Achamal n° 904 le 29 août 2017

Page 1

‫عيد مبارك �سعيد‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 904‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 07‬ذو احلجة‪ 29 / 1438 /‬غ�شت �إلى ‪� 4‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫بمناسبة حلول عيد األضحى المبارك السعيد‪ ،‬عيد التضحية‬ ‫والفداء‪ ،‬تتشرف إدارة «الشمال» وأسبوعية «جريدة طنجة»‪ ،‬وأعضاء‬ ‫هيئة التحرير وكافة العاملين اإلداريين والتقنيين‪ ،‬بأن يتقدموا‬ ‫إلى جاللة الملك‪ ،‬أمير المؤمنين‪ ،‬نصره اهلل وأيده‪ ،‬وإلى األسرة‬ ‫الملكية الشريفة‪ ،‬بصادق عبـارات التهاني والتبريك‪ ،‬مشفوعـة‬ ‫بخالص الدعوات بأن يبارك اهلل عمر جاللته ويسدد خطاه‪ ،‬ويعينه‬ ‫على السير ببالده وبشعبه الملتف حول عرشـه المجيد‪ ،‬إلى أرقى‬ ‫مدارج التقدم والنماء وأن يعيد اهلل أمثال هذا العيد على جاللته‬ ‫وأسرته الشريفة‪ ،‬بموفور الصحة والعافية والسعادة‪ ،‬إنه سميع‬ ‫مجيب وباالستجابة جدير‪.‬‬ ‫كما نتقـدم بتهانينـا الصادقــة إلى الشعب المغربـي وإلى‬ ‫شعوب األمة العربية واإلسالمية‪ ،‬مبتهلين إلى العلي القدير أن‬ ‫ينعم عليها باألمن واالستقرار وييسر لها سبل التقدم واالزدهار‪.‬‬ ‫تهانينا أيضـا لقرائنـا وللمعلنين في جريدتينـا‪ ،‬مع خالص‬ ‫الدعاء بأن ينعموا جميعا بالعيد السعيد وأن تتقوى وتتسع روابط الثقة والتفاهم التي تجمعنا‪ ،‬وأن نسير‬ ‫دوما على الطريق التي ترضيهم وترضينا وتحقق مصالحنا ورغباتنا المشتركة‪.‬‬

‫وكل عيد و�أنتم ب�ألف �ألف خري‬

‫خالد مشبال في ذمة اهلل‬ ‫صحافي عصامي طبع اإلعالم الوطني بديناميته ومبادراته ورؤيته‬ ‫المستقبلية من أجل إعالم وطني حر ونزيه ومستقل‪،‬‬ ‫في خدمة الشعب‬ ‫تألمت كثيرا حين حملت إلي زوجتي‪ ،‬وأنا خارج أرض الوطن‪ ،‬نعي‬ ‫اإلعالمي القدير الراحل خالد مشبال‪ .‬الذي طبع فترة طويلة وزاهية‬ ‫من الممارسة اإلعالمية بالمغرب‪ ،‬إذ مهد الطريق نحو إعالم يقطع‬ ‫مع «الويوية المقيتة» ويفتح في وجهه «شراع» الواقعية والجدية‪.‬‬ ‫هو وحده الذي استطاع أن « يجازف» بالكلمة المناسبة في‬ ‫الموقع المناسب‪ ،‬في الساحة اإلعالمية الوطنية الموشومة‪ ،‬آنذاك‪،‬‬ ‫ب «التواطؤ االستـرزاقي» واالنتهازي والوصولي‪ ،‬إال عصبة ممن‬ ‫نآى ضميرهم عن ذلك‪ ،‬فكان أن تعرض بعضهم لألذى المتوقع من‬ ‫مسؤولين كل همهم «البندقة» والمكر والكذب‪ ،‬واالنخراط‬ ‫الجماعي في «مؤامرة الصمت» التي أوصلت المغرب إلى‬ ‫«السكتة القلبية» المعلومة‪.‬‬ ‫نضال الراحل خالد مشبال لتحرير الكلمة‪ ،‬من أجل‬ ‫إعالم «نظيف» مستقيم ونزيه‪ ،‬لم يكن دون أن يجر‬ ‫عليه متاعب جمة‪ ،‬كان آخرها إكراهه على مغادرة‬ ‫إدارة إذاعة طنجة‪ ،‬كرد فعل مشؤوم على رفضه علنا‬ ‫أن يجمع ادريس البصري بين الداخلية واإلعالم‪.‬‬ ‫وهو موقف صائب وشجاع‪ ،‬إذ كيف تسمح الدولة‬ ‫برجل تلحق به تهم إجرامية شتى في مجال‬ ‫حقوق اإلنسان‪ ،‬أن «يؤتمن» على حماية‬ ‫حق اإلنسان في اإلعالم ‪ ...‬ولكنه التناقض‬ ‫الصارخ في رؤى دولة كانت بعض أركانها‬ ‫تنشد «الخير» في «السيطرة» عقول‬ ‫المغاربة‪ ،‬عبر ترسيخ مفاهيم متهالكة‪،‬‬ ‫متحجرة‪ ،‬متخلفة‪ ...‬مفاهيم من القرون‬ ‫الوسطى !‬ ‫تلك المفاهيم هي ما ساهم اإلعالمي‬ ‫الفذ‪ ،‬خالد‪ ،‬في «زعزعتها» وفي خلخلة‬ ‫وضعيات أنصارها من داخل البيت‬ ‫الحكومي‪ ،‬وذلك عبر إعالم صادق‪ ،‬قريب‬ ‫رغباته ومن‬ ‫من الشعب و «مفاهيمه» هو‪ ،‬ومن‬ ‫متطلبات المرحلة‪.....‬‬ ‫(تابع التتمة على الصفحة األخيرة)‬


‫العدد ‪904‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬غ�شت �إلى ‪� 04‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫في ذكرى ثورة الملك والشعب‬

‫جاللة الملك‪:‬‬

‫«إن إفريقيا هي المستقبل‪ ،‬والمستقبل‬ ‫يبدأ من اليوم»‬

‫خطاب ‪ 20‬غشت كانت تنتظره فئات‬ ‫عريضة من الشعــب المغربــي‪ ،‬وجاللــة‬ ‫الملك يعرف ذلك‪ ،‬بأمل الخروج من وضع‬ ‫ال بد وأن يكون له تأثير على جانب من‬ ‫الشؤون العامة الوطنية وأيضا على‬ ‫صورة المغرب بالخارج‪ ،‬خاصــة في ما‬ ‫يتعلــق بقضية حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫حقيقة إن الحكومة فشلت في أول‬ ‫اختبار يتعلق بالقدرة على تدبير األزمات‪،‬‬ ‫بل إنها أظهرت‪ ‬نوعا من «ضعف النضج»‬ ‫السياسي حيــن «استهلت» معالجتهـــا‬ ‫للقضية‪ ،‬بأحكام سرياليــة خونت فيها‬ ‫من خونت‪ ،‬واتهمت بالعمالة للخارج‪،‬‬ ‫من اتهمت‪ ،‬ما أجج غضب مواطنين‪،‬‬ ‫و ما نزلوا للشارع إال بعد أن سـدت في‬ ‫وجوههم أبواب اإلدارة‪ ،‬وأعيتهم وعود‬ ‫الحكومة و«مسكناتها»‪ ،‬ولكنهم أثبتوا‬ ‫على الدوام تعلقهـــم بجاللـة الملك‬ ‫وبالعرش العلوي المجيد‪.‬‬ ‫إال أن جاللة الملك‪ ،‬ولحكمة أرادها‪ ‬‬ ‫لما فيها من الخير العمـيــم ‪ ‬للمغــرب‬ ‫قاطبة ‪ ‬إن على المستوى السياســـي أو‬ ‫االقتصادي ‪ ‬أو الدبلوماسـي‪ ،‬بما تحقق‬ ‫من أهـداف علـيــا في عالقــات المغرب‬ ‫بالخارج حيث تلقى المبادرات الملكيــة‬ ‫لتنمية القارة اإلفريقية تأويالت متضاربة‪،‬‬ ‫إال أن جدية جاللة الملك وحصافته‬ ‫ورصانته وقدرته الهائلــة على الدفــع‬ ‫واإلقناع‪ ،‬حققت حول مخططاته التنموية‬ ‫لصالح إفريقيا إجماعا يكاد يكون تاما‪.‬‬ ‫ثم إن األمــل ال يعـــرف «التقــادم»‬ ‫والرجاء في مـــبادرة يقطع بها المغرب‬ ‫منطقة االضطرابـــات الجويـــة‪ ،‬ليعزز‬ ‫مسيرتـــه‪ ‬المباركــة في طريـق التقـــدم‬ ‫والتنمية التي تشمل كل أبنائه‪ .‬‬ ‫وهكذا يفتـح جاللــة الملك ثغرة‬ ‫جديدة في واجهــة من واجهـات ثورة‬ ‫الملك والشعـــب من أجل تحقيـــق‬ ‫االستقالل‪ ،‬لينقل ثورة االستقالل إلى‬ ‫ثورة بناء االستقالل بالقارة اإلفريقية‬ ‫التي قال عنها جاللته‪« :‬إن إفريقيا هي‬ ‫المستقبل‪ ،‬والمستقبل يبدأ من اليوم‪».‬‬ ‫وأضاف جاللتــه أن إشعـــاع ثــورة‬ ‫الملك والشعب وصلت إلى أعماق إفريقيا‬ ‫‪.‬وبعد أن ذكر جاللــة الملك بمواقــف‬ ‫المغرب الثابتة من مختلف القضايا التي‬ ‫تهم الدول اإلفريقية‪ ،‬أكد جاللته إصرار‬

‫المغرب على مواصلة العمل التضامني‬ ‫من أجل تحقيق التقدم والتنمية وهما‬ ‫حلم كافة الشعوب االفريقية‪ .‬و أن توجه‬ ‫المغرب إلى إفريقيا لم يكن قــرارا‬ ‫عفويــا‪« ،‬بل هو وفاء للتاريخ المشترك‬ ‫وإيمان صادق بوحدة المصير»‪.‬‬ ‫من جهة أخرى أكــد جاللة الملك‬ ‫أن زيارته‪ ‬ألكثــر من أربعــة وعشرين‬ ‫بلدا ‪ ‬إفريقيا أكدت قيام سياسة المغرب‬ ‫القارية على معرفة دقيقة بالواقع‬ ‫اإلفريقي وعلى المصالح المشتركة‬ ‫من خالل شراكات تضامنية تحت‬ ‫يافطة‪« :‬رابح – رابح»‪.‬‬ ‫‪ ‬وأشار جاللة الملك في هذا الشأن‬ ‫إلى المشاريع التنموية الكبــرى التــي‬ ‫أطلقها جاللته كأنبوب الغاز األطلسي‬ ‫نيجيريا‪ -‬المغرب‪ ،‬ومركبــات إلنتــــاج‬ ‫األسمدة بكل من إثيوبيا ونيجيريا‪ ،‬وكذا‬ ‫إنجاز برامج التنمية البشرية لتحسين‬ ‫ظــروف عيــش المواطــن اإلفريقــي‪،‬‬ ‫كالمرافق الصحية ومؤسسات التكوين‬ ‫المهـنـــي وقـــرى الصيادين‪ .‬وقـــد‬ ‫تكللـت هذه السياسة بتعزيز شراكـــات‬ ‫المغـــرب ‪ ‬االقتصادية‪ ،‬ورجوع المغـــرب‬ ‫إلى االتحاد اإلفريقـــي‪ ،‬والموافقـــة‬ ‫المبدئيــة على انضمامـــه للمجموعة‬ ‫االقتصادية لدول غرب إفريقيا‪.‬‬ ‫وبخصـــوص رجـــوع المغــرب إلى‬ ‫المؤسسة القارية‪ ،‬قال جاللته إنه‪:‬‬ ‫‪ * ‬يشكل منعطفا دبلوماسيا هاما‬ ‫في السياسة الخارجية لبالدنا‪.‬‬ ‫*‪ ‬و نجاحا كبيرا لتوجهنا اإلفريقي‬ ‫رغم العراقيل التي حاول البعض‬ ‫وضعهـا في ‪ ‬طريقنا‪.‬‬ ‫*‪ ‬و شهادة من أشقائنــا األفارقــة‬ ‫على مصداقيــة المغرب ومكانته‬ ‫المتميزة لديهم‪.‬‬ ‫إال أن رجوع المغرب إلى المؤسسة‬ ‫ليس غاية في حد ذاتـه‪« .‬فإفريقيا كانت‬ ‫وستظل في مقدمة أسبقياتنا‪ .‬وما يهمنا‬ ‫هو تقدمها وخدمة المواطن اإلفريقي»‪.‬‬ ‫وبالتالـي فإن ما يهــم المغــرب هو‬ ‫«بناء إفريقيا‪ ‬واثقة من نفسها‪ ،‬متضامنة‬ ‫ومجتمعة حول مشاريع ملموسة‪،‬‬ ‫ومنفتحة على محيطها»‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬قال جاللة الملك‬

‫إن المغرب اختار نهج سياسة تضامنية‪،‬‬ ‫وإقامة شراكات متوازنـــة‪ ،‬على أساس‬ ‫االحتـرام المتبــادل‪ ،‬وتحقيــق النفـــع‬ ‫المشترك للشعوب اإلفريقية‪ .‬فالمغرب‬ ‫لم ينهج يوما «سياسة تقديم األموال‪،‬‬ ‫وإنما اختار وضع خبرته وتجربته‪ ،‬رهن‬ ‫إشارة إخوانه األفارقة‪ ،‬ألن المغرب ‪ ‬يؤمن‬ ‫بأن المال ال يدوم‪ ،‬وأن المعرفة باقية ال‬ ‫تزول‪ ،‬وهي التي تنفع الشعوب»‪.‬‬ ‫وإشارة إلى قضية الصحراء وعالقتها‬ ‫مع رجوع المغرب إلى المؤسسة القارية‪،‬‬ ‫قال جاللـــة الملك إن توجـه المغـــرب‬ ‫إلى إفريقيا‪ ،‬لن يغير من مواقفه‪ ،‬ولن‬ ‫يكون على حساب األسبقيات الوطنيــة‪،‬‬ ‫بل سيشكــل قيمــة مضافـة لالقتصاد‬ ‫الوطني‪ ‬وسيساهم في تعزيـــز العالقات‬ ‫مع العمق اإلفريقي‪ .‬خاصة وأن تقرير‬ ‫األمين العام لألمم المتحدة وقرار مجلس‬ ‫األمن ألبريل الماضــي جـاءا على خــط‬ ‫االلتزام ‪ ‬بمرجعيــات التسويـــة‪ ،‬وتثمين‬ ‫مبادرة الحكم الذاتي‪ ،‬كإطار للتفاوض‪،‬‬ ‫أو لتحديد المسؤوليـــات القانونيـــة‬ ‫والسياسية للطرف الحقيقــي في هذا‬ ‫النزاع اإلقليمي‪.‬‬ ‫بينما‪ ‬يتواصل الدعم الدولي لمقترح‬ ‫الحكم الذاتي‪ ،‬سواء من خــالل تزايــــد‬ ‫عدد الدول التي سحبت االعتراف بكيان‬ ‫وهمي أو عبر التسوية القانونية للشراكة‬ ‫االقتصادية التي تربط المغرب بالعديد‬ ‫من القوى الكبرى‪.‬‬ ‫هذه هي الرؤية الملكية لمخطط‬ ‫التعاون المغربي مع البلدان اإلفريقية‬ ‫وهي رؤية مبنية على الواقع اإلفريقي‬ ‫ومستجيبة لحاجيات التنمية بإفريقيا في‬ ‫إطار شراكات تضامنية تحقق الربح المادي‬ ‫والمعنوي لجميع األطراف ويكون الرابح‬ ‫األكبر فيها هي إفريقيا التي سـوف تحقـق‬ ‫تنميتها بموارد إفريقية ذاتية وبخبرة‬ ‫النبغاء من شبايها ورجاالتها المؤهلين‬ ‫لالنخراط في هـذه المغامـرة ‪ ‬المثيـرة‬ ‫والفريدة‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫‪2‬‬

‫«المنزه رويال» يعلن السويسري‬ ‫إيكلي هانسويلي مديراً جديداً له و األخير‬ ‫يعد بسياسة فعالة إلبراز بريق الفندق‬ ‫من جديد واسترجاع ما ضاع منه من نجوم‬

‫قبـل فتــرة ليســت بالقصيــرة‪ ،‬كان قــد‬ ‫أصيب ‪ ‬فندق «المنزه رويال» التاريخي بطنجة‪،‬‬ ‫بنكسة‪ ‬بعدما قررت لجنة مراقبة تابعة لوزارة‬ ‫السياحة في شتنبر الماضي‪ ،‬تخفيض تصنيفه‬ ‫من خمس إلى ثالث نجوم‪ ،‬لدفع المسؤولين‬ ‫عليها‪ ‬تحقيق طفرة نوعية تشمل جميع خدمات‬ ‫الفندق دون استثناء‪ ،‬بدءا باإلستقباالت وانتهاء‬ ‫بجودة الخدمات التكميلية والترفيهية‪ ،‬إلى‬ ‫أن يسترجع الفندق نجمتيه اللتين ضاعتا في‬ ‫غفلة من مالكه بسبب سوء التسيير الذي الحق‬ ‫الفندق لسنوات في الفترة األخيرة‪.‬‬ ‫و يوم بعد مرور ‪ 11‬شهرا على الواقعة‪،‬‬ ‫قام فندق المنزه يوم السبت المنصرم‪ ،‬بتنظيم‬ ‫ندوة صحافية يعلنون فيها عن إعادة تنصيب‬ ‫المدير العام لفندق «المنزه» وفندق«فيال دو‬ ‫فرونس» السويسـري «إيكلــي هانسويلــي»‪،‬‬ ‫والذي كان قد شغل نفس المنصب قبل فترة‬ ‫ليست بالطويلة‪ ،‬ما استدعى مالكي الفندق إلى‬ ‫الرجوع لطلب خدماته مرة أخرى لما تركه من‬ ‫صدى طيب إبان الفترة الزمنية التي تولى فيها‬ ‫اإلدارة والتي شملت ازدهارا للفندق‪.‬‬ ‫وحضر النـدوة‪ ،‬مدير الشركـة المالكـة‬ ‫للفندق‪ ،‬المدير العام لمؤسسة الفندق‪ ،‬والمدير‬ ‫التنفيذي‪ ،‬وتابعها عدد من الصحفيين وعشرات‬ ‫المدعوين‪.‬‬ ‫و قال إيكلي هانسويلي ‪ ،‬المدير العام‬ ‫الجديد‪ ،‬أن «المنزه كان دائما فندقا مثاليا في‬ ‫طنجة‪ ،‬وكان مشروع التجديد خطوة مهمة‬ ‫ألصحاب الفندق لتوفير مستويات جديدة من‬ ‫اإلقامة والمرافق لضيوفنا األوفياء والزوار إلى‬ ‫المدينة»‪.‬‬ ‫كما أضاف‪« :‬نحن نفهم مزيج ضيوفنا جيدا‬ ‫وأخذنا احتياجاتهم بعين اإلعتبار في وقت مبكر‬ ‫من التخطيط‪ ،‬وسوف نحاول بكل قصارى جهدنا‬ ‫أن نقدم لضيوفنا الكرام تجربة ممتعة للتذكر‬ ‫في فندق المنزه وفيال دو فرونس الجديدين‬ ‫والمتجددين»‪.‬‬

‫و تتطلع إدارة الفندق إلى استعادة مكانته‬ ‫التاريخية في مجال السياحة على المستوى‬ ‫الوطني والعالمي‪ ،‬بعد ما آل إليه بسبب خالفات‬ ‫شخصية أحيانا بين مستخدمي الفندقين‬ ‫واإلستغناء عن أشخاص هم يعودون اليوم‬ ‫وبرأس مرفوع ألنهم من أبناء الفندق‪ ،‬أمثال‬ ‫السيد الشرقاوي الذي تم طرده فيما سبق‬ ‫وهو اآلن نائب المدير الجديد‪ ،‬ويطمح إلكمال‬ ‫مسيرته الفندقية بالفندق الذي أعطى فيه‬ ‫الكثير وتعلم منه الكثير‪ ،‬كما يطمح إلى طيّ‬ ‫فترة التسيب والتسيير والعمل بيد من حديد‬ ‫إلحياء المنزه ومنحه ما يستحقه من مجد ورقي‪.‬‬ ‫و مباشرة بعد الندوة الصحفية‪ ،‬تذوق‬ ‫الحضور الكريم بعضا من األطباق الجديدة التي‬ ‫تقدم اآلن بفندق المنزه الجديد‪ ،‬وسط تغيير‬ ‫ملحوظ في الجودة‪.‬‬ ‫تجدر اإلشارة إلى أن فندق المنزه رويال من‬ ‫روح الطراز اإلسباني‪ ،‬بمعماره الفسيح‪ ،‬وأعمدته‬ ‫الرخامية‪ ،‬وأقواسه الملونة‪ ،‬وطراز «باتيو»‬ ‫اإلسباني‪ ،‬الذي جاء إخالصا لتقاليد العمارة‬ ‫اإلسالمية اإلسبانية السائدة آنذاك يشبه إلى‬ ‫حد ما القصور التي شيدت في غرناطة وقرطبة‪.‬‬ ‫ويطلق على صالة جوار المسبح المحاط‬ ‫بالزهور والنباتات‪ ،‬إسم «صالة القائد»‪ ،‬إشارة‬ ‫إلى الرسام اإلنجليزي السير جون الفيري‪،‬‬ ‫ولوحته الموجودة منذ اإلفتتاح وحتى الوقت‬ ‫الحاضر‪ ،‬والتي تصور السير هاري ماك لين‪ ،‬قائد‬ ‫القوات اإلمبراطورية للسلطان موالي الحسن‬ ‫األول ‪ ‬وفيما بعده إلبنه موالي عبد العزيز حتى‬ ‫عام ‪ ،1908‬وهو يرتدي مالبس تقليدية ‪ ،‬حيث‬ ‫يتم تكريمه من قبل السلطانين لخدماته التي‬ ‫قدمها للمغرب ‪ .‬وقد أطلق عليه لقب «القائد»‬ ‫من قبل موالي الحسن ‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫‪ 10‬مرشحين يتنافسون‬ ‫على منصب عمادة كلية الحقوق بطنجة‬ ‫يتنافس نحو ‪ 10‬مرشحين على منصب عمادة كلية الحقوق بطنجة‪ ،‬بعدما‬ ‫أنهى العميد‪ ،‬محمد يحيا‪ ،‬واليتين متتالين على رأس الكلية‪ ،‬إذ ال يسمح القانون‬ ‫الداخلي ألكثر من هذه المدة‪.‬‬ ‫المعلومات التي توصلت إليها جريدة طنجة‪ ،‬تفيد أن رئيس الجامعة‪ ،‬حذيفة‬ ‫أمزيان‪ ،‬لم يقترح لحد الساعة اللجنة العلمية المكلفة باالنتقاء على وزير التعليم‬ ‫العالي من أجل المصادقة عليها‪ ،‬رغم انتهاء آجال إيداع ملفات الترشيح يوم ‪11‬‬ ‫غشت الجاري‪ .‬حيث ينتظر بعد أن تحظى هاته اللجنة بمصادقة الوزير محمد‬ ‫حصاد‪ ،‬أن تحدد تاريخ إجراء المقابالت مع المترشحين من أجل اختيار المرتبين‬ ‫الثالث األوائل‪ ،‬ورفعها إلى وزير التعليم العالي للبث في إسم العميد المقبل لكلية‬ ‫الحقوق واالقتصاد بطنجة‪.‬‬ ‫وكانت فترة إيداع الملفات قد انطلقت ما بين ‪ 4‬إلى ‪ 11‬غشت الجاري‪ ،‬وبحسب‬ ‫المعلومات التي توصل إليها الموقع فإنه من المرشحين ثالثة أساتذة خارج مدينة‬ ‫طنجة فيما سبعة آخرون كلهم يدرسون في كلية طنجة وفي ملحقاتها‪.‬‬


‫الثالثاء ‪ 29‬غ�شت �إلى ‪� 04‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪904‬‬

‫درد‬

‫دردشة‬ ‫تنفرد الزوايا الكتانية بموسم سنوي‪ ،‬يحيي فيه الفقراء الكتانيون بربوع المملكة‪،‬‬ ‫ذكرى دخول مؤسس الطريقة الكتانية‪ ،‬الشيخ سيدي محمد بن عبد الكبير الكتاني إلى‬ ‫الكعبة المكرمة‪ ،‬وتشرّفه بمشاركة نخبة من العلماء والشرفاء في غسلها‪ ،‬وذلك يوم‬ ‫السادس والعشرين من ذي القعدة سنة ‪ 1321‬هجرية‪ .‬‬ ‫ومنذ هذا التاريخ والطريقة الكتانية تحتفل بهذا الموسم الذي أوصى الشيخ‬ ‫المؤسس بإقامته ضحى يوم السادس والعشرين من ذي القعدة من كل سنة‪ .‬‬ ‫والزاوية الكتانية بتطوان‪ ،‬اعتادت أن تقيم هذه السنة الحميدة‪ ،‬على الطريقة‬ ‫ّ‬ ‫تَستهل الفقرة األولى من الحفل بصالة ركعتين‪ :‬األولى بفاتحة الكتاب‪،‬‬ ‫المتّبَعة‪ ،‬حيث‬ ‫وآية الكرسي عشْر مرات‪ ،‬والثانية بالفاتحة وسورة اإلخالص عشْر مرات‪ .‬‬

‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫ثم يشرع الفقراء ‪ -‬بكيفية جماعية ‪ -‬في قراءة األذكار التي رددها الشيخ المؤسس‬ ‫رضي اهلل عنه داخل الكعبة من استغفار‪ ،‬وتسبيح‪ ،‬وحمدلة‪ ،‬و هيللة‪ ،‬وحوقلة‪ ،‬وصالة‬ ‫على النبي‪ ،‬وترديد يا رؤوف ‪ 287‬مرة‪ ،‬وذلك في مدة زمنية قدرها ساعتان وخمس‬ ‫وأربعون دقيقة‪.‬‬ ‫أما الفقرة الثانية فتشتمل على قراءة سورة يس‪ ،‬ونصاب من الهمزية‪ ،‬والدعاء‬ ‫الناصـري‪ .‬وقد يُستبــدَل نصاب الهمزية بالبردة‪ ،‬والدعاء الناصري بالمنفرجة‪.‬‬ ‫ويُختَتَم الحفل عادة بالدعاء ألمير المؤمنين‪ ،‬بالنصر والتمكين‪ ،‬والسداد والتوفيق‪،‬‬ ‫ولعامة المسلمين بالرقي والسؤدد‪ ،‬والعز والمجد‪ ،‬ولشيوخ الطريقة وفقرائها بالجزاء‬ ‫األوفى والدرجات العلى‪ .‬‬ ‫ثم توضع قصاع الكسكس والدجاج‪ ،‬في نهاية المطاف‪ .‬‬ ‫إنه يوم من أيام اهلل‪ ،‬الذي تجتمع فيه طائفة من المؤمنين الصادقين على ذكر اهلل‬ ‫وشكره وحسن عبادته‪ ،‬فأنعمْ به وأك ِرمْ‪ .‬‬

‫قال تعالى‬

‫« فصل لربك وانحر»‬ ‫يحتفل المسلمون خ�لال األي��ام المقبلة‬ ‫بعيد األضحى المبارك الذي هو يوم النحر والحج‬ ‫األكبر‪ ،‬وإذا كان هذا اليوم من األيام المشهودة‬ ‫في موسم الحج ـ لما يجتمع فيه من المناسك‬ ‫ما ال يجتمع فيما س��واه من األي��ام‪ ،‬كالرمي‬ ‫والذبح والحلق والطواف ـ فإنه أيضاً يوم معظم‬ ‫ومشهود في سائر البالد اإلسالمية حيث سمي‬ ‫«العيد الكبير» عند كثير من الشعوب اإلسالمية‪،‬‬ ‫وذلك لكونه يمتاز عن عيد الفطر بمميزات ثالث‪،‬‬ ‫فهو واقع في شهر عشر ذي الحجة‪ ،‬وهو آخر أيام‬ ‫العشر التي أقسم هّ‬ ‫الل بها في كتابه العزيز إذ قال‬ ‫« والفجر وليال عشر » وهو يوم التقرب إلى هّ‬ ‫الل‬ ‫عز وجل باألضاحي بعد صالة العيد حيث يمتثل‬ ‫المسلم بذلك أمر هّ‬ ‫الل تعالى‬ ‫بقوله «فصل لربك وانحر»‬ ‫ول��ك��ي ي��ك��ون عمل المسلم‬ ‫في هذا اليوم صحيحاً وقربة‬ ‫متقبلة من هّ‬ ‫الل‪ ،‬فإن عليه أن‬ ‫يكون واعيا بأحكام األضحية‪،‬‬ ‫وأحكام الذكاة الشرعية حتى‬ ‫يقع عمله موافقا لما شرعه‬ ‫اإلس�ل�ام ف��ي ه��ذا المنسك‪،‬‬ ‫وذلك ما رأيت التذكير به الئقاً‬ ‫بهذه المناسبة‪ ،‬وسأقتصر‬ ‫على ذكر األحكام المستخلصة‬ ‫م��ن األح��ادي��ث ال����واردة في‬ ‫الموضوعين المذكورين ـ‬ ‫األضحية‪ ،‬والذكاة ـ ‪ ،‬دون أن‬ ‫أورد األحاديث نفسها‪ ،‬وذلك‬ ‫فراراً من اإلطالة التي ال تليق‬ ‫هّ‬ ‫وب��الل‬ ‫بهذا المقام‪ ،‬ف��أق��ول‬ ‫التوفيق‪ ،‬أما األضحية فتتعلق بها عشرة أحكام‪.‬‬ ‫أحدها أن األضحية غير واجبة ـ كما يظن‬ ‫كثير من الناس أنها واجبة ـ فهي نافلة عمل‬ ‫بها النبي صلى هّ‬ ‫الل عليه وسلم وشرعها ألمة‬ ‫على جهة االستحباب فمن فعلها فله الثواب إن‬ ‫شاء هّ‬ ‫الل ومن تركها فال إثم عليه‪ ،‬ومن تم فال‬ ‫ينبغي للمسلم أن يتكلف شراءها وترهف نفسه‬ ‫بما ال يستطيع من العنت‪ ،‬فهي مطلوبة مع اليسر‬ ‫واالستطاعة‪.‬‬ ‫ثانيها‪ ،‬يجب أن تكون األضحية سليمة من‬ ‫العيوب‪ ،‬القادحة في صحتها وأجزائها فال تجوز‬ ‫األضحية بالمريضة وال بالعوراء وال بالعرجاء‬ ‫البين عرجها وال بالنحيلة الهزيلة التي ال لحم‬ ‫فيها وال بمكسورة القرن‪ ،‬والمطلوب أن تكون‬ ‫األضحية سليمة من هذه العيوب حال شرائها‪،‬‬ ‫أما إذا أصيبت بعيب من العيوب المذكورة وهي‬

‫عند المضحي فهي جائزة إن شاء هّ‬ ‫الل وال حرج في‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫ثالثها‪ ،‬أن األفضل في األضحية أن تكون‬ ‫بكبشين سمينين لمن استطاع ذلك حتى يكون‬ ‫في وسع المضحي أن يأكل منها ويطعم البائس‬ ‫الفقير فإذا لم يستطع فال يكلف هّ‬ ‫الل نفساً إال ما‬ ‫آتاها‪.‬‬ ‫رابعها‪ ،‬إنه يجوز إشتراك سبعة أفراد في‬ ‫األضحية إذا كانت بقرة أم��ا الشاة فال يجوز‬ ‫االشتراك فيها‪ ،‬أما إذا اشترك أف��راد في شراء‬ ‫أضحية لرجل فقير فهي له أضحية إن شاء هّ‬ ‫الل‪،‬‬ ‫والشاة مثال تكون أضحية عن الرجل وأهل بيته‪.‬‬

‫خامسها‪ ،‬أن العقيقة أأك��د من األضحية‬ ‫وأوجب منها‪ ،‬فإذا اجتمعت العقيقة واألضحية يوم‬ ‫العيد وجب تقديم العقيقة على األضحية لمن ال‬ ‫يستطيع الجمع بينهما‪ ،‬أما من كان قادراً على‬ ‫الجمع بينهما فذلك فضل هّ‬ ‫الل يوتيه من يشاء‪.‬‬ ‫سادسها‪ ،‬أن ذبح األضحية يجب أن يكون‬ ‫بعد صالة العيد‪ ،‬فمن ذبح قبل الصالة فإنما هو‬ ‫لحكم عجله ألهله وال أضحية له‪ ،‬وعليه أن يذبح‬ ‫مكانها أخرى بعد الصالة إن استطاع ذلك‪.‬‬ ‫سابعها‪ ،‬ال يجوز بيع شيء من األضحية فإن‬ ‫ذلك يبطل توابها ويحول دون تقبلها من هّ‬ ‫الل‬ ‫عز وجل‪ .‬ثامنها‪ ،‬ال يجوز إعطاء الجزار شيئا من‬ ‫األضحية أجراً على عمله في ذبح األضحية بل‬ ‫يعطي من المال‪.‬‬ ‫تاسعها‪ ،‬أن من السنة أن ال يأكل المضحي‬ ‫يوم العيد شيئا حتى يأكل من أضحيته‪.‬‬

‫• إعداد ‪ :‬عبد الخالق السباعي‬ ‫عاشرها‪ ،‬يجوز إطعام طعــام أهل الكتـــاب‬ ‫من األضحيـة لقــول هّ‬ ‫الل عز وجــل «وطعامكم‬ ‫حل لهم» حالل لكم إطعام أهل الكتاب من‬ ‫طعامكم فقد يكون اليهود أو النصارى جيراناً‬ ‫للمسلمين فيكون إطعامهم من األضحية من‬ ‫مظاهر سماحة اإلس�لام ويسره‪ ،‬وأم��ا الذكاة‬ ‫فتتعلق بها تسعة أحكام ‪:‬‬ ‫أوال‪ ،‬أن تكون آلة الذبح حادة‪ ،‬سكينا أونحوه‬ ‫مما يقطع محل الذبح بسرعة دون إماتة الذبيحة‬ ‫مرتين كما ورد في الحديث‪.‬‬ ‫ثانيا‪ ،‬أن يذكر الذبيح اسم هّ‬ ‫الل عند الذبح‪،‬‬ ‫كان النبي صلى هّ‬ ‫الل عليه وسلم يقول عند ذبح‬ ‫الل هّ‬ ‫األضحية باسم هّ‬ ‫الل أكبر‪.‬‬ ‫ثالثا‪ ،‬إراح���ة الذبيحة‬ ‫وت��رك��ه��ا ت��م��وت دون أن‬ ‫يباشر ال��ذاب��ح سلخها أو‬ ‫القبض على أرجلها وهي‬ ‫تموت عمال بقول النبي عليه‬ ‫الصالة وال��س�لام «إن هّ‬ ‫الل‬ ‫كتب اإلحسان على كل شيء‬ ‫وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة‬ ‫وليحد أحدكم شفرته وليرح‬ ‫ذبيحته»‪.‬‬ ‫راب��ع��ا‪ ،‬ال ي��ج��وز ذب��ح‬ ‫األضحية وأخرى تنظر إليها‬ ‫ل��م��ا ف��ي ذل���ك م��ن إزع���اج‬ ‫الحيوان وقتله بالخوف عدة‬ ‫مرات قبل موته فقد نهى عن‬ ‫ذلك صلى هّ‬ ‫الل عليه وسلم‪.‬‬ ‫خامسا‪ ،‬توجيه الذبيحة إل��ى القبلة غير‬ ‫مشروع وال دليل من سنة النبي فهو تكلف ال‬ ‫داعي له‪.‬‬ ‫سادسا من نسي التسمية عند الذبح فال‬ ‫حرج عليه والذبيحة حالل إن شاء هّ‬ ‫الل‪.‬‬ ‫سابعا‪ ،‬إذا كانت الذبيحة في بطنها جنين‬ ‫فذكاته ذكاة أمه فهو حالل بذكاتها‪.‬‬ ‫ثامنا‪ ،‬إذا ذبحت المرأة فذبيحتها جائزة وال‬ ‫دليل على عدم جواز ذبيحتها‪.‬‬ ‫تاسعا‪ ،‬إذا تعذر ذبح الحيوان كأن سقط في‬ ‫بئر ـ مثال ـ فقتل بأي وسيلة فتلك ذكاته مالم‬ ‫يمت بأثر السقط أو الغرق ـ أو الحريق ـ مثال ـ‬ ‫فعند ذلك يكون ميتة يحرم أكلها‪.‬‬ ‫ذلكم حكم هّ‬ ‫الل يحكم بينكم واهلل عليم‬ ‫حكيم‪.‬‬

‫كن على أحسن‬ ‫الحاالت‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫في حديث منور جمعنا بسيدي حمزة القادري بودشيش‬ ‫قدس اهلل سره ‪ ،‬سمعنا منه ‪:‬‬ ‫«الوجود اإلنساني وهم»‬ ‫مضت أعوام ‪ ..‬فاستوقفتني أقوال ذات صلة بالموضوع‪..‬‬ ‫من ذلك قول البن عربي ‪:‬‬ ‫«أوقفني ربي بين يديه‬ ‫فقال لي ‪:‬‬ ‫من أنت ؟‬ ‫فقلت ‪:‬‬ ‫أنا العدم الظاهر»‪.‬‬ ‫وجلي أن فكرة هذا القول تبرز معاني نظيرة مؤداها أن ‪:‬‬ ‫« اإلنسان عالم أصغر‪..‬‬ ‫والعالم إنسان أكبر ‪..‬‬ ‫وروح اإلنسان روح بسيطة من العالم المطلق ‪..‬‬ ‫وهذه الروح متصلة بالمادة‪..‬‬ ‫والمادة عدم»‪.‬‬ ‫اهلل إذن بموجب كل هذا هو الموجود الوحيد ؛ وهو‬ ‫الوجود وال شيء غيره‪.‬‬ ‫قال محيي الدين ابن عربي ‪:‬‬ ‫« و ثبت عند المحققين أن ‪:‬‬ ‫ما في الوجود إال اهلل ‪..‬‬ ‫ونحن وإن كنا موجودين ‪ ،‬فإنما وجدنا به ‪..‬‬ ‫فما وصفنا الباري بوصف إال كنا أظهر األشياء‪ ،‬وهو‬ ‫عينها‪.»..‬‬ ‫وقال الجامي ‪:‬‬ ‫« مت في عالم الجماد‪..‬‬ ‫فنشأت في عالم النبات‪..‬‬ ‫ومت في عالم النبات‪..‬‬ ‫فنشأت في عالم الحيوان‪..‬‬ ‫وخلعت الحيوان عني‪..‬‬ ‫فأصبحت إنسانا‪..‬‬ ‫فلماذا أخشى الموت ‪ ،‬وموتي في عالم اإلنسان يرفعني‬ ‫إلى عالم المالئكة ‪ ،‬ثم إلى عالم ال يتصوره عقل بشر‪..‬‬ ‫ثم أتحد بالالمتناهي في الفناء كما كنت في البدء ؟‬ ‫وقال جالل الدين الرومي ‪:‬‬ ‫« ظهر اإلنسان أول ما ظهر في عالم الجماد ‪ ،‬ثم ارتقى‬ ‫إلى عالم النبات ‪ ،‬ثم إلى عالم الحيوان ‪ ،‬ثم رفعه الباري تعالى‬ ‫إلى مصاف اإلنسان‪ ،‬وفي كل مرحلة يفقد ذكرى المرحلة‬ ‫التي تقدمتها ‪..‬وهو سيرتفع أيضا فوق مرتبته الحاضرة‪.»..‬‬ ‫وتحدث محيي الدين ابن عربي عن حالة اإلنسان بعد‬ ‫الموت فقال ‪:‬‬ ‫«صورة اإلنسان بعد الموت تتنوع بتنوع أحواله في‬ ‫الدنيا‪ ..‬فكن على أحسن الحاالت تكن على أحسن الصور‪.»..‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬غ�شت �إلى ‪� 04‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪904‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 29‬غـ�شـت ‪2017‬‬

