Achamal n° 907 le 19 septembre 2017

Page 1

‫خط بحري جديد بين طنجة ومارسيليا‬ ‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫يتزايد التهافت على ميناء طنجة المتوسط لربطه بأهم الموانئ األوروبية والعالمية‪ ،‬نظرا‬ ‫ألهميته ولقدراته اللوجستيكية وتجهيزاته المتطورة وللدور الهام الذي أصبح يقوم به في تحريك‬ ‫النقل التجاري البحري عبر العالم‪.‬‬ ‫فقد أعلنت الشركة الفرنسية العالمية للنقل البحري “سيما سيجيم”‪ ،‬المتخصصة في الشحن‬ ‫والنقل البحري للبضائع في بيان عزمها على إطالق خط بحري جديد ‪ ،‬يربط ميناء طنجة المتوسط‬ ‫وميناء مارسيليا في إطار عدد من االتفاقات التي تم إبرامها في هذا الشأن بين مسؤولين مغاربة‬ ‫وفرنسيين‪.‬‬ ‫و حسب بيان الشركة الفرنسية “‪ ”CMA CGM‬وهي من كبريات الشركات العالمية في النقل‬ ‫البحري للحاويات‪ ، ،‬فإن هذا الخط البحري الجديد‪ ،‬سيبدأ الشروع في العمل به رسميا انطالقا من‬ ‫شهر نونبر المقبل‪ ،‬حيث سيتم تخصيص باخرتين ستعمالن على الربط بين طنجة و مارسيليا‬ ‫أسبوعيا ‪ ،‬و تصل سعة الباخرتين لنقل ‪ 200‬حاوية خاصة بشحن البضائع‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 907‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 28‬ذو احلجة‪� 19 / 1438 /‬إلى ‪� 25‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫أضحيات العيد‬

‫• عناصر مثيرة في ملف الشعيرة‬ ‫• األغنام تتغ ّذى على المزابل وتعلف براز الدواجن‬

‫ه‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ح‬ ‫ول‬

‫ت‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ح‬ ‫و‬ ‫م ال‬

‫ف‬ ‫ا‬ ‫س‬ ‫د‬ ‫ة إل‬

‫ى‬ ‫ن‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ق‬

‫؟‬

‫مع مرور الوقت تزداد الرؤية وضوحا بخصوص فساد أضحيات العيد الكبير هذه السنة‪ ،‬األمر الذي نغص على‬ ‫العديد من المواطنين وأسرهم وأطفالهم‪ ،‬أفراحهم بالعيد «السعيد» الذي سبق‪ ،‬هذا العام‪ ،‬بأيام معدودة‪،‬‬ ‫«عيدا» آخر‪ ،‬ال يقل «سعادة» عن عيد «الحولي»‪ ،‬بما تسبب فيه لألسر من تكاليف ترهن شهورا من مدخولهم‪،‬‬ ‫إن كان الحظ قد أسعفهم بمدخول قار‪ ،‬ليجدوا أنفسهم يين مطرقة «الكريدي» وسندان المحاكم‪.‬‬ ‫(تابع التتمة على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 25‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪907‬‬

‫‪2‬‬

‫حصيلة «مهمة» و «مشرفة» لـ ‪ 120‬يوما األولى لحكومة‬ ‫التآلف والتماسك و «التعاقد األخالقي والسياسي»‬ ‫حكومة «اإلنتاج واإلنجاز» تخيب ظن المراهنين‬ ‫على تفجر األغلبية وسقوط الحكومة‪..!! ‬‬ ‫وأخيــرا حل اليــوم الموعـــود‪ ،‬وانبــرت‬ ‫«األغلبية»‪ ‬في مشهد‪ ‬أريد له أن يكون ‪ ‬قويا‪،‬‬ ‫«صادما»‪ ،‬ليضفــي على «الحــدث» طابعـــا‬ ‫«انبهاريا»‪ ،‬كفيال بأن يوحي بما يمكن أن يمحو‬ ‫من الذاكرة العامة‪ ،‬صورة الحكومة المهتزة‪،‬‬ ‫الضعيفة‪ ،‬المتهالكة‪ ،‬العاجزة عن الصمود‪ ،‬وعن‬ ‫الوفاء بالوعود‪.‬‬ ‫اليوم الموعود‪ ،‬هو يوم تقديم حصيلة‬ ‫المائة يوم‪ ،‬جريــــا على عـــادة ترسخـــت‬ ‫في سلوكات الحكومات الديمقراطيـــة‪ ،‬إال أن‬ ‫حكومة ألعثماني أضافت إليها عشرين يوما‪،‬‬ ‫من باب «اإلبداع المغربي»‪ ،‬وحتى يلتئم‬ ‫مقطع المائة وعشرين يوما مع فصل الـ ‪120‬‬ ‫إجراء‪ ،‬استعصى علينا عدها رغم ما بذلنا من‬ ‫جهد‪! ‬‬ ‫األغلبية حاولــت‪ ،‬في مشهد استعراضي‬ ‫مثير‪ ،‬أن تقنع الرأي العام بتماسك مكوناتها‬ ‫وتآلفها‪ ،‬وانسجامها ‪ ،‬وانخراطها في مخطط‬ ‫سياسي جــدي وجديــد‪ ،‬يستند إلى «تعاقد»‬ ‫أخالقي وسياسي وإلى «منهجية تشاركية»‬ ‫قائمة على «اإلنصات واإلنجاز»‪،‬هذا المخطط‬ ‫يمكن اعتباره فاتحة عقد الـ ‪ 120‬إنجازا المباركة‪،‬‬ ‫التي لم يقــو أحــد على أن‪ ‬يحصيها ‪ ‬خــالل‬ ‫«عرس» األغلبية‪ ،‬بالرباط‪ ،‬خارج أسوار البرلمان‪،‬‬ ‫عبر تصريحات وشهادات ‪ ‬أدلى بها «أصحاب‬ ‫الدار» ‪ ،‬طبعتها العمومية‪ ‬والشمولية‪ ،‬وصاحبها‬ ‫الكثير من التيمن والتفاؤل‪ .‬وكثير من العهود‬ ‫والوعود أيضا‪.‬‬ ‫زعماء األغلبية «المنسجمة‪ ،‬المتماسكة‪،‬‬ ‫والمتحابة في اهلل‪ ،‬عزيز أحنوش‪ ،‬عن األحرار‪،‬‬ ‫ومحمد العنصر عن الحركة‪ ،‬وادريس لشكر عن‬ ‫اإلتحاد ومحمد ساجد عن الدستوري‪ ،‬تداولوا‬ ‫على ميكرفون الخطابة‪ ،‬باستثناء ممثل تيار‬ ‫بنكيران ونائب األمين العام للعدالة والتنمية‪،‬‬ ‫سليمان العمراني‪ ،‬الذي يبدو أنه لم يسمح له‬ ‫بالكلمة‪،‬أو أنه زهد فيها‪ ،‬أجمعوا كلهم على‬ ‫اإلشادة بأهمية العمل الذي قامت به الحكومة‬ ‫خالل هذه الفترة القصيرة‪ ،‬واإلنجازات «الهامة»‬ ‫التي تحققت على يدها ‪ ،‬وأن الحكومة اشتغلت‬ ‫وتشتغل في إطار «رؤية واضحة»‪ ‬تحدوها‬ ‫إرادة قوية لتغليب المصلحة العليا للبالد‬ ‫وتحقيق االهداف التنموية الكبرى التي ينتظرها‬ ‫المواطنون‪.‬‬ ‫كما أشادوا بحصيلة العمل الحكومى‬ ‫«المشرفة» برأي العنصر‪ ،‬الذي تحدث عن‬ ‫«اإلنجازات المهمة» المحققة في ظرف ‪120‬‬ ‫يوما‪ ،‬في العديد من المجاالت الرئيسية بالنسبة‬ ‫لإلقتصادالمغربي‪.‬‬ ‫االشتراكيون الذين تم‪ ،‬في األخير‪ ،‬قبولهم‬ ‫داخل األغلبية‪ ،‬بفضل «صفقة» العثماني‪،‬‬ ‫اعترفوا بأهمية منجزات الحكومة ومنها حسن‬ ‫تدبير عملية «مرحبا»‪ ‬ــ التي «تدبر» منذ‬ ‫أزيد من عقدين من الزمن ــ‪ ،‬وبرامج التخييم‬

‫الجمعية الجهوية لإلتحاد‬ ‫الوطني لنساء المغرب‬ ‫طنجة المدينة‬

‫والدخول المدرسي واالنتخابـات الجزئيـــة‪،‬‬ ‫واألوراش «الملكية» وإصالح اإلدارة‪......‬‬ ‫قادة األحزاب المؤتلفة‪ ،‬أجمعوا أيضا على‬ ‫اإلشادة بحسن تدبير العمل الحكومي من طرف‬ ‫سعد الدين العثماني وبانسجام ‪ ‬وتماسك‬ ‫األحزاب المشاركة «التي تضع المصالح‬ ‫الحزبية جانبا وتكرس جهدها للمصلحة العليا‬ ‫للبالد‪.‬‬ ‫العثمانــي لم يتــرك فـــرصـــة هــذه‬ ‫«التبوريدة» السياسية تمر دون أن يمرر‬ ‫عددا من «الرسائل» للرأي العام‪ ،‬ولبنكيران‬ ‫بالذات‪ ،‬الذي تعتبره «األغلبية» «حجر عثرة»‬ ‫في طريقها‪ ،‬متحديا أولئك الذين يراهنون على‬ ‫«تفجر األغلبية» أو على سقوط الحكومة بالمرة‪،‬‬ ‫والذين «يضخمون اختالف وجهات النظر بين‬ ‫مكونات األغلبية‪ ،‬بغاية التشويش على عمل‬ ‫الحكومة‪ ،‬أن ظنهم خاب‪ ،‬وسيخيب‪ ،‬ألن‬ ‫الحكومة تعول على «اإلنجاز» و«اإلنتاج»‬ ‫داخل أغلبية «مجتمعة وموحدة» وملتفة‬ ‫حول البرنامج الحكومي الذي صادق عليه‬ ‫البرلمان‪.‬‬ ‫وفــي هــذا الصدد أشـــارت وثيقــة‪ ‬‬ ‫«‪ 120‬يوما ـ ‪ 120‬إجراء» إلى أن العمل خالل‬ ‫هذه الفترة انصب باألساس على معالجة ما نتج‬ ‫عن التأخر في تنفيذ مخطط «الحسيمة منارة‬ ‫المتوسط»‪ ،‬وكذا إطالق مشاريع جديدة في‬ ‫مختلف أقاليم المملكة واتخاذ تدابير هامة في‬ ‫الميدان االجتماعي بوصف خاص‪..‬‬ ‫الواقع أن ‪ ‬معالجة الوضع ‪ ‬الحالي بالبالد‬ ‫يغني عن كل تعليق على خطب مهرجان‬ ‫األغلبية‪ ،‬التي اتفقت مختلف منابر الرأي العام‬ ‫على أن تلك الخطب لم تخرج عن أسلوب‬ ‫العموميات التي تطبع عادة كالم المناسبات‬ ‫الرسمية‪.‬‬

‫إعالن‬

‫حقيقة أن حكومة العثماني تشكلت في‬ ‫ظروف خاصة‪ ،‬أو أريد لها أن تكون كذلك‪،‬‬ ‫وأنها واجهت إكراهات كثيرة‪ ،‬أكثرها شدة تأخر‬ ‫المصادقة على ميزانية ‪ ،2017‬واندالع حراك‬ ‫الريف التي فشلت في احتوائها سياسيا وإداريا‪،‬‬ ‫بل وأججت من غضب نشطائه حين وصفتهم‬ ‫أحزاب األغلبية في بالغها المشؤوم‪ ،‬بدعاة‬ ‫االنفصال ونعتتهم بالعمالة‪ ،‬األمر الذي سُجل‬ ‫في صفحة سيئات هذه الحكومة‪ ،‬والتراجع‬ ‫الخطير في خدمات العديد من الموافق‬ ‫االجتماعية كالصحة والتعليم‪ ،‬واالرتفاع المهول‬ ‫للبطالة‪ ......‬هذا الوضع شكل صلب خطاب‬ ‫العرش األخير الذي لم يكتف بتشريح الوضع‪،‬‬ ‫بل قدم حال منطقيا للخروج من حالة الشلل‬ ‫الذي تشهده مؤسسات الدولة‪ ،‬أال وهي ربط‬ ‫المسؤوليةبالمحاسبة‪.‬‬ ‫‪ ‬العثمــــانــي الذي أراد لحكومتـــه أن‬ ‫تكون ‪ ‬حكومة «إصغاء وإنجاز»‪ ،‬عليه‪ ،‬ومنذ‬ ‫اآلن‪ ،‬أن يفتــح أذنيـه‪ ‬على ‪ 360‬درجة‪ ،‬من أجل‬ ‫أن يلتقط مالييــن «الرسائـل» التي قد تصله‬ ‫من زوايا البالد األربع‪ ،‬وهي ‪ ،‬بطبيعة الحال‪،‬‬ ‫لن تكون كلها ‪ ‬سارة إال ما تعلق بـ «فرسان»‬ ‫حزبه‪ ،‬وأن يسارع إلى «إنجاز» أجوبة تخيــب ظن‬ ‫«المتشائمين» و «المشوشين» و «العدميين»‬ ‫الذين «ال يروا في الوجود شيئا جميال»‪.‬‬ ‫وإلى أن يتمكن من ذلك‪ ،‬نتمنى أن ينجح‬ ‫العثماني في «تمرير» ميثاق أغلبيته الحزبية‪،‬‬ ‫رغم تمرد والمباالة عبد اإلله بنكيران الذي ال‬ ‫يمكن‪ ‬تجاهل مشاعر «الخيبة» التي تختزنها‬ ‫دواخله‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫قطاع التكوين المهني‬

‫بشراكة مع وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني‪ ،‬قطاع التكوين المهني‪ ،‬تعلن الجمعية الجهوية‬ ‫لإلتحاد الوطني لنساء المغرب مكتب طنجة – المدينة‪ ،‬عن‬

‫افتتاح باب التسجيل‬

‫ابتداء من ‪ 18‬شتنبر إلى ‪ 05‬أكتوبر ‪ ،2017‬للراغبات في الحصول على دبلوم في العديد من االختصاصات‬ ‫المتوفرة وهي‪:‬‬

‫ مساعدة اجتماعية‬‫ التدبير الفندقي و المنزلي‬‫ التربية و الحضانة‬‫ اإلعالميات‬‫‪ -‬الطبخ‬

‫ الخياطة و الفصالة‬‫ الحياكة‬‫ الحالقة‬‫ التجميل‬‫‪ -‬الحلويات‬

‫للمزيد من المعلومات المرجو االتصال باألرقام التالية ‪0687733634 - 0539949401 :‬‬

‫إنه أحمد بن يسـف‪ ،‬الفنــان الذي تخــرج من مرسمه إبداعـات‬ ‫تشكيلية يتطلع إليها المغاربة عبر األوراق المالية والقطع النقدية‬ ‫و عبر أغلفة أروع الكتب و اللوحات المعروضة في شتى أنحاء العالم‪..،‬‬ ‫التطواني النشأة واإلسبـاني التكوين والخبرة‪ ،‬يعيش مراكما الماضي‬ ‫وال فخـر لــه إال بما سيحققه في حلمه المستمر بالمستقبل‪.‬‬ ‫الفنــان أحمد بن يسف‪ ،‬قــدم أمــس الجمعــة بالمقهــى الفني‪،‬‬ ‫«دائرة الفنون» بطنجة كتــاب‪ ،‬بصمة الكلمة من توقيــع الكاتـــب‬ ‫المغربي ـ اإلسباني‪ ،‬خالد نييطو‪ ،‬و تم افتتاح معــرض بن يســف مع‬ ‫الشاعر خالد نييطو‪ ‬بعد ذلك برواق «الفن المدينة»‪ ،‬مع إلقاء شعري‬ ‫لقصيدة «المايستــرو»‪ ،‬و التي أبدع فيها الشاعر مصطفى مشبـال‬ ‫في حق الفنان التشكيلي أحمد بن يسف‪.‬‬


‫العدد ‪907‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 25‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫دردشة‬ ‫بدخول شهر شتنبر‪ ،‬وظهور تباشير فصل الخريف‪ ،‬يسترجع مصطاف مرتيل أنفاسه‪،‬‬ ‫ويستعيد سكينته واطمئنانه‪ ،‬ويتفرغ إلعادة ترتيب أوراقه‪.‬‬ ‫والغريب‪ ،‬أن آباءنا وأجدادنا‪ ،‬كان ال يحلو لهم النزول إلى مرتيل‪ ،‬إال في هذا الشهر‪،‬‬ ‫ويقيمون به إلى أواخر أكتوبر‬ ‫وقد حاورتُ صديقا لي في هذا األمر‪ ،‬فأهمني أن أهل زمان‪ ،‬كانوا مرتبطين ارتباطا‬ ‫وثيقا بالفالحة‪ .‬فحين يأتي موسم الحصاد‪ ،‬ينتظرون ما يجود به من حبوب‪ ،‬فإذا أتتهم‬ ‫أكياس القمح‪ ،‬فهذا إيذان بأمسيات تقضيها النساء في «تنقيته» ليرسَل فيما بعد إلى‬ ‫المطاحن لطحنه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ثم تأتي أيام «فتْل أو صُنْع الكسكس» واشتقاق ما يُشتق منه من «محمصة»‬ ‫و»سميدة» ليخزَّن في أماكن معينة بمخازن الدور‪ ،‬إلى جانب الدقيق الذي سيُخبز منه‬ ‫الخبز‪ ،‬وتُصنع الفطائر والحلويات‪.‬‬ ‫ومع اشتداد الحرارة‪ ،‬تتهيأ األسر الميسورة لصنع الخليع‪ ،‬وتخصه بثور أو عجل يذبح‬ ‫دَدَ فيما بعد‪ ،‬وتُنْشر كما يُنشر الغسيل‬ ‫لهذا الغاية‪ ،‬وتُقطع لحمه بكيفية معينة‪ ،‬لتُ َق ّ‬ ‫تحت أشعة الشمس‪.‬‬ ‫ولطهي الخليع طقوس مرعية‪ ،‬تجتمع العائالت لتطبيقها على مواقد كبيرة‪،‬‬ ‫وطنجرات نحاسية‪ ،‬تستقبل قطع القديد‪ ،‬ويُصب فيها زيت الزيتون صبا‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫وألذ ما يؤكل في هذا اليوم‪ ،‬الخبزُ الذي يُصنع خصيصا ليُغمس في هذه الطنجرات‬ ‫حين يستوي اللحم المقدد ويصير خليعا‪.‬‬ ‫ثم يأتي دور العنب ليُصنع منه «الخل»‪ ،‬ويُصنع منه «الصامت»‪.‬‬ ‫ثم يأتي دور الفلفل األحمر ليُطحَن ويطهى‪ ،‬ويغدو عبارة عن شبه معجون‪ ،‬يوضع‬ ‫في قوارير أو قدور خاصة‪.‬‬ ‫وال تنتهي األسر التطوانية من إعداد «عَوْ ًلة العام» وخزنها في المخازن‪ ،‬إال إذا‬ ‫أوشك الصيفُ على الرحيل‪.‬‬ ‫آنذاك تُرسَل الخيام إلى مرتيل لتُنصب على الشاطئ‪ ،‬ولتحتضن هذه الخاليا‬ ‫ً‬ ‫الشبيهة بخاليا النحل‪ ،‬نشاطاً‬ ‫وحيوية‪ ،‬فقد جمعتْ رزقها‪ ،‬وضمنتْ عامها‪ ،‬وسبَّحتْ‬ ‫بحمد ربها‪.‬‬ ‫تلك أمة قد خلت‪ ،‬نسأل اهلل لها الرحمة والمغفرة والرضوان‪ ،‬وتلك عادات أَسْدَل‬ ‫عليها الزمنُ ستار النسيان‪.‬‬

‫دورة شتنبر ‪ 2017‬للمجلس اإلقليمي لشفشاون‬ ‫األولوية للقطاعات االجتماعية‬

‫بشفشاون‪ ،‬والذي سيستفيد‬ ‫تخصص دورة شتنبـــر‬ ‫منه حاملو «اإلجازة فما فوق»‬ ‫للمجالس اإلقليميــة‪ ،‬حسب‬ ‫بإقليــم شفشاون (أكثر من‬ ‫رؤي��ة القانــون التنظيمي‪،‬‬ ‫‪ 300‬مستفيد) وفقا التفاقية‬ ‫للدراسة المبكرة لميزانيــة‬ ‫شراكة مبرمة بيــن مجلــس‬ ‫السنة المقبلة‪ ،‬لكن يبقى‬ ‫الجهـة والمجالس اإلقليمية‬ ‫تحقق ه��ذه ال��رؤي��ة بعيــد‬ ‫والمدرســـة العليا لألساتذة‬ ‫المنال ما دام توزيع حصص‬ ‫واألكاديمية الجهوية للتربية‬ ‫منتوج الضريبة على القيمة‬ ‫والتكوين‪.‬‬ ‫ال��م��ض��اف��ة ي��ت��أخ��ر وت��أخ��ره‬ ‫يستحيل معه صياغة صحيحة‬ ‫وي��ت��واص��ل بشكــل أو‬ ‫لتوقعات الميزانية على اعتبار‬ ‫بآخر من خالل هذا التكوين‬ ‫رئيس المجلس وإلى جانبه عامل اإلقليم‬ ‫أن حصة الضريبة على القيمة‬ ‫وتجاربه سواء بإقليم وزان أو إقليم‬ ‫المضافة تشكل العمود الفقري لميزانيات العماالت واألقاليم وباقي الحسيمة البرنامج الحكومي لتكوين ‪ 10000‬إطار تربوي‪ ،‬وهو تكوين‬ ‫الجماعات الترابية األخرى‪.‬‬ ‫يؤهل المستفيدين منه لولوج مهن التدريس سواء بالقطاع العام أو‬ ‫في دورة شتنبر ‪ 2017‬للمجلس اإلقليمي لشفشاون التي عقدها الخاص‪ ،‬ومن المرتقب ‪-‬حسب االتفاقية‪ -‬التي صادق عليها المجلس‬ ‫بمقر العمالة كالعادة في اإلثنين الثاني من هذا الشهر‪ ،‬حظيت القضايا اإلقليمي لشفشاون باإلجماع‪ ،‬أن يبدأ التكوين في شهر أكتوبر المقبل‬ ‫االجتماعية المرتبطة بالدخول االجتماعي السنوي باألولوية في جدول لينتهي في شهر يونيو ‪ 2018‬بعد إعداد لوائح الراغبين في التكوين‬ ‫بتنسيق بين المجلس اإلقليمي ومجلس الجهة‪.‬‬ ‫األعمال‪.‬‬ ‫عبدالرحيم بوعزة‪ ،‬رئيس المجلس وجميع األعضاء نوهوا بهذه‬ ‫وهكذا؛ شكل العرض الذي قدمه هشام بولعوان المدير اإلقليمي‬ ‫لوزارة التربية الوطنية في موضوع «الدخول المدرسي ‪ »2018/2017‬المبادرة االستباقية ألنها وسيلة لتهيئ خريجي الجامعات القتحام سوق‬ ‫أرضية خصبة لنقاش هادئ وصريح من طرف المجلس‪ ،‬حيث نوه أعضاء الشغل في ميدان التدريس من جهة‪-‬كما سبق لهم أن نوهوا بتشغيل‬ ‫المجلس بالمجهودات التي يبذلها المدير اإلقليمي وأطر المديرية والتي حاملي الشهادات باإلقليم من خالل التوظيف بالتعاقد في مهن التدريس‬ ‫أعطت ثمارها على أرض الواقع‪ ،‬وتعد بالمزيد على جميع المستويات بالقطاع العام في هذه السنة‪ -‬كما أنها أداة لتكوين األطر الكفأة لولوج‬ ‫المرتبطة بقطاع التعليم‪ :‬إصالح وتأهيل المؤسسات التعليمية وبنيات ميدان التدريس من جهة أخرى‪.‬‬ ‫المجلس صادق باإلجماع في هذه الدورة على اتفاقية شراكة بينه‬ ‫االستقبال بصفة عامة وتجديد التجهيزات‪ ،‬التأطير التربوي واإلداري حيث‬ ‫استطاع اإلقليم من خالل التوظيف بواسطة التعاقد هذه السنة التغلب وبين مجلس الجهة ومجلس الجماعة الحضرية من أجل إحداث وتسيير‬ ‫على الخصاص في األطر التعليمية الذي كان يعاني منه كل سنة لكونه المركز الثقافي بشفشاون‪ ،‬وه��ذا يترجم الحرص من طرف الرئيس‬ ‫إقليم عبور‪ ،‬التغلب على البناء بالمفكك‪ ،‬توفير النقل المدرسي بتعاون وجميع أعضاء المجلس على إيالء عناية خاصة لميدان الثقافة الذي ال‬ ‫مع مختلف الشركاء‪ ،‬إحداث المسالك الدولية والمسارات المهنية بالسلك يقل االستثمار فيه عن االستثمار في المجاالت األخرى تأثيرا في مؤشرات‬ ‫اإلعدادي بعد أن شرع في التجربة في السلك الثانوي منذ ثالث سنوات التنمية على المستوى المتوسط والبعيد‪.‬‬ ‫مضت‪...‬‬ ‫وصادق المجلس باإلجماع أيضا على ملحق اتفاقية شراكة بينه‬ ‫من جانب آخر‪ ،‬وقف أعضاء المجلس على مجموعة من اإلشكاالت وبين مجلس الجهة تتعلق بتعديل اتفاقية استكمال بناء وتجهيز مركز‬ ‫والمشاكل التي الزالت تطال قطاع التعليم في عدة جماعات ترابية كعدم إيواء األطفال المتخلى عنهم والنساء في وضعية صعبة‪ ،‬ويقوم بتسيير‬ ‫توفر النقل المدرسي أو الخصاص فيه‪ ،‬عدم تأهيل بعض المؤسسات هذا المركز فرع شفشاون لجمعية حماية األسرة والطفولة‪ ،‬ويعتبر المركز‬ ‫التي تعاني من عدم توفر الماء أو الكهرباء أو المراحيض(التطهير السائل المؤسسة الفريدة من نوعها باإلقليم التي تجرأت على االشتغال لتقديم‬ ‫بصفة عامة) وض��رورة تعويض أخرى ألنها لم تعد صالحة للتمدرس‪ ،‬خدمات في هذا المجال الصعب الذي يحتاج إلى نفقات قارة وأطر كفأة‬ ‫عدم توفر سكنيات لألساتذة ببعض المؤسسات‪ ،‬عدم التوازن في توزيع متعددة االختصاصات ذات حس إنساني عال‪...‬‬ ‫التالميذ على المؤسسات في بعض الجماعات أوالمناطق‪ ،‬التعقيد في‬ ‫وق��ال (س‪.‬ر) أحد متتبعي الشأن المحلي بشفشاون في تصريح‬ ‫مسطرة االنتقال‪ ،‬وجود بعض المؤسسات في مواقع خطيرة‪ ،‬تكرارالغيابات للجريدة‪« :‬إن المجلس اإلقليمي الحالي يسير في االتجاه الصحيح من حيث‬ ‫في بعض المؤسسات‪ ،‬ضعف النظافة في بعض المطاعم المدرسية‪ ،‬عدم الرؤية وتنزيلها في المجال االجتماعي حيث سيكون لمبادراته وقع حسن‬ ‫إتمام أشغال بناء بعض المؤسسات في حينه‪ ،‬مشكل النقص في المنح‪ ،‬على التنمية السوسيو‪-‬اقتصادية‪ ،‬كما ستساهم مبادراته المتعددة في‬ ‫غياب األمن وضرورة حماية المؤسسات التعليمية من االعتداء والتخريب‪ ...‬تمثل المعنى الحقيقي لمفاهيم سياسة القرب والصالح العام والشراكة‪...‬‬ ‫وأوضح هشام بولعوان أن المديرية تحرص كل سنة‪ ،‬يدا في يد إلخ»‪.‬‬ ‫مع كل الشركاء‪ ،‬على تحقيق تقدم في التغلب على اإلشكاالت والمشاكل‬ ‫وتجدر اإلشارة أن اجتماع الدورة ترأسه عبدالرحيم بوعزة رئيس‬ ‫والتراكمات السلبية التي تطال مجال التعليم باإلقليم الذي يعتبر من المجلس بحضور إسماعيل أبو الحقوق عامل إقليم شفشاون‪ ،‬وعادل‬ ‫األقاليم الصعبة والوعرة‪ ،‬ودعا كل األطراف المعنية إلى مواصلة تضافر زروق المدير العام للمصالح بإقليم شفشاون‪ ،‬وهشام بولعوان المدير‬ ‫الجهود على اعتبار أن مجال التعليم مجال أفقي يحتاج إلى تدخالت متعددة اإلقليمي لوزارة التربية الوطنية وزهير العمراني نائب مدير المدرسة‬ ‫ومستمرة وتعبئة موارد مالية هائلة‪.‬‬ ‫العليا لألساتذة بتطوان‪ ،‬وبوجمعة قصيوي رئيس قسم الجماعات‬ ‫المجلس استمع أيضا إلى العرض الذي قدمه زهير العمراني نائب المحلية ومحمد اجعيدان رئيس قسم الميزانية والصفقات بعمالة إقليم‬ ‫مدير المدرسة العليا لألساتذة بتطوان حول موضوع «برنامج التكوين شفشاون‪.‬‬ ‫عبد الحي مفتاح‬ ‫في مهن التدريس لفائدة حاملي الشهادات العليا» ال��ذي سينطم‬

‫ذاكرة قلبية‬ ‫ذكر األولياء ينزل‬ ‫الرحمة‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫سَحَر حتى مَنَّ اهلل عليَّ‬ ‫لم يفض َليْلي إلى‬ ‫ٍ‬ ‫بلقاء سيدي حمزة القادري بودشيش قدس اهلل‬ ‫سره‪.‬‬ ‫كان خيـرا كلـه‪..‬‬ ‫أجرى على لساني مائية قلبية‪ ..‬وأفاض على‬ ‫مجالساتي معه بحضور فقراء أحباء قداح مذكرات‬ ‫صوفية تربوية ومضية ندبتني إلى فلكـه‪..‬‬ ‫كنت معه – قدس اهلل سره ‪ -‬راتعا مستمتعا في‬ ‫بحران ذكـر اهلل‪..‬‬ ‫وكان لسانه ال ينطق إال بالقول الشريف المكنون‬ ‫واألدب النفيس المخزون؛ ألنه صاحب ذوق عال في‬ ‫فقه األنوار والتنوير‪..‬‬ ‫كان صاحب دعــوة إلى التجربــة الحية ذات‬ ‫العالمات المنيرة في الطريق إلى اهلل‪..‬‬ ‫كان منهاجـه ذوقياً روحياً باطنياً‪ ،‬يقدم التح ّلي‬ ‫على التخ ّلي؛ ألن التح ّلي تلبُّس وتشبُّه بالصادقين‬ ‫في أقوالهم وأفعالهم‪..‬‬

‫وأساس التح ّلي عنده خوف اهلل‪.‬‬ ‫في لقـاء مبارك به أخبرته أن أستاذاً من مدينة‬ ‫طنجة شديد الرغبة في زيارته‪ ،‬فقال لي سيدي‬ ‫حمزة‪ :‬وماذا قلت له؟ أجبته أن الزيارة يتعين فيهـا‬ ‫االستئــذان‪ ..‬فـرد علـيَّ رحمه اهلل‪ :‬كان خيرا لك أن‬ ‫تقـول له‪« :‬انظر إلـي تر سيدي حمزة›»‪.‬‬ ‫كل كالم سيــدي حمزة قدس اهلل سره كـان‬ ‫جوهره يسابق معناه‪ ،‬ولهذا كان إلى القلب أسرع‬ ‫منه إلى األذن!‬ ‫بعـــد مـدة‪ ،‬فهـمـــت أن المقصــود من قولــه‬ ‫الشريف‪« :‬انظر‪..‬تر» هو‪ :‬تلبّسني وتشبّه بي ليخفق‬ ‫قلبك في قلبي‪ ،‬فتكون مرآتي‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 25‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪907‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪� 19‬شـتنبـر ‪2017‬‬

‫تونس ترشح «ناقصة عقل ودين»‬ ‫لمنصب مدير عام المنظمة العربية‬ ‫للتربية والثقافة والعلوم‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫اليوم العالمي للوقاية من االنتحار‬

‫املغاربة ينتحرون‬ ‫تحت نفس هذا العنوان‪ ،‬تعرضت‪ ،‬منذ شهور‪ ،‬إلى ظاهرة االنتحار‬ ‫بمدينة طنجة‪ ،‬بعد تعدد حاالت االنتحار التي شهدتها هذه المدينة‪،‬‬ ‫والتي ذهب ضحيتها رجال ونساء وأطفال‪ ،‬ما دفع بعدد من المتتبعين‬ ‫والناشطين االجتماعيين إلى المطالبة الملحة بفتح ملف االنتحار‬ ‫المتنامي بطنجة والبحث عن أسباب هذه الظاهرة التي لم تقتصر‬ ‫على طنجة‪ ،‬بل أخذت تتفاقم في غيرها من المدن المغربية بشكل‬ ‫مخيف‪.‬‬ ‫انتحار شابة عشرينية بحي سيدي ادريس بطنجة وانتحار شاب لم‬ ‫يبلغ العشرين من عمره‪ ،‬بحي المخفية بفاس‪ ،‬طبعا بداية شهر شتنبر‬ ‫الجاري‪ .‬اإلثنان معا ألقيا بنفسهما من الطابق الثالث من سكنى‬ ‫أسرتهما‪ ،‬ففارقا الحياة‪ ،‬بعد رحلة قصيرة في دنيا الفناء‪.‬‬ ‫وإذا كانت أسباب انتحار فتاة طنجة‪ ،‬ال زالت مجهولة‪ ،‬فإن شاب‬ ‫فاس وضع حدا لحياته بسبب إهمال شرطة هذه المدينة‪ ،‬كما تقول‬ ‫أسرته‪ ،‬لشكاية تقدم بها والده ضد متحرش جنسيا به‪ ،‬تحت التهديد‬ ‫بالقتل‪.‬‬ ‫ومنذ خمسة شهور‪ ،‬أقدمت طبيبة مغربية بطنجة على االنتحار‪،‬‬ ‫شنقا‪ ،‬داخل عيادتها ألسباب يعلمها اهلل‪ .‬وقد استفسرت الشيخ غوغول‬ ‫عن المنتحرين والمنتحرات بطنجة خالل الثالث سنوات الماضية‪،‬‬ ‫فأمدني‪ ،‬شكر اهلل فضله‪ ،‬بالئحة طويلة‪ ،‬بقدر ما هي مؤلمة‪ ،‬حيث إن‬ ‫من البشر من يسترخص حياته‪ ،‬وهي هبة من اهلل سبحانه وتعالى‪،‬‬ ‫حين يقرر وضع حد لها‪ ،‬إما تحت وقع لحظة غضب‪ ،‬أو أمام عقدة‬ ‫اجتماعية حال الفقر والعوز دون حلها‪ ،‬أو بسبب شعور عارم بالحكرة‪،‬‬ ‫خاصة تلك التي تأتي من الحكام والمسؤولين‪ ،‬أو بسبب خيبة أمل‬ ‫في النجاح‪ ،‬بعد سنوات من الدرس والتحصيل‪ ،‬أو في مواجهة مشاكل‬ ‫عاطفية‪ ،‬وغيرها كثير‪.‬‬ ‫ولعل من أشهر حاالت االنتحار بالمغرب‪ ،‬حالة «أمي فتيحة» ‪ ،‬بائعة‬ ‫البغرير التي أضرمت النار في جسدها بسبب الشعور بالحكرة واإلهانة‪،‬‬ ‫جراء قيام رجل سلطة بالحجز على بضاعتها وصفعها‪ .‬أسابيع قليلة‬ ‫بعد هذه الحادثة المؤلمة التي قال عنها عبد اإلله بنكيران‪ ،‬رئيس‬ ‫الحكومة السابق‪« ،‬أمي فتيحة واهلل بقات في»‪ ،‬طلعت أخبار تتحدث‬ ‫عن انتحار فتاة قاصر‪ ،‬خديجة السويدي‪ ،‬التي أحرقت جسدها‪ ،‬هي‬ ‫أيضا‪ ،‬بعد ما تعرضت الغتصاب جماعي من قبل ثمانية أشخاص‪،‬‬ ‫هددوها فيما بعد بنشر الفيديو الذي يوثق للحظات اغتصابها‪ ،‬وقد‬ ‫أثار تعامل الدرك والقضاء مع المغتصبين موجة عارمة من االستنكار‬ ‫على مستوى الوطن‪.‬‬ ‫سيدة أخرى ‪ ،‬ستينية هذه المـرة‪« ،‬مباركة»‪ ،‬أقدمــت على إضرام‬ ‫النار في جسدها داخل بناية المحكمة االبتدائية بالعرائش‪ ،‬بعدما‬ ‫أحست بالظلم والقهر بسبب حكم اعتبرته ظالما‪ ،‬صدر في حق ابنتها‪.‬‬ ‫والالئحة طويلة‪.‬‬ ‫بعض المحللين حاولوا إعطاء تفسيرات لظاهرة االنتحار بالمغرب‪،‬‬ ‫فأرجعوها إلى اإلحباط واالضطرابات النفسية والعجز عن مواجهة‬ ‫ضغوط الحياة‪ ،‬والمشاكل األسرية والعاطفية والمالية وأيضا إلى‬ ‫الشعور بالظلم والحكرة‪ ،‬وغيرها‪.‬‬ ‫معهد األرض‪ ،‬بجامعة كولومبيا بالواليات المتحدة األمريكية‪،‬‬ ‫صنف المغرب بالرتبة ‪ 99‬في مؤشر السعادة‪ ،‬من مجموع ‪ 156‬بلدا‬ ‫خضع لهذه الدراسة‪ ،‬التي تستقصي إحساس الشعوب بشعور الرضى‬ ‫واالطمئنان والراحة النفسية والتفاؤل‪.‬‬ ‫إن حالـة «الصمت» التي تواجه بها الدولــة ظاهـرة االنتحـــار‪،‬‬ ‫وغياب إحصائيات رسمية دقيقة بشأنها‪ ،‬ال تمكن من محاصرة هذه‬ ‫الظاهرة بالدرس والتحليل والبحث عن األسباب والحلول والعالج‪،‬‬ ‫بمشاركة المختصين والمنظمات األهلية المهتمة بظاهرة االنتحار‪،‬‬ ‫ومنها الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة التي أصدرت‬ ‫بيانا بمناسبة اليوم العالمي للوقاية من االنتحار (‪ 10‬شتنبر من كل‬ ‫سنة ومنذ سنة ‪ ،)2003‬طالبت فيه الدولة بوضع استراتيجية وطنية‬ ‫تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة والعمل على تنفيذ توصيات‬ ‫المنظمة العالمية للصحة بخصوص الوقاية من االنتحار‪ ،‬واالعتناء‬ ‫بالمصابين باألمراض النفسية والعقلية‪.‬‬ ‫كما أن جمعية «ابتسامة رضا» وهي إحدى المنظمات األهلية‬ ‫القليلة بالمغرب التي تهتم بالتوعية حول ظاهرة االنتحار‪ ،‬خاصة بين‬ ‫الشباب‪ ،‬أطلقت العديد من المبادرات الهادفة إلى التحسيس بخطورة‬ ‫االنتحار التي تعتبر أحد األسباب الرئيسية للوفاة في أوساط الشباب‬ ‫بالعالم‪.‬‬ ‫«الوقاية من االنتحار ضرورة عالمية»‬

‫‪ ‬ع‪ .‬كنوني‬

‫قررت الحكومة التونسية ترشيح السيدة حياة‪ ‬القرمازي‬ ‫المديرة الحالية إلدارة الثقافة وبرنامج حماية التراث‬ ‫باأللكسو لمنصب المديــر الــــعام للمنظمة العربية‬ ‫للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو العربية) لتكون‬ ‫أول‪« ‬ناقضة عقل ودين» عربية تترشح لهذا المنصب‬ ‫الدولي الهام‪.‬‬ ‫حياة القرمازي‪ ،‬االستاذة الجامعية شغلت قبل التحاقها‬ ‫بمنظمة األلكسو‪ ،‬منصب مستشارة لدى وزارة الثقافة‬ ‫والمحافظة إلى التراث‪ ،‬كما ترأست خلية مصادر الذاكرة‬ ‫والهوية الوطنية بالوزارة األولى إلى جانب التدريس في‬ ‫مؤسسات للتعليم العالي بتونس‪.‬‬ ‫وسيتم انتخــاب مديــر عام األلكســو خالل الدورة‬ ‫االستثنائية للمؤتمر الــعـــام للمنظمة العربية‪ ‬للتربية‬ ‫والثقافة والعلوم التي ستنعقد بالكويت يوم‪ 28 ‬شتنبر‬ ‫الجاري‪.‬‬ ‫وحتى لو وصلت إلى هذا المنصب الدولي الهام الذي‬ ‫تستحقه ‪ ‬كفاءة وخبرة ومهارة‪ ،‬وتسلمت شؤون تدبير‬ ‫التربية والثقافة والعلوم‪ ‬في دول شمال إفريقيا والشرق‬ ‫األوسط‪ ،‬فإنها ستظل في أعين العديد من المشايخ‪....‬‬ ‫امرأة ناقصة عقل ‪ ‬ودين‪!!! ‬‬ ‫هلل األمر من قبل ومن بعد‪.....‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫ضحية الكرامة‬ ‫يضع حدا لحياته‪ ،‬يومين قبل عيد األضحى ـ ولم يحتفل‬ ‫بعدُ بعيد ميالده السادس عشر‪ ،‬بسبب الحكرة واإلهانة‬ ‫التي تعرض لها لدى شرطة بلده‪ .‬كما يحكي أفراد من‬ ‫أسرته‪.‬‬ ‫ضحية «انتفاضة الكرامة» كان عرضة لتحرش شاب‬ ‫يكبره بثماني سنوات‪ ،‬يتحدر من حي «الجزيرة» بفاس‬ ‫القديم‪ ،‬كان يالحقه ويتحرش به جنسيا ‪ ‬إلى أن دخل معه‬ ‫الضحية ‪ ‬ذات يوم في مشادة كالمية تحولت إلى تبادل‬ ‫الضرب والجرح‪.‬‬ ‫والد الضحية تقدم بشكاية إلى النيابة العامة‪ ،‬إال‬ ‫أن الضحية ظل يتلقى تهديدات بالتصفية الجسدية‪،‬‬ ‫ما تسبب له في االنقطاع عن الدراسة ‪ ‬خوفا على حياته‪ ،‬‬ ‫ليظل مختفيا في منزل أهله فوق الخمسة شهور‪ ،‬إلى أن‬ ‫توصل باستدعاء من قبل الشرطة فتوجه برفقة والدته إلى‬ ‫الكوميسارية المشار إليها‪ ،‬حيث طلب منهما‪ ‬العودة من‬ ‫جديد بسبب غياب الشاف الكبير‪ .‬الضحية حاول الحصول‬ ‫على معلومات أكثر حول أسباب التماطل الحاصل في‬ ‫معالجة شكايته إال أن الشرطي نهره حسب تصريحات‬ ‫والدته ودعاه لالنصراف‪ ،‬األمر الذي ضاعف من حدة القلق‬ ‫لدى الضحية الذي فضل وضع حد لحياته بأن رمى بنفسه‬ ‫من سطح منزل أهله بحي المخفية بفاس‪.‬‬ ‫األخبار تقول إن لجنة ‪ ‬من عناصر ‪ ‬األمن المركزي‬ ‫شرعت في مباشرة التحقيق في وقائع ‪ ‬هذه النازلة المؤلمة‬ ‫بأن ‪ ‬استمعت إلى الضابط المتهم بإهمال شكاية الضحية‪،‬‬ ‫كما استمعت إلى والدته‪ ‬وحققت في محاضر هذه القضية‬ ‫التي اهتز لها الرأي العام بمدينة فاس‪.‬‬ ‫ونحن ننتظر‪ .....‬وفاس تنتظر‪! ‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫وأخيرا‪...!!! ‬‬ ‫وأخيرا هدى اهلل وزارة السياحة‪ ‬والنقل الجوي‪ ‬إلى‬ ‫فتح تحقيق بهدف تحديد مسؤوليات وكاالت األسفار‬ ‫فيما لحق‪ ‬الحجاج المغاربة من إهمال على مستوى اإليواء‬ ‫والمبيت‪ ‬والتغذية‪ ،‬األمر الذي ترددت ‪ ‬أصداؤه في العديد‬ ‫من المواقع اإلعالمية‪ ،‬موثقة بالصوت والصورة‪ ،‬حيث‬ ‫كان واضحا أن حجاجا مغاربة وجدوا أنفسهم مضطرين‬ ‫للمبيت ‪ ‬في العراء‪ ،‬بين أكوام من النفايات واألزبال كما‬ ‫كان واضحا تذمرهم من البعثة الرسمية التي قال بعضهم‬ ‫عنها إنها تصرفت كما لو أنها جاءت لحضور حفل‪ ‬من‬ ‫حفالت التدشينات‪ ‬الموسمية‪.‬‬ ‫الحادث‪ ،‬وحسب ساجد‪ ،‬يتعلق بحجاج ‪ 22‬وكالة أسفار‪،‬‬ ‫منها ‪ 17‬وكالة تنتمي إلى النادي الوطني لوكاالت األسفار‬ ‫المغربية‪ ،‬من بين ‪ 183‬وكالة أسفار تكفلت بسفر ‪16800‬‬ ‫حاج وحاجة‪.‬‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫أحداث من هذا القبيل‪ ،‬ومما هو أسوأ‪ ،‬كاالبتزاز والسرقة‬ ‫والنصب واالحتيال على الراغبين في الحج‪« ،‬معتاد» عليها‪،‬‬ ‫كل سنة‪ ،‬بالمغرب‪ ،‬دون أن نسمع عن تدابيــر زجريـة‬ ‫قوية ورادعة‪ ،‬تتخذ في حق المتالعبين بالمشاعر الدينية‬ ‫للمواطنين‪ ،‬بل إن بيانات األوقاف‪ ،‬ال تختلف سنة بعد أخرى‪،‬‬ ‫في ترديد الزمة ‪« ‬العام زين» ‪ ‬التي ال تزال «تالزمنا» رغم‬ ‫تغير الظروف واألحوال‪.‬‬ ‫فهل تغيرت الظروف واألحوال‪ ،‬فعال ؟‪.....! ‬‬ ‫‪ DDDDDDD‬‬

