Achamal n° 915 le 14 novembre 2017

Page 1

‫تهنئة ملكية حارة ألسود األطلس‬ ‫وإشادة بأدائهم المتميز‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 915‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪� 23‬صفر ‪� 15 / 1439‬إلى ‪ 20‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫حظي المنتخب الوطني لكرة القدم بحظوة سامية لدى‬ ‫جاللة الملك‪ ،‬الذي خصه ببرقية تهنئة بمناسبة التأهل إلى‬ ‫نهائيات كأس العالم ‪ 2018‬التي ستحتضنها فدرالية روسيا‬ ‫االتحادية‪.‬‬ ‫وعبــر جاللتــه في البرقيــة الملكية‪ ،‬عن «ابتهاجه»‬ ‫و «اعتزازه» بتأهل المنتخب المغربي لنهاية كاس العالم‬ ‫‪« ،2018‬مسجال بذلك صفحة جديدة في سجل أمجاد كرة‬ ‫القدم الوطنية»‪.‬‬ ‫و «أمام هذا اإلنجاز الرائع» أعرب جاللة الملك‪ ،‬لكافة‬ ‫مكونات المنتخب الوطني‪ ،‬العبين ومدربا‪ ،‬وطاقما تقنيا‬ ‫وطبيا‪ ،‬ولمسيري وأطر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪،‬‬ ‫عن «أحر تهاني» جاللته ‪« ،‬مقرونة ببالغ التقدير لما بذلوه‬ ‫من جهود طيلة أطوار اإلقصائيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم»‪.‬‬ ‫كما أشاد جاللته‪ ،‬بـ «األداء المتميز والروح الرياضية والتنافسية العالية لالعبي المنتخب الوطني‪،‬‬ ‫الذين أبانوا عن غيرة وطنية صادقة‪ ،‬فأبدعوا وأمتعوا الجماهير الرياضية‪ ،‬وأحيوا لديها أمال بطعم‬ ‫اليقين في إنجازات تضاهي ما حققته األجيال السابقة التي ساهمت في تعبيد الطريق أمام الحضور‬ ‫المتألق لكرة القدم اإلفريقية في منافسات نهائيات كأس العالم»‪.‬‬

‫منتدى «ميدايز»‪:‬‬

‫رئيس االتحاد اإلفريقي‪ ،‬السيد ألفا كوندي ينوه برؤية جاللة الملك‬ ‫وجهوده من أجل تنمية إفريقيا وتحقيق األمن والسالم بالقارة‪.‬‬ ‫نائب رئيس الغابون‪ ،‬السيد بيير كالفير ماغانغا موساوو يشيد بالتجارب التنموية‬ ‫المغربية وينوه برؤية جاللة الملك بخصوص التعاون جنوب ـ جنوب‬

‫لقاء «ميدايز» اختتم مساء السبت الماضي‪ ،‬بطنجة‪ ،‬دورته العاشرة‪ ،‬التي طبعتها نقاشات حول مواضيع تهم القارة اإلفريقية واالتحاد األوروبي‪،‬‬ ‫تحت شعار‪« :‬من انعدام الثقة إلى التحديات‪ ..‬عصر االضطرابات الكبرى»‪.‬‬ ‫الدورة العاشرة لهذا الملتقى تميزت بحضور السيد ألفا كوندي‪ ،‬الرئيس الغيني ورئيس اإلتحاد اإلفريقي‪ ،‬ضيف شرف هذه الدورة التي شهدت‬ ‫العديد من المشاركين ‪ ،‬مسؤولين حكوميين وسياسيين‪ ،‬وخبراء‪ ،‬ورجال أعمال‪.‬‬ ‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 20‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪915‬‬

‫جمعية الصداقة لمتقاعدي األمن الوطني‬ ‫في احتفالها بذكرى المسيرة الخضراء‬ ‫و ذكرى التأسيس‬

‫قصيـدة زجليـة نظمها‬ ‫الشاعر في حق‬

‫سيدي أحمد بولعيش وسيم‬

‫بمناسبـة احتفالهـا بالذكرى الرابعـة‬ ‫لتأسيسها وكذا بذكرى المسيرة الخضراء‬ ‫ال��م��ظ��ف��رة‪ ،‬نظمت جمعية ال��ص��داق��ة‬ ‫لمتقاعدي األمن الوطني لقاء يومي السبت‬ ‫واألح��د ‪ 4‬ـ ‪ 5‬نوفمبـر بمدينة تطوان‪،‬‬ ‫بحضور رئيس وأعضــاء مجلسها الوطني‬ ‫ورؤس��اء فروعها‪ ،‬باإلضافة إل��ى العديد‬ ‫من المدعوين والمهتمين‪ ،‬من فعاليات‬ ‫المجتمع المدني ومختلف وسائل اإلعالم‪،‬‬ ‫فضال عن أرامل وأيتام أسرة األمن الوطني‪،‬‬ ‫وشخصيات من تطوان وطنجة‪.‬‬ ‫في البداية‪ ،‬افتتح الحفل بتالوة آيات‬ ‫بينات من الذكر الحكيم‪ ،‬ثم تحية العلم‬ ‫على نغمات النشيد الوطني‪ ،‬قبل أن يلقي‬ ‫محمد العدالي‪ ،‬رئيس فرع الجمعية بمدينة‬ ‫تطوان كلمة مرحبا من خاللها بالحضور‬ ‫الكبير مشيرا إلى أن الفرحة عارمة‪ ،‬بعد‬ ‫مرور أربع سنوات على تحقيق أمنية «كانت‬ ‫تخامرنا جميعا لخدمة شرائح متقاعدي‬ ‫األمن الوطني واألرام��ل واليتامى وذوي‬ ‫الحقوق‪ ،‬كما يحذونا اإلص��رار الالمحدود‬ ‫والموقف الالمشروط لتجسيد األه��داف‬ ‫النبيلة التي تضطلع بها جمعية الصداقة‬ ‫لمتقاعدي األمن الوطني»‪ ،‬مضيفا « أن‬ ‫ما يزيد جمعنا المبارك رونقا وبهاء هو‬ ‫اقترانه بالذكرى الغالية على كل المغاربة‬ ‫الذين يبذلون الغالي والنفيس من أجل‬ ‫وحدة هذا الوطن األبي‪،‬جنبا إلى جنب‪،‬‬ ‫مع قائدنا المفدى صاحب الجاللة الملك‬ ‫محمد ال��س��ادس أي���ده اهلل ون��ص��ره»‪.‬‬ ‫وفي كلمته‪ ،‬تناول محمد خيير‪ ،‬الرئيس‬ ‫المؤسس للجمعية المنجـزات التي حققتها‬ ‫الجمعية على الصعيد الوطني خالل سنة‬ ‫‪ 2017‬إلى غاية تاريخ االحتفال بالذكرى‬ ‫الرابعة لتأسيس الجمعية‪ ،‬وذلك بواسطة‬ ‫الشاشة صوتا وص���ورة‪ ،‬مستشهدا في‬ ‫البداية بالمقولة الشهيرة للملك الراحل‬ ‫الحسن الثاني‪ ،‬بمناسبة حفل الوالء سنة‬ ‫‪ 1993‬حيث ق��ال رحمه اهلل ‪« :‬فخورون‬ ‫بشرطتنا المغربية‪ ،‬فخورون بها وأنا الذي‬ ‫تعاملت معها ألزي��د من اثنين وثالثين‬ ‫سنة‪ ،‬أُشهد اهلل أنها لم تخن شعارها‪:‬‬ ‫«اهلل الوطن الملك»‪ .‬كما ذك��ر محمد‬ ‫خيير أسماء وازنة مؤسسة للجمعية التي‬ ‫كان اسمها في البداية جمعية «البشرى»‬ ‫لكن‪ ،‬تم تغيير اسمها بكلمة «الصداقة»‬ ‫نظرا لوجود جمعية تحمل نفس اإلسم‬ ‫األول‪ ،‬وذات ميول إسالمية‪ .‬ومن بين‬ ‫المؤسسين الذين ظهرت صورهم عبر‬ ‫الشاشة‪ ،‬محمد خيير وحسن الصفريوي‬ ‫وعبد اللطيف بوحموش‪،‬ذ سابق بالمعهد‬ ‫الملكي للشرطة وأحمد شفيق والمرحوم‬ ‫محمد الكرومي‪ ،‬المدير السابق لألمن‬ ‫العمومي‪ ،‬والمرحوم الحاج محمد الفيري‬ ‫وغيرهم‪ ،‬إذ بفضل العطاء الالفت لهؤالء‬ ‫وتشجيعهم ال��دائ��م تواصل إل��ى اليوم‬ ‫جمعية متقاعدي األمن الوطني أنشطتها‬ ‫التي تابعها الحضور بالصور واألرق��ام‬ ‫واإلحصائيات‪ ،‬حيث عقدت الجمعية ما‬ ‫مجموعه ‪ 12‬اجتماعا شهريا و‪ 11‬اجتماعا‬ ‫ط��ارئ��ا و‪ 5‬ل��ق��اءات تواصلية و‪ 5‬قوافل‬ ‫طبية‪ ،‬فضال عن مساعدات قدمتها ألرامل‬ ‫أسرة األمن الوطني والمحتاجين عموما‪،‬‬ ‫بمناسبة رمضان وعيد األضحى‪ ،‬كما وزعت‬ ‫كراسي متحركة وحواسيب الكترونية‪،‬‬ ‫وقامت بواجبها في حادثة السير التي كانت‬ ‫أودت بحياة أربعة عناصر من الشرطة‪،‬‬ ‫خالل أحداث الحسيمة‪ ،‬كما دشنت الجمعية‬ ‫بتاريخ ‪ 30‬يناير ‪ 2017‬مقر فرعها بمدينة‬ ‫سال وال��ذي يترأسه السيد عبد القادر‬ ‫الماجدي‪ ،‬وتوصلت بفرعها بمراكش‬ ‫بهبة عبارة عن سيارة اسعاف قدمها‬ ‫السيد عبد اهلل التويجري‪ ،‬متقاعد بأسرة‬ ‫األمن‪ ،‬باإلضافة إلى العديد من األنشطة‬ ‫والمبادرات التي قامت بها الجمعية‪ ،‬إذ‬ ‫أشار إليها الرئيس المؤسس بالتفصيل‪،‬‬ ‫مذكرا أن الجمعية فتحت ثمانية فروع‬ ‫لها‪ ،‬بكل من الرباط ومراكش والقنيطرة‬ ‫وسال ومكناس وبركان وآسفي وطنجة‬ ‫وتطوان‪ ،‬بينما لها فروع في طور اإلنشاء‪،‬‬ ‫بكل من العرائش والخميسات والمحمدية‬ ‫وال��دار البيضاء والناضور‪ .‬ذلك أن سعي‬

‫الجمعية األساسي‪ ،‬كما جاء على لسان‬ ‫عبد العاطي سراج‪ ،‬منسقها العام‪ ،‬هو لمُّ‬ ‫الشمل لمتقاعدي األمن الوطني وتجديد‬ ‫ال��روح المغربية وال���روح المعنوية في‬ ‫صفوفهم‪ ،‬حيث استشهد باآلية الكريمة ‪:‬‬ ‫«ولو تواعدتم الختلفتم في الميعاد ولكن‬ ‫ليقضي اهلل أمرا كان مفعوال» صدق اهلل‬ ‫العظيم‪ .‬كما استشهد بالبيت الشعري‬ ‫القائل ‪:‬‬ ‫سيفتح اهلل بابا كنت تحسبه‬ ‫من شدة اليأس لم يخلق بمفتاح‬

‫و أكد المتحدث أن الجمعية برئاسة‬ ‫محمد خيير لمجلسهــا الوطنــي قامــت‬ ‫بمجموعة من اإلنجـازات‪ ،‬تنوعـــت من‬ ‫حيـث الشكـل والطابع الخاص اإلنساني‬ ‫واإلح��س��ان��ي‪ ،‬تصب في خانة التضامن‬ ‫والتآزر‪ ،‬ومد يد المساعدة ألرامل وأيتام‬ ‫أسرة األمن الوطني والمحتاجين عامة‪ ،‬رغم‬ ‫عدم توصلها بأي دعم مادي من أي جهة‪،‬‬ ‫بل اعتمدت على مساهمات أعضاء مكتبها‪،‬‬ ‫كلما دعت الضرورة إلى ذلك ‪...‬‬ ‫بعد ذل��ك‪ ،‬قام المدعوون بتدشين‬ ‫معرض للوحات فنية منجزة من طرف‬ ‫عضوينــ بالجمعية‪ ،‬محمـــد العمرانـــي‬ ‫من تطوان‪ ،‬وعبـــد العزيز حصري من‬ ‫مدينة أصيلة‪ ،‬المعرض الذي نال إعجاب‬ ‫الزوار‪ ،‬وقبل أن يتم تدشينه‪ ،‬قدم له عبد‬ ‫الحميد الدويب‪ ،‬الكاتب العام لفرع الجمعية‬ ‫بتطوان‪ ،‬بكلمة فصيحة وشاعرية‪ ،‬ومما جاء‬ ‫فيها أن العديد من الناس يحاولون إنكار‬ ‫المستوى الفني واإلبداعي واإلنساني لرجل‬ ‫األمن‪ .‬فهذا األخير هو قبل كل شيء إنسان‬ ‫مليء بالمواهب واإلبداعات التي لن تتفتق‬ ‫إال بعد تقاعده‪.‬‬ ‫و بالمناسبة‪ ،‬وج��ه المتحدث تحية‬ ‫من األعماق إلى كل أديب وشاعر وباحث‬ ‫ورسام‪ ،‬وغيرهم ممن ينشطون في مجاالت‬ ‫اإلبداع‪.‬‬ ‫و اختتمت الفترة الصباحية بحفـل‬ ‫شـــاي وحلويات على شـــرف المدعــوين‪،‬‬

‫‪2‬‬

‫فمأدبة غذاء‪ ،‬حضرها رؤساء الفروع وبعض‬ ‫المدعوين بأحد فنادق مدينة الفنيدق‪.‬‬ ‫أما اليوم الثاني‪ ،‬فخصص ألشغال‬ ‫المجلس الوطني للجمعية الذي يضم كل‬ ‫رؤس��اء الفروع وأعضاء المكتب المركزي‬ ‫للجمعية األم‪ ،‬حيث افتتح الجلسة محمد‬ ‫خيير واق��ت��رح تعيين مقرر للجلسة في‬ ‫شخص عبد الحميد الدويب‪ ،‬الكاتب العام‬ ‫لفرع تطوان الذي يستضيف اللقاء‪ .‬كما تقرر‬ ‫تنظيم المؤتمر الوطني للجمعية كل سنة‪،‬‬ ‫بدل ثالثة أشهر‪ ،‬سابقا‪ ،‬وذلك في ضيافة‬ ‫أحد الفروع‪ ،‬لتخليد ذكرى تأسيس الجمعية‬ ‫والمسيرة الخضراء‪ .‬بعدها قام بعرض‬ ‫جدول األعمال‪ ،‬مباشرة تقدم عبد الرزاق‬ ‫الحيحي بقراءة محضر اجتماع المجلس‬ ‫الوطني األول‪ ،‬المقام بمراكش‪ ،‬ثم تداول‬ ‫الكلمات والتدخالت بالترتيب اآلتي كل من‬ ‫عبد العاطي سراج‪ ،‬المنسق العام للمكتب‬ ‫الوطني وعبد الرحمن أبو شامة‪ ،‬الكاتب‬ ‫العام للمكتب الوطني‪ ،‬فتدخالت رؤساء‬ ‫الفروع‪ ،‬لتقديم حصيلة منجزات األنشطة‬ ‫التي قام بها كل فرع على حدة‪ :‬تطوان‪،‬‬ ‫مراكش‪ ،‬آسفي طنجة‪ ،‬القنيطرة‪ ،‬مكناس‪،‬‬ ‫بركان وورزازات‪ .‬كما تدخل في النقاش‬ ‫كل من زهراء داوود ومحمد بن زكور من‬ ‫المكتب الوطني للجمعية‪.‬‬ ‫و في الختام‪ ،‬تمت تالوة برقية الوالء‬ ‫واإلخ�ل�اص مرفوعة إل��ى جاللة الملك‪،‬‬ ‫تلتها مأدبة غذاء على شرف رؤساء الفروع‬ ‫وأعضاء المكتب المركزي للجمعيات وبعض‬ ‫فعاليات المجتمع المدني‪.‬‬ ‫و جدير بالذكر أن ه��ذا اللقاء كان‬ ‫ناجحا‪ ،‬على مستوى التنظيم وكرم الضيافة‬ ‫وحسن االستقبال‪ ،‬لكل من فرع تطوان‬ ‫وأعضاء المكتب المركزي‪ ،‬ولكل من ساهم‬ ‫من قريب أو من بعيد‪.‬‬

‫تطوان ـ محمد إمغران‬


‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 20‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪915‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫من الجمعيات الجادة التي تعمل في مجال البر واإلحسان‪ ،‬الجمعية الخيرية اإلسالمية‪ ،‬التي‬ ‫تأسست على تقوى من اهلل ورضوان‪ ،‬سنة ‪ 1931‬بمدينة تطوان‪.‬‬ ‫وبمرور األزمان‪ ،‬وتوالي األعوام‪ ،‬أصبحت تضم مدرسة محمد الخامس‪ ،‬ودار الطالبة‪ ،‬ودار‬ ‫العجزة ببوسافو‪ ،‬ودار الطالب‪.‬‬ ‫وللمحسنين والمحسنات‪- ،‬جازاهم اهلل أحسن الجزاء‪ -‬الفضل األكبر في ارتفاع هذا الصرح‬ ‫اإلنساني‪ ،‬واتساع رقعته‪ ،‬واستمرار نشاطه وحيويته‪.‬‬ ‫ومنذ تقلد السفير األستاذ أبو بكر بنونة – بارك اهلل في عمره‪ -‬مقاليد هذه الجمعية‪،‬‬ ‫بمباركة الذين انتخبوه واختاروه لتحمُّل هذه األمانة المقدسة‪ ،‬واألمور تسير سيرا حسنا‪.‬‬ ‫ولوال «المعقول» الذي عُرف به هذا الرجل‪ ،‬وحرصُه على تحمل المسؤولية بصدق وأمانة‪،‬‬ ‫لما فكر المسؤولون في المبادرة الوطنية‪ ،‬للتنمية البشرية‪ ،‬في عقد شراكة معه‪ ،‬أفضت إلى بناء‬ ‫مؤسستين اثنتين‪ :‬دار العجزة ببوسافو‪ ،‬وبناية دار الطالب بنفس الموقع‪.‬‬ ‫وكل الذين زاروا دار العجزة‪ ،‬من المسؤولين والزائرين الكبار‪ ،‬وشاهدوا نمط بنائها‪ ،‬ونمط‬ ‫العيش فيها‪ ،‬وطريقة تسييرها‪ ،‬شهدوا أنها فندق مصنف في خانة الخمسة نجوم‪.‬‬ ‫وهذا ما أهّل الجمعية الخيرية اإلسالمية‪ ،‬للترشيح لمباراة أو مسابقة أحسن جمعية خيرية‬ ‫في العالم العربي‪.‬‬ ‫ويوم األربعاء الخامس والعشرين من أكتوبر ‪ 2017‬كان ألبي بكر بنونة والطاقم المسيِّر‬ ‫للجمعية‪ ،‬موعد مع نيل جائزة مؤسسة األمير محمد بن فهد للتنمية اإلنسانية‪ ،‬التي تُمنح‬ ‫ألفضل أداء خيري في الوطن العربي‪ ،‬وهي عبارة عن درع‪ ،‬وشهادة تنويه‪ ،‬وشيك قدره ثالثون‬ ‫ألف دوالر‪.‬‬ ‫الجائزة َّ‬ ‫تسلمها مديرُ الجمعية‪ ،‬في حفل رسمي‪ ،‬أقيم بفندق سوفيتيل تحت الرعاية‬ ‫السامية لصاحب الجاللة‪ ،‬أيده اهلل ونصره‪ ،‬وحضره بعض سفراء الدول العربية إلى جانب‬ ‫السفير السعودي‪ ،‬وترأسه ممثل األمير محمد بن فهد‪ ،‬والسيدة بسيمة الحقاوي وزيرة األسرة‬ ‫والتضامن والمساواة والتنمية االجتماعية‪.‬‬ ‫وتحضرني بهذه المناسبة‪ ،‬اآلية الكريمة‪« :‬وقل اعملوا فسيرى اهلل عملكم ورسوله‬ ‫والمؤمنون» فأجدني اقتصرتُ في هذه العُجالة‪ ،‬على الحديث عن اعتراف المؤمنين بهذا‬ ‫العمل الخيري‪ ،‬أما الجزاء األوفى الذي سيضعه الحق سبحانه وتعالى في ميزان حسنات العاملين‬ ‫الصادقين‪ ،‬يوم تجد كل نفس ما عملت من خير مُحضراً‪ ،‬فال يعلم مقداره إال عالم الغيوب‪،‬‬ ‫أعي جزاء مبا كانوا‬ ‫مصداقا لقوله جل شأنه‪« :‬فال تعلم نف�س ما �أخفي لهم من ُقرة � نُ‬ ‫يعملون»‪ .‬صدق اهلل العظيم‪.‬‬

‫عن رحيل الفنان التشكيلي اإلسباني‬ ‫مانويل ذي غراسيا صديق شفشاون‬ ‫‬‫الفنان مانويل ذي غراسيا عشق‬ ‫مدينة شفشاون كما عشقها الفنان‬ ‫ماريانو بيرتوشي‪ ،‬رحيل الفنان مانويل‬ ‫ذي غراسيا في أكتوبر من هذه السنة‬ ‫عن سن يناهز الثمانين حوال كان له‬ ‫أثر عميق على أصدقائه الكثر في مدينة‬ ‫شفشاون( الفنان محمد حقون‪ ،‬الشاعر‬ ‫عبدالكريم الطبال‪ ،‬عبدالسالم الموذن‬ ‫وحسن بنحمدة وآخرين) التي زارها‬ ‫م��رات عديدة وخلف لوحات تشكيلية‬ ‫أثيرة عنها‪.‬‬ ‫الفنان محمد حقون يتذكر بتأثـر‬ ‫ذكريات صداقته مع هــذا الفنـــان‬ ‫اإلسباني الذي جمعهما حب مشتـــرك‬ ‫لمدينة شفشاون بعد عودته من مدينة‬ ‫ليون الفرنسية والتي عرض بها الفنان‬ ‫مانويل ذي غراسيا سنة ‪ ،1982‬وقد‬ ‫كان لقاؤه األول به سنة ‪1986‬بمدينة‬ ‫شفشاون‪ ،‬ويحكي الفنان محمد حقون‬ ‫أن الفنان مانويل ذي غراسيا حدثه‬ ‫صديق له كان صديقا أيضا لبيرتوشي‬ ‫عن مدينة شفشاون وسحرها وكان‬ ‫ينوي زيارتها لكن دون أن يحدد تاريخا‬ ‫لذلك‪ ،‬إال أنه حينما هم بزيارة الصحراء‬ ‫المغربية(قبل ذل��ك كانت مستعمرة‬ ‫إسبانية) ليقف على أثر أحد المعالم‬ ‫التي كانت موضوعا للوحة تشكيلية‬ ‫متميزة ألحد األساتذة الذين تأثر بهم‪،‬‬ ‫ارتأى عند دخوله من مدينة سبتة إلى‬ ‫المغرب أن يمر من شفشاون لرؤيتها‬ ‫قبل الذهاب إلى الصحراء‪ ،‬وحينما دخل‬ ‫شفشاون سحرتـــه وتخلى عن سفره‬ ‫الموعود إلى الصحراء‪ ،‬حيث مكث بها‬ ‫قدرا من الزمن يرسم ما أدهشــه من‬ ‫مناظرها التي خلدها في لوحاته‪.‬‬ ‫الفنان محمد حقون يروي أن الفنان‬ ‫مانويل ذي غراسيا قال له إنه وجد في‬ ‫شفشاون صيدا ثمينا وه��و الفنان‬ ‫العاشق للضوء واأللوان والمجبول على‬ ‫الرسم المباشر لمناظره‪ ،‬و الفنان عند‬ ‫الراحل مانويل إذا وجد الصيد الذي‬ ‫يريده فقد يثنيه عن األشياء األخرى‬ ‫وعن العالم بأسره وينسيه حتى نفسه‪.‬‬ ‫هذه الصداقة بين الفنان مانويل‬ ‫ذي غراسيا والفنان محمد حقون لم تكن‬ ‫صداقة عابرة‪ ،‬لذلك كان رصيدها التقدير الفني واإلنساني العميق الذي‬ ‫يتجاوز حدود ما هو متعارف عليه‪ ،‬وقد أثمرت هذه الصداقة تكريما للفنان‬ ‫مانويل ذي غراسيا سنة ‪ 1998‬إلى جانب شاعر المدينة عبدالكريم الطبال‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫من طرف جمعية ريف األندلس بمناسبة‬ ‫المعـــرض التشكيلــي والفوتوغرافي‬ ‫السنوي ال��ذي كانت تنظمه كل سنة‬ ‫بحي العنصر بالمدينة القديمة‪ ،‬وهذه‬ ‫الجمعية كان الفنان محمد حقون من‬ ‫وراء تأسيسها إلى جانب عدة فعاليات‬ ‫أخرى وترأس مكتبها لسنوات عديدة‬ ‫واليزال رئيسها الشرفي لحد اآلن‪.‬‬ ‫الفنان مانويل ذي غراسيا الذي‬ ‫ولد في مورا ( من قرى توليدو) في صيف‬ ‫سنة ‪ 1937‬في بدايات الحرب األهلية‬ ‫بإسبانيا يعتبر من الفنانين اإلسبان‬ ‫الذين تأثروا بالمدرســة اإلنطباعيــة‬ ‫الفرنسية‪ ،‬والذين صالـوا وجالوا عبر‬ ‫العالم باحثين عن ما يشبع نهمهم‬ ‫إلى التخليد الجمالي لما يكون مصدر‬ ‫إلهام لعالقة ريشتهم الروحية بالواقع‬ ‫الطبيعي والعمراني والزمن المنفلت‪.‬‬ ‫والفنان الراحل مانويل ذي غراسيا‬ ‫خلف أعماال كثيرة (بألوان زيتية خاصة)‬ ‫خالل حياته الفنية التي كانت بمثابة‬ ‫رحلة بحث تشكيلي حثيث عن اللوحة‬ ‫التي يأملها‪ ،‬وقد كانت مدينتي مدريد‬ ‫وبلباو إلى جانب مدينة شفشاون من‬ ‫أهم المدن التي افتتن بها إلى أن حط‬ ‫به الرحال في آخر حياته بمنطقة ساحرة‬ ‫هي‪ :‬الفيرا بإكسترمادورا الذي كان له‬ ‫عند مقامه بها منزال هيأه بذوقه ووفق‬ ‫حلمه وحساسيته خصص ركنا منه‬ ‫ألعماله التي رسمها بشفشاون‪.‬‬ ‫ول�لإش��ارة ف��ال��راح��ل ك��ان عضوا‬ ‫باألكاديمية الملكية للفنون الجميلة‬ ‫والعلوم التاريخية بتوليدو‪ ،‬وعرضت‬ ‫أعماله في معارض فردية وجماعية‬ ‫بالمدن اإلسبانية وب��أوروب��ا وامريكا‬ ‫وغيرهما‪ ،‬وكانت بداياته الفنية منذ‬ ‫ستينات القرن الماضي‪ ،‬وقد عرف مساره‬ ‫الفني عنفوانه منذ السبعينات وتطور‬ ‫بشكل حثيث منذ ذل��ك الحين حتى‬ ‫رحيله‪ ،‬و قد اختار الفنان الراحل منذ‬ ‫سنوات أن يعرض بشكل دائم ومتواصل‬ ‫أعماله برواق أنسورينا بمدريد‪.‬‬ ‫ويذكر أن الفنـــان مانويــل ذي‬ ‫غراسيا لم يترك إرثا غنيا من األعمال الفنية الخالدة فقط بل ترك خلفا له‬ ‫هي ابنته الفنانة أنوسكا التي تشق طريقها بإصرار في المشهد التشكيلي‬ ‫اإلسباني كذلك‪.‬‬

‫نمـوذج‬ ‫المواطنـة‬ ‫العلميـة‪..‎‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫جمعني اهلل به في الخزانة الحسنية بالرباط‪.‬‬ ‫بدا لي من أول نظرة أنه آية من آيات اهلل فضال ونبال‪..‬كلفا بالحكمة‬ ‫الربانية الدالة على باطنه الصافي‪..‬‬ ‫كنت منهمكا في مقابالت توثيقية بين نسخ مخطوط ‹‹نزهة الناظر‬ ‫وبهجة الغصن الناضر›› آمال فك بعض معميات العمل التحقيقي‪.‬‬ ‫بادرني الرجل الكريم بتحية اإلسالم‪ ..‬استفسرني عن األصل المخطوط‬ ‫الذي انشغلت به سنين عددا‪..‬‬ ‫قدمت له شخصي وأخبرته أني وقفت على نسخ عديدة بمكتبات عامة‬ ‫وخاصة في تطوان ووزان وسال والرباط ‪..‬باستثناء نسخة مكتبة زاوية‬ ‫تانغملت (إقليم أزيالل) التي شددت إليها رحلي دون جدوى! حيث أقفل باب‬ ‫االطالع عليها‪..‬‬ ‫غضب الرجل الكريم لهذا النبأ‪..‬وعلى التو بادر إلى إمالء رسالة في‬ ‫الموضوع على كاتبة بالخزانة الحسنية‪..‬‬ ‫كنت أصغي باهتمام وإعجاب لبالغة الرجل وسرعة بداهته وقوة فطنته‬ ‫بالمعاريض‪..‬‬ ‫كانت بالغته محكومة بالجمع بين نزاهة النفس ومالحة شيب الحمد‪.‬‬ ‫أدار الرجل موضوعه المملى على أفكار‪..‬‬ ‫أوال‪:‬‬ ‫• العلم حصيلة مشتركة بين بني البشر‪.‬‬ ‫• عدم جواز كتمان العلم‪..‬‬ ‫• كل كاتم مخف لعلم ينتفع به ملعون؛ مبعد من رحمة اهلل‪..‬‬ ‫ثانيا‪:‬‬ ‫• مخاطبته للشريف العباسي –رحمه اهلل‪ -‬بضرورة لقائي لقاء جميال‬ ‫متلى باستجابة طلب اإلفادة‪..‬وتكريمي واالطمئنان إلي‪..‬‬ ‫تذكرت قول رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم «من كتم علما ينتفع به‪،‬‬ ‫جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار»‪.‬‬ ‫وتذكرت ما قاله اإلمام مالك‪« :‬اتقوا اهلل وانشروا هذا العلم وعلموه وال‬ ‫تكتموه»‪.‬‬ ‫أعيد نشر هذه الرسالة في هذا الحيز إليماني بقيمتها األخالقية‬ ‫المترجمة لحال ومقال صاحبها الشريف موالي أحمد العلوي وهي درس‬ ‫لما ينبغي أن يكون عليه سلوك أصحاب الخزانات الخاصة أو القائمين على‬ ‫المكتباتالعامة‪..‬‬ ‫نص الرسالة‪:‬‬ ‫القصر الملكي‬

‫الرباط في‪7 :‬ربيع األول ‪1409‬‬

‫الخزانة الحسنية‬

‫الموافق‪ 18 :‬أكتوبر‪1988‬‬

‫بسم اهلل الرحمان الرحيم‬ ‫الشريف السيد اليزيد العباسي‬ ‫القيم على الخزانة المنورة بتانغملت‬ ‫السالم عليكم ورحمة اهلل تعالى وبركاته‪،‬وبعد‪،‬‬ ‫فإن العلم حصيلة مشتركة بين بني البشر‪ ،‬وال يجوز لمسلم يومن باهلل‬ ‫واليوم اآلخر أن يكتم علما‪ ،‬أو يبخل على من طلبه‪ ،‬ولو كان ما كان‪ ،‬وكفى‬ ‫زجرا للذي يفعل ذلك قول اهلل عز وجل‪‹‹:‬إن الذين يكتمون ما أنزلنا من‬ ‫البينات والهدى‪ ››..‬إلى قوله‪‹‹:‬أولئك يلعنهم اهلل ويلعنهم الالعنون‪››..‬إلى‬ ‫آخر اآلية‪.‬‬ ‫وظني بكم –إن شاء اهلل‪ -‬أن ال تكونوا من هذا القبيل‪.‬‬ ‫لذا أرجوكم أن تفتحوا الخزانة العلمية لكل مؤمن ومسلم‪.‬‬ ‫أخي‪ :‬إن حامله إليكم؛ األستاذ عبد اللطيف شهبون؛ أحد العلماء‬ ‫الباحثين‪ .‬رجائي منكم مرة أخرى أن تستقبله بكل ما يستحق من بشاشة‬ ‫واحترام‪ ،‬وأن تفتح له قلبك وخزانتك‪ .‬واهلل يعصمنا جميعا من الزلل والوقوع‬ ‫في المحذور‪ .‬آمين‪.‬‬ ‫أخوكم أحمد العلوي‬ ‫ما أحوجنا إلى أخالق الرجل الكريم الشريف موالي أحمد العلوي*‬ ‫نموذج المواطنة العلمية‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــ‬ ‫* ‪ :‬الشريف موالي أحمد العلوي ليس هو الوزير السابق‪ ،‬بل هو أحد أبناء عم‬ ‫المغفور له الحسن الثاني‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 20‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪915‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 15‬نوفمبـر ‪2017‬‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫ماليير الدعم األجنبي لجمعيات‪ ‬‬ ‫«المجتمع المدني»‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫هم ذهبت �أخالقهم‬ ‫‪ ....‬ف�إن ُ‬ ‫ذهبوا‪! ‬‬ ‫ونحن‪ ،‬ال شك‪ ،‬ممن لم يبق لنا من قيم األخالق ما يعصمنا من «الذهاب»‪ ،‬بمعنى التفسخ‬ ‫واالنحالل‪ ،‬بعد كل هذا التردي الفظيع الذي تشهده منظومة القيم المجتمعية ببالدنا‪ ،‬والتي‬ ‫شكلت‪ ،‬عبر الحقب والعصور‪ ،‬سبب تماسكنا الذي كانت فيه قوتنا وهيبتنا ومناعتنا‪.‬‬ ‫وليس من مثل أسوأ على حاضرنا ومستقبلنا من حاالت االعتداءات المتكررة على المعلمين‬ ‫واألساتذة والمربين‪ ،‬من طرف تالمذتهم‪ ،‬داخل أقسام الدراسة‪ ،‬وأمام باقي المتلقنين‪ ،‬في‬ ‫تحد سافر للمجتمع‪ ،‬بنظامه وأخالقه وقوانينه‪ ،‬وهو ما حدث‪ ،‬األسبوع الماضي في ورزازات وفي‬ ‫الرباط‪ ،‬ويتكرر في جهات أخرى من البالد‪ ،‬ليتم «طمسه» بعد أن تتحرك «الهواتف» وتحصل‬ ‫التدخالت «المعلومة» وينتهي كل شيء‪ ،‬إما عن طريق «الترضيات» أو تحت ضغط التهديدات‪...‬‬ ‫إال أن «تفجر» وسائط اإلعالم الحديثة‪ ،‬داخل المجتمعات‪ ،‬واختراقها أسرار البيئات‬ ‫«المخملية»‪ ،‬كشف الكثير من المستور في عالقات أهل السطوة والنفوذ‪ ،‬مما طفح على السطح‬ ‫وصار «علمكشوف» كما يقول إخواننا المصريون‪! ‬‬ ‫ولعل الذين شاهدوا‪ ،‬مثلي‪ ،‬شريط أستاذ ورزازات وهو يعيش لحظات مرعبة‪ ،‬من التعنيف‬ ‫اللفظي والجسدى‪ ، ،‬ويتلقى الضربات المؤلمة على وجهه وكافة أطراف جسده‪ ،‬من طرف تلميذ‬ ‫هائج‪ ،‬يتبختر بين رفاقه ‪ ،‬ويظهر عضالته على أستاذه‪ ،‬بعد أن طرحه أرضا وأشبعه رفسا وركال‪....،‬‬ ‫البد وأن يشعروا‪ ،‬مثلي‪ ،‬بالقرف والتقزز والغثيان‪ ،‬وربما انتابهم‪ ،‬شعور بالحزن الكثير واستبد بهم‬ ‫القنوط واليأس الشديد‪ ،‬من جيل «الخالفـــة»‪ ،‬جيــل االنحــراف بامتيــاز‪ ،‬ألن حالــة أستــاذ‬ ‫ورزازات ليست «شــاذة» وال «معـزولــة» كما تحـاول أكـاديمـيــات ما يسمـى بالتربيــة (يا‬ ‫حسرة) والتعليم‪ ،‬أن توهمنا به‪ ،‬بل هو سلوك «سيستيماتيك» حتى أنه لم يعد يفاجئنا حين نعلم‬ ‫بوقوعه في «طرّة» من «طيرات» المغرب‪ ،‬شاهدا على وجود «قطيعة» أخالقية كارثية‪ ،‬تامة‪،‬‬ ‫بين جيل االستقالل وأجيال بعد االستقالل التي تتعاطى مع أخالق وتقاليد وأصول مجتمعاتهم‬ ‫بنوع من التحدي واالستفزاز والمازوخية المقيتة ‪.‬‬ ‫وفي أقل من أسبوع على حادثة ورزازات المشينة‪ ،‬طلعت على الرأي العام أخبار اعتداء‬ ‫جديد على أستاذ الرياضيات بثانوية ابن بطوطة بالرباط‪ ،‬تعرض‪ ،‬هو أيضا‪ ،‬للضرب والتعنيف‬ ‫واإلهانة‪ ،‬من طرف تلميذ كثير التغيب‪ ،‬يدرس بالثانية باكلوريا‪ ،‬بسبب منعه‪ ،‬عن حق‪ ،‬من‬ ‫االلتحاق بالفصل لوصوله متأخرا بما يزيد عن نصف ساعة‪....‬‬ ‫وبالرغم من فظاعة سلوك تلميذي ورزازات والرباط‪ ،‬حتى ال نذكر إال هذين الحادثين‬ ‫المؤلمين‪ ،‬فإن بعض األصوات حاولت إيجاد بعض التبرير الغير مقنع‪ ،‬بل والمتسم بنوع من‬ ‫«المحاباة» الظالمة‪ ،‬لهذا السلوك الشائن‪ ،‬المحزن ‪ ،‬المخزي‪ ،‬البديء‪ ،‬والمهين‪....‬بينما الواجب‬ ‫أن تتخذ اإلجراءات الواجبة ضد المعتديين‪ ،‬بصرف النظر عن سنهما‪ ،‬ووضعيتهما االجتماعية‪،‬‬ ‫والمخاطر التي قد يتعرضان لها‪ ،‬حتى يكونا‪ ،‬وأمثالهما عبرة لكل من يحاول اإلساءة إلى المعلم‬ ‫واألستاذ‪ ،‬والنيل من كرامتهما‪ ،‬ألن كرامة االستاذ من كرامة األمة‪ ،‬وكرامة األمة فوق كل اعتبار‪.‬‬ ‫حقيقة إن التلميذين تم توقيفهما‪ ،‬إال أن اإلجراءات يجب أن ال تتوقف بسبب ما قالت مصادر‬ ‫قضائية رفيعة‪ ،‬من أن تلميذ ورزازات قد ال يبقى رهن االعتقال‪ ،‬ألنه «طائش»‪ ،‬والطيش‪ ،‬لغة‪،‬‬ ‫نزق وانحراف وخفة عقل‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فإن كل محاولة للتحايل على قضية أستاذي ورزازات والرباط‪،‬‬ ‫بغرض االلتفاف حولها واحتوائها‪ ،‬بالطرق «المعلومة»‪ ،‬إساءة فادحة لفضيلة المعلم والتعليم‪،‬‬ ‫وضرب فاضح للقيم والمكرمات األخالقية المجتمعية‪ ،‬وللنبوغ المغربي‪.‬‬ ‫وصدق من قال في فضل المعلم‪:‬‬