‫فاسد‪! ‬‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫سياسة‬

‫من أجل تصفية األجواء‬ ‫نشرت جريدة «هيسبريس» يوم الثالثاء الماضي رأيا في‪ ‬‬ ‫األزمة التي يشهدها المغرب‪ ،‬نسبته إلى رئيس جهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة‪ ،‬إلياس العماري‪ ،‬الذي غادر مؤخرا ‪ ‬قطار‬ ‫الحزبية‪ ،‬بالشكل الذي رآه مناسبا‪ ،‬لدوره السياسي في مغرب‬ ‫«المتناقضات» التي يصعب وضعها في خانة محددة‪ ،‬إذ‬ ‫يبدو أن هذه المتناقضات ‪ ‬نتاج خليط من األوضاع يتصل‬ ‫بعضها بطبيعة النظام‪ ،‬وبعضها بطريقة تدبير الشأن‬ ‫العام‪ ،‬وبعضها اآلخر‪ ‬بغياب تصور واضح للمجتمع الذي‬ ‫تريده الدولة ويدعو له مختلف الفاعلين السياسيين‪ ،‬بعيدا‬ ‫عن الشعارات التي لم تعد تقنع أحدا‪.‬‬ ‫العماري يرى أن المغرب يشهد تحوالت تستشف من‬ ‫الشعور العام على مختلف المستويات وإن لم تكن بارزة‬ ‫بشكل واضح‪ ،‬ولكن هذا الوضع شكلته عوامل اقتصادية‬ ‫واجتماعية وحقوقية وسياسية وثقافية‪.‬‬ ‫هذا الوضع ناجم عن أزمة االقتصاد الوطني بفعل‬ ‫ارتفاع المديونية‪ ‬وتراجع االستثمارات الداخلية والخارجية‬ ‫وهشاشة القطاع الفالحي المرتبط‪ ،‬إلى اليوم‪ ،‬بالتقلبات‬ ‫المناخية‪ ،‬فضال عن االتساع الفادح للقطاعات االقتصادية‬ ‫الغير مهيكلة‪ ،.‬وتفشي البطالة خاصة في مجتمع األنوار‪،‬‬ ‫مجتمع الشباب العالم إلى ما تشهده الطبقة المتوسطة من‬ ‫تراجع مخيف‪ ‬ألنه يهدد التوازن المجتمعي واالستقرار الذي‬ ‫ينشده الجميع‪.‬‬ ‫وعلى المستوى السياسي يرى العماري أن ‪ ‬األحزاب‬ ‫السياسية تحولت من فاعلين سياسيين إلى كائنات تتصارع‬ ‫على احتالل المواقع والمناصب‪ ،‬األمر الذي ساهم في فتور‬ ‫جو الثقة‪ ‬داخل األحزاب وبينها وبين الشعب والدولة‪ .‬ونفس‬ ‫التراجع حصل على المستوى الحقوقي والثقافي‪,‬‬ ‫ما هي وصفة العماري للخروج من هذا الوضع المقلق ؟‬ ‫ تصفية األجواء وإذابة الجليــد النفســـي من أجل‬‫الوصول إلى تفاهمات عبر حوار واسع ومباشر‪ ،‬ينخرط فيه‬ ‫الجميع حماية للوطن ‪ ،‬واعتبارا ‪ ‬ألن‪ ‬ال أحدا من الفاعلين‬ ‫السياسيين يمتلك مشروعا مجتمعيا جاهزا‪ ‬وبأهداف وطنية‬ ‫واضحة‪.‬‬ ‫وخلص العماري إلى أنه ليس بمقدور‪ ‬أي طرف أن يدعي‬ ‫امتالك األجوبة عن طبيعة األزمة التي يعيشها الوطن‪ ،‬وال أن‬ ‫يحتكر الحلول التي يجب أن تنبثق‪ ‬عن حوار‪ ‬صريح ‪ ‬وواضح‬ ‫بين كافة الفرقاء السياسيين ‪ ،‬ألن البحث عن الحلول من‬ ‫واجب الجميع‪ ،‬وهي مسؤولية الجميع‪.‬‬ ‫هذا رأي سياسي مجرب‪ ،‬خبر أوضاع البلد من الداخل ومن‬ ‫«برا» ‪ ،‬بمعنى أنه اكتسب تجرية‪ ‬واسعة تمكنه من القيام‬ ‫بتحليل للوضع‪ ،‬من وجهة نظره‪ ،‬وتقديم «وصفة»‪ ،‬حسب‬ ‫منظوره ‪ ،‬لحل األزمة‪.‬‬ ‫فهل المغرب يعيش حالة ‪ ‬أزمة‪ ،‬على أي مستوى ‪ ‬وأي‬ ‫وجهة؟‬ ‫وحده جاللة الملك وضع األصبع على الجرح‪ ،‬ونبه إلى‬ ‫مواطن الخلل في تدبير شؤون الدولة‪ .‬أما األحزاب السياسية‬ ‫المؤتلفة والمعارضة‪ ،‬فإنها‪ ،‬ال تزال «مرابطة» في ‪« ‬شط»‬ ‫«الويوية» ‪ ‬وهي «قبيلة» ال دين لها وال ملة‪ ،‬ما سماه الراحل‬ ‫الحسن الثاني بـ «مؤامرة الصمت»‪ ‬ويسميه الفضالء من‬ ‫الشعب بــ «مؤامرة الكذب والنفاق والتغليط»‪ ،‬لتغطية ما‬ ‫ال يجمل تعريته‪ .....،‬والحر يفهم بالغمزة‪....! ‬‬ ‫ما هو رأي أحزاب «األغلبية» الحاكمة وأحزاب المعارضة‬ ‫«الحالمة» في ما نعيشه من حالة «تأزم» نفسي في غياب‬ ‫مشروع وطني يستجيب لتطلعات الشعب إلى ‪ ‬تصفية‬ ‫األجواء‪ ،‬وإعادة الثقة‪ ،‬وإنهاء مد ‪« ‬الحراكات الشعبية» ليس‬ ‫عن طريق ما ال يجب أن نسميه بــ «المقاربات األمنية»‪ ،‬بل‬ ‫بالحوار الهادف إلى «دفن الماضي» وبناء جو ثقة جديد‪،‬‬ ‫يمكن من انطالقة جديدة لبناء الوطن‪ ،‬وراء ملك البالد‪.‬‬

‫‪ ‬ع‪ .‬كنوني‬

‫الحمد هلل على السالمة‪.‬‬ ‫«كــوري»‪( ‬قد الدنيا) لذبح وترييــش و «تخزيــن»‬ ‫وتوزيع دجاج فاسد ‪ ،‬على نطاق واسع‪ ،‬تم اكتشافه‪ ،‬ربما‬ ‫بالصدفة‪ ،‬والصدفة «تعمل العجايب»‪ ،‬حتى أنها مكنت من‬ ‫بيدهم «العقد» وقلة «الحل»‪ ،‬من اكتشاف ما يعرض أو‬ ‫«عرض»‪ -- ‬ديجا – صحة المغاربة للهالك‪ ،‬على يد مغاربة‬ ‫«الهالك»‪.‬‬ ‫كيف حصل ذلك ؟‬ ‫قال قائل‪ ،‬إن سلطات هذه المدينة «المحروسة»‪-- ‬‬ ‫بالبركة طبعا ‪ ،--‬نجحت‪ ،‬نعم نجحت ‪،‬هذه المرة‪ ،‬خارج‬ ‫«مهرجانات» رمضان المعظم‪ ،‬وفي غفلة من كاميرات‬ ‫التلفزة‪ ،‬و«بهرجة» لجان المراقبة‪ ،‬في حجز ‪ 700‬كيلو من‬ ‫دجاج فاسد كانت في طريقها إلى أمعاء مئات المغاربة ممن‬ ‫وثقوا في همة أصحاب المطاعم‪ ،‬الثابت منها والمتحرك‬ ‫على أربع عجالت‪ ،‬كما وثقوا في حماة الصحة العمومية‬ ‫ومن واالهم من رجال اهلل‪.‬‬ ‫أصحاب الحال وقفوا على «فبريكة» متكاملة المرافق‬ ‫والتجهيزات ‪ ،‬صاحبها خمسيني‪ ‬ضرب عرض الحائط بكل‬ ‫القيم التي تعارف عليها المجتمع المغربي قبل أن يتسرب‬ ‫إليه «الخوارج» ‪ ،‬وهم قوم‪ ‬ملتهم المال ودينهم المال وال‬ ‫شيء غير المال‪....‬والنصب واالحتيال‪ ،‬حتى وإن أودى األمر‬ ‫بحياة آالف المواطنين‪.‬‬ ‫أخبار رواج المواد الغذائية الفاسدة‪ ‬تروج باستمرار‬ ‫على صفحـــات الجرائـــد الوطنية‪ ،‬وحتى حين يفاجأ‬ ‫المواطنون بوجود «جثت» حمير وكالب وقطط‪ ،‬مرمية‬ ‫في الشوارع أو داخل صناديق القمامــة‪ ،‬فإن األمـــر يمر‪،‬‬ ‫كما تمر «األحداث المختلفة» أو كما تسمى في الصحافة‬ ‫الفرنسيــة‪ Faits divers les ‬أو ‪les chiens écra� ‬‬ ‫‪ ، sés‬وقلما نسمع عن تبعات تلك «االكتشافات» الرهيبة‪! ‬‬ ‫الحاصل‪ ،‬اهلل يحفظ وخالص‪....!!! ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪ ooooo‬‬

‫رعب واستنكار وامتعاض‬

‫وفي المغرب أيضا‪....‬بدأنا نشهد اعتداءات بطابع جنسي‬ ‫على اإلناث‪ ،‬بالحافــالت‪ ....‬بل إن المعتدين «يوثقـــون»‬ ‫لجرمهم‪ ،‬في تحد سافر‪ ،‬للدولة والمجتمع والقيم الوطنية‬ ‫والدينية‪....‬‬ ‫كنا نسمع عن مثل هذه االعتداءات الجنسية في مجتمعات‬ ‫أسيوية «مكبوتة» تقل فيها أو تنعدم حرية «تصريف»‬ ‫الهموم الجنسية‪ ،‬فإذا بنا نفاجأ اليوم بممارسة من هذا النوع‬ ‫المشين‪ ،‬تقوم بها عصبة من المراهقين في شخص طفلة لم‬ ‫يشفع لها مرضها عند من حاولوا اغتصابها ونزعوا عنها جل‬ ‫ستراتها‪ ،‬وهم نصف عراة‪ ،‬داخل حافلة بها ركاب من مختلف‬ ‫األعمار‪ ،‬رجاال‪ ‬ونساء دون أن تجد من بينهم رجل شهم أو‬ ‫امرأة شهمة تنتزعها من مخالب الوحوش المعتدين الذين‬ ‫بلغت بهم الدناءة إلى توثيق اعتدائهم على الفتاة بكامرات‬ ‫هواتفهم وكأن البلد ال أمن فيه وال سلطة‪.‬‬ ‫إنها فضيحة بكل المقاييس ومنكر عظيم‪..! ‬‬ ‫منذ أيام قرأت في األخبار أنه تم باليمن السعيد «إعدام»‬ ‫شيخ اعتدى‪ ‬جنسيا على طفل‪.‬‬ ‫واك واك الحق‪...‬‬ ‫ها الحق االحباب‪! ‬‬ ‫غيــروا إذن قانــون الجــزاءات الجنائيــة ليتالءم مع‬ ‫«خصوصياتنا الجنسية»‬ ‫ولمحكمتكم الموقرة واسع النظر والسالم‪....!!! ‬‬

‫‪ooooo‬‬ ‫‪ ‬‬

‫نجوم فندق المنزه‪....‬‬

‫نجوم فندق المنزه بطنجة‪ ،‬توجد ‪ ‬في وجدان أهل‬ ‫طنجة‪ ،‬وليس في دفاتــر لجان «التصنيــف» بوزارة‬ ‫السياحة‪.‬‬ ‫ما ال يمكن أن يصدقه عاقل‪ ،‬أن تمتد يد «المصنقين»‬ ‫السياحيين إلى فندق المنزه‪ ،‬أقدم وأشهر فنادق المغرب‬ ‫الذي يعد معلمة وطنية طنجاوية بامتياز‪ ،‬ومدرسة‬ ‫فندقية تخرجت منها أفواج من األطر السياحية التي‬ ‫أمدت السياحة الوطنية برجاالت ذوي دراية وخبرة‪ ،‬قبل‬ ‫ظهور المدارس الفندقية ‪ ‬ومسالك السياحة بالجامعات‬ ‫المغربية‪.‬‬ ‫فندق المنزه ذخيرة وطنية تعايشت معه ‪ ‬أجيال من‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫أهالي طنجة‪ ،‬وكانت مفخرة هذه المدينة جيال بعد جيل‪،‬‬ ‫لم يشفع للمنزه تاريخه الطويل وال سجله التاريخي الحافل‬ ‫بزيارات وإقامات عدد من عظماء القرن الماضي في‬ ‫السياسة واألدب والثقافة والفنون ‪ ، ‬يوم لم تكن بالمغرب‬ ‫كله إال «أشباه» فنادق‪ ،‬وكانت نافذة المنزه تطل على‬ ‫العالم فتستهوي رجاالته‪ ‬وعظمائه‪ ،‬يوم كان المنزه خير‬ ‫دعاية للمغرب قبل أن تولد ال «رؤية ‪ »2010‬الفاشلة وال‬ ‫رؤية ‪ 2020‬السائرة في طريق الفشل‪.‬‬ ‫حقيقة إن صراعات تكاد تكون أسروية بين عرب‬ ‫بريطانيين‪ ‬تسلموا الفندق في ظروف خاصة ومعه جل‬ ‫ممتلكات الشركة البريطانية بطنجة «الريستينتيكا»‪ ،‬خلقت‬ ‫مشاكل عمالية في بداية األمر‪ ،‬لتتحول إلى مشاكل بنيوية‪،‬‬ ‫ربما يكون قد وصلت حد النقص في جودة الخدمات‪...‬‬ ‫يمكن‪ .‬ولكن الذي ال يمكن‪ ،‬وال يقبل‪ ،‬هو أن تتصرف‬ ‫لجان التصنيف السياحي بطنجة‪ ،‬وبطنجة بالذات‪ ،‬كما‬ ‫لو تعلق األمر ب «بنسيون» أو بفندق «مرور» والحال أن‬ ‫«المنزه» رمز لمدينة فضلها كبير على السياحة الوطنية‪.‬‬ ‫أو لم يكن ممكنا أن تباشر اللجنة‪ ،‬ما دام األمر وكل‬ ‫للجنة‪ ،‬وضع عالج للنقائص التي قد تكون حصلــت بفعـــل‬ ‫التقادم‪ ،‬بكيفيــة سريـــة ودون هذا الهرج الذي خلقته‬ ‫اللجنة عبر بالغات نارية مرفوقة‪ ‬بتهديدات قوية وغير‬ ‫مسبوقة‪..... ،‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬لم ينل كل ذلك من سمعة فندق‬ ‫المنزه وال من مكانته الوطنية والعالمية‪ ،‬بل واستمر‪،‬‬ ‫كالسابق‪ ،‬في مباشرة‪ ‬نشاطه السياحي والفندقي‪ ،‬وحتى‬ ‫يثبت ‪ ‬أصالته وجدارته في المهنة ‪ ‬قام‪ ،‬كما تم اإلعالن‬ ‫عنه مؤخرا‪ ،‬بمجموعة من اإلصالحات على مستوى مختلف‬ ‫أروقته‪ ،‬وتجهيزاته ‪،‬ليثبت‪ ‬كفاءته وشموخه في عالم‬ ‫السياحة الدولية‪ ،‬وما على ساجد إال أن «يشرف» ليرى بأم‬ ‫عينه أن فندق المنزه صامد في وجه كل التحديات‪ ،‬معتز‬ ‫بدعم أهل طنجة‪ ،‬والمتعاطفين ‪ ‬معه من القارات الخمس‪،‬‬ ‫وأنه قادر على رفع كل التحديات ليستعيد‪ ‬نجمتيه اللتين‬ ‫اختطفتا منه بالطريقة المعلومة‪.....! ‬‬ ‫‪ ooooo‬‬ ‫‪ ‬‬

‫العثماني والمائة يوم األولى‬ ‫يستعجل أصحاب «القوالب»‪ ‬رئيس الحكومة العثماني‬ ‫أن يقدم حصيلة عمل حكومته خالل المائة يوم األولى كما‬ ‫هو جار في الديمقراطيات «المتقدمة»‪ ،‬ومع أن حصيلة‬ ‫المائة يوم األولى ليست إلزاما دستوريا وال عرفا وطنيا‪،‬‬ ‫فإن الرئيس أكد‪ ،‬بلسان‪ ‬الناطق الرسمي‪ ،‬أن الحكومة‬ ‫ملتزمة بالكشف عن منجزات المائة يوم األولى‪ ،‬ولكن بعد‬ ‫العطلة‪.‬‬ ‫أو ليس من حق رئيس وأعضاء الحكومة أن يستمتعوا‬ ‫بقسط من الراحة بعد العمل المضني الذي قاموا به منذ‬ ‫تشكيل الحكومة بعد إعفاء صانع أمجاد البيجيدي‪.‬‬ ‫ولماذا أنتم تستعجلون؟‬ ‫الرجل وعدكم خيرا‪ ،‬فصبرا جميال‪ .‬نهار زايد‪ ،‬نهار‬ ‫ناقص‪ ،‬وقت ما جا الخير ينفع‪! ‬‬ ‫والخير موجود‪ .‬أو لم يبشركم العثماني‪ ،‬في خطابه‬ ‫أمام شبيبــة حزبــه بأن ‪ ‬حصيلة «فترة السمـاح» بلغــة‬ ‫الفرنسيس‪ ،‬مشرقة جدا؟‬ ‫ليطمئن المتشككون‪ ،‬العدميون‪ ،‬التضليليون‪ ،‬الدنيا‬ ‫بخير‪ ،‬والمنجزات تتحدث عن نفسها‪ ،‬والوزراء «شادين‬ ‫الرض» بعد التعليمات المشددة للرئيس ‪ ،‬ومن كتب له‬ ‫منهم أن «يصيف» فاز‪ ،‬ومن بلغه ما يفيد عكس ذلك‪ ،‬كان‬ ‫اهلل له‪ .‬وقد «يهزه الما»‪ ،‬بين لحظة وأخرى‪....‬‬ ‫وهل تعتقدون أن اتخاذ أربعة قرارات حكومية‪ ،‬على‬ ‫األقل‪ ،‬في ظرف وجيز جدا‪ ،‬ال يزيد عن المائة يوم المعلومة‪،‬‬ ‫بالشيء السهل؟‬ ‫خذوا مثـال‪ ،‬قانون التغطيـة الصحيــة للمستقلين‪،‬‬ ‫وإحداث اللجنة الوطنية لمكافحـة الفساد‪ ،‬وإرساء نظام‬ ‫اليقظـة حول الموارد البترولية‪ ، ‬واعتماد منظومة تلقي‬ ‫الشكايــات‪ ،‬وغيرهــا كثيــر من المنجــزات التي تعتبــرها‬ ‫الحكومة «مشرفة جدا» وإن لم تتفقوا مع ذلك‪ ،‬فاشربوا‬ ‫البحر‪.‬‬ ‫فهمتيني‪ ‬و ّال‪ ‬ال؟‪! ‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪904‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬غ�شت �إلى ‪� 04‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫أين وصلت قضية الطفل يحيى المعتدى عليه جنسياً‬ ‫من طرف مالك حضانة بطنجة؟‬ ‫إلى متى سنشجع البيدوفيليا ببلدنا و نسمح بانتهاك أعراض أطفالنا؟؟؟؟‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫بعد تعرض طفل يبلغ من العمر سنتين و بضعة أشهر بطنجة‪ ،‬لالعتداء الجنسي من طرف والد مسيرة حضانة «مالئكة الشمال»‪ ،‬و بعد أن اتهمت السيدة فاطمة‬ ‫الزهراء الحداد‪ ،‬والدة الطفل الضحية‪ ،‬و األم المكلومة‪ ،‬الحسين البقالي‪ ،‬الرجل الستيني‪ ،‬باإلعتداء جنسيا على فلذه كبدها‪ ،‬حيث و عند اكتشافها لألمر‪ ،‬عرضت الطفل‬ ‫الضحية على طبيب بمصحة السالم بطنجة‪ ،‬و الذي أفاد أن ابنها تعرض الحتكاك على مستوى دبره وثبت وجود سائل لزج لونه أبيض بنفس المنطقة الحساسة‪ ،‬و سلمها‬ ‫شهادة طبية في الموضوع‪ ،‬بعد كل هذا‪ ،‬قضت غرفة التحقيق األولى بطنجة في شهر ماي المنصرم بعدم متابعة المتهم‪ ،‬مستندة إلى تقرير للطبيب بمستشفى محمد‬ ‫الخامس يفيد فيه بأن الطفل يعاني من تلوث فطري و هو ما أدى إلى احمرار دبره‪ ،‬دون األخــذ بعين اإلعتبار إشارات الطفــل المتكررة في وجه المتهم مرددا كلمة‬ ‫«عمو ديدي» و ديدي كما هو معلوم بلغة األطفال هو األلم‪.‬‬ ‫البيدوفيليا بالمغرب ‪:‬‬

‫لمحة عن تفاصيل اليوم المشؤوم‪:‬‬ ‫كانت األم المكلومة قد حكت أن ابنها نام بمجرد وصوله إلى‬ ‫البيت في اليوم المشؤوم‪ ،‬متعبا ومنهكا من قيام وحش بشري‬ ‫باغتصاب طفولته البريئة‪ ،‬غير أن النوم سرعان ما انقضى وزال‬ ‫تعب اليوم وانجلى وبدأت مالمح الواقعة في اإلفتضاح عندما شرع‬ ‫الصغير بالبكاء والصراخ‪ ،‬يعانق أمه ويحتمي بها من أمر مجهول‪ .‬‬ ‫ولم تتأخر الصدمة‪« :‬ماما عندي ديدي»‪ ،‬كلمـات كانت كافية‬ ‫لتعرف األم بغريزتها أن هناك خطبا ما وأن األمر يتعلق ال محالة‬ ‫باعتداء جنسي‪ ،‬كيف ال‪ ،‬والصغير ظل طيلة الوقت يشير لمنطقته‬ ‫الحساسة‪ ،‬يتألم ويتوجع‪ ،‬كمن يريد باألنين أن يعوض الكلمات‪،‬‬ ‫بل وقع األنين أقوى وأبلغ‪ .‬‬ ‫سارعت األم تبحــث عن مستشفـى ووجــدت الطبيب الذي‬ ‫أكد لها أسوأ مخاوفها‪« ،‬ابنك سيدتي ضحية اعتداء جنسي»‪ ،‬هكذا‬ ‫قالها‪ ،‬حقيقة عارية لفظها في وجه األم الموظفة التي كافحت‬ ‫لتوازن بين عملها وأسرتها وطرقت أبواب الحضانات لعلها تعينها‬ ‫على اإلعتناء بابنها‪ ،‬ليستقر رأيها على حضانة مالئكة الشمال‬ ‫بتوصية من صديقة مقربة‪ ،‬ولم تكن تعلم أن داخل أسوارها‬ ‫ستنتهك براءة طفلها‪ ،‬وما زاد الطين بلة أن مرتكب الفعلة‪ ،‬تقول‬ ‫األم‪ ،‬هو صاحب الحضانة‪ ،‬وإمام مسجد الحي‪ ،‬الذي يبلغ من العمر‬ ‫ستين عاما ونيفا‪ ،‬قام باقتراف جرمه بعد أن وقف على المنبر و‬ ‫خاطب الناس وتقدمهم للصالة‪ ،‬أين هذا؟ فوق سرير بغرفة نوم‬ ‫ملحقة بالحضانة‪ ،‬تضيف األم‪ ،‬التي أكدت أن الصغير قاد الشرطة‬ ‫إلى اإلكتشاف المثير عند قدومهم لتفحص مسرح الجريمة‪ .‬‬ ‫وتؤكد األم أنها كانت بصدد التفكير في تغيير الحضانة‪ ،‬و يا‬ ‫ليتها فعلت‪ ،‬تقول بحسرة‪ ،‬ال فائدة في الندم‪ ،‬وأقسمت أنها لن‬ ‫تذخر جهدا حتى ترى الفاعل وراء القضبان على ما اقترفت يداه في‬ ‫حق طفلها‪.‬‬ ‫عند تعرض طفلها لإلعتداء الجنسي‪ ،‬وتشبثها بحقه أمام‬ ‫القضاء‪ ،‬خرجت فاطمة الزهراء الحداد‪ ،‬لتؤكد أنه تم سحب األدلة‬ ‫المتمثلة في الشواهد الطبية وتقارير الشرطة العلمية من الملف‬ ‫الذي وضع في يد القاضي‪ ،‬من أجل تبرئة الجاني‪.‬‬ ‫وقالت والدة الطفل “يحيى”‪ ،‬الذي تم‬ ‫اغتصابه من طرف ستيني بطنجة في حضانة‬ ‫لألطفال‪“ :‬أنه تم التالعب في ملف “يحيى” وتم‬ ‫سحب مقطع فيديو لمسرح الجريمة وتقارير‬ ‫الشرطة العلمية‪ ،‬والشواهد الطبية من أجل‬ ‫تبرئة المتهم”‪ ،‬مطالبة بإنصاف إبنها وإدانة‬ ‫المُغتصب الذي حصل على الحكم بالبراءة‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬استنكر نشطاء على مواقع‬ ‫التواصل اإلجتماعي‪ ،‬الحكم القضائي الذي تم‬ ‫إصداره في حق الستيني “البيدوفيلي”‪ ،‬داعين‬ ‫السلطات المختصة بالتدخل وإعادة التحقيق‬ ‫في القضية من أجل إرجاع الحق لصاحبه‪ ،‬كما‬ ‫شددوا على ضرورة محاسبة الشخص الذي‬ ‫سحب‪ ‬األدلة‪ ‬من الملف‪.‬‬ ‫بعد الوقفات المستمرة لساكنة طنجة‬ ‫أمهات و آباء‪ ،‬مطالبين العدالة بمعاقبة المدعو‬ ‫الحسين البقالي على فعله البيدوفيلي المشين‪،‬‬ ‫و بعد تدخل جمعيات حقوق اإلنسان‪ ،‬ألقت‬ ‫القبض المصالح األمنية بطنجة على المتهم‬ ‫المذكور‪ ،‬لالشتباه في ارتكابه جريمة اغتصاب‬ ‫وهتك عرض قاصر ال يتعدى عمره السنتين و‬ ‫النصف‪ ،‬وذلك بناء على قرار أصدرته‪ ،‬في نفس اليوم‪ ،‬الغرفة الجنحية بمحكمة اإلستئناف بطنجة‪.‬‬ ‫وقضت الهيئــة باعتقال مسيــر الحضانــة و محاكمته وفقا للتهم المنسوبة إليه‪ ،‬لتكون بذلك قد ألغت‬ ‫قرار قاضي التحقيق بالمحكمة ذاتها‪ ،‬الذي سبق له أن أمر بإطالق سراح المعني وعدم متابعته‪ ،‬واستجابت‬ ‫لطلب النيابة العامة ودفاع الضحية‪ ،‬اللذان التمسا تدارك خطإ ترتبت عنه مخاطر وأضرار لحقت بالمطالب‬ ‫بالحق المدني‪.‬‬ ‫وكان الوكيل العام لدى استئنافية طنجة‪ ،‬أحال المتهم‪ ،‬البالغ من العمر ‪ 61‬سنة‪ ،‬على قاضي التحقيق‬ ‫في حالة سراح من أجل تعميق البحث معه حول شكاية تقدمت بها أم طفل في ربيعه الثاني‪ ،‬تتهمه فيها‬ ‫باالعتداء على ابنها جنسيا داخل الحضانة‪ ،‬حيث كان الملف معززا بعدة قرائن‪ ،‬خصوصا تصريحات الطفل‪/‬‬ ‫الضحية‪ ،‬التي جاءت متطابقة طيلة مراحل التحقيق‪ ،‬وكذا محضر تعرف الطفل على المتهم وتأكيده أكثر من‬ ‫مرة بكون المعني ألحق به ضررا بمؤخرته‪ ،‬باإلضافة إلى محضر مرافقة الطفل للشرطة إلى مكان الجريمة‬ ‫وشرحه طريقة اإلعتداء عليه جنسيا‪ ،‬ناهيك عن شهادتين طبيتين وخبرة تؤكد فرضية اإلعتداء الجنسي…‬ ‫وهي القرائن التي أغفلها قاضي التحقيق‪ ،‬وأمر بعدم المتابعة‪.‬‬ ‫األمر اآلن بيد القضاء‪ ،‬و حق هذا الطفل لن يذهب سدى‪ ،‬و الطفل يعاني منذ الواقعة من أعراض التوتر‬ ‫المزمن و اإلضطراب النفسي الواضح على تصرفاته‪ ،‬هو اآلن طفل يحتاج إلى متابعة نفسية‪ ،‬لكن قبل كل‬ ‫شيء‪ ،‬هو محتاج لمن ينصفه و يأخذ بحقه‪.‬‬

‫حوادث اإلعتداء واإلستغالل الجنسي لألطفال‪ ،‬سواء من طرف‬ ‫مغاربة أو أجانب لن تتوقف‪ ،‬ما دام هناك تساهل للسلطات مع‬ ‫المتورطين (خاصة األجانب) في هذه الجرائم التي تشكل خطورة‬ ‫بالغة على حياة ومستقبل أبنائنا‪ ،‬لما يترتب عليها من تداعيات‬ ‫نفسية خطيرة على الضحايا‪ ،‬خاصة في ظل اإلهمال المسجل لدى‬ ‫األسر والمدارس والمجتمع في حماية األطفال‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من تنامي جرائم اإلعتداء الجنسي على األطفال‬ ‫من طرف األجانب‪ ،‬فإن الصحافة واإلعالم‪ ،‬ومؤسسات المجتمع‬ ‫المدني‪ ،‬ال تتحرك إال إذا وقعت الواقعة‪ ،‬وبالتالي فإن نشاطها‬ ‫عبارة عن رد فعل ظرفي‪ ،‬في حين يفترض أن يكون تحرك اإلعالم‬ ‫والمجتمع المدني‪ ،‬مؤسسا على مبادرات وبرامج منظمة ومكثفة‬ ‫طيلة السنة‪ ،‬تتناول القضية وأسبابها وتداعياتها‪ ،‬وتساهم في‬ ‫اقتراح الحلول الناجعة لها‪.‬‬ ‫فإذا كانت ظاهرة “البيدوفيليا” واإلعتداء على براءة األطفال‬ ‫وتعنيفهم واستغاللهم جنسيا‪ ،‬أصبحت تعرف تزايدا في السنوات‬ ‫األخيرة‪ ،‬فإن مسؤولية المجتمع المدني كبيرة‪ ،‬خاصة الجمعيات‬ ‫والمنظمات المهتمة بالطفولة‪ ،‬فهي مطالبة بأن تخصص جزءا‬ ‫من أنشطتها للعناية بجرائم العنف ضد القاصرين‪ ،‬خاصة العنف‬ ‫الجنسي‪ ،‬وأن تنظم حمالت وبرامج تحسيسية‪ ،‬تحذر من إهمال‬ ‫األطفال وتركهم عرضة لإلستغالل بكل أشكاله‪ ،‬وإلنجاح مثل‬ ‫هذه البرامج والحمالت‪ ،‬ال بد من انخراط الصحافة واإلعالم في‬ ‫هذه البرامج ألهمية دورهما في التصدي لها قبل أن تصبح خارج‬ ‫السيطرة‪..‬‬ ‫وفي نفس السياق‪ ،‬يُطرح سؤال مشروع‪ :‬لماذا بعض‬ ‫المنظمات والجمعيات المعنية بالطفولة‪ ،‬تركز فقط في أنشطتها‬ ‫وحمالتها على قضية تزويج القاصرات‪ ،‬وتصمت عن قضية‬ ‫اإلعتداءات الجنسية المتكررة على القاصرين؟ هل زواج القاصرات‬ ‫فيه تهديد أكبر لمستقبل الطفولة المغربية من هتك أعراض‬ ‫القاصرين؟؟؟‬ ‫وإذا كان استمرار اإلستغالل الجنسي‬ ‫للقاصرين في المغرب‪ ،‬خاصة من طرف األجانب‪،‬‬ ‫هو مسؤولية مشتركة بين الدولة والمجتمع‪،‬‬ ‫فإن الجهات المسؤولة مباشرة عن ذلك‪ ،‬هي‬ ‫األسرة والمدرسة والمجتمع‪ ،‬فعندما نسمع‬ ‫عن طفل تعرض لالغتصاب أو العتداء جنسي‪،‬‬ ‫فأول من يُسأل عن ذلك هم الوالدين‪ ،‬ألنهما‬ ‫المسؤوالن المباشران عن صحة وسالمة الطفل‪،‬‬ ‫وفي حالة تمكن بعض الوحوش غير اآلدمية‬ ‫من التغرير باألطفال‪ ،‬فهذا يعني أن الوالدين‬ ‫إما متواطئين‪ ،‬كما تؤكد ذلك حالة الشقيقين‬ ‫بمراكش‪ ،‬أو أنهما مقصران في تحمل مسؤولية‬ ‫حماية أبنائهما‪ ،‬كما هي معظم الحاالت‪..‬‬ ‫ومن جهتها‪ ،‬فإن المؤسسات التعليمية‬ ‫بدورها مسؤولة عن رعاية األطفال القاصرين‪،‬‬ ‫في إطار وظيفتها التعليمية والتربوية‪ ،‬التي تلزم‬ ‫هذه المؤسسات بإرشاد وتوجيه التالميذ الصغار‬ ‫وإذكاء الوعي لديهم‪ ،‬وإحاطتهم بالمخاطر التي‬ ‫قد تعترضهم‪ ،‬من أجل اتخاذ االحتياطات والتدابير الوقائية عند التعامل مع األغيار‪ ،‬سواء أكانوا أقارب أو‬ ‫أجانب‪.‬‬ ‫وتبقى المسؤولية األكبر في حماية القاصرين تقع على الدولة‪ ،‬لما تمتلكه من الوسائل الوقائية‬ ‫والعالجية الفعالة‪ ،‬سواء من خالل سلطة القضاء التي يجب أن تأخذ بعين االعتبار عامل صغر السن والضعف‬ ‫لدى الفئة المجني عليها لتشديد العقوبة‪ ،‬كما حصل مع المجرم البريطاني‪ ،‬وكذلك القطاعات الوزارية‬ ‫المعنية بالطفولة‪ ،‬خاصة وزارة التضامن التي تركز عملها على قضايا العنف ضد النساء بضغط من المنظمات‬ ‫النسائية‪ ،‬وتهمل قضية حماية القصّر ضد كل أشكال العنف‪ ،‬على الرغم من كونهم الشريحة األضعف في‬ ‫المجتمع‪ ،‬وتحتاج لحماية وعناية أكبر‪ ،‬من خالل مبادرات وبرامج وطنية تشرك فيها جميع المعنيين بحماية‬ ‫القاصرين ببالدنا‪ ،‬من جمعيات مدنية ومنظمات حقوقية ومصالح أمنية‪..‬‬ ‫وإذا كنا نريد فعال إيقاف هذا النزيف‪ ،‬فإنه يجب على الجميع التحلى بروح المسؤولية‪ ،‬والمساهمة ٌ‬ ‫كل من‬ ‫موقعه‪ ،‬من أجل توفير الحماية الالزمة للقاصرين‪ ،‬وفضح كل الممارسات التي تنال من براءتهم‪ ،‬والتحذير‬ ‫من خطورتها على مستقبلهم‪ ،‬حتى نوفر شروطا صحية وطبيعية ألبناء وبنات المغاربة‪ ،‬لكي يعيشوا في أمن‬ ‫وأمان كغيرهم من أطفال العالم‪ ،‬الذين تحرص دولهم على تشديد الحماية لهم بمختلف أبعادها القانونية‬ ‫والقضائية واألمنية‪ ،‬حتى ال يتحولوا إلى لقمة سائغة لوحوش طليقة‪.‬‬

‫كلنا يحيى‬


‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬غ�شت �إلى ‪� 04‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪904‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫حجز حشيش وعملة صعبة في عمليتين متفرقتين بمعبر باب سبتة‬ ‫تمكنت عناصر الجمارك العاملة بالمعبر الحدودي باب سبتة‪،‬‬ ‫الذي يفصل المدينة المحتلة عن التراب الوطني‪ ،‬بتنسيق مع‬ ‫المصالح األمنية بالمعبر ذاته‪ ،‬من إحباط محاولة تهريب تسعة‬ ‫كيلوغرامات من مخدر الشيرا كانت بحوزة مواطن مغربي حاول‬ ‫تهريبها إلى الديار اإلسبانية‪.‬‬ ‫وحسب مصادر مطلعة‪ ،‬فإن تدابير المراقبة الروتينية التي‬ ‫اعتاد رجال الجمارك القيام بها يوميا‪ ،‬مكنت من كشف كمية‬ ‫المخدرات التي كانت مدسوسة بإحكام في أنبوب عادم السيارة‪.‬‬ ‫وفتحت عناصر األمن تحقيقا مع سائق السيارة التي تحمل‬ ‫لوحة تسجيل مغربية‪ ،‬لكشف تفاصيل ومالبسات هذه العملية‪.‬‬ ‫وفي سياق آخر‪ ،‬حجزت عناصر الجمارك‪ ،‬خالل اليوم نفسه‪،‬‬ ‫مبلغا ماليا من العملة الصعبة‪ ،‬كان بحوزة مواطن مغربي حاول‬ ‫تهريبه إلى سبتة المحتلة دون الخضوع للضوابط القانونية‬ ‫المنصوص عليها‪.‬‬ ‫وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الموقوف كان يخفي مبلغ‬ ‫‪ 12‬ألف أورو تحت مالبسه الداخلية‪ ،‬لكن االرتباك الذي بدا عليه‬ ‫دفع رجال الجمارك إلى تفتيشه بدقة‪ ،‬ما مكنهم من العثور على‬ ‫األوراق المالية المخبأة بعناية والتي كان ينوي نقلها عبر المعبر‬ ‫الحدودي إلى مدينة سبتة المحتلة‪.‬‬

‫رضوان الحسوني‬

‫صعقة كهربائية تودي بحياة بائع أضاحي بأحد المحالت بالفنيدق‬ ‫أصيب بائع أضاحي بأحد المحالت الموجودة بتجزئة‬ ‫األميرة بالفنيدق بصعقة كهربائية‪ ،‬أدت إلى وفاته على‬ ‫الفور‪ ،‬وسط دهشة مجموعة من الزبناء والمارة الذين‬ ‫حاولوا استدعاء اإلسعاف بسرعة من أجل إنقاذ حياته دون‬ ‫جدوى‪.‬‬ ‫وحسب شهود عيان‪ ،‬فإن الشاب الذي يبيع أضاحي‬ ‫عيد األضحى‪ ،‬كان يكتري محال بشكل مؤقت ال يتوفر‬ ‫على الكهرباء‪ ،‬ما جعله يستعين بأحد الجيران لمده بسلك‬

‫كهربائي‪ ،‬لكنه أثناء تمريره من شق في الباب الفوالذي لم‬ ‫ينتبه إلى جهة عارية منه‪ ،‬فأصيب بصعقة كهربائية خطيرة‪،‬‬ ‫طرحته أرضا وجعلته يحتضر في مشهد مؤلم‪ ،‬أثر في نفوس‬ ‫جميع الحضور‪.‬‬ ‫وقال أحد سكان الحي إن مصالح الوقاية المدنية‬ ‫حضرت إلى عين المكان بعد مدة من االتصال بها‪ ،‬لكنها‬ ‫وجدت الشاب المصاب بصعقة كهربائية قد فارق الحياة‪،‬‬ ‫لتضطر إلى إشعار الضابطة القضائية وحمله في سيارة‬ ‫نقل األموات إلى المستشفى الجهوي سانية الرمل بتطوان‪،‬‬

‫من أجل إجراء التشريح الطبي بناء على أوامر النيابة العامة‬ ‫المختصة‪ ،‬وتحديد أسباب الوفاة بدقة‪.‬‬ ‫وفتحت الضابطة القضائية تحقيقا في حادث إصابة‬ ‫الشاب بائع األضاحي بصعقة كهربائية قاتلة‪ ،‬فضال عن‬ ‫االستماع إلى مرافقيه وبعض الشهود في محاضر رسمية‬ ‫لكشف الحيثيات والظروف المحيطة‪ ،‬وفقا للمساطر القانونية‬ ‫المتبعة في مثل هذه الحاالت‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫الهجرة السرية تعود إلى الواجهة بطنجة وشخص يحاول إرشاء حارس أمن‬ ‫للمرور بميناء المدينة‬ ‫عادت‪ ،‬بشكل ملفت لالنتباه‪ ،‬ظاهرة الهجرة السرية‬ ‫نحو السواحل اإلسبانية‪ ،‬وحسب مصادر أمنية‪ ،‬فإن المصالح‬ ‫األمنية بوالية أمن طنجة تدخلت بشاطئ أشقار بمؤازرة من‬ ‫عناصر القوات المسلحة الملكية‪ ،‬بعد جنوح قارب مطاطي‬ ‫على متنه ‪ 31‬مرشحا للهجرة السرية أغلبهم من جنسية‬ ‫مغربية‪ ،‬حيث صرحوا بأنهم انطلقوا منذ ثالثة أيام من‬ ‫سواحل موالي بوسلهام بعد أدائهم مبالغ مالية لشخص‬ ‫من مدينة القنيطرة فر هاربا بمجرد جنوح القارب بشواطئ‬ ‫طنجة‪.‬‬ ‫ووفق المصادر نفسها‪ ،‬فإن البحث جار لتحديد هوية‬ ‫منظم الهجرة غير الشرعية‪ ،‬فيما سيتم االستماع للمرشحين‬ ‫واالستشارة مع النيابة العامة بشأنهم‪.‬‬ ‫وعلى صعيد آخر‪ ،‬كشفت المصادر نفسها أن المصالح‬

‫األمنية بمنطقة ميناء طنجة المتوسطي تمكنت‪ ،‬خالل‬ ‫اليومين الماضيين‪ ،‬من توقيف شخص لتورطه في قضية‬ ‫تتعلق بمحاولة الهجرة السرية ومحاولة إرشاء موظف‬ ‫عمومي‪.‬‬ ‫واستنادا إلى المعلومات ذاتها‪ ،‬فقد تفاجأ العنصر‬ ‫األمني‪ ،‬إلى جانب رجال األمن المكلفين بالمراقبة بباب‬

‫إحدى البواخر‪ ،‬بمحاولة إرشائه من طرف أحد المرشحين‬ ‫للهجرة السرية بمبلغ مالي قدره ‪ 4000‬درهم‪ ،‬بعد أن‬ ‫تمكن هذا األخير من تجاوز الحواجز الخارجية للميناء‪ ،‬ليقوم‬ ‫الموظف بإشعار رؤسائه الذين أوقفوا ذلك الشخص وعملوا‬ ‫على إحالته على فرقة الشرطة القضائية قصد البحث معه‬ ‫وتقديمه أمام النيابة العامة المختصة‪.‬‬ ‫يشار إلى أن المهربين لجؤوا أخيرا إلى الدراجات‬ ‫الرياضية المائية‪ ،‬مقابل المرور نحو الضفة األخرى‪ ،‬حيث‬ ‫يستغل هؤالء انشغال الجميع باألجواء الصيفية‪ ،‬فيما نبه‬ ‫متتبعون إلى أن تدفق المهاجرين بشكل ملفت لالنتباه‬ ‫يرجح أن تكون وراءه األزمة االقتصادية واالجتماعية التي‬ ‫تسببت فيها الحكومة في نسختها السابقة‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫وزان ‪ ...‬العقارب تودي بحياة ستة أشخاص في ظرف وجيز‬ ‫بعد يومين على وفاة طفلة عمرها أربع سنوات متأثرة‬ ‫بلدغة سم عقرب‪ ،‬شنت هيئة حقوقية بمدينة وزان هجوما‬ ‫شديد اللهجة‪ ،‬على وزارة الصحة‪ ،‬محملة إياها تزايد حاالت‬ ‫الوفيات باإلقليم‪ ،‬بسبب غياب األمصال المضادة لسموم‬ ‫العقارب‪ ،‬الذي حذفته الوزارة من بروتوكول العالج‪ ،‬بدعوى‬ ‫عدم فاعليته حسب ما أثبتته معظم الدراسات واألبحاث‬ ‫العلمية‪.‬‬ ‫وقال مصدر مسؤول بالمكتب اإلقليمي للعصبة‬ ‫المغربية للدفاع عن حقوق اإلنسان‪ ،‬في اتصال ب «أخبار‬ ‫اليوم»‪ ،‬أن الطفلة الهالكة‪ ،‬هي سادس حالة إصابة في‬ ‫صفوف األطفال باإلقليم والنواحي بلسعات العقارب السامة‪،‬‬ ‫مضيفا بأن الحالة األخيرة فارقت الحياة في ظروف مأساوية‪،‬‬ ‫بعدما طافت بها سيارة اإلسعاف على مستشفيات أربع مدن‬ ‫بالشمال‪.‬‬ ‫وسرد المتحدث في ذات التصريح‪ ،‬تفاصيل مؤلمة‬ ‫عاشتها الطفلة الضحية منذ أن لسعتها العقرب في‬ ‫الساعات األولى من صباح الجمعة الماضية‪ ،‬مشيرا إلى أنه‬ ‫بعد استقبالها في المستشفى اإلقليمي لوزان‪ ،‬تم نقلها‬

