Achamal n° 916 le 21 novembre 2017

Page 1

‫اإلشعاع الصناعي العالمي لطنجة‬ ‫شركة إيطالية رائدة تستقر بطنجة‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 916‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪� 30‬صفر ‪� 22 / 1439‬إلى ‪ 27‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫األعياد الثالثة المجيدة‬

‫أعلنــت شركــة ‪ SOGEFI‬اإليطالية‪،‬‬ ‫المتخصصة قي إنتاج المكونات األصلية‬ ‫للسيــارات‪ ،‬عن اختيارهــا لمدينـة طنجة‪،‬‬ ‫لفتح أول مصنع لها بإفريقيا‪ ,‬الذي سيقام‬ ‫باستثمار ‪ 10‬ماليين أورو‪ ،‬داخل المنطقة‬ ‫الصناعية الحرة بطنجة‪ ،‬ويخلــق أزيـــد‬ ‫من ‪ 300‬فرصة عمــل في وجـــه التقنيين‬ ‫المتخصصين والعمال‪.‬‬ ‫وسوف يقام المصنع في مرحلة أولى‬ ‫على مساحة ‪ 10‬آالف متر مربــع على أن‬ ‫تتسع هذه المساحة‪ ،‬مستقبال إلى ‪ 25‬ألف‬ ‫متر مربع‪ .‬ومن المتوقع أن تبدأ مصانع هذه الشركة الرائدة عالميا في مجال اختصاصاتها في تصنيع‬ ‫نظم جديدة لمحركات السيارات انطالقا من السنة القادمة‪ ،.‬مع العلم أن منتوجات هذه الشركة‬ ‫العالمية ستوجه لتزويد السوق المغربية واألسواق اإلفريقية واألوروبية بمنتجاتها األصلية‪.‬‬ ‫وأعلنت الشركة أن استثمارها بطنجة سيعزز قدرتها التنافسية إلى جانب مصانع كبرى للسيارات‬ ‫الموجودة بطنجة التي شهدت استثمارات ضخمة‪ ،‬عبر إنجاز العديد من المشاريع الصناعية الكبرى‬ ‫بهذه المنطقة‪.‬‬

‫«عيد العـودة» ‪ 16‬نوفمبر‬ ‫«عيد االنبعاث» ‪ 17‬نوفمبر‬ ‫«عيد االستقالل» ‪ 18‬نوفمبر‬

‫وفاء لنضال محمد الخامس جعل الشعب من تاريخ اعتالئه العرش‬ ‫رمزا لعيد االستقالل والحرية‬

‫أطلت علينا أعيادنا المجيدة الثالثة‪ ،‬من جديد‪ ،‬هذا العام‪ ،‬تحمل إلينا عبرا تاريخية رائعة‪ ،‬تذكرنا بأمجادنا التاريخية‪ ،‬كشعب‬ ‫غيور على أصالته‪ ،‬متعلق بثوابته الوطنية والدينية‪ ،‬صادق في مواقفه القومية‪ ،‬مسارع إلى التضحية بالنفس والنفيس‪ ،‬وفاء‬ ‫اللتزاماته األخالقية‪ ،‬إزاء من وقف إلى جانبه‪ ،‬وشد أزره وعانق أحالمه وسبقه إلى التصدي لكل عدوان للنيل من عزته ومناعته‬ ‫وكبريائه‪.‬‬ ‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪� 22‬إلى ‪ 27‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪916‬‬

‫كاريزما بنكيران إلى زوال؟‬ ‫رفعا لكل لبس‪ ،‬ولكل تفسير وتأويل‬ ‫أو تعليل‪ ،‬ولكل صوت موافق أو معارض أو‬ ‫متح ّفظ‪ ،‬نقول إن كاريزما بنكيران‪ ،‬األمين‬ ‫العام لحزب العدالة والتنمية‪ ،‬ورئيس الحكومة‬ ‫السابق‪ ،‬ورئيس الحكومة المعفى من واليته‬ ‫الحكومية الثانية‪ ،‬كانت‪ ،‬ومازالت تقريبا‪ ،‬قائمة‬ ‫في الواقع الملموس وفي األذهان‪ ،‬وإن شخصية‬ ‫هذا الرجل‪ ،‬الذي سطع نجمه السياسي بفضل‬ ‫فراغات مشروع الربيع العربي‪ ،‬ظلت لسنوات‪،‬‬ ‫وما زالت بحدّة أقل في عهد حكومة العثماني‬ ‫الحالية‪ ،‬حديث الشوارع والمقاهي والمنتديات‬ ‫والمؤسسات‪ ،‬تارة باإلعجاب والتمجيد‪ ،‬وهذه‬ ‫هي الصفة التي كانت أساسا غالبة إبان إدارته‬ ‫للشأن العام الوطني‪ ،‬وتارة أخرى بالتقريع أو‬ ‫التشكيك‪ ،‬وخاصة من لدن خصومه السياسيين‬ ‫الذين أنكروا عليه الهبة الشعبية الربانية‬ ‫الممنوحة‪ ،‬وأح ّلوا محلها الصناعة السياسوية‬ ‫الشعبويةالمفبركة‪.‬‬ ‫وفي الحقيقة فإن كاريزما السيد بنكيران‪،‬‬ ‫وهذه خاصية مغربية محلية شئنا أم أبينا‪ ،‬قد‬ ‫تجاوزت المفهوم التقليدي‪ ،‬وحتى العصري‪،‬‬ ‫للشخصية الكاريزماتية التي أطلقتها نظرية‬ ‫ماكس فيبر‪ ،‬وتحديدات مدارس سوسيولوجية‬ ‫وسيكولوجية وسياسية الحقة‪ ،‬فلم يعد الحديث‬ ‫مقصورا على الوصفات السحرية للشخصية‬ ‫المحبوبة‪ ،‬وال على صفات الثقة القوية في‬ ‫النفس‪ ،‬والصبر على ظلم وتقريع الخصوم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والتحكم في‬ ‫والقدرة في التواصل والتأثير‪،‬‬ ‫مجريات األم��ور وغيرها‪ ،‬وهي صفات تمنح‬ ‫صاحبها طبعا صك ال��ب��راءة‪ ،‬وإخ�لاء الذمة‪،‬‬ ‫وكسب البطولة والزعامة‪ ،‬والسلطة المادية‬ ‫والروحية‪ ،‬بل صارت صفات أخرى مستحدثة‬ ‫تضخّ دم��اءه��ا ف��ي جسد ه��ذه الشخصية‬ ‫المثالية الطوباوية‪ ،‬من قبيل األنانية المفرطة‪،‬‬ ‫والعدوانية‪ ،‬والصدامية‪ ،‬فاختلطت بالتالي‬ ‫هذه الصفات المتنافرة التي صنعت لنا في‬ ‫النهاية النسخة األخيرة لشخصية بن كيران‬ ‫ّ‬ ‫المركبة‪ ،‬وتط ّلب منا األمر‪ ،‬على مستوى الشأن‬ ‫المغربي على األقل‪ ،‬مراجعة مفاهيمنا العامة‬ ‫والخاصة حول تحديدات الشخصية الكاريزماتية‬ ‫النموذجية ؛ ذلك أن بنكيران هذا قد تعوّد‪،‬‬ ‫وما زال تقريبا حتى في عهد الحكومة الحالية‬ ‫لحزبه الحاكم‪ ،‬أن يفاجئنا في كل موسم تدبيري‬ ‫بصدمة كهربائية جديدة‪ ،‬فنقول له مع ذلك ‪:‬‬ ‫اغ��رب عن وجهنا إننا نحبّك ؛ وكلنا ّ‬ ‫يتذكر‬ ‫تبعات قرارات‪ ،‬أو مشاريع قرارات‪ ،‬تطويق القدرة‬ ‫الشرائية للمواطنين‪ ،‬وتحرير أثمان المحروقات‪،‬‬ ‫وإصالح أنظمة التقاعد‪ ،‬والقطع مع التوظيف‬ ‫العمومي المباشر‪ ،‬وإقرار نظام ريعي للتعيين‬ ‫في المناصب العليا‪ ،‬واالقتطاع الممنهج من‬ ‫األجور إلخ‪ ،‬حيث إن هذه التدابير واإلجراءات‬ ‫التي اتخذها بنكيران وحكومته السابقة عن‬ ‫طواعية وسبق إصرار‪ ،‬والتي كانت تحمل في‬ ‫جوهرها إصالحا وطنيا مطلوبا‪ ،‬وهذا أمر ال‬ ‫يمكن نكرانه‪ ،‬لم يتحمّل فاتورتها في نهاية‬ ‫المطاف إال المواطن البسيط الذي كان قد‬ ‫وعده دستور ‪ 2011‬بالحياة‪ ،‬والكرامة‪ ،‬والصحة‪،‬‬ ‫والتعليم‪ ،‬والشغل‪ ،‬والسكن‪ ،‬والتضامن‪،‬‬ ‫والديمقراطية التشاركية‪ ،‬والرفاه‪ ،‬في حين‬ ‫أن الطبقات المالكة الغنية‪ ،‬والمنتفعين من‬ ‫مداخيل المؤسسات اإلنتاجية‪ ،‬وذوي األجور‬ ‫المرتفعة والتقاعد التفضيلي المريح‪ ،‬وأصحاب‬ ‫المقالع والصيد في أعالي البحار‪ ،‬والمتم ّلصين‬ ‫من أداء الضرائب وغيرهم ممن منعوا‪ ،‬بشكل‬ ‫مباشر أو غير مباشر‪ ،‬إق��رار نظام الضريبة‬ ‫على الثروة‪ ،‬فقد سبق أن قال لج ّلهم السيد‬ ‫بنكيران‪ ،‬رئيس الحكومة السابق‪ ،‬خالل فترة‬ ‫بحثه المضني عن تحقيق التوازن السياسي‬ ‫واالقتصادي والمؤسساتي المفقود‪ ،‬قولته‬ ‫الذائعة الصيت ‪ :‬عفا اهلل عما سلف ؛ ومع ذلك‬ ‫فقد استمر في حبّه‪ ،‬والتع ّلق بوعوده‪ ،‬الكثير‬ ‫من الفقراء والمستضعفين من الطبقات‬ ‫المتوسطة‪ ،‬والصغرى‪ ،‬وما دون الصغرى التي‬ ‫ال تكاد ترى بالعين المجردة ؛ أي أن السيد‬ ‫بنكيران‪ ،‬حدث الموسم االنتخابي والحكومي‬ ‫بامتياز‪ ،‬على األقل في الفترة ما بين ‪2011‬‬ ‫و‪ ،2016‬استطاع أن يجمع بين النقيضين في‬ ‫شخصيته القيادية التي منحته المفهوم الجديد‬ ‫للكاريزما‪ ،‬والتي لم توهب له مجانا من الطرف‬ ‫اآلخر عن اختيار وطواعية وتسليم‪ ،‬بل انتزعها‬ ‫بمحض إرادته وإصراره في الزعامة والتأثير‪،‬‬ ‫تارة باسم الدين‪ ،‬وهذا هو الوتر الحسّاس‬ ‫الذي يضعف عنده ّ‬ ‫جل المغاربة المحافظين‪،‬‬ ‫وتارة باسم شعار «اإلصالح في ظل االستقرار»‬ ‫الذي ضمّنه بذكاء وعيد الوضع الكارثي الذي‬ ‫تعرفه اليوم بلدان عربية مثل ليبيا وسوريا‬ ‫واليمن‪ ،‬التي عشقت الربيع العربي وما زالت لم‬ ‫تنله بعد‪.‬‬ ‫إن ال��س��ي��د ب��ن��ك��ي��ران ه���ذا‪ ،‬وب��ه��ذه‬ ‫الخصوصية الكاريزماتية االستثنائية‪ ،‬قد‬ ‫يثقل كاهلك بمتاعب إضافية‪ ،‬وقد يقتطع‬ ‫من أجرتك الشهرية‪ ،‬وقد يخ ّفض من نسب‬ ‫مستحقاتك وقدراتك المعيشية‪ ،‬وقد يحوّل‬ ‫مجتمعك إلى فئات اجتماعية معزولة وغير‬ ‫منسجمة ‪ :‬فئة معدومة تنال الدعم الرمزي‬

‫العابر واألنشطة الصغيرة المدرة لدخل العيش‬ ‫والبقاء‪ ،‬وفئة تعمل ألجل إطالة عمر الدولة‬ ‫والمؤسسات والبنيات التحتية والفوقية‪ ،‬وفئة‬ ‫مدّللة تقيم خارج الحدود في أغلب األوقات‪،‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬عندما يخيفك بنكيران هذا بفزّاعة‬ ‫العفاريت والتماسيح‪ ،‬وه��ي لإلشارة قصة‬ ‫واقعية موجودة في كل بلدان العالم ويتم‬ ‫التأقلم مع حكاياتها‪ ،‬ترتعد فرائصك‪ ،‬وتقول‬ ‫بشبه استسالم وانهزام وانكسار أن سالمة‬ ‫الوطن أولى‪ ،‬وأن بركات الشيخ حتما قائمة‪.‬‬ ‫فهذه كاريزما بنكهة خاصة عليك أن تتقبّلها‬ ‫وأال ترفضها‪ ،‬ألنها‪ ،‬بمزيج النقيضين هذا‪،‬‬ ‫تختلط األوراق السياسية والدينية والمذهبية‪،‬‬ ‫ويفسّر الشك في الغالب لفائدة «المتهم»‪،‬‬ ‫أي لفائدة صاحبنا بنكيران ؛ وعليك أيضا أن‬ ‫تقتنع بهذا المزيج السحري الذي يضمن البقاء‬ ‫لهذه الشخصية‪ ،‬حتى في عزّ الهزات السياسية‬ ‫والعالئقية المتتالية اآلتية من جهة الخصوم‬ ‫واألقارب على السواء ؛ فبنكيران‪ ،‬في فترة من‬ ‫الفترات‪ ،‬كان كل شيء دون تحديد أو تصنيف‬ ‫أو تموقع‪ ،‬وهذا ما أعطاه جواز المرور‪ ،‬والتحالف‬ ‫السياسي مع اليمين والوسط واليسار من موقع‬ ‫قوة‪ ،‬بدون عقدة خوف أو شك أو ارتياب‪ ،‬أي أنه‬ ‫كان المحافظ والحداثي في نفس اآلن‪ ،‬وكان‬ ‫صوت الموافق والمعارض والمتح ّفظ حسب‬ ‫السياق والمكان والزمان‪ ،‬وكان رجل الساعة‬ ‫الشعبي والشعبوي‪ ،‬وكان الرجل المسامح‪،‬‬ ‫والمهادن‪ ،‬واإلنفعالي‪ ،‬والصّدامي‪ ،‬والعدواني‪،‬‬ ‫والعفوي‪ ،‬والكريم‪ ،‬والمتديّن‪ ،‬والمتأ ّفف‪،‬‬ ‫والصبور‪ ،‬واألن��ان��ي‪ ،‬والمزاجي‪ ،‬والمحافظ‪،‬‬ ‫وال��ص��ارم‪ ،‬والفكاهي‪ ،‬والوطني‪ ،‬والسلفي‪،‬‬ ‫والمتعجــــرف‪ ،‬والمسالـــم‪ ،‬والودود‪ ،‬واليميني‪،‬‬ ‫والوسطي‪ ،‬واليساري‪ ،‬والليبرالي‪ ،‬والعاطفي‪،‬‬ ‫والعقالني‪ ،‬والتنويري‪ ،‬والرجعي‪ ،‬والعنيد‪ ،‬وكان‬ ‫عنترة بن شداد‪ ،‬ودون كيشوط‪ ،‬وابن تيمية‪،‬‬ ‫وشيخ القبيلة‪ ...‬؛ ولم يكن يجاريه في تيار‬ ‫هذه الكاريزما المختلطة إال زعماء وممثلي‬ ‫أغلبيته الحزبية والحكومية السابقة‪ ،‬ولم يكن‬ ‫يقارعه لوحده إال خصومه السياسيين من رموز‬ ‫المعارضة السابقة البئيسة‪ ،‬ولم يقدر على إعادة‬ ‫تأطيره‪ Recadrage‬وإعادة وضعه في ّ‬ ‫السكة‬ ‫األسلم إال بعض الناطقين الموسميين باسم‬ ‫القصر‪ ،‬أي أنه كان في حالة شرود كاريزماتي‬ ‫مطلق‪ ،‬يستند فقط على الشرعية الشعبية‪،‬‬ ‫وعلى صناديق االق��ت��راع‪ ،‬وعلى ق��وة الحزب‬ ‫الذي ينتمي إليه‪ ،‬وعلى انتظارية الشعب التي‬ ‫بلورتها حركة ‪ 20‬فبراير والحركات الموازية‬ ‫؛ ولم يهتز عرش هذه الكاريزما «الجوبتيرية‬ ‫‪ ،« Jupiter‬وتتصدّع أرج��اء بنايتها إال في‬ ‫يومين استثنائيين لن تنساهما ذاكرة بنكيران‬ ‫السياسية ‪ :‬يوم األربعاء ‪ 15‬مارس ‪ ،2017‬تاريخ‬ ‫إعالن وفاته الحكومية بإعفائه ملكيا من رئاسة‬ ‫إدارة الفترة الالحقة للحكومة الجديدة‪ ،‬ويوم‬ ‫الجمعة ‪ 17‬مارس ‪ ،2017‬تاريخ إحالل الدكتور‬ ‫سعد الدين العثماني‪ ،‬الرجل الثاني في حزب‬ ‫العدالة والتنمية‪ ،‬مكانه‪ ،‬وتعيينه بدال عنه رئيسا‬ ‫جديدا للحكومة الالحقة‪.‬‬ ‫وفي الواقع‪ ،‬لقد كان ه��ذان التاريخان‬ ‫الكبيران بمثابة بداية العد العكسي إلعادة‬ ‫النظر في شرعية وصالحية كاريزما بنكيران التي‬ ‫مألت الدنيا وشغلت الناس‪ ،‬وكانا أيضا لحظة‬ ‫امتحان حقيقي لمعرفة صدقية هذه الكاريزما‪،‬‬ ‫ومدى صالبتها ّ‬ ‫وتجذرها في سلوك وردود أفعال‬ ‫صاحبها‪ ،‬وفي المحيطين بهالتها الوهمية‬ ‫أو الحقيقية‪ .‬وإذا كان المقام هنا‪ ،‬والموضوع‬ ‫الذي نتناوله بالتحديد‪ ،‬غير معنيين بدراسة‬ ‫أحقية بنكيران من عدمها في بقائه على رأس‬ ‫الحكومة الجديدة آنذاك‪ ،‬وبما يكون يدور في‬ ‫الساحة الوطنية إبان فترة البلوكاج السياسي‬ ‫المعروفة‪ ،‬فإن الصمت الذي قابلت به شخصية‬ ‫بن كيران هذا الحدث الفريد في بداية ّ‬ ‫تشكله‬ ‫على األقل‪ ،‬والسالسة التي أعقبت نقل السلطة‬ ‫الحكومية إلى رئيس جديد وفق مبدأ التقية‬ ‫ربما‪ ،‬وقبول األمانة العامة للحزب ومجلسه‬ ‫الوطني‪ ،‬على مضض‪ ،‬بهذا التحوّل السياسي‬ ‫الذي حمل معه دخول االتحاد االشتراكي للقوات‬ ‫الشعبية إلى الدائرة الحكومية الجديدة‪ ،‬رغم‬

‫المواقف المعارضة السابقة للسيد بنكيران‬ ‫وصقوره‪ ،‬جعل الرجل‪ ،‬وشخصيته الكاريزمية‬ ‫التي أصبحت شيئا ما مهزوزة‪ ،‬قبل وبعد رحلته‬ ‫المفاجئة إلى الديار المقدسة‪ ،‬في لحظة عودة‬ ‫خالصة إلى اهلل‪ ،‬وخلوة مع الذات‪ ،‬واسترجاع‬ ‫أوراق مبعثرة وذهن شارد‪ ،‬يستجمع أنفاسه‪،‬‬ ‫ويشدّ على قمقم غضبه‪ ،‬ويستوعب مضطرا‪،‬‬ ‫وبالتدرّج‪ ،‬األحداث السياسية‪ ،‬وغير المعقولة‬ ‫أحيانا‪ ،‬التي تتوالى أمام عينيه‪ .‬ومع ّ‬ ‫تشكل‬ ‫تركيبة الحكومة الجديدة التي طلع إلى‬ ‫سفينتها االتحاد االشتراكي‪ ،‬ومعه أيضا االتحاد‬ ‫الدستوري‪ ،‬وقبل ذلك آلت رئاسة مجلس النواب‪،‬‬ ‫في رمشة عين‪ ،‬إلى حزب الوردة‪ ،‬وليس حزب‬ ‫المصباح‪ ،‬أو السنبلة‪ ،‬أو الحمامة‪ ،‬أو حتى الكتاب‪،‬‬ ‫كما كان بنكيران ورفاقه يمنّون النفس‪ ،‬لم يبق‬ ‫أمام هذا األخير من خيار سوى العودة النضالية‬ ‫للمعترك السياسي من باب األمانة العامة‬ ‫للحزب‪ ،‬وعينه تقريبا على الوالية الثالثة‪ ،‬خاصة‬ ‫بعد أن أجازت لجنة األنظمة والمساطر‪ ،‬في‬ ‫انتظار مصادقة برلمان الحزب‪ ،‬تعديل الفصل‬ ‫‪ 16‬من القانون الداخلي للحزب‪ ،‬بما يسمح‬ ‫لألمين العام إمكانية تثليث مدة الوالية‪.‬‬ ‫وفي الواقع‪ ،‬فإن هذا الحدث األخير‪ ،‬إلى‬ ‫جانب الموقف الغامض من واج��ب مساندة‬ ‫حكومة العثماني‪ ،‬ودعوات النأي بالحزب عن‬ ‫المواجهة المحتملة مع القصر‪ ،‬خاصة بعد‬ ‫قراره إعفاء بنكيران‪ ،‬والسياق الدولي المتحوّل‪،‬‬ ‫وتجاذبات مفاهيم أحزاب المؤسسات وأحزاب‬ ‫األشخاص‪ ،‬هو الذي وضع كاريزما بنكيران‬ ‫في المحك األخير‪ ،‬بل هو الذي فجّر أوضاع‬ ‫الحزب من الداخل‪ ،‬حيث برزت للعيان سلسلة‬ ‫التقاطبات السياسية العنيفة التي توزّعت أساسا‬ ‫بين المناصرين والمعارضين للوالية الثالثة‪،‬‬ ‫أي بين ما صار يسمّى بقطب وزراء العثماني‬ ‫والجناح الدعوي للحزب‪ ،‬الرافض للتمديد‪،‬‬ ‫وأنصار ردّ االعتبار لقيادة بنكيران السياسية‬ ‫والروحية‪ .‬ولعل ما زاد في الطين ب ّلة هو طلوع‬ ‫الوجه النشاز للكاريزما السياسية لبنكيران الذي‬ ‫سعى‪ ،‬بوعي أو بغير وعي‪ ،‬إلى تضخيم أناه‬ ‫القيادية والمذهبية‪ ،‬حيث صارت الملتقيات‬ ‫الحزبية‪ ،‬وشبكات التواصل االجتماعي‪ ،‬تنقل لنا‬ ‫بالواضح عمليات التراشق بين قيادات الحزب‬ ‫الواحد‪ ،‬وصرنا نتابع حلقات الحروب الصغيرة‬ ‫والكبيرة التي تدور رحاها بين كتيبة بنكيران‬ ‫وحامي الدين وماء العينين من موقع المهاجم‪،‬‬ ‫وفرقة الرميد والرباح وبوليف ويتيم وقيادات‬ ‫حركة التوحيد واإلص�لاح من موقع المدافع‪،‬‬ ‫وهي فعال حروب مجانية أصبحت تنذر ببداية‬ ‫نهاية حزب كان في فترة من الفترات منظما‪،‬‬ ‫وملتحما‪ ،‬وقويا‪ ،‬وصعب التطويع أو االختراق‪،‬‬ ‫خاصة وأن بنكيران اليوم‪ ،‬بعد تجريده من‬ ‫نيشان رئاسة الحكومة‪ ،‬والتردّد الواضح في‬ ‫إعادة تنصيبه الحزبي‪ ،‬قد اصطف ضمنيا في‬ ‫الجانب غير جانب حكومة العثماني‪ ،‬بما يشبه‬ ‫دور الجندي المهزوم الذي يستعجل لحظات‬ ‫االنتقام‪ ،‬أو على األقل حفظ ماء الوجه وردّ‬ ‫بعض االعتبار‪ ،‬بل شرع في الملتقيات الحزبية‬ ‫األخيرة‪ ،‬ببعض التهور والمسّ بمبادئ القدوة‬ ‫واإلي��ث��ار والتر ّفع‪ ،‬في نسب أه��م المنجزات‬ ‫االنتخابية والحكومية السابقة إلى نفسه كرقم‬ ‫‪ ،1‬وإل��ى بعض أنصاره المقرّبين‪ ،‬متّهما‬ ‫اآلخرين بالتقاعس والخذالن والسفر إلى الحج‬ ‫في وقت الشدة ؛ وبذلك انفرط عقد الكاريزما‬ ‫التي ارتبطت عضويا بشخصية وحضور وهيبة‬ ‫بنكيران‪ ،‬وأصبح الحزب األول في المغرب على‬ ‫فوهة بركان‪ ،‬بعد أن صار بنكيران ال يسمع إال‬ ‫إلى نصف حزبه‪ ،‬وغدا النصف اآلخر ال يرى في‬ ‫بنكيران إال مجرد إنسان قد يصيب وقد يخطأ‪،‬‬ ‫ويقول بشبه حسم أن بركة المؤسسات أولى‬ ‫من بركة األشخاص‪.‬‬

‫حسن كاوز – عن هسبريس‬

‫‪2‬‬

‫فريدة الخمليشي وسلمى الطود‬ ‫يعرفان بالقانون الدولي اإلنساني‬ ‫بطنجـة‬

‫طنجة ‪ :‬محمد حمضي‬ ‫إذا كانت الحرب الزمة من اللوازم المرافقة‬ ‫للحياة البشرية‪ ،‬فلماذا سيقف المجتمع الدولي‬ ‫مكتوف األيدي يتفرج على أهوالها‪ ،‬وال يستنفر‬ ‫عقله الجمعي لوضع قواعد مفصلة وآليات‬ ‫متنوعة ‪ ‬بغاية أنسنة النزاعات المسلحة ؟ ‪ ‬‬ ‫لإلحاطة بهذا الموضوع‪ ،‬ورغبة منهما‬ ‫في التعريف بالقانون الدولي اإلنساني‪ ،‬كانت‬ ‫عروسة الشمال يوم الخميس ‪ 9‬نونبر الجاري‪،‬‬ ‫على موعد مع ندوة جهوية من تنظيم اللجنة‬ ‫الوطنية للقانون الدولي اإلنساني بتعاون‬ ‫مع اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان بالشمال‪.‬‬ ‫الندوة المشــار إليهــا انعقدت تحت عنوان‬ ‫«القانون الدولي اإلنساني والتحديات الراهنة »‪.‬‬ ‫انطلقـت الندوة الجهويــة التي تابعها‬ ‫وشارك في أشغالها طيف من الفعاليات يمثل‬ ‫النسيج الحقوقي والمدني بسبعة أقاليم شمال‬ ‫المملكة‪ ،‬بجلسة افتتاحية تناولت فيها الكلمة‬ ‫سلمى الطود رئيسة اللجنة الجهوية لحقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬استحضرت من خاللها حصيلة عمل‬ ‫اآللية الجهوية المذكورة في مجال حماية حقوق‬ ‫اإلنسان والنهوض بها ( السجون‪ ،‬المهاجرون‪،‬‬ ‫التربية على المواطنة‪ .).....‬وأضافت بأن انخراط‬ ‫اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان في ثاني دورة‬ ‫حول القانون الدولي اإلنساني‪ ،‬إنما ينبع من‬ ‫الرغبة في توجيه اهتمام النسيج المدني‬ ‫والحقوقي بالجهة بميدان القانــون الدولــي‬ ‫اإلنساني‪ ،‬وتمكين هذا النسيج من استيعاب‬ ‫أفضل لمبادئ وقواعــد وآليـات تنفيـذ هذا‬ ‫القانون‪.‬‬ ‫من جهتها حددت فريدة الخمليشي رئيسة‬ ‫اللجنة الوطنية للقانون الدولي اإلنساني في‬ ‫كلمتها بالمناسبة‪ ،‬ثالث اعتبارات وراء تنظيم‬ ‫هذه الندوة وسابقتها‪ .‬االعتبار األول يتمثل‬ ‫في نشر أحكام القانون الدولي اإلنساني بغاية‬

‫حماية اإلنسان ومحيطه وتجنيبه األضرار في‬ ‫زمن الحرب‪ .‬أما االعتبار الثاني فحددته في‬ ‫انتصار المملكة المغربية لحقوق اإلنسان كخيار‬ ‫استراتيجي‪ ،‬ودسترتها لمبدأ سمو االتفاقيات‬ ‫الدولية على الشرعة الوطنية ‪ .‬أما االعتبار الثالث‬ ‫فحددته رئيسة اللجنة الوطنية في المجتمع‬ ‫المدني المشارك في هذه الندوة‪ ،‬مجتمع مدني‬ ‫جعل من حضوره دستـور ‪ 2011‬رقما أساسيا‬ ‫في المجتمع المعاصر ‪.‬‬ ‫مباشرة بعد إسدال الستار على الجلسة‬ ‫االفتتاحية سيكون المشاركون والمشاركات‬ ‫مع باقة من المداخالت شرحت جسد القانون‬ ‫الدولي اإلنساني‪ .‬المداخلة األولى المس فيها‬ ‫األستاذ إبراهيم الكرناوي ‪ -‬مستشار بديوان‬ ‫وزير العدل – التعريف بالقانون الدولي اإلنساني‬ ‫وعالقته بحقوق اإلنسان‪ .‬أما مجيدة الزياني‬ ‫األستاذة ‪ ‬بدار الحديث الحسنية – فجاءت‬‫ورقتها تحت عنوان «الفئــات والممتلكـــات‬ ‫المحمية في القانــون الدولـــي اإلنساني»‪.‬‬ ‫المداخلة الثالثـة سلـط ‪ ‬فيهــا محمـــد البزاز‬ ‫– أستاذ بكلية العلوم القانونية واالجتماعية‬ ‫واالقتصاديــة بمكنـاس موضـوع – الضوء‬ ‫على «الشارات المحمدية في القانون الدولي‬ ‫اإلنساني» قبل أن يعود من جديد للتفصيل‬ ‫في «آليات إنفاذ القانون الدولي اإلنساني‬ ‫ودور القضاء الجنائي الدولي»‪ .‬الورقة األخيرة‬ ‫المقدمة في دورة تعزيز قدرات الفاعل المدني‬ ‫والحقوقي الحاضر من أقاليم الجهة تحدثت‬ ‫فيها سليمة فراجي المحامية بهيئة وجدة‬ ‫عن ‪« ‬آليات تطبيق القانون الدولي اإلنساني‬ ‫على المستوى الوطني » ‪.‬‬ ‫يذكر بأن اللجنــة الوطنيــة للقانــون‬ ‫الدولي اإلنساني بالمملكة المغربية هي هيئة‬ ‫استشارية لدى رئيس الحكومة‪ ،‬تقوم باقتراح‬ ‫كل إج��راء أو عمل من شأنه تنمية وترسيخ‬ ‫االهتمام بالقانون الدولي اإلنساني‪ ،‬والعمل‬ ‫على تنسيق جهود كل الجهات المعنية ‪....‬‬

‫در‪0‬ه‪15‬‬ ‫ماً‬

‫للحجز ‪0668 71 93 88‬‬ ‫واإلستعالم ‪0670 30 23 91 :‬‬


‫الثالثاء ‪� 22‬إلى ‪ 27‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪916‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫لم أره منذ شهور وشهور‪ ،‬فاعتقدتُ أنه يدور في دائرته المعهودة‬ ‫بين البيت والسوق والمقهى‪.‬‬ ‫لكني حين التقيته أمس‪ ،‬وضح لي أن دائرته الحالية‪ ،‬أصبحت هناك‪،‬‬ ‫على بعد ‪ 50‬كيلومترا من تطوان‪ ،‬فقد آثر أن ينتقل إلى طنجة‪ ،‬ويستقر‬ ‫بدار اقتناها هناك‪ ،‬ويتناول قهوته أو شايه بمقهى يتردد عليها بعض‬ ‫أصدقائه وخالنه‪.‬‬ ‫فحذرته من االعتصام بالبيت‪ ،‬وضربت له المثل بصديق‪ ،‬ما أن تس ّلم‬ ‫إشعار إحالته على المعاش‪ ،‬حتى أودع جميع مالبسه في دوالب بيته‪،‬‬ ‫واقتصر على (البيجاما) و (الباطا) وجلبابا حال لونه‪ .‬ذلك أنه قرر االعتصام‬ ‫بالبيت‪ ،‬والجلوس أمام التلفاز طيلة النهار‪ ،‬وجزءا غير قليل من الليل‪ ،‬ال‬ ‫يبارح مكانه الذي دفن فيه نفسه ‪-‬قبل األوان‪ -‬إال لقضاء الحاجة‪ ،‬أو تناوُل‬ ‫الطعام‪ ،‬أو أداء الصلوات الخمس‪.‬‬ ‫تأتي المناسبات التي يرى فيها بعضُنا البعض‪ ،‬فال يظهر لصاحبنا‬ ‫هذا أثر‪ .‬عددٌ من أصدقائه وأقربائه غادروا الحياة‪ ،‬فلم يك ّلف نفسه عناء‬ ‫توديعهم أو تشييعهم إلى مقراتهم األخيرة والترحم عليهم‪.‬‬ ‫سألت صديقي الطنجي‪ :‬هل نُدخل هذا الشخص في زمرة األموات‪،‬‬ ‫فنترحم عليه‪ ،‬وندعو له بالمغفرة والرضوان؟ أم نعدّه في عداد األحياء؟‬ ‫أجابني‪ :‬تجوز عليه الرحمة في الحالتين‪ ،‬فهو حي ميت في آن واحد‪.‬‬ ‫فلنترحم عليه إذن‪ ،‬ما دامت الرحمة قاسما مشتركا بين األحياء‬ ‫واألموات على السواء‪.‬‬

‫رئيس مجلس الجهة يقف على طرق تشغيل‬ ‫التجهيزات الطبية المقتناة من الجهة لفائدة‬ ‫بعض مستشفيات طنجة ـ أصيلة‬

‫عتبات‬ ‫بغداديـة‪..‬‬ ‫(‪)2/1‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫أنفقت جهدي كي أستحضر ظالل أيام قضيتها في بغداد‬ ‫مطلع تسعينيات القرن الماضي رفقة صديقي العزيز أحمد‬ ‫الطريبق‪.‬‬ ‫كان العراق وقتها محاصرا‪ ،‬أو بتعبير أستاذنا النقيب‬ ‫المرحوم إدريس عبده المراكشي «أسدا مكبال»!‬ ‫في بغداد كان قلبي مملوءا بأمن روحي قوى عندي‬ ‫أمال أثيرا حبيبا لزيارة عتبات أولها ضريح موالي عبد القادر‬ ‫الجيالني‪.‬‬ ‫اهتم صديقي أحمد بتدبير تلك الزيارة الميمونة‪ .‬كان‬ ‫الضريح غاصا بزوار ثابتين لمكروه الحصار‪ ،‬صابرين على‬ ‫شره‪..‬‬ ‫كل الوجوه التي اتجه إليها نظري في العتبة الجيالنية‬ ‫كانت مجللة بالحزن واللوعة‪..‬وقد وجدت في نفسي ابتهاجا‬ ‫التصال أسباب بيني وبينها!‬ ‫صلينا في العتبة الجيالنية‪ ..‬ثم انصرفنا إلى وجهة‬ ‫«سوق السرجي» صادفنا مواطنا اضطره الحصار الجائر‬ ‫لبيع محتويات خزانته؛ وهي أعز ما يطلب من كتب األدب‬ ‫والفلسفة والنقد والتاريخ والتصوف والسياسة‪..‬‬ ‫شاءت المصادفات أن تقع بين يدي نسخة من كتاب‬ ‫«وصايا الشيخ عبد القادر الجيالني» رضي اهلل عنه؛ وهي‬ ‫وصايا استخلصها ورتبها ثم قدم لها جميل إبراهيم حبيب‬ ‫من كتاب «الفتح المبين فيما يتعلق بترياق المحبين»‬ ‫لظهير الدين القادري الحسني‪.‬‬ ‫في عودتي من بغداد إلى عمان كنت أالزم مطالعة‬ ‫الوصايا الجيالنية‪..‬‬ ‫وأما مدار هذه الوصايا ف‪:‬‬ ‫• دعوة إلى التمسك بالقرآن والسنة‪.‬‬ ‫• حث على تأدية العبادات‪.‬‬ ‫• توجيه إلى لزوم الورع‪.‬‬ ‫• تحذير من آفات النفس‪.‬‬ ‫• تعلق بحب اهلل واإلخالص له‪ .‬وأما صياغتها فغاية‬ ‫في الرقة التي تترك في متلقيها مشاعر االنتشاء بالجمال‬ ‫والجالل بسر القدرة العجيبة لصاحبها – القطب الرباني‬ ‫والقنديل النوراني‪ -‬على االقتباس من البالغة القرآنية؛‬ ‫وهي أوضح منهاج‪ ..‬وأرفع معراج‪..‬‬ ‫وأغتنم سانحة هذا االستحضار ألقدم هذا األنموذج‬ ‫الجيالني‪:‬‬

‫رغم الصعوبات التي يواجهها مشروع «الجهوية» التي‬ ‫يبدو أن اإلدارة «اإلدارية’’ ال تبدي استعدادا واضحا للتفاعل‬ ‫معها بما يمكن رؤساء الجهات من تفعيل اختصاصاتهم‬ ‫كاملة‪ ،‬الذاتية منها والمشتركة مع الدولة‪ ،‬كما هي محددة‬ ‫في القوانين والنظم المتعلقة بإحداث جهات مستقلة‬ ‫بميزانياتها ومجاالت تدخلهاالقانون التنظيمي للجهات‪ ،‬فإن‬ ‫رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬إلياس العماري‪ ،‬يصر‬ ‫على مباشرة االختصاصات المخولة لرؤساء الجهات‪ ،‬بصورة‬ ‫طبيعية‪ ،‬بعد أن سبق وثار في وجه ممثلي السلطات واإلدارات‬ ‫المحلية‪ ،‬مطالبا بالتوقف عن التطاول على اختصاصات‬ ‫الجهات‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬فقد قام السيد إلياس العماري بزيارة تفقدية‬ ‫لمختلف مستشفيات عمالة طنجة أصيلة‪ ،‬لمعاينة طرق ونجاعة‬ ‫توظيف التجهيزات الطبية التي قامت الجهة باقتنائها لفائدة‬ ‫مختلف المؤسسات اإلستشفائية لهذه العمالة‪.‬‬ ‫السيد العماري الذي كان مرفوقا بلجنة جهوية موسعة‪،‬‬ ‫ضمت منتخبين أعضاء بكل من مجلس جهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة ومجلس عمالة طنجة أصيلة‪ ،‬تفقد بالمناسبة قسم‬ ‫المستعجالت بمستشفى محمد الخامس ومستشفى الرازي‬ ‫لألمراض العقلية بطنجة‪ ،‬ثم المستشفى المحلي لمدينة‬ ‫أصيلة‪.‬‬ ‫وقد اغتنم رئيس الجهة هذه المناسبة لعقد اجتماع مع‬ ‫المسؤولين الطبيين واإلداريين بمستشفى محمد الخامس‬