‫والـمــــالح‪ ‬‬ ‫الــر َّبـــانِ‬ ‫ـــامـــــةٍ ‪ ‬يـــا هــادي ُ‬ ‫يـــا كا�شـ ًفا بالعلــ ِم ُك َّـل َغ َم َ‬ ‫َّ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ـهُ‬ ‫قـائـمــا بر�سـالـةِ الإ�صـــــالح‪ ‬‬ ‫ يـــا‬ ‫ل‬ ‫وعد‬ ‫ال�ض‬ ‫وح‬ ‫ر‬ ‫ـا‬ ‫ث‬ ‫ـ‬ ‫يـــا‬ ‫بـاعِ‬ ‫ـمـيـرِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫ً‬ ‫‪ ‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أزْ‬ ‫فــورا مــن ال ْأدواح‪ ‬‬ ‫ــتـها‬ ‫ـا ‪ ‬لــجـمــع‬ ‫ن‬ ‫د‬ ‫الـ‬ ‫ �‬ ‫ـر‬ ‫أم‬ ‫ �‬ ‫ِـك‬ ‫ل‬ ‫ـ‬ ‫أم‬ ‫ �‬ ‫ـــت‬ ‫ن‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫لو‬ ‫ُ‬ ‫ـارِ‬ ‫هَ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫وو�شــاح‬ ‫ظـمـ ُتـهــا يف َبا َقــــةٍ وجـعـلـتهــا‪ ‬لـمـعــلـمـي ‪ ،‬كــقِـــالد ٍة‬ ‫ونـ ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ع‪ .‬كنوني‬

‫عزيز گنوني‬

‫المالييــــر تتقاطــــر من الخــــارج‪ ،‬على مـــا‬ ‫يسمى بـ «جمعيات المجتمع المدني»‪ ،‬من باب‬ ‫«الترجمة» ‪ ‬ليس إال‪ ،‬جمعيات تنبث كالفطر‪ ،‬في‬ ‫الحواضر كما في البوادي‪ ،‬لتكون استفادة بعضها‬ ‫«دوبل» من ميزانيات الدولة وميزانيات الجماعات‪،‬‬ ‫ومن «الخارج» حيــث يصعب التأكــد من طبيعــة‬ ‫هذا «الدعم» الذي يظل مشبوها إلى أن‪...‬وأيضا‬ ‫من طريقة صرفه‪ ،‬بسبب فراغ قانوني في تأطير‬ ‫«المساعدات» ‪ ‬األجنبية‪ ‬لبعض الجمعيات‪ ‬التي تبقى‪،‬‬ ‫بسبب ذلك غير ملزمة بالتصريح بـ «الغرض» الذي‬ ‫ستخصص له المساعدة األجنبية‪ ،‬لدرجة أن الحكومة‬ ‫تعجز عن معرفة الجمعيات التي ال تصرح بتلقيها‬ ‫لمساعدات أجنبية‪ ،‬لغياب آليات مراقبة قانونية‬ ‫وفعالة‪....‬حتى‪ ‬أنه أصبح رائجا أن تلك المساعدات‬ ‫فاقت ‪ 30‬مليار سنتيم‪ ،‬تضاف إلى دعم الدولة الذي‬ ‫يقلرب ‪ 100‬مليار سنويا‪..... ! ‬‬ ‫وقل ربي زدني «فيرمة»‪.....! ‬‬ ‫‪ DDDDDD‬‬

‫لماذا تعطل بناء نفق‬ ‫«تيزي نتيشكا» ؟‬ ‫أن يأتي هذا السؤال من صحافي الهث وراء‪ ‬‬ ‫«زوم» مشوق مثير‪ ،‬أو من «فاعل» جمعوي باحث‬ ‫عن ملف يضرب به ألف عصفور بحجر واحد‪ ،‬أو حتى‬ ‫من مستشار جماعي يستفز به أغلبية المجلس‬ ‫الذي ‪ ‬ينتمي إليه والذي نسي عنوانه‪ ،‬حتى «ضربته‬ ‫التلفة»‪ ،‬بسبب قلة‪ ‬التردد عليه‪...... ،‬األمر إلى هنا‬ ‫مقبول‪ ،‬بل ‪ ‬دارج وعاد ومألوف‪ ! ‬‬ ‫ولكن‪ ،‬أن يتساءل وزير في حكومة سداسية‬ ‫الزوايا واألضالع‪ ،‬عن أسباب تأخر إنجاز مشروع نفق‬ ‫«تيزي نتيشكا»‪ ،‬فذاك هو العجب العجاب‪ ! ‬ألن‬ ‫الصواب هو أن نجد نحن عنده الجواب ‪ ،‬ال السؤال‪،‬‬ ‫وأن نجد عنده الحل ال المشكل‪....‬‬ ‫على كل حال‪ ،‬يمكننا أن نؤكد للوزير ساجد‪،‬‬ ‫وهو للتذكير‪ ،‬زعيم حزب سياسي «قد الدنيا»‪،‬‬ ‫أننا لسنا ‪ ‬نحن من ‪ ‬تسبب في تأخر إنجاز النفق‪...‬‬ ‫وننصحه باالستعانة بالسيد ادريس جطو‪..‬فلربما عثر‬ ‫بين أوراق أبحاثه‪ ‬وتقصياته عن ذلك «الفاعل التارك»‬ ‫الذي أغفل هذا المشروع الذي كان الوزير «يسمع عنه‬ ‫منذ أن كان طفال صغيرا‪ ،‬ولم يتم تنفيذه ‪ ‬بعد‪ ،‬رغم‬ ‫تعاقب العديد من الحكومات وإنجاز العديد من‬ ‫الدراسات‪....‬‬ ‫المهم‪ ،‬أن يتحلى الوزير بالصبر الجميل‪ ،‬ويؤمن‬ ‫بأننا في المغرب السعيد‪ ،‬نؤمن بالقول المفيد‪ ،‬أنه «ال‬ ‫زربة على صالح‪ ،‬واللي بغى يربح‪...‬العام طويل»‪.....! ‬‬ ‫‪ DDDDDD‬‬

‫زيادات مرتقبة في «معاشات»‬ ‫الوزراء والبرلمانيين‬ ‫أما الوزراء‪ ،‬فنعمَ‪ ...... ! ‬آلنهم يدعون للقيام‬ ‫بالواجب الوطني‪ ،‬في خدمة األمة‪ ،‬فيتركون مكاتبهم‪،‬‬ ‫ووظائفهم‪ ،‬مهنهم‪ ،‬وشركاتهم‪ ،‬ويتخلون عن أسباب‬ ‫رزقهم ورزق عيالهم‪ ،‬تلبية لنداء الوطن‪ ،‬وحين تنتهي‬ ‫مهامهم‪ ،‬فإن على الدولة واجب ‪ ‬تعويضهم عما‬ ‫تسبب استوزارهم من ضياع لحقوقهم‪...‬وأن عليهم‬ ‫أن يبدؤوا من الصفر‪....‬وهذا ليس‪ ‬من باب األخالق‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫أما البرلمانيون‪ ،‬فال‪....‬‬ ‫ألنهم تطوعوا من تلقاء أنفسهم‪ ،‬وبمحض‬ ‫إرادتهم للعمل النيابي الذي من المفروض أن‬ ‫يعتبر عمال تطوعيا‪ ،‬يستفيدون‪ ،‬مقابله‪ ،‬بتعويضات‬ ‫مقدرة‪ ،‬وليس بأجور مقننة‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬فالشعب كان‬ ‫معهم كريما‪ ،‬غاية‪ ،‬بالرغم من كل ما قيل ويقال‬ ‫بشأنهم ‪ ،‬حتى أصبحت العديد من المنابر اإلعالمية‬ ‫تتندر بهم‪ ....‬بهم‪ ،‬حيث خصهم بالعديد من‬ ‫التعويضات واالمتيازات ‪ ‬والتسهيالت‪ ،‬وزاد فأغدق‬ ‫عليهم من كرمه نعمة المعاش الذي يستفيدون‬ ‫منه بعد والية أو واليتين‪ ،‬بينما الموظف الذي يتم‬ ‫إخضاعه لـ «شروط الخزيرات» قبل قبوله‪ ،‬عليه أن‬ ‫«يضرب» ثلثي عمره بعد أن قضى الثلث األول في‬ ‫المعاهد والجامعات‪ ،‬ليحصل على معاش ال يصل إلى‬ ‫«محصول» بضع سنوات‪ ،‬يتسلمه البرلماني هنيئا‬

‫مريئا‪.......‬وعين الحسود فيها ألف عود وعود‪.... !!! ‬‬ ‫ويسعى العثماني إلى الزيادة في «معاش»‬ ‫البرلمانيين‪ ،‬الذي يفوق عددهم ‪80‬‬ ‫ابتداء من السنة القادمة‪.....‬‬ ‫وماله‪ ......،‬أو مالولو‪ ....!!!! ‬‬ ‫‪ DDDDDD‬‬

‫المعتدي على تلميذة قلعة‬ ‫السراغنة حر طليق‪.....‬‬ ‫وهذا دليل على أنه‪! .......‬‬

‫حسب جريدة «األخبار» فإن الشاب الذي اعتدى‬ ‫بالسالح األبيض على تلميذة ‪ 14( ‬سنة) بباب مؤسسة‬ ‫تربوية‪ ،‬بمدينة قلعة السراغنة‪ ،‬ال زال حرا طليقا‬ ‫بالرغم من خطورة االعتداء ومرور فوق األسبوع على‬ ‫حدوثه‪...‬‬ ‫األلسن تلوك أخبارا مفادها أن للمعتدي «قرابة»‬ ‫مع سلطة نافذة باإلقليم‪ ،‬وأن لهذا الولد الضال ‪ ‬ابن‬ ‫عم ‪ ،‬رجل سلطة‪ ،‬ارتكب حادثة سير بسيارة‬ ‫المصلحة‪ ،‬وهو في حالة سكر طافح‪ ،‬إال نه توبع في‬ ‫حالة سراح‪....‬‬ ‫جمعيات حقوقية خرجت بتصريحات تندد فيها‬ ‫بحادثة االعتداء على التلميذة الضحية التي اراد الولد‬ ‫الضال «اختطافها» حسب رواية «األخبار»‪ ،‬بأن جرها‬ ‫من شعرها وحين تمنعت‪ ،‬طعنها بخنجر في بطنها‬ ‫ورأسها ما استدعى نقلها إلى المستشفى ثم إلى‬ ‫عيادة خاصة‪ .‬أما ابن عمه ففي مأمن إلى أن‪....‬‬ ‫المثير لالستغراب هو أن مثل هذه األمور تحدث‬ ‫وفي البلد وزارة دولة لحقوق اإلنسان‪ ،‬ومؤسسات‬ ‫لحقوق االنسان وقوانين تحمي حقوق اإلنسان‬ ‫وتضمن المساواة التامة للمواطنين أمام القانون‬ ‫والحقوق والواجبات‪ ،‬وفي البلد مئات من المنابر‬ ‫اإلعالمية‪ ‬التي تعري «على المستور» وتفضح ما‬ ‫يجري في الظاهر والباطن ‪ ،‬ويدور‪....‬ومع ذلك فإنه‬ ‫يوجد من بيننا أقوام يستقوون علينا بسلطة أو جاه‬ ‫أو نفوذ‪ ،‬ويستخفون بنا و «يستعبطوننا» ويصرخون‬ ‫في وجوهنا‪......‬‬ ‫طوز عليكم وما ترومون‪...!!! ‬‬ ‫لطفك يارب‪..! ‬‬ ‫‪ DDDDDD‬‬

‫‪ 12 ‬مليون درهم لمعرفة‬ ‫عدد الفقراء في المغرب نحو‬ ‫عام «اللبريطة»‪! ‬‬ ‫أو عام «البون» بصيغة أخرى‪ ،‬حيث تم تداول‬ ‫أخبار مفادها أن المغرب تعاقد مع «خبراء دراسة‬ ‫الفقر» لتحديد عدد فقرائه المستحقين لـ «الدعم‬ ‫المباشر» مقابل استفادة من ال يستحق‪ ،‬من الدعم‬ ‫«المشاع» بخصوص السكر والزيت والدقيق‪.‬‬ ‫حقيقة إن البحث عن الفقر والفقراء ‪ ‬في‬ ‫المغرب‪ ،‬أمر يتطلب الكثير من الخبرة والمهارة‬ ‫والقدرة على التفتيش و «التكنيش» ‪ ‬والتفحيص‬ ‫والتنقيب‪.....‬والصبر الجميل‪ ،‬خاصة بعد أن أعلنت‪ ‬‬ ‫ست الحبايب الحقاوي أن الفقر انتفى من المغرب‪،‬‬ ‫بالمعايير ‪ ‬المتعارف عليها دوليا‪.‬‬ ‫من هنا يتبين لنا ‪ ‬ولكم ولكل من «قرقب‬ ‫عليها سوارت الربح»‪ ،‬أن مهمة البحث عن الفقراء‬ ‫بالمغرب ‪ ‬صارت مهمة ‪ ‬صعبة وشاقة ودقيقة ‪ .‬وأن‬ ‫النجاح فيها غير مأمون الجانب وأن نسبة الخطأ في‬ ‫الحساب قد ال تصل إلى جزء من ألف من ‪ 34‬مليون‪.....‬‬ ‫الفرق بين عهد «اللبريطة» و«البون»‪ ،‬هو أن‬ ‫فقراء اليوم‪ ،‬لن «يضربوا الصف» في طوابير بباب‬ ‫القايد أو الباشا أو المحتسب‪ ،‬ثم بعد ذلك أمام‬ ‫«خزاين التموين»‪......‬بل إنهم سيفتحون حسابات‬ ‫بنكية‪ ،‬يتوصلون عبرها بالمؤونة المالية عند نهاية‬ ‫كل شهر‪ ،‬يدبرون بها أحوال معيشتهم كما يشاؤون‪،‬‬ ‫بالشيك طبعا‪.‬‬ ‫ما رأيكم‪ .‬أليس حال اليوم أحسن من ‪ ‬حال‬ ‫األمس‪ ،‬ثم‪ ،‬لعلمكم‪ ،‬هذه الخطــة ‪ ! limpo‬لن‪ ‬‬ ‫يكون بها غــش وال محسوبيـــة وال رشوة‪ ...‬وال‬ ‫فضائح‪ .‬والفضل كله سيعود إلى مكاتب دراسات‬ ‫الفقر‪ ،‬التي تكون قد لهفت فوق المليار ومائتي مليون‬ ‫سنتيم‪ ،‬رواج وقته‪ ،‬لتدلنا على من ‪ ‬بقي من فقراء بيننا‬ ‫يعيشون ‪ ،‬على األقل‪ ،‬بدوالرين يوميا‪....!!! ،‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪915‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 20‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫اإلعتداء على المعلمين و التربويين يعكس منظومة تعزيز اإلستقواء‬ ‫• الأ�سرة ا�ستقالت من مهامها‪ ،‬و ال�شارع ال ينتج �إال خرابا‬ ‫• املعلم مواطن مثله مثل باقي املواطنني‪ّ ،‬‬ ‫يكد و يتعب و يتحمل ق�ساوة الأيام مثلنا‬ ‫• الأطفال �أمانة برقابنا‪ ،‬فلن�صن الأمانة‬ ‫تتناقـــل وســـائـــل التواصــــل‬ ‫اإلجتماعي بين فترة وأخرى مقاطع‬ ‫مسجلة بالفيديو لظواهـــر مختلفة‬ ‫من العنف المدرسي واعتداء الطالب‬ ‫على معلميهم‪ ،‬والجديد في ذلك هو‬ ‫اإلعتداء الجسدي على المعلم وتخريب‬ ‫ممتلكاته كما ظهر في فيديوهات‬ ‫توثق طالبا يقومون بتحطيم سيارة‬ ‫معلمهم بإصرار وكثير من الحقد‪.‬‬ ‫اإلعتداء على المعلمين لم يعد‬ ‫في خانة الحاالت الفردية النـــادرة‪،‬‬ ‫بل ظاهـــرة نشاهدها ب «الصوت‬ ‫والصورة»‪ ،‬ويتناقلها الناس عبر مواقع‬ ‫التواصل اإلجتماعي‪ ،‬وهي مرتبطة‬ ‫بحسب المختصين‪ -‬بغياب التربية‬‫السليمة في المنزل‪ ،‬وانحدار مستوى‬ ‫مهنة التعليم وما تبعــه من انحدار‬ ‫في النظرة الى المعلـــم ودوره في‬ ‫المجتمع‪ ،‬هذه وغيرها من األسباب‬ ‫نستعرضها في التحقيق التالي‪.‬‬ ‫أعادت واقعة اعتداء تلميذ على أستاذه بثانوية تأهيلية بورزازت‪ ،‬النقاش حول موضوع العنف الموجه‬ ‫ضد هيئة التدريس وكذا األطر التربوية من حراس عامين وإداريين وغيرهم‪ ،‬وطفت هذه الظاهرة إلى‬ ‫سطح األحداث بعد انتشار مواقع التواصل اإلجتماعي والتطور التكنولوجي الذي جعل الهواتف الذكية توثق‬ ‫لحاالت اإلعتداء‪ ،‬بعدما كانت حاالت مماثلة تظل حبيسة‬ ‫جدران القسم‪ ،‬وال تخرج للمأل إما لخوف األستاذ من أن‬ ‫يتخذ إجراءات ضد التلميذ فيطاله عنف جسدي أكبر خارج‬ ‫المؤسسة‪ ،‬أو خوفا من تدخل أطراف متعددة تنتهي‬ ‫بطي القضية‪.‬‬ ‫األستاذ والباحث في علم اإلجتماع علي الشعباني‪،‬‬ ‫يرى أن «ظاهرة العنف ضد األساتذة في المغرب أصبحت‬ ‫منتشرة ومقلقة‪ ،‬وتهدد المنظومة التعليمية ككل»‪،‬‬ ‫مضيفا أن «األستاذ عندما يحس أنه يعمل في بيئة‬ ‫غير آمنة من الصعب أن يعطي وأن يبدع ويجتهد‪ ،‬ألن‬ ‫الهاجس األساسي بالنسبة له هو الحفاظ على سالمة‬ ‫جسده وبدنه من اعتداءات التالميذ»‪.‬‬ ‫واعتبر الشعباني أن «المسألة لم تعد تهم األساتذة‬ ‫فقط بل المجتمع بكامله‪ ،‬خصوصا األسر التي ترسل‬ ‫هؤالء التالميذ إلحداث الشغب والفوضى داخل المدرسة‬ ‫تجاه أساتذتهم وزمالئهم أو تجاه اإلداريين‪ ،‬مشددا على‬ ‫ضرورة أن تقوم األسرة بدورها وأن تعرف كيف تربي‬ ‫أبناءها»‪.‬‬ ‫ويضيف المتحدث ذاته‪ ،‬أن “الدولة يجب أن تراجع‬ ‫القوانين المطبقة في الحقل التعليمي ألن هناك مجموعة‬ ‫من القرارات والمراسيم التي تكبل كل هذه الجهات من مربين وأساتذة وإداريين لمواجهة التالميذ في‬ ‫حالة االعتداءات”‪.‬‬ ‫«منع إخراج التالميذ المشاغبين من القسم شجع هؤالء الذين ال هم لهم إال إحداث الفوضى داخل‬ ‫المؤسسة‪ ،‬خاصة عندما يحسون أنهم مهددون بالطرد أو أنهم ال مستقبل لهم في المدرسة وغير قادرين‬ ‫على المسايرة‪ ،‬يستغلون هذه الثغرة القانونية والحقوقية إلحداث‬ ‫الفوضى داخل المدرسة‪ ،‬لذلك فالبد من مراجعة مثل هذه المسائل»‪،‬‬ ‫يؤكد الشعباني‪.‬‬ ‫وأردف الباحث في علم اإلجتماع أن “الذي سيتضرر من هذه‬ ‫الظاهرة أساسا هو المجتمع ألنه لن يستطيع في ظل هذه الظروف‬ ‫تكوين عناصر قادرة على خدمة المجتمع وعلى العمل على تطويره‪،‬‬ ‫وهذا ربما من األسباب التي دفعت إلى نزول المنظومة التعليمية إلى‬ ‫الحضيض”‪.‬‬

‫حاليا األستــاذ هو الحلقـة األضعف في المنظومة‬ ‫التربوية ألن العقوبات تنزل دائما على رأسه وليس على‬ ‫اآلخرين ولذلك فهـو يحـس بأنـه مستهدف ووصل إلى‬ ‫درجة «الحكرة»‪.‬‬

‫من جانبه‪ ،‬أكد أستاذ علم اإلجتماع‪ ،‬رشيد الجرموني‪ ،‬أن «الظاهرة‬ ‫حاضرة بقوة وتعيشها المدرسة المغربية منذ عشرين عاما‪ ،‬حيث وقع‬ ‫تحول كبير ولم يعد العنف يمارس ضد التالميذ بل أصبح العكس وهذا مرده إلى مجموعة من العوامل»‪.‬‬ ‫وأجمل الجرموني هذه العوامل في أن «الدولة هي األولى من قامت بالعنف‪ ،‬عندما تخلت عن التعليم‪،‬‬ ‫ومارست العنف على األساتذة في السبعينيات والثمانينات لتنتقل بعد ذلك إلى اإلهانة المادية والتي‬ ‫تعمقت بالمجتمع مما أدى إلى تزعزع صورة المعلم والمدرسة»‪.‬‬ ‫وأضاف السوسيولوجي المذكور‪ ،‬أنه «حتى اإلبداعات الفنية والمسرحية كانت تسيء لألستاذ والمدرس‬ ‫بدون شعور»‪ ،‬مضيفا أنه «دخلنا في الموجة الثالثة وهو العنف الذي يمارسه هذا الجيل الذي فقد جميع‬ ‫القيم وبدأ يمارس العنف على األساتذة بشكل خطير جدا»‪.‬‬ ‫واعتبر أن “مواقع التواصل اإلجتماعي تنقل لنا فقط ما يقع لألساتذة في لحظة وجيزة أما ما يحدث‬ ‫فهو عنف كبير وجحيم ال يطاق»‪ ،‬مؤكدا أن «المجتمع ينظر إلى المعلم واألستاذ كحشرة وال يعطيه أية‬ ‫قيمة»‪.‬‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬ ‫هذه الظاهره غير أخالقيــة‬ ‫وغير حضاريـــة على اإلطــالق‬ ‫وتثير القلــق على مستقبـــل‬ ‫القطاع التعليمي لدينا‪.‬‬

‫في حقيقة األمـــر هــذه الظاهرة‬ ‫بالدرجة األولى هي قلـــة أدب وخلل‬ ‫في التربية المنزلية‪ ،‬ودليل قوي على‬ ‫فشل المنظومة التعليمية واألخالقية‬ ‫في مدارسنا وفي مؤسساتنا التربوية‪،‬‬ ‫فأن يقــوم الطالــب باإلعتـــداء على‬ ‫المعلم فلذلك دالالت كثيرة‪ ،‬منها قلة‬ ‫احترام المعلم واإلستهتار باألنظمة‬ ‫والتعليمات المعمول بها في المدارس‪،‬‬ ‫وهي يبدو غير مفعلة وغير رادعة أصال‪،‬‬ ‫وتدخل فيها المحسوبية بشكل كبير‪.‬‬ ‫بتنا نشاهد ونسمع باستمرار‬ ‫عن حاالت اعتداء على المعلمين‬ ‫وممتلكاتهم‪ ،‬هذا يؤلمنا‪ ،‬فالتربوي هو‬ ‫مواطن أيضا‪ ،‬هو يعمل وهذه مهنته‬ ‫مثله مثل باقي المواطنين‪ ،‬يكد ويتعب من أجل لقمة العيش‪ ،‬ويرتبط‪ ‬أيضا بالتزامات عديدة‪ ،‬إلى أن‬ ‫يأتي طالب حاقد وغير مسؤول ويؤذيه ويحمله أعباء إضافية إلى أعبائه‪ ،‬دون وعي منه أن المعلم بمثابة‬ ‫األب يزوده بالمعرفة والقيم والعلوم‪ ،‬لكن وبما أن مراهقينا‬ ‫وشبابنا لم يعودوا يحترمون حتى آبائهم‪ ،‬كيف لنا أن نطلب‬ ‫منهم احترام المعلم والجار وأفراد العائلة إلخ‪..‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬فهذه السلوكيات الطالبية المخالفة‬ ‫للقيم واألسس اإلجتماعية والتربوية‪ ،‬إنما تعكس المكانة‬ ‫التي وصل إليها المعلم في المجتمع‪ ،‬وهذا سيؤدي‬ ‫بالتأكيد إلى عزوف الشباب عن مهنة التعليم‪ ،‬فمن سيريد‬ ‫إلقاء نفسه بالتهلكة‪ ،‬والتهلكة هنا إما بتعسف من الوزارة‬ ‫الوصية‪ ،‬من أولياء األمور‪ ،‬أو من التالميذ؟‪..‬‬

‫دور أولياء األمور‬

‫أوالدنا ثمار قلوبنا‪ ،‬وفلذات أكبادنا‪ ،‬وامتداد لحياتنا بعد‬ ‫فنائنا ‪ ..‬ونحن إذ نتحدث عن دور األسرة في تنشئة األجيال‬ ‫‪ ..‬فإننا نتحدث عن موضوع له خطره ‪ ..‬فالطفل الصغير‬ ‫أمانة كبيرة بين يدي أبيه وأمه‪ ..‬وعقله الصغير أرض بكر‬ ‫لم تزرع‪ ،‬وورقة بيضاء لم يخط فيها حرف‪.‬‬ ‫وإذا كنا قد وضعنا وسائل اإلعالم في قفص اإلتهام‬ ‫باعتبارها المخرب األول لألجيال‪ ،‬فإن دور األسرة في‬ ‫التربية‪ ،‬قد يكون بمثابة الطعم الواقي الذي يجعل عقل‬ ‫مدرعا ضد قاذفات الفساد واإلنحراف‪ ،‬وإلى هذا الدورالخطير‬ ‫الذي تقوم به األسرة‪ ،‬يقول الرسول‪ ،‬صل اهلل عليه وسلم‪« :،‬كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب عنه‬ ‫لسانه‪ ،‬فأبواه يهودانه‪ ،‬أو ينصرانه‪ ،‬أو يمجسانه»‪.‬‬ ‫ربما نسينا أن األسرة هي نسيج إجتماعي تسود أفرادها مشاعر واحدة وعوامل مشتركة كثيرة‪ ،‬تجعل‬ ‫من هذا البناء اإلجتماعي قوة متماسكة أمام التحديات‪ ،‬واألسرة هي المكان األول واألساسي في تربية‬ ‫الطفل وتنشئته وتهيئته للحياة‪ ،‬حيث إنه يجد بها الطمأنينة واألمان‬ ‫والحنان‪ ،‬هي بذلك تعطيه فرصة للنمو في جو طبيعي‪ ،‬خاصة في‬ ‫المراحل األولى من عمره‪ ،‬وبقدر ما يتلقى الطفل من أسرته عناية‬ ‫واهتماماً‪ ،‬بقدر ما يكون نموه أحسن وسلوكه في الحياة أفضل‪ ،‬الطفل‬ ‫هو فرد في األسرة وأقرب الناس وأشدهم صلة به هما أمه وأبوه ثم‬ ‫أسرته ثم بيئته ومجتمعه‪.‬‬ ‫إن أغلب األسر المغربية اليوم‪ ،‬لم تعد تتميز بمعظم هذه‬ ‫الصفات‪ ،‬ولم يعد دور األب واألم وال حتى األقارب والحي والجوار كما‬ ‫كان‪ ،‬فمعظمها قد أصابها ريح التفكك‪ ،‬وهذا عائد إلى الكثير من‬ ‫المتغيرات التي أصابت المجتمع في النصف الثاني من القرن الماضي‪،‬‬ ‫والناتجة عن الرفاهية اإلجتماعية المصاحبة للطفرة اإلقتصادية التي‬ ‫ظهرت فأدت إلى غياب سلطة األب كقدوة حسنة عن البيت وعدم‬ ‫تواجده الدائم ألسباب كثيرة تارة تكون مرتبطة بالعمل وتارة أخرى‬ ‫بالرغبة في اإلستقالل عن هذه األسرة فيصبح البيت بالنسبة له مجرد‬ ‫مكان للنوم‪ ،‬وأحيانا حتى النوم ال يريحه بمنزله‪ ،‬فيصبح الشارع هو المربي األول ألطفاله‪ ،‬وهناك األم‪،‬‬ ‫زيارات ومحادثات وأعمال منزلية وعمل متعب يجعلها تستقيل من مهمتها األولى بالحياة‪ ،‬وهي أن تكون‬ ‫أما صالحة‪ ،‬ومربية حقيقية‪ ،‬يستغني الطفل بها عن مربيات العالم‪ ،‬فاألساس يبنيه من خالل حكم أمه‪ ،‬من‬ ‫حنانها واستيعابها ألموره‪ ،‬من معرفتها الواسعة ألمور الحياة‪ ،‬فبالتالي ينشأ الطفل سليما معافى خلوقا‪.‬‬ ‫و ال يجب أن ننسى‪ ،‬أننا مرآة أطفالنا‪ ،‬وأنهم مرآتنا‪ ،‬وأن مراحل نمو الطفل األولى‪ ،‬ترتكز على التعلم‬ ‫بالتقليد‪ ،‬فقد ثبت بالتجريب أن الطفل في سنواته األولى هو أكثر أفراد األسرة تقليدا وخاصة سلوك‬ ‫وتصرفات من يحيطون به‪ ،‬حيث يقوم بتخزين ما يشاهده من تصرفات في ذاكرته وذاته وعندما يبلغ سناً‬ ‫معينة يبدأ هذا الطفل الناضج بتطبيق وممارسة ما تعلمه من سلوكيات مق ّلده في صباه‪ ،‬فما أحلى العيش‬ ‫لو استطعنا أن نكون قدوة صالحة ألطفالنا‪ ،‬فبالرغم من كل مصاعب الحياة‪ ،‬األطفال أمانة برقابنا‪ ،‬فلنصن‬ ‫األمانة‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 20‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪915‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫سلطات طنجة تجمد مشروع إعادة هيكلة أكبر األسواق االشعبية‬ ‫في المدينة‬

‫علمت « المساء» من مصادر رسمية أن سلطات‬ ‫مدينة طنجة قررت تجميد مشروع إعادة هيكلة سوق «‬ ‫كاساباراطا»‪ ،‬أكبر األسواق الشعبية بالمدينة‪ ،‬إلى حين‬ ‫االنتهاء من مشاريع أخرى تم تقديمها‪ ،‬وذلك بعدما لم‬ ‫تتوصل والية طنجة والجماعة الحضرية إلى اتفاق مع التجار‬ ‫بعد جوالت ماراطونية من الحوار‪.‬‬ ‫ووفق المعطيات التي حصلت عليها «المساء» فإن‬ ‫والية طنجة في عملية إعادة بناء سوق « كاساباراطا» كامال‬ ‫بما يتضمنه من أجنحة تضم عددا كبيرا جدا من األصناف‬ ‫التجارية‪ ،‬قررت تأجيل األشغال إلى ما بعد االنتهاء من‬ ‫مشروع إعادة هيكلة سوق «نجيبة» وبناء سوق « كاستيا»‪،‬‬ ‫وكالهما يقعان بمقاطعــة السواني التي يوجد بها سـوق‬ ‫«كاساباراطا »‪.‬‬ ‫مصادر جماعية أكدت بدورها ل «المساء» خبر تأجيل‬ ‫مشروع إعادة هيكلة سوق « كاساباراطا»‪ ،‬موضحة أن األمر‬ ‫يتعلق بعدم التوصل التفاق يرضي جميع التجار‪ ،‬علما أن‬ ‫عدد المحالت المحصية بهذا السوق تصل إلى ‪ 4000‬محل‪،‬‬ ‫تشغل عشرات اآلالف من المواطنين في أصناف تجارية‬ ‫كثيرة‪ ،‬وفي مقدمتها تجارة الخضروات واللحوم والمالبس‬ ‫الجديدة والمستعملة واإللكترونيات والمتالشيات والخشب‬ ‫واألثاث‪...‬‬ ‫وتابعت المصادر ذاتها أن مشروع إعادة الهيكلة سيتم‬ ‫ال محالة‪ ،‬بحكم أنه مندرج ضمن برنامج طنجة الكبرى الذي‬ ‫عرضه الوالي محمد اليعقوبي أمام الملك‪ ،‬لكنه قد ينطلق‬ ‫بعد الفترة المخصصة للبرنامج والتي تصل لنهايتها مع متم‬ ‫السنة الجارية‪ ،‬مضيفة أن الوالية لم تستطع فرض تصورها‬ ‫على التجار نظرا لعددهم الكبير وكذا مخافة التسبب في‬ ‫مشكلة اجتماعية‪.‬‬

‫ويكمن الخالف بين التجار والسلطات في نقطتين‬ ‫أساسيتين‪ ،‬األولى هي رفض التجار لمقترح الوالية إفراغ‬ ‫محالتهم واستبدالها بفضاءات بديلة مؤقتة إلى حين‬ ‫االنتهاء من أشغال البناء‪ ،‬حيث يفضل التجار أن يبنى الشطر‬ ‫األول من التجار فيه‪ ،‬ليبنى الشطر الثاني على أنقاض‬ ‫محالتهم القديمة‪.‬‬ ‫أما النقطة الخالفية الثانية‪ ،‬فهي مبلغ مساهمة التجار‬

‫في البناء‪ ،‬والمحدد في ما بين ‪ 8000‬و ‪ 10000‬درهم‪ ،‬وهو‬ ‫مبلغ يراه التجار كبيرا خاصة بالنسبة للمحالت التجارية‬ ‫الكبيرة‪ ،‬غير أن الوالية تعتبره ثمنا مناسبا ما دام سينقل‬ ‫ملكية المتاجر من الجماعة إلى التجار في ظل المشروع‬ ‫الجديد‪ ،‬عكس المعمول به حاليا‪.‬‬

‫حمزة المتيوي‬

‫بائع متجول يفشل في تفجير مطعم فاخر يرتاده‬ ‫السياح وسط العرائش‬

‫اهتزت مدينة العرائش‪ ،‬يوم األحد المنصرم على وقع محاولة إرهابية لتفجير مطعم يقع وسط‬ ‫المدينة كان غاصا بالزبناء‪ ،‬أغلبهم سياح أجانب‪.‬‬ ‫وأفادت مصادر أمنية بإقليم العرائش بأنها أوقفت شخصا يبلغ من العمر ‪ 36‬سنة‪ ،‬يعمل بائعا‬ ‫متجوال‪ ،‬وذلك لالشتباه في تورطه في محاولة إضرام النار عمدا بمطعم بشارع محمد الخامس‬ ‫بالعرائش‪.‬‬ ‫وكشفت المصادر أن العناصر األمنية أوقفت المشتبه به مباشرة بعد تكسيره للواجهة‬ ‫الزجاجية للمطعم‪ ،‬ومحاولته إضرام النار عمدا بواسطة قنينة غاز من الحجم الكبير‪ ،‬مما تسبب‬ ‫في إصابته عرضيا بعدة جروح‪ ،‬بينما مكنت إجراءات التفتيش من العثور داخل عربته المجرورة‬ ‫على أسلحة بيضاء وقنينة غاز من الحجم الصغير وأخرى من الحجم الكبير‪ ،‬فضال عن قنينات كبيرة‬ ‫تتضمن كميات من البنزين‪.‬‬ ‫وقد تم فتح بحث في الموضوع من طرف المصالح األمنية تحت إشراف النيابة العامة المختصة‪،‬‬ ‫لتحديد دوافع وخلفيات محاولة ارتكاب هذه المحاولة اإلجرامية‪ ،‬كما تم االحتفاظ بالمشتبه فيه‬ ‫تحت المراقبة الطبية بالمستشفى لتلقي العالجات الضرورية والتحقق من وضعه النفسي والعقلي‪.‬‬

‫رضوان الحسوني‬

‫إجراءات صارمة تواجه طلبات الترخيص باستعمال‬ ‫سالح الصيد البري بالمناطق الشمالية‬

‫م�صالح العماالت تقطع الطريق �أمام ال�سيا�سيني الذين ي�ستغلون امللف لتو�سيع القاعدة ال�شعبية‬ ‫قالت مصدر مطلعة إن السلطات المختصة بالعماالت‬ ‫واألقاليم الشمالية‪ ،‬باشرت تنزيل مجموعة من اإلجراءات‬ ‫القانونية الصارمة‪ ،‬في ملف طلبات الترخيص باستعمال‬ ‫سالح الصيد البري‪ ،‬فضال عن التأكد من مجموعة من‬ ‫المعطيات الدقيقة حول كل فرد داخل الجمعيات التي‬ ‫تنشط في مجال الصيد البري‪ ،‬تفاديا الستعمال سالح‬ ‫الصيد في الترهيب أو تصفية الحسابلت الشخصية‬ ‫المتعلقة بزراعة القنب الهندي واالتجار في المخدرات‪.‬‬ ‫وأضافت المصادر نفسها أن المصالح المختصة‬ ‫بالعماالت قطعت الطريق بشكل نهائي أمام بعض‬ ‫السياسيين الذين يحاولون التدخل لبعض الجهات‬ ‫المقرية منهم‪ ،‬من أجل تسهيل االستفادة من رخص‬ ‫استعمال سالح الصيد البري‪ ،‬واستغالل ذلك في توسيع‬ ‫القاعدة الشعبية‪.‬‬

‫وكشفت المصادر ذاتها أن مالسنات حادة وقعت‬ ‫خالل األيام القليلة الماضية‪ ،‬بين رئيس إحدى الجماعات‬ ‫بإقليم شفشاون ومسؤول عمالة تطوان‪ ،‬حول موضوع‬ ‫اإلجراءات الصارمة في تسليم رخص الصيد‪ ،‬ما جعل‬ ‫الجهات المختصة تفتح تحقيقا في الموضوع في انتظار‬ ‫كشف النتائج والحيثيات وإعمال القوانين الجاري بها‬ ‫العمل‪.‬‬ ‫وحسب مصدر « األخبار»‪ ،‬فإن هناك من يستفيد من‬ ‫رخص استعمال سالح الصيد البري بالمناطق الشمالية‪،‬‬ ‫لكنه يستغل في التهديد وتصفية الحسابات المتعلقة‬ ‫بزراعة القنب الهندي واالتجار في المخدرات‪ ،‬ما يعتبر‬ ‫خرقا واضحا للقوانين‪ ،‬ويعرض صاحبه للمتابعة القضائية‬ ‫والحكم عليه بالسجن سنوات متعددة وغرامات مالية‬ ‫ثقيلة‪ .‬ويضيف المصدر نفسه أن تنزيل مجموعة من‬

‫اإلجراءات الصارمة في االستفادة من رخص استعمال‬ ‫سالح الصيد البري بالمناطق الشمالية‪ ،‬خلف ارتياحا كبيرا‬ ‫لدى عدد من السكان‪ ،‬في أفق القضاء بشكل نهائي على‬ ‫فوضى الصيد البري‪ ،‬والتنسيق مع الجمعيات المهتمة‬ ‫للتأطير وتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقها‪.‬‬ ‫يذكر أن مستشارا عن حزب األصالة والمعاصرة‬ ‫بضواحي وزان‪ ،‬سبق أن ارتكب مجزرة في حق عدد من‬ ‫الشباب القاطنين بجماعة سيدي بوصبر‪ ،‬عندما هاجمهم‬ ‫ببندقية صيد (خماسية) وقام بإطالق النار عليهم بشكل‬ ‫هستيري‪ ،‬ما أدى إلى مقتل أربعة ضحايا متأثرين بالجروح‬ ‫الخطيرة التي أصيبوا بها‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫«أمانديس» تجر‬ ‫محتجين على غالء‬ ‫الفواتير إلى القضاء‬