‫إلى المستشفى اإلقليمي لشفشاون‪ ،‬بسبب غياب غرفة‬ ‫اإلنعاش واألمصال المضاد للسموم‪ ،‬قبل أن يتم من‬ ‫مستشفى سانية الرمل بتطوان‪ ،‬تحويلها إلى طنجة بسبب‬ ‫خطورة حالتها‪ ،‬لتفارق الحياة بالمستشفى الجهوي محمد‬ ‫الخامس‪.‬‬ ‫واعتبرت العصبة المغربية للدفاع عن حقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫في بيان لها‪ ،‬أن وفاة الطفلة إنصاف بوحاجة ذات األربع‬ ‫سنوات‪ ،‬والتي تنحدر من دوار الحرشية جماعة وقيادة زومي‪،‬‬ ‫ووفاة أطفال آخرين بهذا الشكل المريع تشكل وصمة‬ ‫عار على جبين الدولة وانتهاكا صارخا للدستور المغربي‬ ‫والمواثيق الدولية‪ ،‬وخصوصا ضمان الحق في الحياة‪،‬‬ ‫وانتقدت بشدة ما اعتبرته «عجز الدولة بكل مؤسساتها‬ ‫أمام حشرات صغيرة قاتلة»‪.‬‬ ‫وشجب البيان وقف وزارة الصحة إنتاج األمصال‬ ‫المضادة للسعات العقارب‪ ،‬بدعوى عدم فاعليتها‪ ،‬في مقابل‬ ‫عدم إيجاد الحلول البديلة لحماية أرواح المواطنين‪ ،‬معتبرا‬ ‫أن «ادعاءات وزارة الصحة ملتبسة وغامضة»‪ ،‬لكون منظمة‬ ‫الصحة العالمية أوصت سنة ‪ 2007‬في مؤتمر دولي‪ ،‬جميع‬

‫الدول المتضررة من تسممات العقارب‪ ،‬إلى إنتاجها محليا‬ ‫واستعمالها‪.‬‬ ‫وتابع نفس المصدر‪ ،‬أن جميع المختبرات الدولية أكدت‬ ‫فعالية األمصال المصنعة في معهد باستور‪ ،‬قبل توقف‬ ‫إنتاجها للسبب السالف الذكر‪ ،‬مشيرا إلى أن المركز الوطني‬ ‫لمحاربة التسمم‪ ،‬سجل ارتفاعا في نسبة الوفايات إلى ‪،634‬‬ ‫سنة ‪ ،2013‬أي بعد عشر سنوات من وقف إنتاج األمصال‬ ‫المضادة لسم العقارب‪.‬‬ ‫وذكرت وزارة الصحة‪ ،‬في بيان لها شهر يونيو الماضي‪،‬‬ ‫حول استراتيجيتها في محاربة سموم العقارب واألفاعي‬ ‫التي يسهر على تنفيذها المركز المغربي لمحاربة التسمم‬ ‫ولليقظة الدوائية‪ ،‬ترتكز عى برامج الوقاية‪ ،‬في حين تم‬ ‫تزويد المستشفيات بالمناطق األكثر إصابة بالمعدات‬ ‫الطبية واألدوية الضرورية‪ ،‬وكذا توزيع كميات كافية من‬ ‫تركيبة دوائية ضد لسعات العقارب‪ ،‬ومن األمصال المضادة‬ ‫للدغات األفاعي‪.‬‬

‫عبد الرحيم بلشقار‬

‫سكان يطالبون‬ ‫مقاطعة بني مكادة‬ ‫بإنهاء فوضى األزبال‬ ‫في حيهم‬ ‫وجه سكان حي بعلبك بمقاطعة بني مكادة‬ ‫بطنجة‪ ،‬شكاية إلى رئيس مجلسها الجماعي عن حزب‬ ‫العدالة والتنمية باإلضافة إلى عدة مؤسسات وصية‬ ‫بالمدينة‪ ،‬بهدف تنظيف حيهم من األزبال المتراكمة‬ ‫فيه‪ ،‬وكشف السكان أن هذه الظاهرة أضحت تقلق‬ ‫راحتهم‪ ،‬من دون تسجيل أي تجاوب من قبل مصالح‬ ‫هذه المجالس الجماعية بالرغم من المراسالت التي‬ ‫وجهوها في هذا الصدد‪ ،‬مؤكدين أنه ال يعقل أن‬ ‫تكون شركة بحجم شركة للنظافة بالمدينة‪ ،‬دون أن‬ ‫تطال عملية التنظيف أحياءهم‪ ،‬محملين المسؤولية‬ ‫للمجلس الجماعي بسبب الوعود التي قدمها في وقت‬ ‫سابق باالهتمام بهذا الحي دون أن يلمسوا شيئا من‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫وشدد السكان في مراسلتهم التي توصلت‬ ‫«األخبار» بنسخة منها‪ ،‬على أنه باإلضافة إلى ذلك‬ ‫فإن سيارة مهترئة قضت بدورها سنوات في عين‬ ‫المكان‪ ،‬مما يتسبب في إفساد عملية التنظيف إذ‬ ‫قضت ما يقرب عن ثالث سنوات‪ ،‬وعبر الموقعون على‬ ‫الوثيقة عن استغرابهم من هذا اإلهمال‪ ،‬مطالبين‬ ‫الجهات الوصية بتحمل مسؤوليتها‪ ،‬حيث إن هذه‬ ‫السيارة أضحت محط المدمنين على المخدرات‪،‬‬ ‫والذين يلجونها بهدف االختباء داخلها‪ ،‬في حين‬ ‫حمل السكان المسؤولية لشركة النظافة التي تربطها‬ ‫عقود مع المجلس الجماعي وتتوصل منه بماليير‬ ‫الدراهم بشكل سنوي دون أن تقوم بواجبها‪ ،‬في هذه‬ ‫العملية‪ ،‬بعد أن تمكنت الصراعات السياسية والنقابية‬ ‫داخلها‪ ،‬من توجيه األنظار داخلها‪.‬‬ ‫وطالب السكان والية الجهة أيضا بالتدخل لوضع‬ ‫حد لهذه المسألة‪ ،‬بفعل غياب كلي لمصالح المجلس‬ ‫الجماعي عن المقاطعة سالفة الذكر‪ ،‬والتي أضحت‬ ‫تغلق أبوابها في وجوههم‪ ،‬وتتعامل مع الساكنة‬ ‫بالمنطق السياسي‪ ،‬حسب أكثر من مصادر جمعوي‬ ‫توجه نحوها لوضع بعض الشكايات والطلبات‪.‬‬ ‫يشار إلى أن الشركة الوصية على النظافة‪ ،‬وجهت‬ ‫إليها اتهامات من قبل عدد من سكان أحياء مدينة‬ ‫طنجة بفعل غيابها الكلي في إتمام عملية التنظيف‪،‬‬ ‫كما أضحت تتعامل مع الساكنة بالمنطق النقابي‪،‬‬ ‫بفعل كون نقابيين محسوبين على «البيجيدي»‬ ‫يتحملون مسؤوليات داخلها‪ ،‬مما جعل الصراعات‬ ‫النقابية تلقي بظاللها على سيرورة العمل‪ ،‬وسبق أن‬ ‫وصلت حتى حدود القضاء المحلي‪.‬‬

‫األخبار‪ :‬محمد أبطاش‬

‫ظاهرة اعتراض سبيل‬ ‫المواطنين والنشل‬ ‫تعود للواجهة باألحياء‬ ‫الهامشية لطنجة‬

‫عادت بشكل مثير لالنتباه‪ ،‬ظاهرة اعتراض سبيل‬ ‫المواطنين بشوارع طنجة‪ ،‬خصوصا منذ منتصف الشهر‬ ‫الجاري‪ ،‬تزامنا والحمالت األمنية التي خاضتها مصالح والية‬ ‫أمن المدينة‪ ،‬طيلة فصل الصيف‪ ،‬نظرا للتواجد المكثف‬ ‫للمغاربة القاطنين بالخارج وكذا السياح‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫تعالت أصوات في مواقع التواصل االجتماعي تتساءل عن‬ ‫األسباب الكامنة وراء عودة هذه الظاهرة للواجهة‪ ،‬حيث‬ ‫أضحى سكان المدينة يعانون األمرين مع هذه المسألة‪،‬‬ ‫سيما على مستوى أحياء هامشية‪ ،‬من ضمنها مقاطعة بني‬ ‫مكادة‪ ،‬وأرض الدولة‪ ،‬إلى جانب الشريط الساحلي‪ ،‬سيما‬ ‫بالقرب من الميناء الجديد‪ ،‬نظرا لتواجد باعة المخدرات‬ ‫بشكل قوي كما عاينت ذلك الجريدة‪ ،‬حيث يتخذون‬ ‫محيط بعض الفنادق لبيع سمومهم عن طريق استعمال‬ ‫بعض النساء تارة والقاصرين تارة أخرى‪ ،‬ويتم اللجوء إلى‬ ‫استغالل بعض المنازل بهدف الترويج في أريحية‪ ،‬وكذا‬ ‫وضع أشخاص ببعض النقط المثيرة في ما يشبه عملية‬ ‫استعالم لقدوم المصالح األمنية‪ ،‬إذ إن غالبية باعة السجائر‬ ‫بهذا الحي يبقى دورهم القيام بمراقبة الشارع الرئيسي‬ ‫وبعض األزقة المثيرة‪ ،‬بعد أن خاضت المصالح األمنية‬ ‫حملة واسعة في غضون األسبوعين الماضيين‪ ،‬لكن بدون‬ ‫جدوى‪ ،‬تشير المصادر نفسها‪ ،‬إذ إن تجار المخدرات غالبا ما‬ ‫يشجعون بدورهم للقيام بعملية النشل قصد التمكن من‬ ‫بسط سيطرتهم على هذه األحياء‪ ،‬حيث تظل هذه المنطقة‬ ‫النقطة السوداء الوحيدة المتبقية في وسط طنجة‪ ،‬والتي ال‬ ‫تبعد عن والية أمن المدينة سوى بمسافة قليلة‪.‬‬

‫األخبار‪ :‬م‪ .‬أ‬


‫العدد ‪904‬‬

‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬غ�شت �إلى ‪� 04‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫إقتصاد‬ ‫األبناك التشاركية واألبناك التقليدية بين التكاملية‬ ‫والتنافسية‬

‫انطلقــت البنــوك التشاركية‬ ‫بالمغـرب بعـد أن أعطاها بنــك‬ ‫المغرب الضـوء األخضـر للشـروع‬ ‫في إنجـاز عملياتهـا المصرفية‬ ‫التجارية‪ ،‬بعد استكمال الترتيبات‬ ‫المتعلقة بهذه المصارف والتي‬ ‫ستتم مواكبتهـا قريبــا بإصدار‬ ‫سندات للصكوك من أجـل بلورة‬ ‫عمل هذه البنوك على مستــوى‬ ‫السيولة‪.‬‬

‫ومعنى ذلك أن هــذه التجربة‬ ‫الجديدة‪ ،‬ستخـول إدمــاج فئــة‬ ‫واســعـة من المجتمــع المغربي‬ ‫في النظــام االقتصادي الوطني‪،‬‬ ‫والتي لها قناعات تجعلها تعرض عن اللجوء للخدمات المالية لألبناك التقليدية‪.‬‬ ‫ويعتقد هذا النظام البنكي أن مجمل التوقعات الواردة في دراسات واستطالعات أنجزتها مؤسسات‬ ‫وطنية وأجنبية مهتمة بالمالية اإلسالمية‪ ،‬تؤكد أن زبناء األبناك التشاركية سيمثلون ما بين ‪ 10‬إلى‬ ‫‪ 15‬في المائة من بين مجموع زبناء األبناك عموما في المغرب‪.‬‬ ‫كما تشير بعض الدراسات لمؤسسات دولية مهتمة بهذا المجال إلى أن هذه األبناك ستستوعب ما‬ ‫بين ‪ 8‬إلى ‪ 10‬ماليير دوالر من األموال خالل السنوات الثالثة األولى من بداية اشتغالها‪ ،‬ولو أن هذه‬ ‫األرقام تبقى تقديرية إال أنها تؤشر بوضوح على اإلقبال الكبير الذي يتوقع أن تحظى به التمويالت‬ ‫الجديدة في المملكة‪.‬‬ ‫وتوقعت الوكالة العالمية للتنقيط (فيتش راتين) في يونيو الماضي بأن تشهد الودائع التي سيتم‬ ‫جمعها من قبل األبناك التشاركية بالمغرب‪ ،‬ارتفاعا يتراوح بين ‪ 5‬و‪ 10‬في المائة‪ ،‬معتبرة أن آفاق نمو‬ ‫األبناك التشاركية بالمغرب‪ ،‬تبدو إيجابية‪ ،‬ذلك أن الودائع تمثل نحو ‪ 70‬في المائة من تمويل القطاع‬ ‫البنكي‪.‬‬ ‫كما تتوقع الوكالة تطورا سريعا في بداية عمليات األبناك التشاركية بالمغرب‪ ،‬على غرار ما حدث‬ ‫في تركيا وإندونيسيا‪ ،‬مشيرة إلى أن هذه المنتوجات البنكية تتيح للزبناء الولوج إلى باقة متكاملة من‬ ‫الخدمات‪ .‬األمر الذي ستكون له آثار حميدة على الرواج المالي والنشاط االقتصادي بصفة عامة في‬ ‫المغرب‪ ،‬اعتبارا إلى أن تنويع مصادر التمويل للمشاريع‪ ،‬خاصة تلك الصغرى والمتوسطة‪ ،‬واجتذاب‬ ‫زبناء جدد‪ ،‬سيساعد على تحقيق ادخار جديد في هذه البنوك واستغالل هذه األموال في تمويل‬ ‫االستثمارات التي تساهم بدورها في إنعاش التشغيل‪.‬‬ ‫والفارق أن معامالت البنوك التقليدية تقوم على القرض‪ ،‬بينما تتنوع طرق التمويل عبر البنوك‬ ‫التشاركية من خالل نوعين من المعامالت‪ ،‬أحدهما المعامالت المبنية على المشاركة واقتسام األرباح‬ ‫والخسائر ضمن عالقة شراكة بين الطرفين‪ ،‬واآلخر المعامالت المبنية على البيوع‪.‬‬ ‫ويعتقد المحللون أن هناك انتظارات كبيرة جدا لدى المواطنين في ما يتعلق بتمويل السكن في‬ ‫ظل وجود فئة من المجتمع ترفض التعامل بالفائدة البنكية في تملك السكن‪ ،‬وأن التمويالت الجديدة‬ ‫تعطي عدة إمكانيات ليختار كل شخص التمويل المناسب حسب احتياجاته‪ ،‬ضمن معامالت «شرعية» ‪.‬‬ ‫وهناك انتظارات أخرى كثيرة من هذه البنوك تتعلق بمساهمة أكبر في تحمل المخاطرة في تنفيذ‬ ‫المشاريع االقتصادية‪ ،‬مقارنة بالبنوك التقليدية‪ ،‬ألن جوهر فلسفة هذه البنوك قائم على تقاسم األرباح‬ ‫والخسائر مع زبنائها‪ .‬ففي البنوك التقليدية‪ ،‬تقتصر العالقة على القرض الذي يلزم فيه الزبون بتسديد‬ ‫المبلغ المقترض بفوائده بغض النظر عن نجاح أو فشل المشروع مستقبال‪ ،‬في حين يهتم البنك‬ ‫التشاركي بدراسة واختيار المشروع الذي يكون فيه الربح مضمونا أكثر للطرفين‪« ،‬ضمن إطار تعاقدي‬ ‫جديد يتوخى أن تكون نتائجه إيجابية على الفرد والمؤسسة البنكية والمجتمع»‪.‬‬ ‫أما أموال الودائع‪ ،‬التي توظفها البنوك التقليدية عادة في القروض‪ ،‬فإن البنوك التشاركية سوف‬ ‫تستثمرها البنوك التشاركية في االقتصاد الوطني ضمن عملية مضاربة ستتقاسم فيها جزءا من األرباح‬ ‫مع زبنائها من أصحاب الودائع‪ ،‬سواء من األفراد أو الشركات التي تدخر في السيولة‪.‬‬ ‫وهكذا فإن مجموعة من األموال التي كانت خارج الدورة االقتصادية ستدخل إليها بشكل رسمي‪،‬‬ ‫كي ال تبقى في إطار القطاع غير المهيكل وغير الشفاف الذي ال تستفيد منه مالية الدولة من الناحية‬ ‫الضريبية‪ .‬في حين يمكن أن تكون العالقة المستقبلية المرتقبة بين األبناك التقليدية ونظيرتها‬ ‫التشاركية‪ ،‬عالقة تكامل تكمن أهميتها في تنويع عروض وخيارات التمويل أمام الزبناء سواء في مجال‬ ‫االستهالك أو االستثمار‪ ،‬وكذلك عالقة تنافسية‪.‬‬ ‫وكان بنك المغرب قد وافق على إحداث بنوك تشاركية من طرف كل من القرض العقاري والسياحي‬ ‫بشراكة مع بنك قطر الدولي اإلسالمي (أمنية بنك الذي أطلق في ماي الماضي)‪ ،‬والبنك المغربي‬ ‫للتجارة الخارجية إلفريقيا بشراكة مع المجموعة السعودية البحرينية دلة البركة (بنك التمويل‬ ‫واإلنماء)‪ ،‬والبنك الشعبي المركزي مع المجموعـة السعوديــة غايدنس (بنك اليسر)‪ ،‬والقرض‬ ‫الفالحي للمغرب بشراكة مع المؤسسة اإلسالمية لتنمية القطاع الخاص التابعة للبنك اإلسالمي‬ ‫للتنمية (البنك األخضر)‪.‬‬ ‫وأعلن التجاري وفابنك عن بنكه المتخصص في التمويالت التشاركية «بنك الصفاء» الذي تمتلك‬ ‫المؤسسة رأسماله بالكامل وعن إطالق حملة تواصلية مؤسساتية‪ ،‬تستهدف التعريف بالقيم األساسية‬ ‫لعمل البنك‪.‬‬ ‫وستعتمد ثالثة أبناك أخرى نوافذ للتمويالت التشاركية هي البنك المغربي للتجارة والصناعة‪،‬‬ ‫ومصرف المغرب‪ ،‬والشركة العامة‪.‬‬

‫مبيعات السيارات ترتفع بفضل التمويالت المجانية‬

‫ضاعفت مؤسسات التمويالت‬ ‫االستهالكيـة وموزعــو السيارات‬ ‫بالمغرب من العروض التمويلية‬ ‫التي تستهدف الطبقة المتوسطة‬ ‫واألطـر العامليـن في القطاعــات‬ ‫االقتصادية الراغبيــن في اقتنــاء‬ ‫أو استبدال سياراتهم الشخصية‪،‬‬ ‫عبر قروض بدون فوائـد أو مبالغ‬ ‫إضافية من أجـل رفــع مستوى‬ ‫مبيعات قطاع السيارات بالمغرب‪.‬‬

‫وساهمت هذه العروض في رفع‬ ‫مبيعات السيارات بالمغرب‪ ،‬منذ‬ ‫بداية العام الجاري‪ ،‬بنسبة قياسية‬ ‫تنضاف إلى النتيجة القياسية التي‬ ‫حققها القطاع خالل العام الفارط‪ ،‬والتي بلغ فيها حجم المبيعات أزيد من ‪ 150‬ألف سيارة‪.‬‬ ‫وسجل المهنيون تزايدا كبيرا في اإلقبال على التمويل عن طريق “الليزينغ” منذ بداية العام؛ وهو‬ ‫ما يفسر مواصلة تسجيل مستويات مبيعات مشجعة لفائدة المستهلكين المغاربة‪ ،‬معتبرين أن إقدام‬ ‫الشركات المتخصصة في تسويق السيارات بالمغرب على إطالق عروض مكثفة للتمويالت المجانية‬ ‫ساهم بدوره في تحريك مبيعات السيارات‪.‬‬ ‫وفي ظل التوقعات بإمكانية بلوغ سقف مبيعات إجمالية يفوق ‪ 162‬ألف سيارة خالل السنة الجارية‪،‬‬ ‫بمعدل نمو يرتقب أ ّال يقل عن ‪ 10‬في المئة‪ ،‬وفق مهنيي قطاع تسويق السيارات المستوردة من‬ ‫الخارج المركبة محليا‪ ،‬ذكرت جمعية مستوردي السيارات بالمغرب “‪ ”AIVAM‬أن شهر يوليوز الماضي‬ ‫شهد انتعاشا كبيرا في مبيعات السيارات الفردية بلغت نسبته ‪ 21.6‬في المئة‪ ،‬و‪ 41.5‬في المئة‬ ‫بالنسبة للسيارات النفعية الموجهة لالستعماالت المهنية‪ ،‬بمبيعات إجمالية‪ ،‬وصفتها الجمعية ذاتها‪،‬‬ ‫بالقياسية؛ إذ بلغت ‪ 15‬ألفا و‪ 352‬سيارة‪ ،‬منها ‪ 1136‬سيارة نفعية‪.‬‬ ‫وبلغت مبيعات السيارات منذ بداية العام الجاري نحو ‪ 99‬ألفا و‪ 831‬سيارة‪ ،‬بزيادة بنسبة ‪ 4‬في‬ ‫المئة مقارنة مع الشهور السبعة األولى من العام الماضي‪ ،‬كما وصلت مبيعات السيارات الفردية منذ‬ ‫بداية العام نحو ‪ 92‬ألفا و‪ ،404‬وما يناهز ‪ 7‬آالف و‪ 427‬سيارة نفعية‪ ،‬بزيادة بلغت‪ ،‬على التوالي‪2.52 ،‬‬ ‫و‪ 24.9‬في المئة‪.‬‬ ‫وعادت عالمة “داسيا” للتربع على عرش السيارات األكثر مبيعا في المغرب خالل شهر يوليوز‬ ‫الماضي‪ ،‬بحصة سوق تجاوزت ‪ 29‬في المئة‪ ،‬تلتها “رونو” بنسبة ‪ 12.78‬في المئة‪ ،‬ثم “فورد” بنسبة‬ ‫‪ 8.84‬في المئة‪ ،‬بعدها “هيونداي” بنسبة ‪ 6.89‬في المئة‪ ،‬و”فولكسفاكن” بحصة سوق بلغت ‪6.67‬‬ ‫في المئة‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪ :‬الطلب المرتقب‬ ‫على األضاحي يتراوح بين ‪ 600‬و ‪ 700‬ألف رأس‬ ‫حسب معطيات يتراوح الطلب‬ ‫المرتقب على األضاحــــي بجهــة‬ ‫طنجة ـ تطوان ـ الحسيمـــة بيــن‬ ‫‪ 600‬و‪ 700‬ألف رأس من األغنام‬ ‫والماعز‪.‬‬ ‫حســب معطيـــات المديريـــة‬ ‫الجهوية للفالحة بطنجة تطوان‬ ‫الحسيمة فإن الطلب على أضاحي‬ ‫بجهة طنجة ـ تطــوان ـ الحسيمة‬ ‫خالل عيد األضحى المبارك يتراوح‬ ‫بين ‪ 600‬و ‪ 700‬ألف رأس‪ ،‬موزعة‬ ‫بين ‪ 400‬ألف إلى ‪ 450‬ألف رأس‬ ‫من األغنام و بين ‪ 200‬ألف إلى‬ ‫‪ 300‬ألف رأس من الماعز‬ ‫وأضافت المديرية أن العرض‬ ‫المتوفر من الماشية المحلية بالجهة يتراوح بين ‪ 200‬ألف و ‪ 230‬ألف رأس من األغنام و ‪ 230‬إلى‬ ‫‪ 260‬ألف من الماعز‪ ،‬حيث أن العرض المحلي يغطي بالكامل الطلب على الماعز‪ ،‬بينما سيتم تموين‬ ‫أسواق الجهة لتلبية الطلب على األغنام من المناطق المجاورة‬ ‫وأكدت المديرية الجهوية للفالحة على أن حالة األضاحي «عموما جيدة» نظرا للمخزونات المتوفرة‬ ‫من العلف خالل الموسم الفالحي الماضي‪ ،‬باإلضافة إلى جهود مربي الماشية لتسمين األضاحي‬ ‫وتحسين طرق تربية المواشي وتدبير القطيع‪.‬‬ ‫وتوقعت المديرية الجهوية للفالحة أن يبلغ رقم المعامالت المرتبطة بأضاحي العيد حوالي مليار‬ ‫درهم‪ ،‬سيتم تحويل القسم األكبر منه إلى العالم القروي‪ ،‬مما سيساهم في تنشيط الدورة االقتصادية‬ ‫بهذه المناطق‪.‬‬ ‫بالنسبة ألسعار األضاحي‪ ،‬أوضحت المديرية أن األسعار تخضع على العموم لقاعدة العرض والطلب‪،‬‬ ‫لكن األثمنة تختلف حسب الجودة وساللة األضحية وسنها‪ ،‬وكذلك حسب المناطق ومكان البيع والفترة‬ ‫الفاصلة عن العيد‪.‬‬ ‫وعموما ستتراوح أسعار خروف العيد في األسواق بين ‪ 42‬و ‪ 55‬درهما للكيلوغرام‪ ،‬مع األخذ بعين‬ ‫االعتبار ساللة الغنم وأسواق البيع‪.‬‬ ‫وأكدت المديرية الجهوية للفالحة أن المصالح التابعة لها ستتابع عن قرب تطور األسعار والعرض‬ ‫المتوفر من األغنام و الماعز في مختلف األسواق‪ ،‬خاصة بنقط البيع الرئيسية على مستوى مدن جهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة‪.‬‬ ‫أما على المستوى الوطني فقد أكدت وزارة الفالحة أن العرض المرتقب من األغنام والماعز للعيد‬ ‫سيصل إلى حوالي ‪ 9‬ماليين رأس ما يوفر تغطية شاملة للطلب اإلجمالي ‪.‬‬


‫الثالثاء ‪ 29‬غ�شت �إلى ‪� 04‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪904‬‬

‫باسم القلم‪...‬‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪ ...‬الصداقة التي جمعها القلم على‬ ‫صفحات جريدة الشمال بين شخصين !‬ ‫ما أجمل هذه العالقة الراقية‪ ،‬وهي لن‬ ‫تموت بوفاة صاحبها‪َّ ،‬‬ ‫ألن جذورها فكر‬ ‫خالد السم على مسمى اإلبداع‪.‬‬ ‫هو شابٌّ يافع هاجر بصحبة رفيق‬ ‫درْب��ه المرحوم‪ ،‬عبد القادر السباعي‬ ‫إلى رحلة القدَر‪ ،‬وقد رَكبا صعاب البحر‬ ‫وال��ب��راري والجبال والفيافي‪ ،‬وهما في‬ ‫ربيع العمر‪ .‬حط َّ المهاجر طائراً قدميْه‬ ‫على أرض الكنانـــة‪ ،‬الحاضنــة لألدباء‬ ‫والعلماء‪ ،‬من طـــه احسيـــن والصالون‬ ‫األدبي وجامعة القاهرة ثمَّ أمير الشعراء‬ ‫والعقاد إلى األزهر الشريف‪ .‬والتي كان‬ ‫قد حط الرحال بها األميرمحمد بن عبد‬ ‫الكريم الخطابي وعائلته المجاهدة‪ .‬وقد‬ ‫تعرَّف خالد على هذا الهرَم وأحبه حباً‬ ‫شديدا‪ .‬كان يسعى ابن تطوان‪ ،‬الحمامة‬ ‫البيضاء‪ ،‬ضاربا أكباد اإلبل‪ ،‬إلى قاهرة‬ ‫المعزِّ لدين اهلل الفاطمي‪ ،‬عاصمة مسرح‬ ‫الريحاني‪ ،‬وأوبرا عيدة‪ ،‬إلى الفن السابع‬ ‫ليوسف وهبي‪ ،‬وإخ��راج إخوة ذو الفقار‪.‬‬ ‫كان المهاجر عاشقاً لـ «عاشق الروح»‬

‫‪8‬‬

‫للموسيقار محمد عبد الوهاب (دي عشق‬ ‫ال��روح ما لوش آخر لكن عشق الجسد‬ ‫فاني)‪ ،‬وكانت كوكب الشرق تجهر طربا‬ ‫(أنا ْ‬ ‫إن قدَّر اإلله مماتي ال ترى الشرق‬ ‫يرفع ال��رأس بعدي – أنا تاج العالء في‬ ‫مفرق ال��ش��رق ودرات���ه ف��وائ��د عقدي)‪.‬‬ ‫القصيدة لحافظ إبراهيم بعنوان ‪ :‬وقف‬ ‫الخلق‪ .‬وهي تحفة أحبها خالد والمغاربة‪،‬‬ ‫وكانت أيامئذ ألسنتهم رطبة بذكرها‪.‬‬ ‫كانت قبلة خالد نحو الشرق لتحقيق‬ ‫ذاته‪ .‬وعلى ضرورة سعي اإلنسان لمعرفة‬ ‫نفسه‪ .‬هذه األرض الطيبة وهي تمتلك‬ ‫كل مقومات اإلبداع والنبوغ‪.‬‬ ‫خالد عصامي‪ ،‬بنى نفسه بنفسه‪.‬‬ ‫استطاع ْ‬ ‫أن يستخرج اإلمكانات الكامنة‬ ‫الهائلة في شخصيته اإلنسانية‪ .‬فكان‬ ‫له في مراتب الناس مقام اإلعالمي الذي‬ ‫لم يفقد ظله (حسن بريش )‪ .‬هو المبدع‬ ‫الذي استمدَّ الطاقة من معينها‪ .‬حداثيُ‬ ‫الخيارات للخروج من دائرة الصمت‪ .‬حيّاً‬ ‫ومحرجا ثقافياً‪ .‬كان قلمه يوشي بمهارات‬ ‫وأدب رفيع‪ ،‬واسع األفق‪ ،‬مالزما لمكتبه‬ ‫في اإلذاعة وفي وكالة شراع وفي جريدة‬

‫الشمال ال��غ��راء‪ .‬وق��د ط��اب له المقام‬ ‫بطنجة واستقرَّ بها لبعدِها العالمي‪ .‬إنه‬ ‫ال يخفى على المتمرس بواطن األمور‪،‬‬ ‫فيعرف كيفية تكسير الطابوهات‪ .‬يؤمن‬ ‫بإشعاع الفكر الكوْني‪ .‬ما ْ‬ ‫أن تقرأ لخالد‬ ‫عبارة حتى تقترب منه وتقرِّبك من‬ ‫فكره‪ .‬نبل الصداقة بيننا‪ ،‬القلم‪ ،‬غالبا‬ ‫ما تتمُّ بين وجدانية طبائع متجانسة‪.‬‬ ‫وقد ساهم خالدٌ في خلق الوعي الفكري‬ ‫في علم اإلعالم‪ .‬أعطى به لبلده الشيء‬ ‫الكثير بمواقفه النبيلة وأعماله الوطنية‪،‬‬ ‫حتى أصبح شمعة تحترق لتضيء ظالم‬ ‫اآلخرين‪ .‬كنتَ قدْوة لرسالة اإلعالم الحرّ‪.‬‬ ‫آمنتَ بحرية الفكر وبحقوق اإلنسان‪ .‬وقد‬ ‫رحل القلم‪ ،‬ولم يرحل ليترُك مالمس‬ ‫كتابات خالدة على قطاع اإلعالم كقوة‬ ‫رابعة نافذة‪ .‬هذا القلم قد يعتريه الحزن‪،‬‬ ‫حزن المؤمن لغيره أكثر من حزنه لنفسه‪.‬‬ ‫ف��إذا حزن لنفسه‪ ،‬فآلخرته قبل دنياه‪.‬‬ ‫نلتَ ح��بَّ واح��ت��رام وتقدير المغاربة‪.‬‬ ‫عشتَ عزيزاَ كريماً‪ ،‬ولك من القلم إكباراً‬ ‫وإجال ًال‪ .‬من سعادة المرْء استخارته ربه‪،‬‬ ‫ورضاه بما قضى ‪ (...‬حديث )‪.‬‬

‫رحالة السالم‬ ‫أمير الرحالة المسلمين‪ ،‬محمد بن عبد اهلل اللواتي الطنجي المعروف‬ ‫بابن بطوطة‪ ،‬رحالة السالم‪ ،‬يعود لطنجة من ‪ 9‬إلى ‪ 12‬نوفمبر المقبل‪ ،‬في‬ ‫الدورة الثانية للمهرجان الذي تنظمه الجمعية المغربية ابن بطوطة تحت شعار‪،‬‬ ‫«الرحالة سفراء السالم»‪.‬‬ ‫يهدف هذا المهرجان إلى التعريف بالتراث الثقافي والتاريخي والعلمي البن‬ ‫بطوطة‪ ،‬الذي مر على وفاته سبعة قرون وثالث عشرة سنة‪ .‬من فقرات هذه‬ ‫الدورة‪ ،‬معارض ثقافية وفنية وعرض أفالم وثائقية وندوات حول شخصية‬ ‫الرحالة العالمي ابن بطوطة و إنتاجه الفكري والثقافي والعلمي‪ ،‬خاصة تقريره‬ ‫عن رحالته‪ ،‬انطالقا من مسقط رأسه طنجة الذي خلد اسمها وذكرها في تاريخ‬ ‫البشرية‪.‬‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫لبى نداء ربه المرحوم الشاب‬

‫عبد الصمد اإلدريسي‬ ‫عن عمر تسع وعشرين سنة‪ ،‬يوم اإلثنين (‪2017/8/21‬م)‪ 28 ،‬من ذي القعدة‬ ‫‪1438‬هـ‪ ،‬و وُوري جثمانـــه الطاهر الثــرَى بعد صالة العصر بالمقابر اإلسالمية‬ ‫بتطوان يوم الثالثاء ‪ 29‬من ذي القعدة ‪ 1438‬هـ‪،‬‬ ‫و بعد هذا المصاب الجلل‪ ،‬يتقدم ذ‪ .‬عبد المجيد اإلدريسي إلى أخيه وأسرته‬ ‫وأرملة الفقيد وعائلتهما‪ ،‬بأحرّ التعازي‪ ،‬راجية لهما نعمة منه تعالى الصبر الجميل‬ ‫والسلوان‪ْ ،‬‬ ‫وأن يتغمده اهلل بواسع رحمته ويسكنه جنة الفردوس مع النبيئين والصدّيقين والشهداء والصالحين‪،‬‬ ‫وحسن أوالئك رفيقا ‪...‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫«في ضالل األيام‬ ‫المباركات»‬ ‫عشر ذي الحجة‬

‫إعداد ‪ :‬ذة أم دالل‬

‫ذو الحجة من أشهر اهلل الحرم التي قال فيها اهلل تعالى‪( :‬إن‬ ‫عدة الشهور عند اهلل اثنا عشر شهرا في كتاب اهلل يوم خلق‬ ‫السماوات واألرض منها أربعة حرم) سورة التوبة‪ .‬وهي ذو الحجة‪،‬‬ ‫المحرم‪ ،‬صفر‪ ،‬رجب‪.‬و قد ورد في فضائلها أدلة من الكتاب والسنة‪.‬‬ ‫أن اهلل أقسم بها في كتابه العزيز حيث قال سبحانه‪ ( :‬والفجر‬ ‫وليال عشر) قال ابن كثير‪ -‬رحمه اهلل‪ -‬المراد بها عشر ذي الحجة‬ ‫كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد‪ ،‬تفسير ابن كثير‪ ،‬قال‬ ‫تعالى «ويذكروا اسم اهلل في أيام معلومات)‪ .‬قال ابن العباس‪:‬‬ ‫أيام العشر‪ ،‬فتح الباري ‪.2/457‬‬ ‫عن ابن عباس –رضي اهلل عنهما‪ -‬قال ‪:‬قال الرسول صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى اهلل من هذه‬ ‫األيام يعني العشر» قالوا يا رسول اهلل‪ ،‬وال الجهاد في سبيل اهلل‪،‬‬ ‫قال وال الجهاد في سبيل اهلل‪ ،‬إال رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع‬ ‫من ذلك بشيء» متفق عليه‪ .‬عن ابن عمر رضي اهلل عنهما قال‪:‬‬ ‫قال رسول اهلل عليه الصالة وسلم «ما من أيام أعظم عند اهلل‬ ‫سبحانه وال أحب إليه العمل فيهن من هذه األيام العشر‪،‬فأكثروا‬ ‫فيهن من التهليل والتكبير والتحميد» رواه اإلمام أحمد‪.‬قال ابن‬ ‫حجر في الفتح‪« 2/458‬والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي‬ ‫الحجة إلجتماع الصالة والصيام والصدقة والحج وال يكون ذلك‬ ‫في غيره»‪.‬‬ ‫كما خص اهلل تعالى هذه األيام المباركات بعرفة وهو يوم‬ ‫التاسع منه وهو يوم مغفرة الذنوب والعتق من النيران‪ ،‬وبين‬ ‫فضل صيامه فقال صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬صيام يوم عرفة أحتسب‬ ‫على اهلل أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده» رواه مسلم‪.‬‬ ‫فمن فضائل العشر‪ ،‬أن فيها يوم النحر‪ :‬هو اليوم العاشر من‬ ‫ذي الحجة‪ ،‬فعلها النبي صلى اهلل عليه وسلم وحث على فعلها لما‬ ‫فيها فيها من التقرب إلى اهلل بإراقة الدماء والشكر هلل تعالى على‬ ‫ما سخر لنا من بهيمة األنعام لقوله تعالى (فصل لربك وأنحر)‬ ‫سورة الكوثر‪.2‬‬ ‫كما يشهد لسنة األضحية فضل عظيم لقول الرسول الكريم‬ ‫«ما عمل ابن أدم يوم النحر عمال أحب إلى اهلل من إراقة دم‪،‬و إنها‬ ‫لتأتي يوم بقرونها وأظالفها وأشعارها‪ ،‬و إن الدم ليقع من اهلل عز‬ ‫وجل بمكان قبل أن يقع على األرض فطيبوا بها نفسا»رواه ابن‬ ‫ماجة والترمذي‪ ،‬وقال أيضا‪« :‬وقد قالوا له ما هذه األضاحي قال‪:‬‬ ‫«سنة أبيكم إبراهيم» قالوا‪ :‬ما لنا منها؟ قال‪« :‬بكل شعرة حسنة»‬ ‫قالوا فالصوف؟ قال ‪« :‬بكل شعرة من الصوف حسنة» رواه أحمد‬ ‫وابن ماجة‪.‬‬ ‫و يكون ذبح األضحية بعد صالة العيد لقول النبي صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم‪« :‬من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى‪ ،‬ومن لم‬ ‫يذبح فليذبح» رواه الشيخان‪.‬‬ ‫كما يشرع التكبير بعد صالة الظهر من يوم عيد األضحى‬ ‫وينتهي بصالة الفجر من اليوم الرابع‪ 13 ،‬ذي الحجة( مذهب‬ ‫مالك)‪.‬‬ ‫و في الصحيحين ما رواه أنس رضي اهلل عنه أن النبي عليه‬ ‫الصالة وسلم «ضحى بكبشين أملحين أقرنين» ذبحهما بيده‬ ‫وسمى وكبر ووضع رجله على صفاحهما وقال‪« :‬اللهم هذا عني‬ ‫وعمن لم يضح من أمتي» رواه الحاكم‪.‬‬ ‫األضحية تكون من األنعام وهي الضأن والمعز والبقر ومثله‬ ‫الجاموس واإلبل بأنواعها‪ ،‬وأما أسنانها‪ ،‬فالضأن يشترط فيه أن‬ ‫يكمل سنة ‪ ،‬والمعز ما له سنة ودخل في الثانية‪ ،‬والبقر ما أوفى‬ ‫ثالث سنين ودخل في الرابعة‪ ،‬واإلبل ما أوفى خمس سنين ودخل‬ ‫في السنة السادسة‪.‬‬ ‫و أفضل ما يضحى به الضأن فالمعز فالبقر فاإلبل‪ ،‬ما ال يجزئ‬ ‫في األضحية‪ :‬العوراء والمريضة البين مرضها والعرجاء البين‬ ‫ضلعها والكسيرة التي تنقي‪ ،‬يعني ال مخ في عظمها والهازل‬ ‫العجفاء‪ ،‬وتجزئ الجماء التي ال قرن لها خلقا أو كسر قرن ال يدمي‪،‬‬ ‫ويمنع بيع شيء منها أو إعطاؤه للجزار ألنها خرجت هلل كما يمنع‬ ‫البل لها‪،‬و ما أصابه سبب الموت كالمنخنقة والموقودة والمتردية‬ ‫والنطيحة وما أكل السبع وكذا المريضة ‪ ،‬إذا أدركه وفيه حياة‬ ‫مستقرة فذكاه فهو حالل‪.‬‬ ‫و حديث شداد بن أوس يبين لنا وجوب اإلحسان مع الذبيحة‬ ‫حيث قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬إن اهلل كتب اإلحسان‬ ‫على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ‪ ،‬وإذا ذبحتم فأحسنوا‬ ‫الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته» أخرجه مسلم ‪.‬‬ ‫هنيئا للمسلمين بعيد األضحى وكل عام واألمة اإلسالمية‬ ‫بألف خير‪ .‬أطيب التهاني والتبريكات بحلول عيد األضحى‬ ‫المبارك‪،‬و نتمنى لهذه السنة أن تكون األمة اإلسالمية بخير‪.‬‬


‫الثالثاء ‪ 29‬غ�شت �إلى ‪� 04‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪904‬‬