‫بطنجة‪ ،‬بغاية الوقوف على الحاجيات الملحة لهذا المستشفى‬ ‫المركزي الهام كما تام بحث إمكانيات انخراط مجلس الجهة‬ ‫في مبادرات أخرى للنهوض بالوضع الصحي بطنجة‬ ‫تجدر اإلشارة إلى أن زيارات رئيس مجلس جهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة إلى مستشفيات عمالة طنجةـ أصيلة‪ ،‬تهدف‬ ‫إلى الوقوف الميداني على طريقة توظيف التجهيزات التي‬ ‫تم اقتناؤها على مستوى المستشفيات الثالثة‪ ،‬في إطار تنفيذ‬ ‫التزامات مجلس الجهة وفق االتفاقية المبرمة في هذا الشأن‬ ‫مع وزارة الصحة‪.‬‬ ‫ومعلوم أنه بموجب هذه االتفاقية‪ ،‬قام مجلس الجهة‪،‬‬ ‫بتمويل برنامج تقوية البنية التقنية من أجل دعم أقسام‬ ‫المستعجالت بالمستشفيات التابعة لتراب الجهة بميزانية‬ ‫تقدر بـ ‪ 18.690.603‬درهم‪.‬‬ ‫كما أن مجلس الجهة يباشر تفعيل العديد من المبادرات‬ ‫الهادفة إلى حل بعض المشاكل اليومية لمواطني األقاليم‬ ‫الثمانية‪ ،‬تخص مجاالت التعليم‪ ،‬والتكوين‪ ،‬والبحث العلمي‪،‬‬ ‫والشغل‪ ،‬والفالحة‪ ،‬والهيكلة اإلداري��ة‪ ،‬والماء الشروب‬ ‫وغيرها وت��وزع‪ ،‬سنويا‪ ،‬دعما ماليا هاما على المنظمات‬ ‫األهلية‪ ،‬لمساعدتها على تنفيذ برامجها الثقافية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية لفائدة مواطني الجهة‪ ،‬في المجالين الحضري‬ ‫والقروي‪.‬‬

‫ع‪.‬ك‬

‫الوصية الثالثة عشرة‬ ‫أيها األخ العزيز‪:‬‬ ‫إذا الحت لوامع أسرار «اهلل نور ال�سماوات والأر�ض»‬ ‫على مشكاة الضمائر تتنور من تأثيرها زجاجة القلب بنور‬ ‫«امل�صباح يف زجاجة‪ ،‬الزجاجة ك�أنها كوكب‬ ‫دري» وتلمع بوارق كشوف «يوقد من �شجرة مباركة»‬ ‫من سرادقات غمام «ال �رشقية وال غربية»‪ ،‬وتسرج قناديل‬ ‫فكرة «يكاد زيتها ي�ضيء»‪ ،‬فتتزين سرائر السماوات كلها‬ ‫بنجوم حكم «وبالنجم هم مهتدون» وبنجوم زينة «�إنا زينا‬ ‫ال�سماء الدنيا بزينة الكواكب»‪ ،‬وتطلع أقمار الحضور‬ ‫من أفق «نور على نور»‪ ،‬وتعرج على بروج استعالء «والقمر‬ ‫قدرناه منازل»‪ ،‬وتتصف ليالي غفلة «والليل �إذا يغ�شى»‬ ‫بصفة «والنهار�إذا جتلى» وتفوح رياحين الذكر من نعيم‬ ‫«وامل�ستغفرين بالأ�سحار» وتترنم بالبل أسحار «كانوا‬ ‫قليال من الليل ما يهجعون» بنغمات األحزان واألسف‪،‬‬ ‫فيسفر صبح دولة «يهدي اهلل لنوره من ي�ش ــاء» وتطلع‬ ‫شموس المعارف في مطلع «من يهدي اهلل فهو املهتد»‬ ‫فتظهر أسرار «ال ال�شم�س ينبغي لها �أن تدرك القمر وال‬ ‫الليل �سابق النهار وكل يف فلك ي�سبحون» وتكشف من‬ ‫خفايا األشكال لطائف غوامض أسرار «وي�رضب اهلل الأمثال‬ ‫للنا�س واهلل بكل �شيء عليم»‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 22‬إلى ‪ 27‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪916‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 22‬نوفمبـر ‪2017‬‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫‪ 83‬رئيس جماعة أمام القضاء‬ ‫‪ ‬بسبب التزوير واختالس المال العام‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫آفات المدينة‬ ‫الفضاء الخارجي لمدينة طنجة يدعو للشفقة‪ ،‬بعد أن تعرض لكل أشكال‬ ‫اإلهمال والالمباالة‪ ،‬وترك الغرباء يعبثون به كيف ما شاءوا ورغبوا‪ ،‬دون أن‬ ‫تتحرك همة من وكل إليهم الشعب أمر تدبير شؤونها‪ ،‬منتخبين ووالة‪ ،‬حتى‬ ‫ترسخ لدينا االنطباع بأن الحبل ترك على غارب المفسدين في األرض‪ ،‬بال ناه‬ ‫وال رادع‪! ‬‬ ‫وحين تتجول في المدينة تصادفك مشاهد اإلهمال والتهاون في كل مكان‪،‬‬ ‫وتصفعك حاالت التراخي والتقاعس في شتى مناحي الحياة‪ ،‬في هذه الفضاءات‬ ‫التي كان من المفروض أن تؤثث المجال الخارجي للمواطنين‪ ،‬وتخلق فيها ما‬ ‫يوفر لهم أجواء السعادة والبهجة والنشوة والمتعة‪....... ،‬واألمن واألمان‪! ‬‬ ‫فضاء المدينة الخارجي أصبح «بازارا» مفتوحا على الهواء الطلق‪ ،‬تتحكم‬ ‫فيه «عصابات» الكل يدل على أنها «خارج التغطية» ‪ ،‬من رأس المصلى إلى‬ ‫«قاع» الكورنيش‪ ،‬مرورا بساحة ‪ 9‬أبريل التي لم تشفع لها رمزيتها التاريخية‬ ‫والوطنية بأن «تحظى» بـ «التفاتة» كريمة من الوالي أو من رئيس المجلس‬ ‫البلدي‪ ،‬حتى «تنظف» مما علق بها من فوضى الباعة المتجولين‪ ،‬الذين‬ ‫حولوها إلى سوق «قلب شقلب» القديم‪ ،‬أمام بناية «المندوبية» ذات الموقع‬ ‫الهام في الحياة السياسية المغربية ‪ ،‬وعلى طول الطريق المؤدية إلى دار‬ ‫النيابة أو «الفورين أوفيس» المغربي خالل القرنين الماضيين‪ ،‬وإلى حدود‬ ‫فرض نظام الحماية سنة ‪.1912‬‬ ‫مد «البازار» يغمر المدينة القديمة بأسواقها ومآثرها وفضاءاتها‪ ،‬طوال‬ ‫وعرضا‪ ،‬ليعطي عن مدينة طنجة‪« ،‬طنجة الكبرى» صورة قرية في طريق‬ ‫التحول إلى مدينة‪ ،‬أو مدينة تسيرفي طريق «الترييف»‪...! ‬‬ ‫مظاهر هذا الوضع المقلق تبدو واضحة في العديد من المناطق بالمدينة‬ ‫األصل‪ ،‬التي شهدت بعض أشغال الترميم‪ ،‬في المناسبات «المعلومة» ولكن‬ ‫سرعان ما بدأت تظهر عالمات «التدهور» الناتج ‪ ،‬ال شك‪ ،‬عن التسرع في اإلنجاز‪،‬‬ ‫بدليل أن مربعات «الزليج» التي تم تثبيتها في أهم شوارع وسط المدينة‪ ،‬بدأ‬ ‫التلف يضربها‪ ،‬أما أكوام «األحجار» التي بلطت بها معظم أرصفة المدينة‪،‬‬ ‫فقد بدات «تقفز» من «حفرها» لتشكل خزانا لمن يريد أن يستغلها في ما لم‬ ‫ترصد له من أغراض‪ ، ‬كما أن األشجار التي تم «زرعها» على طول شارع محمد‬ ‫الخامس وشارع بلجيكا‪ ،‬وشوارع أخرى‪ ،‬تبين «فساد» بعضها‪ ،‬كما تبين أن‬ ‫األشجار التي تم استبدالها كانت خيرا من النخيل «المسوس»‪ ،‬حسب ما ورد‬ ‫في بعض المنابر اإلعالمية المحلية ! ثم إن الزائر لكورنيش طنجة‪ ،‬سريعا ما‬ ‫يالحظ تدهور جوانب من البالط وبروز حفر هنا وهناك‪ ،‬فضال عن استغالل‬ ‫«الباسيو» من طرف باعة كل شيء‪ ،‬ومنظمي «السويرتي» إلى جانب «مزوقات‬ ‫الحنا» الالئي هرعن إلى طنجة من كل فج عميق‪! ‬‬ ‫والمتجول في شوارع طنجة «الراقية» ــ ياحسرة ــ‪ ،‬ما يلبث أن يالحظ‬ ‫تدلي خيوط كهربائية من أعمدة بعضُها تكون األسالك ظاهرة عند‬ ‫نهايتها‪ ،‬وبعضها يتم «تغليفها» بقطع من شريط عازل‪ ،‬ولكن هذا ال يدفع‬ ‫عن المواطنين الخوف من االقتراب منها‪ .‬لقد أخذتُ لبعضها صورا مذهلة‪،‬‬ ‫واألسالك بارزة عند أطراف الخيوط الكهربائية‪ ،‬ولكني تراجعت‪ ،‬في نهاية‬ ‫المطاف‪ ،‬عن نشرها‪ ،‬تفاديا لما اصطلح أهل العقيدة عليه بـ «الفتنة»‪...!!! ‬‬ ‫مظهر آخر من مظاهر التردي الذي تعيشه طنجة‪ ،‬يتمثل في احتالل األرصفة‬ ‫من طرف بعض المقاهي والملبنات والمقشدات ومطاعم السموم المتنقلة‪،‬‬ ‫حتى أصبح معتادا أن تفاجأ ذات صباح بطاولة حولها كرسي تضايق المارة‬ ‫على الرصيف‪ ،‬لتتحول الطاولة إلى طاوالت‪ ،‬والكرسي إلى كراس‪ ،‬و«تكتمل‬ ‫الباهية»‪ ‬ليضطر المواطنون إلى النزول إلى قارعة الطريق بحثا عن مسلك رغم‬ ‫خطورته‪... ! ‬‬ ‫ُ‬ ‫ويبقى المشكل األعوص‪ ،‬احتالل األرصفة من طرف جحافل الباعة المتجولين‬ ‫الذين يشكلون كارثة حقيقية ليس فحسب بالنسبة للمارة‪ ،‬بل وأيضا بالنسبة‬ ‫للتجار الذين يضطرون لـ «التفاهم» معهم‪ ،‬على أساس «القسمة الضيزى»‪...! ‬‬ ‫المشكل يحتاج إلى دراسة معمقة‪ ،‬من كل جوانبه االجتماعية واإلدارية‬ ‫والتنظيمية‪ ،‬واألمنية‪ ،‬في إطار خطة مدنية‪ ،‬بمشاركة السلطات والجماعات‬ ‫المحلية والمنظمات األهلية وخبراء سياسات المدن‪ ،‬مغاربة وأجانب‪ ،‬بغاية‬ ‫ابتكار حلول عملية‪ ،‬تحفظ للباعة حقهم في «طرف الخبز» وللسكان‪ ،‬حقهم في‬ ‫حياة بدون معاناة‪ ،‬وللمدينة حقها في التخلص من كل الشوائب‪ ،‬و المحافظة‬ ‫على مظهرها الخارجي المتمدن‪ ،‬المتحضر‪ ،‬وفي تحقيق ما تم إعداده لها من‬ ‫مخططات التنمية لتقوم بدورها كامال كقطب اقتصادي وتنموي يشع على‬ ‫ضفتي األبيض المتوسط‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫عزيز گنوني‬

‫وأخيرا‪ ،‬تم الدفع ‪ ‬بـ ‪ 102‬من أعضاء المجالس الجماعية‬ ‫إلى القضاء‪ ،‬من بينهم ‪ 40‬رئيسا‪ ،‬و‪ 28‬نوابا للرئيس و ‪34‬‬ ‫عضوا بالمجالس الجماعية بسبب ارتكابهم أعماال‪ ‬مخالفة‬ ‫للقانون‪ ‬وضارة بأخالقيات المرفق‪ .‬كما تمت متابعة ‪43‬‬ ‫رئيسا سابقا‪ ‬وأعضاء في مجالس جماعية‪ ،‬بسبب ملفات‬ ‫تستوجب عقوبات جنائية‪ ،‬من قبيل اختالس المال العام‪ ‬‬ ‫وتزوير وثائق إدارية ‪ ‬وهي جنايات‪ ،‬حين يتم ثبوتها‪ ،‬تستلزم‬ ‫التشطيب على المدانين من اللوائح االنتخابية‪ ،‬والقول‬ ‫بعدم أهليتهم لممارسة مهام انتدابية‪ ‬بعد تجريدهم من‬ ‫عضوية المجالس الجماعية ‪.‬‬ ‫وال زال الخير للقدام‪...!!! ‬‬ ‫حبذا لو تم اإلعالن عن أسمــاء المتابعيـن بتزويــر‬ ‫وثائق رسمية‪ ،‬واختالس أموال عمومية‪ ،‬والتالعب بملفات‬ ‫التوظيف و التعمير وغيرها‪....‬فقد نعثر من بين تلك األسماء‬ ‫على «أحباب لنا»‪ ،‬ألفناهم وألفونا على مر الواليات‪...‬‬ ‫وغادرونا‪ ،‬ونحن نلعن الظروف التي ساقتهم إلى طريقنا‪ ،‬أو‬ ‫ساقتنا إلى طريقهم‪.!!! ‬‬ ‫والحمد هلل رب العالمين‪....‬الفاتحة‪! ‬‬ ‫‪ DDDDDDD‬‬

‫حتى ولو رفعتم سن التقاعد‬ ‫إلى ‪ 100‬سنة‪! ‬‬ ‫أي إصالح يمكن أن يخرج الصندوق المغربي للتقاعد‬ ‫من النفق المظلم الذي أوجدوه فيه‪ ،‬من زمان‪ ...،‬والصندوق‬ ‫«مثقوب» كالغربال‪ ،‬كالدلو ال عدمناه دلوا‪ ،‬من كبار الدال‬ ‫كثير «الثقوب»‪( ‬واألصل في شعر علي بن الجهم»‪ ،‬يمدح‬ ‫متوكل بغداد ‪:‬‬

‫أنت كالكلب في حفاظك للود‬ ‫وكالتيس في قراع الخطــوب‬ ‫أنت كالدلو ال عدمنــاك دلوا‪ ‬‬ ‫من كبار الدال كثيـر الذنــوب‬

‫( أي كثير السيالن بسبب امتالئه)‪...‬‬ ‫وبالعودة إلى الصندوق المعلوم‪ ،‬فقد روي واهلل أعلم‪،‬‬ ‫أن قضاة المجلس األعلى قالوا بوجود مخاطر جمة تهدده‬ ‫بالرغم من «إصالح» ‪ ،2016‬ألسباب متعددة أهمها ضعف‬ ‫المساهمات وسخاء المعاشات بالنسبة «للثلث الناجي» الذي‬ ‫تعرفون‪ ،‬وضعف مردودية احتياطاته الموظفة في سندات‬ ‫الخزينة‪ ،‬وأيضا بتحمل الصندوق المخروق للمعاشات‬ ‫العسكرية بعد أن نفذ زاد تقاعد «الميليتير» منذ ما يزيد عن‬ ‫‪ 24‬سنة‪ ،‬دون أن تتصرف الدولة بما يوفر األموال الكافية‬ ‫لصندوق تقاعد العسكر‪ ،‬وهو أمر يعتبر من أولوية األولويات‪..‬‬ ‫قضاة المحترم ادريس جطو‪ ‬تقدموا بمجموعة من‬ ‫التوصيات‪ ،‬بخصوص تدبير خدمات صندوق التقاعد‪ ،‬من‬ ‫باب وضع سقف لألجور المعتمدة في اإلسهامات‪ ‬واحتساب‬ ‫المعاشات‪ ،‬ورفع سن التقاعد من ‪( 63‬بعد أن كان «مستقرا»‬ ‫في ‪ )60‬إلى ‪ 65 ‬ثم إلى ‪.... ،67‬عل وعسى‪ ...‬يفتح اهلل‪،‬‬ ‫ويجود على الصندوق بما ال يحرم ‪ ‬فوق مليون متقاعد من‬ ‫«نعمة» ‪ ‬شظف العيش»‪...‬الكريم‪! ‬‬ ‫‪ DDDDDDD‬‬

‫الشعور باألمن تراجع‬ ‫عند المغاربة‬ ‫ليس صاحب «دفاتره» من جازف ‪ ‬بهذا القول الخطير‪،‬‬ ‫ولكنه الفتيت‪ ،‬يامن ال يعرفه‪ ،‬الذي اعترف بعظمة لسانه‬ ‫داخل قبة البرلمان‪ ،‬وفق ما جاء على لسان «أخبار اليوم» بأن‬ ‫الشعور باألمن بات يقل ‪ ‬لدى المواطنين ‪ ،‬ليس ذلك من باب‪ ‬‬ ‫االنفالت األمني‪ ،‬حاشا هلل‪ ،‬بل بسبب «التهويل» الذي يرافق‬ ‫ارتكاب «بعض» الجرائم العادية‪ ،‬وبسبب‪ ‬تناسل اإلشاعات‪،‬‬ ‫وطريقة تناول الجرائم‪ ‬من قبل بعض وسائل اإلعالم‪....‬التي‬ ‫يبدو أنها تتحمل تبعات كل ذلك‪ ،‬من «تهويل» و«تالسن»‬ ‫وطريقة تناول الجرائم‪ .‬والحال أن «الوضعية األمنية بالبالد‬ ‫عادية ومتحكم فيها» وأن خطة عمل المصالح األمنية‬ ‫«مكنت من الحفاظ على مستويات عالية» خالفا لما يترسب‬ ‫لدى المواطنين وزوار البلد‪ ،‬من إحساس بقلة األمن‪.‬‬ ‫ويكفي أن نتصور‪ ‬أنه خالل سبعة أشهر األولى من‬ ‫السنة الجارية‪ ،‬لم تسجل من قضايا اإلجرام سوى ‪ 442‬ألفا‬ ‫و ‪ 882‬من قضية‪ ،‬أقل من نصفها‪ ،‬فقط‪ ،‬يتعلق بالمساس‬ ‫باألشخاص والممتلكات‪ ،‬بينما تتركز نسبة ‪ 73‬بالمائة منها‬ ‫في المدن ‪ ،‬ما مكن من توقيف وإحالة ‪ 354‬ألفا و ‪840‬‬ ‫شخصا‪ ‬على العدالة ‪ ،‬من بينهم ‪ ‬حوالي ‪ 15‬ألف قاصر‪.‬‬ ‫رواج المخدرات ووجه هو أيضا بالصرامة المطلوبة‪،‬‬ ‫حيث ‪ ‬حصدت المصالح األمنية ‪ 4‬ماليين و ‪ 133‬ألفا و ‪465‬‬ ‫وحدة من حبوب الهلوسة ‪ ‬وحجزت ‪ 75‬طنا من الشيرا و ‪111‬‬ ‫طنا من الكيف و ‪ 2،778‬طنا من الكوكايين‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫‪ 0,611‬كيلو غراما من الهيروين‪ ،‬في حين تقلصت مساحات‬ ‫زراعة «العشبة» إلى ‪ 65‬بالمائة مقارنة مع ‪.2003‬‬

‫باختصار‪ ،‬تراجع الشعور العام باألمن‪ ،‬إنما راجع إلى‬ ‫«التهويل» الذي يمارسه بعض المشاغبين في بعض ‪ ‬وسائل‬ ‫اإلعالم‪ ،‬حين تناولها بنوع من التهويل‪ ،‬لحاالت ارتكاب‬ ‫بعض الجرائم العادية‪ ،‬األمر الذي يفسح المجال أمام تناسل‬ ‫اإلشاعات المغرضة‪ ،‬ويفسد على المواطنين شعورهم باألمن‬ ‫واإلطمئنان ‪.....‬‬ ‫فهموتوني و ّال‪ ‬ال‪ ......!!!! ‬‬ ‫‪ DDDDDDD‬‬

‫حادثة سير بساحة فرنسا‬ ‫يوم عيد «األرمستيس»‬ ‫منتصف يوم السبت ‪ 11‬نوفمبر‪ ،‬والقنصلية الفرنسية‬ ‫تعج بالمحتفلين بــ «يوم الذكرى» الذي يخلد نهاية الحرب‬ ‫العالمية األولى‪ ،‬صدمت سيارة سيدة كانت تقطع ساحة‬ ‫فرنسا عبر ممر الراجلين‪ ،‬وسط دهشة العشرات ‪ ‬رواد مقاهي‬ ‫ساحة فرنسا‪ ،‬ومن المارة الذين احتشدوا وسط الساحة‪ ،‬إن‬ ‫من باب الفضول‪ ،‬أو بحثا عن مساعدة المرأة «المطروحة‬ ‫أرضا» وسط الساحة‪ ،‬وهي تتلوى ‪ ‬وتتضوع ألما‪ ،‬وتصيح‪.....‬‬ ‫حضر رجل األمن الذي كان في «السربيس» حينها‪ .‬جاء‬ ‫من يطلب عدم ‪« ‬زحزحة المرأة المصابة من مكانها‪ ،‬وسط‬ ‫الطريق‪ ،‬مخافة أن تتعرض لما هو أخطر‪ ...،‬وشغلت ‪ ‬هواتف‬ ‫المحسنين ‪ ‬طلبا لسيارة اإلسعاف»‪.....‬‬ ‫الوقت يمر ببطء كئيــب‪ ،‬وغضب‪ ،‬واألعنــاق تشرئب‬ ‫نحو مقاطع الطرق األربع‪ ،‬في انتظار اإلسعاف‪ ....‬والتجمهر‬ ‫يتضخم‪ ،‬والسيران يضطرب لترتفع منبهات السيارات بما ال‬ ‫يطاق‪ .....‬واالنتظار طال‪ ،‬طال‪.....‬‬ ‫نصف ساعة أو يزيد قليال‪ ،‬وإذا بـ «الطرنانة» تصل‪....،‬‬ ‫وتشحـن المرأة نحو مارستــان المدينة األكبــر‪ ،‬وتتفرق‬ ‫«الجوقة» وسط استنكـار‪ ‬عام‪ ،‬بينما استسلم البوليسي‬ ‫لرياضة النفخ في صفارته التي كان «ينطقها» في محاولة‬ ‫إعادة حركة السير ‪ ‬إلى حالتها العادية‪ ،‬في ساحة فرنسا‪،‬‬ ‫وكبار القوم ينصرفون بعد حضور حفــل «األرمستيس»‬ ‫والترحم على ضحايا الحرب الكونية األولى‪ ،‬ومنهم مغاربة‬ ‫نقشت أسماء بعضهم على لوحات رخامية بمدخل القنصلية‬ ‫الفرنسية‪ .‬رحمهم اهلل‪! ‬‬ ‫‪ DDDDDDD‬‬

‫شفشاون‪:‬‬ ‫قائد من زمن ‪« ‬بوحمارة»‬ ‫نقلت جريدة «شمال بوست» األليكترونية‪ ،‬عن جريدة‬ ‫«األحداث المغربية» أن قائدا بإقليم شفشاون‪ ،‬حن إلى‬ ‫ممارسات سلطات العهد البائد‪ ،‬حين أجبر ثالثة مواطنين‪،‬‬ ‫على تقبيل حذائه‪ ،‬ليصفح عنهم بعد ما «تكلموا فيه»‪ ‬‬ ‫وانتقدوه‪ ،‬لقيامه بعملية صيد‪ ‬خارج القانون‪ ،‬رفقة أعوانه‬ ‫وحاشيته في منطقة يمنع الصيد فيها بسبب قربها من‬ ‫منازل السكان‪ ،‬ما تسبب في غضب القائد‪ ،‬الذي عاد بسلطة‬ ‫القياد إلى زمن «المحالت السلطانية»‪ ،‬فاستدعى منتقديه‬ ‫إلى مكتبه وأرغمهم على القيام بممارسة‪ ‬حاطة بالكرامة‪،‬‬ ‫األمر الذي يكون قد أثار غضب واستهجان المواطنين بتلك‬ ‫القيادة‪.‬‬ ‫لسـنــــا بحــاجـة إلى مطـــالبـــة سلطـات الجهـــة‪،‬‬ ‫بالتقصي ‪ ‬في الموضوع‪ ،‬وإن ثبت ما نسب للقائد‪ ،‬اتخــاذ‬ ‫التدابير الضرورية في حقه‪.‬‬ ‫‪ DDDDDDD‬‬

‫المغاربة وعالش قادين‪! ‬‬ ‫تصوروا‪ 51 ،‬مهاجرا مغربيا بإيطاليا‪ ،‬يشكلون عصابة‬ ‫إجرامية يفوق عدد المنتسبين إليها ‪ 90‬فردا‪« ،‬ينشطون»‬ ‫في سرقة‪ ‬األلواح الشمسية‪ ‬وتهريبها ‪ ‬إلى المغرب إلعادة‬ ‫بيعها ببلدهم‪.‬‬ ‫إال أن الشرطة اإليطالية‪ ،‬سرعان ما اصطادتهم‪ ،‬واحدا‬ ‫واحدا‪ ،‬بتعاون مع شرطة المغرب وفرنسا‪ ،‬وإسبانيا‪ ،‬تحت‬ ‫إشراف البوليس الدولي «األنتربول»‪ ،‬واستعادت ‪ 6000‬لوحة‪ ‬‬ ‫من الـ ‪ 15‬ألف لوحة المسروقة بتسع مناطق مختلفة من‬ ‫إيطاليا والتي يفوق ثمنها ‪ 8‬ماليين أورو‪.‬‬ ‫وكانت السلطات األمنية اإليطاليــة قد اعتقلت خالل‬ ‫السنوات الماضية عددا من المغاربة‪ ‬على خلفية سرقات‬ ‫األلواح الشمسية‪ ،‬التي تضررت منها بعض الشركات‬ ‫اإليطالية التي تعمل في هذا الميدان‪ .‬وقد فتــح اعتقــال‬ ‫خمسة مغاربة الطريق نحو قطــف العشـرات من أفراد‬ ‫العصابة‪ ،‬ثبت تورطهم في سرقة ألواح «فوطوفواالييكية»‬ ‫بماليين األوروات‪.‬‬ ‫آسيدي باز ‪ ،‬وعالش قادين‪...... !!! ‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪916‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 22‬إلى ‪ 27‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫تعاطي تالميذ أبرياء للمخدرات‪ ......‬منتهى اإلهمال‬ ‫األبوي و التربوي و األمني‬

‫كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته‪...‬‬

‫تناولت العديد من الصحف فيما سبق‪،‬‬ ‫موضوع تعاطي المخدرات وسط تالميذ‬ ‫وتلميذات المؤسسات التعليمية ببالدنا‪،‬‬ ‫وألن هذا الموضوع أصبح بالفعل يضغط‬ ‫على أطراف عديدة من مجتمعنـــا‪ ،‬آباء‬ ‫وتربويين وربما كذلك مسؤولون هم في‬ ‫آن الوقت المهملين والمقصّرين في حق‬ ‫هؤالء التالميذ والمتسببين ربما كذلك‬ ‫في ضياعهم ودمارهم‪.‬‬ ‫إرتأينا أن نتكلـــم مــرة أخرى عن‬ ‫هذه الظاهــرة اإلجتماعيـــة الخطيــرة‬ ‫جدا‪ ،‬فالكـل يسجل انتشار المخـــدرات‬ ‫ومظاهــر اإلنحــراف لـــدى تالمـــيـــذ‬ ‫وتلميـــذات المؤسســات التعليمية بشكل‬ ‫ملفت للنظر‪ ..‬وهو ما يهدد في العمق‬ ‫التماسك اإلجتماعي… والســؤال الذي‬ ‫يطرح نفسه أمام هذه القضية الشائكة‬ ‫والمتشعبة‪ ،‬ماذا ننتظر من شباب غائب‬ ‫عن الوعي‪ ،‬فارغ أخالقيا‪ ،‬وعنيف سلوكيا‪.‬‬ ‫إن تعاطــي أبنائنـــا في المؤسســـات‬ ‫التعليمية للمخدرات يؤدي بدون شك إلى نتائج سيئة سواء بالنسبة إليهم أو ألسرتهم أو لمجتمعهم‬ ‫ككل‪ ،‬والشخص المتعاطي يصبح تلميذا كسوال بتفكير سطحي يهمل أداء واجباته‪ ،‬وينفعل بسرعة وألقل‬ ‫األسباب في تعامله مع اآلخر‪ ،‬لما للمخدرات من مؤثرات شديدة وحساسيات زائدة‪ ،‬مما يؤدي إلى إساءة‬ ‫عالقات التلميذ بكل من يعرفهم‪ ،‬وال يمكنه إقامة عالقات طيبة ورصينة مع اآلخرين وال حتى مع نفسه‪.‬‬

‫مسؤولية األسرة‬ ‫‪ ‬تلعب األسرة دورا هاما ومصيريا في هذا الصدد‪ ،‬على اعتبار أن األسرة‪ ،‬برأي المختصين‪ ،‬تعتبر خط‬ ‫الدفاع والحصانة اإلجتماعية األولى واألبرز‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فسوف تكون جهود المقاومة أو المكافحة ناقصة‬ ‫ومعرّضة للفشل‪ ،‬إن لم تكن األسرة واحدة من أركان هذه الجهود…‪ .‬ويجب التأكيد في هذا المقام على‬ ‫ضرورة القدوة الصالحة للوالدين قوال وفعال‪.‬‬ ‫وأكدت مجموعة من الدراسات العلمية ‪ ،‬أن لطبيعة ممارسات الوالدين أثرها على سلوك فلذات‬ ‫أكبادهم‪ ،‬فقد ال يحسن الوالدين تربية األبناء‪ ،‬أو يتصف أسلوب معامالتهم بالقسوة أو العنف أو التسيب‬ ‫والتدليل‪ ،‬أو قد يتسم جو األسرة بالشحناء والتباغض‪ ،‬والقول السيئ‪..‬‬ ‫وما ينبغي اإلشارة إليه هنا هو أهمية توعية الوالدين وتبصيرهم وتدريبهم على مهارات األبوة‬ ‫واألمومة‪ ،‬وحسن التعامل مع أبنائهم‪ ،‬خاصة مع األطفال في سن النماء والتنشئة والتغيرات الجسدية‬ ‫والعاطفية‪.‬‬

‫مسؤولية المؤسسات التعليمية والحقل التربوي‬ ‫التربية في معناها الواسع هي كل جهد مبذول من أجل إحداث تغيير مرغوب فيه في سلوك أفراد‬ ‫المجتمع ‪ ،‬وأساليب التربية السليمة التي يتعرض لها الفرد تشكل حصنه الواقي من الوقوع في براثن‬ ‫األمراض اإلجتماعية المختلفة كتعاطي المخدرات ‪ ،‬لذلك فالمدرسة بصفتها إحدى المؤسسات التربوية‬ ‫المسؤولة التي أوكل إليها المجتمع تربية األنباء وإعدادهم ‪ ،‬وباعتبارها اإلطار الثاني بعد األسرة الذي‬ ‫يكتسب منه األبناء قيمهم ومثلهم وأنماط سلوكهم ‪ ،‬تستطيع أن تتخذ من اإلجراءات وتعدّ من البرامج‬ ‫مايكفل وقاية األبناء من الوقوع في شرك التعاطي واإلدمان على المخدرات ‪ ،‬وقيام المدرسة بدور فعال‬ ‫في هذا المجال ال يمكن أن يتم بحال من األحوال إال بوجود نوع من التنسيق المستمر بينها وبين وسائط‬ ‫التنشئة االجتماعية في المجتمع ‪.‬‬ ‫نرى أن أفق تحقيق “المدرسة المغربية الحقيقية” يتطلب الحفاظ على حرمتها وتقوية مكانتها‪،‬‬ ‫واعتماد أساليب جديدة لتدبير أمن المؤسسة التعليمية‪ ،‬بتنسيق مع كافة الفاعلين والشركاء‪ ،‬والمعالجة‬ ‫الحقيقية لظاهرة استهالك المخدرات لدى التالميذ بتكثيف الحمالت التحسيسية والوقائية‪.‬‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬ ‫وما مـــن شـــك أن مواجهـة هـــذه‬ ‫الظاهرة‪ ،‬يجب أن تكون كذلك‪ ،‬في صلب‬ ‫المناهج التعليمية‪ ،‬فالتربيـــة على أسسها‬ ‫والتتلمذ عليها‪ ،‬كفيــل بزرع المناعـــة في‬ ‫نفوس التالميذ‪ ،‬خصوصا في سن المراهقة‬ ‫والتي تكون نفسية التلميذ فيها مضطربة‬ ‫وسلوكه تطغى عليه االندفاعية والمغامرة‬ ‫والالمباالة للعواقب‪.‬‬

‫إن التصدي لظاهرة تعاطـي التالميــذ‬ ‫للمخدرات‪ ،‬يتطلــب استراتيجيــة تربويـــة‬ ‫تعتمد على ســد الفجــوات‪ ،‬التي يمكن أن‬ ‫تحصل بين المدرسة واألسرة‪ ،‬عبر تجسير‬ ‫الهوة ومتابعة سلوك التلميذ داخل وخارج‬ ‫القسم‪ ،‬وأظــن أن جمعيــات آبــاء وأوليــــاء‬ ‫التالميذ لها دور كبيـــر في ذلك باعتبارها‬ ‫صلة الوصل‪ ،‬التي يمكن أن تجسد ثقافة‬ ‫قرب األسرة من الفضاء التعليمي‪ ،‬الذي بدوره يجب أن يمتلك جميع الخاصيات التربوية والثقافية‪ ،‬التي‬ ‫تسمح للتلميذ بالعيش في كنف االستقرار النفسي‪ ،‬إذ هناك العديد من الفضاءات المحيطة بالمؤسسات‬ ‫التعليمية‪ ،‬تكون بمثابة إغراءات وشحن تؤثر سلبا على سلوك التلميذ‪ ،‬وأذكر هنا مقاهي الشيشة والفضاءات‬ ‫غير المحروسة التي تسمح بالتسكع واالنحالل األخالقي‪ .‬‬

‫السلطات األمنية ومدى ضخامة دورها في الحد من الظاهرة‬ ‫بعد أن أصبحت المؤسسات التعليمية مستهدفة بشكل كبير من قبل شبكات ترويج المخدرات وغيرها‬ ‫من المواد الخطيرة‪ ،‬وبعد أن بدأ يتنامى عدد متعاطـي المخــدرات في صفوف التالميذ‪ ،‬بشكل مخيف ‪،‬‬ ‫على السلطات األمنية أن تبادر بتنظيم حمالت تحسيسية لفائدة التالميذ بالمؤسسات ‪ ،‬لتضعهم في‬ ‫صورة المصير المؤلم الذي ينتظرهم اذا وقعوا في شباك المخدرات‪ ،‬من ضياع وشتات واجرام محتمل يقتم‬ ‫مستقبلهم ويحوله إلى ظالم دامس ‪.‬‬ ‫كذلك يجب تخصيص دوريات مراقبة مستمرة بأبواب المدارس والمؤسسات التعليمية وضواحيها‪ ،‬من‬ ‫غيركم نساء ورجال األمن ينقذ أبناءنا من مروجي المخدرات الذين أصبحت ساحات المدارس مرتعا‬ ‫ومصدر رزق مسقي بمرارة العلقم ‪ ،‬من غيركم نساء ورجال األمن يساعدنا في تربية أبنائنا بالحفاظ‬ ‫على ما نزرعه فيهم بالبيت عندما يكونون خارج حصننا‪.‬‬

‫من المسؤول‪ ...‬؟ اآلباء ؟؟ التربويين ؟؟؟ أم السلطات األمنية ؟؟؟؟‬ ‫كلهم مسؤولين بالطبع ‪ ،‬فكلهم من الواجب عليهم آداء مهماتهم اتجاه هؤالء التالميذ على أكمل‬ ‫وجه ‪ ،‬أو ينسحبوا من مزاولة هذه المهام‪.‬‬ ‫اآلباء ال يلدون والتربويون ال يمارسون ورجال األمن يعتزلون ‪.‬‬ ‫إلى متى سيظل أبناؤنا تحت رحمة مروّجين يدمرون عقولهم ويضيعون مستقبلهم ‪ ،،،،،،،،،‬إلى متى‬ ‫سيتملص كل هؤالء المسؤولين من مسؤولياتهم وال يعملون إال على الصاق التهمة باآلخر واآلخرين‪،،،،،‬‬ ‫إلى متى سنظل مكتوفي األيدي ‪ ...‬جبناء أمام فلذات أكبادنا ‪..‬‬ ‫كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ‪.....‬‬


‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 22‬إلى ‪ 27‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪916‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫بسبب ضغط الشارع الشفشاوني‪ ..‬لجنة تفتيش مركزية تحل‬ ‫بمستشفى المدينة‬

‫حلت الخميس الماضي بمستشفى محمد الخامس‬ ‫بمدينة شفشاون لجنة تفتيش مركزية تابعة لوزارة الصحة‪،‬‬ ‫من أجل البحث والتحقيق في بعض الخروقات التي تحدث‬ ‫في المؤسسة الصحية‪ ،‬والتي فضحتها مصادر حقوقية‬ ‫وجمعوية على منابر إعالمية كانت جريدة «المساء»‪ ،‬التي‬ ‫نشرت تقريرا مفصال قبل بضعة أسابيع‪ ،‬نقل إلى الرأي العام‬ ‫مجموعة من االختالالت أثرت على السير العادي والسليم‬ ‫لهذا المرفق العمومي بالغ األهمية‪ ،‬أهمها مشكل غيابات‬ ‫األطباء االختصاصين‪.‬‬ ‫وتأتي زيارة لجنة التفتيش يوما واحدا بعد الحادث‬ ‫المؤسف الذي راحت ضحيته سيدة مريضة قدمت إلى‬ ‫المستشفى ذاته في حالة مستعجلة‪ ،‬قبل أن تفارق الحياة‬ ‫به‪ ،‬حيث وجهت انتقادات شديدة إلى الطاقم الطبي الذي‬ ‫فحصها وخلص إلى أن حالتها غير خطيرة ال تستدعي عناية‬ ‫مركزة‪ ،‬وأمر بوضعها خارج جناح قسم اإلنعاش لتفارق الحياة‬ ‫في اليوم ذاته‪ .‬وهو خطأ اعتبرته مصادر حقوقية خطأ طبيا‬ ‫جسيما يستوجب المحاسبة والعقاب‪.‬‬

‫وكشفت مصادر موثوقة ل « المساء»‪ ،‬أن مفتشي‬ ‫وزارة الصحة قاموا بزيارة مجموعة من األقسام وتسجيل‬ ‫كل مالحظاتهم حولها‪ ،‬ثم اجتمعوا مع المندوب اإلقليمي‬ ‫للوزارة ومدير المستشفى من أجل االستمتاع إلى إفادتهم‬ ‫وتقديم تفسيرات لالنتقادات الحادة والمتكررة لفعاليات‬ ‫المجتمع المدني ألداء األطر الطبية بالمستشفى‪.‬‬ ‫وينتظر الرأي العام المحلي بشفشاون نتائج زيارة‬ ‫لجنة التفتيش المركزية‪ ،‬والتي لن تظهر آثارها قبل‬ ‫تسلم المصالح المركزية بوزارة الصحة لتقريرها الذي‬ ‫ستعتمد عليه في اتخاذ القرارات التأديبية المناسبة في حق‬ ‫المستهترين والمتقاعسين‪.‬‬ ‫وكانت «المساء» قد تطرقت في موضوع مفصل‬ ‫نهاية شهر شتنبر الماضي‪ ،‬لمعضلة الغياب المتكرر‬ ‫لألطباء االختصاصيين بمستشفى محمد الخامس‪ ،‬إذ‬ ‫أكدت شكايات وشهادات المواطنين أنهم يعملون وفق‬ ‫استعماالت زمن محددة على مقاسهم‪ ،‬دون اعتبار للقانون‬

