Achamal n° 910 le 10 octobre 2017

Page 1

‫وماذا بعد انتخاب نزار بركة أميناً عاماً‬ ‫لحزب االستقالل؟‬ ‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 910‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 19‬محرم ‪� 10 / 1439‬إلى ‪� 16‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫قطع حزب االستقالل مع عهد الشباطية‪ ،‬وانتخب‪،‬‬ ‫السبت الماضي‪ ،‬نزار بركة‪ ،‬أميناً عاماً جديدًا للحزب‪ ،‬ومنع‬ ‫حميد شباط‪ ،‬من الوصول إلى والية ثانية‪ ،‬ليغادر “قصر‬ ‫العزيزية” بهزيمة قوية‪ ،‬كانت متوقعة‪ ،‬بعد أن واجه‬ ‫معارضة داخلية شديدة‪ ،‬طالبت برحيله ‪ ،‬وتخلى عنه‬ ‫“الثالثي” الذي سانده بقوة ‪ :‬البقالي‪ ،‬الكيحل و بنحمزة‪،‬‬ ‫في مواجهة غالبية االستقالليين الذين تعبوا من‬ ‫مهاترات شباط‪ ،‬وخرجاته الشعبوية المثيرة للسخرية‬ ‫والتي أضعفت الحزب في المحطات االنتخابية األخيرة‪ .‬حميد شباط لم يحصل إال على ‪ 234‬صوتا‬ ‫مقابل “غريمه” نزار‪ ،‬الذي فاز بدعم ‪ 924‬من مجمل أصوات المجلس الوطني البالغ عدد أعضائه ‪.1238‬‬ ‫في أول تعليق على نجاحه‪ ،‬قال نزار بركة‪ ،‬إن الروابط القوية التي تجمعه بالمناضالت والمناضلين‬ ‫االستقالليين تدفعه إلى أن يتقاسم معهم قلقه وانشغاالته إزاء الوضع الذي يعيشه اليوم حزب‬ ‫االستقالل ‪ ،‬تنظيميا وسياسيا‪ ،‬وهو وضع “ال يبعث أبدا على االرتياح”‪.‬‬

‫من أجل محاصرة «حراك العطش» بالمغرب‬

‫جاللة الملك ينبه الحكومة إلى الخصاص في مياه‬ ‫الشرب والريّ ويأمر بإيجاد الحلول المالئمة‬ ‫• سياسة السدود ال توفر التوزيع العادل للثروة المائية‬ ‫• «حراك العطش» أخرج آالف المواطنين في الحواضر والبوادي لالحتجاج‬ ‫• شرفات أفيالل تتهم الصحافة بـ «التهويل» !‬

‫يبدو أن «تطمينات»‪ ‬الهانم شرفات أفيالل‪ ،‬في ما يخص الوضع المائي بالمغرب لم تفلح في طمأنة المتضررين من هذا الوضع المقلق الذي أخرج‬ ‫العديد من المواطنين من مساكنهم في الحواضر والبوادي‪ ،‬للتظاهر ضد العطش والتنديد بعدم تجاوب الحكومة‪ ،‬بما يلزم من السرعة والجدية‬ ‫والصرامة‪ ،‬مع هذا الوضع‪.‬‬ ‫وكان ضروريا أن ينبه جاللة الملك حكومة العثماني في بداية المجلس الوزاري األخير‪ ،‬إلى مشكل الخصاص الحاصل في مياه الشرب‪ ‬ومياه‬ ‫الري‪ ،‬وأن يعطي جاللته تعليماته السامية لرئيس الحكومة لتشكيل لجنة وزارية ‪ ‬بغاية دراسة ومعالجة هذا المشكل‪ ،‬لكي يدعو العثماني‬ ‫اجتماعا حكوميا مصغرا حول موضوع الماء‪ ،‬دعا إليه كال من وزير الداخلية ووزير الفالحة ووزير التجهيز والماء‪ ،‬تم خالله عرض‪ ‬حاالت الخصاص‬ ‫في المناطق األكثر تضررا من ندرة المياه واتخاذ بعض التدابير التمهيدية سواء على مستوى حفر آبار جديدة أو فيما يخص معالجة حالة بعض‬ ‫الزراعات المستنزفة للماء‪.‬‬ ‫(تابع التتمة على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫العدد ‪910‬‬

‫‪2‬‬

‫جمل�س جهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬احل�سيمة ي�صادق بالإجماع على مرحبا بال�سنيور‬ ‫املدير اجلديد ملعهد �سريفانتي�س بطنجة‬ ‫م�ضامني دورته العادية ل�شهر �أكتوبر‬

‫‪Eduardo Calvo Garcia‬‬

‫صـادق مجلــس جهــة طنجة‪-‬تطوان‪-‬‬ ‫الحسيمة تحت رئاسة إلياس العماري‪ ،‬يوم‬ ‫اإلثنين ‪ 02‬أكتوبر الجاري‪ ،‬باإلجمــــاع‪ ،‬على‬ ‫النقاط المدرجة ضمن جدول أعمال دورته‬ ‫العادية (أكتوبر ‪ ،)2017‬المنعقــدة بمدينة‬ ‫طنجة‪.‬‬ ‫وبعد تقديم تقرير إخباري حول أنشطة‬ ‫رئاسة المجلس خالل الفترة الممتدة ما بين‬ ‫انعقاد الدورتين العاديتين للمجلس (يوليوز‬ ‫‪ 2017‬وأكتوبر ‪ ،)2017‬تم اإلنتقال إلى تدارس‬ ‫مختلف نقاط الدورة‪ ،‬حيث صودق على مشروع‬ ‫ميزانية السنة المـالية ‪ ،2018‬و كذا على النقطة‬ ‫المتعلقة بتحويل بعض فصول الميزانية‪.‬‬ ‫كما تدارس المجلس وصادق على تحيين‬ ‫القرار المتعلق بشساعة مداخيل الجهة‪ ،‬عبر‬ ‫اعتماد نفس النسبة التي كانت مطبقة سابقا‬ ‫على مستوى أقاليم الجهة‪ ،‬أي نسبة ‪ 4‬في‬ ‫المائة كأساس لحساب الضريبة على القيمة‬ ‫المضافة على الخدمات المقدمة بالموانئ‪،‬‬ ‫وكذا اعتماد نسبة ‪ 2‬بالمائة على مستوى إقليم‬ ‫الحسيمة التي خضع لها سابقا‪.‬‬ ‫وصادق مجلس جهة طنجة ـ تطوان ـ‬ ‫الحسيمة في ذات الدورة على اتفاقية شراكة‬ ‫بين المجلس ووزارة التربية الوطنية والتكوين‬ ‫المهني والتعليم العالي والبحث العلمي من‬ ‫أجل إحداث مؤسسة جامعية بالقصر الكبير‪،‬‬ ‫حيث تتضمن إحداث مؤسسة جامعية متعددة‬ ‫التخصصات بمدينة القصر الكبير‪ ،‬وبناء مدرج‬ ‫الستيعاب الطلبة الثانية حقوق‪ ،‬واقتناء عقار‬ ‫الستيعاب المؤسسة الجامعية المتعددة‬ ‫التخصصات بالقصر الكبير‪ .‬‬ ‫وتجدر اإلشــارة إلى أن الغــالف المالــي‬ ‫اإلجمالي لهذه المشاريع يقدر ب ‪ 125‬مليون‬ ‫درهم دون احتساب قيمة العقار‪.‬‬

‫خامس النقاط التي نوقشت خالل هذه‬ ‫الدورة تتعلق بالمصادقة على ملحق اتفاقية‬ ‫شراكة بين مجلس الجهة وشركة الخطوط‬ ‫الملكية الجوية من أجل تعزيز الربط الجوي بين‬ ‫الدار البيضاء‪ -‬تطوان ‪-‬الحسيمة بإضافة خط‬ ‫طنجةالحسيمة‪.‬‬ ‫وفي األخير‪ ،‬تمت المصادقة على إحداث‬

‫في سابقة تعد األولى من نوعها‪ ،‬منذ‬ ‫تأسيس جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬توجت‬ ‫مدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة‪،‬‬ ‫التابعة لجامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬مساء يوم‬ ‫الجمعة ‪ 5‬أكتوبر الجاري‪ ،‬بأحد اهم وأبرز الجوائز‬ ‫الدولية في مجال الترجمة‪ ،‬يتعلق األمر بجائزة‬ ‫“جيرارد الكريموني” الدولية لتنمية الترجمة‪،‬‬ ‫في نسختها الثالثة‪ ،‬في حوض البحر األبيض‬ ‫المتوسط ‪.‬‬ ‫وتعد هذه الجائزة‪ ،‬الخاصة بفئة “مؤسسة‬ ‫الضفة الجنوبية”‪ ،‬من بين الجوائز المهمة التي‬ ‫تخصصها مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود‬ ‫للدراسات اإلسالمية والعلوم اإلنسانية‪،‬ومقرها‬ ‫بالدارالبيضاء‪،‬للنهوضبالترجمة‪.‬‬ ‫وجاء تتويج مدرسة الملك فهد العليا‬ ‫للترجمة بطنجة التابعة لجامعة عبد المالك‬ ‫السعدي‪ ،‬تقديرا للجهود التي تبذلها هذه‬ ‫المؤسسة للنهوض بحقل الترجمة ضمن‬ ‫محيطها المتوسطي ‪ ،‬من خالل إصدراها لمجلة‬ ‫«ترجمان» وتنظيمها العديد من المؤتمرات‬ ‫المختصة في الترجمة والتاريخ خاصة تاريخ‬

‫طنجة والمغرب‪ ،‬فضال عن االعتراف الذي تحضى‬ ‫به من قبل عدد من المؤسسات الدولية ومن‬ ‫ضمنها األمم المتحدة‪.‬‬ ‫ويولي رئيس جامعة عبد المالك السعدي‪،‬‬ ‫الدكتور حذيفة أمزيان‪ ،‬اهتماما خاصا لمجال‬ ‫الترجمة بشكل عام‪ ،‬ومدرسة الملك فهد العليا‬ ‫للترجمة تحديدا‪ ،‬نظرا للدور الذي باتت الترجمة‬ ‫تلعبة على كافة المستويات واألصعدة‪ .‬ويبرز‬

‫السنيور ‪ ،EDUARDO CALVO GARCIA‬مدير معهد سيرفانتيس بمانيال (الثاني من اليمين)‬ ‫خالل لقاء ثقافي بحضور سفير إسبانيا بالفليبين‪.‬‬

‫مؤسسة الرعاية اإلجتماعية لدور الطالب‬ ‫بالجهة‪ ،‬على أن يتم الحقا عقد شراكات مع‬ ‫القطاع الحكومي الوصي على هذا المجال‬ ‫وباقي األطراف المهتمة بالموضوع‪ ،‬من أجل‬ ‫المساهمة في إحداثها بتراب الجهة وفق‬ ‫اإلمكانيات المادية المتوفرة‪.‬‬

‫ل‪.‬س‬

‫مدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة التابعة‬ ‫لجامعة عبد المالك السعدي تحرز جائزة‬ ‫«جيرارد الكريموني» الدولية‬

‫هذا االهتمام‪ ،‬من خالل الرعاية التي ما فتئ‬ ‫يخصها لهذه المؤسسة العتيدة‪ ،‬وألنشطتها‬ ‫العلميةالجادة‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة السعيدة‪ ،‬أعرب رئيس‬ ‫الجامعة عن شكره الخاص لكل مكونات مدرسة‬ ‫الملك فهد العليا للترجمة‪ ،‬معتبرا أن تتويجها‬ ‫بهذه الجائزة الدولية‪ ،‬هو تتويج لكل مؤسسات‬ ‫ومكونات جامعة عبد المالك السعدي‪.‬‬

‫ْ�س مْ ُ‬ ‫ا�ض َي ًة َم ْر ِ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ال ْط َم ِئ َن ُّة ْارجِ عِي ِ�إ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫اد ُخلِي يِف عِ َبادِ ي‬ ‫�ض ّ َي ًة َف ْ‬ ‫} َيا �أَ ّ َيت َُها ال ّ َنف ُ‬ ‫َو ْاد ُخلِي َج َّنتِي {‬ ‫(�صدق اهلل العظيم)‬ ‫ببالغ الحزن واألسى‪ ،‬تلقينا نبأ وفاة المشمول بعفو اهلل تعالى المرحوم‬

‫الحاج محمد الطويل‬

‫متقاعد سابقا بشركة التبغ بالدار البيضاء‬

‫وقد لبى الفقيد نداء ربه‪ ،‬ليلة الجمعة ‪ 15‬محرم ‪ 1439‬هجرية‪ ،‬الموافق لـ ‪ 06‬أكتوبر‬ ‫‪ 2017‬م‪ ،‬عن عمر يناهز ‪ 83‬سنة‪ ،‬بعد مرض لم ينفع معه عالج‪ .‬وفي محفل جنائزي مهيب‬ ‫حضره األهل واألحباب واألصدقاء والمعارف ‪ ،‬و ووري جثمانه الطاهر بمقبرة سيدي اعمار‪،‬‬ ‫بعد صالة العصر ليوم السبت بمسجد محمد الخامس‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل تتقدم أسرة جريدتي طنجة والشمال بأحرالتعازي إلى أسرة‬ ‫الفقيد‪ ،‬وعلى رأسها أم المرحوم الحاجة زهور وإخوانه ‪ :‬أحمد‪ ،‬مصطفى‪ ،‬توفيق‪ ،‬فطمة‪،‬‬ ‫خديجة‪ ،‬لطيفة‪ ،‬ربيعة‪ ،‬زينب‪ ،‬وإلى أبنائه ‪ :‬منصور الطويل‪ ،‬جواد‪ ،‬فوزية‪ ،‬فتيحة‪ ،‬إيناس‪،‬‬ ‫هناء‪ ،‬وإلى صهره الحاج عبد الحق بخات والحاج مصطفى بخات و أسية ونجاة‪ ،‬وأحفادهم‪ ،‬وإلى عائلتي بخات والطويل‪ ،‬وكذا إلى‬ ‫جميع أقاربهم‪ .‬سائلين اهلل سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته‪ ،‬وأن يسكنه فسيح جناته‪ ،‬مع النبيئين والصديقين‬ ‫والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا‪ ،‬وأن يلهم ذويه الصبر الجميل‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫علمنا بمزيــد من السـرور‪ ‬أن السنيــور‪ ‬‬ ‫‪ EDUARDO CALVO GARCIA‬تم‬ ‫تعيينه‪ ‬مديرا جديــدا لمعهـــد سيرفانتيس‬ ‫الثقافي اإلسباني بطنجة‪ ،‬بعد أن خبر إدارة‬ ‫معاهد سيرفانتيس في كل من الجزائر العاصمة‬ ‫ووهران‪ ،‬وبيروت والقاهرة ومانيال ‪.‬‬ ‫ومعلوم أن المعهد سيرفانتيس‪ ‬بطنجة‬ ‫مركز متميز ليس فحسب في توسيع ‪ ‬إشعاع‬ ‫اللغة والثقافة اإلسبانيتين في هذه المدينة‪ ،‬بل‬ ‫وأيضا على مستوى البرامج الثقافية والتربوية‬ ‫التي ينظمها بهـدف إبـراز دور المثقفيــن‬ ‫المغاربة‪ ،‬خاصة من ذوي الثقافـة المزدوجة‬ ‫اإلسبانية والعربية‪ ،‬في تمتين التعاون الثقافي‬ ‫المغربي االسباني و تطوير أنشطة أكاديمية‬ ‫في شتى مجاالت الفكر والثقافة والعلوم‬

‫والفنون‪ ،‬وتثمين الرصيد المعرفي المشترك‪.‬‬ ‫المديـر الجــديـد‪ ‬لمعهــد سيرفانتيــس‬ ‫بطنجة‪ ،‬مجاز في القانون‪ ،‬وأستاذ جامعي سبق‬ ‫وأن ‪ ‬درس لسنوات طويلة علم االجتمـاع في‬ ‫جامعة كومبوتينسي بمدريد ‪ .‬وهو إلى جانب‬ ‫ذلك شاعر وكاتب وروائي‪.‬‬ ‫وإذ نرحـب بالسنيــور ‪Eduardo Calvo ‬‬ ‫‪ Garcia‬في مدينة طنجة نتمنى له مقامــا‬ ‫طيبا في هذه المدينة الحاضرة بقوة في تاريخ‬ ‫اسبانيا المعاصـر‪ ،‬ونود أن نؤكـد له دعمنـــا‬ ‫الكامل وتعاوننا المطلق في تطوير مناخ جديد‪ ‬‬ ‫للتعاون ‪ ‬الثقافـي‪ ‬واإلنسانــــي بين المغرب‬ ‫وإسبانيا‪.‬‬

‫حملة تطهيرية لتحرير الملك‬ ‫العمومي بالعرائش‬

‫يعتبر احتالل الملك العمومي من بين‬ ‫أهم المشاكل التي تواجهها الجماعات الترابية‬ ‫في العديد من مدن المملكة‪ ،‬نظرا لما تسببه‬ ‫من عرقلة وفوضى فيما يخص السير والجوالن‬ ‫داخل المدار الحضري‪ ،‬ومن بين هذه المدن‬ ‫نجد مدينة العرائش التي تعرف فوضى كبرى‬ ‫فيما يخص احتالل الملك العمومي مما اضطر‬ ‫السلطات المحلية بمدينة العرائش إلى تنظيم‬ ‫حملة تطهيرية‪ ،‬وصفت باألكبر من نوعها على‬ ‫صعيد العرائش‪ ،‬وقد تعلق األمر بتطهيربسوق‬ ‫اجنان باشا‪ ،‬حيث قامت السلطات المحلية يوم‬ ‫الثالثاء ‪ 3‬أكتوبـر بحملـــة تمشيطية واسعة‬ ‫لتحرير الملك العمومي‪ ،‬شملت باإلضافة إلى‬ ‫هذا السوق منطقة رحبة الزرع ثم شارع الحسن‬ ‫الثاني‪ ،‬حيث كانت هذه النقط السوداء تشوه‬

‫�إ�صدار جديد‬

‫للدكتور‬ ‫عبد اللطيف شهبون‪‎‬‬ ‫ه��ذا اإلص���دار عبارة‬ ‫عـن ُلمَـع مـن أعمــــدة‬ ‫في موضوع التصوف ‪.‬‬

‫ع‪ .‬ك‬

‫المدينة وبالتالي تعرقل حركة المرور والجوالن‪،‬‬ ‫وقـد قامـت السلطات بمصادرة العديد من‬ ‫كراسي وطاوالت المقاهي باإلضافة إلى األواني‬ ‫الخزفية التي كانت المقاهـي تجعلها حواجز‪،‬‬ ‫الشيء الذي كان يعيق حركة السير بالقرب من‬ ‫هذه المقاهي‪ ،‬وبالتالي يشوه منظر الشوارع‪.‬‬ ‫ولقــد لقيـت هذه الحملــة التمشيطية‬ ‫التطهيرية ترحيبا من طرف ساكنة العرائش‪،‬‬ ‫الذين يأملون أن تستمر هذه الحملة لتشمل‬ ‫بعض المناطق األخرى التي الزالت تشهد مثل‬ ‫هذه الممارسات‪ ،‬الشيء الذي يشوه معالم هذه‬ ‫المدينة التي تعتبر من بين المدن الجميلة‬ ‫بالمغرب‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬


‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫العدد ‪910‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫ال أدري كيف جرّنا الحديث إلى النوم‪ ،‬وكيف يغدو عصيا بتقدم العمر‪.‬‬ ‫ولكن الذي أعلمه أن صاحبنا األصغر منا سنا قال‪ :‬إنه ال ينام إال بمقدار‪ ،‬وبأن حصته‬ ‫من النوم‪ ،‬ال تتعدى في أحسن األحوال أربع ساعات‪ ،‬قد تكون متقطعة‪ ،‬وقد تكون‬ ‫متصلة‪ ،‬وقد تنغصها الكوابيس واألحالم المزعجة‪ ،‬فتجعلها متقطعة تارة‪ ،‬ومتصلة‬ ‫تارة‪ .‬وأقسَم أنه الينام بالنهار‪.‬‬ ‫والسبب في رأيه‪ ،‬أن مخه ال يكف عن التفكير‪ ،‬بل إنه ينشط وتتفتح شهيته‬ ‫للتخطيط والتدبير‪ ،‬بمجرد أن يضع رأسه على الوسادة‪ ،‬فهو يستعرض في شكل‬ ‫شريط مسجل‪ ،‬ما أنجزه في يومه‪ ،‬وما سينجزه في غده‪ ،‬ويأخذ األوالد الحصة الكبرى‬ ‫من هذا التفكير‪ ،‬فينسدل ستار كثيف بينه وبين النوم‪ ،‬فإذا فتح اهلل عليه بغمضة عين‪،‬‬ ‫فسرعان ما يستيقظ على وقع خطوات‪ ،‬أو حركة نافذة أو باب‪ ،‬وكأنه ينام بعين واحدة‪،‬‬ ‫وتظل األخرى مفتوحة للطوارئ أو النوازل‪.‬‬ ‫يحدُث له هذا وهو في فراشه الوثير‪ ،‬وفي غرفته المريحة المكيفة بأحدث أجهزة‬ ‫التكييف‪ ،‬وبين أهله وأوالده‪.‬‬ ‫أما إذا أدركه الليل‪ ،‬ونام على فراش غير فراشه‪ ،‬وفي منزل غير منزله‪ ،‬فإنه لن‬ ‫يغمض له جفن‪.‬‬ ‫وقد ضحكنا حين أكد لنا أنه إذا اعتزم السفر والمبيت بعيدا عن داره‪ ،‬فإن أول ما‬ ‫يصحب معه مخدته‪.‬‬ ‫قلنا له‪ :‬والمشاكل‪ ،‬هل تحملها معك هي األخرى؟ قال‪ :‬أحاول أن أتخلص منها‬ ‫قدر المستطاع‪ ،‬لكنها تالحقني حتى في أفخر الفنادق‪ ،‬فما أن أضع رأسي على مخدتي‬ ‫األثيرة‪ ،‬وأسلم نفسي لسلطان النوم‪ ،‬حتى يستيقظ عقلي‪ ،‬ويشرع في عملية النبش‬ ‫والتنقيب‪ ،‬و «تقليب المواجع»‪ .‬وهذا يكون إيذانا بسهرة قد تطول إلى ما شاء اهلل‪.‬‬ ‫إنه الزمن‪ ،‬غدا إيقاعه سريعا‪ ،‬ووقعه صعبا والذعا‪ ،‬فنحاول أن نجاريه في سرعته‪ ،‬فال‬ ‫نفلح إال بمقدار‪ ،‬وال ننجح إال بمقدار‪ .‬والضريبة التي نؤديها‪ ،‬تُقتطع من ليالينا وتُخصم‬ ‫من راحتنا‪ ،‬فنحن نلهث بالنهار‪ ،‬وال نجد الطمأنينة والسكينة بالليل‪.‬‬ ‫صاحبُنا هذا يشغل منصبا محترما‪ ،‬ويتقاضى مرتبا محترما‪ ،‬وله زوجة صالحة‪ ،‬وأبناء‬ ‫موفقون في مسيرتهم الدراسية‪ .‬إال أنه ال يهدأ له بال‪ .‬فهل يصح أن يصدق عليه‬ ‫الشطر األول من هذا البيت‪:‬‬ ‫ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم؟‪.‬‬ ‫سأترك للقارئ الجواب عن هذا السؤال‪ ،‬فلعله ينظر إلى الموضوع من زاوية أخرى‪.‬‬

‫القطاع العام‪/‬اإلدارة العمومية…‬ ‫ضرورة اإلصالح المتوازن هنا واآلن؟‪! ‬‬ ‫‬‫الدولة‪ ،‬الحكومة‪ ،‬الوزارة‪ ،‬العمالة‪ ،‬الباشوية‪ ،‬البلدية‪،‬الدائرة‪ ،‬القيادة‪،‬‬ ‫المقاطعة‪ ،‬الجماعة‪ ،‬دار الضريبة‪ ،‬المالية أوالخزينة‪...،‬القطاع العام‪ ،‬اإلدارة‬ ‫العمومية‪ ،‬الوظيفة العمومية‪ ...‬إلخ‪ ،‬مصطلحات تجري على ألسنة الناس كل‬ ‫يوم وفي أي مكان‪ ،‬وقد يكون الحديث بشأنها مصحوبا بالغضب واإلحساس‬ ‫بالغبن كما هو الحال في غالب األحيان‪ ،‬وقد يكون ذكرا بالخير واإلحساس‬ ‫بالفخر كما هو الحال نادرا‪.‬‬ ‫لماذا هذه العالقة المتوترة المبنية على عدم الثقة بين المواطن‬ ‫و«اإلدارة العمومية» في حين أن مبرر وجودها ككائن معنوي يجد معناه‬ ‫األساسي في خدمة هذا المواطن كفرد وكجماعة وكشعب وأمة؟‪.‬‬ ‫إن الدراسات العلمية واألكاديمية المرتبطة بمسألة اإلدارة كثيرة‪،‬‬ ‫متعددة‪ ،‬ومتنوعة من حيث المقاربة‪ ،‬وقد تنصب على وظيفتها التخطيطية أو‬ ‫التدبيرية أوالخدماتية أو التنظيمية أو الرقابية‪ ،...‬لكن واقع الحال يستعصي‬ ‫فهمـــه على الكثيـــر من‬ ‫الدارسيـــن والمتخصصين‬ ‫والمنظرين‪ ،‬إذ رغم التقدم‬ ‫الحاصل في معالجة بعض‬ ‫ال��ش��ق��وق م��ن حين آلخ��ر‪،‬‬ ‫فإن نوايا ودع��وات وبرامج‬ ‫اإلصالح المتكررة لم تستطع‬ ‫أن تحسن ص��ورة اإلدارة‬ ‫العموميــة بالمغــرب وأن‬ ‫تخلق‪ ،‬بالتالي‪ ،‬تصالحا بينها‬ ‫وبين محيطها‪ ،‬بل إن الكلفة‬ ‫المالية ل�لإدارة العمومية‪،‬‬ ‫ك��م��ا ي���رى ال��م�لاح��ظ��ون‪،‬‬ ‫تبقى باهظة أم��ام أدائها‬ ‫وإنجازاتها على األرض في‬ ‫القرية والمدينــة واإلقليــم‬ ‫والجهة والوطن وخارجه‪،‬‬ ‫والموصوفة بالتواضع إن لم‬ ‫نقل بالتردي‪.‬‬ ‫والي���ش���ك إال ج��اح��د‬ ‫أن اإلدارة العمومية وهي‬ ‫األداة التنفيذية للسياسات‬ ‫العمومية قد راكمت من‬ ‫التجربة والخبرة ما اليمكن نكرانه واحتضنت من الكفاءات الوطنية ما اليمكن‬ ‫حصره‪ ،‬مما مكنها من ترسيخ حضورها في الواقع وفي األذهان‪ ،‬لكن هذا كله‬ ‫لم يشفع لها وهي تصارع الزمن والتحوالت وصراع اإلرادات والمصالح في أن‬ ‫تبقى بمنأى عن سهام النقد الالذع والمر‪ ،‬وأشد هذه السهام هو االتهام الجاهز‬ ‫الذي أصبح متواترا وعاما‪ ،‬وهو «فساد اإلدارة»‪.‬‬ ‫وهنا ال بد من التنبيه‪ -‬ليس بدافع الدفاع األعمى عن اإلدارة العمومية‪-‬‬ ‫إلى أن الهجوم الهستيري على هذا الكائن المعنوي الذي يشكل العصب‬ ‫الحركي للدولة أينما كانت‪ ،‬هو في أحد وجوهه انعكاس لهحوم األخطبوط‬ ‫المالي عبر العالم على كل ماهو عام أو على بقايا مكتسبات وأحالم عهد المد‬ ‫«اإلشتراكي» في أفق اكتساح غير ذي رجعة لمعاقل القطاع العام وخوصصة‬ ‫رهيبة للخدمات االجتماعية باألساس تحت الشعار الدائم «دولة أقل»‪.‬‬ ‫وهذا ال يعفينا من التأكيد أن اإلدارة العمومية أو القطاع العام بشكل‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫أشمل يحتاج إلى إصالح جذري ليقوم بالدور المنوط به في تقديم الخدمة‬ ‫العمومية وخدمة المصلحة العامة‪ ،‬لكن مساحات هذا اإلصالح و جرعاته أو‬ ‫أجندته ومداخله تبقى رهينة بإرادة جماعية حقيقية وصادقة ينخرط فيها‬ ‫السياسي والنقابي والتقني واإلداري‪ ،‬والجامعة ومؤسسات التكوين المختصة‪،‬‬ ‫على اعتبار أن اإلصالح يقتضي رؤية شمولية متفق على أساساتها ودعاماتها‬ ‫ويتم تنزيلها وفق برنامج هادئ ومستمر وبروح وطنية فيها تصميم‪ ،‬على‬ ‫أن تكون قيادة هذا اإلصالح موكولة لرجال ونساء يتميزون بالكفاءة والخبرة‬ ‫والعزيمة ويتحلون باألخالق الفضلى وعلى رأسها النزاهة‪.‬‬ ‫إن المستوى الذي وصلته بالدنا في مدارج التنمية يبقى دون الطموحات‬ ‫والمؤهالت برأي المراقبين‪ ،‬رغم التقدم المسجل في العديد من المجاالت‬ ‫المرتبطة بالبنيات التحتية األساسية واالتصال والفالحة والصناعة والخدمات‪،‬‬ ‫حيث إن التأخر الكبير والمعيق مع كل الجهود المبذولة‪ ،‬مازال قائما فيما‬ ‫يسمـى بمؤشرات «التنمية‬ ‫البشرية»‪ ،‬وه��و م��ا يفرض‬ ‫استمرار وجود قطاع عام قوي‬ ‫وفاعل في الصحة والتعليم‬ ‫والتكوين والنقــل والسكن‬ ‫واإلدارة‪ ...‬يترجم روح التضامن‬ ‫ال��وط��ن��ي‪ ،‬وي��ق��وم بوظيفة‬ ‫اجتماعية وتربوية وبيداغوجية‬ ‫لتأهيل فئات واسعة وتعبئتها‬ ‫للمساهمة في البناء‪ ،‬واإلنتاج‪،‬‬ ‫واالجتهاد‪ ،‬واإلب��داع الوطني‪،‬‬ ‫ويحمي بالتالي الوطن من‬ ‫السير بسرعتين متنافرتين‬ ‫ومن الالتوازن‪.‬‬ ‫ولعل الكثير من األنظار‬ ‫تتجه‪ ،‬ف��ي ه��ذا اإلط���ار‪ ،‬إلى‬ ‫الكلفة المالية لإلصالح‪ ،‬لكن‬ ‫ما يجب توقعه في كل إصالح‬ ‫ه��و نتائجه اإليجابية على‬ ‫وضع أي بلد وتنافسيته في‬ ‫إطار المنظومة العالمية على‬ ‫المستوى المتوسط والبعيد‪،‬‬ ‫وفي هذا الصدد نجد التجارب‬ ‫متعددة خاصة في بلدان أوروبا‬ ‫الشرقية و شرق أسيا وأمريكا الالتينية‪.‬‬ ‫فهل سيخوض بلدنا المغامرة الضرورية‪ ،‬التاريخية‪ ،‬والمسؤولة إلصالح‬ ‫القطاع العام بروح ثقة وثابة‪ ،‬وبحكمة وطنية أصيلة‪ ،‬وينأى بهذا القطاع عن‬ ‫عقلية «البقرة الحلوب» و تحميله ما الطاقة له به‪ ،‬ويحميه من تطرف معاول‬ ‫المهولين بحجم الكلفة والخسارة المبينة إلفراغه من محتواه شيئا فشيئا دون‬ ‫حساب العواقب على التوازنات االجتماعية؟‪.‬‬ ‫والبد من التـأكيد‪ ،‬هنا‪ ،‬أن هذا اإلصالح يجمع كل المكونات المؤثرة‬ ‫والفاعلة فيه على ضرورته‪ ،‬كما ينتظره المواطنون بفارغ الصبر‪ ،‬ويأمله كل‬ ‫ذي عقل سليم من العاملين بالقطاع العام‪ ،‬وباإلدارة العمومية بشكل خاص‬ ‫بحرقة وقلق‪ ،‬لكن أسئلة أساسية تحوم حوله‪ :‬كيف؟ ومتى؟وكم من الوقت؟‬ ‫وإلى أين؟‪...‬فكل تشنج أو تهاون أوتعامل تكتيكي معه أو إقصاء أو تهميش‬ ‫ألحد المكونات المساهمة فيه قد يؤخر موعدنا مع التاريخ ويضر بمصلحتنا‬ ‫كوطن وشعب وأمة‪.‬‬

‫حكمة‬ ‫العبودية‪* ..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫« العبودية أعلى من مقام الوالية»‬ ‫سيدي حمزة القادري بودشيش‬

‫‪ 1‬ـ ما يدعوني للحديث عن حكمة العبودية هوما سمعته‬ ‫من بعض قول متواتر؛ من صميم حر الكالم لسيدي حمزة قدس‬ ‫اهلل سره ؛ خاصة قولته الجليلة التي صدرت بها هذه اللمعة حتى‬ ‫أتخذها نبراسي لبسط حديث موجز عن حكمة العبودية ؛ لكونها‬ ‫نسبة عليا يتجلى فيها ‪:‬‬ ‫« سر الوقوف عند حد المخلوقية‪»..‬‬ ‫• ‬ ‫«والثبوت تحت نفوذ األوامر االلهية‪»..‬‬ ‫• ‬ ‫« واالنقياد لمراسيم الشريعة الربانية‪»..‬‬ ‫• ‬ ‫وغير خاف أن مدلول الحكمة في هذا السياق ينصرف إلى‬ ‫معارف شتى ‪:‬‬ ‫معرفة آفات النفس‪..‬‬ ‫• ‬ ‫معرفة الحق لذاته‪..‬‬ ‫• ‬ ‫معرفة الخير والعمل به‪..‬‬ ‫• ‬ ‫معرفة صواب األمور‪..‬‬ ‫• ‬ ‫معرفة الرعونات البشرية‪..‬‬ ‫• ‬ ‫معرفة األمر اإللهي‪..‬‬ ‫• ‬ ‫معرفة شهود الحق‪..‬‬ ‫• ‬ ‫معرفة اإلنسان لقدر نفسه ؛ حتى ال يمد رجليه خارج‬ ‫• ‬ ‫كسائه كما يقال‪..‬‬ ‫ومن لطائف اإلشارات أن الحكمة ناطقة بلسان حالها في ‪:‬‬ ‫قلوب العارفين بالتصديق‪..‬‬ ‫• ‬ ‫قلوب العباد بالتوفيق‪..‬‬ ‫• ‬ ‫قلوب المريدين بالتفكر‪..‬‬ ‫• ‬ ‫قلوب العلماء بالتذكر‪..‬‬ ‫• ‬ ‫ومن عالماتها المنيرة ‪:‬‬ ‫• طول الصمت والكالم على قدر الحاجة‪..‬‬ ‫وفي هذا المعنى قال سيدي حمزة القادري بودشيش قدس‬ ‫اهلل سره ‪:‬‬ ‫« المقام الكبير هو الصمت ‪ ،‬وقد كان سيدي أبو مدين‬ ‫صماتا‪.»..‬‬ ‫والحكماء ورثة األنبياء ؛ فليس بعد النبوة إال الحكمة‪..‬‬ ‫وأما طريق أهل اهلل إلى الحكمة فمالزمتهم للرياضة التي‬ ‫توافق أحكام الشريعة بتهذيب األخالق النفسية والحرص على أداء‬ ‫الفروض‪..‬‬ ‫‪ 2‬ـ وأما العبودية فتحيل داللتها على لفظ العبد الذي تحرر‬ ‫قلبه من جميع ما سوى اهلل ؛ وعندئذ يكون في الحقيقة عبدا هلل ‪.‬‬ ‫وما سمى اهلل تعالى المؤمنين باسم أحسن من العبد ‪« :‬واذكر‬ ‫عبادنا‪ « »..‬واذكر عبدنا‪« »..‬نعم العبد‪.»..‬‬ ‫وقد ورد في القرآن الكريم ‪:‬‬ ‫« وما خلقت الجن واإلنس إال ليعبدون‪»..‬‬ ‫« ولقد بعثنا في كل أمة رسوال أن اعبدوا اهلل «‬ ‫« إن هذه أمتكم أمة واحدة ‪ ،‬وأنا ربكم فاعبدون» ‪..‬‬ ‫فكانت هذه التحديدات القرآنية مبينة للعالقة بين اهلل والبشر؛‬ ‫فإذا هي عالقة عبادة ‪ ،‬ونسبة كل ما سوى اهلل إليه نسبة العبد‬ ‫لمالكه وسيده ؛ فجميع البشر من آدم إلى يوم الدينونة هم عباد‬ ‫اهلل ؛ ولم يطلق عليهم هذا اإلسم في معرض إذالل ‪ ،‬بل أطلقه‬ ‫في معرض تشريف ؛ فخص بلفظ « عبدي « المقربين واألنبياء‪..‬‬ ‫ومن دقيق ما وقفت عليه في مطالعاتي أن محيي الدين ابن‬ ‫عربي أشار في فتوحاته إلى أن لفظ عبد يطلق على كل مخلوق‬ ‫خلقه اهلل تعالى من مالئكة وإنسان وحيوان وجماد ‪ ..‬فيصبح معنى‬ ‫العبد تأسيسا على هذا ‪:‬‬ ‫كل ما سوى اهلل أو بلسان ابن عربي نفسه « العالم كله‬ ‫واإلنسان»‪.‬‬ ‫ــــــــــــ‬ ‫* رؤوس أفكار لحديث قدمته يوم الجمعة ثالث ذي القعدة ‪ 1435‬ـ‬ ‫تاسع وعشرين غشت ‪ 2014‬بالزاوية األم بمداغ‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫العدد ‪910‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪� 10‬أكتوبـر ‪2017‬‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫ال‬

‫لتمويل تقاعد البرلمانيين‬ ‫من المال العام‬ ‫مسرحية تقاعد البرلمانيين‪ ،‬كما وظبها وأخرجها من كانت لهم‬ ‫مصلحة في ذلك‪ ،‬انتهت إلى «مأساة» بالنسبة للمعنيين الذين‪ ،‬لطالما‬ ‫تعرضوا للنقد الالذع بسبب ما اعتبر من طرف الرأي العام‪ ،‬ريعا يصب‬ ‫في مصلحة من لم يروا مانعا ال وطنيا وال أخالقيا‪ ،‬من إغداق أموال‬ ‫الخزينة العامة على مواطنين «تطوعوا» للخدمة العامة‪ ،‬حيث وفر‬ ‫الشعب لهم تعويضات محترمة‪ ،‬وامتيازات مالية ومعنوية مريحة‪ ،‬بلغت‬ ‫حد «الفشوش»‪ ،‬ما دفع العديدين منهم إلى العزوف عن حضور جلسات‬ ‫البرلمان‪ ،‬فضال عن المشاركة في األشغال‪ ،‬واكتفوا بزيارات يقومون بها‪،‬‬ ‫لماما‪ ،‬لـ «القبة» ودا وتبركا‪ ،‬ليس إال‪.....‬‬ ‫ولطالمــا تعالــت أصوات من الشعب‪ ،‬منددة بالتقاعــد المريـــح‬ ‫للبرلمانيين‪ ،‬يتسلمونه بمجرد انتهاء «واليتهم»‪ ،‬وهم عصبــة‪ ،‬بقـــدر‬ ‫ألف درهم عن كل سنة «خدمة»‪ ...‬يعني (‪ .....).! ‬وفق االتفاقية المبرمة‬ ‫بين مجلس النواب و ال ‪ CNRA‬سنة ‪ ،1994‬ويكون الدفع حالما يتوقف‬ ‫النائب أو المستشار‪ ،‬فيما بعد‪ ،‬عن «أداء الخدمة النيابية» وليس عليه أن‬ ‫ينتظر بلوغه سن التقاعد القانونية لينضم إلى جحافل المتقاعدين الذين‬ ‫أفنوا عمرهم في «الخدمة العامة» ليحصلوا في النهاية على دريهمات‬ ‫ال تشفع لهم في شراء دواء «الروماتيزم»‪ ،‬أو ضيق التنفس‪ ،‬أو لمعالجة‬ ‫أمراض الشيخوخة ‪ ،‬بعد أن اكتشفوا أن الراميد «كارط» الراميد ال تملك‬ ‫قوة التداول داخل مستشفيات األمة‪.‬‬ ‫ال أريد هنا أن أعدد امتيازات البرلمانيين‪ ،‬المادية والمعنوية‪ ،‬من‬ ‫أجور «وزارية» وتعويضات النقل المغربية‪ ،‬وامتيازات اإلقامة بالرباط‬ ‫آسيدي‪ ،‬أكال وشربا ونوما في فنادق ‪ VIP‬اشترطوها‪ ،‬وحصلوا عليها‬ ‫من أجل الحضور الذي لم يتحقق‪ ،‬بالرغم من ذلك‪ ،‬كما كان منتظرا‪ ،‬ما‬ ‫اضطر رئاسة البرلمان إلى وضع الئحة «الكشف» والتهديد باقتطاعات‬ ‫مالية‪ ،‬وبتعميم اإلعالن عن أسماء المتهاونين‪ ،.‬كما كان يحدث في‬ ‫المدارس الفرانكو عربية أيام كان التعليم «يساق» بالكثير من االلتزام‬ ‫والجدية‪ .....! ‬ولكن‪ ،‬ال الخيرات أقنعتهم وال التهديدات ردعتهم‪ ،‬وكل ما‬ ‫أغضبهم هو عدم التوصل بالمعاش الذي أفرغ الصندوق من احتياطاته‪،‬‬ ‫نظرا لتهافت أفواج «المنتهية صالحيتهم» على االغتراف منه‪ ،‬وفق‬ ‫الضوابط المحددة في اتفاقية ‪ 1944‬التي كانت تهم النواب‪ ،‬بداية‪،‬‬ ‫ليعم خيرها على المستشارين‪ ،‬ألن «ال أحد خير من أحد» كما يقول‬ ‫إخواننا اللبنانيون!‬ ‫مراسلة الصندوق الوطني للتقاعد الموجهة إلى البرلمان بالتوقف‬ ‫عن تسديد االمعاشات البرلمانية ابتداء من فاتح أكتوبر أججت غضب‬ ‫المستفيدين‪ ،‬ودفعت المالكي إلى االستنجاد برئيس الحكومة وبوزير‬ ‫المالية مطالبا بـ «غوث» مالي عمومي للصندوق الذي أفلس تحت ضغط‬ ‫الصرف المفرط للمعاشات‪ ،‬وذلك بإعادة النظر في القانون رقم ‪24-92‬‬ ‫المتعلق بإحداث نظام المعاشات لفائدة أعضاء مجلس النواب‪ ،‬من‬ ‫لدن الصندوق الوطني للتقاعد والتأمين‪ ،‬الذي ينص على أن البرلماني‬ ‫يتقاضى ‪ 1000‬درهم عن كل سنة خدمة‪.‬إال أن الحكومة أربأت بنفسها‬ ‫عن االهتمام بهذا الموضوع الذي اعتبرته شأنا داخليا للبرلمان ‪.‬‬ ‫وهو ما أعلنه الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي حين‬ ‫شف خالل ندوته الصحافية التي أعقبت المجلس الحكومي‪ ،‬أن “معاشات‬ ‫البرلمانيين هي قضية تهم البرلمان‪ ،‬وهو المعني باتخاذ قرار بصددها”‪،‬‬ ‫وذلك في تعليق له على قرار الصندوق الوطني للتقاعد والتأمين بتوقيف‬ ‫أداء معاشات البرلمانيين خالل كل الواليات السابقة ابتداء من ‪ 1‬أكتوبر‬ ‫الجاري‪ .‬‬ ‫وأضاف الخلفي أن معاشـات البرلملنييــن‪“ ،‬مسألة مؤطـرة داخـل‬ ‫البرلمان”‪ ،‬مشيرا إلى أنه كانت “هناك مراسالت لرئيس الحكومة في‬ ‫الموضوع‪ ،‬لكن الحكومة اعتبرت أن هذا الشأن برلماني‪ ،‬وأن الحكومة‬ ‫ليس لها توجه بتخصيص إمكانات مالية لهذا الملف‪.‬‬ ‫الفرصة اآلن مواتية لكي توقف الحكومة كل دعم مالي من الخزينة‬ ‫العامة لبدعة «تقاعد البرلمانيين» الذين بمكنهم أن يتوجهوا للبنوك‬ ‫وغيرها من المؤسسات المالية ويطلبوا االستفادة من برامج االدخار‬ ‫بغايــة توفيـر «الفائض» المهم‪ ،‬لالستفادة منه زمان «أرذل العمر»‪،‬‬ ‫ولكن ليس على حساب أموال الشعب‪« ،‬على زين» عمل البرلمانيين‬ ‫سواء على مستوى التشريع أو المراقبة‪.....‬‬ ‫أصوات كثيرة تعالت‪ ،‬وال تزال‪ ،‬تصرخ‬ ‫«ال لتوظيف المال العام في تمويل تقاعد البرلمانيين»‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫نقطة حسنة للوزير حصاد‬

