Achamal n° 909 le 03 octobre 2017

Page 1

‫المهرجان الوطني للشعر والزجل بطنجة‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 909‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 12‬محرم ‪� 03 / 1439‬إلى ‪� 09‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫تحتضن مدينة طنجة‪ ،‬ما بين ‪ 6‬و ‪8‬‬ ‫أكتوبر المقبل‪ ،‬الدورة الخامسة للمهرجان‬ ‫الوطني للشعر والزجل‪ ،‬التي تنظم تحت شعار‬ ‫“الشعر المغربي المعاصر وإشكال التجنيس”‪،‬‬ ‫والتي أطلــق عليها اسم الشاعرة المغربية‬ ‫“ثريا مجدولين”‬ ‫المنظمـون يطمحون إلى تعزيــز دور‬ ‫طنجـة كعاصمة للشعر بالمغرب‪ ،‬كما كانــت‬ ‫مصدر وحي وإلهــام للعديد من الشعــراء‬ ‫والكتاب مغاربة وأجانب على مر العصور‪.‬‬ ‫ويشـارك في المه رجــان ثلــة من الشعـــراء المغـاربــة‪ ،‬من بينهم شكـري البكري ونسيمة‬ ‫الراوي وأحمد المسيـح وعائشـة بلحــاج وعبد اللطيف بنيحيى وياسين حميد حزكر وحبيب‬ ‫الجميعي ومحمد أحمو وفتيحة خلوقي وفاطمة حداد ونفين عزيز طينة‪ ،‬وآخرون‪.‬‬ ‫وسيناقش المهرجان‪ ،‬في ندوة فكرية موضوع “الشعر المغربي المعاصر وإشكال التجنيس”‪،‬‬ ‫في محاولة لسبر تطور القصيدة المغربية خالل السنوات األخيرة‪.‬‬

‫«الجهة ‪ »13‬لمغاربة العالم‬ ‫الملتقى الثالث للكفاءات المغربية بألمانيا تحت شعار‪:‬‬

‫«مغاربة العالم‪ :‬كفاءات لمغرب الغد»‬

‫‪ 63,5‬مليار درهم تحويالت مغاربة العالم سنة ‪2016‬‬

‫سبق وأن كتبت تعقيبا على بيان اجتماع المجلس الحكومي ليوم ‪ 13‬يوليوز الماضي‪ ،‬حول اإلعالن عن ابتكار جديد‪ ،‬تفتقت‬ ‫عنه عبقرية حكومة العثماني‪ ،‬في تعاملها مع مغاربة العالم‪ ،‬لتقفز به على مطلب حقوقي‪ ،‬دستوري ووطني لهذه الفئة من‬ ‫المغاربة‪ ،‬الذين تزيد أعدادهم عن الخمسة ماليين نسمة‪ ،‬والذين تم «إقصاؤهم» من ممارسة حقهم الوطني‪ ،‬في الحصول‬ ‫على تمثيلية طبيعية بالبرلمان عبر إحداث دوائر تشريعية في بلدان االستقبال‪ ،‬على غرار ما يجري به العمل في غير المغرب‪،‬‬ ‫من الدول الديمقراطية‪.‬‬ ‫(تابع التتمة على الصفحة األخيرة)‬


‫‪2‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪� 09‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫العدد ‪909‬‬

‫المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‬ ‫محمد أوجار يعطي انطالقة فعاليات‪ ‬مؤتمر اإلتحاد‬ ‫تساهم في التمدرس بإقليم العرائش‬ ‫األوروبي لكتاب الضبط ‪ ‬بطنجة‬ ‫انطلقت بطنجة فعاليات ‪ ‬مؤتمر اإلتحاد‬ ‫األوروبي لكتاب الضبط ‪ ‬و التي ستستمر إلى‬ ‫غاية يوم األحد المقبل ‪ ،‬وكان هذا الجهاز قد‬ ‫وافق سنة ‪ 2014‬بالدنمارك على ‪ ‬قبل عضوية‬ ‫النقابة الديمقراطية للعدل وودادية موظفي‬ ‫الــعدل باالتحاد األوروبي لكتابــة الضبط‪.‬‬ ‫و في كلمة له بالمناسبة ثمّن وزير العدل‬ ‫و الحريات‪ ،‬محمد أوج��ار‪ ،‬الثقة الكبيرة التي‬ ‫منحها اإلتحاد األوروبي لكتاب الضبط‪ ،‬وكافة‬ ‫الدول المشاركة لتنظيم هذا المؤتمر‪ ،‬حيث‬ ‫أن المؤتمر ينعقد في ظرف خاص تمر منه‬ ‫مشاريع التعديل وأوراش اإلصالح الذي تعرفه‬ ‫منظومة العدالة في بالدنا‪ ،‬و التي تهم قيام‬ ‫المجلس األعلى للسلطة القضائية وما صاحبه‬ ‫من استقالل مؤسساتي للسلطة القضائية‪،‬‬ ‫استقالل النيابة العامة‪ ،‬والنقـاش الدستوري‬ ‫والقانوني الذي صاحــب قيــام هياكلهــا‪،‬‬ ‫وسؤال موقع هيئة كتابة الضبط داخل مجال‬ ‫اإلصالحات وما حظي به من حيز كبير داخل‬ ‫النقاشات الدائرة حول الموضوع‪.‬‬ ‫فضال عن سؤال الرقمنة والتحديث وما‬ ‫فرضـه من تحـول في آليات العمل ومتطلبات‬ ‫المواكبة دون إغفال للدور الحيـوي لهيئـة‬ ‫كتابة الضبط داخل منظومة العدالة‪ ،‬هذا‬ ‫الدور الذي «نريد له جميعا أن يظل منسجما‬ ‫مع خصوصية المرفق القضائي» حسب السيد‬ ‫الوزير‪ ،‬محصنا من كل تأثير أو ضغط‪ ،‬مهما‬ ‫كان شكله أو مصدره قد يحد من استقالليته‬ ‫ومن أداءه‪.‬‬ ‫و اعتبر محمد أوجار أن حضـور هـذا الوفد‬ ‫الهام من المسؤولين المركزيين في عالقة‬

‫ت�صوير حمودة‬ ‫الوزارة بشركائها والذي تميز منذ مدة ليست‬ ‫باليسيرة بإرساء موازين التعاون البناء والمنتج‬ ‫على أسس تميزت بمزيد من اإلنصات والتفاعل‬ ‫االيجابي من لدن الوزارة مع مطالب هيئة كتابة‬ ‫الضبط‪ ،‬بما يخدم المصلحة العامة والموظفين‬ ‫والمرتفقين‪.‬‬ ‫و أض��اف وزي��ر العدل و الحريـــات‪ ،‬أن‬ ‫«طريق اإلص�لاح شاق وطويل‪ ،‬يحتاج الصبر‬ ‫والثبات‪ ،‬والجد واإلجتهاد وعزم الصادقين من‬ ‫أبناء الوطن‪ ،‬المؤمنين بقيم العدالة ومثلها‬ ‫ممن هم مستأمنين على هذا القطاع الحيوي‬ ‫الهام‪ ،‬و بما نصبو إليه من إصالحات أمام‬ ‫ما نقف عليه يوميا من تضحيات مبذولة من‬

‫رئيس جهة طنجة ـ‬ ‫تطوان ـ الحسيمة‬ ‫إلياس العماري‬ ‫يحضر فعاليات األيام‬ ‫المغربية بواشنطن‬

‫شارك رئيس جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة السيد إلياس العماري‬ ‫في البرنامج المكثف لأليام المغربية بواشنطن المخصصة للتعريف‬ ‫بالفرص االستثمارية المتوفرة بالمغرب عموما وبجهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة على وجه الخصوص في قطاعات السياحة والصناعة‬ ‫والطاقة‪.‬‬ ‫وعلى هامش هذا الحدث‪ ،‬كانت له رفقة الوفد المغربي الحاضر‪ ،‬عددا‬

‫�إ�صدار جديد‬

‫مختلف نساء ورجال هيئة كتابة الضبط في‬ ‫سبيل خدمة العدالة»‪.‬‬ ‫يذكر ‪ ‬أن االتحاد األوروبي لكتابة الضبط‪،‬‬ ‫قد أش��اد سابقا خ�لال ملتقى نظم بمدينة‬ ‫مراكش ‪ ‬بحركــة إصالح منظومـة العدالــة‬ ‫والمهن المرتبطــة بها بالمغـرب ‪ ،‬وأشار إلى‬ ‫أن “جـاللـة الملك محمد السادس أعطـى‬ ‫انطالقة إصالح منظومة العدالة‪ ،‬بوضع هيئة‬ ‫إدارية عملت على تجميع المقترحات وتقديم‬ ‫اآلراء واألفكار‪ ،‬سعيا إلى تحديث العدالة خدمة‬ ‫للمواطنين”‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫ميالد جمعية الترفيه السياحي‬ ‫للبوغاز إلبراز المؤهالت السياحية‬ ‫للمنطقة الشمالية‪..‬‬ ‫من اللقاءات الهامة مع رئيس البرلمان اإلفريقي السيد روجيه نكودو دانغ‪،‬‬ ‫والسيدة سفيرة االتحاد اإلفريقي بواشنطن الدكتورة أريكانا شيهومبوري‬ ‫كواو‪ ،‬وعضو مجلس الكونغريس عن الحزب الديمقراطي بوالية جورجيا‬ ‫السيناتور هنري هانك جونسون‪.‬‬ ‫يذكر أن األيام المغربية بواشنطن من تنظيم شبكة المغاربة بأمريكا‬ ‫والمركز المغربي للسالم والتنمية المستدامة‪.‬‬

‫«اإلدارة العمومية وإشكالية التنمية‬ ‫االقتصادية بالمغرب»‬

‫‪ ‬ص��در للدكتور محمد ال���داودي كتاب‬ ‫بعنوان «اإلدارة العمومية وإشكالية التنمية‬ ‫االقتصادية بالمغرب»‪ .‬وقد قدم هذا الكتاب‬ ‫األستاذ الدكتور محمد يحيا عميد كلية الحقوق‬ ‫بطنجة‪ ‬بكلمة نقرأ منها‪ :‬الهدف من إصدار‬ ‫هذا الكتاب تسليط‪ ‬األض��واء على مضامين‪ ‬‬ ‫التنمية الشاملة في المغرب في المجاالت ذات‬ ‫الصلة بالجوانب االقتصادية‪ ‬االجتماعية أو‬ ‫الحضارية بالمغرب من خالل الدور الذي تقوم‬ ‫به اإلدارة العامة كركيزة أساسية قادرة على‬ ‫بلورة القرارات السياسية ‪ ،‬المالية ‪ ،‬االقتصادية‬ ‫واالجتماعية على أرض الواقع وتأطير المشاريع‬ ‫الكبرى‪ ،‬مراقبتها وتقييمها‪ ،‬فهو يحاول استقراء‬ ‫الصيغ التي تعبر عن أهمية العمل اإلداري بهذا‬ ‫الخصوص عبر مختلف مكوناته السيما أن‬ ‫الدساتير المتعاقبة بالمملكة مند ‪ 1962‬إلى‬ ‫سنة ‪ 2011‬كلها أكدت أنه تحت إشراف رئيس‬ ‫الحكومة (الوزير األول سابقا) تعمل السلطة‬ ‫التنفيذية على تنفيد القوانين‪ ،‬وأن اإلدارة‬ ‫موضوعة رهن إشارتها لهذه الغاية ‪.‬‬ ‫يتناول مؤلف الدكتور محمد ال��داودي‬ ‫«اإلدارة العمومية وإشكالية التنمية االقتصادية‬ ‫بالمغرب» دراسـة موضـوع اإلدارة العمومية‬ ‫وعالقتها بالتنمية االقتصادية بالمغرب من‬ ‫زاوية علم اإلدارة حيـث شكـل إضافة نوعية‬ ‫خاصة وأن هناك قناعة أساسية مفادها أنه‬ ‫جلب االستثمارات وتحقيق التنمية االقتصادية‬ ‫مرهونة إلى جانــب من العوامل السياسية‬

‫في إطار دعمها للتمدرس‪،‬وانطالقا من‬ ‫األنشطة االجتماعية والتضامنية التي تقوم‬ ‫بها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬أشرف‬ ‫عامل إقليم العرائش مصطفى النوحى مؤخرا‬ ‫بمدرسة العهد الجديد بالقصر الكبير على توزيع‬ ‫العديد من المعدات الطبية المخصصة للتالميذ‬ ‫ذوي االحتياجات الخاصة‪ ، ،‬والتي تأتي في‬ ‫سياق البرنامج األفقي‪ ،‬بالتنسيق مع المديرية‬ ‫اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية بالعرائش‪.‬‬ ‫‪ ‬ع��ام��ل اإلق��ل��ي��م ال���ذي ك���ان مرفوقا‬ ‫بالمنتخبين ورجال السلطات المحلية المدنية‬ ‫والعسكرية والمدير اإلقليمي ل��وزارة التربية‬ ‫الوطنية بالعرائش‪ ،‬وبعض رؤس��اء المصالح‬ ‫الخارجية‪ ،‬إضافة إلى الطاقم اإلداري والتربوي‬ ‫وممثلي جمعية أمهات وآباء وأولياء التالميذ‬ ‫بهذه المؤسسة‪ ،‬استمعــوا إلى الشروحــات‬ ‫والبيانات التي تم تقديمها من طرف المكلف‬

‫بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالعمالة‪،‬‬ ‫حول عملية توزيع هذه المعدات الطبية التي‬ ‫استفاد منها أكثر من ‪ 95‬تلميذ وتلميذة من‬ ‫ذوي االحتياجات الخاصة‪ ،‬حيث استفاد ‪ 53‬تلميذ‬ ‫وتلميذة من النظارات الطبية‪ ،‬و ‪ 12‬تلميذ‬ ‫وتلميذة من السماعات الطبية‪ ،‬و‪ 30‬تلميذ‬ ‫وتلميذة استفادوا من المعدات الخاصة باإلعاقة‬ ‫الحركية‪.‬‬ ‫عامل اإلقليم انتهزها فرصة حيث قام‬ ‫ب��زي��ارة بعض األق��س��ام وال��م��راف��ق اإلداري���ة‬ ‫بالمؤسسة المذكورة واطلع على سير الدراسة‬ ‫بهذه المؤسسة التعليميـــة ليطلــع على‬ ‫المجهودات التي تم بذلها في إطار برنامج‬ ‫تأهيلالمؤسساتالتعليمية‪.‬‬

‫محمد الداودي‬

‫واالقتصاديـــة واالجتماعيـــة‪ ،‬بعامــل اإلدارة‬ ‫وباألدوار المنتظرة منها‪.‬‬ ‫وألجل ذلك يؤكد الدكتور محمد الداودي‬ ‫في مؤلفه أنه أصبح االرتقاء باإلدارة العمومية‬ ‫المغربية إلى الفعالية واإلنتاجية وتعزيز قدراتها‬ ‫التدبيرية أمرا حتميا من أجل ربح رهانات التنمية‬ ‫االقتصاديةبالمغرب‪.‬‬ ‫وقد قام الدكتور محمد الداودي في مؤلفه‬ ‫بتسليط الضوء على بعض األمراض اإلدارية‬

‫التي تنعكس سلبا على أداء اإلدارة العمومية‬ ‫لدورها في تحقيق التنمية االقتصادية بالمغرب‬ ‫ومختلف محطات اإلصالح اإلداري التي عرفتها‬ ‫اإلدارة العمومية من جهة ومن جهة أخرى قام‬ ‫بطرح وصفة عالجية مركبة تتكون من مجموعة‬ ‫من األهداف التي يجب الوصول إليها وتطبيقها‬ ‫بشكل متواز وغير مجزئ من أهمها تخليق‬ ‫الحياة العامة وعقلنة تدبير الموارد البشرية‬ ‫واعتماد أساليب التدبير الحديث للمقاوالت‬ ‫داخ��ل اإلدارة العمومية والتي عرفت نجاحا‬ ‫كبيرا في المقاوالت الكبرى من أهمها دراسة‬ ‫حاجيات المرتفقين في اإلدارة باألهداف وتقديم‬ ‫الخدمات العمومية بجــودة عاليــة وتحفيــز‬ ‫المواردالبشريــة‪.‬‬

‫تعـزّزت الساحة الجمعويــة بطنجـــة‬ ‫بميالد إطار جمعــوي حديــث تحــت اسم‬ ‫«جمعية الترفيه السياحي للبوغاز بطنجة»‪،‬‬ ‫وهو نفس اإلطار الذي كانت قد أعلنت‬ ‫عنه لجنته التحضيرية‪ ،‬وذلك عن رغبتها‬ ‫في العناية بالمجال السياحي وآفاق تنميته‬ ‫والنهوض به نحو غد أفضل‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫إبراز مؤهالت المنطقة السياحية لشمال‬ ‫المغرب‪ .‬‬ ‫وقد انتخــب المؤتمــرون عبد العالي‬ ‫الستيني‪ ،‬باإلجماع‪ ،‬رئيسا لهذه الجمعية‬ ‫السياحية‪ .‬وقد تم الحسم في ذلك خالل‬ ‫جمعها العادي األول المنعقد بمقر الجمعية‬ ‫الكائن بشارع عالل بن عبد اهلل (أمام سينما‬ ‫كويا) بناء على تفويض من الجمع العام‬ ‫التأسيسي وجميع الحاضرين من أعضاء‬ ‫ومنخرطين‪ ،‬كما ثم تعيين السيد نورالدين‬ ‫قجوط كاتبــا عامــا للجمعية‪ .‬والسيــد‬ ‫عبدالقادر فداش أمين مال للجمعية ‪ ،‬وجاء‬ ‫انتخاب المكتب بعد المصادقة على القانون‬ ‫األساس المتضمن لعدة فصول سطرها‬ ‫األعضاء والمنخرطون‪ ،‬والذي عرض من‬ ‫طرف أعضاء اللجنة التحضيرية بتفصيل‬ ‫مبرز لألهداف وطرق العمل وآليات التسيير‪ .‬‬ ‫ومن أهداف جمعية الترفيه السياحي‬ ‫للبوغاز‪ ،‬التي تعتبر األولى من نوعهـــا‬ ‫في منطقة الشمال‪ ،‬المساهمة في إبراز‬ ‫المؤهالت السياحية للمنطقة‪ ،‬والتعريف‬ ‫بالتراث المحلي والوطني‪ ،‬وتأطير الشباب‬

‫في المجال السياحي والدعوة إلى انفتاح‬ ‫الشباب وتشجيعهم ومساعدتهم على إبراز‬ ‫مواهبهم وتنميتها‪ ،‬والعمل على المطالبة‬ ‫بالتنوع الثقافي وتكريس تعدده‪ ،‬زيادة‬ ‫على تنظيم رحالت سياحية‪ ،‬وربط عالقات‬ ‫شراكة مع هيئات حكومية وغير حكومية‪،‬‬ ‫ذات أهـداف مشتركـة من داخل الوطـن‬ ‫وخارجه‪ .‬‬ ‫وفي تصريح صحفي للسيد نور الدين‬ ‫قجوط الكاتب العام للجمعيـــة‪ ،‬قال أن‬ ‫برنامج هذه السنة يتضمن تنظيم العديد‬ ‫من األنشطــة االجتماعيــة واالقتصادية‬ ‫والثقافية في فضاءات المدينة‪ ،‬يهــدف‬ ‫إلى إبراز التراث الثقــافي والحضــاري‬ ‫والسياحي للمنطقــة‪ ،‬والترويـج إلشعـاع‬ ‫مدينة البوغـاز وتشجيع السفر لزيارتها‪،‬‬ ‫وللقاءات بين الشعوب والثقافات‪ ،‬مضيفا‬ ‫أنه ال يمكن الحديث عن مدينة طنجة‬ ‫دون استحضار ذاكرة أهم الشخصيات‬ ‫التي مرت منها‪.‬‬ ‫ومن المنتظــر أن تتنامــى بطنجــة‬ ‫والنواحي ثقافة تأسيس جمعيات سياحية‬ ‫تعمل على استثمار المستقبل السياحي‬ ‫المعلن عنه ضمن المشاريــع المفعّلة‬ ‫بالمنطقة ضمن هذا اإلطار‪..‬‬

‫ج‪.‬ش‬


‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪� 09‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫العدد ‪909‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫دِر اهلل له زيارة مصر‪ ،‬فقد حجز تذكرة السفر‪ ،‬و أشر على الجواز‪ ،‬و اختار‬ ‫أخيراً سي َق ّ‬ ‫الرفقة الصالحة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫فسيكون هذا من أحالمه‬ ‫يسَر اهلل له األمور‪ ،‬ووضع رجليه على أرض الكنانة‪،‬‬ ‫و إن ّ‬ ‫الكبرى التي تحققت‪.‬‬ ‫لكن تحقيقها لم يأت ‪ -‬لألسف الشديد ‪ -‬في إبَّانه‪ ،‬لم يأت في فورة الشباب‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫واألذن منتشية بأغاني عبد الوهاب و أم كلثوم‪ ،‬و العين منبهرة بأفالم نجيب الريحاني‪،‬‬ ‫و عماد حمدي‪ ،‬و النفس مستمتعة بإنتاجات العمالقة الكبار من أمثال طه حسين‬ ‫وتوفيق الحكيم و نجيب محفوظ‪.‬‬ ‫لم يأت و مصرُ في أوْج توهجها و نهضتها‪ ،‬و بريقها و لمعانها‪ .‬‬ ‫ومع هذا فإنه يحمد اهلل على كل حال‪ .‬فاألهرام الزالت قائمة‪ ،‬و النيل ال يزال يمنح‬ ‫المصريين الحياة و األمل‪ ،‬و األزهر الشريف ال زال يؤدي رسالته الدينية‪ ،‬و القاهرة‬ ‫تعُجُ بالخلق‪.‬‬ ‫الزالت ّ‬ ‫و ما ال يدرَكُ كله‪ ،‬ال يترَكُ بعضه‪ ،‬فإن يكن روَّادُ النهضة قد رحلوا و تركوا فراغاً‬ ‫لم يستطع َ‬ ‫مألهُ أحدٌ‪ ،‬و تركوا في النفس فراغا أكبرَ و َّ‬ ‫أجل‪ ،‬ففي زيارة آثارهم‪ ،‬ورؤية‬ ‫ً‬ ‫عالمة‬ ‫األماكن التي مرُّوا منها‪ ،‬أو جلسوا بها‪ ،‬أو تركوا فيها بَصْمة من بصماتهم‪ ،‬أو‬ ‫من عالماتهم‪ ،‬ما يَنْ َقعُ الغُلة‪ ،‬و يثلج الصدر‪ .‬‬ ‫العدَ َة للسفر‪ .‬‬ ‫يعدُ ّ‬ ‫يحدِ ُث به نفسه‪ ،‬و هو ّ‬ ‫هذا ما ّ‬ ‫يترحَم‬ ‫أمُ كلثوم‪ ،‬و‬ ‫ّ‬ ‫و قد التمس منهُ صديق معروف بانبهاره بمصر‪ ،‬أن يزور قبر ّ‬ ‫عليها‪ ،‬و أن ينتقيَ له من أشرطتها الغنائية‪ ،‬الشريط الذي تتحدث فيه ‪ ‬مصرُ عن‬ ‫نفسها‪ ،‬و الذي مطلعه‪ :‬‬

‫‪« ‬وقف اخللق ينظرون جميع ًا‬ ‫‪ ‬كيف �أبني قواعد املجد وحدي‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬و ُبناةُ الأهرام يف �سالف الدهر‬ ‫‪ ‬كفـــ ْوين الكالم عند التحـــ ِّدي‬ ‫‪ ‬‬ ‫َ‬ ‫فْر ِق ال�رشق‬ ‫تاج َ‬ ‫‪� ‬أنا ُ‬ ‫العالءِ يف َم َ‬ ‫ِقْ‬ ‫ِـــد عـــ ــدي»‪ ‬‬ ‫‪ ‬و ُد َّرت ُ‬ ‫ُــه فـــرائ ُ‬

‫‪ ‬فوعده خيراً‪ ،‬و طلب منه أن يدعُو له بالسالمة‪ ،‬في الذهاب و العودة‪ .‬‬

‫في اللقاء التشاوري حول برنامج تنمية‬ ‫إقليم شفشاون‬ ‫‪-‬‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫فعاليات المجتمع المدني تؤكد أن التنمية بدون العناية الكاملة بالعنصر البشري‬ ‫وتدق ناقوس الخطر تجاه ظاهرة انتشار المخدرات القوية‬

‫السؤال المتكرر الذي يفرض نفسه في النقاشات اليومية‪ ،‬السيما المتعلقة‬ ‫بوضعنا العام‪ ،‬هو‪ :‬لماذا نحن متأخرون وهم متقدمون في كل شيء‪ ،...‬في‬ ‫التعليم‪ ،‬في الصحة‪ ،‬في النقل‪ ،‬في اإلعالم‪ ،...‬في السياسة واالقتصاد‪...‬؟!‪.‬‬ ‫ما السر في ذلك؟‪ .‬لقد أعطى مفكرونا منذ ما يسمى بعصر النهضة‬ ‫تفسيرات متعددة لهذا اإلشكال ولم يتمكنوا من االتفاق على سبب أو عامل‬ ‫واحد لتأخرنا‪ ،‬و حاول مفكرو ما بعد النهضة القيام بمحاوالت تركيبية من خالل‬ ‫دراسات نقدية لعصر النهضة واجتهادات مفكريه‪ ،‬بل إن بعضهم ذهب نحو‬ ‫جذور العقل العربي وفكره‪ ...‬متلمسا عبر الحفر التاريخي والمعرفي العثور على‬ ‫عناصر لمقاربة إشكال التأخر أو التخلف والتقدم في أفق تمهيد الطريق أمام‬ ‫بلورة مخارج ممكنة له‪ ،‬ومع ذلك ما زال هذا اإلشكال يرخي بكلكله على عقولنا‬ ‫لحد اآلن؟‪.! ‬‬ ‫وفي اعتقادي أن هذا اإلشكال يوخز بتواتر كل ذي عقل سليم وحس وهم‬ ‫وطني هنا يحتك مباشرة ب»حضارة» الغرب أو فقط يعرف عنها من خالل‬ ‫وسائل اإلعالم بمختلف أنواعها‪.‬‬ ‫أسوق هذا السؤال‪/‬اإلشكال في سياق الحديث عن إشكال آخر اليقل أهمية‬ ‫وقد يكون متفرعا عنه وهو سؤال التنمية وما يرتبط بها من عوائق ومقاربات‪،‬‬ ‫وقد كان اللقاء التشاوري الذي عقده رئيس المجلس اإلقليمي مع عيات وفعاليات‬ ‫المجتمع المدني في إطار إعداد برنامج تنمية اإلقليم يوم الجمعة ‪ 29‬شتنبر‬ ‫‪ 2017‬بمقر المجلس‪ ،‬مناسبة طرح فيها هذا اإلشكال وأثيرت عناصره بإلحاح‪،‬‬ ‫حيث انصب نقاش ممثلي الجمعيات في هذا اللقاء ‪-‬بعد استعراض تشخيص‬ ‫الحاجيات «التنموية» إلقليم شفشاون الذي قامت به مصالح عمالة إقليم‬ ‫شفشاون سنة ‪ 2014‬والتي في حددت في ‪ 4091‬مشروع بغالف مالي يناهز‬ ‫‪ 16‬مليار درهم‪ -‬على العوائق سواء كانت مادية‪-‬تقنية أوتنظيمية أوسلوكية أو‬ ‫ثقافية مترتبطة بالوعي الجمعي والقيم‪ ،‬وعلى المقاربات سواء كانت اجتماعية‬ ‫أوبيئية أو سياسية أو اقتصادية‪.‬‬ ‫واألمر األساسي الذي حظي بنقاش فيه تباين واختالف للرؤى هو هل‬ ‫يكفي تحقيق إنجازات على مستوى البنيات التحتية والتجهيزات وحده ليكون‬ ‫أساسا للوصول إلى التنمية أم أن التنمية البد أن تكون لها أسس اجتماعية‪،‬‬ ‫ثقافية تربوية وقيمية‪ ،‬إذ المالحظ هو أن المجهود الوطني الذي بذل‪ ،‬بتفاوت‬ ‫بين الجهات واألقاليم‪ ،...‬على مستوى التشييد والبناء‪ ،‬وخاصة في العقود‬ ‫األخيرة‪ ،‬مجهود كبير لكنه يبقى معطال لـخلل في بناء الشخصية المغربية‬ ‫القادرة على استثمار المؤهالت لتحقيق الطفرة التنموية التي ال رجعة فيها‪.‬‬

‫التعليم‪ ،‬التربية‪ ،‬التكوين‪ ،‬الثقافة‪ ،‬تقوية القدرات‪ ،‬حقوق النساء‪ ،‬حقوق‬ ‫األشخاص في وضعية إعاقة‪ ،‬الصحة‪ ،‬الرياضة‪ ...‬مجاالت أكد جل المتدخلين‬ ‫على إعطائها األولوية‪ ،‬بتوازن بين الحاضرة والبادية ووفق مبدأ العدالة‬ ‫المجالية‪ ،‬باعتبارها دعامات للتنمية البشرية‪ ،‬وفي هذا الباب أبرز عبدالرحيم‬ ‫بوعزة رئيس المجلس أن العنصر البشري معادلة أساسية في التنمية‪ ،‬وأعطى‬ ‫مثاال بنموذج اليابان الفقير من حيث الموارد الطبيعية والقوي بموارده البشرية‬ ‫وثقافته وحضارته الذي صنعت منه رقما اقتصاديا صعبا مؤثرا في كوكب‬ ‫األرض‪ ،‬رغم اإلكراهات والعوائق الضخمة‪.‬‬ ‫وفي وصفه لحالة إقليم شفشاون‪ ،‬قال عبدالرحيم بوعزة‪ ،‬إنه إقليم منكوب‪،‬‬ ‫وأضاف أنه حان الوقت لكي يتبوأ المكانة التي يستحقها ضمن أقاليم الجهة‬ ‫ويتمتع سكانه دون تمييز بحقهم في التنمية الشمولية‪ ،‬ودعا عبدالرحيم بوعزة‬ ‫في هذا الصدد كافة الفاعلين في القطاع العام والخاص والمجتمع المدني‪ ،‬إلى‬ ‫التعبئة وتنسيق الجهود لتنزيله على أرض الواقع وفق الصيغة التي سيعتمد‬ ‫عليها من طرف المجلس اإلقليمي في غضون نونبر المقبل‪ ،‬مؤكدا في هذا‬ ‫الصدد على ضرورة الترافع أمام الوزارات والمؤسسات المعنية وطنيا وجهويا‬ ‫وإقليميا من أجل توفير التمويل الالزم لمشاريع البرنامج بحكم ضخامة الغالف‬ ‫المالي وضعف إمكانيات اإلقليم المالية‪ ،‬وعبر عبدالرحيم بوعزة عن تفاؤله‬ ‫بمستوى النضج والوعي الذي جسده نقاش المجتمع المدني لبرنامج تنمية‬ ‫اإلقليم والمقترحات والتوصيات واألفكار التي تقدم بها في هذا الصدد‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن العديد من تدخالت ممثلي المجتمع المدني دقت‬ ‫ناقوس الخطر تجاه ظاهرة انتشار المخدرات القوية‪ ،‬وأكدت على ضرورة‬ ‫اإلسراع بالتحرك من خالل مبادرات عملية تتجه بداية إلى التالميذ بالمؤسسات‬ ‫التعليمية من أجل وقف النزيف‪ ،‬وقد عبر عبدالرحيم بوعزة رئيس المجلس‬ ‫اإلقليمي عن استعداده لدعم جميع المبادرات في هذا االتجاه على اعتبار أن أبناء‬ ‫اإلقليم كافة وبجميع الجماعات الترابية هم ثروته الحقيقة وأمله في المستقبل‪.‬‬ ‫اللقاء التشاوري ترأسه عبدالرحيم بوعزة رئيس المجلس اإلقليمي‪ ،‬بحضور‬ ‫محمد التجكاني نائب لجنة التنمية القروية والحضرية وإنعاش االستثمارات‬ ‫والماء والطاقة والبيئة‪ ،‬وكلتا الشاوني رئيسة هيئة المواطنة والتنمية البشرية‪،‬‬ ‫وعادل زروق المدير العام للمصالح باإلقليم‪ ،‬وعدد من ممثالت وممثلي‬ ‫الجمعيات الفاعلة في مجال التنمية االجتماعية والثقافية والرياضية‪.‬‬

‫أصول‪..‬‬ ‫أصول‪..‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫قلت لصديقي‪:‬‬ ‫لماذا أراك مولعا بالتعنت‪..‬‬ ‫متهافتا على تنقيص أقدار الناس‪..‬‬ ‫مسقطا لمنازلهم‪..‬‬ ‫غير متردد في تحجير كل واسع مهما اتسع‪..‬‬ ‫غير منخلع عن كل فعل ذميم‪..‬‬ ‫قال لي‪:‬‬ ‫يركبني شيطاني‪..‬‬ ‫فأركب إغوائي‪..‬‬ ‫فأجدني في نكد دائم‪..‬‬ ‫ملبسا إبليسيتي‪..‬‬ ‫ومع ذلك ال يفارقني ميل لإلقالع واالنخالع عن هذا‬ ‫اإلغواء واإلفساد والتمرد وسـوء تقدير‪..‬‬ ‫قلت له‪:‬‬ ‫اسمع يا هذا بعضا مما يقوله سيدي حمزة القادري‬ ‫بودشيش رضي اهلل عنه وأرضاه‪:‬‬ ‫«يحارب الشيطان اإلنسان من البداية حتى النهاية‬ ‫كي يخرجه‪ ..‬ويعمر قلبه بأمور أخرى‪..‬؛ ألنه جيش من‬ ‫الشر يتحارب مع جيش من النور‪ ،‬والذي تكون له الغلبة‬ ‫يسكن‪..‬‬ ‫عندما يصل اإلنسان إلى النهاية‪ ،‬ويدخل حضرة اهلل ال‬ ‫يبقى للشيطان طريق للوصول إليه‪..‬‬ ‫ماذا يبقى؟‬ ‫يبقى مكر اهلل‪..‬‬ ‫يبقى التأدب مع الربوبية‪..‬‬ ‫يبقى التأدب مع الشريعة‪..‬‬ ‫يبقى مع خلق اهلل‪..‬‬ ‫يبقى اإلنسان مراقبا نفسه؛ ألنه يخاف من مكر ربه‪.‬‬ ‫«وال ي�أمن مكر اهلل �إال القوم اخلا�رسون » صدق اهلل العظيم‪.‬‬ ‫واسمعه رضي اهلل عنه يقـول‪:‬‬ ‫«ثالث محطات يمـر منها المريد‪:‬‬ ‫• محطة الشيطان‪.‬‬ ‫• محطة النفـس‪.‬‬ ‫• مكر اهلل؛ ومكر اهلل ال يؤمن إال باألدب مع اهلل»‬ ‫ختمت حديثي العابر مع صديقي مذكرا إياه أن عبادة اهلل‬ ‫هي المدخل للصالح‪ ،‬لكنها مشروطة باإلخالص والصدق‬ ‫والصبر‪.‬‬ ‫هذه أصول ثالثة مشدودة بعضها إلى بعض؛ متى‬ ‫تعطل أحدها تعطل اآلخران‪..‬‬ ‫فافهم‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪� 09‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫العدد ‪909‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪� 03‬أكتوبـر ‪2017‬‬

‫اغتصاب في ثوب زفاف‬ ‫والعروسة طفلة في الثانية عشرة‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫وزيرة «زوج فرنك» ‪:‬‬

‫الإعالم وراء «ثورة العط�ش»‬ ‫اختارت شرفات أفيالل‪ ،‬كاتبة الدولة المكلفة بالماء‪ ،‬أن تهوّن‬ ‫من أمر االحتجاجات التي شهدتها مناطق عديدة بالمغرب بسبب أزمة‬ ‫العطش التي تهدد اآلالف من المواطنين والتي واجهتها السلطات‬ ‫المحلية بالتدخالت األمنية‪ ،‬مثل ما هو الحال في وزان وصفرو وسطات‬ ‫وزاكورة وغيرها‪ ،‬متهمة بعض وسائل اإلعالم بالوقوف وراء ما سمي‬ ‫ب «ثورة العطش» بالمغرب‪.‬‬ ‫وكنت قد خصصت المقال الرئيسي في عدد أخير من جريدة‬ ‫«الشمال» التي أشـــرف على إدارة تحريرهـــا‪ ،‬لما أسميتــه «حراك‬ ‫العطش» ضمنته بيانات حول واقع موارد الماء بالمغرب ومنها حوالي‬ ‫‪ 150‬سدا كبيرا توفر حوالي ‪ 22‬مليار متر مكعب إضافة إلى ‪ 20‬سدا‬ ‫صغيرا بسعة إجمالية تقدر ب عشرة ماليين متر مكعب‪ .‬وفق بيانات‬ ‫‪.2011‬‬ ‫ولو أن خروج الناس للتظاهر ضد العطش‪ ،‬في مناطق معينة‪،‬‬ ‫أمر معروف بالمغرب‪ ،‬المشهور بتقلبات مناخه والمعتمد بصورة شبه‬ ‫كلية‪ ،‬على ما تجود به السمــاء‪ ،‬باستثناء محطتين لتحلية مياه البحر‬ ‫في كل من طرفاية والعيون‪ ،‬والثالثــة «مبرمجة» للحسيمة‪ ،‬أطال‬ ‫اهلل عمركم‪ ،‬إال أن مخططات المياه‪ ،‬كما يبدو‪ ،‬لم تتبع‪ ،‬بما يكفي‬ ‫من تبصر وحيطة‪ ،‬واستشراف‪ ،‬التطور الديمغرافي للسكان‪ ،‬والنزوح‬ ‫من البوادي إلى الحواضــر‪ ،‬وهو مـــا وصلت إليه تحقيقـات مندوبية‬ ‫التخطيط‪.‬‬ ‫ومن مفارقات هذا الوضع‪ ،‬أن حكومة العثماني الرشيدة‪ ،‬تضم‬ ‫بين مكوناتها أربع وزارات لها ارتباط مباشر بالماء‪ :‬وزارة الفالحة‬ ‫والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات‪ ،‬ووزارة التجهيز‬ ‫والنقل واللوجيستيك والماء‪ ،‬وكتابة الدولة لدى هذه الوزارة مكلفة‬ ‫بالماء‪ ،‬وكتابة الدولة لدى وزارة الفالحة مكلفة بالتنمية القروية‬ ‫والمياه والغابات‪ ....‬دون أن يكون لذلك أثر على الوضع الذي أخرج‬ ‫للشوارع سكان فوق أربعين مدينة ومركزاـ ليدقوا طبول الغضب‪،‬‬ ‫ويعلنوها ثورة ضد العطش‪ ،‬خاصة وقد جرت بين السكان أخبار حول‬ ‫وجود مخططات إلنشاء مالعب جديدة لـ «كولف القرب»‪ ،‬وهي‬ ‫فضاءات «مستهلكة» للماء وبقوة‪ ،‬ومبذرة لهذا المادة الثمينة ‪،‬‬ ‫التي يقطع نصف الشعب المغربي إليها‪ ،‬يوميا‪ ،‬مسافات طويلة‪ ،‬في‬ ‫ظروف صعبة وشاقة‪ ،‬للحصول على جرعات منها إلطفاء الظمأ وتوفير‬ ‫حفنة ماء إلغاثة ماشيته‪ ،‬التي هي كل شيء في حياة القرويين الذين‬ ‫يشكلون أغلب سكان المغرب‪..‬‬ ‫منذ شهر يونيه‪ ،‬بدأت «حراكات» المواطنين تنذر بخطر العطش‪،‬‬ ‫شماال وجنوبا‪ ،‬شرقا وغربا‪ ،‬حتى مدينة تطوان‪ ،‬مسقط رأس الهانم‬ ‫شرفات‪ ،‬كاتبة الدولة المكلفة بالماء ‪ ،‬شهدت «قرع طبول الغضب»‪،‬‬ ‫وهي المدينة التي «يحنش» حولها واد المحنش‪ ،‬وبها بعض السدود‪،‬‬ ‫النخلة وأجراس‪ ،‬ومع ذلك «جرب» أهلها‪ ،‬ولعلها أول مرة في تاريخ‬ ‫هذه المدينة العريقة‪ ،‬شرور العطش‪ ،‬فنزلوا إلى الشارع يحتجون !‬ ‫كما فعل مواطنوهم في وزان‪ ،‬في طنجة‪ ،‬والقصر الكبير وبني مالل‪،‬‬ ‫والجديدة والبيضاء والفقيه بنصالح وتازة وابن جرير وتاونات وصفرو‬ ‫وتاوريرت وطانطان ‪.....‬‬ ‫السيدة شرفات أفيالل‪ ،‬سارعت إلى تعليق ضعف أداء الحكومة‬ ‫في ما يخص توفير مياه الشرب على مشجب اإلعالم الذي حملته‬ ‫مسؤولية الوقوف وراء «ثورة العطش» التي اجتاحت البالد من كل‬ ‫الزوايا‪ ،‬وكانت موضوع مقاالت واستطالعات سمع ـ بصرية‪ ،‬ترصد‬ ‫واقع الحال‪ ،‬من باب اإلخبار ليس إال‪ ،‬وهذا دور اإلعالم المتزن‪،‬‬ ‫المسؤول‪ ،‬الموضوعي‪ ،‬إال أن تكون السيدة كاتبة الدولة ال تزال تحن‬ ‫إلى عهد «قولوا العام زين»‪ ......‬و «كل شيء على ما يرام يا مدام‬ ‫ال مركيز» !!!‪....‬‬ ‫الوزيرة‪ ،‬وكعادة الوزراء‪ ،‬نشرت‪ ،‬من جديد‪ ،‬استراتيجية الحكومة‬ ‫المتعلقة بتدبير ندرة المياه‪ ،‬وشددت على أن الوضعية طبيعية‬ ‫بالمغرب ونمط التزويد طيلة اليوم عاد جدا‪....‬‬ ‫وألحت على أن «االضطرابات» محدودة وأن المغرب يراهن على‬ ‫تحلية مياه البحر‪....‬‬

‫وقولوا بــــاز !‪.....‬‬

‫‪4‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫«لو كان الفقر رجال لقتلته بسيفي هذا» مقولة‪ ،‬وإن لم‬ ‫يتم التأكد من قائلها‪ ،‬فإنها تنطبق اليوم على هذه الحادثة‬ ‫المؤلمة التي تتحدى حقوق االنسان وتصرخ في وجه من‬ ‫أولياء األمر‪ ،‬صرخة تظلم وإدانة‪ ،‬من أجل ضمان الحق في‬ ‫الحياة‬ ‫عمرها ال يتعــدى الثانيــة عشرة‪ ،‬ولكن الفقــر والعـوز‬ ‫وضيق الحال‪ ،‬دفع بوالدتها إلى القول بتزويجها من شاب‬ ‫«تسلط» عليها من مدينة الخميسات‪ ،‬األطلسية‪ ،‬حيث زفاف‬ ‫«القواصر» مألوف‪ ،‬ومعتاد‪ ،‬بل إن حالة أسرة الطفلة التي‬ ‫مات عنها عائلها الوحيد وكان بحارا بالمضيق‪ ،‬دفعتها إلى‬ ‫القبول بالزواج‪ ،‬ولو خارج القانون‪ ،‬زواج عرفي إلى أن يتم‬ ‫«تثبيته» وفق المدونة التي هي اليوم بأمس الحاجة إلى‬ ‫التثبيت ( !)‪.....‬‬ ‫وأقيم حفل «الزفاف» السابــق للخطوبــة‪ ،‬بصـــور‬ ‫معكوسة‪ ،‬إال أن نداء استغاثة طلع في المواقع‪ ،‬دفع عناصر‬ ‫األمن بمدينة تطوان إلى فتح تحقيق في الموضوع شمل أم‬ ‫العروسة والعريس وعدد من الشهود‪.‬‬ ‫العديد من الجمعيات الحقوقية دخلت عى الخط‪ ،‬منددة‬ ‫بما حصل بتطوان‪ ،‬ومعتبــرة أن زواج «فرح» ــ وهــذا‬ ‫اسمها ــ نوع من أنواع االغتصاب والعبودبة‪.‬‬ ‫إال أن من المنطق ما ال يخضع للمنطق !‬ ‫ويبقى السؤال‪ :‬هل يترك الفقر مجاال لتحكيم العقل‬ ‫والمنطق !؟‪.....‬‬