‫عادت بوادر التوتر تلوح في األفق من جديد‪،‬‬ ‫بين ساكنة مدينة طنجة وبين شركة «أمانديس»‬ ‫المفوضة بتدبير خدمات الماء والكهرباء والتطهير‬ ‫السائل‪ ،‬وذلك على إثر لجوء األخيرة إلى فرض منطق‬ ‫«خلص عاد اشكي» مع المستهلكين‪ ،‬مما تسبب‬ ‫مؤخرا في موجة احتجاجات فردية للمتضررين بعدد‬ ‫من وكاالت األداء التابعة للشركة الفرنسية‪.‬‬ ‫واستمعت «أخبـــار اليوم» إلى شهادة مستهلك‬ ‫يقطـــن بحي «الرهراه» المصنف ضمن األشطر‬ ‫االجتماعية‪ ،‬حيث كشق أن شركة «أمانديس»‬ ‫جرته إلى القضاء بعد احتجاجه داخل وكالة األداء‬ ‫« مسنانة» على فاتورة مبالغ مالية غير متناسبة مع‬ ‫حجم استهالكه المنزلي‪ ،‬مشيرا إلى أنه أثناء إلحاحه‬ ‫على مسؤول الوكالة مراجعة الفواتير التي وصفها أنها‬ ‫« خيالية» تفاجأ بحلول رجال الشرطة يقتادونه إلى‬ ‫والية األمن‪ ،‬حيث قضى ليلته رهن تدابير الحراسة‬ ‫النظرية‪.‬‬ ‫وأضاف المسمى عبد المولى القطيبي‪ ،‬المسجل‬ ‫لدى شركة «أمانديس» تحـــت رقــم االشتـــراك‪،‬‬ ‫(‪ ،)0079414‬أن مسؤولي شركة « أمانديس» اتهموه‬ ‫بإحداث فوضى داخل وكالة األداء وضرب المستخدمين‬ ‫وهو في حالة سكر طافح‪ ،‬حيث قرر وكيل الملك لدى‬ ‫المحكمة االبتدائية بطنجة متابعته في حالة اعتقال‪،‬‬ ‫قبل أن يطلق سراحه الحقا بعد إدالئه بتحليالت طبية‬ ‫من مستشفى محمد الخامس‪ ،‬تثبت أنه ال يتعاطى‬ ‫أي صنف من المخدرات و المسكرات‪ ،‬لكن شرط أداء‬ ‫ديونه لدى الشركة الفرنسية‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر نفسه‪ ،‬في تصريح لـ «أخبار اليوم»‬ ‫أنه اضطر تحت الضغط أداء ما يزيد عن ‪8‬آالف درهم‪،‬‬ ‫من أجل استعادة ربط الخدمة بالماء والكهرباء بعد‬ ‫حجز الشركة على العدادات‪ ،‬لكنه تفاجأ شهر أكتوبر‬ ‫الماضي بفاتورة جديدة تطالبه بسداد مبلغ كبير جدا‪،‬‬ ‫يقدر بمليون درهم و ‪ 7‬آالف و ‪ 237‬درهما‪ ،‬كما هو‬ ‫موضح في وثيقة األداء التي تتعلق بديون ‪ 23‬فاتورة‪،‬‬ ‫وهي الفواتير التي يقول المتحدث أنه أدى مبالغها‬ ‫كاملة في وقتها المحدد‪ ،‬ويتوفر على وصوالت األداء‪،‬‬ ‫تلقت الجريدة نسخا منها‪.‬‬ ‫ووجد المتحدث نفسه مهددا مرة ثانية بالمتابعة‬ ‫القضائية‪ ،‬إذا لم يقم بأداء المبلغ المالي المشار‬ ‫إليه‪ ،‬بعدما باءت محاولته بالفشل في إقناع مسؤولي‬ ‫وكالة األداء‪ ،‬بتسلم طلب مراجعة الفواتير المكررة‪،‬‬ ‫وفي التواصل مع المسؤولين بإدارة الشركة‪ ،‬من‬ ‫أجل تسليمهم شكاية تظلم‪ ،‬لكون الشركة وفق ما‬ ‫جاء على لسان بعض المستخدمين‪ ،‬أصبحت تطالب‬ ‫زبناءها بأداء الفواتير وانتظار نتائج طلب مراجعة‬ ‫الفاتورة‪.‬‬ ‫من ناحية أخرى‪ ،‬لم ينف مصدر من شركة‬ ‫«أمانديس» إجبار بعض المستخدمين في وكاالت‬ ‫أداء الزبناء قيامهم بهذا األمر‪ ،‬مشيرا إلى أنه ليس‬ ‫بقرار صادر عن إدارة الشركة‪ ،‬وإنما يتعلق باجتهادات‬ ‫فردية للمستخدمين‪ ،‬وذلك لتقليص أكبر عدد ممكن‬ ‫من تبليغات المستهلكين‪ ،‬بعدما انتبه مسؤولو قسم‬ ‫مراجعة الفواتير بعد إجراءات التحقق‪ ،‬أن عددا من‬ ‫الزبناء يطالبون مراجعة فواتيرهم من أجل التماطل‬ ‫في األداء‪.‬‬

‫عبد الرحيم بلشقار‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 20‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪915‬‬

‫إقتصاد‬ ‫نشاط الصيد الساحلي‬ ‫القيمة المالية لمنتجات الصيد الساحلي والتقليدي المفرغة‬ ‫بلغت ‪ 5.2‬مليار درهم‬ ‫أفاد المكتب الوطني للصيد البحري بأن القيمة المالية لمنتجات الصيد الساحلي والتقليدي المفرغة‬ ‫بلغت ‪ 5.2‬مليارات درهم نهاية شهر شتنبر الماضي‪ ،‬فيما بلغت الكمية ‪ 931‬ألفا و‪ 681‬طنا‪ ،‬وهو ما يمثل‬ ‫ارتفاعا بنسبة ‪ 7‬في المائة من حيث القيمة مقارنة مع الفترة ذاتها من سنة ‪.2016‬‬ ‫وأوضح المكتب‪ ،‬في مذكرة تضمنت إحصائياته األخيرة حول الصيد الساحلي والتقليدي بالمغرب خالل‬ ‫األشهر التسعة األولى من سنة ‪ ،2017‬أن هذا األداء يعزى أساسا إلى االرتفاع القوي للكميات المفرغة من‬ ‫الصدفيات‪ ،‬حيث ارتفعت قيمتها بنحو ‪ 153‬بالمائة‪ ،‬لتنتقل بذلك من ‪ 2.3‬مليون درهم في نهاية شتنبر‬ ‫‪ 2016‬إلى أزيد من ‪ 5.9‬ماليين درهم خالل نفس الفترة من ‪ ،2017‬وكذا إلى ارتفاع قيمة سمك «رأسيات‬ ‫األرجل» ب ‪ 28‬في المائة إلى ‪ 1.9‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وفي المقابل‪ ،‬تراجعت قيمة الكميات المفرغة من الطحالب و « شوكيات الجلد » على التوالي‪ ،‬ب ‪83‬‬ ‫في المائة و ‪ 60‬في المائة إلى ‪ 13.75‬مليون درهم و ‪ 329‬ألف درهم تواليا‪.‬‬ ‫وأشار المكتب إلى أن قيمة « القشريات » سجلت انخفاضا ب ‪ 4‬في المائة إلى ‪ 208.8‬ماليين درهم‪،‬‬ ‫فيما انخفضت قيمة األسماك البيضاء ب ‪ 3‬في المائة ‪ .‬وعلى مستوى الموانئ‪ ،‬تراجعت الكميات المفرغة‬ ‫بموانئ الواجهة المتوسطة ب ‪ 27‬في المائة من حيث الوزن و ‪ 4‬في المائة من حيث القيمة في متم‬ ‫شتنبر ‪ ،2017‬مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي‪ ،‬لتستقر عند ‪ 167.3‬مليون درهم مقابل ‪174.4‬‬ ‫مليون درهم‪.‬‬ ‫وعرفت كميات الصيد الساحلي والتقليدي المفرغة بالواجهة األطلسية انخفاضا ب ‪ 4‬في المائة من‬ ‫حيث الوزن‪ ،‬وارتفاعا ب ‪ 14‬في المائة من حيث القيمة‪ ،‬لتسجل حوالي ‪ 1.9‬مليار درهم خالل األشهر‬ ‫التسعة األولى من سنة ‪ ،2017‬مقابل ‪ 1.8‬مليار درهم في السنة التي سبقتها‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫موديز ‪ :‬آفاق إيجابية‬ ‫اعتبرت وكالة « موديز » للتصنيف االئتماني أن النظام المصرفي المغربي يفتح آفاقا إيجابية‪ ،‬بسبب‬ ‫معطيات االستقرار السياسي ووضوح الرؤية المستقبلية والسياق العام الذي يؤطر السياسات االقتصادية‬ ‫للبالد‪.‬‬ ‫وأكد نائب رئيس قسم االئتمان في وكالة « موديز» أن قوة اإلطار التشغيلي للبنوك المغربية‪ ،‬مع‬ ‫توقعات نمو قوي ومستمر في حدود ‪ 3.5‬في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي خالل العام المقبل‪ ،‬ثم‬ ‫‪ 4.5‬في المائة في ‪ ،2019‬هي العناصر الرئيسية التي تدعم التوقعات المواتية لنمو النظام المصرفي‬ ‫المغربي» ‪.‬‬

‫وأضاف أن « السياسات الماكرو اقتصادية السليمة المتبعة‪ ،‬وكذا تنوع التجارة والتحول الصناعي‪ ،‬من‬ ‫المرجع أن تحفز الصادرات واالستثمارات‪ ،‬وتؤدي‪ ،‬بالتالي‪ ،‬إلى تعزيز نمو االئتمان المصرفي في البالد»‪.‬‬ ‫وتوقعت وكالة التصنيف االئتماني «موديز» أن تتسارع وتيرة القروض في العام المقبل‪ ،‬وذلك تماشيا‬ ‫مع زيادة االحتياجات التمويلية مدفوعة باالستثمارات العمومية والخاصة‪.‬‬ ‫وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يعتقد خبراء المؤسسة‪ ،‬أن «االنتقال التدريجي إلى نظام سعر الصرف المرن‬ ‫ينبغي أن يتم بطريقة خاضعة للرقابة‪ ،‬وأن يدعم في نهاية المطاف الصادرات المغربية واالقتصاد»‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أن « موديز » تعتقد أن مخاطر القروض متعثرة األداء ستنخفض بشكل طفيف‪ ،‬إال‬ ‫أن المبالغ المستحقة للمدينين غير المسددة‪ ،‬ستبقى مرتفعة خالل الفترة الممتدة بين ‪ 12‬و ‪ 18‬شهرا‬ ‫القادمة‪ ،‬وعزت الوكالة ذلك أساسا إلى تركيز القروض وانفتاحها الكبير على محافظ ذات نسبة مخاطر‬ ‫مرتفعة‪ ،‬باإلضافة إلى القروض المقدمة إلى المقاوالت الصغيرة والمتوسطة الحجم‪ ،‬وكذا تلك الموجهة‬ ‫نحو إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى‪ ،‬مذكرة في هذا السياق بأن نسبة الديون متعثرة األداء بلغت ‪ 7.4‬في‬ ‫المائة من إجمالي القروض في يونيو ‪.2017‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫المغرب في الرتبة ‪ 69‬عالميا في ممارسة األعمال‬ ‫كشفت مجموعة البنك الدولي في تقريرها السنوي الجديد ال‪ 15‬الصادر‪ ،‬يوم الثالثاء‪ ،‬حول ممارسة‬ ‫األعمال برسم سنة ‪ ،2018‬عن احتالل المغرب للمرتبة ‪ 69‬عالميا من بين ‪ 190‬دولة‪ ،‬بحصيلة ‪67.91‬‬ ‫نقطة‪.‬‬ ‫فقد حافظ المغرب على صدارة دول شمال إفريقيا‪ ،‬متقدما على تونس (المرتبة‪ )88‬ومصر (المرتبة‬ ‫‪ )128‬والجزائر في (المرتبة ‪ )166‬عالميا‪.‬‬ ‫كما أن المغرب تمكن أيضا من االرتقاء إلى المرتبة الثالثة على مستوى منطقة الشرق األوسط‬ ‫وشمال إفريقيا‪ ،‬وراء كل من اإلمارات العربية المتحدة (المرتبة ‪ )21‬والبحرين (المرتبة ‪ )66‬ومتقدما للمرة‬ ‫األولى على سلطنة عمان التي حلت (المرتبة ‪.)71‬‬ ‫وعلى الصعيد اإلفريقي‪ ،‬تمكن المغرب من تعزيز تصنيفه القاري باحتالله المرتبة الثالثة وراء كل‬ ‫من جزر الموريس ( المرتبة‪ )25‬ورواندا (المرتبة‪ ،)41‬متقدما على بوتسوانا ( المرتبة ‪ )81‬وجنوب إفريقيا‬ ‫(المرتبة ‪.)82‬‬ ‫وعل الرغم من الظرفية الخاصة التي عرفتها المملكة خالل السنة ‪ 2017‬والتي لم تساعد على إخراج‬ ‫النصوص القانونية المنتظرة‪ ،‬فقد تمكن المغرب على غرار السنوات األخيرة من إنجاز إصالحات مهمة‬ ‫لصالح المقاولة المغربية شملت خاصة تطوير وتيسير بعض المساطر اإلدارية المطبقة على المقاولة‪.‬‬ ‫ثم إن اإلصالحات المنجزة في إطار برنامج عمل اللجنة الوطنية لمناخ األعمال‪ ،‬مكنت المغرب من تبوؤ‬ ‫مراتب جد متقدمة عل الصعيد العالمي في كل من مؤشر منح تراخيص البناء (المرتبة‪ 17‬عالميا) ومؤشر‬ ‫أداء الضرائب (المرتبة ‪ )25‬ومؤشر إنشاء المقاولة (المرتبة‪.)35‬‬

‫جمعية الحمامة البيضاء تطلق برنامج االرتقاء بأداء آليات الديمقراطية‬ ‫التشاركية بجماعات ترابية بالشمال‬

‫« القائد ال يدير الحاضر ‪ ،‬القائد يبني المستقبل»‪ .‬تلخص هذه المقولة جوهر المبادرة األخيرة التي‬ ‫أطلقتها جمعية الحمامة البيضاء لحقوق األشخاص في وضعية إعاقة بالمغرب بمعية شركائها ‪ ،‬وذلك‬ ‫بغاية المساهمة في إعطاء مضمون للديمقراطية التشاركية التي جاء بها دستور المملكة في نسخته‬ ‫المصادق عليها في يوليوز ‪. 2011‬‬ ‫‪ ‬من أجل ربح هذا الرهان ‪ ،‬وتعزيزا للحوار بين المجتمع المدني وأربع جماعات ترابية بجهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة ‪ ،‬نظمت جمعية الحمامة البيضاء يوم السبت ‪ 4‬نونبر بمقرها بتطوان‪ ،‬ورشة لوضع‬ ‫اللمسات األخيرة على برنامج دعم عمل هيئات المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع بالمجاالت الترابية‬ ‫التالية ‪ :‬وزان – المالليين – العرائش – شفشاون ‪.‬‬ ‫‪ ‬الورشة المذكورة التي أعطى انطالقتها أحمد عيداني رئيس جمعية الحمامة البيضاء ‪ ،‬شارك في‬ ‫أشغالها ممثلو وممثالت هيئات آليات الديمقراطية التشاركية بالجماعات الترابية السالفة الذكر ‪ ،‬وأطر‬ ‫إدارية تعمل لصالح الجمعية ‪ ،‬وأطرها الخبير محمد اليوبي اإلدريسي ‪.‬‬ ‫‪ ‬هذا األخير تناول في ورقته التأطيرية للورشة ‪ ،‬التذكير بسياق تنزيل برنامج دعم هيئات المساواة‬ ‫وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع ‪ ،‬سياق يتوسد الكثير من أحكام الوثيقة الدستورية ‪ ،‬التي تشكل قضايا‬ ‫المساواة وتكافؤ الفرص ‪ ،‬قطب رحى مرجعيته ‪ .‬كما لخص األهداف التي يرمي هذا البرنامج تحقيقها ‪،‬‬

‫في تمكين الهيئات والجماعات المعنية من فهم جيد ألسس الديمقراطية التشاركية ‪ ،‬ومواكبة الجماعات‬ ‫المحلية المستهدفة بما يدعم تفعيلها لآلليات التشاركية المتعلقة بالمساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة‬ ‫النوع ‪ ،‬وتمتيع الهيئات المعنية من األدوات الضرورية لحسن تسييرها وتدبير أمورها ‪.‬‬ ‫‪ ‬وإلنجاح هذه المهمة التي أحدث لها االجتماع فريق قيادة يتابع تقدمها خطوة خطوة‪ ،‬وحدد لها‬ ‫جدولة زمنية تنتهي قبل متم السنة الجارية ‪ ،‬شدد الخبير على تعبئة وتحسيس مختلف األطراف المعنية‬ ‫وهو ما سيفضي إلى تملك الجماعات المحلية األربعة وجمعيات المجتمع المدني المعنية ‪ ،‬المنهجية‬ ‫التشاركية أثناء مزاولة هيئات المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع لمهامها ‪.‬‬ ‫‪ ‬يذكر بأن برنامج « تعزيز المجتمع المدني في المغرب» الذي ال تشكل عملية دعم هيئات المساواة‬ ‫وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع في المجاالت الترابية ‪ ،‬وزان ‪ ،‬شفشاون ‪ ،‬المالليين ‪ ،‬العرائش إال حلقة‬ ‫من حلقاته المتنوعة ‪ ،‬تموله وتواكبه كل من المنظمة األمريكية للتنمية (‪ ،)USAID‬ومنظمة كونتبارت‬ ‫الدولية ( ‪ ،)COUNTERPART‬وأن جمعية الحمامة البيضاء تلعب دور الوسيط بينهما ‪ ،‬وبين الجماعات‬ ‫المحلية المذكورة‪.‬‬

‫محمد حمضي‬


‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 20‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪915‬‬

‫حضارة ناهشة‬ ‫ رضوان احدادو‬‫لم تفاجئني دعوته اللطيفة إلى بذخ‬ ‫مائدته المنتقاة أطايبها من مشاتل األغاريد‬ ‫والزهر ومشتهاة العناقيد‪ .‬لم يفاجئني ذلك‪.‬‬ ‫فعلى امتداد سنوات وأنا أتطلع تلهفا‪ ،‬وأنتظر‬ ‫شوقا ويقينا وصولها‪ .‬فلقد كنت وإياها على‬ ‫موعد معلق‪ ،‬وهي الحسناء المدللة اللعوب‪ ،‬التي‬ ‫ال يغليها مهر‪ ،‬الغير عابئة بالمواعيد‪.‬‬ ‫أما سر التلهف هذا فمرجعه معرفتي‬ ‫المتجذرة القديمة اللصيقة بالدكتور الطيب‬ ‫الوزاني‪ ،‬وإدراكي لقوة إرادته المتجددة الخالقة‬ ‫مع تواتر عطاءاته الفكرية واألدبية في حقول‬ ‫إبداعية متعددة متجددة‪ ،‬خصوصا في مجال‬ ‫القصة القصيرة جدا‪ ،‬التي أثرى رصيدها بمجامع‬ ‫متوهجة(‪.)1‬‬ ‫واليوم ‪ ،‬وهو يطرق باب الكتابة الدرامية‬ ‫يكون فيها‪ ،‬بأصالة أصيلة‪ ،‬رجل المسرح بامتياز‪،‬‬ ‫وأحد فرسانه‪ ،‬وصانعي توهجاته المتواريين‬ ‫زهدا في الوهج والتوهج‪ .‬ارتبط به والعود الزال‬ ‫غضا طريا‪ ،‬واألحالم عناقيد ندى وردية حريرية‪،‬‬ ‫لم يغادر أسره‪ ،‬وكيف لمتيم أسير في الحب‬ ‫ذلك؟ ولسحر المسرح تأثير ليس لغيره‪ .‬فمهما‬ ‫اعتقد أنه شفي منه وحاول االرتماء في‬ ‫أحضان وإغراءات وغوايات إبداعية‬ ‫أخرى‪ ،‬فهو حتما عائد‪ .‬هكذا‬ ‫تعلمنا من المسرح‪.‬‬ ‫في المسرح‪ ،‬لم يكن يوما‬ ‫وال لحظة عليه متطفــال‪ ،‬وال‬ ‫فيه مدعيا‪ ،‬فلقد جاءه من الباب‬ ‫الواسع‪ .‬تمرس أول األمر بالخشبة‪،‬‬ ‫تمرغ في غبارها‪ ،‬وأودعها نصيبا‬ ‫من عرقه‪ ،‬وقد بلغ ما بلغ من‬ ‫خالل أعمال متوهجة كممثل‬ ‫ومؤطر وتقني في عدة مسرحيات‪،‬‬ ‫لتسلمه مع الزمن مفاتيح أسرارها‬ ‫ومنغلقاتها وشفرات خرائطها‬ ‫وألغازها‪ ،‬وقالت له‪ :‬اذهب يا ولدي‪،‬‬ ‫اليوم ال خوف عليك‪ ،‬فلقد أودعتك‬ ‫سر األسرار‪ .‬وهو اليوم‪ ،‬حين يدعونا‬ ‫إلى مشتهياته‪ ،‬يكون فعال قد أعد لنا‬ ‫طبخة طباخ محترف‪ ،‬مجرب‪ ،‬عاشق‪،‬‬ ‫عاشق‪.‬‬ ‫يفصح هذا العمل عن مكنون‬ ‫صاحبه الذي يرتكز على رصيد معرفي‬ ‫ثمين‪ ،‬وعلى ثقافة مسرحية عميقة‬ ‫متجذرة‪ ،‬وكذا خبرة ليست بالقصيرة‬ ‫بأسرار الركح ومتطلباته‪ ،‬وعلى‬ ‫وعي جمالي بتالوين اللغة الشاعرة‬ ‫ومنعطفاتها مما يوفر لك المتعة‬ ‫المزدوجة‪ ،‬قارئا كنت أو متفرجا‪ .‬إنها‬ ‫تلك الكتابة الماكرة التي تشدك إليها‪،‬‬ ‫والتي ال تستقيم وال تطوع إال للمتمرسين‬ ‫من كتاب الدراما القادرين ‪ -‬كما نجد في‬ ‫النص ‪ -‬على خلق حاالت حادة من التوتر في‬ ‫تطور األحداث‪ .‬والتوتر ملح المسرح ومذاقه‪،‬‬ ‫ومبعث انتظارات وتطلعات المتلقي‪ ..‬الحبل‬ ‫السري الذي يشدنا إلى العرض‪ ،‬وينطلق مع‬ ‫بداية المشهد األول من الفصل األول انطالقة‬ ‫هادئة‪ ،‬ليرتفع اإليقاع أيضا هادئا متوازنا من‬ ‫خالل الحوار الدائر بين الرجل والشاب في‬ ‫الفصل الثاني‪ ،‬الذي تتعاقب أحداثه داخل قاعة‬ ‫االنتظار‪ ،‬التي في شكلها تحمل مواصفات زنزانة‬ ‫قاسية موحشة‪ .‬والحوار داخل هذه العتمة يحيلنا‬

‫‪8‬‬

‫إلى شيئين‪ :‬شيء من مسرح العبث‪ ،‬وشيء من‬ ‫مسرح القسوة وأشياء من االحتفالية‪ ،‬وهو يلجأ‬ ‫إلى أسلوب التمثيل داخل التمثيل‪ ،‬وإلى إلغاء‬ ‫الجدار الرابع بنسج حوارات ومشاركات إيجابية‬ ‫مع القاعة‪ ،‬وكذلك على مستوى القيم والثوابت‪،‬‬ ‫من منطلق أن االحتفالية أفق نحو األمل‪ .‬فهي‬ ‫بذلك ‪ -‬كما نرى في المسرحية ‪ -‬ال تنتصر‬ ‫للدمار‪ ،‬وال للموت‪ ،‬هي للحياة وللجمال‪ ،‬ولهما‬ ‫تنتصر‪.‬‬ ‫تالمس المسرحية أساسا أشياء جوهرية‬ ‫جادة في حياة اإلنسان المعاصر‪ ،‬المتمدن‪:‬‬ ‫اإلسالموفوبيا‪ ،‬اإلرهاب‪ ،‬انكسار المبادئ والقيم‬ ‫أمام وحشية المادة واآللة‪ ،‬والهروب إلى األمام‬ ‫فرارا من ضغوطات الواقع‪ .‬وتشكل تيمة الغربة‬ ‫بأبعادها المتعددة الدرجة القصوى‪.‬‬ ‫استأثر موضوع الغربة والتغريب بتجلياته‬ ‫المتعددة بمساحات هامة من اهتمامات‬ ‫المفكرين‪،‬والمبدعينالمسرحيينمنهمخاصة‪،‬‬ ‫سواء عندنا أو عند غيرنا‪ ،‬وذلك من‬ ‫لحظة الميالد األول‬

‫للكتابــة الدراميـة‬ ‫وإلى يومنا هذا‪ ،‬بل وإلى الزمن‬ ‫الذي لم يولد بعد‪ ،‬الرتباطه الوثيق بحساسية‬ ‫اإلنسان تجاه حاله ووضعه ومحيطه‪ ،‬كذا عالقته‬ ‫المتشعبة بالمكان وباآلخر‪ ،‬كائنا أو غير كائن‪.‬‬ ‫وهو موضوع سيظل حاضرا آخذا أبعاده‪ ،‬جديدا‬ ‫متجددا بتجدد نمط الحياة وأدواتها‪ ،‬ذا الصلة‬ ‫بالتنامي الديموغرافي والحضاري والتكنولوجي‪.‬‬ ‫إننا حسب المنظور نعيش عالما متناسقا‬ ‫متراصا شكال دون إعارة أدنى اهتمام إلى‬ ‫الهشاشة التي يقوم عليها هذا البناء الضخم‪.‬‬ ‫ولذلك‪ ،‬تفجر المسرحية بوعي مدرك حاد‪ ،‬ورؤية‬ ‫سابرة كاشفة‪ ،‬األمثلة المغيبة وهي ترصد لنا‬

‫تلك االختالالت التي تالمس جوهر الوجود‪ .‬حياة‬ ‫اإلنسان وأهمها سؤال العالقة القائمة والممكن‬ ‫قيامها بين النحن‪/‬اإلنسان‪ ،‬واآلخر المتجلي في‬ ‫الحضارة القائمة على التكنولوجيا الجديدة‪ ،‬ثم‬ ‫سؤال المصير المقلق لهذه العالقة‪ ،‬والمنذر‬ ‫بالخراب اإلنساني المدمر لحيوية الحياة‬ ‫وإنسانية اإلنسان وهو في انحداره التدريجي‬ ‫إلى بؤرة الثلج اآللي (الروبو)‪ .‬وضع يكون من‬ ‫الطبيعي أن يؤدي بنا إلى إحساس حاد وعنيف‬ ‫بالقلق المفضي إلى الخوف‪ ،‬الذي أصبح يسكننا‬ ‫تجاه القادم‪ ،‬المجهول السمات والمعالم‪ .‬وهذا‬ ‫اإلحساس المصيري يغطي هو أيضا مساحات‬ ‫هامة من هذا العمل‪.‬‬ ‫جميل أن تبدأ المسرحية بالحلم ومن‬ ‫غير ستارة‪ ،‬الحلم الذي لن يكون إال ترجمة لما‬ ‫يسكننا عمقا‪ ،‬والذي سيقودنا إلى رحلة غرائبية‬ ‫مزدوجة عبر مسالك ومنعرجات‪ ،‬وإن نال الحوار‬ ‫فيها نصيبه من الدهشة والغرابة وهو يدور‬ ‫بين المتالزمين‪ ،‬متحدين ومفترقين في‬ ‫آن‪ :‬الرجل وظله‪ .‬وهو في الواقع حوار‬ ‫فلسفي بحثا وتنقيبا عن‬ ‫الكنه‪ ،‬الجوهر‪ ،‬الحقيقة التي‬ ‫أعيا البحث عنها الفالسفة‬ ‫والمفكرين‪ .‬هل هي هذا‬ ‫الواقع بإشراقاته وقساوته؟‬ ‫هل هي الشجرة أم الظل؟‬ ‫األول‪ :‬من أنـــت ؟ مــــن‬ ‫تكون؟!‬ ‫الثاني‪ :‬أنا!! ؟ أنا أنت‪ .‬ألم‬ ‫تعرفني!؟‬ ‫األول ‪ :‬أنت أنا!! كيــــف ؟‬ ‫‪...‬‬ ‫ ‬ ‫الثاني‪ :‬وهل تعرف أصال من‬ ‫أنت؟‬ ‫األول‪ :‬أتسخر مني؟‬ ‫الثاني‪ :‬وأنت‪ ،‬أتسخر مني؟‬ ‫كيف لم تعرفني؟ بل كيف لم تعرف‬ ‫نفسك؟‬ ‫هذا الحوار الدائر على لسان‬ ‫الرجل وظله قد اتخذ ‪ -‬إلى حد ما ‪-‬‬ ‫شكل مونولوج داخلي بين اإلنسان‬ ‫وكنهه‪ ،‬عمقه الداخلي‪.‬‬ ‫وجميــل جــدا أن تنتهــــي‬ ‫المسرحية‪/‬الرحلة ‪ -‬ومن غير ستارة ‪-‬‬ ‫رغم مشاهد الغضب واالنفعال وعوامل‬ ‫اليأس واإلحبـــاط‪ ،‬باالنتصار للحياة‪،‬‬ ‫للوطن واألمل‪.‬‬ ‫الشاب‪ :‬لن أغادر‪ ..‬أرفض االنتحار القسري‬ ‫‪ ..‬أرفض وأد الكرامة‪..‬‬ ‫الفتاة ‪ :1‬افتحوا األبواب‪ ..‬افتحوا النوافذ‪..‬‬ ‫دعوا نور الشمس يصل إلى قلوبنا‪..‬‬ ‫‪...‬‬ ‫يطل الفجر‪ ،‬وتبدأ الشمس في نسج رداء‬ ‫الوطن القادم‪.‬‬ ‫مرة أخرى‪ ،‬لم يفاجئني‪ .‬لكنه أبهرني‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــ‬

‫(‪ )1‬ـ أربع مجموعات قصصية قصيرة جدا‬ ‫وهي «ثورة الياسمين» (‪ )2012‬؛ «حمائم وأشواك ؛‬ ‫(‪« )2014‬أوراق قزحية» (‪ )2016‬و «تفاحة الغواية»‬ ‫(‪.)2016‬‬

‫َا�ض َي ًة َم ْر ِ�ض َّي ًة َف ْاد ُخلِي يِف ِع َبادِ ي و َْاد ُخلِي جَ َّن ِتي‬ ‫} َيا �أَ َّي ُتهَا ال َّن ْف ُ�س مُْال ْط َم ِئ َّن ُة ْار ِج ِعي �إِ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫كر ِ‬ ‫العظيم)‬ ‫(�صدق ِتاهللي {‬ ‫َا�ض َي ًة َم ْر ِ�ض َّي ًة َف ْاد ُخلِي يِف ِع َبادِ ي و َْاد ُخلِي جَ َّن‬ ‫} َيا �أَ َّي ُتهَا ال َّن ْف ُ�س مُْال ْط َم ِئ َّن ُة ْار ِج ِعي ِ�إ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫كر ِ‬

‫تكريم المبدعين‬ ‫المهدي نقوس ومحمد عويدات‬ ‫ضمن فعاليات اللقاء السادس‬ ‫لإلبداع السردي بزرهون‬

‫استضافــت جمعيــة األوراش للشباب‬ ‫(فرع موالي ادريس زرهون) ثلــــة من‬ ‫المبدعين لالحتفاء بالقصة وأقالمها ضمن‬ ‫فعاليات اللقاء السادس لإلبداع السردي‬ ‫الذي نظم بالمركز الثقافي ـ موالي ادريس‬ ‫زرهون يوم األحد ‪ 5‬نونبر ‪.2017‬‬ ‫وانطلقت فقرات اللقاء بندوة‪« :‬حضور‬ ‫التراث في اإلبداع السردي» بمشاركة‬ ‫الباحث إدريس زايدي بورقة (نيابة عن‬ ‫الباحث محمد يوب) وسمها بـ«جمالية‬ ‫السرد الحكائي عند القاص المهدي‬ ‫نقوس» أشار فيها إلى التناسق التشكيلي‬ ‫والمنظومة الزجلية التي تتميز بها أعمال‬ ‫المهدي نقوس من خالل شخصياته‬ ‫الساخرة التي تعبر عن مزاج اإلنسان العربي‪،‬‬ ‫شخصيات مستوحاة من الواقع‪ ،‬كما تحدث‬ ‫عن حضور التاريخ والفن والتراث في أعماله‬ ‫القصصية ومدى استحضاره للماضي من‬ ‫أجل جعل القارئ يعيش األحداث التاريخية‬ ‫وهي تقنية الغرض منها تقريب الماضي‬ ‫من الحاضر‪.‬‬ ‫وفي الندوة نفسها‪ ،‬ساهم الكاتب‬ ‫جمال الدين مرزوقي بورقة عنونها بـ‪:‬‬ ‫«مفهوم التراث وعالقته بالسرد‪ ،‬قراءة في‬ ‫المنجز اإلبداعي السردي لمحمد عويدات»‬ ‫تحدث فيها عن مفهوم التراث وعالقته‬ ‫بالسرد‪ ،‬قبل أن يتطرق إلى بدايات الكاتب‬ ‫األولى في مجال الشعر والقصة ثم الرواية‬ ‫والتطور والتراكم الذي عرفته تجربته على‬ ‫مر السنين‪ ،‬حيث تأثر في مساره األدبي‬ ‫بمجموعة من العوامل السوسيواجتماعية‬ ‫والتاريخية والتراثية‪ ،‬مشيرا إلى نماذج من‬ ‫أعمالهالروائيةوالقصصية‪.‬واختتمتالندوة‬

‫بشهادات لثلة من المبدعين والمهتمين‬ ‫في حق المحتفى بهما‪ ،‬ما ساهم في إضاءة‬ ‫مساهماتهما اإلبداعية‪ .‬كما عرفت الندوة‬ ‫شهادات لثلة من المبدعين والمهتمين‬ ‫في حق المبدعين محمد عويدات والمهدي‬ ‫نقوس‪ ،‬ما ساهم في إضاءة مساهماتهما‬ ‫اإلبداعية‪.‬‬ ‫وقد شهد فضاء المركز الثقافي تكريم‬ ‫المبدعين المهدي نقوس ومحمد اعويدات‬ ‫من طرف الجمعية المنظمة وأصدقاء‬ ‫المحتفى بهما‪ ،‬في حفل تخللته وصالت‬ ‫غنائية من أداء الفنان عبد اهلل البلغيتي‪،‬‬ ‫ومعزوفات موسيقية من أداء الفنانين سعيد‬ ‫الحماني على آلة العود‪ ،‬وعز الدين عويدات‬ ‫على آلة الجيثار‪ ،‬واختتم الحفل بتوقيع‬ ‫أعمالهماالسردية‪.‬‬ ‫وبعد استراحة قصيرة‪ ،‬انطلقت فعاليات‬ ‫األمسية القصصية التي عرفت مشاركة ثلة‬ ‫من المبدعين المغاربة‪ :‬مريم بن بخثة‬ ‫(الدار البيضاء)‪ ،‬رشيد شباري (طنجة)‪ ،‬عبد‬ ‫اهلل البقالي (فاس)‪ ،‬فاطمة الزهراء المرابط‬ ‫(أصيال)‪ ،‬محمد بالعربي (جرف الملحة)‪،‬‬ ‫صفاء اللوكي (القنيطرة)‪ ،‬سعيدة عفيف‬ ‫(مراكش)‪ ،‬محمد بلخوري(تيفلت)‪ ،‬محمد‬ ‫إدارغة (مكناس)‪ ،‬رشيد أمديون (سيدي‬ ‫عالل التازي)‪ ،‬عبد الرحيم التدالوي (مكناس)‪،‬‬ ‫جواد حراث (مكناس)‪ ،‬ليلى الحجامي (سيدي‬ ‫قاسم)‪ ،‬محمد الشرادي (زرهون)‪ ،‬لحسن‬ ‫بنعبيش (مكناس)‪ ،‬بوعزة الفرحان (مكناس)‪،‬‬ ‫أسامة الحليمي (زرهون)‪ ،‬الحسن الكرامي‬ ‫(زرهون)‪.‬‬

‫فاطمة الزهراء المرابط‬

‫{‬

‫الفا�ضلة ال�سيدة خدوج �أحمد بوحديد‬ ‫يف ذمة اهلل‬

‫انتقلت إلى عفو اهلل وكرمه يوم الجمعة ‪ 3‬نوفمبر الجاري‪ ،‬الفاضلة المرحومة‬ ‫السيدة خدوج أحمد بوحديد‪ ،‬أخت الوجيه الحاج عبد السالم بوحديد‪ ،‬بعد مرض لم‬ ‫يمهلها طويال‪ .‬وقد ووريت الثرى بمقبرة سيدي اعمار‪ ،‬ظهر اليوم الموالي‪ ،‬بعد صالة‬ ‫الظهر والجنازة بمسجد محمد الخامس‪ ،‬تغمدها اهلل بواسع رحمته‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة‪ ،‬نتقدم بأحر التعازي والمواساة إلى ولدها عبد الحميد‬ ‫اليدري وبنتيها رحيمو ولطيفة وألختها فطيمة وأخيها الحاج عيد السالم بوحديد‪،‬‬ ‫وإلى كافة األهل واألحباب واألصهار ‪ ،‬داعين لهم جميعا بالصبر والثبات وللفقيدة العزيزة بالرحمة والمغفرة‪،‬‬ ‫وأن يكرم اهلل مثواها ونزلها ويسكنها فسيح جناته ‪ ،‬مع النبيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا‬ ‫بأجل مسمى ‪ ،‬وال حول وال قوة إال باهلل العلي القدير‪.‬‬ ‫هلل ما أعطى وهلل ما أخذ وكل شي ٍء عنده ٍ‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫عن عمر يناهز ‪ 75‬سنة‪ ،‬فارق الحياة‬ ‫المشمول بعفو اهلل المرحوم‬

‫عبد الكرمي ال�شراط‬

‫وذلك بتاريخ ‪ 26‬أكتوبـر ‪ ،2017‬وشيع‬ ‫جثمانه الطاهــر في موكب جنائــزي مهيب‪،‬‬ ‫حضره األهل واألحباب والمعارف‪ ،‬ودفن‬ ‫بمقبرة المجاهدين‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬نتقدم بأحر التعازي‬ ‫إلى أرملة الفقيد السيدة فريدة الحليمي وإلى جميع أفراد عائلتها راجين لهم‬ ‫منه تعالى الصبر والسلوان وللفقيد عظيم األجر والغفران‪ ،‬تغمده اهلل بواسع‬ ‫رحمته وأسكنه فسيح جناته‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬


‫العدد ‪915‬‬

‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 20‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫مكاشفات أسماء التمالح‪..‬‬ ‫من الذاتي إلى الموضوعي‬

