Achamal n° 913 le 31 octobre 2017

Page 1

‫ذكرى بنبركة والمانوزي في «يوم المختطف»‬ ‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 913‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪� 09‬صفر ‪� 01 / 1439‬إلى ‪ 06‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫نظم حقوقيـون وحقوقيـات‪ ،‬مساء األحد الماضي بالربـاط وقفــة رمزيـة بمناسبـة تخليـد “يوم المختطف” (‪29‬‬ ‫أكتوبر)‪ ،‬الذي يصادف الذكرى ‪ 52‬الختطاف المهدي بنبركة ‪ ،1965‬والذكرى ‪ 45‬الختطاف الحسين المانوزي ‪.1972‬‬ ‫وردد المحتجون شعارات تطالب بكشف الحقيقة بخصوص مجهولي المصير بالمغرب‪ ،‬وأوقدوا شموعاً ورفعوا‬ ‫صوراً والئحة لمفقودين خالل ما يعرف بـ “فترة االنتهاكات الجسيمة لحقوق اإلنسان” الزالت عائالتهم تجهل‬ ‫مصيرهم رغم مرور عقود من الزمن‪.‬‬ ‫ويعتبر المنظمون أن “هذه الوقفة السنوية التقليدية تنظم للتذكير بحقيقة ومالبسات اغتيال بنبركة والمانوزي‪.‬‬ ‫خاصة أن فرنسا أبدت استعداداً للكشف عن أرشيفها‪ ،‬ما يسهل تبادل للوثائق بين المغرب وفرنسا بهذا الشأن‪ ،‬ألن‬ ‫الوصول إلى الحقيقة الوطنية ضمانة لتحقيق الديمقراطية والتنمية‪.‬‬ ‫وكان عبد الرحمن اليوسفي‪ ،‬رفيق درب بن بركة‪ ،‬قد نظم في أكتوبر من عام ‪ ،2015‬ندوة دولية حضرتها عدة‬ ‫شخصيات للحديث عن مكانة بن بركة في التاريخ المعاصر‪ ،‬وعرفت تالوة رسالة ملكية اعتبرت بن بركة “رجل سلم‪،‬‬ ‫وكان قريبا من العائلة الملكية‪ ،‬وأن مرحلة ما بعد االستقالل كانت مشحونة بشتى التقلبات والصراعات حول ما كان‬ ‫ينبغي أن يكون عليه مسار المغرب المستقل”‪.‬‬

‫• عام على مقتل الشهيد محسن فكري‬ ‫• عام منـذ انطــالق «حـــراك» الريــف‬ ‫• ‪ 300‬معتقل ومعانـاة األسر مستمرة‬

‫الفرق البرلمانية تستعد اللتماس‬ ‫العفو الملكي‬

‫كان لموت شهيد «الطحن» داخل شاحنة األزبال بالحسيمة‪ ،‬محسن فكري‪ ،‬في ‪ 28‬أكتوبر ‪ ،2016‬الوقع السيئ لدى أهل الريف‪ ،‬ولدى‪ ‬‬ ‫العديد من المغاربة‪ ،‬اعتبارا للطريقة المشينة‪ ،‬المفجعة التي قضى بها الراحل‪ ،‬والتي كانت ‪ ‬صادمة‪ ‬وكارثية‪ ،‬بالمعنى الكامل المطلق‪..‬‬ ‫ذلك أن المغاربة واجهوا ظروفا بشعة للقتل‪ ،‬عبر تاريخهم الطويل والمضطرب‪ ،‬ولكن موت فكري‪ ،‬بالطريقة ذاتها‪ ،‬نتيجة تضارب‬ ‫مواقع المسؤولية ‪ ،‬وعدم التدقيق في ضبط تدبير المسطرات اإلدارية‪ ،‬فضالً عن نوع ملفت للتعامل مع الناس‪ ،‬في أمور تتعلق بحياتهم‪،‬‬ ‫في وضـع متسـم‪ ،‬عـادة‪ ،‬بالمحسوبيـة والزبونيـة‪ ،‬والفسـاد‪ ،‬أمر اجتمعت عنده كل المواصفـات ليدفـع النـاس إلى االحتجاج‪ ،‬والنزول إلى‬ ‫الشارع‪.‬‬ ‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 06‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪913‬‬

‫إلياس العماري‪« :‬كل سياسة تحرم الشباب فإنها‬ ‫تقود إلى الحرمان من إمكانية إعادة إنتاج النخب»‬

‫قال رئيس مجلس جهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة السيد إلياس العماري‪ ،‬إن موضوع‬ ‫الشباب هو عنصر أساسي في البناء‬ ‫الديموقراطي وفي االستقرار السياسي‪،‬‬ ‫وهو رهان حاسم في االنسجام االجتماعي‬ ‫على المستوى الترابي جهويا ومحليا‪.‬‬ ‫واعتبر العماري الذي كان يتحدث صباح‬ ‫يوم الخميس ‪ 26‬أكتوبر الجاري‪ ،‬في افتتاح‬ ‫الورشة الجهوية التي ينظمها مجلس الجهة‬ ‫و المديرية الجهوية للتخطيط بشراكة‬ ‫مع صندوق األمم المتحدة للسكان حول‬ ‫«الشباب ثروة ديموغرافية من أجل تنمية‬ ‫ترابيةمستدامة»‪(،‬اعتبر(أنالهدفالرئيسي‬ ‫لهذه الورشة حول الطفرة الديموغرافية هو‬ ‫إنتاج أفكار ذكية حول موضوع الشباب عبر‬ ‫إدماج المستويات االقتصادية واالجتماعية‬ ‫والسياسيةوالثقافية‪.‬‬ ‫واعتبر رئيس جهة طنجة ـ تطوان‬ ‫ـ الحسيمة أن المجال الترابـــي الجهوي‬ ‫والمحلي له دور رئيسي في هذا اإلطار‪،‬‬ ‫ليس فقط من أجل تطوير السياسات على‬ ‫المستوى الترابي‪ ،‬وإنما أجل حث السياسات‬ ‫المركزيــة بهــــدف تطويـــر المبادرات‬ ‫الوطنية المركزية على المستويات الجهوية‬ ‫والمحلية‪.‬‬ ‫العماري نوه في سياق متصل أن‬ ‫موضوع الشباب ال ينبغي أن يُطرح فقط في‬ ‫عالقته مع األسئلة المتعلقة باإلدماج‪ ،‬وال أن‬ ‫يعالج فقط من زاوية المشاكل و الصعوبات‪،‬‬ ‫مضيفا بالقول‪« :‬ولكن يجب التأكيد على أنه‬

‫ثمة ارتباط وثيق بين الطفرة الديموغرافية‬ ‫من جهة والديموقراطية والتحوالت الكبرى‬ ‫في المجتمعات البشرية»‪ .‬إلى ذلك أوضح‬ ‫رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫أن هناك فرصة تاريخية لمشاركة النخب‬ ‫الشابة في اإلرساء لنهضة ديموقراطية‪،‬‬ ‫مضيفا أن دمقرطة مجتمع ما تكون منتجة‬ ‫عندما تُ َقلِص من المسافة الموجودة بين‬ ‫النخبة والمواطنين‪ ،‬مسترسال في نفس‬ ‫السياق كون كل طفرة ديموغرافية‪ ،‬ولغاية‬ ‫إرساء ديموقراطية حقيقية‪ ،‬فإن ذلك يجب‬ ‫أن يقابله إعطاء مكانة خاصة لهذه الفئة‬ ‫الغالبة من المجتمع وهم الشباب‪.‬‬ ‫وفي إطار الحديث عن مكانة الشباب‪،‬‬ ‫قال العماري إن االحتجاجات التي عرفها‬

‫العالم في العشرية األخيرة عمادها الشباب‪،‬‬ ‫وضمن سياق متصل فالنخب الشابة‬ ‫المحلية التي تنبثق في سياقات تاريخية من‬ ‫االحتقان والركود هي التي تساهم في فتح‬ ‫الحقل السياسي على آفاق مستقبلية جديدة‪،‬‬ ‫مع التأكيد على إمكانية الجمع بين سياسة‬ ‫إدماج هؤالء الشابات والشباب الذين لهم‬ ‫وعي وإدراك قوي جدا لحقوقهم‪ ،‬وبين‬ ‫السياسات الترابية والمركزية‪.‬‬ ‫العماري اختتم كلمته باإلشارة إلى أن‬ ‫كل سياسة تكبت وتحرم الشباب فإنها تقود‬ ‫إلى الحرمان من إمكانية إعادة إنتاج النخب‪،‬‬ ‫وبالخصوص تعرقل عملية االنتقال من‬ ‫النخب التقليدية إلى النخب العصرية‪.‬‬

‫إعطاء انطالقة خدمة النقل المدرسي‪ ‬بالجهة‬ ‫جرى صباح يوم الخميس ‪ 26‬أكتوبر‬ ‫الجاري‪ ،‬بمقــــر مجلس الجهــــة بطنجة‪،‬‬ ‫بحضور رئيس مجلس جهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمـــــة‪ ،‬ومدير وكالة تنمية أقاليم‬ ‫الشمال‪ ،‬إعطـــــاء انطالقة خدمة‪ ‬النقل‬ ‫المدرسي المتعلقة بأقاليم طنجة‪-‬أصيلة‬ ‫والعرائش وتطوان والفحص‪-‬أنجرة‬ ‫والمضيق ‪-‬الفنيدق‪ .‬على أن يتم إطالق‬ ‫العملية المتعلقة بأقاليم وزان وشفشاون‬ ‫والحسيمة في أقرب اآلجال‪ .‬‬ ‫رئيس مجلس جهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة إلياس العماري‪ ،‬اعتبر أن العملية‬ ‫تهم التخفيف من تبعات الهدر المدرسي‬ ‫الذي تعيشه أقاليم الجهة مع االرتفاع‬ ‫الملحوظ على مستوى األمية والتي تتجاوز‬ ‫‪ 33‬في المئة في بعض األقاليم وتتجاوز‬ ‫‪ 50‬في المئة في بعض األقاليم األخرى‪.‬‬ ‫وأضاف العماري أن الهدر يعــــزى إلى‬ ‫كون المؤسسات المدرسية بعيدة عن‬ ‫المناطق المأهولة بالساكنة أو بسبب غياب‬ ‫الداخليات في بعض الحاالت‪.‬‬ ‫وأوضح العماري أن هذه العملية‬ ‫«المبادرة» ال تقتصر فقط على المجلس‪،‬‬ ‫بل هناك مبادرات في نفس اإلطار تقوم بها‪:‬‬ ‫جمعيات‪ ،‬المجالس المنتخبة‪ ،‬وكالة تنمية‬ ‫أقاليم الشمال‪ ،...‬مضيفا‪« :‬قمنا بتوفير‬ ‫اإلمكانيات‪ ،‬في حين اشتغلت وكالة تنمية‬ ‫أقاليم الشمال على دفتر التحمالت والدراسة‬ ‫وغيرها»‪ .‬معبرا عن أمله في نجاح التجربة‬

‫والمساهمة من موقع مجلس الجهة في‬ ‫وقف الهدر المدرسي بأقاليم الجهة‪.‬‬ ‫وكان مجلـــس الجهـــة‪ ،‬وفي سيـــاق‬ ‫ارتقائه بالشأن التعليمي بالجهة وتحسين‬ ‫ظروفه‪ ،‬قد صادق يوم ‪ 09‬يناير ‪2017‬‬ ‫خالل دورته االستثنائية المنعقدة بالعرائش‬ ‫ باإلجمــــاع‪ -‬على برمجة الفائض الذي‬‫يفوق ‪ 158‬مليون درهم لفائدة دعم النقل‬ ‫المدرسيبالجهة‪.‬‬ ‫تجدر اإلشــــارة إلى أن الحافـــالت‬ ‫المخصصة للنقل المدرسي بأقاليم الجهة‬ ‫(السلك اإلعدادي‪ ،‬السلك الثانوي) والبالغ‬

‫عددها ‪ ،166‬مجهزة بآخر التقنيات فيما‬ ‫يخص السالمة الطرقية‪ ،‬وكل حافلة تضم‬ ‫‪ 26‬مقعدا مرتبطا بحزام السالمة‪ .‬كما أن‬ ‫كل حافلة تتوفر على قرص صلب لقياس‬ ‫السرعة إضافة إلى جهاز تتبع ‪ GPS‬عن بعد‬ ‫لمراقبة السائق في جميع تنقالته‪ .‬وعالقة‬ ‫دائما بمجال السالمة وحماية للتالميذ من‬ ‫أية تبعات حوادث‪ ،‬فكل حافلة بها قنينات‬ ‫خاصة بإطفاء الحريق وصيدلية لإلسعافات‬ ‫األولية‪ ،‬كما يشترط في سائق الحافلة التوفر‬ ‫على بطاقة سائق مهني في احترام تام‬ ‫لقواعد ومبادئ السالمة الطرقية‪.‬‬

‫بـالغ حول ندوة ‪:‬‬

‫«معبر باب سبتة بين البعد الحقوقي والرهان التنموي»‬ ‫عرف معبر باب سبتة‪ ،‬أو ما أصبح يطلق عليه إعالميا بمعبر «الموت» أو «طراخال ‪ » 2‬خالل سنة‪ 2017‬أحداث أليمة تمثلت في وفاة‬ ‫أربع نساء من ممتهنات ما يسمى « بالتهريب» نتيجة التدافع‪ .‬وهي األحداث التي أعادت طرح موضوع المعبر الحدودي بحدة لدى الرأي‬ ‫العام باعتباره مصدر الدخل الوحيد ألزيد من ‪ 30‬ألف أسرة بشكل مباشر‪ ،‬ومئات اآلالف آخرين بشكل غير مباشر‪ .‬إذ يعتبر حسب العديد من‬ ‫النشطاء والمهتمين «النشاط االقتصادي» الثاني بشمال المغرب بعد زراعة القنب الهندي‪.‬‬ ‫وفي ظل القرار الذي اتخذته السلطات المغربية واإلسبانية باإلغالق الشبه النهائي للمعبر بعد حادث وفاة سيدتين في شهر غشت‬ ‫الماضي ضمانا لحياة األفراد وخوفا من تكرار حوادث مماثلة‪ ،‬إال أن ذلك يعيد طرح مدى نجاعة البرامج التنموية – في حال وجودها أصال‬ ‫ التي تطلقها السلطات المركزية والجهوية والمحلية في الحد من مثل هذه االنشطة ( زراعة القنب الهندي والتهريب ) عن سكان المنطقة‬‫وذلك بخلق نموذج اقتصادي بديل يضع حدا لمعاناتهم‪ ،‬ومدى استفادة أبناء المنطقة من المشاريع االقتصادية التي تقيمها مؤسسات خاصة‬ ‫وعامة (الميناء المتوسطي‪ ،‬المناطق الحرة‪ ،‬المركبات السياحية… )‪ ،‬والتي كان من المفترض أن ترفع التهميش واإلقصاء عن المنطقة‪.‬‬ ‫مرصد الشمال لحقوق اإلنسان‪ ،‬يفتح معبر باب سبتة وما يتصل به من ظواهر للنقاش ضمن ندوته الداخلية األولى لشهر نونبر‪،2017‬‬ ‫حيث يستضيف باحثين فاعلين مدنيين وإعالميين ومهتمين‪ ،‬قصد تشخيص الوضع الحقوقي واالقتصادي وآفاق الرهان التنموي بالمنطقة‪.‬‬

‫المكتب‬

‫‪2‬‬

‫ق�صيـدة زجليـة‬ ‫نظمها ال�شاعر يف رثاء �شقيقه‬ ‫املرحوم الإعالمي خالد م�شبال‬


‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 06‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪913‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫تنظيم رحلة إلى مكان ما‪ ،‬يتطلب شروطا أهمها اختيار الرفيق‪ ،‬ووضع برنامج محدد دقيق‪،‬‬ ‫وتنفيذه بنفس الدقة والضبط‪.‬‬ ‫والرحلة التي أشرف عليها أخونا السيد خليل اإلدريسي بمعية أخينا السيد عبد الواحد حجاج‪،‬‬ ‫توفرت فيها هذه الشروط‪ ،‬وشاركت فيها أسماء لها وزنها في مدينة تطوان‪.‬‬ ‫ورغم عناء السفر الذي القيناه في االنطالق منتصفَ ليلة الثامن من أكتوبر‪ ،‬والعودة في‬ ‫جوف ليلة العشرين منه‪ ،‬وإجراءات المطارات التي يخيل لك أنها تنكيل بالمسافرين‪ ،‬فإن الرحلة‬ ‫تمت في ظروف حسنة‪ ،‬وشملت زيارة القاهرة‪ ،‬وركوب «العبّارة» الفاخرة التي تتيه بك على مياه‬ ‫النيل ما بين أسوان واألقصر‪ ،‬مد َة ثالثة أيام بلياليها‪ ،‬والوقوف على المعابد التي توجد في هذه‬ ‫المنطقة‪ ،‬وأهمها معبد الكرنك‪ ،‬وقضاء وقت للراحة والسباحة‪ ،‬والترفيه عن النفس بمنتجع‬ ‫الغردقة‪ ،‬المطل على البحر األحمر‪.‬‬ ‫ما تأسفنا له‪ ،‬منظر مباني القاهرة المُعزية‪ ،‬وهي تسوَدّ‪ ،‬وتتآكل‪ ،‬وتتالشى‪ ،‬وال يفكر‬ ‫المسؤولون فيها قدر تفكيرهم في القاهرة الجديدة التي يقيم بها األثرياء وأرباب المال‬ ‫واألعمال‪ ،‬وفي الطائرة‪ ،‬وقعت في يدي جريدة األهرام‪ ،‬فإذا بها تنوه بميالد قاهرة جديدة على‬ ‫أنقاض القاهرة األصلية‪ ،‬وتبشر القراء بقرب انتقال اإلدارات الحكومية إليها‪.‬‬ ‫القديم‪ ،‬لم يعد له وجود في قواميسنا‪ ،‬والجديد نتسابق إليه‪ ،‬متناسين المثل القائل‪:‬‬ ‫«الجْديد ما ُلو ِجدّة‪ ،‬وال ْقديم ال تْفرط فيه»‪.‬‬ ‫نفس هذا األسلوب يتم في بلدنا‪ ،‬فالمدن العتيقة حتى وإن صُنفت في عداد المدن ذات‬ ‫التراث العالمي‪ ،‬تظل مهمشة‪ ،‬والنموذج ماثل أمامنا هنا في تطوان‪.‬‬ ‫أعود فأقول‪ :‬إن الرحلة التي كان لي شرف المشاركة فيها إلى جانب إخوان أعزاء‪ ،‬تمت –وهلل‬ ‫الحمد‪ -‬في ظروف حسنة‪ .‬وقد استغربنا من اعتدال الجو في جميع المناطق التي زرناها سواء في‬ ‫أسوان أو األقصر أو الغردقة أو القاهرة‪ ،‬بحيث لم يتعد مؤشر الحرارة فيها ‪ 28‬درجة‪.‬‬ ‫نسيت أن أضيف أن مشكل السير والجوالن بالقاهرة‪ ،‬يجعلك تتنقل في سيارة أجرة‪ ،‬ما بين‬ ‫خان الخليلي مثال‪ ،‬وفندق من فنادق حي الد ّقي في مدة تتجاوز الخمس واألربعين دقيقة‪ ،‬وقد‬ ‫تتعدى هذه المسافة الزمنية في أوقات الذروة‪.‬‬

‫محنة المنح الجامعية‬ ‫‪-‬‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫سنابل‬ ‫أحمدية‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫«أهديك إياها سنابل وهاجة من سبائك‬ ‫العرفان؛ قطوفا مشرقات جنيتها من فرادس‬ ‫العرفان‪ ..‬وعليه وله حراس محصنون؛ شيوخ‬ ‫سالكــون على درب الحق والحقيقـــة؛ هم‬ ‫المنورون من قبس المشكاة؛ نور على نور‪..‬‬ ‫فاختر لنفسك ما يروق من أروقة العرفان‪.»..‬‬ ‫بهذا اإلهداء الخاص استلمت من سيدي أحمد‬ ‫الطريبق أحمد إصداره الجديد الموسوم ب «سنابل‬ ‫من سبائك العرفان»‪.‬‬ ‫وزع سيدي أحمد أبراجه ومصبوباته العرفانية‬ ‫على ثالثة أبواب‪..‬‬ ‫في باب أول‪ :‬عرض لمسألة المفاهيم من خالل‬ ‫المعجم الصوفي ‪.‬‬ ‫قدم قراءة في كتـاب «قواعد التصوف» ألحمد‬ ‫زروق‪.‬‬ ‫وقـــف واستوقـــف القارئ على امتداد الحكم‬ ‫العطائية في الغرب اإلسالمي‪ ،‬منمذجا ب «قرة‬ ‫العين» ألحمد زروق‪.‬‬ ‫وفي باب ثــان ‪ :‬استحضر نصوصا صوفيـــة‬ ‫لألستاذين أحمد والعياشي‪.‬‬ ‫وفي باب ثالث‪ :‬فتحه على صور ولمـــع من تراث‬ ‫موريسكي‪..‬‬

‫الشك أن كل طالب مر من الجامعة‪ ،‬قبل كسر التعميم‪ ،‬يتذكر حكايته‬ ‫الرومانسية مع «راتبه الحكومي األول» أو المنحة الجامعية؛ والحكايات قد تتعدد‬ ‫بعدد أصحابها وبتنوع أحالمهم وانتظاراتهم واختالف أوضاعهم االجتماعية‬ ‫وخيباتهم‪.‬‬ ‫المنحة الجامعية بقيت لعقود ثابتة ال تتحرك وال تتزعزع‪ ،‬يستفيد من‬ ‫مبلغها القليل وأجرها الكثير وأثرها الجميل جميع الطلبة دون تمييز بين الفقير‬ ‫والغني والكبير والصغير و البدوي والحضري و المرأة والرجل‪ ،‬لم يكن الطلبة‬ ‫لذلك يحسون بضغط الفوارق الطبقية أو المجالية التي قد تباعد بينهم‪ ،‬بل‬ ‫كان الطالب رفيقا للطالب و أخا وظهيرا له على األقل داخل ما كان يسمى ب‬ ‫«الحرم الجامعي»‪.‬‬ ‫التعميم وما يرتبط به من مجانية في التعليم الذي يعتبر مجاال اجتماعيا‬ ‫استراتجيا بامتياز‪ ،‬كان عنوانا للخروج من مرحلة االستعمار ودخول عهد الدولة‬ ‫الوطنية المستقلة الراعية‪ ،‬لكن كلما قطعت هذه الدولة أشواطا في زمن‬ ‫تكوينها واشتد عودها واشتبكت خيوط عالقاتها الكونية مالت إلى التقليص‬ ‫من هذه الرعاية حماية لنفسها من أعاصير األزمات المالية وزالزل اقتصاد‬ ‫السوق و غضبات العيون الحمراء لمؤسسات التقنين والحكامة الدولية‪.‬‬ ‫في ظل هذا الوضع خضعت المنحة الجامعية مبكرا‪ ،‬وقبل غيرها‪،‬‬ ‫لمقص«الحكامة و التوازنات المالية»‪ ،‬إذ مع ارتفاع رقم الطلبة الجامعيين لم‬ ‫يعد االلتزام بتطبيق التعميم كشعار من األولويات الوطنية‪ ،‬فكان أن حصل‬ ‫ربط االستفادة من المنحة ب «الحالة االجتماعية» و«الدخل العائلي»‪ ،‬فتم‬ ‫بذلك التراجع عن هذا الحق المكتسب و القضم من نسب الممنوحين‪ ،‬شيئا‬ ‫فشيئا‪ ،‬فأوقدت نار الفتنة التي لم تزدد إال استعارا مع مرور الزمن‪ ،‬واكتوت بنارها‬ ‫شريحة واسعة من أبناء هذا الوطن‪ ،‬إذ أن معياري «الحالة االجتماعية» و«الدخل‬ ‫العائلي» لم يفلحا في ضمان العدل بين الناس أو تحقيق العدالة االجتماعية‪.‬‬ ‫وإذا سلمنا بأن التغير هو سنة الكون؛ وأن البارحة ليست هي اليوم وأن‬ ‫اليوم ليس هو الغد‪ ،‬وأن اهلل يفضل بعضا على بعض في الرزق‪ ،‬فقد نقبل‬ ‫على مضض بالتنازل عن المنحة وغيرها من الحقوق التي قد تخضع للنسبية‬ ‫في األحكام‪ ،‬لكن‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬ال يمكن التسليم‪ ،‬تماما‪ ،‬بنتائج عملية التوزيع‬ ‫السنوي للمنح الجامعية‪ ،‬بحكم الكوارث االجتماعية التي تترتب عنها‪ ،‬والمآسي‬ ‫التي تعاني منها األسر الضعيفة بسبب حرمان أبنائها الناجحين في الباكالوريا‬ ‫من المنحة‪ ،‬وبالتالي من خدمات األحياء الجامعية ومن الحلم ومن اإلحساس‬ ‫باإلنتماء إلى الوطن‪.‬‬ ‫المشكل األساسي‪ ،‬هنا‪ ،‬مرتبط بعدم بسط الدولة وأجهزتها البيروقراطية‬ ‫على مساحات واسعة من المعطيات المرتبطة بالنشاط االقتصادي لألفراد‪،‬‬ ‫وبدخول األسر وممتلكاتها وثرواتها‪ ،‬وبالمؤشرات االجتماعية الدقيقة‪ ،‬على‬ ‫اعتبار أن القطاع غير المهيكل‪ ،‬واألنشطة غير الخاضعة للتضريب‪ ،‬و الممتلكات‬ ‫غير المسجلة تشكل جزءا ال يستهان به من النسيج االقتصادي مع تفاوت بين‬ ‫المجاالت الجغرافية‪ ،‬كما أن عددا ال يحصى من عمليات البيع والشراء والتمليك‪،‬‬ ‫واألشغال الخفية‪ ...‬ال يرصدها مجهر الحساب‪ ،‬وبذلك يصبح معيارا «الحالة‬

‫االجتماعية» و«الدخل العائلي» مائعين و اليمكن االتكاء عليهما‪ ،‬دون اهتزاز‪،‬‬ ‫في تحديد من األحق من غيره في االستفادة من المنحة الجامعية‪.‬‬ ‫فحسب روايات كثيرة متواترة‪ ،‬فإن أبناء حرفيين و مستخدمين وعمال‬ ‫وموظفين مدنيين وعسكريين وتجار وفالحين بسطاء إلخ التشملهم‪ ،‬غالبا‪،‬‬ ‫بركة المنحة الجامعية‪ ،‬بل أن األسرة التي يتعدى دخلها أحيانا‪-‬حسب تقلبات‬ ‫السنوات (والعجاف أحلكها)‪ -‬ألفي درهم‪ ،‬كهذه السنة في إقليم شفشاون‬ ‫على سبيل المثال‪ ،‬ال يستفيد أبناؤها من المنحة‪ ،‬وهذا لعمري يشبه الجنون‪،‬‬ ‫فكيف بمثل هذا الدخل الشحيح ألسر مغربية أن تضمن متابعة أبنائها للدراسة‬ ‫الجامعية وأن تحقق أملهم في الحصول على الشواهد العليا وربما االرتقاء‬ ‫االجتماعي أو ال«السترة» على األقل‪ ،‬بعد أن يصيبهم هذا الحيف الذي يفرض‬ ‫عليهم المزيد من المعاناة بل اإلحباط بعد أن اجتازوا نفق مسار دراسي طويل‬ ‫تحملوا أعباءه بصبرهم و صبر أسرهم المتواضعة المقصوم ظهرها بمصاريف‬ ‫الكراء والماء والكهرباء والدواء‪...‬؟!‪.‬‬ ‫إن اإلحصاءات التي تقدمها وزارات التعليم العالي واألرقام التي تستعرضها‬ ‫الحكومات كإنجازات‪ ،‬ال تساوي شيئا أمام قصص المعاناة اإلنسانية ومحن عدد‬ ‫كبير من بنات وأبناء األسر المغربية مع مجافاة المنحة الجامعية على عالتها‪ ،‬بل‬ ‫إن نسبة من هؤالء يهجرون في صمت الجامعات متجرعين آالم الغبن وآالم‬ ‫«حكرة» أسرهم في بلد لم يستطع إنصافهم بتوفير دعم مادي بسيط لهم في‬ ‫إطار التضامن الوطني او التوزيع العادل للثروة‪.‬‬ ‫والشك أن ما نسمع عنه من تفاوت في حصص المنح المخولة للعماالت‬ ‫و األقاليم ونسب الممنوحين‪ ،‬يطرح أكثر من سؤال‪ ،‬ومع أن مبادرات بعض‬ ‫المجالس الجهوية واإلقليمية كمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة والمجلس‬ ‫اإلقليمي لشفشاون بتخصيص اعتمادات خاصة للمنح االجتماعية تتغيى الرفع‬ ‫من نسبة الممنوحين والمساهمة في التخفيف من «التفاوت المجالي» في‬ ‫توزيع المنح‪ ،‬فإن الحل الناجع في رأي بعض الفاعلين السياسيين والنقابيين‬ ‫لمحنة المنح الجامعية هو التعميم أو تغيير أسلوب التدبير على اعتبار أنه يصعب‬ ‫حاليا باالعتماد على المعايير المعتمدة وطرق التحري والطعن و المنهحية‬ ‫المتبعة في التوزيع ‪ ،‬تحقيق اإلنصاف والعدالة االجتماعية والمجالية‪ ،‬كما أن‬ ‫عدم بسط الدولة أو اإلدارات المعنية يدها على دواليب المجتمع‪ ،‬وعدم قدرتها‬ ‫على ضبط القطاع غير المهيكل والتهرب الضريبي ودخول األسر وجزء كبير من‬ ‫النشاط االقتصادي يستحيل معه ملء نقائص أسلوب التدبير المتبع حاليا في‬ ‫ملف المنح الجامعية‪.‬‬ ‫وفي األخير البد من التأكيد أن مسألة الدعم االجتماعي للطلبة تحتاج‬ ‫إلى مقاربة شمولية تمس السكن والنقل والتطبيب واإلطعام واالستفادة‬ ‫من الخدمات الرياضية والثقافية والشغل الموسمي‪ ،...‬و إلى حين تبلور هذه‬ ‫المقاربة الشمولية عند حكوماتنا الموقرة اآلتية فإن إعادة النظر في أسلوب‬ ‫تدبير ملف المنح الجامعية يكتسي أهمية استعجالية ألن التدبير الحالي ينتج‬ ‫عنه ظلم كثير ال يقبله العقل وال يتماشى مع االختيارات االجتماعية لبلدنا و قد‬ ‫يتحول في يوم ما‪ ،‬ال قدر اهلل‪ ،‬إلى برميل بارود‪.‬‬

‫النهضة اإلسالمية من منظور بديع الزمان‬ ‫النورسي‪.‬‬ ‫أزمة الهوية في المشروع الثقافي العربي‪.‬‬ ‫إن مواد هـذا اإلصدار الجديــد لسيــدي أحمد‬ ‫يجمعها عقدان (‪ )2011-1991‬وهي حصاد ندوات‬ ‫شارك فيها داخـل المغرب وخارجه‪ ،‬ونشرت سلفـا‬ ‫موزعة على منشورات آداب تطوان والرباط وفاس‪،‬‬ ‫ومجلة المناهل‪ ،‬ومجلة فكر ونقد للمرحوم محمد‬ ‫عابد الجابــري‪ ،‬ومجلــة الهدى للمجلــس العلمي‬ ‫المحلي بطنجة‪.‬‬ ‫كل ما كتبه ويكتبه سيدي أحمد‪ ،‬يحكمه تعهد‬ ‫مطلق لنسق رؤيوي صوفي يحرص فيه على تقديمه‬ ‫في ثوب لغوي أثير‪..‬‬ ‫أخي أحمد لقد أمتعت روحي كعهدي بك‪ ،‬وأغنيت‬ ‫فكري كعهدي بك‪.‬‬ ‫شكرا على اإلهداء‪.‬‬

‫إياي إياكــم‪ ،‬وإياكم أنــا‬ ‫فكأننــا وكأنكـــم أمـــر!‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 06‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪913‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪ 01‬نوفمبـر ‪2017‬‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫«معيشي»‪ ،‬قالوا‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫�إذا ُزلزلت‪...‬‬ ‫تداولت األخبار ما مفاده أن سعد الدين العثماني «أشاد» بمضامين‬ ‫الخطاب الملكي ‪ ‬األخير الذي «’زلزل األرض» من تحت أقدام عدد‪ ‬من‬ ‫الكبار وأعادهم لحجمهم الطبيعي‪ ،‬صغارا‪ ،‬ال قبل لهم بمسؤوليات الكبار‪،‬‬ ‫وال قدرة لهم على «اللعب» مع الكبار‪...‬بمعيار الذكاء والدهاء الضروري‬ ‫للتميز‪ ،‬في عالم «المخزنة»‪ ،‬الذي يؤخذ فيه المرء بأصغريه‪ ،‬قلبه ولسانه‬ ‫‪،‬والقلب‪ ،‬كما يقول أهل الجبل‪ ،‬ال يكون إال للرحى‪...! ‬‬ ‫وهل كان للعثماني إال أن «يشيــد»‪« ‬بالزلــزال»‪ ،‬آلنه لم يخسف‬ ‫األرض تحت أقدام «فريق االستوزار» في حزبه‪ ،‬وألنه نال من بعض‬ ‫وزراء ‪ ‬حكومة «غريمه» الذي كان قاب قوسين أو أدنى من والية ثالثة‪،‬‬ ‫بعد ما التفت جماهير الحزب حوله‪ ،‬مطالبة ببقائه المطلق‪ ،‬وبما ‪ ‬طاب له‬ ‫من ‪« ‬الواليات» ‪ ‬ليبقى الحزب في الواجهة المشرقة‪! ‬‬ ‫العثماني لم يكن بحاجة إلى إثارة قضية ‪« ‬الغش» او «االختالسات»‬ ‫في تقارير االستقصاء «الحساباتي»‪... ،‬بعد أن برأ بالغ الديوان الملكي‬ ‫الحكومة السابقة منها‪ ،‬بصفة رسمية‪ .‬وأخذ على بعض وزرائها عدم‬ ‫قيامهم ‪ ‬بواجباتهم‪ ‬كمسؤولين في الحكومة‪.‬‬ ‫العثماني‪ ،‬وهو يحاول التخفيف من ضغط «الكارثة»‪ ،‬استعان بمعجم‬ ‫الوزراء‪ ،‬ليدعو أعضاء ‪ ‬حكومته إلى «الجد والعمل»‪ ، ‬والحرص على تطبيق‬ ‫شعار «اإلنصات واإلنجاز»‪ ،‬ثم العمل الميداني في كل االتجاهات‪.‬‬ ‫وأكثر العثماني في إسداء النصح ألعضاء حكومته ‪ ،‬وردد على‬ ‫مسامعهم ‪ ‬الكالم الموزون المقفى المعتاد‪ ،‬مما سمعوه ألف مرة‪ ،‬ولم‬ ‫يعملوا به مرة واحدة‪ ،‬ما دفع ببعضهم إلى «قاع البئر»‪ ،‬وحرم بعضهم‬ ‫من مستقبل كان ‪ ‬يبدو «واعدا» في عالم االستوزار الذي ‪ ‬نخره «التضخم»‬ ‫و«التضخيم»‪ ،‬و«التزكيات» الديمقراطية التي لم يعد الشعب يزكيها‬ ‫بعد أن فشل أصحابها في تجديد النخب الشابة‪ ،‬وتمسكوا بالمناصب‬ ‫والمكاسب‪ ،‬ولكم في الزعيم المقال خير مثال على استهتار بعض قادة‬ ‫األحزاب بمناضليهم وبالمبادئ التي خطوها ألحزابهم‪.‬‬ ‫ونعود للعثماني الذي أعاد الرواية من البداية‪ ،‬وذكر «ببديهيات»‬ ‫العمل الحكومي ومنها التأكد ‪ ،‬قبل البرمجة» من وجود التمويل الكافي‬ ‫واإلمكانيات اللوجستيكيـــة الضرورية‪ ،‬للمشاريـع المقترحة‪ ...‬والحرص‬ ‫على التنفيذ الدقيق‪ ،‬إلى آخره مما حفظه الوزراء عن ظهر قلب‪ ،‬ولكن‪ ،‬ال‬ ‫ضرر من التذكير‪...‬وذكر‪ ،‬فإن الذكرى قد تنفع ‪ ‬بعض الوزراء‪....!!! ‬‬ ‫وإذا كانت قيادات مختلف األحزاب قد «دخلت في جواها» و«خركت‬ ‫الشاشية» و «بردت الطرح»‪ ،‬في انتظـــار أن تمر العاصفــــة‪ ،‬وبعد‬ ‫ذلك ‪ ‬مدبرها حكيم»‪ ،‬فإن حزب التقدم واالشتراكية عجل بعقد اجتماع‬ ‫لمكتبه السياسي للبت في إمكانية استمراره من عدمه‪ ،‬وأوكل األمر إلى‬ ‫اللجنة المركزية للحسم في الموضوع‪ ،‬المحسوم بكل «موضوعية»» لو‬ ‫أدرك أهل الكتاب‪..! ‬‬ ‫إال أن موضوع االعفاءات التي لحقت الزعيم نبيل بنعبد اهلل والطبيب‬ ‫الحسين الوردي‪ ،‬استأثر بنقاش واسع داخل قيادة الحزب‪ ،‬التي صدر عنها‬ ‫بالغ أكد أنه تم «استحضار المصلحة العليا للوطن وللشعب» في التعامل‬ ‫مع موضوع وجود الحزب في االئتالف الحكومي‪ ،‬وفق ما تقتضيه مضامين‬ ‫القانون األساسي للحزب‪.‬‬ ‫هذه جوانب‪ ،‬تنظيمية ال تهم إال الحزب‪ ،‬والحزب وحده‪ ،‬وقد تهم‬ ‫«المربع الحزبي» الذي نال من «تقريع» جاللة الملك ‪ ،‬خاصة في خطابي‬ ‫ثورة الملك والشعب» وعيد العرش‪ ،‬ما يكفيه ليغير جلده أو يجدد خططه‬ ‫وأسلوب عمله‪ ،‬ضمانا لوجوده‪ .... ،‬المهدد أصال بالفناء‪.! ‬‬ ‫المكتب السياسي لحزب الكتاب‪ ،‬أعرب عن يقينه بأن «الرفيقين»‬ ‫(المعفيين) تحمال المسؤولية الوزارية‪ ،‬بحرص شديد على المصالح العليا‬ ‫للوطن والشعب‪« ،‬متشبثين بالروح الوطنية العالية ومتشبعين بأقصى‬ ‫درجات النزاهة والصدق واألمانة»‪...‬‬ ‫وإذا‪ ،‬أين المشكل ؟‪ ‬وهل في ذلك من «تناقض» أو تعارض ‪ ،‬أو‬ ‫تضارب‪ ،‬أم إن بيان مناضلي حزب الكتاب يدخل في باب‪« ‬عظم خاك‬ ‫لبوخاري»‪...! ..‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫إذا غلبكم غالء المعيشة‪،‬وضاقت بكم األرض‬ ‫بما وسعت‪ ،‬فتوجهوا بالدعاء إلى اهلل‪ ،‬أن يخفف‬ ‫ما نزل بباب سبتة‪ ،‬باب الرزق والخير والرخاء‪...‬‬ ‫وأن يهدي اهلل األسبان والمغاربة إلى إيجاد طرق‬ ‫النجاة آلالف الحمالين والحماالت‪ ،‬تساعدهم‬ ‫على «تسهيــل» ما يسمى عند من يتحايلــون‬ ‫على «الواقع» بـ «التهريب المعيشي» الذي ينخر‬ ‫االقتصاد الوطني ويمنع على الخزينة الماليير‪،‬‬ ‫كل سنة‪ ،‬ويهدد الصناعة المغربية واآلالف من‬ ‫المشاريع الصغيرة‪ ،‬والمبادرات الصغيرة‪ ،‬وييسر‬ ‫الطريق لتهريب ماليين الدراهم عبر الطرق‬ ‫الخلفية‪ ،‬ممن ال ضمير لهم وال وطنية‪ ،‬فقط‪،‬‬ ‫بسبب العجز الوطني عن خلق الثروة وتوزيعها‬ ‫بالعدل على المواطنين‪ ،‬حتى يستطيع الماليين‬ ‫الخمسة من سكان الجوار من أن يمارسةا حقهم‬ ‫في العيسش الكريم‪ ،‬دون أن يتعرضوا إلهانة‬ ‫الضرب والرفس وتمزيق جوازات سفرهم‪ ،‬من‬ ‫طرف «الغوارديا سيفيل» اإلسبانية‪ .‬المستفيدون‬ ‫من هذا «التهريب المعيشي» ليسوا‪ ،‬فقط‪ ،‬سكان‬ ‫تطوان أو المضيق أو الفنيدق‪ ،‬بل إن األسواق‬ ‫سبتة تغطي معظــم التـراب الوطني‪ ،‬واإلقبـــال‬ ‫على المنتوجـات المهربـة‪« ،‬معيشيا» من سبتــة‪،‬‬ ‫في تزايد مضطرد‪ ،‬كما الشأن بأرباح تجار سبتة‪،‬‬ ‫واقتصاد سبتة‪ ،‬الذي لم يتأثر باألزمة االقتصادية‬ ‫التي تعيشها إسبانيا وكافة دول االتحاد‪ ،‬بفضل‬ ‫«التهريب المعيشي» !‬