‫الداخلي للمستشفى وال النظام األساسي المنظم لعمل‬ ‫موظفي وزارة الصحة‪ ،‬حيث كان أطباء كل تخصص يتفقون‬ ‫فيما بينهم على توزيع زمني أليام العمل اعتمادا على مبدأ‬ ‫وحيد هو التناوب‪ ،‬وهو ما أثار استياء عارما لدى السكان وأثر‬ ‫بالسلب على العرض الصحي بالمستشفى أمام طلب هائل‬ ‫ما فتئ يتزايد‪.‬‬ ‫وفي سياق آخر‪ ،‬كشف المصدر ذاته ل « المساء» أن‬ ‫زيارة لجنة التفتيش المركزية إلقليم شفشاون لم تقتصر‬ ‫فقط على المستشفى اإلقليمي بالمدينة الزرقاء‪ ،‬بل قامت‬ ‫بتفقد مرافق مستوصف مركز باب تازة ولقاء األطر العاملة‬ ‫به‪ ،‬تفاعال مع عدة شكايات لسكان المركز والمداشر‬ ‫المجاورة‪ ،‬تحتج على افتقاد المركز الصحي للحد األدنى من‬ ‫العدة التجهيزية وعلى الغياب المتكرر لطبيبتين مداومتين‬ ‫تعمالن بالمستوصف‪.‬‬

‫رضوان الحسوني‬

‫خمس سنوات سجنا للخادمة المتهمة بسرقة طفلة مشغلتها‬ ‫بتطوان جرى اعتقالها في قطار واتهمت باختطاف الطفلة‬ ‫والتسول والفساد‬ ‫أسدلت غرفة الجنايات بمحكمة االستئناف بتازة‬ ‫الستار على قضية الخادمة التي اعتقلت في حالة تلبس‬ ‫باختطاف طفلة مشغلتها بمدينة تطوان‪ ،‬وذلك بإدانتها‬ ‫بخمس سنوات سجنا‪.‬‬ ‫وكانت المتهمة (س‪.‬ب) والتي تنحدر من مدينة‬ ‫فاس وتبلغ من العمر حوالي ‪ 41‬سنة‪ ،‬قد تم اعتقالها من‬ ‫طرف درك « واد إمليل» بتاريخ ‪ 9‬غشت الماضي‪ ،‬بعدما‬ ‫شك أحد المواطنين في هوية الطفلة التي كانت برفقتها‬ ‫على متن القطار‪ ،‬والتي استأثرت قصتها باهتمام وتعاطف‬ ‫كبيرين على صفحات التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫ووجهت الخادمة بتهم لها عالقة باختطاف قاصر‬ ‫وإغرائها والتسول والفساد‪ .‬وحاولت الخادمة‪ ،‬في البداية‪،‬‬ ‫إيهام عناصر الدرك بأن الطفلة ابنتها‪ ،‬قبل أن تصدم‬ ‫عندما أشهروا في وجهها صور الطفلة المختطفة‪.‬‬ ‫وعمد المواطن إلى ربط االتصال بالدرك إلخبارهم‬ ‫بالشكوك التي راودته بخصوص هوية الطفلة وتشابه‬ ‫مالمحها مع الطفلة(أ‪.‬ص) المنشورة صورها بمواقع‬ ‫التواصل االجتماعي‪ ،‬مما أدى إلى توقيف الخادمة‪ ،‬وإنقاذ‬ ‫الطفلة التي ال يتجاوز عمرها ثالث سنوات من مصير‬ ‫مجهول‪.‬‬

‫وأنهت عملية تطويق القطار من قبل عناصر الدرك‬ ‫محنة األسرة التي تقطن بحي « باب السعادة » بتطوان‪،‬‬ ‫بعد خمسة أيام من البحث‪ ،‬وتم اعتقال المتهمة‪.‬‬ ‫وبعد التحقيق معها‪ ،‬قررت النيابة العامة لمحكمة‬ ‫االستئناف بتازة‪ ،‬إحالتها على السجن المحلي‪ .‬وقالت‬ ‫أسرة الطفلة إنها تعاطفت مع المتهمة والتي كانت تعيش‬ ‫حياة شبه تشرد في الشارع‪ ،‬وعملت على احتضانها مقابل‬ ‫االعتناء بالطفلة‪ ،‬لكن الخادمة‪ ،‬استغلت ثقة هذه العائلة‪،‬‬ ‫وفرت هاربة ومعها الطفلة‪ ،‬إلى وجهة غير معلومة‪.‬‬

‫لحسن والنيعام‬

‫النيابة العامة تابعت أحدهم بتهمة احتقار مقرر قضائي‬

‫سالليون في طنجة مهددون بالتشرد‬

‫أصبح العشرات من سكان جماعة «سبت الزينات»‬ ‫ضواحي مدينة طنجة‪ ،‬مهددين بالتشرد من منازلهم‪،‬‬ ‫على إثر صدور أحكام قضائية قضت باإلفراغ لصالح‬ ‫المدعين‪ ،‬في قضية نزاع حول أراضي الجموع يقول‬ ‫المحتجون إنها تعود للجماعة الساللية أبا عن جد‪،‬‬ ‫في الوقت الذي يدعي شخص آخر ملكيتها عن طريق‬ ‫شرائها بعقود بيع عرفية‪.‬‬ ‫ونظم حوالي ‪ 100‬شخص من ساكنة مدشر‬ ‫«الخرب» قيادة العوامة بعمالة طنجة أصيلة‪ ،‬وقفة‬ ‫احتجاجية‪ ،‬الثالثة من نوعها‪ ،‬في غضون شهر‪ ،‬للمطالبة‬ ‫بإطالق سراح أحد أفراد القرية‪ ،‬الذي قررت النيابة العامة‬ ‫بالمحكمة االبتدائية متابعته في حالة اعتقال بتهمة‬ ‫«احتقار مقرر قضائي»‪.‬‬ ‫وأفادت مصادر محلية‪ ،‬أن األرض المذكورة متنازع‬ ‫عليها منذ سنة ‪ 2002‬بين سكان جماعة» سبت الزينات‬ ‫«‪ ،‬وبين شخض ينحدر من مدينة تطوان‪ ،‬إذ قام األخير‬ ‫بالتعرض على مطلب التحفيظ رقم ‪ 21867/06‬المسجل‬ ‫في اسم الجماعة الساللية «الخرب»‪ ،‬ثم لجأ إلى القضاء‬ ‫لنقل ملكية الحقوق العينية إلى جهته‪ ،‬ومؤخرا صدر حكم‬ ‫النقض لصالحه بإفراغ أحد المنازل بالقوة‪.‬‬ ‫وأضافت مصادر «أخبار اليوم» أن القرار القضائي‬ ‫أثار مخاوف باقي سكان القرية الذين يتجاوز عددهم ‪45‬‬ ‫عائلة‪ ،‬من أن يتعرضوا للتشريد‪ ،‬مثل ما حدث للشخص‬ ‫المتابع في حالة اعتقال بعدما رفض االمتثال ألمر قضائي‪،‬‬ ‫إثر تشميع بيته وإخراجه منه بالقوة من طرف أعوان تنفيذ‬ ‫المحكمة االبتدائية بطنجة‪.‬‬

‫المهرجان الدولي‬ ‫للسينما والذاكرة‬ ‫المشتركة بالناظور‬ ‫يكرم سينما «بوليوود»‬

‫احتفت الدورة السادسة لفعاليات المهرجان‬ ‫الدولي للسينما والذاكرة المشتركة‪ ،‬المنعقدة ما‬ ‫بين ‪ 7‬و ‪ 12‬نونبر الجاري بمدينة الناظور تحت شعار‬ ‫«ذاكرة مياه المحيط»‪ ،‬بالسينما الهندية كضيف‬ ‫شرف‪ ،‬وكرمت الممثل «رافي كيشان»‪ ،‬الذي اشتهر‬ ‫بأدواره في أفالم بوليودية شهيرة‪.‬‬

‫ولم تقتصر تكريمات الموعد السينمائي السنوي‬ ‫الدولي‪ ،‬الذي ينظمه مركز الذاكرة المشتركة من‬ ‫أجل الديمقراطية والسلم‪ ،‬على الفنانين فحسب‪ ،‬بل‬ ‫تجاوزتهم لتشمل شركاء حياتهم الذين يقبعون في‬ ‫الظل رغم ما يقدمونه من تضحيات جسام‪ ،‬وفي هذا‬ ‫المضمار تم تكريم زوجة الفنان صالح الدين بنموسى‬ ‫إلى جانب زوج الفنانة فاطمة وشاي‪.‬‬

‫وشملت الئحة تكريمات الدورة السادسة من‬ ‫المهرجان‪ ،‬كذلك‪ ،‬اسما ينحدر من مدينة الناظور‬ ‫ساهم في تطوير الر يبرتوار المسرحي‪ ،‬ويهم األمر‬ ‫الحسين القمري‪ ،‬الذي جمع بين المحاماة والكتابة‪،‬‬ ‫وألف غير قليل من المسرحيات‪ ،‬مثل مطلع النور‪،‬‬ ‫المتمردون‪ ،‬جحا يتسلم بطاقته الوطنية‪.‬‬

‫كما شهدت الدورة تنظيم ندوة حول تسيير الشأن‬ ‫الديني في الهند‪ ،‬بمساهمة سياسيين ودبلوماسيين‬ ‫وجمعويين وحقوقيين ومثقفين هنود وآخرين من‬ ‫دول مختلفة‪.‬‬

‫ومن جهتها‪ ،‬انعقدت فعاليات الدورة في خيمة‬ ‫سينما نصبت على ضفاف بحيرة «مار تشيكا » وسط‬ ‫المدينة‪ ،‬لتتولى فرق فلكورية تنشيط المدينة طيلة‬ ‫مدة المهرجان‪ ،‬عالوة على عرض أفالم هندية قديمة‬ ‫في إطار ما أسماه المنظمون بنوستالجيا سينمائية‬ ‫هندية قديمة‪.‬‬

‫يشار إلى أن الجهة المنظمة أماطت اللثام عن‬ ‫كون المشاركات النهائية حددت في ثمانية أفالم في‬ ‫صنف األفالم الطويلة‪ ،‬تمثل العراق‪ ،‬بولونيا‪ ،‬إسبانيا‪،‬‬ ‫الهند‪ ،‬البرتغال‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬اليونان والمغرب‪ ،‬فضال عن‬ ‫‪ 4‬أفالم خارج المسابقة‪ ،‬و ‪ 20‬فيلما مغربيا و أفالم‬ ‫الدولة المكرمة‪ ،‬الهند‪ .‬وفي صنف األفالم الوثائقية‪،‬‬ ‫فقد أعلن عن برمجة ‪ 9‬أفالم‪ ،‬تمثل كال من البيرو‪،‬‬ ‫إسبانيا‪ ،‬البرازيل‪ ،‬فرنسا‪ ،‬كندا‪ ،‬الشيلي‪ ،‬األرجنتين‪،‬‬ ‫جمهورية الدومينيك ثم المغرب‪.‬‬

‫وتترأس لجنة تحكيم هذه الفئة الفنانة اإلسبانية‬ ‫أستير ريجينا‪ ،‬وخصصت لهذه الفئة ‪ 5‬جوائز تتنافس‬ ‫عليها األفالم المشاركة‪ ،‬وهي الجائزة الكبرى مرتشيكا‪،‬‬ ‫جائزة أفضل سيناريو‪ ،‬جائزة أفضل تشخيص إناث‪،‬‬ ‫جائزة أفضل تشخيص ذكور‪ ،‬جائزة الجمهور‪.‬‬ ‫ومؤخرا شرع المتضررون في تنظيم وقفات احتجاجية‪،‬‬ ‫آخرها كان أمام مقر والية جهة طنجة تطوان الحسيمة‪،‬‬ ‫رفعوا خاللها األعالم الوطنية وصور الملك محمد السادس‪،‬‬ ‫ورددوا شعارات تطالب بإطالق سراح المعتقل‪ ،‬وتستنجد‬ ‫بالوالي محمد اليعقوبي التدخل إلنصافهم‪ ،‬وحماية حقوق‬ ‫أراضيهم التي تتعدى مساحتها ‪ 7‬هكتارات‪ ،‬من عملية‬ ‫االستيالء عليها‪.‬‬ ‫ويقول المحتجون في شهادات استمعت إليها « أخبار‬ ‫اليوم «‪ ،‬إنهم يستغلون األرض في الفالحة والرعي منذ‬ ‫سنة ‪ ،1945‬لكنهم ال يتوفرون على الوثائق القانونية‬

‫باستثناء مقال منشور في الجريدة الرسمية لسنة ‪،1975‬‬ ‫يتحدث بتفصيل عن حدود أراضي جماعة « سبت الزينات»‪،‬‬ ‫وذلك بالتزامن مع انطالق أشغال إنجاز سد ابن بطوطة‪.‬‬ ‫واستنادا إلى التصريحات نفسها‪ ،‬فإن تراجع النائب‬ ‫الساللي للقرية عن موقفه بخصوص النزاع القائم‪،‬‬ ‫أضعف حجتهم في النزاع القائم‪،‬علما أنه هو الذي منح‬ ‫شهادات االستفادة لجميع السكان من أجل بناء منازلهم‪،‬‬ ‫وربطها بخدمة الكهرباء‪ ،‬حسب وثائق تتضمن توقيع‬ ‫النائب الساللي‪ ،‬اطلعت الجريدة على نسخ منها‪.‬‬

‫عبد الرحيم بلشقار‬

‫جدير بالذكر أنه سينظـــم معــرض للوحــات‬ ‫التشكيلية طيلة أيام المهرجان‪ ،‬فضال عن أمسية‬ ‫شعرية يحييها شعـــراء من دول إفريقية وأجنبية‪،‬‬ ‫وستنظم زيارة إلى مستشفى األطفال ودور رعاية‬ ‫األطفال اليتامى والمتخلى عنهم‪ ،‬وذلك برغبة من‬ ‫ذوي االحتياجات الخاصة ومن إدارة الدورة‪ ،‬ال سيما أن‬ ‫تمثيليات لمؤسسات ذوي االحتياجات الخاصة كانت‬ ‫حاضرة في جلسة االفتتاح‪.‬‬

‫المساء ـ إلهام بنجدية‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 22‬إلى ‪ 27‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪916‬‬

‫إقتصاد‬ ‫جطو ‪ :‬من أجل إصالح صندوق التقاعد‬ ‫بعد مضي حوالي سنة على الفحص وجلسات التحقيق التي قام بها قضاة المجلس األعلى للحسابات‬ ‫في إطار المهمة الرقابية التي همت الصندوق المغربي للتقاعد‪ ،‬خرج مجلس جطو‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬بتقرير نهائي‬ ‫ومفصل يشخص الوضعية الحرجة التي يعيشها الصندوق والمآل البئيس الذي انتهى إليه‪ ،‬بعد أن فضح‬ ‫سلسلة من االختالالت العميقة التي تطال تدبيره والتي راكمها طيلة العقود الماضية‪ ،‬محمال بذلك‬ ‫مسؤولية الفشل الكبيبر واإلفالس الذي وصل إليه الصندوق إلى السياسات اإلصالحية التي تم اتخاذها‬ ‫من طرف الحكومات المتعاقبة‪.‬‬ ‫وكشف المجلس األعلى للحسابات‪ ،‬في تقريره المتعلق بمهمة التقييم التي أنجزها حول الصندوق‬ ‫المغربي للتقاعد‪ ،‬أن نظام المعاشات المدنية يعاني من اختالالت بنيوية عميقة‪ ،‬مما يؤثر على توازنه‬ ‫المالي وقدرته على احترامه التزاماته تجاه المحالين على التقاعد الحاليين أو في المستقبل‪ ،‬الفتا إلى إلى‬ ‫أن هذه الصعوبات ترتبط بنوعية المعايير التي يعتمدها أساسا النظام وكذا بعوامل ديمغرافية تزيد من‬ ‫حدة الضغط على موارده وتؤدي إلى تفاقم ديونه الضمنية‪.‬‬ ‫وأكد التقرير الذي أعده المجلس أن الوضعية المالية الهشة التي يعاني منها الصندوق منذ عدة‬ ‫سنوات أدت إلى تسجيل أو عجز تقني سنة ‪ 2014‬بلغ ‪ 936‬مليون درهم‪ ،‬سرعان ما ارتفع إلى ‪ 2.65‬مليار‬ ‫درهم سنة ‪ ،2015‬ليبلغ خالل السنة الماضية ‪ 4,76‬مليارات درهم‪.‬‬ ‫وتوصل التقرير إلى أن السبب الرئيسي الذي زاد وضعية الصندوق تدهورا يتجسد في إدخال بعض‬ ‫اإلصالحات‪ ،‬دون أن يتم تقييم نتائجها على توازن النظام على المدى البعيد‪ ،‬حيث يتعلق األمر أساسا‬ ‫بالرفع من وعاء احتساب المساهمات وتصفية المعاشات‪ ،‬الذي اتسع تدريجيا ليشمل مجموع األجر‬ ‫النظامي للمنخرطين‪ ،‬الشيء الذي أدى‪ ،‬على حد تعبير التقرير‪ ،‬إلى ارتفاع ملحوظ في ديونه والتزاماته‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫صندوق النقد الدولي وتعويم الدرهم‬ ‫كشف مدير صندوق النقد الدولي لمنطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا وأفغانستان وباكستان‪ ،‬أن‬ ‫المغرب جاهز لتبني نظام مرن لسعر صرف الدرهم‪ ،‬وقال في تصريح صحفي بالرباط‪ ،‬إن المغرب قد اتخذ‬ ‫مجموعة من اإلجراءات والتحضيرات ليصل تدريجيا إلى عملية تحرير سعر صرف الدرهم‪.‬‬ ‫وقال المتحدث إن الصندوق يظن أن المغرب جاهز لتبني هذا النظام‪ ،‬ومؤكدا أن االقتصاد المغربي‬ ‫واإلصالحات التي تم اتخاذها‪ ،‬عززت االستقرار المالي للمغرب‪ ،‬مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الصندوق قد‬ ‫ساعد المغرب على التحضير لهذا القرار‪ ،‬الذي يبقى تاريخ ومقاربة تنفيذه‪ ،‬من شأن المغرب‪.‬‬ ‫وإلى جانب ذلك‪ ،‬كشف المتحدث‪ ،‬أنه بالنسبة للبلدان المستوردة للنفط‪ ،‬فإنه من المتوقع لعام‬ ‫‪ ،2017‬تحقيق ارتفاع بمعدل ‪ 4.3‬في المائة في النشاط االقتصادي‪ ،‬لكنه أشار إلى أن معدالت النمو يجب‬ ‫أن تنعكس على وضعية سوق الشغل‪ ،‬وعلى رأسها الخفض من معدالت البطالة‪.‬‬ ‫وحذر المتحدث من مجموعة من المخاطر التي تعيق تحسن النمو االقتصادي في دول منطقة المينا‪،‬‬ ‫على رأسها الصراعات الجيوسياسية في المنطقة‪ ،‬وانخفاض أسعار النفط‪ ،‬على رأسها سوريا واليمن وليبيا‪،‬‬ ‫حيث تعاني هذه الدول من انخفاض معدالت النمو االقتصادي‪ .‬كما حذر أيضا من المخاطر االقتصادية‬ ‫والمالية على الصعيد العالمي‪ ،‬والتي من شأنها أيضا أن تؤثر على معدالت النمو بالمنطقة‪.‬‬ ‫وتابع‪ ،‬أن توقعات الصندوق تشير إلى تحسن مستوى معدالت النمو بالمنطقة على المدى المتوسط‬ ‫تدريجيا‪ ،‬لكن هذا النمو لن يصل إلى المستويات المطلوبة‪ ،‬والكفيلة بتخفيض مستويات البطالة‬ ‫بالمنطقة‪.‬‬ ‫ودعا المتحدث دول المنطقة‪ ،‬إلى تحقيق نمو أقوى وأكثر احتواء يساهم فيه عدد أكبر من المواطنين‬ ‫والشرائح االجتماعية‪ ،‬إلى جانب العمل على تحسين بنية العمل ومناخ االستثمار وتحسين وتقوية اإلنتاجية‬ ‫والتنافسية‪.‬‬ ‫كما دعا الدول إلى ضرورة تحسين القطاع المالي والمصرفي‪ ،‬وتخفيض مستويات التضخم‪ ،‬وتحسين‬ ‫مستوى السياسيات النقدية‪.‬‬ ‫ودعا الصندوق الدول إلى التعجيل بتنفيذ اإلصالحات الهيكلية الجريئة لتشجيع نشاط القطاع الخاص‬ ‫والعمل على إقامة اقتصاد أكثر دينامية وتنافسية واحتواء للجميع‪ ،‬وتحسين جودة البنية التحتية‪ ،‬وتحسين‬ ‫اإلصالحات الالزمة في سوق العمل وقطاع التعليم‪ ،‬وزيادة اإلنتاجية‪ ،‬وتعزيز فرص الحصول على التمويل‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫دين الخزينة يرتفع إلى ‪ 684‬مليار درهم‬ ‫كشفت بيانات صادرة عن مديرية الخزينة والمالية الخارجية‪ ،‬التابعة لوزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬بأن‬ ‫دين الخزينة بلغ ‪ 684.32‬مليار درهم خالل األشهر العشرة األولى من سنة ‪ ،2017‬بزيادة عن الشهر الذي‬ ‫سبقه‪ ،‬الذي عرف تسجيل ديون في حدود ‪ 683.72‬مليار درهم‪.‬‬ ‫البيانات تشير إلى أن هذا المبلغ يتضمن ‪ 536.94‬مليار درهم كديون داخلية‪ ،‬مقابل ‪ 147.37‬مليار‬ ‫درهم كديون خارجية‪.‬‬ ‫فيما يتعلق بوضعية دين الخزينة والسداد برسم الدين تشير المديرية إلى أن قيمة التسديدات برسم‬ ‫دين الخزينة بلغت‪ ،‬خالل شهر أكتوبر الماضي ‪ 10.94‬ماليير درهم‪ ،‬ضمنها ‪ 8.02‬ألصل الدين و ‪2.29‬‬ ‫مليار درهم للفوائد‪.‬‬ ‫ويتوزع الجزء األكبر من السداد لشهر أكتوبر على ‪ 9.31‬مليار درهم للدين الخارجي‪ ،‬ضمنها ‪7.02‬‬ ‫كأصل دين و‪ 2.29‬مليار درهم كفوائد‪ ،‬مقابل ‪ 1‬مليار درهم كأصل دين للدين الخارجي و‪ 619‬مليون‬ ‫درهم كفوائد‪.‬‬ ‫على صعيد متصل‪ ،‬بلغ إجمالي السداد إلى نهاية أكتوبر ‪ 117.15‬مليار درهم‪ ،‬ضمنها ‪ 91.79‬مليار‬ ‫درهم كأصل دين‪ ،‬و‪ 25.35‬مليار درهم كفوائد‪.‬‬ ‫ويتوزع الجزء األكبر من السداد لشهر أكتوبر على ‪ 101.74‬مليار درهم للدين الخارجي ضمنها ‪79.49‬‬ ‫كأصل دين‪ ،‬و‪ 22,2‬مليار درهم كفوائد‪ ،‬مقابل ‪ 12.29‬مليار درهم كأصل دين للدين الخارجي و ‪3.11‬‬ ‫ماليين درهم كفوائد‪.‬‬ ‫وقالت مديرية الخزينة والمالية الخارجية إن دين الخزينة بلغ في شتنبر ما مجموعه ‪ 683.72‬مليار‬ ‫درهم‪ ،‬مشيرة إلى أنه يشمل دينا داخليا يقارب ‪ 536.7‬مليار درهم‪ ،‬ودينا خارجيا يقدر بنحو ‪ 147.02‬مليار‬ ‫درهم‪.‬‬

‫وإلى غاية متم شتنبر ‪ ،2017‬بلغت التسديدات ‪ 106.2‬مليار درهم‪ ،‬وهو ما يعادل سدادا شهريا‬ ‫متوسطا برسم الدين يبلغ ‪ 11.8‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وحسب المصدر ذاته‪ ،‬فقد بلغ جاري دين الخزينة ‪ 143.6‬مليار درهم خالل الفصل الثاني من سنة‬ ‫‪ ،2017‬مقابل حوالي ‪ 144‬مليار درهم خالل الفصل األول من السنة‪.‬‬ ‫وكان محمد بوسعيد‪ ،‬وزير االقتصاد والمالية‪ ،‬قد أبرز خالل مجلس حكومة سابق أن فوائد الدين‬ ‫انخفضت‪ ،‬في حين يتجه مؤشر دين الخزينة إلى االستقرار في حدود ‪ 64.4‬في المائة من الناتج الداخلي‬ ‫الخام‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫انخفاض االحتياطات الدولية ب‪ 7.9‬في المائة‬ ‫في ‪ 3‬نونبر من السنة الحالية‬ ‫أعلن بنك المغرب أن صافي االحتياطات الدولية للمغرب بلغ ‪ 228.2‬مليار درهم في ‪ 3‬نونبر ‪،2017‬‬ ‫مسجال بذلك تراجعا بنسبة ‪ 7.9‬في المائة مقارنة مع الفترة ذاتها من السنة الماضية‪ .‬وأوضح بنك‬ ‫المغرب‪ ،‬الذي نشر مؤخرا مؤشراته األسبوعية من ‪ 2‬إلى ‪ 8‬نونبر ‪ ،2017‬أن هذه االحتياطات سجلت من‬ ‫أسبوع آلخر ارتفاعا ب‪ 0.5‬في المائة‪ .‬و أضاف البنك أنه‪ ،‬ضخ طيلة هذه الفترة ما مجموعه ‪ 53.2‬مليار‬ ‫درهم‪ ،‬منها ‪ 50‬مليار درهم على شكل تسبيقات لمدة سبعة أيام بناء على طلب عروض‪ ،‬و‪ 3.2‬مليار درهم‬ ‫تم منحها في إطار برنامج دعم تمويل المقاوالت الصغيرة جدا والمتوسطة‪ .‬وبقي المعدل البنكي مستقرا‬ ‫في نسبة ‪ 2.32‬في المائة‪ ،‬في حين انتقل حجم المبادالت من ‪ 4.4‬إلى ‪ 4‬مليار درهم‪ ،‬بحسب البنك‬ ‫المركزي‪ .‬وكان بنك المغرب قد ضخ خالل طلب العروض ليوم ‪ 8‬نونبر مبلغ ‪ 51‬مليار درهم على شكل‬ ‫تسبيقات لمدة سبعة أيام‪.‬‬ ‫وبخصوص نشاط البورصة‪ ،‬أوضح المصدر ذاته أن مؤشر مازي سجل انخفاضا بنسبة ‪ 0.3‬في المائة‬ ‫ليصل بذلك أداؤه منذ بداية السنة إلى ‪ 6.4‬في المائة‪ ،‬ألن هذا األداء يعزى أساسا إلى انخفاض في أداء‬ ‫المؤشرات القطاعية بالنسبة لمواد البناء ب‪ 2.1‬بالمائة والعقار بناقص (‪ ،)0.9‬فيما ارتفع مؤشر قطاع‬ ‫االتصاالت ب‪ 0.7‬بالمائة‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق بحجم المبادالت اإلجمالي‪ ،‬فقد بلغ ‪ 384.9‬مليون درهم بعد أن سجل ‪ 686.4‬ماليين‬ ‫درهم أسبوعا قبل ذلك‪ ،‬تمت في غالبيتها على مستوى السوق المركزي‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬أشار البنك إلى أن وتيرة ارتفاع الكتلة النقدية (مجمع م‪ )3‬سجلت ارتفاعا من ‪ 5‬في‬ ‫المائة في غشت إلى ‪ 5,3‬في المائة في شتنبر‪.2017‬‬ ‫وخالل األسبوع الممتد من ‪ 2‬إلى ‪ 8‬نونبر ‪ ،2017‬ارتفعت قيمة الدرهم بنسبة ‪ 0.06‬بالمائة مقارنة مع‬ ‫الدوالر بنسبة ‪ 0.11‬بالمائة‪ ،‬حسب البنك‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫تراجع وتيرة القروض البنكية خالل شتنبر‬ ‫تواصل القروض البنكية تباطؤها‪ ،‬فقد ذكر بنك المغرب بأن وتيرة القروض تراجعت خالل شهر شتنبر‬ ‫الماضي‪ ،‬لتستقر عند ‪ 4.5‬في المائة مقارنة بنسبة ‪ 5.1‬في المائة المسجلة خالل نفس الشهر من العام‬ ‫الماضي‪.‬‬ ‫وأوضح بنك المغرب‪ ،‬في مذكرته حول المؤشرات الرئيسية لإلحصائيات النقدية لشهر شتنبر ‪،2017‬‬ ‫أن هذا التراجع يعزى إلى انخفاض تسهيالت الخزينة ب‪ 3‬في المائة بعد ‪ 3.4‬في المائة في غشت‪ ،‬وتباطؤ‬ ‫نمو كل من القروض العقارية من ‪ 3.7‬في المائة إلى ‪ 3.4‬في المائة وقروض التجهيز من ‪ 13.5‬في‬ ‫المائة إلى ‪ 12.1‬في المائة‪ ،‬فيما نمت قروض االستهالك بنسبة ‪ 4.3‬في المائة مقارنة ب‪ 4.5‬في المائة‬ ‫في شهر غشت‪.‬‬ ‫وسجلت القروض البنكية‪ ،‬على أساس سنوي‪ ،‬انخفاضا بنسبة ‪ 4.5‬في المائة بعد تسجيل نسبة تراجع‬ ‫ب‪ 6.3‬في المائة في يونيو ‪.2017‬‬ ‫ويعزى هذا التطور‪ ،‬إلى انخفاض القروض الممنوحة في مجال البناء واألشغال العامة ب‪ 0.4‬في المائة‪.‬‬ ‫من جانب آخر‪ ،‬سجل بنك المغرب ارتفاعا في القروض الممنوحة في قطاع التجارة من ‪ 5‬في المائة‬ ‫إلى ‪ 8.3‬في المائة‪ ،‬فيما ارتفعت القروض الممنوحة لقطاع الفنادق ب‪ 0.8‬في المائة مقارنة مع ‪ 0.4‬في‬ ‫الربع السابق‪.‬‬ ‫وأبرز البنك المركزي تراجع القروض المقدمة للقطاع غير المالي ب‪ 3.8‬في المائة مقابل ‪ 5.9‬في‬ ‫المائة في الربع السابق‪ ،‬موضحا أن هذا التطور يعكس تراجع القروض المقدمة للبنوك الخارجية ب‪9.7‬‬ ‫في المائة بعد ارتفاع ب‪ 10‬في المائة باإلضافة إلى ارتفاع بلغ ‪ 5.6‬في المائة عوض ‪ 5.1‬في المائة في‬ ‫القروض الموزعة على شركات التمويل‪.‬‬ ‫وحسب القطاع المؤسساتي‪ ،‬يعكس هذا التباطؤ تراجع وتيرة القروض الممنوحة للشركات الخاصة‬ ‫غير المالية من ‪ 0.5‬في المائة إلى ‪ 3.9‬في المائة وتلك الممنوحة لألسر من ‪ 8.2‬في المائة إلى ‪ 8.1‬في‬ ‫المائة‪.‬‬ ‫وعلى أساس شهري‪ ،‬حسب نفس المصدر‪ ،‬ارتفعت القروض البنكية بنسبة ‪ 0.4‬بالمائة بالنظر‪ ،‬على‬ ‫الخصوص‪ ،‬الرتفاع تسهيالت الخزينة بنسبة ‪ 0.7‬في المائة وارتفاع قروض التجهيز ب‪ 1.7‬في المائة‪.‬‬ ‫ذكر بنك المغرب أن وتيرة نمو المجمع النقدي (م‪ )3‬تسارعت ب‪ 5.3‬في المائة في شهر شتنبر ‪،2017‬‬ ‫مقابل ‪ 5‬في المائة في شهر غشت الماضي‪ ،‬ليستقر في ‪ 1.243‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وأوضح بنك المغرب‪ ،‬في مذكرته حول المؤشرات الرئيسية لإلحصائيات النقدية لشهر شتنبر‪،2017‬‬ ‫أن هذا التطور يعكس‪ ،‬باألساس‪ ،‬ارتفاعا في معدل نمو الودائع تحت الطلب لدى البنوك من ‪ 6.7‬في‬ ‫المائة إلى ‪ 9.4‬في المائة‪ ،‬وتراجعا في حدة انخفاض سندات مؤسسات التوظيف الجماعي في القيم‬ ‫المنقولة التي تحوزها الوحدات االقتصادية من ‪ 5.8‬في المائة إلى ‪ 4.8‬في المائة‪.‬‬ ‫وبالمقابل‪ ،‬أشارت المذكرة إلى تباطؤ وتيرة نمو النقد المتداول من ‪ 11.2‬في المائة إلى ‪ 6.6‬في‬ ‫المائة‪ ،‬وتزايد انخفاض الحسابات ألجل من ‪ 9‬في المائة إلى ‪ 10.8‬في المائة‪ ،‬موضحة‪ ،‬بخصوص مقابالت‬ ‫المجمع (م‪ ،)3‬أن حدة انخفاض االحتياطات الدولية الصافية تراجعت من ‪ 11.7‬في المائة إلى ‪ 10.4‬في‬ ‫المائة‪ ،‬فيما ارتفعت الديون الصافية على اإلدارة المركزية من ‪ 10.6‬في المائة إلى ‪ 11.1‬في المائة‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 22‬إلى ‪ 27‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪916‬‬

‫مدرسة الصنائع بتطوان‬ ‫تحتضن أربعينية الشاعر‬ ‫محمد الميموني‬

‫النار ال تطفئ النار‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫‪ ...‬والشرُّ ال ُ‬ ‫يقتل الشرّ ( تولستويْ)‪.‬‬ ‫ف��األخ�لاق هي منبع الخير‪ ،‬وه��و الذي‬ ‫يمْكنه التغلب على الشرِّ‪ ،‬والسِّلم هو‬ ‫وح��دُهُ يمكنه أنِ يتغلب على الحرب‪.‬‬ ‫ولنا في رسول هلل – صلعم ‪ -‬قدوة وأسوة‬ ‫حسنة عند الفتح مع أبي سفيان‪ .‬أخذ عنه‬ ‫«مهتماغاندي» و «مارتين لوثر كينك»‪.‬‬ ‫مطلب الشعـوب‪ ،‬الحريــة من األنظمــة‬ ‫السياسية القائمة في الشرق والغرب‪ .‬إذا‬ ‫استوفى هذا المطلب كانتْ هناك عدالة‪،‬‬ ‫وهي قيمة سياسية مضافة ‪.‬‬ ‫السياســة طريقــة قيادة جماعــة‬ ‫بشرية‪ ،‬باعتقادهم المنفعة‪ ،‬إذ تلتقي مع‬ ‫الخير مصدر األخالق والسلوك والقِيم‬ ‫البشرية‪ .‬يجعل منهما هدفاً لحياة الناس‬ ‫من أجل بناء نمط من المبادئ للتواصل‬ ‫والعالقات اإلنسانية‪ .‬إنما «الميكيافيلية»‬ ‫غلبتْ السياسة التي قيل عنها‪ ،‬إنها فنّ‬ ‫الكذب‪ ،‬على األخالق‪ ،‬وأصبح السياسيون‬ ‫ينادون بمبدإ «بعدي الطوفان»‪ ،‬حتى ْ‬ ‫وإن‬ ‫داسوا بأقدامهم على الرقاب‪ ،‬كيْ تبقى‬ ‫النيران مشتعلة‪ .‬قال اهلل َّ‬ ‫جل وعال في‬ ‫نور اهلل‬ ‫بني إسرائيل ‪« :‬يريدون ليطفئوا َ‬ ‫َ‬ ‫كره‬ ‫���ور ُه ول��و‬ ‫متم ن َ‬ ‫ب�أفواههم واهلل ُّ‬ ‫الكافرون» – صدق اهلل العظيم (سورة‬ ‫الصف‪ ،‬اآلية ‪.)8‬‬ ‫الشركة العمالقة المسيطـرة على‬

‫‪8‬‬

‫الحصار‪ .‬والوصول إلى مركز صنع القرار‪،‬‬ ‫لدائرة مراكز األبحاث األمريكية القابلة‬ ‫للبيع والشراء‪ .‬الفكر الليبرالي األكاديمي‬ ‫ال يتأثر إال بالمصلحة‪ ،‬وال حياد فيه إال‬ ‫تكتيكياً‪ .‬إديلوجية وهدف تراكم الثروات‬ ‫على حساب بلدان ثالثة‪ .‬منها دول الحصار‬ ‫وقطر‪ ،‬وكلهم يستندون على قوة أمريكا‬ ‫في المنطقة‪ ،‬لعلها تعكس مبدءاً يصنع‬ ‫نهاية لألزمة بتحديد موقفها‪ ،‬الستعادة‬ ‫األمن‪ .‬رغم صعوبة قياس األثر األوسع‬ ‫االستراتيجي‪ ،‬والتعقيـــد الجيوسياســــي‬ ‫للواليات المتحـــدة األمريكية‪ .‬استمــرار‬ ‫أزمة الخليج‪ ،‬وما السبيـــل فيها إلى فهم‬ ‫أح��وال العرب ؟‪ .‬هل استحوذتْ عليهم‬ ‫عقلية اختالق اإلفك‪ ،‬ألكبر الالغطين عبد‬ ‫اهلل بن أبي السلول اإلسرائيلي ؟‬ ‫نحن العرب كالنخلــة كلما كثــرتْ‬ ‫أغصانها تعافتْ‪ .‬حاالت العرب هذه التي‬ ‫تثير النقمة والحبَّ في النفس البشرية‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫أن تدعوَ إلى طيب المعاملة بين األشقاء‪،‬‬ ‫فلم تكن إال إكراماً في أمور األهل وأمور‬ ‫الدِّين‪ ،‬نحمي بها أسماعنا وأبصارنا‪،‬‬ ‫وهي سماحة الكريم‪ ،‬من قِيم األخالق‬ ‫العربية‪ .‬قال اهلل َّ‬ ‫جل في عُاله ‪ :‬أال تحبون‬ ‫ْ‬ ‫أن يغفر اهلل لكم واهلل غفور رحيم‪ .‬صدق‬ ‫اهلل العظيم (سورة النور‪ ،‬اآلية ‪. ) 22‬‬