‫• عبد اهلل بديع‬

‫أصدرت أسماء التمالح‪ ،‬ابنة مدينة القصر الكبير الناشطة في مجال التدوين على الشبكة العنكبوتية‪ ،‬في‬ ‫بحر السنة الجارية (‪ ،)2017‬كتابا اختارت له عنوان «مكاشفات في األدب والفن واإلعالم»‪.‬‬ ‫ويأتي هذا الكتاب بعد تجربة سنوات ذوات عدد أمضتها المدونة أسماء التمالح في العمل ضمن مجال‬ ‫التدوين والكتابة‪ ،‬وراكمت خاللها رصيدا غنيا من الحوارات التي دأبت على نشرها على صفحات مدونتها‬ ‫المعروفة والناجحة تحت عنوان ثابت‪« :‬حوارات أسماء التمالح»‪ ،‬إذ إن «الجانب الحواري حاضر بقوة في المدونة‬ ‫من خالل زاوية «حوارات أسماء التمالح» التي استضافت مجموعة من األسماء القصرية والمغربية والعربية‪ ،‬في‬ ‫محاولة للتنويع بين مجاالت اهتمام الضيوف» (من حوار المؤلفة المنشور ضمن مكاشفات‪ :...‬ص ‪.)159‬‬ ‫وقد سررتُ بإخراج هذا الكتاب الحواري‪ ،‬الذي يشكل إضافة نوعية إلى المكتبة ‪ /‬الخزانة المغربية؛ بالنظر‬ ‫إلى أن هذا النمط من األعمال ينطوي على قيمة معرفية مهمة‪ ،‬إذ ال يخفى على المتتبع للشأن الثقافي والفكري‬ ‫واألدبي أن الحوارات واللقاءات الصحافية التي يجريها رجال اإلعالم والصحافة أو مهتمون باألدب وباحثون مع‬ ‫األدباء والكتّاب والمبدعين في مختلف المناسبات والسياقات والمقامات تكتسي قيمة أدبية وعلمية ومعرفية‬ ‫كبيرة‪ .‬وتكمن هذه األهمية في ما تقدّمه تلك الحوارات‪ ،‬من جهة أولى‪ ،‬من مفاتيح ضرورية وأساسية صالحة‬ ‫للقارئ والباحث من أجل ولوج عوالم التجربة األدبية للضيف المحاوَر وفتح مغاليق النصوص التي ينتجها‪ ،‬وفي‬ ‫ما تتيحه هذه الحوارات من جهة ثانية أيضا للمحا ِور والمحاوَر من فرص وإمكانات للتواصل وبسط المواقف‬ ‫واآلراء التي يؤمنون بها والتأمل في قضايا وموضوعات تشغل اهتمام المتتبعين والقراء‪.‬‬ ‫ويضمّ كتاب «مكاشفات في األدب والفن واإلعالم»‪ ،‬الصادر عن المطبعة السريعة بمدينة القنيطرة‬ ‫والواقع في ما مجموعه ‪ 195‬صفحة من الحجم المتوسط‪ 17 ،‬حوارا مع أدباء ونقاد وفنانين وإعالميين من‬ ‫أجيال وحساسيات متعددة ومتنوعة‪ ،‬مصنفة حسب التخصصات ومجاالت االشتغال التي يمارس ضمنها الضيوف‬ ‫المحاورون وفق اآلتي‪ :‬في السرد‪ :‬مع أ‪ .‬د‪ .‬مصطفى يعلى‪ ،‬ومع أ‪ .‬د‪ .‬محمد أنقار‪ ،‬ومع الروائي رشيد الجلولي‪ ،‬ومع‬ ‫القاص محمد سعيد الريحاني؛ وفي البحث الجامعي‪ :‬مع أ‪ .‬د عبد اهلل بن عتو‪ ،‬وأ‪ .‬د‪ .‬محمد احميدة؛ وفي الشعر‪:‬‬ ‫مع الشعراء أحمد الطود والطيب المحمدي وأمينة الصيباري وأمل األخضر؛ وفي النقد‪ :‬مع الباحثين مصطفى‬ ‫الغرافي وأبي الخير الناصري؛ وفي الفن‪ :‬مع الفنانين المختار غيالن وزكرياء التمالح؛ وفي اإلعالم‪ :‬مع اإلذاعي‬ ‫محمد سمير الريسوني والصحافي محمد الموذن‪ ،‬فضال عن حوار أجري مع معدة الكتاب ذاتها واختارت أن‬ ‫تضمه إلى هذه الباقة من الحوارات‪.‬‬ ‫وبناء عليه‪ ،‬فإن القارئ المتأمل لهذه الحوارات يقف‬ ‫على تنوع في األجيال التي ينتمي إليها الضيوف (جيل‬ ‫الستينيات‪ :‬احميدة‪ -‬يعلى ‪ /‬جيل السبعينيات‪ :‬بن عتو‪/ -‬‬ ‫جيلالثمانينيات‪:‬أملاألخضر‪-‬الريسوني‪/‬جيلالتسعينيات‪:‬‬ ‫الغرافي‪ -‬الناصري)؛ وهو ما يمنح لهذه الحوارات قدرا من‬ ‫غير يسير من الفرادة والتميز‪.‬‬ ‫وغير بعيد عن التنوع والتعدد على مستوى األجيال‪ ،‬فإن‬ ‫القارئ يسجل التعدد على مستوى األجناس واالهتمامات‬ ‫واألنشطة التي يمارسها الضيوف (النقد األدبي‪ -‬اإلبداع‬ ‫الشعري والسردي‪ -‬التشكيل والقصة المصورة‪ -‬اإلعالم‬ ‫والتدوين)؛ وهو يدل‪ ،‬بكل صدق وصراحة‪ ،‬على اتساع األفق‬ ‫الفكري والجمالي للمحاورة المدونة النشيطة اإلعالمية‬ ‫أسماء التمالح‪.‬‬ ‫وإذا كانت أسماء التمالح قد حرصت على تحقيق نوع‬ ‫من التنوع والتعدد على مستوى األجيال والفنون‪ ،‬فإن حضور‬ ‫المرأة ضمن هذه المكاشفات ظل – ألسباب غير مفهومة‪-‬‬ ‫محدودا ومحتشما وخافتا وال يتعدى عدد الضيوف اسمين‬ ‫اثنين فقط هما أمل األخضر وأمينة الصيباري‪ ،‬إذا استثنيا‬ ‫بطبيعة الحال الحوار الذي أجري مع المؤلفة ذاتها واختارت‬ ‫أن تضمه إلى هذه الباقة من الحوارات ‪ /‬المكاشفات؛ وهو‬ ‫وضع ال يعكس اإلشعاع األدبي والثقافي الالفت والحضور‬ ‫الفاعل للمرأة في الساحة الفنية واألدبية والثقافية عامة‪،‬‬ ‫التي تحفل بأسماء نسائية عديدة استطاعت أن تفرض‬ ‫نفسها بعطائها وأعمالها خالل العقود الثالثة األخيرة‪..‬‬ ‫والحق أنها مفارقة غريبة تدعو إلى كثير من التساؤل‬ ‫واالستغراب‪ ،‬ال سيما أن معده الكتاب امرأة وطالما دافعت‬ ‫عن بنات جنسها في العديد من مقاالتها التي دأبت على‬ ‫تحريرها ونشرها على مدونتها بالشبكة العنكبوتية‪ .‬وإن‬ ‫المحاورة حاولت أن تستدرك هذا النقص من خالل إثارة‬ ‫قضايا مرتبطة بالمسألة النسائية في حوارات مع بعض‬ ‫الضيوف من الرجال‪ ،‬كما يتضح للقارئ المتأمل في الحوار مع كل من مصطفى الغرافي ومحمد سعيد الريحاني‪.‬‬ ‫وفي السياق ذاته‪ ،‬يسجل القارئ هيمنة الفتة على مستوى األسماء ‪ /‬الضيوف المنتمين إلى مدينة القصر‬ ‫الكبير على مجمل الحوارات التي يضمها كتاب «مكاشفات في األدب والفن واإلعالم»؛ فإذا استثنيا أنقار (تطوان)‬ ‫والناصري (أصيال) واحميدة (الرباط) والريسوني (تطوان) فإن باقي األسماء األخرى (‪ 12‬اسما بالكمال والتمام)‬ ‫تنتمي تلك‪ ...‬وربما تبقى هذه الهيمنة‪ ،‬بغض النظر عما يمكن أن يرى فيه بعض المهتمين نوعا من التحيز‬ ‫والشوفينية‪ ،‬ميزة يتفرد بها الكتاب‪ .‬كما أن هذه الهيمنة تجد مبررها في أن معدة الكتاب كانت تسهر على نشر‬ ‫هذه الحوارات ضمن المدونة الخاصة بها‪ ،‬وهي مدونة كرست اهتمامها من أجل التعريف بمدينة القصر الكبير‪.‬‬ ‫وإن ما يعضد هذا التبرير ويزكيه في اآلن ذاته ما نقف عليه في متون هذه الحوارات من إشارات متكررة إلى‬ ‫المدينة وتعلق الضيوف المحاورين بها على طول صفحات الكتاب البالغة ‪ 195‬صفحة‪ ،‬من قبيل ما جاء لسان‬ ‫األستاذ مصطفى يعلى‪ ...« :‬الظروف هي التي أبعدتني عن مدينتي الحبيبة‪ ،‬ويوم ذهبت إلى العرائش ما كان‬ ‫يدور في خلدي أنني أخرج نهائيا من القصر الكبير‪ ..‬ومع ذلك ‪ ،‬ظللت في السنوات األولى أزور القصر أسبوعيا‪،‬‬ ‫ألقضي أويقات جميلة‪ ،‬أيام الجمعة والسبت واألحد‪ ،‬مع أصدقائي‪ ...‬إن هذه المدينة السحرية‪ ،‬وبالضبط حي‬ ‫النيارين‪ ،‬وعلى وجه التخصيص درب العسري الضيق الملتوي المغلق‪ ،‬حيث توجد دارنا ذات الطابع األندلسي‬ ‫المغربي بحجراتها ذات الهندسة الموحدية‪ .)9 8-( »....‬ويقول األستاذ عبد اهلل بن عتو في الحوار المضمن‬ ‫بالكتاب‪ ...« :‬مدينة القصر الكبير أو نوفوم أوبيدوم هي المدينة التاريخ وعبق التاريخ وأسراره‪ .‬وأعتبر نفسي‬ ‫واحدا من المحظوظين الذين ينتمون بالدم والبنوة إلى هذه المدينة؛ ألنها تتوفر عندي على جملة من عناصر‬ ‫االنجذاب إلى فضائها وهوائها ونسيمها‪ ،‬وخاصة إلى مقاومتها وتحدياتها وعزيمتها التي ال تقهر»‪ .‬وفي‬ ‫الحوار الذي أجرته التمالح مع األستاذ محمد الموذن‪ ،‬ورد أن‪« :‬محمدا الموذن كباقي أبناء مدينة القصر الكبير‬ ‫المخضرمين‪ ،‬الذين واكبوا سيرورة المدينة وصيرورتها‪ ،‬عبر قطار التنمية الذي يسير في االتجاه المعاكس نحو‬ ‫التخلف؛ فقد تساقطت مكتسبات أول حاضرة في المغرب ما زالت آهلة بالسكان تساقط أوراق الشجر في أوراق‬ ‫الخريف» (ص‪.)190 - 189 :‬‬ ‫وسأحاول‪ ،‬في هذا المقال‪ ،‬أن أتوقف عند تداخل البعد الذاتي والبعد الموضوعي في هذه الحوارات ‪/‬‬ ‫المكاشفات؛ بالنظر إلى أن التقاطع والمزاوجة المرنة بين كشف شجون الذات وهواجسها الخفية وبين بسط‬ ‫الحديث في قضايا الموضوع وإشكاالته المتشعبة يعد أهم سمة تطبع هذه الحوارات‪ ،‬إذ ال يخلو حوار من‬ ‫هذه الحوارات التي تتفاوت من حيث الطول والقصر (على سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬أذكر هنا أن الحوار مع الناقد‬ ‫الجامعي الدكتور مصطفى يعلى يمتد من صفحة ‪ 8‬إلى ص ‪ ،20‬في حين ال يتعدى عدد صفحات الحوار المنجز‬ ‫مع الفنان التشكيلي األستاذ المختار غيالن أربع صفحات‪ )135 132- :‬من وقفات بوح عن الذات وخصوصياتها‬

‫ومن أحاديث عن جوانب ذاتية‪ ،‬فضال عن أن الحوارات كانت مجاال للحديث عن قضايا موضوعية مرتبطة بمجال‬ ‫اشتغال كل ضيف من الضيوف متضمنة لمواقف وآراء لهؤالء الفاعلين منها‪..‬‬

‫****‬

‫إن الناظر المتأمل لهذه الحوارات يلمس أن المحاورة أسماء التمالح حرصت على أن تضع أصبعها في كثير‬ ‫من األسئلة الموجهة إلى الضيوف على قضايا جد ساخنة وحارقة من قبيل العنف ضد المدرسين من لدن‬ ‫التالميذ وأزمة القراءة وتراجع القيم واألخالق في الوقت الراهن وغيرها من القضايا والشجون‪ ،‬مع الجمع في كل‬ ‫تلك الحوارات بين الجوانب الذاتية الحميمية واإلنسانية وبين األنشطة العلمية المتعلقة بنشاط الضيف؛ وهو‬ ‫ما يعطي لهذه المكاشفات قيمة معرفية مزدوجة‪ ،‬ألن القارئ المهتم يقف على كثير من المعلومات المرتبطة‬ ‫بالمسار الذاتي واإلنساني وفي الوقت ذاته يلتقط ما هو مرتبط بالمسار العلمي والفني واألدبي للضيف‪.‬‬ ‫ومن ثمّ‪ ،‬فإنني اخترت في هذه السطور أن أتوقف ‪ /‬أرصد مالمح هذا حضور البعدين المشار إليهما‬ ‫وتجلياتهما في هذه الحوارات‪.‬‬

‫البعد الموضوعي‪ ..‬أسئلة اإلبداع ‪ /‬قضايا الثقافة‬

‫يقصد بالبعد الموضوعي كل حديث يرتبط بالممارسة اإلبداعية أو النقدية أو الفنية للضيف‪ .‬وإن القارئ‬ ‫المتأمل في هذه الحوارات يلمس أنها تحفل بعدد من النظرات والمواقف حول قضايا وإشكاالت مرتبطة باألدب‬ ‫والفن واإلعالم وللتربية وغيرها؛ فال يخلو حوار من هذه الحوارات من وقفات أو إشارات إلى قضية من القضايا‬ ‫التي شغلت اهتمام الضيف‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬أذكر‪ ،‬على سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬ما ورد على لسان الروائي رشيد الجلولي‪« :‬إن الرواية‬ ‫المغربية بدأت اليوم تشق طريقها في استقاللية متفاعلة مع ما يكتب في الفضاء العربي» (ص‪.)33 :‬‬ ‫وتقول الشاعرة أمل األخضر‪« :‬ال أعتقد أن ثمة شرطا أساسيا غير صدق التجربة وحرارة التعبير عنها‪ ،‬وامتالك‬ ‫الشاعر لذائقة جمالية ووعي نقديّ حساس يمكنّاه من أن يتلمس مواطن الضعف والقوة في خضم العملية‬ ‫اإلبداعية‪ ،‬مع حرصه الشخصي على تقديم إضافة نوعية لمنجز الشعر‪ .‬ومن هنا‪ ،‬يمكن الحديث عن شعر خالد‬ ‫وقصائد خالدة» (ص‪.)92 :‬‬ ‫ويقول الدكتور مصطفى يعلى‪« :‬للبيبليوغرافية عدد‬ ‫مهم من األدوار التوثيقية والعلمية‪ .‬وفي حقل الدراسة‬ ‫المتخصصة والمرجعية النقدية‪ ،‬تقدم البيبليوغرافية‬ ‫خدمات مستنيرة جوهرية جلى‪ ،‬ففضال عن تسهيل عمل‬ ‫الباحث وتوفير المادة الخام وربح الوقت‪ ،‬فإنها –كما رددت‬ ‫في مناسبات عديدة‪ -‬تعد بمثابة البنية التحتية ألية دراسة‬ ‫أو نقد‪ ،‬عن قضايا وتطور القصة المغربية القصيرة أو غيرها‬ ‫من الموضوعات‪ ،‬في مختلف الحقول العلمية واألدبية‪.‬‬ ‫وأستشهد‪ ،‬في هذا السياق‪ ،‬بمثال دال على األهمية‬ ‫اإلجرائية للبيبليوغرافية؛ ذلك أن الكثيرين كانوا يثمنون‬ ‫أوائل الستينيات‪ ،‬باعتباره بداية للقصة القصيرة المغربية‪،‬‬ ‫لكن العمل البيبليوغرافي غيّر تماما فيما بعد هذه القناعة‬ ‫المغلوطة‪ ،‬حين وضع اليد على مئات النصوص القصصية‬ ‫القصيرة‪ ،‬التي كتبها المغاربة خالل ثالثة عقود سابقة على‬ ‫الستينيات»‪( .‬صص‪)19 - 18 :‬‬ ‫ومن خالل استعراض هذه المواقف واآلراء‪ ،‬يلمس‬ ‫القارئ المتأمل أن ضيوف هذه المكاشفات قد التزموا‪ ،‬في‬ ‫الكثير منها‪ ،‬بقدر غير يسر من الصدق والصراحة وتناولوا‬ ‫موضوعات وقضايا ثرية‪ .‬ومن ثمّ‪ ،‬فإن هذه الحوارات‬ ‫تكتسي قيمة معرفية عالية‪.‬‬

‫البعد الذاتي‪ ..‬من الحميمي ‪-‬‬ ‫الخصوصي إلى االعتراف‪ -‬البوح‬

‫يقصد بالبعد الذاتي الجوانب اإلنسانية والحميمية‬ ‫في مسار الشخصية المحاورة‪ ،‬وتتفاوت أشكال حضور البعد‬ ‫الذاتي في هذه الحوارات الموجودة بين أيدينا؛ غير أن‬ ‫أقصى درجات هذا الحضور وأعالها تصل حين نقف فيها‬ ‫على جوانب شديدة الخصوصية ‪ /‬الحميمية من حياة الضيف المحاور‪ ،‬من قبيل ما ورد على لسان الشاعرة أمينة‬ ‫الصيباري‪« :‬عالقتي بزوجي يطبعها االحترام المتبادل ومودة لم تنل منها السنون‪ .‬عالقتي بأبنائي يحكمها‬ ‫الحب والحرية في إبداء الرأي والتعبير دون حواجز» (صص‪ .)87 86- :‬وفي السياق ذاته‪ ،‬يقول الناقد مصطفى‬ ‫الغرافي‪« :‬لقد غادرنا الوالد في سن مبكرة من عمري (كنت في القسم الثالث ابتدائي)‪ ،‬وما زالت اللحظة التي‬ ‫جاءنا فيها خبر غيابه مطبوعا في ذاكرتي‪ .‬وبسبب التحايل والتالعب بالقانون‪ ،‬ضاعت حقوقه وحقوقنا‪ .‬أتذكر‬ ‫أنني لم أبك عندما بلغني خبر وفاته‪ ،‬وما زالت دموعي إلى اليوم عصية‪ ،‬حتى في أقسى حاالت الوجع والفجائع‬ ‫التي تزلزل عزائم الرجال»‪( .‬ص‪ .)101 :‬وفي الحوار الذي أجرته صاحبة الكتاب مع الناقد أبي الخير الناصري‪،‬‬ ‫يقول‪« :‬اسمي الشخصي أبو الخير‪ ،‬وهو غير متداول بكثرة في األوساط العمومية‪ ،‬كما تفضلت‪ .‬ولقد كنت‪ ،‬منذ‬ ‫طفولتي‪ ،‬أقارن بينه وبين أسماء اآلخرين الذين كانوا بدورهم يستغربون هذا االسم‪ .‬وفي إطار المقارنة‪ ،‬كنت‬ ‫أالحظ أن بعض الناس يحملون هذا االسم؛ لكنه في حالتهم اسم للعائلة كلها‪ ،‬وليس لشخص أو فرد واحد‬ ‫من أفرادها‪ .‬وأذكر أن المرة األولى التي قرأت فيها هذا االسم باعتباره اسما شخصيا هي عند قراءتي مقاال من‬ ‫مقاالت الكاتب والمؤرخ مصطفى العلوي‪ ،‬مدير األسبوع الصحفي‪ ،‬ورد فيه ذكر السم الصحافي أبو الخير نجيب‪،‬‬ ‫صاحب كتاب «الحكومات البوليسية»‪ .‬كما قرأت هذا االسم أيضا في المقدمة التي وضعها محمد محيي الدين‬ ‫عبد الحميد لشرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك‪ ،‬حيث ذكر أن من الذين شرحوا ألفية ابن مالك أبو الخير محمد‬ ‫شمس الدين بن محمد الخطيب المعروف بابن الجزري‪ ،‬وربما كانت هناك حاالت أخرى» (ص‪.)120 :‬‬ ‫ويقول الفنان زكرياء التمالح‪« :‬ما يطبع شخصيتي هو قيمة المشاركة‪ ،‬فأنا أحب مشاركة أفكاري وقناعاتي‬ ‫ومبادئي وتجاربي وآمالي وتخوفاتي وحكاياتي بل وحتى أسراري مع الغير‪ ...‬أعيش حالة إفراط في ذلك‪ ،‬إلى درجة‬ ‫أن البعض في بداية تعرفهم عليّ يظنون أنني من هواة الثرثرة واحتكار الكالم‪ ،‬بينما يذهب البعض اآلخر‬ ‫إلى أنني من عشاق استعراض العضالت الفكرية والمعرفية أو ادعاء العبقرية؛ لكن الحقيقة على عكس ذلك‬ ‫تماما‪ .‬كل ما في األمر هو أنني أعرض محصولي المعرفي على غربال معارفي من الناس‪ ،‬ألتخلص من الشوائب‬ ‫وأتخفف منها؛ فاآلخر بالنسبة إليّ مكمل لألنا‪ ،‬وكل تواصل بين هذين الطرفين (األنا ‪ /‬اآلخر) مهما كان نوعه‬ ‫أو طبيعته‪ ،‬فهو بمثابة سماد يسهم بدون شك في تنوع وثراء محصولي المعرفي عبر آلية النقاش والجدال أو‬ ‫حتى الدردشة‪ ،‬ولعل هذا هو جوهر الفن»‪( .‬ص‪.)139 :‬‬ ‫وفي ختام هذا المقال التعريفي بكتاب «مكاشفات في األدب والفن واإلعالم»‪ ،‬أعيد التأكيد مع أستاذنا د‪.‬‬ ‫مصطفى يعلى في تقديمه للكتاب على أن أسماء التمالح «تمكنت من أن تستدرج المحاورين إلى البوح بما‬ ‫لذواتهم من صلة بإبداعهم وكتاباتكم‪ ،‬وتسليط الضوء على كثير من تفاصيل تجاربهم‪ ،‬واستجالء أذواقهم‬ ‫مفاهيمهم ومواقفهم‪ ،‬وهو ما يزيد من توضيح إنتاجهم وكشف أبعاده وأسراره أمام المتلقي» (ص‪.)5 :‬‬


‫العدد ‪915‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 20‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫االحتفال باليوم العالمي للمدرس ‪:‬‬

‫«تكريم ثلة من نساء ورجال التعليم»‬ ‫بشراكة مع المديرية اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية بالعرائش‬ ‫واإلتحاد العام للمبدعين بالمغرب ‪ -‬فرع القصر الكبير ‪-‬‬

‫في إطار االحتفال باليـوم العالمي للمدرسات والمدرسيين وتفعيال ألنشطة المكتــب اإلقليمــي للتضامـن‬ ‫الجامعـــي المغربــي بالعرائش تم تنظيم النشاط بشراكة مع المديرية اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين‬ ‫المهني بالعرائش واإلتحــاد العام للمبدعين بالمغرب فرع القصر الكبير‪ ,‬من أجـل تكريم ثلة من رجال ونساء‬ ‫التعليم باإلقليم الذين أحيلوا على التقاعد وكان برنامج النشــاط يتضمن الفقــرات التاليـة‪:‬‬ ‫ــ كلمة المدير اإلقليمي لوزارة‬ ‫التربيـة الوطنيــة والتكويـــن‬ ‫المهني بالعرائش‪.‬‬ ‫ــ قراءة رسالة التضامن الجامعي‬ ‫المغربي ‪.‬‬ ‫ـ��ـ كلمــة المكتــب اإلقليمي‬ ‫للتضامــن الجامعـي المغربي‬ ‫بالعرائش‪.‬‬ ‫ــ قراءة قصيدة شعرية للشاعر‬ ‫«ع��ز ال��دي��ن ال��ك��م��اح» حول‬ ‫المدرس واإلشادة به‪.‬‬ ‫ــ كلمة منسقــة اإلتحاد العــام‬ ‫للمبدعين بالمغــــرب ‪ -‬فـــرع‬ ‫القصر الكبير –‬ ‫ــ توزيع الشواهــد التقديرية‬ ‫والجوائز على المدرسات والمدرسين المتقاعدين والمحالين‬ ‫على التقاعد‪.‬‬ ‫ــ حفل شاي على شرف المدعوين‪.‬‬ ‫فيما يخص كلمة المدير اإلقليمي ل��وزارة التربية الوطنية‬ ‫والتكوين المهني بالعرائش كانت هادفة وانصبت على الشراكة‬ ‫المبرمة مع المكتب اإلقليمي للتضامن الجامعي المغربي بالعرائش‬ ‫ومنوهة بالمجهودات المبذولة في اإلقليم لصالح نساء ورجال التعليم‪.‬‬ ‫كما استعرض رسالة التضامن الجامعي المغربي وهنأه على قيامه‬ ‫بهذا النوع من األنشطة ذات األهداف والدالالت التربوية كما اعتبر‬ ‫اإلحتفال باليوم العالمي للمدرس هو تثمين لمجهوداته في المجال‬ ‫التربوي وهو أحق باإلحتفال ألنه صاحب رسالة تربوية وإجتماعية‬ ‫ميزتها األساس هو التقدير واإلحترام ‪ ,‬وتقديره كذلك على المجهود‬ ‫الذي يقوم به مع منحه اإلعتبار الذي يستحقه‪ ,‬كما إعتبر االحتفال‬ ‫بالمتقاعدات والمتقاعدين هو التفاتة من التضامن الجامعي المغربي‬ ‫التي تستحق التنويه ألنه يهتم بكل الجوانب التي يستحقها صاحب‬ ‫الرسالة من نساء ورجال التعليم‪.‬‬ ‫ونوه باألساتذة المتقاعدين وتكريمهم على المجهودات التي‬ ‫قاموا بها خدمة للصالح العام واألجيال الصاعدة ‪ ,‬كما نوه بمجهودات‬ ‫التضامن الجامعي الذي يعتبر الشريك اإلستراتيجي والمهم في‬ ‫المنظومة التربوية من حيث مصلحة المدرسة العمومية والنهوض‬ ‫بها على جميع المستويات ‪.‬‬ ‫بعدها ج��اءت كلمة المكتب اإلقليمي للتضامن الجامعي‬ ‫المغربي بالعرائش والتي انصبت أساسا على تخليد اليوم العالمي‬ ‫للمدرس الذي يصادف‪ 5 :‬أكتوبر من كل سنة تحت شعار «لنتعبأ‬ ‫جميعا من أجل النهوض بمنظومة التربية والتكوين المهني»‪ .‬والذي‬ ‫اعتبره يطرح أسئلة مهمة على منظومتنا التربوية وكذلك حماية‬ ‫المدرسة العمومية المغربية وتحصينها وترسيخ قيم ومبادئ التسامح‬

‫‪10‬‬

‫ونبذ التطرف واإلرهاب بشتى أشكاله‬ ‫وتمظهراته ‪ ,‬باإلضافة إلى الدعوة‬ ‫الصريحة إلصالح المنظومة التربوية‬ ‫برؤية تختلف عن الماضي واستشراق‬ ‫المستقبل بآمال عريضة ‪ ,‬مع توفر‬ ‫اإلرادة السياسية الحقيقية لمنظور‬ ‫اإلصالح بعيدا عن الحلول الترقيعية‬ ‫التي أوصلت المدرسة العمومية إلى ما‬ ‫وصلت إليه‪.‬‬ ‫كما ركزت الكلمــة على تأسيس‬ ‫تعاقد جديد بين المدرسة والمجتمع‬ ‫وال��ذي يقوم على مبــادئ التضامن‬ ‫وااللتزام بين جميع األطراف المعنية‬ ‫بالشأن التعليمـــي لبنـــاء مشروع‬ ‫المدرسة العمومية وال��ذي يكن من‬ ‫خالله تجاوز اإلخفاقات وبناء القاعدة‬ ‫العلمية‪ ،‬وترسيخ ثقافة الخلق واإلبداع واالبتكار‪ ،‬والنهوض بالمدرسة‬ ‫العمومية في تربية أجيال المستقبل المتشبع بالديمقراطية وحقوق‬ ‫اإلنسان أفكارا وسلوكا وقيما‪.‬‬ ‫بعدها تليت القصيدة الشعرية للشاعر عز الدين الكماح والتي‬ ‫تشيد بالمدرس وبرسالته النبيلة داخل المجتمع حيث تفاعلت معها‬ ‫القاعة بحرارة ‪.‬‬ ‫بعدها جاءت كلمة منسقة اإلتحاد العام للمبدعين بالمغرب –‬ ‫فرع القصر الكبير _ والتي ركزت هي االخرى على الدور الذي يقوم به‬ ‫المدرس داخل المجتمع‪ ،‬وأنه حامل مشعل رسالة أساسها النهوض‬ ‫بالفعل التعلمي ‪/‬التعليمي وتربية األجيال الصاعدة وتمكينهم من‬ ‫العلم والمعرفة‪ ،‬وإن «اإلهتمام بالمتقاعدين واإللتفاتة من طرف‬ ‫المكتب الوطني للتضامن الجامعي المغربي اليوم هي رسالة اعتراف‬ ‫بالمجهودات التي يقوم بها في المجال التربوي التعليمي وهذه‬ ‫اإللتفاتة تبعث األمل على أن هناك من يعطي االهتمام داخل هذا‬ ‫المجتمع لنساء ورجال التعليم‪.‬‬ ‫وتنسيقنا اليوم مع المكتب اإلقليمي للتضامن الجامعي المغربي‬ ‫بالعرائش في إطار هذا النشاط يأتي في إطار تقديرنا لما يقوم به من‬ ‫أعمال ومجهودات تستحق التنويه والتشجيع لذلك قررنا أن يكون‬ ‫هذا النشاط معه وأملنا كبير في المستقبل أن نبلور نشاطات اخرى‬ ‫لصالح نساء ورجال التعليم بإقليمنا وكذلك فلذات أكبادنا من الجيل‬ ‫الصاعد»‪.‬‬ ‫بعدها وزعت الشواهــد التقديرية والجوائـــز على المتقاعديــن‬ ‫من نساء ورجال التعليم مع التنويه بأعمالهم في المجال التربوي‬ ‫والتعليمي‪.‬‬ ‫مراسلةـ‪« :‬الكاتـــب اإلقليمــي‬ ‫للتضامن الجامعي المغربي بالعرائش»‪.‬‬

‫ذ‪ /‬محمد الدغوغي‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫بقلم‪ :‬م�صطفى احلراق‬

‫قومية الثقافة العربية‬ ‫في هذه الحلقة سوف لن نطرح النقاش حول‬ ‫األصالة والخصوصية‪ ،‬بقدر ما سنحاول طرح‬ ‫أسئلة أخرى تصب في نفس اإلتجاه‪ ،‬مثل هل‬ ‫نستطيع تعيين حدود قومية الثقافة العربية‬ ‫سواء في التاريخ أو الواقع الراهن؟ وأين تبتدئ‬ ‫هذه الثقافة العربية القومية في الزمان؟‪.‬‬ ‫من المعلوم أن الثقافة ليست مثل الكائن‬ ‫الحي لها تاريخ محدد للميالد‪ ،‬ولكن في نفس‬ ‫الوقت هناك عصر أو حقبة نستطيع أن نجعلها‬ ‫نقطة بداية لقومية الثقافة العربية‪ ،‬فالبعض‬ ‫يستبعد إنجازات الثقافة العربية في العهود‬ ‫السابقة لظهور اإلسالم أو عصور الجاهلية‪،‬‬ ‫ويطابق هذا االتجاه – حسب الباحثين – خطأ‬ ‫بين العروبة واإلسالم‪ ،‬لذلك لو تجاوزنا الجانب‬ ‫التاريخي وتساءلنا عن أهم مكونات الثقافة‬ ‫العربية القومية‪ ،‬ينتقل سؤال إلى مجال آخر‬ ‫وهو ما هي حدود عروبة هذه الثقافة ‪ ،‬أو جوانب‬ ‫اختالفها وتمايزهـــا في الثقافـــات المعاصرة‬ ‫األخرى؟‪ ،‬وهل توجد سمات لشخصية أساسية‬ ‫عربية ذات صفات نمطية تعبر عن الثقافة‬ ‫العربية القومية؟ وم��اذا نعني ثقافيــا حين‬ ‫نقول «نحن العرب» هل نقصد أصحاب اللغة‬ ‫الواحدة أو الرؤيا الواحدة للعالم؟ هذه أسئلة‬ ‫هامة تنتج إجابات وإشكاالت جديدة بسبب‬ ‫الوضع االنتقالي الذي تمر به الثقافة (الثقافات)‬ ‫العربية القومية‪.‬‬ ‫ترجع الثقافة العربيـــة حين نريد تأكيـــد‬ ‫قوميتها إلى استعادة ماض تليد وزاهر‪ ،‬ظل‬ ‫نموذجا ومدينتها الفاضلة‪ .‬فالثقافة العربية‬ ‫القومية السائدة ما زالت تجد مرجعيتها من‬ ‫أمجاد الماضي‪ ،‬وترى المستقبل مجرد إحياء أو‬ ‫بعث للتاريخ والتراث‪.‬‬ ‫وتحمل عملية اإلحياء إشارة مضمرة وهي‬ ‫الموت‪ ،‬ألن الحي ال يحتاج إلى إحياء أصال‪،‬‬ ‫والجديد ال يحتاج إلى تجديد وال يحتاج إلى‬ ‫البعث إال الميت أو شبه الميت‪.‬‬ ‫لقد تجنبت الثقافة العربية – بآليات عديدة‬ ‫– محاولة تأسيس تاريخها من الواقع والحاضر‪،‬‬ ‫بمعنى أن تكون االستجابة في مستوى التحدي‬ ‫الذي يواجه الثقافة العربية اآلن‪ ،‬وهذا يعني في‬ ‫بعض جوانبه تخطيط لثقافة الماضي‪ ،‬والذي‬ ‫عرفه المفكر المغربي محمد عابد الجابري ب‬ ‫«إعادة كتابة تاريخها وبالتالي إعادة تأسيسها‬ ‫في وعينا وإعادة بنائها كتراث لنا نحتويه بذل‬ ‫أن يحتوينا»‪.‬‬ ‫لقـــد جـرت الثقافــة العربية الحاضر إلى‬ ‫الماضي وحاولت أن تفهمه وتحلله بمنظور‬ ‫الماضي‪ ،‬لذلك ظلت سلفيــة رغم كل قشور‬ ‫المعاصرة والحداثة‪ ،‬وهذا شكل لالغتراب في‬ ‫الزمان تعيشه الثقافة العربية القومية‪ ،‬ويالحظ‬ ‫أن هذا االتجاه المغترب زمانيا يحقق انتشارا‬ ‫وغلبة على كل االتجاهات بما فيها ذلك االتجاه‬ ‫المغترب مكانيا أي (المتغربين)‪.‬‬ ‫ويمكن القول بأن تيار الصورة إلى الماضي‬ ‫وتجميد التراث‪ ،‬هو الذي يطغى على الثقافة‬ ‫العربية منذ حوالي العقدين‪ ،‬وهذا وضع يفقد‬ ‫الثقافة العربية قوميتها أي حيويتها‪ ،‬وقدرتها‬ ‫على اإلجابة التي ترد فعال على أسئلة العصر‬ ‫ذات الصلة المباشرة بالعقالنية والعلم والتقنية‬ ‫والحرية وحقوق اإلنسان المادية والمعنوية‪.‬‬