‫وانقســـام األنصـــار والمريدين إلى فريقيــن‬ ‫متعارضين متضاربين‪ ،‬واحد يناصر استراتيجية‬ ‫«االستوزار» بأي ثمن‪ ،‬والثاني‪ ،‬يناصر «الوالية‬ ‫الثانية» لبنكيران‪...‬ألنه الزعيم الوحيد القادر في‬ ‫رأيهم‪ ،‬على مواجهة كل الزعامات الكرطونية‪،‬‬ ‫الشعبوية‪ ،‬الموجودة بالساحة‪ ،‬حاليا !‬ ‫مصطفى الرميد‪ ،‬الذي صنع بنكيران منه وزيرا‬ ‫«قد الدنيا»‪ ،‬انتفض مؤخرا ضد رئيسه السابق‬ ‫في الحكومة‪ ،‬بسبب ما ادعى في تدوينته‪ ،‬والوزراء‬ ‫عندنا «مولعون» بالتدوينات للتفريج عن النفس‪،‬‬ ‫ربما‪ ،‬أن بنكيران «خرج عن الموضوع» في كلمته‬ ‫أمام منتخبي الحزب بمجالس الجماعات‪ ،‬التي «لم‬ ‫تنضبط لمنهج وآداب الحزب‪ ،‬معتبرا أن بنكيران‬ ‫خالف التوجيه الحزبي ومس بعموم القياديين‪،‬‬ ‫وانتصر فيها لنفسه‪ ،‬وسفه جهود الجميع»‪.‬‬ ‫كالم كبير يوضح مدى «التشنج» الحاصل في‬ ‫عالقات «اإلخوان» بعد ما كانوا من قبل «كسمن‬ ‫على عسل» المقالة التي كان يرددها بنكيران في‬ ‫عالقاته مع المناضلين ومع الجوار الحزبي‪ ،‬باستثناء‬ ‫لشكر وأخنوش‪ ،‬طبعا‪ ،‬وال سر في ذلك !‪....‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫موانئ ترفيهية‬

‫‪DDDDDDD‬‬

‫األولوية لألمن والطمأنينة‬ ‫مكانة طنجة في منظومة موانئ الترفيــه ال‬ ‫تحتاج إلى بيان‪ .‬موقعا وتاريخا وعالقات دولية‪.‬‬ ‫حيث عرفت‪ ،‬مبكرا‪ ،‬السياحــة البحرية وسياحة‬ ‫االصطياف والترفيه‪ .‬يبقى أن المغرب لم ينتبه إلى‬ ‫إمكانيات هذه المدينة‪ ،‬بهذا الخصوص‪ ،‬فاندثرت‪،‬‬ ‫شيئا فشيئا‪ ،‬رحالت «الباكيــت» التي كانت تحمل‬ ‫كل أسبوع إلى الميناء البلدي‪ ،‬آالف السياح من‬ ‫مختلف بقاع العالم‪.‬‬ ‫ومدينة الحسيمة تتأهب لتخليد الذكرى الثانية‬ ‫الستشهاد المواطن محسن فكــري في الظروف‬ ‫المأسوية التي نعلم‪ ،‬ويعلم العالم‪ ،‬بسبب ما سمي‬ ‫بـ «التسيب» اإلداري وتعدد وتعارض مصادر القرار‪،‬‬ ‫وانعدام الخبرة والحدس في تسييس الشعب‬ ‫وتدبير شؤونه‪ ،‬واجهت سلطات هذه المدينة‬ ‫دعوات إلى «تحرك» معلن‪ ،‬لتظاهرات شعبية‪،‬‬ ‫يومي الجمعة والسبت‪ ،‬بإعالن عزمها على منع كل‬ ‫عمل يرمي إلى اإلخالل باألمن العام‪ ،‬بحجة أن هذه‬ ‫الدعوات لم تحصل على «التراخيص» اإلدارية‬ ‫الضرورية‪ ،‬وفق المساطير الجارية‪ ،‬خاصة والمدينة‬ ‫استعادت بعض هدوئها‪ ،‬وأن العديد من األوراش‬ ‫التي تسببت في طرد وزراء ومسؤولين كبار‪ ،‬باتت‬ ‫تشهد تطورا ملموسا على مستوى اإلنجاز‪....‬‬ ‫ولكن‪ ،‬بأي ثمن !!!‪......‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫شاعلة» في «بيت اإلخوان» ‪..‬‬ ‫لم تكن لتسلم «الجرة» ببيــت «إخوان»‬ ‫بعد الهزات القوية التي زعزعت أركان البيت إثر‬ ‫«التحايل» «القانوني» على بنكيـــران‪ ،‬من طرف‬ ‫بعض محترفي المناورات السياســـة والحزبية‪،‬‬ ‫على بنكيران‪ ،‬حتى يفشل في تشكيل حكومته‪،‬‬

‫ويبدو أن وزارة التجهيز فكرت في «تحريك»‬ ‫النشاط السياحي والترفيهي في الموانئ القابلة‬ ‫لهذا النوع من السياحة‪ ،‬مستعينة بشراكة‬ ‫مفيدة مع الشركة المغربية للهندسة السياحية‪،‬‬ ‫والكنفدرالية الدولية لموانئ الترفيه المتوسطية‪،‬‬ ‫وجمعية موانئ الترفيه المغربية‪.‬‬ ‫ومع أن الموضوع علمي وتقني بامتياز‪ ،‬فإن‬ ‫المنظمين أبوا إال أن يغرقوا كالمهم عن أهداف‬ ‫هذا اللقاء‪ ،‬في بحر من «العموميات « و«الشعارات»‬ ‫الفضفاضة‪ ،‬من باب «تعزيز روح التكامل وتجديد‬ ‫الروابط بين ضفتي األبيض المتوسط» التي‬ ‫كانت قائمة على حسن الجوار واالحترام المتبادل‪،‬‬ ‫والتي يجدر تعزيزها من خالل التبادل االقتصادي‬ ‫والثقافي وإقامة تعاون متوازن متعدد القطاعات‬ ‫يرتكز على مبدأ (رابح ‪ -‬رابح)‪.....‬‬ ‫المهـم أن موضــوع الموانــئ الترفيهيـــة‬ ‫بالمتوسـط‪ ،‬يحتــاج إلى تفكيــر وتخطيط وتنفيذ‬ ‫دقيق وسريع وإلى مختصين أكفاء‪ ،‬حتى تنخرط‬ ‫طنجة وغيرها من الموانئ المؤهلة‪ ،‬في مجموعة‬ ‫الموانئ الترفيهية في العالم وخاصة في محيط‬ ‫األبيض المتوسط‪ ،‬الذي يشهد خصاصا كبيرا في‬ ‫مجال العرض والطلب‪.‬‬ ‫وكفانا خطبا وشعارات !‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪913‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 06‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫‪5‬‬

‫ماذا قدمنا لشبابنا ؟‬

‫ً‬ ‫وجمتمعا‪ ،‬ب�أننا ف�شلنا يف الإعرتاف بهموم ال�شباب وتطلعاتهم‪.‬‬ ‫• علينا �أن نعرتف دولة‬ ‫• �شبابنا يرمتي يف �أح�ضان تنظيمات حتولت �إلى �أوطان بديلة بالن�سبة لهم‪.‬‬ ‫بطالة وطاقات معطلة أو مهدرة‪ ،‬فساد‬ ‫وغياب الهدف والقدوة واإللهام‪ ،‬منظومة تعليم‬ ‫تجتر أصوال ماضوية اتسعت الشقة بينها وبين‬ ‫المتغيرات العصرية‪ ،‬خطاب ديني لم يفلح فى‬ ‫استلهام روح الدين الذى يدعو إلى التعاون‬ ‫والتراحم من أجل صنع تجربة حضارية‪ ،‬فقدان‬ ‫الثقة في رموز و مؤسسات رسميــة‪ ،‬و غيـــاب‬ ‫روح الفريق‪ ،‬األمة أصبحت تنجب األبطال من‬ ‫أجل أن تدفعهم فريسة للجهل و الفقر و غياب‬ ‫الرؤية‪.‬‬ ‫كل ذلك وغيره كثير‪ ،‬دفـــع الشبــاب دفعا‬ ‫إما إلى الهجرة واإلغتراب داخل الوطن‪ ،‬و إما‬ ‫الهجرة و اإلغتراب خارج األوطان‪ ،‬فاجتاح الدول‬ ‫العربية عنف إرهابى أعمى‪ ،‬توحش فتوغل‬ ‫إفساداً وتخريباً وقت ًال وترويعاً‪ ،‬هدفه قتل أكبر‬ ‫قدر من األبرياء شاء حظهم العاثر أن يكونوا‬ ‫فى مقهى أو مسجد أو سوق أو مزار ديني‪ ،‬هدفه‬ ‫األسمى بث الرعب وإثارة الفوضى وهز األمن‬ ‫وشل حركة الحياة وتعطيل مصالح الناس‪.‬‬ ‫علماء الدين والخبراء يؤكدون أن الشباب‬ ‫عناصر من تنظيم‬ ‫يتطرفون ويهجرون أوطانهم لإلنضمام إلى‬ ‫صفوف الجماعات اإلرهابية التى باتت حاضنة‬ ‫لهم ألسباب عدة‪ ،‬منها الجهل و الغلو الديني‬ ‫و التعصب بكل أشكاله الدينية والمذهبية واأليديولوجية والقبلية‪ ،‬واإلستبداد بالرأى وفرضه بالقوة‪ ،‬كادعاء امتالك‬ ‫ناصية الحقيقة المطلقة وعدم اإلعتراف بنسبية الحقائق السياسية واإلجتماعية‪.‬‬ ‫واألخطر من كل ذلك‪ ،‬هو تشويه المفاهيم الدينية بقراءات خاطئة للجهاد واألمر بالمعروف والوالء والبراء وعدم‬ ‫التشبه بالكفار واستعادة الخالفة‪ ،‬في غفلة عن سياقها اإلجتماعى الزمني‪.‬‬ ‫وأوهام التآمر على اإلسالم والمسلمين‪ ،‬وكذلك األنماط التربوية السائدة فى‬ ‫التنشئة العربية وعدم كفاية التحصين الثقافى للشباب دينياً وثقافيا وفكريا‪،‬‬ ‫ووقوعهم ضحية خطاب دينى بدال من أن يستألف الشباب فى صنع ‪ ‬تجربة‬ ‫حضارية يدفعهم دفعا فى أتون التطرف والتشدد تارة‪ ،‬و‪ ‬اإللحاد و اإلنحراف‬ ‫تارة أخرى‪ ،‬أو اإلرتماء في أحضان الجماعات اإلرهابية و التكفيرية‪ .‬‬ ‫تشكل ظاهرة التطرف الديني في المجتمعات العربية اإلسالمية‪ ،‬و منها‬ ‫المغرب‪ ،‬أبرز القضايا التي تشغل اهتمام الباحثين على اختالف مشاربهم‬ ‫الفكرية‪ ،‬و كذا تثير انتباه المالحظين‪ ،‬نظرا لسرعة بروزها كظاهرة إجتماعية‬ ‫أوال‪ ،‬ولخطورة آثارها على الصعيد اإلجتماعي ثانيا‪ ،‬وبالرغم من المحاوالت‬ ‫الجادة التي استهدفت تطويق اآلثار السلبية لهذه الظاهرة‪ ،‬فإن التطرف على‬ ‫اختالف أشكاله‪ ،‬السلوكية والفكرية مازال يجد األرض الخصبة لنموه وامتداده‬ ‫بين شبابنا‪ .‬‬ ‫مجتمعاتنا وأوطاننـــا‪ ،‬تعاني اليـوم معانــاة عظيمة من انتشار (المد‬ ‫المتطرف) المتدثر بالدين ‪ ،‬يخطف شبابنا ويوظفهم لمشاريعه العدمية‪،‬‬ ‫آالف الشباب المسلم سقطــوا على امتــداد العقديــن األخيرين وال زالوا‬ ‫يتساقطون‪.‬‬ ‫يمثل الشباب أغلى ثروة قومية في حياة أي مجتمع‪ ،‬باعتبارهم بناة الحاضر وصناع المستقبل‪ ،‬وعلى عاتقهم تقع‬ ‫مسؤوليات جسام لترجمة أهداف التنمية والتطوير المنشودة ‪.‬‬ ‫وإذا كان الشباب يمثل هذه األهمية البالغة‪ ،‬فإن مهمة إعداده وتأهيله وتسليحه بالعلم والمعرفة للقيام بتحمل‬ ‫المسئوليات التي سينهض بها في الحاضر والمستقبل‪ ،‬يمثل أهم التحديات الكبيرة أمام الحكومات والشعوب‪ ،‬خاصة‬ ‫في الدول النامية‪ ،‬نظرا لتسارع معدالت النمو السكاني وارتفاع مستوى شريحة الشباب بما يربو عن النصف من إجمالي‬ ‫تعداد السكان‪ ،‬وكذا تعدد اإلحتياجات لهذه الشريحة مقابل محدودية اإلمكانيات والموارد المتاحة لتلبيتها‪ ،‬في وقت‬ ‫يشهد فيه عصرنا الراهن في ظل العولمة‪ ،‬تنام مضطرد لتأثيرات سلبية‬ ‫عديدة ومتعددة تستهدف الشباب بما يفوق قدرات الحكومات والشعوب‬ ‫على مواجهتها وتجنب مخاطر تأثيراتها التي تتجاوز الحدود والجدران‬ ‫ليصبح ضحيتها الشباب وخاصة في حالة ضعف جهود البناء المعرفي‬ ‫والفكري ما يدفعهم تحت ضغوط الحياة اليومية نحو اإلنحراف ليصبحوا‬ ‫أداوات هدم وليس كوادر بناء‪.‬‬ ‫ورغم تعدد التأثيرات السلبية سواء كانت محلية أو خارجية إال‬ ‫أنها تؤدي إلى طريق واحد يحول الشاب عن مسار التوجيه السليم‬ ‫إلى مسار خاطئ يصبح فيه عضوا غير سوي في مجتمعه ويتجه نحو‬ ‫العنف واإلجرام‪.‬‬ ‫و أبرز تلك التأثيرات السلبية التي يتعرض لها الشباب في مجتمعنا‬ ‫هي ‪ ‬وسائل التعبئة الخاطئة التي تغرس في عقول الشباب‪ ،‬أفكار‬ ‫منحرفة تتنافى مع القيم والمبادئ اإلنسانية‪ ،‬وكذا مفاهيم مغلوطة عن‬ ‫قضايا المجتمع والوطن تتعارض مع مصالح الوطن العليا وتهدد وحدته‬ ‫الوطنية وسلمه اإلجتماعي وال تخدم سوى أعداء الوطن‪.‬‬ ‫‪ ‬ظاهرة التطرّف كظاهرة التعصّب‪ ،‬وليدة أسباب وعوامل داخلية‪،‬‬ ‫ترجع إلى ضعف التحصين و قلة المناعة نتيجة تربية غير سوية‪ ،‬وتعليم تلقيني أحادي ال ينمي ( عق ًال ) نقدياً‪ ،‬وخطاب‬ ‫ديني منغلق‪ ،‬يتصور العالم ‪ ‬تآمراً على المسلمين‪ ،‬وإعالم تحريضي‪ ،‬قنوات ومواقع تواصل إجتماعي وسياسات تمييزية‬ ‫تضعف مفهوم ‪ ‬المواطنة ‪ ‬كجامع مشترك للمواطنين‪ .‬‬ ‫حقيقة‪ ،‬يجب أن نعترف دولة ومجتمعاً‪ ،‬بأننا فشلنا في اإلعتراف بهموم الشباب وتطلعاتهم‪ ،‬ولم نستمع لهم‬ ‫بما فيه الكفاية‪ ،‬سواء على صعيد األسر أو المؤسسات التعليمية أو األطر السياسية‪ ،‬لقد حاولنا أن نصنع منهم‬ ‫نسخاً كربونية عنا‪ ،‬وعندما فشلنا اتهمناهم بأنهم ال يكترثون بالفكر والسياسة والقضايا القومية واألممية‪ ،‬وأن ّ‬ ‫جل‬ ‫اهتمامهم‪ ،‬الرياضة والموسيقى وغيرها‪ ،‬أو فقدنا التواصل معهم‪.‬‬ ‫حالة اإلغتراب التي يعيشها الشباب تعود لسلوكيات عدة‪ ،‬منها اإلنسحاب وعدم المشاركة‪ ،‬وتعاطي الكحول‬ ‫والمخدرات‪ ،‬واللجوء للعنف والجريمة والتطرف‪.‬‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫يأخذ التطرف اإلجتماعي أشكا ًال وأبعاداً‬ ‫متنوعة‪ ،‬جهوية وفكرية وسياسية ودينية‪،‬‬ ‫والمشترك بين كل أشكال التطرف هو التعصب‬ ‫األعمى‪ ،‬وعدم قبول اآلخر‪ ،‬ومحاولة إلغائه‬ ‫والتعامل معه بعنف‪ ،‬وهو ما يشكل خطورة‬ ‫كبيرة على العالقات بين أفراد وجماعات‬ ‫المجتمع‪ ،‬وبين المجتمع ومؤسسات الدولة‪ .‬وال‬ ‫يوجد مصدر واحد أو وعاء فكري أو سياسي أو‬ ‫ديني واحد للتطرف‪ ،‬ولكن كل األيديولوجيات‬ ‫واألطر الفكرية والدينية يمكن أن تُستغل‬ ‫من ذوي المصالح لذلك‪ ،‬والضحية دوماً هم‬ ‫الشباب‪.‬‬ ‫كيف نحصن شبابنا من شبح التطرف‬ ‫واإلرهاب‪...‬؟‬ ‫أثبت لنا الواقع‪ ،‬أن الشباب هم أكثر‬ ‫شريحة مستهدفة من قبل التيارات اإلرهابية‬ ‫والمتطرفة‪ ،‬ولذلك‪ ،‬وجب تحصينهم‪ ،‬ووضع‬ ‫المخرجات الوقائية التي تحصنهم من الوقوع‬ ‫في شراك الغلو والتشدد‪ ،‬ومن تلكم الوسائل‬ ‫والمخرجات المهمة التي ينبغي أن نسلكها في‬ ‫داعش المتطرف‬ ‫التعامل معهم حسب مختصين سوسيولوجيين‪:‬‬ ‫(‪ )1‬تزويدهم بالعلم النافع‪ ،‬الذي يبصرهم‬ ‫بالمعارف الصحيحة‪ ،‬ويعصمهم من المفاهيم‬ ‫والتصورات المغلوطة‪ ،‬ال سيما في أبواب التكفير والجهاد والوالء والبراء وغيرها‪ ،‬فإن من أسباب اإلنحراف الفكري‬ ‫القصور في فهم النصوص وتفسيرها بما ال تحتمل‪ ،‬ولذلك‪ ،‬فإن العلم والتوعية أقوى سالح في مواجهة التطرف‬ ‫واإلرهاب‪ ،‬يقول تعالى‪{ :‬بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق}‪.‬‬ ‫(‪ )2‬حثهم على أخذ العلم من منابعه األصيلة‪ ،‬واإلستنارة بفهم العلماء‬ ‫المعتدلين الموثوق في علمهم وأمانتهم ووسطيتهم‪.‬‬ ‫(‪ )3‬تربيتهم على التجرد للحق‪ ،‬وبيان فضل التراجع عن الخطأ والعودة‬ ‫إلى الحق عند ظهوره‪ ،‬وعدم التمادي في الباطل واإلنحراف‪.‬‬ ‫(‪ )4‬تزويدهم باألخالق الحميدة‪ ،‬التي تزرع فيهم الشخصية المتزنة‬ ‫المحبة للخير والوئام‪ ،‬مثل الحلم واألناة والرحمة والعطف واللين والرفق‪،‬‬ ‫ودور األسرة والمدرسة في ذلك كبير‪.‬‬ ‫(‪ )5‬تربيتهم على الهدوء وضبط النفس والتحكم في اإلنفعاالت وحسن‬ ‫التعامل مع المواقف المختلفة‪ ،‬وعدم اللجوء إلى العنف أو ردات الفعل‬ ‫العدوانية‪.‬‬ ‫(‪ )6‬غرس محبة الوطن في نفوسهم‪ ،‬وتقوية تعلقهم به‪ ،‬والوفاء له‪،‬‬ ‫وتقدير مصالحه‪ ،‬واحترام قيادته ومؤسساته‪ ،‬وتقوية القناعة لديهم بأن ذلك‬ ‫مطلب شرعي ووطني‪ ،‬وأن المصلحة في ذلك تعود عليهم‪.‬‬ ‫(‪ )7‬تربيتهم على تقدير نعمة األمن‪ ،‬والمحافظة على أسبابه‪ ،‬واجتناب‬ ‫اإلخالل به‪.‬‬ ‫(‪ )8‬تعويدهم على مشاورة القريبين منهم‪ ،‬والتعامل معهم برحابة صدر‬ ‫وشفافية‪ ،‬وفتح الباب لهم لعرض ما يطرأ لديهم من مشكالت مختلفة‪ ،‬وحسن محاورتهم بالحسنى‪ ،‬فإن ذلك من‬ ‫أنفع الطرق الحتوائهم وتصحيح سلوكهم ومعالجة الخطأ عندهم إذا وُجد‪ ،‬وغياب التوجيه األسري أو المدرسي أو‬ ‫المجتمعي في هذا المضمار سبب خطير للتمادي والجنوح‪.‬‬ ‫(‪ )9‬إرشادهم إلى حسن اختيار الصحبة‪ ،‬وانتقاء األصدقاء الصالحين‪ ،‬فطبقة األصدقاء هم من أكثر الفئات تأثيراً‬ ‫في قرنائهم‪ ،‬يقول النبي صل اهلل عليه وسلم‪« :‬الرجل على دين خليله‪ ،‬فلينظر أحدكم من يخالل»‪.‬‬ ‫(‪ )10‬تشجيعهم على حسن اإلندماج مع المجتمع‪ ،‬وتعويدهم على‬ ‫صلة األرحام‪ ،‬وإبعادهم عن األمور السلبية كاإلنطواء والعزلة والكراهية‬ ‫والبغضاء‪.‬‬ ‫(‪ )11‬تربيتهم على مبدأ التحري والتثبت وعدم اإلنخداع باإلشاعات‬ ‫المغرضة والمعلومات المغلوطة‪.‬‬ ‫(‪ )12‬إرشادهم إلى حسن استخدام المواقع اإللكترونية وأدوات‬ ‫التقنية الحديثة‪ ،‬ومتابعة مصادر تلقي المعلومات لديهم في هذه‬ ‫الشبكات وغيرها‪.‬‬ ‫(‪ )13‬إرشادهم إلى حسن اغتنام أوقات فراغهم في النافع المفيد‪،‬‬ ‫وتفريغ طاقاتهم في الجوانب اإليجابية المثمرة‪ ،‬سواء عبر األعمال‬ ‫التطوعية أو األنشطة الرياضية أو اإلجتماعية أو الثقافية أو العلمية أو‬ ‫المشاريع اإلقتصادية أو غيرها‪.‬‬ ‫(‪ )14‬رفع قيمة العمل واإلنتاج لديهم‪ ،‬وتسهيل الفرص لهم‪،‬‬ ‫وتأهيلهم لذلك‪ ،‬وانتشالهم من البطالة والكسل‪.‬‬ ‫ال يولد الناس متطرفين أو معتدلين‪ ،‬ولكنهم يصبحون كذلك‪،‬‬ ‫والعوامل التي تؤدي للتطرف متنوعة ومتشعبة‪ ،‬ولكن ليس من الصعب‬ ‫اإلحاطة بها‪،‬‬ ‫لم يعد من الممكن السكوت أو التغاضي عن تزايد مظاهر التطرف والتشدد في مجتمعنا‪ ،‬وبخاصة لدى‬ ‫الشباب‪ ،‬لقد باتت الحاجة مُلحّة للوقوف على أسباب وأشكال هذه الظاهرة‪ ،‬ووضع الحلول لمعالجتها‪ ،‬والمسؤولية‬ ‫ال تقع على عاتق األسرة ومؤسساتها فقط‪ ،‬بل إنها مسؤولية األسر ومؤسسات المجتمع المدني واألحزاب السياسية‬ ‫والمؤسسات التربوية أيضاً‪.‬‬ ‫الدولة يجب أن تقود هذه العملية من حيث الوقوف على أسبابها‪ ،‬وسُبل عالجها‪ ،‬وتحديد مسؤوليات كافة‬ ‫األطراف في معالجتها‪ ،‬قبل أن يسحب البساط من تحتها و تتحسّر على شباب كانوا سيكونون يوما مواطنين صالحين‬ ‫و أسوياء ‪.‬‬ ‫نسأل اهلل تعالى أن يحفظ شبابنا‪ ،‬ويجعلهم ذخراً ألسرهم ومجتمعهم ووطنهم‪.‬‬


‫العدد ‪913‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 06‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫احتجاجات حاشدة بتطوان منعت انطالق حافالت النقل العمومي‬ ‫«فيتاليس»‬

‫قام العشرات من المواطنين أغلبهم طلبة‪ ،‬بمحاصرة‬ ‫حافالت النقل الحضري «فيتاليس» بمحطة االنطالق‬ ‫الرئيسية «الرمانة»‪ ،‬بسبب مجموعة من التدابير التي‬ ‫أحدثتها إدارة الشركة ولم تنل رضى المواطنين‪.‬‬ ‫المواطنون المتظاهرون عبروا بقوة عن غضبهم‬ ‫بشعارات شديدة اللهجة طالبت الشركة بالرحيل‪ ،‬وحملت‬ ‫المسؤولية لمجلس جماعة تطوان الذي تقاعس‪ ،‬حسب‬ ‫رأيهم‪ ،‬في تتبع ومراقبة بنود دفتر التحمالت التي وقعتها‬ ‫الشركة في إطار عقد التدبير المفوض الذي يربطها‬ ‫بالجماعة‪ .‬كما طالب المحتجون والي الجهة بالتدخل‬ ‫شخصيا لوضع حد لتجاوزات الشركة التي تجلت في عدة‬ ‫مستويات‪ ،‬سوآء تعلق األمر بجودة الخدمة المقدمة لعموم‬ ‫المواطنين‪ ،‬وبتعسفها في قمعها ألجرائها ومنعهم من‬ ‫العمل النقابي‪ ،‬لدرجة طردها عددا من السائقين‪ ،‬ال لشيء‬

‫سوى ألنهم أسسوا مكتبا نقابيا بالشركة يمثل عمالها‬ ‫ويدافع عنهم وعن حقوقهم في مواجهة اإلدارة‪ .‬زد على‬ ‫ذلك‪ ،‬يضيف مصدر «المساء»‪ ،‬النظرة االستعالئية التي‬ ‫اعتاد مدير الشركة أن يتعامل بها مع ممثلي العمال في كل‬ ‫لقاءاته التفاوضية معهم‪ ،‬وهو ما كان ينسفها قبل نهايتها‪.‬‬ ‫لكن اإلجراء الذي اتخذته شركة «فيتاليس»‪ ،‬والذي‬ ‫كان بمثابة القطرة التي أفاضت كأس صبر المواطنين‬ ‫على «بدع» هذه الشركة‪ ،‬وفق توصيف ممثل للطلبة بكلية‬ ‫اآلداب بمرتيل التقت به «المساء»‪ ،‬كان وضعها لحاجز‬ ‫معدني دوّار على أبواب الحافالت األمامية والخلفية معا‪.‬‬ ‫وقال ممثل الطلبة إن هذا اإلجراء بالذات يعد ضربا‬ ‫لحقوق اإلنسان بكل معانيها الكونية‪ ،‬ألنه يمنع عددا من‬ ‫الفئات الهشة من استعمال النقل العمومي‪ ،‬مثل ذوي‬ ‫االحتياجات الخاصة والمكفوفين والعجزة الذين يستحيل‬

‫عليهم‪ ،‬ولوج حافالت شركة النقل المفوض إليها تدبير‬ ‫القطاع من طرف مجالس الجماعات الحضرية المحلية‪.‬‬ ‫كما أن هذا «الحاجز» الدوار‪ ،‬وفق ذات المتحدث‪ ،‬يمنع‬ ‫عربات الرضع من التنقل عبر حافالت النقل العمومي‪ ،‬لتعذر‬ ‫إدخال العربات عبر الحاجز‪ ،‬فبالكاد يلج اإلنسان العادي‪ ،‬كما‬ ‫لو أنه داخل إلى ملعب لكرة القدم‪ ،‬يضيف المتحدث‪ .‬ومن‬ ‫جهة أخرى‪ ،‬يتابع ممثل الطلبة‪ ،‬إن اعتماد هذه الحواجز‬ ‫أصبح يؤخر الحافالت عن مواعيدها بسبب البطء الكبير في‬ ‫ولوجها ومغادرتها‪ ،‬خاصة حين يكون عدد الركاب كبيرا‪،‬‬ ‫وهو ما يعطل مصالح المواطنين ويضيع للطلبة حصصا‬ ‫دراسية‪ ،‬لذلك تتدارس التمثيليات الطالبية بتطوان ومرتيل‬ ‫توقيت وشكل المحطة االحتجاجية المقبلة ضد شركة‬ ‫«فيتاليس»‪.‬‬

‫رضوان الحسوني‬

‫العماري يهاجم وكالة تنمية أقاليم الشمال بسبب ‪ 16‬مليار‬

‫وجد إليـاس العمـاري‪ ،‬رئيس جهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة‪ ،‬نفسه في وضع محرج بسبب تعثر تنفيذ مشروع‬ ‫توفير حافالت‪ ‬النقل المدرسي‪ ،‬لفائدة المؤسسات التعليمية‬ ‫الموجودة‪ ‬بالوسط القروي في مناطق الشمال‪ ،‬والذي كان‬ ‫مقررا تنزيله بداية شهر شتنبر الماضي بالتزامن مع انطالق‬ ‫الدخول المدرسي‪ ،‬في إطار اتفاقية مشتركة مع وكالة‬ ‫التنمية االقتصادية واالجتماعية ألقاليم شمال المملكة‪.‬‬ ‫وهاجم إلياس العماري المدير العام لوكالة تنمية‬ ‫أقاليم الشمال‪ ،‬في رسالة موجهة إلى مديرها العام‪ ،‬منير‬ ‫البويسفي‪ ،‬محمال إياها مسؤولية اإلخالل بالفصل الرابع‬ ‫من االتفاقية الخاصة‪ ،‬والذي ينص‪ ‬على التزام الوكالة‬ ‫بتنفيذ وتتبع مشروع توفير النقل المدرسي بالجماعات‬ ‫الترابية الموجودة بتراب الجهة‪ ،‬رغم أن مجلس الجهة أوفى‬ ‫بالتزاماته كاملة وأدى االعتمادات المالية منذ مدة‪ ،‬حسب‬ ‫نص الرسالة التي تلقت «أخبار اليوم» نسخة منها‪.‬‬ ‫ووفقا للمصدر نفسه‪ ،‬فإن رئيس جهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة‪ ،‬طلب من وكالة تنمية وإنعاش أقاليم وعماالت‬ ‫الشمال‪ ،‬موافاته بأسباب تأخر تنفيذ خدمة النقل المدرسي‬

‫مع انطالق الموسم الدراسي‪ ،2017-2018 ‬كما طلب‬ ‫منها التعجيل بإعطاء أمرها للشركات المعنية قصد الشروع‬ ‫في العمل‪ ،‬وذلك التزاما ببنود االتفاقية الخاصة‪ ،‬وتحقيقا‬ ‫لألهداف المرجوة من المشروع‪.‬‬ ‫االتفاقية المذكورة‪ ،‬والتي صادق عليها مجلس الجهة‬ ‫باألغلبية في دورة يناير الماضي‪ ،‬تنص في الفصل الرابع‬ ‫منها‪ ،‬على التزام الوكالة بتحديد نوع ومواصفات وسائل‬ ‫النقل المناسبة‪ ،‬وإعداد ملفات استشارات طلبات العروض‬ ‫وإعطاء انطالقاتها وإبرام العقود المتعلقة بالطلبيات‬ ‫العمومية‪ ،‬وتتبع وتنفيذ المشروع بعد استالم وسائل النقل‬ ‫بمواصفات معايير الجودة والسالمة المعمول بها في‬ ‫الصفقات وسندات الطلب‪.‬‬ ‫لكن مصادر عليمة بتفاصيل االتفاقية بين جهة‬ ‫الشمال ووكالة منير البويسفي‪ ،‬والتي تبلغ تكلفتها‬ ‫اإلجمالية بأزيد من ‪ 158‬مليون درهم‪ ،‬قدمت لـ “أخبار‬ ‫اليوم” حيثيات تتعلق بتأخر تنزيل المشروع وإعطاء‬ ‫انطالقته من طرف وكالة أقاليم الشمال‪ ،‬موضحة بأن‬ ‫مسطرة تنفيذها سارية منذ عدة شهور‪ ،‬غير أنه حصل تعثر‬

