نوعه‪،‬‬ ‫هذا البرنامج الذي يعتبر حسب‬ ‫تقديري‪ ،‬أكبر تحدي رفعناه‬ ‫ونجحنا في تنفيذه‪ .‬ألن ألول‬ ‫مرة كرة السلة تتجول في أبعد‬ ‫النقط‪ ،‬لم نكن نعتقد أن تصلها‬ ‫هذه الرياضة‪ .‬إذ تجولت الكرة‬ ‫البرتقالية وحضرت في أحياء لم‬ ‫نكن نتوقع في يوم من األيام‬ ‫أن يعرف أطفالها‪ ،‬وعائالتها‬ ‫وأسرها لعبة كرة السلة‪ ،‬لذلك‬ ‫أعتبر هذا أكبر تحدي أقدمنا‬ ‫عليه مع مجموعة من الشركاء‪،‬‬ ‫ونجحنا في تحقيقيه وأهنئ جميع من ساهم في إنجاح هذا‬ ‫البرنامج‪ .‬ألنه إذا كان مشروع « طنجة تتنفس كرة السلة» قد‬ ‫نجح فالفضل يعود لنساء ورجال ضحوا بوقتهم‪ ،‬بمجهودهم‪،‬‬ ‫وأحيانا من أموالهم الخاصة إلنجاح هذا النشاط‪ .‬ومن هنا أتوجه‬ ‫بالشكر الخاص ألطر اتحاد طنجة لكرة السلة‪ ،‬أطر المديرية‬ ‫الجهوية لوزارة الشباب والرياضة‪.‬‬

‫كيف فكرتم في تنظيم المخيم الصيفي؟‬ ‫بالنسبة للمخيم الصيفي الموضوعاتي الحضري األول لكرة‬ ‫السلة لسنة ‪ ،2017‬ولد من رحم برنامج «طنجة الكبرى تتنفس‬ ‫كرة السلة»‪ .‬وقد أطر ما يفوق ‪ 260‬من الناشئة والشباب‪ ،‬إناثا‬ ‫وذكورا‪ .‬أكيد كان تجربة فريدة من نوعها على جميع المستويات‪،‬‬ ‫نظرا لطبيعة األشخاص الذين استفادوا منها‪ ،‬ولطبيعة األنشطة‬ ‫المنظمة‪ ،‬ولحجم التأطير الرياضي والتربوي الذي ضمنته إلنجاح‬ ‫هذا النشاط‪ ،‬وألول مرة تنسج عالقات شراكة حقيقية ومتينة مع‬ ‫مؤسسات كانت في كثير من اللحظات منكمشة على نفسها‪،‬‬ ‫ربما لم نكن نحن نطرق أبوابها‪ .‬من هنا أتوجه بالشكر الخاص‬ ‫للمدرسة األمريكية بطنجة في شحص السيدة المديرة وكل‬ ‫األطر العاملة بها لوضعها التي رهن إشارتنا مختلف فظاءاتها‪،‬‬ ‫وتهاونهم معنا من أجل احتضان هذا النشاط‪ .‬كما نشكر السيد‬ ‫مدير مؤسسة نيو إنغالند ومؤطريها الحتضاننا على امتداد‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫‪ 24‬يوما قضيناها في المخيم‬ ‫على مرحلتين‪ ،‬وكذا احتضانها‬ ‫للحفل الختامي‪ .‬كما نشكر‬ ‫المكتبة الوسائطيـــة التابعـــة‬ ‫لمؤسســـة محمد الســادس‬ ‫لألعمــال االجتماعيـــة لوزارة‬ ‫التربية الوطنية التي فتحت لنا‬ ‫أبوابها وقلبها من أجل احتضان‬ ‫واستقبال شبابنا وأطفالنا‪ .‬شكر‬ ‫خاص ألطر للكشفية الحسنية‬ ‫الذين بذلوا مجهودات كبيرة‬ ‫في التأطير والمرافقة واإلعداد‪.‬‬ ‫ولعل خير دليل على المجهود‬ ‫الذي بذلوه هو نشاط «اللعبة‬ ‫الكبرى» الذي نظموه لفائدة‬ ‫األطفال وراق الجميع من‬ ‫خالل برنامج الكتشاف المدينة‬ ‫القديمة‪ .‬ومن خالله إذا وجدنا شركاء يدعموننا بإمكانيات‬ ‫مادية بسيطة‪ ،‬يمكننا استرجاع طابع مدينة طنجة‪ ،‬وهو برنامج‬ ‫يمكن تسويقه حتى إعالميا وماديا‪ .‬ألن قوتنا في هذا البرنامج‬ ‫وجود نساء ورجال مناضلين‪ .‬وأجدد شكري الخاص لجميع األطر‬ ‫التي تطوعت لتأطير وتنشيط مختلف األنشطة التي نظمناها‪،‬‬ ‫سواء في المرحلة األولى أو الثانية من هذا المخيم الصيفي‬ ‫التربوي‪ ،‬ذو األبعاد االجتماعية‪ ،‬والذي يتناغم وينسجم مع روح‬ ‫المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أبدعها الرياضي األول‪،‬‬ ‫صاحب الجاللة الملك محمد السادس نصره اهلل‪.‬‬

‫ما هي تكاليف االشتراك في هذا المخيم؟‬

‫واجب االشتراك في هذا المخيم هو صفر درهم‪ .‬هناك‬ ‫إشاعات وصلتنا حول واجب المشاركة من خالل الحديث عن‬ ‫مبالغ مالية‪ .‬لهذا نؤكد أن المشاركة كانت بالمجان‪ .‬وهذا ما‬ ‫اعتبره الجميع تفرد لبرنامجنا باالستفادة من مخيم بفضاءات‬ ‫من الطراز العالي وضعت رهن إشارة أطفال جاءوا من أحياء كان‬ ‫يصعب الوصول إليها واستفادوا من مختلف األنشطة التي تم‬ ‫تنظيمها ‪ ،‬دون تكاليف مالية من المستفيدين‪ .‬وبالمناسبة‬ ‫نناشد الجميع‪ ،‬بأن مسؤولية التأطير التربوي‪ ،‬والمرافقة والعمل‬ ‫التربوي ليست مسؤولية طرف دون أطراف‪.‬‬