‫«رب لحد صار لحدا مرارا»‪....! ‬‬

‫أفلح الوزير حصاد في كسر ‪ ‬واحد من طابوهات ‪ ‬النفاق‬ ‫المجتمعي‪ ،‬المؤثرة‪ ،‬بحكم ارتباطها‪ ‬بمفاهيم بالية‪ ،‬متجاوزة‪،‬‬ ‫ومتعارضة مع المفهوم الحديث لحقوق النسان األساسية‪.‬‬

‫قبر بمقبرة «باب أغمات» بمراكش‪ ،‬اختفى قبر ‪ ‬ولم يمر‬ ‫على وفاة صاحبه أزيد من سنة‪....‬ليحل محله قبر امرأة متوفاة‬ ‫حديثا‪.‬‬

‫الوزير القادم إلى التربية والتعليم من الداخلية‪ ،‬التي‬ ‫ترسخت في مخيلة المغاربة‪ ،‬صورتها ‪ ‬كإدارة تحكم وتجبر‪،‬‬ ‫بسبب ما عرف عن بعض رجاالتها من ‪ ‬ممارسات ‪ ‬تدخل‬ ‫تحت طائلة «اليد المطلوقة» في العباد والرقاب‪ ،‬هو نفسه‬ ‫الذي «خرق» تقليدا «إداريا» كان يقضي بأن ال يقبل في‬ ‫المدارس العمومية إال من يتوفر على أوراق ثبوت الهوية‪،‬‬ ‫بمعنى أن الطفل المولود من اغتصاب أو حب أو تراض أو‬ ‫أسباب قاهرة‪ ،‬يظل خارج‪« ‬منظومة» التعليم‪...‬يعني أن‬ ‫تحدد الدولة مصيره التعس وتدفعه إلى التشرد‪ ‬والضياع‪...‬‬ ‫واالنحراف‪....‬‬

‫الحادث استنفـــر جــل المسؤولين المحليين‪ ،‬لغرابته‪،‬‬ ‫نظرا لما ‪ ‬يفترض في الناس من احترام وتوقير للمقابر‪،‬‬ ‫لتتضارب ‪ ‬األقوال حول ‪ ‬مصير القبر األول وحقيقة القبر‬ ‫الثاني‪ .‬فإما أن جثة صاحب القبر اختفت وتم نقلها لجهة‬ ‫أخرى أو أن القبر يحوي جثة الرجل والمرأة‪ ،‬معا ‪.‬وهو ما عالجته‬ ‫رائعة أبي العالء المعري «تعب كلها الحياة» التي نظمها في‬ ‫رثاء الفقيه الحنفي أبي حمزة‪ .‬وجاء في بعض أبياتها ‪:‬‬

‫حصاد ‪ ‬استجاب لدعوات العديد من‪ ‬الهيئات األهلية‪،‬‬ ‫وأمر ‪ ‬بتسجيل الطفلة أية‪ ،‬ضحية اغتصاب تعرضت له والدتها‪ ‬‬ ‫من طرف فقيه أدانه القضاء بعشر سنوات سجنا ليضع حدا‬ ‫لمعاناة هذه االم ويحمي مستقبل الطفلة التي ال ذنب لها‬ ‫في ما حدث‪ ،‬والتي كانت‪ ،‬هي أيضا‪ ،‬ضحية ‪ ‬المجتمع الظالم‬ ‫واإلدارة المتخلفة‪ ‬والعقلية الدينية‪ ‬المتحجرة‪.‬‬ ‫حالة الطفلة آية ليست منفردة‪ .‬فالكثيرون هم أطفال ما‬ ‫يسمى بـ «األمهات العازبات»‪ ،‬و الوالدات خارج إطار الزواج‬ ‫المعتمد من طرف عدلي'ن‪ ،‬أملحيـ'ن‪ ،‬أعدليــن‪ ،‬أتقييــن‪،‬‬ ‫واألطفال المتخلى عنهم‪ ،‬وأطفال الزواج العرفي‪ ،‬وغير ذلك‬ ‫من «النوازل» التي تحتاج إلى رحابة صدر و سعة‪ ‬أفق‪ ،‬وقدرة‬ ‫على تأويل النصوص والقوانين التي جعلت إلسعاد الناس‬ ‫وليس لتتسبب في المزيد من شقائهم ومعاناتهم‪.‬‬ ‫‪ DDDDDDD‬‬

‫مدن بدون صفيح‬ ‫حبيبنا النبيل ابن عبد اهلل‪ ،‬وزير إعداد التراب‪ ‬والتعمير‬ ‫واإلسكان وسياسة المدينة‪ ،‬أعلن «سطات‪ ،‬مدينة بدون‬ ‫صفيح»‪ ،‬وذلك في حفـــل بهيــج أقيـــم‪« ‬بهذه المناسبة‬ ‫التاريخية» ‪ ‬التي كانت حلما‪ ،‬حسب قول الوزير‪ ،‬فتحقق بعد‬ ‫اثنتي عشرة سنة من التطلع واالنتظار‪.....‬‬ ‫وهكذا أصبحت سطات المدينة الثامنة والخمسين في‬ ‫إطار‪ ‬البرنامج الوطني «مدن بدون صفيح» الذي‪ ‬خصصت‬ ‫له اعتمادات بمبلغ ‪ 236‬مليون ساهمت فيه الوزارة المعنية‬ ‫بـ ‪ 36‬مليون‪ ...‬فقــط‪ ! ‬أما الباقـــي للدفع فإنه‪ ‬يأتي من‬ ‫«األجواد»‪.....‬‬ ‫سطات مدينة بدون صفيح‪...‬تماما كما ‪ ‬طنجة ‪ ‬التي‬ ‫أعلنت أيضا مدينة بدون صفيح‪ ...‬وحتى ‪ ‬مدينــــة القصر‬ ‫الكبير‪ ،‬الغارقة في «التشابوالت»‪ ،‬أدرجت‪ ‬في خانة المدن‬ ‫التي هجرتها مدن القصدير وانتفي منها الفقر‪ ،‬واستفاد‬ ‫«المقصدرون» سابقا من السكن الالئق‪.....‬‬ ‫كيف ؟ أال تصدقون ؟‬ ‫«قل سيروا في األرض فانظروا»‪....! ‬‬

‫‪DDDDDDD ‬‬

‫المغاربة ينتحرون‬ ‫االنتحار يكاد يصبح «ظاهرة»‪ ‬بالمغرب الذي يشهد‬ ‫العديد من حاالت االنتحار يقدم عليها مواطنون من كل‬ ‫األعمار‪ ،‬إما عن طريق الشنق حتى الموت‪ ،‬أو بالقفز من عل‪،‬‬ ‫أو بإطالق الرصاص على أنفسهم أو بتناول سوائل سامة‪ ،‬أو‬ ‫بإضرام النار في ذواتهم‪.‬‬ ‫وبالرغم من أن مدينة طنجة تعتبر «قمة» في االنتحار‪،‬‬ ‫إال أن هذه الظاهرة تشهدها العديد من الحواضر والبوادي‬ ‫المغربية‪ .‬فقد أوردت الصحافة ‪ ،‬األسبوع الماضي‪ ،‬أخبارا عن‬ ‫انتحار شخصين في مدينة سال‪ ،‬وثالث بمنطقة الغرب‪ ،‬وجد‬ ‫معلقا بجذع شجرة‪ ،‬كما حاول أربعيني بمدينة سطات‪ ،‬االنتحار‬ ‫بإحراق نفسه حيث أصيب بحروق من الدرجة الثانية والثالثة‬ ‫ونقل إلى المستشفى لتلقي العالج‪.‬‬ ‫ظاهرة االنتحار التي يدعي البعض أنها تعود ‪ ‬للفقر‬ ‫والعوز‪ ‬والهشاشة والعجز‪ ‬عن مواجهة متطلبات الحياة‪،‬‬ ‫أو لإلحســـاس ‪ ‬باإلهانـــة ‪ ‬أو الظلم ‪ ‬أو الحكرة‪ ،‬أو للفشل‬ ‫في مشروع حياتي أو اقتصادي‪ ،‬أو ألسباب عاطفية‪ ،‬هذه‬ ‫الظاهرة‪ ،‬أصبحت تشكل مصدر قلق بالنسبة للباحثين‬ ‫والمتتبعين‪ ،‬وتحتاج إلى معالجة علمية يتوالها مختصون‪.‬‬ ‫إال أن االنطباع الحاصل لدى العموم أن هذا األمر ال يعني‬ ‫أصحاب الحال في شيء‪ ،‬ولم تصدر لآلن أي بادرة في هذا‬ ‫الشأن بالرغم من أن رئيس الحكومة «حكيم نفساني» ‪« ‬قد‬ ‫الدنيا»‪....!! ‬‬

‫صاح‪ ،‬هذي قبورنا تمآل الرحب‬ ‫فأين القبـور من عهـد عـاد ؟‬ ‫رب لـحد صار لحدا مـــــــرارا‬ ‫ضاحك من تزاحم األضـداد‪! ‬‬ ‫ودفيـن على بقايـــا دفـــين‬ ‫في طـويـل األزمـان واآلبــاد‪ ‬‬ ‫‪ DDDDDDD‬‬

‫نحن في «القمة»‪! ‬‬ ‫إحصائيات مندوبية التخطيط التي تسمو وال يسمو‬ ‫عليها‪ ،‬أنصفتنا‪ ،‬هذه المرة‪ ،‬نحن في الجهة ‪NUMBER‬‬ ‫‪ ONE‬وفق الترتيب الرسمي للجهات اإلثنتي عشرة‪ ،‬حيث‬ ‫أعطتنا ‪ ‬رتبة متقدمة على لوحة «مغاربة بدون مأوى» مباشرة‬ ‫بعد جهة الدار البيضاء ـ سطات‪ ‬وقبل جهة فاس مكناس‪ ‬‬ ‫وجهة الشرق ‪ ،‬بل إننا تخطينا جهة «الرباط‪ ‬آسيدي»‪ ‬والباقي‬ ‫من الجهات جاء في المؤخرة بنسب ضعيفة مقارنة معنا نحن‬ ‫«الكبار» في ما يخص مغاربة الشوارع‪ ،.‬حيث إننا نأوي نسبة‬ ‫‪ 14‬بالمائة ‪ ‬من مجمع ال ‪ 7226‬بالضبط‪ ،‬والعهدة على‬ ‫المندوبية ‪ ........‬وال فخر‪... ! ‬‬ ‫وللحقيقة التاريخية والجغرافية‪ ،‬نسجل أن طنجة تدفع‬ ‫ضريبة «الطفرة» التي «طفرتها» في السنــوات األخيــــرة‪،‬‬ ‫حيث فتح باب «الحج» إليها على مصراعيه أمام كل من‬ ‫هب ودب‪ ،‬وأصبح الفضاء العام «فنادق» مفتوحة في الهواء‬ ‫الطلق‪« ،‬يغشاها» الكبار والصغار‪ ،‬رجاال ونساء‪ ،‬وغدت مداخل‬ ‫العمارات «مراحيض» محمية‪ ،‬لقضاء الحاجات‪ ،‬كل «الحاجات»‬ ‫على عينك يابن عدي‪.‬‬ ‫‪ ‬ومن بين «زوار» طنجة‪« ،‬المتميزين»‪ ،‬بعض ‪« ‬نزالء‬ ‫بويا عمر» المفرج عنهم في إطار عملية «كرامة» ‪« ‬ليفرنقعوا»‬ ‫في بالد المغرب الواسعة‪ ،‬إال أن الكثير منهم استطاب‬ ‫المقام بطنجة‪ ،‬يؤثثون فضاءاتها‪ ،‬ويبعثــــون الرعب في‬ ‫نفوس أهاليها وزوارها‪ .‬ولعل رواد مقاهي وسط المدينة‬ ‫من ساحة فرنسا إلى ساحة «النجمــة»‪ ،‬يعيشون كل يوم‪،‬‬ ‫لحظات «ممتعة» مع «بهلوانيات» المعتوهين والمعتوهات‪،‬‬ ‫و «شمامــي السيليسيـــون» والشمامات‪ ،‬والمتسولين‪،‬‬ ‫والمتسوالت‪ ،‬والنصابيـــن‪ ،‬واللصـــوص والمنحرفيــــن‪،.‬‬ ‫والمنحرفـــات‪ ،..،‬لكل يـــوم نصيبــــه مــــن «العـــروض‬ ‫و«السبيكطاكالت»‪« ‬الشيقة»‪ ،‬التي تدفعك دفعا إلى العزوف‬ ‫عن الخروج إلى الشارع‪« ،‬حتى ال ترى وال تسمع ‪ ‬وال تجد وال‬ ‫تحس بما صار عليه ‪ ‬قدر طنجة «الكبرا»‪.... !!!! ‬‬ ‫‪ DDDDDDD ‬‬

‫كوكايين‬ ‫الحشيش والشيرا و «زيت الكيف»‪ ،‬وماء الموت‪ ،‬والحبات‬ ‫المقرقبة‪ ،‬والحلوى المهلوسة‪ ،‬والخبزة المجنونة‪ ،‬وكل‬ ‫«المدوخات» التي تفتك بشبابنا‪ ،‬لم تعد تكفيهم‪ ،‬بالرغم‬ ‫من أنها تدر عليهم األموال الطائلة‪ ،‬هاهم اليوم ينتقلون‬ ‫إلى الكوكايين الخام‪ ‬يغرقون السوق بآالف األطنان ليقضوا‬ ‫القضاء المبرم على النشء الجديد الذي هو كل رأس مال‬ ‫المغرب‪.‬‬ ‫فوق طنين ونصف الطن من هذه المادة الفتاكة بقيمة‬ ‫تناهز ‪ 26‬مليار درهم‪ ، ،‬تم ضبط جزء منها في سيارة‪ ‬مسجلة‬ ‫بالخارج‪ ،‬وجزء آخر بإقليم الناظور أما الجزء األكبر من هذه‬ ‫الحمولة الكوكاينية‪ ،‬فقد تم العثور عليه‪ ‬بضيعة فالحية‪ ‬‬ ‫ببوزنيقة‪ .‬كما ‪ ‬أن المصالح األمنية نجحت في إيقاف ‪ ‬عشرة‬ ‫أشخاص‪ ‬يشتبه في تعاطيهم للتجارة الدولية بالمخدرات‬ ‫الصلبة‪ .‬والحجز أيضا ‪ ‬على حوالي نصف مليون أورو و ‪17‬‬ ‫مليون سنتيم وست سيارات ‪ ،‬وغيرها‪ .‬‬ ‫ضربة معلم‪ ! ‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪910‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫كيف نربي أبناءنا اليوم‪ ...‬مع مواجهة اقتالع الثوابت‪،‬‬ ‫وتبديل القيم‪ ،‬وإحالل ثقافة مستوردة الصلة لنا بها‪،‬‬ ‫وال شيء مشترك يجمع بيننا؟!‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫مما الشك فيه أن قلوبنا تخفق بالمحبة ألبنائنا وفلذات أكبادنا‪ ،‬ونتمنى من أعماق قلوبنا أن‬ ‫نراهم في أحسن األحوال في الخلق والدين‪ ،‬وتربية األبناء وتعهدهم ورعايتهم من المسؤوليات‬ ‫الهامـة والضرورية في ظل المتغيرات الحالية‪ ،‬والقيام بها من أولى هذه المسؤوليات التي اهتم‬ ‫بها اإلسالم‪ ،‬وألقاها على الوالدين بالدرجة األولى والمجتمع بما فيه من مكونات ومناهج دراسية‬ ‫وتربوية‪ ،‬ومؤسسات إيمانية‪ ،‬وتعليمية‪ ،‬وإعالمية‪ ،‬وغيرها‪ ،‬وما لها من منافع مشتركة بين اآلباء‬ ‫واألبناء‪ ،‬وكيف أن األبناء يتأثرون باآلباء واألمهات‪ ،‬ويحملون الكثير من صفاتهم وسلوكياتهم‪،‬‬ ‫هَّ َ‬ ‫الر ُ�س َ‬ ‫ول َوت َُخونُوا �أَ َمانَات ُ‬ ‫ِك ْم َو�أَ ْنت ُْم‬ ‫قال ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪َ ( :-‬يا �أَ ُّي َها ا َّلذِ َ‬ ‫ين �آ َم ُنوا ال ت َُخونُوا الل َو َّ‬ ‫ون) ‪.‬‬ ‫ت َْع َل ُم َ‬ ‫وتربية األبناء وتعهدهم هي الخطوة الرئيسة والتحدي الهام الذي يتوقف عليه مستقبل‬ ‫األمة‪ ،‬وخاصة في زمن كثرت فيه المغريات‪ ،‬وظهرت فيه التيارات‪ ،‬وانتشرت فيه الرذيلة‪ ،‬والفساد‪،‬‬ ‫وانحرف بعضهم عن جادة الطريق باآلثام والمعاصي وغيرها‪ ،‬يساعد في ذلك قوى الظلم‬ ‫والطغيان بما يملكون من قوة مدمرة‪ ،‬وتحوالت تقنية متسارعة ومذهلة‪ ،‬ونفوذ على األرض‪،‬‬ ‫كل ذلك لغزونا فكرياً وثقافياً ونفسياً وعلمياً وصحياً‪ ،‬وفرض تحديات واقعية على شبابنا‪ ،‬لجعلهم‬ ‫في اضطراب دائم‪ ،‬ليس لهم نهج أو خطة أو هدف‪ ،‬أوضاعهم الصحية والمعنوية والنفسية في‬ ‫تدهور مستمر‪ ،‬ال يتمكنون من عمارة األرض والقيام بدورهم كبشر‪« ،‬فال يقيمون وزناً للدار‬ ‫اآلخرة واإليمان باهلل في أمور الحياة الدنيا التربوية إٌ‬ ‫والقتصادية‪ ،‬والسياسية واإلجتماعية‪ ،‬وفق‬ ‫َّ‬ ‫خطة مدروسة ونهج محدّد وأهداف واضحة لديها»‪.‬‬ ‫وقد أدرك ذلك الرسول الكريم ‪ -‬عليه الصالة والسالم ‪ -‬وتالميذ مدرسة النبوة منذ أكثر‬ ‫من ألف وأربعمائة عام‪ ،‬فكانوا عيوناً ساهرة تراقب األبناء قبل أن تعصف بهم ريح الشيطان إلى‬ ‫مهاوي الردى‪ ،‬ومزالق اإلنحراف وطرق الضالل‪،‬‬ ‫فعملوا على بنائهم‪ ،‬انطالقاً من المسجد منارة‬ ‫العلم والنور والتربية والتوجيه والبناء والتعهد‪،‬‬ ‫إدراكاً منهم أن األمة ال يمكن أن تنهض إ ّ‬ ‫ال‬ ‫برجال أخلصوا النية هلل‪ ،‬واجتهدوا في بناء‬ ‫ٍ‬ ‫فلذات أكبادهم وتربيتهــم التربيـة اإليمانية‬ ‫الصالحة لكل األزمان والعصور‪ ،‬فكانت النتيجة‬ ‫أنهم استطاعوا تغييــر المجتمــع الجاهلي‬ ‫والمتخلف الظالم إلى مجتمـــع متقدم متعلم‬ ‫يسـوده العدل والرحمة واإلحسان‪ ،‬والمحبة‬ ‫والمساواة‪ ،‬متخلصاً من العصبيات الجاهلية‬ ‫التي كانت تعصف بالمجتمع‪ .‬ومن األهمية بما‬ ‫كان‪ ،‬إدراك أن مهمة التوجيه واإلرشاد وتربية‬ ‫األبناء مهمة شاقة‪ ،‬ومن أعظم المهام التي‬ ‫يقوم بها اإلنسان في حياته الدنيا‪ ،‬للخروج‬ ‫من الذل والهوان واإلحباط الذي تعيشه األمة‬ ‫المسلمة إلى القوة والعزة والمنعة‪ ،‬لنيل رضا‬ ‫اهلل واألجر العظيم‪ ،‬ولكي يتمكن الوالدان من‬ ‫رسم معالم الطريق ألبنائهم‪ ،‬بتربية صالحة‪،‬‬ ‫وسعادة في الدارين‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫نسبة التفاؤل المتوقعة لنجاح جهود‬ ‫ترى ما‬ ‫اآلباء في تربية األبناء في ظل هبوب رياح الشرق‬ ‫والغرب ومحاوالتها المستمرة في اقتالع الثوابت‪ ،‬وتبديل القيم‪ ،‬وإحالل ثقافة مستوردة ال صلة‬ ‫لنا بها‪ ،‬وال شيء مشترك يجمع بيننا؟!‬ ‫ً‬ ‫مناعة أخالقية تحميهم‬ ‫وكيف يتصرف اآلباء واألمهات وهم الحريصون على إكساب أبنائهم‬ ‫من آفات اإلنفتاح العشوائي على ثقافات العالم إذا ما وجدوا قوة في الريح التي تجذب أبناءهم‬ ‫في المقابل على هويتهم من التشويه أو اإلنقالع؟‬ ‫ومع اجتهاد اآلباء واألمهات في التعريف بالطريقة المثلى التي تضمن السير في اإلتجاه‬ ‫الصحيح‪ ،‬إال أن الخوف من حدوث ثغرات في الفهم ونقص في اإلستيعاب يبقى قائمًا‪ ،‬فهل تتوفر‬ ‫لألبناء قدرة كافية للحفاظ على توازنهم وسط لوثة األفكار وهشاشة البنية الثقافية المستوردة‬ ‫المراد ترسيخها في المحيط اإلجتماعي؟!‬ ‫إنها مشكلة تبدو صعبة الحل‪ ،‬ولغز يبدو عسيرًا على اإلجابة‪ ،‬ومعضلة تحتاج إلى متخصص‬ ‫ليفك طالسمها ورموزها‪ ،‬فكيف يعيد األبناء ترتيب أوراقهم من جديد؟! وكيف يتمثلون الصورة‬ ‫المثالية الرائعة التي رسمها لهم الوالدان عن الشخصية الناجحة التي تثير إعجاب الناس‪،‬‬ ‫وتستحوذ على اهتمامهم‪ ،‬ما دامت ملتزمة بالمبادئ والقيم‪ ،‬وهم يرون المثل الجميل يتحطم‬ ‫أمامهم كل يوم ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫تعدُ التربية القائمة على القمع واإلرهاب والتخويف وقتل المشاعر واإلحساسات وصياغة‬ ‫هل ّ‬ ‫الشخصية الجافة الصارمة الناقمة على المجتمع ‪ -‬األسلوبَ األمثل لتربية هذا الجيل؟‪.‬‬ ‫هل عبارات وتوجيهات (اسكت يا ولد‪ ..‬ال تجلس مع الكبار‪ ..‬أنت ال يعتمد عليك‪ ..‬أنت فاشل‪..‬‬ ‫فالن أحسن منك‪ ..‬عيب عليك أما تستحي‪ ..‬سودت وجوهنا‪ ..‬ما فيك خير‪ ..‬والحرمان من المال‬ ‫أو اللعب أو أي وسيلة للترفيه بحجة عدم الوقوع في المحظورات‪ ..‬واختيار نوعية األكل والشرب‬ ‫واللباس‪ ..‬وقسر األبناء على دراسات ال يرغبونها‪ ..‬وإجبارهم على اعتناق أفكار ال يؤمنون بها‪)..‬‬

‫هل هي أساليب مجدية‪..‬؟‬ ‫هل استخدام العصا والنهر والزجر والصراخ في وجوه األبناء‪ ..‬وركلهم ورفسهم وجرهم من‬ ‫شعورهم‪ ..‬والبصق في وجوههم‪ ..‬وتحقيرهم‪ ..‬والتعامل معهم بفوقية وفرض الطاعة المطلقة‬ ‫عليهم ‪ -‬أساليبُ وطرائقُ تتوافق مع طبيعة عصرنا الحاضر؟‬ ‫وبعد‪..‬‬ ‫فإن التربية تعد أمرًا معقدًا ال يستطيع القيام به كل أحد‪ ،‬وكلما اتسع نطاق البيئة التي تتم‬ ‫فيها هذه المهمة ازدادت صعوبتها وبرز فيها خطر التأثر بما يمكن تلقيه من أفكار وسلوكيات‪،‬‬ ‫وفي عصر العولمة صارت البيئة هي العالم كله‪ ،‬على ما فيه من اختالف في الديانات والثقافات‪،‬‬ ‫يزداد حينًا ليكون تضادًّا ويقل حينًا ليكون تنوعًا‪.‬‬ ‫إن زماننا هذا زمن اإلنفتاح والمتغيرات‪ ،‬ومع كثرة التقنيات والفضائيات وكثرة الثقافات‬ ‫والشبهات أصبح الشباب يعيشون اليوم في مفترق طرق وتحت تأثير هذه المتغيرات وال شك‬ ‫أنها تسبب لهم كثيرًا من المشكالت التربوية واألخالقية‪.‬‬ ‫لقد أحدثت الفضائيات والشبكة العنكبوتية (اإلنترنت) تغيرًا مهمًا في المجتمعات بما‬ ‫قدمته من وسائل لإلتصاالت‪ ،‬جعلت العالم ينساب بعضه على بعض‪ ،‬فال حدود وال قيود تقف في‬ ‫وجه انتقال المعلومات‪ ،‬والتربية بحكم عملها وطبيعتها أكثر جوانب المجتمع عرضة للتغير‪ ،‬وبناء‬ ‫على ذلك فالمتغيرات الحادة التي ينطوي عليها عصرُ المعلومات وعصر اإلنفتاح‪ ،‬ستحدث تغيرًا‬ ‫كبيرًا في منظومة التربية‪ ،‬مناهجها وأساليبها‬ ‫وأثرها‪ ،‬ولذا أصبح من المهم مراجعة منظومة‬ ‫التربية لتتوافق مع األثر الذي ستؤديه في زمن‬ ‫اإلنفتاح‪.‬‬ ‫لم يعد المربي هو من يوجّه فقط‪ ,‬ولم‬ ‫يعد المتربي رجال سِ ْلمًا لمربّيه‪ ،‬بل فيـه‬ ‫شركاء آخرون‪ .‬فالشبكة العنكبوتية وما تحمله‬ ‫في طياتها من مواقع عدائية ومقاالت تدعو‬ ‫إلى مساوئ األخالق‪ ,‬وفي المقابل طرح خيارات‬ ‫فكرية تشوه األفكار اإلسالمية الصافية وتحارب‬ ‫مبادئه وقيمه الزكية‪ ،‬وتنوع مجاالت اإلنفتاح‬ ‫وازديادها بحيث ال يمكن حجبها‪ ،‬يزيد من‬ ‫صعوبة التربية في زمن اإلنفتاح‪ ،‬لقد أصبحنا‬ ‫عبر السماء نستقبل أفكار األمم وثقافتهم وما‬ ‫يبث من سموم‪.‬‬ ‫لم يعد من السهل على أبنائنا وشبابنا‬ ‫الوقوف أمام هذه المغريات دون أن يكون‬ ‫هناك من يمد لهم يد العون والمساعدة من‬ ‫المربّين‪ ،‬ولم يعد من السهل على المربين أن‬ ‫ينجحوا في مهمتهم في تربية األجيال ما لم يفقهوا التربية في زمن اإلنفتاح‪.‬‬ ‫لقد أصبح أمام المربّين العديد من التحديات التي تجعل من موضوع التربية األسرية وغير‬ ‫ُ‬ ‫اتخاذ القرار السليم‪ .‬وتتمثل أهم‬ ‫األسرية إشكالية يلزم تمحيصها والتفكر فيها حتى يتسنى لنا‬ ‫ً‬ ‫مواكبة سريعة من قبل األجيال القادمة‪،‬‬ ‫التحديات في اإلنفجار المعرفي المذهل الذي يحتاج‬ ‫والمتناقضات السياسية الخطيرة التي يعيشها مجتمعنا العربي واإلسالمي وما وصل إليه هذا‬ ‫المجتمع من ضعف شديد وما يحمله هذا الوهن من مضمون سيء يستشعره الشاب فيزلزل‬ ‫كيانه ويوهن عزيمته وثقته‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وسائل اإلعالم الحديثة‬ ‫يسَرتها لنا‬ ‫إننا في عصر اإلنفتاح غير المعهود على ثقافات غريبة ّ‬ ‫‪،‬فباألمس كان هذا اإلنفتاح محدودًا وكان اطالع األبناء على هذه الثقافات تحت إشراف الوالدين‬ ‫نسبيًّا‪ .‬أما اآلن فإننا نعيش مشكلة كبيرة تتمثل في هذا الفيض الجارف من المفاهيم والقيم‬ ‫األجنبية الوافدة إلينا والتي بدأت آثارها المدمرة تبدو جلية فيما نشهده من مشاكل لم تعهدها‬ ‫مجتمعاتنا ساب ًقا (العالقات الجنسية عبر النت‪ ،‬العالقات غير الشرعية مع المحارم‪ ،‬الممارسة‬ ‫المثلية‪.....‬الخ)‪.‬‬ ‫لقد أصبحت عقول وأفكار وأخالق أبنائنا ميدان سباق‪ ,‬والدعاة والمربون أحق من ينافس‬ ‫وأجدر من يسابق للوصول إليها وحمايتها من كل زيغ أو فساد‪ .‬ففي ظل هذا اإلنفتاح تتضاعف‬ ‫مسؤولية المربين في تربية النشء وفي إعداد جيل يحمل مبادئ اإلسالم وقيمه‪ ،‬وفي ظل هذا‬ ‫اإلنفتاح يزداد العبء على الدعاة والمربين للوصول بالجيل الناشئ إلى بر األمان بعد توفيق من‬ ‫اهلل‪.‬‬


‫العدد ‪910‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫اختتام فعاليات‬ ‫الملتقى الثالث‬ ‫للكفاءات المغربية‬ ‫بألمانيا بطنجة‬ ‫واإلجماع على كون‬ ‫االستثمار في التربية‬ ‫هو األمثل للمستقبل‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫شبح إغراق تطوان بالنفايات يثير قلق السكان‬

‫اليزال شبح مشكل النظافة يؤرق سكان تطوان بسبب‬ ‫اإلضرابات المتكررة التي ينفذها عمال الشريكتين المفوض‬ ‫إليهما تدبير قطاع النظافة بالمدينة‪ ،‬وما تخلفه من ترد‬ ‫على مستوى الخدمة العمومية المقدمة‪ ،‬كان آخرها نهاية‬ ‫األسبوع الماضي حيث ظلت النفايات متراكمة في عدد من‬ ‫أزقة وأحياء تطوان لمدة اثنتي عشرة ساعة‪ ،‬قبل أن يتدخل‬ ‫نائب عمدة تطوان المفوض له تتبع قطاع النظافة بالمدينة‪.‬‬ ‫وأكد مصدر موثوق أن نائب العمدة المكلف بقطاع‬ ‫النظافة نجح في إقناع العمال والمستخدمين بشركة‬ ‫«ميكومار» بإيقاف إضرابهم والعودة إلى العمل فور انتهاء‬ ‫اجتماعه معهم‪.‬‬ ‫وعن حيثيات هذا اللقاء‪ ،‬التقــت «المساء» بحميــد‬ ‫الدامون‪ ،‬نائب رئيس مجلس جماعة تطوان‪ ،‬واستفسرته‬ ‫عن أسباب إضراب عمال إحدى الشركتين المكلفتين بتدبير‬ ‫قطاع النظافة بالمدينة‪ ،‬فشدد أوال على أن هذا اإلضراب‬ ‫غير قانوني لكون ممثلي العمال لم يعلموا رؤساءهم وال‬ ‫المجلس الجماعي بقرار اإلضراب‪ ،‬ولم يصدروا بيانات في‬ ‫الموضوع‪ ،‬وتابع بأنه اعتقد في البداية أن مسببات اإلضراب‬ ‫هي ذات طبيعة سياسية بحتة مثلما كان عليه الحال في‬ ‫اإلضرابات السابقة‪ ،‬غير أنه اكتشف أن دواعي الحركة‬ ‫االحتجاجية هي تقنية ولوجيستية وأخرى مرتبطة بصعوبات‬ ‫على مستوى الجانب التواصلي بينهم وبين مديرهم‪.‬‬ ‫وأوضح المسؤول المنتخب أن ممثلي العمال باحوا له‪،‬‬ ‫في اجتماع مطول معهم دام أربع ساعات ونصف وحضره‬ ‫ممثلون نقابيون‪ ،‬بالسبب الرئيس الذي يقف وراء احتياجهم‪،‬‬ ‫وهو سلوك مديرهم الذي ما فتئ يحتقرهم ويعاملهم‬

‫بوقاحة وازدراء‪ ،‬وفق تعبيرهم المنقول على لسان نائب‬ ‫العمدة‪.‬‬ ‫فعمد حميد الدامون‪ ،‬وفق ما جاء في تصريحه‪ ،‬علي‬ ‫تهدئة نفوس العمال‪ ،‬ووعدهم بالتدخل شخصيا لدى‬ ‫اإلدارة العامة للشركة لتقف على تجاوزات أحد مدرائها مع‬ ‫المستخدمين‪ ،‬في حال فشله في التوصل إلى اتفاق ثنائي‬ ‫بينه وبين مدير فرع الشركة بتطوان يقضي بضمان‬ ‫احترامه للعمل النقابي ولحرية التعبير‪.‬‬ ‫وبخصوص المشاكل األخرى التي دفعت العمال إلى‬ ‫اإلضراب‪ ،‬قال الدامون إنها تتعلق بتوفير أدوات عمل وآليات‬ ‫جديدة وتجديد مالبسهم وتوفير أحذية خاصة بهم‪.‬‬ ‫وخلصت جلسة المفاوضات بين مناديب عن عمال‬ ‫شركة النظافة ونائب عمدة تطوان‪ ،‬إلى توقيف اإلضراب‬

‫والعودة إلى العمل فورا‪ ،‬وإلى تعليق قرار اإلضراب ألجل غير‬ ‫مسمى‪.‬‬ ‫والقى تدخل نائب عمدة تطوان الذي وصف ب‬ ‫«الحاسم» استحسان ساكنة المدينة عقب تجنيب مدينتهم‬ ‫التحول إلى مزبلة كبيرة في ظرف وجيز‪.‬‬ ‫غير أن للمعارضة السياسية بمجلس جماعة تطوان‬ ‫موقفا مغايرا من الموضوع برمته‪ ،‬إذ اعتبر عبد السالم‬ ‫الدامون عن فريق المعارضة بالمجلس‪ ،‬أن تدبير قطاع‬ ‫النظافة بتطوان تشوبه عدة نواقص ويتسم بالعشوائية‪،‬‬ ‫وأن المسؤولية ال تتحملها شركة النظافة المفوض إليها‬ ‫تدبير القطاع بل تحاسب عليها جماعة تطوان المسؤولة‬ ‫أمام المواطنين الذين تستخلص منهم الضرائب‪.‬‬

‫رضوان الحسوني‬

‫رئيس جماعة شفشاون يدعو من تطوان إلى اعتبار حي عين حوزي‬ ‫«منطقة منكوبة»‬

‫عرف اليوم االفتتاحي للمنتدى الجهوي الثالت لحكامة‬ ‫الماء وتدبيره على صعيد جهة طنجة تطوان الحسيمة‪،‬‬ ‫مشاركة وازنة شملت مسؤولين حكوميين وآخرين يمثلون‬ ‫المؤسسات المتدخلة في قطاع الماء وجل رؤساء الجماعات‬ ‫الحضرية والقروية الممثلة بالجهة‪ ،‬باإلضافة إلى رئيس‬ ‫جامعة عبد الملك السعدي بتطوان المستضيفة لفعاليات‬ ‫الملتقى‪ ،‬وثلة من الخبراء والباحثين واألكاديمين‪ ،‬تدارسوا‬ ‫خالل اليوم األول من التظاهرة‪ ،‬سبل ترشيد استهالك‬ ‫الماء وضبط آليات دقيقة وإجرائية قادرة على التخفيف من‬ ‫ظاهرة تبذير المياه بالمنطقة‪.‬‬ ‫وعلى هامش المنتدى المنظم من طرف «المؤسسة‬ ‫ومؤسسة كونراد أديناور األلمانية»‪ ،‬بشراكة مع وزارة‬ ‫التجهيز والنقل واللوجستيك والماء‪ ،‬المكلفة بالماء ومجلس‬ ‫جهة طنجة تطوان ـ الحسيمة‪ ،‬والمجلس اإلقليمي لتطوان‬

‫وجامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬تحت شعار‪« :‬تدبير الماء‬ ‫والتغيرات المناخية»‪ ،‬التقت «المساء»‪ ،‬بمحمد السفياني‪،‬‬ ‫رئيس جماعة شفشاون‪ ،‬الستفساره على مصير ملف حي‬ ‫عين حوزي بالمدينة‪ ،‬الذي تضرر عدد من منازله وطرقه‬ ‫من انخرافات التربة الناتجة عن التساقطات المطرية‬ ‫للسنة الماضية‪ ،‬فأوضح رئيس جماعة شفشاون بكون ندرة‬ ‫التساقطات تخلق مشاكل عديدة في تزويد األحياء السكنية‬ ‫بالماء الصالح للشرب وفي ري األراضي الزراعية‪ ،‬وفي حال‬ ‫كثرتها أحيانا تؤدي إلى كوارث طبيعية مثل الفياضانات‬ ‫وانجرافات التربة‪ ،‬كما حدث لحي عين حوزي بمدينة‬ ‫شفشاون‪ ،‬الذي تضرر كثيرا من فياضانات السنة الماضية‬ ‫التي ألحقت أضرارا بليغة بعدد من المنازل والمحالت‬ ‫التجارية والطرق‪.‬‬ ‫وأكد محمد السفياني أنه اغتنم مناسبة الملتقى‬

‫الجهوي حول الماء‪ ،‬لدعوة المصالح المركزية بوزارة‬ ‫الداخلية‪ ،‬أثناء مداخلته‪ ،‬إلى اعتبار حي عين حوزي منطقة‬ ‫منكوبة‪ ،‬حتى يحظى بتعامل استثنائي وتخصص له مزانية‬ ‫خاصة كفيلة بتمويل مشروع إصالح وتأهيل البنية التحتية‬ ‫للحي‪ ،‬والذي أعده مركز دراسات بتكليف من الجامعة ذاتها‪،‬‬ ‫حتى يكون قادرا على مقاومة انجرافات التربة التي قد تنتج‬ ‫عن التساقطات المطرية المقبلة‪.‬‬ ‫يذكر أن فعاليات الملتقى تواصلت طيلة نهاية‬ ‫األسبوع الماضي‪ ،‬ومن المنتظر أن يتفق الخبراء الحاضرون‬ ‫على مجموعة من التوصيات أرادوها أن تكون عملية وقابلة‬ ‫للتطبيق والمراقبة والتتبع‪.‬‬