‫مسارات ‪:‬‬

‫‪9‬‬

‫خالد مشبال‪...‬‬ ‫هل بعد الفراق لقاء؟!‪...‬‬

‫• مصطفى بديع السوسي‬

‫ـ قطعة الخبز المرة التي تنأى باإلنسان‬ ‫إلى مسافات شتى‬

‫األستاذ الذي‪! ...‬‬ ‫‪-‬‬

‫محمد �سدحي‬

‫‪sadhimed@gmail.com‬‬

‫من تكن أيها الذي ال يملك سوى بطاقة حب يتيمة للمدينة‬ ‫وكمشة أفكار وبضعة رؤوس أقالم وقليل من الـدم الساخـن‬ ‫في العـروق المبتلة‪ ،‬حتى تجرؤ على نعي األستاذ خالد‪ ..‬خالد‬ ‫الذكر‪ ،‬بتوصيف الوفي األعز حسن بيريش؟‬ ‫يا شبيهـي في مــرآة الدقة‪! ‬‬ ‫خالد مشبال وإلى جانبه أحد المحامين المعروفين بطنجة‪ ،‬ويظهر في الخلف بالجلباب المرحوم المسرحي الطيب العلج‬ ‫والفنان أحمد المزكلدي‬

‫رحم هّ‬ ‫الل الفقيد العزيز‬ ‫خالد مشبال‪.‬‬

‫أعرف أن الكثيرين سيكتبون‬ ‫عنه‪ ...‬ولكننـي ورغـم قلـة ما‬ ‫سأكتب إال أن معاشرتي مع خالد‬ ‫بدأت منذ سنوات طوال‪ ،‬منذ أن‬ ‫كان يسكن في الطابق األول من‬ ‫عمارة قرب دار اإلذاعة‪ ...‬وتحت‬ ‫العمارة كان بقـال معروف‪ ،‬قبل‬ ‫سنوات وكان أطفاله صغاراً كنت‬ ‫أعطي دروسا في ال ّلغـة العربية‬ ‫البنيه نعمان شافاه هّ‬ ‫الل وابنته‬ ‫فـرح‪ ،‬والزلـت أذكـر أن السيـدة‬ ‫الفاضلة أمينـة السوسي كانـت‬ ‫تأتي على عجل فتتجه إلى المطبخ‬ ‫يتوسط الصورة المرحوم اإلعالمي خالد مشبال وعلى يساره الراحل الممثل المقتدر‬ ‫األسهل‬ ‫مباشرة للقلي‪ ،‬فهو‬ ‫محمد حسن الجندي وعلى يمينه محمد قروق صاحب برنامج «ركن المفتي»‬ ‫بالنسبة للموظفين‪ ،‬ومرت األعوام‬ ‫وتالقيت من جديد مع خالد مشبال‬ ‫المسافة‪ ...‬وقطعة الخبز المرة التي تنأى باإلنسان إلى مسافات‬ ‫رحمه هّ‬ ‫الل في داره‪ ،‬كنا ثلة من األخوة‪ ،‬من االتحاد الوطني‬ ‫شتى‪ ...‬وفي جريدة طنجة عندما كنت مالزما في إدارتها‪ ...‬ولي‬ ‫للقوات الشعبية قبل أن يولد االتحاد االشتراكي‪ ،‬كنا نجتمع في‬ ‫مركز الحزب بالسوق الداخلي‪ ،‬وكان الصراع على أشده بين مكتب بها قبل أن تهزمني رياح الشركي العتية‪ ...‬وتطردني‬ ‫تيار خالد مشبال وتيار المحامي‪ ...‬وقتها انقطع خالد مشبال من إدارتها رغبات رعناء‪ ...‬التقيت به مراراً فتصافحنا‬ ‫عن الحضور إلى مقر الحزب وتشرذم الجمع فكنا نجتمع في وتذاكرنا‪ ...‬وتركنا الذكريات لفرصة أخرى‪ ،‬فالرجل كان مريضا‬ ‫داره‪ .‬ومراراً أبدينا له المساندة والدعم وتعرض خالد مشبال وباألحــرى يقــوى على السير‪ ...‬فودعته وداع الرجـــل الذي‬ ‫بعدها ألبشع صنوف التضييق والتجاهل حتى أنه حينا ال يكاد سيلقاه في مقتبل األيام‪ ...‬وصافحته وقبلته وبمعيته األلمعي‬ ‫يجد قوت يومه‪ ،‬هذه الفترة عشتها بكل جوارحي وأحاسيسي‪،‬‬ ‫وتوالت األيام وانقطعنا عن النضال السياسي بعد زيارتي لليبيا اإلعالمي محمد قروق صاحب برنامج «ركن المفتي» ولم أكن‬ ‫ضمن وفد الشبيبة العاملة‪ .‬سنة ‪ 1975‬شهر يوليوز بالضبط أدري أنه الوداع األخير وأنه ال لقاء بعد فراق‪ ...‬ورددت‬ ‫للمشاركة في المهرجان الثاني للشباب العربي‪ ،‬وسمعت نشيد المدرسة الذي كنا نردده عند عطلة الصيف‪ ،‬ومغادرة‬ ‫بعدها أنها فرجت‪ ،‬وأن خالد مشبال فتح مقهى‪ ،‬يسمى مقهى القسم‪:‬‬ ‫الموعد‪ ...‬وبعدها‪ ...‬وبعدها‪ ...‬إلى أن خلق مشروع كتاب‬ ‫ندى الرحيل بالفراق‪ ...‬هل بعده لقاء؟ وطبعاً ال لقاء إال في‬ ‫شراع وهي سلسلة كانت تقتبس روايات وقصص كبار الكتاب‬ ‫لتضمها سلسلة شراع التي لم يتعد ثمنها العشرة دراهم‪ ،‬األخرى‪ ...‬لخالد مشبال اإلعالمي الفذ أكثر من حكاية‪ ،‬وأكثر‬ ‫وهي خطوات جبارة تحسب للفقيد الذي ال يؤمن بتقاعد من مداخلة وأكثر من نشاط‪.‬‬ ‫وبيننا األيام تتــــرى‪ ...‬ورحم هّ‬ ‫الصحافي واألديب والذي ظل حامال للقلم‪ ...‬ومنتجا للمنتديات‬ ‫الل الفقيد العزيز اإلعالمي‬ ‫والملتقيات منذ كان وإلى أن أصبح في ذمة هّ‬ ‫الل‪...‬‬ ‫الفذ والمناضل األلد خالد مشبال‪ ،‬تقبل تحياتي أيها الفقيد‪....‬‬ ‫لم نختلــف‪ ...‬ولكن مرجعياتنـــا كانت مختلفة‪ ،‬وال أود تحيات صديق انطوى يوم ارتفعت‪ ...‬وانزوى يوم تجليت‪ ...‬وآثر‬ ‫الغوص في هذا الموضوع مادام أن خالد الكبير أصبح في ذمة‬ ‫السكينة والهدوء على ضجيج النفاق والمداهنة وكلنا إليها‪.‬‬ ‫هّ‬ ‫الل‪.‬‬ ‫كنــا أكثــر من أصدقــاء لوال بعد المشقة‪ ...‬وبعد‬

‫إنا هلل وإنا إليه راجعون‪.‬‬

‫الرجل نار موقدة على علم شامخ سامق يطاول السحاب في‬ ‫األعالي‪ ،‬تغار منه األقمار واألطيار‪ ،‬وتعطيه األدواح «تعظيم‬ ‫سالم»‪...‬‬ ‫وفر مفرداتك المنتقاة من بساتين الغير‪ ،‬واتلو صلوات‬ ‫الصمت أخير لك إن كنت تعلم أوال تعلم‪...‬‬ ‫وال تمعن‪ ،‬رحمك اهلل‪ ،‬في اجتراح أطراف الكالم من قاموس‬ ‫الموتى‪...‬‬ ‫إن الذي شقى وجرى وسهر وتحمل وصبر وثابر وبادر‬ ‫وأنجز وأبدع وبنى وتعلم َّ‬ ‫وعلم وأرسى وقعَّد وشيد ثم ذهب‪،‬‬ ‫لم يمت‪...‬‬ ‫ولم يستسلم للمحو‪...‬‬ ‫وهو بريء من نقصان فعل «كان»‪...‬‬ ‫وال يقبل في حقه‪( :‬كان رج ً‬ ‫ال وكان‪ .)...‬هو كائن ويكون ما‬ ‫دام الكون في عهدة بني االنسان‪...‬‬ ‫خالد مشبال‪ :‬األستاذ الذي‪..‬‬ ‫علمنا السحر‪ ..‬سحر صاحبة الصولجان‪.‬‬ ‫علمنا السير بثبات‪ ،‬على األرض الصلبة‪ ،‬وعلى الصراط‬ ‫المستقيم‪.‬‬ ‫علمنا كيف نزرع‪ ،‬وال نتعجل الحصاد‪ ،‬في مواسم الطفيليات‪.‬‬ ‫علمنا شجاعة القفز على الحواجز‪ ،‬على حد تعبير الزميلة‬ ‫العزيزة فاطمة اإلفريقي‪ ،‬ومراوغة الرقيب بمهارة تجعله يرى‬ ‫الخطوط الحمراء خضراء في عز الخريف‪.‬‬ ‫علمنا‪ ،‬في وكالة شراع وجريدة الشمال بالخصوص‪ ،‬كيف‬ ‫نلتزم بخط تحريري منفتح ومتحرر ومختلف‪.‬‬ ‫علمنا شروط الجودة‪ ،‬وعلمنا احترام ذكاء القارئ‪ ،‬وعلمنا‪...‬‬ ‫أفضال الرجل على الداعي لكم بالخير ال تعد‪ ..‬فيها‬ ‫الشخصي وفي الموضوعي‪...‬‬ ‫رحمة اهلل عليك أستاذنا الجليل خالد مشبال‪..‬‬ ‫وصادق العزاء لطيبة الذكر‪ ،‬رفيقة دربه‪ ،‬األستاذة أمينة‬ ‫السوسي‪ ،‬ولجميع األهل واألقارب واألصدقاء والزمالء‪...‬‬ ‫عزاؤنا في رحيله كبير‪.‬‬ ‫• نلتقي!‬


‫العدد ‪904‬‬

‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬غ�شت �إلى ‪� 04‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫الراحل خالد مشبال ‪..‬‬ ‫كاتم سر ومحرِّر بيانات «األمير الخطابي»‬

‫• عبد الإله املن�صوري‬

‫ورقة أخرى من أوراق الثقافة واإلعالم في‬ ‫المغرب والعالم العربي تسقط من شجرة هذا العالم‪،‬‬ ‫خالد مشبال‪ ،‬اإلعالمي الذي طالما ألهب خيالنا ونحن‬ ‫في بداية مرحلة الشباب‪ .‬أثارني صوته الجهوري‬ ‫بلكنة شمالية ال تخطئها أذن السامع‪ ،‬مطلع سنة‬ ‫‪ 1991‬حين كانت إذاعة طنجة تقدم تغطية شاملة‬ ‫للعدوان األمريكي األطلسي على بغداد الرشيد‪ ،‬حيث‬ ‫كان للراديو سحره الذي ال يقاوَم‪ ،‬كما أن الفضائيات‬ ‫حينها كانت قليلة إن لم تكن تُعَد على رؤوس‬ ‫األصابع‪.‬‬ ‫كم كان صوته الممزوج بتعاطف واضح مع‬ ‫العراق حينها مؤثرا‪ ،‬إذ بعد تعليقه على األحداث‬ ‫المتالحقة يُتبعها بأغنية فيروز «بغداد‪ ،‬الشعراء‬ ‫والصورُ‪ /‬ذهبُ الزمان وضَوْعُه العَطِر» التي كانت‬ ‫من كلمات وألحان األخوين الرحباني‪.‬‬ ‫وبعد فقرة أخرى يطلق العنان ألغنية أم كلثوم‬ ‫«بغداد يا قلعة األسود‪ ،‬يا كعبة المجد والخلود» التي‬ ‫كانت من تلحين رياض السنباطى‪ ،‬وكتب كلماتها‬ ‫الشاعر محمود حسن إسماعيل؛ لتتلوها في ما بعد‬ ‫أغنية «بغداد يا بلد الرشيد» للفنان المصري عبد‬ ‫الغني السيد التي يغني فيها قصيدة للشاعر العربي‬ ‫علي الجارم من ألحان رياض البندك في منتصف‬ ‫القرن الماضي‪ ...‬وهكذا كانت تمر ليالي العدوان‬ ‫بإذاعة طنجة بيضاء إال من التحليالت واألغاني‬ ‫الحماسية‪.‬‬ ‫لم يكن الراحل الكبير خالد مشبال مجرد إعالمي‬ ‫عادي‪ ،‬بل كان مدرسة في اإلعالم آمن بأهميته‬ ‫القصوى في معركة البناء الثقافي للشعب واألمة‪،‬‬ ‫فكانت تجربته في إذاعة طنجة التي تسلم إدارتها‬ ‫سنة ‪ 1984‬أكثر من متميزة؛ أداء ومضمونا وبرامج‬ ‫وتغطيات واهتمامات معاكسة للثقافة المخزنية التي‬ ‫بَنى عليها نظام الحسن الثاني منظومته اإلعالمية‪،‬‬ ‫التي كانت جزءا من أدواته في اإلخضاع والتسلط؛‬ ‫فكان حارسا أمينا على ثمرة من ثمار النضال الوطني‪،‬‬ ‫حيث ولدت إذاعة طنجة بح ّلة جديدة مع االستقالل‬ ‫وقلبها يتكلم العربية‪ ،‬ونبضها يحكم أفقه المغرب‬ ‫العربي الكبير‪..‬‬ ‫بعد إلغاء الحكومة الوطنية التي قادها الرئيس‬ ‫عبد اهلل إبراهيم لتراخيص مجموعة من اإلذاعات‬ ‫األجنبية التي كانت تشتغل في المغرب؛ ففتحت‬ ‫صدرها ألبناء الشعب الجزائري ليلهموا بعضهم‬ ‫البعض الحرية عبر األثير‪ ،‬إذ أنشئ قسم بإذاعة‬ ‫طنجة أطلق عليه «إذاعة الجزائر الحرة»‪ ،‬لفك الحصار‬ ‫عن أخبار الثورة الجزائرية‪ ،‬فكانت استوديوهات‬ ‫إذاعة طنجة منبرا لبث أخبارها وقراءة بياناتها‪،‬‬ ‫وتمجيد انتصاراتها‪ ،‬واإلعالن في المقابل عن هزائم‬ ‫المستعمر وخسائره‪..‬‬ ‫ثم أنشأت إذاعة طنجة قسما آخر أطلق عليه‬ ‫اسم «إذاعة موريتانيا وإفريقيا» اهتم ببث أخبار بالد‬ ‫شنقيط وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء ونقل نضالها‬ ‫من أجل الحرية واالستقالل‪ ،‬حيث أضحت بذلك‬ ‫إذاعة تبث برامجها بالعربية والحسانية‪ ،‬والوولوف‪،‬‬ ‫أيام كانت للمغرب استراتيجية إفريقية حقيقية وضع‬ ‫أسسها قادة التجربة الوطنية الوليدة‪ ،‬وفي مقدمتهم‬ ‫الشهيد المهدي بنبركة وعالل الفاسي وعبد اهلل‬ ‫إبراهيم ومحمد الفقيه البصري وغيرهم‪.‬‬ ‫رحلة األستاذ خالد مشبال في الحياة رواية تستحق‬ ‫أن تروى لألجيال؛ بدءا من تلك الرحلة الشاقة التي‬ ‫بدأها سنة ‪ 1952‬بعد نجاح ثورة الضباط األحرار في‬ ‫مصر وهو لم يتجاوز ‪ 15‬سنة قاصدا القاهرة‪ ،‬في رحلة‬ ‫أسطورية قادته‪ ،‬ورفيق دربه عبد القادر السباعي‪ ،‬من‬ ‫وادي ملوية حتى بحر اإلسكندرية‪ ،‬وهو الطفل الذي‬ ‫تلقى تعليمه األول على يد أساتذة «المعهد الحر»‬ ‫الذين كانوا من الطلبة الذين تابعوا دراستهم في‬ ‫«مدرسة النجاح» بمدينة نابلس بفلسطين في إطار‬ ‫الوفد الذي بعثه إلى نابلس أب الحركة الوطنية عبد‬ ‫السالم بنونة سنة ‪ ،1930‬حيث أسسوا المعهد بعد‬ ‫عودتهم إلى تطوان‪ ،‬تحت إدارة األستاذ عبد الخالق‬ ‫الطريس‪.‬‬ ‫نشأ خالد الطفل على بطوالت حرب الريف‬ ‫التحريرية ومعارك التصدي للمشروع الصهيوني‬ ‫في فلسطين‪ ،‬وآثار زيارات الكثير من الوفود العربية‬ ‫لتطوان‪ ،‬ومن ضمنها زيارة شكيب أرسالن‪ ،‬رمز‬ ‫التحرر العربي المعروف الذي كان أول من أطلق لقب‬ ‫«األمير» على الزعيم محمد عبد الكريم الخطابي‪،‬‬ ‫الشخصية التي تطلع الطفل خالد لمالقاتها والعيش‬ ‫في كنفها مهما كانت الصعوبات‪ ،‬وهو ما تم له‪،‬‬ ‫إذ سيصبح أحد أعضاء الديوان الصحافي للزعيم‬ ‫الخطابي بعد وصوله للقاهرة‪ ،‬ليكمل حلما بدأه‬ ‫صغيرا في مدينة تطوان حين أصدر مع الراحل محمد‬

‫العربي المساري سنة ‪ 1950‬مجلة «االعتصام»‬ ‫الخطية‪ ،‬وكانت لسان حال طلبة المعهد الرسمي‬ ‫بتطوان (المعروف حاليا بالقاضي عياض)‪.‬‬ ‫وبهذه المهمة عاش الشاب خالد مع األمير‬ ‫لحظات متنوعة‪ ،‬فيها ما هو مرح وما هو صعب‪ ،‬حيث‬ ‫سيكون أحد الذين حملوا أسرارا كثيرة عن األمير‬ ‫وتجربته السياسية واإلنسانية‪ ..‬وقد كان معه في‬ ‫الديوان اإلعالمي للزعيم الخطابي المناضل الراحل‬ ‫محمد الزفزافي الذي كان وجها من وجوه االتحاد‬ ‫الوطني للقوات الشعبية معروفا بتوجهه القومي‬ ‫الناصري ومقربا من الفقيه البصري‪ ،‬إذ ورد اسمه‬ ‫ضمن الئحة المناضلين االتحاديين الذين طلبت‬ ‫الشرطة القبض عليهم على هامش أحداث موالي‬ ‫بوعزة الشهيرة في المغرب في مارس ‪( 1973‬أي بعد‬ ‫وفاته بشهور‪ ،‬إذ كان قد قضى في حادثة سير أثارت‬ ‫الكثير من األسئلة‪ ،‬في غشت ‪ 1972‬وهو في طريقه‬ ‫للقصر الكبير لزيارة أصهاره‪ ..‬وقد تحدث ابن أخيه‬ ‫ناصر الزفزافي‪ ،‬قائد الحراك الشعبي في الحسيمة‪،‬‬ ‫أكثر من مرة عن أنه قضى في محاولة اغتيال)‪.‬‬ ‫يحكي الراحل خالد عن عالقة عائلته (مشبال)‬ ‫بعائلة الخطابي فيقول إنها تعود إلى حرب الريف‬ ‫(‪ ،)1926 - 1921‬حيث كان أفراد عائلته «منخرطين‬ ‫في معارك الخطابي ضد اإلسبان في منطقته غمارة‪،‬‬ ‫ومنهم والده الذي كان وهو فتى صغير يشتغل مع‬ ‫تقني سالح جيء به من الريف إلى غمارة إلصالح‬ ‫وصيانة وصناعة بعض األسلحة‪ .‬كما كان بعض‬ ‫أفراد عائلته مساهمين إلى جانب األمير في اإلدارة‬ ‫السياسية للثورة‪ ،‬ذلك أن قاضي ثورة الريف لم يكن‬ ‫سوى أحد أفراد العائلة‪ ،‬هو محمد مشبال الذي كان‬ ‫في مركز القيادة إلى جانب محمد بن عبد الكريم‬ ‫الخطابي في أجدير؛ كما أن شاعر ثورة الريف كان هو‬ ‫عبد الرحمان مشبال»‪.‬‬ ‫وبسبب مساهمته في صياغة وتحرير البيانات‬ ‫التي كان يصدرها القائد محمد عبد الكريم الخطابي‬ ‫تعرض لالعتقال والتعذيب في فرنسا‪ ،‬حيث سأله‬ ‫المحققون عن المقاالت التي كان يكتب والبيانات‬ ‫التي ينشر‪ ،‬مثلما سألوه عن المعسكر الذي أقامه‬ ‫عدد من الضباط المغاربة خريجي الكلية العسكرية‬ ‫في بغداد‪ ،‬وعلى رأسهم الراحل الهاشمي الطود‪،‬‬ ‫بإشراف مباشر من األمير الخطابي في «منشية‬ ‫البكري» لفائدة الطلبة المنحدرين من منطقة‬ ‫المغرب العربي الكبير‪.‬‬ ‫كما شمل التحقيق العنيف أيضا استفساره عن‬ ‫خبر كان قد قام بتعميمه أثناء العدوان الثالثي على‬ ‫مصر (في أكتوبر ‪ )1956‬على عدد من الجرائد‪ ،‬يفيد‬ ‫بأن فرنسا كانت تخطط لضرب إقامة األمير الخطابي‬ ‫في القاهرة‪ ،‬من جملة األهداف التي خططت لقصفها‪.‬‬ ‫وقد بلغ هذا األمر إلى االستخبارات المصرية التي‬ ‫حذرت األمير من ذلك‪ ،‬فاضطر للتنقل لإلقامة ما بين‬ ‫بيت أخيه امحمد وعمه عبد السالم‪.‬‬ ‫وهذا األمر تحدثت عنه الصحافة المصرية بعد‬ ‫انتهاء العدوان الثالثي بتفصيل‪ ،‬حيث كانت العملية‬ ‫المنتظرة بسبب رفضه عرضا للسلطات االستعمارية‬ ‫الفرنسية‪ ،‬في شخص السفير المصري في القاهرة‪،‬‬ ‫لتولي رئاسة الجمهورية في المغرب عقب نقل محمد‬ ‫الخامس سنة ‪ 1953‬إلى مدغشقر‪.‬‬

‫وهي المناسبة التي حكى عنها مشبال تفاصيل‬ ‫مثيرة من قبيل أن الطلبة المغاربة تطوعوا ضمن‬ ‫الوحدات العسكرية في منطقة العجوزة التي كان‬ ‫يوجد بها «بيت المغرب»‪ ،‬حيث ارتدوا الزي العسكري‬ ‫وحملوا السالح بعد الخضوع لتدريبات سريعة من‬ ‫طرف ضباط هناك‪ ،‬وكانت مهمتهم حراسة عدد من‬ ‫المؤسسات‪.‬‬ ‫وقد كان مشبال من قبل ضمن المجموعة التي‬ ‫دربها العقيد الهاشمي الطود في مصر سنة ‪،1954‬‬ ‫أي قبل سنتين من العدوان الثالثي‪ ،‬عندما انخرط‬ ‫في الكتيبة ‪( 13‬الكتيبة التي كان ينتمي إليها أغلب‬ ‫الضباط األحرار خالل المرحلة الملكية) بعد أن كلف‬ ‫األمير الخطابي الضابط المغربي الهاشمي الطود‬ ‫(العائد حينها من العراق) بجمع عدد من الطلبة‬ ‫من المغرب والجزائر وتونس وإخضاعهم لدورة‬ ‫تدريبية عسكرية على حرب المقاومة الشعبية (حرب‬ ‫العصابات)‪.‬‬ ‫كان الخطابي يراهن حينها على تأسيس جيش‬ ‫تحرير مغاربي يقاتل من أجل استقالل البلدان الثالثة‬ ‫وتوحيدها‪ .‬في هذه الكتيبة‪ ،‬كان مع رفيق رحلته إلى‬ ‫مصر مشيا على األقدام عبد القادر السباعي‪ ،‬ضمن‬ ‫حوالي ‪ 90‬طالبا متطوعا من األقطار المغاربية‪.‬‬ ‫وقبل اشتغاله في الصحافة المصرية محررا‬ ‫لشؤون شمال إفريقيا وفي الديوان الصحافي لألمير‬ ‫الخطابي‪ ،‬كان أيضا العبا لكرة القدم ضمن إحدى‬ ‫فرق الدرجة األولى في القاهرة‪ ،‬كما كوَّن فريقا داخل‬ ‫بيت المغرب‪ ،‬كان أبرز العبيه (إضافة إليه حيث كان‬ ‫يلعب في فريق الترسانة)‪ ،‬عبد القادر السباعي (الذي‬ ‫كان يلعب في صفوف فريق األهلي المصري)‪ ،‬محمد‬ ‫برادة (الروائي والناقد المعروف)‪.‬‬ ‫وكان العبا ممتازا ومراوغا خطيرا‪ ،‬وكان الطيب‬ ‫اكحل لعيون (المقرئ الشهير) حارسا لمرمى الفريق‪،‬‬ ‫وعبد الكريم السمار (سفير المغرب السابق في‬ ‫الرياض)‪ ،‬ومحمد المزكلدي (المغني المعروف)‪،‬‬ ‫إضافة إلى األستاذ محمد شهبون (الذي تتلمذ على‬ ‫يديه في الشاون المئات من الشباب‪ ،‬من أشهرهم‬ ‫نائب قائد القوات الجوية المُ َقدَّم محمد أمقران‬ ‫والرائد الوافي اكويرة)‪ ،‬وأيضا رجل القانون االتحادي‬ ‫عبد القادر باينة‪( ،‬رئيس الفريق االشتراكي سابقا في‬ ‫مجلس النواب)‪ ،‬وآخرون‪.‬‬ ‫تحدث مشبال عن أذواق الزعيم الخطابي الفنية‪،‬‬ ‫وأشار إلى أن من بين األغاني التي كان يستشهد‬ ‫بها األمير باستمرار‪ ،‬خالل حديثه عن القضية‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬أغنية محمد عبد الوهاب‪« :‬أخي جاوز‬ ‫الظالمون المدى‪ ..‬فحقّ الجهاد وحق الفِدا»‪ ،‬والتي‬ ‫كتب كلماتها الشاعر محمود طه؛ كما كان يطرب‬ ‫لسماع أغاني أم كلثوم؛ مثلما حكى عن مواقفه‬ ‫اإلنسانية في اللحظات المختلفة‪.‬‬ ‫عاد إلى المغرب سنة ‪ 1958‬وهو كله حماس‬ ‫للمساهمة في بناء مغرب االستقالل‪ ،‬فكان من‬ ‫المؤسسين ألول نقابة للصحافيين في المغرب إلى‬ ‫جانب محمد حسن الجندي‪ ،‬محمد العربي المساري‪،‬‬ ‫محمد الخضر الريسوني ومحمد الكواكبي‪ ..‬لكن‬ ‫حلمه هذا اصطدم بإرادة مضادة للحفاظ على‬ ‫استمرارية البنية االستعمارية عن طريق القوة‬ ‫الثالثة التي ضمنت اتفاقية إيكس‪-‬ليبان المشؤومة‬

‫مصالحها في المغرب‪ ،‬ليحمل همّ االنخراط في‬ ‫مشروع االتحاد الوطني للقوات الشعبية مناضال‬ ‫وصحافيا أنشأ العديد من المؤسسات‪ ،‬من أشهرها‬ ‫مطلع الستينات من القرن الماضي مجلة «الموقف»‬ ‫الشهرية التي كان يتلقى دعما من أجلها من طرف‬ ‫الشهيد عمر بن جلون والزعيم الفقيه البصري رغم‬ ‫أنهما كانا حينها معتقلين في السجن بتهمة مفبركة‬ ‫تحمل عنوان «المؤامرة ضد الملك» (من نهاية‬ ‫‪ 1963‬إلى بداية ‪..)1965‬‬ ‫وكانت مساهمة عمر بن جلون‪ ،‬سواء الفكرية أو‬ ‫المالية مع المجلة‪ ،‬وهو رهن االعتقال؛ إذ كان يبعث‬ ‫إلى المجلة بكتاباته ومساهماته المالية من داخل‬ ‫السجن‪ ،‬تماما مثلما كان يفعل رفيقه الفقيه البصري‪.‬‬ ‫وذلك بعد طرده من إذاعة طنجة سنة ‪ 1962‬بسبب‬ ‫انتمائه إلى االتحاد الوطني للقوات الشعبية‪ ،‬والتي‬ ‫انتقل إليها بعد تجربة متميزة قضاها في اإلذاعة‬ ‫الوطنية‪ ،‬انطالقا من سنة ‪ 1959‬إلى جانب مديرها‬ ‫الراحل المهدي المنجرة‪ ،‬قبل العودة إلى الرباط‬ ‫سنة ‪ 1967‬لشغل منصب المحافظ العام للتلفزة‬ ‫المغربية‪.‬‬ ‫أنتمي إلى جيل تتلمذ على يديه إعالميا عبر األثير‬ ‫في إذاعة طنجة التي شكلت مالذا ألجيال مختلفة من‬ ‫المغاربة الهاربين من بؤر التحكم السلطوي التي‬ ‫أصبحت تجسدها وسائل اإلعالم المغربية حينها‪،‬‬ ‫بعد أن أصبحت جزءا من إمبراطورية وزير الداخلية‬ ‫المغربي إدريس البصري‪ ،‬فكانت منارة لالنفتاح‬ ‫ومنبرا للثقافة وااللتزام بقضايا الشعب ومشاكله‬ ‫الحقيقية‪ .‬مثلما استفادت أجيال من مشروعه‬ ‫الثقافي الكبير (سلسلة شراع) الذي كان يتطلع إلى‬ ‫نشر المعرفة للجميع مساهمة منه في بناء مجتمع‬ ‫متصالح مع القراءة والفعل الثقافي‪.‬‬ ‫زرته مرة في مكتبه في طنجة الذي كان يصدر‬ ‫منه سلسلة «شراع» وجريدة «الشمال» التي كانت‬ ‫أول تعبير حقيقي عن ظاهرة اإلعالم الجهوي في‬ ‫المغرب‪ ،‬وتحدث معي طويال عن أحالم مشروعه‬ ‫التنويري‪ ،‬وعن مآسي المثقف واإلعالمي الملتزم الذي‬ ‫ال يمكن أن ينتهي إال مأزوما ماديا وغارقا في الديون‪،‬‬ ‫أو يعيش مهموما ينتظر نهايته في أي لحظة ما دام‬ ‫قلبه ال يتحمل ظلم دولة آخر همّها االلتفات إلى‬ ‫الثقافة والمعرفة واإلعالم الحامل لهموم المجتمع‪.‬‬ ‫ولوال أن هذا الحمل الثقيل كان له فيه سند‬ ‫هو رفيقة دربه أمينة السوسي‪ ،‬كما أكد لي ذلك‪،‬‬ ‫لكان الوضع مختلفا تماما‪ .‬وهي هموم حملها دون‬ ‫انتظار اعتراف أو تكريم من أحد‪ ،‬حتى ولو جاء ذلك‬ ‫متأخرا حين فاز سنة ‪ 2004‬بالجائزة الوطنية الكبرى‬ ‫للصحافة‪.‬‬ ‫رحم اهلل األستاذ خالد مشبال وأسكنه فسيح‬ ‫جنانه‪ .‬لعائلته الصغيرة وفي مقدمتها زوجه السيدة‬ ‫أمينة السوسي‪ ،‬وألبنائه نعمان‪ ،‬فرح‪ ،‬تيسير وأيمن‪،‬‬ ‫كما ألسرته اإلعالمية الكبيرة خالص العزاء‪ .‬فخسارة‬ ‫المغرب والعالم العربي في رحيله كبيرة‪ ،‬لقد كان‬ ‫عميدا للصحافة المغربية ورائدا من روادها‪.‬‬

‫هي�سربي�س‬

‫األربعاء ‪ 23‬غشت ‪2017‬‬


‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬غ�شت �إلى ‪� 04‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪904‬‬

‫صحافة الزيف واإلثارة والبهتان ‪:‬‬

‫«وثائق سرية أشعلت حرباً استخباراتية مع إسبانيا»‬ ‫نموذجـاً (‪)2/2‬‬ ‫‪ ‬الملفت للنظر أن المدير المذكور انتقى وفق مرماه‬ ‫وبطريقته التورية الخاصة‪ ،‬في موجز عموده ما ورد ببيان‬ ‫الحقيقة لعائلة ابن عزوز حكيم‪ ،‬كوضعه بين مزدوجتين‪:‬‬ ‫«وطنيته الصادقة ال تسمح له ب��ذل��ك»[‪ ،]18‬وتعقيبه‪:‬‬ ‫«مستبعدة (أي العائلة نفسها) وجود صراع بين االستخبارات‬ ‫اإلسبانية ونظيرتها المغربية حول المستندات»[‪ .]19‬علما‬ ‫أن العائلة تفند جملة وتفصيال ما ورد بمقال خالد العطاوي‪،‬‬ ‫أي أنها أكثر مما تستبعد تفند‪ ،‬وليس األم��ر يتعلق‬ ‫باستبعادها فقط وجود الصراع المذكور حسب ما رواه‬ ‫المدير‪ ،‬أما إذا كان هذا األخير يخلط وال يفرق بين التفنيد‬ ‫واالستبعاد فمشكلته خاصة مع فهمه وإدراكه ومعرفته‪ .‬‬ ‫لقد ك��ان على المدير حين تعذر عليه كتابة بيان‬ ‫الحقيقة في األمر‪ ،‬أن يكتفي على األقل‪ ‬بنشر بيان الحقيقة‬ ‫الذي أرسلته إليه عائلة المرحوم ابن عزوز حكيم وفق ما‬ ‫ورد بنصه الكامل‪ ،‬حتى ال يفوت على المتلقين حقهم في‬ ‫معرفة رد عائلة الفقيد الوريثة الشرعية الوحيدة لما خلفه‬ ‫الفقيد‪ ،‬وكذا حقها في إيصال ردها إلى الرأي العام‪ .‬كل هذا‬ ‫التجاوز والتفويت والتحوير والتصرف في رد المدير‪ ،‬يفضي‬ ‫بنا إلى طلب بيان حقيقة ثان فيما أورده المدير نفسه‪.‬‬ ‫‪ ‬إن تصرف المدير المخل في إي��راد ما ينص عليه‬ ‫بيان حقيقة العائلة في موضوع المقال المنشور‪ ،‬والحيز‬ ‫الهامشي الضيق ال��ذي خص به ما يحلو له من نص‬ ‫البيان‪ ،‬وعنونته بإسم «الحكيم»‪ ،‬ساهم بشكل كبير في‬ ‫عدم اضطالع الصحف اإلعالمية على حقيقة أخبار المقال‬ ‫المذكور‪ ،‬وبالتالي أوقع كل منابرها الصحفية التي روت هذه‬ ‫األخبار‪ ،‬في جرم الجرم وفخ النقل الحرفي لنصوص أخباره‬ ‫الكاذبة دونما فحص وتحقيق واختبار‪ ،‬إلى حد أن جل هذه‬ ‫المنابر اإلعالمية[‪ ]20‬عزت األخبار المنقولة عن الصباح‬ ‫إلى جريدة األيام التي بدورها نقلتها عن صحيفة الصباح‬ ‫دون اإلحالة على اسم منبرها‪ ،‬مكتفية بوصفها ب‪ :‬مصادر‬ ‫مطلعة ومصادر مقربة[‪ ،]21‬بمعنى أنها سقطت في عنعنة‬ ‫النقل األعمى‪ ،‬وآفة النحل على حد سواء‪ ،‬بينما اكتفت بعض‬ ‫المواقع اإلعالمية التي روت األخبار المذكورة بتسمية مظان‬ ‫نقلها بالمصادر «المطلعة» و»المقربة»[‪ ]22‬دون اإلحالة‬ ‫على جريدة األيام أو الصباح‪ ،!!! ‬فيما ألفينا النزر اليسير من‬ ‫هذه المواقع يعزو هذه األخبار لمصدر نشرها األول وهو‬ ‫جريدة الصباح‪ ،‬ناسخا روايتها بقضها وقضيضها[‪!!! ]23‬‬ ‫مقابل هذا نجد المنبر اإلعالمي اإللكتروني‪« :‬أش طاري‬ ‫‪ »24‬ينشر من المقال ‪ ‬المذكور عنوانه وفقرته األولى‬ ‫المكونة من ثالثة أسطر بتاريخ ‪ 16‬أبريل ‪ ،2017‬عازيا‬ ‫مرجع الخبر وصاحب المقال إلى موقعه‪!!!]Htari 24 [24 :‬‬ ‫كل هذا وذاك يعد خرقا ومخالفة يعاقب عليهما التشريع‬

‫الخاص بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪ ،‬حسبما تنص‬ ‫عليه المادة ‪ 40‬من قانون الصحافة والنشر كما يلي‪:‬‬ ‫يتعــرض كل من قـام باالستنساخ الكلـي أو الجزئي‬ ‫لمواد إعالمية إلكترونية أصليـة دون ترخيــص مسبـــق‬ ‫من صاحب الحق‪ ،‬للجزاءات المنصوص عليها في التشريع‬ ‫المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪ .‬يستثنى من‬ ‫هذه الجزاءات االستنســاخ لغاية االستشهاد واالستعمال‬ ‫غير التجاري في مجال التعليم‪ ،‬وكل شكل من االستشهاد‬ ‫المسند ألصله والجاري به العمل حسب تقنيات وأخالقية‬ ‫مهنة الصحافة»[‪.]25‬‬ ‫الملفت للنظر أيضا أن رواي��ة صحيفة األي��ام للخبر‬ ‫المذكور التي انتقلت إلى أغلب المنابر اإلعالمية كالنار في‬ ‫الهشيم‪ ،‬وردت في نسختها الورقية دون إحالة إلى كاتبها‬ ‫ومصدرها[‪ ،]26‬بينما نشرت في نسختها اإللكترونية[‪]27‬‬ ‫منسوبة إلى كاتبها عادل الكرموسي‪ ،‬عضو هيئة تحرير‬ ‫جريدة األيام‪ ،‬دون إثبات مصدر الخبر الذي نعته ‪ ‬الكاتب‬ ‫في النسختين بالمصادر «المطلعة» و»المقربة» كما أشرت‬ ‫إلى ذلك سابقا !!!‬ ‫وهكذا تناسل الخرق واالنتهاك ألخالقيات مهنة‬ ‫الصحافة بصفة خاصة‪ ،‬ومدونة الصحافة والنشر بصفة‬ ‫عامة‪ ،‬بحيث سقطت الصحافة التي تناقلت الخبر سواء‬ ‫من نسخته األولى عن جريدة الصباح[‪ ،]28‬أو الثانية عن‬ ‫صحيفة األي��ام[‪ ،]29‬في متوالية الجور والتمويه‪ ،‬واإلفك‬ ‫والتضليل‪.‬‬ ‫لقد خالف مدير جريدة الصباح الواجبات والشروط‬ ‫المهنية التي ينبغي عليه االلتزام بها في عمله الصحفي‪،‬‬ ‫سواء قبل وقوع هذا الحدث المشين أو بعده؛ إذ تبين‬ ‫من خالل نشر المقال المذكور لكاتبه خالد العطاوي في‬ ‫جريدته‪ ،‬عدم التزامه على سبيل المثال بالمادة ‪ 17‬من‬ ‫قانون الصحافة والنشر التي تنص على مايلي‪:‬‬ ‫يسهر مدير النشر على ضمان تقيـــد الصحافيات‬ ‫والصحافيين العاملين بالمؤسسة باألحكام التشريعيـــة‬ ‫والتنظيمية المتعلقة بممارسة مهنة الصحافة‪.‬‬ ‫ويتحقق كذلك‪ ،‬قبل النشر‪ ،‬من األخبار أو التعاليق أو‬ ‫الصور أو كل شكل يحمل أو يدعم محتوى إعالمها‪ ،‬ومن‬ ‫هوية محرري المقاالت الموقعة بأسماء مستعارة قبل‬ ‫نشرها‪ ]30[»...‬كما تجاهل مدير النشر ما يتعين عليه‬ ‫فعله بعد صدور المقال في جريدته الصباح‪ ،‬بحكم قانون‬ ‫الصحافة والنشر نفسه‪ ،‬وذلك بإدراج التصحيح الموجه إليه‬ ‫وردود كل شخص ذاتي واعتباري في صحيفته‪ ،‬حسب‬ ‫ما تنص عليه المادة ‪ 115‬من القانون المذكور في بابه‬ ‫الثالث الخاص بحق التصحيح والرد‪ ،‬كما يلي‪:‬‬

