Achamal n° 905 le 05 septembre 2017

Page 1

‫دفعة أولى من بنايات طنجة التاريخية‬ ‫على قائمة اآلثار المكفولة بحماية الدولة‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 905‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 14‬ذو احلجة‪� 05 / 1438 /‬إلى ‪� 11‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫وأخيرا‪ ،‬تكرمت وزارة الثقافة‪ ،‬فأصدرت قرارا‬ ‫بوضع بعض ما تبقى من البنايات التاريخية‬ ‫لمدينة طنجة‪ ،‬على “الئحــة اآلثــار” المشمولة‬ ‫بحماية الدولة‪.‬‬ ‫يبلغ عدد بنايات هذه الدفعة ‪ ،29‬ال نعلم كيف‬ ‫تم اختيارها وال على أي قاعدة تم اصطفاؤها‪،‬وهل‬ ‫تم ذلك بمشاركة خبراء محليين من ذوي الدراية‬ ‫في موضوع تاريخ طنجة وآثارها من الفنيقيين إلى‬ ‫العلويين‪ .‬ولكن نعلم من بيان عمم على وسائط‬ ‫اإلعالم أنها جاءت بطلب من والي الجهة عبر‬ ‫مراسلتين سنتي ‪ 2015‬و ‪ ،2017‬بعد “استشارة” لجنة التقييد والترتيب التي تكون قد وافقت على طلب‬ ‫الوالي خالل اجتماعين سنتي ‪ 2016‬و ‪ 2017‬على مسافة بعد زمني ال يتعدى ‪ 9‬أشهر بين االجتماعين‪! ‬‬ ‫وعليه‪ ،‬فإنه‪ ،‬ومنذ اللحظة‪ ،‬ال يمكن إحداث أي تغيير في الشكل العام للبنايات المقيدة كيفما كانت‬ ‫طبيعته ما لم يعلم المالك أو المالك وزارة الثقافة واالتصال قبل التاريخ المقرر للشروع في األعمال بستة‬ ‫أشهر على األقل‪ ،‬كما هو منصوص عليه في القانون المتعلق بالمحافظة على المباني التاريخية والمناظر‬ ‫والتحف الفنية والكتابات المنقوشة‪.‬‬

‫حراك العطش‬

‫طبول الغضب تدق في حوالي ‪ 40‬مدينة ومركزاً‬

‫هذه المرة‪ ،‬ال حراك «سياسي»‪ ،‬وال تضامني‪ ،‬وال «نضالي» بالمدلول الذي َ‬ ‫يعطى للحراكات المستلزمة للمقاربة «المعلومة» التي يمكنكم أن تسموها ما شئتم‪،‬‬ ‫إال بالمقاربة «األمنية»‪ ،‬ألن األمر انتقل من الحق في الكرامة‪ ،‬والعدالة االجتماعية‪ ،‬إلى حق الناس في الحصول على جرعة ماء‪!....‬‬ ‫الراحل الحسن الثاني رحمه اهلل كان قد أطلق سياسة السدود‪ ،‬بمساهمة الشعب‪ ،‬فانتقل المغرب من سد واحد كبير و هو سد بين الويدان‪ ،‬إلى ما فوق ‪150‬‬ ‫سداً‪ ،‬وفق بيانات ‪ ،2011‬بقدرة إجمالية تجاور ‪ 20‬مليار متر مكعب‪ .‬من الماء الصالح للشرب والزراعة وكذا للصناعة وتوليد الكهرباء‪ ،‬كما يتوفر المغرب على حوالي‬ ‫‪ 20‬سدا صغيرا ومتوسط الحجم ‪ ،‬بسعة إجمالية تقدر بحوالي ‪ 10‬مليون متر مكعب‪ .‬وقد استهدفت‪ ،‬في البداية‪ ،‬العمل على توفير األمن المائي‪ ،‬نظرا لشح الموارد‬ ‫المائية بالمغرب‪ ،‬وسقي المليون هكتار األول‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فقد كانت أمنية الملك الباني‪ ،‬رحمه اهلل‪ ،‬وقد عبر عنها بصراحة في إحدى خطبه لألمة‪ ،‬هي أن يبني سلسلة مفاعالت نووية صغيرة على طول الساحل‬ ‫األطلسي‪ ،‬من أجل تحلية مياء البحر‪ ،‬وتعميم الري على كافة المساحات القابلة للزراعة في المغرب‪ ،‬تأمينا للحق في الماء و الغذاء‪ .‬السياسة المائية للمغرب حققت‬ ‫إنجازات هامة‪ ،‬انطالقا من فكر الحسن الثاني رحمه اهلل الذي كان يؤمن بأمر هام‪ ،‬أن الشعوب القوية ليست تلك التي تمتلك دبابات متطورة وقاذفات صواريخ‬ ‫األكثر فتكا وتدميرا‪ ،‬و غواصات ال تدركها األبصار وال الرادارات األكثر تحسسا وضبطا ألدق الموجات‪ ،‬بل إنها تلك التي تنجح في تأمين قوت الشعب وتوفير ظروف‬ ‫العيش الكريم له‪.‬‬ ‫إال أنه يبدو أن مخططات المياه لم تتبع‪ ،‬بما يكفي‪ ،‬من دراسة وتبصر وحيطة‪ ،‬التحوالت المجتمعية المتسارعة‪ ،‬والتقلبات المتغيرة‪ ،‬خاصة على مستوى التطور الديمغرافي والنزوح من‬ ‫البادية‪ ،‬وهو ما وصلت إليه تحقيقات مندوبية التخطيط‪ ،‬وبنجاح‪.‬‬

‫(تابع التتمة على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪� 11‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪905‬‬

‫‪2‬‬

‫القطار فائق السرعة شبه جاهز‬

‫من تايالنديا إلى طنجة‬

‫‪MONITOR INTERNATIONAL‬‬

‫تدخل عالم االستثمارالسياحي بمدينة طنجة‬ ‫األشغال في مشروع القطار الفائق السرعة‬ ‫المغربي على وشك الوصول إلى نهايتها‪ ،‬وفق‬ ‫ما أكده الوزير اعمارة الذي يتولى قطاع النقل‬ ‫والتجهيز وأمور أخرى‪.‬‬ ‫وحسب وكالة الماب‪ ،‬فإن الوزير أكد أن‬ ‫نسبة تقدم األشغال بصفة إجمالية تجاوزت ‪90‬‬ ‫بالمائة حسب األرقام التي تم تداولها خالل‬ ‫آخر اجتماع للمجلس اإلداري للمكتب الوطني‬ ‫للسكك الحديدية‪ ،‬وأن وتيرة إنجاز المشروع‬ ‫«تجري وفق اآلجال المقررة‪ ،‬حيث من المنتظر‬ ‫أن يكون جاهزا في يونيو ‪.»2018‬‬ ‫وقد قام الوزير مؤخرا ‪ ،‬رفقة المدير العام‬ ‫للمكتب الوطني للسكك الحديدية‪ ،‬محمد ربيع‬ ‫الخليع‪،‬بزيارة لمحطة القطار الفائق السرعة‬ ‫ومركز صيانة القطارات بمدينة طنجة‪ ،‬وجسر‬ ‫الحاشف الذي أنجز بمواصفات تقنية خاصة‬ ‫ضواحي مدينة أصيلة‪.‬‬ ‫وأشار الوزير إلى أن «هذا المشروع ليس‬ ‫ضخما فقط من حيث بنياته التحتية‪ ،‬بل هو‬ ‫مشروع سيدخل المغرب في مرحلة متقدمة على‬ ‫مستوى تكنولوجيا القطارات والسكك»‪ ،‬وأن هذا‬ ‫تستعد المجموعة التايالندية ‪Monitor‬‬ ‫‪ International‬إلقامة مركب فندقي كبير‬ ‫بمدينة طنجة التي ال تزال تستقطب كبريات‬ ‫العالمات الفندقية العالمية لما يمثله موقعها‬ ‫الجغرافي وتاريخها الدولي وشهرتها العالمية‬ ‫من قيمة مضافة في مجال السياحة‪.‬‬ ‫ويندرج مشروع المجموعة التايالندية في‬ ‫مخطط جديد للمجموعة يهدف إلى التوسع‬ ‫في إفريقيا التي توجد بها بعض أنشطتها في‬ ‫مجاالتمختلفة‪.‬‬ ‫وعلم أن افتتـــاح المركــب السيـــاحي‬ ‫التايالندي بطنجة بطاقة استيعاب ‪ 250‬غرفة‬ ‫مصنفة‪ ،‬سوف يتم نهاية العام المقبل بحول‬ ‫اهلل‪ .‬وقد ينتقل النشاط السياحي للمجموعة إلى‬ ‫مناطق سياحية أخرى بالمغرب‪ ،‬مستقبال‪.‬‬ ‫المجموعة التايالندية تأسست في شتنبر‬ ‫‪ ،19788‬على يد ويليام هىنيك �‪William Hei‬‬ ‫‪ necke‬كمنتجعات «روايال جاردن»‪.‬‬ ‫ويوجد مقرها الرسمي في بانكوك‪.‬‬ ‫وتنشط المجموعة في الضيافة السياحية‬ ‫والصناعات الزراعية والغذائية وهي موجودة‬

‫في آسيا والباسيفيك وأوروبا والشرق األوسط‬ ‫وإفريقيا وتشرف على حوالي ‪ 150‬فندقا‬ ‫و‪ 1252‬مطعما فندقيــا‪ ،‬وأكثــر من ‪16.500‬‬ ‫غرفة مصنفة و‪ 55‬منتجعا صحيــا‪ ،‬بينما يجاور‬ ‫عدد العاملين بها ‪ 30‬ألفا‪.‬‬ ‫المجموعة يتنوع نشاطها بين الفنادق‬ ‫واالستخدامات العامة والمطاعم وتجارة التجزئة‬ ‫وعقود التصنيع ومشاريع العقــارات إلنتـــاج‬ ‫مجموعات متنوعة من المنتجعات السكنية‬ ‫والسياحية‪ .‬ويعد رقم معامالت هذه المجموعة‬ ‫بالباليين‬ ‫ومعلوم أن مؤســس ومدير مجموعـــة‬ ‫«مينور أنتيرناسيونال» ويليام هينيك‪ ،‬حظي‬ ‫باعتبار خاص من المغرب سنة ‪.2016‬‬ ‫ومعلوم أن البنية الفندقية بمدينة طنجة‬ ‫تعززت ‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬بتدشين وحدتيــن فخمتين‬ ‫تابعتين لعالمة «هيلتون» الشهيرة‪ ،‬بمنطقة‬ ‫الكورنيش‪ ،‬كما أن وحدات أخرى توجد في‬ ‫طريق اإلنجاز باستثمارات خليجية وأخرى دولية‪.‬‬ ‫وال شك أن اإلشعاع الجديد لهذه المدينة‪،‬‬ ‫بفضل المشاريع الصناعية الهائلــة المنجــزة‬

‫بها في عدد من المجاالت الصناعاية الكبرى‪،‬‬ ‫فضال عن الميناء المتوسط الذي يعد مفخرة‬ ‫للمغرب الجديد‪ ،‬ومخططات إعادة تهيئة الميناء‬ ‫القديم من منظور سياحي جديد ومتطور‪،‬‬ ‫عوامل ساعـــدت على الدفـــع باالستثمارات‬ ‫السياحية بمدينة طنجة‪ ،‬التي تعتبر بوابة‬ ‫المغرب إلى إفريقيا ‪ ،‬تمر عبرها كل المبادرات‬ ‫العربية واألوروبية والعالميـــة‪ ،‬الهادفة إلى‬ ‫التدخل االقتصادي واالجتماعي في «القارة‬ ‫المستقبل»‪.‬‬ ‫وقد ازدادت هذه الصورة وضوحا بعد‬ ‫المبادرات الملكية لصالح إفريقيا حيث لفتت‬ ‫المشاريــع المغربيــة اإلفريقيـة المشتركــة‬ ‫اهتمام أكثر من دولة بالعالم‪ ،‬سارع الفاعلون‬ ‫االقتصاديون بها إلى االستثمار بمدينة طنجة‪،‬‬ ‫قبل االنطالق إلى إفريقيا الواعدة‪ ،‬لتظل طنجة‪،‬‬ ‫كما كانت‪ ،‬ولعصور عديدة‪ ،‬قاعدة لإلشعاع‬ ‫الدبلوماسي لمغرب القرنين الثامن والتاسع‬ ‫عشر‪ ،‬وأرض لقاء وتفاعل وتعامل وتضامن‬ ‫وسالم على مستوى شعوب العالم‪ ،‬ومنارة على‬ ‫ضفتي البحر األبيض المتوسط‪.‬‬

‫هيئات المجتمع المدني بمدينة سبتة‬ ‫خرجت‪ ،‬الثالثاء الماضي‪ ،‬في مظاهرة‬ ‫شعبية تضامنا مع ثريا وكريمة اللتين‬ ‫قهرهما التدافع المهين فسقطتا شهيدتي‬ ‫لقمة الخبر «الحارة» التي يسعى إليها كل‬ ‫صباح‪ ،‬آالف المغاربة‪ ،‬رغم تعرضهم لشتى‬ ‫أشكال اإلهاتة والتعنيف ال من الجانب‬ ‫اإلسباني ولكن أيضا من جانب «الخوت»‪،‬‬ ‫واهلل شاهد !‬ ‫أصوات إسبانية و «مسلمة» ارتفعت‬ ‫بهذه المناسبة‪ ،‬مطالبة بتنسيق أحسن‬ ‫بين السلطات االسبانية والمغربي من أجل‬ ‫تفادي الكوارث التي يشهدها المعبر بين‬

‫أما آن األوان أن نفتح ملف مأساة‬ ‫باب سبتة المحتلة بجدية في أفق‬ ‫البحث عن حلول حقيقية‬

‫عزيز كنوني‬

‫السبتاويون يتضامنون مع ضحيتي التدافع القاتل‬ ‫بباب سبتة من أجل «الخبز الحافي» !‬

‫الجانبيــن رأفـة بالعامــالت في مـا يسمــى‬ ‫بـ «التهريب المعاشي» الذي يستفيد منه‬ ‫كبار التجار بالفنيدق والمضيق وتطوان‬ ‫وطنجة‪،‬خاصة‪،‬فضالعنالمستفيدينالكبار‬ ‫في مختلف الميتروبوالت المغربية والذين‬ ‫يعتمدون على «نقل خاص»لبضاعاتهم‪.‬‬ ‫طما طالب المحتجون بفتح معبر‬ ‫خاص بـ «التهريب» المخرب القتصاديات‬ ‫المغرب‪ ،‬من أجل انسياب أحسن وأسلم‬ ‫للحركة والتنقل عبر خط المعبر‪ ،‬حيث كثيرا‬ ‫ما تنهال «جبابيز» ال غوارديا سيفيل على‬ ‫رؤوس المارة‪ ،‬ومنهم من ال تكون له أي‬ ‫صلةبالعملية‪.‬‬

‫اإلنجاز سيؤهل المغرب ليصبح بلدا نموذجيا‬ ‫في وسطه اإلفريقي والعربي واإلسالمي في هذا‬ ‫المجال على مستوى الهندسة المدنية كما أنه‬ ‫أكسب المغرب خبرة تمكنه من تنفيذ مشاريع‬ ‫أكبر وأكثر تعقيدا‪.‬‬ ‫وحسب بالغ للمكتب الوطني للسكك‬ ‫الحديدية‪ ،‬فإن المشروع المهيكل للقطار الفائق‬ ‫السرعة طنجة ‪ -‬الدار البيضاء الذي من شأنه أن‬ ‫يحدث قفزة نوعية هامة على مستوى العرض‬ ‫السككي الوطني‪ ،‬يسجل اليوم نسبة تقدم كل‬ ‫مكوناته إجماال بحوالي ‪ 92‬في المئة‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬ذكر محمد ربيع الخليع‪ ،‬في‬ ‫تصريح للصحافة بهذه المناسبة‪ ،‬أن التجارب‬ ‫األولية لمشروع القطار الفائق السرعة انطلقت‬ ‫في فبراير الماضي وتم خاللها بلوغ سرعة ‪160‬‬ ‫كلم في الساعة‪.‬‬ ‫وأضاف «سنمر إلى المرحلة الثانية من‬ ‫التجارب في شتنبر المقبل‪ ،‬حيث سنحاول‬ ‫الوصول إلى سرعة ‪ 320‬كلم في الساعة في‬ ‫مقطع يمتد على طول ‪ 120‬كلم»‪.‬‬

‫إلى ذلك‪ ،‬أمرت النيابة العامة بمدينة‬ ‫تطوان ‪ ،‬بفتح تحقيق حول حادث التدافع‬ ‫واالزدحام‪ ،‬الذي شهده معبر باب سبتة‪،‬‬ ‫والذي أودى بحياةالسيدتين المغربيتين‬ ‫وأصاب أربعــة أخريــات بجروح متفاوتة‬ ‫الخطورة‪..‬‬ ‫وقد تم نقل المصابات إلى مستعجالت‬ ‫مستشفى الحسن الثاني بمدينة الفنيدق‪.‬‬ ‫من جهــة أخــرى‪ ،‬قــررت السلطات‬ ‫اإلسبانية إغالق المعبر في وجه نشاط‬ ‫التهريب المعيشي بصفة مؤقتة نتيجة هذا‬ ‫الحادث المؤسف‪.‬‬

‫ع‪.‬ك‪.‬‬

‫بعد أن لقيت سيدتان مغربيتان حتفهما‪،‬‬ ‫صباح اإلثنين المنصرم‪ ،‬بمعبر باب سبتة‬ ‫المحتلة‪ ،‬إثر تدافع همجي‪ ،‬كما أصيبت في نفس‬ ‫الحادث أربع نساء من بينهن واحدة في حالة‬ ‫حرجة‪ ،‬تم نقلهن لمستشفى الحسن الثاني‬ ‫بالفنيدق‪ ،‬والحادث وقع حوالي الساعة السادسة‬ ‫صباحا ‪ ،‬وذهبت ضحيته سيدتان تبلغان من‬ ‫العمر على التوالي ‪ 34‬سنة و‪ 45‬سنة بسبب‬ ‫تدافع أشخاص يشتغلون في تهريب السلع‪،‬‬ ‫وحيث أنه أثناء الخروج من المعبر يحدث تدافع‬ ‫بين العابرين مما ينتج عنه حوادث مشابهة‪،‬‬ ‫أصبح موضوع باب سبتة المحتلة‪ ،‬من الكوارث‬ ‫الحقيقية التي يعيشها المغرب‪.‬‬ ‫الوضع ساء بسبب اقتراب حلول عيد‬ ‫األضحى‪ ،‬ومع حلول نهاية فصل الصيف حيث‬ ‫يتم الحد من الوقت المخصص إلخراج السلع‬ ‫من مدينة سبتة بسبب فتح المعبر في وجه‬ ‫المهاجرين المغاربة الذين يحلون ببلدهم خالل‬ ‫فصل الصيف‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬وصف محمد بنعيسى رئيس‬ ‫مرصد الشمال لحقوق اإلنسان الحادث ب‬ ‫«المأساوي»‪ ،‬مشيرا إلى أن المرصد مافتئ‬ ‫يحث السلطات المغربية على إيجاد حلول جذرية‬ ‫لهؤالء المشتغلين في مجال تهريب السلع‪.‬‬ ‫و أضاف المتحدث أن هذا الحادث يعد‬ ‫الرابع منذ فتح معبر « طاراخال ‪ » 2‬الذي بقي‬ ‫شبه مغلق مع حلول فصل الصيف واقتراب حلول‬ ‫عيد األضحى‪. .‬‬ ‫وقال بنعيسى إن أوضاع النساء اللواتي‬ ‫يشتغلن في التهريب صعبة جدا‪ ،‬وأنهن‬ ‫يشتغلن لصالح شبكات تعمل في تهريب السلع‪،‬‬ ‫نحو ميناء الدار البيضاء وجهات عديدة‪ ،‬وأن‬ ‫انتقاء النساء على الخصوص ليس أمرا اعتباطيا‪،‬‬ ‫وإنما ألنهن يحظين بمعاملة خاصة من قبل‬ ‫الشرطة اإلسبانية والمغربية‪ ،‬على حد سواء‪.‬‬ ‫وأوضح المتحدث أن ما يفوق ‪ 15‬ألف أسرة‬ ‫تعيش على هذا النشاط‪ ،‬مما يستوجب إيجاد‬ ‫حلول لتنمية المنطقة وخلق فرص للشغل‪.‬‬

‫وتأسف بنعيسى لكون هؤالء النساء يعشن‬ ‫تحت رحمة تلك الشبكات وأنهن ال يجنين من‬ ‫وراء هذا العمل إال بضعة دراهم من أجل لقمة‬ ‫العيش‪.‬‬ ‫وأضاف رئيس المرصد أن المغرب يتكبد‬ ‫خسائر مادية مهمة تقدر بمليارات الدوالرات‬ ‫سنويا بسبب التهريب‪ ،‬باإلضافة إلى خسائر‬ ‫اجتماعية كذلك‪ ،‬حيث تعد المنطقة (خاصة‬ ‫مدينة الفنيدق) مشتـــال لتفريــخ التطـــرف‬ ‫واإلنحراف والجريمة‪.‬‬ ‫ويجني المشتغلون في التهريب يوميا ما‬ ‫بين ‪ 60‬و‪ 100‬يورو‪ ،‬عند كل خرجة من معبر‬ ‫باب سبتة‪ ،‬مما يخلق تسابقا محموما حول‬ ‫مضاعفة عدد الخرجات بالسلع المهربة المعفية‬ ‫من الرسوم الجمركية‪ ،‬ويخلق حاالت من التدافع‬ ‫ينتج عنه حوادث مشابهة‪ ،‬خاصة وأن المعبر ال‬ ‫يفتح إال ثالث ساعات يوميا‪.‬‬ ‫يوميا يعاني هؤالء النسوة من انتهاكات‬ ‫من شتى األلـــوان واألنــواع على يد الشرطة‬ ‫المغربية والجمارك المغربية وعلى يد الحرس‬ ‫المدني اإلسباني‪ .‬وبالرغم من كل هذه المعاناة‬ ‫ال نكاد نسمع أصوات إال أصواتا مبحوحة تندد‬ ‫بما يجري لهؤالء النسوة وكأنهن ليسوا من‬ ‫نساء المغرب ‪ .‬أين األحزاب ؟ أين المجتمع‬ ‫المدني ؟ أين المنظمات النسائية ؟ اين هي‬ ‫حقوق المرأة المغربية‪.‬‬ ‫كثير من المغاربة ال يعرفون شيئا عنهن‬ ‫وعن معاناتهن ‪ .‬ولقد آن األوان أن نفتح ملف‬ ‫مأساة باب سبتة في أفق البحث عن الحلول‪،‬‬ ‫آن األوان أن ندافع عن كرامتهن التي هي‬ ‫كرامة كل مغربي ونساهم في تفعيل الخطابات‬ ‫الملكية السامية‪ .‬آن األوان أن نجد لمشاكل‬ ‫معبر باب سبتة حلول اجتماعية واقتصادية‬ ‫وسياحية‪ .‬وآن األوان أن يفهم المغاربة أن‬ ‫الوضع اإلنساني بباب سبتة أصبح ال يطاق ولن‬ ‫نقبلباستمراره‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬


‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪� 11‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪905‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫حين يبتعد أحدنا عن مأواه‪ ،‬ويجد نفسه في محيط غير محيطه‪ ،‬وفي وسط‬ ‫غير وسطه‪ ،‬يبحث عن قشّة تبن تنتشله من وحدته‪ ،‬وتخرجه من وحشته‪ .‬‬ ‫لذا ما أن لمحتُه في ركن من أركان مقهى‪ ،‬حتى هرعتُ إليه هاشّاً‪ ،‬مفتوح‬ ‫الذراعين‪ ،‬متأهبا لفتح صفحات عزيزة عليّ من صفحات ذكرياتي بالقصر الكبير‪،‬‬ ‫لنقرأها سويا‪ ،‬فقد جمعتنا ُ‬ ‫لقمة العيش في هذه المدينة مدة ست سنوات‪.‬‬ ‫لكنني كنتُ واهما‪ ،‬فلم يكن صاحبي وحده‪ ،‬وإنما كان وسط حلقة من‬ ‫الرجال‪ ،‬يرددون فيما بينهم بأصوات خافتة أسماء األرض‪ ...‬العقار‪ ...‬البناء‪...‬‬ ‫سعر المتر المربع‪ ،‬ويشيرون بين الحين والحين إلى هذه العمارة‪ ،‬أو ذلك‬ ‫المتجر‪ ،‬أو تلك القطعة األرضية‪ ،‬بعيون حالمة‪ ،‬ونفوس متلهفة‪ .‬‬ ‫ففهمتُ أنني في مجلس سماسرة‪ ،‬وأنني ربما أفسدتُ على القوم خلوتهم‪،‬‬ ‫وعطلت مصالحهم‪ .‬ورغم هذا تمسكتُ بتلك القشّة‪ ،‬وأردت أن أنفرد بصديقي‬ ‫ولو لبضع دقائق‪ ،‬فلم أفلح‪ ،‬وحاولت إغراءه ببعض الفالشات‪ ،‬علني أنعش‬ ‫ذاكرته‪ ،‬ففشلت‪ .‬وأخيرا قررت االنسحاب‪ .‬‬ ‫وفي الطريق‪ ،‬وجدتُني أغفر لصديقي موقفه معي‪ ،‬فهذا المقهى بالنسبة‬ ‫له وكالة في الخفاء‪ ،‬يؤمها هو ورفاقه لتحسين مواردهم المالية‪ ،‬فيها يعقدون‬ ‫الصفقات‪ ،‬وفيها يستقبلون الزبناء‪ ،‬ويلبون الطلبات‪ .‬ولعلني حين فرضت‬ ‫عليهم نفسي‪ ،‬كنت بمثابة ذلك الضيف الثقيل الذي ال يحسن اختيار الوقت‪،‬‬ ‫وحُقّ لهؤالء المتقاعدين وغيرهم أن يلجوا مضمار السمسرة الفسيح‪ ،‬مادامت‬ ‫أبوابه مفتوحة في وجه الجميع‪.‬‬ ‫إال أنني تساءلت ‪ :‬كم عدد الذين ولجوا هذا القطاع؟ وهل سيوضع له‬ ‫قانون ينظمه ويؤطره؟ ثم إذا نظمناه‪ ،‬فكم من منصب شغل سيوفره لشباننا‬ ‫العاطلين؟ وكم من باب سيفتحه في وجه حملة الشهادة اليائسين؟‪ ‬‬

‫مؤسسة المكي مورسيا تناقش كتاب‬ ‫«محمد السادس ملك اإلستقرار» و توقع‬ ‫مشروع إنشاء أكبر مجسم لمدينة األندلس بطنجة‬

‫يحبهم‬ ‫ويحبونه‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫أجيــل نظـري في مدونــات غربيــة في موضوع‬ ‫الكتابة النسائية ذات السياقات التاريخية والحموالت‬ ‫الفكرية واإليديولوجية‪ ..‬فأزداد يقينا بأننا نحتاج إلى‬ ‫تأصيل مفاهيمنا عن هذه الكتابة‪ ،‬بدل االصطفاف‬ ‫الجاهز والقطع وراء تنظيــرات المؤسسة الغربيــة‬ ‫التي تركز على محاور بيولوجية والتجربة والخطاب‬ ‫واألوضاع االجتماعية واالقتصادية والسياسية‪.‬‬ ‫تستوقفنا المنظورات العرفانية اإلسالميـة تجاه‬ ‫المرأة‪ ،‬لكون هذه المنظورات تأسست خارج دوائر‬ ‫العرف القاضي بسيــادة الرجــل أو اجترار مقولــة‬ ‫الالتماثل‪ :‬ذكر أنثى‪..‬‬ ‫والحال أن األصل هي النفس الواحدة كما أكد‬ ‫على ذلك كتاب اهلل العزيز في أكثر من آية‪.‬‬ ‫تستوقفنا مثاال ال حصرا‪ ،‬مكتوبات جالل الدين‬ ‫الرومي (‪604‬هـ‪-672‬هـ) حول المرأة‪ ،‬فنتبين أمران‬ ‫عند هذا العارف‪ :‬األول توكيده على تساوي المرأة‬ ‫والرجل في اإلنسانية وفي طريق التكامل‪ ..‬والثاني‬ ‫إقراره بأن المرأة تجل للبارئ تعالى‪ ..‬ومن هنا يتعين‬ ‫البدء في كل تنظير حول المرأة وما يرتبط بها‪..‬‬ ‫يبسط جالل الدين الرومي منظوره العام في‬ ‫هذا الموضوع الخطير الشأن من خالل حديثه عن‪:‬‬ ‫أ‪ -‬الحب‪ :‬الذي يقول عنه جالل الدين الرومي بأنه‬ ‫البد وأن ينتهي إلى المعرفة اإلالهية سواء كان حبا‬ ‫لإلنسان أو هلل؛ فمن أحب شخصا وأنس به‪ ،‬والتذت‬ ‫روحه بكمال جاللـه‪ ..‬فحبه في الحقيقــة هو حب‬ ‫هلل مادامت الجماالت األرضيـة انعكاس للجماالت‬ ‫اإلالهية‪..‬‬ ‫ب‪ -‬صرح الحب‪ :‬يؤكد جالل الدين الرومي على‬ ‫ضرورة الحفاظ على صرح الحب‪ ..‬ففي رسالة وجهها‬ ‫البنه‪ ،‬عد فيها المرأة أمانة إالهية أودعها اهلل عند‬ ‫الرجل المتحانه!‬

‫شهدت قاعة المركز الثقافي أحمد بوكمـــاخ بطنجــة مساء‬ ‫األربعاء ‪ 30‬غشت نشاطا تبنته مؤسسة المكي مورسيا للثقافة‬ ‫والفنون بطنجة‪ ،‬واختص بحفل توقيع كتاب (محمد السادس ملك‬ ‫اإلستقرار ‪ »Le Roi stabilisateur«،‬لمؤلفه الفرنسي‪ ،‬البروفيسور‬ ‫‪.Jean-Claude Martinez‬‬ ‫وقد استهـل الحفـل بالنشيد الوطني وأعقبته كلمة رئيسة‬ ‫مؤسسة المكي مورسيا السيدة ربيعة مورسيا‪ ،‬والتي رحبت‬ ‫بالحضور الكرام وفصلت أهمية الحدث اقترانا بعيد الشباب المجيد‬ ‫ثم بآفاق المؤسسة في اإلنفتاح على دول الجوار‪.‬‬ ‫الكاتب العام للمؤسسة ذ عبد اهلل عبد المومن وفي كلمة له‬ ‫بالمناسبة‪ ،‬وقف عند المحطات الكبرى لمشاريع المؤسسة وأهمية‬ ‫توقيع الكتاب بالنسبة آلفاقها ومراميها الكبرى‪.‬‬ ‫كلمة البروفيسور جون كلود مارتنيز‪ ،‬تحدث فيها عن كتابه‬ ‫«محمد السادس ملك اإلستقرار» وال��ذي رك��ز على خاصية‬ ‫اإلستقرار واستمداداتها الدينية والتاريخية مقارنا بين المغرب‬ ‫وبعض النقط الساخنة في العالم العربي‪ ،‬ومؤكــدا مدى دور‬ ‫الملكية في الحفاظ على اﻷمن واإلستقرار‪ ،‬وتطرق األستاذ‬ ‫الدكتور مصطفى الغاشي‪ ،‬أستـاذ التاريـــخ الحديـث بجامعـة‬ ‫عبد الملك السعدي بتطوان‪ ،‬إلى أن الكتـاب موجه توجيهــا تاما‬ ‫للشعـــوب األوروبيـــة ووالفرنسية للتعريــف بخاصية الملكية عاقـــدا‬ ‫المقارنــة بينــه وبين كتـــاب «‪ Le Roi prédateur‬لمؤلفيه إيريك‬

‫لورون وكاترين غارسييه‪ ،‬مقارنة انتهت إلى لعب هذا الكتاب دور‬ ‫الناقد المتبصر والدامغ للشبهات المثارة في الكتاب الثاني‪.‬‬ ‫وتطرق الباحث بمديرية الوثائق الملكية األستاذ عبد العزيز‬ ‫تيالني‪ ،‬إلى أن االستقرار ارتبط بثالث ثوابت‪ :‬إم��ارة المؤمنين‬ ‫والمذهب المالكي والبيعة‪ ،‬وفي نفسر السياق أردفت الدكتورة سعيدة‬ ‫العثماني أستاذة العالقات الدولية‪ ،‬أن كتاب « محمد السادس ملك‬ ‫اإلستقرار « أرشد إلى حقائق مهمة في تاريخ المغرب الحديث كانت‬ ‫حدا فاصال لإلشكاالت المثارة والتي تنبني على الوهم واإلشاعات‪،‬‬ ‫بينما الفاعل اإلقتصادي واإلجتماعي قد حقق في المغرب أهدافا‬ ‫مهمة‪.‬‬ ‫و ختــم اللقــــاء بتوقيـــع اتفاقية بين مؤسسة المكي مورسيا‬ ‫والمهندس اإلسباني مانويل سافيدرا خبير العالقات الدولية ‪ ،‬حول‬ ‫مشروع إنشاء أكبر مجسم لمدينة األندلس بطنجة‪ ،‬وأيضا توقيع‬ ‫المعهد مع المؤلف جون كلود مارتنيــز إتفاقيـة ترجمــة كتــاب‬ ‫«‪ »Le Roi stabilisateur‬إلى اللغة العربية‪.‬‬ ‫وقد حضر هذا اللقاء الثقافي ممثلين عن جماعة طنجة‪ ،‬أساتذة‬ ‫أكاديميين ومفكرين وإعالميين‪ ،‬وقد‪ ‬تم على هامش مناقشة وتوقيع‬ ‫الكتاب من طرف مؤلفه‪ ،‬وإقامة معرض فني للتراث العربي واألندلسي‬ ‫للفنانة نوال المعروفي‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫ج‪ -‬غيرة الرجال على النساء‪ :‬يرى جالل الدين‬ ‫الرومي أن منع المرأة من الظهور يزيد في رغبة‬ ‫كل من الطرفين في اآلخر‪ ..‬ويؤكد في هذا المعنى‬ ‫أن حبس المرأة يؤدي إلى اإلضرار بالمجتمع‪ ،‬خاصة‬ ‫وأن اإلنسان حريص على الممنوع‪.‬‬ ‫د‪ -‬المحبة فعل متبادل‪ :‬يرى هذا العارف أن الحب‬ ‫ينطلق من شوق وتوق لدى الطرفين‪ ،‬وسواء أكان‬ ‫هذا الحب للحق سبحانه أو للخلق‪ ،‬فال يمكن أن‬ ‫يكون من جانب واحد «يحبهم ويحبونه‪.»..‬‬ ‫ما أجدرنا بقراءة المدونات الصوفية التي تطرقت‬ ‫إلى هذا الموضوع وإلى غيره‪ ،‬ومن أراد االستبحار‬ ‫فليرجع إلى كتاب فصـوص الحكــم للشيخ محيـي‬ ‫الدين ابن عربي‪ ،‬وله واسع النظر‪..‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪� 11‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪905‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪� 05‬شـتنبـر ‪2017‬‬

‫براءة‪ ،‬ثم إدانة‪ ،‬ثم براءة‪،‬‬ ‫ثم إدانة‪ ،‬وأخيرا‪......‬براءة‪! ‬‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫ٌ‬ ‫عيد بطعم الدفلة !‬ ‫هل كنا بحاجة إلى «فتوى» ريسونية مجلجلة‪ ،‬لنهتدي‬ ‫إلى القول بحرمة االستفادة‪ ،‬ريعا‪ ،‬أو هدية‪ ،‬أو «مقايضة»‬ ‫من كبش العيد‪ ،‬يسحب ثمنه من مالية الشعب؟‬ ‫أمر كهذا مفروغ منه‪ ،‬إنه غير مقبول من جانب الدستور‪،‬‬ ‫اعتبارا إلى أنه ‪ ،‬أوال‪ ،‬يشكل استغالال فاضحا للمال العام‬ ‫في غير محله‪ ،‬وثانيا ألنه يكرس حالة تمييز فاضحة‪ ،‬بين‬ ‫المواطنين في حق الجميع من االستفادة من هذا المال الذي‬ ‫هو مال اهلل‪ ،‬موضوع‪ ،‬أمانة‪ ،‬لدى أولياء األمر‪ ،‬إلنفاقه فيما‬ ‫يقضي به الدستور‪.‬‬ ‫وبالتالي فإن المفتي الريسوني قام بدوره الطبيعي في‬ ‫الرد على استفسار من أحد‪ ،‬يبدو أنه معني بالحولي «فابور»‪،‬‬ ‫وقد اتضحت له األمور اآلن وعليه أن يقوم بما يراه مناسبا‬ ‫لمعتقده الديني ووظيفه السياسي أو المهني‪.‬‬ ‫انتهى الكالم‪! ‬‬ ‫أما الكالم الذي ال زال مفتوحا‪ ،‬إلى أن يطوى ملف الريف‪،‬‬ ‫فهو تطوع الشيخ حسن الكتاني لشن هجوم قوي على‬ ‫نشطاء حراك الريف الذين دعوا إلى عدم إقامة االحتفاالت في‬ ‫دائرتهم المحدودة‪ ،‬بعيد األضحى مع االحتفاظ بالشعيرة‪،‬‬ ‫وذلك تضامنا مع المعتقلين‪ ،‬ودون إلزام أو إحراج‪.‬‬ ‫الشيخ الكتاني انبرى للتنديد بهذه الدعوة‪ ،‬التي صدرت‬ ‫عن مجموعة من المسلمين‪ ،‬يجتازون محنة كبرى بسبب‬ ‫اعتقال أبنائهم وأزواجهم وآبائهم في الظروف التي يعلمها‬ ‫الجميع‪ .‬بل إن الشيخ السلفي قد يكون ذهب بعيدا ‪ ،‬حين‬ ‫قال‪ ،‬حسب صحيفة وطنية كبرى‪«،‬من أراد إيقاف شعيرة‬ ‫العيد من اجل الريف فقد أبدع‪ ‬في دين اهلل ما ليس فيه»‪،‬‬ ‫والحال أنهم لم يعوا إلى إيقاف شريعة اهلل‪ ،‬بل أعلنوا أن‬ ‫«ال عيد لهم وأبناؤهم في السجن»‪ .‬وأن أسر المعتقلين‬ ‫ستكتفي بالشعيرة دون االحتفال المصاحب للعيد‪.‬‬ ‫وأكد الكتاني في تدوينته‪« ،‬إن الدعوة إلى مقاطعة‬ ‫العيد‪ ‬باطلة ‪ ،‬وأنه ال وجود لعالقة بين شعيرة عيد األضحى‬ ‫ومعاناة أهل الريف»‪ ،‬وأن «الداعين إلى مقاطعة األعياد‬ ‫ليسوا‪ ‬مؤهلين وليسوا أهل العلم‪ ،‬وال يجوز أن يتحدثوا عن‬ ‫الدين»‪.‬‬ ‫وأمام الجدل الذي يدور حول مبادرة أسر معتقلي الريف‪،‬‬ ‫قال والد ناصر الزفزافي‪ ،‬ما معناه أن أسر المعتقلين‬ ‫يوجدون في حالة حداد‪ ،‬والعيد مدعاة لإلحتفال‪ ،‬والفرحة‪،‬‬ ‫واجتماع األسر‪ ،‬وتبادل التهاني‪ ،‬فكيف يطيب لتلك األسر‬ ‫المكلومة أن تحتفل وأبناؤها يوجدون رهن االعتقال؟‬ ‫يبدو أن الشيخ الكتاني لم يفهم المقصود من دعوة‬ ‫األسرالمحدودة والغير ملزمة حتى بالنسبة لجميع أسر‬ ‫المعتقلين ‪ ،‬والتي اعتبرها «باطلة» هكذا بجرة قلم‪ ،‬بالرغم‬ ‫من أن أصحابها لم يستندوا على نص شرعي حتى يصح‬ ‫الحديث عن الحق والباطل‪ ،‬كما اعتبرأن أصحابها «ليسوا‬ ‫مؤهلين وليسوا أهل العلم‪ ،‬وال يجوز أن يتحدثوا عن الدين»‬ ‫وأنهم يحاربون اإلسالم‪....‬كالم كبير أدخلنا الشيخ به في‬ ‫متاهات «ما يجوز وما ال يجوز وأصدر بهذا المنطق أحكاما‬ ‫تذكر بمحاكم التفتيش»‪.‬‬ ‫وال حول وال قوة إال باهلل العلي العظيم‪.‬‬