‫ر‪.‬ح‬

‫اختتمت‪ ،‬أشغال الملتقى الثالث للكفاءات المغربية‬ ‫بألمانيا‪ ،‬والذي انطلقت أشغاله يوم السبت المنصرم‪،‬‬ ‫تحت شعار «مغاربة العالم‪ ..‬كفاءات لمغرب الغد»‪ .‬وعرف‬ ‫اليوم األخير تنظيم الجلسة الثالثة األخيرة ضمن فعاليات‬ ‫هذا الملتقى‪ ،‬والتي تركزت حول قضية التربية التي تبقى‬ ‫االستثمار األمثل في المستقبل‪ ،‬وتم التطرق‪ ،‬كذلك‪،‬‬ ‫للنجاحات والنواقص الخاصة بهذا القطاع من خالل النظام‬ ‫األلماني المزدوج‪ ،‬الذي يعتمد التعليم قاطرة للتنمية من‬ ‫خالل إلزامية كون قضية التعليم تعتبر المنطق األساسي‬ ‫للعلم‪.‬‬ ‫هذا وتم استعراض نماذج للتعليم بألمانيا‪ ،‬من خالل‬ ‫االرتكاز على مبدأ ضرورة تلقين اللغات لألطفال قصد إعداد‬ ‫أرضية مستقبلية لالستثمار في هذه الفئات‪ ،‬وجرى الحديث‬ ‫عن الوحدة الترابية للمملكة وكون مغاربة العالم يتحملون‬ ‫مسؤولية كبرى في هذا الجانب‪ ،‬حول ضرورة التعريف‬ ‫بهذه القضية تزامنا وما يجري بـ «كتالونيا» اإلسبانية‪.‬‬ ‫ونبه المشاركون في الملتقى إلى أن ملف الوحدة الترابية‬ ‫تولي له باقي الدول األوروبية أهمية قصوى‪ ،‬وأن الكفاءات‬ ‫المغربية بهذه الدول قادرة على التعريف به إلفشال مناورات‬ ‫الخصوم‪ ،‬على تعبير تدخالت المشاركين‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬كشف إدريس برطوط‪ ،‬األستاذ‬ ‫الجامعي بألمانيا‪ ،‬وأحد المشاركين ضمن الورشات الخاصة‬ ‫بالتربية والتكوين‪ ،‬في تصريح خاص لـ «األخبار»‪ ،‬أن بدايته‬ ‫انطلقت من مدينة الدار البيضاء‪ ،‬موضحا‪ ،‬في كشفه عن‬ ‫تجربته بشأن الهجرة نحو ألمانيا‪ ،‬أنه انتقل بداية األمر‬ ‫إلى فرنسا‪ ،‬غير أنه لم يتم قبول ملفه في هذه الدولة‪ ،‬قبل‬ ‫االنتقال إلى ألمانيا‪ ،‬مضيفا أنه سرعان ما تم قبوله ومنحه‬ ‫منحة خاصة للدراسة بألمانيا الشرقية‪ ،‬حيث بدا مساعدا‬ ‫في الجامعة ثم حصل على دبلوم وقضى ست سنوات في‬ ‫مجال قطاع الصناعة‪ ،‬قبل الحصول على ترقية في ما بعد‪.‬‬ ‫وأوضح برطوط أنه على اتصال بالجامعات المغربية‪ ،‬حيث‬ ‫تم إحداث إجازة مهنية في قطاع الصناعة بجامعة محمد‬ ‫الخامس بالرباط‪.‬‬ ‫وشدد برطوط على أنه عار أن يهاجر الشخص بلده‬ ‫وهو جاهز وتستغله البلدان األخرى في ظروفها الخاصة‪،‬‬ ‫موضحا أنه بحاجة لكفاءاتهم‪ ،‬معتبرا أن الكفاءات األساسية‬ ‫هي التي تستطيع استقدام رؤوس األموال لبالده‪ ،‬كاشفا‬ ‫عن الفرق الكبير والتحفيزات بين ألمانيا والمغرب من‬ ‫حيث الشركات‪ ،‬حيث إن التسهيالت في القروض متوفرة‬ ‫بشكل كبيروالمهنية عالية‪ ،‬ويتم التساهل مع المستثمرين‬ ‫ومنحهم تخفيضات غير مسبوقة‪ ،‬دون أداء الضرائب‪ ،‬حيث‬ ‫إنهم يكونون الطلبة فضال عن ربط شراكات مع الجامعات‬ ‫بألمانيا‪ ،‬وهو ما يساهم بشكل كبير في التقدم االقتصادي‬ ‫لهذا البلد‪ ،‬الذي يساهم في تقدمه بشكل سنوي وتحقيقه‬ ‫أرقام سنوية مهمة‪.‬‬

‫األخبار‪ :‬محمد أبطاش‬

‫عقوبات وغرامات ضد مكاتب بالمحطة الطرقية للمسافرين بطنجة‬ ‫بسبب تالعبات في التذاكر‬

‫علمت «األخبار» من مصادر مطلعة‪ ،‬أن اللجنة التي‬ ‫سبق أن حلت بالمحطة الطرقية للمسافرين بمدينة‬ ‫طنجة‪ ،‬قد كشفت عن خروقات وتالعبات بالجملة طالت‬ ‫عملية بيع التذاكير للمسافرين‪ ،‬حيث كشف قرار صدر‬ ‫عن المجلس الجماعي خالل األيام القليلة الماضية‪ ،‬أنه‬ ‫بناء على المراسالت التي تلقتها فضال عن والية الجهة‪،‬‬ ‫فقد تقرر تطبيق غرامة مالية قدرها ‪ 5000‬درهم في حق‬ ‫الشباك الذي يحمل رقم أربعة‪ ،‬كما هدد المجلس صاحب‬ ‫هذا الشباك باإلغالق في حال عدم األداء‪ ،‬كما طال القرار‬ ‫نفسه الشباك رقم ‪ 08‬نظرا لكونه تورط أيضا في هذه‬ ‫العملية‪ ،‬وحسب المعطيات نفسها‪ ،‬فإن هذا يأتي بعد‬ ‫اإلخالل بالقوانين الجاري بها العمل خصوصا الفصلين ‪23‬‬ ‫و‪ 28‬من مقتضيات النظام الداخلي للمحطة الطرقية‪ ،‬حيث‬ ‫تأكد أن ما جرى أثر سلبا على السير العادي لهذا المرفق‪،‬‬ ‫كما تلقت هذه المكاتب إنذارات باإلغالق وسحب الرخص‬ ‫في حال االستمرار على نفس النهج‪ ،‬ويأتي أيضا في ظل‬ ‫التقاعس المسجل من جهة المجلس الجماعي للمدينة في‬ ‫ضبط هذا المرفق نظرا للفوضى التي عرفها إبان عطلة عيد‬ ‫األضحى‪ ،‬حيث غزا سماسرة التذاكر هذا المرفق‪ ،‬في إطار‬ ‫تجاهل المجلس الجماعي للنداءات التي وجهت له في وقت‬ ‫سابق حول ضرورة تفعيل لجان للمراقبة أثناء المناسبات‬ ‫قصد القطع مع عمليات ابتزاز المسافرين‪ ،‬ما ينتج ارتباكا‬ ‫في عملية تنقيلهم‪ ،‬حيث تمت االستعانة في العطلة السالف‬ ‫ذكرها‪ ،‬بسيارات لنقل عمال الشركات‪ ،‬إليصال بعض‬

‫المسافرين إلى مدن داخلية في سابقة من نوعها‪ ،‬على إثر‬ ‫هذه التالعبات‪.‬‬ ‫يذكر أن ما جرى عصف بمدير هذا المرفق‪ ،‬وتم تعيين‬ ‫مسؤول على الجبايات مكانه‪ ،‬بعد أن تفجرت في وقت‬ ‫سابق تالعبات أخرى‪ ،‬أدت لتنقيل مدير آخر إلى مصلحة‬ ‫تابعة للمجلس نفسه‪ ،‬كما نبه مهنيون داخل المحطة إلى‬

‫ضرورة تفعيل اللجان المختصة للقطع مع ما يجري‪ ،‬مؤكدة‬ ‫أنه يكفي العودة إلى أشرطة المراقبة لرصد هذه الخروقات‬ ‫وكذا الفوضى األمنية التي تعرفها المحطة على جميع‬ ‫األصعدة‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫طفل معاق‬ ‫في حاجة إلى مساعدة‬ ‫يعاني الطفل‬ ‫محم��د العل��وي‪،‬‬ ‫البال��غ من العمـر‬ ‫‪ 10‬س��نــوات‬ ‫م��ن تأخـ��ر ف��ي‬ ‫النم��و‪ ،‬نتجـــ��ت‬ ‫عن��ه‪ ،‬م��ع م��رور‬ ‫الس��نوات إعاق��ة‬ ‫كاملـــ��ة‪ ،‬فض�لا‬ ‫عن إصابتــه بداء‬ ‫الربــ��و‪ ،‬مما جعل��ه يحتاج إل��ى مصاريف‪،‬‬ ‫القتن��اء الحفاظ��ات واألدوي��ة التي يصل‬ ‫ثمنها إلى حدود ألف (‪1000‬درهم) شهريا‪،‬‬ ‫األمر الذي تعجز عنه أس��رته المعوزة‪ .‬لذا‪،‬‬ ‫وعب��ر ه��ذا المنب��ر‪ ،‬تتقدم وال��دة الطفل‬ ‫المري��ض بندائها إلى المحس��نين وذوي‬ ‫األريحي��ة‪ ،‬راجية منه��م‪ ،‬بع��د اهلل تعالى‬ ‫مس��اعدتها‪ ،‬للتغل��ب عل��ى رعاي��ة فل��ذة‬ ‫كبدها‪ ،‬واهلل اليضيع أجر محسنين‪.‬‬

‫لالتصال‪0675927078 :‬‬

‫العنوان‪ :‬عقبة ابن األبار رقم ‪20‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫العدد ‪910‬‬

‫إقتصاد‬ ‫‪ 143،6‬مليار درهم‪ :‬حجم الدين العمومي بالمغرب‬ ‫أفادت مديرية الخزينة والمالية الخارجية‪ ،‬التابعة لوزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬بأن حجم الدين الخارجي‬ ‫العمومي بلغ ‪ 143،6‬مليار درهم خالل الفصل الثاني من سنة ‪ ،2017‬مقابل حوالي ‪ 144‬مليار درهم‬ ‫خالل الفصل الذي قبله‪.‬‬ ‫وأوضحت المديرية‪ ،‬في نشرة إحصائية حول الدين الخارجي العمومي حتى متم شهر يونيو ‪ ،2017‬أن‬ ‫الدائنين متعددي األطراف يشكلون المجموعة األولى لدائني المغرب بحصة ‪ 45،9‬في المائة من الدين‬ ‫العمومي الخارجي في مجموعه على المديين المتوسط والطويل‪ ،‬تليهم السوق المالية الدولية (‪30،8‬‬ ‫في المائة)‪.‬‬ ‫وأضافت أن عمليات السحب من القروض الخارجية بلغت ‪ 3،94‬مليار درهم‪ ،‬أنجزتها المؤسسات‬ ‫الدولية ‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق بتكاليف الدين‪ ،‬فقد بلغت‪ ،‬حسب المصدر ذاته‪ 8،252 ،‬مليار درهم حتى متم شهر‬ ‫يونيو ‪ ،‬من بينها ‪ 6،896‬مليار درهم بالنسبة للتكاليف الرئيسية‪ ،‬و‪ 1،356‬مليار درهم بالنسبة لتكاليف‬ ‫الفائدة‪.‬‬ ‫وعلى مستوى هيكلة الدين الخارجي العمومي حسب العمالت‪ ،‬فقد استحوذ األورو على حصة األسد‬ ‫ب‪ 69،6‬في المائة من الدين الخارجي للخزينة خالل هذه الفترة‪ ،‬فيما حاز الدوالر على ‪ 24،2‬في المائة‪،‬‬ ‫و‪ 2،7‬في المائة بالنسبة للين‪ ،‬و ‪ 3،5‬في المائة بالنسبة لباقي العمالت‪.‬‬ ‫ووفقا لنوع سعر الفائدة‪ ،‬أشار المصدر ذاته إلى هيمنة سعر الفائدة الثابت بنسبة ‪ 55،3‬في المائة‪،‬‬ ‫في حين يمثل الدين بسعر فائدة متغير ‪ 44،7‬في المائة‪.‬‬ ‫وتهدف النشرة اإلحصائية للدين الخارجي العمومي‪ ،‬التي تصدر كل ثالثة أشهر‪ ،‬إلى تلبية متطلبات‬ ‫المعيار الخاص لنشر المعطيات‪ ،‬كما يحدده صندوق النقد الدولي‪ ،‬وبالتالي تمكين المستخدمين‬ ‫الداخليين والخارجيين من معلومات منتظمة بهذا الخصوص‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫«تهديدات» إسبانية ضد حركة النقل الدولي المغربي‬ ‫من المرتقب أن يدخل قطاع النقل الدولي في المغرب نفقا جديدا في أفق «االعتصام» التي دعت‬ ‫له عدد من نقابات هذا القطاع‪ ،‬ردا على ما أسمته «األخطاء المتراكمة التي ارتكبتها إدارة الوزير نجيب‬ ‫بوليف‪ ،‬وقبله وزارة غالب»‪.‬‬ ‫و حسب جريدة المساء ‪ ،‬فقد وجه عدد من مهنيي النقل الدولي انتقادات حادة إلى بوليف‪ ،‬بعدما‬ ‫توصلوا منه بإشعار رسمي يخبرهم بعزم السلطات اإلسبانية شل حركة النقل الدولي القادمة من المغرب‬ ‫في اتجاه إسبانيا ابتداء من سابع أكتوبر الجاري‪ ،‬بسبب طفرة الفاعلين في هذا المجال ووصول معدالت‬ ‫شركات النقل الدولي في المغرب إلى مستويات قياسية‪.‬‬ ‫وقرر عدد من مهنيي نقابات النقل الدولي القيام باعتصام مفتوح في األيام المقبلة‪ ،‬مطالبين وزارة‬ ‫النقل باتخاذ ما يلزم من أجل تجنيب هذا القطاع خسائر فادحة‪ ،‬حيث حملوا الوزارة مسؤولية إغراق هذا‬ ‫القطاع بالتراخيص‪ ،‬وهو اإلغراق الذي بدأ في عهد الوزير كريم غالب وتم تكريسه في عهد الوزير بوليف‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬قال أحمد التمسماني‪ ،‬رئيس الجامعة الديمقراطية للنقل الدولي‪ ،‬بجهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة‪ ،‬إن هذا المأزق الناتج عن الموقف اإلسباني واالرتباك المغربي‪ ،‬سيؤدي إلى إحداث أضرار‬ ‫جسيمة للمنتجات المغربية‪ ،‬خصوصا في المجال الفالحي‪ ،‬ألن ذلك يتزامن مع بداية موسم التصدير‪،‬‬ ‫حيث تغادر قرابة ‪ 400‬شاحنة مغربية يوميا التراب المغربي حاملة الصادرات الفالحية نحو مختلف مناطق‬ ‫أوربا‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫أكثر من مليون مسكن شاغر في المغرب‬ ‫بمناسبة اليوم العالمي للسكن‪ ،‬قدمت المندوبية السامية للتخطيــط في المغرب‪ ،‬بعض البيانــات‬ ‫المتعلقة بحظيرة السكن الوطنية‪ ،‬وذلك حسب معطيات اإلحصاء العام للسكان والسكنى لسنة ‪.2014‬‬ ‫وقالت المندوبية‪ ،‬من خالل مذكرة إخبارية حول السكن بالمغرب‪ ،‬إنه‪ ،‬خالل سنة ‪ ،2014‬بلغت حظيرة‬ ‫السكن الوطنية ‪ 8،86‬مليون وحدة سكنية‪ 6،19 ،‬مليون منها موجودة في الوسط الحضري (‪69،8‬‬ ‫بالمائة) مقابل ‪ 2،68‬مليون في الوسط القروي (‪ 30،2‬بالمائة)‪.‬‬

‫وأشارت المذكرة إلى أن المساكن المأهولة تشكل ‪ 79،8‬بالمائة من هذه الحظيرة‪ ،‬أما المساكن‬ ‫الفارغة فتمثل ‪ 12،2‬بالمائة‪ ،‬في حين تشكل المساكن الثانوية والموسمية ‪ 8‬بالمائة‪ .‬فيما يتميز‬ ‫الوسط القروي بهيمنة المساكن المأهولة ‪ ،‬وذلك بنسبة ‪ 91،3‬بالمائة مقابل ‪ 74،8‬بالمائة في الوسط‬ ‫الحضري‪.‬‬ ‫وأشارت المذكرة إلى انتقال عدد المساكن المأهولة من ‪ 5367178‬وحدة سكنية سنة ‪ 2004‬إلى‬ ‫‪ 7071118‬سنة ‪ ،2014‬منتقلة بذلك نسبتها في الوسط الحضري من ‪ 60،1‬بالمائة إلى ‪ 65،4‬بالمائة‪.‬‬ ‫وبين التوزيع‪ ،‬حسب نوع المساكن المأهولة في الوسط الحضري‪ ،‬تضيف المذكرة‪ ،‬زيادة في نسبة‬ ‫المنازل المغربية العصرية حيث انتقلت من ‪ 62،6‬بالمائة سنة ‪ 2004‬إلى ‪ 65‬بالمائة سنة ‪ ،2014‬وأيضا‬ ‫في نسبة الشقق حيث انتقلت من ‪ 12،4‬بالمائة سنة ‪ 2004‬إلى ‪ 17،5‬بالمائة سنة ‪ .2014‬كما أظهر‬ ‫انخفاضا في نسبة المنازل المغربية التقليدية حيث انتقلت من ‪ 8،1‬بالمائة إلى ‪ 5،5‬بالمائة‪ ،‬وأيضا في‬ ‫نسبة السكن البدائي أو مدن الصفيح من ‪ 8،2‬بالمائة إلى ‪ 5،2‬بالمائة‪.‬‬ ‫من ناحية أخرى‪ ،‬بين توزيع األسر‪ ،‬حسب نوع السكن في الوسط القروي‪ ،‬انخفاضا في نسبة المساكن‬ ‫القروية‪ ،‬حيث انتقلت من ‪ 72،8‬بالمائة سنة ‪ 2004‬إلى ‪ 64‬بالمائة سنة ‪ ،2014‬كما أظهر ارتفاعا في‬ ‫نسبة المنازل المغربية العصرية من ‪ 13،6‬بالمائة إلى ‪ 25،9‬بالمائة‪.‬‬ ‫وحسب الجهات‪ ،‬يظهر توزيع األسر‪ ،‬حسب نوع السكن في الوسط الحضري‪ ،‬أن ثالث جهات تتميز‬ ‫بكون نسب األسر التي تقطن بمنازل مغربية عصرية أقل من المعدل الوطني‪ .‬ويتعلق األمر بكل من‬ ‫جهة الدار البيضاء ‪ -‬سطات ب ‪ 50،1‬بالمائة‪ ،‬جهة الرباط سال القنيطرة ب ‪ 60،9‬بالمائة‪ ،‬وجهة مراكش‬ ‫ آسفي ب ‪ 62،8‬بالمائة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تتوفر الجهتان األوليتان على نسب مرتفعة من األسر التي تقطن‬‫الشقق (‪ 30‬و‪ 20،5‬بالمائة) والسكن البدائي أو مدن الصفيح (‪ 9،7‬و‪ 8،0‬بالمائة)‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫المغرب ومؤشر التنافسية االقتصادية العالمية‬ ‫تراجع المغرب مرتبة واحدة ليحل في المركز ‪ 71‬عالمياً بحسب تقرير التنافسية العالمي ‪2018-2017‬‬ ‫التابع للمنتدى االقتصادي العالمي‪ ،‬اعتبارا إلى أن فرص االنتعاش االقتصادي المستدام ال تزال معرضة‬ ‫لبعض الخطر‪ ،‬بعد مرور عقد على األزمة االقتصادية العالمية‪ ،‬ويعزي التقرير ذلك إلى ضعف القوانين‬ ‫وتنفيذ اإلصالحات الالزمة لدعم القدرة التنافسية وتحقيق زيادات في اإلنتاجية التي يُعتبر العالم في‬ ‫أمس الحاجة إليها‪.‬‬ ‫التقرير الذي يعطي صورة شاملة عن قدرة الدول على التنافس االقتصادي‪ ،‬يعتبر تقييماً سنوياً‬ ‫للعوامل المؤدية إلى زيادة إنتاجية الدول وازدهارها‪ .‬وللعام التاسع على التوالي‪ ،‬تتصدر سويسرا مؤشر‬ ‫التنافسية العالمية كونها أكثر االقتصادات تنافسية في العالم‪ ،‬متقدمة بذلك على الواليات المتحدة‬ ‫وسنغافورة بفارق ضئيل‪ .‬أما دول مجموعة العشرين األخرى في ترتيب العشر األوائل فهي ألمانيا (‪،)5‬‬ ‫والمملكة المتحدة (‪ ،)8‬واليابان (‪ .)9‬بينما حققت الصين أعلى مرتبة بين مجموعة دول البريكس‪ ،‬حيث‬ ‫زادت بمعدل درجة واحدة لتصل إلى المرتبة ‪.27‬‬ ‫واستناد اً إلى بيانات مؤشر التنافسية العالمي التي تعود إلى عشر سنوات‪ ،‬يبرز تقرير هذا العام نقاطا‬ ‫مثيرة للقلق‪ ،‬منها النظام المالي‪ ،‬ومستويات القدرة التنافسية وضرورة حماية حقوق العمال بعد انتشار‬ ‫الروبوتات والتشغيل اآللي والعمل على خلق ظروف يمكن للدول الصناعية أن تصمد أمام الصدمات‬ ‫االقتصادية وأن تدعم العمال خالل الفترات االنتقالية‪.‬‬ ‫والحظ التقرير أن الفائز األكبر في ترتيب الدول العشر األولى هو هونج كونج‪ ،‬التي قفزت ثالث‬ ‫مراتب لتخطف المركز السادس من السويد التي ح ّلت سابع ًة هذا العام متبوع ًة بالمملكة المتحدة‬ ‫واليابان ‪ ،‬والتي خسر كل منها مرتبة واحدة‪ .‬أما المركز العاشر‪ ،‬فكان من نصيب فنلندا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لتحل في المركز ‪.22‬‬ ‫وفي أوروبا‪ ،‬خسرت فرنسا‪ ،‬وهي ثاني أكبر اقتصادات المنطقة‪ ،‬مرتبة واحدة‬ ‫وبشكل عام‪ ،‬يرى التقرير أن هناك تحسناً ضئي ًال في سدّ الفجوة بين شمال وجنوب أوروبا‪ ،‬على الرغم من‬ ‫تغير طفيف في ترتيب إسبانيا (‪ )34‬وإيطاليا (‪ ،)43‬واليونان (‪ .)87‬هذا وقد حسنت روسيا من ترتيبها حيث‬ ‫ارتفعت خمس مراتب لتصل إلى المركز ‪.38‬‬ ‫أما منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا فحسّنت من متوسط أدائها هذا العام‪ ،‬على الرغم من‬ ‫تدهور البيئة االقتصادية الكلية في بعض الدول‪ .‬وقد أجبر انخفاض أسعار النفط والغاز هذه المنطقة‬ ‫على تنفيذ اإلصالحات الرامية إلى تعزيز التنويع‪ ،‬وأدت االستثمارات الكثيفة في البنية التحتية الرقمية‬ ‫والتكنولوجية إلى تحسينات كبيرة في مجال الجاهزية التكنولوجية‪ .‬وقد تصدّرت اإلمارات العربية‬ ‫المتحدة (‪ )17‬الدول العربية‪ ،‬تليها قطر (‪ ،)25‬في حين سجّلت مصر تحسنا واضحا حيث حلت في المرتبة‬ ‫‪ ،101‬متقدمة بأربع عشرة نقطة‪.‬‬

‫تطوان ‪ :‬المنتدى الجهوي حول الماء‬ ‫اختتمت نهاية شهر شتمبر الماضي فعاليات الملتقى‬ ‫الجهوي الثالث حول الماء‪ ،‬الذي نظم تحت شعار «تدبير الماء‬ ‫والتغيرات المناخية بجهة طنجة تطوان الحسيمة»‬ ‫هذا الملتقى الذي نظمته المؤسسة المتوسطية للتعاون‬ ‫والتنمية‪ ،‬بالتعاون مع مؤسسة «كونراد أديناور» األلمانية‬ ‫وبشراكة مع كتابة الدولة المكلفة بالماء ومجلس جهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة وجامعة عبد المالك السعدي ووكالة الحوض‬ ‫المائي اللكوس‪ ،‬عرف مشاركة نخبة من الباحثين الجامعيين‬ ‫المغاربة‪ ،‬إلى جانب عدد من الخبراء‪ ،‬ورؤساء الجماعات الترابية‬ ‫بجهة الشمال‪ ،‬وفعاليات المجتمع المدني‪.‬‬ ‫الملتقى الجهوي ناقش خالل يومي ‪ 29‬و‪ 30‬شتمبر‬ ‫الماضي عدة مواضيع وقضايا مرتبطة بتدبير الماء والتغيرات‬ ‫المناخية ووقعها على المغرب عموما‪ ،‬وعلى جهة الشمال على‬ ‫وجه الخصوص‪ ،‬من بينها تفعيل المساهمات المحددة وطنيا‬ ‫في مجال تدبير الماء‪ ،‬والتغيرات المناخية والجماعات الترابية‪:‬‬ ‫مبادرات محلية وتعاون شامل‪ ،‬و دور المجتمع المدني في‬ ‫تعبئة وانخراط المواطنين في تفعيل السياسات المناخية‪،‬‬ ‫ودور المجلس األعلى للماء‪ ،‬وتأثير التغيرات المناخية على‬ ‫الموارد المائية‪ ،‬والثقافة األصيلة والمبتكرة في تدبير الماء‬ ‫بالمغرب‪.‬‬ ‫كما قدم الباحثون نظرة شاملة عن تجارب الجماعات‬ ‫الترابية بجهة الشمال في مجال تدبير الموارد المائية‪ ،‬من خالل مناقشة اإلستراتيجية الجهوية في حماية البيئة وخفض‬ ‫تأثير التغيرات المناخية‪ ،‬والسياسة الجهوية في مجال الماء ومكانتها في مخطط التنمية‪ ،‬وسياسة تدبير الماء بجماعة‬ ‫طنجة‪ ،‬وإمكانية جعل شفشاون مدينة مستدامة مستقبال‪ ،‬وتدبير الماء في الجماعات القروية بإقليم العرائش‪ ،‬وتدبير ري‬

‫المساحات الخضراء بالمضيق وسياسة‬ ‫شركة أمانديس في تدبير قطاعي الماء‬ ‫الشروبوالتطهير‪.‬‬ ‫كما اشتمل برنامج هذا اللقاء على‬ ‫تنظيم ورشات تحسيسية استفاد منها طلبة الجامعة‪.‬‬ ‫هذا وقد صدرت عن هذا الملتقى الجهوي عدة توصيات من أهمها دعم‬ ‫التشاور والتدبير المندمج للموارد المائية على المستوى الوطني والجهوي‬ ‫والمحلي‪ ،‬والعمل على جعل حكامة تدبير عنصر الماء من القضايا المركزية‬ ‫في السياسات العمومية والجهوية والمحلية‪ ،‬وتأهيل وأجرأة الجهاز التشريعي‬ ‫والتنظيمي لقطاع الماء‪ ،‬و توفير عدد أكبر من وسائل تعبئة الموارد المائية‬ ‫مع تنويعها وتعزيز محور تدبير الطلب في االستراتيجية الوطنية‪ ،‬عبر برامج‬ ‫وطنية للتحكم في الطلب‪ ،‬واقتصاد الماء‪ ،‬وتثمين الموارد المائية على‬ ‫مستوى مجموع سلسلة القيم لقطاع الماء‪ ،‬وكذا النهوض بالشراكة بين‬ ‫القطاعين العمومي والخاص في مجال الماء‪ ،‬ودعت التوصيات إلى مالءمة‬ ‫برامج التربية والتكوين واالبتكار العلمي والتحسيس مع تحديات قطاع الماء‪،‬‬ ‫وتعزيز اآلليات والبرامج الوطنية والجهوية والمحلية لحماية الموارد المائية‪.‬‬ ‫ودع��ا البيان الختامي‪ ،‬إلى ض��رورة تطوير نموذج للتدبير العادل‬ ‫والمستدام اقتصاديا لقطاع الماء‪ ،‬وكذا تعزيز قدرات المتدخلين في قطاع‬ ‫الماء في مجال تدبير معرفة المخاطر‪ ‬والتغيرات المناخية والمجالية‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‪ ‬‬


‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫العدد ‪910‬‬

‫د‪ .‬حذيفة أمزيان يستقبل رئيس جامعة الرايزي األندونيسية‬ ‫في إطـار التعـاون القــائـم بين جامعــة‬ ‫عبد المالك السعدي‪ ،‬وعدد من المؤسسات‬ ‫الجامعية بدولة أندونيسيا‪ ،‬استقبل رئيس‬ ‫جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬حذيفة أمزيان‪،‬‬ ‫صباح يوم األربعاء ‪ 04‬أكتوبر الجاري‪ ،‬بمقر‬ ‫رئاسة الجامعة رفقة نائبه المكلف بالبحث‬ ‫العلمي والتعاون‪ ،‬أحمد المساوي‪ ،‬وكذا المكلف‬ ‫بالموارد المعلوماتية برئاسة الجامعة‪ ،‬محمد‬ ‫العربي كركب‪ ..‬استقبل؛ وف��دا يمثل دولة‬ ‫أندونيسيا الشقيقة يترأسه الدكتور فريد وجدي‬ ‫إبراهيم رئيس جامعة الرايزي اإلسالمية‪.‬‬ ‫وخالل هذا اللقاء‪ ،‬ثمن الطرفان مستوى‬ ‫العالقات الجيدة القائمة بين البلدين‪ ،‬وخصوصا‬ ‫ما يتعلق منها بالتعليم العالي والبحث العلمي‬ ‫وتكوين األطر‪.‬‬ ‫كما تباحث الطرفان سبل النهوض بعدد‬ ‫من الشراكات الجديدة لتثمين وتطوير مجالي‬ ‫البحث العلمي والبيداغوجي بالبلدين‪ ،‬وتبادل‬ ‫الخبرات‪ ‬والتجارب وتبادل الزيارات العلمية‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلط��ار‪ ،‬قام الوفد األندونيسي‬ ‫الشقيق‪ ،‬في اليوم نفسه‪ ،‬بزيارة تواصلية إلى‬ ‫كلية أصول الدين بتطوان‪ ،‬التابعة لجامعة‬ ‫عبد المالك السعدي‪،‬حيث استمع إلى عرض‬

‫قدمه نائبا العميد‪ ،‬المكلفين بالبحث العلمي‪،‬‬ ‫وال��ش��ؤون البيداغوجية‪ ،‬عن الكلية وعن‬ ‫المسالك الدراسية المعتمدة بها ‪ ،‬وأنشطتها‬ ‫العلمية والثقافية ‪.‬‬ ‫يشار؛ إلى أن رئيس جامعة عبد المالك‬ ‫السعدي‪ ،‬حذيفة أمزيان‪ ،‬سبق له في مناسبات‬

‫سابقة أن استقبل عددا من الوفود األندونيسية‬ ‫برئاسة سفير أندونيسيا بالرباط ومستشاره‬ ‫في شؤون التعليم العالي‪ .‬وتوجت إحدى‬ ‫هذه اللقاءات بتجديد االتفاقية التي تجمع‬ ‫جامعتي عبد المالك السعدي ونهضة العلماء‬ ‫بجاكرتا‪.‬‬

‫محضر اجتماع الجمع العام السنوي العادي‬ ‫لموسم ‪ 2018 / 2017‬لجمعية ‪ Red1‬أللعاب القوى طنجة‬

‫انعقد يوم الثالثاء ‪ 26‬شتنبر ‪ 2017‬على‬ ‫الساعة السادسة مساءا جمع عام سنوي عادي‬ ‫لجمعية ‪ Red1‬أللعاب القوى بمقر دار الشباب‬ ‫حسنونة بطنجة ‪ ،‬حضره كل من يخول له‬ ‫القانون األساسي حضوره باإلظافة إلى حضور‬ ‫مجموعة من الفعاليات الرياضية و المهتمين‬ ‫خاصة بألعاب القوى و العدو الريفي و الرياضة‬ ‫بشكل عام و ممثل عصبة جهة طنجة تطوان‬ ‫أللعاب القوى ‪.‬‬ ‫في البداية رحب السيد الرئيس بالحضور‬ ‫الكريم و ذكر بجدول األعمال الذي هو على‬ ‫الشكل التالي ‪:‬‬ ‫• القراءة و المناقشة للتقريرين األدبي‬ ‫والمالي و المصادقة عليهما‬ ‫• تجديد أعضاء المكتب المسير للجمعية‬ ‫• اقتراح برنامج العمل للفترة المقبلة‬ ‫ومناقشته و المصادقة عليه‬ ‫بعد الكلمة االفتتاحية من طرف رئيس‬ ‫الجمعية السيد محمد ياسين العداتي الذي رحب‬ ‫و نوه‪ ‬بكل الفاعلين والشركاء والمتعاطفين‬ ‫الذين تحملوا عناء التنقل للحضور في هذا‬ ‫االجتماع‪ .‬وذكر بمرور سنتين على تأسيس‬ ‫الجمعية وبضرورة تكاثف الجهود لتحقيق‬ ‫أهداف الجمعية‪.‬‬ ‫قام السيد الكاتب العام للجمعية بقراءة‬ ‫التقرير األدبي لموسم ‪ 2017/ 2016‬والتقرير‬ ‫المالي من طرف السيد أمين المال ‪ ،‬ثم فتح باب‬ ‫المناقشة و المصادقة عليهما باإلجماع ‪.‬‬ ‫خالل مناقشة التقريرين األدبي والمالي تم‬ ‫تسجيلمايلي‪ :‬‬

‫‪8‬‬

‫• ضرورة تضافر الجهود والتعاون والعمل‬ ‫الجماعي إلنجاح العمل الجمعوي ووضع مصلحة‬ ‫الجمعية فوق كل اعتبارات شخصية أخرى‪.‬‬ ‫• ض��رورة إع��ادة النظر في طريقة عمل‬ ‫الجمعية من حيث التسيير والتتبع‪ .‬‬ ‫لينتقل الجمع العام إلى تجديد أعضاء‬ ‫المكتب الذي تم عن طريق االقتراع في جو من‬ ‫النزاهة و األخوة و الشفافية حيث أسفرت نتائج‬ ‫هذه االنتخابات على التشكيلة اآلتية ‪:‬‬ ‫• الرئيس ‪ :‬محمد ياسين العداتي‬ ‫• نائب الرئيس ‪ :‬عبد الحفيظ الصحراوي‬ ‫حمدي‬ ‫• الكاتب العام ‪ :‬محمد البغدادي‬ ‫• نائب الكاتب العام ‪ :‬مصطفى شداد‬

‫• أمين المال ‪ :‬الحسين برهنيش‬ ‫• نائب أمين المال ‪:‬عبد الحميد النهاجي‬ ‫• المستشار األول ‪ :‬ماجدة أحودار‬ ‫• المستشار الثاني ‪ :‬محمد أعزاير‬ ‫• المستشار الثالث ‪ :‬محمد بنفارس‬ ‫• المستشار الرابع ‪ :‬كوثر المرابط‬ ‫• المستشار الخامس ‪ :‬بوعزة العطاوي‬ ‫بعدها قدم السيد الرئيس مخطط العمل‬ ‫للجمعية برسم سنة ‪ 2018‬و تمت المصادقة‬ ‫عليه‪.‬‬

‫عن مكتب الجمعية‬

‫جيكا املغرب للكارتيه‬

‫مشروع التطهير السائل بوزان‬ ‫بين الجودة والكلفة‬

‫« حماية الساكنة من األمراض والتلوث –‬ ‫حماية المنازل من خطر التسربات – التخلص من‬ ‫األخطار المصاحبة للنفايات المنزلية – تقليص‬ ‫الخالفات والنزاعات االجتماعية الناتجة عن رمي‬ ‫المياه المستعملة في األزقة – تنمية أنشطة‬ ‫اقتصادية بديلة – تثمين العقار» إنه الواقع الذي‬ ‫ينتظره المكتب الوطني للماء الشروب والكهرباء‬ ‫( قطاع الماء ) ومجلس جماعة وزان الترابية من‬ ‫مشروع التطهير السائل الذي سيشرع في إنجازه‬ ‫قبل متم شهر أكتوبر الجاري ‪.‬‬ ‫‪ ‬تنزيل المشروع أعلن عنه في لقاء تواصلي‬ ‫عقده رئيس المجلس البلدي وفريق عمل من‬ ‫مصلحة التواصل بالمديرية الجهوية للماء‬ ‫والكهرباء بطنجة ‪ ،‬وذلك صباح يوم الثالثاء ‪3‬‬ ‫أكتوبر بمقر جماعة وزان ‪ ،‬بحضور ممثل السلطة‬ ‫المحلية ومنتخبون ومنتخبات بالجماعة ‪ ،‬وممثل‬ ‫عن هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة‬ ‫النوع االجتماعي ‪ ،‬وعضو اللجنة الجهوية لحقوق‬ ‫االنسان ‪....‬‬ ‫‪ ‬مشروع التطهير السائل ال��ذي كانت‬ ‫الصراعات السياسوية من بين العوامل الرئيسية‬ ‫التي حجزته لسنوات ‪ ،‬أشار حاماله في اللقاء‬ ‫المذكور‪ ،‬على أنه يدخل في إطار انخراط وزان‬ ‫في مشاريع التنمية المستدامة ‪ ،‬كما اعتبراه‬ ‫البوابة الرئيسية لكل حديث عن تأهيل دار‬ ‫الضمانةمستقبال‪.‬‬ ‫‪ ‬الورقة التقنية للمشروع ‪ ،‬وانطالقا كذلك‬ ‫من الشروحات التي قدمها أمام الحضور فريق‬ ‫مصلحة التواصل بالمديرية الجهوية للماء‬ ‫والكهرباء ( قطاع الماء) ‪ ،‬تفيد بأن الكلفة‬ ‫اإلجمالية للمشروع المحددة في ‪ 110‬مليون‬ ‫درهما ‪ ،‬سيوفرها العديد من المانحين ( المكتب‬ ‫الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب ‪ ،‬البنك‬ ‫األوروبي لالستثمار‪ ،‬الوكالة الفرنسية للتنمية‪،‬‬ ‫االتحاد األوروبي ‪ ،‬الوكالة البلجيكية للتنمية) ‪،.‬‬ ‫وأن المشروع يهدف إلى تنقية ‪ 5300‬متر من‬ ‫القنوات الحالية ‪ ،‬وترميم وتقوية الشبكة الحالية‬

‫اختتمت بطنجة أخيرا فعاليــات التدريب‬ ‫التقني في رياضة الكارتيه الذي نظمته جمعية‬ ‫جيكا المغرب‪ ،‬ويهدف التدريب‪ ،‬بحسب تصريح‬ ‫أدلى به للجريدة رئيس الجمعية عبد الحميد‬ ‫العافية‪ ،‬إلى المساهمــة في تقييم وتطوير‬ ‫الكفاءات الوطنية في هذه الرياضة‪.‬‬ ‫هذا وقد أشرف على التدريب‪ ،‬الذي امتد‬ ‫لثالثة أيام بالنسبة لعموم المشاركين ولخمسة‬ ‫أيام بالنسبة لألساتذة‪ ،‬اإلطار الياباني أوكوما‬ ‫رئبس جمعية جيكا الشرق األوسط وشمال‬ ‫أفريقيا التي تعد أول جمعية للكاراتيه‪ ،‬كما‬

‫تميز بحضور جمعيـة جيكـا إسبانيا وإطارها‬ ‫فرناندو ربيرو الحاصل على الحزام األسود من‬ ‫الدرجة السابعة وحضور اإلطار الوطني شعيب‬ ‫بنسليمــان الحائــز على الحزام األسـود من‬ ‫الدرجة السادسة‪.‬‬ ‫يشار إلى أن رياضة الكارتيه تعرف إقباال‬ ‫متزايدا من طرف شبــاب وشابــات المدينة‬ ‫والمنطقة إذ ارتفع عدد ممارسيها في السنوات‬ ‫األخيرة ليصل أزيد من ‪ ، 3000‬فيما أصبح ما‬ ‫يناهز ‪ 30‬بالمائة من عناصر المنتخب الوطني‬ ‫في رياضة الكراتيه ينتمون لعصبة البوغاز‪ ،‬وفق‬

‫الياباني أوكوما بالزي المغربي‬ ‫رفقة أحد المتدربين الصغار‬ ‫ما أكده المدرب واإلطار الوطني عبد الحميد‬ ‫العافية الحاصل على الحزام األسود من الدرجة‬ ‫الثالثة من الجامعة الملكية وعلى الحزام األسود‬ ‫من جمعية جيكا اليابان‪.‬‬ ‫هذا وتطالب الفعاليات الرياضية المهتمة‬ ‫برياضة الكارتيه من الجهات المسؤولة محليا‬ ‫ووطنيا بإيالء المزيد من االهتمام والرعاية‬ ‫لهذه الرياضة العريقة حماية ودعما للشبيبة‬ ‫من مخاطر االنحراف التي أصبحت تتزايد يوما‬ ‫بعد آخر‪.‬‬

‫م‪ .‬ع‬

‫محمد حمضي‪ ‬‬

‫بالغ حول استالم مجلس الجهة لحجرات‬ ‫دراسية بإقليم شفشاون في إطار‬ ‫تعويض البناء المفكك‪ .‬‬

‫ت�ؤطر فعاليات تدريب تقني بقاعة بدر املغطاة‬

‫صورة جماعية للمستفدين من التدريب التقني‬

‫على طول ‪ 3330‬متر ‪ ،‬وإنجاز ‪ 5466‬متر من‬ ‫قنوات الصرف الصحي ومياه األمطار ‪ ،‬وإنجاز‬ ‫مفرغات حموالت العواصف المطرية والمنشآت‬ ‫الملحقة ‪ ،‬وإنجاز محطتين لضخ المياه العادمة‬ ‫صبيب كل منهما ‪ 70‬ليتر في الثانية ‪ ،‬وانجاز‬ ‫محطة المياه العادمة بصبيب يعادل ‪ 5134‬متر‬ ‫مكعب في اليوم ‪.‬‬ ‫وإذا كان للجودة كلفة كما هو متعارف‬ ‫على ذلك ‪ ‬في عالم االقتصاد ‪ ،‬فإن الجودة التي‬ ‫سيلمسها ال محالة المواطنون والمواطنات‬ ‫بعد تنزيل مشروع التطهير السائل الذي فوت‬ ‫المجلس البلدي تسيير خدمته للمكتب الوطني‬ ‫للكهرباء والماء الصالح للشرب ستكون لها‬ ‫كلفة ال شك أنها ستثقل جيوب المواطنين‬ ‫والمواطنات المثقوبة أصال ‪ .‬وهكذا تقول‬ ‫المعلومات المقدمة بأن كلفة الصيانة الدائمة‬ ‫وضمان استمرار الجودة ‪ ‬ستحملها فواتير‬ ‫استهالك الماء الشروب التي تطرق شهريا أبواب‬ ‫زبناء المؤسسة العمومية المذكورة ‪ ( ،‬دفتر‬ ‫التحمالت يتحدث في واحد من بنوده عن أداء‬ ‫كل زبون ‪ 0,12‬درهم زيادة عن كل متر مكعب‬ ‫من الماء الشروب المستهلك ) ‪.‬‬ ‫الحضور ال��ذي تابع أشغال ه��ذا اللقاء‬ ‫التواصلي األول��ي ‪ ،‬نبه حامال المشروع إلى‬ ‫ضرورة اعتماد الشفافية المطلقة في عملية‬ ‫التواصل مع الساكنة التي سيتم إطالقها قبل‬ ‫متم هذا الشهر ‪ ،‬كما طالبهما بالسهر على‬ ‫مراقبة الشركة الفائزة بالصفقة بغاية التزامها‬ ‫ببنود دفتر التحمالت ‪ ،‬ودعوتها لمالءمة أشغالها‬ ‫واآلليات المستعملة في اإلنجاز مع طبيعة‬ ‫المدينة ‪ ،‬وتوسيع عملية التطهير السائل ليشمل‬ ‫منطقة طريق فاس التي لم يشملها المشروع ‪.‬‬ ‫وشددت الفعاليات الحاضرة على مطلب ترقية‬ ‫المكتب المحلي للماء الصالح للشرب إلى مديرية‬ ‫إقليمية ‪ ،‬والعمل على تعزيزها بالموارد البشرية‬ ‫واللوجيستيكية ضمانا للجودة المتحدث عنها‪.‬‬