‫العدد ‪915‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 20‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫على صهوَة الجواد‬ ‫‪...‬استلمتُ هدية ثمينة من الصديق د‪ .‬إدريس بوهليلة رئيس شعبة التاريخ والحضارة بكلية‬ ‫اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬بدراسة وتحقيق لمؤلفه األخير وليس اآلخر‪ ،‬من جنس آداب الرحلة ‪.‬أضاف‬ ‫له عنوان « حركة السلطان موالي الحسن األول إلى شمال المغرب «‪ ،‬لعنوانه األصلي « تمهيد الجبال‬ ‫وما وراءها من المعمور وإصالح حال السواحل والثغور»‪ ،‬من تأليف العربي بن علي المشرفي‪ ،‬وهو‬ ‫مخطوط علمي أخذ شكال الئقا بين دفتي ْ كتاب أنيق‪ ،‬أخضر اللون وبغالف جميل تتوسطه صورة‬ ‫السلطان موالي الحسن األول‪ ،‬من إنتاج منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان‪ .‬الكتاب‬ ‫من القطع المتوسط ومن ‪ 197‬صفحة‪ .‬قسمه األول من فصول ثالث‪ .‬أما القسم الثاني فمن تسعة‬ ‫فصول ‪ .‬وقد نحى األستاذ منهج ثالثية الركائز آلداب الرحلة ‪ :‬اإلنسان والجغرافية والزمان‪ .‬بأساليب‬ ‫نثرية وشعرية لمكانته في الثقافة العربية‪ -‬المغربية‪ .‬وعدد كبير من الهوامش وتوثيقها‪ .‬وقد توخى‬ ‫المحقق الدقة في وصف المخطوط‪ ،‬ل ‪66‬ورقة‪ ،‬وعدد البياض منها‪ ،‬وتعداد السطور لكل ورقة من‬ ‫األولى إلى األخيرة‪ .‬ونوع الورق المستعمل والحبر والقلم‪ .‬ثم صورة الورقتين األولى واألخيرة‪ .‬اشتغل‬ ‫المحقق على النسخة األصلية المحفوظة في الخزانة الحسنية بالرباط تحت رقم ‪ .2420‬كما تحتفظ‬ ‫الخزانة العامة بالرباط على «ميكروفيلم» شريط هذه النسخة‪ .‬وقد وجد أستاذنا ضالته في الدراسة‬ ‫واالستقصاء دلتْ على أبحاث واسعة بالمنهج العلمي وهو يواكب سلسلة من التحقيقات لمخطوطات‬ ‫نالتْ من السبات الشتوي مدىً بعيداً‪ ،‬فأحياها وأخرجها من عنكبوت الرفوف الحجرية‪ .‬األستاذ العارف‬ ‫حقاً بمعنى التوثيق والتحقيق للنصوص المعتمدة بأماكنها وتواريخها الهجرية وموافقتها للتاريخ‬ ‫الميالدي‪ .‬وغاية التحقيق هو تقديم المخطوط صحيحاً كما وضعه صاحبه ( صالح الدين المنجد)‪.‬‬ ‫في الفصل الثالث يذكر المحقق إضافة لعنوان ثاني للكتاب‪ ،‬ووصفه للمخطوط بمنهجية علمية في‬ ‫التحقيق ونسبه إلى صاحبه بالقرائن والحجج‪ .‬يحتوي الكتاب لفكر واضح ومنظم في قسمه األول على‬ ‫دراسة المخطوط في سياقه التاريخي‪ ،‬كما احتوتْ فصوله الثالث على ترجمة للمؤلف العربي بن علي‬ ‫المشرفي‪ ،‬وفي مقدمته دراسته على المشايخ والعلماء‪ ،‬وعدد‬ ‫مؤلفاته ثم دراسة مضمون الكتاب‪ .‬وهي حركة تاريخ رحلة‬ ‫السلطان موالي الحسن األول إلى شمال المغرب الغربي‪.‬‬ ‫تعدد الحركات العسكرية إلى الحركــة الخامسة بتاريـــخ‬ ‫‪1889‬م إلى مناطق الشمال بتفاصيلها ب��دْءاً من قبائل‬ ‫بني حيان حيث كانت االنطالقة بتاريخ ‪ 17‬شوال ‪1306‬‬ ‫للهجرية النبوية ‪ 15 /‬يونيو ‪1889‬م‪ .‬استمرَّتْ خمسة‬ ‫أشهر ونصف الشهر‪ .‬تكالبُ األجنبي على أرض الوطن هي‬ ‫التي كانت بالدرجة األولى من أسباب الرحلة السلطانية‪َّ .‬‬ ‫ألن‬ ‫وحدة شمال المغرب كانت مهدَّدة إذ كانت َّ‬ ‫محل مزايدات‬ ‫ومساومات استعمارية إسبانية‪ -‬فرنسية‪ .‬وربما لم يكن‬ ‫الباعث للرحلة إخماد تمرُّد بعض القبائل أو ربما اإلثنان‬ ‫معاً‪ ،‬مع إشكالية أداء الجبايات‪ .‬تطرّقَ المحقق للحركات‬ ‫«العسكرية» لموالي الحسن األول في أصقـــاع البالد‬ ‫الستتباب األمن‪ ،‬حتى أذعنتْ له العرب والبربر‪ .‬ثمّ العودة‬ ‫إلى فاس ‪.‬‬ ‫كلما َّ‬ ‫حل بثغر من ثغور مدن الشمال الغربي إال وقصد‬ ‫أولياء اهلل الصالحين وصلحائها وزواياها‪ .‬فكانت له زيارة‬ ‫لألئمة العارفين باهلل‪ ،‬كاإلمام الشطيببي ثم حط رحاله‬ ‫بسدَّة اإلمام موالي علي الدرقاوي ببني زروال‪ .‬ويكثر في‬ ‫هذا الفصل الشعر من تأليف القاسم بن محمد الفجيجي (‬ ‫تنطق الجيم كافا بثالث نقط فوقه )‪« ،‬روضة السلوان»‪.‬‬ ‫وإلى جبل العَلم عند المولى عبد السالم بن مشيش وقد‬ ‫استعان المؤلف بأشعار بن يري التازي واإلم��ام أبو علي‬ ‫اليوسي وبن نوّاس ولجأ أيضاً إلى الحكم العطائية في‬ ‫موضوع الصحبة «الصاحب كالرقعة في الثوْب‪ ،‬فلينظر‬ ‫اإلنسان بمَ يُرَقعُ ثوبه»‪ .‬استعان أيضاً بشعر طرفة بن‬ ‫العبد وعدّي بن زيد التميمي وأحمد بن محمد اليمني وبن‬ ‫رشيق صاحب كتاب «العمدة» القيرواني‪ .‬والغلي السنتيسي‬ ‫المكناسي‪ ،‬وللجزولي والب��ن عاشر أشعار في األك��ل عن‬ ‫الحالل والحرام‪ .‬حتى في الفصل الرابع ونزول السلطان‬ ‫بتطوان كان الشعر سيد الموقف‪ ،‬وذلك لتهنئة المجاهدين‪،‬‬ ‫وقد صلى بها جمعتين‪ .‬آخر جمعة كانت يوم ‪ 24‬محرم‬ ‫‪ 1307‬للهجرة النبوية‪ .‬غادرها يوم األحد إلى ثغر طنجة‪،‬‬ ‫‪ 26‬محرم أي بعد يومين‪ .‬فكان للشعر أيضاً حصة األسد‬ ‫من الفخر والتعظيم‪ .‬غادر طنجة بعد صالة الجمعة بالجامع‬ ‫الكبير يوم غرة صفر ‪1307‬ه‪ ،‬متوجها إلى ثغور أصيال وقصر‬ ‫اكتامة ( القصر الكبير) والعرائش‪ .‬فأما ثغر أصيال فكان «يوم‬ ‫‪ !»17‬من شهر صفر ‪1307‬ه‪ ،‬وقد قام بزيارات إلى أهل اهلل‬ ‫وإلى الزوايا‪ .‬كما فعل ذلك بقصر اكتامة قاصداً أولياء اهلل‬ ‫الصالحين وما أكثرهم بهذه الثغور‪ ،‬من المجاهدين في‬ ‫معركة وادي المخازن وهي حرب من الحروب الصليبية‪ .‬ثم نزل بثغر العرائش لزيارة صلحائها وزواياها‪،‬‬ ‫وكان آخر عهد له بهذه الثغور المجاهدة‪ .‬فعاد إلى عاصمة ملكه عن طريق مدينة زرهون لزيارة اإلمام‬ ‫المولى إدريس األكبر‪ .‬ثم مكناس العاصمة اإلسماعيلية‪ ،‬والعودة الميمونة للسلطان موالي الحسن‬ ‫األول إلى عاصمة ملكه فاس‪ .‬أرَّخ لذلك المؤلف في فصله الثامن واألخير باألشعار ومنها قصيدة مدح‬ ‫السلطان‪ ،‬متوجها له باألدعية شعراً ونثراً فنياً ‪...‬‬ ‫مختصر دراسة تمهيد الجبال ( للدكتور إدريس بوهليلة ) ‪:‬صدر في السنة الماضية ‪2016‬م‪،‬‬ ‫عن منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان‪ ،‬كتابا تحت عنوان» تمهيد الجبال وما وراءها‬ ‫من المعمور وإصالح حال السواحل والثغور‪ ،‬أو حركة السلطان موالي الحسن إلى شمال المغرب سنة‬ ‫‪1889‬م»‪ ،‬تأليف العربي المشرفي(ت‪1895‬م) دراسة وتحقيق إدريس بوهليلة‪ .‬وهو من بين أهم‬ ‫مصادر تاريخ شمال المغرب الغربي في أواخر القرن التاسع عشر الميالدي‪.‬‬ ‫وهذه نبذة عن الكتاب‪ ،‬وجنسه األدبي‪ ،،‬وسياقه التاريخي‪ ،‬ومؤلفه‪ ،‬وأسباب تأليفه‪ ،‬ومنهجه‬ ‫التدويني‪.‬‬

‫مقدمة‬

‫‪11‬‬

‫من يجرؤ على القول إن رحالت الملك محمد السادس وجوالته في األقاليم الشمالية بدءا من‬ ‫اعتالئه عرش المغرب (عام ‪1999‬م)‪ ،‬وإلى اآلن‪ ،‬لم يكن لها أي أثر على سكانها وبنياتها التحتية‬ ‫وسيرورتها الحضارية؟ ومن يجرؤ على الكالم على هذه الرحالت والزيارات دون أن يتكلم على سياسة‬ ‫ملكية نهضوية إصالحية شاملة؟‬ ‫و من يجرؤ على القول إن زيارة محمد الخامس للمنطقة الشمالية‪ ،‬وبالضبط لمدينة طنجة(عام‬ ‫‪ ،)1947‬لم يكن لها أثر على وحدة المغرب وانعتاقه واستقالله؟‬ ‫ومن يجرؤ على القول إن رحلة موالي الحسن األول أو باألحرى حركته إلى هذه األقاليم الشمالية‬ ‫(عام‪1306‬ــ ‪1307‬هـ‪1889 /‬م)‪،‬لم تساهم في الحفاظ على استقالل المغرب وحريته ووحدة ترابه‪،‬‬ ‫وتساهم في الحركة اإلصالحية بالبالد‪ ،‬في وقت اشتداد التنافس االستعماري وطغيانه ؟‬ ‫و من يعلم اآلن‪ ،‬من شباب اليوم «أن الحركة الوطنية في شمال المغرب فكرت في إقامة ذكرى‬

‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫زيارة السلطان موالي الحسن األول لتطوان عام ‪1352‬ه‪1933 /‬م‪ ،‬أوال كرد فعل على ذكرى استعمارية‬ ‫أقامتها إدارة الحماية اإلسبانية بتطوان‪ ،‬وثانيا إلقامة الدليل على أن سكان الشمال كانوا دائما‬ ‫يؤمنون بوحدة البالد ويعملون من أجل تحقيقها في ظل العرش العلوي»؟‪.‬‬ ‫وهل يعلم شباب اليوم أيضا‪ ،‬أن شباب األمس ممثال في قادة هذه الحركة الوطنية‪ ،‬عندما‬ ‫واجهتهم السلطات االستعمارية بالعنت والرّفض إلقامة الذكرى‪ ،‬تحدّوها وثبتوا على قرارهم‪،‬‬ ‫ونظموها في سنة ‪1357‬ه‪1938/‬م ؟‬ ‫إن بعض رحالت وحركات السالطين العلويين إلى األقاليم الشمالية‪ ،‬كانت سياسة إصالحية‬ ‫مرسومة وخطة نهضوية مدروسة‪ ،‬من أجل إثبات وحدة األمة واستقاللها تارة‪ ،‬وإصالح أحوالها‬ ‫وتفقد رعيتها واالتصال بالممثلين األجانب تارة أخرى‪ ،‬في إطار سياسة اليقظة والحذر من الهيمنة‬ ‫االستعمارية‪ ،‬وإن كانت هذه الرحالت والحركات والسياسات‪،‬لم تُحقق األهداف كاملة وبالشكل‬ ‫المرغوب فيه‪ ،‬كما كان يبتغيه العاهل والمجتمع في مغرب أوائل القرن ‪14‬ه‪ /‬أواخر‪19‬م ويبتغيانه‬ ‫اليوم‪ .‬فقد بقيت والزالت إلى اليوم إشكالية اإلصالح‪ ،‬والنهضة‪ ،‬والتنمية االجتماعية واالقتصادية‪،‬‬ ‫والحكامة الجيدة‪ ،‬وكرامة اإلنسان المغربي على المحكّ‪ ،‬تعرف صعوبات جمة‪.‬‬ ‫و مع ذلك‪ ،‬فقد كانت هذه الرحالت السلطانية ومازالت إلى اآلن وحتى اآلن‪ ،‬من مميّزات السياسة‬ ‫المتبعة من القصر الملكي‪ ،‬والتي طبعت ومازالت تطبع تاريخ المملكة المغربية بطابع خاص ومميّز‪،‬‬ ‫بل إنها تُعدُّ من خصوصياتها التاريخية عبر زمنها السياسي‪.‬‬ ‫و من جملة هذه الرحالت والحركات‪ ،‬حركة السلطان موالي الحسن األول عام ‪ 1306‬ـ ‪1307‬ه‪/‬‬ ‫‪1889‬م‪ ،‬الذي كان عرشه فوق صهوة جواده‪ ،‬حتى إنه توفي وهو ممتطيا إياه‪ .‬وما يستوقف المرء‬ ‫المتأمل ويثير دهشته وذهوله‪ ،‬هو أن هذه الحركة كغيرها من الحركات الحسنية ألقاليم المغرب‬ ‫جنوبا وشرقا وغربا‪ ،‬كانت حركة شاقة طاف بها الجبال الوعرة‬ ‫والوهاد الموحشة‪ ،‬واقتحم الجبال والوديان‪ ،‬وطوى القفار‬ ‫وزار القرى والمداشر والدواوير مدة ‪ 21‬سنة (من سنة ‪1873‬‬ ‫إلى ‪1894‬م)‪ ،‬كل ذلك يبرهن على تج ّلده وصبره ومثابرته‬ ‫ومغامرته غير المحسوبة العواقب‪ ،‬وكما يُبيّن مدى إيمانه‬ ‫الراسخ بعدالة مطالبه‪ ،‬ورُجحان مواقفه‪ ،‬ونجاعة حركاته‪،‬‬ ‫وأنها البد أن تؤتي أُكلها في الحال أو المآل‪.‬‬ ‫وبالنظر إل��ى أهمية حركة السلطان م��والي الحسن‬ ‫إلى منطقة شمال المغرب‪ ،‬أمنيّا‪ ،‬وإصالحيا‪ ،‬واجتماعيا‪،‬‬ ‫وسياسيا‪ ،‬ودبلوماسيا‪ ،‬ورمزيا‪ ،‬ودينيا‪ ،‬ووعيا منّا بأهمية‬ ‫الرحلة األدبية والتاريخية كنصّ رحليّ حركي إبداعي من‬ ‫تأليف أحد رموز الكتابة التاريخية المغربية في أواخر القرن‬ ‫‪19‬م وهو العربي المشرفي الجزائري األصل‪ ،‬وإسهاما منّا‬ ‫في استجالء تاريخ المغرب المعاصر‪ ،‬وإثراء الكتابة التراجمية‬ ‫المغربية المعاصرة‪ ،‬وإغناء المكتبة المغربية خاصة والعربية‬ ‫واإلسالمية عامة‪ ،‬ارتأينا أن نحقق هذا الكتاب المخطوط‬ ‫الموسوم ‪« :‬تمهيد الجبال وما وراءها من المعمور وإصالح‬ ‫حال السواحل والثغور» وننشره‪ ،‬من أجل أن يصبح متداوال‬ ‫بين الباحثين من أساتذة وطلبة ومهتمين‪ ،‬وقراء على وجه‬ ‫العموم‪ .‬فلعله سيُضيف صفحات تاريخية‪ ،‬كانت إلى األمس‬ ‫القريب شبه مجهولة أو مجهولة في تاريخ المغرب في أوائل‬ ‫القرن ‪13‬ه موافق أواخر القرن ‪19‬م‪ ،‬سواء تعلق األمر بسياسة‬ ‫السلطان موالي الحسن األول الداخلية والخارجية‪ ،‬أو بوضعية‬ ‫البادية والمدن المغربية‪ ،‬أو ما يخص جوانب من حياة المؤلف‬ ‫العربي المشرفي ــ الجزائري األصل ــ ورؤيته لشخصية موالي‬ ‫الحسن وأفكاره وأعماله ومنجزاته المختلفة‪ ،‬بعد أن كان هذا‬ ‫الكتاب مغمورا يصعب الوصول إلى مظانه لوجوده في الخزانة‬ ‫الحسنية بالرباط أو الوصول إلى صورته الميكروفيلمية التي‬ ‫توجد في المكتبة الوطنية‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬وإن قيمة وأهمية تحقيق التراث المغربي المخطوط‬ ‫في الحقل التاريخي المغربي المعاصر‪ ،‬ومنه التراث التاريخي‪،‬‬ ‫اليجادل فيهما أحد‪ .‬وهو ـــ أي التراث المغربي المخطوط ـــ‬ ‫يُجيب‪ ،‬بشكل أو آخر‪ ،‬على بعض األسئلة المنهجية التالية‪:‬‬ ‫كيف السبيل إلى إعادة كتابة تاريخ المغرب وجل كتبه مازالت‬ ‫مخطوطة تنتظر من ينفض عليها الغبار؟ كيف السبيل إلى‬ ‫معرفـــة تاريـــخ المغــرب السياسي والفكــري واالجتماعي‬ ‫واالقتصادي والثقافي والعلمي وغيرها من المواضيع‪ ،‬وجل‬ ‫المصادر والوثائق التي تؤرخ لهذه المواضيع‪ ،‬مازالت حكرا‬ ‫على فئة ضيّقة من الباحثين والمؤرخين‪ ،‬الذين يتجشمون‬ ‫عناء نفسيا‪ ،‬وماديا‪ ،‬واجتماعيا‪ ،‬وصحيا‪ ،‬من أجل التنقل إلى‬ ‫عين المكان الذي يوجد فيه هذا الكتاب المخطوط أوذاك‪،‬‬ ‫منزويا في رفّ من رفوفه‪ ،‬أو مهمال في زواية أرضية من زواياه؟‪..‬‬ ‫كيف يمكن للكاتب أو المؤرخ اليوم‪ ،‬أن يكتب تاريخا وطنيا موضوعيا حول تاريخ المغرب‪ ،‬وهو يجد‬ ‫أمامه بكل سهولة ويُسر في جل المكتبات وعلى الشبكة العنكبوتية كتب التأليف االستعماري‪ ،‬التي‬ ‫تُعبّر عن رأي واحد ووحيد وهو رأي منظري االستعمار‪ ،‬الذين كانوا يتكلمون باسم المركزية األوربية؟‬ ‫هل يُعقل ونحن نعيش في العقد الثاني من القرن ‪21‬م‪ ،‬وجل كتابات مؤرخي المغرب في التاريخ‬ ‫المعاصر مازالت محتجبة عن الباحثين والطلبة وعموم القراء‪ ،‬ال لسبب إ ّ‬ ‫ال لكونها مازالت مخطوطة‪،‬‬ ‫وتوجد بعيدة عن هؤالء‪ ،‬وحتى الذي حُ ّقق منها في إطار أطاريح جامعية لم يلق العناية من أجل الطبع‬ ‫والنشر‪ ،‬وإنما بقي مرقونا مرهونا في رفّ المؤسسة التي نوقش فيها؟‬ ‫التعني دعوتنا هذه‪ ،‬االنغالق على الذات وإحياء الماضي بتراثه الزخم‪ ،‬وتمجيده واالنغماس فيه‪،‬‬ ‫بقدر ما تعني المساهمة في حقل الكتابة التاريخية المغربية المعاصرة‪ ،‬وفهم الماضي وغربلته ونقده‬ ‫واألخذ منه ما يوافق حاضرنا ويفيدنا في مستقبلنا‪ .‬وكما نبتغي من هذه المعرفة التاريخية االطالع‬ ‫والكشف عن جوانب ذي أهمية في تاريخ المغرب المعاصر‪ .‬خاصة وأن هذا التاريخ جال فيه كتاب‬ ‫االستعمار وصال صولة كبرى‪ .‬وهو يعبر عن أحادية النظرة وعن فكر رجال االستعمار بالرغم من‬ ‫اختالف مواقعهم وزوايا تحليالتهم‪ .‬وهذه المعضلة في الكتابة التاريخية ترجع في نظرنا إلى مجموعة‬ ‫من األسباب نذكر منها‪:‬‬ ‫ـ تحيز ُكتاب االستعمار وتسرعهم في إصدار أحكام على المغرب والمغاربة‪ ،‬دون تدقيق وتحقيق‬ ‫في بعض األحيان‪ ،‬مع العلم أنه إليهم يرجع الفضل الكبير في نفض الغبار على المصادر والوثائق‬ ‫المغربية‪ ،‬كما يرجع إليهم الفضل في إنجاز دراسات مونوغرافية‪ :‬اجتماعية‪ ،‬وتاريخة‪ ،‬وأنثروبولوجية‬ ‫وغيرها عن المغرب بشكل لم يسبق له نظير‪ ،‬ومع كل هذا المجهود الضخم‪ ،‬فقد ارتكبوا أخطاء‬ ‫وأص��دروا أحكاما قاسية‪ ،‬إما تغافال أو تجاهال منهم للحقيقة التاريخية أو تدعيما أليديولوجتهم‬ ‫االستعمارية وإخالصا لمنهجهم التحليلي‪ .‬هذا فضال عن ماكانوا عليه من غرور وإحساس بالتفوق‬ ‫الحضاري‪ ،‬الشئ الذي ّأثر على إنتاجهم المعرفي بمختلف تشعّبه‪ ،‬ومن ثم خلصوا في أبحاثهم إلى‬ ‫نتائج خاطئة‪ .‬وهذا ما جعل المفكر المغربي محمد عابد الجابري يقول حول هذا االتجاه في الكتابة‬ ‫التاريخية المغربية ‪ « :‬كتبه مؤرخون فرنسيون واقعون بصورة أو أخرى تحت ضغط الفكر االستعماري‬ ‫أو على األقل مشدودون إلى المركزية األوربية‪ ،‬فيرون األحداث بمنظار «المراقب األجنبي»‪....‬‬


‫العدد ‪915‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 20‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫األندلسيون في األخماس وغمارة‬ ‫(‪)2/2‬‬

‫ويذكـــر المــؤرخ محمد داود في كتابه (تاريخ تطــوان) أن السلطــان‬ ‫عبد الرحمن بن هشام طلب من القائد محمد أشعاش بأن يرسل إليه بعض‬ ‫الفالحين العارفين باستعمال الخضر ومباشرة الغرس واألشجار‪ ،‬مولعين بذلك‬ ‫من قبيلة بني صالح أو الشاون من األندلسيين الذين هاجروا من غرناطة‬ ‫ونواحيها‪ ...‬ووجه عشرة منهم لحضرة السلطان ليجعلهم بجنابه بمراكش نظرا‬ ‫لخبرتهم في هذا المجال وذلك سنة ‪1245‬هـ (تاريخ تطوان‪ /‬المجلد الثامن‪،‬‬ ‫ص‪187‬و‪.)188‬‬ ‫كما أدخل األندلسيون تقاليد غذائية جديدة من أصل أندلسي‪ ،‬وأهم‬ ‫ما كانت تحرص عليه األم هو تلقين ابنتها فن الطهي‪ ،‬وعلى يدها تتحول‬ ‫المراعي والحقول والبساتين واللحم والدجاج والسمك‬ ‫والدقيق والسكر‪ ،‬والزيت والزعفران‪ ،‬والقرفة‪ ،‬والعسل‬ ‫والسمن واللوز‪ ،‬إلى موائد شهية جميلة تشتهيها‬ ‫األنفس ويستسيغها اللسان‪ ،‬ألم يكن الذوق عماد‬ ‫الطعام؟ وتختلف هذه األطعمة باختالف المناسبات‪،‬‬ ‫وهناك مأكوالت شعبية ابتدعها المجتمع للتناسب مع‬ ‫الوضع االجتماعي واالقتصادي لبعض األسر‪ ،‬كالبيصرة‬ ‫والدشيشة واالسفنج‪ ،‬الشعرية‪ ،‬الخبز‪ .‬وقد أدخل‬ ‫األندلسيون كذلك الزعفران واستعماله في األطعمة‪.‬‬ ‫وإع��داد الخليع ال��ذي برعت فيه األس��ر األندلسية‬ ‫الميسورة‪ ،‬واستعمال التوابل بكثرة‪.‬‬ ‫ومن مظاهر التأثير التي بقيت راسخة في هذه‬ ‫القبائل وتوارثوها عن األندلسيين‪ ،‬وتميزوا بها عن‬ ‫غيرهم هي األلبسة الرجالية والنسائية التي أدخلوها‬ ‫معهم وأث��روا بها في غيرهم ممن انصهر معهم‪،‬‬ ‫والمتمثلة في السلهام والصدرية‪ ،‬والفراجية والفوقية‬ ‫والبدعية والقشابة (وتستعمل كثيرا في البادية‬ ‫وخصوصا في فصل الشتاء) واللبدة الخاصة بالعلماء‬ ‫واألعيان‪ ،‬والطاقية أو الطربوش الملفوف بالعمامة‬ ‫والبلغة‪.‬‬ ‫أم��ا ال��م��رأة فكانت وم��ا زال��ت‬ ‫تستعمل الحايك الملحفة كرداء يغطي‬ ‫ال��رأس والصدر‪ ،‬والسبنية والشربيل‬ ‫(حذاء مطرز بالحرير) والريحية ما زالت‬ ‫تستعمل بكثرة ف��ي ه��ذه القبائل‪،‬‬ ‫والحزام (الكورزية) وهو من الصوف‬ ‫تلفه المرأة حول وسطها ويساعدها‬ ‫على حمل الحطب وكل ما هو ثقيل)‪.‬‬ ‫وقد تكون من حرير‪ ،‬وتساعدهن على‬ ‫حمل األطفال‪ ،‬وتستعملها حتى الفتاة‬ ‫البالغة حيث تتعود عليه من صغرها‪،‬‬ ‫وقد يصل ما بين ‪ 5‬إلى ‪ 7‬أمتار طوال‪،‬‬ ‫و ‪ 0.45‬إلى ‪ 0.50‬سنتميترا وتطوى‬ ‫طوال‪ ،‬ثم يشد بها الخصر لتشكل دائرة‪،‬‬ ‫وتستخدم طياتها للحفاظ على المال أو‬ ‫األوراق‪ ،‬وأشياء صغيرة‪ ..‬الخ‪ .‬وغالبا ما‬ ‫يكون لون الكرزية أحمرا‪ .‬وقد استعملت‬ ‫في األندلس والمغرب‪ ،‬وما زالت رمز‬ ‫المرأة البدوية التي تعمل في الحقول‪،‬‬ ‫وعند قدومها إلى األسواق ببضاعتها‬ ‫المحمولة على ظهرها وفوق الكورزية‪.‬‬ ‫والشاشية (غطاء الرأس) والمنديل‬ ‫المخطط باألبيض واألحمر (غالبا)‬ ‫ويسمى (أتزار)‪ .‬هذا التالقي يشكل رمز‬ ‫المرأة الجبلية بصفة عامة‪ ،‬والطوازين‬ ‫(الطرابق)‪( .‬وهما قطعتان من الجلد‬ ‫المطروزتان ولها خيوط جلدية تلف‬ ‫بهما المرأة البدوية العاملة رجليها‬ ‫من أسفل الركبتيــن إلى ُ‬ ‫الكعَّيْن‬ ‫حفاظا ووقاية لها من كل مكروه قد يصيبها في عملها أو في الطريق‪ .‬وقد‬ ‫ارتبطت هذه األلبسة عموما بتقاليد وأعراف خاصة‪ .‬وما يمكن مالحظته في‬ ‫هذه القبائل هو الحرص على األناقة في ألبستهم رجاال ونساء وخصوصا في‬ ‫المناسبات والمواسم‪ ،‬وحسب فصول السنة‪ .‬واحتفظت المرأة بالحلي التي‬ ‫كانت سائدة في األندلس الدمالج‪ -‬والخالخل‪ ،‬والقالئد‪ ،‬والخميسة الفضية‬ ‫أو الذهبية والخواتم واألسوار الفضية أو الذهبية‪ .‬وكان هناك يهود يفضلون‬ ‫اإلقامة واالستقرار في قرى ومداشر القبائل الخمسية والغمارية‪ ،‬قدموا إليها من‬ ‫مدن أندلسية‪ ،‬ومارسوا مهنا كالحجامة والداللة في األسواق األسبوعية وإصالح‬ ‫النعال‪ ،‬والخياطة ونسيج العقل والقلنصوات وتعاطوا للتجارة‪ ،‬والصياغة‪ ،‬وصناعة‬ ‫الصابون‪ ،‬والقدور واللحامة‪ ،‬وطبخ الخبز واالسفنج‪ ،‬وسقاية الماء‪ ،‬وتقطير العسل‬ ‫واالتجار في شمعه‪ ،‬والبردعة ودبغ الجلود واالتجار فيها‪ ،‬ثم االتجار في الفضة‬ ‫والذهب وصناعة الحلي‪ ،‬والنسيج واأللبسة‪.‬‬ ‫والبيت الجبلي في غمارة واألخماس يحتفظ بالكثير من مالمح البيت‬ ‫األندلسي في ضواحي غرناطة من حيث البساطة والسعة (الدويرة‪ ،‬السطح‪،‬‬ ‫الروى‪ ،‬الكانون‪ ،‬النوالة)‪ .‬وحتى لهجة أهل المنطقة بما فيها شفشاون‪ ،‬فقد‬ ‫الحظ شارل دوفوكو عندما زار المدينة مارا بباديتها سنة ‪1883‬م أنهم يضيفون‬ ‫حرف (د) التي يجعلونها تسبق األسماء في حالة اإلضافة مثل واد (د‪ ).‬النخلة‪،‬‬ ‫جبل (د) األخماس‪ ،‬قنطرة (د) رَبِّي‪ .‬وله نفس المعنى لحرف اإلضافة في اللغة‬ ‫اإلسبانية (‪ )DE‬والفرنسية‪ .‬وإضافة حرف الالم قبل الفعل‪ :‬أنا لنراه –أنا لنقرا‪ -‬أنا‬ ‫لنتغد‪ -‬لنكتب‪ -‬لنصلي‪ ..‬وحتى األمثال الشعبية‪ .‬فإن الدكتور محمد بن شريفة‬ ‫يرى أن قسما كبيرا من األمثال األندلسية العامية الواردة في مجموعة الزجالي‬ ‫ما تزال مستعملة في حواضر المغرب وبواديه‪.‬‬

‫أسماء المداشر الغمارية التي يحتمل أن يكـــون لها ارتباط‬ ‫بالمهاجرين من األندلس (مالمـــح خليط متناغم من الدم‬ ‫األندلسي والعربي واألمازيغي)‪:‬‬ ‫قبيلة بني زجل ‪:‬‬ ‫إمولة‪ ،‬أموراسن‪ ،‬القلعة‪ ،‬أزرهان‪ ،‬أمطراس‪ ،‬بني محمد‪.‬‬ ‫قبيلة بني خالد ‪:‬‬ ‫بني يبثة‪ ،‬القندية‪ ،‬بني أريان‪ ،‬أيلة‪ ،‬بورخة‪ ،‬بني شيا‪ ،‬جرمون‪ ،‬أطباش‪،‬‬ ‫موطي‪ ،‬ماشت‪ ،‬أوالسن‪ ،‬زازو‪ ،‬أغران‪.‬‬

‫قبيلة بني بوزرة ‪:‬‬ ‫بوسكين‪ ،‬فالز‪ ،‬القلعة‪ ،‬الونثي‪ ،‬أيسوكة‪ ،‬أناري‪ ،‬إيزيون‪ ،‬النيش‪ ،‬إسندرين‪،‬‬ ‫بني حسون‪ ،‬بني زراولو‪ ،‬الدباغين‪ ،‬بني حمدون‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم‪:‬‬

‫ذ‪ .‬محمد القاضي‬

‫قبيلة بني زيات ‪:‬‬ ‫بني بارون‪ ،‬إباطوني‪ ،‬بورد‪ ،‬اشقاللن‪ ،‬بني عيدون‪ ،‬القلعة‪ ،‬مركادو‪ ،‬زاوية‬ ‫بورمان‪ ،‬أطنبران‪ ،‬بنوجانفن‪ ،‬ويقول عنهم الحسن الوزان‪ :‬بأنه كان على اتصال‬ ‫بهؤالء الجبليين خالل فترة طويلة من حياته‪ ،‬إذ كان ألبيه أمالك بهذا الجبل‪،‬‬ ‫فإنه كان يعاني الشدائد الستخالص محصول أراضيه الزراعية وكرومه‪ ،‬ألن‬ ‫هؤالء القوم يماطلون كثيرا في اآلداء (الجزء األول من وصف افريقيا‪ ،‬ص‪.)264‬‬ ‫بني بخت‪.‬‬ ‫قبيلة بني سليمان ‪:‬‬ ‫بني م��رزوق‪ ،‬البخاتة‪ ،‬القليعة‪ ،‬أونة‪ ،‬أزليمة‪ ،‬الواديين‪،‬‬ ‫إمدرنان‪ ،‬درمنات‪ ،‬تورات‪ ،‬بوهدون‪ ،‬الكان‪ ،‬انرجل‪ ،‬بني بارون‪،‬‬ ‫إشتة‪ ،‬أعبيدن‪ ،‬إنركل‪ ،‬إشطا‪ ،‬أموال‪ ،‬أشريطن‪ ،‬أشوكران‪ ،‬بني‬ ‫بوزيكو‪.‬‬ ‫قبيلة بني سميح‪:‬‬ ‫بني أنصار‪ ،‬أفغال‪ ،‬أونات‪ ،‬رمانة‪.‬‬ ‫قبيلة بني كرير‪:‬‬ ‫دارنو‪ ،‬خنوبة‪ ،‬بولد‪ ،‬أحضار‪ ،‬أفريوت‪ ،‬أنسفول‬ ‫قبيلة بني منصور‪:‬‬ ‫بني أنصار‪ ،‬السعوديين‪ ،‬بني شريبن‪ ،‬دارماكو‪ ،‬بني بشار‪،‬‬ ‫بني غفارة‪ ،‬إسوكه‪ ،‬إيطروهاش‪ ،‬أتليغا‪.‬‬ ‫قبيلة بني إرزين‪:‬‬ ‫بني قاسم‪ ،‬بني موراق‪ ،‬أوفاس‪ ،‬أستوف العليا‪ ،‬والسفلى‪،‬‬ ‫بوينفع‪ ،‬بوخالد‪ ،‬أبو حاثن‪ ،‬عنقود‪ ،‬لوظة‪ ،‬أجيا‪ ،‬أساكي‪ ،‬بني‬ ‫مراق‪ ،‬واد أورنكا‪.‬‬ ‫أما في األخماس (هم بالعلم أغنى الناس) عبارة قالها‬ ‫محمد بن العربي البقالي‪.‬‬ ‫قبيلة بني صالح‪:‬‬ ‫الغدير‪ ،‬يقول عنها مولييراس بأنها‬ ‫كانت مدينة ومقرا للجامعة القديمة التي‬ ‫درس بها مؤسس شفشاون‪ ،‬وكان بها‬ ‫تسعة مساجد (ص‪ .)103‬وكذلك بني‬ ‫زيد التي كانت مدينة‪ ،‬وأكبر من الخزانة‪،‬‬ ‫بحيث ك��ان ع��دد سكانها عندما زاره��ا‬ ‫(الدريوش‪ /‬مولييراس من ‪ 8‬إلى ‪ 10‬آالف‬ ‫نسمة‪ ،‬يضاف إليهما الشرافات وتنغايا‪.‬‬ ‫وكانت تشكل حزاما من بساتين الفواكه‬ ‫والخضر المتنوعة‪ .‬وكان كل مسكن من‬ ‫األخماس محاطا بأشجار البرتقال والجوز‬ ‫والزيتون‪ .‬وكثرة األرحى لتعصير الزيتون)‪.‬‬ ‫الخزانة‪ ،‬بني جافن‪ ،‬بوحلة‪ ،‬برفدة‪ ،‬أريغالن‪،‬‬ ‫مشكرالة‪ ،‬أكراط‪ ،‬بني حمد اهلل‪ ،‬الغيطون‪،‬‬ ‫أوالد القطان‪ ،‬ال��س�لاوي��ون‪ ،‬إمهراش‪،‬‬ ‫هشتاال‪ ،‬كرداد‪ ،‬منصورة‪ ،‬إسوراح‪ ،‬أكراط‪،‬‬ ‫بني عمار‪ ،‬بني يمون‪ ،‬بومنديل‪ ،‬الزيدانة‪،‬‬ ‫بياطة‪ ،‬الدشريين‪ ،‬دوار الزرقط‪ ،‬بني والل‪،‬‬ ‫فدان الجبل‪ ،‬أمكدي‪ ،‬أيشكين‪ ،‬توارشت‪،‬‬ ‫أمكري‪ ،‬بني عاصم‪ ،‬بني كمانو‪ ،‬إهاللش‪،‬‬ ‫أمرابطش‪ ،‬بني بوهر‪ ،‬أبحريون‪ ،‬أوالد بن‬ ‫داود‪ ،‬أوالد بن عالل‪ ،‬غجو‪ ،‬جينينو‪ ،‬الرويز‪،‬‬ ‫زرقيق‪ ،‬الشربي‪ ،‬بن سعيد‪ ،‬ابن األحمر‬ ‫(المجموع ‪.)42‬‬ ‫أعالم غمارة مــن ذوي الــجذور‬ ‫األندلسية‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ أبو العباس أحمد بن علي بن شعيب‬ ‫المغربي الزياتي المالكي المقرئ األندلسي‪،‬‬ ‫توفي سنة ‪1015‬هـ له كتاب (إتقان الصنعة‬ ‫في ال��ق��راءات السبعة) حققه ذ‪ .‬الحسن‬ ‫صدقي بدار الحديث الحسنية ‪1992‬م‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ أحمد بن إبراهيم الجريري األندلسي ثم الغماري (من عائلة أندلسية)‬ ‫انتقل بعض أفرادها إلى سال (توفي سنة ‪1924‬م)‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ عبد الرحمن بن محمد بن يحيى الغماري من أهل الجزيرة الخضراء‬ ‫(الفقيه العالم) توفي سنة ‪603‬هـ‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ عبد الفاضل بن عبد السالم بن أحمد المكي السوري الزياتي‪ ،‬أندلسي‬ ‫األصل‪ ،‬قدم سلفه من األندلس في حدود القرن العاشر الهجري‪،‬‬ ‫واستقروا في مدشر أزغار بني هليل‪ ،‬وكان مهدا للكثير من أهلها‬ ‫حتى اشتهر بأزغار األندلس (بني زيات) لكثرة من نزل بها من األسر‬ ‫األندلسية‪ ،‬وتخرج منها كثير من العلماء والفقهاء‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ محمد بن أحمد بن الفقيه الجريري األندلسي الغماري العالمة الكبير‬ ‫والقاضي الشهير‪ ،‬أسند له القضاء في سال ونواحيها في حدود سنة‬ ‫‪1220‬هـ‪.‬‬ ‫‪ 6‬ـ محمد بن علي السراج الهليلي الزياتي الغماري الفقيه األديب‪ ،‬المؤرخ‪،‬‬ ‫(ينحدر من أسرة أندلسية عريقة‪ ،‬هاجرت أواسط القرن ‪ 9‬هـ) توفي‬ ‫سنة ‪1984‬م (ترك إنتاجا علميا مهما)‪.‬‬ ‫‪ 7‬ـ محمد بن محمد الحاج أحمد بن عطية (عطية)‪ ..‬الغماري لقبا األندلسي‬ ‫أصال‪ -‬كان حيا سنة ‪1139‬هـ وهو الذي نسخ كتاب (معين الحكام)‬ ‫البن عبد الرفيع التونسي‪.‬‬ ‫‪ 8‬ـ بنو جانف في قرية بني زيات (بني بخت) يقال إنهم من أصل أندلسي‪،‬‬ ‫منهم محمد بن المفضل بن جانف الزياتي‪.‬‬ ‫‪ 9‬ـ محمد الغماري أبو عبد اهلل المالقي (صاحب الزاوية المخفية) توفي‬ ‫سنة ‪968‬هـ‪.‬‬


‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 20‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪915‬‬

‫شاعر وقصيدة‬

‫بقلم ‪ :‬عبد القادر الغزاوي‬

‫أقدم إلى القراء الكرام بصفة عامة وإلى محبي األدب العربي وعشاق الشعر العربي بصفة خاصة جماعة من الشعراء العرب الذين خلدهم‬ ‫شعرهم الرائع والجميل من القديم والحديث‪ ،‬وكذا مختارات من روائع شعرهم الخالد‪ ،‬دون األخذ بعين االعتبار ترتيبهم الزمني وعصورهم‬ ‫األدبية‪ .‬وقد أعملت جهدي المتواضع ما استطعت ألقدم إليكم هذه الطائفة الشعرية الرائعة المختارة حتى تنال إعجابكم وتروقكم ‪ ،‬وأن ينال‬ ‫هذا االختيار إقبالكم واستحسانكم ‪ .‬ألني ال أختار ما تختارون‪ ،‬وال أنتم مختارون ما أختار ‪ ،‬وال أنا مختار ما اخترتم ‪ ،‬وال أنتم مختارون ما أختار ‪،‬‬ ‫لكم اختياركم ولي اختياري‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ نزار قباني‬