‫‪DDDDDDD‬‬

‫الجنس من أجـل النقط !‬ ‫الجنس من أجل التعليم !‬ ‫الجنس من أجـل العـالج !‬

‫أكبتٌ كامن في دواخل أألجيال الجديدة من مغاربة‬ ‫اليوم‪ ،‬تفجر فجأة‪ ،‬ليطيح بأعرق قيم المجتمع المغربي‬ ‫تجلية ورسوخا‪ ،‬أم هي أزمة أخالق وتربية‪ ،‬وبؤس ثقافي‬ ‫حضاري شجع على تجاوز كل الحدود‪ ،‬في غيبة عن «محاسبة»‬ ‫مسؤولة ورادعة‪.‬‬ ‫فبعد قضية أستاذ الجبر بجامعة تطوان ـ طنجة‪ ،‬التي‬ ‫عرت المسكوت عنه فيما يتعلق بعملية االبتزاز التي تمارس‬ ‫على الطالبات من أجل الحصول عل نقط جيدة‪ ،‬والتي تطلع‬ ‫بين الفينة والفينة في الصحافة الوطنية‪ ،‬وبعد فضيحة‬ ‫المدير الذي حاول ممارسة ابتزاز جنسي على سيدة متزوجة‪،‬‬ ‫جاءته تطلب تسجيل طفلتها بمدرسة المدير الذي قيل إنه‬ ‫تم توقيفه والحال أنه كان يجب «طرده بالمرة من وظيفة‬ ‫لم يقدر مسؤوليتها اإلنسانية‪ ،‬هاهي أخبار تتحدث عن طبيب‬ ‫بأحد المستشفيات العمومية أقدم على التحرش جنسيا‬ ‫بسيدة تقدمت بشكاية في الموضوع إلى وزير الصحة‪.‬‬ ‫الجمعية المغربية للتوعية ومحاربة داء السل‪ ،‬التي‬ ‫تكفلت بدعم المشتكية‪ ،‬فوجئت بوجود سيدة أخرى في نفس‬ ‫الوضع‪ ،‬تعرضت هي أيضا للتحرش الجنسي من طرف نفس‬ ‫الطبيب الذي ال زال يمارس مهامه بالمستشفى العمومي‬ ‫رغم الضجة التي أثارتها هذه القضية التي أضحت تعرف‬ ‫بقضية «الجنس مقابل العالج» !!!‪....‬‬ ‫فهل سيصبح الجنــس «مفتــاح» «الفــرج» بالنسبـــة‬ ‫لمن ترغمهــن ظروفهن التعيسة إلى خدمات المصالح‬ ‫العمومية؟‪......‬‬

‫‪DDDDDDD‬‬

‫ليس اللون وحده ما أغاض المواطنين‬ ‫يا سيد !‬

‫عبّر الوزير أخنوش عن أسفه لتغيّر لون لحوم أضاحي‬ ‫بعض المستهلكين خالل العيد األضحى المبارك‪“ ،‬الذي‬ ‫هو مناسبة دينية تجمعنا حول تقليد مهم وله مكانته‪،‬‬ ‫ومن المؤسف حقا أن فرحة العيد لم تكتمل لدى بعض‬ ‫العائالت‪.‬‬ ‫الوزير قال أمام لجنة القطاعات اإلنتاجية بمجلس النواب‬ ‫إن تغير لون بعض األضاحي راجع إلى الظروف المناخية وإلى‬ ‫شروط تخزين وتبريد اللحوم وتهيئ السقيطة عموما وأن‬ ‫وزارته بكل مرافقها تعبأت ‪ ،‬منذ اليوم األول حول هذا الملف‬ ‫لشرح األسباب واتخاذ التدابير الالزمة لحماية المستهلك ‪،‬‬ ‫وفند ما ذهبت إليه بعض التأويالت من أن المكتب الوطني‬ ‫للسالمة الصحية اتهم المغاربة بعدم إتقان أداء طقوس‬ ‫العيد‪ ،‬وهو ما تجلى فعال و بوضوح من البالغ المذكور‪ ،‬مع‬ ‫االعتذار للوزير!‪.‬‬ ‫إال أن األمر ال يتعلق بتغير لون األضحيات فقط‪ ،‬بل‬ ‫وبالروائح الكريهة‪ ،‬روائح العفن‪ ،‬التي كانت تنبعث من‬ ‫األضحيات بمجرد الشق على بطونها‪....‬ولو أننا صدقنا بيانات‬ ‫مكتب السالمة الصحية الذي ينشط كثيرا في رمضان وفي‬ ‫العيد الكبير‪ ،‬وأيقنا أن ال عالقة لذلك بالعلف المغشوش الذي‬ ‫أرجعه بعضهم إلى فضالت الدواجن المستوردة من أرض‬ ‫الكنانة وإلى مواد كيماوية معلومة عند الكسابة ‪ ،‬وأيضا‬ ‫إلى مراعي األزبال والنفايات التي تطلق بها المواشي طيلة‬ ‫أيام السوق‪ ،‬التي تمتد إلى حوالي الشهر‪....‬ولكنها تأويالت‬ ‫مغرضة‪ ،‬واجهها وزير الفالحة بما يلزم من الصرامة في‬ ‫«اإلقناع» و»اإلمتاع» وقطع الطريق عن «المشوشين» الذين‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫يقفون عند «ويل للمصلين» ‪ ،‬وهم في الدرك األسفل من‬ ‫النار‪ ،‬إن شاء اهلل‪ ،‬واهلل أعلم !!!‪.....‬‬

‫‪DDDDDDD‬‬

‫تعديل «مكعّب» للجنة مكافحة الفساد !‬ ‫اللجنة الوطنية لمكافحة الفساد‪ ،‬صرفوها لجنتين‬ ‫وعدلوها ثالث مرات‪ ،‬والبقية تأتي مع حكومة العثماني‪ ،‬بعد‬ ‫أن انطلقت «االستراتيجية» الوطنية لمحاربة الفساد‪ ،‬سنة‬ ‫‪ ،2015‬على عهد الرئيس بنكيران‪ ،‬الذي‪ ،‬ربما‪ ،‬سيكون عليه‬ ‫استالم الملف من جديد‪ ،‬بعد أن ينجح في الوالية الثالثة‬ ‫و يتولى تشكيل الحكومة المقبلة‪ ،‬وهو أمر غير مستبعد‬ ‫تماما!‪...‬‬ ‫الصيغة األولى للمشروع تضمنت تمثيلية المجتمع‬ ‫المدني ومنه منظمة «ترانسبارانسي»‪ ،‬في لجنة حكومية‪،‬‬ ‫فتم التعديل‪ ،‬ولكن مرسوم ‪ ،2017‬المصادق عليه‪ ،‬طلع‬ ‫بدون عضوية منظمة الشفافية «ترانسبارانسي» ونشر‬ ‫على هذه الصورة بالجريدة الرسمية‪ .‬ومع ذلك لم تتشكل‬ ‫اللجنة التي يبدو أن «الفساد» قهرها مرة أخرى‪ ،‬لتتسرب‬ ‫إلى النقاش الحكومي الجاد‪ ،‬فكرة إنشاء لجنتين‪ ،‬بمرسومين‬ ‫‪ ،‬األولى حكومية من أجل اإلشراف على تنفيذ االستراتيجية‬ ‫والثانية تضم هيئات ومنظمات المجتمع المدني ممثال‬ ‫بمنظمة «ترانسبارانسي وشبكة حماية المال العام ‪ ،‬وجمعية‬ ‫«برلمانيون ضد الفساد»‪ ،‬وبعض الوزراء أيضا‪.... ،‬‬ ‫وخالل المجلس الحكومي األخير تم التنصيــص على‬ ‫تشكيل هيئة واحدة تضم وزراء وعددا من الهيئات وممثال‬ ‫عن القطاع الخاص‪ ،‬إضافة إلى هيئتين من المجتمع المدني‬ ‫لم يقع التنصيص عليهما باإلسم‪ ،‬يختارهما رئيس الحكومة‬ ‫لمدة سنتين‪.‬‬ ‫نتمنى أن يكون هذا االختيار «حد البأس» ونخرج إلى‬ ‫الميدان مسلحين بما يسمح به القانون‪ ،‬لمواجهة الفساد‬ ‫الذي لن يتطلب منا أبدا‪ ،‬أن «نخـــرج» بل أن «ندخـــل»‬ ‫إلى نفوسنا‪ ،‬ومجالسنا‪ ،‬وإداراتنا‪ ،‬ولوبياتنا‪ ،‬لنجد أن العيب‬ ‫فينا وأن الفساد والغش من وسائل نجاح الكثيرين من‬ ‫المتسلطين على رقابنا‪ ،‬وأن مكافحة الفساد ليس شعارا يرفع‬ ‫الستدرار عطف الشعب ومساندته أيام الشدة ‪ ،‬إنها قضية‬ ‫أخالق‪ ،‬وتربية‪ ،‬ووطنية‪ ،‬الوطنية التي انتفت من قلوبنا‬ ‫ووجداننا وعالقاتنا بالوطن والمواطنين‪.‬‬

‫‪DDDDDDD‬‬

‫مجالس خارج «التغطية» الدستورية‬ ‫تعتد الحكومة بالدستور لتقرر في شأن األحزاب‬ ‫والمنظمات التي ال تجدد مكاتبها وفق قوانينها التأسيسية‪،‬‬ ‫لتحرم من الدعم وتتعرض لعقوبة الحل ولكن الحكومة‬ ‫تغمض عيونها «المتعددة» عن مؤسسات دستورية انتهت‬ ‫مدة «صالحيتها» ولم تجدد هياكلها بعد‪ ،‬وتمارس‪! .......‬‬ ‫من هذه المؤسسات‪ ،‬بل وعلى رأسها‪ ،‬المجلس الوطني‬ ‫لحقوق االنسان الذي يمثل المغرب وينطق باسمه والحال أنه‬ ‫فاقد الصالحية‪ ،‬والمجلس االقتصادي واالجتماعي ‪ ،‬ومجلس‬ ‫المنافسة‪ ،‬ومجلس الجالية المغربية بالخارج‪ ،‬ومؤسسة‬ ‫الوسيط‪ ،‬والهيأة العليا لالتصال السمعي البصري‪ ،‬والهيئة‬ ‫الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها ‪.‬‬ ‫إضافة إلى تأخــر خروج عدد من المؤسســات إلى حيز‬ ‫الوجود منها مجلس المناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز‬ ‫والمجلس الوطني للعمل الجمعوي والمجلس الوطني للغات‬ ‫والثقافة األمازيغية وغيرها‪.‬‬ ‫والمالحظ أن ال مانع اليوم‪ ،‬والحكومة تخطت حاجز الـ‬ ‫‪ 120‬يوما‪ ،‬في أن تعمل على تحيين المؤسسات الفاقدة‬ ‫الصالحية وتشكيل المؤسسات المصــادق على وجودها‬ ‫ليكتمل اإلطار القانوني لعمل جميع تلك الهيئات‪.‬‬

‫‪DDDDDDD‬‬

‫بلدية فاس تخسر فوق ‪ 30‬مليارسنتيم‬ ‫والعمدة موضوع مساءلة‬ ‫«األخبار» طلعت في عدد اإلثنين الماضي‪ ،‬باستطالع‬ ‫حول إحالة النيابة العامة بفاس على جهة األمن المختص‪،‬‬ ‫شكاية من الهيئة الوطنية لتقييم تدبير الشأن العام‪،‬‬ ‫الموجود مركزها العام بالرباط‪ ،‬حول قضية إعفاء عائلة‬ ‫صنفت بـ «النافذة»‪ ،‬من أداء الضريبة المتراكمة خالل أربع‬ ‫سنوات‪ ،‬عن قطعتين أرضيتين عند المدخل الجنوبي لفاس‪،‬‬ ‫مساحتهما اإلجمالية حوالي ‪ 300‬هكتار‪ .‬عمدة المدينة يكون‬ ‫قد صرح بأن العملية تمت في إطار القانون‪ ،‬ورفض اإلفصاح‬ ‫عن مزيد من التفاصيل بهذا الشأن‪ .‬إال أن مواصلة النبش‬ ‫في الموضوع والتحريات التي قد تنتج عن البحث األمني‪ ،‬مما‬ ‫قد يفضي إلى معرفة الكثير من جزئيات هذه القضية التي‬ ‫تدخل في إطار مساهمة المجتمع المدني في تخليق اإلدارة‬ ‫وتدبير الشأن العام‪.‬‬ ‫أخبار مدينة فاس تتحدث عن وجود اختالالت واسعة‬ ‫في مجال التعمير‪ ،‬قبل وصول البيجيدي إلى قيادة مجلس‬ ‫فاس‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بتصاميم البناء األمر الذي يضاعف‬ ‫من استياء المنعشين العقاريين بالمدينة‪ .‬وال شك أن‬ ‫المسؤولين اإلداريين والقضائيين واألمنيين بالمدينة‪ ،‬على‬ ‫علم بالتفاصيل ويواجهون الوضع بما يتطلب من الجدية‬ ‫والصرامة‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪909‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪� 09‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫‪5‬‬

‫طنجة‬

‫حتت رحمة املجرمـني و ال�سفاحيـن ‪..‬‬ ‫عنف و �إجرام يف كل مكـان و زمـان‪..‬‬ ‫�إلى �أي اجتاه تدفع رياح احل�ضارة ب�سفن زمان‪ ،‬ونحن نيام قيام على فوهة بركان؟‬ ‫لطمتنا �أمواج الطوفان العاتية‪� ،‬أُ َ�س ُرنا الهية وجمتمعاتنا غري مبالية‪ ..‬‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫ة»‪« ،‬م َاكايْن خْ ْ‬ ‫مزن ْف ال ْب َالد»‬ ‫ي�ص‬ ‫وح وْ َّال ْت ْر ِخ َ‬ ‫«ال�س َقة عاي ْ​ْن بايْن»‪« ،‬ال ُّر ْ‬ ‫َ‬ ‫«الكري�ساج بالع ّاليل»‪ ،‬رّ ْ‬ ‫عبارات وأخرى من مثيالتها ال يكاد يخلو مجلس من المجالس الطنجية ‪ ‬دون ترديدها ومناقشة أسبابها‬ ‫وخلفياتها وأبعادها ونتائجها ‪ ،‬فرجال الساعة بطنجة شبان هائجون ومجهّزون بأفتك أنواع األسلحة البيضاء‪ ،‬يخرجون‬ ‫آناء الليل وأطراف النهار العتراض سبيل المارة وترك تواقيعهم الخاصة على أنحاء مختلفة من أجساد الساكنة مما و ّلد‬ ‫لدى هذه األخيرة خوفا مزمنا ورعبا بيّنا تتجلى عالمات وضوحه في آالف الشكايات المرفوعة إلى مختلف الدوائر األمنية‬ ‫العاجزة لحدود الساعة عن كبح جماح النمو السريع والمتزايد للجريمة المتنوعة األشكال والوسائل بعروس الشمال‪. ‬‬ ‫عرفت المجتمعات البشرية قاطبة منذ القدم ظاهرة الجريمة وتعايشت معها وعرّفتها في دساتيرها وقوانينها‬ ‫بردّة فعل عدواني تهدد الجنس البشري نفسيا‪،‬تربويا‪،‬اقتصاديا ثقافيا‪،‬اجتماعيا وسياسيا‪ ،‬وبأساليب وأشكال أكثر‬ ‫تفننا وتنوعا‪.‬‬ ‫في حين أكدت الدراسات المختلفة أن تصاعد وتيرة هذه المشاكل اإلجتماعية تؤثر سلبا على العادات والقيم‬ ‫والمعايير السلوكية وتتولد عنها أمراض مجتمعية جد خطيرة بكل األوصاف والمقاييس‪ ،‬وال يسلم منها أي بلد‬ ‫وال تقتصر فقط على المجتمعات المتخلفة من غيرها‪ ،‬كما تنتشر كالنار في الهشيم في المحيطات االجتماعية ذات‬ ‫المستويات الثقافية واإلقتصادية والعقائدية الجد متدنية‪،‬‬ ‫فكما يزدهر أي مجتمع بصالح أفراده فهو كذلك يتقهقر بفسادهم ويتأثر باألوبئة األخالقية واألمراض اإلجتماعية‬ ‫الغريبة عن هويته وثقافته التي تزعزع استقراره وتفقد سالمة وأمن جميع مواطنيه‪.‬‬ ‫بعد هذا التقديم الوجيز أدخل مباشرة إلى عمق هذا المقال الخاص بغية التفحيص وتسليط الضوء والتحسيس‬ ‫بعد إذن أصحاب الفضل واإلختصاص ‪،‬لنقف سويا على دوافع ومسببات هذه الظواهر المجتمعية الفاسدة‪ ،‬ونتوصل‬ ‫إلى معرفة الصيغ الوقائية وبعض الطرق العالجية ‪.‬‬ ‫بداية تتحدث أحدث الدراسات الدولية عن نسب عالية من اإلنحراف واإلجرام في صفوف األوساط القليلة الثقافة‬ ‫والمعارف أو الغير المتعلمة والتي عادة تنمو وسط تربة اإلهمال وتترعرع في بطن أرضية القصور التربوي والتعليمي‬ ‫خاصة في سماء الالمباالة المحفوفة بغياب التوجيه وقلة الرقابة من األسرة والمجتمع‪.‬‬ ‫سوء الوضع اإلقتصادي واإلجتماعي المتمثل في تدنِّي الحالة المعيشية للفرد نذكر من أسبابها‪ :‬استفحال الفقر‬ ‫والبطالة ‪،‬عدم اإلستقرار المهني الغير الالئق ‪،‬الهجرة القروية‪ ،‬عدم اإلندماج في المحيط الجديد ‪ ،‬قلة الدخل ‪،‬الحاجة‪،‬‬ ‫الفشل في التوافق المهني وغيرها…‬ ‫عوامل ومسببات أخرى تو ّلد شحنة القلق والخوف على المستقبل أمام ازدياد المطالب الفردية على اقتناء مغريات‬ ‫البيئة في ظل سوء الحالة اإلقتصادية وغالء المعيشة المتزايد الذي ال يعرف التوقف وال اإلنقطاع‪.‬‬ ‫وهذا ما يساهم بال شك في حرمان الفرد من تلبية متطلباته األساسية وإشباع حاجياته الشخصية ويحرمه األمن‬ ‫واإلطمئنان ويحسّسه بالشعور داخل وخارج وسطه بعدم اإلستقرار واألمان‪ ،‬كما يسهل عليه عملية التأقلم والتعوّد‬ ‫واإلنسجام على بعض السلوكات اإلجتماعية الغير السوية والمرفوضة من المجتمع أو الممنوعة بقوة القانون‪،‬والتي‬ ‫تخلق ظروفا مالئمة ومناخات جد مهيَّئة للحرمان واإلحباط وتدفع باتجاه التنافس الشديد والصراعات واإلنحراف أو‬ ‫إلى ساحة اإلضطهاد واإلستغالل وعدم المساواة‪.‬‬ ‫وهذا ما يفتح على األسرة والمجتمع كل األبواب الالأخالقية من متاجرة في الممنوعات والمحرمات من (خمور‪،‬‬ ‫حبوب هلوسة ‪،‬مخدرات بجميع أنواعها ‪،‬السرقة ‪،‬الرشوة ‪،‬اإلحتيال ‪،‬الغش ‪،‬التزوير‪،‬الدعارة‪،‬الفساد وغيرها…) ومن‬ ‫الواضح أن هذه األمراض المجتمعية قد تفضي إلى هالك الشخص المدمن بال هوادة وقد تؤدي به إلى القتل والسجن‬ ‫أو إلى اإلقدام على اإلنتحار في بعض األحيان‪.‬‬ ‫إن اإلحصائيات حول الجريمة ال تمثل سوى حاالت ما يعرف باإلجرام الظاهر‪ ،‬ففي مجتمع بنيته الفكرية شبه‬ ‫تقليدية – شبه عصرية مثل المجتمع المغربي‪ ،‬ما تزال كثير من الجرائم ال تدون في سجالت األمن إما ألن أطرافها‬ ‫تخشى على تضرر سمعتها‪ ،‬أو ألنها تسوّى خارج القانون‪ ،‬من خالل إجراء تسويات مصالحة‪ ،‬أو تطوى باللجوء إلى‬ ‫فرض تنازالت باإلكراه والضغط‪.‬‬ ‫وعلى ذلك فإن األرقام – متى توفرت – ال تعبر عن واقع الجريمة الفعلي‪ ،‬لكنها تمنح من يتفحصها صورة تقريبية‪،‬‬ ‫والصورة المتاحة لمشهد اإلجرام في المغرب عامة وطنجة خاصة ال تبعث على اإلطمئنان‪.‬‬ ‫بعيدا عن األرقام لكن قريبا جدا من مراتع الجريمة‪ ،‬تغطي الشبكات اإلجتماعية نقص المعطيات فتعرض‬ ‫بالصوت والصورة‪ ،‬مشاهد مخيفة لمجرمين مسلحين بسيوف ومُدًى‪ ،‬وهم يعتدون على الناس في أحد أحياء طنجة‪...‬‬ ‫بني مكادة وبئر الشيفا والمصلى وو وو … تتعدد األشرطة التي التقطها راصدون هواة‪ ،‬وبعد مشاهدتها ال يمكن‬ ‫لعاقل أن يشعر باإلرتياح لما آل إليه حال مدينتنا‪ ،‬فهل يشاهد مسؤولونا ما يعرض من شواهد حية عن واقع الجريمة‬ ‫في شبكات التواصل اإلجتماعي‪ ،‬قبل أن يطمئنونا على تراجع الجريمة؟ وهل تدرك قنوات التلفزيون المغربي بأن ما‬ ‫تعرضه يكون له تأثير إما سلبي أو إيجابي على مشاهديها‪ ،‬خصوصا من خالل عرض تفاصيل مصورة لوقائع جرائم‬ ‫شهيرة على النشء الصاعد؟‬ ‫إعتاد المواطن على كلمة “فالن قتل ” و”آخر تعرض للسرقة” وآخر أصيب بجروح جراء اعتراض سبيله وسلب ما‬ ‫يمتلك تحت التهديد باألسلحة البيضاء بأحياء المدينة‪ .‬‬ ‫إن ما آلت إليه األوضاع بمدينة طنجة أصبح يمزق القلوب‪ ،‬ويزرع الرعب في صفوف الساكنة ‪،‬حيث أصبح المواطن‬ ‫يعيش في ترقب شديد تفاديا ألن يكون هو اآلخر ضحية من ضحايا اإلجرام بقلب حيّه أو بالقرب من مكان عمله أو‬ ‫أي مكان تطأه قدماه‪ .‬‬ ‫لمحاولة‪ ‬معرفة أسباب تفشي هذه الظاهرة بصفة عامة ‪ ،‬يلزمنا الكثير من الدراسات واستطالعات الرأي‪ ،‬إال‬ ‫أنه ثمة هناك عوامل بديهية ال تحتاج لدراسة ‪ ‬تكون سببا أساسيا في تنامي هذه الظاهرة بطنجة‪ ،‬نبدأ بالمؤسسات‬ ‫التعليمية التي أصبحت مالذا لإلنحالل األخالقي‪ ‬عوضا عن فضاء‪ ‬للتربية والتعليم‪ ،‬فكثيرا ما وقفنا في المواقع‬

‫اإلجتماعية على صرخات التالميذ يشتكون من ظاهرة ترويج المخدرات واستهالكها داخل المؤسسات التعليمية‬ ‫وظاهرة التحرش بالتلميذات‪ ، ‬وكذا غياب الرقابة والمتابعة العائلية خاصة من جانب اآلباء وتبني طريقة الحوار ال‬ ‫سيما مع األبناء في فترة المراهقة‪.‬‬ ‫غياب الحس الديني والتمسك بأخالقه الفاضلة واإلقبال على مجالس العلم واإلرشاد بدل التسكع في الشوارع‬ ‫ومجالسة المنحرفين والتشبع بأفكارهم‪ ، ‬اإلعالم الذي أصبح مصدر إلهام وتأثر فئة عريضة من الشباب‪ ،‬حيث يروج‬ ‫للفكر اإلجرامي انطالقا من المسلسالت الدخيلة على ثقافتنا التي مافتئت تعرض على شاشات قنواتنا المغربية‪ ،‬غياب‬ ‫الجمعيات والمنظمات الشبابية واألحزاب السياسية وابتعادها عن دورها في تأطير المواطنين خاصة الشباب‪ ،‬على‬ ‫الرغم من التنصيص في الدستور الجديد على مكانتها المتميزة في التنمية إال أنها بمدينة طنجة تعتبر إلى جانب‬ ‫األحزاب السياسية إما صورية أو إسترزاقية‪.‬‬ ‫السلطات المحلية والتي تتحمل جزء كبير‪ ‬من المسؤولية بخصوص انتشار اإلجرام بالمدينة‪ ،‬والحديث عن‬ ‫السلطات المحلية يجرنا لذكر المجلس الحضري الذي يتحمل المسؤولية األكبر في انتشار مقاهي الشيشة بشكل‬ ‫مخيف بالمدينة‪ ،‬حيث أصبحت هذه المقاهي ملجأ لكل الشباب ذكورا وإناثا وحتى القاصرين منهم‪،.‬وأيضــا بيع‬ ‫المخدرات والخمور على مرآى ومسمع السلطات المحلية وأمام حياد المجلس مما يدل على مساهمتهم بشكل غير‬ ‫مباشر في انحراف فئة كبيرة من الشباب‪ .‬‬ ‫‪ ‬قد تكون مجمل األسباب المذكورة أعاله متداخلة‪ ،‬غير أن القسط األكبر من‪ ‬المسؤولية تتحملها السلطات‬ ‫المحلية كونها لم تقم بواجبها بتطهير أحياء المدينة من المدمنين على المخدرات‪ ،‬وكذا غضها الطرف عن أماكن‬ ‫مشبوهة أصبحت مالذا للمنحرفين‪ ،‬وكذا السماح والترخيص‪ ‬بانتشار مثل هذه الفضاءات التي تساهم في تخريب‬ ‫عقلية الشباب‪ .‬‬ ‫إن القضاء على اإلنحراف واإلنحالل الخلقي بالمدينة يتطلب تضافر الجهود من طرف جميع المتداخلين من‬ ‫مؤسسات تعليمية وأسر وسلطات عمومية ومجالس منتخبة قصد وضع استراتيجيات ترقى بذوق الشباب وعقليته‬ ‫واكتسابه إمكانيات تقيه من اإلنحراف واإلنحالل‪.‬‬ ‫و ما يدعو الى اإلستغراب الشديد أيضا‪ ،‬الطريقة التي «تُسوَّق» بها المؤسسات السجنية في وسائل اإلعالم‪،‬‬ ‫عبر «إظهار سجناء يتمتعون بمميزات كثيرة‪ ،‬من تعليم وتكوين مهني وزيارة بعض الفنانين والشخصيات اإلعتبارية‬ ‫في المجتمع‪ ،‬وهي أمور قد ال تتوفر للفرد خارج السجن‪ ،‬كما أن حصول السجين على التغذية والرعاية المجانية داخل‬ ‫السجن يدفع البعض إلى تفضيل «اإلقامة» داخله‪ ،‬فيعود الرتكاب جرائم في كل مرة»‪.‬‬ ‫على كل المختصين واألطر والباحثين واألكاديمين سواء كانوا من المؤسسات التّربوية واإلجتماعية أو الدينية‬ ‫أن تتصدى بتشريعات صارمة للحيلولة دون تفشي هذا المرض المجتمعي القاتل‪ ،‬ومحاولة غلق كل األبواب التي‬ ‫تؤدّي إلى بؤر اإلنحراف واإلنحالل‪ ،‬والعمل فرادى وجماعات ومؤسسات مدنية وحكومية لتطوير مناهج وبرامج توعوية‬ ‫وتعليمية وتثقيفية تربوية مالئمة‪ ،‬مع وضع برامج إجتماعية من أجل إصالح ما انشقّ وانكسر وبناء نشء سويّ‬ ‫بمساعدة مربين وكوادر تعليمية ومثقفين وجمعيات وهيئات من أجل إعادة ِّ‬ ‫بَث الروح اإليمانية والقيّم السمحة التي‬ ‫كان يرتكز عليها المجتمع‪.‬‬ ‫على كل وسائل اإلعالم أيضا بكل أنواعها أن تشمّر على ساعدها وتفتح صفحاتها وشاشاتها ومنابرها في سبيل‬ ‫التكامل والتآزر والعمل صفا واحدا مع غيرها على كل المستويات ومن كل الجهات إلصالح ما يستطيعون إصالحه‪.‬‬ ‫على كل المسؤولين والمختصين وباقي الفعاليات المجتمعية النشيطة ببالدنا أن يتقبلوا سياسة توزيع األدوار‬ ‫وأن يخضعوا القتسام المسؤوليات على كل المستويات النفسية واإلجتماعية والدراسية والمهنية والدينية والحرص‬ ‫على الرعاية النفسية واإلجتماعية بمشاركة األسر والمدارس والمعاهد والجامعات والمؤسسات النفسية واإلجتماعية‪.‬‬ ‫على كل ضحايا الظروف اإلجتماعية والثقافية واختالالت التوازن المحتاجين إلى الرعاية والعطف والحنان أن‬ ‫يتابعوا وأن يعاملوا بالحنان والرفق بدل العقوبات التأديبية الرادعة التي لم تزد األمور إال تع ّقدا وخطورة على بقية‬ ‫المجتمع‪ ،‬على هؤالء أن يوافقوا على عملية اإلنقاذ واإلصالح هذه سواء انطالقا من وسط محيطهم األسري بتغيير‬ ‫سلوكياتهم وملء فراغهم بالصحبة الصالحة وتنمية قدراتهم الجسمية والعقلية بالدروس التثقيفية القيمة‪ ،‬ومزاولة‬ ‫األنشطة الرياضية وتلقين التربية الصحيحة للقضاء على هذه الضغوطات النفسية واإلجتماعية المسببة لإلنحراف‪ ،‬أو‬ ‫بإعادة تفعيل الرعاية اإلجتماعية‪ ،‬وتأمين حاالت اإلكتفاء واإلشباع لإلحتياجات الخاصة بهم وبالمجتمع‪ ،‬واإلعتماد على‬ ‫التنشئة الصحيحة لتبديل السلوك وتغيير األخالق‪.‬‬ ‫و على السلطات األمنية التعامل بكل الحزم والشّدة مع هؤالء المجرمين إن باءت كل محاوالت إصالحهم بالفشل‪،‬‬ ‫فاإلنسان بفطرته عنيف ويميل للدمار والخراب‪ ،‬واذا تركنا له المجال خصبا‪ ،‬فسيأتي علينا يوم يدخلون فيه إلى قلب‬ ‫بيوتنا ويغتصبون بناتنا وأوالدنا أيضا و‪ ‬يسلبونا ما نملكه ولو كان بضع دريهمات‪ ،‬ثم يقتلونا بدم مث ّلج وطيب خاطر‪،‬‬ ‫األمر لم يعد يقبل أي تهاون أو تساهل‪ ،‬طنجة أصبحت مرتعا للمجرمين المنحدرين أغلبهم من القرى المجاوة والمدن‬ ‫المهمشة بالمغرب‪.‬‬ ‫طنجة لم تعد تستحمل مثل هذه الممارسات‪ ،‬لقد طفح الكيل‪ ،‬على الكل تحمل مسؤوليته‪ ،‬مؤسسات حكومية‬ ‫ومدنية ‪ ،‬القوانين عليها أن تكون حازمة‪ ،‬هؤالء ال يفهمون معنى للديمقراطية والتسامح وحرية التعبير والتصرف‪،‬‬ ‫هؤالء ال يردعهم إال العصى الحديدية‪ ،‬طنجة نعم تتطور شكليا‪ ،‬لكن مضمونها يتخ ّلف يوما بعد يوم ‪.‬‬


‫العدد ‪909‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪� 09‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫مئات التالميذ يقاطعون الدراسة وينتظمون في مسيرة احتجاجية‬ ‫حاشدة بضواحي وزان‬

‫عاد سكان مداشر فرقة «الجازولي» التابعة ترابيا‬ ‫لجماعة المجاعرة بإقليم وزان‪ ،‬إلى تنظيم مسيرة احتجاجية‬ ‫على األقدام شكل تالميذ االبتدائي والثانوي نواتها الرئيسة‪،‬‬ ‫للمطالبة بمطلبين أساسيين هذه المرة‪ ،‬مرتبطين بقطاع‬ ‫التعليم‪ ،‬وهما توفير النقل المدرسي لكافة التالميذ الذين‬ ‫تبعد مؤسساتهم التعليمية عن محالت سكناهم‪ ،‬وإصالح‬ ‫وتأهيل مرافقها وتجهيزاتها‪.‬‬ ‫ولم تكتف لجنة التتبع المحلية‪ ،‬التي عقدت اجتماعا‬ ‫تهييئيا‪ ،‬الجمعة الماضي‪ ،‬بهذه المسيرة كشكل احتجاجي‬ ‫لتحقيق مطلبيها‪ ،‬بل قررت أيضا في االجتماع ذاته الذي‬ ‫حضره ممثلون عن السكان‪ ،‬مقاطعة الدراسة بمدارس‬ ‫الهواوس‪ ،‬الشعليين‪ ،‬يوكة وإشهابن‪ ،‬إضافة إلى الثانوية‬ ‫اإلعدادية أبي بكر الرازي والثانوية التأهيلية معاذ بن جبل‪.‬‬

‫وجابت المسيرة التي عرفت مشاركة مكثفة من‬ ‫التالميذ المقاطعين لفصول الدراسة‪ ،‬والذي وصل عددهم‪،‬‬ ‫حسب مصدر من لجنة التتبع المحلية‪ ،‬إلى ‪ 365‬تلميذا‪،‬‬ ‫من المداشر المعنية متوجهة إلى مركز جماعة المجاعرة‪،‬‬ ‫حيث ردد التالميذ شعارات تحث على الصبر والنضال‬ ‫والصمود حتى تحقيق كل المطالب االجتماعية ألهالي‬ ‫فرقة الجازولي‪.‬‬ ‫وعند وصول المحتجين إلى مركز الجماعة‪ ،‬انتظموا‬ ‫أمام ساحتها الخارجية في وقفة احتجاجية حاشدة كرر فيها‬ ‫المتظاهرون نفس الشعارات االجتماعية القوية المنادية‬ ‫بالكرامة اإلنسانية وبرفع كل أشكال الحيف والتهميش‬ ‫و»الحكرة» عن المنطقة‪.‬‬ ‫واتسم هذا الشكل االحتجاجي‪ ،‬وفق مصدر مسؤول‪،‬‬

‫بالسلمية والنظام‪ ،‬إذ حرص عدد مهم من األشخاص كانوا‬ ‫يرتدون سترات ملونة عاكسة للضوء‪ ،‬على تنظيم المسيرة‬ ‫على الطريق مع الحرص على ترك جانب منها لمرور‬ ‫السيارات‪ ،‬كما عملوا على ضبط التالميذ ومنعهم من ترديد‬ ‫بعض الشعارات التي اعتبروها تغرد خارج سرب مطالبهم‬ ‫االجتماعية المحلية‪.‬‬ ‫يذكر أن المنطقة شهدت خالل األسبوع الثاني من‬ ‫شهر غشت المنصرم مسيرة أولى حاشدة طالبت بوضع حد‬ ‫لمشكل العطش بدواوير المنطقة وبالتخفيف من مظاهر‬ ‫الفقر والهشاشة المتفشية بها‪.‬‬

‫رضوان الحسوني‬

‫ذو سوابق يختطف فتاة بميناء العرائش ويحاول اغتصابها بالقوة‬

‫اهتزت مدينة العرائش‪ ،‬نهاية األسبوع الماضي‪ ،‬على‬ ‫وقع عملية اختطاف ومحاولة اغتصاب شخص ذي سوابق‬ ‫لشابة تعمل بمعامل السمك بميناء العرائش‪ ،‬وتعود أطوار‬ ‫الحادث‪ ،‬وفق مصادر مساء السبت الماضي حين أقدم‬ ‫شخص منحرف اعتاد على ارتكاب الجرائم وقضى بسببها‬ ‫عقوبات حبسية متكررة بسبب اعتراض سبيل شابة كانت‬ ‫متوجهة لاللتحاق بعملها بأحد معامل تقشير السمك‬ ‫المتواجدة بباحة الميناء‪ ،‬وتحت التهديد بالسالح األبيض‬ ‫أرغمت الفتاة على مرافقة مختطفها‪ ،‬على مرآى من بعض‬ ‫المارة‪ ،‬إلى أرض خالء خلف مستودعات الميناء‪ ،‬فقام بنزع‬ ‫مالبسها تحت التهديد بالسكين‪ ،‬ثم حاول اغتصابها عنوة‪،‬‬ ‫لكنه فشل بعد إبدائها مقاومة شديدة مكنتها من دفعه‬ ‫وإبعاده عنها‪ ،‬ما منحها بعض الثواني لتستجمع قواها‬ ‫وتصرخ بقوة طالبة النجدة‪.‬‬ ‫صرخات الفتاة وصل صداها إلى بعض العمال بالميناء‪،‬‬ ‫فعملوا على االتصال فورا بمصلحة الشرطة القضائية‬ ‫التابعة لمفوضية الشرطة بالعرائش‪ ،‬التي أرسلت فرقة‬

‫أمنية خاصة قدمت إلى عين المكان وطاردت المشتبه به‪،‬‬ ‫لكنه نجح في الفرار واالختباء داخل أحد المخازن‪ ،‬فأحاطت‬ ‫عناصر الشرطة بالمستودع‪ ،‬وفق ذات المصادر‪ ،‬وحاصرته‬ ‫من جهاته األربع‪ ،‬ثم بحثت عن حارسه واستقدمته لفتح بابه‬ ‫الموصد ليتمكنوا بعد ذلك من ولوجه والقبض على الجاني‬ ‫المختبئ داخله‪ ،‬فيما نقلت سيارة إسعاف الفتاة الضحية إلى‬ ‫مستشفى اإلقليم لال مريم لتلقي اإلسعافات الضرورية‪.‬‬ ‫وقد تبين بعد االطالع على سجل الشخص الموقوف‪،‬‬ ‫أنه ذو سوابق متعددة في جرائم مختلفة منها الضرب‬ ‫والجرح والسرقة والتهديد بالسالح األبيض وترويج‬ ‫المخدرات‪ ،‬بينما هذا الملف تم تقديمه اإلثنين الماضي‪،‬‬ ‫أمام أنظار النيابة العامة التي أمرت بمتابعته بتهم اعتراض‬ ‫سبيل وهتك عرض ومحاولة اغتصاب والتهديد بالسالح‬ ‫األبيض‪.‬‬ ‫هذا الحادث فتح جدال واسعا بين ساكنة مدينة‬ ‫العرائش‪ ،‬حيث استغرب جل المواطنين سلوك المارة الذين‬ ‫عاينوا عملية االختطاف منذ بدايتها دون أن يحركوا ساكنا‪،‬‬

‫باستثناء أحد الشبان الذي حاول الدفاع عن الشابة لكنه‬ ‫تراجع فور لمحه للسالح األبيض في يد الجاني‪.‬‬ ‫حقوقيون بالمدينة دخلوا على الخط في الملف‬ ‫وأكدوا‪ ،‬في لقائهم ب«المساء» أن كل المواطنين الذين‬ ‫ثبتت معاينتهم لواقعة االختطاف هم مسؤولون قانونيا‬ ‫عن الحادث لكونهم‪ ،‬أوال أحجموا عن تقديم المساعدة‬ ‫لشخص في حالة خطر‪ ،‬وهو واجب إنساني ومدني يعاقب‬ ‫عليه القانون في حال تركه‪ ،‬وثانيا بسبب عدم تبليغهم‬ ‫عن الحادث مصالح األمن حتى تتدخل في الوقت المناسب‬ ‫لتوقيف المعتدي قبل قيامه بأفعال إجرامية أخرى في حق‬ ‫الفتاة‪.‬‬ ‫لذلك ترى ذات المصادر وجوب متابعة كل من تقاعس‬ ‫في إنقاذ الفتاة بما استطاع إليه سبيال‪ ،‬وفضل مواصلة‬ ‫طريقة كأنه شيئا لم يكن وعدم تبليغ األمن بالواقعة‪.‬‬

‫ر‪ .‬ح‬

‫حقوقيون يطالبون بالتحقيق في انتشار سم قتل حيوانات‬ ‫ويهدد حياة السكان بضواحي تطوان‬

‫قالت مصادر مطلعة إن السلطات األمنية بالمضيق‬ ‫قامت‪ ،‬يوم الخميس الماضي‪ ،‬بتفكيك عصابة إجرامية‬ ‫متخصصة في النصب واالبتزاز عبر الموقع االجتماعي‬ ‫«فيسبوك»‪ .‬فضال عن حجز مجموعة من الحواسيب‬ ‫والمعدات التقنية المتطورة التي تستعمل في عمليات‬ ‫اصطياد الضحايا‪ ،‬واإليقاع بهم في شباك االبتزاز‪،‬‬ ‫مقابل التستر على عدم نشر الصور الفاضحة الخاصة‬ ‫أو ما شابه‪.‬‬ ‫وتضيف المصادر نفسها‪ ،‬أن العصابة تتكون من ثالثة‬ ‫أشخاص ضمنهم فتاة في العشرينات من عمرها‪ ،‬ويتحدرون‬ ‫جميعهم من مدينة واد زم‪ ،‬حيث كانوا يقومون بعدد‬ ‫من العمليات اإلجرامية المختلفة عبر الشبكة العنكبوتية‪،‬‬

‫انطالقا من منزل اكتراه المهندس والمخطط الرئيسي‬ ‫لعمليات النصب واالبتزاز بأحد أحياء المضيق‪.‬‬ ‫هذا وتم التوصل إلى هوية ومكان تواجد المتهمين‪،‬‬ ‫بعد مراقبة مستمرة للعمليات التي يقومون بها بواسطة‬ ‫تقنيات تكنولوجية متطورة‪ ،‬كما ثبت‪ ،‬من خالل التحقيق‬ ‫األولي‪ ،‬أنهم مبحوث عنهم من طرف الشرطة القضائية‬ ‫بالدار البيضاء وخريبكة وغيرها من المدن‪ ،‬بتهم تتعلق‬ ‫باالبتزاز والنصب عبر المواقع االجتماعية بطرق مختلفة‪.‬‬ ‫وتسلمت الفرقة الوالئية التابعة لقسم الشرطة‬ ‫القضائية بوالية أمن تطوان‪ ،‬ملف العصابة اإلجرامية‬ ‫المتخصصة في النصب وااليتزاز عبر الموقع االجتماعي‬ ‫«فيسبوك» من أجل توسيع دائرة البحث والتحقيق‪ ،‬بتنسيق‬ ‫مع النيابة العامة المختصة‪ ،‬قبل إنجاز المحاضر الرسمية‬