‫الضغوطات تحاصر جوارديوال‬ ‫في مانشستر سيتي‬

‫إذا كان المال سيحسم لقب الدوري اإلنجليزي الممتاز لكرة القدم فإنه يمكن تتويج مانشستر سيتي بعدما‬ ‫أنفق أكثر من ‪ 200‬مليون جنيه إسترليني (‪ 260.22‬مليون دوالر) على تدعيم صفوفه خالل فترة االنتقاالت‬ ‫الصيفية الجارية‪ .‬ورغم أن برايتون آند هوف ألبيون حطم رقمه القياسي في أغلى صفقة للنادي ثالث مرات هذا‬ ‫الصيف فإن إجمالي ما أنفقه الوافد الجديد يساوي عشر تقريبا ما دفعه سيتي ليظهر ذلك بوضوح الفجوة بينهما‪.‬‬ ‫وأشرك بيب جوارديوال مدرب مان سيتي ثالثة العبين من الوجوه الجديدة ألول مرة في التشكيلة األساسية بينما‬ ‫جلس على مقاعد البدالء العبين ثمنهم ‪ 206‬ماليين جنيه إسترليني‪ .‬وبعد شوط أول محبط حدث التغيير في‬ ‫الشوط الثاني بعد دقائق من مشاركة السريع ليروي ساني في الدقيقة ‪ .68‬وكان صاحب الهدف من الالعبين‬ ‫القدامى البارزين وهو سيرجيو أجويرو بعدما حصل على تمريرة من ديفيد سيلفا‪ .‬وقبل المباراة تحدث جوارديوال‬ ‫بغموض عن عدم إشراك أجويرو وجيسوس بشكل دائم معا في الهجوم لكنه دفع بهذا الثنائي وهو ما أتى بثماره‪.‬‬ ‫وربما يتأثر مصير سيتي وجوارديوال كثيرا هذا الموسم بتوقيت وكيفية توظيف هذا الثنائي داخل الملعب‪ .‬وبعدما‬ ‫شعر جوارديوال‪ ،‬كما هو متوقع‪ ،‬بالرضا بكل المواهب المتاحة تحت قيادته فإنه وعد بأن الفريق سيتطور في‬ ‫طريقة الهجوم هذا الموسم‪ .‬وسيبني جوارديوال جزءا كبيرا من خطته على الظهيرين ونجح كايل ووكر‪ ،‬المنضم‬ ‫من توتنهام هوتسبير ويلعب في الجانب األيمن‪ ،‬في توفير عنصر السرعة الذي افتقده الفريق بشدة الموسم الماضي‪ .‬وكان دانيلو‪ ،‬الذي شارك‬ ‫ناحية اليسار‪ ،‬أقل تأثيرا لكن من المتوقع أن يصبح بديال عندما يتعافى بنيامين ميندي من اإلصابة‪ .‬وقال جوارديوال‪« :‬شعرت بسعادة كبيرة جدا‬ ‫بالالعبين الجدد‪ .‬أريد أن أتقدم بالشكر للنادي»‪ .‬وأضاف «لدينا العديد من الالعبين أصحاب المواهب الرائعة‪ .‬أتقدم بالتهنئة لكل العاملين في‬ ‫مانشستر سيتي‪ ..‬نحن فريق قوي»‪ .‬وفي الواقع ال يوجد تقريبا أي مدرب يتعرض لضغوط أكبر من جوارديوال هذا الموسم بعدما أنهى موسمه‬ ‫األول دون ألقاب ويدرك أنه يحتاج إلى تقديم شيء استثنائي‪ .‬ويعرف جوارديوال جيدا أنه سيخوض اختبارات أكثر صعوبة في الدوري‪ .‬وربما تكون‬ ‫المشكلة األكبر هي محاولة اإلبقاء على شعور جميع الالعبين بالسعادة والرضا‪ ،‬وفي ظل وجود عدد هائل من المواهب فإن العبي سيتي يدركون‬ ‫حصولهم على وقت محدود للتعبير عن أنفسهم‪ .‬وقال جوارديوال‪« :‬أريد مواصلة ما فعلناه في آخر ثالث مباريات في فترة اإلعداد‪ .‬لعبنا بثبات كبير‬ ‫لكن يجب علينا أن نحاول التحسن‪ .‬أهم شيء هو الفوز بأول مباراة»‪.‬‬


‫العدد ‪902‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫األنطاكي والتيمومي ضيفا شرف على النسخة‬ ‫الثالثة من دوري «مرحبا»‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬غ�شت ‪2017‬‬

‫‪19‬‬

‫الجامعة‬ ‫أخبار الجامعة‬ ‫أخبار‬ ‫انطالق بيع تذاكر مباراة المنتخب الوطني لالعبين المحليين‬ ‫أمام المنتخب المصري‬ ‫تنهي الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى علم كافة محبي المنتخب الوطني‪ ،‬أنها‬ ‫وضعت تذاكر المباراة التي ستجمع المنتخب الوطني لالعبين المحليين بالمنتخب المصري‬ ‫يوم الجمعة ‪ 18‬غشت ‪ 2017‬بالمجمع الرياضي األمير موالي عبداهلل بالرباط على الساعة‬ ‫الثامنة مساء؛ برسم اإلقصائيات المؤهلة لنهائيات بطولة إفريقيا لالعبين المحليين بكينيا‬ ‫مطلع العام المقبل؛ للبيع عن طريق األنترنيت عبر بوابتها الرسمية وذلك منذ من يوم‬ ‫الخميس ‪ 10‬غشت ‪ 2017‬و إلى غاية يوم المباراة‪.‬‬