‫رجل واحد ‪ ...‬وقبيلة من النساء‬ ‫( ‪ 1923‬ـ ‪1998‬م ) ‪:‬‬ ‫ولد نزار قباني يوم ‪21/03/1923‬م بالعاصمة السورية دمشق‪ ،‬ووافته‬ ‫المنية في العاصمة البريطانية لندن يوم ‪ ،1998/04/30‬عن سن يناهز‬ ‫‪ 75‬عاما‪ ،‬حيث قضى منها أكثر من خمسين عاماً في إبداع أشعار الغزل‬ ‫والسياسة‪ .‬كان يشتغل في السلك الدبلوماسي السوري‪،‬الذي انضم إليه‬ ‫سنة ‪1945‬م‪ .‬واستقال منه سنة ‪ .1966‬فتفرغ للكتابة واإلبداع في الشعر‬ ‫والنثر‪ .‬أسس دارا للنشر في بيروت تحمل إسم (منشورات نزار قباني)‪ ،‬خاصة‬ ‫بأعماله وإنتاجاته الفكرية‪ .‬يقول عنها ‪ « :‬دار النشر التي أنشأتها حولت‬ ‫أثاثها وجدرانها إلى شعر» ‪ .‬ألف عددا كبيرا من الدواوين الشعرية ومن‬ ‫الكتب النثرية‪ ،‬وجمعت أشعاره في أعمال كاملة طبعت عدة طبعات مختلفة‪،‬‬ ‫وترجمت أشعاره إلى عدة لغات عالمية‪ ،‬كما صدرت مجموعة من الكتابات‬ ‫النقدية والتحليلية لشعره‪ ،‬والعديد من الكتب والدراسات عن تجربته‬ ‫الشعرية المتفردة‪ .،‬ضمنها كتاب أصدرته سنة ‪2009‬م بعنوان «أيظن‬ ‫وأخواتها» يحتوي بين دفتيه على أحلى قصائده المغناة من قبل مطربين‬ ‫مغاربة وعرب‪.‬‬ ‫وهناك أسماء عديدة من الشعراء عبر العصور األدبية تحولت بعض‬ ‫قصائدهم إلى أغاني‪ ،‬وهم كثيرون‪.‬وكان لشعر نزار قباني القسط األكبر‬ ‫من تلك األغاني‪ ،‬فأبدع الملحنون في اختيــــــار األلحان المناسبة والجميلة‬ ‫والرائعة لقصائده‪ ،‬وقدموا أشعار نزار قباني في صورة غنائية جميلة ورائعة‪،‬‬ ‫وكسبوا جمهورا كبيرا‪ ،‬وجعلوه يعشق ويحفظ تلــــــــك األشعار‪.‬‬ ‫ولعل ما يميز أشعار نزار قباني السهولة والبساطة‪ ،‬فقد اختار لغة‬ ‫سهلة يفهمها المثقف واألمي على حد سواء‪ ،‬وذلك ألنه انتقى من األلفاظ‬ ‫أبسطها فال يحتاج معها السامع أو القارئ إلى معاجم لفك رموزها أو لشرح‬ ‫مصطلحاتها‪ .‬و ال شك أن هذه األغاني ساعدت على ذيوع قصائده المغناة‬ ‫وانتشارها‪ ،‬حيث أينما تولت فثمة أذن تلتقطها‪ ،‬فأقبل الجمهور العريض‬ ‫عليها بمختلف أذواقه و مستوياته الثقافية قراءة و سمعا‪ ،‬وسهل حفظ‬ ‫الكثيرين لها ‪ .‬ورغم ذالك فإن هذه القصائد ال تحتاج إلي تلحين لتغنى‪،‬‬ ‫فقصائده كلها أغاني‪ ،‬و كل قصيدة أغنية في حد ذاتها‪ .‬فقد قال الموسيقار‬ ‫الراحل محمد عبد الوهاب لنزار‪« :‬أنت شاعر مريح جدا ألنك تعطيني‬ ‫قصائدك ملحنة‪ ،‬وكيف ألحن ما هو ملحن»‪ ،‬وقال نزار نفسه ‪« :‬في كثير من‬ ‫األحيان كانت موسيقى القصيدة تسبق القصيدة‪ ،‬وتسبق تشكيل الكلمات»‪.‬‬ ‫وكانت قصيدة «أيظن» لنزار قباني أولى القصائد المغناة في مصر‬ ‫من تلحين محمد عبد الوهاب في الستينات من القرن الماضي ‪ .‬وجدير‬ ‫بالذكر أن مجموعة من الملحنين المغاربة لحنوا قصائد نزار قباني‪ ،‬وغناها‬ ‫مطربون مغاربة خالل الستينات والسبعينات من القرن الماضي‪ ،‬إال أنها لم‬ ‫تنل نصيبها من االنتشار والشهرة واالستمرارية ‪.‬‬ ‫و خالل حياته ومسيره اإلبداعي الطويل‪ ،‬رغم انشغاالته الوظيفية‪ ،‬فانه‬ ‫لم يتوقف عن كتابة الشعر‪ ،‬و لم ينقطع عن إغناء المكتبة األدبية و خاصة‬ ‫الشعرية‪ ،‬فقد ترك لنا مجموعة من الدواوين الشعرية و مآت القصائد‪،‬‬ ‫و عددا كبيرا من الكتب النثرية‪ . .‬وأن شعره ال زال يحتاج إلى مزيد من‬ ‫الدراسات‪ ،‬وقصائده إلى التلحين والغناء‪ ،‬وإنا لشعره وإنا إليه راجعون‪ ،‬فما‬ ‫أحلى الرجوع إليه ‪.‬‬ ‫وبرحيله يكون نجم شعري متفرد قد هوى‪ ،‬فمن كان يعشق نزار قباني‪،‬‬ ‫فإن نزار قد مات‪ ،‬ومن كان يعشق شعره‪ ،‬فإن شعره لم يمت‪ ،‬فهو حي‬ ‫في ديوان الشعر العربي‪ ،‬وفي ذاكرة محبيه وتالميذ ته ‪ .‬حيث لم يبق منه‬ ‫إال شعره المتميز والرائع‪ ،‬فاستطاع بشعره أن يحقق خلودا في عالم األدب‬ ‫والشعر‪ ،‬فافتحوا دواوين نزار قباني فإن لكم ما أردتم‪ ،‬وإن لمن شعره متعة‪،‬‬ ‫وأن أشعاره من الباقيات الخالدات‪.‬‬

‫قصيدة أيظن ‪:‬‬

‫تعتبر «قصيدة أيظن» لنزار قباني من أروع القصائد العربية‪ ،‬وهي‬ ‫أول قصيدة شعرية لنزار قباني لحنها الموسيقار محمد عبد الوهاب خالل‬ ‫الستينات من القرن الماضي‪ ،‬وغنتها المطربة نجاة الصغيرة‪ ،‬فكانت من‬ ‫أجمل وأنجح األغاني العربية‪ ،‬حيث ذاع صيتها ونالت شهرة واسعة‪ ،‬وأصبح‬ ‫الشاعر نزار معروفا لدى العامة والخاصة‪ ،‬بفضل كلماتها الجميلة‪ ،‬و براعة‬ ‫الملحن في تلحينها ‪،‬وإجادة المطربة في أدائها‪ ،‬إذ ربطت نجاة الصغيرة‬ ‫بصوتها الفاتن بين الكلمة الجمبلة واللحن الممتاز‪ ،‬وجعلتها جسرا موسيقيا‬ ‫بين القصيدة الشعرية المغناة والمستمع الذي أصبح يرددها ويستمع إليها‬ ‫كثيرا دون ملل ‪.‬‬

‫�أ َ َي ُظنُّ � يِّأن ُلع َب ٌة ب َي َد ْيهِ ؟‬

‫هدد بحب امر�أ ٍة �سوايا‪..‬‬ ‫�سواء‪..‬‬ ‫فكل ما تفعله‬ ‫ُ‬ ‫�سواء‪..‬‬ ‫كل ما تقوله‬ ‫ُ‬ ‫ف�أنت كالأطفال يا حبيبي‬ ‫نحبهم‪ ..‬مهما لنا �أ�سا�ؤوا‪..‬‬

‫هذه القصيدة تغنيها بهيجة إدريس (مطربة مغربية) من تلحين عبد‬ ‫اللطيف السحنوني ‪ .‬و أصالة من تلحين حلمي يركات ‪ .‬ديوان الرسم‬ ‫بالكلمات ‪.‬‬

‫‪ )2‬قصيدة رسالة من تحت الماء‬ ‫يقول في مطلعها ‪:‬‬

‫جوع �إليهِ‬ ‫�أنا ال �أ َف ِّك ُر يف ّ‬ ‫الر ِ‬ ‫عاد‪ ..‬ك�أنَّ �شيئ ًا مل ُ‬ ‫يكنْ‬ ‫اليوم َ‬ ‫َ‬ ‫وبراء ُة الأطفالِ يف َع ْين ْيهِ ‪...‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ليقول يل‪ � :‬يِّإن‬ ‫رفيقة دربِهِ‬ ‫احلب الوحي ُد َل َد ْيهِ ‪..‬‬ ‫وب�أ ّنني ُّ‬ ‫هور � َّ‬ ‫إيل‪َ ..‬‬ ‫كيف � ُأردُّ ُه‬ ‫َح َم َل الزّ َ‬ ‫مر�سوم على َ�ش َف َت ْيهِ ؟‬ ‫اي‬ ‫ِ‬ ‫و�ص َب َ‬ ‫ٌ‬ ‫عد ُت � ُ‬ ‫واحلرائق يف َدمي‬ ‫أذك ُر‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ما ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫التج�أ ُت �أنا �إلى زَ ْن َد ْيهِ‬ ‫كيف َ‬ ‫خ َّب� ُأت ر�أ�سي عن َد ُه‪ ...‬وك�أ ّنني‬ ‫ٌ‬ ‫طفل �أعادو ُه �إلى �أ َب َو ْيهِ ‪..‬‬ ‫ح ّتى ف�ساتيني التي �أهمل ُتها‬ ‫رح ْت بهِ ‪َ ..‬ر َق َ�ص ْت على َق َد َم ْيهِ‬ ‫َف َ‬ ‫ألت عن �أخبارِ ِه‬ ‫�سامحتُهُ ‪ ..‬و�س� ُ‬ ‫َ‬ ‫وبكيت‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫�ساعات على َك ِت َف ْيهِ‬ ‫تركت له يدي‬ ‫وبدونِ �أن �أدري‬ ‫ُ‬ ‫بني َي َد ْيهِ ‪..‬‬ ‫لتنام كالع�صفورِ َ‬ ‫َ‬ ‫و َن ُ‬ ‫�سيت حقدي ُك َّلهُ يف لحَ َظةٍ‬ ‫َمن َ‬ ‫قال �إنيّ قد َح َق ْد ُت عليهِ ؟‬ ‫ري عائ َد ٍة لهُ‬ ‫يّ غ‬ ‫إن‬ ‫ �‬ ‫لت‬ ‫َكم ُق ُ‬ ‫ُ‬ ‫جوع �إليهِ ‪.‬‬ ‫ور ُ‬ ‫الر َ‬ ‫جعت‪ ..‬ما �أحلى ّ‬ ‫َ‬ ‫هذه القصيدة يغنيها محمد عبد الوهاب نجاة الصغيرة ‪ .‬لحن محمد‬ ‫عبدالوهاب ‪ .‬ديوان حبيبتي‬ ‫نماذج من أشعاره وخاصة من قصائده المغناة ‪:‬‬

‫‪ )1‬قصيدة إغضب‬ ‫يقول في مطلعها ‪:‬‬

‫ت�شاء ‬ ‫�إغ�ضب كما‬ ‫ُ‬ ‫ت�شاء‬ ‫واجرح �أحا�سي�سي كما‬ ‫ُ‬ ‫حطم �أواين الزهر واملرايا‬

‫كنت �صديقي‪� ..‬ساعِ دين ‬ ‫�إن َ‬ ‫أرح َل َعنك‪..‬‬ ‫َكي � َ‬ ‫نت حبيبي‪� ..‬ساعِ دين ‬ ‫�أو ُك َ‬ ‫َكي �أُ�شفى منك‬ ‫لو � يِّأن �أعرِ ُف �أنَّ ُ‬ ‫ري جِ َّد ًا‬ ‫احل َّب خط ٌ‬ ‫ما �أحببت‬ ‫عميق جِ داً‬ ‫ُ‬ ‫حر‬ ‫ٌ‬ ‫لو � يِّأن �أعرف �أنَّ ال َب َ‬ ‫ما �أبحرت‪..‬‬ ‫لو � يِّأن � ُ‬ ‫أعرف خامتتي‬ ‫كنت َبد�أت‪...‬‬ ‫ما ُ‬ ‫هذه القصيدة يغنيها عبد الحليم حافظ من تلحين محمد ألموجي ‪.‬‬ ‫ديوان قصائد متوحشة ‪.‬‬

‫‪ )3‬قصيدة مكابــرة‬ ‫يقول في مطلعها ‪:‬‬

‫أعلم‬ ‫تراين �أحبك ؟ ال � ُ‬ ‫املبهم ‬ ‫�س�ؤال ُيحيط به‬ ‫ُ‬ ‫و�إن كان حبي لك افرتا�ضا‪..‬‬ ‫ملاذا �إذا حلت َ‬ ‫الدم ؟‬ ‫طا�ش بر�أ�سي ُ‬ ‫بحنجرتي‬ ‫وحار اجلواب ُ‬ ‫النغم‬ ‫وجف النداء ‪ ..‬زمات ُ‬ ‫وفر وراء ردائك قلبي‬ ‫لثم‬ ‫ل َيل ُث َم منك الذي ُي ُ‬ ‫تراين �أحبك ؟ ال ‪ .‬ال ‪ُ .‬م ٌ‬ ‫حال‬ ‫أغرم ‪...‬‬ ‫�أنا ال �أحب وال � ُ‬

‫هذه القصيدة يغنيها المعطي بن قاسم من تلحين عبد السالم عامر ‪.‬‬ ‫ديوان قالت لي السمراء ‪.‬‬ ‫المراجـــــع ‪:‬‬ ‫ـ نزار قباني ‪ :‬دواوين شعره ‪.‬‬ ‫ـ نزار قباني ‪ :‬كتاب قصتي مع الشعر ‪.‬الطبعة األولى ‪. 1973.‬‬ ‫ـ عبد القادر الغزاوي ‪ :‬كتاب أيظن وأخواتها ‪.‬الطبعة األولى السنة ‪1999‬م‪.‬‬ ‫ـ كتاب األدب العربي المعاصرفي سوريا ‪ .‬سامي الكيالي ‪ .‬الطبعة الثانية ‪. 1968 .‬‬ ‫ـ عصام الحلبي ‪ :‬كتاب المرأة بين عباس العقاد ونزار قباني ‪ .‬الطبعة األولى ‪.‬‬ ‫‪. 2011‬‬ ‫ـ مجموعة من الكتب والدراسات التي تناولت حياة وشعر نزار قباني ‪.‬‬


‫العدد ‪915‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 20‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫إنها لغة أمـة‬ ‫إنها لغة أمة ذات دين وذات حضارة وذات رسالة خالدة حدودها من المحيط األطلسي إلى الخليج العربي ومن‬ ‫هذا المحيط إلى ما بعد هذا الخليج‪ ،‬رسمت هذه اللغة في اثنين وعشرين دولة عربية والباقي من األمة رسمت كلغة‬ ‫ثانية ملتصقة بلسانها عند صالتها وعند تالوتها للقرآن وبمقدمة خطب الجمعة ‪.‬‬ ‫إنه مليار وأكثر من نصف مليار من البشر يستعمل هذا اللسان ما يميزه عن غيره‪ ،‬األمر الذي يحتم وجود رجال‬ ‫يستميتون من أجل حماية هذا الركن األساسي في هذه األمة ‪.‬‬ ‫فاإلسالم المحمدي ليس فيه من يقتصر على األكل والشرب والصالة دون القيام بدوره كفرد يتحمل المسؤولية‬ ‫في التأثير ولعب الدور المطلوب لخدمة وتقدم مجتمعه الذي يتحمل فيه المثقف القسط الكبير من هذه المسؤولية‪،‬‬ ‫فالمثقف الذي ال يركز سوى على مصالحه الخاصة ال يمكن إدخاله في إطار المؤمنين باإلسالم المحمدي ذلك أن‬ ‫أصحاب محمد الرسول ( ص ) كانوا جميعا يقومون بدورهم المجتمعي ولوال ذلك ما برح اإلسالم «يثرب» ولقد كانت‬ ‫تعليمات وتوجيهات الرسول األعظم هي النبراس الذي تمسك به الرجال األحرار ومن تلك التعليمات والتوجيهات‬ ‫قوله ‪:‬‬ ‫« من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم»‪.‬‬ ‫يقولون إن هذا الحديث ضعيف‪ ،‬والعبد الضعيف يقول ‪ :‬إن معنى هذا الحديث هو لب وجوهر اإلسالم‪ ،‬ألن‬ ‫اإلسالم جاء لخدمة المجتمع وخدمة قضاياه ‪.‬‬ ‫و من بين قضاياه المهمة خدمة لغة القرآن والدفاع عنها وحمايتها‪ ..‬ولذلك كان لزاما علينا خلق جمعية من‬ ‫أجل القيام بواجب الحفاظ على اللغة النبوية والدفاع عنها في مواجهة التغلغل الفرنكفوني االستعماري المتجسد في‬ ‫زمرة من المستلبين المغيبين عن هويتهم المفتخرين بلغة‬ ‫الغير االستعماري‪ ،‬أوالئك الذين يشتغلون ليل نهار في خدمة‬ ‫وتنمية وإشاعة لغة هذا الغير وفي المقابل يعملون على‬ ‫محاربة اللغة النبوية بمنعها من اقتحام المجاالت األساسية‬ ‫في مجتمعنا على مستوى التعليم العالي مثل كلية الطب‬ ‫والهندسة والعلوم وعلى مستوى جل اإلدارات العمومية‬ ‫والخاصة وعلى مستوى المحيط االجتماعي وعلى مستوى‬ ‫اإلعالم بينما العالم يحترم لغته ويفرضها في جميع مجاالت‬ ‫الحياة كلها ‪.‬‬ ‫ففي فرنسا نجد الدولة الفرنسية مجنـدة ضد الغزو‬ ‫الثقافـي األنجلوساكسونــــي وحريصة كــل الحــرص على‬ ‫الحفاظ على لغتها الرسمية الوحيدة ولتأكيد ذلك أصدرت قانون «توبون» سنة ‪ 1994‬الذي يمنع الحديث بأية لغة‬ ‫أو لهجة أخرى وطنية كانت أو أجنبية غير الفرنسية في المحافل الرسمية حفاظا على وحدة فرنسا وتقدمها ‪.‬‬ ‫بل ركزت اللغة الفرنسية في جميع مجاالت الحياة ولم تترك مجاال ألية لهجة أو لغة محلية لتزاحم اللغة الرسمية‬ ‫الوحيدة ‪.‬‬ ‫هذه هي فرنسا التي تلهم التوابع بخلق ضرات للغة الوحي والتاريخ والحضارة والخلود لمضايقتها‪ ،‬فتجد‬ ‫االستجابة من طرف من يعتبرون أنفسهم أبناء « ماما» الحنون ‪..‬‬ ‫و في سوريا حيث اللغة العربية مهيمنة في كل مجاالت الحياة أطباء سوريا الخريجون من جامعتها والذين‬ ‫يشتغلون اآلن في الغرب يعتبرون من أشهر األطباء ‪.‬‬ ‫و في إيران حيث إضافة إلى اللغة الفارسية‪ ،‬فإنهم يقدسون اللغة العربية بصفتها لغة القرآن ويعتبرونها اللغة‬ ‫الرسمية الثانية بعد الفارسية‪ ،‬بدليل أن بعض خطب الجمعة تكون باللغة العربية ‪.‬‬ ‫و في تركيا حيث عندهم اللغة التركية الرسمية مقدسة إذ نجدها فارضة وجودها في كل الميادين‪ ،‬علما أن اللغة‬ ‫التركية ثالثون في المائة من معجمها كلمات عربية وكل الكلمات التي تبدأ بحرف الميم عربية ‪.‬‬ ‫رغم ذلك‪ ،‬الدولة التركية ال تسمح ألي تغلغل لغوي أو استعمار ثقافي يعشعش في بلدها ‪،‬‬ ‫لماذا كل هذا ؟ ‪..‬‬ ‫ألن ‪ - :‬اللغة ركن أساسي من أركان السيادة إذا مست اللغة مست السيادة وبها تتحقق الذات وبها نعبر‬ ‫عن الهوية‪ ،‬وهي أداة للوحدة خصوصا إذا كانت هذه اللغة في مستوى لغتنا العربية التي هي لغة أمة ولغة‬ ‫الهوية الجامعة أي أنها تضم في أحشائها وأطرافها ( هويات خاصة ) وهي أيضا معيار لالستقالل ‪ :‬فالدولة‬ ‫التي تهيمن عليها الثقافة االستعمارية ال تعتبر مستقلة وكذا الدولة التي ال تستعمل لغتها األساسية في‬ ‫حياتها العامة ‪..‬‬ ‫إن استعمال اللغة الوطنية الرسمية يقضي على التمايز الطبقي ويحقق العدالة االجتماعية ويؤدي إلى إشاعة‬ ‫العلم والوعي في أوسع نطاق ويؤدي أيضا إلى النهضة الحقيقية والتطور على جميع المستويات مثل كوريا الشمالية‪،‬‬ ‫كوريا الجنوبية‪ ،‬اليابان‪ ،‬الصين ‪ ..‬الخ‪.‬‬ ‫لكن واقعنا يثبت أن اللغة الرسمية في هذا البلد عمليا هي اللغة الفرنسية رغم أنف الدستور ورغم أنفنا جميعا ‪.‬‬ ‫و على دعاة الفرنسة أن يعلموا ‪:‬‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫‪ -‬م�صطفى البقايل الطاهري*‬

‫ أن اللغة الفرنسية لم تعد لغة علم إذ أصبحت مراجعها في حقول المعارف الحديثة متخلفة بالقياس إلى‬‫اإلنجليزية ‪..‬‬ ‫ أن مساهمة اللغة الفرنسية في البحث العلمي العالمي ال تتعدى ‪ % 2.5‬اليوم ‪..‬‬‫ أن الفرنسية هيمنت علينا منذ ‪ 1912‬إلى اآلن ومع ذلك لم نتقدم في مجال التنمية بما يكفي ‪..‬‬‫ أن الجامعات التي تتبنى الفرنسية في السنغال وساحل العاج والمغرب وضعت في مؤخرة الترتيب العلمي‬‫للجامعات بينما جامعات سوريا وتركيا وإيران واألردن تتقدمنا بدرجات ‪..‬‬ ‫ أن الفرنسية التي ال تفهم سوى بنسبة أقل من ‪ % 7‬من الشعب المغربي المتعلم ‪ ..‬ال يمكن أن تكون أداة‬‫لتنمية مجتمع ما ‪.‬‬ ‫إن لغة الضاد في هذا الوطن أصبحت اآلن محط هجومات متنوعة من طرف بعض الفرنكفونيين وحماة الدوارج‬ ‫لكن الدولة وأجهزتها غير مهتمة على اإلطالق بمخاطر التخلي عن اللغة العربية التي هي تعبير عن الهوية الجامعة‬ ‫وهي تشكل مقوما أساسيا لهويتنا‪ ،‬فرغم تأكيد الحكومات المتعاقبة التزامها بإعادة االعتبار للغة العربية فإن هذا‬ ‫االلتزام لم نر له أثرا كما ال نرى أثرا ألكاديمية اللغة العربية بل نشهد العكس ويتجلى ذلك في تكثيف الغزو الثقافي‬ ‫الفرنكفوني في بلدنا ‪..‬‬ ‫إن أعداء اللغة العربية « قوم تبع» لما فطن لحيلتهم الوطنيون األمازيغيون األحرار انتقلوا إلى استعمال سالح‬ ‫التدريج وكل هذا يصب في مسار واحد هو مضايقة لغة الضاد‪ ،‬وهؤالء األعداء أبدا هم فاشلون‪..‬‬ ‫إننا في حاجة إلى صحوة بل انتفاضة سلمية ضد‬ ‫الفرنكفونية االستعمارية ألنها محض استعمار مقنع وألنه ال‬ ‫يمكن أن نسمي أنفسنا مستقلين بوجود هيمنتها‪..‬‬ ‫أمام هـــذا الواقـــــع المظلم‪ ،‬لم نجد ســـوى أن‬ ‫نشمر عن سواعدنا لنقف في خندق الدفاع عن لغتنا العربية‬ ‫بمساعدة المثقفين أمثال ‪ :‬األستاذ عبد الرحمان بن عمـــرو‬ ‫والدكتور فؤاد بوعلي والدكتـــور محمد نافع والمناضلة‬ ‫السيــدة ‪ :‬جرية حجي وغيرهــم من المناضلين الشرفاء ‪.‬‬ ‫و إن نسيت ال أنســى الشاعر الكبير الراحل شاعـر النيل‬ ‫حافظ إبراهيم الذي دافــع منـــذ بداية القــرن العشرين عن‬ ‫اللغة العربية إذ قال ‪:‬‬ ‫رموني بعقم في الشباب وليتنــي عقمت فلم أجـزع لقول عداتـي‬ ‫وسعت كتاب اهلل لفظـا وغـايـة وما ضقـت عـن آي به وعظـاتـي‬ ‫فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة وتنسيق أسماء لمخترعـاتــــي‬ ‫أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل سألوا الغواص عن صدفـاتـي‬ ‫فال تكلونـي للزمــان فإننـي أخـاف عليكــم أن تحيـــن وفــاتــي‬ ‫أيطربكم من جانب الغرب ناعــب ينادي بـوأدي في ربيع حيـاتـــي‬ ‫أيهجرني قومي عفا اهلل عنهـــــم إلى لغـة لم تتصل بـــــــرواة‬ ‫أليس عارا أن تظل لغـة االستعمـار مهيمنة علينا منذ االستقـالل إلى اآلن ؟‪..‬‬ ‫أليس عارا أن نرى جل إعالنات شوارعنا مكتوبا بالفرنسية ؟‪..‬‬ ‫أليس عارا أن تجد أن هناك اجتماعات رسمية الحديث فيها يكون باللغة الفرنسية االستعمارية ؟‪..‬‬ ‫أليس عارا أن تجد جل أوراق إدارتنا مكتوبا بلغة ليوطي ؟ ‪..‬‬ ‫بقاء هذا سببه طبقة ربطت مصالحها بفرنسا التي تنظر إلينا نظرة ازدراء واستهزاء مع اعتبارنا سذجا ال هوية لنا‬ ‫وال غيرة على ديننا‪ ،‬فنحن بالنسبة إليها مجموعة من المستلبين المنبهرين التبعيين‪ ،‬فنصبح لغتها في هذا الجو هي‬ ‫اللغة المعتبرة وقد تعتبر المقدسة‪ ،‬بينما علم اللسانيات في أروبا يقول ‪:‬‬ ‫ إن الفرنسية عمرها لن يتجاوز ‪ 2070‬وأن اللغة التي لن تموت هي اللغة العربية الخالدة ‪.‬‬‫إني أحيل هؤالء على العلم األروبي ليقول لهم هذه الحقيقة ليتأكدوا بعد ذلك أن العربية لغة أمة ولغة حضارة‬ ‫ولغة خلود ولن تموت ولن تموت ‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــ‬ ‫* عضو في المكتب الوطني للجمعية المغربية لحماية اللغة العربية بالرباط‪.‬‬

‫تدني المستوى الدراسي في العالم اإلسالمي‬ ‫وأسبـابـه (‪)2/1‬‬

‫*أسباب تدني المستوى الدراسي ‪:‬‬ ‫إننا ال نتناول اآلن شرح جميع األسباب المؤدية لتدني المستوى الدراسي في عالمنا اإلسالمي‪ ،‬ألن ذلك ليس‬ ‫بوسعنا في هذا المقال القصير‪ ،‬إنما سنركز على شرح ما نراه مهما‪ ،‬ومن أهم هذه األسباب يأتي السبب النفسي‪،‬‬ ‫والسبب التربوي‪ ،‬والسبب الثقافي‪.‬‬ ‫‪1‬ـ السبب النفسي ‪ :‬وهو من أهم أسباب تدني المستوى الدراسي وأكثرها مفعوال فيه‪ ،‬وهو عدم االستعداد‬ ‫النفسي لدى معظم الطالب ليكونوا طالب علم لها وظائفها ومسؤولياتها‪ ،‬يعني أن الطالب رغما من انخراطه مع‬ ‫الطالب الجامعيين‪ ،‬حسب التسجيل في السجالت الجامعية‪ ،‬لكنه لم يحدد بعد تصوريا وفكريا موقعه االجتماعي‪ ،‬فلم‬ ‫يتقبل نفسيا أن موقعه في مجتمعه موقع طالب علم عليه أداء بعض الواجبات العملية‪ ،‬والقيام ببعض المسؤوليات‬ ‫الدراسية‪ ،‬ولم يدرك أن عليه من يوم انخراطه في سلك الطلبة الجامعيين تنظيم حياته وتنسيق أموره وترتيب‬ ‫شؤونه من جديد‪ ،‬كذلك لم يدرك أن عليه التقليل من عالقاته والتحديد من زياراته‪ ،‬وأن عليه ترتيب مالبساته‬ ‫وتصنيف مناسباته‪ ،‬وأهم من ذلك التنظيم الدقيق ألوقاته وفق ظروفه الدراسية ومتطلبات حياته التعليمية‪ .‬كما أن‬ ‫الطالب ال يفكر في هذا‪،‬كذلك ال يرشده أحد من أساتذته وأقاربه وأبويه أيضا‪ ،‬فتمضي سنواته الدراسية واحدة تلو‬ ‫األخرى بدون أن يفهم أن موقعه في المجتمع هو موقع الطالب الذي ينبغي أن يكون منعزال عن وسطه الذي يعيش‬ ‫فيه إلى درجة ما‪ ،‬وأن ال يهمه إال دراسته‪ .‬وأن تكون معظم مع نفسه وغيره متكونا ودائرا في هذا المحور وحسب‪.‬‬ ‫وينشأ عدم االستعداد النفسي لدى الطالب من خمسة أمور‪:‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫ـ قلة التوجه النفسي إلى العلم‬ ‫ـ قلة أو عدم اهتمام الطالب بخدمة شعبه وأمته (أي لم يتم فيه عزم كبار الرجال منذ صغره)‪.‬‬ ‫ـ حماية الدولة اإلسالمية من شر الكفار‪ ،‬وحقيقتها حماية العقيدة والمنهج‪ ،‬وكلما امتد اإلسالم إلى أرض وأزال‬ ‫عنها أنظمة الشرك صارت في إطار الدولة اإلسالمية‪.‬‬ ‫وإن الهدف السامي المتضمن إلعالء كلمة اهلل‪ ،‬وهي اإلسالم‪ ،‬وإقامة سلطان اهلل في األرض‪ ،‬وجعل كلمة‬ ‫الذين كفروا السفلى‪ ،‬وإخالء العالم من الفساد األكبر الذي هو الشرك‪ ،‬وما ينتج عنه‪ ،‬وإزالة الطواغيت الذين يجولون‬ ‫بين الناس وبين اإلسالم ويعبدونهم لغير اهلل‪ ،‬هو ما يجب أن يسعى إليه المجاهدون في كل مكان وزمان‪ ،‬ال‬ ‫تأخذهم في اهلل لومة الئم‪.‬‬ ‫ومن األهداف التي تتبع هذا الهدف الرئيس‪:‬‬ ‫ـ رد اعتداء المعتدين على المسلمين‪ ،‬قال اهلل تعالى ‪ ( :‬وقاتلوا في سبيل اهلل الذين يقاتلونكم وال تعتدوا إن‬ ‫اهلل ال يحب المعتدين)‪.‬‬ ‫وفي حديث عياض بن حمار المجاشعي ـ رضي اهلل عنه ـ أن الرسول ـ صلى ـ اهلل ـ عليه ـ وسلم ـ قال ذات يوم‬ ‫في خطبته ‪ ( :‬أال إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم‪ ...‬وقال إنما بعثتك ألبتليك وأبتلي بك‪ ...‬وابعث جيشا نبعث‬ ‫خمسة مثله )‪.‬‬


‫العدد ‪915‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 20‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫حدائق الأزاهر يف م�ستح�سن الأجوبة وامل�ضحكات‬ ‫واحلكم والأمثال واحلكايات والنوادر‬ ‫وهوكتاب جامع للحكم واألمثال والنوادروالحكايات‪،‬ألفه الفقيه األديب محمد بن محمد بن محمد أبو بكر ابن عاصم القيسي الغرناطي قاضي من فقهاء‬ ‫المالكية باألندلس توفي بمسقط رأسه غرناطة عن عمر السابعة والستين سنة (عام ‪ 829‬هـ الموافق ‪1426‬م)؛كان يجلد الكتب في صباه‪ ،‬وتقدم حتى‬ ‫ولي قضاء القضاة ببلده‪.‬‬ ‫وقد أخذ عن أعالم منهم‪:‬‬ ‫أبو إسحاق الشاطبي‪ ،‬وأبو عبد اهلل القيطاجي‪ ،‬وأبو عبد اهلل الشريف التلمساني‪ ،‬وأبو إسحاق ابن الحاج‪ ،‬وابن عالق‪ ،‬وخااله أبو بكر‪ ،‬ومحمد ولدا أبي القاسم‬ ‫بن جزي‪ ،‬وابن لب وغيرهم‪.‬‬ ‫وله من المؤلفات‪:‬‬ ‫ــ تحفة الحكام في نكت العقود واألحكام‪ (:‬أرجوزة في الفقه المالكي تعرف بالعاصمية)‪ ،‬شرحها جماعة من العلماء‪.‬‬ ‫ــ أراجيز في األصول والنحو والقراءات‪.‬‬ ‫وحدائق األزاهر في مستحسن األجوبة والمضحكات والحكم واألمثال والحكايات والنوادر (وهو الكتاب الذي سنتحف به القارئ الكريم عبر سلسلة‬ ‫حلقات)‪.‬‬

‫في أخبار المغفلين وأهل البله وما يحكى عن المجنونين‪ ،‬ومن ال عقل لهم‬

‫مر رجل بحمار على المقابر‪ ،‬فنفر الحمار عند قبر منها‪ ،‬فقال‪« :‬ينبغي أن يكون صاحب هذا القبر‬ ‫بيطاراً»‪.‬‬ ‫ورأى أبو عوانة قوماً قد صلبوا‪ ،‬فجعل يقول‪« :‬هذا وعد اهلل‪ ،‬وصدق المرسلون‪ ،‬بارك اهلل لنا إذا صرنا‬ ‫إلى ما صاروا إليه»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وقال أبو العباس‪« :‬اجتزت يوما في بعض طرق بغداد‪ ،‬فإذا أنا بامرأة قد عرضت لي‪ ،‬فقالت‪« :‬باهلل‪،‬‬ ‫ما اسمك؟»‪ ،‬فقلت‪« :‬أحمد»‪ ،‬قالت‪« :‬وأنا أحب الغرباء‪ ،‬فهل لك أن أزوجك جارية حسنة؟» قلت‪« :‬نعم»‪،‬‬ ‫قالت‪« :‬وتلد ولداً وتدعه ينصرف إلى المكتب‪ ،‬فيطلع يوماً للسطح‪ ،‬ويقع منه‪ ،‬وينشق رأسه ويموت‪ ،‬ثم‬ ‫صاحت وصرخت وبكت ولطمت وجهها‪ ،‬فخفت منها أن تكون مجنونة»؛ فمضيت وتركتها‪ ،‬فرأيت شيخاً‬ ‫ينظر إلي على باب الدار‪ ،‬فقال لي‪« :‬ما لك؟»‪ ،‬فحدثته فقال‪« :‬ال تأخذ عليها‪ ،‬ما الموت إال مصيبة‪ ،‬ومن‬ ‫يرزق مثل صبرك؟» ؛فرأيت الشيخ أحمق منها»‪.‬‬ ‫وكان لبعضهم بغلة‪ ،‬فغضب عليها‪ ،‬وقطع عنها العلف‪ ،‬ثم ركبها فلم تستطع المشي‪ ،‬فقال لخادمه‪:‬‬ ‫«ما بالها ال تمشي؟»‪ ،‬قال‪« :‬ألنك قطعت عنها العلف»‪ ،‬قال‪« :‬أعطها علفها‪ ،‬وال تعلمها أني قلت لك‬ ‫شيئاً»‪.‬‬ ‫وجرى ذكر رجل‪ ،‬فقال آخر‪« :‬هو رجل سوء»‪ ،‬فقيل له‪« :‬ومن أين‬ ‫تعلم هذا؟»‪ ،‬قال‪« :‬أفسد علي بعض أهلي‪ ،‬قيل‪« :‬ومن هن؟»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«أمي»‪.‬‬ ‫وكتب المنصور إلى عبد اهلل الحارثي‪ ،‬وهو والي البصرة‪« :‬اقسم‬ ‫المال بين القواعد من النساء‪ ،‬وهن الالئي قعدن عن النكاح‪ ،‬وبين أهل‬ ‫األعذار»‪ ،‬فقال له رجل فقير‪« :‬اكتبني في العميان»‪ ،‬قال‪« :‬اكتبوه؛ فإن‬ ‫اهلل تعالى يقول‪( :‬فإنها ال تعمى األبصار ولكن تعمى القلوب التي في‬ ‫الصدور) ‪ ،‬قال‪« :‬واكتب ابني في األيتام»‪ ،‬قال‪« :‬نعم‪ ،‬من كنت أباه فهو‬ ‫يتيم‪ ،‬اكتبوا ابنه في األيتام»‪.‬‬ ‫وقال ابن الماجشون‪« :‬كان لي صديق فقدته زماناً‪ ،‬ثم رأيته‪،‬‬ ‫فسألته أين غاب‪،‬فقال‪« :‬كنت بالكوفة»‪ ،‬فقلت‪« :‬وكيف صبرت فيها‬ ‫وهم يشتمون أبا بكر وعمر؟»‪ ،‬قال‪« :‬يا أخي‪ ،‬صبرت لهم على ما هو‬ ‫أشد من هذا؟»‪ ،‬قلت‪« :‬وما هو؟»‪ ،‬قال‪« :‬فإنهم يفضلون الكتابي على‬ ‫معبد في الغناء»‪.‬‬ ‫ماتت جارية لبعضهم‪ ،‬فلما حملت جنازتها‪ ،‬جعل يقول‪« :‬خدمت‬ ‫موالك حق الخدمة في حياتك‪ ،‬وأنا اليوم أكافئك‪ ،‬اشهدوا أني قد‬ ‫حررتها لوجه اهلل تعالى»‪.‬‬ ‫ودخل رجل على مريض‪ ،‬فقال‪(« :‬إنا هلل وإنا إليه راجعون) إذا رأيتم‬ ‫العليل على هذه الصفة‪ ،‬فاغسلوا أيديكم منه»‪ ،‬فقال له العليل‪« :‬قم‬ ‫عني‪،‬لقد قتلتني»‪.‬‬ ‫قال رجل آلخر‪« :‬قد أحكمت النحو كله إال ثالث لقطات أشكلت علي»‪ ،‬قال له‪« :‬وما هي؟»‪ ،‬قال‪« :‬أبا‬ ‫فالن وأبو فالن‪ ،‬وأبي فالن‪ ،‬ما الفرق بينهما؟»‪ ،‬قال له صاحبه‪« :‬أما أبو فالن فللملوك األمراء والقضاة‬ ‫والحكام‪ ،‬وأما أبا فالن فللتجار وأرباب األموال والوسط من الناس‪ ،‬وأما أبي فالن فللسفلة واألسقاط‬ ‫واألوباش من الناس»‪.‬‬ ‫وقال عبد اهلل بن طاهر‪« :‬قلت مرة لرجل‪ :‬كم اليوم من الشهر؟»‪ ،‬قال‪« :‬ليس أنا‪ ،‬واهلل‪ ،‬من هذه‬ ‫البلدة»‪.‬‬ ‫ختن محمد بن الخليل ولده‪ ،‬فقال للحجام‪« :‬ارفق به‪ ،‬فإن هذه أول مرة ختناه»‪.‬‬ ‫ودخل بعضهم على رجل قد ذهب بصره‪ ،‬والناس يعزونه‪ ،‬فقال له‪« :‬ال تغتم يا أخي؛ فلو رأيت ثواب‬ ‫ذلك لتمنيت أن يقطع اهلل يديك ورجليك»‪ ،‬فقال له الرجل‪« :‬فعل اهلل ذلك بك‪ ،‬وأجزل لك الثواب»‪.‬‬ ‫وقال بعضهم‪« :‬مررت بمؤدب‪ ،‬والصبيان يضربونه‪ ،‬فتقدمت ألخلصه منهم‪ ،‬فقال‪« :‬دعهم؛ فإنني‬ ‫أتسابق معهم‪ .‬فإذا سبقتهم ضربتهم‪ ،‬وإن سبقوني ضربوني‪ ،‬وهم اليوم قد سبقوني»‪.‬‬ ‫وقال صبي ألبيه‪« :‬ما الذي يزرع حتى ينبت به الخرفان؟»‪ ،‬قال‪« :‬القرون»‪ ،‬فجمع الصبي القرون‬ ‫وزرعها‪ ،‬وما زال يسقيها شهراً‪ ،‬فلم ينبت شيء‪ ،‬فنبشها لينظرها‪ ،‬فلسعته عقرب‪ ،‬فقال‪« :‬أنتم لم تنبتوا‬ ‫بعد‪ ،‬وصرتم تنطحونني»‪.‬‬