‫وتقديم المتهمين أمام هيئة المحكلة لتقول كلمتها الفصل‬ ‫في التهم الموجهة إلى كل طرف‪.‬‬ ‫يذكر أن العصابات اإلجرامية التي تنشط عبر المواقع‬ ‫االجتماعية‪ ،‬تختار عدم االستقرار بمدينة واحدة تجنبا‬ ‫للمراقبة األمنية‪ ،‬فضال عن استعمالها تكنولوجيا متطورة‬ ‫في اصطياد الضحايا وتصويرهم في أوضاع مخلة بالحياء‪،‬‬ ‫قبل مطالبتهم بدفع مبالغ مالية مقابل التستر‪ ،‬وهكذا‬ ‫تستمر عمليات االبتزاز حتى إشعار الضحية السلطات األمنية‬ ‫التي تحذر من مثل هذه األعمال المخالفة للقانون‪ ،‬وتنبه‬ ‫إلى عدم القبول باالبتزاز بشكل نهائي‪ ،‬فضال عن إيجابيات‬ ‫التبليغ السريع وعدم الركون إلى الصمت والضعف‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫اختفاء غامض لثالثة شبان من تطوان يغذي فرضية التحاقهم ب «داعش»‬ ‫اختفى ثالثة شبان أعمارهم ال تتجاوز ‪ 17‬عاما بشكل‬ ‫غامض من مدينة تطوان‪ ،‬فيما يعتقد بأنهم قد غادروا‬ ‫البالد نحو إحدى الجماعات المتطرفة‪ .‬اثنان من الشبان‬ ‫الثالثة ‪-‬بحسب مصادر من عين المكان ‪ -‬يدرسون في‬ ‫مدرسة اإلمام الشاطبي للتعليم العتيق‪ ،‬فيما الثالث‪،‬‬ ‫فيدرس في مستوى الباكالويا بإحدى الثانويات‪ .‬وجميعهم‬ ‫بحسب مصادر «اليوم‪ ،»24‬ذوي ميول للتيار السلفي‪.‬‬ ‫والد أحد الشبان واسمه صهيب الزنطار (‪ 16‬عاما)‪،‬‬ ‫قال لـ«أخبار اليوم» إن ابنه اختفى يوم السبت بعد مغادرته‬ ‫للبيت متوجها إلى مدرسته‪« ،‬وتوجهت إلى قسم الشرطة‪،‬‬ ‫وأعطيتهم المعلومات المتعلقة بابني‪ ،‬كي يدرجوه ويبحثوا‬ ‫عن مكان وجوده»‪ .‬والد صهيب ليست لديه أي فرضية حول‬ ‫المسار الذي يمكن أن يكون ابنه قد قطعه منذ يوم السبت‪:‬‬ ‫«بصراحة‪ ،‬ليست لدي أي فكرة عن وجهته»‪ .‬صهيب‪،‬‬ ‫بحسب مصادر أخرى‪ ،‬ودع والدته ذلك الصباح‪ ،‬بشكل يوحي‬

‫بأنه ال ينوي الرجوع‪ .‬ثم أغلق هاتفه بمجرد خروجه من‬ ‫البيت‪ .‬لكن عائلته تتمسك بخيط رفيع من األمل‪ ،‬السيما‬ ‫أن أحد الشبان الذين رافقوه‪ ،‬أخبر عائلته بأنهم سيتوجهون‬ ‫إلى مدينة أكادير‪ ،‬بيد أنه في الغالب قال لهم ذلك بهدف‬ ‫التمويه فحسب‪.‬‬ ‫صهيب الزنطار كان رغم صغر عمره‪ ،‬نشيطا في‬ ‫اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين اإلسالميين‪ ،‬وهي‬ ‫تكتل للسلفيين الذين يضغطون لتحسين ظروف عيش‬ ‫سلفيين معتقلين في السجون المغربية‪ ،‬وقد حضر لوقفة‬ ‫عقدها هذا التكتل يوم الجمعة الفائت‪ ،‬أي يوما واحدا قبل‬ ‫اختفائه‪ ،‬وألقى خطابا يندد فيه بما يحدث ألقلية الروهينغا‬ ‫المسلمين في بورما‪.‬‬ ‫وبحسب مصدر مطلع‪ ،‬فإن األبحاث الجارية ستوضح‬ ‫الطريق الذي قطعه الشبان الذين يبدو أنهم خططوا‬ ‫لرحلتهم على نحو جيد‪ ،‬وقال محمد حقيقي‪ ،‬وهو معتقل‬ ‫إسالمي سابق‪ ،‬ويتابع هذه القضية بصفته فاعال في الدفاع‬ ‫عن حقوق اإلنسان‪« ،‬إن الفرضية الرئيسة هي أن الشبان‬

‫قد التحقوا بإحدى الجماعات في بؤر التوتر‪ ،‬لكن من الصعب‬ ‫التكهن بوجهتهم بشكل نهائي‪ ،‬ألن تنظيم «الدولة‬ ‫اإلسالمية» لم يعد يستقبل مقاتلين جدد‪ ،‬وغالبا‪ ،‬إن كانت‬ ‫خطتهم هي االلتحاق بهذه الجماعات‪ ،‬فإنهم سيكونون قد‬ ‫غيروا وجهتهم نحو بالد أخرى غير سوريا»‪ .‬وأضاف متحدثا‬ ‫إلى «أخبار اليوم»‪ ،‬أنه «إذا ما تحققت هذه الفرضية‪ ،‬فإن‬ ‫مبعث القلق سيكون في وجود بنية نشطة ومستمرة في‬ ‫عملها لتجنيد الشبان في المغرب‪ ،‬لكننا ال نعرف ما إن كان‬ ‫هؤالء الشبان خططوا لألمر ‪ ،‬بشكل مستقل‪ ،‬أم بإيعاز من‬ ‫أشخاص آخرين»‪.‬‬ ‫وكانت رحالت الشبان المغاربة إلى خارج البالد لاللتحاق‬ ‫بالتنظيمات المتطرفة‪ ،‬قد تعرضت للتضييق بشكل كبير‬ ‫منذ ‪ ،2015‬وبالكاد تمكن بضعة أفراد من الوصول إلى‬ ‫إحدى هذه الجماعات‪.‬‬

‫منير أبو المعالي‬

‫جماعة تطوان تعرقل‬ ‫االستثمار بالمنطقة‬ ‫الصناعية بسبب مشاكل‬ ‫غامضة في تخصيص‬ ‫القطع األرضية وسحبها‬ ‫اتهم مستثمرون من المهاجرين المغاربة الشباب‬ ‫الجماعة الحضرية لتطوان بعرقلة االستثمار بالمنطقة‬ ‫الصناعية المتواجدة بطريق مرتيل‪ ،‬بسبب مشاكل‬ ‫تخصيص القطع األرضية وسحبها‪ ،‬وتعقيد األمور‬ ‫القانونية من طرف جهات تسعى إلى إفشال بعض‬ ‫المشاريع االستثمارية بطرق ملتوية‪ ،‬ما يؤثر بشكل‬ ‫سلبي على مناخ تشجيع جلب االستثمار الخارجي ويكبد‬ ‫بعض الشركات خسائر مادية فادحة‪ ،‬من أجل دفعها‬ ‫إلى الفشل واالنسحاب من المنافسة داخل السوق‬ ‫وإمكانية تشغيل يد عاملة مهمة‪ ،‬وقال ممثل لفرع‬ ‫شركة متخصصة في النسيج المنزلي‪ ،‬يوجد مقرها‬ ‫بكندا لـ «األخبار» إن الشركة استفادت من تخصيص‬ ‫القطعتين األرضيتين رقم ‪ 138‬و‪ 130‬ذات الرسمين‬ ‫العقاريين عدد‪ 1/1991 :‬و ‪ ،19/1992‬بناء على محضر‬ ‫اجتماع لجنة التخصيص المكلفة بالمنطقة الصناعية‬ ‫(تتوفر الجريدة على نسخة من المحضر)‪ ،‬وشرعت في‬ ‫تجهيز المشروع وجلب كافة اآلالت التقنية والمعدات‬ ‫التي سيتم استخدامها من الخارج بكلفة مالية باهظة‪،‬‬ ‫قبل أن تظهر شركة أخرى تحتج على قرار سحب‬ ‫القطعتين األرضيتين نفسيهما وتسجل دعوى قضائية‬ ‫ضد الجماعة الحضرية‪.‬‬ ‫وأضاف المتحدث نفسه أن الدعوى القضائية‬ ‫المرفوعة من طرف الشركة التي سحبت منها القطعتين‬ ‫سابقا‪ ،‬لم يتم التعامل معها من طرف مصالح الجماعة‬ ‫الحضرية بالجدية الالزمة‪ ،‬وضرورة طلب تسريع‬ ‫اإلجراءات القانونية والحضور في جميع الجلسات واألخذ‬ ‫بعين االعتبار توقف المشروع االستثماري للمهاجرين‪،‬‬ ‫فضال عن الخسائر التي يبتكرونها عن كل يوم تأخير‬ ‫والعالقات التجارية وااللتزامات التي ربطوها مع شركاء‬ ‫في التسويق بالخارج وتم اإلخالل بها‪.‬‬ ‫وكشف المتحدث ذاته أن تأخر البت النهائي في‬ ‫هذا الملف الذي ال ذنب لفرع الشركة المتخصصة في‬ ‫النسيج المنزلي بكندا فيه سوى أنها أرادت االستثمار‬ ‫واتبعت كافة الخطوات القانونية‪ ،‬قبل أن تفاجأ بتقصير‬ ‫الجماعة الحضرية وعدم فسخها العقد مع الشركة‬ ‫المستفيدة سابقا من التخصيص‪( ،‬تأخر البت) كبد إدارة‬ ‫الشركة خسائر مالية فادحة وأصيبت اآلالت المستوردة‬ ‫من الخارج بأضرار بالغة بسبب عدم التشغيل لمدة‬ ‫طويلة‪ ،‬ناهيك عن التهديد بالحرمان من الدعم الذي‬ ‫توفره الوكالة الوطنية للنهوض بالمقاوالت الصغرى‬ ‫والمتوسطة والقروض البنكية التي ال يمكن الحصول‬ ‫عليها إال باستكمال كافة اإلجراءات القانونية المطلوبة‪.‬‬ ‫ورغم األحكام االبتدائية واالستئنافية الصادرة عن‬ ‫المحاكم المختصة ضد الشركة التي قامت بمقاضاة‬ ‫الجماعة الحضرية بسبب سحب القطعتين األرضيتين‬ ‫منها‪ ،‬وعدم قبول النقض في موضوع الدعوى‬ ‫نفسها والملف المسجل بمحكمة النقض تحت عدد‬ ‫‪ ،2015/1/4/972‬المحكوم بجلسة ‪،2016/10/13‬‬ ‫برفض الطلب تحت رقم ‪( ،1/144‬تتوفر «األخبار» على‬ ‫نسخة من الحكم)‪ ،‬إال أن الملف مازال يراوح مكانه في‬ ‫ظروف غامضة‪ ،‬واالنتظار الطويل لتسوية الوضعية‬ ‫القانونية للشركة المتخصصة في النسيج المنزلي‬ ‫بالمنطقة الصناعية طريق مرتيل بتطوان‪.‬‬ ‫ويعيب عدد من المستثمرين بالمنطقة الصناعية‬ ‫بتطوان على محمد إدعمار‪ ،‬رئيس الجماعة الحضرية‪،‬‬ ‫تهميش مشاكلهم وعدم االهتمام بالعرقيل التي‬ ‫تواجههم بسبب أخطاء ترتكبها مصالح الجماعة‬ ‫الحضرية‪ ،‬ألن تخصيص القطع األرضية يجب أن يتم‬ ‫بعد التسوية القانونية الكاملة في حال وجود قرار‬ ‫السحب‪ ،‬تجنبا ألي ابتزاز أو عرقلة أو تهديد لمشاريع‬ ‫استثمارية مهمة بالفشل وتشويه صورة المنطقة‬ ‫الصناعية التي يعول عليها للمساهمة في التنمية‪،‬‬ ‫وخلق فرص شغل مهمة تقلص من نسبة البطالة‪،‬‬ ‫خاصة في صفوف الشباب الذين يختارون العمل‬ ‫بالقطاعات غير المهيكلة‪.‬‬ ‫وطالب بعض المستثمرين المتضررين من‬ ‫القرارات العشوائية للجماعة الحضرية‪ ،‬مصالح وزارة‬ ‫الداخلية بإيفاد لجنة خاصة للتحقيق في مجموعة‬ ‫من المشاكل التي يعيشونها‪ ،‬وتحديد مسؤولية كل‬ ‫جهة من أجل ربطها بالمحاسبة كما جاء في الدستور‬ ‫الجديد للمملكة‪ ،‬والتوجيهات الملكية السامية بضرورة‬ ‫تسهيل اإلجراءات القانونية ومساعدة المهاجرين على‬ ‫االستثمار بالبالد والمساهمة في التنمية‪.‬‬

‫األخبار‪ :‬ح‪ .‬الخضراوي‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪� 09‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫العدد ‪909‬‬

‫إقتصاد‬ ‫«تعويم الدرهم» إصالح ضروري‬ ‫حسب والي بنك المغرب‬

‫قال عبد اللطيف الجواهري‪ ،‬والي‬ ‫البنك المركزي‪ ،‬إن المغرب في حاجة إلى‬ ‫الشروع في إصالح سعر صرف الدرهم‬ ‫لدعم اإلصالح االقتصادي‪ ،‬وهو األمر‬ ‫الذي كان مقرراً نهاية يونيو الماضي‬ ‫وتم تأجيله إلى أجل غير مسمى بعد‬ ‫تسجيل مضاربات في سوق العملة‪.‬‬ ‫وأضاف الجواهري‪ ،‬في ندوة صحافية‬ ‫عقدها بالرباط بعد اجتماع مجلس‬ ‫إدارة بنك المغرب‪ ،‬أن اعتماد تحرير‬ ‫سعر صرف الدرهم إصالح ضروري‬ ‫للبالد‪ ،‬وتساءل‪« :‬كيف يمكن للبالد أن‬ ‫تتقدم بدون إصالح‪ ،‬فالعالم يتغير ونحن في حاجة إلى هذا اإلصالح المتعلق بتعويم الدرهم»‪.‬‬ ‫وأشار إلى أن تحرير سعر الدرهم سيساعد المغرب على اإلقالع االقتصادي والوقاية من‬ ‫الصدمات الخارجية‪ ،‬وحذر من تضييع المزيد من الوقت بسبب الصعوبات التي يمكن أن تطرح‬ ‫في حالة التأخر في إصالح القطاع المالي‪.‬‬ ‫وأعاد الجواهري التأكيد على أن المغرب يمكنه اعتماد تحرير سعر الدرهم؛ ألنه في وضعية‬ ‫اقتصادية مستقرة وعادية‪ ،‬عكس بعض الدول التي اعتمدت القرار في ظل األزمة المالية‬ ‫وتضررت بفعل انخفاض قيمة العملة‪ ،‬وأضاف قائ ً‬ ‫ال‪« :‬إذا كانت الحكومة قد أجلت األمر إلتاحة‬ ‫مزيد من الوقت لإلصالح‪ ،‬فهذا شيء إيجابي؛ ألن اإلصالح مهم وسيدوم سنوات عبر ثالثة‬ ‫ً‬ ‫حكومة تأخذ وقتاً أكثر للتفكير على حكومة تتسرع في القرار»‪.‬‬ ‫مراحل‪ .‬لهذا‪ ،‬أفضل‬ ‫وشدد على أن هذا اإلصالح المهم يسعى إلى الوقاية من الصدمات الخارجية‪ ،‬من قبيل‬ ‫ارتفاع أسعار البترول‪ ،‬ومن أجل المحافظة على تنافسية االقتصاد‪ ،‬وأشار إلى أن «القرار السياسي‬ ‫بخصوصه يعود إلى الحكومة‪ ،‬وما هو تقني يعود إلى البنك المركزي»‪ .‬مشددا على أن بنك‬ ‫المغرب قام بما يجب بخصوص عملية التحرير الذي كانت مبرمجة‪ ،‬وكشف أنه عقد ‪ 20‬لقا ًء مع‬ ‫األبناك المغربية‪ ،‬و‪ 14‬لقاء مع االتحاد العام لمقاوالت المغرب‪ ،‬ولقاءات أخرى مع مكاتب صرف‬ ‫العمالت‪ ،‬إضافة إلى لقاءات مع مغاربة العالم في كل من باريس وبروكسيل ومدريد‪.‬‬ ‫وفي حديثه عن شراء العملة قبيل فاتح يوليوز‪ ،‬قال الجواهري إن «شراء العملة من أجل‬ ‫عمليات االستيراد ال مشكلة فيها‪ ،‬لكن المعامالت التي تخالف القانون ال يجب أن تتم‪ ،‬ومكتب‬ ‫الصرف يقترب من االنتهاء من تقرير حول مراقبة البنوك وسيقدمه للحكومة لمعرفة البنوك‬ ‫التي خالفت القوانين في هذا الصدد»‪.‬‬ ‫وكان البنك المركزي قد أعلن في ‪ 20‬يونيو الماضي عن قرار الشروع في تعويم الدرهم‬ ‫بشكل رسمي انطالقاً من يوليوز‪ ،‬لكن الحكومة قررت تأجيل ذلك دون تحديد موعد الحق‪ ،‬فيما‬ ‫سبق لرئيس الحكومة‪ ،‬سعد الدين العثماني‪ ،‬أن أكد أن القرار ال يزال على الطاولة‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫إنتاج الحبوب ينخفض إلى ‪ 96‬مليون قنطار بدل ‪102‬‬

‫راجعت وزارة الفالحة توقعاتها السابقة حول أداء الموسم الفالحي للسنة الماضية‪ ،‬وقالت‬ ‫إن اإلنتاج النهائي للحبوب استقر عند ‪ 96‬مليون قنطار فقط‪ ،‬بدل ‪ 102‬مليون قنطار المعلن‬ ‫عنها منتصف السنة الجارية‪.‬‬ ‫وأعلنت وزارة الفالحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات‪ ،‬أن اإلنتاج النهائي‬ ‫من الحبوب الرئيسية الثالث‪ ،‬أي القمح اللين والقمح الصلب والشعير‪ ،‬بلغ ‪ 96‬مليون قنطار‬ ‫برسم الموسم الفالحي ‪.2016-2017‬‬ ‫وأوضح بالغ للوزارة‪ ،‬أن اإلنتاج يتوزع على القمح اللين بحوالي ‪ 49‬مليون قنطار‪ ،‬أي ما‬ ‫نسبته ‪ 51‬في المائة‪ ،‬يليه الشعير بنحو ‪ 25‬مليون قنطار‪ ،‬أي ما يمثل نسبة ‪ 26‬في المائة‪ ،‬ثم‬ ‫القمح الصلب بـ ‪ 22‬مليون قنطار‪ ،‬أي بنسبة ‪ 23‬في المائة من مجموع اإلنتاج‪.‬‬ ‫وسجلت الوزارة أن معدل المردودية بلغ ‪ 17،8‬قنطارا للهكتار الواحد بالنسبة للحبوب‬ ‫الثالث‪ ،‬وهو ما يتجاوز معدل المردودية بالمقارنة مع مواسم مطرية مماثلة‪ ،‬أي ‪ 13‬قنطارا‬ ‫للهكتار الواحد‪ ،‬ومعدل المردودية لعقدين من الزمن قبل إطالق مخطط «المغرب األخضر»‬ ‫بنحو ‪ 11‬قنطارا للهكتار الواحد‪.‬‬ ‫وزارة الفالحة أضافت أيضا أنه بمحصول بلغ ‪ 49‬مليون قنطار من القمح اللين‪ ،‬سجل هذا‬ ‫الموسم إنتاجا يتجاوز اإلنتاج المسجل خالل الموسم السابق بالنسبة لهذه الحبوب‪ ،‬أي ما يصل‬ ‫إلى ‪ 18،6‬مليون قنطار‪ ،‬أي زائد ‪ 163‬في المائة‪ ،‬ويتجاوز أيضا ما يتم تسجيله خالل موسم‬ ‫متوسط‪ ،‬أي ‪ 30‬مليون قنطار‪ ،‬بزيادة قدرها ‪ 63‬في المائة‪ .‬وحسب الجهات‪ ،‬تأتي جهة الرباط‪-‬‬ ‫سال‪ -‬القنيطرة في المقدمة بأكثر من ‪ 12‬مليون قنطار من محصول القمح اللين‪ ،‬تليها جهة‬ ‫الدار البيضاء الكبرى‪ -‬سطات‪.‬‬ ‫وكانت التوقعات السابقة لمحاصيل الموسم الحالي كما أعلن عنها أخنوش شهر أبريل‬ ‫الماضي تتوزع بين ‪ 49‬مليونا ونصف المليون قنطار من القمح الطري‪ ،‬و‪ 23‬مليونا ونصف‬ ‫المليون قنطار من القمح الصلب‪ ،‬و‪ 29‬مليون قنطار من الشعير‪.‬‬ ‫وخلص البالغ الصادر عن الوزارة إلى أن المجهودات التي بذلها الفالحون ومهنيو القطاع‪،‬‬ ‫مع االلتزام الدائم والمستمر لوزارة الفالحة من أجل تطوير القطاع الفالحي‪ ،‬مكنت من تحقيق‬ ‫موسم فالحي جيد على الرغم من الخصائص المناخية لهذا الموسم‪ ،‬الذي شهد فيه شهر‬ ‫أبريل مناخا أكثر حرا وجفافا مما كان متوقعا‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫الدين الداخلي وصل إلى ‪ 518‬مليار درهم‬

‫كشفت وزارة االقتصاد والمالية أن جاري المديونية الداخلية للبالد بلغ عند متم‬ ‫شهر غشت الماضي ‪ 517،8‬مليار درهم‪ ،‬بارتفاع معدله ‪ 5،2‬في المئة مقارنة مع مستواه مع‬ ‫متم دجنبر من العام الماضي‪ ،‬الخبر تناقلته جريدة «أخبار اليوم» في عددها لنهار اليوم‪ .‬وعزت‬ ‫الوزارة ارتفاع منسوب الدين الداخلي إلى اقتراض الخزينة من السوق المحلي لمبالغ تقدر بنحو‬

‫‪ 24،5‬مليار درهم‪ ،‬نتيجة لطرحها عبر سندات الخزينة ألزيد من ‪ 84،4‬مليار درهم‪ ،‬وتسديدها‬ ‫لحوالي ‪ 59،9‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وانخفضت نفقات خدمة ديون الخزينة في شهر غشت الماضي بواقع ‪ 3،2‬في المائة‪ ،‬لتصل‬ ‫إلى ‪ 20،6‬مليار درهم كفوائد‪ ،‬عوض ‪ 21،3‬مليار درهم المسجلة في تاريخ نفسه من العام‬ ‫الماضي‪ ،‬وكلفت فوائد الديون الداخلية وحدها ‪ 18،5‬مليار درهم بانخفاض معدله ‪ 3،9‬في‬ ‫المائة‪ ،‬بينما كلفت فوائد المديونية الخارجية ‪ 2‬مليار درهم‪.‬‬ ‫التقرير الشهري الصادر عن وزارة االقتصاد المالية‪ ،‬أورد‪ ،‬أيضا‪ ،‬أن عجز الميزانية العمومية‬ ‫بلغ في غشت الماضي‪ 25،2 ،‬مليار درهم عوض ‪ 28،9‬مليار درهم مقارنة مع مستواه في الفترة‬ ‫نفسها من العام ‪.2016‬‬ ‫وأوضحت مديرية الخزينة العامة التي نشرت آخر إحصائياتها برسم غشت ‪ ،2017‬أن‬ ‫المداخيل العادية وصلت إلى أزيد من ‪ 144‬مليار درهم‪ ،‬مرتفعة بواقع ‪ 5،6‬في المائة عن‬ ‫مستواها في غشت من العام الماضي‪ ،‬بينما استقرت النفقات العامة للخزينة عند ‪ 140‬مليار‬ ‫درهم‪ ،‬مرتفعة بحوالي ‪ 2،9‬في المائة مقارنة مع مستواها قبل عام‪.‬‬ ‫وسجلت البيانات الجديدة تراجعا في مداخيل الرسوم الجمركية بنسبة ‪ 7،2‬في المائة‪،‬‬ ‫وارتفاع مداخيل ضريبة القيمة المضافة على الواردات بما يصل إلى ‪ 5،3‬في المائة‪ ،‬والضرائب‬ ‫الداخلية على استهالك منتجات الطاقة بنسبة ‪ 0،8‬في المائة‪.‬‬ ‫كما ارتفعت الضريبة الداخلية على استهالك التبغ بزائد ‪ 3،1‬في المائة‪.‬‬ ‫وتحنت الضرائب المحلية بنسبة ‪ 6،9‬في المائة‪ ،‬ضمنها الضريبة على الشركات بنسبة ‪18،8‬‬ ‫في المائة‪ ،‬والضريبة على الدخل بواقع ‪ 1،9‬في المائة‪ ،‬وضريبة القيمة المضافة بنسبة زائد‬ ‫‪ 7،8‬في المائة‪ ،‬ورسوم التسجيل والتمبر بنسبة زائد ‪ 2،5‬في المائة‪ ،‬وذعائر التأخير بنسبة زائد‬ ‫‪ 18،2‬في المائة‪ ،‬وارتفعت مداخيل ضريبة القيمة المضافة الداخلية بنسبة ‪ 12،6‬في المائة‪،‬‬ ‫مقارنة مع نهاية غشت ‪.2016‬‬ ‫وكلفت نفقات السلع والخدمات خالل الشهور الثمانية األولى من العام الجاري‪ 109،5 ،‬مليار‬ ‫درهم‪ ،‬منها ‪ 69،8‬مليار درهم دفعت كأجور للمواظفين و‪ 39،7‬مليار درهم ابتلعتها نفقات‬ ‫تجهيز اإلدارة‪ ،‬التي ارتفعت بواقع ‪ 1،2‬في المائة مقارنة مع مستواها خالل الفترة نفسها من‬ ‫العام الماضي‪.‬‬ ‫وخالل ‪ 7‬أشهر األولى من العام الحالي‪ ،‬تحسنت المداخيل الضريبية لتناهز ‪ 119‬مليار‬ ‫درهم‪ ،‬ضمنها قرابة ‪ 55،6‬مليار درهم من الضريبة على الشركات التي بلغت ‪ 30،4‬مليار درهم‪،‬‬ ‫والضريبة على الدخل التي فاقت ‪ 23،9‬مليار درهم‪ ،‬بينما سجلت الضرائب غير المباشرة حوالي‬ ‫‪ 47،8‬مليار درهم‪ ،‬معززة بأزيد من ‪ 32،5‬مليار درهم من الضريبة على القيمة الرسم الداخلي‬ ‫على االستهالك‪ ،‬هذا األخير باتت مداخيل بيع السجائر ضمنه تشكيل ‪ 5،3‬مليار درهم‪ ،‬ومداخيل‬ ‫الرسم على استهالك المنتوجات الطاقية حوالي ‪ 9‬ماليير درهم‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫مجموعة مناجم ضاعفت أرباحها ‪ 12‬مرة‬ ‫ورقم معامالتها قارب ‪ 250‬مليارا‬ ‫كشف عماد التـومــي‪ ،‬الرئيـــس‬ ‫المدير العام لمجموعة مناجم التابعة‬ ‫لـ ‪ ،SNI‬أن اإلنتاج الجيد للفضة والزنك‬ ‫والنحاس خالل هذه السنة أثر بشكل‬ ‫جيد على النتائج المالية‪ ،‬حيث تضاعفت‬ ‫أرباح الفرع المنجمي للهولدينغ الملكي‬ ‫بـ ‪ 12‬مرة‪ ،‬ليستقر في ‪ 621‬مليون‬ ‫درهم‪ ،‬بعد أن كان المبلغ ال يتعدى ‪52‬‬ ‫مليون درهم‪ ،‬خالل النصف األول من‬ ‫السنة الماضية‪.‬‬ ‫وقال التومي‪ ،‬خالل تقديمه للنتائج‬ ‫نصف السنوية للمجموعة‪ ،‬بمقر بورصة‬ ‫الدار البيضاء‪ ،‬إن رقم المعامالت ارتفع بأكثر من ‪ 26‬في المائة ليستقر في ‪ 2،5‬مليار درهم‬ ‫(‪ 250‬مليار سنتيم)‪ ،‬وفسر هذا االرتفاع الجيد كون المجموعة استطاعت الرفع من إنتاجها فيما‬ ‫يخص الفضة بنسبة ‪ 16‬في المائة‪ ،‬والزنك ‪ 9‬في المائة‪ ،‬والنحاس ‪ 3‬في المائة (مدعوما بارتفاع‬ ‫‪ 23‬في المائة في إنتاج هذا المعدن بمنطقة أقا)‪ .‬وهذا اإلنتاج الجيد المسجل هذه السنة خفف‬ ‫من تراجع عمليات االستخراج في منجم الذهب باكودو بالغابون‪ .‬كما استفادت المجموعة من‬ ‫التأثير اإليجابي الرتفاع أسعار المعادن بالسوق الدولي‪ ،‬مقارنة مع النصف األول من ‪.2016‬‬ ‫حيث ارتفعت أسعار الفضة بنحو ‪ 9.4‬في المائة‪ ،‬و‪ 22،1‬في المائة للنحاس‪ ،‬و‪ 102‬في المائة‬ ‫للكوبالت‪ ،‬و‪ 28‬في المائة للرصاص‪.‬‬ ‫كما أعلن مسؤولو الشركة عن انخفاض بنسبة ‪ 32٪‬من ديونها الموطدة‪ ،‬وبالنسبة إلى‬ ‫احتياطياتها‪ ،‬في النصف األول من ‪ ،2017‬نجحت الشركة في تأمين ‪ 600‬ألف طن من الموارد‬ ‫النحاسية في مشروع تيزرت بإقليم تارودانت‪ ،‬فضال عن موارد جديدة للفضة بفضل برنامجها‬ ‫المستدام للبحث واالستكشاف‪.‬‬ ‫وبالنسبة إلى آفاق المجموعة خالل النصف الثاني من ‪ ،2017‬أكد مسؤولو «مناجم» على‬ ‫مواصلة تنفيذ استراتيجية المجموعة مع الحفاظ على التحسن المستمر ألدائها التشغيلي‪،‬‬ ‫وهي االستراتيجية التنموية التي تتماشى مع رؤية المجموعة لعام ‪ ،2020‬الهادفة إلى تموقع‬ ‫«مناجم» كرائد إقليمى فى قطاع التعدين مع تسجيل نمو مستدام‪ .‬يذكر أن المجموعة‬ ‫استثمرت ‪ 100‬مليون دوالر أمريكي‪ ،‬أي ما يزيد عن مليار درهم‪ ،‬من أجل تشييد منجم ذهب‬ ‫في غينيا‪ .‬حيث تعادل إنتاجية المنجم حسب التوقعات ‪ 100‬ألف أوقية من الذهب في السنة‪،‬‬ ‫وستتم مباشرة أول إنتاج تجاري للمشروع خالل سنة ‪.2019‬‬ ‫ووقعت المجموعة‪ ،‬قبل سنة‪ ،‬اتفاقية التعدين مع جمهورية غينيا‪ ،‬في شخص وزير المناجم‬ ‫والجيولوجيا ووزير الميزانية‪ ،‬وشركة “مناجم مانديانا” وشركة “أفوسيت”‪.‬‬ ‫ويهدف المشروع الذي يعد جزءا من استراتيجية مجموعة «مناجم»‪ ،‬إلى تحقيق‬ ‫إنتاج ‪ 250‬ألف أوقية من الذهب مستقبال‪ ،‬وال سيما في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى‪.‬‬ ‫ويعد المشروع الخطوة األولى من خطة التنمية التي أطلقتها مناجم المغرب في غرب‬ ‫إفريقيا‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪� 09‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫العدد ‪909‬‬

‫المنتدى الدولي للمدن الوسيطة بشفشاون ‪2018‬‬

‫ستحتضن مدينــة شفشــاون في شهر‬ ‫يوليوز ‪ ،2018‬وألول مرة في المغرب المنتدى‬ ‫الدولي للمدن الوسيطة‪ ،‬ذلك ما صدر على‬ ‫هامش لقاء المنتدى اإلقليمي للمدن الوسيطة‬ ‫لمنطقة الشرق األوس��ط وغ��رب آسيا‪ ،‬الذي‬ ‫انعقد مؤخرا بمدينة (نيف شهير) التركية تحت‬ ‫شعار»المدن الوسيطة ‪:‬اللعب الرئيسي في‬ ‫التنمية المستدامة» ‪ ،‬بمشاركة وفد مغربي هام‬ ‫برئاسة عمدة مدينة شفشاون محمد السفياني‪،‬‬ ‫ويضم أعضاء من الجمعية المغربية للمدن‬ ‫البيئية (شفشاون والمضيق وأكادير وطاطا‬ ‫وتزنيت وبركان وفم الحصن ودراركة وصفرو‬ ‫والرشيدية)‪.‬‬ ‫ويهدف هذا المنتدى الدولي إلى توطين‬ ‫أهداف التنمية المستدامة في أفق سنة ‪2030‬‬ ‫على مستوى المدن الوسيطة‪ ،‬وك��ذا أهدف‬ ‫المناخ على إثر تنظيم مؤتمري األمم المتحدة‬ ‫حول التغيرات المناخية (كوب ‪ )21‬بفرنسا و‬ ‫(ك��وب ‪ )22‬ال��ذي تم عقده بمدينة مراكش‪،‬‬ ‫إضافة إلى األجندة الحضرية الجديدة التي تمت‬ ‫المصادقة عليها بكيوتو في نونبر الماضي خالل‬

‫انعقاد مؤتمر األمم المتحدة حول اإلسكان‬ ‫والتنميةالحضريةالمستدامة‪..‬‬ ‫رئيس بلدية مدينة شفشاون الذي يرأس‬ ‫أيضا المنتدى الدولي للمدن الوسيطة أكد أن‬ ‫هذا المنتدى سيشكل مناسبة الستعراض‪ ،‬أمام‬ ‫مختلف عمداء المدن المشاركة والمنتخبين‬ ‫المحليين للعالم أجمع‪ ،‬التجربة المغربية الناجحة‬ ‫في مجال الالمركزية السيما مسلسل الجهوية‬ ‫المتقدمة‪ ،‬ال��ذي تم إطالقه بفضل الرؤية‬

‫أفالم وثائقية وطويلة تدخل غمار‬ ‫المنافسة في المهرجان السينمائي‬ ‫الوحيد في منطقة الريف‬

‫الملكية المتبصرة باعتباره نموذجا لتطوير‬ ‫وري��ادة المملكة في مجال الحكامة المحلية‬ ‫والتنمية المحلية‪ .‬ومن شأن هذا اللقاء الدولي‬ ‫المنظم في إط��ار شبكة المدن والحكومات‬ ‫المحلية واإلقليمية أن يفسح المجال للمشاركين‬ ‫لالطالع على الموروث الثقافي المحلي والمقاربة‬ ‫التشاركية مع المجتمع المدني وااللتزام المحلي‬ ‫في ما يخص التغيرات المناخية‪.‬‬

‫م ‪.‬ح‬

‫اختتام الدورة الثانية للمهرجان الدولي للتراث بالشاون‬ ‫اختتــمـــت مــؤخــرا فعاليــــات الدورة‬ ‫الثانية للمهرجان التراثي الدولي»الشاون‬ ‫اكسبو الدولي»‪ ،‬ال��ذي نظمه جمعية حلمنا‬ ‫للثقافة والفن والتراث من ‪ 15‬إلى ‪ 17‬شتنبر‬ ‫الجاري‪ ،‬احتفاال بانضمام المغرب إلى االتحاد‬ ‫اإلفريقي تاريخا وحضارة‪.‬‬ ‫وشهدت الدورة التي أقيمت تحت شعار‬ ‫«شفشاون ملتقــى الثقافــات»‪ ،‬تكريم مدينة‬ ‫ت��ط��وان‪ ،‬وتنظيم كرنفاالت تراثية وفنية‪،‬‬ ‫وعروض فنية خاصة بالموقع األثري وطا الحمام‬ ‫والقصبة األثرية‪ ،‬وورشات ولقاءات تكرس روح‬ ‫السحر الفني والجمالي لغرناطة الصغيرة ذات‬ ‫العبق األندلسي الجميل‪.‬‬ ‫وقالــت مديرة المهرجــان الفنانة مريم‬ ‫عمور في تصريـــح صحافــي بان الدورة تميزت‬ ‫باحتفالية فنية ممتعة شارك فيها العديد من‬ ‫الفنانين منهم‪ ،‬الكوميــدي جالل أناس من‬ ‫طنجة‪ ،‬والفنان زهير البهاوي والفنان نبيل‬ ‫اشرف‪ ،‬وطارق اسمر‪ ،‬وهاجر بن ميمون‪ ،‬وفرقة‬ ‫«تمينك بيوز» من سال‪ ،‬والجوق النسوي وفاء‬ ‫العسري وفرقة زرياب النحاسيــة من تطــوان‪،‬‬ ‫فضال عن عروض ساحرة لسبعة مصممين‪،‬‬ ‫وتنظيم عرس تقليدي لمدينة تطوان‪.‬‬ ‫وش��ددت على أهمية ال��دورة‪ ،‬من خالل‬ ‫فقراتها المتنوعة‪ ،‬والتي تحولت الى مهرجان‬ ‫للتصوير الفوتغرافي‪ ،‬تابعه جمهور عريض من‬ ‫مختلف فئات المجتمع‪ ،‬مؤكدة ان الدورة المقبلة‬ ‫سوف تنفتح على الثقافات الدولية المجاورة‬

‫نور أعراب‬

‫‪8‬‬

‫الناظور‪ :‬عباس الخطابي‬ ‫تتجه األنظار صوب مدينة الناظور التي‬ ‫تحتضن الدورة السادسة من مهرجان سينما‬ ‫الذاكرة المشتركة الذي خصص برمجة مهمة‬ ‫ألفالم دولية وعربية ومغربية‪.‬‬ ‫في صنف األفالم الوثائقية‪ ،‬أعلنت إدارة‬ ‫المهرجان الدولي أنها برمجت تسعة أفالم‬ ‫تمثل كال من البيرو وإسبانيا والبرازيل‪ ،‬فضال‬ ‫عن فرنسا وكندا والشيلي‪ ،‬إلى جانب األرجنتين‬ ‫وجمهورية الدومينيك ثم المغرب‪.‬‬ ‫وتتنافس األفالم المشاركة في هذا الصنف‬ ‫حول الجائزة الكبرى وجائزة البحث الوثائقي‬ ‫وجائزة البحث العلمي ثم جائزة اللجنة العلمية‬ ‫لمركز الذاكرة المشتركة من أجل الديموقراطية‬ ‫والسلم‪.‬‬ ‫من بين األفالم المشاركة في المهرجان‬ ‫فيلم «إيبرتا»‪ .‬الفيلم الذي تدور أحداثه حول‬ ‫منطقة الريف‪ ،‬يرى كثيــرون أنه مرشــح للفوز‬

‫بإحدى جوائز المهرجان‪ .‬غير أن ع��ددا من‬ ‫المتابعين للشأن الثقافي بمنطقة الريف ال‬ ‫يرجحون فوزه أمام أفالم قوية جداً‪ ،‬معظمها لم‬ ‫يتم بثها في القاعات السينمائية عبر العالم‪.‬‬ ‫كما تشارك في المهرجان المقام في قلب‬ ‫منطقة الريف المغربي‪ ،‬ثمانية أفالم في صنف‬ ‫األفالم الطويلة‪ ،‬تمثل العراق وبولونيا وإسبانيا‬ ‫إلى جانب الهند والبرتغال فضال عن إيطاليا‬ ‫واليونان والمغرب‪.‬‬ ‫ويترأس لجنة تحكيم هذه الفئة الكاتب‬ ‫والناقد السينمائي محمد رودا‪ .‬األفالم الثمانية‬ ‫تتنافس حول خمس جوائز‪ ،‬وهي؛ الجائزة الكبرى‬ ‫مرشيكا‪ ،‬جائزة أفضل سيناريو‪ ،‬وجائزتي أفضل‬ ‫تشخيص إناث وذكور‪ ،‬ثم جائزة الجمهور‪.‬‬ ‫وكان مركز الذاكرة المشتركة من أجل‬ ‫الديمقراطية والسلم أعلن عن تنظيمه للدورة‬ ‫السادسة من المهرجان ال��دول��ي للسينما‬ ‫والذاكرة المشتركة‪ ،‬المقامة تحت شعار‪« :‬ذاكرة‬ ‫مياه المحيط» في نونبر المقبل‪.‬‬

‫ليلة الشعر بتطوان‬ ‫البراز خصوصياتها الفنية والتراثية والثقافية‪.‬‬ ‫كما لفتت إلى أن العائق الوحيد‪ ،‬الذي صادف‬ ‫المهرجان هو العائق المادي‪ ،‬حيث تلقينا فقط‬ ‫منحة من طرف جهة تطوان الحسيمة‪ ،‬ودعما‬ ‫من طرق المجلس البلدي‪ ،‬في حين ان العديد‬ ‫من الجهات األخ��رى لم تتجاوب مع طلبنا‪،‬‬ ‫ولم تف بوعدها‪ ،‬التي قطعته قبل المهرجان‪،‬‬ ‫داعية بالمناسبة الى دعم هذه التجربة التي‬ ‫تساهم في خلق مزيد من اإلش��ع��اع ودعم‬ ‫الشباب والمواهب‪ ،‬وتكريم الموروث الثقافي‬

‫واالجتماعي‪ ،‬وإبراز المؤهالت الفنية والتراثية‬ ‫والثقافية للمنطقة‪ ،‬مع إبراز دورها الثقافي‬ ‫واالجتماعي واالقتصادي‪.‬‬ ‫وأك��دت على أن ال��دورة المقبلة ستحبل‬ ‫بالكثير من المفاجآت‪ ،‬خاصة على مستوى‬ ‫البرمجة ومشاركة بلدان أجنبية‪ ،‬وذلك في افق‬ ‫تعزيز مزيد من الحوار والتواصل والتكامل بين‬ ‫الفنون التراثية وكل األشكال الثقافية خاصة‬ ‫بضفتي البحر األبيض المتوسطي‪.‬‬