‫عش رجبا ترى عجبا‪! ‬‬ ‫ال أريد أن أفهم لما يحشر بعض الناس أنوفهم‪ ‬في‬ ‫قضايا تخص‪ ‬الموظفين األشباح‪ ،‬والحال أنها قضايا‬ ‫«طابو» ‪ ‬أو كانت كذلك قبل «غزوة» اإلعالم اإلليكتروني‬ ‫لقالع الشأن العام‪.‬‬ ‫خبر من جماعة بوقنادل ـ سال يقول‪ ،‬وفق رواية جريدة‬ ‫«المساء» الغراء‪ ،‬إن زوجة مسؤول بالجماعة لم تلتحق‬ ‫بعملها منذ ثالث عشرة سنة‪ ،‬دون أن يمسها ‪« ‬سوء»‬ ‫المراقبة أو المحاسبة‪ ،‬أو هما معا‪ ،‬ما أثار حفيظة «زميالتها»‬ ‫في العمل‪ ،‬ولو أنه ال زمالة تجمعهن بها‪ ،‬ألنهن يعملن‬ ‫وهي ال تعمل‪ .‬وألنها فوق المحاسبة‪ .‬وألنها «من الثلث‬ ‫الناجي» ببركة زوجها ذي اليد الطولى‪ ،‬والذي قد يكون‬ ‫هو أيضا من «خدام الدولة» فيحق له أن يستفيد من‬ ‫«امتيازات» الدولة‪ ،‬ومنها وظيفة الزوجة‪ ،‬ريعا خالصا لوجه‬ ‫اهلل‪ .‬‬ ‫وقولوا بـاز‪......!!! ‬‬ ‫‪ DDDDDDD‬‬

‫تعليم‬ ‫الجنس مقابل التسجيل‬ ‫‪ ‬بعد انتشار أخبار عن «الجنس مقابل النقط الحسنة»‬ ‫كانت آخرها حكاية أستاذ «ماستر الماط» بجامعة السعدي‬ ‫بتطوان‪ ،‬هاهي واقعة أخرى تطفو على السطح‪ ،‬ويتعلق‬ ‫األمر هذه المرة‪ ‬ب «الجنس مقابل التعليم» حيث راج‬ ‫فيديو يظهر فيه مدير مدرسة وهو يستدرج امرأة إلى‬ ‫مقهى‪ ،‬بعد أن جاءته تطلب تسجيل ابنتها‪.‬‬ ‫ورغم‪ ‬محاولة المرأة صد مدير المدرسة بحجة أنها‬ ‫متزوجة ومخلصة لزوجها‪ ،‬إال أنه أصر على أن يفتح معها‬ ‫عالقات قد تتطور‪ ،‬بدعوى أنه ال بأس في ذلك‪ ،‬ما دام أن‬ ‫اهلل غفور رحيم‪! ‬‬ ‫هذه الواقعة‪ ،‬إن صحت‪ ،‬فإنها تتطلب فتح تحقيق‬ ‫إداري وجنائي واتخاذ التدابير التي تفرضها هذه الحالة‬ ‫المشينة‪.‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫أمر ال يصدق‬ ‫معلمة تعتدي على طفل بشكل‬ ‫قاس في أول لقاء له بالمدرسة‪ ‬‬ ‫مطلوب تحقيق في األخبار الرائجة حول اعتداء بالضرب‬ ‫المبرح تكون معلمة بإحدى مدارس طنجة قد قامت به‬ ‫في حق طفل‪ ،‬في أول يوم من الدخول المدرسي‪ ،‬وكان‬ ‫الطفل قادما لتوه من الحضانة‪ ،‬لم يتعلم بعد بعض قواعد‬ ‫السلوك داخل القسم األول ابتدائي‪.‬‬ ‫الصور التي راجت ببعض المواقع صادمة وتبين مدى‬ ‫قساوة المعلمة على أبناء المواطنين‪ ،‬كما تبين «منهجية»‬ ‫التربية والتعليم التي ال زال بعض المربين يعملون بها‬ ‫والتي من شأنها أن تنفرالتالميذ‪ ،‬خاصة الصغار‪ ،‬من‬ ‫المدرسة‪ ،‬ضدا على سياسة الدولة التي تهدف إلى إصالح‬ ‫قطاع التعليم منهجية وأسلوبا‪.‬‬ ‫أخبار أخرى تروج بأن المسؤولين يسعون إلى الصلح‬ ‫بين المعلمة وأهل الطفل المعتدى عليه‪ ،‬وهو أمر يرفضه‬ ‫الضمير الوطني كما يرفضه منطق اإلصالح المنشود‬ ‫لقطاع التعليم الوارد في رؤية المجلس األعلى للتربية‬ ‫والتعليم والبحث العلمي‪.‬‬ ‫المطلوب فتح تحقيق وترتيب الجزاء إن كان هذا الخبر‬ ‫صحيحا‪ ،‬ثابتا وسليما‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪907‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 25‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫جبروت المدارس الخاصة بطنجة‪ ...‬من يوقفه؟؟؟‬

‫زيادات في واجبات الدراسة و رسوم التسجيل والسومات‬ ‫الشهرية‪ ...‬التعليم الخاص بات مجا ًال خصباً لإلستثمار غير المقنن‬ ‫تحوَّ َل تدريس أبناء المغاربة في المؤسسات‬ ‫التعليميـــة الخاصــة لـدى اآلالف مـــن األسـر‬ ‫المغربية‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬إلى هاجس كبير بات يكبر يوما‬ ‫بعد يوم ككرة ثلج‪ ،‬السيما مع استمرار العديد‬ ‫من‪ ‬المؤسسات التعليمية في فـرض زيادات‬ ‫سنوية تصل إلى الضعف في الكثير من األحيان‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ويستغل‬ ‫في واجبات الدراسة ورسوم التسجيل‪..‬‬ ‫المستثمرون في مجـال التعليــم الخصوصي‬ ‫فراغات قانونية تجعل الدولـة ووزارة التربية‬ ‫الوطنية خارج مراقبة تلك الواجبات والرسوم‪،‬‬ ‫األمر الذي يضع المواطنيـن المغاربــة وجها‬ ‫لوجه مع نيران مصاريف التعليم الخصوصي‪،‬‬ ‫وتزداد حدة المعاناة لدى تلك األسر عندما تغيب‬ ‫المؤسسات العمومية عن محيط التجمعات‬ ‫السكنية أو تنعدم ألسباب أو ألخرى‪..‬‬ ‫فوجئت آالف األسَر المغربية التي تدرس‬ ‫أبناءها في المؤسسات الخصوصية‪ ،‬مع نهاية‬ ‫الموسم الدراسي المنصرم‪ ،‬بإشعارها بزيادات‬ ‫مفاجئة جديدة في مصاريف تسجيل أبنائهم في تلك المؤسسات وكذا زيادات في الرسوم الشهرية‬ ‫لمتابعة الدراسة فيها خالل هذا الموسم‪ ،‬والغريب في األمر ‪-‬كما أكــد ذلك عـــدد من أولياء أمور‬ ‫التالميذ‪ -‬هو ّ‬ ‫أن أغلب المؤسسات التعليمية الخصوصية التي زادت في السومة الشهرية وواجبات‬ ‫أيَ جديد على مستوى البنيات التحتية لتلك المؤسسات‪ ،‬ولم تأتِ بأي جديد في‬ ‫التسجيل لم تضف ّ‬ ‫المجال البيداغوجي أو في طرق التدريس أو األطر العاملة فيها‪ ،‬بل بلغ األمر في عدد من المؤسسات‬ ‫إلى حدّ إلزام األسر على أداء رسوم التسجيل الخاصة بالموسم الدراسي الحالي مع نهاية الموسوم‬ ‫الدراسي المنصرم «لضمان» مَقاعد أبنائهم في حجرات المؤسسات الخصوصية‪.‬‬ ‫واعتبر عدد من آبــاء وأوليـــاء األمــور‪ ،‬أن مؤسسات‬ ‫التعليم الخصوصي أصبحت «تصول وتجول» في جيوب أبناء‬ ‫الشعــب دون حسيب وال رقيب‪ ..‬مستغلين خضوع القطاع‬ ‫المقدَمة من طرف‬ ‫لقانون العرض والطلب ونوعية الخدمات‬ ‫ّ‬ ‫تلك المؤسسات الخاصة‪ ،‬وعدم سماح القانون رقم ‪،00 - 06‬‬ ‫الذي ينظم قطاع التعليم الخصوصي‪ ،‬لوزارة التربية الوطنية‬ ‫بفرض رقابتها على الجانب المالي وتحديد أسعار التمدرس‬ ‫ورسوم التسجيل‪ ،‬إذ يقتصر دور وزارة التربية الوطنية في‬ ‫هذا المجال على التأطير والمراقبة التربوية ومراقبة جودة‬ ‫الخدمات‪ ،‬ومدى تقيد تلك المؤسسات بالمناهج والبرامج‬ ‫التربوية والكتب والمُعدّات التعليمية المعتمدة من طرف‬ ‫وزارة التربية الوطنية‪ ،‬دون أن تطال رقابتها األثمنة التي‬ ‫تحدّدها المؤسسات الخاصة‪ ،‬سواء بخصوص رسوم وواجبات‬ ‫التسجيل‪ ،‬التي ال يعرف تفاصيلها سوى أرباب تلك المدارس‪،‬‬ ‫أو تعلق األمر بالواجب أداؤه شهريا مقابل تدريس األبناء‪.‬‬ ‫اليوم‪ ،‬بات من الضروري أن تدخل الحكومة على خط‬ ‫تنظيم القطاع وضبط موارده المالية وحماية المواطنين المغاربة من بعض أرباب المؤسسات‬ ‫التعليمية الذين يغلب هاجس الرّبح على مخيلتهم على حساب جودة الخدمات التربوية والتعليمية‬ ‫المقدَمة ألبناء المغاربة‪ .‬وبات من الضروريّ فتحُ هذا الملف وتقنينه وكبح جماح أصحاب التعليم‬ ‫ّ‬ ‫الخصوصي‪ ،‬الذين وجدوا في القطاع مجاال خصبا لإلستثمار غير المقنن‪ ،‬بدل ترك المجال حرا طليقا‬ ‫يفعل في جيوب ورواتب بسطاء الموظفين والمستخدمين ما يشاء‪..‬‬ ‫لقد َ‬ ‫آن األوان ألن تفكر الحكومة ‪-‬ومعها وزارة التربية الوطنية‪ -‬في وضع دفاتر تحمّالت صارمة‬ ‫لكل من يريد اإلستثمار في قطاع التعليم والتربية‪،‬‬ ‫موحَدة تجعل القطاع تحت سيطرة‬ ‫وسن ضوابط ّ‬ ‫الدولة ورقابتها‪ .‬كما يتعين على الوزارة إعادة‬ ‫النظر في القانون ‪ 00 - 06‬الذي يعَدّ الوثيقة‬ ‫الوحيدة المنظمة للقطاع‪ ،‬وقد ذهب البعض‬ ‫إلى حدّ القول بضرورة وضع معايير صارمة من‬ ‫طرف الوزارة والحكومة بإمكانها تصنيف هذه‬ ‫المؤسسات الخصوصية ومنحها درجات و«نجوم»‬ ‫وفق جودة بنياتـها التحتيـــة وجودة خدماتها‬ ‫التربوية والبيداغوجية ومدى احترامها الضوابط‬ ‫ودفاتر التحمّالت‪ ،‬مع تشديد الرقابة من طرف‬ ‫الجهات المختصّة على أسعار التمدرس وكذا على‬ ‫رسومات التسجيل‪ ،‬مع سنّ قوانين زجرية في حق‬ ‫المخالفين لتلك الضوابط أو لدفاتر التحمالت‪.‬‬ ‫ومن جانب آخر‪ ،‬اقترح عدد من اآلباء واألمهات‬ ‫الضرب بقوة على أيدي بعض المسؤولين الذين‬ ‫باتوا «متخصّصين» في تفويت األراضي التي‬ ‫تكون مخصصة إلقامة مؤسسات تعليمية عمومية نزوال عند رغبة ونزوات أصحاب العقار‪ ،‬الذين‬ ‫أتوا على األخضر واليابس في مجال العقار‪ ..‬إذ أكد المتحدثون إلى الجريدة أن مجموعة من‬ ‫التجمعات السكنية في مختلف المدن المغربية لم تعد تتوفر على مدارس عمومية‪ ،‬مقابل منح‬ ‫تراخيص بالعشرات لتشييد مؤسسات تعليمية خصوصية‪ ،‬األمر الذي يضطر أغلبَهم إلى التسليم‬ ‫باألمر الواقع وتسجيل أبنائهم في مؤسسات خصوصية‪ ،‬ضدّا عن رغبتهم‪ ،‬ليس حبّاً في التعليم‬ ‫الخصوصي‪ ،‬وإنما لعدم تواجد مؤسسات عمومية بالقرب من تجمعاتهم السكنية‪ .‬ويأمل من‬ ‫تحدّثوا إلى الجريدة حول هذا الموضوع أن يفتح وزير التربية الوطنية هذا الملف ويسعى إلى الدفاع‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫عن أبناء المغاربة وحمايتهم من «نيــران»‬ ‫واجبــات التسجيــل ورســوم متابعـة الدراسـة‬ ‫في المؤسسـات الخاصة‪ .‬‬ ‫من جهة أخــرى‪ ،‬ال ننسـى إلى أي مــدى‬ ‫وصل جشع وطمع أرباب الرياضات والمؤسسات‬ ‫التعليمية الخاصة‪ ،‬حيث أن مربّيات رياض‬ ‫األطفال يلجن لهذه المهنة اضطرارا في كثير‬ ‫من الحاالت‪ ،‬إذا لم يجدن عمال غيره‪ .‬ومن هنا‬ ‫تبدأ المحنة المادية والمعنوية التي يعاني منها‬ ‫هذا القطاع‪ ،‬والحال صحيح بالنسبة لكثير من‬ ‫المستثمرين فيه‪ ،‬من الذين ليس لهم قصد‬ ‫تربوي وغاية تربوية بالدرجة األولى‪ ،‬بل القصد‬ ‫والغاية هو الربح التجاري‪.‬‬ ‫الجشع والطمـع لـدى المستثمرين يجعل‬ ‫المربيات ضحية الحاجة التي يُعانين منها‬ ‫من جهة ونتيجة الجري وراء الربح المالي لدى‬ ‫الرؤساء والمُ ّ‬ ‫الك‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬فكيف ننتظر أن يكون حال العاملين والعامالت في المؤسسات‬ ‫الحرة وروض األطفال‪ ،‬إذا كان رجال ونساء التعليم بالقطاع الحكومي ال تنقطع شكواهم من الحاجة‬ ‫والرغبة في تحسين الحالة المادية رغم أنهم أحسن حاال من القطاع الحر مع تميزهم بالحماية‬ ‫النقابية والحماية القانونية‪.‬‬ ‫وعالوة على ذلك‪ ،‬النسبة الساحقة من المربين هن نساء‪ ،‬األمر الذي يجعلهن في موقف ضعف‪،‬‬ ‫فمن المعلوم أن النساء أكثر تبعية وأقل احتجاجا ومطالبة بحقهن في الشغل‪ ،‬مع العلم أن ظروف‬ ‫المربيات لها انعكاسات سلبية على العملية التربوية‪ ،‬وأن الضحية في نهاية المطاف هو الطفل‬ ‫الصغير الواقف على عتبة التعلم واإلندماج في المجتمع‪ ،‬وهذا‬ ‫هو مربط الفرس والتفسير الجلي لفشل المنظومة التعليمية‬ ‫في بداياتها‪ ،‬لذلك يجب تدخل الدولة بشكل من األشكال‬ ‫لمعالجة شاملة ومندمجة تشمل الجانبين بالتكوين الجيد‬ ‫قبل الولوج والتكوين المستمر‪ ،‬والجانب المالي والقانوني‪.‬‬

‫أسعار خيالية ونتائج غير مرضية لآلباء‬

‫شبّه عبــد اهلل ‪.‬ر‪ 45 ،‬سنــة وأب لتلميذتيـــن‪ ،‬انتشار‬ ‫المدارس الخصوصية بالفطر داخل غابة متوحشة‪ ،‬ورقعة‬ ‫اكتساح المدارس الخاصة تمتد إلى هوامش المدن‪ ،‬وتالمس‬ ‫بعض القرى‪ ،‬في المدن مدارس عمومية توصد أبوابها معلنة‬ ‫عن انتهاء مهماتها التربوية‪ ،‬وبعضها قد يعرض قريبا للبيع‬ ‫علنا لتنتصب عمارات أو أسواق ممتازة مكانها‪ ،‬وهو ما أكده‬ ‫عثمان عزوزي‪ ،‬ممثل اتحاد التعليم والتكوين الحر‪ ،‬بالقول إن‬ ‫الفئات المتوسطة والفقيرة كذلك أصبحت لها قناعات بأن‬ ‫المدارس الحرة تعتبر مالذا أفضل لتعليم أبنائها‪ ،‬وهو ما ولد‬ ‫ضغطا كبيرا على القطاع‪ ،‬حيث ولألسف ما عرفته المدرسة العمومية من اختالالت تولد عنه نزوح‬ ‫إلى المدارس الخاصة‪ ،‬وهنا يطرح السؤال‪ ،‬لماذا يغادر مجموعة من التالميذ المدرسة العمومية‬ ‫لإللتحاق بالمدارس الخاصة‪ ،‬رغم العرض غير الكافي الستيعاب كل الطلبات المتزايدة سنة بعد‬ ‫أخرى؟‬ ‫وإذا ما استثنينا بعض المدارس الخاصة‪ ،‬المعدودة على رؤوس األصابع والتي يعتبر مستواها‬ ‫جيدا لكنها باهظة الثمن‪ ،‬فإن جل المدارس‬ ‫األخرى تعتبر متساوية في المستوى الذي تقدمه‬ ‫لتالمذتها‪ ،‬فهذه أم مثقفة تتابع إبنها يوما بيوم‪،‬‬ ‫وتالحظ غير ما مرة أخطاء المعلمات وتقصير‬ ‫األساتذة وعدم اكتمال المنهاج الدراسي‪ ،‬حيث‬ ‫تأكد أنها تقضي الساعات الطوال في تعليم ابنها‬ ‫وكأنه لم يقـرأ الدرس في المدرسة من قبـل‪،‬‬ ‫لتتسـاءل عن أي خطة دراسيــة وعن أي مراقبة‬ ‫إدارية توجد في هذه المدارس‪ ،‬وتضيف األم‬ ‫المثقفة‪« ،‬بالرغم من أن ولدي في مدرسة خاصة‬ ‫تتمتع بسمعة طيبة إال أنني كنت قد وجهت‬ ‫ذات مرة سؤاال إلى المدير كون إبني من حظه‬ ‫أنني أجيد اللغة الفرنسية والعربية وشيئا من‬ ‫اإلنجليزية‪ ،‬فما هو مصيره لو كنت أمية؟ من كان‬ ‫سيعلم ولدي؟ أنا أستطيع أن آخذ الكتب وأعلمه‬ ‫في المنزل دون الحاجة إلى المدرسة‪ ...‬إن ولدي‬ ‫متفوق بفضل اهلل وبمجهودي ومثابرته‪ ،‬ال بفضل‬ ‫المعلمات الضعيفات والرقابة المعدومة والسياسة التعليمية التجارية»‪.‬‬ ‫ويتأسف أب تلميذ آخر بالقول إن ما يحدث اليوم في مدارسنا هو «عملية تقنيع لألمية وتجهيل»‪،‬‬ ‫حيث سجلت إبني في مدرسة حرة وبواجبات شهرية تتعدى ‪ 1800‬درهم «غير باش يحضيوه ليا»‪.‬‬ ‫«أقول أمية مقنعة وجهل مزيف‪ ،‬حيث ينجح التلميذ تلقائيا بالنفخ في النقط المحصل عليها‪ ،‬وينهي‬ ‫الباكلوريا وهو غير ملم بقواعد النحو والصرف وال يجيد كتابة فقرة واحدة من دون أخطاء إمالئية‬ ‫وبثقافة ضحلة وهو ما الحظته في إبني ومستواه الثقافي»‪ .‬‬


‫العدد ‪907‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 25‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬

‫نفايات طبية تهدد‬ ‫صحة السكان‬ ‫بـ «باب برد»‬

‫مسيرة ضد الهدر المدرسي بضواحي الناظور‬ ‫تعرف اكتضاضا خاصة بالسنتين األولى والثانية‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى أن التالميذ مطالبون بقطع مسافة تفوق الكيلمترين‬ ‫تتميز بوعورة مسالكها الجبلية‪ ،‬لذلك يصبحون معرضين‬ ‫العتداءات محتملة من قبل المتسكعين والحيوانات وخاصة‬ ‫الكالب الضالة منها‪.‬‬ ‫المتحدثون للجريدة شددوا على استعداد المحتجين‬ ‫مواصلة اعتصامهم والمبيت في العراء على مستوى الطريق‬ ‫رقم ‪ 2‬الرابطة بين زايو والناظور حتى ينفذ المسؤولون‬ ‫وعودهم المتعلقة بإحداث ملحقة مدرسية بحيهم‪،‬‬ ‫وتخصيص حافلة للنقل المدرسي ألبنائهم الذين باتوا‬ ‫يتهربون من الذهاب إلى المدرسة نتيجة بعد مسافتها‬ ‫وخطورة الطريق إليها‪.‬‬ ‫لإلشارة‪ ،‬فإن مسيرة سكــان حـــي «أوالد اعمامــو»‬ ‫استدعت حضور أعداد مهمة من القوات العمومية التي‬ ‫ظلت عناصرها ترافق المحتجين بكل األزقة التي قطعوها‪،‬‬ ‫وهو ما استنكره بعضهم لكون المسيرة سلمية وأغلب‬ ‫المشاركين فيها كانوا نساء وأطفاال يطالبون بحقهم في‬ ‫الدراسة والتعليم‪.‬‬

‫خرج العشرات من األمهات واآلباء مرفوقين بأبنائهم‬ ‫بمدينة زايو التابعة إلقليم الناظور‪ ،‬يوم اإلثنين الماضي‪،‬‬ ‫إلى الشارع العام حيث نظموا مسيرة سلمية جابت عددا‬ ‫من األزقة واألحياء‪ ،‬وذك احتجاجا على ما اعتبروه ارتفاعا‬ ‫في نسبة الهدر المدرسي بحي «أوالد اعمامو» الواقع على‬ ‫هامش المدينة‪.‬‬ ‫مصادر من المحتجين ذكرت‪ ،‬في اتصال ب «المساء»‪،‬‬ ‫أن سكان الحي المذكور طالبوا‪ ،‬خالل مسيرتهم التي‬ ‫توقفت أمام مقر بلدية المدينة مدة طويلة‪ ،‬بفتح ملحقة‬ ‫لمدرسة ابتدائية بالحي وتخصيص حافلة للنقل المدرسي‬ ‫حتى يستفيد أبناؤهم كلهم من حقهم في التعليم في‬ ‫ظروف مالئمة‪ ،‬وقد سبق للمدير اإلقليمي لوزارة التربية‬ ‫الوطنية بالناظور أن وعد السكان‪ ،‬خالل مواسم دراسية‬ ‫سابقة‪ ،‬بإحداث حجرتين دراسيتين تستقبالن تالميذ السنة‬ ‫األولى والثانية ابتدائي بالحي‪ ،‬غير أن الشيء تم تنفيذه‬ ‫وهو ما آثار حفيظه أمهات وآباء التالميذ الذين قرروا تنفيذ‬ ‫االحتجاجات لمدة يومين كاملين‪.‬‬ ‫المصادر ذاتها أضافت أن مدرسة سيدي عثمان‬ ‫التي يتجه إليها أطفال الحي أصبحت حجراتها الدراسية‬

‫محمد بنسعيد‬

‫سلطات المضيق تتحرك لتحرير الملك العمومي‬

‫بعد احتجاجات جمعوية استمرت طيلة الموسم‬ ‫الصيفي‪ ،‬شنت السلطات المحلية بمدينة الفنيدق‪ ،‬منذ أزيد‬ ‫من عشرة أيام‪ ،‬حملة واسعة من أجل تحرير الملك العمومي‬ ‫من الباعة الجائلين الذين احتلوا شوارع المدينة‪ ،‬أهمها‬ ‫شارع محمد الخامس الذي يعتبر القلب النابض للمدينة‪،‬‬ ‫واتسمت هذه الحملة‪ ،‬وفق شهادات للسكان‪ ،‬بالحزم‬ ‫والجدية رغم تأخرها الكبير‪ ،‬ومكنت من اجتثاث لكل مظاهر‬ ‫احتالل الملك العمومي‪ ،‬سواء من طرف الباعة الجائلين أو‬ ‫من طرف المقاهي والمحالت التجارية‪.‬‬ ‫وتعد هذه الحملة‪ ،‬وفق مصدر جماعي‪ ،‬تنزيال لتوصيات‬ ‫االجتماعية الذي عقدته سلطات العمالة مع المجلس‬ ‫الجماعي وجمعية تجار سوق المسيرة بالفنيدق‪ ،‬حيث أمر‬

‫عامل إقليم المضيق الفنيدق باشا مدينة الفنيدق وقياد‬ ‫الدوائر وأعوان السلطة بعدم التساهل بالمرة مع مستغلي‬ ‫الفضاء العمومي‪ ،‬حيث قاموا‪ ،‬بتنسيق مع موظفين‬ ‫بالمصالح المكلفة بالمراقبة الصحية بجماعة الفنيدق‪ ،‬بحجز‬ ‫عربات وسلع البائعين الجائلين وكراسي ومناضد المقاهي‬ ‫باإلضافة إلى اللوحات اإلشهارية الموضوعة فوق الرصيف‬ ‫دون رخصة قانونية‪.‬‬ ‫وحرصت السلطة المحلية بالعمالة على توفير فضاء‬ ‫بديل للباعة الجائلين لممارسة نشاطهم التجاري‪ ،‬في‬ ‫محاولة إلدماجهم ضمن االقتصاد المهيكل‪ ،‬واختارت‬ ‫السلطة المحلية‪ ،‬بصفة مؤقتة‪ ،‬تجزئة «سيراميكا»‬ ‫الحتضان الباعة الجائلين‪ ،‬إلى حين إيجاد وعاء عقاري من‬

‫طرف المجلس الجماعي إلدماجهم في برنامج التأهيل‬ ‫المندمج للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪.‬‬ ‫هذه الحملة القت ترحيبا كبيرا من طرف فعاليات‬ ‫جمعوية وساكنة مدينة الفنيدق بالنظر إلى الوضع الكارثي‬ ‫الذي كانت عليه شوارع المدينة‪ ،‬والذي نقلته «المساء» في‬ ‫تقرير خاص من عين المكان منتصف شهر يوليوز الماضي‪،‬‬ ‫خاصة بشارع محمد الخامس الذي تحول بقوة األمر الواقع‬ ‫إلى سوق يومي انتشر على جانبيه‪ ،‬وفي وسطه العشرات من‬ ‫الباعة افترشت سلعهم رصيف وأرض الشارع طيلة الموسم‬ ‫الصيفي‪ ،‬وهو ما أفقد المدينة جادبيتها السياحية مقارنة‬ ‫بجاراتها القريبة‪.‬‬

‫رضوان الحسوني‬

‫الموسم الدراسي بطنجة ينطلق على إيقاع االحتجاجات بسبب خصاص‬ ‫الموارد البشرية ومشاكل البنيات التحتية‬

‫احتج العشرات من سكــان حي مغوغـــة‪ ،‬في مسيرة‬ ‫احتجاجيــة اعتبــرت األولى من نوعهــا‪ ،‬تزامنا والدخول‬ ‫المدرسي الحالي‪ ،‬والتي انطلقت من الحي ذاته في اتجاه‬ ‫والية جهة طنجة‪ ،‬للمطالبة بضرورة فتح أبواب اإلعدادية‬ ‫المتواجدة بهذا الحي قرب مدرسة الواحة في وجه التالميذ‪.‬‬ ‫وحسب مصادر من السكان‪ ،‬فبعد عدة محاوالت اتصال‬ ‫بعدة مسؤولين عن مؤسسات‪ ،‬لقيت أغلبها تجاهال متعمدا‬ ‫وأجوبة مبهمة‪ ،‬تقول المصادر نفسها‪ ،‬فإنهم كآباء تالميذ‬ ‫يناشدون الجميع بضرورة العمل على تحقيق هذا المطلب‬ ‫لتخفيف المعاناة على التالميذ‪ ،‬منبهين إلى أنهم بصدد‬ ‫تنظيم أشكال احتجاجية أخرى‪ ،‬إلى حين فتح هذه المؤسسة‪،‬‬ ‫في الوقت الذي لم يتم اعتراض هذه المسيرة االحتجاجية‬ ‫من قبل السلطات المختصة‪ ،‬حيث نفذ المحتجون وقفة‬

‫أمام بوابة والية الجهة‪ ،‬استمرت لساعات‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫فتح الكاتب العام للوالية حوارا مع المحتجين‪ ،‬حيث تم‬ ‫استقبالهم داخل والية الجهة‪ ،‬وأعطيت لهم وعود في هذا‬ ‫الصدد‪ ،‬غير أن السكان أكدوا أن عدم تحقيق هذا المطلب‬ ‫من شأنه أن يدفعهم لالستمرار في الوقفات والمسيرات‬ ‫االحتجاجية إلى حين تسوية الوضع‪ ،‬في الوقت الذي بررت‬ ‫الجهات الوصية على قطاع التعليم عدم فتح المؤسسة‬ ‫بوجود خصاص كبير في الموارد البشرية على مستوى قطاع‬ ‫التعليم بالجهة‪.‬‬ ‫وارتباطا بقضايا الدخول المدرسي بالمدينة‪ ،‬وجه‬ ‫السكان شكايات إلى الجهات الوالئية والجماعية المختصة‬ ‫للدعوة إلى ضرورة العمل على وضع خطوط المارة‪ ،‬في‬ ‫محيط مدرسة ‪ 11‬يناير الواقعة في حي مسنانة على‬

‫مستوى شارع موالي رشيد الطريق‪ ،‬والرابطة بين سات‬ ‫فيالج والزياتن وبالضبط قبالة المجمع السكني الزموري‪،‬‬ ‫بحيث أضحى أحد الشوارع يسمى «شارع الموت» نتيجة‬ ‫حوادث السير التي تقع فيه بين لحظة وأخرى‪ ،‬حيث دعا‬ ‫السكان عمدة مدينة طنجة‪ ،‬إلى االستجابة لهذا المطلب‪،‬‬ ‫لكون التالمذة يقطعون هذا الشارع ذهابا وإيابا‪ ،‬في اتجاه‬ ‫المدرسة‪ ،‬ما يهدد حياتهم‪ ،‬علما أن غالبية التالميذ الذين‬ ‫يتابعون دراستهم بهذه المؤسسة يعانون من صدمات‬ ‫نفسية‪ ،‬حسب مصادر من السكان‪ ،‬نتيجة حوادث السير‬ ‫التي يعرفها هذا الممر الطرقي‪ ،‬كما انتقد السكان تجاهل‬ ‫المجلس الجماعي لمطالبهم في هذا الصدد‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫تنقالت ومهمات المسؤولين بمجلس عمالة طنجة أصيلة‬ ‫تستنزف الماليين من ميزانية العمالة‬

‫كشفت أرقام الميزانية الخاصة بمجلس عمالة طنجة ـ‬ ‫أصيلة فوارق مثيرة‪ ،‬من حيث بعض األرقام المالية الخاصة‬ ‫بالتسيير‪ ،‬وذلك خالل عرضها‪ ،‬يوم (اإلثنين)‪ ،‬بمقر والية‬ ‫الجهة‪ ،‬حيث تبين استنزاف تنقالت الرئيس والمستشارين‬ ‫داخل المملكة وخارجها على أربعة مراحل‪ ،‬مبالغ مالية‬ ‫مهمة‪ ،‬يتفاوت ذلك من حيث التنقل والمهمة من قبيل‬ ‫مصارف خارج التراب الوطني‪ ،‬إذ رصد لذلك‪ ،‬خالل سنة‬ ‫‪ ،2017‬مبلغ ‪ 70‬ألف درهم‪.‬‬ ‫أما التنقل في الخارج فتم رصد ميزانية ‪ 180‬ألف‬ ‫درهم على مرحلتين‪ ،‬مع اقتراح المبلغ نفسه في الميزانية‬ ‫المرصودة لسنة ‪ ،2018‬في الوقت الذي لم يبد أي من‬ ‫أعضاء المجلس مالحظات بخصوص هذا البند الذي اعتبر‬ ‫األول من نوعه في ميزانيات المجالس‪ ،‬بينما تستنزف‬ ‫مصاريف اإلقامة واإلطعام واالستقبال هي األخرى نحو‬ ‫مليون درهم‪ ،‬بالرغم من محدودية األنشطة التي تقوم‬

‫بها العمالة‪ ،‬التي يرأسها حزب االتحاد الدستوري‪ ،‬مدعوما‬ ‫بفريق حزب العدالة والتنمية‪ ،‬إذ تمت المصادقة على‬ ‫ميزانية السنة المقبلة بدون أي اعتراض‪ ،‬سوى في ما يتعلق‬ ‫بفريق اتحاد طنجة‪.‬‬ ‫وقام مجلس العمالة برفع قيمة المنحة المرصودة‬ ‫لفريق اتحاد طنجة من مبلغ أربعة مالين درهم إلى حدود‬ ‫خمسة ماليين درهم‪ ،‬في سابقة من نوعها‪ ،‬وذك في إطار‬ ‫بند إعانات للفـــرق الرياضيــة برسم مشــروع ميزانيــة‬ ‫سنة ‪.2018‬‬ ‫وبالرغم من الصمت الذي الذ به غالبية أعضاء المجلس‪،‬‬ ‫انتفض بعضهم حول هذه المسألة‪ ،‬مطالبا بضرورة‬ ‫الحصول على نتائج إيجابية وتشريف المدينة باأللقاب‪،‬‬ ‫مقابل هذه المبالغ الطائلة التي يحصل عليها الفريق من‬ ‫عدة منافذ بالمدينة‪ ،‬منها الجهة ومجلس العمالة إلى‬ ‫جانب المجلس الجماعي‪ ،‬ومؤسسات أخرى خاصة وعامة‪،‬‬

‫بدون تقديم أية نتائج ملموسة على أرض الواقع‪ ،‬علما أن‬ ‫السلطات اإلدارية ال تزال ترفض تسوية الوضعية القانونية‬ ‫للفريق‪ ،‬على اعتبار أن رئيس مجلس العمالة حميد أبرشان‬ ‫هو نفسه رئيس الفريق الرياضي المشار إليه‪ ،‬مما يسئ إلى‬ ‫القوانين الجاري بها العمل من حيث احترامها‪ ،‬حيث ترصد‬ ‫غالبية المنظمات العالمية الخاصة بحقوق اإلنسان وغيرها‬ ‫مثل هذه النقط اإلساءة للجانب المغربي‪ ،‬في ما يتعلق‬ ‫بعدم احترام القوانين وكذا تعدد المسؤوليات‪ ،‬إذ طالب‬ ‫بعض األعضاء بالحد من ضخ الماليين دون الحصول على‬ ‫نتائج‪ ،‬إلى جانب وضع حد لفوضى السياسيين في اختراق‬ ‫الفريق‪ ،‬ما جعله يتحول لما يشبه «كعكة» تتصارع حولها‬ ‫األحزاب بالمدينة‪.‬‬

‫محمد أ‬

‫تهدد مخلفات طبيية ونفايات دوائية مرمية في‬ ‫العراء‪ ،‬أرواح ساكنة إحدى الجماعات القروية بدائرة‬ ‫باب برد‪ ،‬وخاصة األطفال الصغار الذين يقضون‬ ‫يومهم في اللهو واللعب في الهواء الطلق‪ ،‬األمر‬ ‫الذي دفع فعاليات جمعوية من المنطقة ترفع نداءا‬ ‫لوزير الصحة الحسين الوردي‪ ،‬إليفاد لجنة تحقيق‬ ‫في التجاوزات المرتكبة من طرف بعض المصحات‬ ‫الخاصة‪.‬‬ ‫وأفـــادت مصادر محليـــة‪ ،‬في اتصال هاتفــي‬ ‫أجرته «أخبار اليوم»‪ ،‬نهاية األسبوع المنصرم‪ ،‬أن‬ ‫كميات كبيرة من المخلفات المستعملة في العالج‬ ‫والتمريض بمراكز صحية‪ ،‬ومستوصف القرب‪ ،‬ملقاة‬ ‫على األرض في أماكن متفرقــة بجماعة باب برد‬ ‫المركز‪ ،‬من بينها إبر الحقن الطبي‪ ،‬وعلب األدوية‪،‬‬ ‫ومواد معقمـــة‪ ،‬وأكياس دوائيــة‪ ،‬ووسائل وقائية‬ ‫يستعملها الممرضون في إسعاف المرضى‪.‬‬ ‫وأضافت المصادر نفسها‪ ،‬أن سبب انتشار تلك‬ ‫المخلفات الدوائية والتي ليست لها استخدمات‬ ‫بعدية‪ ،‬يعود إلى قيام مصحات خاصة بدائرة باب‬ ‫برد‪ ،‬بإلقاء النفايات في حاويات األزبال المخصصة‬ ‫للمخلفات المنزلية‪ ،‬وبعدما تتعرض للعبث تتساقط‬ ‫منها كميات كبيرة على األرض في الشارع العام‪،‬‬ ‫وتنقلها الرياح إلى وجهات مختلفة‪ ،‬بعيدا عن أعين‬ ‫رقابة المصالح المختصة‪.‬‬ ‫وأوضحــت المصــادر نفسهــا‪ ،‬أن المصحــات‬ ‫المذكورة وعوض إرســال النفايــات الطبيـــة إلى‬ ‫المطارح المختصة‪ ،‬والتي تقوم بإفراز تلك المخلفات‬ ‫وترميدها‪ ،‬فإنها تختار الطريقة السهلة للتخلص‬ ‫منها دون مراعاة شروط السالمة‪ ،‬في الوقت‬ ‫الذي تفتح بذلك أبواب مخاطر كبيرة تهدد البيئة‬ ‫واإلنسان‪ ،‬وخاصة األطفال الصغار الذين ال يكترثون‬ ‫لحجم األضرار المحقة جراء لعبهم بتلك المخلفات‪.‬‬ ‫وطالبت المصادر وزارة الصحة باالستجابة لنداء‬ ‫الساكنة القروية بجماعة باب برد لرفع الضرر عنهم‬ ‫بعد انتشار النفايات الدوائية بمستوى قياسي‪ ،‬نظرا‬ ‫لكون المنطقة تقع في موقع جغرافي ذي طبيعة‬ ‫جبلية‪ ،‬وتعرف رياحا قوية تنقل معها المخلفات‬ ‫المرمية بمطرح النفايات القريب من المنطقة‪ ،‬والذي‬ ‫يستقبل إلى جانب النفايات المنزلية مخلفات طبية‬ ‫سامة‪.‬‬

‫ع‪.‬ب‬

‫طفل معاق في‬ ‫حاجة إلى مساعدة‬ ‫يعاني الطفل محمد العلوي‪ ،‬البالغ من‬ ‫العمـر ‪ 10‬سنــوات من تأخـر في النمو‪،‬‬ ‫نتجـــت عنه‪ ،‬مع مرور السنوات إعاقة‬ ‫كاملـــة‪ ،‬فضال عن إصابتــه بداء الربــو‪،‬‬ ‫مما جعله يحتاج إلى مصاريف‪ ،‬القتناء‬ ‫الحفاظات واألدوية التي يصل ثمنها إلى‬ ‫حدود ألف (‪1000‬درهم) شهريا‪ ،‬األمر‬ ‫الذي تعجز عنه أسرته المعوزة‪ .‬لذا‪ ،‬وعبر‬ ‫هذا المنبر‪ ،‬تتقدم والدة الطفل المريض‬ ‫بندائها إلى المحسنين وذوي األريحية‪،‬‬ ‫راجية منهم‪ ،‬بعد اهلل تعالى مساعدتها‪،‬‬ ‫للتغلب على رعاية فلذة كبدها‪ ،‬واهلل‬ ‫اليضيع أجر من أحسن عمال‪.‬‬ ‫لالتصال‪0675927078 :‬‬ ‫العنوان‪ :‬عقبة ابن األبار رقم ‪20‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 25‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪907‬‬

‫إقتصاد‬ ‫إنتاج الطاقة الكهربائية في ارتفاع‬

‫سجلت المندوبية السامية للتخطيط ارتفاع إنتاج الطاقة الكهربائية خالل الفصل الثاني من السنة الجارية مقارنة مع‬ ‫الفترة نفسها من السنة الفارطة‪ ،‬إذ ارتفع الرقم االستداللي إلنتاج هذه الطاقة بنسبة قدرها ‪ 5.3‬بالمائة؛ كما عرف الرقم‬ ‫االستداللي إلنتاج الصناعة التحويلية باستثناء تكرير النفط ارتفاعا بـ‪ 1.7‬بالمائة‪.‬‬ ‫وعزت المندوبية‪ ،‬ضمن مذكرة لها‪ ،‬هذا االرتفاع في الصناعات التحويلية أساسا إلى ارتفاع اإلنتاج في”الصناعات‬ ‫الغذائية” بـ‪ 8.1‬بالمائة‪ ،‬وفي “الصناعات الكيماوية” بـ‪ 5.4‬بالمائة‪ ،‬وفي “صناعة المالبس والفرو” بـ‪ 7.8‬بالمائة‪ ،‬وفي‬ ‫“صناعة السيارات” بـ‪ 5.1‬بالمائة‪ ،‬وفي “صناعة وسائل أخرى للنقل” بـ‪ 7.2‬بالمائة‪ ،‬وفي “مواد النشر والطباعة” بـ‪5.9‬‬ ‫بالمائة‪.‬‬ ‫وعلى العكس من ذلك‪ ،‬تؤكد المندوبية تراجع اإلنتاج في “صناعة منتجات أخرى غير معدنية” بـ‪ 11.3‬بالمائة ومنها‬ ‫اإلسمنت بـ‪ 13.7‬بالمائة‪ ،‬وفي “صناعة اآلالت واألجهزة الكهربائية” بـ‪ 7.2‬بالمائة‪ ،‬وفي “صناعة المواد المعدنية” بـ‪10.7‬‬ ‫بالمائة‪ ،‬وفي “صناعة الورق” بـ‪ 4.7‬بالمائة‪ ،‬وفي “صناعة الجلد وأدوات السفر واألحذية” بـ‪ 3.6‬بالمائة‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق بالرقم االستداللي إلنتاج المعادن فقد ارتفع بنسبة ‪ 33.0‬بالمائة‪ ،‬حسب المندوبية؛ وذلك نتيجة االرتفاع‬ ‫المسجل في كل من “المنتجات المختلفة للصناعات االستخراجية” بـ‪ 34.7‬بالمائة و”المعادن الحديدية” بـ‪ 1.0‬في المائة‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫التمور‪ :‬المغاربة يفضلونها تونسية‬