‫اإلدارة األمريكية تتحرَّكُ ِوفقَ مصالحها‪.‬‬ ‫خلقتْ التباساً في ِّ‬ ‫كل القضايا‪ ،‬وال أحدَ‬ ‫يُدْركُ مراد غرفة عمليتها ! وما الوضع‬ ‫الذي يختمرُ في منطقة الخليج ! ْ‬ ‫إن هي‬ ‫إال إبادة جماعية لإلنسان العربي‪ ،‬وهم (‬ ‫العرب ) مستغرقون في نوم عميق‪ .‬تحرَّرت‬ ‫الكلمة في مواقع التواصل االجتماعي‬ ‫أصبحتْ أداة تأثير في الرأي العام العربي‬ ‫وحال لسانه «تهمة» زعماء الخليج ومصر‬ ‫الذين َّ‬ ‫يتوذدون ويريدون المحافظة على‬ ‫العالقات مع أمريكا !! الحقائق على األرض‬ ‫ال يستطيعون معرفتها وهم يدفعون ثمناً‬ ‫غالياً‪ .‬األجندة العامة ألمريكا تتقرَّبُ‬ ‫إليها تلك ال��دول رغ��م كل التناقضات‬ ‫العربية – العربية ! نفوذ السعودية في‬ ‫العراق والشام واليمن ال��ذي اختلفتْ‬ ‫اإلم��ارات العربية معها في جنوبه وفي‬ ‫سوقطرا‪ ،‬أصبــح شبــه «احتالل» ! بينما‬ ‫اتفقوا وفي شهر الصيام‪ ،‬على الحصار‬ ‫الجائر ألخيهم القطري ! وإذ يُقوِّضُ‬ ‫الوضع في المنطقة أكثر مما هو عليه‬ ‫اآلن ‪..‬بمصارعة التصريحات والتصريحات‬ ‫المضادَّة‪ ،‬تعبيراً عن الرواسب المتاراكمة‬ ‫التي طفتْ على السطح‪ .‬ثمَّ بدأ موسم‬ ‫الهجرة إلى واشنطون النتقال ثقل نفوذ‬ ‫منطقة الخليج إلى أمريكا‪ .‬عوض الرجوع‬ ‫إلى أسانيد القوانين والمبادئ واألحكام‪.‬‬ ‫لحجم االم��ت��ع��اض ع��ن ت��ص��رُّف دول‬

‫َا�ض َي ًة َم ْر ِ�ض َّي ًة َف ْاد ُخلِي فيِ ِع َبادِ ي و َْاد ُخلِي جَ َّن ِتي‬ ‫} َيا �أَ َّي ُتهَا ال َّن ْف ُ�س المْ ُ ْط َم ِئ َّن ُة ْار ِج ِعي �إِ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫كر ِ‬ ‫العظيم)‬ ‫(�صدق ِتاهللي {‬ ‫َا�ض َي ًة َم ْر ِ�ض َّي ًة َف ْاد ُخلِي فيِ ِع َبادِ ي و َْاد ُخلِي جَ َّن‬ ‫} َيا �أَ َّي ُتهَا ال َّن ْف ُ�س المْ ُ ْط َم ِئ َّن ُة ْار ِج ِعي �إِ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫كر ِ‬

‫{‬

‫حرم السيد عبد الخالق احدادو في ذمة اهلل‬

‫بعد مرض عضال لم ينفع معه عالج‪ ،‬انتقلت إلى عفو اهلل ورحمته السيدة الفاضلة عائشة‬ ‫الغرسة‪ ،‬حرم السيد عبد الخالق احدادو؛ وذلك يوم األربعاء ‪ 15‬نونبر ‪ 2017‬بمدينة طنجة‪.‬‬ ‫وبعد أداء صالة الجنازة على روحها عقب صالة الظهر من يوم غده الخميس بمسجد بوحوت‬ ‫بطنجة‪ ،‬ووري جثمان الفقيدة تغمدها اهلل بواسع الرحمة والمغفرة بمقبرة سيدي عمرو بالجبل‬ ‫الكبير بطنجة‪.‬‬ ‫وإثر هذا المصاب الجلل‪ ،‬يتقدم أصدقاء ومعارف السيد عبد الخالق احدادو‪ ،‬زوج الراحلة‪،‬‬ ‫بأصدق عبارات المواساة والعزاء في هذا الرزء العظيم إلى السيد عبد الخالق وإلى أبنائه األفاضل‬ ‫نوفل ومريم ومحمد أمين‪ ،‬وإلى أصهار الفقيدة بكل من طنجة وتطوان‪ ،‬سائلين اهلل العلي‬ ‫القدير أن يسكن الفقيدة فسيح الجنان مع النبيئين والصديقين‪ ،‬وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫بحضور ثلة من الشعــراء واألدبـــاء‬ ‫المغاربة من بينهم األدباء الشعراء عبد‬ ‫الكريم الطبال و محمد األشعري و أحمد‬ ‫بن ميمون‪ ،‬شقيق الراحل‪ ،‬و صالح الوديع‪،‬‬ ‫و ثريا ماجدولين‪ ،‬إلى جانب أدباء وشعراء‬ ‫المدينة وأصدقاء الراحل‪ ،‬احتضن فضاء دار‬ ‫الصنائع بتطوان السبت الماضي أربعينية‬ ‫الشاعر الراحل محمد الميموني‪.‬‬ ‫وبالمناسبة ألقى مجموعة من ممثلي‬ ‫المؤسسات الثقافية كلمـــات في حـــق‬ ‫الراحل‪ ،‬من بينها مؤسســـة بيت الشعر‬ ‫في المغرب والمديرية الجهوية للثقافة‬ ‫بجهة طنجة تطوان الحسيمـــة‪ ،‬ودار‬ ‫الشعر بتطوان وجمعية أصدقاء المعتمد‬ ‫بشفشاون وجمعية قدماء ثانوية محمد‬ ‫الخامس بطنجة‪ ،‬اشتملت على شهادات‬ ‫في حق الشاعر الراحل‪ ،‬مستعرضين تجربة‬ ‫الميموني الشعرية‪ ،‬حيث يعتبرمحمد‬ ‫الميموني أحد رواد الشعر المغربي الحديث‪،‬‬ ‫وأبرز صناع القصيدة المغربية المعاصرة‪،‬‬ ‫بدأ كتابة الشعر منذ خمسينيات القرن‬ ‫الماضي‪ ،‬حيث صدرت له مجموعة من‬ ‫األعمال الشعرية‪ ،‬منها ديوان (آخر أعوام‬ ‫العقم) سنة ‪ ،1974‬و(الحلم في زمن الوهم)‬ ‫سنة ‪ ،1992‬و(طريق النهر) سنة ‪،1995‬‬

‫انتقل إلى جوار ربه المشمول بعفو اهلل المرحوم‬

‫الحاج محمد خلود‬ ‫المعروف ب «گرام ‪»Gourram‬‬

‫العضو السابق بالمكتب المسير التحاد طنجة لكرة القدم‬ ‫والعضو السابق لغرفة التجارة و الصناعة و الخدمات لطنجة‬ ‫ورئيس سابق لرابطة تجار المواد الغذائية بالتقسيط‬ ‫وذلك يوم الخميس ‪ 16‬نوفمبر‬ ‫‪ ،2017‬وشيع جثمانه الطاهر في موكب‬ ‫جنائزي مهيب‪ ،‬حضره األهل واألحباب‬ ‫والمعارف‪ ،‬ودفن بمقبرة المجاهدين‬ ‫بعد صالة الظهر بمسجــد محمــــد‬ ‫الخامس‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬تتقــــدم‬ ‫جريدة الشمال بأحر التعازي إلى أرملة‬ ‫الفقيد وإلى أبنائه وجميع أفراد عائلته‬ ‫راجين لهم منه تعالى الصبر والسلوان‬ ‫وللفقيد عظيم األجر والغفران‪ ،‬تغمده اهلل بواسع رحمته وأسكنه‬ ‫فسيح جناته‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫شكر على تعزية‬ ‫على إثر وفاة المشمولة برحمة اهلل وعفوه‬ ‫ومغفرته‪ ،‬الفاضلة المرحومة‬

‫تورية برحو‬

‫زوجة الوطني الغيور‬ ‫المناضل واألديــب األستاذ‬ ‫محمــد ليمــوري ووالــــدة‬ ‫السيــد منـــيـــر ليمــوري‪،‬‬ ‫رئيــس جمعيــــة مستثمري‬ ‫المنطقة الصناعية اجزناية‬ ‫بطنجة‪،‬يتقدم أفراد عائلتي‬ ‫ليمـوري وبرحـــو بأخلص‬ ‫آيات الشكر واالمتنان إلى‬ ‫كل من قامـــوا بتقديـــم‬ ‫العزاء‪،‬والمواساة الحسنة‪ ،‬بالحضور أو باالتصال الهاتفي‬ ‫أو بالرسائــل أو عبر وسائط التواصــل االجتماعي‪ ،‬ولكل‬ ‫من حاول االتصال ولم يتمكن‪ ،‬ولكل من دعا للفقيدة‬ ‫العزيزة بالرحمة والمغفرة‪ ،‬ولنا بالصبر الجميل‪ ،‬سائلين‬ ‫العلي القدير أن يجازي الجميع أحسن الجزاء‪ ،‬ويحفظهم‬ ‫من كل مكروه‪.‬‬ ‫فشكرا جزيال للجميع و نسأل اهلل أن يتغمد الفقيدة‬ ‫العزيزة برحمته الواسعة ويسكنها فسيح جناته ‪:‬‬

‫�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون‬

‫م‪ .‬ح‬

‫وزارة الصيد البحري تعلن عن‬ ‫تجهيز قوارب الصيد التقليدي‬ ‫بجهاز استخدام موجات الراديو‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫و(شجر خفي الظل) سنة ‪ ،1999‬واألعمال‬ ‫الشعرية الكاملة‪ ،‬سنة ‪ ،2002‬و(صيرورات‬ ‫تسمي نفسها) سنة ‪ ،2007‬و(موشحات‬ ‫حزن متفائل) سنة ‪ ،2008‬و(اإلقامة في‬ ‫فسحة الصحو)‪ ،‬عن منشورات مجلة كلمة‬ ‫اإللكترونية‪ ،‬و(رسائل األبيض المتمرد) سنة‬ ‫‪ ،2013‬و(بداية ما ال ينتهي)‪ ،‬عن منشورات‬ ‫باب الحكمة سنة ‪.2017‬‬ ‫كما صدرت للشاعر الميموني دراسات‬ ‫نقدية تأملية حول بدايات الشعر المغربي‬ ‫الحديث وخطواته الرائدة‪ ،‬مثلما أصدر‬ ‫سيرته الذاتية (كأنها مصادفات)‪ ،‬ورواية‬ ‫(عودة المعلم الزين) في جزءين‪ ،‬إلى جانب‬ ‫ترجمة لشعر إسبان من بينهم «خوان‬ ‫رامون خيمينيث» وفيدريكو غارسيا لوركا»‬ ‫وديوانه «التماريت»‬ ‫وعرف اللقاء تقديم فقرة بعنوان محمد‬ ‫الميموني بأصوات تالميذ المؤسسات‬ ‫التعليمية‪ ،‬ألقى فيها مجموعة من التالميذ‬ ‫أعمال الميموني الشعرية‪.‬‬ ‫وكانت لحظة وفاء للشاعر الراحل‪،‬‬ ‫عندما ألقى فيها أصدقاؤه قصائد من شعر‬ ‫محمد الميموني‪.‬‬

‫في إطار محاربة الصيد غير القانوني‬ ‫أطلقت الوزارة المكلفة بقطاع الصيد‬ ‫البحري عملية اقتناء وتجهيز قوارب الصيد‬ ‫التقليدي العاملة على المستوى الوطني‬ ‫بتقنية تحديد الهوية باالعتماد على جهاز‬ ‫استخدام موجات الراديو‪.“RFID“ .‬‬ ‫وهكذا شرعت الوزارة‪ ،‬منذ يوم‬ ‫األربعاء الماضي ‪ ،‬في أول عملية لتركيب‬ ‫هذه المنظومة الجديدة بميناء الحسيمة‪،‬‬ ‫حيث تم تجهيز‪ 100 ،‬قارب من ضمن‬ ‫‪ 597‬قارب مسجل بهذا الميناء‪ .‬في انتظار‬ ‫تعميمها على قوارب الصيد التقليدي البالغ‬ ‫عددها‪ 16.418‬قارب صيد موزعة على‬ ‫مختلف موانئ المملكة ‪ 156‬ونقط التفريغ‪.‬‬ ‫ويحتوي هذا الجهاز‪ ،‬حسب البيانات‬ ‫التقنية على رقاقة وهوائي يمكن من‬ ‫استقبال وإرسال البيانات‪ ،‬وجهاز قارئ‬ ‫الستقبال المعلومات من بطاقة هذا الجهاز‬ ‫باستخدام موجات راديو يتم نقلها إلى‬ ‫قاعدة البيانات التابعة للوزارة المعنية‪.‬‬

‫و من مزايا هذا الجهاز تحديد هوية‬ ‫المركب (اسم القارب‪ ،‬اسم صاحب القارب‪،‬‬ ‫رقم التسجيل ورخصة الصيد للقارب)‪ ،‬وذلك‬ ‫بواسطة استخدام موجات الراديو؛ وتوفير‬ ‫معلومات مضبوطة وفورية لقارب الصيد‬ ‫التقليدي‪ ،‬ومن مميزاته أيضا عدم تزوير‬ ‫اسم ورقم التسجيل لقارب الصيد‪ ،‬وحماية‬ ‫القارب من السرقة؛ ومحاربة القوارب غير‬ ‫القانونية (مزدوجة التسجيل وغير مرقمة)‬ ‫وضبط كميات األسماك المصطادة‪،‬‬ ‫وتسجيل المعلومات واتخاذ صور القوارب‪.‬‬ ‫ولإلشارة فإن وزارة الصيد البحري‬ ‫سبق لها وأن قامت بتجهيز جميع مراكب‬ ‫الصيد الساحلي والصيد بأعالي البحار بنظام‬ ‫تحديد المواقع والرصد من بعد عن طريق‬ ‫األقمار االصطناعية الشيء الذي مكنها من‬ ‫تتبع أنشطتها البحرية‪ ،‬وستستغرق هذه‬ ‫العملية ‪ 14‬شهرأ‪.‬‬ ‫(عن بالغ الوزارة المعنية بتصرف)‪.‬‬

‫م‪ .‬الحراق‬


‫العدد ‪916‬‬

‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 22‬إلى ‪ 27‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫أوال ‪ :‬العادة ‪:‬‬

‫بوطاهر اليطفتي (آل عزيز)‬ ‫في الذكرى الثانية لوفاته رحمه اهلل‬

‫‪ -‬بقلم ‪ :‬د‪ .‬هدى املجاطي‬

‫الأ�ستاذ بوطاهر اليطفتي يف مدينة ليك�سو�س (�ضاحية العرائ�ش) خريف ‪1967‬‬ ‫مع طلبة املدر�سة العليا للأ�ساتذة بتطوان‬

‫بطاقة‬ ‫تعريفية ‪:‬‬

‫• من مواليد سنة ‪ 1924‬بقبيلة بني يطفت (إقليم‬ ‫الحسيمة)‪.‬‬ ‫• حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة‪.‬‬ ‫• انتقل إلى تطوان في نهاية ثالثينيات القرن‬ ‫الماضي للدراسة بالمعهد الديني‪ ،‬ثم بمعهد‬ ‫موالي الحسن‪ ،‬وتابـع دراستـه بعد ذلك بمعهد‬ ‫موالي المهدي مستفيـدا من جميع التخصصات‬ ‫التي كانت تدرس آنذاك‪.‬‬ ‫• تابع دراسته بمعهد العلوم االجتماعية بغرناطة‪.‬‬

‫• عمل أستاذا ومسؤوال إداريا ب‪:‬‬ ‫ معهد موالي المهدي‪.‬‬‫ المعهد الرسمي‪.‬‬‫ ثانوية «خديجة أم المؤمنين»‪.‬‬‫ المكتبة العامة والمحفوظات بتطوان بالقسم‬‫العربي وقسم الصحف‪.‬‬ ‫ المدرسة العليا لألساتذة بتطوان‪.‬‬‫‪ -‬مكتب التعريب التابع للجامعة العربية‪.‬‬

‫وفاء لروح المرحوم األستاذ بوطاهر اليطفتي نكتب هذه المادة في ذكراه الثانية‪،‬‬ ‫سائلين المولى عز وجل أن يشمله بالمغفرة والرضوان ويثيبه خير الجزاء على ما أسداه‬ ‫من خدمات جليلة من خالل مواقعه العلمية والمهنية والتربوية‪.‬‬ ‫نقدم للقراء نموذجا مقاليا تأصيليا للمرحوم في موضوع المؤسسات العلمية في‬ ‫العالم اإلسالمي منمذجا بجامعة القرويين التي أسستها أم البنين فاطمة الفهرية سنة‬ ‫‪ 245‬هـ‪:‬‬ ‫المدارس في اإلسالم!‬ ‫نظرة واحدة في سجل التاريخ اإلسالمي‪ ،‬وفي صحف المدنية اإلسالمية تعطينا بيانا‬ ‫شامال‪ ،‬وفكرة واضحة على االتجاه العلمي الذي خطته األمة المحمدية منذ فجر حياتها‬ ‫وبزوغ شمسها‪..‬‬ ‫لقد بعث اهلل تعالى النبي العربي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وأمره أن يدعو اإلنسانية إلى‬ ‫سنن الهدى والرشاد‪ ،‬ويبشرها بتعاليم القرآن فكان أول معلم يلقي الدروس القرآنية‬ ‫بالقراءة‪ .‬فتتخرج على يده الكريمة تلك الجيوش الجرارة من نبغاء الحضارة اإلسالمية‬ ‫التي تقود زمام المدنية بال منازع‪ ،‬فتنتشر العلوم في مختلف أصقاع المعمور‪.‬‬ ‫وبتوالي األيام والسنين تتفرع العلوم‪ ،‬وتتنوع الفنون ويتسع نظامها‪ ،‬فتشمل جميع‬ ‫الفروع‪ ،‬وتظهر الحلقات وتنشأ الدروس في «الجوامع»و«الربط» و«المنازل» وغيرها‪..‬‬ ‫بل كثيرا ما كان األغنياء والخلفاء واألمراء يهيئون ألوالدهم دروسا خصوصية بانتقاء‬ ‫مدرسين ومعلمين لهذا الغرض نفسه‪.‬‬ ‫وما أتى النصف األول من القرن الثالث الهجري تقريبا‪ ،‬حتى تصدت بالمغرب‬ ‫األقصى أم البنين فاطمة الفهرية القيروانية لبناء جامعة القرويين من حر مالها الذي‬ ‫ورثته من أبيها وزوجها‪ ،‬فسجلت بذلك هذه السيدة الكريمة أول مبرة نسوية في تاريخ‬ ‫وطنها‪ ،‬وهيأت ألبناء جلدتها أول جامعة في العالم‪ ،‬التي ما لبث نجمها أن تألق في سماء‬ ‫المجد والعلم منذ أواخر القرن الثالث وأول الرابع‪ ،‬فسرعان ما تخرج منها علماء أفذاذ من‬ ‫مختلف الجهات‪ ،‬حتى من أوربا‪ ،‬ولو ذكر فقط البابا (سلفستر) الثاني الذي كان أول من‬ ‫أدخل األرقام العربية إلى أوربا لكفانا دليال واستدالال وبرهانا‪.‬‬ ‫على أنه ال تكاد تمر فترة أخرى من فترات التاريخ اإلسالمي‪ ،‬حتى ترمي المقادير‬ ‫اإلالهية بالقائد المغربي جوهر الصقلي – من قبائل الخلط – إلى أرض الكنانة فينشئ‬ ‫القاهرة المعزية‪ ،‬التي ال تكاد تمر عليها سنة ‪ 359‬هـ حتى تنشأ الجامعة األزهرية التي‬ ‫تألق نجمها‪ ،‬وغرزت مادتها وانتظمت حياتها وعمت فائدتها ‪.‬‬

‫ كلية أصول الدين بتطوان إلى حين بلوغه سن‬‫التقاعد‪.‬‬ ‫• بعد سنة ‪ ،1970‬عمل األستاذ بوطاهر اليطفتي‬ ‫في سلك المحاماة‪ ،‬وهي المهنة التي ظل‬ ‫يمارسها إلى حدود ‪.1997‬‬ ‫• نشر العديد من المقاالت في منابر إعالمية شمال‬ ‫المغرب زمن الحماية اإلسبانية‪ ،‬وألف مسرحيات‪.‬‬ ‫• توفي رحمه اهلل يوم ‪ 12‬صفر ‪ 24 / 1437‬نوفمبر‬ ‫‪ 2015‬بمدينة الرباط ودفن بتطوان‪.‬‬

‫وال حاجة بنا إلى ذكر تاريخ هذه الجامعة العتيدة‪ ،‬ففي خطط المقريزي والخطط‬ ‫التوفيقية ما يروي ظمأ القارئ اللبيب ويشفي غليله‪.‬‬ ‫هذا وإن رجال اإلسالم لم يتوقفوا يوما على إنشاء المدارس في مختلف أنحاء العالم‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬فاإلفرنج أنفسهم يذكرون للمسلمين مدرسة أنشأها المأمون في خراسان‪،‬‬ ‫وهو وال هناك‪ ،‬كما أنشئت في نيسابور – عاصمة خراسان‪ -‬عدة مدارس منها مدرسة‬ ‫ابن فورك‪ ،‬والمدرسة البيهقية‪ ،‬والمدرسة السعيدية‪ ،‬ومدرسة إسماعيل االسترابادي‪،‬‬ ‫والمدرسة التي أسسها األستاذ أبي إسحاق‪ .‬كما أسس الوزير نظام الملك الطوسي‪،‬‬ ‫وزير ملك شاه السلطان السجلوقي المدرسة النظامية في نيسابور إلمام الحرمين في‬ ‫سلطنة ألب أرسالن ومدرسة أخرى بهذا االسم في بغداد‪..‬‬ ‫ونظام الملك هذا هو أول من بنى مدرسة كبرى في بغداد‪ ،‬وجعل التعليم فيها‬ ‫مجانا‪ ،‬وفرض لتالمذتها األرزاق والجواري والمعالم‪ ،‬وكان يجري هذا الوزير في سبيل‬ ‫العلم ما قدره ‪600.000‬دينار في السنة‪.‬‬ ‫ولقد كان بطل البالد المقدسة صالح الدين مهتما بإنشاء المدارس‪ ،‬وما انقضى‬ ‫ملكه حتى كان مجموع المدارس ‪ 25‬مدرسة‪ ،‬وسار على أثره السالطين المماليك بمصر‪،‬‬ ‫فبلغ ما أنشأوه من المدارس بمصر‪ ،‬أيام المقريزي في القرن التاسع للهجرة ‪ 45‬مدرسة‪.‬‬ ‫أما في الدولة العثمانية‪ ،‬فكان أول من اهتم بإنشاء المدارس السلطان أورخان‬ ‫المتوفى سنة ‪ 761‬هـ‪ ،‬واقتدى به إخوانه الملوك من بعده‪ ،‬فأنشؤوا كثيرا من المدارس‪،‬‬ ‫وأشهرها المدارس الثمان التي أسسها السلطان سليمان‪.‬‬ ‫ولقد ذكر الرحالة المغربي الشهير ابن جبير الذي طاف الشرق اإلسالمي في القرن‬ ‫السادس أنه شاهد عشرين مدرسة في دمشق‪ ،‬وثالثين في بغداد‪..‬‬ ‫وأما نهضة المدارس اإلسالمية اإلسبانية المسلمة العربية‪ ،‬ففي غرناطة وحدها‬ ‫بلغ عدد المدارس الكبرى والمدارس الصغرى ‪.120‬‬ ‫ولكن مدارس األندلس أنشئت على غير مثال المدرسة النظامية‪ ،‬كما يتضح من‬ ‫كالم المقري رحمه اهلل‪« :‬وليس ألهل األندلس مدارس تعينهم على طلب العلم‪ ،‬بل‬ ‫يقرؤون جميع العلوم في المساجد بأجرة‪ ،‬فهم يقرؤون ألن يتعلموا‪ ،‬ال ألن يأخذوا جازيا»‬ ‫أنظروا إلى ذلك التاريخ الحافل‪ ،‬واقرؤوا سطور المجد‪ ،‬التي كان يمليها على‬ ‫اإلنسانية رجال اإلسالم بأعمالهم ومنشآتهم الثقافية والعلمية‪ ،‬واعلموا أن أول صوت‬ ‫جلجل في غار حراء بمكة أم القرى منذ أربعة أشهر قرنا‪« :‬اقرأ يا محمد» هي الكلمة‬ ‫األولى‪ ،‬والصوت األول الذي يجلجل اليوم في سماء المغرب«اقرئي يا أمة محمد»‪.‬‬


‫العدد ‪916‬‬

‫الثالثاء ‪� 22‬إلى ‪ 27‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫ق�صيـدة زجليـة نظمها ال�شاعر يف حق‬ ‫الفنان والر�سام العاملي‬

‫�أحمد بن ي�سف‬

‫‪10‬‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫بقلم‪ :‬م�صطفى احلراق‬

‫نقد قومية الثقافة العربية‬ ‫عرفت الثقافــة أو الثقافــات العربية غلبة االتجاهــات‬ ‫الماضوية طوال تاريخها‪ ،‬و لم تكن تحديات المعاصرة في‬ ‫مستوى مصيري وحاسم وملح باختيار صحيح كما هو الوضع‬ ‫خالل السنوات األخيرة‪ ،‬فالعالم يتقدم في كل المجاالت‬ ‫المادية منها والروحية بمتتاليات هندسية‪ ،‬والهوة تتسع‬ ‫بيننا وبين بقية العالم‪ ،‬وتتحقق قومية الثقافة العربية من‬ ‫خالل مواجهتها لقضايا حديثة‪ ،‬فالثقافة العربية تحاول‬ ‫أن تدعي أسبقيتها في طرح كل القضايا والمشاكل التي‬ ‫يواجهها اإلنسان المعاصر‪ ،‬ولكن بتسميات مختلفة‬ ‫حسب ظروف وبداياتها في الماضي‪ ،‬وهذا تنصل من عدم‬ ‫االعتراف بالتأخر‪ ،‬وبالتالي كان سببا في انعدام النقد الذاتي‬ ‫والمراجعة والتطوير‪.‬‬ ‫والثقافة العربية ال تمارس النقد إال في حالة الشعور‬ ‫بالخطر واألزم���ات‪ ،‬ثم تستكين بعد ذل��ك إل��ى ركودها‬ ‫وسكونها‪ ،‬وغالبا ما يكون هذا النقد مجرد آليات دفاع في‬ ‫مواجهة الصدمة الحضرية‪ ،‬نما يظل ممارسا بأدوات معرفية‬ ‫وتحليلية عتيقة‪ ،‬لجأت إليها الثقافة العربية ولم تكن مجدية‬ ‫كثيرا في فهم الذات أو اآلخر‪ ،‬واألهم من ذلك هو أن نقد‬ ‫الثقافة العربية غالبا ما يبدأ من خارجها‪ ،‬أو من أناس ال‬ ‫يعيشون جغرافيا داخل المنطقة الثقافية العربية‪.‬‬ ‫ومن هنا يمكن القول بأن قصور قومية الثقافة العربية‬ ‫تأتي من عجزها عن التجدد ال��ذات��ي‪ ،‬مما يعني تلبية‬ ‫احتياجات إنسانية حقيقية وواقعية‪ ،‬ولكن توقفها وتكلسها‬ ‫يعني عدم تعبيرها عن حاجات اإلنسان العربي‪ ،‬لذلك كان‬ ‫تشرذم وانقسام الثقافة العربية إلى ثقافات بسبب عدم‬ ‫التوازنيين واقع العصر ومحاولة المحافظة على الماضي‪.‬‬ ‫فثقافة النخبة هي ارتباط أقلية بالحداثة والمعاصرة حتى‬ ‫ولو على المستوى السطحي‪ ،‬أي االستهالكية‪ ،‬واستعمال‬ ‫منتجات العالم الصناعي‪ ،‬بينما بقيت األغلبية مستبعدة عن‬ ‫المعاصرة على المستوى الفكري أو المعيشي أو السلوكي‪،‬‬ ‫وهكذا صارت الثقافة العربية من بدايتها ثقافتين‪ ،‬ثم‬ ‫تعممت الظاهرة لتنقسم إلى مجتمع حضري ومجتمع ريفي‪،‬‬ ‫وداخل الحضر نجد فئات عليا ووسطى وأخرى مهمشة‪،‬‬ ‫وداخ��ل الفئات العليا والوسطى انقسموا إلى محدثين‬ ‫(نسبة إلى التحديث ال الحداثة) إلى جانب محافظين‪ ،‬أوإلى‬ ‫رجعيين وتقدميين‪ ،‬حسب اللغة السياسية‪ ،‬اتسمت الثقافة‬ ‫العربية نتيجة هذا التطور بازدواجية تصل إلى حد االنفعال‬ ‫أحيانا‪ ،‬وأصبحت ثقافة مشلولة لصعوبة تعايش هذه‬ ‫األنماط في آن واحد‪ ،‬وال بد من هيمنة نمط واحد‪ ،‬وأن‬ ‫تكون األنماط األخرى ثانوية‪ ،‬وتساعد في استمرار وتطور‬ ‫النمط األساسي‪.‬‬ ‫ولضمان عدم حدوث االختالل والتنافر داخل الثقافة‬ ‫الواحدة قدم الباحث (ثايغان) وصفا دقيقا لهذه الظاهرة‬ ‫حين يقول ‪ « :‬مثلما يجرى لشاشتين عاكستين موضوعتين‬ ‫في مواجهة بعضهما بعضا ‪ ،‬تشوههما من جراء تشويش‬ ‫خيالتهما وصورهما المتبادلة‪ ،‬ولذا يترتب أيضا‪ ،‬وخالفا‬ ‫لبنى المعارف المتباينة التي تظل متشابكة نسبيا‪ ،‬ويتوجب‬ ‫هنا انعدام أي تناظر بين الشكل والمضمون‪ ،‬مع العلم‬ ‫أن هذين األخيرين ينهالن على التوالي من معرفتين‬ ‫متنافرتين»‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 22‬إلى ‪ 27‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪916‬‬

‫ردّ على عبد المجيد السماللي ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬العادة ‪:‬‬

‫المهارات الوهمية في الفايسبوك‬ ‫لن تصنع منك مرجعا في الموسيقى األندلسية‬ ‫قرأت في جريدة «الشمال» أعداد ‪ 912‬و‪ 913‬و‪( 914‬أكتوبر ‪ -‬نونبر ‪2017‬م)‬ ‫مقالة من توقيع المدعو‪ :‬عبد المجيد السماللي‪ .‬وَرَدَ فيها اسمي‪ ،‬ونقدا الذعا إلحدى‬ ‫منشوراتي على صفحات هذه الجريدة‪.‬‬ ‫ولقد عجبت من صنيع صاحب المقال‪ ،‬فهو بقدر ما أفاد وقدّم للقراء ترجمة وافية‬ ‫لموالي ادريس الوزاني‪ ،‬بقدر ما َ‬ ‫شَان عمله بذلك االعتراض السمج على نشرتنا لـ(قائمة‬ ‫هواة الموسيقى األندلسية) في (جريدة طنجة) عدد ‪ 3968‬و (الشمال) عدد ‪.908‬‬ ‫أود في البداية أن أشير إلى أنه َلمَّا كان التقديم الذي وضعته للوثيقة المنشورة‬ ‫قد ُكتب على عجل‪ ،‬فقد صرحت خطأ بأن‬ ‫موالي إدريس الوزاني هو ولد أحمد بن‬ ‫عبد السالم الوزاني وشقيق العربي بن‬ ‫أحمد الوزاني‪ .‬ولكن الصحيح هو أنه ولد‬ ‫علي بن عبد السالم الوزاني وابن عم‬ ‫العربي الوزاني‪.‬‬ ‫عدا هذا الخطأ الذي لست أدري كيف‬ ‫كتبته ال أرى أي عيب في النص الذي‬ ‫نشرته‪ ،‬وبالتالي لم يكن لذلك االعتراض‬ ‫أية ضرورة من الناحية العلمية‪ ،‬وأقصى ما‬ ‫وصل إليه السماللي في تصويب النص‬ ‫هو أن «منانة» و «الغزاوي» و «فنيونا»‬ ‫صحيحهــا هو ‪« :‬عشاقــة» و «الضراوي»‬ ‫و «فتيوتا»‪ .‬ولكن اعتراضات السماللي‬ ‫لها خلفيات أخرى غير التصويب ينبغي أن‬ ‫يعلمها القارئ‪.‬‬ ‫مهما يكن األمر‪ ،‬فالمقالة التي كتبها‬ ‫عبد اللطيف السماللي ونَحَ َلها ألخيـــه‬ ‫عبد المجيــد دافعها الحسد بدون شك‪،‬‬ ‫فمن يعــرف صاحب التوقيع (عبد المجيد)‬ ‫ومستواه في الكتابـة يدرك أن النــص‬ ‫المنشـور ليس من نســج كالمه وال من‬ ‫تحبيره‪ ،‬وبالتالي عمد هـــذا األخير إلى‬ ‫استعارة أظافر أخيه (عبد اللطيف) للتهجم‬ ‫علينا‪.‬‬ ‫ال بأس في هذا التحالف األخوي‪ ،‬فـ(أنا‬ ‫وأخي وابن عمي على الغريب) كما في‬ ‫العُرف الجاهلي‪ ،‬على أن ذلك العرف صار‬ ‫فرض عين في الجاهلية الثانية‪.‬‬ ‫إن أوّل ما لفت انتباهي في مقالة‬ ‫السماللي هو عبارة مطلع المقدمة‪ ،‬يقول‬ ‫مَن وصف نفسه ‪ -‬دون حياء‪ -‬بأنه «باحث‬ ‫في تاريخ الموسيقى األندلسية»‪« :‬أجدني‬ ‫اليوم مدفوعا أكثر من أي وقت آخر إلى‬ ‫كتابة تعريف بأحد رجال الفن األصيل»‪.‬‬ ‫أتســـاءل‪ :‬من الذي منع السماللـــي‬ ‫من النشر في وقت سابق؟ ‪ ..‬في الواقع‬ ‫لم يكن لتلك العبارة أية ضرورة‪ ،‬فنحن‬ ‫نعرف‪ ،‬والناس تعرف‪ ،‬أنك لم تكن يوما‬ ‫فيما تخطه من مقاالت إلاّ مدفوعا‪ ،‬وأن‬ ‫جميع ما تكتبه إنما هو انفعاالت وردود‬ ‫أفعال‪ ،‬وسبب ذلك أنك تحرص على الجمع‪ ،‬وتضن بما تجمع‪ ،‬ويؤلمك أن يسبقك أحد‬ ‫إلى الكتابة في موضوع تمتلك حوله بعض الوثائق وبعض المعلومات‪ .‬ولذلك يشتد‬ ‫اندهاشك واستغرابك من كل مقالة تُنشر بهدف تنوير الناس وإفادتهم‪.‬‬ ‫حشد عبد اللطيف السماللي ‪ -‬ومعه مُستعير مخالبه‪ -‬مقالته بعبارات تصفني‬ ‫بالقصور في معرفة أعالم موسيقى اآللة بطنجة‪ ،‬وبأن المعلومات التي أوردتها جلها‬ ‫مغلوطة‪ ،‬وبأنني ال أملك معرفة جيدة بشرفاء آل وزان‪ ،‬وال بموسيقى اآللة وأعالمها‬ ‫وبقضاياها الفنية‪.‬‬ ‫في الحقيقة أدهشتني هذه الجرعة من الخُبث التي يحملها هذا الرد‪ ،‬وتساءلت كيف‬ ‫إلنسان يدعي الصداقة أن يختزن ضدي كل هذا ُ‬ ‫الكره واللؤم‪.‬‬ ‫يتساءل صاحب المقال عن مصدر الوثيقة وكيف حصلت عليها‪.‬‬ ‫لستُ أدري لماذا يلقي سؤاال هو يعرف جوابه‪ ،‬ففي كل األحوال‪ ،‬والمؤكد الذي‬ ‫ينبغي أن يعلمه القارئ هو أنني لم أحصل عليها من طرف صاحب المقال (عبد المجيد‬ ‫السماللي) وال من طرف أخيه الناقد المتواري‪.‬‬ ‫ثم يقول السماللي‪( :‬ثم اتصل بي األستاذ العفاقي في شأن تلك القائمة‪ ،‬ورغب في‬

‫‪11‬‬

‫‪ ■ -‬بقلم ‪ :‬د‪ .‬ر�شيد العفاقي‬

‫نسخة منها واضحة‪ ،‬وأبدى حماسا في رقنها‪ .‬وبعد حين طلع علينا الدكتور المحترم‪،‬‬ ‫بكل جرأة وثقة في النفس‪ ،‬بتقديم ونشر تلك الوثيقة‪ ،‬ولم يشر من قريب أو بعيد إلى‬ ‫المصدر الذي استقى منه الوثيقة (صفحة منتدى هواة الموسيقى األندلسية المغربية )‬ ‫وهذا التصرف يتنافى وأدبيات البحث العلمي والنزاهة الفكرية)‪.‬‬ ‫وهذا كذب وتلفيق وقلب للحقائق‪ .‬ولكن حبل الكذب قصير‪ ،‬فالواقع هو أنني لم‬ ‫أتصل بالمذكور لطلب نسخة أوضح من نسخة القائمة التي اعتمدتها في نشرتي‪ ،‬بل‬ ‫الذي حصل هو أن عبد المجيد السماللي هو الذي اتصل بي ‪ -‬حين علم من طريق أخيه‬ ‫عبد اللطيف ( رئيس مخابراته العتيد) أنني‬ ‫نسختُ جداول قائمة هواة الموسيقى‬ ‫األندلسية‪ -‬وطلب مني نسخة من العمل‬ ‫المكتوب بصيغة وورد (‪ ،)Word‬فقمت‬ ‫بدون تردد بإرسال نسخة من عملي إليه‬ ‫بعد أن جهدت في نسخ القائمة بسبب‬ ‫بهت الصورة التي توفرت عليها‪ .‬وبالتالي‬ ‫ّ‬ ‫مكنتُه من النص إلكترونيا بصيغة وورد‬ ‫(‪ )Word‬دون أن يقوم هو بأي جهد‪.‬‬ ‫وكان بإمكانه وقتذاك أن يرسل النص‬ ‫للنشر كما وصله أو بعد أن يدخل عليه‬ ‫التصحيحات التي يراها‪ ،‬ولكن السماللي ال‬ ‫يريد أن يفيد الناس ويزعجه أن يرى غيره‬ ‫يفيد الناس‪.‬‬ ‫هذا دأب السماللي وديدنه‪ ،‬يُحب‬ ‫األخذ ويكره العطاء‪ ،‬وحين يحدث أن‬ ‫يعطي نُتفا من سقط متاع بعض الوثائق‬ ‫والنصوص إلى أحد الباحثين ثم يجدها‬ ‫منشورة في الصحف ال يلبث أن يشعر‬ ‫باإلثم والغبن‪ ،‬إذ يوسوس شيطان األنانية‬ ‫في ذهنه فيعود لنشر تلك الوثائق بنصها‬ ‫أو بأوفى منها في محاولة لسحب البساط‬ ‫من تحت أرجل الناشر السابق‪ ،‬وليُظهر‬ ‫للناس بأنه يمتلك أصول تلك الوثائق‪،‬‬ ‫تماما كما فعل بترجمة أحد أفراد عائلة‬ ‫ابن عجيبة إذ كتبها ونسبها ألحدهم ثم‬ ‫رجع ‪ -‬غير هياب وال وجل ‪ -‬لينشرها باسمه‬ ‫ثانية كأن شيئا لم يحدث‪ .‬وغير ذلك من‬ ‫األمثلة كثير‪ .‬هذه العادة المرضية (بفتح‬ ‫الميم والراء وكسر الضاد) لصيقة بطبع‬ ‫السماللي‪ ،‬فنرجو أن يشفى منها‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫مُوَقع المقـــال ال يتوقف‬ ‫والعجب أن‬ ‫في صفحتـه على الفايسبــوك في إعطـــاء‬ ‫الدروس في المروءة‪.‬‬ ‫يؤلمني ويحز في نفسي أنني صدقت‬ ‫أنك من أهل المروءة‪ ،‬فتعاملت معك من‬ ‫هذا المنطلق‪ ،‬واستجبت لطلباتك العديدة‬ ‫وأعددت لك صورة باأللوان بالماسح‬ ‫الضوئي من كناش الحايك (نسخة الرقيوق‬ ‫الطنجي) وأرسلتها إليك‪ ،‬كما زودتك بغير‬ ‫ذلك من كتبي والمقاالت‪.‬‬ ‫فلو كنتَ من أهل المروءة حقا كما تزعم لراعيت أنه كان بيننا صداقة وتبادل‬ ‫معلومات‪ ،‬و َلمّا رأيتني كتبتُ في هذا الموضوع لكنت تركتَ االجترار والعمل الضرار‪،‬‬ ‫وتقيّدت بأخالق البحث وآداب أهل العلم األخيار‪ ،‬وانصرفت إلى الكتابة في موضوع آخر‪،‬‬ ‫و َلمَا فزعت إلى الجرائد لتكتب ما يُقلل من شأننا وينتقص من قدرنا‪.‬‬ ‫وحين منحتك نص الجدول مكتوبا إلكترونيا بصيغة وورد (‪ ،)word‬كانت المروءة‬ ‫تقتضي أن تشكرنا على ذلك‪ ،‬وتتصل بنا بعد النشر وتفيدونا بالتصحيحات التي أوردتها‬ ‫في مقالك‪ .‬ولو كنت قبل أن أنشر القائمة طلبتَ مني عدم نشرها ألنك سوف تتولى‬ ‫ذلك‪ ،‬لكنتُ توقفت فورا عن التفكير في نشرها‪ .‬ولكنك لم تفعل ال هذا وال ذاك‪ ،‬ألن‬ ‫الذي يرضيك هو أن ال تنشر ما يفيد القراء‪ ،‬ولو وقفت عند هذا الحد فسيبقى هذا‬ ‫اختيارك وحريتك ولن يلومك أحد‪ ،‬ولكنك ال تريد أن يتولى غيرك نشر ما ينفع الناس‬ ‫وينوّرهم بأفكار ومعلومات عن تاريخ مدينتهم ووطنهم‪ ،‬وهذا ليس من حقك‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫مُوَقع المقال وإلى الجهبذ المتواري الذي يتستر خلف اسم أخيه‪،‬‬ ‫كلمة أخيرة إلى‬ ‫كاتب هذه السطور سيواصل نشر كل ما يصل إلى يديه من وثائق ونصوص حول‬ ‫طنجة‪ ،‬ولن يوقفه أحد في هذا السبيل‪ ،‬ال أنتما وال أمثالكما من المرجفين في‬ ‫المدينة‪.‬‬