‫توقع صرختها الصامتة‬ ‫في لقـاء أدبـي بالناظـور‬

‫نظمت جمعية أمزيان بتنسيق مع جمعية ثاومات‬ ‫للثقافة والتنمية حفال لتوقيع ديوان شعري أمازيغي‬ ‫للشاعرة نور أعراب تحت عنوان «ثغوييت ن أسغذي»‬ ‫أي «صرخة الصمت» وذلك عشية يوم ‪ 24‬شتنبر بدار‬ ‫األم للتربية والتكوين بالناظور‪.‬‬ ‫اللقاء أطره كل من الدكتور حسن بنعقية‪ ،‬أستاذ‬ ‫بالكلية المتعددة التخصصات بسلوان‪ ،‬الذي صنف‬ ‫الديوان ضمن األدب النسائي بالريف‪ ،‬من خالل‬ ‫مداخلته التي تناول فيها جوانب من قصائد نور أعراب‪،‬‬ ‫أكد أن أعراب تعتبر الشعر طريقا نحو الخالص من‬ ‫مشاكل المجتمع‪ ،‬كما أنها تعتبره أيضا منبعا للمعرفة‬ ‫ومخرجا من الظالم إلى النور ومضيئا لجوانب من‬ ‫التاريخ‪.‬‬ ‫ليناقش األستاذ الكيفية التي وضفت فيها‬ ‫الشاعرة تيمة الحب في قصائدها‪ ،‬مؤكدا أنها تتمثله‬ ‫منبعا للنور وأمال تستند عليه لينجلي الظالم أمامها‪،‬‬ ‫وفي تحليله لبنية قصائد الشاعرة‪ ،‬اعتبر بنعقية أن‬ ‫قصائد أعراب تحافظ على أصالتها من خالل حفاظها‬ ‫على وزن راال بويا في كتابة قصائدها‪.‬‬ ‫من جانبه تحدث‪ ،‬أستاذ اللغة األمازيغية عبد‬ ‫الواحد حنو‪ ،‬عن نصوص نور أعراب معتبرا أن قصائدها‬ ‫تتميز بظاهرة التناص‪ ،‬لينتقل الباحث في األداب في‬ ‫تحليل أهم المواضيع التي أبدعت فيها الشاعرة‪ ،‬داعيا‬ ‫األستاذ باقي الشعراء إلى البحث عن التيمات الغير‬ ‫المألوفة لدى القارئ‪ .‬كما قام األستاذ بجرد معجمي‬ ‫للكلمات الدخيلة والكلمات المحدثة التي توسلت إليها‬ ‫الشاعرة في كتابة قصائدها‪ .‬كما انتقل إلى الحديث عن‬ ‫بعض الصور الشعرية التي استعملتها أعراب في بناء‬ ‫قصائدها‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫في الختم‪ ،‬فتح المجال للتفاعل مع الحضور من‬ ‫خالل مداخالت وأسئلة تمحورت حول الكتاب األمازيغي‬ ‫وقضاياه‪.‬‬

‫شهدت حديقة مدرسة الصنائع والفنون‬ ‫الوطنية بتطوان‪ ‬انطالق فعاليات موسمها‬ ‫الشعري الذي نظمته دار الشعر‪ ،‬يوم الجمعة ‪29‬‬ ‫شتنبر ‪ ،2017‬بمشاركة مجموعة من الشعراء‬ ‫يمثلون مختلف التيارات الشعرية ببالدنا من‬ ‫بينهم‪ ،‬أحمد بلبداوي الذي ينتمي إلى الرعيل‬ ‫األول لجيل السبعينيات‪ ،‬بتجربته الزاخرة‪ ،‬وأمينة‬ ‫المريني التي تمثل جيل الثمانينيات ورهاناته‬ ‫المغايرة‪ ،‬و محمد بشكار الذي ينتمي لجيل‬ ‫التسعينيات‪ ،‬بمنطلقاته الجديدة ومقترحاته‬ ‫الجماليةالمتجددة‪.‬‬ ‫ولم تمر ليلة الشعر دون مشاركة الفنان‬ ‫والملحن مصطفى مزواق الذي أتحف الحضور‬ ‫بمعزوفاته الموسيقية‪ ،‬فعندما كانت الشاعرة‬ ‫أمينة المريني تعيد ترديد تشكيل قصائدها‬ ‫الشعرية على أنغام وإيقاعات الكلمة النافذة‬ ‫وأوتار التفاعيل بنفس صوفي وجداني ‪ ،‬حاول‬ ‫الشاعر أحمد بلبدوي وهو يتلو قصائده رسم‬ ‫تشكيل بصري ليعبر بذلك على أنه من رواد‬ ‫الكاليغرافية بامتياز ‪ ،‬ومن الذين دونوا تجربتهم‬ ‫الشعرية وشكلوها بخط اليد والجسد‪ ،‬فهو‬

‫يجمع دائما في قصيدتـــه ما بين اإليقاعين‬ ‫الصوتي والبصري‪ ،‬والتفعيلـــي والتشكيلي‪.‬‬ ‫وهو صاحب تأويالت وتأمالت في فنون الشعر‬ ‫وشجونه‪ ،‬سمت به إلى أن يكون من جمهرة‬ ‫الشعراء النقاد في المغرب‪.‬‬ ‫أم��ا الشاعر محمد بشكار فقد انتصر‬ ‫للتجريب الشعري واألفق النثري للقصيدة‪ ،‬الذي‬ ‫يفتحها على إبداعات إيقاعية ودالالت ال متناهية‪،‬‬ ‫مع اشتغال خاص على المعجم والتراث الشعري‬ ‫العربي العريق‪.‬‬ ‫وت��ح��اول دار الشعر م��ن خ�لال برامج‬ ‫أنشطتها السنوية المشاركة في إغناء المشهد‬ ‫الثقافي بمدينة الحمامة البيضاء‪ ،‬حيث يشمل‬ ‫برنامج السنة التي يشرف على تنفيذها القائمون‬ ‫على هذه الدار‪،‬على عدة‪ ‬تظاهرات ثقافية‪ ،‬من‬ ‫خالل مجموعة من البرامج واللقاءات الشعرية‬ ‫والنقدية‪ ،‬من ليالي الشعر إلى ليالي الزجل‪ ،‬ومن‬ ‫توقيع إصدارات شعرية ونقدية‪ ،‬وعقد ندوات‬ ‫فكرية ونقدية‪ ،‬إلى إحياء احتفاليات فنية‪ ،‬وتنظيم‬ ‫ورشات ومحترفات في الكتابة الشعرية‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬

‫دعوة‬ ‫تتشرف لجنة الشؤون االجتماعية و االقتصاديــة بهيئة المساواة‬ ‫و تكافؤ الفرص و مقاربة النوع بدعوتكم لحضور اللقاء اإلخباري احتفاء‬ ‫باليوم العالمي لألشخاص المسنين الذي يصادف فاتح أكتوبر من كل عام‬ ‫و ذلك يوم الخميس ‪ 05‬أكتوبر ‪ 2017‬ابتداء من الساعة الخامسة عصرا‬ ‫بقاعة ابن بطوطة بقصر بلدية طنجة‪.‬‬ ‫و حضوركم ضروري و مؤكد تعميما للفائدة‪.‬‬ ‫عن رئيسة الهيئة‬ ‫رئيس لجنة الشؤون االجتماعية و االقتصادية‬


‫العدد ‪909‬‬

‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪� 09‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫تأبين اإلعالمي المتميز خالد مشبال‬ ‫ماما أمينة نزعت من أصبعه خاتما‬ ‫وضعته له في أصبعه منذ ‪ 59‬سنة ثم‬ ‫وضعته في أصبعها بعد أن أسلم الروح إلى بارئها‬

‫ت�صوير ‪ :‬حمودة‬ ‫نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وجيش التحرير الذكرى األربعينية لوفاة اإلعالمي‬ ‫المتميز‪ ،‬المرحوم خالد مشبال‪ ،‬وذلك يوم الثالثاء ‪ 26‬شتنبر‪ 2017‬بقاعة ابن بطوطة لقصر البلدية‬ ‫بطنجة‪.‬‬ ‫اللقاء الذي أداره ذ‪ .‬أحمد قروق‪ ،‬حضره أفراد من أسرة وعائالت الفقيد وأصدقاؤه ومحبوه‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى منتخبين وممثلين عن المجتمع المدني‪ ،‬فضال عن مختلف وسائل اإلعالم‪ ،‬حيث أشارقروق‪ ،‬باسم‬ ‫المنظمة المغربية لإلعالم الجديد‪ ،‬بعد آيات بينات من الذكر الحكيم‪ ،‬إلى أن الفقيد كان يؤمن بأن الذي‬ ‫اليحترم ويكرم نفسه في حياته اليستحق أن يكرم بعد مماته‪ ،‬موضحا أن تكريم الراحل من طرف المندوبية‬ ‫السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحريرله أكثر من دليل‪ ،‬وبكل ما في الكلمة من معنى‪ ،‬على أنه‬ ‫كان بحق وحقيق مناضال ومقاوما ومناهضا لكل بؤر الفساد‪ ،‬سالحه الكلمة الهادئة والفاعلة‪ ،‬والقلم الذي‬ ‫يقاوم كل اعوجاج‪ ،‬قبل أن يعطي الكلمة للدكتور مصطفى الكثيري‪ ،‬المندوب السامي لقدماء المقاومين‬ ‫وأعضاء جيش التحريرالذي قدم عرضا مستفيضا‪ ،‬عبارة عن سيرة ذاتية‪ ،‬مركزة ودقيقة‪ ،‬حيث لم يغفل فيها‬ ‫ال صغيرة والكبيرة حول حياة ومسارالفقيد الذي كانت تربطه به عالقة حب وتقدير متينة‪ ،‬معبرا عن ذلك‬ ‫من خالل قوله‪« :‬ثمة نوع من السعادة يشعر بها االنسان عند تكريمه لصديق حميم أو صديق حبيب‪،‬‬ ‫وثمة سعادة أكثر إنعاما وإكراما وأوسع إشراقا وضياء تغمر االنسان عندما يكرم في المحتفى به سمو القيم‬ ‫والشمائل واألخالق ونبل المثل العليا التي تحلى بها‬ ‫والتي ترفع من مكانته بين بني وطنه وتسمو بمقامه‪،‬‬ ‫فضيلة وبرورا»‪.‬إنه اإلحساس ـ يضيف الكثيري ـ الذي‬ ‫تملكه وهو يحضر ويشارك مع الحضور في هذا المحفل‬ ‫التأبيني الخاشع والمهيب للذكــرى األربعينية لرحيل‬ ‫أحد رجاالت المغرب األوفـياء‪ ،‬المخلصين لرسالتهم‬ ‫وأحد الرموز الذي اختطفتــه يد المنـون من بين أهلــه‬ ‫وذويه ومحبيه‪ ،‬وكان المصاب فيه جلال‪.‬إنه اإلعالمي‬ ‫واإلذاعي الرائد والوطني الغيور‪ ،‬المشهود له بصالبة‬ ‫عوده وقوة شخصيته وحنكته وسداد رأيه وسعة صدره‬ ‫وصدق وطنيته وحبه لدينه ووطنه وملكه‪ ،‬حيث تجمع‬ ‫جل الشهادات ـ يضيف المتحدث دائما ـ على عصاميته‬ ‫التي طبع بها اإلعــالم المغربي بديناميتـه ورؤيتــه‬ ‫المستقبلية من أجل إعالم وطني حر ونزيه ومستقل في‬ ‫خدمة الوطن‪ ،‬إذ تحدث د‪.‬الكثيري بإسهاب عن محطات‬ ‫ومواقف بطولية للراحل الذي فقد فيه الجميع هرما‬ ‫شامخا وأخا عزيزا‪ ،‬صبورا وشهما‪ ،‬نذر حياته في خدمة الصالح العام‪.‬‬ ‫وفي كلمتها أشارت فتيحة الزاير‪ ،‬نائبة عمدة المدينة إلى أن جماعة طنجة تسهم بدورها في تأبين‬ ‫رمز من رموز اإلعالم في طنجة وعلم من أعالمها البارزين‪ ،‬ذ‪.‬الفقيد خالد مشبال‪ ،‬قائلة‪« :‬نكرمه ألننا نحبه‬ ‫ونحترمه ونقدره لما لمسنا فيه من دماثة أخالقه ومن صفاء قلبه وحبه للناس وللوطن‪ ،‬وكذلك إلسهامه‬ ‫المستمر‪ ،‬بعقله وقلبه وجهوده في تطوير الشأن الثقافي والفكري بمدينة طنجة والمغرب الحبيب‪.‬إنه‬ ‫كان رجال شجاعا كريما مساهما في التحول الديمقراطي للبالد‪ ،‬وإدارته ـ سابقا ـ إلذاعة طنجة شاهدة عل‬ ‫حبه للعمل‪.‬دافع عن الوحدة الوطنية في كثير من الندوات‪ ،‬وطنيا وعربيا ودوليا‪.‬كما صالح الفنان والمثقف‬ ‫والسياسي مع المواطن‪ ،‬بعد أن كانت الثقافة في اإلعالم مادة نخبوية‪ ،‬فضال عن كونه قدم أول مشروع‬ ‫إلنشاء قرية اإلعالم المتوسطي‪ ،‬وبقي على العهد يراقب من قريب ومن بعيد ساحة الثقافة واإلعالم‪ ،‬فكان‬ ‫نشاطه مميزا بتأسيس المنظمة المغربية لإلعالم الجديد سنة ‪ ،2014‬إذ مرمن جيل إلى جبل‪ ،‬بسالسة‬ ‫واقتدار‪.‬‬ ‫وفي معرض مداخلته‪ ،‬أشار ابراهيم الشعبي‪ ،‬مندوب وزارة االتصال بطنجة إلى أنه حضرهذا التأبين‪،‬‬ ‫بعد عودته على التو من العاصمة الرباط‪ ،‬حيث لم يسعفه عامل الوقت لتهييئ مادته حول الحدث‪،‬‬ ‫مضيفا أنه يتقدم بشكره إلى المندوبية السامية‪ ،‬مرتين‪ ،‬في األولى بخصوص تأبينها للفقيد‪ ،‬في غياب‬ ‫المسؤولين المعنيين وجمعيات مدنية وإعالمية‪ ،‬وفي الثانية‪ ،‬لكون المندوب السامي تحدث بإسهاب عن‬ ‫الفقيد‪ ،‬لما قدمه لهذه المدينة وللوطن‪.‬كما تساءل الشعبي مع الجميع‪ ،‬ماذا قدمت هذه المدينة‬ ‫وماذا قدم هذا الوطن لهذا الراحل الكبير‪ ،‬المغفرة والرحمة له‪ ،‬مختتما كلمته باقتراح سيناقشه‬ ‫فيما بعد مع ذ‪.‬أمينة السوسي‪ ،‬زوجة الفقيد‪ ،‬حول تنظيم جائزة لإلعالم اإلذاعي في شمال المملكة‬ ‫المغربية‪.‬‬ ‫الكاتب واإلعالمي الفلسطيني محمود معروف‪ ،‬حضربدوره هذا التأبين‪ ،‬قادما من الرباط‪ ،‬حيث‬ ‫أشارإلى أن المرء اليتكبد عناء السفر‪،‬عندما يذهب ليحج إلى مدينة حضنت خالد مشبال‪ ،‬وارتبط اسمها في‬

‫ذهنه وقلبه‪ ،‬بخالد مشبال‪ ،‬يذهب إلى حيث يشعر بالسعادة واألمان واالطمئنان‪ ،‬حتى ولوكان جسد خالد‬ ‫ووري بترابها‪ ،‬فإن روحه بقيت ترفرف فوقها‪.‬‬ ‫وأضاف أن ذكرياته مع خالد تحتاج إلى مؤلفات وإلى جلسات‪ ،‬وبالنسبة إليه فإن خالد مثل الصحافي‬ ‫الذي يطمح إلى أن يكونه‪ ،‬ألنه كان صحافيا بالعقيدة‪ ،‬آمن بالعقيدة الصحافية‪ ،‬بمهنية عالية‪ ،‬واحتراف‬ ‫عال‪ ،‬وأخالق عالية‪ ،‬وكل المشاريع التي كان يطرحها‪ ،‬كان يطرحها بروح الصحافي‪ ،‬ولهدف صحافي‪ ،‬وهذا‬ ‫ما يمكن االعتزاز به‪ ،‬ذلك أن خالد حداثي بالمفهوم الحداثي للكلمة‪ ،‬حيث إن أمينة السوسي لم تكن‬ ‫خلفه‪ ،‬بل كانت إلى جانبه وهو إلى جانبها‪ ،‬ألنه آمن أن المرأة جزء فاعل في المجتمع‪ ،‬مثلها مثل الرجل‪،‬‬ ‫يشير الكاتب الفلسطيني‪.‬‬ ‫صديق العمر‪ ،‬ورفيق درب الفقيد ‪ ،‬كان حاضرا بدوره‪ ،‬األمر يتعلق بالفنان العالمي أحمد بن يسف‪،‬‬ ‫الذي لم يستطع حبس دموعه المنهمرة‪ ،‬بل أجهش بالبكاء‪ ،‬وهو يستحضرذكرياته مع الراحل الذي كان‬ ‫مبدعا في كتاباته‪ ،‬متمكنا في شتى أنواع اإلعالم‪ ،‬المكتوب والمسموع والمرئي‪ ،‬كما كان مولعا بإنتاج‬ ‫برامج إذاعية وتلفزيونية‪ ،‬منها البرنامج التلفزيوني «وجها لوجه» الذي كان يستضيف فيه ألمع المثقفين‬ ‫والمبدعين‪ ،‬آنذاك‪ ،‬فضال عن مشروعه الناجح «وكالة شراع من أجل مجتمع مغربي قارئ»‪ ،‬خالل التسعينات‪،‬‬ ‫والتي حطمت أرقاما قياسية من حيث مبيعات الكتب بالمغرب‪،‬‬ ‫حيث مكنت ذوي الدخل المحدود من حقهم في القراءة‪.‬‬ ‫والتمس بن يسف في ختام كلمته من السلطات المختصة‬ ‫تسمية أحد شوارع طنجة باسمه الراحل‪.‬‬ ‫بعد ذلك‪ ،‬ألقى د‪.‬عبد الحق بخات‪ ،‬مدير جريدة طنجة‬ ‫وجريدة الشمال‪ ،‬وممثل هيئة الناشرين بطنجة‪ ،‬كلمة لخصت‬ ‫حياة الفقيد الذي رحل في صمت من الدنيا الفانية‪ ،‬بعد رحلة‬ ‫زاخرة بالعطاء‪ ،‬ذلكم هو الصديق العزيز الراحل خالد مشبال‪،‬‬ ‫واسطة عقد شلة اختارها‪ ،‬من مجموعة من أصدقائه الذين‬ ‫ارتاح إليهم‪ ،‬كما ارتاحوا إليه‪ ،‬لتشكل فضاء فكريا وثقافيا‬ ‫بامتياز‪ ،‬كان له بداخلها صوت بارز‪ ،‬ورأي ثابت‪ ،‬وحضور دائم‪.‬‬ ‫وأضاف بخات أن عالقته بالراحل بدأت عن قرب عندما كانا معا‬ ‫مستشارين بالمجلس البلدي‪ ،‬حيث تعارفا وتعاونا‪ ،‬رغم اختالف‬ ‫انتماءاتهما السياسية‪ ،‬سواء عل مستوى أنشطة المجلس‪ ،‬أو‬ ‫على مستوى األنشطة الثقافية‪ ،‬حيث كانت طنجة تزخر بجمعيات ومنظمات الشباب المختلفة‪.‬وأسسا معا‬ ‫جريدة الشمال التي لعبت دورا فاعال رغم المرحلة الصعبة التي طبعت تاريخ المغرب الحديث‪ ،‬واستمرت‬ ‫في الصدور لسنوات إلى أن قرر خالد االنسحاب لظروفه الشخصية‪ ،‬مما أثرلبعض الوقت على عالقتهما‬ ‫الشخصية‪ ،‬لكن سرعان ما عادت وتوطدت أكثر مما كانت عليه في الماضي‪ ،‬حيث عندما فكر الراحل في‬ ‫تأسيس المنظمة المغربية لإلعالم الجديد‪ ،‬وجد بخات إلى جانبه في دعمه ماديا ومعنويا‪ ،‬واختاره رئيسا‬ ‫شرفيا لها‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬ألقى الدكتور محمد موري‪ ،‬الصديق العزيز للراحل‪ ،‬ممثل المنظمة في العالقات المغربية‬ ‫والفرنسية واالسبانية‪ ،‬كلمة شاعرية وفلسفية في تأبين الفقيد‪ ،‬كما ألقى مصطفى مشبال‪ ،‬شقيق‬ ‫المرحوم‪ ،‬قصيدة زجلية بالمناسبة‪ ،‬تحت عنوان « مبدأ خالد»‪.‬ومن جهتها تناولت الكلمة اإلعالمية‬ ‫الشحرورة زهور الغزاوي‪ ،‬ضمنتها ذكريات جمعتها‪ ،‬وهي طفلة‪ ،‬بالفقيد وزوجته أمينة‪ ،‬يوم كانت تتلمس‬ ‫طريقها نحو الميكروفون ومهنة المتاعب‪ ،‬قبل أن تختم اإلعالمية المقتدرة‪ ،‬زوجة الفقيد‪ ،‬كلمة مؤثرة‬ ‫تطرقت إلى قصتهما‪ ،‬موضحة أنهاا لم تستوعب بعد وفاة خالد مشبال‪ ،‬فهي كانت تراه في القاعة‪ ،‬وفي‬ ‫وجوه الحاضرين من أصدقائه ومحبيه‪ ،‬وتوسلت للجميع لكي ال ينادوا عليها بلقب « األرملة» فخالد الزال‬ ‫حيا‪ ،‬وغرفته وأغراضه ومستلزماته الزالت كما تركها‪.‬والخاتم الذي وضعته له في أصبعه منذ ‪ 59‬سنة في‬ ‫حفل عقد القران ولم يخلعه طيلة حياته‪ ،‬نزعته منه‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬عندما أسلم الروح لبارئها‪ ،‬ثم وضعته في‬ ‫أصبعها‪ ،‬فيالها من قصة تنهل من الزمن الجميل!‬ ‫وفي الختام‪ ،‬قدمت ألمينة السوسي هدية عبارة عن لوحة تشكيلية من أعمال الفنان رشيد الحوزي‪،‬‬ ‫عليها صورة للفقيد خالد مشبال‪ ،‬وبالتالي أخذ صور تذكارية جماعية للحضور‪ ،‬بمناسبة هذه الذكرى‬ ‫التأبينية لإلعالمي الراحل خالد مشبال‪.‬‬

‫محمد إمغران‬


‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪� 09‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫العدد ‪909‬‬

‫مجموعة «هيلتون» تعزز تواجدها بالمغرب بافتتاح‬ ‫فندق «هيلتون طنجة سيتي سانتر»‬

‫ت�صوير ‪ :‬حمودة‬

‫تعزز العرض السياحي بمدينة طنجة يوم‬ ‫األربعاءالمنصرم بافتتاح ثان‪ ‬فندق يحمل عالمة‪ ‬‬ ‫«هيلتون»‪.‬‬ ‫واعتبر نائب رئيس العمليــات في مصر‬ ‫وشمال إفريقيا بمجموعة «هيلتون»‪ ،‬مهاب‬ ‫غالي‪ ،‬أن المجموعة تعمل على ضمان «تواجد‬ ‫حيوي بطنجة من خالل افتتاحها لثالثة فنادق‬ ‫من فئات مختلفة»‪ ،‬مشيرا إلى أنها ستدعم هذا‬ ‫التواجد بحملة دعائية لوجهة طنجة السياحية‪.‬‬ ‫باإلضافــة إلى فنـــدق «هيلتــون طنجة‬ ‫سيتي سانتر»‪ ،‬افتتحت المجموعة‪ ،‬التي تتواجد‬ ‫بالمغرب منذ عام ‪ ،1967‬السنة الماضية فندق‬ ‫«هيلتون غاردن إن»‪ ،‬كما ستفتح الصيف المقبل‬ ‫فندقها الثالث «هيلتون» بالمنتجع السياحي‬ ‫هوارة (جنوب طنجة) بطاقة إيوائية تفوق ‪300‬‬ ‫سرير و‪ 50‬إقامة سياحية‪.‬‬ ‫وتشغل مجموعة هيلتون بالمغرب‪ ،‬من‬ ‫خالل فندقيها بطنجة‪ ،‬أزيد من ‪ 300‬شخص‬ ‫بدوام كامل‪ 99 ،‬في المائة من بينهم مغاربة‪.‬‬ ‫وأضاف غالي أن «المجموعة تركز على‬ ‫المغرب باعتباره بلدا سياحيا بامتياز»‪ ،‬موضحا‬ ‫أنها «شريك للمغرب وستساهم في نهضة‬ ‫السياحةبالبلد»‪.‬‬ ‫من جانبـــه‪ ،‬اعتبـــر رئيس «هيلتــون‬ ‫وورلدوايد» بمنطقة الشرق األوسط وشمال‬ ‫إفريقيا‪ ،‬رودي ياغرسباخر‪ ،‬أن المجموعـــة‬ ‫«منخرطة بقوة في السوق السياحية المغربية»‪،‬‬ ‫مبرزا أنها تتوفر اآلن على فندقين بطنجة‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى ثالثة فنادق أخرى في طور اإلنشاء‬ ‫بكل من طنجة والدار البيضاء وأكادير‪.‬‬

‫وأوضح أن المجموعة تسعى خالل الثالث‬ ‫سنوات المقبلة إلى رفع وحداتها بالمغرب إلى‬ ‫‪ 7‬فنادق موزعة على مختلف الجهات‪ ،‬مشيدا‬ ‫بالدينامية السياحية التي تشهدها المملكة‪.‬‬ ‫و في عرضه الذي تخلل الندوة الصحفية‬ ‫التي أقيمت على شرف اإلفتتاح‪ ،‬أكد المدير‬ ‫العام للمؤسسة «رؤوف بنشدلي» أن المنشأة‬ ‫السياحية الجديدة «تعد خطوة هامة لتعزيز‬ ‫حضور المجموعة الفندقية على صعيد شمال‬ ‫أفريقيــا‪ ،‬خاصــة وأن السيــاح الذين يزورون‬ ‫المغرب هم في تزايد مطرد خالل السنوات‬ ‫األخيرة‪ ،‬إضافة الى أن المملكة تتميز بروافدها‬ ‫الثقافية المتنوعة والمتميزة ومواقعها التاريخية‬ ‫واألثرية ذات الصيــت العالمــي‪ ،‬وكذا تميــز‬ ‫المملكة بطقس معتدل مالئم لكل األذواق‬ ‫وثقافة مطبخية عريقة تستهوي الزوار»‪.‬‬

‫ويقع هيلتون في قلب خليج طنجة على‬ ‫مقربة من محطة السكك الحديدية الجديدة‬ ‫بطنجة‪ ،‬ويخول له موقعه اإلستراتيجي دعم‬ ‫تنمية قطاع السياحة والمشاريع اإلقتصادية‬ ‫التي تعرفها مدينة البوغاز وتعزيز إشعاعها على‬ ‫الصعيدين الوطني والدولي‪.‬‬ ‫الفندق الجديد لهيلتون‪ ،‬يعد األول من‬ ‫نوعه من صنف ‪ 5‬نجوم في المغرب الحامل‬ ‫لعالمة “‪ ،”Hilton‬ويتكون من ‪ 180‬غرفة‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى ‪ 19‬جناحا و ‪ 68‬شقة‪ ،‬كما أنه‬ ‫يضم‪ ،‬قاعة للرياضة‪ ،‬و ‪ 5‬قاعات خاصة بالندوات‬ ‫والمؤتمرات‪ ،‬ويحتوي أيضا على مسبح في‬ ‫الطابق الثالث عشر‪ ،‬باإلضافة إلى مطاعم‬ ‫وحانات‪ ،‬وعدد من المرافق الترفيهية األخرى‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫مهرجان «ووماف» يحتفي بعودة المغرب‬ ‫إلى اإلتحاد اإلفريقي في دورته الثانية‬ ‫الدورة الثانية من المهرجان الدولي‬ ‫لموسيقى العالم والفنون اإلفريقية‪ ،‬والذي‬ ‫ينعقد بين ‪ 28‬و‪ 30‬شتنبر الجاري بطنجة‪،‬‬ ‫يسلط الضوء هذه السنة على التراث الثقافي‬ ‫اإلفريقي الغني‪ ،‬بفضل البرمجة المتنوعة التي‬ ‫تالمس مختلف الفنون اإلفريقية بروافدها‬ ‫المتشعبة‪.‬‬ ‫وانطلق اإلثنين المنصرم «أسبوع‬ ‫إفريقيا»‪ ،‬والذي ضم عـدة أنشطة قبيل‬ ‫اإلفتتاح الرسمـي للمهرجان‪ ،‬تهــم على‬ ‫الخصوص تنظيــم معـــارض للمالبس‬ ‫والمنتجات التقليدية والحلي اإلفريقية‪،‬‬ ‫وعرض لألزياء‪ ،‬وورشات للرقص والموسيقى‬ ‫واإليقاعات اإلفريقية‪ ،‬ومعرضا للرسامين‬ ‫التشكيليين نجوى الهيتمي (المغرب) وجيل‬ ‫ريكي صوه فونغانغ (الكاميرون)‪.‬‬ ‫رئيسة المهرجان‪ ،‬دينتشن كوش إيليز‪،‬‬ ‫أكدت أن هذه التظاهرة الثقافية الهامة‬ ‫والغنية وغير المسبوقة تشكل «منصة‬ ‫حقيقية للتالقح الثقافي وفضاء للتبادل بين‬ ‫الفنانين المغاربة واألفارقة»‪.‬‬ ‫وأشارت إلى أن سكـــان طنجــة وزوار‬ ‫المدينة سيكونون على موعد مع اكتشاف‬ ‫هذه الثقافة «المبهرة» واإلنغماس في الواقع‬ ‫اإلفريقي‪ ،‬من خالل المعرض الذي يشارك فيه‬ ‫بأزيد من ‪ 20‬لوحة‪.‬‬ ‫من جهتها أشارت نجوى الهيتمي إلى أن‬ ‫هذا الحدث الفني يشكل مناسبة لمزيد من‬ ‫التقارب مع الفنون اإلفريقية وتوطيد تمسك‬ ‫المغرب بجذوره القارية‪ ،‬مبرزة أنها تعرض‬ ‫حوالي ‪ 30‬لوحة من الفن المعاصر‪ ،‬والتي تتيح‬ ‫للزوار الغوص في قلب رحلة البشرية‪ ،‬وتنشد‬ ‫سعيها نحو التنمية والرفاهية واإلزدهار‪،‬‬ ‫بشكل يشجع على التمسك باألصول ويشجع‬ ‫على التحرر من العوائق‪.‬‬ ‫التظاهرة الثقافية‪ ،‬التي تحتفي في‬ ‫دورتها الحالية بالسينغال‪ ،‬ركزت على أعمال‬

‫‪10‬‬

‫الفنانين األفارقة‪ ،‬في مختلف مجاالت اإلبداع‬ ‫الثقافي لتمكينهم من العيش ضمن عالمهم‬ ‫الفني‪ ،‬حيث دعت اللجنة المنظمة للمهرجان‬ ‫جمهور طنجة إلى التوافد بكثافة لتذوق الفن‬ ‫اإلفريقي واكتشاف غنى تراث القارة‪ ،‬وتشجيع‬ ‫قيم التسامح والعيش المشترك لكسر حواجز‬ ‫الجهل‪.‬‬ ‫بدوره‪ ،‬يرى مدير المهرجان‪ ،‬مراد‬ ‫الشريف دوزان‪ ،‬أن أنشطة هذه الدورة تأتي‬ ‫إحتفاء بعودة المغرب إلى االتحاد اإلفريقي‪،‬‬ ‫وذلك من خالل تنظيم معارض وورشات‬ ‫فنية‪ ،‬ولقاء حول القصة اإلفريقية‪ ،‬والذي‬ ‫أطرته القاصة المغربية أمل مزوري إلى جانب‬ ‫أحد الكتاب األفارقة‪.‬‬ ‫وتهدف هذه الدورة من المهرجان‪،‬‬ ‫المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب‬ ‫الجاللة الملك محمد السادس تح <<<ت‬ ‫شعار «معا‪ ،‬لتثمين التراث الغني لقارتنا‬ ‫اإلفريقية» إلى إبراز التراث الغني والمتنوع‬ ‫للبلدان اإلفريقية والمساهمة في تعزيز‬ ‫إشعاعه على المستوى الدولي‪ ،‬وتشجيع‬ ‫التمازج الموسيقي والفني بين مختلف‬ ‫الفنانين األفارقة جنوب الصحراء ونظرائهم‬ ‫المغاربة‪ ،‬ومن خالل ذلك دعم بروز مواهب‬ ‫جديدة وتعريف العالم بقارة إفريقية معتزة‬ ‫وإيجابية وغنية ومتنوعة ومتعددة الثقافات‪.‬‬ ‫وعلى مدى ثالثة أيام‪ ،‬كان للجمهور‬ ‫المغربي موعد مع سهرات موسيقية يحييها‬ ‫فنانون مغاربة وأفارقة وعالميون‪ ،‬على‬

‫نزار بركة أميناً عاماً لحزب االستقالل‬

‫إتضح اليوم فيما ال يدعو للشك أن نزار‬ ‫بركة‪ ،‬القيادي اإلستقاللي‪ ،‬ورئيس المجلس‬ ‫اإلقتصادي والبيئي‪ ،‬هو األمين العام لحزب‬ ‫اإلستقالل لمرحلة ما بعد المؤتمر السابع عشر‬ ‫الذي سينعقد في غضون األيام القليلة المقبلة‪،‬‬ ‫وبدا ذلك جليا من خالل الدعم الكبير الذي لقيه‬ ‫بركة أثناء عقده صبيحة اإلثنين لندوة صحفية‬ ‫لتقديم برنامجه‪ ،‬إذ حضرت جل القيادات‬ ‫الحزبية (ياسمينة بادو‪ ،‬توفيق حجيرة‪ ،‬حمدي‬ ‫ولد الرشيد‪ ،‬نور الدين مضيان‪ ،‬عبد الواحد‬ ‫الفاسي‪ ،‬عبد الصمـــد قيــوح)‪ ،‬وكافة مكونات‬ ‫المجلس الوطني‪ ،‬خالفا لندوة حميد شباط‪،‬‬ ‫التي عقدها األسبوع الماضي‪.‬‬ ‫‪ ‬ووصف نزار بركة المشروع الذي قدمه‪،‬‬ ‫بـ «مشروع المصالحة»‪ ،‬كما أنه «مشروع‬ ‫تشاركي‪ ،‬يرتكز على كل أدبيات الحزب‪ ،‬والذي‬ ‫جاء تفاعال مع كل األصوات الداخلية المنادية‬ ‫بالتغيير واإلصالح و لمّ الصفوف والوحدة»‪.‬‬ ‫وأكد بركة أن ذات المشروع هو منبثق من‬ ‫«قناعة شخصية قوية تمت بلورتها باستشارات‬ ‫قوية مع كل اإلستقالليين‪ ،‬بغية إعادة اإلعتبار‬ ‫والثقة من جديد في حزب اإلستقالل‪ ،‬ولمكانة‬ ‫المناضل في الجسم الحزبي وجعله في صلب‬ ‫الهندسةالحزبية»‪.‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬شدد نزار بركة على أن مشروعه‬ ‫جاء‪ ‬لتحصين الحزب وحماية حرمته‪ ،‬وتجاوز‬ ‫الضبابية التي يتخبط فيها‪ ،‬وتقوية اإلنتماء إلى‬ ‫حزب اإلستقالل‪ ،‬وجعله حزبا فاعال أساسيا في‬ ‫التحوالت التي يعرفها المغرب‪ ،‬وخاصة جعله‬

‫قوة إقتراحية قوية‪ ،‬داعيا إلى القطع النهائي مع‬ ‫سياسة « التخوين والتجييش والتفرقة»‪.‬‬ ‫وانتقد بركة ما أسماه‪ ‬ب «القطبية الثنائية‬ ‫المصطنعة»‪ ،‬متهما إياها‪ ‬بتقسيم‪ ‬األحزاب‬ ‫السياسية إلى «أخيــار وأشرار عوض التعاون‪،‬‬ ‫وهو ما يؤدي إلى الفرجة ودغدغة العواطف»‪.‬‬ ‫وأوضح بركة أن هذا مشروعه المكون من‬ ‫‪ 39‬تدبيرا‪ ،‬يرتكز على خمس مقومات‪ ،‬منها‬ ‫تقــويــة رصيــد المصالحـــة داخــل البيـــت‬ ‫اإلستقاللي‪ ،‬تثمين ‪ ‬وإغنـاء مرجعية ومنظومة‬ ‫قيم الحزب‪ ،‬إعتماد حكامة داخلية ناجعة‬ ‫ودينامية وممارسات جيدة في التسيير تركز على‬ ‫الشفافية والديمقراطية‪ ،‬وجعل المناضل في‬ ‫خدمة الوطن والمواطن هدفا رئيسيا وأساسيا‪.‬‬ ‫وخلص بركــة أنــــه على اإلستقالليين‬ ‫التصالح فيما بينهم‪ ،‬ونهج سياسة المكاشفة‬ ‫والنقد الذاتي‪ ،‬داعيا الى‪ ‬اإلبتعاد عن التخوين‪،‬‬ ‫مع إعادة الثقة في القدرات الداخلية للحزب‪،‬‬ ‫ووضع آليات الوساطة وحل المشاكل الداخلية‬ ‫عوض اللجوء إلى القضاء كما هو حاصل اآلن‪.‬‬ ‫يذكر أنه من بين أهم الغائبين اليوم عن‬ ‫ندوة نزار بركة هم الثالثي عادل بنحمزة وعبد‬ ‫القادر الكيحل وعبد اهلل البقالي‪ ،‬وكذا كريم‬ ‫غالب‪.‬‬

‫ل‪ .‬س‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫تلقينا ببالغ الحـــزن و األسى نبــأ وفـــاة‬ ‫المشمولة بعفو اهلل المرحومة‬

‫الحاجة فاطمة السباعي‬

‫غرار شيخ تيديان سيك (مالي) وماريما فـال‬ ‫(السنغــال) وسارو (السنغـال) وزوك ماشين‬ ‫(غوادالوب) وسيرج أنانو (بنين) وسعيدة فكري‬ ‫(المغرب) وكناوة بنات طنجة (المغرب) وبي إي‬ ‫سي (هايتي)‪ ،‬وكومب كوين (الغابون)‪.‬‬ ‫كما تـم عقــد ندوات موضوعاتيــة‬ ‫رفيعة المستــوى حـول مواضيــع تتعلق‬ ‫بالموسيقى والفنون والثقافــة بإفريقيــا‪،‬‬ ‫سيؤطرها متخصصون بارزون من المغرب‬ ‫والسنغال وكوت ديفوار‪ ،‬إذ حول «الثقافة‬ ‫كلحمة للعالقات جنوب–جنوب بين المغرب‬ ‫والبلـدان اإلفريقيـــة جنـــوب الصحراء»‪،‬‬ ‫و«التمازج الموسيقي المغرب – إفريقيا ‪..‬‬ ‫ألي جمهور ؟»‪ ،‬و«الفن والصناعة التقليدية‬ ‫المغربية ‪ ..‬الجذور واآلفاق»‪ ،‬و«نظرة على‬ ‫الفن المعاصر اإلفريقي»‪.‬‬ ‫كما تضمن برنامج المهرجان تنظيم‬ ‫ورشات فنيـــة حول الموسيقى والفنــون‬ ‫والقصص المصورة والثقافــة اإلفريقيـــة‬ ‫الموجهة لألطفــال واليافعين‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى حفل لتذوق أشهر األطباق اإلفريقية‪،‬‬ ‫وسيسدل الستار على فعاليات الدورة الثانية‬ ‫من المهرجان الدولي لموسيقى العالم‬ ‫والفنون اإلفريقية مساء اليوم‪ ،‬السبت‪،‬‬ ‫بالمركز الثقافي أحمد بوكماخ ‪.‬‬

‫ل‪ .‬س‬

‫و ذلك يوم األربعاء ‪ 27‬شتمبــر ‪،2017‬‬ ‫الموافق ‪ 6‬محـرم ‪1439‬هـ‪ ،‬وشيــع جثمانها‬ ‫الطاهر في موكب جنائزي مهيب حضره األهل‬ ‫و األحباب و المعارف و دفن بمقبرة سيدي‬ ‫عمار يوم الخميس ‪ 28‬شتمبر ‪ 2017‬بعد صالة العصر‪.‬‬ ‫و بهذا المصاب الجلل نتقدم بأحر التعازي إلى أفراد أسرة الفقيدة‪،‬‬ ‫وإلى أفراد عائالت ‪ :‬السباعي والحناط والمسكاوي وبوعنان وبنجلون‬ ‫والشرايبي والزناتي والخلوي‪ ،‬راجين لهم الصبر والسلوان وللفقيـدة‬ ‫عظيم األجر والغفران‪ ،‬تغمدها اهلل بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته‬ ‫مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫} َيا �أَ ّ َيت َُها ال َنّفْ ُ�س مْ ُ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ال ْط َم ِئ ّ َن ُة ْار ِجعِي ِ�إ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫ا�ض َي ًة‬ ‫َم ْر ِ�ض َّي ًة َف ْاد ُخلِي يِف عِ َبادِ ي َو ْاد ُخلِي َج َّنتِي {‬ ‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫انتقل إلى عفو اهلل تعالى يوم األربعــاء‬ ‫‪ 6‬محرم ‪ 1439‬الموافق لـ ‪ 27‬شتنبــر ‪2017‬‬ ‫بتطوان المرحوم‬

‫محمد األزهر الريسوني‬ ‫وبهذه المناسبة األليمـة تتقـدم هيئة‬ ‫تحرير جريدة «الشمال» بأحر التعازي وأصدق‬ ‫المواساة إلى أسرته الصغيرة وإلى كل أفراد‬ ‫العائلة الريسونية الشريفة سائلين المولـى‬ ‫عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬


‫العدد ‪909‬‬

‫روحة‬

‫أط‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪� 09‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫‪11‬‬