‫وقال الشيباني‪« :‬مررت ببهلول المجنون‪ ،‬وهو يأكل خبيصاً‪ ،‬فقلت له‪« :‬أطعمني منه»‪ ،‬فقال‪« :‬واهلل‪،‬‬ ‫ما هو لي»‪ ،‬قلت‪« :‬فلمن هو؟»‪ ،‬قال‪« :‬لعائشة بنت الخليفة‪ ،‬بعثته لي آلكله وحدي»‪.‬‬ ‫قال الجاحظ‪« :‬مررت بمعلم‪ ،‬وهو قد حبس ديكاً‪ ،‬وهو يضربه‪ ،‬ويقول له‪« :‬ألف شين‪ ،‬ألف شين»‪،‬‬ ‫فقلت له‪« :‬ما هذا؟»‪ ،‬فقال لي‪« :‬أعزك اهلل‪ ،‬انظر إلى تلك المزبلة»‪ ،‬وأشار إلى مزبلة أمام مكتبه‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫«أنا أنصب فيها فخاخاً؛ لصيد العصافير‪ ،‬فيأتي هذا الديك‪ ،‬فيلتقط الحب الذي أجعله لها‪ ،‬فقلت له‪ :‬اش‪،‬‬ ‫فال يفهمني‪ ،‬فقلت‪ :‬لعله ال يعلم‪ ،‬وأردت أن أعلمه حتى يفهمني»‪.‬‬ ‫مات ولد لبعضهم‪ ،‬فقيل له‪« :‬يغسله فالن»‪ ،‬فقال‪« :‬بيني وبينه عداوة متقدمة‪ ،‬وأخاف أن يرد غيظه‬ ‫على ابني فيهلكه»‪.‬‬ ‫واستعمل معاوية رج ًال من كلب على بعض األعمال‪ ،‬فحضر عنده يوماً أهل علمه‪ ،‬وجرى ذكر‬ ‫المجوس‪ ،‬فقال الكلبي‪« :‬لعن اهلل المجوس ينكحون أمهاتهم وأخواتهم‪ ،‬واهلل لو أعطيت ألف دينار ما‬ ‫نكحت أمي»‪ ،‬فبلغ الخبر معاوية‪ ،‬فقال‪« :‬قبحه اهلل‪ ،‬ما أظنه إال لو زاده لفعل»‪.‬‬ ‫دخل أبو عتاب المصاب مع قوم يعودون مريضاً‪ ،‬فبدأ يعزي قومه‪،‬‬ ‫فقالوا‪« :‬إنه لم يمت»‪ ،‬فخرج وهو يقول‪« :‬يموت إن شاء اهلل‪ ،‬يموت إن‬ ‫شاء اهلل»‪.‬‬ ‫أغمي على رجل من األزد‪ ،‬فصاح النساء‪ ،‬وبعث إلى أخيه‪ ،‬فوجده‬ ‫حياً‪ ،‬فقال لهم‪ :‬اغسلوه؛ فإنكم لن تفرغوا من غسله‪ ،‬حتى يقضي به»‪».‬‬ ‫ووعد رجل رج ًال من الحمقى بنعل حضرمية‪ ،‬فطال عليه االنتظار‪،‬‬ ‫فأخذ قارورة وبال فيها‪ ،‬ثم أتى إلى الطبيب فقال‪« :‬انظر في هذا الماء‪ ،‬إن‬ ‫كان يهدي إلى بعض إخواني نع ًال حضرمية»‪.‬‬ ‫وكان عيناوة األحمق جيد القفا‪ ،‬فربما مر به من يريد العبث به‪،‬‬ ‫فيصفعه فجعل سح ًال في قفاه‪ ،‬وقعد على الطريق‪ ،‬فكان إذا ضرب أحد‬ ‫قفاه‪ ،‬قال له‪« :‬شم يدك يا فتى»‪ ،‬فلم يعد أحد يصفعه»‪.‬‬ ‫وقال أبو دحية القاص‪« :‬ليس في وال فيكم خير‪ ،‬فتبلغوا بي‪ ،‬حتى‬ ‫تجدوا خيراً مني»‪.‬‬ ‫وقال ثمامة بن أشرس‪ :‬سمعت قاصاً ببغداد‪ ،‬وهو يقول‪« :‬اللهم‬ ‫ارزقني الشهادة‪ ،‬أنا وجميع المسلمين»‪.‬‬ ‫ووقع الذباب على وجهه‪ ،‬فقال‪« :‬ما لكم؟ كثر اهلل بكم القبور»‪.‬‬ ‫قال‪ :‬ورأيت قاصاً يحدث بقتل حمزة‪ ،‬فقال‪« :‬ولما بقرت هند عن كبد‬ ‫حمزة فاستخرجتها عضت عليها والكتها‪ ،‬ولم تزدردها‪،‬لو ازدردتها ما‬ ‫مستها النار»‪ ،‬ثم رفع القاص يديه إلى السماء وقال‪« :‬اللهم أطعمنا كبد‬ ‫حمزة»‪.‬‬ ‫تزوج مالك بن زيد فتاة من تميم‪ ،‬فلما دخل على امرأته‪ ،‬رأت منه الجفاء والجهل‪ ،‬فجلس ناحية‬ ‫منقبضاً‪ ،‬فقالت له‪« :‬ضع شملتك»‪ ،‬قال‪« :‬بدني أولى بها»‪ ،‬قالت‪« :‬فاخلع نعليك»‪ ،‬قال‪« :‬قدماي أحق‬ ‫بهما»‪ ،‬فلما رأت ذلك‪ ،‬قامت وجلست إليه‪ ،‬فلما شم رائحة الطيب ارتاح لها‪.‬‬ ‫وقال بعضهم‪ :‬مررت ببعض طرق الكوفة‪ ،‬فإذا أنا برجل يخاصم جاراً له‪ ،‬فقلت‪« :‬ما بالكما؟»‪ ،‬فقال‬ ‫أحدهما‪« :‬إن صديقي زارني‪ ،‬فاشتهى رأساً فاشتريته وتغذينا‪ ،‬فأخذت عظامه فوضعتها على باب داري‬ ‫أتجمل بها عند جيراني‪ ،‬فجاء هذا فأخذها‪ ،‬ووضعها على باب داره؛ يوهم الناس أنه اشترى الرأس»‪.‬‬ ‫قال بعض المتبردين‪« :‬أفطرت البارحة على رغيف وزيتونة ونصف زيتونة أو زيتونة وثلث‪ ،‬أو زيتونة‬ ‫وربع‪ ،‬أو زيتونة وما علم اهلل من زيتونة أخرى»؛ فقال له أحد الحاضرين‪« :‬يا فتى‪ ،‬إنه بلغنا من الورع ما‬ ‫يبغضه اهلل‪ ،‬وأحسبه ورعك»‪.‬‬ ‫ونظر آخر إلى أهل عرفات فقال‪« :‬ما أظن اهلل إال قد غفر لهم‪ ،‬لوال أني كنت فيهم»‪.‬‬ ‫جمع أحد الملوك بين مجنونين؛ ليضحك عليهما‪ ،‬فبعث بهما‪ ،‬فأسمعاه ما يكره‪ ،‬فدعا بالسيف‪،‬‬ ‫فقال أحد المجنونين لصاحبه‪« :‬كنا اثنين فصرنا ثالثة»‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪915‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)818‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 20‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫“القصر الكبير خالل مرحلة الحماية‬ ‫(‪”)1956-1912‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫تعزز مجال البحث التاريخي األكاديمي المتخصص في دراسة ماضي مدينة‬ ‫القصر الكبير‪ ،‬بصدور عمل جديد لألستاذ سعيد الحاجي‪ ،‬تحت عنوان “القصر الكبير‬ ‫خالل مرحلة الحماية (‪ ،”)1912-1956‬وذلك سنة ‪ ،2016‬في ما مجموعه ‪ 372‬من‬ ‫الصفحات ذات الحجم الكبير‪ .‬والكتاب الصادر ضمن منشورات المندوبية السامية‬ ‫لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير‪ ،‬يقدم نتائج آخر االجتهادات والتنقيبات التي‬ ‫أنجزها مغاربة المرحلة الراهنة‪ ،‬وخاصة من بين نخب المدينة‪ ،‬من أجل إعادة كتابة‬ ‫تاريخ المدينة ومن أجل إعادة االعتبار لمعالم توهج ذاكرتها الجماعية وتميز هويتها‬ ‫الحضارية التي طبعت وجودها منذ بروز اسمها خالل مرحلة االحتالل الروماني‬ ‫القديم وما تاله من تطورات الحقة‪ ،‬بشكل عكسته التسميات المتعددة التي أطلقت‬ ‫على المدينة في مجمل اإلسطوغرافيات الكالسيكية‪ ،‬وعلى رأسها أوبيدوم نوفوم‬ ‫(أي القلعة الجديدة) وسوق كتامة وقصر دنهاجة وقصر عبد الكريم وقصر ابن عبد‬ ‫الكريم والقصر الكبير‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أهمية رصيد المنجز العلمي الذي راكمته المدينة‪ ،‬سواء‬ ‫ ‬ ‫خالل عهد االحتالل االستعماري لعقود القرن الماضي أم خالل عقود ما بعد االستقالل‬ ‫السياسي‪ ،‬فقد ظل المجال بكرا‪ ،‬وفي حاجة متزايدة لتطوير الجهود‪ ،‬الفردية‬ ‫ ولالستجابة ألفق هذه اإلشكاليات المهيكلة‪ ،‬سعى المؤلف إلى توزيع عمله بين‬ ‫والجماعية‪ ،‬الرسمية والمدنية‪ ،‬الجمعوية واألكاديمية‪ ،‬من أجل إنصاف ذاكرة مدينة‬ ‫القصر الكبير‪ ،‬بوقائعها المميزة وبأعالمها الخالدة وبشواهدها الصامدة‪ ،‬وقبل ذلك‪،‬‬ ‫أبواب متكاملة وفصول تجزيئية‪ ،‬استهدفت تقديم تجميع غزير حول اإلدارة والقضاء‬ ‫بإسهاماتها الثرية في تعزيز الهوية السياسية والثقافية واالجتماعية والحضارية‬ ‫والتنظيمات السياسية بالقصر الكبير‪ ،‬وحول بنية المجتمع القصري وتركيبته العمودية‬ ‫للدولة وللمجتمع المغربيين‪ .‬ومع تزايد مخاطر حالة التردي المزمن الذي أضحى‬ ‫واألفقية والديمغرافية والسوسيولوجية المركبة‪ ،‬وحول خصائص التطور االقتصادي‬ ‫يميز الوضع الراهن للمدينة‪ ،‬كان البد من توجيه البحث العلمي الستنفار همم النخب‬ ‫المحلية قصد التصدي لسرطان الترييف ولثقافة اإلسمنت‪ ،‬بحثا عن معالم البهاء‬ ‫بالمدينة‪ ،‬ثم حول تحوالت الحياة الدينية والثقافية واإلعالمية التي أفرزتها صدمة‬ ‫والجمال والتميز والعطاء الثقافي التي ميزت ماضي المدينة خالل تاريخها الطويل‪.‬‬ ‫االستعمار‪.‬‬ ‫في هذا اإلطار‪ ،‬برزت الكثير من األسماء التي أضحت أعالما للزمن الثقافي الراهن‬ ‫ وفي كل هذه األبواب التصنيفية‪ ،‬نجح المؤلف في تقديم غزارة استثنائية على‬ ‫للمدينة‪ ،‬استطاعت بعملها تذليل الكثير من الصعاب أمام الباحثين وتمهيد المجال‬ ‫أمام أجيال المهتمين‪ ،‬إنقاذا لذاكرة المدينة ووفاءا لقيم اإلخالص لمعالم توهج عطاء‬ ‫مستوى التجميع الكمي للتفاصيل والجزئيات‪ ،‬مما ساهم في الكشف عن الكثير من‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫المكان‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬يمكن االستشهاد –على سبيل المثال ال الحصر‪ -‬باألعمال التأسيسية التي‬ ‫الحيثيات المجهرية التي تسمح بإعادة تركيب السياقات العامة لخصوصيات تطور التاريخ المعاصر‬ ‫راكمها “جيل االحتراق” بصبر وبأناة‪ ،‬وكذلك بحنكة وبثبات وبنزاهة وبمصداقية‪ .‬أقول هذا الكالم‪،‬‬ ‫وأنا أستحضر أسماء أعالم العطاء الثقافي والعلمي المرتبط بماضي المدينة‪ ،‬من أمثال األساتذة محمد أخريف‪ ،‬والراهن للمدينة‪ .‬وعلى الرغم من ابتعاد المؤلف عن بلورة رؤية نسقية وتركيبية التي من المفروض أن تشكل‬ ‫ومحمد العربي العسري‪ ،‬ومصطفى الطريبق‪ ،‬ومحمد يعلى‪ ،‬ومحمد بوخلفة‪ ،‬وأحمد أشعبان‪ ،‬وإدريس شهبون‪ ،‬الخيط الناظم ألي أطروحة جامعية حتى ال يقع العمل في منزلق التجميع التقني “الجاف”‪ ،‬وعلى الرغم –كذلك‪ -‬من‬ ‫وبوسلهام المحمدي‪ ،‬وعبد السالم القيسي‪ ،‬ومحمد بنخليفة‪...،‬‬ ‫غياب العديد من المظان الوثائقية الموجودة –بشكل خاص بالمغرب وبإسبانيا وبفرنسا‪ -‬مما أضحى معروفا ومتداوال‬ ‫أنه‬ ‫ذلك‬ ‫الحاجي‪،‬‬ ‫سعيد‬ ‫األستاذ‬ ‫كتاب‬ ‫صدور‬ ‫نضع‬ ‫أن‬ ‫في سياق امتداد عطاء هذا النهر الدافق‪ ،‬يمكن‬ ‫ ‬ ‫لدى الباحثين مثلما هو الحال ‪-‬بشكل خاص‪ -‬مع وثائق البعثة العلمية الفرنسية المحفوظة بمدينة نانط الفرنسية‬ ‫يحمل الكثير من عناصر الوفاء لماضي المدينة‪ ،‬إلى جانب تبلور واضح لمنزع تلقيح هذا الوفاء باألصول األكاديمية‬ ‫للبحث وللتنقيب ثم إلعادة التركيب‪ .‬ويمكن القول إن العمل يشكل إسهاما غير مسبوق في مجال تخصصه‪ ،‬ال شك ومن بينها وثائق إدوارد ميشو بيلير الذي اعتمد المؤلف على إحدى إصداراته لسنة ‪ 1906‬دون استثمار وثائقه وباقي‬ ‫وانه يفتح الباب أمام شهية الباحثين الستكمال حلقاته ولتوسيع دوائر البحث والتنقيب داخله‪ .‬وبالنسبة للتصور منشوراته‪ ،‬أمكن القول إن الكتاب يشكل قيمة مضافة لمجال االشتغال على ذاكرة مدينة القصر الكبير‪ ،‬وعمال يشكل‬ ‫المرجعي الذي تنهض عليه مضامين الكتاب‪ ،‬فقد لخص المؤلف أبعاده العامة في كلمته التقديمية عندما قال‪ :‬أرضية مفتوحة على رحابة فعل التخصيب والتطوير واالستثمار‪ .‬فال شك أن ربط نتائج التجميع المونوغرافي للكتاب‪،‬‬ ‫“لقد أطرت موضوع بحثنا هذا إشكالية محورية مفادها‪ :‬ما مظاهر ومحددات التحوالت التي شهدنها مدينة القصر‬ ‫الكبير خالل مرحلة االستعمار بشكل عام على جميع المستويات؟ وكيف انتقلت المدينة من واقع معين قبيل مرحلة سيقدم المادة الخام الضرورية إلعادة تفكيك بنية التحوالت المجتمعية الطارئة على فضاء مدينة القصر الكبير‪ ،‬في‬ ‫االستعمار إلى واقع آخر خلفه االستعمار اإلسباني؟ وهذه اإلشكالية المحورية جعلتنا أمام مجموعة من اإلشكاليات إطار تداعيات صدمة االستعمار وارتداداتها الواسعة والعميقة على زماننا الراهن‪.‬‬ ‫الفرعية المرتبطة بموضوع البحث من قبيل‪ :‬كيف تحولت المدينة على المستوى اإلداري‬ ‫والقضائي من نسق مخزني عتيق إلى نسق عصري بآليات جديدة؟ وإلى أي حد ساهم‬ ‫وقوع المدينة تحت سيطرة اإلسبان في تطوير العمل السياسي والجمعوي؟ وما طبيعة‬ ‫األدوار التي قامت بها التنظيمات السياسية والجمعوية في المدينة؟ أين يتجلى دور‬ ‫الوجود اإلسباني في المدينة على مستوى خلخلة البنيات االجتماعية والتغيرات التي‬ ‫شهدتها والتحوالت التي طرأت على المشهد العام للمدينة؟ إلى أي حد ساهم االستعمار‬ ‫اإلسباني في انتقال المدينة اقتصاديا من نمط إنتاج تقليدي إلى نمط إنتاج عصري‪،‬‬ ‫وكيف أثرت هذه التحوالت على المجتمع القصري خالل تلك المرحلة؟ كيف تحول المشهد‬ ‫الثقافي في المدينة من مشهد منغلق على ما هو ديني وصوفي إلى االنفتاح على أجناس‬ ‫ثقافية أخرى من قبيل المسرح والسينما والشعر الحديث‪ ،‬وما األدوار التي لعبها اإلعالم‬ ‫في هذا السياق؟‪ ( ”...‬ص ص‪.)13-12 .‬‬

‫تطوان تحتضن محاضرة علمية‬ ‫حول مرض السيدا‬

‫احتضنت قاعة الندوات التابعة لمركز أجيال للتكوين والوقاية االجتماعية بتطوان‪ ،‬األسبوع‬ ‫الماضي محاضرة علمية حول مرض السيدا وخاصة لدى الحوامل‪ ،‬قام بتنشيطها الخبيران الدكتور‬ ‫محمد بلكبير الخبير ببرنامج األمم المتحدة لمحاربة السيدا‪ ،‬و رئيس مركز الدراسات واألبحاث في‬ ‫القيم‪ ،‬واألخصائي النفسي الدكتور أحمد المطيلي‪.‬‬ ‫هذا اللقاء العلمي الذي نظمه مركز أجيال للتكوين والوقاية االجتماعية التابع للرابطة المحمدية‬ ‫للعلماء‪ ،‬يدخل في إطار برنامج األنشطة السنوية التي تقوم الرابطة‪ ،‬والتي أعطى انطالقتها أمينها‬ ‫العام الدكتور أحمد عبادي يوم ‪ 26‬يوليوز الماضي‪.‬‬ ‫المحاضران خالل تدخلهما أكدا على ضرورة تعبئة المجتمع المدني لنشر التوعية والتحسيس من‬ ‫مخاطر انتشار مرض السيدا‪ ،‬و توسيع دائرة المعرفة بهذا المرض وخاصة لدى الحوامل‪.‬‬ ‫المحاضران وقفا على الدور الذي تقوم به الرابطة المحمدية للعلماء في معالجة مثل هذه‬ ‫القضايا‪،‬عن طريق التوعية والتحسيس بهذا المرض منذ سنة ‪ 2004‬ضمن شبكة شهامة التي‬ ‫انطلق اإلعالن عنها خالل اجتماع العلماء بالعاصمة المصرية القاهرة‪،‬هذه الشبكة التي تضم العديد‬ ‫من الفاعلين الدينيين من مختلف الديانات‪ ،‬وذلك نظرا للدور الذي يلعبه رجل الدين في التحسيس‬ ‫والتوعية بخطورة هذا المرض‪ ،‬والذي ال يمكن الحد منه إال عن طريق نشر القيم الروحية والدينية‪.‬‬ ‫وبعد التعريف بمرض السيدا واألسباب الرئيسية النتشاره واإلشكاالت المرتبطة به‪ ،‬ذكرا‬ ‫بدور وزارة الصحة في رصد المرض وحاالته‪ ،‬مشيدين بدور المجتمع المدني المتمثل في جمعياته‬ ‫فيما يتعلق بهذا الموضوع‪ ،‬كما استعرضا الحالة النفسية للمريض‪ ،‬والتي تستدعي التخفيف عنه‬ ‫وتحسيسه بأن هذا المرض ال يختلف عن األمراض األخرى‪.‬‬ ‫وخلص المحاضران إلى أهمية استحضار الجانب الديني كآلية من آليات الوقاية من هذا المرض‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫مدينة تطوان مدينة اإلبداع‬

‫بعد تصنيف المدينة العتيقة لمدينة تطوان سنة ‪ 1997‬ضمن التراث اإلنساني العالمي أعلنت‪،‬‬ ‫نهاية الشهر الماضي‪ ،‬شبكة المدن المبدعة‪ ،‬التابعة لمنظمة اليونسكو ‪ ،‬عن تصنيف مدينة تطوان‪،‬‬ ‫مدينة لإلبداع في مجال الصناعة التقليدية والفنون الشعبية‪..‬‬ ‫وبهذا التصنيف األممي الجديد‪ ، ،‬تكون مدينة تطوان قد حازت قصب السبق في هذا المجال‬ ‫األممي‪ ،‬حيث أصبحت مدينة الحمامة البيضاء أول مدينة مغربية تتشرف باإلنضمام إلى شبكة المدن‬ ‫المبدعة‪ ،‬التابعة لمنظمة األمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة‪ ، ،‬وثالث مدينة عربية تحظى بهذا‬ ‫التشريف األممي‪ ،‬بعد مدينتي تونس والقاهرة‪ ،‬وتاسع مدينة إفريقية إلى جانب المدينتين العربيتين‬ ‫المذكورتين‪ ،‬مدينتي كيب تاون ودوربان بجنوب إفريقيا‪ ،‬وسوكود بالتوغو‪ ،‬وبرايا بالرأس األخضر‪،‬‬ ‫وبورتونوفو بالبينين وواغادوغو بوركينافاسو‪..‬‬ ‫وتعمل هذه «الشبكة» التي تم تأسيسها سنة ‪ 2004‬من طرف اليونسكو‪ ،‬لتعزيز التعاون بين‬ ‫المدن التي تعنى باإلبداع والتجديد بوصفهما عامال استراتيجيا في التنمية المستدامة‪.‬‬ ‫و تظم الشبكة منذ تأسيسها إلى اليوم ‪ 64‬مدينة تمثل ‪ 44‬دولة في العالم‪ ،‬تعمل هذه المدن‬ ‫من أجل تحقيق أهداف مشتركة تتعلق بوضع اإلبداع والصناعات الثقافية وخاصة التقليدية في صميم‬ ‫خطتها اإلنمائية المحلية وفتح آفاق التعاون على الصعيد الدولي‪..‬‬

‫م ‪.‬ح‬


‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 20‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪915‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)383‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫قضية مقتل الشاب الفيداوي‬ ‫تطفو على السطح من جديد‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫قريبا‪ ،‬ستكتمل مدة التقادم‪ ،‬وسيظهر‬ ‫إلى الوجود الكوميسير الصنهاجي‪ ،‬المعروف ب‬ ‫«بريولة»‪ ،‬إذ سيخرج هذا العفريت من مخبئه‬ ‫الذي قضى فيه متنكرا المدة المحكوم بها‬ ‫عليه‪ ،‬وهي ‪ 8‬سنوات‪ ،‬باإلضافة إلى سنوات‬ ‫زائ��دة قضاها في الخفاء منتظرا استفادته‬ ‫من عامل التقادم بخصوص قضية تورطه‬ ‫في التعذيب المفضي إلى الموت‪ ،‬عندما كان‬ ‫مسؤوال بميناء طنجة المدينة «المرسى»‪.‬‬ ‫تتبقــى‪ ،‬إذن‪ ،‬حوالــي أربعـــة أشهــر‪،‬‬ ‫وستطوى الصفحة‪ ،‬وسيخـــرج العفـريـــت‬ ‫«بريولة» من مخبئـــه االضطــراري‪ ،‬منتشيا‬ ‫«بميزة» إفالته من العقاب‪ ،‬وهكذا ينتهي‬ ‫الفيلم‪ ،‬بعد أن نجا مخرجه وبطله « بريولة»‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬مخرج وبطل هذا الفيلم المؤلم الذي كانت‬ ‫جريدة طنجة قد واكبته من أوله إلى آخره‪،‬‬ ‫ولعبت فيه دورا حقيقيا إلخراجه إلى العلن ‪.‬‬ ‫وتعود تفاصيل القضيــة إل��ى سنـــة‬ ‫‪ ،1996‬عندما حل المواطن الفيداوي‪ ،‬شاب‬ ‫مغربي مقيم بهوالندا‪ ،‬بميناء طنجة على‬ ‫متن سيارته‪ ،‬يوم الحادث‪ .‬وبعد اإلج��راءات‬ ‫الجمركية العادية‪ ،‬تم توقيفــه من طرف شرطة‬ ‫الميناء التي عاملته بطريقة وحشية‪ ،‬حيث‬ ‫خربت سيارته‪ ،‬ولما احتج ودخل في مشاداة‬ ‫كالمية مع أحد عناصر الشرطة‪ ،‬تم جره إلى‬

‫‪17‬‬

‫المفوضية‪ ،‬وهناك تعرض للتعذيب‪ .‬وحينما‬ ‫أحس الجناة بخطورة وضعه الصحي‪ ،‬نقلوه‪،‬‬ ‫مجهول الهوية‪ ،‬إلى مستشفى محمد الخامس‬ ‫بطنجة‪ ،‬حيث لفظ أنفاسه األخيرة لدى وصوله‬ ‫إلى هذه البناية‪ ،‬تاركا وراءه أفراد أسرته الكبيرة‬ ‫والصغيرة في حزن وألم الفراق‪ ،‬دون أن يفهموا‬ ‫شيئا‪ .‬بينما رئيس مفوضية أمن ميناء طنجة‪،‬‬ ‫العفريت «بريولة» ظل حرا طليقــا هو والضابط‬ ‫المدعو «بنجلون» العامــل معه في نفس‬ ‫المفوضية‪ ،‬رغم األحكام الجنائية الصادرة في‬ ‫حقهم‪ ،‬فيما بعد‪ ،‬عن غرفة الجنايات باستئنافية‬ ‫طنجة‪ ،‬والمصادقة عليها من قبل الغرفة‬ ‫الجنائية بالمجلس األعلى بالرباط‪.‬‬ ‫وكان قـد نفـذ الحكم ـ فقط ـ في حق‬ ‫الضابط (عبد اهلل‪ .‬ب ) بعقوبة حبسية مدتها‬ ‫عشر سنوات‪ ،‬قضى منها بضع سنوات‪ ،‬قبل أن‬ ‫يلفــظ أنفاسـه األخيرة بسجن مدينـة بركان‪.‬‬ ‫ويتساءل الرأي العام عن األسباب التي‬ ‫جعلت المتهمين اإلثنين بعيدين عن العقاب‬ ‫مع أنهما متورطان في قضية تعذيب مفض إلى‬ ‫الموت‪ ،‬ذهب ضحيتها مواطن مغربي‪ ،‬ذنبه أنه‬ ‫حل بأرض الوطن مشتاقا إلى دفء أفراد أسرته‬ ‫وذويه ‪.‬‬ ‫ولنا عودة‪...‬‬

‫ج‪.‬ش‬

‫‪ANNONCE LEGALE ET ADMINISTRATIVE‬‬ ‫‪L’EXPERT DE COMPTA-NORD‬‬ ‫‪Cabinet comptable‬‬

‫‪Société à responsabilité limitée d’associe unique au capital de 10.000,00 DH‬‬ ‫‪Rue Jabale Tarik Résidence 31 RDC N°1 TANGER‬‬ ‫‪GSM : 06 61 21 31 79‬‬

‫‪CONSTITUTION D’UNE SOCIETE A RESPONSABILITE LIMITEE‬‬

‫‪SOCIETE : «ESTRIA EXPORT» SARL AU‬‬ ‫‪TANGER‬‬ ‫‪I / Qu’aux termes d’un acte sous seing privé, en date à Tanger du, 04/10/2017,‬‬ ‫‪il a été établi les statuts d’une société à responsabilité limitée, dont les principales‬‬ ‫‪caractéristiques sont les suivantes :‬‬ ‫‪L’ASSOCIE:‬‬

‫‪Mr MOHAMED EL MRABIT, né LE 11/02/1994, titulaire de la CIN N° :‬‬ ‫‪KB113729. Domicilié à HAY BOUHOUT RUE 48 NO 9 TANGER‬‬

‫‪DENOMINATION :‬‬ ‫‪La société prend la dénomination de : «ESTRIA EXPORT» SARL AU‬‬ ‫‪OBJET SOCIAL :‬‬ ‫‪• L’importation, l’exportation, la distribution et la commercialisation de tous‬‬ ‫‪produits, matières, matériels, de quelques natures que ce soit.‬‬ ‫‪• Et plus généralement, toutes opérations commerciales, financières, mobilières,‬‬ ‫‪ou immobilières, pouvant se rattacher directement ou indirectement, en partie ou en‬‬ ‫‪tout, à l’une ou à l’outre des opérations sus indiquées pouvant faciliter, développer ou‬‬ ‫‪favoriser l’activité de la société.‬‬ ‫‪SIEGE SOCIAL :‬‬ ‫‪Il est fixé au : QUARTIER BOUCHTA RUE 10 N° 5 BIR CHIFA TANGER‬‬ ‫‪DUREE DE LA SOCIETE :‬‬ ‫‪Elle est fixée à quatre vingt dix neuf années entières et consécutives à compter‬‬ ‫‪de la date d’immatriculation de la société au registre du commerce, sauf en cas de‬‬ ‫‪prorogation ou dissolution anticipée.‬‬ ‫‪CAPITAL SOCIAL ET REPARTITION :‬‬ ‫‪Il est fait à la société, par l’associé unique, un apport en numéraires qui s’élève à‬‬ ‫)‪cinquante mille dirhams (50 000,00‬‬ ‫‪GERANCE DE LA SOCIETE :‬‬ ‫‪La société sera gérée par Mr MOHAMED EL MRABIT, pour une durée illimitée‬‬ ‫‪EXERCICE SOCIAL :‬‬ ‫‪Il commence le premier janvier et se termine le trente et un décembre de chaque‬‬ ‫‪année.‬‬ ‫‪Quant au premier exercice, il s’achèvera le trente et un décembre 2017.‬‬ ‫‪BENEFICES :‬‬ ‫‪Sur les bénéfices, il est fait un prélèvement de 5 % pour la constitution des fonds‬‬ ‫‪de réserve légale, le solde restant est laissé à l’affectation jugée utile par les associés.‬‬ ‫‪II/ Le dépôt légal a été effectué au tribunal commercial de la wilaya de Tanger le‬‬ ‫‪13/11/2017 sous n° à 85 043 au registre analytique.‬‬ ‫ ‬ ‫‪POUR EXTAIT ET MENTION‬‬ ‫‪Le Gérant‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 6‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪383‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 915‬ـ الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 20‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫نظرة تاريخية حول التربية‬ ‫البدنية‪)1( :‬‬

‫وقع‬

‫مصطفى أوراش‪ ،‬الرئيس غير الشرعي لجامعة كرة السلة في الفخ‪،‬‬ ‫وفضحه قرار المحكمة اإلبتدائية بالرباط بكون ال أهلية له وال حق في‬ ‫تسيير دواليب الجامعة‪ ،‬حين اصدرت حكما ‪ ،‬ببطالن الجمع العام للجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة السلة المنعقد يوم ‪ 26‬مارس الماضي‪ ،‬و ما يليه من قرارات متخذة‬ ‫في حق النادي و غيره‪ .‬وكان كال من اتحاد طنجة وشباب الواطية لطنطان‪ ،‬طعنا في‪ ‬‬ ‫قانونية انعقاد الجمع العام‪ ،‬لعدم استيفاء جدول أعماله الشروط القانونية النعقاده‬ ‫باإلضافة إلى أن مدة صالحية المكتب المسير منتهية‪ .‬وأبطلت المحكمة‪ ،‬لهذه‬ ‫األسباب‪ ،‬الجمع العام وألغت كل القرارات التي أصدرها المكتب المديري بعد انتهاء‬ ‫الجمع العام‪ .‬وكان أكبر متضرر منها‪ ،‬فريقنا‪ ،‬اتحاد طنجة من خالل توقيف رئيسه‬ ‫وكاتبه العام‪.‬‬

‫سيف الدين النايب‪...‬‬ ‫رئي�س جمعية قدماء العبي احتاد طنجة لكرة القدم‬

‫أنتم مقبلون على تنظيم‬ ‫تظاهرة رياضية من الحجم‬ ‫الكبير‪ .‬لماذا اِخترتم منتخب‬ ‫نجوم دولة فلسطين؟‬

‫البعض تبخيسه‪ .‬وعلى ابناء المدينة‬ ‫م��ن مثقفين‪ ،‬مناضلين‪ ،‬رياضيين‪،‬‬ ‫االنخراط معنا في مشارعنا الرياضية‬ ‫واالجتماعية الهادفة‪ .‬وبالنسبة للشراكة‬ ‫مع الجماعة الحضرية‪ ،‬فبعد سبع سنوات‬ ‫من العمل الدؤوب في الساحة الرياضية‬ ‫المحلية‪ ،‬استطاعت الجمعية أن تبرم‬ ‫شراكة مع الجماعة الحضرية لطنجة ‪،‬‬ ‫وقد تمت المصادقة عليها ضمن دورة‬ ‫أكتوبر‪ .2017‬هذه الشراكة ستمكننا من‬ ‫فتح أوراش أخرى تهم المشهد الرياضي‬ ‫المحلي‪ ،‬وستساعدنا في تطبيق برامجنا‪.‬‬ ‫وسيتعرف الجميع على المزيد في هذا‬ ‫الموضوع في القريب العاجل‪.‬‬

‫أوال‪ ،‬الب��د م��ن أن أش��ك��ر مكتب‬ ‫جمعية أجراس للتنمية والثقافة والفنون‬ ‫الشعبية بطنجة‪ ،‬ألنهم كانوا صلة‬ ‫وص��ل بيننا وبين المسؤولين على‬ ‫منتخب نجوم دول��ة فلسطين‪ .‬وهذه‬ ‫االستضافة بدأنا التحضير لها منذ أربعة‬ ‫أشهر تقريبا‪ ،‬وتدخل في إط��ار انفتاح‬ ‫الجمعية على مختلف الشركاء الخارجين‬ ‫لتبادل الخبرات‪ .‬أضيف إلى ذلك أنهم‬ ‫سيشاركوننا احتفاالت الشعب المغربي‬ ‫بالذكرى ‪ 42‬لعيد المسيرة الخضراء‬ ‫والذكرى ‪ 62‬لعيد االستقالل‪ ،‬لما يجمع‬ ‫بين بلدينا من صالت األخوة والدماء‪...‬‬

‫مـــاذا عـــن توجهــــات‬ ‫الجمعية‪ ،‬جديدها و الشراكة‬ ‫مع الجماعة الحضرية ؟‬ ‫في العصور الطويلة الماضية لتطور البشرية ‪ ،‬اعترى مفهوم التربية‬ ‫البدنية الكثير من التغيرات ‪ ،‬وقد لعبت الكثير من المتغيرات و المعتقدات‬ ‫الدينية و الثقافيــة و الفلسفات السياسية و الدراسات النفسية و البحوث‬ ‫العلمية و السلوكية دورا كبيرا في تطور هذا المفهوم ‪ ،‬الذي لم يخلو‬ ‫مجتمع من المجتمعات منه رغم أنه لكل مجتمع ظروفه الخاصة ؛ وهذا‬ ‫جانب من األحداث التاريخية لمفهومها‪:‬‬ ‫التربية البدنية في العصر البدائي والحضارات الوثنية القديمة ‪:‬‬ ‫التربية البدنية بطبيعة الحال ليست مبتدعة بل قديمة قدم اإلنسان‪،‬‬ ‫ولم تكن العصور األولى تفكر في التربية البدنية بالتفكير الموجود‬ ‫اليوم ‪ ،‬هذا مع وجود أنواع عديدة من التربية في عهودهم فقد كانت‬ ‫هذه األنشطة من نظام أعمالهم اليومية ‪ ،‬ويمكن أن نجمل القول في‬ ‫أنهم مارسوا التربية البدنية ( الرياضة ) بطريقة مباشرة وغير مباشرة ‪.‬‬ ‫التربية البدنية في بالد الصين ‪:‬‬ ‫بالد الصين ذات وضع جغرافي ومناعة‪ ،‬ولم يكن لها قديما أي‬ ‫طموحات عسكرية كما هو الحال معا جاراتها ‪ ،‬كما أنها لم تتصل بالعالم‬ ‫الخارجي‪ ،‬و بعد مرور الوقت لم تعد جبال «الهماليا» وصور الصين‬ ‫يكفيان لدفاع عنها فظهر ضعفها‪ .‬و هذا راجع باألساس إلى تعاليم‬ ‫أهل الصين القديمة التي كانت تهتم بتذكر أعمال « كونفو شيوس «‬ ‫كما أن عبادة األسالف كانت جزءا هاما من حياتهم الدينية ‪ ،‬وكان على‬ ‫األشخاص أن يعيشوا حياة متشابهة و جافة ‪ ،‬وفي بالد تلتزم مثل هذه‬ ‫االعتقادات لم يكن هناك إال مكان ضيق جدا للتربية البدنية المنظمة‪.‬‬ ‫ونضيف أن النشاط البدني عندهم يؤكد على أهمية الجسم ‪ ،‬و حرية‬ ‫الفرد في التعبير ‪ ،‬مما يتعارض مع التعاليم التي كانت تسود في هذه‬ ‫الدولة القديمة ‪ ،‬ولكن هناك متفرقات حول ممارسة بعض ألوان النشاط‬ ‫البدني فيها ‪ ،‬بالرغم من اهتمامهم بالجانب الذهني ‪ ،‬ومن بين هذه‬ ‫النشاطات (المصارعة ‪ -‬المالكمة ‪ -‬شد الحبل ‪ )...‬ومن األمور المستغرب‬ ‫لها أن الصينيون كانوا يعتقدون أن الخمول يسبب بعض األمراض‪،‬‬ ‫ونتيجة لهذا االعتقاد ظهرت تمرينات « الكونغفو « وذلك سنة ‪2698‬‬ ‫ق‪.‬م‬ ‫التربية البدنية في بالد الهند ‪:‬‬ ‫كانت الهند قديما تشبه الصين في الكثير من النواحي ‪ ،‬فكان الناس‬ ‫في هذه البالد يعيشون عيشة ذات طابع ديني ‪ ،‬وكانت الهندوسية ‪:‬‬ ‫تعتقد أن روح اإلنسان تمر خالل مراحل عدة لتتناسخ األرواح قبل أن‬ ‫تمتزج « ببرهما « – الهدف األسمى ‪ ، -‬وكانت أسرع الطرق وأضمنها‬ ‫للوصول إلى هذا الهدف هو االبتعاد عن الذات – الجسم ‪ -‬و االبتعاد عن‬ ‫اللذات الدنيوية ‪ ،‬وكان الشخص الذي يرغب أن يصبح مقدسا يتجاهل‬ ‫الحاجات البدنية لجسمه‪ ،‬ويركز على حاجاته الروحية فقط‪ ،‬ومن الواضح‬ ‫أن النشاط البدني لم يكن ليحتل إ ّ‬ ‫ال مكانة ضئيلة في مثل هذه الثقافة‬ ‫الدينية ‪ .‬وهناك إشارة إلى أنهم مارسوا بعض الرياضات مثل (السباق‬ ‫ المصارعة ‪ -‬ليوغا) وهذا األخير هو النشاط الفريد الذي اختص به‬‫الهنود‪.‬‬ ‫منقول لالستفادة‬