‫‪ ‬ع‪ .‬كنوني‬

‫األمر يتعلق بتحرش‪ ،‬فافتضاض بكارة‪ ،‬فحمل‪ ،‬فوالدة‬ ‫طفل أقرت الخبرة الجينية قام بها‪ ،‬بقرار قضائي‪ ،‬مختبر‬ ‫علمي تابع للدرك الملكي‪ ،‬أثبت أن الطفل من صلب‬ ‫المشتكى به ‪ ،‬وهو من األلبة‪ ،‬والذي ينفي معرفته‬ ‫بالمشتكية ‪ ،‬وهي التي قدمت للمحكمة لباسا داخليا‪ ‬‬ ‫لمغتصبها بقيت جينات من «مائه» عالقة بالثوب‪ ،‬ومنه‬ ‫خلصت الخبرة إلى أن الطفل من صلب المشتكى به بنسبة‬ ‫‪ 99,999‬بالمائة‪.‬‬ ‫وبين محكمة االستئناف بالرباط ومحكمة االستئناف‬ ‫بالدار البيضاء‪ ،‬ومحكمة النقض‪ ،‬تأرجحت القضية سبع‬ ‫سنوات عجاف‪ ،‬كما تأرجح الحكم بين البراءة واإلدانة‪ ‬‬ ‫والحكم على المشتكى به بسنة سجنا نافذا وتعويضا‬ ‫بخمسة عشر مليون سنتيم‪ ،‬لفائدة الضحية‪ ،‬حكم تم‬ ‫تأكيده على مستوى النقض لتتم براءته من استئنافية‬ ‫البيضاء‪ ،‬في غياب المشتكية التي ادعت أن الحكم فاجأها‬ ‫وأنه لم تتم دعوتها‪ ‬لجلسة النطق بالحكم ال هي وال‬ ‫محاميها‪ ،‬وأن الحكم تضمن معلومات غير «سليمة»‬ ‫لعنوانها‪ ،‬األمر الذي أعطته تفسيرا خاصا‪.‬‬ ‫باختصار المحاكم واجهت ملف اغتصاب وافتضاض‬ ‫بكارة‪ ‬نتج عنه حمل مثبوت النسب ‪ ‬علميا بالمشتكى‬ ‫به‪ ،‬الذي تمسك‪ ‬بالنفي‪ ‬ودفع ب‪ »NIET« ‬في كل‬ ‫المراحل‪ ،‬بالرغم من الـ‪ ADN ‬ومن المكالمات التليفونية‬ ‫المسجلة بين الجانبين والتي فاق عدده ‪ ،280‬فأصدرت‬ ‫أحكامها وفق اقتناعاتها القانونية‪ ‬وحرصها على أن تقول‬ ‫كلمة الحق‪ ‬في هذه النازلة التي «أثمرت» طفال بريئا‬ ‫تخطى اليوم سنته السادسة‪....‬والمسطرات ال زالت جارية‪،‬‬ ‫بعد أن توجهت المشتكية إلى محكمة النقض‪.‬‬ ‫أو ليس في اختالف القضاة رحمة ؟‪.....! ‬‬ ‫‪ooooo‬‬

‫مزار بويا عمر‬

‫‪ ‬الوزير الوردي أقدم تحت ضغط الرأي العام‪ ‬الوطني‬ ‫ومنظمات حقوقية مغربية وأجنبية‪ ،‬غلى «إخالء» «ضريح»‬ ‫بويا عمر من «ضيوفه» المرابطين ‪ ،‬رغم أنفهم‪ ،‬بجواره‪،‬‬ ‫محفوفين بدعوات ذويهم أن يرد اهلل عليهم ألبابهم‪،‬‬ ‫ببركة ‪ ‬الولي الصالح‪ ،‬بويا عمر الذي سيتحول‪ ،‬قريبا‪،‬‬ ‫من مزار يكبل ‪ ‬زواره بالسالسل والقيود ‪ ‬تبركا وتيمنا‪،‬‬ ‫مساجين محكومين بالمؤيد ‪ ،‬في ‪ ‬محاكم الفقهاء ‪ ‬والدعاة‪ ‬‬ ‫والمريدين‪ ،‬إلى بيمار أو مارستان‪ ،‬تقول «التقارير» إن‬ ‫نزالءه سيلقون العالج ‪ ‬المتطور‪ ،‬والتغذية ‪ ‬الصحية‪،‬‬ ‫والفرش النظيف ‪ ‬ـ وسيدمجون في المجتمع بعد أن يرد‬ ‫اهلل عليهم نعمة التمييز واإلدراك‪.‬‬ ‫في يونيو سنة ‪ 2015‬اتخذ الحسين الوردي‪ ،‬وزير‬ ‫الصحة‪ ،‬قرار إخالء‪« ‬بويا عمر»‪ ،‬من «نزالئه» الــ ‪،822‬‬ ‫في إطار برنامج «كرامة» ‪ ‬يقضي بتحرير محتجزي الجهل‬ ‫والتخلف والظلم‪ ،‬وتوزيعهم على المستشفيات العمومية‬ ‫التي اتضح فيما بعد‪ ،‬عجزها عن مباشرة المرضى‬ ‫النفسيين في محيطها الترابي الطبيعي فأحرى أن تستقبل‬ ‫«المرحلين» من بركة «بويا عمر»‪ .‬فكان أن انتشر هؤالء‬ ‫المرحلون في بلد اهلل الواسعةـ يثيرون الخوف والرعب في‬ ‫شوارع المدن التي «غزوها» بما تحمل كلمة الغزو من‬ ‫هلع وفزع ووجل‪ .‬ولنا في مدينة طنجة‪ ‬ما يعطي صورة‬ ‫مقلقة عن هذا الوضع المنغض‪ ،‬بالنسبة للذين يعيشون‬ ‫في المدينة والمجتمع‪ ،‬على أرض الواقع‪ ،‬ال عبر «مذكرات»‬ ‫المخبرين‪......‬‬ ‫الغيرة آ موالي بويا عمر‪! ‬‬ ‫‪ ooooo‬‬

‫هل صحيح؟‪ ‬‬ ‫‪ ‬تروج أخبار مفادها أن اتصاالت تجري مع أسرة‬ ‫عامل «اتصاالت المغرب» الذي فارق الحياة في الظروف‬ ‫المعلومـة‪ ،‬من أجــل «طي الملف» مقابـل «امتيازات»‬ ‫مادية‪ ،‬ريعية‪ .‬بالرغم من أن القضية توجد في طور‬ ‫التحقيق القضائي‬ ‫‪ ‬نفس المصادر قالت إن اسرة الهالك تكون قد‬ ‫اعتذرت عن قبول العرض الذي ال تعرف مادته بكامل‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫التدقيق‪ ،‬إال أن «التيليفون العربي» أعطى معلومات حول‬ ‫مضمونه‪ ،‬وفضلت متابعة اإلجراءات القضائية‪.‬‬ ‫ومعلوم أنه تم تشييع جنازة الراحل‪ ،‬الجمعة الماضي‪،‬‬ ‫في جو‪ ‬رهيب زادته رهبنة اإلجراءات األمنية المشددة التي‬ ‫رافقت الجنازة وحضور بعض المسؤولين اإلداريين في‬ ‫السلطة المحلية وفي شركة اتصاالت المغرب‪..‬‬ ‫‪ ooooo‬‬

‫ثمانية ميداليات دولية لمخترعين‬ ‫مغاربة‬ ‫العقل المغربي حقق للمغرب ما عجزت عنه حيلة‬ ‫رياضييه‪ .‬فقد أحرز المغرب‪ ،‬األحد الماضي‪ ،‬على ثماني‬ ‫ميداليات‪ ،‬خمس منها ذهبية‪ ،‬في المسابقة الدولية‬ ‫لالختراع «إيكان ‪ »2017‬بمدينة تورينتو الكندية بمشاركة‬ ‫ثالثة وثالثين بلدا من مختلف قارات العالم‪.‬‬ ‫الميداليات أهمت العديد من القطاعات منها الصحة‬ ‫والتكنولوجية والحماية والرعاية الشخصية‪ ،‬وغيرها‪.‬‬ ‫ومعلوم أن هذه هي المرة األولى‪ ،‬التي تشارك فيها‬ ‫مؤسسات عمومية مغربية وخاصة لرفع العلم المغربي في‬ ‫هذه المسابقة‪ ،‬وأن جامعة الحسن األول بسطات حصلت‬ ‫على ميداليتين ذهبيتين في النسخة السابقة من هذه‬ ‫البطولة في عام ‪ ،2016‬إلى جانب إحراز مختبر أبحاث‬ ‫«إيمسي سمارتي الب»‪ ،‬من جهته‪ 24 ،‬جائزة دولية هذا‬ ‫العام بكل من إسبانيا وماليزيا والصين وروسيا ورومانيا‬ ‫وكندا‪.‬‬ ‫حبذا لو «شغل» المخترعون المغاربة «دماغهم»‬ ‫البتكار «سيستيم» جديد يمكن المغرب من الظفر بحكومة‬ ‫«تعرف شغلها» ‪ ‬وتعمل أكثر مما‪« ‬تتفصح»‪ ،‬وتنتج أكثر‬ ‫مما تعد وتبشر وتبجح‪ ،‬وتتقي اهلل في المغرب وشعبه‪....! ‬‬ ‫‪ ooooo‬‬

‫أم الفضائح‪...! ‬‬ ‫الخبر المنشور على الصفحة األولى من عدد الثالثاء‪ ‬‬ ‫‪ 29‬غشت ‪« ،2017 ‬مرصعــا» بصورة «البطل» المغربي‬ ‫عبد الكريم جدي‪ ،‬الفائز بميدالية ذهبية في األلعاب‬ ‫الفرنكوفونية األخيرة‪ ،‬مسابقة القفز الطويل‪ ،‬لذوي‬ ‫االحتياجات الخاصة‪ ،‬تكفي لنتأكد من األهمية التي يوليها‬ ‫المسؤولون المغاربة لـ «رعاية» الرياضة والرياضيين‬ ‫المغاربة‪! ‬‬ ‫رياضي مغربي تألق في‪ ‬ألعاب دولية ‪ ‬وحصل على‬ ‫ميدالية ذهبية ومكن المغرب من أن ترفع رايته بين رايات‬ ‫الكبار في عوالم الرياضة‪ ،‬في سماء عاصمة الكوت دي‬ ‫فوار‪ .....‬يبيع الفحم والبصل في سوق عشوائية بمدينة‬ ‫تمارة بمناسبة عيد «الحولي»ـ ليعيل أهله‪ ،‬في مغرب‬ ‫«البريستيج» المغربي بإفريقيا ‪! ‬‬ ‫شيء ال يصدق‪! ‬‬ ‫ولكنه حصل‪ ...‬وبالمغـــرب السعيــد بحكومتــه‬ ‫ومسؤوليه‪.....‬‬ ‫«البطل» المغربي لسبب فراغ يده «وجيبه»‪ ‬ولربما‬ ‫أمعائه‪ ،‬اقترض ألف درهم ليشتري «السلعة»‪ ‬فحم وبصل‪،‬‬ ‫من أجل أن يعيد بيعها بهامش ربح يتراوح بين ‪ 20‬و‪50‬‬ ‫درهما في اليوم‪.‬‬ ‫ولنا أن ننحني احتراما وإجالال لعائلة فقيرة جدا‪ ،‬بل‬ ‫معدمة‪ ،‬األب يشتغل في حمام ( ) واألم خادمة بيوت ممن ال‬ ‫تعنيهن قوانين «عامالت البيوت»‪ ،‬هذه األسرة استطاعت‬ ‫أن تيسر الظروف الالزمة ليتحول ولدها المعاق‪ ،‬بعد بتر‬ ‫يده إثر صعقة كهربائية‪ ،‬إلى بطل ‪ ‬مغربي للرياضة‬ ‫الفرانكوفونية‪ .‬فقير‪ ،‬مهمش ومهمل !!!‪.....‬‬ ‫من يقول أحسن ؟‪..! ‬‬ ‫اللهم ‪ ‬إنا ال نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف‬ ‫فيه‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪905‬‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪� 11‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫عيد األضحى بالمغرب‪...‬‬ ‫استغالل للمناسبات الدينية و تشويه للموروث‬ ‫الحضاري للشعوب المسلمة‬ ‫الجمعة الفارط‪ ،‬نحر المغاربة مع الغالبيــة من مسلمي المعمــور أضحية العيد‪ ،‬وبعيدا عن السياق‬ ‫الديني لهذه المناسبة الدينية‪ ،‬إذ هم قلة قليلة ممن يتصدقون بثلث األضحية على الفقراء كما تحث‬ ‫عليه سنة العيد‪ ،‬فإن هذه المناسبة الدينية باتت تتخذ أبعادا ووجوها مختلفة تدفع بطرح أسئلة حول‬ ‫الدور الذي تقوم به في المجتمع؟ واإلنعكاسات التي تتركها على األوضاع اإلجتماعية للناس؟ وعن من‬ ‫هي الجهة أو الجهات التي تستفيد من هذه المناسبة؟‬ ‫كما هي العادة تسارع وزارة‬ ‫الفالحة لنشر أرقام عدد الرؤوس‬ ‫من الماشية المرصودة للعرض‬ ‫مع اقتراب العاشر من ذي الحجة‪.‬‬ ‫وبالمــوازاة مـــع ذلك‪ ،‬تدخــــل‬ ‫المؤسسات الماليـــة في سبـــاق‬ ‫محموم مع الزمن الصطياد عدد‬ ‫أكبر من طالبـــي السلف‪ .‬فتغزو‬ ‫اإلعالنــــات اإلشهاريــة القنـــوات‬ ‫والشوارع ‪ ،‬حتى المحالت التجارية‬ ‫الكبرى‪ ،‬تلجأ لإلشهار من خالل‬ ‫تقديم عروض للسلف لشراء كبش‬ ‫العيد وأجهزة ألكترونية مرتبطة‬ ‫بذلك كالثالجات والشوايات مثال‪،‬‬ ‫األمر الذي تلجأ له العديد من‬ ‫العائالت المغربية ‪ ،‬االقتراض من‬ ‫أجل شراء األضحية‪ ،‬على الرغم من‬ ‫أن األمر ال يرتبط بفريضة مؤكدة‪،‬‬ ‫وهو ما يعتبره علماء االجتماع‬ ‫«ظاهرة حديثة» مرتبطة بالتحوالت‬ ‫التي طرأت على المجتمع في اآلونة‬ ‫األخيرة‪ ،‬في حين يؤكد علماء الدين‬ ‫أنه «ال حاجة لالقتراض لتطبيق‬ ‫السنة»‪.‬‬ ‫علي الشعباني‪ ،‬عالم اإلجتماع‪،‬‬ ‫يقول إن لجوء األسر إلى اإلقتراض‬ ‫من أجل اقتناء أضحية العيد «ظاهرة‬ ‫حديثة» تعود إلى أن «مفهوم عيد‬ ‫األضحى قد تغير؛ ففي الماضي‬ ‫كان لهذا المفهوم طابع ديني‬ ‫تنفيذا للسنة النبوية‪ ،‬قبل أن يصبح‬ ‫مظهرا احتفاليا ووالئميا في الوقت‬ ‫الراهن»‪.‬‬ ‫ويرى الشعباني‪ ،‬أنه حينما كان‬ ‫الناس يحافظون على المفهوم‬ ‫الديني للعيد كانوا يلتزمون بالقدرة‬ ‫الشرائية؛ فإن كانت للفرد مقدرة‬ ‫مادية يضحي‪ ،‬وإن لم تكن له ال‬ ‫يقــوم بذلــك»‪ .‬وأردف المتحــدث‬ ‫ذاته أن «البعد الديني فقد‪ ،‬وتحول‬ ‫العيد إلى احتفال يرتبط بالوالئم‬ ‫والزيارات»‪.‬‬ ‫وتحدث الخبير السوسيولوجي‬ ‫أيضا عن تغير في عقليات‬ ‫المواطنين المغاربة‪ ،‬مشيرا إلى أن‬ ‫«المسلم كان يعتبر أن االقتراض‬ ‫حرام لغير الضرورة وأن الدين دين‬ ‫يسر وليس بعسر»‪ ،‬مؤكدا أن اقتناء‬ ‫أضحية العيد أصبح اليوم يرتبط كذلك بـ «نوع من المباهاة واألنفة‪ ،‬فال يمكن أن ال يضحي شخص فيما‬ ‫بقية الجيران قامت بذلك»‪ .‬وأوضح الشعباني أن السبب في اللجوء إلى اإلقتراض مرتبط أيضا بتسهيل‬ ‫القروض‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬أوضح أستاذ التربية اإلسالمية ‪ ،‬حسن اإلبراهيمي ‪ ،‬أن األضحية هي سنة مؤكدة للقادر‬ ‫عليها‪ ،‬ومن لم يقدر فال تلزم ‪ ،‬وأضاف‪« : ،‬قد ضحى النبي بكبشين أقرنين أملحين‪ ،‬فقال عند ذبح األضحية‬ ‫األولى بعد البسملة والتكبير‪ :‬اللهم هذا عن محمد وآل محمد ‪ ،‬وقال في الثانية بعد البسملة والتكبير‪:‬‬ ‫اللهم هذا عمن لم يقدر من أمة محمد»‪ ..‬وخلص المتحدث ذاته إلى أنّه «ال حاجة لالقتراض لشراء‬ ‫األضحية»‪.‬‬ ‫بالمغرب‪ ،‬يعلم المواطن البسيط أن شركات السلف ومتاجر السوبر ماركيت يمتلكها الحاكمون‪.‬‬ ‫وهي على رأس المستفدين من مناسبة عيد األضحى‪ .‬وأرباحها تتضاعف خالل هذه الفترة‪ ،‬فيما تبقى‬ ‫األسواق التقليدية لعرض المواشي‪ ،‬رغم أهميتها من حيث عدد زبنائها‪ ،‬تتسم بضبابية وعدم وضوح‬ ‫الجهات األكثر استفادة ‪ :‬هل هم المربون الصغار والمتوسطون أم المعلفون والمسمنون ؟ أم السماسرة‬ ‫والشناقة؟‬ ‫مهما يكن‪ ،‬فإن الجزء األكبر من األموال التي تروج في سوق األغنام‪ ،‬ال تذهب للعالم القروي‪ ،‬وهي‬ ‫أموال تقدر بمئات الماليين‪ ،‬ومن هذه الزاوية‪ ،‬ال يمكن أن نقول أن الدورة اإلقتصادية لعيد األضحى‬ ‫تساهم في تنمية البادية المغربية‪ ،‬أين يذهب هذا الرأسمال ولماذا ال يخلق ما يكفي من التراكمات على‬ ‫مر السنين‪ ،‬إلصالح أوضاع وحياة الناس بالبادية؟‬

‫‪5‬‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫إنها دورة اقتصاديـــة مغلقــة‪ ،‬الكساب الصغير يسترجع مدخراته لتوليد خرفان جدد للموسم المقبل‪،‬‬ ‫وهو ما يجعل من الصعب أن يحصل لديه تراكما رأسماليا كافيا لنشله من واقعه المزري المقيد بتعاقب‬ ‫سنوات الجفــاف المريرة و الشــروط المجحفة التي تستنزف عرقه وشقاءه والمفروضة من المؤسسات‬ ‫الزراعية المموّلة‪.‬‬ ‫يذهب الجزء األكبـر من األمـوال التي يضخها العيد الى المؤسسات المالية والتجاريــة والى‬ ‫األشخـــاص المتدخلين في عمليات‬ ‫البيع وهم غالبيتهم ليسوا بقرويين‪.‬‬ ‫وهؤالء هم المستفيدين من سوق‬ ‫الغنم‪ .‬وليس في بالهم بتاتا استثمار‬ ‫أرباحهم أو جزء منها في مشاريع‬ ‫إقتصادية وإجتماعية بالعالم القروي‪.‬‬

‫اذا كان الفقراء وأيضا‬ ‫الجماهير القروية‬ ‫ال يستفيدون‬ ‫من عيد األضحى‪ ،‬فمن‬ ‫يستفيد إذن؟‬ ‫بالإلضافة للمؤسســات الماليـة‬ ‫والتجاريــة طبعــا‪ ،‬تستفيـــد الدولـــة‬ ‫ونظامها السياسي باألساس من هذه‬ ‫المناسبة‪ .‬فهي أوال آليــة تنفيس‬ ‫كبرى‪ ،‬تشل الحياة العادية للمواطنين‬ ‫وتدخلهم قسرا في جو مشحـــون‬ ‫ومفعم شكليا بالتعاليم الدينية‪.‬‬ ‫عمليا يعتكف غالبية المضحين في‬ ‫بيوتاتهم لمـدة قــد تصل ألسبوع‬ ‫كامــل‪ .‬بالمــدن الكبــرى‪ ،‬حيـــث‬ ‫ينتمي أصحـاب الدكاكين التجارية‬ ‫والمحلبـات والـورشــــات الحرفيـــة‬ ‫الصغرى والمتوسطـــة‪ ،‬الى بلدات‬ ‫قروية أو مدن صغرى بعيدة عن موقع‬ ‫تجارتهم‪ ،‬يستغلون المنافسة القفال‬ ‫محــالتهـــم والسفـــر إلى دويهم‪.‬‬ ‫بطنجـــة مثــال‪ ،‬تشــل الحركة‬ ‫التجارية المرتبطة بشكل مباشر بحياة‬ ‫المواطن بوجه عام لفترة قد تتجاوز‬ ‫األسبوع‪ .‬لن نتكلم عن ما يراكمه‬ ‫العيد من مشاكل مرتبطة بالنفقات‬ ‫المنزلية والعائلية التي تتضرر بسبب‬ ‫ارتفاع ثمن «الحولي»‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬يستفيد النظام السياسي‬ ‫من هذه المناسبة ويستغلها إلعادة‬ ‫إنتاج آليات تحكمه في المجتمع‬ ‫وفرض وصايته عليه‪ .‬ظرفيا‪ ،‬ولو‬ ‫لبضعة أيام‪ ،‬يوفر عيد األضحى‬ ‫للمهمشين والعاطلين فرصا لكسب‬ ‫بعض النقود‪ .‬فالعديد من الشرائح‬ ‫اإلجتماعية المنبوذة تجد في الدورة اإلقتصادية المغلقة للعيد وسيلة للتنفيس والخروج المؤقت من‬ ‫حالة العوز المستديم ‪ .‬كما أن بعض أفراد الطبقة الوسطى من مالكي العقارات السكنية‪ ،‬يستفيدون‬ ‫هم أيضا من خالل كراء «كراجات» لبائعي الغنم غير عابئين بالضرر الذي يتسببون فيه لبيئة حيهم‬ ‫ومحيطهم‪.‬‬ ‫حقا في مثل هذه األجواء‪ ،‬هل الزال لألضحى فلسفته الدينية واالجتماعية التي تدعو للتكافل والتآزر‬ ‫ومساعدة الفقراء والمحتاجين؟‬ ‫بتركيا مثال ‪ ،‬حيث مكنت التنمية على مدى السنوات العشرين األخيرة‪ ،‬من رقي الوعي اإلجتماعي‬ ‫لألتراك‪ .‬بعد صالة العيد‪ ،‬يقوم البعض بالتوجه للجمعيات الخيرية والتنموية لكي يتبرع لهم من خالل‬ ‫شيك بنكي بثمن كبش العيد‪ .‬وقد أفتى مفتي الجمهورية فيما مضى بأن ذلك مستحبا‪ ،‬نظرا إلى فساد‬ ‫الكميات الكبيرة من اللحوم التي يتصدق بها المضحون للجمعيات بسبب افتقاد هذه األخيرة لخزائن‬ ‫تحفظها من التلوث‪.‬‬ ‫اإلسالميون الذين يتبجحون بتجربة الحزب اإلسالمي الحاكم بتركيا‪ ،‬ينتقون ما يتماشى مع‬ ‫مصالحهم‪ ،‬لذلك فهم ال يقفون عند هذا اإلجتهاد الذي يحول مبدأ األضحية الى فعل ملموس‬ ‫للتضامن والبناء الذي يعود على الجماعة اإلسالمية بالخير والمنفعة‪ .‬العالم يتطور‪ ،‬أيضا المؤسسات‬ ‫والمقاوالت والسماسرة والمحتكرون من منتهزي الفرص يتطورون في اتجاه معاكس ألي تنمية وطنية‬ ‫حقيقية باستغالل المناسبات الدينية وتشويه الموروث الحضاري للشعوب المسلمة‪ .‬‬


‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪� 11‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪905‬‬

‫جمعية العون واإلغاثة‬ ‫تحصل على شهادة‬ ‫الجودة العالمية‬ ‫«‪»ISO 9001‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫شفشاون ‪ :‬مطلوب بنية فندقية مالئمة‬ ‫لم يجدبعض السياح األجانب من زوار مدينة شفشاون‬ ‫مأوى للمبيت في أولى ليالي الدورة ‪ 11‬لمهرجان أليغريا‬ ‫للفن والثقافة والموسيقى» حيث افترشوا األرض والتحفوا‬ ‫السماء‪ ‬لساحات وحدائق المدينة في صور تناقلها سكان‬ ‫المدينة‪ ‬فيما بينهم بأسف‪.‬‬ ‫فإذا كانت المدينة الزرقاء الساحرة تستقطب كل‬ ‫سنة اآلالف من الزوار مغاربة وأجانب‪ ،‬الباحثين عن الهدوء‬ ‫والسكينة والعاشقين للبساطة والجمال فإن مهرجانها‬ ‫«أليغريا» الذي وصل صيته القارات الخمس‪ ،‬ونجح في عقد‬ ‫من الزمن في تبوء مكانة متميزة بين المهرجانات الوطنية‪،‬‬ ‫يجذب إليه هو اآلخر أعدادا غفيرة من السياح أغلبهم من‬

‫الشباب الباحث عن المتعة والفرحة والفرجة الموسيقية‪،‬‬ ‫لم ال والمهرجان يحمل اسم الفرحة ومشهور بأجوائه‬ ‫االحتفالية المتميزة‪.‬‬ ‫لكن المدينة تعاني من محدودية طاقتها اإليوائية ‪،‬‬ ‫فالفنادق المصنفة لها تعد على أصابع اليد الواحدة ‪ ،‬ودور‬ ‫الضيافة المنتشرة هنا وهناك ال تكفي أليواء اآلالف من‬ ‫الوافدين فيضطر األهالي إلى كراء بعض غرف منازلهم‬ ‫لضيوف شفشاون وضيوف مهرجانها غير أنها ال تفي‬ ‫بالغرض كما أن بعض عروض الكراء تتسم بالمبالغة في‬ ‫األسعار فيناهز مقابل كراء غرفة‪ ‬مفروشة لليلة واحدة‬ ‫وسط المدينة أيام المهرجان مبلغ ألف درهم وهي أسعار ال‬

‫يطيقها جل زوار المدينة الذين يتشكل معظمهم من فئة‬ ‫الشباب‪ ‬ذوي الدخل المحدود أو الطلبة‪.‬‬ ‫هذا المعطى أرغم العشرات من الشباب الوافدين على‬ ‫المدينة‪ ،‬ذكورا وإناثا‪ ،‬على المبيت في العراء في أولى ليالي‬ ‫المهرجان بأسطح البنايات وفي ساحات المدينة وحدائقها‬ ‫حيث استفاق السكان على صور شبان وفتيات نائمين لم‬ ‫تفلح أشعة‪ ‬شمس شفشاون في إيقاظهم بعد تعب ليلة‬ ‫طويلة من السهر والرقض واالحتفال‪.‬‬

‫رضوان الحسوني‬

‫افتتاح فندق ليكسوس بيتش‬

‫أعلنت جمعية العــون واإلغاثــة حصولها‬

‫تعززت البنية التحتية الفندقية‪ ‬بالعرائش بافتتاح‬ ‫منتجع «ليكسوس بيتش» باستثمارخاص إجمالي يفوق‬ ‫‪ 200‬مليون درهم‪ .‬حفل افتتاح هذه الوحدة الفندقية‬ ‫الجديدة تمت بحضور وزير السياحة محمد ساجد وكاتبة‬ ‫الدولة بوزارة السياحة لمياء بن طالب ‪.‬‬ ‫المنتجع أقيم على مساحة ‪ 5‬هكتارات في قلب محيط‬ ‫تاريخي وطبيعي ويتوفر على ‪ 224‬غرفة وعلى مالعب‬ ‫رياضية وفضاءات ترفيهية مجهزة ومنشآت أخرى وقد صنف‬ ‫في درجة أربعة نجوم‪..‬‬ ‫ومعلوم أن مدينة العرائش التاريخية توجد في موقع‬ ‫تاريخي وطبيعي وسياحي متميز‪ ،‬إال أن ‪ ‬هذه المدينة‬ ‫لم تحظ بعناية الدولة بعد االستقالل‪ ،‬خاصة في المجال‬ ‫السياحي‪ ،‬حيث يقي قطاع الفندقة على حاله إلى أن بدأت‬ ‫تتشكل «إمكانيات ذاتية» انخرطت في توظيف المال‬ ‫الخاص والجهد الخاص من أجل «تحريط» أنشطة هذا‬ ‫المرفق االقتصادي الهام‪.‬‬ ‫الوزير ساجد نوه بـ «جرأة المستثمرين» وإرادتهم‬ ‫لالنخراط في مشاريع تنموية توجد المنطقة في أمس‬ ‫الحاجة إليها‪ ،‬في حين أعلنت كاتبة الدولة في السياحة‬ ‫أن الوزارة وضعت حزمة من االجراءات التحفيزية لدعم‬ ‫االستثمار الخاص في مجال السياحة وتشجيع المستثمرين‬ ‫الخواص ‪.‬‬

‫ع‪.‬ك‬

‫ظهور ضحايا جدد للمصري الموقوف بسبب الشعوذة وأدوات جنسية بطنجة‬ ‫ظهر ضحايا جدد في قضية ما بات يعرف بالمصري‬ ‫الموقوف بمدينة طنجة بسبب بيعه أدوات مشبوهة إلى‬ ‫جانب بعض المواد المثيرة للشبهات حول السحر والشعوذة‪.‬‬ ‫وحسب معطيات جديدة‪ ،‬توصلت بها «األخبار» كشف‬ ‫مشتك جديد أنه تعرض لعملية نصب واحتيال حين ادعى‬ ‫المشتبه به أنه دكتور وخبير في منتوجات تتعلق بالضعف‬ ‫الجنسي والجهاز التناسلي حيث إنه يعاني من هذا األمر منذ‪ ‬‬ ‫سنوات بالرغم من أنه متزوج وأب لطفلين قبل أن يجد اسم‬ ‫صاحب المحل في قناة فضائية حيث ريط معهم االتصال‬ ‫لتتم إحالته على عاصمة البوغازبعد أن تمت طمأنته من‬ ‫قبل فتاة عبر الهاتف بأن هذه المنتجات لها مفعول قوي‬ ‫حيث قام بدفع مبلغ ‪ 800‬درهم مقابل الحصول على هذا‬

‫المنتوج الذي تبين فيما بعد أنه مجرد ماء تم خلطه بعض‬ ‫المواد الرخيصة ودون أدنى مفعول ما جعله يتقدم بشكاية‬ ‫في الموضوع للجهات القضائية المختصة في الوقت الذي‬ ‫ذكرت بعض المصادر أن المصالح الوصية بقطاعي الصحة‬ ‫والجمارك التي دخلت على الخط‪ ،‬منذ توقيف الشخص‬ ‫المذكور قبل أن يتم إخالء سبيله ومتابعته في حالة سراح‬ ‫أنجزت تقريرا على ضوء هذا الملف حيث يترقب ‪ ‬أن تتم‬ ‫إحالته على النيابة العامة لتقرر في موضوع هذه المواد‬ ‫الغريبة وكذا أدوات صينية تم إدخالها بشكل غامض من‬ ‫بعض الدول إلى المغرب ‪ ‬بالرغم من كونها مضرة بصحة‬ ‫المواطنين‪ ،‬فيما أوضحت المصادر نفسها أنه من المرتقب‬ ‫أن يحسم التقرير المذكور في عملية متابعة المعني باألمر‬

‫في حالة سراح أو في حالة اعتقال بعد أن جرى حجز مواد‬ ‫داخل المحل الموجود بشارع محمد الخامس بطنجة تحت‬ ‫اسم قناة فضائية‪ ‬مشهورة حيث يتم استعمال هذه األسماء‬ ‫من أجل استدراج المواطنين‪.‬‬ ‫وذكرت بعض المصادر أن عددا من المحالت بدأت‬ ‫تغزو المدن المغربية حيث يستغل أصحابها غياب قانون‬ ‫مؤطر لهذه المهنة ما يدفعهم لعرض هذه المواد بعضها‬ ‫يتكون من سموم لها آثار خطيرة على سالمة أجساد‬ ‫الضحايا في ظل غياب كلي للمصالح المختصة في الصحة‬ ‫للحد من هذه المحالت‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫عشية عيد األضحى عشرات الدواوير بإقليم‪ ‬شفشاون بدون كهرباء‬ ‫يؤرق سكان عشرات الدواوير بدائرة باب برد بإقليم‬ ‫شفشاون هاجس واحد يشفل بالهم كل حين‪ ،‬هومتى‬ ‫ستعود خدمة الكهرباء إلى المنازل التي انقطعت منذ أزيد‬ ‫من شهر ونصف بسبب تراكم ديون االستهالك على بعض‬ ‫القرى وأيضا بسبب أعطاب تقنية في بعض المحوالت‬ ‫الكهربائية وقع تأخير في إصالحها حيث بدأت تعود تدريجيا‬ ‫للعمل في بعض المنازل فيما ال تزال منازل أخرى محرومة‬ ‫من خدمة الكهرباء إلى حدود عشية عيد األضحى‪.‬‬ ‫وقال فاعل جمعوي في تصريح ألخبار اليوم‪ ،‬لقد‬ ‫أصبح العيش في البادبة خالل انقطاع خدمة الكهرباء‬ ‫أمرا مستحيال بعدما بات المواطنون محرومين من تشغيل‬ ‫ثالجات التبريد وآالت التصبين ومشاهدة التلفاز وشحن‬ ‫الهواتف المحمولة وتشغيل مضخات جلب الماء من اآلبار‪،‬‬ ‫وغير ذلك من الخدمات األساسية للحياة‪ ،‬خاصة قي منطقة‬ ‫تتميز بقساوة مناخها صيفا وشتاء‪.‬‬ ‫وأضاف أن مسؤولي المكتب الوطني للماء والكهرباء‬ ‫قدموا تسهيالت لسكان الدواوير التي تأخر أهلها عن سداد‬

‫فواتير االستهالك‪ ،‬وذلك بخصم نسبة من مجموع الديون‬ ‫المتراكمة‪ ،‬ومع ذلك بتراكم مشكل تأخر األداء بسبب نقص‬ ‫تغطية الوكاالت المستقبلة للزبائن إذ ال توجد سوى وكالة‬ ‫واحدة في مركز باب برد ‪.‬‬ ‫غير أن هناك قرى أخرى كدوار تغازوت و إيموكان‬ ‫و أفرنو ‪ ‬يعود انقطاع التيار عنها إلى عطل تقني ضرب‬ ‫محوالت توزيع الكهرباء قبل نحو شهرين إال أنه بالرغم من‬

‫التبليغات والشكايات والنداءات التي أرسلها بعض النشطاء‬ ‫على صفحات التواصل االجتماعي‪ ،‬فإن المصالح التقنية‬ ‫للمكتب الوطني لم تتدخل بعد إلرجاع الخدمة علما أن‬ ‫رجال السلطة تدخلوا في أكثر من مناسبة لتهدئة تحركات‬ ‫احتجاجية ما المواطنون يعتزمون تنظيمها‪ .‬‬