‫« ميثم البحراني بالغيا‪ :‬دراسة في فكره‬ ‫البالغي وأصوله المذهبية»‬

‫نوقشت صباح يوم األربعاء ‪ 27‬شتنبر ‪ 2017‬برحاب كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان‪،‬‬ ‫أطروحة لنيل الدكتوراه في اآلداب تقدم بها الطالب الباحث أبو الخير الناصري في موضوع‬ ‫«ميثم البحراني بالغيا‪ :‬دراسة في فكره البالغي وأصوله المذهبية» بإشراف الدكتور محمد‬ ‫الحافظ الروسي‪ .‬وقد قررت اللجنة منح الطالب الباحث درجة الدكتوراه بميزة مشرف جداً‪.‬‬ ‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫الحمد هلل والصالة والسالم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‬ ‫وبعد‪ ،‬فإن البحث المسمى «ميثم البحراني بالغيا‪ :‬دراسة في فكره البالغي وأصوله المذهبية» هو دراس ٌة تبتغي‬ ‫تحقيق غايات أذكر أهمها فيما يلي‪:‬‬ ‫ أوال‪ :‬التعريفُ بجُملة آرا ٍء بالغية لعالم من أبرز علماء الشيعة اإلمامية االثني عشرية في القرن السابع الهجري‪ ،‬وهو‬‫ميثم بن علي بن ميثم البحراني المتوفى عام ‪ 976‬هـ ‪.‬‬ ‫ ثانيا‪ُ :‬‬‫بيان الصِّلة بين ما لميثم من آراء في البالغة وبين معتقداته المذهبية كاإلمامة والعصمة والتقية وغيرها‪.‬‬ ‫ ثالثا‪ :‬نقدُ ما ظهر لي من أخطاء في فكره البالغي‪ ،‬سواء عند حديثه في بعض القضايا والمسائل البالغية‪ ،‬أم عند‬‫اشتغاله بشرح الخطب والوصايا والرسائل المنسوبة إلى علي بن أبي طالب رضي اهلل عنه‪.‬‬ ‫ولتحقيق هذه المقاصد الثالثة كان ال بد لي من قراءة ما خلفه ميثم من مؤلفات في البالغة كـ»أصول البالغة»‪،‬‬ ‫و»مقدمة شرح نهج البالغة»‪ ،‬و»شرح نهج البالغة»‪ ،‬وما تركه من مؤلفات في علم الكالم ككتابيه «قواعد المرام في علم‬ ‫الكالم» و»النجاة في القيامة في تحقيق أمر اإلمامة»‪ ،‬مع قراءة مؤلفاتٍ أخرى لغيره من البالغيين والفالسفة؛ وذلك لإلجابة‬ ‫عن أسئلة تعد مفاتيحَ موصل ًة إلى تحقيق الغايات الثالث السابق ذكرُها‪ ،‬ومن هذه األسئلة ما يلي‪:‬‬ ‫ ما أهم القضايا البالغية التي تحدث فيها ميثم البحراني؟ وما آراؤه في تلك القضايا؟‬‫ هل كانت آراء ميثم في تلكم القضايا أصيل ًة أم هي آرا ٌء منقولة عن غيره من المؤلفين؟‬‫ عَمَّن أخذ ميثم آراءه البالغية؟ وما الذي أخذه من غيره؟ وما الذي ترك َ‬‫أخذه‪ ،‬ولماذا؟‬ ‫ هل كانت اآلراء البالغية لميثم منفصلة عن معتقداته اإلمامية االثني عشرية؟‬‫ ما تجليات األصول المذهبية للرجل فيما َّألفه من شروح موضوعُها الكالم المنسوب لعلي بن أبي طالب رضي اهلل‬‫عنه؟‬ ‫فعَن النظر في هذه األسئلة قرأت من مؤلفات ميثم وغيره ما قرأت‪ ،‬ودوَّنتُ من المالحظات واألفكار التي تولدتْ‬ ‫ِ‬ ‫في ذهني ما دونت‪ ،‬ثم نظرتُ فيما اجتمع لدي من ذلك كله‪ ،‬فبدا لي أن من المناسب لهذا البحث أن أجعله في مقدمة‬ ‫متبوعة بمدخل يليه بابان فخاتمة‪.‬‬ ‫وقد خصصت المقدمة للتعريف بموضوع البحث‪ ،‬وأسئلته‪ ،‬وبيان تصميمه‪ ،‬ومنهج الدراسة المُعتمَد فيه‪ ،‬وعرض‬ ‫الكتابات السابقة في الموضوع عرضا نقديا‪.‬‬ ‫وتناولت في المدخل أمرين اثنين‪:‬‬ ‫ أحدهما‪ :‬استدراكاتٌ ومالحظاتٌ على‬‫تحقيقات مؤلفاتٍ لميثم البحراني‪.‬‬ ‫ وثانيهما‪ :‬ع��رضٌ أله��م المعتقدات‬‫اإلمامية لميثم البحراني كما تبدو من بعض‬ ‫مؤلفاته في علم الكالم‪.‬‬ ‫أما الباب األول فسَمّيته «الفكر البالغي‬ ‫لميثم البحراني وأصوله المذهبية»‪ ،‬وضمنته‬ ‫ثالثة فصول هي‪:‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬فصاحة المفردات‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬نظرية النظم‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬نظرية الفضيلة‬ ‫وحرصتُ في هذه الفصول الثالثة على‬ ‫أمرين هما‪ُ :‬‬ ‫بَيَان األصول المعرفية ألفكار ميثم‬ ‫في كل قضية من القضايا المذكورة (فصاحة‬ ‫المفردات‪ ،‬والنظم‪ ،‬والفضيلة)‪َ ،‬‬ ‫وَكشْفُ الخلفية‬ ‫المذهبية لحديثه في تلك القضايا‪ ،‬وهي‬ ‫الخلفية التي لم يكن إبرازُها باألمر السهل‬ ‫في جميع الفصول والمباحث؛ ألن ذلك كان‬ ‫َ‬ ‫البحث أحيانا فيما ترك البحرانيُّ أخذه‬ ‫يقتضي‬ ‫َ‬ ‫وتأويل هذا التَّرْك‪ ،‬وليس االقتصارَ على تحديد ما أخذه من غيره‪،‬‬ ‫من المصنفات التي استقى منها آراءه وأفكاره البالغية‪،‬‬ ‫وظفَ المأخوذ‪ ،‬وفي أي سياق َّ‬ ‫وكيف َّ‬ ‫وَظ َفه‪.‬‬ ‫وأما الباب الثاني فسميته «األثر المذهبي في الشرح الميثمي»‪ ،‬وجعلتُه في فصلين اثنين‪:‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬عقائد إمامية في «شرح نهج البالغة»‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬األثر المذهبي في «شرح المائة كلمة»‬ ‫وأردتُ من هذين الفصلين بيان تجليات العقائد اإلمامية لميثم في عملية الشرح لديه‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬ولقد اتبعتُ في هذه الدراسة منهجا يتشكل من أدواتٍ متعددة من بينها االستقراء والموازنة والنقد‪.‬‬ ‫فأما االستقراء فأفدتُ منه في تتبع الموضوعات البالغية التي نالت نصيبا من تفكير ميثم وشغلت حيزا كبيرا في‬ ‫مؤلفاته‪ ،‬كما أفدتُ منه في تتبع حضور معتقدات الرجل المذهبية في شروحه البالغية‪.‬‬ ‫وأما الموازنة فيبدو أثرها واضحا في المباحث التي خصصتها لبيان األصول المعرفية لألفكار البالغية لميثم؛ إذ كنتُ‬ ‫وجوانب التميز والتحيز‪.‬‬ ‫أوازن بين أفكاره وأفكار غيره من البالغيين لتَبيُّن أوجهِ التشابه واالختالف‬ ‫ِ‬ ‫وأما النقد فقد اعتمدتُه منذ الصفحات األولى للبحث حيث قوَّمتُ ما بدا لي من أخطاء في الدراسات التي اطلعتُ‬ ‫عليها وكان موضوعها الفكر البالغي عند البحراني‪ ،‬كما اعتمدتُه في تعاملي مع المتن الميثمي نفسه؛ إذ كانت قراءتي‬ ‫له مصحوبة بقلم النقد والتقويم‪ ،‬تصحيحا لما في هذا المتن من أخطاء في اللغة والفكر‪ ،‬وسعيا لرَدِّ بعض ما بدا لي من‬ ‫عثراتٍ بَحْرانيةٍ إلى ما أراه صوابا‪.‬‬ ‫ولقد قادني هذا المنهج المتبع في الدراسة إلى استخالص نتائجَ دونتُها في خاتمة البحث أذكر من أهمها ما يلي‪:‬‬ ‫ أو ًال‪ :‬كان أغلبُ اعتماد ميثم البحراني في آرائه البالغية على «نهاية اإليجاز في دراية اإلعجاز» للرازي‪ّ ،‬‬‫فجُل ما ذكره‬ ‫البحراني في «أصول البالغة» و»مقدمة شرح نهج البالغة» مأخوذ من «نهاية اإليجاز في دراية اإلعجاز»‪ ،‬وواردٌ قبل هذا‬ ‫في «دالئل اإلعجاز» و»أسرار البالغة» للجرجاني‪ ،‬وهو ما يعني أن اعتماد ميثم إنما كان على الجرجاني بواسطة الرازي‪.‬‬ ‫ ثانيا‪ :‬كان البحراني واعيا‪ ،‬وهو يؤلف في البالغة‪ ،‬بطبيعة الخالف المذهبي بينه وبين فخر الدين الرازي وعبد القاهر‬‫الجرجاني؛ لذلك سَلكَ في نقله عنهما بعض الخُطط التي كشفتْ عن حضور آرائه العَقدية في مؤلفاته البالغية‪ ،‬ومن‬ ‫هذه الخطط حذ ُفه بعضَ مواضع الخالف الواردة في «نهاية اإليجاز»‪ ،‬وعدمُ حديثه عن الجرجاني عند كالمه في النظم إال‬ ‫حديثا ثانويا‪ ،‬وحذ ُفه شواهدَ وأمثل ًة وارد ًة في «نهاية اإليجاز» وإحالُله كالما منسوبا لعلي بن أبي طالب مَحَ ّلها‪.‬‬ ‫ ثالثا‪ :‬لم يكن شرحُ ميثم لنهج البالغة والمائة كلمة شرحا خالصا لوجه البالغة‪ ،‬بل كان شرحا مليئا بالمعتقدات‬‫ُ‬ ‫كتاب «شرح‬ ‫المذهبية للشارح‪ ،‬حتى إن بعض هذه المعتقدات تحضر في نَصّ الشرح بتفاصيلها كامة مثلما بَيَّنَ‬ ‫تحليل ِ‬

‫نهج البالغة» حيث وجد الطالب الباحث في األجزاء الخمسة للكتاب تعريفا لإلمامة‪ ،‬وبيانا للغاية منها‪ ،‬ولمنزلة اإلمام‪،‬‬ ‫وطريقة تعيينه‪ ،‬ووجوب طاعته‪ْ ،‬‬ ‫وحُكم مُنكر اإلمامة‪ ،‬وتأصيال إلمامة األئمة االثني عشر‪ ،‬وموازنة بينهم وبين بعض‬ ‫الصحابة‪..‬وهو ما يدل على امتداد المعتقدات المذهبية للرجل في شرحه وعدمَ قدرته على االنفكاك منها في عملية‬ ‫الشرح‪.‬‬ ‫ رابعا‪ :‬كان البحراني يعتسف أحيانا في شرح المتن المنسوب إلى علي بن أبي طالب‪ ،‬فيُقوّل رابع الخلفاء الراشدين‬‫ما لم يَقله‪ ،‬وهو ما يعني أولوية العقيدة على الشرح البالغي عند البحراني‪ ،‬وتسخيرَه «المتن العَ َلوي» لخدمة العقائد‬ ‫اإلمامية االثني عشرية‪.‬‬ ‫ختاما أتوجه بالشكر الجزيل المستَحَق ألستاذي العزيز فضيلة الدكتور محمد الحافظ الروسي حفظه اهلل تعالى‪ ،‬فقد‬ ‫شرَّفني بإشرافه على هذا العمل‪ ،‬وشمَلني طوال مدة إنجازه بجميل عنايته وتوجيهه وإرشاده‪ ،‬واستفدتُ منه فوائد علمي ًة‬ ‫وأخالقي ًة عديدة‪ ،‬فشكرا جزيال له‪ ،‬وحمداً هلل سبحانه على أن َّ‬ ‫وفقني لمعرفة هذا األستاذ الجليل ونَيْل شَرَف التلمذة على‬ ‫يديه‪.‬‬ ‫كما أشكر أساتذتي الفضالء أعضاء لجنة المناقشة حفظهم اهلل تعالى أجمعين‪ :‬فضيلة الدكتور عبد الرحمن بودرع‪،‬‬ ‫وفضيلة الدكتور عبد اللطيف شهبون‪ ،‬وفضيلة الدكتور أحمد هاشم الريسوني‪ ،‬وفضيلة الدكتور رشيد بلحبيب‪.‬‬ ‫أشكركم أساتذتي على تفضلكم بقراءة هذا البحث وعلى ما دَوَّنتموه من مالحظات وتوجيهات سأسعد باالستماع‬ ‫إليها والعَمَل بها؛ ألنها صادر ٌة بال شك عن رغبة لديكم في تجويد هذا العمل وتحسينه‪ ،‬وهي نفسُها الرغبة التي تمأل‬ ‫نفسي وتقود خطواتي البحثية‪.‬‬ ‫ولربما يبدو غريبا وغيرَ مألوفٍ أن أقول في هذا المقام إن رغبتي في تجويد عملي وتحسينه هي التي جعلتني أعيد‬ ‫قراءته بعد تسليم نُسَخ منه إلى مركز دراسات الدكتوراه بالكلية‪ ،‬وقد وجدتُ بعد القراءة عباراتٍ في صفحات تخدشها‬ ‫أخطاء ناتجة عن السهو والتسرع في بعض األحيان‪ ،‬وأحب أن أختم هذا التقرير بذكر هذه األخطاء وتصويبها‪ ،‬إسهاماً مني‬ ‫في تحسين عَمَلي وتجويده‪ ،‬وتطبيقاً لما أؤمن به من ضرورة النقد الذاتي وأهميته في مسيرة كل باحثٍ ينتصر للعلم‬ ‫والحقيقة َ‬ ‫قبل أن ينتصرَ لِذاته وأحالمه‪ ،‬فأقول مُسْهما في تقويم بحثي هذا وتحسينه‪:‬‬ ‫ جاء في مقدمة هذا البحث (ص‪« :)02‬ووصفهم بعضهم بالفيلسوف المحقق والحكيم المدقق»‪ .‬والصواب‪« :‬ووصفهُ‬‫بعضهم‪.»..‬‬ ‫ وفيه (ص‪..« :)04‬لم أتعامل مع النص الميثمي بوصفه مُنزَّها عن الزلل والسهو اإلساءة إلى اآلخرين»‪ .‬والصواب‪:‬‬‫«‪..‬بوصفه منزها عن الزلل والسهو واإلساءة إلى اآلخرين»‪.‬‬ ‫ وفيه (ص‪« :)24‬يالحظ قارئ «شرح المائة كلمة» أن الفضائل التي تحت السخاء في الكتاب خمسة آخرها السماحة‪،‬‬‫وهذا مغاير لما في «تهذيب األخالق» حيث يبلغ‬ ‫عددها ستة»‪ .‬والصواب‪..« :‬أن الفضائل التي‬ ‫تحت السخاء في الكتاب خمسٌ‪.....‬حيث يبلغ‬ ‫عددها ستّاً»‪.‬‬ ‫ وفيه (ص‪..« :)26‬وذل��ك بإضافة صفة‬‫«الحَقة» بعد كلمة النفوس»‪ .‬والصواب‪:‬‬ ‫«‪..‬وذل���ك بإضافة صفة «الحقة» بعد كلمة‬ ‫االعتقادات»‪.‬‬ ‫ وفيه (ص‪ )62‬يجد القارئ العنوان اآلتي‪:‬‬‫«تبويب قضايا فصاحة المفردات في نهاية‬ ‫اإليجاز»‪ ،‬لكنه ال يجد جميعَ ما ذكره الرازي في‬ ‫هذا الباب؛ وعلى سبيل المثال يقرأ القارئ لهذه‬ ‫الصفحة‪:‬‬ ‫الباب الثاني‪ :‬في المحاسن والمزايا الحاصلة‬ ‫بسبب األلفاظ وما يتبعها‬ ‫الركن الثاني‪ :‬فيما يكون بسبب أمور عائدة‬ ‫إلى اللفظ‪.‬‬ ‫ومن حق القارئ أن يتساءل هنا‪ :‬أين الركن‬ ‫األول؟ لماذا َلم يُذكر؟ وأقول‪ :‬لقد كان ينبغي أن‬ ‫أضع ههنا إحالة شبيهة بتلك التي وضعتها في‬ ‫الصفحة ‪ 95‬من البحث ونَصُّها‪َ« :‬لنْ أذكر جميع ما تحت أبواب جملة النظم في «نهاية اإليجاز» من فصول‪ ،‬وسأكتفي‬ ‫غالبا بذكر الفصول التي أخذها ميثم منه»‪ ،‬فإن مثل هذه اإلحالة تجيب عن سؤال القارئ المفترَض وتزيل َّ‬ ‫اللبْس الواقع‬ ‫عند قراءة هذا المبحث من مباحث الفصل‪ ،‬وهو مبحث «األصول المعرفية لفصاحة المفردات»‪.‬‬ ‫ وفيه (ص‪..« :)76‬وعَنْوَنتِه البحث األخير من أبحاث التشبيه بعنوان «في التثميل والمثل»‪ .‬والصواب‪..« :‬في‬‫التمثيلوالمثل»‪.‬‬ ‫ وفيه (ص‪« :)80‬فقلت له لما تمطى بصلبه وأردف أعجازا وناء بكلكل‬‫لما جعل لليل صُ ْلبا قد تمطى به‪ ،‬أردف بما يقتضيه من اإلعجاز والكلكل»‪ .‬والصواب‪« :‬بما يقتضيه من َ‬ ‫األعْجاز‬ ‫والكلكل»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ وفيه (ص‪« :)124‬لما كانت الفضائل إحدى القضايا التي تَكلم نالتْ قدرا كبيرا من اهتمام البحراني»‪ .‬والصواب‪:‬‬‫«لما كانت الفضائل إحدى القضايا التي تكلم فيها ميثم البحراني» أو ‪« :‬لما كانت الفضائل إحدى القضايا التي نالتْ قدرا‬ ‫َ‬ ‫الجملة األولى‪ ،‬ثم َغيَّرتها‪ ،‬فسهوتُ في أثناء التغيير عن حذف الفعل‬ ‫كبيرا من اهتمام البحراني»‪ .‬ولقد كنتُ كتبتُ‬ ‫َ‬ ‫«تَكلم»‪.‬‬ ‫ وفيه (ص‪ ،141‬الهامش‪« :)04‬وبسبب هذا الخلط صار عدد الفضائل التي تحت السخاء خمسٌ عند ميثم»‪.‬‬‫والصواب‪« :‬صار عدد الفضائل خمساً»‪.‬‬ ‫ وفيه (ص‪« :)150‬الحديث النبوي‪ :‬ويندرج تحته ما عده ميثم أول الوجوه التفصيلة»‪ .‬والصواب‪« :‬ما عده أول الوجوه‬‫التفصيلية»‪.‬‬ ‫ وفيه (ص‪« :)182‬وهذا ما يحاول النص المتقد إقناع القارئ به من طريق غير مباشر»‪ .‬والصواب‪« :‬وهذا ما يحاول‬‫النص المتقدم إقناع القارئ به‪.»..‬‬ ‫ وفيه (ص‪« :)192‬الثانية‪ :‬اإلقرار بعد تماسك نص الخطبة‪ ،‬وإرجاعُ هذا الخلل إلى مَنْ نقل النص»‪ .‬والصواب‪:‬‬‫«اإلقرار بعدم تماسك نص الخطبة‪.»...‬‬ ‫ وفيه‪( :‬ص‪« :)215‬وأقسام [الحكمة] العملية هي‪ :‬الحكمة والخُلقية‪ ،‬والحكمة المنزلية‪ ،‬والحكمة السياسية»‪.‬‬‫والصواب‪« :‬وأقسام [الحكمة] العملية هي‪ :‬الحكمة الخلقية‪.»...‬‬ ‫ً‬ ‫هذه مالحظاتي على بحثي هذا بعدما أعدتُ قراءته‪ ،‬أقدِّمُها أمامكم أساتذتي الكرام‪ ،‬منتظرا مالحظاتكم‬ ‫وتوجيهاتكم‪ ،‬مع خالص شكري وتقديري لكم‪ ،‬وداعياً اهلل سبحانه أن يحفظكم ويبارك فيكم‪ .‬والسالم عليكم ورحمة اهلل‬ ‫تعالى وبركاته‪.‬‬


‫العدد ‪909‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪� 09‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫الشيخ محمد العفيف الزواوي‬ ‫الشهير بالفقيه المصري‬ ‫الشيخ محمد بن رباح العفيف‪ ،‬الزواوي‪ ،‬نسبة إلى زواوة بالجزائر‪.‬‬ ‫بهذا عُرف بين معاصريه ومريديه ‪ ...‬أما االسم المصرح به في الوثائق الرسمية اإلدارية فهو‪:‬‬ ‫عفيف خالد‪ ،‬كما هو مثبت بشاهد قبره‪.‬‬ ‫لكنّه اشتهر بالفقيه المصري‪ ،‬نسبة إلى مصر التي بها درس وأقام مدّة طويلة‪.‬‬ ‫ولد بقبيلة زواوة من القطر الجزائري سنة ‪1889‬م‪1307/‬هـ‪.‬‬ ‫أمضى دراسته األولى بوطنه األول الجزائر حيث حفظ القرآن الكريم‪ ،‬وَشَدَا مبادئ العلوم‪ ،‬ثمّ‬ ‫رحل إلى تونس فجلس إلى علماء الزيتونة واستفاد من معارفهم‪ ،‬وأبرزهم‪ :‬الشيخ الطاهر بن عاشور‪.‬‬ ‫وبعدها يمّم وجهه شطر مصر‪ ،‬التي بها الزم حلقات شيوخها باألزهر إلى أن نال شهادة الوعظ‬ ‫واإلرشاد‪ .‬وانتسب أيضا إلى كلية دار العلوم‪ .‬ومن األعالم الذين نهل من علومهم‪ :‬عبدالرحمن‬ ‫عزام‪..‬‬ ‫ومن مصر اتّجه صوب المغرب قبْل اندالع حرب الريف (‪1920‬م ‪1926 -‬م) فاستقر به المقام‬ ‫بفاس‪ ،‬التي اقتحم فيها حمى جامع القرويين‪ ،‬وافتتح به حلقة‪ ،‬زاحم بها حلقات األكابر من شيوخها‪،‬‬ ‫أمثال‪ :‬عبدالرحمن بن القرشي الفياللي‪ ،‬وعبدالواحد بن عبدالسالم الفاسي‪..‬‬ ‫أن دروسه كانت ّ‬ ‫ويُروى ّ‬ ‫تمثل دعوة اإلصالح والتنوير التي جاء بها محمد عبده بمصر‪ .‬مما حدا‬ ‫بعلماء فاس إلى التضييق عليه‪ ،‬والوشاية به‪.‬‬ ‫فاضطر خوفا على نفسه إلى الخروج من فاس‪ ،‬وسافر متخ ّفيا إلى موالي بوسلهام‪ ،‬وهناك تزهد‬ ‫وتجرّد مدّة إلى أن أحسّ باألمان‪.‬‬ ‫ثمّ انتقل بعدها إلى شمال المغرب‪ ،‬ونزل فيه بقرية بريّش‪ ،‬وهو على هيئة متصوّف درويش‬ ‫بمرقعة‪ ،‬وقد أرخى شعره‪ ،‬وأسبل لحيته‪ .‬فاسترعى انتباه الناس بهيئته‪ ،‬ثم ببعض الحيل السحرية‪،‬‬ ‫فذاع صيته بمحيط القرية إلى أن بلغ خبره إلى الفقيه الرماني بقبيلة أحد الغربية‪ ،‬فزاره مستطلعا‬ ‫حاله‪ ،‬فلما لقيه وتجاذب معه أطراف الحديث‪،‬‬ ‫عرفه وأدرك قيمته العلمية‪ ،‬فاستضافه‬ ‫بالغربية‪ ،‬وعرّفه بأهلها‪.‬‬ ‫فكان أوّل استقــراره بها بمدشـــر أوالد‬ ‫العياشــي عند السيد محمد الصافـــي الذي‬ ‫اصطفاه ببيته مدرسا ألوالده‪.‬‬ ‫ثم بعد ذلك اشتهر بالقبيلة كلها‪ ،‬ورغب‬ ‫إليه النــاس في تدريــس أبنائهم ‪ ..‬وشارطه‬ ‫بعض المداشر على الخطبة مثل‪ :‬أوالد حبّاس‪.‬‬ ‫وأقام بمدشر النّعيميين‪ ،‬وقد امتلك به‬ ‫دارا وبستانا زاهيا باألشجار المثمرة‪.‬‬ ‫تزوّج بثالث نسوة وأنجب أوالدا‪ ،‬منهم‪:‬‬ ‫صالح‪ ،‬ول��وط‪ ،‬ون��وح‪ ،‬وعبدة اهلل‪ ،‬وهاجر‪..‬‬ ‫وبعضهم رجع إلى الجزائر مثل‪ :‬صالح ولوط‬ ‫وعبدة اهلل‪.‬‬ ‫أمّا الحُسّاد فنَفِسُوا عليه هذه المكانة‪،‬‬ ‫وَوَشَوا به إلى القائد الزروالي‪ ،‬وممّا يُحكى‬ ‫في هذا‪ :‬واقعة ّأثرت على مسيرته‪ ،‬أنّه دخّن‬ ‫في نهار رمضان‪ ،‬فبلغ الخبر إلى القائد‪ ،‬فألقى‬ ‫القبض عليه وأرسله إلى تطوان‪ ،‬هناك َ‬ ‫مَث َل‬ ‫أمام مجلس العلماء‪ ،‬فحاوروه في القضية‪،‬‬ ‫فأجابهم بأنّه مريض‪ ،‬والمرض عذر يجيز‬ ‫الفطر بكل أنواعه‪ ،‬أكال كان أو تدخينا‪ .‬فلم‬ ‫يقتنع العلماء بكالمه‪ُ ،‬‬ ‫فأدْخِل المارستان‪.‬‬ ‫لكنْ أُف�� ِرج عنه بشفاعة أصحاب النفوذ‪،‬‬ ‫�شاهد قرب الفقيه امل�صري‬ ‫وه��م‪ :‬الفقيه محمد الطنجي التطواني‪،‬‬ ‫والقنصل الفرنسي‪ ،‬وحاييم الحاخام اليهودي‬ ‫مبقربة ال�سواين‬ ‫بأصيال‪.‬‬ ‫وبعد اإلفراج عنه انعزل في قرية أحد الغربية‪ ،‬دون وظيفة أو مهمة يشغلها‪ .‬وإنّما كان مرجعا‬ ‫للناس في الفتوى‪.‬‬ ‫وخالل محاكمة الفقيه صدرت رسالة من مدينة أصيلة في الدفاع عنه بجريدة الحرية سنة‬ ‫‪1361‬هـ‪1942 /‬م بعنوان‪ :‬محاولة محاكمة الفقيه المصري‪ ،‬هل هذه غيرة دينية؟ دون ذكر اسم‬ ‫الكاتب‪.‬‬ ‫وسكن أيضا مدينة طنجة بالجبل الكبير‪...‬‬ ‫ويُقال عنه بأنّه لم يُر ّ‬ ‫قط مُص ّليا‪ ،‬وفي صالة الجمعة يجلس بمؤخر المسجد وبعد انتهاء‬ ‫الصالة يتح ّلق حوله الناس ليشرح لهم خطبة الخطيب‪.‬‬ ‫في حين يحكي بعض محبّيه أنّه كان يمارس طقوسا من التعبّد ليال‪ ،‬وقد عاين ذلك ذات ليلة‪،‬‬ ‫فلمّا فطن به الشيخ‪ ،‬تناوم‪.‬‬ ‫وخالل مقامه بالغربية ــ لمدة طويلة تقارب ‪ 40‬سنة ــ ّأثر في الناس تأثيرا بالغا‪ ،‬لدرجة أنّه هو‬ ‫الذي كان يسمّي مواليدهم‪ ،‬واألسامي كانت في الغالب إسرائيلية‪ :‬يوشع‪ ،‬يوسف‪ ،‬داود‪ ،‬يعقوب ‪...‬‬ ‫ومن ُّ‬ ‫الطرَف أن بعض المعلمين المدرّسين لمادة الفرنسية بالسلك االبتدائي كان يقرأها‪ :‬جوزيف‪،‬‬ ‫دافيد‪ ،‬جاكوب ‪...‬‬ ‫وذات مرة حضر عقيقة فسأل عن اسم المولود‪ ،‬فقالوا له‪ :‬محمّد‪ .‬فاستنكر اإلكثار من التسمية‬ ‫بهذا االسم‪.‬‬ ‫وفي ليلة من ليالي السماع سمع المادحين يترنمون ببردة البوصيري فقال لهم‪ :‬لو سمعها‬ ‫محمد (صلى اهلل عليه وسلم) ألنكرها‪.‬‬ ‫بل وغال فيه بعض المحبّين وعدّه وليا من أولياء اهلل الصالحين صاحب كرامات‪ ،‬ومنها‪ّ :‬‬ ‫أن‬ ‫القائد الزروالي الذي تسبّب في محنة الفقيه‪ ،‬وُجد مقتوال بقرب ضريح موالي عبدالسالم بن مشيش‬ ‫بجبل العلم‪ ..‬فأشاعوا ّ‬ ‫بأن هذا انتقام من اهلل تعالى‪ ،‬بسبب اعتدائه على الفقيه‪.‬‬ ‫وقد كان عالما ّ‬ ‫مطلعا‪ ،‬ذا حافظة قوية (يستظهر مقدمة ابن خلدون)‪ ،‬متفننا في علوم ومعارف‪،‬‬ ‫مثل‪:‬‬ ‫مطلعا على خباياه ‪ ..‬وكان ّ‬ ‫ التفسير‪ :‬كان غواصا على معاني وأسرار الذكر الحكيم‪ّ ،‬‬‫يُجل من‬ ‫التفاسير‪ :‬تفسير طنطاوي جوهري‪ ،‬لنزعته العلمية‪.‬‬ ‫ الفرائض‪ :‬فقد كان المرجع في هذا الباب‪ ،‬وليس عند المسلمين فقط‪ ،‬بل حتى اليهود‪ ،‬فقد‬‫أشكلت على اليهود في أصيال قضية في الميراث‪ ،‬ففزعوا إليه بالغربية ّ‬ ‫فحل لهم اإلشكال‪.‬‬ ‫‪ -‬العربية‪ :‬كان فصيحا في الكالم‪ ،‬متين اللغة‪ ،‬وافر األلفاظ‪ ،‬مح ّلقا في الدالالت والمعاني‪ ،‬إلى‬

‫‪ -‬تحرير‪:‬‬

‫بدر العمراني‬

‫درجة اإللغاز‪ ،‬شأنه شأن المتصوّفة باإلغراق في الرمز‪ ،‬ومن ذلك أحاديثه التي كان يُذيعها بإذاعة‬ ‫طنجة خالل الستينات من القرن الماضي‪ .‬وهو األثر الوحيد الذي خ ّلفه المترجم‪.‬‬ ‫ علوم األديان‪ :‬كان خبيرا بالفرق والديانات والملل والنّحل‪ ،‬يخبر بعض األساتذة ممن الزموه‬‫وحاوروه أنّه قال له بأن اليهود يدّعون ّ‬ ‫بأن المسلمين استقوا معارفهم من التراث اليهودي‪ ،‬فأجابه‪:‬‬ ‫ُق ْل‪ :‬وأنتم استفدتموه من الفيداس ‪(vedas‬وتعني‪ :‬الكتب المقدّسة للديانة الهندوسية) فاستغرب‬ ‫أن يكون رجل بالبادية يعرف هذا ‪ ...‬مع اطالع واسع على المذاهب الفلسفية‪ ،‬وإتقان لفن الجدل‪ ،‬من‬ ‫ذلك أنّه واجه البهائية في طنجة وناظرهم في جوالت متعدّدة‪ ..‬وفي آخر كل جولة يوقف المناظرة‬ ‫ويرجئها إلى موعد آخر حتى يتسنّى له مراجعة المصادر؛ لكنّه كان يُسرّ إلى أتباعه ّ‬ ‫بأن هؤالء أشدّاء‬ ‫في المناظرة‪ ،‬أقوياء في الحجّة‪.‬‬ ‫إ ّال ّ‬ ‫أن بعض محبّيه َغ َلوا فيه وادّعوا بأنّه يُتقن ‪ 40‬لغة‪ .‬وهذا ادعاء يجافي الحقيقة‪ ،‬والصواب‬ ‫الذي ال مرية فيه ّ‬ ‫أن الفقيه ال يتقن من اللغات شيئا سوى اللغة العربية‪ ،‬واإللمام باللغة اإلسبانية‪.‬‬ ‫ومن أخالقه‪ :‬العِ ّفة والقناعة‪ ،‬والزّهد والتّقشف‪ ،‬والتواضع‪ ،‬فهو يلتقط الحكمة ممن هو دونه‪،‬‬ ‫من ذلك أنّه سمع شابا ينشد بيتين من الشعر‪ ،‬وهما‪:‬‬

‫�إذا كنت ال تهوى وال تدري ما الهوى‬ ‫�صما ُيدَ ُّق بـــك النـــّوى‬ ‫َف ُك ْن حجرا ّ‬

‫فالتفت مباشرة إلى القلم ودوّنهما في ورقة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وكان في أواخر أيامه (خالل الستينات من القرن الماضي) فقيرا مُمْلِقا يعيش على الصّدقة‪ ،‬وإذا‬ ‫مرّ به سائل وفي يده شيء يجود به في الحين َطي ً‬ ‫ِّبَة بها نَ ْفسُهُ‪.‬‬ ‫ومن صفته‪ :‬قصير القامة‪ ،‬خفيف اللحم‪،‬‬ ‫أمهق اللون (شديد البياض)‪ ،‬يَحْلِقُ ِّ‬ ‫اللحْيَة‪.‬‬ ‫من أصدقائه‪:‬‬ ‫ األستاذ الكتبي عبدالقادر بن مصطفى‬‫العمراني الجزائري صاحب مكتبة الثقافة‪،‬‬ ‫فقد كان يغشى مكتبته كلما وفد إلى طنجة‪،‬‬ ‫ويطيل الجلوس بها متصفحا جديدها‪.‬‬ ‫ األديب الشاعر البشير أفيالل‪ ،‬وهو ممن‬‫سعى في الذب عنه لدى العلماء خالل محاكمته‬ ‫بتطوان‪.‬‬ ‫ األستاذ الشاعر عبدالسالم ال ّلوّاح كان‬‫يتردّد عليه كثيرا ببيته بطريق الجبل الكبير‪،‬‬ ‫ويمكث بمكتبته الشخصية مستمتعا بما‬ ‫حَوَتْ من أسفار‪.‬‬ ‫من مريديه‪:‬‬ ‫ األستاذ محمد بوغابة المصوري (يبلغ‬‫من العمر اآلن ‪88‬سنة)‪ ،‬وقد الزمه كثيرا‪.‬‬ ‫ األستاذ الشاعر عبدالقادر المقدم‪ ،‬صهره‬‫(زوج ابنته)‪.‬‬ ‫ األستاذ العربي الحاتمي‪.‬‬‫ّ‬ ‫وظل على هذا الحال متردّدا بين طنجة‬ ‫واألحد الغربية إلى أن وافــاه األجل المحتوم‬ ‫بمدينة طنجة في يوم من أيام سنة ‪1391‬هـ‪/‬‬ ‫‪1971‬م‪ ،‬وقد بلغ من العمر ‪ 82‬سنة‪ .‬وأُ ْق ِبر‬ ‫بمقبرة السواني‪.‬‬ ‫أمّ��ا ول��ده ن��وح‪ ،‬فكان رج�لا مجذوبا ذا‬ ‫�شاهد قرب نوح ابن الفقيه امل�صري‬ ‫أحوال‪ ،‬محبّا للكتاب‪ ،‬يقتنيه بشغف‪ ،‬وقد حدّثني‬ ‫مبقربة ال�سواين‬ ‫األستاذ الشريف محمد بن الحسن الميموني‬ ‫(أمين الصّاغة بطنجة وصاحب مكتبة النور) أنّه‬ ‫اشترى منه مرارا كتبا كبيرة ذوات أجزاء‪ .‬وتوفي سنة ‪1425‬هـ‪2004 /‬م‪.‬‬ ‫من الشهادات التي قيلت فيه‪:‬‬ ‫قال األستاذ عبدالصمد العشاب رحمه اهلل‪( :‬هذا الرجل كان معروفا بطنجة‪ ،‬وكان يسكن بالجبل‪،‬‬ ‫واشتهر بتصرفات أثارت االنتباه إليه ‪ ..‬وأقام في قبيلة الغربية القريبة من أصيلة نحوا من خمسة‬ ‫وعشرين عاما‪ ،‬وكان واعظا يأمر الناس وينهاهم‪ ،‬ويحارب زيارة القبور وأضرحة المقبورين‪ ،‬ممّا سبّب‬ ‫له مضايقات كثيرة من طرف المنتفعين من القبور واألضرحة‪ ،‬ودخل السّجن من أجل هذه الدعوة‬ ‫التي كانت سلفية آنذاك)‪.‬‬ ‫وقال عنه األستاذ عبداللطيف السماللي فيما أفادني به‪( :‬الفقيه محمد عفيفي المشهور بالفقيه‬ ‫المصري‪ ،‬أصله من زواوة من القطر الجزائري‪ ،‬هاجر إلى مصر‪ ،‬وبه أتمّ دراسته‪ .‬قدم إلى المغرب في‬ ‫الثالثينات من القرن الماضي‪ ،‬واستقر في إحدى قرى الغربية‪ ،‬واتخذه أحد أبناء القبيلة مع ّلما ألبنائه‬ ‫وأسكنه بجوار منزله‪ ،‬ثم اشتهر أمره ورغب الجميع أن يكون معلما ومُدَرِّرا في كتاب القرية‪ .‬تأثر‬ ‫الرجل بالوسط المصري وباألفكار السائدة في محيط العلماء‪ ،‬كما اكتسب بعض عاداتهم‪ ،‬مثل شرب‬ ‫الدخان)‪.‬‬ ‫وقال األستاذ محمد بوغابة المصوري فيما شافهني به خالل لقائي به في بيته يوم السبت‬ ‫‪ ( :2017/08/09‬محمد العفيف‪ ،‬بآل التعريف‪ ،‬ودون إلحاق الياء بآخره‪ ،‬رجل نادر‪ ،‬يتقن علوما كثيرة‪،‬‬ ‫منها الكيمياء‪ ،‬وله اليد الطولى في الطبّ‪ ،‬درسه بمصر‪ ،‬أقام عندي بالبيت‪ ،‬فكان مثاال في األخالق‪،‬‬ ‫وبالليل يتعبد وال ينام إال قليال ‪ ..‬كنت كاتبه أكتب له الرسائل الموجهة إلى عائلته بالجزائر‪ ،‬فوردت‬ ‫عليه ذات يوم رسالة من ابن أخته يخبره فيها بأنّه أصبح قاضيا ‪ ..‬ففرح بها كثيرا ‪ ..‬وكان يفخر بها‬ ‫أمام أعدائه الذين كانوا يشيعون عنه األقاويل في عرضه ودينه‪.)..‬‬ ‫مالحظة‪:‬‬ ‫هكذا سمعت هذه المعلومات ممن عايش الفقيه‪ ،‬وليس لي فيها إال التحرير والصياغة‪ ،‬أما التحليل‬ ‫والتعقيب فمركبه صعب أمام انعدام الوثائق المنيرة‪.‬‬ ‫مصادر الترجمة‪:‬‬ ‫معلومات شفهية عمن الزمه وعرفه عن قرب‪.‬‬ ‫جريدة الحرية رقم‪ .903 :‬دجنبر سنة ‪1942‬م‪.‬‬ ‫كتاب من أعالم طنجة في العلم واألدب والسياسة لعبدالصمد العشاب رحمه اهلل ص‪.333‬‬


‫العدد ‪909‬‬

‫الثالثاء ‪� 02‬إلى ‪� 09‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫أوال ‪ :‬العادة ‪:‬‬

‫شهادة من ذاكرة في حق األستاذ الجليل المرحوم‬

‫محمد عبد الرحمان بنخليفة‬ ‫بمناسبة الذكرى األربعينية لوفاته‪...‬‬

‫بسم اهلل وال حول وال قوة إال باهلل العالي العظيم ‪...‬‬ ‫قال اهلل تعالى وتبارك في كتابه العزيز‪« :‬يا أيتها النفس‬ ‫المطمئنة ارجعي إلى بك راضية مرضية فادخلي في عبادي‬ ‫وادخلي جنتي»‪.‬‬ ‫في البداية أقرأ الفاتحة ترحما عليه «بسم اهلل الرحمان‬ ‫الرحيم الحمد هلل ربي العالمين الرحمان الرحيم ملك يوم‬ ‫الدين إياك نعبد وإياك نستعين إهدنا الصراط المستقيم‬ ‫ص��راط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وال‬ ‫الضالين آمين»‪ .‬سبحان ربك ربي العزة عما يصفون وسالم‬ ‫على المرسلين‪ ،‬والحمد هلل ربي العالمين‪.‬‬ ‫بمناسبة وفاة أستاذي الجليل وفي ذكراه األربعين المؤرخ‬ ‫محمد عبد الرحمان بنخليفة تغمده اهلل بواسع الرحمة والغفران‬ ‫زوال يوم اإلثنين ‪ 14‬ذو القعدة ‪1438‬هـ الموافق لـ ‪ 7‬غشت‬ ‫‪ 2017‬وبعد صالة العصر عليه ووري جثمانه الثرى بمقبرة‬ ‫ضريح موالي علي بوغالب بالقصر الكبير في نفس اليوم‬ ‫بحضور أوالده وأفراد أسرته وتالمذته الكثيرين وأصدقائه‬ ‫وأحبائه وجيرانه وكل محبيه‪ ،‬وقد خلفت وفاته في نفوس‬ ‫الجميع آثارا كبيرة من األسى واأللم والحسرة على فقدانه‬ ‫ولدى المئات من األجيال الذين درسوا عليه وأحبوه حبا جما‬ ‫ولدى أعضاء جمعية البحث التاريخي واالجتماعي الذين كان‬ ‫واحدا من مؤسسي هاته الجمعية الهامة بالقصر الكبير خاصة‬ ‫وش��م��ال ال��غ��رب ع��ام��ة سنة‬ ‫‪1988‬م‪ ،‬ألن���ه ك���ان من‬ ‫األساتذة األفذاد وأحد مؤرخي‬ ‫مدينة القصر الكبير المجيدة‬ ‫والعريقة والصامدة حيث نشر‬ ‫عدة كتب هامة منها كالتالي‪:‬‬ ‫ القصر الكبيــر أعالم‬‫أدبية علمية تاريخيــة سنة‬ ‫‪1994‬م ‪ -‬الشتيــت والنثير‬ ‫في أخبار القصر الكبير سنة‬ ‫‪ - 1998‬المغرب ومقدمة ابن‬ ‫خلدون أو ذيل على المقدمة‬ ‫سنة ‪ - 2008‬المستصفى‬ ‫من أخبار القبائل العربية‬ ‫ب��ال��م��غ��رب األق���ص���ى سنة‬ ‫‪ - 2012‬المجتمع القصري‬ ‫في المنتصف األول للقرن‬ ‫العشرين سنة ‪ ،2015‬وله‬ ‫أبحاث ودراسات أخرى منها ما‬ ‫نشر ومنها من لم ينشر لحد‬ ‫اآلن‪ ،‬نتمنى أن تقوم بنشره أسرته أو جمعيته السابقة الذكر‪.‬‬ ‫وهكذا فقد أغنى المكتبة القصرية والوطنية بما صدر له‬ ‫من طرف جمعيته هاته من كتب وأعمال أساسية على الصعيد‬ ‫المحلي والوطني القيمة والدالة والغنية بالعطاءات األساسية‬ ‫في التاريخ والثقافة المتنورة ‪...‬‬ ‫والمرحوم من الرعيل األول بعد استقالل المغرب لرجال‬ ‫التعليم الذين درسوا في الشرق العربي بالعراق وجاء إلى‬ ‫المغرب ودرس بثانوية اإلمام األصيلي سنتين حسب ما ذكره‬ ‫لي بعض التالميذ الذين جاؤا من هاته المدينة ودرسوا‬ ‫معي في السلك الثاني من الثانوي ألنه لم يكن هذا السلك‬ ‫بالمدينة المذكورة وكانوا يأوون بالقسم الداخلي بالمعسكر‬ ‫القديم لمدينة القصر الكبير ومنهم الشاعر الفذ المهدي‬ ‫أخريف صاحب كتاب «بين القصرين» (يوميات شاعر ناشئ)‬ ‫من منشورات جمعية ابن خلدون للبحث التاريخي واالجتماعي‬ ‫بأصيال‪ .‬نشر في شهر يونيو ‪ 2013‬والذي ذكر فيه ذكرياته‬ ‫عن أيام دراسته معنا بالقصر الكبير‪ ،‬حيث أخبرني مرة أنه قد‬ ‫تكون واستفاد كثيرا من الدراسة بهذا السلك أكثر من دراسته‬ ‫بمدينة أصيال‪.‬‬ ‫والمرحوم أستاذي العزيز قام بتدريسنا لمدة سنتين بعد‬ ‫قدومه من أصيال إلى القصر الكبير في السنتين الدراسيتين‬ ‫‪ 1968-1967/1967-1966‬بقسم الخامسة ثانوي والسادسة‬ ‫ثانوي (أي قسم الباكلوريا – اآلداب العصرية) آنذاك بالثانوية‬ ‫المحمدية وكان مجتهدا كثيرا ومجدا في عمله وقورا قوي‬ ‫الشخصية ال يهاب من المفتشين التربويين الذين كانوا‬ ‫يزورونه للتفتيش في قسمه‪ ،‬إذ في ذالك الفترة لم تكن حقوق‬ ‫اإلنسان في العالم منتشرة‪ ،‬حيث كانت لبعض المفتشين في‬ ‫التعليم وخاصة المفتش العام لوزارة التعليم يتمتع بسلطات‬ ‫واسعة‪ ،‬إذ يمكنه أن يطرد األستاذ من العمل إذا لقي عليه‬ ‫أخطاء فادحة‪ ،‬وقد كان متفانيا في عمله ومحبا كثيرا لمهنته‪،‬‬ ‫دائما يبحث ويقدم لنا دروسه شاملة ووافية بعد دراسته‬ ‫واطالعه على عدد من المراجع والمؤلفات‪ ،‬وقد أثر كثيرا في‬ ‫كل تالمذته‪ ،‬حيث زرع في قلوبنا روح الوطنية والمبادئ القيمة‬