‫حسب معطيات وزارة الفالحة‪ ،‬فإن المغرب يعد الوجهة األولى لصادرات التمور التونسية بأكثر من ‪ 29.6‬ألف طن‪ ،‬منذ‬ ‫مطلع أكتوبر الماضي إلى غاية ‪ 8‬شتنبر ‪ ،‬تليه فرنسا بـ‪ 7.2‬ألف طن ثم ايطاليا بـ‪ 5.8‬ألف طن‪ ،‬فإسبانيا وماليزيا وإندونيسيا‬ ‫والواليات المتحدة األمريكية بكميات متقاربة تفوق أربعة آالف طن”‪.‬‬ ‫نفس المصدر أوضح أن عائدات تونس من التمور المصدرة ارتفعت بنسبة ‪ 20‬بالمائة مقارنة مع نفس الفترة من‬ ‫السنة الماضية‪ ،‬لتبلغ ‪ 554.9‬مليون دينار تونسي (‪ 190,3‬مليون أورو) مقابل ‪ 462.5‬مليون دينار (‪ 158,8‬مليون أورو)‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫هل تعطل بيروقراطية العلماء انطالقة البنوك‬ ‫التشاركية ؟‬

‫يعتقد بعض المسؤولين في القطاع البنكي التشاركي بالمغرب أن التعثر الذي يعيشه قطاع المصارف التشاركية‬ ‫راجع إلى هيمنة البيروقراطية على عمل اللجنة الشرعية للمالية التشاركية للمجلس العلمي األعلى‪،‬وإلى البطء في إخراج‬ ‫اإلطار الشرعي والتنظيمي لمجموعة من المنتجات المصرفية المطابقة لقانون المصارف العاملة وفق الشريعة اإلسالمية‪.‬‬ ‫وحسب جريدة هيسبريس‪ ،‬فإن مسؤوال بنكيا كبيرا في مجموعة مصرفية تتبوأ ريادة القطاع المصرفي المغربي اعتبر‬ ‫أن عمل اللجنة الشرعية ال يسير بالوتيرة السريعة التي يتطلع إليها المهنيون في القطاع المصرفي التشاركي؛ وهي وجهة‬ ‫النظر نفسها التي يشاطره فيها حميد خلود‪ ،‬الخبير المغربي في المالية التشاركية ومدير المركز المغربي للمالية التشاركية‬ ‫المعروف اختصارا بـ”قدوة”‪ ،‬الذي قال إن البطء المسجل في أداء عمل فريق اللجنة الشرعية مرتبط بمجموعة من العوامل‬ ‫والظروف التي ينبغي التغلب عليها من لدن بنك المغرب باعتبارها الجهة الموكول إليها التنسيق في كل ما يتعلق بتحديد‬ ‫اإلطار الشرعي للمنتجات والمعامالت المصرفية في البنوك التشاركية‪.‬‬ ‫ويعتبر المختصون أن التعثر الذي يصاحب انطالقة البنوك التشاركية في المغرب؛ قد يجعل بنك المغرب مطالبا‬ ‫بضرورة توفير إطار يسهم في تسريع وتيرة عمل اللجنة الشرعية التي تضم كبار علماء الشريعة اإلسالمية في المغرب‪،‬‬ ‫بشكل يسهم في إخراج اإلطار الشرعي لخدمات متعددة من قبيل حسابات االستثمار والتأمين وباقي المنتجات األخرى التي‬ ‫ينتظرها الجميع إلعطاء الدفعة القوية للتجربة المغربية في مجال الصيرفة التشاركية”‪.‬‬ ‫إال أن التفاؤل ما زال يطبع مهنيي القطاع المصرفي الخاضع لمعايير المعامالت المالية اإلسالمية‪ ،‬خاصة في ظل وجود‬ ‫انتظار حقيقي يسود أوساط فئة واسعة من المغاربة الذين يسعون إلى التعامل مع هذه المصارف التشاركية‪ ،‬ويغتقد خبراء‬ ‫القطاع‪ ،‬أنه إذا سارت األمور أفضل مما هي عليه اآلن‪ ،‬فإن هذه البنوك ستهيمن خالل السنوات الثالث المقبلة على ‪ 10‬في‬ ‫المائة على األقل من حصة سوق التمويالت العقارية الموجهة إلى األفراد‪ ،‬وهو ما يعكس المستقبل الواعد الذي ينتظر‬ ‫القطاع المصرفي التشاركي في المغرب‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫«دافوس» ومؤشر الرأسمال البشري بالمغرب‬

‫حسب تقرير «منتدى دافوس» فإن المغرب سجل تراجعا بنحو ‪ 20‬نقطة‪ ،‬ليحل في الرتبة ‪ 118‬من أصل ‪ 130‬دولة‪،‬‬ ‫بعدما صنف سنة ‪ 2016‬في المركز ‪.98‬‬ ‫ومعلوم أن «منتدى دافوس» يعتمد أربعة محاور رئيسية لتنمية رأس المال البشري‪ ،‬وهي‪ :‬القدرة‪ ،‬التي يحددها إلى‬ ‫حد كبير االستثمار في النظام التعليمي‪ ،‬واالستفادة من المهارات في سوق العمل والتنمية والدراية الفنية‪ ،‬حيث حصل‬ ‫المغرب في مؤشر القدرات على المرتبة ‪ 106‬بتنقيط ‪ ،49.47‬والمركز ‪ 121‬في مؤشر رأس المال البشري‪ ،‬فيما جاء في‬ ‫المركز الـ‪ 99‬في مؤشر التنمية‪ ،‬والمرتبة ‪ 108‬من حيث الدراية الفنية بحصوله على تنقيط ‪ 44.49‬في المائة‪.‬‬ ‫كما أن المغرب سجل تراجعا في التصنيف ذاته على مستوى منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا‪،‬‬ ‫وإجما ًال‪ ،‬أشار التقرير العالمي إلى أن «الجهود المبذولة لتحقيق كامل اإلمكانات االقتصادية لألفراد في جميع البلدان‬ ‫ومختلف مراحل التنمية االقتصادية تبوء بالفشل‪ ،‬وذلك بسبب خطأ في تسخير المهارات ضمن القوى العاملة‪ ،‬وتطوير‬ ‫المهارات المستقبلية‪ ،‬والتعزيز غير الكافي للتعلم المستمر للقوى العاملة»‪ .‬وأنه من بين العراقيل التي تواجه البلدان‬ ‫التي حلت في مراتب متأخرة‪ ،‬مثل المغرب‪ ،‬هي الفشل في ترجمة االستثمار في التعليم خالل سنوات الدراسة والتكوين‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى النقص في المهارات خالل سنوات العمل‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫صادرات فوسفاط المغرب نحو إفريقيا في ارتفاع‬

‫كشف المجمع الشريف للفوسفاط أن رقم معامالته بلغ ‪ 23.15‬مليار درهم في النصف األول من السنة الجارية (‪2.33‬‬ ‫مليار دوالر)‪ ،‬مقابل ‪ 21‬مليار درهم في النصف األول من السنة الماضية‪ ،‬مسج ًال بذلك ارتفاعاً بـ‪ 7‬في المائة‪ .‬وقد ساهم‬ ‫ارتفاع عائدات المعدن بنسبة ‪ 28‬في المائة‪ ،‬واألسمدة بنسبة ‪ 17‬في المائة‪ ،‬في تحقيق ارتفاع في حجم المبيعات ومواجهة‬ ‫انخفاض األسعار‪.‬‬ ‫وحسب األرقام التي كشفها المجمع‪ ،‬الخاصة بالنصف األول من السنة الجارية‪ ،‬فإن المبيعات الدولية سجلت مستويات‬ ‫قياسية‪ ،‬بسبب الطلب القوي على المنتجات ذات الجودة العالية في السوق اإلفريقية‪ .‬وتفيد هذه األرقام أن إفريقيا باتت‬ ‫تمثل حوالي ‪ 40‬في المائة من صادرات المجمع الشريف للفوسفاط‪ ،‬إذ ارتفعت مبيعاته في القارة بـنسبة ‪ 44‬في المائة‪،‬‬ ‫مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي‪.‬‬ ‫وأشار المجمع إلى أن أبرز اإلنجازات التي حققها في النصف األول من السنة الجارية‪ ،‬في ما يخص برنامج التنمية‬ ‫الصناعية‪ ،‬تتضمن تشغيل الوحدة الثالثة إلنتاج األسمدة بموقع الجرف األصفر‪ ،‬إضافة إلى بناء خط جديد لنقل الكبريت‬

‫ومحطة لتوليد الكهرباء في الجرف‪ ،‬حيث إن سنة ‪ ،2017‬تمثل مرحلة مهمة بالنظر إلى برنامج االستثمار الذي سيزيد من‬ ‫قدرات إنتاج األسمدة والتصدير‪ .‬ووصلت االستثمارات في النصف األول من العام الجاري إلى ‪ 7.4‬ماليير درهم‪ ،‬وفق ما جاء‬ ‫في البرنامج االستثماري المسطر‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫إسبانيا تخصص ‪ 12‬مليون يورو لتعزيز التدابير األمنية‬ ‫بمحيط سبتة المحتلة‬ ‫قال وزير الخارجية اإلسباني خوان إغناسيو زويدو‪ ،‬إن أهمية السياج الحديدي‪ ،‬الذي يحيط بمدينة سبتة المحتلة‬ ‫ردع المهاجرين عن محاولة الوصول إلى سبتة وأعلن خالل مثوله أمام لجنة الداخلية ببرلمان بالده‪ ،‬أن إسبانيا سوف‬ ‫تخصص ‪ 12‬مليون يورو‪ ،‬العام المقبل‪ ،‬لتعزيز التدابير األمنية في محيط المدينة بهدف منع وصول المهاجرين إليها‪.‬‬ ‫من جهة أخرى كشف الوزير االسباني ‪ ،‬أن أعداد من حاولوا عبور السياج األمني ارتفع بنسبة ‪ 34‬بالمائة‪ ،‬حيث انتقل‬ ‫من ‪ 613‬شخصا العام الماضي‪ ،‬إلى ‪ 896‬خالل هذا العام‪ ،‬مضيفا بأن “هذا الحاجز لم يعد قادرا على القيام بالدور الذي‬ ‫أنشئ من أجله‪.‬‬ ‫وكانت إسبانيا قد أنشأت السياج المذكور سنة ‪ 1999‬بهدف منع الهجرة السرية‪ ،‬قبل أن تحدث عليه عددا من‬ ‫التغييرات خالل السنوات الالحقة‪ ،‬مع تزويده بكاميرات مراقبة‪ ،‬وكاميرات للتصوير الحراري وغيرها من المعدات والتجهيزات‬ ‫المتطورة لتعزيز قدراته على التصدي للمهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫‪ 4,8‬بالمائة نسبة نمو االقتصاد المغربي المتوقعة‬ ‫خالل سنة ‪2017‬‬ ‫توقع صندوق النقد الدولي ارتفاع النمو في المغرب إلى ‪ 4.8‬بالمائة نهاية العام الحالي‪ ،‬وهو أعلى معدل في منطقة‬ ‫الشرق األوسط وشمال إفريقيا‪ ،‬مستفيداً من تحسّن اإلنتاج الزراعي وظروف دولية مساعدة تتسم بتراجع األخطار اإلقليمية‬ ‫والخارجية‪ ،‬إلى جانب تحسّن في المؤشرات الماكرو اقتصادية‪ .‬وأنهت بعثة من صندوق النقد جولة استطالعية إلى‬ ‫المغرب‪ ،‬في إطار المراجعة السنوية للخط الوقائي االئتماني والمادة الرابعة من ميثاق الصندوق‪.‬‬ ‫وقال رئيس البعثة نيكوال بالنشير إن «الحسابات الماكرو اقتصادية تبدو جيدة في االقتصاد المغربي الذي تمكن من‬ ‫تطوير أدائه‪ ،‬واالنخراط في مسلسل من اإلصالحات اإليجابية‪ ،‬ساعدت في زيادة المناعة والقدرة على مواجهة األخطار‬ ‫المناخية والدولية»‪ ،‬وفقاً لما نقلته صحيفة «الحياة»‪.‬‬ ‫واستعاد االقتصاد دورة النمو المرتفع بعد التغلب على صعوبات العجز المالي السابق وخفضها إلى ‪ ،% 3.5‬كما تراجع‬ ‫عجز ميزان المدفوعات الخارجية إلى ‪ % 3.5‬من الناتج المحلي‪ .‬وأصبح المغرب أكثر استقطاباً لالستثمارات والتدفقات‬ ‫المالية األجنبية في المنطقة‪ ،‬خصوصاً نحو قطاعات ذات القيمة المضافة العالمية مثل السيارات وغيرها‪ ،‬وبقي التضخم‬ ‫دون ‪ % 1‬من الناتج المحلي‪ ،‬بينما يكفي احتياط نقدي أكثر من ‪ 6‬أشهر من الواردات‪.‬‬ ‫وأشار بيان الصندوق إلى أن «فريق العمل يهنئ الرباط على التقدم المسجل في تعزيز النظام المالي المغربي‪،‬‬ ‫ويشجع السلطات على مواصلة اإلصالحات الهيكلية وتحسين مناخ األعمال ومحاربة الفساد‪ ،‬وتقليص معدالت بطالة‬ ‫الشباب والمرأة والفوارق االجتماعية وتحسين النظام التعليمي ومهارة العاملين»‪ .‬ويعتقد الصندوق أن تقلبات معدالت‬ ‫النمو ارتباطاً باإلنتاج الزراعي وضعف النمو لدى الشركاء التقليديين للمغرب داخل االتحاد األوروبي واألخطار اإلقليمية‬ ‫الخارجية‪ ،‬تبقى من نقاط ضعف االقتصاد المغربي‪ ،‬الذي عليه مواصلة عدد من اإلصالحات لجعل أداء االقتصاد أكثر مناعة‬ ‫في مواجهة العواصف الخارجية‪ ،‬وأكثر قدرة على تحقيق معدالت نمو مرتفعة ومدمجة للفئات الهشة داخل المجتمع‪.‬‬ ‫وتتصدر بطالة الشباب قائمة اإلصالحات التي ينصح بها صندوق النقد‪ ،‬عبر تحديث قوانين سوق العمل وجعلها أكثر مرونة‬ ‫ودينامية وانفتاحاً على حاجات الشركات‪ .‬ويقدر عدد العاطلين عن العمل في المغرب بحوالي ‪ 1.3‬مليون شخص‪ ،‬معظمهم‬ ‫من حاملي شهادات جامعية»‪.‬‬ ‫ويدعم صندوق النقد خطة المغرب لتعويم جزء من عملته المحلية‪ .‬وقال بالنشير‪« :‬هذا قرار جيد اتخذه المغرب بشكل‬ ‫سيادي وإرادي من دون إمالءات خارجية‪ ،‬وهو قرار شجاع وتاريخي‪ ،‬ونحن أعددنا دراسات تقنية وتبين لنا أن تحريراً جزئياً‬ ‫لسوق الصرف من شأنه زيادة التدفقات االستثمارية والمالية وتحسين الصادرات إلى أسواق جديدة‪ ،‬خصوصاً في إفريقيا‪،‬‬ ‫تسمح بتوسع الشركات المغربية‪ .‬واستبعد «وجود أخطار على الدرهم أو خفض قيمته كما حصل مع دول أخرى مثل مصر‬ ‫وتركيا واألرجنتين‪ ،‬ألن هامش التحرير سيكون في حدود ‪ ،% 5‬وهي نسبة لن تؤثر في معدل التضخم أو القدرة أو األسعار»‪.‬‬ ‫وأضاف‪« :‬وضع المغرب مختلف والظروف تبدو مساعدة للمملكة لخوض التجربة‪ ،‬وكل المؤشرات تشجع على ذلك‪،‬‬ ‫لكننا في الصندوق ال نتدخل في طبيعة القرار وموعد تنفيذه»‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫جمعيات الصيد اإلسبانية تستعجل مفاوضات تجديد‬ ‫اتفاقية الصيد مع المغرب‬ ‫تحركت‪ ،‬مبكرا‪ ،‬جمعيات الصيد اإلسبانية للضغط على اللجنة األوربية استعجال الدخول في مفاوضات جديدة مع‬ ‫المغرب‪ ،‬وعدم انتظار انتهاء االتفاقية الحالية المقررة في نهاية فبراير ‪.2018‬‬ ‫ووجهت الكونفدرالية اإلسبانية للصيد طلبا رسميا للجنة األوروبية تطلب فيه على إطالق مفاوضات تجديد االتفاق مع‬ ‫المغرب‪ ،‬والذي يسمح في الوقت الراهن لتسعين باخرة صيد باالشتغال في المياه المغربية‪.‬‬ ‫وبررت الكونفدرالية تحركها المبكر بكون المفاوضات تأخذ في العادة وقتا طويال‪ ،‬كما أعرب الصيادون األسبان عن‬ ‫تطلعهم إلى تفادي تعثر المفاوضات ‪ ،‬كما حدث بالنسبة إلى االتفاقية الحالية التي ظلت جامدة لمدة سنتين قبل أن تدخل‬ ‫إلى حيز التنفيذ‪ ،‬في سياق تداعيات الحملة ضد اتفاقية الفالحة مع المغرب‪ .‬وارتفعت درجة القلق اإلسباني أخيرا بسبب‬ ‫التوتر الذي عرفته العالقات بين المغرب واالتحاد األوروبي‪ ،‬بسبب تصريحات نائب إسباني في البرلمان األوروبي حول‬ ‫المجال الجغرافي لصالحية اتفاقية مبادلة المنتجات الزراعية بين الجانبين‪ ،‬والتي اعتبر أنها تستثني األقاليم الصحراوية‪.‬‬ ‫ويشدد الصيادون اإلسبان على ضرورة حماية اتفاقيات الصيد البحري لالتحاد األوروبي مع الدول غير األعضاء من‬ ‫االنتقادات والهجمات التي تتعرض لها من طرف أطراف خارجية‪.‬‬ ‫ومعلوم أن اتفاقية الصيد البحري األوروبية مع المغرب تسمح بممارسة نشاط الصيد في مياهه اإلقليمية لـ‪120‬‬ ‫باخرة من ‪ 11‬دولة أوروبية‪ ،‬بينها ‪ 90‬باخرة إسبانية‪ .‬ويكتسب الصيد في المياه اإلقليمية المغربية أهمية خاصة بالنسبة‬ ‫إلى إسبانيا‪ ،‬نظرا لدوره في التشغيل وفي االقتصاد المحلي لعدة مناطق‪ ،‬باألندلس وغاليسيا‪..‬‬


‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 25‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪907‬‬

‫كلمة في بناء الخطاب ذو داللة أصلية‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪...‬س��رَّت العينُ لمن يرى هذا الحضور‬ ‫الكريم والنخبة من المثقفين والمبدعين‬ ‫واإلعالميين‪ ،‬وفا ًءا لروح اإلعالمي الذي لم يفقد‬ ‫ظله‪ ،‬األستاذ خالد مشبال ‪....‬‬ ‫بداية‪ ،‬قراءة الفاتحة على روحه الطاهرة ‪...‬‬ ‫ُّ‬ ‫ك��ل من يشاركنا بإخالص لقلم دخل‬ ‫مبكرا لحاضرة المعزِّ لدين اهلل الفاطمي على‬ ‫حين غفلة من أهلها‪ .‬لم تكن تكتمل أضراس‬ ‫عقله بعد‪ ،‬وقد أبصر منبع نهر النيل‪ .‬منذ‬ ‫طفولته تتدافق خفة دمه ‪.‬رجل المبدإ والمواقف‬ ‫بشخصية قوية فاعلة‪ .‬وهو الذي يكره المواقف‬ ‫الرمادية‪ ،‬بعقل خالق يبدع ويكشف الحقائق‬ ‫لتكسير الطابوهات‪ .‬لم يمتهن قط حرفة‪ ،‬قشور‬ ‫الموْز تحت أرجل القراء‪ ،‬وال زخرف القول‪ .‬أخلص‬ ‫لقلمه‪ .‬حصيف الرأي‪.‬‬ ‫اقتنصتُ من مفاتيح خالد‪ ،‬قصة كبش‬ ‫ينحن‪ ،‬ولم تضعف‬ ‫الفداء‪ ،‬وال��ذي حينها لم‬ ‫ِ‬ ‫طاقته الفكرية‪ ،‬عند ذلك القرار الجائر‪ ،‬إللغاء‬ ‫المنابر اإلعالمية بطنجة (راديو إفريقيا وراديو‬ ‫طنجة وب��ان أميريكان )‪ ،‬فكان لخالد أيامئذ‬ ‫موقف من تكريس السلطة على منابر اإلعالم‪.‬‬ ‫وقد اقتنع بمشروع المهدي المنجرة‪ ،‬الذي تبنى‬ ‫استقاللية اإلعالم المسمــوع على غرار إذاعــة‬ ‫«ب ب س» البريطانية‪ .‬وقف ضد المشروع أحد‬ ‫المسؤولين وحال دون ْ‬ ‫أن يصل به المهدي‬ ‫المنجرة مدير اإلذاعة الوطنية آنذاك‪ ،‬إلى ملك‬ ‫البالد محمد الخامس رحمه اهلل‪ .‬على إثر ذلك‬ ‫ما لبث خالد من التصدي لهيمنة الدولة على‬ ‫اإلعالم‪ .‬فتأسست على أيدي الصحافيين منهم‬ ‫خالد مشبال‪ ،‬أول نقابة لهم في المغرب وهو‬ ‫حديث عهد باالستقالل‪ .‬ولكي يطالب بتفعيل‬ ‫المشروع اإلعالمي الحداثي الذي آمن به مع‬ ‫المهدي المنجرة رحمهما اهلل‪ .‬تمخض عن‬ ‫ذلك إضراب عام لإلذاعات المغربية‪ .‬هذه نبذة‬ ‫لقصة مختصرة‪ « ،‬لكبش الفداء » وهي إحدى‬ ‫رحالت التجارب واالبتالءات لخالد أبان فيها‬ ‫عن عدم تزحزحه قيد أنملة عن مبدئه‪ ،‬وعن‬ ‫اإلرادة القوية الراسخة التي يتمتع بها‪ ،‬ألنه كان‬ ‫يُدرك جيداً االختالفات القائمة في المجتمعات‬ ‫المتخلفة‪ .‬فكان له موقف شجاع ضدَّ بعض‬ ‫«أذناب» االستعمار الفكري‪ .‬لم تكن أيامئذ قد‬ ‫نضجت بعد األذن الصاغية ولكن كفاك مقاما‬ ‫يا خالد َّ‬ ‫أن القلم قد أصغى إليك ‪ ...‬وعلى نظم‬ ‫المتنبي ‪:‬‬ ‫عش عزيزا أو مت وأنت كريم‬ ‫بين طعن القنا وخفق البنود‪.‬‬ ‫وللدكتور نجيب العوْفي‪ ،‬خطاب بعنوان ‪:‬‬ ‫خالد مشبال‪ ،‬في ركب الخالدين‪.‬‬ ‫وما المرء إال كالهالل وضوئه‬ ‫يوافي تمام الشهر‪ ،‬ثم يغيب‬ ‫يقول أبو تمام‪ .‬و‪..‬‬ ‫ذكر الفتى عمرُه الثاني‪ ،‬وحاجته‬ ‫ما فاته‪ ،‬وفضول العيش أشغال‬ ‫يقول أبو الطيب ‪.‬‬ ‫هذا هو خالد مشبال ‪ ،‬هالل وافى تمام‬ ‫الشهر ثم غاب ‪..‬و ذكر له مستمر‪ ،‬هو عمره‬ ‫الثاني‪ .‬يرحل خالد مشبال‪ ،‬بعد ْ‬ ‫أن أبلى البالء‬ ‫الحسن‪ ،‬وأدّى رسالته التاريخية بشهادة واقتدار‪.‬‬ ‫فآن للمحارب ْ‬ ‫أن يستريح‪ .‬يرحل عنا في زمن عكر‪-‬‬ ‫نكر‪ ،‬انسحب منه آبياً مترفعًا‪ ،‬ولسان حاله يقول‬ ‫‪ :‬قطعت منك حبائل اآلمال وحططت عن ظهر‬ ‫المطيّ رحالي‪ .‬لكن العظماء ال يرحلون‪ .‬إنهم‬ ‫في ذاكرة التاريخ يسكنون‪ .‬واجتماعنا اليوم في‬ ‫هذه الدار العريقة‪ ،‬ومن مرابع ومراتع الطفولة‬ ‫خالد مشبال‪ ،‬مدينة تطوان‪ ،‬تحية واستحضار‬ ‫لروح الفقيد العزيز من خالل استحضار ذكرياته‬ ‫المبثوثة في كتاب (خالد مشبال الرجل الذي لم‬ ‫يفقد ظله) ‪ ،‬لمؤلفيه ومعديه‪ ،‬حسن بيريش‬ ‫وعبد الرزاق الصمدي‪ .‬والجميل َّ‬ ‫أن هذا الكتاب‬ ‫خرج للناس‪ ،‬وخالد مشبال حيُّ بيننا يرزق‪.‬‬ ‫وأجمل تكرمة للمبدع‪ ،‬هي التي يتلقاها في حياته‬ ‫قبل مماته‪ .‬الدائم لكن إبداع المبدع‪ ،‬هو تذكرة‬ ‫سفره في التاريخ‪ .‬ودعوني أتحدث قليال عن خالد‬ ‫مشبال من خارج الكتاب‪ ،‬قبل ْ‬ ‫أن أتحدث عنه من‬ ‫داخل الكتاب‪ .‬هذا الرجل قطعة أثرية نفيسة في‬ ‫تاريخنا الثقافي‪ .‬إنه صوت المغرب الحداثي‪-‬‬ ‫الجهير بامتياز‪ .‬أوْ لنقل‪ ،‬إنه أحد المهندسين‬ ‫األوائل – البواسل للمغرب الحداثي‪ ،‬في مجال‬ ‫اعتباري بالغ األهمية والحساسية‪ ،‬هو مجال‬ ‫الثقافة واإلعالم‪ .‬وعلى مدى زمن شاسع ورائع‪،‬‬ ‫يربو على ستة عقود كامالت وحافالت‪ ،‬ظل‬ ‫الرجل شمعة متوقدة‪ ،‬ومتجدِّدة تنثر الضوْء في‬ ‫العتمات ‪ ،‬وتواجه الرياح والتقلبات‪َّ .‬‬ ‫ظل شمعة‬ ‫تحترق لتضيء‪ .‬وبدل ْ‬ ‫أن يلعن الظالم وزبانية‬ ‫ُ‬ ‫يُشعل شمعة‪ ،‬ويمضي في‬ ‫الظالم‪ ،‬كان دائما‬ ‫الطريق‪ .‬وهذا هو السالح القوي والبهي لخالد‬ ‫مشبال‪ْ .‬‬ ‫أن يظل شمعة في قلب العاصفة‪ .‬وما‬ ‫أكثر الشموع التي أوقدها خالد في مشهدنا‬ ‫الثقافي واإلعالمي‪ ،‬على امتداد هذه العقود‬ ‫الزمنية الطوال‪ -‬السمان‪ .‬وما أكثر األجيال التي‬ ‫استنارت بشموعه ونهلتْ من ينابيعه‪ ،‬وأنصتت‬ ‫لصوته الشجي البهي‪ ،‬آناء الليل وأطراف النهار‪،‬‬ ‫عبر أم��واج األثير السمعي والبصري‪ ،‬يؤنس‬ ‫غربتها ويفرِّجُ كربتها وتجلو غشاوتها ويزوِّدها‬ ‫بالمعرفة والثقافة وأطايب الكالم‪ .‬هو صوت‬ ‫المغرب الحداثي‪-‬المتميِّز –الجهير‪ ،‬ينساب‬

‫‪8‬‬

‫هذا ما أوصى به فريق تأمين‬ ‫امتحانات الباكالوريا بالمديرية‬ ‫اإلقليمية للتعليم بوزان‬

‫فريق العمل بالمديرية اإلقليمية للتعليم بوزان‬

‫وزان ‪ :‬مراسلة خاصة ‪ ‬‬ ‫عبر األثير‪ ،‬كما ينساب عبر الصحف والمجالت‬ ‫والكتب‪ ،‬التي ساهم بعصاميته وجهاديته‬ ‫وعبقريته‪ ،‬في تأسيسها ورعايتها‪ .‬وهكذا بقدر‬ ‫ما كان رائداً إعالميَا على مستوى األثير‪ ،‬عبر‬ ‫فتوحاته الرائعة في راديو إفريقيا وإذاعة طنجة‬ ‫والتلفزة المغربية‪ ،‬كان رائداً ثقافيا أيضاً على‬ ‫مستوى الكتابة والنشر‪ ،‬فأسس جرائد ومجالت‬ ‫سيارة‪ ،‬كمجلة (الموقف) و(الموقف األسبوعي)‪،‬‬ ‫ثم جريدة (الشمال ) الغراء‪ ،‬التي صارت قبلة‬ ‫للقراء والكتاب‪ ،‬من شمال وجنوب‪ .‬وسارت‬ ‫بذكرها الركبان‪ .‬كما أسس بضربة «معلم»‬ ‫باهرة‪ ،‬سلسلة (شراع) الشهيرة‪ ،‬لتقريب الكتاب‬ ‫من المواطن ومواجهة العزوف عن القراءة‪.‬‬ ‫وهي السلسلة الرائدة‪-‬الرائعة التي استقطبت‬ ‫فئات من الكتاب والمثقفين المغاربة‪ ،‬من أعيرة‬ ‫وازنة وثقيلة‪ .‬كما كانت مثارا ومهمازاً لمسلسل‬ ‫من السالسل الشهرية التي نسجت على منوالها‬ ‫ومثالها‪ .‬وفي هذين المضمارين على نحو‬ ‫خاص‪ ،‬مضمار اإلعالم ومضمار النشر‪ ،‬جاء خالد‬ ‫حقاً بالعجب العجاب‪ .‬جاء بما تنوء به العصبة من‬ ‫أولي العزم‪ .‬كذلك كان الربط الجدلي – الوثيق‬ ‫بين الثقافة واإلعالم‪ ،‬شعارًا وخياراً استراتيجياً‬ ‫ومنهجاً للرجل‪ .‬أينما َّ‬ ‫حل وارتحل إعالمياً‪ ،‬كان‬ ‫الهاجس الثقافي حاضراً باستمرار‪ .‬كان للثقافة‬ ‫دائماً أخبارٌ وآثارٌ‪ .‬في فضاء اجتماعي ورسمي‬ ‫تبدر فيه الثقافة‪ ،‬أضْيَعَ من اليتيم في مأدُبة‬ ‫اللئيم‪ .‬وهكذا كان خالد مشبال فارساً ورائداً‬ ‫لإلعالم المغربي الحديث‪ -‬والحداثي‪ ،‬بوجاهته‬ ‫الثالث ‪،‬المسموعة والمرئية والمكتوبة‪ .‬في هذه‬ ‫الواجهات‪-‬الجبهات أبلى خالد البالء الحسن‪،‬‬ ‫وتعرَّض لضروب من المضايقات والحروب‬ ‫والمحن‪ .‬لكن ما بدَّل تبدي ًال‪َّ .‬‬ ‫فظل باستمرار‬ ‫موهب ًة مقاتل ًة كبير ًة‪ ،‬ونفساً أبية‪ -‬كبيرة‪.‬‬ ‫وإذا كانت النفوس كبـــاراً‬ ‫تعبتْ في مرادها األجسام‪.‬‬ ‫لكنَّ خالدًا لم يتعبْ ولم ينصبْ ‪ ..‬بل َّ‬ ‫إن‬ ‫متاعب ونوائب الطريق لم تزد عزيمته إال مضا ًء‬ ‫وصموداً‪ .‬ومن ثم أراه قريباً من القول األخير‬ ‫ألبي الطيب ‪:‬‬ ‫أطاعـن خيالً من فوارسها الدَّهـرُ‬ ‫وحيداً وما قولي كذا ومعي الصبرُ‬ ‫وأشجـع منِّي َّ‬ ‫كل يوم سالمـتـي‬ ‫وما ثبتتْ‪ ،‬إال وفي نفسها أمـــرُ‬ ‫وفي نفس خالد دائماً‪ ،‬أمورٌ ال تهدأ‪ .‬لقد‬ ‫كان الرجل بعبارة‪ ،‬مدرسة إعالمي ًة رائعة‪ .‬بل‬ ‫كان جامعة إعالمية رائعة‪ -‬ورائ��دة‪ ،‬تخرَّجتْ‬ ‫ٌ‬ ‫وأجيال من‬ ‫منها وترعرعتْ في كنفها أفواج‬ ‫اإلعالميين والمبدعين الشباب «منهم المعت ِرف‬ ‫بالفضل والجاحِدُ ل��ه»‪ .‬وه��ا هو ذا الجيل‬ ‫الجديد من اإلعالميين والمبدعين‪ ،‬ممث ًال في‬ ‫حسن بيريش وعبد ال��رزاق الصمدي‪ ،‬يقدِّمُ‬ ‫مثا ًال جميال ونبيال‪ ،‬عن وف��اء الخلف للسلف‪،‬‬ ‫من خالل إصدارهما المشيد‪-‬الممتع والمفيد‪.‬‬ ‫(خالد مشبال‪ /‬اإلعالمي الذي لم يفقد ظله )‪.‬‬ ‫عنوان جامعٌ نافعٌ‪ ،‬يلخص لنا جوهر شخصية‬ ‫خالد مشبال‪ ،‬اإلعالمي الصامد الذي بقيَ على‬ ‫صبغته‪ ،‬لم يفقد ظله وأناه‪ ،‬بالمعنى الوجودي‬ ‫ال السيكلوجي‪ ،‬يحيلني ه��ذا العنوان‪ ،‬إلى‬ ‫رباعية الروائي المصري فتحي غانم الشهيرة‬ ‫(الرجل الذي فقد ظله )‪ ،‬التي كتبها خالل الفترة‬ ‫الناصرية عن فترة ما قبل الثورة‪ ،‬راصداً تقلبات‬ ‫وتحوُّالت وانزالقات بعض المثقفين‪ .‬وهو األمر‬ ‫الذي يحدث في كل زمان ومكان‪َّ .‬‬ ‫ولعل المغرب‬ ‫الجديد‪ ،‬هو المسرح النموذجي للرجال الذين‬ ‫فقدوا ظاللهم‪ ،‬وغيَّروا جلودهم بين عشية‬ ‫وضحاها‪ ،‬عمال بالحِكم الميكيافيلية‪ ،‬الغاية تبرر‬ ‫ِّ‬ ‫حال لبوسها‪ ،‬ومع الراكب‬ ‫الوسيلة‪ ،‬والبَس لكل ٍ‬ ‫حتى ينزل‪ .‬لكن خالد‪ ،‬استثنا ًء عن القاعدة‪ ،‬وطائر‬ ‫نافذة ونافذة شاردٌ عن السرب األليف‪ .‬هو دائما‬ ‫في ( حالة شرود)‪ .‬فقد َّ‬ ‫ظل محتفظاً بقامته وظله‬ ‫ٌ‬ ‫أشواط أخيرة‬ ‫حتى الشوْط األخير‪ .‬وليس ثمة‬ ‫في مسيرة خالد‪ .‬بل هو نضالٌ دائمٌ ومستمر‪.‬‬ ‫وال يمكن العبور إلى داخل الكتاب‪ ،‬دون‬ ‫الوقوف عند واجهة الكتاب‪ ،‬التي يتصدرها‬ ‫بورتريه فني رائع لخالد مشبال‪ ،‬بريشة الفنان‬ ‫العالمي أحمد بن يسف‪ ،‬الجار الروحي والتاريخي‬ ‫والجغرافي الجُنب لخالد مشبال ‪.‬‬

‫وقد كان المؤلفان‪ ،‬حسن بيريش وعبد‬ ‫الرزاق الصمدي‪ ،‬موفقين وثاقبين حين وضعا‬ ‫اليد في مقدمة الكتاب‪ ،‬على أهم مفاتيح‪.‬‬ ‫ومناقب شخصية خالد وهي ‪ /‬مفتاح االنتماء –‬ ‫مفتاح الحرية – مفتاح التحدي – مفتاح المبادرة‬ ‫– مفتاح اإلتقان – مفتاح التواضع ‪ ..‬وتأتي حلقات‬ ‫المذكرات الهاطلة بعدئذ‪ ،‬شواهد وقرائن على‬ ‫ذلك‪ .‬يتأسس العمود الفقري لهذا الكتاب‪،‬‬ ‫على مذكرات خالد مشبال في جريدة ( االتحاد‬ ‫االشتراكي ) ذات رمضان فائت جميل‪ .‬وقام‬ ‫الكاتبان حسن بيريش وعبد الرزاق الصمدي‪،‬‬ ‫بتنسيق وإعداد هذه المذكرات بضمير الغائب‬ ‫– البيوغرافي الذي يسمح بسيولة أكثر في‬ ‫الحديث‪ .‬وكأننا هنا‪ ،‬إزاء الشيخ ومريديْه‪.‬‬ ‫الكتاب إذن‪ ،‬حفرٌ ونبشٌ في ذاك��رة خالد‬ ‫الموشومة‪ ،‬حسب عبارة عبد الكبير الخطيبي‪.‬‬ ‫أو هو سياح ٌة وثائقية وسياسي ٌة رائعة في مسار‬ ‫حياة خالد بخاصّة‪ ،‬وفي مسار المغرب بعامة‪،‬‬ ‫منذ خمسينيات القرن الماضي إلى اآلن‪ .‬منذ‬ ‫مغامرة الرحلة – األسطورية التي قام بها خالد‬ ‫إلى مصر‪ ،‬رفقة صديقه عبد القادر السباعي في‬ ‫صيف ‪1952‬م‪ ،‬إلى طفولته السبعين‪ ،‬نسجا على‬ ‫العبارة الجميلة لمحمد الصباغ في سيرته الرائعة‬ ‫( الطفولة الستون )‪ ،‬حيث ترصد وتتابع حلقات‬ ‫هذه المذكرات الموزعة إلى خمس وعشرين‬ ‫محطة‪ ،‬مغامرة خالد في معمعان الحياة‪ ،‬وتنقالته‬ ‫وتقلباته في عالم اإلعالم‪ ،‬ما بين طنجة والرباط‬ ‫ومدريد ‪..‬و تعرُضه في غضون ذلك‪ ،‬وفي عقر‬ ‫داره ووطنه الذي تفانى في خدمته‪ ،‬لصنوف من‬ ‫المضايقات واالستنطاقات والتوقيفات واإلقامات‬ ‫الجبرية‪ ،‬واإلحالة المبكرة على التقاعد‪ ،‬مع ما‬ ‫ترتب عن ذلك‪ ،‬من ضوائق وأزمات مادية مستهُ‬ ‫في رزقه وخاصة حياته‪ ،‬جزا ًء وفاقاً لسنمار ! ُّ‬ ‫كل‬ ‫ذلك‪ ،‬والعزيمة ال تلين‪ .‬والرجل ال يستكين‪ .‬لكن‪،‬‬ ‫عبر رحلة المتاعب هذه‪ ،‬كان ثمة يدٍ حانية ترعاه‬ ‫وتشدُّ من أزره‪ ،‬ودفقة ضو ٍء تنير حلكته‪ ،‬تلك‬ ‫هي رفيقة دربه‪ ،‬أمينة السوسي‪ ،‬التي لم ينس‬ ‫وهو في عُرام مذكراته وهمومه اإلعالمية‪ْ ،‬‬ ‫أن‬ ‫يرفع إليها باقة عرْفان ووفاء ‪،‬هي أجمل ما قاله‬ ‫زوجٌ في زوجته‪ .‬والكتاب شاهد على ذلك‪ُّ .‬‬ ‫كل‬ ‫ونسق سردي شائق وآسر‪ .‬وكأننا‬ ‫ذلك‪ ،‬في قالب‬ ‫ٍ‬ ‫نقرأ رواية – درامية حافلة بالوقائع والمفاجآت‪.‬‬ ‫منذ البدء إذن‪ ،‬منذ سنوات الصبا واليفاع‪ .‬منذ‬ ‫رحلة مصر‪ ،‬نذر خالد مشبال نفسه للمغامرة‬ ‫والمخاطرة‪ .‬وبعد عودته إلى الوطن‪ ،‬سينذِرُ‬ ‫نفسه لرحلة أخرى أشق وأطول‪ .‬سينذِرُ نفسه‬ ‫لمهنة المتاعب‪ .‬الصحافية واإلعالم‪.‬‬ ‫فهو رجل المهمات الصعبة دائماً ‪.‬و من‬ ‫الناس من يعبر هذه الحياة‪ ،‬ال يحرِّكُ ساكناً‬ ‫وال يترُك أثراً‪ .‬ومن الناس من يعبر هذه الحياة‬ ‫عاصفة وإعصاراً‪ ،‬تاركاً أص��دا ًء وأث��اراً‪ .‬وخالد‬ ‫مشبال من هذا العيار‪.‬‬ ‫في هذا الكتاب الساخن – الفاتن‪ ،‬نتعرَّف‬ ‫إل��ى خالد صوتاً وإعالمياً وثقافيَا للمغرب‪.‬‬ ‫كما نتعرَّفُ إليه ذاكر ًة حي ًة وزاخرة وحداثي ًة‬ ‫للمغرب‪ .‬فالكتاب لذلك‪ّ ،‬‬ ‫سجلٌلمغرب االستقالل‬ ‫وما بعد االستقالل‪.‬‬ ‫في هذا الكتاب‪ ،‬مادة تاريخية وثقافية‬ ‫وإعالمية وفيرة ومثيرة‪ ،‬مقدَّمة من خالل‬ ‫ذاكرة وقادة وبصيرة نفاذة و رؤية نقدية جريئة‬ ‫وصريحة‪ ،‬هي أهمُّ مناقب وخصال خالد مشبال‪.‬‬ ‫وال أري��د ْ‬ ‫أن أغ��ادر هذا الكتاب‪ ،‬دون التنويه‬ ‫بالجهود األدبية الحفية التي بذلها الكاتبان‬ ‫حسن بيريش وعبد ال���رزاق الصمدي‪ ،‬في‬ ‫تنضيد وصياغة وإخراج حلقات هذه المذكرات‬ ‫للناس‪ ،‬في حلتها الزاهية‪ -‬الراقية‪ .‬وما أحوج‬ ‫األجيال الجديدة‪ ،‬من القرَّاء والكتاب والمثقفين‬ ‫واإلعالميين والسياسيين‪ ،‬إلى قراءة هذا الكتاب‬ ‫واإلنصات إليه‪ .‬فلعل في ذلك‪ ،‬تذكر ًة ألولي‬ ‫األلباب ‪ ..‬خالد مشبال‪ ،‬أيها الرائد – الرافع‪،‬‬ ‫والمفرَدُ والمتعدِّد‪ .‬أيها السامق في تواضعه‪،‬‬ ‫الكبير في شمائله‪.‬‬ ‫تبوَّأ مقعدك في الخالدين ‪ .‬وعلى روحك‬ ‫السالم ‪.‬‬ ‫(يتبع)‬