‫عبد الرحيم بلشقار‬

‫على شهادة الجودة العالمية «‪ ،»ISO 9001‬نسخة‬ ‫‪.2015‬‬ ‫وقالت الجمعية في بالغ لها‪ ،‬إن الشهادة‬ ‫«تؤكد مطابقة نظام تدبير الجودة المعتمد في‬ ‫هذه المؤسسة الخيرية التنموية الرائدة للمعايير‬ ‫المنصوص عليها دوليا‪ ،‬وتؤكد أيضا قدرة جمعية‬ ‫العون واإلغاثة على الوفاء باستمرار بمتطلباـــت‬ ‫الفئــة المهتمــة وعلى االلتزام بالمتطلبات‬ ‫القانونية والتنظيمية التي تنطبق على الخدمات التي‬ ‫تقدمها»‪.‬‬ ‫وأورد التنظيم الخيري أن مكتب «‪»Veritas‬‬ ‫(المكتب الرائد عالميا في تقييم مطابقة األنظمة‬ ‫وتقديم الشواهد)‪ ،‬قام بافتحاص وثائق نظام‬ ‫تدبير الجودة ونظمها في كل من مركب الرعاية‬ ‫اإلجتماعية لجمعية العون واإلغاثة‪ ،‬ودار الطالبة‬ ‫«فاطمة الفهرية» التابعة لها‪ ،‬قصد مراقبة جودة‬ ‫عمل األقسام والمستخدمين وتقييم النتائج‪ ،‬مؤكدا‬ ‫أن الجمعية احترمت تطبيق المواصفة القياسية‬ ‫لنظام تدبير الجودة «‪ »ISO9001/Ver :2015‬في‬ ‫نسختها األخيرة‪.‬‬ ‫وشددت جمعية العون واإلغاثة على أنها تطمح‬ ‫في المستقبل إلى تعزيز ثقافة الجودة على كافة‬ ‫المستويات واألصعدة‪ ،‬وتَعِدُ بمضاعفة الجهود‬ ‫من أجل التحسين المستمر ألساليب العمل والرفع‬ ‫منه‪ ،‬في إطار السعي المستمر إلى تحسين خدمات‬ ‫الجمعية المقدمة لأليتام واألرامل‪ ،‬واحترام الخدمات‬ ‫المقدمة للفئات المهتمة‪ ،‬تحقيقا لرسالة الجمعية‬ ‫المتمثلة في «المساهمة في حفظ تماسك واستقرار‬ ‫أسر اليتامى‪ ،‬من خالل الرعاية التي تعتمد على تفعيل‬ ‫المحيط العائلي والمجتمعي لليتيم‪ ،‬وعلى تقديم‬ ‫خدمات التعليم والتكوين والتأهيل والتحسيس‬ ‫والمساعدة االجتماعية والحقوقية»‪.‬‬ ‫ونوه المكتب اإلداري بالمجهودات التي بذلها‬ ‫الطاقم اإلداري للجمعية طيلة سنتين لتمكين‬ ‫المؤسسة من اعتماد نظام إدارة الجودة‪ ،‬ومن‬ ‫تحقيق هذا الهدف االستراتيجي الكبير‪ ،‬شاكرا‬ ‫الخبراء المتخصصين في نظام الجودة واألعضاء‬ ‫والمتعاونين‪.‬‬

‫طفل معاق يف حاجة‬ ‫�إلى م�ساعدة‬ ‫يعاني الطفل محمد العلوي‪ ،‬البالغ من‬ ‫العمـر ‪ 10‬سنــوات من تأخـر في النمو‪،‬‬ ‫نتجـــت عنه‪ ،‬مع مرور السنوات إعاقة‬ ‫كاملـــة‪ ،‬فضال عن إصابتــه بداء الربــو‪،‬‬ ‫مما جعله يحتاج إلى مصاريف‪ ،‬القتناء‬ ‫الحفاظات واألدوية التي يصل ثمنها إلى‬ ‫حدود ألف (‪1000‬درهم) شهريا‪ ،‬األمر‬ ‫الذي تعجز عنه أسرته المعوزة‪ .‬لذا‪ ،‬وعبر‬ ‫هذا المنبر‪ ،‬تتقدم والدة الطفل المريض‬ ‫بندائها إلى المحسنين وذوي األريحية‪،‬‬ ‫راجية منهم‪ ،‬بعد اهلل تعالى مساعدتها‪،‬‬ ‫للتغلب على رعاية فلذة كبدها‪ ،‬واهلل‬ ‫اليضيع أجر من أحسن عمال‪.‬‬ ‫لالتصال‪0675927078 :‬‬ ‫العنوان‪ :‬عقبة ابن األبار رقم ‪20‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪� 11‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪905‬‬

‫إقتصاد‬ ‫ارتفاع صادرات المغرب إلى إسبانيا وبلدان االتحاد األوروبي‬

‫وتصدر المغرب قائمة البلدان المصدرة للخضر‬ ‫والفواكه إلى إسبانيا‪ ،‬متبوعا بكل من البرازيل‬ ‫بقيمة ‪ 55‬مليون يورو‪ ،‬وكوستاريكا التي صدرت ‪78‬‬ ‫مليون يور‪ ،‬على الرغم من بعض حاالت التوتر التي‬ ‫تشهدها العالقات بين البلدين‪ ،‬في بعض األحيان‬ ‫بسبب مقاومة لوبيات إسبانية ضد المنتجات‬ ‫المغربية‪ ،‬داخل إسبانيا أو على مستوى االتحاد‬ ‫األوروبي‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫فقد كشفت أرقام الفيدرالية اإلسبانية لمنتجي‬ ‫الفواكه والخضر الصادر حديثا أن واردات إسبانيا من‬ ‫المنتجات الفالحية المغربية يوجد في ارتفاع مستمر‪ ،‬وقد بلغت قيمته إجمالية ‪ 404‬ماليين يورو‬ ‫في النصف األول من العام الجاري ‪ ،‬بزيادة قدرها ‪ 33‬بالمائة مقارنة مع الفترة ذاتها من السنة الماضية‪.‬‬ ‫بالمقابل‪ ،‬ارتفعت الصادرات اإلسبانية من الخضر والفواكه في النصف األول من عام ‪ ،2017‬سواء من‬ ‫ناحية الكمية أو قيمة المعامالت‪ ،‬فقد بلغت صادرات الفواكه والخضروات الطازجة ‪ 7.53‬مليار يورو (نحو‬ ‫‪ 78.8‬مليار درهم) في النصف األول من عام ‪ ،2017‬بزيادة قدرها ‪ .٪ 6‬أما من حيث حجم التداول‪ ،‬فقد‬ ‫ارتفعت بنسبة ‪ ٪ 1.99‬لتصل إلى ‪ 6 881 88‬طنا‪.‬‬ ‫وكانت الفدرالية اإلسبانية لتصدير الفواكه والخضر قد أكدت‪ ،‬منذ أيام‪ ،‬أن قيمة صادرات الخضروات‬ ‫المغربية إلى أوروبا ارتفعت سنة ‪ 2016‬بمعدل ‪ 8‬في المائة‪ ،‬لتصل إلى ‪ 1386‬مليار سنتيم‪ .‬وتعتبر‬ ‫الطماطم المغربية المنتوج الزراعي الرئيس المصدر إلى أوروبا‪ ،‬إذ بلغت قيمة المقادر المصدرة من‬ ‫هذه المادة ‪ 417.1‬مليار سنتيم‪ ،‬بنسبة ارتفاع قدرت بـ‪ 6‬في المائة مقارنة مع ‪2015‬؛ فيما بلغت قيمة‬ ‫الفاصوليا الخضراء ‪ 254‬مليار سنتيم‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق بالفواكه المغربية‪ ،‬بلغت قيمة صادراتها ‪ 465‬مليار سنتيم سنة ‪ ،2016‬بارتفاع قدره‬ ‫‪ 12‬في المائة مقارنة مع سنة ‪ ،2015‬علما أن “ الحمضيات ” تبقى الفاكهة المصدرة الرئيسة بقيمة ‪175‬‬ ‫مليار سنتيم‪ ،‬بارتفاع ‪ 8‬في المائة‪ ،‬متبوعة بـ”الدالح” و بطيخ ”السويهلة” بـ‪ 88‬مليار سنتيم‪ ،‬بارتفاع قدره‬ ‫‪ 7‬في المائة‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬وبالرغم من حاجة األسواق اإلسبانية واألوروبية إلى منتوجات المغرب الفالحية‪ ،‬فإن هذه‬ ‫المنتوجات ال تسلم من مناورات اللوبي اإلسباني حيث تتوالى اجتماعات العديد من الهيئات المهنية‬ ‫العاملة في القطاع الزراعي بإسبانيا للبحث عن وسائل جديدة العتراض تدفق المنتوجات الزراعية‬ ‫المغربية‪ ،‬خاصة القاجمة من المناطق الجنوبية‪ ،‬إلى االتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫ومعلوم أن المغرب سبق وأن رد على هذا الموقف المعادي لمصالحه بأن هدد بقطع العالقات‬ ‫االقتصادية مع االتحاد األوروبي‪ ،‬والتوجه إلى إقامة شراكات مع أسواق مستوردة أخرى في كل من روسيا‬ ‫والصين واليابان‪ ،‬بوجه خاص‪..‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫تراجع احتياطات المغرب الدولية‬

‫أعلن بنك المغرب أن صافي االحتياطيات الدولية‬ ‫بلغ ‪ 205,3‬مليار درهم في ‪ 4‬غشت ‪ ،2017‬مسجال‬ ‫بذلك تراجعا بنسبة ‪ 14,9‬في المائة مقارنة مع‬ ‫الفترة ذاتها من السنة الماضية‪.‬‬ ‫وأوضح بنك المغرب‪ ،‬الذي نشر مؤخرا مؤشراته‬ ‫األسبوعية من ‪ 3‬إلى ‪ 9‬غشت ‪ ،2017‬أن هذه‬ ‫االحتياطات سجلت ارتفاعا ب ‪ 0,8‬في المائة من‬ ‫أسبوع آلخر‪ .‬وأضاف البنك أنه ضخ طيلة هذا‬ ‫األسبوع ما مجموعه ‪ 71,2‬مليار درهم‪ ،‬منها ‪66,7‬‬ ‫مليار درهم تم ضخها في شكل تسبيقات لمدة‬ ‫سبعة أيام بناء على طلب عروض‪ ،‬و‪ 4,5‬مليار درهم تم منحها في إطار برنامج دعم تمويل المقاوالت‬ ‫الصغيرة جدا والمتوسطة‪.‬‬ ‫واستقر المعدل البنكي في ‪ 2,3‬في المائة‪ ،‬في حين انتقل حجم المبادالت من ‪ 5,4‬مليار درهم إلى ‪3,5‬‬ ‫مليار درهم‪ ،‬حسب البنك المركزي‪.‬‬ ‫وكان بنك المغرب ضخ خالل طلب العروض ليوم ‪ 9‬غشت (تاريخ االستحقاق يوم ‪ 10‬غشت ‪ )2017‬مبلغ‬ ‫‪ 66‬مليار درهم على شكل تسبيقات لمدة سبعة أيام‪.‬‬ ‫وبخصوص نشاط البورصة‪ ،‬أوضح المصدر ذاته أن مؤشر مازي سجل تحسنا ب‪ 0,6‬في المائة ليطور‬ ‫بذلك أداءه إلى ‪ 5,1‬في المائة منذ بداية السنة‪ ،‬مضيفا أن هذا التطور األسبوعي يعزى أساسا إلى‬ ‫االرتفاعات في المؤشرات القطاعية «الصناعة الغذائية» ب‪ 2,7‬في المائة‪ ،‬و «ر العقار» ب‪ 2,5‬في المائة‪،‬‬ ‫فيما سجل قطاعا «المعادن» و «األبناك» تراجعا ب‪ 1,1‬و‪ 0,5‬في المائة على التوالي‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق بحجم الصفقات‪ ،‬وبعد مبلغ بقيمة ‪ 795,5‬مليون درهم قبل أسبوع‪ ،‬فقد بلغت ‪ 1,8‬مليار‬ ‫درهم‪ ،‬منها ‪ 973,3‬مليون درهم على شكل رفع الرأسمال من قبل مناجم‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬أشار البنك إلى أن وتيرة مجمع م‪ 3‬تراجعت ب‪ 5‬في المائة‪ ،‬أبرز أنه تباطأ إلى ‪ 5‬في‬ ‫المائة بعد ‪ 5,6‬في المائة في ماي‪ ،‬وهو ما يعكس باألساس تباطؤ نمو الودائع ألجل لدى األبناك من ‪7,2‬‬ ‫إلى ‪ 6,9‬في المائة‪ ،‬وتراجع القيم المنقولة المتواجدة في حوزة الوكالء االقتصاديين ب‪ 14,5‬في المائة‬ ‫بعد ارتفاع ب‪ 16,1‬في المائة‪.‬‬ ‫بالمقابل‪ ،‬أبرز تراجع انخفاض الودائع ألجل من ‪ 8,1‬إلى ‪ 5,2‬في المائة‪ ،‬فيما تسارع التداول النقدي‬ ‫إلى ‪ 7,4‬في المائة‪ ،‬بعد ‪ 6,2‬في المائة قبل شهر‪.‬‬ ‫وخالل األسبوع ذاته‪ ،‬ارتفعت قيمة الدرهم أمام األورو ب‪ 0,25‬في المائة‪ ،‬وتراجعت أمام الدوالر‬ ‫ب‪ 0,42‬في المائة‪ ،‬حسب بنك المغرب‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫مرسوم حكومي لالكتتاب في األسهم والسندات‬

‫صادق مجلس الحكومة‪ ،‬خالل اجتماعه األسبوعي األخير على مشروع مرسوم القانون ‪ 44.12‬المتعلق‬ ‫بدعوة الجمهور إلى االكتتاب وبالمعلومات المطلوبة إلى األشخاص المعنوية والهيئات التي تدعو‬ ‫الجمهور إلى االكتتاب في أسهمها أو سنداتها‪.‬‬ ‫ويهدف هذا المشروع‪ ،‬الذي تقدم به وزير االقتصاد والمالية‪ ،‬إلى تحديد بعض صالحيات اإلدارة‬

‫المرتبطة بتطبيق القانون رقم ‪ 12-44‬المتعلق بدعوة الجمهور إلى االكتتاب وبالمعلومات المطلوبة إلى‬ ‫األشخاص المعنوية والهيئات التي تدعو الجمهور إلى االكتتاب في أسهمها أو سنداتها‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار فإن اإلدارة تقوم بالموافقة المسبقة على كل عمليات دعوة الجمهور إلى االكتتاب‬ ‫المنجزة من طرف األشخاص المعنوية التي ال يكون مقرها بالمغرب واألشخاص الذاتيين غير القاطنين‬ ‫بالمغرب‪ ،‬وكذلك تحديد قائمة الوسطاء الماليين بناء على اقتراح من الهيئة المغربية لسوق الرساميل‪،‬‬ ‫إضافة إلى تحديد عدد المستثمرين المؤهلين الذين يمكنهم المشاركة في عمليات إصدار أو تفويت‬ ‫سندات ال تدخل في حكم عمليات دعوة الجمهور إلى االكتتاب في األسهم أو السندات بناء على اقتراح من‬ ‫الهيئة المغربية لسوق الرساميل‪.‬‬ ‫وتتولى اإلدارة تحديد العدد األدنى من المساهمين أو حاملي حصص الذي يؤدي إلى خضوع مصدر‬ ‫سندات لاللتزامات اإلخبار المنصوص عليها في القانون السالف الذكر وذلك بعد استطالع رأي الهيئة‬ ‫المغربية لسوق الرساميل‪ ،‬وكذا تحديد الئحة الجرائد المخول لها نشر اإلعالنات القانونية‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫‪ 7,3‬ماليير درهم فائض ميزانية الجماعات الترابية‬ ‫خالل النصف األول لسنة ‪2017‬‬

‫أفادت الخزينة العامة للمملكة‪ ،‬التابعة لوزارة‬ ‫االقتصاد والمالية‪ ،‬أن وضعية التحمالت والموارد‬ ‫بالنسبة للجماعات الترابية تظهر أن هناك فائضا‬ ‫قدره ‪ 7,3‬مليار درهم خالل األشهر الستة األولى من‬ ‫‪ ،2017‬مقابل فائض بلغ ‪ 7,9‬ماليير درهم سنة قبل‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫وأوضحت الخزينة‪ ،‬التي أصدرت نشرة إلحصائيات‬ ‫المالية المحلية لشهر يونيو ‪ ،2017‬أن هذا االرتفاع‬ ‫يعزى إلى زيادة بنسبة ‪ 7.1‬بالمئة إلى ‪ 17.6‬مليار‬ ‫‪ ‬‬ ‫درهم في المداخيل العادية نهاية يونيو ‪،2017‬‬ ‫وزيادة بنسبة ‪ 6.3‬بالمئة إلى ‪ 10.4‬مليار درهم في‬ ‫النفقات العادية‪.‬‬ ‫وأشارت الخزينة في نشرتها إلى أن ارتفاع المداخيل العادية يرجع إلى ارتفاع الضرائب المباشرة‬ ‫بنسبة ‪ 22.8‬بالمئة والمداخيل غير الجبائية بنسبة ‪ 10.8‬بالمئة‪ ،‬مقرونا بانخفاض بنسبة ‪ 0.3‬بالمئة في‬ ‫الضرائب غير المباشرة‪.‬‬ ‫كما سجلت أن النفقات العامة المنجزة من قبل الجماعات الترابية استقرت في ‪ 15.3‬مليار درهم‪،‬‬ ‫بزيادة ‪ 25.9‬بالمئة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية‪ ،‬وتتكون في سقف ‪ 67,7‬بالمئة من النفقات‬ ‫العادية‪ ،‬بارتفاع نسبته ‪ 6.3‬بالمئة‪.‬‬ ‫وعزت الخزينة هذا االرتفاع إلى زيادة بنسبة ‪ 7.7‬بالمئة في نفقات الموظفين‪ ،‬و‪ 3.6‬بالمئة في باقي‬ ‫نفقات المعدات والخدمات‪ ،‬و‪ 9,7‬بالمئة في فوائد الدين‪ ،‬بينما سجلت نفقات االستثمار ارتفاعا ب ‪25.7‬‬ ‫بالمئة‪ ،‬منتقلة من ‪ 3,3‬مليار درهم إلى ‪ 4,1‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وحسب النشرة‪ ،‬فإن الميزانيات الملحقة والحسابات الخاصة المسيرة من طرف الجماعات الترابية‬ ‫سجلت في نهاية شهر يونيو رصيدا إيجابيا قدره ‪ 25‬مليون درهم بالنسبة للميزانيات الملحقة و‪4,43‬‬ ‫مليار درهم في الحسابات الخاصة مقارنة بنهاية يونيو ‪.2016‬‬ ‫ومكن فائض ميزانيات الجماعات الترابية المسجل نهاية يونيو ‪ ،2017‬الذي تنضاف له مداخيل‬ ‫اقتراض قدرها ‪ 929‬مليون درهم‪ ،‬من سداد جزء هام من الدين البالغ ‪ 835‬مليون درهم وإعادة تشكيل‬ ‫المبالغ المتوفرة ب‪ 322‬مليون درهم‪.‬‬ ‫وبلغت األموال المتاحة للجماعات الترابية وملحقاتها ‪ 33,3‬مليار درهم من بينها ‪ 25,9‬مليار درهم‬ ‫من فائض الحسابات السابقة‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫أسعار األسواق العالمية ترفع دعم المغرب‬ ‫لـ «غاز البوتان» بـ‪% 70‬‬

‫ارتفعت تكاليف دعم غاز البوتان بالمغرب‪ ،‬في النصف األول من‬ ‫السنة الجارية‪ ،‬بنسبة ‪ 70‬في المائة‪ ،‬مقارنة مع السنة الماضية؛‬ ‫وذلك بسبب ارتفاع سعره في األسواق العالمية‪ ،‬وتغير بنية أسعاره‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬أشار تقرير صندوق المقاصة لشهر يوليوز‬ ‫الماضي إلى أن هذا االرتفاع في األسعار صاحبه ارتفاع الكميات‬ ‫المستهلكة بما يناهز ‪ 2‬في المائة‪ .‬ويتجلى‪ ،‬من خالل إحصائيات‬ ‫الصندوق‪ ،‬أن حجم الدعم الموجه إلى غاز البوتان خالل الستة أشهر‬ ‫األولى من السنة الجارية بلغ ما مجموعه ‪ 5.25‬مليارات درهم‪،‬‬ ‫مقابل ‪ 3.10‬مليارات درهم في الفترة نفسها من السنة الماضية‪،‬‬ ‫أي بارتفاع وصل ‪ 69.51‬في المائة‪ ،‬أمام بخصوص دعم السكر‪،‬‬ ‫فقد عرفت تحمالت صندوق المقاصة إلى غاية شهر يونيو الماضي‬ ‫ارتفاعاً طفيفاً مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية‪ ،‬ويخص هذا االرتفاع األحجام والغالف المالي‪.‬‬ ‫وجاء في التقرير أن مصاريف دعم مادة السكر ظلت مستقرة في حدود ‪ 1.72‬مليار درهم إلى متم‬ ‫يونيو الماضي‪ ،‬مقابل ‪ 1.71‬مليار درهم في متم يونيو من سنة ‪ ،2016‬وهو ارتفاع يقدر بـ‪ 1‬في المائة‪،‬‬ ‫وخصص قانون المالية لسنة ‪ 2017‬مبلغ دعم إجمالي في حدود ‪ 14.65‬مليار درهم لدعم استهالك الغاز‬ ‫البوتان والسكر‪ ،‬إضافة إلى تمويل التدابير المصاحبة للمكتب الوطني للماء والكهرباء بالدرجة األولى‪.‬‬ ‫وإلى غاية ‪ 30‬يوليو ‪ ،‬بلغت اعتمادات الدعم المصروفة لصندوق المقاصة ‪ 8.95‬مليارات درهم‪ ،‬أي ما‬ ‫يناهز ‪ 61‬في المائة من الميزانية العامة للدعم‪ ،‬والتي تتوزع إلى ‪ 2.95‬مليار درهم للسكر‪ ،‬و‪ 6‬مليارات‬ ‫درهم لغاز البوتان‪ ،‬وإلى غاية ‪ 30‬يوليوز‪ ،‬وصلت المبالغ غير المؤداة‪ ،‬أي المتأخرات‪ ،‬للشركات المستفيدة‬ ‫من الدعم ما مجموعه ‪ 2.03‬مليار درهم‪ ،‬موزعة على السكر بـ‪ 677‬مليون درهم‪ ،‬و‪ 1.35‬مليار درهم لغاز‬ ‫البوتان‪.‬وتمثل هذه المبالغ ما يناهز شهرين من مبالغ استهالك مادة غاز البوتان‪ ،‬وكذا استهالك مادة‬ ‫السكر‪.‬‬ ‫يذكر أن حكومة سعد الدين العثماني تبحث إمكانية رفع الدعم عن مادتي غاز البوتان والسكر‬ ‫مستقب ًال‪ ،‬كما فعلت الحكومة السابقة بالنسبة إلى الغازوال والبنزين في السنوات األخيرة‪ ،‬كما يتم‬ ‫تدارس إمكانية إحداث بطاقة االستهداف لتوجيه الدعم للفقراء مباشرة‪ ،‬ويرتقب أن يتم هذا اإلصالح في‬ ‫غضون سنة ‪ ،2019‬بعد االنتهاء من دراسة يتم االشتغال عليها لتحديد المستهدفين من الدعم‪ ،‬حيث‬ ‫تقول الحكومة إن العديد من األغنياء يختبئون وراء الدعم المقدم للفقراء‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪� 11‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪905‬‬

‫مهرجان الحياة في دورته الرابعة‬

‫األديب العصامي‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪...‬ن���ش���أة األدي����ب ب��ي��ن أغ��ص��ان‬ ‫«ال��ف��دَّان» م��ن الياسمين والقرنفل‬ ‫والورود واألشجار الوارفة‪ ،‬بفضاء تغرِّدُ‬ ‫فيه الطيور والحمام‪ ،‬وقد تعلم المشي‬ ‫وراءه وكان يحسبه في متناول يده وال‬ ‫يطاله‪ .‬إننا في بعد آخر من اإلبداع‪.‬‬ ‫هي مجموعة قصصية انتقائية بلغ‬ ‫عددها ‪ 22‬قصة‪ ،‬في كتاب من القطع‬ ‫المتوسط من مائة وثالثين صفحة‪.‬‬ ‫يحمل عنوان ‪« :‬رنين أزمنة مبعثرة»‪.‬‬ ‫من عتبة الرنين يسترجع األديب أزمنة‬ ‫الزمان الجميل لمخزون ذاك��رة‪ ،‬سجلت‬ ‫بها بياض سوسنة فارعة وحمرة وردة‬ ‫من نسل غرناطة تحرِّض على العشق‪.‬‬ ‫هذا «ال��ف��دَّان» ال��ذي أخذ من الحمراء‬ ‫كبرياءها وجاللها‪ .‬هو فضاء بقلم المؤلف‬ ‫أخ��ذ أيضا بُ��ع��دًا رومانسياً لـ «قيس‬ ‫وليلى» و «روميو وجولييت»‪ ،‬من إبداع‬ ‫سيمفونية «ال��ف��دَّان» أب��دع��تْ ليالي‬ ‫أنسها‪ .‬وقد واصل األدي��ب رحمه وأنار‬ ‫السِّراج‪ .‬قصصٌ تؤرِّخ لمدينته وسيرة‬ ‫األديب الذاتية‪ .‬غنية بمفردات من لغة‬ ‫البيان‪ .‬اختار لها جمالية في التعبير‬ ‫في حدود الفكر والعقل‪ .‬يحبُّ المعرفة‬ ‫لذاتها إذ ُّ‬ ‫تدُل على قراءات واسعة األفق‪.‬‬ ‫بالغة خطاب ذي معاني رومانسية من‬ ‫رائحة عطر األنوثة‪ ،‬استخدم فيها األديب‬ ‫قدراته الذهنية بتصوراتها الرومانسية‪-‬‬ ‫الموسيقية‪ .‬لها من الجمال ما يعجز عن‬ ‫وصفه بعض من األدباء‪ .‬رأسماله قلمه‪،‬‬ ‫لم يجفْ عنه نبع اإلبداع‪ْ .‬‬ ‫إن هي إال مباني‬ ‫الفكر الوازن‪ .‬استسقى مياهه من منابع‬ ‫لغة الضاد ومن األدب الذي لديه عاطفة‬ ‫وانجذاب طبيعي‪ ،‬ربطه بمجال العمل‬ ‫اإلبداعي‪ ،‬ينتقل على نحوه من الواقع إلى‬ ‫الخيال‪ .‬خطابات ذات داللة عميقة مُزجتْ‬ ‫باستعارات رقيقة‪.‬‬ ‫حظي الصالون األدب��ي باستضافة‬ ‫هذا األديب الهرَم‪ ،‬وقد أتحف الحضور‬ ‫ب��أدب التكيف مع اآلخ��ر ‪ ،‬وهو فنٌّ من‬ ‫فنون الكتابة واآلداب‪ ...‬مُطوَّقٌ بما‬ ‫يدعونني إلسداء الشكر لمن استضافني‪..‬‬ ‫( األستاذ األديب‪ ،‬محمد اليزناسني )‪ ،‬لهذا‬ ‫النادي العريق الذي يضمُّ نخبة المدينة‬ ‫وصفوتها‪ ،‬ويعمل على إعادة تطوان إلى‬ ‫سابق عهدها‪ ،‬منارة أدب وفكر ومجاالت‬ ‫ثقافية أخرى ‪ ..‬و الشكر كذلك لمن أدين‬ ‫له‪ ،‬منْ أخذ بيدي وقدَّمني لمؤسسة‬ ‫الشهيد امحمد أحمد بن عبود‪ .‬مؤسسة‬ ‫الجهاد والوطنية والتضحية واالستشهاد‪.‬‬ ‫نلتُ حظوة وشرفا ْ‬ ‫أن يكون كتابي ( رنين‬ ‫أزمنة مبعثرة ) من إصداراتها‪ .‬الشهيد‬ ‫الزعيم الوطني الكبير األستاذ امحمد بن‬

‫عبود رمز من رموز هذا الوطن‪ ،‬استشهد‬ ‫حاضنا قضايا أمته ووطنه‪ .‬أعطى الكثير‬ ‫إلى ْ‬ ‫أن استشهد وارتقى إلى أعلى عليين‪..‬‬ ‫تاريخ حافل بالبذل والعطاء تاريخ أهمله‬ ‫التاريخ الرسمي‪ ،‬تغاضى عنه‪ ،‬نسيه أو‬ ‫باألحرى تناساه ‪ ..‬إنه حاضرٌ في ذاكرتنا‬ ‫وفي قلوبنا‪ ،‬وتطوان على العهد وعلى‬ ‫الوفاء له‪ .‬السالم عليه في عاله والمجد‬ ‫له‪ ،‬واإلكبار والتحية والرضوان والنعيم‪.‬‬ ‫أك���رِّرُ شكري م��رات دون ملل أو‬ ‫فتور لمن كان وراء خروج كتابي هذا إلى‬ ‫العلن والنشر‪ .‬لرفيق الكلمة الصديق‬ ‫الدكتور عبد العزيز السعود لتطوانيته‪،‬‬ ‫ودماثة خلقه‪ ،‬ونبله‪ ،‬وعراقته‪ ،‬أضفى‬ ‫علي نعوتا وإطرا ًءا‪ ،‬أنا دونهما‪ .‬الشكر له‬ ‫على إخراجي من ركام النسيان‪ .‬والعودة‬ ‫بي إلى رحاب الساحة األدبية وعكاظها‪،‬‬ ‫وتذكيري بما كنتُ عليه قديما من‬ ‫مساهمة بالكتابة في صحفها‪ ،‬وحضور‬ ‫ندواتها‪ .‬ويحمل األثير إلى األسماع من‬ ‫إذاع��ة درس��ة تطوان في الخمسينيات‬ ‫من الزمن ال��ذي ول��ىَّ‪ ،‬مشاركتي في‬ ‫بعض برامجها األدبية‪ ،‬وتقديم قصصي‬ ‫من حين آلخر فيما كان يعرفُ‪ ،‬بقصة‬ ‫األسبوع‪ ،‬التي كانت تذاع على الساعة‬ ‫التاسعة من مساء كل يوم أح��د‪ .‬كان‬ ‫الصديق الراحل عن دنيانا األستاذ محمد‬ ‫الدَّحروش رحمه اهلل هو الذي يقدِّمني‬ ‫في غالب األحيان ويختار من موسيقى‬ ‫الشوامخ‪ ،‬ما يصحب إلقائي‪ ..‬ال أتباهى‬ ‫وال أقول هذا تضخيما للذات‪ ،‬وال تعظيما‬ ‫لألنا‪ ،‬فلست نرْجسيا‪ ،‬ولكنه الحنين‬

‫إلى ما سلف من أيامي ‪ ..‬إلى زمن ولىَّ‬ ‫وأع��رض ون��آى وأف��ل‪ .‬بقي هذا الحنين‬ ‫والشجن والحرق واللوْعة والنحيب على‬ ‫طلل من أدب أسكنني صرحه‪ .‬أعطاني‬ ‫وأخذ مني وكنت شغوفا بروائع مبدعيه‪،‬‬ ‫ببراعمهم‪ ،‬ببنات أفكارهم‪ ،‬كما كنت صبّاً‬ ‫متيماً عاشقا للصبايا للحور بنفيد الكواعب‬ ‫من فاتنات واد عبقر الملهمات‪ ..‬واليوم‬ ‫هرمنا‪ ..‬جفَّ الفتيل وأوْشكت الذبالة‬ ‫على لفظ آخر ضوْئها‪ ،‬ألتفت إلى زمني‬ ‫وأفعل ما فعله الملك الضليل يوم ْ‬ ‫أن وقف‬ ‫واستوقف‪ ،‬وبكى واستبكى‪ ،‬وذكر الحبيب‬ ‫والمنزل في صدر بيت شعر يضرب مثال‪..‬‬ ‫ستصحبونني إلى ما اخترته من مجموعة‬ ‫قصصية ترقد في األدراج‪ ،‬طال سباتها‪..‬‬ ‫رُقادها كرقاد عاشق «بريسكا» ومنْ‬ ‫معه من فتية الرقيم‪ ..‬عنوانها ‪ :‬رنين‬ ‫أزمنة مبعثرة‪ .‬هو رنين من زمني وزمن‬ ‫تطوان‪..‬‬ ‫من اإلشبيليـــة الجميلـــة‪ ،‬الرائعــة‪،‬‬ ‫الملهمة‪ ،‬إعتماد‪ ،‬ومن القرطبية النبيلة‪،‬‬ ‫والدة الفاتنة العاشقة الجريئة الشاعرة‬ ‫التي كتبت على ما ترتديه من حريـر ‪:‬‬ ‫أنـــا واهلل أصلـــح للمـعــالـــــي‬ ‫أمشـي مشيتي وأتيه فيها أمكن‬ ‫عـاشقــي مــن صحــــن خــــدّي‬ ‫وأعطـي قبلتـــي مـن يشتهيهـا‪.‬‬ ‫( يتبع)‬

‫اختتمت األسبوع الماضي بالقصر‬ ‫الكبير‪ ،‬فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان‬ ‫الحياة ال��ذي اعتادت جمعية آل سريف‬ ‫لتراث الطقطوقة الجبلية تنظيمه كل‬ ‫سنة‪ ،‬بدعم من وزارة الثقافة واالتصال‪،‬‬ ‫وبشراكة مع المجلس الجماعي للقصر‬ ‫الكبير‪ ،‬وذلك بهدف إحياء هذا الموروث‬ ‫الثقافي الذي تزخر به المنطقة الشمالية‬ ‫للمملكة‪ ،‬والمحافظة عليه من االندثار‪.‬‬ ‫هذا المهرجان الذي انطلق يوم ‪22‬‬ ‫غشت‪ ،‬واستمر إلى غاية ‪ 26‬منه‪ ،‬واتخذ‬ ‫فضاءات كل من دار الثقافة ومحيطها‪،‬‬ ‫وساحة المقاومة مقرا لمختلف أنشطته‬ ‫الفنية والثقافية‪ ،‬عرف مشاركة العديد من‬ ‫األجواق والفنانين المرموقين في ميدان‬ ‫الطقطوقة الجبلية‪ ،‬إل��ى جانب خبراء‬ ‫وأساتذة مهتمين بالتراث الجبلي‪،‬اللذين‬ ‫أثروا من خالل الندوة العلمية التي تم‬ ‫عقدها حول «التراث الجبلي ودوره في‬ ‫إغناء المشهد الثقافي» التي شارك فيها‬ ‫محمد السيمو رئيس المجلس البلدي‬ ‫للمدينة‪ ،‬الذي ذكر بالدور المنوط بهذه‬ ‫الجمعية في الحفاظ على الفن الجبلي‪،‬‬ ‫وإب��راز خصوصياته‪ ،‬مشير إلى ما تقوم‬ ‫به الجماعة الترابية في الحفاظ على‬ ‫هوية هذه المدينة‪ ،‬من خالل تثمين هذا‬ ‫الموروث الالمادي ‪.‬‬ ‫فيما اعتبر زكرياء اسمينة عن جمعية‬ ‫آل سريف ل��ت��راث الطقطوقة الجبلية‬ ‫هذا المهرجان فرصة لرد االعتبار لفن‬ ‫العيطة الجبلية‪ ،‬وتكريم رواده���ا‪ ،‬في‬ ‫ظل المرجعيات الثقافية التي من شأنها‬

‫إغناء المشهد الثقافي وتنويعه في هذه‬ ‫المدينة‪.‬‬ ‫االستاذ مصطفى العاللي الذى أدار‬ ‫ه��ذه ال��ن��دوة‪ ،‬خ�لال تقديمه لموضوع‬ ‫ال��ن��دوة‪ ،‬بين دورال��ت��راث��ي��ن ال��م��ادي‬ ‫والالمادي باعتبارهما يمثالن مجاال ثقافيا‬ ‫غنيا‪ ،‬مطالبا بضرورة االهتمام بمكوناته‬ ‫بحثا إلنقاذه من شبح الزوال واالندثار‪.‬‬ ‫أما الباحث األستاذ قاسم الزهــري‬ ‫عند حديثه عن البعد الجمالي ودوره في‬ ‫التراث الجبلي‪ :‬العيطة نموذجا‪ ،‬تطرق‬ ‫إلى الجانب اللغوي في العيطة الجبلية‪،‬‬ ‫معتبرا النص الشفهي معني بالدرس‬ ‫الجمالي من حيــث الصوت‪ ،‬والذاكـرة‬ ‫المنتجة‪ ،‬مستدال ببعض مظاهر البالغة‬ ‫في العيطة الجبلية‪ ،‬وما تحويه من غنى‬ ‫لغوي‪ ،‬من بيان وبديع‪ ،‬مؤكدا أن الشعر‬ ‫الجبلي استمر بفضل اللغة الدقيقة‬ ‫والراقية االستعمال‪ ،‬فيما ركز الكاتب‬ ‫الفنان عبد المالك األندلسي في مداخلته‬ ‫على ض��رورة التمييز ما بين العيطة‬ ‫والطقطوقة الجبلية‪ ،،‬موضحا الفوارق‬ ‫بين كالم األغاني‪ ،‬والعيوط‪ ،‬والعيوع‪،‬‬ ‫معتبرا العيطة شكال من أشكال النداء‪،‬‬ ‫مفتقدة لوحدة الموضوع‪ ،‬ودع��ا إلى‬ ‫االهتمام بالمقومات األساسية للهوية‬ ‫الجبلية‪ ،‬متسائال عن سبب تهميش‬ ‫هذا التراث ال��ذي لعب دورا هاما إبان‬ ‫الحماية في عالقته بالكفاح والجهاد ضد‬ ‫المستعمر إبان الحماية بمنطقة الشمال‬ ‫بصفة خاصة‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫وزارة الصحة توزع نحو ‪ 80‬طنا‬ ‫من األدوية وكراسي متحركة‬ ‫وسيارات إسعاف طبي بالحسيمة‬

