Achamal n° 917 le 28 novembre 2017

Page 1

‫اختتام المهرجان الوطني للزيتون بوزان‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 917‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 9‬ربيع الأول ‪ 28 / 1439‬نوفمرب �إلى ‪ 04‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫اختتـــم المهرجــان الوطنــي‬ ‫للزيتون بوزان‪ ،‬الذي اختيــر له‪ ،‬هذه‬ ‫السنة‪ ،‬شعار ”زيت الزيتون‪ :‬الجودة‬ ‫والتسويــق مــع احتــرام البيــئــة‬ ‫رهـان مخطط المغرب األخضــر”‪،‬‬ ‫بعد أربعة أيام سجل خاللها مشاركة‬ ‫العديــد من الفاعلين في قطــــاع‬ ‫الزيتـــون على المستــوى الجهـــوي‬ ‫والوطني‪ ،‬خاصة التعاونيات الفالحية‪،‬‬ ‫وحضور أزيد من ‪ 20‬ألف زائر‪ ،‬أقبلوا‬ ‫إقباال منقطع النظير على معروضات‬ ‫مختلف أروقة المهرجان‪ ،‬ومنها فضاء‬ ‫المعـدات الفالحيــة المتعلقة بإنتــاج‬ ‫الزيتون واستخالص زيته‪.‬‬ ‫وكان المنظمون قد وضعوا لهذا المهرجان أهدافا تنموية بغاية تعزيز وتنمية وجودة قطاع زيت‬ ‫الزيتون‪ ،‬فضال على تبادل المعرفة واالبتكارات التقنية بين جميع المتدخلين في القطاع‪ ،‬وخلق تواصل‬ ‫تجاري بين الفاعلين في القطاع بأبعاد جهوية ووطنية‪ ،‬إلى جانب تنظيم لقاءات بين المهنيين‪ ،‬وخلق‬ ‫اتفاقيات الشراكة والتعاون‪ ،‬وشهد المهرجان مشاركة أزيد من ستين عارضا يمثلون تنظيمات مهنية‬ ‫فالحية‪ ،‬جهوية ووطنية‪ ،‬واتحادات التعاونيات الفالحية ومجموعات اقتصادية مهتمة‪.‬‬

‫الدولة والمجتمع وكرامة األستاذ‬

‫هل‬

‫قدر التعليم بالمغرب أن ينحدر إلى هذا المستوى الرهيب من التدهور المادي والخلقي‪ ،‬وكيف نصف وضع «التربية والتعليم»‪ ،‬اليوم‪ ،‬وأخبار االعتداءات المتكررة من‬ ‫طرف تالميذ مراهقين‪ ،‬على أساتذتهم باليد المسلحة‪ ،‬ويحدثوا لهم عاهات دائمة تفضح واقع المنظومة التربوية والتعليمية‪ ،‬بعد ‪ 61‬عاما على االستقالل‪ ،‬يبدو أنها‬ ‫كانت كافية لتنتج لنا جيال أو أجياال من «روبوتات» يشغلهم القرقوبي واالكستازي و «تتنشطهم» أوكار الشيشا المفتوحة على الفضاء بإذن من يجب‪ ،‬ال سامحهم اهلل‪.‬‬ ‫ما حدث‪ ،‬في األيام األخيرة‪ ،‬في بعض فصول الدراسة بالمغرب‪ ،‬من اعتداءات متكررة على األساتذة‪ ،‬بحضور التالميذ‪ ،‬وأثناء الدرس‪ ،‬أمر يصل من الفظاعة والبشاعة والفداحة حدا‬ ‫ال يوصف‪ ،‬وال يقاس‪ ،‬وال يقبل‪ .‬لقد أحدث صدمة كبيرة عند من تبقى في هذا البلد من أهل المروءة واألصالة والحمية والنبل‪ ،‬وزعزع إيماننا باألمل في «تالقح» األجيال عبر تالحقحها‬ ‫األزلي‪ ،‬ليستمر المغرب جنة عدن تزهر فيها حدائق العلم والمعرفة واالصالة والنبل‪....‬واألخالق ‪« .‬إنما بعثت ألتمم مكارم األخالق» !‪....‬‬ ‫حاالت ضحايا العنف في المدرسة العمومية بكل من ورزازات‪ ،‬و «كازابالنكا» والرباط‪ ،‬وبرشيد‪ ،‬والقنيطرة‪ ،‬الذي مورس خالل األيام األخيرة‪ ،‬على أساتذة التعليم العمومي»‬ ‫ال يمكن اعتبارها «حاالت معزولة»‪ ،‬كما صرح بذلك داخل قبة البرلمان‪ ،‬مسؤول حكومي ينوب عن القطاع‪ ،‬لغاية انفراج «البلوكاج» الجديد‪ ،‬فالشيخ «غوغول» يحتفظ لكم في‬ ‫«ذاكرته» بحاالت مشابهة‪ ،‬وقعت خالل السنوات الماضية‪ ،‬بل ويعطيكم «إحصائيات» ــ ما دمتم مولعين باإلحصائيات وال تتعاملون إال على أساسها ــ بخصوص مثل هذه الحاالت‪،‬‬ ‫على مختلف مستويات التعليم العمومي بالمغرب‪....‬‬ ‫أبطال هذا «القصف» العدواني ضد األساتذة المربين معروفون اليوم لدى خاصة الناس وعامتهم بعد أن تداول اإلعالم الحر وقائعه وآثاره المخزية‪ ،‬ولكن المؤلم بالنسبة لمن‬ ‫الزالوا يشعرون بكرامة االنتماء إلى الوطن‪ ،‬أن يغزو الخبر وسائط االتصال العالمية‪ ،‬لينقل للعالم صورة مخزية شائنة مهينة عن ناشئة المغرب‪ ،‬البلد الذي بدأ يثير انتباه العالم إلى‬ ‫قدراته في ضبط سياساته الخارجية‪ ،‬والتحكم في مواقفه إزاء التوازنات السياسية واالقتصادية والعسكرية الدولية‪ ،‬ويطمئن صناديق «اإلنعام واإلفضال»‪ ،‬شرقا وغربا‪ ،‬على‬ ‫مستقبله‪ ،‬فكيف يكون هذا المستقبل والنشء الجديد يفجر عدوانيته على من يسدي إليه نعمة العلم والمعرفة‪ ،‬لينقذه في مستقبل حياته‪ ،‬من براثن الجهل والفقر والتشرد‬ ‫والضياع‪....‬خاصة واألخبار الرائجة وطنيا وعالميا تبرز المنحى التصاعدي الخطير لهذه الظاهرة الخطيرة التي تبرز الحالة المتردية الفظيعة التي وصل إليها التعليم العمومي الوطني‪،‬‬ ‫وغياب المواكبة الصارمة لهذه التصرفات المشينة‪ ،‬التي كان يسهل إقبارها في الماضي‪ ،‬أو الوصول إلى «تفاهمات» بشأنها عن طريق «اهلل يعيش‪ ،‬اهلل يطيش»‪ ،‬إال أن نهضة‬ ‫اإلعالم المباركة‪ ،‬في أيامنا هذه‪ ،‬لم تعد تترك مجاال للتستر على مثل هذه األعمال الموصوفة بالظلم والحكرة واإلهانة‪ ،‬خاصة حين يتعلق األمر بالمعلم الذي يشكل العمود الفقري‬ ‫للمنظومة التربوية التعليمية وقاعدة بناء التطور والحداثة والديمقراطية ودولة الحق والقانون‪ .‬وأن كل ما يمس سالمة المعلم واالستاذ والمربي‪ ،‬يضرب في العمق‪ ،‬جهود المغرب‬ ‫نحو الرقي والتطور والنماء‪ ،‬ويسيء إساءة بليغة إلى سمعة المغرب‪ ،‬وصورة المغرب‪ ،‬وأصالة المغرب وحضارته التي تواصلت عبر العصور بفضل العلم والعلماء والمربين النبالء‪.‬‬

‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪ 28‬نوفمرب �إلى ‪ 04‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪917‬‬

‫ملتقى تطوان حول الهجرة يختتم أشغاله‬

‫اختتمــت األسبــوع الماضــي بتطــوان‬ ‫فعاليــات الملتقــى الوطني حول استراتيجية‬ ‫المملكة المغربية في معالجة ظاهـرة الهجرة‬ ‫السرية العابرة للقارات‪.‬‬ ‫هذا اللقاء الذي اختضنته غرفــة التجارة‬ ‫والصناعة والخدمات بتطــوان خـرج بعـــدة‬ ‫توصيات من بينها‪ ،‬دعوة القطاعات الحكومية‬ ‫والمؤسسات المختصـة في مجــال الهجـــرة‬ ‫إليجاد قاعدة للمعلومات والبيــانــــات حــول‬ ‫الظاهرة‪ ،‬وتمكين الفاعليــن منهــا‪ .‬ودعــوة‬ ‫الحكومة والبرلمانيين بمجلسيه لتسريع عملية‬ ‫التشريع في مجال الهجرة ومالءمة التشريعات‬ ‫الوطنية مع المنتظم الدولي‪ .‬والعمــل على‬ ‫تفعيل أدوار ووظائف مجلس الجالية لسن‬ ‫برنامج ومبادرات تشاركية منفتحة على الفعاليات‬ ‫المهتمة بالهجرة داخـل المغــرب وخارجــه‪.‬‬ ‫والعمل على إدماج السياسة العامة الوطنية‬ ‫حول الهجرة في مختلف السياسات العموميـة‬ ‫والوطنيــة والجهويـــة‪ .‬وتشجيع ودعم المجتمع‬ ‫المدني واإلعالمي إلنتـــاج البرامج التحسيسية‬ ‫واالعالمية والفنية التي تعنى بالتعاطي اإليجابي‬ ‫مع الهجرة‪ .‬وتشجيع وتطوير البحث العلمي‬ ‫حول الهجرة وإدمــاج قضايـــاه في البرامج‬ ‫والمناهـــج التربويـة‪ .‬واستحضار التراكم الفكري‬ ‫والمعرفي واستثمار الخبرات المغربية والدوليـة‬ ‫لصياغـة الميثاق الدولي للهجرة في اللقــاء‬ ‫المرتقب انعقاده خالل السنة المقبلة بمراكش‪.‬‬ ‫ولإلشارة فإن الملتقى الوطني للهجـرة‬ ‫السرية بتطوان الذي‪ ‬نظمته كل من المؤسسة‬ ‫المتوسطية للتعاون والتنمية ومؤسسة كونراد‬ ‫أديناور األلمانية‪ ،‬بشراكة مع الوزارة المكلفة‬ ‫بالجالية المغربية المقيمة بالخارج ومجلس جهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬وجماعة تطوان وجامعة‬ ‫عبد المالك السعدي ووكالة إنعاش وتنمية‬ ‫الشمال‪ ،‬وغرفـة التجــارة والصناعة والخدمات‬

‫‪2‬‬

‫الكاريكاتوري المغربي‬

‫عبد السالم المريني‬

‫يموتُ مرضاً بال عالج‪...‬؟؟؟‬

‫وجماعة واد الو‪ ،‬والمجلس اإلقليمي المضيق‬ ‫الفنيدق‪ ،‬عرف مشاركــة العديد من األساتدة‬ ‫والمختصين في شــؤون الهجــرة‪ ،‬وجمعيات‬ ‫المجتمع العاملة في هذا الميدان‪ ،‬حيث تطرقوا‬ ‫للعديد من القضايا تتعلق بكيفية التعامل مع‬ ‫ظاهرةالهجــرةبمنطقإنسانيتضامني‪،‬باعتبار‬ ‫أن المغرب ليس بلد عبور بل أصبح بلد استقرار‪،‬‬ ‫مشيرين أن المملكــة المغربية انخرطـت في‬ ‫العمــل المشتـــرك‪ ،‬واعتمدت سياسات متجددة‬ ‫ومقاربات تشاركية مندمجة للتدبير األمثل‬ ‫لظاهــرة الهجــرة والتنمية منذ سنة ‪،2006‬‬ ‫حاثة بذلك الدول المستقبلة مراعاة خصوصيـات‬

‫المهاجريــن ومساعدتهم على اجتياز صعوبات‬ ‫االندماج في المجتمعات المستقبلة‪ ،‬والحيلولة‬ ‫دون النزوع للعنصرية ‪ ‬والكراهية‬ ‫الملتقى عرف أيضا إلقـاء عدة مداخالت‬ ‫انصبت حول المعالجة القانونيــة لظاهـــرة‬ ‫الهجرة السرية وأثرها في إيجــاد حلول لها‪.‬‬ ‫واألسباب االجتماعية للظاهرة وانعكاساتها على‬ ‫دول المصـدر ودول االستقبــال‪ ،‬ودور الجماعات‬ ‫في معالجة ظاهرة الهجرة‪ ،‬وسياسة والبرلمان‬ ‫والتشريع المغربي وسياسة االتحاد األروروبي‬ ‫في معالجة ظاهرة الهجرة‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫تأسيس مولود جديد لبزارات وتجار المالبس التقليدية بطنجة‬

‫عقـدت جمعية ب��زارات وتجار المالبس التقليديــة جمعها العام‬ ‫التأسيسي‪ ،‬وذلك مساء الجمعة ‪ 24‬نونبر الجاري بأحد فنادق المدينة‪ .‬وتأتي‬ ‫هذه الجمعية إثر نزاع نشب بين بعض أرباب البزارات الذين حاولوا التسلط‬ ‫على الجمعية‪ ،‬األمر الذي جعل أغلبية تجار هذه البزارات تلتحق بالمولود‬ ‫الجديد الذي واجه العديد من العراقيل ضدا على عملية التأسيس التي‬ ‫تمت بحضور ما مجموعه ‪ 44‬شخصا‪ ،‬وجرت أطوار التأسيس في إطار نوع‬ ‫من الشفافية والديمقراطية وذلك من أجل لم شمل تجار البزارات وتوحيد‬ ‫كلمتهم‪ ،‬خدمة لقطاع السياحة‪ ،‬وتعاونا مع السلطات المحلية‪ ،‬مما سيكون‬ ‫له انعكاس إيجابي على جميع األطراف‪ ،‬يشير حميد الخليفي‪ ،‬الكاتب العام‬ ‫للجمعية التي جاءت تشكيلة مكتبها على الشكل التالي ‪:‬‬ ‫* الرئيس ‪ :‬زكرياء العمراني‬ ‫* نائب الرئيس ‪ :‬يوسف الوكيلي‬ ‫* الكاتب العام ‪ :‬حميد الخليفي‬

‫* نائب الكاتب العام ‪ :‬نجيب شهيد‬ ‫* أمين المال ‪ :‬محمد أحراصي‬ ‫* نائب أمين المال‪ :‬خالد الخليع‬ ‫المستشارون ‪:‬‬ ‫ـ نور الدين الشبعة‬ ‫ـ محمد المستور‬ ‫ـ عز الدين اليونسي‬ ‫ـ عادل الروسو‬ ‫ـ محمد الرايس الفني‬ ‫ـ حميد بن يامنة‬ ‫ـ جعفر بوعنان‪.‬‬

‫محمد إمغران‬

‫} َيا �أَ ّ َيت َُها ال َنّفْ ُ�س مْ ُ‬ ‫ا�ض َي ًة َم ْر ِ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ال ْط َم ِئ ّ َن ُة ْار ِجعِي �إِ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫اد ُخلِي يِف عِ َبادِ ي‬ ‫�ض ّ َي ًة َف ْ‬ ‫َو ْاد ُخلِي َج ّ َنتِي {‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫عن عمر يناهـز ‪ 63‬سنة‪ ،‬لبى نداء ربـه المشمول بعفو اهلل‪ ،‬المرحوم‬

‫عبد اهلل بن عباس الدكالي‬

‫إثر وعكة صحية‪ ،‬وذلك يوم الجمعة ‪ 28‬صفر ‪ ،1439‬الموافق ‪ 17‬نونبر ‪،2017‬‬ ‫وشيع جثمانه الطاهر في موكب جنائزي مهيب‪ ،‬حضره األهل واألحباب والمعارف‪،‬‬ ‫ودفن بمقبرة السواني‪ ،‬بعد صالة العصر‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬نتقدم بأحر التعازي إلى إخوة الفقيد‪ ،‬الزهرة ورشيدة‬ ‫ونجاة وأحمد والحسن وفاطمة‪ ،‬وكذا جميع أفراد عائلة بن عباس الدكالي‪ ،‬راجين‬ ‫لهم منه تعالى الصبر والسلوان‪ ،‬وللفقيد عظيم األجر والغفران‪ ،‬تغمده اهلل بواسع‬ ‫رحمته‪ ،‬وأسكه فسيح جناته‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫عـــاش حياتـــه لفــن الكاريكاتـور‬ ‫والصحافةِ والكلمةِ النبيلة‪ ،‬وها هو بال‬ ‫تغطيةٍ صحيةٍ‪ ،‬مع قلةِ ذاتِ اليدِ‪ ،‬يتجرعُ‬ ‫اللعين القاسي‪ ،‬يموتُ‬ ‫المرض‬ ‫الوجعَ وأَ​َلمَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ولوج العالج‪.‬‬ ‫عن‬ ‫وأسرتهِ‪،‬‬ ‫هِ‬ ‫مرضاً لعج ِز‬ ‫ِ‬ ‫عبد السالم المريني؛ هل هو فع ًال‪،‬‬ ‫فيما يُعانيه اليوم‪ ،‬تعبيرٌ عن «ذاكرةِ الحب ِر‬ ‫المنشودِ والجحود»‪ ،‬مثلما دونتْ سعاد‬ ‫مصباحي في الواجهة‪...‬؟ أين ُ‬ ‫األقالم‬ ‫حملة‬ ‫ِ‬ ‫الكتاب والصحافةِ ووزار ُة الثقافةِ‬ ‫وجمعياتُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ومؤسسة لال سلمى‬ ‫وجهة طنجة و «راميد»‬ ‫والوطن‪...‬؟؟؟‬ ‫تقول سعاد مصباحي؛ «كان الرجل‬ ‫الصبور والطيب الذي تفانى في عمله ورفع‬ ‫بفن القلم والصحافة وأعطى للكاريكاتير‬ ‫حقهّ وجعل منه باحة يلتقي فيها جميع‬ ‫الباحثين عن قيمة اإلنسان وعن قيمة‬ ‫الوجود…الرسام عبد السالم المريني الذي‬ ‫ألقبه باألب الروحي للرسم الكاريكاتيري حاز‬ ‫العديد من الجوائز الوطنية والدولية ومنها‬ ‫نذكر جائزة “برلين“‪ ،‬كما حاز الجائزة الدولية‬ ‫للشرق األوسط سنة ‪ ،1988‬وغيرها من‬ ‫الجوائز واشتغل مناصب عد ّة منها رئيس‬ ‫تحرير بجريدة الوشاية الساخرة‪ ،‬كاريكالم‪،‬‬ ‫الشمال الضاحك‪.»...‬‬ ‫«رسامنا اليوم يعاني من مرض ّ‬ ‫عطل‬ ‫مسيرته الفنية‪ ،‬ولكنه لم يشتك يوما من‬ ‫مرضه أو تذمر‪ ،‬بالعكس هو يحاول دوما‬ ‫تجاوز المرض واالندماج وسط رسوماته‬ ‫وذكرياته الجميلة بين مكتبه العتيق‬ ‫بمدينة يسكنها وتسكنه طنجة‪ ،‬وكذا‬ ‫كراساته البيضاء التي ّ‬ ‫يخط بها كل مرة‬

‫خطوط منكسرة وأحيانا مستقيمة وأحيانا‬ ‫أخرى يحافظ على بياضها… الرســام‬ ‫اليوم يعاني نسيان المسؤولين‪ ،‬ومن منا‬ ‫غير مسؤول تجاه التنكر للرسام والرسم‬ ‫عموما‪.»...‬‬ ‫وحدها صفحاتُ التواصل االجتماعي‬ ‫تآزرُ الرجل في ألمه اليومـي والليلي مع‬ ‫المـرض‪ ،‬تتأسى لهــذا الجحــودِ الكبير‪،‬‬ ‫وتلتمس من المسؤولين التدخل إلحالته‬ ‫على العالج‪.‬‬ ‫ً‬ ‫منذ يومين‪ ،‬وبنته متوجهة به إلى‬ ‫الرباط‪ ،‬لعله يجد منفذاً إليقاف األلم الذي‬ ‫يعتصر جسده وروحه‪ ،‬هاجمــه األلــم في‬ ‫الطريق‪ ،‬فأعيد إلى بيته بطنجة فريس ًة‬ ‫الموجع القاسي‪.‬‬ ‫لأللم والمواتِ‬ ‫ِ‬ ‫وتساءلتُ؛ أليس لكل طنجة‪ ،‬وزارة‬ ‫صحة وجهة وجماعات (‪ ،)...‬سيارة إسعاف‬ ‫تحمل الرجل للرباط‪ّ...‬؟‬ ‫ُ‬ ‫ويتساءل أخرياتُ وآخرين قبلي؛ «اليوم‬ ‫نرى واحداً من رموز الفن‪ ،‬رفع راية المغرب‬ ‫عالياً‪ ،‬ولم يطالب بتعويض أو مقابل‪ ،‬يتمدد‬ ‫على فراش المرض مع تناسي وجهل‬ ‫السلطات الفنية والجهويّة‪ ،‬فأين وزارة‬ ‫الثقافة وأين المكلف الثقافي وأين والي‬ ‫طنجة وأين وأين‪...‬؟»‬ ‫أمل‪ ،‬أختــمُ مقالتــي‪ ،‬حتى ال‬ ‫بكل ٍ‬ ‫ُ‬ ‫أقول ندائي أو صرختــي‪ ،‬لنلتفــت لســـي‬ ‫عبد السالم المريني قبل فواتِ األوان‪...‬‬ ‫واهلل المستعان‪.‬‬

‫محمد الفرسيوي‬


‫الثالثاء ‪ 28‬نوفمرب �إلى ‪ 04‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪917‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫تشرفتُ مساء األربعاء ‪ 22‬نوفمبر ‪ 2017‬بحضور الحفل التأبيني لإلعالمي‬ ‫الراحل خالد مشبال‪ ،‬الذي نظمته «الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة» تحت‬ ‫شعار‪ :‬لقاء الوفاء‪.‬‬ ‫وقد كان لقاء وفـاء قوال وفعــال‪ ،‬لقاء حضرته جميع الفعاليات التطوانية‪،‬‬ ‫وممثلو المجتمع المدني‪ ،‬ورجال الصحافة المكتوبة والمسموعة والمصورة‪.‬‬ ‫وألول مرة أشعر ــ وأنا أتابع فقرات البرنامج ــ أن المنظمين بذلوا مجهودا‬ ‫جبارا‪ ،‬ليكون في مستوى المكرّم‪ ،‬انطالقا من اآليات القرآنية التي افتتح بها‬ ‫الحفل‪ ،‬إلى النشيد الوطني الذي رددته مجموعة من التلميذات‪ ،‬إلى قراءة سورة‬ ‫الفاتحة‪ ...‬إلى آخر مداخلة‪.‬‬ ‫ونالت رفيقة درب المكرم السيدة الفاضلة «ماما أمينة» نصيبا وافرا من‬ ‫العناية والرعاية‪ ،‬منذ دخلتْ قاعة دار الثقافة تحت التصفيقات الحارة‪ ،‬إلى أن‬ ‫غادرتها في حفظ اهلل ورعايته‪ ،‬معززة مكرمة‪.‬‬ ‫إنها بحق المرأة التي ُذكرت في الحكمة القائلــة ‪« :‬وراء كل رجل عظيم‬ ‫امرأة»‪ .‬فقد رافقته في البيت‪ ،‬ورافقته خارج البيت‪ ،‬إنها في رأيي لم تكن وراءه‪،‬‬ ‫وإنما كانت القائدة التي تقود سفينة األسرة «القايدة طامو» متعها اهلل بالصحة‬ ‫والعافية‪.‬‬ ‫من الكلمات التي نالت التصفيق‪ ،‬كلمة مدير جريدة العلم األستاذ عبد اهلل‬ ‫البقالي‪ .‬فقد ارتجلها فأحسن االرتجال‪ ،‬لكونها كانت نابعة من القلب‪ ،‬باعتباره‬ ‫رفيق الحرفة‪ :‬حرفة الصحافة‪ ،‬وعدّد فيها مزايا الرجل‪ ،‬وتمسكه بالمبدأ‪ ،‬وعدم‬ ‫االنزالق إلى قول أو كتابة ما ال يؤمن به‪ ،‬لذا عاش ـ كما قال ـ فقيرا‪ ،‬ومات فقيرا‪،‬‬ ‫ولم يترك وراءه ماال وال عقارا‪ ،‬وإنما ترك الكلمة الطيبة‪ ،‬والذكر الحسن‪.‬‬ ‫أحسنُ هدية سلمت للمتدخلين‪ ،‬كتاب‪« :‬خالد مشبال ‪ -‬اإلعالمي الذي لم‬ ‫يفقد ظلـه»‪ ،‬هذا الكتاب الذي جمـع مواده ونسقها الكاتبــان ‪ :‬حسن بيريش‬ ‫وعبد الرزاق الصمدي‪ ،‬فأحسنا التبويب والتنسيق‪.‬‬ ‫وال أخفي عنكم أنني قرأته في جلسة واحدة‪.‬‬ ‫رحم اهلل خالد مشبال‪ ،‬وأسكنه فسيح الجنان‪.‬‬

‫عتبات‬ ‫بغداديـة‪..‬‬ ‫(‪)2/2‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫«لو كان الحالج في وقتي لس ّلكتـه‪»..‬‬ ‫سيدي حمزة القادري بودشيش قدس اهلل سره‬ ‫مكنتني زيارتي للعتبة الجيالنية من فتح حديث مركز مع صديقي‬ ‫أحمد الطريبق حول منظومة وضعها أحمد بن عبد القادر التستاوتي‪،‬‬ ‫وسماها «عقد جواهر المعاني في مناقب الشيخ عبد القادر الجيالني»‪.‬‬ ‫سبق لنا االطالع على هذه المنظومة مخطوطة‪ ،‬وهي بارعة الجمال‪..‬‬ ‫ساطعة الكمال‪..‬بالغتها تحدث عن محاسن أولياء محفوظين‪ ..‬اعترفوا‬ ‫بفضل الشيخ الجيالني؛ قطب دائرة االجتباء‪..‬‬ ‫بتوجيه من صديقنا العزيز األديب الناقد حاتم الصكر قصدنا العتبة‬ ‫الحالجية‪.‬‬

‫هل سنعيش األشواط اإلضافية بين‬

‫بنكيران والعماري‬

‫‬‫منــذ نهايـة االستحقــاقـات االنتخابية الجماعية والبرلمانيـة‬ ‫األخيرتين وماترتب عنهما من تداعيات فيما يخص تشكيل المجالس‬ ‫الجهوية واإلقليمية والجماعية‪ ،‬ثم تشكيل حكومة العثماني بعد‬ ‫«بلوكاج» استثنائي‪ ‬عصيب؛ وخروج الغريمين الرئيسيين بنكيران‬ ‫والعماري بخفي حنين‪ ،‬الزالت الساحة السياسيـة تعيش ترقبا لما‬ ‫سيؤول إليه مصير قيادة حزب «المصباح» ووصيفه المعارض حزب‬ ‫«التراكتور» إثر الحسم في مصير الحزب الثالث انتخابيا الذي تخلى‬ ‫عن المشاكس الشعبوي حميد شباط وعوضه بقائد شاب برغماتي‬ ‫من جيل جديد يطلق عليه ب«القادة التقنوقراطيين» وهو نزار بركة‪.‬‬ ‫وإذا كان إلياس العماري لم تتم الموافقة على االستقالة التي‬ ‫قدمها لحزبه وعاد «مؤقتا» ليستكمل واليته األولى في قيادة دفة‬ ‫حزب «التراكتــور» الذي‬ ‫أخذت قـــوة بعض عجالته‬ ‫ت��ض��ع��ف‪ ،‬ف���إن ع��ب��داإلل��ه‬ ‫بنكيران لم ينفض يديه‪،‬‬ ‫بعد‪ ،‬من طمــع االستمرار‬ ‫في قيادة حزب «المصباح»‬ ‫لوالية ثالثة‪ ،‬رغم معارضة‬ ‫العديد من صحبه وخاصة‬ ‫م���ا ي��س��م��ى ب «ال��ت��ي��ار‬ ‫الحكومي»‪ ،‬وكأني بالرجل‬ ‫يقول‪« :‬اتركوني آخذ ثأري‬ ‫ممن أص��روا على تمريــغ‬ ‫أنفي في التراب»‪.‬‬ ‫وبال شــك فقـد أرخى‬ ‫حراك الحسيمة أو الريـف‬ ‫بظالله على دراميــة هـذه‬ ‫ال��م��ب��ارزة بين بنكيـران‬ ‫و ال��ع��م��اري ورب��م��ا أع��اد‬ ‫عقارب الساعة إلى الصفر‪ ،‬فإذا كان الثاني(إلياس)‪ ،‬في تقدير بعض‬ ‫المراقبين‪ ،‬يعتبر الخاسر األول ألن فتيل الحراك التهب في عقر داره‬ ‫و معقله‪ ،‬ولم يستطع له إطفاء أو على األقل التأثير لدوزنة خيوط‬ ‫جذبه وحصرها في خانة المطالب المعقولة‪ ،‬فإن الثاني(عبداإلله)‬ ‫رجحت الكثير من التحاليل أن سخرية األقدار انتقمت له من غريمه‬ ‫بضربة استعجالية‪ ،‬ومنحته انتعاشا ليبرز من جديد رقما صعبا في‬ ‫معادلة ما يسمى ب «االستقرار»‪.‬‬ ‫لكن «زلزال منارة المتوسط»‪ ،‬ربما قلب األمور على عقب مرة‬ ‫أخرى‪ ،‬حيث حمل جزءا من حكومة بنكيران مسؤولية تعثر وتأخر‬ ‫إنجاز مشاريع برنامج المنارة الموعودة الذي أعد وانطلق إبان‬ ‫واليتها‪ ،‬وهو ما يحمل المسؤولية أيضا‪ ،‬بشكل أو آخر وبأثر رجعي‪،‬‬ ‫لرئيس هذه الحكومة ومنسق أعمالها‪ ،‬الشيء الذي قد يعني أن‬ ‫النقطة التي سجلها بنكيران على غريمه سحبت منه لتعود األمور‬ ‫إلى نصابها ويتم التذكير‪ ،‬والذكرى تنفع المؤمنين‪ ،‬أن الحفاظ على‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫االستقرار اليكون بالخطاب والشعارات فقط بل بالعمل في الميدان‪،‬‬ ‫وتنفيذ االلتزامات والوفاء بالوعود والعهود‪.‬‬ ‫وإذا كانت السياسة ال تحتمل الفراغ‪ ،‬فإن حسابات كل من‬ ‫الغريمين في التموقع من خالل قراءة تطورات األحداث الداخلية‬ ‫والخارجية ال بد أن تكون لها انعكاسات على المستوى القريب وإن‬ ‫كان ‪،‬بعض المالحظين‪ ،‬يرى أن تموقع الالعبين الثانويين له أيضا‬ ‫تأثيره على التوازنات‪.‬‬ ‫بنكيران‪ ،‬وإن كانت معارضة بعض صحبه واضحة وقوية وعلى‬ ‫رأسهم المحامي العنيد المصطفى الرميد‪ ،‬تبدي عالمات قهقاته‬ ‫النرجسيته و خطابه المستبطن للحكمة واإلش��ارات المطمئنة‬ ‫تأكيدا‪ ،‬للخصوم‪ ،‬أنه رجل‬ ‫المرحلة واالستثنــاء وأنــه‬ ‫م��اض إل��ى والي���ة ثالثة‪،‬‬ ‫وجنوده يظهــرون شراسة‬ ‫وبسالة في قتال و تبخيس‬ ‫معارضيه‪ ،‬معارضي الوالية‬ ‫الثالثة أو المشيخة‪ ،‬خاصة‬ ‫وأن الكثير منهم قد يكون‬ ‫مرتبطا من حيــث الطموح‬ ‫ف��ي ال��ت��رق��ي السياسي‬ ‫بشخصه أو تياره‪.‬‬ ‫العماري الزال يضمــد‬ ‫ج����روح ال���ح���راك وي��ف��ك‬ ‫طالسمه المفاجئة‪ ،‬ورفاقه‬ ‫األقربون مقتنعون أنـه هو‬ ‫األقدر على جمـع شمـل ما‬ ‫اليجمـــع واستعــادة هيبـة‬ ‫التراكتور الهــش وتمتين‬ ‫عجالتــه على اعتبـــار أنه‬ ‫تكتل ظرفي حديث العهد ركبه نفر من مختلف األطياف السياسية‬ ‫وقد تذروه الرياح‪ ،‬لتنافر مكوناته‪ ،‬إذا لم يكن للقائد الحنكة الكافية‬ ‫والدهاء الساحر في طريق الزالت محفوفة بالمخاطر ألن السهام‬ ‫تأتي من جهات مختلفة‪.‬‬ ‫في ظل هذا الديكور المعقد والوضع الشائك‪ ،‬هل سيكتب‬ ‫لبنكيران والعماري البقاء لتحريك المشهد السياسي ولعب األشواط‬ ‫اإلضافية ما بعد الزلزال بعدما لعبا المباراة الحامية التي تلت حراك‬ ‫«الربيع العربي» ومآسيه‪ ،‬وهل سينهض األول بعد درس «البلوكاج»‬ ‫و خبطة «الزلزال» كالعنقاء من الرماد كما نهض الثاني بعد زلزلة‬ ‫«حركة عشرين فبراير»‪ ،...‬أم سيميط مسرح السياسة اللعين الماكر‬ ‫اللثام عن مخرجات أخرى محكمة تطبخ في الكواليس على نار هادئة‬ ‫تصيب الجميع بالدهشة كما أصابته من قبل لكنها تغويه إلى قبول‬ ‫متعة اللعب‪ ،‬وح��رارة التدافع‪ ،‬ووهم الدخول إلى ملعب السلطة‬ ‫السياسية من جديد؟!‪.‬‬

‫تقع العتبة المذكورة بمحلة «حي المنصورية» (نسبة إلى الحسين بن‬ ‫منصور الحالج)‪ ،‬على مسافة قريبة منها يوجد مستشفى الكرامة وضريح‬ ‫معروف الكرخــي وهو من جلة مشايخ العراق‪ ،‬منشد البيت المشهور‪:‬‬

‫الماء يغسـل ما بالثـوب من درن‬ ‫وليس يغسل قلب المذنب الماء!‬ ‫كنـا جماعـة ‪ :‬حاتـم الصكـر‪ ،‬أحمد الطريبـق‪ ،‬شابـان أديبـان عراقيـان‬ ‫– تعرفنا إليهما ونحن جلوس في مقهى األدباء – وكاتب هذه اللمعة‪.‬‬ ‫في مدخل العتبة الحالجية استقبلنا سادنها؛ شيخ وقور يتولى‬ ‫خدمتها‪.‬‬ ‫ما أن وقع بصره علينا حتى شرع في إنشاد تائية الحالج ‪:‬‬

‫اقتلونـي يا ثقــاتــي‬

‫إن في قتلــي حيـاتــي‬

‫لم يتوقف السادن حتى أتى على آخر بيت منها‪:‬‬

‫فـإذا أتممـت سبـعــا‬

‫أنبــتــت خيـــر نـبـــات‬

‫في مارس ‪ 2004‬كنت في بيروت للمشاركة في منتدى حقوقي‪..‬‬ ‫على هامش الجلسات تمكنت من اقتناء األعمال الكاملة للحالج التي قام‬ ‫بجمعها ودراستها قاسم محمد عباس‪..‬‬ ‫خالل مطالعتي للمدخــل الدراسي للكتـــاب المذكور استوقفتني‬ ‫خالصات المؤلف حول داللة ثنائية الموت‪ /‬الحياة عند الحالج ‪:‬‬ ‫• الموت حرية في مقابل السجن الذي هو نموذج الحياة‪.‬‬ ‫• الموت تتويج للحياة‪..‬‬ ‫• كل مجد أو نصر في الحياة هو في الحقيقة موت !‬ ‫عاش الحسين بن منصور الحالج حصارا شديدا انتهى بصلبه وقتله‬ ‫بناء على فتاوى قضاة وفقهاء ظاهريين‪.‬‬ ‫قال الحالج رحمه اهلل في تفسير قوله تعالى «وهو القاهر فوق عباده»‪:‬‬ ‫القاهرية تمحو كل موجود‪.‬‬ ‫وقال سيدي حمزة القادري بودشيش قدس اهلل سره‪« :‬لو كان الحالج‬ ‫في وقتي لس ّلكته»‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬نوفمرب �إلى ‪ 04‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪917‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 28‬نوفمبـر ‪2017‬‬