‫‪ - ‬االستمرار في اعتماد آلية التتبع واليقظة‬ ‫في امتحانات الباكالوريا مستقبال‪.‬‬ ‫ تنظيم ورشة جهوية تجمع حول نفس‬‫الطاولة أعضاء وعضوات خاليا التتبع واليقظة‬ ‫بأقاليم الجهة‪ ،‬وذل��ك بغاية ترصيد تجربة‬ ‫التأمين اإللكتروني الستحقاق الباكالوريا بشقيه‬ ‫الجهوي والوطني‪.‬‬ ‫ تنظيم ورش��ة إقليمية لتقييم عملية‬‫تأمين امتحانات الباكالوريا‪ ،‬يحضرها كل من‬ ‫كان على عالقة مباشرة بهذا االستحقـاق‪،‬‬ ‫ونخص بالذكــر‪ ،‬المديـــر اإلقليمي للتعليم‪،‬‬ ‫رئيس المركز اإلقليمي لالمتحانات وفريق عمله‪،‬‬ ‫فريق خلية التتبع واليقظة‪ ،‬رؤس��اء ورئيسات‬ ‫مراكز االمتحـــان‪ ،‬المالحظــــات والمالحظون‪،‬‬ ‫الدرك الملكي و األمن الوطني ‪.‬‬ ‫‪ - ‬تنظيم المديرية اإلقليمية للتربية‬ ‫الوطنية لقاءات مباشرة مع األط��ر التربوية‬ ‫واإلدارية المكلفة بتأمين امتحانات الباكالوريا‬ ‫بمختلف المؤسسات التعليمية‪ ،‬وذلك الطالعها‬ ‫على خالصات الورشتين الجهوية واإلقليمية‪،‬‬ ‫ودعوتها لالرتقاء بأداء رسالتها بحس وطني‬ ‫ومسؤولية أكثر خالل هذا االستحقاق الوطني‬ ‫حماية لمصداقية شهادة الباكالوريا ‪.‬‬ ‫ تنظيم أيام تحسيسية على مدار السنة‬‫الدراسية بجميع المؤسسات التعليمية‪ ،‬تالمس‬ ‫فقراتها المتنوعة ظاهرة الغش في االمتحانات‪،‬‬ ‫وما يترتب عنها في حينه من قتل لمبدأ تكافؤ‬ ‫الفرص بين التالميذ ‪ .‬يشرك في هذه األيام‬ ‫باإلظافة الى التالميذ‪ ،‬واألطر التربوية واإلدارية‪،‬‬ ‫كل من جمعيات أمهات وآباء التالميذ‪ ،‬وممثلي‬ ‫وممثالت المجلس العلمي المحلي‪ ،‬واللجنة‬ ‫الجهوية لحقوق االنسان‪ ،‬وفعاليات المجتمع‬ ‫المدني‪ ،‬والمصالح األمنية ‪.‬‬ ‫‪ ‬كانت ه��ذه هي أه��م التوصيات التي‬ ‫خلص إليها أعضاء فريـــق خلية التتبع واليقظة‬ ‫بالمديريــة اإلقليمية للتربية الوطنية بوزان‬ ‫وهم يفعلون ميدانيـــا آلية الرصد الجديدة‬ ‫التي اعتمدتهـــا وزارة التربية الوطنية‪ ،‬حماية‬ ‫للحق في تكافؤ الفرص بين جميع الممتحنين‬ ‫والممتحنات‪،‬وضمانالمصداقيةشهادةتعليمية‬ ‫تفتح األب��واب أمام التالميذ لولوج مؤسسات‬ ‫التعليم العالي بالوطن كما بالخارج ‪.‬‬

‫‪ ‬م��ن بين م��ا وق��ف عليه أع��ض��اء خلية‬ ‫اليقظة والتتبع وه��م ي��رص��دون منصات‬ ‫التواصل االجتماعي التي نصب فوقها من‬ ‫انعدم ضميرهم‪/‬هن مدافع التشويش على‬ ‫االستحقاق الوطني‪ ،‬عدم تسجيل أي تسريب‬ ‫لمواد امتحانات الباكالوريا بشقيها الجهوي‬ ‫والوطني قبل التوقيت المحدد لتوزيع أوراق‬ ‫االمتحان على الممتحنين والممتحنات بمختلف‬ ‫مراكز االمتحان على الصعيد الوطني ‪ .‬كما أن‬ ‫المواضيع ذات الصلة بالعلوم الرياضية والعلوم‬ ‫الزراعية لم يسجل أي تداول لها على صفحات‬ ‫مواقع التواصل االجتماعي التي تخصصت في‬ ‫التشويش على سير االمتحانات طيلة مدتها‪،‬‬ ‫عكس المواضيع ذات الصلة بشعـــب اآلداب‬ ‫والعلــوم اإلنسانية‪ ،‬والعلوم التجريبية‪ ،‬والعلوم‬ ‫االقتصادية ! إال أن ما أثار انتباه أعضاء خاليا‬ ‫التتبع واليقظة بمختلف المديريات اإلقليمية‬ ‫للتعليم على امتداد التراب الوطني‪ ،‬وكذا بعض‬ ‫المتبعين للشأن التعليمي‪ ،‬هو شروع صفحات‬ ‫بعض مواقع التواصل االجتماعي في تداول‬ ‫مواضيع االمتحانات دقائق معدودة بعد توزيعها‬ ‫على الممتحنين والممتحنات ‪ .‬وشدد كل من‬ ‫التقت بهم‪/‬هن الجريدة بأن الحجرات الدراسية‬ ‫حيث كانت تجري االمتحانات ظلت هي المصدر‬ ‫الوحيد للتسريبات التي غدت منصات مواقع‬ ‫التشويش !‬ ‫‪ ‬يذكر بأن وزارة التربية الوطنية التي‬ ‫تعتمد أقصى درجات اليقظة والتتبع في مختلف‬ ‫المحطات الخاصة بامتحانات الباكالوريا‪ ،‬وأمام‬ ‫الثورة التي يعرفها عالم االتصال والتواصل الذي‬ ‫يستثمره البعض في تنويع أشكال الغش‪ ،‬كانت‬ ‫قد أصدرت بتاريخ ‪ 27‬ماي ‪ 2016‬مذكرة وزارية‬ ‫عدد ‪ ،420 / 16‬تتعلق بتعزيز نسيج تأمين‬ ‫امتحانات الباكالوريا بآلية جديدة « خلية اليقظة‬ ‫والتتبع»‪ ،‬عهد فيها لفرق عمل إقليمية وجهوية‬ ‫ووطنية السهر بجانب اآلليات األخرى على إحاطة‬ ‫مبدأ تكافؤ الفرص بين الممتحنين والممتحنات‬ ‫في استحقــاق الباكالوريــا بكل الضمانات‬ ‫الضرورية ‪.‬‬

‫جمعية المدينة للتنمية والثقافة بطنجة‬

‫بالغ صحفي‬

‫تمهيدا النطالق الدورة الخامسة‬ ‫للمهرجان الوطني للشعر والزجل‬ ‫بطنجة‪ ،‬تحت شعار‪« :‬الشعر المغربي‬ ‫المعاصر وإشكال التجنيس‪ ،‬المنظم‬ ‫أي��ام ‪ 8.7.6‬أكتوبر ‪ 2017‬بمختلف‬ ‫المعالم الثقافية والتاريخية والسياحية‬ ‫بعاصمة البوغاز‪ ،‬وسيرا على النهج‬ ‫الذي خطته الجمعية منذ البداية‪ ،‬ودعما‬ ‫لألقالم اإلبداعية في صناعة الكلمة‬ ‫ونظم القصائد‪ ،‬تعلن «جمعية المدينة‬ ‫للتنمية والثقافة» أنها شرعت في تلقي‬ ‫المشاركات في مسابقتها السنوية‬ ‫«جائزة طنجة للشعراء الشباب المغاربة»‬ ‫الذين يكتبون الشعر في الفروع التالية‪:‬‬ ‫الشعر العربي‪ ،‬ال��زج��ل‪ ،‬الشعر‬ ‫األمازيغي‪ ،‬والشعر الحساني‪ ،‬لذلك فعلى الراغبين في المشاركة يجب أن تتراوح أعمارهم بين‬ ‫‪ 18‬و ‪ 30‬سنة‪ ،‬وينبغي أن تكون المشاركات من إبداعهم الخاص ومحصورة في قصيدتين‬ ‫على شكل وثيقة (بي دي اف)‪ ،‬مرفقة بصورة لبطاقة التعريف الوطنية‪ ،‬وترسل عبر البريد‬ ‫اإللكتروني التالي‪ avdc.maroc@gmail.com :‬وسيتلقى الفائزون بالجائزة في األصناف‬ ‫األربعة المذكور‪ ،‬والذين ستحددهم لجنة التحكيم‪.‬‬ ‫وسيحصل الفائزون األوائل على درع المهرجان وشهادة المشاركة وهدايا متنوعة‪..‬‬ ‫وسيكون أجل تلقي المشاركات ما بين‪ 12 :‬و ‪ 22‬سبتمبر ‪ ،2017‬وسوف يتم اإلعالن عن‬ ‫الفائزين يوم الخميس ‪ 28‬من الشهر نفسه إبتداء من الساعة الخامسة مساء بيت الصحافة‬ ‫بطنجة خالل الندوة الصحفية لتقديم برنامج المهرجان وتضع الجمعية رهن إشارة الراغبين‬ ‫في المسابقة عبر الرقم الهاتفي ‪ 0662767228‬ألي استفسار أو طلب توضيح ‪.‬‬ ‫عن المهرجان‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 25‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪907‬‬

‫أمهات وآباء تالميذ إعدادية ونانة بوزان‬ ‫يطالبون بتجويد العرض التعليمي‬

‫تدبير قطاع الصحة بوزان خارج‬ ‫انشغاالت الوزير الوردي!‬

‫وزان‪ :‬مراسلة خاصة‬

‫نجحت المديرية اإلقليمية للتربية‬ ‫الوطنية بوزان في شخص رئيسها وفريق‬ ‫عمله المتتبعين للعمليات المصاحبة‬ ‫للدخول المدرسي ‪ ،‬في تعطيل فتيل التوتر‬ ‫الذي عرفته إعدادية ونانة التي يتطلب‬ ‫قرار ترحيل التالميذ إليها قبل حوالي ثالث‬ ‫سنوات ‪ ،‬في غياب عدم توفرها على الحد‬ ‫األدنى من شروط إنجاز العملية التعليمية‬ ‫‪ /‬التعلمية ‪ ( ،‬يتطلب) السير على أكثر من‬ ‫مسارالتقصيللوقوفعلىالخلفيةالحقيقية‬ ‫التي انتصبت وراء التدبير العشوائي أنذاك‬ ‫للشأن التعليمي في هذه القضية بالذات ‪.‬‬ ‫‪ ‬مصادر متعددة من عين المكان أفادت‬ ‫الجريدة بأن العشرات من سكان دواري‬ ‫لميار وبركيز حجوا يوم الخميس ‪ 14‬شتنبر‬ ‫إلى مركز الجماعة الترابية ونانة حيث توجد‬ ‫الثانوية اإلعدادية التي يتابع فيها أبناءهم‬ ‫تعليمهم ‪ ،‬وذلك بغاية التعبير عن قلقهم‬ ‫المشروع من بعض الثقوب التي تخترق‬ ‫جسد المؤسسة التعليمية‪ ،‬وللمطالبة‬ ‫بإغالق هذه الثقوب حتى تأتي نتائج نهاية‬ ‫الموسم الدراسي منسجمة ومتناغمة مع‬ ‫الجهود المبدولة من طرف التالميذ واألطر‬ ‫التربوية واإلدارية الساهرين رغم صعوبة‬ ‫الظروف بعين المكان على إنجاح العملية‬ ‫التربوية ‪.‬‬ ‫‪ ‬دف��ت��ر مطالب األم��ه��ات واآلب���اء‬ ‫المحتجون بشكل حضاري لخصه للجريدة‬ ‫مصدر موثوق‪ ،‬في المطالبة بحق أبنائهم‬ ‫في االستفادة من الدعــم االجتماعي الذي‬

‫تقدمه الدولة لمحاربة الهدر المدرسي ‪،‬‬ ‫ولتقعيد مبدأ تكافؤ الفرص بين تالميذ‬ ‫المملكة ‪ .‬ونظرا ألن الدوارين يوجدان على‬ ‫مسافة طويلة من المؤسسة التعليمية‪ ،‬فقد‬ ‫انصب النقاش مع المدير اإلقليمي الذي حل‬ ‫بعين المكان‪ ،‬على المطالبة بتوسيع عرض‬ ‫في النقل المدرسي ليستوعب كافة تالميذ‬ ‫الدوارين ‪ ،‬كما تم التركيز على حق أبنائهم‬ ‫االستفادة من التغذية نظرا لتموقعهم‪/‬هن‬ ‫جميعا ضمن دائرة الهشاشة االجتماعية ‪.‬‬ ‫‪ ‬وألن المطلبين ال ت��ج��ادل في‬ ‫مشروعيتهما الحقوقية أي جهة ‪ ،‬مثلما أن‬ ‫الحلول تتطلب استدعاء جملة من اإلجراءات‬ ‫اإلدارية تتفق على تنزيلها أكثر من جهة‬ ‫رسمية ‪ ،‬فقد انتهت جولة الحوار كما أفاد‬

‫الجريدة مصدر مقرب ‪ ،‬باالتفاق على التغلب‬ ‫على كل الصعاب لضمان تجويد الحق في‬ ‫التعليم ‪.‬‬ ‫‪ ‬يذكر بأن اإلعدادية المذكورة كانت‬ ‫قد فتحت أبوابها في وجه التالميذ قبل‬ ‫حوالي ثالث سنوات ‪ ،‬من دون أن يكون‬ ‫أي مرفق من مرافقها جاهزا الستقبالهم ‪.‬‬ ‫فقد أكد شهود عيان بأن الدروس قدمت‬ ‫لشهور في حجرات من دون نوافذ وأبواب‪،‬‬ ‫وفي غياب تام للمرافق الصحية واإلنارة‪....‬‬ ‫وهي األعطاب التي سيتم التغلب على‬ ‫البعض منها بمناسبة الموسم الدراسي‬ ‫الماضي ‪ .‬لكن يسجل بأن ورش بناء القسم‬ ‫الداخلي وإعداد المالعب الرياضية لم تطو‬ ‫بعد صفحاتهما ‪ .‬‬

‫انطالق الدخول المدرسي برسم الموسم‬ ‫الدراسي ‪ 2018 - 2017‬بإقليم شفشاون‬

‫بمناسبة حلول الموسم الدراسي‬ ‫‪ ،2017/2018‬أشرف عامل اقليم شفشاون‬ ‫اسماعيل ابو الحقوق صباح يوم الجمعة‬ ‫‪ 8‬شتنبر ‪ 2017‬بمدرسة الحسن أبي‬ ‫جمعة بشفشاون‪ ،‬وبمجموعة م��دارس‬ ‫ابن خلدون بالجماعة القروية لغدير على‬ ‫إعطاء االنطالقة للموسم الداسي الجاري‪،‬‬ ‫حيث قام والوفد المرافق له‪ ،‬بزيارة بعض‬ ‫األقسام الدراسية‪ ،‬و كانت هذه الزيارة‬ ‫مناسبة تم خاللها توزيع العديد من األدوات‬ ‫المدرسية في إطار المبادرة الملكية لتوزيع‬ ‫مليون محفظة على الفقراء والمعوزين من‬ ‫أبناء هذا اإلقليم‪ ،‬وذلك لتشجيع التالميذ‬ ‫على التمدرس‪ ،‬في أفق القضاء على الهدر‬ ‫المدرسي الذي يشكل عائقا كبيرا بالنسبة‬ ‫للتمدرس بهذا اإلقليم وخاصة بالعالم‬ ‫القروي‪ ،‬ويقوض من فرص نجاح منظومة‬ ‫إصالح التعليم في منظوره الشمولي‪..‬‬

‫وتهدف المبادرة الملكة لتوزيع مليون‬ ‫محفظة بهذا اإلقليم والتي أشرف عليها‬ ‫عامل األقليم‪ ،‬بحضور المنتخبين‪ ،‬ورجال‬ ‫السلطات المحلية المدنية والعسكرية‪،‬‬ ‫والمدير اإلقليمي لوزارة التربية الوطنية‬ ‫والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث‬ ‫العلمي‪ ،‬وعدد من رؤساء المصالح الخارجية‬

‫ْ�س مْ ُ‬ ‫ا�ض َي ًة َم ْر ِ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ال ْط َم ِئ َن ُّة ْارجِ عِي �إِ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫�ض ّ َي ًة‬ ‫} َيا �أَ ّ َيت َُها ال ّ َنف ُ‬ ‫َف ْاد ُخلِي يِف عِ َبادِ ي َو ْاد ُخلِي َج َّنتِي {‬ ‫(�صدق اهلل العظيم)‬ ‫عن عمر يناهـز ‪ 57‬سنـة لبـت نداء‬ ‫ربها المشمولة بعفو هّ‬ ‫الل ورضاه‪ ،‬المرحومة‬

‫خديجة السكوري‬

‫حرم السيد الحاج عبد اإلاله السباب‬

‫وذلك يوم السبت ‪ 18‬ذو الحجة ‪1438‬‬ ‫موافق ‪ 9‬شتنبر ‪ ،2017‬بعد مرض عضال لم‬ ‫ينفع معه عالج‪ ،‬وشيع جثمانها الطاهر في‬ ‫موكب جنائزي مهيب حضره األهل والمعارف‬ ‫ودفن بعد صالة الظهر بمقبرة السواني‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلـل نتقــدم بأحر التعــازي إلى زوج المرحومــة السيد‬ ‫عبد اإلاله السباب وابنيهما المهدي وهيبة وإلى والديها وأخواتها‪ ،‬وكذا إلى‬ ‫سائر أفراد عائلتي السباب والسكوري‪.‬‬ ‫راجين لهم الصبر والسلوان‪ ،‬وللفقيدة عظيم األجر والغفران‪ ،‬تغمدها‬ ‫اهلل بواسع رحمته‪ ،‬وأسكنها فسيح جنانه‪ ،‬مع النبيئين والصديقين والشهداء‬ ‫والصالحين وحسن أوالئك رفيقا‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫وفعاليات المجتمع المدني‪ ،‬إلى بث روح‬ ‫التضامن من خالل توفير الدعم االجتماعي‬ ‫للتلميذات و التالميذ‪ ،‬و بالتالي تمكينهم‬ ‫من الظروف المالئمة لمتابعة دراستهم‪،‬‬ ‫وذلك من خالل توفير ما يحتاجونه من‬ ‫مقررات ولوازم مدرسية‪..‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫‪ ‬لم يقبض بعد ال��رأي العام الوزاني‬ ‫الذي يتابع بحسرة وألم عميقين ما يعتري‬ ‫جسد قطاع الصحة باإلقليم من اختالالت‬ ‫بنيوية عميقة‪ ( ،‬لم يقبض) على الخيوط‬ ‫التي قد تقوده إلى تحديد حزمة األسباب‬ ‫الحقيقية التي جعلت وزير الصحة يحجم‬ ‫عن التفاعل الفعلي والميداني مع المعاناة‬ ‫الحقيقية التي تتناقلها بالصوت والصورة‬ ‫منصات مواقع التواصل االجتماعى التي‬ ‫تعنى بقضايا دار الضمانة‪ ،‬والعديد من‬ ‫المنابر اإلعالمية الورقية واإللكترونيــة‪،‬‬ ‫فيبادر إل��ى النزول بنفسه‪ ،‬وبكل ثقله‬ ‫للتقصي في الشروط الذاتية والموضوعية‬ ‫التي تنتصب خلف التدني الفظيع المسجل‬ ‫في الخدمات الصحية والطبية التي يقدمها‬ ‫هذا المرفق االجتماعي بامتياز‪ ،‬لحوالي ‪400‬‬ ‫ألف نسمة ‪.‬‬ ‫‪ ‬زخات األخبار التي تنزل على أهل دار‬ ‫الضمانة الكبرى التي مصدرها المستشفى‬ ‫اإلقليمي أبو القاسم ال��زه��راوي‪ ،‬وتزلزل‬ ‫األرض تحت أقدامهم‪ ،‬تشير جميعها بأن‬ ‫المستشفى الذي كان قد تعزز نهاية سنة‬ ‫‪ 2012‬بثلة من األطباء في اختصاصات ظل‬ ‫المستشفى يعاني من نقصها لعقود‪ ،‬ضربه‬ ‫نزيف هجرة هؤالء األطباء الذين وجدوا‬ ‫أنفسهم يشتغلون في بناية تعاني من‬ ‫عجز مهول في وسائل العمل والتجهيزات‬ ‫واآلليات الضرورية لكل عمل صحي وطبي‬ ‫موجه إلنقاذ حياة البشر ‪.‬‬ ‫النزيف في الموارد البشرية المشار إليه‪،‬‬ ‫والخصاص الكبير في اآلليات والتجهيزات‪،‬‬ ‫وضيق البناية ال��م��وروث��ة ع��ن الحقبة‬ ‫االستعمارية‪ ،‬وتعطيل البعض للقانون في‬ ‫عالج المرضى‪ ،‬وافتقاد البعض اآلخر لفن‬ ‫التواصل مع مختلف المرتفقين والمرتفقات‪،‬‬

‫وتحويل المرضى إلى مستشفيات الجهة‬ ‫( شفشاون‪ ،‬تطوان‪ ،‬طنجة ) كلها مؤشرات‬ ‫وعالمات تفيد بأن قطاع الصحة بوزان يوجد‬ ‫فوق كف عفريت‪ ،‬وأن مربع يأس وغضب‬ ‫الساكنة الذي تتمدد مساحته بشكر كبير‪،‬‬ ‫ونفاذ خزان صبرها ‪ ....‬إشارات لمن يحرص‬ ‫فعال على استقرار الوطن بأن انفجار لغم‬ ‫الغضب قضية وقت‪.‬‬

‫‪ ‬فهل سيدخل وزير الصحة على الخط‪،‬‬ ‫ويغوص بين ثنايا المقاربة الغريبة النشأة‬ ‫واإلخ���راج التي تم اعتمدتها المديرية‬ ‫اإلقليمية في تدبير القطاع ؟ وهل من‬ ‫مبادرة تواصلية جديدة يطلقها عامل دار‬ ‫الضمانة بتعاون مع المؤسسات المنتخبة‪،‬‬ ‫تسمح للفعاليات المدنية والسياسية‬ ‫باإلقليم استثمار ذكائها الجماعي للترافع‬ ‫ع��ن الصحة كحق م��ن حقوق اإلنسان‬ ‫األساسية‪ ،‬التي على الدولة والمؤسسات‬ ‫العمومية والجماعات الترابية تيسير ولوج‬ ‫الموطنين والمواطنات له ؟ ( سبق تنظيم‬ ‫لقاء موسع مطلع سنة ‪ ) 2013‬؟ وهل من‬ ‫تسريع لوتيرة تنزيل مشروع بناء مستشفى‬ ‫إقليمي بالمواصفات والمعايير المعمول بها‬ ‫في مثل هذه المنشآت الصحية ؟‬

‫محمد حمضي‬

‫أحمد كمص‬ ‫يلبي نداء ربه‬

‫حميد بابور في ذمة اهلل‬ ‫بعيون دامعـــة‪ ،‬وقلــوب خاشعة‪،‬‬ ‫وفي موكب مهيــب‪ ،‬ودعت الشغيلة‬ ‫التعليمية بوزان واحــد من أبنائها‬ ‫البررة الذين يركبوا كل المخاطر خدمة‬ ‫ألبناء ألطفال العالم القروي الذين‬ ‫يلجون أبـــواب المدرسة العمومية‪،‬‬ ‫إنه أخانا العزيز حميد البابور مدير‬ ‫مجموعة مدارس المصامدة ‪.‬‬ ‫‪ ‬وأمام هذا المصاب الجلل وبعد‬ ‫الوقوف خشوعا وإجــالال أمــام الروح‬ ‫الطاهــرة للفقيد‪ ،‬يتقـــدم كل مــن‬ ‫محمد حمضي عضو اللجنة الجهوية‬ ‫لحقـوق اإلنســان بالشمــال‪ ،‬ورئيس الفرع اإلقليمي لجمعية مديري‬ ‫ومديرات التعليم االبتدائي‪ ،‬بتعازيهم الحارة ومواساتهم القلبية إلى‬ ‫رفيقة درب الفقيد األستاذة زهور بنعمار‪ ،‬وابنتيه‪ ،‬وذويه‪ ،‬راجين للجميع‬ ‫الصبر والسلوان وللفقيد المغفرة والرضوان‪ ،‬وأن يمطره الذي جل‬ ‫جالله بشآبيب الرحمة والمغفرة ويسكنه فسيح جنانه بجانب الشهداء‬ ‫والصديقين ‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫انتق��ل الى عف��و اهلل بمدينة‬ ‫وزان ي��وم الثالث��اء ‪ 12‬ش��تنبر‪،‬‬ ‫المشمول برحمته أحمد كمص ‪.‬‬ ‫‪ ‬وأم��ام هذا المص��اب الجلل‬ ‫يتق��دم أه��ل الفقي��د وأحباب��ه‬ ‫ومــعارف��ه بتعــازيه��م الح��ارة‬ ‫ومواس��اتهم القلبي��ة لزوجت��ه‬ ‫فاطم��ة الورزي وألبنائ��ه‪ ،‬رحمة‪،‬‬ ‫مصطف��ى‪ ،‬ثوري��ة‪ ،‬عبدالعزي��ز‪،‬‬ ‫حسن‪ ،‬عبد المالك‪ ،‬سعيد‪ ،‬جواد‪،‬‬ ‫ف��دوى‪ ،‬طارق‪ ،‬راجي��ن من العلي‬ ‫القدي��ر بأن يله��م جميعا الصبر‬ ‫والسلوان‪ ،‬ويتغمد الفقيد بواسع‬ ‫رحمته ويسكنه فسيح جنانه‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬


‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 25‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪907‬‬

‫ن�ساء من زمن الأ�سطورة‬

‫�إعداد ‪ :‬مو�سى املودن‬

‫ملخص المقال‪:‬‬

‫إن قوة التاريخ المغربي ومتانة حضارته وسمو شعبه والتحام أبنائه‪ ،‬جعل منه منارة إشعاع حظيت بالكثير من االحترام والتقدير وكذا الهيبة‬ ‫على مختلف العصور‪ .‬وبما أن المغاربة كيان واحد بنا تاريخه على مبدأ التشارك والمساوة‪ .‬فإن إشراكهم للمرأة في بناء كيان الدول وكيان الحكم بها‬ ‫لم يكن محل صدفة أو عبور عادي‪ ،‬بل جاء نتيجة النظرة الرزينة التي كانت تحظى بها المرأة في أعين مجتمعها‪ .‬وما مشاركتها في الحياة السياسية‬ ‫واالجتماعية عبر مختلف العصور إال أكبر دليل على هذا الدور المتميز‪.‬‬ ‫الكلمات المفتاح‪ :‬المرأة المغربية‪ ،‬األميرة شمسة‪ ،‬المغرب القديم‪ ،‬الفتح اإلسالمي‪.‬‬

‫تقديم‪:‬‬

‫كثيرة هي األعالم التي بعثت في تاريخ المغرب أثرا وزخما كبيرا‪ ،‬حتى كاد أثرها البهي يطغى فيصبح في عداد التسطير األسطوري ال الدفق‬ ‫اإلنساني‪ ،‬وأعالم شمال المغرب سواء من النساء أو الرجال أو حتى الشباب‪ ،‬ما هم إال سني أثر برز فتألق فأعطى‪.‬‬ ‫وإنه وإن كثرت األقالم التي سطرت عن هذا العبق الملموس‪ ،‬فإن الكثير من األقالم خجلت عن تسطير سنا أثر بعض الشخصيات التي فضلت‬ ‫االنزواء ما بين السطور على التواصل بين األنام‪ ،‬ونحن في هذا المقال المقتضب‪ ،‬سنحاول تسليط الضوء على إحدى هذه الشخصيات التاريخية‬ ‫المغربية التي دار حولها زخم من الحديث الجانبي‪ ،‬الذي ضمنها البعض ضمن مجال األسطورة المنقولة بين الشفاه‪ ،‬والبعض اآلخر الذي ظن بأنها‬ ‫مجرد عبق من حضارة الوثن‪ ،‬رفضت التخلص من عباءة الماضي‪ ،‬فزاحمت أحياء الحاضر‪.‬‬ ‫إننا هنا نشير إلى شخصية األميرة العوراء‪ ،‬أو األميرة شمسة حاكمة تطاون األسطورية‪ ،‬وما دار حولها من دففقات أسطورية‪ ،‬سنحاول دفع‬ ‫شخصيتها من عالم األسطورة المدفونة‪ ،‬إلى ساحة المناقشة الواضحة‪ .‬لنبني لها بذلك صرحا سرمديا‪ ،‬ربما يكون في األغلب أسطوريا‪.‬‬

‫ المرأة المغربية نموذج متميز على مر التاريخ‪.‬‬‫لقد اكتسبت المرأة المغربية على مر التاريخ دورا مهما‬ ‫في الحياة العامة والخاصة في البالد‪ ،‬فقد كانت مسؤولة على‬ ‫الكثير من المهام‪ ،‬بداية من المنزل وانتهاء بأعمال الحقول‬ ‫والتسويق التجاري للسلع باألسواق‪ .‬فكانت بذلك امرأة‬ ‫مكتملة الوظائف‪ ،‬حتى أنها كانت تطغى وظائفها لتزاحم‬ ‫وظائف الرجال‪.‬‬ ‫فها هي لالعذراء بنت مسجدا بتازة‪ ،‬وربت ابنها‬ ‫ابن بطوطة على روح االستكشاف واإلقبال على االطالع‬ ‫واالستزادة من المعرفة بالحياة وبأحوال أهل البالد النائية‬ ‫حتى دخل التاريخ كرحالة كان له شأن كبير في السفر‬ ‫والتجوال[‪.]1‬‬ ‫كما أن المرأة المغربية اكتسبت تجربة كبيرة في‬ ‫التربية والتعليم والتوجيه‪ ،‬فإنها أيضا كان لها دور مهم‬ ‫في المساهمة في النهوض بالشأن الديني وبشكل‬ ‫متميز‪ ،‬فها هي فاطمة الفهرية قد أسست جامع القرويين‪،‬‬ ‫المعلمة الثقافية الكبرى‪ ،‬ومفخرة مدينة فاس التي يعود لها‬ ‫الفضل في إصباغ لقب العاصمة الثقافية للمغرب على هذه‬ ‫الحضارة العريقة‪ ،‬في حين شيدت شقيقتها مرح الفهرية‬ ‫جامع األندلس في منطقة غير بعيدة عن الجامع السالف‬ ‫الذكر[‪ .]2‬أما في العهد الموحدي فقد كان للمرأة وإبداعها‬ ‫حضور ثقيل ومتميز جدا‪ ،‬حيث كانت تميمية بنت يوسف بن‬ ‫تاشفين وأم الهنا بنت القاضي‪ ،‬وحفصة بنت الحاج وغيرها‬ ‫من ربات العقول وذوات القرائح الفياضة إبداعا وفقها وعلما‬ ‫ومن الشاعرات النابغات في عصور كانت فيها المرأة المغربية‬ ‫تعاني من التخلف وضيق األفق الفكري [‪.]3‬‬ ‫وقد كان الحضور المتميز للمرأة في الحقول األدبية‬ ‫والعلمية والمجتمعاتية رهين بالوضع السياسي واالجتماعي‪.‬‬ ‫وبمدى قوة الحركة األدبية والعلمية بداخله‪ ،‬حيث عرفت‬ ‫بعض العصور نشاطا مهما وباهرا للمرأة المغربية‪ ،‬وعرفت‬ ‫أخرى غيابا شبه تام‪ .‬ويعزى األمر إلى األوضاع السياسية‬ ‫بالمغرب‪ ،‬والتي كانت دائما في تقلب واضطراب مستمرين‪.‬‬ ‫ تجربة الحكم لدى المرأة المغربية‪.‬‬‫إن الحضور المتميز للمرأة المغربية في كل مناحي‬ ‫الحياة االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬جعلها تتبوأ مناصب سيادية‬ ‫مهمة في الحياة السياسية في المغرب‪ ،‬وتعتبر ظاهرة‬ ‫تقديس المرأة من أهم تجليات هذا األثر‪ ،‬فها هي أخت‬ ‫حاميم المتنبي دابو الغمارية تقود مجتمعها بمعية أخيها‪،‬‬ ‫وكانت كاهنة من أجمل الناس وكانوا يستغيثون بها في‬ ‫كل حرب وضيق ويزعمون أنهم يجدون عليها نفعا [‪ ]4‬وما‬ ‫هذه الحظوة المتميزة داخل مجتمعها إال دليل واضح على‬ ‫قوة تأثير المرأة فيه‪ ،‬ومكانتها به‪ .‬حتى أن هذه الشخصية‬ ‫اكتسبت صبغة أسطورية في التأريخ لها‪ ،‬فقد كانت القبائل‬ ‫الغمارية تقدس هذه األخيرة وتعتبرها بمثابة اإلله الذي‬ ‫يرجع له في أي ضيق وأي كرب‪.‬‬ ‫إن مكانة المرأة المغربية كصانعة للقرار من جهة‪،‬‬ ‫وكمسيرة للحياة السياسية من جهة أخرى ال تتغير‪ ،‬سواء‬ ‫بشكل مباشر أو غير مباشر‪ .‬فها هي المرأة الوطاسية‪ ،‬وفي‬ ‫شخصية السيدة الحرة التي حكمت تطوان ونواحيها لمدة‬ ‫ال تقل عن ثالثين عاما تميزت فيها بقوة الشخصية‪ ،‬وطول‬ ‫الباع في عالم السياسة وتدبير الشأن العام[‪ .]5‬حتى سمتها‬ ‫المصادر الغربية في كثير من وثائقها القديمة ب«باربروسة‬ ‫التطوانية»‪ ،‬وغيرها من األسماء البطولية التي تشهد على‬ ‫مكانة المرأة المغربية وقوة حضورها في الحكم المباشر‬ ‫للبالد‪.‬‬ ‫أما فيما يخص الحكم الغير مباشر‪ ،‬واالستشارة‬ ‫السياسية‪ ،‬فقد كان شائعا في الكثير من مناحي حكم الدول‬ ‫المتعاقبة على حكم المغرب‪ .‬حيث توالت أدوار المرأة المغربية‬ ‫وتعمق حضورها في عهد العلويين الذين لم يبخلوا أبدا على‬ ‫المرأة بالتقدير والتشجيع‪ ،‬وإفساح كل مجاالت المشاركة‬ ‫لها‪ .‬وتجسدت تلك الدورا في عائشة المباركة الزوجة الثانية‬ ‫للمولى إسماعيل‪ ،‬ولال الضاوية ولالفاطمة‪ ،‬زوجتي السلطان‬ ‫محمد بن عبد اهلل[‪ .]6‬وغيرهن الكثير الكثير‪.‬‬ ‫ شمسة أميرة قرية سمسة ونواحيها‪.‬‬‫ارتبط ذكر هذه األميرة بذكر قرية شمسة ونواحيها‪،‬‬ ‫فحسب ما تركته المصادر التاريخية‪ ،‬أن هذه األميرة كانت‬ ‫تحكم قرية تطوان ونواحيها‪ ،‬انطالقا من قاعدة حكمها في‬ ‫قرية شمسة‪ ،‬هذه القرية التي سميت على اسمها‪ .‬فقد ذكر‬ ‫الحسن الوزان في سياق حديثه عن تاريخ تطوان والمنطقة‪،‬‬ ‫على أن القوطيين أيام واليتهم على هذه النواحي‪ ،‬ولوا امرأة‬ ‫كانت تسمى شمسة إمارة هذه المدينة[‪ .]7‬إذن‪ ،‬يقترن‬

‫وجود هذه الشخصية بالحكم القوطي للشمال المغربي‪،‬‬ ‫كما يقترن اسمها بحكمها للنواحي المحيطة بسبتة‪ ،‬وهذه‬ ‫النواحي التي كانت تعرف آن ذاك بمملكة غمارة‪ ،‬وكان‬ ‫الكونت يليان الغماري من أبرز حكامها‪ ،‬حيث كان أميرا‬ ‫لهذه القبائل حسب تعبير ابن خلدون وغيره من المؤرخين‪،‬‬ ‫وبالضبط يكون سياق ظهورها في منتصف القرن األول‬ ‫الهجري‪ ،‬السابع الميالدي‪.‬‬ ‫إن التأكيد على وجود هذه الشخصية أمر صعب‪،‬‬ ‫وخصوصا إذا اقترن األمر بقلة المصادر التاريخية ونذرتها‪،‬‬ ‫حيث أننا نجد أن أقدم من تحدث عن هذه الشخصية هو‬ ‫ليون اإلفريقي‪ ،‬صاحب كتاب وصف إفريقيا‪ ،‬والبد أنه نقل‬ ‫هذه المعلومة من التراث الشفهي للمجتمع المغربي في تلك‬ ‫الفترة‪ ،‬وأنه من خالل هذا النقل‪ ،‬يمكن أن تكون مالمح وجود‬ ‫هذه الشخصية أمرا غير مستبعد‪ ،‬وخصوصا إذا اقترن األمر‬ ‫بأماكن نفوذ القوط‪ ،‬حيث كانت المراكز الساحلية القريبة‬ ‫المشرفة على المضيق‪ ،‬محط أطماع القوط الموجودين‬ ‫بإسبانيا‪ ،‬الذين لم يترددوا في مد نفوذهم إلى هذه الجهة‬ ‫كلما سنحت لهم الفرصة[‪.]8‬‬ ‫وقد اقترن وجود هذه األميرة كما قلنا بسيطرة القوط‬ ‫على المراكز البحرية وتوسعهم في الناحية الغمارية‪ ،‬فكانت‬ ‫تولية هذه األميرة على القبائل والمدن المسيطرة عليها‬ ‫أمرأ ضروريا لحفظ الوالء وضمان االستمرار‪ ،‬وخصوصا‬ ‫إذا كان األمر مقترنا بشخصية أمازيغية ذات نفوذ واعتبار‬ ‫كبير داخل مجتمعها‪ ،‬وعلى األرجح أن أصل هذه الشخصية‬ ‫يرجع إلى بلدتها التي أخذت نفس اسمها‪ ،‬كما أن قوة‬ ‫نفوذها وسطوتها تدالن على المكانة المتميزة التي كانت‬ ‫تحظى بها في مجتمعها‪ ،‬وخصوصا إذا اقترن وجودها بهذه‬ ‫الناحية بجباية الضرائب واستتباب األمن‪ .‬وبالتالي فإن إيراد‬ ‫هذه الشخصية ضمن سياق التراث المجتمعاتي زاد من‬ ‫عالمات االستفهام حول الدور المحوري لهذه الشخصية‪،‬‬ ‫وقوة حضورها في الساحة السياسة‪ ،‬ومكانتها التي كانت‬ ‫تتبوئها في تلك المرحلة‪ ،‬وعن وظيفتها الحقيقية وموقفها‬ ‫من الفتوحات اإلسالمية وغيرها من األحداث السياسية التي‬ ‫واكبت حكمها للناحية‪.‬‬ ‫إن الكثير من الحيثيات التاريخية المحيطة بهذه‬ ‫الشخصية ضائع ومبهم‪ ،‬والكثير اآلخر يشبه األسطورة‪،‬‬ ‫وال غرابة أن يكون قدوم اإلسالم إلى هذه الناحية وإسالم‬ ‫أهله قد غيب الكثير من مظاهر الثقافة الوثنية التي كانت‬ ‫قائمة هنا قبل مجيئه‪ .‬بل وأفنى الكثير من آثاره وجعلها من‬ ‫الطابوهات المسكوت عنها‪ .‬وخصوصا أن األميرة وسياق‬ ‫وجودها ارتبط بالفترة الوثنية من تاريخ المنطقة والمغرب‪.‬‬ ‫وال شك أن قيام هذه األميرة بجباية الضرائب من‬ ‫النواحي جعلها تكتسي سمعة سيئة‪ ،‬وخصوصا أنها كانت‬ ‫تأتي لمدينة تطوان كل يوم‪ ،‬أو كل أسبوع‪ ،‬لقبض الضرائب‬ ‫التي كانت لها عليها[‪ .]9‬وبالتالي فإن المجتمع الغماري‬ ‫في تلك الفترة وبفعل األزمات التي كان يمر بها المغرب‬ ‫قد رسم صورة قاتمة عن هذه األميرة‪ ،‬وخاصة أن الروايات‬ ‫ذكرت أن هذه الشخصية كانت عوراء[‪ .]10‬وعلى األرجح أن‬ ‫تسمية هذه الشخصية بشمسة له عالقة وطيدة بالمظاهر‬ ‫الوثنية التي كانت تدين بها تلك المنطقة‪ ،‬فأهل مدينة‬ ‫تمودة(الفينيقيون) الذين كانوا يقدسون المظاهر الطبيعية‬ ‫في تلك الفترة‪ ،‬ويجعلون الشمس جزء مهما من عبادتهم‪.‬‬ ‫فهل كانت هذه الشخصية مقدسة تقديس آلهة هؤالء؟‬ ‫إن اإلجابة عن هذه التساؤالت أمر صعب ومستحيل‪ ،‬ألن‬ ‫ما حفظه التاريخ عن قرية شمسة وتاريخها العريق ال يفي‬ ‫بالغرض أبدا‪ ،‬وأن غياب دراسات عميقة لمثل هذه الظواهر‬ ‫شبه غائب‪ ،‬وحتى التناول التاريخي لمثل هذه الشخصيات‬ ‫نادر جدا‪ ،‬وهذا ما يجعل من حل لغز األميرة العوراء أمر شبه‬ ‫مستحيل‪.‬‬ ‫إال أنه ال يبعدنا من كون هؤالء الناس كانوا يقدسون‬ ‫الشخصيات النسوية ذات القدرات الخارقة‪ ،‬فها هي أخت‬ ‫حاميم المتنبي تحظى بالتقديس والتأليه عند مجتمعها‪،‬‬ ‫فتجدهم يستغيثون بها في الحروب والقحوط وفي معاركهم‬ ‫ضد الوافد األندلسي الذي رأى في دعوة حاميم إجهازا خطيرا‬ ‫على دعوة اإلسالم وترسخ جذورها هناك‪.‬‬ ‫إن مثل هذه الوقائع التي كانت تحدث بالقرب من هذه‬ ‫المنطقة تشير إلى المرجعية الدينية لهؤالء الساكنة‪ ،‬وخاصة‬ ‫إذا اقترن األمر بتقديس بعض مظاهر الطبيعة‪ ،‬كتقديس‬ ‫الغابات والحامات واألشجار وكذا األماكن والشخصيات‪.‬‬ ‫إن نزوع ساكنة شمسة وضواحيها إلى تقديس مثل هذه‬ ‫الظواهر ترجع بنا القهقرة إلى عهود مضت‪ ،‬كانت الديانة‬ ‫الوثنية هي القائمة بين ظهران هذه الجبال‪ ،‬كما تؤكد لدينا‬