‫• د‪ .‬محمد عزيز البازي‬

‫«يتعين على مدير النشر أن يدرج في العدد الموالي‬ ‫للمطبوع ال���دوري أو ف��ي اإلص���دار الموالي للصحيفة‬ ‫اإللكترونية ‪ ‬التصحيح الموجه إليه من طرف أحد رجال أو‬ ‫األجهزة المسندة إليها مباشرة السلطة العمومية بشأن‬ ‫أعمال تتعلق بوظيفتها يكون المطبوع الدوري أو الصحيفة‬ ‫اإللكترونية قد تحدثت عنها بشكل غير صحيح وذلك في‬ ‫نفس الصفحة التي نشر فيها ما استوجب الرد في المطبوع‬ ‫الدوري أو في نفس المكان الذي استوجب الرد في الصحيفة‬ ‫اإللكترونية مع احترام نفس حجم الحروف ونفس حجم‬ ‫المساحة التي استعملت في النشر موضوع الخالف»[‪.]31‬‬ ‫‪ ‬وكذا في المادتين التاليتين ‪ 116‬و‪ 117‬من الباب‬ ‫نفسه‪:‬‬ ‫« يتعين على مدير النشر أن يدرج ردود كل شخص‬ ‫ذاتي أو اعتباري ذكر اسمه أو أشير إليه في المطبوع داخل‬ ‫الثالثة أيام الموالية لليوم الذي توصل فيه بطلب الرد أو‬ ‫في العدد الموالي أو اليوم الموالي للبث اإللكتروني إذا لم‬ ‫يتم نشر أي عدد قبل انصرام األجل المذكور»[‪.]32‬‬ ‫«يجب أن يقع إدراج هذه الردود والتصحيحات مجانا‬ ‫في نفس الصفحة وفي نفس المكان من الصفحة وبنفس‬ ‫الحروف التي نشر فيها المقال المثير للرد أو التصحيح وفي‬ ‫نفس المساحة التي نشرت فيها المادة اإلعالمية المثيرة‬ ‫للرد أو التصحيح‪.‬‬ ‫ال يجوز طول الرد ضعف كلمات المقال األصلي وإذا‬ ‫تجاوزه فيجب أداء قيمة النشر عن الزيادة فقط‪ ،‬على أن‬ ‫يحسب بسعر اإلعالنات القانونية والقضائية واإلدارية مع‬ ‫مراعاة مضمون المقال المثير للرد»[‪.]33‬‬ ‫إن مخالفة مقتضيات ما ورد في المادتين المذكورتين‬ ‫‪ 115‬و‪ 116‬بصفة خاصة‪ ،‬يعاقب عليها قانون الصحافة‬ ‫والنشر في مادته ‪ 119‬التي تنص على ما يلي‪:‬‬ ‫«في حالة مخالفة مقتضيات المادتين ‪ 115‬و‪116‬‬ ‫أع�لاه يعاقب بغرامة قدرها ‪ 3000‬دره��م بالنسبة لكل‬ ‫عدد لم تنشر فيه التصحيحات أو ال��ردود‪ ،‬بصرف النظر‬ ‫عن العقوبات األخرى والتعويضات التي يمكن الحكم بها‬ ‫لفائدة المتضرر»[‪.]34‬‬ ‫كل هذا صورة حية‪ ،‬عميقة الداللة‪ ،‬دامغة البرهان‬ ‫على ما آل��ت إليه صحافتنا‪ ،‬وغيض من فيض أزماتها‬ ‫وخروقاتها التي تعزز نتائج التقارير الدولية والقارية حول‬ ‫المواقع المتأخرة التي تحتلها هذه الصحافة في تصنيفاتها‬ ‫المتعددة‪ .‬‬

‫(انتهى)‬

‫الهوامش ‪:‬‬ ‫[‪ ]18‬جريدة الصباح‪« ،‬حكيم»‪ ،‬في عمود‪ :‬أخبار الصباح‪ ،‬عدد ‪ ،)20/04/2017( 5287‬ص ‪.1‬‬ ‫[‪ ]19‬المرجع نفسه‪.‬‬ ‫[‪ ]20‬دليل الريف‪« ،‬األيام‪ :‬المخابرات المغربية تضع يدها على وثائق سرية من حرب الريف»‪ ،‬دليل الريف (‪ ،)23/04/2017‬في‪ http://dalil-rif.com/mobile/permalink/16414.html :‬؛ مغرس‪« ،‬المخابرات المغربية تضع يدها على وثائق سرية من حرب‬ ‫الريف»‪ ،‬مغرس (‪ ،)23/04/2017‬في‪ http://www.magrhress.com/dalilrif/26414 :‬؛ بوابة نون‪« ،‬المخابرات المغربية تضع يدها على وثائق هامة ستحدث زلزاال سياسيا بالمغرب وإسبانيا»‪ ،)Noon Press (24/04/2017 ،‬في‪http://www. :‬‬ ‫‪ noonpresse.com‬؛‪« ، Maroc News‬المخابرات المغربية تضع يدها على وثائق ستحدث زلزاال سياسيا في المغرب وإسبانيا»‪ ،)Maroc News، (22/04/2017 ،‬في‪ https://www.youtube.com/watch?v=VYSZmkXuJBY :‬؛ هيسبريس‪« ،‬رصيف‬ ‫الصحافة‪ :‬المخابرات المغربية تضع يدها على وثائق حرب الريف»‪ ،‬هيسبريس (‪ ،)22/04/2017‬في‪ http://www.hespress.com/medias/347493.html?print :‬؛ ماروك بلوس‪« ،‬المخابرات تحصل على وثائق سرية تضم تفاصيل خطيرة حول حرب‬ ‫الريف»‪ ،)Maroc plus (04/24/2017 ،‬في‪ http://www.marocplus.info :‬؛ ماروك بريس‪« ،‬رصيف الصحافة‪ :‬المخابرات المغربية تضع يدها على وثائق حرب الريف»‪ ،)Maroc Press (22/04/2017 ،‬في‪http://www.marocpress.com/hespress/ :‬‬ ‫‪ /article-746846.html/print‬؛ ‪« ،Africa News Hub‬رصيف الصحافة‪ :‬المخابرات المغربية تضع يدها على وثائق حرب الريف»‪ ،)Africa News Hub (22/04/2017 ،‬في‪ ، https://www.africanewshub.com/news/6668442:‬نقال عن ‪Maroc‬‬ ‫‪Press‬؛ الداخلة ‪« ،24‬المخابرات تحصل على وثائق سرية تضم تفاصيل حرب الريف وأسماء شخصيات مغربية كانت تتعامل سرا مع االحتالل»‪ ،)dakhla24 (23/04/2017 ،‬في‪ http://www.dakhla24.com/news20141.html :‬؛ شنو طرا‪« ،‬المخابرات‬ ‫المغربية تضع يدها على وثائق حرب الريف كشفها من شأنه أن يحدث زلزاال سياسيا»‪ ،)chnotra (22/04/2017 ،‬في‪ http://chnotra.com/2014-11-16-21-34-1922214/item/48610-2017-04-22-23-03-00?tmpl=component&print=1 :‬؛‬ ‫‪« ،MN Tv‬عاجل | المخابرات المغربية تضع يدها على وثائق هامة ستحدث زلزاال سياسيا بالمغرب وإسبانيا»‪ ،)MN Tv، (24/04/2017 ،‬في‪ https://www.youtube.com/watch?v=--7AaTtHFoo :‬؛ ‪« ،FreeRif‬صحيفة األيام‪ :‬المخابرات المغربية تحصل‬ ‫على وثائق سرية خطيرة عن حرب الريف»‪ ،)FreeRif، (22/04/2017 ،‬في‪ http://www.freerif.com/?p=64132 :‬؛ بريسهيس‪« ،‬رصيف الصحافة‪ :‬المخابرات المغربية تضع يدها على وثائق حرب الريف»‪ ،)Presshes (22/04/2017 ،‬في‪http://www. :‬‬ ‫‪ presshes.com/articles/8186‬؛ ناظورينو‪« ،‬مثير‪ ..‬المخابرات المغربية تضع يدها على وثائق «حرب الريف» تضم أسماء مغربية تعاونت مع االحتالل اإلسباني»‪ ،)Nadorino (22/04/2017 ،‬في‪ http://nadorino.com :‬؛ إنصاف بريس‪« ،‬المخابرات‬ ‫تحصل على وثائق سرية تضم تفاصيل حرب الريف وأسماء شخصيات مغربية كانت تتعامل سرا مع االحتالل اإلسباني»‪ ،)Insaf Press (23/04/2017 ،‬في‪ http://insafpress.com :‬؛ جهة بريس‪« ،‬المخابرات المغربية تضع يدها على وثائق سرية من‬ ‫حرب الريف»‪ ،)Jiha Press، (23/04/2017 ،‬في‪ http://www.jihapress.com :‬؛ زطينا دونلواد‪« ،‬عاجل| المخابرات المغربية تضع يدها على وثائق هامة ستحدث‪ ‬زلزاال‪ ‬سياسيا بين المغرب وإسبانيا»‪ ،)Ztena.ga (24/04/2017 ،‬في‪http://ztena. :‬‬ ‫‪ %/ga/2017/04‬؛ مون طوب‪ « ،‬المخابرات المغربية تضع يدها على وثائق هامة ستحدث زلزاال‪ ‬سياسيا بين المغرب وإسبانيا»‪ ،)Mon Top(24/04/2017 ،‬في‪ http://montop.tk/mt/2017/04/ddm2uzVASGG/mt :‬؛ ريف إكسبريس‪ « ،‬المخابرات‬ ‫المغربية تضع يدها على وثائق هامة ستحدث‪ ‬زلزاال‪ ‬سياسيا بين المغرب وإسبانيا»‪ ،)Rif Express (24/04/2017 ،‬في‪ http://www.rifexpress.com :‬؛ فاس نيوز‪« ،‬وثائق سرية تظهر للعيان بخصوص الريف «‪ ،)Fes News (23/04/2017 ،‬في‪:‬‬ ‫‪http://www.fesnews.net‬‬ ‫[‪ ]21‬األيام‪« ،‬المخابرات تحصل على وثائق سرية من إسبانيا تضم تفاصيل حرب الريف»‪ ،‬األيام‪ ،‬عدد ‪ ،)20-26/04/2017( 755‬ص ‪.2‬‬ ‫[‪ ]22‬عادل الكرموسي‪« ،‬المخابرات تحصل على وثائق سرية من إسبانيا تضم تفاصيل حرب الريف»‪ ،‬األيام ‪ ،)20/04/2017( ،24‬في‪ http://www.alayam24.com/articles-37490.html :‬؛ المقال نفسه نقلته كنال تطوان (القناة األولى لألخبار بوالية تطوان)‬ ‫بالتاريخ نفسه في موقعها ‪ /http://canaltetouan.com/archives/60677/print :‬؛ ويكيليكس الفحص أنجرة‪« ،‬المخابرات المغربية حصلت على وثائق سرية من إسبانيا»‪ ،)Wikileaks fahs anjra (23/04/2017 ،‬في‪https://fahs2njra.blogs� :‬‬ ‫‪ pot.com/2017/04/blog-post_23.html‬؛ ‪ ‬الشمال بريس‪« ،‬المخابرات تحصل على وثائق سرية تضم تفاصيل حرب الريف»‪ ،)Achamal Press (23/04/2017 ،‬في‪ http://www.achamalpress.com/archives/123068 :‬؛ كواليس بريس‪،‬‬ ‫«المخابرات المغربية تضع يدها على وثائق حرب الريف»‪ ،)Kawaliss Press (23/04/2017 ،‬في‪ http://kawalisspress.com/khabar28163.html :‬؛ بني أنصار سيتي‪« ،‬وثائق سرية تشعل حربا استخباراتية بين المغرب وأسبانيا‪ :‬بسبب شخصيات‬ ‫مغربية تعاونت مع االحتالل خالل حرب الريف»‪( Bniansar City ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬في‪.http://www.bninsarcity.net :‬‬ ‫[‪ ]23‬أخبار الريف‪« ،‬وثائق سرية حول حرب الريف أشعلت حربا استخباراتية مع إسبانيا»‪ ،‬أخبار الريف (‪ ،)17/04/2017‬في‪ http://akhbar-rif.com/permalink/10979.html :‬؛ ‪ ‬ديريكت‪.‬ما‪« ،‬رصيف الصحافة‪ :‬المخابرات المغربية تضع يدها على وثائق‬ ‫حرب الريف»‪ ،)Direct.ma، (22/04/2017 ،‬في‪ http://ar.direct.ma/18726 :‬؛ لوك‪.‬ما‪ « ،‬المخابرات المغربية تضع يدها على وثائق حرب الريف»‪ ،)log.ma (22/04/2017 ،‬في‪ https://log.ma/post/561348 :‬؛ العرائش نيوز‪« ،‬وثائق سرية لمؤرخ‬ ‫مغربي أشعلت حربا استخباراتية بين المغرب وإسبانيا»‪ ،)Larach News (17/04/2017 ،‬في‪ http://www.larachnews.com/news21247.html :‬؛ المقال نفسه أورده المنبر اإلعالمي‪ :‬جديد األخبار ب العرائش نيوز الجريدة اإللكتروني المغربية‪ ،‬في‬ ‫موقعه‪http://www.ex1rs.com/articles/86271-12 :‬؛ شيشاوة اليوم‪« ،‬وثائق سرية أشعلت حربا استخباراتية مع إسبانيا»‪ ،)Chichaoua Alyaoum (17/04/2017 ،‬في‪http://chichaouaalyaoum.com/news.php?extend.10868.2 :‬‬ ‫[‪ ]24‬أش طاري‪« ،‬وثائق سرية أشعلت حربا استخباراتية مع إسبانيا»‪ ،)Htari 24 (16/04/201 7 ،‬في‪ http://www.htari24.com/categorie/hors-limites/article/22693-15-29-10-16-04-17 :‬هذا الموقع عرف به صاحبه المجهول اإلسم بصفحته‬ ‫الرئيسية كالتالي‪« :‬موقع إلكتروني مغربي‪ ،‬صحيفة مغربية على الشبكة العنكبوتية‪ ،‬يسهر عليها نخبة من الصحافيين المحترفين‪ ،‬تقدم األخبار طازجة فور وقوعها‪ ،‬يتم تجديدها على مدار الساعة ودون انتظار‪ !!!».‬‬ ‫[‪ ]25‬الجريدة الرسمية‪« ،‬ظهير شريف رقم ‪ 1.16.122‬صادر في ‪ 6‬ذي القعدة ‪ 10( 1437‬أغسطس ‪ )2016‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 88.13‬المتعلق بالصحافة والنشر»‪ ،‬عدد ‪ ،)15/08/2016( 6491‬المادة ‪ ،40‬ص ‪.5974‬‬ ‫[‪ ]26‬األيام‪« ،‬المخابرات تحصل على وثائق سرية من إسبانيا تضم تفاصيل حرب الريف»‪ ،‬األيام‪ ،‬عدد ‪ ،)20-26/04/2017( 755‬ص ‪.2‬‬ ‫[‪ ]27‬عادل الكرموسي‪« ،‬المخابرات تحصل على وثائق سرية من إسبانيا تضم تفاصيل حرب الريف»‪ ،‬األيام ‪ ،)20/04/2017( 24‬في‪ http://www.alayam24.com/articles-37490.html :‬‬ ‫[‪ ]28‬خالد العطاوي‪« ،‬وثائق سرية أشعلت حربا استخباراتية مع إسبانيا»‪ ،‬جريدة‪ ‬الصباح‪ ،‬عدد ‪ )15-16/04/2017( 5283‬صص ‪1-2‬؛ نسخة بالموقع اإللكتروني للجريدة نفسها بتاريخ‪ ،17/04/2017 :‬في‪http://www.assabah.ma/202873.html :‬‬ ‫[‪ ]29‬عادل الكرموسي‪« ،‬المخابرات تحصل على وثائق سرية من إسبانيا تضم تفاصيل حرب الريف»‪ ،‬األيام ‪ ،)20/04/2017( 24‬في‪ http://www.alayam24.com/articles-37490.html :‬؛ نسخة ورقية لجريدة األيام نفسها غير مسندة إلى صاحبها عادل‬ ‫الكرموسي‪ ،‬عدد ‪ ،)20-26/04/2017( 755‬ص ‪.2‬‬ ‫[‪ ]30‬الجريدة الرسمية‪« ،‬ظهير شريف رقم ‪ 1.16.122‬صادر في ‪ 6‬ذي القعدة ‪ 10( 1437‬أغسطس ‪ )2016‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 88.13‬المتعلق بالصحافة والنشر»‪ ،‬عدد ‪ ،)15/08/2016( 6491‬المادة ‪ ،17‬ص ‪.5969‬‬ ‫[‪ ]31‬الجريدة الرسمية‪« ،‬ظهير شريف رقم ‪ 1.16.122‬صادر في ‪ 6‬ذي القعدة ‪ 10( 1437‬أغسطس ‪ )2016‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 88.13‬المتعلق ‪ ‬بالصحافة والنشر»‪ ،‬عدد ‪ ،)15/08/2016( 6491‬ص ‪.5986‬‬ ‫[‪ ]32‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫[‪ ]33‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫[‪ ]34‬المصدر نفسه‪.‬‬


‫العدد ‪904‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬غ�شت �إلى ‪� 04‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫مشاريع مهمة بإقليم شفشاون بمناسبة حلول‬ ‫العيدين السعيدين‬

‫في جو من التعبئة الشاملة‪ ،‬والشعور‬ ‫بروح المسؤوليــة‪ ،‬خلد سكــان إقليم‬ ‫شفشاون الذكرى الرابعة والستين لثورة‬ ‫الملك‪ ،‬وذكـــرى عيد الشبـــاب المجيد‪.‬‬ ‫وهكذا أشرف عامل إقليم شفشـــاون‬ ‫إسماعيل أبو الحقوق‪ ،‬رفقة نواب اإلقليم‬ ‫بالغرفتين‪ ،‬ورؤساء الجماعات الترابية‪،‬‬ ‫ومديرو بعض المصالح الخارجية باإلقليم‬ ‫على إعطاء االنطالقة وتدشين العديد من‬ ‫المشاريع االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬لفائدة‬ ‫العالم القروي‪.‬‬ ‫وفي البداية وبالجماعــة القرويــة‬ ‫تنقوب وقف عامل اإلقليم على تقييم‬ ‫حصيلة البرنامج العام للمخطط األخضر‬ ‫‪ 2018 2015‬الخاص بإقليم شفشاون‪،‬‬‫كما أعطى االنطالقة لبناء مسالك قروية‬ ‫بجماعتي تنقـــوب والغديــر‪ ،‬التي يبلغ‬ ‫طولها ‪ 15‬كيلومتر‪.‬‬ ‫وبدوار (اشتنواغن)التابع للجماعة‬ ‫القروية الدردارة تفقــد عامــل اإلقليم‬

‫والوفد المرافق له مشروع تهيئة ضريح‬ ‫أبو الحسن الشاذلي‪ ،‬كما دشن مسجد‬ ‫مركز الشرافات‪ ،‬وأعطى االنطالقة‬ ‫لمشروع تهيئة المركز‪ .‬كما تم وضع‬ ‫الحجر األساسي لبناء مركز صحي قروي‬ ‫لبني دركول‪.‬‬ ‫وبمركز واد ملحة أعطى عامل اإلقليم‬ ‫االنطالقة لتهيئة السوق األسبــوعــي‪،‬‬ ‫وكذا تهييئ محطة وقوف سيارات النقل‬ ‫العمومي ببني أحمد الشرقية‪ ،‬وتهيئة‬ ‫مركز بني احمد الغربية‪.‬‬ ‫وبباب تازة أعطى عامــل إقليـــم‬ ‫شفشاون االنطالقة لتهيئة مركز باب‬ ‫تازة‪ ،‬ووقف على مدى تقدم البرنامج العام‬ ‫لكهربة العالم القروي باإلقليم‪.‬‬ ‫وببـــاب بــرد أعطى عامل اإلقليم‬ ‫االنطالقة لبناء الشطر األول من الطريق‬ ‫الرابطة بين الطريق الجهوية رقم ‪4102‬‬ ‫وطريق دوار (بوغايث)‪ ،‬والتي يبلغ طولها‬ ‫‪ 4‬كيلومتر‪ .‬أما بجماعة (تموت) فقد أشرف‬

‫العامل على تدشين مشروع توسعة هذا‬ ‫المركز‪ ،‬إلى جانب تقوية الطريق اإلقليمة‬ ‫‪ 4113‬الرابطة بين مركز تموت‪ ،‬والطريق‬ ‫الساحلية رقم‪ ،16‬التي تبلغ مساحتها‬ ‫حوالي ‪ 62‬كيلومتر‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى استمع عامل إقليم‬ ‫شفشاون للشروحات والبيانات حول تقدم‬ ‫البرنامج العام لتهيئة الطرق بالعالم‬ ‫القروي بإقليم شفشاون‪ ،‬كما تفقد‬ ‫األشغال الجارية لبنـــاء الطريق الرابطة‬ ‫بين دوار (مواسيف) ودوار (أوزال) التي‬ ‫تشيد على طول ‪ 10‬كيلومترات‪.‬‬ ‫وتخليدا للمناسبتين أشــرف عامل‬ ‫إقليم شفشـــاون على توزيع شهادات‬ ‫المشاركة في برنامج التكوين التخصصي‬ ‫لفائدة أطــر وزارة الداخليــة‪ ،‬كما وزع‬ ‫بالمناسبة ذاتها ‪ ،‬معدات تقنية‪ ،‬استفادت‬ ‫منها ثالث تكتــالت حرفيــة بمدينـــة‬ ‫شفشاون‪.‬‬ ‫م‪ .‬الحراق‬

‫عمدة شفشاون يستقبل سفير الصين بالرباط‬ ‫في إطار تمتين العالقات بين الصين‬ ‫والمغرب حل األسبوع الماضي بمدينة‬ ‫شفشاون سفير الصين بالرباط صون‬ ‫شو جونغ‪ ،‬حيث كانت مناسبة استقبل من‬ ‫خاللها من طرف عمدة المدينة محمد‬ ‫السفياني‪.‬‬ ‫اللقاء تميز باستعراض العالقات التي‬ ‫تربط البلدين الصديقين‪ ،‬مشيران إلى‬ ‫الروابط التي تربط شفشاون بالشعب‬ ‫الصيني والتــي تقــوت في السبعينـــات‬ ‫من القرن الماضي‪ ،‬من خالل استقبال‬ ‫المدينة لمجموعة من األطباء الصينيين‬ ‫المتطوعين‪ ،‬يشتغلــون بالمستشفــى‬ ‫اإلقليمي بشفشاون‬ ‫ومن جهته تطرق عمدة شفشاون‬ ‫إلى اتفاقية التوأمة التي تجمع مدينة‬ ‫شفشاون ومدينة (كونمين) والتي ترجع‬ ‫إلى الثمانينــــات من القرن الماضـــي‪،‬‬

‫‪12‬‬

‫وبفضلها أضحت شفشاون قبلة مفضلة‬ ‫لعدد كبير من السياح الصينيين‪ ،‬مما‬ ‫يساهم في تنمية االقتصاد المحلي‪.‬‬ ‫ومن خالل زيارته والوفد المرافق‬ ‫له لهذه المدينة عبر السفير الصيني‬ ‫بالرباط عن إعجابه بما شهده‪ ،‬مشيدا‬

‫بجمالها وجاذبيتها‪ ،‬و قال بأن عدد‬ ‫السياح الصينيين في تزايد مستمر‪،‬‬ ‫وعبر عن استعداده للتعاون مع المدينة‬ ‫في المجال الثقافي والسياحي والتنموي‬ ‫بصفة عامة‪.‬‬ ‫م ‪.‬ح‬

‫ساجد يدشن وحدة فندقية جديدة‬ ‫بالعرائش‬

‫تـعــززت البنيــة التحتيـــة الفندقية‬ ‫بالعرائش‪ ،‬بافتتاح منتجع «ليكسوس‬ ‫بيتش ري��زورت» ال��ذي يتوفر على ‪234‬‬ ‫غرفة وباستثمار إجمالي يصل إلى ‪200‬‬ ‫مليون درهم‪.‬‬ ‫وف��ي كلمة بهذه المناسبة‪ ،‬أكد‬ ‫محمد ساجد‪ ،‬وزير السياحة والنقل الجوي‬ ‫والصناعة التقليدية واالقتصاد االجتماعي‪،‬‬ ‫إلى أن هذا المشروع الكبير يندرج في‬ ‫إطار المحطة السياحية ليكسوس ضمن‬ ‫برنامج المخطط األزرق الذي أطلق عام‬ ‫‪ ،2001‬والتي عرفت بعض التأخير في‬ ‫اإلنجاز‪ ،‬مضيفا أن هذه الوحدة الفندقية‬ ‫األول���ى تشكل ب��داي��ة لمسلسل واع��د‬ ‫لتشييد مشاريع سياحية كبرى‪ ،‬بالنظر‬ ‫إلى الدور الذي يلعبه القطاع في تعزيز‬ ‫النمو االقتصادي وإحداث مناصب الشغل‬ ‫واإلشعاع االقتصادي للجهة‪.‬‬ ‫وأك��د الوزير أن��ه ‪« ‬ال يمكننا سوى‬ ‫االحساس بالفخر لجرأة المستثمرين‬ ‫وإرادتهم لالنخراط في مشاريع تنموية‬ ‫توجد المنطقة في حاجة إليها»‪ ،‬متوقعا‬ ‫أن يشهد المشروع الجديد توافدا كبيرا‬ ‫للسياح المغاربة واألجانب‪ ،‬بالنظر إلى‬ ‫المؤهالت االصطيافية واالقتصادية‬ ‫والثقافية التي يتوفر عليها‪ .‬وفي هذا‬ ‫اإلط��ار‪ ،‬نوه ساجد بمختلف المتدخلين‬ ‫الذين ساهموا في نجاح هذا المشروع‬ ‫الضخم‪ ،‬بغية مواكبة مسلسل التنمية‬ ‫الذي انطلق بالمنطقة‪.‬‬ ‫من جهتها‪ ،‬أب��رزت لمياء بوطالب‪،‬‬ ‫كاتبة الدولة المكلفة بالسياحة‪ ،‬أن تدشين‬ ‫هذا الفندق األول بالمحطة السياحية‬ ‫ليكسوس بالعرائش‪ ،‬والتي تندرج في إطار‬ ‫العقد البرنامج «رؤية ‪ »2020‬للسياحة‪،‬‬ ‫يبرز المناظر الخالبة والمؤهالت السياحية‬ ‫التي تزخر بها المنطقة‪ .‬وقالت «نحن‬ ‫فخورون بهذه التجربة المغربية التي تجمع‬ ‫بين المهارة والمعرفة في التدبير الفندقي‬ ‫وتنظيم العروض السياحية والتي ستكون‬ ‫بدون شك مفتاح نجاح هذا المشروع»‪،‬‬ ‫مجددة التأكيد على التزام وزارتها بتطوير‬ ‫منتجات سياحية موجهة لالصطياف‬ ‫في مستوى طموح المغرب‪ ،‬بالنظر إلى‬ ‫المؤهالت المتوفرة والطلب المهم على‬ ‫مستوى األسواق‪ .‬وشددت على أن الوزارة‬ ‫وضعت حزمة من اإلج��راءات التحفيزية‬ ‫ل��دع��م االستثمار السياحي وتشجيع‬ ‫المستثمرين على اغتنام الفرص المتاحة‬ ‫والمؤهالت الطبيعية والثقافية للمغرب‪.‬‬

‫م��ن جهته‪ ،‬اعتبر عثمان شريف‬ ‫العلمي‪ ،‬مدير شركة «أتالنتيك ماناجمنت‬ ‫هوتيل»‪ ،‬المكلفة بتدبير فندق لكيسوس‬ ‫بيتش ري��زورت‪ ،‬أن تدشين هذه الوحدة‬ ‫الفندقية‪ ،‬والذي يأتي في سياق االحتفاالت‬ ‫بعيد الشباب‪ ،‬رأى النور بفضل الجهود‬ ‫التي بذلتها السلطات المحلية والوطنية‪،‬‬ ‫وم��ب��ادرات مجموعة من الفاعلين‪ ،‬ما‬ ‫مكن م��ن االن��ت��ه��اء م��ن تشييد هذه‬ ‫الوحدة خالل الثمانية أشهر الماضية‪.‬‬ ‫وأب���رز أن��ه م��ن المتوقع إح���داث طريق‬ ‫تربط المحطة بالطريق السيار بشكل‬ ‫مباشر مع متم م��ارس المقبل‪ .‬وأضاف‬ ‫المسؤول أن المغرب يمكن أن يحقق‬ ‫هدف ‪ 20‬مليون سائح بفضل المنتجات‬ ‫المتعلقة باالصطياف والشواطئ على‬ ‫الخصوص‪ ،‬ألن أزيد من ‪ 80‬في المئة من‬ ‫المسافرين األوروبيين يقضون عطلهم‬ ‫خالل فصل الصيف وأعربوا عن ثقتهم في‬ ‫االستراتيجية التسويقية للفندق‪ ،‬من خالل‬ ‫مبادرة منسقة بين السلطات المحلية‬ ‫والمجلس الجهوي للسياحة والمكتب‬ ‫الوطني المغربي للسياحة وسلطات مطار‬ ‫طنجة بهدف استقطاب مزيد من السياح‬ ‫الوطنيين والدوليين‪ .‬وسجل العلمي أنه‬ ‫في نهاية المطاف‪ ،‬هناك طموح لتحقيق‬ ‫ما بين ‪ 60‬أل��ف و‪ 80‬أل��ف ليلة مبيت‬ ‫سياحية خالل المرحلة األول��ى وضمان‬ ‫مناصب شغل دائمة ألزيد من ‪ 100‬عامل‪،‬‬ ‫وكذا اقتناء خيمة بمعايير عالمية لتنظيم‬ ‫اجتماعات تضم بين ‪ 400‬و‪ 600‬شخص‪،‬‬ ‫الفتا إلى أن الفندق يعتزم استقبال دوريات‬ ‫لرياضة الغولف والمساهمة في االنتعاش‬ ‫االقتصادي لمنطقة العرائش‪.‬‬ ‫وتخللت حفل التدشين‪ ،‬الذي حضره‬ ‫بالخصوص ع��ام��ل إقليم ال��ع��رائ��ش‪،‬‬ ‫المصطفى النوحي والمنتخبون ومهنيو‬ ‫قطاع السياحة‪ ،‬زيارة مختلف مرافق الفندق‬ ‫مع عروض فنية من أداء جوق جالل شقارة‬ ‫وفالمينكو إشبيلية‪ .‬ويقع الفندق على‬ ‫مساحة ‪ 5‬هكتارات ويتطلب الوصول إليه‬ ‫رحلة جوية ال تستغرق أزيد من ساعتين‬ ‫انطالقا من أه��م العواصم األوروب��ي��ة‬ ‫وكبريات المدن المغربية‪ .‬ويتوفر الفندق‬ ‫على مسبح وملعب غولف ب ‪ 18‬حفرة‬ ‫وناد لالطفال وقاعة ألعاب ومالعب لكرة‬ ‫المضرب وكرة اليد الشاطئية‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى مسرح يسع ل ‪ 350‬شخصا‪ ،‬ومرافق‬ ‫لعدد من األنشطة البحرية‪.‬‬

‫مدينة الحسيمة تحتضن المعرض الجهوي األول لالقتصاد االجتماعي والتضامني‬ ‫لجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬ ‫أعطى كل من السيدة جميلة المصلي‪ ،‬كاتبة الدولة المكلفة بالصناعة‬ ‫التقليدية واالقتصاد االجتماعي‪ ،‬والسيدة سمية فخري‪ ،‬نائبة رئيس مجلس‬ ‫جهة طنجة تطوان الحسيمة المكلفة بالقطاع االجتماعي والسيد فريد شوراق‪،‬‬ ‫عامل اقليم الحسيمة‪ ،‬انطالق فعاليات المعرض الجهوي لالقتصاد االجتماعي‬ ‫والتضامني‪ .‬كما حضر حفل االفتتاح كل من السيدة رفيعة المنصوري‪ ،‬نائبة رئيس‬ ‫مجلس الجهة والسيد محمد بودرا‪ ،‬عضو المجلس ورئيس جماعة الحسيمة‪.‬‬ ‫وشهدت الدورة االولى من هذا المعرض الجهوي الذي ينظم تحت شعار ‪:‬‬ ‫« االقتصاد االجتماعي دعامة للتنمية المستدامة»‪ ،‬مشاركة عدد من التعاونيات‬ ‫والجمعيات على مستوى الجهة التي تشتغل في مجال المنتوجات المحلية‪ ،‬التي‬ ‫تدخل في إطار المجال الفالحي والصيد البحري والصناعة التقليدية والخدماتية‪.‬‬ ‫وتستمر فعاليات هذا المعرض الى غاية ‪ 25‬من الشهر الجاري‪ ،‬بساحة صباديا‬ ‫بالحسيمة‪.‬‬


‫العدد ‪904‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬غ�شت �إلى ‪� 04‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫الفساد االنتخابي الذي هزم القيم الديمقراطية‬ ‫خالل خمسة عقود من الزمن المغربي‬ ‫االنتخابات دورة أساسية في حياة األمم ذات األنظمة والتقاليد‬ ‫الديمقراطية‪ .‬فهي آلية لتناوب الكتل السياسية والقوى االجتماعية‬ ‫واالقتصادية‪ ،‬تمد الدولة واألحزاب بالدماء الجديدة واألطر الجديدة‪.‬‬ ‫وفي الدول التي تعمل بالديمقراطية‪ ،‬تشكل االنتخابات‬ ‫ ‬ ‫فرصة للتالقي والتواصل والتحاور والمشاركة واالختيار‪.‬‬ ‫وقد أدرك المغاربة مبكرا هذه الخاصية‪ ،‬وأدرك��وا معها أن‬ ‫االنتخابات هي دورة أساسية في حياتهم‪ ،‬وإنها القناة السياسية التي‬ ‫تصنع للدولة ولمؤسساتها‪ ،‬النخبة واألجيال‪ ،‬ولكنهم صدموا باستمرار‬ ‫من طرف السلطة التي جعلت من العمليات االنتخابية قاطرة لتحقيق‬ ‫خططها وأهدافها المتعارضة مع قيم الديمقراطية‪ ،‬ومع التطلعات‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫ويجب االعتراف أن الفساد الذي عرفته االنتخابات على يد السلطة‬ ‫خالل األربعين سنة الماضية لعب دورا أساسيا في هزيمة الديمقراطية‬ ‫بالبالد‪ ،‬وفي تحجيم دور المؤسسات وإفشال مفعوليتها‪ ،‬فهزيمة‬ ‫الديمقراطية ال تتمثل فقط في تمييع وتزوير العمليات االنتخابية‪،‬‬ ‫ولكنها باألساس تتمثل في تمييع الفضاء السياسي برمته‪ ،‬حيث فقد‬ ‫مصداقيته‪ ،‬ودوره في التربية والتأطير والمشاركة‪.‬‬ ‫إنه من سوء األمراض التي أصابت الديمقراطية المغربية‪ ،‬تلك‬ ‫«السلبية» التي طبعت االستحقاقات االنتخابية في العديد من مراحل‬ ‫تاريخ المغرب السياسي‪ ،‬والتي أدت إلى «تشكيل» مجالس بلدية‬ ‫وقروية وغرف مهنية‪ ،‬وبرلمانات تفتقر إلى القوة االقتراحية‪ ،‬وعاجزة عن‬ ‫اإلنتاجية واالبتكار والحماس‪ ،‬ال تتحلى بالكفاءة‪ ،‬عاجزة عن التأثير‪ ،‬وعن‬ ‫التعبير عن إرادة الجماهير‪ ،‬وعن تحريك عجلة التنمية والتقدم‪ ،‬رغم‬ ‫إقرار العديد من القوانين التنظيمية التي تحدد إطار عملها وتفعيلها‪،‬‬ ‫رغم توسيع إختصاصاتها وتطوير آلياتها‪ .‬وهو ما أدى إلى تفاقم األزمات‬ ‫السياسية واالقتصادية واالجتماعية بالبالد‪ ،‬سنة بعد أخرى‪ ،‬وانتخابات‬ ‫بعد أخرى‪.‬‬ ‫وال شك أن « السلبية» التي تسلطت على المسلسالت االنتخابية‬ ‫في المغرب منذ مطلع الستينات إلى اليوم‪ ،‬ال تتجلى فقط في وصول‬ ‫طبقة من االنتهازيين إلى مراكز المسؤولية والى المؤسسات المنتخبة‬ ‫بسبب شراء ذمم الفقراء بالمال الحرام وبدعم من « السلطات»‪ ،‬ولكنها‬ ‫تتجلى أكثر في ابتعاد الجماهير عن المشاركة وفي عدم تأطيرها بشكل‬ ‫صحيح من طرف األحزاب والحركات السياسية‪ ،‬وهو ما أدى دائما إلى‬ ‫نتائج عكسية مدمرة للديمقراطية‪ ،‬ولالنتخابات وللمجتمع بكافة‬ ‫شرائحه وفصائله‪.‬‬ ‫وعلى امتداد أربعة عقود «انتخابية»‪ ،‬اتخذت هذه «السلبية» شكال‬ ‫مرضيا واحدا‪ ،‬يتجلى في الغش والتزوير واالرتشاء وتدخل السلطة‪،‬‬ ‫وهو ما أصبح يعرف لدى اإلعالم‪ ،‬ولدى العامة من المواطنين»بالفساد‬ ‫االنتخابي» والفساد‪ ،‬فعل ضد البشرية قديم قدم التاريخ وقدم اإلنسان‪،‬‬ ‫أباد حضارات ومذاهب وأفكار وعقائد وسلوكات وتقاليد وع��ادات‪،‬‬ ‫وبسببه اندلعت حروب وأزهقت أرواح بشرية‪ ،‬وبسببه أيضا انهارت‬ ‫أنظمة وقامت أخرى‪.‬‬ ‫والفساد يعني في المفاهيم الشعبية المتداولة‪ ،‬افتقاد الطهارة‪،‬‬ ‫وفي المفاهيم السياسية‪ ،‬يعني االستخفاف بالمسؤولية‪ ،‬ومصادرة‬ ‫الرأي وخيانة األمانة‪ ،‬وطعن الجماهير ‪ /‬األمة في ظهرها‪ ،‬والتالعب‬ ‫بمصالحها وقيمها‪.‬‬ ‫والفساد في واقع الحياة‪ ،‬يصعب حصره وضبطه بدقة‪ ،‬فهو‬ ‫ينسحب على مجاالت الحياة كلها‪ ،‬فهو عالق بالسياسة واالقتصاد‬ ‫والمجتمع واألخالق‪ ،‬ألجل ذلك أصبح الفساد هو القضية األكثر تهديدا‬ ‫لألنظمة والشعوب على السواء‪.‬‬ ‫ومفهوم الفساد في القواميس اللغوية والمتون الفلسفية‬ ‫والسياسية‪ ،‬يختلف من ثقافة ألخ��رى‪ ،‬ومن فئة ألخ��رى‪ ،‬ومن زمن‬ ‫آلخر‪،‬لكنه مع « االختالف المفاهيمي»‪ ،‬يبقى الفساد هو فعل ضد‬ ‫اإلصالح وضد األخالق وضد الشرائع الدينية ‪ /‬السماوية وضد القيم‬ ‫اإلنسانية‪.‬‬ ‫وعن أسباب الفساد وأصوله‪ ،‬تتفق العديد من البحوث األكاديمية‪،‬‬ ‫على أن « السلطة السياسية» في عالمنا اليوم‪ ،‬هي أصل وهوية الفساد‪،‬‬ ‫تعلل ذلك بالقرارات والتصرفات السياسية‪ ،‬للعديد من «قادة» األرض‪،‬‬ ‫التي أدت الى تخريب المجتمعات وقيمها‪ ،‬والى إشاعة التسفل بين‬ ‫الشرائح والفئات‪...‬‬ ‫فالسياسة ال تنحصر آثارها في المجال السياسي‪ ،‬بل تمتد إلى‬ ‫األفراد والمجتمعات والقطاعات‪ ،‬خاصة وان فاعليتها في كل األمم‬ ‫والشعوب‪ ،‬تعتمد على «النخبة» التي تعمل على توزيع المصالح‬ ‫والمسؤوليات‪ ،‬المتحكمة في المجتمع والقيم واألخالق‪ ،‬وفي األموال‬ ‫والرقاب‪ ،‬وهو ما يجعل « الفساد» ابنا شرعيا للسياسة ولنخبتها‪.‬‬ ‫وبتجربة الشعوب التي نخرها سوس الفساد (ولنا في الوطن‬ ‫العربي بعض أصنافها)‪ ،‬فإن النخبة السياسية «المخدومة» والتي‬ ‫تصل السلطة خارج المشروعية‪ ،‬بواسطة انتخابات م��زورة‪ ،‬أو في‬ ‫ظل ديمقراطية مغشوشة‪ ،‬تعطي الفساد قدرة على التوالد والتنامي‬ ‫والتجديد‪ ...‬وتعمل على تزويده» باآلليات» التي تمكنه من فرض‬ ‫نفسه على البالد والعباد ليلقي بظالله على مصالح الناس‪ ،‬أينما وجدوا‬ ‫وكيفما كانت حالتهم االجتماعية والمالية والثقافية‪.‬‬ ‫وبحكم العالقات التي تفرضها على نخبتها تصبح»المصالح» بين‬ ‫أفراد هذه النخبة خارج الشرعية والقانون‪ ،‬فعلى يد هذه النخبة أهدرت‬ ‫قيم القانون في العديد من بلدان العالم الثالث‪ ،‬وصودرت الحريات‬ ‫العامة‪ ،‬وغيبت الرقابة الشعبية‪ ،‬وألغيت مؤسسات المجتمع المدني في‬ ‫العديد من أقطار الوطن العربي‪...‬لتصبح «السياسة» مصدرا أساسا‬ ‫للفساد‪ ،‬في أصنافه ومستوياته المختلفة‪.‬‬ ‫إن اتساع األدوار السياسية واالقتصادية والمالية للفاعلين‬

‫‪13‬‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫بقلم‪ :‬م�صطفى احلراق‬ ‫• محمد أديب السالوي‬