‫‪ 122‬برلمانيـاً‪.....‬‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫فاجعة سيدي بولعالم‬ ‫مسؤوليتكم‪..! ‬‬ ‫الداخلية طلبــت عدم «تشويــه الوقائــع»‪ ،‬في هذه الظـــروف‬ ‫المأساوية‪ ،‬وال المزايدة من خالل التذرع بحاجيات األشخاص المعوزين‬ ‫أو تضخيمها بشكل مفرط‪.‬‬ ‫طيب!‪ ....‬‬ ‫فإلى أي جهة نرد مسؤولية حدوث هذه الفاجعة‪ ،‬وكيف نصفها‬ ‫ونتحدث عنها‪ ،‬و في أي خانة نضعها ؟ وهل يفضل البعض أن ندرجها‬ ‫في غيبيات «المكتوب» ‪....‬ونقرأ الفاتحة على أرواح «شهيدات» قفة‬ ‫اإلحسان العشوائي ‪ ،‬وندعو لأليتام بالسلوان والصبر الجميل ؟‪.......‬‬ ‫‪ ‬أزيد من ثالثة آالف وخمسمائة مواطنة ومواطن يتهافتون‬ ‫على ‪ ‬سوق أسبوعي ‪ ‬قروي‪ ،‬من أجل الظفر ب «قفة» إحسان‪ ‬تجود‬ ‫بها جمعية حددت موعد «الموت» مسبقا‪ ،‬دون أن تستبق ذاك الموعد‬ ‫عناية المسؤولين المحليين الذين استهانوا‪ ،‬ربما‪ ،‬بحجم الدمار الذي‬ ‫يمكن أن يحدثه الفقر والجوع‪ ،‬إذا ما توفرت الظروف المالئمة‪ ،‬وقد‬ ‫توفرت‪ ،‬فعال‪ ،‬في سوق «بولعالم»‪ .‬وتم توثيق «اإلقبال» الشعبي‬ ‫الهائل على مبادرة «أغيس»‪ ،‬بالصوت والصورة‪ ،‬لغايات ال نظن أن‬ ‫المسؤولين في غفلة عنها‪.....‬بل ولربما وُجد من يعتبرها إحدى آليات‬ ‫جمع التبرعات أو حشد أصوات البشر حين موعد االنتخابات‪.....! ‬‬ ‫وإال‪ ،‬كيـــف يفسر كـــل هـــذا التدافــع البشــري الهائـــل‪،‬‬ ‫كالبحر‪ ‬المتالطم‪ ،‬إن لم يكن بدافــع الفقــر والجــوع والهشاشة‬ ‫المقيمة ‪ ،‬ويـــأس الناس من الوعــود المتكررة‪ ،‬المستنسخة‪ ،‬التي‬ ‫يواجَهون بها كل ما صدحوا بأصواتهم منددين بظروف عيشهم‬ ‫وقلة حيلتهم ‪ ‬وضعفهم وهوانهم أمام حاجيات أسرهم وأبنائهم‪ ‬‬ ‫ومتطلبات حياتهم‪.....‬‬ ‫أوليس سعي الحكومة إلى إحصاء فقراء المغرب دليال على وجود‬ ‫فقر وفقراء بالبلد‪ ،‬ضدا على ادعاءات الست بسيمة الحقاوي التي‬ ‫أعلنت‪ ،‬منذ عدة شهور‪ ،‬بنرفزة ظاهرة‪ ،‬ردا على استفسار بالبرلمان‪،‬‬ ‫أن الفقر انتفى من المغرب‪ ،‬وأن المغاربة تجاوزوا «عتبة الفقر» كما‬ ‫هو متعارف عليها بدوائر األمم المتحدة‪! ‬‬ ‫ومن مفارقات المغرب‪ ،‬و «عجائبه»‪ ،‬أن البلد يشهد ‪ ،‬في آن واحد‪،‬‬ ‫اتساع‪ ‬دائرة الفقر ‪ ‬والغنى‪ ،‬معا‪ ،‬بوتيرة متسارعة‪ ،‬إال أن الثروة‪ ‬تسيل‬ ‫بين أصابع عشرة بالمائة‪ ‬من سكانه‪ ،‬بينما الفقر «يطحن» الباقي‪،‬‬ ‫في الحواضر كما بالبوادي‪...‬وقد تجلى ذلك في سوق سيدي بولعالم‪،‬‬ ‫حيث استرخص العديد من المواطنات والمواطنين أرواحهم من أجل‬ ‫حفنة دقيق ودهن وشاي‪.....! ‬‬ ‫وحيث أن المرأة تذهب دائما ضحية الفقر‪ ،‬فقد مات منهن خمس‬ ‫عشرة سيدة فقيرة معوزة‪ ،‬ثمان ‪ ‬منهن متزوجات‪ ،‬وأربع أرامل‪،‬‬ ‫ومطلقة‪ ،‬وعزباء‪ ،‬وسيدة لم يتحقق من حالتها العائلية‪ ،‬تتراوح أعمار‬ ‫الضحايا بين ‪ 32‬و ‪ 80‬سنة‪...‬‬ ‫رحمهن اهلل جميعا ‪.‬‬ ‫المؤلم في هذه الفاجعة‪ ،‬أن رئيس الحكومة‪ ،‬أطل علينا من‬ ‫نافذة حائطه الفيسبوكي‪ ،‬ليقدم العزاء لألسر المكلومة‪ ،‬ويخرج علينا‬ ‫بالدعوة إلى أن «نتحمل جميعنا المسؤولية» من أجل تجنب تكرار مثل‬ ‫هذه المأساة»‪...‬‬ ‫المسؤولية مسؤوليتكم ياسيد‪..‬فلسنا نحن من أذن بتوزبع القفة‪،‬‬ ‫ولسنا نحن من أطر العملية‪ ، ‬ولسنا نحن من يجب عليه أن يتخذ‬ ‫التدابير الالزمة لتجنب تكرار هذه المآسي التي تدينكم كمسؤولين‬ ‫عن تدبير الشأن العام‪ ،‬وعن حماية سالمة وحياة المواطنين‪....‬‬ ‫وعلى نفس الوتر‪ ،‬ضرب «الناطق» الخلفي‪ ،‬الذي اعتبر أن «دماء‬ ‫الشهيدات يسائلنا جميعا» ‪ ‬ودعا إلى عدم التهرب من «مسؤولياتنا»‬ ‫التي هي مسؤولياتــ«كم» أنتم الذين تحكمون وتدبرون ‪ .‬أو ليس‬ ‫من حكمة الحكم استباق األحداث لتفادي تبعاتها السلبية على البالد‬ ‫والعباد؟‬ ‫بسيمة الحقاوي التي تعرضت لـ«هجوم» قاس بالبرلمان‪ ،‬صاحت‬ ‫بأنها «تبكي» ألما على ما حدث‪ ...‬وما حدث‪ ‬مسؤولية الجميع‪...‬‬ ‫يالالتي الوزيرة‪ ،‬نكرر لك ولكافة أعضاء الحكومة واحدا‪ ،‬واحدا‪ ،‬كل‬ ‫باسمه وصفاته واختصاصاته‪ ،‬ولونه السياسي وانتمائه الحزبي‪ ،‬أن‬ ‫مسؤولية ما حدث في سوق سيدي بولعالم‪ ،‬هي مسؤوليتكم جميعا‪،‬‬ ‫متضامنين متآزرين متداعمين في هذه «الضراء» إلى يوم يبعثون‪.....‬‬ ‫والحمد هلل رب العالمين‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫رقم مذهل‪.‬‬ ‫‪ 122‬برلمانيا تغيبوا عن جلسة التصويت على ميزانية‪ ،2018 ‬التي‬ ‫ترهن الحياة السياسية واالقتصادية واالجتماعية ‪ ‬والتنموية ‪ ‬بالبالد‬ ‫خالل ‪ ‬سنة بأكملها‪ .‬ربما ألنهم اعتبروا أن موضوع الجلسة ال يستحق‬ ‫تنقلهم إلى بناية البرلمان‪ ،‬أو ألنهم اعتبروا أن حضورهم أو غيابهم‬ ‫ال يؤثر على «مصالحهم» التي يدافعون عنها باستماته‪ ،‬ومنها‬ ‫تعويضاتهم الشهرية المريحة‪ ،‬و تقاعدهم الذي يحاولون فرض‬ ‫صندوقه الفارغ على ميزانية الدولة التي لم يجدوا من فائدة في‬ ‫التصويت عليها‪.....‬‬ ‫ما رأي المالكي وبنشماش‪....‬‬ ‫ال يهم‪.....! ‬‬ ‫‪ DDDDDDD‬‬

‫كل شيء قابل للمتاجرة‪....! ‬‬ ‫حتى في المواعيد الطبية‪....‬‬ ‫صحيح إن «البقشيــش» يشكل «مفتــاح» الولوج إلى معظـم‬ ‫المصالح االستشفائية بالمغرب‪.‬‬ ‫إال أن ما حصل بالدار البيضاء‪ ،‬يشكل ظاهرة في بلد تعتبر الصحة‬ ‫العمومية‪« ‬همومية»‪ ‬بكل المقاييس‪ .‬ذلك أن صاحب كشك بالقرب‬ ‫من مستشفى عمومي استطاع حجز ـ بطريقة إليكترونية‪ ،‬مواعيد طبية‬ ‫لما يفوق ثالثة أشهر‪ ،‬بتواطؤ مع ممرض بالمستشفى ‪ ،‬كان يبيعها‬ ‫للمرضى بمبلغ ‪ 200‬درهم للموعد‪.‬‬ ‫صاحب الكشك تم اكتشافه عبر رقم هاتفه‪....‬إال أننا ال نعلم ما‬ ‫فعل اهلل به‪.‬‬ ‫وقد نعلم في يوم‪ ،‬في شهر‪ ،‬في سنة‪....! ‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫الوضعية األمنية متحكم فيها بشكل كبير‬ ‫هذا ما أكده وزير الداخلية في رده عن استفسار لنواب أربعة ‪ ‬فرق‬ ‫برلمانية‪ ،‬الثالثاء الماضي‪ ،‬مؤكدا أن‪ ‬كل المعطيات تدفع للقول بما ال‬ ‫يدع مجاال للشك بأن الوضعية األمنية للمملكة جد مستقرة ومتحكم‬ ‫فيها بشكل كبير‪ ،‬وأن معدل الجرائم التي تمس اإلحساس باألمن‬ ‫شهد انخفاضا ملموسا خالل السنوات األربع األخيرة‪ ،‬بحيث أن معدل‬ ‫الجريمة بكل أنواعها بالمغرب يعد من أقل المعدالت في العالم‪ ،‬إذ ال‬ ‫يتجاوز ‪ 21‬قضية لكل ألف مواطن‪ ،‬سنويا‪.‬‬ ‫الوزير نوه بالمجهودات المبذولة من طرف المصالح األمنية‬ ‫لتعزيز إحساس المواطن باألمن وثقته في المقاربة األمنية المعتمدة‪ ‬‬ ‫والتي تحقق نتائج جيدة‪ ،‬حيث إنه تمت‪ ،‬خالل التسعة أشهر األولى‬ ‫من السنة الجارية‪ ،‬معالجة ‪ 378‬ألفا و ‪ 974‬قضية من أصل‪420‬‬ ‫ألفا و‪ 664‬قضية مسجلة‪ ،‬لمعدل إنجاز فاق ‪ 92,23‬بالمائة وتم بذلك‬ ‫تقديم ‪ 402‬الفا و ‪ 384‬شخصا أمام العدالة‪ .‬‬ ‫‪ ‬ونحن نشاطر الوزير تنويهه برجال ونساء األمن ونعرب عن‬ ‫تفاؤلنا بأن المقاربة األمنية التي تحدث عنها الوزير قادرة على‬ ‫تبديد مخاوف ‪ ‬المواطنين أمام تنامي الجريمة ‪ ‬بأشكالها المختلفة‪،‬‬ ‫من اعتراض الطريق ‪ ‬والضرب والجرح‪ ،‬والسرقة‪ ،‬واالعتداء بالسالح‬ ‫األبيض واألسـود أحيانــا‪ ،‬على المواطنين‪ ،‬واالختطــاف واالحتجاز‬ ‫واالغتصاب‪...‬وغيرها‪.‬‬ ‫‪ DDDDDDD‬‬

‫مكتب دراسات بريطاني إلحصاء الفقراء‬ ‫بالمغرب‪ ‬‬ ‫يبدو أن رئيس الحكومة لم يقتنع‪ ،‬هو أيضا‪ ،‬بتقارير ودراسات‬ ‫المكاتب الوطنية المختصة‪ ،‬ومنها مندوبية التخطيط والمجلس‬ ‫االستشاري االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪ ،‬فقرر اللجوء إلى مكتب‬ ‫دراسات بريطانـي من أجل «اإلشراف» ‪ ‬على عمليـة إحصائنــا‪ ،‬نحن‬ ‫فقراء المغرب‪ ،‬و «ترقيمنا»‪ ،‬وإحداث سجل وطني يخصنا ‪ ‬ويكون عبارة‬ ‫عن قاعدة مركزية للبيانات الديموغرافية والبيومترية الخاصة بكافة‬ ‫المغاربة‪ ،‬لالعتماد عليها‪ ‬في تفعيل البرامج االجتماعية والخدمات‬ ‫اإلدارية‪ .‬‬ ‫ولربما خلص المكتب البريطاني‪ ‬الذي سيحصل على ‪ 279‬مليون‬ ‫سنتيم مقابل خدماته المشكورة‪ ،‬إلى أنه‪ ،‬إذا جمع وطرح من مجموع‬ ‫السكان‪ ،‬العشرة بالمائة التي تتحكم في ثروات البالد والعباد‪ ،‬فالباقي‬ ‫كله فقر وهشاشة وتهميش وطوابيرال تنتهي‪ ‬من الالهثين وراء قفة‬ ‫اإلحسان‪ .....‬والموت‪. ! ‬‬ ‫‪ DDDDDDD ‬‬

‫ملياران لتعقيم الكالب الضالة ومحاربة‬ ‫الجردان والبعوض‬ ‫ستشهد سنة ‪« 2018‬فيشطة» هايلة يتم خاللها «تعقيم»‬ ‫الكالب الضالة للحد من تكاثرها وذلك في ظروف تحفظ «كرامتها»‬ ‫الكالبية‪ ،‬وتقينا شرور انتقادات العديد من المنظمات الدولية المهتمة‬ ‫بحقوق ‪ ‬اإلنسان‪ ،‬عفوا‪ ،‬الحيوان‪ ،‬والتي ال «تقبل» البتة‪ ،‬ضرب الكالب‬ ‫الضالة بالبارود أو القضاء عليها باستعمال مواد سامة‪ ،‬بالرغم من‬ ‫خطورتها على اإلنسان‪....‬‬ ‫وزارة الداخلية رصدت ‪ ‬ماليين الدراهم من ميزانية العام القادم‪،‬‬ ‫لهذه الغاية ولدعم قدرات الجماعات المحلية على مواجهة الكالب‬ ‫الضالة والجردان والبعوض إذ أن هذا األمر من اختصاصات هذه‬ ‫الجماعات التي يعجز العديد منها على اداء فاتورة الكهرباء للمركز‬ ‫الجماعي‪....‬‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫العمدة دي‪! ‬‬ ‫أال تذكركم أخبار العمد في الوقت الراهن بأفالم «العمدة»‬ ‫والسي عبد الموجود‪ ،‬في خمسينات وستينات القرن الماضي؟‪...‬‬ ‫أكيدا ستتذكرون حين تعلموا أن عمدة عاصمة مغربية كبرى رفع من‬ ‫تعويضاته عن المهام بالنسبة للعام المقبل ستة أضعاف ما كانت‬ ‫عليه سنة ‪ 2015‬حيث فاقت تعويضاته وتعويضات المستحقين قانونا‬ ‫المليونا ونصف المليون درهما‪ ،‬السنة المقبلة‪! ‬‬ ‫كما أن مصاريف النقـــل التي خصصها العمــدة لنفســه‬ ‫وللمستشارين خارج المغرب ارتفعت إلى ‪ 40‬مليون سنتيم في الوقت‬ ‫الذي ضاعف العمدة من مشتريات الوقود بنسبة ‪ 33‬في المئة برسم‬ ‫السنة القادمة‪ ،‬لتنتقل من ‪ 3‬ماليين درهم في السنة المالية الحالية‬ ‫إلى ‪ 4‬ماليين درهم برسم العام القادم‪ ،‬فيما خصص ‪ 30‬مليون‬ ‫سنتيم للصيانة‪ ،‬و‪ 300‬مليون سنتيم للتأمين على السيارات‪ ،‬و‪20‬‬ ‫مليون سنتيم لقطع الغيار والعجالت‪.‬‬ ‫العمدة الذي نعنيه زاد فرفع من ميزانية كراء السيارات بنحو‬ ‫‪ 400‬مليون سنتيم حيث انتقل مبلغ هذه المخصصات من ‪ 1.52‬مليار‬ ‫ونصف المليارسنتيم في السنة الجارية إلى حوالي المليارين سنتيم‬ ‫في السنة القادمة‪ 1,91(.‬مليار سنتيم)‬ ‫وخصص العمــدة حوالي ‪ 30‬مليــون سنتيــم لتأمين أعضـاء‬ ‫المجلس‪ ،‬فيما خصص على صعيد األنشطة الترفيهية ما يناهز ‪130‬‬ ‫مليون سنتيم‪ ،‬منها ‪ 60‬مليون سنتيم لشراء عتاد التزيين و‪ 40‬مليون‬ ‫سنتيم لكراء عتاد الحفالت و‪ 30‬مليون سنتيم لشراء الهدايا‪ .‬كما‬ ‫خصص ما يزيد عن ‪ 400‬مليون سنتيم لمصاريف الفنادق واألكل‬ ‫وحفالت االستقبال‪.‬‬

‫«قُ ْل ُمو ُتوا بِغَ ْي ِ‬ ‫ك ْم»‬ ‫ظ ُ‬

‫‪DDDDDDD‬‬

‫العزري أو براءة البراءة‪ ! ‬‬ ‫قضــــت غرفـــة الجنايــات‬ ‫بمكحمة االستئناف بالحسيمــة‬ ‫الثالثاء الماضي‪ ،‬ببـراءة الطفل‬ ‫عبد الرحمان العـزري‪ ،‬الذي يعتبر‬ ‫أصغر معتقل في «حراك الريف»‪.‬‬ ‫المحكمة قررت تبرئـة الطفــل‬ ‫عبد الرحمن من تهـم المشاركة‬ ‫في مظاهرة غير مرخصة ورشق‬ ‫قوات األمن بالحجارة‪ ،‬وهي التهم‬ ‫التي البد وأن تكون قد دونت في‬ ‫محاضر الشرطة وأدت إلى اعتقاله‬ ‫وإيداعه بإصالحية مدينة الناظور‬ ‫منذ أزيد من ثالثة أشهر‪.‬‬ ‫وكما يعرف الجميع‪ ،‬فقد وجه جمال العزري والد أصغر معتقل في‬ ‫حراك الريف رسالة مؤثرة البنه الموضوع في إصالحية الناظور‪ ،‬ليلة‬ ‫عيد األضحى‪ ،‬كان مما تضمنته هذه الرسالة الفقرات التالية‪:‬‬ ‫«هل تعرف من يدخل اإلصالحية يا بني ؟‬ ‫يدخلها قاصرون يسمون منحرفين ؟ فهل أصبح البكـاء على‬ ‫الشهيد انحرافا ؟ وهل أصبحت المشاركة في الجنازة انحرافا ؟‬ ‫ومتى كان االحتجاج على الظلم انحرافا ؟‬ ‫عزيزي الكبير‪ ..‬ابني عبد الرحمن هل تعرف من عليه أن يدخل‬ ‫لإلصالحية هذه األيام ؟ أظنك فهمت سؤالي‪ ..‬فقط أنا حزين‬ ‫جدا ألنك لن تكون مع عائلتك الصغيرة التي تفتقدك لتشاركها‬ ‫االحتفال بالعيد ولو رمزي ًا‪..‬‬ ‫أنا حزين ألن الحاكمين وصلوا في متاهاتهم وشرودهم‬ ‫إلى تطرف أمني خطير يقامر بمصير ومشاعر أجيال من األطفال‬ ‫والشباب معتقدا أنه بذلك يؤدب منطقة بكاملها‪..‬‬ ‫إنهم ال يعرفون جيدا دروس التاريـخ ويردون رد العقـارب إلى‬ ‫الوراء‪ ..‬وكان عليهم فقط أن يقرؤوا كلمات عيونك ليفهموا أن‬ ‫الزمن تغير ‪..‬‬ ‫عزيزي عبد الرحمن الكبير سامحنا يا بني‪..‬‬ ‫سامح ضعفنا أو تفريطنـا واعتقالك وحجزك ليس سـوى دليل‬ ‫آخر على هزيمة منظومة أمنية تستقوي على فقراء البلد ليسرقها‬ ‫المتسلطون واألغنياء ‪..‬‬ ‫عزيزي عبد الرحمن قلوبنا معك ومع ريفك‪ ،‬ريفنا األبي وعهدا‬ ‫على الوفاء‪..‬‬ ‫إلى اللقاء يا بني»‪.‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫الحكم على معنف أستاذه بورزازات‬ ‫قضت ابتدائية ورزازات عشية الثالثاء الماضي ‪ ، 21‬بإيداع التلميذ‬ ‫الشهير‪ ،‬معنف استاذه‪ ،‬بورزازات‪ ،‬مركز حماية الطفولة بمراكش لمدة‬ ‫شهرين إضافيين‪ ،‬والحكم عليه بما قضاه من العقوبة الحبسية‬ ‫مند اعتقاله اي ‪ 17‬يوما‪ .‬كما قرر قاضي األحداث أن يمنح ولي أمر‬ ‫التلميذ «كالي» تعويضا قدره درهمان رمزيان‪ ،‬واحد لألستاذ عبد اإلله‬ ‫والحوس‪ ،‬والثاني للمديرية اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية بورزازات‪.‬‬ ‫دفاع التلميذ لم يرقه الحكم واستأنف الملف بالرغم من خطورة‬ ‫الجرم األخالقي الذي ارتكبه التلميذ في حق أستاذه والذي تسبب لهذا‬ ‫األخير في عجز تصل مدته إلى ‪ 30‬يوما‪.‬‬ ‫المحكمة وجهت للتلميذ تهمة «إهانة موظف عمومي أثناء‬ ‫مزاولة مهامه»!!!‪....‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪917‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬نوفمرب �إلى ‪ 04‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫‪5‬‬

‫ضعف التمويل وسوء التدبير والفساد أضعف قدرة المستشفيات العمومية‬ ‫على القيام بدورها في تقديم خدمات عالجية وصحية الئقة وذات جودة‬

‫تقرير صادم عن حال القطاع الصحي بالمغرب‬

‫يشكل‬

‫قطاع الصحة ببلدنا إحدى اإلشكاليات الكبرى التي تؤرق بال المواطن المغربي البسيط ‪ ،‬وفي باقي‬ ‫الدول والحكومات‪ ،‬قطاع الصحة أضحى المدخل األساس الضامن لنهضتها وتقدمها والمحرك‬ ‫الرئيسي لباقي السياسات العمومية ‪،‬ما يرتبها ضمن األولويات الصعبة المعقدة نظرا الرتباطها الوثيق بالحاجيات‬ ‫المجتمعية اليومية الغير قابلة للتأجيل أو التقشف والتساهل في تدبير خدمة أساسية تعد حقا من الحقوق األساسية‬ ‫التي يضمنها الدستور وتنص عليه المواثيق الدولية واإلنسانية‪ .‬‬ ‫بدون شك يطرح موضوع الصحة بالمغرب العديد من األسئلة المحورية والرهانات المعقدة في ظل تشعب‬ ‫وتناسل مشاكل عديدة واختالالت تحولت في كثير من األحيان إلى قاعدة وليس استثناء‪ ،‬فالحديث عن إمكانية تحسين‬ ‫جودة العرض الصحي طموح بعيد المنال في ظل غياب إطار قانوني ينظم المهنة ويربط المسؤولية بالمحاسبة التي‬ ‫ال يمكن لها أن تنمو وتتحقق بدون إرادة سياسية يفترض أن تتفاعل مع المؤشرات الهزيلة للخريطة الصحية وضعف‬ ‫بنياتها مواردها البشرية وتدني خدماتها وتباينها بين القطاع العمومي والخاص بشكل يحد من الفوارق ويضمن‬ ‫التكامل والفعالية‪ ،‬كما يمكن المواطن في القرى والحواضر من حق الولوج إلى المرفق الصحي دون عقبات مسطرية‬ ‫ومالية غالبا ما تضطره إلى تأجيل طلبه في العالج والتعايش مع العلل واألمراض تحت تأثير الفقر وممارسات غير شفافة‬ ‫تكرس اإلحساس بالحيف‪.‬‬ ‫المتتبع للوضعية الصحية ببالدنا ال يمكن له أن ينكر وجود حالة مرضية داخل القطاع تمتد لعقود من الزمن‪،‬‬ ‫تتحمل فيها الدولة المسؤولية الرئيسية باعتبارها تمتلك من آليات تغيير الوضع‪ ،‬المؤسساتية والمالية‪ ،‬ما يعني أن‬ ‫المسألة الصحية في حاجة إلى جرأة تنطلق مع لحظة تأمل مع الذات لتشخيص أخطاء سياسات عمومية سمتها النقص‬ ‫وعدم مسايرة الطلب وإكراهات كل مرحلة بمتطلباتها التي أفرزت وضعا متأزما أولى نتائجه البادية بوضوح خصاص‬ ‫في الموارد البشرية الالزمة والمؤهلة لتقديم الخدمة الصحية يقدر بحوالي ‪ 7000‬طبيب و‪ 9000‬ممرض وإطار شبه‬ ‫طبي كمعدل أدنى يضمن السير العادي في أداء المنشئات الصحية التي تعاني هي بدورها من سوء توزيع وطني‬ ‫وجهوي ومحلي وضعف في وسائل العمل والتجهيزات ويضاعف من صعوبة ولوجها ومحدودية بنيات االستقبال فيها‬ ‫األمر الذي يترتب عنه نتائج وخيمة وضرر بالصحة العامة وتكاليف زائدة تحد من نجاعة برامج التنمية التي تشترط‬ ‫وجود مجتمع بمواصفات صحية جيدة ومقبولة يتجاوب معها ويساهم في تنزيلها‪ .‬‬ ‫بعيدا عن المزايدة في تحميل الدولة الجزء األوفر من المسؤولية‪ ،‬البد من اإلعتراف أن المزاولين لمهنة الطب‬ ‫يتحملون نصيبهم في هذه اإلشكالية المجتمعية‪ ،‬في ظل تداخل وتضارب بين األطراف والمتدخلين في الشأن الصحي‬ ‫وغياب تصور متكامل يضمن حدود ممارسة المهنة والواجب الطبيين يتيح آفاقا واسعة لتقييم وتنويع العرض الصحي‪،‬‬ ‫ولن يتأتى ذلك بالطبع وسط الفراغ القانوني الحالي الذي ترك مساحات شاسعة لمظاهر وتجليات غريبة عن الرسالة‬ ‫النبيلة لمهنة الطب واجتهادات ال تتأسس على منطق معقول في كثير من األحيان تحضر فيها المزاجية وتغيب فيها‬ ‫الضوابط والمساطر المفترض أن تكون حكما وضامنا لحقوق الجميع‪ ،‬إال أن الوصول إلى هذا المبتغى لم يتجاوز بعد‬ ‫حدود اآلمال والمتمنيات بالنظر إلى التجاذبات والنقاشات الجانبية المؤطرة برغبة في تحقيق مصالح فئوية ضيقة‬ ‫أكدتها التحركات األخيرة في أكثر من مستوى نقابي ووزاري لوضع مشروع جديد وأرضية نموذجية أن حدة الخالف‬ ‫بين وجهات نظر المتدخلين تتسع وتختلف بين مؤيد لمسودة مشروع يفسح المجال لغير ذوي االختصاص باإلستثمار‬ ‫في المجال ومتخوف من المجازفة به والتحذير من فتح الرأسمال الطبي‪ .‬وبين هذا وذاك يتقاسم الطرفان ويجمعان‬ ‫حول ضعف المناصب المالية المخصصة للقطاع وندرة كليات الطب والصيدلة ومعاهد التكوين في المهن التمريضية‪،‬‬ ‫وعدم التوازن في انتشار وتوزيع المنشآت الصحية بكافة مستوياتها الجامعية واإلقليمية والحضرية والقروية واإلرتقاء‬ ‫بأداء استراتيجيات حيوية في مقدمتها البرنامج الوطني للمستعجالت ونظام راميد وتوسيع قاعدة المستفيدين من‬ ‫التغطية الصحية لتغطي كافة الفئات‪ .‬‬ ‫الصحة إشكالية منظومة بأكملها في حاجة إلى وقفة تأمل ونقاش واسع تغيب فيه الحسابات الضيقة واألبعاد‬ ‫السياسية وتحضر المصلحة الوطنية ووحدة الصف لمواجهة خصم واحد وخطر يؤرق الجميع ويكاد يشل قاطرة التنمية‬ ‫ويستنزف المال العام دون تحقيق المردودية المطلوبة‪ ،‬وفي تقديري‪ ،‬المشاريع واألوراش التي تعيشها بالدنا بدءاً من‬ ‫إصالح القضاء والتعليم ومشروع الجهوية وتعزيز المسلسل الديمقراطي وتخليق الحياة العامة لن تقوم لها قائمة في‬ ‫وسط مجتمع مريض‪ ،‬وبيئة مختلة‪ ،‬ودور المشرع هنا محوري في تحديد التوجه المناسب وسد كل الثغرات وتقويم‬ ‫اإلعوجاجات وتحويلها إلى فرص ونقط للتميز من أجل حاضر وغد أفضل‪ ،‬فالمؤسسة التشريعية مرآة أمة وشعب ينتظر‬ ‫من ممثليه أن يعكسوا تطلعاته وانتظاراته اآلنية ولن نبالغ إذا قلنا أن الصحة أولوية والفضاء األنسب لالستثمار مادام‬ ‫أن العقل السليم في الجسم السليم وكل تقدم وتنمية لن تجد لها طريقا إال بمجتمع سليم خال من المرض والعلة‪.‬‬ ‫مؤخرا كشفت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة‪ ،‬عن أزمة حادة يعيشها القطاع الصحي‪ ،‬قد تكون‬ ‫األسوأ في تاريخه‪ .‬حسب ما جاء في تقرير صادر عن الشبكة حول واقع الصحة العمومية‪ ،‬لم تأت هذه األزمة من فراغ‪،‬‬ ‫فكان هناك الكثير من العوامل التي تراكمت وأدت في الخمس سنوات األخيرة إلى أزمة خانقة‪ ،‬تسبب فيها سوء‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫اإلختيارات وغياب الحكامة‪ ،‬وسوء التدبير والتسيير‪ ،‬وتفشي ظاهرة الفساد‪ ،‬خاصة على المستوى المركزي وفي أغلب‬ ‫المستشفياتالعمومية‪.‬‬ ‫علي لطفي‪ ،‬رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة‪ ،‬أكد أن الفساد تفشى بمستويات غير مسبوقة‬ ‫في القطاع خالل الخمس سنوات الماضية‪ ،‬في عهد الحكومة السابقة وحكومة تصريف األعمال‪ ،‬هذه األخيرة التي‬ ‫عرفت إبرام عدة صفقات على مستوى وزارة الصحة‪ .‬وأضاف لطفي‪« ،‬من أجل تقليص حجم الفساد في القطاع يجب‬ ‫إيقاف الصفقات العمومية على مستوى الوزارة‪ ،‬وتمكين المراكز الجهوية والمستشفيات العمومية من القيام بها‬ ‫بشكلمستقل»‪.‬‬ ‫ولفت التقرير إلى تفشي وانتشار األمراض الوبائية واإلرتفاع المهول في عدد من األمراض المزمنة غير الوبائية‪،‬‬ ‫مثل السكري وأمراض القلب واألورام السرطانية‪ ،‬وعودة غير معلنة ألمراض الفقر واألوبئة‪« ،‬التي سبق أن تم القضاء‬ ‫عليها في نهاية التسعينات من القرن الماضي كمرض الجذام»‪ ،‬يضيف التقرير‪ ،‬الذي كشف عن ارتفاع ملحوظ في‬ ‫المؤشرات الكالسيكية المتعلقة بمعدل وفيات األمهات الحوامل واألطفال دون سن الخامسة‪ ،‬ومعدالت أمراض السل‬ ‫وفيروس الكبد‪.‬‬ ‫وانتقدت الشبكة المغربية الخطاب التبشيري والشعارات الكبرى وجلسات اإلستماع والمناظرة الوطنية‪ ،‬التي‬ ‫وبالرغم منها‪« ،‬لم تتمكن الحكومة من إخراج القطاع من أزمته المتعددة األبعاد والمتناقضة المظاهر‪ ،‬وعدم القدرة‬ ‫على تلبية احتياجات الناس في الولوج للعالج‪ ،‬بل وعدم قدرتها على تحقيق عدالة صحية سواء للطبقات المتوسطة أو‬ ‫للمحرومين من الفقراء واألشخاص ذوي اإلعاقة وذوي االحتياجات الخاصة»‪ ،‬يضيف التقرير‪.‬‬ ‫وأشار التقرير أيضا إلى أن الحكومة لم توفق في إيصال الدواء والعالج إلى ساكنة البوادي والقرى النائية والمناطق‬ ‫المهمشة من المغرب العميق‪ ،‬الذي يفتقد إلى الحد األدنى الضروري من البنيات الصحية األساسية‪ .‬فضال عن تراجع‬ ‫قدرة النظام الصحي على اإلستجابة للحاجيات الملحة والمعبرة عنها من طرف الساكنة في المدن كما في البوادي‪.‬‬ ‫وكان من نتائج ذلك‪ ،‬ضعف ثقة المواطن في الخدمات الطبية العمومية‪ ،‬التي لم تعد مجانية‪ ،‬وتحمل المواطن‬ ‫العبء المادي األكبر للخدمة الطبية مع غالء أسعارها في القطاع الخاص‪« ،‬ناهيك عن دفع الناس من طرف األطباء إلى‬ ‫التحول من القطاع العام إلى الخاص إلجراء فحوصات وأخذ عالجات‪ ،‬بهدف مراكمة الربح المادي»‪ ،‬على حد تعبير رئيس‬ ‫الشبكة علي لطفي‪.‬‬ ‫واتهم التقرير الحكومة بمواصلتها‪ ،‬مخططها الرامي إلى تدمير النظام الصحي العمومي‪ ،‬بعد استقالتها من‬ ‫مسؤولياتها تجاه صحة المواطن وتوقفها عند بلورة اإلستراتيجيات‪ ،‬ودبج مجموعة من الشعارات الكبرى لتقديمها أمام‬ ‫البرلمان‪ ،‬دون أن تجد لها ترجمة على أرض الواقع‪ ،‬واالكتفاء بالعالج بالمسكنات التي ال تعالج التشوهات واألمراض‬ ‫المزمنة التي يعاني منها القطاع الصحي‪.‬‬ ‫وكشف التقرير أن ضعف التمويل وسوء التدبير والفساد أضعف قدرة المستشفيات العمومية على القيام بدورها‬ ‫في تقديم خدمات عالجية وصحية الئقة وذات جودة‪ ،‬مما يعرض أحيانا حياة مواطنين مرضى للخطر بسبب تزايد‬ ‫األخطاء الطبية‪« ،‬التي ارتفعت بشكل الفت في السنوات األخيرة خاصة في القطاع الخاص‪ ،‬الذي يقدم عالجات ويجري‬ ‫عمليات بشكل سريع من أجل مراكمة األرباح المالية على حساب صحة المواطن‪ ..‬كما أنه ال يوجد مستشفى عمومي‬ ‫واحد لديه تأمين عن األخطاء الطبية»‪ ،‬على حد قول رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة‪.‬‬ ‫وحذر التقرير من ارتفاع معدل الوفيات بسبب أمراض اإلسهال والكوليرا والعدوى بالديدان والتهابات الكبد‬ ‫وأمراض القلب والشرايين والسرطان الذي يحتل المرتبة الثانية في أسباب الوفيات بعد مرض السل المقاوم لألدوية‬ ‫الذي قفز إلى ‪ 3200‬وفاة سنة ‪ .2016‬أما مرض السيدا فإن عدد المصابين حاليا ‪4‬آالف مريض‪ 65 ،‬في المائة من‬ ‫المصابين يجهلون إصابتهم بهذا المرض‪.‬‬ ‫وأكد ذات المصدر أن أكثر من ‪ 95‬في المائة من المرضى الذين يتوفرون على تأمين صحي يتوجهون للعيادات‬ ‫وللمصحات بالقطاع الخاص‪ ،‬رغم ارتفاع أسعارها‪ .‬وتحول المستشفى العمومي إلى ملجأ ومالذ للفقراء وذوي الدخل‬ ‫المحدود الذين يتوفرون على تأمين صحي من المرضى‪ ،‬والذين ال يملكون القدرة على تكاليف العالج بالمصحات‬ ‫الخاصة‪.‬‬ ‫أما مستشفيات األمراض العقلية فال يمكن على اإلطالق وضعها في خانة المستشفيات اإلنسانية وال عالقة لها‬ ‫بالصحة‪ ،‬فالعشرات من المرضى النفسيين والعقليين يعيشون داخل منازل أسرهم ويهددون حياتهم‪ .‬يتم احتجازهم‬ ‫وتكبيل البعض منهم بالسالسل خوفا من هروبهم وقيامهم بجرائم القتل أو األذى‪ .‬وبعد إغالق «بويا عمر» تم حشر‬ ‫المرضى في مستشفيات دون توفير المستلزمات والموارد‪ ،‬وبعد أسابيع أصبح ‪ 80‬في المائة منهم في الشارع‪ .‬وكشف‬ ‫التقرير عن وجود أزيد من ‪ 600‬ألف شخص يعانون من اضطراب عقلي حاد‪ ،‬في ظل غياب سياسة وقائية وعالجية‬ ‫تستجيب للحاجيات الحقيقية للمصابين وذوي اإلعاقة منهم يتعرضون للتمييز والتهميش‪ .‬‬