‫في إطار تنفيذ برنامج تعويض الحجرات‬ ‫المفككة التابعة لألكاديمية الجهوية للتربية‬ ‫والتكويـــن بجهـــة طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة‪،‬‬ ‫وال��ذي يشمل األقاليم التابعة لتراب الجهة‪،‬‬ ‫تسلم مجلس الجهة من المقاولة النائلة لصفقة‬ ‫البناء بإقليم شفشاون ‪ 23‬حجرة دراسية جاهزة‬ ‫الستقبال تلميذات و تالميذ الجماعات المتواجدة‬ ‫بالوسط القروي باإلقليم‪ .‬‬

‫و تجدر اإلشارة إلى أن إجراءات االستالم‬ ‫سارية ببقية األقاليم‪ ،‬و سيتم اإلعالن عن ذلك‬ ‫في حينه‪ .‬‬ ‫و يندرج ه��ذا البرنامج في إط��ار تنفيذ‬ ‫الميزانية المخصصة لهدم و تعويض البناء‬ ‫المفكك‪ ،‬برسم سنة ‪ ،2016‬و التي تقدر ب‪20‬‬ ‫مليون درهم‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫العدد ‪910‬‬

‫حصاد واليزمي يناهضان العنف‬ ‫بوسط مدارس وزان‬

‫عبد اهلل حمودي محاضرا بالدار البيضاء ‪:‬‬

‫العلم بدون ممارسة ال ينفع في شيء‬

‫حاضر األنثروبولوجي المغربي عبد اهلل‬ ‫حمودي عشية السبت ‪30‬سبتمبر ‪ 2017‬في‬ ‫الفضاء الثقافي للكونفدرالية الديمقراطية‬ ‫للشغل بالدار البيضاء‪ -‬المقر المركزي ‪ ،‬في لقاء‬ ‫حضره جمهور نوعي وتميز بالتفاعل بين صاحب‬ ‫«الشيخ والمريد» وجمهرة المثقفين والنقابيين‪.‬‬ ‫وسير اللقاء الروائي والناقد شعيب حليفي‪ ،‬رئيس‬ ‫مختبر السرديات بالمغرب‪ ،‬حيث أبرز في مستهل‬ ‫اللقاء أن عبد اهلل حمودي باحث له أثر قوي على‬ ‫الثقافةالمغربية‪.‬‬ ‫وأكـــد حليفــي أن قيمــة هذا الباحــث‬ ‫األنثروبولوجي تكمن في ارتباطه أشد االرتباط‬ ‫بقضايا المجتمع المغربي في جوانبه الساخنة‪،‬‬ ‫ليس فقط بحكم تخصصه ومهنته‪ ،‬وإنما أيضا‬ ‫انطالقا من هويته وثقافته‪ .‬وأبرز حليفي أن‬ ‫مؤلفات حمودي يتشابك فيها الفكري بالعلمي‬ ‫والثقافي باألنثروبولوجي‪ ،‬وذلك في دنو من‬ ‫نبض المجتمع‪ ،‬حيث أن الرهان المعقود في‬ ‫كل ما كتبه قائم على هم النهوض والتقدم‬ ‫واالنفالت من كماشة التخلف‪.‬‬ ‫وقد ارتــأى عبد اهلل حمـــودي أن يبدأ‬ ‫محاضرته بالحديث عن حياته‪ ،‬حيث أبرز ارتباطه‬ ‫بالراية المغربية منذ شاهدها ترفرف وهو صبي‬ ‫ففرح بهذا الحدث الرمزي لكونه لم يكن يرى‬ ‫سوى العلم الفرنسي بألوانه الثالثة‪ .‬وقال‪ ،‬في‬ ‫هذا الصدد إنه رفض الجنسية الفرنسية‪ ،‬التي‬ ‫منحت له عندما كان يدرس في بالد األنوار‪،‬‬ ‫كما فعل األمر نفسه بأمريكا‪ ،‬معتزا بمغربيته‪،‬‬ ‫ورافضا أن تدافع عنه سفارة أجنبية إذا ما زجت‬ ‫به أفكاره أو مواقفه تجاه السلطة في السجن‪.‬‬ ‫وقال المتحدث إن العلم بدون ممارسة‬ ‫ال ينفع في شيء‪ ،‬وال يستحق أن يحمل إسم‬ ‫علم‪ ،‬خصوصا حينما يروم البحث في أوضاع‬ ‫المواطنين والقضايا التي تؤرقهم‪ .‬كما أبرز أن‬ ‫كل مشاريعه البحثية تنطلق من تطلعات الناس‪،‬‬ ‫وأنه سعى دوما إلى االرتباط بمجتمعه ودراسة‬

‫‪9‬‬

‫مشاكله‪ ،‬معتبرا أن اإلنسان بدون اختيارات‬ ‫وميوالت هو كاألرض القاحلة ال تنبت شيئا‪،‬‬ ‫إال أنه ألح في المقابل على أخذه دوما مسافة‬ ‫موضوعية مع القضايا التي يدرسها مهما كانت‬ ‫تمس ذاته وتحاول التأثير عليها‪ ،‬حتى يكون وفيا‬ ‫للعلم ويضيء جوانب خفية في مجتمعه تعميه‬ ‫عواطفه عن رؤيتها ويعمل أهل السياسة على‬ ‫إهمالها‪.‬‬ ‫وبين عبد اهلل حمودي أن الحضارة الجديدة‬ ‫تقوم على الرأسمال الالمادي‪ ،‬الذي يمثله اليوم‬ ‫المهندسون والتقنيون والعلماء والمبتكرون‪.‬‬ ‫وأبرز أن باراديغمات إنتاج الثروة والصراع‬ ‫حولها في عصر التواصليات قد تغيرت مما‬ ‫يستوجب معها تغيير التصورات وأشكال التعامل‬ ‫القديمة‪ .‬ودعا أستاذ األنثروبولوجيا ورئيس‬ ‫قسم الشرقيات بجامعة برنستون األمريكية‪،‬‬ ‫إلى ضرورة ابتداع نمط عضوي جديد للعمل‬ ‫الثقافي‪ ،‬في ظل التحوالت السريعة الجارية التي‬ ‫تحتم على المثقف والباحث أن يعثر على كيفية‬ ‫مالئمة وناجعة لتجسير العالقة بين العالم‬ ‫والممارس‪ ،‬على ضوء المفهوم القديم للمثقف‬ ‫العضوي‪.‬‬ ‫وأكد المحاضر أن الرأسمال الجديد لم يزل‬ ‫غير مفهوم وال مستوعب عندنا هنا في المغرب‪،‬‬ ‫مع أن له انعكاسات اجتماعية كبيرة تؤثر ليس‬ ‫فقط على مفاهيم العمل والطبقة الشغيلة‬ ‫والباطرونا كما ترسخت عبر عقود‪ ،‬بل يمس في‬ ‫العمق العمل النقابي ويؤثر بالسلب على جدواه‬ ‫إذا لم يتم ضبط هذه التحوالت‪ .‬وأوضح أن‬ ‫الرأسمال المالي حول طريقه اليوم إلى ميدان‬ ‫التواصليات‪ ،‬وصارت خطورته أكبر من خالل‬ ‫سرعة تنقله عبر العالم‪ ،‬الهثا خلف االمتيازات‬ ‫أينما ظهرت‪ ،‬ومحققا سرعة خيالية في األرباح‬ ‫أو اإلفالس حسب الميدان الذي يدخل إليه‪ ،‬وهو‬ ‫ما يجعل العمال أكبر ضحاياه من خالل تكريس‬

‫الالستقرار في حياتهم العملية وضياع الحقوق‬ ‫على أساس نمط الممناولة الذي صار مهيمنا‬ ‫على العديد من المقاوالت في البلدان المصنعة‬ ‫وتلك التي تنتمي إلى العالم الثالث‪.‬‬ ‫وتطرق عبد اهلل حمودي‪ ،‬في محاضرته‪،‬‬ ‫إلي ثالثة نماذج مقاوالتية‪ ،‬همت األولى‬ ‫شركات المناولة في مجال الفوسفاط‪ ،‬والثانية‬ ‫في مصفاة سامير‪ ،‬والثالثة في شركة «سيطا»‬ ‫لتدبير األزبال بالدار البيضاء عبر التفويض‪.‬‬ ‫ورصد أن المشترك بينها هو كون الشركات التي‬ ‫تناول هذه المشاريع االقتصادية باليد العاملة‬ ‫تغدو مجرد جبهة أو واجهة تتناسل خلفها‬ ‫العديد من شركات المناولة األخرى بشكل‬ ‫يجعلها تتملص مما تترتب عنه المسؤولية فيما‬ ‫يخص حقوق العمال الذين يجدون أنفسهم‬ ‫بدون مخاطب محدد‪.‬‬ ‫ونعت المتحدث هذا النمط الجديد من‬ ‫الشركات القائم على المناولة بالترحال‪ ،‬شأنه‬ ‫في ذلك شأن الرأسمال العولمي المترحل‪،‬‬ ‫مما تكون له انعكاسات خطيرة على السلم‬ ‫االجتماعي‪ .‬وأوضح أن تحصيل الحقوق أمام‬ ‫هذا الوضع الجديد‪ ،‬الذي يكرس الهشاشة‬ ‫ويفقد العامل قدرته على التفاوض عن حقوقه‬ ‫ويجعله عامال مؤقتا على الدوام وعرضة ألبشع‬ ‫أنواع االستغالل‪ ،‬ال يتأتى إال بالعض على ما هو‬ ‫محلي‪ ،‬وتحميل المسؤولية للمجالس المحلية‪،‬‬ ‫مشيرا إلى أن تكوين الرأسمال الالمادي محتكر‬ ‫اليوم من طرف طبقة اجتماعية انطالقا من‬ ‫تعليم خاص راق ال يمكن الولوج إليه إال من‬ ‫لدن هذه الطبقة الميسورة‪ ،‬مما يكرس الفجوة‬ ‫الطبقية‪.‬‬

‫علي الجديدي‬

‫المضيق تحتفي بالتراث الشعبي المغربي تحت شعار‬ ‫«مهرجان التراث الشعبي الوطني»‬ ‫تفتتح « الجمعية المتوسطية االفريقية للثقافة والفنون – دار الجمعيات «بالمضيق‪ )AMACA( ،‬ابتداء من يوم الجمعة ‪ 27‬أكتوبر ‪ ،2017‬موسمها‬ ‫الثقافي لهذه السنة‪ ،‬بمهرجان فني‪/‬ثقافي‪ ،‬يحمل شعار «البرنامج الوطني للتراث الشعبي»‪ ،‬يمتد عبر يومين‪ ،‬ينتظمهما‪ ،‬برنامج حافل بفقرات تجمع‬ ‫بين الثقافي والفني‪..‬تؤطره فعاليات الجمعية‪ ،‬من مختلف االهتمامات والتخصصات‪ ،‬علمية ومعرفية وفنية‪ ،‬وتؤثث فضاءات شخصيات محلية ودولية‪،‬‬ ‫ذات االهتمامات المشتركة‪ ،‬تقوم بتقديم ندوات فكرية حول موضوعة «التراث الوطني»‪ ،‬وداللتها االنسانية‪ ،‬وقيمتها التاريخية والحضارية‪ ،‬ودورها في‬ ‫استمرارية الشعوب‪ ،‬وفي الحفاظ على هويتها‪ ،‬وذاتيتها الفاعلة والمؤثرة في الصيرورة التاريخية لألمم‪.‬‬ ‫هذا وسيشرف على انطالقة هذه األيام كل من‪:‬‬ ‫ المسؤول عن مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة‬‫ المندوب االقليمي لوزارة الثقافة بتطوان‬‫ كلمة المجلس البلدي بالمضيق‬‫كما خطت إدارة الجمعية المتوسطية االفريقية للثقافة والفنون‪ ،‬برنامج هذه االحتفالية‪ ،‬على الشكل التالي‪:‬‬

‫البرنامج الوطني للتراث الشعبي بالمضيق‬

‫يوم الجمعة ‪ 27‬أكتوبر ‪2017‬‬ ‫‪ : 16.00‬استقبال الضيوف و الحضور بالفولكلور الشعبي الجهجوكة‪.‬‬ ‫‪ : 17.00‬افتتاح المهرجان بالنشيد الوطني من اداء فرقة كورال‬ ‫شقائق النعمان من تأطير االستاذ عمر بوعزيز‪.‬‬ ‫‪*: 17.20‬كلمة رئيس الجمعية‬ ‫* كلمة مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫* كلمة المندوب االقليمي لوزارة الثقافة بتطوان‬ ‫* كلمة المجلس البلدي بالمضيق‬ ‫‪ : 18.00‬ندوة فكرية «دراسة اثنوغرافية لألغنية الشعبية المغربية‬ ‫بمشاركة‪:‬‬ ‫ األستاذ الموزيكولوجي أحمد حبصاين‬‫ األستاذ الباحث جمال بوطيبي‬‫ األستاذ الباحث محمد الخشين‬‫من تسيير األستاذة المقتدرة الزهرة حمودان‬ ‫‪ :19.00‬رابسوديا شعرية‬ ‫من تفسير المحتفى به األستاذ احمد حبصاين على القيثارة‬ ‫األكاديمية مع نبرات صوتية شعرية رخيمة للمبدعة اإلسبانية شيلو‬ ‫تشييرا من مالقا‪.‬‬ ‫‪Rapsodia Poetica :‬‬ ‫‪Interpretacion de guitarra academica del maestro‬‬ ‫‪Ahmed Habsain con melodiosa voz poetica de: Chelo‬‬ ‫‪Texeira – Malaga.‬‬

‫‪ : 19.30‬الشاعر محمد الشيخي في حضرة الحرف المكين قراءة‬ ‫شعرية‪.‬‬ ‫‪ : 19.50‬باقة ورد و تذكار للمايسترو أحمد حبصاين‪.‬‬ ‫‪ : 20.10‬سهرة مع الفنان سوليت‬ ‫يوم السبت ‪ 28‬أكتوبر ‪2017‬‬ ‫‪: 16.30‬ندوة المقاهي االدبية بالمغرب ‪ :‬قراءات في تجربة المقهى‬ ‫األدبي بتارجيست من تقديم‪:‬‬ ‫األستاذ بوجمعة لكريك‬‫ األستاذ مرزوق لفريع‬‫ األستاذ نور الدين اقشاتي‬‫من تسيير األستاذة الزهرة حمودان‬ ‫‪ : 17.30‬قراءة في ديوان الشاعر بوجمعة لكريك ‪ :‬قراءات في «مالمح‬ ‫وجه شاحب» من تقديم األستاذ الناقد عبد السالم الجوهري‪.‬‬ ‫‪ : 18.15‬إضاءة مسرحية من تقديم الفنانة الشابة لمياء الغلبزوري‬ ‫‪ : 18.45‬احتفاء برمز من رموز الثقافة المحلية «عيساوة» الدردابي‬ ‫الراضي‪.‬‬ ‫‪ : 19.00‬توزيع الشواهد التقديرية على المشاركين‬ ‫‪ : 20.00‬سهــرة فنيــة مــع الطقطوقـــة الجبلية برئاسة الفنـان‬ ‫أحمد الحساني‪.‬‬

‫الزهرة حمودان‬

‫« العنف ليس دائما ظالما ولكنه مؤذي»‬ ‫بهذه الرسالة القوية ختمت طبيبة الصحة‬ ‫المدرسية الدكتورة صباح باكوري مداخلتها في‬ ‫فعالية انطالق أسبوع مناهضة العنف بوسط‬ ‫مدارس إقليم وزان‪ ،‬الذي تشرف على تنظيمه‬ ‫المديرية اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية‬ ‫بوزان‪ ،‬خالل الفترة الممتدة من ‪ 2‬أكتوبر إلى‬ ‫‪ 9‬من نفس الشهر‪ ،‬بتعاون ودعم من طيف من‬ ‫المتدخلينوالشركاء‪.‬‬ ‫حفل انطــالق النسخة الثالثــة لمناهضة‬ ‫العنف بالوسط المدرسي الذي يؤطره شعار‬ ‫«من أجل مدارس آمنة» احتضنت فقراته‬ ‫المتنوعة‪ ،‬ثانوية عالل الفاسي الواقعة بجماعة‬ ‫بريكشة‪ ،‬وذلك صباح يوم االثنين ‪ 2‬أكتوبر‬ ‫الجاري ‪.‬‬ ‫‪ ‬في كلمته االفتتاحية بالمناسبة‪ ،‬شدد‬ ‫المدير اإلقليمي للتعليم فؤاد أرواضي‪ ،‬على‬ ‫ضرورة انخراط كل الفاعلين الرسميين‬ ‫والمدنيين في برنامج تنقية وسط المؤسسات‬ ‫التعليمية ومحيطها من مختلف مظاهر العنف‪،‬‬ ‫والعمل من أجل االرتقاء بفضاءات المدارس‬ ‫إلى مشتل للتربية على المواطنة‪ ،‬وترسيخ‬ ‫ثقافة الحق في اإلختالف وقبول اآلخر ‪ .‬ولم‬ ‫يفته التوقف عند اآلثار اإليجابية الملموسة التي‬ ‫ستتركها عمليات تأهيل المؤسسات التعليمية‬ ‫على تجويد العرض التربوي‪ ،‬ذكر منها ‪ ‬تحجيم‬ ‫ظاهرة العنف بالوسط المدرسي ‪.‬‬ ‫‪ ‬رئيســة المركز اإلقليمي لرصـد العنـف‬ ‫بالوسط المدرسي خديجة بنعبد السالم‪ ،‬ذكرت‬ ‫في مداخلتها بانشغال الوزارة بالظاهرة التي‬ ‫بدأت تتغلغل في وسط المدارس‪ ،‬لهذا وضعت‬ ‫لها جملة من اآلليات لرصدها ‪ .‬وفي حديثها‬ ‫عن الوضعية المسجلة بمدارس إقليم وزان‪،‬‬ ‫أكدت بأن نسبة العنف جد متدنية مقارنة بباقي‬ ‫مديريات التربية الوطنية بجهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة ‪.‬‬ ‫من جهته تناول محمد حمضي عضو‬ ‫اللجنة الجهـويـة لحقـوق اإلنسان بالشمال‬

‫الموضوع من الزاوية الحقوقية‪ .‬فبعد إشارته‬ ‫السريعة للفصل ‪ 161‬لدستور المملكة الذي‬ ‫حدد اختصاصــات المجلس الوطني لحقــوق‬ ‫اإلنسان في حماية حقوق اإلنسان والنهوض‬ ‫بها‪ ،‬وبعد استعراضه لما جاءت به اتفاقية شراكة‬ ‫التي تجمع األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين‬ ‫باللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان‪ ،‬انصرف للقيام‬ ‫بمسح لما جاء في االتفاقية الدولية لحقوق‬ ‫الطفل ودستور ‪ 2011‬من حقوق يتمتع بها‬ ‫الطفل وتجعله في منأى عن أي عنف مهما كان‬ ‫مصدره ‪ .‬ولتحجيم الظاهرة دعا ممثل المؤسسة‬ ‫الحقوقية األطر التربوية واإلدارية والتالميذ إلى‬ ‫ترجيح كفة الحوار واإلنصات‪ ،‬ودمقرطة الحياة‬ ‫المدرسية ‪.‬‬ ‫طبيبة الصحة المدرسية في مداخلتها‬ ‫الغنية بالمعلومــات‪ ،‬سافــرت بالحضور فــوق‬ ‫تضاريس العنف‪ ،‬تعريفا‪ ،‬وتاريخا‪ ،‬وظاهرة‪ ،‬وأرقام‬ ‫وطنية‪ ،‬وأسبابا‪ ،‬ونتائج‪ ،‬وتداعيات ‪....‬وشددت‬ ‫على أنه إذا استمر المحيط عنيفا فإن المدرسة‬ ‫لن تكون إال عنيفة‪ ،‬لذلك انتصرت في ورقتها‬ ‫لمواجهة الظاهرة بما فيها من تحديات‪ ،‬إلى‬ ‫المقاربة المندمجة ‪.‬‬ ‫الستار أسدل على حفل افتتــاح األسبوع‬ ‫اإلقليمي لمناهضة العنف بوسط مدارس وزان‬ ‫بمتابعة الحضور لمسرحيتين تناولتا تعنيف‬ ‫التالميذ لألطر التربوية‪ ،‬وتعنيف هؤالء للتالميذ‪،‬‬ ‫كما تم توزيع شهادات تقديرية على ثلة من‬ ‫األطر التعليمية التي كان لها الفضل في إنجاح‬ ‫ورش تأهيل ثانوية عالل الفاسي ‪.‬‬ ‫‪ ‬يذكر بأن الحفل الذي نسق فقراته وأشرف‬ ‫على إخراجه عبد اهلل الرياحي مدير الثانوية‪،‬‬ ‫تابعه ثلة من األطر التربوية واإلدارية‪ ،‬وأطر‬ ‫المراقبة التربوية والتوجيه‪ ،‬وأعضاء بالجماعة‬ ‫الترابية بريكشة‪ ،‬ورئيس وأعضاء بجمعية أمهات‬ ‫وآباء تالميذ المؤسسة التعليمية‪ ،‬وفاعلون‬ ‫مدنيون ‪.‬‬

‫محمد حمضي‬

‫بالغ صحفي‬ ‫في إطار برنامجها الثقافي للموسم‬ ‫‪ ،2018-2017‬تنظم جمعية أصدقاء‬ ‫السينما بتطوان بشراكة مع المركز‬ ‫السوسيوثقافي محمد السادس‪ ،‬لقا ًء‬ ‫مع المخرج السينمائي المغربي محمد‬ ‫الشريف الطريبق حول كتابه النقدي‪:‬‬ ‫«لغة السينما‪ ،‬من اإلبهار إلى شاعرية‬ ‫التقشف»‪ ،‬وذلك يوم السبت ‪ 14‬أكتوبر‬ ‫‪ ،2017‬على الساعة الرابعة والنصف‬ ‫بالمركز السوسيوثقافي محمد السادس‬ ‫بتطوان‪ .‬وستسير فقرات هذا اللقاء الكاتبة فاطمة الزهراء الرغيوي‪.‬‬ ‫يفتتح هذا اللقاء الموسم الثقافي لجمعية أصدقاء السينما بتطوان‪ ،‬الذي يضم‬ ‫مجموعة من األنشطة‪ :‬لقاءات وعروض سينمائية وورشات مختلفة‪ .‬ستتوقف هذه‬ ‫األنشطة في الفترة الممتدة من فبراير إلى منتصف أبريل القادم‪ ،‬لتفسح المجال إلعداد‬ ‫وتنظيم الدورة الرابعة والعشرون لمهرجان سينما البحر األبيض المتوسط‪.‬‬


‫العدد ‪910‬‬

‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫األديب د‪ .‬عبد النور مزين يبوح لـ «الشمال»‪:‬‬ ‫«ينتابني إحساس بأن الثقافة في المغرب ال تزال تحت‬ ‫حماية ما» ‪3/1‬‬ ‫كثيرة هي األسماء التي دخلت ميدان األدب ورحابه الفسيحة آتية من ميادين بعيدة عن الميدان سالف الذكر‪ :‬الطب‪ ،‬المحاماة‪ ،‬الهندسة‪ ...‬وفي ميدان‬ ‫الطب تحديدا‪ ،‬أذكر أن الكثير من األطباء عانقوا القلم‪ ،‬واستطاعوا أن يبصموا على حضور الفت ومميز في المشهد األدبي والثقافي عامة من خالل أعمال‬ ‫مميزة وخالدة؛ نذكر من هؤالء األطباء على المستوى العربي‪ :‬يوسف إدريس‪ ،‬ونجيب الكيالني‪ ،‬وعبد السالم العجيلي‪ ...،‬وعلى المستوى الوطني (المغرب)‬ ‫فاتحة مرشيد وعبد القادر وساط (أبو سلمى) وعبد النور مزين‪..‬‬ ‫وفي هذا الحوار األدبي‪ ،‬نستضيف األديب الطبيب الدكتور عبد النور مزين‪ ،‬الذي يجمع بين كتابة الشعر والقصة القصيرة والرواية أيضا؛ من أجل أن‬ ‫نتناول الحديث معه عن جملة من القضايا واألسئلة المرتبطة بتجربته األدبية‪.‬‬

‫• حاوره‪ :‬عبد اهلل بديع‬

‫كيف كانت رحلة عبد النور مزين من الحقل الطبي‬ ‫إلى المجال األدبي؟ أو بتعبير آخر‪ :‬ما المؤهالت الذاتية‬ ‫والموضوعية التي خوّلت للدكتور مزين أن يصبح أديبا‪،‬‬ ‫إلى جانب ممارسته لمهنة الطب؟‬ ‫ال أذيع سرا إذا قلت إن البدايات األولى للجسور التي‬ ‫امتدت إلى ساحات ومروج األدب الفسيحة تعود إلى‬ ‫أيام الدراسة بالمرحلتين اإلعدادية والثانوية وبعدهما‬ ‫الجامعية بكلية الطب والصيدلة بالرباط؛ ففي تلك‬ ‫المراحل كانت المحاوالت األولى للكتابة‪ ،‬وأيضا كان‬ ‫االنجذاب القوي نحو القراءة‪ ،‬خاصة ما يتصل بالشعر‬ ‫والسرديات عربية كانت أم فرنسية‪ ...‬والحقا‪ ،‬أدركت أن‬ ‫الكتابة كانت قد غدت مكونا أساسيا أيضا من مكوناتي‬ ‫الشخصية‪ ،‬بالموازاة مع مجهود التحصيل العلمي في‬ ‫ميدان الطب؛ فكان أن قرّرتُ القيام بتكوين ذاتي في‬ ‫ميدان اللغة‪ ،‬باعتبارها وسيلة ذات أهمية قصوى في‬ ‫الكتابة‪ ،‬باإلضافة إلى االطالع على ماهية ومميزات‬ ‫األجناس األدبية المختلفة‪ .‬وقد تمكنتُ من القيام بهذه‬ ‫العملية بالموازاة مع الدراسات األكاديمية والمهنية‬ ‫الحقا‪.‬‬ ‫كيف تلقى الزمالء األطباء في الوسط المهني هذا‬ ‫الشغب اإلبداعي؟‬ ‫في الحقيقة‪ ،‬لم أكن كثير اإلفصاح عن هذا الميول‬ ‫الشخصي إلى الكتابة في وسطي المهني‪ ،‬الذي كانت‬ ‫تطغى عليه أنشطتي السياسية والنقابية والجمعوية‬ ‫بالخصوص؛ لكن القلة القليلة من دائرة األصدقاء‪ ،‬الذين كانوا على اطالع نوعا ما بتلك األنشطة األدبية‪،‬‬ ‫لم تكن تأخذها على محمل من الجد‪ .‬لهذا‪ ،‬عندما افتضح أمري وشاعت في العموم أخبار القائمة الطويلة‬ ‫لجائزة البوكر للرواية العربية لسنة ‪ 2016‬التي وصلتها روايتي األولى «رسائل زمن العاصفة»‪ ،‬كل الزمالء‬ ‫والمعارف في الوسط المهني تفاجؤوا نوعا ما وتساءلوا‪ :‬أين كنت أخفي هذه الموهبة األخرى بعيدا عن‬ ‫عالم الطب واأللم‪ ،‬وبعيدا عن عالم السياسة والنقابة واألنشطة الجمعوية؟‬ ‫ما طبيعة القضايا واألسئلة التي يثيرها معك زمالؤك األطباء‪ ،‬في األحاديث التي تجمعك بهم حول‬ ‫هذا الجانب األدبي؟‬ ‫في غالب األحيان‪ ،‬تدور األحاديث عن هذه اإلمكانية في اإلبداع في ميدان‬ ‫الرواية والقصة؛ وهما نوعا ما بعيدان عن االهتمامات اليومية لغالبية الزمالء‬ ‫األطباء والطبيبات‪ ..‬والحق أنني أحس دائما بذلك االستحسان والتشجيع‪ ،‬وكذلك‬ ‫الفخر أيضا بذلك االنتماء أن يبدع فرد من عائلة األطباء في ميدان بعيد نوعا ما‬ ‫عن انشغاالتنا المهنية اليومية‪ .‬كما أكتشف أيضا أن الكثير من الزمالء كانت‬ ‫لهم أيضا‪ ،‬في مراحل معينة من حياتهم‪ ،‬أنشطة من هذا القبيل‪ :‬ككتابة الخواطر‬ ‫الشعرية أو السردية‪.‬‬ ‫نشرت‪ ،‬في بداية حياتك األدبية‪ ،‬إنتاجك اإلبداعي باسم مستعار (علي غالي)‪..‬‬ ‫فما المبررات الذاتية والموضوعية التي تقف وراء هذه الخطوة؟ وما مصير تلك‬ ‫الكتابات التي ّ‬ ‫وقعتَها بهذا االسم المستعار؟‬ ‫كما قلت في السابق‪ ،‬فإن ارتباطي بالميدان األدبي يعود إلى سنوات الدراسة‬ ‫بالمرحلتين اإلعدادية والثانوية؛ لكن التفكير جديا في النشر والتوجه إلى عالم األدب‬ ‫ككاتب لم يتبلور إال أواسط المرحلة التي كنت أتابع خاللها الدراسة الجامعية بالرباط‬ ‫بكلية الطب والصيدلة‪ ،‬فكانت تلك المرحلة األولى للتفكير في النشر وكيفية إدارة‬ ‫كل ذلك النشاط‪ .‬وكان أن اطلعت‪ ،‬وأنا أتابع عالم الكتابة قراءة واطالعا وعلى النقد‬ ‫أيضا‪ ،‬لكتّاب وكاتبات كتبوا بأسماء مستعارة؛ فاستهوتني الفكرة ربما ألنها تضمن‬ ‫قدرا معينا مؤقتا من عدم افتضاح أمر الكتابة أمام العموم‪ ،‬وخاصة أنني في البداية‬ ‫ربما كان ينتابني قدر ال بأس به من الشك أيضا في جودة ما أكتب وحتى في مآالت‬ ‫هذه المغامرة التي كنتُ مقدما عليها‪ ،‬أي مغامرة الكتابة؛ لكنني سرعان ما عدلت عن‬ ‫الفكرة‪ ،‬عندما تراكمت النصوص‪ ،‬خاصة في الشعر والقصة‪ .‬وهنا‪ ،‬أذكر أنني لم أنشر‬ ‫إال نصا واحدا باسم مستعار علي غالي وهي القصة القصيرة (عندما تزهر شجرة اللوز)‪،‬‬ ‫والتي أعدت نشرها الحقا باسمي الحقيقي في موقع إلكتروني فلسطيني في سنة ‪ 2005‬على ما أظن‪ ،‬والتي‬ ‫ستصدر قريبا ضمن المجموعة القصصية الثانية‪.‬‬ ‫تجمع في ممارستك األدبية بين كتابة الشعر والقصة القصيرة والرواية‪ ..‬فأيّ جنس من األجناس‬ ‫المذكورة أقرب إلى نفسك؟ أو بتعبير آخر‪ :‬أين يجد مزين ذاته ومتعته من ضمن هذه األجناس سالفة‬ ‫الذكر؟‬ ‫أدركت‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬أن الكتابة عندي هي في األساس نوع من الحكي؛ فالحكاية مكون أساسي في عملية‬ ‫الكتابة واإلبداع لديّ‪ .‬ومن ثمّ‪ ،‬أجدني حتى وأنا تحت قبضة القصيدة ال أنفك أمعن في البوح بذلك‬ ‫المحكي الذي يستثير الخيال‪ .‬هكذا‪ ،‬أكون قد ألقيت رحالي في عالم الحكاية سردا وشعرا‪ ،‬ووجدتني‬ ‫حتى وأنا أوغل في القص أو في سبر أغوار الحكايات المتناسلة داخل النص الروائي غير منفصل عن تلك‬

‫الموسيقى وذلك اإليقاع الكامنين في مسام اللغة‪ .‬لذلك‪،‬‬ ‫يكون الشعري حاضرا في صلب الحكاية‪ .‬هكذا‪ ،‬بدت الحدود‬ ‫الوهمية التي رسمها المشتغلون على النصوص العتبارات‬ ‫عملياتية وكأنها تتداخل وتتماهى فيما بينها‪ ،‬لتصير جغرافية‬ ‫واحدة لوطن الحكاية واللغة‪.‬‬ ‫نشرت مجموعة قصصية وديوانا شعريا‪ ،‬قبل أن يرى‬ ‫النور عملك الروائي البكر «رسائل زمن العاصفة»؛ غير أن‬ ‫العملين األولين لم يحظيا بالمتابعة الكافية واالهتمام‬ ‫المطلوب‪ ،‬كما أن شهرتك في المشهد األدبي بالمغرب‬ ‫لم تتحقق إال بعد صدور روايتك البكر سالفة الذكر‪ .‬فما‬ ‫تفسيرك ‪ /‬تعليقك على الظاهرة المفارقة؟‬ ‫ينتابني‪ ،‬أحيانا‪ ،‬ذلك اإلحساس بأن الثقافة في المغرب‬ ‫ال تزال تحت حماية ما‪ ،‬ولم تستقل بعد أو لم تفعل ذلك إال‬ ‫شكليا‪ .‬لذلك‪ ،‬لم تنفذ بعد إلى عمق المسألة‪ ،‬سواء كمؤسسات‬ ‫رسمية أو دوائر الصداقات التي تشتغل في ضيعات الثقافة‬ ‫المختلفة‪ .‬لذلك‪ ،‬ليس غريبا أن تغيب تلك اآلليات التي ترصد‬ ‫جودة الكتابة داخل جغرافية الحكاية واللغة التي تنمو خارج‬ ‫تلك المحميات‪ .‬فكان ال بد أن تسلط األضواء على تلك‬ ‫المناطق من أحراش الكتابة من لدن مستكشفين في الشرق‬ ‫والغرب من خارج ضيعات الكتابة بالوطن‪ ،‬كي تأخذ الدوائر‬ ‫علما بمنافع بعض الكتابة التي تنمو في األحراش‪.‬‬ ‫هكذا‪ ،‬كانت حكاية «رسائل زمن العاصفة» مع ضيعات‬ ‫الكتابة بالوطن‪ .‬لم تتخط بعد سياج األسالك الشائكة لكل‬ ‫تلك الضيعات المحروسة وهي التي قدمت بتأشيرة دولية‬ ‫فما بالك بنصوص ال تأشيرة لها وال حتى جواز سفر‪ .‬هكذا‪ ،‬تكون الكتابة رهانا صعبا وأصعب منه رهان‬ ‫المتابعة‪ ،‬بما يعنيه من تجاوز ضروري لجغرافية الضيعات ودوائر الصداقات؛ ألن األحراش وحدها ستبقى‬ ‫المشتل الوحيد الذي ال ينضب لحدائق الكتابة في المستقبل‪.‬‬ ‫هل يعني كالمك أن تأخر تحقيق اإلشعاع في الساحة األدبية خلق نوعا من الضيق داخل نفسك؟‬ ‫ال أظن ذلك‪ ،‬ألن األصل في الكتابة عندي هو من أجل إشباع رغبة ذاتية وهي متعة الكتابة‪ ،‬وكل‬ ‫الباقي تجليات وآثار جانبية حميدة‪ ،‬خاصة أن الكتابة التي لم تستخلص من تجارب حياتية عيشا أو متابعة‬ ‫ال تستطيع أن تصل إلى العمق المطلوب في النص اإلبداعي‪ .‬بهذا المعنى‪ ،‬يكون‬ ‫اإلشعاع مرادفا للتواصل عبر الكتابة على نطاق أوسع؛ وهو رهين‪ ،‬أوال وأخيرا‪ ،‬بجودة‬ ‫المنتوج في الكتابة وليس بالضرورة بسنوات التراكم‪ .‬ربما إذا كنتُ قد كتبتُ «رسائل‬ ‫زمن العاصفة» قبل عشرين عاما ال أظنني كنتُ قادرا على كتابتها بالشكل الذي‬ ‫كتبتْ به اآلن‪.‬‬ ‫عقدت‪ ،‬خالل سنة واحدة (‪ ،)2016‬لقاءات متعددة (أزيد من ‪ 10‬لقاءات) حول‬ ‫رواية «رسائل زمن العاصفة» شملت مختلف ربوع المغرب (طنجة‪ ،‬تطوان‪ ،‬العرائش‪،‬‬ ‫القصر الكبير‪ ،‬الدار البيضاء‪ ..)...‬كيف تقيّم تجارب القراء مع هذا النص انطالقا من‬ ‫تلك اللقاءات؟‬ ‫اللقاءات مع القراء بالنسبة إلى الكاتب تجربة فريدة بكل المعنى للكلمة؛ ألن‬ ‫القارئ‪ ،‬في نهاية المطاف‪ ،‬هو المكمل للحكاية الحقيقية كي يكون النص مكتمال‪.‬‬ ‫هكذا‪ ،‬يكون اللقاء مجاال من أجل محاولة الفهم المشترك لذلك الذي جرى بين‬ ‫السطور‪ ..‬وفي هذا لعمري قدر مهم جدا من التفاعل الحسي حول مفاهيم حياتية‪،‬‬ ‫باعتبار النص الروائي هو حياة متجاورة ومتقاطعة مع حياتنا‪ .‬لهذا‪ ،‬لم تكن تلك‬ ‫اللقاءات إال لتغمرني بالسعادة وأنا أرى كل ذلك االحتضان لغادة الغرناط من لدن‬ ‫القراء والتعاطف معها واالستعداد للتعرف عليها بالنسبة إلى الذين لم يتسن لهم‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫في لقاء احتفائي برواية «رسائل زمن العاصفة»‪ ،‬طلب منك أحد الحضور قراءة‬ ‫مقاطع من الرواية‪ ،‬فتفضّلت باالستجابة لقراءة مقاطع شعرية من الرواية إلى‬ ‫جانب الرسالة األولى من الرسائل الواردة في الرواية؛ غير أن الجمهور يسجل‬ ‫تفاعال خاصا من لدنك مع النص‪ ،‬إلى درجة االنخراط في البكاء في إحدى اللحظات‪..‬‬ ‫فما اإلحساس الذي تداعى‪ ،‬حينها خالل تلك اللحظة‪ ،‬إلى ذهنك؟‬ ‫ال يخفى عليك أن النص الروائي ال يكتمل إال بتلك الجرعة الحسية األخيرة التي يضيفها القارئ وهو‬ ‫يتفاعل معه‪ .‬ومن ثمّ‪ ،‬فإن المتلقي يكتب بذلك التفاعل الحسي شكال نهائيا لنسخته الخاصة به من‬ ‫النص‪ .‬وغريب كيف أن هذه الشحنة الحسية أو اللمسة السحرية للقارئ‪ ،‬كما أسميها‪ ،‬هي التي تحدد عمق‬ ‫النص اإلنساني‪ .‬لهذا‪ ،‬كنت وأنا أقرأ تلك المقاطع تحت تأثيرات متنوعة أذكر منها ثالثة أنواع على األقل؛‬ ‫أولها مهابة الحضور‪ ،‬فقد كانت القاعة غاصة بالجمهور حد االكتظاظ مع حميمية خاصة بالمكان‪ .‬وثانيها‬ ‫التفاعل الدائم للكاتب مع النص المنتهي كقارئ بكل المعاني التي تتيحها الكلمة بمعنى إضافة تلك‬ ‫اللمسة أو الشحنة الحسية التي تكمل العمل الروائي‪ .‬وثالثها‪ ،‬ربما وأهمها‪ ،‬تلك اإلحاالت الشخصية التي‬ ‫تخلقها الكتابة بارتباطها بالمعيش الحياتي الشخصي‪ ،‬سواء للقارئ أو للكاتب نفسه‪ .‬ولعل تضافر هذا الكل‬ ‫أعطى لتلك اللحظات التواصلية ذلك المعنى الخاص بروح اللحظة‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫العدد ‪910‬‬

‫نظرات في عبارات‬ ‫‬‫‪ /1‬من العبارات المتداولة بين كثير من‬ ‫الناس في المجتمع المغربي قولهم‪« :‬سْبَّقْ‬ ‫الميم ترتاح»‪ ،‬وتعريبُه‪« :‬اجعل أول حرف في‬ ‫جوابك عن أسئلة كثيرة حرْفَ الميم لكي‬ ‫ترتاح»‪ ،‬ويقصدون بحرف الميم هنا حرف النفي‬ ‫(ما)‪.‬‬ ‫ومرادُهُم بهذه العبارة أن يسلكَ المر ُء‬ ‫في حياته َ‬ ‫مثل هذا السلوك‪ :‬‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ إذا كنتَ حاضرا لحظة اعتداء شخص‬‫على آخر‪ ،‬وسُئلتَ بعد ذلك عما وقع‪ ،‬أو ُطلِبَتْ‬ ‫شهادتُك عليه‪ ،‬ف ُق ْل‪« :‬ما رأيتُ شيئاً»‪.‬‬ ‫ إذا كنتَ حاضراً َ‬‫ساعة اقتراض شخص‬ ‫من آخر‪ ،‬ثــــم طلـــب المُق ِرضُ أن تُدليَ‬ ‫بشهادتك السترداد ماله من المقت ِرض بعد‬ ‫تهرُّ ِبه من أداء القرض‪ ،‬فقل‪« :‬ما رأيتُ شيئا»‪...‬‬ ‫ونحو ذلك‪.‬‬ ‫والواقع أن هذه العبارة الشائعة بين الناس‬ ‫«سبَّق الميم ترتاح» تعارضُ ‪ -‬في بعض‬ ‫سياقات إيرادها ‪ -‬آي ًة قرآنية هي قوُله تعالى‪:‬‬ ‫«وال تكتموا الشهادة‪ ،‬ومَنْ يكتُمْها فإنه آثمٌ‬ ‫قلبُه»‪ ،‬وهي آي ٌة صريح ٌة في الدعوة إلى اإلدالء‬ ‫بالشهادة لحفظ حقوق الناس‪ .‬هذه الحقوق‬ ‫التي كثيرا ما يكون ضياعها ناتجاً عن تشبث‬ ‫بعض الناس بقولهم «سبَّقْ الميم ترتاح»‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬قد يرتاح الساكتون العاملون بالمثل‬