‫العدد ‪916‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 22‬إلى ‪ 27‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫عبد الصادق شقارة ‪ :‬فنان تطوان األصيل‬ ‫(‪)2/1‬‬

‫الموسيقى األندلسية بالمغرب‪:‬‬

‫يرى المرحوم األستاذ الباحث محمد المنوني‪ ،‬أن‬ ‫الموسيقى األندلسية المغربية تمتد في مرحلتها األولى‬ ‫إلى العصر المرابطي‪ ،‬حيث بدأت تتدفق على المغرب‪ ،‬بعد‬ ‫توحيده مع األندلس‪ ،‬فازدهرت في بعض المدن بسبب‬ ‫انتقال إمام التالحين األندلسي – وهو ابن باجة – إلى‬ ‫المغرب‪ ،‬واستقراره به عشرين سنة كوزير لمخدومه يحيى‬ ‫بن يوسف بن تاشفين‪ ،‬وقد توفي بمدينة فاس سنة‬ ‫‪ 533‬هـ‪ .‬ومن المعروف أن ابن باجة هو منظم األلحان‬ ‫المعتمدة باألندلس‪ .‬وفي هذا يقول عنه ابن سعيد ‪:‬‬ ‫«وإليه تنسب األلحان المطربة باألندلس التي عليها‬ ‫االعتماد» ‪.1‬‬ ‫وإذا كان فن الموسيقى األندلسية قد تعرض لشيء‬ ‫من المقاومة أيام الموحدين‪ ،‬تأثرا بما قامت عليه الدولة‬ ‫من التدين ومقاومة المنكر‪ ،‬إال أنها قاومت وصمدت‬ ‫في وجه التيار المحافظ‪ ،‬لتفرض وجودها بعد ذلك في‬ ‫حواضر المغرب الشهيرة كفاس ومراكش وسال والرباط‬ ‫وتطوان وشفشاون وغيرها‪ .‬وخصوصا بعد الهجرة‬ ‫النهائية لألندلسيين سنة ‪1610‬م‪ .‬ومن الجدير بالذكر‬ ‫أن هذه الموسيقى تمغربت مع مرور الزمن‪ ،‬بما أدخل‬ ‫عليها المغاربة بعد هذه المرحلة‪ ،‬من تعديالت مختلفة‬ ‫في ألحانها وأشعارها وترتيبها‪ .‬ويرى الباحث المغربي عبد‬ ‫العزيز بن عبد الجليل أن المغاربة شاركوا منذ البداية في‬ ‫تكوين هذا التراث‪ ،‬واستقلوا به بعد هجرة المسلمين من‬ ‫غرناطة « هذا التراث األندلسي هو تراث أندلسي مغاربي‪...‬‬ ‫والمعروف أن الغرناطيين عندما هاجروا‪ ،‬انتقل بعضهم‬ ‫إلى المشرق العربي‪ ،‬إلى مصر مثال‪ ،‬ولكن أغلبيتهم نزلوا‬ ‫في المغرب بشفشاون على بعد كيلومترات من تطوان‪،‬‬ ‫وكان ما يدعوهم ألن ينزلوا في هذه المنطقة ألنه كانت‬ ‫بها إمارة بني رشيد‪ ،‬وانتقلوا بعد ذلك إلى مدينة تطوان‪،‬‬ ‫حيث ازدهرت المدرسة التطوانية‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك‬ ‫نزلوا فاس‪ ،‬وبها انتقلت المدرسة الغرناطية مع المدرسة‬ ‫البلنسية القديمة‪ ،‬وامتزج الكل ليفرز هذا التصور للوضع‬ ‫الجديد من خالل الصورة الجديدة للموسيقى األندلسية التي نعرفها اآلن»‪.2‬‬

‫تطوان مستودع الطرب األندلسي‪:‬‬

‫شكلت مدينة تطوان (الواقعة شمال المغرب)‪ ،‬إحدى المراكز المهمة التي‬ ‫حافظت على التراث الموسيقي األندلسي‪ ،‬وطورته عبر مراحل تاريخية مختلفة‪،‬‬ ‫فاشتهرت بطابعها وطبوعها‪ .‬ويعتبر محمد بن الحسين الحايك التطواني أحد‬ ‫الرواد الكبار الذين لمع اسمهم في القرن الثالث عشر الهجري‪ ،‬والمشهور بـ‬ ‫«كناشه» «الجامع للنوبات الموسيقية األندلسية»‪« .‬وقد وجدت هذه الموسيقى‬ ‫في عصر ضاع أكثر من نصفها‪ ،‬ولم يحفظ منها‬ ‫كامال سوى أحد عشر طبعا‪ ،‬والباقي‪ ،‬وهو أربعة‬ ‫عشر ضاع أكثره‪ ،‬ولهذا اقتصر في مجموعته‬ ‫على أحد عشر نوبة‪ ،‬وأضاف لجلها ما تبقى من‬ ‫الطبوع األخرى كل ما يناسبه في النغمة‪ ،‬حيث‬ ‫صار أكثر النوبات مركبا من طبوع عديدة يجمعها‬ ‫اسم النوبة‪ ،‬وهو يضع فوق كل شغل أو زجل أو‬ ‫توشيح عدد ما فيها من األدوار باألرقام المغربية‬ ‫تفاديا من الزيادة أو النقصان‪ ،‬وقد صدرت هذه‬ ‫المجموعة بفصلين‪ :‬األول في حكم السماع‪،‬‬ ‫والثاني في منافعه وأحكامه»‪. 3‬‬ ‫وبهذا يكون الحايك قد جمع اآللة األندلسية‬ ‫ودونها‪ ،‬وحفظها من الضياع‪ ،‬وصارت مجموعته‬ ‫عمدة الموسيقيين إلى أوائل القرن الرابع عشر‬ ‫الهجري‪ ،‬إضافة إلى القيمة الكبرى التي يحظى بها‬ ‫كناشه من الناحية األدبية‪ ،‬ألنها مجموعة شعرية‬ ‫شيقة تشمل على باقات متنوعة من الموشحات‬ ‫األندلسية واألزجال المغربية اللطيفة‪ ،‬بل تشكل‬ ‫ثروة أدبية أندلسية مغربية هامة‪ .‬وكانت موضوع‬ ‫دراس��ة جامعية للمستعرب اإلسباني (فرناندو‬ ‫بالديرما) حيث حصل على الدكتوراه من جامعة‬ ‫مدريد ‪ /‬اسبانيا تحت عنوان الفقيه الحايك‬ ‫والموسيقىاألندلسية‪.‬‬ ‫كما لعبت الزوايا الصوفية بالمدينة دورا‬ ‫مهما في هذا المجال باعتبارها مراكز لتعليم‬ ‫الموسيقى وتربية ال��ذوق الفني في أواس��ط‬ ‫المريدين‪ .‬نذكر منها زاوية الفاسيين التي عرفت نشاطا دائبا‪ ،‬كان في بعض‬ ‫األحيان يتجاوز نطاق اإلنشاد الصوتي إلى نطاق العزف باآلالت‪ ،‬وكان من رجالها‬ ‫األوائل المهدي بن الطاهر الفاسي التطواني؛ ثم الزاوية الريسونية التي تنسب‬ ‫إلى العالم الصوفي المصلح‪ ،‬والشخصية المعروفة في األوساط التطوانية بلقب‬ ‫السيد – لوجاهته – (توفي سنة ‪1299‬ه��ـ‪1882/‬م)‪ .‬وكان عارفا بالموسيقى‬ ‫«ماهرا في اإليقاع واأللحان‪ ،‬واخترع عودا على شكل غريب وجعله وترا واحدا في‬ ‫أعاله صفر‪ ،‬وكان إذا نقر فيه أبكى الحاضرين»‪.4‬‬ ‫وسماها البعض (السالكة) أو (محسن النغم)‪ ، 5‬تحولت مجالس عبد السالم‬ ‫بن ريسون إلى حلقات منتظمة لتعليم الموسيقى غناءا وعزفا‪ ،‬وتخرجت على يده‬ ‫نخبة من العازفين والمنشدين‪ .‬ويذكر بعض الباحثين أنه أدخل على الموسيقى‬ ‫األندلسية األمداح النبوية‪ .‬فقد استعاض عن قصائد الغزل والخمريات في الشعر‬ ‫األندلسي بقصائد وقطع في مدح الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وذلك في كثير‬

‫من موازين اآللة‪ ،‬وال يزال ذلك متداوال في المغرب ‪.6‬‬ ‫أما الزاوية الثالثة فهي زاوية الحراق‪ ،‬وقد بدأت عملها كمركز لتعليم‬ ‫الموسيقى األندلسية على يد الشيخ إدريس الحراق في أوائل القرن الرابع عشر‬ ‫الهجري‪ ،‬وقامت على أسس فنية متينة فكانت بحق مدرسة موسيقية مكتملة‬ ‫الخصائص والسمات‪ ،‬تخرج منها أرباب الصناعة الموسيقية الذين زخرت بهم‬ ‫تطوان وما تزال‪ .‬ناهيك عن المرحوم محمد اآلبار (‪1904/1959‬م) فقد كان آية‬ ‫في جمال الصوت وحالوة النبرات وسعة العارضة؛ وكان عازفا باآلالت الموسيقية‬ ‫منها (الدربكة = الطبلة) والطر‪ .‬وهو إلى ذلك ذو مقدرة فائقة على التلحين‪.‬‬ ‫إضافة إلى أنه كان أديبا وأستاذا ممتازا‪ .7‬ويحتفظ التاريخ بأسماء لعائالت‬

‫تطوانية كانت مشهورة في هذا الميدان‪ ،‬تتوارثه أبا عن جد كعائالت ابن عبد‬ ‫اللطيف والشودري والنبخوت وابن ادريس والغازي‪ .‬كما كانت في تطوان معامل‬ ‫صغيرة لصنع آالت الطرب كالعود والرباب والقانون ‪ .8‬وعلى العموم فقد كانت‬ ‫مدينة تطوان كما يقول مؤرخها المرحوم األستاذ محمد داوود‪« :‬ورحم اهلل‬ ‫زمانا كانت فيه تطوان ممتازة بين مدن المغرب بإجادة أهلها – رجاال ونساء –‬ ‫للموسيقىاألندلسية»‪.9‬‬ ‫ومما امتازت به مدرسة تطوان في الطرب األندلسي – وما زالت – هو‬ ‫أنها كانت سباقة إلى إدخال أساليب التجديد‪ ،‬سواء في مجال األداء الصوتي‬ ‫أو اآللي‪ .‬ويتجلى ذلك بوضوح في أن جوقها األندلسي تبنى منذ أواخر القرن‬ ‫الثالث عشر الهجري آلة البيانو منذ أن لمع في العزف عليها الفنان السيد عبد‬ ‫الكريم بنونة‪ ،‬وأصبح هذا العمل تقليدا فنيا متوارثاما يزال قائما حتى اليوم‪ ،‬كما‬ ‫أصبحت هذه اآللة تحتل الصدارة بين اآلالت الموسيقية األخرى‪ ،‬بل إنها تقوم‬

‫‪-‬‬

‫بقلم‪:‬‬

‫ذ‪ .‬محمد القاضي‬

‫من جوق تطوان مقام الرباب من جوق فاس‪ .‬وتماديا‬ ‫في سبيل التطوير والتجديد‪ ،‬لجأت مدرسة تطوان‪ ،‬قبل‬ ‫غيرها‪ ،‬إلى إدخال األصوات النسائية ضمن المجموعة‬ ‫الصوتية‪ ،‬وبذلك أضفت على األلحان األندلسية حلة من‬ ‫الروعة والبهاء‪ ،‬وفتحت إمكانيات تعبيرية جديدة في مجال‬ ‫األداء الصوتي‪.10‬‬ ‫عبد الصادق شقارة‪ :‬براعة في العزف والغناء‪.‬‬ ‫ولد عبد الصادق بن عبد السالم شقارة في مدينة‬ ‫تطوان سنة ‪1931‬م‪ ،‬تلقى تعليمه بالكتاب أوال‪ ،‬ثم‬ ‫بالمدرسة االبتدائية‪ ،‬وفي نفس الوقت كان ينهل من‬ ‫والديه المبادئ األولى في اآللة والذكر والمديح‪ .‬ثم في‬ ‫طفولته وشبابه أخذ يالزم زاوية أجداده‪ :‬الزاوية الحراقية‪،‬‬ ‫وهي مدرسته الثانية بعد أبويه‪« .‬اجتذبتني شخصية‬ ‫أسطورية الشيخ سيدي عرفة الحراق‪ ،‬شيخ الزاوية‪ ،‬فأصبح‬ ‫منذ ذلك اليوم صديقي وأستاذي»‪.11‬‬ ‫فكان هذا األب الروحي المبرر هو الذي أهداه أول‬ ‫عود ليتمكن من العزف دون علم أبيه (وهو موسيقي‬ ‫كذلك) والذي كان يتمنى البنه دراسة العلم بدال من فن‬ ‫الموسيقى الذي استهواه منذ طفولته‪.‬‬ ‫«كنت أغادر الكتاب (المسيد) فأتوجه إلى دكان أبي‪،‬‬ ‫وبمجرد ذهابه إلى المسجد أو إلى السوق‪ ،‬كنت أغتنم‬ ‫الفرصة أللتمس بعطف وحنان آالت الموسيقى‪ ،‬وأراجع‬ ‫الكتب التي تعنى بفن الموسيقى‪ ،‬بعد ذلك كنت أتوجه‬ ‫إلى بيت الشيخ عرفة الحراق إلتمام تكويني »‪.12‬‬ ‫لقد لعبت الزاوية الحراقية دورا مهما في حياته‬ ‫الفنية والروحية‪ ،‬فهي التي صقلت موهبته‪ ،‬وكونته‬ ‫تكوينا متينا في بحار المديح واآللة والكمان‪ ،‬وأودعته‬ ‫في ذاكرته ووجدانه كنوز وبحار الهمزية والبردة وديوان‬ ‫الحراق وأدعيته‪ ،‬وغير ذلك من البراويل واالبتهاالت‬ ‫وأشعار المدح في مختلف الدواوين‪ ،‬فما أن بلغ الرابعة‬ ‫عشرة من عمره حتى انضم إلى جوق شيخه عرفة الحراق‬ ‫الذي كان له دور في تربيته الصوفية‪ ،‬فقد الزمه في كل‬ ‫حركاته ورحالته إلى أن توفي هذا األخير‪.‬‬ ‫فتحمل بعده زمام القيادة في مجالس الذكر واألم��داح أيام الجمعة‬ ‫والمواسيم الدينية برحاب الزاوية التي نصبته عمالقا فيها‪ ،‬وأهلته ليكون علما‬ ‫كبيرا ال يضاهيه أحد من أقرانه في المغرب قاطبة في ميادين اإلنشاد والبراعة‬ ‫في العزف على آلة الكمان‪.‬‬ ‫وفي سنة ‪1947‬م التحق عبد الصادق شقارة بمعهد الموسيقى بتطوان‬ ‫طالبا‪ ،‬فأخذ ينهل ويحفظ الكثير من لب اآللة‪ ،‬بصنائعها وأدوارها وموازينها‪،‬‬ ‫على أيدي أعالم اآللة الكبار وهم األساتذة‪ :‬العياشي الوراكلي‪ ،‬والعربي الغازي‬ ‫وأحمد الدريدب‪ ،‬وأخيه عبد السالم أستاذه في‬ ‫الكمان‪ ،‬ومحمد بيصة‪ ،‬وأحمد البردعي‪ ،‬ومحمد‬ ‫ابن عياد‪ ،‬ومحمد العربي التمسماني وغيرهم‪.‬‬ ‫لقد كان دور المعهد – بعد الزاوية‪ -‬جليا في‬ ‫حياة هذا الفنان حيث أنشأه طالبا ومتفوقا نشيطا‪،‬‬ ‫وفي مرحلته العلمية جعله أستاذا بارزا وفنانا‬ ‫مبدعا كبيرا‪.‬‬ ‫وهكذا انطلق في شبابه وكهولته باحثا‬ ‫ومنقبا عن نوادر أشعار المدح وصنائع وأدوار اآللة‬ ‫في تطوان وفاس وشفشاون والرباط وطنجة‬ ‫والعرائش وغيرها‪ ...‬فتعرف على عبد السالم‬ ‫علوش أستاذ الملحون الذي أخذ عنه أهم درس‬ ‫في هذا النوع من الموسيقى‪ .‬وهو أن الوتيرة‬ ‫أهم من الكلمة‪ .‬والتقى باألستاذ العميد المرحوم‬ ‫محمد الفاسي المعروف بأبحاثه ودراساته القيمة‬ ‫في التراث الموسيقي األندلسي‪ .‬وتعرف على‬ ‫الفنانين الحاج مصطفى كديرة وأحمد الوكيلي‬ ‫بمدينة الرباط‪ .‬كما ربط عالقة صداقة متينة‬ ‫مع األستاذ الكبير محمد العربي التمسماني‬ ‫الذي أصبح بعد ذلك رئيسا لجوق تطوان للطرب‬ ‫األندلسي‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــ‬ ‫هوامش ‪:‬‬

‫‪ - 1‬أنظر مجلة البحث العلمي عدد مزدوج ‪ 14‬و ‪15‬‬ ‫سنة ‪ 1969‬ص‪ / 150 :‬دراسة ‪« :‬تاريخ الموسيقى األندلسية‬ ‫بالمغرب»‪.‬‬ ‫‪ - 2‬أنظر الحوار الذي أجراه معه عبد الحق بن رحمون لجريدة (الزمان) الملحق (ألف باء)‬ ‫عدد ‪2002 /04 / 19 / 1189‬م ص‪.9 :‬‬ ‫‪ 3‬ـ أنظر مجلة البحث العلمي ص‪ .156 :‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ نفس المرجع ‪ .‬ص‪.162 :‬‬ ‫‪ 5‬ـ أنظر كتاب (مدخل إلى تاريخ الموسيقى المغربية) عبد العزيز بن عبد الجليل ‪ /‬سلسلة‬ ‫عالم المعرفة ‪ /‬عدد‪ 65 :‬مايو ‪ 1983‬ص‪.214 :‬‬ ‫‪ 6‬ـ أنظر مجلة «الفنون المغربية» عدد‪ :‬يناير – مارس ‪ 1975‬ص‪( 123 :‬مقالة الطيب بنونة‬ ‫عن ابن األبار – فنان)‪.‬‬ ‫‪ 7‬ـ نفس المرجع ص‪ .123 :‬وانظر كتاب (مدخل إلى تاريخ الموسيقى المغربية) ص‪.214 :‬‬ ‫‪ 8‬ـ نفس المرجع ص‪.123 :‬‬ ‫‪ 9‬ـ تاريخ تطوان – المجلد الرابع ص‪.407 :‬‬ ‫‪ 10‬ـ أنظر كتاب (مدخل إلى تاريخ الموسيقى المغربية» ص‪ .215-216 :‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪ 11‬ـ نقال من كلمة الدكتور محمد اليمالحي الوزاني بمناسبة تكريمه من طرف «جمعية‬ ‫تطوان أسمير» ‪ 14-15‬غشت ‪ – 1996‬أنظر المطبوع الذي صدر بالمناسبة ص‪.6 :‬‬ ‫‪ 12‬ـ نفس المرجع ص‪.6 :‬‬ ‫كما أن باقي المعلومات المتعلقة بشخصية عبد الصادق شقارة هي مقتبسة من نفس‬ ‫المطبوع‪.‬‬


‫العدد ‪916‬‬

‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 22‬إلى ‪ 27‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫بمناسبة ذكرى مرور ‪ 94‬سنة على تدشين مسرح إسبانيول بتطوان (‪)1‬‬ ‫‪ 1923/11/25‬ـ ‪2017/11/25‬‬

‫بقلم ‪ :‬الباحث الزبير بن األمين‬

‫للسكان بفعل تدفق هجرات اإليبريين نحو مدن الشمال‬ ‫كان حفل التدشين يوم األحد ‪ 25‬نوفمبر ‪،1923‬‬ ‫المغربي بإذن وتشجيع سلطات الحماية والمستثمرين‬ ‫حين استطاع أصحاب المشروع تحقيق إنجازهم‪ ،‬والوفاء‬ ‫اإلسبان‪ ،‬وبفعل هجرات بعض أهالي القرى المجاورة‬ ‫اللتزامات وعودهم باالنتهاء الكلي من جميع األشغال‬ ‫التي كانت مناطقها غير آمنة بسبب مواجهة المقاومة‬ ‫ في ظرف زمني قصير جدا ال يتعدى سنة وبضعة‬‫الجبلية للمستعمر‪.‬‬ ‫أشهر ‪ -‬رغم صعوبات توفر الوسائل والمواد الضرورية‬ ‫واختارت شركة دي كارلوس ‪ De Carlos‬بأن‬ ‫والمعدات المختلفة لتشييد مثل هذه المعلمة الفنية‬ ‫يكون البناء المعماري مطابقا لمواصفات مسرح‬ ‫الكبرى آن��ذاك‪ ،‬وك��ان هذا دليال على أول نجاحهم‪،‬‬ ‫«الملكة فيكتوريا ‪ »Reina Victoria‬الشهير بمدريد‪.‬‬ ‫وتحقيق طموحهم نحو المستقبل‪.‬‬ ‫ومنذ انطالق األشغال األولى لبناء مسرح تطوان‬ ‫هكذا‪ ،‬وعلى الساعة العاشرة ليال افتتح مسرح‬ ‫العظيم تضاربت األق���وال الصِّحافية ح��ول االسم‬ ‫إسبانيول أبوابه ألول مرة في وجه أول جمهور تطواني‬ ‫ال��ذي سيحمله‪ ،‬بين «مسرح إسبانيول» أو «مسرح‬ ‫يلجه‪ .‬ووقف في بهو المكان – كما تذكر جريدة اإلصالح‬ ‫ألفونصو»(‪ . )5‬ويعلن الصحافي «خوصي بونيط طاسي‬ ‫– مالك المؤسسة الفنية األول «دوروطيو دي كارلوص‬ ‫‪ »José Bonet Tassé‬في مقال نشره بعنوان‪:‬‬ ‫‪ ،»Doroteo de Carlos‬والمهندس «خوصي‬ ‫«مسرح تطوان الجديد» بجريدة «شمال إفريقيا ‪El‬‬ ‫غوطييرز ليسكورا ‪،»José Gutierrez Lezcura‬‬ ‫‪« ،»Norte de África‬بأنه ليس هناك حَسمٌ نهائي‬ ‫ومعهما «خوصي كونطريراس ‪»José Contreras‬‬ ‫في اختيار اسم المسرح الجديد»‪ ،‬مضيفاً «‪ ...‬وما يروج‬ ‫أحد المساهمين الرسميين في المشروع‪ ،‬يستقبلون‬ ‫اآلن من إشاعات هو كون المقيم العام اإلسباني سوف‬ ‫ببشاشة وزهو الشخصيات الرسمية المدعوة لهذا الحفل‬ ‫يُدعى الختيار اسم المسرح»‪.‬‬ ‫في مقدمتهم‪ :‬المقيم العام وقتئذ الجنرال «لويس‬ ‫وبعد اكتمال البناء تمت تسميته ب «مسرح‬ ‫أيسبورو موندخار (‪»Luis Aizpuru Mondejar )1‬‬ ‫إسبانيول» لما يحمله االسم من دالالت استعمارية‬ ‫(وكافة كبار الموظفين اإلسبان من عسكريين ومدنيين‪.‬‬ ‫عميقة‪ .‬وب��رزت عناوين كبيرة في الصحف المحلية‬ ‫حضر باشا المدينة محمد الحاج (‪ ،)2‬صحبة قائد‬ ‫بمناسبة حلول موعد حفل التدشين‪ ،‬تُمجّد وتهيب‬ ‫المشور مصطفى بن يعيش‪ ،‬ومدير األحباس علي‬ ‫بعمل إدارة الحماية الهادف حسب قولها إلى تطوير‬ ‫السالوي‪ ،‬والمكلف بالوزارة العدلية الحاج محمد أفيالل‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫مدن المنطقة‪ ،‬والدفع بها إلى الرقي والتحضر‪ ،‬من‬ ‫وكتّاب رئيس الوزراء (الوزير الصدر) (‪ )3‬السادة‪ :‬أحمد‬ ‫ذلك مقال بالواجهة‪« :‬داللة هذا العمل» «‪Lo que‬‬ ‫الغنمية‪ ،‬وأحمد الحداد‪ ،‬وغ��اب عنهم الفقيه محمد‬ ‫‪ »este significa‬المنشور يوم االفتتاح بجريدة شمال‬ ‫الزواقي العتالل صحته‪...‬‬ ‫إفريقيا ومن هذه العناوين أيضا‪:‬‬ ‫كما حضر الحفل حشد كبير من سكان مدينة‬ ‫‪«La Brillante inauguración del Teatro‬‬ ‫تطوان على اختالف طبقاتهم وإثنياتهم وعقيدتهم‪ ،‬مما‬ ‫‪Español de Tetuán».‬‬ ‫جعل رحاب المسرح تضيق بأفواج الوافدين التي كانت‬ ‫«التدشين الرائع لمسرح إسبانيول بتطوان»‪،‬‬ ‫تربو على األلفين‪ .‬من العائالت التطوانية المغربية‬ ‫المنشور بصحيفة صدى تطوان في عددها ‪ 3254‬أو ‪:‬‬ ‫التي اقتنت التذاكر قبل أيام من عرض االفتتاح نجد‬ ‫‪«La Construcción del nuevo teatro de‬‬ ‫حضور اسم عائلتي «اللبادي» و «الفاسي» في اللوائح‬ ‫»‪Tetuán...‬‬ ‫األولى بين األسماء اإلسبانية المنشورة بجريدة «صدى‬ ‫«بناء مسرح تطوان الجديد»‪ .‬عنوان نشر قبل‬ ‫تطوان» في عددها ‪ ،3251‬مما يدل على أن االهتمام‬ ‫التدشين بجريدة صدى تطوان أيضا‪.‬‬ ‫بالمسرح لم يكن محصورا فقط في أف��راد الجالية‬ ‫ومن خالل هذه العناوين ن��درك المغزى الذي‬ ‫اإلسبانية والطائفة العبرية بل حتى المغاربة المسلمين‬ ‫استند إليه اإلسبان من أجل توسيع المدينة األوربية‬ ‫كانوا يقبلون ‪ -‬وإن بنسب قليلة – على هذا النشاط‬ ‫السيد أحمد الغنمية (على اليمين) والسيد أحمد الحداد (على اليسار) حضرا حفل تدشين مسرح إسبانيول بصفتهما من (‪ ،)El Ensanche‬فقد كانوا يسعون بالفعل إلى‬ ‫ويشاركون فيه‪.‬‬ ‫كتاب الصدر األعظم سنة ‪ 1923‬قبل توليهما الصدارة وذلك على التوالي األول من سنة ‪ 1931‬إلى ‪ 1945‬والثاني من جعل تطوان عاصمة رسمية إلدارة الحماية بالمنطقة‬ ‫اقتعد الجميع يوم االفتتاح مقعده في انتظار‬ ‫سنة ‪ 1948‬إلى ‪1956‬‬ ‫الخليفية تحفل بالمباني والمالهي الفاخرة‪ ،‬وال يجد‬ ‫العرض المسرحي األول المقدم للجمهور من اختيار‬ ‫فيها اإلسباني المُعَمِّر سوى المتع الثقافية والفنية‬ ‫وترتيب شركة «دي كارلوس ‪ »De Carlos‬صاحبة‬ ‫بإيمان ثابت الريفيون والجبليون بقيادة الزعيم الكبير محمد بن عبد‬ ‫المبادرة‪ .‬ورفعت األستار الحريرية الفاخرة المصنوعة بمصانع الكريم الخطابي بعد اكتساحهم لعدد من المواقع القريبة جدا من والرياضية المختلفة‪ ،‬وكل وسائل الترفيه والنشاط كما هو الحال في‬ ‫عواصم األقاليم اإلسبانية حتى يسهل عليه االستقرار واالستيطان‪.‬‬ ‫مدينة فالنسيا‪ Valencia‬مُعلِنة ‪ -‬ألول مرة ‪ -‬عن بداية السهرة العاصمة الخليفية‪ ،‬محققين انتصارات عظيمة‪.‬‬ ‫ورغم هذه الظروف المقلقة‪ ،‬واألجواء غير المستقرة بالمنطقة‪ ،‬كما يذكر األستاذ رضوان احدادو فيما نشره عن موضوع «ذاكرة‬ ‫التمثيلية‪.‬‬ ‫حمل عنوان العرض «كريسطالينا» «‪ ،»Cristalina‬كوميديا قصد أهالي تطوان من مثقفيها وسائر طبقاتها المسرح الجديد الشمال المسرحية» إذ يقول‪« :‬إننا نعرف‪ ،‬أن ما شيده اإلسبان من‬ ‫درامية من تقديم «المجموعة اإلسبانية للتمثيل التابعة «لألخوين يحدوهم الفضول لمباركة العمل الفني الكبير‪ ،‬واالم��ت��زاج في مسارح بشمال المغرب قبل إبرام عقد الحماية بعقود زمنية‪ ،‬ال‬ ‫«كينطر و ‪ ،»Quintero‬تتقدمها الممثلة الكبيرة «ماريا كامز �‪ Ma‬أحضانه‪ ...‬ناسين أو متناسين العمل الجهادي الذي انطلق منذ أوائل يمكن أن ننظر إليه ببراءة مجردة‪ ،‬وإنما كان لغايات متعددة‪ ،‬أهمها‬ ‫‪ »ria Gamez‬المجيدة األداء والبارعة الجمال‪ ،‬تشاركها الممثلة دخول االستعمار لمناطق شمال المغرب‪ ،‬ولم يعرف الهدنة إال في خدمة الجالية اإلسبانية بتوفير كل وسائل الترفيه والتسلية قصد‬ ‫تحبيب االستقرار لها في (أرض إفريقية)‪ ،‬والتكيف مع أجوائها‪ ،‬وعدم‬ ‫المقتدرة «أدي�لا كاربوني» «‪ »Adela Carboné‬التي أتحفت حدود سنة ‪ 1927‬باعتراف إسبانيا نفسها‪.‬‬ ‫وابتداء من هذه السنة سيتنفس اإلسبان الصعداء وسينعمون اإلحساس بالغربة في انتظار االستيطان الكبير‪...‬االستعمار الرسمي‬ ‫الجمهور أيضاً – رفقة سائر الممثلين والممثالت– بإتقان دورهم‬ ‫وتحقيق الفرجة الممتعة والمثيرة لمتتبعيهم‪.‬‬ ‫بقدر من االستقرار الكافي الذي سيدفعهم إلى توسعة المدينة القادم»‪.‬‬ ‫(يتبع)‬ ‫بعد انتهاء الحفل خرج كل متفرج منبهراً‪ ،‬ومشدوهاً بما رأته األوربية «اإلنسانتشي‪ »El Ensanche‬وتمدينها وتحديثها حسب‬ ‫ــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ )1‬ـ تولى منصب المقيم العام من ‪ 13‬شتنبر ‪ 1923‬إلى ‪ 16‬أكتوبر ‪.1924‬‬ ‫عينه من روعة البناء وإتقانه‪ ،‬وما حوته جوانبه من أبهة وفخامة‪ ،‬وما االستراتيجية الكولونيالية‪.‬‬ ‫(‪ )2‬ـ تذكر بعض المصادر الصحفية المنشورة باللغة اإلسبانية مثل جريدة‬ ‫استمتع به من جمال التعبير الفني المسرحي‪ ،‬وجمال األداء الحركي‪،‬‬ ‫الفنية‬ ‫المعلمة‬ ‫هذه‬ ‫بناء‬ ‫لماذا‬ ‫التالي‪:‬‬ ‫التساؤل‬ ‫ومن هنا يطرح‬ ‫«شمال إفريقيا»‪ ،‬أنه كان من المقرر تدشين مسرح إسبانيول في شهر أكتوبر‪،‬‬ ‫شاكراً القائمين على هذه الشركة التي أكسبت تطوان معلمة فنية‬ ‫اإلسبانية‬ ‫الحماية‬ ‫دخول‬ ‫تاريخ‬ ‫من‬ ‫المبكر‬ ‫الوقت‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫الكبرى‪،‬‬ ‫ولكن وفاة الخليفة موالي المهدي بن إسماعيل يوم ‪ 24‬أكتوبر ‪ 1923‬جعل‬ ‫فاخرة‪ ،‬وبوأتها شأوا متميزا ثقافياً وفنياً عن سائر مدن الشمال‪ ،‬ولم منطقة الشمال بمبالغ مالية ضخمة‪ ،‬في فترة احتدم فيها الصراع‪،‬‬ ‫الحفل يتأخر إلى شهر نوفمبر من نفس السنة‪ ،‬لذلك نالحظ حضور الباشا‬ ‫محمد الحاج عوض الخليفة الراحل‪.‬‬ ‫ال القول عن سائر مدن المغرب إبان تلك المرحلة؟‬ ‫وتصاعدت فيها المقاومة بين صفوف المغاربة ضد االستعمار؟‪.‬‬ ‫(‪ )3‬ـ كان رئيس الوزراء أو الوزير الصدر خالل فترة تدشين مسرح إسبانيول هو‬ ‫وبات المتتبعون لفن المسرح والسينما من المغاربة واإلسبان‬ ‫العظيم؟‬ ‫الفني‬ ‫التشييد‬ ‫هذا‬ ‫لمثل‬ ‫مؤهلة‬ ‫غير‬ ‫المدينة‬ ‫كانت‬ ‫هل‬ ‫السيد أحمد الركينة الذي عين مكان محمد بن عزوز في بداية العشرينيات‪،‬‬ ‫ينتظرون ويترقبون بلهف وشوق كبيرين العروض المقبلة‪ .‬وصار أم أن األمر يعود بالدرجة األولى إلى اإلقبال المتزايد الذي سيعرفه‬ ‫ولم تطل مدة توليته في هذا المنصب‪ ،‬فقد توفي في شهر شتنبر ‪،1924‬‬ ‫اسم «مسرح إسبانيول» يتردد ذكره على ألسنة ساكنة المدينة فن المسرح آنذاك من عشق كبير لدى ساكنة تطوان بشتى أطيافها‬ ‫ليعود ابن عزوز من جديد للصدارة‪.‬‬ ‫(‪ )4‬ـ تم بناء مسرح المصلى القديمة سنة ‪ 1914‬وكان أول بناية خاصة بالمسرح‬ ‫عامة‪ ،‬وعلى صفحات جرائدها وجرائد المنطقة‪ .‬وكذا على جرائد (مغاربة وإسبان وإثنيات أخرى) مما جعل بنية مسرح الملكة فيكتوريا‬ ‫عرفتها تطوان‪ ،‬حمل في البداية اسم الملكة فيكتوريا ‪ ،Reina Victoria‬ثم‬ ‫ومجالت المدن اإلسبانية‪ .‬ومنذ هذا التاريخ ‪ 25‬نوفمبر ‪ ،1923‬أصبح الضيقة ال تستطيع أن تستوعب األعداد المتزايدة من المعجبين‬ ‫خالل عهد الجمهورية سمي بالمسرح الوطني ‪ .Teatro Nacional‬وعامة‬ ‫لتطوان مسرحان‪« :‬مسرح الملكة فيكتوريا» الصغير (‪ )4‬المشيد سنة بهذا الفن الرفيع يوما بعد يوم‪.‬‬ ‫أهل تطوان يطلقون عليه مسرح لونيطا ‪ Luneta‬أو مسرح المصلى القديمة‬ ‫‪ ،1914‬وهذا المولود الفخم «مسرح إسبانيول»‪.‬‬ ‫لقد سعى أصحاب شركة االستثمار الفني إلى إقامة مسرح‬ ‫نسبة إلى الشارع أو الفضاء الذي بني فيه‪ .‬وأطلق عليه شباب المدينة «البالي»‬ ‫(القديم)‪ ،‬كما يذكر ذلك الكاتب محمد أنقار في روايته «باريو مالقة»‪ ،‬ص‪:‬‬ ‫لقد شكل حفل التدشين حدثاً بارزاً في تطوان‪ ،‬وتلقت الطوائف عظيم يليق بعاصمة الحماية اإلسبانية حسب ما أوردته صحف تلك‬ ‫‪ .192‬وازده��رت بهذا الفضاء الحركة الفنية خالل عهد الحماية من خالل‬ ‫المتعايشة بالمدينة الخبر باهتمام كبير‪ ،‬وتجاوبت معه تجاوباً فنيا المرحلة‪ ،‬خصوصاً حين بدأ يضيق فضاء أول مسرح مشيد بالمصلى‬ ‫العروض الثقافية واألنشطة الفنية المقدمة على خشبته سواء من طرف‬ ‫واحتفاليا في وقت كانت أحواز عاصمة الشمال ما زالت تعرف زحف القديمة بتطوان‪ ،‬وعدم قدرته على استيعاب األعداد المتزايدة من‬ ‫هيئات وجمعيات إسبانية أو مغربية‪.‬‬ ‫مقاومة وطنية شرسة‪ ،‬مُهدِّدَة بين الحين واآلخر المدينة التي المتفرجين بعد مرور تسع سنوات على إنشائه‪.‬‬ ‫(‪ )5‬ـ ألفونصو الثالث عشر ملك إسبانيا الذي تولى الحكم من سنة ‪ 1886‬إلى‬ ‫‪( 1931‬إعالن قيام الجمهورية)‪.‬‬ ‫يقيم بها االحتالل إداراته‪ ،‬وسلطاته‪ ،‬وثكناته العسكرية‪ ،‬يقودها‬ ‫ولعل مدينة تطوان كانت خالل تلك الفترة تعرف نمواً مضطرداً‬