‫في مراحلها األخيرة ولم تعرف أي توقف يذكر‪.‬‬ ‫وأفادت مصادرنا‪ ،‬أن وكالة تنمية أقاليم الشمال‬ ‫أعلنت عن طلبات عروض باألقاليم والعماالت الثمانية‬ ‫للجهة‪ ،‬وفتحت أظرفة المقاوالت المتنافسة‪ ،‬وأعلنت‬ ‫عن أسماء الشركات النائلة للصفقات المتبارى عليها‪،‬‬ ‫لكن إحدى المقاوالت التي رست عليها صفقات أقاليم‬ ‫الحسيمة‪ ،‬شفشاون‪ ،‬ووزان‪ ،‬وهي الشركة الوطنية للنقل‬ ‫واللوجيستيك‪ ،‬تنازلت عن االلتزام بتدبير الصفقة في وقت‬ ‫الحق العتبارات تقنية‪.‬‬ ‫وإثر ذلك‪ ،‬تضيف مصادر الجريدة‪ ،‬أعلنت وكالة تنمية‬ ‫أقاليم وعماالت شمال المملكة‪ ،‬عن طلبات عروض جديدة‬ ‫بخصوص األقاليم الثالثة‪ ،‬ومؤخرا تم فتح أظرفة الشركات‬ ‫المتنافسة‪ ،‬وقريبا سيعلن عن أسماء المقاوالت التي سترسو‬ ‫عليها صفقة توفير حافالت النقل المدرسي لألقاليم الثالثة‬ ‫المذكورة‪ ،‬وحينها ستقوم الوكالة بإعطاء االنطالقة لتسليم‬ ‫حافالت النقل المدرسي للجماعات القروية‪ ،‬في موعد موحد‬ ‫في جميع األقاليم الثمانية بالجهة‪.‬‬

‫عبد الرحيم بلشقار‬

‫الفرقة الوطنية توقف برلمانيا من «البام» داخل مكتبه بضواحي‬ ‫الحسيمة متلبسا بتلقي أموال‬ ‫أوقفت عناصر من الفرقة الوطنية للشرطة القضائية‬ ‫يوم (األربعاء)‪ ،‬عمر الزراد‪ ،‬البرلماني عن حزب األصالة‬ ‫والمعاصرة بمجلس النواب‪ ،‬ويترأس المجلس البلدي‬ ‫لتارجيست مع نائب له‪ ،‬بإقيلم الحسيمة‪ ،‬وذلك على خلفية‬ ‫االشتباه في تلقيه عمولة مالية‪ ،‬مقابل تفويت وعاء عقاري‬ ‫ألحد أعضاء المجلس نفسه‪ ،‬وحسب مصادر محلية‪ ،‬فإن‬ ‫تفاصيل هذه الواقعة تعود إلى أن أحد المستشارين عن‬ ‫حزب التجمع الوطني لألحرار كان على اتصال بمصالح‬ ‫النيابة العامة المختصة والتي أعطت تعليماتها بإيقاف‬ ‫المعني باألمر داخل مكتبه وبحوزته المبلغ المالي المتفق‬ ‫حوله‪ ،‬حيث قام النائب الرابع للرئيس المكلف بالتعمير‬ ‫بتسلم حقيبة تحتوي على مبلغ مالي قدره ‪ 10‬ماليين‬ ‫سنتيم‪ ،‬قبل مباغتته من طرف عناصر الفرقة الوطنية‬ ‫للشرطة القضائية التي كانت تترصد العملية‪.‬‬ ‫وشددت المصادر نفسها على أن الكمين الذي أطاح‬ ‫برئيس الجماعة عن حزب األصالة والمعاصرة‪ ،‬يعتبر األول‬ ‫من نوعه بعد يوم واحد فقط عما بات يعرف بالزلزال‬ ‫السياسي الذي هز ربوع المملكة‪.‬‬ ‫ووفق المعلومات المتوفرة‪ ،‬فإن العمولة المالية‬ ‫كانت مقابل اقتناء عقار لدى المستشار المشتكي‪،‬‬ ‫والذي يوصف بأحد «أباطرة الخشب» بالمنطقة‪ ،‬نظرا‬ ‫الستثماراته في هذا القطاع‪ ،‬حيث كا من المرتقب أن يبيع‬ ‫عقارا للمجلس الجماعي قصد بناء سوق محلي‪ ،‬ما دفع‬ ‫الرئيس إلى التفاوض معه في ظروف وصفت بالغامضة‪،‬‬ ‫في انتظار الكشف عن مالبساتها من قبل الجهات الوصية‪،‬‬ ‫علما‪ ،‬تقول المصادر نفسها‪ ،‬أنه تم نقل المعنيين باألمر‬ ‫فور توقيفهما صوب مقر الفرقة الوطنية بالدار البيضاء‬ ‫الستكمال التحقيق معهما حول هذه القضية والكشف عن‬

‫حيثياتها‪ ،‬فيما يرجح وجود عالقة متشنجة بين المسؤولين‬ ‫ونواب الرئيس داخل هذه الجماعة‪ ،‬وذلك منذ االنتجابات‬ ‫التشريعية األخيرة‪ ،‬بفعل الصراعات االنتخابية والسياسية‬ ‫باإلقليم‪ ،‬حيث يوجد صراع وصف بالمحتدم بين الرئيس‬ ‫ونائبه األول أيضا عن حزب «الجرار»‪ ،‬كما يرجح كذلك‬ ‫وجود حرب خفية بين هذه األطراف منذ واقعة التزكيات‬ ‫التي سبق أن أشعلت تبادل االتهامات بين هذه األطراف‬ ‫خالل االستحقاقات االنتخابية السالف ذكرها‪.‬‬

‫وقد هزت الواقعة حزب األصالة والمعاصرة بالمنطقة‪،‬‬ ‫على اعتبار أنه يسير مجمل الجماعات المحلية والقروية‬ ‫باإلقليم‪ ،‬في الوقت الذي التزم الصمت حيال هذه الواقعة‪،‬‬ ‫حيث لم تصدر عنه أي توضيحات للرأي العام الذي تابع‬ ‫فصول هذه الواقعة‪ ،‬تزامنا أيضا واألوضاع السياسية التي‬ ‫يعرفها البلد‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫شبهة «االختالس‬ ‫والتوظيف المشبوه»‬ ‫تطيح بمسؤولين‬ ‫في «أمانديس»‬ ‫أحالت شركة «أمانديس» للتدبير المفوض للماء‬ ‫والكهرباء والتطهير السائل‪ ،‬مسؤوال كبيرا بالشركة‬ ‫على المعاش النسبي‪ ،‬فيما اتخذت قرارات عقابية‬ ‫«مخففة» في حق مسؤولين آخرين‪ ،‬تراوحت ما بين‬ ‫اإلنذار والتوبيخ‪ ،‬على خلفية تحقيق داخلي أجرته‬ ‫اإلدارة بداية شهر أكتوبر الجاري‪ ،‬وقفت خالصاته‬ ‫على «اختالسات بالماليين»‪ ،‬و«التقصير واإلهمال»‪،‬‬ ‫و«توظيفات بطرق مشبوهة مقابل مبالغ مالية‬ ‫متفاوتة»‪.‬‬ ‫وقالت مصادر مطلعة من الشركة الفرنسية‪ ،‬إنه‬ ‫على إثر التحقيق الذي باشرته إدارة الشركة في أسباب‬ ‫انفجار «الفاصل األوتوماتيكي» بمحطة معالجة المياه‬ ‫العادمة‪ ،‬المتواجدة بجانب ميناء طنجة المدينة‪ ،‬والذي‬ ‫أدى إلى تلويث مياه البحر‪ ،‬استمع المجلس التأديبي‬ ‫للشركة طيلة األسبوع الماضي‪ ،‬لمجموعة من‬ ‫المسؤولين «لتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات‬ ‫الالزمة»‪ ،‬بعدما تلقت «أمانديس» توبيخا من والية‬ ‫جهة طنجة‪ ،‬لكون الحادث هو الثاني من نوعه في‬ ‫ظرف أشهر‪ ،‬بعد توقف محطة المعالجة «واد اليهود»‬ ‫والتي تسببت في تلويث شاطئ «مرقالة»‪.‬‬ ‫وأضافت مصادر «أخبار اليوم»‪ ،‬أن التحقيقات‬ ‫المنجزة كشفت عما وصفته ب «اختالالت خطيرة»‪،‬‬ ‫تتعلق بتأخر إنجاز أشغال الصيانة‪ ،‬والغش في نوعية‬ ‫المواد المستعملة مثل األسالك والمعدات الكهربائية‪،‬‬ ‫مشيرة إلى أن «االختالالت المشار إليها» قادت إلى‬ ‫اكتشاف ما سمته بـ«اختالسات تجاوزت قيمتها ‪270‬‬ ‫مليون سنتيم»‪ ،‬في ظرف عام ونصف‪ ،‬بعدما وقفت‬ ‫االفتحاصات على «فواتير صفقات وهمية»‪.‬‬ ‫وتبعا لذلك‪ ،‬تقوم مصادر متطابقة للجريدة‪،‬‬ ‫قرر المجلس التأديبي‪ ،‬إحالة رئيس مصلحة متابعة‬ ‫المشتريات‪ ،‬على المعاش النسبي‪ ،‬في حين صدرت‬ ‫قرارات اإلنذاروالتوبيخ‪ ،‬في حق كل من إطار بمديرية‬ ‫األشغال العمومية‪ ،‬ومسؤول عن محطة معالجة المياه‬ ‫العادمة‪.‬‬ ‫وكانت األعطاب التقنية التي لحقت اثنان من‬ ‫أهم محطات ضخ ومعالجة المياه العادمة‪ ،‬قد وضعت‬ ‫مدير مديرية الماء الصالح للشرب‪ ،‬والمياه العادمة‬ ‫بشركة أمانديس‪ ،‬ألكسندر رود فيل‪ ،‬في موقف محرج‬ ‫مع سلطات والية طنجة‪ ،‬والتي حذرت من تكرار‬ ‫مخالفات مماثلة ذات مخاطر بيئية كبيرة‪ ،‬وأصدرت‬ ‫دورية جديدة ألزمت بموجبها شركة «أمانديس»‪،‬‬ ‫بأداء ذعائر في حالة فيضان المياه العادمة في البحر‬ ‫مستقبال‪.‬‬ ‫إلى جانب ذلك‪ ،‬استمع المجلس التأديبي في‬ ‫اجتماع مغلق بالطابق الرابع بمقر إدارة الشركة‪ ،‬يوم‬ ‫الجمعة الماضية‪ ،‬إلى كل من مسؤولة مصلحة الموارد‬ ‫البشرية ومسؤول مديرية الفوترة‪ ،‬في شكايات تتعلق‬ ‫بتوظيفات مقابل مبالغ مالية‪ ،‬آخرها شكاية توصل‬ ‫بها نصير شوهيد المدير العام لـ «أمانديس»‪ ،‬من‬ ‫طرف مستخدم التحق حديثا بالشركة‪ ،‬يتهم أحد‬ ‫المسؤولين بـ «استالم رشوة سبعة ماليين سنتيم»‬ ‫مقابل توظيفه‪ ،‬قبل أن يتفاجأ بتشغيله بموجب عقد‬ ‫عمل بالتعاقد‪ ،‬ولم يتم ترسيمه حسب وعد االتفاق‬ ‫الذي جرى بين الطرفين»‪.‬‬ ‫وأشارت مصادر الجريدة‪ ،‬إلى أن تصريحات‬ ‫الماثلين أمام المجلس التأديبي‪ ،‬كشفت «خيوط‬ ‫شبكة كبيرة داخل الشركة تحوم حولها شبهة‬ ‫توظيفات بطرق غير مشروعة»‪ ،‬إما ألشخاص تجمعهم‬ ‫بهم عالقات قرابة‪ ،‬أو مقابل رشاوى متفاوتة‪.‬‬

‫أخبار اليوم‪ :‬ع‪.‬ب‬

‫دعوات للتحقيق مع أستاذ طرد تلميذا متخلى عنه من المدرسة‬ ‫بدعوى الملف المدرسي بطنجة‬ ‫وجهت جمعية آباء وأولياء التالميذ بمدرسة موالي‬ ‫عبد السالم االبتدائية بمنطقة فال فلوري بطنجة‪ ،‬شكاية‬ ‫إلى القائمين على المديرية اإلقليمية لوزارة التربية‬ ‫بالمدينة‪( ،‬تتوفر «األخبار» على نسخة منها)‪ ،‬تطالب فيها‬ ‫بالتحقيق مع أحد األساتذة إثر واقعة طرد تلميذ يدرس‬ ‫بالقسم السادس األساسي‪ ،‬وحرمانه من الدراسة بدعوى‬ ‫أنه ال يتوفر على ملف مدرسي‪ ،‬علما تقول الجمعية نفسها‬ ‫أن التلميذ تابع دراسته بالمؤسسة المذكورة منذ سنة‬ ‫‪ ،2014‬بناء على طلب من وكيل الملك‪ ،‬وذلك على اعتبار‬ ‫أنه من األطفال المتخلى عنهم‪ ،‬والذي ترعرع في إحدى‬ ‫الجمعيات الخاصة بالطفولة‪.‬‬ ‫وجاءت هذه الخطوة القضائية بناء على رغبة هذا‬

‫الطفل في متابعة الدراسة‪ ،‬كما سجل عنه االنضباط‬ ‫واالجتهاد داخل المؤسسة‪.‬‬ ‫وحسب المراسلة نفسها‪ ،‬فإن إدارة المؤسسة‬ ‫االبتدائية أكدت‪ ،‬من جانبها‪ ،‬أن قرار الطرد اتخذ من‬ ‫قبل األستاذ المعني بشكل انفرادي دون اللجوء إلى ما‬ ‫تنص عليه القوانين المعمول بها‪ ،‬في مثل هذه الحاالت‪،‬‬ ‫والمتمثلة في عدم طرد أي تلميذ سوى بتوجيه مراسلة‬ ‫في الموضوع إلى اإلدارة الوصية‪ ،‬خصوصا أن الدولة‬ ‫تبذل مجهودات كبيرة في الدفع بالقطع مع الهدر‬ ‫المدرسي وكل مسبباته‪.‬‬ ‫وطالبت الجمعية المشار إليها‪ ،‬فضال عن المنتدى‬ ‫المغربي لحقوق اإلنسان الذي دخل هو اآلخر على خط‬

‫هذه القضية‪ ،‬القائمين على الشأن التعليمي بالمدينة‬ ‫بالتدخل ووضع حد لما أسموه الفوضى التي أحدثها هذا‬ ‫األستاذ‪ ،‬مؤكدة عزمها تنظيم وقفة احتجاجية بالمؤسسة‬ ‫نفسها‪ ،‬بعد أن أبدى عدد من اآلباء تضامنهم مع التلميذ‪،‬‬ ‫في ظل تدوينات فيسبوكية مستفزة يفترض أنها تعود‬ ‫لألستاذ‪ ،‬حول هذه الواقعة بعد أن قال في إحداها‪ ،‬طبقا‬ ‫للمعطيات المتوفرة‪ ،‬والتي توصلت بها الجهاات الوصية‪،‬‬ ‫إنه «ال يعترف بأحد سوى بالقانون وضرورة إحضار الملف‬ ‫المدرسي‪ ،‬وأن القسم ليس حديقة للحيوانات ليتم‬ ‫استقدام أي كان إليه»‪.‬‬

‫م‪.‬أ‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 06‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪913‬‬

‫إقتصاد‬ ‫‪ 20‬شركة أجنبية تبحث عن النفط والغاز حاليا بالمغرب‬ ‫في حديث إلى وكالة األخبار الوطنية‪ ،‬أكدت المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات‬ ‫والمعادن السيدة أمينة بنخضرة‪ ،‬أن األحواض الرسوبية المغربية ال زالت لم تكتشف بالشكل الكاف‬ ‫وعلى نطاق واسع‪ ،‬وذلك على الرغم من كونها تشكل أنظمة بترولية يحتمل أن تكون مواتية لتراكم‬ ‫احتياطات الهيدروكاربورات‪.‬‬ ‫وقالت بنخضرة إن إجمالي عدد اآلبار التي تم حفرها إلى ‪ ‬متم يونيو ‪ 2017‬بلغ ‪ 340‬بئرا‪ ،‬منها‬ ‫‪ 43‬عند السواحل البحرية‪،‬مشيرة إلى أنه‪ ،‬وعلى الرغم من الظرفية الصعبة التي يجتازها حاليا قطاع‬ ‫الطاقة في العالم‪ ،‬السيما مع وقع انخفاض أسعار النفط على االستثمارات في مشاريع استكشاف وإنتاج‬ ‫الهيدروكاربورات‪ ،‬يواصل المغرب جهوده للدفع بعمليات استكشاف البترول‪ ،‬وذلك من خالل مضاعفة‬ ‫إجراءات تعزيز إمكانيات األحواض الرسوبية المغربية إزاء الصناعة البترولية على المستوى الدولي‪.‬‬ ‫وأكدت بنخضرة أنه إضافة إلى الشركات العاملة حاليا بالمغرب فإن مفاوضا تتجري في الوقت الراهن‬ ‫مع أربع شركات عالمية مختصة في اسيتكشاف التقط واللغاز‪.‬‬ ‫وإلى حد الساعة‪ ،‬فاقت‪ ‬المساحة التي شملتها أشغال التنقيب ‪ 180.121‬كلم مربع تهم ‪ 87‬رخصة‬ ‫للتنقيب‪ ،‬وثمانية تراخيص لالستطالع‪ ،‬وعددا من التفويضات باالستغالل‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بقيمة االستثمارات في مجال التنقيب عن النفط‪ ،‬أوضحت المديرة العامة للمكتب‬ ‫الوطني للهيدروكاربورات والمعادن أنها بلغت خالل الفترة ما بين ‪ 2010‬و‪ 2016‬قرابة ‪ 16‬مليار درهم‪،‬‬ ‫يؤمن الشركاء نسبة ‪ 98 ‬بالمائة من هذا المبلغ‪ .‬وبالنسبة لسن‪ ،2017‬فإن هذه ‪ ‬االستثمارات بلغت إلى‬ ‫نهاية شهر عشت الماضي ‪ 466,9‬مليون درهم بالنسبة للشركاء و‪ 18,8‬مليون درهم بالنسبة للجانب‬ ‫المغربي ‪،‬وقد تصل هذه‪ ‬االستثمارات عند نهاية السنة الجارية إلى‪ 1,3 ‬مليار درهم بالنسبة للشركاء‬ ‫مقابل ‪ 36,4‬مليون درهم بالنسبة لمكتب الهيدروكاربونات والمعادن‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬أبرزت السيدة بنخضرة أنه تم لحد اآلن ‪ ‬اكتشاف مخزونات واعدة من الغاز بحوض‬ ‫الغرب والغاز المكثف بحوض الصويرة‪ ،‬مشيرة إلى أن أشغال الحفر الحديثة المنجزة على مستوى منطقة‬ ‫تندرارة الواقعة بحوض النجود العليا أكدت أيضا وجود الغاز الطبيعي بهذه المنطقة حيث من المتوقع‬ ‫أن يتم الشروع في اإلنتاج سنة‪.2019‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫محمد بوسعيد وزير االقتصاد والمالية‪ ......‬يأمل‬ ‫خالل ندوة صحافية‪ ،‬قال‪ ‬محمد بوسعيد‪ ،‬إن مشروع قانون مالية سنة ‪ 2018‬يهدف إلى زرع بذور‬ ‫تعزيز الثقة وتشجيع االستثمار ودعم المقاوالت الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬مؤكد اً أن مضامينه استلهمت‬ ‫الخطب الملكية والبرنامج الحكومي الذي قدم أمام‪ ‬البرلمان‪.‬‬ ‫وأوضح بوسعيد‪ ،‬أن هذا القانون “مشروع سياسي»‪ ،‬يعبر ‪ ‬عن التوجهات الخاصة بالسنة المقبلة‪،‬‬ ‫ويسعى إلى التفاعل مع الظرفية االقتصادية بفرصها وإكراهاتها‪ ،‬والتي تتجلى في العديد من اإلكراهات‬ ‫التي تحيل إلى سؤال كبير يتعلق بالنموذج التنموي للمغرب‪ ،‬والذي ستتم إعادة النظر في مضامينه‬ ‫بتفكير جماعي‪ ،‬بنا ًء على الخطاب الملكي األخير للوصول إلى نموذج يتيح لكل المواطنين المغاربة‬ ‫االستفادة من ثمار النمو‪( .‬كل المواطنين المغاربة‪...‬تصوروا‪......!!!! )...‬‬ ‫وحسب وزير القطاع‪ ،‬فإن مشروع قانون مالية ‪ 2018‬يرتكز على عدة أولويات‪ ،‬أهمها دعم القطاعات‬ ‫االجتماعية من التعليم والصحة والتشغيل‪ ،‬وتقليص الفوارق المجالية‪ ،‬إضافة إلى تطوير التصنيع وتحفيز‬ ‫االستثمار الخاص‪ ،‬وترسيخ الجهوية المتقدمة‪ ،‬وإصالح اإلدارة وتحسين الحكامة‪.‬‬ ‫ومن ضمن اإلجراءات التي جاءت ضمن هذا المشروع بالنسبة إلى تشجيع المقاوالت تحسين شروط‬ ‫االستفادة من اإلعفاء لألجر الشهري اإلجمالي من الضريبة على الدخل في حدود ‪ 10.000‬درهم‪ ،‬ومن‬ ‫تحمل الدولة لالشتراكات االجتماعية في إطار برنامج تحفيز‪.‬‬ ‫وسيمكن هذا األمر المقاوالت حديثة النشأة من االستفادة من هذه االمتيازات ابتداء من الشروع في‬ ‫االستغالل عوض تاريخ اإلحداث‪ ،‬والتنصيص على االستفادة من هذا اإلعفاء بالنسبة إلـى ‪ 10‬أجراء عوض‬ ‫‪ 5‬حالياً ‪ ،‬وتمديد أجل هذا اإلعفاء للمقاوالت المحدثة إلى سنة ‪.2022‬‬ ‫كما يتضمن مشروع قانون مالية ‪ 2018‬تطبيق الضريبة التصاعدية على الشركات ألول مرة‪ ،‬وهو‬ ‫جدول تصاعدي لألسعار عوض الجدول النسبي المطبق حالياً ؛ وذلك لتخفيف الضغط الضريبي على‬ ‫المقاوالت الصغرى والمتوسطة‪.‬‬ ‫وجاء مشروع القانون أيضاً بمقتضيات لتحفيز االستثمار الخاص‪ ،‬بتمديد منح االستفادة من االمتيازات‬ ‫لفائدة المعدات المستوردة في إطار مشاريع موضوع اتفاقيات استثمار مبرمة مع الحكومة والمشاريع‬ ‫الممولة بواسطة مساعدات مالية غير قابلة لإلرجاع‪ ،‬إضافة إلى اإلعفاء من واجبات التسجيل برسم‬ ‫عمليات تأسيس والزيادة في رأس مال الشركات أو المجموعات ذات النفع االقتصادي‪ ،‬وإعطاء دينامية‬ ‫جديدة لالستثمار في القطاع السياحي من خالل إعفاء المستثمرين من واجبات تسجيل األراضي المقتناة‬ ‫بغرض تشييد مؤسسات فندقية‪.‬‬ ‫كما ستصل التحويالت الموجهة إلى الجهات الـ‪ 12‬من اعتمادات الميزانية العامة ما مجموعه ‪7‬‬ ‫ماليير درهم برسم سنة ‪2018‬؛ وذلك برفع حصة الضريبة على الشركات والضريبة على الدخل المرصودة‬ ‫لها من ‪ 3‬إلى ‪ 4‬في المائة‪.‬‬ ‫هذا ما قاله الوزير‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫حسب الخزينة العامة‪:‬‬ ‫عجز الميزانية بلغ ‪ 25,2‬مليار درهم نهاية غشت ‪2017‬‬ ‫أفادت الخزينة العامة للمملكة‪ ،‬التابعة لوزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬بأن وضعية التحمالت وموارد‬ ‫الخزينة أفضت إلى تسجيل عجز في الميزانية بلغ ‪ 25,2‬مليار درهم نهاية غشت ‪ ، 2017‬مقابل ‪28,9‬‬ ‫مليار درهم سنة قبل ذلك‪.‬‬ ‫وأوضحت في نشرتها الشهرية إلحصاءات المالية العمومية لشهر غشت ‪ 2017‬أن هذا الوضع يعزى‪،‬‬ ‫أساسا‪ ،‬إلى ارتفاع المداخيل العادية بـ ‪ 5,6‬في المائة إلى ‪ 144,4‬مليار درهم في نهاية شهر غشت‬ ‫الماضي‪ ،‬وزيادة نسبتها ‪ 7,2‬في المائة في نفقات الميزانية العامة لتصل إلى ‪ 211,5‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وأضافت النشرة أن هذا االرتفاع في المداخيل العادية يرجع إلى ارتفاع الضرائب المباشرة بنسبة‬ ‫‪ 10,3‬في المائة والضرائب غير المباشرة بنسبة ‪ 5,9‬في المائة وحقوق التسجيل والتنبر بنسبة ‪ 2,7‬في‬ ‫المائة‪ ،‬مقرونة بانخفاض الرسوم الجمركية والمداخيل غير الضريبية بنسبة ‪ 7,2‬في المئة‪.‬‬ ‫وبخصوص نفقات الميزانية العامة‪ ،‬عزت الخزينة العامة ارتفاعها إلى زيادة نفقات التسيير بـ ‪4,1‬‬ ‫في المائة‪ ،‬وتحمالت الدين المدرج في الميزانية ب‪ 25,7‬في المائة‪ ،‬وانخفاض نفقات االستثمار ب ‪4,3‬‬

‫في المائة‪ .‬كما أن ارتفاع تحمالت الدين المدرج ‪ ‬في الميزانية يعزى إلى ارتفاع بنسبة ‪ 53,5‬في المائة‬ ‫لسداد الدين األساسي (‪ 34 ,1‬مليار درهم مقابل ‪ 22,2‬مليار درهم) وانخفاض الفوائد المترتبة على‬ ‫الدين بنسبة ‪ 3,2‬في المائة (‪ 20,6‬مليار درهم مقابل ‪ 21,3‬مليار درهم)‪.‬‬ ‫ويظهر تطور بنية نفقات الميزانية العامة ما بين نهاية غشت ‪ 2016‬ونهاية غشت ‪ ، 2017‬انخفاض‬ ‫حصة نفقات رواتب المستخدمين إلى ‪ 39,4‬في المئة‪ ،‬واالستثمار إلى ‪ 21,1‬في المائة‪ ،‬وفوائد الدين‬ ‫إلى ‪ ، 11,6‬مقرونة باستقرار حصة نفقات المعدات في ‪ 22,4‬في المائة وارتفاع حصة المقاصة إلى ‪5,6‬‬ ‫في المائة‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬أبرزت الخزينة العامة للمملكة أن مداخيل الحسابات الخاصة للخزينة بلغت ‪53‬‬ ‫مليار درهم‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار التحويالت المتوصل بها من التحمالت المشتركة للميزانية العامة‬ ‫لالستثمار بالنسبة لـ ‪ 11,4‬مليار درهم‪ ،‬وعائدات قدرها ‪ 2,5‬مليار درهم برسم هبات دول الخليج‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق بنفقات الحسابات الخاصة للخزينة‪ ،‬فقد بلغت ‪ 45,9‬مليار درهم‪ ،‬منها مبلغ ‪ 34,9‬مليار‬ ‫درهم برسم حسابات االعتمادات الخاصة‪ ،‬حسب الخزينة التي أوضحت أن رصيد مجموع الحسابات الخاصة‬ ‫للخزينة ارتفع إلى ‪ 7,1‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وأوضحت النشرة أنه على مستوى مداخيل مصالح الدولة التي تدبر بشكل مستقل‪ ،‬فقد انخفضت‬ ‫ب‪ 5,8‬في المائة لتبلغ ‪ 1,8‬مليار درهم‪ ،‬مقابل ‪ 2‬مليار درهم في متم غشت ‪ ، 2016‬مضيفة أن المصاريف‬ ‫بلغت‪ ،‬خالل األشهر الثمانية األولى من ‪ ، 2017‬ما مجموعه ‪ 1,1‬مليار درهم مقابل ‪ 980‬مليون درهم‬ ‫سنة قبل ذلك‪ ،‬أي بارتفاع بنسبة ‪ 8,1‬في المائة‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫أبحاث‪ 4,8‬بالمائة توقعات صندوق النقد الدولي لنمو االقتصاد‬ ‫المغربي سنة ‪2017‬‬ ‫توقع صندوق النقد الدولي ارتفاع النمو في المغرب إلى ‪ % 4.8‬نهاية العام الحالي‪ ،‬وهو أعلى معدل‬ ‫في منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا‪ ،‬مستفيد اً من تحسّن اإلنتاج الزراعي وظروف دولية مساعدة‬ ‫تتسم بتراجع األخطار اإلقليمية والخارجية‪ ،‬إلى جانب تحسّن في المؤشرات الماكرو اقتصادية‪.‬‬ ‫وكانت بعثة من صندوق النقد قد قامت ‪ ‬بجولة استطالعية إلى المغرب‪ ،‬في إطار المراجعة السنوية‬ ‫للخط الوقائي االئتماني والمادة الرابعة من ميثاق الصندوق‪.‬‬ ‫حيث صرح رئيس البعثة‪ ،‬نيكوال بالنشير‪ ،‬أن «الحسابات الماكرو اقتصادية تبدو جيدة في االقتصاد‬ ‫المغربي الذي تمكن من تطوير أدائه‪ ،‬واالنخراط في مسلسل من اإلصالحات اإليجابية‪ ،‬ساعدت في زيادة‬ ‫المناعة والقدرة على مواجهة األخطار المناخية والدولية»‪.‬‬ ‫وقد استعاد االقتصادالمغربي ‪ ‬دورة النمو المرتفع بعد التغلب على صعوبات العجز المالي السابق‬ ‫وخفضها إلى ‪ ،% 3.5‬كما تراجع عجز ميزان المدفوعات الخارجية إلى ‪ % 3.5‬من الناتج المحلي‪ .‬وأصبح‬ ‫المغرب أكثر استقطاباً لالستثمارات والتدفقات المالية األجنبية في المنطقة‪ ،‬خصوصاً نحو قطاعات ذات‬ ‫القيمة المضافة العالمية مثل السيارات وصناعة الطيران ‪ ‬وغيرها‪ ،‬وبقي التضخم دون ‪ 1%‬من الناتج‬ ‫المحلي‪ ،‬بينما يغطي اإلحتياط النقدي ‪ ‬أكثر من ‪ 6‬أشهر من الواردات‪.‬‬ ‫‪ ‬بيان الصندوق في هذا الشأن‪ ،‬أفاد ‪ ‬أن «فريق العمل يهنئ الرباط على التقدم المسجل في تعزيز‬ ‫النظام المالي المغربي‪ ،‬ويشجع السلطات على مواصلة اإلصالحات الهيكلية وتحسين مناخ األعمال‬ ‫ومحاربة الفساد‪ ،‬وتقليص معدالت بطالة الشباب والمرأة والفوارق االجتماعية وتحسين النظام التعليمي‬ ‫ومهارة العاملين»‪ .‬ويسعى االقتصاد المغربي إلى ‪ ‬مواصلة عدد من اإلصالحات لدعم أدائه ومناعته ‪ ‬في‬ ‫مواجهة العواصف الخارجية‪ ،‬وحتى يصبح أكثر قدرة على تحقيق معدالت نمو مرتفعة ومدمجة للفئات‬ ‫الهشة داخل المجتمع‪.‬‬ ‫وحول تعويم الدرهم المغربي‪ ،‬قال رئيس بعثة صندوق النقد الدولي بالنشير‪« :‬أنه قرار جيد وشجاع‬ ‫اتخذه المغرب بشكل سيادي وإرادي ‪ ،‬من شأنه زيادة التدفقات االستثمارية والمالية وتحسين الصادرات‬ ‫إلى أسواق جديدة‪ ،‬خصوصاً في إفريقيا‪ ،‬ما يسمح بتوسع الشركات المغربية‪.‬‬ ‫ويتوقع الصندوق ارتفاع االحتياط النقدي خالل السنوات المقبلة وقد يصل إلى ‪ 42‬مليار دوالر بحلول‬ ‫عام ‪.2022‬‬ ‫‪ EEEEEEEE‬‬

‫التبادل التجاري بين المغرب وإفريقيا‬ ‫تبين من دراسة أنجزتها وزارة االقتصاد والمالية المغربية‪ ،‬إن التبادل التجاري بين المغرب والدول‬ ‫اإلفريقية ارتفع ‪ 260‬بالمائة ‪ ‬خالل ‪ 10‬سنوات‪ ،‬فى الفترة من عام ‪ 2003‬إلى العام الماضي ‪ ،2013 ‬حيث‬ ‫بلغ ‪ 36‬مليار درهم‪ ،‬فى العام ‪ ،2013‬مقارنة بـ ‪ 10‬مليارات درهم ‪ ،‬فى عام ‪ ، 2003‬بمتوسط نمو سنوي‬ ‫بلغ ‪ 13‬بالمائة‪.‬‬ ‫ويمثل التبادل التجاري بين المغرب وافريقيا‪ % 6.4 ،‬من إجمالي المبادالت التجارية للمغرب‪ ،‬حيث‬ ‫بلغت ‪ ‬صادرات المغرب إلى هذه الدول خالل سنة ‪ 2013‬نحو ‪ 16.3‬مليار درهم‪ ،‬في حين بلغت واردات‬ ‫المغرب من هذه الدول ‪ 19.8‬مليار درهم ‪.‬‬ ‫وأطلق المغرب قبل ‪ 15‬عاما “استراتيجيته اإلفريقية” عبر االعتماد خصوصا على الخبرة المغربية ‪ ‬حيث‬ ‫تم ‪ ‬تحقفيق منجزات اقتصادها هامة‪ ،‬خاصة ‪ ‬في مجاالت المصارف والتأمين واالتصاالت والصناعة والبناء‬ ‫العقاري‪.‬‬ ‫وحتى ‪ ،2016‬كانت الرباط تتطلع بشكل أساسي الى الدول الفرنكوفونية في غرب افريقيا‪ ،‬منطقة‬ ‫جوارها ا الطبيعي‪ ،‬إال أنه خالل األشهر األخيرة‪ ،‬وعلى وقع الجوالت الملكية في إفريقيا‪ ،‬وسع المغرب‬ ‫نطاق عمله إلى كل القارة اإلفريقية وقام ‪ ‬بتقارب غير مسبوق‪ ،‬حسب وكالة‪ ‬األنباء الفرنسية‪ ،‬مع دول‬ ‫شرق افريقيا التي كانت العالقات معها غير وطيدة ومتوترة في بعض األحيان‪.‬‬ ‫وتشارك كبريات المجموعات االقتصادية ‪ ‬المغربية‪ ،‬على غرار التجاري وفابنك‪ ،‬ومكتب الفوسفاط‬ ‫الذي يعتبر األول عالميا في إنتاج األسمدة‪ ،‬في االستثمار ببلدان إفريقية عديدة‪.‬‬ ‫ومعلوم أن المغرب وقع أزيد من ‪ 500 ‬اتفاقية للتعاون ‪ ‬مع الدول اإلفريقية‪ ،‬فى العديد من المجاالت‬ ‫وعلى رأسها العالقات االقتصادية‪ ،‬وأن المغرب سعى لتوثيق عالقاته مع دول إفريقيا‪ ،‬عبر الغاء بعض‬ ‫الديون المستحقة له لدى بعض دول القارة‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 06‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪913‬‬

‫المجلس اإلقليمي لتطوان يدشن برنامجه الدولي‬ ‫بزيارة لمدينة مالقة‬ ‫شارك المجلـــس اإلقليمي لتطــوان‬ ‫في األيام التقنية حول البيئة و التنمية‬ ‫المستدامة في النطاق المحلي المنظمة من‬ ‫طرف بلدية مالقة و فدرالية المدن واألقاليم‬ ‫لجهة األندلس‪ ،‬في الفترة الممتدة من ‪15‬‬ ‫إلى ‪ 18‬أكتوبر ‪.2017‬‬ ‫و قـــد ترأس الوفــد المغربـي‪ ،‬السيد‬ ‫محمد العربي المطني‪ ،‬رئيس المجلس‬ ‫اإلقليمي لتطوان‪ ،‬الذي كان مرفوقا بعدة‬ ‫أعضاء‪ :‬السيد عبدالرحمان كركيش‪ ،‬رئيس‬ ‫لجنة العالقات الدولية و الشراكات بالمجلس‬ ‫و رئيس مجموعة الجماعات صدينة للبيئة‪،‬‬ ‫السيد أحمد بن عزوز‪ ،‬كاتب المجلس ونائب‬ ‫رئيس جماعة الزيتون‪ ،‬السيد عبد الواحد‬ ‫العباس‪ ،‬عضو المجلس و رئيس جماعة‬ ‫بني يدر‪ ،‬السيد إبراهيم بنصبيح‪ ،‬عضو‬ ‫المجلس و رئيس جماعة زاوية سيدي‬ ‫قاسم‪ ،‬السيد محمد الباكوري‪ ،‬عضو مجلس‬ ‫المستشارين و رئيس جماعة الزينات‪ ،‬السيد‬ ‫محمد العربي أحنين‪ ،‬نائب برلماني و رئيس‬ ‫جماعة أزال‪ ،‬و السيد نورالدين مواتي‪ ،‬خبير‬ ‫في التعاون الدولي و التنمية المحلية‪.‬‬ ‫و لقد التقى أعضاء الوفد عددا من‬ ‫المسؤولين اإلسبان ‪ ،‬حيث أجتمع الوفد‬ ‫مع السيد خواكين فيالنوفا رويدا‪ ،‬عمدة‬ ‫مدينة أالورين دي التوري و نائب رئيس‬ ‫فدرالية المدن و األقاليم لجهة األندلس‪،‬‬ ‫و مع السيد خوليو أندرادي‪ ،‬نائب عمدة‬ ‫مدينة مالقة‪ ،‬حيث تباحث معه أعضاء‬ ‫الوفد المغربي حول المشاريع المستقبلية‬ ‫بين الطرفين‪ ،‬خصوصا في المجال البيئي‬ ‫و في مجال التنمية السياحية‪ ،‬كما أعرب‬ ‫السيد رئيس المجلس اإلقليمي لتطوان عن‬ ‫إستعداد المجلس للمساهمة في مشروع‬ ‫مركز التكوين التابع لمنظمة األمم المتحدة‬ ‫الذي سيفتتح أبوابه قريبا في مالقة‪.‬‬ ‫كما إجتمع أعضاء وفد المجلس‬ ‫اإلقليمي برئيس قسم المشاريع األوروبية‬ ‫ببلدية مالقة‪ ،‬السيد بيدرو مارين‪ ،‬حيث تم‬