‫‪11‬‬

‫أبو الخير الناصري‬

‫المذكور إذا هم قالوا‪( :‬ما نعرف شيئا عن هذا‬ ‫األمر الذي تُطلب شهادتنا فيه)‪ ،‬ولكنها ُ‬ ‫راحة‬ ‫جسد بال ضمير‪ ،‬ذاك الضمير الذي لو كان حياً‬ ‫لقال إن كالم اهلل تعالى‪« :‬وال تكتموا الشهادة))‬ ‫أَوْلى باالتّباع من قولهم‪« :‬سبَّقْ الميـــــم‬ ‫ترتاح»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫‪ /2‬من األمثال الشعبية المُنْكرة التي‬ ‫تربّى عليها كثيرٌ من المغاربة هذا المثل‪:‬‬ ‫«إذا كانت عليك احْنيها‪ ،‬وإذا كانت على الناس‬ ‫عَ ّليها»‪ ،‬وتعريبُه‪« :‬إذا كانت الفضيحة في‬ ‫قومك فاسترها واكتمها وحاول أال يشيعَ خبرُها‬ ‫بين الناس‪ ،‬وإذا كانت الفضيحة واقعة في غير‬ ‫أهلك وأقاربك فشاركْ في نشرها»‪ ،‬وهو ٌ‬ ‫مثل‬ ‫قبيح يقوي في نفوس المقتنعين به مشاعر‬ ‫حبّ الذات وكراهية الغير والرغبة في تشويهه‬ ‫وتدميره‪..‬‬ ‫وإن من الغريب والمعيب جدا أن نجد بين‬ ‫المثقفين مَنْ يعملون بمقتضى هذا المثل‬ ‫الشعبي؛ فتراهم إذا ما وقع األمر القبيح فيهم‬ ‫وفي أقاربهم حاولوا سترَه‪ ،‬وإذا ما وقع في‬ ‫غيرهم أذاعوه ونشروه‪ .‬والواقع أن مثل هذا‬ ‫السلوك يباعد بين مرتكبيه وبين مضمون قول‬ ‫النبي صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬ال يؤمن أحدُكم‬ ‫حتى يُحبَّ ألخيه ما يُحبّ لنفسه» كما يباعد‬ ‫بينهم وبين مكارم األخالق المتعارف عليها بين‬ ‫ذوي المروءات من مختلف األمم واألديان‪.‬‬

‫‪ /3‬قال أحد الشعراء‪:‬‬ ‫الرجــــال َبهيمــــة‬ ‫�أَ ُبن ََّي � َّإن مـــــن ّ‬ ‫ال�سميع املُ ب�رص‬ ‫يف �صورة َّ‬ ‫الر ُجل َّ‬ ‫َفطِ ٌن بكـــــل م�صيبـــــة يف مالِــــه‬ ‫فـ�إذا �أُ‬ ‫ـ�شـعــــر‬ ‫�صيــب بـديــنِه ل َْـم َي ُ‬ ‫َ‬

‫لستُ أذكر صاحبَ البيتين‪ ،‬وال أوافق‬ ‫قائلهما في وصفه بعضَ الناس بالبهائم‪..‬‬ ‫غير أن فيهما معنى مفيداً هو َّ‬ ‫أن على المرء‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يَجعَل ُك َّل همّه في مالِه‪ ،‬ويغفل عن‬ ‫أال‬ ‫أمور أخرى في غاية األهمية‪ ،‬من بينها‪ :‬دينُه‪،‬‬ ‫وأخال ُقه‪ ،‬وحريتُه‪ ،‬وكرامتُه؛ ألن بهذا ونَح ِوه‬ ‫ُ‬ ‫اإلنسان عن غيره من الموجودات‪.‬‬ ‫يتميز‬ ‫أما منْ ال ينظر إال إلى مالِه‪ ،‬وال يُفكر إال‬ ‫فيه‪ ،‬وال يَغضَبُ إال َلهُ‪ ،‬وال يَثور إال إذا َّ‬ ‫قل هذا‬ ‫المال‪ ،‬وال يَسْعَدُ إال إذا ُ‬ ‫كثر‪َ ،‬فمَا أبعدَهُ عن‬ ‫عبادة اهلل تعالى حق العبادة ولو صام وص ّلى‬ ‫وتال من كتاب اهلل آياتٍ وآيات‪ .‬ألم يَ ُق ْل رسول‬ ‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬تَعِسَ عبدُ الدينار‪،‬‬ ‫تَعِسَ عبدُ الدرهم‪»..‬؟‪ ‬‬ ‫فاللهم ال تجعلنا من الذين يجعلون َ‬ ‫المال‬ ‫أكبرَ همِّهم!‬

‫رحيل أحد رواد الشعر المغربي الحديث‪:‬‬ ‫الشاعر الكبير محمد أحمد البقالي (‪)2017-1927‬‬ ‫هو محمد بن أحمد بن عبد السالم البقالي‪ ،‬المولود سنة ‪ 1927/1345‬في مدينة تطوان‪ ،‬حيث درس بمسيد شيخه‬ ‫المرحوم الفقيه المبرز محمد بن عمر بن تاويت الذي حفظ القرآن الكريم على يديه‪ ،‬فأقام له عمه حفل الختمة المسماة‬ ‫بالبقرة الكبيرة بهذه المناسبة السنية‪ ،‬جريا على العوائد االحتفالية العلمية للبالد في تكريم وتوشيح وتحفيز صغارها على‬ ‫طلب العلم والمعرفة‪ ،‬أتم دراسته االبتدائية بمعهد موالي المهدي ليتابع تعليمه الثانوي بالمعهد الرسمي المعروف حاليا‬ ‫بثانوية القاضي عياض التي ستكون نقطة انطالق إلى ولوج عالم التدريس قبل حصوله على شهادتي الباكالوريا واإلجازة‪.‬‬ ‫أبان منذ التحاقه برحاب الدراسة في مدينته الحمامة البيضاء تطوان‪ ،‬عن تفوقه وتميزه ونبوغه بحصوله على المرتبة األولى‬ ‫في جميع سنوات الدرس والتحصيل‪ ،‬فهو حائز على شهادة إتمام الدراسة االبتدائية‪ ،‬وشهادة الباكالوريا‪ ،‬واإلجازة في أصول‬ ‫الدين‪ ،‬والكفاءة في التعليم الرسمي األصيل‪ ،‬ووسام االستحقاق الوطني من الدرجة الممتازة سنة ‪ .1986‬تتلمذ على نخبة‬ ‫من األساتذة المغاربة والمشارقة واإلسبان الذين غادروا إلى دار البقاء‪ ،‬أذكر منهم على سبيل المثال السادة األساتذة‪ :‬محمد‬ ‫داود وامحمد عزيمان والشيخ المكي الناصري وقاسم مشاش والمصري حسين أمين واإلسباني ‪ ،Carlos Gallegos‬ومن‬ ‫رفقائه في طلب العلم والفن والمعرفة‪ :‬الوزير األديب محمد العربي الخطابي‪ ،‬ومدير معهد الفنون الجميلة بتطوان الفنان محمد السرغيني‪ ،‬والفنان العالمي محمد‬ ‫اإلدريسي المقيم في أمريكا‪.‬‬ ‫تقلد مهام التعليم االبتدائي منذ أربعينيات القرن الماضي حيث درس بمدرسة األميرة لالعائشة الحرة بالدار البيضاء سنة ‪ 1946‬قبل أن ينجح بامتياز في‬ ‫مباراة التعليم الرسمي ضمن الفوج األول لتدريس البنات في منطقة الحماية الفرنسية‪ ،‬التي أجريت بمدرسة األميرة لالعائشة بتواركة في الرباط سنة ‪،1948‬‬ ‫لينضم إلى هيئة التدريس معلما في مدينة الحاجب والدار البيضاء وطنجة وتطوان‪ ،‬ثم مدرسا بمدرسة سيدي المنظري التطبيقية الخاصة بتكوين المعلمات‬ ‫والمعلمين بتطوان بداية عهد االستقالل‪ ،‬كما عين مفتشا مساعدا بإقليم الشاون كمندوب وزاري على جميع نواحيه‪ ،‬قبل أن ينتقل إلى تطوان ليزاول مهام‬ ‫التفتيش بالتعليم اإلبتدائي‪ ،‬ويلج ثانوية القاضي عياض أستاذا للغة العربية وآدابها بالتعليم الثانوي بسلكيه األول والثاني‪ .‬تولى منصب حارس عام للقسم‬ ‫الداخلي بثانوية القاضي بن العربي بالمدينة نفسها إلى أن تم إغالقه‪ ،‬ليلتحق بهيئة تدريسها أستاذا للغة العربية وآدابها بالسلك الثاني بصفة رسمية؛ بعد‬ ‫اجتيازه بنجاح وتفوق امتحان الكفاءة للتعليم الرسمي األصيل‪ ،‬وذلك إلى غاية سنة ‪ 1982‬التي ستكون نقطة انطالق إلى تقلد مهام مختلفة خارج البالد‪ ،‬حيث كان‬ ‫مبعوثا لرابطة العالم اإلسالمي في كل من البرازيل وإسبانيا والبرتغال‪ ،‬وموفدا من طرف اإليسيسكو‪ :‬المنظمة اإلسالمية للتربية والعلوم والثقافة إلى كوسطا‬ ‫ريكا‪ ،‬ومحاضرا زائرا في كل من جامعة برازيليا بالبرازيل وجامعة سان خوسي بكوسطا ريكا‪ ،‬تخرجت على يديه الكثير من أطر الدولة في مجاالت متعددة كالتربية‬ ‫والتعليم واإلدارة واإلعالم‪ ،‬تنتمي إلى أجيال وجهات مختلفة‪ ،‬شارك في العديد من الملتقيات والمهرجانات الثقافية الوطنية والدولية‪ ،‬ونشر مجموعة من قصائده‬ ‫في بعض الجرائد والمجالت‪ ،‬فضال عن إيذاعها على القنوات الجهوية والوطنية‪ ،‬كما صدر له ديوان شعر يحمل عنوان‪ :‬كنز الحكيم السنة الماضية‪.‬‬ ‫توجت قصيدته‪« :‬المذكرة األخيرة» سنة ‪ 1968‬بأحسن قصيدة أنشدت في «المهرجان الوطني للشعر المغربي الحديث»‪ ،‬المنظم من طرف جمعية أصدقاء‬ ‫المعتمد بن عباد بشفشاون منذ أكثر من نصف قرن‪ ،‬الذي يعتبر أقدم مهرجان شعري وطني سنوي بالمغرب‪ ،‬حيث شارك شاعرنا جنب نخبة من الشعراء المغاربة‬ ‫الذين يمثلون اتجاهات شعرية مختلفة كمحمد الميموني وعبد الكريم الطبال وأحمد الجوماري وأحمد صبري ومحمد زفزاف وعالل الهاشمي الفياللي ومحمد‬ ‫غربي ومحمد مهدي السمعداني وعبد السالم الهراس وعبد السالم الزيتوني وإدريس الجاي وعبد الرفيع الجواهري صاحب «راحلة» الذي لم يتوان في إنشاد‬ ‫قصيدة شاعرنا الفائزة‪« :‬المذكرة األخيرة» على أمواج اإلذاعة وشاشة التلفزة الوطنية بالرباط باليوم نفسه الذي أنشدت فيه هذه القصيدة التي قال في حقها‬ ‫الناقد المغربي الكبير محمد برادة في دراسة نقدية خص بها هذا المهرجان في دورته الرابعة‪ ،‬تحت عنوان‪« :‬ثالث أيام للشعر في شفشاون‪ .‬إلى أين يتجه الشعر‬ ‫المغربي المعاصر؟»‪ ،‬ما يلي‪:‬‬ ‫« فقصيدة «المذكرة األخيرة» مثال التي ألقاها الشاعر البقالي في المهرجان أعتبرها نموذج نضج الشعر المعاصر في المغرب لمميزات مضمونية وفنية‬ ‫عديدة من أهمها أن ظل القصيدة ينم عن ثقافة شعرية وفكرية واسعة‪ ،‬كما أن صياغة القصيدة جمعت بين االتساق والوحدة وتعدد طبقات النغمة الشعرية‬ ‫وأصالة الموضوع ‘تأمالت أخيرة لزنجي حكم عليه باإلعدام بتهمة قتل شرطي أبيض في حالة غضب’‪ .‬إن القصيدة من بدايتها إلى نهايتها موفقة في نقل تجربة‬ ‫فريدة من نوعها‪ ،‬تجربة مضمخة بدم أسود‪ ،‬بحقد أسود‪ ،‬يرقص على إيقاعات الطبول التي تتابع دقاتها بإصرار ال حد له‪ .‬وقصيدة الشاعر البقالي نموذج لقصائد‬ ‫الشعراء المعاصرين اآلخرين‪. »..‬‬ ‫ينتمي إلى كوكبة شعراء جيل الستينات‪ ،‬المعروف بجيل الرواد‪ ،‬من أمثال محمد السرغيني وعبد الكريم الطبال وعبد الرفيع الجواهري وأحمد المجاطي‬ ‫المعداوي ومحمد الخمار الكنوني‪ ،‬كما يعد من الشعراء المخضرمين الذين نظموا الشعر في فترتي االستعمار واالستقالل‪ ،‬بدءا من سنة ‪ ،1948‬فهو من‬ ‫المؤسسين األوائل للقصيدة المغربية الحديثة الذين ال يزال منهم على قيد الشعر والحياة‪ :‬الدكتور محمد السرغيني والمحامي عبد الرفيع الجواهري واألستاذان‬ ‫محمد الميموني وعبد الكريم الطبال الذي وشح صدر ديوان شاعرنا‪ :‬كنز الحكيم بهذه الديباجة تحت عنوان «في خلوة القصيدة»‪ ،‬قائال‪:‬‬ ‫« «ال تغن لألمطار لكن أمطر» هكذا قال شاعر من قبل‪ ،‬وهكذا يردد الشاعر محمد البقالي هذه الحكمة البليغة العميقة في معزوفاته الشجية المرهفة‪ ،‬بعد‬ ‫أن صمت طويال ‪ ،‬وكنت أحسب أن الشاعر أخلد إلى الصمت بال رجعة‪.‬‬ ‫وبعد سنين من الخفاء سيعود ومعه (كنز الحكيم)‪ ،‬وكأني به كان خالل السنين البعيدة يحفر في أعماق كينونته بحثا عن الكنز حتى عثر عليه‪ ،‬فلم يكن خاللها‬ ‫كما كنا نظن قابعا في الظل أو منزويا في سرداب النسيان‪.‬‬ ‫لقد كان في الخلوة عاكفا في غياب عن العابر وبعيدا عن شغبه‪.‬‬ ‫ولنصغ إلى األمطار وهي تحكي عن األشجار القادمة‪.‬‬ ‫ ‬ ‫إنه في الكنز الذي عاد به شاعرا آخر يختلف عن الشاعر ذاته قبل الكنز‬ ‫ ‬ ‫إنه في الكنز يحمل عبء الدمع‬ ‫ ‬ ‫بساتين ستهب في الخريف لتغير األشجار من الصفرة‬ ‫ ‬ ‫إلى االخضرار والسماء من السواد واالزرقاق‬ ‫ ‬ ‫وذلك هو قدر الشعر وقدر الشاعر» ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫توفي رحمة اهلل عليه بمسقط رأسه تطوان يوم اإلثنين ثاني أكتوبر‪ 2017‬الموافق ‪ 11‬من محرم ‪ .1439‬تغمده اهلل بواسع رحماته‪ ،‬وأسكنه فسيح جناته‪،‬‬ ‫إنا هلل وإنا إليه راجعون‪.‬‬

‫د‪ .‬محمد عزيز البازي‬

‫القصاصون بوزفور‬ ‫والصنهاجي والرافعي‬ ‫ولغمامي‬ ‫في «لقاء الشباب‬ ‫مع األدب المغربي»‬

‫مراسلة خاصة‬ ‫احتضنت المكتبة الوسائطية لمسجد‬ ‫الحسن الثاني بالدار البيضاء‪ ،‬مساء السبت‬ ‫المنصرم (‪ 7‬أكتوبر) ابتداء من الساعة الثالثة‬ ‫بعد الزوال‪ ،‬فعاليات «لقاء الشباب مع األدب‬ ‫المغربي‪ ..‬دورة القصة القصيرة»‪ ،‬في حوار‬ ‫مفتوح مع كتّاب القصة القصيرة أحمد بوزفور‬ ‫وغادة الصنهاجي وأنيس الرافعي وإكرام‬ ‫لغمامي‪.‬‬ ‫وقد حضر اللقاء‪ ،‬الذي نظمته شبكة‬ ‫القراءة وأشرفت عليه األستاذتان رشيدة رقي‬ ‫وبشرى البكاري وأطره األستاذ عبد الرحمان‬ ‫الغندور‪ ،‬ثلة من الكتاب والمثقفين والمهتمين‬ ‫بالقصة القصيرة‪ ،‬وقدم القراء الشباب توفيق‬ ‫محسن وكوثر صحراوي ولبنى صبار قراءاتهم‬ ‫العاشقة في المجموعات القصصية للمحتفى‬ ‫بهم وعناوينها كالتالي‪« :‬نافذة على الداخل»‬ ‫للكاتب أحمد بوزفور‪ ،‬و «هي وهو» للكاتبة غادة‬ ‫الصنهاجي‪ ،‬و «مصحة الدمى» للكاتب أنيس‬ ‫الرافعي‪ ،‬و«صوبريميسا» للكاتبة إكرام لغمامي‪،‬‬ ‫قبل أن يفسحوا لكتّابها مجاال للتعقيب على‬ ‫تلك القراءات‪.‬‬ ‫وفي أعقاب ذاك‪ ،‬فتح باب النقاش أمام‬ ‫جمهور القراء الحاضرين في اللقاء‪ ،‬والذين‬ ‫توجهوا بأسئلتهم المباشرة إلى الكتاب‬

‫المحتفى بهم في هذه الدورة من تجربة «لقاء‬ ‫الشباب مع األدب المغربي»‪ ،‬والخاصة بالقصة‬ ‫القصيرة‪.‬‬ ‫وقد تطرقت المداخالت لظروف وطبيعة‬ ‫ونوعيةالكتابةالقصصيةالتييمارسهاالمحتفى‬ ‫بهم‪ ،‬مع استفسارات متنوعة حول مواضيعها‬ ‫وطروحها‪ ،‬ولم يتم إغفال جانب القراءة الذي‬ ‫تمت اإلشارة إليه في أغلب المداخالت التي‬ ‫قدمها الضيوف والمنظمون لكونه الهدف‬ ‫األسمى لدى شبكة القراءة‪ ،‬ال سيما أن هذا اللقاء‬ ‫يحتفل باألدب المغربي ويعتبره من بين أولويات‬ ‫الشبكة وأهدافها األسمى‪ ،‬ألنها تريد للقارئ‬ ‫المغربي أن يهتم بالدرجة األولى بأدب بالده‬ ‫وأدبائها‪ ،‬وأن يحفظ ويحتفظ لألدب المغربي‬ ‫بمكانته التي يستحقها بالنظر إلى اإلبداعات‬ ‫المتميزة للكتاب المغاربة من مختلف األجيال‬ ‫والتي تؤكد على زخر المغرب بأقالم استثنائية‬ ‫تستحق بجدارة أن يقرأ لها‪.‬‬ ‫وفي نهاية اللقاء‪ ،‬قدمت شبكة القراءة‬ ‫للمحتفى بهم وللشباب القارئ شهادات‬ ‫تقديرية على مشاركتهم الفعالة في إثراء اللقاء‬ ‫وسلمت لهم نسخا من الكتاب الجماعي «شغف‬ ‫القراءة» وأهدت لهم أيضا مجموعة من الكتب‬ ‫المتنوعة‪.‬‬

‫افتتاح قاعة علمية باسم الدكتور‬ ‫عبداهلل المرابط الترغي بمركز‬ ‫الدكتوراه كلية اآلداب والعلوم‬ ‫اإلنسانية بمرتيل‬

‫احتضنت كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‬ ‫بمارتيل يوم الجمعة ‪ 29‬شتنبر ‪ 2017‬أشغال‬ ‫اجتماع‪ ‬مجلس الجامعـة‪ ،‬وقبل الشــروع في‬ ‫االجتماع‪ ،‬و في إطار العناية التي يوليها ‪ ‬للبحث‬ ‫العلمي قام رئيس الجامعة‪ ،‬الدكتور حذيفة‬ ‫أمزيان‪ ،‬مرفوقا بعميد الكلية الدكتورمحمد سعد‬ ‫الزموري‪ ،‬وأعضاء من مجلس الجامعة ‪ ‬بزيارة‬ ‫قاعة الندوات الموجودة ببناية مركز الدكتوراة‬ ‫والتي تحمل إسم الدكتور عبد اهلل المرابط‬

‫الترغي تكريما له أستاذا ورائدا في مجال التحقيق‬ ‫والمخطوطات وتراجم اإلعالم‪.‬‬ ‫كمـا شملـــت الزيـــارة الوقـــوف على‬ ‫تقدم ‪ ‬أشغال بناء المدرج الجديد الذي سيشرع‬ ‫العمل به هذا الفصل‪ ،‬وذلك في سياق أجرأة‬ ‫التدابير الرامية إلى تحسين العرض التربوي‬ ‫وتوفير شروط التحصيل العلمي للطلبة الذين‬ ‫مافتئ يتزايد عددهم كل سنة ‪.‬‬


‫العدد ‪910‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫رف وعادات أهل شفشاون‬ ‫ِح ٌ‬ ‫المنقرضة أو المهددة باالنقراض‬

‫‪-‬‬

‫بقلم‪:‬‬

‫محمد القاضي‬

‫ـ‪1‬ـ‬

‫• مدخل تاريخي‪:‬‬ ‫تكاد تختص كل مدينة من مدن المغرب بعاداتها وتقاليدها وأعرافها وطقوسها في األكل والملبس‬ ‫واألفراح والمواسم وذلك حسب مكونات المجتمع والتركيبة السكانية التي توحدها هذه المدينة أو تلك‪ :‬برابرة‪،‬‬ ‫عرب مهاجرون من األندلس‪ ،‬مهاجرون من األرياف‪ ،‬أروبيون‪..‬الخ‪.‬‬ ‫وبالنسبة لمدينة شفشاون الواقعة في أقصى الشمال الغربي للمملكة المغربية على ارتفاع ‪ 600‬متر عن‬ ‫سطح البحر‪ ،‬وهي ذات مناخ جبلي جاف على العموم‪ ،‬ترتفع فيها درجة الحرارة لتصل في بعض األحيان إلى أكثر‬ ‫من أربعين درجة مئوية‪ ،‬وتنزل إلى دون الصفر أحيانا أخرى في فصل الشتاء‪ .‬تبعد عن مدينة سبتة بمائة كيلمتر‬ ‫وعن تطوان بستين كيلمتر‪ .‬أسسها علي بن راشد العلمي سنة ‪876‬هـ ‪1471‬م لتكون قلعة للمجاهدين الذين‬ ‫وجدوا في موقعها االستراتيجي مكانا حصينا تتجمع فيه قوافلهم التي كانت تنطلق في اتجاه الثغور المغربية‬ ‫الشمالية للمقاومة ضد االحتالل البرتغالي‪ ،‬فأصبحت دار إمارة ومركزا تخطيطيا للدفاع والهجوم ومأوى ألسر‬ ‫المجاهدين ومقر سكن لهم‪ ،‬وهو ما يعكس في واقع األمر حقيقة الظروف الحربية التي واكبت بناء المدينة‪،‬‬ ‫فجاءت محمية من الخلف ومشرفة على باقي الممرات والمداخيل المؤدية إليها من الجهة المقابلة‪.‬‬ ‫وكان استقرار مدينة شفشاون مرهونا بتحصين الثغور المواجهة للعدو‪ ،‬وبالسهر على تفقد أحوالها‬ ‫وتزويدها بما تحتاج إليه من عدة ورجال‪ .‬وكانت هذه المراكز تحتاج دعما ماديا وبشريا‪ ،‬خصوصا أن البرتغاليين‬ ‫كانوا يسيطرون على أجزاء كثيرة من السهول القريبة من المدينة‪ ،‬وقد شن مؤسس المدينة التي أصبحت إمارة‬ ‫مستقلة تحت قيادته حربا ال هوادة فيها على البرتغاليين‪ ،‬وأعطى لنفسه حنكة األمراء المستقلين‪ ،‬وأظهر كثيرا‬ ‫من الحزم‪ ،‬وساس منطقة حكمه سياسة جعلت المؤرخين فيما بعد يتحدثون عنه بكثير من االحترام والتقدير‪،‬‬ ‫واستمرت إمارة الرواشد لنحو قرن من الزمان (من ‪876‬هـ إلى ‪969‬هـ‪1471-1564 /‬م) وكانت تشمل مناطق‬ ‫من جبال غمارة وبعض البالد‪.‬‬

‫• هجرة األندلسيين‪:‬‬ ‫عرفت المدينة ثالث هجرات أندلسية‪ ،‬األولى سنة ‪888‬هـ‪1483/‬م فأنشأت بها حومة (حي) الخرازين وحومة‬ ‫الصبانين‪ .‬والثانية سنة ‪898‬هـ‪1493/‬م حيث حلت بها مجموعة من األسر األندلسية وكانت السبب في إنشاء‬ ‫حومة ريف األندلس وكانت تغطي حوالي ثلث سكان المدينة‪ .‬والثالثة كانت سنة ‪907‬هـ‪1502 /‬م والتي نتج‬ ‫عنها إنشاء حومة جديدة بالمدينة وهي حومة العنصر‪.‬‬ ‫وقد أحدث هؤالء تطورا مهما في إعمار المدينة والحفاظ على الطابع األندلسي في البناء والتشييد‪ ،‬ويالحظ‬ ‫هذا في المساجد العتيقة والحمامات والفنادق والبيوتات الكبرى بفضائها المفتوح وزخرفة سقفها وأبوابها‬ ‫زخرفة أندلسية باأللوان الطبيعية ونوافذها المستطيلة والمربعة ذات الشبابيك الحديدية الرائعة الصنع‪،‬‬ ‫وزجاجها الملون تشبه في ذلك النموذج الشامي‪ .‬ثم أبواب المدينة وأقواسها وأزقتها الضيقة ودروبها الملتوية‪،‬‬ ‫والجدران المصبوغة باألبيض‪ ،‬كما أن حضارة األندلس حاضرة في تطريز األلبسة النسائية والرجالية‪ ،‬وفنون‬ ‫النقش على الخشب وفن الدرازة والخرازة والخراطة والمطاحن‪ ،‬وقد عرفت المدينة عبر حقبها أن بعض األسر‬ ‫األندلسية كانت تختص بحرفة من الحرف وتشتهر بتجارتها كصناعة الصوف والحرير والجلد والنجارة وغيرها‪،‬‬ ‫كما أن هناك تقليد أندلسي (غرناطي بالخصوص) جميل هو ولوع النساء بالنباتات وخصوصا زراعة الحبق‪.‬‬ ‫ومن المظاهر التي يتجلى فيها التأثير األندلسي الموريسكي المالبس كالسلهام والصدرية والفراجية‬ ‫والتحتية والمضمة والحايك الذي كانت تستعمله المرأة في شفشاون عند الخروج‪ ،‬والسبنية والشربيل والريحية‬ ‫واألحزمة والحراز وأغطية األفرشة والموائد والمخدات المطرزة بالحرير‪ ،‬والمائدة األندلسية حاضرة هي األخرى‬ ‫في الوسط الشفشاوني بأطعمتها المختلفة كاإلسفنج‪ ،‬والتفايا‪ ،‬والتريد‪ ،‬والثردة‪ ،‬والدشيشة (السميد) والمجبنة‬ ‫والرغايف وبعض أنواع الحلويات‪ ،‬وحتى األدوات المنزلية ال تخلوا هي األخرى من أندلسيتها‪.‬‬ ‫أما الموسيقى األندلسية فإنها باقية بأنغامها وشداها تطرب األسماع في المناسبات‪ ،‬بل ويقام لها مهرجان‬ ‫سنوي تحضره الوفود من جهات مختلفة من المغرب بل ومن خارجه فأطلقوا عليها أسماء عديدة؛ بنت الحمراء‪،‬‬ ‫غرناطة الصغيرة‪ ،‬فردوس المغرب األندلسي‪ ،‬وديعة األندلسيين بالمغرب‪.‬‬

‫وعلى العموم فإن مدينة شفشاون محروسة بالتقاليد االجتماعية الصارمة في الطقوس واالحتفاالت الدينية‬ ‫واالجتماعية‪ .‬زارها األديب أمين الريحاني سنة ‪1939‬م وكانت تعيش تحت االحتالل اإلسباني فوصفها قائال‪:‬‬ ‫«شفشاون مجموعة ظالل على األفق المشرق‪ ...‬الصروح البيضاء‪ ،‬المفتوحة بتيجان الحصون‪ ،‬الحاملة‬ ‫خارجات وداخال رسالة الحمراء في الهندسة الغرناطية شكال ومعنى –جمال وتفصيال‪ -‬في النقش والتلوين وقل‬ ‫الغناء‪ ،‬وإن أجمل األلحان لفي هذا الزخرف وهذه األلوان»‪.‬‬ ‫وتبقى شفشاون كما وصفها الشاعر المغربي المرحوم محمد الحلوي‪:‬‬ ‫للدين كانت في القديم ولم تـزل‬ ‫شفشاون يا مهد الجهاد وقلعة‬ ‫يا فتنة الشعراء هل ينساك من مألت رؤاك عيونه وبك انشغـــل؟‬ ‫من ال يـــزال بقلبـــه وعيونـــه أعمى عن اإللهام في دنياه ضــل‬ ‫أنّى اتجهت رأيــت سحــرا ماثال ومتى نهلت اشتقت بعـد إلى علل‬ ‫في صمتها سحر‪ ،‬وفي نسماتها عطــر وفي شاللهـا كنـز هطــل‪.‬‬ ‫يشكل المجتمع الشفشاوني جز ًء من المجتمع المغربي‪ ،‬يشترك معه في مجموعة من العادات والتقاليد‬ ‫واألعراف والطقوس والحرف والمهن توارثتها أجيال بعد أجيال منها ما انقرض وتالشى مع الزمان ولم يعد له‬ ‫وجود إال في الذاكرة الشعبية واألمثال‪ ،‬بعدما داستها عجالت التطور‪ ،‬ومنها ما زال يذكر اسمه في بعض األحياء‬ ‫واألزقة (الخرازين‪ ،‬الصبانين‪ ،‬الصياغين‪ ،‬الدباغين‪..‬الخ)‪ ،‬بل وحتى في أسماء العائالت العريقة (الصبان‪ ،‬الخراز‪،‬‬ ‫الدباغ‪ ،‬الدراز‪ ،‬الطبال‪ ،‬الالمين‪ ،‬اللحام‪ ،‬الغسال‪ ،‬الكراب‪ ،‬العطار‪ ،‬الخباز‪ ،‬الحايك‪ ،‬الصباغ‪ ،‬الغزال‪ ،‬الحداد‪ ،‬النجار‪،‬‬ ‫المؤدن‪ ،‬الفقيه‪...‬الخ)‪ .‬ومنها ما يزال يصارع التطور والحداثة من أجل البقاء‪ ،‬أو هي في طريق االندثار والزّوال‪.‬‬ ‫نقوم في هذه الدراسة بإطاللة على جزء من ذاكرتنا لمؤانسة ذاكرة النسيان‪ ،‬ونحن نعرف ببعض المهن‬ ‫والحرف المرتبطة بعادات وتقاليد ساكنة مدينة شفشاون‪ ،‬دون أن ندعي اإلحاطة بها كلها‪.‬‬ ‫والبد من التذكير هنا بأن هذه الحرف والمهن هي تقليد عربي‪ ،‬بربري‪ ،‬يهودي‪ ،‬كانت موجودة باألندلس‬ ‫وانتقلت إلى المغرب واستمرت على نفس المنوال‪ ،‬ومنها ما تطور حسب الظروف والمحيط الذي انتعشت فيه‬ ‫بعد اندماجهم مع السكان األصليين فأثروا وتأثروا وانتظموا فيما بينهم‪ ،‬وكونت وحدة متكاملة ومندمجة تميزت‬ ‫بخصوصياتها من مدينة ألخرى ومن بيئة ألخرى وهلل في خلقه شؤون‪ .‬فالعرب كانوا يحترفون الفالحة والغراسة‬ ‫ونسج الحرير والغزل والنسيج والتجارة فيهما‪ ،‬وبيع العطر والشمع واللبن والفاكهة والخضر والخبز‪ .‬أما البربر فقد‬ ‫امتهنوا العديد من الصنائع مثل ظفر الحلفاء والقنب والحبال وصناعة المحاريث والسالل والبراذع والشطاطيب‬ ‫وحمل الماء والبناء‪ ،‬والفحم‪ .‬أما الموالي فمن صنائعهم الحياكة والخرازة والنسج وسبك الحديد وصناعة آالت‬ ‫الحرب والنحاس وآالت الخيل وسرجه‪ ،‬وامتهنوا كذلك الصباغة والحجامة والتطبيب والطحن وخراطة العود‪،‬‬ ‫ونجارة الخشب وتسمير البهائم‪ .‬ومن خدماتهم للمجتمع ضرب الطبول والبنود والقيام بالمساجد واآلذان‬ ‫ورصد الوقت ودفن الموتى وحفر القبور وحراسة األسواق ليال وحراسة الفنادق وحمل السلع من بلد إلى بلد‪.‬‬ ‫وامتهن من أسلم من اليهود خياطة الملف والثياب وظفر القيطان ونسج العُقل والقلنصوات وصبغها‬ ‫والحجامة والداللة في األسواق وإصالح النعال المخروزة‪ .‬أما الموالي منهم فقد اشتغلوا بصناعة الصابون‬ ‫والفانيد وتشبيك الفداوش والشعرياء والتريد والمقروض‪ ،‬وتسفير الكتب وتزويق الخشب وتركيب المناسج‬ ‫وضرب الدينار والدراهم وحلي النساء وفرط الجمان وخدمة الزجاج وتصفية المعادن وصناعة القدور‪ ،‬ومن‬ ‫خدماتهم طبخ األخباز واألسفنج والشواء وعصر الزيت وحملها وتخليص الرباع وتزليجها وخدمة الحمامات‬ ‫وسقاية الماء وكراء األواني (ينظر ذلك بالتفصيل في كتاب (ذكر بعض مشاهير أعيان فاس في القديم) لمؤلف‬ ‫مجهول ‪ /‬تحقيق عبد القادر زمامة نشره في مجلة (البحث العلمي) العدد‪ :‬الثالث والرابع‪ ،‬السنة األولى‪1964 -‬م)‪.‬‬ ‫وذكر ابن حزم في كتابه «طوق الحمامة» أن نساء األندلس اشتهرن بمهن مارسنها هي األخرى في‬ ‫المجتمع كالطبيبة والحجامة والداللة والماشطة والنائحة والمغنية والمعلمة والمستخفة والصانعات في‬ ‫المغزل والنسيج‪( .‬ص‪.)19:‬‬


‫العدد ‪910‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫أوال ‪ :‬العادة ‪:‬‬

‫من الكتاب الذين ولدتهم القراءة‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد القادر الغزاوي‬ ‫هم نخبة من المثقفين ولدتهم القراءة‪ ،‬منهم من سطع‬ ‫نجمه الثقافي في سماء الفكر‪ ،‬ومنهم من تألأل نوره في‬ ‫ظلمة الثقافة‪ .‬انقطعوا عن التعليم النظامي‪ ،‬هذا االنقطاع‬ ‫سواء كان بمحض إرادتهم أو بدافع خارج عن رغبتهم‪ ،‬كان‬ ‫حافزا لهم في متابعة التحصيل العصامي‪ ،‬بعيدا عن حجرات‬ ‫الدراسة النظامية‪ ،‬باإلرادة والعزيمة‪ ،‬فتألقوا وذاع صيتهم‬ ‫في دنيا األدب والفكر‪( ،‬وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير‬ ‫لكم‪ ،‬وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم واهلل يعلم وأنتم ال‬ ‫تعلمون)‪ .‬اآلية ‪ .216‬سورة البقرة‪.‬‬ ‫ب��دؤوا يدرسون ويطالعون ويتعلمون‪ ،‬اعتمادا على‬ ‫أنفسهم بأنفسهم‪ ،‬حيث ن��ذروا طوال حياتهم أرواحهم‬ ‫للقراءة والكتابة في مختلف المجاالت‪ ،‬قضوا األيام والليالي‬ ‫في ممارسة حقهم الطبيعي في التعليم الذاتي‪ ،‬والتحصيل‬ ‫الفكري والثقافي ق��راءة وحفظا‪ ،‬بكل إرادة وعزيمة في‬ ‫عصامية نادرة‪ ،‬وبكل جهد وكد‪ ،‬كما يقول الشافعي‪ ( :‬بقدر‬ ‫الكد تكتسب المعالي‪ /‬ومن طلب العال سهر الليالي)‪.‬‬ ‫رغم أنهم لم ينالوا حظهم الوافر من التعليم المدرسي‪،‬‬ ‫تمسكوا بالعصامية في التثقيف الذاتي‪ ،‬حيث أن عصاميتهم‬ ‫علمتهم وكونتهم تكوينا شامال ومتنوعا‪ ،‬فحققوا ما كانوا‬ ‫يصبون إليه‪ ،‬أال وهو التعليم بالقراءة والكتابة‪ ،‬وحصلوا‬ ‫على ثقافة واسعة واطالع كبير‪ ،‬وأصبحوا على عروش قبيلة‬ ‫الحرف والكلمة أمراء‪ ،‬كل في مجال اختصاصه‪ ،‬سواء كان‬ ‫منظوما أو منثورا‪ ،‬بما خلفوه من إنتاج فكري رائد وإنتاج‬ ‫ثقافي غزير‪ ،‬في شكل كتب وتأليف ودراسات ومقاالت خالدة‪،‬‬ ‫على صفحات المنابر الصحفية‪ ،‬اليوميات واألسبوعيات‬ ‫والشهريات ‪ ،‬حيث كان لهم مخرجا من االنقطاع عن الدراسة‬ ‫النظامية‪ ،‬فنقشوا أسماءهم بماء الذهب في سجالت عالم‬ ‫الفكر والمعرفة كأقالم في القمة‪ ،‬وأمسوا من ألمع الكواكب‬ ‫األدبية‪ ،‬مما لم يتأت لبعض خريجي المدارس والمعاهد‬ ‫والجامعات‪ ،‬وهل يستوي الذين ينتجون والذين ال ينتجون‪،‬‬ ‫فاإلنتاج الفكري الجيد والخالد‬ ‫هو المعيار األدب��ي لتكوين‬ ‫اإلنسان‪ ،‬سواء كان عصاميا أو‬ ‫متمدرسا‪.‬‬ ‫إن العصامية من علم ربي‪،‬‬ ‫يؤتيها لمن يشاء‪ ،‬ويمنحها‬ ‫ل��م��ن ي��ري��د‪ ،‬م��م��ن تمسك‬ ‫باالجتهاد المتواصل‪ ،‬والعمل‬ ‫الدؤوب‪ ،‬واالعتماد على نفسه‪،‬‬ ‫والصبر والمثابرة‪ ،‬واالستمرار‬ ‫في التعلم وطلب العلم‪ ،‬طبقا‬ ‫لبرنامج يعده بنفسه لنفسه‪،‬‬ ‫بدون كلل أو ملل‪ ،‬وكما يقول‬ ‫ال��ح��دي��ث ال��ش��ري��ف‪( :‬اطلبوا‬ ‫العلم من المهد إلى اللحد)‪.‬‬ ‫وأن صناعة الكتابة ال تتحقق‬ ‫باالعتماد على الغير‪ ،‬وإنما لما‬ ‫يبديه المرء من استعداد ذاتي‪ ،‬وطموح شخصي‪.‬‬ ‫وأستحضر من هؤالء األدب��اء الذين برعوا في الفكر‬ ‫الجيد من النثر والشعر‪ ،‬ورفعوا راية المعرفة والفكر‪ ،‬اآلتية‬ ‫أسماؤهم ‪:‬‬ ‫مصطفى صادق الرافعي‪1932 - 1871( .‬م) كاتب‬ ‫مصري‪ .‬حاصل على الشهادة االبتدائية‪ .‬أصيب بعاهة دائمة‬ ‫أال وهي عاهة فقدان السمع‪ .‬عمل في الصحافة والكتابة‪،‬‬ ‫أصبح من عمالقة األدب العربي‪ .‬أصدر مجموعة من الكتب‬ ‫القيمة‪ ،‬منها‪ :‬تحت راية القرآن‪ ،‬تاريخ آداب العربية‪ ،‬إعجاز‬ ‫القرآن والبالغة النبوية‪ ،‬وحي القلم‪ ،‬على السفود وديوان‬ ‫الرافعي‪ .‬وغيرها من الكتب الذائعة الصيت‪.‬‬ ‫عباس محمود العقاد‪1964 - 1889( .‬م)‪ .‬كاتب مصري‪.‬‬ ‫حاصل على الشهادة االبتدائية‪ .‬أسس بالتعاون مع إبراهيم‬ ‫المازني وعبد الرحمان شكري مدرسة الديوان‪ « ،‬اشتغل‬ ‫بوظائف كثيرة منها التلغراف‪ ،‬السكك الحديدية‪ ،‬واألوقاف‪،‬‬ ‫عمل بمصنع للحرير في مدينة دمياط‪ ،‬وبالسكك الحديدية‪،‬‬ ‫والتحق بعمل كتابي بمحافظة قنا ومحافظة الشرقية‪ .‬عمل‬ ‫بالصحافة‪ ،‬وشارك في إصدار جريدة الدستور‪ ،‬كان يكتب‬ ‫وينشر بمجلة الفصول‪ ،‬وله عدة معارك أدبية مع مجموعة‬ ‫من األدباء‪ ،‬حصل على جائزة الدولة التقديرية في األدب‬ ‫والدكتورة الفخرية من جامعة القاهرة‪ ،‬إال أنه رفضهما‪.‬‬ ‫أصدر مجموعة من الكتب القيمة والدواوين الشعرية‪ ،‬منها‬ ‫العبقريات (محمد‪ ،‬عمر‪ ،‬الصديق‪ ،‬اإلمام وخالد‪ ،)...‬اهلل‪،‬‬ ‫ساعات بين الكتب‪ ،‬بين الكتب والناس‪ ،‬سارة وابن الرومي‬ ‫وغيرها ‪.‬‬ ‫محمد الرايسي‪1997 - 1948( .‬م)‪ .‬كاتب وباحث‬ ‫موسيقي مغربي‪ .‬التعليم االبتدائي‪ .‬درس الموسيق بالمعهد‬ ‫الموسيقي بالرباط‪ ،‬وبعد تخرجه تقلد منصب رآسة مكتب‬ ‫الموسيقى واالمتحانات بوزارة الشؤون الثقافية‪ ،‬زاول مهنة‬ ‫التدريس الموسيقي بمعاهد الموسيقى بالمدن التالية‪:‬‬ ‫فاس‪ ،‬ومكناس‪ ،‬الرباط‪ ،‬القصر الكبير‪ ،‬وطنجة‪ ،‬وكان يتقلد‬ ‫مهمة التعليم الموسيقي ومسؤولية التسيير في وقت واحد‪.‬‬ ‫شارك في عدة ملتقيات وأنشطة ثقافية وموسيقية داخل‬