‫شخصيات الحكومة الخليفية بمسرح إسبانيول سنة ‪1925‬‬ ‫ويبدو واقفا الصدر األعظم محمد بن عزوز‬

‫مسرح إسبانيول خالل منتصف العشرينيات‬


‫الثالثاء ‪� 22‬إلى ‪ 27‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪916‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫عيد اال�ستقالل ‪ :‬ذكريات و�أجماد‬

‫إن التذكير بأيام اهلل التي هي من نعمه على خلقه ومن دروسه لعباده‪ ،‬من أساليب الهداية والتعليم في‬ ‫القرآن الكريم‪ ،‬ومن البواعث التي تذكي في القلوب روح اإليمان‪ ،‬وتذكر اإلنسان بماضيه وتدفعه إلى العمل‬ ‫من أجل غده‪ ،‬فاألمم تعيش ذكرياتها لتستخلص الدروس والعبر‪ ،‬ولتستحضر فعل اآلباء وتجعله عبرة لألبناء‪،‬‬ ‫ولتجعل منها قاعدة النطالق العمل والبناء‪ ،‬خصوصا إذا كانت الذكرى في تاريخ األمة حدا فاصال بين عهدين‬ ‫تمخض ثانيهما عن إشراقة النور وصبح الحرية‪ ،‬وامتداد الكرامة في عنان السماء‪.‬‬ ‫فلقد كانت بعثة النبي صلى اهلل عليه وسلم حدا فاصال بين الظالم والنور‪ ،‬أحيا اهلل بها هذه األمة التي‬ ‫للِهَّ‬ ‫اك ْم لمِ َا ُي ْح ِي ُ‬ ‫ول �إِ َذا دَ عَ ُ‬ ‫استجابت لدعوته في قوله تعالى‪َ ( :‬يا �أَ ُّيهَ ا َّال َ‬ ‫ذِين آ� َمنُوا ْا�س َتجِ ي ُبوا ِ َولِل َّر ُ�س ِ‬ ‫يك ْم ۖ‬ ‫َو ْاع َل ُموا �أَ َّن اللهَّ َ َي ُح ُ‬ ‫ون ) األنفال ‪ ،24‬فأحياها حياة طيبة بيضت وجه التاريخ‬ ‫ول َب نْ َ‬ ‫ي المْ َ ْر ِء َو َق ْل ِب ِه َو�أَن َُّه �إِ َل ْي ِه حُ ْت�شرَ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫للهَّ‬ ‫ذِين �آ َمنُوا‬ ‫بأخالقها وعدالتها وإحسانها‪ ،‬ووفى اهلل لها الوعد الذي قطعه على نفسه في قوله‪( :‬وَعَ َد ا َّال َ‬ ‫ْ أَ‬ ‫ال�ص حِ َ‬ ‫ك َما ْا�ست َْخ َل َ‬ ‫ال ِ َ‬ ‫ِن َق ْبلِهِ ْم َو َل ُي َم ِّ‬ ‫�ض َ‬ ‫ِمن ُ‬ ‫َن َلهُ ْم‬ ‫ف َّال َ‬ ‫ْك ْم وَعَ م ُِلوا َّ‬ ‫كن َّ‬ ‫ذِين م ْ‬ ‫ال ْر ِ‬ ‫ات ل َي ْ�ست َْخ ِل َفنَّهُ ْم فيِ‬ ‫َ‬ ‫دِ ينَهُ ُم َّالذِي ْارت َ‬ ‫ِن َب ْعدِ َخ ْوفِهِ ْم �أ ْمنًا ) النور ‪ ،55‬وقد تحقق هذا الوعد اإللهي في‬ ‫َ�ض ٰ‬ ‫ى َلهُ ْم َو َل ُي َب ِّد َلنَّهُ ْم م ْ‬ ‫أجمل صوره وأكرم مظاهره‪ ،‬فاسأل التاريخ كم أسدت الخالفة اإلسالمية لإلنسانية من إحسان ومكارم‪ ،‬وأشادت‬ ‫للحضارة والعلوم من مآثر ومعالم مادام المسلمون متمسكين بهداية تلك الشريعة ومستظلين براية اإلمامة‬ ‫اإلسالميةالرفيعة‪.‬‬ ‫ولقد دخلت أمتنا هذا التاريخ الذهبي منذ دخولها في اإلسالم‪ ،‬وسجلت فيه صفحات ذهبية فرضت نفسها‬ ‫على جميع كتابه‪ ،‬وتداولت على عرشها دول إسالمية مجيدة‬ ‫أخذت على عاتقها خدمة اإلنسانية واإلسالم‪ ،‬وساهمت في‬ ‫نشر الحضارة اإلسالمية بين مختلف الشعوب‪ ،‬وعلى رأسها‬ ‫الدولة العلوية الشريفة التي اختارتها العناية اإللهية الحكيمة‬ ‫لتتسلم مقاليد األمر بهذه الديار فبايعها هذا الشعب المغربي‬ ‫األبي على الطاعة والوالء والنصرة والوفاء‪ ،‬بيعة شعب مسلم‬ ‫حر مختار‪ ،‬ووثقها بميثاق الشرف والفخار‪ ،‬ميثاق سيدنا محمد‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم مع صحابته المهاجرين واألنصار‪،‬‬ ‫فكانت البيعة النبوية المحمدية هي العقد األساسي الخالد‬ ‫الذي انبعثت منه البيعة العلوية المغربية‪ ،‬ومن توفيق اهلل‬ ‫الذي وافق الدولة العلوية الشريفة منذ نشأتها أنها كانت‬ ‫وارثا أمينا لجميع الدول اإلسالمية التي تعاقبت على عرش‬ ‫هذا الوطن فعملت على صيانة أجل أمجادنا‪ ،‬وحافظت على‬ ‫أجمل تقاليدنا‪ ،‬وجعلت من تلك األمجاد والتقاليد عقدا واحدا‬ ‫منظما وباقة واحدة منسقة‪ ،‬وحمت البالد والثغور‪ ،‬وذادت‬ ‫عن الوطن وأهله‪ ،‬فدفعت الطامعين‪ ،‬وطردت المستعمرين‪،‬‬ ‫وكفت المغاربة شر األعداء والخائنين‪.‬‬ ‫إن المغرب العربي المسلم لمدين بكل فضل للبيت‬ ‫العلوي المجيد‪ ،‬فقد طهر أئمة هذا البيت شواطئ المغرب من‬ ‫كل غزو أجنبي‪ ،‬وحرروا ربوعه من كل استعمار واحتالل‪ ،‬ودافعوا عن صحرائه حتى نالت حريت االستقالل‪ ،‬وها‬ ‫نحن نعيش اليوم ذكرى من أعز ذكرياتنا‪ ،‬ويوما من أغلى أيامنا‪ ،‬كان له فضل تغيير خريطة التاريخ السياسي‬ ‫ألمتنا‪ ،‬دفع كآبة الحزن والوهن‪ ،‬واستكمال مجد اآلباء واألجداد‪ ،‬والسير قدما إلى الرفعة والسؤدد‪ ،‬إنه يوم عيد‬ ‫استقاللنا‪ ،‬ويوم بزوغ حريتنا‪ ،‬وطرد المستعمر الغاشم عن أرضنا‪ ،‬إنه يوم يحمل في طياته الكثير من المعاني‬ ‫والعبر‪ ،‬وذكرى تجربة رائدة في تاريخ الشعوب المعاصرة تفخر بها األمة المغربية‪ ،‬وتعتز وتسير في طريق‬ ‫الحياة وقد جعلت نصب أعينها ما استفادته من معاني هذه الذكرى العظيمة التي تالحمت فيها عزائم الشعب‬ ‫األبي مع إرادة الملك المجاهد المخلص الغيور محمد الخامس طيب اهلل ثراه‪ ،‬فتعاقدت وتعاهدت على رد كيد‬ ‫المستعمر إلى نحره‪ ،‬وتحرير البالد ورد االعتبار والكرامة المكلومة مهما كانت التضحيات ومهما كانت التكاليف‪،‬‬ ‫فوقف الكل موقف رجل واحد ال يرهبهم القمع وال يخيفهم السجن والنفي واإلبعاد‪ ،‬ال ينقص من عزمهم‬ ‫التنكيل والقتل‪ ،‬زادُهم اإليمان العميق والعقيدة الصحيحة ووحدة الصف واإلخالص للوطن‪ ،‬وهدفهم رفع راية‬ ‫اإلسالم وتحرير أبنائه من القيود التي فرضها عليهم المستعمر الغاشم‪ ،‬وإرجاع األرض إلى أهلها والخيرات إلى‬ ‫ِن‬ ‫أصحابها‪ .‬وشعارهم‪ :‬اهلل أكبر‪ ،‬اهلل أكبر‪ ،‬وإنها معركة حتى النصر‪ ،‬فتحقق فيهم قوله سبحانه وتعالى‪( :‬م َ‬ ‫المْ ُ �ؤْ ِمنِنيَ ِر َج ٌ‬ ‫ى ن َْح َب ُه َو ِمنْهُ ْم َم ْن َي ْنت َِظ ُر‪َ ،‬و َما َب َّد ُلوا َت ْبدِيلاً ‪،‬‬ ‫ال َ�ص َد ُقوا َما عَ اهَ ُدوا اللهَّ َ عَ َل ْي ِه ۖ َف ِمنْهُ ْم َم ْن َق َ�ض ٰ‬ ‫َ‬ ‫للهَّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫لمْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ان غ ُفو ًرا َرحِ ي ًما)‬ ‫ِل َي ْج ِز َ‬ ‫ي اللهَّ ُ َّ‬ ‫ال�صادِ قِنيَ ِب ِ�ص ْدقِهِ ْم َو ُي َع ِّذب ا نَا ِفقِنيَ �إِ ْن �شا َء �أ ْو َيتُوب عَ ل ْيهِ ْم ۚ �إِ َّن ا ك َ‬ ‫األحزاب ‪ 23‬ـ ‪.24‬‬ ‫فالملك المجاهد لم يثنه عن خوض المعركة تهديد وال وعيد وال نفي وال تشريد‪ ،‬وأبى لهذه األمة أن يراها‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫مضاعة الحقوق‪ ،‬مقطوعة الجناح‪ ،‬فحاول المستعمر استمالته بشتى الوسائل من ترغيب وترهيب ووعد ووعيد‪،‬‬ ‫إال أن روح اإليمان الذي كان يتوقد في صدره أبت عليه المهادنة والمسالمة والقبول بالوعد واالستمالة‪ ،‬فضرب‬ ‫بذلك مثال خالدا من أمثلة الصمود واالستعالء‪.‬‬ ‫والشعب األبي المشحون باإليمان والوطنية لم تخفه السجون ولم يثنه التقتيل والتنكيل‪ ،‬فانطلق كرصاصة‬ ‫ال تقبل الرد وال التحويل‪ ،‬ال يبغي عن االستقالل بديال وال عن الحرية مساومة‪ ،‬فكان النصر وكان الفتح العظيم‬ ‫لهذه األمة التي ظن المستعمر أنه بقوته وجيوشه يوهن صوت الحق الذي أعلنه الشعب‪ ،‬ويبقى مستحوذا على‬ ‫األرض والخيرات‪ ،‬لكن أنى له ذلك وقد أبى اهلل والمومنون‪ ،‬ففتح أفواه مدافعه على المناضلين األحرار‪ ،‬والعزل‬ ‫من الشيوخ واألطفال‪ ،‬وأشرع أبواب السجون والمعتقالت‪ ،‬وسارع إلى النفي والتشريد‪ ،‬فطار صوابه واستعجل‬ ‫نهايته‪ ،‬إذ لم يستطع الصمود أمام الحق ورجاله‪ ،‬ومواجهة اإليمان والوطنية‪.‬‬ ‫إنها ذكرى عظيمة ومناسبة جليلة نستحضر فيها الماضي برجاله األوفياء‪ ،‬ومناضليه األبرار‪ ،‬ووطنييه‬ ‫األحرار‪ ،‬ونعيش لحظة مع هذا الماضي المشرق لعلنا نستلهم منه قبسا من نور يعلم أبناءنا سبل الكفاح‬ ‫والنضال من أجل النجاح وبلوغ المرامي‪ ،‬وكيفية النهوض بالدين والوطن‪ ،‬والتشبث بالقيم والمبادئ‪ ،‬والتحلي‬ ‫بالوطنية الصادقة‪ ،‬ويفتح األفق أمامهم للعمل من أجل غد أفضل‪.‬‬ ‫إن اإليمان الصادق وحب الوطن يبعثان في كل مواطن روح الجهاد التي التدع ألي مستعمر وال دخيل مكانا‬ ‫في بلدك‪ ،‬مهما كان قويا وطاغية‪ ،‬فالجهاد روح المواطنة وحب الوطن من اإليمان‪ ،‬و كيف ال يكون هذا الحب‬ ‫من اإليمان؟ وهو يدعو إلى الغيرة على الوطن‪ ،‬ودفع الضرر‬ ‫عنه‪ ،‬والذود عن حرمته‪ ،‬والسعي لجلب ما ينفعه ويسير به‬ ‫إلى األمام‪ ،‬وحفظ خيراته والحرص على نمائها‪ ،‬وصيانة‬ ‫تجهيزاته والعمل على تطويرها‪ ،‬والدفاع عنه في المجامع‬ ‫والملتقيات‪ ،‬والتعريف بأعمال أبنائه ومنجزاتهم ‪....‬‬ ‫فحب الوطن من اإليمان‪ ،‬واإليمان روح العقيدة‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬والجهاد من أجل الوطن سبيل المؤمن وطريقه‪،‬‬ ‫فهو إما أن يحيى حياة العز والكرامة التي أرادها اهلل سبحانه‬ ‫له‪ ،‬وإما أن يموت موت الشهداء‪ ،‬وهي ميتة العزة والكرامة‪،‬‬ ‫وهي كذلك حياة دائمة كما جاء عن النبي صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم « رباط شهر خير من صيام دهر‪ ،‬ومن مات مرابطا‬ ‫في سبيل اهلل أمن من الفزع األكبر وغدي عليه برزقه وريح‬ ‫من الجنة‪ ،‬ويجري عليه أجر المرابط حتى يبعثه اهلل عز‬ ‫وجل»‪ ،‬وكما جاء كذلك في حديث آخر‪ « :‬من مات مرابطا‬ ‫في سبيل اهلل أجري عليه عمله الصالح الذي كان يعمل‬ ‫وأجري عليه رزقه‪ ،‬وأمن الفتن‪ ،‬ويبعثه اهلل يوم القيامة آمنا‬ ‫من الفزع األكبر»‪.‬‬ ‫إن هذه الروح‪ ،‬الروح الجهادية هي روح العمل والبناء‪،‬‬ ‫فالجهاد‪ :‬بذل الجهد واستفراغ المجهود في كل شأن يرفع‬ ‫من قيمة الوطن والمجتمع ويعلي من شأنهما‪ ،‬فعندما تكون البالد مهددة باالستعمار يكون الجهاد في‬ ‫مجابهة المستعمر وفي النضال من أجل الحرية واالستقالل‪ ،‬وعندما تكون البالد آمنة مستقرة يكون الجهاد‬ ‫بالبناء والتعمير والحفاظ على المكتسبات‪ ،‬وتعليم األبناء وتهذيبهم وتربيتهم على المواطنة الصادقة‪ ،‬وبنشر‬ ‫الخير والتعاون على البر والتقوى‪ ،‬فمن فاته الجهاد األول فالباب أمامه مفتوحا لالنخراط في الجهاد الثاني ـ‬ ‫الجهاد األكبرـ من أجل الرقي واالزدهار والبناء والتشييد‪.‬‬ ‫إن كل أمة ال تأخذ نفسها بروح الجهاد ستبقى عرضة للمغير والمنتهب‪ ،‬للجهل والتخلف‪ ،‬للفقر والحاجة‪،‬‬ ‫وكل أمة ال يتعاون أبناؤها على الفالح والنجاح‪ ،‬وال يتبادلون الرأي والمشورة والنصيحة‪ ،‬وال يتماسكون‬ ‫ويعتصمون بحبل اهلل‪ ،‬ستتخطاها األمم ويفوتها الركب‪.‬‬ ‫فلنجعل من هذه الذكريات والمناسبات محطات للعبرة والتعلم‪ ،‬ودروسا في اإليمان والوطنية‪ ،‬ومنارات‬ ‫نهتدي بها في مسيرتنا من أجل بناء الغد األفضل بنفس الوطنية الصادقة‪ ،‬والنضال المستمر‪ ،‬والبطولة‬ ‫والجهاد الذي قاد آباءنا إلى الحرية واالستقالل‪ .‬سائرين على نهج الملك المجاهد جاللة الملك محمد الخامس‬ ‫الذي عاد من منفاه وانتهى من مرحلة التحرير لينهض مباشرة إلى الجهاد من أجل البناء والتعمير‪ ،‬وهي‬ ‫المرحلة التي استكملها بعزم وإصرار رفيقه في الجهاد فقيد المغرب الكبير جاللة الملك الحسن الثاني طيب‬ ‫اهلل ثراه محرر الصحراء وباني المغرب الحديث‪ ،‬وقد واصل تلك المشاريع واألعمال الكبرى جاللة الملك محمد‬ ‫السادس نصره اهلل معالجا ملفاتها برزانة وحكمة‪ ،‬مجاهدا من أجل اإلصالح والتجديد في التعليم واألسرة‪،‬‬ ‫وترسيخ الحريات العامة‪ ،‬والتضامن والتآزر واالجتماعي‪ ،‬وإعادة هيكلة الحقل الديني‪.‬‬

‫تدني المستوى الدراسي في العالم اإلسالمي‬ ‫وأسبـابـه (‪)2/2‬‬

‫يعاني عالمنا اإلسالمي ضمن ما يعانيه من مشكالت ما هو ملموس‬ ‫من ضعف حالة (التربية والتعليم) وهذه الحالة لها مظاهر كثيرة منها‬ ‫موضوع هذه المقالة‪.‬‬

‫*المشكلة باعتبارها ظاهرة اجتماعية‪:‬‬

‫إن العاملين في حقل التعليم والتدريس في العالم الثالث وخاصة العالم‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬يالحظون عن كثب ذلك التدهور البالغ واالنحطاط المرعب في‬ ‫مستويات الطالب الدراسية‪ ،‬وخصوصا منها األخالقية والفكرية والتربوية‪،‬‬ ‫فحينما يفحص األستاذ طالبه الجامعيين يتقابل مع مشهد محزن مؤلم‬ ‫جدا‪ ،‬من قلة معلوماتهم وتدني مستواهم‪ ،‬وضآلة ثقافتهم‪ ،‬وهذا سيأتي ـ‬ ‫فيما يؤول إليه األمر في مستقبل األيام ـ بخسائر فادحة ونتائج مرهقة في‬ ‫جميع الميادين العلمية والمعرفية والفكرية‪ ،‬ومجاالت الحياة االجتماعية‬ ‫عامة‪ ،‬وخصوصا منها اإلدارية والسياسية واالقتصادية‪ ،‬إلى جانب ما‬ ‫يهدر حاليا من الطاقات اإلنسانية البالغة على المؤسسات التعليمية‪ ،‬وما‬ ‫ينفق من الميزانيات الضخمة الباهظة على المشاريع الدراسية والتربوية‪،‬‬ ‫ولكن بدون أن تعود على الشعب واألمة بخير يذكر أو نفع يشكر‪ ،‬فيتوجب‬ ‫على جميع من يحس في قرارة نفسه بمسؤولية واهتمام نحو قضايا األمة أن يتدارك األمر قبل فوات أوانه‪ ،‬وأن‬ ‫يحزم قبل ضياع زمانه‪ ،‬وذلك بمزيد االعتناء بالقضية‪ ،‬والتركيز التام عليها بشتى الوسائل‪ ،‬ومنها اعتناء الجهات‬ ‫السياسية بها‪ ،‬وتحريض العلماء ورجال الفكر والثقافة‪ ،‬وعامة أرباب القلم عبر القنوات اإلعالمية على التوجه نحو‬ ‫الموضوع وبيان أفكارهم‪ ،‬وإبداء آرائهم تجاه هذه القضية التي هي أمس القضايا بمستقبل األمة‪ ،‬وأكبرها دورا‬ ‫في رفع شأنها‪ ،‬فعلى المسؤولين أن يكثفوا أوال جهودهم على تعرف األساليب التي أدت إلى هذا الحدث المرعب‪،‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫فإننا ما دمنا لم نعرف أسباب الحدث ولم نحددها‪ ،‬ال نستطيع أن نعالج‬ ‫القضية معالجة جذرية معمقة‪ ،‬بحيث تنفذ إلى جميع أبعادها التكوينية‪،‬‬ ‫لتكون مداواتنا مداواة صحيحة موفقة‪ ،‬إن تشخيص المرض نصف المداواة‪.‬‬ ‫فعلى كل أرباب الرأي والفكر في العالم اإلسالمي أن يبدوا آرائهم في مخارج‬ ‫القضية ومداخلها‪ ،‬وأسبابها ونتائجها المرهقة‪ ،‬وآثارها السيئة على المدى‬ ‫القريب والبعيد‪ .‬إن التعليم المعاصر الذي يتغذى في معظم بلدان العالم‬ ‫اإلسالمي من النظم العلمانية يعاني إخفاقا من ناحية أخرى هو أدهى وأمر‪،‬‬ ‫وهو اإلخفاق الذريع في تربية األجيال تربية رشيدة على الفضائل العلمية‪،‬‬ ‫والمحاسن اإلنسانية‪ ،‬والمعاني السامية‪ ،‬والكماالت البشرية‪ ،‬لكن نحن هنا‬ ‫ال نتناول القضية من هذه الزاوية‪ ،‬بل نتناولها من ناحية تدني المستوى‬ ‫الدراسي فحسب‪.‬‬ ‫إن قضية تدني المستوى الدراسي أصبحت ظاهرة اجتماعية مزمنة في‬ ‫معظم بلدان العالم اإلسالمي تنذر بخطر داهم‪ ،‬فإذا كان عدد الراسبين في‬ ‫بلد ما يفوق عدد الناجحين أضعافا مضاعفة‪ ،‬فمعناه أن جرس الخطر قد دق‬ ‫منذ أمد غير قليل‪ ،‬نعم إن لهذه القضية الداهمة أبعادا كثيرة وأسبابا جمة‪،‬‬ ‫تتطلب صرف جهود إنسانية كثيرة كما أشرنا سابقا حتى يتسنى لنا استقصاء هوية القضية بجميع جوانبها‪،‬فيمكن‬ ‫معالجتها معالجة سليمة حكيمة‪ ،‬علما أن أسبابها متنوعة مختلفة‪ ،‬منها سياسية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬عقلية‪ ،‬اجتماعية‪،‬‬ ‫جيو سياسية‪ ،‬بيولوجية‪ ،‬ومنها ما تنزل إلى مستويات أدنى كفقد البنية التحتية للدراسة الناجحة‪ ،‬ومنها فقدان‬ ‫ذهنية النقد الذاتي البناء لدى غالبية أرباب القلم‪ ،‬وعدم إمكانية تقبله لدى بعض الجهات اإلدارية‪ ،‬ومنها فقدان‬ ‫العقلية‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 22‬إلى ‪ 27‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪916‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫حدائق الأزاهر يف م�ستح�سن الأجوبة وامل�ضحكات‬ ‫واحلكم والأمثال واحلكايات والنوادر‬ ‫وهوكتاب جامع للحكم واألمثال والنوادروالحكايات‪،‬ألفه الفقيه األديب محمد بن محمد بن محمد أبو بكر ابن عاصم القيسي الغرناطي قاضي من فقهاء‬ ‫المالكية باألندلس توفي بمسقط رأسه غرناطة عن عمر السابعة والستين سنة (عام ‪ 829‬هـ الموافق ‪1426‬م)؛كان يجلد الكتب في صباه‪ ،‬وتقدم حتى‬ ‫ولي قضاء القضاة ببلده‪.‬‬ ‫وقد أخذ عن أعالم منهم‪:‬‬ ‫أبو إسحاق الشاطبي‪ ،‬وأبو عبد اهلل القيطاجي‪ ،‬وأبو عبد اهلل الشريف التلمساني‪ ،‬وأبو إسحاق ابن الحاج‪ ،‬وابن عالق‪ ،‬وخااله أبو بكر‪ ،‬ومحمد ولدا أبي القاسم‬ ‫بن جزي‪ ،‬وابن لب وغيرهم‪.‬‬ ‫وله من المؤلفات‪:‬‬ ‫ــ تحفة الحكام في نكت العقود واألحكام‪ (:‬أرجوزة في الفقه المالكي تعرف بالعاصمية)‪ ،‬شرحها جماعة من العلماء‪.‬‬ ‫ــ أراجيز في األصول والنحو والقراءات‪.‬‬ ‫وحدائق األزاهر في مستحسن األجوبة والمضحكات والحكم واألمثال والحكايات والنوادر (وهو الكتاب الذي سنتحف به القارئ الكريم عبر سلسلة‬ ‫حلقات)‪.‬‬

‫الحديقة الرابعة في الوصايا والحكم‬ ‫لما وجه ابن هبيرة مسلم بن سعيد إلى خراسان‪ ،‬قال له‪« :‬أوصيك بثالثة‪ :‬حاجبك؛ فإنه وجهك‬ ‫الذي تلقى به الناس‪ ،‬إن أحسن‪ ،‬فأنت المحسن‪ ،‬وإن أساء فأنت المسيء‪ ،‬وصاحب شرطنك؛ فإنه سوطك‬ ‫وسيفك‪ ،‬وحيث وضعتهما‪ ،‬وضعتهما‪ ،‬وعمال الفرد»‪ ،‬قال له‪« :‬وما عمال الفرد؟» قال‪« :‬أن تختار من كل‬ ‫كورة رجا ًال لعملك‪ ،‬فإن أصبت فهو الذي أردت‪ ،‬وإن أخطأت فهم المخطئون‪ ،‬وأنت المصيب»‪.‬‬ ‫قال معاوية‪« :‬إني ال أضع سيفي حيث يكفيني سوطي‪ ،‬وال أضع سوطي حيث يكفيني لساني‪ ،‬ولو‬ ‫أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت»‪ ،‬قيل له‪« :‬وكيف ذلك؟»‪ ،‬قال‪« :‬إذا مدوها أرخيتها‪ ،‬وإذا أرخوها‬ ‫مددتها»‪.‬‬ ‫قال عليه السالم‪« :‬من تواضع هلل رفعه»‪.‬‬ ‫قال بعض الحكماء‪« :‬كل ذي نعمة محسود عليها إال التواضع»‪.‬‬ ‫قال عبد الملك بن مروان‪« :‬أفضل الرجال من تواضع عن رفعة‪ ،‬وزهد عن قدرة‪ ،‬وأنصف عن قوة»‪.‬‬ ‫سئل بعض الحكماء‪« :‬أي األمور أشد تأييداً للعقل‪ ،‬وأيها أشد إضراراً له؟» فقال‪« :‬أشدها تأييداً له‬ ‫ثالثة أشياء‪ :‬مشاورة العلماء‪ ،‬وتجربة األمور‪ ،‬وحسن التثبت‪ ،‬وأشدها إضراراً به‪ :‬االستبداد‪ ،‬والتهاون‪،‬‬ ‫والعجلة»‪.‬‬ ‫قال بعض الحكماء‪« :‬ما كنت كاتمه عن عدوك التظهر عليه صديقك»‪.‬‬ ‫قال عمرو بن العاص‪« :‬ما استودعت رج ًال سراً‪،‬‬ ‫فلمته عليه إذا أفشاه؛ ألني كنت أضيق ص��دراً حين‬ ‫استودعته منه حين أفشاه»‪.‬‬ ‫حكى أسامة بن زيد قال‪« :‬كان النبي صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬إذا غزا أخذ طريقاً‪ ،‬وهو يريد أخرى‪ ،‬ويقول‪:‬‬ ‫الخرب خدعة»‪.‬‬ ‫عن مالك بن أنس قال‪« :‬كان مالك بن عبد اهلل‬ ‫الخثعمي‪ ،‬وهو على الطائفة‪ ،‬يقوم في الناس‪ ،‬كلما أراد‬ ‫أن يرحل‪ ،‬فيحمد اهلل ويثني عليه‪ ،‬ثم يقول‪ :‬إني آخذ‬ ‫بكم غداً‪ ،‬إن شاء اهلل‪ ،‬على موضع كذا وكذا فتفترق‬ ‫الجواسيس عنه بذلك‪ ،‬فإذا أصبح الناس سلك بهم‬ ‫طريقاً أخرى‪ ،‬وكانت الروم تسميه الثعلب»‪.‬‬ ‫قال عمرو بن معدي كرب‪« :‬الفزعات ثالث‪ ،‬فمن‬ ‫كانت فزعته في رجليه‪ ،‬فذاك الذي ال تقله رجاله‪ ،‬ومن‬ ‫كانت فزعته في رأسه‪ ،‬فذاك الذي يفر من أمه‪ ،‬ومن‬ ‫كانت فزعته في قلبه‪ ،‬فذاك الذي يقاتل»‪.‬‬ ‫قال النبي صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬إذا أتاكم كريم‬ ‫قوم فأكرموه»‪.‬‬ ‫وقال عليه السالم‪« :‬اصطناع المعروف يقي مصارع السوء»‬ ‫قال بعضهم‪« :‬إذا أقبلت الدنيا عليك‪ ،‬فأنفق منها؛ فإنها ال تفنى‪ ،‬وإذا أدبرت عنك‪ ،‬فأنفق منها؛‬ ‫فإنها ال تبلى‪ ،‬أخذ الشاعر هذا المعنى فقال‪:‬‬ ‫ال تـبخـلـن بـدنـيـا‪ ،‬وهي مقبـلــة‬

‫فليس ينقصهـا التبذيـر والسـرف‬

‫وإن تولت فأحرى أن تجــود بهــا‬

‫فالشكـر منها إذا ما أدبـرت خلـف‬

‫قال النبي صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬إذا أردتم أن تعلموا ما للعبد عند ربه‪ ،‬فانظروا إلى ما يتبعه من‬ ‫حسن الثناء»‪.‬‬ ‫وقال بعض أهل التفسير‪ ،‬في قوله تعالى فيما حكى عن إبراهيم عليه السالم‪( :‬واجعل لي لسان‬ ‫صدق في اآلخرين) أنه أراد حسن الثناء من بعد‪.‬‬ ‫وقال بعضهم‪« :‬إذا قصرت يداك عن المكافآت‪ ،‬فليطل لسانك بالشكر»‪.‬‬ ‫قال سهل بن هارون‪« :‬العقل رائد الروح‪ ،‬والعلم رائد العقل‪ ،‬والبيان ترجمان العلم»‪.‬‬