‫السياسيين‪ ،‬أدى في أقطار عديدة من العالم‪ ،‬إلى اتساع موازي»‬ ‫لمنظومة الفساد‪ »...‬وبالتالي أدى إلى انهيارات اقتصادية وأخالقيــة‪،‬‬ ‫ما زالت حديث الساعة وحديث الناس في األرض‪.‬‬ ‫ولقد كشفت العديد من الدراسات األكاديمية‪ ،‬أن الفساد‬ ‫االنتخابي ‪ /‬السياسي ‪ /‬اإلداري ‪ /‬المالي‪ ،‬هو فساد مترابط ومتداخل‬ ‫مع ظواهر اإلجرام األخرى‪ ،‬المتصلة بالمجتمع ومؤسساته المختلفة‪.‬‬ ‫وكشفت هذه الدراسات‪ ،‬أنه بسبب التراكم‪ ،‬أصبح للفساد في العالمين‬ ‫المتقدم والمتخلف على السواء‪ ،‬تقاليده ومؤسساته وسلطاته‪ ،‬لتصبح‬ ‫مكافحته صعبة ومستحيلة في العديد من الدول‪ ،‬غذ بلغ اليأس حدا‬ ‫جعل العديد من الناس يسلمون بأن المكافحة‪ ،‬لن تكون سوى ضرب‬ ‫من العبث‪ ،‬أو ربما كانت كاالعتراض على قوانين الطبيعة‪ ،‬بعدما أصبح‬ ‫االعتياد على الفساد سنة أو نهجا في العيش وفي المعامالت والخدمات‪،‬‬ ‫وفي السياسات له القدرة أكثر مما للقوانين التي تكافحه أو تنهي عنه‪.‬‬ ‫والفساد االنتخابي «كفصيلة من منظومة الفساد» ليس مرضا‬ ‫ظرفيا‪ ،‬فهو جزء ال يتجزأ من «الفساد العام» الذي استسرى واستفحل‬ ‫في دواليب المؤسسات المنتخبة‪ ،‬واإلدارة العمومية والقطاعات‬ ‫االقتصادية‪...‬وكل المجاالت الحيوية االخرى بالبالد‪ ،‬لفترة طويلة من‬ ‫التاريخ‪.‬‬ ‫لقد توفرت للفساد االنتخابي (بالمغرب) بمكوناته ‪ :‬الرشوة‬ ‫والمحسوبية واستغالل النفوذ والزبونية خالل العقود الماضية‪ ،‬كل‬ ‫إمكانات االتساع واالقتدار والنمو‪ ،‬وكل فرص البقاء واالستمرار والتطور‬ ‫واالمتداد‪ ،‬حتى إذا وصلت هذه الفترة من تاريخ المغرب السياسي‪،‬‬ ‫وجدناه حاضرا بقوة وكثافة على جدارية الديمقراطية‪ .‬على البطائق‬ ‫االنتخابية‪ .‬وعلى صناديق االقتراع‪ .‬وعلى الفائزين في االقتراعات‬ ‫المختلفة‪ ،‬يفعل فيها ما يريد‪ ،‬يوجهها حسب هواه وإرادته‪.‬‬ ‫عندما استقبل المغرب القرن الواحد والعشرين‪ ،‬كان المغاربة قد‬ ‫«انتخبوا» خمسة برلمانات (‪ )1997-1963‬وصوتوا على خمسة دساتير‪،‬‬ ‫وخاضوا عددا من االستفتاءات التي كان محورها تعديل الدستور‪،‬‬ ‫ولكن مع ذلك لم تكن النتيجة‪-‬كما نرى‪ -‬في فصول هذه اإلضاءة –‬ ‫باعثة على الفخر واالرتياح إال أنها كانت هامة لثقافة الشعب المغربي‬ ‫السياسية‪ ،‬وهامة لتسييس فئات واسعة من المواطنين ولتأطيرهم‬ ‫ولبلورة طموحاتهم الديمقراطية والحقوقية‪ ،‬رغم التشوهات التي لحقت‬ ‫بالعمليات االنتخابية ورغم تراجع دور األحزاب والمؤسسات السياسية‪،‬‬ ‫مما يجعل الشفافية والموضوعية والمصداقية تحديات كبيرة وقوية‬ ‫يواجهها المغرب الجديد في عهده الجديد‪.‬‬ ‫وبعيدا عن حاالت الفساد التي عمت االنتخابات المغربية‪ ،‬خالل‬ ‫القرن الذي مضى‪ ،‬يجب التأكيد على أن التجارب االنتخابية في المغرب‪،‬‬ ‫ظلت على عادتها‪(،‬تمييع الخريطة السياسية ‪ /‬عزوف الناخبين ‪ /‬تدخل‬ ‫الرشوة والمال والتجاوزات اإلدارية)‪ ،‬واحدة من أبرز الخصوصيات التي‬ ‫انطبع بها المغرب دون العديد من الدول العربية واإلسالمية‪ ،‬ودول‬ ‫أخرى عديدة من العالم الثالث‪ ،‬وهي إقرار التعددية في دساتيره‬ ‫المختلفة‪ ،‬وأن هذه التجارب ظلت من سنة ‪ 1963‬إلى اليوم‪ ،‬تعبر –‬ ‫بشكل أو بآخر‪ -‬عن عالقة القوة بالفاعلين السياسيين‪ ،‬وعن النهج‬ ‫السياسي المتنامي لدى شرائح واسعة من المواطنين‪ ،‬خاصة الشباب‬ ‫الذين أصبحوا يحتلون مرتبة متقدمة في نمو المغرب الديمغرافي‬ ‫(‪ % 52‬في أواخر التسعينات) وعن نضج ثقافة حقوق اإلنسان لدى هذه‬ ‫الشرائح‪.‬‬ ‫من هذه الزاوية يمكننا أن ندرك بيسر وسهولة‪ ،‬األسباب التي‬ ‫تجعل المجتمع المدني المغربي‪ ،‬يولي قضية االنتخابات في العهد‬ ‫المغربي الجديد كل هذه األهمية‪ ،‬فهذه االنتخابات تأتي في زمن مغاير‪،‬‬ ‫إذ هي األولى في عهد جاللة الملك محمد السادس‪ ،‬الذي حمل معه‬ ‫مبادرات كبيرة رسمت معالم النهج الديمقراطي المستقبلي‪ ،‬وهو ما‬ ‫يتطلب في نظر العديد من الفعاليات الحقوقية والسياسية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬ضرورة التخلص من ترسبات الماضي‪ ،‬وتصحيح المفاهيم‬ ‫السياسية والدستورية المرتبطة بالعمل واآلليات االنتخابية‪ ،‬وتطهير‬ ‫المسارات المؤدية إلى دولة الحق والقانون‪.‬‬ ‫والشك أن الوصول إلى هذا الهدف‪ ،‬ال يتطلب فقط إعادة النظر‬ ‫في «اإلشكالية االنتخابية بالبالد» وما يرتبط بها من إشكاالت‬ ‫تتعلق بتأسيس األحزاب وتنظيمها ودمقرطتها‪ ،‬وبالمدونة االنتخابية‬ ‫وقوانينها التنظيمية الزجرية والرقابية‪ ،‬وإنما يتطلب إضافة إلى‬ ‫ذلك تعزيز الضمانات اإلداري��ة المرتبطة برفع وسائل الضغط على‬ ‫الناخبين وشراء ضمائرهم‪ ،‬تعزيز لجان الرقابة‪ ،‬وتشديد العقوبات‬ ‫على المنتهكين للقوانين االنتخابية وهو ما يتطلب وضع خطة وطنية‬ ‫محكمة‪ ،‬بمشاركة كل األط��راف السياسية المسؤولة دستوريا عن‬ ‫المساهمة في تأطير المواطنين‪ ،‬وفي مقدمتها األحزاب السياسية التي‬ ‫تمثل أداة سياسية لكل نظام ديمقراطي‪.‬‬ ‫وإذا كان الشعب المغربي‪ ،‬ممثال في قيادته وأحزابه ومؤسساته‬ ‫يسعى إلى أن تكون انتخابات «العهد الجديد» نقطة تحول في التاريخ‬ ‫المغربي‪ ،‬فإن نخبه التقدمية والديمقراطية‪ ،‬ترى قبل الوصول إلى هذا‬ ‫الهدف‪ ،‬مباشرة العمل على تخليق الحياة السياسية وتجاوز األساليب‬ ‫الالأخالقية التي تمت بها االستحقاقات الماضية‪ .‬وقد ال يكون األمر‬ ‫يسيرا بفعل التراكمات والوقائع السلبية التي انطبعت بها الحياة‬ ‫السياسية طيلة العقود األربعة الماضية‪ ،‬حيث ساهمت اإلدارة وبعض‬ ‫المنظمات الحزبية في تمييع العمل االنتخابي والمس بمصداقيته‪.‬‬ ‫هل يعني ذلك أن الوقت قد حان لتصحيح المسار االنتخابي‪ ،‬ومن‬ ‫خالله المسار المؤسساتي في البالد‪...‬؟‬ ‫هل يعني ذلك أن الوقت قد حان لتغيير السلطة ‪ /‬الدولة‪ .‬واألحزاب‬ ‫السياسية واللوبيات‪ ،‬نظرتها إلى المسألة االنتخابية‪ ،‬والمسألة‬ ‫الديمقراطية عموما‪...‬؟‬

‫الثورة السياسية الراهنة‬ ‫نعني بالثورة السياسية هو التحول من الشمولية إلى‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬غير أن الشق الثاني الذي ال يقل عنه أهمية‬ ‫هو االنتقال من صراع الفناء إلى إرادة البقاء في العالقات‬ ‫الدولية‪ ،‬ويمكن هنا استحضار الحرب الباردة‪ ،‬إال أنه لسنا‬ ‫في حاجة للخوض في التغيرات العميقة التي لحقت بالنظام‬ ‫الدولي بعد ‪ ،‬انتهاء الحرب الباردة وسقوط العالم الثنائي‬ ‫القطبية‪ ،‬بكل ما يتضمنه من صراعات إيديولوجية‪ ،‬ومعارك‬ ‫سياسية‪ ،‬وتوازنات للقوى‪ ،‬غير أن نتيجة كل هذه التطورات‪،‬‬ ‫أفضى إلى بروز الواليات المتحدة األمريكية كفاعل رئيسي‬ ‫والمهيمن على السياسة العالمية في الوقت الراهن‪.‬‬ ‫في ظــل هـذه التطـورات التي رافقتهـا حرب الخليج‪،‬‬ ‫أعلن بوش قيام النظام العالمي الجديد‪ ،‬واعتبر الممارسة‬ ‫األمريكية في الحرب‪ ،‬التطبيق األمثل لقواعد واتجاهات‬ ‫ومعايير هذا النظام‪.‬‬ ‫ولسوء الحظ أن ال��دع��وة اإليديولوجية األمريكية‬ ‫الصارخة لهذا النظام العالمي الجديد‪ ،‬والتي صاحبت حرب‬ ‫الخليج‪ ،‬أخفت حقيقة ثقافية واجتماعية بالغة األهمية‪ ،‬وهي‬ ‫أنه في العقود األخيرة بدأ مجتمع في ال��دول الصناعية‬ ‫الغربية المتقدمة يتخلق‪ ،‬ويجنح إلى بعض القيم‪ ،‬إلى جانب‬ ‫التغيرات الكبرى التي كانت تحدث بهدوء وعمق داخل‬ ‫بنية المجتمعات االشتراكية‪ ،‬وكذلك التحوالت البنائية في‬ ‫مجتمعات العالم الثالث‪.‬‬ ‫وقد أدى ذلك إلى نشوء جدل على الصعيد العالمي حول‬ ‫النظام العالمي الجديد‪ ،‬وما هي اتجاهاته‪ ،‬ومبادئه‪ ،‬وآلياته‪،‬‬ ‫واألهم من هذا مخاطره‪ ،‬وغيبت في هذا الجدل الحقائق‬ ‫الموضوعيــة المتعلقة بالتغيــرات التكنولوجية الكبرى‪،‬‬ ‫والتغيرات الثقافية التي لحقت بأنساق القيم في العالم‪،‬‬ ‫وبروز صور جديدة من المشاركة السياسية‪.‬‬ ‫ولعل سبب ذلك كله‪ ،‬الخطاب الذي أعلن من خالله‬ ‫الرئيس األمريكي آنذاك بوش عن قيام النظام العالمي‬ ‫الجديد‪ ،‬والذي تضمن نوعا من أنواع تصفية الحسابات‬ ‫التاريخية بين الرأسمالية والشيوعية‪ ،‬ودعوته إلى تسييد‬ ‫نسق من القيم‪ ،‬تؤمن به الواليات المتحدة األمريكية‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى تركيزه على عصر المعلومات وتأثير تكنولوجيا‬ ‫االتصال‪.‬‬ ‫وهذا النسق القيمي يمكن في الواقع أن يتم االتفاق‬ ‫على كثير من مبادئه ومن أهمها‪ ،‬الديمقراطية واحترام‬ ‫حقوق اإلنسان‪ ،‬غير أن بعض المبادئ األخرى مثل اعتبار‬ ‫الرأسمالية هي الطريق األمثل لتطور البشرية‪ ،‬وخصوصا‬ ‫الرأسمالية كما هي في المفهوم األمريكي‪ ،‬قد ال يكون‬ ‫محل اتفاق حتى اآلن‪.‬‬ ‫وأهم من ذلك هو انتداب الواليات المتحدة األمريكية‬ ‫نفسها باعتبارها هي صاحبة الدعوة إلى نظام عالمي جديد‪،‬‬ ‫وهي القادرة على فرضه وحمايته‪ ،‬مسألة خالفية‪ ،‬وخصوصا‬ ‫في ظل سياق دولي تطمح فيه قوى كبرى مثل اليابان‪ ،‬ألمانيا‬ ‫والصين‪ ،‬إلى أن تلعب دورا أساسيا في النظام العالمي في‬ ‫الحقبة القادمة‪ ،‬أما فيما يتعلق بعصر المعلومات وثورة‬ ‫االتصال فقد كان الرئيس األمريكي األسبق بوش فيس‬ ‫الواقع يرد على مطالب دول العالم الثالث بصدد إنشاء نظام‬ ‫إعالمي عالمي جديد‪ ،‬ويدعو إلى صيغة أكثر محافظة فيما‬ ‫يتعلق باإلعالم من أجل اإلنسان‪.‬‬


‫العدد ‪904‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫‪14‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬غ�شت �إلى ‪� 04‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫�أحكام الأ�ضحية و�سنن العيد‬

‫ومن أجل أيام العشر أيضا يوم عيد األضحى الذي هو يوم الحج األكبر ‪ ،‬حض فيه النبي‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم على األضحية لمن وجد سعة‪ ،‬وقدر عليها‪ ،‬وقصد صاحبها اتباع السنة‪.‬‬ ‫فللمضحي بكل شعرة من شعراتها حسنة إذا أخلص نيته هلل وقصد بذبحها التقرب إليه‪ ،‬وهي‬ ‫من شعائر اإلسالم ومن سنن نبينا إبراهيم عليه السالم‪ ،‬ففي الحديث قيل يارسول اهلل‪ :‬ما هذه‬ ‫األضاحي؟ قال‪ :‬سنة أبيكم إبراهيم‪ ،‬قالوا‪ :‬ما لنا فيها؟ قال‪ :‬بكل شعرة حسنة‪ ،‬قالوا‪ :‬فالصوف؟‬ ‫قال‪ :‬بكل صوفة حسنة‪ ،‬وعنه أيضا صلى اهلل عليه وسلم أنه قال‪ « :‬من ضحى طيبة نفسه‬ ‫محتسبا ألضحيته كانت له حجابا من النار»‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫المقرر أن صالة العيد سنة من سنن الرسول‪ ،‬والضحايا سنة نبي اهلل إبراهيم‪ ،‬وكلتا السنتين‬ ‫من مظاهر التحبب إلى اهلل في ذلك اليوم‪ ،‬وهما شعيرتا اليوم لغير الحاج‪ ،‬فالتارك لألضحية مع‬ ‫يسر وسعة رزق إما بخيل والبخيل بغيض إلى اهلل‪ ،‬وإما مستهين بالسنة مستهتر بمناسك دينه‬ ‫مستخف بالشعيرة‪ ،‬فصالته العيد ألصق بالرياء وأقرب إلى النفاق‪ ،‬وقد أصبح البعض يفضل‬ ‫السفر إلى الخارج أو شراء اللحم الجاهز ‪ ،‬استهتارا بسنة نبي اهلل وتكبرا عن التقرب إلى اهلل في‬ ‫هذا اليوم المبارك‪.‬‬ ‫فاحرصوا إخواني على فعل هذه السنة الكربمة‪ ،‬وتأهبوا إلقامة صالة العيد بالمصلى في‬ ‫وقتها وعلى سنتها وهيئتها‪ ،‬مكبرين بتكبير اإلمام فيها وفي خطبتها وفي طريقكم إلى المصلى‬ ‫وما دمتم جالسين في مصالكم قبل خروج اإلمام‪ ،‬واحرصوا على الذهاب للمصلى العام فإن‬ ‫صالة العيد في غير المصلى من غير ضرورة داعية بدعة مكروهة‪ ،‬ألن في خروج المسلمين إلى‬ ‫المصلى إظهار لشعيرة اإلسالم وزينته‪ ،‬فتزينوا بلبس الجديد من الثياب‪ ،‬واغتسلوا استحباب‬ ‫ومسوا الطيب‪ ،‬وأخروا الفطر إلى أن‬ ‫ترجعوا من المصلى ومن صبر حتى‬ ‫يكون أول أكله من كبد أضحيته‬ ‫فهوا أفضل ‪ ،‬لما رواه أصحاب‬ ‫السنن عن عائشة قالت‪ :‬كان‬ ‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫يفطر يوم الفطر قبل أن يغدو إلى‬ ‫المصلى‪ ،‬وكان ال يطعم يوم النحر‬ ‫حتى يصلي وينحر‪ ،‬فيأكل من كبد‬ ‫أضحيته‪.‬‬ ‫• وقد أمر صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫الذابح بحد شفرته والرفق بذبيحته‪،‬‬ ‫كما أمر من ذبح قبل الصالة وذبح‬ ‫اإلمام بإعادة أضحيته‪.‬‬ ‫• ومن السنة أن يذبح اإلنسان‬ ‫األضحية بيده‪ ،‬وإن عجز ينيب عنه‬ ‫من يقوم بذبحها مع حضوره على‬ ‫ذلك‪.‬‬

‫فاألضحية سنة مرغب فيها لمن قدر عليها وقربة من القربات‪ ،‬وجل الناس يعتقدون‬ ‫فرضيتها بل فوق الفروض المحتمة حتى أوقعوا أنفسهم في الضيق والحرج الذي لم يجعله اهلل‬ ‫تعالى في شريعة رسولنا صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فترى اإلنسان يقتحم المشاق والحرج الشديد‬ ‫في تحصيل هذه السنة بنحو السؤال والدين‪ ،‬فيكثر المتسولون الراغبون في شراء أضحية‬ ‫العيد‪ ،‬ويتعدد الباحثون عن السلف والدين لنفس الغرض‪ ،‬وربما ارتكبوا ما فيه محذور من أمور‬ ‫ديننا كاالستدانة بالربا ونحو‬ ‫ذلك‪ ،‬وهم في ارتكاب هذا كله‬ ‫يعتقدون أنهم يتقربون إلى‬ ‫اهلل‪ ،‬وفي الحقيقـــة يتقربــون‬ ‫إلى أنفسهم وأهليهم‪ ،‬فالسنة‬ ‫والقربة ال تكونا إال بالحالل‬ ‫وصفــاء المعـامـــالت‪ ،‬وبدون‬ ‫تضييق على النفــس واألهـــل‬ ‫واألوالد‪ ،‬واستعمال اإلخالص‬ ‫الذي هو روح األعمال وتصحيح‬ ‫العبادات‪ ،‬وقد قال موالنا رسول‬ ‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬من‬ ‫كسب ماال حراما لم يقبل اهلل‬ ‫منه صدقة وال عتقا وال حجا‬ ‫وال عمرة‪ ،‬وكان له بعدده أوزارا‬ ‫‪ ،‬وما بقي منه كان زاده إلى‬ ‫النار» ‪ .‬وقد علق صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم أمر األضحية على السعة‬ ‫واإلمكان فقال‪ « :‬من وجد سعة ولم يضح فال يحضر مصالنا » فالضعيف الذي المال له لشراء‬ ‫األضحية ليس عليه شيء‪ ،‬إذ اليجوز أن يبيع اإلنسان من حوائجه الضروريات ويسعى في‬ ‫تحصيل ثمن األضحية من أوجه محرمة أو مكروهة‪ ،‬فقد ضحى رسول اهلل صلى اله عليه وسلم‬ ‫عن ضعفاء أمته‪ ،‬فمن لم يجد سعة وعجز عن األضحية فالثواب حاصل له من رسول اهلل صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم وحسب نيابته‪ ،‬فقد روي أنه صلى اهلل عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين فقرب‬ ‫أحدهما فقال‪ « :‬اللهم منك ولك‪ ،‬اللهم هذا عن محمد وآل بيته»‪ ،‬ثم قرب اآلخر فقال‪ « :‬بسم‬ ‫اهلل اللهم هذا منك ولك‪ ،‬اللهم هذا عن من وحدك من أمتي»‪.‬‬

‫• وكبروا اهلل ثالث تكبيرات إثر خمس عشرة فريضة من ظهر يوم العيد إلى صبح يوم‬ ‫الرابع‪.‬‬

‫وإذا كان النبي صلى اهلل عليه وسلم قد رفع الحرج على الضعفاء والمساكين فناب عنهم‬ ‫في أضحيتهم وضمن لهم الثواب واألجر‪ ،‬فإنه نبه الذين ال يقومون بهذه السنة مع قدرتهم‬ ‫عليها بتنبيه دقيق وإشارة موحية بالزجر والتقريع‪ ،‬فقد قال صلى اهلل عليه وسلم‪ « :‬من وجد‬ ‫سعة ولم يضح فال يحضر مصالنا» وهي كلمة يقال نظيرها في األسر والمجتمعات كثيرا‪،‬‬ ‫ويكون قذف الشخص بها عنوانا على أنه أتى أمرا قبيحا جعله غير أهل لمشاركة إخوانه فيما‬ ‫هم قائمون به من أعمال نافعة طيبة‪ ،‬ويجتمعون ألجله من خير وبر‪ ،‬أما في موضوعنا فإن‬

‫• واحرصوا إخواني المسلمين على نظافتكم ونظافة حيكم وأزقتكم ‪ ،‬فليس من اإلسالم ما‬ ‫نشاهده من أوساخ وأوحال بالطرق والساحات‪ ،‬وما يرمى به من األزبال والقاذورات في‬ ‫الممرات والشوارع‪ ،‬فلنحرص جميعا على جمع األزبال في األكياس وتسليمها للمشرفين‬ ‫على جمعها‪ ،‬ولنعمل على نظافة بيئتنا من كل ما يضر بها‪ ،‬ونظافة محيطنا من كل ما‬ ‫يشوه به‪ ،‬ولنكن أحرص الناس على التحلي بالمظهر الالئق باإلسالم والمسلمين من‬ ‫نظافة وسماحة ونصح وتصافح‪ ،‬وعيدكم مبارك سعيد‪.‬‬

‫كل عام و�أنتم بخري‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫• وكلوا من أضاحيكم وتصدقوا منها على الفقراء والمحتاجين‪ ،‬واحذروا بيع جلودها أو‬ ‫شيء منها فإنه حرام باإلجماع‪ ،‬ففي الحديث‪ « :‬من باع جلد أضحيته فال أضحية له»‪،‬‬ ‫وعنه صلى اهلل عليه وسلم أيضا‪ « :‬ال تبيعوا لحوم الهدي واألضاحي واستمتعوا بجلودها‬ ‫وال تبيعوها» ‪.‬‬

‫فقدان الأوزان يف ال�سنة والقر�آن‬

‫األرض كروية في القرآن قال ابن حزم‪« :‬قالوا إن البراهين قد صحت بأن األرض‬ ‫كروية والعامة تقول غير ذلك‪ ،‬وجوابنا وباهلل تعالى التوفيق‪ :‬إن أحداً من أئمة‬ ‫المسلمين المستحقين السم اإلمامة بالعلم رضي اهلل عنهم لم يُنكروا تكوير األرض‬ ‫وال يُحفظ ألحد منهم في دفعِه كلمة بل البراهين من القرآن والسنة قد جاءت‬ ‫ار َو ُي َ‬ ‫بتكويرها‪ ،‬قال اهلل عز وجل‪ُ ( :‬ي َ‬ ‫ار َع َلى ال ّل ْي ِل)‬ ‫ك ّو ُر ال ّل ْي َل َع َلى ال ّن َه ِ‬ ‫ك ّو ُر ال ّن َه َ‬ ‫الزمر ‪ ،5‬وهذا أوضح بيان في تكوير بعضها على بعض مأخوذ من كور العمامة وهو‬ ‫إدارتها وهذا نص على تكوير األرض»‪ ،‬وقال سيد قطب‪ُ (« :‬ي َ‬ ‫ار‬ ‫ك ّو ُر ال ّل ْي َل َع َلى ال ّن َه ِ‬ ‫َو ُي َ‬ ‫ار َع َلى ال ّل ْي ِل)‪..‬‬ ‫ك ّو ُر ال ّن َه َ‬ ‫تعبير عجيب يقسر الناظر فيه قسراً على االلتفات إلى ما كشف حديثاً عن كروية‬ ‫األرض‪ ،‬ومع أنني في هذه الظالل حريص على أال أحمل القرآن على النظريات التي‬ ‫يكشفها اإلنسان ألنها نظريات تخطيء وتصيب وتثبت اليوم وتبطل غداً‪ ،‬والقرآن‬ ‫حق ثابت يحمل آية صدقه في ذاته وال يستمدها من موافقة أو مخالفة لما يكشفه‬ ‫البشر‪ ...‬مع هذا الحرص فإن هذا التعبير يقسرني قسراً على النظر في موضوع كروية‬ ‫األرض فهو يصور حقيقة مادية ملحوظة على وجه األرض‪ ،‬فاألرض الكروية تدور‬ ‫حول نفسها في مواجهة الشمس‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ين �آ َم ُنو ْا َما‬ ‫‪ 2‬ـ تثاقل األجسام نحو مركز األرض في قوله تعالى‪َ « :‬ي�أ ّي َها ا ّلذِ َ‬ ‫ك ُم انفِرو ْا ف �سب للهّ‬ ‫ك ْم ِ�إ َذا ق َ‬ ‫ِيل َل ُ‬ ‫َل ُ‬ ‫�ض» التوبة ‪38‬؛ التثاقل‬ ‫ُ يِ َ ِ‬ ‫ِيل ا ِ ا ّثا َق ْلت ُْم ِ�إ َلى ال ْأر ِ‬ ‫تمثيل بمن خارت قواه ولم يدافع تثاقله فأصبح كالميت ال يستجيب وال يتحرك‪،‬‬ ‫وبهذا يتضح أنه ينهار باتجاه األسفل وتشده األرض نحو مركزها ألنها كروية مما‬ ‫يعني أن مركز ثقلها في وسطها‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫‪ )3‬داللة القرآن على فقدان األوزان في الفضاء ووسط األجسام في قوله تعالى‪:‬‬ ‫ان ِم ْثق َ‬ ‫ين ا ْلق ِْ�س َط ل َِي ْو ِم ا ْلق َِيا َم ِة َف َ‬ ‫« َون َ‬ ‫�س َ�ش ْيئ ًا َو�إِن َ‬ ‫َال َح ّب ٍة‬ ‫َ�ض ُع مْالَ َو ِ‬ ‫از َ‬ ‫ك َ‬ ‫ال ت ُْظ َل ُم نَفْ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ن َخ ْردَ ٍل �أت َْي َنا ب َِها َو َ‬ ‫ِني» األنبياء ‪47‬؛ قال ابن عباس (رضي‬ ‫َى ِب َنا َحا�سِ ب َ‬ ‫ّم ْ‬ ‫كف َ‬ ‫ان ِم ْثق َ‬ ‫اهلل تعالى عنهم أجمعين)‪َ (« :‬و�إِن َ‬ ‫ن َخ ْردَ ٍل) وزن حبة من‬ ‫َال َح ّ َب ٍة ّ ِم ْ‬ ‫ك َ‬ ‫خردل»[‪ ،]7‬وقال الطبري‪« :‬يجازي المحسن بإحسانه وال يعاقب مسيئا إال بإساءته‪..‬‬ ‫وعن مجاهد في قول اهلل تعالى ( َون َ‬ ‫ين ا ْلق ِْ�س َط ل َِي ْو ِم ا ْلق َِيا َمةِ) قال إنما هو‬ ‫َ�ض ُع مْالَ َو ِ‬ ‫از َ‬ ‫َ‬ ‫مَثل» [‪ ،]8‬وقال السمعاني‪« :‬أي [ال] يزاد في سيئاته وال ينقص من حسناته»[‪،]9‬‬ ‫ُ‬ ‫وفي قوله تعالى على لسان لقمان عليه السالم يعظ ابنه‪َ « :‬يا ُب َن ّي �إِن َّه�آ �إِن تَك‬ ‫�صخْ رةٍ �أَ ْو ف ال�س َما َو ِ َ‬ ‫ِم ْثق َ‬ ‫ن َخ ْردَ ٍل َفت ُ‬ ‫�ض‬ ‫َك ْ‬ ‫َال َح ّب ٍة ّم ْ‬ ‫ّ‬ ‫ن يِف َ َ‬ ‫ات �أ ْو يِف ال ْأر ِ‬ ‫يِ‬ ‫للهّ‬ ‫للهّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َي�أْ ِ‬ ‫ِري» لقمان ‪ ،16‬المقام بيان لعلم اهلل تعالى بأعمال‬ ‫ت ب َِها ا �إِ ّن ا ل ِطيف َخب ٌ‬ ‫اإلنسان وأنها مهما خفيت ودقت سيجازي عليها صاحبها‪ ،‬والتعبير تمثيل يجسد‬ ‫هذه الحالة المعنوية بأخرى حسية بجامع سعة العلم بالدقائق مهما خفيت ودقت‬ ‫سيجازيها‪.‬‬ ‫قد يقع الخسف وينجو اإلنسان إذا شاء اهلل لكن الكتاب العزيز يؤبد هالكه وفقدانه‬ ‫ارهِ ال ْأر َ‬ ‫�ض‬ ‫لكل أسباب الزهو والفخر والتجبر في قوله جل وعال‪َ « :‬فخَ َ�سفْ َنا ِب ِه َوب َِد ِ‬ ‫ُ‬ ‫ون اللهّ ِ َو َما َ‬ ‫َف َما َ‬ ‫ين»‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫َ�ص َ‬ ‫ان م َ‬ ‫ك َ‬ ‫ك َ‬ ‫ان َلهُ مِن ِف َئ ٍة َي رُ ُ‬ ‫ِن مْ رِ ِ‬ ‫ن�صونَهُ مِن ُد ِ‬ ‫القصص ‪ ،81‬فلن ينجو إذن طاغية من عقاب اهلل إذا شاء أن يطاله وستقع نهايته‬ ‫التي ال رجعة عنها إلى يوم القيامة ليلقى أسوأ مصير‪ ،‬واحتاط الخبر كذلك فلم يكتف‬ ‫َ‬ ‫�ض ِ�إ َلى‬ ‫بوقوع الخسف وإنما أضاف ما يؤبد الهالك بالعبارة‪َ ( :‬ف ُه َو َيت َ​َج ْل َج ُل يِف ْالأ ْر ِ‬ ‫َي ْو ِم ا ْلق َِيا َمةِ)‪.‬‬


‫العدد ‪904‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬غ�شت �إلى ‪� 04‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫حدائق الأزاهر يف م�ستح�سن الأجوبة وامل�ضحكات‬ ‫واحلكم والأمثال واحلكايات والنوادر‬ ‫وهوكتاب جامع للحكم واألمثال والنوادروالحكايات‪،‬ألفه الفقيه األديب محمد بن محمد بن محمد أبو بكر ابن عاصم القيسي الغرناطي قاضي من فقهاء‬ ‫المالكية باألندلس توفي بمسقط رأسه غرناطة عن عمر السابعة والستين سنة (عام ‪ 829‬هـ الموافق ‪1426‬م)؛كان يجلد الكتب في صباه‪ ،‬وتقدم حتى‬ ‫ولي قضاء القضاة ببلده‪.‬‬ ‫وقد أخذ عن أعالم منهم‪:‬‬ ‫أبو إسحاق الشاطبي‪ ،‬وأبو عبد اهلل القيطاجي‪ ،‬وأبو عبد اهلل الشريف التلمساني‪ ،‬وأبو إسحاق ابن الحاج‪ ،‬وابن عالق‪ ،‬وخااله أبو بكر‪ ،‬ومحمد ولدا أبي القاسم‬ ‫بن جزي‪ ،‬وابن لب وغيرهم‪.‬‬ ‫وله من المؤلفات‪:‬‬ ‫ــ تحفة الحكام في نكت العقود واألحكام‪ (:‬أرجوزة في الفقه المالكي تعرف بالعاصمية)‪ ،‬شرحها جماعة من العلماء‪.‬‬ ‫ــ أراجيز في األصول والنحو والقراءات‪.‬‬ ‫وحدائق األزاهر في مستحسن األجوبة والمضحكات والحكم واألمثال والحكايات والنوادر (وهو الكتاب الذي سنتحف به القارئ الكريم عبر سلسلة‬ ‫حلقات)‪.‬‬

‫في المضحكات المطوالت‬

‫سمع بعض الملوك أن ملك الروم المجاور له عزم على أن يدخل أرضه ويحصر بعض بالده‪ ،‬فأراد أن يبعث إليه‬ ‫رسو ًال‪ ،‬يطلب منه الصلح‪ ،‬فشاور وزراءه‪ ،‬ونبهاء فرسانه فيمن يبعث إليه‪ ،‬فأشار عليه كل واحد منهم برجل من كبار‬ ‫خدامه‪ ،‬ونبهاء فرسانه‪ ،‬وسكت منهم واحد‪ ،‬فقال له الملك‪ :‬لم سكت؟ قال‪ :‬ال أرى أن ترسل واحداً ممن ذكروا‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫فمن ترى أن ترسل؟ فقال له‪ :‬فالن‪ ،‬وذكر له رج ًال غير وجيه‪ ،‬وال مشهور بنباهة وال بفصاحة‪ ،‬فقال له الملك‪ :‬أتهزأ بي‬ ‫في مثل هذا؟ وظهر عليه الغضب‪ ،‬فقال له‪ :‬معاذ اهلل يا موالي‪ ،‬ولكنك تريد أن تبعث إليه من نرجو رجوعه‪ ،‬مقضي‬ ‫الحاجة‪ ،‬قال‪ :‬وذلك مرادي‪ ،‬قال‪ :‬وإني فكرت ونظرت فلم أجد غير ذلك الرجل؛ ألنك وجهته في كذا فأنجح‪ ،‬وفي كذا‬ ‫فقضيت حاجته‪ ،‬وما ذلك إال بنجحته‪ ،‬ال بفصاحته‪ ،‬وال نباهته وال شجاعته‪ ،‬فقال له‪ :‬صدقت‪ ،‬وأمر أن يوجه عنه‪ ،‬فجاءه‪،‬‬ ‫وأمر أن يدفع إليه كل ما يحتاج إليه في السفر‪ ،‬فدفع إليه‪ ،‬وخرج‪ ،‬فسمع ملك الروم أن يأتيه رسول‪ ،‬فقال لخدامه‪ :‬إن‬ ‫هذا الرسول الذي يأتي هومن أكبر من عند المسلمين‪ ،‬فإذا وصل فأدخلوه قبل إنزاله‪ ،‬فإن فهم عني ما أقوله له‬ ‫أنزلته‪ ،‬وقضيت حاجته‪ ،‬وإن لم يفهم عني‪ ،‬لم أنزله‪ ،‬ورددته غير مقضي الحاجة‪ ،‬فلما وصل أدخل عليه‪ ،‬فلما سمع‬ ‫عليه أشار إليه ملك الروم بأصبعه الواحد إلى السماء‪ ،‬فأشار ذلك الرجل بأصبعه إلى السماء واألرض‪ ،‬فأشار النصراني‬ ‫بأصبعه قبالة وجه الرجل‪ ،‬فأشار الرجل بأصبعين قبالة وجه النصراني‪ ،‬فأخرج النصراني زيتونة من تحت بساطه‪،‬‬ ‫وأشار بها إلى الرجل‪ ،‬فأخرج الرجل بيضة من تحته وأشار بها إليه‪ ،‬فطابت نفس النصراني وأمر بإنزاله وإكرامه‪ ،‬ثم‬ ‫سأله‪ :‬فيم جاء؟ فأخبره‪ ،‬فقضى حاجته وصرفه‪ ،‬فقيل للنصراني‪ :‬ما قلت له حتى فحمك‪ ،‬وقضيت حاجته؟ فقال‪ :‬ما‬ ‫رأيت أفهم منه وال أحذق‪ ،‬أشرت له بأصبعي إلى السماء‪ ،‬أقول له‪ :‬اهلل واحد في السماء‪ ،‬فأشار لي بأصبعه إلى السماء‬ ‫وإلى األرض يقول لي‪ :‬هو في السماء وفي األرض‪ ،‬ثم أشرت له بأصبعي قبالته أقول له‪ :‬جميع ما ترى من الناس‬ ‫إنما أصلهم واحد وهو آدم‪ ،‬فأشار إلي بأصبعين يقول لي‪ :‬أصلهم آدم وحواء‪ ،‬ثم أخرجت له زيتونة أقول له‪ :‬انظر‪ ،‬ما‬ ‫أغرب حال هذه‪ ،‬فأخرج هو بيضة‪ ،‬وقال‪ :‬حال هذه أغرب من تلك؛ ألنه يخرج منها حيوان‪ ،‬فهي أعجب‪ ،‬فلذلك قضيت‬ ‫حاجته‪ ،‬فقيل بعد ذلك للرجل‪ :‬ما الذي قال لك النصراني حين أشار إليك وفهمته؟ قال‪ :‬واهلل‪ ،‬ما رأيت أثقل روحاً‪ ،‬وال‬ ‫أجهل من ذلك النصراني ساعة وصولي إليه‪ ،‬يقول لي‪ :‬آخذك في طرف أصبعي وأرفعك هكذا‪ ،‬فقلت له‪ :‬أنا أرفعك‬ ‫بأصبعي هكذا‪ ،‬وأنزلك في األرض هكذا‪ ،‬فقال لي‪ :‬أخرج عينك بأصبعي هكذا‪ ،‬فقلت له‪ :‬أنا أخرج عينيك اإلثنتين‬ ‫بأصبعي هذين‪ ،‬فقال‪ :‬ليس معي ما أعطيك إال هذه الزيتونة‪ ،‬بقيت من غذائي‪ ،‬قلت له‪ :‬يا محروم‪ ،‬وأنا أخير منك‪،‬‬ ‫فإني بقي لي من غذائي هذه البيضة‪ ،‬ودفعتها له‪ ،‬ففزع مني وقضى حاجتي‪.‬‬ ‫وكان بالكوفة رجل مشهور بالبرد‪ ،‬فسمع أن بالبصرة رج ًال آخر أبرد منه‪ ،‬فقال‪ :‬البد أن أختبره‪ ،‬حتى أرى من‬ ‫أبرد منا‪ ،‬فأخذ كراريس من الكاغد كثيرة‪ ،‬وصنع منها سفراً كبيراً وسفره وكتب فيه‪ :‬سالم عليكم‪ ،‬وفرق الحروف‬ ‫في بعض األوراق وترك سائرها بياضاً‪ ،‬ودفعه لميار‪ ،‬وقال‪ :‬تدفعه بالبصرة لفالن‪ ،‬وتطلب منه الجواب‪ ،‬فأخذه الميار‪،‬‬ ‫وذهب إلى البصرة‪ ،‬وسأل عن الرجل‪ ،‬فدل عليه‪ ،‬فأتاه‪ ،‬ودفع إليه السفر وقال له‪ :‬أريد جواب ما فيه‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬غداً إن‬ ‫شاء اهلل‪ ،‬ثم فتحه فوجد أوراقه بيضاً‪ ،‬فجعل يحول األوراق‪ ،‬فوجد السين ثم الالم حتى كمل سالم عليكم‪ ،‬ولم يجد‬ ‫غير ذلك‪ ،‬ففكر في نفسه‪ ،‬فعلم أن ذلك من فعل بارد مثله يرى أن يقيسه فذهب إلى نجار‪ ،‬وقال له‪ :‬اعمل لي تابوتاً‬ ‫كبيراً‪ ،‬فعمله له‪ ،‬فلما عاد الميار يطلب الجواب‪ ،‬قال له‪ :‬تأتي غداً‪ ،‬وتأخذ هذا التابوت وتحمله للذي ناولك الكتاب‬ ‫وتقول له‪ :‬هذا جوابك‪ ،‬وهذا مفتاح التابوت تدفعه له‪ ،‬ثم دفع أجرته‪ ،‬وقال‪ :‬إني أسافر الليلة‪ ،‬فإذا كان غداً فأت إلى‬ ‫هنا‪ ،‬وخذ التابوت‪ ،‬فيه ما يحتاج من المأكول والمشروب‪ ،‬وغلقه‪ ،‬وإذا بالميار قد جاء‪ ،‬فأخذ التابوت وذهب‪ ،‬فلما وصل‬ ‫إلى الكوفة أتى الرجل الذي دفع له الكتاب‪ :‬فقال‪ :‬هذا التابوت جواب كتابك‪ ،‬ثم دفع له المفتاح ففتحه‪ ،‬فخرج منه‬ ‫الرجل‪ ،‬وقال وعليكم السالم ورحمة اهلل‪ ،‬فقال له‪ :‬أشهد أنك أبرد مني ومن جميع الناس‪.‬‬ ‫وحكى أبو عبد اهلل بن عبد البر المدني بمصر قال‪ :‬حدثني إسحاق بن إبراهيم عن الهيثم بن عدي قال‪ :‬كان‬ ‫بالمدينة رجل من بني هاشم‪ ،‬وكانت له قينتان يقال إلحداهما‪ :‬رشأ ولألخرى جؤذر‪ ،‬وكان يعجبه السماع‪ ،‬وكان‬ ‫بالمدينة مضحك‪ ،‬ال يكاد يفارق مجالس المتظرفين‪ ،‬فأرسل الهاشمي إليه ذات يوم ليضحك به‪ ،‬فلما أتاه قال له‬ ‫المضحك‪ :‬أصلحك اهلل‪ ،‬أنت في لذتك‪ ،‬وال لذة لي‪ ،‬قال‪ :‬وما لذتك؟ قال‪ :‬تحضر لي نبيذاً؛ فإنه ال يطيب لي عيش‬ ‫إال به‪ ،‬فأمر الهاشمي بإحضار نبيذ‪ ،‬وأمر أن يطرح فيه سكر‪ ،‬فلما شربه المضحك‪ ،‬تحركت عليه بطنه‪ ،‬وتناوم عنه‬ ‫الهاشمي‪ ،‬وغمز جاريتيه عليه‪ ،‬فلما ضاق عليه األمر‪ ،‬واضطر إلى البراز‪ ،‬قال‪ :‬ما أظن هاتين المغنيتين إال يمانيتين‪،‬‬ ‫وأهل اليمن يسمون الكنف المرحاض‪ ،‬فقال لهما‪ :‬يا حبيبتي‪ ،‬أين المرحاض؟ فقالت إحداهما لصاحبتها‪ :‬ما يقول؟‬ ‫قالت‪ :‬يقول غنياني‪:‬‬ ‫رحضت فؤادي فخليتني أهيم من الحب في كل واد‬