‫المغرب يتقدم رسميا بطلب استضافة كأس العالم ‪2026‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫تقدمت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم رسميا يومه الجمعة ‪11‬غشت ‪ 2017‬بطلب‬ ‫استضافة كأس العالم ‪2026‬‬ ‫شكر محمد حنون‪ ،‬مدير مجموعة طنجة الوسطى للبنك‬ ‫المغربي للتجارة الخارجية‪ ،‬ومدير دوري «مرحبا» الذي تنظمه‬ ‫المؤسسة ذاتها‪ ،‬جميع من ساهم في إنجاح النسخة الثالثة من‬ ‫دوري «مرحبا» الذي صار ثابتا وتقليدا سنويا‪ ،‬يحظى بعناية‬ ‫كبيرة من قبل جميع أطر فعاليات وأطر البنك المغربي للتجارة‬ ‫الخارجية‪ ،‬سيما أن الهدف هو ترسيخ المحبة والتواصل مع أفراد‬ ‫الجالية المغربية بالمهجر‪ ،‬وأصبح الدوري الكروي أسهل جسر‬ ‫للتواصل معها‪ .‬والدليل هو إلحاح فرق الجالية على المشاركة‬ ‫وإنجاح هذا الدوري وتنشيطه‪ – .‬يضيف حنون‪ -‬مؤكدا اعتزازه‬ ‫بهذا االهتمام الكبير الذي اصبح يحظى به الدوري من قبل‬ ‫جميع المرتبطين به‪ ،‬شاكرا المسؤولين الجهويين والمركزيين‬ ‫بالمؤسسة البنكية على دعمهم وتشجيعهم الالمشروط‪.‬‬ ‫مؤكدا أن اللقاء سيتجدد في النسخة الرابعة إن شاء اهلل‪.‬‬ ‫وحضر الدوري الذي افتتح بالنشيد الوطني‪ ،‬شخصيات‬ ‫كبيرة‪ ،‬يتقدمها‪ ،‬المدرب واإلطار التقني العالمي‪ ،‬عبد اهلل‬ ‫األنطاكي المعروف ل»ملقا» ونجم كرة القدم المغربية‬ ‫والعربية واإلفريقية في أواسط الثمانينات‪ ،‬محمد التيمومي‪،‬‬ ‫وعبد الحق بخات مدير «جريدة طنجة» وفاعل جمعوي‪ ،‬ومحمد‬ ‫الخمسي‪ ،‬رئيس سابق التحاد طنجة‪ ،‬ومجموعة من الوجوه‬ ‫الرياضية واإلعالمية‪ .‬وكان في استقبالهم محمد بنشعيب‪،‬‬

‫المدير الجهوي للبنك المغربي للتجارة الخارجية بجهة الشمال‬ ‫المتوسطي‪ ،‬ومحمد حنون‪ ،‬مدير الدوري وفريق العمل المرافق‬ ‫له‪ .‬كما شهد الدوري قراءة الفاتحة ترحما على روح فقيد ونجم‬ ‫كرة القدم المغربية‪ ،‬عبد المجيد الظلمي‪.‬‬ ‫وتمكن فريق الجالية المغربية بإنجلترا من إحراز النسخة‬ ‫الثالثة من دوري مرحبا التي نشطها اإلعالمي الزميل محمد‬ ‫الصمدي‪ ،‬وشهدت تنظيما جيدا‪ ،‬بفضل خبرة اللجنة المنظمة‬ ‫المتكونة من محمد حنون‪ ،‬مدير الدوري‪ ،‬واألعضاء المؤسسين‪،‬‬ ‫عبد الفتاح فنان‪ ،‬وعثمان العلوي‪ ،‬كريم بن بهتان‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫السيدة غزالن الهوتة‪ ،‬عن لجنة التنسيق واالستقبال‪.‬‬ ‫وحسم بطل النسخة الدوري لصالحه بعد فوزه في النهائي‬ ‫على فريق الجالية المغربية بإسبانيا‪ .‬وكان األول تأهل على‬ ‫حساب فريق البنك المغربي للتجارة الخارجية لجهة الشمال‬ ‫المتوسطي‪ ،‬الذي حل ثالثا في الترتيب العام‪ ،‬بينما تأهل الثاني‬ ‫على حساب الجالية المغربية بألمانيا الذي حل رابعا‪ .‬وأحرز عبد‬ ‫السالم عكي على جائزة أحسن العب‪.‬‬ ‫يذكر أن اللجنة المنظمة أصبحت تفكر من اليوم في تطوير‬ ‫الدوري مستقبال‪ ،‬وتتدارس إمكانية رفع عدد الفرق المشاركة‬ ‫ليشمل الجالية المغربية بدول أخرى‪.‬‬