‫العدد ‪917‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬نوفمرب �إلى ‪ 04‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬

‫توقيف بناء عمارة‬ ‫فوق حديقة في طنجة‬

‫تحويل الكلية متعددة التخصصات بمرتيل إلى كلية العلوم‬ ‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬

‫استقبلــت كليــة العلــوم القانونيــة واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية بمدينة مرتيل بحر األسبوع الماضي‪ ،‬خالد‬ ‫الصمدي كاتب الدولة لدى وزير التربية الوطنية والتكوين‬ ‫المهني والتعليم العالي والبحــث العلمــي‪ ،‬في إطــار‬ ‫االستراتيجية الحكومية التي تنتهجها الوزارة‪ ،‬والمتمثلة‬ ‫في التواصل الفعال مع مختلف مكونات قطاع التعليم العالي‬ ‫والبحث العلمي واالنفتاح الميداني على مختلف المؤسسات‬ ‫الجامعية‪ ،‬والذي زار الكلية مرفوقا برئيس جامعة عبد المالك‬ ‫السعدي حذيفة أمزيان ونائب رئيس الجامعة حسن الزباخ‪.‬‬ ‫وأكدت مصادر عليمة على أن هذه الزيارة كانت مبرمجة‬ ‫في السابق ضمن أجندة الوزير المعفى محمد حصاد‪ ،‬وهو‬ ‫ما أثار تساؤالت حول تنفيذ الوزير الصمدي لبرنامج رئيسه‬ ‫السابق دون تعديالت‪.‬‬ ‫وقد عرفت هذه الزيارة التواصلية‪ ،‬وفق تصريح لعميد‬ ‫الكلية لــ «المساء»‪ ،‬استقباال رسميا من طرف مكونات‬

‫الكلية‪ ،‬بينهم األساتذة ممثلو الشعب واألطر اإلدارية‪.‬‬ ‫وقد تميز هذا االستقبال‪ ،‬وفق المسؤول الجامعي‬ ‫ذاته‪ ،‬بإلقاء كلمة ترحيبية بالدكتور خالد الصمدي‪ ،‬الذي‬ ‫قام بالتدشين الرسمي لتحويل اإلطار القانوني للكلية من‬ ‫الكلية المتعددة التخصصات إلى كلية العلوم القانونية‬ ‫واالقتصادية واالجتماعية بتطوان‪ ،‬وذلك بإزاحة الستار عن‬ ‫اللوحة التذكارية المخلدة لهذا التحويل‪.‬‬ ‫وتميز برنامج الزيارة بالقيام بجولة شاملة‪ ،‬اصطحب‬ ‫فيها الدكتور فارس حمزة عميد الكلية الدكتور خالد‬ ‫الصمدي والدكتور حذيفة أمزيان لتفقد المرافق الحيوية‬ ‫بالكلية‪ ،‬شملت زيارة المدرج الدراسي الجديد الذي يشمل‬ ‫‪ 500‬مقعدا‪ ،‬والذي شرع في استخدامه هذه السنة للتخفيف‬ ‫من حدة االكتظاظ بالكلية‪ ،‬كما تمت زيارة الخزانة العلمية‬ ‫لمكتبة الكلية والقاعة المرفقة بها المخصصة للطلبة من‬ ‫أجل المطالعة‪ ،‬كما تمت معاينة القاعة الخاصة بالطلبة ذوي‬

‫االحتياجات الخاصة (المكفوفين) والمجهزة بعدد مهم من‬ ‫الحواسيب التي تتميز بالنظام الناطق الذي يتناسب واحتياج‬ ‫هذه الفئة من الطلبة‪ ،‬باإلضافة إلى زيارة المستوصف‬ ‫الصحي المتواجد برحاب الكلية والذي يقدم الخدمات‬ ‫الطبية المجانية للطلبة‪.‬‬ ‫وأصر الوزير على لقاء عدد من طلبة الكلية واالستماع‬ ‫إليهم بخصوص مواقفهم من السير العام للدراسة بالكلية‬ ‫وطموحاتهم للرفع من أداء العرض األكاديمي بها‪.‬‬ ‫ونقل عميد الكلية لـ «المساء» عن الوزير ابتهاجه‬ ‫بالمستوى الرفيع الذي وصلت إليه الكلية‪ ،‬وارتياحه من‬ ‫أجواء التحصيل العلمي الهادئة عكس ما تم الترويح له‬ ‫على بعض المنابر اإلعالمية‪ ،‬ولمس الدكتور الصمدي ذلك‬ ‫بنفسه عند لقائه بالطلبة ومحاورتهم حول بعض المحاور‬ ‫الدراسية بالكلية‪.‬‬

‫رضوان الحسوني‬

‫استئنافية طنجة ترفع أحكام «شبكة كوكايين الداخلة»‬ ‫من ‪ 74‬إلى ‪ 109‬سنوات سجناً‬

‫علم لدى مصدر جيد االطالع أن الغرفة الجنحية‬ ‫االستئنافية لدى محكمة االستئناف بمدينة طنجة‪ ،‬حسمت‬ ‫في وقت متأخر من مساء اإلثنين في مصير ‪ 20‬متهما‬ ‫ابتدائيا لدى الغرفة الجنحية االبتدائية بالمحكمة ذاتها‬ ‫قبل أشهر‪ ،‬وتحديدا مطلع شهر مارس الماضي‪ ،‬بما يناهز‬ ‫‪ 74‬سنة سجنا‪.‬‬ ‫ورفعت الهيئة القضائية باستئنافية طنجة‪ ،‬بعد‬ ‫ساعات طويلة من التداول‪ ،‬األحكام إلى الوالي ‪109‬‬ ‫سنوات سجنا‪ 30 ،‬سنة منها كانت من نصيب زعيمي‬ ‫الشبكة (ع‪.‬ب) و(ط‪.‬ه)‪ ،‬ومساعد ثالث لهما اسمه (د‪.‬م)‪.‬‬ ‫وضمن باقي األحكام الصادرة في حق مجموعة‬ ‫من المتهمين الذي يشتغل غالبيتهم في مجال الصيد‬ ‫التقليدي‪ ،‬وزعت المحكمة بالتساوي ‪ 30‬سنة على عشرة‬ ‫متهمين‪ ،‬وقضت ب‪ 18‬سنة سجنا مناصفة بين متهمين‬ ‫اثنين أثبتت التحريات والتحقيقات القضائية تورطهما‬ ‫في التخطيط لتهريب كمية الكوكايين الضخمة‪ ،‬ويتعلق‬

‫األمر بكل من (ع‪.‬غ) و(ر‪.‬ك)‪ .‬كما أدانت المحكمة خالل‬ ‫الملف نفسه‪ ،‬كال من (م‪.‬ب) و(ع‪.‬خ) و(م‪.‬م) ب‪ 21‬سنة سجنا‪،‬‬ ‫‪ 7‬سنوات لكل واحد منهم‪ ،‬ووزعت ‪ 10‬سنوات المتبقية‬ ‫على كل من المتهمين (ع‪.‬ب) و(ر‪.‬ف)‪.‬‬ ‫وكان المكتب المركزي لألبحاث القضائية التابع‬ ‫للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني‪ ،‬قد أعلن نونبر‬ ‫الماضي‪ ،‬عن إحباط عملية تهريب دولية للمخدرات القوية‬ ‫انطالقا من سواحل مدينة الداخلة‪ ،‬اعتبرت غير مسبوقة‬ ‫على الصعيد الوطني بالنظر إلى ضخامة الكمية المحجوزة‬ ‫التي ناهزت الطنين من مخدر الكوكايين‪.‬‬ ‫وأوضح المكتب المركزي لألبحاث القضائية بسال‪،‬‬ ‫في بالغ رسمي صدر له عقب تفكيك شبكة «طارق»‪ ،‬أن‬ ‫«الشحنة القياسية وغير المسبوقة ناهزت الطن ونصف‬ ‫الطن من المخدرات الصلبة (الكوكايين)‪ ،‬التي تم حجزها‪،‬‬ ‫كانت قادمة من إحدى دول أمريكا الالتينية‪ ،‬قبل أن‬ ‫يتم شحنها في عرض المياه اإلقليمية تجاه سواحل‬

‫الداخلة‪ ،‬على متن باخرة صيد مسجلة‪ ،‬علمـا أن مالك‬ ‫هــذه الباخــرة كان موضوع مذكــرة بحـث وطنيـــة‬ ‫في قضية مماثلة»‪.‬‬ ‫وأضاف بالغ «البسيج» أنه تم إحباط هذه العملية‪،‬‬ ‫بناء على معلومات أمنية دقيقة ومعطيات محصل عليها‪،‬‬ ‫من خالل تتبع نشاط كارتيالت المخدرات التي تسعى إلى‬ ‫استغالل الموقع االستراتيجي للمغرب‪ ،‬لجعله نقطة عبور‬ ‫لنشاطها اإلجرامي‪ ،‬إذ التحريات األولية للمكتب المركزي‪،‬‬ ‫مكنت من إيقــاف العقل المدبر لهذه العملية والمالك‬ ‫األصلي للباخــرة‪ ،‬حيث تبيــن أنهمــا من ذوي السوابق‬ ‫القضائية في ميدان تهريب المخدرات‪ ،‬ويستغالن شركات‬ ‫تجارية تنشط في مجال تصدير األسماك كغطاء وواجهة‬ ‫لممارسة أنشطتهما اإلجرامية‪.‬‬

‫نجيب توزني‬

‫«ديستي» وأمن الناظور يسقطان شبكة دولية لالتجار في المخدرات‬ ‫ويحجزان ‪ 13‬طناً من الحشيش‬ ‫مرة أخرى يضرب رجــال الحموشــي بقــوة في‬ ‫معاقل تجار المخدرات‪ .‬يوم الثالثاء‪ ،‬بناء على معلومات‬ ‫استخبارية‪ ،‬وفرتها «الديستي»‪ ،‬تمكنت فرقة الشرطة‬ ‫القضائية بالناظور‪ ،‬من توقيف سبعة أشخاص يشتبه في‬ ‫ارتباطهم بشبكة إجرامية تنشط في مجال االتجار الدولي‬ ‫في المخدرات والمؤثرات العقلية‪.‬‬ ‫وأكدت مصادر أمنية أنه تم حجز ما يناهز ‪ 13‬طنا‬ ‫من مخدر الشيرا وسالح ناري وسيارات فارهة وأخرى لنقل‬ ‫كميات المخدرات‪ .‬و كان من المنتظر أن يتم تقديم‬ ‫الموقوفين أمام أنظار النيابة العامة المختصة صباح‬ ‫أمس (الجمعة) بعد إخضاعهم للتحقيقات األولية بمقر‬ ‫المنطقة األمنية بالناظور على مدى ثالثة أيام من تاريخ‬

‫اعتقالهم‪ .‬في الوقت الذي ال زالت األبحاث جارية لتوقيف‬ ‫باقي المتورطين في هذا الملف‪ ،‬حيث يفترض أن تكون‬ ‫للشبكة امتدادات دولية قد تتطلب تدخل األنتربول الحقا‪.‬‬ ‫وحسب المصادر ذاتها‪ ،‬فإن عمليات التفتيش التي‬ ‫باشرتها مصالح األمن الوطني بمنزل المشتبه فيه‬ ‫الرئيسي‪ ،‬الكائن بدوار العبابدة بإقليم الدريوش‪ ،‬أسفرت‬ ‫عن حجز ‪ 12‬طنا و‪ 612‬كيلوغراما من مخدر الحشيش‬ ‫وبندقية صيد مصحوبة بثالثة عشرة خرطوشة ومبلغ‬ ‫مالي قدره ‪ 115‬ألف درهم‪ ،‬باإلضافة إلى ثماني سيارات‬ ‫تحمل لوحات ترقيم مزيفة‪ ،‬من بينها سيارة واحدة مصرح‬ ‫بسرقتها في إحدى الدول األوروبية‪.‬‬

‫وأضاف بالغ للمديرية أن إجراءات التفتيش والحجز‬ ‫المنجزة بمنزل مشتبه فيه آخر مكنت من ضبط ‪ 15‬ألفا‬ ‫و‪ 500‬علبة من السجائر المهربة من مختلف األنواع‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى ستة أطنان من مادة البنزين معبأة في‬ ‫حاويات كبيرة من البالستيك‪.‬‬ ‫وذكر بالغ المديرية إن هذه العملية النوعية تندرج‬ ‫في إطار الجهود التي تبذلها مصالح األمن الوطني‬ ‫بتنسيق مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني‪،‬‬ ‫لتفكيك الشبكات اإلجرامية التي تنشط في االتجار في‬ ‫المخدرات على الصعيدين الوطني والدولي‪.‬‬

‫ن‪ .‬ت‬

‫أوقفت جماعة طنجة بداية األسبوع الفارط‪،‬‬ ‫مشروع بناء عمارة سكينة تضم محالت تجارية‪ ،‬كانت‬ ‫قد سلمت لصاحبها تراخيص وشواهد التعمير‪ ،‬مؤخرا‪،‬‬ ‫قبل أن تستوقف انطالقته احتجاجات عارمة لسكان‬ ‫المنطقة‪ ،‬الذين اعترضوا على تشييد مبنى فوق قطعة‬ ‫أرضية مشجرة‪ ،‬يعتبرها المتضررون المتنفس الوحيد‬ ‫لساكنة الحي‪.‬‬ ‫وقام عشرات المواطنين من الصغار والكبار‪،‬‬ ‫يوم اإلثنين الماضي‪ ،‬باعتراض إحدى مقاوالت البناء‬ ‫حطت آلياتها بالقطعة األرضية المذكورة‪ ،‬تمهيدا‬ ‫لتسييجها وتهيئة المكان الستقبال ورش البناء‪ ،‬وذلك‬ ‫بشارع عائشة المسافر في مقاطعة بني مكادة‪ ،‬حيث‬ ‫قاموا بمنع الجرافات من الشروع في عمليات الحفر‪،‬‬ ‫إلى أن حضر أعوان السلطة وتدخلوا بين المحتجين‬ ‫والمقاول‪.‬‬ ‫وصرحت مصادر من سكان المنطقة‪ ،‬أنهم‬ ‫تفاجؤوا بإنزال معدات وآليات البناء بمكان مخصص‬ ‫لساحة عمومية مشجرة‪ ،‬سبق وأن جهزتها والية جهة‬ ‫طنجة للغرض نفسه‪ ،‬وهيأت بها ممرات للراجلين‪،‬‬ ‫وفضاء للعب األطفال الصغار‪ ،‬إذ عبروا عن استغرابهم‬ ‫من منح جماعة طنجة رخصة البناء لمنعش عقاري‪،‬‬ ‫فوق القطعة األرضية المذكورة‪ ،‬وذلك بالرغم من‬ ‫مراسالتهم السابقة للجماعة بشأنها‪.‬‬ ‫وأوضحت المصادر نفسها في حديث مع الجريدة‪،‬‬ ‫أن بناء المساحة الخضراء يخالف مقتضيات التهيئة‬ ‫العمرانية‪ ،‬إذ سيتسبب في أضرار كبيرة للساكنة‪،‬‬ ‫تتمثل في إغالق الفضاء الوحيد بالحي‪ ،‬وعرقلة ولوج‬ ‫سيارات األجرة وسيارات اإلسعاف وشاحنات المطافئ‪،‬‬ ‫وبالتالي سيصبح الحي أشبه بمنطقة مخنوقة‬ ‫ومحاصرة‪ ،‬على حد وصفهم‪.‬‬ ‫وقالت كريمة أفيالل نائبة العمدة المكلفة‬ ‫بالتعمير‪ ،‬إن ألمر يتعلق بتجديد رخصة بناء سبق‬ ‫لصاحب البقعة األرضية أن حصل عليها في وقت‬ ‫سابق‪ ،‬لكن انقضى تاريخ أجلها دون أن يتمكن من‬ ‫استغاللها في الوقت المناسب‪ ،‬وبعد أن صادق مجلس‬ ‫جماعة طنجة‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬على مشروع تصميم التهيئة‬ ‫الحضرية لمدينة طنجة‪ ،‬عاد المعني باألمر الستخراج‬ ‫نسخة جديدة من الترخيص‪ ،‬الستيفائه الشروط‬ ‫المنظمة لقانون التعمير‪.‬‬ ‫وفي الوقت الذي أكدت نائبة عمدة طنجة في‬ ‫تصريح ل»أخبار اليوم» أن القطعة األرضية موضوع‬ ‫االحتجاج مرقمة كمنطقة مخصصة للتعمير‪ ،‬حسب‬ ‫وثيقة تصميم التهيئة‪ ،‬غير أن أفيالل أوضحت أنه‬ ‫بالرغم من ذلك‪ ،‬فإن الجماعة تفاعلت باإليجاب مع‬ ‫مطالب الساكنة وأمرت بإيقاف األشغال‪ ،‬حيث تمت‬ ‫مراسلة قائد المنطقة برفع ورش البناء إلى إشعار‬ ‫آخر‪ ،‬حيث يرتقب أن تخرج يوم الثالثاء المقبل لجنة‬ ‫مختلطة‪ ،‬لمعاينة المكان قبل اتخاذ قرار نهائي في‬ ‫الموضوع‪.‬‬ ‫يذكر أن مجلس جماعة طنجة صادق شهر يوليوز‬ ‫الماضي‪ ،‬على مشروع تصميم التهيئة الجديد‪ ،‬الذي‬ ‫يهدف إلى تحديد مختلف المناطق حسب الغرض‬ ‫األساسي الستغاللها‪ ،‬حيث تم تحديد مناطق التعمير‬ ‫والمناطق السكنية‪ ،‬والمساحات الخضراء‪ ،‬واألنشطة‬ ‫السياحية‪ ،‬والمناطق الغابوية‪ ،‬والمناطق الصناعية‪،‬‬ ‫والمنشآت والتجهيزات الجماعية‪.‬‬

‫عبد الرحيم بنشقار‬

‫طفل معاق‬ ‫في حاجة إلى مساعدة‬ ‫يعاني الطفل‬ ‫محم��د العل��وي‪،‬‬ ‫البال��غ من العمـر‬ ‫س��نــوات‬ ‫‪10‬‬ ‫م��ن تأخـ��ر ف��ي‬ ‫النم��و‪ ،‬نتجـــ��ت‬ ‫عن��ه‪ ،‬م��ع م��رور‬ ‫الس��نوات إعاق��ة‬ ‫كاملـــ��ة‪ ،‬فض�لا‬ ‫عن إصابتــه بداء‬ ‫الربــ��و‪ ،‬مما جعل��ه يحتاج إل��ى مصاريف‪،‬‬ ‫القتن��اء الحفاظ��ات واألدوي��ة التي يصل‬ ‫ثمنها إلى حدود ألف (‪1000‬درهم) شهريا‪،‬‬ ‫األمر الذي تعجز عنه أس��رته المعوزة‪ .‬لذا‪،‬‬ ‫وعب��ر ه��ذا المنب��ر‪ ،‬تتقدم وال��دة الطفل‬ ‫المري��ض بندائها إلى المحس��نين وذوي‬ ‫األريحي��ة‪ ،‬راجية منه��م‪ ،‬بع��د اهلل تعالى‬ ‫مس��اعدتها‪ ،‬للتغل��ب عل��ى رعاي��ة فل��ذة‬ ‫كبدها‪ ،‬واهلل اليضيع أجر محسنين‪.‬‬

‫لالتصال‪0675927078 :‬‬ ‫العنوان‪ :‬عقبة ابن األبار رقم ‪20‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬نوفمرب �إلى ‪ 04‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪917‬‬

‫إقتصاد‬ ‫حول سؤال الثروة بالمغرب‬ ‫جاء في تقرير للمجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي عن نتائج الدراسة إلى جانب بنك المغرب‪ ،‬أن‬ ‫قيمة الثروة اإلجمالية للمغرب انتقلت من ‪ 5904‬مليار درهم إلى ‪ 12‬ألفا و‪ 833‬مليار درهم في الفترة‬ ‫الممتدة بين ‪ 1999‬و‪.2013‬‬ ‫الدراسة الصادرة مؤخرا عن المجلس وبنك المغرب‪ ،‬سجلت أن الرأسمال غير المادي‪ ،‬الذي يضم كال‬ ‫من الرأسمال البشري والرأسمال االجتماعي والرأسمال المؤسساتي‪ ،‬يشكل أهم مكونات الثروة اإلجمالية‬ ‫للمغرب بحصة تبلغ ‪ 73‬في المائة في المتوسط خالل نفس الفترة‪ .‬وبرر التقرير تحسين الثروة اإلجمالية‬ ‫للمغرب إلى الجهود المبذولة في عهد الملك محمد السادس‪.‬‬ ‫فاالقتصاد الوطني انتقل إلى عتبة نمو جديدة‪ ،‬إذ لم يكن يتجاوز ‪ 3‬في المائة خالل سنوات التسعينيات‬ ‫فيما يقدر اليوم ب‪ 4.6‬في المائة‪ ،‬كما أن نصيب الفرد من الدخل قد تضاعف تقريبا‪ .‬جهود مكنت من‬ ‫تقليص نسبة الفقر‪ ،‬خالل هذه الفترة‪ ،‬من ‪ 15,3‬في المائة إلى ‪ 4,3‬في المائة ‪.‬‬ ‫وفي المقابل‪ ،‬سجل التقرير أن ‪ 10‬في المائة من األسر األكثر يسرا تمتص أكثر من ثلث نفقات‬ ‫االستهالك بمعدل ‪ 33.8‬في المائة‪ ،‬مقابل ‪ 2.6‬في المائة بالنسبة ل‪ 10‬في المائة لألقل يسرا‪ .‬أيضا‪ ،‬فإن‬ ‫الفوارق أمام مخاطر مواجهة البطالة مقلقة وغير معقولة في الوقت ذاته‪ ،‬وفق ما جاء في التقرير‪ .‬فمعدل‬ ‫البطالة أعلى ‪ 5‬مرات في صفوف الحاصلين على الشهادات منه في صفوف غير الحاصلين عليها‪.‬‬ ‫ونبه المجلس االقتصادي وبنك لمغرب إلى أن التشخيص المنجز يكشف عن استمرار وجود عدد من‬ ‫مواطن القصور التي تحول دون نجاعة الحكومة الحالية‪ .‬ويتجلى ذلك في بطء وتيرة إنجاز اإلصالحات‪،‬‬ ‫ووجود فعلية نسبية للقوانين وإشكالية تطبيقها‪.‬‬ ‫أيضا هناك إشكال التأخر والتفعيل «الخجول» في بعض األحيان لمبادئ وأحكام دستور ‪،2011‬‬ ‫خاصة في مجال الولوج إلى المعلومة‪ ،‬مادام النص المتعلق بها لم يدخل بعد حيز التنفيذ‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫اإلشكاليات المتعلقة بصالحيات بعض مؤسسات الحكامة‪.‬‬ ‫ووقف التقرير على تدهور قيم الثقة والمواطنة واألخالقيات والمصلحة العامة‪ ،‬الذي يكرس ظواهر‬ ‫االمتيازات الريع‪ ،‬وهو األمر الذي ينبغي ربطه بمسؤولية المؤسسات وهيئات الوساطة‪ .‬كل هذه النواقص‬ ‫تخلق هوة بين الخطاب والمنجزات المتحققة‪ ،‬وتفاوتا تجاه انتظارات وحاجيات المواطنين‪ ،‬وبالتالي تخلق‬ ‫نظرة سلبية وشعورا بعدم الثقة‪ ،‬بل حتى باإلحباط الذي يؤثر سلبا على مرتبة المغرب في التصنيفات‬ ‫الدولية‪.‬‬ ‫وأشارت الدراسة إلى البحث الميداني الذي أنجزه المعهد الملكي للدراسات االستراتيجية‪ ،‬والذي أكد‬ ‫أن مؤسسات مثل المدرسة والجيش تحظى بثقة عالية تفوق ‪ 50‬في المائة‪ ،‬في حين أن مستوى الثقة‬ ‫في الحكومة والبرلمان واألحزاب السياسية ال يتجاوز ‪ 30‬في المائة‪ .‬ويشمل هذا اإلحساس المستشفيات‬ ‫والمحاكم والنقابات‪ ،‬وهو ما يجعل الهيئات السياسية المنتخبة والمؤسسات المسؤولة عن العدل والصحة‬ ‫ال تحظى بثقة كبيرة من طرف الموطنين‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫االحتياطيات الدولية لبنك المغرب‬ ‫أعلن بنك المغرب أن صافي االحتياطيات الدولية للمغرب بلغ ‪ 228.2‬مليار درهم في ‪ 3‬نونبر ‪،2017‬‬ ‫مسجال بذلك تراجعا بنسبة ‪ 7.9‬في المائة مقارنة مع الفترة ذاتها من السنة الماضية‪ .‬وأوضح بنك‬ ‫المغرب‪ ،‬الذي نشر مؤخرا مؤشراته األسبوعية من ‪ 2‬إلى ‪ 8‬نونبر ‪ ،2017‬أن هذه االحتياطات سجلت من‬ ‫أسبوع آلخر ارتفاعا ب‪ 0.5‬في المائة‪ .‬وأضاف البنك أنه‪ ،‬ضخ طيلة هذه الفترة ما مجموعه ‪ 53.2‬مليار‬ ‫درهم‪ ،‬منها ‪ 50‬مليار درهم على شكل تسبيقات لمدة سبعة أيام بناء على طلب عروض‪ ،‬و‪ 3.2‬مليار درهم‬ ‫تم منحها في إطار برنامج دعم تمويل المقاوالت الصغيرة جدا والمتوسطة‪.‬‬ ‫وبقي المعدل البنكي مستقرا في نسبة ‪ 2.32‬في المائة‪ ،‬في حين انتقل حجم المبادالت من ‪ 4.4‬إلى‬ ‫‪ 4‬مليارات درهم‪ ،‬حسب البنك المركزي‪.‬‬ ‫وكان بنك المغرب قد ضخ خالل طلب العروض ليوم ‪ 8‬نونبر ( تاريخ االستحقاق يوم ‪ 9‬نونبر ‪)2017‬‬ ‫مبلغ ‪ 51‬مليار درهم على شكل تسبيقات لمدة سبعة أيام‪.‬‬ ‫وبخصوص نشاط البورصة‪ ،‬أوضح المصدر ذاته أن مؤشر مازي سجل انخفاضا بنسبة ‪ 0.3‬في المائة‬ ‫ليصل بذلك أداؤه منذ بداية السنة إلى ‪ 6.4‬في المائة‪ ،‬مضيفا أن هذا األداء األسبوعي يعزى أساسا إلى‬ ‫انخفاض في المؤشرات القطاعية بالنسبة لمواد البناء ب‪ 2.1‬بالمائة والعقار ب (ـ‪ ،)0.9‬فيما ارتفع مؤشر‬ ‫قطاع االتصاالت ب‪ 0.7‬في المائة‪ .‬وفي ما يتعلق بحجم المبادالت اإلجمالي‪ ،‬فقد بلغ ‪ 384.9‬ماليين درهم‬ ‫أسبوعا قبل ذلك‪ ،‬تمت في غالبيتها على مستوى السوق المركزي‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬أشار البنك إلى أن وتيرة ارتفاع الكتلة النقدية (مجمع م‪ )3‬سجلت ارتفاعا ب‪ 5‬في المائة‬ ‫في غشت إلى ‪ 5.3‬بالمائة في شتنبر ‪ .2017‬وخالل األسبوع الممتد من ‪ 2‬إلى ‪ 8‬نونبر ‪ ،2017‬ارتفعت‬ ‫قيمة الدرهم بنسبة ‪ 0.6‬بالمائة مقارنة مع األورو‪ ،‬فيما انخفضت مقارنة مع الدوالر بنسبة ‪ 0.11‬بالمائة‬ ‫حسب البنك‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫احتياطي النقد األجنبي يتراجع‬ ‫أعلن بنك المغرب أن صافي االحتياطيات الدولية للمغرب بلغ ‪ 231.3‬مليار درهم في ‪ 10‬نونبر‬ ‫‪ ،2017‬مسجال بذلك تراجعا بنسبة ‪ 6.4‬في المائة مقارنة مع الفترة ذاتها من السنة الماضية‪.‬‬ ‫وأوضح بنك المغرب‪ ،‬الذي نشر مؤخرا مؤشراته األسبوعية من ‪ 9‬إلى ‪ 15‬نونبر ‪ ،2017‬أن هذه‬ ‫االحتياطات سجلت من أسبوع آلخر ارتفاعا بـ‪ 1.4‬في المائة‪.‬‬ ‫وأضاف البنك أنه ضخ ما مجموعه ‪ 54.2‬مليار درهم‪ ،‬منها ‪ 51‬مليار درهم على شكل تسبيقات لمدة‬ ‫سبعة أيام بناء على طلب عروض‪ ،‬و‪ 3.2‬مليار درهم تم منحها في إطار برنامج دعم تمويل المقاوالت‬ ‫الصغيرة جدا والمتوسطة‪.‬‬ ‫وبحسب المصدر ذاته فقد استقر المعدل البنكي في نسبة ‪ 2.26‬في المائة‪ ،‬في حين انتقل حجم‬ ‫المبادالت من ‪ 4‬إلى ‪ 3.3‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وكان بنك المغرب قد ضخ خالل طلب العروض ليوم ‪ 15‬نونبر الجاري (تاريخ االستحقاق يوم ‪ 16‬نونبر‬ ‫‪ )2017‬مبلغ ‪ 40‬مليار درهم على شكل تسبيقات لمدة سبعة أيام‪.‬‬ ‫وبخصوص نشاط البورصة‪ ،‬أوضح المصدر ذاته أن مؤشر مازي سجل ارتفاعا بنسبة ‪ 2.4‬في المائة‬ ‫ليصل بذلك أداؤه منذ بداية السنة إلى ما يقرب من ‪ 9‬في المائة‪ ،‬مضيفا أن هذا التطور يعزى أساسا إلى‬ ‫ارتفاع المؤشرات القطاعية بالنسبة لمواد البناء بـ‪ 3.3‬بالمائة واالتصاالت (‪ 2.8‬بالمائة)‪ ،‬واألبناك (‪2.1‬‬ ‫بالمائة)‪.‬‬ ‫بالمقابل‪ ،‬يشير المصدر‪ ،‬فقد سجل مؤشر قطاع العقار تراجعا بنسبة ‪ 2.1‬بالمائة‪ .‬وفي ما يتعلق بحجم‬ ‫المبادالت اإلجمالي‪ ،‬فقد بلغ ‪ 1.8‬مليار درهم مقابل ‪ 384.9‬مليون درهم أسبوعا قبل ذلك‪ ،‬حسب بنك‬ ‫المغرب‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬أشار البنك إلى أن وتيرة تطور الكتلة النقدية (مجمع م‪ )3‬سجلت ارتفاعا من ‪ 5‬في‬ ‫المائة في غشت إلى ‪ 5.3‬بالمائة في شتنبر ‪.2017‬‬

‫وخالل األسبوع الممتد من ‪ 9‬إلى ‪ 15‬نونبر ‪ ،2017‬تراجعت قيمة الدرهم بنسبة ‪ 0.8‬في المائة مقارنة‬ ‫مع األورو‪ ،‬بينما ارتفعت مقارنة مع الدوالر بنسبة ‪ 1.3‬بالمائة‪ ،‬حسب بنك المغرب‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫البنك الدولي يوصي المغرب باالستثمار في الرأسمال‬ ‫الالمادي لتسريع إقالعه االقتصادي‬ ‫دعا البنك الدولي المغرب إلى توجيه سياساته العمومية نحو تطوير رأسماله الالمادي من أجل تسريع‬ ‫إقالعه االقتصادي‪.‬‬ ‫وحث البنك‪ ،‬في تقرير بشأن مذكرته االقتصادية الصادرة تحت عنوان «المغرب في أفق ‪.. 2040‬‬ ‫االستثمار في الرأسمال الالمادي لتسريع اإلقالع االقتصادي»‪ ،‬المغرب على انتهاز الفرص التي يوفرها‬ ‫«التحول الديمغرافي والتنمية الحضرية للمجتمع وارتفاع المستوى التعليمي للساكنة» من أجل تعميق‬ ‫إصالحاته الهيكلية وإعادة التوازن لنموذجه التنموي»‪.‬‬ ‫وذكر التقرير أن المغرب‪ ،‬باختياره االستثمار في الرأسمال الالمادي‪ ،‬سيرسي لنفسه «استراتيجية‬ ‫حقيقية للتنمية منسجمة وشاملة‪ ،‬وسيعمد إلى تطوير استراتيجيته التنموية وتعزيز حكامة السياسات‬ ‫القطاعية»‪.‬‬ ‫وتقترح المذكرة‪ ،‬بهذا الخصوص‪ ،‬مسارات للتفكير كفيلة ب«تيسير تفعيل سيناريو طموح ولكن واقعي‬ ‫قادر على تسريع النمو االقتصادي بطريقة مستدامة وتدقيق تنمية اجتماعية وبشرية أكثر اندماجا»‪.‬‬ ‫وعلى هذا المستوى‪ ،‬على المغرب أن يضع التربية في صلب إصالحاته من خالل مسار يتمحور حول‬ ‫«معالجة اإلكراهات الرئيسية التي تواجه المنظومة التربوية» بهدف تحقيق تحسن كبير للغاية في‬ ‫مستوى التالميذ المغاربة‪.‬‬ ‫كما يوصي التقرير باالستثمار في قطاع الصحة من أجل تعزيز الرأسمال البشري من خالل توسيع‬ ‫التغطية الصحية وتوسيع نجاعة خدمات الصحة العمومية وتقوية الحكامة العامة لمنظومة الصحة‪.‬‬ ‫وأبرز أهمية تطوير التكفل بتربية األطفال بهدف ضمان تكافؤ الفرص منذ الصغر وتحسين النتائج‬ ‫االقتصادية على المدى البعيد‪.‬‬ ‫واعتبر البنك الدولي أنه من الضروري الحرص على أن يكون لجميع األطفال ولوج مبكر للتربية وكذا‬ ‫التوفر على الشروط األخرى الرئيسية لتنمية مؤهالتهم‪.‬‬ ‫وأظهر تشخيص لألداء االقتصادي واالجتماعي للمملكة‪ ،‬خالل السنوات ال‪ 15‬األخيرة قبل أفق ‪،2040‬‬ ‫على الخصوص‪ ،‬نموا في معدل تشغيل الساكنة النشيطة قد ينتقل من ‪ 45‬في المائة سنة ‪ 2015‬إلى ‪55‬‬ ‫في المائة سنة ‪ 2040‬تحديدا بفضل تأثير تضاعف معدل تشغيل النساء‪.‬‬ ‫ويراهن البنك الدولي‪ ،‬بهذا الشأن‪ ،‬على نمو مستدام وأكثر قوة ب‪ 4,5‬في المائة سنويا إلى غاية‬ ‫‪.2040‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬دعا التقرير إلى تحديث الوظيفة العمومية بمواصلة جهود عدم التركيز وتحسين أداء‬ ‫الموظفين واإلدارة والتقليص من الحصيص الزائد وعقلنة اإلدارة‪.‬‬ ‫كما يتعلق األمر بتحسين أداء المؤسسات التي تدعم السير الجيد لألسواق بإرساء قواعد لعب لمختلف‬ ‫الفاعلين االقتصاديين‪ ،‬على الخصوص إرساء منافسة حرة ونزيهة وتعزيز التحول الثقافي بشأن المقاوالت‬ ‫واإلبداع‪.‬‬ ‫وحسب البنك فإن تعديل قانون الشغل «سيطور بشكل كبير من الشغل القانوني ال سيما لدى الشباب‬ ‫والنساء»‪.‬‬ ‫وبشأن الرأسمال االجتماعي‪ ،‬أبرزت المذكرة ضرورة تحقيق المساواة بين الرجال والنساء من خالل‬ ‫تحسين ولوج النساء إلى الفرص االقتصادية وتثمين استقالليتهن‪.‬‬ ‫وأوضح التقرير أنه «من الممكن تصميم سياسات عمومية تمكن في الوقت ذاته من مكافحة‬ ‫التفاوتات والتمييز الذي تعاني منه المرأة وتعزيز اندماجهن االقتصادي»‪.‬‬ ‫ومن أجل تنمية الرأسمال االجتماعي يتعين على الدول‪ ،‬برأي المصدر نفسه‪ ،‬ضمان تفعيل أمثل‬ ‫واحترام لقواعد القانون‪ ،‬وتعزيز حس المواطنة‪ ،‬وتشجيع تطوير المجتمع المدني ومواكبة تطور المعايير‬ ‫االجتماعية والثقافية‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫«مجموعة الشعبي « تستثمر ‪ 80‬ملياراً في صناعة الورق‬ ‫والكارتون‬