‫التطرق إلى إنجاز عدة مشاريع مشتركة في‬ ‫مجال التنمية المستدامة‪ ،‬حيث سيتم في‬ ‫القريب العاجل تنظيم دورة تكوينية في‬ ‫مجال منظومة المعلومات الجغرافية لفائدة‬ ‫أطر جماعات إقليم تطوان ‪ ،‬كما قام الوفد‬ ‫بزيارة عدة مرافق و مشاريع تابعة لبلدية‬ ‫مالقة‪.‬‬ ‫تنظيم هذه األيام التقنية كان بهدف‬ ‫تسهيل تبادل الخبرات و نقل التكنولوجيا‬ ‫في مجال البيئة و التنمية المستدامة ما بين‬ ‫بلدية مالقة و المجلس اإلقليمي لتطوان‪،‬‬ ‫حيث تعتبر مدينة مالقة و إقليمها من‬ ‫المناطق السباقة على صعيد البحر األبيض‬ ‫المتوسط في مجال اعتماد و تطوير‬ ‫التكنولوجياالبيئية‪.‬‬ ‫كما تم استغالل هذه الزيارة لتدارس‬ ‫مشروع مهم سيتم تقديمه لإلتحاد‬ ‫األوروبي و يروم إحداث مرصد بيئي إقليمي‬ ‫بتطوان‪.‬‬

‫و تعتبر بلدية مدينة مالقة من الشركاء‬ ‫الدوليين األكثر تميزا فيما يخص اقتراح‬ ‫وتنفيذ برامج التعاون الدولي على صعيد‬ ‫مدن شمال المملكة المغربية‪ ،‬فمنذ ‪15‬‬ ‫سنة و مدينة مالقة تشارك بشكل منتظم‬ ‫في إنجاز مشاريع مختلفة‪ ،‬تخص جميع‬ ‫المجاالت‪ ،‬مع كل من مدن تطوان‪ ،‬طنجة‪،‬‬ ‫الحسيمة‪ ،‬العرائش‪ ،‬شفشاون و طنجة‪،‬‬ ‫بدعم من اإلتحاد األوروبي عبر برنامج‬ ‫التعاون العابر للحدود‪ ،‬حيث تم تحقيق‬ ‫عدة أهداف مرتبطة بعدة قطاعات حيوية‬ ‫بالنسبةللبلدين‪.‬‬ ‫بعد هذه المرحلـة المهمــة و نظرا‬ ‫النقضاء برنامج الدعم آألروبي ارتأت كل من‬ ‫بلدية مالقة و المجلس اإلقليمي لتطوان‬ ‫االستمرار في تنظيم أنشطة و إنجاز مشاريع‬ ‫لتقوية العالقات ما بين البلدين و الجهتين‪،‬‬ ‫عبر اعتماد برنامج جديد تحت اسم االرتباط‬ ‫المستدام‪.‬‬

‫} َيا �أَ ّ َيت َُها ال َنّفْ ُ�س مْ ُ‬ ‫ا�ض َي ًة َم ْر ِ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ال ْط َم ِئ ّ َن ُة ْار ِجعِي ِ�إ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫اد ُخلِي‬ ‫�ض ّ َي ًة َف ْ‬

‫اد ُخلِي َج ّ َنتِي‬ ‫يِف عِ َبادِ ي َو ْ‬

‫{‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫لبى نداء ربه المشمول برحمة اهلل تعالى الفقيد المرحوم‬

‫محمد التوهامي‬

‫اإلطار الرياضي والفاعل الجمعوي‬

‫وذلك يوم الجمعة ‪ 29‬محرم الموافق ‪ 20‬أكتوبر ‪ ،2017‬وشيع جثمانه الطاهر‬ ‫في موكب جنائزي مهيب حضره األهل واألصدقاء واألحباب والجيران بعد صالة الظهر بمسجد محمد الخامس‪،‬‬ ‫حيث ووري الثرى بمقبرة المجاهدين‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل نتقدم بتعازينا الحارة إلى عائلة الفقيد‪ ،‬وعلى رأسها أرملته السيدة األوزغاري حجرية‬ ‫وأوالده سمير‪ ،‬نبيل‪ ،‬نديرة‪ ،‬إيمان‪ ،‬وإلى كافة عائلتي األوزغاري والتوهامي سائلين هّ‬ ‫الل تعالى أن يتغمد الفقيد‬ ‫بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته‪ ،‬وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫} َيا �أَ ّ َيت َُها ال َنّفْ ُ�س مْ ُ‬ ‫ا�ض َي ًة َم ْر ِ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ال ْط َم ِئ ّ َن ُة ْار ِجعِي �إِ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫اد ُخلِي‬ ‫�ض ّ َي ًة َف ْ‬

‫اد ُخلِي َج ّ َنتِي‬ ‫يِف عِ َبادِ ي َو ْ‬

‫‪8‬‬

‫{‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫لبى نداء ربه المشمول برحمة اهلل تعالى الفقيد المرحوم األستاذ و التربوي‬

‫احلاج محمد احل�ضري‬ ‫وذلك يوم األربعاء ‪ ،2017 / 10 / 25‬وشيع جثمانها الطاهر في محفل جنائزي‬ ‫مهيب حضره األهل واألحباب‪ ،‬األصدقاء والجيران‪ ،‬الذين رافقوا جثمانه الطاهر إلى‬ ‫مثواه األخير‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة‪ ،‬نتقدم بالتعازي الحارة إلى أرملة المرحوم‪ ،‬السيدة ربيعة األمين العلمي‪ ،‬و بنات وأبناء‬ ‫الفقيد‪ ،‬نبيلة‪ ،‬عشوشة‪ ،‬سلمى‪ ،‬حكمت‪ ،‬نجــالء‪ ،‬محمد‪ ،‬عبد السالم و عبد الحميــد الحضري‪ ،‬وكذا إلى أصهار‬ ‫الفقيد ‪ :‬الدكتور عبد اللطيف البريني ومحمد الشنتاح و نبيل العلمي باإلضافة إلى جميع أفراد العائلة‪.‬‬ ‫تغمد اهلل الفقيد بواسع رحمته‪ ،‬وأسكنه فسيح جناته‪ ،‬وألهم ذويه الصبر والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫برنامج عمل جماعة وزان يعود‬ ‫لنقطة الصفر‬

‫‪ ‬بعد سنـــة من اليوم كان أعضاء‬ ‫وعضوات مجلس جماعــة وزان الترابية‬ ‫سيكونون على موعد مع إمكانية طرح‬ ‫برنامج عمل الجماعة للتحيين كما تنص‬ ‫على ذلك المادة ‪ 78‬من القانون التنظيمي‬ ‫رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات ‪ ،‬لكن‬ ‫جملة من اإلكراهات حالــت دون حتــى‬ ‫مصادقة المجلس على برنامج العمل هذا ‪،‬‬ ‫والشروع في تنزيله ‪ ،‬فباألحرى تحيينه ‪ ،‬كما‬ ‫جاء ذلك على لسان من يوجد في عالقة‬ ‫تماس بالموضوع ‪.‬‬ ‫‪ ‬العودة اليوم إلى نقطة الصفر إلعداد‬ ‫برنامج عمل تنمية جماعة دار الضمانة بعد‬ ‫أن انسلخ من عمر التجربة الجماعية التي‬ ‫أفرزتها استحقاقات شتنبر ‪ ،2015‬حدد‬ ‫رئيس الجماعة أسبابها في التأخر الملحوظ‬ ‫الذي لحق اصدار المراسيم التطبيقية ذات‬ ‫الصلة بالموضوع ‪ ،‬وإلى عدم تقيد مكتب‬ ‫الدراسات السابق الذي كان قد تكلف بإنجاز‬ ‫هذا المشروع بدفتر التحمالت الذي جمعت‬ ‫مقتضياته وبنوده طرفي التعاقد ‪.‬‬ ‫‪ ‬لقاء يوم الثالثاء ‪ 24‬أكتوبر الذي‬ ‫ترأس أشغاله رئيس الجماعة الغاية منه ‪،‬‬ ‫كما جاء ذلك على لسان أكثر من متدخل‪،‬‬

‫ضخ جرعة من األوكسيجين في شرايين‬ ‫مشروع تنمية مدينة كتب عليها أن تفقد‬ ‫هويتها ‪ .‬ولهذا الغرض انصب النقاش مع‬ ‫فريق مكتب الدراسات الذي قدم منهجية‬ ‫مغايرة في تنزيل برنامج تنمية الجماعة على‬ ‫اعتماد المقاربة التشاركية الناجعة والنوعية‬ ‫في صياغة تصور المعالم الكبرى لمدينة‬ ‫الغد ‪ ،‬مدينة تستثمر تاريخها ورأسمالها‬ ‫بشقيه المادي والالمادي من أجل ربح رهان‬ ‫المدينة المواطنة ‪ .‬وشدد المتدخلون على‬ ‫ضرورة احترام مكتب الدراسات للغالف‬ ‫الزمني المتعاقد حوله إلنجاز مشروع طال‬ ‫انتظاره‪.‬‬ ‫يذكر بأن هذا اللقاء األولي الذي ستتبعه‬ ‫لقاءات موضوعاتية مع مختلف المتدخلين‬ ‫المؤسساتيين والمدنيين كما وقع االتفاق‬ ‫على ذلك ‪ ،‬شارك في أشغاله باإلضافة الى‬ ‫رئيس الجماعة وفريق مكتب الدراسات‬ ‫الجديد ‪ ،‬أعضاء ‪ ‬بمكتب المجلس الجماعي‬ ‫‪ ،‬ورؤساء اللجان الدائمة ‪ ،‬ورؤساء األقسام‬ ‫والمصالح ‪ ،‬وممثالن لهيئة المساواة وتكافؤ‬ ‫الفرص ومقاربة النوع لجماعة وزان ‪.‬‬

‫محمد حمضي‬

‫شقيق األستاذ أحمد أعاللن‬ ‫في ذمة اهلل‬ ‫بعد مرض عضال لم ينفع معه عالج‪ ،‬انتقل إلى عفو اهلل ورحمته السيد عبد‬ ‫السالم أعاللن‪ ،‬عن سن تناهز ‪ 62‬سنة بمدينة تطوان‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة‪ ،‬يتقدّم األستاذ رضوان احدادو أصالة عن نفسه‬ ‫ونيابة عن جميع األصدقاء والمعارف بأصدق التعازي إلى أشقاء الفقيد وشقيقتيْه‪:‬‬ ‫أحمد وعبد اإلله وعبد اللطيف وفاطمة الزهراء وزينب‪ ،‬وإلى باقي أفراد العائلة‪،‬‬ ‫سائلين اهلل العلي القدير أن يلهمهم الصبر والسلوان على هذا المصاب الجلل‪.‬‬ ‫أسكن اهلل الفقيد فسيح الجنان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫انتقــل إلى جـوار ربـــه يوم السبت ‪21‬‬ ‫أكتوبر ‪ 2017‬المشـمــول برحمـة اهلل تعالـى‬ ‫الفقيـــد العزيـــز‬

‫عبد ال�سالم زركني‬ ‫ال�سو�سي‬

‫الشرطي المتقاعد‬ ‫والمعروف ب «عبسليمو»‬ ‫وفي محفـل جنائــزي مهيـــب‪ ،‬بحضــور‬ ‫األقــارب واألهـل واألصدقـــاء واألحبـــاب والجيـران‪ ،‬شيع جثمانــه الطاهــر‪،‬‬ ‫بعد صالة العصر بمسجد مرشان‪ ،‬ودفن بمقبرة المجاهدين بطنجة‪.‬‬ ‫المرحوم كان العبا لكرة القدم ضمن فريق شرطة طنجة في عهد الرئيس‬ ‫حسن الصفريوي‪ ،‬حيث شارك المرحوم مع هــذا الفريق الطنجي في بطولــة‬ ‫القسم الوطني أألول‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬نتقــدم بتعازينــا الحــارة إلى عائـــالت الفقيـــد ‪:‬‬ ‫التمسماني‪ ،‬المنبهي‪ ،‬السوسي‪ ،‬زركني وإلى جميع معارفـه‪ ،‬سائلين اهلل تعالى‬ ‫أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته‪ ،‬وأن يسكنه فسيح جناته‪ ،‬وأن يلهم ذويه الصبر‬ ‫والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬


‫العدد ‪913‬‬

‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 06‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫أوال ‪ :‬العادة ‪:‬‬

‫الفقيه محمد اللغداس‬ ‫رمز الخيرات‬

‫(‪)1‬‬

‫‪ -‬بقلم ‪ :‬د‪ .‬هدى املجاطي‬

‫الفقيه محمد اللغداس علم‬ ‫من أعالم مدينة شفشاون‪ ،‬كان‬ ‫له حضور علمي قوي وتخرجت‬ ‫على يده أجيال‪ ،‬وكان رحمه‬ ‫اهلل موسوما بالنزاهة والتفاني‬ ‫يف أداء الواجب األخالقي لكل‬ ‫من أتيح له التتلمذ عليه‪ ،‬وقد‬ ‫ترك ذكرا طيبا يف أوساط علماء‬ ‫املدينة والجهة والوطن‪.‬‬ ‫ومن باب التقدير والوفاء‬ ‫لهذا الرجل الكريم‪ ،‬نقدم هذه‬ ‫الرتجمة التي ال ندعي أنها‬ ‫موفية بقدره‪ ،‬شاملة لكل ما‬ ‫جاد به‪ ،‬والحق أنه أكرب من هذه‬ ‫الرتجمة ومن غريها‪.‬‬ ‫‪ - 1‬والدتــه‪:‬‬ ‫ولد العالمة الفقيه محمد اللغداس بمدشر العشايش من قبيلة األخماس السفلى (إقليم‬ ‫شفشاون)‪ ،‬سنة ‪ 1327‬هـ‪1912 /‬م‪.‬‬

‫‪ - 2‬نشأتـه ودراستــه‪:‬‬

‫نشأ في بيت جـده الفقيه المقرئ محمد بن إبراهيم اللغداس‪ ،‬الذي ألحقـه بالكتاتيب‬ ‫القرآنية القروية‪ ،‬حيث حفظ القرآن الكريم على الفقيه السيد عبد السالم بن سعدون‪ ،‬ثم‬ ‫تصدى لحفظ المتون مما أهله لالغتراف من مناهل الثقافة اإلسالمية والعربية‪.‬‬ ‫أخذ العلم عن العلماء األجالء‪ :‬عبد اهلل الشدادي والمفضل بن زروق والشيخ محمد بن عياد‬ ‫الخمسي ومحمد بن خجو ومحمد المعطي ومحمد العمراني وغيرهم‪.‬‬

‫‪ - 3‬مسيره المهني‪:‬‬

‫بعد تخرجه‪ ،‬تولـى اإلمامة في عدة مساجد قروية‪ ،‬وتدريس الطلبة بها‪ ،‬ثم استقر بشفشاون‬ ‫وأسندت إليه مهمة الكتابة بنظارة األحباس نحوا من ثالث سنوات‪ .‬التحق سنة ‪ 1938‬للتدريس‬ ‫بالمعهد الديني في عهد مديره الشيخ محمد بن عياد الخمسي‪ ،‬في السنة الرابعة بعد افتتاحه‪،‬‬ ‫وسنه ال يتجاوز ست وعشرون سنة‪ ،‬كان يدرس جل المواد الدينية واللغوية والمواد العصرية‬ ‫مثل الحساب والتاريخ والجغرافيا‪ ،‬إال أنه كان متخصصا في علم الفرائض فقها وحسابا‪ ،‬ومرجعا‬ ‫مهما فيه‪.‬‬ ‫بعد إحالته على التقاعد‪ ،‬اشتغل بنظارة األحباس وبسلك العدول‪ ،‬كما تولى كغيره من‬ ‫العلماء األفذاذ مهمة اإلفتاء‪.‬‬ ‫تخلل عمله التربوي واإلداري عضوية رابطة علماء المغرب‪.‬‬

‫‪ - 4‬جهـاده الوطنـي‪:‬‬

‫يعد المترجم به من الرعيل األول للحركة الوطنية لقبائل األخماس مجبوال في ذلك على‬ ‫حب الوطن‪ ،‬وقد «سجل بمداد من الفخر‪ ،‬صفحات نيرة من العمل المتواصل المقرون قوال‬ ‫وفعال في ميدان حزب االستقالل‪ ،‬سواء في قبيلة االخماس أو في مدينة شفشاون‪ ،‬بحيث تحمل‬ ‫المسؤولية في المجلس الوطني للحزب‪ ،‬وفي مجلس النواب سنة ‪ ،1963‬وفي المجلس البلدي‪،‬‬ ‫فكان في كل هذه المسؤوليات الجسام مثاال يحتذى به في الوفاء واإلخالص وإسماع صوت‬ ‫المواطن والدفاع عن انتظاراته بتجرد تام من لبوس المصالح وفنون المراوغة» (‪)2‬‬ ‫تقلد عدة مهام داخل مؤسسات حزب االستقالل‪ ،‬وكان أحد رموزه في االخماس وشفشاون‪.‬‬

‫‪ - 5‬وفـاتـه‪:‬‬

‫توفي الفقيه محمد اللغداس رحمه اهلل يوم ‪ 9‬ربيع األول ‪6 /1402‬يناير ‪ 1982‬بشفشاون‪،‬‬ ‫وقد شيع جثمانه في محفل رهيب‪ ،‬و أبنه قبل دفنه األساتذة‪ :‬عبد السالم الفاسي ومحمد‬ ‫السفياني والهاشمي السفياني وعلي الريسوني‪.‬‬ ‫وقد اعتبر المرحوم األستاذ الهاشمي السفياني وفاته رزءا جلال على اعتبار أنه كان أحد‬ ‫األعالم المميزين في علم الفرائض‪ ،‬وشيخا جليال تتلمذت على يديه أجيال متعاقبة واستفادت‬ ‫من دروسه األثيرة ومن علمه النافع في الدنيا واآلخرة‪.‬‬ ‫وفي كلمة مؤثرة لألستاذ عبد اهلل الجراري رحمه اهلل قال‪..« :‬رجال عرفناهم نماذج حية في‬ ‫التربية عن صدق وإخالص‪ ،‬جاهدين أنفسهم في تركيز العقيدة الحقة في النفوس وأحكامها‬ ‫في الصدور‪ ،‬وكان وقع نعيه في نفوسنا أليما‪ ،‬إذ فقدنا فيه عضوا عامال صادقا أريحيا‪ ،‬طموحا‬ ‫لخدمة الصالح العام»‪.‬‬

‫أما األستاذ محمد الورياشي رحمه اهلل فقد رثاه بقصيدة(‪ )3‬طويلة منها‪:‬‬ ‫قضـت أقـــدار ربي أن تروحــــــا‬

‫منيتـه بمــن كـــان الطمـــــوا‬

‫مخلفا أثره أسمــى المــزايــــــــا‬

‫مشيدا في القصـور الصروحـــا‬

‫سيذكره المــــــؤرخ في فخـــــار‬

‫وبعــد بمن يقلــــده جنـوحــــا‬

‫إلى الخيرات يعمــــل باجتهــــاد‬

‫كما كان فيها الفقيد جموحـــا‬

‫فينعم بالجنـــان‪ ،‬جنـــان عـــدن‬

‫مع األبرار من سطروا شروحـــا‬

‫وجيشوا حولهم جمــوع األنــــام‬

‫يزيـدون معارفهـــم وضـوحـــا‬

‫فنم في القبر يا من أســدى بــرا‬

‫وكان بعلمه شهمـــا نصوحـــا‬

‫وكـــان الجــود شيمتـــه دوامـــا‬

‫وكان بفكره سمحــا منـــوحـــا‬

‫فكم من معـرك خــاض صبـــورا‬

‫وكم قاسى في تحصيله جروحـا‬

‫لقـد حمل الســــالح بمعنييــــــه‬

‫وقاوم في الجبال عال سفوحــــا‬

‫وشــاء اهلل إبـــقـــــــــاءه لـدرس‬

‫ليمضي في الكون فذا كدوحــا‬

‫يؤطر للبـــالد والديــــن فوجــــا‬

‫يعدهــم ليستلمـوا الرمــاحـــا‬

‫ويدفعوا عن حمى األوطان جهال‬

‫طغى وكما وقد خلـف اللقاحـــا‬

‫فقد عرف الفقيـــد في كل جيـــل‬

‫ممن قد عاصر كفـؤا مزوحـــا‬

‫يقابــــل بالجميــــل وبالجمــــال‬

‫فلـم تر وجهــه قـــط كلوحــــا‬

‫ولم يسأل في مسألة إال قال مـــا‬

‫يدريـــه‪ ،‬أو راجـــــع الصحاحـــا‬

‫فيأتـــي بالدليـــل لمــن رجــــاه‬

‫ولو كان المعانـــد و اللحوحـــا‬

‫لقد قــال الرســول وقـــال حقـــا‬

‫بموت العالم يبقــى شبـــوحــا‬

‫لقد جئناك نـــزورك في ضريــــح‬

‫وقبرك في القبور غدا ضريحـــا‬

‫فأينــــك يا زروق ويـــا سمــــــار‬

‫ويا بقالي‪ ،‬استقبلـوا المليحـــــا‬

‫لقــــد أدى رسالتــــه وجـــــــــاء‬

‫مخلفا مثلكم صيتــــا وريحـــــا‬

‫وصكا عامــــرا بالمكــــــرمــــات‬

‫وذكر طالبكم قــــوال مديحــــا‬

‫وفي الختام‪ ،‬تجدر اإلشارة أن جمعية قدماء طلبة التعليم األصيل بشفشاون التي يرأسها‬ ‫األستاذ الباحث محمد بن يعقوب‪ ،‬نظمت بتنسيق مع المجلس العلمي المحلي بشفشاون ندوة‬ ‫تكريمية للفقيه محمد اللغداس يوم الجمعة ‪29‬محرم ‪20 /1439‬أكتوبر‪.2017‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ )1‬ترجمته في العدد ‪ 378‬من جريدة الميثاق‪ -‬السنة ‪ 20( 18‬ربيع األول ‪ 17 /1402‬يناير ‪ )1482‬ص‪ ، 7:‬وفي‬ ‫كتاب «من أعالم شمال المغرب» للعالمة سيدي عبد اهلل المرابط الترغي رحمه اهلل (ج‪ 1:‬ص‪ ،)175 :‬وفي‬ ‫كناشة لألستاذ محمد السفياني‪.‬‬ ‫‪ )2‬شهادة مكتب فرع حزب االستقالل بشفشاون خالل ندوة تكريمية للفقيه محمد اللغداس‪..‬‬ ‫‪ )3‬القصيدة أمدني بها مشكورا األستاذ محمد األمين الورياشي نجل األستاذ محمد الورياشي‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 06‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪913‬‬

‫حسن المفتي‬

‫أوال ‪ :‬العادة ‪:‬‬

‫بمناسبة الذكرى‬ ‫التاسعة لرحيله‬ ‫(‪)2008 - 1935‬‬

‫تحل‪ ،‬يوم الفاتح من شهر نونبر ‪ ،2017‬الذكرى التاسعة لرحيل األستاذ حسن المفتي‪ ،‬الفنان متعدد المواهب‬ ‫واألديب المبدع‪ ،‬الذي استطاع أن يبصم اسمه بقوة في المشهد األدبي والفني والثقافي عامة داخل المغرب‬ ‫وخارجه؛ وذلك بفضل األعمال التي قدّمها وخ ّلفها‪ ،‬سواء في الزجل أو القصة أو النقد أو السيناريو أو المذكرات‬ ‫أو غيرها من الفنون التي شارك في رحابها‪ ،‬تغمده اهلل بواسع الرحمة والمغفرة‪...‬‬ ‫ألجل مواكبة هذه الذكرى‪ ،‬ارتأيتُ أن أحرر هذه المقالة التذكارية‪ ،‬التي أتوخى من خاللها تسليط الضوء‬ ‫على جانب من جوانب النتاج الفني واألدبي الذي قدّمته هذه الشخصية المتألقة في سماء اإلبداع المغربي؛ في‬ ‫محاولة السترجاع مالمح إبداعية وإنسانية طبعت هذه الشخصية األدبية‪.‬‬

‫****‬

‫كما سبقت اإلشارة في السطور أعاله‪ ،‬فإن المبدع الفنان الراحل حسن المفتي‪ ،‬رحمه اهلل‪ ،‬خ ّلف إنتاجا‬ ‫أدبيا وفنيا ثريا ومتنوعا‪ :‬زجل‪ ،‬أفالم تلفزيونية وسينمائية‪ ،‬برامج إذاعية ومسلسالت تلفزيونية‪ ،‬مقاالت نقدية‪،‬‬ ‫مذكرات‪ ،‬قصص قصيرة‪ ...‬ويسجل المهتم بالحركة األدبية أن المفتي‪ ،‬على غرار عدد من األدباء والمبدعين‬ ‫المغاربة الرواد‪ ،‬لم ينشر قيد حياته ضمن كتاب مستقل‪ ،‬العتبارات ال يسعنا الحيز للحديث عنها هنا في هذا‬ ‫المقام‪ ،‬سوى ديوان زجلي وحيد هو‪« :‬التلت الخالي»‪ ،‬الذي صدر ضمن سلسلة إبداعات شراع بطنجة لصاحبها‬ ‫اإلعالمي الراحل األستاذ خالد مشبال؛ وهي مفارقة وضع الشاعر المغربي الكبير محمد الخمار الكنوني أصبعه على‬ ‫أحد أسبابها ذات مناسبة‪ ،‬إذ قال جوابا عن سؤال يرتبط بهذه المسألة وضعه عليه عبد الرحيم العالم في حوار‬ ‫أجراه معه (الشاعر لم يمت‪ /‬سلسلة شراع‪ -‬طنجة‪ ،‬ص‪ ...« :)23 :‬إنني غير مستعد للوقوف أمام تاجر – ناشر آخذ‬ ‫معه وأرد في النسبة‪ ،‬وفي العدد‪ ،‬وفي الطبع‪ ،‬وفي مثل هذه األشياء‪.»..‬‬ ‫وبُعيد فاجعة رحيل الزجال والمبدع حسن المفتي‪ ،‬قامت وزارة الثقافة بمبادرة حسنة تتمثل في نشر اإلنتاج‬ ‫األدبي لهذه الشخصية األدبية متعددة المواهب ضمن سلسلة األعمال الكاملة التي تصدرها الوزارة‪ ،‬في ثالثة‬ ‫أجزاء؛ فصدر الجزء األول بتقديم رائع للشاعر حسن نجمي والجزء الثاني بمقدمة ضافية للشاعر الزجال أحمد‬ ‫المسيح‪ ،‬وتضمن الجزآن المذكوران مجموع األشعار الزجلية التي أبدعها المفتي طيلة مسيرته األدبية الغنية‪:‬‬ ‫ديوان «التلت الخالي»‪ ،‬وديوان «مرسول الحب»‪ ،‬وديوان «أنا والغربة ومكتابي»‪ .‬ثم صدر الجزء الثالث من‬ ‫األعمال الكاملة للفنان والزجال المغربي المبدع األستاذ حسن المفتي‪ ،‬لتكتمل حلقات الذاكرة الحية واستكملت‬ ‫صورتها التامة والكاملة‪ .‬ويضم هذا الجزء الثالث واألخير‪ ،‬الذي يقع في ‪ 236‬من الحجم المتوسط‪ ،‬بين دفتيه‬ ‫«مجمل» اإلنتاج السرديّ والنقدي الذي قدمه الفقيد؛ موزعا على أربعة أبواب رئيسية‪ :‬القصص القصيرة‪،‬‬ ‫ومذكرات العلم‪ ،‬وإضاءات‪ ،‬ومن الذاكرة؛ فضال عن ثالثة أبواب يمكن‬ ‫أن نعتبرها ثانوية أو مالحق ما دامت أنها ال تعد ضمن اإلنتاج الصرف‬ ‫لصاحب األعمال الكاملة‪ ،‬وهي‪ :‬أهازيج نساء تطوان‪ ،‬وشهادات‪،‬‬ ‫وسيرة إنسان وفنان‪..‬‬ ‫ولما كان من الصعب أن نقف‪ ،‬في هذه المقالة ذات الحيز‬ ‫المحدود‪ ،‬عند األجزاء الثالثة كلها؛ فإنني قررتُ أن أتناول الحديث عن‬ ‫الجزء الثالث واألخير من األجزاء المشار إليها‪ ،‬محاوال أن ألقي نظرت‬ ‫وتأمالت سريعة على مكوناتها‪ ،‬وتحديدا األبواب األربع التي تشكل‬ ‫المادة الرئيسية في اإلنتاج الخاص بصاحب األعمال الكاملة‪.‬‬ ‫وقبل أن أنتقل إلى التعريف بمواد هذا الجزء‪ ،‬فإنه يجدر بي‬ ‫أن أسجل هنا واآلن أنه إذا كانت شهرة حسن المفتي في الساحة‬ ‫األدبية والثقافية والفنية داخل المغرب وخارجه قد ارتبطت أشد‬ ‫االرتباط بالكتابة الزجلية‪ ،‬وخاصة من خالل كلمات األغاني التي‬ ‫خطها وأبدعها طيلة مساره األدبي؛ فإن اإلنتاج النثري (خاصة منه‬ ‫القصصي والنقدي) الذي قدّمه المفتي ال يقل أهمية وعمقا وثراء‬ ‫عن اإلنتاج الزجلي‪ ،‬سواء من حيث المضامين الفكرية التي يطرقها‬ ‫الكاتب األديب أم من حيث األساليب الجمالية والفكرية التي توسل‬ ‫بها في الكتابة واإلبداع‪.‬‬ ‫وإنني ألعبر عن استغرابي كيف أن هذا اإلنتاج (أقصد هنا الكتابات‬ ‫القصصية والنقدية وحتى البورتريهات والمذكرات أيضا) بقي بعيدا‪،‬‬ ‫نوعا ما‪ ،‬عن اهتمام الدارسين والمتتبعين للتجربة اإلبداعية واألدبية‬ ‫للمفتي‪.‬‬

‫****‬

‫يقف القارئ في الباب األول المخصص للقصص القصيرة على‬ ‫ست قصص قصيرة من القصص‪ ،‬وهي‪ :‬ثم رآها تطفو‪ ،‬ليلة أخرة‪،‬‬ ‫عودة إلى نقطة الصفر‪ ،‬صاحب الصندوق األسود‪ ،‬أصبح رجال‪ ،‬عندما‬ ‫ترقص األرض؛ وهي نصوص ‪ -‬كما يسجل القارئ‪ -‬نشرها المفتي‬ ‫بين سنتي ‪ 1960‬و‪ ،1961‬بكل من جريدة «العلم» (‪ 4‬نصوص)‬ ‫ومجلة «الوطن العربي» القاهرية (نصان)‪ .‬وإنني ألتعجب كيف أننا ال‬ ‫نجد‪ ،‬باستثناء الوقفة التي خصصها األستاذ الدكتور مصطفى يعلى‬ ‫في كتابه حول «السرد المغربي ـ بيبليوغرافية متخصصة» (المدارس للنشر والتوزيع‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،)2001 ،‬أية‬ ‫التفاتة أخرى نحو التجربة القصصية لحسن المفتي لدى الدارسين الذين تناولوا القصية القصيرة في المغرب‬ ‫من أمثال أحمد اليابوري وأحمد المديني ونجيب العوفي وغيرهم؛ بالرغم من أن هذا القاص المغربي بادر منذ‬ ‫مرحلة مبكرة من حياته األدبية إلى نشر نصوصه القصصية على صفحات بعض المنابر اإلعالمية والصحافية‪،‬‬ ‫سواء داخل المغرب أم في القاهرة التي هاجر إليها سنة ‪ 1957‬من أجل متابعة التكوين والدراسة‪.‬‬ ‫وفي السياق ذاته‪ ،‬أتساءل بكل شوق وتطلع‪ :‬ألم يكتب ذ‪ .‬المفتي‪ ،‬رحمه اهلل‪ ،‬غير هاته النصوص فقط؟ آمل‬ ‫أن يظفر المهتمون بإنتاج آخر في القصة القصيرة وغيرها من الفنون التي أسهم فيها الرجل‪.‬‬ ‫إن القارئ لهذه النصوص يسجل أن الكاتب ‪ /‬القاص حسن المفتي التزم‪ ،‬بشدة‪ ،‬بقواعد البنية التقليدية في‬ ‫الكتابة القصصية؛ وذلك بالنظر إلى أن هذا النمط من الكتابة كان هو المهمين على المرحلة التاريخية (عقد‬ ‫الستينيات) التي كتبت فيها تلك النصوص‪.‬‬ ‫يتجلى هذا االلتزام على مستوى المضمون؛ فالمتأمل في هاته القصص يلمس أن الهم اإلنساني‪ ،‬بمختلف‬ ‫تجلياته ومظاهره‪ ،‬هو ما كان يشغل بال األستاذ حسن المفتي الذي ظل في هاته القصص الست منجذبا إلى‬ ‫قضايا المجتمع وهمومه‪ ،‬حيث يلمس القارئ أن الهاجس اإلصالحي والتربوي هو ما يشغل بال الكاتب واهتمامه‬ ‫ويحركه‪.‬‬ ‫إن من أبرز العلل واألمراض االجتماعية التي تناولتها هذه القصص نذكر‪ :‬غياب المسؤولية لدى بعض‬ ‫اآلباء في تربية األبناء (قصة «أصبح رجال»)‪ ،‬واستغالل األغنياء للفقراء وعدم اكتراثهم بالمحن التي يخبطون فيها‬ ‫(قصة «ليلة أخرى»)‪ ،‬واستعمال الوساطة والتدخالت من أجل الحصول على عمل بالرغم من انعدام الكفاءة وعدم‬ ‫األهلية (قصة «عودة إلى نقطة الصفر»)‪ ...‬وغيرها من العلل التي كانت وما زالت تنخر كيان المجتمع المغربي‪.‬‬ ‫إن عناية المفتي في هاته القصص كانت تشمل مختلف مكونات المجتمع وشرائحه‪ ،‬سواء الطفل أم المرأة‬ ‫أم العجوز أم الموظف أم الفالح أم العاطل أم ماسح األحذية‪.‬‬ ‫هنا‪ ،‬أنبه إلى أن قصص المفتي تمثل وثيقة اجتماعية حية عن طبيعة المجتمع المغربي خالل مرحلة هامة‬ ‫ومفصلية من تاريخ المغرب‪ .‬وإن القاسم المشترك الذي يجمع بين كل شخصيات أغلب هاته القصص هو الحزن‬ ‫أو المعاناة واأللم‪.‬‬ ‫كما أن االلتزام بقواعد الكتابة التقليدية في قصص المفتي ال ينحصر في الجانب الفكري ‪ /‬الموضوعي‪ ،‬بل‬