‫المخيم الصيفي الموضوعاتي الحضري األول لكرة السلة‬ ‫يسدل الستار بحفل كبير‬

‫ووضعت الجامعة ملف ترشيحها لدى اللجان المختصة بهذا الملف باالتحاد الدولي لكرة‬ ‫القدم‪ -‬فيفا ‪ -‬من اجل احتضان هذا العرس الكروي العالمي‪ .‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫المنتخب الوطني لكرة القدم النسوية ينهزم أمام أتلتكو مدريد‬ ‫ويفوز على فالنسيا‬ ‫انهزم المنتخب الوطني لكرة القدم النسوية بهدف لصفر في المباراة التي جمعته مساء‬ ‫يوم األربعاء ‪ 9‬غشت ‪ 2017‬بفريق أتليتكو مدريد اإلسباني‪ .‬وفاز المنتخب بهدف لصفر‬ ‫في المباراة التي جمعته مساء يوم الخميس ‪ 10‬غشت ‪ 2017‬بفريق فالنسيا‪ .‬وسجل هدف‬ ‫المنتخب الوطني لكرة القدم النسوية في هذه المباراة‪ ،‬الالعبة مريم هاجيري في الدقيقة ‪.55‬‬ ‫وتدخل هذه المباراة‪ ،‬في إطار منافسات دوري كوتيف الدولي‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫انطالق بيع تذاكر مباراة المنتخب الوطني األول ومنتخب مالي‬ ‫تنهي الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى علم كافة محبي المنتخب الوطني‪ ،‬أنها‬ ‫ستضع تذاكر المباراة الرسمية التي ستجمع المنتخب الوطني األول بمنتخب مالي يوم الجمعة‬ ‫‪ 1‬شتنبر ‪ 2017‬على الساعة التاسعة مساء بالمجمع الرياضي األمير موالي عبد اهلل بالرباط؛‬ ‫وذلك برسم الجولة الثالثة عن المجموعة الثالثة من اإلقصائيات اإلفريقية المؤهلة لنهائيات‬ ‫كأس العالم فيفا روسيا ‪ .2018‬وحددت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أثمنة دخول‬ ‫هذه المباراة على الشكل اآلتي‪:‬‬ ‫بريميوم ‪ 200:‬درهم‬ ‫الدرجة األولى‪ 100 :‬درهم‬ ‫الدرجة الثانية‪ 50:‬درهم‬ ‫الدرجة الثالثة‪ 30 :‬درهم‬ ‫ولتسهيل مأمورية الجمهور الرياضي حددت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم نقاط‬ ‫البيع التالية‪ ،‬وذلك من أجل سحب التذاكر المقتناة عبر البوابة اإللكترونية أو شراءها مباشرة‬ ‫من عين المكان ابتداء من الثالثاء ‪ 22‬غشت ‪ 2017‬وإلى غاية يوم المباراة‪:‬‬ ‫مدينة الرباط‪ :‬قاعة ابن ياسين‬ ‫مدينة سال‪ :‬قاعة البوعزاوي ‪ ‬‬ ‫مدينة الدار البيضاء‪ :‬المركب الرياضي محمد الخامس ‪ ‬‬ ‫وسيتم فتح الشبابيك وفق التوقيت التالي‪:‬‬ ‫الفترة الصباحية‪ :‬من الساعة التاسعة صباحا إلى الساعة الواحدة ظهرا‪.‬‬ ‫الفترة المسائية‪ :‬من الساعة الثالثة عصرا إلى الساعة السابعة مساء‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫المنتخب الوطني لالعبين المحليين يفوز على المنتخب الليبي‬

‫في أجواء مميزة‪ ..‬و احتفالية كبيرة اختتمت فعاليات‬ ‫المخيم الصيفي ألموضوعاتي الحضري األول لكرة السلة‬ ‫‪ 2017‬المنظم تحت إشراف والية جهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة بشراكة بين المديرية الجهوية لوزارة الشباب‬ ‫والرياضة طنجة تطوان الحسيمة و جمعية اإلتحاد الرياضي‬ ‫لطنجة لكرة السلة‪ ،‬تحت شعار ‪»:‬كرة السلة تأطير و تربية‬ ‫على المواطنة» وشهد الحفل الختامي المنظم بقاعة‬ ‫المؤتمرات والندوات بجامعة نيو انكالند بطنجة‪ ،‬حضور‬ ‫فعاليات تمثل مختلف شرائح مدينة طنجة من نواب‬ ‫برلمانيين و مستشارين جماعيين و ممثلي السلطات المحلية‬ ‫ووزارة الشباب والرياضة و بعض المصالح الخارجية ورجال‬ ‫الصحافة واإلعالم و أمهات واباء المستفيدات و المستفيدين‬ ‫من المخيم التربوي الرياضي األول‪.‬‬ ‫وبعد فقرات الحفل الختامي البهيج الذي افتتح بالنشيد‬ ‫الوطني المغربي‪ ،‬تلته كلمتي المدير الجهوي لوزارة الشباب‬

‫والرياضة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬عبد الواحد اعزيبوا‬ ‫المقراعي ورئيس جمعية اإلتحاد الرياضي لطنجة لكرة‬ ‫السلة‪ ،‬عبد الواحد بولعيش ثم عرض األغنية الرسمية‬ ‫لبرنامج طنجة الكبرى تتنفس كرة السلة و بعده تم عرض‬ ‫أشرطة فيديو وثقت األجواء الرائعة و العائلية للمخيم‬ ‫مرفوقة بارتسامات المشرفين و األطر و المشاركين‪ ،‬ليتم‬ ‫االنتقال إلى فقرة تسليم شواهد المشاركة على المشاركين‪،‬‬ ‫ثم شواهد التاطير على المؤطرين و التقنيين يتقدمهم‬ ‫المدير التقني للمخيم محمد نزار المصباحي و أطر الكشفية‬ ‫الحسنية فرع ابن بطوطة يتقدمهم المندوب زهير الهادي‬ ‫ثم شواهد االعتراف و الشكر على المساهمين الذين ساهموا‬ ‫في إنجاح هذه التجربة األولى وطنيا و الفريدة من نوعها‬ ‫دوليا‪ .‬كما تم تكريم المؤطرة في كرة السلة و الموظفة‬ ‫السابقة بوزارة الشباب والرياضة األستاذة «ماما عائشة»‬ ‫عائشة بن عبد اهلل‪ ،‬ليختتم النشاط بحفل شاي على شرف‬ ‫المدعوين‪.‬‬