‫افتتحت شركة «جي بي سي»‪ ،‬التابعة لمجموعة «يينا هولدينغ» العاملة في مجال صناعة الورق‬ ‫والكارتون‪ ،‬بالمنطقة الصناعية في مدينة القنيطرة‪ ،‬وحدتين جديدتين باستثمار مالي فاق ‪ 800‬مليون‬ ‫درهم‪:‬مصنع للصناديق بمبلغ ‪ 500‬مليون درهم‪ ،‬ومصنع بمبلغ (‪ 300‬مليون) إلعادة تدوير الورق‬ ‫والكارتون‪ .‬وتبلغ الطاقة اإلنتاجية السنوية للوحدتين ‪ 6000‬طن للوحدة‪ ،‬وهما مشيدتان على مساحة‬ ‫إجمالية تبلع ‪ 8000‬متر مربع‪ ،‬وتشغالن ‪ 500‬شخص‪.‬‬ ‫وهكذا تكون شركة الغرب للورق والكارتون دخلت مرحلة جديدة في مسار نموها من خالل التدشين‬ ‫الرسمي لوحدتين جديدتين بحيث أن المشروع الجديد سيساهم في تعزيز ريادة مؤسسته في قطاع‬ ‫الورق والكارتون المموج‪ ،‬ودعم مخطط التسريع الصناعي الذي يحتل فيه إنتاج السيارات في كل من‬ ‫طنجة والقنيطرة مكانة رئيسية‪.‬‬ ‫وتطمح المجموعة االستثمارية إلى التوجه نحو إفريقيا لمواكبة الريادة المغربية في القارة السمراء‪،‬‬ ‫ومعلوم أن «جي بي سي» تقوم بتسويق ما بين ‪ 30‬و‪ 50‬مليون درهم سنويا في إفريقيا‪ ،‬وتفكر اليوم‬ ‫في إنشاء معمل إلنتاج الكارتون في إحدى الدول التي تربطها عالقات متميزة مع المملكة‪ ،‬خصوصا بعد‬ ‫الموافقة على طلب انضمام المغرب إلى المجموعة االقتصادية لدول غرب إفريقيا‪.‬‬ ‫الرئيسة المديرة العامة لـ «يينا هولدينغ»‪ ،‬السيدة ماما التجموعتي اعتبرت أن هذا االستثمار يترجم‬ ‫االلتزام الدائم للشركة في تنمية فروعها وتحقيق قيمة مضافة لفائدة االقتصاد المحلي‪ .‬وأن إنشأه هذين‬ ‫الوحدتين يساهم في خلق فرص الشغل و في دعم خبرة وتطور االقتصاد المغربي الذي يعتبر أول مصدر‬ ‫للسيارات في إفريقيا‪.‬‬ ‫يذكر أن شركة «جي بي سي» تأسست سنة ‪ ،1992‬وتشغل هذه المقاولة أزيد من ‪ 1000‬مستخدم‬ ‫وتمتلك ‪ 7‬مواقع لإلنتاج بالقنيطرة‪ ،‬وأكادير‪ ،‬والمحمدية ومكناس‪ ،‬إضافة إلى مركز لتجميع الورق‬ ‫والكارتون المتقادم بالدار البيضاء الكبرى‪ .‬وتتوفر الشركة عالوة على ذلك على ‪ 3‬مراكز لتصنيع صناديق‬ ‫المنتجات الفالحية‪ :‬مركز يضم أزيد من ‪ 20‬آلة بأيت ملول‪ ،‬ومركز يحتوي على أربع آالت بالمحمدية‪،‬‬ ‫ومركز بأربع آالت بمجاط‪.‬‬


‫العدد ‪917‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬نوفمرب �إلى ‪ 04‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫على رؤوس الرِّماح‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪ ...‬ذلك وإلنعاش الذاكرة وتنشيطها‪،‬‬ ‫ولمن يملك ذاكرة جيِّدة‪َّ .‬‬ ‫إن إسرائيل هي‬ ‫الرقم الصعب بين أمريكا والعرب وإيران‪.‬‬ ‫منذ ث��وْرة الخميني وأزم��ة السبعينات من‬ ‫القرن العشرين‪ ،‬عند إلقــاء القبـض على رجال‬ ‫المخابرات األمريكيــة‪ ،‬وإيران تزاحم عدُوَّها‬ ‫إسرائيل‪ ،‬الالعب الرئيسي في المنطقة‪ ،‬ما‬ ‫دام��تْ هذه األخيــرة ال توافق إي��ران على‬ ‫ذلك‪ .‬وهي التي تطوِّرُ صواريخها وترسانتها‬ ‫العسكريـــة‪ ،‬ولم تمنعها األمـــم المتحـدة‬ ‫من حقهـــا في ذلك‪ .‬ثمَّ أصبحتْ إيران في‬ ‫نظر إسرائيل تهدِّدُ مصالح أمريكا والغرب‬ ‫في الشام‪ ،‬ومنطقة الشرق األوسط‪ .‬وإذا بها‬ ‫تتعامـــل على خطيــن من موضوع االتفاق‬ ‫النووي والتنافــس بين روسيا والواليات‬ ‫المتحــدة األمريكية‪ ،‬مع سلوك إيران وعدم‬ ‫انصياعها لهذه األخيرة‪ .‬هم يؤيدون االتفاق‬ ‫النووي لكن ضدَّ تطوير الصواريخ اإليرانية‪.‬‬ ‫المفارقة أنهم على نفس الجانب ضدّ‬ ‫«داعش»‪.‬‬ ‫بتزكية من الكونجريس األمريكي‬ ‫الجديد إذ يُلزم الحكومة مراجعة االلتزام‬ ‫لالتفاق النووي ! فأصبحت أمريكا غير ملزمة‬ ‫باالتفاق النووي خروجا عن اإلجماع الدولي‪.‬‬ ‫العداء المباشر بين أمريكا وإيران أضحى خطاباً‬ ‫سياسياً‪ .‬نتيجة انتهاكات إيران لحقوق اإلنسان‬ ‫جاء هذا العداء على شكل فرس «طروادة»‬ ‫بين سبارْطا وأثينا‪ .‬وهي أمريكا التي تزعم َّ‬ ‫أن‬ ‫إيران لم تحترم روح االتفاقية وليس نصها‪،‬‬ ‫فأمست أمريكا هي أيضا غير ملزمة ال بروح‬ ‫االتفاقية وال بنصها ! َّ‬ ‫ألن االتفاق يشمل‬ ‫الصواريخ «البليستيكية»‪ .‬استعداء إيران‬ ‫أصبح صفقة مُرْبحة البتزاز الدول العربية‪،‬‬ ‫رغم صفقاتها مع شركة «بويينغ»‪ .‬استراتيجية‬ ‫اإلدارة األمريكية‪ْ ،‬‬ ‫يذِرُّ‬ ‫إن هي إال سياسة لمنْ ِ‬ ‫عليها ربحاً ! وهي تتغنى على األوتار والخالفات‬ ‫الطائفية‪ ،‬شكلها شكل إيران التي ال تحترم‬ ‫بعض الحكومات العربية‪ .‬شاءتْ االنقسامات‬ ‫العربية أن تسمح إليران وتمكنها من وضع‬ ‫موْطىء قدم للشيعة في العراق وحزب اهلل‬ ‫في لبنان وسوريا‪ .‬لمّا كان الشاه صديقا‬ ‫إلسرائيل لم يكن لدول الخليج مشكل من أيِّ‬ ‫نوع مع إيران إال بعد ما نجحت الثورة الشعبية‬ ‫اإليرانية بزعامة الخُميْني‪ .‬ثمَّ أصبحت‬ ‫بالد فارس عضداً للقضية الفلسطينية‪ .‬فما‬ ‫فتئتْ ْ‬ ‫أن تتحوَّل بعض دول الخليج عدوَّة‬ ‫إليران خوفَا من تصدير ثورتها الشيعية إلى‬ ‫منطقة الخليج‪ .‬فسقطتْ بعض الدول العربية‬ ‫في أحضان إسرائيل المدَللة األمريكية ! ؟‪...‬‬ ‫اإلدارة األمريكية الجديدة تؤكد معاداة إيران‬ ‫وبذلك تكون قد نحتْ استراتيجية إسرائيلية‪،‬‬ ‫من أجل اختالق أزمة بين العرب وإي��ران !‬ ‫ذاهبة إلى األنظمة العربية «المغلقة» من‬ ‫الدول «العميقة» التي تكمم األفواه وت ِزجُّ‬ ‫بالكلمة الحرَّة وراء الشمس‪ .‬هذه منهجية‬ ‫الدول الغربية الستنزاف خيرات دول العالم‬ ‫المتخلف‪ ،‬وقد أسست لهذه األخيرة أنظمة‬ ‫شمولية سلطوية‪ .‬ولغزل الخيط في المخيط‪،‬‬ ‫استنبطتْ نسيجاً أضفتْ عليه صفة «لوكو ‪-‬‬ ‫اإلرهاب» مضافا إليها بدْءاً بإيران ثمَّ قطر‪،‬‬ ‫بعد تعميمه على الدول اإلسالمية ! انطلتْ‬ ‫«الشيطنـــة» على بعض دول الخليــج ومصر‬

‫‪8‬‬

‫باسم أزمة الخليج فأقدَمتْ على حصار قطر‬ ‫دون سابق إن���ذار‪ .‬اتهمتْ قطر بخطاب‬ ‫الكراهية والعنف التي تتحدث به قناة الجزيرة‪،‬‬ ‫بتأييدها لإلخوان المسلمين‪ ،‬واحتضانها‬ ‫لبعض علمـــاء اإلسالم‪ .‬ما شكل مادة دسمة‬ ‫لثني األنظار عن إرهاب إسرائيل‪ ،‬وتحويلها إلى‬ ‫ِ‬ ‫خطر الشيعة الفارسية «البُعْبُع» على بالد‬ ‫الخليج السُنية‪ .‬عوَض العدوّ الصهيــونــي‬ ‫الحقيقــي للعالــم العربي النصراني‬ ‫واإلسالمي‪ .‬صهينتْ اإلدارة األمريكية الحالية‬ ‫عملية ابتزاز‪ ،‬اصطادتْ من «رباها» صفقات‬ ‫من دولة خليجية‪ ،‬مبلغ ‪ 14‬مليار دوالر‪ .‬أما‬ ‫ماليين الدوالرات فحدِّتْ وال حرج‪ .‬بدأ الحراك‬ ‫للوصول إلى مفاوضات خليجية‪،‬مصرية بين‬ ‫الوسيط – أمير الكويت‪ -‬الصباح ‪، -‬إليجاد‬ ‫عوامل مشتركة تلملمُ صلة الرحِم بين‬ ‫« اإلخ��وة – الكرامازوف»‪ .‬بدعم من تركيا‬ ‫للكويت وتثمين الموقف القطري الذي ال‬ ‫يتعارض مع القانون ال��دول��ي‪ .‬الشــروط‬ ‫الجائــرة التي فرضتها دول الحصار على قطر‪،‬‬ ‫قد يستحيل عليها تنفيـــذ إمالءات مصرية‪-‬‬ ‫خليجيـــة‪ ،‬وهي مطالــب ذات سيـــادة‪ .‬فقط‬ ‫ألنها ت��أوي بعض مشايخ وعلماء اإلسالم‬ ‫الذين يجهرون بكلمة حق عند سلطان جائر‪.‬‬ ‫وقد ارتقى المنهج السمعي البصري وضمن‬ ‫استقالله وحريته‪ ،‬وهم يطالبون بإقفاله‪ .‬ولما‬ ‫ال يطالبون بإقفال «س‪.‬ن‪.‬ن» و«ب‪.‬ب‪.‬س»‬ ‫و «فرانس ‪ »24‬و «ت‪.‬ف‪ »5.‬وجميع القنوات‬ ‫الحرَّة المستقلة !؟‪...‬ب��ات معلوما َّ‬ ‫أن وزراء‬ ‫خارجية دول الحصار ما زالوا يكرِّرون وصف‬ ‫قطر بدعم «اإلرهاب»! وزعزعة األمن ‪،‬وهي‬ ‫التي كانت على رأس الفتن‪ ،‬أي بتزكية الربيع‬ ‫العربي! والوقوف بجانب القضية الفلسطينية‬ ‫ومقاومة حماس بقطاع غزة ضدّ االحتالل‬ ‫اإلسرائيلي‪ .‬ولم تعد تذكــر دول الحصار‬ ‫إره��اب إسرائيل‪ ،‬حتى َّ‬ ‫إن بعضاً منهم فتح‬ ‫مجاله لإلسرائيليين‪ .‬وهذا ما خططتْ له‬ ‫غرفة العمليات‪ ..‬جاء على لسان طرفة بن‬ ‫العبد في القرن السادس الميالدي‪ ،‬نظم في‬ ‫ظلم ذوي القربى ‪:‬‬ ‫وظلم ذوي القربى أشدُّ مضاض ًة‬ ‫على المرْء من وقع الحسام المهند‬ ‫بينما غرفة العمليات‪ ،‬اتخـــذتْ من‬ ‫العالـم العـــربـــي «كوبــــاي» لمختبـــر‬ ‫أسلحتها الفتاكة من طائرات أباشي إلى‬ ‫الفنطوم والميك (بثالثة نقط فوق الكاف)‪،‬‬ ‫والميراج والجاكوار (ثالثة نقــط فـوق الكاف)‬ ‫ثمَّ الصواريخ التي تزن سبعة أطنان (هذه‬ ‫األخيرة «رحبتْ» بها األراض��ي األفغانية)‪،‬‬ ‫والراجمات المنبعثة من األسطول البحري‪،‬‬ ‫التي فاقت قنابل «هيروشيمــا ونكازاكي»‪.‬‬ ‫ج��رَّاء القتــــل والتقتيل الدائر في سوريا‬ ‫والعراق واليمن وليبيا‪ ،‬والرجوع إلى نقطة‬ ‫الصفر‪ .‬ودعوة الشعب إلى تقرير المصير تحت‬ ‫«رحمة» المدافع وقنابل طائرات «حفتر»‪،‬‬ ‫مقابل شرعية «السراج»‪ ،‬تمخض عن ذلك‬ ‫اجتماعات أبو ظبي والقاهرة ثمّ الوساطة‬ ‫الفرنسية باجتماع باريس‪ ،‬تولدَتْ عنه حزازات‬ ‫إيطالية‪ .‬والعالم العربي ال يكاد يحصي موتاه‬ ‫تحت وفوق األنقاض دون ماليين النازحين‬ ‫والمهاجرين ممَّن لم َ‬ ‫تتغذ بهم حيتان البحار‪.‬‬

‫توالت سبـــع اجتماعــات بقسمــات‬ ‫ضيزى بجنيف‪ ،‬يزعم فيها النظام السـوري‪،‬‬ ‫قائــال ‪ :‬أهمّ شيء ْ‬ ‫أن يكون هناك «كراكيز»‬ ‫شريــك وطنــي وليس عمي ًال ألجندات‬ ‫أجنبية! وهو ال خيار له (النظام) إال قبول‬ ‫المقاربة الروسية ! كل هذا «الجينوسيد»‬ ‫ضدّ األمة العربيـــة واإلسالمية يصبُّ في‬ ‫مصلحة إسرائيــل‪ .‬خلقت ماليين الجرحى و‪6‬‬ ‫ماليين الجىء‪ ،‬وما زال الخطاب على لســـان‬ ‫«النظام» إعالم ديماغوجــي‪ ،‬فال يمكن ْ‬ ‫أن‬ ‫يمثـــل حقيقة الوضع‪ .‬فالشعوب العربية‬ ‫ت��درك وتتطلع ْ‬ ‫أن تعيش كريمة حرَّة في‬ ‫أوطانها بما فيها الشعب الفلسطيني وهو جزء‬ ‫ال يتجزأ من األمة‪ .‬بإقامة دولته وعاصمتها‬ ‫القدس الشريف‪ .‬ثم عودة الفلسطينيين إلى‬ ‫أرضهم‪ ،‬وهذه هي عين الحقيقة التي يجب ْ‬ ‫أن‬ ‫يعلمها العالم‪ .‬تنفيذا لقرارات األمم المتحدة‬ ‫وق���رارات مجلس األم��ن‪ .‬جبلة الصهاينة‬ ‫يحنثون أيمانهم وال تنفع معهم المواثيق‬ ‫والعهود‪ ،‬وقد ينقضون كل هذه القرارات‪،‬‬ ‫ولهم في العهد القديم «اإلصحاح من ‪10‬‬ ‫إلى ‪ 15‬تثنية» ما معناه َّ‬ ‫أن كل ذلك الشعب‬ ‫( العربي الفلسطيني ) ليكون لك ( إلسرائيل )‬ ‫للتسخير ويُستعبدُ لك‪ْ ،‬‬ ‫وإن كان في الحرب‬ ‫فاضرب جميع ذكورهم بالسيف‪ .‬أما النســـاء‬ ‫واألطفــال والبهائـم وكل ما في المدينــة‬ ‫غنيمـــة لنفسك‪ .‬أليسـتْ هذه إيديلوجية‬ ‫اإلرهاب يتربى وينشــأ عليها أبنـاء الصهاينة‪،‬‬ ‫وال أحد يطالــب باستئصالها من كنانيــش‬ ‫العهد القديم !؟‪...‬‬ ‫القرار ‪ 3379‬الذي اعتمدتـــه الجمعية‬ ‫العامة لألمم المتحدة بتاريخ ‪1975/11/10‬م‪،‬‬ ‫يحدِّدُ هذا القرار َّ‬ ‫أن الصهيونية هي شكل‬ ‫من أشكال العنصرية والتمييـــز العنصــري‪،‬‬ ‫ومطالبـا القـــرار جميع دول العالم بمقاومة‬ ‫اإلديلوجية الصهيونية التي تشكل خطراً‬ ‫على األم��ن والسلم العالميين‪ .‬ولما كان‬ ‫مؤتمر مدريد سنة ‪1991‬م‪ ،‬جعلتْ إسرائيل‬ ‫م��ن إل��غ��اء ال��ق��رار ش��رط��اً لمشاركتها في‬ ‫المؤتمر‪ .‬رضخت األم��م المتحدة لمطلب‬ ‫إسرائيل‪ ،‬وألغت القرار ‪ 3379‬بموجب القرار‬ ‫‪ 86/46‬بتاريخ ‪1991/12/16‬م‪ ،‬فكانــــت‬ ‫هــذه هي الحيلة التي تمكنتْ بموجبها‬ ‫إلغاء صفة العنصرية والتمييز العنصري عن‬ ‫الصهيونية‪ ،‬الذي تهدِّدُ األمن والسلم في‬ ‫العالم‪ .‬لم ير العالم أيَّاً من توصيات مدريد‬ ‫التي بقيت حبرا على ورق ورفضتْ إسرائيل‬ ‫تنفيذها جملة وتفصيال‪ .‬فكان على األمم‬ ‫المتحدة ْ‬ ‫أن تعيد تفعيل القرار ‪ .3379‬على‬ ‫هذا النحو من الحيل والخدع تخطط إسرائيل‬ ‫على المدى البعيد وفي الوقت المناسب لها‪،‬‬ ‫سوف تعمل على إلغاء وبمعية الصهيونية‬ ‫العالمية‪ ،‬لكل قرارات األمم المتحدة وقرارات‬ ‫مجلس األمن ذات الصلة‪ .‬وتراجعها عن كل‬ ‫المواثيق والمعاهدات الدولية ولذلك لن‬ ‫يبقى لفلسطين دُنُما من األرض‪ ،‬تلك هي‬ ‫استراتيجية الفكر الصهيوني ‪ ...‬ويبقى العرب‬ ‫على رؤوس الرِّماح !‬ ‫إنما الزبـــد االستعمـــاري ال بدَّ ْ‬ ‫أن‬ ‫يذهب جفاءاً‪...‬‬

‫في مولد الهادي‬ ‫البشير‬ ‫إعداد ‪ :‬ذة أم دالل‬ ‫قال تعالى ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين‬ ‫رؤوف رحيم ) التوبة‪.‬‬ ‫هو علم األع�لام‪،‬و خاتم األنبياء والمرسلين‪،‬محمد بن عبد اهلل بن عبد المطلب بن‬ ‫هاشم‪،‬من قبيلة قريش‪ ،‬يرتفع نسبه إلى أبي األنبياء إبراهيم الخليل عليه السالم‪ ،‬ولد في مكة‬ ‫عام الفيل الذي يوافق ‪571‬م‪،‬و توفي وعمره ‪ 63‬عاما ‪ ،‬عاش يتيما‪ ،‬عمل في رعي الغنم وكان‬ ‫ذلك خير للنبي عليه الصالة والسالم‪ ،‬فقد تعلم الهدوء والصبر والعناية بالضعيف‪ ،‬كما أتاحت له‬ ‫مهنة رعي الغنم التأمل في خلق‪ ،‬فهو أبدا لم يسجد لصنم كما أنه لم يشرب الخمر ولم يصادق‬ ‫امرأة قط‪، ‬ثم عمل أيضا في التجارة ليتدرب ويتعلم المزيد واشتهر بالصادق األمين في تجارته‬ ‫ومعاملته مع الناس‪ ،‬ولما بلغ ‪ 25‬من عمره تزوج خديجة بنت خويلد‪ ،‬وكانت تكبره ‪ 15‬عاما‪،‬‬ ‫وأنجب‪ ‬قاسم وعبد اهلل‪ ،‬منها وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة وإبراهيم من مارية القبطية‪.‬‬ ‫و لما بلغ األربعين من عمره‪ ،‬نزل عليه الوحي في شهر رمضان بأول آية ( اقرأ باسم ربك‬ ‫الذي خلق)‪.‬فبدأ بالدعوة سرا‪ ،‬وبعد ثالث سنوات نزل عليه الوحي بقوله تعالى‪ ( :‬فأصدع بما‬ ‫تؤمر وأعرض عن المشركين) الحجر‪ ،‬فبدأ بالدعوة علنيا أقبلت الوفود من أنحاء الجزيرة العربية‬ ‫معلنة إسالمها‪ ،‬بعدما لقي معارضة شديدة من ع المشركين والمشركات ‪ ..‬وجاء النصر اهلل‬ ‫نصرا مؤزرا وتحولت صفحات التاريخ من الجاهلية إلى نور اإلسالم والهداية الذي أنقذ اإلنسان‬ ‫من الهالك إلى ساحل األمن واألمان‪ ،‬ومن الفوضى إلى الحياة المنظمة‪ ،‬رفع راية التوحيد ال اله‬ ‫إال اهلل محمد رسول اهلل‪ ،‬من رق العبودية إلى عز العبادة هلل الواحد القهار‪ ،‬هو الذي قال فيه عز‬ ‫من قائل ( هو الذي بعت في األميين رسوال منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب‬ ‫والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضالل مبين)‪.‬‬ ‫و عاش المسلمون جميعا على التعاون واإلخاء والتكافل فيما بينهم‪.‬أراد الرسول(ص) أن‬ ‫يؤسس دولة قوية لإلسالم فجعل المسجد النبوي مكانا لتجمعهم في كل األوقات لمناقشة‬ ‫أمور دينهم ودنياهم‪ ،‬وآخى بين المهاجرين واألنصار فامتزجت النفوس وتألفت األرواح وزالت‬ ‫الفوارق وعمت روح الجماعة فتكونت النواة األولى للدولة اإلسالمية على الحب واإلخاء‪.‬‬ ‫فقد أعطى اهلل تعالى للرسول صلى اهلل غليه وسلم صفات تليق بمقامه الشريف‪،‬فكان كما‬ ‫وصفه أنس رضي اهلل عنه ‪:‬ال بالطويل وال القصير‪ ،‬وكان أزهر اللون‪ ،‬وكان كفه كالحرير ورائحته‬ ‫أطيب من المسك‪ ،‬وكان شعره صلى اهلل عليه وسلم أسود‪ ،‬فمات وليس في شعر لحيته وال‬ ‫رأسه أكثر من عشرين شعرة بيضاء‪ ،‬وإذا التفت التفت جميعا‪.‬‬ ‫و من صفاته الخلقية‪:‬‬ ‫الكرم‪ :‬كان المثل األعلى في الجود والسخاء والخير والعطاء‪ ،‬وكان يؤثر على نفسه فيعطي‬ ‫العطاء ويبقى بال شيء‪.‬‬ ‫الشجاعة والحنكة‪ :‬على الرغم من رحمته وعفوه ورقته‪ ،‬إال أنه يتصف بجرأته في الدفاع عن‬ ‫الحق ومواجهة األعداء‪.‬‬ ‫الحلم عند الغصب‪ :‬كان عظيم الحلم ويعفو ويغفر وال يقابل السيئة بالسيئة‪.‬‬ ‫الصبر‪ :‬فقد كانت حياته مليئة بالصبر والجهاد في سبيل اهلل‪.‬‬ ‫العدل واإلنصاف‪ :‬مع نسائه ومع اآلخرين كيفما كان نوعه حتى مع كافر‪.‬‬ ‫التواضع‪ :‬فال يتكبر على أحد ويعين المسلمين على مشاق الحياة‪.‬‬ ‫الرحمة ‪ :‬رحمته مع الضعفاء والبشاشة والتبسم الدائم‪ ،‬فهو المبعوث رحمة للناس‬ ‫العبادة ‪ :‬كان كثير العبادة والشكر واآلداب مع اهلل تعالى‪.‬‬ ‫الزهد ‪ :‬فهو أزهد الناس في الدنيا وأرغبهم في اآلخرة‪.‬‬ ‫الصدق ‪ :‬لقد لقب منذ نعومة أظفاره وقبل بعثته بالصادق األمين‪.‬‬ ‫األمانة ‪ :‬وخير مثال على أمانته تأديته رسالة هذا الدين الحنيف‪.‬‬ ‫الوفاء ‪ :‬قد اتصف به رسولنا الكريم فقد كان يضرب بوفائه المثل‪.‬‬ ‫و كان إذا أوى إلى منزله جزأ دخوله ثالثة أجزاء‪،‬جزء هلل عز وجل وجل ‪ ،‬وجزء ألهله وجزء‬ ‫لنفسه‪ ،‬ثم جزأ جزأه بينه وبين الناس‪ ،‬فيرد ذلك على العامة والخاصة وال يدخر عنهم شيئا ‪،‬‬ ‫يدخلون عليه زوارا وال يفرقون إال عن ذواق ويخرجون أدلة فقهاء‪ ،‬ال يجلس وال يقوم إال على‬ ‫ذكر اهلل جل اسمه‪ ،‬وال يوطن األماكن وينهى عن إيطانها‪ ،‬وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث‬ ‫ينتهي به المجلس ويأمر بذلك ‪ ،‬يعطي كال من جلسائه نصيبه‪ ،‬ومن سأله حاجة لم يرد اال‬ ‫بها أو بميسور القول‪ ،‬قد وسع الناس منه بسطة وخلقه كان لهم أبا وصاروا عنده في الحق‬ ‫سواء‪ ،‬مجلسه مجلس علم وحياء وصبر وأمانة‪ ،‬وال ترفع فيه األصوات متعادلون متفاضلون فيه‬ ‫بالتقوى‪ ،‬متواضعون ‪ ،‬يوقرون فيه الكبير ويرحمون فيه الصغير ويؤثرون الحاجة‪ .‬وكانت سيرته‬ ‫مع جلسائه دائم البشر‪ ،‬سهل الخلق لين الجانب‪ ،‬ليس بفظ وال غليظ‪ ،‬وال صخاب وال فحاش وال‬ ‫عياب وال مداح‪ ،‬قد ترك نفسه من ثالث‪ :‬المراء واإلكثار ومما ال يعنيه‪ ،‬وترك الناس من ثالث‪:‬‬ ‫كان ال يذم أحدا وال يعيره‪ ،‬وال يطلب عورته‪ ،‬وال يتكلم إال فيما يرجو ثوابه‪ ،‬وكان سكوته على‬ ‫أربعة ‪ :‬على الحلم والحذر والتقدير والتفكر‪ ،‬وجمع له الحذر في أربعة‪ :‬أخذه بالحسن ليقتدى به ‪،‬‬ ‫وتركه القبيح لينتهى عنه‪ ،‬واجتهاده فيما أصلح أمته‪ ،‬والقيام فيما جمع لهم خير الدنيا واآلخرة‪.‬‬ ‫و في تواضعه وحيائه يقول أنس بن مالك ‪ :‬كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله وسلم‬ ‫يعود المريض‪،‬و يتبع الجنازة‪ ،‬ويجيب دعوة المملوك‪ ،‬ويركب الحمار‪ ،‬واذا رأوه لم يقوموا إليه‬ ‫لما يعرفون من كراهيته لذلك‪.‬‬ ‫و عن ابن عباس قال ‪« :‬كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يجلس على األرض ويأكل‬ ‫على األرض»‪.‬‬ ‫عن ابن مسعود قال ‪« :‬أتى النبي (ص) رجل يكلمه فأرعد‪ ،‬فقال‪ :‬هون عليك فلست بملك‪،‬‬ ‫إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد‪ .‬سئلت عائشة ما كان النبي يصنع إذا خال؟ قالت‪ :‬يخيط‬ ‫ثوبه‪،‬و يخصف نعله ويصنع ما يصنع الرجل في أهله‪ .‬وعن أبي سعد الخدري يقول‪ :‬كان رسول‬ ‫اهلل (ص) حييا‪ ،‬ال يسأل شيئا إال أعطاه‪ ،‬وكان أشد حياءا من العذراء‪ ‬في خدرها‪ ،‬و كان إذا كره‬ ‫شيئا عرفناه في وجهه» ‪.‬‬ ‫و كان الفراش الذي قبض وهو عنده من أشمال وادي القرى محشوا وبرا وقيل ‪ :‬كان طواه‬ ‫ذراعين أو نحوهما وعرضه ذراع وشبر ‪ ،‬وكان ينام على الحصير ليس تحته غيره ‪ ،‬ويستاك إذا‬ ‫أراد أن ينام ويأخذ مضجعه‪ ،‬واذا أوى إلى فراشه اضطجع على شقه األيمن ووضع يده اليمنى‬ ‫تحت خده األيمن ثم يقول ‪« :‬اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك» وكان له أصناف من الدعوات‬ ‫يدعو بها إذا أخذ مضجعه منها « اللهم إني أعوذ بمعافاتك من عقوبتك وأعوذ برضاك من‬ ‫سخطك» و «باسمك اللهم أحيى وأموت»‪ .‬ويقرأ آية الكرسي عند منامه ويقول ‪ :‬أتاني جبريل‬ ‫فقال ‪ :‬يا محمد إن عفريتا من الجن يكيدك في منامك فعليك بأية الكرسي‪ .‬وعند استيقاظه كان‬ ‫يقول الحمد هلل الذي أحياني بعدما أماتني وإليه النشور‪ .‬رواه أحمد والبخاري ومسلم عن أنس‪.‬‬ ‫و هو أول من ينشق األرض عنه وانه سيكون شفيعا للناس كافة‪ ،‬وسينزله اهلل تعالى‬ ‫المقام المحمود ويعطيه الوسيلة وهي أعلى مراتب الجنة التي ال تنبغي ألحد غيره‪ ،‬وله صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم أيضا يوم القيامة حوض ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل ال يظمأ‬ ‫من شرب منه أبدا‪.‬‬ ‫هذا هو نبينا وقائدنا وشفيعنا وحبيبنا وإمامنا وسيدنا الذي بذل الغالي والنفيس لنكون‬ ‫نحن مسلمين ولنكون ممن نالوا وسام الخيرية من اهلل عز وجل عندما قال ‪ ( :‬كنتم خير أمة‬ ‫أخرجت للناس)‪.‬‬ ‫فيا ترى ماذا سنهدي وكيف نحتفل بمن كان مولده رحمة للعالمين لكي نعبر له عن‬ ‫حبنا وشوقنا وعظم قدره في قلوبنا ؟ نريد زرع محبته في قلوب األطفال والكبار بدراسة سيرته‬ ‫العطرة تم تطبيق سننه في األمور كلها‪ ،‬وتبليغ رسالته فهو القائل «بلغوا عني ولو آية» حديث‬ ‫البخاري ‪.‬‬ ‫ثم اإلكثار من الصالة عليه ( يا أيها الذين صلوا عليه وسلموا تسليما)‪.‬‬ ‫اللهم ارزقنا حب نبيك صلى اهلل عليه وسلم وحب آل بيته الطاهرين وحب كل عمل يقربنا‬ ‫إلى حبه وحبهم ما دامت السماوات واألرض أمين‪.‬‬


‫الثالثاء ‪ 28‬نوفمرب �إلى ‪ 04‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪917‬‬

‫‪9‬‬

‫أوال ‪ :‬العادة ‪:‬‬

‫تقرير حول مؤتمر حازم القرطاجني وقضايا تجديد‬ ‫الرؤية والمنهج في البالغة العربية القديمة (‪)2/1‬‬ ‫إعداد‪ :‬فرح الشويخ‪ ،‬وأبو مدين شعيب تياو‪ ،‬وأبو الخير الناصري‬ ‫نظمت شعبة اللغة العربية وآدابها بكلية‬ ‫اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان‪ ،‬مؤتمرا علميا‬ ‫دوليا في موضوع «حازم القرطاجني وقضايا‬ ‫تجديد الرؤية والمنهج في البالغة العربية‬ ‫القديمــة» وذلك يومي الثالثــاء واألربعاء ‪14‬‬ ‫و‪ 15‬من نوفمبر ‪2017‬م بقاعة العميـد محمد‬ ‫الكتاني بالكلية‪.‬‬ ‫وقُـدّمت في هـذا المؤتمر أبحـاث لعلمــاء‬ ‫وباحثين من مصر والمغرب‪ ،‬وتوزعت أشغاله‬ ‫على جلسة افتتاحية‪ ،‬تلتها ثالث جلسات علمية‪،‬‬ ‫فجلسة ختامية‪.‬‬ ‫الجلسة االفتتاحية‬

‫بعد افتتـاح أشغـال النـدوة بتالوة آيات من‬ ‫كتاب اهلل تعالى رحّب عميد كلية اآلداب والعلوم‬ ‫اإلنسانية بتطـوان الدكتور محمد سعـد الزمـوري‪،‬‬ ‫بالمشاركين والحاضرين‪ ،‬ونوَّه بعَقد هذا المؤتمر‬ ‫الدولي‪ ،‬واصفا إياه بكونه يبعث رسائل من بينها‬ ‫برمز من رموز االنفتاح والتفاعل اإليجابي‬ ‫أنه يحتفي ٍ‬ ‫مع اآلخرين والتواصل مع الفكر اليوناني‪ ،‬وهو حازم‬ ‫القرطاجني‪ ،‬وقال إن هذا المؤتمر يستبطن دعوة‬ ‫لالنفتاح والتفاعل اإليجابي مع منجزات الحضارات‬ ‫المختلفة‪ .‬ووعــد السيد العميد في كلمته بطبع‬ ‫أعمال الندوة في كتـاب يضاف إلى المنشــورات‬ ‫العلمية للكلية‪.‬‬ ‫تناول الكلمة بعد ذلك رئيس شعبة اللغة العربية‬ ‫وآدابها بالكلية الدكتور محمد الحافظ الروسي‪ ،‬فرحّب بدوره بالمشاركين في المؤتمر والحاضرين‪،‬‬ ‫وأشار إلى جملة من مميزات حازم القرطاجني التي جعلته يتبوأ مكانة رفيعة في تاريخ البالغة العربية‪،‬‬ ‫كقدرته على اإلحاطة بأعقد المسائل‪ ،‬وكونه نظر إلى القضايا التي تعرض لها من جهة جديدة‪ ،‬وبمنهج‬ ‫مبتكر‪ ،‬اعتمادا على المقوالت العشر األرسطية حينا‪ ،‬وعلى قواعد الفقه المالكي حينا آخر‪ ،‬وعلى ما توصل‬ ‫إليه علماء اللغة والبالغة والعروض من أهل العربية إلى زمانه في كل األحيان‪.‬‬ ‫أما رئيس اللجنة العلمية المنظمة للندوة الدكتور عبد الرحمن بودرع فمما جاء في كلمته أن مركزية‬ ‫كتاب «منهاج البلغاء وسراج األدباء» لحازم هي الدافع لعقد هذا المؤتمر «احتفا ًء بهذا العَ َلم‪ ،‬وإحيا ًء‬ ‫لعِ ْلمه‪ ،‬ووَصْال له ببعض مباحث العصر مما جَدَّ في الدرس البالغي واللساني الحديث»‪.‬‬ ‫وختم د‪.‬بودرع كلمته بشكر الباحثين المشاركين الذين حضروا إلى تطوان‪ ،‬وعبر عن أسفه على‬ ‫عدم تمكن بعضهم من الحضور من خارج المغرب ألسباب مرتبطة بطرق استصدار التأشيرات من بعض‬ ‫الدول‪ ،‬كما شكر عمادة الكلية وإدارتها وجميع الذين أسهموا في إنجاح هذا الحدث العلمي الكبير‪.‬‬