‫فرضية عبادة أهل هذه المنطقة لشخصيات معينة‪ .‬وربما‬ ‫كانت حكاية األميرة العوراء جزء من الثقافة الوثنية التي‬ ‫بقيت مترسخة في الذاكرة اإلنسانية‪ ،‬فهل يا ترى كانت هذه‬ ‫األميرة إالها يتقرب إليه بالعبادة‪ ،‬كما كان الفنيقيون يفعلون‬ ‫في مدنهم من قبل؟ أم أنها شخصية تاريخية مؤثرة كان‬ ‫لها دور محوري في حياة هؤالء الساكنة‪ ،‬واستحال نسينها في‬ ‫الذاكرة الشفهية لهم‪ .‬واستطاع اإلنسان المغربي أن يبلورها‬ ‫ضمن الثقافة اإلسالمية‪ ،‬وأن يحذف الكثير من التفاصيل‬ ‫الوثنية المحيطة بها؟‬ ‫إن غياب المعطيات التاريخية المسطرة عن هذه الفترة‬ ‫الحساسة من تاريخ المغرب‪ ،‬وإن حضور الكثير من مظاهر‬ ‫الحياة المتمدنة فيه‪ ،‬والتي جاءت نتيجة االكتشافات األثرية‬ ‫في بعض المواقع كمدينة تمودة‪ ،‬ونهر مرتيل‪ ،‬وغيرها من‬ ‫المناطق تثبت أن هذه األماكن كانت تعيش حركة اجتماعية‬ ‫ثقافية اقتصادية مزدهرة‪ ،‬وأن فرضية نشوء كيان متميز‬ ‫بها أمر غير مستبعد أبدا‪ ،‬وأيضا يضخ في احتمالية إمكانية‬ ‫وجود هذه األميرة‪ ،‬التي ارتبط اسمها بعالم الجن والخوارق‬ ‫والسطوة والقوة‪.‬‬ ‫ سياق ظهور األميرة ومميزات حكمها‪.‬‬‫وصلت الجيوش العربية إلى المغرب خالل القرن ‪7‬م‪،‬‬ ‫لتبدأ معهم مرحلة جديدة أرخ لها مصدر جديد‪ ،‬وهو المصدر‬ ‫العربي‪ ،‬الذي اهتم أساسا بالفتح العربي لبالد المغرب العربي‬ ‫ومجرياته[‪ .]11‬وفي هذا السياق كان الشمال المغربي تحت‬ ‫حكم إمارة القوط‪ ،‬حيث كان صاحب سبتة والمسيطر على‬ ‫المضيق‪ ،‬والذي تتبع نفوذه الكثير من القبائل الغماررية‬ ‫المحيطة بقاعدة حكمها‪ ،‬يهيمن على المنطقة ويقف حاجزا‬ ‫أمام تقدم الجيوش العربية بفعل قوة وحصانة المدينة التي‬ ‫كان بها‪ ،‬وبسبب وجود أسطول بحري قوي بين يديه‪ ،‬فكانت‬ ‫مهادنته أمرا واقعا من طرف والت بني أمية الذين اختاروا‬ ‫سلوك طريق المهادنة تجنبا للصدام‪.‬‬ ‫وقد اعتبره ابن خلدون حاكما على قبيلة غمارة وملك‬ ‫لها[‪ .]12‬فكان توسع نفوذه على القبائل أمرا طبيعيا‪،‬‬ ‫وتوليته لألميرة شمسة أمرا عاديا‪ ،‬وخصوصا أن األمر متعلق‬ ‫ببث النفوذ على هذه القبائل والمدن المهمة التي كانت‬ ‫تمثل محيط مدينة سبتة االستراتيجي ودفاعاتها المتأخرة‪،‬‬ ‫وبالتالي فإن تقوية النفود على هذه القبائل كان أمرا ملحا‪،‬‬ ‫وتولية شخصية من أبناء المنطقة عليها زاد من متانة الدفاع‬ ‫وقوة التحصين‪ .‬وكذلك منبعا لتجنيد الجيوش وتكثيرها‪ ،‬كما‬ ‫كان لسيطرت القوط على باقي المراكز البحرية ك‪( :‬مليلية‬ ‫وبادس وتيجساس) وغيرها دور مهم في توطيد سيطرتهم‬ ‫على المالحة البحرية في المتوسط‪ .‬كما مكنهم أيضا من‬ ‫توسيع حكمهم للكثير من المناطق المحيطة بهذه المراكز‬ ‫البحرية المنتشرة على الساحل المتوسطي‪.‬‬ ‫إن سياق حكم األميرة شمسة كان يتسم بالكثير من‬ ‫االضطرابات المتوالية‪ ،‬وخصوصا أن المغرب كان يتعرض‬ ‫إلى ضغط شديد من طرف الجيوش اإلسالمية‪ ،‬فكان‬ ‫دور هذه الشخصية في الحفاظ على حكم القوط في هذه‬ ‫المنطقة دور مهم وحاسم‪ ،‬وهذا الدور هو الذي جعل يليان‬ ‫بمساعدة القوط من صد هجوم موسى ابن نصير[‪ .]13‬مما‬ ‫اضطره إلى الرجوع عنهم إلى طنجة‪ ،‬وجعل يجتث ما حولهم‬ ‫بالمغاورة فلم يطقهم‪ ،‬وبعد عجزه عن فتح المدينة اتفق مع‬ ‫األمير على دفع الجزية‪ ،‬واسترهن ابنه وأبناء قومه[‪.]14‬‬ ‫والغريب في األمر‪ ،‬أن ال مصدر تاريخ يشير إلى هذه‬ ‫الشخصية‪ ،‬فهل يكون ثقل تأثيرها ومقاومتها المسلمين‬ ‫دفع المؤرخين إلى تعمد تغيب أدوارها‪ ،‬أم تكون الشخصية‬ ‫المذكورة مجرد دفق سرى بين األقالم وصمت؟‬ ‫ جدلية الوجود الفعلي لهذه الشخصية‪.‬‬‫إن فرضية انتماء هذه األسماء للثقافة الوثنية أصبح أمرا‬ ‫واقعا‪ ،‬وإن النبش في خصوصيات هذه المرويات أصبح أكثر‬ ‫إلحاحا وضرورة‪ ،‬وإن التأكيد على نسبية الكثير من المرويات‬ ‫التاريخية أصبح من مسلمات البحث التاريخي‪ .‬وبالتالي فإن‬ ‫الوجود الفعلي لهذه الشخصية المغربية وفي هذه الفترة‬ ‫التي يغيب عنها التأريخ الدقيق‪ ،‬يشوبه الكثير من الشك‪ ،‬إال‬ ‫أن ترسخ هذه الشخصية في الذاكرة التاريخية للمغاربة تجعل‬ ‫من إمكانية قيامها ووجودها أمرا ممكنا أيضا‪.‬‬ ‫إال أن األساطير التي حامت حول هذا الوجود الفعلي‬ ‫تؤكد أن القضية فيها نوع من الصدق‪ ،‬وخصوصا إذا اقترن‬ ‫هذا التواجد بالجن والطقوس الوثنية القديمة‪ .‬فهذه‬ ‫األميرة حسب التسطير التاريخي هي أميرة عوراء‪ ،‬وهي جابية‬ ‫للضرائب‪ ،‬ولها هيبة كبيرة ضمن هذه المنطقة‪ .‬وهذه‬ ‫الهيبة ال تكتسب إال إذا كانت لهذه الشخصية قدرات تستحق‬

‫أن تأخذ اإلمارة عليها‪ .‬وخصوصا إذا كانت األسطورة تتصور‬ ‫أميرة تطوان عوراء‪ ،‬ألنها كانت عندها أنها من الجن[‪.]15‬‬ ‫إن ما يجعلنا نؤمن بالبعد األسطوري لهذه الشخصيات‬ ‫التي كان لها حضور مهم ومميز في تلك الفترة‪ ،‬هو ما‬ ‫يحوم حولها من شكوك عديدة‪ ،‬من مسامياتها إلى الصبغة‬ ‫العجائبية التي سردت بها حكايتها‪ ،‬ومرورا بالقدرات الغير‬ ‫طبيعية التي كانت تميز وجودها‪ ،‬وانتهاء بالتقديس الغريب‬ ‫لها‪ .‬فهذه الشخصية حسب ما سطرته األقالم القديمة اسمها‬ ‫شمسة‪ ،‬وهذه التسمية عربية قحة‪ ،‬فال يجوز أن تسند لهذه‬ ‫األميرة أبدا في ظل وجود ثقافة بربرية‪ ،‬كما أن التراث الذي‬ ‫كان سائدا في هذه المنطقة هو الثقافة األمازيغية واللغة‬ ‫األمازيغية‪ ،‬فكان من األجدى أن تأخذ القرية اسما أمازيغيا‬ ‫مميزا‪ .‬كما سميت‪ ( :‬تطوان‪ ،‬وتجساس‪ ،‬ومجسكة) وغيرها‬ ‫من األماكن‪ .‬وإال فلماذا هذه التسمية العربية بالخصوص؟‬ ‫ورغم ذلك فإننا ال نستبعد أن تكون التسمية قد نالها حظها‬ ‫من التعريب‪ ،‬كما نال المنطقة حظها من التعريب أيضا‪.‬‬ ‫إن نظرة المؤرخين كانت واضحة لهؤالء الجبليين‪،‬‬ ‫وقبيلتهم التي لم تزل الخوارج تقصد جبالهم للمنعة‬ ‫فيها[‪ .]16‬حسب ما قيل‪ .‬إال أن التكهن بصدق ما قالته‬ ‫هذه األقالم‪ ،‬وسطرته لنا األسفار‪ ،‬يجعلنا نعيد صياغة‬ ‫المشهد من جديد‪ .‬فنعيد بذلك بلورت الكثير من المسلمات‬ ‫القديمة حول المرويات التاريخية‪ ،‬بل ويجعل من إقامة مراكز‬ ‫للتنقيب والبحث اإليكولوجي أمرا ملحا وضروريا‪ ،‬وخصوصا‬ ‫أن األبحاث التنقيبية في منحدرات جبل غرغيز اثبتت وجود‬ ‫حضارة فينيقية متميزة قديمة‪ .‬فلما يا ترى ال تظهر وجود‬ ‫حضارات أخرى في مناطق تاريخية غنية ومهمة كمنطقة‬ ‫سمسةالتاريخية؟‬ ‫خالصة‪:‬‬ ‫إن الحديث عن تاريخ وشخصية األميرة شمسة‬ ‫وخصوصيتها‪ ،‬مازال يحتاج لعملية بحث دقيقة تميط اللثام‬ ‫عن تاريخ الشخصية وتاريخ منطقتها التي لم تتداول الكتب‬ ‫عنها الكثير‪ ،‬وإنما بقيت مدفونة مقصية إقصاء القرية نفسها‪،‬‬ ‫وأن الحديث عن إمكانية ميالد جديد لهذه الشخصية وبعض‬ ‫من جوانب حضارتها الوثنية ممكن لو كان االهتمام مركزا‬ ‫ومنفتحا أكثر على الوثائق التاريخية األجنبية‪ .‬التي تعتبر ذات‬ ‫اتصال مباشر بهذه الناحية التي كانت تابعة لألمراء القوط‬ ‫اللذين مدوا نفوذهم إلى هذه القبائل‪ ،‬ونصبوا هذه األميرة‬ ‫على هؤالء الجبليين‪ .‬فهل ننجح في استقصاء أثر هذه األميرة‬ ‫وبعض من تاريخها العبق؟‪ .‬إنها األيام من ستقرر‪.‬‬ ‫المراجع والمصادر‪:‬‬

‫‪ :1‬رمزي صوفيا‪ ،‬محمد السادس ملك اإلصالح والتغيير‪ ،‬منشورات دار‬ ‫العرب للنشر والتوزيع‪ ،‬الصفحة‪( ،‬ط‪( ،)2016/‬ص‪.)94/‬‬ ‫‪ :2‬رمزي صوفيا‪ ،‬محمد السادس ملك اإلصالح والتغيير‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫(ص‪.)94/‬‬ ‫‪ :3‬رمزي صوفيا‪ ،‬محمد السادس ملك اإلصالح والتغيير‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫(ص‪.)94/‬‬ ‫‪ :4‬رمزي صوفيا‪ ،‬محمد السادس ملك اإلصالح والتغيير‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫(ص‪.)94/‬‬ ‫‪ :5‬رمزي صوفيا‪ ،‬محمد السادس ملك اإلصالح والتغيير‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫(ص‪.)94/‬‬ ‫‪ :6‬رمزي صوفيا‪ ،‬محمد السادس ملك اإلصالح والتغيير‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫(ص‪.)95/‬‬ ‫‪ :7‬الحسن الوزان‪ ،‬وصف إفريقيا‪ ،‬منشورات مكتبة األسرة‪،‬‬ ‫(ط‪1986/‬م)‪( ،‬ج‪.)318/( ،)1/‬‬ ‫‪ :8‬عبد العزيز أكرير‪ ،‬تاريخ المغرب القديم‪ ،‬منشورات مطبعة النجاح‪،‬‬ ‫(ط‪( ،)2006/‬ص‪.)192/‬‬ ‫‪ :9‬الرهوني‪ ،‬عمدة الراوين‪ ،‬تحقيق جعفر بن الحاج السلمي‪ ،‬تطوان‪،‬‬ ‫منشورات جمعية تطاون اسمير‪( ،‬ج‪( ،)1/‬ص‪.)164/‬‬ ‫‪ :10‬الرهوني‪ ،‬عمدة الراوين‪ ،‬مرجع سابق‪( ،‬ج‪( ،)1/‬ص‪.)164/‬‬ ‫‪ :11‬عبد العزيز أكرير‪ ،‬تاريخ المغرب القديم‪ ،‬مرجع سابق‪( ،‬ص‪.)202/‬‬ ‫‪ :12‬عبد العزيز أكرير‪ ،‬تاريخ المغرب القديم‪ ،‬مرجع سابق‪( ،‬ص‪.)202/‬‬ ‫‪ :13‬عبد العزيز أكرير‪ ،‬تاريخ المغرب القديم‪ ،‬مرجع سابق‪( ،‬ص‪.)202/‬‬ ‫‪ :14‬ابن خلدون‪ ،‬تاريخ ابن خلدون‪ ،‬لبنان‪ ،‬منشورات دار الكتب‬ ‫العلمية‪( ،‬ط‪1991/‬م)‪( ،‬ج‪( ،)6/‬ص‪.)250/‬‬ ‫‪ :15‬السلمي جعفر‪ ،‬فصول في نظرية األدب المغربي‪ ،‬تطوان‪،‬‬ ‫منشورات جمعية تطاون أسمير‪( ،‬ط‪2009/‬م)‪( ،‬ص‪.)125/‬‬ ‫‪ :16‬ابن خلدون‪ ،‬تاريخ ابن خلدون‪ ،‬مرجع سابق‪( ،‬ج‪( ،)6/‬ص‪.)261/‬‬


‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 25‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪907‬‬

‫خا�ص‬

‫‪11‬‬

‫خالد مشبال‬

‫صور ووقائع من حياة الراحل (‪)3‬‬ ‫‪ ...‬ويتابع الراحل خالد مشبال حكاياته في مصر فيقول‬ ‫رحمه الهلّ ‪ ..« :‬الظواهر التي كانت تميز مصر عندما ينتهي‬ ‫العمل في الجرائد‪ ،‬يلتقي الصحافيون والفنانون في مقهى‬ ‫الفيشاوي بمنطقة األزه��ر‪ ،‬وهناك توثقت عالقتي بمجموعة‬ ‫من األدباء والصحافيين المصريين‪ ،‬وبعد جريدة «المصري»‬ ‫انتقلت لالشتغال بجريدة «الزمن» ثم جريدة «الدعوة» لسان‬ ‫حال مجموعة اإلخوان المسلمين‪ ،‬وأخيرا انتظمت أكثر في عملي‬ ‫الصحفي مع دار روز اليوسف التي احتضنتني بكل العطف والرعاية‬ ‫وخاصة السيدة فاطمة اليوسف والدة الصحافي والروائي الكبير‬ ‫إحسان عبد القدوس‪ ،‬وكان لي الشرف أن أكون واحداً من الذين‬ ‫عايشوا وحضروا ميالد مجلة «صباح الخير» لألستاذ أحمد بهاء‬ ‫الدين ومجموعة من الصحافيين وخاصة رسام الكاريكاتير‬ ‫الشهير أحمد بهجوري ال��ذي توطدت عالقتي به حيث كان‬ ‫يزورني بمنزلي بطنجة كلما حل بالمغرب»‪ ...‬وعن هذه المرحلة‬ ‫من حياة خالد مشبال يسترجع صديقه األستاذ الراحل محمد‬ ‫العربي المساري ذكريات ووقائع المرحلة فيقول‪« :‬إن ذهاب خالد‬ ‫مشبال وعبد القادر السباعي إلى القاهرة في الخمسينيات كان‬ ‫مغامرة شاقة‪ ،‬غادرنا خالد ونحن في مرحلتنا الثانوية حيث كنا‬ ‫نصدر مجلة خطية تسمى مجلة «االعتصام» وكانت لنا أيضا‬ ‫جمعية «كتلة الشباب» وكان من أنشطتها تنظيم محاضرات‪،‬‬ ‫وتبادل الكتب فيما بين األعضاء‪ ،‬وتنظيم رحالت في إطار ما كان‬ ‫يسمى النشاط الموازي‪ ،‬كنت أتوصل بسيل من الرسائل من‬ ‫خالد‪ ،‬وكان يسأل دائما عن مجلة االعتصام‪ ،‬وعن الكتلة‪ ،‬وعن‬ ‫األصدقاء‪ ،‬وعن الحب والحنين ويطلب مني زيارة والدته ووالده الذي‬ ‫لم يستسغ الطريقة التي غادر بها خالد المغرب‪ ،‬كان ينصحني بعدم‬ ‫مغادرة مدينة تطوان قبل أن أحصل على الباكالوريا‪ ،‬وكان يحذرني‬ ‫أيضا من التوجه إلى القاهرة أو أية دولة أخرى في المشرق العربي‪،‬‬ ‫حيث يقول في إحدى رسائله سنة ‪1953‬م‪ ،‬ال تغرنك المظاهر فكل ما‬ ‫كان في أذهاننا هو باطني‪ ،‬أرجو أن تذهب بعد الباكالوريا إلى اسبانيا‬ ‫وهناك سوف تتمكن من بناء مستقبلك»‪.‬‬ ‫‪ ...‬بعد رجوع خالد مشبال إلى المغرب إلتحق بإذاعة طنجة‬ ‫افريقيا‪ ،‬واشتغل إلى جانب إعالميين متميزين من بينهم السيدة‬ ‫أمينة السوسي الزوجة والرفيقة‪ ،‬وعن هذه البدايات تحكي السيدة‬ ‫أمينة السوسي‪« :‬التقينا أنا وخالد سنة ‪1958‬م لما جاء إلى إذاعة‬ ‫افريقيا طنجة التي شهدت تحوالت بعد استقالل المغرب‪ ،‬وكان على‬ ‫المسؤولين البحث عن عناصر جيدة تطعم عناصر القسم العربي‪،‬‬ ‫لم أكن أعلم ظروف خالد قبل التحاقه باإلذاعة‪ ،‬فقد تفاجأت بحضور‬ ‫عنصر جديد‪ ،‬جاء للتكفل بقسم اإلنتاج وينتج برامج منوعة مختلفة‪،‬‬ ‫مما مكن اإلذاعة التي كان طابعها تجاريا من جلب زبائن برامج‬ ‫محتضنة من طرف مؤسسات تجارية‪ ،‬وأول برنامج إذاعي لخالد هو‬ ‫«على مسرح اإلذاعة» حيث كان يكتب ويخرج ويهيء رواية تمثيلية‬ ‫كل أسبوع‪ ،‬أما العمل الضخم المشترك الحقيقي الذي جمعنا فهو‬ ‫مسلسل «القايدة طامو»‪.‬‬ ‫لما جاء خالد إلى اإلذاعة كنت أنا دون العشرين سنة‪ ،‬وفي تلك‬ ‫الفترة طلبني للزواج ثالثة زمالء‪ ،‬واستقر اختياري على خالد ألنه‬ ‫كان إنسانا بسيطا ومتواضعا جداً‪ ،‬وفي تلك الفترة كان كل الشباب‬ ‫المغربي والعربي مهووسين بمصر‪ ،‬وكان خالد متميزا لكونه قد جاء‬ ‫توا من مصر‪ ،‬وكانت لغته مزيجا بين اللهجتين المصرية والمغربية‪،‬‬

‫المرحوم اإلعالمي خالد مشبال‬ ‫في حضرة صاحب الجاللة الملك محمد السادس نصره اهلل‬

‫والشيء الجذاب في خالد كانت بساطته المتناهية‪ ،‬هذه أحاسيس‬ ‫لفتت انتباهي‪ ،‬وتوالت الظروف‪ ،‬وارتبطنا بميثاق ال��زواج أواخر‬ ‫‪1961‬م‪ .‬سيظل اسم خالد مشبال منقوشاً في الذاكرة المغربية‪،‬‬ ‫عابراً لألجيال واألزمنة كما عبرت تجربته األدبية واإلعالمية أجيا ًال‬ ‫وأزمنة خلت»‪.‬‬ ‫خالد مشبال يختصر مرحلة كاملة وحافلة من تاريخ المغرب‬ ‫المعاصر‪ ،‬بكل تفاعالتها وتحوالتها‪ ،‬بكل تناقضاتها ومفارقاتها‪،‬‬ ‫بكل مدها وجزرها‪ ،‬يختصرها من خالل تاريخه الخاص‪ ،‬أي من خالل‬ ‫مسيرته األدبية واإلعالمية الباهرة‪ ،‬فهو صحفي وأديب ومذيع‪ ،‬ومعد‬ ‫برامج إذاعية‪ ،‬أو باألحرى واضع استراتيجيات إذاعية إعالمية ذكية‪،‬‬ ‫وطابع وناشر‪ ،‬ومن المؤسسين األوائل لمشروع الحداثة اإلعالمية‬ ‫في المغرب‪ .‬لكن رياح األقدار تهب في الغالب في اتجاهات أخرى غير‬ ‫االتجاهات المرسومة‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬فلئن لم يتسن ويسنح لخالد مشبال أن يستكمل مشواره‬ ‫القتالي ليخوض ميدان الوغى‪ ،‬فقد شاءت األقدار أن يحارب في ميدان‬ ‫آخر‪ ،‬وهو ميدان الثقافة واإلعالم الذي أبلى فيه البالء الحسن‪ ،‬وتألق‬ ‫فيه اسمه أجمل ما يكون التألق‪ ،‬وساهم من خالله في تمويج صوت‬ ‫المغرب عبر األثير ليالمس آذانا دانية وقاصية‪.‬‬ ‫والرجل سباق إلى أكثر من مكرمة‪ ،‬فمن اإلعالم السمعي إلى‬ ‫اإلعالم الثقافي المكتوب‪ ،‬فيصدر صحفا راقية الشكل والمحتوى‪،‬‬ ‫متنوعة األبواب واألعمدة واالهتمامات يجد فيها كل قارئ ضالته‬ ‫وبغيته‪ ،‬وأصدر كتاب الشهر ضمن سلسلة «شراع» عن وكالة شراع‬ ‫خدمات اإلعالم واالتصال‪.‬‬ ‫أحيل خالد مشبال سنة ‪1994‬م على التقاعد اإلجباري بقرار من‬

‫الدوام والبقاء لللّه‬

‫سلسلة من إعداد ‪:‬‬

‫مصطفى بديع السوسي‬

‫إدريس البصري‪ ،‬لكن هذا اإلج��راء لم يكن له كبير األثر على‬ ‫استمرار اإلذاعة على نفس النهج التحريري مادام خالد مشبال‬ ‫كان قد وضع خالل فترة إدارت��ه للمحطة أهم أسس اإلعالم‬ ‫السمعي‪ ،‬فقد شكل شبكة من المراسلين المتطوعين على‬ ‫امتداد التراب الوطني‪ ،‬وفي الدول األجنبية التي تعرف حضور‬ ‫جالية مغربية كبيرة‪ ،‬وأيضا في أهم عواصم المشرق المغربي‪،‬‬ ‫كما استقطب مجموعة من األصوات الشابة القادمة من مجال‬ ‫اإلبداع األدبي‪ ،‬استطاعت أن تحرر العمل اإلذاعي من طابعه‬ ‫التقليدي مثل‪ :‬عبد اللطيف بن يحي‪ ،‬وسعيد كوبريت‪ ،‬وعبد‬ ‫اللطيف الفؤادي ‪ ،‬وخليل الدامون‪ ،‬عملت هذه الفئة إلى جانب‬ ‫جيل ال��رواد أمثال‪ :‬أمينة السوسي‪ ،‬وزه��ور الغزاوي‪ ،‬وشفيقة‬ ‫الصباح ومحمد الغربي‪ ،‬وفاطمة عيسى‪ ،‬ومحمد بن الطيب‪،‬‬ ‫ومحمد العربي الزكاف‪ ،‬وكانت النتيجة برامج على درجة كبيرة‬ ‫من األهمية شكلت أيقونات في ذاكرة اإلعالم السمعي المغربي‪،‬‬ ‫نذكر منها «ليلة القدر» البرنامج االجتماعي الذي كانت تقدمه‬ ‫الرائدة أمينة السوسي كل شهر رمضان‪ ،‬وتمكنت من خالله أن‬ ‫تساعد العديد من المحتاجين والمرضى الذين كانوا في حاجة‬ ‫إلى إجراء عمليات جراحية مكلفة‪ ،‬وبرنامج «ال أنام» و»عبور»‬ ‫لزهور الغزاوي و»صباح الخير يا بحر» لعبد اللطيف بن يحي‪،‬‬ ‫وكانت اإلذاعة العربية الوحيدة التي واكبت حرب الخليج األولى‬ ‫سنة ‪1991‬م‪.‬‬ ‫بعد تقاعده كما ذكرت‪ ،‬أصدر سلسلة كتاب الجيب باسم‬ ‫«شراع» ثم أصدر مع اإلعالمي والناشر عبد الحق بخات يوم ‪15‬‬ ‫نوفمبر ‪ 1999‬بمناسبة االحتفاء باليوم الوطني لإلعالم الجريدة‬ ‫الجهوية الرائدة باسم «الشمال ‪ »2000‬والتزال تواصل صدورها‬ ‫األسبوعي المنتظم تحت إشراف مديرها التنفيذي الذي يتولى أيضا‬ ‫إصدار وادارة جريدة طنجة األسبوعية‪ ،‬وقد استقطبت جريدة الشمال‬ ‫نخبة من األق�لام الجادة المعروفة في الحقل االدب��ي واإلعالمي‬ ‫والعلمي واإلبداعي‪.‬‬ ‫وفي سنة ‪ 2004‬فاز خالد مشبال بالجائزة الوطنية الكبرى‬ ‫للصحافة‪ ،‬وأنعم عليه الملك محمد السادس بوسام ملكي تقديراً‬ ‫لكفاءته المهنية‪ ،‬وخدمته لإلعالم الوطني المرئي‪ ،‬المسموع‬ ‫والمكتوب‪.‬‬ ‫ويوم ‪ 12‬غشت ‪ 2010‬احتفل خالد مشبال مع زوجته وأبنائه‬ ‫األربعة بذكرى ميالده الخامسة والسبعين‪.‬‬ ‫حاشية‪ :‬أرجو أن أكون قد وفقت في نقل صور ووقائع من حياة‬ ‫الراحل الحافلة «طبعا‪ :‬لن نوفي لرجاالت هذا البلد األماجد المبدعين‬ ‫ـ ويالكثرتهم ـ حقهم من خالل سطور وصحائف وصفحات‪ ،‬ولكنه‬ ‫نبش في الذاكرة وأداء لقسط من الدين نرجو أن تتكاثف الجهود‪،‬‬ ‫خصوصا من لدن الجهات الرسمية ألدائه كامال بنشر تراث وإبداع‬ ‫وبصمات من أبدعوا ورحلوا إلى حيث سنرحل جميعا‪.‬‬ ‫رحم اللهّ الفقيد العزيز خالد مشبال‪ ،‬وإلى اللقاء في دار الغفران‬ ‫والبقاء حيث اللقاء الذي ال فراق بعده‪.‬‬

‫(انتهى)‬


‫العدد ‪907‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 25‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫بمناسبة الدخول المدرسي الجديد‬

‫هل للمغرب مدرسة في مستوى الطموحات والتطلعات (‪)2/2‬‬ ‫‪-1-‬‬

‫أزمة التعليم في المغرب‪ ،‬لم تعد شأنا داخليا‬ ‫بعد تدخل البنك الدولي الذي أثار انتباه المغاربة‬ ‫مؤخرا إلى وضعيته المتردية‪ ،‬التي فشلت في اختيار‬ ‫الطريق األصلح للخروج من حالة التخلف االجتماعي‬ ‫واالقتصادي الذي يعاني منه المغرب منذ عدة عقود‪،‬‬ ‫رغما على «المجهودات المادية» المبذولة من أجل‬ ‫ارتقائه وتحسين أدائه‪.‬‬ ‫التقارير الداخلية والخارجية‪ ،‬التي أنجزت عن‬ ‫التعليم المغربي خالل العقود االخيرة‪ ،‬تؤكد بما ال‬ ‫يدع مجاال للشك‪ ،‬أن العراقيل والمشاكل التي تعيق‬ ‫هذا القطاع‪ ،‬تتمثل أساسا في التوسع المستمر آلفة‬ ‫األمية‪ ،‬من األمية األبجدية‪ ،‬إلى األمية التكنولوجية‬ ‫والسياسية والثقافية‪ /‬ضعف نسبة التمدرس خاصة‬ ‫في العالم القروي‪ ،‬وباألخص بالنسبة للفتيات‪/‬‬ ‫ضعف جودة التعليم في كافة اسالكه‪ ،‬انطالقا من‬ ‫سلك التعليم األساسي‪ ،‬وهو ما يعني‪ ،‬الفشل الكلي‬ ‫في تحقيق مبدأ التعميم‪ .‬والفشل الشامل في ربط‬ ‫مناهج التعليم بالتنمية‪ ،‬رغما على المجهودات‬ ‫المادية الهائلة التي تمت في هذا المجال‪ ،‬واألموال‬ ‫الطائلة التي تم صرفها عليه‪ .‬وهي مجهودات‬ ‫تصنف المغرب من بين الدول العالمتالثية التي‬ ‫تخصص نسبة عالية من مواردها لقطاع التعليم ‪.‬‬ ‫و من الجدير ذكره في هذا الصدد‪ ،‬أن كلفة‬ ‫التكوين الفردية السنوية للتلميذ المغربي الواحد‪،‬‬ ‫في السلك األول من التعليم األساسي‪ ،‬تبلغ حتى‬ ‫اآلن حوالي ‪ 2300‬درهم وفي السلك الثاني من‬ ‫هذا التعليم تبلغ ‪ 4400‬درهم ومع ذلك تبقى هذه‬ ‫األرقام متواضعة مع تكلفته في دول أخرى بأوربا (أي‬ ‫حوالي ‪ 14‬مرة أقل مقارنة مع فرنسا مثال)‪.‬‬ ‫إن ميزانية التربية والتعليم‪ ،‬مثلت خالل العقود‬ ‫الثالثة الماضية معدال سنويا يفوق ‪ % 23‬من‬ ‫الميزانية العامة للدولة‪ ،‬وهو ما يمثل ‪ % 6‬من الناتج‬ ‫الداخلي الخام وذلك دون الموارد التي تصرفها‬ ‫األسر مباشرة القتناء ل��وازم التمدرس‪ ،‬من كتب‬ ‫ودفاتر وأدوات‪ .‬ودون أداء تكاليف الرسوم والدروس‬ ‫اإلضافية‪ .‬ومع ذلك لم تستطيع هذه الميزانية‬ ‫الضخمة‪ ،‬تحقيق ما تحتاج إليه البالد من تكوين‬ ‫وقضاء على األمية‪ ،‬ورفع مستوى التعليم لمواجهة‬ ‫التحديات القائمـــة في القطاعــات االقتصاديــــة‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬كما لم تستطع متابعة مجموع البرامج‬ ‫المقررة في مجال التعميم وتحسين التأطير‪ ،‬ورفع‬ ‫المردودية الداخلية للنظام التربوي‪.‬‬

‫‪-2-‬‬

‫السؤال الذي تطرحه هذه الحالة اإلشكالية على‬ ‫مغرب اليوم ‪ :‬اين يكمن الخلل‪...‬؟ هل في نظرتنا‬ ‫إلى التعليم‪ ....‬أم في إدارتنا لقطاعه؟‬ ‫في اإلجابة على هذا السؤال‪ ،‬علينا أن نتوقف‬ ‫عند سلك التعليم األساسي (كنموذج) باعتباره‬ ‫المدخل الرئيسي إلشكالية التعليم في كل أسالكه‬ ‫األخ��رى‪ ،‬وباعتباره أيضا األرضية الصلبة التي‬ ‫تقوم عليها الشخصية التعليمية بكل إيجابياتها‬ ‫وسلبياتها‪...‬‬ ‫التعليم األساسي‪ ،‬في التعريفات األكاديمية‬ ‫الدولية (اليونسيف‪ /‬اليونسكو‪ /‬اإلسيسكو)‪ ،‬هو‬ ‫الذي يزود المواطن بالمعارف والمهارات العلمية‬ ‫األساسية‪ ،‬لمزاولة بعض الحرف البسيطة‪ ،‬أو لزيادة‬ ‫دخل األسرة في المجتمعات الريفية والحضرية ‪...‬‬ ‫وهو الذي يكفل للمواطن التمدرس عن طريق‬ ‫التفكيرالسليم‪ ،‬وي��ؤم��ن ل��ه ح��دا م��ن المعارف‬ ‫والمهارات والخبرات التي تسمح له بالتهيؤ للحياة‬ ‫وممارسة دوره كمواطن منتج‪ ...‬وه��و التعليم‬ ‫المناسب لجميع المواطنين‪ ،‬الذي يوفر لهم الحد‬ ‫األدنى من الفرص التعليمية‪.‬‬ ‫و في الوثائق المغربـية الرسميــة‪ ،‬التعليــم‬ ‫األساسي‪ ،‬هو مرحلة تعليمية تربوية إجبارية‪ ،‬مدتها‬ ‫تسع سنوات‪ ،‬تثبت في المتعلم القيم اإلسالمية‪،‬‬ ‫وتكسبه القدر الضروري من المعــارف والمهارات‬ ‫اإليجابية‪ ،‬مما يجعله قادرا على تحقيـق الترقــي‬ ‫الذاتي‪ ،‬ويؤهله لالندماج في مجتمعه‪ ،‬والمساهمة‬ ‫في تطويره‪ ،‬ومسايـرة ركـب التطــور اإلنساني‬ ‫واإلسهام فيه‪.‬‬ ‫انطالقا من هذه التعريفات «األكاديمية» تبرز‬ ‫أمامنا العديد من األسئلة األخرى‪ ،‬أهمها ‪ :‬ما هي‬ ‫أسباب تراجع تعليمنا األساسي عن هــذه القيــم‬ ‫والمواصفات‪...‬؟‬

‫تقول الشهادات المتوفرة عن هذا السلك من‬ ‫التعليم ‪:‬‬ ‫ــ إنه بقي حتى اليوم‪ ،‬يعاني من القطيعة التامة‬ ‫بينه وبين التعليم األولى (ما قبل المدرسي ) رغم ما‬ ‫لهذا االخير من أهمية في تحديد وتشكيل معالم‬ ‫شخصية الطفل‪ ،‬وتفتيق مواهبه وقدراته‪ ،‬األمر الذي‬ ‫يحتم االبتعاد عن تلقين المضامين وخزن المعارف‪،‬‬ ‫ويفترض اعتماد المقاربات التواصلية التي تنمي‬ ‫فيه سلوكات ومواقف تؤهله للتفاعل اإليجابي‪ ،‬مع‬ ‫المحيط االجتماعي والثقافي‪.‬‬ ‫ــ إن��ه لم يستند إل��ى اختيارات اقتصادية‬ ‫واجتماعية وسياسية وثقافية واضحة ومحددة‪،‬‬ ‫يسهم فيها الجميع توجيها وتأطيرا‪ .‬وإنما جاء‬ ‫نتيجة ظ��روف وأزم��ات متعددة‪ ،‬انعكست عليه‪،‬‬ ‫مما جعل ال��وزارة الوصية ترفع باستمرار‪ ،‬شعار‬ ‫الترميم‪ ،‬عوض اإلصالح والتجديد وإعادة الهيكلة‬ ‫والبناء‪ ،‬بغية االنسجام مع اإلكراهات المتتالية التي‬ ‫تواجهها من كل جانب‪.‬‬ ‫ــ إنه رغم لجان اإلصالح المتعددة‪ ،‬بقي بعيدا‬ ‫عن االستراتيجية المتبصرة‪ ،‬التي من شانها تكييف‬ ‫مناهج التعليم األساسي‪ ،‬مع البيئة المحلية‪ ،‬وأساسا‬ ‫مع العالم القروي‪ ،‬الذي مازال تعليمه بعيدا في‬ ‫مستواه وحجمه عن التعليم في الحواضر‪ ،‬خاصة ما‬ ‫يتعلق بتعليم الفتيات‪.‬‬ ‫ــ إنه فشل في االنفتاح على محيطه الخارجي‪ ،‬إذ‬ ‫لم يتمكن من جعل المدرسة االبتدائية ( األساسية)‬ ‫فضاء للتنشيط االجتماعي والثقافي والفني‪ ،‬وإن‬ ‫يجعلها قطب انجذاب أساسي‪ ،‬في المحيط الذي‬ ‫تتواجد فيه ومن أجله‪.‬‬ ‫ــ إنه رغم ما يتطلبه من مصاريف ضخمة‪ ،‬وما‬ ‫يشكله كعبئ ثقيل على كاهل ميزانية الدولة‪ ،‬فإن‬ ‫مردوديته ضلت ضعيفة شكال ومضمونا‪ ،‬إذ يستفاد‬ ‫من التقارير الرسمية‪ ،‬إن ثالثة عشــرة في المائة‬ ‫( ‪ ) % 13‬فقط‪ ،‬ممن يلجون التعليم األساسي‪،‬هم‬ ‫الذين يحصلون على شهادة البكالوريا‪ ،‬بينما‬ ‫ال تشكل نسبة الحاصلين على شهادات عليا‪،‬‬ ‫سوى خمسة بالمائة‪ ،‬وذلك دون ظاهرة مغادرة‬ ‫الدراسة في سن مبكرة لعدد كبير من التالميذ‪ ،‬في‬ ‫العالمين القروي والحضري‪ ،‬وهي ظاهرة يستعصي‬ ‫تبريرها بحكم تداخل عوامل عدة‪ ،‬أبرزها أن التعليم‬ ‫أصبح في نظر العديد من اآلباء واألمهات وأولياء‬ ‫التالميذ ال يجدي نفعا بحكم طبيعة التباعد القائمة‬ ‫بينه وبين سوق الشغل‪ ،‬وبسبب صورة المعاناة‬ ‫اليومية للخريجين وحملة الشواهد الذين لم يعد‬ ‫بوسع ال القطاع العام‪ ،‬وال القطاع الخاص استعابهم‬ ‫وتشغيلهم‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للهدر المدرسي فهي في ارتفاع‬ ‫مستمر وخاصة في األوساط الفقيرة ‪ :‬من بين ‪100‬‬ ‫طفل عمرهم ‪ 7‬سنوات يدخل المدرسة ‪ 85‬ويلتحق‬ ‫باإلعدادي ‪ ،45‬ويصل نهاية السلك اإلعدادي ‪32‬‬ ‫ويدخل الثانوي ‪ 22‬ويحصل على الباكالوريا ‪،10‬‬ ‫باإلضافة إلى ذلك تتعمق الفوارق بين الوسط‬ ‫القروي والحضري وبين الذكور واإلناث ‪ :‬إذ من بين‬ ‫‪ 100‬طفل قروي عمرهم ‪ 7‬سنوات يدخل المدرسة‬ ‫‪ .66‬ومن بين ‪ 100‬فتاة عمرهن ‪ 7‬سنوات تدخل‬ ‫المدرسة ‪.59‬‬ ‫إن تشخيص وضعية التعليم األساسي‪ ،‬في‬ ‫مطلع األلفية الثالثة بالمغرب‪ ،‬من خ�لال هذه‬

‫األرقام‪ ،‬تكشف بالملموس مدى حجم التخلف الذي‬ ‫مازال يعاني منه نظامنا التعليمي‪ .‬تقول هذه األرقام‬ ‫بوضوح ‪:‬‬ ‫أن نسب التمدرس الخام بالمغرب مقارنة مع‬ ‫الدول السائرة في طريق النمو سجلت تأخرا بمعدل‬ ‫‪ % 20‬بالنسبة للتعليم االبتدائي و‪ % 10‬بالنسبة‬ ‫لإلعدادي والثانوي‪.‬‬

‫‪-3-‬‬

‫إن ما يلفت النظر في وضع التعليم األساسي‬ ‫بالمغرب اليوم‪ ،‬أنه بعيدا عن األرقام واإلحصائيات‪،‬‬ ‫بقي باستمرار‪ ،‬وعلى مدى أربعة أو خمسة عقود‬ ‫محل نقاش وتجاذب بين النخب السياسية والثقافية‬ ‫في البالد دون أية نتيجة تذكر‪ ،‬إذ تبلورت مناهجه‬ ‫وبرامجه في البداية داخل اللجنة الملكية إلصالح‬ ‫التعليم التي أسسها جاللة محمد الخامس تغمده‬ ‫اهلل برحمته سنة ‪ ،1957‬وهي اللجنة التي وافقت‬ ‫على اختياراته األساسية ‪ :‬التعميم ‪ /‬التوحيد‪/‬‬ ‫التعريب‪ /‬المغربة‪ .‬وهي نفسها االختيارات التي‬ ‫عكست الطابع التوافقي على عهد االستقالل‪ ،‬ثم‬ ‫أعيد النظر في هذه االختيارات والمناهج‪ ،‬داخل لجنة‬ ‫التربية والثقافة لسنة ‪ ،1960‬وهي اللجنة المتفرعة‬ ‫عن اللجنة الوطنية إلع��داد المخطط الخماسي‬ ‫األول ( ‪ ) 1964 - 1960‬التي دافعت عن مشروع‬ ‫المدرسة الوطنية الموحدة‪ .‬وأخيرا شكل هذا السلك‬ ‫من التعليم‪ ،‬بعد تنبيهات البنك الدولي‪ ،‬هاجسا‬ ‫للميثاق الوطني للتعليم‪ ،‬الذي رأى النور في مطلع‬ ‫األلفية الثالثة‪ ،‬على عهد جاللة محمد السادس‪.‬‬ ‫وهو الميثاق الذي خرج إلى الوجود بعد جهد جهيد‪،‬‬ ‫والذي كان اآلمل منه‪ ،‬أن يدفع تجاه إصالح المدرسة‬ ‫المغربية‪ ،‬وإعادة االعتبار إلى المدرسة الوطنية‪...‬‬ ‫ولكن على ما يبدو أن إصالح هذا التعليم‪ ،‬مازال في‬ ‫حاجة إلى مجهودات أكبر‪ ...‬ولربما إلى سنوات أخرى‬ ‫من العمل واالجتهاد‪.‬‬ ‫يعني ذل��ك ‪،‬إن اإلص�لاح ال��ذي ك��ان المغرب‬ ‫ومازال يسعى إليه منذ سنة ‪ 1957‬وحتى اليوم هو‬ ‫أن ال تبقى مهام المدرسة المغربية‪ ،‬قائمة على‬ ‫حشو اذهان وعقول الناشئة المغربية بمعلومات‬ ‫تجريدية ‪ /‬ال قيمة لها‪ ،‬وال فائدة منها‪ .‬وأن تتحول‬ ‫إلى مدرسة جديدة عصرية‪ ،‬في مستوى طموحات‬ ‫وتحديات عصرها‪ ،‬ق��ادرة على إع��داد المواطن‬ ‫الصالح‪ ،‬المؤمن‪ ،‬المؤهل‪ ،‬الكفوء‪ ،‬الملتزم بخدمة‬ ‫وطنه‪ ،‬الواع بواجبات المواطنة وحقوقها‪ ،‬المتشبت‬ ‫بقيمه الدينية والوطنية‪ ،‬المنفتح على ذاته وعلى‬ ‫الذات الكونية‪.‬‬ ‫اإلص�لاح المنشود‪ ،‬يسعى إلى جعل التعليم‬ ‫رك��ي��زة أساسية ف��ي نسق التنمية االجتماعية‬ ‫واالقتصادية والثقافية‪ ،‬وهو يمثل ــ في كل الحاالت‬ ‫ــ استثمارا بشريا ضروريا لالنخراط في ركب الثورة‬ ‫العلمية والتكنولوجية‪ ،‬التي باتت تشترط التحاق‬ ‫الشعوب والدول بمسار النهضة الحضارية في عالم‬ ‫القرن الواحد والعشرين‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬ي��رى كافة المربين المختصين‪ ،‬أن‬ ‫اإلصالح‪ ،‬عليه أن يتجه لجعل قطاع التربية والتعليم‪،‬‬ ‫قطاعا استراتيجا في نسق التنمية االجتماعية‬ ‫واالقتصادية والثقافية وهو ما يشترط إلى حد بعيد‬ ‫إمكانية انخراط المغرب في حركة الثورة العلمية‬ ‫والتقنية والتكنولوجية‪ ،‬هذا االنخراط الذي يشترط‬ ‫ب��دوره مواكبة مسيرة التطور والتقدم واالزده��ار‬ ‫خالل العقود المقبلة‪.‬‬ ‫من هذا المنطلق‪ ،‬أصبح رجال التربية والتعليم‪،‬‬