‫وقيل‪« :‬الروح عماد البدن‪ ،‬والعقل عماد الروح‪ ،‬والعلم عقاد العقل‪ ،‬والبيان عماد العلم»‪.‬‬ ‫قال األحنف بن قيس‪« :‬أحق الناس بالعفو‪ ،‬أقدرهم على العقوبة»‪.‬‬ ‫قال ابن سيرين‪« :‬العلم أكثر من أن يحاط به؛ فخذوا من كل شيء أحسنه»‪.‬‬ ‫وقيل ألبي عمرو بن العالء‪« :‬هل يحسن بالشيخ أن يتعلم؟»‪ ،‬قال‪« :‬إن كان يحسن به أن يعيش‪،‬‬ ‫فيحسن به أن يتعلم»‪.‬‬ ‫وقال عروة لبنيه‪« :‬اطلبوا العلم‪ ،‬فإن تكونوا صغار قوم ال يحتاج إليكم‪ ،‬فعسى أن تكونوا كبار قوم‪،‬‬ ‫ال يستغنى عنكم»‪.‬‬ ‫قال بعض الحكماء‪« :‬اقصد من أصناف العلم إلى ما هو أشهى لنفسك‪ ،‬وأخف على قلبك؛ فإن نفاذك‬ ‫فيه على قدر شهوتك له‪ ،‬وسهولته عليك»‪.‬‬ ‫وقال بعض الحكماء‪« :‬علم علمك من يجهل‪ ،‬وتعلم ممن يعلم؛ فإنك إذا فعلت ذلك حفظت ما‬ ‫علمت‪ ،‬وعلمت ما جهلت»‪.‬‬ ‫وقالوا‪« :‬العلم ثالثة‪ :‬حديث مسند‪ ،‬وآية محكمة‪ ،‬وال أدري»‪ .‬فجعلوا ال أدري من العلم‪ ،‬إذا كان صواباً‬ ‫من القول»‪.‬‬ ‫قالوا‪« :‬الحكمة إذا خرجت من القلب وقعت في القلب‪ ،‬وإذا خرجت من اللسان‪ ،‬لم تجاوز اآلذان»‪.‬‬ ‫وقال الحسن البصري‪« :‬لسان العاقل من وراء قلبه‪،‬‬ ‫فإذا أراد الكالم تفكر‪ ،‬فإن كان له قال‪ ،‬وإن كان عليه‬ ‫سكت‪ ،‬قلب األحمق من وراء لسانه‪ ،‬فإذا أراد أن يقول‬ ‫قال»‪.‬‬ ‫وقال عبد اهلل بن عمرو بن العاص‪« :‬من سئل عما‬ ‫ال يدري‪ ،‬فقال‪ :‬ال أدري فقد أحزر نصف العلم»‪.‬‬ ‫وقال عمر رضي اهلل عنه‪« :‬من لم ينفعه ظنه‪ ،‬لم‬ ‫ينفعه يقينه»‪.‬‬ ‫وسئل بعضهم‪« :‬من أحب بنيك إليك؟»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«الصغير حتى يكبر‪ ،‬والغائب حتى يرجع‪ ،‬والمريض‬ ‫حتى يفيق»‪.‬‬ ‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬ال تضعوا الحكمة‬ ‫عند غير أهلها فتظلموها‪ ،‬وال تمنعوها من أهلها‬ ‫فتظلموهم»‪.‬‬ ‫وف��ي الحديث‪« :‬خ��ذ الحكمة ول��و م��ن ألسنة‬ ‫المشركين»‪..‬‬ ‫وقال عليه السالم‪« :‬الحكمة ضالة المؤمن‪ ،‬يأخذها‬ ‫ممن سمعها‪ ،‬وال يبالي من أي وعاء خرجت»‪.‬‬ ‫وقال بقراط الحكيم‪« :‬العفو يفسد من اللئيم بقدر ما يصلح من الكريم»‪.‬‬ ‫ومن حكم البخالء ووصاياهم‪ ،‬قال أبو األسود الدؤلي‪« :‬إمساكك ما بيدك خير من طلبك ما بيد‬ ‫غيرك»‪.‬‬ ‫وقال بخيل‪« :‬لو أطعنا المساكين في أموالنا لكنا أسوأ حا ًال منهم»‪.‬‬ ‫وقال لهم‪« :‬ال تجادوا اهلل؛ فإنه أجود وأكرم‪ ،‬ولو شاء أن يغني الناس كلهم لفعل‪ ،‬ولكنه علم أن‬ ‫قوماً ال يصلحهم‪ ،‬وال يصلح لهم إال الغنى‪ ،‬وقوماً ال يصلحهم وال يصلح لهم إال الفقر»‪.‬‬ ‫وقال رجل من تغلب‪« :‬أتيت رج ًال من كندة أسأله‪ ،‬فقال‪ :‬يا أخا بني تغلب‪ ،‬إني‪ ،‬واهلل‪ ،‬لو مكنت الناس‬ ‫من داري لنقضوها طوبة طوبة‪ ،‬واهلل ما بقي بيدي من مالي وعرضي إال ما أمنعه من الناس»‪.‬‬ ‫وقيل لخالد بن صفوان‪« :‬مالك ال تنفق؛ فإ‪ ،‬مالك عريض؟»؛ فقال‪« :‬الدهر أعرض منه»‪ ،‬فقيل له‪:‬‬ ‫«كأنك تأمل أن تعيش الدهر كله؟»‪ ،‬قال‪« :‬ال‪ ،‬ولكني أخاف أال أموت في أوله»‪.‬‬ ‫وقال الجاحظ‪« :‬قلت لرجل‪ :‬أترضى أن يقال لك بخيل؟»‪ ،‬قال‪« :‬ال أعدمني اهلل هذا اإلسم؛ ألنه ال‬ ‫يقال لي‪ :‬بخيل‪ ،‬إال وأنا ذو مال‪ ،‬فسلم لي المال‪ ،‬وسمني بأي اسم شئت»‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪916‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)819‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 22‬إلى ‪ 27‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫“دراسات حول المغرب في العصر‬ ‫الوسيط”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫يعتبر الباحث اإلسباني غييرمو غوثالبيس بوسطو واحدا من بين أكثر المؤرخين‬ ‫ويقدم هذا الكتاب‪ ،‬الصادرة ترجمته العربية سنة ‪ ،2016‬في ما مجموعه ‪ 434‬من‬ ‫اإلسبان المعاصرين اطالعا على قضايا التاريخ المشترك بين إسبانيا والمغرب‪ .‬فبفضل‬ ‫الصفحات ذات الحجم المتوسط‪ ،‬صورة عن نسق االشتغال المنهجي الذي ولع به المؤلف‪.‬‬ ‫مساره المهني والعلمي الطويل والممتد في الزمن‪ ،‬استطاع أن يحقق تراكما هائال من‬ ‫فالعمل يعتمد على أمهات المصنفات التاريخية العربية‪ ،‬مثل كتابات ابن خلدون وابن‬ ‫األعمال المؤسسة التي أعادت النظر في الكثير من مسلمات المصنفات واإلسطوغرافيات‬ ‫حوقل وابن أبي زرع والبكري‪ ،‬إضافة إلى رصيد الكتابات األجنبية المجددة‪ ،‬مخضعا مادته‬ ‫اإليبيرية الكالسيكية‪ ،‬وفق جرأة معرفية مجددة ونزاهة فكرية استثنائية‪ ،‬نجحت في تجاوز‬ ‫لمقاربة مقارناتية وتحليلية‪ ،‬تعيد مساءلة الثوابت ومناقشة المسلمات المتوارثة‪ .‬وقد وزع‬ ‫الكثير من عوائق الكتابة التاريخية اإلسبانية حول المغرب وتحوالت ماضيه وإفرازات واقعه‪،‬‬ ‫المؤلف عمله بين محاور مركزية‪ ،‬اهتمت بتقديم دراسات حول قضايا قطاعية ومونوغرافية‬ ‫خاصة بماضي المغرب الوسيط‪ .‬وداخل هذا المسعى‪ ،‬تحضر منطقة الشمال‪ ،‬باعتبارها‬ ‫وهي العوائق التي ظلت وفية ألحكامها الجاهزة ولتنميطاتها المستنسخة حول هذا “الجار‬ ‫المقلق”‪ ،‬حسب التعبير األثير لبعض ٌ‬ ‫موجهة للكثير من معالم التحول الحضاري الذي عرفه المغرب خالل العصر الوسيط‪ ،‬خاصة‬ ‫األقالم اإلسبانية الراهنة‪ .‬لقد آمن غييرمو غوثالبيس‬ ‫في عالقته بجيرانه اإليبيريين‪ .‬في هذا اإلطار ‪ ،‬نجد تفاصيل مثيرة حول المغرب الروماني‪،‬‬ ‫بوسطو بحقيقة المشترك اإلسباني المغربي الممتد في الزمن والضارب في الجذور‬ ‫والفتح اإلسالمي‪ ،‬وإمارة النكور‪ ،‬والدار البيضاء خالل العصر الوسيط‪ ،‬ثم طنجة‪ ،‬وأصيال‪،‬‬ ‫والمستشرف آلفاق المستقبل‪ .‬فقرر السباحة ضد التيار‪ ،‬مستندا في ذلك إلى حس معرفي‪/‬‬ ‫والقصر الكبير‪ ،‬والقصر الصغير‪ .‬إلى جانب حرص واضح على تتبع مظاهر الحضور الموريسكي‬ ‫تربوي رفيع‪ ،‬وإلى روح نقدية لم تكن تجد أي حرج في خلخلة يقينيات الضمير الجمعي‬ ‫واألندلسي داخل الفضاء العام لمنطقة الشمال‪ ،‬وخاصة على مستوى التراث الثقافي المادي‬ ‫اإلسباني‪ ،‬وفي مساءلة األطروحات الكولونيالية الكالسيكية والمجددة التي ظلت تشتغل‬ ‫والرمزي‪ ،‬مثل الطبخ واللباس والتنظيم العمراني‪ .‬وبشكل مواز لهذه المحاور‪ ،‬اهتم المؤلف‬ ‫على قضايا ماضي المغرب وعلى إسقاطات ذلك على واقع العالقات الهشة التي أضحت تجمع‬ ‫بإبراز مكونات العامل السوسيولوجي‪-‬الديني في تاريخ المغرب‪ ،‬من خالل قضايا مفصلية‪،‬‬ ‫بين البلدين الجارين خالل زماننا الراهن‪.‬‬ ‫مثل اإلسالم الخوارجي‪ ،‬ووضع الشرفاء والزوايا‪ ،‬وامتداد حروب االسترداد في الذاكرة الجماعية‬ ‫وفي كل ذلك‪ ،‬ظل هذا الباحث يستند إلى زاد أكاديمي محترم‪ ،‬وإلى حب كبير للبلد‬ ‫المشتركة بالمغرب وبإسبانيا‪.‬‬ ‫الذي ولد فيه وقضى بين أحضانه فترات طويلة من عمره‪ ،‬فهو من مواليد مدينة سبتة سنة‬ ‫ولالقتراب من سقف الكتابة والنبش المؤطرين لمضامين الكتاب‪ ،‬يمكن أن نستدل‬ ‫‪ ،1916‬حصل على دكتوراه في القانون والتاريخ‪ ،‬ثم على اإلجازة في اللغات السامية وفي‬ ‫ببعض مما كتبه المؤلف في الفصل المعنون ب”أصيال في العصر الوسيط”‪ ،‬ففي ذلك اختزال‬ ‫القانون واالقتصاد‪ ،‬اشتغل في التعليم وفي مجال اإلشراف على المكتبة العامة اإلسبانية‬ ‫لمجمل الخصائص المنهجية التي حددنا معالمها أعاله‪ .‬يقول المؤلف‪“ :‬سواء أكان ذلك‬ ‫بتطوان لمدة زمنية طويلة امتدت بين سنتي ‪ 1935‬و‪ .1985‬كما أشرف من موقعه هذا على‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫حقيقة أم ال‪ ،‬ما أكده الجغرافي أبو عبيد البكري من القرن الحادي عشر الميالدي على أن مدينة‬ ‫إصدار دورية “دفاتر المكتبة اإلسبانية بتطوان” كمجلة متخصصة في التاريخ العربي‪ ،‬إلى جانب‬ ‫أصيال كانت موجودة في عهده‪ ،‬حديثة التأسيس‪ ،‬فإننا ال نتوفر في الحقيقة على معلومات عنها إلى غاية‬ ‫انخراطه في العديد من الهيآت العلمية اإلسبانية والدولية‪ ،‬وإصداره للعديد من األعمال التاريخية‬ ‫المتخصصة‪ ،‬مثلما هو الحال مع كتاب “الجمهورية األندلسية بالرباط في القرن السابع عشر”‪ ،‬وكتاب “الموريسكيون الفترة اإلسالمية‪ .‬ويمكننا الحديث عن أصيال بيقين تام في الحقبة اإلسالمية المعروفة اليوم “أرثيال” باإلسبانية‪.‬‬ ‫إن غالبية المؤرخين يقولون بأن أصيال‪ ،‬كانت قديما هي زيليس الرومانية‪ .‬ومع غياب بقايا اآلثار الرومانية المهمة‪،‬‬ ‫في المغرب”‪ ،‬وكتاب “المنظري الغرناطي مؤسس تطوان”‪ ،‬وكتاب سبتة‪ :‬بين البرتغال وإسبانيا”‪.‬‬ ‫ونظرا لهذه التجربة األصيلة في البحث وفي التنقيب وفي التأليف حول ماضي المغرب‪ ،‬استطاع المؤلف أن واعتبارات أخرى‪ ...،‬والتي ذهبت بباحث حديث إلى إنكار أن تكون المدينة ذات أصل روماني‪ .‬فمدينة زيليس كانت‬ ‫يحقق ارتباطا روحيا بالمغرب وبفضاءاته وبوجوهه‪ ،‬األمر الذي يسمح بالقول إنه أضحى مغربي الهوى‪ ،‬على مستوى حسب رأيه تقع في المساحة الشاسعة لبقايا األنقاض في أحد الغربية‪ ،‬المعروفة بأدميركوري‪ ،‬كان لها مدخل بحري‬ ‫اهتماماته وانشغاالته ومشاريعه‪ .‬ولعل هذا ما أدركته الكلمة التصديرية للكتاب موضوع هذا التقديم‪ ،‬عندما قالت‪ :‬عبر نهر تاهدارت‪ .‬صدقية هذه األطروحة تقوم على بعض المعطيات‪ ،‬كما حددها بطليموس بأنها كانت توجد داخل‬ ‫“ما هي الدوافع التي دعت باحث إسباني كبير مثل غييرمو غوثالبيس بوسطو إلى االهتمام بتاريخ المغرب الذي األراضي‪ ،‬وليست على الساحل‪ ،‬وذكرها ابن حوقل‪ ،‬جغرافي من القرن العاشر‪ ،‬بزلول‪ ،‬وهي إشارة إلى زيليس‪ ،‬كمدينة‬ ‫أحبه وعاش في أحضانه لمدة تزيد عن ستة عقود‪ ،‬حيث اتخذ من مدينة تطوان مقرا إلقامته مدرسا‪ ،‬وباحثا في رائعة شرق أصيال‪ ،‬واصفا إياها مباشرة كمدينة مختلفة عن مدينة أصيال‪ ...‬وحسب التسلسل التاريخي فإن الجغرافي‬ ‫تاريخ المغرب الذي استأثر به‪ ،‬وملك عقله‪ ،‬فكان خير نموذج للباحثين الموضوعيين الذي تناولوا تاريخ المغرب ابن حوقل‪ ،‬هو الذي يحدثنا عن المدينة المحاطة بسور حجري‪ ،‬في قمة جرف‪ ،‬كثير الحبوب في منطقته‪ .‬هذه الثروة‬ ‫جعلت منها مركزا للتسويق‪ .‬أما مياهها فعلى عكس زلول‪ ،‬تجلب من اآلبار‪ ،‬ويصفها بأنها مياه صافية وعذبة‪ ،‬ولكننا‬ ‫وإسبانيا‪.”...‬‬ ‫وعلى الرغم من أن كتاب “دراسات حول المغرب في العصر الوسيط” قد صدر في شكل دراسات متفرقة خالل نكرر‪ ،‬بأن أول من زودنا بوصف دقيق‪ ،‬محاوال تأريخ بداية المدينة‪ ،‬فهو البكري‪ ،‬المدينة التي نفصلها ذهنيا عن‬ ‫سبعينيات وثمانينات القرن الماضي‪ ،‬فإن تجميعها في هذا العمل‪ ،‬أضفى عليها راهنية أكيدة‪ ،‬ثم إن ترجمتها إلى زيليس الرومانية‪ ،‬يبدو أن البكري‪ ،‬لم يكن يتوفر على أدنى خبر عنها‪( ”...‬صص‪.)249-247 .‬‬ ‫وعلى هذا المنوال‪ ،‬تنساب حكاية أصيال‪ ،‬لتقدم متنا شيقا‪ ،‬بأفق رحب للتدقيق في التفاصيل‪ ،‬ولتحقيق المعطيات‬ ‫اللغة العربية بتوقيع لألستاذين إدريس الجبروني ومحمد القاضي‪ ،‬يشكل قيمة مضافة لمجال الدراسات التاريخية‬ ‫الوسيطية‪ ،‬خاصة منها تلك المهتمة برصد إبداالت العالقات المغربية اإليبيرية‪ ،‬وأشكال الحضور الموريسكي في والوقائع واألعالم المكانية والبشرية‪ ،‬ولتصحيح األخطاء التاريخية المتوارثة‪ ،‬عبر رسم معالم عطاء المدينة خالل‬ ‫الضفتين المتوسطتين‪ ،‬وآثار التبادل الثقافي واللساني واألنتروبولوجي بتعبيرات شتى عن قيمه المشتركة سواء مرحلة انتقال تاريخي وسيطي حاسم ببالد الغرب اإلسالمي الواسع والممتد بالضفتين الشمالية والجنوبية للبحر‬ ‫بالمغرب أم بإسبانيا‪ .‬ولعل من عناصر القوة في هذه األعمال‪ ،‬ارتكازها إلى أمهات المصادر العربية واإلسبانية‪ ،‬األبيض المتوسط‪ .‬وإذا أضفنا إلى ذلك‪ ،‬قوة الترجمة العربية لألستاذين الجبروني والقاضي‪ ،‬أمكن القول إن الكتاب‬ ‫وعلى رصيد هائل من المستندات غير المتداولة على نطاق واسع بالمغرب وبإسبانيا‪ ،‬األمر الذي سمح بتوفير مادة يشكل تعزيزا للمكتبة المغربية‪ ،‬وإضافة هامة‪ ،‬ال شك وأنها توفر عناصر التأمل الضرورية لتفكيك طالسم البحث‬ ‫مصدرية غنية ومتنوعة‪ ،‬مهدت إلجراء التدقيقات المطلوبة والتشريحات النقدية الضرورية المؤطرة لمثل هذه المونوغرافي والطوبونيمي والحضاري لمغرب قرون العصر الوسيط‪ ،‬وخاصة بمنطقة الشمال بامتداداتها اإلقليمية‬ ‫والجهوية والوطنية الواسعة‪.‬‬ ‫األعمال‪.‬‬

‫العرائش ‪ :‬انطالق الحملة اإلقليمية‬ ‫للترافع من أجل تحرير الفضاء العمومي‬ ‫يشهد إقليم العرائش‬ ‫وكباقي ت��راب المملكة‬ ‫ظ��اه��رة اح��ت�لال الملك‬ ‫العمومي‪ ،‬هذه الظاهــرة‬ ‫التي باتت تؤرق الجماعات‬ ‫ال��ت��راب��ي��ة ل��م��ا ل��ه��ا من‬ ‫انعكاسات سلبيــة‪ ،‬تعيــق‬ ‫السير والجوالن‪ ،‬وبالتالي‬ ‫تضرب بمصداقية جمــال‬ ‫مدننا‪ ،‬وتعطيهــا وجهـــا‬ ‫مشوها لسمعـة السياحــة‬ ‫سواء الداخلية منهـــا أو‬ ‫الخارجية‪ ،‬وتكرس تنامي‬ ‫الفوضى‪ ،‬وفي هذا اإلطار‬ ‫نظمت فعاليـات المجتمــع‬ ‫المدنـــي‪ ،‬الممثلـــة في‬ ‫الجمعيات‪ ،‬وبالتعاون مع إيكوديل ورابطة الدفاع عن حقوق اإلنسان‪ ،‬الحملة اإلقليمية للترافع من‬ ‫أجل تحرير الفضاءات العامة تحت شعار ‪ :‬من أجل تطبيق فعال ومنصف لقوانين وإجراءات حماية‬ ‫الفضاءات العمومية من طرف الجماعة الترابية»‪.‬‬ ‫في البداية قدم رئيس المجلس الجماعي محمد السيمو عرضا‪ ،‬تطرق فيه إلى مجمل اإلجراءات‬ ‫المتخذة من طرف المجلس الجماعي المتعلق بمشاريع أسواق القرب التي تجيب على إشكاالت الباعة‬ ‫المتجولين‪ ،‬مشيرا إلى أن الجماعة في إطار مخططاتها ستعنل على تأهيل ما تم إنشاءه مسبقا‬ ‫من أسواق القرب حتى تستوعب عددا أكبر كما هو الشأن بالنسبة لسوق المعسكر القديم وسوق‬ ‫بوشويكة‪.‬‬ ‫هذا وقد سبق عقد مثيل هذا اللقاء بمدينة العرائش وسيليها لقاء بالعوامرة‪ ،‬الهدف منها تفعيل‬ ‫مبدأ الديمقراطية التشاركية في معالجة ظاهرة احتالل الفضاءات العمومية بصفة عامة‪ ،‬وطرح حلول‬ ‫نابعة من المجتمع المدني وبشراكة مع المؤسسات المنتخبة‪.‬‬ ‫اللقاء كان مناسبة لعرض مجموعة من المواضيع تتعلق بالمرجعية القانونية لمهام السلطة‬ ‫اإلدارية للمجلس الجماعي ولرئيس المجلس‪ ،‬والمتمثلة في السند القانوني الذي يتيح من خالله‬ ‫للمجلس ورئيسه‪،‬التدخل لتنظيم المجال‪ ،‬ومناهضة احتالل الفضاءات العمومية‪ .‬وخالل مداخالت‬ ‫أعضاء فدرالية التجار بمدينة القصر الكبير‪ ،‬وممثلي بعض جمعيات الباعة الجائلين وبائعي الفواكه‬ ‫أجمع المتدخلون على ضرورة الحد من ظاهرة احتالل الملك العمومي عن طريق وضع حلول واقعية‪،‬‬ ‫تستجيب النتظارات التاجر‪ ،‬وكذلك البائع المتجول‪ .‬فيما ركز عدد من المتدخلين على المعالجة‬ ‫الحقوقية للظاهرة‪ ،‬والتي أساسها الحفاظ على كرامة المواطن‪ ،‬وكذلك عدم االنتقائية في طرح‬ ‫الحلول‪.‬‬ ‫كما نوهت المداخالت بمشاريع أسواق القرب كحل مبدئي‪ ،‬وأكدت بعض المالحظات على ضرورة‬ ‫إشراك الباعة المتجولين في طرح الحلول الممكنة‪ ،‬لكي ال يترك الباب مفتوحا الستفحال ظواهر‬ ‫وليدة‪ .‬كما كان لمنخرطي فدرالية التجار مالحظات تتعلق بحماية مصالح التاجر الذي أصبح مهددا‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫اختتام فعاليات ملتقى المضيق‬ ‫للكتاب والمؤلف‬

‫اختتمت يوم األحد ‪ 19‬نوفمبر الجاري الدورة الخامسة لملتقى المضيق للكتاب والمؤلف‪ ،‬الذي‬ ‫تنظمه كل سنة جمعية قدماء تالميذ ثانوية الفقيه داود التأهيلية بالمضيق‪ ،‬بدعم من عمالة‬ ‫المضيق الفنيدق‪ ،‬ومجلس العمالة ‪ ،‬ومجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬ووكالة إنعاش و تنمية‬ ‫أقاليم الشمال ‪ ،‬ومؤسسة طنجة المتوسط‪.‬‬ ‫هذا الملتقى الثقافي الذي انطلق يوم ‪ 11‬من نفس الشهر‪ ،‬واستمر أسبوعا‪ ،‬والذي اتخذ ساحة‬ ‫كورنيش المدينة فضاء له‪ ،‬اشتمل على عدة أروقة تمثل أهم دور النشر ببالدنا‪ ،‬وكذا مشاركة بعض‬ ‫دور النشر العربية‪ ،‬ومؤسسات وطنية ودولية‪.‬‬ ‫وقد تميزت الدورة الخامسة بالقيمة العلمية للكتب المعروضة‪ ،‬وخاصة الحديثة الصدور‪.‬‬ ‫واعترافا من المنظمين بما قدمه للثقافة المغربية عموما واألمازيغية على وجه الخصوص‪ ،‬من‬ ‫خالل أبحاثه وخدماته العلمية الجليلةيحتفي الملتقى في دورته الحالية باألكاديمي وعالم اللسانيات‬ ‫المغربي الدكتور أحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة األمازيغية‪. ،‬‬ ‫و عرف الملتقى تنظيم ندوة فكرية حول موضوع «المجتمعات العربية مجتمعات تتغير»‬ ‫بمشاركة كل من األساتذة الباحثين منير السعيداني من تونس‪ ،‬ومحمد عبد الوهاب رفيقي و تاج‬ ‫الدين الحسيني من المغرب‪ .‬كما استضاف الملتقى كل من الروائي والمفكر المغربي حسن أوريد‬ ‫لتوقيع روايته «سينترا «بمشاركة الباحث حفيظ هروس‪ ،‬واألديب والمفكر عبد اإلله بنعرفة حيث تم‬ ‫تقديم روايته «الجنيد ألم المعرفة» بمشاركة الناقد أنس الخمال‪.‬‬ ‫كما كان الملتقى على موعد مع الشاعرة إكرام عبدي تحدثت خالله عن تجربتها الشعرية‬ ‫بمشاركة الشاعر والناقد محمد العناز‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى تم تنظيم ورشات تثقيفية تنوعت بين ورشة للحكي وأخرى للتصوير الفوتوغرافي‬ ‫وورشة للتشكيل والصباغة‪.‬‬

‫م ‪.‬ح‬


17

2017 ‫ نوفمرب‬27 ‫ �إلى‬22 ‫الثالثاء‬

)384( ‫لعبة السودوكو‬ ‫أصل اللعبة‬

ً �‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

: ‫املوقع الإلكرتوين‬ www.achamal.com ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ : ‫المدير المسؤول‬

‫عبد احلــق بخــات‬ : ‫مدير النشر ورئيس التحرير‬

‫عزيـز گنـونـي‬ : ‫هيئة التحرير‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬

‫ كانت معروفة منذ الثمانينيات‬،»SUDOKU« ‫لعبة السودوكو اليابانية األصل‬ .2005 ‫ إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة‬،‫في اليابان‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

)Nikagiru Sujiwa Dokushin( ‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية‬ ‫ وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬.‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‬ .Nikol

‫كيف تلعبها؟‬

‫ وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬،‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‬ ‫ وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬،‫منطقة مكونة من تسع خانات‬ ‫ حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬،9 ‫ إلى‬1 .‫ وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‬،‫أو السطر أو القطر‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫ ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬،‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‬ .‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‬

:‫اإلخراج والتصفيف‬

‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ : ‫واإلشهار‬

‫ زنقـة عمــر بــن‬،‫ مـكـــرر‬7 ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

05.39.94.57.09 : ‫الربيد الإلكرتوين‬

info@achamal.com achamal2000 @gmail.com : ‫سحب من هذا العدد‬

‫ �آالف ن�سخــة‬10 :‫التوزيع‬

Sapress ‫�سبـريــ�س‬ 99/10 :‫الإيداع القانوين‬ :‫ك‬.‫م‬.‫د‬.‫ر‬

I.S.S.N : 1114-1832

‫حل السودوكو‬ 384 ‫رقم‬

‫علمنا بمزيد من األسى واأللــم بوفاة المرحوم‬ ‫ الذي‬،‫ الشاب ربيــع محمد الزواق‬،‫بكرم اهلل وعفـــوه‬ ،‫ بالديار البلجيكية‬،‫ سنة‬39 ‫وافتــه المنية عن سن‬ ‫ بعد مرض عضال لم يمهله‬،2017 ‫ نوفمبر‬3 ‫يوم‬ .‫طويال‬ ‫ بمقبـــرة‬،‫وقـد ووري التراب في اليــوم الموالــي‬ ،‫ بعمالـة الفحص أنجرة‬،‫«الجلســـة» بمدشــر الرمــان‬ .‫ بتجزئة البرانص‬،‫بعد صالة الظهر بمسجد القدس‬ ‫ نتقدم بأحر عبارات‬،‫وبهذه المناسبة األليمة‬ POLI� ‫التعازي والمواساة إلى أرملتــه السيدة مريم الزواق اإليطاليــة المسلم ة‬ ،‫ هيتم وحمزة وإلى والده الحاج محمد الزواق‬،‫ مارية‬،‫ وإلى أوالده رحمة‬SINO ‫ وإلى كافة األهل واألصهار‬،‫ وبوحديد والبغيل‬،‫ وعائالت الزواق والعلمي‬،‫اللنجري‬ ‫ داعين لهم جميعا بالصبر والثبات وللفقيد العزيز بالرحمة والغفران وأن‬،‫واألحباب‬ ‫ وحسن‬،‫ ويسكنه فسيح جناته مع النبيين والشهداء والصالحين‬،‫يكرم اهلل مثواه‬ .‫أوالئك رفيقا‬

TRAVAUX BERABHA BLV DE FES RUE D’EGYPTE N°9 BIS TANGER RC N°79405 TANGER Avis de modification

»‫«جريدة ال�شمال‬

: ‫الفاكــ�س‬

‫رحم اهلل الشاب ربيع محمد الزواق‬

ANNONCES LEGALES ET ADMINISTRATIVES

‫محمد طارق بخات‬

05.39.94.30.08 06.22.45.30.67

)‫(�صدق اهلل العظيم‬

»‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون‬

: ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة‬

: ‫الهاتــف‬

916 ‫العدد‬

‫سرعة المالحظة‬

.‫ حاول أن تهتدي إليها‬،‫ اختالفات‬7 ‫بين الصورة واألصل‬

Dénomination sociale : TRAVAUX BERABHA Forme : SARL AU Siège social : BLV DE FES RUE D’EGYPTE N°9 BIS TANGER RC N°79405 TANGER Aux termes d’une assemblée générale extraordinaire en date du 04/10/2017. L’associé unique a décidé de transférer le siège social de la société qui était à BLV DE FES RUE D’EGYPTE N°9 BIS TANGER à l’adresse suivante NOUR GH4-31 IMM 2 N°39 DOUAR BNIT OUZIN TANGER. L’article N°5 des statuts a été modifié, en conséquence. Le dépôt légal a été effectue effectué au registre du commerce et des sociétés de Tanger sous le N°5705 en date du 24/10/2017. Pour avis et mention. ------------------------------------------------

STE TULKARAM SARL RC N° 94993 LOTISSEMENT SALIMA RUE 22 KAISSARIAT SALIMA N°18 Tanger

Au terme d’un acte sous seing privé enregistrée le 07/11/2017 à Tanger, il a été formé une société à responsabilité limitée dont les caractéristiques sont les suivantes : Dénomination : TULKARAM SARL … Objet social : Agence immobilière Services administratifs Service de visa Ecriture publique Acheter, vendre et louer tout l’immobilier Construction, Gestion de bâtiment, peinture et revêtement de sol. - En général, toutes les transactions commerciales, industrielles, financières, mobilières et immobilières, directement ou indirectement liées aux éléments cidessus, ou susceptibles de favoriser la réalisation et le développement de l’entreprise. Siege social : LOTISSEMENT SALIMA RUE 22 KAISSARIAT SALIMA N°18 Tanger. Capital social : est fixé à 100.000 dhs divisé en 1000 parts de 100,00 dhs chacune, souscrite par : Mr Younes Ibrahimi 500 parts soit 5.000 dhs. Mr Najib Bouchaib 500 parts soit 5.000 dhs. Durée : 99 ans Année social : Du 1er janvier au 31 décembre sauf la 1er année qui commence date d’enregistrement. Gérance : Mr Younes Ibrahimi et Mr Najib Bouchaib Registre de commerce : la présente société est immatriculée au registre de commerce de Tribunal de commerce de Tanger sous n° 197445 le 09 novembre

EL HAMDOUNI BUSINESS SARL AU SOCIETE A RESPONSABILITE LIMITEE A ASSOCIE UNIQUE AU CAPITAL DE 10 000,00 DIRHAMS QUARTIER BOUCHTA RUE 10 N° 5 BIR CHIFA TANGER

Constitution d’une société à responsabilité limite

I / Qu’aux termes d’un acte sous seing privé, il a été établi les statuts d’une société à responsabilité limitée, dont les principales caractéristiques sont les suivantes : L’ ASSOCIE UNIQUE Mr EL HAMDOUNI BILAL, né LE 26/05/1984 à Tanger, titulaire de la CIN N°: LB151313. Domicilié à AV IBN HAITAM RESD MAHMOUDIA 1TANGER DENOMINATION : La société prend la dénomination de: «EL HAMDOUNI BUSINESS» SARL AU OBJET SOCIAL : • La commercialisation et la distribution de tous produits, matières, matériels, de quelques natures que ce soit. • Et plus généralement, toutes opérations commerciales, financières, mobilières, ou immobilières, pouvant se rattacher directement ou indirectement, en partie ou en tout, à l’une ou à l’outre des opérations sus indiquées pouvant faciliter, développer ou favoriser l’activité de la société. SIEGE SOCIAL : Il est fixé au : QUARTIER BOUCHTA RUE 10 N° 5 BIR CHIFA TANGER DUREE DE LA SOCIETE : Elle est fixée à quatre vingt dix neuf années entières et consécutives à compter de la date d’immatriculation de la société au registre du commerce, sauf en cas de prorogation ou dissolution anticipée. CAPITAL SOCIAL ET REPARTITION : Il est fait à la société, par l’associé unique, un apport en numéraires qui s’élève à dix mille dirhams (10 000,00) GERANCE DE LA SOCIETE : La société sera gérée par Mr EL HAMDOUNI BILAL, pour une durée illimitée. SIGNATURE : La société sera engagée sur tous les actes et documents la concernant par la signature du gérant unique Mr EL HAMDOUNI BILAL. EXERCICE SOCIAL : Il commence le premier janvier et se termine le trente et un décembre de chaque année. Quant au premier exercice, il s’achèvera le trente et un décembre 2017. BENEFICES : Sur les bénéfices, il est fait un prélèvement de 5 % pour la constitution des fonds de réserve légale, le solde restant est laissé à l’affectation jugée utile par les associés. II/ La société a été immatriculée au registre de commerce de la ville de TANGER en date du17/11/2017, sous le numéro 85 145 du registre analytique. POUR EXTAIT ET MENTION Le Gérant


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 916‬ـ الثالثاء ‪� 22‬إلى ‪ 27‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫نظرة تاريخية حول التربية‬ ‫البدنية‪)2( :‬‬

‫التربـية البدنـية في الشرق األدنى القديم‬ ‫لقد كانت للحضـارات القديمة كأشــور وبابل وسوريـة‬ ‫وفلسطين وفارس‪ ،‬نقطـة تحول في تاريخ التربية البدنية‪،‬‬ ‫فبينما كانت األهداف بالصين والهند مقصورة أساسا على‬ ‫األمور الدينية والذهنية‪ ،‬نجد أن البلدان السالفة الذكر لم‬ ‫تكن تتقيد بمجتمـع راكـد أو بطقوس دينيـة‪ ،‬ولكن على‬ ‫العكس من ذلك‪،‬حيث كان أهل هذه البالد يعتقدون في‬ ‫«الحياة الكاملة المليئة»‪ ،‬وهذه البلدان بالخصوص كانت‬ ‫فيها التربية البدنية دافعا من الناحية الحربيــة‪ ،‬من أجل‬ ‫تكوين جيوش قوية شديدة البأس ‪ ،‬وهذه بعض من مظاهر‬ ‫التربية في هذه البلدان‪.‬‬

‫مصر ‪ :‬كان الشبـــاب المصري يتربى بأسلوب يتميــز‬ ‫بالنشاط البدني المتعدد ‪ ،‬فمنذ بدء فترة اليافاعة كان الصبية‬ ‫يتدربون على استعمــال مختلــف أسلحـــة الحرب ‪ :‬كالنشاب‬ ‫والقوس والبلطــة الحربية والصولجــان‪ ،...‬وكانوا مطالبين‬ ‫باالشتراك في تمرينات بدنية وأنشطة أخرى من أجل مرونة‬ ‫الجسم وتقويته وبلوغه درجة كبيرة من الجلد وقوة التحمل‪،‬‬ ‫يميزها كثرة المشي والجري والوثب والمصارعة و ّلـف حول‬ ‫النفس والقفز‪.‬‬ ‫بالد فارس ‪ :‬حوالي سنة ‪ 529‬ق ‪ .‬م حكمت اإلمبراطورية‬ ‫الفارسية المنطقة التي يشار إليها اليوم باسم الشر ق األدنى‪،‬‬ ‫ويعزى النجاح الكبير الذي حققه الملك «سيروس» في حمالته‬ ‫إلى الروح المعنوية القوية‪ ،‬واللياقة البدنية الكبيرة والعالية‬ ‫لجنوده ‪ ،‬وكان المتبع في بالد فارس ‪ :‬أن تأخذ الدولة جميع‬ ‫األطفال الذكور من بيوتهم عند بلوغهم السادسة ‪ ،‬للتدريب‬ ‫الذي كان يشتمل على بعض أوجه النشاط مثل ‪( :‬الجري‪.‬‬ ‫المقلع‪ .‬التصويب بالسهم‪ .‬وقذف الرمح‪ .‬وركــوب الخيــل‬ ‫والصيد والمشي الكثير) كما كان عليهم أن يواجهوا كل‬ ‫الصعاب دون شكوى ‪ ،‬وبالطبع اعتبر التدريب الذهني عديم‬ ‫الفائدة في دولة ال تعتمد في تحقيق طموحها إال على جيش‬ ‫قوي ‪ ،‬وفي هذا المثال نرى نموذجا لتربية البدنية وقد تحولت‬ ‫إلى وسيلة لتوسع االستعماري ‪.‬‬ ‫منقول لالستفادة‬

‫لم‬

‫يسبق لي أن سمعت الناخب الوطني هيرفي رينارد يحمل مسؤولية تعادل‬ ‫أو هزيمة‪ ،‬واية نتيجة سلبية لحقت بالمنتخب‪ ،‬بالالعبين‪ .‬هذا المدرب ال‬ ‫يتهرب من المسؤولية‪ .‬بل أنه في غالب األحيان يحمل نفسه المسؤولية إلخراج‬ ‫الالعبين من الضغط‪ .‬حتى أنه حين تحدث لالعبين قبل المباراة األخيرة أمام‬ ‫ساحل العاجل‪ ،‬والتي أسعدت ماليين المغاربة‪ ،‬قال «الفوز لالعبين والهزيمة‬ ‫لي‪ »..‬إنها قمة التواضع واالحترافية‪ .‬وفي اتحاد طنجة‪ ،‬وال مجال للمقارنة طبعا‪،‬‬ ‫خرج المدرب الزاكي في أكثر من مناسبة بتحميل خط دفاع الفريق تارة وحارس‬ ‫المرمى تارة أخرى مسؤولية النتائج السلبية للفريق في بعض المباريات‪ ،‬آخرها‬ ‫التعادل أمام حسنية أكادير الذي حمل فيه الحارس رضا التكناوتي المسؤولية‪.‬‬ ‫ولم نسمع المدرب الزاكي يوما يقول «انا المسؤول» على طريقة المدربين الكبار‪،‬‬ ‫وكم من مرة سمعناها من غوارديوال ومورينيو وآخرين لتجنيب العبيهم الضغط‬ ‫واإلحباط‪ .‬لكن الزاكي يرفض االعتراف رغم أن مسؤوليته في النتائج السلبية‬ ‫للفريق ثابتة وهو المسؤول عن االنتدابات‪ .‬لالسف‪.‬‬

‫سيرخيو راموس‪...‬‬ ‫عميد ريال مدريد ومنتخب ال روخا‬

‫• باب الريال مفتوح أمام نيمــار‪ ،‬و كريستيانــو‬ ‫يختلق األعذار‬ ‫• • «أتمنى اللعب دائمًا مع أفضل الالعبين‪ ،‬وبالطبع نيمار من‬

‫األفضل‪ .‬أعتقد َّ‬ ‫أن انضمامه لنا من باريس سان جيرمان‪ .‬سيكون‬ ‫أسهل من أن يأتي قادمًا من برشلونة مباشرة‪ .‬بالطبع هذا القرار‬ ‫شخصي ويرجع لالعب‪ ،‬وال أحد يدري ما يحدث في المستقبل‪ ،‬لكن‬ ‫أعتقد َّ‬ ‫أن مدريد يترك بابه دائمًا مفتوحًا له‪ ،‬ولديَّ عالقة جيدة للغاية‬ ‫معه»‪ .‬وأبدى راموس‪ ،‬عدم اتفاقه مع ما صرح به زميله كريستيانو‬ ‫رونالدو حين قال إن ريال مدريد بات أضعف عقب رحيل الثالثي بيبي‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫واعتبر‪ ‬أن المهاجم يستغل رحيل‬ ‫وخاميس رودريجيز‪ ،‬وألفارو موراتا‪.‬‬ ‫هؤالء في محاولة الختالق األعذار‪ .‬وقال‪« :‬لست متف ًقا مع كريستيانو‬ ‫في أن الفريق أصبح أقل قوة‪ .‬هذا يبدو لي رأي استغاللي‪ ،‬لم يفكر‬ ‫أحد بهذه الطريقة حين فزنا بكأسي السوبر اإلسباني واألوروبي»‪.‬‬ ‫وتابع «ال أشعر أنني أفتقد أح��دًا‪ .‬لقد فزنا بكل شيء بالالعبين‬ ‫الموجودين‪ .‬الفريق تغير‪ ،‬لكن بعض الالعبين يضيفون أشياء وآخرين‬ ‫يضيفون أشياء أخرى»‪ .‬وعن قلة أهداف كريستيانو‪ ،‬قال راموس «أعرف‬ ‫كريستيانو منذ وقت طويل‪ ،‬وأعلم حجم طموحاته‪ ،‬وأعرف شعوره‪،‬‬ ‫وكيف يعود لمنزله غاضبًا إذا لم يسجل»‪ .‬وأضاف «ربما ما قام به لم‬ ‫يكن التصرف األفضل (عدم االحتفال مع إيسكو)‪ .‬البعض قد ال يعجبه‬ ‫ذلك‪ .‬لكن بالنسبة لي ال يهمني من سيسجل‪ ،‬ولو كان نافاس‪ .‬لكنها‬ ‫حقيقة أن كريستيانو له دور آخر‪ ،‬وأهداف أخرى‪ ،‬مثل الكرة الذهبية»‪.‬‬ ‫ولم يحتفل كريستيانو مع إيسكو‪ ،‬الذي سجل الهدف الثالث في مرمى‬ ‫الس بالماس‪ ،‬بعدما لم يتجه له الالعب مباشرة عقب إحراز الهدف‪،‬‬ ‫خاصة وأنه كان من صناعة الدون‪.‬‬

‫• الريال ليس في أزمة و قميص المنتخب يعجبني‬ ‫• • وردا على سؤاله عما إذا كان يعتقد َّ‬ ‫أن الريال يمر بأزمة حاليًا‪،‬‬

‫أكد‪« :‬لقد منينا بهزيمتين متتاليتين في التشامبيونز ليج‪ ،‬والليجا لكن‬ ‫األمر ال يستدعي الذعر أيضًا‪ .‬يجب أن نتعلم ونواصل التحسن»‪ .‬وعن‬ ‫إمكانية تحقيق انتفاضة بالليجا‪ ،‬والفوز بها رغم تفوق برشلونة بـ‪8‬‬ ‫نقاط «لم نفقد نقاطا هامة‪ .‬الطريق ال يزال طويال‪ ،‬وسوف نتعافى»‪،‬‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫مذكرًا بأنه «يجب األخذ في االعتبار المواجهتين التي ستجمع بيننا‬ ‫مع برشلونة»‪ .‬وفيما يتعلق بالمدرب الفرنسي زين الدين زيدان‪،‬‬ ‫أبرز راموس أن «الموهبة التي كان يتمتع بها كالعب حافظ عليها‬ ‫كمدرب»‪ .‬وأشار «لقد تعلم من أنشيلوتي إدارة الفريق‪ ،‬ثم اعتمد‬ ‫فلسفة التناوب التي لم يكن أحد يثق بها‪ ،‬لكنها نجحت‪ .‬فض ًال عن‬ ‫قربه من الالعبين»‪ .‬وأضاف أن «إدارة فريق ما ال تقتصر دائمًا على‬ ‫المستوى التكتيكي فحسب‪ ،‬بل أيضًا تعتمد على العالقة مع الالعبين‪.‬‬ ‫حين يعطيك المدرب ترى نفسك مجبورًا على رد الجميل»‪ .‬وتحدث‬ ‫راموس خالل المقابلة عن قميص منتخب إسبانيا الجديد الذي أثار‬ ‫جدال واسعا في البلد األوروب��ي‪ ،‬وقدمه الالعبون رسميا أمس‪ ،‬عبر‬ ‫التقاط صورة جماعية رسمية‪ .‬واختير اللون األحمر للقميص الجديد‬ ‫للمنتخب‪ ،‬لكن المشكلة تكمن في األلوان الثالثة التي تظهر على‬ ‫يمين هذا القميص بشكل رأسي‪ ،‬وهي األحمر‪ ،‬واألصفر‪ ،‬واألزرق‪.‬‬ ‫ويرى الكثير من الجماهير أن درجة اللون األزرق في القميص أقرب‬ ‫إلى األرجواني‪ ،‬ما أعاد لألذهان العلم الخاص بالجمهورية اإلسبانية‬ ‫الثانية الذي كان يحمل اللون األحمر‪ ،‬واألصفر‪ ،‬واألرجواني‪ .‬وقال قائد‬ ‫«ال روخا»‪« :‬القميص يعجبني‪ .‬عقب كل ما قيل‪ ،‬الجماهير لها الحق‬ ‫في إبداء رأيها ويجب احترام ذلك‪ ،‬لكن فوق كل شيء القميص يتركز‬ ‫دائمًا على النتائج»‪ .‬وأوضح «أتذكر أنَّنا ارتدينا قميصًا أبيض كان‬ ‫جمي ًال‪ ،‬ثم تعرضنا لبعض النتائج السيئة فتم سحبه من األسواق»‪.‬‬ ‫وأضاف ساخرًا «أنا أحب اللون األرجواني‪ ،‬لكنني لم أختره للقميص»‪.‬‬

‫• صمت «مؤقت» لبيكيه‬ ‫ً‬ ‫ضاحكا «إنه‬ ‫• • وعن صمت بيكيه على غير العادة‪ ،‬أكد راموس‬

‫في حالة هدوء‪ ،‬لكننا ال نعرف إلى متى سيستمر هذا الهدوء»‪ .‬وأضاف‬ ‫«مدافع برشلونة يعلم أن أي شيء سيقوله سيتم إلقاء الضوء عليه‬ ‫بشكل كبير‪ ،‬ولن يكون األمر مريحًا‪ ..‬يجب أن نفعل كل ما بوسعنا‬ ‫لنحافظ على األجواء‪ .‬صافرات االستهجان كانت غير ضرورية وليست‬ ‫جيدة»‪ .‬وعن المنتخب تحت إمرة المدرب جولين لوبيتيجي‪َّ ،‬أكد راموس‬ ‫أن األمور تسير «بشكل جيد للغاية‪ ،‬المنتخب استعاد السيطرة التي‬ ‫كان يتمتع بها في السابق‪ .‬لقد تقدمنا خطوة لألمام على المستوى‬ ‫التكتيكي»‪.‬‬