‫الجمعية الزال���ت وف��ي��ة لنهجها‬ ‫وأهدافها المسطرة في القانون األساسي‬ ‫الذي يؤطرها‪ ،‬وبفضل اللحمة واالنسجام‬ ‫التام الذي يسود داخلها وبين أعضاءها‪،‬‬ ‫إذ‪ ،‬أصبحوا يكونون جبهة قوية في‬ ‫تناغم سلس‪ ،‬يطبعه نكران الذات وخدمة‬ ‫الجماعة دون انصياع لألهواء‪ .‬بالنسبة للجديد‪ ،‬فالجمعية تعرف‬ ‫دينامكية ال مثيل لها‪ ،‬بفضل استقطاب مجموعة من األعضاء كرؤساء‬ ‫الشرفيين أو كمستشارين بالجمعية في مجاالت عدة‪ ،‬االجتماعي‪،‬‬ ‫االقتصادي‪ ،‬التسويقي‪ ،‬القانوني‪ ،‬اإلعالمي‪...‬هؤالء أعطوا قيمة مضافة‬ ‫للجمعية‪ ،‬وغذوا دعائم تستند إليهم‪ .‬وكما يعلم الجميع‪ ،‬فان مدينة‬ ‫طنجة تزخر بكفاءات وقامات متالقة في شتى المجاالت‪ ،‬وهي قادرة‬ ‫على االنتاج و االبداع‪ ،‬وعلينا بالمناسبة ان نحصن جبهتنا الداخلية‬ ‫واالشتغال بوضع اليد في اليد‪ ،‬سيما ان المدينة تشهد مشروع‬ ‫«طنجة الكبرى»‪ ،‬ما يحتم علينا االنخراط جميعا وبكل مسؤولية في‬ ‫هذا المشروع وبدون تردد‪ ،‬واثبات كفاءة العنصر المحلي التي يود‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫يروج الكــالم عن إحــداث‬ ‫صنــدوق للرياضيين‪ ،‬أيـــن‬ ‫وصلت الفكرة‪ ،‬و ماذا تقول‬ ‫عن اإلعالم الرياضي الوطني‬ ‫والمحلي؟‬

‫فعال‪ ،‬نحن دائما نفكر مليا في‬ ‫إحداثه‪ ،‬هذا الصندوق يؤرق مضجعنا‪،‬‬ ‫تعرض علينا بعض الحاالت االجتماعية‬ ‫الصعبة‪ ،‬ون��ك��ون مضطرين لطرق‬ ‫أبواب بعض الشرفاء‪ ،‬الذين ال يبخلون‬ ‫علينا أبدا‪ .‬فإذا وفقنا اهلل وأحدثنا هذا الصندوق‪ ،‬سنخفف من العبئ‬ ‫و المعاناة التي يتكبدها بعض الرياضيين‪ ،‬سيما حين يتعرضون‬ ‫للمرض‪ .‬أما بالنسبة لإلعالم الرياضي الوطني والمحلي‪ ،‬فاإلعالم‬ ‫سلطة رابعة‪ ،‬عليه أن يقوم بدوره أحسن‪ ،‬قيام للنهوض بالقطاع‬ ‫الرياضي‪ ،‬وهنا أستشهد بما جاء في الرسالة الملكية للمشاركين في‬ ‫مناظرة الصخيرات‪« .‬ندعو اإلعالم الرياضي إلى التعاطي مع الشأن‬ ‫الرياضي بكل مسؤولية وحرية وبموضوعية واحترافية‪ ،‬وكل ذلك في‬ ‫التزام بأخالقيات الرياضة والمهنة اإلعالمية‪ ،‬بحيث ينتصر هذا االعالم‬ ‫الوطني دوما للنهوض بالرياضة والمثل السامية التي تقوم عليها»‪.‬‬

‫أديداس تكشف عن الكرة الرسمية‬ ‫للمونديال‬

‫كشفت أديداس لكرة القدم‪ ،‬يوم الخميس‪ ،‬عن الكرة الرسمية لبطولة كأس العالم‬ ‫‪ ،2018‬وهي كرة «‪ ،»Telstar 18‬التي أعادت‪ ‬إحياء أول كرة رسمية لكأس العالم من‬ ‫أديداس‪ ،»Telstar« ‬والتي استخدمت خالل مونديال‪ 1970 ‬في المكسيك‪ .‬وجاء الكشف عن‬ ‫الكرة الجديدة‪ ،‬خالل حفل أُقيم في روسيا‪ ،‬اليوم الخميس‪ ،‬بحضور موقع «كووورة»‪ ‬والذي‬ ‫كان الوسيلة اإلعالمية العربية الوحيدة الحاضرة في الحفل‪ .‬وتأتي تسمية الكرة‪ ‬من المكانة‬ ‫التي حصلت عليها‪ ،‬بصفتها «نجمة التلفاز»‪ ،‬وهي‪ ‬األولى من نوعها التي يتم تزيّينها بأجزاء‬ ‫سوداء‪ ،‬حيث تمّ تصميم البنية لتتألق على التلفاز األبيض واألسود‪ ،‬ومنذ حينها غيّرت‬ ‫تصميم كرة القدم إلى األبد‪ .‬وتتميز الكرة بهيكل حافظ على أفضل ما في كرة ‪،Brazuca‬‬ ‫الكرة الرسمية لبطولة كأس العالم‪ ،2014 ‬بينما تمّ تصميمها بتقنية جديدة‪ ،‬لالرتقاء‬ ‫بمستوى أدائها ألقصى درجة ممكنة‪ .‬وخضعت الكرة الختبارات مُكثفة‪ ،‬للتأكد من مالءمتها‬ ‫الحتياجات أفضل الالعبين في العالم‪ .‬وشارك بعض أفضل المنتخبات واألندية بالعالم‪ ،‬في‬ ‫عملية االختبار‪ ،‬مثل المنتخب األرجنتيني والكولومبي والمكسيكي‪ ،‬باإلضافة إلى‪ ‬مانشستر‬ ‫يونايتد ويوفنتوس وريال مدريد وأياكس‪ .‬وتعد هذه خطوة متطورة عن كرات القدم الرسميّة‬ ‫السابقة‪ ،‬حيث يتميّز التصميم الجديد بالكامل‪ ،‬بلمسة معدنيّة وتأثير مطبوع بقوام مميّز‪،‬‬ ‫مُصمّم لتوفير أفضل درجات األداء والمتانة داخل الملعب‪ ،‬وعلى الشوارع‪ .‬وكانت االستدامة‬ ‫جزءا‪ ‬أساسيا‪ ‬من عملية تصميم وتصنيع كرة «‪ ،»Telstar 18‬مع عناصر تتضمن مواد معاد‬ ‫تدويرها‪ ،‬خالل عملية التصنيع والتوضيب‪ .‬وتتميز كرة «‪ »Telstar 18‬بشريحة ‪ NFC‬داخلية‬ ‫‪ ‬تُستخدم للمرة األولى في كرة رسميّة ‪ -‬ما يجعلها الكرة األكثر ابتكارا‪ ،‬في تاريخ كأس‬‫العالم‪ .‬تمكن هذه الشريحة مستخدميها من التفاعل مع الكرة‪ ،‬باستخدام هاتف ذكي‪ ،‬فعند بدء التفاعل‪ ،‬تقوم كل كرة بتوليد معرّف خاص بها‪،‬‬ ‫يوفر بيانات ومعلومات حصرية للمُستخدم‪ .‬وتعرض التجربة الفريدة والمُدركة للموقع‪ ،‬تفاصيل مُعيّنة لكل كرة‪ ،‬وتو ّفر ولوجا‪ ‬إلى التحدّيات‪،‬‬ ‫التي يمكن للمُستخدمين إدخالها‪ ‬قبل كأس العالم‪ .‬وقال «روالند روملر»‪ ،‬مدير أجهزة كرة القدم‪« :‬تعتبر كرة ‪ Telstar‬األصليّة إحدى أكثر‬ ‫كرات القدم شُهر ًة على اإلطالق‪ ،‬والتي قامت بتغيّير تصميم كرة القدم إلى األبد»‪ .‬وتابع‪« :‬لذلك فإن تطوير كرة ‪ ،Telstar 18‬مع الوفاء للطراز‬ ‫األصلي‪ ،‬كان تحديّا‪ ‬مُثيرا‪ ‬بالنسبة لنا‪ ..‬ارتقت البُنية الجديدة مع شريحة ‪ NFC‬بالتصميم واالبتكار‪ ،‬في عالم كرة القدم‪ ،‬إلى مستوى جديد‪ ،‬وتو ّفر‬ ‫للمستخدمين والالعبين تجربة جديدة بالكامل»‪.‬‬


‫العدد ‪915‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫المغرب التطواني يشكو تباطؤ إصالح‬ ‫سانية الرمل‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 20‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫‪19‬‬

‫الليغا‬ ‫بريد‬ ‫أخبار الليغا‬ ‫مفاجأة في راتب أومتيتي مع برشلونة‬

‫تساءلت إدارة المغرب التطواني عن أسباب التأخر الحاصل في‬ ‫تهيئة وإصالح ملعب سانية الرمل من طرف الشركتين المكلفتين‬ ‫باألشغال‪ ،‬وعدم االلتزام بموعد إنهاء األشغال‪ ،‬الذي كان محددا في‬ ‫‪ 30‬شتنبر ‪ .2017‬ولم تشفع العديد من المراسالت التي بعث بها‬ ‫المكتب المسير للفريق للجهات المعنية يطالب فيها بضرورة إلزام‬ ‫الشركتين المكلفتين بإنجاز المشروع بتسريع وثيرة األشغال وتسليم‬ ‫ملعب سانية الرمل للفريق في أقرب اآلجال حتى يتسنى العودة‬ ‫إلى ملعبه وخوض منافسات البطولة االحترافية في ظروف مالئمة‬ ‫‪ .‬وتجرع الفريق التطواني معاناة كبيرة بسبب هذا التأخر الكبير‬

‫والغير مبرر من طرف الشركتين‪ ،‬سيما على مستوى الدعم المعنوي‬ ‫الذي يقدمه الجمهور التطواني للفريق‪ ،‬وهو ما يحتاجه في الظرفية‬ ‫الراهنة‪ ،‬لمساعدته على الخروج من مرحلة الفراغ التي يمر منها‪،‬‬ ‫ناهيك عن اإلمكانيات المادية الكبيرة التي تتطلب توفيرها أثناء‬ ‫اللعب خارج قواعده‪ .‬واتهم المكتب المسير الشركتين المكلفتين‬ ‫باألشغال بعدم احترام التزامهما اتجاه الجامعة واتجاه فريق المغرب‬ ‫التطواني‪ ،‬وبالتالي يطالب من الجهات الوصية بضرورة فتح تحقيق‬ ‫في هذا التأخر والبطيء الذي أبانت عليه الشركتين في إنجاز هذا‬ ‫المشروع وفق المدة المتفق عليها‪.‬‬

‫جمعية قدماء اتحاد طنجة لكرة القدم‬ ‫تستضيف نجوم منتخب فلسطين‬

‫ينتظر صامويل أومتيتي‪ ،‬مدافع برشلونة ‪ ،‬تجديد عقده‪ ‬مع الفريق بعدما أصبح أحد ركائز‬ ‫كتيبة فالفيردي المدير الفني للبلوجرانا خالل الموسم الجاري‪ .‬وذكرت صحيفة‪« ‬ماركا» أن‬ ‫برشلونة يسعى لتجديد عقد أومتيتي وزيادة راتبه‪ ،‬خاصة وأن الالعب يحصل على ‪ 3‬ماليين‬ ‫يورو سنويا فقط وهو من أقل العبي البلوجرانا تقاضيا لألجر‪ .‬وأشارت الصحيفة إلى أن التركي‬ ‫أردا توران العب برشلونة الذي لم يشارك في أي مباراة رسمية حتى اآلن هذا الموسم يتقاضى‬ ‫ضعف راتب المدافع الفرنسي‪ .‬وأوضحت الصحيفة أن أومتيتي يملك عقدا ينتهي في ‪2021‬‬ ‫بشرط جزائي يصل إلى ‪ 60‬مليون يورو‪ ،‬وهو أكثر من قيمة فسخ العقد لسيرجي روبيرتو‬ ‫(‪ 40‬مليون يورو)‪ ،‬وجيرارد ديولوفيو (‪ 35‬مليون يورو)‪ .‬وكانت تقارير صحفية أشارت إلى رغبة‬ ‫البرتغالي مورينيو‪ ،‬مدرب مانشستر يونايتد‪ ،‬في التعاقد مع أومتيتي خالل سوق االنتقاالت‬ ‫المقبلة‪ .‬وانضم صامويل أومتيتي لبرشلونة في صيف عام ‪ 2016‬قادما من ليون الفرنسي‪.‬‬ ‫ونجح أومتيتي بجدارة في حجز مركزه بشكل أساسي مع برشلونة بجانب جيرارد بيكيه‪ ،‬في‬ ‫الخط الدفاعي للبلوجرانا‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫باولينيو‪ :‬برشلونة أكثر من مجرد نادي‬ ‫تحدث البرازيلي باولينيو‪ ،‬العب برشلونة‪ ،‬عن النادي الكتالوني واندماجه مع الفريق ودور‬ ‫فيليبي سكوالري‪ ،‬مدرب إيفرجراند الصيني السابق معه‪ .‬وقال باولينيو في تصريحات نقلتها‬ ‫صحيفة «سبورت» اإلسبانية‪« :‬برشلونة أكثر من مجرد نادي‪ ،‬إنّه ثقافة‪ ،‬ولن يفهم أحد طبيعة‬ ‫البلوجرانا سوى بعد أن يلعب معهم ويعرف الـ ‪ DNA‬الخاص بهم»‪ .‬وتابع‪« :‬ال يمكن ّ‬ ‫أن أنكر‬ ‫دور سكوالري معي‪ ،‬فبعد فترة لم أحقق فيها نجاحا كبيرا مع توتنهام‪ ،‬وابتعادي عن المنتخب‪،‬‬ ‫أصبحت أحد أهم عناصر إيفرجراند الصيني وهذا تمكن من إعادتي للبرازيل وتحقيق حلمي‬ ‫باللعب لصالح برشلونة»‪ .‬وواصل‪« :‬كنت دائمًا ألعب في مركز العب خط الوسط المتسلل‬ ‫إلى مناطق الخصم وأقدم دورًا مساندًا للهجوم‪ ،‬وتيتي‪ ،‬مدرب البرازيل‪ ،‬ساعدني في تطوير‬ ‫هذا األمر وجلعه أكثر فعالية»‪ .‬واختتم‪« :‬علينا القتال خالل الفترة المقبلة وتقديم مستوى جيدا‬ ‫في االستعداد لبطولة كأس العالم‪ ،‬فالفريق لديه ثقة كبيرة في قدرته على حصد اللقب في‬ ‫روسيا ‪ 2018‬بعد اإلخفاق األخير في المونديال السابق»‪ .‬وانضم باولينيو إلى برشلونة قادما‬ ‫من جوانزو إيفرجراند خالل سوق االنتقاالت األخيرة مقابل ‪ 40‬مليون يورو وسجل ‪ 3‬أهداف‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬ ‫في إطار سياسة االنفتاح التي تنهجها جمعية قدماء العبي اتحاد‬ ‫طنجة لكرة القدم ‪ ،‬وبهدف إغناء المشهد الرياضي المحلي والوطني‪،‬‬ ‫واحتفاء بذكرى المسيرة الخضراء المظفرة وذكرى عيد االستقالل المجيد‬ ‫‪ ،‬وتماشيا مع التوجهات المولوية لجاللة الملك محمد السادس نصره‬ ‫اهلل بصفته رئيسا للجنة القدس ‪ ،‬تستضيف الجمعية‪ ،‬قدماء نجوم منتخب‬ ‫دولة فلسطين لكرة القدم بين ‪ 15‬نوفمبر ‪ 2017‬إلى غاية ‪ 23‬منه‬ ‫بشراكة مع الجماعة الحضرية لطنجة وعصبة الشمال والجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم ‪ .‬وتعقد الجمعية من خالل اللجنة التنظيمية لهذا‬ ‫الحدث الكروي الكبير الذي ستحتضنه المدينة ألول مرة‪ ،‬اجتماعات‬ ‫ماراطونية‪ ،‬حيث يتم التهييئ الستقبال مثالي يليق بمنتخب دولة عزيزة‬ ‫على كل المغاربة‪.‬‬ ‫وتتكون اللجنة التنظيمية من قدماء العبي اتحاد طنجة‪ ،‬والفعاليات‬ ‫الرياضية النشيطة بالمدينة‪ ،‬ومنكبة على إعداد برنامج مثالي لهذه‬ ‫التظاهرة‪.‬‬ ‫وتعتبر الجمعية المنظمة وجود منتخب دولة فلسطين الشقيقة‬ ‫بمدينة طنجة ‪ ،‬مناسبة للشعبين الشقيقين لربط مزيد من أواصر األخوة‬ ‫والصداقة ‪ ،‬ومحطة للشعب الطنجاوي ليؤكد لشقيقه الفلسطيني مدى‬ ‫اهتمام المجتمع الرياضي الطنجاوي بالقضية الفلسطينية ‪.‬‬ ‫وترحب جمعية قدماء العبي اتحاد طنجة لكرة القدم‪ ،‬في إطار‬ ‫توجهاتها الكبرى والهادفة‪ ،‬بكل الفعاليات الرياضية والجمعيات العاملة‬ ‫في الحقل الرياضي من أجل مشاركتها في إنجاح هذا العرس الرياضي‬ ‫الكبير ‪ ،‬كما تتمن انخراط الجمعية المغربية للصحافة الرياضية – فرع‬ ‫طنجة‪ ،‬والمقاطعات الحضرية والسلطات المحلية وجهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة ومجلس عمالة طنجة في دعم هذه التظاهرة الهامة‪ .‬وفي ما‬ ‫يلي برنامج التظاهرة‪:‬‬ ‫األربعاء ‪ 15‬نوفمبر‪:‬‬ ‫ استقبال الوفد الفلسطيني بمطار الدار البيضاء على الساعة (‪12‬‬‫زواال)‪.‬‬

‫الخميس ‪ 16‬نوفمبر‪:‬‬ ‫ زيارة ميناء طنجة المتوسطي على الساعة (‪ 14.30‬زواال)‪.‬‬‫الجمعة ‪ 17‬نوفمبر‪:‬‬ ‫ مباراة في كرة القدم بين جمعية قدماء اتحاد طنجة و منتخب‬‫نجوم دولة فلسطين بملعب هالل إندور على الساعة (‪ 18.30‬مساء)‪.‬‬ ‫السبت ‪ 18‬نوفمبر‪:‬‬ ‫ حفل استقبال الوفد الفلسطيني بمناسبة الذكرى ‪ 62‬لعيد‬‫االستقالل بالمركز الثقافي‪ -‬أحمد بوكماخ‪ -‬على الساعة (‪ 10‬صباحا)‪.‬‬ ‫األحد ‪ 19‬نوفمبر‪:‬‬ ‫ مقابلة في كرة القدم بين فريق قدماء العبي جهة طنجة – تطوان‬‫– الحسيمة ومنتخب نجوم دولة فلسطين على الساعة (‪ 10‬صباحا)‪ .‬وزيارة‬ ‫القرية الرياضية والملعب الكبير بالزياتن على الساعة (‪ 15.30‬زواال)‪.‬‬ ‫اإلثنين ‪ 20‬نوفمبر‪:‬‬ ‫ ندوة» الرياضة الفلسطينية واقع وآفاق‪ -‬كرة القدم نموذجا‪ .‬ببيت‬‫الصحافة على الساعة (‪ 17.30‬مساء)‪.‬‬ ‫الثالثاء ‪ 21‬نوفمبر‪:‬‬ ‫ جولة سياحية للوفد الفلسطيني للمدينة العتيقة على الساعة‬‫(‪ 10.30‬صباحا)‪ .‬وسهرة مسائية على الساعة (‪ 19‬مساء)‪.‬‬ ‫األربعاء ‪ 22‬نوفمبر‪:‬‬ ‫ مقابلة في كرة القدم بين الوفد الفلسطيني وجمعية شباب‬‫المصلى بقاعة الزياتن على الساعة (‪ 11‬صباحا)‪.‬‬ ‫الخميس ‪ 23‬نوفمبر‪:‬‬ ‫‪ -‬مغادرة الوفد الفلسطيني في اتجاه الدار البيضاء‪.‬‬

‫اتحاد طنجة يفوز على أصيال ودياً‬

‫انتصر فريق اتحاد طنجة لكرة القدم على شباب أصيلة في مباراة‬ ‫ودية صباح األربعاء بالملعب البلدي باصيال بأربعة أهداف لصفر‪ ،‬سجلها‬ ‫ياسين البحيري من ضربة جزاء‪ ،‬و محـمد البولديني‪ ،‬ثم اسماعيل دياكيتي‬ ‫في مناسبتين‪ .‬وبرمج بادو الزاكي‪ ،‬مدرب الفريق الطنجاوي هذه المباراة‬

‫الودية بعد توقف البطولة الوطنية هذا األسبوع‪ ،‬لحفاظ الالعبين على‬ ‫أجواء المنافسة‪ .‬وسيكون اتحاد طنجة خالل هذا األسبوع على موعد مع‬ ‫رحلة إلى أسفي لمواجهة األولمبيك المحلي لحساب الدورة الثامنة من‬ ‫البطولةاالحترافية‪.‬‬

‫إعالن حكام مونديال األندية في أبوظبي‬ ‫كشف االتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» يوم الثالثاء‪ ،‬عن اختيار‬ ‫‪ 6‬أطقم تحكيمية للمشاركة بمونديال األندية الذي يقام بمدينة‬ ‫أبوظبي‪ ،‬خالل الفترة من ‪ ،6‬وحتى ‪ 16‬ديسمبر المقبل‪ .‬كما تم اختيار‬ ‫‪ 8‬حكام‪ ،‬سيتم االستعانة بهم‪ ،‬كمساعدين لحكم الفيديو‪ .‬واُختير‬ ‫األلماني فيليكس بريش‪ ،‬وطاقمه كممثلين لالتحاد األوروبي للعبة‬ ‫«يويفا»‪ ،‬والمكسيكي سيزار أرتورو راموس وطاقمه كممثلين التحاد‬ ‫أمريكا الشمالية‪ ،‬والوسطى‪ ،‬والكاريبي (كونكاكاف)‪ .‬وتم اختيار البرازيلي‬ ‫ساندرو ريتشي‪ ،‬وطاقمه كممثلين التحاد أمريكا الجنوبية (كونميبول)‪.‬‬ ‫وسيكون الطاقم الذي يقوده ماثيو كونجر‪ ،‬ممثال التحاد األوقيانوس‪،‬‬

‫واألوزبكي رافشان إيرماتوف كممثل لالتحاد اآلسيوي‪ ،‬أما القارة األفريقية‬ ‫فسيمثلها الطاقم السنغالي بقيادة ماالنج دييدهيو‪ .‬بينما وقع اختيار‬ ‫الفيفا‪ ،‬على كل من األلماني فيليكس زفاير‪ ،‬والفرنسي كليمينت توربين‪،‬‬ ‫والبرتغالي أرتور دياز‪ ،‬واألرجنتيني ماورو فيخيالنو‪ ،‬والبرازيلي ويلتون‬ ‫سامبايو‪ ،‬واألوروجوائي أندريس كونها‪ ،‬واألمريكي مارك جيجر‪ ،‬والقطري‬ ‫عبد الرحمن الجاسم كمساعدين لحكم الفيديو‪ .‬وسيصل جميع الحكام‬ ‫المختارين من قبل الفيفا لمدينة أبو ظبي‪ ،‬نهاية الشهر الجاري للمشاركة‬ ‫في البطولة التي يحمل لقبها ريال مدريد‪ ،‬ويشارك في النسخة الجارية‬ ‫كبطل للقارة العجوز‪.‬‬

‫راموس يدافع عن كاسياس ضد شبيه مورينيو‬ ‫دافع راموس‪ ،‬قائد ريال مدريد‪ ،‬عن مواطنه وزميله السابق‪ ،‬إيكر كاسياس‪،‬‬ ‫حارس مرمى بورتو البرتغالي‪ ،‬على خلفية‪ ‬غيابه مؤخرا عن مباريات فريقه‪ ،‬بقرار من‬ ‫المدرب‪ ،‬سيرجيو كونسيساو‪ .‬وقال راموس‪ ،‬في تصريحات إلذاعة‪« ‬كادينا سير»‪ ،‬نقلتها‬ ‫صحيفة»ماركا»‪ ‬اإلسبانية‪« :‬ال أعرف ما إذا كان المدرب سيواجه مشكلة مع إيكر‪ ،‬على الرغم‬ ‫من أن ذلك ال يشكل مفاجأة لي‪ ،‬لقد رأيت له مؤتمرين صحفيين‪ ،‬ويبدو أنه شقيق مورينيو‬ ‫األول»‪ ،‬في إشارة على ما يبدو إلى أزمات مورينيو‪ ،‬مع نجوم ريال مدريد‪ ،‬حينما كان مدربًا‬ ‫للفريق الملكي‪ .‬ومن وجهة نظره‪ ،‬يعتقد راموس أن كاسياس «سينتصر مجددًا»‪ ،‬مضي ًفا‪:‬‬ ‫«حالة‪ ‬إيكر‪ ‬تثير‪ ‬انتباهي‪ ،‬إنه يفاجئ الجميع دائمًا‪ ،‬وأعتقد أنه‪ ‬سيلعب مرة أخرى‪ ،‬ألنه حارس‬ ‫مرمى كبير»‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫سيميوني يبدأ االستعداد لديربي مدريد‬ ‫ركز األرجنتيني دييجو سيميوني‪ ،‬مدرب أتلتيكو مدريد‪ ،‬في مران الخميس‪ ،‬على التحركات‬ ‫الدفاعية والهجومية‪ ،‬وذلك قبل مباراة ديربي العاصمة أمام الريال‪ .‬وشهدت التدريبات‪ ،‬عدة‬ ‫تغييرات بسبب غياب الالعبين الدوليين‪ ،‬ليلجأ المدرب األرجنتيني‪ ،‬إلى ثنائية كوكي وأنخل‬ ‫كوريا على الطرفين‪ ،‬حيث وضع األول على الجهة اليسرى والثاني على اليمنى‪ .‬ولكن لم يحسم‬ ‫األمر بعد‪ ،‬حيث أن تلك الخيارات أيضا تعتمد على حالة كل من يانيك كاراسكو‪ ،‬الذي تعافى‬ ‫بالفعل من إصابته في أوتار الركبة‪ ،‬ونيكو جايتان‪ ،‬إال أن سيميوني لديه نية إشراك كوكي‪ ،‬عند‬ ‫استئناف مسابقة الدوري بعد غيابه ‪ 6‬مباريات بداعي التهاب عضلي‪ .‬وخالل المران الذي جرى‬ ‫صباح اليوم بقيادة سيميوني‪ ،‬ركز المدرب على التكتيك الهجومي والتسديدات‪ ،‬ثم عمل على‬ ‫الخطط الدفاعية‪ ،‬وخصوصا في ظل تفوق منافسه الملكي في مراكز الجناحين والظهيرين‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫ريال بيتيس يجدد عقد نجمه المخضرم‬ ‫توصل نادي ريال بيتيس التفاق مع قائد الفريق‪ ،‬سانشيز خواكين‪ ،‬لتجديد عقده حتى صيف‬ ‫‪ ،2020‬بعد مفاوضات استمرت ألسبوعين‪ .‬وذكرت صحيفة‪« ‬موندو ديبورتيفو»‪ ‬اإلسبانية‪ ،‬نقلاً‬ ‫عن مصادر داخل النادي األندلسي‪ ،‬أن الالعب المخضرم‪ ،‬ذو الـ‪ 36‬عاما‪ ،‬قرر تجديد عقده‪ ،‬بعد‬ ‫المستوى الجيد الذي ظهر به‪ ،‬في الجوالت الماضية من الليجا‪ ،‬وسيعتمد الطرفان المبالغ‬ ‫المالية‪ ،‬بنا ًء على الظروف التي سيمر بها الالعب في كل موسم‪ .‬وينتظر أن يعلن خواكين‬ ‫اعتزاله‪ ،‬بعد انتهاء مدة العقد‪ ،‬حيث سيبلغ عمره حينها ‪ 39‬عاما‪ .‬وانضم خواكين لبيتيس‬ ‫عام ‪ ،2015‬قادما من فيورنتينا‪ ،‬ولعب في السابق لماالجا وفالنسيا‪ ،‬ما كان سببا في انضمامه‬ ‫لقائمة الروخا‪ ،‬في يورو ‪ ،2004‬ومونديال ‪.2006‬‬


‫العدد ‪915‬‬

‫الثالثاء ‪� 15‬إلى ‪ 20‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫األخيرة‬

‫منتدى «ميدايز»‪:‬‬ ‫رئيس االتحاد اإلفريقي‪ ،‬السيد ألفا كوندي ينوه برؤية جاللة الملك‬ ‫وجهوده من أجل تنمية إفريقيا وتحقيق األمن والسالم بالقارة‪.‬‬

‫لقاء «ميدايز» اختتم مساء السبت الماضي‪ ،‬بطنجة‪ ،‬دورته العاشرة‪ ،‬التي طبعتها نقاشات‬ ‫حول مواضيع تهم القارة اإلفريقية واالتحاد األوروبي‪ ،‬تحت شعار‪« :‬من انعدام الثقة إلى‬ ‫التحديات‪ ..‬عصر االضطرابات الكبرى»‬ ‫الدورة العاشرة لهذا الملتقى تميزت بحضور السيد ألفا كوندي‪ ،‬الرئيس الغيني ورئيس‬ ‫اإلتحاد األفريقي‪ ،‬ضيف شرف هذه الدورة التي شهدت العديد من المشاركين ‪ ،‬مسؤولين‬ ‫حكوميين وسياسيين‪ ،‬وخبراء‪ ،‬ورجال أعمال‪.‬‬ ‫الرئيس ألفا كوندي نوه‪ ،‬في كلمة خالل جلسة االفتتاح‪ ،‬بالعالقات التاريخية التي تربط‬ ‫غينيا بالمغرب منذ معارك التحرير الوطني على عهد الملك محمد الخامس‪ ،‬ووضع أسس‬ ‫التنمية االقتصادية واالجتماعية بالقارة اإلفريقية التي أرسى قواعدها الملك الراحل الحسن‬ ‫الثاني‪ ،‬واالستراتيجيات المشتركة‪ ،‬لبناء مستقبل إفريقيا وتطلعات شعوبها إلى األمن والسالم‬ ‫والتنمية‪ ،‬مع الملك محمد السادس‪ ،‬في مواجهة التوترات واالضطرابات التي ال زالت تمزق‬ ‫مختلف جهات القارة اإلفريقية ‪.‬‬ ‫وأكد‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬أن االتحاد اإلفريقي يطمح إلى وضع حد لهذه التوترات والنزاعات‬ ‫في أفق ‪ 2020‬عبر حلول إفريقية بعيدا عن التدخالت الخارجية ‪ ،‬التي غالبا ما تجر كوارث‬ ‫حقيقية على البلدان التي تتدخل فيها‪ ،‬ومثال التدخل في ليبيا دليل على ذلك‪ ،‬ليس فحسب‬ ‫بالنسبة لهذا البلد اإلفريقي ‪ ،‬بل بالنسبة للمنطقة ككل‪.‬‬ ‫وفيما يخص التنمية االقتصادية بإفريقيا‪ ،‬خلص الريس ألفا كوندي إلى القول بأن على‬ ‫األفارقة أنفسهم أن يرسموا خطط سياساتهم التنموية‪ ،‬ألنهم أدرى بمشاكلهم من غيرهم‪،‬‬ ‫وبالحلول المناسبة الحتياجات وتطلعات شعوبهم‪ .‬وبالتالي فإن‬ ‫هذه الحلول يجب أن تأتي من صميم العواصم اإلفريقية وليس‬ ‫من مؤسسات مالية عالمية‪ ،‬التي تفرض شروطا «ملغومة»‬ ‫لمساعدة الدول اإلفريقية‪ ،‬على تمويل مشاريعها التنموية‪،‬‬ ‫ومنها على سبيل المثال‪« ،‬تقليص النفقات» وهو إجراء ضاعف‬ ‫من مشاكل إفريقيا وتخلفها‪.‬‬ ‫وفي ختام كلمته‪ ،‬توجه رئيس االتحاد اإلفريقي بالنداء إلى‬ ‫القطاع الخاص اإلفريقي يحثه على المساهمة بفعالية أكثر‪ ،‬في‬ ‫تنمية القارة‪ ،‬كما دعا إلى توحيد الجهود بين القادة السياسيين‬ ‫والقطاع العام من جهة‪ ،‬وبين القطاع الخاص‪ ،‬من أجل وضع‬ ‫تصورات مالئمة لحاجيات الشعوب اإلفريقية ولتطلعات الشباب‬ ‫اإلفريقي الناهض‪.‬‬ ‫نائب رئيس جمهورية الغابون‪ ،‬بيير كالفير ماغانغا موساوو‪،‬‬ ‫تطرق في تدخله إلى التجارب التنموية في المغرب‪ ،‬خاصة في‬ ‫مجال اإلقتصاد اإلجتماعي والزراعة التضامنية‪ ،‬ورؤية جاللة‬ ‫الملك محمد السادس‪ ،‬بخصوص التعاون جنوب ـ جنوب التي‬ ‫تطمح إلى تحقيق تنمية شاملة وموزعة بشكل عادل من أجل تحقيق األمن والسالم واالستقرار‪،‬‬ ‫في إطار المصير المشترك‪ ،‬بين كافة شعوب القارة‪.‬‬ ‫السيد بيير كالفير ماغانغا‪ ،‬نوه‪ ،‬بالمناسبة‪ ،‬بالعالقات المتميزة بين الغابون والمغرب‪ ،‬البلد‬ ‫الذي يعتبر أهم شريك اقتصادي لبلده‪.‬‬ ‫بخصوص الحوار األوروبي اإلفريقي‪ ،‬ذكر الوزير اإلرلندي السابق‪ ،‬بيرتي أهيرن‪ ،‬بإستراتيجية‬ ‫لشبونة سنة ‪ ،2007‬وببرنامج العمل الذي تم تطويره ‪ ،‬بين مجلس اإلتحاد األوروبي والشركاء‬ ‫األفارقة في ‪ ،2015‬وصوال إلى القمة األوروبية ‪ -‬األفريقية التي ستعقد في أبيدجان‪ ،‬نهاية‬ ‫الشهر الحالي والتي ستشكل قضايا التنمية والتعاون ودور القطاع الخاص والحاجة إلى الكفاءات‬

‫وأمن الحدود والهجرة ‪ ،‬وقضايا الشباب‪ ،‬من أبرز الموضوعات التي ستتصدر جدول أعمال هذه‬ ‫القمة‪ ،‬التي ستتطلع إلى البحث عن حلول لقضايا األمن واالستقرار اللذين‪ ،‬بدونهما‪ ،‬ال يمكن‬ ‫الحديث عن التنمية واالستثمار‪.‬‬ ‫وبعد أربعة أيام من التدخالت والنقاشات‪ ،‬صادق الملتقى على بيان تضمن توصيات إلى‬ ‫القمة الخامسة للشراكة اإلفريقية األوروبية‪ ،‬التي ستنعقد بأبيدجان بالكوت ديفوار يومي ‪29‬‬ ‫و‪ 30‬نونبر الجاري‪ ،‬ودعا إلى احترام «إطار القاهرة» الذي يحصر المشاركة في الدول األعضاء‬ ‫بمنظمة األمم المتحدة‪ ،‬من أجل ضمان مبدأ االنسجام في إطار الحوار اإلفريقي األوروبي‪،‬‬ ‫واآلليات المكلفة باألمن والتنمية‪ ،‬الذي يجب أن يقتصر بالتحديد‪ ،‬على الدول األعضاء في‬ ‫منظمة األمم المتحدة‪.‬‬ ‫وأشار البيان إلى أن القارة اإلفريقية تتطلع إلى أن تنجح القمة األوروبية اإلفريقية المقبلة‪،‬‬ ‫في وضع أسس للنهوض بالتعاون المشترك في إطار يضمن مصالح الطرفين ويحترم مبدأ‬ ‫احترام استقالل وسيادة الدول المشاركة‪ ،‬وذلك عبر تنسيق السياسات األوروبية تجاه القارة‬ ‫اإلفريقية ‪ ،‬على مستوى السياسات االقتصادية واإلنمائية‪.‬‬ ‫وبخصوص التوترات األمنية‪ ،‬دعا المشاركون إلى تعزيز التعاون األمني في مناطق النزاعات‬ ‫مع ضمان حضور عسكري إفريقي تحت سلطة االتحاد اإلفريقي في تلك المناطق‪.‬‬ ‫وكان منتدى ميدايز‪ ،‬قد ناقش عددا من القضايا المتصلة بتطورات األوضاع بالشرق‬ ‫األوسط‪ ،‬وشمال إفريقيا‪ ،‬والخيارات الحالية للسياسة الخارجية األمريكية ‪ ،‬والسياسة الطاقية‬ ‫العالمية‪ ،‬وأزمة كوريا الشمالية‪ ،‬والتهديدات العابرة للحدود‪ ،‬وغيرها‬ ‫وفي تعليق على أشغال المنتدى الذي شارك في أشغاله‪،‬‬ ‫أدلى السيد يوسف العمراني الوزير المنتدب سابقا في الخارجية‬ ‫والمكلف حاليا بمهمة بالديوان الملكي بحديث للصحافة‬ ‫أكد فيه وجود عالقات قديمة ومتميزة بين المغرب واالتحاد‬ ‫األوروبي ‪ ،‬إال أن األوضاع الحالية تستدعي إيجاد رؤية جديدة‬ ‫تستجيب بشكل أوسع وأعمق للمنفعة المشتركة‪.‬‬ ‫من جهة أخرى أوضح السيد العمراني أن االتحاد األوروبي‬ ‫يعيش منعطفا جديدا في تاريخة‪.‬‬ ‫وأوضح المسؤول المغربي أن «االتحاد األوروبي يعيــش‬ ‫منعطفا مهما في تاريخه‪ ،‬خاصة بعد خروج بريطانيا وبروز‬ ‫مالمح التفرقة بين الشمال والجنوب وبين الشرق والغرب‪،‬‬ ‫وبصفة خاصة بعد ظهور اختالف وجهات النظر بخصوص بناء‬ ‫المشروع األوروبي‪ ،‬منبها إلى أن طفو «القوميين والشعبويين‬ ‫المساند لجبهة اليمين األوروبي سوف يشكل تحدياً في‬ ‫المستقل»‪.‬‬ ‫وأشار‪ ،‬بهذا الخصوص‪ ،‬إلى أن المشروع األوروبي في حاجة‪ ،‬اليوم‪ ،‬إلى تحديد أولوياته‪،‬‬ ‫من منظور جديد‪ ،‬عبر سياسته الخارجية واألمن والدفاع المشترك‪ ،‬من أجل مواجهة التحديات‬ ‫المشتركة‪ ،‬ومنها توسع رقعة اإلرهاب الذي يشكل تهديدا حقيقيا ألمن المنطقة ‪،‬التي يتعين‬ ‫عليها مواجهة األسباب العميقة والمتعددة بشكل مباشر‪ ،‬لهذه الظاهرة ‪ .‬والتوفر على رد‬ ‫شامل من أجل احتواء التهديدات‪ ،‬مذكرا‪ ،‬في هذا الصدد‪ ،‬بسياسة اإلصالح الديني التي‬ ‫أطلقها جاللة الملك والتي تشكل قاعدة أساسية لمحاربة التطرف‪ ،‬عبر نشر اإلسالم معتدل‪،‬‬ ‫يقوم على المذهب المالكي والعقيدة األشعرية وإمارة المؤمنين‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.