‫• محمد أديب السالوي‬

‫والخبراء‪ ،‬والسياسيين المصلحين‪ ،‬يلحون على‬ ‫اإلصالح المنتج للتعليم األساسي‪ ،‬يلحون على جعله‬ ‫تعليما منفتحا على محيط المتعلمين‪ ،‬متعامال مع‬ ‫واقعهم بشكل جدلي‪ ،‬مؤثرا في واقعهم ومتأثرا‬ ‫بهذا الواقع‪ ،‬وهو ما يعني توفير فرص االندماج‬ ‫بسهولة في النسيج االقتصادي للبالد‪ ،‬ليصبح‬ ‫المتعلم عضوا فعاال في التنمية الشاملة للبالد‪...‬‬ ‫وه��و ما يشترط كمرحلة أول��ى وأساسية عدة‬ ‫شروط‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫• إدخال التكنولوجيا الحديثة إلى مؤسسات‬ ‫التعليم األساسي وذلك بإحداث قاعة متخصصة على‬ ‫األقل في كل مؤسسة‪ ،‬وربط المؤسسات بشبكة‬ ‫األنترنيت وإحداث شبكة لالتصال بين المؤسسات‪.‬‬ ‫• تعميم المكتبات على المؤسسات المدرسية‬ ‫وإغنائها بالمراجع الحديثة وتفعيل دورها داخل‬ ‫المنظومة التربوية‪.‬‬ ‫• وضع برامج التكوين المستمر الذي يعتبر‬ ‫من أهم الرافعات التي تعتمد عليها التربية من‬ ‫أجل تحسين أداء المدرسين وأطر اإلدارة التربوية‪.‬‬ ‫واألطر المسؤولة بكل من اإلدارة المركزية واإلدارة‬ ‫الخارجية‪.‬‬ ‫• وضع إصالح المناهج على ضوء توجيهات‬ ‫اللجنة الخاصة بإصالح التربية والتكوين‪ ،‬وعلى‬ ‫ضوء تقويم المناهج الحالية‪ ،‬ووضع آليات العمل‬ ‫الخاصة بهذا المجال‪.‬‬ ‫• وضع تقويم وتأطير المؤسسات التعليمية‬ ‫ال��ذي يرمي من جهة إل��ى وض��ع سياسة ناجعة‬ ‫لتقويم التالميذ والمؤسسات ومن جهة أخرى إلى‬ ‫تفعيل آليات التأطير التربوي واإلداري للمؤسسات‬ ‫التعليمية‪.‬‬ ‫• وضع برامج الدعم لفائدة التالميذ المنتمين‬ ‫إل��ى الفئات االجتماعية ذات الدخل المحدود‪،‬‬ ‫ولتالميذ الوسط القروي‪ .‬ويتمثل هذا الدعم في‬ ‫توزيع األدوات والكتب المدرسية وتوزيع المواد‬ ‫والوجبات الغذائية ومنح الداخليات‪.‬‬ ‫• صياغة أه��داف واضحة وم��ح��ددة ودقيقة‬ ‫لكل سلك من أسالك التعليم‪ ،‬انطالقا من ما قبل‬ ‫المدرسي وحتى الجامعي‪.‬‬ ‫• التخفيف من المقررات وإعادة صياغتها وفق‬ ‫طموحات المدرسة الوطنية‪.‬‬ ‫• العمل بمبدأ التناوب لخلق جسور بين التعليم‬ ‫األساسي‪ ،‬والتعليم الثانوي‪ ،‬ومراكز التكوين‪.‬‬ ‫• تمكين المتعلم بالتعليم األساسي‪ ،‬من اللغات‬ ‫الحية‪ ،‬العربية‪ ،‬الفرنسية‪ ،‬اإلنجليزية‪ ،‬ومن القراءة‪/‬‬ ‫الحساب‪ /‬طرائق التفكير‪ /‬وسائل العمل‪.‬‬ ‫• إع��ادة النظر في م��واد التربية الوطنية‪،‬‬ ‫وتعميمها على سائر التخصصات وسائر المستويات‪.‬‬ ‫• العمل بمبدأ التوجيه المعقلن‪.‬‬ ‫بذلك نخلص إلى أن نظام التعليم األساسي‬ ‫المغربي‪ ،‬في المرحلة الراهنة مقرون بإصالحات‬ ‫جدرية‪ ،‬تتجاوز اإلصالحات الهيكلية إلى إصالح‬ ‫مناهج الكتاب المدرسي واإلدارة المدرسية وقضايا‬ ‫التعميم والمجانية‪ ،‬إلى تحسين الكفاية الداخلية‬ ‫والخارجية للنظام التعليمي‪ ،‬وإلى الربط ما بين‬ ‫التربية والتعليم‪ ،‬واعتبارهما جزء ال يتجزأ من‬ ‫استراتيجية التنمية الشاملة‪ ،‬التي تنبني على أسس‬ ‫نابعة من التحديات العلمية التي تواجه المغرب‬ ‫في محيطه العالمي‪ .‬وعلى واقع المجتمع المغربي‬ ‫وطبيعة طموحاته الحضارية والثقافية‪ ،‬التي تسعى‬ ‫إل��ى تركيز موقعه على خارطة العالم الحديث‬ ‫بتجاذباته العلمية والحضارية‪.‬‬ ‫و ان طرح مسألة التعليم األساسي ( كنموذج )‬ ‫على هذا المستوى يرتبط في اعتقادنا بطرح أكبر‬ ‫وأشمل‪ ،‬يتعلق بمسألة التخلف والتقدم‪ ،‬في عصر‬ ‫تحولت فيه الثقافة والمعرفة إلى صناعة واستثمار‪،‬‬ ‫وإل��ى إص�لاح استراتيجي ألحكام السيطرة على‬ ‫التحديات القائمة‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬نرى أن قضية إصالح التعليم في مغرب‬ ‫اليوم‪ ،‬يجب أن تبدأ من تفكيك األزمات المترابطة‬ ‫حول اسالكه‪ ،‬انطالقا من سلكي التعليم األولى ( ما‬ ‫قبل المدرسي) والتعليم األساسي‪ ،‬وإعادة تركيبها‬ ‫وفق شروطها العلمية أوال‪ ...‬ووفق طموحات المغرب‬ ‫الحضارية‪ /‬االجتماعية‪ /‬الثقافية‪/‬االقتصادية‪ ،‬ثانيا‬ ‫وأخيرا‪ ...‬وتلك مسألة تتعلق باإلرادة السياسية قبل‬ ‫كل شيء ‪.‬‬

‫(انتهى)‬


‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 25‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪907‬‬

‫أوال ‪ :‬العادة ‪:‬‬

‫االجتهاد والتجديد من أصول التشريع اإلسالمي ‪2/1‬‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫بقلم‪ :‬م�صطفى احلراق‬

‫الق�صر الكبري ‪ :‬عبد القادر �أحمد بن قدور‬ ‫المسلمون ينشدون اإلصالح في كل عصر‪ ،‬وللوصول إلى هذا في عصرنا‬ ‫الحالي‪ ،‬منهم من سلك طرقا وسبال معوجة وسار في طريق انتهى به إلى أسوأ مما‬ ‫كانوا فيه‪ ،‬فألقى أنصار الجمود منهم تبعة هذا على اإلصالح والمصلحين‪ ،‬فنادوا‬ ‫بالجنوح إلى التقليد األعمى وغلق باب االجتهاد‪.‬‬ ‫وقد كان أسالفنا العلماء يختلفون في األصول والفروع وكلهم خشوع ورهبة‬ ‫من العلي القدير ونفوسهم مصقولة باألدب الديني السمح تجملها مكارم األخالق‬ ‫ممزوجة بروح اإلسالم الطاهر النقي‪ ،‬ولم يكن أحد منهم يوصف مخالفه بالكفر‬ ‫واإللحاد إال عند ما يخرج عن الدين جملة‪ ،‬أما من خالفهم في حكم من األحكام‬ ‫الفقهية التي لم يكن عليها دليل قطعي الثبوت ‪ ،‬فلم يعرف عنهم أن رموا من‬ ‫خالفهم فيه بالكفر واإلثم‪.‬‬ ‫وقد كانت هذه الروح السامية وحسن النية وحب الحق لذاته يقرب بين‬ ‫المخالفين شقة الخالف حتى يكاد يزيلها‪.‬‬ ‫ولم تنقطع قط مع الخالف صالت القربى والوشائج واألرحام‪ .‬بل كانوا كتلة‬ ‫واحدة‪ ،‬يعملون على نصرة الدين ورد أعدائه عنه‪ ،‬عرفوا سر هذه الحياة مجردة عن‬ ‫كل زيف أو قناع‪ ،‬وفهموا روح االجتماع وأمزجة الشعوب واألمم‪ ،‬وكانوا يراعون تقلبات‬ ‫العصور واألحقاب‪ ،‬فاختلفت مذاهبهم تبعا لكل هذا‪ ،‬وأعطوا لكل ظرف حكما‪ ،‬وكانت‬ ‫تتغير الفتوى بتغيير العرف فاستحسنوا واستصلحوا رفعا للحرج وجلبا للمصلحة‪.‬‬ ‫وقد كان النبي (صلى اهلل عليه وسلم) الذي بعثه اهلل إلى اإلنسانية جمعاء‬ ‫بالهدى ودين الحق مؤيدا بالعصمة والوحي وميسرا له طريقه بالتوفيق والقبول‪،‬‬ ‫حيث منحه المهابة والمحبة وحسن اإلدراك وأحكام االجتهاد‪...‬‬ ‫وقد قال اهلل تعالى في كتابه الحكيم‪« :‬ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي األمر‬ ‫منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم» (‪ )1‬بالروح العالية في االجتهاد الحكيم‬ ‫والتجديد المتطور فيه حسب الظروف واألحوال واألعراف حكموا األمم وملكوا العالم‬ ‫وأقاموا العدل الذي قامت به السموات واألرض‪ ،‬فدام ملكهم إلى أن تقلصت شيئا‬ ‫فشيئا هذه الروح فخيم الجمود على العقول وركنوا إلى التقليد‪.‬‬ ‫وهكذا كان المسلمون لما كان باب االجتهاد مفتوحا‪ ،‬إخوانا ال يفرق بينهم‬ ‫الخالف في الرأي وال يحمل بعضهم ضغينة على بعض وكانت تمتاز نفوسهم‬ ‫بالسماح متسلحين باإليمان القوي والدين الصحيح‪ ،‬حيث كان اإلقناع بالدليل‬ ‫وسيلتهم في الخالف‪ ،‬وكان دين كل واحد منهم حرما آمنا بينهم وال يمكن بأي حال‬ ‫أن يستحييه واحد منهم‪ ،‬بخالف أو جدال وحل الخلف محل السلف‪ ،‬وتغيرت األحوال‪،‬‬ ‫وبعد الناس عن روح الدين‪ ،‬وضلوا عن القواعد التي تركها األسالف‪ ،‬وتبدلت الغرائز‪.‬‬ ‫وفسدت األخالق وضعفت المرؤات وصار الكفر يرمى من به جزافا‪.‬‬ ‫ولكن وإن تغير الزمن‪ ،‬فإنه لم يغير خلق اإلنسان‪ ،‬والعقول لم تضمر والطبيعة‬ ‫باقية في اإلنسان كما كانت من قبل‪ ،‬وهاهم علماء األمم يحدوهم األمل إلى‬ ‫بلوغ أقصى ما يتصوره العقل البشري ويصلون إليه باجتهادهم وجدهم وقد كان‬ ‫أجدادهم في جهل وعماء وكان أسالفنا في نور العلم وضياء المدينة وكان كلما مر‬ ‫عليهم الزمن إال وجدوا واجتهدوا‪.‬‬ ‫فلماذا ركن فقهاؤنا وعلماؤنا إلى التقليد وارتاحوا إليه وهم كذلك ال يقلون‬ ‫عقال وال عزيمة عن علماء كل األمم‪.‬‬ ‫وتوافرت شروط االجتهاد في بعضهم لذلك فإن التقليد يحرم عليهم‪.‬‬ ‫وقد قال اهلل تعالى في محكم كتابه العزيز‪« :‬اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت‬ ‫(‪)2‬‬ ‫عليكم نعمتي ورضيت لكم اإلسالم دينا»‪.‬‬ ‫ومعنى هذا أنه سبحانه وتعالى قد أتم دينه لألمة اإلسالمية جمعاء وأكمل‬ ‫بذلك نعمته الكبرى عليها‪.‬‬ ‫ويعني كذلك استقالل الشريعة بأصولها وفروعها ويبين أيضا لها الدوام‬ ‫والخلود‪.‬‬ ‫وأحكامها شاملة لكافة ميادين الحياة البشرية‪ ،‬والشمول ال يبرز أنه قد‬ ‫نص على حكم كل واقعة استجدت مستقبال‪ ،‬وإنما يبين أن الشريعة أتت بالمبادئ‬ ‫العامة والقواعد األساسية لتصير تحتها كل القضايا واألمور التي تتغير بتغير األزمان‬ ‫والبيئات والعادات وأما القضايا الثابتة واألمور التي يؤثر فيها اختالف األزمنة واألمكنة‬ ‫فقد عالجتها الشريعة بأحكام مفصلة ثابتة‪ ،‬كأحكام العبادات مثال‪.‬‬ ‫وأما ما يقبل التغيير والتبديل بتغير األزمان والظروف‪ ،‬فقد جاءت الشريعة‬ ‫اإلسالمية بالقواعد العامة وتركت للمجتهدين من علماء الدين مهمة اإلستنباط من‬ ‫تلك القواعد لما يستجد من الوقائع والحوادث‪.‬‬ ‫ولهذا كان منصب االجتهاد في الشريعة فرضا على األمة اإلسالمية بواسطته‬ ‫تسير في حياتها على شريعة اهلل وتحتكم إليه‪.‬‬ ‫وقد كان النبي صلى اهلل عليه وسلم والصحابة والتابعون من بعده يعملون‬ ‫به‪ ،‬ثم التزم به المجتهدون وجعلوه طريقا نيرا في الحياة‪ ،‬دفعا للحرج وبغية تحقيق‬ ‫اليسر والسماحة ورعاية الضروريات والحاجات والمصالح الطارئة‪ ،‬للتجاوب مع‬ ‫تطلعات الناس وإثباتا لصالحية الشريعة اإلسالمية الدائمة الخالدة‪.‬‬ ‫وهذا أمر طبيعي تجاه كل قانون أو تشريع تكون نصوصه عادة محدودة‬ ‫متناهية‪ ،‬والوقائع والقضايا غير محدودة وال متناهية‪ ،‬والمحدود ال يحيط عادة بغير‬ ‫المحدود إال عن طريق االجتهاد والفقهاء مطالبون شرعا بتعريف الناس بأحكام اهلل‪،‬‬ ‫وإن ما من نازلة أو حادثة إال لإلسالم فيها إيجاب أو تحريم‪ ،‬وإذا لم يجتهد الفقهاء‬ ‫كانوا آثمين معطلين بال تردد‪ ،‬فاالجتهاد روح التشريع‪ ،‬وال بقاء لشرع لم يظل الفقه‬ ‫واالجتهاد فيه حيا مرنا ألن االجتهاد في الوقائع الجديدة التي تتطلب موقفا شرعيا‬ ‫محددا فيها‪ ،‬هو من أعظم القرب التي يتقرب بها إلى اهلل ألنه نقطة االرتكاز التي‬ ‫يقوم عليها الحكم بصالح شريعة اإلسالم لكل زمان ومكان‪.‬‬ ‫إال أن االجتهاد في نطاق الشريعة ال يعني العمل بالرأي المحض والعقل المجرد‬ ‫والهوى الخاص‪ ،‬وإنما البد من االعتداد بقواعد الشرع الكلية‪ ،‬ومقاصد التشريع‬ ‫العامة واألعراف الصحيحة التي ال تصادم النصوص القطعية أو الخاصة بأمر معين‪.‬‬ ‫وموضوع االجتهاد هذا هو الذي سيكون محور هذا البحث والدراسة المتواضعة‬ ‫إلثبات أن االجتهاد والتجديد أصل من أصول التشريع اإلسالمي دعا إليه القرآن‬ ‫الكريم‪ ،‬وحثت عليه السنة وحجيته ال تقل عن حجية باقي أصول التشريع األخرى‪،‬‬ ‫وبالخصوص فإننا اليوم في أمس الحاجة إلى االجتهاد على ما كان عليه أسالفنا‬ ‫الميامين في القرون الماضية‪ ،‬وذلك لتباعد الشقة بيننا وبين العهود األولى للدعوة‬ ‫اإلسالمية ونزول الوحي الذي كان يكفل للناس البت في المشاكل والوقائع الذي‬ ‫تعذر عليهم إيجاد الحلول لها‪ ،‬فلم يكونوا يلجأون إلى االجتهاد إال قليال‪ ،‬وكذلك‬ ‫لتغيير األحوال تغييرا كبيرا وتشعب المسائل تشعبا ال يحد‪.‬‬ ‫وقد تناولت في دراستي هاته المعطيات التالية‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ تعريف االجتهاد ومجاله‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ مستند االجتهاد وشروطه والعلوم المتصلة بعملية اإلستنباط‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ هل يحتاج المجتهد إلى المنطق والفلسفة؟!‬ ‫‪ 4‬ـ حجية االجتهاد‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ مكانة االجتهاد بين أصول التشريع اإلسالمي‪.‬‬ ‫‪ 6‬ـ االجتهاد واجب كفائي‪.‬‬ ‫وفي الختام‪ ،‬قمت بمحاولة توضيح ضرورة حاجتنا إلى االجتهاد في هذا العصر‬ ‫أكثر من أي وقت مضى واإللحاح على اللجوء إليه فيما استعصى علينا من األمور‬ ‫والقضايا‪ ،‬بدل استيراد الحلول لها من شرائع أمم ال تربطنا بها أية صلة روحية‬

‫وعقائد ية واجتماعية وأتمنى التوفيق والفالح في مسعاي‪.‬‬ ‫‪ 1‬ـ تعريف االجتهاد ومجاله‬ ‫االجتهاد في اللغة‬ ‫اال جتهاد هو ـ كما قال ابن األثير ـ بذل الوسع في طلب األمر‪ ،‬وهو (افتعال) من‬ ‫الجهد والطاقة‪ ،‬والجهد بالضم‪ :‬الوسع والطاقة‪ ،‬وبالفتح المشقة‪ .‬ويقال‪ :‬اجتهد في‬ ‫األمر أي بذل وسعه وطاقته في طلبه ليبلغ مجهوده‪ ،‬ويصل إلى نهايته‪ ،‬سواء كان‬ ‫هذا األمر من األمور الحسية كالمشي والعمل‪ ،‬أو األمور المعنوية كاستخراج حكم أو‬ ‫نظرية عقلية أو شرعية أو لغوية‪ ،‬فيقال‪ :‬بذل طاقته ووسعه في تحقيق أمر من األمور‬ ‫التي تستلزم كلفة ومشقة‪ ،‬وال يقال اجتهد في حمل قلم أو كتابة سطر أو سطور مما‬ ‫ليس فيه مشقة‪.‬‬ ‫ومثله لفظ جد أي اجتهد في حمل صخرة أو تصنيف كتاب أو تحقيق مخطوط‪.‬‬ ‫االجتهاد في اإلصطالح‬ ‫األصوليون حاولوا وضع تعريف لالجتهاد‪ ،‬لذا انطلقوا من المعنى اللغوي له‪،‬‬ ‫وهو استلزامه للمشقة‪ ،‬مع أخذ الظن في تعريفه‪.‬‬ ‫وقد عرفه القاضي البيضاوي بأنه‪ :‬استفراغ الجهد في درك األفكار الشرعية‬ ‫وعرفه الغزالي بأنه‪ :‬بذ ل المجتهد وسعه في طلبه العلم بأحكام الشريعة‪.‬‬ ‫كما أن بعض علماء األصول يعرفون االجتهاد بأنه استفراغ الجهد وبذ ل‬ ‫غاية الوسع‪ ،‬إما في استنباط األحكام الشرعية وإما في تطبيقها‪ .‬فاالجتهاد على‬ ‫هذا التعريف قسمان‪ :‬أحدهما خاص باستنباط األحكام وبيانها‪ ،‬وثانيهما خاص‬ ‫بتطبيقها‪ .‬وعرفها األستاذ المحقق الخوئي بأنه «تحصيل الحجة على الحكم‬ ‫الشرعي» وهو يتضمن اعتبار الملكة في أساسه‪ ،‬ألنه كون مستند الحكم حجة للفقيه‬ ‫يقتضي كونه واحدا للملكة‪.‬‬ ‫والبحث في مسألة االجتهاد من األبحاث المشتركة بين علم أصول الفقه‬ ‫وبين علم الفقه‪.‬‬ ‫وخالصة القول في معنى االجتهاد عند الشيعة اإلمامية اإلثنى عشرية‬ ‫«الجعفرية» ومجال االجتهاد عندهم هو األدلة األربعة‪ :‬الكتاب والسنة واإلجماع‪،‬‬ ‫ودليل العقل‪.‬‬ ‫مستند االجتهاد وشروطه وحجيته‪:‬‬ ‫ال يحصل االجتهاد إال بمعرفة العلوم التي تتصل بعملية االستنباط فال يكفي‬ ‫مجرد القدرة على فهم الحديث أو اآلية لصحة دعوى االجتهاد‪ ،‬وما أكثر أصحاب‬ ‫الدعاوي من هذا القبيل في أيامنا‪.‬‬ ‫والعلوم التي تتصل بعملية االستنباط هي‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ علوم اللغة العربية‪ :‬يلزم لطالب االجتهاد الخبرة المناسبة لمسائل النحو‬ ‫والصرف الذي يؤهله لمعرفة حركات اإلعراب‪ ،‬واختالف معنى اللفظ باختالفها‪،‬‬ ‫ويكون له القدرة على معرفة ما يجهله من ذلك في مصادره من معاجم اللغة‪ ،‬ولغة‬ ‫الحديث‪ ،‬ولغة الكتاب الحكيم وتفسيره‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ الخبرة األدبية‪ :‬طالب االجتهاد البد له من معرفة كافية بالبالغة العربية‪،‬‬ ‫واألساليب العربية‪ ،‬في التعبير الفصيح البليغ‪ ،‬وال يتأتى هذا بدراسة كتب البالغة‬ ‫القديم منها والحديث إذ البد باإلضافة إلى ذلك من قراءة ودراسة النصوص‬ ‫والنماذج في الفكر العربي اإلسالمي بوجه خاص‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ المعرفة التاريخية‪ :‬طالب االجتهاد البد له من المعرفة التاريخية العامة لنشوء‬ ‫اإلسالم وسيرة الرسول صلى اهلل وعليه وسلم‪ ،‬كما يجب عليه معرفة المالبسات التي‬ ‫كانت محيطة بصدور النص التشريعي في الكتاب والسنة‪ ،‬وخاصة أسباب النزول‪،‬‬ ‫وذلك ألن اإلحاطة بالمالبسة تزيد من القدرة على فهم النص والتعرف على أبعاده‪،‬‬ ‫وتجعل في ذهن الفقيه حيوية الواقع الموضوعي‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ أن تكون عالما بأصول الفقه‪ :‬طالب االجتهاد البد له أن يكون عالما بأصول‬ ‫الفقه ويكون صاحب رأي في مسائل العلم‪ ،‬وما يتصل منها بحجية الظواهر‪ ،‬وخبر‬ ‫الواحد‪ ،‬وأحكام العام والخاص والمطلق والمفيد‪ ،‬وقواعد التعارض والتزاحم واألصول‬ ‫العملية إلى غير ذلك من مسائل التي يتوقف عليها االستنباط‪.‬‬ ‫وال يكفي التقليد في علم أصول الفقه‪ ،‬لكن االجتهاد في مسائله البد منها‬ ‫لتحصيل درجة االجتهاد في الفقه‪ ،‬وإال فالمقلد في األصول مقلد في األحكام‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ علم الرجال‪ :‬البد لطالب االجتهاد من حاجة إلى علم الرجال موقوفة على‬ ‫المبنى في أحد التفصيالت في مسألة حجية خبر الواحد‪ ،‬إذ أن عمل المشهور من‬ ‫الفقهاء بالخبر الضعيف من حيث السند يكون جابرا لضعفه أم ال‪.‬‬ ‫وال بد من معرفة أحوال الرواة‪ ،‬وأن يميز التقاة منهم من غيرهم ومعرفة‬ ‫مراتبهم في الوثاقة في سلسلة السند‪.‬‬ ‫وهل يحتاج المجتهد إلى المنطق والفلسفة؟!‬ ‫من المعروف أن كثيرا من الباحثين ذكروا أن المنطق من العلوم التي يتوقف‬ ‫المجتهد على معرفته بدليل أن معرفة سالمة الدليل واالحتجاج الصحيح موقوفان‬ ‫على ضرورة معرفة المسائل الفلسفية وذلك ألن االستنباط من القواعد التي تبنى‬ ‫على مسلمات عقلية محتاجة إلى المعرفة الفلسفية زيادة على علم المنطق‪ ،‬ألنه من‬ ‫موارد االحتياط العقلي‪ ،‬ودفع الضرر إلى غير ذلك‪.‬‬ ‫وهناك شروط تكميلية ال يلزم وجودها في المجتهد وإنما يستحب توفرها فيه‬ ‫وهي‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ معرفة مقاصد الشريعة‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ العلم بالعرف الجاري‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ الورع والعفة‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ حسن الطريقة وسالمة المسلك‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ اإلفتقار إلى اهلل تعالى والتوجه إليه بالدعاء‪.‬‬ ‫‪ 6‬ـ ثقته بنفسه وشهادة الناس له باألهلية‪.‬‬ ‫‪ 7‬ـ موافقة عمله تقتضي قوله‪.‬‬ ‫ولقد بالغ بعض األصوليين في وضع القيود وسن الشروط ولكن عذرهم‬ ‫في ذلك خطورة مسؤولية االجتهاد وخطورة مهمة المجتهد الذي يقع عليه وحده‬ ‫العبء األكبر في دراسة أوضاع المجتمع والتعرف على مشاكل العصر‪ ،‬وإبراز حلول‬ ‫لها ضمن الشريعة اإلسالمية‪ .‬وخاصة وقد تعددت في عصرنا الحاضر‪ ،‬اإلتجاهات‬ ‫وتشعبت وضعف كذلك الوازع الديني عند المسلمين‪ ،‬فعندما تتوفر هذه الشروط في‬ ‫المجتهد يستطيع تحديد مواقفه الصحيحة والصريحة دون خوف أو شك أو تقرب من‬ ‫سلطان أو محاباة لعزيز بل يكون رائده في كل ذلك الحق والعدل في تحقيق مقاصد‬ ‫الشريعة اإلسالمية السمحاء وتقرير أهدافها لصالح اإلنسانية جمعاء‪.‬‬ ‫الهوامش‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ سورة النساء آية ‪83‬‬ ‫‪ 2‬ـ سورة المائدة آية ‪3‬‬

‫(يتبع)‬

‫الثورة الفكرية‬ ‫واالنتقال من الحداثة‬ ‫إلى ما بعد الحداثة‬ ‫إذا كان العالــم يتحــدث عن الثورة الهادئــة التي‬ ‫حدثت في مجال القيم واالتجاهات لدى الجماهير في‬ ‫مختلف أنماط المجتمعات اإلنسانية المعاصرة‪ ،‬فيمكننا‬ ‫أن نضيف إليها ثــروة معرفية بالغــة األهميــة‪ .‬ورغم‬ ‫أهميتها إال أن المعارك الفكرية التي تنطوي عليها‪،‬‬ ‫لم تصل بعد آثارها إلى الجماهير‪ ،‬ألنها أساسا تدور‬ ‫بين النخب الفكرية في مختلف األقطار‪ ،‬وبعبارة أخرى‬ ‫ما زال الحوار الفكري محصورا في الدوائر في الدوائر‬ ‫األكاديمية والفكرية‪.‬‬ ‫وكيفما كان األمر فإن هذه الثورة الفكرية المعرفية‬ ‫يمكن – حسب الباحثين – أن تتلخص في عبارة واحدة‬ ‫وهي االنتقال من الحداثة إلى ما بعد الحداثة‪ .‬وبعبارة‬ ‫أخرى فمشروع الحداثة الغربي الذي بدأ أساسا منذ عصر‬ ‫التنوير األوروبي قد انتهى حسب نفس الباحثين‪ ،‬وأننا‬ ‫ننتقل حاليا إلى مرحلة جديدة من تاريخ اإلنسانية وهي‬ ‫مرحلة ما بعد الحداثة‪ .‬ومشروع الحداثة الغربي قام على‬ ‫أساس عدة أعمدة رئيسية‪ ،‬أهمها الفردية والعقالنية‬ ‫واإليمان بفكر التقدم اإلنساني المطرد‪ ،‬والحتمية في‬ ‫التاريخ والطبيعة‪.‬‬ ‫وق��د ساهم في إذك��اء مفهوم ما بعد الحداثة‪،‬‬ ‫مجموعة من أب��رز الباحثين الطالئعيين في مجال‬ ‫النقد األدبي والفلسفة والعمارة وعلم االجتماع‪ ،‬من‬ ‫بينهم الناقد األمريكي المصري األصل إيهاب حسن‬ ‫الذي يجمع المؤرخون لحركة ما بعد الحداثة بأنه أحد‬ ‫الرواد المعتدين في هذا المجال‪ ،‬وقد جمع إيهاب حسن‬ ‫إسهاماته في هذا المجال لمدة عشرين عاما في كتاب‬ ‫نشره سنة ‪ 1987‬تحت عنون «التحول ما بعد الحداثي ‪:‬‬ ‫مقاالت في نظرية وثقافة ما بعد الحداثة»‪.‬‬ ‫غير أن المؤلف البارز ال��ذي أص��دره ال��ذي أصدره‬ ‫(المانيفسو) الخاص بما بعد الحداثة والذي نعى خبر‬ ‫وفاة عصر الحداثة هو الفيلسوف الفرنسي (ليوطار)‬ ‫في كتابه الشهير «الظرف ما بعد الحداثي ‪ :‬تقرير عن‬ ‫المعرفة» الذي نشر سنة ‪ 1979‬بالفرنسية ثم ترجم إلى‬ ‫اإلنجليزية بعد ذلك‪ ،‬ومما جاء في كتاب ليوطار‪ ،‬أن أهم‬ ‫معالم المرحلة الراهنة من معالم المعرفة اإلنسانية‪ ،‬هو‬ ‫سقوط النظرة الكبرى وعجزها عن قراءة العالم‪ ،‬ويقصد‬ ‫بها أساسا األنساق الفكرية المغلقة التي تتسم بالجمود‪،‬‬ ‫والتي تزعم قدرتها على التفسير الكلي للمجمع‪ ،‬ومن‬ ‫أمثلتها البارزة اإليديولوجيات‪ ،‬وربما كانت الماركسية‬ ‫ في رأيه ‪ -‬هي الحالة النموذجية‪ ،‬ومن ناحية أخرى‬‫سقطت فكرة الحتمية سواء في العلوم الطبيعة – كما‬ ‫عبرت عن ذلك فلسفة العلوم المعاصرة – أو في التاريخ‬ ‫اإلنساني‪ .‬فليست هناك كما أثبتت األحداث – حتمية‬ ‫في التطور التاريخي من مرحلة إلى مرحلة‪ ،‬على العكس‬ ‫– كما تدعو إلى ذلك حركة ما بعد الحداثة – التاريخ‬ ‫اإلنساني مفتوح على احتماالت متعددة‪ ،‬ومن هنا رفض‬ ‫فكرة «التقدم» الكالسيكية التي كانت تتصور تاريخ‬ ‫اإلنسانية وفق نموذج خط صاعد من األدنى إلى األعلى‪.‬‬ ‫على العكس ترى حركة ما بعد الحداثة أنه ليس هناك‬ ‫دليل على ذلك‪ ،‬فالتاريخ اإلنساني قد يتقدم‪ ،‬ولكنه قد‬ ‫يتراجع‪ ،‬وتضرب لذلك مثال على عجز فكرة التقدم‪ ،‬في‬ ‫فترة الحرب العالمية األولى التي كانت بربرية بكل ما‬ ‫تعنيه الكلمة من معنى‪ ،‬ثم ظهرت النازية والفاشية‪،‬‬ ‫واشتعال الحرب العالمية الثانية بكل ما انطوت عليه من‬ ‫فظائع وجرائم وحشية وخسائر مادية وبشرية جسيمة‪.‬‬


‫العدد ‪907‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫‪14‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 25‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫ذكرى هجرة الرسول‬ ‫ـ‪1‬ـ‬

‫إن في حياة األمم والشعوب مناسبات خالدة‪ ،‬وذكريات متميزة يحتفلون بها كلما حلت‬ ‫ذكرها ودار الحول على تاريخها ووقتها‪ ،‬يستحضرونها ألخذ العبر من أحداثها والدروس من‬ ‫أبطالها‪ ،‬ويستغلون مناسباتها لتعليم األبناء وإرشاد األجيال الصاعدة إلى سبل األباء واألسالف‬ ‫في بناء األمجاد‪ ،‬وإن لنا معشر المسلمين مناسبات ومحطات لوعدنا إليها ووقفنا على أحداثها‬ ‫واستنبطنا العبر والدروس من أفعال رجالها لكانت لنا نبراسا وهدى ال نظل معه وال نشقى‪،‬‬ ‫نذكر هذا والعالم اإلسالمي يحتفل هذا األسبوع بحلول العام الهجري الجديد ‪ ،1439‬الذي‬ ‫يذكرنا بهجرة خير األنام صلوات اهلل وسالمه عليه‪ ،‬من مكة إلى المدينة حيث ساد المسلمون‬ ‫وسارت الدعوة في طريق النجاح‪ ،‬تلك الذكرى التي ال نجد لها مثيال في التاريخ الحديث وال‬ ‫في القديم‪ ،‬فمهما قلبنا صفحات التاريخ على طوله ال نظفر بحادثة ترتب عليها ما ترتب على‬ ‫الهجرة من اآلثار الجليلة في اإلصالح االجتماعي وترقية النفوس واألرواح‪ ،‬وبث مكارم األخالق‪،‬‬ ‫وتنعيم القلوب بما العين رأت وال أذن سمعت وال خطر على قلب بشر‪ ،‬فقد علمتنا هجرته صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم ـ إن كنا نقبل التعليم ـ أن نطلب العز وال نقيم على الذل‪َ « ،‬وللِهَّ ِ ا ْل ِعز َُّة َولِ َر ُ�سو ِل ِه‬ ‫َول ِْل ُم�ؤْ ِمنِنيَ »‪ ،‬أن نذكر دائما أن الباطل مهما كثرت أعوانه وقويت شوكته البد أن تنهار دعائمه‬ ‫فيبقى أمام الحق مغشيا عليه يملؤه الخزي وتعلوه الكآبة يتوارى من القوم من سوء ما نزل‬ ‫به‪ ،‬علمتنا الهجرة أن نمقت الباطل وأهل الباطل وأن نجاهد في سبيل الحق بكل ما يمكننا‬ ‫من الوسائل‪ ،‬علمتنا الهجرة أنه يجب علينا في سبيل الحق والدفاع عن الدين أن نضحي بكل‬ ‫غال ورخيص‪ ،‬علمتنا الهجرة أن النتصار الحق أسبابا وعوامل أهمها توحيد الكلمة في شجاعة‬ ‫وصبر وجلد وإيمان‪.‬‬ ‫فبالهجرة تحققت األمنيات وتأسست دولة اإليمان على العز والنصر المبين‪ ،‬وانتشر اإلسالم‬ ‫فحلت العقيدة الصحيحة السليمة مكان الفاسدة الواهية‪ ،‬وأصبحت االنتصارات تتالحق وتتزاحم‪،‬‬ ‫وطويت بذلك صفحات الشرك والضالل‪ ،‬فتفتحت قلوب الناس لتوحيد اهلل وعبادته‪ ،‬وانساقت‬ ‫عن طواعية واختيار لطاعته وطاعة رسوله والتمسك بكتابه وسنة نبيه‪ ،‬وأصبح اإلسالم يغزو‬ ‫القلوب واألفكار وينتشر بين الناس انتشار الرياح في األقطار‪ ،‬فبالهجرة أتم اهلل سبحانه وتعالى‬ ‫على المومنين نعمته وأكمل لهم دينهم الذي ارتضى لهم ‪ ،‬وبها كسر شوكة الباطل وفرق‬ ‫قوته‪.‬‬ ‫فقد بعث اهلل سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور‪،‬‬ ‫وليضع عنهم أغاللهم التي كانت عليهم ‪ ،‬وليشيد لهم مدنية سامية يتفيئون ظاللها ويرتقون‬ ‫بها ذروة المجد والسؤدد ما استمسكوا بهذه المدنية اإلسالمية الصالحة لكل عصر ومصر‪،‬‬ ‫ونشأ صلى اهلل عيه فقيرا أميا في بيداء جاهلية‪ ،‬فكان في أول حياته يتقلب من حضانة إلى‬ ‫حضانة ومن وصاية إلى وصاية‪ ،‬وجعل يرعى الغنم ويشتغل بالتجارة أجيرا‪ ،‬وهو مع ذلك ينقطع‬ ‫إلى عبادة اهلل الملك العالم إلى أن نزل عليه الوحي وأمر بتبليغه‪ ،‬فبدأ بأهله وعشيرته‪ ،‬ثم جعل‬ ‫ينشر دعوته شيئا فشيئا بين قومه‪ ،‬ويقول لقريش ولسائر العرب ُ‬ ‫«ق ْل َت َع َال ْوا �أَت ُْل َما َح َّر َم َر ُّب ُ‬ ‫ك ْم‬ ‫َ اَّ‬ ‫ِن ِ�إ ْم اَل ٍق ۖ ن َْح ُن ن َْر ُز ُق ُ‬ ‫ن ِ�إ ْح َ�سانًا ۖ َو اَل َت ْقت ُ​ُلوا �أَ ْو اَلدَ ُ‬ ‫ُ�ش ُ‬ ‫عَ َل ْي ُ‬ ‫ك ْم‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫كْ ْ‬ ‫كوا ِب ِه َ�ش ْي ًئا ۖ َو ِبا ْل َوال َِد ْي ِ‬ ‫ك ْم ۖ اَ �أل ت رْ ِ‬ ‫ُ‬ ‫للهَّ‬ ‫اَ‬ ‫اَّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ذل ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِك ْم‬ ‫ْ�س َّالتِي َح َّر َم ا �إِل ِب حْال ِّق ۚ َ ٰ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫وا‬ ‫ُل‬ ‫ت‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫ط‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫ظ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫�ش‬ ‫و‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫وا‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫احِ‬ ‫َّ‬ ‫ْهَ‬ ‫هَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ۖ‬ ‫َو�إِ َّياهُ ۖ‬ ‫ون « و» َو اَ‬ ‫ك ْم ت َْعق ُ‬ ‫اك ْم ِب ِه َل َع َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َو َّ�ص ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ى َي ْب ُل َغ �أَ ُ�ش َّد ُه ۖ َو�أَ ْو ُفوا‬ ‫ِيم �إِ اَّل ِب َّالتِي هِ َي �أَ ْح َ�س ُن َح َّت ٰ‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫وا‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ِل‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫اع ُ‬ ‫ُكلِّ ُ‬ ‫دِلوا َو َل ْو َ‬ ‫َان ِبا ْلق ِْ�س ِط ۖ اَل ن َ‬ ‫ا ْل َ‬ ‫ان َذا ُق ْر َب ٰ‬ ‫ى ۖ َو ِب َع ْهدِ‬ ‫ف َنف ًْ�سا �إِ اَّل ُو ْ�سعَهَ ا ۖ َو�إِ َذا ُق ْلت ُْم َف ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ك ْي َل َو مْالِيز َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اَ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫اطي ُم ْ�ستقِي ًما فاتب ُِعوه ۖ َول ت َّتب ُِعوا‬ ‫اللهَّ ِ �أ ْوفوا ۚ ٰ‬ ‫ون» و « َو�أ َّن هٰذا �صرِ َ ِ‬ ‫ذلِك ْم َو َّ�صاك ْم ِب ِه ل َعلك ْم تَذك ُر َ‬ ‫اك ْم ِب ِه َل َع َّل ُ‬ ‫ِك ْم َو َّ�ص ُ‬ ‫ذل ُ‬ ‫ال�س ُب َل َف َت َف َّر َق ِب ُ‬ ‫ون »‪ .‬هذه من الوصايا التي جاء بها‬ ‫ك ْم عَ ْن َ�سبِي ِل ِه ۚ َ ٰ‬ ‫ك ْم َت َّت ُق َ‬ ‫ُّ‬ ‫زعيم اإلنسانية وإمامها سيدنا محمد بن عبد اهلل الكفيلة بحقن الدماء وحفظ السالم ونشر‬ ‫لواء المحبة واإلخاء بين جميع األمم واألفراد والجماعات‪ ،‬وهي سبيل الديموقراطية الحقة التي‬ ‫تصبو إليها جميع األمم‪ .‬تال صلى اهلل عليه وسلم على مسامع العرب هذه الفضائل الكريمة‬ ‫فلم يستجب له إال قليل ممن هدى اهلل ‪ ،‬أما جمهورهم من ذوي المكانة والقدر فقد كبر عليهم‬ ‫ما يدعوهم إليه ‪ ،‬وكرهوا أن يفارقوا ما ألفوا عليه آباءهم من عبادة األوثان وإن باينت العقل‬ ‫وجانبت المحجة‪ .‬وهكذا التقليد الضار يقعد األمم عن النهوض ويصد العزائم عن المضي‪،‬‬ ‫ويحول بين المرء ونور العلم‪ ،‬فهو الجهل ونذير الفناء‪ ،‬وقد رضيت قريش بهذا التقليد فقالوا ‪:‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬ ‫ون» ثم ما لبثوا أن تمردوا على الرسول صلى اهلل‬ ‫ى �أُ َّم ٍة َو ِ�إنَّا عَ َل ٰ‬ ‫« �إِنَّا َو َج ْدنَا �آ َبا َءنَا عَ َل ٰ‬ ‫ى آ� َثا ِرهِ ْم ُم ْهت َُد َ‬ ‫عليه وسلم وأتباعه فأذاقوهم ألوان العذاب وضروب اآلالم ليرجعوا عن دينهم فال يزيدهم ذلك‬ ‫العذاب إال فناء في الحق وإمعانا في الصبر وحبا هلل ورسوله‪ ،‬أما الرسول صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫فأوذي بصنوف اإليذاء وأنواعه‪ ،‬خنقوه ووضعوا سالل الجزور على ظهره وهو يصلي‪ ،‬ووضعوا‬ ‫القذر على بابه واألشواك في طريقه و ‪...‬و‪ ...‬و ‪...‬فما نال منه اإليذاء‪ .‬وعبثا حاول هؤالء الذين‬ ‫لم يدركوا المعاني السامية إغراءه عن طريق المال والمجد والملك‪ ،‬حيث قالوا له‪ :‬إن كنت تريد‬ ‫ماال جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا ماال‪ ،‬وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا‪ ،‬وإن كنت‬ ‫تريد شرفا سودناك علينا حتى النقطع أمرا دونك‪ ،‬فما كان صلى اهلل عليه وسلم طالبا لملك وال‬ ‫مال وال جاه‪ ،‬وإنما هو رسول رب العالمين لتبليغ هدايته إلى الناس أجمعين‪.‬‬ ‫وانظر إلى اإليمان النبوي لما جاءت قريش إلى عمه أبي طالب ليحول بينه وما بين ما يريد‪،‬‬ ‫فقال صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬واهلل ياعمي لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على‬ ‫أن أترك هذا األمر ما تركته حتى يظهره اهلل أو أهلك دونه»‪.‬‬ ‫مكث صلى اهلل عليه وسلم ثالث عشرة سنة يدعو قومه إلى عبادة اهلل ويزكيهم ويعلمهم‬ ‫الكتاب والحكمة‪ ،‬فلم يزدهم دعاؤه إال نفورا واستكبارا‪ ،‬ونال أذى شديدا وتهويال وتهديدا من‬ ‫أبي جهل وأبي لهب وعقبة ابن أبي معيط وغيرهم من المستهزئين الذين يجعلون مع اهلل‬ ‫إلها آخر فسوف يعلمون‪ ،‬وكان أبو جهل لعنه اهلل كثيرا ما ينهى رسول اهلل صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم عن الصالة عند البيت‪ ،‬فقال له أول مرة بعد أن رآه يصلى‪ :‬ألم أنهك عن هذا ؟ فأغلظ‬ ‫له صلى اهلل عليه وسلم القول وهدده‪ ،‬فقال‪ :‬أتهددني وأنا أكثر أهل الوادي ناديا ‪ ،‬فأنزل اهلل‬ ‫ى �أَ َر�أَ ْي َ‬ ‫سبحانه وتعالى في ذلك « �أَ َر َ�أ ْي َ‬ ‫ت ِ�إ ْن َ‬ ‫ى‬ ‫ان عَ َلى ا ْلهُ َد ٰ‬ ‫ى عَ ْب ًدا ِ�إ َذا َ�ص َّل ٰ‬ ‫ت َّالذِي َينْهَ ٰ‬ ‫ك َ‬ ‫َ‬ ‫للهَّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ى �أَ َر�أَ ْي َ‬ ‫ِن مَ ْ‬ ‫ى �أ مَ ْ‬ ‫ك َّذ َ‬ ‫ى َ‬ ‫ت ِ�إ ْن َ‬ ‫َّا�ص َي ِة‬ ‫ل َي ْع َل ْم ِب�أ َّن ا َي َر ٰ‬ ‫ب َو َت َو َّل ٰ‬ ‫�أَ ْو �أَ َم َر ِبال َّت ْق َو ٰ‬ ‫ل َي ْن َت ِه َلن َْ�س َف ًعا ِبالن ِ‬ ‫ك اَّل َلئ ْ‬ ‫اط َئ ٍة َف ْل َي ْد ُع نَادِ َي ُه َ�سن َْد ُع ال َّز َبا ِن َي َة َ اَ‬ ‫َا�ص َي ٍة َ‬ ‫ت ْب » فلما كثر عليه‬ ‫كاذِ َب ٍة َخ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫ك اَّل ل ت ُِط ْع ُه َو ْا�س ُج ْد َو ْاق رَ ِ‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم وعلى أتباعه اإليذاء وأحيط بالعداوة من كل جانب والشر من كل جهة‪،‬‬ ‫وضاق عليه الفضاء والتمس كل وسيلة للبقاء‪ ،‬فلم يجد الوسيلة‪ ،‬ولم يكن لهذا من سبب إال‬ ‫أنه يريد حماية اإلنسانية ويريدها عزيزة‪ ،‬ويأبى التقليد والغرور والحرمان من نعمة التمييز بين‬ ‫الخير والشر والضار والنافع ‪ ،‬ألنهما يطمسان نور العقل ويردان الفطرة إلى أسفل السافلين‪،‬‬ ‫فكان من الطبيعي أن يلتمس الوسائل لردع أولئك السفهاء ‪ ،‬وشق طريق للحرية وللحق حتى‬ ‫يصال إلى مأمن يقيهما هذه الشرور الجامحة‪ ،‬ويبعدها عن نيران هذه البشرية البهيمة‪ ،‬ليؤدي‬ ‫الرسول األمين صلى اهلل عليه وسلم رسالته عن ربه وينجلي ليل الوثنية وزمن عبادة المادة‪،‬‬ ‫ويسطع نور الوحي اإللهي ليمأل القلوب طمأنينة ويواسي الضعفاء وينزل الجبابرة من مكانهم‬ ‫ِن َذ َ‬ ‫َّا�س �إِنَّا َخ َل ْقن ُ‬ ‫ى‬ ‫ك ٍر َو�أُ ْن َث ٰ‬ ‫العلي إلى مأوى العباد‪ ،‬ويصيح بالناس جميعا‪َ « :‬يا �أَ ُّيهَ ا الن ُ‬ ‫َاك ْم م ْ‬ ‫َ‬ ‫للهَّ‬ ‫ك ْم عِ ن َْد اللهَّ ِ �أَ ْت َق ُ‬ ‫ك َر َم ُ‬ ‫َو َج َع ْلن ُ‬ ‫ار ُفوا ۚ �إِ َّن �أَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ري» فهداه تفكيره‬ ‫َاك ْم ُ�ش ُعو ًبا َو َق َبائ َِل لِ َت َع َ‬ ‫اك ْم ۚ �إِ َّن ا عَ ل ٌ‬ ‫ِيم خ ِب ٌ‬ ‫بإلهام من اهلل إلى أن طالئع النصر ستأتي من قبل المدينة وأنها ستكون مقر الهداية ومبعث‬ ‫النور‪ ،‬فأمر أصحابه بالهجرة إلى يثرب والخروج سرا وفرادى حتى ال يثيروا ثائرة قريش عليهم‪،‬‬ ‫وبدأ المسلمون يهاجرون متفرقين لكن قريشا فطنت لألمر فحاولت أن ترد كل من استطاعت‬ ‫رده إلى مكة لتفتنه عن دينه أو تعذبه وتنكل به‪ ،‬وتتابعت هجرة المسلمين إلى يثرب ومحمد‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم مقيم حيث هو ال يعرف أحد هل اعتزم اإلقامة أم قرر الهجرة حتى إذا أذن‬ ‫اهلل له بالهجرة فأسر بها إلى صديقه األول أبي بكر الصديق رضي اهلل عنه‪ ،‬فسأله الصحبة‬ ‫فقال‪:‬نعم‪ ،‬ثم أخذ أبو بكر يهيئ الزاد واتفقا على الخروج تحت ستار الليل حتى اليراهما أحد‪،‬‬ ‫وعلى الرغم من كل هذا فقد علمت قريش بما عزم عليه الرسول صلى اهلل عليه وسلم فهاج‬ ‫هائجهم واجتمعوا للنظر في األمر‪.‬‬