‫الفيفا يختار لينكر لتقديم‬ ‫قرعة مونديال ‪2018‬‬

‫أعلن االتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يوم الجمعة أن مهاجم المنتخب اإلنجليزي‬ ‫السابق جاري لينكر والصحفية الرياضية الروسية ماريا كوماندنيانا سيقدمان مراسم‬ ‫سحب قرعة بطولة كأس العالم ‪ 2018‬بروسيا‪ .‬وقال لينكر في تصريحات نشرها‬ ‫«الفيفا» في بيان بموقعه على اإلنترنت‪« :‬كالعب‪ ،‬كنت محظوظا بالمشاركة مرتين‬ ‫في نهائيات كأس العالم»‪ .‬وأضاف‪« :‬إنه أمر من نوع خاص أن أشارك مجددا في‬ ‫بطولة أخرى‪ ،‬ولكن اآلن من خالل المنصة للكشف عن نتائج القرعة»‪ .‬وتابع‪:‬‬ ‫«كنت من قبل أجلس في الجهة المقابلة كالعب بانتظار من هم المنافسين الذين‬ ‫سأواجههم‪ ،‬وأعلم ألي مدى هذه اللحظة مؤثرة»‪ .‬وسيقود لينكر ‪ /56‬عاما‪ /‬مراسم‬ ‫سحب القرعة في قصر الكرملين بالعاصمة الروسية موسكو في أول ديسمبر المقبل‪،‬‬ ‫رغم أنه كان من أشد المنتقدين للفيفا في أعقاب قضية الفساد‪ ،‬كما انتقد فوز قطر‬ ‫بحق استضافة مونديال ‪.2022‬‬


‫العدد ‪916‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫الملك يهنئ أعضاء المنتخب الوطني بمناسبة‬ ‫التأهل إلى نهائيات كأس العالم بروسيا ‪2018‬‬

‫الثالثاء ‪� 22‬إلى ‪ 27‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫‪19‬‬

‫الليغا‬ ‫بريد‬ ‫أخبار الليغا‬ ‫بالغ اللجنة المركزية التأديبية‬

‫‪ ‬بعث صاحب الجاللة الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى‬ ‫أعضاء المنتخب الوطني لكرة القدم‪ ،‬بمناسبة التأهل إلى نهائيات‬ ‫كأس العالم ‪ 2018‬التي ستحتضنها فدرالية روسيا االتحادية‪.‬‬ ‫وقال جاللة الملك في هذه البرقية‪ ،‬وفقا للموقع الرسمي‬ ‫للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم «وبعد‪ ،‬فقد تتبعنا‪ ،‬بكل ابتهاج‬ ‫واعتزاز‪ ،‬تأهل المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم إلى نهائيات‬ ‫كأس العالم ‪ 2018‬التي ستحتضنها فدرالية روسيا االتحادية‪ ،‬مسجال‬ ‫بذلك صفحة جديدة في سجل أمجاد كرة القدم الوطنية»‪.‬‬ ‫وأضاف جاللة الملك «أمام هذا اإلنجاز الرياضي الرائع‪ ،‬الذي‬ ‫أدخل الفرحة والسرور في نفوس المغاربة قاطبة‪ ،‬يسعدنا أن نعرب‬ ‫لكافة مكونات المنتخب الوطني‪ ،‬العبين ومدربا‪ ،‬وطاقما تقنيا‬ ‫وطبيا‪ ،‬ولمسيري وأطر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬عن‬ ‫أحر تهانئنا‪ ،‬مقرونة ببالغ تقديرنا لما بذلوه من جهود طيلة أطوار‬ ‫اإلقصائيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم»‪.‬‬ ‫كما أشاد جاللته‪ ،‬على وجه الخصوص‪ ،‬بـ»األداء المتميز والروح‬ ‫الرياضية والتنافسية العالية لالعبي المنتخب الوطني‪ ،‬الذين أبانوا‬ ‫عن غيرة وطنية صادقة‪ ،‬فأبدعوا وأمتعوا الجماهير الرياضية‪ ،‬وأحيوا‬ ‫لديها أمال بطعم اليقين في إنجازات تضاهي ما حققته األجيال‬ ‫السابقة التي ساهمت في تعبيد الطريق أمام الحضور المتألق لكرة‬ ‫القدم اإلفريقية في منافسات نهائيات كأس العالم»‪.‬‬

‫وجاء في البرقية «إذ نجدد لكم أزكى عبارات التهاني والتبريك‪،‬‬ ‫لندعو اهلل تعالى لكم بموصول التوفيق وبمزيد من العطاء والتألق‬ ‫في مختلف الملتقيات القارية والدولية‪ ،‬مشمولين بسابغ عطفنا‬ ‫وموصول رضانا»‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬في أعقاب المباراة التي جمعت السبت الماضي‬ ‫المنتخب الوطني لكرة القدم بنظيره من كوت ديفوار‪ ،‬هنأ صاحب‬ ‫الجاللة الملك محمد السادس‪ ،‬نصره اهلل ‪ ،‬بحرارة عناصر الفريق‬ ‫الوطني بعد التأهل إلى مونديال ‪ .2018‬وتحدث جاللة الملك هاتفيا‬ ‫إلى مدرب المنتخب الوطني هيرفي رونار وعميد الفريق المهدي‬ ‫بنعطية حيث عبر لهما عن سروره بعد اإلنجاز الكبير الذي حققه‬ ‫المنتخب الوطني‪ ،‬معربا جاللته عن تهانيه الصادقة لالعبين وللطاقم‬ ‫التقني واإلداري الذين أعطوا أفضل ما لديهم وأنهوا بذلك مسارا‬ ‫ممتازا توج بهذا االنجاز الكبير‪ .‬وبعد أن عبر جاللة الملك عن ارتياحه‬ ‫لألداء من مستوى عال الذي أبان عنه الالعبون المغاربة ‪ ،‬حرص‬ ‫جاللته على اإلشادة بالروح الرياضية العالية التي تحلى بها الجمهور‬ ‫المغربي الذي شجع فريقه بحماس منقطع النظير وأعطى بذلك‪ ‬ذلك‬ ‫أفضل مثال لشباب مغربي متألق على الدوام‪ .‬وفي األخير عبر صاحب‬ ‫الجاللة عن متمنياته للفريق الوطني باالستمرار في نفس األداء بعد‬ ‫أن رفع عاليا العلم الوطني وكان بذلك محط فخر واعتزاز كل الشعب‬ ‫المغربي‪.‬‬

‫اآلالف جابوا شوارع طنجة احتفاء بتأهل‬ ‫األسود إلى نهائيات روسيا ‪2018‬‬

‫اجتمعت اللجنة المركزية التأديبية التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬يوم‬ ‫الثالثاء الماضي وأصدرت القرارات التالية‪:‬‬ ‫ توقيف ياسين واكيلي‪ ،‬العب فريق سريع واد زم لمدة سنة‪ ،‬مع تغريمه ‪ 10‬آالف درهما‪،‬‬‫لبصقه على الحكم المساعد في المباراة التي جمعت بين الراسينغ الرياضي وسريع واد زم‪،‬‬ ‫لحساب الجولة ‪ 7‬من البطولة الوطنية االحترافية اتصاالت المغرب ‪ /‬القسم األول‪.‬‬ ‫ توقيف بوعزة رواني‪ ،‬المعد البدني لفريق الكوكب المراكشي‪ ،‬لمدة ‪ 4‬مباريات اثنتان‬‫منها موقوفتا التنفيذ‪ ،‬مع غرامة مالية قدرها ‪ 4‬آالف درها‪ ،‬الحتجاجاته الشديدة على الحكم‬ ‫المساعد في المباراة التي جمعت فريقه بأولمبيك اسفي لحساب الجولة ‪ 7‬من البطولة‬ ‫الوطنية االحترافية اتصاالت المغرب ‪ /‬القسم األول‪.‬‬ ‫ توقيف الالعب ماتيس كاسي‪ ،‬العب فريق أولمبيك اسفي لمباراة واحدة‪.‬‬‫ توقيف الالعب نايف أكرد العب فريق الفتح الرياضي لمباراة واحدة‪.‬‬‫ تغريم الجمعية الرياضية للقوات المسلحة الملكية (الجيش الملكي)‪ ،‬مبلغ ‪ 35‬ألف‬‫درهما‪ ،‬وذلك لرفع جماهيره الفتة تُسئ لجماهير الفريق المنافس‪ ،‬وذلك خالل اللقاء الذي‬ ‫جمع بين الجيش الملكي والرجاء الرياضي لحساب ذهاب نصف نهائي كأس العرش وكذا‬ ‫لرميه الشهب االصطناعية داخل الملعب‪.‬‬ ‫ تغريم نادي الرجاء الرياضي مبلغ ‪ 5000‬درهما‪ ،‬وذلك الستعمال جماهيره للشهب‬‫االصطناعية خالل اللقاء الذي جمع بين الجيش الملكي والرجاء الرياضي لحساب ذهاب نصف‬ ‫نهائي كأس العرش ‪.‬‬ ‫ تغريم نادي أولمبيك خريبكة‪ ،‬مبلغ ‪ 10.000‬درهما‪ ،‬وذلك لرمي جماهيره للشهب‬‫االصطناعية داخل الملعب أدى إلى توقيف اللقاء الذي جمع بين أولمبيك خريبكة والفتح‬ ‫الرياضي لحساب الجولة ‪ 7‬من البطولة الوطنية االحترافية اتصاالت المغرب ‪ /‬القسم األول‬ ‫لمدة ‪ 30‬ثانية‪.‬‬ ‫ تغريم نادي مولودية وجدة‪ ،‬مبلغ ‪ 15‬آالف درهما القتحام ‪ 6‬من جماهيره أرضية ملعب‬‫الشرفي بمدينة وجدة‪ ،‬خالل اللقاء الذي جمعه بالنادي القنيطري‪ ،‬برسم الجولة ‪ 7‬من البطولة‬ ‫الوطنية االحترافية اتصاالت المغرب ‪ /‬القسم الثاني‪.‬‬ ‫ توقيف كوفي ماهند‪ ،‬العب فريق المغرب الرياضي الفاسي‪ ،‬لمدة ‪ 3‬مباريات نافذة‪ ،‬مع‬‫غرامة مالية قدرها ‪ 2000‬درهما‪ ،‬وذلك لضربه الخصم بدون كرة في المباراة التي جمعت‬ ‫فريقه بنادي شباب بنجرير‪ ،‬لحساب الجولة ‪ 9‬من البطولة الوطنية االحترافية اتصاالت المغرب‬ ‫‪ /‬القسم الثاني‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫فريق دينامو القنيطرة لكرة القدم داخل القاعة‬ ‫يحرز كأس العرش‬ ‫فاز فريق دينامو القنيطرة لكرة‬ ‫القدم داخل القاعة بكأس العرش‪،‬‬ ‫عقب فوزه بنتيجة ثالثة أهداف مقابل‬ ‫هـدف واحــد في اللقــاء الذي جمعــه‬ ‫مساء الخميــس ‪ 16‬نونبــر ‪2017‬‬ ‫بفريق شباب خريبكة‪ .‬وسجل أهداف‬ ‫فريق دينامو القنيطـرة في هـــذه‬ ‫المباراة النهائية كل من عثمان مزو‬ ‫ومروان جمال وبالل بقال بينما وقع‬ ‫الهدف الوحيد لفريق شباب خريبكة الالعب خالد أوطيب‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫فريق الجيش الملكي لكرة القدم النسوية‬ ‫يفوز بكأس العرش‬ ‫لم تختلف مدينة طنجة عن غيرها من باقي مدن المملكة وهي‬ ‫تعيش أجواء استثنائية وفرحة عارمة احتفاء بزئير األسود بقلب ساحل‬ ‫العاج‪.‬‬ ‫بداية االحتفال انطلقت من مقاهي مدينة طنجة والبيوت التي‬ ‫اجتمع فيها الطنجاويون أسرا واصدقاء‪ ،‬عاشوا لحظات تاريخية ومشاعر‬ ‫رائعة‪ ،‬بعد ضمان تأشيرة العبور إلى نهائيات كاس العالم بروسيا ‪2018‬‬ ‫بفضل فوز تاريخي بهدفي نبيل درار والمعطي بنعطية‪.‬‬ ‫وما أن أطلق الحكم الغامبي‪ ،‬باكاري كاساما‪،‬صافرة النهاية حتى‬ ‫أفرغت المقاهي والبيوت‪ ،‬وخرجت حشود غفيرة للشوارع ضاربة موعدا‬ ‫مع احتفال للتعبير عن فرحتها بهذا اإلنجاز التاريخي للكرة المغربية‪،‬‬ ‫انطلق من ساحة االمم كالعادة ‪ ،‬باعتبارها نقطة تالقي وتجمع الجماهير‬ ‫الطنجاوية التي قدمت من مختلف مناطق وأحياء طنجة‪ .‬وبعد أقل من‬ ‫نصف ساعة عن انتهاء المباراة حتى أصبح شارع محمد الخامس ممتلئا‬ ‫عن آخره‪ ،‬وانطلقت االحتفاالت بحضور اآلالف من الراجلين‪ ،‬وسيارات‬ ‫مزينة باألعالم الوطنية‪ ،‬وعبرت هذه الجماهير عن فرحة انتظرتها لما‬ ‫يناهز ‪ 20‬سنة‪ ،‬بالتحديد منذ تأهل األسود إلى مونديال فرنسا سنة‬ ‫‪ 1998‬ليتجدد الموعد مع التأهل إلى مونديال روسيا ‪ ،2018‬الذي ضمنه‬ ‫األسود بفوز رائع أحرزوه بقلب ملعب فيليكس هوفويت بوانيي بأبيدجان‪.‬‬

‫ولم تخرج طرق وأساليب االحتفال عن عادتها من خالل زغاريد‬ ‫النساء التي تعالت في الشوارع‪ ،‬وحمل األعالم الوطنية وترديد شعارات‬ ‫تمجد هذا اإلنجاز الرائع الذي طالما انتظروه‪ ،‬و إطالق منبهات السيارات‪،‬‬ ‫وترديد النشيد الوطني وأهازيج‪ ،‬تعبيرا عن الفرحة وإشادة بأداء أسود‬ ‫األطلس‪ .‬سيما أن الجماهير خالل هذه المباراة‪ ،‬رغم تفاؤلها بتأهل‬ ‫األسود قبل المباراة بفعل الظروف اإليجابية التي سبقتها‪ ،‬إال أن ال أحد‬ ‫كان يتوقعه بالصورة التي قدمها المنتخب أداء ونتيجة‪ ،‬والسيطرة على‬ ‫أجواء المباراة والتقدم الكبير خارج الميدان وأمام منتخب عمالق من حجم‬ ‫ساحل العاج‪ ،‬بعدما كان الجميع ينتظر مباراة صعبة وتأهال بشق األنفس‬ ‫بتحقيق نقطة التعادل التي تؤهلنا‪.‬‬ ‫ولهذا تعدت االحتفاالت هذه المرة شارع محمد الخامس لتمتد‬ ‫إلى شوارع أخرى متفرقة بالمدينة‪ ،‬ضمنها مالبطا‪ ،‬مرقالة‪ ،‬شارع بلجيكا‬ ‫وشوارع أخرى‪.‬‬ ‫وتجندت والية أمن طنجة للسهر على السير العادي لهذه‬ ‫االحتفاالت من خالل اإلشراف الشخصي لوالي أمن طنجة بنشر عناصر‬ ‫شرطة المرور واألمن العمومي على مدارات طرقية استراتيجية والشوارع‬ ‫التي احتضنت االحتفاالت التي استمرت إلى ساعات متأخرة من الليل‪.‬‬

‫قرعة روسيا ‪ ...2018‬المغرب في التصنيف الرابع‬

‫سيكون المنتخب المغربي ضمن التصنيف الرابع في قرعة كأس العالم ‪ ،2018‬التى ستقام في فاتح دجنبر المقبل بقصر «الكرملين»‬ ‫بموسكو‪ ،‬وبالتالي فلن يواجه المنتخبات التي توجد معه في نفس التصنيف‪.‬‬ ‫ويضم التصنيف الرابع بصفة رسمية‪ ،‬منتخبات المغرب واليابان وكوريا الجنوبية والسعودية وبنما‪ ،‬مع احتمال انضمام صربيا ونيجيريا‬ ‫في انتظار ما ستسفر عنه مباريات السد بين المنتخبات األوروبية وقال االتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» إن ‪ 32‬منتخبا سيتم توزيعها على ‪4‬‬ ‫مستويات‪ ،‬حيث يتم اختيار أفضل ‪ 7‬منتخبات في التصنيف العالمي إلى جانب البلد المنظم روسيا في المستوى األول‪ ،‬على أن يتم وضع أفضل‬ ‫‪ 8‬منتخبات التي تليها في التصنيف العالمي في المستوى الثاني‪ .‬وتم التعرف على المنتخبات السبعة األولى في التصنيف‪ ،‬وهي ألمانيا والبرازيل‬ ‫والبرتغال واألرجنتين وبلجيكا وبولندا وفرنسا من ضمن ‪ 23‬منتخبا ضمنوا التأهل لنهائيات روسيا‪ .‬ويأتي المنتخب اإلسباني في التصنيف الثاني‬ ‫إلى جانب منتخبات إنجلترا وكولومبيا والمكسيك وأوروغواي وسويسرا‪.‬‬

‫فاز فريق الجيش الملكي لكرة‬ ‫القدم النسوية بلقب كأس العرش‬ ‫عقب فوزه بنتيجة ‪ 7‬أهداف مقابل ال‬ ‫شيء في المباراة التي جمعته بفريق‬ ‫نادي أولمبيك أسفــي مساء يــوم‬ ‫الخميس ‪ 16‬نونبر ‪ . 2017‬وعرفــت‬ ‫هذه المباراة التي أقيمت على أرضية‬ ‫ملعب أبو بكر عمار بمدينة سال‬ ‫حضور فوزي لقجع‪ ،‬رئيس الجامعة‬ ‫الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬إلى‬ ‫جانب أحمد أحمد رئيس اإلتحاد اإلفريقي لكرة القدم‪ .‬وتناوب على تسجيل أهداف فريق‬ ‫الجيش الملكي لكرة القدم النسوية في هذه المباراة كل من ابتسام الجريدي ‪( ‬الدقائق ‪1‬‬ ‫و ‪ 82‬و‪ ،)84‬ونجاة بدري (الدقيقتان ‪ 14 ‬و‪) 19‬وحنان أيت الحاج (الدقيقة ‪ ) 48‬وغزالن شباك‬ ‫(الدقيقة ‪.)40‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫المنتخب الوطني لالعبين المحليين ينهزم أمام غامبيا‬ ‫في مباراة ودية‬

‫انهزم المنتخب الوطني لالعبين‬ ‫المحليين بهدفين لهدف واحد في‬ ‫المباراة الودية التي جمعته مساء يوم‬ ‫االثنين ‪ 13‬نونبر ‪ 2017‬بالمنتخب‬ ‫الغامبي‪ .‬وسجــل الهــدف الوحيــد‬ ‫للمنتخب الوطني لالعبين المحليين‬ ‫في هذه المباراة الودية التي أقيمت‬ ‫بالملعب الكبير لمدينــة مراكــش‬ ‫الالعب أحمد حمــودان في الدقيقة‬ ‫‪ .44‬وتدخل هذه المباراة الودية في إطار استعدادات المنتخب الوطني لالعبين المحليين‬ ‫لمنافسات» الشان» التي ستجرى ببالدنا ما بين شهري يناير وفبراير من عام ‪.2018‬‬


‫العدد ‪916‬‬

‫الثالثاء ‪� 22‬إلى ‪ 27‬نوفمرب ‪2017‬‬

‫األعياد الثالثة المجيدة‬ ‫«عيد العـودة» ‪ 16‬نوفمبر‬ ‫«عيد االنبعاث» ‪ 17‬نوفمبر‬ ‫«عيد االستقالل» ‪ 18‬نوفمبر‬

‫أطلت علينا أعيادنا المجيدة الثالثة‪ ،‬من جديد‪،‬‬ ‫هذا العام‪ ،‬تحمل إلينا عبرا تاريخية رائعة‪ ،‬تذكرنا‬ ‫بأمجادنا التاريخية‪ ،‬كشعب غيور على أصالته‪ ،‬متعلق‬ ‫بثوابته الوطنية والدينية‪ ،‬صادق في مواقفه القومية‪،‬‬ ‫مسارع إلى التضحية بالنفس والنفيس‪ ،‬وفاء‬ ‫اللتزاماته األخالقية‪ ،‬إزاء من وقف إلى جانبه‪ ،‬وشد‬ ‫أزره وعانق أحالمه وسبقه إلى التصدي لكل عدوان‬ ‫للنيل من عزته ومناعته وكبريائه‪.‬‬ ‫تخليد الذكرى الثانية والستين‪ ،‬ألعياد العودة‬ ‫واالنبعاث واالستقالل‪ ،‬التي تجسد واحدة من أهم‬ ‫معارك الشعب المغربي دفاعا عن حريته واستقالله‬ ‫ووحدة أراضيه‪ ،‬وشموخ عرشه‪ ،‬رمز عزته وكرامته‬ ‫وسؤدده‪ ،‬مناسبة مثلى للوقوف عند إخالص هذا‬ ‫الشعب األبي وصدقه واستقامته ووفائه لمثله العليا‪،‬‬ ‫حين قام قومة رجل واحد‪ ،‬يواجه االستعمار الغاشم‪،‬‬ ‫وهو األعزل إال من إيمانه بحقه وبمشروعية قضيته‪،‬‬ ‫دفاعا عن مليكه الذي تفاعل بقوة مع مطامح شعبه‪،‬‬ ‫وتقدم الصفوف في مواجهة شجاعة لقوة الظلم‬ ‫والبطش‪ ،‬متبنيا مطالب شعبه في الحرية واالستقالل‪،‬‬ ‫رافضا لكل مهادنة أو مساومة‪ ،‬غير عابئ بالمؤامرات‬ ‫والدسائس والمكائد التي كان يبيتها خصوم الشعب‬ ‫من الخونة والعمالء والمتآمرين‪.....‬‬ ‫وهي مناسبة أيضا لتدبر مسيرات الشعب‬ ‫المغربي في رفضه الشديد لالستعمار‪ ،‬بكل أشكاله‪،‬‬ ‫ومناهضته لمعاهدة الحماية سنة ‪ ،1912‬التي فجرت‬ ‫المقاومة الوطنية في الحواضر و البوادي‪ ،‬في الريف‬ ‫كما في األطلس‪ ،‬فكانت معركة أنوال المجيدة‪ ،‬في‬ ‫شمال المملكة‪ ،‬التي ألهمت ثورات أخرى لتندلع‬ ‫معارك «الهري»‪ ،‬و«بوغافر»‪ ،‬و «بوفكران»‪ ،‬وغيرها‬ ‫من المعارك التي لقن فيها المجاهدون القوات‬ ‫االستعمارية دروسا قوية في المقاومة والصمود‪.‬‬ ‫األعياد المجيدة الثالثة‪ ،‬مناسبة أيضا لتذكير‬ ‫الجيل الصاعد بأمجاد شعبه وأمته‪ ،‬والملحمات التي‬ ‫خاضها المغاربة منذ قيام الدولة المغربية على يد‬ ‫المولى إدريس األكبر‪ ،‬من أجل فرض وجوده في‬ ‫محيطه وفي العالم‪ ،‬كقوة سياسية وعسكرية مهابة‬ ‫الجانب‪ ،‬وكروضة من رياض العلم والمعرفة أشعت‬ ‫على العالم قرونا‪ ،‬وساهمت بفعالية في خدمة‬ ‫البشرية‪.‬‬ ‫لقد وثقت عودة محرر المغرب محمد الخامس‪،‬‬ ‫نور اهلل ضريحه‪ ،‬بعد نفي غاشم ظالم بكورسيكا‬ ‫ومدغشقر‪ ،‬دام عامين وشهرين وسبعة وعشرين‬ ‫يوما‪ ،‬النتصار إرادة الشعب والملك‪ ،‬في الحرية‬ ‫واالنعتاق‪ ،‬وفي استرجاح حق المغرب الذي ما كان‬ ‫أن يضيع‪ ،‬ووراءه شعب قوي صنديد‪ ،‬وملك ثائر‬ ‫عنيد‪ ،‬واجه االستعمار بعزم ال يلين‪ ،‬حين أعلن من‬ ‫منبر «طنجة العلوية»‪ ،‬في عاشر أبريل سنة ‪،1947‬‬ ‫أن «حق المغرب لن يضيع وال يضيع» وأكد تشبث‬ ‫المغرب شعبا وملكا بحقه في االستقالل والحرية‬ ‫ووحدة أراضيه وبهويته ومقوماته الدينية والوطنية‬ ‫وطموحه إلى االنتساب للجامعة العربية‪.‬‬ ‫عودة الملك الشرعي لعرشه وبلده وشعبه‪،‬‬ ‫شكلت أيضا حدثا تاريخيا حاسما في معركة الحرية‬ ‫واالستقالل‪ ،‬بعد فترة المقاومة المسلحة‪ ،‬لتبدأ‬ ‫مرحلة النضال السياسي بقيادة نخبة من شباب‬ ‫المغرب المثقف‪ ،‬المناضل‪ ،‬المؤمن بعدالة «القضية‬ ‫الوطنية»‪ ،‬الواعي بخبايا وأسرار السياسات العالمية‬ ‫بين الحربين الكونيتين األولى والثانية‪ ،‬وبأساليب‬ ‫«اللعبة السياسية» العالمية‪ ،‬تلك الكوكبة من‬ ‫زعماء الحركة الوطنية‪ ،‬التي كان يقودها كل من‬ ‫محمد بن الحسن الوزاني‪ ،‬وعالل الفاسي‪ ،‬والشيخ‬ ‫محمد المكي الناصري‪ ،‬وعبد الخالق الطريس‪ ،‬الذين‬ ‫نقلوا المعركة إلى قلب باريس وسويسرا ومدريد‬

‫األخيرة‬

‫ونيويورك‪ ،‬ونجحوا في عرض «القضية المغربية»‬ ‫في المحافل السياسية العالمية ‪ ،‬بل إنهم أوصلوا‬ ‫هذه القضية إلى منظمة عصبة األمم التي سبقت‬ ‫منظمة األمم المتحدة إلى الوجود‪ ،‬بعد نهاية الحرب‬ ‫العالمية الثانية‪ ،‬ضدا على االستعمار الفرنسي‬ ‫ودسائسه‪.‬‬ ‫فكانت كتلة العمل الوطني التي انبثقــت عنهــا‬ ‫حركة القوميين المغاربة (حزب الشورى واالستقالل)‬ ‫والحزب الوطني‪( ،‬حزب االستقالل)‪ ،‬وتشكل بعدها‬ ‫حزب الوحدة المغربية وحــزب اإلصالح الوطنــي‬ ‫بالمنطقة الخليفية‪ ،‬وأصدرت األحزاب الوطنية صحفا‬ ‫باللغات العربية والفرنسية واإلسبانية واإلنجليزية‪،‬‬ ‫في ما بعــد‪ ،‬كجريدة «عمـــل الشعب» و«المغرب‬ ‫الجديد» و«الثقافة المغربيـــة»‪ ،‬لحــزب الشــورى‬ ‫واالستقالل‪ ،‬وجريـــدة «العلـــم» لحزب االستقالل‪،‬‬ ‫وجريدة «الوحدة المغربية» لحزب الشيــخ المكي‬ ‫الناصري‪ ،‬وجريدة «األمة»‪ ،‬لحزب اإصالح‪ ،‬وغيرها من‬ ‫المنشورات والمطبوعات التي كانت تصب جميعها‬ ‫في معركة الحرية واالستقالل والوحدة‪ ،‬والتي توجت‬ ‫بتقديم وثيقة المطالبة باالستقالل من طرف الحزب‬ ‫الوطني وشخصيات مستقلة‪ ،‬في ‪ 11‬يناير ‪ 1944‬إلى‬ ‫الملك محمد الخامس وإلى سلطات الحماية وإلى‬ ‫الممثليات الدبلوماسية بالمغرب ‪ ،‬كما قـدم حزب‬ ‫الشورى واالستقالل بعد يومين من هذا التاريخ‪،‬‬ ‫عريضة المطالبة باالستقالل‪ ،‬إلى الملـك محمــد‬ ‫الخامس‪ ،‬بعد أن اعترض االستقالليون على القبول‬ ‫بتوقيع الشوريين على وثيقة ‪ 11‬يناير‪ ،‬كما جاء على‬ ‫لسان المناضل الشوري الراحل األستاذ عبد الهادي‬ ‫بوطالب أحد أهرامات النضال السياسي والثقافي‬ ‫والفكري بالمغرب‪ ،‬وفي «ذكريات ومذكرات» الزعيم‬ ‫الشوري الكبير الحاج أحمد معنينو‪.‬‬ ‫وكانت الحركـــة الوطنيــة بشمــال المغــرب‪،‬‬ ‫الواقعة تحت نفوذ خليفة السلطان موالي الحسن‬ ‫بن المهدي‪ ،‬اإلسماعيلي‪ ،‬قد قدمت ‪ ،‬قبل وثيقتي‬ ‫الرباط‪ ،‬وثيقة المطالبة باالستقالل سنة ‪ ،1931‬كما‬ ‫أن الجبهة القومية الوطنية بالشمال‪ ،‬قدمت ‪ ،‬عاما‬ ‫قبل وثيقة الرباط‪ ،‬وثيقة مشتركة بين حزب اإلصالح‬ ‫الوطني وحزب الوحدة المغربية للمطالبة باالستقالل‪،‬‬ ‫تسلمها القصر الخليفي بتطوان‪ ،‬كما تسلمتها‬ ‫سفارات الدول األجنبية في طنجة‪ ،‬التي كانت تعيش‬ ‫نظاما دوليا تحت سيادة سلطان المغرب‪ ،‬تتولى‬ ‫اإلشراف عليه بالتداول‪ ،‬كل من فرنسا وإسبانيا‬ ‫والبرتغال‪ ،‬وبريطانيا العظمى‪ ،‬وإيطاليا‪ ،‬وبلجيكا‪،‬‬ ‫وهولندا‪ ،‬والسويد‪ ،‬والواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬ ‫ورغم االضطهاد والعنف الممارس على الحركة‬ ‫الوطنية‪ ،‬المتمثل في سجن وإبعاد ونفي زعماء‬ ‫األحزاب الوطنية‪ ،‬فإن الشعب أصر على الصمود‬ ‫والمقاومة والنضال‪ ،‬حتى انتهى األمر بالمستعمر إلى‬ ‫االعتراف بهزيمته‪ ،‬وبأن ال مناص من عودة الملك‬ ‫الشرعي إلى عرشه‪ ،‬واالعتراف بحق المغرب في‬ ‫الحرية واالستقالل ‪.‬‬ ‫تلك هي رمزية األعياد الثالثة المجيدة‪« :‬عيد‬ ‫العودة» في ‪ 16‬نوفمبر ‪ ،1955‬و«عيد االنبعاث» في‬ ‫‪ 17‬نوفمبر ‪ ،1955‬و«عيد االستقالل» (‪ 18‬نوفمبر‬ ‫‪ .)1955‬ووفاء من الشعب لجهاد محرره وباني دولته‬ ‫الحديثة‪ ،‬وقائد تحرره وانبعاثه‪ ،‬جاللة الملك الراحل‬ ‫محمد الخامس نور اهلل ضريحه‪ ،‬فقد جعل من عيد‬ ‫جلوس جاللته (‪ 19‬نوفمبر ‪ ،)1927‬رمز وطنيا لعيد‬ ‫االستقالل الذي الذي تضمنه تصريح ‪ 2‬أبريل سنة‬ ‫‪ ،1956‬بالنسبة للمنطقة السلطانية و ‪ 7‬أبريل من‬ ‫نفس السنة‪ ،‬بالنسبة للمنطقة الخليفية‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫فضاء األنثى ‪:‬‬

‫ٌ‬ ‫محكمة‪ ‬تن�صف و�أخرى‬ ‫تدين‪ ...‬والق�ضية‬ ‫واحدة‪ :‬ثبوت البنوة‬

‫‪ -‬بقلـم ‪:‬‬

‫�سم ّيــة �أمغـار‬

‫تفاءل دعاة إصالح المجتمع خيرا بحكم المحكمة االبتدائية‬ ‫بطنجة‪ ،‬الصادر في ‪ 30‬يناير الماضي والقاضي بثبوت نسب طفلة‬ ‫«طبيعية»‪ ‬لوالدها البيولوجي‪ ،‬وحكمت بتعويض للمشتكية من‬ ‫جراء إنجاب نتج عن عالقة غير «شرعية»‪..‬‬ ‫حكـم ابتدائيـة طنجـة اعتمـد على عدد من االتفاقيات الدولية‬ ‫المتعلقة بحقوق الطفل التي صادق عليهــا المغرب‪ ،‬حين أقــر ‪ ‬حق الطفل‬ ‫الطبيعي في معرفــة والديه و االنتساب إليهمــا‪ ،‬األمر الذي اعتبر اجتهادا‬ ‫استثنائيا غير مسبوق ‪ ،‬اعتمد ‪ ‬الخبرة الجينية في اإلقرار بثبوت ‪ ‬العالقة‬ ‫الجينية بين الطفلة ووالدها البيولوجي‪ .‬الحكم ميز في ذلك بين أحكام‬ ‫النسب والبنوة‪ ،‬حيث رفضت المحكمة طلب المشتكية بإلزام والد الطفلة‬ ‫بتحمل نفقة البنت‪ ،‬معللة رفضها بأن النفقة من أثار‪ ‬النسب «الشرعي»‪،‬‬ ‫وهذا األمر ال يمنع من إلزام المدعى عليه بدفع تعويض للمدعية نتيجة‬ ‫مساهمته في إنجاب طفلة خارج «اإلطار الشرعي»‪ .‬وكان طبيعيا أن يثير‬ ‫هذا الحكم القضائي ردود فعل متباينة بين مؤيد ورافض‪ ،‬كل حسب‬ ‫مفهومه لألحكام الشرعية فيما يخص األسرة‪ ،‬وضرورة‪ ‬االلتزام ‪ ‬بهذه‬ ‫األحكام كما هي‪ ،‬دون السعي إلى تأويلها بما يخدم «مصلحة حياتية»‬ ‫للمولود خارج عقد نكاح موثق‪ ،‬هذا المولود الذي لم يستشر في وجوده‬ ‫وال مسؤولية له فيما قام به منجباه‪ ،‬بينما له على المجتمع حق التكفل به‬ ‫قانونيا واعتباره كائنا بشريا له الحق في هوية ومواطنة كاملتين‪.‬‬ ‫ثم إن اجتهاد محكمة طنجة في التمييز ‪ ‬بين البنوة والنسب‬ ‫«الشرعي»‪ ،‬أمر هام جدا بالنسبة لـ «جيش» األطفال‪ ‬الطبيعيين‪ ،‬الذين‬ ‫يتكاثر عددهم يوما عن يوم‪ ،‬دون أن تهتم الدولة بخطورة ذلك ‪ ‬على‬ ‫المجتمع الذي يرفضهم باسم الشرع والتقاليد والعادات المتحجرة‪ .‬‬ ‫وبالرغم من أن ‪ ‬حكم ابتدائية طنجة‪ ،‬لفائدة ثبوت أبوة طفلة‬ ‫طنجة‪ ،‬قوبل بالكثير من‪ ‬التفاؤل واألمل‪ ،‬من طرف العديدين من‬ ‫المهتمين بإصالح المجتمع‪ ،‬فإن استئنافية طنجة قضت بإلغاء هذا‬ ‫الحكم ‪« ‬التاريخي»‪ ،‬األمر الذي اعتبر دعاة إصالح «المدونة» أنه‬ ‫وضع ‪ ‬حدا لمسيرتهم اإلصالحية‪ ،‬ذات البعد اإلنساني‪.‬‬ ‫إال أن ابتدائية زاكورة المحافظة‪ ، ،‬طلعت مؤخرا على المغرب بحكم‬ ‫انتصر لطفل ولد من عالقة غير مضبوطة شرعا‪ ،‬حيث أقر بحق الطفل ‪ ‬في‬ ‫االنتساب ‪ ‬ألبيه البيولوجي‪ .‬‬ ‫القضية انطلقت من شكاية تقدمت بها سيدة ضد مغتصبها الذي‬ ‫أنجبت منه سنة ‪ ،2005‬طفال رفض المشتكى به االعتراف ببنوته له‪ ،‬بل‬ ‫وأنكر معرفته بوالدة الطفل إطالقا‪.‬‬ ‫وبعد ‪ 12‬سنة من البحث والتحقيق في هذه القضية‪ ،‬أصدرت ابتدائية‬ ‫زاكورة حكما يقضي بثبوت بنوة الطفل ألبيه المغتصب ألمه‪ ،‬استنادا‬ ‫على الخبرة الجينية‪ ‬التي أجريت على الطفل والمشتكى به‪ ،‬الذي أثبتت‬ ‫تحاليل الحمض النووي أنه األب البيولوجي ‪ ‬للطفل‪ ،‬بعد أن تراجع هذا‬ ‫األخير عن إنكار ‪ ‬معرفته للمدعية و ألبوة الطفل‪.‬‬ ‫حكم ابتدائية زاكورة فتح باب األمل من جديد في إمكانية تنزيل‬ ‫مضامين االتفاقيات الدولية المتصلة بحقوق األطفال الطبيعيين‬ ‫ومقتضيات الدستور المغربي فيما يخص حماية حق الطفل ‪ ‬في ‪ ‬معرفة‬ ‫والديه والتوفر على هوية ‪ ،‬لما في ذلك من تأثير إيجابي على تكوين‬ ‫الطفل وتجنيبه الوصم االجتماعي‪.‬‬ ‫منظمات حقوقيــة أكدت من جديد مطالبهـا بضرورة العنايــة‬ ‫باألطفال المولودين خارج الزواج الشرعي‪ ،‬وتمتيعهم بكافة الحقوق‬ ‫المنصوص عليها في العديد من المواثيق الدولية التي أصبح المغرب‬ ‫طرفا فيها‪.‬‬ ‫وبينما انشغل المهتمون باالنفراج الحاصل في قضية األطفال‬ ‫المولودين خارج اإلطار «الشرعي» طلع علينا خبر مؤلم من بني مالل‬ ‫مفاده أن تلميذة لم تتخط بعدُ ‪ ‬ربيعها‪ ‬الـ ‪ 13‬وضعت مولودا من‬ ‫اغتصاب تعرضت له‪ ،‬كما تدعي‪ ،‬على يد تلميذ أنكر‪ ،‬هو اآلخر‪ ،‬كل عالقة‬ ‫بالمغتصبة‪ ،‬التي كانت تجهل أنها حامل‪ ،‬لصغر سنها‪.‬‬ ‫الملف اليوم في يد الدرك الملكي الذي يباشر تحرياته في الموضوع‬ ‫قبل أن تدخل القضية إلى القضاء ليقول كلمة الفصل‪.‬‬ ‫وإذا كان االغتصاب في حد ذاته جريمة نكراء‪ ،‬فإن والدة طفل‬ ‫نتيجة االغتصاب يضع على المجتمع سؤال عشرات اآلالف من األطفال‬ ‫الطبيعيين الذين يشكلون قنابل موقوتة تهدد استقرار المجتمع إذا لم‬ ‫يجعل المجتمع لهم سببا للرقي االجتماعي‪ ‬عبر الكفالة والرعاية والتعليم‬ ‫والتكوين‪ ،‬وقبل كل‪ ‬هذا وذاك‪ ،‬إذا استمر المجتمع في تجاهل قضية‬ ‫هؤالء األطفال وأمهاتهم العازبات‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.