‫‪...‬عيد مبارك سعيد ‪..‬‬

‫المسابقة الوطنية للكتابة األدبية للسجناء بتطوان‬

‫ب��ادرة أول��ى من نوعها قامت بها‬ ‫المندوبية العامة إلدارة السجون وإعادة‬ ‫اإلدم���اج ف��ي إط��ار برنامجها السنوي‬ ‫لألنشطة الثقافية والرياضية والدينية‪،‬‬ ‫المنظمة بتعاون مع المديرية الجهوية‬ ‫للثقافة واالت��ص��ال بطنجة‪-‬تطوان‪-‬‬ ‫الحسيمة وبيت الشعر بتطوان‪ ،‬والمتمثلة‬ ‫في تنظم المرحلة األولى من المسابقة‬ ‫الوطنية للكتابة األدبية الخاصة بنزيالت‬ ‫ونزالء السجون بالمغرب‪ ،‬والتي انطلقت‬ ‫ي��وم ‪ 23‬غشت ‪ ،2017‬بالمؤسسة‬ ‫السجنية بتطوان‪ ،‬بمشاركة ‪ 28‬نزيال‬ ‫يمثلون مختلف المؤسسات السجنية‬ ‫بالمغرب‪.‬‬ ‫وبعد تمكنهم من اجتياز اإلقصائيات‬ ‫الجهوية بنجاح‪ ،‬حيث تم اختيار ‪28‬‬ ‫نزيال من بين ‪ 430‬نزيل ونزيلة شاركوا‬ ‫ف��ي اإلقصائيات الجهوية‪ .‬ك��ان على‬ ‫المتسابقين اجتياز المسابقة في ثالثة‬ ‫أجناس أدبية وهي ‪:‬الشعر‪،‬الزجل والقصة‬ ‫القصيرة‪ .‬ويشرف على تقييم إبداعات‬ ‫المشاركين في ه��ذه المسابقة لجنة‬ ‫تحكيم‪ ،‬يرأسها عبد الجليل الوزاني‪،‬‬

‫وتضم في عضويتها مخلص الصغير‬ ‫ومحمد فهري في فئتي الشعر والزجل‪،‬‬ ‫أم��ا في فئة القصة القصيرة فيرأس‬ ‫األدي��ب بشير الدامون لجنة التحكيم‪،‬‬ ‫وتضم كال من عماد وردان���ي وسعيد‬ ‫شقيري‪ .‬وتهدف ه��ذه المسابقة إلى‬ ‫تأهيل السجناء وتهييئهم إلعادة اإلدماج‪،‬‬ ‫وه��ي فرصة للنزالء والنزيالت إلب��راز‬ ‫مواهبهم وطاقاتهم الفنية والتواصل مع‬

‫العالم الخارجي والتعبير عن رغبتهم في‬ ‫اإلدماج السليم‪ .‬وبالتالي تكرس انفتاح‬ ‫المندوبية العامة على المجتمع وترسيخ‬ ‫قيم التواصل اإليجابي بما يحقق التأهيل‬ ‫وإع��ادة إدم��اج السجناء لتثمين الجهود‬ ‫بين مختلف الشركاء‪ ،‬سواء القطاع العام‬ ‫أو الخاص أو المجتمع المدني‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬

‫سلمت وزارة الصحة كميات جد مهمة‬ ‫من األدوية والمستلزمات الطبية إلى مندوبية‬ ‫الصحة بإقليم الحسيمة لتوزيعها على‬ ‫المستشفيات والمراكز الصحية الحضرية‬ ‫والقروية‪.‬‬ ‫وبلغت شحنة األدوية نحو ‪ 80‬طنا‪ ،‬وتشمل‬ ‫هذه الشحنة األدوي��ة الخاصة بعالج أمراض‬ ‫القلب والشرايين ومرض السكري ومرض الربو‬ ‫واألدوية الخاصة باألمراض العقلية والنفسية‬ ‫وم��رض الثالسيميا وال��م��ض��ادات الحيوية‬ ‫ومضادات االلتهاب‪ ،‬ومضادات الحمى والصداع‬ ‫واألدوية الخاصة بعالج قرحة المعدة‪ ،‬وأمراض‬ ‫القصور الكلوي واألدوية‪ ،‬والمستلزمات الطبية‬ ‫الخاصة بالوالدة ‪ ،‬باإلضافة إلى محلول الملح‬ ‫ومحلول «كليكوز» وغيرها من األدوية الحيوية‬ ‫األساسية‪.‬‬ ‫كما تم تسليم مفاتيح ‪ 7‬سيارات إسعاف‬ ‫مجهزة ليصبح مجموع سيارات اإلسعاف التي‬ ‫وضعتها الوزارة‪ ،‬خالل هذا الشهر‪ ،‬رهن إشارة‬ ‫المراكز الصحية القروية بهذا اإلقليم هو ‪12‬‬

‫سيارة إسعاف طبي مجهزة‪ .‬وبذلك سيتمكن‬ ‫المرضى والمصابون من ساكنة العديد من‬ ‫القرى والمناطق النائية بهذا اإلقليم من النقل‬ ‫الصحي االستعجالي في ظروف سليمة وآمنة‪.‬‬ ‫إلى جانب ذلك ‪ ،‬سلمت الوزارة ‪ 200‬كرسي‬ ‫متحرك إلى المندوبية اإلقليمية للصحة بإقليم‬ ‫الحسيمة ووضعتها رهن إشارة المراكز الصحية‪،‬‬ ‫مع تخصيص البعض منها لفائدة المرضى‬ ‫والمصابين‪ ،‬خاصـة المعوزين وذوي الدخـل‬ ‫المحدود‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬وتم فتح نقاش جاد و بناء مع األطر‬ ‫الصحية باإلقليم لتدارس مجموعة من القضايا‬ ‫تهم القطاع باإلقليم‪.‬‬ ‫وقال الحسين ال��وردي في تدوينته على‬ ‫«الفايسبوك»‪ ،‬إن هذه المبادرة‪ ‬تأتي انطالقا‬ ‫من األهمية القصوى التي توليها الوزارة لقطاع‬ ‫الصحة في إقليم الحسيمة‪ ،‬وخاصة بالعالم‬ ‫القروي‪ ،‬وتأتي أيضا في إطار الوفاء بالوعود‬ ‫وااللتزامات التي تعهدت بها ال��وزارة ‪ ‬لهـذا‬ ‫اإلقليم‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪� 11‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪905‬‬

‫مسارات ‪:‬‬

‫‪9‬‬

‫األحزاب والمسؤولية‪...‬‬

‫غالف مالي لتأهيل إعدادية عمر بنجلون‬ ‫بوزان يتيه عن عنوانه! ‪ ‬‬

‫• مصطفى بديع السوسي‬

‫ـ صفقوا وهم المعنيون‪...‬‬ ‫ـ اإلدارة قائمة على انتظار التعليمات‪ ...‬ال اجتهاد‬ ‫وال غيرة‪ ...‬وال إحساس بالمسؤولية‪...‬‬

‫وزان ‪ :‬مراسلة خاصة‬

‫يبدو أن عجائز األح��زاب وشيوخها‬ ‫لم يستوعبوا الخطاب الملكي السامي‬ ‫بمناسبة عيد العـــرش المجيـــد‪ ،‬ولم‬ ‫يفهموا إشاراته‪...‬‬ ‫الحـــال هو الحـــال‪ ...‬واألحـــزاب‬ ‫التقليدية لم تفهم الدرس جيدا لدرجة‬ ‫أن بعض األحزاب لم تعقد مؤتمراتها‪...‬‬ ‫ولم تجدد أطرها منذ مدة‪ ...‬لمـــاذا ؟‪...‬‬ ‫ألن العجائـــز والشيـــوخ الذين استكانوا‬ ‫وتربعوا وتولوا صعبت عليهم المغادرة‪...‬‬ ‫وخالل المؤتمرات وتجمعات التجديد قد‬ ‫تأتي بالمفاجآت‪...‬‬ ‫المؤتمرات الوطنية فرحة للتغيير‪.‬‬ ‫وهم ال يريدون التغيير‪...‬‬ ‫يبدو أن أعواد الخشب الجافة عندنا‬ ‫لم تستوعب الدرس جيدا‪ ...‬صفقوا وهم‬ ‫المعنيين‪ ...‬كانوا بلهاء‪ ...‬أسجل وزير‬ ‫له كافة الصالحيات‪ ...‬ورئيس الحكومة‬ ‫مسؤول ال يتحركان إال بعد اإلش��ارات‬ ‫الملكية‪ ...‬عندكم مهام ومسؤوليات‬ ‫فلماذا ال تذكر وال تقوم القيامة وتتحرك‬ ‫أج��ه��زة ال��دول��ة وتعلن حالة التعبئة‬ ‫واالستنفار إال بعد الخطاب الملكي وقبله‬ ‫ماذا كنتم تفعلون؟ وهل يحتاج المكلف‬ ‫إل��ى تعليمات ليتحرك‪...‬؟ ل��وال حراك‬

‫الحسيمة ما كان لسيارات اإلسعاف أن‬ ‫تكون م��وج��ودة‪ ...‬وال أجهزة السكانير‬ ‫التي طبل وغيط من أجلها وزير الصحة‪،‬‬ ‫وال المشاريع أن تحرك الرياح‪ ...‬لماذا هذا‬ ‫النفاق السياسي؟‪...‬‬ ‫ولماذا الحكومة بوزرائها « األجالء»‬ ‫ال يتحركون وال يتنمرون إال بعد قرص‬ ‫األذن؟‪ ...‬كل ما قيل وعمل ودشن كان‬ ‫واجبا مفروضا أن يكون‪ ،‬لماذا ينتظرون‬ ‫إلى أن يخاطبهم ملك البالد الساهر على‬ ‫أمن وراحة البالد؟‪...‬‬ ‫لو طبق مبدأ الحساب لكان على‬ ‫الحكومة كلها أن تكون على المحك‪...‬‬ ‫ال أفهم كيف تعقد الحكومة اجتماعها‬ ‫الخميسي وتقول في بالغها أنه تفعيال‬ ‫لمضامين الخطاب الملكي بمناسبة‬ ‫عيد العرش المجيد فإنه تشكلت لجنة‬ ‫لتعديـــل وتفعيــل وتبسيط‪ ...‬ويقول‬ ‫وزير اإلدارة أن هناك إجراءات لتبسيط‬ ‫مسطرة الحصول على الوثائق اإلدارية‬ ‫وج��رأة التقليل من الوثائق المدلى‬ ‫بها‪...‬‬ ‫يا وزير اإلدارة‪ .‬ويا رئيس الحكومة‬ ‫لماذا لم تفعلوا هذا من قبل الخطاب‬ ‫الملكي ؟‪ ...‬كل السلطات والصالحيات‬

‫مخولة ل��ك��م‪ ...‬فلم االنتظار إل��ى أن‬ ‫ينبهكم عاهل البالد؟‪...‬‬ ‫وأذكر أن األحياء العتيقة تحوي دورا‬ ‫آيلة للسقوط تعرفها الوالية والعمالة‬ ‫والباشوية والقيادة والمقاطعة والجماعة‪،‬‬ ‫ومع ذلك ال أحد من هؤالء يحرك ساكنا‪.‬‬ ‫وحينما تحدث الكارثة وينهار منزل أو أكثر‬ ‫ويكون ضحايا وتأتي التعليمات تتحرك‬ ‫كل األجهزة من أمن وسلطات‪ ،‬ولكن‬ ‫بعد ف��وات األوان‪ ،‬فلماذا االنتظار إلى‬ ‫حدوث الكارثة؟‪ ...‬لقد كانوا ينتظرون‬ ‫التعليمات‪ ...‬هذه هي اإلدارة المغربية‬ ‫ليس لها بوادر وال إبداعات وال اجتهادات‬ ‫إال ما ندر‪ ،‬مثال القائدة شيماء‪ ،‬أما اإلدارة‬ ‫ككل فإنها قائمة على انتظار التعليمات ال‬ ‫اجتهاد وال غيرة وال إحساس بالمسؤولية‪،‬‬ ‫لو كان هذا اإلحساس بالمسؤولية حقا‬ ‫وصدقا لما كان هذا االحتالل الفظيع‬ ‫للملك العمومي‪ ،‬وال لهذه الفوضى‬ ‫الضاربة أطنابها في كل جزء من المدينة‬ ‫والوطن ككل‪.‬‬ ‫فأين أنت يا سلطة المراقبة والزجر‬ ‫والردع؟ وأين أنت أيها الضمير المهني‬ ‫مما يحدث ويستشري؟ وحسبي اهلل ونعم‬ ‫الوكيل‪.‬‬

‫عملية تأهيل المؤسسات التعليمية‬ ‫التي أطلقها أخيرا وزير التربية الوطنية‬ ‫في حكومة العثماني‪ ،‬رغم كل االنتقادات‬ ‫التي صاحبتها‪ ،‬فإنها على العموم خلفت‬ ‫ارتياحا واسعا في صفوف أسرة التربية‬ ‫الوطنية‪ ،‬وباقي المتدخلين والشركاء‬ ‫ال��ذي��ن ع��ب��روا ال��ي��وم كما دائ��م��ا عن‬ ‫انخراطهم الفعلي في دع��م المدرسة‬ ‫العمومية‪ ،‬وهو االنخراط ال��ذي ضرب‬ ‫عليه بعض المسؤولين في األكاديميات‬ ‫الجهوية والمديريات اإلقليمية جدارا‬ ‫سميكا‪ ،‬حتى ال يصل ص��داه إلى نساء‬ ‫ورجال التعليم والمصالح المركزية للوزارة‬ ‫الوصية‪ ،‬ألن لهم في ذلك غاية مفيدة ‪....‬‬ ‫‪ ‬ولكي ال يظل الحديث عن التيه‬ ‫الذي سبق وعرفه الدعم المادي والمالي‬ ‫المقدم لتجويد فضاء مؤسسات تعليمية‬ ‫على طول خريطة الوطن‪ ،‬نسوق حالة‬ ‫إعدادية عمر بنجلون بإقليم وزان التي‬ ‫يتحدث أكثر من مصدر عن المصير‬ ‫المجهول لغالف مالي كان عنوان رياضي‬ ‫له صيت وطني ودولي قد تبرع به قبل‬ ‫سنتين أو ثالثة‪ ،‬من أجل ربط المؤسسة‬ ‫التعليمية بشبكة الماء الصالح للشرب ‪.‬‬ ‫‪ ‬مصادر الجريدة التي توجد في‬ ‫عالقة تماس بخبايا التدبير المالي‬ ‫والمادي لقطاع التربية الوطنية بإقليم‬ ‫وزان لما قبل مطلع سنة ‪ ،2016‬تشير‬ ‫إلى أن المؤسسة التعليمية المشار إليها‬ ‫قد تم فعال ربطها بشبكة الماء الصالح‬ ‫للشرب‪ ،‬لكن نفس هذه المصادر تجزم‬ ‫بأن المبلغ المتبرع به( حوالي ‪ 8‬مليون‬ ‫سنتيم ) لصالح النيابة اإلقليمية للتعليم‬ ‫سابقا‪ ،‬لم يظهر له أثر في عملية الربط‪،‬‬

‫ودليلها على ذل��ك ه��و أن المصلحة‬ ‫المعنية بمثل هذه النفقات بالمديرية‬ ‫اإلقليمية للتعليم ب��وزان‪ ،‬ال يوجد فوق‬ ‫رفوفها من الوثائق ما يثبت ذلك‪ ،‬وأن‬ ‫الوجه الرياضي المتبرع الذي‪ ،‬حرصا على‬ ‫مد جسر للثقة معه‪ ،‬ومن خالله مع باقي‬ ‫المتدخلين والشركاء‪ ،‬لم يتم موافاته‪/‬ها‬ ‫بملف يتحدث بتفصيل عن إنجاز العملية‬ ‫في شفافية مطلقة ‪.‬‬ ‫‪ ‬أما بعد‪:‬‬ ‫‪ ‬لكي ال يظل خطاب العرش األخير‬ ‫الذي انتصر فيه جاللة الملك لمبدأ ربط‬ ‫المسؤولية بالمحاسبة الدستوري صيحة‬ ‫في واد‪ ،‬ولضمان توطيد ثقة شركاء‬ ‫المدرسة العمومية وباقي المتدخلين‬ ‫في المبادرات التي تعول وزارة التربية‬ ‫الوطنية على انخراطهم فيها من أجل‬ ‫رد االعتبار للمدرسة المغربية وتجويد‬ ‫خدماتها‪ ،‬ف��إن ال��رأي العام التعليمي‬ ‫وباقي الفاعلين بوزان يتطلعون إلى ما‬ ‫سوف تعمل الوزارة الوصية على تنزيله‬ ‫من آليات ‪ ‬التقصي والفحص والتدقيق‬ ‫في هذه القضية المعروضة على إدارتها‬ ‫اقليميا وجهويا ومركزيا‪ ،‬وما ستتخذه من‬ ‫اجراءات إدارية يقول بها القانون إذا ما‬ ‫ثبت لها بأن الغالف المالي المتبرع به قد‬ ‫تاه بين الدروب ‪.‬‬ ‫‪ ‬يذكر ب��أن إع��دادي��ة عمر بنجلون‬ ‫كانت قد فكت ارتباطها اإلداري بنيابة‬ ‫التعليم بشفشاون في النصف الثاني‬ ‫لسنة ‪ ، 2010‬حيث سيتم إلحاقها بإقليم‬ ‫وزان المحدث ألول مرة ‪ .‬وحسب مصادر‬ ‫متعددة تابعت تدبير العملية االنتقالية‬ ‫ال��ذي لحق هذه المؤسسة ومؤسسات‬ ‫تعليمية أخ����رى( ش��ف��ش��اون وس��ي��دي‬ ‫قاسم) ‪ ‬كانت في طور اإلنجاز‪ ،‬كان قد‬ ‫طاله ( التدبير ) التباس وغموض كبيرين‪ .‬‬

‫بالغ مشترك للنقابة الوطنية للصحافة المغربية‬ ‫والفيدرالية المغربية لناشري الصحف‬ ‫انطالقا من قناعتهما الراسخة بأن حرية التعبير حق مقدس لكل مواطن واستنادا‬ ‫إلى انخراطهما الدائم في معركة الدفاع عن حرية الصحافة وكرامة الصحافي‪ ،‬فإن‬ ‫النقابة الوطنية للصحافة المغربية والفيدرالية المغربية لناشري الصحف تؤكدان أن من‬ ‫شروط الوفاء لمهمة الصحافي في تلبية حق المجتمع في إعالم مهني ومتعدد‪ ،‬هي أن‬ ‫تكون لهذا األخير ليس حق ممارسة حرية التعبير فقط‪ ،‬ولكن أيضا شرعية المؤهالت‬ ‫المهنية والعلمية‪ ،‬التي تمكنه من النهوض بدوره ومن تحمل مسؤوليته االجتماعية‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬فإن النقابة والفيدرالية تعتبران أن تطبيق الجزء المتعلق بتنظيم‬ ‫الولوج إلى المهنة سواء في قانون الصحافة أو في القانون األساسي للصحافي المهني‪،‬‬ ‫خطوة مهمة في اتجاه تحصين مهنة الصحافة واالبتعاد بها عن أن تكون مهنة من ال‬ ‫مهنة له‪ ،‬ويشكل هذا فرصة للجزء غير المهيكل في قطاع الصحافة‪ ،‬لإللتزام بشروط‬ ‫التأهيل‪.‬‬ ‫إن التنظيمين المهنيين اللذين شاركا في كل أوراش إصالح القطاع كأكثر المنظمات‬ ‫المهنية تمثيلية وآخرها الحوار الوطني حول اإلعالم والمجتمع الذي أطلقه البرلمان سنة‬ ‫‪ 2010‬أو اللجنة العلمية التي أطلقتها الحكومة سنة ‪ 2012‬ليهيبان بالجميع من أجل‬ ‫عدم التساهل في تنزيل إصالح قطاع الصحافة وأن يتم اإلنصات ليس للقانون فقط‪،‬‬

‫ولكن للضمير المهني أيضا وللقضايا الشائكة المطروحة على اإلعالميين ومنها‪ ،‬على‬ ‫الخصوص الوضعية المادية للصحافيين المهنيين‪ ،‬والوفاء بكل اإللتزامات االجتماعية‬ ‫من طرف المقاوالت‪ ،‬واإلنكباب على ملف التكوين والتكوين المستمر‪ ،‬ووضع أسس‬ ‫تخليق المهنة‪ ،‬والمساهمة في إعادة هيكلة المقاوالت الصحافية المتأثرة بالتحول‬ ‫الرقمي وباألزمة العالمية‪.‬‬ ‫وتعتبر النقابة والفيدرالية أن أي تساهل في شروط المهنية لن يعمل إال على‬ ‫تكريس الفوضى والتسيب في قطاع جد حساس جعل كل البلدان الديمقراطية‪ ،‬حريصة‬ ‫على تنظيمه بشكل صارم‪ ،‬في إطار تنظيم ممارسة حرية الصحافة‪.‬‬ ‫وقد عبرت كل من النقابة والفيدرالية في لقائهما مع السيد وزير الثقافة واالتصال‬ ‫يوم الجمعة ‪ 25‬غشت عن مواقفهما الثابتة من قضايا الحرية وتنظيم المهنة‬ ‫وتحصينها‪ ،‬وكذا ضرورة احترام أخالقيات المهنة‪ ،‬المرتبطة اليوم بتنزيل المجلس‬ ‫الوطني للصحافة‪ ،‬ورحبتا بتقرير إطالق مسلسل مشاورات جدي ومسؤول حول كل‬ ‫قضايا القطاع ابتداء من منتصف شهر شتنبر القادم‪ ،‬بما يكفل توفير شروط إنتاج خدمة‬ ‫إعالمية حرة ونزيهة ومشرفة يستحقها المغاربة‪.‬‬ ‫الرباط في ‪ 30‬غشت ‪2017‬‬


‫العدد ‪905‬‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪� 11‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫‪10‬‬

‫الت�صوف ال�سني امللتزم بالثوابت ومدى م�ساهمته‬ ‫يف الأمن الروحي للمغرب‬

‫الدكتور عبد السالم أحمد فيغو‬

‫رئيس المجلس العلمي المحلي إلقليم الفحص أنجرة‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫إن التصوف السني قوامه البراءة من كل المظاهر واالعتقادات والسلوكات الجانحة عن‬ ‫الطريق المستقيم‪،‬واتباع الهدي المحمدي الكريم‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق يقول اإلمام أبي القاسم الجنيد موضحا هذا‪« :‬التصوف تصفية القلوب‬ ‫عن موافقة البرية ومفارقة االخالق الطبيعية‪،‬واخماد صفات البشرية ومجانبة الدواعي‬ ‫النفسية‪ ،‬ومنازلة الصفات الروحانية والتعلق بالعلوم الحقيقية‪ ،‬واستعمال ما هو أولى على‬ ‫األبدية‪ ،‬وأنصح لجميع االمة‪.»..‬‬ ‫ومن تأمل مقاصد الشرع في العبادات والمعامالت واآلداب واألخالق واألوامر والنواهي‬ ‫تبين له مقصد كبير وغاية عظمى تلكم هي جمع الكلمة‪ ،‬وغرس المحبة‪ ،‬وزرع األلفة‪ ،‬ونشر‬ ‫المودة بين أفراد األمة‪ ،‬والحث على التناصر والتعاون والبعد عن أسباب العداوة والبغضاء وما‬ ‫يحمل على الكراهية والشحناء‪ ،‬وما يثير األحقاد وضغائن القلوب والتحذير الشديد من الطعن‬ ‫في المسلمين وعيبهم وهمزهم ولمزهم وإبداء عوارتهم‪ ،‬وتتبع عثراتهم والتشهير بهم‬ ‫وإساءة الظن بهم واالتهام ببدعة أو كفر أو فسوق أو نفاق أو ظلم أو جهل‪.‬‬ ‫وان جمع الكلمة وهو من أعظم مقاصد الشريعة سبيله إقامة شرع اهلل وإظهار شعار‬ ‫اإلسالم وشعائره والتعاون على البر والتقوى واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ،‬والنصح‬ ‫المشفق لكل مسلم‪ ،‬وال تكون قوة أهل اإلسالم ونفاذ كلمتهم وشدة منعتهم إال بتناصرهم‬ ‫وتآزرهم‪.‬‬ ‫ومن ثم يعلم أن كمال الروح في تحقق العبد بكمال العبودية ووفائه بحقوق الربوبية‪،‬‬ ‫ولكن كيف يدرك هذا المقصد الشريف األعلى؟ البد إذن من تربية كاملة للروح تصل إلى هذه‬ ‫المنزلة‪.‬‬ ‫هذا ولنفاسة جوهر التصوف ـ باعتباره روح اإلسالم ولب اإليمان‪ ،‬وحقيقة مقام اإلحسان ـ‬ ‫يقول اإلمام الجنيد سيد الطائفة الصوفية‪ »:‬مذهبنا هذا ‪ -‬أي التصوف‪ -‬مقيد باألصول الكتاب‬ ‫والسنة(‪ ،)1‬وقال رضي اهلل تعالى عنه‪ « :‬من لم يحفظ القرآن ولم يكتب الحديث ‪ -‬أي من‬ ‫لم يفهم أحكامهما‪ -‬ال يقتدى به في هذا األمر ‪ -‬أي التصوف‪ -‬الن علمنا هذا مقيد بالكتاب‬ ‫والسنة» (المصدر السابق)‪.‬‬ ‫وعلى هذا فان األصل الجامع للتصوف هو‬ ‫التمسك بالكتاب والسنة واالقتداء ممن جعله‬ ‫اهلل تعالى قدوة في علمهما وفقه أسرارهما‬ ‫وتطبيق مبادئها على منهج أه��ل السنة‬ ‫والجماعة‪ ،‬وسائر األصول والمباني واألركان‬ ‫والشروط والصفات مندرجة في هذا األصل‬ ‫الجامع‪ ،‬وتفصيالت له منبثقة من هدي كتاب‬ ‫اهلل تعالى وسنة سيد المرسلين سيدنا محمد‬ ‫صلى اهلل عليه وآله وسلم‪.‬‬ ‫فها هو ذا اإلم��ام سهل بن عبد اهلل‬ ‫التستري يقول‪ « :‬أصولنا ‪ -‬أي الصوفية‪-‬‬ ‫سبعة أشياء‪ :‬التمسك بكتاب اهلل‪ ،‬واالقتداء‬ ‫بسنة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وأكل‬ ‫الحالل‪ ،‬وك��ف األذى‪ ،‬واجتناب المعاصي‪،‬‬ ‫والتوبة(‪ )2‬فهذه السبعة وال شك رؤوس‬ ‫مبادئ اإلسالم‪.‬‬ ‫وفجرالتصوف بزغ في المغرب منذ وقت‬ ‫بعيد مع متصوفة أوائل أغنوا تراث المغرب بعطاء ثري مازال شاهدا على تنوعه‪ ،‬فمنذ القرن‬ ‫الرابع الهجري‪ ،‬ظهر متصوفة علماء في المغرب واألندلس مازالت الخزائن والمكتبات تزخر‬ ‫بنفائس خطواتهم نذكر على سبيل المثال ال الحصر ابن العريف‪ ،‬ابن قسي‪ ،‬عبد السالم بن‬ ‫مشيش‪ ،‬أبا الحسن الشاذلي محمد بن سليمان الجزولي ‪ ...‬وغيرهم كثير‪.‬‬ ‫لكن هذا الفكر سيتقوى في المغرب بشكل منقطع النظير ما بين القرنين السابع والعاشر‬ ‫الهجري أي فيما يعرف بعصر التصوف في المغرب‪ ،‬وأنشأ طرقا صوفية أطرت عددا غير يسير‬ ‫من األتباع الذين حملوا أنفسهم مسؤولية نشر التصوف بطرقه المعروفة (القادرية الشاذلية‪،‬‬ ‫والتيجانية)‪.‬‬ ‫ووصل هذا الفكر مداه مع شيوخ كبار بعثوا فيه روح التجديد أمثال محمد بن سليمان‬ ‫الجزولي (المتوفى ‪870‬هـ)واحمد زروق (ت ‪899‬هـ) ومحمد بن عبد الكريم المغيلى (ت ‪940‬هـ)‬ ‫واحمد التيجاني‪ ،‬فكان هؤالء األقطاب األربعة هم الذين تفرعت عنهم الطريقة الصوفية التي‬ ‫اعتنقها جل شيوخ التصوف بالصحراء وبالد شنقيط‪.‬‬ ‫وقد اهتم المغاربة بالتصوف لكونه يهدف إلى االرتقاء بالمرء إلى مدارج اإلسعاد الروحاني‬ ‫والجسماني والفردي والمجتمعي فهو تهذيب للقلوب ودعوة لمكارم األخالق‪ ،‬وطرح لسفاسف‬ ‫األمور كما انه داع للحب واأللفة التي بها تماسك األمة وبقاؤها وقوتها‪.‬‬ ‫ويعد التصوف إحدى مقومات الهوية المغربية عبر التاريخ‪ ،‬فقد شكل إلى جانب العقيدة‬ ‫األشعرية والمذهب المالكي‪ ،‬أهم ثوابت ومرتكزات األمة المغربية ولم تقتصر آثاره على‬ ‫المجال الديني فحسب‪ ،‬بل شملت معالجة كل ما هو محيط باإلنسان في المجاالت الروحية‬ ‫والوطنية واالجتماعية واالقتصادية والثقافية‪.‬‬ ‫فالحديث إذن عن التصوف هو حديث عن مقومات روحية وسلوكية لإلسالم‪ ،‬وهو حديث‬ ‫عن مقامات سامية عاشها رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وصحبه الكرام رضوان اهلل عليهم‪،‬‬ ‫وقد نجح السابقون في تأصيل قواعد التصوف والتأسيس لشرعيته‪.‬‬ ‫وما الممارسة الصوفية إلى إعادة بناء اإلنسان وربطه الروحي بمواله في كل فكر‪ ،‬وقول‪،‬‬ ‫وعمل‪ ،‬وسلوك وقصد حتى تفوح فيه رائحة القرب من اهلل تعالى الذي هو أقرب إليه من حبل‬ ‫الوريد‪.‬‬ ‫إن حديثنا عن التصوف اإلسالمي أو التصوف السني بالمغرب‪ ،‬إنما هو حديث عن اإلسالم‬ ‫بخصائصه ومميزاته التي تدعو إلى الوسطية واالعتدال والموازنة بين مطالب الروح ومطالب‬ ‫الجسد‪ ،‬وإذا كان الدين اإلسالمي من خالل شموليته قد اعتنى باإلنسان في أبعاده الروحية‬ ‫والمادية‪ ،‬فإن هذه العناية انعكست في علومه الشرعية وفي اهتمامات العلماء وتأليفاتهم‬ ‫وتصنيفاتهم‪.‬‬ ‫وال جرم أن المغاربة اهتموا بالطرق الصوفية وساروا على نهجها وتأدبوا بآدابها وأخالقها‬

‫وتمسكوا بطقوسها‪ ،‬واستظهروا أذكارها وأورادها ومتونها‪ ،‬وألموا خبرا بأحوال وأسرار ودقائق‬ ‫وإشراقات الوجد الرباني عند أقطابها وما ظهر عليهم من فتوحات وكرامات إلهية داخل‬ ‫وخارج الزوايا والربط وغيرها من أماكن الخلوة إذ تتصادى رحاب المغاني والرباطات ذكرا‬ ‫وبيانا عشيا وإبكارا‪ .‬لم يخل زمان من ولي من أولياء اهلل تعالى يحفظ اهلل به البالء والعباد‪،‬‬ ‫وكانت طائفة منهم عظيمة بأقصى المغرب‪ ،‬وقد جاء في الصحيح من فضل أهل المغرب‪ ،‬ما‬ ‫ال يدفعه دافع وال ينازع في ثبوته منازع‪ ،‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬ال يزال أهل‬ ‫المغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة(‪.)3‬‬ ‫تميز التصوف المغربي بأمور كثيرة من أبرزها بعده عن الجدل الفلسفي‪ ،‬والمتاهات‬ ‫الكالمية التي جعلت منه مادة فلسفية محضة يطغى عليها القول ال العمل‪ ،‬فضال عن بعده‬ ‫عن البدع العقدية‪ .‬ومن أهم مظاهر التميز أن جمع بين القول والعمل لذلك كان طبيعيا‬ ‫أن يفتح المغاربة قلوبهم لهذا المشرب الروحي العظيم ليتزودوا منه بالزاد اإليماني الذي‬ ‫يبصرهم بحقيقة وجودهم في هذا الكون الفسيح‪.‬‬ ‫إن من تداعيات إن بناء التصوف المغربي على السلوك‪ .‬فالسالك لطريق التصوف في حاجة‬ ‫دائمة إلى معرفتة جل جالله ليزداد ورعه وخشيته ورجاؤه فيه وإخالصه وتوكله عليه « الن‬ ‫القلوب إنما تحب من تعرفه وتخافه وترجوه وتشتاق إليه‪ ،‬وتلتذ بقربه‪ ،‬وتطمئن إلى ذكره‬ ‫بحسب معرفتها بصفاته» (مدارج السالكين)‪.‬‬ ‫«فإن من عرف اهلل ال يسر إال به‪ ،‬ومن عرف اهلل أطاعه‪ ،‬ومن عرف نفسه ساء بها ظنه‪،‬‬ ‫وخاف على حسناته إال تقبل» (تاج العارفين)‪.‬‬ ‫وما أحسن الرجوع في هذا المجال من أجل التعرف على كالمهم وإشاراتهم مثل‪:‬‬ ‫ التشوف إلى معرفة رجال التصوف البن الزيات التادلي‪ ،‬وهو احد األدباء والفقهاء‬‫المتميزين الذين أنجبهم المغرب في العصر الوسيط‪،‬‬ ‫ دوحة الناشر في أولياء القرن العاشر‪.‬‬‫ صفوة من انتشر من أولياء القرن الحادي عشر لليفرني‪.‬‬‫واذا رجعنا إلى موضوع التربية السلوكية ودورها في التربية على االعتدال ونبذ الغلو‬ ‫والتطرف‪ ،‬وجدنا أن هذه التربية مبنية أصال على أساسين في النظر إلى النفس والنظر‬ ‫الى الغير‪،‬فبالنسبة للنظر إلى الغير‪ :‬فمن مميزات التصوف في هذه الناحية أنه يربي على‬ ‫النظر نظرة التعظيم واالحترام في سائر خلق‬ ‫اهلل‪ ،‬وه��ذا ما يلخصه الشيخ ابن عطاء اهلل‬ ‫بقوله‪:‬ومن نظر الى االشياء بعين التعظيم‬ ‫استمد منها وك��ان عنداهلل عظيما‪.‬واما في‬ ‫النظر الى النفس فيربي المريد على االشتغال‬ ‫دوما بإصالح حاله أوال‪ ،‬وإال يرضى على نفسه‪،‬‬ ‫بل ينبغي أن يرى مكامن النقص دوما في‬ ‫نفسه‪ ،‬ويسعى على ال��دوام إلصالحها‪ ،‬بغية‬ ‫الترقي من حال إلى حال ومن حسن إلى أحسن‬ ‫في تشواف وطلب الكمال الذي خلق لتحصيله‪.‬‬ ‫وق��د اخ��ت��ار صوفية المغرب التصوف‬ ‫السلوكي على مذهب الجنيد (ت ‪297‬ه��ـ)‬ ‫الذي إشتمل على مجموعة من أخالق اإلسالم‬ ‫ومكارمه التي ه��ي ق��وام التربية القلبية‬ ‫اإليمانية‪ ،‬وقد حدده اإلمام الجنيد قائال (هو أن‬ ‫يميتك الحق عنك‪ ،‬ويحييك به) وقال ايضا (ان‬ ‫تكون مع اهلل بال عالقة) ‪.‬‬ ‫وأشار الشيخ زروق في قواعده إلى أهمية تعريف التصوف فقال (تصوف كل أحد صدق‬ ‫توجهه) وأضاف قائال ( التصوف هو اإلحسان)‪.‬‬ ‫لقد كان للتصوف المغربي دور عظيم وأعظم به من دور في استتباب األمن الروحي لدى‬ ‫المغاربة‪ ،‬وفي ترسيخ الوحدة بينهم‪ ،‬مما جعل هذا البلد عبر تاريخه الشامخ بفعل تذوقه للفكرة‬ ‫الصوفية آمنا مطمئنا يرفل في حلل الوئام واالستقرار‪ ،‬لحمة جسمه في ذلك الثوابت من‬ ‫عقيدة أشعرية‪ ،‬وفقه مالكي‪ ،‬وتصوف سني‪ ،‬وهو رصيد معنوي نفيس‪ ،‬وجب علينا المحافظة‬ ‫عليه والبناء على أسسه كل جديد مفيد‪.‬‬ ‫ومن ثم فإن حديثنا عن خصوصية التصوف بالمغرب في التربية على االعتدال‪ ،‬هو حديث‬ ‫بالضرورة عن هذا التوجه‪ ،‬ولذلك نظر مشايخ المغرب إلى علم التصوف في مقصد التربية على‬ ‫االعتدال‪ ،‬وفية لمقاصدها للجانب االخالقي‪،‬حيث كانت غاية الطرق الصوفية في مجملها هي‬ ‫التركيز على التحلي باألخالق الحميدة عمليا‪ ،‬ومنطلقهم في ذلك أن نبي اإلسالم عليه الصالة‬ ‫والسالم ‪:‬انما بعث ليتم مكارم االخالق‪.‬‬ ‫وبقيت وسيلة مشايخ التربية بالمغرب في الوصول إلى هذه الغاية الشريفة‪ -،‬أي التحلي‬ ‫بمكارم االخالق – هي جمع همم المريدين وتعمير أوقاتهم باالجتهاد في مجاهدة النفس‬ ‫ومخالفتها‪ ،‬ومحاسبتها على األنفاس وشغلها بالطاعة ووظائف العبادة في الظاهر والباطن‪.‬‬ ‫وباإلضافة إلى الثوابت الدينية األخرى‪ ،‬من المحافظة على وحدتهم السياسية واالجتماعية‬ ‫والثقافية‪ ،‬وقبلها الدينية فأصبح التصوف ثابتا من ثوابت الهوية الدينية المغربية‪.‬؟ولم يفرط‬ ‫المغاربة ملوكا وشعبا في هذا التميز الصوفي إلى يوم الدين‪.‬‬ ‫كما سيبقى أساسا مثينا ودعامة باذخة ومجاال حيا متحركا يشيع بالمعرفة النورانية‪ ،‬ال‬ ‫تخبو جذوته في تزكية األرواح وتهذيب األخالق وصفاء القلوب‪ ،‬يؤصل لحمل لواء الدعوة إلى‬ ‫اإلسالم الصحيح‪ ،‬إسالم الوسطية واالعتدال بالثبات على المقاصد الكلية وتعظيم األصول‬ ‫وتيسير الفروع وفي تثبيت الناس على الدين القيم في العالم بأسره فهو قوة هائلة وطاقة‬ ‫كامنة صوفية الفكر والقلب والوجدان والمحبة ونهج طريق الصالحين العارفين باهلل‪.‬‬ ‫و الواقع والتاريخ يؤكد أن األمة المغربية إنما اكتسبت مظاهر العزة والقوة والشرف على‬ ‫مدى قرون طويلة ألنها احترمت مقومات األمة التي أسسها المذهب المالكي‪ ،‬وكانت طرفا‬ ‫في الحفاظ عليها‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ )1‬انظر نتائج االفكار القدسية في بيان معاني شرح الرسالة القشيرية حاشية مصطفى العروسي على شرح‬ ‫زكرياء االفصاري على الرسالة ‪.220/1‬‬ ‫(‪ )2‬انظر نتائج األفكار ‪.220/1‬‬ ‫(‪ )3‬ابن الرايات الشادلي‪ ،‬التشوف الى رجال التصوف‬


‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪� 11‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪905‬‬

‫خا�ص‬

‫‪11‬‬

‫خالد مشبال‬

‫صور ووقائع من حياة الراحل‬

‫في سنة ‪ 1967‬التحق خالد مشبال بالتلفزة‬ ‫المغربية كمحافط عام‪ .‬وظل بها إلى المسيرة‬ ‫الخضراء‪ .‬حيث تم تكليفه باإلشراف على األغاني‬ ‫الوطنية لحدث المسيرة الخضراء‪ .‬وأهم البرامج‬ ‫التي قدمتها التلفزة المغربية في هذه الفترة‬ ‫الذهبية برنامج «خميس الحظ» لإلعالمي‬ ‫محمد البوعناني و«مواهب»‪ ،‬للفنان عبد النبي‬ ‫الجيراري و «قاموس الشاشة» للشاعر وجيه‬ ‫فهمي صالح‪ .‬وفي هذا السياق يجب التذكير‬ ‫بالبرامج الناجحة التي قدمها خالد مشبال‬ ‫طيلة عمله بالتلفزة المغربية «ضيف اإلثنين»‬ ‫و«عندما يأتي المساء» و«لو» و«وجها لوجه»‬ ‫و«مستر الفهامات»‪.‬‬ ‫وخالل إقامته بالقاهرة ما بين سنة ‪1952‬‬ ‫و‪ 1958‬تمكن من ريط عالقات حميمية مع‬ ‫كبار الكتاب والصحافيين المصريين أمثال‪:‬‬ ‫محمد التابعي شيخ الصحافة المصرية‪ ،‬وإحسان‬ ‫عبد القدوس الذي زار مدينة طنجة في بداية‬ ‫الثمانينات فزاره خالد بمعية رفيق دربه أبو بكر‬ ‫العشاب بمحل إقامته بفندق المنزه وخالل هذه‬ ‫المرحلة اضطلع بمهام مكلف بديوان البطل‬ ‫المجاهد محمد عبد الكريم الخطابي‪ ،‬ومكان رابطة وصل‬ ‫بين الزعيم ومكتب المغرب العربي في القاهرة والذي‬ ‫ضم نخبة من أبناء المغرب أمثال‪ :‬المهدي بنونة والراحل‬ ‫عبد الكريم غالب والشاعر عبد الزعيم بن ثابت‪ ،‬واألديب‬ ‫عبد المجيد بن جلون الذي كان فيه عضوا أساسيا وكاتبا‬ ‫عاما‪ .‬وللتذكير والتأكيد فقد حظي خالد مشبال بعطف‬ ‫ورعاية الزعيم محمد عبد الكريم الخطابي عاشره وأئمته‬ ‫على سير ال��دي��وان‪ .‬وهكذا كانت بداية خالد مشبال‬ ‫الصحافي‪ ،‬والمحرر لشؤون وأخبار شمال إفريقيا وقضايا‬ ‫المغرب‪ .‬فكتب في عدد من الصحف المصرية ‪ :‬األهرام و‬ ‫الجمهورية و روز اليوسف ‪...‬‬ ‫ومن المواقف اإلنسانية التي ظلت راسخــة في ذهن‬ ‫ووجدان خالد مشبال تجاه صديق عمره الشاعر ادريس‬ ‫الجاي موقفه حين تشكلت لجنة إذاعية برئاسته المتحان‬ ‫اآلتين من إذاع��ات ـ طنجة راديو إفريقيا وإذاع��ة طنجة‬ ‫الدولية وبان إمريكيا‪ ،‬حتى يتم إدماجهم في الوظيفة‬ ‫العمومية‪.‬‬

‫سلسلة من إعداد ‪:‬‬

‫مصطفى بديع السوسي‬ ‫التحق بإذاعة ـ راديو إفريقيا ـ وكان ذلك في‬ ‫سنة ‪ .1958‬واشتغل إلى جانب إعالمييـن‬ ‫من بينهم السيدة أمينــة السوسي أجانا‪.‬‬ ‫ولإلشارة فقــد تم زواجهمــا أواخ��ر سنة‬ ‫‪.1961‬‬ ‫وفي مارس سنة ‪ 1996‬وبفندق ـ فيال‬ ‫سكيس ـ بطنجة أعلن خالد عن تأسيس‬ ‫وكالة ش��راع لخدمات اإلع�لام واالتصال‬ ‫بحضور أصدقائه المرحوم عبد الجبار‬ ‫السحيمي ومصطفى القرشاوي والمرحوم‬ ‫محمد العربي المساري ـ ‪...‬‬

‫رفض ادريس الجاي هذا اإلجراء بصفته رئيس البرامج‬ ‫باإلذاعة المركزية‪ ،‬وبرز ذلك بقوله ‪ :‬كيف نمتحن إذا عيين‬ ‫مرموقين هم أولى بامتحاننا نحن ؟‬ ‫وعن أعز أصدقائه الممثل العالمي‪ /‬هرم المسرح‬ ‫المغربي محمد حسن الجندي قال خالد ‪« :‬ال أظن أن هناك‬ ‫من يشبهه في روح التضحية والتفاني من أجل أصدقائه»‪.‬‬ ‫في سنة ‪ 1965‬توجه خالد مشبال وزوج��ت��ه أمينة‬ ‫السوسي أجانا ـ ماما أمينة ـ وابنهمـا نعمــان إلى الديار‬ ‫اإلسبانية قصد العمل في التلفزة اإلسبانية بمدريد‬ ‫العاصمة‪ .‬ورافقهما رفيق دربه‪ ،‬وصديق عمره‪ ،‬اإلعالمي‬ ‫محمد البوعناني‪...‬‬ ‫واعترف خالد مشبال في سياق تذكره لهذه المرحلة أنه‬ ‫استفاد من عمله داخل التلفزة اإلسبانية‪ .‬وأن السنة التي‬ ‫قضاها في مدريد كانت من أخصب سنوات إبداعه‪ ،‬حيث‬ ‫اكتشف أشياء جديدة لم يكن يعرفها من قبل‪.‬‬ ‫بعد رجوع خالد مشبال إلى المغرب قادما من القاهرة‬

‫وفي ماي سنة ‪ 1997‬صدر أول كتاب‬ ‫من سلسة شراع «حوار التواصل» للدكتور‬ ‫المهدي المنجرة‪ ...‬لقد كانت هذه المبادرة‬ ‫جريئة وفريدة في تاريخ النشر ببالدنا‪،‬‬ ‫استطاعت شراع أن تحفز الكثير من األسماء‬ ‫الوازنة في مجاالت فكرية‪ ،‬وفنية‪ ،‬وإبداعية‬ ‫مختلفة‪ ،‬من بين هذه األسماء ‪ :‬ـ عبد اهلل‬ ‫كنون ـ الدكتور المهدي المنجرة ـ عبد‬ ‫الجبار السحيمي ـ الدكتور المهدي بن عبود‬ ‫ـ الفقيه محمد داود ـ الفنان التشكيلي أحمد بن يسف‬ ‫والباحث والمؤرخ عبد الحق المريني والفنان المسرحي‬ ‫أحمد الطيب العلج والشاعر الغنائي الزجال حسن المفتي‪...‬‬ ‫وحظيت هذه السلسلة بإقبال كبير من قبل القراء‬ ‫لقيمتها وأهميتها من جهة‪ ،‬وليسر وبساطة سعرها من‬ ‫جهة ثانية (‪ 10‬دراهم)‪.‬‬ ‫وال يفوتني في هذه العجالة أن أذكر أن خالد مشبال‬ ‫ك��ان على ات��ص��ال دائ��م بكبار الصحافيين والكتاب‬ ‫المصريين‪ ،‬فإلى جانب من ربطته بهم عالقات حميمية‬ ‫كان االتصال المستمر والدائم بصالح عشماوي‪ ،‬وأحمد‬ ‫أبو الفتوح‪ ،‬وعبد الرحمن الشرقاوي‪ ،‬وفكري أباظه‪ ،‬وكامل‬ ‫الشناوي‪ ،‬وفاطمة اليوسف (مؤسسة روز اليوسف)‪ ،‬وإحسان‬ ‫عبد القدوس‪ ،‬وأحمد بهاء الدين‪ ،‬ورجاء النقاش وسنتابع‬ ‫هذه الصور والوقائع من حياة الراحل خالد مشبال في اآلتي‬ ‫من مقاالت وأحداث ووقائع‪.‬‬

‫اإلعالمي المرحوم خالد مشبال مع زوجته اإلعالمية أمينة السوسي يغادران طنجة للعمل في التلفزة اإلسبانية سنة (‪)1965‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪905‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪� 11‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫أسوار وأبواب مدينة تطوان األثرية‬

‫أسوار مدينة تطوان محصنة بأبراج متعددة األضالع وحصون صغيرة‬ ‫مسقفة‪ ،‬والشكل العام لهذه األسوار متعرج بسبب تضاريس المنطقة‪ ،‬أما‬ ‫علوها فال يتعدى ‪ 6‬أمتار‪ ،‬وسمكها يبلغ حوالي (‪1‬م) متر واحد‪ ،‬ويعلوها‬ ‫ممررات للحراسة‪ ،‬وتتدرج بشرفات متينة‪ ،‬وقد بنيت األسوار بالحجارة واآلجور‬ ‫العامر مع تربة الكدان‪ ،‬وهي تربة الحمري والجير‪.‬‬ ‫فتحت في هذه األسوار في بداية إنشائها ‪ 7‬أبواب‪ ،‬منفتحة على الموقع‬ ‫المرتبط بأهمية حاجيات المدينة في خارجها‪ ،‬وغالبا ما تفتح على الطرق‬ ‫المتجهة نحو المدن والبوادي المجاورة‪ ،‬أو في اتجاه المزارع أو األغراس‪ ،‬أو‬ ‫طريق البحر‪ ،‬أما بالنسبة لداخل المدينة فتفتح البوابات على األزقة الرئيسية‬ ‫والتجارية‪ ،‬ويبقى المسكن مصون الحرمة‪.‬‬ ‫وعن هندسة األب��واب فإنها تفتح بأقواس تسمى (قوس المشوك)‬ ‫تعلوها غرفة أو مصرية الحارس‪ ،‬المكلف بإغالق الباب ليال‪ ،‬وتتوج المصرية‬ ‫بشرفات بالنسبة لمدينة تطوان‪ ،‬وبالقرمود األخضر بالنسبة لتوأمتها‬ ‫مدينة شفشاون‪.‬‬ ‫وبالنسبة للوضعية الحالية لمعالم تطوان‪ ،‬فأغلب أسوارها الزالت قائمة‬ ‫وتحتاج إلى الترميم‪ ،‬وتاريخ تشييد سور تطوان ينقسم إلى أربعة مراحل ‪:‬‬ ‫‪ )1‬المرحلة األولى‬ ‫في العهد المريني‪ ،‬حيث توجد تسجيالت على أحد أبراج قصبة درسة‬ ‫تشير إلى أن بناء هذا الحصن كان سنة ‪1286-1287‬م‪ ،‬على يد السلطان‬ ‫عبدالحق بن يعقوب المريني‪.‬‬ ‫‪ )2‬المرحلة الثانية‬ ‫في أواخ��ر القرن ‪15‬م بعد سقوط غرناطة وهجرة المسلمين‬ ‫األندلسيين سنة ‪1471‬م ثم بناء قصبة تطوان على يد مجاهد بني األحمر‬ ‫القائد أبوالحسن علي المنظري الغرناطي‪.‬‬ ‫‪ )3‬المرحلة الثالثة‬ ‫ابتداء من القرن ‪16‬م مع توسيع المدينة إثر الهجرة المجبرة على‬ ‫مسلمي األندلس من طرف الملك فيليب الثالث والتي ضمت أزيد من‬ ‫‪ 200.000‬نسمة فإنه غالبا مل كان يستعان بخدمات األسرى البرتغاليين‬ ‫في تشييد هذه األسوار واألبراج‪.‬‬ ‫‪ )4‬المرحلة الرابعة‬ ‫إنطالقا من القرن ‪18‬م مع االستقرار الداخلي الذي عرفته البالد‬ ‫المغربية تم استكمال بناء أسوار المدينة‪.‬‬ ‫بعض التوصيات المتعلقة بالمحافظة على أسوار المدن العتيقة ‪:‬‬ ‫ضرورة المحافظة‬ ‫·‬ ‫المساهمة بقدر من الفعالية في الحفاظ على المدن العتيقة‪،‬‬ ‫‪o‬‬ ‫يتطلب المحافظة على أسوارها‪ ،‬وذلك بإيقاف زحف العمران المعاصر بداخل‬ ‫المدن القديمة‪.‬‬ ‫بالمحافظة على أسوار المدن‪ ،‬سنحافظ على البنية التاريخية‬ ‫‪o‬‬ ‫المعبرة عن حضارتنا‪ ،‬والتعريف بتراثنا سواء بالنسبة ألجيالنا الصاعدة‪ ،‬أو‬ ‫بالنسبة للرأي العام العالمي‪.‬‬ ‫كيفية المحافظة‬ ‫·‬ ‫‪ o‬بمنع إقامة أي بناء على أسوار المدن‪.‬‬ ‫‪ o‬تهييء حدائق أو ممرات الترفيه على طول األسوار‪.‬‬ ‫‪ o‬القيام بعمليات الترميم لألجزاء التي هي في حاجة لذلك‬ ‫‪ o‬توظيف األبراج والحصون المشيدة على األسوار‬ ‫العمل على إبراز هذه المعالم‬ ‫·‬ ‫‪ o‬بالقيام بعمليات الصيانة والتنظيف والتجميل وتهييء المساحات‬ ‫المجاورة أو المالصقة لهذه المعالم‪.‬‬ ‫‪ o‬تسليط اإلنارة الفنية على هذه المعالم ليال‪.‬‬ ‫المصدر ‪ :‬نظريات حول عملية الترميم والمحافظة على المعالم التاريخية‬ ‫لألستاذ محمد حافظ الزراقي‪.‬‬

‫هل تعرف أبواب مدينة تطوان السبع ؟‬ ‫باب العقلة‬ ‫يقع غرب اسوار المدينة العتيقة بني في اوائل القرن ‪ 16‬م وسمي بهذا‬ ‫اإلسم النه كان يجتمع على مشارفه حكماء المدينة لتداول األفكار فيما‬ ‫بينهم كل مساء‪ ،‬ومن تم اشتهر اسم الباب بباب العقلة تحريفا لكلمة باب‬ ‫العقالء‪ ،‬ولما دخل المستعمر اإلسباني المدينة استبدل أسماء األبواب من‬ ‫العربية إلى أسماء إسبانية‪ ،‬حيث سمى باب العقلة ‪( puerta de reina‬باب‬ ‫الملكة) تكريما اليليزابيث فى انجاح حملتها الصليبية بالمغرب‪.‬‬

‫باب الرموز‬ ‫يقع جنوب السور المحيط بالمدينة العتيقة بنى في بداية القرن ‪16‬‬ ‫م سمي بهذا االسم نسبة لعائلة الرموز األندلسية المهاجرة من األندلس‪،‬‬ ‫والتى كانت تملك األرض التى اقيم عليها الباب‪ ،‬اما المستعمر اإلسبانى‬ ‫فسماها (باب الملوك الكاتوليك) ‪puerta de los reyes catolicos‬‬ ‫نسبة الى ملوك غرناطة فرناندو وايزابيال األولى‪.‬‬ ‫باب المقابر‬ ‫يقع فى شمال المدينة العتيقة بني في منتصف ق ‪ 16‬م وسمي بهذا‬ ‫االسم النه يطل على المقبرة االسالمية بتطوان كما يطلق عليه اسم باب‬ ‫سيدى المنظرى نسبة للقائد الغرناطى األندلسي لوقوعه قرب مدفنه‪ ،‬أما‬ ‫المستعمر االسبانى فاطلق عليه اسم (باب النصر) ‪puerta de la victoria‬‬ ‫كذكرى لدخوله منها أيام احتالله للمدينة فى حرب تطوان سنة ‪1860‬م‪.‬‬ ‫باب النوادر‬ ‫يقع غرب الحصن المحيط بالمدينة العتيقة سمي بهذا االسم النه‬ ‫كانت تقام خارج هذا الباب عملية الحصاد حيث يوضع ما يحصد من الزرع‬ ‫على شكل نوادر لدرس القمح‪ ،‬وقد اطلق عليه االسبان اسم (باب فاس)‬ ‫‪.puerta de fez‬‬ ‫باب التوت القديم‬ ‫أو الباب القديم انشا فى القرن ‪ 16‬عند بناء حومة الطرانكات‪.‬‬ ‫باب التوت الجديد‬ ‫باب التوت الجديد انشا في اوائل ق ‪19‬م ويقع غرب المدينة العتيقة‬ ‫على الواجهة الجنوبية‪ ،‬وفي سنة ‪ 1913‬هدمه االسبان سنة ‪1913‬م‪،‬‬ ‫وسمي بهذا االسم نسبة الشجار التوت التى كانت نابتة خارج الباب‪ ،‬أما‬ ‫االسبان فسموا الباب ‪ puerta de cid‬تيمنا باحد الفرسان الملقب بالسيد‬ ‫الذى يضرب به المثل عند االسبان فى الحروب النصرانية باألندلس‪.‬‬ ‫وفي تعريف آخر‬ ‫باب التوت‬ ‫أحد ابواب مدينة تطوان السبعة‪ ،‬وكان يطلق على بابين ولم يبق‬ ‫منهما سوى باب واحد أما اآلخر فقد هدم في عهد االستقالل ‪ ،‬وقد سمي‬ ‫بهذا االسم لوجود أشجار التوت خارجه‪.‬‬ ‫وأقدم وثيقة ذكر فيها باب التوت يعود تاريخها الى سنة ‪1174‬هـ ‪/‬‬ ‫‪1761‬م‪.‬‬ ‫وعندما احتل االسبان مدينة تطوان سنة ‪1276‬هـ ‪1860 /‬م أطلقوا‬ ‫على البوابة اسم (باب السيد)‪ ،‬نسبة للمغامر اإلسباني رودريكو دياز الذي‬ ‫قاوم الجيش المرابطي بناحية بلنسية إلى أن وافته المنية سنة ‪1049‬م‪.‬‬ ‫وعند احتاللهم لتطوان للمرة الثانية سنة ‪1331‬هـ ‪1913 /‬م أطلق‬ ‫عليه اإلسبان إسم (باب طنجة)‪.‬‬ ‫وتوجد بجانب باب التوت الذي ما زال قائما قناة بناها باشا المدينة‬ ‫القائد محمد لوقش سنة ‪1168‬هـ ‪1748 /‬م‪ ،‬وفي أعلى القناة أبيات منقوشة‬ ‫نقلها الفقيه داود في كتابه تاريخ تطوان ‪.‬‬ ‫المصدر ‪ :‬المعلمة الراحل ذ‪ /‬محمد ابن عزوز حكيم‬

‫باب الصعيدة‬ ‫سميت بهذا االسم نسبة لضريح الصالح سيدى الصعيدى المصري‬ ‫األصل والقادم من صعيد مصر‪ ،‬النزيل بتطوان والدفين بها وضريحه‬ ‫يقع على مقربة من الباب‪ ،‬ويقع الباب غرب أسوار المدينة العتيقة‪ ،‬وسماه‬ ‫اإلسبان بباب سان فرناندو ‪ Puerta de Sanfernand‬كذكرى لجهوده في‬ ‫استرجاع مدينة إشبيلية من أيدي المسلمين‪.‬‬ ‫باب الجياف‬ ‫يقع باب الجياف شمال أسوار المدينة العتيقة‪ ،‬سمي بباب الجياف {جمع‬ ‫جيفة} النه كان معبرا لجنائز اليهود بمدينة تطوان إلى المقبرة اليهودية‬ ‫وكان الباب يفتح وقت مرورمواكبهم الجنائزية‪ ،‬وكثيرا ما يطلق المسلمون‬ ‫على موتى اليهود بالجياف ألنه يجيف عند موته‪ ،‬أما اإلسبان فأطلقوا عليه‬ ‫اسم باب الملك ألفونسو ‪ Puerta de Alfonso‬نسبة للملك ألفونسو الذي‬ ‫لعب دورا هاما في طرد المسلمين من األندلس رفقة الملكة إزابيال ويلقب‬ ‫بـ «البوينو» أي الطيب‪.‬‬ ‫وفي تعريف آخر‬ ‫باب الجياف‬ ‫أحد ابواب مدينة تطوان ‪ ،‬يقع بالواجهة الشمالية لسور المدينة‬ ‫القديمة‪ ،‬مفتوح مباشرة على مقبرتها الشمالية الشرقية‪.‬‬ ‫يحمل الباب ثالثة أسماء وهي ‪:‬‬ ‫باب الجياف ‪ :‬وهو االسم المعروف به في السابق والحاضر‪ ،‬وتفسير‬ ‫تسميته بالجياف من خالل الروايات التالية ‪:‬‬

‫ الرواية األولى‪ :‬تعرضت تطوان وقائدها عبدالرحمن عشعاش في‬‫عهد السلطان موالي عبدالعزيز العلوي إلى هجوم بعض القبائل الريفية‬ ‫التي حاصرتها أكثر من ‪ 6‬أشهر ‪ ،‬وكان االنتصار بعدها للتطوانيين الذين‬ ‫قاموا بذبح عدد من المحاصرين وألقوا بجثثهم أمام الباب‪ ،‬وخلفت بعد مدة‬ ‫روائح كريهة نتنة فسميت بباب الجياف‬ ‫ الرواية الثانية ‪ :‬تحكي في نفس سياق األحداث‪ ،‬وتختلف عن األولى‬‫في ترك الريفيين موتاهم من المحاصرين أمام الباب حتى انتشرت رائحة‬ ‫الجثث فأطلق عليها باب الجياف‬ ‫وهناك معطى آخر وهو قيام الباحثين بالتحريات األثرية حول مدينة‬ ‫تطوان سنة ‪1981-1982‬م فتبين فعال وجود فرشة أثرية عالية أمام الباب‬ ‫تتكون من األزبال تعود لسنة ‪1905‬م‪ ،‬وفرشة أخرى في أسفلها تزيد عن‬ ‫‪ 70‬سنتم علوا تتضمن هياكل عظمية بشرية مبعثرة ومتراكمة لم تخضع‬ ‫لشروط الدفن وجماجمها في اتجاهات مختلفة‬ ‫وقد ارتبط قديما تأسيس باب الجياف بتوسيع المدينة خالل القرن‬ ‫‪11‬هـ ‪17 /‬م‪ ،‬وفتحت الباب – وباب السعيدة أيضا – في السور المضاف من‬ ‫باب العقلة الى باب الجياف‪.‬‬ ‫باب السفلي ‪ :‬ويعتبـر هـذا اإلسم إسمــا خاطئا سمــي به الباب مؤخرا‬ ‫إذ باب السفلي كان داخل المدينة في اتجاه شمالها الغربي‪.‬‬ ‫باب الفونسو ‪ : 13‬ارتبط هذا اإلسـم بفترة احتالل إسبانيا لمدينة‬ ‫تطوان سنة ‪1860‬م‪.‬‬ ‫ويقدم تصميم الباب شكال مربعا تقريبا (‪3‬م * ‪2.80‬م)‪ ،‬ومادة بناء‬ ‫الباب من الحجارة المكسوة ببالط من التراب المبلل وقليل من الجير‬ ‫ثم جدد إطار فتحتي العقدين الداخلي والخارجي باآلجر بتقنية (النائم)‬ ‫الى حدود بداية انطالقهما واتكائهما على األرجل ‪ ،‬وشكل العقدين من‬ ‫النوع البيضاوي الشكل مع تجاوز خفيف في خط تقوسهما‪.‬‬ ‫وتعتبر الواجهة الخارجية المشرفة على المقبرة أهم ميزة معمارية‬ ‫تذكر في وصف الباب‪ ،‬فهي واجهة يتقدمها عمودان يحصران بينهما‬ ‫فتحة العقد ويحمالن إطارا زخرفيا أكثر بروزا منهما في إشرافه على الباب‪،‬‬ ‫والزخرف عبارة عن تناوب بين تجويف مقعر ونتوء محدب‪ ،‬ويبدو أن هذا‬ ‫اإلطار كان قاعدة لشرفه منحدرة نحو الخارج مكسوة‪ ،‬ربما بالقرميد مثل‬ ‫سائر الشرفات التي تعلو األبواب‪.‬‬ ‫وقد أظهرت التحريات األثرية التي جرت أمام الباب النتائج التالية ‪:‬‬ ‫ على مستوى البقايا األثرية الثابتة ‪ :‬كشف الحفر في األساسات عن‬‫وجود سور يصل سمكه إلى ‪1.60‬م‪ ،‬ولم يتمكن من معرفة طوله تحت‬ ‫أكوام األتربة وأسفل القدم الغربي لباب الجياف‪ ،‬ويأخذ اتجاها معاكسا‬ ‫التجاه السور الحالي‪ ،‬ومواد بنائه من الحجارة المتوسطة مربوطة بالجير‬ ‫والتراب‪ ،‬وقد تعرض هذا السور لتصدع طبيعي بحيث تعمق انكساره نحو‬ ‫أساسه‪.‬‬ ‫ على مستوى البقايا األثرية المتنقلة ‪ :‬كشف الحفر عن وجود عدد‬‫كثير من غاليين التدخين الفخارية القديمة‪ ،‬ال زالت في بعضها بقايا‬ ‫آثار الدخان‪ ،‬وبعضها لم يستعمل‪ ،‬هذه اآلثار تبعث على البحث في تاريخ‬ ‫التدخين بالمغرب‪ ،‬وصناعة أدواتها في المدينة‪ ،‬وقد وجدت هذه الغاليين‬ ‫في الفرشة األرضية الثالثة بعد فرشة األزبال ثم فرشة الهياكل العظمية‪،‬‬ ‫وتتميز هذه الفرشة الثالثة بلونها الرمادي‪ ،‬وهو ما يوحي بأنه مكان أفرنة‪،‬‬ ‫كما وجدت بنفس الفرشة مواد فخارية أخرى‪.‬‬ ‫المصدر ‪ :‬المعلمة – ذ‪ /‬أحمد أشعبان‬

‫‪---------------------------‬‬

‫إعداد ‪:‬‬

‫‪Mohamed Zalmadi Mzali‬‬ ‫من مدوناته‪:‬‬ ‫• ‪ - LAJNA ISAAFIA LAMZALIA‬اللجنة اإلسعافية المزالية‬ ‫• ‪ - Timezguida Ouassif‬تيمزكيدا واسيف‬ ‫• ‪ - Seissid - Ait Mzal‬سيصيض ‪ -‬آيت مزال‬ ‫• جمعية ايمي واسيف للنماء بآيت مزال‬ ‫• اتحاد جمعيات منطقة آيت مزال‬ ‫• ‪ - Personnalités d’Ait Mzal‬أعـالم آيـت مــزال‬ ‫• ‪ ------ TRIBU AIT MZAL‬قبـيـلة آيـت مــزال‬ ‫• ‪TIMEZGUID OUSSRIR - AIT MZAL‬‬ ‫• ‪ TRIBUS DE SOUSS‬قبائــل ســوس‬ ‫• ‪ Les Douars d’Ait Mzal‬قرى آيت مزال‬ ‫• ‪ - Tribus du Maroc‬قبائل المغرب‬ ‫• أعالم اليهود في المغرب‪.‬‬


‫العدد ‪905‬‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪� 11‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫أي فساد إلدارة بال إرادة‪...‬‬ ‫وبال تجربة‪..‬؟‬

‫‪-1-‬‬

‫ال تختلف نظرة المواطن في الدول السائرة في طريق‬ ‫النمو‪ /‬الدول المتخلفة‪ ،‬إلى قضايا التنمية والديمقراطية‬ ‫والحرية وحقوق اإلنسان‪ ،‬بقدر ما تختلف نظرة المسؤولين‬ ‫في هذه ال��دول إلى الوسائل الكفيلة لتحقيق التطور‬ ‫االجتماعي‪ /‬االقتصادي‪ /‬السياسي‪ ،‬التي من شأنها تحقيق‬ ‫هذه األهداف‪ ،‬وبلورتها على أرض الواقع‪.‬‬ ‫إن مشاكل وقضايا وهموم المواطن في الدول السائرة‬ ‫في طريق النمو‪ ،‬تكاد تكون متشابهة من حيث الحدة‬ ‫والحجم والقيمة مع مشاكل وهموم المواطنين في الدول‬ ‫المتقدمة‪ ،‬لكن معالجتها وبلورتها‪ ،‬تختلف كل االختالف‬ ‫بين هذه الدول وتلك‪.‬‬ ‫في الدول السائرة في طريق النمو‪ /‬الدول المتخلفة‬ ‫اقتصاديا وصناعيا وسياسيا وثقافيا‪ ،‬تنحصر برامج التنمية‬ ‫وقوانين الديمقراطية وحقوق اإلنسان‪ ،‬وأساليب اإلصالحات‬ ‫القضائية واالقتصادية‪ ،‬أما بسبب الفساد المتعدد الصفات‬ ‫الذي يضرب اإلدارة والمال العام والمؤسسات والمقاوالت‬ ‫االقتصادية والقضاء والمجتمع والسياسية‪ ،‬أو بسبب‬ ‫احتياجاتها إلى الهيكلة والتقويم‪ ،‬لذلك وبالنظر إلى تجربة‬ ‫الدول التي نجحت في تحريك آليات التنمية‪ ،‬وبلورة قيم‬ ‫الديمقراطية والحرية وحقوق اإلنسان‪ ،‬سنجد أنها عالجت‬ ‫قبل كل شيء إشكاليات الفساد المتحكمة في دواليبها‪،‬‬ ‫فاتجهت إلى محاسبة المفسدين والقضاء على فسادهم‪/‬‬ ‫اتجهت إلى تطهير إدارتها من الرشوة والمحسوبية‬ ‫واستغالل النفوذ والزبونية‪ ،‬وتحديث هياكلها لتكون في‬ ‫مستوى المسؤوليات المنوطة بها‪ ،‬سياسيا واقتصاديا‬ ‫واجتماعيا‪.‬‬ ‫لربما ألجل ذلك‪ ،‬نجد النخبة السياسية المخلصة‬ ‫لمبادئ مواطنتها بالمغرب‪ ،‬تناضل منذ مدة بعيدة‪ ،‬من‬ ‫أجل رسم خريطة لمحاصرة الفساد في مواقعه‪ ،‬قبل رسمها‬ ‫ألي سياسة إصالحية‪ ،‬ذلك ألن إدارة الدولة هي قبل كل‬ ‫شيء‪ ،‬األداة األساسية والطبيعية لكل إصالح‪ /‬لكل تنمية‪/‬‬ ‫لكل تطور‪ .../‬ولكل تغيير وانتقال‪ ،‬كما هي ‪-‬في ذات‬ ‫الوقت‪ -‬أداة أساسية وطبيعية‪ ،‬لكل سقوط ولكل تخلف‪،‬‬ ‫ولكل انهزامية‪.‬‬

‫‪-2-‬‬

‫هكذا تستمد اإلدارة أهميتها وقوتها في الزمن الراهن‪،‬‬ ‫كما في األزمنة الغابرة من كونها الوسيط الضروري‬ ‫والفاعل بين السلطة والسياسة‪ ،‬وبين كافة المواطنين‬ ‫المستهدفين بقراراتها وقوانينها ومناهجها وأداوتها‬ ‫التحكمية‪ ،‬فهي بهذه الصفة‪ ،‬األداة الفاعلة والمؤثرة في‬ ‫كل قرار سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي أو ثقافي‪ ،‬من حيث‬ ‫أنها تنهض بأعباء ومهام تدبير الشأن العام والمال العام‪،‬‬ ‫وتقديم الخدمات العمومية المطلوبة‪.‬‬ ‫وفي نظر فقهاء علم اإلدارة‪ ،‬إن بعث القرار السياسي‬ ‫وإعطاء مفهوم حقيقي للتنمية والحرية‪ /‬لحقوق اإلنسان‬ ‫والديمقراطية والالمركزية‪ ،‬في الدولة الحديثة‪ ،‬أصبح‬ ‫يتطلب – قبل كل شيء‪ -‬إدارة على مستوى كبير من‬ ‫النقاء والبناء والهيكلة‪ ،‬ذلك ألنها (أي اإلدارة) أصبحت‬ ‫عصب الحياة في الدولة‪ ،‬تحتل مكانة وازن��ة ومتميزة‬ ‫ضمن عناصرها السياسية واالقتصادية‪( ،‬بمفهوم علم‬ ‫االقتصاد السياسي) فهي تبلور مهام وأدوار قطاع ما‬ ‫يسمى باالقتصاد اإلداري‪ ،‬كقطاع فاعل ومؤثر في الحياة‬ ‫العامة االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬ليس فحسب بقيامه‬ ‫بوظائف الفاعلين االقتصاديين واالجتماعيين‪ ،‬ولكن أيضا‬ ‫بتأثير هذا القطاع‪ ،‬على مستوى األداء والجدوى والنجاعة‬ ‫االقتصادية والعائد االجتماعي للبالد‪...‬‬ ‫يعني ذلك أن اإلدارة‪ ،‬أصبحت في الدولة الحديثة‪ ،‬جوهر‬ ‫كل بناء ونماء‪ ،‬فهي وأجهزتها وهياكلها‪ ،‬على صلة بكافة‬ ‫واجهات الحياة العامة‪ ،‬وبكافة قطاعات التنمية‪ ،‬االقتصادية‬ ‫واالجتماعية والسياسية والثقافية‪ ،‬وهي بهذا المعنى‬ ‫أيضا‪ ،‬أصبحت تشكل عنصرا أساسيا في توازن الدولة‪ ،‬في‬ ‫تقدمها‪ /‬تنميتها‪ /‬نهضتها‪ ،‬ليس فقط باعتبارها الوعاء‬

‫‪13‬‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫بقلم‪ :‬م�صطفى احلراق‬ ‫• محمد أديب السالوي‬

‫الذي يحتضن آالف الموظفين والعاملين الذين يؤدون‬ ‫الخدمات العمومية‪ ،‬لكن أيضا ألنها العنصر األساسي في‬ ‫كل انتقال وتنمية وتغيير ونهضة‪.‬‬

‫‪-3-‬‬

‫من حيث بنائها التنظيمي‪ /‬المؤسساتي‪ ،‬تعتبر اإلدارة‬ ‫المغربية الراهنة نتاج طبيعي للبناء‪ ،‬المؤسساتي‪ ،‬الذي‬ ‫تبلور عبر تطورات كمية وتحوالت نوعية‪ ،‬تتشكل من اإلرث‬ ‫التاريخي لعهد الحماية وما قبله‪ ،‬ومن تراكمات األخطاء‬ ‫والفساد والتسيب وإفرازات كل ذلك في عهد االستقالل‪.‬‬ ‫وعلى المستوى التنظيمي‪ ،‬تعاظم دور هذه اإلدارة في‬ ‫الحياة العامة‪ ،‬واتسع مجال تدخالتها وتأثيرها البيروقراطي‬ ‫في القطاعات المختلفة‪ ،‬إذ جعلت من نفسها جهازا ال‬ ‫غنى عنه وال مندوحة عن أدائه وتدخالته ووجهات نظره‬ ‫وقراراته‪ .‬وجعلت من قوانينها ومساطرها «البيروقراطية»‪،‬‬ ‫أمرا قريبا من التقديس‪ ،‬فهي متفردة بصالحيات مطلقة‬ ‫في العديد من المجاالت والميادين والقطاعات‪.‬‬ ‫وفي نظر العديد من الباحثين المختصين‪ ،‬أن هذه‬ ‫اإلدارة بفعل إرثها المتعفن‪ ،‬وبفعل تعاظم دورها في الدولة‪،‬‬ ‫أصابها ما يشبه التقهقر‪ ،‬الذي ال يعود فقط إلى مستواها‬ ‫التنظيمي المتخلف‪ ،‬ولكن أيضا إلى فسادها‪ /‬أمراضها‪/‬‬ ‫وعاهاتها وثقافتها التقليدية‪ ،‬التي عملت‪ /‬تعمل بقوة‪ ،‬على‬ ‫تعثر التنمية والديمقراطية وحقوق اإلنسان‪ ،‬وكل ما يتعلق‬ ‫بالعصرنة والتحديث واالنتقال الحضاري للبالد‪.‬‬ ‫وي��رى العديد من الباحثين في القضايا اإلداري��ة‬ ‫المغربية‪ ،‬أن المعادلة القائمة بين الفساد اإلداري والتخلف‬ ‫في هذه اإلدارة‪ ،‬تحمل داللة واح��دة‪ ،‬وهي أن وضعية‬ ‫اإلدارة المغربية الراهنة‪ ،‬هي أصل ومرجعية لكل فساد‬ ‫في القطاعات األخرى‪ ،‬في حين ترى العديد من المكونات‬ ‫المغربية‪ ،‬أن لهذه اإلدارة‪ ،‬القسط األوفر من المسؤولية‬ ‫في التقهقر والتدهور والتراجع الذي عرفته‪ /‬تعرفه التنمية‬ ‫والديمقراطية وحقوق اإلنسان‪ ،‬وهو نفسه التقهقر الذي‬ ‫يطبع المؤسسات السياسية وأجهزتها وعملها على ارض‬ ‫الواقع‪ ،‬وترى أن إشكالية الفساد في اإلدارة المغربية‪،‬‬ ‫ال تنعكس فقط على التشريعات والقوانين واللوائح‬ ‫التنظيمية المتجاوزة‪ ،‬ولكنها أساسا تنعكس على األداء‬ ‫الوظيفي أي‪ :‬سوء استخدام المنصب اإلداري‪ /‬الرشوة‪/‬‬ ‫استغالل النفوذ‪ /‬االبتزاز‪ /‬المحسوبية‪ /‬التسيب‪ /‬الجنوح‬ ‫للمصلحة الخاصة على حساب المصلحة العامة‪ /‬معاكسة‬ ‫التحفيز االقتصادي وإعاقة االستثمار الوطني والخارجي‪/‬‬ ‫إضافة إلى السلوكات البيروقراطية الهجينة والمعاكسة ألي‬ ‫تطور‪ ،‬وألي انتقال ديمقراطي‪ /‬حضاري‪ ،‬وألي تنمية وطنية‬ ‫تنهجها في تعاملها مع الشأن العام‪.‬‬ ‫وترى العديد من األطروحات األكاديمية المغربية حول‬ ‫اإلدارة‪ ،‬أن أمراضها‪ ،‬التي ترعرعت على جسدها النحيل‪،‬‬ ‫لفترة ليست بالقصيرة‪ ،‬ضدا في القوانين والشرائع‪ ،‬وضدا‬ ‫في التطورات التاريخية والحضارية‪ ،‬أصابت القطاعات‬ ‫المنتجة والحساسة األخرى المرتبطة بها من قريب أو من‬ ‫بعيد‪ .‬فاتساع اإلدارة إلى الموظفين الذين ال ذمة لهم‪،‬‬ ‫واحتضانها للذين نزعوا المواطنة من قلوبهم وعقولهم‪،‬‬ ‫واستسالمها للرشوة والفساد والزبونية ولسوء التنظيم‬ ‫والبيروقراطية‪ ،‬وإبقائها على عدم تطور هياكلها‪ ،‬أدى‬ ‫بالمغرب إلى أزماته الخانقة االقتصادية‪ /‬االجتماعية‪/‬‬ ‫السياسية المتداخلة‪ ،‬التي وضعته على حافة التخلف‬ ‫والتراجع والتي قادته مكرها إلى «السكتة القلبية» في عصر‬ ‫العلم والعولمة‪...‬‬ ‫السؤال ال��ذي أصبح يطرح نفسه بقوة في الزمن‬ ‫الراهن‪ :‬كيف إلدارة على هذا المستوى من التخلف أن تقود‬ ‫المغرب الذي أصبح ينزف بمشاكله وأزماته‪ ،‬إلى حد مخيف‬ ‫إلى اإلصالح أو إلى التنمية والتحديث وهي تؤكد على‬ ‫نفسها بالكثير من الحجج والبراهين‪ ،‬أنها ال تملك تجربة‪/‬‬ ‫ال تملك إرادة‪ /‬ال تملك معرفة لإلصالح أو إلدارة األزمات‪..‬؟‬