‫ـ يتبع ـ‬

‫في الذكرى األربعينية لوفاة الفقيد المؤرخ محمد بنخليفة‬ ‫‪ ‬برحاب الزاوية البدوية بمدينة القصر‬ ‫الكبير‪ ،‬وفي جو مفعم بالمشاعر الروحية واألحاسيس‬ ‫الصوفية‪ ،‬وبعد صالة العصر ليوم الجمعة ‪ 24‬ذو‬ ‫الحجــة ‪ 15 /1438‬شتمبر ‪ .2017‬أحيت جمعيــة‬ ‫البحث التاريخي واالجتماعي بالقصر الكبير وأسرة‬ ‫الفقيد محمد بنخليفة حفال تأبينيا ترحما على روحه‬ ‫الطاهرة بمناسبة الذكرى األربعينية لوفاته‪.‬‬ ‫وإحياء هذه الذكرى بالزاوية البدوية‪ ،‬يعود إلى‬ ‫عاملين اثنين‪ :‬أولهما البعد الصوفي في شخصية‬ ‫الراحل الذي كان أحد مريدي هذه الزاوية‪ ،‬وثانيهما‬ ‫رغبة األسرة في إقامة هذه الذكرى برحاب الزاوية‬ ‫وفاء لروحه ولرغبته الدفينة والمحبة لهذه الزاوية‪.‬‬ ‫حضر التأبين أعضاء الجمعية‪ ،‬وأقارب الفقيد‪،‬‬ ‫وثلة من أصدقائه وتالميذه ومحبيه‪ .‬وتولى تنسيق‬ ‫فقرات الذكرى األستاذ الشريف مصطفى الطريبق‬ ‫الكاتب العام للجمعية‪.‬‬ ‫استهل الحفل بآيات بينات من القرآن الكريم‬ ‫تالها السيد المقرئ محمد قنديل أحد أصدقاء المرحوم‪ ،‬ثم ألقى منسق الفقرات الشاعر مصطفى‬ ‫الطريبق كلمة جامعة عن حياة المرحوم‪.‬‬ ‫وبعدها أعطيت الكلمة للشريف الحاج األستاذ المهدي المجول نائب رئيس الجمعية‪ ،‬الذي‬ ‫تولى إلقاء كلمة الجمعية‪ ،‬مذكرا الحاضرين بخصال المرحوم‪ ،‬ومما جاء في كلمته « كان المرحوم‬ ‫عضوا نشيطا وفعاال في هذه الجمعية‪ ،‬لم يتخلف قط عن اجتماعاتها وعن تنوير أعضائها بأفكاره‬ ‫النيرة وقراراته الحاسمة‪ ،‬كان قليل الحديث كثير اإلنصات‪ ،‬وحين تنضج الفكرة في رأسه يصدر قراره‬ ‫الحاسم وسرعان ما تتم المصادقة عليه من طرف الجميع‪ ،‬كان ال يحب الجدل العقيم ويحترم الرأي‬ ‫العملي المنتج بكل وضوح وبدون خلفيات‪ ،‬كان ال يحب الظهور وتقليد المسؤوليات لتسيير الجمعية‪،‬‬

‫وإنما كان يحب العمل‪ ‬ويناصر اآلراء المنتجة التي تفيد‬ ‫الجمعية وتدفعها إلى األمام‪ ،‬رجل وديع محبوب لدى‬ ‫الجميع بتواضعه الجم‪ ،‬ال يكابر وال يدعي أنه يعرف أكثر‬ ‫من غيره‪ ،‬ولكنه حينما ينتج ويقدم للجمعية مشاريعه‬ ‫الثقافية سرعان ما ندرك مع من نحن‪ ،‬وأي فكر يحمله‬ ‫هذا الجالس معنا‪ ،‬أغنى المكتبة المحلية والوطنية بما‬ ‫أصدرته إليه الجمعية‪ ،‬ومنها‪ :‬القصرالكبير أعالم أدبية‬ ‫علمية تاريخية سنة ‪ - 1994‬الشتيت والنثير في أخبار‬ ‫القصر الكبير سنة ‪ 1998-‬المغرب ومقدمة ابن خلدون‬ ‫أوذيل على المقدمة سنة ‪ - 2008‬المستصفى من أخبار‬ ‫القبائل العربية بالمغرب األقصى سنة ‪ - 2012‬المجتمع‬ ‫القصري في المنتصف األول للقرن العشرين سنة ‪–2015‬‬ ‫له أبحث أخرى منها ما نشر ومنها ما لم ينشر‪.»...... .‬‬ ‫وكان للشعر حضور في هذه المناسبة من خالل‬ ‫قصائد عبر من خاللها الشعراء عما يكنون من حب‬ ‫للراحل‪ ،‬وما خلفه من فراغ يصعب تعويضه‪ .‬وتمثل ذلك‬ ‫في القصائد التالية‪:‬‬ ‫*‪ -‬قصيدة للشاعر األستاذ عبد الرحمان الشاوش عضو الجمعية جاءت على لسان مدينة القصر‬ ‫الكبير‪ ،‬عنونها ب «أنا مدينته المتفجعة»‪.‬‬ ‫*‪ -‬قصيدة للشاعر الطيب المحمدي‪ ،‬الموسومة ب « سنبلة المعارف»‬ ‫*‪ -‬قصيدة للشاعر الشريف مصطفى الطريبق‪ ،‬عنونها ب « محمد بنخليفة نموذج النزاهة»‪.‬‬ ‫ثم ألقى نجل الفقيد عبد اهلل بنخليفة كلمة األسرة شكر فيها الجمعية‪ ،‬والحاضرين‪.‬‬ ‫وختم الحفل بوصلة من فن السماع والمديح برآسة السيد محمد قنديل‪ ،‬وبدعاء للمرحوم‪.‬‬ ‫محمد أخريف (رئيس الجمعية)‬


‫العدد ‪907‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 25‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫حدائق الأزاهر يف م�ستح�سن الأجوبة وامل�ضحكات‬ ‫واحلكم والأمثال واحلكايات والنوادر‬ ‫وهوكتاب جامع للحكم واألمثال والنوادروالحكايات‪،‬ألفه الفقيه األديب محمد بن محمد بن محمد أبو بكر ابن عاصم القيسي الغرناطي قاضي من فقهاء‬ ‫المالكية باألندلس توفي بمسقط رأسه غرناطة عن عمر السابعة والستين سنة (عام ‪ 829‬هـ الموافق ‪1426‬م)؛كان يجلد الكتب في صباه‪ ،‬وتقدم حتى‬ ‫ولي قضاء القضاة ببلده‪.‬‬ ‫وقد أخذ عن أعالم منهم‪:‬‬ ‫أبو إسحاق الشاطبي‪ ،‬وأبو عبد اهلل القيطاجي‪ ،‬وأبو عبد اهلل الشريف التلمساني‪ ،‬وأبو إسحاق ابن الحاج‪ ،‬وابن عالق‪ ،‬وخااله أبو بكر‪ ،‬ومحمد ولدا أبي القاسم‬ ‫بن جزي‪ ،‬وابن لب وغيرهم‪.‬‬ ‫وله من المؤلفات‪:‬‬ ‫ــ تحفة الحكام في نكت العقود واألحكام‪ (:‬أرجوزة في الفقه المالكي تعرف بالعاصمية)‪ ،‬شرحها جماعة من العلماء‪.‬‬ ‫ــ أراجيز في األصول والنحو والقراءات‪.‬‬ ‫وحدائق األزاهر في مستحسن األجوبة والمضحكات والحكم واألمثال والحكايات والنوادر (وهو الكتاب الذي سنتحف به القارئ الكريم عبر سلسلة‬ ‫حلقات)‪.‬‬

‫في المضحكات الحسنة الخفيفة على األلسنة‬ ‫ذكر المتنبي في مجلس أمير بمحضر المعري وجماعة‪ ،‬فأخذ األمير يطعن على المتنبي‪ ،‬ويضعف‬ ‫شعره‪ ،‬ويذكر مقابحه‪ ،‬وكان المعري حام ً‬ ‫ال على األمير؛ لقلة إحسانه إليه‪ ،‬فحمله ذلك على أن خالفه‪،‬‬ ‫وأثنى على المتنبي‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫هو أشعر الشعراء‪ ،‬وأحسنهم شعراً‪ ،‬ولو لم يكن له إال قصيدته التي أولها ‪« :‬لك يا منازل في القلوب‬ ‫منازل»‪.‬‬ ‫فأمر األمير أن يضرب بالسياط‪ ،‬فضرب وأخرج‪ ،‬فعظم ذلك على من حضر المجلس‪ ،‬وقالوا لألمير‪:‬‬ ‫«رجل كبير من أهل العلم تضربه؛ لما يقول عن المتنبي‪ ،‬إنه أشعر الشعراء؟ ما ذاك بصواب»‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫«ليس كما قلتم‪ ،‬وإنما ضربته على تعريضه بي»‪ ،‬قالوا‪« :‬وكيف ذلك؟»‪ ،‬قال‪« :‬ألنه لم يفضله بقصيدة‬ ‫من عالي شعره‪ ،‬وإنما فضله بتلك القصيدة مع أنها ليست من عالي شعره؛ ألنه يقول فيها بعد أبيات ‪:‬‬ ‫وإذا أتتك مذمتي من ناقص ‪ ...‬فهي الشهادة لي بأني كامل»‪.‬‬ ‫فاستحسن من حضر فهمه‪ ،‬وحدة ذهنه‪ ،‬وعذروه فيما فعل‪ ،‬وسئل المعري بعد ذلك‪ ،‬فقال‪« :‬واهلل‬ ‫ما قصدت غير ذلك»‪.‬‬ ‫قال أبو زيد‪ :‬رأيت أعرابياً كأن أنفه كوز من عظمه‪ ،‬فرآنا نضحك منه‪ ،‬فقال‪« :‬ما يضحككم؟ فواهلل‬ ‫لقد كنت في قوم يسمونني األفطس»‪.‬‬ ‫وقال‪« :‬ما رأيت الديك في بلد قط إال وهو يدعو‬ ‫الدجاجة إذا وجد الحبة‪ ،‬ويلتقطها لها إال بمروة‪ ،‬فإني‬ ‫رأيته يأكل وحده‪ ،‬وال يدعو الدجاجة إذا وجد الحبة‪،‬‬ ‫فعلمت أن لؤمهم كثير جداً‪ ،‬وهو طبع فيهم»‪..‬‬ ‫وقال‪« :‬رأيت بها طف ً‬ ‫ال صغيراً‪ ،‬وبيده بيضة‪ ،‬فقلت‬ ‫له‪ :‬أعطنيها‪،‬فقال لي‪ :‬ليس تسع في يدك؛ فعلمت أن‬ ‫المنع طبع مركب فيهم»‪..‬‬ ‫وجلس ثقيل إلى بشار بن برد‪ ،‬فخرج من بشار‬ ‫ريح منكرة‪ ،‬فظن الرجل أنها فلتة‪ ،‬فمشى في حديثه‪،‬‬ ‫فأعادها بشار ثانية وثالثة‪ ،‬فقال له‪« :‬يا أبا معاذ‪ ،‬ما‬ ‫هذا؟»‪ ،‬قال‪« :‬رأيت أو سمعت؟»‪ ،‬قال‪« :‬بل سمعت»‪،‬‬ ‫قال‪« :‬كل ما سمعت ريح‪ ،‬ال تصدق حتى ترى»‪.‬‬ ‫وقال بعضهم‪ :‬رأيت قبرين‪ ،‬مكتوب على أحدهما‪:‬‬ ‫«من رآني فال يصغرن قدري؛ أنا كنت أحبس الرياح‬ ‫وأفرقها»‪ ،‬وعلى اآلخر‪« :‬كذب ابن الزانية‪ ،‬إنما كان‬ ‫يجمع الرياح في الزق ثم يخرجها»‪ ،‬قال‪« :‬فما رأيت‬ ‫مشاجرة بين ميتين غيرهما»‪.‬‬ ‫وقال آخر‪« :‬رأيت قبرين‪ ،‬مكتوب على أحدهما‪« :‬أنا ابن سافك الدماء»‪ ،‬وعلى اآلخر‪« :‬أنا ابن مستخدم‬ ‫الرياح»‪ ،‬فسألت عنهما فقيل لي‪ :‬أحدهما ابن حجام‪ ،‬واآلخر ابن حداد»‪.‬‬ ‫وقال بعضهم‪« :‬مثل الحريص في طلب الدنيا‪ ،‬كمثل رجل يصلي خلف اإلمام‪ ،‬وهو مستعجل لحاجته‪،‬‬ ‫فهو يسبق اإلمام بالركوع والسجود‪ ،‬استعجا ًال للفراغ‪ ،‬وال ينفعه ذلك وال يخرجه من الصالة إال سالم‬ ‫اإلمام»‪.‬‬ ‫ارتفع رجل وامرأته إلى بعض القضاة‪ ،‬وكانت متنقبة‪ ،‬فأخذ القاضي معها‪ ،‬ففطن الرجل لذلك‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫«أيها القاضي‪ ،‬قد شككت أنها زوجتي‪ ،‬فمرها تسفر عن وجهها»‪ ،‬فوقع ذلك على اختيار القاضي‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫«اكشفي عن وجهك»‪ ،‬فلما كشفت عن وجهها‪ ،‬رآها قبيحة‪ ،‬فقال‪« :‬أخزاكن اهلل‪ ،‬تجيء إحداكن بعيني‬ ‫مظلومة‪ ،‬فإذا كشفت‪ ،‬كشفت عن وجه ظالمة»‪.‬‬ ‫جاءت امرأة إلى موثق يشهد عليها في عقد‪ ،‬فوجد اسمها جميلة‪ ،‬فلما نظر إليها وجدها قبيحة‪،‬‬ ‫فرمى العقد من يده وقال‪« :‬ال أشهد بالزور؛ إنما أنت قبيحة»‪.‬‬ ‫وجه المبرد غالمه في حاجة‪ ،‬وقال له بحضرة الناس‪« :‬إن رأيته‪ ،‬فال تقل له‪ ،‬وإن لم تره‪ ،‬فقل له»‪،‬‬ ‫فذهب الغالم ورجع‪ ،‬وقال له‪« :‬لم أره فقلت له‪ ،‬فجاءه‪ ،‬فلم يجيء»‪ ،‬فسئل الغالم عن معنى هذا‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫«بعثني إلى غالم‪ ،‬وقال لي‪ :‬إن رأيت موالك‪ ،‬فال تقل له‪ ،‬وإن لم تر مواله‪ ،‬فقل له‪ ،‬فذهبت فلم أر مواله‪،‬‬ ‫فقلت للغالم ما أمرني‪ ،‬فجاء مواله‪ ،‬فلم يجيء الغالم»‪.‬‬ ‫أرسل أعرابي غالمه إلى امرأة يواعدها موضعاً‪ ،‬يأتيها فيه‪ ،‬فذهب الغالم‪ ،‬وأبلغها الرسالة‪ ،‬فكرهت‬ ‫المرأة أن تقول للغالم ما بينهما‪ ،‬فقالت له‪« :‬واهلل لئن أخذت أذنيك ألعركهما عركاً‪ ،‬وأشدك إلى تلك‬ ‫الشجرة‪ ،‬حتى تغش عليك العتمة»‪ ،‬فانصرف الغالم إلى مواله‪ ،‬وحكى له قولها‪ ،‬فعلم أنها واعدته تحت‬ ‫الشجرة‪ ،‬وقت العتمة‪.‬‬ ‫أراد أحد تالمذة أبي حنيفة أن يتزوج‪ ،‬وكان فقيراً‪ ،‬فلم يأخذه أحد لفقره‪ ،‬فشكى ذلك ألبي حنيفة‪،‬‬

‫فقال له‪« :‬ضع يدك على ذكرك‪ ،‬وسر واخطب‪ ،‬فإن سألك الناس عن حالك‪ ،‬وما عندك فابعثه إلي»‪ ،‬ففعل‬ ‫الطالب ما أمره‪ ،‬فجاء شخص إلى أبي حنيفة‪ ،‬فسألـه عن حال ذلك التلميذ‪ ،‬وهل عنده شيء أم ال؟ فقال‬ ‫أبو حنيفة‪« :‬رأيت بيده سلعة‪ ،‬إذا أهلت عليه‪ ،‬ثمنها خمسمائة دينار»‪ ،‬فأخذه فلم يجد عنده شيئاً‪.‬‬ ‫مر طفيلي بقوم يأكلون‪ ،‬فقال‪« :‬السالم عليكم معشر اللئام»‪ ،‬قالوا‪« :‬ال‪ ،‬واهلل‪ ،‬إال كرام»‪ ،‬فجلس‪،‬‬ ‫وقال‪« :‬اللهم اجعلهم من الصادقين واجعلني من الكاذبين»‪.‬‬ ‫خطر طفيلي على قوم يأكلون‪ ،‬فجلس يأكل معهم‪ ،‬فقالوا له‪« :‬هل تعرف منا أحداً؟»‪ ،‬قال‪« :‬نعم»‪،‬‬ ‫قالوا‪« :‬من هو؟»‪ ،‬قال‪« :‬هذا»‪ ،‬وأشار إلى الخبز‪.‬‬ ‫ومر طفيلي بقوم يأكلون‪ ،‬فقال لهم‪« :‬ما تأكلون؟»‪ ،‬فقالواً‪« :‬سماً»‪ ،‬قال‪« :‬ال خير في الحياة بعدكم»‪،‬‬ ‫وبدأ يأكل معهم‪.‬‬ ‫وقال بعضهم‪« :‬كانت لي حاجة عند بعض الحكام‪ ،‬فلم يقضها لي‪ ،‬فجلست في طريقه‪ ،‬فكل من‬ ‫يأتي إليه أصلح بينهم بدراهمي‪ ،‬حتى قطعت عليه معيشته من الناس‪ ،‬فقيل له عني‪ ،‬فبعث إلي‪ ،‬وقضى‬ ‫حاجتي»‪..‬‬ ‫وكان آخر له محفظة‪ ،‬لها طاقتان‪ ،‬طاقة نظيفة‪،‬‬ ‫واألخ��رى غير نظيفة‪ ،‬وعنده دراه��م طيبة‪ ،‬ودراه��م‬ ‫رديئة‪ ،‬فإذا أراد شراء اللحم‪ ،‬فإن قطع بائع اللحم له ما‬ ‫يرضيه‪ ،‬جعله في الطاقة النظيفة‪ ،‬وأعطى من الدراهم‬ ‫الطيبة‪ ،‬وإن كان غير ذلك جعله في الطاقة األخرى‪،‬‬ ‫وأعطى من الدراهم الرديئة‪ ،‬فإن رد الدراهم‪ ،‬رد له هو‬ ‫اللحم‪ ،‬وقد سوده‪.‬‬ ‫واشترى رجل ثنا [هكذا]‪ ،‬وأنفق عليه مثل ثمنه‪،‬‬ ‫فوجده مالحاً‪ ،‬ال يستطيع أحد أكله‪ ،‬فذهب به لبائعه‪،‬‬ ‫ورغب إليه في رد ثمنه‪ ،‬ويخسر ما ينفق عليه‪ ،‬فأبى من‬ ‫ذلك‪ ،‬فجلس بالقرب منه‪ ،‬فكل من يجيء‪ ،‬ليشتري منه‬ ‫يقول له‪« :‬إياك أن تشتري منه‪ ،‬وإن شئت فذق هذا‪،‬‬ ‫فإنه منه»‪ ،‬فلم يشتر أحد منه‪ ،‬فأعطاه ثمنه وما أنفق‬ ‫عليه‪ ،‬وانصرف عنه‪..‬‬ ‫وكان لنصراني قرد‪ ،‬فأعطاه دجاجة ينتفها‪ ،‬فأخذتها حدأة من بين يديه‪ ،‬فبقي القرد خائفاً من‬ ‫سيده‪ ،‬فجرح نفسه‪ ،‬ولطخ جسده وبقي ملقى على قفاه باألرض‪ ،‬كأنه ميت‪ ،‬فلما أكلت الحدأة الدجاجة‪،‬‬ ‫رجعت تتشوف‪ ،‬فرأته على تلك الحال فنزلت إليه لتأخذه‪ ،‬فقبض عليها‪ ،‬وقطع رأسها ونتفها‪ ،‬ودفعها إلى‬ ‫سيده‪ ،‬وقد كان ينظر فعله‪.‬‬ ‫مر أبو العيناء بموسى بن المتوكل‪ ،‬فقال له‪« :‬انزل على ما حضر»‪ ،‬فقدم له صحفة بلحم‪ ،‬وخبزاً‪،‬‬ ‫فأدخل أبو العيناء يده‪ ،‬فقلبها‪ ،‬فما وقعت يده إال على عظم‪ ،‬فقال‪« :‬يا سيدي‪ ،‬هذه صحفة أو قبر؟»‪،‬‬ ‫فضحك موسى‪ ،‬وأمر له بإحضار شيء آخر‪.‬‬ ‫ومر ببشار بن برد قوم‪ ،‬وهم يسرعون بجنازة‪ ،‬فقال‪« :‬ما أظنهم إال سرقوه‪ ،‬فيخافون أن يؤخذ‬ ‫منهم»‪..‬‬ ‫ومرت امرأة من األعراب بقوم من بني نمير‪ ،‬فلحظوها بأبصارهم‪ ،‬فقالت‪« :‬واهلل‪ ،‬يا بني نمير‬ ‫ما أخذتم بواحدة من اثنتين‪ ،‬ال بقول اهلل سبحانه‪ ،‬وال بقول الشاعر»؛ أرادت بقول اهلل سبحانه‪( :‬قل‬ ‫للمؤمنين يغضوا من أبصرهم)‪ ،‬وأرادت بقول الشاعر‪:‬‬

‫فغض الطرف؛ إنك من نمير‬

‫فال كعبـاً بلغـت وال كالبـا‬

‫ومرت امرأة ماجنة‪ ،‬برجل‪ ،‬وهو يأكل‪ ،‬فقالت له‪« :‬أعرس في بطنك؟ نرى لحيتك ترقص»‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪907‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)810‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 25‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫“ المغرب األقصى‬ ‫عند اإلغريق والالتين “‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫صدر كتاب “ المغــرب األقصى عند‬ ‫التي اهتمت بدراسة الشواهد األثرية التي‬ ‫اإلغريــق والالتين – القرن السادس‬ ‫خلفها أسالفنا وظلت حاضرة بشموخها‬ ‫ق‪ .‬م القــرن السابـــع ب‪ .‬م “ لألستاذ‬ ‫المادي وبسلطتها الرمزية داخل الفضاء‬ ‫المصطفى م��والي رشيد سنة ‪1993‬‬ ‫العام الذي نعيش فيه‪ .‬وقد قدم األستاذ‬ ‫الحجم‬ ‫في ما مجموعه ‪ 95‬صفحة من‬ ‫مصطفى موالي رشيد – في القسم األول‬ ‫الجمعية‬ ‫الكبير‪ ،‬وذلك ضمن منشورات‬ ‫من الكتاب – ترجمة عربية راقية لنصوص‬ ‫والنشر‪.‬‬ ‫المغربية للتأليف والترجمة‬ ‫إغريقية اهتمت بالتوثيق لكل من رحلة‬ ‫علمنا‬ ‫حدود‬ ‫ويعتبر هذا العمل – في‬ ‫حانون ورحلة سيالكس ورحلتا أودوكس‬ ‫المتواضع – أول مجهود علمي وطني‬ ‫دي سزيك‪ ،‬كما اهتم المترجم – في نفس‬ ‫ح��اول التعريف بالنصوص القديمة‬ ‫القسم – بتوطين الحدود الجغرافية لمنطقة‬ ‫التي اتخذت من عموم بالد المغرب –‬ ‫موريطانيا الطنجية مع تقديم الئحة غنية‬ ‫وبشكل خاص المنطقة الشمالية منها‬ ‫للمراكز الحضرية وللمواقع الطبيعية‬ ‫– مجاال للترجمة وللترتيب وللتصنيف‪.‬‬ ‫التي توجد بالمنطقة المذكورة مع تحديد‬ ‫وتزداد أهمية هذا المجهود وضوحا إذا‬ ‫إحداثياتها الجغرافية المرتبطة بخطوط‬ ‫علمنا أن النصوص الشرقية القديمة‬ ‫الطول والعرض‪.‬‬ ‫الخاصة بالمغرب تظل متيسرة إلى‬ ‫حد كبير بفضل العمل ال��ذي قام به‬ ‫وفي القسم الثاني من الكتـــاب‪ ،‬ترجم‬ ‫المشارقة في إطار دراستها وترجمتها‬ ‫المصطفى م��والي رشيد نصوصا التينية‬ ‫إلى العربية‪ ،‬الشيء ال��ذي نفتقده –‬ ‫قديمة تناولت وضعية بالد المغرب خالل‬ ‫بشكل كبير – فيما يتعلق بالمصنفات‬ ‫العهود السحيقة وذلك انطالقا مما خلفته‬ ‫اإلغريقية والالتينية التي تظل – على‬ ‫كتابـــات سالوســـت وبومبونيوس ميـــال‬ ‫كثرتها وعلى تنوعها – منبعا أساسيا‬ ‫موقع ليك�سو�س الأثري‬ ‫وبلنيوس األقدم ونهج أنطونان ووصف فيتروف‬ ‫للمعرفة التاريخيــة بمنطقتنــا وبمغربنــــا‬ ‫وتدقيقات الجغرافي دوراف��ي��ن‪ .‬أم��ا في القسم‬ ‫القديم‪ .‬ولقد انتبه األستاذ محمد حجي – الذي كتب تقديم الكتاب ‪ -‬إلى قيمة هذا العمل‬ ‫حيث اعتبره “ خدمة جليلة “ ال شك وأنها ستفيد كل المهتمين بدراسة الماضي العريق الثالث من الكتاب‪ ،‬فقد قدم المؤلف تعريفا بالمؤلفين القدماء الذين اعتمد عليهم في دراسة‬ ‫لبالدنا وذلك ارتكازا إلى نصوص ميسرة وشيقة تظل مهام تجميعها واستنطاقها أفقا مركزيا موضوعه‪ ،‬من أمثال هيرودوت وإراطوسطين‪ .‬وبالنسبة للقسم الرابع‪ ،‬فقد خصصه للتعريف‬ ‫الشتغال الباحثين والمتخصصين‪ .‬ولقد حاول األستاذ حجي ضبط السياق العام الذي يندرج في بالدراسات العلمية الغزيرة التي خلفها الباحث الفرنسي ريمون توفنو الذي يظل أحد أبرز العلماء‬ ‫إطاره هذا الكتاب‪ ،‬عندما قال ‪ ... “ :‬نجد ذكر المغرب مترددا في النصوص القديمة الباقية الذين اهتموا بالتعريف بموريطانيا الغربية أو موريطانيا الطنجية وذلك خالل عمله كمفتش‬ ‫مما كتبه المصريون والفنيقيون واإلغريق والالتينيون‪ ،‬كما نجد أهم المراكز المنتشرة على لآلثار وكأستاذ بمعهد الدراسات العليا المغربية بالرباط ( كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية اآلن)‬ ‫شواطئ المغرب الشمالية والغربية كسبتة وأعمدة هرقل وليكسوس معروفة موصوفة عند منذ بداية اشتغاله ببالدنا وحتى وفاته سنة ‪ .1987‬وفي األخير‪ ،‬أدرج مصطفى موالي رشيد‬ ‫الرحالة والجغرافيين القدامى‪ ،‬محددة بدرجات الطول والعرض مع ذكر التضاريس وما تحتويه ملحقا خاصا باألعالم البشرية الوارد ذكرها في الكتاب‪ ،‬وآخرا بالمصطلحات الجغرافية التي تم‬ ‫من ضروب النبات والحيوان وظروف عيش السكان بقدر ما تسمح به معلومات تلك العصور توظيفها في نفس اإلطار‪ ،‬وثالثا بالمعتقدات القديمة التي كانت منتشرة ببالدنا خالل العهود‬ ‫السحيقة “ ( ص‪.) 3 .‬‬ ‫السحيقة لفترة ما قبل الميالد‪.‬‬ ‫وإذا كان الكتاب قد اهتم بمجموع بالد المغرب القديم‪ ،‬فإن حضور منطقة الشمال قد‬ ‫وبذلك‪ ،‬ساهم المؤلف في تقديم مواد نفيسة‪ ،‬بعد أن نفض غبار النسيان عنها‪ ،‬عبر نقلها‬ ‫ظل وازنا بالنظر لدورها التاريخي الكبير كحلقة وصل بين حضارات العالم القديم والتي كان إلى اللغة العربية بأسلوب سلس يراعي طبيعة الحمولة المعرفية والفكرية للمواد المترجمة‪.‬‬ ‫حوض البحر األبيض المتوسط مجالها الواسع‪ .‬لذلك فإن حواضر الشمال القديمة قد برزت والمالحظ – في نفس السياق كذلك – أن األستاذ المصطفى موالي رشيد لم يكن يكتفي بتعريب‬ ‫في نصوص هذا الكتاب‪ ،‬كنوافذ أمكن للمغاربة أن يطلوا عبرها على ما كان يقع على ضفاف‬ ‫البحر األبيض المتوسط وخاصة بالنسبة للجهات الشمالية ‪ /‬األوربية منها‪ ،‬أو كنقاط ارتكاز األلفاظ وبإعادة ترتيبها‪ ،‬بل إنه تجاوز ذلك إلى التعريف باألعالم البشرية وإلى ضبط ورسم‬ ‫أساسية في انفتاح أجدادنا على اآلخر المتعدد بقيمه وبموروثاته الحضارية المختلفة‪ .‬وقد أدى حدود األماكن والمواقع الجغرافية وإلى مقارنة مختلف مضامين المتون مع بعضها البعض‪،‬‬ ‫ذلك إلى حدوث تالقح حضاري عميق الزلنا نعيش آثاره ومخلفاته حتى يومنا هذا‪ .‬ولعل أهم ثم إلى تصحيح الروايات المضطربة أو الغامضة مع التعريف بأصحابها وبمؤلفاتهم التاريخية‬ ‫ما يقيم الدليل على ريادة مراكز منطقة الشمال في هذا المجال‪ ،‬تلك اإلحاالت المتعددة أو الجغرافية‪ .‬وفي كل هذه المحطات‪ ،‬كان المؤلف وفيا آلليات الضبط والتقصي العلميين‬ ‫لجغرافيي ولمؤرخي “ الضفة األخرى “ اإلغريقية والالتينية إلى خصوصيات هذه المراكز وذلك الصارمين‪ ،‬بشكل جعله يقدم عمال فريدا من نوعه ال شك أنه سيسهل على عموم المشتغلين‬ ‫على المستويات الجغرافية والطبيعية والبشرية‪ ،‬لدرجة يمكن القول – معها – إن هؤالء الكتاب بتاريخ المغرب القديم إمكانيات االطالع على متون الكتابات اإلغريقية والالتينية التي جعلت‬ ‫لم يتعرفوا على خصوصيات بالد المغرب القديم إال من خالل حواضر منطقة الشمال ومراكزها من بالدنا فضاءا للوصف ولالستقراء‪ .‬وبخصوص منطقة الشمال في حدودها الحصرية‪ ،‬فإن‬ ‫الكتاب يزخر بمعطيات جغرافية وتاريخية نفيسة لم تعمل إال على تصحيح بعض المعلومات‬ ‫القديمة‪.‬‬ ‫تتوزع مضامين كتاب “ المغرب األقصى عند اإلغريق والالتين “ بين أربعة أقسام متكاملة الخاطئة حول توطين هذه المنطقة وحول الحدود الجغرافية لمراكزها التاريخية وذلك اعتمادا‬ ‫تقدم العناصر المنهجية والمعرفية الضرورية لتوظيف كتابات األقدمين حول بالدنا وذلك في على تحديدات خرائطية دقيقة‪ ،‬كما أن الكتاب يتيح فرص إعادة اكتشاف رؤية “ اآلخر “ لحواضرنا‬ ‫مجال الدراسات المونوغرافية الشاملة وفي مجال الدراسات القطاعية المحصورة زمنيا خالل القديمة وإلنسان المنطقة‪ ،‬خاصة على مستوى ضبط عالقات المكان بساكنته سواء في حدوده‬ ‫عهود ما قبل ميالد السيد المسيح عليه السالم‪ ،‬وكذا في مجال الدراسات األركيولوجية الميدانية اإلقليمية الضيقة أو في امتداداته المتوسطية الواسعة‪.‬‬

‫انطالق الموسم الدراسي‪ 2018/2017‬بإقليم العرائش‬ ‫أشرف عامل إقليم العرائش مصطفى النوحي مؤخرا بمدرسة الشريف اإلدريسي بالعرائش على‬ ‫إعطاء اإلنطالقة للدخول المدرسي للموسم الدراسي ‪. .2018/2017‬‬ ‫حفل االفتتاح استهل بتحية العلم الوطني من أداء تلميذات وتالميذ هذه المؤسسة‪ .‬التي تلقى بها‬ ‫عامل اإلقليم والوفد المرافق له شروحات وإضاحات من طرف المدير اإلقليمي لوزارة التربية الوطنية‬ ‫محمد كليل حول وضعية التربية والتعليم باإلقليم‪ ،‬سواء المتعلقة بالبنيات التحتية أوبالموارد البشرية‬ ‫والمؤشرات التربوية‪ ،‬كما قدم مدير مدرسة الشرف اإلدرييس نظرة شمولية عن ظروف التمدرس بهذه‬ ‫المؤسسة والمؤشرات اإليجابة التي توصلت إليها إدارة المؤسسة والتي تؤشر على موسم دراسي‬ ‫سيكون جيدا بفضل التطور الذي حدث هذه السنة فيما يخص المنظومة التربوية‪ .‬و قد بلغ عدد‬ ‫المستفيدين من المبادرة الملكية مليون محفظة باإلقليم ما مجموعه ‪ 70749‬مستفيدة ومستفيد من‬ ‫بينها ‪ 61161‬في التعليم االبتدائي و‪ 10941‬في التعليم الثانوي اإلعدادي تشكل منها اإلناث ‪. 33870‬‬ ‫عامل اإلقليم قام بالمناسببة بزيارة لبعض األقسام‪ ،‬حيث اطلع على سير التمدرس بها واستغلها‬ ‫مناسبة وزع خاللها العديد من األدوات المدرسية في إطارالمبادرة الملكية لتوزيع مليون محفظة على‬ ‫التلميذات والتالميذأبناء الفقراء والمعوزين‪ .‬لتمكينهم من متابعة دراستهم في أحسن الظروف‪. ،‬‬ ‫نفس األنشطة قام بها عامل إقليم العرائش‪ ،‬عندما زار مدرسة عالل بن عبد اهلل بالقصر الكبير‬ ‫ثم الثانوية اإلعدادية موالي عبد السالم بن مشيش بالجماعة القروية تطفت حيث أشرف على إعطاء‬ ‫انطالقة للدخول المدرسي الجديد بهاتين المؤسستين التربويتين‪ ،‬كما قام بتوزيع الكتب والمحافظ‬ ‫المدرسية على عد من التالميذ المعوزين‬

‫م ‪ .‬الحراق‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 25‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪907‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)375‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫مواطن من مدينة طنجة‪ ،‬إطار رسمي‬ ‫متقاعديتهم وكالة للسلف‬ ‫بالنصب واإلحتيال‬ ‫المواطن (ع‪.‬ب) من مدينة طنجة‪ ،‬إطار متقاعد من مؤسسة مغربية‬ ‫رسمية‪ ،‬توجه لجريدة طنجة بوثائق تثبت محاولة تعرضه للنصب و‬ ‫اإلحتيال من طرف وكالة «وفاسلف»‪ ،‬التي سبق و أن اقترض منها مبلغا‬ ‫ماليا ليتم اقتطاع ‪ 4105.48‬درهم كل شهر و لمدة خمس سنوات‪ ،‬و‬ ‫ذلك حين كان ال يزال يزاول مهمته الوظيفية‪ ،‬إلى هنا األمر يبدو عاديا‪،‬‬ ‫لكن‪ ،‬يفاجأ المواطن المقترض منذ مدة بسيطة بتلقي وث‪d‬قة من‬ ‫الوكالة تدعي فيها عدم تأديته لألقســاط الشهريـة لمدة عام و نصف‬ ‫بين ‪ 2013-01-26‬و ‪ ،2013-07-26‬األمر الذي شجبه المشتكي و ندد‬ ‫بهذا التصرف الالمقبول قانونيا خصوصا و أن صندوق التقاعد و منذ‬ ‫تقاعده هو من يتكفل بدفع األقساط مباشرة من مستحقاته الشهرية‪.‬‬ ‫بتاريخ ‪ 8‬شتنبر ‪ 2017‬حصل ع‪.‬ب على شهادة رسمية من الصندوق‬ ‫المغربي للتقاعد‪ ،‬مفادها أن المبلغ المتبقى من قرض سابق يتم إقتطاع‬ ‫سوماته الشهرية أوتوماتيكيا من الصندوق ال يتعدى ‪ 82‬ألف درهم ‪،‬‬ ‫عكس ما جاء في وثائق لوكالة «وفاسلف» تدل على أن المبلغ المتبقي‬ ‫هو ‪ 174‬ألف درهم‪ ،‬معللين هذا الفرق الواضح في المبلغ بعدم دفع‬ ‫المقترض األقساط الشهرية لمدة سنة و نصف‪.‬‬ ‫السؤال الذي يطرحه المواطن المشتكي اليوم‪ ،‬هو كيف لوكالة‬ ‫للقرض لها تاريخ بالتجربة اإلقتراضية بالمغرب‪ ،‬أن تسهو عن بعث‬ ‫إنذارات بعدم السداد لمدة عام و نصف و تستمر في تلقي األقساط‬ ‫مباشرة من صندوق التقاعد؟؟ ما الذي يدور بين الوكالة و الصندوق‪،‬‬ ‫هل هو سوء تسيير و تنظيم‪ ،‬أم أن األمر تعدى اإلهمال و وصل إلى حد‬ ‫استغفال المواطنين لسلبهم المزيد و المزيد كلما اقترب انتهاء مدة‬ ‫قرض معين؟؟ ‪.‬‬ ‫تجدر اإلشارة إلى أن المواطن ع‪.‬ب‪ ،‬عمل طوال حياته بمؤسسات‬ ‫رسمية إطارا خادما فيها لمصالح المواطنين و خادما بلده و وطنه‪ ،‬فكيف‬ ‫نجازيه اليوم‪ ،‬بعد ما أكمل مسيرته المهنية بكل نزاهة و جدية‪ ،‬ليسقط‬ ‫في فخ لعبة ربما ستجر معها العديد من األط��راف التي ساهمت في‬ ‫توريطه و العبث بنفسيته بعد كل هذا العمر‪.‬‬ ‫و لنا موعد الحق مع مستجدات هذه القضية لتتضح أكثر للرأي العام‪.‬‬ ‫ج‪.‬ش‬

‫أسرة من طنجة تناشد وكيل الملك‬ ‫لدى المحكمة االبتدائية بطنجة‬ ‫إلنصافها‬ ‫وجهت السيدة (ن‪ .‬ش) شكاية إلى السيد وكيل جاللة الملكة لدى‬ ‫المحكمــة االبتدائيــة بطنجــة‪ ،‬منـــذ تاريـخ ‪ 18‬أبريل ‪2016‬ـ تحت‬ ‫رقم‪ ،2016 /3101 /3679 ،‬ضد أسرة التمسماني القاطنة بزنقـة‬ ‫سكوسيا‪ ،‬التي هاجمتها وأمطرتها بوابل من السب والشتم واأللفاظ‬ ‫النابية‪ ،‬بدون سبب وهي تتأهب لدخول الفيال المملوكة لها والمتاخمة‬ ‫لسكنى أخرى مؤجرة لزوجها طبقا لعقد الكراء الذي تتوفر عليه‪ .‬وتم‬ ‫االعتداء في حضرة شاهدة كانت حاضرة بعين المكان لحظة االعتداء‪.‬‬ ‫وتفيد الشكاية أن المشتكية تعرضت النتقام من طرف أخوات من‬ ‫األسرة المشتكى بها بسبب شكاية أخرى كان زوج المشتكية تقدم بها‬ ‫ضد نفس األسرة‪.‬‬ ‫كما أن ابن المشتكية (ن‪.‬ل)‪ ،‬تعرض بدوره للتهديد ومحاولة‬ ‫السرقة واالستفزاز‪ ،‬وهذه المرة بالسكاكين والعصي من طرف إخوان‬ ‫المشتكى بهن‪ ،‬من األسرة نفسها‪ ،‬ويمنعونه من دخول مسكنه‪ .‬وقد‬ ‫تقدم بشكاية إلى السيد وكيل جاللة الملك لدى المحكمة االبتدائية‬ ‫بطنجة منذ ست سنوات وال شيء تحرك‪ .‬لذا‪ ،‬تناشد المشتكية جناب‬ ‫السيد وكيل الملك من أجل تحريك شكايتها واتخاذ المتعين من أجل‬ ‫إنصافها‪.‬‬