‫مبدع متعدد المواهب‬

‫إن هذا االلتزام شمل أيضا األداء الفني ‪ /‬الشكلي؛ فقد كانت المكونات السردية التالية‪ :‬الوصف والحوار بنوعيه‬ ‫(الديالوج ‪ /‬المونولوج) والشخصيات والزمن القصصي والمكان القصصي والحلم والفالش باك‪ ...‬كلها حاضرة‬ ‫في القصص الست‪.‬‬ ‫وفي الباب الثاني من األبواب الرئيسية التي يتضمنها الجزء الثالث من األعمال الكاملة لألديب المبدع‬ ‫ومتعدد المواهب األستاذ حسن المفتي‪ ،‬يطالع القارئ «مذكرات العلم»؛ وهي مذكرات ‪ /‬مقاالت ذات نفس‬ ‫أتوبيوغرافي دأب الكاتب على نشرها أسبوعيا على صفحات جريدة «العلم» في سنوات الستينيات من القرن‬ ‫الماضي‪ .‬ومن ثمّ‪ ،‬يمثل الباب الموسوم بـ»مذكرات العلم» تجميعا للحلقات الـ‪ 12‬التي دأب صاحبها على نشرها‬ ‫على صفحات جريدة «العلم» طيلة سنوات‪ .‬وحسب التواريخ المذيلة لكل حلقة من تلك الحلقات‪ ،‬فإن نشر أولى‬ ‫حلقات هذه المذكرات يعود إلى تاريخ ‪ 3‬دجنبر ‪1967‬؛ أما نشر الحلقة األخيرة‪ ،‬فهو مؤرخ بـ‪ 8‬ماي ‪ .1969‬وهي‬ ‫كاآلتي‪ :‬أم كلثوم‪ ..‬والبحث عن تذكرة (‪ 7‬مارس ‪)1968‬؛ الفن‪ ..‬وازدواجية األزمة (‪ 8‬ماي ‪)1968‬؛ موليير يستغيث‪:‬‬ ‫«أنا باهلل والشرع» (‪ 2‬نونبر ‪)1968‬؛ ‪ ..‬وانطفأت «األنوار» (‪ 15‬أبريل ‪)1969‬؛ استيقظوا أيها السينمائيون‪ ..‬فقد‬ ‫غلبتم أهل الكهف‪ 16( ..‬نونبر ‪)1967‬؛ حول الشعر الشعبي (‪ 17‬دجنبر ‪)1967‬؛ خواطر مبعثرة (‪ 29‬فبراير ‪)1968‬؛‬ ‫كتّاب األغاني‪ ..‬غارقون في شبر ماء (‪ 22‬أبريل ‪)1969‬؛ حسن عريبي‪ ..‬والتراث الفلكلوري الليبي (‪ 8‬ماي ‪)1969‬؛‬ ‫حوار مفتوح مع متمردة (‪ 3‬دجنبر ‪)1967‬؛ اكتتاب من أجل السينما (‪ 10‬دجنبر ‪)1967‬؛ أكياس التبن (فاتح ماي‬ ‫‪.)1968‬‬ ‫وإن المالحظة العامة التي يسجلها القارئ لهذه الحلقات المنشورة في الكتاب وتلفت انتباهه هي أن‬ ‫الذين تولوا جمع مواده لم يراعوا التسلسل الزمني حين أعادوا نشر تلك الحلقات‪ .‬وعلى كل حال‪ ،‬فإن هذه‬ ‫المسألة لن تضر بمضمون المذكرات ما دام أن كل حلقة من تلك الحلقات تنفرد بموضوع معين مستقل؛‬ ‫غير أنه كان من األولى والمستحسن أن يحافظ جامعو المواد على الترتيب التاريخي للحلقات‪ ،‬حتى يتسنى‬ ‫للقارئ أن يتبين الفرق في طريقة الكتابة وأسلوبها‪ ،‬ال سيما أن كتابة هذه المذكرات امتدت زهاء ثالث‬ ‫سنوات (‪..)1969 - 1968 - 1967‬‬ ‫وفي الباب الثالث من الجزء الثالث من األعمال الكاملة للمفتي المعنون بـ»إضاءات»‪ ،‬ينتقل القارئ إلى نمط‬ ‫آخر من أنماط الكتابة السردية التي أسهم فيها الراحل بقلمه؛ وهو أدب أو فن المقالة النقدية‪ .‬ويتضمن الباب‬ ‫‪ 8‬مقاالت في موضوعات متنوعة شائكة وقضايا ومثيرة ما زالت تحتفظ براهنيتها إلى اليوم‪ :‬السينما واألغنية‬ ‫والزجل والدراما اإلذاعية‪ .‬وإن القارئ المتأمل في تلك المقاالت النقدية يجد أن صاحبها التزم بالصراحة والجرأة‬ ‫في كثير من المواقف التي عبر عنها‪ ،‬بلغة حجاجية وصادقة وقوية‪.‬‬ ‫وفي الباب الرابع المعنون بـ «من الذاكرة»‪ ،‬ال يبتعد المؤلف‬ ‫حسن المفتي عن فن المذكرات الذي عالجه في الباب الثاني‪ .‬ومن‬ ‫ثم‪ ،‬فإن هذا الباب يشكل تتمة وتكملة للباب السابق‪ ،‬ألن مدار‬ ‫الحديث في المقاالت المدرجة فيه هو الذاكرة والمذكرات والذات‪،‬‬ ‫إذ يحكي فيه الكاتب عن جملة من الذكريات واألحداث التي عاشها‬ ‫خالل محطات من حياته الفنية الغنية‪.‬‬ ‫ويظل الصدق والجرأة والوضوح والبساطة هي السمات التي‬ ‫تطبع هذه النصوص التسعة المدرجة في الباب الرابع من الجزء‬ ‫الثالث من األعمال الكاملة؛ من قبيل‪ :‬عامر نغم لن ينسى‪ ،‬أول يوم‬ ‫في البالتوه‪ ،‬من ذكرياتي‪ ،‬أول مساعد مخرج مغربي في السنيما‬ ‫العربية‪ ،‬تعبت من الجري وراء السراب‪....‬‬ ‫بناء عليه‪ ،‬يمكن أن نؤكد أن مقولة «الفنان المبدع شعلة تحترق‬ ‫لتنير طريق اآلخرين» يصدق‪ ،‬إلى حــد بعيد‪ ،‬إطالقها على تجربة‬ ‫حسن المفتي‪ ،‬األديب القاص والناقد الحصيف والزجال والسينمائي‬ ‫واإلذاعي‪ ،‬متعدد المواهب؛ فهذا الرجل يلمس كل قارئ متأمل في‬ ‫تجربته أنه استطاع أن يعكس في كل األعمال الفنية الغنية والمتنوعة‬ ‫التي أبدعها كل التحوالت االجتماعية والسياسية واإلنسانية التي‬ ‫شهدها المغرب طيلة عقود عديدة‪.‬‬ ‫وفي ختام هذه المقالة‪ ،‬يطيب لي أن أسجل أربع مالحظات‪/‬‬ ‫إشارات‪:‬‬ ‫أوالها‪ :‬أنبه إلى أنني وقفت بتوجيه من أستاذي الجليل رضوان‬ ‫احدادو على قصة منشورة لألديب حسن المفتي منشورة في مجلة‬ ‫«الحديقة» وغير مدرجة ضمن الباب الخاص بالقصص القصيرة؛‬ ‫وهو ما يؤكد للقارئ المتخصص أن هذا العمل يظل ناقصا غير‬ ‫مستوف لكل أعمال المفتي األدبية‪ .‬ومن ثمّ‪ ،‬آمل أن ينكب أحد‬ ‫الدارسين المتخصصين في األدب المغربي الحديث على جمع اإلنتاج‬ ‫األدبي الكامل‪ ،‬الذي أنتجه الرجل‪ ،‬خدمة للتراث األدبي والفني لهذه‬ ‫الشخصية المتفردة في سماء الفن واألدب بالمغرب‪.‬‬ ‫وفي المالحظة الثانية‪ ،‬يطيب لي بمناسبة الذكرى التاسعة لرحيل هذه القامة األدبية‪ ،‬التي بادرت بعض‬ ‫الهيئات الثقافية مشكورة مأجورة في مختلف ربوع بالدنا إلى االحتفاء بها خالل أكثر من محطة بعد رحيلها‬ ‫مسلطة الضوء على تجربتها وإنتاجها المتنوع‪ ،‬أن أؤكد أن أحسن تكريم السمه هو االنكباب على قراءة أعماله‬ ‫وترويجها في أوساط الشباب واألجيال المقبلة؛ وهو عمل يفضل بكثير‪ ،‬بكل تأكيد ودون شك‪ ،‬إطالق اسمه على‬ ‫زقاق في حيّ خلفي مثلما اعتاد الكثيرون‪..‬‬ ‫ونأتي إلى المالحظة أو باألحرى اإلشارة الثالثة‪ ،‬ألسجل أن اإلعجاب باإلنتاج األدبي السردي لألستاذ حسن‬ ‫المفتي رحمه دفعني إلى االنكباب‪ ،‬منذ ثالث سنوات‪ ،‬بتوجيه من أستاذي الدكتور مصطفى يعلى حفظه اهلل‪ ،‬على‬ ‫إنجاز دراسة وافية عن هذا اإلنتاج الغني والمتعدد الذي يشمل القصة القصيرة والمذكرات والبورتريه والنقد‬ ‫األدبي‪ ،‬فكان من ثمرات هذه الجولة والصحبة الماتعة وأنا أتجول بين أفياء تلك الدرر اللوامع التي خطها يراع‬ ‫الرجل كتاب قائم الذات والصفات سيرى النور قريبا بحول اهلل تعالى بعنوان «حسن المفتي‪ ..‬الوجه اآلخر‪ ..‬قراءات‬ ‫في التجربة السردية»‪..‬‬ ‫أما المالحظة الرابعة واألخيرة‪ ،‬فإنها تدعو إلى االهتمام باألعالم المغاربة‪ ،‬في شتى ميادين األدب والمعرفة؛‬ ‫بالنظر إلى الخطر الذي يتهدد هذه األسماء‪ .‬وما دعاني إلى تسطير هذه المالحظة هو أنني وقفت في موقع‬ ‫متخصص في السينما على معلومة مفادها أن حسن المفتي هو مصري الجنسية‪ .‬وقد انتابني الشك في ما أقرأ؛‬ ‫غير أنني واصلت القراءة وأعادتها‪ ،‬فوجدت أن الكالم ينطبق إلى حد كبير الشخصية التي يدور عليها الحديث‬ ‫في هذا المقال‪ ،‬فهو «مولود سنة ‪ ،1935‬وتابع دراسة الفن المسرحي والسينمائي بالقاهرة بداية الخمسينات‪،‬‬ ‫واشتغل مخرجاً مساعداً إلى جانب كبار المخرجين المصريين كيوسف شاهين وصالح أبو سيف وهنري بركات‪،‬‬ ‫والتحق بعد هذه الفترة باإلذاعة والتلفزيون بالمغرب حيث أنتج مجموعة من البرامج التلفزيونية‪ ،‬وكذلك فيلم‬ ‫«دموع الندم» للمرحوم محمد الحياني‪ ،‬ومجموعة كبيرة من األغاني مع عدد من المطربين والمطربات»‪ ،‬وفق‬ ‫ما ورد في الموقع المصري المتخصص في السينما‪ .‬وبخصوص هذه الشخصية‪ ،‬فإن الجهل ال يقتصر‪ ،‬في واقع‬ ‫الحال‪ ،‬على إخواننا المصريين وحدهم؛ بل إن كتابا صدر منذ سنوات معدودة يتضمّن تراجم ونبذا عن أعالم‬ ‫حاضرة تطاون أورد معلومات خاطئة حول هذه الشخصية‪ ،‬واهلل وأعلم‪ ،‬والسالم‪.‬‬

‫عبد اهلل بديع‬ ‫تطاون ‪ 28‬أكتوبر ‪2017‬‬


‫العدد ‪912‬‬

‫من �أعالم‬ ‫مو�سيقى الألة‬ ‫بطنجة‬

‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪� 30‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫الشريف موالي إدريس بن موالي علي الوزاني‬ ‫‪1432 – 1336‬ﻫ ‪2011-1917 /‬م‬ ‫(‪)2‬‬

‫أجدني اليوم مدفوعا أكثر من أي وقت أخر إلى كتابة تعريف بأحد رجال الفن األصيل وألمع الولوعين بموسيقى األلة بطنجة‪ ،‬إنه‬ ‫الشريف موالي إدريس بن موالي علي الوزاني‪ ،‬وذلك بعد شدة اندهاشي واستغرابي لما سطر في مقالة حملت عنوان‪( :‬قائمة الهواة‬ ‫والمطربين للموسيقى األندلسية بمدينة طنجة ‪ )1990–1982‬نشرت أخيرا على صفحات جريدة طنجة الغراء‪ .‬العدد ‪ 23 (.3968‬شتنبر‬ ‫‪ .)2017‬وعلى صفحات جريدة الشمال االهادفة في رسالتها اإلعالمية‪ .‬العدد ‪ 26 ( .908‬شتنبر ‪ .)2017‬الصفحة ‪ ،12‬والمقالة بقلم‬ ‫الدكتور رشيد العفاقي‪ ،‬وهي عبارة عن تقديم ونشر وثيقة وضعها الشريف موالي إدريس الوزاني (ت ‪2011‬م)‪.‬‬ ‫وبعد قراءة تلك المقالة وإعادة النظر في مضمونها المرة بعد األخرى ظهر لي أن الدكتور المحترم لم يحالفه الصواب في هذا‬ ‫التقديم ‪ ،‬وقد أبان عن قصوره في معرفة أعالم موسيقى األلة بطنجة‪ ،‬فهو لم يحسن استثمار نص منشور من قبله بل ووضع له تقديما‬ ‫(يا ليته لم يخطه)‪ ،‬فهذا النص‪( :‬قائمة الهواة والمطربين) كان بين يديه منذ مدة ( فقد سبق لي أن نشرته على صفحتي بالفيس بوك‪،‬‬ ‫وكذلك في صفحة هواة الموسيقى األندلسية المغربية سنة ‪ ،)2010‬فالكاتب لم يدقق في مضمون النص‪ ،‬الذي ضم جميع المعطيات‬ ‫الصحيحة لكنه مع األسف أورد جلها مغلوطة في تقديمه‪ ،‬مما يظهر أنه ال يمتلك معرفة جيدة بأعالم شرفاء آل وزان‪ ،‬وال بموسيقى األلة‬ ‫وأعالمها وبقضاياها الفنية‪ .‬لذلك يلزمني الكشف عن بعض األخطاء الواقعة في تقديمه‪.‬‬

‫عبداملجيد ال�سماليل‬

‫باحت في تاريخ الموسيقى األندلسية‬

‫موالي إدريس الوزاني‬

‫وبعد حصول المغرب على استقالله وعودة منطقة طنجة إلى الوطن األم‪ ،‬انتخب موالي‬ ‫التعريف بموالي إدريس بن علي الوزاني‪:‬‬ ‫هو موالي إدريس بن علي بن الحاج عبدالسالم بن العربي الوزاني‪ ،‬كان يحلو له توقيع إدريس الوزاني ممثال لمدينة طنجة في أول مجلس تشريعي بالمملكة المغربية سنة ‪1963‬م‪،‬‬ ‫نسبه بشريف دْوَزَّان‪ ،‬فهو سليل بيت الشرفاء الوزانيين الذائع الصيت في ربوع المغرب قاطبة‪ ،‬ونظرا لخدماته العديدة وتفانيه في عمله ومساهماته في األعمال االجتماعية أنعم عليه جاللة‬ ‫وكان لبعض أفراد هذا البيت مساهمة في انتعاش مجالس طرب األلة في الوسط المحلي‪ ،‬كما الملك الحسن الثاني بوسام الرضى من الدرجة األولى‪.‬‬ ‫كان لنخبة من أبنائه دور في رعاية وتشجيع هواة هذا الطرب األصيل من خالل المجالس‬ ‫وعُ ِرفَ الشريف موالي إدريس الوزاني طيلة حياته بنشاطه المميز في العديد من الجمعيات‬ ‫واألمسيات التي كانت تحتضنهما دَارَا الضمانة‪ :‬في حي دار البارود وفي حي مرشان‪.‬‬ ‫االجتماعية والفنية بمدينة طنجة ومن أهمها‪ :‬مؤسسة دار الهناء لرعاية ذوي االحتياجات‬ ‫ازداد موالي إدريس بمدينة طنجة يوم ‪ 13‬ذي الحجة ‪1335‬هـ موافق ‪ 30‬شتنبر‪1917‬م‪ ،‬الخاصة‪ ،‬جمعية هالل األحمر‪ ،‬نادي األسود الدولية‪ ،‬وجمعية غرسة غنام‪.‬‬ ‫وتربى في كنف والديه محاطا برعايتهما‪ ،‬واللذين سعيا إلى تهذيبه وترسيخ القيم النبيلة في‬ ‫وأما جمعية هواة الموسيقى العربية بطنجة فهي الجمعية التي صال وجال فيها الشريف‬ ‫نفسه‪ ،‬ونشأ بين أسرة تتألف من ثمانية أبناء ذكور وهو أحدهم‪ ،‬وست بنات‪ .‬ولما أدرك سن موالي إدريس الوزاني خالل سنوات طويلة‪ ،‬فقد حظي برئاستها منذ تأسيسها سنة ‪1957‬م‪،‬‬ ‫الخامسة ألحقه والده بالكتاب القرآني الخاص بالشرفاء الوزانيين المجاور لبيتهم بمرشان‪ ،‬وإليه يعود الفضل في استمرار بقائها لعدة عقود من الزمن‪ ،‬وتواصل إشعاع أنشطتها‬ ‫وهناك شرع في تعلم القراءة والكتابة وفي استظهار أجزاء من القرآن الكريم تحت إشراف الفنية‪ ،‬كما كان له يد في مد جسور التواصل مع بعض الفرق الفنية الجزائرية التي كانت‬ ‫الفقيه المدرر أحمد اللغميش الزرارعي الذي‬ ‫تعنى بالطرب الغرناطي الذي كان له اهتمام‬ ‫كان يحظى برعاية خاصة من قبل والده‪.‬‬ ‫كبير بتراثه ويجيد أنغامه وأدواره‪ ،‬وقد ذلل‬ ‫وبعد فرض النظام الدولي على مدينة‬ ‫لتلك الجمعيات سبل إحياء األمسيات الفنية‬ ‫طنجة سنة ‪1925‬م‪ ،‬هاجر موالي إدريس مع‬ ‫بفضاءات مدينة طنجة‪ .‬وق��د ظل موالي‬ ‫جميع أفراد أسرته إلى داخل المغرب‪ ،‬وعمره‬ ‫إدريس يرعى نشاط جمعية هواة الموسيقى‬ ‫يومئذ ال يتجاوز ثمان سنوات‪ ،‬حيث اختارت‬ ‫العربية ويساهم في إنجاح لقاءاتها الفنية إلى‬ ‫عائلته االستقرار في مدينة سال أوال ثم في‬ ‫حين وفاته‪.‬‬ ‫مدينة مكناس‪.‬‬ ‫وقد جاء تأسيس هذه الجمعية بمبادرة‬ ‫وبعــــد سنــوات من الهـــجـــرة عادت‬ ‫من نخبة المولعين بالفــن األصيـــل (األلة)‬ ‫األسرة بجميع أبنائها إلى مسقــط الرأس‬ ‫خاصة‪ ،‬وبالموسيقــى العربيـــة عامــة‪ ،‬بعد‬ ‫سنة ‪1929‬م‪ ،‬وهي السنة التي ألحقه فيها‬ ‫حصولهم على هبة مالية من أمير الكويت‬ ‫والده بالمدرسة الحكومية التي كان يدريها‬ ‫أن��ذاك الشيخ الصباح‪ ،‬وم��ن ألمع الوجوه‬ ‫الفرنسي بونسي (المدرسة الفرنسية العربية)‪،‬‬ ‫الفنية التي ساهمت في هذا التأسيس نذكر‪:‬‬ ‫و هناك الزم فصولها الدراسية بضع سنوات‬ ‫إلى أن حصل على الشهادة االبتدائية سنة‬ ‫محمد العربي المرابط‪ ،‬أحمــد الزيتونــي‪،‬‬ ‫‪1935‬م‪ ،‬ثم التحق بعد ذلك لمتابعة دراسته‬ ‫محمد بن عبد اهلل‪ ،‬محمد المروش‪ ،‬وموالي‬ ‫بكوليج موالي إدريس بمدينة فاس‪ ،‬نظرًا‬ ‫إدريس شريف دْوَزَّان الذي وضع األعضاء‬ ‫إلى عدم وجود ثانوية بمدينة طنجة في تلك‬ ‫المؤسسون فيه الثقة الكاملة لكفاءته الفنية‬ ‫الفترة‪ ،‬وهناك في مدينة العرفان أدرك مبتغاه‬ ‫هواة موسيقى اآللة يرى واقفا موالي إدريس الوزاني وعن يمينه الفنان محمد المروش ولمكانته المعتبـــرة في الوسط المحلي‪،‬‬ ‫العلمي ونال قسطا من المعارف المختلفة‪ ،‬وإثر‬ ‫ُ‬ ‫فأسْ ِندَتْ إليه رئاسة هذه الجمعية و عهد‬ ‫مشاركته سنة ‪1938‬م في أعمال احتجاجية‬ ‫إليه بتدبير أمورها اإلدارية والفنية‪.‬‬ ‫على تصرفات السلطات الفرنسية تجاه الزعماء الوطنيين والمناضلين الحزبيين الذين كانوا‬ ‫ولقد كان لجمعية هواة الموسيقى العربية في بداية نشاطها ناد يجتمع فيه أعضاؤها‬ ‫يرفعون مطالب مشروعة تضمن حرية وكرامة المواطنين المغاربة قاطبة‪ ،‬أرغمته سلطات‬ ‫الحماية على مغادرة مدينة فاس‪ ،‬بعد أن سحبت منه جواز سفره‪ ،‬ومنعته من العودة إلى مسقط وهواة الموسيقى بطنجة‪ ،‬ولم يكن هذا الفضاء الذي احتضنهم سوى النادي المحمدي الذي‬ ‫رأسه‪ ،‬وحالت بينه وبين الدخول إلى منطقة طنجة الدولية‪ ،‬وفرضت عليه اإلقامة اإلجبارية في كان يوجد بزنقة عقبة الفرنسيس‪ ،‬ولم تدم فترة نشاطهم في هذا النادي إال زمنا يسيراً‪.‬‬ ‫مدينة القنيطرة حيث كان شقيقه األكبر موالي الحسن يتولى باشوية تلك المدينة‪.‬‬ ‫وسعت الجمعية في بدايتها إلى إنشاء جوق تابع لها ضم ألمع الموسيقيين والمنشدين في‬ ‫وإثر انتهاء الحرب العالمية الثانية ونزول القوات األمريكية بمنطقة الغرب‪ ،‬تمكن موالي مدينة طنجة‪ ،‬وغالبيتهم أدرجت أسماؤهم في قائمة المطربين وهواة الموسيقى األندلسية‬ ‫إدريس الوزاني سنة ‪1945‬م من استعادة جواز سفره بواسطة بعد تدخل أحد الضباط التي وضعها موالي إدريس الوزاني‪ ،‬وكما استطاعت هذه الجمعية في نهاية الخمسينات أن‬ ‫األمريكيين‪.‬‬ ‫تؤلف مجموعة صوتية شابة (الكورال)‪ ،‬حظيت باهتمام كبير من قبلها‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وفي سنة ‪1946‬م حل بمدينته واستقر بها نهائيا‪ ،‬بعد غياب دام سنوات عديدة‪ ،‬فارق فيها‬ ‫ويعتبر هذا الكورال النسوي من أقدم المجموعات الصوتية التي عُ ِرفت على الصعيد‬ ‫األهل واألحباب‪ ،‬وفقد فيها مجالس الفن األصيل (األلة) التي كانت تقام في منزل والده موالي الوطني‪ ،‬وقد سجل جوق هذه الجمعية بمعية هذا الكورال شذرات من طرب اآللة لفائدة‬ ‫علي بمرشان‪ ،‬وفي منزل عمه موالي أحمد بدار البارود‪.‬‬ ‫التلفزيون البريطاني‪ ،‬وتم ذلك في أحد فضاءات فندق فيال دو فرانس‪.‬‬ ‫وبعد عودته إلى مسقط رأسه تولى وظائف هامة في اإلدارة الدولية‪ ،‬وهي التي كانت‬ ‫(يتبع)‬ ‫يومذاك تدبر كافة المرافق العمومية في مدينة طنجة‪.‬‬


‫العدد ‪913‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 06‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫رف وعادات أهل شفشاون المنقرضة‬ ‫ِح ٌ‬ ‫أو المهددة باالنقراض‬

‫‪-‬‬

‫بقلم‪:‬‬

‫محمد القاضي‬

‫ـ‪4‬ـ‬

‫الخراز‪:‬‬

‫وهو الذي يمارس (تخرازت) وهي صناعة األحذية التقليدية للرجال والنساء (وتسمى البالغي مفرد البلغة)‪ ،‬ويوجد‬ ‫حي في المدينة يطلق عليه (الخرازين) كما يوجد في فاس وتطوان‪ ،‬يمارسها صناع مهرة غالبيتهم ورثها عن أجداده‪.‬‬ ‫والبلغة الشفشاونية مشهورة في األسواق الشمالية سواء منها الرجالية أو النسائية والتي يطلق عليها‪ :‬الشربيل وهي من‬ ‫اللغة الرومانية ‪ SERVILIA‬وكانت مستعملة في األندلس في القرن الرابع عشر بنفس االسم‪ ،‬وهي حذاء مطرز بالحرير‬ ‫والذهب‪ ،‬وثوبه من القطيفة‪ ،‬ثم الريحية وهي حذاء من الجلد ذي اللون األحمر‪ ،‬ويقال إن اسمه أخذه من الراحة ألنه يريح‬ ‫القدم‪ ،‬وكانت النّساء يستعملنه في الخروج مع لباس الحايك‪ ،‬ويوجد بنفس االسم في الوثائق الغرناطية‪ .‬ويقبل الرجال‬ ‫والنساء على اقتناء (البالغي) في موسم األعياد الدينية وهي عادة ما تكون ذات لون أصفر أو بني أو رمادي أو أبيض يلبسها‬ ‫الرجال مع الجلباب يوم العيد وفي المناسبات الوطنية واالجتماعية‪ ،‬وشكلتا لباس العروس يوم الدخلة ويوم الصبحية‪.‬‬ ‫وكان الخراز يصنع كذلك‪ :‬الزعبولة وهي محفظة كبيرة من الجلد مطرزة وذات غطاء يحفظ فيها الرجال أغراضهم ويحملها‬ ‫تحت جلبابه وأحيانا فوق الجلباب بالنسبة (للبواردي)= نسبة إلى أصحاب البارود أي الفرسان‪ ،‬وكانوا يقومون باستعراض‬ ‫خاص في ساحة المدينة (وطاء الحمام) حاملين بنادقهم على أكتافهم بجلبابهم القصير وعمامتهم الصفراء المتميزة في‬ ‫بعض المناسبات الدينية والوطنية‪.‬‬ ‫وكانت النساء في مدينتي شفشاون وتطوان يلبسن (ريحية سوداء) حزنا على سقوط غرناطة سنة ‪1492‬م في يد‬ ‫االسبان وخصوصا ذوات األصول األندلسية‪.‬‬ ‫ما زالت صناعة البالغي تلقى رواجا في األسواق المغربية ولها أسواق خاصة بها كما هو الشأن في مراكش وفاس‬ ‫وتطوان وشفشاون‪.‬‬

‫الغزل‪:‬‬

‫أي غزل الصوف سدى أو طعمة‪ ،‬وكان يتعاطى هذه الحرفة النساء‪ ،‬وكانت الكثير من نساء المدينة يشتغلن في‬ ‫الصوف‪ ،‬حيث يقمن بشرائها وغسلها عند ضفاف النهر المنساب من منبع رأس الماء‪ ،‬بعد ذلك يقمن بقرشلنها بالقرشال‬ ‫في البيوت‪ ،‬وهما لوحتان مربعتان (‪20‬سنتمتر على‪ )20‬بهما أسنان من سلك شائك‪ ،‬ومأخذ قصير كان التجار يستوردونه‬ ‫من مدينة فاس ووزان‪ ،‬وكان يصنعه اليهود ثم المغاربة وهو أندلسي األصل ما زال موجودا إلى اآلن في بعض مدن وقرى‬ ‫جنوب البرتغال ويقوم بنفس الدور‪.‬‬ ‫بعد مرحلة التقرشيل يقمن بغزلها في الناعورة (المغزل)‬ ‫المصنوعة من الخشب بتقنية بارعة‪ ،‬تقوم المرأة بتحريكها لصياغة‬ ‫الخيط الصوفي بشكل دائري‪ ،‬ليتم عرضها للبيع مرتين في األسبوع‪:‬‬ ‫االثنين والخميس صباحا باكرا في سوق خاص‪ ،‬ويقعدن محاذيات‬ ‫لبعضهن البعض في صفين متقابلين البسات (الحايك) وهو مالءة‬ ‫بيضاء من الخيط أو الصوف الرقيق تلفها المرأة حول جسمها واضعة‬ ‫طرفها على رأسها وكانت تلبسه المرأة الغرناطية في األندلس وكان‬ ‫يسمى(الملحفة)‪.‬‬ ‫وكان (الدرازة) أول من يتواجد في السوق للتبضع‪ ،‬بحيث يكون‬ ‫غاصا بهم‪ .‬إضافة إلى صاحب الميزان المسمى (ميزان الرمانة) وهو‬ ‫خاص بوزن الصوف‪ ،‬يؤدي مهمته مقابل أجر يدفعه الشاري أو البائع‬ ‫وذلك حسب العرف المتبع في الحرفة‪.‬‬ ‫لم يعد النساء اليوم يتعاطين لهذه الحرفة‪ ،‬فقد انقرضت في‬ ‫المدينة بعد تطور صناعة النسيج‪ ،‬وأصبحت المعامل الخاصة بذلك‬ ‫تغطي السوق بكل ما يحتاج إليه الصانع (الدراز)‪.‬‬

‫في كتابه (عمدة الراوين في تاريخ تطاوين ج‪ 1‬ص‪ )228:‬أن هذا النوع من الطعام هو المسمى عند العرب بالزّالبية بضم‬ ‫الزاي وتشديد الالم ويؤكل سخنا إن كان متقن الصنعة‪ .‬وكانت رائجة في الماضي ولكنها اليوم في طريق االندثار‪.‬‬

‫القابلة‪:‬‬

‫وهي المرأة التي كانت تقوم بالتوليد في البيوت بأساليب تقليدية‪ ،‬وكانت تمارسها بعض العجائز اكتسبن مهارتهن‬ ‫من خالل الممارسة‪ ،‬بحيث تتأكدن من وضع المرأة الحامل إن كان طبيعيا أم ال‪ ،‬ولهن طريقتهن في ذلك‪ ،‬وتبقى مع‬ ‫المرأة الحامل إلى أن تضع وليدها مستعملة في ذلك وسائل بسيطة كالزيت الساخن لمساعدة المرأة على الوالدة واالعتناء‬ ‫بالوليد وقطع حبل الوريد الذي تقوم بعقده من الجذور بموسي حالقة جديد‪ .‬ثم تلفه بقطعة قماش أبيض‪ ،‬تداوم على‬ ‫زيارة المرأة ووليدها لمدة أسبوع‪ ،‬وتقوم بإطعامها بالمقويات (المساخن) وتضع لها الحناء وتأخذها إلى الحمام‪ .‬فإذا كان‬ ‫الطفل المولود قبل (‪ )9‬تسعة أشهر – ‪ 7‬مثال‪ -‬تقوم بستره في قماش أبيض ثم تضعه في (هيضورة) ويبقى كذلك حتى‬ ‫يصرخ ويبكي‪ ،‬لمدة أسبوعين أو أقل‪ .‬وإذا كان الطفل ضعيفا فإن القابلة التقليدية كانت تسخن يديها ثم تدلك له ظهره‬ ‫بالزيت وتحمله من رجليه أو تعطيه بصال يشمه وذلك حتى يصرخ ويبكي‪ .‬وأحيانا ترفع للطفل يديه فوق رأسه ثم ترجعها‬ ‫وذلك أكثر من مرة حتى تتحسن حالته‪ ،‬كل ذلك مقابل أجر مادي بسيط تحصل عليه من طرف زوج المرأة النفساء‪ ،‬وفي‬ ‫بعض البوادي يكون أجرها (قالب سكر)‪ .‬وقد اندثرت هذه المهنة مع التطور الطبي‪ ،‬ولم يعد لها وجودا إال في بعض القرى‬ ‫النائية عن المدن حيث المستشفيات والقابالت (الممرضات العصريات)‪.‬‬

‫الفقيه‪:‬‬

‫وكان يطلق على معلم األطفال والصبية والشباب القرآن الكريم وحروف الهجاء‪ ،‬وكيفية الرسم والضبط والقراءة في‬ ‫المسيد (الكتاب) وهو مكان خاص اليخلو منه أي حي في المدينة‪ .‬يقصده اآلباء بأبنائهم بد ًء من سن الخامسة‪ ،‬للتعليم‬ ‫والتأديب تدريجيا مقابل أجر زهيد يدفعه األب للفقيه مرة كل شهر والسبوعية أي أجر رمزي يتقاضاه الفقيه كل أسبوع من‬ ‫طرف اآلباء‪ .‬وعادة ما كان الطفل يلتزم بالحضور إلى أن يحفظ ما تيسر له من كتاب اهلل أو يكمله‪ ،‬ويمكن تقسيم مرحلته‬ ‫الدراسية إلى قسمين‪:‬‬ ‫‪ - 1‬من بداية تعلمه القراءة والكتابة إلى وصوله الثالثين حزبا وكانت تسمى (البقرة الصغرى) ويحتفل به والده في‬ ‫البيت فيستدعي الفقيه وأقران ولده الذين يدرسون معه‪ ،‬وتقام لهم وليمة يقدم فيها أكله (الكسكوس باللحم) وهو طعام‬ ‫مغربيتقليدي‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الفترة الثانية وتكتمل بنهايته للقرآن الكريم (ستون حزبا)‬ ‫وكانت تسمى (السلكة) و (الختمة) نسبة إلى ختم القرآن أو (البقرة‬ ‫الكبيرة)‪ ،‬وتقيم األسرة حفلة كبيرة يذبح فيها األسر الميسورة ثورا‬ ‫واألخرى شاة أو ما يُسر لها‪ ،‬وتهيئ وليمة يحضرها الفقيه واألقران‬ ‫وأفراد األسرة والجيران‪ ،‬يقدم فيها الكسكوس باللحم وشرب الشاي‬ ‫بالفقاقص (نوع من الخبز الصغير الحجم حلو المذاق) وحلوة الغريبية‬ ‫(نوع من الحلوى المغربية التقليدية)‪ .‬كما تحتفل النساء بالمناسبة‬ ‫وتهنئة األم بالختم القرآني لولدها‪ .‬ويمنح األب للفقيه جلبابا جديدا‬ ‫تقديرا له على حسن قيامه بواجبه وتمكين ابنه من ختم كتاب اهلل‪،‬‬ ‫وتشجيعا له كذلك على المسايرة والجد‪ .‬وقد انقرضت هذه العادة في‬ ‫المدينة‪ ،‬وبقيت موجودة في بعض القرى والبوادي المغربية‪.‬‬

‫الحاليقي‪:‬‬

‫الحداد‪:‬‬

‫نسبة إلى الحدادة ويقال لها (تحدادت) وكان يمارسها الرجال‪،‬‬ ‫وهي عبارة عن صنع السيوف والشبابيك والفؤوس واألبواب وسنابك‬ ‫الخيول والبغال والحمير والسكاكين والسياج والسكك للحراثة واألقفال‬ ‫والمفاتيح والضرابيز واألخراس والدروع واللجام للبهائم‪ ،‬والمناجل‬ ‫وحامالت المصابيح (الفنارات)‪ .‬وكانت مزدهرة في المدينة وتوفر كل‬ ‫ما يحتاج إليه الناس لمزاولة أعمالهم اليومية في المدينة والبادية‪،‬‬ ‫امتهنتها بعض األسر جيل عن جيل إلى أن انقرضت بمفهومها‬ ‫التقليدي‪ ،‬وتطورت حسب الظروف الجديدة للحياة‪ ،‬واقتحمت عالم‬ ‫السياحة بأشكالها الهندسية الجميلة‪ :‬شبابيك صغيرة‪ ،‬فنارات‪ ،‬إطارات‬ ‫مربعة ومستطيلة للمرايا‪ ،‬وغير ذلك من الديكورات التي تعرض للبيع في البازارات‪.‬‬

‫النجار‪:‬‬

‫نسبة إلى مهنة النجارة ويقال لها (تنجارت) وهي حرفة يدوية عرفتها المدينة منذ تأسيسها‪ ،‬حيث جلبها المهاجرون‬ ‫من األندلس الذين استوطنوا المدينة‪ ،‬تعاطاها العديد من األسر جيل بعد جيل‪ ،‬ولعبت دورا حضاريا في الحفر على الخشب‬ ‫والنقش والتزويق ما زالت آثاره سارية إلى اليوم «كالترنجة» و «السداسية» و»الثمانية»‪ ،‬وقد ازدهرت بفضل تأثير الصناع‬ ‫األندلسيين الذين برعوا في مختلف مظاهر الصناعة‪ .‬واكبت توسيع المجال الحضاري للمدينة وخصوصا في األبواب‬ ‫والنوافذ والبساطات للسقوف الداخلية للمساجد والزوايا والبيوت الكبيرة‪ ،‬والصناديق المزخرفة والمرافيع وغيرها وما‬ ‫زالت هناك بعض األسر العريقة يحترف هذه المهنة بعد تطويرها وإخضاعها لظروف العيش الجديدة وخصوصا ما يتعلق‬ ‫بالتزويق على الخشب باأللوان المختلفة وأشكال هندسية دقيقة مجسمة على الصناديق واإلطارات المربعة والمستطيلة‬ ‫للزينة تباع في البازارات والمحالت الخاصة ألنها ولجت عالم السياحة وأصبحت معشوقة‪.‬‬