‫الجلسة األولى برئاسة الدكتور جعفر ابن الحاج السلمي‪.‬‬

‫ٌ‬ ‫وبيان‬ ‫ُقدّمت في هذه الجلسة أربعة أبحاث أولها بعنوان‪« :‬المعاني الثواني عند حازم‪ :‬كشفٌ‬ ‫ونَمْذجة» للدكتور محمد الحافظ الروسي‪ .‬وقد مهَّد لبحثه بالقول إن حديث حازم في المعاني الثواني‬ ‫هو مِنْ أَ ْغمَض كالمه في «منهاج البلغاء وسراج األدباء»‪ ،‬وإن الدارسين قد تَحامَوا الوقوف عند هذه‬ ‫المسألة لغموضها‪ ،‬وخلطوا بين المعاني الثواني عند حازم وبينها عند عبد القاهر الجرجاني‪ ،‬مضيفاً أن‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫التمثيل لها‪ ،‬خصوصا أن صاحب «المنهاج» تَرك التمثيل لنظريته‪.‬‬ ‫السبيل لتيسير نظرية حازم هو‬ ‫لذلك ركز د‪.‬محمد الحافظ على كشف المراد بالمعاني الثواني عند حازم‪ ،‬سعيا منه لرفع اللبس الواقع‬ ‫في فهم هذا المصطلح‪ ،‬وجاءت مداخلتُه في أغلب فقراتها تحلي ً‬ ‫ال لنماذج من الشعر العربي (كقصيدة‬ ‫األعشى التي مطلعُها‪ :‬شريحُ ال تتركني بعدما علقتْ‪ ///‬حبالك اليومَ بعد القِدّ أظفاري)‬ ‫و بيَّنَ المعاني ُ‬ ‫األوَل والمعاني الثواني في كل قصيدة من القصائد التي درسها‪ ،‬ليؤكد أمورا من‬ ‫أبرزها‪:‬‬ ‫ أن المعاني ُ‬‫األوَل عند حازم هي تلك التي لها عالقة مباشرة بغرض القصيدة‪.‬‬ ‫ وأن المعاني الثواني هي التي ترد على سبيل اإلحالة‪ ،‬كذكر واقعة تاريخية على سبيل االستدالل‬‫أو التشبيه مثال‪.‬‬ ‫ وأن المعاني الثواني ال يكون ْ‬‫ذِكرُها مقبوال إال بأحد شرطين‪:‬‬ ‫تكون أشهرَ من المعاني ُ‬ ‫َ‬ ‫األوَل‪ ،‬وتأتي حينئذ للتوضيح‪.‬‬ ‫أحدهما‪ :‬أن‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وثانيهما‪ :‬أن تكون مُساوية للمعاني األوَل في الشهرة‪ ،‬وتأتي حينئذ للتأكيد‪.‬‬ ‫بعد ذلك تناولت الكلمة الدكتورة بشرى تاكفراست‪ ،‬وتحدثت في موضوع «نظرية الشعر عند حازم‬ ‫القرطاجني‪ ،‬قراءة في مفهوم األسلوب ومعنى التناسب الشعري»‪ .‬وجعلت دة‪.‬بشرى مداخلتها في‬ ‫محورين‪:‬‬ ‫محور أول أفردته لبيان خصائص حديث حازم في األسلوب‪ ،‬موا ِز ً‬ ‫نَة بينه وبين ما قاله ابن قتيبة‬ ‫ً‬ ‫ومنتهية إلى نتائج من بينها أن األسلوب عند حازم ضرْبٌ من النظم مخصوص‬ ‫والجرجاني في األسلوب‪،‬‬ ‫بالمعاني‪ ،‬قائلة – في هذا الجانب – إن صاحب «المنهاج» تأثر بالنظرية الجرجانية في دراسة األسلوب‪،‬‬ ‫وذلك حينما ربط األسلوب بالصياغة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫يكون المرادُ بالتناسب هو مفهوم‬ ‫ومحور ثان قاربتْ فيه تصور حازم للتناسب الشعري‪ ،‬فنَ َفتْ أن‬ ‫الوحدة العضوية كما ذهب إلى ذلك بعض الباحثين‪ ،‬وذكرتْ موضوعاتِ هذا التناسب في «المنهاج»‬ ‫كتناسب الحرف مع اللفظ‪ ،‬وتناسب المعنى‪ ،‬وتناسب الغرض واألوزان‪..‬لتخلص‪ ،‬في آخر مداخلتها‪ ،‬إلى‬ ‫خالصاتٍ منها َك ُ‬ ‫وْن حازم صاحبَ أنضج تصور في النقد العربي‪ ،‬وتَجاوبُ نظريته مع المنطق والفلسفة‬ ‫واإلبداع‪.‬‬

‫أما البحث الثالث فعنوانه «مفهــوم الشعــر‬ ‫وقضاياه لدى حازم القرطاجني»‪ .‬وانطلـق فيه‬ ‫صاحبُه الدكتور مصطفى اليعقوبــي من تعريف‬ ‫الشعر في اللغة‪ ،‬ثم عرج على تعريفاته عند النقاد‬ ‫والبالغيين قبل أن يفرغ للحديث في مفهومه عند‬ ‫حازم‪ ،‬وبيان مميزات تعريفه له عن تعريفات غيره‪.‬‬ ‫ومما توقف عنده د‪.‬اليعقوبي الصفات األربع‬ ‫للشعــر في «المنهــاج»‪ ،‬وهي الشعــر الحقيقي‪،‬‬ ‫والحَسَن‪ ،‬والمنظوم‪ ،‬والمُرَوّى‪ ،‬مبينا رأيَ حازم‬ ‫في كل منها‪.‬‬ ‫كما بسط القول في قضايا الشعر عند حازم‪،‬‬ ‫ومنها أغراضه‪ ،‬وصلته بالمعاني العلمية‪ ،‬والشعر‬ ‫بين الصدق والكذب‪ ،‬وتأثر حازم بفالسفة اإلسالم‬ ‫الذين لخصوا كتاب الشعر ألرسطو‪ ،‬مع االستشهاد‪،‬‬ ‫عند الحديث عن كل قضية قضية‪ ،‬بنص من‬ ‫«المنهاج» وشرحه لبيان تميز نظرة حازم إلى الشعر‪.‬‬ ‫وخُتمتْ هذه الجلسة ببحث للدكتورة أمان‬ ‫أبو الفتوح‪ ،‬نابتْ عنها في قراءته الدكتورة أسماء‬ ‫الريسوني‪ ،‬وهو بحث بعنوان «المحاكاة والتخييل‪،‬‬ ‫رؤية جديدة للتصوير الشعري عند حازم القرطاجني»‪.‬‬ ‫وقد مهَّدت الدكتورة أمان لموضوعها باإلشارة‬ ‫إلى تميز «المنهاج» عما سبقه من مؤلفات بالغية‬ ‫ونقدية‪ ،‬قائلة إن حازما كان واعيا بتفرّد مسلكه في‬ ‫دراسة قضايا البالغة والنقد‪ .‬وجعلت الباحثة حديثها‬ ‫عن التصوير الشعري في سبعة محاور هي‪:‬‬ ‫‪ /1‬معنى الصورة عند حازم‪ /2 .‬منهاج البلغاء‪ِ :‬جدّة الدرس وغياب القسم األول من الكتاب‪.‬‬ ‫‪ /3‬التخييل والمحاكاة والتصوير الشعري‪ /4 .‬األصول الحاكمة للصورة الشعرية عند حازم (ومنها‪:‬‬ ‫التناسب والنظام‪ ،‬ومراعاة العُرف اللغوي عند العرب‪ /5 .)...‬خصائص الصورة الشعرية عند حازم‪.‬‬ ‫‪ /6‬موقف حازم من التجديد في الصورة الشعرية‪ /7 .‬وظيفة الصورة الشعرية عند حازم‪.‬‬ ‫واستشهدت‪ ،‬في جميع هذه المحاور السبعة‪ ،‬باقتباسات من كتاب «المنهاج» لبيان تصور حازم‬ ‫للمحاكاة والتخييل والتصوير الشعري‪.‬‬

‫الجلسة الثانية برئاسة الدكتورة سعاد الناصر‬

‫قدّمت في هذه الجلسة أربعة أبحاث علمية‪:‬‬ ‫أما األول فقد كان بعنوان «بناء النص الشعري عبر منظومة حازم القرطاجني االصطالحية» ألقته‬ ‫الدكتورة سحر محمد فتحي عبد العليم‪ .‬وقد بينتْ في بدايته كثرة المصطلحات التي يحفل بها كتاب‬ ‫«منهاج البلغاء وسراج األدباء»‪ ،‬ومركزيتها في نظرية حازم القرطاجني‪ ،‬إذ ال يمكن فهم هذه النظرية إال‬ ‫بضبط تلك المصطلحات وفهمها‪ ،‬ومن أجل ذلك قامت برصدها وتتبعها وتحديد مفاهيمها‪ ،‬وتصنيفها‪،‬‬ ‫والوصول إلى أنها على ثالثة أضرب‪:‬‬ ‫ً‬ ‫متداولة في كتب الذين سبقوا حازما‪ً.‬‬ ‫‪ - 1‬مصطلحات قديمة‪ ،‬كانت‬ ‫‪ - 2‬مصطلحات قديمة‪ ،‬لكن وضع عليها حازم بصمته الخاصة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬مصطلحات مبتكرة‪ ،‬وضعها حازم نفسهُ‪.‬‬ ‫وقد تعرضت الدكتورة سحر لبعض هذه المصطلحات بالبيان والدراسة‪ ،‬وتكلمت عن مفهوم الشعر‬ ‫عند حازم القرطاجني‪ ،‬وعن مقوماته‪ ،‬وما ينبغي أن تتوفر فيه من عناصر كالمحاكاة والتخييل‪ ،‬مما يجعله‬ ‫قويَّ التأثير في المتلقي‪ ،‬ويترك فيه هز ًة‪.‬‬ ‫كما تعرضت للمعاني الذهنية‪ ،‬ولفصول القصائد –أي المقاطع ‪ ،-‬وتكلمت عن التناسب الذي يكون‬ ‫بين التأليفات اللفظية من جانب‪ ،‬وبين الغرض والوزن من جانب آخر‪ ،‬وغير ذلك‪ ،‬مما أفاضت فيه الكالمَ‪،‬‬ ‫وتناولته بدراسة مبسوطة‪.‬‬ ‫وأما البحث الثاني فهو‪« :‬مظاهر التجديد في التفكير النقدي عند حازم القرطاجني» وألقاه الدكتور‬ ‫محمد القاسميّ‪.‬‬ ‫وقد ذكر المحاضر في أول كالمه تأثيرَ المذاهب الكالمية واالتجاهات العقدية والفلسفية في تحديد‬ ‫النقاد لمفهوم الشعر ومقوماته‪ ،‬وظهورَ ثلة منهم ركزوا على بيان ماهية الشعر وأدواته‪ ،‬ومنهم أبو‬ ‫هالل العسكري‪ ،‬وقدامة بن جعفر‪ ،‬وابن طباطبا العلوي‪ ،‬فهؤالء حرصوا على بيان مفهوم الشعر‪ ،‬وعلى‬ ‫تمييز جيده من رديئه‪ ،‬وتحاشوا الكالم عن السياقات االجتماعية واألخالقية‪ ،‬وانحصرت نظريتهم في‬ ‫عناصر الشعر الشكلية‪ ،‬كاللفظ والمعنى والوزن‪.‬‬ ‫وتكلم الدكتور عن استفادة حازم القرطاجني من جهود سابقيه في ضبط الصناعة الشعرية‪ ،‬وعن‬ ‫دعوتِه إلى تجاوز األمور الشكلية التي وقف المتقدمون على رسومها‪ ،‬وثنائياتٍ أسرفوا فيها كالصدق‬ ‫والكذب‪ ،‬وكذلك دعوته إلى وضع نظرية شاملة وقوانين منطقية تقوم على حسن المحاكاة وفاعلية‬ ‫التعجيب‪.‬‬ ‫وقد حاول األستاذ الدكتور تفكيك هذه المفاهيم وبسط الكالم في دراستها‪ ،‬فتكلم عن التخييل‬ ‫وكونه بؤرة نظرية حازم‪ ،‬لحضوره في مختلف عناصر الصناعة الشعرية كاللفظ والمعنى والوزن واألسلوب‪،‬‬ ‫كما تكلم عن المحاكاة‪ ،‬وعن الغرابة التي هي مكون جوهري في الخطاب الشعريّ‪ ،‬وعن التناسب الذي‬ ‫يبعِّده من التنافر بين األلفاظ والتضاد بين المعاني‪ ،‬وهو – عند حازم – القانون الذي تعود إليه عملية‬ ‫اإلبداع الشعري‪ ،‬واستشهد المحاضر على ذلك كله بنصوص من «المنهاج» مبينًا مظاهر التجديد في‬ ‫نظرية حازم القرطاجني‪ ،‬ومقا ِرنا حينا بينه وبين النقاد اآلخرين كعبد القاهر الجرجاني‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪917‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬نوفمرب �إلى ‪ 04‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫ق�صيـدة زجليـة نظمها ال�شاعر يف حق‬ ‫الزجال و امل�سرحي‬

‫�أحمد الطيب العلج‬

‫‪10‬‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫بقلم‪ :‬م�صطفى احلراق‬

‫الثقافة العربية وحرية اإلبداع‬ ‫تظهر الثقافة في عمومها نقصا في إبداعيتها سببه‬ ‫نقص الحرية‪ ،‬اإلبداع مشروط بانعدام القيود والمحرمات‬ ‫والخوف وغيـره‪ ،‬لذلك مع انتشار الممنوعـات والرقابــة‬ ‫والتهديد‪ ،‬البد أن ينكمش اإلب��داع‪ ،‬وهــذا يفسر الفاقة‬ ‫الكمية والكيفية التي تالزم الثقافة العربية‪ ،‬فهي أي الثقافة‬ ‫العربية لم تستطع أن تكون ثقافة قومية إال في الشعارات‬ ‫السياسية بسبب محدودية الموضوعات والقضايا المسموح‬ ‫بتناولها‪ ،‬وال شك أن أي فكر أو أدب أو فن يحرم أو يقيد في‬ ‫معالجة موضوعات مثل الدين والجنس والسياسة سيكون‬ ‫فقيرا وضيقا‪ .‬وبغض النظر عن مضمون ومستوى ومنتوج‬ ‫الثقافة فهي مقيدة الحركة واالنتشار بين األقطار العربية‪،‬‬ ‫لذلك ال نستطيع الحديث واقعيا عن قومية الثقافة العربية‬ ‫طالما ظل التفاعل والتبادل بين أجزاء الوطن العربي مقيد‬ ‫ومحدودا‪ ،‬ومثل هذه الثقافة التي لم تستطع أن تكون‬ ‫قومية يصعب تصور إمكانية أن تكون عالمية‪.‬‬ ‫ومن مفارقات الثقافة العربية تناقص توزيع المطبوعات‬ ‫والكتب رغم كل التوسع الهائل في التعليم‪ ،‬وإنشاء العديد‬ ‫من الجامعات والمعاهد العليا والمدارس‪ ،‬إذ لم يواكب‬ ‫تزايد نسبة الخريجين أي ارتفاع في نسبة القراء المهتمين‬ ‫بالثقافة المكتوبة‪ ،‬ويرجع هذا إلى فلسفة وطرق التعليم في‬ ‫المنطقة العربية التي اهتمت بالجوانب المظهرية‪ ،‬كالكمية‬ ‫في التعليم والتفاخر بفتح الجامعات‪ ،‬والتي صارت جزءا من‬ ‫تنمية الهيبة‪ ،‬مثل تكوين الجيوش‪ ،‬وشراء األسلحة‪ ،‬وبناء‬ ‫المطارات والمالعب الرياضية‪ ،‬أما مضمون التعليم فهو‬ ‫نموذج لما يسميه (باولو فريري) التعليم البنكي مقابل‬ ‫التعليم النقدي‪ ،‬ويعتني التعليم البنكي بالتلقين والحفظ‪،‬‬ ‫وال يربي أي ملكات نقدية أو إبداعية‪ ،‬حسب باولو فريري‪.‬‬ ‫ويفترض في أي ثقافة أن تنتج شخصية أساسية هي‬ ‫مجموع عناصر هذه الثقافــة‪ ،‬أي يجب أن تمثل أهم قيــم‬ ‫وسلوك ورؤية الثقافة‪ ،‬ومن المفروض أن تكون موجودة‬ ‫في أفراد المجتمع‪ ،‬نتيجة عملية التنشئة االجتماعية التي‬ ‫تنقل لألفراد الثقافة السائدة التي يمثلونها ويعبرون عنها‪.‬‬ ‫من الصعب تحديد شخصية أساسية عربية‪ ،‬ولكن هناك‬ ‫صفات يمكن أن نقول عنها إيجابية درج العرب على نسبها‬ ‫إلى الثقافة العربية‪ ،‬مثل الكرم والشجاعة والحلم‪ ،‬ولكنها‬ ‫في الواقع الراهن تبدو صفات وخصال معيارية يتمنى‬ ‫العرب الوصول إليها رغم صعوبة الحياة والظروف‪ ،‬فالعرب‬ ‫ليسوا هم األشجع وال األكرم وال األحلم ألنهم عرب حسب‬ ‫األصل والجنس‪ ،‬فاألخالق والسلوك اكتساب وليس فطرة أو‬ ‫وراثة‪ ،‬فالبدوي الجاهل مثال كان كريما بحكم ظروفه‪ ،‬بينما‬ ‫نفس العربي الحضري المعاصر قد يكون شحيحا أكثر من‬ ‫األوروبي‪ .‬فالشاهد هو أننا ال نستطيع تحديد سمات تميز‬ ‫الشخصية العربية األساسية أو النمطية حتى داخل القطر‬ ‫الواحد ترى الثقافة العربية نفسها وكأنها يمكن أن تكون‬ ‫مكتفية ذاتيا أي االستغناء عن اآلخر‪ ،‬أو على األقل في بعض‬ ‫الجوانب في حالة التنازل عن إدعاء التفوق‪.‬‬ ‫(يتبع)‬


‫العدد ‪917‬‬

‫من �أعالم‬ ‫مدينة طنجة‬

‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬نوفمرب �إلى ‪ 04‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫أوال ‪ :‬العادة ‪:‬‬

‫الفقيه أحمد بن العالمة العربي السطيطو‬ ‫(‪1434 /1337‬هـ) ‪1918/2012( /‬م)‬

‫هو الفقيه المدرر البركة الخطيب المرشد أحمد بن العالمة المفتي المجاهد العربي بن العياشي بن‬ ‫أحمد بن الطيب السطيطو الطنجي‪ .‬أصل أسالفه من مدشر تجالة المنتمي إلى قبيلة ودراس‪ ،‬وبه كان مستقر‬ ‫والده الذي يعتبر أحد كبار الفقهاء المفتين في ربوع المنطقة الجبلية‪ ،‬وكانت له صوالت وجوالت في مواجهات‬ ‫االحتالل اإلسباني أثناء بسط نفوذه في منطقة الشمال‪ ،‬وقد تولى بنفسه قيادة المجاهدين واإلشراف على‬ ‫مقاومة المحتل في رباط الدشريين القريب من مدينة تطوان‪ .‬ولما انكسرت شوكة المقاومة المسلحة لجأ‬ ‫إلى طنجة مشتغال بالتدرير والتدريس واإلفتاء‪.‬‬ ‫أبصـر المترجم له نور الوجود بمدينة طنجة سنة‪1337‬هـ‪1918 /‬م من أبوين كريمين اللذين تعهداه‬ ‫بالتربية والتهذيب‪ ،‬واعتنيا بتنشئته على حب العلم والعلماء‪ ،‬وغرسا في نفسه نبل الخصال ومكارم األخالق‪،‬‬ ‫ولما أدرك سن التمييز التحق بكتاب والده لتعلم القراءة والكتابة‪ ،‬واستظهار الذكر الحكيم‪ ،‬ولزم حلقاته‬ ‫السنوات ذوات العدد وتمكن من خاللها حفظ أجزاء كثيرة من القرآن الكريم‪ ،‬لكن المنية أدركت والده وعمره‬ ‫ال يتجاوز ‪13‬سنة‪ ،‬فالتحق بعد ذلك بحلقة الفقيه سي بوغداد التمسماني بجامع المقراع إلتمام ختمة القرآن‪،‬‬ ‫ورغبة منه في ضبط الرسم والرواية شرع في استظهار ختمة أخرى على الفقيه سي عبدالسالم أرارو‪ ،‬وفي تلك‬ ‫الفترة اعتنى بحفظ األنصاص القرآنية‪ ،‬والمتون العلمية في الفقه والنحو والتوحيد وغيرها‪ ،‬وهي التي مهدت‬ ‫له طريق االلتحاق بالحلقات العلمية في البوادي المجاورة لمسقط رأسه‪ ،‬أو الجلوس في مراكز الدرس بطنجة‪.‬‬ ‫وقد تسنى له في مطلع شبابه االنتقال إلى مدشر سيدي احساين بفحص طنجة حيث مدرسة القراءات‬ ‫السبع الشهيرة بظهر ازهيرو‪ ،‬وهناك تلقى علم القراءات وبعض علوم العربية‪ ،‬وختم هناك دروسا في الفقه‬ ‫والتوحيد وغيرهما من العلوم‪.‬‬ ‫ومن أبرز العلماء الذين أخذ عنهم ونال مبتغاه من معارفهم‪ ،‬واستفاد من مجالسهم الخاصة والعامة‪:‬‬ ‫الفقيه سي عبد السالم البراق‪.‬‬ ‫والعالمة سيدي عبدالحفيظ بن عبدالصمد كنون الذي الزمه طويال في الدروس التي كان يعقدها في‬ ‫جامع المقراع‪ ،‬وقد ختم بين يديه دروس الفقه بمتن ابن عاشر‪،‬‬ ‫ودروس النحو بمتن ألفية ابن مالك‪ ،‬كما كان دائم االتصال به‬ ‫مالزما لجميع حلقات دروسه‪ ،‬مستفيدا من إرشاداته وتوجيهاته‬ ‫له‪.‬‬ ‫وال شك أنه حضر دروس غيرهما من علماء بادية منطقة‬ ‫شمال وارتوى من معين معارفهم‪ ،‬واستفاد أيضا مما كان يبث‬ ‫في مجالس الدرس في مساجد وزوايا مدينة طنجة التي كان‬ ‫يتصدرها نخبة من العلماء األجالء والفقهاء النبهاء‪ ،‬أمثال‪:‬‬ ‫الفقيه الحاج عبداهلل بن عبد الصادق‪ ،‬والعالمة أحمد بن‬ ‫عبدالسالم السميحي‪ ،‬والعالمة محمد بن العياشي سكيرج‪،‬‬ ‫والعالمة أحمد أبارغ‪ ،‬والعالمة محمد بن عمرو السكدلي‪..‬‬ ‫وعلى عادة كثير من طلبة العلم رغب في شد الرحلة إلى‬ ‫مدينة فاس الفيحاء‪ ،‬فأعدَّ لها العدة وجمع ما يلزم لحضور‬ ‫مجالس علماء القرويين‪ ،‬وحرص كل الحرص على اإلفادة من‬ ‫كل ما يلقى بين يديه من العلوم‪ ،‬وتزود خالل رحلة الطلب‬ ‫هذه بمعارف مختلفة‪ ،‬وتبرك بمجالسة أهل العلم والفضل بتلك‬ ‫الحاضرة العلمية‪.‬‬ ‫وبعد أوبته من فاس ندبه سكـان جامـع مقراع السفلى‬ ‫ليكون إمام مسجد حيّهم‪ ،‬وذلك لما توسموا فيه من صالح‬ ‫سريرته واستقامة أحواله ونبل خصاله‪ ،‬ورضوا أيضا أن يكون‬ ‫هو معلم القرآن ألبنائهم‪ ،‬فحمدت سيرته في هذا الجانب‪،‬‬ ‫وأثنى الجميع على طيبوبته‪ ،‬نال رحمة اهلل عليه سمعة طيبة‬ ‫وتقديرا كبيرا من أهل الحي ومن جميع من تعرف عليه عن‬ ‫قرب‪ .‬كما نهض رحمه اهلل خالل عقود طويلة من الزمن‬ ‫بالخطابة والوعظ واإلرشاد بالمسجد نفسه‪ ،‬خلفا لشيخه‬ ‫العالمة سيدي عبدالحفيظ بن عبدالصمد كنون الذي انتقل‬ ‫إلى الخطابة بالمسجد األعظم سنة ‪1943‬م‪.‬‬ ‫كانت للفقيه أحمد بن العربي السطيطو رحمة اهلل عليه‬ ‫مواقف وطنية مشـرفة في الفترة الدولية‪ ،‬وإبان نفي سلطان‬ ‫البالد الشـرعي محمد بن يوسف‪ ،‬وتنصيب بدله محمد بن‬ ‫عرفة من قبل الحماية الفرنسية في غشت ‪1953‬م‪ ،‬امتنع عن‬ ‫صعود منبر الجمعة واعتزل في بيته‪ ،‬ورفض الدعاء للسلطان‬ ‫غير الشـرعي المفروض بقوة الحديد والنار على عامة المغاربة‬ ‫الذين كانوا يؤمنون أشد اإليمان أن بيعة السلطان األول الزمة‬ ‫لهم والوفاء بها واجبة‪ .‬ولما استعاد المغرب استقالله وأشرقت‬ ‫شمس الحرية على البالد وعاد سلطان البالد الشـرعي إلى‬ ‫عرشه‪ ،‬استأنف المترجم له نشاطه الدعوى وواصل إلقاء خطبه‬ ‫الجمعية إلى أن أقعده المرض في بيته‪.‬‬ ‫ولما كان ملك البالد محمد الخامس وولي عهده آنذاك يزوران بين الفينة واألخرى مدينة طنجة بعيد‬ ‫االستقالل لالستجمام والراحة حيث كانت له بها إقامته الملكية في الجبل الكبير‪ ،‬و لم تكن تبعد عن جامع‬ ‫المقراع السفلى إال بمسافة قصيرة‪ ،‬فكان يحلو للسلطان محمد الخامس أن يحضر إلى هذا المسجد للصالة‬ ‫خلف المترجم له‪ ،‬وقد سجل أحد أبناء هذا الحي‪ ،‬وهو األستاذ المحامي أحمد بن الخياط السحتة في ذكرياته‪:‬‬ ‫(الجبل الكبير) قدوم عاهل البالد إلى المسجد المذكور‪ ،‬وأفصح ما دار بينه وبين اإلمام الراتب (المترجم له)‬ ‫قائال‪:‬‬ ‫«وكثيرا ما كان الملك محمد الخامس يصلي العشاء في جامع المقراع‪[ ،‬يقدم إليه] مشيا على األقدام مع‬ ‫مرافقيه من هذه اإلقامة إلى المسجد‪ ،‬ومرة وكنت من الحاضرين‪ ،‬ولما دخل وقت إقامة الصالة عرض اإلمام‬ ‫الفقيه أحمد السطيطو على الملك محمد الخامس بأن يتولى اإلمامة‪ .‬وأجابه جاللته بأنه هو اإلمام‪ ،‬ثم رد عليه‬ ‫الفقيه‪ ،‬بأن ال إمامة مع وجود اإلمام األعظم‪...‬ولكنه أصر على أن يتولى الفقيه اإلمامة»‪.1‬‬ ‫وبعد إنشاء رابطة علماء المغرب وانضواء جموع العلماء فيها‪ ،‬سارع المترجم له إلى االنخراط في هذه‬ ‫الهيئة العلمية وأصبح عضوا عامال في فرعها بمدينة طنجة‪ ،‬وكانت تجمعه برئيسها العالمة سيدي عبداهلل‬ ‫كنون وإخوانه العلماء عالقة مودة وتقدير خاصة‪ ،‬وظل المترجم رحمة اهلل عليه يكن احتراما وتبجيال لكافة‬ ‫أعالم هذه األسرة العلمية الشريفة‪.‬‬ ‫وحظي رحمة اهلل عليه بتقدير من الجهات الرسمية العليا ‪ ،‬فقد أنعم عليه جاللة الملك الحسن الثاني‬ ‫طيب اهلل ثراه في ‪ 3‬مارس ‪1991‬م‪ ،‬بوسام االستحقاق الوطني من الدرجة الممتازة‪ ،‬تقديرا وتنويها بأعماله‬ ‫وتفانيه في مهامه الدعوية ونهوضه باإلمامة والخطابة والوعظ واإلرشاد على أحسن وجه‬ ‫و في أواخر التسعينيات من القرن الماضي‪ ،‬اعتلت صحته وفقد بصره‪ ،‬ومع ذلك لم يثنيه ذلك عن الحضور‬ ‫إلى المسجد‪ ،‬واكتفى بإمامة الناس في الصلوات الخمس وبقي على تلك الحالة إلى سنة ‪2004‬م ‪.‬‬ ‫وبعد تلك السنة استقر في بيته إثر إصابته بمرض في رجله‪ ،‬وتوالت عليه الحقا األمراض واألسقام‪،‬‬ ‫ولزمته تلك المعاناة المرضية إلى آخر حياته‪.‬‬ ‫وقد أن لبى الفقيه أحمد بن العربي السطيطو نداء ربه راضيا مرضيا‪ ،‬وأسلم الروح إلى باريها يوم اإلثنين‬ ‫‪ 4‬محرم ‪1434‬هـ الموافق ‪ 19‬نوفمبر ‪2012‬م عن عمر يناهز ‪ 94‬سنة‪.‬‬ ‫رحم اهلل الفقيه الجليل وجزاه الجزاء الجزيل على ما أسداه في مضمار تدريس القرآن للصغار‪ ،‬وما لقنه من‬ ‫توجيه ووعظ وإرشاد للعامة والخاصة أيام الجمع وفي مجالس التذكير‪ ،‬وجعل الجنة مثواه مع المنعم عليهم‬ ‫من الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا‪.2‬‬

‫ ■ �إعداد‪ :‬عبداللطيف ال�سماليل‬‫وإحياء لذكرى هذا الفقيه الجليل السيد أحمد وتنويها بفضل والده العالمة المفتي السيد العربي‬ ‫السطيطو‪ ،‬وإبرازا لدوره في الذود عن حياض بلده وتفانيه في التدريس وتلقين المعارف المختلفة في مجالس‬ ‫الدرس بطنجة‪ ،‬ومساهمته الكبيرة مع علماء آخرين في تنشيط الحلقات العلمية المنتظمة في مساجد وزوايا‬ ‫هذه المدينة‪ ،‬أضع بين أيديكم ترجمة مركزة دبجها يراع الفقيه أحمد السطيطو تخليدا آلثار والده وبرورًا به‬ ‫واعترافا بفضله عليه وعلى جموع كثيرة من طلبة العلم بربوع منطقة شمال المغرب‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن الورقة المدرجة أدناه تسنى لي االطالع عليها بين أوراق كثيرة في خزانة خاصة‪،‬‬ ‫وسعيت إلى االحتفاظ بنسخة منها لقيمتها التاريخية في التعريف بأحد أعالم طنجة في القرن الرابع عشر‬ ‫الهجري‪ ،‬وهذه الورقة تعد األثر الوحيد من آثار المترجم التي سلمت من اإلتالف والضياع‪ ،‬وأما باقي كتابات‬ ‫المترجم له ومراسالته وخطبه الكثيرة التي سألت عنها وبحثت عن أخبارها‪ ،‬فانتهى إلى علمي أن عوادي الزمن‬ ‫أجهزت عليها‪ ،‬واإلهمال ساهم في إقبارها‪ .‬ومع األسف فإن أسرته اليوم ال تحتفظ من آثار المترجم له إال بأوراق‬ ‫قليلة جدا‪ ،‬وبخصوص خزانته المتواضعة‪ ،‬التي انتقلت إليه باإلرث من والده‪ ،‬وضمت في محتوياتها كتب‬ ‫التفسير والحديث والفقه وغيرها من الفنون‪ ،‬فقد ِّ‬ ‫سُلمت جميعها إلى مكتبة عبداهلل كنون بطنجة‪.‬‬ ‫وفيما يلي نموذج من كتابات الفقيه أحمد بن العربي السطيطو رحمة اهلل عليه‪:‬‬

‫نبذة وجيزة عن حياة الفقيه العالمة العربي السطيطو المالكي المذهب‬ ‫[االسم والنسب‪]:‬‬

‫هو الفقيه العالمة أبو محمد العربي بن العياشي بن الطيب السطيطو‪ ،‬المجاهد التقي‪ ،‬الورع الصالح‪ ،‬ذو‬ ‫الباع الطويل‪ ،‬والحفظ الواسع‪ ،‬والعلم الغزير‪.‬‬

‫[مولده ونشأته‪]:‬‬

‫ولد بقبيلة ودراس بمدشر التجالة سنة ‪ 1287‬هجرية‪،‬‬ ‫وتربى في حجر والديه وأدخاله المكتب لتعلم القرآن‪ ،‬فحفظه‬ ‫عن سن مبكرة وأجاده‪ ،‬ثم انتقل إلى قبيلة بني حسان فأقام بها‬ ‫لقراءة المتون وحفظها فتزود بها‪.‬‬

‫[دراسته العلمية بقبائل شمال المغرب وانتقاله‬ ‫إلى جامع القرويين] ‪:‬‬

‫وانتقل إلى جبل حبيب فدرس هناك‪ ،‬ثم انتقل إلى بني‬ ‫كرفط فدرس على كبار شيوخها الفضالء وعلمائها األجالء‪،‬‬ ‫فنال منهم الخير والبركة وبحور العلم والمعرفة وشرب من‬ ‫حياضهم الروية‪ ،‬ثم أشاروا عليه بااللتحاق بجامعة القرويين‬ ‫بفاس ليتبرك بشيوخها الفضالء وأساتذتها األجالء ويشـرب‬ ‫من غزارة علومهم‪ ،‬فارتحل إليها ودرس بها فنون علوم شتى‬ ‫كالنحو والعربية والصـرف والمنطق وعلم البيان والمعاني‪ ،‬وله‬ ‫يد طويلة في علم الحديث والفقه والرواية والنوازل‪.‬‬ ‫كان رحمه اهلل متقنا للعلوم ومدققا لمشكالتها ماهرا في‬ ‫فروعها‪ .‬مكث بجامعة القرويين بفاس نحوا من سبع سنوات‬ ‫للدراسة‪ ،‬وجمع العلوم ثم تخرج منها بإذن شيوخه ورضى‬ ‫أساتذته الفضالء‪.‬‬

‫[رجوعه إلى مسقط رأسه ونهوضه بالدفاع عن‬ ‫حوزة البالد] ‪:‬‬ ‫ثم عاد إلى مسقط رأسه وموطن نشأته فتأهب للزواج‬ ‫فتزوج‪ .‬ثم جاء الغزو اإلسباني لشمال المغرب فبادر رحمه اهلل‬ ‫مع إخوانه المجاهدين للدفاع عن حوزة الوطن وسيادة البالد‬ ‫وحرمة األمة وكرامتها‪ .‬فكان رحمه اهلل على رأس المجاهدين‬ ‫للعدو والمحاربين لالستعمار‪ ،‬وبذل ما في وسعه من عون‬ ‫وتحريض وتوعية‪ ،‬لكن واألسف شديد واألسى عميق أن بعض‬ ‫المجاهدين أخذوا يأخذون الرشوة ويفشون األسرار ويقبضون‬ ‫الدراهم‪ ،‬ويبلغون للعدو األخبار وحينئذ تخلى عنهم وابتعد‬ ‫منهم بعد فقدان العالج ووجود الدواء‪.‬‬

‫[ارتحاله إلى طنجــــة واشتغالــــه بتعليم أنجال‬ ‫السلطان األسبق المولى عبدالحفيظ] ‪:‬‬

‫وعندما عمت شمال المغرب الفوضى وانتشـرت الفتن‬ ‫ارتحل إلى مدينة طنجة وأقام بها‪ .‬ولما قدم المولى عبدالحفيظ‬ ‫إلى مدينة طنجة بعد فرض الحماية واستوطن بها‪ ،‬أخذ يبحث‬ ‫عن معلم ألوالده ومربّ ألنجاله وفقيه فاضل صالح‪ ،‬فقالوا له‪:‬‬ ‫(عليك بالفقيه العالمة العربي السطيطو)‪ ،‬فأرسل وراءه وأحضـر‬ ‫بين يديه‪ ،‬فاختبره وتذاكر معه في مسائل علمية وقضايا شرعية‪ ،‬فأعجبه الحال ورضي بذلك فطلب منه تعليم‬ ‫أوالده وتربية أنجاله وأنجال حاشيته‪ .‬فقال‪( :‬سمعا وطاعة)‪ ،‬وصار حينئذ فقيها له ومعلما ألوالده وأوالد حاشيته‪،‬‬ ‫واستمر العمل على ذلك إلى أن غادر المولى عبدالحفيظ بن الحسن مدينة طنجة و ُغيِّبَ عنها وأُبْعِدَ منها‪.‬‬