‫أفال تنظرون‪...‬؟‬

‫الواليات المتحدة األمريكية‬ ‫والنظام العالمي الجديد‬ ‫في الوقت الذي كان العالم يتحدث عن النظام العالمي‬ ‫الجديد بعد سقوط جدار برلين‪ ،‬وانطالق ثورة المعلومات‬ ‫واإلعالم‪ ،‬التي ستعمل على تدمير أسلحة الجهلة المفروضين‬ ‫كما قال بوش في إحدى خطبه‪ ،‬حيث تغلبت التيكنولوجيا‬ ‫في العديد من أنحاء العالم على الطغيان‪ ،‬مثبتة بذلك أن‬ ‫عصر المعلومات يمكن أن يصبح عصر التحرر‪.‬‬ ‫ورغم تطمينات القادة األمريكيين بعدم فرض الواليات‬ ‫المتحدة األمريكية تصورها على العالم‪ ،‬وإن كانت تعمل‬ ‫جاهدة في العالنية تارة وفي الخفاء تارة أخرى على قيادته‪،‬‬ ‫إال أن الرسالة فهمتها دول الجنوب‪ ،‬وهي أن النظام العالمي‬ ‫الجديد‪ ،‬يمكن أن يكون صورة جديدة من صور الهيمنة‪،‬‬ ‫مما سيؤدي إلى مزيد من تبعية الجنوب للشمال‪ ،‬وإخضاعه‬ ‫سياسيا بل وعسكريا لتوجهات الواليات المتحدة األمريكية‪،‬‬ ‫ويدعم هذه المخاوف أمثلة بارزة من ازدواجية المعايير‪.‬‬ ‫ففي الوقت الذي مارست فيه الواليات المتحدة األمريكية‬ ‫القوة المسلحة بأحدث تكنولوجيا السالح ضد العراق إلجباره‬ ‫على االنسحاب من الكويت‪ ،‬لوحظت المعاملة المختلفة‬ ‫ألمريكا مع إسرائيل الرافضة للسالم‪ ،‬والتي تتحدى قرارات‬ ‫األمم المتحدة‪ ،‬التي تنص على الحقوق المشروعة للشعب‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬باإلضافة إلى تطبيق انتقائي لمعايير حقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬حيث يتم التركيز على مخالفتها في الدول التي‬ ‫تتعارض مصالحها مع الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬في‬ ‫الوقت الذي يتم تجاهل خرقها في دول أخرى – وفق تقديرها‬ ‫لمصالحها‪ -‬ضرورة أو مصلحة في إدانتها‪ .‬وقد عبرت دول‬ ‫الجنوب عن اتجاهاتها ومطالبها في مواجهة النظام العالمي‬ ‫الجديد من خالل إعالن (أكرا) الصادر عن دول عدم االنحياز‬ ‫في شتمبر من سنة ‪ ،1991‬والذي حمل عنوان «عالم يتحول‬ ‫من انحسار المواجهة إلى تنامي التعاون»‪.‬‬ ‫ونظرا ألهمية إعالن أكرا‪ ،‬نذكر بالبند الثاني عشر من‬ ‫البيان الذي له داللة حيث يقول ‪« :‬إن حركة دول عدم‬ ‫االنحياز تحيي وت��ؤازر المطالبة بالديمقراطية وبإشاعة‬ ‫التعددية السياسية‪ ،‬فنحن نشهد اهتماما متزايدا بحقوق‬ ‫اإلنسان في العالم كله‪ .‬وقد آلينا على أنفسنا أن نحترم هذه‬ ‫الحقوق‪ .‬إال أننا نؤكد من جديد أنها يمكن أن تصان على‬ ‫نحو أكمل في مناخ من العدالة االقتصادية واالجتماعية»‪.‬‬ ‫وهكذا أكدت دول عدم االنحياز على أن حد الديمقراطية‬ ‫الحقيقي هو العدالة االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬والتي ال يمكن‬ ‫أن تتحقق إال إذا حدث تغيير جوهري في شروط التبادل‬ ‫االقتصادي في النظام العالمي‪ ،‬وهي الدعوة القديمة التي‬ ‫كانت تتبناها دول الجنوب‪ ،‬الداعية إلى إنشاء نظام اقتصادي‬ ‫عالمي جديد‪ ،‬والتي تعثرت ثم جمدت نتيجة مقاومة ورفض‬ ‫الدول الصناعية الكبرى وعلى رأسها الواليات المتحدة‬ ‫األمريكية‪.‬‬ ‫وختاما يمكن القول إن النظام العالمي الجديد الذي‬ ‫أفرزته الثورة السياسية التي تجري اآلن في العالم‪ ،‬والتي‬ ‫تدور حول الديمقراطية وحقوق اإلنسان ‪ ،‬تحمل في طياتها‬ ‫صراعات بالغة الحدة بين النظم السياسية السلطوية‬ ‫وتيارات المعارضة من جهة‪ ،‬وبين التيارات اإليديولوجية‬ ‫المتصارعة داخل كل مجتمع مدني من ناحية أخرى‪ ،‬أما‬ ‫النظام العالمي الجديد الذي طرحته الواليات المتحدة‬ ‫األمريكية‪ ،‬فقد عرف تحفظات وتوجهات بعض الدول‬ ‫الصناعية المتقدمة كاليابان وألمانيا‪ ،‬أما دول الجنوب‬ ‫فقد أحست مبكرة باحتماالت األخطار التي يمكن أن تلحق‬ ‫مصالحها األساسية من جراء تطبيقه‪ ،‬ومن هنا األهمية‬ ‫الكبرى التي تكمن وراء بيان أكرا في بلورة وعي نقدي إزاءه‪،‬‬ ‫وهو يمثل دعوة جادة ليس فقط لدراسته وتحليله‪ ،‬بل في‬ ‫المطالبة بأن يكون لها دور في صياغته‪ ،‬حتى يصبح نظاما‬ ‫عالميا جديدا‪ ،‬يقوم على المشاركة وليس على الهيمنة‪،‬‬ ‫وعلى الرضاء وليس على الفرض بالقوة‪.‬‬


‫العدد ‪905‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪� 11‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫نشـر العلم ومحاربة الجهل‬ ‫بمناسبة الدخول المدرسي‬

‫العلم نور والجهل ظلمة‪ ،‬العلم يحيي الهمم ويرفع من شأن األمم‪ ،‬لذلك وصف اهلل سبحانه‬ ‫وتعالى القرآن الذي هو منبع حياة لنفوس هذه األمة‪ ،‬بأنه كتاب منير وضياء ونور‪ ،‬وشفاء لما‬ ‫في الصدور‪ ،‬ولما أراد اهلل سبحانه الخير لهذه األمة بعث لها رسوال يعلمها الكتاب والحكمة‬ ‫وينقذها من الجهل والضالل‪ ،‬قال تعالى‪« :‬هو الذي بعث في األميين رسوال منهم يتلو عليهم‬ ‫آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضالل مبين»‪ ،‬وقد بلغ النبي‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم هذه الرسالة وأدى األمانة وأخرج الناس من الظلمات إلى النور ومن‬ ‫الجهل إلى العرفان‪ ،‬وحض على هداية الناس بما يدفع كل كريم إلى اختيار خطة اإلرشاد‬ ‫والتعليم‪ ،‬أخرج البخاري ومسلم أن النبي صلى اهلل عليه وسلم قال لعلي رضي اهلل عنه‪« :‬ألن‬ ‫يهدي اهلل بك رجال واحدا خير لك من حمر النعم»‪ ،‬وروى البخاري ومسلم عن النبي صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم أنه قال‪« :‬ال حسد إال في اثنين رجل أتاه اهلل ماال فسلطه على هلكته في الحق ورجل‬ ‫أتاه اهلل الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها»‪ ،‬فأخبر النبي أنه الينبغي ألحد أن يحسد أحدا ـ يعني‬ ‫حسد غبطة ـ ويتمنى مثل حاله من غير أن يتمنى زوال نعمة اهلل عنه إال في واحدة من هاتين‬ ‫الخصلتين ‪ ،‬وهي اإلحسان إلى الناس‬ ‫بعلمه أو بماله‪ ،‬وكفى بذلك ترغيبا‬ ‫للعاملين في تعليم الناس‪ ،‬وإرشادا‬ ‫لهذه الفئة سواء كانت مدرسة أو‬ ‫مسيرة أو مسؤولة من قريب أو بعيد‬ ‫عن التعليم إلى االجتهاد والعمل‬ ‫والنصح من أجل بلوغ هذه المرتبة‪.‬‬ ‫وفي هذه األيام التي ينطلق فيها‬ ‫موسم دراسي جديد ويتجه أبناؤنا إلى‬ ‫معاهد العلم ومدارس التربية‪ ،‬البد أن‬ ‫نذكر ببعض ما في ديننا الحنيف من‬ ‫وجوب الحرص على العلم والتعلم‪،‬‬ ‫فبدون العلم يظل المؤمن قاصرا‬ ‫عن إحسان العبادة لربه‪ ،‬وخدمة دينه‬ ‫ووطنه‪ .‬ولقد فرض اهلل تعالى العلم‬ ‫والتعلم على كل مسلم ومسلمة‪،‬‬ ‫وجعله من مقاييس التفاضل بينهم‪،‬‬ ‫قال تعالى‪ ( :‬قل هل يستوي الذين‬ ‫يعلمون والذين ال يعلمون)‪ ،‬ولما‬ ‫كانت المدرسة فضاء للتربية والتعليم‪ ،‬وفضاء األخالق والمعرفة‪ ،‬وفضاء للتنمية البشرية‪،‬‬ ‫كان البد من االعتناء بها وجعلها من أولويات األولويات على جميع المستويات‪ ،‬والبد من‬ ‫استحضارها في جميع المنتديات‪ ،‬فمن الواجب الديني والوطني واإلنساني دعمها وتقويتها‬ ‫وتطوير أساليبها‪ ،‬واالعتناء برجالها وببناياتها وفضاءاتها‪ ،‬والتفاف جميع قوى المجتمع الحية‬ ‫حولها‪ ،‬ألن تقدم األمم رهين بتقدم الدراسة وأساليب التعليم‪ ،‬ومبني على مستوى الخريجين‬ ‫والخريجات من مؤسسات التربية والتكوين‪ .‬ثم إن مدارس العلم ومعاهده هي الدروع الواقية‬ ‫والحصون التي تحصن األجيال واألمم بالعلم من أن تجرفهم التيارات الضالة واألفكار الهدامة‬ ‫والدعاوي الباطلة‪ .‬وإذا عدنا إلى تاريخ اإلسالم ورجاله وجدنا دعوات كثيرة ومواقف عديدة‬ ‫توحي بحرص هذه األمة على العلم والتعلم‪ ،‬وببدل جهود كبيرة من أجل تحصين األبناء مما‬ ‫قد يقودهم إلى االنحراف‪ ،‬يقول عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه في شأن تربية األبناء‪( :‬العبه‬ ‫سبعا‪ ،‬وأدبه سبعا‪ ،‬وصاحبه سبعا‪ ،‬ثم اترك له الحبل على الغارب) وهنا إشارة إلى المراحل التي‬ ‫يحتاج فيها األبناء آلبائهم ومعلميهم ومربيهم‪ ،‬وبقدر ما نختار ألبنائنا النخبة الصالحة من‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫من الحق تبارك وتعالى إلى أن نتفكر ونتأمل في عالم النحل الواسع الرحب‪ ..‬الذي‬ ‫يعمل بتلقائية وإلهام من المولى ـ عز وجل ـ ذلك العالم المليء باألسرار واآليات‬ ‫التي تنطق باإليمان وتشهد بالوحدانية هلل الواحد القهار‪.‬‬ ‫وفي هذا المقال نحاول ـ بعون اهلل وتوفيقه ـ أن نوضح بعض األسرار الخفية في‬ ‫حياة النحل‪.‬‬ ‫أفراد طائفة نحل العسل‪ :‬تتكون طائفة نحل العسل من عدة آالف من الشغاالت‪،‬‬ ‫وبضع مئات من الذكور على رأسها توجد ملكة واحدة باإلضافة إلى ذلك نجد األطوار‬ ‫المختلفة من البيض واليرقات والعذارى والتي نطلق عليها (الحضنة) ويتوفر لدى‬ ‫الطائفة الغذاء الالزم من العسل وحبوب اللقاح ولكل فرد من هذه األفراد مميزاته‬ ‫وخصائصه التي تميزه‪ ،‬وتتجلى عظمة الحق وبديع خلقه في مالءمة صفات كل فرد‬ ‫لما تقوم به من أعمال وما ينوط إليها من واجبات‪.‬‬ ‫ملكة نحل العسل‪ :‬وهي أم الطائفة وتتميز عن الشغالة باختالف لونها وكبر‬ ‫حجمها وثقل وزنها وقصر أجنحتها عن بطنها الطويلة‪ ،‬وخرطومها قصير‪ ،‬وال توجد‬ ‫سلة لجمع حبوب اللقاح‪ ،‬على أرجلها الخلفية‪ ،‬آلة وضع البيض مقوسة ذات تسنين‬ ‫ضعيف ال تستعملها في اللسع إال ضد ملكة أخرى فقط‪ ،‬ولها مبيضان كبيران يشغالن‬ ‫معظم حيز البطن‪ ،‬والملكة تقضي حياتها داخل الخلية وال تخرج منها إلى في حالتي‬ ‫التلقيح أو التطريد وهي وديعة وهادئة تسير ببطء على األقراص الشمعية بالخلية‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫المعلمين والمؤدبين‪ ،‬بقدر ما تستقيم تربيتهم وسلوكهم‪ ،‬فالمعلم المربي هو المؤتمن على‬ ‫فلذات األكباد‪ ،‬وهو أهل لكل عناية وتكريم‪.‬‬ ‫ولقد أخبر النبي صلى اهلل عليه وسلم أن الولد يولد على الفطرة السليمة القابلة للخير‬ ‫والتعلم والسير على النهج القويم‪ ،‬وتبقى مسؤولية األباء والمدرسة والمجتمع في التوجيه‬ ‫السليم أو السيء‪ ،‬والتربية الحسنة أو القبيحة‪ ،‬والتعليم أو التجهيل‪ ،‬يقول صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬ ‫( كل مولود يولد على الفطرة‪ ،‬فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)‪ ،‬فالتربية بأشكالها‬ ‫الدينية والوطنية والعلمية تشكل الوسيلة األنجع لبناء شخصية الطفل وتهذيب سلوكه وترسيخ‬ ‫أسس دينه‪ ،‬وغرس القيم الجميلة في نفسه‪ ،‬وتربيتها على طاعة اهلل ورسوله‪ ،‬وحب الوطن‬ ‫والذود عنه‪ ،‬والتشبث بالمقدسات وتعميق الوعي بالسلوك المدني‪ ،‬والتربية على المواطنة‬ ‫وعلى كل الفضائل‪.‬وبما أن التربية ترتكز على العلم والمعرفة فهما اللذان يمثالن الوعاء‬ ‫األساس لتنوير العقول والقلوب‪ ،‬واالرتقاء بالقدرات والمؤهالت بما يخدم الفرد والمصالح العليا‬ ‫للوطن‪ ،‬وأساس شريعة اإلسالم العلم‪،‬‬ ‫وأول آية نزلت من القرآن الكريم جاءت‬ ‫آمرة بطلب العلم‪ ،‬قال تعالى‪ ( :‬إقرأ بسم‬ ‫ربك الذي خلق ‪.)...‬‬ ‫وما دام األوالد يولدون على الفطرة‬ ‫فهم مسؤولية الجميع وأمانة في عنق‬ ‫الكل‪ ،‬فاآلباء إذا لم يوجهوا أبناءهم نحو‬ ‫مدارس العلم ومعاهده‪ ،‬وإذا لم يعملوا‬ ‫على تربية أبنائهم وتأديبهم وتعليمهم‬ ‫مبادئ اإلســالم وأسســه‪ ،‬فقــد أخلـــوا‬ ‫باألمانة‪ ،‬وكل مسؤول لم يعمل على‬ ‫نشر العلم والمعرفة وتطوير المناهج‬ ‫والبرامج وتقريب المدرسة من األبناء‬ ‫فقد أخل باألمانة‪ ،‬سواء كان في مبنى‬ ‫الوزارة أو مكتب النيابة أو على كرسي‬ ‫اإلدراة بأي مؤسسة تعليمية‪ ،‬وكل‬ ‫منتخب أو مسير لم يجعل همه األول بناء‬ ‫المدارس ومد الطرق وتسهيل المسالك‬ ‫لها فقد أخل باألمانة‪ ،‬وكل مدرس أو‬ ‫معلم تهاون في العمل أو تغيب من غير‬ ‫سبب‪ ،‬أو فضل األغراض الخاصة على مصلحة تالميذه فقد أخل باألمانة‪،‬وكل متاجر بأدوات‬ ‫وكتب الدراسة مضارب فيها متالعب بأثمانها مثقل بها كاهل الضعفاء فقد أخل باألمانة‪ ،‬وكل‬ ‫من لم يعمل على محاربة التيارات الضالة واألفكار الهدامة واألخالق الباطلة بفكره أو قلمه أو‬ ‫سلطته فقد أخل باألمانة‪ ،‬سواء كان أبا أو أما مسؤوال أو عالما أو مدرسا‪ ،‬وما أدراك ما األمانة‪،‬‬ ‫إنها التي عرضها الحق سبحانه على السماوات واألرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها‬ ‫اإلنسان لجهله وظلمه لنفسه‪ .‬يقول سبحانه تعالى‪ ( :‬إنا عرضنا األمانة على السماوات واألرض‬ ‫والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها اإلنسان إنه كان ظلوما جهوال)‪ ،‬فإذا تحملنا‬ ‫جميعا المسؤولية وحرصنا على أداء األمانة وتحلينا باإلخالص للدين والوطن فسنربي النشأ‬ ‫تربية صالحة‪ ،‬ونسير بالتعليم نحو مدارج الرقي‪ ،‬ونسعد بأطر مؤهلة صالحة لتحمل المسؤولية‪.‬‬ ‫إن نجاح المدرسة المغربية رهين باإلخالص في العمل والشعور بالمسؤولية‪ ،‬وتكاثف‬ ‫جهود مختلف القوى‪ ،‬آباء وأمهات‪ ،‬مدرسين ومسؤولين‪ ،‬علماء وإعالميين وحرص الجميع على‬ ‫بقاء التعليم واجبا دينيا ووطنيا مؤصال‪.‬‬

‫آيات هّ‬ ‫الل في عالم النحل‬

‫يقول هّ‬ ‫ِن ّ َ‬ ‫الل تبارك وتعالى‪َ ( :‬و�أَ ْو َحى َر ُّب َ‬ ‫ال�ش َج ِر َوممِ ّ َا‬ ‫ال ُب ُيوتًا َوم َ‬ ‫ك � َإلى ال َن ّْح ِل �أَ ِن ا َتّخِ ذِي م َ‬ ‫ِن ا ِجل َب ِ‬ ‫م َت ِل ٌ‬ ‫�ش ٌ‬ ‫ك ُذ ُل ًال َي ْخ ُر ُج ِمن ُب ُطو ِنهَ ا َرَ‬ ‫كلِي مِن ُ‬ ‫ون * ُث ّ َم ُ‬ ‫اب ُخّ ْ‬ ‫ف‬ ‫كي ُ�س ُب َل َر ّ ِب ِ‬ ‫ات َف ْا�س ُل ِ‬ ‫ك ّ ِل ال ّ َث َم َر ِ‬ ‫َي ْع ِر ُ�ش َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ون) (سورة النحل آية ‪ 68‬ـ ‪ .)69‬إنها دعوة‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫آ‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ذ‬ ‫ف‬ ‫إن‬ ‫�‬ ‫ّا�س‬ ‫ل‬ ‫ء‬ ‫ا‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫�أَ ْل َوان ُ​ُه ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ْ ٍ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ ّ َ يِ‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫ومن حولها مجموعة من الشغاالت (الوصيفات) تسهر على رعايتها وإطعامها بالغذاء‬ ‫الملكي‪ ،‬وتربي الملكة في البيت الملكي (المقصورة الملكية) وهي كبيرة الحجم‬ ‫تشبه حبة الفول السوداني‪.‬‬ ‫شغالة نحل العسل‪ :‬إن الشغالة عبارة عن أنثى عقيمة تنشأ من بيضة مخصبة‪،‬‬ ‫وهي غير قابلة للتلقيح ورأسها مثلثة الشكل تقريباً‪ ،‬وأجزاء فمها مهيأة لجمع الرحيق‬ ‫أما األرجل األمامية محورة لتنظيف قرون االستشعار وأجزاء الفم وأرجلها الخلفية‬ ‫معدة لجمع حبوب اللقاح‪ ،‬مزودة بالغدد تحت البلعومية إلفراز الغذاء الملكي لتغذية‬ ‫اليرقات والملكة وبها أيضاً غدد إفراز الشمع وغدة الرائحة‪ ،‬ومعدة نحل العسل كبيرة‬ ‫الحجم لتخزين الرحيق‪ ،‬وآلة اللسع مستقيمة ذات تسنين حاد وهذه التراكيب هيأت‬ ‫الشغالة للقيام بمعظم األعمال التي تتطلبها الطائفة‪.‬‬ ‫الذكر‪ :‬ذكور النحل أضخم من الملكات والشغاالت‪ ،‬وجسمها أقصر طو ًال من‬ ‫الملكات‪ ،‬نهاية البطن غير مدببة‪ ،‬ليس له آلة لسع‪ ،‬أجزاء فمه ماصة قصيرة حيث‬ ‫يتغذى من داخل العيون السداسية‪ ،‬وأرجله الخلفية غير محورة لجمع حبوب اللقاح‪،‬‬ ‫وال يمتلك غدداً إلفراز الشمع أو إلفراز الغذاء الملكي‪ ،‬والحوصلة واألمعاء مختزلتان‪،‬‬ ‫ولكن الجهاز التناسلي كبير ويشغل جزء كبيراً من البطن ووظيفته الوحيدة هي‬ ‫تلقيح الملكات‪ .‬وآلة السفاد في الذكور ال تنطلق إال إذا امتألت األكياس الهوائية في‬ ‫بطنه بالهواء‪ ،‬وال تعبأ الذكور بالملكات طيلة وجودها في الخلية وتموت الذكور بعد‬ ‫تلقيحها الملكة خارج الخلية في الهواء الطلق وال يمكن أن يتم داخل الخلية أو في‬ ‫حيز مغلق مطلقاً‪ ،‬بعد خروج الملكة العذراء من البيت الملكي بـ (‪ 3‬ـ ‪ )5‬أيام تطير‬ ‫خارج الخلية لتتعرف على موقع الخلية‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪� 11‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪905‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫حدائق الأزاهر يف م�ستح�سن الأجوبة وامل�ضحكات‬ ‫واحلكم والأمثال واحلكايات والنوادر‬ ‫وهوكتاب جامع للحكم واألمثال والنوادروالحكايات‪،‬ألفه الفقيه األديب محمد بن محمد بن محمد أبو بكر ابن عاصم القيسي الغرناطي قاضي من فقهاء‬ ‫المالكية باألندلس توفي بمسقط رأسه غرناطة عن عمر السابعة والستين سنة (عام ‪ 829‬هـ الموافق ‪1426‬م)؛كان يجلد الكتب في صباه‪ ،‬وتقدم حتى‬ ‫ولي قضاء القضاة ببلده‪.‬‬ ‫وقد أخذ عن أعالم منهم‪:‬‬ ‫أبو إسحاق الشاطبي‪ ،‬وأبو عبد اهلل القيطاجي‪ ،‬وأبو عبد اهلل الشريف التلمساني‪ ،‬وأبو إسحاق ابن الحاج‪ ،‬وابن عالق‪ ،‬وخااله أبو بكر‪ ،‬ومحمد ولدا أبي القاسم‬ ‫بن جزي‪ ،‬وابن لب وغيرهم‪.‬‬ ‫وله من المؤلفات‪:‬‬ ‫ــ تحفة الحكام في نكت العقود واألحكام‪ (:‬أرجوزة في الفقه المالكي تعرف بالعاصمية)‪ ،‬شرحها جماعة من العلماء‪.‬‬ ‫ــ أراجيز في األصول والنحو والقراءات‪.‬‬ ‫وحدائق األزاهر في مستحسن األجوبة والمضحكات والحكم واألمثال والحكايات والنوادر (وهو الكتاب الذي سنتحف به القارئ الكريم عبر سلسلة‬ ‫حلقات)‪.‬‬

‫في المضحكات المطوالت‬

‫حكى أبو سويد عن أبي العتاهية عن دعبل بن علي الشاعر قال‪ :‬بينما أنا ذات يوم بباب الكرخ‪ ،‬وأنا سائر‪ ،‬وقد‬ ‫استولى الفكر على قلبي في أبيات شعر نطق بها اللسان‪ ،‬فقلت‪:‬‬ ‫دموع عيني لها انبساط ونوم عيني له انقباض‬ ‫فإذا بجارية رائعة الجمال‪ ،‬فائقة الكمال‪ ،‬حوراء الطرف‪ ،‬يقصر عن نعتها الوصف‪ ،‬لها وجه زاهر‪ ،‬ونور باهر‪ ،‬فهي‬ ‫كما قال الشاعر‪:‬‬ ‫كأنما أفرغت في قشر لؤلؤة في كل جارحة منها لها قمر‬ ‫وكانت تسمع قولي‪ ،‬فقالت‪:‬‬ ‫هذا قليل لمـــن دعتــــه بلحظها األعيـن المــراض‬ ‫فأجبتها ‪:‬‬ ‫فهل لموالي عطف قلــب أو للذي في الحشا انقراض‬ ‫فأجابتني ‪:‬‬ ‫إن كنت تبغــي الوداد منـا فالود مني ديننـا قــراض‬ ‫قال دعبل‪ ،‬فما أعلمني خاطبت جارية تقطع األنفس بعذوبة ألفاظها‪ ،‬وتختلس األرواح ببراعة منطقها‪،‬‬ ‫وتذهل األلباب برخيم نغمتها‪ ،‬مع تالعة جيد‪ ،‬ورشاقة قد‪ ،‬وكمال عقل‪ ،‬وبراعة شكل‪ ،‬واعتدال خلق‪ ،‬فحار ‪ -‬واهلل ‪-‬‬ ‫البصر‪،‬وذهل اللب‪ ،‬وجل الخطب‪ ،‬وتجلجل اللسان‪ ،‬وتعلقت الرجالن‪ ،‬وما ظنك بالحلفاء أدنيت لها النار‪ ،‬ثم ثاب إلي‬ ‫عقلي‪ ،‬وراجعني علمي‪ ،‬وذكرت قول بشار‪:‬‬ ‫ال يـمنعـنـك مـن مـحـذرة قــول تغــلـظـه وإن جــرحا‬ ‫عسر النساء إلى مياســـرة والصعب يمكن بعدما جمحــا‬ ‫هذا لمن حاول ما دون الطمع فيه‪ ،‬واليأس منه‪ ،‬فكيف لمن وعد قبل المسألة وبذل قبل الطلب‪ ،‬فقلت مسمعاً‬ ‫لها‪:‬‬ ‫أترى زمان يسرنـــا بتــالق ويضم مشتاقاً إلى مشتاق؟‬ ‫فقالت مجيبة لي في أسرع من نفسي‪:‬‬ ‫ما للزمان يقال فيه‪ ،‬وإنما‬

‫أنــــت الزمان فسرنــا بتالق‬

‫قال دعبل‪ :‬فالحظتها‪ ،‬فتبعتني‪ ،‬وذلك في أيام إمالقي‪ ،‬فقلت‪ :‬ما بي إال منزل مسلم صريع الغواني‪ ،‬فصرت إلى‬ ‫بابه‪ ،‬فاستوقفتها وناديته‪ ،‬فخرج فقلت‪ :‬أحمل لك الخير‪ ،‬معي وجه تقل له الدنيا بما فيها‪ ،‬قد حصل مع ضيقة وعسر‪،‬‬ ‫فقال‪ :‬لقد شكوت ما كدت أبادرك إليه‪ ،‬إيت بها‪ ،‬فلما أتيت ودخلت قال‪ :‬واهلل‪ ،‬ما أملك غير هذا المنديل‪ ،‬ففلت‪ :‬هو‬ ‫البغية‪ ،‬فناولنيه‪ ،‬وقال‪ :‬خذاه‪ ،‬ال بارك اهلل فيه‪ ،‬فأخذته وبعته بدينار عين وكسر‪ ،‬فاشتريت لحماً وخبزاً ونبيذاً‪ ،‬وصرت‬ ‫إليهما‪ ،‬فإذا هما يتساقطان حديثاً كأنه قطع الروض الممطور‪ ،‬فقال‪ :‬ما صنعت؟ فأخبرته‪ ،‬فقال‪ :‬كيف يصلح طعام‬ ‫وشراب وجلوس‪ ،‬مع وجه نظيف بال نقل وال ريحان وال طيب؟ فارجع لتمام ما بدأت‪ ،‬قال‪ :‬فخرجت‪ ،‬فاضطربت في ذلك‬ ‫حتى رجعت به‪ ،‬فألقيت باب الدار مفتوحاً‪ ،‬فدخلت‪ ،‬فلم أر لهما خبراً‪ ،‬وال شيئاً مما أتيت به أثراً‪ ،‬فسقط في يدي‪ ،‬وقلت‪:‬‬ ‫أرى صاحب الشرطة أخذهما؟ فبقيت متلهفاً حائراً‪ ،‬أرجم الظن‪ ،‬وأجيل الفكر سائر يومي‪ ،‬فلما أمسيت قلت‪ :‬يا نفسي‪،‬‬ ‫أفال أدور الدار؛ لعل الطلب يوقعني على أثر‪ ،‬ففعلت‪ ،‬فوقفت على سرداب‪ ،‬وإذا هما قد هبطا فيه‪ ،‬وأنزال معهما جميع‬ ‫ما يحتاجون إليه‪ ،‬فأكال وشربا وتنعما‪ ،‬فلما أحسستهما دليت رأسي‪ ،‬ثم ناديت‪ :‬يا مسلم‪ ،‬ويحك‪ ،‬فلم يجبني حتى‬ ‫ناديت ثالثاً‪ ،‬فكان من إجابته لي أن غنى بصوت يقول فيه‪:‬‬ ‫بت في درعها‪ ،‬وبات رقيبي‬

‫جنب القلب‪ ،‬طاهر األطراف‬

‫قال‪ :‬فضحكا ثم سكتا‪ ،‬واستجلبت كالمهما‪ ،‬فلم يجيباني‪ ،‬وبت بليلة‪ ،‬يقصر عمر الدهر عن ساعة منها طو ًال‬ ‫وغماً وهماً‪ ،‬حتى إذا أصبحت‪ ،‬ولم آكل‪ ،‬خرج إلي مسلم‪ ،‬فجعلت ألومه‪ ،‬فقال لي‪ :‬يا صفيق الوجه‪ ،‬منزلي ومنديلي‪،‬‬ ‫وطعامي وشرابي‪ ،‬فما شأنك في الوسط؟ فقلت له‪ :‬حق القيادة والفضول واهلل ال غير‪ ،‬فولى وجهه إليها‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫بحياتي إال أعطيته حق قيادته وفضوله‪ ،‬فقالت‪ :‬أما حق قيادته فتعرك أذنه‪ ،‬وأما حق فضوله فتصفع قفاه‪ ،‬فاستقبلني‬ ‫فعرك أذني وصفع قفاي‪ ،‬فقلت‪ :‬ما هذا؟ قال‪ :‬جرى الحكم عليك بما جرى من العدل واإلنصاف‪.‬‬ ‫وحكى أبو بكر الوراق قال‪ :‬حدثني الحسن بن هانئ قال‪ :‬حججت مع الفضل بن الربيع‪ ،‬حتى إذا كنا ببالد بني‬ ‫فزارة‪ ،‬وذلك في أول أيام الربيع نزلنا بإزاء باديتهم‪ ،‬إذا روض أريض‪ ،‬ونبت عريض‪ ،‬تخضع لبهجته الزرابي المبثوثة‪،‬‬ ‫والنمارق المصفوفة‪ ،‬فقرت بنظرتها العيون‪ ،‬وارتاحت إلى حسنها القلوب‪ ،‬وانفرجت لبهائها الصدور‪ ،‬فلم نلبث أن‬ ‫أقبلت السماء‪ ،‬فأسفت غمامها‪ ،‬وتدانى ركامها حتى إذا كان كما قال أوس بن حجر‪:‬‬ ‫دان مسف‪ ،‬فويق األرض هيدبه‬

‫يكاد يدفعه من قام بالراح‬

‫همت برذاذ ثم بطش ثم برش‪ ،‬ثم بوابل‪ ،‬ثم أقلعت‪ ،‬وقد غادرت الغدران مترعة تتدفق‪ ،‬والقيعان تتألق‪ ،‬ورياضاً‬ ‫مونقة‪ ،‬ونوافح من ريحها عبقة‪ ،‬فسرحت طرفي‪ ،‬واقعاً منها بأحسن منظر‪ ،‬واستنشقت من رياحها أطيب من المسلك‬ ‫األذفر‪ ،‬فلما انتهينا إلى أوائلها‪ ،‬إذا نحن بخباء على بابه جارية متبرقعة‪ ،‬ترنو بطرف مريض الجفون‪ ،‬وسنان النظر‪،‬‬ ‫قد أشعرت لواحظها فتوراً‪ ،‬وملئت سحراً؛ فقلت لصاحبي‪ :‬استنطقها‪ ،‬فقال‪ :‬وكيف السبيل إلى ذلك؟ فقلت‪ :‬استسقها‪،‬‬

‫فاستسقيناها ماء‪ ،‬قالت‪ :‬نعم ونعما عين‪ ،‬وإن نزلتم فعلى الرحب والسعة‪ ،‬ثم نهضت تتهادى‪ ،‬كأنها غصن بان‪ ،‬أو‬ ‫قضيب خيزران‪ ،‬فراعني ‪ -‬واهلل ‪ -‬حسنها‪ ،‬وما رأيت منها‪ ،‬ثم أتت بالماء فشربت منه‪ ،‬وصببت باقيه على يدي‪ ،‬وقلت‪:‬‬ ‫وصاحبي أيضاً عطشان‪ ،‬فأخذت اإلناء وذهبت‪ ،‬فقلت لصاحبي‪ :‬من الذي يقول‪:‬‬ ‫إذا بارك اهلل في ملبـس فال بارك اهلل في البرقــع‬ ‫يريك عيون المهـا غرة ويكشف عن منظر أشنع‬ ‫قال وسمعت كالمي‪ ،‬فأتت‪ ،‬وقد نزعت البرقع‪ ،‬ولبست خماراً أسود وهي تقول‪:‬‬ ‫أر حي ركبي معشــر قـد أراهمـا أطـاال‪ ،‬ولمــا يعرفـا مبتغاهمــا‬ ‫هما استسقيا ماء على غير ظمأة ليستمتعا باللحظ ممن سقاهمـا‬ ‫فشبهت كالمها بعقد در‪ ،‬وهي سلكه‪ ،‬فانتثر‪ ،‬بنغمة عذبة رخيمة لو خوطب بها صم الصالب النجست‪ ،‬مع وجه‬ ‫يظلم لنوره ضياء العقول‪ ،‬وتتلف في روعته مهج النفوس‪ ،‬وتخف في محاسنه رزانة الحليم‪ ،‬ويحار في بهائه طرف‬ ‫البصير‪ ،‬فلم أتمالك أن خررت ساجداً‪ ،‬وأطلت‪ ،‬من غير تسبيح‪ ،‬فقلت‪ :‬ارفع غير مأجور‪ ،‬ال تذم بعدها برقعاً‪ ،‬فلربما‬ ‫انكشف عما يمنع الكرى‪ ،‬ويحل القوى‪ ،‬ويطيل الجوى‪ ،‬من غير بلوغ إرادة‪ ،‬وال قضاء وطر‪ ،‬إال الحين المجلوب‪ ،‬والقدر‬ ‫المكتوب‪ ،‬واألمل المكذوب‪ ،‬فبقيت ‪ -‬واهلل ‪ -‬معقول اللسان عن الجواب‪ ،‬حيران ال أهتدي لطريق الصواب‪ ،‬فالتفت‬ ‫إلى صاحبي فقال‪ ،‬لمار رأى هلعي‪ ،‬كالمسلي عن بعض ما أذهلني‪ :‬ما هذه الخفة لوجه برقت لك منه بارقة‪ ،‬وال تدري‬ ‫ما تحته‪ ،‬أما سمعت قول ذي الرمة‪:‬‬ ‫على وجه مي مسحة من مالحة‬