‫محمد الطنجاوي‬

‫لجميع إعالناتكم‬ ‫اإلشهارية واإلدارية‬ ‫يف جريدة‬

‫االتصال على الرقم ‪0539943008‬‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪375‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 907‬ـ الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 25‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬ ‫تاريخ رياضة التنس‬ ‫(كرة المضرب)‬ ‫قوانينها ‪ /‬تسميتها ‪ /‬أساسها‬ ‫(‪)2 / 1‬‬

‫تعتبر رياضة التنس األرضي ثاني أكثر الرياضات شعبية في العالم‬ ‫بعد كرة‪ ‬القدم‪ ،‬وهي رياضة عريقة تاريخية كانت حصراً على الطبقة‬ ‫الملكية‪ .‬والقت هذه الرياضة أسماء عديدة من بينها (اللعبة البيضاء)‪،‬‬ ‫و(لعبة الملوك)‪ ،‬واستقرت أخيراً على اسمها‪ ‬الحالي (التنس) حيث إن‬ ‫الذين مارسوها في البداية هم نبالء فرنسا في القرن الثالث عشر‬ ‫الميالدي‪ ،‬ولكن بطريقة بدائية‪ ،‬وذلك عن طريق استخدام كف اليد‬ ‫لضرب الكرة‪ .‬‬ ‫حدثت عقب ذلك تطورات كبيرة في هذه اللعبة حيث استخدمت‬ ‫المضارب ألول مرة بشكل فعلي في القرن الخامس عشر الميالدي‪ ،‬وحتى‬ ‫ذلك الوقت لم تكن هذه الرياضة تتمتع بالطابع التنافسي حيث كانت‬ ‫تمارس كنوع من الترويح عن النفس ال أقل وال أكثر ولم تدخلها الروح‬ ‫التنافسية إال بعد ذلك التاريخ بفترة طويلة‪ .‬‬ ‫ولم تلبث هذه الرياضة أن انتشرت من فرنسا إلى القارة األوروبية‪،‬‬ ‫حيث مارسها اإلنجليز في القرن الخامس عشر الميالدي‪ ،‬واإلنجليز‬ ‫هم أول من أطلق عليها اسمها‪ ‬المعروف حالياً (التنس)‪ ،‬وأقيمت أول‬ ‫بطولة رسمية لهذه الرياضة في إنجلترا وبالتحديد في مدينة ويمبلدون‬ ‫في شهر نوفمبر من سنة ‪1887‬م‪ ،‬وسميت البطولة باسم (بطولة‬ ‫ويمبلدون) وال تزال تقام حتى وقتنا الحاضر‪ ،‬ولم يتم تأسيس اتحاد‬ ‫خاص لهذه اللعبة حتى سنة ‪1913‬م‪ .‬‬ ‫تصنف لعبة التنس حسب األرضية التي تقام عليها المباريات‪ ،‬ولعبة‬ ‫التنس األرضي تصنف في منافساتها حسب نوع األرضية التي تقام عليها‬ ‫المسابقة مثلها مثل األلعاب األخرى ككرة القدم‪ ،‬وتصنف مالعب التنس‬ ‫على النحو التالي‪ :‬‬ ‫ مالعب رملية‪.‬‬‫ مالعب صلبة‪.‬‬‫ المالعب العشبية (المالعب الخضراء)‪.‬‬‫وأبعاد هذه المالعب ثابتة دائماً وخاصة في الطول‪ ،‬والعرض يختلف‬ ‫باختالف المتبارين‪ ،‬حيث إن العرض يزيد قلي ً‬ ‫ال في حالة مسابقات‬ ‫الزوجي‪ .‬‬ ‫وملعب التنس عبارة عن مستطيل يبلغ طوله ‪ 23.77‬متراً‪ ،‬والعرض‬ ‫ثابت ما عدا في منافسات‪ ‬الزوجي حيث يزيد بنسبة ‪ 1.37‬متر‪ ،‬وفي‬ ‫منتصف الملعب توضع شبكة بعرض الملعب تماماً وبارتفاع ‪91.5‬‬ ‫سنتمتراً‪ .‬‬ ‫قوانين اللعبة الدولية وطريقة ممارستها‪ ‬‬ ‫يعتمد في قوانين اللعبة أن يتبادل الالعبان ضرب الكرة على أن تمر‬ ‫الكرة فوق‪ ‬الشبكة الموجودة في منتصف الملعب وعلى أن ال تتجاوز‬ ‫الحدود المسموحة لها داخل‪ ‬المستطيل وتحتسب النقاط ضد أي من‬ ‫الالعبين المتنافسين في الحاالت التالية‪:‬‬ ‫ـ إذا لمس الكرة أو قام بضربها أكثر مرة في نصف الملعب‬ ‫المخصص له‪ .‬‬ ‫ـ إذا لمس الالعب أو مضربه الشبكة الموجودة في منتصف الملعب‪ .‬‬ ‫ـ إذا قام الالعب بضرب الكرة قبل تجاوزها للشبكة الموجودة في‬ ‫نصف الملعب‪.‬‬ ‫ـ إذا لمست الكرة أي جزء من جسمه أو أي شيء آخر خالف الشبكة‬ ‫الخاصة بمضرب الالعب‪.‬‬ ‫(يتبع)‬

‫‪3‬‬

‫بعد‬

‫قطعه دور سدس عشر نهائي كأس العرش بصعوبة في مواجهة فريق‬ ‫اتحاد سيدي قاسم‪ ،‬العائد حديثا إلى القسم الثاني‪ ،‬بالتعادل معه في‬ ‫مباراة الذهاب بهدف لمثله‪ ،‬وفوزه عليه في اإلياب بهدف سجل على بعد حوالي ‪20‬‬ ‫دقيقة من نهاية المباراة‪ ،‬واجه اتحاد طنجة فريق الدفاع الحسني الجديدي بملعب‬ ‫العبدي بالجديدة األربعاء الماضي لحساب ذهاب دور ثمن نهائي المسابقة ذاتها‪.‬‬ ‫وعاد الفريق بنتيجة التعادل السلبي بصفر لمثله‪ ،‬وهي نتيجة صعبة تتطلب من‬ ‫الفريق الطنجاوي خوصض لقاء اإلياب يوم غد األربعاء بحذر كبير إن أراد الذهاب‬ ‫بعيدا في هذه المنافسات‪ ،‬سيما أن وعد بادو الزاكي مدرب الفريق يروم تحقيق‬ ‫أحد األلقاب هذا الموسم‪ ،‬وهذه المسابقة تبقى هي األقرب‪ ،‬وإن أهدرها الفريق‬ ‫فستكون األمور أصعب في باقي األيام باعتبار أن المنافسة على لقب البطولة ليس‬ ‫سهل المنال في ظل قوة العديد من الفرق الوطنية‪ .‬ترى ماذا أعد الفريق لتحقيق‬ ‫وعوده وطموحات جماهيريه‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫فيصل فجر‪...‬‬ ‫النجم املغربي الذي تعاقد مع خيطايف الإ�سباين‬

‫بداية حدثنا فيصل عن كيفية إرتباطك بخيطافي‬ ‫ولماذا فضلت البقاء بإسبانيا‪ ،‬و ماهي األندية التي‬ ‫أعربت عن رغبتها في ضمك بالموازاة مع خيطافي؟‬ ‫بعدما قررت مغادرة ديبورتيفو الكورونيا مع نهاية الموسم‬ ‫طرحت الفكرة على وكيل‬ ‫أعمالي وأخبرنا بعدها إدارة‬ ‫«الديبور»‪ ،‬لمناقشة العروض‬ ‫ال��ت��ي توصلت ب��ه��ا‪ ،‬وبعد‬ ‫دراس��ة لمجموعة من األمور‬ ‫فضلت ال��ل��ح��اق بخيطافي‬ ‫بعدما تعامل معي مسؤولوه‬ ‫بطريقة أعجبتني كثيرا‪ ،‬لذلك‬ ‫ورغ���م ق��وة ال��ع��روض التي‬ ‫كانت أمامي سواء من الناحية‬ ‫الرياضية أو المالية قررت‬ ‫إختيار الفريق المدريدي‪.‬‬ ‫وب��ال��ن��س��ب��ة ل�لأن��دي��ة التي‬ ‫أعربت عن رغبتها في ضمي‬ ‫بالموازاة مع خيطافي‪ ،‬كانت‬ ‫أغلب العروض من إسبانيا‬ ‫تركيا وفرنسا وكما ذكرت في‬ ‫األخير قررت إختيار خيطافي‬ ‫خاصة وأني كنت أيضا أريد‬ ‫البقاء بإسبانيا فالعيش في‬ ‫مدريد يعتبــر شيئا جميلــا‬ ‫وما أتمناه هو أن أنجح في‬ ‫مسيرتي الكروية مع فريقـي‬ ‫الجديد الذي وقعــت رفقته‬ ‫لموسمين‪.‬‬

‫راجت أخبـار في األونــة األخيرة تقــول بأنـــك‬ ‫ساومت غدارة ديبورتيفو الكورونيا باللعب كرسمي‬ ‫الموسم المقبل للبقاء مع الفريق‪ ،‬وما رأيك في‬ ‫التحاق العديد من المحترفين المغاربة هذا الموسم‬ ‫بالبطولة التركية؟‬ ‫ال أبدا لم أساوم مسؤولي ديبورتفيو الكورونيا ولم أشترك‬ ‫اللعب كرسمي مع الفريق وكل هذه األخبار مغلوطة لألسف‪،‬‬ ‫شخصيا أنا مقتنع بما قدمه مع ممثل منطقة غاليسيا وطويت‬ ‫صفحة الماضي وكل ماأفكر فيه حاليا هو خيطافي ومساعده‬ ‫على تحقيق نتائج إيجابية في البطولة اإلسبانية‪ .‬وبالنسبة‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫اللتحاق العديد من المحترفين المغاربة هذا الموسم بالبطولة‬ ‫التركية‪ ،‬فهذه البطولة باتت ومنذ سنوات تستقطب مجموعة‬ ‫من الالعبين الممزين‪ ،‬وإنتقال بعض العبي المنتخب المغربي‬ ‫كان مثاليا على ماأعتقد ألنهم سيحظون بفرصة اللعب أكثر‬ ‫وهذا سينعكس على حضورهم‬ ‫مع المنتخب المغربي‪ ،‬فكما نعرف‬ ‫الناخب الوطني هيرفي رونار‬ ‫يبحث دوما عن أكثر الالعبين‬ ‫خوضا للمباريات ألنهم يكونون‬ ‫أكثر جاهزية‪ .‬كرة القدم التركية‬ ‫تطورت كثيرا على مستوى األندية‬ ‫من الناحية الرياضية والمالية‬ ‫وكذا البنيات التحتية‪ ،‬لذلك أظن‬ ‫أن الفرصة ستكون مواتية أمام‬ ‫المغاربة من أجل تأكيد حضورهم‬ ‫القوي هناك‪.‬‬

‫ستخوض رابــع موسم‬ ‫لـــك في إسبانيــا بلعبــك‬ ‫إللتـشـــي وديبــورتفـــو‬ ‫الكورونيـا‪ ،‬كيــف تتوقع‬ ‫حضورك مع خيطافي؟‬

‫بغــض النظر عن ريال مدريد‬ ‫وبرشلونــة عمالقـــي الكـــرة في‬ ‫إسبانيــا فمستـوى باقي األندية‬ ‫األخـرى يبــقــى متقاربـــا لذلك‬ ‫أطمح أن أقـــدم مستــوى جيــد‬ ‫رفقة خيطافي في بطولة خبرت‬ ‫كواليسهــا وأصبحـــت أعرف كل‬ ‫العبيها تقريبا‪ ،‬لذلك سأحاول أن أسخر تجاربي بكاملها خدمة‬ ‫لفريقي الجديد بعد الترحيب الرائع الذي وجدته من إلدارة‬ ‫الفريق وكذا الطاقم التقني وكافة المسؤلين‪.‬‬

‫حرصت على ضرورة المحافظة على طراوتي البدنية من‬ ‫أجل تجاوز أي مشكل قد أصادفه مع خيطافي‪ ،‬والحمد هلل تعلمت‬ ‫في اللعب بأوروبا العديد من األشياء أبرزها اإلنخراط في أجواء‬ ‫أي فريق جديد والتواصل الجيد مع زمالئي الالعبين وهو ماتم‬ ‫داخل خيطافي الذي أحسست وأني ألعب معه منذ سنوات رغم‬ ‫أني حديث العهد ‪ ‬به‪.‬‬

‫بدء بيع تذاكر مونديال‬ ‫روسيا‬

‫عن «المنتخب»‬

‫قامت اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم لكرة القدم‪ ،‬المقرر إقامتها في روسيا العام المقبل‪ ،‬بطرح تذاكر مباريات البطولة للبيع‬ ‫منذ أمس الخميس‪ .‬ويأتي طرح التذاكر‪ ،‬في إطار الجزء األول للمرحلة األولى من عملية بيع التذاكر التي ستستمر حتى ‪ 12‬أكتوبر‬ ‫المقبل‪ .‬وبإمكان الجماهير‪ ،‬خالل تلك الفترة إرسال طلبات الحصول على التذاكر من خالل الموقع اإللكتروني الرسمي لالتحاد الدولي‬ ‫لكرة القدم «فيفا»‪ .‬وفي حال أن عدد التذاكر التي تقدم الجمهور بطلبات للحصول عليها تجاوز عدد التذاكر المتاحة سيتم تخصيص‬ ‫التذاكر عبر قرعة اختيار عشوائية‪ ،‬وسيتم إبالغ المتقدمين بنتيجة طلباتهم في موعد أقصاه ‪ 16‬نوفمبر المقبل‪ .‬ومن المقرر‪ ،‬أن‬ ‫ينطلق الجزء الثاني من تلك المرحلة‪ ،‬خالل الفترة من ‪ 16‬إلى ‪ 28‬نوفمبر‪ ،‬والتي سيتم خاللها تخصيص التذاكر بنظام األسبقية‪.‬‬ ‫وعقب إجراء قرعة نهائيات البطولة في األول من ديسمبر المقبل‪ ،‬ستضم مرحلة المبيعات فترة تخصص فيها التذاكر بقرعة االختيار‬ ‫العشوائية وتبدأ في ‪ 5‬من نفس الشهر‪ ،‬وتنتهي في ‪ 31‬يناير المقبل‪ ،‬ثم فترة تخصص فيها التذاكر بنظام األسبقية‪ ،‬وتبدأ في ‪13‬‬ ‫مارس‪ ،‬وتنتهي في ‪ 3‬أبريل المقبل‪ .‬وسيحصل الجمهور أيضا على فرصة أخيرة لشراء التذاكر‪ ،‬عبر مرحلة مبيعات اللحظة األخيرة التي‬ ‫ستجرى بنظام أسبقية الشراء بالفترة من ‪ 18‬أبريل إلى ‪ 15‬يوليو القادم‪ ،‬وهو موعد إقامة المباراة النهائية للمونديال‪ .‬وتبدأ أسعار‬ ‫تذاكر البطولة لجماهير الفرق المشاركة بالمونديال‪ ،‬الذي سيقام خالل الفترة من ‪ 14‬يونيو حتى ‪ 15‬يوليو المقبل في ‪ 11‬مدينة‬ ‫روسية‪ ،‬من ‪ 105‬دوالرات‪ ،‬أما أسعار التذاكر المخصصة للجماهير الروسية فتبدأ من ‪ 1280‬روبيل روسي (‪ 22‬دوالر فصاعد)‪ .‬و بناء‬ ‫على طلب السلطات الروسية‪ ،‬يتعين على الجماهير كي تحضر مباريات البطولة‪ ،‬التقدم بطلب للحصول على بطاقة مشجع‪ ،‬بطاقة‬ ‫الهوية الرسمية التي ستصدر للمشجعين‪ ،‬حيث ستكون أيضا بمثابة تأشيرة والستخدام وسائل النقل العام مجانا‪.‬‬


‫الشمال الرياضي‬

‫العدد ‪907‬‬

‫المنتخب المغربي يحقق تقدما ملحوظا‬ ‫في التصنيف الشهري‬ ‫حقق المنتخب المغربي تقدما ملحوظا في التصنيف‬ ‫الشهري الجديد ‪ ،‬الصادر يوم الخميس عن االتحاد‬ ‫الدولي لكرة القدم “الفيفا”‪ ،‬بإرتقائه أربعة مراكز‪ .‬وحل‬ ‫المنتخب المغربي في المركز ‪ 56‬عالميا برصيد ‪635‬‬ ‫نقطة‪ ،‬متقدما بذلك أربعة مراكز عن الترتيب الصادر‬ ‫خالل الشهر الماضي‪ ،‬حيث كان احتل المركز ‪ 60‬عالميا‪.‬‬ ‫و حافظ المنتخب المصري على صدارته للمنتخبات‬ ‫العربية و اإلفريقية‪ ،‬بالرغم من تراجعه خمسة مراكز من‬ ‫ال‪ 25‬إلي ال‪ 30‬عالميا بنحو ‪ 815‬نقطة‪ ،‬أما المنتخب‬ ‫التونسي الذي جاء في المرتبة الثانية إفريقيا فحل في‬ ‫المركز ‪ 31‬عالميا بمجموع ‪ 810‬نقطة‪ .‬و تقدم المنتخب‬ ‫السعودي للمركز ‪ 53‬عالميا‪ ،‬و منتخب تونس للمركز ‪31‬‬ ‫عالميا‪ ،‬بينما تراجعت منتخبات عربية أخرى مثل الجزائر‬ ‫الذي تخلف ( ‪ 14‬مركزا) من الرتبة ‪ 48‬الرتبة ‪. 62‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 25‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫‪19‬‬

‫الليغا‬ ‫أخبار‬ ‫أخبار الليغا‬ ‫دقائق كلوب تحرم برشلونة من كوتينيو‬ ‫في الميركاتو الشتوي‬

‫حوالي ‪ 270‬رياضي من ‪ 15‬بلد يشاركون في‬ ‫بطولة البحر األبيض المتوسط للكراطي بطنجة‬

‫كشفت تقارير إخبارية‪ ،‬أن برشلونة لن يتعاقد مع كوتينيو العب ليفربول ‪ ،‬خالل‬ ‫فترة االنتقاالت الشتوية‪ .‬وأشارت‪ ‬صحيفة ماركا‪ ،‬إلى أن كلوب مدرب الريدز‪ ،‬دفع‬ ‫بالالعب في أخر ‪ 15‬دقيقة‪ ،‬خالل افتتاح دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا‪ ،‬أمام‬ ‫إشبيلية‪ ،‬والتي انتهت بالتعادل ‪ .2-2‬وأضافت أن كوتينيو بهذا لن يتمكن من‬ ‫المشاركة مع برشلونة في دوري األبطال هذا الموسم‪ ،‬مما يجعل الفريق الكتالوني‬ ‫يعدل على األرجح عن رأيه في التعاقد مع الالعب‪ ،‬خالل فترة االنتقاالت الشتوية‬ ‫المقبلة‪ .‬وأضافت الصحيفة أن خيارات برشلونة في فترة االنتقاالت الشتوية‪ ،‬تنحصر‬ ‫في جان سيري‪ ،‬الذي ال يشارك مع فريقه نيس في دوري األبطال‪ ،‬وانيجو مارتينيز الذي‬ ‫ال ينافس فريقه ريال سوسييداد في أهم بطولة قارية على مستوى األندية‪ .‬وحاول‬ ‫برشلونة‪ ،‬التعاقد مع كوتينيو خالل فترة االنتقاالت الصيفية الماضية‪ ،‬لكن ليفربول‬ ‫رفض أكثر من عرضه وطلب ‪ 200‬مليون يورو‪ ،‬من أجل السماح لنجمه البرازيلي‪،‬‬ ‫بالرحيل‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫كارفاخال مهدد باإليقاف التهامه بالعنصرية‬

‫تنظم الجامعة الملكية المغربية للكراطي وأساليب‬ ‫مشتركة النسخة ‪ 26‬من بطولة البحر األبيض المتوسط‬ ‫للكراطي الخاصة بفئات الفتيان والشبان واألمل‪ ،‬يومي‬ ‫‪ 16‬و ‪ 17‬شتنبر الحالي بالقاعة المغطاة الزياتن بمدينة‬ ‫طنجة ‪.‬‬ ‫وألول مرة تنظم هذه التظاهرة التي بلغت نسختها ‪26‬‬ ‫بالمغرب وستعرف مشاركة حوالي ‪ 270‬رياضي من ‪ 15‬بلدا‬ ‫ضمنها‪ ،‬تونس و مصر ومالطا وإيطاليا والبرتغال واندورا‬ ‫وتركيا وفرنسا وإسبانبا وقبرص وكوسوفو باإلضافة إلى‬ ‫المغرب مستضيف الدورة‪.‬‬

‫وكانت عصبة البوغاز للكراطي‪ ،‬حين تنظيمها للنسخة‬ ‫الثامنة من دوري طنجة الدولي المفتوح في مارس الماضي‬ ‫بالقاعة المغطاة بالزياتن بطنجة تطرقت لموضوع احتضان‬ ‫المدينة لهذه البطولة المتوسطية‪ ،‬واعتبرت الدوري المفتوح‬ ‫فرصة الختبار قدراتها في تنظيم هذه البطولة الهامة‪،‬‬ ‫ومناسبة للتحضير لها‪ .‬سيما أنها تشهد مشاركة حوالي ‪450‬‬ ‫فردا من أبطال وأطقم تقنية‪.‬‬ ‫ووصف حسن فكاك‪ ،‬المدير التقني الوطني للجامعة‪،‬‬ ‫استضافة طنجة للبطولة سيمكن من تعزيز إشعاع المغرب‬ ‫على المستوى الدولي‪ ،‬وكذا المدينة‪.‬‬

‫نهضة اتحاد طنجة لكرة السلة‬ ‫يعقد جمعها العام الجمعة المقبل‬ ‫يعقد نهضة اإلتحاد الرياضي لطنجة لكرة السلة‬ ‫جمعه العام العادي يوم الجمعة ‪ 22‬شتنبر ‪ ، 2017‬ابتداء‬ ‫من الساعة السابعة مساء بمقر غرفة التجارة والصناعة‬ ‫و الخدمات طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬بطنجة‪ ،‬لتقديم‬ ‫الحصيلة األدبية و المالية برسم الموسم الرياضي (‬ ‫‪ ،) 2016/ 2017‬يليه عقد جمع عام غير عادي لتعديل‬ ‫التسمية‪.‬‬ ‫ووفق بالغ للنادي فإن جدول أعمال الجمع العام‬ ‫سيكون كالتالي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬كلمة الرئيس‬ ‫‪ - 2‬تالوة التقرير األدبي و مناقشته و المصادقة‬ ‫عليه‪.‬‬

‫‪ - 3‬تالوة التقرير المالي و مناقشته و المصادقة‬ ‫عليه‪.‬‬ ‫‪ - 4‬انتخاب الثلث الجديد‪.‬‬ ‫‪ - 5‬عقد الجمع العام غير العادي لتعديل تسمية‬ ‫الجمعية‪.‬‬ ‫‪ - 6‬قــــراءة نـــص برقيـــة الوالء و اإلخـــالص‬ ‫المرفوعة إلى السدة العالية باهلل الريـــــــاضي األول‬ ‫صاحـــب الجــاللــــة الملك محمد السادس نصــره اهلل‬ ‫وأيده‪.‬‬ ‫ويعد هذا البالغ بمثابة دعوة لمن يهمه األمر‬ ‫ولكافة ممثلي وسائل اإلعالم‪.‬‬

‫أحمد الرموكي في ذمة اهلل‬ ‫توفـي صبـاح يوم الخميس ‪ 14‬شتنبر ‪،2017‬‬ ‫نجم فريق الجيش الملكي والالعب الدولي السابق‬ ‫أحمد الرموكي‪ ،‬وذلك عن سن يناهز ‪ 58‬عاما‪ ،‬وبعد‬ ‫معاناته مع مرض نادر منذ حوالي ‪ 12‬سنة‪.‬‬ ‫وكان المرحوم الرموكي استهل مشواره‬ ‫الكروي من بوابة فريق رجاء أكادير قبل أن يحمل‬ ‫قميص‪ ،‬الجيش الملكي وحقق معه مجموعة من‬ ‫االلقاب‪ ،‬ولعب كذلك للكوكب المراكشي وحسنية‬ ‫اكادير‪ .‬كما حمل قميص المنتخب الوطني األول‬ ‫في الثمانينيات‪ ،‬و كان ضمن التشكيلة التي‬ ‫حققت ذهبية العاب البحر االبيض المتوسط‬ ‫بمدينة الدار البيضاء سنة ‪.1983‬‬ ‫رحم اهلل الفقيد وأسكنه فسيح جنانه‪.‬‬

‫«�إنا اهلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫يواجه كارفاخال‪ ،‬العب ريال مدريد‪ ،‬تهمة توجيه إهانة عنصرية إلى أحد العبي‬ ‫فريق ليفانتي‪ ،‬في المباراة التي جمعت بين الفريقين‪ ،‬لحساب الجولة الثالثة من‬ ‫الدوري‪ .‬وذكرت «موندو ديبورتيفو» ‪ ،‬أن عدسات الكاميرا التقطت حوارا بين مدافع‬ ‫الريال كارفاخال والالعب الكولومبي جيفرسون ليرما‪ ، ‬قال كارفاخال في نهايته‪« :‬أيها‬ ‫القرد الغبي»‪ ،‬لكن لم يسمعه الحكم أو الالعب الكولومبي‪ .‬وأشارت الصحيفة إلى أن‬ ‫االتحاد اإلسباني قد يعاقب الظهير األيمن الدولي‪ ،‬خاصة في ظل اتهام الليغا بعدم‬ ‫وجود عقوبة مشددة لإلهانات العنصرية‪ .‬ولفتت إلى أن ليرما قد تسبب أيضا في‬ ‫حصول البرازيلي مارسيلو‪ ،‬مدافع الفريق‪ ،‬على بطاقة حمراء في الدقيقة ‪ 89‬من اللقاء‪،‬‬ ‫بسبب الضرب بدون كرة‪ ،‬ليعاقب باإليقاف لمباراتين‪ ،‬قبل أن يوافق االتحاد اإلسباني‬ ‫على تخفيف العقوبة لمباراة واحدة فقط‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫نجم ريفر بليت السابق يكشف كواليس العودة إلى إسبانيا‬ ‫أكد المهاجم األرجنتيني‪ ،‬أليخاندرو «تشوري» دومينجيز‪ ،‬أنه كان من الصعب أن‬ ‫يعود لفريقه السابق ريفر بليت‪ ،‬لالعتزال هناك‪ ،‬مشيرا إلى أنه يحلم بتكليل مشواره‬ ‫الكروي بقيادة رايو فايكانو‪ ،‬للصعود لدوري األضواء في إسبانيا‪ .‬وعاد تشوري (‪36‬‬ ‫عاما) هذا الصيف إلى رايو‪ ،‬الذي رحل عنه في ‪ ،2013‬للعب في أوليمبياكوس اليوناني‪.‬‬ ‫ويعد الالعب األرجنتيني أحد رموز رايو فايكانو‪ ،‬ومعشوق جماهيره «أريد أن أشكر هذه‬ ‫الجماهير‪ ،‬وبالنسبة لي سيكون إنجازا هاما في مشواري‪ ..‬أنا العب واقعي عمري ‪36‬‬ ‫عاما‪ ،‬وال أعلم إذا كان هذا موسمي األخير أم ال‪ ،‬أريد االستمتاع‪ ،‬وسيكون من الرائع‬ ‫تكليل مشواري بالصعود لألضواء»‪ .‬كما تناول بالذكر مواطنيه المحترفين بالليغا‪،‬‬ ‫وأبرزهم ليونيل ميسي نجم هجوم برشلونة‪ ،‬قائال‪« :‬لألسف لم تتح له الفرصة ليحصل‬ ‫مع المنتخب على الجوائز التي كان يستحقها»‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫إشبيلية يجدد عقد نجمه البرتغالي‬ ‫أعلن نادي إشبيلية توصله التفاق حول تجديد عقد قلب دفاعه البرتغالي‪ ،‬دانيال‬ ‫كاريكو‪ ،‬حتى عام ‪ .2020‬وبهذا يضمن إشبيلية استمرار أحد قادته‪ ،‬والذي يشارك‬ ‫أساسيا طالما كان في حالة بدنية جيدة‪ ،‬إذ أنه تعرض إلصابات عديدة‪ ،‬خالل الموسم‬ ‫الماضي‪ .‬ومنذ انضمامه إلى إشبيلية في صيف ‪ ،2013‬خاض كاريكو ‪ 112‬مباراة‪ ،‬وكان‬ ‫أحد األعمدة‪ ‬الرئيسية للفريق تحت قيادة المدرب أوناي إيمري‪.‬‬ ‫وخاض الالعب البرتغالي‪ ‬نهائي‪ ‬الدوري األوروبي‪ ،‬في المرات الثالث التي توج‬ ‫فيها الفريق باللقب‪ ،‬بين عامي ‪ 2014‬و‪ .2016‬وفي أول مواسمه مع الفريق اإلسباني‪،‬‬ ‫لعب كاريكو‪ ‬في وسط الملعب‪ ،‬لكنه بداي ًة من الموسم التالي‪ ،‬لعب بصورة أساسية‬ ‫في‪ ‬قلب الدفاع‪ .‬وخاض كاريكو ‪ 71‬مباراة في الليغا‪ ،‬و‪ 29‬لقا ًء في الدوري األوروبي‪،‬‬ ‫وثمانية في كأس الملك‪ ،‬إلى جانب مباراتين‪ ‬في دوري أبطال أوروبا‪ ،‬ومثلهما في كأس‬ ‫السوبر األوروبية‪ ،‬وسجل‪ 6 ‬أهداف في المجمل‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫إسبانيول يقدم شكوى ضد برشلونة‬ ‫أعلن إسبانيول أنه سيقدم شكوى رسمية لرابطة الليغا ضد برشلونة‪ ،‬بسب‬ ‫«الهتافات العدائية» التي أطلقها جمهور البلوجرانا تجاه العبيه‪ ،‬خالل مباراة ديربي‬ ‫كتالونيا‪ ،‬التي جمعت بينهما مؤخرا في الليغا‪ ،‬والتي وصفتها إدارة األول بـ»الخطيرة‬ ‫والمتكررة»‪ .‬وأكد إسبانيول أن هدف النادي هو «مكافحة العنف والكراهية والتمييز»‪.‬‬


‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪� 25‬سبتمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪907‬‬

‫أضحيات العيد‬

‫• عناصر مثيرة في ملف الشعيرة‬ ‫• األغنام تتغ ّذى على المزابل وتعلف براز الدواجن‬

‫هل تحولت اللحوم الفاسدة إلى نقانق ؟‬

‫مع مرور الوقت تزداد الرؤية وضوحا بخصوص فساد أضحيات العيد الكبير هذه‬ ‫السنة‪ ،‬األمر الذي نغص على العديد من المواطنين وأسرهم وأطفالهم‪ ،‬أفراحهم بالعيد‬ ‫«السعيد» الذي سبق‪ ،‬هذا العام‪ ،‬بأيام معدودة‪« ،‬عيدا» آخر‪ ،‬ال يقل «سعادة» عن عيد‬ ‫«الحولي»‪ ،‬بما تسبب فيه لألسر من تكاليف ترهن شهورا من مدخولهم‪ ،‬إن كان الحظ قد‬ ‫أسعفهم بمدخول قار‪ ،‬ليجدوا أنفسهم يين مطرقة «الكريدي» وسندان المحاكم‪.‬‬

‫المهلكة‬

‫ومع ما أثاره فساد لحوم أضحيات العيد من خيبة وفشل وحرمان‪ ،‬لدى من تحولت‬ ‫أضحياتهم‪ ،‬بين أيديهم‪ ،‬إلى كتل من العفن الملون بألوان قوس قزح‪ ،‬إال أنه لم يسجل‬ ‫على الضحايا إطالقا‪ ،‬شعور بالمفاجأة أو الدهشة رغم فداحة «المخسرة» ‪ ،‬وال أدنى إحساس‬ ‫ببغت أو بهت‪ ،‬ذلك أن المواطن المغر بي الذي يعرف جيدا «خروب بالده» ترسخ لديه‬ ‫االنطباع أن «الغش» مكون من مكونات «كمياء السعادة» في هذا البلد‪ ،‬عند «من ال‬ ‫يخاف اهلل وال يرحم عباده» ‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فكل المفاجآت عنده «متوقعة» وكل الكرائه لديه‬ ‫محتملة !‪.‬‬ ‫ومن مستملحات هذه الكرائه‪ ،‬ادعاء غريب لما يسمى بمكتب الوطني للسالمة‬ ‫الصحية‪ ،‬من أن أسباب الفساد الذي‬ ‫أصاب األضحيات‪ ،‬ناتج عن «عدم احترام‬ ‫الشروط الصحية للذبح والسلخ والحفاظ‬ ‫على اللحوم في ظروف جيدة»‪ ،‬وكأن‬ ‫المغاربة حديثو عهد باإلسالم‪ ،‬ولم‬ ‫تشفع لهم ممارستهم لشريعة الذبح‬ ‫منذ اثني عشر قرنا‪ ،‬لدى مكتب السالمة‬ ‫الصحية ليحملهم مسؤولية ما حصل‪،‬‬ ‫ويبعد عن إدارته ووزارته كل شبهة‬ ‫بتهاون أو تساهل أو إهمال أو تقاعس‬ ‫عن مراقبة الماشية التي «فرعوا»‬ ‫رؤوسنا‪ ،‬ولشهور‪ ،‬بأنها سليمة وجيدة‪،‬‬ ‫وأن العرض يفوق الطلب‪ ،‬وأن األثمنة‬ ‫مناسبة‪...،‬وهو ما لم يحصل أصال‪.....‬‬ ‫بالنسبة لمن أصابتهم «المهلكة» !‬

‫األعالف هي السبب‬

‫وتحت ضغط الرأي العـــام الذي‬ ‫استهجن االدعاءات الهوجــاء لمكتـــب‬ ‫السالمة الصحية‪ ،‬صدر عن نفس المكتب‬ ‫بالغ ثان عزا سبب فساد األضحيات إلى‬ ‫تلوثها ببعض الباكتيريا التعفنية‪ ،‬ومنها نوع الـ «كلوستريديوم» و «البسودوموناس»‬ ‫التي تتكاثر داخل أحشاء الخرفان خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة‪ ،‬نافيا بصورة قطعية‬ ‫«اإلدعاءات» التي تروجها بعض «المواقع» من أن حاالت تعفن اللحوم ناتجة عن أعالف‬ ‫غير صالحة ‪.‬‬ ‫وقد سارع عدد من المختصين إلى التأكيد أن السبب الرئيس للتعفن راجع إلى األعالف‬ ‫وطريقة التسمين‪ ،‬حيث اتضح أن أعدادا من الكسابة التجؤوا إلى الصيدليات‪ ،‬اسابيع قبل‬ ‫العيد‪ ،‬طلبا ألنواع من األدوية والهورمونات والعقاقير‪ ،‬خاصة حبوب منع الحمل‪ ،‬بغرض‬ ‫التسمين السريع للماشية‪ ،‬إضافة إلى أدوية مهربة ومجهولة المصدر والمكونات‪ ،‬تباع‬ ‫سرا باألسواق األسبوعية‪ ،‬ومنها هرمونات يتعاطاها هواة كمال األجسام‪ .‬هذه المعلومات‬ ‫وغيرها مستقاة من مصادر صيدلية تناولتها وسائل إعالم ذات مصداقية‪.‬‬

‫فضالت الدواجن‪ ،‬أعالف للماشية‬

‫وهاهي أخبار مفجعة أخرى‪ ،‬تصدرت‪ ،‬األسبوع الماضي الصفحات األولى للصحافة‬ ‫الوطنية وترددت أصداؤها في مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬مفادها أن مئات األطنان من‬ ‫«بزق الدجاج» تستورد من الشرق األوسط‪ ،،‬عبر ميناء الدار البيضاء‪ ،‬وبطرق احتيالية‪،‬‬ ‫لتستعمل كعلف لتسمين الماشية‪ ،‬بعد مزجها بأعالف محلية‪ .‬ما تسبب في تعفن لحوم‬ ‫األضحيات‪ ،‬سويعات بعد عملية الذبح‪ ،‬وهو أمر مقبول نظرا لخطورة «براز» الدجاج على‬ ‫صحة الماشية واإلنسان‪.‬‬ ‫ويبدو أن استيراد «فضالت الدجاج» بمئات األطنان‪ ،‬بدعوى استعمالها كسماد لألرض‪،‬‬ ‫عملية شهدت إقباال متزايدا خالل السنوات األخيرة‪ ،‬ومكتب السالمة ووزارة الداخلية‬ ‫وأصحاب المراقبة بنقط الحدود البحرية «في دار غفلون» ! ‪ ،‬بالرغم من أن عملية إفراغ‬ ‫شحنات براز الدجاج بالميناء‪ ،‬تخلف رائحة كريهة تستمر أليام‪ ،‬في حين يتم تسريب «بزق‬ ‫الدجاج» الفرعوني إلى الضيعات أو ترويجه باألسواق األسبوعية‪ ،‬ليستعمل كعلف لتسمين‬ ‫الماشية‪..‬‬

‫مصادر إعالمية أكدت أن بزق الدجاج كان يستعمل في أوروبا كعلف للماشية‪ ،‬لكن‬ ‫بعد ثبوت اآلثار الجانبية لهذا «العلف» الغريب‪ ،‬تم منع استعماله بصفة نهائية‪ .‬إلى‬ ‫جانب ذلك‪ ،‬علم أن أطنانا من األدوية والعقاقير المهربة تدخل إلى التراب الوطني من‬ ‫«المنافذ» المعلومة‪ ،‬لتستعمل في تسمين الماشية‪ ،‬وفي الفتك بصحة المستهلكين‪،‬‬ ‫دون رقيب وال حسيب‪ .....‬إال اهلل سبحانه وتعالى !‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬أعلنت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة‪ ،‬في بيان‪ ،‬أن آالف‬ ‫المواطنين مهددون باإلصابة بأمراض خطيرة بسبب الرواج الواسع لمواد غذائية‬ ‫مغشوشة‪ ،‬جلها يلج المغرب عن طريق التهريب ‪ ،‬فضال عن «المواد ‪،made in Morocco‬‬ ‫التي قلما تنجو من طابع الغش واالحتيال‪ .‬ونبهت الشبكة إلى الممارسات الغير مشروعة‬ ‫لبعض الكسابة الذين يستغلون فرصة عيد األضحى للتالعب بصحة المواطنين باستعمال‬ ‫مواد كيماوية في علف المواشي وخلطها بفضالت الدجاج وحبوب سامة وأمالح‪ ،‬وبعض‬ ‫الحقن الهرمونية بغاية الحصول على تسمين اصطناعي يمكنهم من الحصول على أرباح‬ ‫«سمينة»‪ ،‬ضدا على سالمة المستهلكين المعرضين بسبب ذلك إلى عدد من األمراض‬ ‫الفتاكة‪ ،‬منها التسمم‪ ،‬والسرطان‪ ،‬والفشل الكلوي ـ وغيرها‪.‬‬

‫فساد من فساد‬

‫مفاجآت «العيد الكبير» لم تتوقف هنا‪.‬‬ ‫فقد طلعت علينا صحف الجمعة الماضية‬ ‫بأخبار مقلقة‪ ،‬مفادها أنه تم‪ ،‬في مراكش‪،‬‬ ‫ضبط كمية كبيرة من اللحوم الفاسدة داخل‬ ‫محل جزار بحي العروس‪ ،‬لصنع الصوصيص‪،‬‬ ‫التي تزود بها بعــض «مطاعم» المدينــة‪،‬‬ ‫خاصة بمحيط جامع الفنا‪ ،‬والمطاعم‬ ‫«المتحركة» بالمدينة الحمراء‪.‬‬ ‫اللحوم التي تم ضبطهـــا والتأكد من‬ ‫فسادها تفـــوق ‪ 1000‬كيلوغرام‪ ،‬يعتقــد‬ ‫أن كميات كبيـرة منها ربما تكون لحوم‬ ‫أضحيات فاسدة‪« ،‬تخلص» منها أصحابها‬ ‫ببيعها لـ «منتجي الصوصيص»‪ .‬وقد الحظ‬ ‫أعوان الوالية أن اللحوم كانت «مخزونة»‬ ‫خارج «التغطية الصحية»‪ ،‬مما يزيد من‬ ‫خطورة «النقانق» على المستهلكين‪.‬‬ ‫وقد علم أن صاحب المحل حاول التحايل‬ ‫على «المراقبين» بادعاء عدم توفره على‬ ‫مفتاح مستودع مجاور لمحله‪ ،‬كانت تنبعث‬ ‫منه روائح كريهة‪ ،‬قبل أن يتمكن عضو من‬ ‫اللجنة من فتح باب جانبي‪ ،‬ليتسلل أفراد‬ ‫اللجنة إلى المستودع‪ ،‬حيث كانت توجد كمية كبيرة من الصوصيص والكفتة ‪ ،‬الفاسدة‪.‬‬ ‫وحتى تتأكدوا من عدم وجود مراقبة صارمة على المحال المتاجرة بالمواد الغذائية‪،‬‬ ‫اتضح عند استفسار صاحب «الجزارة ومصنع الصوصيص»‪ ،‬والمستودع العشوائي‪ ،‬أنه‬ ‫ال يتوفر على أي ترخيص قانوني وأنه «يمارس» نشاطه التجاري بصورة عادية ولسنوات‬ ‫طويلة‪.‬‬ ‫الجزار ومساعده تم إيقافهما من طرف الشرطة القضائية التي تولت الملف‪ ،‬في حين‬ ‫تقرر إغالق المحل والمصنع والمستودع‪ ،‬وحجز اللحوم وإتالفها‪ ،‬وهو أضعف اإليمان !‪...‬‬

‫إلى متى ؟‬

‫وكان طبيعيا أن تحدث عملية الكشف عن الصوصيص واللحوم الفاسدة‪ ،‬وإيقاف‬ ‫صاحب الجزارة و «المصنع» حالة من االرتياح بين السكان وعلى مستوى الرأي العام‪ ،‬خاصة‬ ‫وقد جاءت بعد حادثة تسمم ذهبت ضحيتها أسرة بكاملها ‪ ،‬توفي إثرها طفل بسبب تسمم‬ ‫غذائي كانت األسرة ضحية له‪..‬‬ ‫وقد علم أن السلطات المختصة قررت القيام ب «حمالت» مراقبة مفاجئة‪ ،‬بين مختلف‬ ‫محالت التغذية بمراكش‪ ،‬خاصة المطاعم المتحركة التي تجذب العديد من مستهلكي‬ ‫الصوصيص واألكالت الخفيفة التي ال تخضع‪ ،‬في الغالب‪ ،‬ألي مراقبة صحية‪ ،‬وال يمكن‬ ‫الوثوق من سالمة ضمير أصحابها‪.‬‬ ‫«الحمالت» على نجاعتها‪ ،‬لن تحل المشكلة التي يجب أن تقع معالجتها ‪ ،‬عبر كافة‬ ‫التراب الوطني‪ ،‬في إطار مخطط صارم سواء على مستوى المراقبة اللصيقة والمستمرة‪ ،‬أو‬ ‫على مستوى الزجر الرادع‪ ،‬ما دام أن األمر يخص صحة وسالمة المواطنين الذين يجب‬ ‫تحسيسهم بخطورة المغامرة بتناول مأكوالت يجهل مصدر وجودة مكوناتها وخطورتها‬ ‫على صحتهم‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.