‫[تعرضه لمحنة السجن ومواجهته البتالءات الكثيرة] ‪:‬‬

‫ثم إن الفقيه العربي السطيطو سافر إلى مسقط رأسه لصلة الرحم وزيارة أقاربه‪ ،‬فألقى عليه القبض من‬ ‫قبل المتمرد الثائر الظالم الريسوني وسجن ظلما وعدوانا ومكرا وانتقاما‪ ،‬ومكث بالسجن نحوا من سبعة‬ ‫أشهر وأخرج بفضل اهلل بعد وسطاء وشفعاء من طرف الشرفاء والعلماء‪ ،‬واشترط عليه أن ال يعود إلى مدينة‬ ‫طنجة لكنه رحمه اهلل لم يستطع أن يعيش هو وأوالده وسط الفوضى والسيبة والفسق والفتنة‪ ،‬فتحيل وهاجر‬ ‫وعاد إلى مدينة طنجة المحمية الدولية في ذلك العصر‪.‬‬ ‫وعندما خمدت نار الفتنة واستقرت األوضاع بعد استعمار اإلسبان وقطع حبائل الفوضى‪ ،‬عرض عليه منصب‬ ‫القضاء بمدينة تطوان فتهرب من ذلك‪ ،‬وألحوا عليه فلم يوافقهم غير أنه قال لهم‪( :‬إذا أشكل عليكم أمر أو‬ ‫استعصى عليكم حكم فأنا أتعاون معكم على حله إن شاء اهلل)‪.‬‬

‫[إتقانه لفقه النوازل وتصدره للفتوى] ‪:‬‬

‫وتصدر الفتوى فكان الناس يأتونه من قريب وبعيد ويهرعون إليه في مشاكل ومعضالت القضاء‪ ،‬فيفصلها‬ ‫بعلمه وذكائه وفق أحكام الشريعة‪ .‬وخلف مجموعة من الفتاوى مع األسف أتلفت وأحرقت‪.‬‬

‫[نهوضه بتدريس العلوم الشرعية وانتفاع المتعلمين بما كان يبثه] ‪:‬‬

‫وكان رحمه اهلل مدة إقامته بطنجة يدرس العلوم وأهمها الفقه المالكي‪ ،‬فتخرج عنه علماء أجالء وأساتذة‬ ‫فضالء ال زال البقية منهم أحياء‪ ،‬وانتفع بعلمه طلبة كثيرون‪.‬‬

‫[وفاته ومدفنه] ‪:‬‬

‫ولما قرب أجله وناداه ربه وخالقه سافر إلى مسقط رأسه بقبيلة ودراس لزيارة أهله وقرابته واالطالع على‬ ‫متاعه ومصالحه‪ ،‬مرض هناك ولزم الفراش في معاناة المرض‪.‬‬ ‫وتوفي بعد أربعين يوما‪ ،‬قيل في جمادى األولى من ألف وثالثمائة وخمسين هجرية هكذا ‪1350‬هـ‪.‬‬ ‫انتهى باختصار واهلل أعلم‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــ‬ ‫‪ 1‬ـ الجبل الكبير‪ .‬أحمد بن الخياط السحتة‪.23 .‬‬ ‫‪ 2‬ـ أفادني مشكورا ببعض مواد هذه الترجمة حفيد المترجم الصديق الودود داود السطيطو حفظه اهلل ومتعه بالصحة والعافية‪.‬‬


‫العدد ‪917‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬نوفمرب �إلى ‪ 04‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫عبد الصادق شقارة ‪ :‬فنان تطوان األصيل‬ ‫(‪)2/2‬‬

‫«بنت بالدي» الرائعة الخالدة‪:‬‬

‫في سنة ‪ 1957‬وبعد االستقالل مباشرة أنشأ عبد الصادق شقارة‬ ‫جوق المعهد الموسيقي بتطوان وصادف ذلك افتتاح مسرح محمد‬ ‫الخامس بالرباط‪ ،‬وبحضور جاللة المغفور له محمد الخامس صفق‬ ‫الجمهور ألول أغنية شعبية تطوانية وهي (الحبيبة وجرحتني)‬ ‫التي عرفت نجاحا كبيرا بالمغرب‪ .‬كما شارك في عدد كبير من‬ ‫الحفالت الموسيقية في سائر مدن المغرب وخارجه (إسبانيا‪،‬‬ ‫فرنسا‪ ،‬إنجلترا‪)...‬‬ ‫بعد ذلك لحن مجموعة من األغاني الشمالية (الجبلية)‬ ‫وطورها بأسلوبه الموسيقي الرائع حتى كون منها ثروة‬ ‫كبيرة مهمة وسجلها على األسطوانات واألشرطة‪،‬‬ ‫ولقيت إقباال عظيما‪ ،‬واهتماما كبيرا من لدن المولعين‬ ‫والمهتمين مثل‪( :‬الحرامية) (موالي عبد السالم) و(النار‬ ‫كدات في كلبي) (الخد حمار = أحمر يا السامعين) و(أنا‬ ‫مزاوك) و(بنت بالدي) التي تظل إبداعا استثنائيا بكل‬ ‫المقاييس‪ ،‬فهي المحطة األساسية في مشواره الفني‬ ‫التي خلدته إلى اليوم‪ ،‬وقد كتب عنها الباحث واألديب‬ ‫محمد العربي المساري ما يلي‪« :‬تمثل تلك المقطوعة‬ ‫بالفعل شيئـا متميـزا تحفل به الذاكرة الغنائيــة‬ ‫المغربية‪ ،‬نظـرا للحيز الذي تحتلــه في الربيرطوار‬ ‫الوطني وباعتبارها من األمثلـة الدالـة على التراث‬ ‫المشترك فيما بين عدوتي المغرب واألندلس‪ .‬فقد‬ ‫تغنى جيل بكامله باألغنية المذكورة وبقيت مثاال‬ ‫للنكهة الشمالية التي يمتزج فيها الجبلي باألندلسي‬ ‫بالريفي‪ ،‬وانتشرت كذلك في األندلس»‪.1‬‬ ‫وقد سجلها سنة ‪1979‬م باإلذاعة المغربية‪،‬‬ ‫وهي من كلمات الزجال عبد الرحمن العلمي‪ ،‬تقول‬ ‫كلماتها‪:‬‬

‫يا بنت بالدي‬ ‫سلبوني عينيك‬ ‫والزين ال ّلي فيك‬ ‫قلبي تايبغيك‬ ‫يا بنت بالدي‬ ‫شعرها مطلوق‬ ‫طويل ومغلوق‬ ‫قلبي عليها محروق‬ ‫يا بنت بالدي‬ ‫صغيرة ومزيانة‬ ‫قارية وفنانة‬ ‫هكذا حبيت أنا‬ ‫يا بنت بالدي‬ ‫العرض والجود‬ ‫قابطة الحدود‬ ‫والورد في الخدود‬ ‫يا بنت بالدي‬

‫وبعد انتشارها‪ ،‬استهواها الجمهور المغربي‪ ،‬وأصبحت تردد في‬ ‫حفالت األعراس‪ ،‬فاخترقت الحدود إلى الضفة األندلسية‪ .‬وتجاوب‬ ‫معها الجمهور اإلسباني األندلسي كذلك‪ ،‬فغناها شقارة برفقة الفنان‬ ‫األندلسي (ريكي مورينطي) سنة ‪ 1982‬بغرناطة‪ ،‬وحدث أن أبياتا‬ ‫أنشأها (خوسي إيريديا) أضيفت إلى المقطوعة‪ ،‬وبدا أن الكلمات‬ ‫التي أضيفت باإلسبانية كانت تركب المتن الشعري والموسيقي‬ ‫بسالسة‪ ،‬فتم آداؤها بالعربية واإلسبانية‪ .‬فتحقق بذلك التمازج بين‬ ‫الموسيقى الشعبية التطوانية والفالمنكو اإلسباني‪ .‬فلقبت بأغنية‬ ‫(الضفتين)‪.‬‬ ‫فأصبح واحدا من المبدعين في مجال الطرب الشعبي‪ ،‬والسيما‬ ‫العيطة الجبلية (شمال المغرب)‪ ،‬فقد طوره بشكل كبير «بدأت‬ ‫منذ نهاية الخمسينات من القرن الماضي أبحث في هذا الجانب‪،‬‬ ‫فوجدت مجموعة من األشكال الغنائية الجبلية التي يمكن أن تصاغ‬ ‫في قوالب موسيقية معينة‪ ،‬السيما قطعة (الحبيبة وجرحتني) ‪ .‬لم‬ ‫يكن إسهامنا يتضمن إضافات كثيرة وال تغييرات جذرية حتى تبقى‬ ‫لتلك القطع الغنائية شعبيتها المعهودة‪ .‬وكنا نكتفي في الغالب‬ ‫بإعادة التوزيع الموسيقي‪ .‬والمالحظ أن القطع الغنائية التي كانت‬ ‫متداولة في المدن الشمالية كانت جلها مشمولة بطابع أندلسي‪.‬‬ ‫ومن ثم كان دورنا هو الحفاظ هلى هذين الوجهين من أوجه تراثنا‬ ‫الموسيقي والتعريف بهذا في ذاك والعكس بالعكس»‪.2‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم‪:‬‬

‫ذ‪ .‬محمد القاضي‬

‫وفي سنة ‪1961‬م ساهم في تسجيل النوبات اإلح��دى عشر‬ ‫للموسيقى األندلسية‪ ،‬وبدأ في السهرات والحفالت وفي تسجيل اآللة‬ ‫واإلنشاد والتقاسيم والبراول واألغاني التراثية التطوانية‪ ،‬وأغانيه‬ ‫التي يلحنها باستديوهات اإلذاعة والتلفزة المغربية واإلسبانية‪ .‬كما‬ ‫شارك في المهرجان اإلسالمي بلندن سنة ‪ 1975‬بحضور الملكة‬ ‫إليزابيت الثانية ‪.‬‬ ‫«وفي إنجلترا عملت مع أحد كبار الموسيقيين وهو‬ ‫المسيقار (مايكل نيومان) وهو أحد أحسن العازفين على‬ ‫البيانو في الموسيقى التصويرية لألفالم السينمائية‪.‬‬ ‫وعملنا ع��دة تسجيالت مشتركة تمكن فيها هذا‬ ‫الموسيقار من إدخ��ال طابع سمفوني على الطرب‬ ‫األندلسي»‪.3‬‬ ‫وفي سنــة ‪1992‬م‪ ،‬وعلى هامـش المعرض‬ ‫الدولي بإشبيليا (اسبانيا) انبهر أكثر من عشرة آالف‬ ‫متفرج بسحر وجمال هذا التمازج الفني المغربي‬ ‫اإلنجليزي‪ ،‬وفي نفس السنة وشح صدره ولي العهد‬ ‫محمد بن الحسن بوسام العرش من درجة فارس‪ ،‬الذي‬ ‫منحه المغفور له جاللة الملك الحسن الثاني ألساتذة‬ ‫الموسيقى األندلسية الذين ساهموا في التسجيل‬ ‫الكامل لموسيقى (اآللة) على أسطوانة (اليرز)‪ ،‬وشكل‬ ‫هذا الحدث الهام تتويج مسيرته الفنية‪.‬‬ ‫وكان يرى أن موسيقى (اآلل��ة) أو على األصح‬ ‫الطرب األندلسي المغربي «هو كل ال يتجزأ‪ .‬وهو‬ ‫ملك للمغاربة جميعا‪ ،‬وال توجد فوارق جوهرية بين‬ ‫الطبوع التطوانية أو الفاسية أو الشاونية أو ما إلى‬ ‫ذلك‪ .‬كل ما هناك أنه ثمة طرقا مختلفة شيئا ما‬ ‫في النطق إضافة إلى بعض الخصائص القليلة‬ ‫التي تجدها في أقاليم الشمال دون أن تكون في‬ ‫باقي أنحاء المغرب‪ ،‬والعكس صحيح‪ .‬ولكن بعد‬ ‫االستقالل مباشرة تم توحيد أنساق النوبات فلم‬ ‫تعد بينها فوارق حقيقية بين هذه المنطقة أو‬ ‫تلك»‪.4‬‬ ‫ورغم تقاعده عن عمله الرسمي في المعهد‬ ‫الموسيقي‪ ،‬استمر في نشاطه المعهود بمساعدته‬ ‫لهواة اآللة الشباب‪ ،‬فكان يزودهم بصنائع اآللة‬ ‫وأدوارها وموازينها‪ ،‬وأحيانا يدربهم على غنائها‬ ‫وعزفها‪ .‬كما واص��ل نشاطه الفني مع مجموعة‬ ‫موسيقية إسبانية وجوقه في اسبانيا وفرنسا وإيطاليا والبرتغال‬ ‫وانجلترا وغيرها‪.‬‬ ‫كان عبد الصادق شقارة فنانا أصيال‪ ،‬منح سحر الطرب غناء‬ ‫وعزفا‪ ،‬فتفنن في طريقة جذب الجماهير إليه ليبهرهم ويستولي‬ ‫على شعورهم‪ ،‬ويسحر عواطفهم‪ ،‬كل ذلك منبعه‪ ،‬هو تمكنه من‬ ‫المقامات الموسيقية وسالليمها وموازينها‪ ،‬والبحور الشعرية‬ ‫الزجلية وموازينها وقوافيها‪ .‬كما أودعه اهلل‪ ،‬سبحانه وتعالى ملكة‬ ‫عظيمة وبراعة نادرة في إنشاد المواويل‪ ،‬وبراعة في اإللقاء بعذوبة‬ ‫ذوقية تطوانية أصيلة تسحر العواطف والوجدان‪ ،‬وتجعل المستمع‬ ‫يعيش في عالم الجمال والخيال‪ .‬لقد غادرنا بعدما أطربنا بمئات من‬ ‫األغاني والقطع الموسيقية الجميلة‪ ،‬وخلد اسمه وفنه على صفحات‬ ‫العباقرة والمبدعين الكبار‪ ،‬وفقدت تطوان ابنها البار الذي هام في‬ ‫حبها وعشقها‪ .‬وامتد فيها مساره الفني لخمسة عقود إلى أن توفي‬ ‫بها يوم ‪ 31‬أكتوبر من سنة ‪1998‬م‪.‬‬

‫رحم اهلل الفنان الكبري عبد ال�صادق �شقارة‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــ‬

‫‪ 1‬ـ أنظر صحيفة (االتحاد االشتراكي) عدد‪ 2007 / 15-16 :‬ص‪.13 :‬‬ ‫‪ 2‬ـ حوارا معه في صحيفة (االتحاد االشتراكي) عدد‪16/6/1996 :‬م ص‪.9 :‬‬ ‫‪ 3‬ـ نفس المرجع‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ نفس المرجع‪.‬‬

‫(انتهى)‬


‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬نوفمرب �إلى ‪ 04‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪917‬‬

‫بمناسبة ذكرى مرور ‪ 94‬سنة على تدشين مسرح إسبانيول بتطوان (‪)2‬‬ ‫‪ 1923/11/25‬ـ ‪2017/11/25‬‬

‫نظراً ألهمية مشروع بناء مسرح إسبانيول وانتظار تحقيق إنجازه‬ ‫فقد اهتمت وسائل اإلعالم ‪ -‬خاصة منها الصحف المحلية‪ ،‬وكذا صحف‬ ‫المدن المجاورة ‪ -‬بظهوره كفكرة أو ًال‪ .‬ثم مواكبتها عمليات التشييد‬ ‫ثانياً منذ اإلعالن عن بداية األشغال إلى يوم االفتتاح مُ َقدِّمة في‬ ‫كل مناسبة أخباراً وتقارير مفيدة عن سير عمليات البناء وعن حيثيات‬ ‫المشروع وأهدافه‪ .‬ومن خالل هذه التقارير واألخبار الدقيقة استطعنا‬ ‫الوقوف على المعطيات والحقائق التالية‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬شُيِّد المشروع على مساحة تبلغ ‪ 1200‬متر مربع‪ ،‬على بقعة‬ ‫أرضية عارية كانت تُستغل قبل بناء المسرح من أجل تقديم األشرطة‬ ‫السينمائية الصيفية الصامتة‪ ،‬تحمل اسم «سينما بارك ‪Cinéma‬‬ ‫‪ .»Park‬وتم استغالل هذا الفضاء السينمائي الصيفي خالل منتصف‬ ‫شهر غشت ‪ ،1919‬حيث قدم أول شريط توثيقي بالصور الجميلة‬ ‫لمناطق الحدود الكندية بعنوان «‪ ،»Pierre el diablo‬واستمر‬ ‫يشتغل صيفا حتى سنة ‪ .1923‬ويغيب اسم هذا الفضاء (سينما بارك)‬ ‫عن معظم الباحثين المغاربة واإلسبان الذين تناولوا الكتابة الحقا عن‬ ‫موضوع السينما وقاعاتها بمنطقة الشمال المغربي‪ ،‬فال نجد عندهم‬ ‫ولو إشارة بسيطة لهذا االسم باستثناء ما ذكره األستاذ أحمد مدينة‬ ‫في مجلة «األنوار»‪ ،‬عدد يناير ‪ ،1946‬واألستاذ رضوان احدادو في بعض‬ ‫أبحاثه القيمة عن المسرح بشمال المغرب‪ ،‬المنشورة بجريدة «الشمال»‬ ‫األسبوعية‪ ،‬مما يدل على أن البحث الجاد في حاجة إلى مزيد من التعمق‬ ‫والنبش والتنقيب وسبر األغوار بدقة‪ ،‬الكتشاف الكثير من الحقائق‬ ‫المغيبة والمنسية في الذاكرة الفنية لمدينة تطوان‪ ،‬ولغيرها من المدن‬ ‫المغربية التي ازدهر بها المسرح والموسيقى وسائر الفنون خالل أوائل‬ ‫القرن الماضي‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬حددت الميزانية المخصصة للمشروع في ‪ 400.000‬بسيطة‬ ‫وهو مبلغ كبير‪ ،‬مقارنة مع مبالغ مشاريع تلك المرحلة‪ ،‬بينما ارتفعت‬ ‫كلفة بناء مسرح «سيرفانطيس» بطنجة والمشيد قبله إلى ‪750.000‬‬ ‫ألف بسيطة‪ ،‬وهذا االرتفاع االستثنائي في اعتقادنا عائد إلى كون مسرح‬ ‫سيرفانطيس استعملت وأنجزت فيه الكثير من الرسومات والتزويقات‬ ‫والمنحوتات والمنقوشات سواء من داخله أو من خارجه كديكورات فنية‬ ‫لكبار الفنانين اإلسبان واإليطاليين‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬تعود ملكية المشروع للسيد «ضون دوروطيو دي كارلوص‬ ‫‪ ،»Don Doroteo de Carlos‬صاحب الشركة والمقاولة الهادفة‬ ‫إلى إقامة مسرح كبير يخصص فقط للعروض المسرحية والسينمائية‬ ‫والموسيقية لمختلف الفرق الفنية‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬اعتبار السيد «خوصي كوطييريث ليسكور ا �‪José Gutier‬‬ ‫‪ »rez Lescura‬مصمم عدد من المنشآت التي أشرفت عليها بلدية‬ ‫تطوان في كثير من المناسبات‪ ،‬هو المهندس المسؤول عن المشروع‪.‬‬ ‫وكان له الفضل سابقا في تصميم مستشفى باب التوت‬ ‫ع��ام ‪ ،1919‬وف��ي تخطيط ع��دد آخ��ر من المؤسسات‬ ‫العمرانية الجميلة بعاصمة الشمال كمدرسة الصنائع بباب‬ ‫العقلة سنة ‪ ....1928‬وغيرها‪.‬‬ ‫خامسا‪ :‬اتساع حضور المدينة الثقافي والفني‪ ،‬وعدم‬ ‫قدرة استيعاب فضاء مسرحها األول للجماهير المتزايدة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫تطلب ضرورة إنشاء مسرح جديد يكون أوسع حجماً‪ ،‬وأرقى‬ ‫بناء‪ ،‬وأجمل هندسة‪ ،‬حيث تقول جريدة اإلصالح في هذا‬ ‫الصدد‪ ،‬وفي نفس عددها السابق ‪« :109‬أنه نظراً لضرورة‬ ‫توفر المسرح في المدن العامرة من أجل الترويح عن‬ ‫النفس‪ ،‬ونظراً الفتقار تطوان لمسرح يسع عددا وافرا من‬ ‫سكانها يكون أكثر اتساعاً من المسرح الموجود فيها‪...‬‬ ‫والذي لم يعد يكفيهم لكثرة االزدحام‪ ...‬فضال عما كان‬ ‫يقاسيه الجمهور من الضنك في الجلوس لقلة إتقان محالت‬ ‫جلوسه‪ ،‬وعدم وجود الشروط الكافية لراحة العموم‪ ،‬دبت‬ ‫الغيرة في نفس اإلسباني األديب «ضون دوروطيو دي‬ ‫كارلوص ‪ »Don Doroteo De Carlos‬المعروف كثيراً‬ ‫عند أبناء هذه المدينة‪ ،‬فبادر إلى إنشاء شركة خاصة ثم‬ ‫قام ببناء مسرح جديد من أجل توسعة هذه المدينة على‬ ‫الطراز الحديث كبقية المسارح الكبيرة في البلدان األوربية‬ ‫والعربية الراقية»‪.‬‬ ‫سادسا‪ :‬إذا كان مسرح «سرفانطيس ‪»Cervantes‬‬ ‫الشهير بمدينة طنجة الدولية قد تطلب أكثر من سنتين‬ ‫ونصف من البناء حيث وضع الحجر األساس في ‪ 02‬أبريل ‪ ،1911‬وافتتح‬ ‫رسميا يوم األحد ‪ 13‬دجنبر ‪ ،1913‬فإن «مسرح إسبانيول» بتطوان رغم‬ ‫حجمه الواسع‪ ،‬ونفقاته الكبيرة أيضا لم تستغرق األشغال به سوى سنة‬ ‫وبضعة أشهر‪ ،‬محطماً بذلك رقماً قياسياً في اإلنجاز خالل فترة بداية‬ ‫العشرينات من القرن الماضي‪ ،‬حيث كان يستحيل ويتعذر خاللها بناء‬ ‫مثل هذه المشاريع الضخمة‪ ،‬المتطلبة للمعدات الفاخرة خصوصاً وأن‬ ‫معظمها‪ ،‬كان يُستورد من إسبانيا أو من ألمانيا وبلجيكا‪...‬‬ ‫كتبت الجرائد المحلية وغير المحلية – قبل حفل االفتتاح وبعده‬ ‫– عن هذه المعلمة الفنية العظيمة‪ ،‬فوصفتها وصفاً دقيقاً سواء تعلق‬ ‫األمر بواجهتها الخارجية أم بمحتوياتها الداخلية‪ .‬وسوف نحاول من‬ ‫جهتنا تقديم الوصف الخارجي أوال‪ ،‬ثم ننتقل إلى الوصف الداخلي اعتماداً‬ ‫على ما رصدته ونشرته تلك الصحف من أجل تقريب القارئ إلى مشاهد‬ ‫جميلة ومتباينة لهذه البناية ذات الطراز الرفيع‪ ،‬الفريدة من نوعها‪،‬‬ ‫والتي ما زالت تحظى إلى وقتنا بهذا التفرد والتميز‪ ،‬واالهتمام أيضا من‬ ‫طرف الساكنة والجمعيات والمؤسسات الثقافية والفنية واالجتماعية‪،...‬‬ ‫والعناية اليومية من لدن إدارة السيد الحسين بوديح التي تديرها‬ ‫رغم ما يهددها في كل لحظة من أخطار التوقف واالختفاء كما حصل‬ ‫ألخواتها بمدينة تطوان وبالمدن المجاورة كطنجة‪ ،‬والعرائش‪ ،‬والقصر‬ ‫الكبير وغيرها من المدن المغربية‪.‬‬ ‫احتل موقع البناية مكاناً استراتيجياً لقربه من شارع لونيطا« «�‪Lu‬‬ ‫‪ »neta‬التجاري (المصلى القديمة)‪ ،‬وبفضل هذا الموقع شكل المسرح‬ ‫بداية االمتداد جنوباً نحو توسعة حي ‪( El Ensanche‬األوربي)‪ .‬وجاء‬ ‫مالصقا لدار البريد والتلغراف آنذاك (معهد سيرفانطيس اليوم)‪ ،‬ومقابال‬ ‫في نفس الوقت للسوق المركزي (القديم) المجاور لساحة الفدان‬ ‫مما يدل على أن االختيار كان موفقاً‪ ،‬حيث التدفق البشري على هذه‬ ‫المؤسسات والمراكز‪ ،‬وعلى شوارعها وممراتها ال يعرف الفتور في كل‬ ‫ساعة من ساعات النهار‪ ،‬وبالتالي ليكون التواصل يوميا مع المسرح ومع‬ ‫مستجدات ما يعرضه سريعاً وسهال وحميما‪.‬‬ ‫أضحى مسرح إسبانيول بعد تشييده يطل على شارعين‪ ،‬شارع‬ ‫محمد الطريس حيث الواجهة األمامية الهامة‪ .‬وشارع معركة أنوال حيث‬ ‫الواجهة الخلفية المحتوية على بابين خاصين باستقبال الوافدين من‬ ‫أهل التمثيل والفنون المختلفة‪ ،‬ونقل وسائل ومعدات عروضهم بكل‬ ‫سهولة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫المُشَك َلة من طراز فني ذي معمار مغربي‬ ‫أما الواجهة الكبرى‬ ‫أندلسي فتمتد من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار على طول ‪ 34‬متراً‪.‬‬

‫بقلم ‪ :‬الباحث الزبير بن األمين‬

‫وتضم ثالثة أبواب‪ :‬بابان لولوج مدرجات القاعة العمومية العليا‪ ،‬وباب‬ ‫متميز في الوسط طوله ثمانية أمتار خاص بدخول الشخصيات الرسمية‬ ‫والمدعوين والمتفرجين من الطبقة الثرية الذين يفضلون أداء تذاكر‬ ‫الفرجة في الطابق السفلي الممتاز التساع فضائه وكراسيه الفاخرة‬ ‫المريحة‪.‬‬ ‫هذا الباب العريض قبل ولوجه البد للمتفرج من أن يرتقي‬ ‫بضع أدراج من الرخام األبيض الصافي ليجد نفسه أمام أبواب فخمة‬ ‫متالصقة جمعت في تركيبها بين الزجاج الفاخر والخشب القوي وهيئت‬ ‫على أشكال هندسية فنية بديعة‪ .‬عندما تفتح في وجه الجمهور فكأنها‬ ‫تشكل باباً واحداً عريضاً يمتد على ‪ 18‬متر‪.‬‬ ‫وبعبور األبواب الرئيسية‪ ،‬يستقبلك بهو باذخ مزين جدرانه وسقفه‬ ‫بمرايا وثريات ثمينة‪ ،‬ما زال المسرح يحتفظ رغم مرور سنوات طويلة‬ ‫ على إصالحات ‪ - 1943‬بآثار جمالها وأناقتها‪ .‬والبهو يتوزعه ممران‬‫اثنان‪ :‬أحدهما على جهة اليمين واآلخر على جهة اليسار‪ ،‬وكالهما‬ ‫يفضي إلى القاعة الكبرى أو الصالون الفسيح ذي المقاعد المريحة‬ ‫الفخمة تسع حوالي ‪ 600‬متفرج‪ .1‬وتفيد جريدة شمال إفريقيا‪ 2‬أن هذه‬ ‫الكراسي الفاخرة تم شراؤها وجلبها من مدينة برلين األلمانية‪.‬‬ ‫أما جريدة «صدى تطوان» فتضمن عددها ‪ 32453‬وصفا لهذه‬ ‫المقاعد قبل تركيبها بأيام قليلة‪ ،‬جاء فيه ما يلي‪« :‬صنعت مقاعد القاعة‬ ‫السفلى من خشب شجر الجوز المصقول «‪ ،»Pulido Nogal‬كل مقعد‬ ‫يحمل مقبضين أحدهما على جهة اليمين‪ ،‬واآلخر على جهة الشمال‪،‬‬ ‫وهو مستقل عن باقي الكراسي‪ ،‬وله نابض أو «زنبرك» يجعله باستمرار‬ ‫واقفا غير ممدد في حالة عدم جلوس أي متفرج عليه»‪.‬‬ ‫أما أرضية القاعة الكبرى فكانت مكسوة في البداية بالخشب درءاً‬ ‫لبرودة فصل الشتاء القاسية‪ ،‬وحماية للمتفرج وتخفيفاً عنه‪ ،‬ثم أزيلت‬ ‫في مرحلة الحقة وعوضت بأرضية رخامية أو من الكرانيت‪.‬‬ ‫وعلى أفق الواجهة األمامية العليا لخشبة المسرح يالحظ المشاهد‬ ‫رسوماً جدارية فنية ثمينة أبدعتها أنامل الفنان اإلسباني الكبير ماريانو‬ ‫بيرتوشي‪ ،Mariano Bertuchi4‬ترمز كما يقول الكاتب اإلسباني‬ ‫‪ Ignacio Alcaraz Cánovas‬إلى استقبال الشعب المغربي لإلسبان‪،‬‬ ‫الذين حملوا معهم رسالة الحداثة والتمدن‪ ،‬والدعم المعنوي والمادي‬ ‫لمستقبل الشعبين‪ .‬أو كما اختار الباح ث �‪José Antonio Pleguezue‬‬ ‫‪ los Sánchez‬في كتابه‪Mariano Bertuchi los colores de« :‬‬ ‫‪( »la luz‬ماريانو برتوشي ألوان الضوء)‪ 5‬عنوانا لهذه الرسومات بهذه‬ ‫الصيغة‪( ”Farándula que llega y Marruecos la recibe “ :‬فن‬ ‫المسرح يصل والمغرب يستقبله)‪ .‬حيث يبدو مشهد المسرح المتنقل‬ ‫في أفق رُبـى إسبانيا متجليا في عربة الممثلين الكوميديين تتقدمهم‬ ‫شخصية «كريسبين ‪ »Crispin‬الذي ينحني بقبعته محييا مجموعة من‬

‫مسرح إسبانيول حاليا‬ ‫المغاربة على اختالف طبقاتهم ومستويات حرفهم حين وقفوا أمامه‪،‬‬ ‫وكأنه بتحيته لهم يعرض عليهم تسلم رسالة التمدن والحضارة والفن‬ ‫التي جاء اإليبيريون مبشرين بها من إسبانيا إلى المغرب‪.‬‬ ‫إذا تأمل المشاهد من داخل القاعة الرسومات فسيلقى على يساره‬ ‫وقف اإلسبان (أصحاب رسالة التمدن) وعلى اليمين وقف المغاربة‬ ‫(المتلقون)‪ ،‬وتبدو وراء المجموعتين مناظر ومشاهد لمدينتي غرناطة‬ ‫وتطوان‪ ،‬وهو رسم وشعار يخفي بين ثناياه كثيرا من المفاهيم الخادعة‬ ‫التي روج لها االستعمار من أجل تبرير سيطرته على بالدنا لنهب خيراتها‬ ‫باسم الحماية‪ ،‬وبعث األمة‪ ،‬والنهوض بها‪ ،‬والعمل على تمدنها‪...‬‬ ‫إن أهم ما يميز هذه المعلمة من الداخل كونها ال تتوفر على‬ ‫أعمدة وال تقف عليها‪ .‬وهذا يفسر أن مسرح إسبانيول بُني على أسوار‬ ‫وروافد قوية‪ ،‬كلها مصنوعة من الحديد واإلسمنت‪ ،‬تطلب وضعها في‬ ‫مكانها المناسب إلى رافعات حديدية ضخمة جلبت من إسبانيا ألداء‬ ‫هذه المهمة‪ .‬وبذلك قامت جميع أشكال البناء على استعمال الحجارة‬ ‫واإلسمنت المسلح بالحديد بكثافة‪ ،‬الشيء الذي يمنحه المتانة‪ ،‬ويقلل‬ ‫من حوادث الحريق‪ ،‬من جهة‪ ،‬ويتيح للمتتبع من جهة أخرى‪ ،‬فساحة‬ ‫الرؤية وامتداد البصر في كل أطراف المسرح‪.‬‬ ‫إن المتأمل لخشبة المسرح يجدها رحبة فسيحة وواسعة( (�‪El es‬‬ ‫‪ )cenario espacioso‬قادرة على تحمل إعداد وتقديم أضخم األعمال‬ ‫المسرحية التي عُرضت بمسارح مدريد الكبرى خالل تلك الفترة‪ ،‬والتي‬ ‫كانت فرقها تزور تطوان ومدن شمال المغرب بدعوة من إدارة الحماية‪،‬‬ ‫أو عن طريق تعاقد شركة تدبير شؤون مسرح إسبانيول معها‪.‬‬ ‫ولعل ما يلفت االنتباه بصورة سريعة هو سقفه العلوي الداخلي‬ ‫الممتد على مساحة ‪ 800‬متر مربع‪ ،‬مشكل وسطه على صورة كوة يبلغ‬ ‫محيطها ‪ 6‬أمتار‪ ،‬صنعت من الزجاج البلوري الرائع‪ .‬كلما أضيئت ازداد‬ ‫معها فضاء المسرح بهاء وجما ًال وتناغماً‪.‬‬ ‫وقد نجح التقنيون المختصون بتجهيز المسرح كهربائياً في اعتماد‬ ‫شكل اإلض��اءة الخافتة والخفيفة‪ ،‬مما كساه رونقاً وتناسباً مع أنوار‬ ‫المصابيح الحائطية وأضواء خشبة المسرح المتنوعة الباهرة‪ .‬وال يظهر‬ ‫توهجها إال حين يُرفع الستار عنها‪.‬‬ ‫لقد جُهِّز المسرح منذ البداية بأحدث التقنيات الحديثة المتعلقة‬ ‫بالعروض السينمائية حيث تم في الغرفة الصغيرة المستقلة بالطابق‬ ‫العلوي وضع ثالث آالت منذ البداية لتشغيل األفالم السينمائية المختلفة‬ ‫وتقديمها للجمهور‪ ،‬كما تم ربطها بوسائل إطفاء الحرائق الطارئة‪.‬‬ ‫وجاءت القاعة الكبرى على شكل نصف دائري‪ .‬وعلى جهة ممريها‬