‫فاز المنتخب الوطني لالعبين المحليين بنتيجة ‪ 5‬أهداف مقابل هدف واحد في المباراة‬ ‫الودية التي جمعته مساء يوم االثنين ‪ 7‬غشت ‪ 2017‬بالمنتخب الليبي‪ .‬وتناوب على تسجيل‬ ‫أهداف المنتخب الوطني لالعبين المحليين في هذه المباراة التي أقيمت على أرضية ملعب‬ ‫المنزه األولمبي بالعاصمة التونسية تونس‪ ،‬كل من عبد الرحيم مقران في الدقيقة ‪ 5‬وأشرف‬ ‫بنشرقي في الدقيقة ‪ 48‬ومحمد أوناجم في الدقيقتين ‪ 57 ‬و‪ 61‬وعبد الجليل جبيرة في‬ ‫الدقيقة ‪ .79‬ووقع الهدف الوحيد للمنتخب الليبي في هذه المقابلة الالعب سند الورفلي في‬ ‫الدقيقة ‪.40‬‬

‫الزاكي يرفض الجمهور في ودية الحسينة‬ ‫سيخوض اتحاد طنجة مباراة ودية أمام شباب الحسيمة‪ ،‬يوم غد األربعاء‬ ‫‪ 16‬من الشهر الجاري‪ ،‬بملعب طنجة الكبير‪ ،‬استعدادًا للموسم الكروي الجديد‪.‬‬ ‫وسيلعب الفريق الطنجي أول مباراة له بملعب طنجة الكبير‪ ،‬منذ بداية فترة‬ ‫االستعداد‪ ،‬وهو ملعبه الرئيسي الذي يجري عليه مبارياته الرسمية ‪ .‬وقرر بادو‬ ‫الزاكي‪ ،‬مدرب اتحاد طنجة‪ ،‬إجراء المباراة بدون جمهور‪ ،‬ليبعد العبيه عن ضغط‬ ‫المشجعين‪ .‬وكان اتحاد طنجة قد لعب آخر مباراة ودية‪ ،‬أمام الكوكب المراكشي‪،‬‬ ‫الخميس الماضي‪ ،‬وفاز بهدف دون رد‪.‬‬