‫وتحت الثيــاب الشين لو كان باديا‬

‫فقالت‪ :‬أما ما ذهبت إليه‪ ،‬ال أبا لك‪ ،‬فال‪ ،‬واهلل؛ ألني بقول الشاعر أشبه‬ ‫منعمة حوراء يجري وشاحهــا على كشح مرتــج الروادف أهضـم‬ ‫خزاعية األطراف‪ ،‬مرية الحشــا‬

‫فـزارية العينــين طــائـية الفــم‬

‫لها بشر صـاف‪ ،‬وعيـن مريضـة وأحســـن إيمـاء بأحسـن معـصـم‬ ‫من قول األخرق‪ ،‬ثم رفعت ثياباً‪ ،‬حتى بلغت بها نحرها‪ ،‬وجاوزت منكبيها‪ ،‬فإذا فضة قد شيبت بماء الذهب‪،‬‬ ‫تهتز على مثل قضيب نقا‪ ،‬وصدر عليه كالرمانتين‪ ،‬وخصر لو رمت عقده النعقد‪ ،‬منطوي االندماج‪ ،‬على كفل رجراج‪،‬‬ ‫وسرة مستديرة‪ ،‬يقصر فهمي عن بلوغ نعتها‪ ،‬وفخذان لفاوان‪ ،‬وساقان تخرسان الخالخل‪ ،‬وقدمان كأنهما لسانان‬ ‫ثم قالت‪ :‬أشين ما ترى؟ ال أبالك‪ ،‬قلت‪ :‬ال‪ ،‬واهلل‪ ،‬ولكن سبب القدر المتاح‪ ،‬ومقرب من الموت الصراح‪ ،‬فيطبق على‬ ‫الضريح‪ ،‬ويتركني جسداً بغير روح‪ ،‬قال‪ :‬ثم خرجت عجوز من الخباء‪ ،‬وقالت‪ :‬امض لشأنك؛ فإن قتيلها مطلول ال يودي‪،‬‬ ‫وأسيرها مكبول ال يفدي‪ ،‬قالت‪ :‬دعيه‪ ،‬فإنه مثل قول غيالن‪:‬‬ ‫فال تعبن يوماً محياً مبرقعاً فربتما أشجاك ما أنت عائب‬ ‫فنحن كذلك‪ ،‬حتى ضرب الطبل للرحيل‪ ،‬فانصرفت بكمد قاتل‪ ،‬وكرب داخل‪ ،‬وأنا أقول‪:‬‬ ‫يا حسرتي مما يحن فؤادي أزف الرحيل بغربتي وبعادي‬ ‫فلما قضينا حجنا وانصرفنا راجعين‪ ،‬مررنا بذلك المنزل‪ ،‬وقد تضاعف حسنه‪ ،‬وإذا هي تتهادى بين خمس‪ ،‬ما‬ ‫تصلح أن تكون خادماً ألدناهن‪ ،‬وهن يجتلين من حسن ذلك النبات‪ ،‬فلما رأيننا وقفن‪ ،‬فقلنا لهن‪ :‬السالم عليكم‪،‬‬ ‫فقالت من بينهن‪ :‬وعليك السالم‪ ،‬ألست صاحبي؟ قلت‪ :‬بلى‪ ،‬قلن لها‪ :‬أو تعرفينه؟ قالت‪ :‬نعم‪ ،‬وقصت عليهن القصة‪،‬‬ ‫ما تركت حرفاً‪ ،‬قلن لها‪ :‬ويحك‪ ،‬ما زودته شيئاً يتعلل به؟ قالت‪ :‬نعم‪ ،‬زودته لحداً ضامراً‪ ،‬وموتاً حاضراً‪ ،‬فانبرت لها‬ ‫أنضرهن خداً‪ ،‬وأرشقهن قداً‪ ،‬وأسحرهن طرفاً‪ ،‬وأبرعهن شك ًال‪ ،‬فقالت‪ :‬واهلل ما أحسنت بدءاً‪ ،‬وال أجملت عوداً‪ ،‬ولقد‬ ‫أسأت في الرد؛ إذا لم تكافيه في الود‪ ،‬فما عليك لو أسعفته في رغبته‪ ،‬أو أنصفته في مودته‪ ،‬وإن المكان لخال وما‬ ‫معك من ينم عليك‪ ،‬فقالت‪ :‬أما واهلل ال أفعل من ذلك شيئاً‪ ،‬أو تشركيني في حلوه ومره‪ ،‬قالت لها‪( :‬تلك قسمة‬ ‫ضيزى) ‪ ،‬قالت أخرى منهن‪ :‬لقد أطلتن الخطاب من غير فائدة فسلن الرجل عن نفسه وقصته وبغيته‪ ،‬فلعله لغير ما‬ ‫أنتن فيه‪ ،‬فقلن‪ :‬حياك اهلل‪ ،‬وأنعم بك عيناً‪ ،‬من تكون‪ ،‬وممن أنت‪ ،‬وإلى من قصدت؟؟؟ قلت‪ :‬أما اإلسم‪ ،‬فالحسن بن‬ ‫هانئ من اليمن‪ ،‬ثم من سعد العشيرة‪ ،‬وأحد شعراء السلطان األعظم‪ ،‬ومن يدني مجلسه‪ ،‬ويتقي لسانه‪ ،‬ويرهب‬ ‫جانبه‪ ،‬وأما قصدي‪ ،‬فلتبريد غلة‪ ،‬وإطفاء لوعة‪ ،‬قد أحرقت الكبد وأذابته‪ ،‬قالت‪ :‬لقد أضفت إلى حسن المنظر كريم‬ ‫المخبر‪ ،‬وأرجو أن يبلغك اهلل أمنيتك‪ ،‬وتنال بغيتك‪ ،‬ثم أقبلت عليهن فقالت‪ :‬ما لواحدة منكن عن مثله مرغب‪،‬‬ ‫فتعالين نشترك فيه‪ ،‬ونقترع عليه‪ ،‬فمن واقعتها القرعة منا تكن بادئة‪ ،‬فاقترعن فوقعت القرعة على المليحة التي‬ ‫قامت بأمري‪ ،‬فعلقن إزاراً على باب غار يجاورهن‪ ،‬وأدخلت فيه‪ ،‬وأبطأن عني‪ ،‬وجعلت أتشوق لدخول إحداهن علي‪ ،‬إذا‬ ‫دخل علي أسود كأنه سارية‪ ،‬بيده شي كالهرارة‪ ،‬ثم صحت بصاحبي‪ ،‬وكان قريباً‪ ،‬فجاء إلي وخلصني منه بعد عسر‪،‬‬ ‫فخرجنا من العار‪ ،‬وإذا هن يتضاحكن‪ ،‬ويتهادين إلى الخيمة‪ ،‬فقلت لصاحبي‪ :‬من أين أقبل األسود؟ قال‪ :‬كان يرعى‬ ‫غنماً إلى جانب الغار‪ ،‬فدعونه‪ ،‬ووسوسن إليه شيئاً‪ :‬فدخل عليك‪ ،‬قالت‪ :‬أتراه كان يفعل؟ قال‪ :‬أتراك في شك من هذا؟‬ ‫وانصرفت وأنا أختزي‪ .‬قال أبو بكر مالك أبعدك اهلل‪ ،‬لقد كتمت هذا الحديث مخافة هذا التأويل‪ ،‬حتى ضاق به صدري؛‬ ‫فرأيتك موضعاً له‪ ،‬فبحقي عليك‪ ،‬ال تذعه‪ ،‬قال‪ :‬فما فهمت به حتى مات‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪905‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)808‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪� 11‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫“الطنجيون (‪”)8‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫صدر العدد الثامن من دورية “الطنجيون”‪ ،‬التي كان يشرف عليها المرحوم عبد العزيز‬ ‫خلوق التمساني‪ ،‬سنة ‪ ،2003‬في ما مجموعه ‪ 99‬من الصفحات ذات الحجم المتوسط‪ .‬وقد‬ ‫جاء هذا العدد غزيرا في مواده‪ ،‬ثريا في اجتهادات المساهمين فيه‪ ،‬ومتنوعا في تناوله لمختلف‬ ‫قضايا ماضي مدينة طنجة‪ .‬وإلى جانب ذلك‪ ،‬نجح هذا العدد في ترسيخ نهج تخصيص الحيز‬ ‫األكبر من المواد لتدارس ملفات محددة‪ ،‬شكلت نقاطا ظلت مجهولة أو مضطربة في الكتابات‬ ‫التأريخية الكالسيكية الوطنية واألجنبية حول ماضي المدينة‪ .‬لذلك‪ ،‬فقد حق القول إن العدد‬ ‫الثامن يشكل إضافة نوعية لتجربة هذا المنبر العلمي الجهوي الرائد‪ ،‬ومساهمة جادة لتكسير‬ ‫سمة الرتابة التي ظلت تطغى على المشهد الثقافي المحلي لمدينة طنجة خالل السنوات‬ ‫الماضية‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن هذا العدد قد كشف عن نوعية المهام الصعبة التي كان‬ ‫يضطلع بها المرحوم خلوق التمسماني على مستوى الحرص على ضمان االنتظام الدوري‬ ‫للصدور العادي لهذه المجلة‪ ،‬بشكل سمح بعقلنة أدائها وبخلق تقاليد بديلة بالنسبة آلليات‬ ‫التواصل اإلعالمي الثقافي التخصصي‪ ،‬محليا ووطنيا‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن حيوية هذا الصدور المنتظم ال‬ ‫يمكن أن تعتبر إال بادرة فريدة من نوعها في سوق‬ ‫النشر الثقافي ببالدنا‪ ،‬مادام واقع الحال ظل يفرز‬ ‫كل عناصر اإلحباط واالنكسار بالنسبة للفاعلين‬ ‫في هذا المجال‪.‬‬ ‫تتوزع مضامين العدد الثامن من دوري��ة‬ ‫“الطنجيون” بين ثالثة أقسام متكاملة‪ ،‬كتبت‬ ‫أواله��ا باللغة العربية‪ ،‬وكتبت ثانيتها باللغة‬ ‫الفرنسية‪ ،‬في حين كتبت ثالثتها باللغة اإلسبانية‪.‬‬ ‫في هذا اإلطار‪ ،‬وبعد االفتتاحية التي استحضرت‬ ‫فيها المجلة عبر ذكرى مرور تسعين عاما على‬ ‫نشأة مسرح سيرفانطيس‪ ،‬تم تخصيص الجزء‬ ‫األكبر من م��واد القسم العربي لمقاربة قضية‬ ‫الغازات الكيماوية السامة في شمال المغرب خالل‬ ‫فترة ما بين سنتي ‪ 1921‬و‪ .1927‬في هذا الباب‪،‬‬ ‫اهتم مصطفى المرون بموضوع وضعية منطقة‬ ‫طنجة في مواجهة الغازات الكيماوية السامة‪ ،‬كما‬ ‫توقف سعيد الخطابي في مساهمته التي سبق‬ ‫نشرها على صفحات جريدة “االتحاد األسبوعي”‬ ‫(ع‪ 21 ،46 .‬فبراير ‪ )2003‬عند موضوع عبد الكريم‬ ‫الخطابي والحرب الكيماوية القذرة في الريف والتي‬ ‫اعتبرها الباحث عنوانا للهمجية االستعمارية‪ ،‬مركزا في تحليله على إبراز كيف أن استسالم عبد‬ ‫الكريم إنما استهدف وقف نزيف الدماء الريفية‪ .‬أما عقو لبشيريت فقد تناول نفس الموضوع‬ ‫في مادة سبق نشرها بجريدة “االتحاد االشتراكي” (ع‪ 7 ،7121 .‬فبراير ‪ ،) 2003‬في شكل‬ ‫سلسلة حوارات وشهادات لرجال عايشوا األحداث واكتووا بنارها‪ .‬وفي نفس السياق كذلك‪،‬‬ ‫أعادت المجلة نشر مادة للمحامي مصطفى بن شريف (جريدة “الصحيفة”‪ 20 ،‬مارس ‪،)2003‬‬ ‫اهتم فيها بتوضيح حدود المسؤولية الدولية إلسبانيا وفرنسا في استخدام الغازات السامة في‬ ‫حرب الريف‪ ،‬وخاصة على مستوى المسؤولية الجنائية والمدنية والتعهدية‪.‬‬ ‫وفي سياق آخر‪ ،‬قدم المحامي محمد الهواري لمحات من سيرة المقاوم الصلب الحاج‬ ‫مصطفى الصنهاجي المعروف ببنعثمان والذي وافته المنية خالل سنة ‪ .2002‬وبمناسبة وفاة‬ ‫المؤرخ الرائد محمد حجي‪ ،‬أعادت “الطنجيون” نشر مادة علمية في شكل تنقيب دقيق في وثيقة‬ ‫مغربية جديدة حول زيارة إمبراطور ألمانيا غليوم الثاني لطنجة سنة ‪ ،1905‬وهي المادة التي‬

‫سبق للفقيد أن نشرها بالعدد الثامن من “مجلة دار النيابة” الصادر سنة ‪ .1985‬واحتفاءا منها‬ ‫بمعالم فضاءات مدينة طنجة‪ ،‬أدرجت المجلة مادة إعالمية حول مقهى الحافة باعتبارها معلمة‬ ‫من معالم طنجة التاريخية‪ ،‬وذلك استنادا إلى ما نشرته جريدة “الصباح” في عددها الصادر يوم‬ ‫‪ 17‬شتنبر ‪ .2002‬ومتابعة منه آلخر اإلصدارات التاريخية ذات الصلة بماضي طنجة‪ ،‬قدم خلوق‬ ‫التمسماني قراءات مقتضبة في مضامين ثالث دراسات هامة صدرت سنتي ‪ 2002‬و‪،2003‬‬ ‫هي “سياسة المغرب الخارجية” (باإلسبانية) لميكل هرناندو دي لرامندي‪ ،‬و”بول بولز‪ :‬التخييل‬ ‫والمثاقفة” إلبراهيم الخطيب‪ ،‬و”المغرب في مواجهة التحديات الخارجية” لعالل الخديمي‪.‬‬ ‫وفي القسم الفرنسي من المجلة‪ ،‬قدم عبد العزيز بوليفة دراسة هامة حول تكوين أراضي‬ ‫الكيش بمنطقة فحص طنجة‪ ،‬وكذا أوجه تحللها واندثارها استنادا إلى تحليل استقرائي لتطورها‬ ‫التاريخي منذ سنة ‪ .1684‬أما عبد المجيد بنجلون‪ ،‬فقد تتبع سيرة الريسوني انطالقا من تقديم‬ ‫قراءة تشريحية في الدراسة الهامة التي أصدرها خلوق التمسماني سنة ‪ 1996‬تحت عنوان “بالد‬ ‫جبالة‪ :‬المخزن‪ ،‬إسبانيا وأحمد الريسوني” (بالفرنسية)‪ .‬ومن جهته‪ ،‬رصد عبد الجبار ستيتو حضور‬ ‫طنجة في الكتابات الروائية المعاصرة‪ ،‬استنادا‬ ‫إلى بيبليوغرافيا منتقاة قدمت أهم األسماء‬ ‫واألعالم التي وظفت فضاءات طنجة في أعمالها‬ ‫اإلبداعية ذات الصلة‪ .‬ومتابعة منها لإلصدارات‬ ‫وللمواكبات اإلعالمية الخاصة بمدينة طنجة‪،‬‬ ‫قدمت “الطنجيون” مقتطفات مما كتبه بوبكر‬ ‫الكوش حول طنجة في عمله الروائي الصادر‬ ‫تحت عنوان “‪ ،”une saison au paradis‬كما‬ ‫أعادت نشر بورتريهات لكل من الفنان التشكيلي‬ ‫محمد الدريسي (‪ )2003 – 1946‬والكاتب لطفي‬ ‫أقلعي والمسرحي والسينمائي العربي اليعقوبي‪.‬‬ ‫وفي سياق آخر‪ ،‬أعادت المجلة نشر مادة إعالمية‬ ‫سبق نشرها بمجلة “دوم���ان ماغازين” (‪15‬‬ ‫فبراير ‪ ،)2003‬استحضر فيها صاحبها خطورة‬ ‫الفراغ القاتل الذي أصبح يميز المشهد الثقافي‬ ‫بمدينة طنجة‪ .‬وفي آخر مواد القسم الفرنسي‪،‬‬ ‫اهتمت المجلة بإثارة حيثيات استقرار األمريكي‬ ‫بيرديكاريس بحديقة الرميالت قرب طنجة عند‬ ‫نهاية القرن ‪ ،19‬ثم المآل القانوني الذي انتهت‬ ‫إليه هذه الحديقة بعد االستقالل‪.‬‬ ‫أما في القسم اإلسباني من المجلة‪ ،‬فقد احتوى العدد على ثالث مواد متكاملة حول معلمة‬ ‫مسرح سيرفانطيس‪ ،‬وذلك بالتركيز على إبراز ظروف التأسيس وكذا تأثيراته في وسطه الفني‬ ‫والثقافي واالجتماعي على امتداد العقود الماضية‪ ،‬ثم التنبيه لخطورة المآل المؤسف الذي‬ ‫انتهت إليه وضعية هذه المعلمة راهنا‪.‬‬ ‫وبذلك‪ ،‬قدمت “الطنجيون” الدليل على حيوية توجهاتها التنقيبية‪ ،‬معيدة االعتبار ألسماء‬ ‫اختفت عنا ولفضاءات لم يكن من نصيبها إال التفريط والتشويه والتدمير‪ .‬وبانفتاح المجلة‬ ‫على قضايا ظلت مغيبة في ماضي منطقة طنجة ومعها كل منطقة الشمال‪ ،‬تكون “الطنجيون”‬ ‫قد فتحت المجال واسعا أمام إمكانيات تطوير شغفها العلمي الرصين الذي يعيد الكشف عن‬ ‫الجوانب الخفية أو المسكوت عنها في وعي الناس‪ ،‬وكذا في تراكم الدراسات التاريخية التي‬ ‫جعلت من ماضي الشمال أساس انشغاالتها التنقيبية‪.‬‬

‫من وحي ذكرى آمنة و مكاد‬ ‫لم يبق من آثار البيت القديم سوى شجرة التين الشامخة‪ .‬الزلت أذكر يوم كانت شتلة‬ ‫صغيرة‪ .‬أودعها جدي تربة وادي الو فأينعت وأثمرت‪ .‬لم يكن تينها من النوع الجيد‪ .‬لكن أمي‬ ‫تجعل منه مربى جيدة تدخرها أليام الشتاء‪.‬‬ ‫كلما مررت من هناك‪...‬استوقفني سحر الشجرة‪ ،‬سحر ال تدركه األبصار من حولي‪...‬وجود‬ ‫الشجرة في المكان أضحى نشازا يرغب عنه الجيران‪...‬لكنها ببشاعتها التي ال أنكرها وثمارها‬ ‫المتساقطة على الرصيف‪ .‬تهمس لي بحكايا عن أمينة حين كانت تسكن حديقتها الكبيرة‪...‬‬ ‫حين كانت تستظل بها من شمس الصيف الالفحة و تعد في ظاللها موائد شاي نتسامر تحتها‬ ‫والعائلة‪.‬‬ ‫الزال يسكنني الحنين إلى بيت أسقط ‪..‬كانوا يستعجلون بتره من هناك‪ ،‬لم يعد يناسب حيا‬ ‫جديدا سيسكن المكان‪...‬وكنت أستبطئ هدمه وأدعو أن ال يفعلوا‪ .‬دعاء ما تجرأت البوح به ألنه‬ ‫سيعدو ضربا من الهذيان‪ .‬بعد أن حكم تصميم التهيئة الجديد أن يجعل مكانه شارعا واسعا‪.‬‬ ‫كان وجود البيت بالمكان يثير سخط السائقين ونقمة السلطات ‪.‬‬ ‫تأخذني الذكرى بعيدا في الثمانينات‪ .‬كنت وقتها طفلة صغيرة‪ ،‬عندما اتفق أن يكون لنا‬ ‫بيت هناك بنته آمنة‪...‬كان بيتا وحيدا في منطقة مكاد بوادي الو‪...‬حيث كنا نقضي عطلة‬ ‫الصيف وحدنا بين البحر والمروج‪ .‬بيت بسيط وحياة أشبه بحياة بدائية‪..‬الماء وال كهرباء وال‬ ‫تلفزيونا أو هاتفا ‪ ...‬نجعل من ماء البئر مشربا ومغسال‪ ،‬ومنه نعد شاي المساء وبين جنباته‬ ‫نجتمع عند مغيب شمس النهار متسابقين من أجل دش بارد ومنعش‪...‬‬ ‫ال زال البئر هناك أيضا يبوح بتلك الذكريات الجميلة‪ ،‬لكنه لم يعد إالخزانا احتياطيا جعلوا‬ ‫عليه محركا بشع جماله البسيط‪ ،‬وكان باألمس ببساطته أنيقا يحمل على جنبه دلوا مربوطا‬ ‫بحبل يصله بالقعر‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬هناء مهدي‬

‫البيت القديم ‪...‬في وقت قريب كان فضاء مفتوحا على البر والبحر‪ .‬وعلى صغره يجمع‬ ‫العائلة وكان محجا للزوار والضيوف وعشاق البحر واالستجمام‪.‬‬ ‫أذكر أن أمي كانت تضع حصيرا في الحديقة حيث نسهر عند أفول ضوء الشمس وحلول‬ ‫ضياء القمر وتوهج النجوم‪ ...‬هناك نتسامر والسعادة تغمرنا وتغرينا‪...‬مشهد جميل‪..‬فضاء‬ ‫واسع ومتأللئ‪..‬وثريات ربانية ساحرة تضيء مجلسنا‪ ...‬نظل هناك زمنا نرقب النيازك‪ ..‬نخالها‬ ‫ترجم الشياطين في السماء‪ ،‬نبتهج للمنظر‪ .‬وننتصر للعقاب العادل في مشهده اآلسر ‪.‬‬ ‫كل شيء تبدل هناك‪ ...‬لم يعد لمنطقة مكاد ذلك السحر والجمال بعد أن استوطنتها‬ ‫الشقق المتعالية وآالت البناء وفصلتها دروبا ضيقة وممرات بسيطة‪ .‬وأسكنتها بدل المروج‬ ‫حيطانا تترامى على جنباتها مخلفات البناء ‪ .‬وبدل السكون تنبعث ضوضاء المصطافين‪..‬‬ ‫تتعالى هنا وهناك‪.‬‬ ‫كلما أخذتني الطريق نحو الشجرة رحبت بي واحتفت‪ .‬وهمست لي بالذكريات‪ .‬عندما كنا‬ ‫نمتلك البر والبحر وحدنا ‪ .‬ونستمتع عند المغيب بمعزوفات الطبيعة وترانيم صالتها الهادئة‬ ‫على أثير أمواج البحر الذي كان يعزف هو اآلخر نوتات موسيقية رائعة تراقص سكونا عجيبا كان‬ ‫باألمس القريب يستوطن المكان‪.‬‬ ‫طمست النجوم من السماء‪ ،‬وهجر السحر المكان‪ ،‬وأصبح الجمال في مكاد ال يستوطن إال‬ ‫الذاكرة‪.‬‬


‫العدد ‪905‬‬

‫‪ 22‬مليون درهم لتأهيل موقع‬ ‫أقشور السياحي‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪� 11‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)373‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫وأخيرا تم االلتفات إلى «جنة عدن» توجد بأرض الشاون ظلت «محجبة» عن‬ ‫األنظار طيلة عقود‪ ،‬وهي تعتبر ذخيرة طبيعية قل نظيرها على مستوى العالم‪,‬‬

‫ومن جهة أخرى‪ ،‬خصصت وكالة تنمية أقاليم الشمال أزيد من ‪ 12‬مليون درهم‬ ‫في إطار دعم تأهيل منتزه بوهاشم الطبيعي‪ ،‬الذي يمتد إلى جماعات الدردارة‬ ‫وتنقوب ولغدير وبني ليت والواد وتزروت التابعة إداريا ألقاليم تطوان والعرائش‬ ‫وشفشاون‪ ،‬ويتميز بمكوناته اإليكولوجية الفريدة وثرواته الطبيعية المتنوعة وتوفر‬ ‫تشكيالت غابوية قلما توجد في مناطق أخرى‪ ،‬فضال عن ‪ 125‬نوعا من الطيور‬ ‫والثدييات النادرة أو المهددة باالنقراض‪ ،‬إضافة إلى اشتهار المنطقة بخصوصياتها‬ ‫الثقافية وتقاليدها الجبلية وحرفها اليدوية البديعة ومعمارها الخاص ومنتوجاتها‬ ‫المجالية‪.‬‬

‫ويتضمن مشروع التأهيل‪ ،‬الذي يتم إنجازه عبر مراحل منتظمة في إطار الشراكة‬ ‫مع عمالة إقليم شفشاون وجمعيات المجتمع المدني‪ ،‬تعزيز وتطوير البنيات التحتية‬ ‫األساسية للمنتزه للمحافظة على مكوناته الطبيعية ورونقه وجماليته وهيكلة‬ ‫األنشطة السياحة الجبلية وإدماجها مع البرامج المحلية والوطنية المخصصة‬ ‫لقطاع السياحة‪ ،‬وقد تم عمليا إنجاز أو الشروع في تنفيذ ‪ 14‬مشروعا تهم إعادة‬ ‫تأهيل مراكز االستقبال السياحي وتكوين المشرفين عليها من أبناء المنطقة ووضع‬ ‫تشوير خاص للزائرين ولوحات تعريفية بمؤهالت المنطقة مع اقتناء وتوفير سيارات‬ ‫اإلسعاف ووسائل النقل‪.‬‬ ‫وأخيرا‪.......‬‬

‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬

‫بالغ الوكالة في هذا الشأن حمل الكثير من أدبيات اللغة اإلدارية التي صارت‬ ‫عقيمة‪ ،‬على «استراتيجية محاربة الهشاشة وتحقيق التكامل االقتصادي بين مختلف‬ ‫مناطق اإلقليم والجهة وتحسين دخل السكان القرويين وتسهيل اندماجهم في‬ ‫السياق التنموي العام‪ ،‬وكذا تطوير قطاع السياحة عبر تثمين المؤهالت الطبيعية‬ ‫والموروث الحضاري والثقافي في أفق إنشاء متاحف خاصة إلبراز التراث المادي‬ ‫والالمادي للمنطقة» إلى آخره‪ ،‬إلى آخره !!!‪.‬‬

‫ومراعاة للخصوصيات البيئية واالجتماعية لمنطقة أقشور‪ ،‬أفردت وكالة تنمية‬ ‫أقاليم الشمال أيضا في إطار برنامجها التأهيلي‪ ،‬حسب المصدر‪ ،‬اهتماما استثنائيا‬ ‫للمسألة البيئية وجمع النفايات للحفاظ على هذا الموقع الطبيعي المتميز‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى دعم سكان المنطقة لتجهيز وتأهيل دور االستقبال السياحي حتى يوافق الطلب‬ ‫العرض ويكون باإلمكان استيعاب االهتمام المتزايد بهذه المنطقة الجبلية المعروفة‬ ‫بشالالتها ومسابحها الطبيعية وتنوعها البيولوجي ومناظرها الخالبة‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫يتعلق االمر بموقع «أقشور» الفاتن الذي أعلنت وكالة تنمية أقاليم الشمال‪ ،‬أنه‬ ‫تم تخصيص ‪ 22‬مليون درهم لتأهيل وتجهيز هذا الموقع الطبيعي والسياحي‪،‬‬ ‫الواقع بجماعة تلمبوط‪ ،‬ومنتزه بوهاشم الطبيعي بإقليم شفشاون‪ ،‬في إطار برنامج‬ ‫تنموي يمتد إلى غاية سنة ‪.2018‬‬

‫ولمواكبة االهتمام الكبير بموقع أقشور السياحي‪ ،‬ساهمت الوكالة بتنسيق مع‬ ‫شركائها المؤسساتيين في تجهيز وبناء المسالك الطرقية المؤدية إلى الموقع ‪،‬‬ ‫وإنشاء مرافق االستقبال وتوسيع ممرات خاصة بالمدار السياحي وممارسي رياضة‬ ‫المشي واستكشاف المواقع البيئية‪ ،‬وقد كلفت هذه المنجزات نحو ‪ 10‬ماليين درهم‪،‬‬ ‫على أن تخصص اعتمادات أخرى مستقبال لتنفيذ بقية برامج التأهيل‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫يبقى فقط أن ينتبه مواطنو المنطقة والجمعيات األهلية وطبعا المنتخبون إلى‬ ‫ضرورة الوقوف ضد أي استغالل للموقع‪ ،‬من باب «االمتيازات الخاصة»‪ ،‬والمحاباة‬ ‫«واباك احبيبنا»‪ ،‬و «الزمة» «خدام الدولة» المستفيد األول واألخير من تجهيز هذا‬ ‫الموقع يجب أن يكون سكان المنطقة‪ ،‬وأهل شفشاون بالذات‪.‬‬

‫لجميع إعالناتكم‬ ‫اإلشهارية واإلدارية‬ ‫يف جريدة‬

‫االتصال على الرقم ‪0539943008‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪373‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 905‬ـ الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪� 11‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬ ‫تاريخ رياضة المشي‪..‬‬ ‫كيف بدأت ومتى‬ ‫نشأت؟! ‪2 / 2‬‬

‫قصة سباق الماراثون ‪:‬‬ ‫في عام ‪ 490‬ق‪.‬م أرسل ملك الفرس داريوس ( القائد‬ ‫هيبياس) وهو أحد طغاة أثينا السابقيــن على رأس جيش‬ ‫ليحتل أثينا فنزل هيبياس بجيشــه إلى (الماراثــون) وهو‬ ‫سهل يبعد عن أثينا زهاء ‪ 26‬ميال ليتقدم من هناك إلى‬ ‫أثينا إلحتاللها ‪ .‬فأرسل األثينيون (فيد يبدوس) أحد األبطال‬ ‫األولمبين السابقين كرسول حتى يتمنكوا من الحصول على‬ ‫نجدة من سبارطة‪ ،‬فجرى البطل عبر األنهار وتسلق الجبال‬ ‫حتى وصل إلى أسبارطة‪ ،‬فانتفض أهلها لنجدة األثينيين ثم‬ ‫عاد بعد ذلك لينتظم في خدمة الجيش اليونانى‪.‬‬ ‫صمم جيش الفرس على إحتالل أثينا خلسة عن طريق‬ ‫البحر فتقدم األثينيون بقوات كبيرة شطر الجبل فقطعوا خط‬ ‫الرجعة على جيش الفرس بعد أن قضوا على ‪ 20‬ألف مقاتل‬ ‫في سهل ماراثون ‪.‬‬ ‫وهنا كلف جيش أثينا المنتصر بطلهم ( فيديبوس) ليبشر‬ ‫أهالي أثينا باإلنتصار فركض البطل مسافة ‪ 26‬ميال بأقصى‬ ‫سرعة حتى وصل إلى أثينا وهو يلهث (أفرحوا لقد انتصرنا‬ ‫‪ )....‬ثم سقط جثة هامدة‬ ‫أما فكرة ضم هذا السباق إلى برنامج األعياد األولمبية‬ ‫عام ‪1896‬م يرجع إلى العرض الذي قدمه ميشيل بريال أحد‬ ‫مندوبي فرنسا في مؤتمر سنة ‪ 1894‬إلحياء األعياد األولمبية‬ ‫القديمة إلى البارون كوبر تان الذي أحيا األعياد األولمبية‬ ‫الحديثة معلنا أهدافه درعا لهذا السباق تخليدا للعمل‬ ‫البطولي الذي قام به البطل األولمبي القديم (فيدبيوس)‪.‬‬ ‫ومنذ ذلك الوقت حتى اآلن يقام سباق الماراثون وطول‬ ‫مسافته ‪ 42.195‬كم في األلعاب األولمبية‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫بعد‬

‫شهرين من التحضير وسلسلة من التغييرات على مستوى التركيبة البشرية‪ ،‬وتعهد المدرب‬ ‫الجديد بادو الزاكي بمنافسة اتحاد طنجة هذا الموسم على األلقاب‪ ،‬أدخل مردود مباراة‬ ‫كأس العرش‪ ،‬أول اختبار رسمي للمدرب بادو الزاكي‪ ،‬فريقه دائرة الشك كما تطرقنا لذلك في العدد‬ ‫الماضي بالصورة المخيبة التي ظهر بها خالل أول مباراة رسمية في إطار دور سدس عشر نهائي كأس‬ ‫العرش ذهاب‪ ،‬داخل الميدان‪ ،‬أمام الجمهور المحلي‪ ،‬وضد فريق من القسم الثاني هواة صعد حديثا إلى‬ ‫القسم الثاني‪ .‬ولعجزه في تعويض هذا المردود الباهث في مباراة اإلياب بسيدي قاسم‪ ،‬الذي لعب بدون‬ ‫جمهور بسبب قرار من السلطات المحلية‪ ،‬وهو أمر إيجابي للفريق الطنجاوي الذي استفاد من غياب‬ ‫الضغط‪ .‬وأمام كل هذه الظروف لم يستطع الفريق التأهل إال بمشقة األنفس وانتظر حتى الربع ساعة‬ ‫األخيرة ليحقق هذا التأهل من ضربة جزاء‪ .‬وفي مبارتين لم يستطع الفريق تسجيل أية إصابة مباشرة‪،‬‬ ‫وسجل فقط إصابتين من ضربتي جزاء‪ .‬ما يعني أن الفريق يشكو خلال على مستوى الخط األمامي‪ .‬ترى‬ ‫ماذا ينتظر الفريق في المستقبل؟‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫اسماعيل بلمعلم‪...‬‬ ‫العب احتاد طنجة لكرة القدم (‪)2/2‬‬

‫هل ترى أن الفريق جاهز للمنافسة على أحد األلقاب‬ ‫هذا الموسم‪ ،‬كيف تتوقع البطولة االحترافية المقبلة‪،‬‬ ‫ومن هي األندية التي ترشحها للمنافسة على درع‬ ‫البطولة هذا الموسم ؟‬ ‫إذا كنت تتوفر على مدرب‬ ‫كبير من قيمــة بادو الزاكـي‪،‬‬ ‫وتركيبة تضم العبين من قيمة‬ ‫وحجم الالعبيــن الذي يؤثثون‬ ‫تركيبة اتحـاد طنجة أكيد أنك‬ ‫تكون قريب من البوديوم ولما‬ ‫ال إحراز لقب‪ .‬وطبعا أتمنى أن‬ ‫تكون أفضل من سابقتها‪ .‬بكل‬ ‫صراحة أن الدوري المغربـــي‬ ‫يرقــى إلى األفضــل موسما‬ ‫تلوى اآلخر‪ ،‬الظروف تتحسن‬ ‫سواء المادية أو على مستوى‬ ‫البنيات التحتية التي تتطور كل‬ ‫موسم‪ .‬وبالنسبة لألندية التي‬ ‫أرشحها للمنافسة على درع‬ ‫البطولة هذا الموسم هناك‬ ‫مجموعة من األندية المعروفة‬ ‫بمنافستها على لقب البطولة‬ ‫االحترافية‪ .‬بالنسبة لألقرب هو‬ ‫الفريق الذي يظفر بأكبر عدد‬ ‫من النقط في الشطر األول من‬ ‫البطولة‪ ،‬فيكون الحلقة القوية‬ ‫في البطولة‪ .‬وبال شك أن فريق‬ ‫الدفاع الحسني الجديدي خير‬ ‫مثال‪.‬‬

‫مـا رأيـك في المشاكل‬ ‫التي يعيشها الفريق مــع‬ ‫رفيقك السابــق في خــط‬ ‫الدفاع البوسني سيبوفيتش‪،‬‬ ‫وهل رحيله مؤثرا؟‬

‫ما تعليقك على عزوف‬ ‫جمهور اتحاد طنجة خالل الموسم الماضي؟‬ ‫مشكل عزوف الجماهير خالل الموسم الماضي لم يكن‬ ‫مشكل فريق اتحاد طنجة وحده‪ ،‬بل عانت منه جميع األندية‬ ‫المغربية وأثر على الدوري االحترافي بشكل عام‪ ،‬وكان نوعا من‬ ‫التوابل الناقصة التي أفقدت البطولة مذاقها‪ .‬ألن الجماهير‬ ‫المغربية ذواقة وتحب فرقها‪ .‬أتمنى أن تعود للمدرجات وأن‬ ‫تعطي صورة حضارية بعيدا عن العنف والشغب واالنفالتات‬ ‫التي تسيء لسمعة كرة القدم المغربية‪ ،‬كي تسهم في الرقي‬ ‫بالبطولة المغربية‪ .‬الجمهور المغربي كان يضرب به المثل في‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫التشجيع وتلك اللوحات الجميلة التي يبدعها من المدرجات‪.‬‬ ‫نتمنى أن تعود هذه الصورة‪ ،‬لكن كما قلت بصفر شغب‪.‬‬ ‫وسنكون األفضل عالميا إذا حصل ذلك‪ .‬بالنسبة لجماهير‬ ‫اتحاد طنجة بدون شك أن حضوره بكثافة إلى الملعب يعطي‬ ‫جرعة كبيرة من الحماس لالعبين ويمنحهم ثقة أكثر وقيمة‬ ‫مضافة لتحقيق التألق بدليل‬ ‫أن اتحاد طنجة تألق في موسم‬ ‫العودة إلى القسم األول وأحرز‬ ‫المركز الثالث في البطولة وكان‬ ‫للجمهور فضل كبير في تحقيق‬ ‫هذا اإلنجاز‪ ،‬سيما أن الفريق‬ ‫تأهل ألول مرة في تاريخه‬ ‫للمنافسات القارية‪ .‬أتمنى أن‬ ‫يكون هذا موسم العودة لهذه‬ ‫الجماهير وبصورة حضارية‪.‬‬