‫الحجام‪:‬‬

‫نسبة إلى مهنة الحجامة‪ ،‬يتعاطى محترفوها ح ْلق الرؤوس وختان األطفال‪ ،‬وفصد الدماء‪ ،‬وقلع األضراس وجبر‬ ‫المكسورين وقطع الحلق لألطفال‪ ،‬ومعالجة بعض األمراض الجلدية‪ ،‬وكان يستعمل أدوات بسيطة في ذلك‪ :‬المقص‬ ‫والموسى و»الكالب»= اللقاط على شكل بوق صغير‪ ،‬وقارورتان يستعملهما «للحجامة» حيث يضعهما في قفا الرجل بعد‬ ‫جرح المكان الذي يراد نزول الدم منه إلى قارورة الحجام‪ ،‬وكلما امتألت إال وينزعها‪ .‬وبعد إفراغها يعيدها بعد الغسل‪ .‬وهي‬ ‫حرفة قديمة ومشهورة في تاريخ الطب العربي واإلسالمي‪ .‬وقد اندثرت هذه المهنة اليوم مع تطور الطب الحديث‪.‬‬

‫السفانجي‪:‬‬

‫نسبة إلى صانع اإلسفنج‪ ،‬وهو الدقيق المعجون ثم يخمر وبعدها يضعه السفانجي في المقالة المثلثة الشكل يغلي‬ ‫فيها الزيت وهو دائري الشكل في وسطه ثقب‪ ،‬يساعده في ذلك مساعد يقوم بقلب اإلسفنج والتأكد من طهيها واحمرارها‬ ‫ثم يخرجها ليضعها في إناء خاص بذلك لتكون رهن إشارة الزبون لتناولها في الصباح كوجبة الفطور‪ .‬وكانت تحمل‬ ‫في خيط مصنوع من الدوم‪ .‬وكان من عادة صانعي اإلسفنج في المدينة أن يخصصوا المقالة األولى لتوزيعها بالمجال‬ ‫وتسمى (العباسية)‪ ،‬وفي شهر رمضان يتحول إلى صانع للشباكية وهي نوع من الملويات المتكونة من عجين متشابك في‬ ‫الزيت ثم يلقى في إناء متوسط مليء بالعسل‪ ،‬وبعد إشباعها من العسل تخرج من اإلناء ويتم عرضها للزبناء بعد صالة‬ ‫العصر وإلى غاية آذان المغرب حيث يتناولها الصائمون مع شربة الحريرة‪ .‬وهناك من األسر من كان يصنعها في بيته قبل‬ ‫دخول شهر رمضان بأيام ويحتفظ في إناء خاص‪ ،‬وقد انتقلت من الشام إلى األندلس ومنها إلى المغرب‪ .‬ويذكر الرهوني‬

‫قراءة الحزب‪:‬‬

‫هو الحاكي الذي يلتف حوله الناس على شكل دائرة في ساحة‬ ‫عمومية ليسمعهم حكايات وقصص ون��وادر‪ ،‬وهي ظاهرة قديمة‬ ‫كانت تقوم مقام ادوات الترفيه‪ ،‬فقد ارتبطت باستمرار بالفرجة وبنوع‬ ‫من التعبير عن سلوك ثقافي وفني‪ ،‬وعادة ما كانت تعقد (الحلقة) بعد‬ ‫صالة العصر‪ ،‬حيث كان الحاليقي يزود الملتفين حوله بالحكايات‬ ‫ويغذي المتخيل المشترك باألزليات والعنتريات والهالليات والسير‬ ‫األخرى وضمنها السيرة النبوية (خالل شهر رمضان) وألف ليلة وليلة‬ ‫وحكم عبد الرحمن المجذوب‪ ،‬كما كانت هناك حلقات خاصة بالممثلين‬ ‫والبهلوانيين والموسيقيين‪ ،‬وعلى العموم فقد كانت بمثابة مسرح‬ ‫شعبي يشرف عليه مجموعة من المختصين في توفير الفرجة للزائرين‪،‬‬ ‫وقد انقرضت في مدينة شفشاون ولم يعد لها وجود إال في ساحة (جامع‬ ‫الفنا) بمراكش وساحة (الهديم) بمكناس‪ ،‬وساحة (باب بوجلود) بمدينة‬ ‫فاس‪ ،‬وفي بعض األسواق الشعبية بالبوادي المغربية في الشمال‬ ‫والجنوب‪.‬‬

‫من العادات الموروثة في مدينة شفشاون وغيرها من المدن المغربية قراءة حزب من القرآن الكريم بعد صالتي‬ ‫الصبح والمغرب في المساجد والزوايا يحضرها العديد من حفظة كتاب اهلل‪ ،‬منهم من كان ملتزما بذلك ألنه كان يتقاضى‬ ‫أجرا على ذلك من طرف إدارة األحباس‪ ،‬ومنهم من كان متطوعا‪ .‬وكان لطلبة الحزب أحباس وافرة حبست على قراءة الحزب‬ ‫في المساجد أو في الزوايا‪.‬‬

‫المؤذن‪:‬‬

‫حرفة كان يتعاطاها في الغالب األشخاص الذين كانوا يتوارثونها األبناء عن اآلباء واألجداد‪ ،‬واشتهرت بها اسر في‬ ‫المدينة‪ ،‬بحيث كان لكل حي يوجد به مسجد مؤذن يسهر على اآلذان للصلوات الخمس‪ .‬واألذان في نصف الليل ويسمى‬ ‫المؤذن األول‪ ،‬واآلذان في السدس األخير ويسمى المؤذن الثاني‪ ،‬والتهليل في الليل‪ ،‬وبين العشائين ليلتي الجمعة‬ ‫واالثنين‪ ،‬والتحضير يوم الجمعة عند نزول (ا ْلعلم) للنصف أي األمر بحضور صالة الجمعة‪ .‬وكان له أجر يحصل عليه من‬ ‫إدارة األحباس‪.‬‬

‫البردعي‪:‬‬

‫هو صانع البردعة التي توضع فوق الدّابة‪ ،‬فهي التي تسهل ركوبها‪ .‬وتصنع من الدوم والتين وخرقة الصوف وخرقة‬ ‫من شعر الماعز (التليس) توضع على ظهر الدابة لتقيها من الجرح واأللم وتوفر الراحة للراكب‪ ،‬وهي حرفة قديمة كان‬ ‫يمارسها بعض اليهود بالمدينة‪ ،‬وتعرض للبيع في السوق األسبوعي بالمدينة أو في البوادي‪ ،‬وقد تراجعت هذه الحرفة‬ ‫في المدينة حيث ظهرت العربات وسيارات النقل‪ ،‬واقتصرت على أسواق البوادي إلقبال الفالحين على شرائها‪ .‬وتنقسم‬ ‫البردعة إلى ثالثة أقسام‪:‬‬ ‫‪ - 1‬بردعة الحمار طولها ‪ 80‬سنتمترا‪.‬‬ ‫‪ - 2‬بردعة البغل طولها مترا وعشرين سنتمترا‪.‬‬ ‫‪ - 3‬بردعة الجمل وهي تختلف عن سابقاتها في الحجم والشكل ولم يكن لها وجود في المدينة النعدام الجمل بها‪.‬‬

‫الصبان‪ /‬الصبانة‪:‬‬

‫تنتمي هذه الحرفة إلى قطاع الصوف‪ ،‬حيث كانت تقوم بعض الرجال أو النساء بتصبين الصوف أو المالبس التقليدية‬ ‫الصوفية كالجلباب والسلهام أو األغطية الصوفية‪ .‬وكانت تستعمل مادة الكبريت أثناء التصبين‪ ،‬وقد اندثرت هذه الحرفة‬ ‫من المدينة عند مصب رأس الماء أو على ضفاف نهر زيان‪.‬‬


‫العدد ‪913‬‬

‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 06‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫أوال ‪ :‬العادة ‪:‬‬

‫من �أعالم‬ ‫ال�شعر‬ ‫املغربي ‪:‬‬

‫الشاعر محمد المختار العلمي‬ ‫بين الشعر التقليدي والموسيقى األندلسية‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد القادر الغزاوي‬

‫ولد محمد المختار بن أحمد األمين العلمي الحسني بمدينة شفشاون‬ ‫بالمغرب عام ‪1927‬م‪ ،‬وسط عائلة شريفة وذات هواية واهتمام باللغة‬ ‫العربية والشعر العربي والذكر واإلنشاد‪ .‬وكباقي أطفال مدينة‬ ‫شفشاون التحق بالمسيد (الكتاب القرآني)‪ ،‬لحفظ القرآن الكريم‪،‬‬ ‫ثم التحق بالتعليم االبتدائي لتعلم أبجدية القراءة والكتابة‬ ‫بالمعهد الديني بمدينة شفشاون‪ ،‬وبعد هذه المرحلة‬ ‫انتقل إلى مدينة فاس من أجل متابعة الدراسة الثانوية‬ ‫بالقرويين‪ ،‬وبعد إتمام تعليمه اجتاز مباراة االلتحاق‬ ‫بالتعليم بمدينة فاس‪ ،‬وبعد نجاحه في المباراة عين‬ ‫بمدينة وجدة حيث قضى بها أربع سنوات‪ ،‬ولما تم‬ ‫ترسيمه انتقل توا إلى مدينة طنجة في شهر اكتوبر‬ ‫سنة ‪1957‬م للتدريس بالتعليم االبتدائـــي حيــث‬ ‫انتدب لتدريس اللغة العربية وآدابها بمدرســـة ابن‬ ‫بطوطة ملحقة بثانوية ابن الخطيب بمدينة طنجة‪،‬‬ ‫وفي سنة ‪1958‬م انتدب لتدريس نفــس المادة‬ ‫بمدرسة تكوين المعلمين بمدينة طنجة حيث ظل‬ ‫بها إلى غاية إحالتـــه على التقاعــد سنة ‪1989‬م‬ ‫‪ .‬وك��ان يعمل مدرسا كذلك بالمعهد الموسيقي‬ ‫بمدينة طنجة‪ ،‬لتدريس مادة الموسيقى األندلسية‬ ‫وأشعارها ‪.‬‬ ‫يعد األستاذ محمد المختار العلمي من الشعراء‬ ‫المغاربة الكبار في مجال الشعــر العربي التقليــدي‪،‬‬ ‫حيث له مجموعة من القصائد الشعرية في مختلف‬ ‫األغراض الشعرية‪ ،‬والمدائح النبوية‪ ،‬نشرها في كثير‬ ‫من الجرائد والمجالت الوطنية والعربية‪ ،‬كجريدة الشمال‬ ‫وجريدة طنجة‪ ،‬ومجلة دعوة الحق ومجلة الهدى‪ ،‬وكذا‬ ‫بعض التسجيالت اإلذاعية الوطنية والجهوية التي كانت تلقى‬ ‫اإلعجاب والتنويه والتقدير من طرف الجميع ‪.‬‬ ‫وهو محب للموسيقى األندلسيـة‪ ،‬إذ نشــأ بين مشاهيرها‬ ‫وزوايا مدينة شفشاون‪ ،‬وله دراسات وأبحاث فيها‪ ،‬شارك بها في عدة‬

‫مهرجانـــات وندوات موسيقيــة ‪ .‬وهو يملك مكتبة شخصية بمنزله تضم‬ ‫مجموعة من الكتب الثمينة والمخطوطات النادرة في أصناف المعرفة‬ ‫والعلم‪ ،‬وتشتمل على أسفـار ذات أهمية فكريـة منها المطبوع‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى المجالت والجرائد والمطبوعات والوثائق في شتى‬ ‫مجال الفكر واألدب واللغة العربية والنحو والفقه والتصوف‬ ‫والدراسات اإلسالمية والفلسفة والتاريخ العربي واإلسالمي‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى التراجم والموسوعات والمعاجم ‪.‬‬ ‫لم يجمع الشاعر العلمي قصائده الشعرية في ديوان‬ ‫شعري‪ ،‬وأبحاثه الموسيقية في كتاب‪ ،‬بل ظلت تلك‬ ‫اإلنتاجات األدبية والموسيقية مبعثرة في بطون بعض‬ ‫الجرائد والمجالت الوطنية والعربية‪ ،‬وكذا بعض‬ ‫التسجيالت اإلذاعية الوطنية والجهوية ‪.‬‬ ‫وظل حبـــه للشعــر العربي وغرامـــه للموسيقى‬ ‫األندلسية هاجسا يمأل قلبه وعقله‪ ،‬فوهب حياته للشعر‬ ‫العربي والموسيقى األندلسية‪ ،‬فأضحى بدون ريب‬ ‫علما من أعالم شعراء المغرب بصفة خاصة‪ ،‬والوطن‬ ‫العربي بصفة عامة ‪.‬‬ ‫وهو اآلن يحظى باحترام وحب الجميع خاصة وأنه‬ ‫جدير بأن يحبه الجميع‪ ،‬إذ لم يعد اسمه خافيا على أحد‬ ‫من المهتمين بالشعر العربي والموسيقى األندلسية ‪.‬‬ ‫وهو خليق وجدير بإيالئه المكانة واالهتمام الالئقين به‬ ‫وبعطاءاته الثقافية‪ ،‬وأن يعمل المهتمون بالثقافة والمثقفين‬ ‫على جمع وطبع وإصدار إنتاجاته الفكرية حتى ال تتعرض للنسيان‬ ‫والضياع‪.‬‬ ‫طنجة ‪ 21 :‬أكتوبر ‪ 2017‬م ‪.‬‬

‫مديرية وزان تعطي االنطالقة لمركز التفتح الفني و األدبي‬ ‫بثانوية موالي عبد اهلل الشريف التأهيلية‬

‫بتاريخ األربعاء ‪ 25‬أكتوبر ‪ ،2017‬أعطت المديرية اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين‬ ‫المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بوزان االنطالقة الفعلية لمركز التفتح الفني واألدبي الواقع‬ ‫بفضاء ثانوية موالي عبداهلل الشريف التأهيلية بوزان‪ .‬وذلك بحضور المدير اإلقليمي ورؤساء‬ ‫المصالح بالمديرية وبعض الفعاليات المحلية الحقوقية والنقابية واألطر اإلدارية والتربوية بكل‬ ‫من مركز التفتح الفني واألدبي وثانوية موالي عبداهلل الشريف التأهيلية محتضنة المركز و ممثلي‬ ‫جمعيات أمهات وآباء وأولياء التالميذ وبعض وسائل اإلعالم وبعض تلميذات وتالميذ بصفتهم‬ ‫منخرطات ومنخرطي المركز الفني واألدبي بوزان‪.‬‬

‫تأتي هذه المبادرة الثقافية والفنية‪ ،‬في إطار االهتمام الذي توليه وزارة التربية الوطنية‬ ‫والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي لألنشطة الثقافية والفنية ورغبة منها في تطوير‬ ‫أساليب األنشطة الداعمة للجودة وتشجيع انفتاح المؤسسات التعليمية على محيطها لالرتقاء‬ ‫بالحياة المدرسية‪.‬‬

‫مركز التفتح الفني واألدبي بمديرية وزان األول من نوعه؛ هو فضاء لتعلم وممارسة الفنون‬ ‫الجميلة‪ ،‬وسيوفر تأطيرا نوعيا للمتعلمات والمتعلمين‪ ،‬وسيساهم في إبراز وصقل مواهبهم‪ ،‬كما‬ ‫سيهتم بمجاالت الفن التشكيلي والموسيقى والمسرح وفنون الصوت والصورة باإلضافة إلى مكتبة‬ ‫وسائطية وألوان إبداعية أخرى‪.‬‬

‫سيحتضن مركز التفتح الفني واألدبي بمديرية وزان دروسا نظرية وأنشطة تطبيقية يؤطرها‬ ‫متخصصون ومهنيون في مختلف المجاالت الفنية‪ ،‬وسيستفيد من خدماته تلميذات وتالميذ‬ ‫المؤسسات التعليمية بالجماعة الترابية وزان والمتراوحة أعمارهم بين ‪ 6‬و‪ 18‬سنة والبالغ عددهم‬ ‫‪ 300‬مستفيد ومستفيدة منهم من سيستفيد من ورشة الموسيقي ومنهم من سيستفيد من ورشة‬ ‫الفنون التشكيلية وذلك حسب ميوالتهم الفنية واألدبية‪..‬‬ ‫وسيلعب هذا المركز دورا هاما في تعزيز اإلشعاع الثقافي وتنشيط الحياة المدرسية والرقي‬ ‫بها‪ ،‬لترسيخ القيم والمبادئ الجمالية والفنية‪ ،‬إضافة إلى إبراز وصقل مواهب تلميذات وتالميذ‬ ‫المؤسسات التعليمية بمديرية وزان‪.‬‬ ‫حفل االفتتاح عرف مشاركة فنية لتلميذات وتالميذ بعض المؤسسات التعليمية بوزان‪ ،‬قدموا‬ ‫من خاللها بعض األناشيد واألغاني في شكل مجموعات صوتية‪ ،‬نالت إعجاب الحاضرين‪ ،‬كما‬ ‫نظمت ورشات في الرسم لفائدة بعض منخرطات ومنخرطي مركز التفتح الفني واألدبي‪ .‬وفي نهاية‬ ‫الحفل قام المدير اإلقليمي رفقة الضيوف بزيارة لمرافق المركز وتحديدا ورشة التشكيل وورشة‬ ‫الموسيقى لالطالع على الوسائل التعليمية المتوفرة وظروف عمل أطر ومنخرطي مركز التفتح الفني‬ ‫واألدبي بوزان ‪.‬‬

‫أحمد ضريف‬


‫العدد ‪913‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 06‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫الزكاة‪ :‬ف�ضائل و �أحكام‬ ‫ـ‪3‬ـ‬

‫باإلضافة إلى تحقيق الزكاة المعنى التعبدي في حياة مؤديها تؤدي دورا تطهيريا للقائم بها من رجس‬ ‫الشح وداء األنانية‪ ،‬فقد شاء اهلل أن يغرس في حنايا اإلنسان مجموعة من الدوافع النفسية أو الغرائز التي تسوقه‬ ‫سوقا إلى السعي في األرض وعمارتها‪ ،‬فكان منها حب التملك‪ ،‬حب الذات‪ ،‬حب البقاء‪ ،‬وكان من آثار هذه الغرائز‬ ‫أو النوازع شح اإلنسان لما في يده‪ ،‬وحبه االستئثار بالخيرات والمنافع دون الناس يقول تعالى ‪) :‬وكان اإلنسان‬ ‫قتورا ) ويقول أيضا ‪( :‬وأحضرت األنفس الشح) فكان البد لإلنسان الراقي أو اإلنسان المؤمن من أن يستعلي‬ ‫على نوازع األثرة واألنانية في نفسه‪ ،‬وأن ينتصر على نزعة الشح ببواعث اإليمان‪ ،‬وال فالح له في دنياه أو آخرته‬ ‫إال باالنتصار على هذا الشح المقيت كما قال تعالى ) ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) الحشر ‪. 9‬‬ ‫وكما أن الزكاة تطهير لنفس المسلم من الشح‪ ،‬هي أيضا تدريب له على خلق البذل والعطاء واإلنفاق‪.‬‬ ‫والمسلم الذي يتعود اإلنفاق وإخراج زكاة زرعه كلما حصد‪ ،‬وزكاة دخله كلما روج‪ ،‬وزكاة ماشيته ونقوده وقيم‬ ‫أعيانه التجارية كلما حال عليها الحول‪ ،‬ويخرج زكاة فطره كل عيد من أعياد الفطر ‪ ،‬هذا المسلم يصبح اإلعطاء‬ ‫واإلنفاق صفة أصيلة من صفاته وخلقا عريقا من أخالقه‪ .‬ومن ثم كان هذا الخلق من أوصاف المؤمنين المتقين‬ ‫في نظر القرآن‪ .‬فإذا فتح اإلنسان المصحف الشريف وتال فاتحة الكتاب‪ ،‬ثم انتقل إلى سورة البقرة وجد فيها‬ ‫بيانا لصفات المتقين‪( :‬ألم ذلك الكتاب ال ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصالة‬ ‫ومما رزقناهم ينفقون )‪ .‬واإلنسان إذا تطهر من الشح والبخل واعتاد‬ ‫البذل واإلنفاق‪ ،‬ارتقى من حضيض الشح اإلنساني واقترب من أفق‬ ‫الكماالت الربانية‪ ،‬فإن من صفات الحق تبارك وتعالى إفاضة الخير‬ ‫والرحمة والجود واإلحسان دون نفع يعود عليه تعالى‪ .‬والسعي‬ ‫في تحصيل هذه الصفات بقدر الطاقة البشرية تعلق بذات اهلل‪.‬‬ ‫وذلك منتهى الكماالت اإلنسانية‪ ،‬والزكاة بعد هذا كله نماء للمال‬ ‫وبركة وتزكية لشخصية الغني وكيانه المعنوي ‪ .‬فاإلنسان الذي‬ ‫يسدي الخير ويصنع المعروف ويبذل من ذات نفسه ويده لينهض‬ ‫بإخوانه في الدين واإلنسانية ليقوم بحق اهلل عليه‪ ،‬يشعر بامتداد‬ ‫في نفسه وانشراح واتساع في صدره‪ ،‬ويحس بما يحس به من‬ ‫انتصر في معركة وهو فعال قد انتصر على ضعفه وأثرته وشيطان‬ ‫شحه وهواه ‪.‬‬ ‫ثم إن الزكاة تربط بين الغني ومجتمعه برباط متين سداه‬ ‫المحبة ولحمته اإلخاء والتعاون‪ ،‬فإن الناس إذا علموا في اإلنسان‬ ‫رغبته في نفعهم وسعيه في جلب الخير لهم ودفع الضير عنهم‬ ‫أحبوه بالطبع ومالت نفوسهم إليه ال محالة ‪.‬‬ ‫وإذا انتقلنا إلى أثر الزكاة في المستفيد منها نجدها تحريرا له من قسوة الفقر‪ ،‬وتحريرا للرقيق مـن عـذاب‬ ‫الرق‪ ،‬وتحريرا للغارم من هم الدين‪ ،‬وتحريرا البن السبيل من ذل االنقطاع‪ .‬وهي تقوية لهؤالء جميعا ألنها‬ ‫تسندهم وتشد أزرهم لتخرجهم من الضعف إلى القوة‪ ،‬فالفقر ضعف‪ ،‬والرق ضعف‪ ،‬والمديونية ضعف‪،‬واالنقطاع‬ ‫عن والوطن ضعف ‪ ....‬والزكاة تعمل على انتشال كل منهم من وهدة ضعفه لينهض ويقوى ‪.‬‬ ‫وسر ذلك يرجع إلى عناية اإلسالم باإلنسان‪ ،‬وكرامة اإلنسان من جهة‪ ،‬وإلى كراهية اإلسالم للفقر ‪،‬وصنوف‬ ‫الضعف والحاجة إذا حلت باإلنسان فإنها تذل نفسه‪ ،‬أو تخفض رأسه‪ ،‬أو تعوق حركته ‪ .‬واإلسالم يرى الفقر خطرا‬ ‫على العقيدة‪ ،‬وخطرا على األخالق وخطرا على سالمة التفكير وخطرا على األسرة وخطرا على المجتمع‪ ،‬فعن أبي‬ ‫هريرة مرفوعا أن الرسول صلى اهلل عليه وسلم قال ‪ »:‬اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة وأعوذ بك‬ ‫من أن أظلم أو أظلم «‪ ،‬فهو يستعيذ باهلل من كل مظاهر الضعف مادية ومعنوية سواء كان الضعف بسبب فقد‬ ‫المال وهو الفقر أو فقد الرجال وهو القلة أو بسبب هوان النفس وهو الذلة ‪.‬‬ ‫واإلسالم حين شرع الزكاة لم يقصد بها معاونة ذوي الحاجات الثابتة كالفقراء والمساكين بل قصد مع‬ ‫ذلك إلى معاونة ذوي الحاجات العارضة التي تطرأ للبشر في مسيرتهم في الحياة ‪ ،‬وإن كانوا في األصل أغنياء‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬ ‫قادرين‪ .‬ومن هنا نص القرآن الكريم في مصارف الزكاة الثمانية على صنفين من هؤالء هما الغارمون وابن‬ ‫السبيل ‪.‬فالغارم هو المدين الذي ال يستطيع الوفاء بدينه‪ ،‬ولو كان دينه في نفسه وأسرته‪ ،‬كأن يستدين في‬ ‫نفقة أو كسوة أو زواج ‪ ،‬أو عالج مرض‪ ،‬أو بناء مسكن‪ ،‬أو شراء أثاث‪ .‬وموقف اإلسالم من الغارمين والمستدينين‬ ‫بصفة عامة موقف فريد رائع ‪ ،‬فهو أوال يعلم أبناءه االعتدال واالقتصاد في حياتهم حتى ال يلجؤوا إلى االستدانة‪،‬‬ ‫و إذا اضطرت المسلم ظروف الحياة إلى االستدانة كان عليه أن يعقد العزم على التعجيل بالوفاء واألداء فيكسب‬ ‫بذلك معونة اهلل وتأييده فيما نوى ‪ ،‬فإذا عجز عن أداء الدين كله أو بعضه مع دالئل تصميمه على الوفاء فإن‬ ‫الدولة تتدخل إلنقاذه من نير الدين الذي يقصم الظهور ويذل أعناق الرجال‪ .‬وليس الدين خطرا على نفسية‬ ‫المستدين واطمئنانه فحسب‪ ،‬بل و خطر على أخالقه وسلوكه كذلك وهذا ما نبه عليه الحديث النبوي الكريم‬ ‫الذي رواه البخاري أن النبي صلى اهلل عليه وسلم كان كثيرا ما يستعيذ باهلل من المغرم‪ ،‬فسألوه عن سر ذلك‬ ‫ولماذا يكثر من االستعاذة من ذلك‪ ،‬ويقرنه باالستعاذة من عذاب القبر وفتنة المحيا والممات وفتنة المسيح‬ ‫الدجال‪ ،‬فقال لهم ‪ « :‬إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف»‪ .‬وهي لفتة نبوية صادقة إلى أثر الحالة‬ ‫االقتصادية في األخالق والسلوك وتفسير صريح لمغزى إدراج القرآن الكريم للغارمين ضمن مستحقي الزكاة‪.‬‬ ‫فأثرها على الغارم هو أثر نفسي واقتصادي واجتماعي‪ ،‬إن الشريعة اإلسالمية وهي تأخذ بيد الغارم وتأمر بقضاء‬ ‫دينه من مال الزكاة تحقق هدفين كبيرين ‪:‬‬ ‫األول‪ :‬يتعلق بالمدين الذي أثقله الدين وركبه من اجله‬ ‫هم الليل وذل النهار وأصبح معرضا بسببه للمطالبة والمقاضاة‬ ‫والحبس وغير ذلك‪ ،‬فاإلسالم يسدد دينه ويكفيه ما أهمه ‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬يتعلق بالدائن الذي أقرض صاحب الدين وأعانه على‬ ‫مصلحته المشروعة‪ ،‬فاإلسالم حين يساعد على الوفاء بدينه‪ ،‬يشجع‬ ‫أبناء المجتمع على أخالق المروءة والتعاون والقرض الحسن‪ .‬وبهذا‬ ‫تساهم الزكاة في محاربة الربا وفي التأليف بين القلوب واإلخاء بين‬ ‫المسلمين ‪.‬‬ ‫أما إبن السبيل فهو المسافر أو الغريب المنقطع عن أهله‬ ‫ووطنه‪ ،‬ولو كان غنيا في بلده‪ ،‬فهذا له نصيب في الزكاة‪ ،‬تفريجا‬ ‫لكربته ‪ ،‬ومراعاة لحاجته‪.‬‬ ‫والحق أن عناية اإلسالم بالمسافرين الغرباء والمنقطعين لهي‬ ‫عناية فذة لم يعرف لها نظير في نظام من األنظمة أو شريعة من‬ ‫الشرائع‪ ،‬وهي لون من ألوان التكافل االجتماعي فريد في بابه‪ .‬فلم‬ ‫يكتف النظام اإلسالمي بسد الحاجات الدائمة للمواطنين في دولته‪ ،‬بل زاد على ذلك برعاية الحاجات الطارئة‬ ‫التي تعرض للناس ألسباب وظروف شتى‪ ،‬وخاصة في عصور لم تكن في طرق المسافرين فنادق أو مطاعم أو‬ ‫محطات معدة لالستراحة كما في عصرنا‪.‬‬ ‫وإذا كان للزكاة كما ذكرنا سابقا األثر البالغ على حياة األفراد وسلوكهم فإن لها أيضا كبير األثر على التآلف‬ ‫والتآخي بين أبناء األمة اإلسالمية ‪ ،‬فقد جعل اإلسالم من أهدافه ومقاصده اإلصالحية إقامة العالقة بين الناس‬ ‫على أساس من اإلخاء المتين‪ ،‬والمحبة الصادقة‪ ،‬حتى أنه جعل األخوة فرع اإليمان فقال ‪ :‬تعالى ‪( :‬إنما المؤمنون‬ ‫إخوة )وجعل رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم اإلخاء ضمن المبادئ أو العقائد األصلية التي يشهد اهلل عليها‬ ‫ويعلن بها دبر كل صالة ‪.‬‬ ‫إن سيادة السالم والوئام والتكافل بين جميع الذين يعيشون في كنف المجتمع اإلسالمي هدف أصيل‬ ‫من أهداف اإلسالم لذا شرعت الزكاة لعالج كثير من المشكالت االجتماعية وتأليف القلوب على اإلسالم والوالء‬ ‫ألمته ومعاونة المجاهدين في سبيل اإلسالم ونصرة الدعوة اإلسالمية‪.‬‬

‫ـ انتهى ـ‬

‫امل�شروعية العليا يف الإ�سالم‬ ‫ـ‪3‬ـ‬

‫الل الخالد الذي أتم هّ‬ ‫إذا عدنا إلى اإلسالم دين هّ‬ ‫الل به علينا النعمة‪ ،‬ورضيه لنا ديناً‪ ،‬حيث‬ ‫ك ْم ن ِْع َمتِي َو َر ِ�ض ُ‬ ‫َك ْم َو َ�أ مْتَ ْم ُ‬ ‫ك َم ْل ُ‬ ‫الم دِ ً‬ ‫يت َل ُ‬ ‫ت عَ َل ْي ُ‬ ‫ك ْم دِ ين ُ‬ ‫ت َل ُ‬ ‫قال‪[ :‬ال َي ْو َم �أَ ْ‬ ‫ينا] (المائدة‬ ‫ك ُم الإِ ْ�س َ‬ ‫‪)3:‬؛ فإننا نجد أن القرآن الكريم قد أرسى قاعدة الشرعية على أصول ثابتة؛ إذ إن اهلل سبحانه‬ ‫ل �أَ َم َر �أَ ّ َ‬ ‫ك ُم �إِ ّ َ‬ ‫وتعالى هو وحده الذي له الحكم ابتدا ًء‪ ،‬هو المشرع‪ ،‬وهو الحاكم ‪� [ :‬إِن ُ‬ ‫احل ْ‬ ‫ال‬ ‫ال لِ هّ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت َْع ُب ُدوا �إِ ّ َ‬ ‫ال �إِ ّ َياه] (يوسف‪ )40:‬وقد نزع اهلل تعالى سلطة التشريع من البشر‪ ،‬ولم يمنح هذه‬ ‫ل ي�أْ َذن ِب ِه هّ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مَ‬ ‫ْ‬ ‫رَ‬ ‫رُ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫ع‬ ‫�ش‬ ‫ء‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫�ش‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫الل] (الشورى‪ .)21 :‬فاهلل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ين‬ ‫الد‬ ‫ن‬ ‫[‬ ‫منهم‪:‬‬ ‫ألحد‬ ‫السلطة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫هُ‬ ‫هُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ِ َ‬ ‫ْ ْ َ ُ َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫�شعَ ًة‬ ‫[‬ ‫الخالد‪:‬‬ ‫المنهج‬ ‫وهذا‬ ‫الشريعة‬ ‫هذه‬ ‫أنزل‬ ‫الذي‬ ‫هو‬ ‫وتعالى‬ ‫سبحانه‬ ‫م‬ ‫ِنك‬ ‫م‬ ‫َا‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ج‬ ‫ل‬ ‫ِك‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫رِ ْ‬ ‫ٍ‬ ‫َو ِمنْهَ ً‬ ‫اجا] (المائدة ‪ .)48 :‬حتى األنبياء عليهم الصالة والسالم إنما هم في الحقيقة ال يش ِّرعون‬ ‫وإنما يتلقون الوحي من اهلل عز وجل‪ ،‬ولكن الوحي قد يكون وحياً متلواً أو غير متلو ؛ فقد قال‬ ‫ن الهَ َوى] (النجم ‪...)3:‬‬ ‫اهلل تعالى عن النبي صلى اهلل عليه وسلم‪َ [ :‬و َما َي ِ‬ ‫نط ُق عَ ِ‬ ‫العلماء والفقهاء المجتهدون فإنهم ال يشرّعون‪ ،‬وإنما يستنبطون األحكام من‬ ‫النصوص الشرعية ضمن قواعد االجتهاد وتفسير النصوص‪ ،‬وإن كان بعض المعاصرين‬ ‫من العلماء يطلقون لفظ «التشريع» على بعض األحكام االجتهادية مما ال نص فيه مما‬ ‫يتصل ببعض جوانب الحياة‪ .‬وليس من غرضنا في هذه العجالة أن نبحث في صحة هذه‬ ‫التسمية‪ .‬ألن اهلل سبحانه وتعالى هو المتفرد باألمر والنهي والحكم؛ فقد حكم بالكفر على‬ ‫الذين جعلوا ألنفسهم حق التشريع من دون اهلل أو مع اهلل بالتحليل أو التحريم؛ فقال عن‬ ‫ارهُ ْم َو ُرهْ َبا َنهُ ْم �أَ ْر َب ً‬ ‫ن َم ْر مَيَ] (التوبة‪ .)31 :‬وقد‬ ‫ون هّ َ ِ‬ ‫الل َو مْالَ�سِ َ‬ ‫يح ا ْب َ‬ ‫اليهود والنصارى‪[ :‬ا َت َّخ ُذوا �أَ ْح َب َ‬ ‫ابا ّ ِمن ُد ِ‬ ‫فسر النبي صلى اهلل عليه وسلم هذه اآلية لعدي بن حاتم عندما قدم عليه ليُسْلِم‪ ،‬كما‬ ‫جاء في حديثه الذي يقول فيه‪« :‬أتيت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وفي عنقي صليب من‬ ‫ذهب‪ ،‬فقال‪ :‬يا عدي! اطرح هذا الوثن من عنقك! قال‪ :‬فطرحته‪ ،‬وانتهيت إليه وهو يقرأ في‬ ‫«سورة براءة»‪ ،‬فقرأ هذه اآلية‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫• ما هي المشروعية ومدلوالتها ؟‬ ‫وإذا أردنا تحديد المشروعية اإلسالمية العليا التي يتقيد بموجبها ُّ‬ ‫كل ما يصدر عن‬ ‫استُمِدَ منه المعنى‬ ‫المك َّلف من قول أو فعل أو تصرُّف؛ فإننا نجد أنفسنا أمام معنى لغوي‬ ‫ّ‬ ‫الشرعي‪( ،‬وفي كل التعريفات نجد ذلك)؛ فالمشروعية مشتقة من الفعل (شرع يشرع) وهو‬ ‫فعل يفيد البدء في السير على أساس منظم‪ ،‬أي على أساس من التنظيم المسبق‪ .‬ومنه ‪:‬‬ ‫الشارع وهو الطريق المعدّ للسير‪ ،‬والمشروع‪ :‬هو الفكرة المنظمة‪ ،‬والتشريع‪ :‬هو القاعدة‬ ‫ّ‬ ‫المنظِمة وكذا منه الشرع والشريعة والمشرع أو الشارع‪.‬‬ ‫العامة‬ ‫وتطلق المشروعية عند علماء الفقه اإلسالمي على الدليل الشرعي الذي يدل على حكم‬ ‫من األحكام التكليفية الخمسة‪ ،‬فنقول مث ً‬ ‫ال‪ :‬الدليل على مشروعية البيع قوله تعالى‪[ :‬وَأَ َّ‬ ‫حَل‬ ‫ُهَّ‬ ‫الل البَيْعَ] (البقرة‪ .)275:‬ومضمون المشروعية اإلسالمية هو التضامن في تنفيذ ما أمر‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ذِين �آ َمنُوا ا ّ َتقوا‬ ‫اهلل تعالى به‪ ،‬وفي منع ما نهى اهلل تعالى عنه [‪]3‬؛ فقد قال اهلل تعالى ‪َ [:‬يا �أ ُّيهَ ا ال َ‬ ‫هّ َ َ‬ ‫ِيعا َو َ‬ ‫ُن ِ�إ ّ َ‬ ‫الل َح ّ َق ُت َقا ِت ِه َو َ‬ ‫ك ُروا ن ِْع َم َ‬ ‫الل َجم ً‬ ‫ال َت َف ّ َر ُقوا َو ْاذ ُ‬ ‫الل‬ ‫ت هّ َ ِ‬ ‫َ�ص ُموا ِب َح ْب ِل هّ َ ِ‬ ‫ون َو ْاعت ِ‬ ‫ال مَ ُتوت ّ َ‬ ‫ال َو�أَنتُم ُّم ْ�سل ُِم َ‬ ‫كنت ُْم �أَ ْع َدا ًء َف�أَ ّ َل َ‬ ‫ك ْم َف�أَ ْ�ص َب ْحتُم ِبن ِْع َم ِت ِه ِ�إ ْخ َو ً‬ ‫انا َو ُ‬ ‫ي ُق ُلو ِب ُ‬ ‫ك ْم �إِ ْذ ُ‬ ‫عَ َل ْي ُ‬ ‫ن‬ ‫ف َب نْ َ‬ ‫كنت ُْم عَ َلى َ�ش َفا ُح ْف َرةٍ ّ ِم َ‬ ‫هّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ال َنّا ِر َف�أَن َق َذ ُ‬ ‫ون َو ْلت ُ‬ ‫ك ْم �آ َيا ِت ِه َل َع ّ َل ُ‬ ‫ي الل َل ُ‬ ‫ك َذل َ‬ ‫كم ّ ِمنْهَ ا َ‬ ‫َكن ّ ِم ُ‬ ‫ون ِ�إ َلى‬ ‫ِك ُي َب نّ ِ ُ‬ ‫ك ْم ت َْهت َُد َ‬ ‫نك ْم �أُ ّ َم ٌة َي ْد ُع َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ون] (�آل عمران‪ .)102-104:‬وقال �أي�ضا‪ً:‬‬ ‫نك ِر َو�أ ْولئ َ‬ ‫ن امل َ‬ ‫ون ِبامل ْع ُر ِ‬ ‫ِك هُ ُم امل ْفل ُِح َ‬ ‫ي َو َي�أْ ُم ُر َ‬ ‫وف َو َينْهَ ْو َن عَ ِ‬ ‫اخل رْ ِ‬ ‫الب َوال ّ َت ْق َوى َو َ‬ ‫َ‬ ‫ال َت َعا َونُوا عَ َلى الإِ ْث ِم َوا ْل ُع ْد َو ِان] (المائدة ‪.)2:‬‬ ‫[ َو َت َعا َونُوا عَ لى رِ ّ ِ‬