‫العدد ‪902‬‬

‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 21‬غ�شت ‪2017‬‬

‫فضاء األنثى ‪:‬‬

‫الغزو اإلستعماري لشمال المغرب ‪:‬‬

‫• غشت ‪ : 1415‬احتالل مدينة سبتـة‬ ‫• شتنبر ‪ : 1497‬احتالل مدينة مليلية‬

‫عدول المغرب‬ ‫غاضبون !‬

‫فهل من ُّم َّد ِكر‪! ‬‬

‫‪ -‬بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬

‫منظر من مليلية المحتلة‬ ‫ولم تكن سبتة «طيرّا نولوس» أي أرضا خالء‪ ،‬كما يدعي اإلسبان‪ ،‬بل كانت مدينة مغربية تشهد ما يشهده باقي المدن‪ ،‬من تأرجح بين السلطة المركزية‬ ‫وتجاذب داخل مطامع‪ ‬داخلية وخارجية‪ ،‬وطائفية‪ ،‬نسبة إلى ملوك الطوائف‪ .‬بل كانت حاضرة علم وفكر وأدب‪ ،‬قال في شأنها حسن الوزان ‪...‬وكان فيها كثير من‬ ‫الجوامع والمدارس والعديد من الصناع ورجال األدب والفكر» ‪ .‬ولقد أنجبت مدينة سبتة‪ ‬العديد من كبار العلماء والمشايخ‪ ،‬وعلى رأسهم‪ ‬القاضي عياض والشريف‬ ‫اإلدريسي‪ ،‬وهو العالم الجغرافي الذي أخذت عنه أوروبا «الجاهلة»‪ ،‬علم الجغرافيا حيث إنه وضع أول خارطة للعالم‪ ،‬أقرب ما تكون إلى الواقع‪ .‬بتشجيع من ملك‬ ‫صقلية ‪« ،‬روجر الثاني» الذي دعمه في رحالته عبر العديد من أمصار العالم‪ ،‬حيث دون مشاهداته في كتاب ألفه سنة ‪« 1154‬نزهة المشتاق في اختراق اآلفاق»‬ ‫وأهداه لصديقه ملك صقلية‪.‬‬ ‫كما كانت سبتة قلعة عسكرية محصنة‪ ،‬ومعبرا لجيوش المغرب إلى بر النصارى خالل عهود السعديين والمرابطين والموحدين‪ ‬والمرينيين إلى أن سقطت‬ ‫المدينة ‪ ،‬يوم ‪ 21‬غشت ‪ 1415‬أيام أبي سعد المريني والملك البرتغالي «جواو األول»‪ ‬بسبع وسبعين سنة قبل سقوط حكم بني األحمر في غرناطة‪ ،‬واستسالم‬ ‫عبد اهلل الصغير لفرناندو ملك اسبانيا‪ ،‬ونهاية الوجود اإلسالمي باألندلس‪!.‬‬ ‫‪ ‬وعلى إثر الغزو البرتغالي لسبتة‪ ،‬تعرض سكان المدينة لمذبحة رهيبة على يد الصليبيين الغزاة بعد مقاومة شرسة من أهل المدينة والقبائل المجاورة‪ ،‬وفر‬ ‫العديدون منهم إلى المناطق المجاورة‪ ،‬بعد أن تأخرت اإلمدادات لنصرتهم‪ ،‬وقد نظمت في «نكبة» أهل سبتة‪ ،‬قصائد عديدة‪ ،‬تصف فزع السبتاويين من هول‬ ‫الغزو وعنفه وهمجيته‪ ،‬من قتل وسلب ونهب‪ ‬ما يترجم حقد الصليبيين الدفين على المغاربة المسلمين‪.‬‬ ‫ورغم المحاوالت العديدة للمغرب ‪ ،‬فقد استعصى استرجاع المدينة المحصنة بصورة جيدة‪ ،‬على الجيوش المغاربة‪ ،‬التي ضربت فوق المائة حصار على‬ ‫المدينة‪ ،‬كان أبرزها حصار السلطان اسماعيل العلوي‪ ،‬األول لخمس سنوات والثاني ألربع وثالثين سنة‪.‬‬ ‫وشكلت معركة وادي المخازن‪ 4( ،‬غشت ‪ )1578‬ضربة قوية لقوى الصليبية بزعامة البرتغال‪ ،‬الذي شجعه احتالله لسبتة وطنجة والقصر الصغير والجديدة‪،‬‬ ‫على المغامرة بجنوده في محاولة احتالل المغرب بكامله‪ ،‬فكانت معركة قاضية‪ ،‬ضاع خاللها ملك البرتغال وسيادة هذا البلد الذي احتله ملك اسبانيا وخال ملك‬ ‫البرتغال دوم سيباستيان الذي هلك غرقا بواد المخازن حين حاول الفرار‪ ،‬وضم فيليب الثاني أراضي البرتغال وممتلكاته إلى عرشه‪ ،‬ومع ذلك ظلت سبتة برتغالية‬ ‫إداريا وعسكريا‪.‬‬ ‫وقد سجل المؤرخون أن الملك السعدي‪ ،‬بعد انتصاره على جيوش البرتغال المدعمة من البابا ومن عدد من الدول األوروبية‪ ،‬فوت على المغرب فرصة تحرير‬ ‫سبتة ومليلية ‪ ،‬النصرافه إلى حياة البذخ والترف وبناء القصور والبحث عن الذهب اإلفريقي‪....‬على أن الدولة السعدية‪ ،‬كان لها الفضل في عودة الهيبة إلى‬ ‫المغرب عبر توحيد البالد‪ ،‬وتحرير الثغور وتطوير الجهاد بإنشاء جيش نظامي‪ ،‬وتقوية األسطول البحري ونهج سياسة خارجية متوازنة مبنية على المسالمة‪.‬‬ ‫كيف وصل اإلسبان إلى سبتة ؟‬ ‫لم يكن ذلك عن طريق االحتالل المباشر أو الحرب ضد المغرب‪.‬‬ ‫ففي سنة ‪ 1640‬أعلن البرتغال استقالله عن اسبانيا وعن التاج اإلسباني بعد ستين عاما من السيطرة االسبانية‪ ،‬واعتلى عرش البرتغال جواو الرابع‪ .‬وتدخل‬ ‫ملك اإلنجليز الذي يرتبط عائليا بملك البرتغال من أجل محاولة إبرام صلح بين اسبانيا والبرتغال‪.‬‬ ‫وفي ‪ 13‬فبراير سنة ‪ ،1668‬تم إبرام الصلح بين البلدين على أساس أن تعترف إسبانيا باستقالل البرتغال‪ ،‬ومقابل ذلك‪ ،‬تتنازل البرتغال عن مدينة سبتة‪،‬‬ ‫للتاج اإلسباني‪ .‬بمعنى أن وجود اسبانيا بهذه المدينة ال يدخل في نطاق العالقات بين المغرب وإسبانيا‪ ،‬بل يرتبط بمعادالت سياسية بين دولتين أجنبيتين عن‬ ‫سبتة وعن المغرب كليا‪.