‫أوحش الخبران فالربع منها فمناها‪ ،‬فالمنزل المعمور‬ ‫فاندفعتا تغنيانه‪ ،‬فقال‪ :‬ما أراهما إال كوفيتين‪ ،‬وأهل الكوفة يسمونها الكنف‪ ،‬فقال لهما‪ :‬أين الكنيف؟ فقالت‬ ‫إحداهما‪ :‬نعس سيدنا‪ ،‬هل رأيت أكثر اقتراحاً من هذا الرجل‪ ،‬قالت‪ :‬ما يقول؟ قالت‪ :‬يسأل أن نغني‪:‬‬ ‫تكنفني الهوى طفال فشيبني‪ ،‬وما اكتهال‬ ‫ً‬ ‫قال‪ :‬فغلبته بطنه‪ ،‬وعلم أن ذلك منهما ازدراء عليه‪ ،‬والهاشمي يتقطع ضحكا‪ ،‬فقال لهما‪ :‬كذبتما يا زانيتين‪،‬‬ ‫أعلمكما ما هو؟ فرفع ثيابه وسلح عليهما‪ ،‬وانتبه الهاشمي‪ ،‬فقال‪ :‬سبحان اهلل‪ ،‬أتسلح عن وطائي؟ قال‪ :‬الذي خرج‬ ‫مني أعز علي منه؛ إن هاتين الزانيتين حسبتاني أني أسأل عن الحش إلخراج الريح‪ ،‬فأعلمتهما ما هو‪.‬‬ ‫قال إسحاق بن إبراهيم‪ :‬قال لي ابن وهب الشاعر‪ :‬واهلل ألحدثنك حديثاً‪ ،‬ما سمعه أحد مني قط‪ ،‬وهو أمانة أن‬ ‫يسمعه أحد منك ما دمت حياً‪ ،‬قلت‪( :‬إنا عرضنا األمانة على السماوات واألرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن‬ ‫منها وحملها اإلنسان إنه كان ظلوماً جهوال) ‪ ،‬قال لي‪ :‬يا أبا محمد‪ ،‬إنه حديث ما طن في أذنك أعجب منه‪ ،‬قلت‪ :‬كم‬ ‫هذا التعقيد باألمانة؟ آخذه على ما أحببت‪ ،‬قال‪ :‬بينما أنا بسوق اإلبل بمكة بعد أيام الموسم‪ ،‬إذا أنا بامرأة من نساء‬ ‫مكة معها صبي يبكي‪ ،‬وهي تسكته‪ ،‬فيأبى أن يسكت‪ ،‬فسفرت وأخرجت من فيها كسر درهم‪ ،‬فدفعته إلى الصبي‬ ‫فسكت‪ ،‬فإذا وجه رقيق كأنه دري‪ ،‬وإذا شكل رطب ولسان طويل‪ ،‬فلما رأتني أحد النظر إليها قالت‪ :‬اتبعني‪ ،‬قلت‪ :‬إن‬ ‫شرطي الحالل‪ ،‬قالت‪ :‬ارجع‪ ،‬ومن يريدك على الحرام؟ فخجلت‪ ،‬وغلبتني نفسي على رأيي‪ ،‬فتبعتها‪ ،‬فدخلت في زقاق‬ ‫العطارين‪ ،‬فصعدت درجة‪ ،‬وقالت‪ :‬اصعد‪ ،‬فصعدت‪ ،‬فقالت‪ :‬أنا متزوجة‪ ،‬وزوجي رجل من بني مخزوم ولكن عندي‬ ‫جارية‪ ،‬عليها وجه أحسن من العافية‪ ،‬في مثل خلق ابن سريج‪ ،‬وترنم معبد‪ ،‬وتيه ابن عائشة‪ ،‬أجمع لك هذا كله في‬ ‫بدن واحد بأصغر سليم‪ ،‬قلت‪ :‬وما أصغر سليم؟ قالت‪ :‬بدينار واحد في يومك وليلتك‪ ،‬فإذا قمت جعلت الدينار وظيفة‪،‬‬ ‫وتزويجها صحيحاً‪ ،‬قلت‪ :‬فذلك لك إن اجتمع لي ما ذكرت‪ ،‬قال‪ :‬وصفقت بيديها إلى جارتها‪ ،‬فاستجابت لها‪ ،‬فقالت‪:‬‬ ‫قولي لفالنة‪ :‬البسي عليك ثيابك‪ ،‬وبحياتي عليك ال تمسي طيباً؛ فحسبنا بداللك وعطرك‪ ،‬فإذا بجارية قد أقبلت من‬ ‫أجمل ما يرى‪ ،‬فسلمت وقعدت كالخجلة‪ ،‬فقالت لها األولى‪ :‬إن هذا الذي ذكرتك له‪ ،‬وهو في هذه الهيئة التي ترين‪،‬‬ ‫قالت‪ :‬حياه اهلل‪ ،‬وقرب داره‪ ،‬قالت‪ :‬وقد بذل لك من الصداق ديناراً‪ ،‬قالت‪ :‬أما أخبرته شرطي؟ قالت‪ :‬ال‪ ،‬واهلل يا بنية‪،‬‬ ‫لقد نسيت‪ ،‬ثم نظرت إلي فغمزتني‪ ،‬وقالت‪ :‬أتدري ما شرطي؟ قلت‪ :‬ال‪ ،‬قالت‪ :‬أقول لك بحضرتها‪ ،‬وما أظنها تكرهه‪،‬‬ ‫هي واهلل‪ ،‬أفتك من عمرو بن معدي كرب‪ ،‬وأشجع من ربيعة بن مكدم‪ ،‬ولست بواصل إليها حتى تسكر‪ ،‬ويغلب عليها‬ ‫السكر‪ ،‬فإذا بلغت تلك الحال‪ ،‬ففيها مطمع‪ ،‬فقلت‪ :‬ما أهون هذا وأسهله‪ ،‬قالت الجارية‪ :‬وتركت شيئاً آخر‪ ،‬قالت‪ :‬نعم‪،‬‬ ‫واهلل اعلم أنك لن تصل إليها حتى تتجرد لها‪ ،‬وتراك مجرداً مقب ًال ومدبراً‪ ،‬قلت‪ :‬وهذا أيضاً أفعله‪ ،‬قالت‪ :‬هلم دينارك‪،‬‬ ‫فدفعته إليها قالت‪ :‬فصفقت بيديها مرة أخرى‪ ،‬فأجابتها امرأة‪ ،‬فقالت لها‪ :‬قولي ألبي الحسن وأبي الحسين‪ :‬هلما‬ ‫الساعة‪ ،‬فإذا بشيخين نبيلين‪ ،‬قد أقبال‪ ،‬فصعدا‪ ،‬فقصت عليهما القصة‪ ،‬فخطب أحدهما‪ ،‬وأجاز اآلخر‪ ،‬وأقررت بالتزويج‪،‬‬ ‫وأقرت المرأة‪ ،‬ودعوا بالبركة‪ ،‬ثم نهضنا‪ ،‬فاستحييت أن أحمل المرأة شيئاً من المؤونة فأخرجت ديناراً آخر‪ ،‬ودفعته‬ ‫إليها‪ ،‬وقلت‪ :‬هذا لطيبك‪ ،‬قالت‪ :‬لست ممن يمسي طيباً لرجل‪ ،‬إنما أتطيب لنفسي إذا خلوت‪ ،‬قلت‪ :‬فاجعلوه لغذائنا‬ ‫اليوم‪ ،‬قالت‪ :‬أما هذا فنعم‪ ،‬فنهضت الجارية‪ ،‬فأمرت بإصالح ما يحتاج إليه‪ ،‬ثم عادت فتغذينا‪ ،‬ثم جاءت بوسادة‬ ‫وقضيت وقعدت‪ ،‬ودعت بنبيذا فأعدته‪ ،‬واندفعت تغني بصوت لم أسمع قط مثله‪ ،‬وإني ألفت بيوت القيان نحواً من‬ ‫ثالثين سنة‪ ،‬فما سمعت مثل ترنمها قط‪ ،‬فكدت أخر سروراً وطرباً‪ ،‬فجعلت أروم أن تدنو مني‪ ،‬فتأبى‪ ،‬إلى أن تغنت‬ ‫بشعر لم أعرفه‪ ،‬وهو‪:‬‬ ‫راموا يصيدون الظباء وإني ألرى تصيدهـــا علي حرامــا‬ ‫أعزر علـي بأن أروع مثلهــا أو أن يذقن على يدي حماما‬ ‫فقلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬من يغني هذا؟ قالت‪ :‬اشترك فيه جماعة‪ ،‬هو لمعبد‪ ،‬وتغنى به ابن سريج‪ ،‬وابن عائشة‪ ،‬فلما‬ ‫نعى إلينا النهار نفسه‪ ،‬وجاء المغرب‪ ،‬تغنت بصوت لم أعرف معناه؛ للشقاء الذي كتب علي‪ ،‬فقالت‪:‬‬ ‫كأني بالمجرد قد علته ‪ ...‬نهال القوم أو خشب البراري‬ ‫قلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬ما أفهم هذا البيت‪ ،‬وال أحسبه مما يتغنى به‪ ،‬قالت‪ :‬أنا أول من تغنى به‪ ،‬قلت‪ :‬فإنما هو بيت‬ ‫مفرد ال صاحب له‪ ،‬قالت‪ :‬معه بيت آخر‪ ،‬ليس هذا وقته‪ ،‬وهو آخر ما أتغنى به‪ ،‬قال‪ :‬وجعلت ال أنازعها في شيء إجال ًال‬ ‫لها‪ ،‬فلما أمسينا وصلينا المغرب‪ ،‬وجاءت العشاء األخيرة وضعت القضيب‪ ،‬فقمت وصليت‪ ،‬وما أدري كم صليت عجلة‬ ‫وشوقا‪ ،‬فلما سلمت قلت‪ :‬أتأذنين لي ‪ -‬جعلت فداك ‪ -‬في الدنو منك‪ ،‬قالت‪ :‬تجرد‪ ،‬وأشارت إلى ثيابها‪ ،‬كأنها تريد أن‬ ‫تتجرد‪ ،‬فكدت أن أشق ثيابي عجلة للخروج منها‪ ،‬فتجردت‪ ،‬وقمت بين يديها‪ ،‬فقالت‪ :‬امضي إلى آخر البيت وأقبل حتى‬ ‫أراك مقب ًال ومدبراً‪ ،‬وإذا حصير في الغرفة عليه طريق إلى آخر البيت‪ ،‬فخطرت عليه‪ ،‬وإذا خرق إلى السوق تحته‪ ،‬فإذا‬ ‫أنا فيه‪ ،‬قد وقعت في السوق قائماً متجرداً‪ ،‬وإذا الشيخان الشاهدان قد أعدا نعالهما‪ ،‬وكمنا لي ناحية‪ ،‬فلما هبطت‬ ‫عليهما‪ ،‬نهضا إلي‪ ،‬فقطعا نعالهما على قفاي‪ ،‬واستعانا بأهل السوق‪ ،‬فضربت ‪ -‬واهلل ‪ -‬يا أبا محمد‪ ،‬حتى نسيت‬ ‫اسمي‪ ،‬فبينما أن أضرب بنعال مخصوفة‪ ،‬وأيد شديدة‪ ،‬إذا صوت من فوق البيت يغني‪:‬‬ ‫ولو علم المجرد ما أردنا لحاذرنا المجرد في الصحارى‬

‫فغنتاه الصوت‪ ،‬فقال في نفسه‪ :‬لم تفهما عني‪ ،‬ما أظنهما إال مدينيتين‪ ،‬وأهل المدينة يسمونه‪ :‬بيت الخالء‪،‬‬ ‫فقلت لهما‪ :‬يا حبيبتي‪ ،‬أين بيت الخالء؟ فقالت إحداهما‪ :‬ما يقول؟ قالت‪ :‬يسأل أن نغني‪::‬‬ ‫خلى علي أخو األحزان إذ ظعنا من بطن مكة‪ ،‬ألتسهيد والحزنا‬

‫فقلت في نفسي‪ :‬هذا ‪ -‬واهلل ‪ -‬وقت هذا البيت‪ ،‬فنجوت إلى رحلي‪ ،‬وما في عظم صحيح‪ ،‬فلما انقضى حجنا‪،‬‬ ‫وانصرفنا‪ ،‬جعلت طريقي على ذلك الموضع‪ ،‬فسألت عنها فقيل لي‪ :‬إنها امرأة من آل أبي لهب‪ ،‬قلت‪ :‬لعنها اهلل‪،‬‬ ‫ولعن الذي هي منه‪.‬‬

‫فاندفعتا تغنيانه‪ ،‬فقال في نفسه‪ :‬ما أراهما فهمتا عني‪ ،‬أظنهما مكيتين‪ ،‬وأهل مكة يسمونه المخراج‪ ،‬فقال‪ :‬يا‬ ‫حبيبتي‪ ،‬أين المخراج؟ فقالت إحداهما‪ :‬ما يقول؟ قالت‪ :‬يقول غنياني‪:‬‬ ‫خرجت بها من بطن مكة‪ ،‬بعد ما أقام المنادي بالعشاء فأعتما‬ ‫فاندفعتا تغنيانه‪ ،‬فقال في نفسه‪ :‬لم تفهما علي‪ ،‬أظنهما شاميتين‪ ،‬وأهل الشام يسمونها‪ :‬المذهب‪ ،‬فقال‬ ‫لهما‪ :‬يا حبيبتي‪ ،‬أين المذهب؟ فقالت إحداهما‪ :‬ما يقول؟ قالت‪ :‬يقول غنياني‬ ‫ذهبت من الهجران في كل مذهب ولم يك حقاً كل هذا التجنب‬

‫قال‪ :‬فغنتاه‪ ،‬قال‪( :‬إنا هلل وإنا إليه راجعون) ‪ ،‬ما أحسب الفاسقتين إال بصريتين‪ ،‬وأهل البصرة يسمونها‬ ‫الحشوش‪ ،‬فقال‪ :‬أين بيت الحش؟ فقالت إحداهما‪ :‬ما يقول؟ قالت‪ :‬يسأل أن نغني‪:‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪904‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)807‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬غ�شت �إلى ‪� 04‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫“ المغرب في ذكر بالد إفريقية‬ ‫والمغرب “‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫يظل كتاب “ المغرب في ذكر بالد إفريقية والمغرب “ لمؤلفه أبي عبيد عبد اهلل البكري وصدينة‪ ،‬وصرصر‪ ،‬وطنجة‪ ،‬وغمارة‪ ،‬والقصر‪ ،‬وكرت‪ ،‬وكزناية‪ ،‬وواد الو‪ ،‬والمزمة‪ ،‬وبني مسارة‪،‬‬ ‫األندلسي المتوفى سنة ‪ 1094‬ه ‪ 487 /‬م‪ ،‬أحد أهم النصوص اإلسطوغرافية العربية اإلسالمية ومليلة‪.‬‬ ‫األساسية التي اهتمت بتوطين الحدود والمواقع الجغرافية لمنطقة شمال إفريقيا خالل مرحلة‬ ‫وفي كل هذه المواقع‪ ،‬ظل المؤلف حريصا على تقديم وصف جغرافي شامل‪ ،‬قاعدته معرفة‬ ‫العصور الوسطى‪ .‬وتعود أسباب تفرد هذا الكتاب في قيمته التاريخية والعلمية إلى ما يزخر دقيقة بالمنطقة المدروسة – في حدود معارف المرحلة بطبيعة الحال ‪ ،-‬وسعي إلى تقديم متن‬ ‫به من معطيات ومعلومات مدققة وواضحة نكاد ال نجد مثيال لها لدى الجغرافيين العرب سردي شيق يزاوج بين ضرورات الكتابة الجغرافية الصارمة‪ ،‬وبين العمق التاريخي الضروري‬ ‫الذين عاصروا البكري أو سبقوه‪ .‬فالعمل جديد في زمنه‪ ،‬مجدد في طريقة سرده للمعطيات لفهم الكثير من تحوالت الظواهر الطبيعية والبشرية‪ ،‬وبين النفس األدبي ‪ /‬اللغوي الذي يعطي‬ ‫وفي ضبطه لألعالم المكانية والبشرية‪ .‬واعتبارا لذلك‪ ،‬فقد اهتم به الباحثون والمؤرخون للغة العربية قيمتها اإلجرائية باعتبارها أداة للتواصل أوال‪ ،‬ثم وعاءا لتصريف مختلف أنواع‬ ‫المعارف والعلوم ثانيا‪ .‬ولتوضيح هذه القيمة العلمية‬ ‫منذ القرون الماضية وجعلوه يتحول إلى إحدى أهم‬ ‫التي اكتساها كتاب “ المغرب “‪ ،‬يمكن االستدالل‬ ‫المصادر التاريخية والجغرافية التوطينية لبالد الغرب‬ ‫ببعض مما كتبه المؤلف بخصوص مدينة أصيال‪ ،‬حيث‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬بما فيها منطقة شمال المغرب الحالي‪.‬‬ ‫يقول ‪:‬‬ ‫واستمر نفس االهتمام لدى الكتاب المعاصرين‬ ‫“ ‪ ...‬ومدينة أصيلة أول مدن العدوة من جانب‬ ‫حيث ال يمكن الحديث عن الحدود الجغرافية لبالد‬ ‫الغرب‪ ،‬وهي في سهلة من األرض حولها رواب لطاف‬ ‫المغرب بدون االعتماد على الوصف الهام الذي خلفه‬ ‫والبحر بغربيها وجوفيها وكان عليها سور له خمسة‬ ‫البكري‪ ،‬بل إن األوربيين أنفسهم قد اهتموا بالكتاب‬ ‫أبواب وجامعها خمسة بالطات‪ .‬وإذا ارتج البحر بلغ‬ ‫الموج إلى حايط الجامع‪ .‬وسوقها حافلة يوم الجمعة‪،‬‬ ‫وأخذوا في االعتماد عليه الستيقاء معلوماتهم حول‬ ‫وماء آبار المدينة شريب وبخارجها آبار عذبة ‪ :‬بير‬ ‫المنطقة المدروسة خالل الفترة الوسيطية‪ ،‬وذلك على‬ ‫عدل وبير السانية وآبار كثيرة‪ .‬ومقبرتها في شرقيها‬ ‫األقل منذ صدور الطبعة العربية التي حققها الباحث‬ ‫ومرساها مامون‪ ،‬والمدخل إليه من الشرق‪ ،‬ويستدير‬ ‫الفرنسي دي سالن ( ‪ ) De Slane‬سنة ‪.1837‬‬ ‫بالمرسى من ناحية الجنوب جسر من حجارة مخلوقة‬ ‫وإلبراز قيمة كتاب “ المغرب “ يمكن االستشهاد‬ ‫تكف عن السفن المرفأة فيها هيجان البحر‪ .‬ومدينة‬ ‫بما كتبه الفقيه المرحوم محمد المنوني في مؤلفه‬ ‫أصيلة محدثة‪ ،‬وكان سبب بنيانها أن المجوس خرجوا‬ ‫الهام “ المصادر العربية لتاريخ المغرب “ ( ج‪،1 .‬‬ ‫في مرساها مرتين ‪ ...‬فاتخذ الناس موضع أصيلة رباطا‬ ‫مدينة �أ�صيال العتيقة‬ ‫فانتابوه من جميع األمصار وكانت تقوم فيه سوق‬ ‫ص‪ ،) 20 .‬حيث قال ‪ ... “ :‬غير أن البكري ‪ ...‬تبدو‬ ‫‪ ‬‬ ‫جامعة ثالث مرات في السنة وهو وقت اجتماعهم‬ ‫معلوماته عن هذه المنطقة أدق وأوسع ( مقارنة ببقية‬ ‫وذل��ك في شهر رمضان وفي عشر ذي الحجة وفي‬ ‫الجغرافيين العرب )‪ ،‬فقد توفر على مصادر لم يطلع عليها اآلخرون‪ ،‬هذا فضال عن جواره للمغرب‬ ‫الذي ساعده على الحصول على معلومات استمدها من تحرياته الخاصة‪ .‬ومن هنا فهو يتوسع عاشوراء‪ ،‬وكان الموضع ملكا للواتة فابتنى فيه قوم من كتامة واتخذوه جامعا‪ .‬وتسامع الناس‬ ‫أمرها من األندلس وأهل األمصار‪ ،‬فقصدوها في األوقات المذكورة لضروب السلع وخيموا فيها‪،‬‬ ‫في الحديث عن الفتح اإلسالمي‪ ،‬ويقدم أخبارا مهمة عن الدول األولى التي قامت بالمغرب ‪:‬‬ ‫ثم بنوا شيئا بعد شيء فعمرت‪ .‬فقدمها القاسم بن إدريس بن إدريس فملكها وبنى سورها‬ ‫بني مدرار بسجلماسة‪ ،‬وبني صالح بالريف‪ ،‬واألدارسة في باقي المغرب‪ ،‬هذا إلى أن البكري هو وقصرها وبها قبره ‪ “ ...‬ص ص‪.) 112 – 111 .‬‬ ‫المصدر األقدم عن تاريخ المرابطين في أيامهم األولى‪ ،‬وهو ال يغفل أن يبرز أسماء األعالم‬ ‫وعلى الرغم من األخطاء التي وقع فيها البكري فيما يتعلق بوصف بعض البلدان وتحديدها‪،‬‬ ‫من الدول التي يعرضها‪ ،‬وبالخصوص علماء األدارسة‪ ،‬كما يهتم بوصف المدن ومعماريتها‬ ‫واقتصادها وعاداتها‪ ،‬وكل هذه الميزات تجعل جغرافية البكري مصدرا بالغ األهمية عن تاريخ وهي األخطاء التي نجدها مدرجة بشكل دقيق في كتاب “ رحلة العبدري “ ( ص ص‪– 158 .‬‬ ‫‪ ،)159‬فالمؤكد أن كتاب “ المغرب في ذكر بالد إفريقية والمغرب “ يظل أهم مصدر إسطوغرافي‬ ‫المغرب في الفترة التي نقدمها “‪.‬‬ ‫وبالنسبة لمنطقة شمال المغرب‪ ،‬يمكن القول إن كتاب “ المغرب “ يسد فجوات كبرى في وجغرافي طبع مرحلة العصور الوسطى المغربية وخاصة خالل المرحلة التي ارتبطت بتفكك‬ ‫معارفنا الجغرافية الوسيطية ويزيل طبقات االضطراب والتناقض عن هذه المعارف حسب ما أجهزة دولة األدارسة وبانفراط عقد وحدة البالد‪ .‬وتزداد هذه المسألة أهمية‪ ،‬إذا علمنا أن‬ ‫عكسته غالبية المصنفات الكالسيكية التي كتبت قبل ‪ /‬أو خالل فترة تدوين البكري لمؤلفه‪ ،‬البكري لم يكن يكتفي بإدراج المعطيات الداخلية‪ ،‬ولكنه ظل يوسع دائرة الوصف والتحليل‬ ‫ونخص بالذكر تلك المعلومات المرتبطة بالحواضر األساسية لشمال المغرب وكذا بمراكزه وإبداء الرأي في قضايا محلية عبر الكشف عن أشكال تقاطع عناصرها المختلفة التي تتجاوز‬ ‫البشرية والتاريخية حسب ما سجله البكري بخصوص كل من أصيال‪ ،‬وب��ادس‪ ،‬والبصرة‪ ،‬الحدود الضيقة لمنطقة شمال المغرب‪ ،‬لتؤثر ‪ /‬وتتأثر بالمسار التاريخي العام الذي تحكم في‬ ‫وبليونش‪ ،‬وتاهدارت‪ ،‬وترغة‪ ،‬وتشومس ( ليكسوس )‪ ،‬وزلول ( زيليس قرب أصيال )‪ ،‬وتطاون‪ ،‬تطور األوضاع بعموم منطقة شمال إفريقيا وحوض البحر األبيض المتوسط وذلك خالل فجر‬ ‫وجبل حاميم‪ ،‬وجبل حبيب‪ ،‬وحجر النسر‪ ،‬والدمنة‪ ،‬ورهونة‪ ،‬وسبتة‪ ،‬وسوق كتامة‪ ،‬وشفشاون‪ ،‬العصور الوسطى‪.‬‬

‫الزيارة التاريخية حلفيد محمد اخلام�س لوزان ‪ ‬‬

‫دار الضمانة في حاجة لجرعة من أوكسجين التنمية‬ ‫‪ ‬الملك محمد السادس يدخل وزان‪.....‬‬ ‫حدث تاريخي ما في ذلك شــك‪ ....‬حفيد‬ ‫محمد الخامس يصالح وزان مع الملكية‪.....‬‬ ‫مبادرة فتحت آماال عريضة في وجه أهل دار‬ ‫الضمانة الذين لم يتذوقوا للفرح طعما‬ ‫لفترة زمنية قاربت خمسة عقود ‪.... ‬يوم‬ ‫‪ 26‬شتنبر ‪ 2006‬سيعلن ملك البالد ‪ ،‬من‬ ‫قلب الحاضرة المنكوبة ‪ ،‬بأن زمن « اتركوا‬ ‫أهل وزان في وزانهم يفعلون ما يشاؤون «‬ ‫قد ولى ‪ ،‬وأن قطار إنصاف المدينة والقبائل‬ ‫المجاورة لها قد انطلق ‪ ،‬وأن حصتها من‬ ‫العدالة المجالية قد دق جرسها‪.....‬قبل ‪11‬‬ ‫سنة من اليوم ‪ ،‬وعن قرب ‪ ،‬سيلمس العاهل‬ ‫بأن المدينة التي قالت كلمتها في أخطر‬ ‫المنعرجات التي عرفها الوطن ‪ ،‬وكانت لها‬ ‫بصمتها في الحضارة الكونية ‪ ،‬قد حولها‬ ‫العقاب المخزني بعد فجر االستقالل إلى‬ ‫جسد بال روح ‪......‬‬ ‫‪ ‬هل كان صناع القرار مركزيا وإقليميا‬ ‫ومحليا على موعد مع التاريخ‪ ،‬فالتقطوا‬ ‫مرامي الزيـــارة الملكيــة لدار الضمانة‬ ‫والرسائل التي تم بعثها ألكثر من جهة‪،‬‬ ‫فركبوا مع ملك البالد قطار مصالحة وزان‬ ‫الرحبة مع التنمية ؟ أم أن من تظاهر أمام الملك بامتطاء العربات ‪ ،‬سيقفز من نوافذها مباشرة بعد إقالع‬ ‫قطار إنصاف وجبر ضرر المدينة ؟‬ ‫‪« ‬إن الذي يحب ملكه يقول له الحقيقة» ‪ ،‬والحقيقة التي يتم إخفاؤها عن ملك البالد ‪ ،‬هي أن زيارته‬ ‫التاريخية للمدينة باألمال العريضة التي فتحتها ‪ ،‬قد تم االلتفاف عليها بشكل خطير من طرف المركب‬

‫اإلداري المصالحي االستغاللي ‪ ،‬الذي نجح في‬ ‫فتح أكثر من كوة تسلل منها اليأس إلى صفوف‬ ‫أبناء وبنات وزان ‪...‬‬ ‫‪ ‬هل سيكتفي أبناء وبنات وزان بسرد أورام‬ ‫حاضرتهم ‪ ، ‬وبالحديث عن اإلجهاض الذي‬ ‫تعرضت له الزيارة الملكية لمدينتهم ؟ أم أن‬ ‫التحليل الملموس للواقع الملموس يستدعي‬ ‫االنخراط الجماعي في البحث عن أنجع السبل‬ ‫التي تسمح بضخ جرعة من األوكسيجين في‬ ‫شرايين ومرامي وأهداف الزيارة الملكية التي تم‬ ‫خنقها في المهد ؟‬ ‫‪ ‬في هذا السياق يبدو بأن ساعة الترافع‬ ‫من « أجل وزان حاضنة لألمل‪ ،‬مطاردة للتطرف‬ ‫بكل ألوانه وأشكاله» قد دقت‪ .‬وأن آليات الترافع‬ ‫التي تمنحها الديمقراطية التشاركية كثيرة‬ ‫ومتنوعة ومدسترة ‪ .‬لذلك نرى بأن محطة ‪26‬‬ ‫شتنبر المقبل يجب أن تشكل فرصـة مؤسساتية‬ ‫جديدة‪ ،‬يتشاور فيها أهل وزان – كل من موقعــه‬ ‫الخاص ‪ -‬بهدوء ومسؤولية ‪ ،‬إلعطاء نفس جديد‬ ‫للزيارة الملكية ‪...‬‬ ‫‪ ‬فهل يبادر المجلسان الجماعيان ( المحلي‬ ‫واإلقليمي ) واإلدارة الترابية اإلقليمية بتنزيل‬ ‫المقترح الوارد أعاله‪ ،‬فيطلقون بشراكة مع‬ ‫الفاعلين اإليجابيين مسلسل اإلعداد المتنوع لتنظيم هذا اليوم الدراسي ‪ ،‬وتوفير‪ ‬شروط إنجاحه ‪ ‬؟ ذلك‬ ‫ما سيجيب عنه القادم من األيام ‪.‬‬

‫محمد حمضي‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬غ�شت �إلى ‪� 04‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪904‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)372‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫حومة الشوك تحت االحتالل ‪:‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫الباعة العشوائيون و أرباب الناقالت‬ ‫و المقاهي سادة الموقف‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫لقد كان احتالل الملك العام بالمغرب من طرف الباعة والتجار ظاهرة معروفة لدى‬ ‫الجميع‪ ،‬مسؤولين حكوميين وجماعيين‪ ،‬سلطاتٍ مركزي ًة أو محلية‪ ،‬لكن في العقد األخير‬ ‫تطورت هذه الظاهرة بشكل متسارع ومبالغ فيه‪ ،‬إلى درجة افتقدت معها الدولة أية خطة‬ ‫لمعالجة األمر واحتوائه‪ ،‬مما أصبح يشكل واقعا شاذا غاية الشذوذ‪ ،‬ففي الوقت الذي‬ ‫تصرف فيه أموال عامة لتهيئة الطرقات والممرات واألرصفة‪ ،‬يأتي ببساطة أشخاص‪،‬‬ ‫ال عنوان للتخابر معهم‪ ،‬أو أرباب مقاهي‪ ،‬ويحتلون تلك األرصفة والطرقات دون سند‬ ‫قانوني أو أخالقي‪ ،‬وهكذا تصبح مداخل أحياء بكاملها ال تتوفر على مسلك أو معبر واحد‬ ‫لمرور العربات أو األشخاص بسبب تكدس الباعة على كامل األرصفة وفي عرض الطرقات‬ ‫والشوارع ما جعل منها أسواقا حقيقية ال تخضع ألي ضابط من الضوابط القانونية‪.‬‬ ‫أحد هذه المناطق التي تعاني ويالت الباعة الجائلين‪ ،‬الذين تحولوا إلى باعة‬ ‫مستقرين‪ ،‬الحي المعروف بحومة الشوك‪ ،‬فقد تحوَّل المركب السكني ابن بطوطة‪،‬‬ ‫الواقع في مدخل الحي المذكور‪ ،‬إلى سوق عشوائي غاية في العشوائية‪ ،‬ورغم مبادرة‬ ‫السلطات المحلية إلى إنشاء سوق من أسواق القرب‪،‬علق عليها سكان الحي آمال في‬ ‫التخلص من حالة الفوضى واالزدحام الخانق‪ ،‬فيبدو أن السوق المحدث لم يُقدّر له‬ ‫االفتتاح رغم انتهاء األشغال به منذ مدة بعيدة‪ ،‬بل إن عدد الباعة العشوائيين الذين‬ ‫حلوا بالمنطقة في تزايد مستمر بحيث أصبح يفوق بكثير العدد الذي يفترض أن يحتضنه‬ ‫سوق القرب الجديد بعد افتتاحه‪ ،‬أما أرباب المقاهي فقد بلغوا قمة االستخفاف بالناس‬ ‫أجمعين‪ ،‬إذ ال تجد رصيفا واحدا شاغرا من مقاعد وطاوالت هؤالء االنتهازيين‪.‬‬ ‫إن الواقع الذي أصبح يعيشه سكان الحي ينذر بأخطر الكوارث‪ ،‬فباإلضافة إلى‬ ‫االزدحام بسبب االحتالل الالمشروع للملك العام ساهمت عربات النقل في خنق الممر‬ ‫الوحيد المتبقي‪ ،‬إذ يعمد أرباب الشاحنات الصغرى “الهوندات”‪ ،‬إلى ركن ناقالتهم في‬ ‫رصيف يحمل عالمة منع الوقوف والتوقف‪ ،‬فيما يلجأ منافسوهم من سائقي الدراجات‬ ‫ثالثية العجالت إلى استيطان الرصيف المطل على طريق تطوان‪ ،‬وذلك أمام أعين رجال‬ ‫شرطة المرور الذين فقدوا‪ ،‬كما يبدو‪ ،‬صالحية إنفاذ القانون بسبب كثرة المخالفين‬ ‫واعتيادهم هذا السلوك المستفز للجميع‪.‬‬ ‫و بسبب االكتظاظ المفرط الذي أحدثته األسواق العشوائية والباعة العشوائيون‪،‬‬ ‫في غياب سلطة الضبط اإلداري‪ ،‬فإن سلوكــات خطيـرة بـدأت في غـزو الحي‪ ،‬كتعاطي‬ ‫مخدرات والمسكرات‪ ،‬بكل أصنافها‪ ،‬وذلك في واضحة النهار‪ ،‬مع ما يرافق ذلك من‬ ‫انتشار للصراخ وارتفاع الصراخ والكالم السافه الصادر عن هؤالء المقرقبين والسكارى‪.‬‬ ‫إن السلطة‪ ،‬حفظا لألمن العام وتطبيقا للقانون‪ ،‬مدعوة‪ ،‬من باب تحمل المسؤوليات‬ ‫التنظيمية واإلدارية المسندة إليها بقوة القانون‪ ،‬إلى اتخاذ التدابير اإلجرائية الكفيلة‬ ‫بحماية الملك العام وتحريره من المحتلين الذين ما انفكوا يتزايدون بين عشية‬ ‫وضحاها‪.‬‬

‫م‪ .‬ع‬

‫أمن أصيلة يتحرك بصورة ملفتة‬ ‫في حمالته األمنية‬ ‫لفت أمن أصيلة انتباه المواطنين بالعمالة واإلقليم‪ ،‬لما أخذ يحققه‬ ‫من نتائج س��ارة في محاربة الجريمة التي وصلت إلى هذه المدينة‬ ‫األطلسية الهادئة‪ ،‬بفعل «الهجرة» (الوطنية) والفقر والبطالة وقلة الحزم‬ ‫في معالجتها على المستوى الحكومي‪.‬‬ ‫وبعد تحقيق مجموعة من التدخالت الناجحة‪ ،‬تمكن أمن أصيلة ‪،‬‬ ‫مؤخرا‪ ،‬من توقيف شاب في العشرينات من عمره‪ ،‬عديم السوابق العدلية‪،‬‬ ‫وذلك إثر معلومات توصل بها حول شخص يروج األقراص المهلوسة‪،‬‬ ‫ويستعمل لهذه الغاية دراجة نارية من «الكاليبر» الكبير‪.‬‬ ‫وكانت المفاجأة حين اكتشف األمن أن «المافيوزي» الصغير‪ ،‬تلميذ‬ ‫في مستوى «البـــاك» والبد أنه تم «تجنيده» لهذه «الخدمة العامة»‬ ‫ممن يسعون إلى تخريب عقول الناس‪ ،‬والناشئة بوجه خاص ويسلمونها‬ ‫كميات يومية من أقراص «اإلكستازي» لترويجها ‪ ،‬وقد تم حجز بعضها‬ ‫كانت بحوزته وأسلحة بيضاء «للحماية الذاتية»‪....‬‬ ‫المهم أن الولد ضيع نفسه ومستقبله وقد ال يتمكن من الخروج من‬ ‫النفق المظلم الذي دخله‪ ،‬طول حياته‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 8‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪372‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫‪3‬‬

‫العـدد ‪ 904‬ـالثالثاء ‪ 29‬غ�شت �إلى ‪� 04‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬ ‫تاريخ رياضة المشي‪..‬‬ ‫كيف بدأت ومتى‬ ‫نشأت؟! ‪2 / 1‬‬

‫رياضة المشي أكثر الرياضات فطرية‪ ،‬وهي سهلة إذ يمكن لكل‬ ‫إنسان ممارستها في أي وقت‪ .‬وهي مفيدة لكل األعمار للحفاظ‬ ‫على اللياقة والرشاقة‪ ،‬وللرياضيين بصفتها إحدى الرياضات‬ ‫األولمبية المهمة‪ .‬وقد أثبتت الدراسات أن رياضة المشي ّ‬ ‫تمكن‬ ‫الفرد من االحتفاظ بـ ‪ ٪ 80‬من قدراته الجسدية في األعمار ما‬ ‫بين ‪ 70-30‬سنة‪ .‬كما تفيده في تحسين صحته االنفعالية‪ ،‬وتبيَّن‬ ‫أن السير مدة نصف ساعة يومياً كاف إلخراجه من عقابيل جلوسه‬ ‫اليومي الطويل‪.‬‬ ‫وهناك أنواع للمشي‪ ،‬منه البسيط الذي يمارسه الناس في‬ ‫كل األعمار بغية الحفاظ على لياقتهم‪ ،‬ومنه مشي القوة الذي‬ ‫يكون سريعاً‪ ،‬ويتطلب من الفرد المواظبة على ممارسته ‪4-3‬‬ ‫مرات أسبوعياً بواقع نصف ساعة لكل مرة‪ .‬وتزداد فائدة هذا النوع‬ ‫كلما كانت خطوته أطول وأسرع ومسافته أطول مع تنظيم عملية‬ ‫التنفس‪.‬‬ ‫أما النوع الثالث فهو المشي الرياضي إذ دخلت رياضة المشي‬ ‫‪ race walking‬أول مرة األلعاب األولمبية عام ‪ 1904‬حين كانت‬ ‫إحدى المسابقات المتعددة التي تحولت فيما بعد إلى رياضة‬ ‫العشاري ‪.decathlon‬‬ ‫وفي عام ‪ 1906‬ظهرت رياضة المشي المستقلة في البطولة‬ ‫التي كانت تقيمها اليونان بين الدورات األولمبية وكانت المسابقة‬ ‫لمسافتي ‪ 1500‬و‪3000‬م؛ وكان ذلك هو الظهور األول لهذه‬ ‫الرياضة التي لم تكن قد اعتمدت منفردة ضمن األلعاب األولمبية‬ ‫بعد‪.‬‬ ‫في عام ‪ 1908‬اعتمدت رياضة المشي أولمبياً؛ وذلك بسباقين‬ ‫هما ‪3500‬م وعشرة أميال‪ .‬ومنذ تلك الدورة استمرت رياضة‬ ‫المشي في الرياضات األولمبية عدا أولمبياد أمستردام عام ‪1928‬‬ ‫إذ لم تقم هذه المسابقة‪.‬‬ ‫وقددخلت هذه الرياضة إلى األلعاب األولمبية منذ عام ‪1968‬‬ ‫وتم تعريف رياضة المشي بأنه التقدم بخطوات مع المحافظة على‬ ‫أن ال ينقطع االتصال باألرض‪ .‬ويجب في كل خطوة أن تكون القدم‬ ‫المتقدمة لمتسابق قد المست األرض قبل أن تغادر القدم الخلفية‬ ‫األرض‪ .‬‬ ‫وفي عام ‪ 1992‬دخلت رياضة المشي األنثوي ألول مرة إلى‬ ‫األلعاب األولمبية‪.‬‬

‫رغم‬

‫أن نتائج كاس العرش تطبعها المفاجآت وتتغلب فيها الفرق الصغرى في بعض األحيان‬ ‫على الفرق الكبرى‪ ،‬لكن تعادل اتحاد طنجة أمام اتحاد سيدي قاسم‪ ،‬العائد من دوري‬ ‫الهواة‪ ،‬في مباراة ذهاب دور‪ 32‬من منافسات كاس العرش مساء الثالثاء الماضي بالملعب الكبير بطنجة‬ ‫كان له أثر سلبي كبير على عشاق الفريق الطنجاوي لعدة أسباب‪ ،‬بغض النظر عن المتأهل‪ ،‬أبرزها أن‬ ‫الفريق القاسمي رغم ممارسته في بطولة الهواة خالل الموسم الماضي‪ ،‬فقد ظهر أكثر احترافية من‬ ‫اتحاد طنجة الذي يمارس بالقسم األول من البطولة االحترافية على مستوى رقعة الميدان‪ ،‬تكتيكيا‪،‬‬ ‫و انتشارا لالعبين وحماسا‪ ،‬وذكاء وثقة‪ .‬وظهرت بصمة مدربه الشاب عاطف الشهباوب الذي سبق له‬ ‫أن لعب التحاد طنجة في احد المواسم بالقسم األول‪ .‬بينما ظهر اتحاد طنجة شاردا‪ ،‬غير منظم‪ ،‬وقدم‬ ‫مردودا مخيبا لآلمال‪ .‬وبشهادة مدربه الجديد بادو الزاكي الذي اعترف في الندوة الصحفية التي أعقبت‬ ‫المباراة بالصورة المخيبة التي ظهر بها الفريق‪ .‬وأصبح يتحدث عن نقائص في تركيبته على مستوى‬ ‫خطي الدفاع والهجوم‪ .‬لكن هنا نطرح السؤال‪ .‬كيف يأتي الزاكي اليوم ليتحدث عن خيبة أمل وعن‬ ‫نقائص في التركيبة‪ ،‬في حين أنه تحدث في حوارات ولقاءات سابقة عن جاهزية فريقه ليس فقط للفوز‬ ‫على سدي قاسم‪ ،‬بل من أجل الظفر باأللقاب؟‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫اسماعيل بلمعلم‪...‬‬ ‫مدافع فريق احتاد طنجة لكرة القدم‬

‫كيـف جــاء التحاقــك‬ ‫باتحـاد طنجة‪ ،‬وهـل مازال‬ ‫نفس المشـروع الذي جئت‬ ‫من أجله قائـم في عهــد‬ ‫المدرب الزاكي؟‬ ‫التحاقي باتحــاد طنجـة جاء‬ ‫بحكم العالقة التي كانت تربطني‬ ‫بالمدرب عبد الحق بنشيخة‪ ،‬اتصل‬ ‫بي وكنت أمارس بالدوري القطري‪،‬‬ ‫تمت الموافقة‪ ،‬سيما أن إدارة اتحاد‬ ‫طنجة وفرت لي جميـع الظــروف‬ ‫المتاحة للعودة من جديد للدوري‬ ‫المغربي‪.‬‬ ‫وبالنسبة لمشـروع الفريــق‪،‬‬ ‫أكيد‪ ،‬ألن الفريق تعاقد مع مدرب‬ ‫كبير له إسمه في ساحة التدريب‪،‬‬ ‫ولي الشرف أن أتدرب تحت إمرته‬ ‫وأن أستفيــد منـه من عدة أشياء‬ ‫تنفعني سواء في مساري الكروي‬ ‫وكذا في حياتي الشخصية‪ .‬وأحمد‬ ‫اهلل أنني محظوظ جدا بكوني‬ ‫أمارس تحت قيادة مدربين كبار‪.‬‬ ‫أكيد أن الفريــق يلعـب بنفس‬ ‫الطموحات‪ ،‬وبدون ذلك ال مجال‬ ‫للممارسة‪ .‬وطموحاتي مع اتحاد طنجة إحراز األلقاب‪ ،‬وهذا هو‬ ‫الهدف األول الذي تعاقدت من جله مع اتحاد طنجة‪ ،‬وأتمنى أن‬ ‫أهدي للمدينة وجمهورها الكبير لقبا قبل رحيلي عن الفريق‪.‬‬ ‫وسأكون سعيدا جدا بالمساهمة في تحقيق لقب مع مدينة‬ ‫متعطشة لذلك‪.‬‬