‫‪13‬‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫بقلم‪ :‬م�صطفى احلراق‬

‫بقلم‪ :‬الإعالمي واحلقوقي‬ ‫عبد القادر �أحمد بن قدور‬

‫واألخالق العالية وحب الخير للجميع وحب الوطن والمسؤولية‪،‬‬ ‫وكان يدرسنا بروح عالية وباقتدار كبير‪ ،‬حيث درسنا في قسم‬ ‫الباكالوريا دروس��ا عديدة عن الحربين العالميتين األولى‬ ‫والثانية وأسبابها ونتائجها واألصداء التي خلفتها في العالم‬ ‫ومآسيها وآالمها وتاريخ الوطنية والوطن خالل أيام االستعمار‬ ‫الغاشم للمغرب وعن عالقة الوطنيين واتصاالتهم برائد ثورة‬ ‫الملك والشعب محمد الخامس ضد االستعمارين اإلسباني‬ ‫والفرنسي وتوجيههم وكيفية محاربة االستعمار وعن نفي‬ ‫الملك محمد الخامس قدس اهلل روحه هو وأسرته الكريمة إلى‬ ‫كورسيكا ومدغشقر وعن المقاومة والمقاومين وعن الحركة‬ ‫الريفية التحريرية للمغرب بقيادة زعيمها وقائدها الثائر‬ ‫القاضي واإلعالمي محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي هو‬ ‫أول واحد في العالم اكتشف حرب العصابات لتحرير الوطن‬ ‫من االستعمار وبسالته وشجاعته وتنظيمه الكبير للمقاومين‬ ‫الذين ربحوا معركة أنوال الكبرى سنة ‪1926‬و قضوا وهاجموا‬ ‫وقتلوا فيها عددا كبيرا من جيوش االستعمار اإلسباني من‬ ‫كلونيالت وجنراالت وضباط في معركة شرسة بالريف‪ ،‬ولوال‬ ‫تعاون االستعمارين الفرنسي واإلسباني عليه لما استسلم‪.‬‬ ‫وأفادنا أن كثيرا من زعماء العالم تعلموا منه حرب العصابات‬ ‫التي انتصروا فيها ببلدانهم وبتحريرها مثل ماوتشي شونك‬ ‫زعيم الثورة الشعبية والثقافية بالصين ومحررها هو هوشي‬ ‫مينه زعيم ثورة الفيتنام ضد‬ ‫فرنسا وغيرها ‪ ،‬وقد كانت هذه‬ ‫ال��دروس مؤثرة كثيرا فيمن‬ ‫درسوا عليه من جيلنا وأجيال‬ ‫أخرى منها أنني في غمرة أيام‬ ‫االمتحانات من السنة األولى‬ ‫بكلية الحقوق بالرباط نشرت‬ ‫مقاال هاما بجريدة «العلم»‬ ‫الوطنية الغراء خالل شهر يونيو‬ ‫سنة ‪ 1969‬بعنوان «خطورة‬ ‫المنهج االستعماري لدراسة‬ ‫التاريخ على أجيالنا» وذكرت‬ ‫فيه تأثير دروسه علينا وتأثير‬ ‫محمد بن عبد الكريم الخطابي‬ ‫في زعماء العالم المذكورين‬ ‫آنفا وغيرهم‪ ،‬ونظريات قانونية‬ ‫من المدخل لدراسة القانون‬ ‫بالكلية المذكورة من األستاذ‬ ‫القدير المرحوم محمد ميكو‬ ‫المحامي المقتدر ال��ذي كان‬ ‫يدرسونه لنا ‪.‬وهكذا تخرج على يده العديد األجيال يحبون‬ ‫ويعملون من أجل وطنهم بإخالص وجدية متأثرين بأخالقه‬ ‫الحميدة وسلوكه المتزن من قضاة ومحامين واألساتذة‬ ‫الجامعيين واألطباء والمهندسين واإلداريين وغيرهم ألنه‬ ‫كان رحمه اهلل مدرسة للوفاء للوطن والوطنية والعمل التربوي‬ ‫الهادف إلى األفضل والرقي بالبالد واألمة العربية واإلسالمية‬ ‫كافة‪ ،‬واإلنسان أينما كان وكيفما كان بعد أن زرع في قلوبنا‬ ‫األمل والحب والخير للجميع واالجتهاد بكفاءته وجرأته وحبه‬ ‫الكبير للعمل المجدي والخالق والبناء للبالد‪.‬‬ ‫ومن ذاكرتي هاته رغم تعذيبها بالكهرباء الذي تعرضت‬ ‫له في سنوات الرصاص والجمر المتقد بسبب وطنيتي التي‬ ‫زرعها في قلبي ونفسي هذا األستاذ والزعيم أستاذي الكبير‬ ‫المرحوم عالل الفاسي وقبله المرحوم برحمة اهلل الواسعة‬ ‫األستاذ الجليل سي محمد الوديني وغيرهم من بعض‬ ‫األساتذة اآلخرين النموذجيين والمثاليين‪ ،‬وعندما كنت‬ ‫أتحمل المسؤولية الطالبية في االتحاد الوطني لطلبة المغرب‬ ‫ومقررا عاما ألول مجلس للقاطنين الذي تأسس بالمغرب‬ ‫بجامعة محمد الخامس بالرباط في السنة الدراسية الجامعية‬ ‫‪ 1970/1969‬وغيرها في عهد وزير الداخلية الحديدي آنذاك‬ ‫أوفقير الجالد والطاغية‪ ،‬وكذلك كنت خالل أواسط السبعينات‬ ‫من القرن الماضي عضوا في منظمة االتحاد العام لطلبة‬ ‫المغرب ألدافع عن منظمة اإلتحاد الوطني لطلبة المغرب‬ ‫للعمل على رجوعها إلى حيز الوجود ألنها أصبحت محظورة‪،‬‬ ‫ورغم التعذيب الجهنمي القاسي الذي تعرضت له آنذاك ربما‬ ‫من طرف زبانية أوفقير القاسي جدا والصعب فترته الوزارية‬ ‫إذ بقيت آثار تلك الوطنية وروح الوطن والتربية واإلخالص‬ ‫له الذي تعلمته على يد أستاذنا المرحوم خاصة واألساتذة‬ ‫اآلخرين بادية على نفسي وذاكرتي بالحب الصادق لهم وتأثري‬ ‫به خاصة داخل أعماقي بالوطنية الصادقة والتضحية الكبيرة‬ ‫بالنفس والنفيس من أجل رفعة وطني ومحبة كل إنسان أينما‬ ‫كان ألن تحقق كل حقوقه ومطالبه وحب الخير للجميع ‪....‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫المبادئ األساسية لحركة‬ ‫ما بعد الحداثة‬ ‫إذا أردنا أن نشير ولو إشارة موجزة إلى المبادئ‬ ‫األساسية التي تدعو لها حركة ما بعد الحداثة بعد‬ ‫نقدها لمبادئ الحداثة‪ ،‬يمكن أن نستخلص ستة‬ ‫مبادئ رئيسية‪ ،‬لها آثار عميقة على النظرية ومناهج‬ ‫البحث في العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬ويشهد‬ ‫على ذلك الخالفات العميقة التي تدور حولها في‬ ‫الوقت الراهن‪.‬‬ ‫أوال‪ ،‬سعت حركة ما بعد الحداثة إلى تحطيم‬ ‫السلطة الفكرية القاهرة لألنساق الفكرية الكبرى‬ ‫المغلقة‪ ،‬والتي عادة ما تأخذ شكل اإليديولوجيات‪،‬‬ ‫على أساس أنها تقدم تفسيرا كليا للظواهر‪ ،‬تلغي‬ ‫حقيقة التنوع اإلنساني والبشري‪ ،‬وانطلقت من‬ ‫حتمية وهمية ال أس��اس لها‪ ،‬ومن هنا لم تقنع‬ ‫الحركة بمجرد إعالن سقوط هذه األنساق الفكرية‬ ‫المغلقة‪ ،‬بل أنها انطلقت – في دراستها لثالثية‬ ‫المؤلف والنص والقارئ – إلى إعالن يبدو مستفزا‬ ‫للكثيرين‪ ،‬وهو أن المؤلف قد مات ! وتعني الحركة‬ ‫بموت المؤلف على أنه – وعلى عكس مبادئ حركة‬ ‫الحداثة – أنهم ال يعنيهم تاريخ حياة المؤلف أو‬ ‫المفكر‪ ،‬أو ميوله الفكرية أو اتجاهاته السياسية‪ ،‬أو‬ ‫العصر الذي عاش فيه‪ ،‬ذلك أن دوره ينتهي بكتابة‬ ‫النص‪ ،‬والعبء يقع بعد ذلك على القارئ‪ ،‬والذي من‬ ‫خالل تأويل النص يشارك في كتابته في الواقع‪ ،‬ال‬ ‫هيمنة المؤلف إذن على النص‪ ،‬وليس من حقه أن‬ ‫يصدر بيانا يحدد فيه المعاني التي قصدها‪ ،‬وال‬ ‫نياته في كتابته‪ ،‬النص يصبح ملكا للقارئ‪ ،‬بل‬ ‫أن النص نفسه حسب حركة ما بعد الحداثة ال‬ ‫يكتبه في العادة مؤلف واحد‪ ،‬ذلك أن أي نص هو‬ ‫عملية تفاعل بين نصوص متعددة يستشهد بها‬ ‫أو يستحضرها المؤلف‪ ،‬بكل ما تترتب عليه كلمة‬ ‫التفاعل من نفي لبعض النصوص‪ ،‬أو المزاوجة‬ ‫بينها‪ ،‬أو إزاحتها‪ ،‬وباإلضافة إلى ذلك تهتم حركة‬ ‫ما بعد الحداثة بالعوامل التي تحدد عملية القراءة‬ ‫ذاتها‪ ،‬وهي التي شغلت ما يسمى (علم اجتماع‬ ‫القراءة)‪ ،‬باإلضافة إلى المناهج التأويلية الحديثة‪.‬‬ ‫غير أنه أهم من قلب العالقة بين المؤلف‬ ‫والقارئ هو ما تدعو إليه حركة ما بعد الحداثة‪،‬‬ ‫من أن المؤلف ال ينبغي أن يقدم نصا مغلقا محمال‬ ‫باألحكام القاطعة‪ ،‬زاخرا بالنتائج النهائية‪ ،‬والتي‬ ‫عادة ما تقوم على وهم ينبني على أن المؤلف‬ ‫يمتلك اليقين‪ ،‬ويعرف الحقيقة المطلقة‪ ،‬بل إن‬ ‫عليه أن يقدم نصا مفتوحا‪ ،‬بمعنى تضمنه لكتابة‬ ‫قد ال تكون واضحة تماما‪ ،‬بل يستحسن أن تكون‬ ‫غامضة نوعا ما حتى يتاح للقارئ أن يشارك بفعالية‬ ‫من خالل عملية التأويل في كتابة النص‪.‬‬ ‫وفي مشروع الحداثة الغربي‪ ،‬لعب المؤلف‬ ‫دور المشرع في المجتمع‪ ،‬بمعنى أنه يطرح جملة‬ ‫من القيم واألفكار والمعايير التي على الناس أن‬ ‫يتبعونها‪ ،‬وترى حركة ما بعد الحداثة أن موت‬ ‫المؤلف الذي أعلنته‪ ،‬بمعنى زوال سلطته الفكرية‪،‬‬ ‫ال يعادله إال انهيار دور المشرع في المجتمع‪ .‬فقد‬ ‫انتهى الزمن الذي كان يقوم فيه المشرع بتحديد‬ ‫أهداف المجتمع وغايته من خالل نسق فكري مغلق‬ ‫ووحيد‪ .‬نحن اآلن نعيش في عصر التنوع الذي‬ ‫ال ينبغي إلغاؤه باسم الوحدة‪ ،‬ونحيا في عصر‬ ‫التعددية السياسية‪ ،‬والتي ال ينبغي حصارها باسم‬ ‫ضرورة االستقرار‪.‬‬ ‫وهنا نتاج نظرية ومنهجية عديدة يمكن أن‬ ‫تؤثر في ممارسة العلوم االجتماعية‪ ،‬إذا ما ساد‬ ‫مبدأ موت المؤلف وصعود دور القارئ‪.‬‬ ‫(يتبع)‬


‫العدد ‪909‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪� 09‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫حق امل�سلم على امل�سلم خم�س‬

‫أخرج الشيخان عن أبي هريرة مرفوعا ‪« :‬حق المسلم على المسلم خمس ‪ -‬أي خمس‬ ‫خصال ‪ : -‬رد السالم وعيادة المريض وإتباع الجنازة وإجابة الدعوة وتشميت العاطس»‪ ،‬المراد‬ ‫من هذه الحقوق والغرض منها استجالب المودة ودفع النفرة وتآلف القلوب بين المسلمين‪،‬‬

‫قوله رد السالم‪ :‬السالم بين المسلمين داعية المحبة وآية اإلخاء واأللفة‪ ،‬ويدل لذلك‬ ‫ما في الصحيح من قوله صلى اهلل عليه وسلم ‪« :‬والذي نفسي بيده ال تدخلون الجنة‬ ‫حتى تومنوا وال تومنوا حتى تحابوا‪ ،‬أفال أدلكم على شيء إذا أفعلتموه تحاببتم أفشوا‬ ‫السالم بينكم»‪ ،‬وقد أمر به القرآن في عدة مواضع وبين أنه تحية من عند اهلل مباركة‬ ‫ى �أَن ُف�سِ ُ‬ ‫ار َ‬ ‫طيبة‪َ « ،‬ف ِ�إ َذا دَ َخ ْلتُم ُب ُيوتًا َف َ�سلِّ ُموا عَ َل ٰ‬ ‫ك ًة َط ِّي َب ًة»‪ ،‬وكان‬ ‫ت َّي ًة ِّم ْن عِ ندِ هَّ ِ‬ ‫ك ْم حَ ِ‬ ‫الل ُم َب َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫تحية إبراهيم وضيفه المكرمين « ِ�إ ْذ دَ َخلوا عَ ل ْي ِه َف َق ُالوا َ�س اَل ًما ۖ َقال َ�س اَل ٌم»‪ ،‬وهو شعار أهل‬ ‫ِيها َ�س اَل ٌمۚ»‪ ،‬ويسلم المومن على الجماعة حين يدخل عليهم وحين‬ ‫الجنة‪َ « :‬و حَت َِّيت ُ​ُه ْم ف َ‬ ‫يريد مفارقتهم لقوله عليه السالم‪ :‬إذا انتهى أحدكم إلى مجلس فليسلم فإن بدا له‬ ‫أن يجلس فليجلس‪ ،‬ثم إذا قام فليسلم فليست األولى بأحق من اآلخرة‪ ،‬زاد في رواية‪:‬‬ ‫ومن سلم على قوم حين يقوم عنهم كان شريكهم فيما خاضوا من الخير بعده‪ ،‬وأخرج‬ ‫الطبراني عن سهل بن حنيف مرفوعا‪ « :‬من قال السالم عليكم كتبت له عشر حسنات‪،‬‬ ‫ومن قال السالم عليكم ورحمة اهلل كتبت له عشرون‬ ‫حسنة‪ ،‬ومن قال السالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‬ ‫كتبت له ثالثون حسنة»‪.‬‬ ‫قوله‪ :‬وعيادة أي زيارة المريض‪ ،‬أي المسلم كيفما‬ ‫كان ولو وضيعا أو عبدا‪ ،‬والمعرفة واإلسالم كافيان في‬ ‫إثبات هذا الحق ونيل فضله‪ ،‬فإذا عدم أحدهما سقط‬ ‫حق العيادة‪ ،‬ومن آداب العيادة أن ال يطيل الجلوس عند‬ ‫المريض ألنه قد يحتاج لضرورة أو استعمال دواء أو نحو‬ ‫ذلك‪ ،‬ففي حديث الديلمى مرفوعا‪ « :‬من تمام العيادة‬ ‫خفة القيام من عند المريض وأن يقلل السؤال‪ ،‬ويظهر‬ ‫الرقة ويخلص الدعاء‪ ،‬وأن يوسع للمريض في األجل‪ ،‬وأن‬ ‫يشير عليه بالصبر لما فيه من جزيل األجر‪ ،‬ويحذره من‬ ‫الجزع لما فيه من الوزر»‪ ،‬وفي الصحيح كان صلى اهلل عليه وسلم إذا دخل على مريض يدنومنه‬ ‫ويجلس عند رأسه ويسأله عن حاله ويقول‪« :‬ال باس عليك طهور إن شاء اهلل»‪ ،‬وقد يضع يده‬ ‫على المكان الذي يألم ثم يقول‪ « :‬باسم اهلل أرقيك من كل شيء يؤذيك‪ ،‬اهلل يشفيك»‪ ،‬وفي‬ ‫البخاري عن عائشة قالت‪ :‬كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم إذا أتى مريضا أو أتي به قال‪:‬‬ ‫«أذهب البأس رب الناس‪ ،‬أشف أنت الشافي ال شفاء إال شفاؤك‪ ،‬شفاء ال يغادر سقما»‪ ،‬وروى أبو‬ ‫داوود والترمذي عن ابن عباس مرفوعا‪ « :‬من دخل على مريض لم يحضر أجله فقال عنده سبع‬ ‫مرات أسأل اهلل العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إال عافاه اهلل من ذلك المرض»‪ ،‬وقد جاء‬ ‫في فضل عيادة المريض أحاديث كثيرة منها قوله عليه السالم‪ « :‬من عاد مريضا ناداه مناد‬ ‫من السماء طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزال» وأما آداب المريض فمنها الصبر على‬ ‫ما أبتاله به ربه‪ ،‬ففي الحديث مرفوعا‪ « :‬من ابتلى فصبر وأعطى فشكر وظلم فغفر ثم سكت‪،‬‬ ‫فقالوا ماله يا رسول اهلل؟ قال أولئك لهم األمن وهم مهتدون»‪ ،‬ومنها قلة الشكوى على جهة‬ ‫الضجر والجزع لعواده‪ ،‬ففي الحديث‪ « :‬إذا مرض العبد بعث اهلل له ملكين فيقول انظرا ماذا‬ ‫يقول عبده لعواده‪ ،‬وهو اعلم فإن هو إذ جاءوه حمد اهلل تعلى وأثنى عليه رفعا ذلك إلى اهلل‬ ‫وهو أعلم‪ ،‬فيقول لعبده على أن توفيته أن أدخله الجنة‪ ،‬وإن أنا شفيته أن أبدله لحما خيرا من‬ ‫لحمه ودما خيرا من دمه‪ ،‬وأن أكفر عنه سيئاته ومنها قلة الضجر»‪ ،‬أي القلق مهما استطاع‬ ‫وأما األنين فقد ورد أن أنين المريض تسبيح‪ ،‬ومنها الفزع إلى الدعاء بأن يحسن اهلل عاقبته‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫ويدفع عنه الثقل‪ ،‬ومنها التوكل بعد استعمال الدواء على خالق الداء والدواء‪ ،‬ألن استعمال‬ ‫الدواء ال يقدح في التوكل‪ ،‬فيجب على كل مسلم أن يعتقد أن ال طبيب وال شافي وال مصحح‬ ‫على اإلطالق إال اهلل وحده خلق الداء والدواء‪ ،‬فيتوكل عليه وينقطع إليه ويعتصم به ويلجأ في‬ ‫مرضه وصحته إليه ثقة به‪ ،‬فإن اهلل تعلى قد علم أيام المرض وأيام الصحة فلو حرص الخلق‬ ‫على تقليل ذلك أو زيادته لما قدروا‪ ،‬قال تعالى‪َ « :‬ما �أَ َ�ص َ‬ ‫�ض َولاَ يِف‬ ‫اب مِن ُّم ِ�صي َب ٍة يِف َْ أ‬ ‫ال ْر ِ‬ ‫�أَن ُف�سِ ُ‬ ‫َّب�أَهَ ا »‪ ،‬ثم يتناول الدواء ويستعمله كما يستعمل جميع‬ ‫ك ْم ِ�إلاَّ يِف ِ‬ ‫كت ٍ‬ ‫َاب ِّمن َق ْب ِل �أَن ن رْ َ‬ ‫األسباب بمجرد األمر‪،‬فإن اهلل إن أوصله إلى الدواء برأ وإن حجبه بمانع يمنعه وقدر موته لم‬ ‫ينفعه‪ ،‬لكنه مأجور على ما أمر به على لسان رسوله‪ ،‬روى الترمذي عن أسامة بن شريك قال‪،‬‬ ‫قالت األعراب يا رسول اهلل أال نتداوى؟قال نعم يا عباد اهلل تداووا فإن اهلل لم يضع داء إال وضع‬ ‫له دواء‪ ،‬إال داء واحدا‪ ،‬قالوا وما هو؟ قال الهرم»‪ ،‬وفي مسلم مرفوعا‪ « :‬إن لكل داء دواء فإذا‬ ‫أصيب دواء الداء برا بإذن اهلل»‪.‬‬ ‫قوله «وإتباع الجنائز»‪ ،‬أي حضور جنازة المسلم والصالة عليه وحضور دفنه‪ ،‬ففي الصحيحين‬ ‫مرفوعا‪« :‬من اتبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا ‪ -‬أي ال نفاقا وال رياء ‪ -‬وكان معها حتى يصلى‬ ‫عليها وتدفن فإنه يرجع من األجر بقيرطين كل قيراط مثل جبل أحد‪ ،‬ومن صلى عليها ثم رجع‬ ‫قبل أن تدفن فإنه يرجع من األجر بقيراط فقط»‪ ،‬وظاهر‬ ‫قوله‪ :‬وكان معها‪ ،‬أن من سبق إلى المصلى أو إلى موضع‬ ‫الدفن ال يحصل له ذلك األجر‪ ،‬وقوله‪ :‬كل قيراط مثل جبل‬ ‫أحد‪ ،‬يحتمل أنه مثله في الثقل إذا وضع في كفة الميزان‬ ‫ويحتمل أن ثواب ذلك مثل لو كان هذا الجبل من ذهب‬ ‫وفضة وتصدق به‪ ،‬وأعظم بهذا الثواب المرتب على إظهار‬ ‫االعتناء بالمومن والشفاعة فيه‪ ،‬ولو ال أن اهلل تعالى أراد‬ ‫بعبده المومن خيرا إذا مات ما أذن للمومنين في الشفاعة‬ ‫فيه‪ ،‬كأنه تعالى يقول‪« :‬اشفعوا له فقد أذنت لكم في‬ ‫الشفاعة فيه»‪ ،‬وإذنه تعالى في ذلك دليل على أنه تعالى‬ ‫أراد أن يرحمه‪ ،‬وأخرج الطبراني في الكبير والحاكم وقال‬ ‫صحيح على شرط مسلم مرفوعا‪ « :‬من غسل ميتا فكتم‬ ‫عليه غفر اهلل له أربعين مرة»‪ ،‬وفي رواية‪ « :‬غفر اهلل له‬ ‫أربعين كبيرة‪ ،‬ومن حفر قبرا بنى اهلل له بيتا في الجنة» وفي رواية‪ « :‬ومن حفر قبرا أجرى اهلل له‬ ‫من األجر كأجر مسكن أسكنه يوم القيامة»‪ ،‬وفي رواية‪« :‬من غسل ميتا خرج من ذنوبه كيوم‬ ‫ولدته أمه ومن كفن ميتا كفاه اهلل من حالل الجنة»‪.‬‬ ‫قوله صلى اهلل عليه وسلم «وإجابة الدعوة» أي من حق المسلم على المسلم إذا دعاه‬ ‫لوليمة أن يجيبه لقوله عليه السالم‪ « :‬من دعي فلم يجب فقد عصى اهلل ورسوله»‪ ،‬وفي رواية‬ ‫لمسلم‪ « :‬إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب فإن شاء طعم وإن شاء ترك»‪ ،‬وفي رواية له أيضا‪:‬‬ ‫« إذا دعي أحدكم فليجب فإن كان صائما فليصل‪ ،‬أي فليدع ألهل البيت بالمغفرة والبركة‪ ،‬وإن‬ ‫كان مفطرا فليأكل»‪.‬‬ ‫قوله‪« :‬وتشميت العاطس»‪ ،‬وفي رواية‪« :‬وإذا عطس فحمد اهلل فشمته»‪ ،‬التشميت هو أن‬ ‫يقول له من بقربه إذا سمعه عطس وقال الحمد هلل‪ « :‬يرحمك اهلل»‪ ،‬فيجيبه العاطس بقوله‪:‬‬ ‫«غفر اهلل لنا ولكم»‪ ،‬فعن ابن مسعود كان عليه السالم يعلمنا يقول‪ :‬إذا عطس أحدكم فليقل‬ ‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬فإذا قال ذلك فليقل من عنده يرحمك اهلل‪ ،‬فإذا قالوا ذلك فليقل يغفر‬ ‫اهلل لي ولكم‪ ،‬وروى أنه صلى اهلل عليه وسلم شمت عاطسا ولم يشمت عاطسا آخر فسأله فقال‪:‬‬ ‫إنه حمد اهلل وأنت سكتت‪ ،‬وقال عليه السالم‪« :‬إذا عطس أحدكم فحمد اهلل فشمتوه وإذا لم‬ ‫يحمد اهلل فال تشمتوه»‪ ،‬وقال يشمت المسلم إذا عطس ثالثا فإن زاد فهو زكام‪ ،‬وعن أبي‬ ‫هريرة كان صلى اهلل عليه وسلم إذا عطس غض صوته أي خففه واستتر بثوبه أو يده‪.‬‬

‫املعاجلة بالأع�شاب الطبية‬

‫مرت البشرية بمراحل متعددة سيطرت فيها أساليب الطب‬ ‫المختلفة واستخدمت العقاقير العديدة للسيطرة على األمراض‪،‬‬ ‫بدءا من األعشاب الطبية ونهاية بالمستخلصات الكميائية‬ ‫المعقدة‪ ،‬التي لم تعد أضرارها الجانبية تخفى على أحد‪ .‬وقد‬ ‫كان العالج باألعشاب قديما يحل محل صيدليات اليوم‪ ،‬ولكن‬ ‫هل حقا أغنت صيدليات اليوم عن اللجوء إلى األعشاب الطبية؟‬ ‫وهل صيدليات اليوم قادرة على شفائنا تماما بالمستحضرات‬ ‫الكيميائية إذا وقع أحدنا فريسة للمرض؟ وما هي نسبة األمان‬ ‫في استخدام األدوية الكيميائية الحديثة؟‬ ‫لقد كان من المتوقع أن يتراجع المرض أمام الثورة‬ ‫الصناعية الكاسحة التي شهدها العالم في الخمسين سنة‬ ‫األخيرة‪ ،‬لكن العكس تماما هو الذي حدث فقد عرف اإلنسان‬ ‫الحديث أمراضا فتاكة لم تكن معروفة أو منتشرة بهذا الشكل‬ ‫من قبل‪ ،‬واإلحصائيات التي تمت عام ‪1997‬م في الواليات‬ ‫المتحدة أظهرت أنه في عام ‪1995‬م أفرط حوالي ‪ 6‬مليون‬ ‫أمريكي في تناول العقاقير التي وصفها لهم األطباء لعالج حاالت‬ ‫القلق مما تسبب في إدمان غالبيتهم لهذه األدوية‪.‬‬ ‫وفى سنة ‪1997‬م تم حجز أكثر من اثنين مليون أمريكي‬ ‫في األقسام المختلفة بالمستشفيات نتيجة األضرار الجانبية لألدوية الكيمائية‪ .‬واإلحصائيات العالمية‬ ‫تؤكد أن األضرار التي يسببها سوء استخدام األدوية الكيميائية الموصوفة للمرضى السبب الرابع‬ ‫للوفاة بعد أمراض القلب‪ ،‬والسرطان‪ ،‬والجلطات المخية‪ .‬إذ ستظل النباتات واألعشاب الطبية رحمة‬ ‫كبرى إذا ما قورنت باألدوية الكيميائية والتي تشبه إلى حد كبير سكينا ذا حدين يقطع هنا ويخرب‬ ‫هناك‪ ،‬وهذه األدوية الكيميائية تنكشف جوانبها السلبية المظلمة يوما بعد يوم‪ .‬إن النباتات الطبية‬ ‫عرفها اإلنسان بالتجربة‪ ،‬واهتدى إلى عالج أمراضه بواسطتها عن طريق التجربة أيضاً واستخدمتها‬ ‫شعوب العالم قاطبة المتحضرة منها والبدائية‪ ،‬فطب األعشاب هو أقدم شكل معروف من الطب وقد‬ ‫استخدم أكثر من ‪ 80%‬من سكان األرض األعشاب في معالجة أمراضهم‪ ،‬وال تزال األعشاب الطبية‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫هي العالج األساسي للكثير من الشعوب حتى وقتنا الحاضر‪.‬‬ ‫إن التداوي باألعشاب هو مستقبل العالم العالجي‪ ،‬وهو‬ ‫الدواء الناجع المأمون ألمراض اإلنسان والحيوان في كل‬ ‫مكان وزمان فالنباتات هي زرع اهلل الشافي وقد استخدمتها‬ ‫الحضارات البشرية عبر التاريخ‪.‬‬ ‫الحضارة المصرية الفرعونية القديمة‪ :‬اهتم الفراعنة‬ ‫باألعشاب وهذا ما نجده مسجال في بردياتهم منذ أكثر من‬ ‫‪ 5000‬سنة فنجدهم وقد استخدموا الثوم والبصل والعرعر‬ ‫لمعالجة الكثير من األمراض‪ ,‬ونجد نبات القنب في عصر‬ ‫رمسيس الثالث وقد استخدم بشكل كبير لعالج مشكالت‬ ‫العين بينما استخدمت خالصات الخشخاش لتهدئة األطفال‬ ‫الباكين‪.‬‬ ‫و قد وجدت وصفات عالجية لعالج العديد من األمراض‬ ‫في عدد من البرديات مثل بردية (هيرمس) وبردية (أرون‬ ‫سميث الطبية)‪ .‬وفى عام ‪1874‬م اكتشفت أهم بردية طبية‬ ‫في العالم‪ ،‬اكتشفها عالم المصريات األلماني (جورج أيبرس)‬ ‫وتعد أقدم وثيقة طبية‪ ،‬ويبلغ طولها ‪ 65‬قدما ويرجع تاريخها‬ ‫إلى ‪ 1500‬سنة قبل الميالد‪.‬‬ ‫الحضارة الهندية القديمة‪ :‬ركزت مدرسة الطب الهندي القديم على األعشاب بصورة واضحة‬ ‫وضمت كتبهم القديمة أكثر من ‪ 2500‬نبات طبي مصنفة حسب تأثيرها على الجسم وعلى األمراض‬ ‫المختلفة‪ ،‬وتعد مدرسة المدارس المتميزة في مجال األعشاب الطبية‪.‬‬ ‫الحضارة اإلسالمية‪ :‬لم يكن للعرب باع في مجال األعشاب الطبية قبل اإلسالم‪ ،‬ولكن عندما جاء‬ ‫اإلسالم أمر النبي ـ صلى اهلل عليه وسلم ـ بالتداوي ووضع له ضوابطه ووصف أعشابا طبية لبعض‬ ‫األمراض وحث على طلب العلم في هذا المجال وفي المجاالت األخرى‪.‬‬ ‫ومع سقوط روما في القرن ‪ 5‬الميالدي‪ ،‬انتقلت مراكز المعرفة إلى الشرق‪.‬‬


‫العدد ‪909‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪� 09‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫حدائق الأزاهر يف م�ستح�سن الأجوبة وامل�ضحكات‬ ‫واحلكم والأمثال واحلكايات والنوادر‬ ‫وهوكتاب جامع للحكم واألمثال والنوادروالحكايات‪،‬ألفه الفقيه األديب محمد بن محمد بن محمد أبو بكر ابن عاصم القيسي الغرناطي قاضي من فقهاء‬ ‫المالكية باألندلس توفي بمسقط رأسه غرناطة عن عمر السابعة والستين سنة (عام ‪ 829‬هـ الموافق ‪1426‬م)؛كان يجلد الكتب في صباه‪ ،‬وتقدم حتى‬ ‫ولي قضاء القضاة ببلده‪.‬‬ ‫وقد أخذ عن أعالم منهم‪:‬‬ ‫أبو إسحاق الشاطبي‪ ،‬وأبو عبد اهلل القيطاجي‪ ،‬وأبو عبد اهلل الشريف التلمساني‪ ،‬وأبو إسحاق ابن الحاج‪ ،‬وابن عالق‪ ،‬وخااله أبو بكر‪ ،‬ومحمد ولدا أبي القاسم‬ ‫بن جزي‪ ،‬وابن لب وغيرهم‪.‬‬ ‫وله من المؤلفات‪:‬‬ ‫ــ تحفة الحكام في نكت العقود واألحكام‪ (:‬أرجوزة في الفقه المالكي تعرف بالعاصمية)‪ ،‬شرحها جماعة من العلماء‪.‬‬ ‫ــ أراجيز في األصول والنحو والقراءات‪.‬‬ ‫وحدائق األزاهر في مستحسن األجوبة والمضحكات والحكم واألمثال والحكايات والنوادر (وهو الكتاب الذي سنتحف به القارئ الكريم عبر سلسلة‬ ‫حلقات)‪.‬‬

‫في المضحكات الحسنة الخفيفة على األلسنة‬ ‫اشترى رجل كبشاً في العيد‪ ،‬فلما دخل به على زوجته‪ ،‬ورأته ضعيفاً‪ ،‬قالت له‪« :‬هذا الكبش‬ ‫يشبهني ويشبهك»‪ ،‬قال‪« :‬وكيف ذلك؟»‪ ،‬قالت‪« :‬يشبهني في الشحم‪ ،‬وإياك في القرون»‪.‬‬ ‫وكان البن أبي عتيق جارية تخدمه‪ ،‬وكان يتبعها جار له‪ ،‬فبينما هي ذات يوم توضئه‪ ،‬إذ وقع‬ ‫حجر بين يديه‪ ،‬فتغافل‪ ،‬فلما كان بعد ساعة وقع حجر آخر‪ ،‬فقال بأعلى صوته‪« :‬إنها مشغولة»‪،‬‬ ‫فانقطع الرجم‪.‬‬ ‫وقع درهم بيد سليمان بن مزاحم‪ ،‬فجعل يقبله‪ ،‬ويقول‪« :‬في شق(ال إله إال اهلل)‪ ،‬وفي شق‬ ‫(قل هو اهلل أحد)‪ ،‬ما ينبغي لهذا أن يكون إال تعويذاً أو رقية»‪ ،‬ورمى به في الصندوق‪.‬‬ ‫كان ابن عيسى بخي ً‬ ‫ال‪ ،‬وكان إذا وقع الدرهم بيده‪ ،‬طعنه بظفره‪ ،‬وقال‪« :‬كم مدينة دخلتها‪،‬‬ ‫وأيد درجتها‪ ،‬فاآلن‪ ،‬استقر بك القرار‪ ،‬واطمأنت بك الدار»‪ ،‬ثم يرمي به في الصندوق‪.‬‬ ‫نظر أشعب إلى رجل قبيح‪ ،‬فقال‪« :‬ألم ينهكم سليمان بن داود عن الخروج بالنهار؟»‪.‬‬ ‫حكى المدائني وقال‪« :‬أتت ليلة الشك في رمضان؛فكثر الناس على األعمش يسألونه عن‬ ‫الصوم‪ ،‬فضجر‪ ،‬ثم أرسل إلى بيته في رمانة‪ ،‬فشقها‪ ،‬ووضعها بين يديه‪ ،‬فكان إذا نظر إلى‬ ‫رجل قد أقبل يريد أن يسأله‪ ،‬أخذ حبة فأكلها‪ .‬وكفى‬ ‫الرجل السؤال‪ ،‬ونفسه الرد»‪.‬‬ ‫قال رجل لمحمد بن مطروح األعرج ‪ -‬رحمه‬ ‫اهلل ‪« : -‬ما تقول في رجل مات يوم الجمعة‪ ،‬أيعذب‬ ‫عذاب القبر؟»‪ ،‬قال‪« :‬يعذب يوم السبت»‪.‬‬

‫في أخبار األعراب والمتنبئين ونوادر‬ ‫المجان والمستخفين‬ ‫قدم إلى أعرابي كامخ‪ ،‬فأكل منه‪ ،‬فلم يستطبه‪،‬‬ ‫وخرج إلى المسجد‪ ،‬واإلمام في الصالة يقرأ‪( :‬حرمت‬ ‫عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير) ‪ ،‬فقال األعرابي‪:‬‬ ‫والكامخ‪ ،‬ال تنسه‪ ،‬أصلحك اهلل‪.‬‬ ‫لقي خالد بن صفوان الفرزدق‪ ،‬وكان الفرزدق‬ ‫قبيحاً‪ ،‬فقال له خالد‪« :‬يا أبا فراس‪ ،‬ما أنت بالذي‬ ‫(فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن)»‪ ،‬فقال له‪« :‬وال‬ ‫أنت بالذي قالت الفتاة ألبيها‪« :‬يا أبت استئجره إن‬ ‫خير من استئجرت القوي األمين)»‪.‬‬ ‫وبعث المنصر سليمان بن راشد‪ ،‬إلى الموصل‪،‬‬ ‫وضم إليه ألف فارس من العجم‪ ،‬وقال له‪« :‬قد ضممت لك ألف شيطان تذل بهم أهل األرض»‪،‬‬ ‫فلما أتى الموصل عاشوا في نواحيها‪ ،‬وقطعوا الطريق‪ ،‬وانتهبوا األموال‪ ،‬وانتهى خبرهم إلى‬ ‫المنصور‪ ،‬فكتب إليه‪« :‬كفرت النعمة يا سليمان»‪ ،‬فكتب إليه في الجواب (وما كفر سليمان‬ ‫ولكن الشياطين كفروا) ؛فضحك المنصور‪ ،‬وعرف عذره‪ ،‬وأنذر له بجيش غيرهم‪.‬‬ ‫رأى أبو الضمضم القاضي رج ً‬ ‫ال قريباً من مجلسه يسمع نوادره‪ ،‬فرماه بالدواة‪ ،‬وأمر بسجنه‪،‬‬ ‫فقال له الكاتب‪« :‬كيف أكتب قصته في الديوان؟»‪ ،‬قال له‪« :‬اكتب (استرق السمع فأتبعه شهاب‬ ‫مبين)»‪.‬‬ ‫أتى أعرابي المسجد‪ ،‬والنبي صلى اهلل عليه وسلم جالس‪ ،‬فقام يصلي‪ ،‬فما فرغ قال‪« :‬اللهم‬ ‫ارحمني وارحم محمداً‪ ،‬وال ترحم معنا أحداً»‪ ،‬فقال النبي صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬ولم حجرت‬ ‫واسعاً يا أعرابي؟»‪.‬‬ ‫قال األصمعي‪ :‬رأيت أعرابياً يقول في الطواف‪« :‬اللهم اغفر ألمي»‪ ،‬فقلت له‪« :‬مالك ال تذكر‬ ‫أباك؟»‪ ،‬فقال‪« :‬أبي رجل يحتال لنفسه»‪.‬‬ ‫ال يقرأ‪( :‬قل هل ننبئكم باألخسرين أعم ً‬ ‫سمع أعرابي رج ً‬ ‫ال) فقال‪« :‬أنا أعرفهم»‪ ،‬فقيل‪« :‬ومن‬ ‫هم؟»‪ ،‬قال‪« :‬الذين يبردون ويأكل غيرهم»‪.‬‬ ‫كان ابن أبي علقمة غزير اللحية كثيرها‪ ،‬وكان ابن واالن قليل اللحية‪ ،‬فاجتمعا يوماً‪ ،‬فقال‬ ‫ابن أبي علقمة البن واالن يعرض بقلة لحيته‪( :‬والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث‬ ‫ال يخرج إال نكدا) ‪ ،‬فقال ابن واالن‪( :‬قل ال يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث)‪.‬‬

‫جلس أعرابي مع معاوية على المائدة‪ ،‬فقدم ثريد كثير الدسم‪ ،‬ففجره األعرابي بإصبعه إلى‬ ‫جهته‪ ،‬حتى سال الدهن إليه‪ ،‬فقال معاوية‪( :‬أخرقتها لتغرق أهلها)‪ ،‬فقال األعرابي‪« :‬ال‪ ،‬ولكن‬ ‫(سقناه لبلد ميت)»‪.‬‬ ‫وقرئ بين يدي أعرابي‪( :‬كأنهن الياقوت والمرجان) فقال‪« :‬هؤالء خالف نسائكم العجاف»‪.‬‬ ‫كان رجل اشتهر بالشراب والمعاصي‪ ،‬فوعظه أحد الناس‪ ،‬وقال له‪« :‬ما تكون حجتك يوم‬ ‫القيامة؟» قال‪« :‬خضراء مزججة»‪.‬‬ ‫وقيل ألعرابي يدعي حفظ القرآن‪« :‬ما أول الدخان؟»‪ ،‬قال‪« :‬الحطب األخضر»‪.‬‬ ‫جعلت عصيدة بال عسل بين يدي أعرابي‪ .‬فقال‪« :‬عملت هذه العصيدة من قبل أن يوحي‬ ‫ربك إلى النحل»‪.‬‬ ‫قال األصمعي‪« :‬خرج على قوم في بادية ريح شديدة‪ ،‬فيئسوا من الحياة‪ ،‬ثم سلموا‪،‬‬ ‫فأعتق كل واحد منهم مملوكاً أو مملوكة؛‬ ‫شكراً هلل على ذل��ك‪ ،‬وك��ان فيهم رجل من‬ ‫بني غفار‪ ،‬فقال‪ :‬اللهم إنه ال مملوكة لي وال‬ ‫مملوك‪ ،‬ولكن امرأته طالق ثالثاً لوجهك»‪.‬‬ ‫مرض قاض‪ ،‬فدخل عليه أصحابه‪ ،‬فقالوا له‪:‬‬ ‫«أبشر بالجنة‪ ،‬تقدم عليها‪ ،‬فتأكل من ثمرها‪،‬‬ ‫وتشرب من مائها‪ ،‬وتنكح من حورها»‪ ،‬فقال‬ ‫بصوت ضعيف‪« :‬ولكن عندكم أحب إلي»‪.‬‬ ‫مات المرأة ولد‪ ،‬فأعطت القارئ الذي يقرأ‬ ‫عليه أجرة لم ترضه‪ ،‬فقرأ (خذوه فغلوه ثم‬ ‫الجحيم صلوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون‬ ‫ذراع��اً فاسلكوه) ‪ ،‬فقالت له‪« :‬ما هذا الذي‬ ‫قرأت عليه؟» قال لها‪« :‬قرأت عليه ما يناسب‬ ‫عطيتك»‪ ،‬فزادته‪ ،‬فقرأ‪( :‬على سرر موضونة‬ ‫متكئين عليها متقابلين يطوف عليهم ولدان‬ ‫مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين‬ ‫ال يصدعون عنها وال ينزفون وفاكهة مما‬ ‫يتخيرون ولحم طير مما يشتهون)‪.‬‬ ‫سمع أبو العيناء مغنياً غير محسن‪ ،‬فقال‪« :‬صدق اهلل (إن أنكر األصوات لصوت الحمير)»‪.‬‬ ‫قال أبو نصر‪« :‬نظرت إلى أبي نواس‪ ،‬وهو يصلي العصر‪ ،‬ثم رأيته بعد ذلك يصلي ركعتين‪،‬‬ ‫فقلت له‪ :‬ما هذا؟ قال‪ :‬اسكت‪ ،‬يصعد إلى السماء خبر طريف»‪.‬‬ ‫قيل ألعرابي‪« :‬أتحسن القرآن؟» قال‪« :‬نعم»‪ ،‬قيل‪« :‬فاقرأ شيئاً»‪ ،‬فقرأ (تبت يدا أبي لهب‬ ‫وتب) فلما بلغ (وامرأته حمالة الحطب) سكت‪ ،‬فقيل‪« :‬لم تتم»‪ ،‬قال‪« :‬ال يليق بمثلي ذكر نساء‬ ‫األشراف»‪.‬‬ ‫قال األصمعي‪ :‬قلت ألعرابي‪« :‬أتحفظ من القرآن شيئاً؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬خمس سور‪ ،‬قلت‪ :‬اقرأها‬ ‫علي‪ ،‬فقرأ ثالثاً ثم سكت‪ ،‬فقلت‪ :‬اقرأ السورتين الباقيتين‪ ،‬قال‪ :‬إني علمتهما ابن عم لي‪،‬‬ ‫فوهبتهما له‪ ،‬واهلل‪ ،‬ال أعود فيما وهبت له»‪.‬‬ ‫صلى أعرابي خلف إمام صالة الغداة‪ ،‬فقرأ في صالته سورة البقرة‪ ،‬وكان األعرابي مستعج ً‬ ‫ال‪،‬‬ ‫فما فرغ حتى انقطع األعرابي عن شغله‪ ،‬فلما كان في الغد‪ ،‬بكر األعرابي ليصلي وينصرف في‬ ‫حاجته‪ ،‬فقرأ اإلمام سورة الفيل‪ ،‬فقطع األعرابي صالته‪ ،‬وولى هارباً‪ ،‬وهو يقول‪ :‬ما أنت إال رسول‬ ‫إبليس‪ ،‬قرأت البقرة‪ ،‬فلم تفرغ منها إلى نصف النهار‪ ،‬وتريد أن تقرأ الفيل‪ ،‬فما أظن تفرغ منه‬ ‫إال مع الليل»‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪909‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)812‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪� 09‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫مسرحية‬ ‫“بيتزا‪ ..‬همبوركر‪ ..‬سوشي”‬