‫ـ انتهى ـ‬


‫العدد ‪913‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 06‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫حدائق الأزاهر يف م�ستح�سن الأجوبة وامل�ضحكات‬ ‫واحلكم والأمثال واحلكايات والنوادر‬ ‫وهوكتاب جامع للحكم واألمثال والنوادروالحكايات‪،‬ألفه الفقيه األديب محمد بن محمد بن محمد أبو بكر ابن عاصم القيسي الغرناطي قاضي من فقهاء‬ ‫المالكية باألندلس توفي بمسقط رأسه غرناطة عن عمر السابعة والستين سنة (عام ‪ 829‬هـ الموافق ‪1426‬م)؛كان يجلد الكتب في صباه‪ ،‬وتقدم حتى‬ ‫ولي قضاء القضاة ببلده‪.‬‬ ‫وقد أخذ عن أعالم منهم‪:‬‬ ‫أبو إسحاق الشاطبي‪ ،‬وأبو عبد اهلل القيطاجي‪ ،‬وأبو عبد اهلل الشريف التلمساني‪ ،‬وأبو إسحاق ابن الحاج‪ ،‬وابن عالق‪ ،‬وخااله أبو بكر‪ ،‬ومحمد ولدا أبي القاسم‬ ‫بن جزي‪ ،‬وابن لب وغيرهم‪.‬‬ ‫وله من المؤلفات‪:‬‬ ‫ــ تحفة الحكام في نكت العقود واألحكام‪ (:‬أرجوزة في الفقه المالكي تعرف بالعاصمية)‪ ،‬شرحها جماعة من العلماء‪.‬‬ ‫ــ أراجيز في األصول والنحو والقراءات‪.‬‬ ‫وحدائق األزاهر في مستحسن األجوبة والمضحكات والحكم واألمثال والحكايات والنوادر (وهو الكتاب الذي سنتحف به القارئ الكريم عبر سلسلة‬ ‫حلقات)‪.‬‬

‫في أخبار المغفلين وأهل البله وما يحكى عن المجنونين‪ ،‬ومن ال عقل لهم‬

‫ركب بعض المحدثين في سفينة‪ ،‬ومعه في السفينة نصراني فتغذيا‪ ،‬ثم استخرج النصراني ركوة‬ ‫فيها شراب‪ ،‬فصب منه في كأس وشرب ثم صب فيها وعرضها على المحدث‪ ،‬فأخذها وشربها من غير‬ ‫كأس فقال له النصراني‪« :‬إنما عرضت عليك كما يعرض الناس على الناس‪ ،‬إنما هي خمر»‪ ،‬قال‪« :‬ومن‬ ‫أين علمت أنها خمر؟»‪ ،‬قال‪« :‬غالمي اشتراها من يهودي حلف له أنها خمر»‪ ،‬فشرب مرة أخرى مستعج ًال‪،‬‬ ‫وقال له‪« :‬أنت أحمق‪ ،‬نحن ‪ -‬أصحاب الحديث ‪ -‬نضعف حديث سفيان بن عيينة وزيد بن هارون‪ ،‬فكيف‬ ‫نصدق نصرانياً عن غالمه عن يهودي؟ واهلل‪ ،‬ما شربتها إال لضعف األسانيد»‪.‬‬

‫وقال بعضهم‪ :‬صليت يوماً إلى جانب ابن الجصاص‪ ،‬فسمعته يدعو في إثر صالته‪ :‬اللهم اغفر لي‬ ‫ذنوبي‪ ،‬ما تعلمه منها وما ال تعلمه»‪.‬‬ ‫وقال‪« :‬صليت يوماً إلى جانبه يوم جمعة‪ ،‬فلما قال اإلمام‪« :‬وال الضالين»‪ ،‬قال لي‪« :‬لعمري‪ ،‬أراد‬ ‫بها آمين»‪.‬‬ ‫ودخل ابن الجصاص على المقتدر يوماً‪ ،‬والمقتدر قد حلق رأسه‪ ،‬ودهنه‪ ،‬فقال لي‪« :‬يا أمير‬ ‫المؤمنين‪،‬دعني أقبل رأسك»‪ ،‬قال‪« :‬دعه الساعة‪ ،‬فإن عليه الدهن»‪ ،‬قال‪« :‬واهلل‪ ،‬أقبله‪ ،‬ولو كان عليه‬ ‫العسل»‪.‬‬

‫وجاء رجل إلى الحاكم بغالم‪ ،‬فقال له‪« :‬اضربه ألف سوط‪ ،‬فإنه شتمني»‪ ،‬قال له الحاكم‪« :‬سوف‬ ‫يموت»‪ ،‬قال‪« :‬فاضربه نصف سوط»‪ ،‬قال له‪« :‬كيف شتمك؟»‪ ،‬قال‪« :‬قال لي يا مسوس»‪ ،‬قال له‪:‬‬ ‫«صدق‪ ،‬ما يلزمه شيء»‪.‬‬

‫وأخرج يده من الفراش في ليلة باردة‪ ،‬ثم أعادها إلى جسده في ثقل النوم‪ ،‬فأيقظته ببردها‪ ،‬فقبض‬ ‫على يده بيده األخرى وصاح‪« :‬اللص‪ ،‬وقد قبضت عليه‪ ،‬أدركوني‪ ،‬أدركوني؛ لئال يكون عنده حديد»‪،‬‬ ‫فأتوا بالسراج‪ ،‬فوجدوه وهو قابض على يده‪.‬‬

‫وأمر عمر بن الخطاب ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪ -‬لرجل بكيس فيه دراهم‪ ،‬مختوم بخيط‪ ،‬فقال له الرجل‪ :‬أأخذ‬ ‫الخيط معه؟‪ ،‬فقال له عمر‪« :‬دع الكيس وانصرف»‪.‬‬

‫وكان األستاذ أبو علي الشلوبيني‪ ،‬على جاللة قدره‪ ،‬ومعرفته بالنحو‪،‬‬ ‫فيه تغفل‪ ،‬فتروى عنه أشياء غريبة‪ ،‬طلع يوماً في زورق بوادي اشبيلية‪،‬‬ ‫مع طلبته‪ ،‬ومعه كراريس ينظر فيها‪ ،‬فسقطت له كراسة في الماء‪ ،‬فأخذ‬ ‫أخرى يخرجها بها‪.‬‬ ‫وطلع يوماً آخر‪ ،‬في زورق في الوادي‪ ،‬فأعطاه بعض طلبته عنقود‬ ‫عنب‪ ،‬فألقاه في الماء‪ ،‬فلما كان بعد ساعة‪ ،‬وقد ساروا في الوادي نحو‬ ‫أربعة أميال‪ ،‬أدخل يده في الماء ينظره‪ ،‬فقالوا له‪« :‬ما تنظر يا سيدي؟»‪،‬‬ ‫قال‪ :‬العنقود الذي أعطيني‪ ،‬كنت جعلته في الماء يبرد‪ ،‬فلم أجده»‪.‬‬ ‫وتقدم يوماً يصلي بقوم‪ ،‬فقرأ في الركعة األولى‪ :‬الحمد هلل‪ ،‬و (قل‬ ‫أعوذ برب الناس) ثم قرأ في الركعة الثانية‪« :‬الحمد هلل»‪ ،‬وسكت‪ ،‬فقال‬ ‫رجل من الجماعة‪« :‬اقرأ أبجد»‪ ،‬فضحك القوم‪.‬‬ ‫وجاء يوماً‪ ،‬وغفارته محولة‪ ،‬صدرها من ورائه‪ ،‬وظهر أمامه‪.‬‬ ‫وخرج يوماً‪ ،‬وعليه غفارة دون ثوب تحتها‪ ،‬فلقيه رجل‪ ،‬فرفع يده‪،‬‬ ‫ليصافحه‪ ،‬فظهرت عورته‪.‬‬ ‫وركب يوماً بغلة‪ ،‬يمشي بها إلى جنان بعض أصحابه‪ ،‬فأخذته‬ ‫الهراقة‪ ،‬فنزل يبول‪ ،‬فلما ركب دارت به البغلة‪ ،‬فسار إلى أن وصل إلى‬ ‫البلد‪ ،‬فقال‪« :‬ما أنا أريد إال الجنان»‪.‬‬ ‫وركب يوماً فرساً‪ ،‬وسار مع الطلبة إلى موضع واحد منهم‪ ،‬فصادفوا‬ ‫في الطريق فارساً يجري‪ ،‬فجرى الفرس به‪ ،‬فقالوا‪« :‬شد يدك في‬ ‫اللجام»‪ ،‬فرمى اللجام من يده‪ ،‬وأخذ بعرف الفرس‪ ،‬فلم يقف‪ ،‬فرمى‬ ‫نفسه في األرض‪ ،‬وأسرع الطلبة فرفعوه‪ ،‬وأخذوا الفرس‪ ،‬وقالوا له‪« :‬يا‬ ‫سيدي‪ ،‬لو شددت يدك في اللجام لوقف»‪ ،‬فقال‪« :‬ما أجهلكم‪ ،‬هو لم يقف‬ ‫حين شددت يدي بالمتصل‪ ،‬فكيف بالمنفصل؟»‪.‬‬ ‫وقال بعضهم‪« :‬سألت السرجي عن أربعين رأساً من الغنم‪ ،‬نصفها ضأن‪ ،‬ونصفها معز‪ ،‬كم يجب‬ ‫فيها من الزكاة؟»‪ ،‬فقال‪« :‬شاة‪ ،‬نصفها ضأن ونصفها معز»‪.‬‬ ‫وكسر لوزة‪ ،‬فخرج منها لوزتان‪ ،‬فقال‪« :‬سبحان اهلل الذي يصور في األرحام كيف يشاء»‪.‬‬ ‫وقيل له‪« :‬ال تأكل الثلج؛ فإنه يضر البصر»‪ ،‬فقال‪« :‬لست أزيد على مصه‪ ،‬وأرمي تفله»‪..‬‬ ‫وقال له غالمه‪« :‬سرق الحمار»‪ ،‬فقال‪« :‬الحمد هلل ألنني لم أكن على ظهره»‪.‬‬ ‫ودخل يوماً السوق‪ ،‬ليشتري نع ًال البنته‪ ،‬فقال له‪« :‬كم سنها؟»‪ ،‬فقال‪« :‬ال أدري‪ ،‬ولكنها في حجم‬ ‫شجرة»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وجاء رجل من البادية إلى الحاضرة‪ ،‬فقالت له زوجته‪« :‬اشتر لنا حصيرا كامال‪ ،‬يفرش من الطارقة‬ ‫إلى آخر البيت»‪ ،‬فلما وصل إلى الحاضرة‪ ،‬قال لصاحب الحصور‪« :‬اعطني حصيراً جيداً كام ًال يفرش من‬ ‫الطارقة إلى آخر البيت»‪ ،‬فقال له‪« :‬كم يكون طوله من شبر؟»‪ ،‬قال‪« :‬ال أدري‪ ،‬هكذا قيل لي»‪.‬‬

‫ودخل على ابن له قد مات‪ ،‬فبكى‪ ،‬وقال‪« :‬كفاك اهلل يا بني محنة هاروت وماروت»‪ ،‬فقيل له‪« :‬وما‬ ‫هاروت وماروت؟»‪ ،‬فقال‪« :‬لعن اهلل النسيان‪ ،‬إنما أردت يأجوج ومأجوج»‪،‬‬ ‫فسئل‪« :‬وما يأجوج ومأجوج؟»‪ ،‬قال‪« :‬فطالوت وجالوت»‪ ،‬قيل له‪« :‬لعلك‬ ‫تريك منكراً ونكيراً؟»‪ ،‬قال‪« :‬واهلل ما أردت غيرهما»‪.‬‬ ‫وجاءت طباخته يوماً‪ ،‬فقال لها‪« :‬ليس هذا يوم طعام وال شراب»‪،‬‬ ‫فأخبر ولده بذلك‪ ،‬فأتاه‬ ‫ودخل عليه أهله يوماً‪ ،‬فوجدوه كالميت‪ ،‬فقالوا له‪« :‬ما لك؟»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«فكرت في كثرة مالي‪ ،‬وكثرة مصادرة السلطان في هذا الوقت وتعديه‪،‬‬ ‫فغلقت عيني‪ ،‬حتى أرى كيف صبري‪ ،‬فانتشبت‪ ،‬ولم أقدر على التخلص‪،‬‬ ‫حتى كدت أن أموت‪ ،‬لوال ما دخلتم علي»‪.‬‬ ‫وكان المعتضد يقول ‪ -‬إذا رأى ابن الجصاص ‪« : -‬هذا األحمق‬ ‫المرزوق»‪.‬‬ ‫وقال ابن الجصاص يوماً‪« :‬إني أتمنى أن أخسر»‪ ،‬فقيل له‪« :‬اشتر‬ ‫التمر بالكوفة‪ ،‬وبعه بالبصرة»‪ ،‬فاتفق أن نخل البصرة لم تحمل في تلك‬ ‫السنة‪ ،‬فربح ربحاً عظيماً»‪.‬وجاء إلى حجام‪ ،‬ليأخذ من شعره‪ ،‬فلما جلس‬ ‫بين يديه‪ ،‬ذكر أنه نسي منديل كمه‪ ،‬فقال للحجام‪« :‬ال تأخذ من شعري‬ ‫شيئاً‪ ،‬حتى أعود إليك»‪.‬‬ ‫وسقطت ابنته في البئر‪ ،‬فقال‪« :‬ال تبرحي‪ ،‬حتى آتي بمن يخرجك»‪.‬‬ ‫وأتاه ساكن في دار له‪ ،‬فقال له‪« :‬قد انفتح الكنيف»‪ ،‬قال‪« :‬قد رأيته‬ ‫منذ عامين‪ ،‬فعلمت أنه ينفتح‪ ،‬ولكني ما ظننت أنه ينفتح بهذه السرعة‪،‬‬ ‫وإال كنت أتغذاه قبل أن يتعشاني»‪.‬‬ ‫وتبخر في ثيابه فاحترقت‪ ،‬فحلف بالطالق أال يتبخر إال عريان‪.‬‬ ‫وجاء ليكسر لوزة‪ ،‬فخرجت من تحت الحجر‪ ،‬فقال‪« :‬كل شيء يفر من الموت حتى البهائم»‪.‬‬ ‫ووقف مغفل على باب داره يبكي‪ ،‬فقال له بعض أصحابه‪« :‬ما شأنك؟»‪ ،‬قال‪« :‬ولدي الكبير افتصد‪،‬‬ ‫فغرق المبزق في ذراعه‪ ،‬وجرى دمه»‪.‬‬ ‫وجاء رجل الواعظ‪ ،‬وكان مغف ًال‪ ،‬فوجده يبكي بكاء شديداً‪ ،‬وقال له‪« :‬ادع اهلل؛ فقد ارتكبت أمراً‬ ‫عظيماً»‪ ،‬قال‪« :‬وما هو؟»‪ ،‬قال‪« :‬أريد كتمه عن الناس‪ ،‬فأدنني منك»‪ ،‬فأدناه وأعطاه أذنه‪ ،‬فقال‪« :‬إني‬ ‫نكحت بقرة»‪ ،‬فأعلى الواعظ صوته وقال‪« :‬أمنوا على دعائي؛ فإني أدعو اهلل لهذا الخاطئ أن يتوب عليه؛‬ ‫فإنه نكح بقرة»‪ ،‬فغظى الرجل وجهه وانصرف‪.‬‬ ‫وكان أبو علقمة الصوفي‪ ،‬يجمع الصبيان ويدهن رؤوسهم‪ ،‬ويخرج لهم ريحاً‪ ،‬والصبيان يضحكون‪،‬‬ ‫فقيل له في ذلك‪ ،‬فقال‪« :‬ليس لي شيء أعطيهم‪،‬وأحببت أن أفرحهم بهذا‪ ،‬حتى ينصرفوا مسرورين»‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪913‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)816‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 06‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫“مراسالت وطنية أخوية موجهة‬ ‫إلى األستاذ محمد داود”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫تابعت األستاذة حسناء داود سلسلة إصداراتها المشتغلة بالنبش في وثائق والدها األستاذ الخالق الطريس وعبد اهلل كنون‪ ،‬ومحمد المكي الناصري‪ ،‬ومحمد المختار السوسي‪ ،‬ومحمد بن‬ ‫محمد داود‪ ،‬بنشر كتاب جديد خالل سنة ‪ ،2016‬تحت عنوان “مراسالت وطنية أخوية موجهة الحسن الوزاني‪ ،‬والحاج محمد اليزيدي‪.‬‬ ‫إلى األستاذ محمد داود”‪ ،‬وذلك ضمن منشورات مؤسسة الشهيد امحمد أحمد بن عبود‬ ‫وإذا كانت هذه المراسالت قد احتوت على تفاصيل كثيرة وغزيرة تهم المسار النضالي‬ ‫ومؤسسة محمد داود للتاريخ والثقافة‪ ،‬في ما مجموعه ‪ 493‬من الصفحات ذات الحجم الكبير‪.‬‬ ‫التحرري لألستاذ داود‪ ،‬فإنها –بموازاة ذلك‪ -‬استطاعت أن تتحول إلى سجل للتأريخ لمبادرات كل‬ ‫ويمكن القول‪ ،‬إن هذا العمل يشكل إضافة نوعية لمجال تنظيم‬ ‫واحد من الشخصيات المذكورة في الكتاب‪ .‬دليل ذلك‪ ،‬أن المراسالت‬ ‫الجهود‪ ،‬الفردية والجماعية‪ ،‬المشتغلة على التراث الدفين للحركة‬ ‫ظلت تعكس قلق النخبة وهواجسها وانشغاالتها‪ ،‬منفتحة –في‬ ‫الوطنية المغربية التحررية لعقود القرن ‪ .20‬ال يتعلق األمر بكتابات‬ ‫ذلك‪ -‬على انتظارات العمل الوطني وعلى سبل تطويرها وتخصيبها‬ ‫شخصية مرتبطة بنزوات الذات‪ ،‬وال باستيهامات إنسانية ضيقة‪ ،‬وال‬ ‫من خالل مبادرات متكاملة غطت مجاالت متعددة سواء من داخل‬ ‫بانطباعات لحظية حول قضايا مخصوصة في زمانها وفي مكانها‪،‬‬ ‫المغرب أم من خارجه‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬نستطيع الوقوف –على سبيل‬ ‫بقدر ما أنها توثيق حي لمسارات متقاطعة للعمل الوطني الذي‬ ‫جعل من مدينة تطوان قطبا للعطاء وللتميز داخل الذاكرة الوطنية‬ ‫المثال ال الحصر‪ -‬على الكثير من تفاصيل الجهد النضالي الذي كان‬ ‫التحررية المشتركة‪ .‬هي ذاكرة واحدة بصيغة الجمع‪ ،‬ذاكرة متفردة‬ ‫يقوم به األستاذ أحمد بالفريج في مستوياته المختلفة انطالقا من‬ ‫أرخت بظاللها الوارفة على مجمل دواليب العمل التأطيري المبادر‬ ‫القاهرة ومن الرباط ومن باريس ومن جنيف ومن نيويورك‪ .‬ونفس‬ ‫الذي أطرته الحركة الوطنية بالمنطقة السلطانية الخاضعة للنفوذ‬ ‫الشيء‪ ،‬يمكن أن يقال عن كل األسماء األخرى التي كانت تراسل‬ ‫الفرنسي‪ ،‬وكذا بالمنطقة الخليفية الخاضعة للنفوذ اإلسباني‪ ،‬ثم‬ ‫الفقيه دواد‪.‬‬ ‫بمنطقة طنجة الدولية الخاضعة لإلدارة الدولية‪ .‬وفي كل هذه‬ ‫باختصار‪ ،‬تحولت هذه المراسالت إلى وثائق ثمينة‪ ،‬ال شك وأنها‬ ‫االمتدادات الجغرافية الموروثة عن االستعمار‪ ،‬ظل األستاذ محمد‬ ‫تكتسب قيمة أصيلة‪ ،‬بتوفيرها للمادة الخام الضرورية لالشتغال‬ ‫داود علما شامخا ونبراسا مضيئا لبث معالم النبوغ والتميز والعطاء‬ ‫بالنسبة للباحثين وللمؤرخين‪ ،‬بل إن قيمتها تتجاوز إطار البحث‬ ‫والجرأة والتجديد التي ميزت عطاء الحركة الوطنية بمنطقة الشمال‬ ‫التخصصي التاريخي‪ ،‬لتشمل مجاالت رحبة من العلوم اإلنسانية‪،‬‬ ‫خالل عقود االستعمار‪.‬‬ ‫وخاصة بالنسبة للدراسات األدبية وللتنقيبات السوسيولوجية‬ ‫وبخصوص اإلطار العام الناظم لمضامين الكتاب‪ ،‬فقد لخصته‬ ‫الراصدة ألوجه التحول داخل بنية التفكير المهيكلة لسلوك الفرد‬ ‫حسناء داود في كلمتها التقديمية‪ ،‬عندما قالت‪“ :‬هذه نصوص‬ ‫والجماعة بمغرب القرن ‪.20‬‬ ‫مراسالت صدرت عن شخصيات بارزة‪ ،‬كان لها وزن وحضور وقيمة‬ ‫في ميدان الوطنية والسياسة واألدب واالجتماع والثقافة‪،...‬‬ ‫إنها مراسالت توثيقية تعيد تقليب صفحات العمل‬ ‫ ‬ ‫شخصيات جمعت بينها وبين األستاذ محمد داود عالقة ود‬ ‫الوطني‪ ،‬انطالقا من وثائقه الغميسة التي تؤرخ للتفاصيل وللجزئيات‬ ‫وصداقة‪ ،‬وأخوة وعمل‪ ،‬وتفاهم وتقارب‪ ،‬فتحابوا في اهلل‪ ،‬وتعاملوا‬ ‫التي كثيرا ما ظلت تنفلت من بين أسطر متون المذكرات المتواترة‬ ‫بما يرضي اهلل‪ ،‬وعاشوا من أجل تحقيق أمالهم وآمال وطنهم‪ ،‬ثم‬ ‫الصدور لبعض الفاعلين والمنتسبين للعمل الوطني خالل زماننا‬ ‫ماتوا وهم راضون عما قدموه‪ ،‬مرتاحون لما أدركوه‪ ...‬أما مجموع‬ ‫الراهن‪ .‬وإذا أضفنا إلى ذلك قوة اللغة وجدة المواضيع وسالسة‬ ‫هذه الرسائل‪ ،‬فهو ‪ 541‬رسالة‪ ،‬جمعت من المعلومات والمحادثات‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫األسلوب الذي كتبت به كل هذه النصوص‪ ،‬أمكن القول إننا أمام ذخيرة هامة من‬ ‫واألخبار واألسرار والطرائف‪ ،‬الكثير مما يعكس لنا اهتمامات وانشغاالت ومشاعر‬ ‫وارتسامات هؤالء الرجال‪ ،‬الذين كان لهم دور –من قريب أو بعيد‪ -‬في سلسلة أحداث الوطن‪ ،‬العناصر الراقية المؤثثة لعناصر الذاكرة الجماعية التي يمكن أن تشكل أرضية لدراسات نقدية‬ ‫أدبية مسترسلة‪ ،‬ونقطة االرتكاز في التأريخ لمسارات تشكل ذهنيات العطاء الثقافي واإلعالمي‬ ‫خالل الفترة التي يتحدثون فيها أو عنها‪.”...‬‬ ‫هي رسائل كتبت بمداد الوفاء واإلخالص‪ ،‬جمعت بين العمق اإلنساني النبيل من لنخب مغرب التحول خالل عهد االستعمار‪ ،‬وخاصة على مستوى تطور أنساق التفكير الجماعية ثم‬ ‫ ‬ ‫جهة أولى‪ ،‬وبين التاطير الوطني التعبوي من جهة ثانية‪ .‬كتبها رجال لهم وزنهم داخل مسارات على مستوى النظم المعيشية والتدبيرية والمواقفية التي أضفت على الحركة الوطنية المغربية‬ ‫العمل الوطني التحرري ضد االستعمار‪ ،‬يتعلق األمر بكل من أحمد بالفريج‪ ،‬والطيب بنونة‪ ،‬بالشمال هويتها المميزة داخل حضنها المغربي الواسع وداخل امتداداتها القومية والدولية‬ ‫والحاج محمد بنونة‪ ،‬والحاج عبد السالم بنونة‪ ،‬والحاج الحسن بوعياد‪ ،‬والعربي الديوري‪ ،‬وعبد الرحبة‪.‬‬

‫دُمى طنجة لفنون العرائس واألدائيات في دورته الثانية من أجل استلهام‬ ‫أفضل للتراث الشعبي في مسرح الدُّمى‬ ‫أعلنت «جمعية طنجة‬ ‫بوابة إفريقيا» أن دورتها‬ ‫الثانية من «مهرجـــان‬ ‫دُمى طنجـــة لفنــــون‬ ‫العرائس واألدائ��ي��ات»‪،‬‬ ‫سوف تنعقد هذه السنة‬ ‫بشراكة م��ع «الهيئــة‬ ‫العربية للمسرح»‪ ،‬والتي‬ ‫تنظم هي األخرى دورتها‬ ‫الرابعــة من «الملتقـــى‬ ‫العربي لفنــون العرائس‬ ‫والفرجة الشعبية»‪ ،‬وذلك‬ ‫فيما بين ‪ 30‬أكتوبر و ‪03‬‬ ‫نوفمبـر ‪ 2017‬بالمركـــز‬ ‫الثقافي أحمـد بوكماخ‪.‬‬ ‫وت��أت��ي ه��ذه ال��دورة‬ ‫م���ن م��ه��رج��ان دُم���ى‬ ‫طنجة لفنـون العرائــس‬ ‫واألدائيات‪ ،‬بهدف تفعيل‬ ‫دَوْ ِر فنون في العرائس‬ ‫في استلهام التراث الشعبي ومن ثم حفظه وترويجه كمكون ثقافي يوثق لحقب‬ ‫تاريخية معينة‪.‬‬ ‫وستعرف دورة هذه السنة‪ ،‬التي تُنظمها جمعية طنجة بوابة إفريقيا بتعاون مع‬ ‫وزارة الثقافة واإلتصال‪ :‬قطاع الثقافة‪ ،‬برنامجا مكثفا‪ ،‬يتضمن جلسات فكرية تناقش‬ ‫في مجملها المواضيع المتعلقة بفنون العرائس‪ ،‬إضافة إلى أوراش تكوينية في صناعة‬

‫الدمى المسرحية‪ ،‬وعروض‬ ‫مسرحية من مختلف الدول‬ ‫المغاربيــة والعربيـــة‪ ،‬إلى‬ ‫جانب فرنسـا‪ .‬إضافــة إلى‬ ‫معرض البحــث في األقنعــة‬ ‫ووجوه العرائس‪ ،‬ومعرض‬ ‫آخلر لطلبة شعبة األشرطة‬ ‫المرسومة التابعة للمعهد‬ ‫الوطنــي للفنــون الجميلــة‬ ‫بتطوان‪.‬‬ ‫هـذا‪ ،‬وقد اختارت إدارة‬ ‫المهـــرجـــان أن تــكـــرم‬ ‫شخصيتين اثنتين‪ ،‬ويتعلق‬ ‫األمر بالفنان عزيز الفاضلي‬ ‫م��ن ال��م��غ��رب‪ ،‬ك��أح��د أب��رز‬ ‫الوجوه الفنية بالمغرب‪ ،‬له‬ ‫إسهامات كثيرة في مسرح‬ ‫الدُمى‪ ،‬وقدم العديد من‬ ‫العروض الساخرة‪ ،‬إلى جانب‬ ‫أف�لام تلفزية وسينمائية‬

‫متنوعة‪..‬‬ ‫أما الشخصية الثانية‪ ،‬فهي الكاتبة والباحثة األردنية مارغو مالتجليان‪ ،‬لما لها من‬ ‫إسهامات كبيرة في مجال تنمية المهارات االجتماعية والعاطفية عند الطفل من خالل‬ ‫الشعر والقصة والموسيقى والمسرح‪ ،‬وبشكل خاص مسرح الدمى‪.‬‬

‫أحمد الروماني‬


‫العدد ‪913‬‬

‫مع‬

‫املواطنني‬

‫جمعية أجيال للتنمية بوزان‬ ‫تكسر رتابة جماعة مقريصات‬

‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 06‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)381‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫وزان ‪ :‬محمد حمضي‬ ‫قبل االنتقال إلى الحدث االجتماعي ال��ذي خلخلت به جمعية أجيال‬ ‫للتنمية الوهن الذي يشل المفاصل الثقافية والفنية والرياضية لمركز جماعة‬ ‫مقريصات ‪ ،‬وجبت االشارة إلى أن مبعوث الجريدة لتغطية الفعالية االجتماعية‬ ‫المنظمة طيلة يوم السبت ‪ 28‬أكتوبر ‪ ،‬عاين تعطل اإلنارة العمومية بشوارع‬ ‫مركز مقريصات مما جعل هذه األخيرة تعيش في ظلمة حالكة ال تكسرها‬ ‫إال أضواء مصابيح المقاهي والمتاجر الخاصة ‪ .‬أما المشهد الثاني الذي يثلج‬ ‫الصدر ‪ ،‬فيتعلق بمبادرة ثلة من ساكنة المركز التي أطلقت اعتمادا على‬ ‫امكانياتها ‪ ‬الذاتية ‪ ،‬ورش إعادة تأهيل فضاء عمومي يقع بمركز الجماعة ‪،‬‬ ‫والذي ال شك بأنه سيضفي جمالية خاصة على قلب المركز المذكور ‪ ،‬لذلك‬ ‫فإن أصحاب المبادرة المستقلة ينتظرون إشارة ايجابية من مختلف المتدخلين‬ ‫المؤسساتيين والمدنيين لدعم خطواتهم هذه الشاهدة على ما تميز به تاريخ‬ ‫المنطقة من تقاليد مشرقة ‪ .‬آخر مشهد تم رصده ‪ ،‬ويؤثث الفضاءات العمومية‬ ‫لمركز مقريصات منذ شهور ‪ ،‬كما جاء ذلك على لسان مواطنين جالستهم‬ ‫الجريدة ‪ ،‬يتعلق بشاب في مقتبل عمره ‪ ،‬لهذا السبب أو ذاك ‪ ،‬وجد نفسه‬ ‫تائها بين أزقة وشوارع المركز ‪ ،‬رث الثياب ‪ ،‬ساقط القاموس الذي يستعمله‬ ‫‪ ،‬معتديا في لحظات الهيجان النفسي على كل من يصادف في طريقه ‪ ،‬لذلك‬ ‫فإن الساكنة تنتظر تدخال عاجال من الجهات المعنية من أجل حماية الصحة‬ ‫النفسية لهذا الشاب مادام دستور المملكة يضمن له الحق في العالج ‪.‬‬ ‫الحدث االجتماعي بامتياز الذي سهرت جمعية أجيال للتنمية على توفير كل‬ ‫الشروط اللوجيستيكية لنجاحه يتعلق بتنظيم حفل إعذار أزيد من ‪ 100‬طفل‬ ‫ينحدرون من جماعة مقريصات والجماعات المجاورة ‪ ،‬كما صرحت للجريدة‬ ‫بذلك عضوة بمكتب الجمعية المذكورة ‪ .‬قوة هذا النشاط االجتماعي الذي‬ ‫تعاون في تنظيمه وإنجاحه كل من المديرية اإلقليمية للصحة بوزان ‪ ،‬وطاقم‬ ‫طبي من شفشاون ‪ ،‬تميزت باإلضافة الى عملية اإلعذار ‪ ،‬وتوفير األلبسة‬ ‫لجميع األطفال المستفيدين ‪ ( ،‬تميزت ) بالكرنفال الذي نظم على هامش‬ ‫الحفل ‪ ،‬استعرض فيه المشاركون والمشاركات أمام العشرت من المواطنين‬ ‫والمواطنات ‪ ،‬باقة من الفلكلور المحلي المصاحب لعملية إعذار أطفال جماعة‬ ‫مقريصات الترابية والجماعات المجاورة التي ال يعترف تاريخها المشترك‬ ‫والمضيء بالحدود اإلدارية ‪.‬‬ ‫يذكر بأن جمعية أجيال للتنمية بمقريصات شكل تأسيسها نقطة ضوء‬ ‫بجماعة مقريصات ‪ .‬فقد دأبت الجمعية على تنظيم مهرجان سنوي يسلط‬ ‫الضوء على واقع الجماعة ‪ ،‬وعلى وما يكتنزه تاريخها وموقعها الجغرافي‬ ‫ومواردها الطبيعية والبشرية من إمكانيات ومؤهالت ‪ ،‬إن نجح المتدخلون كل‬ ‫من موقعه الخاص في تجويد استثمارها وتسويق ذلك ‪ ، ‬فإن مستقبال واعدا‬ ‫ينتظر شباب الجماعة ‪ .‬‬

‫نداء إنساني‬ ‫يعاني المواطن محمد عقالن من مرض «البروستات» و آالمه التي‬ ‫ال تتوقف‪ ،‬حيث يجد صعوبة قصوى في قضاء حاجته بداخل المرحاض‪.‬‬ ‫ونظرا لضعف حالته االجتماعيـــة و المادية‪ ،‬يناشــد المعنيين و ذوي‬ ‫األريحية‪ ،‬لكي يمدوا له يد العون من أجل إجراء عملية جراحية تتطلب‬ ‫مبلغا ماليا قدره ‪ 10.000‬درهم‪ ،‬اطلعت الجريدة على ملفه الطبي‪.‬‬

‫و اهلل ال يضيع أجر المحسنين‪.‬‬

‫لالتصال ‪06.40.30.26.16 :‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 15‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪381‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 913‬ـ الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 06‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬ ‫فوائد المشي ‪3 / 2‬‬

‫‪3‬‬

‫بين‬

‫الفينة واألخرى يخرج المكتب المسير التحاد طنجة ب(تبشيرات) توحي بنيته في‬ ‫االعتماد على العمل القاعدي ونهج سياسة التكوين‪ ،‬لكن ما لجأ إليه في الموسمين‬ ‫األخيرين على األقل يكذب وعوده من خالل االنقالب الذي يحدث على التركيبة البشرية للفريق‬ ‫من خالل تسريح ما يقارب ‪ 20‬العب مع بداية كل موسم وانتداب العدد نفسه‪ .‬كما حدث في‬ ‫الموسم األول مع المدرب بنشيخة وكذا الموسم الثاني‪ ،‬وهذا الموسم كذلك مع المدرب‬ ‫الزاكي‪ .‬وعلى األقل كانت انتدابات بنشيخة اقل ضرر من انتدابات الزاكي الذي أغرق الفريق‬ ‫بالعبين مستواهم أقل بكثير من بعض عناصر فريق األمل‪ ،‬ومن بعض العناصر المحلية التي‬ ‫يوجد بعضها في دكة االحتياط‪ .‬ومنها أحمد الشنتوف الذي كان بدء يضمن مكانه بالفريق‬ ‫األول وقدم مردودا جيدا وسجل هدف التعادل هذا الموسم أنقذ به فريق الزاكي من هزيمة‬ ‫مذلة أمام الراسينغ البيضاوي‪ .‬وال يعقل أن ينتدب الفريق العبا مثل «البولديني» ب ‪ 60‬أو ‪70‬‬ ‫مليون وفريق األمل يتوفر على مهاجمين أفضل منه‪ ،‬وهذا مجرد نموذج‪ .‬وأعتقد من األفضل‬ ‫أن نمنح فرصة لشاب من الفريق بدل العب لم يمارس لموسمين‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫لويس فرنانديز‪..‬‬

‫الالعب واملدرب الدويل الفرن�سي‬

‫لويس‪ ،‬في نهاية مسيرتك كالعب‪ ،‬كنت في غرف‬ ‫المالبس ذاتها لالعب شـاب يبـدأ مسيرتـه في صفـوف‬ ‫كان هـو زين الدين زيدان‪ .‬ماذا تتذكـر من لقائك‬ ‫األول معه؟ وهل كان يتمتع بحس تكتيكي داخل‬ ‫الملعب أم أن هذا األمر تعلمه عندما أصبح مدرباً؟‬