‫غير المرئيين يمينا وشماال تشكلت ثالث عشرة حجرة صغير ة �‪cama‬‬ ‫‪ rines‬خاصة بارتداء وتغيير الممثلين والممثالت لمالبسهم وتزيينهم‬ ‫من أجل أداء أدوارهم في الفرجة المناسبة‪ .‬وقريب منها تتوفر حجرة‬ ‫صغيرة لحفظ مالبس المتفرجين‪.‬‬ ‫ومما يجب معرفته أن بناية المسرح كانت أوال تعتمد في تزويدها‬ ‫على مياه البئر المحفور بأعماق الجزء التحتي‪ ،‬حيث لم يكن بعد ‪ -‬خالل‬ ‫بداية العشرينيات ‪ -‬قد بدأ العمل بتوزيع شبكة المياه الصالحة للشرب‬ ‫على مباني شوارع اإلنسانتشي القليلة العدد في تلك الفترة‪.‬‬ ‫كان مسرح إسبانيول في بدايته يسع تقريباً أللفي (‪ )2000‬متفرج‬ ‫يستطيعون متابعة العروض الفنية بطمأنينة وراحة تامتين‪ .‬وقد أشارت‬ ‫جريدة اإلصالح إلى هذا الرقم عند وصفها لحفل التدشين‪ ،‬وبذلك كان‬ ‫أكبر حجما من مسرح سيرفانطيس وأكثر استيعابا منه لعدد المتفرجين‪.‬‬ ‫إن ما يبرر اقتناع الباحث بكون شكل مسرح إسبانيول كان كبيرا‬ ‫وعظيما‪ ،‬هو شهادة اإلجماع الكلي يوم االفتتاح بتأكيد الصحافيين‬ ‫اإلسبان أنفسهم على أن البناية الجديدة‪ ،‬تعد معلمة رائعة ومتميزة‪،‬‬ ‫ليس لها مثيل وال شبيه بكثير من المدن المغربية وحتى بكثير من‬ ‫المدن اإلسبانية‪.‬‬ ‫لقد تعددت األوصاف الجميلة من كاتب ومن صحافي إلى آخر‪،‬‬ ‫فوُصف المسرح على صفحات الجرائد المحلية بالعظمة والفخامة‬ ‫(‪ ،)Grandioso‬وبالروعة والجالل (‪ ،)Magnífico‬وبالبهاء (‪،)Regio‬‬ ‫وباألناقة (‪ ،)Elegante‬وبالرصانة والرزانة (‪ ،)Discreto‬وبقلة الزخرفة‬ ‫والتزويق المكثف (‪.)Nada de ormentaciones amazacotadas‬‬ ‫ووصف كذلك بالتعابير التالية‪« :‬أكثر جما ًال وحداثة» (‪más bello y‬‬ ‫‪« ،)moderno‬أعظم مسرحاً» (‪« ،)más teatro‬كل شيء فيه جميل‬ ‫ومتناغم» (‪.)todo es bello, bien entonado‬‬ ‫لم يصل مسرح سرفانطيس (‪ )Cervantes‬الدولي بمدينة طنجة‬ ‫المشيد قبله بعقد من الزمن (‪ )1913‬رغم تكاليفه الباهظة‪ ،‬وال مسرح‬ ‫الملكة فكتوريا (‪ )Reina Victoria‬الصغير بتطوان المشيد سنة ‪1914‬‬ ‫إلى درجة أناقته وجماله وحداثته‪ ،‬بتأكيد قول الكاتب الصحافي الشهير‪:‬‬ ‫خوان بارثلو «‪ »Juan Barcelo‬الذي عاش فترة مراحل بنائه وحضر‬ ‫وقائع افتتاحه‪ .‬ومن خالل مقاله المنشور بجريدة صدى تطوان «‪El‬‬ ‫‪ »Eco de Tetuán‬ننقل نص عباراته في المقارنة بين المسرحين‪:‬‬ ‫�‪« Más teatro, más bello y más moderno que el Cer‬‬ ‫» ‪vantes‬‬ ‫«أعظم مسرحا‪ ،‬وأكثر جماال وحداثة من سرفانطيس»‬ ‫أو كما يقول في عبارة أخرى‪:‬‬ ‫« ‪no se parece a ningún teatro de España, ni por su‬‬ ‫‪arquitectura, ni por su distribución, un estilo moderno‬‬ ‫‪.» quizás francés‬‬ ‫«ال يماثله أي مسرح بإسبانيا‪ ،‬ال من حيث المعمار‬ ‫وال من حيث التوزيع الهندسي‪ ،‬شكل حديث قد يقارب‬ ‫األسلوب الفرنسي‪»...‬‬ ‫باختصار يمكن القول بأنه ذو طابع مختلف عما ألفته‬ ‫حركة بناء المسارح بإسبانيا في بداية العشرينات من القرن‬ ‫الماضي‪ ،‬يميل ويقترب أكثر إلى النمط الفرنسي في شكله‬ ‫المعماري‪ .‬لذلك جاء بناؤه أكثر جماال وحداثة وفخامة‪ ،‬فهو‬ ‫تحفة رائعة ساحرة‪...‬‬ ‫وقد حرصت إدارة المسرح حرصا شديدا على حفظ‬ ‫جماليته‪ ،‬فتعهدت برعايته التامة‪ ،‬وصيانته المستمرة‪،‬‬ ‫وإيقاف كل من سولت له نفسه المس بتدنيس هذا الصرح‬ ‫الجميل‪ ،‬أو بتعكير جو الفرجة فيه‪.‬‬ ‫فسنت قوانين صارمة منذ افتتاحه تحد من حركية‬ ‫المتفرج التي ال طائل من ورائها وهو بداخل حرمة قاعات‬ ‫المسرح‪ ،‬قصد معاقبته عند اإلخالل بها‪ ،‬مثل طرده أثناء‬ ‫إحداث الضجيج والتشويش على المتفرجين‪ ،‬ومنعه منعا‬ ‫كليا من التدخين إذ وضعت إعالنات تحمل أشكاال من‬ ‫الغرامات‪ .‬فبالنسبة إلى المتفرج المتلبس بالتدخين‬ ‫في الشرفات والمقصورات عليه أداء ‪ 25‬بسيطة‪ ،‬و‪15‬‬ ‫بسيطة للمدخن بالقاعة الكبرى‪ ،‬و‪ 10‬بسيطة للمدخنين‬ ‫بالمدرجات العليا‪ .‬مما يعكس صورة جليلة أرادها أصحاب‬ ‫المشروع لبـنايتهم بأن تظل باستمرار مكانا محترما‬ ‫ومقدسا لتقديم الفرجة الفنية على اختالف ألوانها‪.‬‬ ‫ومع ازدي��اد شهرته‪ ،‬صار مسرح إسبانيول يحتل حيزا مهما في‬ ‫صفحات الصحف المحلية المنشورة باللغة العربية أو اإلسبانية‪ ،‬فتهرع‬ ‫بدورها إلى نشر إشهار عن أنشطته الفنية‪ ،‬أو التعليق عليها‪ ،‬بما في‬ ‫ذلك الصحف الوطنية عند ظهورها منذ بداية الثالثينيات كجريدة‬ ‫الحياة‪ ،‬والحرية‪ ،‬والريف ثم الوحدة المغربية‪ ،‬والشهاب‪ ،‬واألمة‪ ،‬ومجلة‬ ‫األنيس‪ ،‬واألنوار‪...‬‬ ‫هكذا كان مسرح إسبانيول في بداية تدشينه‪ ،‬أما اليوم فرغم أن‬ ‫أبوابه ال تزال مفتوحة لتقديم العروض السينمائية‪ ،‬وقيام المؤسسات‬ ‫والجمعيات الثقافية والفنية بتنظيم أنشطة وملتقيات ومهرجانات‬ ‫مختلفة‪ ،‬فإن محيطه تحول إلى سوق يثير الحزن واألسى‪ .‬فقد ازدحم‬ ‫على بابه الباعة المتجولون وأفسدوا بهاء واجهته الجميلة‪ ،‬ومنعوا‬ ‫بشكل غير مباشر الوصول إلى فضائه الداخلي الذي ال يزال يحتفظ‬ ‫بالكثير من معالمه البديعة‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق كتب األستاذ فيصل الخطيب أحد أبناء هذه‬ ‫المدينة متأسفا على أوضاعها من تصرف الباعة المتجولين قائال‪« :‬لقد‬ ‫صارت مدينة تطوان الحاضرة العريقة‪ ،‬محتلة احتالال واقعيا مروعا من‬ ‫الباعة المتجولين في كل مكان‪ ،‬مدمرين نسيجها الحضاري ورونقها‬ ‫العمراني وتجارتها المشروعة‪ ،‬وسالمة بيتها‪ ،‬وسالمة وأمن سكانها‪»...‬‬ ‫ونظل من جهتنا نردد ما يلي‪ :‬كيف يمكن لمدينة صنفت ضمن‬ ‫التراث اإلنساني العالمي منذ منتصف التسعينات‪ ،‬واختيرت أخيرا من‬ ‫قِبل منظمة اليونسكو كأول مدينة مغربية لإلبداع في مجال الصناعة‬ ‫التقليدية والفنون الشعبية‪ ،‬أن تكون على هذه الحال‪ ،‬وهذا التسيب‪،‬‬ ‫وأن تتعرض فضاءاتها ومعالمها التراثية البديعة إلى هذا التدمير‬ ‫السريع وهذا االجتثاث غير الحضاري؟‬ ‫ثم هل ستبقى هذه المعلمة ‪ -‬ورغ��م هذه الظروف ‪ -‬صامدة‬ ‫لالحتفاء بذكرى مئويتها األولى وهي قائمة الذات؟ أم أن عوادي الزمن‬ ‫ستفتك بها وتحيلها إلى ذاكرة النسيان؟‬ ‫ـــــــــــــــــــ‬

‫‪ 1‬ـ العدد الرسمي ‪ 580‬مقعدا خالل التدشين‪ ،‬وسيتقلص العدد بعد اإلصالحات‬ ‫الكبرى في بداية األربعينيات‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ ‪ ،El Norte de Africa، 1923/11/23‬العدد ‪ ،2244‬السنة السادسة‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ الصادر بتاريخ الخميس ‪ 15‬نوفمبر ‪.1923‬‬ ‫‪ 4‬ـ عوضت برسوم أخرى غير أصلية أثناء الترميم واإلص�لاح األخير لموسم‬ ‫‪ .2000/1999‬قام بها األستاذ الفنان بوزيد بوعبيد‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ الصادر في أواخر سنة ‪.2013‬‬

‫(انتهى)‬


‫الثالثاء ‪ 28‬نوفمرب �إلى ‪ 04‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪917‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫من ف�ضائل الر�سول‬

‫ال خفاء على من مارس شيئا من العلم‪ ،‬أو خص بأدنى لمحة من فهم‪ ،‬بتعظيم اهلل قدر نبينا عليه الصالة‬ ‫والسالم‪،‬وتخصيصه إياه بفضائل ومحاسن ومناقب ال تنضبط بزمام‪ ،‬وتنويهه بعظيم قدره عليه السالم‪،‬بما‬ ‫تكل عنه األلسنة واألقالم‪،‬فمنها ما صرح به تعالى في كتابه‪ ،‬وأثنى به عليه من أخالقه وآدابه‪ ،‬فقد قال عز من‬ ‫قائل‪( :‬و�إنك لعلى خلق عظيم )‪ ،‬وقال أيضا‪َ ( :‬يا �أَ ُّيهَ ا ال َّنب ُِّي �إِنَّا �أَ ْر َ�س ْلن َ‬ ‫�شا َونَذِي ًرا َودَ اعِ ًيا �إِ َلى‬ ‫َاك َ�شاهِ ًدا َو ُم َب رِّ ً‬ ‫ريا) وقال‪�( :‬أَ مَ ْ‬ ‫ك َّالذِي �أَ ْن َق َ‬ ‫�ض َظ ْه َركَ‬ ‫ْك ِو ْز َر َ‬ ‫ك َو َو َ�ض ْعنَا عَ ن َ‬ ‫ك َ�ص ْد َر َ‬ ‫َ�ش ْح َل َ‬ ‫اللهَّ ِ ِب�إِ ْذ ِن ِه َو�سرِ َ ً‬ ‫ل ن رْ َ‬ ‫اجا ُم ِن ً‬ ‫َ‬ ‫ك َر َ‬ ‫َو َر َف ْعنَا َل َ‬ ‫ك ذِ ْ‬ ‫ك)‪ ،‬لقد أكرم اهلل نبيه صلى اهلل عليه وسلم بفضائل جمّة ‪ ،‬وصفات عدة‪ ،‬فأحسن خ ْلقه‬ ‫وأتم خُلقه‪ ،‬ومنحه جل وعال فضائل عديدة‪ ،‬وخصائص كثيرة‪ ،‬تميز بها صلى اهلل عليه وسلم عن غيره‪ ،‬فض ًال‬ ‫عن مكانة النبوة التي هي أشرف المراتب‪ ،‬فعن ابن عباس مرفوعا « أن اهلل قسم الخالئق قسمين فجعلني من‬ ‫خيرهم قسما فذلك قوله عز وجل‪ :‬أصحاب اليمين وأصحاب الشمال‪ ،‬فأنا من أصحاب اليمين وأنا خير أصحاب‬ ‫اليمين‪ ،‬ثم جعل القسمين أثالثا فجعلني من خيرها ثلثا وذلك قوله تعالى‪ :‬وأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة‬ ‫وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون‪ ،‬فأنا من السابقين وأنا خير السابقين ثم جعل‬ ‫األثالث قبائل فجعلني من خيرها قبيلة فذلك قوله تعالى‪ :‬ثم جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند‬ ‫اهلل أتقاكم فأنا أتقى ولد آدم وأكرمهم على اهلل وال فخر ‪،‬ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني من خيرها بيتا فذلك‬ ‫قوله تعالى‪ :‬إنما يريد اهلل ليذهب عنكم‬ ‫الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا»‬ ‫و عن أبي هريرة رضي اهلل عنه قال‪:‬‬ ‫«قالوا يا رسول اهلل متى وجبت لك‬ ‫النبوءة قال وآدم بين الروح والجسد»‬ ‫وعن عائشة مرفوعا» أتاني جبريل فقال‬ ‫قلبت مشارق األرض ومغاربها فلم أر‬ ‫رجال أفضل من محمد صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم ولم أر بني أب أفضل من بني‬ ‫هاشم « وعن أنس أن النبي صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم « اتى بالبراق ليلة أسري‬ ‫به فاستصعب عليه فقال له جبريل‪:‬‬ ‫أبمحمد تفعل هذا فما ركبك أحد أكرم‬ ‫على اهلل منه فانتفض عرقا « وروى عنه‬ ‫عليه السالم أنه قال ‪ »:‬أعطيت خمسا ـ‬ ‫وفي رواية ستا ـ لم يعطهن نبي قبلي‪،‬‬ ‫نصرت بالرعب مسيرة شهر‪ ،‬وجعلت لي‬ ‫األرض مسجدا وطهورا‪ ،‬وأيما رجل من‬ ‫أمتي أدركته الصالة فليصل‪ ،‬وأحلت لي‬ ‫الغنائم ولم تحل لنبي قبلي‪ ،‬وبعثت إلى الناس كافة وأعطيت الشفاعة « وفي رواية «بعثت إلى األحمر واألسود‪.‬‬ ‫ففضل رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فوق ما يتصوره اإلنسان‪،‬فضله اهلل على سائر المخلوقات ومنحه‬ ‫فضائل ومزايا لم يمنحها أحد سواه‪ ،‬كما منحه سبحانه لكل المسلمين فما من مسلم من مبعثه صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم إلى يوم القيامة إال ملتمسا من هديه سائرا على طريقته مجتهد في االتصاف بما منحه اهلل من‬ ‫مزايا األخالق‪،‬وعن ابن وهب أنه صلى اهلل عليه وسلم قال ‪:‬قال اهلل تعالى سل يا محمد؟ فقلت يارب ما أسأل؟‬ ‫اتخذت إبراهيم خليال‪،‬وكلمت موسى تكليما‪ ،‬واصطفيت نوحا وأعطيت سليمان ملكا ال ينبغي ألحد من بعده‪،‬‬ ‫فقال اهلل تعالى‪ :‬ما أعطيتك خير من ذلك‪ ،‬أعطيتك الكوثر وجعلت اسمك مع اسمي ينادى به في جو السماء‪،‬‬ ‫وجعلت األرض طهورا لك وألمتك وغفرت لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فأنت تمشي في الناس مغفور لك‪،‬‬ ‫ولم أصنع ذلك ألحد قبلك‪ ،‬وجعلت قلوب أمتك مصاحفها‪ ،‬وخبأت لك شفاعتك ولم أخبئها لنبي غيرك « وعن‬ ‫حذيفة مرفوعا «بشرني ـ يعني ربه ـ أول من يدخل الجنة معي من أمتي سبعون ألفا مع كل مسلم سبعون ألفا‬ ‫ليس عليهم حساب وأعطاني أن ال تجوع أمتي وال تغلب‪ ،‬وأعطاني النصر والعزة والرعب‪ ،‬يسعى بين يدي أمتي‬ ‫شهرا‪ ،‬وطيب لي وألمتي الغنائم‪ ،‬وأحل لنا كثيرا مما شدد على من قبلنا ولم يجعل علينا في الدين من حرج‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫‪-‬‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫« وعن ابن مسعود رضي اهلل عنه أن اهلل تعالى نظر إلى قلوب العباد فاختار منها قلب محمد صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم فاصطفاه لنفسه فبعثه برسالته‪ .‬وروي أنه عليه السالم لما نزلت « وما كان لكم أن توذوا رسول اهلل وال‬ ‫تنكحوا أزواجه من بعده أبدا» قام صلى اهلل عليه وسلم خطيبا فقال‪ :‬يا معشر أهل اإليمان إن اهلل فضلني عليكم‬ ‫تفضيال وفضل نسائي على نسائكم تفضيال « وعن العرباض بن سارية مرفوعا أنه صلى اهلل عليه وسلم قال‪:‬‬ ‫« إني عبد اهلل وخاتم النبيئين وإن آدم لمنجدل في طينته ودعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى ابن مريم «وعن‬ ‫عبد اهلل بن عمرو مرفوعا « أنا محمد النبي األمي ال نبي بعدي أوتيت جوامع الكلم وخواتمه وعلمت خزنة النار‬ ‫وحملة العرش فياله من سيد ما أعظمه في الوجود ‪،‬وأوفر حرمة مكانته في السعود‪ ،‬وأشرف غرر أوصافه ومزاياه‬ ‫كأنها آللىء في عقود‪.‬‬ ‫وفضل هذا النبي الكريم ومكانته التنحصر في هذا الوجود وفي حياة الدنيا الفانية‪ ،‬بل هو ثابت منذ خلق‬ ‫اهلل هذا الكون ومستر حاضر حتى بعد فناء الدنيا وقيام الناس للحساب والعقاب‪ ،‬فقد أعطاه سبحانه وتعالى فضل‬ ‫الشفاعة العظمى يوم الينفع مال وال بنون إال من أتى اهلل بقلب سليم وعمل نافع صالح‪ ،‬فعن أنس بن مالك‬ ‫رضي اهلل عنه قال‪ :‬حدثنا محمد صلى اهلل عليه وسلم فقال‪( :‬إذا كان يوم القيامة ماج الناس (اختلط واضطرب)‬ ‫بعضهم في بعض فيأتون آدم عليه السالم فيقولون‪ :‬اشفع لنا الى ربك فيقول لست لها ولكن عليكم بإبراهيم‬ ‫فانه خليل الرحمن‪ ،‬فيأتون إبراهيم‬ ‫فيقول لست لها ولكن عليكم بعيسى‬ ‫فانه روح اهلل وكلمته‪ ،‬فيأتون عيسى‬ ‫فيقول لست لها ولكن عليكم بمحمد‪،‬‬ ‫فيأتونني فأقول‪ :‬أنا لها فأستأذن ربي‬ ‫فيؤذن لي ويلهمني محامد أحمده بها‬ ‫ال تحضرني اآلن‪ ،‬فأحمده بتلك المحامد‬ ‫وأخر له ساجدا فيقال‪ :‬يا محمد ارفع ارفع‬ ‫رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع‬ ‫تشفع) رواه البخاري في باب التوحيد‬ ‫وروى اإلمام مسلم يقول الرسول‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬يا رب أمتي أمتي‬ ‫فيقال‪ :‬يا محمد أدخل الجنة من أمتك‬ ‫من ال حساب عليه من الباب األيمن من‬ ‫أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما‬ ‫سوى ذلك من األبواب)‪.‬‬ ‫وروى اإلمام البخاري‪ ,‬يقول الرسول‬ ‫فأقول‪ :‬يا رب أمتي أمتي فيقول انطلق‬ ‫فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجه من النار فأنطلق فأفعل)‪.‬‬ ‫وعن أنس في رواية ثانية قال (ثم أعود الرابعة فأحمده بتلك المحامد ثمّ أخرّ له ساجدا فيقال‪ :‬يا محمد ارفع‬ ‫رأسك وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأقول‪ :‬يا رب ائذن لي فيمن قال ال اله إال اهلل فيقول‪ :‬وعزتي وجاللي‬ ‫وكبريائي وعظمتي ألخرجن منها من قال ال اله إال اهلل)‪.‬‬ ‫وقد وجب علينا معشر المومنين تعظيم هذا النبي الكريم وتبجيله ومحبته‪ ،‬فإيمان المؤمن ال يكون مكتمال‬ ‫تب للهَّ َ‬ ‫إذا كان حبه للرسول ناقصا أو غير كامل‪ ،‬يقول تعالى في سورة آل عمران ُ‬ ‫(ق ْل �إِ ْن ُ‬ ‫ون‬ ‫ك ْنت ُْم حُ ِ ُّ َ‬ ‫ون ا َفا َّتب ُِع يِ‬ ‫ك ْم ُذنُو َب ُ‬ ‫ك ُم اللهَّ ُ َو َي ْغف ِْر َل ُ‬ ‫ُي ْح ِب ْب ُ‬ ‫يم )‪ ،‬وروى البخاري في صحيحة عن أبي هريرة رضي‬ ‫ك ْم ۗ َواللهَّ ُ َغ ُف ٌ‬ ‫ور َرحِ ٌ‬ ‫اهلل عنه ّ‬ ‫أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال (فوالذي نفسي بيده ال يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من‬ ‫والده وولده)‬ ‫وحب رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يكون أوال بإدراك مقامه ومكانته وفضله عند اهلل‪ ،‬والتعرف على‬ ‫هديه وسيرته وصفاته وشمائله وأخالقه‪ ،‬ثم باتباع سنته وهديه والسير على السبيل القويم والنهج الواضح‬ ‫الذي جاءبه والعمل بكل ما أمر به واالبتعاد عن كل ما نها عنه‪.‬‬

‫�سرف الأموال واملتاع‬

‫من طبيعة البشر التوسع في النفقات والمبالغة في االستهالك‪،‬‬ ‫وهدر األموال عند أول الشعور بالثراء واليسار‪ ،‬وال يعرف أي معنى‬ ‫لوفرة المال إذا لم يصاحبها استهالك أكثر‪ ،‬ورفاهية وتمتع‬ ‫بالكماليات‪.‬‬ ‫ولقد صرح القرآن الكريم بأن طبيعة اإلنسان السرف عند‬ ‫الجدة‪ ،‬وتجاوز حدود القصد واالعتدال‪ .‬قال اهلل تعالى ‪« :‬كال إن‬ ‫اإلنسان ليطغى أن رآه استغنى» وقال أيضا ‪ « :‬ولو بسط اهلل‬ ‫الرزق لعباده لبغوا في األرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده‬ ‫خبير بصير»‪ .‬ولتهذيب اإلنسان وتربيته أمر اهلل تعالى بالقصد في‬ ‫األمور كلها حتى في أمور العبادات كي ال يملها العبد‪ ،‬قال عليه‬ ‫الصالة والسالم ‪ « :‬والقصد القصد تبلغوا» ‪ ،‬وقال «باب القصد‬ ‫والمداومة على العمل»‪.‬‬ ‫وضد االقصد السرف وهو منهي عنه‪ ،‬كما في قوله تعالى ‪:‬‬ ‫«وال تسرفوا إنه ال يحب المسرفين »‪.‬‬ ‫وأما أنواع السرف ‪ :‬منها ما يطلق على الكفر‪ ،‬فمن أسرف‬ ‫على نفسه بالعصيان حتى وقع في الكفر‪ ،‬فهو مسرف على نفسه‪،‬‬ ‫كما كان فرعون من المسرفين ‪ ،‬قال تعالى ‪« :‬وإن فرعون لعال‬ ‫في األرض وإنه لمن المسرفين» وعاقبة هذا الصنف من الناس‬ ‫النار خالدين فيها إن لم يتوبوا ويؤمنوا‪ ،‬قال اهلل تعالى ‪ « :‬وكذلك‬ ‫نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب اآلخرة أشد وأبقى»‪،‬‬ ‫وفي آية أخرى قال‪« :‬وأن المسرفين هم أصحاب النار» ويطلق‬ ‫كالهما على العصيان‪.‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫إن العبد إذا أسرف على نفسه بالعصيان فهو مأمور أن يتوب‬ ‫إلى اهلل تعالى الذي قد يقبل توبته مهما عظم جرمه‪ ،‬وكثر إسرافه‬ ‫كما قال تعالى ‪ « :‬قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم‪ ،‬ال‬ ‫تقنطوا من رحمة اهلل إن اهلل يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور‬ ‫الرحيم »‪ ،‬ومن دعاء عباد اهلل الصالحين «ربنا اغفر لنا ذنوبنا‬ ‫وإسرافنا في أمرنا »‪.‬‬ ‫واإلسراف في شراء األطعمة وأكلها أو رميها من مواطن النهي‬ ‫الجلي في القرآن الكريم‪ .‬قال اهلل تعالى ‪« :‬كلوا من ثمره‪ ،‬إذا أثمر‬ ‫وآتوا حقه يوم حصاده وال تسرفوا إنه ال يحب المسرفين»‪ .‬وقال‬ ‫النبي عليه الصالة والسالم ‪« :‬كلوا و تصدقوا والبسوا في غير‬ ‫إسراف وال مخيلة»‪ ،‬ولقد حذر النبي عليه الصالة والسالم ‪ « :‬إياكم‬ ‫والتنعم ولو كان بالمباحات‪ ،‬ألنه مظنة للسرف‪ ،‬وتضييع للمال‪،‬‬ ‫فقال عليه الصالة والسالم ‪ « :‬إياكم والتنعم‪ ،‬فإن عباد اهلل ليسوا‬ ‫بالمتنعمين»‪.‬‬ ‫هذا التشديد في النهي عن السرف ما كان إال ألجل الحفاظ على‬ ‫األموال والموارد التي يُسأل عنها العبد يوم القيامة‪ ،‬فهو يُسأل‬ ‫عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه؟ ذلك أن السرف يعارض حفظ‬ ‫المال‪ ،‬بل يؤدي إلى إفقار اإلنسان ومن ثم إفقار أهل بيته وقرابته‬ ‫وأمته‪..‬‬ ‫إن حفظ المال فيه حفظ الدين والعرض والشرف‪ ،‬و األمم التي‬ ‫ال تمتلك المال ال يحترمها اآلخرون‪ ،‬والشخص الذي ليس له قوة‬ ‫من المال أو جاه ينظر الناس إليه وال يأبهون له‪.‬‬


‫العدد ‪917‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬نوفمرب �إلى ‪ 04‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫حدائق الأزاهر يف م�ستح�سن الأجوبة وامل�ضحكات‬ ‫واحلكم والأمثال واحلكايات والنوادر‬ ‫وهوكتاب جامع للحكم واألمثال والنوادروالحكايات‪،‬ألفه الفقيه األديب محمد بن محمد بن محمد أبو بكر ابن عاصم القيسي الغرناطي قاضي من فقهاء‬ ‫المالكية باألندلس توفي بمسقط رأسه غرناطة عن عمر السابعة والستين سنة (عام ‪ 829‬هـ الموافق ‪1426‬م)؛كان يجلد الكتب في صباه‪ ،‬وتقدم حتى‬ ‫ولي قضاء القضاة ببلده‪.‬‬ ‫وقد أخذ عن أعالم منهم‪:‬‬ ‫أبو إسحاق الشاطبي‪ ،‬وأبو عبد اهلل القيطاجي‪ ،‬وأبو عبد اهلل الشريف التلمساني‪ ،‬وأبو إسحاق ابن الحاج‪ ،‬وابن عالق‪ ،‬وخااله أبو بكر‪ ،‬ومحمد ولدا أبي القاسم‬ ‫بن جزي‪ ،‬وابن لب وغيرهم‪.‬‬ ‫وله من المؤلفات‪:‬‬ ‫ــ تحفة الحكام في نكت العقود واألحكام‪ (:‬أرجوزة في الفقه المالكي تعرف بالعاصمية)‪ ،‬شرحها جماعة من العلماء‪.‬‬ ‫ــ أراجيز في األصول والنحو والقراءات‪.‬‬ ‫وحدائق األزاهر في مستحسن األجوبة والمضحكات والحكم واألمثال والحكايات والنوادر (وهو الكتاب الذي سنتحف به القارئ الكريم عبر سلسلة‬ ‫حلقات)‪.‬‬

‫الحديقة الرابعة في الوصايا والحكم‬ ‫عن ابن عمر رضي اهلل عنه قال‪« :‬ثالثة تجلو البصر‪ ،‬النظر إلى الخضرة‪ ،‬والنظر إلى الماء الجاري‪،‬‬ ‫والنظر إلى الوجه الحسن»‪.‬‬ ‫وقال ابن عباس رضي اهلل عنه‪« :‬من لم يجلس في الصغر حيث يكره‪ ،‬لم يجلس في الكبر حيث‬ ‫يحب»‪.‬‬ ‫مرعمرابن الخطاب رضي اهلل عنه ببنيان يبنى بآجر وحصى‪ ،‬فقال‪« :‬لمن هذا؟»‪ ،‬فقيل‪« :‬لعامل من‬ ‫عمالك»‪ ،‬فقال‪« :‬أبت الدراهم إال أن تخرج أعناقها»‪ ،‬وأرسل إليه من يشاطره ماله‪.‬‬ ‫قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم للمجاشعي‪« :‬إن كان لك مال فلك حسب‪ ،‬وإن كان لك خلق‬ ‫فلك مروءة‪ ،‬وإن كان لك دين فلك كرم»‪.‬‬ ‫كان سعد بن عبادة رضي اهلل عنه يقول‪« :‬اللهم ارزقني حمداً ومجداً؛ فإنه ال مجد إال بفعال‪ ،‬وال‬ ‫فعال إال بمال»‪.‬‬ ‫قال حكيم البنه‪« :‬أوصيك باثنين‪ ،‬لن تزال بخير ما تمسكت بهما‪ ،‬درهمك لمعاشك‪ ،‬ودينك‬ ‫لمعادك»‪.‬‬ ‫عن ابن عمر رضي اهلل عنه قال‪« :‬قال رسول اهلل صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم‪ :‬خلقان يحبهما اهلل‪ ،‬وهما السخاء والسماحة‪،‬‬ ‫وخلقان يبغضهما اهلل‪ ،‬وهما البخل وسوء الظن‪ ،‬وإذا أراد اهلل‬ ‫بعبد خيراً استعمله على قضاء حوائج الناس»‪.‬‬ ‫قال عبد اهلل بن عمر رضي اهلل عنه‪« :‬إنا ‪ -‬معشر قريش ‪-‬‬ ‫نعد الحلم والجود سؤوداً‪ ،‬ونعد العفاف وإصالح المال مروءة»‪.‬‬ ‫قدم وفد على معاوية‪ ،‬فقال لهم‪« :‬ما تعدون المروءة؟»‬ ‫فقالوا‪« :‬العفاف وإصالح المعيشة»‪ ،‬قال‪« :‬اسمع يا يزيد»‪.‬‬ ‫قال النبي صلى اهلل عليه وسلم لقوم من العرب‪« :‬من‬ ‫سيدكم؟»‪ ،‬فقالوا‪« :‬فالن على بخل فيه»‪ ،‬فقال صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم‪« :‬وأي داء أدوى من البخل؟»‪.‬‬ ‫قال كسرى‪« :‬عليكم بأهل السخاء والشجاعة؛ فإنهم أهل‬ ‫حسن الظن باهلل»‪.‬‬ ‫قال صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬اصنع المعروف مع من هو‬ ‫أهله‪ ،‬ومع من ليس من أهله‪ ،‬فإن أصبت أهله فهو من أهله‪،‬‬ ‫وإن لم تصب أهله‪ ،‬فأنت من أهله»‪.‬‬ ‫قال عبد اهلل بن مسعود رضي اهلل عنه‪« :‬القرابة قد تقطع‪ ،‬والمعروف قد يكفر‪ ،‬وما رأيت كتقارب‬ ‫القلوب»‬ ‫قال أكثم بن صيفي‪« :‬القرابة تحتاج إلى مودة‪ ،‬والمروءة ال تحتاج إلى قرابة»‪.‬‬ ‫وقيل لبعضهم‪« :‬من أحب إليك أخوك أو صديقك؟»‪ ،‬فقال‪« :‬ما أحب أخي إال إذا كان صديقي»‪.‬‬ ‫قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬أحب الناس إلى اهلل أكثرهم تحبباً إلى الناس»‪.‬‬ ‫قال بعض الحكماء‪« :‬إذا أيسر الرحل ابتلي بثالثة‪ ،‬صديقه القديم فيجفوه‪ ،‬وامرأته يتزوج عليها‪،‬‬ ‫وداره يهدمها ويبنيها»‪.‬‬ ‫قال رجل لبكر بن عبد اهلل‪« :‬علمني التواضع»‪ ،‬فقال‪« :‬إذا رأيت من هو أكبر سناً منك‪ ،‬فقل‪ :‬سبقني‬ ‫إلى اإلسالم والعمل الصالح‪ ،‬فهو خير مني‪ ،‬وإذا رأيت من هو أصغر سناً منك‪ ،‬فقل‪ :‬سبقته إلى الذنوب‬ ‫فهو خير مني»‪.‬‬ ‫قال الشافعي رضي اهلل عنه‪« :‬أظلم الظالمين لنفسه من تواضع لمن ال يكرمه‪ ،‬ورغب في مودة‬ ‫من ال ينفعه»‪.‬‬ ‫وقال أيضاً‪« :‬من تعلم القرآن عظمت قيمته‪ ،‬ومن نظر في الفقه نبل مقداره‪ ،‬ومن تعلم اللغة رق‬

‫طبعه‪ ،‬ومن تعلم الحساب جزل رأيه‪ ،‬ومن كتب الحديث قويت حجته‪ ،‬ومن لم يصن نفسه لم ينفعه‬ ‫علمه»‪.‬‬ ‫وقال بعض الحكماء‪« :‬أقل الدنيا يكفي‪ ،‬وأكثرها ال يكفي»؛أخذه أبو فراس فقال‪:‬‬

‫ما كل ما فوق البسيطة كافياً‬

‫وإذا قنعت فكل شيء كافي‬

‫قال صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬سافروا تغنموا‪ ،‬وصوموا تصحوا»‪.‬‬ ‫قال موسى بن عمران عليه السالم‪« :‬ال تذموا السفر؛ فإني أدركت فيه ما لم يدرك أحد»‪.‬‬ ‫قال رجل لمعروف الكرخي‪« :‬يا أبا محفوظ‪ ،‬أتحرك لطلب الرزق أم أجلس؟»‪ ،‬قال‪« :‬ال‪ ،‬بل تحرك؛‬ ‫فإنه أصلح لك»‪ ،‬فقال له‪« :‬أتقول هذا؟»‪ ،‬فقال‪« :‬ما أنا قلته‪ ،‬ولكن اهلل تعالى قاله وأمر به‪ ،‬قال لمريم‪:‬‬ ‫(وهزي إليك بجزع النخلة تسقط عليك رطبا جنيا) ‪ ،‬ولو شاء أن ينزله عليها ألنزله»؛ أخذه الشاعر فقال‪:‬‬ ‫ألـم تــر أن اهلل أوحـــــــى لـمريــم ** وهزي إليك النخل تساقط الرطب‬

‫ولو شاء أن تجنيه من غير هزها‬ ‫جنته‪ ،‬ولكن كل شيء لــه سبـب‬ ‫قيل ألعشى بكر‪« :‬إلى كم ذا االغتراب‪ ،‬أما ترضى بالدعة؟»‪،‬‬ ‫فقال‪« :‬لو دامت عليكم الشمس لمللتموها»؛ أخذ المعنى حبيب‬ ‫فقال‪:‬‬

‫وطول مقام المرء في الحي مخلق‬ ‫لديبـــاجتيــه‪ ،‬فاغتـرب تتجــدد‬ ‫قال الحكماء‪« :‬ال تدرك الراحة إال بالتعب‪ ،‬وال الدعة إال‬ ‫بالنصب»‪.‬‬ ‫وسئل بعض الحكماء‪« :‬أي األشياء أحلى؟»‪ ،‬قال‪« :‬النصرة‬ ‫على العدو بعد الهزيمة‪ ،‬واالستغناء بعد الحاجة‪ ،‬والغلبة‬ ‫للمتكلم»‪.‬‬ ‫وحكى األصمعي قال‪« :‬كنا بطريق مكة في بعض المنازل‪ ،‬إذ وقفت علينا أعرابية‪ ،‬فقالت‪« :‬أطعمونا‬ ‫مما أطعمكم اهلل»‪ ،‬فناولها بعض القوم شيئاً‪ ،‬فقالت‪« :‬كتب اهلل لك كل عدو إال نفسك»‪.‬‬ ‫قال معاوية‪« :‬كل الناس أقدر على أن أرضيهم إال حاسد نعمة ‪ ،‬فإنه ال يرضيه إال زوالها»‪.‬‬ ‫قيل‪« :‬للمعروف خصال‪ ،‬تعجيله وتيسيره وستره‪ ،‬فمن أخل بواحدة فقد بخس المعروف حقه»‪.‬‬ ‫وحدث الشعبي قال‪« :‬صاد رجل قمرية‪ ،‬فقالت له‪« :‬ما تريد أن تصنع بي؟»‪ ،‬قال‪« :‬أفكك وآكلك»‪،‬‬ ‫فقالت‪« :‬واهلل‪ ،‬ما أشبعك من جوع‪ ،‬وخير لك من أكلي أن أعلمك ثالث خصال‪ ،‬واحدة وأنا في يدك‪،‬‬ ‫والثانية وأنا على الشجرة‪ ،‬والثالثة وأنا على الجبل»‪ ،‬قال‪« :‬هات»‪ ،‬قالت‪« :‬ال تلهفن علي شيء فات»‪،‬‬ ‫فخلى سبيلها‪ ،‬فلما صارت على الشجرة قالت‪« :‬ال تصدقن بما ال يكون أنه يكون»‪ ،‬فلما صارت على‬ ‫الجبل قالت‪« :‬يا شقي‪ ،‬لو ذبحتني ألخرجت من حوصلتي درتين في كل واحدة عشرين مثقا ًال»‪ ،‬فعض‬ ‫الرجل على يده ندماً وتلهفاً‪ ،‬ثم قال‪« :‬هات الثالثة؟»‪ ،‬قالت‪« :‬أنت قد نسيت األولى والثانية‪ ،‬فكيف‬ ‫أخبرك بالثالثة؟ ألم أقل لك‪ :‬ال تلهفن على ما فات‪ ،‬وال تصدقن بما ال يكون أنه يكون؟ أنا ولحمي ودمي‬ ‫وريشي ال يكون في عشرين مثقا ًال» ثم طارت‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪917‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)820‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪ 28‬نوفمرب �إلى ‪ 04‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫هل نمتلك جرأة اإلعالن عن موت‬ ‫اتحاد الكتاب؟‬