‬‬ ‫وكان طبيعيا‪ ،‬بمنطق االستعمار‪ ،‬أن يعمد المحتل اإلسباني إلى محاولة تغيير مالمح مدينة سبتة بطمس معالمها الوطنية واإلسالمية‪ ،‬ومحاولة «أسبنة»‬ ‫سكانها المغاربة عن طريق التنصير والتثقيف‪ ،‬ولكن محاولته باءت بالفشل إلى حد كبير‪ ،‬ألن السبتاويين المغاربة متشبثون بهويتهم المغربية اإلسالمية‪ ،‬بالرغم‬ ‫من إغراءات المحتل األسباني على مستوى الخدمات االجتماعية‪.‬‬ ‫حقيقة إن المغرب ال يسخر إمكاناته السياسية والدبلوماسية وعالقاته الدولية ‪ ،‬بما فيه الكفاية‪ ،‬للضغط في اتجاه استرجاع سبتة ومدينة مليلية التي تم‬ ‫احتاللها يوم ‪ 19‬يوليوز ‪ ،1497‬أي خمس سنوات فقط‪ ،‬بعد طرد المسلمين من األندلس (‪، )1492‬مكتفيا بانتظار حل مسألة جبل طارق الذي يعتقد أنها تشكل‬ ‫الطريق السترجاع مدينتيه المحتلتين من إسبانيا وكذا الجزر المتوسطية‪ .‬ولكن اسبانيا أكدت أكثر من مرة وفي أكثر من محفل دولي‪ ،‬أن المسألتين متخلفتين‬ ‫وال تشكل عنصري معادلة سياسية مقبولة‪ ،‬في حين أن ملك اسبانيا فيليب السادس «تجرأ» بإثارة مسألة االحتالل البريطاني لجبل طارق من داخل البرلمان‬ ‫البريطاني خالل زيارته الرسمية األخيرة (يوليوز ‪ )2017‬لهذا البلد واستقباله من طرف الملكة إيليزابيط الثانية‪.‬‬ ‫ومعلوم أن إسبانيا التي تطالب بريطانيا بحل مسألة جبل طارق عن طريق الحوار‪ ،‬رفضت‪ ،‬بحدة‪ ،‬الرد على مقترح الراحل الحسن الثاني بخصوص تكوين خلية‬ ‫مشتركة للتفكير بشأن مستقبل سبتة ومليلية ‪،‬هذا المقترح الذي ركز‪ ،‬باألساس على ضرورة حماية مصالح سكان المدينتين‪.‬‬ ‫ومما زاد من إحباطنا أن المسؤولين المغاربة يتحاشون إثارة مسألة االحتالل اإلسباني للمدينتين وللجزر المرتبطة بهما‪ ،‬خالل لقاءاتهم الرسمية المتكررة‬ ‫مع زمالئهم اإلسبان‪ ،‬خاصة خالل انعقاد اللجنة المشتركة العليا ‪ ،‬بل يكتفون بالتهليل لجودة العالقات المغربية اإلسبانية ‪ ،‬بل إن المغرب سخر إمكانياته األمنية‬ ‫لحماية سبتة من «غزو» المهاجرين األفارقة الغير نظاميين ويتعامل بالكثير من «التعاطف» مع السلطات األمنية بمعبر باب سبتة‪ ،‬حتى في حال قيام أمن‬ ‫«الحدو»‪ ،‬باالعتداء الجسدي على المواطنين المغاربة و «تمزيق» جوازات سفرهم والرمي بها في وجوههم‪ .‬بل إنه تمت متابعة بعض الناشطين السبتاويين بتهم‬ ‫التظاهر بغير ترخيص حين نظموا وقفات احتجاجية سلمية‪ ،‬من أجل المطالبة تحرير سبتة‪.‬‬ ‫في حين أن مواقع القرار في الحكومة االسبانية‪ ،‬مدعومة من اإلعالم اإاسباني ‪ ،‬تركز على مسألة الوجود االستعماري البريطاني بصخرة جبل طارق‪ ،‬وتعتبر‬ ‫أن معاهدة «أولتريخت» التي تنازلت بمقتضاها عن جبل طارق إلنجلترا‪ ،‬سنة ‪ ،1713‬انتزعت منها بالقوة وفي لحظة ضعف (‪......) ! ‬‬ ‫ُ‬ ‫وقد رد على هذه األطروحة الغريبة المؤرخ المغربي الكبير‪ ،‬الراحل محمد عزوز حكيم التطواني ‪ ،‬بأن االحتالل العسكري ألرض الغير لم يَكنْ في يوم من‬ ‫األيام حُجَّة تخول حقَّ االحتفاظ بما تم احتالله‪ ،‬وإذا فرضنا جد ًال أن االحتالل بالقوة حجة‪ ،‬فلماذا لم تعترفْ إسبانيا بمشروعيَّة تلك الحجةِ عندما َّ‬ ‫يتعلق األمر‬ ‫بجبل طارق‪ ‬المحتل بدوره بالقوة من إنجلترا‪ ‬منذ ‪1704‬م؟!‬ ‫وبخصوص االدعاء بأن إسبانيا موجودة بمدينة سبتة قبل وجود الدولة المغربية‪ ،‬كدولة ذات سيادة‪ ،‬فقد ردَّ عليه الحكيم عزوز بأنه «قول فيه افتراء على‬ ‫التاريخ‪ ،‬الذي يشهد أن المغرب دولة ذات سيادة وسلطان منذ أن أسَّس المولى إدريس األول دولتَه سنة‪788‬م‪ ،‬أي قبل أن تُصبح إسبانيا دول ًة معتر ًفا بها بين‬ ‫الدول‪ ،‬بأكثر من سبعمائة سنة‪ ،‬بدليل أنها لم تصبح دولة قائمة الذات إال في سنة ‪1492‬م ‪ ،‬إذ كانت خاضعة لنفوذ دولة المرابطين والموحِّدين والمرينيين»‪.‬‬ ‫ومعلوم أن وسائل اإلعالم اإلسبانية‪ ،‬وبإيعاز من القيادة العسكرية االسبانية‪ ،‬التي وضعت تحت تصرفها وثائق عسكرية ال تزال سرية‪ ،‬تعمدت في األيام‬ ‫األخيرة ‪ ،‬التذكير ب «معركة جزيرة ليلي» (‪ 17‬يوليوز ‪ )2002‬ضد المغرب ــ الذي قال استطالع أخير للرأي إنه العدو األول إلسبانيا ــ وكيف نجح الجيش اإلسباني‬ ‫الذي سخر سربا من المروحيات وثالث غواصات وفيلقا من الجنود المدججين بالسالح من الفرقة ‪ 31‬الخاصة‪ ،‬لمواجهة سبعة من رجال القوات المساعدة الذين‬ ‫«ركبوا» الصخرة الخالية والملتصقة بالساحل المغربي‪ ،‬في إطار مهمة مراقبة الهجرة السرية‪ ،‬وكيف أن الجنود األسبان «البواسل» نجحوا في «اعتقال» «الجنود»‬ ‫المغاربة و «إهانتهم» و