‫هل كنـت مع إقالة المدرب بنشيخة‪ ،‬و ما هي‬ ‫أوجه التشابـه واالختــالف في استراتيجيتــه مع‬ ‫الزاكي؟‬ ‫ليس من اختصاصي الحكم على مثل هذه القرارات‬ ‫التي تبقى من حق ذوي االختصاص‪ ،‬هو قرار اتخذه المكتب‬ ‫المسير وهو أدرى بما يقدم عليه‪ .‬بالنسبة لي كالعب كان لي‬ ‫الشرف أن ألعب تحت إمرة المدرب الكبير عبد الحق بنشيخة‪.‬‬ ‫وبالنسبة ألوجه التشابه‪ ،‬فلكل مدرب ثقافته ومنهجيته في‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫استراتيجية العمـل والتعامـل مع‬ ‫الالعبين‪ .‬كالهما يتحكمـان في‬ ‫خلــق االنضباط في المجموعــة‪،‬‬ ‫وحبهما للعمل الذي يقومان به‪.‬‬ ‫مدربان كبيـران أحترمهما مثلما‬ ‫يحترمهما الجميع‪ .‬ما أتمنـــاه أن‬ ‫أتوج مع الزاكي بعدما تبخر هذا‬ ‫الحلم مع بنشيخة‪ ،‬سيما أننا كنا‬ ‫قاب قوسين من تحقيق ذلك في‬ ‫منافسات كأس العرش والفرصة‬ ‫التاريخية التي كانت بين يدينا‬ ‫لألسف أهدرنها باإلقصاء أمام‬ ‫المغرب الفاسي في نصف النهائي‬ ‫على ملعبنا‪ .‬كانت ليلة حزينة أثرت‬ ‫علينا بشكل كبير‪.‬‬

‫العديــد من الالعبيــن‬ ‫غادروا اتحاد طنجة‪ ،‬وكانت‬ ‫إشاعــة مغادرتـك بدورك‬ ‫للفريق قائمــة‪ ،‬ألـم تكن‬ ‫هنــاك عــروض أفضـل؟‬ ‫وكيـف مرت مرحلة تحضير‬ ‫الفريق للموسم الجديد ؟‬ ‫أنا العب محترف‪ ،‬مرتبط بعقد‬ ‫مع الفريق لسنتين‪ ،‬تفصلني سنة عن انتهاء العقد‪ ،‬سعيد‬ ‫باللعب لهذا الفريق‪ ،‬وطيلة مدة تواجدي بالفريق أسعى لخدمة‬ ‫قميصه‪ ،‬وفي ظل استمرار رغبة مسيري الفريق في االستفادة‬ ‫من خدماتي فأنا رهن إشارة الفريق إلى أن يحصل العكس‪.‬‬ ‫وبالنسبة لمرحلة التحضير للموسم الجديد‪ ،‬مرت في ظروف‬ ‫جيدة‪ ،‬كان لنا الوقت الكافي للتحضير الجيد‪ ،‬اشتغلنا على‬ ‫مجموعة من األمور التي ستفيدنا خالل المنافسات الرسمية‬ ‫المقبلة‪ .‬المدرب بادو الزاكي أتى لنا بالجديد‪ ،‬خضنا مباريات‬ ‫ودية الختبار مدى استيعاب الالعبين لميكانيزمات ونظام اللعب‬ ‫الذي يتوخاه المدرب وهو المخول له قراءة مدى مطابقتنا‬ ‫لبرنامجه ومنهجيته‪ ،‬نحن نحاول االستفادة من خبرته‪ ،‬أكيد أن‬ ‫لنا من اإلمكانيات ما يجعل منا فريقا يحسب له ألف حساب خالل‬ ‫البطولة االحترافية للموسم الجديد‪ .‬ونتمنى التوفيق من اهلل‪.‬‬

‫ريال مدريد حاول إفساد صفقة‬ ‫انتقال ديمبلي لبرشلونة‬

‫أعلن نادي برشلونة‪ ،‬يوم الجمعة الماضي‪ ،‬حسم صفقة عثمان‬ ‫ديمبلي جناح بوروسيا دورتموند‪ ،‬مقابل ‪ 105‬ماليين يورو‪ ،‬لمدة ‪5‬‬ ‫مواسم‪ .‬وكشفت تقارير إخبارية‪ ،‬أن ريال مدريد حاول خطف عثمان‬ ‫ديمبلي‪ ،‬من برشلونة‪ ،‬قبل أن يتمم األخير‪ ،‬صفقة ضم المهاجم‬ ‫الفرنسي‪ .‬وأشارت صحيفة‪ ‬الموندو ديبورتيفو‪ ،‬إلى أن الصفقة‬ ‫تمت بعد مفاوضات صعبة مع الفريق األلماني‪ ،‬قبل أن يتدخل‬ ‫الريال للضغط في اللحظات األخيرة‪ ،‬إما الهتمامه بالصفقة‪ ،‬أو من‬ ‫أجل تعقيد األمور على غريمه المحلي‪ .‬وأضافت أن الريال بحضور‬ ‫رئيسه فلورينتينو بيريز‪ ،‬خالل قرعة دوري أبطال أوروبا في موناكو‪،‬‬ ‫حاول إفساد الصفقة على برشلونة‪ .‬وأكد مسئولو دورتموند‪ ،‬بعد‬ ‫لقاء ممثلي برشلونة‪ ،‬أنهم في انتظار االجتماع مع مسئولي الريال‪،‬‬ ‫ولكنه لم يعقد‪ ،‬ألن البارسا وبوروسيا دورتموند توصال التفاق‬ ‫بشأن إتمام الصفقة‪ .‬ومنذ البداية‪ ،‬القى قميص ديمبلي رقم‬ ‫‪ ،11‬إقباال كبيرا في المتجر الرسمي للبارسا‪ ،‬بينما ارتفعت أسهم‬ ‫بوروسيا دورتموند في البورصة خالل الشهر األخير‪ ،‬تزامنا مع بدء مفاوضات بيع المهاجم الفرنسي‪ .‬كما امتد مردود صفقة ديمبلي‬ ‫على برشلونة‪ ،‬ليشمل مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬ففي خالل ساعات قليلة بعد انضمامه للفريق‪ ،‬زاد عدد متابعي البارسا عبر تويتر‬ ‫ألكثر من ‪ 100‬ألف متابع جديد‪.‬‬


‫العدد ‪904‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫برشلونة على موعد ثأري‪..‬‬ ‫وريال مدريد في مهمة ألمانية إنجليزية‬ ‫أسفرت قرعة دور المجموعات لدوري أبطال‬ ‫أوروبا لكرة القدم‪ ،‬مواجهات نارية حيث سيواجه‬ ‫حامل اللقب ريال مدريد نظيره بوروسيا دورتموند‬ ‫في مواجهة تكررت كثيرا خالل المواسم األخيرة‪،‬‬ ‫وأيضا توتنهام هوتسبير اإلنجليزي‪ .‬من جهة أخرى‪،‬‬ ‫أسفرت القرعة عن تواجد كل من بايرن ميونيخ‬ ‫األلماني وباريس سان جيرمان الفرنسي في نفس‬ ‫المجموعة‪ ،‬ويسعى النادي الباريسي لتحقيق اللقب‬ ‫بعد تعزيز صفوفه بضم نيمار جونيور في صفقة‬ ‫تاريخية‪ .‬من جانبه فإن وصيف البطل يوفنتوس‬ ‫اإليطالي سيواجه برشلونة ‪ ،‬وسيسعى زمالء ليو‬ ‫ميسي للثأر من الخروج على يد البيانكونيري‬ ‫الموسم الماضي في دور الثمانية‪ ،‬ويتواجد في‬ ‫نفس مجموعة أيضا كل من أولمبياكوس اليوناني‬ ‫ولشبونة البرتغالي‪ .‬وستجرى الجولة األولى من‬ ‫الدور المجموعات يومي ‪ 12‬و‪ 13‬سبتمبر المقبل‪ ،‬في حين أن الجولة السادسة و االخيرة من نفس الدور ستجرى يومي ‪ 5‬و‪ 6‬ديسمبر‪.‬‬ ‫وجاءت المجموعات الثمانية كالتالي‪:‬‬ ‫• المجموعة األولى‪:‬‬ ‫بنفيكا البرتغالي‪ ،‬مانشستر يونايتد اإلنجليزي‪ ،‬بازل‬ ‫السويسري‪ ،‬سسكا موسكو الروسي‪.‬‬ ‫• المجموعة الثانية‪:‬‬ ‫بايرن ميونيخ األلماني‪ ،‬باريس سان جرمان الفرنسي‪،‬‬ ‫أندرلخت البلجيكي‪ ،‬سلتيك اإلسكتلندي‪.‬‬ ‫• المجموعة الثالثة‪:‬‬ ‫تشلسي اإلنجليزي‪ ،‬أتلتيكو مدريد اإلسباني‪ ،‬روما‬ ‫اإليطالي‪ ،‬قره باخ األذربيجاني‪.‬‬ ‫• المجموعة الرابعة‪:‬‬ ‫يوفنتوس اإليطالي‪ ،‬برشلونة اإلسباني‪ ،‬أولمبياكوس‬ ‫اليوناني‪ ،‬سبورتينغ البرتغالي‪.‬‬

‫• المجموعة الخامسة‪:‬‬ ‫سبارتاك موسكو الروسي‪ ،‬اشبيلية اإلسباني‪ ،‬ليفربول‬ ‫اإلنجليزي‪ ،‬ماريبور السلوفيني‪.‬‬ ‫• المجموعة السادسة‪:‬‬ ‫شاختــار دانيتســك األوكرانــي‪ ،‬مانشستــر سيتي‬ ‫اإلنجليزي‪ ،‬نابولي اإليطالي‪ ،‬فينورد روتردام الهولندي‪.‬‬ ‫• المجموعة السابعة‪:‬‬ ‫موناكو الفرنسـي‪ ،‬بورتو البرتغالي‪ ،‬بشيكتاش‬ ‫التركي‪ ،‬اليبزيغ األلماني‪.‬‬ ‫• المجموعة الثامنة‪:‬‬ ‫ريال مدريد اإلسباني‪ ،‬بوروسيا دورتموند األلماني‪،‬‬ ‫توتنهام اإلنجليزي‪ ،‬أبويل القبرصي‪.‬‬

‫عصبة الشمال تدعو الفرق الحترام مقتضيات وشروط النظام‬ ‫األساسي النموذجي للجمعيات‬ ‫تنهي عصبة الشمال لكرة القدم إلى‬ ‫علم كافة الجمعيات واألندية المنضوية‬ ‫تحت لوائها إلى تنفيذ مقتضيات وزير‬ ‫الشباب والرياضة ‪ 1100.16‬الصادر في‬ ‫‪ 6‬أبريل ‪ 2016‬بسن النظام األساسي‬ ‫النموذجي للجمعيات الرياضية الصادر في‬ ‫الجريدة الرسمية رقم ‪ 6466‬بتاريخ ‪19‬‬ ‫ماي ‪ 2016‬والذي ينسخ ويعوض النظام‬ ‫األساسي السابق لألندية والجمعيات‪.‬‬ ‫وعليه تهيب العصبة على احترام‬ ‫مقتضيات وشروط النظام األساسي‬ ‫النموذجي للجمعيات وال سيما تلك‬ ‫المتعلقة بانعقاد الجموع العامة وذلك‬ ‫إلتخاذ مايلي‪:‬‬ ‫عقد الجمعية أو النادي لجمع عام عادي يليه جمع عام‬ ‫غير عادي بالتتابع (في نفس اآلن)‪.‬‬ ‫بالنسبة للجمع العام العادي يخصص لقراءة التقريرين‬ ‫األدبي والمالي للموسم الرياضي ‪ 2016/2017‬للمصادقة‬

‫عليهما وفقا للنظام األساسي الذي كان‬ ‫معمول به سابقا؛‬ ‫تحويل الجمـــع العام العادي إلى‬ ‫جمع عام غير عادي قصد المصادقة على‬ ‫النظام األساسي النموذجي الجديد‬ ‫في حالــة أن سبــق للجمعيـــة‬ ‫عقد جمعهـــا العام للموسم الرياضي‬ ‫‪:2017/2016‬‬ ‫تعقد الجمعية جمع عام غير عادي‬ ‫قصد المصادقة على النظام األساسي‬ ‫النموذجي الجديد‬ ‫وعليه فإن على رؤساء األندية التقيد‬ ‫كليا بمضامين وشروط النظام األساسي‬ ‫النموذجي في تدبير شؤون الجمعية طبقا للمادة األخيرة‬ ‫منه‪.‬‬ ‫ويمكن لجمعيات سحب نموذج القانون األساسي من‬ ‫موقع العصبة‪.‬‬

‫الوهابي و الدرويش بالمنتخب الوطني ألقل من ‪ 18‬سنة‬ ‫والسويدي و الوردي بالمنتخب ألقل من ‪ 20‬سنة‬ ‫وجه الناخب الوطني لمنتخب الشبان السيد مصطفى‬ ‫مديح الدعوة إلى كل من الالعبان حاتم الوهابي العب اتحاد‬ ‫طنجة حاليا والذي تدرج بجميع فئات وداد طنجة وإلى العب‬ ‫أكاديمية المغرب التطواني زكرياء الدرويش من مواليد‬ ‫‪ ،2001‬من اجل المشاركة مع المنتخب الوطني ألقل من‬ ‫‪ 18‬سنة في المباراتين الوديتين يومي ‪ 3‬و ‪ 5‬شتنبر ‪2017‬‬ ‫امام المنتخب الفرنسي‪ ،‬وذلك بالمركز الوطني لكرة القدم‬ ‫بالمعمورة‪.‬‬

‫كما وجه مارك فوت‪ ،‬مدرب المنتخب الوطني ألقل من‬ ‫‪ 20‬سنة الدعوة لالعبي المغرب التطواني ‪ :‬الحارس عيسى‬ ‫السويدي والعب الوسط زكرياء الوردي من أجل المشاركة‬ ‫مع المنتخب الوطني ألقل من ‪ 20‬سنة في الدوري الدولي‬ ‫الذي ستحتضنه مدينة أكادير في الفترة المتراوحة ما بين‬ ‫‪ 30‬غشت و ‪ 4‬شتنبر ‪.2017‬‬

‫الثالثاء ‪ 29‬غ�شت �إلى ‪� 04‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫‪19‬‬

‫الجامعة‬ ‫أخبار الجامعة‬ ‫أخبار‬ ‫تحديد نقاط بيع تذاكر مباراة المنتخب الوطني أمام مالي‬ ‫تنهي الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى علم كافة محبي المنتخب الوطني‪ ،‬أنها‬ ‫وضعت تذاكر المباراة الرسمية التي ستجمع المنتخب الوطني األول بمنتخب مالي يوم الجمعة‬ ‫‪ 1‬شتنبر ‪ 2017‬على الساعة التاسعة مساء بالمجمع الرياضي األمير موالي عبد اهلل بالرباط‪،‬‬ ‫وذلك برسم الجولة الثالثة عن المجموعة الثالثة من اإلقصائيات اإلفريقية المؤهلة لنهائيات‬ ‫كأس العالم فيفا روسيا ‪ ،2018‬للبيع عن طريق األنترنيت عبر بوابتها الرسمية الى غاية يوم‬ ‫المباراة‪.‬‬ ‫وحددت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أثمنة دخول هذه المباراة على الشكل‬ ‫اآلتي‪:‬‬ ‫بريميوم ‪ Premium :200‬درهما‬ ‫الدرجة األولى‪ 100 :‬درهما‬ ‫الدرجة الثانية‪ 50:‬درهما‬ ‫الدرجة الثالثة‪ 30 :‬درهما‬ ‫ولتسهيل مأمورية الجمهور الرياضي حددت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم نقاط‬ ‫البيع‪ ،‬وذلك من أجل سحب التذاكر المقتناة عبر البوابة اإللكترونية أو شراءها مباشرة من عين‬ ‫المكان وهي كالتالي‪:‬‬ ‫بمدينة الرباط‪ :‬المجمع الرياضي األمير موالي عبد اهلل وقاعة ابن ياسين‬ ‫بمدينة سال‪ :‬قاعة البوعزاوي‬ ‫بمدينة الدار البيضاء‪ :‬المركب الرياضي محمد الخامس‬ ‫وسيتم فتح الشبابيك وفق التوقيت التالي‪:‬‬ ‫الفترة الصباحية‪ :‬من الساعة التاسعة صباحا إلى الساعة الواحدة ظهرا‪.‬‬ ‫الفترة المسائية‪ :‬من الساعة الثالثة عصرا إلى الساعة السابعة مساء‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫المنتخب الوطني ألقل من ‪ 15‬سنة يتعادل‬ ‫مع المنتخب التونسي‬ ‫تعادل المنتخب الوطني ألقل من ‪ 15‬سنة بهدف لمثله في المباراة التي جمعته مساء‬ ‫يوم الخميس ‪ 24‬غشت ‪ .2017‬ووقع هدف المنتخب الوطني ألقل من ‪ 15‬سنة في هذه‬ ‫المقابلة الالعب هيثم عبيدة‪ .‬وتدخل هذه المباراة التي أقيمت بالمركز الوطني لكرة القدم‪،‬‬ ‫ضمن فعاليات كأس شمال إفريقيا‪ .‬وكان المنتخب الوطني ألقل من ‪ 15‬سنة قد أنهى هذه‬ ‫المنافسات في الرتبة الثالثة مناصفة مع المنتخب الجزائري برصيد نقطتين‪ ،‬بينما فاز باللقب‬ ‫المنتخب التونسي بعدما حصل على ‪ 5‬نقاط متبوعا بالمنتخب الليبي بنفس عدد النقاط‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫االعتمادات الصحافية لمباراة المنتخب الوطني األول‬ ‫أمام مالي‬ ‫في إطار المباراة الرسمية التي ستجمع المنتخب الوطني األول ونظيره مالي‪ ،‬يوم الجمعة‬ ‫‪ 1‬شتنبر‪ 2017‬بالمجمع الرياضي األمير موالي عبداهلل بالرباط على الساعة التاسعة مساء‪،‬‬ ‫برسم الجولة الثالثة عن المجموعة الثالثة من اإلقصائيات اإلفريقية المؤهلة لنهائيات كأس‬ ‫العالم روسيا ‪ ، 2018‬تلفت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم انتباه كافة المؤسسات‬ ‫اإلعالمية الراغبة في تغطية هذه المباراة إلى ضرورة مأل استمارة االعتماد المرفقة و إرسالها‬ ‫عن طريق البريد اإللكتروني‪presse@frmf.ma :‬‬ ‫ويتألف طلب االعتماد من استمارة االعتماد التي يجب أن تمأل بعناية‪ ،‬ونسخة من بطاقة‬ ‫الصحافة ‪.2017‬‬ ‫يذكر أن آخر أجل إلرسال طلبات االعتماد هو يوم اإلثنين ‪ 28‬غشت ‪ 2017‬على الساعة‬ ‫السادسة مساء‪.‬‬ ‫ ميثاق االعتماد للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪:‬‬‫الصحف المتخصصة (الرياضية)‪ :‬صحافيان‪ ،‬ومصور فوتوغرافي واحد عن كل صحيفة‬ ‫رياضية متخصصة‪ .‬الصحف اليومية (العامة)‪ :‬صحفي واحد ومصور فوتوغرافي واحد عن كل‬ ‫مؤسسة إعالمية معتمدة‪ .‬الصحف األسبوعية (دوريات ومجالت)‪ :‬صحفي واحد معتمد عن كل‬ ‫مؤسسة إعالمية‪ .‬الصحف اإللكترونية المتخصصة (كرة القدم)‪ :‬صحفي واحد معتمد عن كل‬ ‫صحيفة إلكترونية‪.‬‬ ‫ويجب إيداع طلبات االعتماد الخاصة بـ (الصحافة المتخصصة‪ ،‬الصحافة اليومية‪ ،‬الصحافة‬ ‫األسبوعية‪ ،‬الصحافة اإللكترونية المتخصصة‪-‬كرة القدم) مباشرة لدى الجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم‪ ،‬وفق شروط االعتماد تتضمن ضرورة تقديم بطاقة الصحافة المهنية‬ ‫‪( 2017‬معترف بها من طرف وزارة االتصال)‪ ،‬وجوب تمثيل مؤسسة إعالمية معتمدة‪.‬‬ ‫إعادة إرسال االستمارة قبل يوم اإلثنين ‪ 28‬غشت ‪ 2017‬على الساعة السادسة مساء‪.‬‬ ‫ويجب أن تكون طلبات االعتماد موقعة ومصادق عليها من قبل مسؤولي كل مؤسسة‬ ‫إعالمية‪.‬‬ ‫ومأل االستمارة أسفله بشكل دقيق وإرسالها رفقة نسخة من بطاقة الصحافة ‪2017‬‬ ‫مصادق عليها من وزارة االتصال لكل الصحفيين والمصورين الفوتوغرافيين المعتمدين‪.‬و‬ ‫سيتوصل الصحافيون والمصورون الذين ستتم الموافقة على طلباتهم‪ ،‬برسالة إلكترونية‬ ‫تؤكد اعتمادهم لتغطية هذه المباراة‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫مباراتان وديتان للمنتخب الوطني ألقل من ‪ 18‬سنة امام‬ ‫المنتخب الفرنسي‬ ‫يخوض المنتخب الوطني ألقل من ‪ 18‬سنة يومي ‪ 3‬و ‪ 5‬شتنبر ‪ 2017‬مباراتين وديتين‬ ‫امام المنتخب الفرنسي‪ ،‬وذلك بالمركز الوطني لكرة القدم بالمعمورة‪ .‬ولهذا الغرض‪ ،‬وجه‬ ‫السيد مصطفى مديح الدعوة إلى ‪ 24‬العبا للمشاركة في هاتين المباراتين الوديتين‪.‬‬


‫العدد ‪904‬‬

‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪ 29‬غ�شت �إلى ‪� 04‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫فضاء األنثى ‪:‬‬

‫خالد مشبال في ذمة اهلل‬

‫(تتمة ص‪)1‬‬

‫مواقف الراحل خالد لم تأت من فراغ‪ ،‬بل إنها انطلقت من اقتناع شخصي بضرورة «عمل شيء ما» من أجل اإلعالم المغربي الذي‬ ‫تحول من إعالم «مجاهد» من أجل االستقالل إلى إعالم «نضالي» من أجل بناء االستقالل‪ .‬وكانت أن فتحت له رحلته إلى القاهرة سنة‬ ‫‪ ،1952‬مشيا على األقدام هو ورفيق دربه عبد القادر السباعي فرصة النهل من المعارف في مجال اإلعالم‪ ،‬وآفاق الممارسة الفعلية‬ ‫للكتابة الصحافية في بعض أهم صحف بالد الكنانة‪ ،‬خاصة «روز اليوسف» و «آخر ساعة»‪ ،‬كما وضعته بجانب قادة التحرير المغاربيين‬ ‫الملتفين حول بطل التحرير المغربي والعربي واإلسالمي‪ ،‬وقدوة «حروب المواقع» التي استفادت منها جل منظمات التحرير في العالم‪،‬‬ ‫األمير محمد عبد الكريم الخطابي‪ ،‬رضي اهلل عنه‪.‬‬ ‫ومما يجهل الكثيرون أنني حضرت حفال «طالبيا» أقامته زمرة من شباب تطوان تكريما لخالد مشبال‪ ،‬قبل انطالقه في رحلته‬ ‫المصرية‪ ،‬حيث دعاني أخي الراحل محمد العربي المساري لتلك الحفلة وطلب مني أن ألقي كلمة خاللها‪ ،‬و كنت آنذاك في صف نهاية‬ ‫الدروس االبتدائية بمعهد موالي المهدي بطنجة‪ .‬وهكذا كان‪ ،‬لتستمر عالقات الصداقة والزمالة المهنية بيننا طيبة‪ ،‬وثيقة‪ ،‬سليمة‪،‬‬ ‫بالرغم مما يشوب عالقات اإلنسان أحيانا من عوامل خارجية‪ ،‬إال أن الحس بالمسؤولية ‪ ،‬واإلخالص للصداقة واإليمان بأن الصداقة‬ ‫قلب وعقل وروح‪ ،‬سرعان ما تعيد المياه إلى مجاريها وتتعزز الصداقة بتجربة جديدة مترسخة‪ .‬كيف ال والراحل خالد كان لين الطبع‪ ،‬جميل‬ ‫الصحبة‪ ،‬وفي األلفة‪ ،‬بالرغم مما تبدو على تعامله المهني من صرامة‪ ،‬في تقييم ما يصله من إنتاجات‪ ،‬مشجعا للمبادرات الشابة من أجل‬ ‫«اقتحام» عالم الكتابة الصحافية‪ ....‬كان مدرسة بكل مقومات المدرسة الفكرية في مجال اإلعالم الذي وهبه كل حياته‪ ،‬وبرز فيه قامة‬ ‫كبيرة متوهجة ‪ ،‬إنتاجا وتجديدا وابتكارات تتخطى اإلعالم إلى إشاعة الثقافة بين المواطنين‪ ،‬فكانت مبادرة وكالة «شراع»‪ ،‬خدمة للحياة‬ ‫الفكرية والثقافية ودفعا إلى القراءة «من أجل مجتمع قارئ»‬ ‫هذا المشروع الشجاع مكن من نشر العديد من «كتب الجيب» بمشاركة كوكبة من المثقفين المغاربة‪ ،‬عمداء‪ ،‬مخضرمين ‪ ،‬وشباب‬ ‫متطلع متوثب‪ ،‬حيث كان من أبرز المشاركين في إصدارات «شراع» المرحوم المهدي المنجرة ومحمد سبيال‪ ،‬والراحل محمد العربي‬ ‫المساري‪ ،‬والراحل عبد الجبارالسحيمي‪ ،‬وغيرهم كثير ممن أغنوا هذه التجربة الفتية بكتاباتهم وتشجيعهم ودعمهم‪.‬‬ ‫وبالرغم من أن إصدارات وكالة «شراع» كانت توضع للسوق بثمن رمزي‪ ،‬ال يفوق عشرة دراهم‪ ،‬مقابل الجهد األدبي والمادي الذي‬ ‫يواجهه عالم النشر بالمغرب‪ ،‬فإن الراحل مشبال اضطر إلى لم شراعه وجراحه حين رأى أن مبادرته لم تكن في مستوى طموحه وأن من‬ ‫كان من ينتظر منهم يتلقفوا هذه المبادرة الفريدة ويتعهدوها بما يلزم لتطورها وانتشارها قابلوها بالجفاء والنكران‪ ...‬والخذالن أيضا‪،‬‬ ‫وتلك هي الكارثة !‬ ‫وتجربة إعالمية أخرى ال تقل لمعانا وتوهجا عن سابقاتها‪ ،‬مشروع جريدة الشمال ساهم في انطالقتها بإشراف أدبي ومالي من‬ ‫الدكتور عبد الحق بخات‪ ،‬مدير جريدة طنجة‪ ،‬وتولى إدارة نشرها ورئاسة تحريرها إلى أن استقال منها لظروفه الخاصة‪ ،‬لتستمر الجريدة‬ ‫في الصدور واالنتشار بإدارة جديدة‪ ،‬شاهدة على الجهد الكبير الذي بذله خالد مشبال في إعطاء الدفعة األولى لصدور هذه الجريدة‬ ‫الجهوية التي أصبحت بفضل المؤسسين ‪ ،‬تشهد انتشارا واسعا إن على المستوى الجهوي أو الوطني‪.‬‬ ‫تجربة مشبال اإلعالمية تعتبر «ثورة» حقيقية في مجال الصحافة المغربية بجل أجناسها‪ ،‬خاصة المكتوبة والسمعية البصرية‪،‬‬ ‫بتنوعها وغناها حيث إنه ما كاد يعود من «هجرته» إلى مصر‪ ،‬سنة ‪ ،1958‬حتى التحق بالعمل بإذاعة تطوان‪ ،‬بجانب الراحل محمد العربي‬ ‫المساري‪ ،‬ثم انتقل إلى إذاعة إفريقيا حيث «ربطت» الصدفة عالقاته األولى بمن يتكون رفيقة دربه وأم أوالده اإلعالمية الناحجة أمينة‬ ‫السوسي التي دعمته في مسيرته وكانت ‪ ،‬بـ «جانبه»‪ ،‬عونا له في السراء والضراء‪ ،‬أقول بجانبه‪ ،‬ألنني أرفض مقولة «وراء كل رجل عظيم‬ ‫امرأة» لما تحمله هذه المقولة من «دونية» بالنسبة للمرأة‪ ،‬بل «بجانبه» ما يعطيها كل حظوظ «المشاركة» المتساوية مع الرجل في‬ ‫صنع العجائب والمعجزات‪.‬‬ ‫وبعض أن قضت إرادة «الجهل» الحكومي إلغاء «العهد الملكي» لطنجة الذي أبقى ‪ ،‬ولفترة محددة‪ ،‬على بعض جوانب النظام‬ ‫المالي والتجاري لطنجة ‪ ،‬و «توقيف» ثالت إذاعات محلية عن البث‪« ،‬إذاعة طنجة الدولية» و«راديو إفريقيا» و «بان أميريكان راديو»‪،‬‬ ‫انتقل خالد إلى اإلذاعة الوطنية بالرباط‪ ،‬حيث سيحتل مكانة الصدارة في إعداد وتقديم برامج مشوقة أهلته ليرأس مصلحة إعداد‬ ‫البرامج المتلفزة التي كانت تحظى بتتبع واسع من المواطنين‪ ،‬خاصة المثقفين‪ ،‬لما كانت تتسم به من موضوعية وتنوع وتجديد‪.‬‬ ‫انتقل بعدها إلى إذاعة طنجة‪ ،‬التي أدارها بحكمة وشجاعة وجرأة ويسر إلعداد برامجها الناجحة‪ ،‬كوكبة من المثقفين واإلعالميين‬ ‫تميزت إنتاجاتهم‪ ،‬تحت إشرافه‪ ،‬بالشمولية‪ ،‬حيث كانت فكرة «القرب» شعار المرحلة‪ ،‬للقطع مع رؤية «الثقافة النخبوية» والبرامج اإلذاعية‬ ‫النخبوية‪ ،‬فالسياسة الثقافية الحقة‪ ،‬هي التي تقرب العامة من أهم القضايا الفكرية والثقافية والسياسية واالقتصادية والمجتمعية ‪،‬‬ ‫وبصفة عامة ‪ ،‬التي تقرب «المعرفة من الشعب»‪ ،‬كل الشعب‪ ،‬والذي يذكر برامج مشبال وزوجته أمينة السوسي وزهور لغزاوي والراحلة‬ ‫شفيقة الصباح‪ ،‬ال يمكنه إال أن يشعر بتقهقر كبير للسياسة اإلعالمية الوطنية‪ ،‬في مجال السمعي البصري‪ ،‬على ما كانت عليه في‬ ‫الثمانينات والتسعينات‪،‬بالرغم من بعض المحاوالت الجادة التي تبذلها إذاعة طنجة حاليا من أجل تفعيل ذخيرة الراحل مشبال التي‬ ‫تكتنزها هذه اإلذاعة خاصة في مجال «اإلعالم القريب» من الشعب‪.‬‬ ‫وقد نجح مشبال رحمه اهلل نجاحا تاما في إثارة اهتمام الشعب‪ ،‬كل الشعب‪ ،‬ببرامج إذاعة طنجة التي صارت تجذب إليها المثقفين‬ ‫والهامشيين على حد سواء‪ ،‬إذ كل كان يجد فيها ضالته‪ ،‬كما أنها كانت تحظى أيضا‪ ،‬بتتبع واسع بالمغرب العربي والعالم العربي‬ ‫والجاليات العربية بأوروبا‪ ،‬اعتبارا للمشاركات التي كانت تصل لبرامج اإلذاعة من طرف المستمعين بمختلف تلك المناطق‪ ،‬والتي كانت‬ ‫تثير العديد من القضايا المتصلة بحقوق اإلنسان والتي لم تكن تروق عددا من الحكام المغاربة والمغاربيين والعرب‪ ,‬وهو أمر ال‬ ‫يصعب على الفهم واإلدراك‪.‬‬ ‫وكان من آخر مبادراته إشرافه على تأسيس المنظمة المغربية لإلعالم الجديد الذي أراد بها أن يعمل على تصحيح المسار الحالي‬ ‫لإلعالم المغربي بكل أجناسه‪ ،‬ويفتح آفاق التكوين في وجه الممارسين من أجل اكتساب خبرات ومهارات جديدة في الكتابة الصحافية‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار نظم العديد من الندوات واللقاءات العلمية بمشاركة نخبة من اإلعالميين والمثقفين والمفكرين والخبراء‪ ،‬المعنيين‬ ‫بشؤون اإلعالم والصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية‪ .‬كما أن المنظمة قامت بتكريم عدد من الصحافيين من الرواد ومن‬ ‫الممارسين تشجيعا لهم على المزيد من البذل والعطاء‪.‬‬ ‫وقد تعددت الشهادات في حق الراحل خالد مشبال ضمن الكتابات ومنها بيان اتحاد كتاب المغرب الذي وصف الراحل مشبال بواحد‬ ‫من رواد اإلعالم الوطني بعد االستقالل‪. ,‬والبد أن خير هذه الشهادات هو ما تضمنته برقية التعزية التي وجهها جاللة الملك ألسرة‬ ‫الفقيد الكبيرة والصغيرة‪ ،‬من «أصدق مشاعر المواساة في فقدان أحد قيدومي اإلعالم اإلذاعي والوطني المتميزين ‪ ،‬المشهود لهم‬ ‫بالمهنية والكفاءة والجرأة واإلخالص في العمل»‪.‬‬ ‫رحم اهلل األخ والصديق والزميل خالد مشبال‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫فتاة احلافلة‬ ‫إنما األمم األخالق‬ ‫ما بقيت‪...‬‬ ‫ بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬‫فاجعة اغتصاب فتاة بحافلة تعمل في أسطول النقل البلدي‬ ‫بالعاصمة «الكازاوية» كارثة بكل المقاييس‪ .‬يجب النظر إليها‬ ‫من جوانب عدة‪ ،‬أهمها أنها تؤسس لمجتمع بال قيم‪ ،‬مجتمع‬ ‫يقطع مع تاريخه ومع هويته الثقافية والحضارية‪ ،‬ويبيد أفاق‬ ‫حظوظه في بلد متطور متخلق ملتزم ومنسجم مع مقومات‬ ‫حضارته‪..‬‬ ‫ثم إن هذه الحادثة تفتح اآلفاق واسعة أما الشباب المنحرف‬ ‫ليدخل عالم اإلجرام بالمكشوف‪ ،‬هازئا بالمجتمع‪ ،‬متحد للنظام‬ ‫بكل مكوناته من حكومة وبرلمان وقضاء ومجالس منتخبة‬ ‫ومنظومة أمنية بمختلف شرائحها‪ .‬هذا التحدي يظهر واضحا‬ ‫من خالل قيام هؤالء األطفال المشاغبين باعتداء جنسي أليم‬ ‫على فتاة داخل حافلة‪ ،‬ال يهم أن تكون مريضة أو سليمة‪ ،‬ويقوم‬ ‫أيضا بتوثيق هذا االعتداء بالصوت والصورة‪ ،‬وبثه على «العالم»‬ ‫في تشف في الدولة ونكاية بقوتها وتحد سافر لها ‪ .‬إنه ال شك‬ ‫«تعبير» عن انفجار داخلي‪ ،‬تشكل عبر تراكمات وترسبات نمر‬ ‫عليها نحن ممر الكرام ولكن ذاك��رة «الشعب العميق» من‬ ‫المحرومين والمهمشين والفقراء والمتخلى عنهم‪...‬تختزنها إلى‬ ‫يوم الوعيد‪.‬‬ ‫وكان طبيعيا أن يصدم حادث الحافلة عموم الشعب الذي‬ ‫ازداد يقينا بأن األمور ليست على ما يرام‪ ،‬وأنه ال يوجد لدى‬ ‫السياسيين و الحكام تصور واضح للمجتمع الذي يعدون به‪،‬‬ ‫والذي ال تزده األيام إال تفككا وتفريخا لإلجرام والمجرمين‪ ،‬حتى‬ ‫غذت شوارعنا ودروبنا «وزقاقاتنا» أوكارا للمنحرفين والمشاغبين‬ ‫واللصوص وأصبحنا نعيش بهاجس الخوف والرعب‪ ،‬خاصة‬ ‫أطفالنا ذكورا وإناثا‪.‬‬ ‫بأي ذنب يعترض على شابة في حافلة وهو مكان عمومي‬ ‫يوجد في حماية البلدية صاحبة «اإلمتياز» وتحت مسؤولية‬ ‫الدولة الضامنة لألمن واألمان !‪.....‬‬ ‫الرأي العام المغربي ذعر من هول الواقعة التي لم تحدث في‬ ‫أي مكان وال زمان من التاريخ المغربي على الرغم من أن المغاربة‬ ‫ليسوا كلهم مالئكة وليسوا كلهم شياطين‪ ،‬ولكن «التستر» كان‬ ‫يشكل حماية للمجتمع من تفشي «مثل هذه القاذورات» ‪ .‬بينما‬ ‫أصبحت اليوم مدعاة للتباهي والفخر واستظهار القوة والبأس‪.‬‬ ‫ولكم أن تتصوروا حالة فتاة في العشرين من عمرها وسط‬ ‫ذئاب بشرية تنهشها من كل جانب‪ ،‬تحاول عرضها عارية تماما‪،‬‬ ‫ال‪...‬و ّ‬ ‫تحرشا واغتصابا‪ ،‬والفتاة تصيح «وا ّ‬ ‫ال» رافضة أن تصل‬ ‫أيديهم اآلثمة إلى حميميتها‪...‬وهي تبكي وتستغيث‪...‬وال من‬ ‫مغيث‪ ،‬بين الركاب الذين فقدت فيهم الشهامة واألنفة ونصرة‬ ‫الضعيف‪....،‬لربما استهوتهم مناظر «البورنو» التي كان أبطالها‬ ‫جناة الحافلة‪ ،‬حتى السائق ‪ ،‬وهو المسؤول عن حماية الركاب‪،‬‬ ‫ولديه آليات لذلك‪ ،‬أيسرها أن يحول اتجاه الحافلة إلى أقرب مخفر‬ ‫للشرطة على المسار‪.....‬‬ ‫السائق مسؤول وركاب الحافلة مسؤولون عن عدم حماية‬ ‫شخص في خطر‪ ،‬خاصة إذا كانت الضحية في حالة إعاقة‪...‬كلهم‬ ‫مسؤولون !!!‪....‬‬ ‫جهة األمن جرت الغطاء لجهتها حين أعلنت أنها «تفاعلت»‬ ‫بسرعة وجدية مع «الفيديو» الفاجعة‪ ،‬واعتقلت الجناة الستة‪،‬‬ ‫وكانت مالمحهم واضحة في الفيديو الذي يعود الفضل في‬ ‫توزيعه إلى المواقع التي نجحت في «تحريك» القواعد ‪.....‬بينما‬ ‫أعلن القضاء أنه تحرك دونما شكاية من الضحية‪ ،‬والضحية على‬ ‫إعاقتها ومرضها وحالتها النفسية‪ ،‬والرعب الذي كان يتملكها‪،‬‬ ‫لم تكن أبدا في وضع يتيح لها أن تواجه بيروقراطية الشكايات‬ ‫والتصريحات و «الرابورات»‪....‬‬ ‫الحادثة شكلت موجة عارمة من االستنكار داخل المجتمع‬ ‫ومنظماته األهلية التي طالبت بإنزال أقصى العقوبات بالجناة‪،‬‬ ‫دون الخوض في ظروفهم الحياتية واألسرية والمجتمعية‪،‬‬ ‫ألن الوضع يتطلب عقابا للردع مثاليا ‪ ،‬ذلك أنه في ظل تفشي‬ ‫ح��االت التحرش الجنسي بالنساء وح��االت االغتصاب والعنف‬ ‫ضدهن ‪ ،‬يمكن لحالة الحافلة أن تتحول إلى «بقعة زيت» تتسع‬ ‫بسرعة وتستهوي غير الستة المعتقلين حاليا من المغامرين‬ ‫المجازفين‪...‬‬ ‫إنها مسألة شعب بكامله‪ ،‬أصابته واقعة الحافلة في صميم‬ ‫كيانه وفي أسره وأبنائه ‪ ،‬وتملكه الرعب أن يوجد في وضع أهل‬ ‫الضحية الذين يستنكرون‪ ،‬يحتجون‪ ،‬يصيحون‪ ....‬الشعب يطالب‬ ‫المسؤولين باإلدارة واألمن والقضاء أن «يتحركوا»خاصة بعد‬ ‫التأكيدات التي أعطاها جاللة الملك‪ ،‬من أن كل اإلجراءات سوف‬ ‫تتخذ إلنصاف الضحية‪ ،‬ليس فحسب‪ ،‬باعتقال ومحاكمة الجناة‬ ‫بل وأيضا‪ ،‬بالقضاء على ظاهرة التحرش باإلناث في الفضاءات‬ ‫العامة‪ ،‬وداخل الحافالت‪ ،‬هذه الظاهرة التي تفشت في بعض‬ ‫البالد األسيوية‪ ،‬وأميركا الالتينية وسوف تسعى للتسلل إلى‬ ‫بالدنا تحت غطاء «العولمة» الهدامة‪.‬‬ ‫وصدق أمير الشعراء أحمد شوقى حين قال‪:‬‬

‫إنـمـا األمــم األخـالق ما بقـيـت‬ ‫فإن همو ذهبت أخالقهم ذهبوا‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.