‫‪13‬‬

‫المغرب وخارجه‪ ،‬نشر مجموعة من الدراسات والمقاالت‬ ‫بمختلف الصحف الوطنية والعربية‪ ،‬كان عضوا في عدة‬ ‫جمعيات وأندية ثقافية وفنية‪.‬‬ ‫محمد شكري‪ .)2003 - 1935( .‬كاتب وروائي مغربي‪.‬‬ ‫الشهادة االبتدائية‪ .‬مارس مهنة التعليم‪ .‬وهو ال يحتاج إلى‬ ‫تعريف‪ ،‬فهو أعرف من كل معرف بين األدباء والمثقفين‪،‬‬ ‫وذائع الصيت في العالم العربي والعالم الغربي‪ ،‬وصاحب‬ ‫مجموعة من اإلنتاجات األدبية والفكرية‪ ،‬وهي تشهد‬ ‫له بذلك‪ ،‬منها ‪ :‬الخبز الحافي والسوق الداخلي والخيمة‬ ‫ومجنون الورد وزمن األخطاء وغيرها‪ ،‬وقد ترجمت بعض‬ ‫رواياته إلى لغات أجنبية‪.‬‬ ‫حسن بيريش‪ .‬كاتــب وصحافـــي مغربــي‪ .‬التعليم‬ ‫االبتدائي‪ .‬غدا بعزمه وإرادته وعصاميته النادرة أديبا وكاتبا‬ ‫وصحفيا مقتدرا في شتى المجاالت الفكرية والثقافية‪ ،‬ناهيك‬ ‫عن إنتاج وإصدار مجموعة من الكتب (‪ 14‬كتابا)‪ ،‬والمقاالت‬ ‫المتنوعة‪ ،‬والموضوعات العديدة‪ ،‬وإجراء الحوارات واللقاءات‬ ‫المختلفة المواضيع‪ ،‬التي نشرها في الصحف والمجالت‬ ‫المغربية والعربية‪ ،‬وك��ذا بعض المواقع اإللكترونية‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى المشاركات الثقافية في مختلف المحافل‬ ‫الفكرية والملتقيات الثقافية‪ ،‬إضافة إلى المجال الصحفي‬ ‫الذي برع فيه‪ ،‬فحصل على عضوية النقابة الوطنية للصحافة‬ ‫المغربية‪ ،‬وعضوية المجلس اإلداري التحاد كتاب المغرب‪،‬‬ ‫وأصبح له مكان بين محترفي الحرف وصانعي الكلمة بكل‬ ‫جدارة واستحقاق ‪.‬‬ ‫عبد السالم التميمي‪ .‬شاعر مغربي‪ .‬التعليم االبتدائي‪.‬‬ ‫ينتمي إلى طبقة شعراء النثر أو قصيدة النثر‪ ،‬فجعلته يتحرر‬ ‫من القيود العروضية‪ ،‬حيث برع في هذا الجنس األدبي‪،‬‬ ‫وأبدع فيه أيما إبداع‪ ،‬بكل عفوية وتلقائية‪ ،‬فتألق في سمائه‪،‬‬ ‫وأجاد فيه‪ ،‬فهو شاعر لما يكتب‪ ،‬وشاعر بما يكتب‪ ،‬وأصبح‬ ‫له حضور في ساحــة الشعــر‬ ‫المنثور‪ .‬رغم وفرة قصائده‬ ‫المنشورة بالصحف الوطنية‪،‬‬ ‫وغير المنشورة‪ ،‬والتي يربو‬ ‫عددها على المائتي قصيدة‪،‬‬ ‫فهو لم يعمل على تجميعها‬ ‫ونشرها في ديوان أو دواوين‪،‬‬ ‫ح��ي��ث ي��ب��ق��ى س��ب��ب ذل��ك‬ ‫من علمه وعلم رب��ة شعره‬ ‫وملهمته‪.‬‬ ‫حنـا مينــه‪ .‬ولد سنـــة‬ ‫‪ ،1936‬التعليــم االبتدائـــي‪،‬‬ ‫روائ���ي س���وري‪ ،‬امتهن في‬ ‫بداية حياته مهنة الحالقة‪،‬‬ ‫م��ص��ل��ح دراج�������ات‪ ،‬ع��ام�لا‬ ‫بالصيدلية‪ ،‬حماال في ميناء‬ ‫الالذقية‪ ،‬وبحارا على السفن‬ ‫والمراكب‪ .‬عمل في الصحافة واألدب‪ .‬يعد من كبار كتاب‬ ‫الرواية العربية‪ ،‬ساهم في تأسيس رابطة الكتاب السوريين‪،‬‬ ‫واتحاد الكتاب العرب‪ .‬له مجموعة من الروايات ذات الشهرة‬ ‫واالنتشار‪ ،‬منها‪ :‬المصابيح الزرق‪ ،‬الشراع والعاصفة‪ ،‬نهاية‬ ‫رجل شجاع‪ ،‬الثلج يأتي من النافذة‪ ،‬الشمس في يوم غائم‬ ‫وامرأة تجهل أنها امرأة وغيرها‪.‬‬ ‫من خالل قراءة حياة هؤالء المفكرين‪ ،‬وطريقة تعلمهم‬ ‫وتكوينهم‪ ،‬وما أنتجوه على الصعيد الفكري واألدبي‪ ،‬من‬ ‫كتابات خالدة‪ ،‬وتآليف متنوعة‪ ،‬والمكانة الفكرية التي وصلوا‬ ‫إليها‪ ،‬كل في مجال اختصاصه‪ ،‬تجلى لنا أن كل شيء يهون‬ ‫أمام االعتماد على النفس‪ ،‬والجد واالجتهاد‪ ،‬والسعي إلى‬ ‫تحقيق الرغبات والمطالب‪ ،‬وتخطي الصعاب والعقبات‪ ،‬دون‬ ‫اللجوء إلى التمني والمطالب واالنتظار واالعتماد على الغير‪،‬‬ ‫يقول الشاعر أحمد شوقي‪:‬‬ ‫وما نيل المطالب بالتمنـــــي‬ ‫ولكن تِؤخــذ الدنيــا غالبـــا‬ ‫وما استعصى على قوم منال‬ ‫إذا اإلقـدام كان لهم ركابـا ‪.‬‬ ‫هؤالء الذين ذكرتهم سالفا هم عينة من المفكرين‬ ‫واألدباء والشعراء والروائيين والصحفيين والموسيقيين‪،‬‬ ‫الذين ولدتهم القراءة والكتابة والتعليم العصامي‪ ،‬وهم كثر‬ ‫يضيق المقام بذكر أمثالهم من الذين بلغوا درجة عالية‬ ‫في الفكر والثقافة‪ ،‬وأصبحوا نموذجا ونبراسا في التعليم‬ ‫العصامي‪ ،‬والتحصيل الدراسي‪ ،‬واإلبداع الفكري‪ .‬ونستخلص‬ ‫من ذلك أن المرء مسؤول عن نفسه في التعليم والعمل‬ ‫بعصامية قوية‪ ،‬والتثقيف الذاتي‪ ،‬والتحصيل الشخصي‪،‬‬ ‫بالجد والكد واالجتهاد‪ ،‬واالعتماد على النفس‪ ،‬والتسلح‬ ‫بالقراءة والكتابة‪ ،‬وبالحبر والقلم وما يسطرون‪ ،‬والتحلي‬ ‫ب��اإلرادة والطموح والعزيمة‪ ،‬فإنه ( على قدر العزم تأتي‬ ‫العزائم ) من شعر المتنبي‪ .‬تلك هي العصامية ‪ ،‬وللعصامية‬ ‫في أوالدها درجات‪.‬‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫بقلم‪ :‬م�صطفى احلراق‬

‫المبادئ األساسية لحركة‬ ‫ما بعد الحداثة (‪)2‬‬ ‫في الحلقة الماضية تحدثنا عن المبدأ‬ ‫األول من بين الستة مبادئ التي تدعو لها‬ ‫حركة ما بعهد الحداثة‪ ،‬وف��ي ه��ذه الحلقة‬ ‫سنحاول الحديث عن المبدأ الثاني حيث يوجد‬ ‫في مشروع الحداثة الغربي تقابل شهير بين‬ ‫فئتين وهما الذات والموضوع‪ ،‬وتدعو حركة‬ ‫ما بعد الحداثة – في جانبها التشكيكي – إلى‬ ‫إلغاء الذات الحديثة‪ ،‬وذلك لثالثة أسباب ‪ ،‬أولها‬ ‫أن هذه ال��ذات من اختراعات عصر الحداثة‪،‬‬ ‫وثانيها أن أي تركيز على الذات يفترض وجود‬ ‫فلسفة إنسانية يعارضها المفكرون ما بعد‬ ‫الحداثيون‪ ،‬وثالثها أنه لو قلنا بوجود الذات ‪،‬‬ ‫فذلك يفترض وجود موضوع‪ ،‬وما بعد الحداثة‬ ‫ترفض هذه الثنائية بين الذات والموضوع‪،‬‬ ‫وتربط حركة ما بعد الحداثة بين ال��ذات‬ ‫والحداثة‪ .‬ويرون أن الذات من اختراع المجتمع‬ ‫الحديث‪ ،‬وهي ربيبة عصر التنوير والعقالنية‪،‬‬ ‫ذلك أن العلم الحديث حين حل محل الدين‬ ‫فإن الفرد العقالني (ونعني الذات الحديثة)‬ ‫حل محل اهلل‪ ،‬كما كان يرى مشروع الحداثة‬ ‫الغربي‪ ،‬ومن هنا فالمفاهيم الحديثة سواء‬ ‫كانت علمية مثل (الواقع الخارجي أو النظرية‪،‬‬ ‫أو المالحظة العلمية) أو سياسية مثل (حقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬أو التمثيل الديمقراطي‪ ،‬أو السببية أو‬ ‫التحرر) كلها تفترض ذاتا مستقلة‪ ،‬وإذا ألغينا‬ ‫الذات‪ ،‬فمعنى ذلك إلغاء تلقائي لكل المفاهيم‬ ‫الحديثة المرتبطة بها‪ ،‬فمثال بغير الذات‪ ،‬تختفي‬ ‫األهمية الكبرى التي كان يعطيها الماركسيون‬ ‫والليبراليون للمفاهيم الفكرية الحديثة‪ ،‬مثل‬ ‫الوضــــع االجتماعي‪ ،‬والجماعـــة‪ ،‬والشخص‪،‬‬ ‫والطبقة‪ ،‬فإذا ألغينا مقولة الذات تماما مثل ما‬ ‫استبعدنا المؤلف‪ ،‬فإن األدوات الرئيسية للبحث‬ ‫بصورته الحديثة‪ ،‬مثل السببية أو إرادة الفاعل‬ ‫ستختفي‪ ،‬باإلضافة أن إنكار الذات يؤكد نزعة‬ ‫التشاؤم ما بعد الحداثة فيما يتعلق بفعالية‬ ‫التدخل اإلنساني‪ ،‬والمخططــات اإلنسانيـــة‪،‬‬ ‫والعقالنية‪ ،‬والعقل في العالم الحديث‪ .‬لذلك‬ ‫كله تنتقد الحركة الدور المركزي الذي تلعبه‬ ‫الذات في تحليالت العلوم االجتماعية‪ ،‬والتي‬ ‫تصور اإلنسان باعتباره قادرا وفاعال‪ ،‬يستطيع‬ ‫االختيار‪ ،‬مع أنه في الواقع ليس سوى عنصرا‬ ‫يخضع لواقــــع النسق االقتصادي والسياســي‬ ‫والثقافي على وجوده‪ .‬وهناك خالفات عديدة‬ ‫داخل حركة ما بعد الحداثة حول قضية إلغاء‬ ‫الذات أو إبقائها مع تحديد دائرة فعلها‪ ،‬ألنه ال‬ ‫يتصور أي ممارسة فعلية للعلوم االجتماعية إذا‬ ‫اختفت الذات من إطار التحليل‪.‬‬ ‫(يتبع)‬


‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫العدد ‪910‬‬

‫الكـــــــــــذب‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫يقول موالنا جل عاله‪ُ « :‬ث َّم َن ْبتَهِ ْل َفن َْج َعل َّل ْعن َ‬ ‫كاذِ بِنيَ »‪ ،‬ويقول �سبحانه‪ُ :‬‬ ‫الل عَ َلى ا ْل َ‬ ‫«قت َِل‬ ‫َت هَّ ِ‬ ‫ات هَّ‬ ‫لاَ‬ ‫خْ َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫رَ‬ ‫ْت‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫اللِ»‪.‬‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫ؤ‬ ‫ي‬ ‫ذِين‬ ‫ال‬ ‫ذِب‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ُون ِب�آ َي ِ‬ ‫ال َّر ُ‬ ‫َ‬ ‫ا�ص َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ون « �أي لعن الكذابون‪ ،‬ويقول �سبحانه‪�ِ « :‬إ مَّنَا َ ِ‬

‫الكذب هو اإلخبار بالشيء على خالف ما هو عليه عمدا وال شك أنه من أقبح الذنوب واآلثام‪،‬‬ ‫فاألمة إذا تعاملت بالكذب فيما يقع بينها من معامالت ولبست به فيما تتوقف عليه من مصالح‬ ‫ومشروعات أضاعت وجودها وفقدت أكرم صفاتها‪ ،‬فالمجتمع اإلسالمي الصالح هو الذي يكون‬ ‫الصدق أساس المعاملة فيه‪ ،‬والمجتمع الفاسد هو الذي يكون الكذب غالبا عليه حتى يهلكه‬ ‫ويمحق اسمه من الوجود‪ ،‬وقد يبقى المجتمع محفوظا إذا غلب فيه الصدق على الكذب ولكنه‬ ‫يكون فاسدا ومنحطا ألنه يتضرر بقدر ما فيه من الكذب‪ ،‬ألن الكذب وإن قل يسقط االعتبار‬ ‫ويورث الخزي والكسوف واالستصغار ويوجب الشقاء ويسبب الخصام والحمام‪ ،‬فكم من كذوب‬ ‫مشداق قتل بسيف االختالف‪ ،‬والصدق أحد أركان بقاء العالم حتى لوتوهم ارتفاعه لما صح‬ ‫نظامه وبقاؤه‪ ،‬ولكون الكذب أساسا لعظائم الموبقات والصدق جامعا لكثير من خصال الخيرات‬ ‫جعل النبي صلى اهلل عليه وسلم الصدق هاديا إلى البر الذي هو طريق الجنة والكذب هاديا إلى‬ ‫الفجور الذي هو اإلسم الجامع للموبقات‪ ،‬والذي هو طريق إلى النار وغضب اهلل‪ ،‬أخرج البخاري‬ ‫ومسلم وأبو داوود والترمذي واللفظ له مرفوعا‪« :‬عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر‬ ‫وإن البر يهدي إلى الجنة‪ ،‬وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند اهلل صديقا‪،‬‬ ‫وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار‪ ،‬وما يزال الرجل يكذب‬ ‫ويتحرى الكذب حتى يكتب عند اهلل كذابا‪ ،‬وأخرج أحمد‪ :‬أن رجال قال يا رسول اهلل‪ :‬ما عمل أهل‬ ‫النار؟ قال الكذب‪ ،‬فإن العبد إذا كذب فجر وإذا فجر كفر وإذا كفر دخل النار»‪.‬‬ ‫ويكفي في قبح الكذب إنه من عالمات المنافقين كما يشير إليه قوله تعلى‪َ « :‬و ِمنْهُ م َّم ْن‬ ‫هَّ َ‬ ‫ن َو َلن ُ‬ ‫ال�ص حِالِني َف َل َّما �آتَاهُ م ِّمن َف ْ�ض ِل ِه َبخِ ُلوا ِب ِه‬ ‫ِن َّ‬ ‫َن م َ‬ ‫ِن �آتَانَا مِن َف ْ�ض ِل ِه َلن َّ‬ ‫َكون َّ‬ ‫َ�ص َّد َق َّ‬ ‫عَ اهَ َد الل َلئ ْ‬ ‫َ‬ ‫هَّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫وه َوبمِ َا َ‬ ‫ى َي ْو ِم َيل َق ْون َُه بمِ َا �أ ْخل ُفوا الل َما وَعَ ُد ُ‬ ‫َو َت َو َّلوا َّوهُ م ُّم ْع ِر ُ�ضون َف�أ ْع َق َبهُ ْم ِن َفا ًقا يِف ُقلو ِبهِ ْم �إِل ٰ‬ ‫كانُوا‬ ‫َي ْ‬ ‫ون »‪ ،‬وفي الصحيحين مرفوعا ‪« :‬ءاية المنافق ثالث‪ :‬إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا‬ ‫كذِ ُب َ‬ ‫ائتمن خان»‪ ،‬وعن صفوان بن سليم «قلت يا رسول اهلل أيكون المومن جبانا؟ قال نعم‪ ،‬قلت‬ ‫أيكون المومن بخيال؟ قال نعم‪ ،‬قلت أيكون المومن كذابا؟ قال ال»‪ ،‬وقال عليه السالم ‪« :‬إن‬ ‫الكذب باب من أبواب النفاق»‪،‬‬ ‫ال يكذب المرء إال من مــــهانته‬

‫أو فعلـة السوء أو من قلـة األدب‬

‫لبعض جيفة كلب خير رائحـــــة‬

‫من كذبة المرء في جد وفي لعب‬

‫وأخرج أحمد وابن أبي الدنيا مرفوعا‪« :‬من قال لصبى تعال هاك أعطيك ثم لم يعطه فهي‬ ‫كذبة»‪ ،‬وفي رواية ألبي داوود والبيهقى عن عبد اهلل بن أبي عامر قال‪ »:‬دعتني أمي يوما‬ ‫ورسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قاعد في بيتنا فقالت‪ :‬هاك تعال أعطيك‪ ،‬فقال لها رسول اهلل‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم ما أردت أن تعطيه؟ قالت أردت أن أعطيه تمرا‪ ،‬فقال لها صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم أما أنك لو لم تعطيه شيئا كتبت عليك كذبة» ‪ ،‬فالكذب جماع النفاق وعماد مساوئ‬ ‫األخالق‪ ،‬عار الزم وذل دائم جمع كل خصلة ذميمة‪ ،‬ومرتكبه فاق مرتكب النميمة‪:‬‬ ‫لي حيلة فيمن ينــــــم‬

‫وليس في الكذاب حيلة‬

‫من كان يخلف ما يقول‬

‫فحــــــيلتي فيه قليلة‬

‫فتبا للكذاب الجاني على نفسه بفعاله الدال على فصيحته بمقاله‪ ،‬فما صح من صدقه‬ ‫نسب إلى غيره وما شاع من كذب غيره نسب إليه‪ ،‬حسب الكذوب من البلية بعض ما يحكى‬ ‫عليه ‪ ،‬فمتى أشيعت كذبة من غيره نسبت إليه‪ ،‬ومن أعظم الكذب واقحه وأبشعه ما كان فيه‬ ‫إذاية للمسلمين كالبهتان وهو افتراء الكذب على المومن وقذفه بالباطل والسعي به لألمراء‬ ‫ي َما ْ‬ ‫اح َت َم ُلوا ُب ْهتَانًا َو�إِ ْث ًما‬ ‫ون مْ ُال�ؤْ ِمنِنيَ َو مْ ُال�ؤْ ِمن ِ‬ ‫بغير حق‪ ،‬قال تعالى‪َ « :‬و َّال َ‬ ‫اكت َ​َ�س ُبوا َف َقدِ ْ‬ ‫ذِين ُي�ؤْ ُذ َ‬ ‫َات ِب َغ رْ ِ‬ ‫ُّمبِينًا» وأخرج أحمد وأبو الشيخ مرفوعا «خمس ليس لهن كفارة الشرك باهلل وقتل النفس بغير‬ ‫حق وبهت مومن والفرار من الزحف ويمين صابرة يقتطع بها ماال بغير حق»‪ ،‬وأخرج الطبراني‬ ‫مرفوعا‪« ,:‬من ذكر امرءا بشيء ليس فيه ليعيبه به حبسه اهلل في نار جهنم حتى يأتي بنفاد ما‬ ‫قال فيه»‪ ،‬وأخرج أحمد والترمذي والنسائي والحاكم وابن حبان والطبراني مرفوعا‪« :‬المسلم‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫من سلم المسلمون من لسانه ويده و المومن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم»‪ ،‬قال‬ ‫بعض العارفين‪ :‬وهذا من شرط كل داع إلى اهلل عز وجل فمن ادعى مقام المشيخة ولم يسلم‬ ‫الناس من لسانه وال من يده فهو كاذب‪ ،‬ألنه إذا لم يسلم له مقام اإلسالم فكيف بمقام‬ ‫اإليمان‪ ،‬فكيف بمقام اإلحسان الذي يدعيه‪ ،‬فإن شرط الداعي أن يقف في محل القرب يدعو‬ ‫المطرودين عن حضرة اهلل إلى حضرة اهلل فكيف بالمطرود يدعو المطرودين‪ ،‬فلذلك ال ترى‬ ‫من أتباعهم ناجحا وال مفلحا وال رابحا‪ .‬وقديما قيل من أراد أن ينظر إلى مقام شيخ لم يكن‬ ‫اجتمع به فلينظر إلى تلميذه فإنه يدل عليه‪ ،‬ولعمري إن الفالحين وأهل الصنائع أحسن حاال‬ ‫وأقرب إلى اهلل من هؤالء المدعين ألنهم طول عمرهم في أعمال شاقة في نفع الخلق‪ ،‬وهؤالء‬ ‫المدعون طول عمرهم ساعون إلضرار الخلق‪ ،‬وأخرج ابن أبي الدنيا مرفوعا‪« :‬شر الناس منزلة‬ ‫يوم القيمة من يخلف لسانه أو يخلف شره»‪ ،‬وفيه تبكيت للشرير وأنه وإن ظفر بما ظفر من‬ ‫األغراض الدنيوية فهو خاسر‪.‬‬ ‫اللهَّ‬ ‫َ‬ ‫َّن ْاف رَ َ‬ ‫ت ٰ‬ ‫ى عَ َلى ِ‬ ‫ومن أعظم أنواع الكذب‪ ,‬الكذب على اهلل قال تعالى‪َ « ،‬و َم ْن �أ ْظ َل ُم ممِ ِ‬ ‫ال�س اَلم ۚ و هَّ ُ‬ ‫الل لاَ َي ْهدِي ا ْل َق ْو َم َّ‬ ‫ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ا ْل َ‬ ‫الظالمِ ِنيَ » وقال سبحانه‪َ « :‬و َي ْو َم ال ِق َيا َم ِة َت َرى‬ ‫ذِب َوهُ َو ُي ْدعَ ٰ‬ ‫ى �إِ َلى ِْ إ ْ ِ َ‬ ‫هَّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫�س يِف َجهَ ن َ​َّم َم ْث ًوى لِّ ْل ُمت َ‬ ‫ذِين َ‬ ‫ين»‪.‬‬ ‫ك َذ ُبوا عَ لى ِ‬ ‫ب َ‬ ‫َّال َ‬ ‫الل ُو ُجوهُ هُ م ُّم ْ�س َودَّ ٌة ۚ �أ َل ْي َ‬ ‫َك رِّ ِ‬ ‫ثم الكذب على رسوله صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬أخرج الشيخان وغيرهما مرفوعا‪« :‬من كذب‬ ‫علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»‪ ،‬وأخرج الطبراني مرفوعا‪« :‬إن من أكبر الكبائر أن يقول‬ ‫الرجل علي ما لم أقل ثم الكذب على المنام»‪،‬‬ ‫ثم الكذب بالنسب أخرج الشيخان مرفوعا‪« :‬من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه‬ ‫فعليه لعنة اهلل والمالئكة والناس أجمعين‪ ،‬ال يقبل اهلل منه يوم القيامة صرفا وال عدال»‪ ،‬وفي‬ ‫رواية ألبي داوود مرفوعا‪« :‬من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة اهلل‬ ‫المتتابعة إلى يوم القيامة»‪ ،‬وأخرج أحمد وابن ماجة مرفوعا‪«:‬من ادعى إلى غير أبيه لم يرح‬ ‫رائحة الجنة» زاد ابن ماجة‪« :‬وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام»‪ ،‬وفي الصحيحين‬ ‫مرفوعا‪« :‬من ادعى أبا في اإلسالم يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام»‪ ،‬وأخرج الطبراني في‬ ‫الصغير واألوسط مرفوعا‪« :‬من تبرأ من نسب وإن دق أو ادعى نسبا ال يعرف فقد كفر»‪ ،‬المراد‬ ‫به كفر النعمة ثم الكذب في حديث الناس‪ ،‬أخرج أحمد مرفوعا‪« :‬كبرت خيانة أن تحدث أخاك‬ ‫حديثا هو لك مصدق وأنت له به كاذب»‪.‬‬ ‫ثم إن الكذب يجوز بل يجب في بعض المواطن وهو ما كان إلنقاذ نفس معصومة أو مال‬ ‫معصوم من ظالم‪ ،‬كما لو رأيت رجال يسعى خلف إنسان ليقتله ظلما أو يأخذ ماله ظلما فدخل‬ ‫دارا أو محال استتر فيه فسئلت أرأيت فالنا فقلت ال فهذا الكذب واجب ألنه وسيلة إلى عصمة‬ ‫دم مسلم وماله‪.‬‬ ‫ومن الكذب الذي ال يوجب الفسق ما جرت به العادة في المبالغة كقولك قلت لك ذلك مائة‬ ‫مرة فإنه ال يريد به المرات بعددها بل المبالغة‪ ،‬فإن لم يكن قال له إال مرة واحدة كان كاذبا‪،‬‬ ‫ومن ذلك ما في الصحيح مرفوعا‪« :‬كل كذب مكتوب إال كذب الرجل في الحرب فإنها خدعة أو‬ ‫كذب المرء بين الرجلين ليصلح بينهما أو كذبه المرأته ليرضيها»‪.‬‬ ‫وكما يجوز الكذب في هذه المواضع يجوز التعريض أي التورية بأن يكون للفظ معنيان‬ ‫ويراد المعنى البعيد منهما‪ ،‬ففي الحديث‪ « :‬إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب»‪ ،‬وعن أبي‬ ‫بكر أنه كان خلف رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم حين هاجر معه فتلقاه العرب وهم يعرفونه‬ ‫وال يعرفون النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فيقولون من هذا؟ فيقول يهديني السبيل‪ ،‬فيظنون‬ ‫أنه يعني هداية الطريق وهو يريد سبيل الخير‪ ،‬وفي غزوة بدر ركب صلى اهلل عليه وسلم ومعه‬ ‫أبو بكر يتجسسان أخبار قريش حتى وقفا على شيخ من العرب لم يعرفهما‪ ،‬فسأله النبي صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم عن قريش وعن محمد وأصحابه وما بلغه عنهم؟ فقال الشيخ ال أخبركما حتى‬ ‫تخبراني من أنتما‪ ،‬فقال له النبي صلى اهلل عليه وسلم إذا أخبرتنا أخبرناك‪ ،‬فقال الشيخ نعم ذاك‬ ‫بذاك‪ ،‬فأخبرهما بما عزمت عليه قريش فلما فرغ من خبره قال ممن أنتما؟ فقال عليه السالم‬ ‫نحن من ماء ثم انصرفا عنه‪ ،‬فقال الشيخ لعلهما من ماء العراق وأراد صلى اهلل عليه وسلم الماء‬ ‫الدافق أي المني‪ ،‬وهو من التورية‪.‬‬

‫الرحم البديل وت�أجري الرحم‬

‫أمر اإلسالم بالمحافظة على األنساب‪ ،‬وجاء بالضمانات الالزمة لمنع اختالط هذه األنساب‪،‬‬ ‫ولذلك فالشريعة اإلسالمية قد ضبطت هذا المقصد‪ ،‬فحظرت اإلنجاب بغير الطريقة التي جبلت عليها‬ ‫الفطرة الربانية‪ ...‬أجل! إن من أخطر الفتن على اإلنسان ما يتعلق بتكوينه من مثل‪ :‬ما يسمى بالرحم‬ ‫الظئر ويتمثل بغرس اللقيحة في رحم غريب غير رحم الزوجة‪ ،‬وال يخفى أن التلقيح الصناعي أسلوب‬ ‫مستحدث يخالف أسلوب الفطرة اإلنسانية ولئن جاز استخدامه في الحيوانات‪ ،‬فال يجوز بأي حال من‬ ‫األحوال استخدامه مع اإلنسان‪ ،‬الذي كرمه اللهّ بنظام أسري له خصائص بيولوجية واجتماعية‪ ،‬هي‬ ‫من جملة مظاهر تكريمه كما قال اللهّ تعالى‪{ :‬ولقد كرمنا بني آدم}‪.‬‬ ‫من المتفق عليه عند علماء الفقه اإلسالمي أن‪( :‬لحياة اإلنسان حرمتها وال يجوز إهدارها إال في‬ ‫المواطن التي حددتها الشريعة اإلسالمية وهذه خارج نطاق المهنة الطبية تماما)‪ .‬لذالك فقضية‬ ‫اإلستنجاب من خالل تكلف أمور غير معهود يجب أن ال نتسارع في تعاطيها‪ ،‬بل من الواجب إخضاعها‬ ‫لمزيد من التأمل والتدبر وتقليب وجهات النظر من الناحية الطبية‪ ،‬والشرعية‪ ،‬مع مالحظة ثوابت‬ ‫العقيدة واألخالق‪ ،‬وقد ورد في وثيقة الكويت‪( :‬وحياة اإلنسان محترمة في كافة أدوارها‪ ...‬وتنسدل‬ ‫هذه الحرمة على الحياة الجنينية في رحم األم)‪.‬‬ ‫البدّ في موضوع الرّحم الظئر من النظر في اآلثار القريبة والبعيدة‪ ،‬المترتبة على تعاطي هذه‬ ‫الوسيلة‪ ،‬ولذاك ينص الدستور اإلسالمي الطبي على أنه‪( :‬ال يجوز أن تشتمل خطوات البحث العلمي أو‬ ‫تطبيقاته على الكبائر التي يحرمها اإلسالم كالزنى أو إخالط األنساب أو التشويه أو العبث بمقومات‬ ‫الشخصية اإلنسانية)‪ .‬لقد ثبت أن الحمل بواسطة األم المستأجرة يتالزم مع اختالط المورثات كما‬ ‫سنرى شاهد لذلك في بحث على الموضوع‪.‬‬ ‫هنا البد لنا من القول‪ :‬إن المخالفة لما أرشد إليه كتاب اللهّ وسنة رسول اللهّ من الطريقة الفطرية‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫اآلمنة والمنضبطة في إنجاب الذرية ـ والتي تمثل صراط اهلل في هذا الميدان ـ ال يستسيغها العقالء‬ ‫والمنصفون‪ ،‬وبالتالي ال تجوز قطعا حيث إن في ذاك مخالفة الطريق اآلمن‪.‬‬ ‫إن اإلنجاب نوع من أنواع اتباع السبل التي نهانا اللهّ عنها بقوله‪[ :‬وال تتبعوا السبل] لذلك فإن ما‬ ‫يسمى (الرحم الظئر) هو عمل غير صحيح‪ ،‬ومن ثم فإن مجتمع البحوث اإلسالمية‪ ،‬أصدر قرارا‪ ،‬وكذلك‬ ‫مجمع الفقه برابطة العالم اإلسالمي‪ ،‬ثم حرمه المسؤل بقرار‪.‬‬ ‫البد من مالحظة عدم توفر األمن التناسلي (اإلنجابي) في هذا اإلستنجاب المتكلف‪ ،‬وذلك لتطرق‬ ‫عدة احتماالت منها‪ :‬التالعب بالماء‪ ،‬ومنها إمكانية جماع زوج المتبرعة برحمها لها أثناء انغراس‬ ‫البويضة المزروعة في رحمها‪ ،‬وذلك يؤثر في اختالط المورثات‪ ،‬حيث يحصل تأثر البويضة الملحقة‪.‬‬ ‫كما أن ذلك سبب لحصول مفاسد كشف السوءات‪ ،‬وما يتبع ذلك من آثار وأضرار محتملة من‬ ‫إجراء العملية‪ ،‬ولذلك علي جمعة ضمن كالما له حول الموضوع فقال‪(:‬إن تأجير األرحام محرم شرعا‬ ‫وغير جائز في جميع الحاالت ألن مخاطره أكثر من منافعه)‪.‬‬ ‫األرجح أن ال ضرورة في ذلك نظرا لوجود البدائل األخرى من جواز تعدد الزوجات وإمكانية الطالق‬ ‫وغير ذلك‪.‬‬ ‫في حالة اإلستنجاب المتكلف تأتي صفات الوليد غير سوية‪ ،‬حيث في حالة اإلنجاب الفطرية‬ ‫السليمة يحصل ما يقول عنه رسولنا محمد صلى اللهّ عليه وسلم‪« :‬إن اهلل إذا أراد خلق عبد فجامع‬ ‫الرجل المرأة طارماؤه في كل عرق وعضو منها»‪ .‬فيأتي الولد تبعا لذلك سليما معافى و يحمل الصفات‬ ‫الوراثية من أسالفه بشكل آمن بإذن اللهّ سبحانه وتعالى‪ ،‬علما بأن المؤمن مأمور بتلك الكينونة التي‬ ‫تترجم صدق عبوديتة هلل والرضاء بقضائه وقدره‪.‬‬


‫العدد ‪910‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫حدائق الأزاهر يف م�ستح�سن الأجوبة وامل�ضحكات‬ ‫واحلكم والأمثال واحلكايات والنوادر‬ ‫وهوكتاب جامع للحكم واألمثال والنوادروالحكايات‪،‬ألفه الفقيه األديب محمد بن محمد بن محمد أبو بكر ابن عاصم القيسي الغرناطي قاضي من فقهاء‬ ‫المالكية باألندلس توفي بمسقط رأسه غرناطة عن عمر السابعة والستين سنة (عام ‪ 829‬هـ الموافق ‪1426‬م)؛كان يجلد الكتب في صباه‪ ،‬وتقدم حتى‬ ‫ولي قضاء القضاة ببلده‪.‬‬ ‫وقد أخذ عن أعالم منهم‪:‬‬ ‫أبو إسحاق الشاطبي‪ ،‬وأبو عبد اهلل القيطاجي‪ ،‬وأبو عبد اهلل الشريف التلمساني‪ ،‬وأبو إسحاق ابن الحاج‪ ،‬وابن عالق‪ ،‬وخااله أبو بكر‪ ،‬ومحمد ولدا أبي القاسم‬ ‫بن جزي‪ ،‬وابن لب وغيرهم‪.‬‬ ‫وله من المؤلفات‪:‬‬ ‫ــ تحفة الحكام في نكت العقود واألحكام‪ (:‬أرجوزة في الفقه المالكي تعرف بالعاصمية)‪ ،‬شرحها جماعة من العلماء‪.‬‬ ‫ــ أراجيز في األصول والنحو والقراءات‪.‬‬ ‫وحدائق األزاهر في مستحسن األجوبة والمضحكات والحكم واألمثال والحكايات والنوادر (وهو الكتاب الذي سنتحف به القارئ الكريم عبر سلسلة‬ ‫حلقات)‪.‬‬

‫في أخبار األعراب والمتنبئين ونوادر المجان والمستخفين‬ ‫سئل أعرابي عن مسألة في الفرائض‪ ،‬ففكر ساعة‪ ،‬ثم قال‪« :‬انظروا هل مات مع هذا الميت‬

‫أحد من قرابته؟»‪ ،‬فقالوا‪« :‬ولم؟»‪ ،‬فقال‪« :‬ألن هذه الفريضة ال تصح إال بموت آخر»‪.‬‬

‫وقال أبو العيناء ألعرابي‪« :‬إن اهلل محاسبك»‪ ،‬فقال األعرابي‪« :‬سررتني؛ إن الكريم‬ ‫إذا حاسب تفضل»‪..‬‬ ‫وقال األصمعي‪« :‬حضر أعرابي عند الحجاج‪ ،‬فقدم إليه فالوذج‪ ،‬فلما أكل األعرابي‬ ‫منه لقمة‪ ،‬قال الحجاج‪ :‬من أكل هذا ضربت عنقه‪ ،‬فامتنع الناس‪ ،‬فجعل األعرابي ينظر‬ ‫إلى الحجاج مرة وإلى الطعام مرة‪ ،‬ثم قال‪ :‬أوصيك بالصبية خيراً‪ ،‬وأتى على األكل‪،‬‬ ‫فضحك الحجاج حتى استلقى على ظهره‪ ،‬وأمر له‬ ‫بجائزة»‪..‬‬ ‫وق��ال األصمعي‪« :‬دخ��ل علي أعرابي من‬ ‫فزارة بعد المغرب‪ ،‬وأنا أتعشى‪ ،‬فقلت‪ :‬العشاء‪،‬‬ ‫قال‪ :‬إني صائم‪ ،‬فقلت‪ :‬قد دخل الليل‪ ،‬قال‪ :‬قد‬ ‫علمت‪ ،‬ولكني وج��دت صوم الليل أه��ون من‬ ‫صوم النهار‪ ،‬وهما جميعاً واحد‪ ،‬ولن يكلف اهلل‬ ‫نفساً إال وسعها»‪.‬‬ ‫وقال األصمعي‪« :‬سألت أعرابياً عن شهر‬ ‫رمضان‪ ،‬كيف صاموه؟ قال‪ :‬تجرد منا ثالثون‬ ‫رج ً‬ ‫ال‪ ،‬فصام كل واحد يومه»‪..‬‬ ‫وذكر قوم قيام الليل وما فيه من األجر‪،‬‬ ‫وعندهم أعرابي‪ ،‬فقالوا له‪« :‬يا أعرابي‪ ،‬أتقوم‬ ‫الليل؟»‪ ،‬قال‪« :‬إي واهلل‪ ،‬أقوم أبول وأرجع»‪.‬‬ ‫وقيل ألعرابي‪« :‬أتقرأ شيئاً من القرآن؟»‪،‬‬ ‫قال‪« :‬نعم‪ ،‬أم القرآن‪ ،‬ومدحة الرب‪ ،‬وهجاء أبي‬ ‫لهب»‪.‬‬ ‫وضل ألعرابي جمل‪ ،‬فجعل ينشده‪ ،‬ويقول‪:‬‬ ‫«من وجده فهو له»‪ ،‬فقيل له‪« :‬لم تطلبه وقد‬ ‫وهبته لواجده؟»‪ ،‬فقال‪« :‬وأين لذة الوجدان؟»‪.‬‬ ‫وضل ألعرابي جمل‪ ،‬فحلف باهلل أنه إن‬ ‫وجده باعه بدرهم‪ ،‬فوجده‪ ،‬فلزمه بيعه‪ ،‬فشد‬ ‫في عنق الجمل سنوراً‪ ،‬وقال‪« :‬السنور بمائة‬ ‫درهم‪ ،‬والجمل بدرهم‪ ،‬وال أبيعهما إال معاً»‪..‬‬ ‫وجمع أعرابي أوالده‪ ،‬وق��ال‪« :‬يا بني‪ ،‬أوصيكم بالناس ش��راً‪ ،‬كلموهم شزراً‪،‬‬ ‫وأطعموهم نزراً‪ ،‬وال تقبلوا لهم عذراً‪ ،‬وال تقبلوا لهم عثرة‪ ،‬وال ترحموا لهم عبرة‪،‬‬ ‫وقصروا األعنة‪ ،‬واشحذوا األسنة‪ ،‬وإياكم والوهن؛ فيطمع الناس فيكم»‪.‬‬ ‫وقرأ أعرابي في الصالة‪« :‬إنا بعثنا نوحاً إلى قومه»‪ ،‬فقال له رجل من خلفه‪( :‬إنا‬ ‫أرسلنا نوحاً إلى قومه) فقال‪« :‬واهلل ما يفرق بينهما إال جاهل»‪.‬‬ ‫وسقط أعرابي عن بعير‪ ،‬فانكسرت أضالعه‪ ،‬فأتى المجبر‪ ،‬فقال له‪« :‬خذ زبيباً‪،‬‬ ‫وانزع عجمه وأقماعه‪ ،‬ودقه واعجنه بعسل‪ ،‬وضمد به الموضع»‪ ،‬فقال األعرابي‪« :‬من‬ ‫داخل أضمد‪ ،‬أو من خارج؟»‪ ،‬قال‪« :‬اجعله حيث تعلم أنه ينفعك»‪.‬‬