‫أنا العب محترف‪ ،‬ال يمكنني‬ ‫الحديث في مثل هذه المواضيع‪،‬‬ ‫وليس من حقي ذلك‪ .‬قضية‬ ‫الالعب سيبوفيتش تخص إدارة‬ ‫الفريق‪ ،‬المسؤولون واعون بما‬ ‫يقدمون عليه‪ ،‬ويبقى القرار‬ ‫األول واألخير لهم وللمدرب‬ ‫الذي هو أدرى بما يتوفر عليه‬ ‫من القدرات على مستوى‬ ‫الدفاع‪ .‬وفي الختام أتمنى أن‬ ‫تكون هذه السنة‪ ،‬سنة تألق اتحاد طنجة‪ ،‬ألننا نطمح دائما إلى‬ ‫األفضل‪ ،‬سنقدم كل ما في وسعنا لتحقيق الهدف‪ ،‬بتواجد بادو‬ ‫الزاكي‪ ،‬وبخبرته سيمنحنا كل ما نحتاج إليه كي نصبح حلقة‬ ‫قوية في المنافسات المقبلة‪ .‬أتمنى من الالعبين الملتحقين‬ ‫بالفريق أن يقدموا اإلضافة المطلوبة منهم وأن يلقوا الدعم‬ ‫من زمالئهم الموجودين بالفريق وأن نشكل مجموعة قوية‪،‬‬ ‫متجانسة ومتالحمة‪ .‬وكما قلت منذ التحاقي بالفريق إذا أحرزت‬ ‫لقبا مع مدينة طنجة سيكون له طعم خاص و أحسن حلم‬ ‫يتحقق في مساري الرياضي‪.‬‬

‫أمرابط وطنان يعززان الحضور‬ ‫المغربي بالليغا‬

‫عزز أسامة طنان‪ ،‬ونور الدين أمرابط‪،‬‬ ‫من تواجد الالعبيــن المغاربــة بالدوري‬ ‫اإلسباني لكرة القدم‪ ،‬مع انتهـاء ســوق‬ ‫االنتقاالت الصيفيــة‪ .‬وغادر أسامة طنان‪،‬‬ ‫سانت إيتيان صوب الس بالماس‪ ،‬على سبيل‬ ‫اإلعارة في أول تجربة له بالليغا‪ ،‬كما قرر‪ ‬نور‬ ‫الدين أمرابط الرحيل عن واتفورد‪ ،‬واالنتقال‬ ‫للعب معارا مع ليجانيس‪ .‬وكان نور الدين‬ ‫أمرابط‪ ،‬لعب موسمين مع ملقا قبل االنتقال‬ ‫لواتفورد‪ ،‬الذي لعب معه بالدوري اإلنجليزي‬ ‫‪ 42‬مباراة‪.‬‬ ‫ومع قدوم أسامة طنان وأمرابط‪ ،‬ارتفع‬ ‫عدد المغربيين في الليغا إلى ‪ 9‬العبين‪ ،‬هم‬ ‫سفيان فضال (بيتيس)‪ ،‬نبيل الزهر (الس‬ ‫بالماس)‪ ،‬ياسين بونو (جيرونا)‪ ،‬فيصل فجر‬ ‫(خيتافي)‪ ،‬أشرف حكيمي (ريال مدريد)‪ ،‬يوسف النصيري (ماالجا)‪ ،‬منير حدادي (أالفيس)‪ ‬الذي تسعى الجامعة الملكية المغربية لكرة‬ ‫القدم كي يمثل منتخب أسود األطلس‪.‬‬


‫الشمال الرياضي‬

‫العدد ‪905‬‬

‫نتائج مباريات دوري طنجة الكبرى «طنجة األبطال»‬ ‫‪2017 / 2016‬‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪� 11‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫‪19‬‬

‫الجامعة‬ ‫أخبار الجامعة‬ ‫أخبار‬ ‫المنتخب الوطني األول يفوز على المنتخب المالي‬ ‫فاز المنتخب الوطني األول بنتيجة ‪ 6‬أهداف مقابل ال شيء في المباراة الرسمية التي‬ ‫جمعته مساء الجمعة فاتح شتنبر ‪ 2017‬بالمنتخب المالي‪ .‬وتناوب على تسجل أهداف المنتخب‬ ‫الوطني في هذه المباراة التي أقيمت بالمجمع الرياضي األمير موالي عبد اهلل بمدينة الرباط‬ ‫كل من حكيم زياش في الدقيقتين ‪ 19‬و‪ 61‬وخالد بوطيب في الدقيقة ‪ 27‬وأشرف حاكيمي‬ ‫في الدقيقة ‪ 72‬وفيصل فجر في الدقيقة ‪ 86‬وميمون ماحي في الدقيقة ‪ .88‬جدير بالذكر أن‬ ‫هذه المباراة التي قادها الحكم الكامروني أليوم تدخل في إطار الجولة الثالثة عن المجموعة‬ ‫الثالثة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم فيفا روسيا ‪.2018‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫نتائج دور ثمن النهائي لفرق األحياء‪:‬‬ ‫فئة أقل من ‪ 15‬سنة‬

‫شباب مراحة ( طنجة بوخالف) ‪ /‬تحدي أرض الدولة‬ ‫(الشرف مغومة)‪7 – 2 :‬‬ ‫فتح العوامة ( الجيراري بني مكادة) ‪ /‬ج‪ .‬شباب‬ ‫الزودية (الشرف السواني)‪( 2 – 1 :‬توقفت بسبب‬ ‫االحتجاج)‬ ‫نادي فنون طنجة ( الجيراري بني مكادة) ‪ /‬نجاح‬ ‫طنجة(طنجة بوخالف)‪2 – 3 :‬‬ ‫األيادي المتضامنة( الشرف السواني) ‪ /‬جوهرة‬ ‫طنجة( طنجة المدينة)‪( 4 – 0 :‬تسجيل اعتراض)‬ ‫اتحاد اتحاد طنجة البالية ( الشرف امغوغة) ‪ /‬ج‪.‬‬ ‫أوفياء طنجة للرياضة (مرس الخير المجمع الحسنـي)‪:‬‬ ‫‪3–4‬‬ ‫سيتي طنجة ( الشرف السواني) ‪ /‬أتلتيك أرض‬ ‫الدولة(الشرف امغوغة)‪( :‬خطأ في اإلخبار)‬ ‫سعد ابن جبير الرياضي( طنجة المدينة) ‪ /‬شباب بئر‬ ‫الشفا(مرس الخير المجمع الحسني)‪( :‬عدم إحضار األول‬ ‫للبطائق)‬ ‫وفــاق مسنانــة (طنجــة بوخالــف) ‪ /‬نهضة‬ ‫كرزيانة(الجيراري بني مكادة)‪6 – 3 :‬‬

‫فئة أقل من ‪ 18‬سنة‬

‫ج الجبل األخضر( طنجة المدينة) ‪ /‬اتحاد السواني‬ ‫(الشرف السواني)‪3 – 5 :‬‬ ‫شباب المسيرة الخضراء‪ ( /‬الشرف امغوغة) ‪ /‬ج‪ .‬بني‬ ‫ورياغل( مرس الخير المجمع الحسني)‪( :‬خطأ في اإلخبار)‬ ‫كشافة المغرب امغوغة ( الشرف امغوغة) ‪ /‬مبادرة‬ ‫مواطنة (الجيراري بني مكادة )‪( 2 – 3 :‬اعتراض)‬ ‫أولمبيك طنجة ( طنجة المدينة) ‪ /‬جمعية أوفياء‬ ‫الرياضة (مرس الخير المجمع الحسني)‪abs 1 :‬‬ ‫أندلس طنجة ( الشرف امغوغة) ‪ /‬فتح بئر الشفا‬ ‫(مرس الخير المجمع الحسني)‪8 – 3 :‬‬

‫الشاطئ الذهبي ( طنجة المدينة) ‪ /‬نهضة كرزيانة‬ ‫(الجيراري بني مكادة)‪12 – 8 :‬‬ ‫طلبة طنجة ( الشرف السواني) ‪ /‬ج‪ .‬سواعد الخير‬ ‫(طنجة بوخالف)‪( :‬اعتراض)‬ ‫شباب الصداقة ( طنجة بوخالف) ‪ /‬هامبورغ (الشرف‬ ‫السواني)‪7 – 2 :‬‬

‫فئة أكثر من ‪ 18‬سنة‬

‫ج‪ .‬سواعد الخير ( طنجة بوخالف) ‪ /‬أمل الحي الجديد‬ ‫(الشرف السواني)‪2 – 6 :‬‬ ‫أ‪ .‬أ تالميذ مؤسسة الحسن الثاني( مرس الخير‬ ‫المجمع الحسني) ‪ /‬تشيلسي بسادينا( الشرف امغوغة)‪:‬‬ ‫‪4–5‬‬ ‫أمجاد البوغاز( الشرف السواني) ‪ /‬نجوم السانية‬ ‫(الجيراري بني مكادة)‪( 8 – 9 :‬اعتراض)‬ ‫جمعية الوحدة ( الشرف امغوغة) ‪ /‬فتح بئر الشفا(‬ ‫مرس الخير المجمع الحسني)‪( 1 – 3 :‬اعتراض)‬ ‫اتحاد أشقار( طنجة بوخالف) ‪ /‬اتحاد المصلى( طنجة‬ ‫المدينة)‪2 – 3 :‬‬ ‫نهضة حي مسترخوش( طنجة المدينة) ‪ /‬الحي‬ ‫الجامعي ( طنجة بوخالف)‪6 – 5:‬‬ ‫جمعية مبادرة مواطنة ( الجيراري بني مكادة) ‪ /‬ج‪.‬‬ ‫بئر الشعيري( الشرف السواني)‪3 – 1 :‬‬ ‫الشرف سيتي( الشرف امغوغة) ‪ /‬ج‪ .‬التضامن‬ ‫لألطفال في وضعية صعبة( مرس الخير المجمع‬ ‫الحسني)‪( 2 – 1 :‬اعتراض)‬

‫نتائج دور ربع النهائي لفرق العصبة‪:‬‬ ‫فئة أكثر من ‪ 18‬سنة‬

‫اتحاد طنجة البالية ‪ /‬كوكب طنجة‪( 1 – 0 :‬اعتراض)‬ ‫شباب العوامة ‪ /‬وداد طنجة ‪1 – 0 :‬‬ ‫ج‪ .‬ميناء مرينا ‪ /‬شباب بنديبان‪abs 1 :‬‬ ‫ج‪ .‬المد األزرق ‪ /‬ج‪ .‬التحدي ادرادب‪( 5 – 7 :‬اعتراض)‪.‬‬

‫اتحاد طنجة يتأهل بصعوبة إلى دور ثمن نهائي كأس العرش‬

‫حجز اتحاد طنجة لكرة القدم بطاقة العبور إلى دور‬ ‫ثمن نهائي من مسابقة كأس العرش‪ ،‬بعد فوزه على اتحاد‬ ‫سيدي قاسم بملعب العقيد العالم في مباراة اإلياب من‬ ‫دور سدس عشر نهائي بهدف أحرزه المهدي النغمي في‬ ‫الدقيقة ‪ 72‬من ضربة جزاء‪ .‬وكان الالعب ذاته أحرز هدف‬ ‫مباراة الذهاب من ضربة جزاء كذلك وانتهت بالتعادل‬ ‫بهدف لمثله‪ .‬ووجد الفريق الطنجاوي صعوبة كبيرة في‬ ‫التأهل لدور الثمن‪ ،‬وقدم مردودا دون إقناع أخرج جمهوره‬ ‫غاضبا في مباراة الذهاب‪ ،‬كما وصفها المدرب الزاكي‬ ‫بالمباراة المخيبة لآلمال‪.‬‬ ‫ويواجه الفريق الطنجاوي فريق الدفاع الحسني‬ ‫الجديدي برسم سدس عشر نهائي منافسات كأس‬ ‫العرش‪ ،‬حيث تجرى مباراة الذهاب بملعب العبدي يوم‬ ‫األربعاء ‪ 13‬شتنبر إنطالقا من الساعة السابعة مساء‪.‬‬

‫رحلة إلى بركان‬ ‫يوم ‪ 9‬شتنبر أول‬ ‫اختبار‬ ‫التحاد طنجة‬ ‫في البطولة‬ ‫يقص اتحاد طنجة شريط البطولة االحترافية برحلة إلى‬ ‫وجدة لمواجهة النهضة البركانية لحساب الدورة األولى‪ ،‬يوم‬ ‫السبت ‪ 9‬شتنبر‪ ،‬بالملعب الشرفي بوجدة على الساعة الرابعة‬ ‫بعد الزوال‪ .‬وسيكون الفريق على موعد مع خمس مباريات‬ ‫رسمية خالل شهر شتنبر وباإلضافة إلى مباراة بركان‪ ،‬يرحل‬ ‫الفريق إلى الجديدة لمواجهة الدفاع الحسني الجديدي‬ ‫لحساب ذهاب دور سدس عشر نهائي منافسات كأس العرش‪ ‬‬ ‫يوم األربعاء ‪ 13‬شتنبر على الساعة السابعة مساء بملعب‬

‫رونار يشيد بزياش‬ ‫أشاد الناخب الوطني هيرفي رونار بالالعب حكيم زياش‪ ،‬نجم أياكس أمستردام الهولندي‪،‬‬ ‫بعد المستوى الكبير الذي قدمه أمام منتخب مالي‪ ،‬مساء يوم الجمعة على ملعب األمير موالي‬ ‫عبد اهلل بالرباط‪ ،‬في الجولة الثالثة من تصفيات افريقيا المؤهلة إلى نهائيات مونديال روسيا‬ ‫‪.2018‬‬ ‫وقال رونار بعد نهاية اللقاء ‪” :‬سعيد بأداء حكيم زياش في مباراة اليوم‪ ،‬لقد كان في‬ ‫المستوى‪ ،‬وساهم بشكل كبير في حسم نتيجة اللقاء لصالحنا‪ ،‬وهو العب جيد‪ ،‬يتوفر على‬ ‫إمكانيات رائعة”‪.‬‬ ‫يشار إلى أن حكيم زياش سجل هدفين في مرمى منتخب مالي في مباراة اليوم‪ ،‬واصطاد‬ ‫ضربة الجزاء التي سجل منها الهدف األول‪ ،‬كما كان وراء صناعة الهدف الثاني‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫المنتخب الوطني لكرة القدم النسوية ألقل من ‪ 20‬سنة يفوز‬ ‫على المنتخب السيراليوني‬ ‫فاز المنتخب الوطني لكرة القدم النسوية ألقل من ‪ 20‬سنة بنتيجة هدفين مقابل هدف‬ ‫في المباراة الودية التي جمعته صباح يوم األربعاء ‪ 30‬غشت ‪ 2017‬بالمنتخب السيراليوني‪.‬‬ ‫وسجل الهدف األول للمنتخب الوطني لكرة القدم النسوية ألقل من ‪ 20‬سنة في هذه‬ ‫المباراة التي أقيمت بالمركز الوطني لكرة القدم بالمعمورة‪ ،‬الالعبة فاطمة التغناوي في‬ ‫الدقيقة ‪ ، 54‬قبل أن تتمكن زميلتها هادي سوميس من توقيع الهدف الثاني في الدقيقة ‪،74‬‬ ‫بينما سجل الهدف الوحيد للمنتخب السيراليوني الالعبة ‪ ‬توراي فاطماطا في ‪ ‬الدقيقة ‪.19‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫المنتخب الوطني ألقل من ‪ 15‬سنة يتعادل‬ ‫مع المنتخب التونسي‬ ‫تعادل المنتخب الوطني ألقل من ‪ 15‬سنة بهدف لمثله في المباراة التي جمعته مساء يوم‬ ‫الخميس ‪ 24‬غشت ‪ .2017‬ووقع هدف المنتخب الوطني ألقل من ‪ 15‬سنة في هذه المقابلة‬ ‫الالعب هيثم عبيدة‪ .‬وتدخل هذه المباراة التي أقيمت بالمركز الوطني لكرة القدم‪ ،‬ضمن‬ ‫فعاليات كأس شمال إفريقيا‪.‬‬ ‫وكان المنتخب الوطني ألقل من ‪ 15‬سنة قد أنهى هذه المنافسات في الرتبة الثالثة‬ ‫مناصفة مع المنتخب الجزائري برصيد نقطتين‪ ،‬بينما فاز باللقب المنتخب التونسي بعدما‬ ‫حصل على ‪ 5‬نقاط متبوعا بالمنتخب الليبي بنفس عدد النقاط‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫األسود يستأنفون تداريبهم قبل التوجه لمالي‬ ‫بعد فوزهم أمس أمام منتخب مالي بنتيجة ستة أهداف لصفر‪ ،‬استأنف األسود تداريبهم‬ ‫منذ عصر يوم السبت ‪ 2‬شتنبر ‪ 2017‬بالملعب الملحق للمركب الرياضي األمير موالي عبد‬ ‫اهلل بالرباط‪.‬‬ ‫وبرمج الناخب الوطني السيد هيرفي رونار هذه الحصة التي دامت حوالي الساعة والنصف‬ ‫بحضور جميع الالعبين‪ ،‬تحضيرا لمواجهة منتخب مالي بـ «باماكو» اليوم الثالثاء ‪ 5‬شتنبر‬ ‫‪ 2017‬برسم الجولة الرابعة عن المجموعة الثالثة‪ ‬من التصفيات المؤهلة لكأس العالم‬ ‫فيفا‪ ‬روسيا ‪ .2018‬وأجرت عناصر المنتخب الوطني آخر حصة تدريبية أول أمس األحد صباحا‬ ‫بالملعب الملحق للمجمع الرياضي األمير موالي‪ ‬عبد اهلل‪ ،‬قبل التوجه لدولة مالي على متن‬ ‫طائرة خاصة انطالقا من مطار الرباط سال الدولي‪.‬‬

‫انطالق التسجيل بمدرسة نهضة طنجة‬ ‫لكرة القدم‬

‫العبدي بالجديدة‪ ،‬ثم يستقبل الراسينغ البيضاوي بالملعب‬ ‫الكبير بطنجة يوم األحد ‪ 17‬شتنبر على الساعة السادسة‬ ‫مساء لحساب الدورة الثانية من البطولة الوطنية اإلحترافية‪. ‬‬ ‫تلسها مباراة العودة من دور سدس عشر نهاية كاس العرش‬ ‫إياب الدور الـ‪ 16‬من منافسات كأس العرش أمام الدفاع‬ ‫الحسني الجديدي يوم األربعاء ‪ 20‬شتنبر على الساعة الثامنة‬ ‫والنصف مساء بالملعب الكبير بطنجة‪.‬‬

‫تعلن إدارة مدرسة نهضة طنجة لكرة القدم أنها شرعت في تسجيل‬ ‫وإعادة التسجيل للتالميذ الراغبين في االنخراط بالمدرسة‪ ،‬وعلى الراغبين‬ ‫في ذلك االتصال بمدير المدرسة على الرقم التالي (‪ )0661720614‬أو‬ ‫الحضور لملعب مرشان حسب البرنامج التالي‪:‬‬ ‫ كل يوم األربعاء‪ :‬من الساعة الثانية زواال (‪ )h 14‬إلى الخامسة مساء‬‫(‪.)h 17‬‬ ‫ كل يوم الجمعة‪ :‬من الساعة الثالثة زواال (‪ )h 15‬إلى السادسة مساء‬‫(‪. )h 18‬‬ ‫ كل يوم السبت‪ :‬مـن الساعـة الثامنــة صباحا (‪ )h 08‬إلى الواحدة‬‫زواال (‪.)h 13‬‬ ‫ كل يوم األحــد‪ :‬من الساعــة الثامنــة صباحا (‪ )h 08‬إلى الواحدة‬‫زواال (‪.)h 13‬‬


‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪� 11‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪905‬‬

‫فضاء األنثى ‪:‬‬

‫حراك العطش‬

‫طبول الغضب تدق في حوالي ‪ 40‬مدينة ومركزاً‬ ‫(تتمة ص‪)1‬‬

‫ومع أن خروج الناس للتظاهر ضد العطش‬ ‫أمر مألوف في المغرب‪ ،‬المتقلب المناخ المعتمد‬ ‫في زراعته وتوفير مياهه العذبة لتزويد األهالي‬ ‫وتوفير مياه السقي‪،‬على خيرات المزن‪ ،‬باستثناء‬ ‫محطتين لتحلية المياه‪ ،‬األولى في طرفاية‬ ‫بقدرة ‪ 75‬متراً مكعباً في اليوم‪ ،‬والثانية في‬ ‫العيون بقدرة ‪ 7000‬متر مكعب‪ ،‬إال أن السنة‬ ‫الحالية كانت استثناء‪ ،‬بسبب ما لوحظ من تنام‬ ‫مخيف لتلك االحتجاجات‪ ،‬التي عمت مختلف‬ ‫جهات الوطن‪ ،‬حواضره وبواديه‪ ،‬وقد زاد الوضع‬ ‫حدة ‪ ،‬من جهة‪ ،‬أن حكومة العثماني تضم‬ ‫بين مكوناتها أربع وزارات لها ارتباط مباشر‬ ‫بالماء‪ :‬وزارة الفالحـة والصيد البحري والتنمية‬ ‫القرويــة والمياه والغــابــات‪ ،‬ووزارة التجهيز‬ ‫والنقل واللوجيستيك والماء‪ ،‬وكتابة الدولة‬ ‫لدى هذه الوزارة مكلفة بالماء‪ ،‬وكتابة الدولة‬ ‫لدى وزارة الفالحة مكلفة بالتنمية القروية والمياه والغابات‪....‬‬ ‫دون أن يكون لذلك أثر على الوضع‪ ،‬ومن جهة أخرى ما يصل إلى‬ ‫علم الشعب من وجود مخططات إلنشاء مالعب جديدة للكولف‬ ‫وهي فضاءات «مستهلكة للماء وبقوة‪ ،‬وتنامي التشجيع على تنظيم‬ ‫المهرجانات والمواسم المتعددة الغايات‪ ،‬ما يتسبب في «نزيف»‬ ‫للمياه ‪ ،‬وغيرها من مظاهر التبذير لهذه المادة الثمينة‪ ،‬التي يقطع‬ ‫نصف الشعب المغربي إليها‪ ،‬يوميا‪ ،‬مسافات طويلة‪ ،‬في ظروف صعبة‬ ‫وشاقة‪ ،‬للحصول على جرعات منها لسقي الظمأ وتوفير حفنة ماء‬ ‫إلغاثة ماشيته‪ ،‬التي هي كل شيء في حياته‪.‬‬

‫العطش بتطوان‬

‫منذ شهر يونيه‪ ،‬بدأت «حراكات» المواطنين تنذر بخطر‬ ‫العطش‪ ،‬شماال وجنوبا‪ ،‬شرقا وغربا‪ ،‬حتى مدينة تطوان‪ ،‬مسقط رأس‬ ‫الهانم شرفات‪« ،‬وزيرة الماء»‪ ،‬شهدت «قرع طبول الغضب»‪ ،‬وهي‬ ‫المدينة التي «يحنش» حولها واد المحنش‪ ،‬ويوجد بها ما ال يوجد‬ ‫في أي مدينة مغربية أخرى‪ ،‬شبكة أهلية موازية ‪ ،‬منذ ما قبل الحماية‪،‬‬ ‫إليصال الماء إلى كل البيوتات‪ ،‬وذلك قبل أن تولد فكرة الوكاالت‬ ‫اإلقليمية أو الجهوية وقبل أن ينبطح المسؤولون أمام «إغراءات»‬ ‫«المعلم» الفرنسي الذي «خلصتنا» «أمانديسته» من وجع الرأس‪،‬‬ ‫وتكفل بتدبير مياهنا ونفاياتنا وتنظيف شوارعنا‪ ،‬وليس مطلوبا منا‬ ‫بالمقابل ‪ ،‬سوى أن «ندفع»‪ ،‬ونحن ندفع بسخــــاء‪ ،‬للمعلم !‪..‬‬ ‫في وزان‪ ،‬كما في طنجة‪ ،‬والقصر الكبير وبني مالل‪ ،‬والجديدة‬ ‫والبيضاء والفقيه بنصالح وتازة وابن جرير وتاونات وصفرو وتاوريرت‬ ‫وطانطان والجديدة وغيرها وغيرها‪ ،‬أما المداشر والدواوير‪ ،‬ومدن‬ ‫«الريح» فحدث وال حرج !‪...‬ما يجعل المسؤولين عن قطاع الماء أمام‬ ‫تحديات جديدة‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار عوامل التقلبات المناخية‬ ‫وتزايد الحاجيات المائية في المستقبل القريب‪ ،‬والتلوث ‪ ،‬والضغط‬ ‫على المياه الجوفية‪ ,‬إلى غير ذلك من العوامل التي تتطلب دراسات‬ ‫استشرافية من أجل إيجاد حلول جديدة نوعيا‪ ،‬توقف مد العطش‬ ‫بالمغرب ‪ ،‬وتمكن من ري األرض‪ ،‬وبالتالي تضمن الحد األدنى لألمن‬ ‫المائي والغذائي خالل النصف األول من القرن الواحد والعشرين‪،‬‬ ‫حيث إن البنك الدولي الذي نظم حديثا بالسويد مؤتمرا دوليا حول‬ ‫ندرة المياه في منطقة الشرق الوسط وشمال إفريقيا‪ ،‬يعتبر أن‬ ‫«المغرب يوجد على شفا العطش» كما تقول اإلحصاءات إن نصيب‬ ‫الفرد المغربي من المياه يتجه نحو االنخفاض حيث لن يتجاوز ‪720‬‬ ‫متار مكعبا سنويا‪ ،‬في أفق ‪ .2020‬أي بعد أقل من ثالث سنوات‪.‬‬

‫ملف العطش بالمغرب وما تضمنه من احتجاجات على نطاق‬ ‫واسع عبر ربوع المملكة‪ ،‬جر رئيس الحكومة العثماني إلى مساءلة‬ ‫برلمانية‪ ،‬حيث أكد من جهة‪ ،‬أن المغرب يواجه بمحدودية الموارد‬ ‫المائية‪ ،‬وبتباين توزيعها في الزمان والمكان ‪،‬بفعل تأثير التغيرات‬ ‫المناخية‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ، ،‬أن المغرب اتخذ مجموعة من التدابير‬ ‫«االستباقية» لمعالجة إشكالية ندرة المياه‪ ،‬وذلك من أجل التأقلم‬ ‫مع التغيرات المناخية وانعكاساتها السلبية على الموارد المائية‪،‬‬ ‫ومواصلة الجهود الرامية إلى دعم التزويد بالماء الصالح للشرب‪،‬‬ ‫خاصة خالل فترات الجفاف‪ ،‬وبالمناطق التي تعرف خصاصا في هذه‬ ‫المادة الحيوية‪.‬وترتكز هذه التدابير»االستباقية» على ثالث دعامات‬ ‫متكاملة‪ :‬المعالجة الهيكلية عبر التخطيط االستشرافي وبرمجة‬ ‫المشاريع الرامية إلى تعبئة الموارد المائية من أجل تلبية الحاجيات‬ ‫المائية على المدى المتوسط والبعيد ‪ ،‬باإلضافة إلى بلورة والمعالجة‬ ‫االستعجالية‪.‬‬ ‫ويأتي بعد ذلك تشجيع استعمال المياه العادمة وتطوير تجربة‬ ‫تحلية مياه البحر لتزيد عدد من الجهات منها مدينة الحسيمة‬ ‫و»تثمين « مياه األمطار ومراجعة القوانين كل ذلك من أجل تدارك‬ ‫النقص الحاصل في تحقيق تزيد عادل للمياه بالمغرب حيث إن بعض‬ ‫المناطق ال تزال تعرف اضطرابات متفاوتة في التزود بالماء الصالح‬ ‫للشرب‪ ،‬خصوصا في فترات الصيف‪ ،‬وتهم هذه االضطرابات حوالي‬ ‫‪ 37‬مدينة ومركزا من المراكز التي يتدخل بها المكتب الوطني‬ ‫للكهرباء والماء الصالح للشرب‪.‬‬ ‫وهكذا يتضح أن التدابير «االستباقية» التي اتخذتها الحكومة لم‬ ‫تنجح في «استباق» األحداث هذه السنة‪ ،‬ولكنها أكيدا‪« ،‬ستسبقها»‪،‬‬ ‫في المستقبل القريب إن شاء اهلل سبحانه وتعالى‪ ،‬وستمكن من‬ ‫تحقيق العدالة المائية في المغرب‪ ،‬بطريقة «استباقية»‪ ،‬بعد أن يتم‬ ‫تنفيذ المشاريع المائية الكبرى‪ ،‬كسد مرتيل الذي كان من المفروض‬ ‫أن يكون جاهزا للتشغيل نهاية السنة الجارية‪ ،‬إال أن الدراسات‬ ‫«االستباقية»‪ ،‬لم تتوفق في التخلص من مشاكل مستعصية‪ ،‬ال تزال‬ ‫تعيق إنجاز المشروع‪ ،‬ما دفع نائب عمدة هذه المدينة إلى التصريح‬ ‫بأن «تطوان مهددة في أمنها المائي» بسبب تعثر إنجاز سد مارتيل»‪،‬‬ ‫المعول عليه لسد الخصاص في مادة الماء الصالح للشرب بهذه‬ ‫المدينة‪ .‬الهانم أفيالل اعترفت بدورها بوجود «مشاكل متعددة»‬ ‫تعرقل إنجاز السد‪ ،‬قبل نهاية السنة الجارية كما أعلن عن ذلك سابقا‪.‬‬

‫وا محمداه‪ :‬صيحة أطلقها محبكم المظلوم منذ تربع جاللتكم على العرش‬ ‫وا محمداه‪ :‬جدد إطالقها عشرات المرات باالستعطاف والحفر والنبش‬ ‫وا محمداه‪ :‬من يمنع وصول شكاويَ يعتبر التظلم نوعا من الخدش‬ ‫وا محمداه‪ :‬تأله أصحاب الحل والعقد‪ :‬جردوا اإلنسان من حقوقه عاملوه كالوحش‬ ‫وا محمداه‪ :‬أهانوا كرامته ‪ ...‬موّتوه ‪ ...‬ترّكوه ‪ ...‬قدّموه قربانا كالكبش‬ ‫وا محمداه‪ :‬شوّهوا صورته ‪ ...‬قلبوا الحقائق ‪ ...‬زيفوا الوقائع ردّوه كسمك القرش‬ ‫وا محمداه‪ :‬حاربوا الكفاءة والنزاهة واالستقامة وجعلوا المتفوق من بني جحش‬ ‫وا محمداه‪ :‬وأدوه شابا في أوج العطاء فاعترى الداني والقاصي الذهول والدهش‬ ‫وا محمداه‪ :‬زرعوا الكاميرات الخفية وللتجسس حملوا البارابول والدش‬ ‫وا محمداه‪ :‬استمرؤا استهداف الشرفاء بمختلف وسائل الخديعة والغش‬ ‫وا محمداه‪ :‬إنصاف المظلومين ورد االعتبار إليهم يمنع أن يكون قصر العدل من القش‬ ‫بقلم المستشار القانوني‬

‫طنجة في ‪ 29‬ذو القعدة الحرام ‪ 1438‬هـ‬ ‫الموافق ‪2017/08/22‬م‬

‫ بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬‫العنــف ضد اإلنـاث في المغرب‪ ،‬ال يلحــق النســاء‬ ‫والفتيات في سن معينة‪ ،‬يكن فيه قادرات على استيعاب‬ ‫ظاهرة التحرش الجنسي‪ ،‬وربما قلدرات على المقاومة‪،‬‬ ‫بل يصيب الرضيعات أيضا ليقنعنهن ‪ ،‬إن كتب اهلل لهن‬ ‫عمرا جديدا‪ ،‬أنهن في بلد ال زال «وأد األنثى» يمارس فيه‬ ‫بصيغة ‪ ‬أخرى وأسلوب آخر‪.‬‬

‫وا محمداه‪!!! ‬‬

‫األستاذ رضوان محمد ادريس بناني‬

‫العنفُ ضد األنثى‬ ‫من المهد إلى اللحد‪! ‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫ذلك أن شعوبنا من أقصى المحيط إلى أقصى الخليج‪،‬‬ ‫تربت على نظرة «جونية» تجاه المرأة‪ ،‬نظرة «مغلفة»‬ ‫بمعتقدات بالية‪ ،‬تلبس أحيانا بلباس الدين‪ ،‬وتارة‬ ‫تغلف ب «قدسية» التقاليد واألعراف‪ ،‬لتبقى المرأة في‬ ‫نظر أصحاب النظر القصير والفهم الضعيف للنصوص‪،‬‬ ‫واألحكام المعكوسة للنوازل‪ ،‬تلك الكائنة الضعيفة التي‬ ‫أحكم الرجل «قبضته عليها»‪ ،‬وبسط سلطة «القوامة»‬ ‫عليها‪ ،‬وسلط سيفه على رقبتها‪ ،‬واختزل حياتها في‬ ‫«البيت و «التفريخ» ‪ ...‬الذي ال رأي لها فيه‪ ،‬وفي غيره من‬ ‫شروط الحياة‪ ،‬ألنها «ناقصة عقل ودين»‪ ،‬وألنها «تقبل‬ ‫في صورة شيطان‪ ،‬وتدبر في صورة شيطان»‪( ،‬حديث‬ ‫صحيح رواه األمام مسلم في صحيحه‪ ،‬وأبو داود في سننه‪،‬‬ ‫واإلمام أحمد في مسنده‪ ،‬والترمدي في سننه وصححه)‪.‬‬ ‫هذه الصورة «الدونية» فرضت على المرأة أيضا داخل‬ ‫األسرة ذاتها‪ ،‬حيث تعم البشرى حين يكون المولود ذكرا‪،‬‬ ‫ويسود نوع من «الضيق» حين تكون أنثى‪ ،‬و «يفشش»‬ ‫الذكر على حساب األنثى‪ ،‬وهكذا دواليك‪ ،‬تسيطر على‬ ‫المجتمعات العربية واإلسالمية‪ ‬إرادة جامحة المتالك‬ ‫األنثى و «إلغاء» وجودها في الفضاء العام‪......‬ليطفو‬ ‫الكبت على السفح ويعشعش في كل جنبات المجتمع‪،‬‬ ‫ويحصل بعد ذلك «االنفجار» الجنسي حين يغلب على‬ ‫اإلنسان كبح جماح كبته‪....‬وهو من األسباب التي تدفع‬ ‫إلى مسلسل االعتداءات الجنسية التي تتعرض لها‬ ‫اإلناث‪ ،‬والتي تقف دونها النصوص والقوانين‪ ،‬ألنها‬ ‫مسألة عقلية غذاها الفقهاء والشيوخ بالكثير من األحكام‬ ‫والفتاوى التي ترسخ في أذهان األجيال دونية المرأة التي‬ ‫تتعرض بذلك لشتى أنواع اإلضطهاد والذل واالعتداءات‬ ‫اللفظية والجسديةوالجنسيةوللعديدمنمظاهرالتمييز‪،‬‬ ‫فهي «ناقصة عقل ودين» ترث نصف حصة الذكور‪،‬‬ ‫وتقبل صاغرة بالتعدد‪ ،‬وتستسلم‪ ،‬دون مقاومة لتشويه‬ ‫جسدها ببتر عضو حميمي من جهازها التناسلي من أجل‬ ‫«تبريد» متعمد إلحساساتها الجنسية‪ ،‬عبر عملية الختان‬ ‫الممارس في العديد من البلدان العربية واإلسالمية‪ ،‬وقد‬ ‫رفض الشيخ القرضاوي مرة «إدانة» هذه الممارسة التي‬ ‫ما أنزل اهلل بها من سلطان‪ .‬ثم تلحق بها إهانة «العورة»‬ ‫هذه الكلمة التي تعني «كل قبيح يستوجب الستر»‪....‬‬ ‫وكلما ثارت المرأة على هذا الوضع‪ ،‬رفع بعض الشيوخ‬ ‫في وجوههن طقوسهم التي ال يفهمونها وشرائعهم‬ ‫التي لم يرقوا إلى إدراك أسبابها ومدلوالتها والغايات‬ ‫المتوخاة منها‪....‬‬ ‫مثل هذه األوضاع هي التي خلقت أجياال «تحتقر»‬ ‫المرأة وتعتبرها أداة لجلب المتعة واللذة‪ ،‬وتتلهى‬ ‫بالتنغيص عليها حياتها‪ ،‬وهو ما حصل لفتاة حافلة‬ ‫كازابالنكا ولحاالت مماثلة وقعت في مكناس وطنجة‬ ‫وفاس وتطوان وسال وأكادير وغيرها من مدن المغرب‬ ‫المتمدنة الكبرى‪ ،‬وهو ما يدفع دائما إلى اعتبار المرأة‬ ‫ـ الضحية‪ ،‬مسؤولة عما يحصل لها من تحرش وعنف‬ ‫في الشارع وأماكن العمل ألنها تفتن الرجل وتذكي‬ ‫فيه نار الشهوة‪ .‬هكذا ينظر إلى األنثى ضعاف الرجال‬ ‫والمتخلفون والمكبوتون والمتحجرة قلوبهم وأدمغتهم‪،‬‬ ‫بينما المرأة خلق اهلل‪ ،‬كما الرجل‪ ،‬ساواها الحق سبحانه‬ ‫وتعالى في الحقوق والواجبات مع الرجل‪ ،‬ووهبها ملكات‬ ‫عقلية تفوق أحيانا قدرات الرجل‪ ،‬والتاريخ العلمي العالمي‬ ‫يزخر بالدالئل القوية والقاطعة على ذلك‪.....‬‬ ‫ولكن المرأة تبقى في بالد العرب والمسلمين ذلك‬ ‫الكائن المضطهد‪ ،‬و المهان‪ ،‬المرصودة حياته قبل نشأة‬ ‫األكوان‪.‬‬ ‫وهلل في خلقه شؤون‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.