نقلهم إلى مدينة سبتة «اإلسبانية» ليتم «تسليمهم» ‪« ،‬لطفا وكرما» إلى السلطات المغربية مع ما صاحب الكتابات الصحافية من‬ ‫إشادة بالحنكة السياسية لرئيس الحكومة اإلسبانية اليميني آنذاك‪ ،‬المغرور أثنار‪ ،‬ووزيرة خارجيته بالسيوس‪ ،‬و من شماتة بالجنود المغاربة ونكاية بالمغرب‬ ‫الذي «تجرأ» ــ كما ورد في بعد التعاليق الصحافية ــ‪ ،‬على رسم حدود مياهه البحرية ا ٌإلقليمية على الساحل األطلسي‪ ،‬و «عقابا» له على « تراخيه» في «حماية»‬ ‫حدود سبتة ضد «هجومات» األفارقة‪ ،‬المنطلقين من ترابه لـ «اختراق» الحدود الجنوبية لالتحاد األوروبي‪. !!! ‬‬ ‫‪ 6‬قرون وعامان على احتالل سبتة ‪1415‬‬ ‫‪ 520‬عاما على احتالل مليلية ‪1497‬‬ ‫فهل من ّ‬ ‫مذكر !!!‪.....‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫أثار تصريح وزير العدل بفتح مهنة العدول ‪ ،‬وألول‬ ‫مرة في تاريخ المغرب‪ ،‬في وجه النســاء‪ ،‬جد ًال بين‬ ‫الهيئة الوطنية لعدول المغـــرب وبعض الممارسين‬ ‫للمهنة‪ ،‬من جهة‪ ،‬وبيـــن بعض «الشيــوخ» «ممن‬ ‫يحفون الشوارب ويعفون اللحى»‪ ،‬من جهة ثانية‪.‬‬ ‫وكان الوزير قد أعلن أنه سيتم فتح مجال «العدلية»‬ ‫في وجه النساء‪ ،‬عبر مباراة وطنية لملء ‪ 700‬منصب‬ ‫في مختلف جهات البالد‪ .‬هذا القرار يأتي في إطار خطة‬ ‫إصالح وتحديث منظومة «العدلية» وفتحها في وجه‬ ‫المرأة‪ ،‬التي سبق وأن أطلقها وزير العدل السابق‬ ‫مصطفى الرميد ‪.‬وكان متوقعا أن يواجه هذا المشروع‬ ‫الحداثي بمعارضة بعض «الشيوخ» والمهنيين بحجة‬ ‫«الحفاظ على التراث اإلنساني والحضاري للمغرب»‬ ‫و «مقاومة مشاريــع المسـخ والتشويــه والتضييــق‬ ‫والمحو» لهذا التراث‪.‬‬ ‫إال أن الوزير أوجار كان قد ترك انطباعا واضحا‬ ‫بأن قراره بولوج المرأة لمهنة العدول يستثني تحرير‬ ‫عقود الزواج والطالق‪ ،‬وفق المرجعية الفقهية التي‬ ‫ترفض أن توثق النساء العقود «كيف ما كان نوعها»‪،‬‬ ‫بعلة أن شهادة المرأة «ناقصة»‪ ،‬وقد بلغ تعنت بعض‬ ‫المعترضين على قرار الوزير حد الدعوة إلى تأسيس‬ ‫«جبهة وطنية لحماية المهنـــة» من النســاء‪ .‬ألنـــه‬ ‫بالرجوع إلى آراء «الفقهاء» ال وجود لما يجيز شهادة‬ ‫المرأة على النكاح ‪ ،‬واألمر كله للرجال‪ .‬مسألة «القوامة‬ ‫الدينية و العقلية» التي ال زالت تعشعش في عقول‬ ‫متحجرة ‪« ،‬ال ترى في الوجود شيئا جميال»‪.‬‬ ‫إال أن رئيس الهيئة الوطنية للعدول األستاذ محمد‬ ‫الساسيوي‪ ،‬يرى أن األصوات الرافضة لتأنيث مهنة‬ ‫العدول ال تعبر عن رأي الهيئة التي هي الممثل الشرعي‬ ‫للعدول‪ .‬وكان وزير العدل قد ذكر خالل استضافته في‬ ‫القناة األولى‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬أن المرأة تشغل مناصب سامية‬ ‫في مجال القضــاء وتترأس مجموعة من أقسام قضاء‬ ‫األسرة وتقوم بالتوثيق الشرعي ‪ ،‬إال في مهنة العدول‪،‬‬ ‫والحظ أن الهيئة الوطنية للعدول رحبت بالفكرة وأن‬ ‫اإلشكال يوجد حول صحة تصدي «القوارير» للتوثيــق‬ ‫من عدمـــه‪ .‬قال النــووي ‪ :‬قال العلماء ‪ :‬سمّى النساء‬ ‫«قـــواريــر» لضعف عزائمهن‪ ،‬تشبيهاً بقارورة الزجاج‬ ‫لضعفها وإسراع االنكسار إليها‪ .‬وجاء في «فتح الباري»‬ ‫البن حجر‪ :‬لِ ِر ّقتهن وضعفهن عن الحركـة ‪ ،‬والنساء‬ ‫يُشَبَّهْنَ بالقوارير في ال ِّر ّقة واللطافة وضعف البنية‪.‬‬ ‫ويُعتمد في أحقية المرأة لإلشهاد أنها «ناقصة‬ ‫عقل ودين»‪.‬وقد ناقشت الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪،‬‬ ‫في هذا الحكم‪ ،‬امرأة «جزلة» وهي المرأة ذات العقل‬ ‫ُ‬ ‫نُقصان العقل فشهادة‬ ‫والرأي والوقار‪ ،‬فجاء الرد‪ :‬أما‬ ‫ُ‬ ‫تعْدِل شهاد َة رَجُل ‪ ،‬فهذا نقصان العقل ‪،‬‬ ‫امرأتين‬ ‫وأنها ال تصلي وال تصوم وقت الحيض‪ ،‬فهذا نقصان‬ ‫الدين‪ .‬وبالتالي فإن نقص العقل ليس نقصا في‬ ‫القدرات العقلية للمرأة أو أن المرأة تختلف عن الرجل‬ ‫في تركيبة العقل مما قد يفهم أن تركيبة الدماغ عند‬ ‫المرأة هي غيرها عند الرجل ‪.‬‬ ‫على أي‪ ،‬فاألئمة لم يقفوا على رأي واح��د في‬ ‫موضوع شهادة المرأة وال على تأويل واحد لآليات‬ ‫ونصوص األحاديث الواردة في هذا الشأن‪ ،‬حتى أن‬ ‫اإلمام أحمد بن حنبل‪ ،‬رضي اهلل عنه أورد «أن شهادة‬ ‫الرجل تعادل شهادة امرأتين فيما هو أكثر خبرة فيه‪،‬‬ ‫وأن شهادة المرأة تعدل شهادة رجلين فيما هي أكثر‬ ‫خبرة فيه من الرجل»‪.‬‬ ‫ولنا عودة للموضوع بمزيد من التفصيل‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.