‫عرفناه مبدعا عميقا في فن القصة القصيرة جدا‪ ،‬ففوجئنا بريادته في مجال الكتابة المسرحية‪ .‬عرفناه‬ ‫أستاذا جامعيا ناجحا بصرامته األكاديمية‪ ،‬فاكتشفنا روحه المرحة في االحتفاء بحميمياته المخصوصة‪ .‬عرفناه‬ ‫مثقفا منصتا لهواجس فردانياته المتداخلة‪ ،‬فانبهرنا بقدرته الهائلة على التقاط تفاصيل اليومي من حوله‬ ‫وجزئيات التحول في أنساق التفكير الجماعية وفي نظم حياة المحيط الذي يعيش داخله ويتفاعل مع إبداالته‪.‬‬ ‫إنه المبدع الطيب الوزاني‪ ،‬الكاتب الهادئ والمثقف العميق الذي استطاع أن يخلق مسارات فكرية وثقافية‬ ‫موازية لمساره المهني كأستاذ جامعي بكلية العلوم بتطوان‪ .‬وقد ترجم ذلك في سلسلة من اإلصدارات ذات‬ ‫الصبغة اإلبداعية‪ ،‬وخاصة في مجال القصة القصيرة جدا‪ ،‬وعلى رأسها مجموعة “ثورة الياسمين” (‪)2012‬‬ ‫ومجموعة “حمائم وأشواك” (‪ )2014‬ومجموعة “أوراق قزحية” (‪ )2016‬ومجموعة “تفاحة‬ ‫الغواية” (‪ .)2016‬وبفضل هذه الحيوية المسترسلة في العطاء داخل الجنس األدبي‬ ‫الذي افتتن به‪ ،‬تحول الدكتور الطيب الوزاني إلى أحد رواد فن القصة القصيرة جدا‬ ‫على الصعيد الوطني‪ ،‬ولربما على الصعيد العربي‪ ،‬العتبارات ولقيم جمالية وإنسانية‬ ‫متعددة‪ ،‬ال شك وأنها أثارت اهتمام النقاد والمتتبعين‪ ،‬حسب ما عكسته مجموع‬ ‫المداخالت التي احتواها الكتاب النقدي االحتفائي الجماعي لتجربة الطيب الوزاني‬ ‫القصصية الذي رأى النور سنة ‪ ،2016‬تحت عنوان “مقاربات نقدية في القصة‬ ‫القصيرة جدا عند الطيب الوزاني”‪.‬‬ ‫وإذا كان هذا النبوغ في مجال السرد القصصي قد غطى على ما سواه‬ ‫من اهتمامات مبدعنا الكبير‪ ،‬فإن األمور قد عادت إلى نصابها عند مطلع سنة‬ ‫‪ ،2017‬عندما أصدر الطيب الوزاني نصه المسرحي األول‪ ،‬تحت عنوان “بيتزا‪..‬‬ ‫همبوركر‪ ..‬سوشي”‪ ،‬وذلك في ما مجموعه ‪ 83‬من الصفحات ذات الحجم‬ ‫المتوسط‪ .‬ال يتعلق األمر بتطاول غير محسوب العواقب على مجال الكتابة عند‬ ‫عتبات “أب الفنون”‪ ،‬وال مجرد نزوات نرجسية عابرة‪ ،‬أو استيهامات عاطفية‬ ‫مرتبطة بلحظة معينة وبظروف مخصوصة‪ ،‬بقدر ما أنها تجسيد الستمرارية‬ ‫ثقافية وسمت شخصية الطيب الوزاني منذ فترة زمنية طويلة‪ ،‬حسب ما‬ ‫بلوره رصيد منجزه الثقافي الغني والممتد‪ .‬ولعل هذا ما أدركه الناقد‬ ‫رضوان احدادو بالكثير من الدقة والعمق‪ ،‬عندما قال في كلمته التقديمية‪:‬‬ ‫“واليوم‪ ،‬وهو يطرق باب الكتابة الدرامية يكون فيها‪ ،‬بأصالة أصيلة‪ ،‬رجل‬ ‫المسرح بامتياز‪ ،‬وأحد فرسانه‪ ،‬وصانعي توهجاته المتوارين زهدا في‬ ‫الوهج والتوهج‪ .‬ارتبط به والعود الزال غضا طريا‪ ،‬واألحالم عناقيد ندى‬ ‫وردية حريرية‪ ،‬لم يغادر أسره‪ ...‬فمهما اعتقد أنه شفي منه وحاول‬ ‫االرتماء في أحضان إغراءات وغوايات إبداعية أخرى‪ ،‬فهو حتما عائد‪.‬‬ ‫هكذا تعلمنا من المسرح‪ .‬وفي المسرح‪ ،‬لم يكن يوما وال لحظة عليه‬ ‫متطفال‪ ،‬وال فيه مدعيا‪ ،‬فقد جاءه من الباب الواسع‪ .‬تمرس أول األمر‬ ‫بالخشبة‪ ،‬تمرغ في غبارها‪ ،‬وأودعها نصيبا من عرقه‪ ،‬وقد بلغ ما بلغ من‬ ‫خالل أعمال متوهجة كممثل ومؤطر وتقني في عدة مسرحيات‪ ،‬لتسلمه مع الزمن مفاتيح أسرارها ومنغلقاتها‬ ‫وشفرات خرائطها وألغازها‪( ”...‬ص ص‪.)8-7 .‬‬ ‫ونظرا لهذه السمة الريادية غير المتنازع حولها‪ ،‬أضحت الكتابة حول منجز األستاذ الوزاني‪ ،‬احتفاءا بعطاء‬ ‫نخب مدينة تطوان المعاصرة‪ ،‬وتوثيقا لعطاء تاريخ الذهنيات المحلية ولتحوالت تاريخها الثقافي والرمزي‪.‬‬ ‫وفي هذا الجانب بالذات‪ ،‬تبدو مساءلة مضامين المسرحية مدخال لتفكيك األسئلة المقلقة للحاضر الضاغط‬ ‫على صانعي معالم البهاء الثقافي المحلي والوطني‪ .‬وإذا كنت‪ ،‬في هذا المقام‪ ،‬ال أنوي الخوض في العناصر‬ ‫التقنية والجمالية الناظمة لنص المسرحية‪ ،‬مما ال يدخل في مجال اهتمامنا‪ ،‬فالمؤكد أن المتن ينفتح على‬ ‫أسئلة وجودية ال شك وأنها تساهم في التوثيق لما ال يمكن التوثيق له في سياق الكتابات التقريرية المباشرة‬ ‫أو الوصفية االنطباعية أو العلمية التخصصية‪ .‬فكتابة الطيب الوزاني متورطة في التقاط عناصر “اليومي”‬ ‫وتفجيرها داخل بؤرة ملكة اإلبداع‪ .‬هي كتابة تسمو عن الواقع لتضفي على معالم التحوالت قيمها اإلنسانية‬ ‫النبيلة‪ ،‬بعيدا عن أوجه التعاطي االستهالكي السريع المعلب داخل وجبات “الفاست فود” أو التناول االنطباعي‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫المنفعل‪ .‬هي أسئلة الوجود وتناقضاته من خالل قضايا زماننا الراهن‪ ،‬وعلى رأسها زحف تكنولوجية االتصال‬ ‫الحديثة وتخريبها لقيم التميز لدى اإلنسان‪ ،‬والتهيب من المستقبل بما يحمله من إحساس عنيف بالخوف‬ ‫من المصير القادم‪ ،‬وتدمير الحياة المنذر بالخراب الشامل تحت وقع زحف تسونامي العولمة الجارف‪ ،‬وتعميم‬ ‫لوثة الخراب المدمر واليأس الشامل في الموقف وفي الوجود وفي السلوك‪ .‬ومع كل ذلك‪ ،‬وعلى الرغم من‬ ‫عنف هذه الصورة التي تشتغل عليها المسرحية‪ ،‬فقد أصر الطيب الوزاني على ترك بارقة األمل مشرعة وأبواب‬ ‫الخالص مفتوحة‪ .‬إنه األمل في الغد‪ ،‬بنفس احتفالي أعطى للنص قيمة جمالية‬ ‫وفرجوية أكيدة‪ ،‬وقدرة استثنائية على نسج الخيوط الناظمة لمعالم السمو‬ ‫بالوعي الجماعي بتغيرات المحيط وبشروط النهضة‪ .‬وتلك قيمة‪ ،‬ال شك‬ ‫وأنها تثير الكثير من عناصر اإلثارة لدى كل المشتغلين بإبداالت التاريخ‬ ‫الثقافي وبميسمه المميز داخل شروط الفعل واإلبداع على المستويات‬ ‫المحلية والوطنية والدولية‪.‬‬ ‫ولالقتراب من سقف الكتابة لدى المبدع الطيب الوزاني‪ ،‬نقترح‬ ‫االستدالل بقضايا موضوعاتية انفجرت من بين متن المسرحية‪ ،‬مبرزة‬ ‫السمات الوظيفية في الكتابة‪ ،‬حسب ما حددنا معالمه أعاله‪ .‬ففي سياق‬ ‫منزعه التشخيصي لمآسي الوطن‪ ،‬يقول في الصفحة رقم ‪“ :24‬الوطن ال‬ ‫يترك يا سادة‪ .‬حقيقة‪ ،‬هم عاثوا فيه فسادا‪ ،‬زرعوا فيه جحيما ال يطاق‪ .‬لكنه‬ ‫“وطن”‪ .‬وطني أنا‪ .‬وطنكم أنتم‪ ،‬نبع دمائي أنا‪ ،‬دماءكم أنتم‪ .‬فال مفر‪ ،‬ال‬ ‫مفر من الوطن‪.”...‬‬ ‫وفي سياق رسم الحدود القائمة بين تمثالت الواقع وسقف الحلم‪،‬‬ ‫يقول الكاتب‪ “ :‬الحلم وجه آخر للحقيقة‪ .‬الحلم‪ ،‬بوح داخلي لما ال يقال في‬ ‫الواقع‪ .‬الحلم فضاء ال يحده مكان وال زمان‪ ،‬لقول الممكن والالممكن‪،‬‬ ‫حسب سياق يخضع للمنطق أو الالمعقول‪ .‬الحلم يا كرام‪ ،‬صراع حاد بين‬ ‫الظاهر والباطن‪ ،‬في عوالم الطبيعة والسريالية‪ .‬في الحلم يا سادة‪ ،‬نواجه‪،‬‬ ‫ذواتنا المعلنة واألخرى المكبوحة‪ ،‬الراضية والرافضة‪ ،‬الخنوعة والمتمردة‪.‬‬ ‫الحلم‪ ...‬هو جوهر الحقيقة‪ .‬لكن هناك حقيقة أخرى‪ ،‬حقيقة اليقظة‪ ،‬حقيقة‬ ‫الواقع والزمن الذي نحيا فيه‪ ،‬هي حقيقة العصر‪( ”...‬ص ص‪.)29-30 .‬‬ ‫وفي لحظة يأس عام‪ ،‬نقرأ‪“ :‬بئس اليوم الذي جئت فيه إلى هذه‬ ‫الدنيا‪ .‬بئس األيام الي أبت إال أن تذيقني كل أشكال الهوان‪ ،‬الفقر‪،‬‬ ‫البطالة‪ ،‬الالمباالة‪ ...‬ما ذنبي إن كنت قد جئت إلى هذا العالم خطأ؟ ما‬ ‫ذنبي إن صرت أكره نفسي؟ أكره من حولي؟‪( ”...‬ص‪ .)39 .‬ويضيف في نفس السياق‪“ :‬كلنا ضحايا‪ .‬نحن ضحايا‬ ‫ذواتنا‪ .‬ضحايا واقع شرس يفترسنا‪ ...‬هل تعتقدون أن هناك من يكترث لوجودنا‪( ”...‬ص‪.)47 .‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فأبواب األمل تظل مشرعة‪ ،‬وقد عبر المؤلف عنها بإنسيابية مثيرة‪ ،‬عندما قال‪“ :‬هؤالء هم الحاضر‬ ‫وهم المستقبل‪ .‬أنا وأنتم‪ ،‬نحن أيضا الحاضر‪ ،‬ونحن المستقبل‪ .‬سنصير تاريخا‪ .‬فلنكتب تاريخا مشرقا سويا‪ .‬نحن‬ ‫اآلن نصنع التاريخ‪ .‬جلستنا هذه صفحة من التاريخ الذي يكتب ولن نكون وصمة عار في سجل األزمان‪( ”...‬ص‪.‬‬ ‫‪.)80‬‬ ‫هي رسالة إنسانية بعمق إبداعي‪ ،‬تشكل صيحة في وجه اندحار المرحلة‪ ،‬أحسن المبدع الطيب الوزاني‬ ‫التقاط منغلقاتها‪ ،‬ضد زحف الظالم وضد سطوة السقوط‪ ،‬ومن أجل العودة والنهوض‪ ،‬نهوضنا الجماعي‬ ‫المنشود‪.‬‬

‫الدكتور فؤاد أزروال يشخص المسرح بالريف‬ ‫نظمت جمعية أمزيان بتنسيق مع المديرية اإلقليمية‬ ‫لوزارة الثقافة واالتصال بالناظور يوم السبت ‪ 23‬شتنبر ‪2017‬‬ ‫بدار األم للتربية والتكوين‪ ،‬ندوة تحت عنوان‪“ :‬تشخيص‬ ‫التجربة المسرحية بالريف”‪ ،‬حيث شارك في هذه الندوة كل‬ ‫من الدكتور فؤاد أزروال الذي يعتبر أحد رواد المسرح األمازيغي‬ ‫بمنطقة الريف‪ ،‬فهو يمارس التأليف المسرحي إلى جانب‬ ‫التمثيل واإلخراج‪ ،‬كما أنه باحث أكاديمي أنجز أطروحته لنيل‬ ‫الدكتوراه حول “أشكال تلقي الفرجة الدرامية في المغرب”‪ .‬إلى‬ ‫جانب األستاذ عبد الواحد العرجوني‪ ،‬وهو باحث مهتم بالشأن‬ ‫الثقافي بالريف‪ ،‬وشاعر وروائي صدرت له مؤخرا رواية بعنوان‬ ‫“برج جناذة”‪.‬‬ ‫في مداخلتــه حـول التجربـة المسرحية بالريف‪ ،‬حاـول‬ ‫الدكتور فؤاد أزروال مالمسة ومقاربة أزمة اإلبداع المسرحي‬ ‫بالريف عموما‪ ،‬وفي مدينة الناظور على وجه الخصوص‪ ،‬فقام‬ ‫بتشخيص دقيق لواقع النشاط المسرحي واختالالته ومشاكله‪،‬‬ ‫ليصل إلى تحديد أهم العوائق التي أدت إلى تراجع اإلنتاج‬ ‫المسرحي في الناظور‪ ،‬في الوقت الذي ازدهر فيه في مدن أخرى‬ ‫كمدينة “الحسيمة” تحديدا‪ .‬وقد لخص هذه العوائق فيما يلي‪:‬‬ ‫ إن المسرح في مدينة الناظور ولد في إطار الحركة الثقافية األمازيغية التي انتقلت من الوعي التقليدي‬‫(الحفاظ على التراث)‪ ،‬إلى الوعي الحداثي المرتبط بتطورات العصر من خالل الرواية والقصة القصيرة والمسرح‪،‬‬ ‫ولذلك شهدت سنوات التسعينات نشاطا مسرحيا مزدهرا في مدينة الناظور‪ ،‬غير أنه شهد في السنوات األخيرة‬ ‫تراجعا مهوال وكبيرا‪ .‬أما في مدينة الحسيمة‪ ،‬فقد انطلقت التجربة المسرحية وتطورت ونمت وازدهرت في إطار‬ ‫دينامية المسرح المغربي‪ ،‬وهو ما جعل هذه المدينة تعرف نشاطا مسرحيا مزدهرا‪.‬‬ ‫ إن هيكلة الفرق المسرحية في مدينة الناظور الزال تقليديا مرتبط بشخص واحد يمارس كل المهام من‬‫تأليف وإخراج وتسيير وإدارة‪ ،‬هذا في الوقت الذي شهدت فيه الفريق المسرحية في الحسيمة تطورا ونضجا‪،‬‬ ‫بحيث أصبحت تمتلك مكتبا إداريا يتولى كل األمور المتعلقة بالتسيير واإلدارة والتعاقد والبحث عن الدعم‬ ‫والتسويق‪.‬‬ ‫‪ -‬المنافسة غير المتكافئة التي يواجهها المسرح من قبل التلفزة والسينما‪.‬‬

‫ قلة الممثلين وممارسي‬‫المسرح في الناظور‪.‬‬ ‫ الزال����ت ال��ف��رق‬‫المسرحية في الناظور‬ ‫منغلقة على نفسها‬ ‫على مستـوى اإلخراج‬ ‫المسرحــي‪ ،‬خصوصـا‬ ‫مع قلة عدد المخرجين‬ ‫بالمدينة (مخرج أو اثنان)‪ .‬في الوقت الذي أصبحت فيه الفرق‬ ‫المسرحية في الحسيمة تتعاقد مع مخرجين كبار لهم إشعاع‬ ‫وطني‪ ،‬وهو ما منحها جودة وإشعاعا ألعمالها المسرحية‪.‬‬ ‫ قلة التكوين‪.‬‬‫ تراجع نشاط المسرح المدرسي‪.‬‬‫ عدم العمل على الحصول على الدعم الذي تقدمه الدولة‬‫للنشاط واإلبداع المسرحي‪.‬‬ ‫ غياب أو قلة المعلومات حول التكوين والدعم‪.‬‬‫أما مداخلة األستاذ عبد الواحد العرجوني‪ ،‬فكانت عبارة‬ ‫عن توثيق لبيوغرافيا النشاط المسرحي بالريف‪ ،‬من خالل القيام بجرد شامل على مستوى النصوص والعروض‬ ‫المسرحية‪ ،‬ومؤلفي هذه األعمال ومخرجيها‪ ،‬واألماكن التي عرضت فيها وعدد المرات التي عرضت فيها أهم‬ ‫تلك األعمال المسرحية‪ .‬ووصل األستاذ العرجوني إلى خالصة مفادها أن العروض المسرحية أكثر بكثير من‬ ‫المؤلفات المسرحية التي تؤرخ وتوثق وتدرس الحركة المسرحية بالريف‪.‬‬ ‫رغم أهمية موضوع الندوة والذي يطرح إشكال الركود والتراجع الكبير والمهول على مستوى النشاط‬ ‫المسرحي بمدينة الناظور خصوصا‪ ،‬فإن جمعية أمزيان تتساءل بغرابة عن غياب الممارسين للعمل المسرحي‬ ‫عن هذه الندوة رغم علمهم بها وتوصلهم بدعوات شفهية أو عبر موقع التواصل االجتماعي‪ ،‬من مؤلفين‬ ‫ومخرجين ومهتمين‪ ،‬خصوصا بالنظر لحضور وجه مسرحي وازن بالمدينة وهو الدكتور فؤاد أزروال الذي أعطى‬ ‫الشيء الكثير للمسرح في الريف‪ ،‬وتتمنى جمعية أمزيان أن تحظى اللقاءات واألنشطة الثقافية القادمة بحضور‬ ‫ودعم أهل المدينة بمختلف عطاءاتهم وأنشطتهم اإلبداعية‪.‬‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪� 09‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫العدد ‪909‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)377‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫من يوفر الحماية لنوال بنعيسى‬ ‫خليفة ناصر الزفزافي؟‪..‬‬

‫?‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫أيام فقط على انطالق حراك الحسيمة برز في واجهة األحداث وجه نسائي‪ ،‬سرعان‬ ‫ما حجز لنفسه موقعا في مقدمة المسيرات‪ ،‬جنبا إلى جنب مع ناصر الزفزافي و أحمجيق‪،‬‬ ‫ولم تمض إال أسابيع قليلة حتى باتت تصنف ضمن القادة الرئيسيين المتحكمين بزمام‬ ‫االحتجاجات‪ ٍ،‬يتعلق األمر بنوال بنعيسى‪.‬‬ ‫ورغم أن الجميع توقع لها أن تخلف الزفزافي في موقع القيادة‪ ،‬لكنها ظلت وفية لتكتيك‬ ‫مغاير‪ ،‬يعتمد على اختيار توقيت دقيق لتصدر المشهد‪ ،‬من خالل الدعوة إلى تنظيم شكل‬ ‫احتجاجي معين‪ ،‬وإعطاء بعض التصريحات الصحفية لمنابر ومواقع معروفة بخدمة أجندة‬ ‫معادية لمصالح المغرب‪ ،‬وبعدها تختفي عن األنظار بشكل مفاجئ ومن دون مقدمات‪،‬‬ ‫وكأنها تركت الجمل بما حمل مفضلة االنصراف لتربية أطفالها‪ ،‬لكنها سرعان ما تعود إلى‬ ‫الواجهة من جديد‪ .‬و كان آخر ظهور لها بمدينة إمزورن قبل يومين‪ ،‬حيث قامت بتعبئة‬ ‫بضع أطفال لتنظيم مظاهرة محاولة منها إحياء جذوة الشغب من جديد‪ ،‬لكن مسعاها مني‬ ‫بالفشل الذريع‪ ،‬حتى أنها لم تمتلك الجرأة إلظهار المشاركين في هاته «المسيرة» عندما‬ ‫كانت على «الاليف»‪.‬‬ ‫المثير في قصة هاته السيدة التي ظلت لغزا عصيا عن الفهم‪ ،‬خاصة وأنها الوحيدة‬ ‫التي ظلت بعيدة عن االعتقال‪ ،‬وحتى عندما تم االستماع إليها من طرف الشرطة القضائية‬ ‫بالحسيمة‪ ،‬تم إطالقها فورا وكأنها تحظى بحصانة من طرف جهات ما‪.‬‬ ‫ما يعزز من شرعية هذا التساؤل‪ ،‬هو أن جميع المصنفين ضمن قادة االحتجاجات كان‬ ‫مصيرهم االعتقال ثم المحاكمة‪ ،‬ومنهم من صدرت في حقهم أحكام ثقيلة بالسجن‪ ،‬ومنهم‬ ‫من الزال ينتظر قرار المحكمة‪ ،‬حتى سيليا التي لم تتورط في قيادة االحتجاجات‪ ،‬وكان يطلق‬ ‫عليها بفنانة الحراك‪ ،‬ذاقت مرارة االعتقال‪ ،‬ولم تغادر السجن إال بعفو ملكي‪ ،‬لكن نوال بنعيسى‬ ‫ظلت تصر على التعبئة لالحتجاجات وإعطاء التصريحات النارية‪ ،‬ومع ذلك بقيت محصنة من‬ ‫االعتقال و خارج المساءلة القضائية!‪..‬‬ ‫لكن ما ظل عصيا عن الفهم طيلة األسابيع المنصرمة‪ ،‬سرعان ما بدأت خيوطه في‬ ‫االنكشاف‪ ،‬عندما لم تعد نوال بنعيسى تتورع عن التباهي أمام مقربيها بكونها تحضى‬ ‫بدعم جهات نافذة في الدولة تمنح لها الحماية‪ ،‬وتجعلها في منأى عن أي متابعة أو‬ ‫تضييق‪.‬‬ ‫وعندما يصل األمر إلى هذا الحد‪ ،‬فإن من حق الجميع معرفة الحقيقة كاملة حول‬ ‫هاته السيدة‪ ،‬والدور الذي تلعبه في الحراك ولفائدة من‪ ،‬ومن هي الجهات النافذة التي‬ ‫تقف وراءها؟‪..‬‬

‫ج‪.‬ش‬

‫شبكات التهريب الدولي للمخدرات‬ ‫بشمال المغرب تحت مجهر‬ ‫فرقة أمنية خاصة‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫مع تزايد وتيرة تهريب المخدرات في سواحـل شمــال المغــرب والمعــابــر الحدودية‪،‬‬ ‫وارتفاع الكميات المحجوزة سواء من طرف األجهزة األمنية المغربية أو بالجــارة إسبانيــا‪،‬‬ ‫توجهت األنظار لنشاط شبكات التهريب الدولي للمخدرات‪ ،‬حيث كشفت مصادر أمنية‬ ‫موثوقة‪ ،‬أن تحقيقات موسعة ستقودها فرقة خاصة تتشكل من مختلف األجهزة األمنية‪،‬‬ ‫مهمتها رصد وتتبع كبار مهربي المخدرات على الصعيد الدولي‪.‬‬ ‫وأضافت المصادر أن التحقيقات المعمقة التي ستقودها هذه الفرقة األمنية‪ ،‬ستتركز‬ ‫باألساس على الوسائل التي يستعملها هؤالء المهربين‪ ،‬سيما بسواحل مدينة طنجة‪،‬‬ ‫كمناطق (واد المرسى‪ ،‬الزرارع‪ ،‬الداليا‪ )..‬وغيرها من األماكن التي يعتمدها تجار المخدرات‬ ‫كقاعدة لتهريب بضاعتهم إلى إسبانيا‪.‬‬ ‫كما أن عمل الفرقة سينصب أساسا وفق المصادر‪ ،‬عبر إع��داد الئحة بكبار تجار‬ ‫المخدرات‪ ،‬ومتابعة أنشطتهم المختلفة‪ ،‬وممتلكاتهم سواء داخل المغرب أو خارجه‪ ،‬ودورهم‬ ‫في تبييض األموال الذي يلحق ضررا فادحا باالقتصاد الوطني‪.‬‬ ‫وحول أسباب تشكيل هذه الفرقة األمنية الخاصة‪ ،‬أسرت المصادر أن المغرب عازم‬ ‫على تفكيك أنشطة هاته الشبكات اإلجرامية‪ ،‬لما باتت تشكله من خطر على األمن الداخلي‬ ‫للمملكة‪ ،‬خاصة وأن األموال المتحصلة من تهريب المخدرات لم تعد بعيدة عن استغاللها‬ ‫من طرف شبكات إرهابية‪ ،‬بعدما تم رصد تقارب بين الطرفين في إطار تبادل المصالح‬ ‫بينهما‪ ،‬مؤكدة أن إسبانيا منخرطة في عمليات محاصرة وتفكيك هاته الشبكات‪ ،‬من خالل‬ ‫تبادل المعلومات بين الدولتين‪ ،‬بعدما صارت هاته األنشطة مصدر إزعاج لهما‪ ،‬وختمت‬ ‫المصادر بالتأكيد على أن األيام القليلة ستكشف عن وضع استراتيجية ومخطط متكاملين‬ ‫لإلطاحة ببارونات التهريب الدولي للمخدرات بشمال المملكة ‪.‬‬

‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪377‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 909‬ـ الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪� 09‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬ ‫اإلعالم الرياضي‪...‬‬ ‫عنصر أساسي من عناصر‬ ‫أي مجتمع رياضي ‪2/1‬‬

‫يشكل اإلعالم الرياضي عنصرا أساسيا من عناصر أي مجتمع رياضي‬ ‫مهما كانت درجة تطوره ولذلك فإنه يدرس على أنه ظاهرة رياضية‬ ‫اجتماعية غير أن اإلعالم الرياضي ال يعدو أن يكون فرعا من ظاهرة أكبر‬ ‫وأشمل أال وهي ظاهرة االتصال‪ .‬واالتصال هو العملية التي يمارسها‬ ‫اإلنسان مع اآلخرين لتشير إلى تفاعله معهم بواسطة العالقات والرموز‬ ‫وقد تكون هذه الرموز حركات أو صورا أو أي شيء أخر وتعمل كمنبه‬ ‫للسلوك من أجل أحداث تأثير معين فيه‪ .‬واالتصال بصفته المجال‬ ‫الواسع لتبادل الوقائع واآلراء بين البشر فإن اإلعالم الرياضي ال يعدو‬ ‫أن يكون شكال من أشكال االتصال ألنه فرع من فروع التفاعل الذي‬ ‫يتم عن طريق استخدام الرموز وهذه الرموز تكون على شكل حركات أو‬ ‫رسوم أو نقوش أو كلمات أو أي شيء آخر‪ .‬ومما سبق يمكن إيجاز العالقة‬ ‫بين اإلعالم الرياضي واالتصال في أن اإلعالم الرياضي فرع من االتصال‬ ‫وعنصر هام من عناصره وطريق من الطرق التي يتحقق بها االتصال مع‬ ‫الناس‪.‬‬ ‫االعالم الرياضي والتخطيط‪:‬‬ ‫نتيجة لما يتمتع به اإلعالم الرياضي من أهمية كبيرة في أي‬ ‫مجتمع من المجتمعات ولما يتمتع به من تأثير كبير في نفوس أفراد‬ ‫هذا المجتمع فبالتالي البد وأن يقوم هذا النوع من اإلعالم على أساس‬ ‫التخطيط العلمي المدروس والدراسة المنظمة والبحوث العلمية التي‬ ‫تتناول الموقف اإلعالمي ككل والذي يشتمل على مجموعة من العناصر‬ ‫المتداخلة كاإلعالمي والجمهور والرسالة اإلعالمية الرياضية ووسيلة‬ ‫اإلعالم والعملية اإلعالمية وذلك وفق مجموعة من القواعد والمبادئ‬ ‫التي تتضمنها عملية التخطيط والتي منها‪:‬‬ ‫‪ - 1‬أن يكون التخطيط لإلعالم الرياضي متكامال مع التخطيط‬ ‫القومي الشامل لإلعالم العام بصفة خاصة وفي المجاالت األخرى‬ ‫االجتماعية واالقتصادية والسياسة والتربوية بصفة خاصة فالخطة‬ ‫الناجحة هي التي تتصف بالشمول والتكامل والمرونة والتطور بالقدر‬ ‫الذي يكفي تحقيق أهداف المصلحة القومية العليا للدولة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬أن يوجه تخطيط اإلعالم الرياضي نحو الفكر والعقيدة والعادات‬ ‫والقيم والرأي العام واتجاهات الجمهور ألنه يهدف إلى أحداث تغيير في‬ ‫سلوك هذا الجمهور أي أحداث تغيير في سلوك هذا الجمهور أي أحداث‬ ‫تغيير وبالتالي يجب دراسة هذه النواحي دارسة علمية حتى يتمكن البدء‬ ‫في عملية التخطيط في اإلعالم الرياضي‪.‬‬ ‫‪ - 3‬أن تترجم الخطة العامة لإلعالم الرياضي إلى برامج تنفيذية‬ ‫استراتيجيات وتكتيكات عملية لالتصال بالجماهير وأن تخضع هذه‬ ‫البرامج للتقييم لمعرفة مدى النجاح أو القصور في تحقيق األهداف‪.‬‬ ‫‪ - 4‬البد من توخي الحذر والدقة في تحديد األهداف سواء قريبة‬ ‫المدى أو بعيدة المدى والتي ترسم الخطة اإلعالمية حتى يمكن تحقيقها‬ ‫فمن البداية البد وأن تكون األهداف ممكنة التحقيق وفي ضوء الوسائل‬ ‫المتاحة أو الممكنة‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫يشتكي‬

‫اتحاد طنجة لكرة القدم هذا الموسم من حيف الحكام‪ .‬صحيح أن الحكم عبد الرحيم‬ ‫اليعقوبي‪ ‬ظلم الفريق في الكأس أمام الدفاع الحسني الجديدي‪ .‬وصحيح أن الحكم‬ ‫جمال بلبصري أخطا في حق الفريق في مباراة أولمبيك اخريبكة‪ .‬لكن علينا أن نعترف أن ما تحدث عنه‬ ‫بادو الزاكي قبل انطالق البطولة من تكوين فريق منافس قادر على حصد األلقاب يبقى لحدود الساعة‬ ‫مجرد خيال‪ .‬وال نعتقد أن التركيبة التي يتوفر عليها الفريق في الوقت الراهن باستطاعتها أن تحصد‬ ‫األلقاب للمدينة‪ .‬ونعلم أن أقرب لقب يمكن تحقيقيه هو كاس العرش الذي أقصي الفريق منه دون‬ ‫الحديث عن تغاضي الحكم اليعقوبي عن اإلعالن عن ضربة جزاء‪ .‬ألن الزاكي فشل في التدبير التقني‬ ‫والتكتيكي للمباراة حين ركن إلى الوراء بعد السبق إلى التسجيل منذ الدقائق األولى من المباراة‪.‬‬ ‫وكان عليه أن يضغط حتى ال يفسح المجال أمام الدفاع الحسني الجديدي كي يلعب بأريحية ويتيح له‬ ‫فرصة التسجيل في أكثر من مناسبة‪ .‬و الزاكي الذي منح البطاقة البيضاء في عملية االنتدابات واعترف‬ ‫بنفسه أنه األول واألخير من يتحمل المسؤولية في االنتدابات‪ ،‬كيف تم دبر هذا األمر هذا الموسم‪ ،‬من‬ ‫خالل تحطيم رقم قياسي في انتداب العبين خاضوا دقائق معدودة مع الفريق هذا الموسم وتم فسخ‬ ‫عقودهم‪ .‬نتمى أال يكون القادم أسوء‪ ،‬وعلى الفريق تدارك الموقف قبل فوات األوان‪ ،‬بدل تعليق األخطاء‬ ‫على شماعة التحكيم‪ .‬سيما أن هذا التحكيم هو مشكلة الجميع وليس اتحاد طنجة وحده‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫مصطفى حجي‪...‬‬ ‫املدرب امل�ساعد للناخب الوطني هرييف رونارد‬

‫هل يمكن القول إن المنتخب ضيع فوزا في المتناول أمام‬ ‫مالي‪ ،‬و ما الذي كان ينقص المنتخب الوطني في المباراة؟‬

‫ماذا عن عودة حمزة منديل‪ .‬كيف تلقيتم خبر اختيار‬ ‫حاريث اللعب لألسود‪ ،‬وماذا عن تاعرابت؟‬

‫كنا األفضل في المباراة‪ ،‬بعدما خلقنا فرصا عديدة للتسجيل‪،‬‬ ‫إال أننا لألسف لم نحسن استغاللها‪ .‬أهدرنا ثالث فرص واضحة‪،‬‬ ‫إضافة إلى ضربة ج��زاء‪ .‬وأعتقد أن المباراة لم تكن سهلة‬ ‫بالنسبة إلينا‪ ،‬بالنظر إلى الظروف التي أحاطت بها‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫قوة المنتخب المالي‪ .‬في السابق كان من الصعب الحصول‬ ‫على نتيجة إيجابية أمام مالي‪ ،‬خاصة بملعبه‪ .‬وبالنسبة لما‬ ‫كان ينقص المنتخب الوطني في المباراة‪ ،‬لم نحسن استغالل‬ ‫الفرص المتاحة‪ ،‬كما ال يجب‬ ‫تجاهل منتخب مالي‪ ،‬الذي‬ ‫ظهر بصورة مغايرة للتي‬ ‫أظهرها بالرباط‪ .‬لقد أظهر‬ ‫المنتخب المالي كبرياءه بعد‬ ‫خسارته الثقيلة في الذهاب‪،‬‬ ‫وأبان انسجاما في خطوطه‪.‬‬

‫أعتقد أن حمزة منديل لن يكون حاضرا في مباراة الغابون‪،‬‬ ‫لعدم استعادة عافيته‪ ،‬لكن يمكن أن يكون جاهزا في مباراة‬ ‫كوت ديفوار‪ .‬وأعتقد أن رونار يراقب جميع الالعبين‪ ،‬ويملك‬ ‫صالحية اختيار أفضلهم للمباراة المقبلة‪ .‬وبالنسبة الختيار‬ ‫حاريث اللعب لألسود‪،‬إنها خطوة إيجابية بالنسبة إلى الالعب‬ ‫حاريث‪ ،‬ال��ذي حسم في ق��راره رسميا‪ ،‬وذل��ك راج��ع لسياسة‬ ‫ف��وزي لقجع رئيس الجامعة‬ ‫وهيرفي رون��ار‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫المدير التقني ناصر الرغيت‪.‬‬ ‫في السابق كنا نطلب من‬ ‫ب��ع��ض المحترفين حمل‬ ‫القميص الوطني‪ ،‬أما حاليا‪،‬‬ ‫ف��إن أغلبهم يعبرون عن‬ ‫رغبتهم في اللعب للمغرب‬ ‫«م��ا بقيناش كنحزروهم‬ ‫باش يلعبو معانا»‪ .‬وأعتقد‬ ‫أن المحترفين المغاربة‬ ‫المقيمين ف��ي أورب���ا باتوا‬ ‫يرغبون في للعب للمنتخب‬ ‫الوطني في جميع فئاته‪ ،‬وهو‬ ‫شيء رائع‪ .‬مسألة حضوره أوال‬ ‫بيد الناخب الوطني هيرفي‬ ‫رونار‪ ،‬الذي يملك صالحية اختيار من يراه مناسبا‪ ،‬وثانيا ينبغي‬ ‫تأهيله من قبل االتحاد الدولي‪ ،‬بما أنه لعب للمنتخب الفرنسي‬ ‫ألقل من ‪ 19‬عاما‪ .‬واألكيد أن وجوده بالمنتخب سيفيدنا كثيرا‬ ‫بالنظر إلى المهارات التي يتمتع بها‪ .‬فليس من السهل أن تلعب‬ ‫للمنتخب الفرنسي وتحترف بالبوندسليغا ضمن صفوف شالك‬ ‫األلماني‪ .‬أما عن تاعرابت‪ ،‬إنني على اتصال دائم بالالعب عادل‬ ‫تاعرابت‪ ،‬فهو بمثابة «خويا الصغير»‪ ،‬وأنا سعيد ألجله‪ ،‬بعدما‬ ‫استعاد تألقه رفقة جينوة اإليطالي‪ .‬لم أتخل عن تاعرابت من‬ ‫قبل‪ ،‬كنت أتواصل معه باستمرار سواء عندما لعب في الدوري‬ ‫الفرنسي أو اإلنجليزي أو حتى عندما انتقل إلى بنفيكا البرتغالي‪،‬‬ ‫وحزنت كثيرا لغيابه عن التباري في الفترة األخيرة‪ ،‬للمكانة التي‬ ‫يحتلها في قلبي‪ .‬أما اآلن‪ ،‬فالوضع يختلف‪ ،‬إذ بات تاعرابت أكثر‬ ‫نضجا‪ .‬وشيء طبيعي أن يراقبه هيرفي رونار من أجل ضمه إلى‬ ‫المنتخب الوطني في حال استعاد تألقه‪.‬‬

‫أال تعتقد أن مباراة‬ ‫الغابون ستكون األصعب‬ ‫من سابقاتها‪ ،‬و إلى أي حد‬ ‫يمكن أن يشكل المهاجم‬ ‫أوب��ام��ي��ان��غ خ��ط��را على‬ ‫األسود؟‬ ‫بكل ت��أك��ي��د‪ ،‬ألن أي‬ ‫نتيجة غير الفوز ستجعلنا خارج المنافسة على سباق التأهل‪،‬‬ ‫خصوصا إذا فاز كوت ديفوار على مالي‪ .‬مباراتنا المقبلة ستكون‬ ‫األصعب على اإلط�لاق‪ ،‬وبالتالي فنحن مطالبون بالفوز من‬ ‫أجل اإلبقاء على حظوظ تأهلنا إلى آخر مباراة‪ .‬يجب أن نكون‬ ‫مركزين أكثر‪ ،‬من أجل استغالل الفرص‪ ،‬خاصة أننا سنستقبل‬ ‫بميداننا وأمام جمهورنا العريض‪ ،‬والذي سيحج بكثرة إلى‬ ‫ملعب مركب محمد الخامس في البيضاء‪ .‬ندرك جيدا أن منتخب‬ ‫الغابون يتوفر على العبين جيدين بمقدورهم تغيير نتيجة‬ ‫المباراة في أي لحظة‪ ،‬لكننا مؤمنون بمؤهالتنا الفنية والبدنية‪.‬‬ ‫وبالنسبة للمهاجم أوباميانغ‪ ،‬فمنتخب الغابون فاز على كوت‬ ‫ديفوار بميدانه دون أوباميانغ بسبب انسجام العبيه‪ ،‬وإصرارهم‬ ‫على تدارك هزيمتهم في الذهاب‪ .‬عندما تشرك العبا بديال‬ ‫آلخر يحظى بشعبية‪ ،‬فإنه يبذل كل ما في وسعه لكي ينتزع‬ ‫ثقة مدربه‪ ،‬وهو ما جعل العديد من العبي الغابون يتألقون في‬ ‫مباراة كوت ديفوار‪ .‬ستكون مباراتنا المقبلة صعبة للغاية‪ ،‬سواء‬ ‫بحضور أوباميانغ أو بدونه‪.‬‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫عن «الصباح»‬