‫وقيل ألعرابي‪ ،‬وقد رئي مغتماً‪« :‬ما شأنك؟» قال‪« :‬سوء الحال ‪ ،‬وكثرة العيال»‪،‬‬ ‫قيل‪« :‬ال تغتم؛ فإنهم عيال اهلل»‪ ،‬قال‪« :‬قد صدقتم‪ ،‬ولكن كنت أحب أن يكون الوكيل‬ ‫عليهم غيري»‪.‬‬ ‫وشوي ألبي جعفر الهاشمي دجاج‪ ،‬ففقد فخذاً من دجاجة‪ ،‬فأمر‪ ،‬فنودي في داره‪:‬‬ ‫من هذا الذي تعاطى فعقر‪ ،‬واهلل‪ ،‬ال‪ ،‬أخبز في هذا التنور شهراً أو يرد‪ ،‬فقال ابنه األكبر‪:‬‬ ‫(أتهلكنا بما فعل السفهاء منا)‪.‬‬ ‫ورأى أعرابي رج ً‬ ‫ال سميناً‪ ،‬فقال له‪« :‬إني أرى عليك قطيفة من نسج أضراسك»‪.‬‬ ‫وقيل ألعرابي‪« :‬أال تغزو األع���داء؟»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«كيف يكونون لي أع��داء‪ ،‬وأن��ا ال أعرفهم وال‬ ‫يعرفونني»‪..‬‬ ‫وقيل آلخر‪« :‬أال تجاهد في سبيل اهلل؟»‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫«واهلل‪ ،‬إني ألبغض الموت على فراش‪ ،‬فكيف آتيه‬ ‫ركضاً؟»‪.‬‬ ‫وتنبأ رجل في أيام المأمون‪ ،‬فقال‪« :‬يا ثمامة‪،‬‬ ‫ناظره»‪ ،‬فقال‪« :‬ما أكثر المتنبئين في دولتك‬ ‫يا أمير المؤمنين فهون عليك»‪ ،‬ثم التفت إلى‬ ‫المتنبئ فقال‪« :‬ما دليلك على نبوتك؟»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫تحضر لي امرأتك يا ثمامة‪ ،‬فأنكحها بين يديك‪،‬‬ ‫فتلد غالماً ينطق في المهد‪ ،‬ويخبرك أني نبي»‪،‬‬ ‫قال ثمامة‪« :‬أشهد أنك نبي»‪ ،‬قال له المأمون‪:‬‬ ‫«ما أس��رع ما آمنت ب��ه»‪ ،‬ق��ال‪« :‬وأن��ت يا أمير‬ ‫المؤمنين ما أهون عليك أن ينكح امرأتي على‬ ‫بساطك»‪ ،‬فضحك المأمون وأطلقه‪.‬‬ ‫وادعى رجل النبوة في أيام المهدي‪ ،‬فأتى‬ ‫به‪ ،‬فقال له‪« :‬من أنت؟» قال‪ :‬نبي»‪ ،‬قال‪« :‬ومتى‬ ‫تنبأت؟»‪ ،‬قال‪« :‬وما تصنع بالتاريخ؟»‪ ،‬قال‪« :‬في‬ ‫أي موضع جاءتك النبوة؟»‪ ،‬قال‪« :‬وقعنا في شغل‪،‬‬ ‫ليس هذا من مسائل األنبياء‪ ،‬إن كان رأيك أن‬ ‫تصدقني في كل ما أقول لك فاعمل بقولي‪ ،‬وإن‬ ‫كنت عزمت على تكذيبي‪ ،‬فدعني‪ ،‬أذهب عنك»‪،‬‬ ‫قال المهدي‪« :‬هذا ال يجوز؛ إذ فيه فساد الدين»‪،‬‬ ‫قال‪« :‬وا عجباً لك تغضب لفساد دينك‪ ،‬وال أغضب‬ ‫لفساد نبوتي‪ ،‬أما واهلل‪ ،‬ما قدرت علي إال بمعن بن زائدة‪ ،‬والحسن بين قحطبة‪ ،‬وما‬ ‫أشبههما من قوادك»‪ ،‬وكان عن يمين المهدي شريك القاضي‪ ،‬فقال له‪« :‬ما تقول‬ ‫في هذا النبي؟»‪ ،‬قال‪ :‬شاورت هذا في أمري‪ ،‬ولم تشاورني في أمره»‪ ،‬قال له القاضي‪:‬‬ ‫«هات ما عندك»‪ ،‬قال‪« :‬أخاصمك بما جاء به من قبلي من الرسل»‪ ،‬قال القاضي‪« :‬قد‬ ‫رضيت»‪ ،‬قال‪« :‬أكافر أنا عندك أم مؤمن؟»‪ ،‬قال‪« :‬كافر»‪ ،‬قال‪« :‬فإن اهلل تعالى يقول‪:‬‬ ‫(وال تطع الكافرين والمنافقين) فال تطعني وال تؤذني‪ ،‬ودعني أذهب إلى الضعفاء‬ ‫والمساكين؛ فإنهم أتباع األنبياء‪ ،‬وادع الملوك والجبابرة؛ فإنهم حطب جهنم»‪،‬‬ ‫فضحك المهدي وخلى سبيله‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪910‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)813‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫“ تاريخ مسرح الطفل‬ ‫في المغرب “‬

‫صدر كتاب “ تاريخ مسرح الطفل في المغرب “ لمؤلفه مصطفى عبد السالم المهماه سنة‬ ‫‪ ،1986‬وذلك في ما مجموعه ‪ 118‬من الصفحات ذات الحجم المتوسط‪ .‬والكتاب محاولة رائدة‬ ‫للتوثيق إلحدى أبرز تجارب اإلبداع الوطنية التي الزالت تكتنف تاريخها الكثير من نقاط الظالم‬ ‫الكثيف‪ ،‬العتبارات شتى تتداخل فيها حيثيات النظرة التنقيصية تجاه هذا النوع من األعمال‬ ‫اإلبداعية‪ ،‬مع حداثة النشأة ومخاضات الوالدة والتطور‪ .‬وإذا كان الكتاب يسعى للتوثيق لمعالم‬ ‫تطور هذا الفن الطفولي على امتداد خريطة الوطن‪ ،‬فإن حضور منطقة الشمال يظل وازنا على‬ ‫مستويات عدة‪ ،‬أهمها النهل من تجارب محلية‬ ‫رائدة‪ ،‬وانتماء المؤلف لمدينة أصيال التي عرفت‬ ‫حركة مسرحية متميزة عند فجر االستقالل‪ ،‬تأثر‬ ‫بها المؤلف وتفاعل معها‪ ،‬ثم توظيف الباحث‬ ‫المهماه النفتاحه على مجال علم السوسيولوجيا‬ ‫قصد استنطاق الكثير من المظاهر الرمزية‬ ‫والثقافية والفنية والفرجوية السائدة بمدينته‬ ‫األصلية وال��م��وروث��ة عن ال��ق��رون الماضية‪،‬‬ ‫من أج��ل إب��راز عمقها اإلنساني واإلب��داع��ي‬ ‫العميق والممتد في الزمن‪ .‬أضف إلى ذلك‪،‬‬ ‫أن المؤلف لم يكن – أبدا ‪ -‬شخصا غريبا عن‬ ‫الفعل الجمعوي المتواصل داخل مدينة أصيال‪،‬‬ ‫جسده من خالل الحضور الفاعل داخل العديد‬ ‫من اإلط��ارات الجمعوية الثقافية‪ ،‬وساهم في‬ ‫تخصيبه من خالل سلسلة إصداراته المتراتبة‪،‬‬ ‫بحثا في قضايا ماضي مدينة أصيال‪ ،‬وتوظيفا‬ ‫لنتائج تنقيباته الميدانية المباشرة‪ .‬ولتوضيح‬ ‫السياق العام الذي أفرز الكتاب موضوع هذا‬ ‫التعليق‪ ،‬يقول المؤلف في التقديم العام لعمله‪:‬‬ ‫“ ‪ ...‬إذا كانت القصة والشعر الطفلي في المغرب‬ ‫قد حقق تقدما نوعا ما على يد كتاب بدؤوا‬ ‫مؤخرا يتجهون نحو التخصص في أدب الطفل‪،‬‬ ‫فإن المسرح ظل متأخرا‪ ،‬وهذا ال نعتبره إهماال من طرف المثقفين المغاربة‪ ،‬بل حتى العرب‪،‬‬ ‫وإنما راجع في نظرنا إلى الظروف التاريخية المتمثلة في محاربة االستعمار‪ ،‬واألمية التي كان‬ ‫سببها هذا األخير ‪ ...‬فاالهتمام بمسرح الطفل بصفة جدية‪ ،‬يحتاج كذلك إلى تسجيل تاريخه‬ ‫من الشكل التقليدي‪ ،‬أو ما نسميه بالمسرح الشعبي للطفل‪ .‬ونعني به من بداية حرق البخور‪،‬‬ ‫وتالوة األهازيج الشعبية عند والدته ‪ ...‬إلى تعلمه تمثيل أدوار إيهامية مع دميته إلى مشاركته‬ ‫االجتماعية لألطفال في األلعاب الخارجية من أناشيد وألعاب جماعية ‪ ،‬إلى الحضور إلى جانب الكبير‬ ‫في الحفالت االجتماعية من أعراس‪ ،‬وعقيقة ‪ ...‬بما فيها حفالت البساط‪ ،‬ومحاولة تقليدها فيما‬ ‫بعد‪ ،‬إلى ظهور بذور لنهضة مسرحية تعتمد القواعد واألصول المسرحية‪ ،‬وذلك للتأثير الذي‬ ‫تركته الفرق الزائرة للمغرب‪ ،‬سواء العربية أو األوربية‪ .‬بعدها تأتي المرحلة التأسيسية‪ ،‬وإن كانت‬ ‫هذه المرحلة نعتبرها في مهدها‪ ،‬رغم ضعف اإلنتاج ورداءته في بعض األحيان من جهة‪ ،‬ولضعف‬ ‫كتابه من حيث التكويم التربوي والثقافي وحتى المسرحي من جهة ثانية ‪ ( “ ...‬ص ص‪.) 9 – 8 .‬‬ ‫ولتوسيع دوائر البحث حول موضوع الكتاب‪ ،‬قسم المؤلف عمله بين خمسة فصول متكاملة‪،‬‬ ‫إلى جانب تمهيد عام‪ ،‬وتقديم للمرحوم أحمد عبد السالم البقالي وخاتمة استنتاجية وتقييمية‪.‬‬ ‫ففي القصل األول‪ ،‬سعى مصطفى المهماه إلى تحديد الجهاز المفاهيمي الموظف في عمله‪،‬‬ ‫مميزا بين مفهوم مسرح الطفل ومسرح للطفل‪ .‬وفي الفصل الثاني‪ ،‬انتقل المؤلف لتحديد سمات‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫المسرح التقليدي أو المسرح الشعبي للطفل‪ ،‬موثقا للعديد من المظاهر االحتفالية التي توارثها‬ ‫المجتمع المغربي‪ ،‬وعبر – من خاللها – عن مظاهر فرجوية متميزة مثل حلقات الطرقية واألعراس‪،‬‬ ‫ومشاهد إطالق البارود‪ ،‬وعاشوراء‪ ،‬والعنصرة‪ ،‬والعجوز‪ ... ،‬إلى غيرها من الطقوس الحافلة باألشعار‬ ‫وباألشكال االحتفالية المتوارثة عبر األجيال‪ .‬وفي الفصل الثالث‪ ،‬انتقل المؤلف لرصد المظاهر‬ ‫والبوادر األولى لبروز المسرح المغربي عامة‪ ،‬مميزا بين أشكاله التعبيرية الجنينية مثل الحلقة‪،‬‬ ‫والبساط‪ ،‬وحفالت سلطان الطلبة‪ ،‬وأوراد الطريقة الجياللية‪ ،‬وأذكار الزاوية العيساوية‪ ،‬وأوراد‬ ‫الزاوية الحمدوشية‪ ،‬وأذكار الزاوية الحراقية‪ ،‬وأذكار‬ ‫الزاوية الناصرية‪ .‬وقد ختم المؤلف هذا الفصل بإبراز‬ ‫الدور الذي لعبه مسرح “ البساط “ في توعية المجتمع‬ ‫وفي الترفيه عنه‪ ،‬خاصة بالنظر لصفته الشمولية وكذا‬ ‫بالنظر لتطور وظائفه من الترفيه إلى إبالغ الشكاوى‬ ‫للحكام‪ ،‬وانتقاد الظواهر االجتماعية‪ ،‬والدعوات‬ ‫للتمسك بالدين ولمقاومة االستعمار وتعميم قيم‬ ‫الزهد والتصوف ومحاربة البدع واالنحرافات‪ .‬وفي‬ ‫الفصل الرابع من الكتاب‪ ،‬انتقل المؤلف لتتبع مظاهر‬ ‫نهضة المسرح المغربي عامة ومسرح الطفل خاصة‪،‬‬ ‫معرفا ببضع الفرق المسرحية والجمعيات الثقافية‬ ‫الوطنية الفاعلة في المجال خالل الفترة الممتدة بين‬ ‫سنتي ‪ 1924‬و‪ ،1937‬مثلما هو الحال جمعية الطالب‬ ‫المغربية بتطوان وفرقة المدرسة الحرة بالرباط‪ ،‬ثم‬ ‫أهم الفرق الوطنية التي ظهرت خالل فترة ما بين‬ ‫سنتي ‪ 1940‬و‪ ،1956‬مثل جمعية الكشاف الطنجي‬ ‫وفرقة المدرسة القرآنية األصيلية‪ ،‬وأخيرا أهم الفرق‬ ‫الوطنية التي برزت خالل فترة ما بين ‪ 1956‬و‪،1961‬‬ ‫مثل فرقة النجم األصيلي وفرقة الطالب العربي وفرقة‬ ‫نور الفن للتمثيل بأصيال وجمعية تالميذ المدرسة‬ ‫األمريكية وفرقة الشعب بالدار البيضاء‪ .‬وفي الفصل‬ ‫الخامس‪ ،‬انتقل المؤلف للتعريف بحركة مسرح‬ ‫الطفل بعد االستقالل أو ما سماه المؤلف بالمرحلة‬ ‫التأسيسية للحركة المسرحية المغربية المعاصرة‪ ،‬معرفا بأهم المهرجانات واللقاءات الخاصة‬ ‫بمسرح الطفل خالل الفترة الممتدة بين سنتي ‪ 1978‬و‪ .1984‬وقد ختم المؤلف نبشه بتضمين‬ ‫خاتمته خالصات بحثه‪ ،‬إلى جانب جملة من االقتراحات العملية التي كان باإلمكان أن تشكل أرضية‬ ‫للتأمل في واقع مسرح الطفل ببالدنا وبآفاق تطويره وتوسيع إشعاعه‪.‬‬ ‫وبذلك‪ ،‬قدم الباحث مصطفى المهماه عمال تأسيسيا‪ ،‬ال شك وأنه يفتح المجال واسعا أمام‬ ‫جهود كتابة تاريخ المسرح المغربي‪ ،‬ويساهم في إلقاء الضوء على العتمات المنسية في الذاكرة‬ ‫اإلبداعية لمغاربة القرن ‪ ،20‬خاصة في شقها المرتبط بالممارسة المسرحية الوطنية المعاصرة‪.‬‬ ‫وإلنهاء هذا التقديم المقتضب‪ ،‬نقتبس جزءا مما كتبه األديب المرحوم أحمد عبد السالم البقالي‬ ‫في سياق تقييمه لمضامين الكتاب‪ ،‬حيث نقرأ ما يلي‪ “ :‬كما وجدت في كتاب “ المسرح والمجتمع‬ ‫األصيلي “ وثيقة كاملة جامعة للنشاط المسرحي‪ ،‬منذ دخلت هذه الكلمة تلك المدينة‪ ،‬وجدت في‬ ‫مخطوطه الجديد إحاطة وشموال بتاريخ مسرح الطفل في المغرب‪ .‬فقد استعمل األستاذ المهماه‬ ‫ملكته التاريخية والتوثيقية المرهفة‪ ،‬وحاسته العلمية السادسة في العثور على الوثائق‬ ‫المالئمة‪ ،‬ونبش ذاكرة المغرب الثقافية الغنية باألدب الشعبي الذي كان يتنقل به منتجوه‬ ‫بين المدن والقرى واألسواق العامة‪ ،‬ليعرضوه على سائر طبقات الشعب‪ ،‬قبل مولد السينما‬ ‫والتلفزيون متجاوزين به أسوار األمية العالية التي كانت تحول بين أغلب شرائح المجتمع‬ ‫والكتاب األدبي ‪ ( “ ...‬ص ص‪.)6 – 5 .‬‬

‫المديرية اإلقليمية لوزان تعطي انطالقة األسبوع اإلقليمي لمناهضة‬ ‫العنف بالوسط المدرسي بثانوية عالل الفاسي التأهيلية‬ ‫أعطت المديرية اإلقليميــة لوزارة التربية‬ ‫الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي‬ ‫والبحث العلمي بوزان انطالق فعاليات ”األسبوع‬ ‫اإلقليمي لمناهضة العنف بالوسط المدرسي“‬ ‫تحت شعار‪“ :‬نحو مؤسسات تعليمية آمنة” وذلك‬ ‫صبيحة اإلثنين ‪ 2‬أكتوبــر ‪ 2017‬من ثانويـــة‬ ‫القاسي التأهيلية بالجماعة الترابية ابريكشة ‪.‬‬ ‫انطالق فعاليات هذا األسبوع اإلقليمي حول‬ ‫األمن اإلنساني بالمؤسسات التعليمية جاء على‬ ‫شكل لقاء تواصلي موسع لفائدة تلميذات وتالميذ‬ ‫المؤسسة ولألطر اإلدارية والتربوية العاملة بها‪،‬‬ ‫شارك في تأطير هذا اللقاء التواصلي التحسيسي‬ ‫والتوعوي حول ظاهرة العنف بالوسط المدرسي‪،‬‬ ‫ممثلو المديريـــة اإلقليميـــة لوزارة التربيـــة‬ ‫الوطنيــة والتكويـــن المهني والتعليم العالي‬ ‫والبحث العلمي والمركـــز اإلقليمي لمناهضة‬ ‫العنف واللجنة الجهوية لحقوق االنسان للجهة‬ ‫الشمال والمندوبية اإلقليمية ل��وزارة الصحة‬ ‫بوزان وبعض األندية التربوية بالمؤسسة إلى‬ ‫جانب جمعية آباء وأولياء التالميذ وجمعية النقل‬ ‫المدرسي وممثلو الفرقاء اإلجتماعيون باإلقليم ‪.‬‬ ‫اللقاء‪ ،‬الذي حضره المدير اإلقليمي لوزان وعضو اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان وبعض ممثلي‬ ‫المصالح الخارجية باإلقليم وممثلي السلطات المحلية بالجماعة الترابية ابريكشة؛ تناول ظاهرة العنف‬ ‫المدرسي من زوايا عدة‪ ،‬الستجالء الظاهرة وتحديد آثارها السلبية على المنظومة التربوية كما عرف‬

‫مشاركـــة تالميذيــة متميزة‪ ‬من خالل تنظيمهم‬ ‫لمجموعة من العروض حول الموضوع ‪.‬‬ ‫اختتمت أشغال هذه التظاهرة‪ ،‬بتنظيم زيارة‬ ‫ميدانية لمرافق المؤسسة لالطالع على المجهودات‬ ‫التي بذلت طيلة األشهر الماضية‪ ،‬من أجل إعادة‬ ‫تأهيل المؤسسة وتزيينها والعناية بفضاءاتها‪.‬‬ ‫في هذا السياق وترسيخا لثقافة االعتراف أشرف‬ ‫السيد المدير اإلقليمي إلى جانب باقي الضيوف على‬ ‫توزيع شواهد تقديرية على األطر اإلداري��ة العاملة‬ ‫بالمؤسسة تنويها لها على مجهوداتها وعملها‬ ‫المتميز في إط��ار تنزيل مذكرة االعتناء بجمالية‬ ‫المؤسسة وتأهيل فضاءاتها‪.‬‬ ‫تجدر اإلش��ارة إلى أن كل المؤسسات التعليم‬ ‫العمومي والخصوصي بمديرية وزان‪ ،‬ستنظم طيلة‬ ‫األسبوع‪ ،‬أنشطة مكثفة ومتنوعة حول ظاهرة العنف‬ ‫بالوسط المدرسي؛ تفعيال ألدوار الحياة المدرسية‬ ‫وذل��ك من خ�لال تنزيلها لبرامج عمل تتضمن‪،‬‬ ‫ندوات وموائد مستديرة وعروض مسرحية وورشات‬ ‫في الرسم وغيرها‪ ،‬بمشاركة األن��دي��ة التربوية‬ ‫بالمؤسسات التعليمية وخاليا اإلنصات والوساطة‬ ‫التربوية وخاليا اليقظة وشركاء المؤسسات وبـتأطير األطر اإلدارية والتربوية بالمؤسسة تعزيزا لألمن‬ ‫اإلنساني بالمؤسسات وحفاظا لدورها التربوي والتعليمي‪.‬‬

‫أحمد ضريف‬


‫العدد ‪910‬‬

‫مع‬

‫املواطنني‬

‫محنة طباخات األقسام الداخلية‬ ‫بثانويات وزان‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)378‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫وزان ‪ :‬مراسلة خاصة‬ ‫قبل الخوض في تفاصيل معاناة الطباخات العامالت باألقسام الداخلية‬ ‫بالثانويات اإلعدادية والتأهيلية المنتشرة بإقليم وزان‪ ،‬نشير بأن الجريدة‬ ‫قد علمت‪ ‬من أكثر من مصدر موثوق ‪ ،‬بأن الشركة التي تدير مرفق األقسام‬ ‫الداخلية ( اإلطعام والنظافة ) من مطلع فاتح يناير األخير إلى اليوم ‪ ،‬لم يسبق‬ ‫لها أن ضخت مواد النظافة في شرايين المرفق كما هو منصوص على ذلك في‬ ‫دفتر التحمالت ‪ .‬وتساءلت باستغراب نفس هذه المصادر عن السر وراء صمت‬ ‫المصلحة المختصة بالمديرية اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية بوزان عن التحدي‬ ‫السافر للشركة لكناش التحمالت من دون أن يطالها أي إجراء إلى حدود اليوم ؟‬

‫‪ANNONCE LEGALE ET ADMINISTRATIVE‬‬ ‫‪STE JINTY TEX SARL AU‬‬ ‫‪Zone industrielle Al Majd avenue Al Qadisiya RUE 11‬‬ ‫‪N ° 43 Al Awama, 90000, Tanger Maroc‬‬ ‫‪R C: 84247‬‬

‫‪Dans le cadre d’un contrat habituel daté du 06 octobre 2017, la Loi‬‬ ‫‪fondamentale d’une société à responsabilité limitée avec un partenaire‬‬ ‫‪unique a été préparée avec les caractéristiques suivantes:‬‬ ‫‪Formulaire d’entreprise: Société à responsabilité limitée avec partenaire‬‬ ‫‪unique.‬‬ ‫‪Nom de la société suivi de l’abréviation: STE JINTY TEX SARL AU.‬‬ ‫‪Le but de l’entreprise est brièvement: confection générale‬‬ ‫)‪Vendre des vêtements (gros et détails‬‬ ‫‪Import et Export.‬‬ ‫‪Adresse du siège social: Zone industrielle Al Majd avenue Al Qadisiya‬‬ ‫‪RUE 11 N ° 43 Al Awama, 90000, Tanger Maroc‬‬ ‫‪La période pour laquelle la société a été fondée: 99 ans.‬‬ ‫‪Le montant du capital de la société: 300 000 DHS, divisé comme suit:‬‬ ‫‪Mme Jihan Al Amrani: 3.000 parts de 100 DHS .‬‬ ‫‪- Les noms personnels et de famille et les caractéristiques des partenaires:‬‬ ‫‪Mme Jihan Al Amrani Titre (A) Résidentiel Fadl Allah Bâtiment 2 Étage 5‬‬ ‫‪N ° 59 - 90000 Tanger Maroc.‬‬ ‫‪Personnel et nom de famille et citoyen gérant Société:‬‬ ‫‪Mme Jihan Al Amrani Titre (A) Résidentiel Fadl Allah Bâtiment 2 Étage 5‬‬ ‫‪N ° 59 90000 Tanger Maroc‬‬ ‫‪Le dépôt a été effectué au tribunal de commerce de Tanger a été enregistré‬‬ ‫‪le 29 septembre 2017 sous le numéro 196627.‬‬

‫لجميع إعالناتكم‬ ‫اإلشهارية واإلدارية‬ ‫يف جريدة‬

‫االتصال على الرقم ‪0539943008‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬

‫‪ ‬قفز الشركة ‪ -‬الحاصلة على التدبير المفوض للمرفق ‪ -‬على جملة من‬ ‫االلتزامات كما هي موثقـة في دفتر التحمالت لم يبق سجين ما سبق ذكره‪،‬‬ ‫بل تعداه ليصل إلى اإلجهاز على حقوق العامالت البسيطات المثقالت بهموم‬ ‫اليومي ‪ .‬فحسب المعطيات التي وفرتها للجريدة بعض المنتهكات حقوقهن‪،‬‬ ‫فإن الطباخات محرومات من أجورهن منذ ثالثة أشهر‪ ،‬علما بأن هذه األجور جد‬ ‫هزيلة ويقابلها غالف زمني من العمل يتجاوز ‪ 14‬ساعة في اليوم ‪ .‬يضاف إلى‬ ‫هذه المعاناة عدم تصريح الشركة بالعامالت ‪ ‬لدى الصندوق الوطني للضمان‬ ‫االجتماعي ‪ ،‬وعدم تمكينهن من بطاقة الشغل ‪ ،‬ووسائل العمل بالقدر الكافي‬ ‫(لباس العمل) ‪....‬‬ ‫‪ ‬وحتى ال تكبر كرة الثلج لهذا الملف الذي دخلت على خطه ‪ ‬فعاليات‬ ‫حقوقية ومدنية ونقابية ‪ ،‬فإن المديرية اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية بوزان‬ ‫مدعوة إلى التسريع بمعالجته بما يحمي حقوق العامالت ‪ ،‬والعمل على إلزام‬ ‫الشركة بالتقيد الحرفي بجميع االلتزامات الواردة بدفتر التحمالت ‪ ،‬واال فإن كل‬ ‫تهاون في الموضوع لن يقرأ إال بالتفرج على تبديد المال العام ‪ .‬‬

‫‪17‬‬

‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪378‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 910‬ـ الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬ ‫اإلعالم الرياضي‪...‬‬ ‫عنصر أساسي من عناصر‬ ‫أي مجتمع رياضي ‪2/2‬‬

‫أنواع األعالم الرياضي‪:‬‬ ‫لقد تعددت أنواع اإلعالم الرياضي وتعددت أشكاله ويمكن تصنيف‬ ‫هذه األنواع وذلك كالتالي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬اإلعالم الرياضي المقروء‪ :‬وهي التي تعتمد على الكلمة المكتوبة‬ ‫مثل الصحف والكتب والمجالت والنشرات والملصقات‪.‬‬ ‫‪ - 2‬اإلعالم الرياضي المسموع‪ :‬وهي التي تعتمد على سمع اإلنسان‬ ‫مثل الراديو وأشرطة التسجيل ووكاالت األنباء‪.‬‬ ‫‪ - 3‬اإلعالم الرياضي المرئي‪ :‬وهي التي تعتمد على بصر اإلنسان‬ ‫مثل السينما والتليفزيون والفيديو وشبكة المعلومات (اإلنترنت) وأحيانا‬ ‫يطلق عليها اسم اإلعالم الرياضي المرئي المسموع ألنها تعتمد على‬ ‫حاستي السمع والبصر في آن واحد‪.‬‬ ‫‪ - 4‬اإلعالم الرياضي الثابت‪ :‬وهي التي يتوجه إليها الناس لإلطالع‬ ‫عليها مثل المعارض والمؤتمرات والمسارح‪.‬‬

‫خصائص اإلعالم الرياضي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬اإلعالم الرياضي يتضمن جانبا كبيراً من االختيار حيث أنه يختار‬ ‫الجمهور الذي يخاطبه ويرغب فى الوصول إليه‪.‬‬ ‫‪ - 2‬اإلعالم الرياضى يتميز بأنه جماهيرى له القدرة على تغطية‬ ‫مساحات واسعة ومخاطبة قطاعات كبيرة من الجماهير‪.‬‬ ‫‪ - 3‬اإلعالم الرياضى فى سعيه إلجتذاب أكبر عدد م الجمهور يتوجه‬ ‫إلى نقطة متوسطة إقتراضية يتجمع حولها أكبر عدد من الناس‪.‬‬ ‫‪ - 4‬اإلعالم الرياضى بمثابة المرآة التى تعكس صورة وفلسفة‬ ‫المجتمع‪.‬‬ ‫‪ - 5‬اإلعالم الرياضي بوسائله المختلفة مؤسسة اجتماعية يستجيب‬ ‫إلى البيئة التي يعمل فيها ‪.‬‬

‫أهداف االعالم الرياضي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬نشر الثقافة الرياضية من خالل تعريف الجمهور بالقواعد‬ ‫والقوانين الخاصة باأللعاب‪.‬‬ ‫‪ - 2‬تثبيت القيم والمبادئ واالتجاهات الرياضية والمحافظة عليها‬ ‫حيث أن لكل مجتمع نسق قيمي يحدد أنماط السلوك الرياضي‪.‬‬ ‫‪ - 3‬نشر األخبار والمعلومات والحقائق المتعلقة بالقضايا والمشكالت‬ ‫الرياضية المعاصرة ومحاولة تفسيرها والتعليق عليها‪.‬‬ ‫‪ - 4‬الترويح عن الجمهور وتسليتهم باألشكال والطرق التى تخفف‬ ‫عنهم أعباء وصعوبات الحياة اليومية‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫أكيد‬

‫أن التحكيم ظلم الفريق‪ ،‬ليس هذا الموسم فقط‪ ،‬في مباراة الجديدة في‬ ‫الكاس أو الرجاء في البطولة‪ .‬بل في مواسم سابقة ايضا‪ .‬لكن هناك طرق‬ ‫وأساليب لالحتجاج من خالل رفع الشكايات وكتابة بيانات االحتجاج‪ ،‬بسلك المساطر‬ ‫القانونية‪ ،‬بدل رشق الحكام لمنحهم مبررا للتضييق أكثر على الفريق وفسح المجال‬ ‫أمامهم برفع تقارير مسيئة للفريق ومضرة بمصالحه ومصالح جمهوره‪ ،‬ألن الجامعة‬ ‫أكيد ستعاقب الفريق باللعب بدون جمهور‪ ،‬وهنا يحرم الطرفان‪ ،‬سواء الفريق أو‬ ‫الجمهور‪ ،‬ورغم أن الفريق ظلم من طرف الحكم‪ ،‬لكننا تصرفنا خارج القانون‪ ،‬بحسن‬ ‫أو بسوء نية‪ ،‬فهنا تكمن المشكلة‪ .‬ومن هنا ال بد من إلقاء اللوم على شرذمة قليلة‪،‬‬ ‫ومن جهة «المنصة» بالملعب الكبير‪ ،‬التي رشقت الحكم جيد الذي قاد مباراة الرجاء‬ ‫بالقنينات‪ .‬ومن المفروض أن من يجلس في المنصة‪ ،‬يكون من جماهير متعقلة في‬ ‫تصرفاتها‪ ،‬معنى أن لهذا التصرف الطائش تفسير واحد‪ .‬هو أن الفريق مستهدف ليس‬ ‫من طرف الحكم أو الجامعة فقط‪ .‬بل من الداخل‪ ،‬وهنا تكمن الخطورة‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫توني كروس‪...‬‬ ‫جنم منتخب �أملانيا وريال مدريد‬

‫جدارة الالعب و األلقاب التي فاز بها‪:‬‬

‫‪ ‬اليبدو أن هناك العبا أجدر من توني كروس بلقب مهندس‬ ‫الوسط‪ .‬يتألق حامل لقب كأس العالم من مباراة إلى أخرى من خالل‬ ‫براعته اإلستثنائية في التمرير‪ ،‬حيث يرسل‬ ‫بتركيز عال كرات تحط بدقة متناهية عند‬ ‫أق��دام زمالئه‪ .‬ك��روس هو العقل المدبر‬ ‫وضابط اإليقاع سواء في المنتخب األلماني‬ ‫أو ف��ي ري��ال م��دري��د المرصع بالنجوم‪.‬‬ ‫وتمكن ابن السابعة والعشرين إلى غاية‬ ‫اآلن من إحراز مجموعة واسعة ومتنوعة‬ ‫من الكؤوس والجوائز الجماعية والفردية‪.‬‬ ‫وكان كروس قد فاز بإحدى أولى جوائزه‬ ‫وهو في السابعة عشرة من عمره خالل‬ ‫نهائيات كأس العالم تحت ‪ 17‬سنة كوريا‬ ‫الجنوبية ‪ .2007‬وقبل عشر سنوات بالتمام‬ ‫والكمال‪ ،‬توّج بكرة «أدي��داس» الذهبية‬ ‫التي تمنح ألفضل العب في البطولة‪ ،‬ونال‬ ‫أيضا ح��ذاء «أديداس»البرونزي بصفته‬ ‫ثالث أفضل هداف في تلك النهائيات‪ .‬و‬ ‫صرح في هذا الصدد قائ ًال «لقد كانت إحدى أهم األحداث في مشواري‬ ‫الكروي‪ ».‬وقد حقق ابن مدينة جرافسفالد نموا كرويا مبهرا أوصله‬ ‫إلى قمة كرة القدم العالمية‪ .‬ففي الوقت الحالي‪ ،‬يوجد ضمن قائمة‬ ‫المرشحين لجائزة ‪ The Best‬من الفيفا ألفضل العب في العالم‪ ،‬وقد‬ ‫يتم اختياره للمرة الثالثة بعد عامي ‪ 2014‬و‪ 2016‬لنيل جائزة ‪FIFA/‬‬ ‫‪.FIFPro World XI‬‬ ‫وبالنسبة لأللقاب التي حققها الالعب‪ ،‬نذكر‪:‬‬ ‫ بطوالت كأس العالم‪ :‬فائز بلقب ‪ ،2014‬المركز الثالث ‪،2010‬‬‫المركز الثالث في بطولة تحت ‪ 17‬سنة‪2007 ‬‬ ‫ دوري أبطال أوروبا ‪ :‬فائز باللقب أعوام ‪ 2013‬و‪ 2016‬و‪2017‬‬‫ كأس العالم لألندية‪ :‬فائز باللقب أعوام ‪ 2013‬و‪ 2014‬و‪2016‬‬‫ بطل الدوري األلماني‪ 2008 :‬و‪ 2013‬و‪2014‬‬‫ بطل كأس ألمانيا‪ 2008 :‬و‪ 2013‬و‪2014‬‬‫ بطل الدوري اإلسباني‪2017 :‬‬‫ فائز بكأس السوبر اإلسبانية‪2017 :‬‬‫ فائز بكأس السوبر األلمانية‪ 2010 :‬و‪2012‬‬‫ فائز بلقب كأس الدوري األلماني ‪ ،2007‬للقب الثالث‪ .‬نهاية‬‫رائعة لعام مميز مع ريال‪ ‬مدريد‪.‬‬ ‫مميزات وأرقام الالعب‪:‬‬ ‫وكان كروس قد سجل قبل عشر سنوات خمسة أهداف وقام‬ ‫بخمس تمريرات حاسمة في ست مباريات خالل كأس العالم تحت‬ ‫‪ 17‬سنة‪ ،‬حيث حقق مع المنتخب األلماني المركز الثالث على األراضي‬ ‫الكورية‪ .‬وع ّلق كروس قائ ًال‪« :‬يلعب المرء كرة القدم لكي يحقق شيئاً‬ ‫مع فريقه وليس من أجل نفسه‪ .‬كنت أعرف أنني لعبت بطولة جيدة‪،‬‬ ‫لكن عندما حصلت على هذه الجائزة غمرتني فرحة كبيرة‪ .‬كنت سعيداً‬ ‫للغاية بفوزنا بميدالية في كوريا‪ .‬ولم تكن الجائزة الفردية سوى‬ ‫نتيجة لما قدمه الفريق»‪.‬‬ ‫تعكس هذه األرقام الموهبة الكبيرة التي يتمتع بها الالعب‪ ،‬إال‬ ‫أنها أيضاً تبرز قدرته على التعامل مع الضغط واألوقات الحرجة‪ .‬وتابع‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫قائ ًال‪« :‬تعوّدت منذ بدايات مشواري الكروي على تلك اإلنتظارات‬ ‫العالية‪ .‬في السابق‪ ،‬كنت ألعب في بارين ميونيخ‪ ،‬وكنت قد شاركت‬ ‫سلفاً في بطولتين أوروبيتين‪ .‬لم أكن أبالي كثيراً بما كان يقوله‬ ‫اآلخرون‪ ،‬ووجهت كل تركيزي على أهدافي‬ ‫مع فريقي‪ .‬يجب على المرء أن يعمل كثيراً‬ ‫ويؤمن بإمكانياته‪ ،‬وهذا هو األهم»‪.‬‬ ‫ال���وث���وق ف��ي ال���ق���درات ال��ذات��ي��ة‬ ‫والجاهزية العالية هما بال شك عنصران‬ ‫أساسيان بالنسبة ألي رياضي إذا أراد‬ ‫تطوير إمكانياته والرفع من مردوديته‪ .‬أما‬ ‫كروس فنجح عالوة على ذلك في مراكمة‬ ‫تجربة كروية مهمة خاصة في مرحلة‬ ‫عمرية يفشل فيها الكثير من الالعبين‬ ‫الناشئين ف��ي اإلرت��ق��اء إل��ى المستوى‬ ‫العالي‪ .‬في هذا الصدد‪ ،‬ع ّلق قائ ًال‪« :‬في‬ ‫هذا المستوى‪ ،‬يوجد المرء في مرحلة‬ ‫ال شيء فيها ثابت ومضمون‪ .‬صحيح أن‬ ‫المرء يكون حينها العباً ناشئاً فقط‪ ،‬لكن‬ ‫في الوقت نفسه يكون على بعد خطوات‬ ‫قليلة من اإلحتراف‪ .‬وهو ما يمثل تحدياً‪،‬‬ ‫وعندها يرى أنه إذا بذل جهداً كبيراً‪ ،‬يمكنه أن يلعب مع الفريق في‬ ‫الموسم المقبل‪ .‬وكأس العالم تحت ‪ 17‬سنة تُعتبر بالطبع محطة‬ ‫مميزة جداُ‪ ،‬يتنافس المرء خاللها مع أفضل الالعبين في العالم على‬ ‫مستوى فئته العمرية‪ ،‬ويراقبه عن كثب المدربون والالعبون ووسائل‬ ‫اإلعالم وخبراء كرة القدم‪ .‬إنها تشكل حافزاً من أجل إلى اإلرتقاء إلى‬ ‫المستوى العالي»‪.‬‬ ‫هل تعلم؟‬

‫بعد ‪ 18‬يوماً فقط من تتويجه ببرونزية كوريا الجنوبية‪ ،‬خاض‬ ‫في ‪ 26‬سبتمبر ‪ 2007‬أول مباراة له في الدوري األلماني الممتاز مع‬ ‫بارين ميونيخ‪ .‬وفي هذه المباراة التي فاز بها فريقه بنتيجة ‪ 5-0‬على‬ ‫حساب كوتبوس‪ ،‬قام بتمريرتين حاسمتين‪.‬‬ ‫كروس هو أول العب ألماني يتمكن من الفوز بلقب دوري أبطال‬ ‫أوروبا ثالث مرات‪.‬‬ ‫أخ كروس األصغر‪ ،‬فيليكس كروس‪ ،‬لعب كذلك مع ناشئي منتخب‬ ‫ألمانيا وهو يحمل قميص نادي يونيون برلين منذ يناير ‪.2016‬‬ ‫قام كروس في ‪ 13‬مايو ‪ 2015‬بإنشاء مؤسسة توني كروس‪،‬‬ ‫التي تهدف إلى دعم ومساعدة األطفال واليافعين المرضى وعائالتهم‪.‬‬ ‫بعد مرحلة تأقلم ضرورية‪ ،‬استطاع أن يثبت مؤهالته ويفرض‬ ‫نفسه نهائياً خالل موسم ‪ ،2010-2009‬عندما لعب معاراً لنادي‬ ‫ليفركوزن‪ .‬ليتواصل بذلك صعود توني كروس إلى سماء التألق‬ ‫والنجومية‪ ،‬إذ دشن بعدها مسيرته مع المنتخب األلماني األول وتوّج‬ ‫بعدة ألقاب محلية وأوروبية رفقة بارين ميونيخ‪ ،‬قبل أن يحقق اإلنجاز‬ ‫الكروي األعظم خالل نهائيات كأس العالم البرازيل ‪ .2014‬و كنا قد‬ ‫سألنا كروس قبل عشر سنوات‪ ،‬ما إذا كانت بطولة كأس العالم تحت‬ ‫‪ 17‬سنة‪ ،‬التي أقيمت عام ‪ 2007‬في كوريا الجنوبية‪ ،‬جعلته واثقا‬ ‫بقدرته على منافسة أكبر الالعبين‪ .‬أجاب ضاحكا‪« :‬أنا أملك دائماً‬ ‫هذه الثقة‪ ».‬وختم حديثه قائ ًال‪« :‬أعتقد أن البطولة أكدت للمدربين‬ ‫وللعموم أنني العب من المُجدي اإلعتماد علي‪ .‬في تلك اللحظة‪ ،‬كنت‬ ‫أعرف أنه كان علي بذل قصارى جهدي من أجل إقناع المدربين الذين‬ ‫يرغبون في العمل معي لكي أرتقي إلى مستوى أعلى»‪.‬‬