‫فوائد المشي ساعة يوميا‪:‬‬ ‫ينصح األطباء بالمشي ساعة يوميا على األقل‪ ،‬وذلك لضَمان صحة‬ ‫الجسم وإبقائه متيناً خالياً من األمراض؛ حيث ّ‬ ‫إن ممارسة اإلنسان‬ ‫لرياضة المشي لمدّة ساعة يومياً تُعطيه المنافع اآلتية‪:‬‬ ‫ يفيد المشي القلب‪ ،‬والرئتين‪ ،‬كما أنّه يساعد على زيادة نشاط‬‫الدورة الدموية‪ ،‬والناتج عن حرق األكسجين‪ ،‬ويؤدي ذلك إلى‬ ‫تقوية عضالت الجسم‪ ،‬والجهاز الدوري‪.‬‬ ‫ يساعِد على تهدئة أعصاب اإلنسان المتوترة‪ ،‬والتخفيف من‬‫ضغوط الحياة اليومية‪.‬‬ ‫ يقوي عضالت البطــن‪ ،‬والساقيــن‪ ،‬والحوض‪ ،‬ويساعد في‬‫الحصول على القوام السليم‪.‬‬ ‫ يقلل من احتمالية ظهور الكرش‪ ،‬ويساعد على التخفيف منه‪،‬‬‫وكذلك يُق ّلل من األرداف الضخمة؛ ُ‬ ‫حيث أنه يساعد على‬ ‫فقدان الجسم للسعرات الحرارية الزائدة‪ ،‬واستهالك الدهون‬ ‫الزائدة في الجسم‪ ،‬كما أنه يقلل من ترهلاّ ت البطن‪ ،‬والجلد‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ناتجة عن تخفيف الوزن‪.‬‬ ‫والتي تكون‬ ‫ يؤدي إلى خفض ضغط الدم المرتفع‪ ،‬والتقليل من نسبة‬‫الكولسترول في الدم‪.‬‬ ‫ يقلل من ألم المفاصل؛ لمساعدته على تليينها‪ ،‬ونَشاطها‪،‬‬‫وسهولة حركتها‪ ،‬كما أنه يُساعد على التخفيف من الشدّ‪،‬‬ ‫والتشنّج العضلي‪.‬‬ ‫ يعالج مشكلة عسر الهضم‪ ،‬وحـــاالت اإلمســاك المُزمن‪،‬‬‫وتشنُّجات القولون؛ كونه يُساعد على تحريك األمعاء‪ ،‬ويُخ ّفف‬ ‫الغازات‪ ،‬وألم القولون‪ ،‬وإفراغه‪.‬‬ ‫يحسن من عملية التنفس الطبيعيّ؛ كونه يقوّي العضالت‬ ‫ ِّ‬‫الصدرية‪ ،‬وعضالت التن ّفس‪ ،‬ويساعد على زيادة اتساع الرئة‪،‬‬ ‫وتحسين وظيفتها‪ ،‬والتخفيف من حدّة األمراض التنفسيّة‪.‬‬ ‫ يساعد على علاِج أو تخفيف بعض اإلصابات المزمنة كاالنزالق‬‫الغضروفي لفقرات ّ‬ ‫الظهر‪.‬‬

‫في البداية‪ ،‬أود القول إن عائلته ع ّلمته دائماً قيم اإلحترام‪ .‬كان‬ ‫يمكن رؤية ذلك عن كثب في غرفة تبديل المالبس عندما بدأ يتدرب‬ ‫مع الالعبين المحترفين‪ .‬إنه شاب أراد دائماً التعلم وتطوير نفسه‪.‬‬ ‫اليوم‪ ،‬ال يزال هو نفس الشخص الذي لعب إلى جانبي‪ .‬كان العباً‬ ‫هادئاً يملك طموحاً كبيراً للعمل‪ ،‬للنجاح في تحسين مختلف جوانب‬ ‫اللعب لديه واإلنصات‪ .‬رأيته ينطلق في مسيرته‪ ،‬ثم رأيته كيف تطور‬ ‫كمدرب‪ ،‬كسفير وكشخصية في عالم كرة القدم‪ .‬إنه شخص استثنائي‪.‬‬ ‫البعض قام بالحكم عليه من خالل حركة واحدة في الملعب (طرده في‬ ‫نهائي كأس العالم ‪ ،2006‬لكن ذلك ال يمكن أن يمحو كل السعادة‬ ‫التي منحنا إياها‪ .‬وحول ما إذا كان زيدان يتمتع بحس تكتيكي داخل‬ ‫الملعب أم أن هذا األمر تعلمه عندما أصبح مدربا‪ ،‬ال نملك حساً تكتيكياً‬ ‫عندما نلعب بشكل كبير‪ .‬لكنه كان يملك الذكاء في اللعب‪ ،‬في التمركز‬ ‫داخل الملعب وفي حركاته‪ .‬كان يملك هذه القدرة على تطوير نفسه‬ ‫من خالل العمل‪ .‬كان يملك ميزاته الطبيعية‪ ،‬لكنه أراد تحسينها‪ ،‬ومن‬ ‫دون ذلك لما نجح‪ .‬ثم قام بتحسين مهاراته التكتيكية‪ ،‬وهنا أيضاً‬ ‫بذل جهداً إضافياً في العمل‪ ،‬اإلستماع والنظر‪ .‬إنه شخص يتابع ما‬ ‫يجري من حوله‪ ،‬وال يتصرف مع اآلخرين بتكبّر‪ ،‬أو كما وكأنه يعرف‬ ‫كل دروس كرة القدم‪ .‬إنه شخص يتنفس ويعشق كرة القدم‪ .‬وعندما‬ ‫بدأ ينكب على دراسة التدريب‪ ،‬ثم أشرف على الفريق الرديف لريال‬ ‫مدريد‪ ،‬اعتبر كثيرون بأنه أخطأ الطريق ألن ذلك لم يكن يتناسب مع‬ ‫شخصيته‪ .‬أمّا أنت فقد تنبأت بنجاحه منذ اللحظة األولى‪...‬إذا استمعنا‬ ‫إلى كل التفاهات التي قيلت عنه لوجدنا أن ‪ 80‬في المائة منها كان‬ ‫خارج النص‪ .‬الكثير من الناس يملكون القدرة على الحكم حتى قبل‬ ‫اإلنتظار لرؤية األشخاص يعملون‪ .‬يُطلقون األحكام بناءاً على عامل‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫الشخصية‪ .‬كان زيزو على أرضية الملعب يملك شخصية قوية على‬ ‫الرغم من كونه شخصاً هادئاً ورصيناً وحتى متحفظاً‪ .‬البعض كان‬ ‫يعتبر بأنه ال يملك الشخصية‪ ،‬ال يملك السلوك وبأنه سيكون ضحية‬ ‫األنا لدى الالعبين اآلخرين‪ .‬لكنه ل ّقن درساً لهؤالء الذين يحكمون‬ ‫من دون النظر‪.‬‬

‫اسمه وتاريخـه وهالتــه في النــادي‪ ،‬هل ساعدت‬ ‫هذه األمور في نجاحه في ريال مدريد؟‬

‫إنه ناد نجح في ترك بصمة في صفوفه‪ .‬إنه «ناديه» حيث كان‬ ‫العباً‪ ،‬ومديراً رياضياً‪ ،‬وسفيراً‪ .‬إنه أيقونة‪ .‬في السابق كان هناك دي‬ ‫ستيفانو‪ ،‬أما اآلن فهناك زيدان‪ .‬في أسبانيا‪ ،‬يعشقون الالعبين الذين‬ ‫يتركون أثراً في التاريخ‪ ،‬الملتزمين مع ناديهم‪ .‬كالعب‪ ،‬فاز بكأس‬ ‫أوروبا‪ ،‬ثم أصبح مدرباً وتوّج بدوري أبطال أوروبا أيضاً‪ .‬تصورا اسم‬ ‫زيدان في مدريد! إنه أسطورة في الفريق الملكي‪ .‬سيبقى دائماً شخصاً‬ ‫مميزاً‪ .‬لكن باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يملك القدرة على التأقلم بفضل ذكائه‪،‬‬ ‫خبرته في التصرف‪ ،‬لقد تع ّلم كل شيء‪ ،‬تابع كل ما يدور من حوله‬ ‫ويعرف كل شاردة وواردة عن هذا النادي‪ .‬في ريال مدريد يجد نفسه‬ ‫وكأنه في بيته‪.‬‬

‫هل من األسهل البداية في ريال مدريد واإلشراف‬ ‫على العبين كبار؟ هل كان لينجح لو أشرف مثالً على‬ ‫تدريب ناد في صدد إعادة البناء أو ناد دائماً ما يصارع‬ ‫من أجل البقاء؟‬

‫البعض يقول «إنه أمر سهل‪ ،‬فهو ال يملك سوى العبين كبار‪».‬‬ ‫كما لو أن األمر سه ًال عند تدريب العبين كبار؟ في البداية‪ ،‬اختار القرار‬ ‫المناسب بتدريب الفريق الرديف لريال مدريد‪ .‬اإلشراف على تدريب‬ ‫الفريق الرديف ليس باألمر السهل‪ .‬لقد تعلم كيفية إدارة حصص‬ ‫التدريب واإلستعداد لما ينتظره‪ .‬كما سمح له ذلك باإلستكشاف‪،‬‬ ‫بتطوير نفسه‪ ،‬أن يحظى بقدرة أكبر لإلشراف على الفريق اإلحترافي‪.‬‬

‫برشلونة يضع خطة البديل الجديد‬ ‫لكوتينيو ويتخلى عن ‪ 5‬العبين‬

‫بدأ برشلونة في اتخاذ خطواته األولى ألجل التعاقد مع نجم جديد خالل سوق‬ ‫االنتقاالت الصيفية المقبلة‪ .‬وذكرت صحيفة «موندو ديبورتيفو» أن برشلونة يهدف‬ ‫إلى التوقيع مع نجم المنتخب الفرنسي واتلتيكو مدريد انطوان جريزمان‪ ،‬والمطلوب‬ ‫من مانشستر يونايتد اإلنجليزي‪ ،‬حال فشل التعاقد مع البرازيلي فيليب كوتينيو‪ ،‬العب‬ ‫ليفربول‪ .‬كما أشارت صحيفة‪« ‬ميرور»‪ ‬البريطانية إلى أن النادي الكتالوني لديه رغبة‬ ‫في التخلي عن ‪ 5‬العبين دفعة واحدة في يناير المقبل‪ .‬وأكدت الصحيفة أن أردا توران‬ ‫وأندريه جوميز و توماس فيرمالين وأليكس فيدال وباكو ألكاسير صاروا على وشك‬ ‫الرحيل عن النادي الكتالوني‪ .‬وأوضحت الصحيفة ّ‬ ‫أن أرسنال يرغب في ضم توران ومن‬ ‫المتوقع أن يكون الجانرز وجهة الالعب األولى‪ ،‬كما أن توتنهام ويوفنتوس يرغبان في‬ ‫التعاقد مع جوميز‪.‬وكان جريزمان‪ ،‬مهاجم أتلتيكو مدريد‪ ،‬قريبا من االنضمام لمسرح‬ ‫األحالم في الصيف الماضي‪ ،‬ولكن عقوبة حرمان الروخي بالنكوس من التعاقد خالل‬ ‫سوق االنتقاالت الماضية دفعته للبقاء مع الفريق‪ .‬ولم يحقق جريزمان أي لقب مع‬ ‫أتليتكو منذ انضمامه للفريق في ‪ ،2014‬إال أنه ساهم في وصولهم إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في ‪ 2016‬قبل أن يخسره لصالح‬ ‫ريال مدريد بركالت الترجيح‪.‬‬


‫العدد ‪913‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫عصبة الشمال تعقد لقاء مع الوالي لبحث‬ ‫مشكلة المالعب‬

‫أشار بالغ من عصبة الشمال لكرة القدم‪ ،‬أنه ‪« :‬في إطار‬ ‫السعي الدؤوب لعصبة الشمال من اجل إيجاد حل مشكل البنيات‬ ‫التحتية الذي يعترض جل أندية مدينة طنجة والتي تزيد عن ‪50‬‬ ‫فريقا‪ ،‬تم عقد لقاء مع والي جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬في‬ ‫البداية قدم عبد اللطيف العافية رئيس العصبة شكره الجزيل‬ ‫للسيد الوالي على المجهودات الكبيرة التي يقوم بها في سبيل‬ ‫تطوير و تأهيل البنيات التحتية الرياضية بالجهة و أهم المحاور‬ ‫التي تم التطرق إليها ‪.‬‬ ‫ انجاز فضاء للعصب الرياضيــة بالقريــة الرياضية في اقرب‬‫وقت ممكن‪.‬‬ ‫ تزويــد ملعبــي المرس و طنجــة البالية بمستودعات‬‫المالبس‪.‬‬ ‫ المساهمة في انجاز مشروع ابن خلدون‪.‬‬‫ تمكين أندية العصبة لكرة القدم داخل القاعة من مجانية‬‫قاعة ادرادب‪.‬‬ ‫ مشاركة عصبة الشمال في تنظيم المقابلة النهائية لدوري‬‫طنجة الكبرى بالملعب الجديد‪.‬‬ ‫ وضع الملعب الجديد الزياتن رهن إشارة العصبة بعد مبارة‬‫نهاية دوري طنجة الكبرى‪.‬‬ ‫ زيارة ملعب الزياتن الجديد في اقرب وقت لالطالع على‬‫بعض األشغال التي لم يتم االنتهاء منها‪ ،‬بحيت سيتم تجهيزه‬ ‫بعدة معدات الكترونية‪.‬‬ ‫كما تم التطرق أيضا لباقي المالعب بتراب العصبــة والذي‬ ‫أبدى السيـــد الوالي اهتمامــه ومواكبته لتأهيلهـا»‪.‬‬

‫الجامعة‬ ‫أخبار‬ ‫من الجامعة‬ ‫أخبار من‬ ‫اجتماع لجنة الطب الرياضي بالجامعة‪:‬‬ ‫عقدت لجنة الطب الرياضي التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪،‬‬ ‫برئاسة إسماعيل الزيتوني‪ ،‬اجتماعا بالمركز الوطني لكرة القدم بالمعمورة‪ ،‬تم‬ ‫خالله مناقشة جميع النقط المرتبطة بالطب الرياضي بالجامعة واألندية‪ ،‬والتي على‬ ‫ضوئها تم تسطير برنامج العمل السنوي للجنة ‪ 2017/2018‬ومن اهم محاوره‪:‬‬ ‫وضع نظام معلوماتي لتسيير الملفات الطبية والموارد وتغطية التظاهرات‬ ‫الرياضية‪.‬‬ ‫وضع آليات العمل الخاصة بالمديرية الطبية بالجامعة‪.‬‬ ‫برنامج محاربة المنشطات‪.‬‬ ‫برنامج التكوين الطبي المستمر والذي حددت محاوره فيما يلي‪:‬‬ ‫ تنظيم يوم دراسي لتقييم عملية اجراء الملفات الطبية لالعبي البطولة‬‫االحترافية‪.‬‬ ‫ التأمين عند العبي كرة القدم‪.‬‬‫‪ -‬الفحص الطبي عند العبي كرة القدم‪.‬‬

‫المنتخب الوطني للباراتايكوندو يحقق نتيجة‬ ‫مشرفة بلندن‬ ‫تمكــن المنتخـــب الوطنـــي‬ ‫المغربي للباراتايكوندو من انتزاع‬ ‫ميداليتين فضيتيـــن وميداليــــة‬ ‫برونزية خالل مشاركته في البطولة‬ ‫العالمية السابعة لذوي االحتياجات‬ ‫الخاصة في رياضة الباراتايكوندو‬ ‫التي احتضنتها العاصمة البريطانية‬ ‫لنــدن يــوم الخميــس ‪ 19‬أكتوبر‬ ‫‪.2017‬‬ ‫وتمت برمجــة هذه المنافسة‬ ‫العالمية عشيــة إقامــة السلسلة‬ ‫الثالثة واألخيرة من الجائزة الكبرى‬ ‫للتايكوندو التي بالعاصمة لندن أيام‬ ‫‪ 21 ،20‬و ‪ 22‬أكتوبر‪ ،‬والتي عرفت‬ ‫مشاركة البطل المغربي عمر لكحل‬ ‫في وزن أقل من ‪ 58‬كلغ ‪.‬‬ ‫وجاءت الميداليتان الفضيتان لمنتخب الباراتايكوندو‬ ‫بواسطة كال من البطلة رجاء أقرماش التي دخلت هذه المنافسة‬ ‫العالمية في وزن أكثر من ‪ 58‬كلغ لصنف ‪ ،K44‬بعد تغلبها في‬ ‫المباراة األولى على البطلة التركية إكينس ‪ ،‬ثم إقصائها للبطلة‬ ‫الفرنسية سييل الورا ‪ ،‬غير أنها انهزمت في المباراة النهائية أمام‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 06‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫‪19‬‬

‫البطلة البريطانية تروسدال أمي‬ ‫المصنفة األولى عالميا في وزن هذه‬ ‫الفئة ‪.‬‬ ‫في حين استطاع البطل عبد‬ ‫النور الفدايني انتزاع الميدالية‬ ‫الفضية الثانية لفئة وزن أقل من ‪61‬‬ ‫كلغ ضمن صنف ‪ ،K41‬بعد تجاوزه‬ ‫للبطل الرواندينيكينجيز جون دو‬ ‫الكروا‪ ،‬وانهزامه في المباراة النهائية‬ ‫أمام البطل الروسي كريشفالوسي‬ ‫فالديسالف‪.‬‬ ‫وبخصوص الميدالية البرونزية‬ ‫التي حصل عليهـا البطــل رشيد‬ ‫اسماعيلي أيوب‪ ،‬كانت ضمن فئة‬ ‫وزن أكثر من ‪ 75‬كلغ لصنف ‪،K44‬‬ ‫وجاءت بعد خسارته أمام خصمه‬ ‫األوكرانيسنفيت أنطوني في مباراة نصف النهاية‪ ،‬علما أن البطل‬ ‫األوكراني مصنف األول عالميا لهذه الفئة ‪.‬‬ ‫وبهذه النتيجة المشرفة استطاع المغرب تحسين ترتيبه على‬ ‫سبورة الميداليات العامة لهذه المنافسة العالمية الخاصة‪ ،‬واحتل‬ ‫الرتبة الثامنة عالميا على مستوى اإلناث والرابعة عشر عالميا على‬ ‫مستوى الذكور ‪.‬‬

‫‪ 93‬ناديا شاركوا في األيام الدراسية‬ ‫للكتاب العامين‬

‫ الفحص بواسطة األمواج الصوتية إلصابات الجهاز الحركي‪.‬‬‫ التأهيل البدني بعد اإلصابة‪.‬‬‫‪ -‬عملية مراقبة المنشطات‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫تدارس عملية التحضير النطالق بطولة لكرة القدم النسوية‪:‬‬ ‫عقدت اللجنة المركزية لكرة القدم النسوية‪ ،‬اجتماعا يوم ‪ 19/10/2017‬بمقر‬ ‫الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬تدارس عملية التحضير النطالق بطولة‬ ‫الموسم الرياضي ‪ ، 2017/2018‬ونصف نهاية كأس العرش مع مناقشة نظام‬ ‫البطولة ‪.‬‬ ‫االجتماع الذي ترأسته نوال المتوكل رئيسة اللجنة المركزية لكرة القدم النسوية‪،‬‬ ‫وبحضور أعضاء اللجنة‪ ،‬تطرق للنقط التالية ‪:‬‬ ‫ ‪ ‬المصادقة على نظام الشطرين ببطولة القسم األول ( شمال ‪/‬جنوب) بعدد‬‫ثمانية (‪ )8‬فرق عن كل شطر بما مجموعه ستة عشرة فريقا (‪.)16‬‬ ‫ المصادقة على نظام ‪ 3‬أشطر ببطولة القسم الثاني (شمال‪/‬وسط‪ /‬جنوب)‪،‬‬‫شطر الشمال (‪ ) 10‬فرق‪ -‬شطر الوسط (‪ )9‬فرق‪ -‬شطر الجنوب (‪ )9‬فرق بما مجموعه‬ ‫ثمانية وعشرين فريقا (‪. )28‬‬ ‫ إعداد نظام الصعود والنزول لبطولة الموسم الرياضي ‪ ، 2017/2018‬مع‬‫وضع البرنامج العام للبطولة الوطنية بقسميها األول والثاني ‪.‬‬ ‫ تدارس اإلجراءات التنظيمية الخاصة بمبارتي نصف نهاية كأس العرش‬‫للموسم الرياضي ‪. 216/2017‬‬ ‫ تحديد لقاء مع اإلدارة التقنية الوطنية بداية األسبوع المقبل ‪.‬‬‫ تحديد موعد لقاء الحق مع السادة رؤساء العصب الجهوية حول تطوير مستوى‬‫ممارسة كرة القدم النسوية‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫فوزي لقجع يهنئ الوداد الرياضي بتأهله لنهائي دوري‬ ‫أبطال إفريقيا‪:‬‬

‫تفعيال للبرنامج التي سطرته الكتابة العامة للعصبة بتنسيق‬ ‫مع اللجن الجهوية‪ ،‬تم تنظيم أيام دراسية لفائدة الكتاب العامين‬ ‫لألندية المنضوية تحت لواء العصبة حسب كل محور‪ .‬وكان‬ ‫موضوع األيام الدراسية‪:‬‬ ‫مهام الكاتب العام‪:‬‬ ‫ نظام تأهيل الممارسين برسم الموسم الرياضي‬‫‪.2018/2017‬‬ ‫ نظام تأهيل المرافقين برسم الموسم الرياضي‬‫‪2018/2017‬‬ ‫ التأمين‪.‬‬‫ مقتطفات من القانون التأديبي ونظام المنافسات‪.‬‬‫وعرفت هذه االيام الدراسية حضور ‪ 93‬ناديا تحت اشراف‬ ‫الكاتب العام للعصبة‪ ،‬ونور الدين قصايب رئيس لجنة التاديب‬ ‫والروح الرياضيةن وعمر لخضر عضو لجنة القوانين واألنظمة‪،‬‬ ‫وبحضور أعضاء العصبة‪ ،‬البشير الترفوس‪ ،‬سعيد دادي‪ ،‬عمر‬

‫غيالن‪ ،‬و ممثلين عن المحاور التي ينتمون اليها‪ ،‬وكان البرنامج‬ ‫العام لأليام الدراسية كالتالي‪ :‬‬ ‫الخميس ‪ 28‬شتنبر ‪ :2017‬أندية مقاطعة بني مكادة‬ ‫الجمعة ‪ 29‬شتنبر ‪ :2017‬أندية مقاطعة مغوغة طنجة‬ ‫اإلثنين ‪ 9‬أكتوبر ‪ :2017‬أندية محور تطوان وادالو بمقر‬ ‫المغربالتطواني‪.‬‬ ‫اإلثنين ‪ 9‬أكتوبر ‪ :2017‬أندية محور مرتيل‪ ،‬المضيق الفنيدق‬ ‫بقاعة دار الثقافة المضيق‪.‬‬ ‫الثالثاء ‪ 10‬أكتوبر ‪ :2017‬أندية مقاطعة السواني‪ ،‬وطنجة‬ ‫المدينة أصيال بمقر العصبة‪.‬‬ ‫الثالثاء ‪ 17‬أكتوبر‪ :2017‬أندية محور القصر الكبير‪ ،‬العرائش‪،‬‬ ‫العوامرة بقاعة دار الشباب بالقصر الكبير‬ ‫األربعاء ‪ 18‬أكتوبر ‪ :2017‬أندية محور وزان‪ ،‬الشاون‪ ،‬باب تازة‬ ‫بدار الثقافة بشفشاون‪.‬‬

‫هنأ رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع‪ ،‬باسمه‪ ،‬و نيابة‬ ‫عن أعضاء المكتب المديري‪ ،‬نادي الوداد الرياضي‪ ،‬بعد تأهله لنهائي دوري أبطال‬ ‫إفريقيا‪ ،‬إثر فوزه بنتيجة ‪ 3‬أهداف مقابل هدف واحد في مباراة اإلياب التي جمعته‬ ‫بفريق اإلتحاد الجزائري‪ ،‬مساء السبت ‪ 21‬أكتوبر ‪ 2017‬بالمركب الرياضي محمد‬ ‫الخامس بمدينة الدار البيضاء‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫المنتخب الوطني لكرة القدم الشاطئية يفوز‬ ‫على المنتخب المصري‪:‬‬ ‫فاز المنتخب الوطني لكرة القدم الشاطئية‪ ،‬بنتيجة ‪ 6‬أهداف مقابل ‪ 4‬في المباراة‬ ‫الودية التي جمعته مساء السبت ‪ 21‬أكتوبر ‪ 2017‬بالمنتخب المصري‪ .‬وسجل أهداف‬ ‫المنتخب الوطني لكرة القدم الشاطئية في هذه المباراة الودية التي أقيمت بشاطئ‬ ‫عين دياب بمدينة الدار البيضاء كل من نسيم الحداوي (‪ 3‬أهداف) وسامي يزال‬ ‫وأنوار فريندي وعبد اهلل زروال‪ .‬جدير بالذكر‪ ،‬أن هاته المباراة الودية تدخل في اطار‬ ‫استعدادات المنتخب الوطني لكرة القدم الشاطئية لالستحقاقات المقبلة‪.‬‬


‫العدد ‪913‬‬

‫الثالثاء ‪� 01‬إلى ‪ 06‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫األخيرة‬

‫• عام على مقتل الشهيد محسن فكري‬ ‫• عام منـذ انطــالق «حـــراك» الريــف‬ ‫• ‪ 300‬معتقل ومعانـاة األسر مستمرة‬

‫الفرق البرلمانية تستعد اللتماس العفو الملكي‬

‫(تتمة ص‪)1‬‬ ‫وبينما كانت المطالب تخص الدعوة إلى تحديد المسؤولين عن موت محسن فكري‪،‬‬ ‫ومحاسبتهم‪ ،‬سارع بعض نشطاء الحركات االجتماعية من شباب الحسيمة‪ ،‬إلى االحتجاج ضد‬ ‫واقع التهميش الذي يعيشونه منذ االستقالل‪ ،‬و التخلف الذي تشهد مدن الريف مقارنة مع‬ ‫غيرها من المدن المغربية‪ ،‬فرفعوا شعارات ذات مدلول اجتماعي واقتصادي وحقوقي ‪ ‬وإنساني‪،‬‬ ‫ونظرا لضخامة هذه االحتجاجات‪ ،‬أطلق عليها وصف «حراك»‪ ،‬ليعطي مدلوال جماهيريا شامال‪.‬‬ ‫ومما ميز انطالقة «الحراك» سلميته وحرص كل من القوات العمومية والنشطاء وعموم‬ ‫السكان على أن يظل كذلك إلى أن تتحقق المطالب في العيش الكريم‪ .‬وهي مطالب سبقتها‬ ‫عناية جاللة الملك‪ ،‬حين أطلق‪ ،‬من تطوان‪ ،‬سنة ‪ ،2015‬مخطط «الحسيمة‪ ،‬منارة المتوسط»‪،‬‬ ‫يشمل مجموعة من المشاريع والتدابير التي لو تم تنفيذها وفق التعليمات الملكية‪ ،‬لما كان‬ ‫للحراك من موجب‪ ،‬ولتمكن المسؤولون من «تطويقه» دون كبير عناء‪.‬‬ ‫استمر هذا الوضع طيلة الشهور السبعة األولى للحراك‪ ،‬في حالة تشبه حالة متصارعين‬ ‫على الحلبة‪ ،‬كل احد منهما يسعى ‪ ،‬خالل الدقائق األولى للمبارزة‪ ،‬إلى مراقبة نقط ضعف‬ ‫غريمه لينتقل إلى المهاجمة‪ .‬وبالرغم من بالغ الحكومة الذي اتهم نشطاء الحراك باالنفصال‬ ‫والخيانة ‪ ‬وخدمة أجندة خارجية‪ ،‬فإن سلمية الحراك ظلت مستمرة ‪ ،‬ولكن االحتجاجات اتسعت‬ ‫رقعتها لتشمل حواضر أخرى داخل ‪ ‬و ‪ ‬خارج منطقة الريف‪ ،‬ليس فحسب من باب التضامن‪ ،‬بل‬ ‫وأيضا بسبب تعاطف ‪ ‬العد يد من سكان تلك الجهات مع مطالب ‪ ‬أهل الحسيمة االجتماعية‬ ‫واالقتصادية والحقوقية‪ ،‬وتبنيهم لها‪ ‬ونزولهم‪ ،‬هم أيضا إلى الشارع دفاعا عنها‪.‬‬ ‫وإلى نهاية شهر ماي ‪ ،‬احتفظ األمن على موقع المراقبة‪ ،‬في حين اشتد ضغط الشارع‪ ،‬مما‬ ‫خشي المسؤولون من وقوع حالة انفالت أمني ‪ ‬عام‪ ،‬فتقرر التدخل‪.‬‬ ‫فهل كان ذلك القرار صائبا ‪ ،‬وهل كان «أسلوب التدخل األمني‪ ،‬على ما كان عليه من‬ ‫عنف‪ ،‬مناسبا وسليما»؟‪ ‬ثم‪ ،‬ألم يكن ممكنا تفادي األوضاع المؤلمة التي خلقتها المناوشات‬ ‫والمواجهات بين الطرفين‪ ،‬وتسببت في‪ ‬خسائر بشرية ومادية يتحمل الطرفان مسؤوليتها‬ ‫بصفة تامة؟‪....‬‬ ‫قد ال توجد إجابة‪ ،‬ربما‪ ،‬عن هذه التساؤالت‪ ،‬ولكن «المعالجة األمنية» لتظاهرات حراك‬ ‫الريف‪ ،‬تلقفتها العديد من المنابر اإلعالمية العالمية‪ ،‬ما عاكس‪ ،‬دوليا‪ ،‬توجهات المغرب في‬ ‫مجال الديمقراطية وإرساء دولة الحق والقانون‪ ،‬و»حرك» اللجنة األممية لمنع التعذيب التي‬ ‫باشرت ملف التعذيب بالمغرب ‪ ،‬خاصة فيما اتصل بنشطاء الريف المعتقلين‪ ،‬حيث اجتمعت‬ ‫بكافة المسؤولين الحكوميين واإلداريين المعنيين باالعتقال‪ ‬وتنفيذ القانون‪.‬‬ ‫ذلك أنه بعد اتساع رقعة االحتجاجات الشعبية وتسارع وتيرتها لتصبح يومية‪ ،‬تم منع‬ ‫التجمهر في الساحات العمومية خاصة ساحة محمد السادس ‪ ‬بالحسيمة‪ ،‬التي تحولت إلى‬ ‫«ميدان التحرير» المغربي‪ ،‬حيث تلقى الخطابات وترفع الشعارات التي تحمل عادة عبارات‬ ‫التنديد بالسياسات العمومية اتجاه الحسيمة وسكان الريف‪ ،‬بوجه عام‪ ،‬الذين ال زالوا يعيشون‬ ‫ذكريات حزينة‪ ،‬في عالقاتهم مع المركز‪ ،‬منذ حركة الشريف محمد ‪ ‬أمزيان ‪ ، 1906‬وانتفاضة‬ ‫محمد الحاج سالم أمزيان ‪1984‬ـ‪ 58‬مرورا بحرب صانع انتصار أنوال البطولي‪ ،‬األمير محمد‬ ‫عبد الكريم الخطابي‪.1926 – 1921.‬‬ ‫ومعلوم أن انتفاضة محمد الحاج سالم أمزيان‪ ،‬رفعت منذ البداية شعار ‪« :‬الوحدة والعدالة»‬

‫وقدمت للقصر‪ ‬وثيقة مطلبية من ‪ 17‬بندا كان من بين أهمها ‪ ‬بند يطالب بتسريع «تعريب‬ ‫التعليم والتربية» في عموم المغرب‪.‬‬ ‫حراك الريف األخير استمر على وتيرة الكر والفر‪ ،‬واالحتجاجات المستمرة التي تقابلها‬ ‫المواجهات األمنية واالعتقاالت المتتالية‪ ،‬وردود الفعل الغاضبة التي عمت مختلف جهات‬ ‫المملكة‪ ،‬خاصة الرباط العاصمة التي شهدت وتشهد وقفات احتجاجية أمام البرلمان وأمام‬ ‫سجن عكاشة حيث يوجد قادة الحراك وعلى رأسهم ناصر الزفزافي الذي اعتقل على إثر انتفاضته‬ ‫ضد إمام مسجد محمد الخامس بالحسيمة ‪ .‬ليفوق عدد المعتقلين على خلفية «الحراك»‪300 ،‬‬ ‫معتقل موزعين بين سجن الحسيمة وسجن عكاشة‪ .‬ولتتحول مطالب المحتجين من الدعوة‬ ‫إلى تحقيق شروط النمو االجتماعي واالقتصادي بالريف إلى مطالب ملحة‪ ،‬بإطالق سراح كافة‬ ‫المعتقلين «السياسين»‪ .‬فهل االعتقال والمحاكمات قادران على إخماد نار الحراك ووضع‬ ‫نهاية لجو االضطراب واالحتقان الذي يهيمن على الحسيمة والريف بوصف عام‪ ،‬و لمعاناة‬ ‫أسر وأهالي المعتقلين الذين على بعضهم أن يتنقلوا أسبوعيا من الحسيمة والجوار إلى الدار‬ ‫البيضاء‪ ‬والرباط‪ ،،‬و تحقيق عودة ‪ ‬األمن والسلم إلى مدينة الحسيمة التي أظهر سكانها‬ ‫قدرة عالية على النضال والصبر ‪ ،‬والتشبث بمطالبهم التي أعلنوها منذ بداية الحراك‪ ،‬وهي‬ ‫مطالب اجتماعية واقتصادية وحقوقية‪ ،‬أضيفت إليها المطالبة بتحرير المعتقلين الذين رفعوا‬ ‫مطالب تنسجم مع مآخذ جاللة الملك على سير اإلدارة العمومية وعلى مسؤولي القطاعات‬ ‫الوزارية‪ ،‬واإلدارية‪ ،‬والتقنية والجماعات المحلية‪ ،‬والجهات‪ ،‬وذلك ‪ ‬في خطب المسيرة وعيد‬ ‫العرش المجيد والدخول البرلماني‪،‬‬ ‫وكدليل‪ ‬على عدم رضاه عن أداء بعض المسؤولين الحكوميين في تنفيذ المخطط الملكي‬ ‫«الحسيمة منارة المتوسط»‪ ،‬قرر جاللة الملك ‪ ‬إعفاء ثالثة وزراء وكاتب دولة‪ ،‬يتعلق األمر بكل‬ ‫من‪ ‬محمد ‪ ‬حصاد‪ ،‬ومحمد نبيل بن عبد اهلل‪ ،‬ولحسن الوردي وكاتب الدولة العربي بن الشيخ‪.‬‬ ‫كما عبر جاللته عن عدم رضاه عن عدد من كبار الموظفين بسبب إخالالهم بالثقة التي وضعها‬ ‫فيهم‪ ،‬وأنه لن يتم إسناد أي مهمة رسمية إليهم مستقبال‪ ،‬وهم‪ :‬رشيد بلمختار‪ ،‬ولحسن حداد‪،‬‬ ‫ولحسن السكوري ومحمد الصبيحي ومليكة الحيطي كما أحال ‪ ‬جاللة الملك ‪ 43‬ضابطا عسكريا‬ ‫على التقاعد‪.‬‬ ‫فهل ستشكل القرارات الملكية السامية مقدمة للعفو عن معتقلي الريف وتوقيف مسلسل‬ ‫المحاكمات التي تترك لدى جيل «المخضرمين» المغاربة الشعور بعودة الزمان إلى محاكمات‬ ‫السنين «العجاف»‪ ‬وأحكام «التفاهمات» السياسية التي طبعت حقبة من تاريخ المغرب‪،‬‬ ‫المغاربة متأكدون أنها طويت إلى األبد‪....!!! ‬‬ ‫مبادرة في اتجاه «تصفية األجواء جاءت هذه المرة من البرلمان ‪ ،‬حيث تقدم النائب‬ ‫عبد اللطيف وهبي‪ ‬عن حزب األصالة والمعاصرة‪ ،‬بملتمس إلى وزير العدل‪ ،‬خالل األسئلة‬ ‫الشفوية وجه من خالله استعطافا «علنيا» إلى جاللة الملك‪ ،‬من أجل العفو على معتقلي حراك‬ ‫الريف‪ ,‬وبالرغم من أن تدخل النائب وهبي لم يكن مبرمجا‪ ،‬فإن رؤساء للفرق البرلمانية لكل‬ ‫من العدالة والتنمية وحزب االستقالل والحركة الشعبية أعربوا عن مساندتهم التامة لملتمس‬ ‫رئيس فريق األصالة والمعاصرة من أجل تحقيق تصالح وطني عام بالريف وبكل المناطق التي‬ ‫قد يوجد بها احتقان شعبي ومعتقلون‪ ،‬ألن مثل هذه القضايا ال تحل بالقضاء‪ ،‬بل بعفو كريم‬ ‫من جاللة الملك‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.