‫برشلونة يحدد الدوري الذي سيشارك فيه‬ ‫بعد استقالل كتالونيا‬

‫بدأ برشلونة بالتفكير في مرحلة ما بعد استقالل إقليم كتالونيا عن إسبانيا‪،‬‬ ‫خاصة بعد تصريحات صدرت عن رابطة األندية اإلسبانية باستحالة مشاركة‬ ‫النادي في البطوالت التي تقام في إسبانيا بعد االستقالل‪ .‬ووضع النادي الكتالوني‪،‬‬ ‫عدة احتماالت‪ ،‬أبرزها التوجه نحو الدوري اإلنجليزي حال أقر االستفتاء بأحقية‬ ‫إقليم كتالونيا في االستقالل عن المملكة اإلسبانية‪ .‬وقال وزير الرياضة في إقلم‬ ‫كتالونيا‪ ،‬جيرارد فيجيراس‪ ،‬في تصريحات نقلتها صحيفة «ميرور» البريطانية‪:‬‬ ‫«حال االستقالل‪ ،‬الفرق الكتالونية مثل برشلونة وإسبانيول وجيرونا لديها الحق في‬ ‫اخيتار الدوري الذي يمكنها اللعب لصالحه‪ ،‬سواء في الدوري اإلسباني أو اإليطالي‬ ‫أو الفرنسي أو الدوري اإلنجليزي‪ .‬وتابع‪« :‬هناك بعض الفرق من أندورا‪ ،‬على سبيل‬ ‫المثال‪ ،‬تلعب في الدوري اإلسباني سواء في كرة القدم أو السلة‪ ،‬كما أن موناكو‬ ‫يلعب في الدوري الفرنسي وال أظن أن االتحاد األوروبي لكرة القدم «يويفا» سيجد أي أزمة في انضمام فرق كتالونيا ألي دوري آخر»‪.‬‬ ‫وكان خافيير تيباس‪ ،‬رئيس رابطة األندية اإلسبانية تحدث عن صعوبة استمرار برشلونة في الليجا حال استقالل كتالونيا بقوله‪:‬‬ ‫«لو حدث وانفصل اإلقليم عن المملكة‪ ،‬فإن الفرق االكتالونية لن تتمكن من اللعب في الدوري اإلسباني‪ ،‬ولكني أتمنى أال نصل‬ ‫لهذا األمر»‪.‬‬


‫العدد ‪909‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫الجمع العام غير العادي يصادق على عودة‬ ‫إسم االتحاد لسلة طنجة‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪� 09‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫‪19‬‬

‫بريد الليغا‬ ‫الليغا‬ ‫بريد‬ ‫تطورات مهمة في حملة سحب الثقة من بارتوميو‬

‫عقد نهضة االتحاد الرياضي لكرة السلة جمعه العام‬ ‫العادي يوم الجمعة قبل الماضي بمقر غرفة التجارة والصناعة‬ ‫و الخدمات طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬بطنجة‪ .‬وتضمن جدول‬ ‫أعمال الجمع العام‪ ،‬كلمة الرئيس‪ ،‬تالوة التقرير األدبي‬ ‫والمالي ومناقشتهما و المصادقة عليهما‪،‬انتخاب الثلث‬ ‫الجديد‪ .‬ثم عقد جمع عام غير العادي لتعديل تسمية الجمعية‪.‬‬ ‫ورصد التقرير األدبي باألرقام مسيرة الفريق في بطولة‬ ‫الدوري الممتاز‪ ،‬وفئاته الصغرى‪ ،‬ومجموعة من البرامج‬ ‫الرياضية واالجتماعية الهادفة التي أشرف على تنظيمها‪،‬‬ ‫نظير‪« ،‬برنامج طنجة الكبرى تتنفس كرة السلة» الذي نظم‬ ‫انسجاما مع روح مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪،‬‬ ‫و النهضة التنموية غير المسبوقة التي تشهدها المدينة‪،‬‬ ‫وهو برنامج طموح ينهض بالناشئة و فق أبعاد اجتماعية‬ ‫محضة‪ ،‬حيث يدمج الرياضة في إطارها و محيطها التربوي‬ ‫و االجتماعي بعدما انفتح على مؤسسات تعليمية في عدد‬ ‫من المناطق الشعبية و التي تعاني هشاشة واضحة‪ ،‬قصد‬ ‫جعل كرة السلة رافدا أساسيا في التنمية البشرية و عامال‬ ‫الزما للحد من الهشاشة االجتماعية و كافة الظواهر الخطيرة‬ ‫التي باتت تحدق بطنجة‪ .‬باإلضافة إلى تنظيم المخيم‬ ‫الموضوعاتي الحضري األول لكرة السلة في نسخته األولى‬ ‫صيف هذه السنة و الذي استمر لمدة ‪ 24‬يوما متتالية‪ .‬ونظم‬ ‫هذا النشاط بشراكة مع المديرية الجهوية لوزارة الشباب‬ ‫و الرياضة طنجة تطوان الحسيمة تحت إشراف والية جهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة ليربط الفضاء الرياضي بمحيطه‬ ‫التربوي و الترفيهي مما خلق بهجة و سرورا كبيرين لدى‬ ‫األطفال المستفيدين من هذا البرنامج ‪ ،‬الذي نظم على مدى‬ ‫مرحلتين األولى استهدفت الناشئة فيما الثانية خصصت‬

‫لألشبال‪ .‬ولعل أبرز محطة في هذا الجمع‪ ،‬لحظة استعادة‬ ‫الفريق إسمه التاريخي» اتحاد طنجة لكرة السلة» بعد المرور‬ ‫إلى النقطة الخاصة بتعديل التسمية في جدول أعمال الجمع‬ ‫بعقد جمع عام غير عادي‪.‬‬ ‫وأشار التقرير األدبي في هذا الجانب أن ملف التسمية‪،‬‬ ‫تم شخصنته أكثر من الالزم في غياب تام لتطبيق القانون‬ ‫الذي هو في صالح الفريق‪ ،‬كما أن معالجته كانت خارج‬ ‫اإلطار القانوني المنصوص عليه في‪ ‬الفصل الثاني من‬ ‫األنظمة العامة للجامعة الملكية المغربية لكرة السلة‪ ،‬إلى‬ ‫درجة‪ ‬استعمال شرذمة ممن خربوا كرة السلة بالمدينة‬ ‫للوقوف امام التوهج الذي تسير عليه برامجنا الهادفة و التي‬ ‫جلبت لنا أعداء النجاح لوضع العصا في عجلتنا التنموية الغنية‬ ‫باألهداف االجتماعية‪ - ،‬بحسب التقرير األدبي دائما‪ -‬و تم‬ ‫تكليف محامي من هيئة طنجة للطعن في قرار الجامعة غير‬ ‫القانوني حيث رفض طلب الجمعية بسبب انقضاء اآلجال‬ ‫القانوني للطعن اإلداري الذي مدته يجب أن ال تتعدى‬ ‫شهرين‪ ،‬و هذا التأخير كان سببه مدير الرياضات بالوزارة‬ ‫الذي عجز عن حل هذا اإلشكال بطرق قانونية‪ .‬و بعد عدم‬ ‫قبول تعديل التسمية من لدن رئيس الجامعة الذي يدبر‬ ‫شؤونها وفق مزاجه ‪ ،‬تم االتفاق على عقد جمع عام استثنائي‬ ‫بحضور ممثل عن الجامعة و تم الرجوع إلى التسمية األولى‬ ‫إلى حين انقضاء مدة الثالث مواسم التي انتهت مع نهاية‬ ‫هذا الموسم‪.‬‬ ‫وصادق الجمع العام باإلجماع على تعديل التسمية‪،‬‬ ‫وعاد الفريق إلى إسمه الذهبي «اتحاد طنجة لكرة السلة‪،‬‬ ‫بعد المصادقة على التقريرين المالي واألدبي لجمعية نهضة‬ ‫االتحاد الرياضي لطنجة التي أصبحت جزءا من الماضي‪.‬‬

‫توقيف عملية بيع تذاكر مباراة‬ ‫المنتخب الوطني أمام الغابون‬

‫قرر رجل األعمال والمرشح السابق لرئاسة البالوجرانا‪ ،‬أجوستي بينيديتو‪،‬‬ ‫وقف عملية سحب الثقة التي بدأها أوائل الشهر الجاري‪ ،‬ضد اإلدارة الحالية للنادي‬ ‫الكتالوني‪ ،‬برئاسة جوسيب ماريا بارتوميو‪ ،‬بعد أن أعلن نائب األخير‪ ،‬جوردي كاردونا‪،‬‬ ‫األربعاء‪ ،‬انتهاء المهلة المحددة لجمع التوقيعات الالزمة‪ .‬وذكرت صحيفة (سبورت)‬ ‫الرياضية‪ ،‬الجمعة‪ ،‬أن بينيديتو جمع حتى اآلن ‪ 12‬أل ًفا و‪ 504‬توقيعات‪ ،‬من أعضاء‬ ‫النادي‪ ،‬وكان يتوقع الحصول على المزيد‪ ،‬خالل مباراة برشلونة مع الس بالماس‪،‬‬ ‫األحد ‪ ،‬في الجولة السابعة من الدوري اإلسباني لكرة القدم‪ .‬لكن كاردونا‪ ،‬نائب رئيس‬ ‫نادي برشلونة‪ ،‬أعلن‪ ،‬أول األربعاء‪ ،‬انتهاء المهلة المحددة لجمع التوقيعات الالزمة‬ ‫(‪ 16‬أل ًفا و‪ 500‬توقيع)‪ ‬للمضي قدمًا في عملية سحب الثقة‪ .‬وبحسب لوائح النادي‪،‬‬ ‫يحق لصاحب مبادرة سحب الثقة جمع هذا العدد من التوقيعات‪ ،‬خالل مهلة ‪ 14‬يوم‬ ‫عمل‪ ،‬تبدأ عقب تلقي األوراق المخصصة لجمع توقيعات األعضاء‪ .‬لكن المشكلة تكمن‬ ‫في أن اإلدارة الحالية للنادي الكتالوني‪ ،‬تصر على أنه ينبغي احتساب أيام السبت‪،‬‬ ‫بينما يؤكد بينيديتو أنه ال يمكن احتسابها‪ ،‬وعلى هذا األساس‪ ،‬أعلن كاردونا أن‬ ‫المهلة انتهت األربعاء‪ .‬وعلى الرغم من إعالنه‪ ‬وقف عملية سحب الثقة‪ ،‬أكد بينيديتو‬ ‫أنه سيقدم دعوى ضد إدارة بارتوميو‪ ،‬لعدم سماحها بمد المهلة لما بعد ‪ 27‬سبتمبر‪.‬‬ ‫وقال المرشح السابق لرئاسة البالوجرانا‪« :‬إننا أمام دعم تاريخي لعملية سحب الثقة‬ ‫من‪ ‬اإلدارة»‪ ،‬مضيفا أنه ال يدرس بدء عملية جديدة‪ ،‬لكنه أكد‪« :‬لن أندهش إذا قام‬ ‫آخرون بذلك»‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫رئيس ريال مدريد يطالب بتغيير االتحاد اإلسباني‬ ‫هاجم فلورنتينو بيريز‪ ،‬رئيس نادي ريال مدريد ‪ ،‬االتحاد المحلي لكرة القدم‪ ،‬بسبب‬ ‫«افتقاره لألفكار العصرية»‪ ،‬معل ًقا على األخطاء التحكيمية في الليجا‪ .‬وقال بيريز‪ ،‬في‬ ‫تصريحات لصحيفة‪« ‬ماركا»‪ ‬اإلسبانية‪« :‬االتحاد يجب أن يتغير‪ ،‬في األيام األخيرة من‬ ‫كل موسم يحدث الكثير من األمور الغريبة‪ ،‬والتي يجب إيقافها‪ ،‬هذا النظام بحاجة‬ ‫للتغيير العاجل‪ ،‬ألنه يؤثر على سمعة الكرة اإلسبانية»‪ .‬وتابع‪« :‬ما حدث في الكالسيكو‬ ‫األخير‪ ،‬لم يكن له أي عالقة بكرة القدم‪ ،‬وهذا أمر سيء للغاية‪ ،‬والجميع يالحظه‪ ،‬ورغم‬ ‫أنني لم أتكلم من قبل عن التحكيم‪ ،‬لكن األمور وصلت لمرحلة خطيرة‪ ،‬تستوجب طلب‬ ‫المساعدة»‪ .‬وتعرض البرتغالي كريستيانو رونالدو‪ ،‬هداف ريال مدريد التاريخي‪ ،‬إلى‬ ‫الطرد في مباراة برشلونة على ملعب «كامب نو»‪ ،‬في السوبر اإلسباني‪ ،‬ليتم إيقافه‬ ‫‪ 5‬مباريات‪ ،‬بعد سلوك غير رياضي ضد حكم اللقاء‪ .‬كما تحصل سيرجيو راموس على‬ ‫البطاقة الحمراء‪ ،‬خالل أول مباراة لريال مدريد في الدوري‪ ،‬أمام ديبورتيفو الكورونيا‪،‬‬ ‫وتبعه طرد البرازيلي مارسيلو‪ ،‬أمام ليفانتي‪ ،‬في الجولة الثالثة من البطولة‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫كوستا يشارك في التدريبات الجماعية ألتلتيكو مدريد‬ ‫تنهي الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى علم‬ ‫كافة محبي المنتخب الوطني أن عملية بيع تذاكر المباراة‬ ‫الرسمية التي ستجمع المنتخب الوطني األول بمنتخب‬ ‫الغابون؛ المقرر إجراؤها يوم السبت ‪ 7‬أكتوبر ‪ 2017‬على‬ ‫الساعة الثامنة مساء بالمركب الرياضي محمد الخامس بالدار‬ ‫البيضاء؛ ستتوقف أيام الجمعة ‪ 29‬والسبت ‪ 30‬شتنبر الجاري‬

‫واألحد فاتح أكتوبر القادم‪ ،‬وذلك لفسح المجال لخوض‬ ‫مباريات المنافسات الوطنية والمبرمجة نهاية هذا األسبوع‪.‬‬ ‫واستأنفت عملية البيع بداية من يوم امس االثنين ‪ 2‬أكتوبر‬ ‫على الساعة العاشرة صباحا بنفس نقاط البيع المذكورة‬ ‫سالفا‪.‬‬

‫نتائج مباريات دوري طنجة الكبرى‬ ‫«طنجة األبطال» ‪2017 / 2016‬‬ ‫نتائج مباريات الترتيب لفرق األحياء‪:‬‬ ‫فئة أقل من ‪ 15‬سنة‬ ‫سيتي طنجة ( الشرف السواني) ‪ /‬األيادي‬ ‫المتضامنة «فتح طنجة» (الشرف السواني)‪4 – 6 :‬‬ ‫فئة أكثر من ‪ 18‬سنة‬ ‫اتحاد أشقار ( طنجة بوخالف) ‪ /‬أمجاد البوغاز(‬ ‫الشرف السواني)‪5 – 4 :‬‬ ‫نتائج مباريات الترتيب لفرق الفتيات‪:‬‬ ‫فئة أقل من ‪ 15‬سنة‬ ‫م‪ .‬الداخلة ‪ /‬بدر طنجة ‪ -‬إع بدر‪9 – 1 :‬‬ ‫فئة أكثر من ‪ 18‬سنة‬ ‫المدرسة الوطنية للتجارة ‪ /‬فتح العوامة‪)abs 1 ( :‬‬ ‫نتائج مباريات الترتيب لفرق العصبة‪:‬‬ ‫فئة أقل من ‪ 18‬سنة‬ ‫أولمبيك طنجة ‪ /‬ج‪ .‬التحدي ادرادب‪4 – 0 :‬‬ ‫فئة أكثر من ‪ 18‬سنة‬ ‫كوكب طنجة ‪ /‬ج‪ .‬المد األزرق‪4 – 6 :‬‬

‫انضم المهاجم اإلسباني‪-‬البرازيلي دييجو كوستا الجمعة إلى تدريبات فريقه‬ ‫الجديد أتلتيكو مدريد الجماعية‪ ،‬الذي تعاقد معه مؤخرًا من قادمًا من تشيلسي‬ ‫اإلنجليزي‪ ،‬وذلك بعد حصتي مران فرديتين‪ ،‬الستعادة لياقته البدنية‪ .‬ولم يشارك‬ ‫كوستا في فترة إعداد الموسم الحالي مع «البلوز»‪ ،‬وكانت آخر مباراة خاضها في ‪11‬‬ ‫يونيو‪/‬حزيران ‪ 2017‬مع منتخب إسبانيا ضد مقدونيا وسجل فيها هد ًفا‪ ،‬ليبتعد بعدها‬ ‫عن النادي اإلنجليزي لخالفات مع المدرب أنطونيو كونتي قبل أن يوافق على عرض‬ ‫للعودة إلى الروخيبالنكوس‪ .‬وسيتعين على الالعب صاحب الـ‪ 29‬عاما االنتظار حتى‬ ‫بداية العام الجديد للتمكن من تمثيل أتلتيكو‪ ،‬المعاقب من قبل الفيفا بالحرمان من‬ ‫تسجيل العبين جدد لخروقات في عقود ناشئين‪.‬‬ ‫‪vvvvvv‬‬

‫مدرب فياريال يبرر التعادل بالفرص المهدرة‬ ‫علق خافيير كاييخا‪ ،‬مدرب فياريال اإلسباني‪ ،‬على تعادل فريقه سلبيا أمام مضيفه‬ ‫مكابي تل أبيب‪ ،‬مساء الخميس‪ ،‬في ثاني جوالت المجموعة األولى بالدوري األوروبي‪،‬‬ ‫قائلاً إن الفريق افتقد «لترجمة الفرص» التي سنحت له‪ .‬وقال كاييخا‪ ،‬في تحليله عقب‬ ‫المباراة‪« :‬سنحت لنا فرصا عديدة‪ ..‬اعتقد أننا كنا نستحق الفوز‪ ،‬لكن أداء الفريق إجماال‬ ‫كان جيدا‪ ،‬عانينا قليال في بداية اللقاء‪ ،‬ألن المنافس دخل بقوة في البداية‪ ،‬ونحن‬ ‫وجدنا صعوبة من أجل إيجاد النسق المناسب»‪ .‬وأضاف‪« :‬بالطبع عانينا بشكل أكبر في‬ ‫األوقات األولى من المباراة‪ ،‬ولكن انطالقا من هذه اللحظة‪ ،‬بدأنا في اكتساب الثقة‪،‬‬ ‫وسيطرنا تماما على الشوط الثاني»‪ .‬ويرى المدرب المدريدي لـ»الغواصات الصفراء»‪،‬‬ ‫أن فريقه شكل خطورة كبيرة في الشوط الثاني‪ ،‬بفضل التحكم الكبير في الكرة‪ ،‬وكان‬ ‫ينقصه فقط ترجمة الفرص الكثيرة التي الحت له‪ .‬وأكد أن هدف فياريال هو البقاء‬ ‫في صدارة المجموعة‪ ،‬بعدما كان يريد تحقيق الفوز‪ ،‬اليوم‪ ،‬من أجل االبتعاد بالصدارة‬ ‫عن الوصيف‪ ،‬سالفيا براج التشيكي‪ ،‬حيث يتقاسم الفريقان المركز األول بأربع نقاط‪،‬‬ ‫لكن فياريال يتفوق بفارق األهداف‪ .‬وأتم المدرب بقوله‪« :‬يجب علينا اآلن التركيز على‬ ‫مواجهتنا المقبلة في الليجا‪ ،‬أمام إيبار‪ ،‬إنه منافس يلعب بكثافة أكبر تجبرنا على تغيير‬ ‫عقليتنا»‪.‬‬


‫العدد ‪909‬‬

‫الثالثاء ‪� 03‬إلى ‪� 09‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫«الجهة ‪ »13‬لمغاربة العالم‬

‫فضاء األنثى ‪:‬‬

‫سبق وأن كتبت تعقيبا على بيان اجتماع المجلس الحكومي ليوم ‪ 13‬يوليوز الماضي‪ ،‬حول اإلعالن عن ابتكار جديد ‪ ،‬تفتقت عنه عبقرية‬ ‫حكومة العثماني‪ ،‬في تعاملها مع مغاربة العالم‪ ،‬لتقفز به على مطلب حقوقي‪ ،‬دستوري ووطني لهذه الفئة من المغاربة‪ ،‬الذين تزيد أعدادهم‬ ‫عن الخمسة ماليين نسمة‪ ،‬والذين تم «إقصاؤهم» من ممارسة حقهم الوطني‪ ،‬في الحصول على تمثيلية طبيعية بالبرلمان عبر إحداث‬ ‫دوائر تشريعية في بلدان االستقبال‪ ،‬على غرار ما يجري به العمل في غير المغرب‪ ،‬من الدول الديمقراطية‪.‬‬ ‫وبالرغم من تشدد الدفع من طرف الجمعيات األهلية والمنظمات الحقوقية‪ ،‬في الداخل والخارج‪ ،‬في اتجاه إشراك مغاربة العالم في‬ ‫الحياة السياسية المغربية‪ ،‬فإن الحكومة فضلت خلق «الجهة ‪،»13‬كفضاء «افتراضي» ‪« ،‬تخيلي»‪ ،‬نظري‪« ،‬وهمي»‪ ،‬و«حالم»‪ ،‬بغاية جرهم‬ ‫لالستثمار في بالدهم‪ ،‬والحال أنهم كانوا سباقين إلى االستثمار في «الميزانية العامة» لبلدهم‪ ،‬بتوفير فوق ‪ 63‬مليار درهم‪ ،‬سنويا‪« ،‬خالصة»‬ ‫من أي فائدة شخصية تعود عليهم أو على أسرهم‪ ،‬بل إنها «صدقة جارية»‪ ،‬يعم خيرها األربعين مليون من مواطنيهم‪ .‬إضافة إلى قيام عدد‬ ‫هام منهم باالستثمار في مشاريع تجارية أو عقارية أو فالحية‪ ،‬بالرغم من الصعوبات والتعقيدات والمماطالت و «المضايقات» و «التالعبات»‬ ‫التي تصحب دائما بالمغرب‪ ،‬أصحاب المشاريع‪ ،‬على مستوى المعالجة اإلدارية‪ ،‬التي كان جاللة الملك خير من عبر عنها ‪ ،‬حين وجه جاللته‬ ‫انتقادات شديدة اللهجة لبعض اإلدارات العمومية ‪ ،‬محمال إياها جانبا كبيرا من المسؤولية عن تعطيل المشاريع التنموية والتباين في‬ ‫النهوض بالبنية التحتية وإبطاء تيسير الخدمات المقدمة للمواطنين‪ ،‬ولو أن مغاربة العالم ليسوا بحاجة ال إلى العثماني وال إلى بنعتيق وال‬ ‫حتى إلى مجموعة «البطرونا» من أجل خلق مشاريع اقتصادية‪ ،‬ببالدهم‪ ،‬سواء عادوا أم فضلوا البقاء في بالد المهجر‪ ،‬حيث يوجد أكثر من‬ ‫سبب يبرر ذلك‪ ،‬فإن طريقة التعامل معهم التي يصاحبها الكثير من «البهرجة» «االستعراضية» اإلعالمية ‪ ،‬في فترة زمنية محددة‪ ،‬كاالحتفال‬ ‫باليوم الوطني للمهاجر واإلجتماعات «الخطابية» لبعض المهاجرين مع الوالة والعمال وكاميرات التيليفزيون‪ ،‬مما يترك لديهم الشعور‬ ‫بالخيبة‪ ،‬لوال ارتباطهم القوي المتين بأرض أجدادهم وبأمتهم وشعبهم‪.‬‬ ‫ولطالما طالب مغاربة العالم من الجيل األول والثاني‪ ،‬بــ «وجود سياسي» داخل الحكومة وداخل البرلمان‪ ،‬بالرغم من ضعف مداركهم‬ ‫السياسية‪ ،‬آنذاك‪ ،‬إال أن الجيلين الثالث والرابع‪ ،‬من مغاربة العالم‪ ،‬ومنهم مثقفون كبار‪ ،‬وعلماء‪ ،‬وسياسيون ‪ ،‬ومنتخبون‪ ،‬بل وقادة أحزاب‬ ‫وبرلمانات في بلدان المهجر‪،‬وقيادات اقتصادية بارزة‪ ،‬واعون بالوضع الذي اختير لهم داخل بالدهم‪ ،‬حيث تم حصرهم داخل وزارة منتدبة‬ ‫مكلفة بالجالية المغربية بالخارج‪ ،‬كما تكلف وزارات بالماء‪ ،‬و بالنقل‪ ،‬وبالصيد البحري و بالمياه والغابات‪ .‬وكان يكفي أن تتوقف تسمية مهام‬ ‫الوزير بنعتيق في المكلف بشؤون الهجرة‪.‬‬ ‫المهاجرون لم يكونوا في يوم من األيام بحاجة إلى من «يرحب بهم» ويشيد بتشبثهم ببالدهم‪ ، ،‬فهم على أصالتهم باقون‪،‬‬ ‫وبوطنيتهم متشبثون‪ ،‬وهم يتحملون «الكوارث» بدل الصعاب ليعودوا‪ ،‬ولو مرة واحدة لبلدهم من أجل صلة الرحيم‪ ،‬وهم‪ ،‬فضال عن هذا‬ ‫وذاك‪ ،‬أحرص المواطنين المغاربة على االستثمار في بلدهم حيث إنهم طوروا مدنا بكاملها و «مدنوا» قرى كانت إلى عهد قريب في عداد‬ ‫البراري والقفار‪ ،‬فتحوا المسالك وبنوا اآلبار‪ ،‬وساعدوا على مد خطوط الماء وخيوط الكهرباء‪ ،‬وفتحوا منافذ للترفيه ‪ ،‬وأضفوا شكال من أشكال‬ ‫المدنية على نواح مهمشة كثيرة‪ ،.‬باإلضافة إلى كل ذلك‪ ،‬فقد حول مغاربة العالم‪ ،‬السنة الماضية‪ ،‬فوق ‪ 63,5‬مليارات ‪ ،‬بشهادة الوزير الخلفي‬ ‫نفسه‪ ،‬هذا بينما أعداد من مغاربة «القاع والباع» يهربون فلوسهم للخارج‪ ،‬ويتهافتون على شراء العقارات ببلدان أوروبا الرازحة تحت وطأة‬ ‫األزمة االقتصادية‪ ،‬حيث أن تلك البلدان تهدي اإلقامة الدائمة أو الجنسية لكل من يقتني عقارا بقيمة محددة‪ ،‬أو ينشىء مشروعا بحجم معين‪،‬‬ ‫وهو ما أسال لعاب المرفهين من مغاربة «الداخل»‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫الملتقى الثالث للكفاءات المغربية بالخارج‬

‫احتضنت مدينة طنجة‪ ،‬نهاية األسبوع المنصرم‪ ،‬الملتقى‬ ‫الثالث للكفاءات المغربية بألمانيا بمشاركة كفاءات مغربية مقيمة‬ ‫بألمانيا‪ ،‬يفوق عددها المائة‪ ،‬إضافة إلى أطر من القطاعين العام‬ ‫والخاص‪ ،‬وباحثين وممثلين لمنظمات دولية ووطنية معنية‪ .‬محاوير‬ ‫هذا الملتقى تضمنت مواضع تهم االستثمار وإنشاء المقاوالت‪،‬‬ ‫والطاقات والتكنولوجيا الحديثة‪ ،‬والتربية والتكوين المهني‪ ،‬حيث أثار‬ ‫بعض المشاركين نقائص النظام التربوي المغربي وقدموا نماذج‬ ‫من النموذج األلماني عبر الكفاءات المغربية بألمانيا‪.‬‬ ‫وخالل اللقاء‪ ،‬دعا الوزير عبد الكريم بنعتيق‪ ،‬المكلف بالجالية‬ ‫المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة‪ ،‬الكفاءات المغربية في‬ ‫ألمانيا إلى االنخراط بشكل قوي في الدينامية التي تعرفها المملكة‪،‬‬ ‫والعمل على جلب االستثمارات إليها‪ ،‬مشيرا إلى أن المغرب شهد‬ ‫تحوال سريعا في بنياته األساسية المتصلة بالتنمية االقتصادية‪ ،‬وهو‬ ‫اليوم بحاجة إلى الثقة الدولية في كفاءاته وموارده البشرية‪ ،‬من أجل‬ ‫إقناع الرأسمال األجنبي لالستثمار بالمغرب‪ .‬كما طالب من الكفاءات‬ ‫الحاضرة في اللقاء أن تكون وسيطة لدعم االستثمار األلماني‪ ،‬ولنقل‬ ‫التكنولوجيا األلمانية لتكون حاضرة في قطاعات إنتاجية وصناعية في‬ ‫المغرب‪.‬‬ ‫وضرب الوزير‪ ،‬الذي يجد صعوبة في نطق «حرف «الراء»‬ ‫بطريقة سليمة‪ ،‬للمشاركين في هذا اللقاء موعدا‪ ،‬السنة القادمة‪،‬‬ ‫لتقديم حصيلة العمل المطلوب إنجازه‪ ،‬تكون مساهمة بقيمة مضافة‬ ‫على المستوى االقتصادي ومستوى الخدمات‪ ،‬كطرف أساسي في‬ ‫بناء الدينامية الجديدة التي يشهدها المغرب بوحي من التوجيهات‬ ‫الملكية‪ .‬التي رفعت تحديات التنمية واالستقرار‪.‬‬ ‫بنعتيق اغتنم فرصة لقائه بفعاليات مغربية بألمانيا إلى دعوة‬ ‫كافة المغاربة المقيمين بهذا البلد إلى الترافع لصالح قضية الوحدة‬ ‫الترابية المغربية مغاربة مشيرا إلى أن ممثل األمم المتحدة في‬ ‫هذا الملف هو الرئيس األلماني السابق‪ ،‬وأنهم باطالعهم على‬ ‫اللغة والثقافة األلمانيتين‪ ،‬يمكنهم أن يضطلعوا بدور هام في شرح‬ ‫القضية للرأي العام األلماني بوطنية وحماس‪.‬‬ ‫وزير الصناعة واالستثمار والتجارة واالقتصاد الرقمي‪ ،‬حفيظ‬ ‫العلمي‪ ،‬استعرض في مداخلته أهم اإلنجازات التي حققها المغرب‬ ‫على المستوى الصناعي خالل السنوات األخيرة‪ ،‬مقدما أرقاما لهذا‬ ‫التقدم‪ ،‬مبرزا أن المغرب يخطو خطوات ثابتة ليصبح بلدا صناعيا بارزا‪،‬‬ ‫بالرغم من محدودية إمكانيات المغرب الذي ال يتوفر على مصادر‬ ‫الطاقة كالنفط والغاز‪ ،‬إلى حدود اليوم‪ ،‬ولكن المغرب استطاع أن‬ ‫يسجل تطورا هاما على مستوى البنى التحتية‪ ،‬بفضل ذكاء وعزيمة‬ ‫المغاربة القوية‪ .‬كما دعا الوزير مغاربة ألمانيا إلى العمل على جلب‬ ‫االستثمارات في المجال الصناعي وإقناع المستثمرين والشركات‬ ‫األلمانية‪ ،‬خاصة العاملة في صناعة السيارات‪ ،‬لالطالع على ما يقدمه‬

‫األخيرة‬

‫المغرب من امتيازات‪ ،‬وما يتوفر عليه من إمكانيات‪ ،‬معتبرا أن كافة‬ ‫المغاربة مطالبون بالمساهمة في تحقيق نهضة المغرب‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬أكد المهندس المغربي بألمانيا‪ ،‬كريم زيدان‪ ،‬رئيس‬ ‫شبكة الكفاءات المغربية بهذا البلد‪ ،‬ضرورة المساهمة في تطور‬ ‫المغرب وتقدمه‪ ،‬وعدم انتظار ما سيقدمه الوطن كمقابل‪ ،‬مضيفا‬ ‫أن الشبكة التي يمثلها تشكل تجمعا هاما للكفاءات ومعتبرا أن‬ ‫الكفاءة ليست شهادة علمية وإنما معرفة يجب إيصالها للغير‪ ،‬وأن‬ ‫التحديات المطروحة يجب أن يشارك الجميع في مواجهتها‪ ،‬وأن دور‬ ‫مغاربة العالم ال يجب أن يبقى تحويل األموال‪ ،‬وإنما يجب أن ينتقل‬ ‫إلى نقل المعرفة والمساعدة في االستثمار والدفاع عن مصالح‬ ‫المغرب والمشاركة في تشخيص التحديات واإلمكانيات المتاحة لحل‬ ‫المشاكلالمطروحة‪.‬‬ ‫العربي بن الشيخ‪ ،‬كاتب الدولة لدى وزير التربية الوطنية‬ ‫والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬المكلف بالتكوين‬ ‫المهني‪ ،‬حاول تقديم بيانات حول الخطوات التي قام بها المغرب في‬ ‫هذا المجال‪ ،‬كما أن عادل الزيدي‪ ،‬رئيس الجهة ‪ 13‬في االتحاد العام‬ ‫لمقاوالت المغرب‪ ،‬شدد على التقدم الذي يعرفه المغرب على جميع‬ ‫المستويات‪ ،‬موردا أن الكفاءات المغربية قوة يجب أن تتعاون لمصلحة‬ ‫وتقدم وازدهار المملكة‪.‬‬ ‫أما سفير ألمانيا بالمغرب‪ ،‬غوتز شميدت بريم‪ ،‬فقد اكد وجود‬ ‫تعاون واسع بين المغرب وألمانيا مبرزا أهمية التكوين في فتح آفاق‬ ‫عمل داخل المغرب وخارجه‪ ،‬واستعداد بالده للتعاون مع المغرب في‬ ‫هذا المجال‪.‬‬ ‫ويبقى التوجه الرئيسي لهذا اللقاء‪ ،‬حسب المنظمين‪ ،‬هو تعبئة‬ ‫كفاءات مغاربة العالم من خالل حثها على التنظيم داخل شبكات‬ ‫وتأطير مساهمتها في الدفاع عن قضايا ومصالح المغرب وتقوية‬ ‫روابط الشراكة مع كل المتدخلين‪ ،‬سواء بالمغرب أو ببلدان اإلقامة‪،‬‬ ‫وتقوية مساهمة مغاربة العالم في التنمية من خالل تحديد وتوجيه‬ ‫مبادراتها الفردية أو الجماعية خدمة لألوراش التنموية بالمغرب‪.‬‬ ‫إلى هنا انتهت حلقات تبادل الخطب وعبارات األماني‬ ‫والمتنميات‪ ،‬وتأكيد ما تم تأكيده ألف مرة وفي ألف مناسبة‪ ،‬والواقع‬ ‫أن مغاربة العالم أكثر المغاربة حبا ووفاء للمغرب وتعلقا به‪ ،‬ولم‬ ‫ينتظروا‪ ،‬منذ ستينات القرن الماضي‪ ،‬توجيهات وزير وال وال وال‬ ‫باشا وال قائد‪ ،‬ليجعلوا من العودة كل سنة‪ ،‬إلى بالدهم رغم المحن‬ ‫الكبرى التي تصادفهم‪ ،‬والتضحيات الجسيمة التي يقومون بها‪،‬‬ ‫وهم «يعبرون» طرقات أوروبا شرقا وغربا‪ ،‬شماال وجنوبا‪ ،‬ليصلوا إلى‬ ‫مدينة الجزيرة‪،‬ومنها إلى مدنهم بالمغرب‪ ،‬ولعلها الجالية الوحيدة‬ ‫بالعالم التي تحرص على قضاء العطلة السنوية بالبلد‪ ،‬من أجل صلة‬ ‫الرحم وتجديد العهد‪.‬‬

‫ع‪.‬ك‬

‫«ناق�صة عقل ودين»‬ ‫‪ ‬تتكفل بحماية �سالمة‬ ‫كبار ال�شخ�صيات‪ ‬املغربية‬ ‫والأجنبية باملغرب‬

‫‪-‬‬

‫بقلـم ‪:‬‬

‫�سم ّيــة �أمغـار‬

‫أغاض الداعية أبو حفص‪ ،‬العديد ممن ختم اهلل على قلوبهم وعلى‬ ‫سمعهم وعلى أبصارهم عشاوة‪ ،‬مرة حين طرح للنقـاش قضيــة تفاوت‬ ‫اإلرث بين الرجال والنساء‪ ،‬وحديثا‪ ،‬حين حاول إعطاء ‪ ‬قراءة‪ ‬تأويلية‪ ‬مغايرة‬ ‫للمعروف‪ ،‬فيما يخص الحديث «ال يفلح قوم ولوا عليهم امرأة» على خلفية‬ ‫فوز المستشارة األلمانية ميركل بوالية رابعة في بلدها‪ .‬قراءة أبي حفص‬ ‫تحاول جر النقل إلى العقل‪ ،‬على اعتبارأن الواقع‪ ‬يدفع إلى قراءة‪« ‬متحركة»‬ ‫لبعض النصوص‪ ‬وفق «سياقاتها الخاصة» و «أسباب نزولها» ما يطرح‬ ‫سؤال ‪ ‬أحقية أن تسحب على ‪ ‬طول الزمان والمكان‪ ،‬حتى وإن سقط ركن‬ ‫أو أركان من أسبابها‪ .‬وطرح رفقي سؤاال كثيرا ما يتم التغاضي عنه‪ ،‬في‬ ‫االجتهاد ‪ ‬وتأويل النصوص وهو مصالحة الفكرة والواقع‪.‬‬ ‫ولئن كان فوز ميكل بثقة مواطنيها للمرة الرابعة‪ ،‬تأكيدا لنجاحها في‬ ‫تدبير ما ولوه إياها من مسؤوليات قيادية‪ ،‬مدعاة لتفتح باب النقاش في‬ ‫أحقية المرأة في ‪ ‬تحمل أعباء الوالية‪ ،‬األمر الذي ينسحب على كل نساء‬ ‫العالم مع توفر الكفاءة العلمية والقدرة على إدراة دفة الحكم‪ ،‬فإننا في‬ ‫المغرب‪ ،‬لفخورون بالموقع المتقدم ‪ ‬جدا الذي تحتله المرأة المغربية في‬ ‫مختلف المناصب والمسؤوليات التي وكل إليها أمرها‪ ،‬بل إنها جاورت كبار‬ ‫علماء الدين في استيعاب العلوم الشرعية األصلية وتفوقت في أكثر من‬ ‫موطن علم من العلوم الشرعية والعصرية وأبانت عن مقدرة فائقة في‬ ‫تحمل الصعاب المالزمة‪ ‬لوظائفها المختلفة‪ ،‬مدنية كانت أو عسكرية‪،‬‬ ‫لتقطع الطريق على من ال زالوا يعتبرون المرأة ناقصة عقل ودين‪.‬‬ ‫وللداللة على ذلك‪ ،‬أقدم مثال‪ ‬إلهام غريدا‪ ،‬الشابة الخارقة التي وكل‬ ‫إليها أمر التكفل بحماية أمن وسالمــة كبــار الشخصيات العالمية حين‬ ‫إقامتهم بالمغرب‪.‬‬ ‫هذه الشابة ذات ال ‪ 27‬ربيعا‪ ،‬استطاعت أن تفرض نفسها‪ ‬في وسط‬ ‫ذكوري بعد أن اجتازت بنجاح منقطع النظير كافة‪ ‬االختبارات الصعبة للغاية‪،‬‬ ‫بإرادة وعزم وحزم وتصميم ال حدود لها‪.‬‬ ‫إلهام غريدا‪ ،‬توجد ‪ ‬في كوكبة من عشرين امرأة‪ ‬داخل مجموعة تتكون‬ ‫من أزيد من ‪ 300‬رجل‪ ،‬يتحملن‪ ‬جهدا فكريا وبدنيا ال يوصف‪ ،‬من أجل‬ ‫القيام بواجبهن في ما يسمى «الحماية المقربة'' أو حماية الشخصيات وهي‬ ‫من أهم مصالح اإلدارة العامة لألمن الوطني‪.‬‬ ‫إلهام وزميالتها يقمن داخل «الوحدة الخاصة» المكلفة بالسهر على‬ ‫حماية كبار الشخصيات المغاربة واألجانب الذين يوجدون في مهمة أو في‬ ‫زيارة خاصة بالمملكة‪ ،‬بالمهام ذاتها الموكولة لزمالئهن من الرجال‪ ،‬ويتم‬ ‫معاملتهن على قدم المساواة من دون أي شكل من أشكال التمييز‪.‬‬ ‫كوكبة النساء تتوفر على نفس الكفاءات والمهارات التي لزمالئهن‬ ‫الرجال‪ ،‬ويقمن بنفس التداريب على استعمال السالح واستيعاب تقنيات‬ ‫القتال‪ ‬والدفاع عن النفس‪ ،‬بمعنى أن نساء هذه الوحدة يتلقين ما يتلقاه‬ ‫الرجال من تداريب انطالقا من مبدأ المساواة في الكفاءة والتنفيذ‪.‬‬ ‫وقالت‪ ‬إلهام‪ ،‬بمناسبة األيام المفتوحة للمديرية العامة لألمن الوطني‪،‬‬ ‫إن النساء‪ ،‬إضافة لكل ذلك‪ ،،‬يضفن لمسة إنسانية على هذه الخدمة‪،‬‬ ‫لكونهن يحظين بسهولة على ثقة الشخصية المصاحبة بفضل القدرة على‬ ‫اإلنصات واللطف الذي يتحلين به‪.‬‬ ‫ففي سنة ‪ ،2014‬بعد تخرجها من المعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة‬ ‫التحقت الشابة‪ ،‬الحاصلة أيضا على اإلجازة في العلوم االقتصادية‪ ،‬بمصلحة‬ ‫الحماية المقربة بعد اجتياز بنجاح مختلف اختبارات االنتقاء التي تتضمن‪ ،‬من‬ ‫بين أمور أخرى‪ ،‬االمتحانات الرياضية واستعمال السالح وتقينات التواصل‪.‬‬ ‫ومن الوهلة األولى أعجبت‪ ‬بالتداريب والعروض ‪ ‬التي شدتها إلى العمل في‬ ‫هذه الوحدة ‪ ،‬حتى أنها تعتبر أن كل مهمة جديدة تكلف بها‪ ،‬تشكل ‪ ‬لها‬ ‫رحلة جديدة مثيرة ‪ ‬وتزيدها حماسا وحيوية‪.‬‬ ‫وعلى غرار إلهام‪ ،‬الشابة ذات الوجه المالئكي‪ ،‬فإن العديد من النساء‬ ‫المغربيات نجحن في بلوغ مكانة متميزة داخل سلك الشرطة‪ ،‬وذلك من‬ ‫خالل إثبات أنفسهن في كافة المصالح والفرق‪ ،‬وكذا الولوج إلى مختلف‬ ‫الرتب ومناصب المسؤولية وقدمن الدليل‪ ،‬رغم صعوبة العمل وخطورته‬ ‫والمسؤولية الكبرى التي ‪ ‬يقتضيهاالقيام ‪ ‬والمسؤولية المطلوبة‪ ،‬سواء‬ ‫بالنسبة للمرأة أو للرجل‪ ،‬سواء بسواء‪ .‬‬ ‫فهل ال زالت تصدق في حق هؤالء النساء مقولة أنهن ناقصات عقل‬ ‫ودين وأن قوامة الرجل ‪ ‬نابعة من «قدرته البدنية»‪ ‬وأن للرجال على النساء‬ ‫درجة‪ ، ‬وأن الوالية العامة كالقضاء واإلدارة وسائر الواليات ال تكون إال‬ ‫للرجل ‪ ،‬إلى آخره‪ .‬‬ ‫وما رأي الفقهاء في تولي امرأة رئاسة جمهورية سنغفورة ‪ ‬التي يدين‬ ‫خمس سكانها باإلسالم‪ ،‬وهي سيدة مسلمة تنتمي لقبيلة الماليو ومتزوجة‬ ‫من رجل يمني‪ .‬‬ ‫أمير المؤمنين ملك المغرب وجه برقية تهنئة إلى السيدة حليمة يعقوب‬ ‫وتمنى لها النجاح في مهمتها السامية‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.