‫تعديالت في كأس ديفيز‬ ‫لجذب نجوم التنس‬

‫أعلن االتحاد الدولي للتنس‪ ،‬يوم الجمعة‪ ،‬أنه سيتم تقليص مدة بعض مواجهات بطولة كأس ديفيز لفرق الرجال‪ ،‬إلى يومين بدال من ثالثة‪،‬‬ ‫مع احتساب الفوز ليكون من إجمالي ثالث مجموعات‪ ،‬بدال من خمس‪ ،‬اعتبارا من العام المقبل‪ .‬و ستبقى مباريات المجموعة العالمية تقام على‬ ‫مدار ثالثة أيام‪ ،‬دون تغيير في الوقت الراهن‪ ،‬لكنها قد تتغير مع تقييم االتحاد الدولي للتنس لتقليص فترة مباريات المجموعات اإلقليمية‪ ،‬في‬ ‫فبراير المقبل‪ .‬ويتضمن التغيير إقامة مباراتي الفردي األوليين ومباراة الزوجي في اليوم األول‪ ،‬على أن تقام مباراتا الفردي األخيرتين في اليوم‬ ‫الثاني‪ .‬كما أعلن االتحاد الدولي للتنس أنه سيكون بوسع المنتخبات‪ ،‬بما فيها فرق الصفوة في المجموعة العالمية‪ ،‬االختيار بين خمسة العبين‪،‬‬ ‫وليس أربعة‪ ،‬على سبيل التجربة‪ .‬وقال ديفيد هاجرتي‪ ،‬رئيس االتحاد‪« :‬نحن ملتزمون كما كنا دائما برفع كفاءة مسابقة الفرق األساسية‪ ،‬من أجل‬ ‫صالح الالعبين والجمهور والدول المستضيفة‪ ،‬والرعاة ووسائل اإلعالم الناقلة للحدث»‪ .‬وأضاف‪« :‬وجد االتحاد أنها فرصة مناسبة إلحداث تعديل‪،‬‬ ‫لتقليص مدة المواجهات على مستوى المجموعة اإلقليمية‪ ،‬إلى يومين‪ ،‬باحتساب الفوز من إجمالي ثالث مجموعات‪ ..‬وإذا ما نجحت التجربة‬ ‫فسيكون بوسعنا بحث إمكانية تطبيق التغييرات‪ ،‬على المجموعة العالمية‪ ،‬بعد ‪ .»2018‬وأعلن االتحاد الدولي‪ ،‬في غشت الماضي‪ ،‬أن مباريات‬ ‫المجموعة العالمية ستظل تقام على مدى ثالثة أيام‪ ،‬باحتساب النتيجة من خمس مجموعات‪ ،‬بعد أن فشل اقتراح تقليص المدة بالوفاء بما هو‬ ‫مطلوب‪ .‬وعانت بطولة الفرق في األعوام األخيرة‪ ،‬نتيجة عدم رغبة نجوم اللعبة في تمثيل بالدهم‪ ،‬بسبب ازدحام الجدول ومواعيد المواجهات‪،‬‬ ‫التي غالبا ما تأتي مباشرة عقب البطوالت األربع الكبرى‪ .‬وقال هاجرتي‪« :‬تبقى أولويتنا هي جذب كبار الالعبين‪ ،‬وهذه التعديالت تتعامل مع بعض‬ ‫التحديات التي تواجههم‪ ،‬بسبب االزدحام المتزايد لجدول أنشطة اللعبة‪ ..‬نعمل على تطوير صيغة مناسبة لالعبين‪ ،‬توفر للمسابقة المكانة التي‬ ‫تستحقها‪ ،‬وتؤمن مشاركة األسماء الكبيرة فيها»‪.‬‬


‫العدد ‪910‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫ملعب طنجة الكبير مرشح الحتضان مباريات‬ ‫بطولة إفريقيا لألمم لالعبين المحليين‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫‪19‬‬

‫بريد الليغا‬ ‫الليغا‬ ‫بريد‬ ‫قرر رجل األعمال والمرشح السابق لرئاسة البالوجرانا‪ ،‬أجوستي بيني‬ ‫كورتوا يتمهل في التجديد لتشيلسي وينتظر ريال مدريد‬

‫عقد المكتب المديري للجامعة الملكية المغربية لكرة‬ ‫القدم‪ ،‬مساء الثالثاء الماضي اجتماعا بمقر الجامعة برئاسة‬ ‫فوزي لقجع‪ .‬وفي بداية االجتماع‪ ،‬رحب السيد رئيس الجامعة‬ ‫الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬بأعضاء المكتب المديري‬ ‫الجديد‪ ،‬وأعضاء اللجان‪ ،‬متمنيا لهم النجاح في مهمتهم‪ ،‬قبل‬ ‫أن يذكر الرئيس باألوراش التي انطلقت منذ ‪ 4‬سنوات واضعا‬ ‫إياهم في صورة ما تحقق من إنجازات على مستوى البنيات‬ ‫التحتية والتكوين وهيكلة األندية‪.‬‬ ‫وخالل هذا االجتماع تمت مناقشة النقاط التالية‪:‬‬ ‫ ‪ ‬إعطاء لمحة عن المراحل المتقدمة التي قطعها‬‫بناء المراكز التكوين الخاصة بفرق الجيش الملكي والفتح‬ ‫الرياضي والمغرب التطواني‪ ،‬فضال عن مراكز التكوين‬ ‫الجهوية والمركز الوطني لكرة القدم بالمعمورة الذي‬ ‫ستنتهي به األشغال متم شهر مارس ‪.2018‬‬ ‫ تطلعات الجامعة الملكيــة المغربيــــة لكرة القدم‪،‬‬‫والمتمثلــة أساسا في بنــاء مجمـــع خــاص بـها يضـــم‬

‫جميــع األقطاب‪ ،‬فضال عن مالعــب كروية بمنطقة أبي‬ ‫رقراق‪.‬‬ ‫ التطرق لملف ترشح المغرب الستضافة نهائيات كأس‬‫العالم لسنة ‪ ،2026‬وقرار االتحاد اإلفريقي لكرة القدم‪،‬‬ ‫القاضي بتكوين لجنة موازية لدعم الملف المغربي‪.‬‬ ‫ تقديم المغرب ملف احتضان بطولة إفريقيا لألمم‬‫لالعبين المحليين واقتراح ‪ 4‬أربع مدن الستضافتها ويتعلق‬ ‫األمر بكل من الدار البيضاء ومراكش و أكادير و طنجة‪.‬‬ ‫ احتضان المغرب شهر أبريل ‪ 2018‬مناظرة حول كرة‬‫القدم النسوية بإفريقيا‪.‬‬ ‫ تكليف السيد جمال الكعواشي‪ ،‬عضو المكتب المديري‬‫للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم برئاسة لجنة التحكيم‪،‬‬ ‫مع منح الصالحية لرؤساء اللجان لترشيح أعضائها واعتمادها‬ ‫من طرف المكتب المديري‪.‬‬ ‫ االتفاق على عقد اجتماع للمكتب المديري للجامعة كل‬‫آخر ثالثاء من كل شهر‪.‬‬

‫اتحاد طنجة مهدد باللعب دون جمهور‬ ‫بعد رشق الحكم جيد بالقارورات‬

‫يبدو أن فكرة العودة إلى مدريد‪ ،‬تراود الحارس البلجيكي الدولي‪ ،‬تيبو كورتوا‪ ،‬في‬ ‫ظل أنباء عن عدم نيته تجديد عقده مع تشيلسي‪ ،‬والذي سينتهي في صيف ‪ ،2019‬منتظرا‬ ‫دعوته‪ ‬من ريال مدريد‪ ،‬وفقا لتقارير صحفية إسبانية‪ .‬وذكرت‪ ‬صحيفة‪« ‬ماركا»‪ ‬المدريدية‪ ،‬أ‬ ‫ن الحارس ذو الـ‪ 25‬عاما‪ ،‬يود العودة إلى إسبانيا‪ ،‬بسبب‪ ‬بعض األمور الشخصية‪ .‬وكان ريال‬ ‫مدريد قد أبدى اهتمامه بحارس أتلتيكو‪ ‬مدريد السابق‪ ،‬على الرغم من الثقة التي منحها‬ ‫زيدان لكيلور نافاس‪ ،‬إال أن الميرينجي‪ ‬يرى‪ ‬في كورتوا حارسا متكامال‪ ،‬من حيث الشباب‬ ‫والموهبة والخبرة‪ ،‬وفقا للصحيفة‪ ،‬حيث يبلغ نافاس ‪ 30‬عاما‪ ،‬وقد ال يكون مناسبا لخطط‬ ‫النادي المستقبلية‪ .‬وقد يكون كورتوا حال مثاليا لريال مدريد‪ ،‬بعد أن فقد األمل للتعاقد مع‬ ‫الحارس اإلسباني ديفيد دي خيا‪ ،‬الذي ينتظر أن يجدد عقده مع مانشستر يونايتد‪ ،‬خاصة بعد‬ ‫أن أصبح الفريق من أقوى فرق أوروبا بقدوم المدرب جوزيه مورينيو الذي يعتبر دي خيا أحد‬ ‫العناصر المهمة في مشروع النادي المستقبلي‪ .‬أما‪ ‬الروسي رومان أبراموفيتش‪ ،‬رئيس نادي‬ ‫تشيلسي‪ ،‬فسيقاتل من أجل الحفاظ على‪ ‬كورتوا‪ ،‬حيث يعتبره ضمن أفضل ‪ 5‬حراس مرمى‬ ‫على مستوى العالم‪ ،‬ورحيله يعني خسارة كبيرة للفريق‪ .‬وتضيف‪« ‬ماركا»‪ ‬أن على‪ ‬الرغم من‬ ‫كونه‪ ‬سعيدا داخل الفريق اللندني‪ ،‬لكن كورتوا‪ ‬يعتقد أنها مجرد محطة‪ ‬في حياته‪ ‬المهنية‪،‬‬ ‫ومن الممكن البحث عن تجارب أخرى‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫برشلونة يهدد باللعب دون جماهير‬

‫هدد نادي برشلونة‪ ‬بخوض باقي مبارياته على ملعب «كامب نو» دون جماهير‪ ،‬بعد‬ ‫األزمات األخيرة التي نشبت بسبب استفتاء استقالل إقليم كتالونيا عن المملكة اإلسبانية‪.‬‬ ‫وذكرت إذاعة‪« ‬كادينا كوبي»‪ ‬اإلسبانية أن برشلونة ال يمانع خوض باقي المباريات سواء مع‬ ‫الفريق األول أو األعمار السنية األخرى دون جمهور كما حدث في مباراة الس بالماس األخيرة‬ ‫مع التأكيد على أحقيقة اإلقليم في االستقالل‪ .‬وأشارت اإلذاعة إلى أن النادي يطلب إقالة رئيس‬ ‫لجنة المسابقات في االتحاد اإلسباني لكرة القدم‪ ،‬فرانسيسكو روبيو‪ ،‬بعد نشره تغريده عبر‬ ‫حسابه بموقع «تويتر» يسخر فيها من استفتاء كتالونيا ويمدح ضباط األمن والحرس المدني‬ ‫بعد تصديهم لذلك األمر‪ .‬وأكدت اإلذاعة‪ ،‬على صعيد آخر‪ ،‬أن النادي الكتالوني يخطط أيضا‬ ‫لرحيل عدد من الالعبين خالل يناير المقبل من أجل التعاقد مع تدعيمات كافية‪ ،‬كما يقترب‬ ‫في الوقت الراهن من اإلعالن عن تمديد عقد األرجنتيني ليونيل ميسي بعد مفاوضات أخيرة‬ ‫مساء‪ ،‬الخميس‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫ليفربول وتوتنهام يتنافسان على ضم العب فالنسيا‬

‫يسعى ناديا ليفربول وتوتنهام اإلنجليزيين لتعزيز صفوفهما خالل المرحلة المقبلة‪ ،‬من‬ ‫أجل مواصلة المنافسة على جميع األلقاب‪ .‬ويتسابقا من أجل التعاقد مع الفرنسي‪ ‬جيفري‬ ‫كوندوجبيا العب إنتر ميالن اإليطالي‪ ،‬المعار إلى صفوف فالنسيا‪ .‬وذكرت صحيفة‪« ‬ديلي‬ ‫ميل»‪ ‬البريطانية رغبتهما في التعاقد مع الالعب‪ ،‬بعد المستوى الجيد الذي قدمه مع الخفافيش‬ ‫في المباريات الماضية‪ .‬وأوضحت الصحيفة أن كوندوجبيا لم يقدم مستويات جيدة في إيطاليا‪،‬‬ ‫ولذلك رحل على سبيل اإلعارة إلى صفوف فالنسيا ليقود الخفافيش لحجز المركز الثالث خلف‬ ‫برشلونة و إشبيلية في ترتيب الدوري اإلسباني‪ .‬وأكدت الصحيفة أن فالنسيا لديه بند أحقية‬ ‫الشراء بنهاية الموسم الجاري مقابل ‪ 22‬مليون إسترليني‪ ،‬وينتظر فريقا البريمييرليج قرار‬ ‫الالعب في األخير إما بالبقاء مع الخفافيش أو العودة للنيراتزوري أو االنضمام إلى أحدهما‪.‬‬ ‫ووقع األفاعي مع كوندوجبيا عام ‪ 2015‬من موناكو الفرنسي مقابل ‪ 36‬مليون يورو‪ ،‬وشارك‬ ‫في ‪ 56‬مباراة وسجّل هدفين وصنع ثالثة آخرين‪ .‬ولم يشارك كوندوجبيا مع المنتخب الفرنسي‬ ‫منذ عامين وتحديدا ضد صربيا في مباراة ودية في سبتمبر ‪.2015‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫إدواردو بيريزو يغيب عن مران إشبيلية‬

‫بات اتحاد طنجة مهددا باللعب دون جمهور بعد احتجاج‬ ‫الجمهور المحلي على قرارات الحكم الدولي رضوان جيد‬ ‫الذي قاد المباراة التي جمعت االتحاد بالرجاء البيضاوي‪.‬‬ ‫حيث تعرض الحكم للرشق بالقارورات من جهة المنصة‪،‬‬ ‫عند مغادرته الميدان بعد انتهاء الشوط األول‪ ،‬وتكرر نفس‬ ‫المشهد بعد انتهاء المباراة التي غادرها الحكم تحت حراسة‬ ‫رجال األمن‪ .‬و استنادا إلى مصادر‪ ،‬فإن تقرير الحكم ومندوب‬ ‫المباراة سيتضمن هذه األحداث‪.‬‬ ‫وواصل اتحاد طنجة مسيرته في البطولة بدون انتصار‬ ‫بميدانه‪ ،‬بعدما تعادل في هذه المباراة أمام الرجاء البيضاوي‬ ‫بهدف لمثله والتي جمعتهما عصر األحد قبل الماضي لحساب‬ ‫الدورة الرابعة من البطولة الوطنية االحترافية‪ ،‬القسم األول‪.‬‬ ‫وكان الرجاء سباق إلى اإلحراز عن طريق عبد الرحيم الشاكير‬ ‫في الدقيقة ‪ ،23‬وعدل هداف اتحاد طنجة‪ ،‬المهدي النغمي‬ ‫النتيجة في الدقيقة ‪.55‬‬

‫وشهدت المباراة ندية كبيرة بين الفريقين‪ ،‬سيما أن‬ ‫الفريق البيضاوي حضر إلى طنجة لتأكيد نتائجه اإليجابية في‬ ‫البطولة‪ ،‬بينما حاول اتحاد طنجة تحقيق أول انتصار بميدانه‬ ‫بعد ثالثة تعادالت‪ ،‬إثنين في الكأس أمام اتحاد سيدي قاسم‬ ‫والدفاع الحسني الجديدي‪ ،‬وواحد في البطولة أمام الراسينغ‬ ‫البيضاوي‪ .‬وكان الرجاء مؤازرا بجماهير غفيرة حلت بمدينة‬ ‫طنجة يوما قبل المباراة‪ .‬كما عادت جماهير الفريق إلى‬ ‫مدرجات الملعب الكبير‪ ،‬وإن لم تكن بالصورة التي تعودنا‬ ‫عليها في المواسم السابقة التي كانت تطوق جميع جنبات‬ ‫الملعب الكبير‪.‬‬ ‫وعقب التعادل‪ ،‬تراجع الرجاء البيضاوي للمركز الثاني‬ ‫برصيد ‪ 8‬نقاط خلف حسنية أكادير الذي انفرد بالصدارة‬ ‫برصيد ‪ 10‬نقاط‪ ،‬في حين أصبح اتحاد طنجة في المركز‬ ‫الثالث برصيد‪ 6 ‬نقاط ‪.‬‬

‫بطولة عصبة الشمال لموسم ‪2018 / 2017‬‬ ‫بنظام جديد يضم القسم الممتاز‬

‫سنت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم نظاما‬ ‫جديدا في بطولة العصب‪ ،‬ضمنها عصبة الشمال التي‬ ‫ستشهد نظام الشطر الواحد بقسم يسمى «الممتاز»‬ ‫ويضم ‪ 16‬فريقا‪ .‬ويصعد الفريق المحتل للمركز األول‬ ‫مباشرة إلى القسم الثاني هواة‪ ،‬بينما تنزل الفرق‬ ‫المحتلة للمراكز ‪ 15 ،14 ،13‬و ‪ 16‬للقسم الثالث‪.‬‬ ‫ويتكون القسم الثالث من ‪ 32‬فريق موزع على أربع‬ ‫مجموعات‪ ( ،‬ألف‪ -‬باء‪ -‬جيم‪ -‬دال)‪ .‬وتضم كل مجموعة‬ ‫ثمانية فرق‪ .‬ويصعد الفريق المحتل للمركز األول عن‬

‫كل مجموعة للقسم الممتاز‪ .‬بينما ينزل الفريقين‬ ‫المحتلين للمركزين السابع والثامن عن كل مجموعة‬ ‫للقسم الرابع‪.‬‬ ‫ويسمى القسم الرابع (الشرفي)‪ ،‬ويضم ست‬ ‫مجموعات‪ ،‬ويصعد فيه المحتل للمركز األول عن كل‬ ‫مجموعة للقسم الثالث مباشرة‪ .‬وسيتم تجميد نشاط‬ ‫الفرق التي لن تصل لعدد معين من النقط خالل‬ ‫الموسم الموالي‪( .‬سيتم تحديد عدد النقط المعتمدة‬ ‫في التجميد الحقا)‪.‬‬

‫خاض إشبيلية‪ ،‬حصة تدريبية يوم الخميس بدون مدربه األرجنتيني‪ ،‬إدواردو بيريزو‪،‬‬ ‫الذي سافر إلى تشيلي ألسباب شخصية‪ ،‬بينما شهد المران عودة الثنائي نيكو باريخا ودانييل‬ ‫كاريكو اللذين خاضا تدريبات منفردة على هامش المران الجماعي‪ ،‬بسبب معاناتهما من‬ ‫متاعب بدنية‪ .‬وأنهى إشبيلية تدريباته هذا األسبوع خلف األبواب المغلقة‪ ،‬قبل أن يحصل‬ ‫الفريق على راحة أمس االثنين‪ ،‬حيث استأنف استعداداته مجددا للمواجهة المقبلة في الليغا‬ ‫يوم ‪ 14‬أكتوبر أمام أتلتيك بيلباو على ملعب األخير «سان ماميس»‪ .‬وسيخوض إشبيلية بداية‬ ‫من األسبوع الحالي مجموعة من المواجهات الصعبة خارج قواعده سيبدأها بمواجهة بيلباو‪،‬‬ ‫ثم مواجهتي سبارتاك موسكو في دوري األبطال‪ ،‬وفالنسيا في الليغا‪ ،‬وأخيرا أمام كارتاخينا في‬ ‫كأس الملك‪ .‬ويحتل الفريق حاليا المركز الثاني برصيد ‪ 16‬نقطة‪ ،‬ويبتعد بفارق ‪ 5‬نقاط عن‬ ‫برشلونة صاحب العالمة الكاملة‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫إنييستا ال يرى نفسه‪ ‬خارج أسوار نيو كامب‬

‫عبر أندرياس إنييستا‪ ،‬قائد برشلونة‪ ،‬عن سعادته بتجديد عقده مع النادي الكتالوني‪ ،‬يوم‬ ‫الجمعة‪ ،‬مؤكدا رغبته في االستمرار مع الفريق‪ ،‬وتقديم أفضل ما لديه خالل المباريات المقبلة‪.‬‬ ‫وقال إنييستا‪ ،‬في المؤتمر الصحفي لتجديد عقده‪« :‬أنا سعيد للغاية‪ ،‬لقد حققت ما أرغب فيه‬ ‫بعد فترة طويلة من المفاوضات»‪ .‬وأضاف‪« :‬أتمنى االستمرار هنا لفترات أطول‪ ،‬وأن أكون‬ ‫مفيدا للفريق‪ ،‬فتجديد عقدي لألبد ال يعني موافقتي على المشاركة في مباراة أو اثنين فقط‪،‬‬ ‫خالل‪ ‬الموسم»‪ .‬وتابع‪« :‬النادي يرغب في تمديد عقد ميسي‪ ،‬والالعب يوافق على األمر‪ ،‬أعتقد‬ ‫أن هذه القصة الجميلة التي بدأها‪ ‬مع البلوجرانا‪ ،‬لن تنتهي أبدا»‪ .‬وأردف الالعب‪« :‬لم أفكر‬ ‫كثيرا في تفاصيل التجديد‪ ،‬ووافقت على الفور‪ ‬أن أكون هنا مدى الحياة‪ ،‬ألنني أكن حبا كبيرًا‬ ‫للغاية لهذا الفريق العظيم‪ ،‬وأعرف ما قدمه لي خالل السنوات الماضية‪ ،‬وال أرى نفسي‪ ‬خارج‬ ‫أسوار كامب نو»‪ .‬وواصل‪« :‬ال أمتلك خطة معينة للمستقبل‪ ،‬وال أعرف موعد اعتزالي الدولي‪،‬‬ ‫وأعلم أن‪ ‬عمري ‪ 33‬عاما‪ ،‬وهذا يقربني من إنهاء مسيرتي الكروية‪ ،‬لكني ال أفكر سوى في‬ ‫تقديم أفضل ما لدي‪ ،‬ألجل هذا الفريق‪ ،‬حتى آخر أيامي في كرة القدم»‪ .‬واختتم إنييستا‪ ‬بقوله‪:‬‬ ‫«بالنسبة للموقف في كتالونيا‪ ،‬فمن حق جيرارد بيكيه أن يكون له رأيه الخاص‪ ،‬لكني أفضل‬ ‫حل جميع األزمات بهدوء‪ ،‬ودون إثارة البلبلة‪ ،‬ألجل الوصول إلى حل سلمي‪ ‬في النهاية»‪.‬‬


‫العدد ‪910‬‬

‫الثالثاء ‪� 10‬إلى ‪� 16‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫من أجل محاصرة «حراك العطش» بالمغرب‬

‫جاللة الملك ينبه الحكومة‬ ‫إلى الخصاص في مياه الشرب والريّ‬ ‫ويأمر بإيجاد الحلول المالئمة‬

‫يبدو أن «تطمينات»‪ ‬الهانم شرفات أفيالل‪ ،‬في ما يخص الوضع‬ ‫المائي بالمغرب لم تفلح في طمأنة المتضررين من هذا الوضع‬ ‫المقلق الذي أخرج العديد من المواطنين من مساكنهم في الحواضر‬ ‫والبوادي‪ ،‬للتظاهر ضد العطش والتنديد بعدم تجاوب الحكومة‪ ،‬بما‬ ‫يلزم من السرعة والجدية والصرامة‪ ،‬مع هذا الوضع‪.‬‬ ‫وكان ضروريا أن ينبه جاللة الملك حكومة العثماني في بداية‬ ‫المجلس الوزاري األخير‪ ،‬إلى مشكل الخصاص الحاصل في مياه‬ ‫الشرب‪ ‬ومياه الري‪ ،‬وأن يعطي جاللته تعليماته السامية لرئيس‬ ‫الحكومة لتشكيل لجنة وزارية ‪ ‬بغاية دراسة ومعالجة هذا المشكل‪،‬‬ ‫لكي يدعو العثماني اجتماعا حكوميا مصغرا حول موضوع الماء‪ ،‬دعا‬ ‫إليه كال من وزير الداخلية ووزير الفالحة ووزير التجهيز والماء‪ ،‬تم‬ ‫خالله عرض‪ ‬حاالت الخصاص في المناطق األكثر تضررا من ندرة‬ ‫المياه واتخاذ بعض التدابير التمهيدية سواء على مستوى حفر آبار‬ ‫جديدة أو فيما يخص معالجة حالة بعض الزراعات المستنزفة للماء‪.‬‬ ‫العثماني كشف عن جملة من التدابير االستعجالية وأخرى ذات‬ ‫طابع استراتيجي لمعالجة مشكل الماء‪ ،‬وأكد تعبئة جميع القطاعات‬ ‫المعنية بهدف إخراج المخطط الوطني للماء في أفق ‪ .2030‬وأن‬ ‫العمل مستمر من أجل إنشاء محطات لتحلية مياه البحر ومعالجة‬ ‫المياه العادمة واالستمرار في تنفيذ سياسة السدود‪.‬‬

‫الصحافة«تهوّل»‪! ‬‬

‫في نفس السياق أعلنت الهانم ‪ ‬خالل اجتماع اللجنة المختصة‬ ‫بالبرلمان‪ ،‬أن الحاجيات من مياه الشرب ‪ ‬بالنسبة لجميع المراكز‬ ‫والمدن ‪ ‬المزودة من مياه السدود قد تمت االستجابة لها بصفة‬ ‫عادية‪ ،‬رغم العجز في واردات المياه بالسدود حيث سجل عجز جاور أو‬ ‫فاق الخمسين بالمائة بسبب ضعف التساقطات المطرية ‪.‬‬ ‫ندرة مياه الشرب أطلق ما اتفق بتسميته «حراك العطش» ‪ ‬في‬ ‫الحواضر والبوادي‪ ،‬اختلفت حدته من قرية لقرية‪ ،‬ومدينة ألخرى‪،‬‬ ‫ولكن الجميع ندد بصمت الحكومة الذي أعطى أكثر من تفسير‬ ‫وتأويل بالرغم من وعود العثماني‪ ،‬نهاية يوليوز‪ ،‬تحت قبة البرلمان‪،‬‬ ‫بأن العجز الحاصل في مياه الشرب سوف يتم القضاء عليه قبل صيف‬ ‫‪.2018‬‬ ‫والغريب أن الهانم أفيالل‪ ،‬في محاولة يائسة‪ ،‬للتخفيف من‬ ‫االنتقادات الموجهة للحكومة في هذا الشأن‪ ،‬لم تجد حرجا في‬ ‫«اتهام» وسائل اإلعالم بـ «تهويل األمر» بينما الحالة شبه عادية في‬ ‫مختلف الجهات‪ ،‬تقول‪ ،‬بل وصرحت أنه من المتوقع أن تصل نسبة‬ ‫ولوج الوسط القروي إلى الماء الصالح للشرب إلى ‪ 96,5‬بالمائة مع‬ ‫نهاية سنة ‪ ، 2017‬أي بعد شهرين إن شاء اهلل‪.‬‬ ‫وأضافت أن تدابير خاصة اتخذت «في إطار مشاريع مهيكلة»‬ ‫لتزويد عدد من المناطق انطالقا من السدود‪ ،‬كما سوف تتم تعبئة‬ ‫موارد مائية جديدة‪ ،‬خصوصا المياه السطحية‪ ،‬وتعميق اآلبار بغاية‬ ‫القضاء نهائيا على العجز قبل صيف ‪ ،2019‬بالنسبة لجل المراكز ال‬ ‫‪ 37‬التي تشهد اضطرابات في التزود بالماء‪ ،‬في حين إن التزويد‬ ‫مستمر بصورة عادية في الـ ‪ 678‬مركزا ومدينة التي يتدخل فيها‬ ‫مكتب الكهرباء والماء‪ ،‬باستثناء بعضها‪.‬‬

‫األمور شبه عادية‬

‫هذه المعلومات تترك لدينا انطباعا بأن األمور شبه عادية وأن‬ ‫هناك «بعض» االضطرابات سببها ضعف التساقطات المطرية وأن‬ ‫الجهود معبأة للقضاء على العجز‪.! ‬‬ ‫ولقائل أن يقول‪ :‬فلماذا نحن نهول األمر حتى تتهم الصحافة‬ ‫بالوقوف وراء ما سمي ب «حراك العطش» بينما الوضع عاد إال من‬ ‫بعض «االضطرابات» الناتجة عن العجز الحاصل في التساقطات؟‪...‬‬ ‫الصحافة‪ ،‬يامدام‪ ،‬تقوم بدورها اإلعالمي في رصد كل ما من‬ ‫شانه أن يخل بالتدبير السليم للشأن العام‪ ،‬من باب التنبيه إليه‬ ‫والدعوة إلصالحه تفاديا لتبعاته وإسقاطاته على األمن واالستقرار‪.‬‬ ‫وإال كيف نفسر نزول جماهير المواطنين‪ ،‬رجاال ونساء في‬ ‫المدن كما في القرى‪ ،‬عبر مختلف أقاليم وجهات المغرب‪ ،‬خاصة في‬

‫األخيرة‬

‫صفرو‪ ،‬وفاس‪ ،‬ومكناس‪ ،‬وتاونات‪ ،‬وتازة‪ ،‬وزاكورة‪ ،‬وسطات‪ ،‬وبني‬ ‫مالل‪،‬وتيزنيت‪ ،‬وخنيفرة‪ ،‬وجهة الغرب الغنية بمواردها المائية‪ :‬سيدي‬ ‫قاسم وسيدي سليمان والقنيطرة‪ ،‬وجهة سوس‪ ،‬والشاون‪ ،‬ووزان‬ ‫حيث انطلقت أولى شرارات «حراك العطش» لتشمل العديد من مدن‬ ‫ودواوير هذه األقاليم والجهات‪ .‬حتى أن عددا ‪ ‬من سكان الدواوير‬ ‫بدؤوا يفكرون في سحب أطفالهم من مراكز التعليم‪ ،‬والهجرة ‪.‬‬ ‫هذا الوضع يفسر عدم توفق المسؤولين في تدبير «األزمة‬ ‫المائية» التي لم تكن ال مفاجئة‪ ،‬وال جديدة على المغرب‪ ،‬وما كان‬ ‫عليهم أن ينتظروا تفاقم األزمة ونزول الناس إلى الشوارع‪ ،‬ووقوع‬ ‫مواجهات وتوقيفات واعتقاالت بين نشطاء «حراك العطش»‪ ،‬تذكر بما‬ ‫حدث ‪ ‬لنشطاء «حراك الريف»‪ ،‬ليعلنوا عن اتخاذهم تدابير «سطحية»‬ ‫منها إحداث ثقب الستخراج المياه الجوفية ‪ ،‬في انتظار مد قنوات جر‬ ‫مياه السدود لتزويد التجمعات ‪ ‬البشرية التي تمر منها تلك القنوات‪.‬‬ ‫أما التجمعات التي ال توجد في طريق تلك القنوات‪ ،‬فلتنتظر!!‪ .....‬حتى‬ ‫تنفذ الحكومة «تدابيرها االستعجالية» ومخططاتها االستراتيجية ‪،‬‬ ‫وتنجز وحدات تحلية مياه البحر في إطار مخطط تنويع مصادر المياه‬ ‫بالمغرب‪.‬‬ ‫جميل‪...‬‬

‫بال عبقرية وال مجد!‬

‫وحتى تطمئن المدام إلى أنه ال‪ ‬ينكر إنجازات المغرب في مجال‬ ‫المياه‪ ،‬إال جاهل أو جاحد‪،‬أو مغرور‪ ،‬والفضل كل الفضل يعود إلى‬ ‫الراحل الحسن الثاني رحمه اهلل الذي اختار االستثمار في السدود‬ ‫بدل الدبابات ومعامل األسلحة ‪ ‬السوفياتية «مفاتيح في اليد»‪،‬‬ ‫كما أن فكرة تحلية مياه البحر تعود لجاللته كرم اهلل مثواه‪ ،‬حيث‬ ‫عبر في إحدى خطبه السامية‪ ،‬أنه ‪ ‬كان يحلم ببناء مفاعالت نووية‬ ‫مدنية‪ ،‬على طول الساحل األطلسي لتحلية مياه البحر‪ ،‬لسقي كافة‬ ‫األراضي الزراعية في كل التراب الوطني‪ .‬‬ ‫وإال كيف نفسر استنفار العثماني لوزرائه المعنيين‪ ،‬خاصة الهانم‬ ‫أفيالل‪ ،‬لدراسة مشكل العطش ‪ ،‬بعد دخول جاللة الملك على خط‬ ‫تدبير هذه األزمة‪ ،‬إال بكون الحكومة فشلت في استباق أزمة العطش‪،‬‬ ‫بالرغم من توفرها على تقارير وطنية ودولية بشأن الخصاص الناتج‬ ‫بالدرجة األولى عن التقلبات المناخية‪« ،‬والمغرب سيد العارفين» من‬ ‫خالل ما راكمه من تجارب في الماضي ومن خالل تعامله اإليجابي‬ ‫مع «كوب ‪ »22‬كما فشلت في التفاعل مع سياسة السدود‪ ،‬بسبب‬ ‫غياب التوزيع العادل للثروة المائية؛ حيث إن المياه المخزّنة في‬ ‫السدود التصل إلى كل المناطق‪ ،‬وهو ما يجعل المناطق القريبة من‬ ‫هذه السدود تزودة بالمياه‪ ،‬في حين أن المناطق األخرى تظل «خارج‬ ‫التغطية»المائية‪...! ‬‬

‫الرئيس يعترف ويعد‬

‫سعد الدين العثماني اعترف بوجود الخصاص في ‪ 37‬مركزا‪،‬‬ ‫فقط‪ ،‬ووعد بالحل الكامل لألزمة في أفق نهاية السنة القادمة‪ ،‬بحول‬ ‫اهلل‪.‬‬ ‫الخبراء يرون أن مشكل التوزيع العادل للمياه الصالحة للشرب‬ ‫بالمغرب يمكن التغلب عليه‪ ،‬بالعلم‪ ،‬والخبرة‪ ،‬وليس بـ «الدمغي»‬ ‫والوعود المسكنة‪ .‬وأن من الحلول المتاحة بناء السدود التلية‪ ،‬وهي‬ ‫بحيرات اصطناعية بجوار القرى والمداشر النائية‪ ،‬في حين يمكن‬ ‫تزويد المناطق الساحلية بواسطة عملية تحلية مياه البحر‪ ،‬وهي‬ ‫عملية مكلفة‪ ،‬إال أن تطور سياسة الطاقات المتجددة بالمغرب يفتح‬ ‫الطريق أمام إمكانية استغالل تلك الطاقات في إنجاز هذا المشروع‪،‬‬ ‫فضال عن اإلمكانيات الهائلة التي يوفرها دخول المغرب عهد الطاقة‬ ‫النووية المدنية‪ ،‬والبد أن هناك حلوال أخري بديلة‪ ،‬يمكن أن توفرها‬ ‫عقول وأدمغة العلماء والخبراء والمهندسين من شباب جامعاتنا‬ ‫الوطنية الذين أبانوا عن قدرات هائلة في شتى المجاالت العلمية‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫فضاء األنثى ‪:‬‬

‫ياشعوبَ العالم أبشروا !‬ ‫المرأة السعودية تقود‬ ‫السيارة بعفو ملكي !!!‪...‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلـم ‪:‬‬

‫�سم ّيــة �أمغـار‬

‫المرأة تقود العالم بتعقيداته و اضطراباته وتهديداته ومخاطره‪،‬‬ ‫من مستوى عال‪ ،‬سياسيا‪ ،‬واقتصاديا‪ ،‬واجتماعيا‪ ،‬وأمنيا ‪،‬وقضائيا‪،‬‬ ‫وتكنولوجيا‪ ،‬ولكنها ال تستطيع أن تلقي بنفسها في المقعد األمامي‬ ‫لسيارتها وتدير مفتاح «الكونطاكط»‪ ،‬وتنطلق عبر شوارع بالدها‪ ،‬متى‬ ‫تشاء‪ ،‬وأين تشاء !‪....‬‬ ‫لماذا ؟‬ ‫يقول لك األعراب من «بني كلب» القحطانية‪ ،‬إن فتاوى موالينا‬ ‫الفقهاء‪ ،‬حرمت أن تقود المرأة مركبة‪ ،‬كيف ما كان حالها‪ .‬وطبعا لم‬ ‫يعدم هؤالء الفقهاء حججا «شرعية» يدفعون بها‪ ،‬لتبرير مواقفهم‬ ‫المتهالكة التي ال تستند على شرع أو منطق‪ ،‬بل تأتي في سياق سيطرة‬ ‫عقلية ذكورية متخلفة‪ ،‬متحجرة‪ ،‬ال تقبل بمبدأ التطورالبشري‪ ،‬والتحول‬ ‫المجتمعي‪ ،‬بل تتمسك بـ «القوامة» والتميز لصالح الذكر الذي له حق‬ ‫الرأي واألمر والنهي‪ ،‬واإلمساك بزمام األمور‪ ،‬وأن اختالل القوامة مدعاة‬ ‫لشقاء المجتمع وانحراف الناس وضياع المصالح وشيوع الفوضى ووقوع‬ ‫االنحالل‪(.‬الشيخ محمد صالح المنجد)‪.....‬هكذا يفكر أولئك الذين أفتوا‬ ‫بحرمان المرأة من قيادة السيارات ودعموا فتاويهم بمراجع «شرعية»‬ ‫تحفظ للذكر تميزه وتفوقه ومكانته «القيادية»‪ .‬ومن تلك الفتاوى‬ ‫ما رواه‪ ،‬بنوع من السخرية‪ ،‬مدير دار الحديث الحسنية األستاذ أحمد‬ ‫الخمليشي‪ ،‬في إحدى محاضراته األخيرة‪ ،‬عن فقيه مشرقي‪ ،‬من أن‬ ‫المرأة حين تجلس إلى المقود «يتشتت تفكيرها ويرتد الحوض ويضيق‬ ‫المبيض ويعرضها ذلك لعدم اإلنجاب»‪.‬‬ ‫أما فقيه آخر فقذ أرجع منع المرأة من السياقة‪ ،‬إلى أنه حين‬ ‫تستوي المرأة وراء المقود‪ ،‬فإنها قد تسرع إلى «عشيكها» وتنطلق‬ ‫به إلى الصحراء !!!‪....‬المنع إذا يأتي بغرض حماية المرأة من الوقوع‬ ‫في الخطيئة‪ ،‬ومن الفساد والفجور‪ ،‬وحماية للمجتمع من االنحراف‬ ‫والتفسخ‪...!!!!.‬‬ ‫سخافة !!!‪....‬‬ ‫وبسبب موقف النظام السعودي من مسألة حقوق المرأة‪ ،‬بدعوى‬ ‫األعراف والتقاليد‪ ،‬وعدم تفاعله اإليجابي مع االتفاقيات الدولية فيما‬ ‫يخص النهوض بأوضاع النساء في العالم‪ ،‬فإن السعودية واجهت‬ ‫انتقادات حادة من جل بلدان العالم التي تعيش األلفية الثالثة‪ ،‬بعقلية‬ ‫متجددة‪ ،‬مفتوحة على العالم‪ ،‬بينما تعيش السعودية بعقلية متجمدة‪،‬‬ ‫متشبثة بمفاهيم أسطورية‪ ،‬تأبى أن تفتح نافذة العقل على المستقبل‬ ‫وعلى عالم ما بعد الحضارة المعلوماتية‪.‬‬ ‫وفجأة‪ ،‬تنقلب «اآلية»‪ ،‬وتعلن السعودية عن «ثورة ربيع عربي»‬ ‫جديدة‪ ،‬لصالح المرأة‪ ،‬ويتم األمر بــ «السماح» للنساء السعوديات‬ ‫بسياقة السيارات‪ ،‬بل ويسمح لهن بالمشاركة في احتفاالت العيد الوطني‬ ‫بما احتملت تلك االحتفاالت من غناء وطرب ورقص ‪...‬واختالط !!!‪...‬و‪،‬‬ ‫طبعا‪ ،‬كل ذلك وفق «فتاوى» شرعية ‪INNOVATIVE CONCEPTS‬‬ ‫جددت للناس أمر دينها بعد ‪ 87‬عاما من شروق فجر دولة أل سعود‪.‬‬ ‫ولعل مندوب السعودة باألمم المتحدة‪ ،‬أراد أن يخلق الحدث حين‬ ‫توجه إلى منصة الخطابة‪ ،‬خالل الدورة ‪ 72‬للجمعية العامة لألمم‬ ‫المتحدة‪ ،‬ليعلن للعالم أن بالده قررت السماح للمرأة السعودية بسياقة‬ ‫السيارات‪ ،‬في «يوم مشهود»‪ ،‬وطفح يصفق بحماسة لما أعلنه هو‬ ‫بنفسه وكأنه طلع على العالم بأمر جلل !!!‪...‬‬ ‫إال أن هذا « السماح» لم يكن مطلقا وال آنيا‪ ،‬بل بشروط شرعية‪،‬‬ ‫تضعها لجنة وزارية وفق ضوابط الشرع الحنيف وتقدم توصيات بشأنها‬ ‫في آجال محددة‪ ،‬بحيث يبدأ العمل بـ «العفو الملكي» بحلول شهر يونيه‬ ‫من العام القادم‪ .‬إال أن السعوديات‪ ،‬الالئي ناضلن منذ ما يزيد عن خمس‬ ‫وعشرين سنة من أجل الحصول على حق «السياقة»‪ ،‬اختصرن األجل‬ ‫المضروب‪ ،‬وسارعن إلى سيارتهن يجبن بها شوارع عواصم المملكة‪،‬‬ ‫ما جر عليهن غضب األهالي قبل السلطات التي تعقبتن وتم تعنيفهن‬ ‫بشكل مفضوح‪ .‬كما سبق وأن حصل بالنسبة لناشطات سعوديات‪،‬‬ ‫وأشهرهن السيدة منال الشريف التي اعتقلت في العام ‪ 2011‬بسبب‬ ‫سياقتها لسيارتها في تحد للدولة ورجاالتها ومشرعيها وفقهائها‪،‬‬ ‫ومنهم من اعترض على السماح للنساء بقيادة السيارات‪ ،‬متعللين‬ ‫بإمكانية أن يؤدي هذا الوضع إلى اإلختالط مع رجال من غير المحارم‪،‬‬ ‫خالفا لتعاليم «الشريعة» السمحاء‪ ،‬ما يشكل «انتهاكا»صريحا لقواعد‬ ‫الفصل «الشرعي» بين الجنسين‪ ،‬ولضوابط الشرع الواجب مراعاتها‬ ‫بخصوص قيادة النساء للمركبات‪.‬‬ ‫بعض الظرفاء تصوروا‪ ،‬من باب التندر‪ ،‬ما ستكون عليه تلك‬ ‫الضوابط‪ ،‬وتوقعوا أنه ستلزم المرأة بأن تكون على طهارة‪ ،‬إذ ال يجوز‬ ‫لها السياقة وهي جنب‪ ،‬وان تكون على وضوء للصالة‪ ،‬حتى إذا أدركها‬ ‫أذان وقت من األوقات‪ ،‬وجب عليها التوقف وأداء الصالة جماعة في أقرب‬ ‫مسجد إليها‪ .‬وأن تلتزم‪ ،‬شرعا‪ ،‬بعدم السماح لغير المحرم بالركوب‬ ‫معها‪ ،‬وأن تسهر على خدمة زوجها‪ ،‬سائقة طيعة أمينة ال ترفض له طلبا‬ ‫وال ترد له رجاء فيما يخص تنقالته للعمل أوللتفواج أو للتفحيط‪......‬وأن‬ ‫ال تحتفظ بمفاتيح «الكونطاكط» ليال‪ ،‬تفاديا للزياغ والضالل والوقوع‬ ‫في الخطيئة األزلية !‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.