‫اتحاد كتاب المغرب‪ ..‬أعرق مؤسسة ثقافية وطنية على صفيح ساخن هذه األيام‪ ،‬بسبب تداعيات إقدام إحدى‬ ‫عضوات المكتب التنفيذي على نشر مقال‪/‬إدانة في حق زمالئها‪ ،‬أو غالبيتهم على األقل‪ ،‬من أعضاء المكتب‬ ‫المسؤول عن التسيير اإلداري لهذا اإلطار الذي من المفروض أنه يضم نخب الفكر والثقافة واإلبداع والفن ببالدنا‪.‬‬ ‫وإذا كنا في هذا المقام ال ننوي الرجوع للوقوف عند مضامين المقال‪/‬اإلدانة وال عن جوانب اإلثارة المرتبطة بعوالم‬ ‫الفساد والمال والجنس والريع واالمتيازات والسفريات والليالي الخمرية التي صارت بذكرها الركبان في إطار النقاش‬ ‫السائد حاليا‪ ،‬فإن الحدث‪ ،‬وبالنظر للتداعيات الخطيرة والواسعة التي فجرها على صفحات مواقع التواصل االجتماعي‬ ‫وبدروب العوالم االفتراضية في العديد من المواقع اإلعالمية اإللكترونية‪ ،‬أضحى يستفز ضميرنا الجماعي‪ ،‬من أجل‬ ‫إعادة طرح األسئلة المغيبة حول هوية هذا االتحاد‪ ،‬وحول أهدافه‪ ،‬وحول حصيلة عطائه‪ ،‬وقبل كل ذلك‪ ،‬حول مبررات‬ ‫وجوده وحول حقيقة تمثيله لكتاب المغرب الثقافي ولمبدعيه ولفنانيه ولمنتجي معالم بهائه الرمزي الراهن‪.‬‬ ‫تتوزع مالحظاتنا بهذا الخصوص‪ ،‬على الشكل التالي‪:‬‬ ‫أوال‪ -‬ال شك أن ميالد االتحاد ارتبط بسياقات تاريخية هيمنت‬ ‫عليها تقليعة الروابط واالتحادات‪ ،‬كأشكال تأطيرية لنخب المجتمع‬ ‫في إطار ارتدادات أجواء التعبئة والتوجيه والتأطير‪ ،‬بل والتحكم‪ ،‬التي‬ ‫فرضها منطق التدافع المترتب عن الحرب الباردة‪ .‬وكان غريبا أن ينخرط‬ ‫المثقفون المغاربة في هذه التقليعة‪ ،‬مفضلين التنازل عن مساحات‬ ‫واسعة من عناصر فردانياتهم التي ظلت تضفي على صنعة اإلبداع‬ ‫ميسمها الخاص وتفردها االستثنائي داخل محيطها وتفاعال مع وسطها‬ ‫المباشر‪ .‬بمعنى‪ ،‬أن المثقف وجد نفسه مجبرا على ترك حميمياته‬ ‫المخصوصة التي تشكل عصب كل فعل إبداعي أو فكري ناضج‪ ،‬في‬ ‫مقابل القبول باالنخراط داخل جوقة “القبيلة”‪ ،‬بل وفي الكثير من‬ ‫األحيان تحول هذا المثقف إلى ناطق باسم هذه “القبيلة” وإلى معبر‬ ‫عن انتظاراتها وإلى منظر لتحوالتها‪ ،‬فضاعت ذاته وسط صخب التدافع‬ ‫المواقفي والمصلحي وتوارت القيم اإلنسانية لفعل اإلبداع والكتابة‬ ‫والتفكير‪ ،‬مقابل طغيان نزوعات تسويق “المنتوج” المستجيب ليقينيات‬ ‫الجماعة والمطمئن لقناعاتها التقليدانية‪ .‬لذلك‪ ،‬كان مثيرا لالنتباه أن‬ ‫يعبر مفكر فرنسي المع أثناء إحدى زياراته للمغرب بدعوة من اتحاد كتاب‬ ‫المغرب‪ ،‬خالل مرحلة رئاسة الناقد والروائي محمد برادة‪ ،‬عن استغرابه‬ ‫لمنحى تأطير المبدعين والكتاب والمفكرين في إطار رابطة “نقابية”‬ ‫يظل وجودها –أصال‪ -‬مناقضا لمنطق الفردانيات المؤطرة لعناصر الخصب والعطاء بالنسبة للكتاب وللمبدعين‪.‬‬ ‫ثانيا‪ -‬لذلك‪ ،‬أمكن القول إن اتحاد الكتاب‪ ،‬وعلى امتداد تاريخه الطويل‪ ،‬لم يراكم قيما ثقافية رمزية يمكن‬ ‫أن نعتبرها قطائع مركزية في جسم الثقافة المغربية الراهنة‪ ،‬بقدر ما أنه تحول إلى مجرد بقرة حلوب إلشفاء غليل‬ ‫قطاعات واسعة من مهووسي األضواء والريع والصالونات‪ .‬وعلى هذا األساس‪ ،‬أصبح االتحاد إدارة متخصصة في‬ ‫تسجيل طقوس التعازي كلما تعلق األمر بأحد أعضائه أو بأقرباء هؤالء األعضاء‪ ،‬إلى جانب التهافت على الحضور‬ ‫الصوري على المستوى اإلعالمي أو في المناسبات الثقافية الوطنية الكبرى‪ ،‬مثلما هو الحال مع تظاهرة المعرض‬ ‫الدولي للنشر والكتاب الذي تحتضنه مدينة الدار البيضاء بشكل سنوي‪ .‬فال يمكن لزائر جناح االتحاد إال أن يخرج‬ ‫بانطباع سلبي للغاية عن آليات اشتغال هذه المؤسسة التي ال تساهم في إضافة قيم ثقافية رمزية لرصيدنا‬ ‫الحضاري وال في التأصيل النظري واإلبداعي لهذه القيم‪ .‬كما أنها أخطأت موعدها مع التاريخ بغيابها الواضح عن‬ ‫مواكبة الكثير من التحوالت المفصلية في تاريخ المغرب الراهن‪.‬‬ ‫ثالثا‪ -‬ظل االتحاد حبيس عقمه المعرفي المرتبط بنزواته المصلحية الضيقة‪ ،‬دليل ذلك أن المشاريع الثقافية‬

‫دار الرحمة مركز اجتماعي متعدد‬ ‫االختصاصات بشفشاون‬

‫يعتبر المركز المتعدد االختصاصات دار الرحمة الذي تم الشهر الماضي تدشينه من أهم المراكز‬ ‫االجتماعية بجهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬باعتباره مركزا يعمل على إيواء باإلضافة إلى األطفال‬ ‫المتخلى عنهم‪ ،‬النساء في وضعية صعبة‪ .‬إلى جانب هذا سيعمل المركز على حماية وتعزيز حقوق‬ ‫الطفل من خالل إثبات هوية الطفل‪ ،‬وخلق أنشطة رياضية وثقافية‪ ‬إلبراز مواهب األطفال ‪ ،‬الكتشاف‬ ‫مواهبهم‪ ،‬واستقبال وتقديم الدعم النفسي والحماية القانونية‪ ،‬باالستفادة من خدمات مركز‬ ‫االستماع التابع لجمعية حماية األسرة فرع شفشاون‪.‬‬ ‫وسيحرص المركز على بث الثقة في مستقبل النساء النزيالت‪ ،‬عبر إشراكهن وإدماجهن في‬ ‫المسلسل االقتصادي واالجتماعي للتنمية المندمجة‪ ،‬ثم أيضا عبر التكوين وتلقين الحرف ومحو‬ ‫األمية‪ ‬واإلدماج المهني‪ ،‬بهدف إخراجهن من العزلة والتهميش ‪ .‬وإلى جانب ذلك‪ ،‬سيتم كذلك‬ ‫العمل على إعادة إدماج األم العازبة داخل األسرة ‪ ،‬والقيام بدور الوساطة مع األب البيولوجي‪.‬‬ ‫هذا المركز الذي تم تدشينه من طرف اسماعيل أبو الحقوق عامل إقليم شفشاون‪ ،‬بحضورسفير‬ ‫اليابان بالمغرب طاكوجي هاناتاني‪ ،‬والسفيرمحمد سعد العلمي‪ ،‬و رئيس المجلس اإلقليمي‪ ،‬ورئيس‬ ‫الجماعة الحضرية لشفشاون‪ ،‬والهيئة القضائية‪ ،‬ورؤساء المصالح الخارجية واألمنية‪ ،‬والهيئات‬ ‫المنتخبة وبعض رؤساء جمعيات المجتمع المدني‪ ،‬تدخل في إطاراتفاقية الشراكة التي أبرمتها‬ ‫الجمعية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬و‪ ‬وزارة األسرة‬ ‫والتضامن والمساواة والتنمية االجتماعية مع سفارة اليابان بالرباط وجماعة شفشاون‪ ،‬يهدف‬ ‫العناية باألطفال المتخلى عنهم‪ ،‬والنساء المعنفات‪ ،‬وإيواء األمهات العازبات وأبنائهن‪ ،‬وتأهيلهن عن‬ ‫طريق دعم القدرات‪ ،‬بهدف اإلدماج االجتماعي؛ وسيسهر المركز كذلك على اإليواء المؤقت للنساء‬ ‫المتزوجات المعنفات اللواتي بدون مأوى‪ ،‬والمحالة قضاياهن على أنظار المحكمة المختصة‪ ،‬كما‬ ‫سيقوم المركز بإيواء األطفال المتخلى عنهم إلى غاية التكفل بهم من طرف األسر المتكفلة‪ .‬وسيقدم‬ ‫هذا المركز لنزالئه كل ما يلزم من إيواء ومأكل ومشرب وملبس وتطبيب‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫الكبرى التي عرفها المغرب الثقافي المعاصر برزت من خارج دوائر فعل هذا االتحاد وتأثيراته المباشرة‪ ،‬مثلما هو‬ ‫الحال مع المشروع الفكري لألستاذ محمد عابد الجابري‪ ،‬أو مع مشروع المفكر عبد اهلل العروي‪ ،‬أو مع عبد الكبير‬ ‫الخطيبي‪ ...،‬بل إن الكثير من األسماء التي صنعت التجربة في السابق‪ ،‬اختارت االبتعاد عنه ووضعت مسافات فاصلة‬ ‫تجاهه‪ ،‬بعد أن انتبهت إلى أنها ساهمت في هدر الكثير من الجهد ومن الوقت داخل دهاليز االتحاد‪ ،‬وهو الوقت‬ ‫والجهد الذي كان بإمكانه أن يوجه نحو تطوير المشاريع الثقافية والفكرية الكبرى‪.‬‬ ‫رابعا‪ -‬يبدو أن عناصر البهاء الثقافي قد ابتعدت عن أروقة االتحاد‪ ،‬بعد أن بدأت هذه العناصر ترتبط بتجارب‬ ‫األقاصي والفردانيات‪ .‬هي أصوات ظلت تعمل في صمت وفي أناة‪ ،‬لكن في ثبات وفي وضوح وفي صدق‪ .‬فبعيدا عن‬ ‫المركز وعن سلطه المخادعة‪ ،‬ظلت أصوات الهامش تنتج تجارب على تجارب‪ ،‬ومسارات على مسارات‪ ،‬شكلت عنوانا‬ ‫للبهاء الثقافي لزماننا المغربي الراهن‪.‬‬ ‫خامسا‪ -‬تأسيسا على المالحظة السابقة‪ ،‬بدا واضحا أن االنخراط‬ ‫في عضوية االتحاد لم يعد يغري أصوات المغرب الصاعد‪ .‬فباستثناء‬ ‫مرامي تعميم العضوية لتوظيفها عند الحاجة أثناء المؤتمر من خالل‬ ‫تحويل حامليها إلى آلة للتصويت ولكسب األنصار واألشياع واألتباع‪،‬‬ ‫وباستثناء أصحاب النيات الحسنة من طالبي العضوية‪ ،‬ازدادت القناعة‬ ‫ترسخا بخطورة فقر التجربة وبعدم قدرتها على اإلسهام في صنع‬ ‫هوية الثقافة المغربية المركبة‪ ،‬وال في ترشيد معالم تميزها‪ ،‬الواحدة‪/‬‬ ‫المتعددة‪ ،‬الفريدة‪/‬المنفتحة‪ ،‬الجزئية‪/‬المركبة‪.‬‬ ‫سادسا‪ -‬لقد ازدادت القناعة ترسخا بتواري القيمة االعتبارية‬ ‫للفاعل داخ��ل هذا االتحاد ال��م��أزوم‪ ،‬بدليل أنه لم يعد ينتج أي‬ ‫بصمات إضافية يمكن أن تكسب الثقافة المغربية المعاصرة طابعها‬ ‫اإلنساني‪ ،‬وكذلك األمر بالنسبة للذوات الفاعلة‪ .‬فشكسبير لم يكن‬ ‫في حاجة التحاد للكتاب لكي يصبح أبا للمسرح العالمي‪ ،‬والمتنبي لم‬ ‫يكن في حاجة ألي اتحاد لكي يصبح شاعرا عظيما‪ ،‬وهوميروس لم‬ ‫يكن يعرف أي شيء عن روابط الكتاب عند كتابته لروائعه الخالدة‬ ‫وعلى رأسها “اإللياذة” و”األوديسا”‪ ،‬وميخائيل سيربانطيس لم يسبق‬ ‫له أن انخرط في أي اتحاد أو رابطة للكتاب قبل إبداع نصه الرائع‬ ‫“دون كيشوت”‪ ،‬وفولتير‪ ،‬ومونتيسكسو‪ ،‬والجاحظ‪ ،‬وبلزاك‪ ،‬وإميل‬ ‫زوال‪ ،‬وتشارل ديكنز‪ ...‬والالئحة طويلة‪ .‬لو انتظر مثل هؤالء الكتاب‬ ‫والمفكرين إنشاء اتحادات أو روابط للكتاب قصد إخراج أعمالهم إلى النور‪ ،‬لحلت الكارثة بالفكر اإلنساني وباإلبداع‬ ‫الحضاري المميز للهوية الحضارية ألي شعب من الشعوب ولمعالم سموه ورقيه‪.‬‬ ‫سابعا وأخيرا‪ -‬ربما أضحى من الالزم إعادة طرح األسئلة المدخلية لفهم األزمة الحالية التي يمر منها االتحاد‪،‬‬ ‫من قبيل‪ :‬ما المقصود باتحاد الكتاب اليوم؟ وما هي انتظارات النخب وعموم المغاربة من دوام وجوده؟ وهل يفيد‬ ‫المغرب الثقافي في شيء أم أنه أصبح مرتعا لالسترزاق البئيس وإلعادة إنتاج معالم “الحداثة المعطوبة” حسب‬ ‫التعبير األثير للشاعر محمد بنيس؟ فبعيدا عن ضجيج الفضائح األخالقية‪ ،‬وعن األحقاد الصغيرة الطافحة والهادفة‬ ‫إلى تصفية الحسابات الضيقة واستغالل فرص الزمن الضائع‪ ،‬يبدو أن الظرف أصبح مالئما إليقاف هذا العبث المسمى‬ ‫اتحادا للكتاب‪ ،‬عبر اكتساب الجرأة لمقاربة أسباب الفشل ودخول مرحلة الردة والموت السريري‪ .‬إنه موت للفكرة‬ ‫وللمنطلق وللمآل‪ .‬ربما سيكون من المفيد تحويل هذا الهيكل إلى مركز للدراسات أو إلى منبر للتأطير أو إلى مؤسسة‬ ‫للتكوين وللتفكير‪ ،‬أما أن يستمر في إعادة إنتاج أعطابه المزمنة‪ ،‬فذاك عين العبث ومنبع الزوال ومآل االندثار‪.‬‬

‫العرائش ‪:‬‬ ‫دورة تكوينية للهالل األحمر‬

‫نظم المكتب اإلقليمي للهالل األحمر المغربي بالعرائش دورة تكوينية تحت شعار «مسعف في‬ ‫كل بيت»‪.‬‬ ‫الدورة عرفت تكوينا في اإلسعافات األولية واألساسية للمرضى‪ ،‬وكذا الحاالت الحرجة الموجودة‬ ‫في حالة األخطار نتيجة إما للكوارث الطبيعية أو حوادث الطرق‪ ،‬وفي حاالت الزالزل أو الفيضانات‬ ‫وغيرها‪.‬‬ ‫الدورة التكوينية اشتملت على تنظيم ورشتين تطبيقية ونظرية‪ ،‬فيما يخص اإلسعافات األولية‪،‬‬ ‫وذلك لخلق ثقافة اإلسعافات األولية انطالقا من شعار هذه الدورة‪ ،‬لخلق مجتمع إنساني‪ ،‬ذلك أن‬ ‫الكثير من الحوادث يقف أمامها اإلنسان عاجزا كالمتفرج اليدري ماذا يقدم أو يؤخر‪ ،‬وتأتي هذه‬ ‫الورشة لبث ثقافة التطوع والعمل اإلنساني والرقي بالمجتمع وتحصينه‪ ،‬وبالتالي بث فيه روح التطوع‪،‬‬ ‫وخاصة أثناء حلول الكوارث بصفة عامة‪.‬‬

‫م ‪.‬ح‬


‫الثالثاء ‪ 28‬نوفمرب �إلى ‪ 04‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪917‬‬

‫مواطن ي�شتكي‬ ‫حادث شغل خطير يبعد شاباً عن‬ ‫عمله‪ ..‬والمشغل يتهرب من الواجب‪..‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)385‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫كثيـرة هي الخروقـات ذات الطابع االجتماعـي التي مازالت تنهـش حقوق‬ ‫عدد كبير من المستخدمين بكبريات الشركات بطنجة في خرق سافر للمقتضيات‬ ‫القانونية الجاري بها العمل‪ ،‬حاالت قد يتشارك في وضعيتها عدد كبير من المؤسسات‬ ‫االقتصادية الكبرى‪ ،‬وقد عاينت جريدتنا نموذجا صارخا لتجاوز جل المقتضيات‬ ‫القانونية والماسة بكرامة المستخدمين وفق ما تنص عليه التشريعات المغربية‬ ‫ومدونة الشغل على وجه الخصوص‪.‬‬ ‫أسامة الشــاط‪ ،‬أحد المستخدمين بشركــة «كلينكو» للخدمــات كموظف أمن‬ ‫خاص‪ ،‬تعرض قبل حوالي سنة العتداء من طرف أحد األشخاص الذي ضبط داخل‬ ‫المنطقة الصناعية الحرة دون تصريح بالدخول‪ ،‬وهو بصدد حرق أسالك نحاسية‬ ‫مغطاة بالبالستيك‪ ،‬وذلك من أجل استخالص مادة النحاس‪ ،‬قبل أن يباشر هذا األخير‬ ‫ضرب موظف األمن الخاص على مستوى العين‪ ،‬وذلك ما كشفته محاضر رسمية‬ ‫تجسدت في كل من السلطة المحلية وجهاز الدرك الملكي‪ ،‬مخلفا إياه ضررا كبيرا‬ ‫استدعى خضوعه لعمليتين جراحيتين دون أن يشفى بشكل تام‪.‬‬ ‫غير أن الشركة لم تكلف نفسها عناء تعويض مستخدمها والذي دافع بضراوة‬ ‫عن ممتلكاتها رغم أن عقود التأمين التي تباشرها الشركة كانت كفيلة بأداء كل‬ ‫التعويضات‪.‬‬ ‫وكشف المعني باألمر لجريدتنـا أنه شـرع في العمل مع الشركـة المعنية شهر‬ ‫يونيو ‪ ،2016‬قبل أن يتعرض لحادثة الشغل المذكورة بعد ‪ 3‬أشهر‪ ،‬وبعدما مل‬ ‫من تماطل الشركة في دعمه وال سيما أن عقود التأمين كانت كفيلة بدعمه ماديا‪،‬‬ ‫خصوصا وأنه تعرض لحادث االعتداء أثناء ممارسته لعمله‪ ،‬كما أنه قدم استقالته‬ ‫شهر أكتوبر ‪ 2016‬ليباشر عالجه‪.‬‬ ‫وكشف المعني باألمر أن ذات الشركة منحته نصف تعويضاته التي صرفها دون‬ ‫أن تكمل له كل مستحقاته قبل أن يكتشف فيما بعد أن الشركـة‪ ،‬والتي تعـد إحدى‬ ‫كبريات الشركـات بالمغـرب والتي تشتغل باألمن الخاص‪ ،‬لم تصرح به لدى الضمان‬ ‫االجتماعي ولدى شركة التأمين التي تتعامل معها‪ ،‬فضال عن عدم تكليف محامي‬ ‫الشركة للدفاع عن حقه المدني وهو يهم بحماية ممتلكاتها إلى جانب حفظ سمعة‬ ‫الشركة في المجال الذي تشتغل فيه‪.‬‬ ‫كما أحاطنا المعني باألمر أنه تلقى رسالة نصية مؤخرا‪ ،‬وذلك يوم األربعاء ‪15‬‬ ‫نونبر ‪ 2017‬من طرف مسؤولة الموارد البشرية بالشركة تحوي اسمه ونسبه فقط‪،‬‬ ‫وبعد مرور أقل من ربع ساعة من تلقيه الرسالة‪ ،‬تلقى اتصاال من طـرف مسؤولة‬ ‫شركة التأمين المتعاقدة مع الشركة المعنية‪ ،‬إذ سألته عن هويته ومعلوماته‬ ‫الشخصية وطلبت منه الحضور إلى مكتب التأمين لحل المشكل‪ ،‬وبعد ذهابـه‬ ‫للمكتب إذا به يتفاجأ بعدم استقباله نظرا لعدم وجود المسؤولة التي اتصلت به‪،‬‬ ‫وبعدما اتصل بها أخبرته بعدم مجيئها للمكتب وأنه وقع خطأ في االسم الشخصي‬ ‫للمعني باألمر وأنه ليس الشخص المطلوب والمعني بالتعويض‪ ،‬وهو األمر الذي‬ ‫شكل استفزازا مباشرا للمعني باألمر وأثر على حالته النفسية بعدما كان في أمس‬ ‫الحاجة لهذا التعويض بعدما تراكمت عليه الديون بسبب العمليتين الجراحيتين‬ ‫اللتين أعقبتا تعرضه لحادثة الشغل هاته‪.‬‬ ‫واألدهى في األمر أن ال تمنح غالبيـة الشركات التي تعمــل بهذا المجال حقوق‬ ‫مستخدميها الذين يتقاضون أجورا هزيلة نظير اشتغالهم ‪ 12‬ساعة يوميا دون‬ ‫استفادتهم من حقوقهم المادية كاملة‪ ،‬ودون أن تصرح بعدد منهم لدى مؤسسة‬ ‫الضمان االجتماعي وشركة التأمين‪ ،‬وهو ما يطرح مجددا أكثر من عالمة استفهام‬ ‫حول هذه التالعبات التي يروح ضحيتها المستخدمون بهذه الشركات إلى جانب‬ ‫األوضاع االجتماعية المزرية التي يعانون منها والتي تجعلهم تحت وطأة الفقر‪.‬‬

‫‪ANNONCE LEGALE ET ADMINISTRATIVE‬‬ ‫‪Siège social : 12 Rue khalid Ibn Oualid‬‬ ‫‪3é étage Apprt n° :6 Tanger 90000‬‬ ‫‪Objet : Unité de services de‬‬ ‫‪communication, de marketing et de‬‬ ‫‪promotion, et un Call centre‬‬ ‫‪Durée : 99 années à compter de son‬‬ ‫‪immatriculation au Registre du Commerce‬‬ ‫‪et des Sociétés.‬‬ ‫‪Gérant : La Gérance est assurée‬‬ ‫‪par Monsieur DADDI ICHEM né le 12‬‬ ‫‪Mars 1992 à GAND Belgique , passeport‬‬ ‫‪n° 17FV07498 délivré le 25/09/2014 et‬‬ ‫‪demeurant Maclinoire, 20/A ELLEZELLES‬‬ ‫‪Belgique.‬‬ ‫‪Le dépôt légal a été effectué au greffe‬‬ ‫‪du tribunal de Tanger le 24/11/2017 sous le‬‬ ‫‪numéro du registre de commerce 85343‬‬ ‫‪Pour avis, le gérant‬‬

‫‪17‬‬

‫‪INNO CALL‬‬ ‫‪Société à responsabilité limitée à‬‬ ‫‪associé unique‬‬ ‫‪au capital de 80.000 Dhs‬‬ ‫‪Siège social : 12 Rue khalid Ibn Oualid‬‬ ‫‪3é étage Apprt n° :6‬‬ ‫‪Tanger 90000‬‬ ‫‪Extrait des statuts‬‬ ‫‪Suivant acte sous seing privé en‬‬ ‫‪date du 09 novembre 2017, il a été institué‬‬ ‫‪à Tanger une Société à Responsabilité‬‬ ‫‪Limitée à associé unique présentant les‬‬ ‫‪caractéristiques suivantes :‬‬ ‫‪Dénomination Sociale : INNO CALL‬‬ ‫‪Capital : Quatre-vingt mille Dhs .‬‬ ‫‪Associé :‬‬ ‫‪Monsieur DADDI ICHEM né le 12‬‬ ‫‪Mars 1992 à GAND Belgique , passeport‬‬ ‫‪n° 17FV07498 délivré le 25/09/2014 et‬‬ ‫‪demeurant Maclinoire,20/A ELLEZELLES‬‬ ‫‪Belgique.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪385‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫‪3‬‬

‫العـدد ‪ 917‬ـ الثالثاء ‪ 28‬نوفمرب �إلى ‪ 04‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫نظرة تاريخية حول التربية‬ ‫البدنية‪)3( :‬‬ ‫التربية البدنية عند اإلغريق والرومان ‪:‬‬ ‫بالد الغريق ‪:‬‬ ‫وهو العصر الذهبي للتربية البدنية فقد حاولوا بلوغ الكمال‬ ‫الجسماني‪ ،‬ووضعوا قواعد ونظريات وأدخلوا الموسيقى لخدمت هذا‬ ‫الهدف ‪ .‬وكانت تقام مهرجانات كل أربع سنوات وذلك تقديسا لإلله‬ ‫األعظم «زيوس» إبتداءا من ‪ 776‬ق ‪ .‬م وكانت تستغرق خمسة أيام‬ ‫والمسابقات الرياضية هي عماد تلك المهرجانات ‪.‬‬ ‫وبالد اإلغريق كما هو معلوم تتكون من عدة دويالت مستقلة‬ ‫بذاتها‪ ،‬وقد تغير مفهوم التربية البدنية من دويلة إلى أخرى لهذا‬ ‫سنحاول معرفة عمق هذا المفهوم في كل دويلة على حدى ‪:‬‬

‫إسبرطة‪:‬‬

‫كان الفرد فيها تابعا لدولة‪ ،‬وكانت عادتهم أن يتركوا األطفال على‬ ‫جبل « تابجيتوس « من يعيش يرحبون به ومن مات يسمونه ضعيفا‪،‬‬ ‫وفي سن السادسة كان الطفل يتجه ليتعلم نظام « أجوج» ‪ -‬وهو النظام‬ ‫العام اإلجباري ‪ -‬وفي سن العاشرة يتجه إلى الجيش بعد قسم الوالء‬ ‫وتعلمه جميع فنون الحرب وكان تركيزهم باألساس على التربية البدنية‪،‬‬ ‫وفي الثالثين تزوجه الدولة ‪ -‬وهو مازال في الجيش ‪ -‬ويظل كذلك حتى‬ ‫سن الخمسين وهو يحارب من أجل بلده‪ ،‬وكان الموت عندهم يعني‬ ‫الشرف والحياة بعد الهزيمة تعني العار والمذلة ‪.‬‬

‫أثينا‪:‬‬

‫وهي على نقيض من إسبرطة فقد اتسمت بالحياة السياسية‬ ‫«الديمقراطية « وبرغم من الناحية الحربية لم تكن كإسبرطة إال أنها‬ ‫اهتمت بالتربية البدنية‪ ،‬فكان الطفل األثيني يلتحق بالمدرسة وكانت‬ ‫المرحلة األولى للتربية تتم في مدرستين‪ ،‬أوالهما تسمى «آلبسترا»‬ ‫وكانت متخصص في تعليم المصارعة والمالكمة والقفز والتمرينات‪،‬‬ ‫وثانيها «الديد سكوليوم» وتختص باألدب والموسيقى وجانب من‬ ‫الرياضات‪ ،‬أما في سن التزاوج ( ‪ )16.14‬فكان الصبيان يلتحقون‬ ‫«بالجيمنازيوم» ‪ -‬صالة التدريب ‪ -‬ويستمر على التعلم باإلضافة إلى‬ ‫الصيد وسباق الخيل وقد وضح أهمية التربية البدنية فالسفة اإلغريق‬ ‫فقد نادى «سقراط» بضرورة اإلبقاء على الرياضات كجزء من تربية‬ ‫الشباب‪ ،‬ودعا «أفالطون» إلى ضرورة الموازنة بين التربية البدنية‬ ‫والعقلية ‪،‬وأرسطو اعترف بأهمية التربية البدنية إال أنه كان يضعها في‬ ‫المرتبة التي تلي دراسة األدب والموسيقى ‪،‬وكانت في نظرهم تحقق‬ ‫هدفا ساميا وهو العالج من األمراض ‪.‬‬

‫بالد الرومان ‪:‬‬

‫لقد كان مقررا أن يكون لرومان أثر واضح في أغراض التربية البدنية‬ ‫في محيطهم وباقي بلدان العلم آنذاك حيث كان الرجل الرماني يعتقد أن‬ ‫التدريب الرياضي مفيد لصحة واألغراض العسكرية‪ ،‬وأن أنواع النشاط‬ ‫البدني ضروري ومن األولويات ‪ .‬وقد كان الرومان يتبعون نظاما قويا‬ ‫وشرسا لتدريب الذي كان يتكون من رفع األثقال والمصارعة ولركوب‬ ‫الخيل والسباحة وتسلق الجبال ‪ ...‬ورغم اتصال الرومان باإلغريق إال أنهم‬ ‫قللوا من شأن الرياضة كترويح أو هواية‪ ،‬واعتمدوا على األلعاب الدموية‬ ‫البشعة‪ ،‬وفضلوا االحتراف مما أدى إلى أن ممارسيها المحترفين‪ ،‬كانوا‬ ‫من رجال الحرب أو من األحباش المهاجرين ‪.‬‬ ‫وبذلك فتح عصر جديد للتربية البدنية وتم تشيد «كامبوس‬ ‫ماريتيوس» ‪ -‬وهي أماكن للتدريب داخل الضواحي ‪ -‬وبهذا ماتت‬ ‫معاني الترويح الرياضي ليظهر عصر الجبروت والطغيان الجسدي عند‬ ‫الرومان‪،‬إلى سقطت الدولة الرومانية سنة ‪ 476‬م‪.‬‬ ‫منقول لالستفادة‬

‫من‬

‫خالل الطريقة التي خرج بها الزاكي من تدريب اتحاد طنجة‪ ،‬وصل‬ ‫أبرشان إلى حقيقة ما قيل عن هذا المدرب قبل تعاقده مع اتحاد طنجة‪.‬‬ ‫لألسف أن السيد الرئيس حين قدم الزاكي في ندوة صحفيـة يوم التعاقـد معه‬ ‫مدحه أكثـر من الالزم في كل شـيء‪ ،‬وصفه بـ «مرضي الوالديـن» وبـ «الطباخ‬ ‫الماهر الذي يحسن طبخ طواجين السمك» لكنه نسي التذكير بسلبياته في مجال‬ ‫التدريب‪ .‬ولعل أبرشان استفاق وندم على قراره األول وهو يفاوض الزاكي من‬ ‫أجل فسخ العقد‪ .‬الزاكي هنا أنسى السيد الرئيس رضا الوالدين وفن الطبخ‪ ،‬وأكد‬ ‫له أنه لن يتنازل عن درهم واحد من عقده‪ .‬وحسب المعلومات التي توصلنا بها‪،‬‬ ‫فإن أبرشان غادر الفندق الذي اجتمع فيه مع الزاكي لمناقشة فسخ العقد ساخطا‬ ‫على المرضي‪.‬‬

‫أحمد الزواوي‪...‬‬ ‫املدير التقني لع�صبة جهة طنجة ‪ -‬تطوان لألعاب القوى‬

‫بدايــة‪ ،‬مــن هو أحمـــد‬ ‫الزواوي‪ ،‬ومــاذا عن مسارك‬ ‫الرياضي؟‬ ‫أحمد الزواوي‪ ،‬من مواليــد فاتـح‬ ‫يناير ‪ ،1977‬ارتباطي بمجـال ألعـاب‬ ‫القوى لم يأت بالصدفة‪ ،‬بل عايشت‬ ‫حلبات السباق كعداء منذ الطفولة‪ ،‬في‬ ‫عمر الزهور‪ ،‬وأولى المحطات كانت عبر‬ ‫الرياضة المدرسية‪ ،‬وكانت قنطرة عبور‬ ‫نحو الجمعيات الرياضية انطالقا من‬ ‫جمعية حسنية العرائش سنة ‪1989‬‬ ‫ودافعت عن قميص هذه الجمعية إلى‬ ‫حدود سنة ‪ ،1993‬غيرت بعدها الوجهة‬ ‫صوب المغرب التطواني بحثا عن تجربة‬ ‫جديدة‪ ،‬وتحول هذا النادي إلى إسم‬ ‫نادي إن��ارة تطوان سنة ‪ .1995‬كانت‬ ‫بداية تألق مميزة معه من خالل إحراز‬ ‫لقب بطولة المغرب للشبان سنة ‪1997‬‬ ‫بحلبة معهد م��والي رشيد للرياضات‪،‬‬ ‫وحققت توقيت ‪ 3‬دقائق و ‪ 52‬ثانية‪.‬‬ ‫كانت لحظة تاريخية بالنسبة إلي كأول‬ ‫الغيث في مساري الرياضي‪ .‬حققت بعده عدة إنجازات جماعية في‬ ‫سباقات التناوب أو على مستوى الترتيب الجماعي‪ .‬في سنة ‪2000‬‬ ‫وفقني اهلل في ولوج معهد موالي رشيد من أجل الدراسة‪ .‬وتابعتها‬ ‫لمدة أرب��ع سنوات توجت بالحصول على دبلوم المعهد الملكي‬ ‫لتكوين األطر الوطنية‪ ،‬تخصص ألعاب القوى (فوج ‪.)2004 – 2000‬‬ ‫ورغم ذلك كنت أواصل ممارسة ألعاب القوى إلى أن قررت االعتزال‬ ‫كعداء سنة ‪ .2004‬وباشرت مهامي الجديد كمؤطر ومربي‪ ،‬وهذا ما‬ ‫أتابعه حتى اليوم‪ .‬حيث عملت إطارا رياضيا ومدربا سابقا بمصلحة‬ ‫الرياضة لدى قيادة القوات البرية اإلماراتية بمدينة زايد العسكرية‬ ‫إمارة أبوظبي‪ .‬وحاليا‪ ،‬موظف بوزارة الشباب والرياضة‪( ،‬رئيس مصلحة‬ ‫الرياضة بالمديرية اإلقليمية الدرويش سابقا‪ ،‬وإطار رياضي ومدير‬ ‫ملعب البحراويين بالمديرية اإلقليمية الفحص حاليا)‪ ،‬مستشار تقني‬ ‫بالجامعة الملكية المغربية أللعاب‪ ،‬والمدير التقني لعصبة جهة طنجة‬ ‫‪ -‬تطوان أللعاب القوى‪.‬‬

‫ماذا عن البرنامج السنوي للعصبة؟‬ ‫في إط��ار مهامنا‪ ،‬كل سنة نواكب برنامج الجامعة الملكية‬ ‫المغربية أللعاب القوى‪ .‬عصبة جهة طنجة‪ -‬تطوان تشارك في كأس‬ ‫العصب للعدو الريفي‪ .‬أحرزت في السنة الماضية المركز الخامس‬ ‫وطنيا بين كل العصب الجهوية‪.‬‬ ‫أندية العصبة تشارك في البرنامج الوطني للجامعة‪ ،‬سواء في‬ ‫العدو الريفي لما بين المناطق‪ ،‬والعدو الريفي الفدرالي‪ ،‬وبطولة‬ ‫المغرب للعدو الريفي‪ ،‬ونفس البرنامج في ألعاب القوى‪ .‬وعصبتنا‬ ‫تبرمج بدورها أربع محطات جهوية للعدو الريفي‪ ،‬ومثلها في ألعاب‬ ‫القوى كل سنة‪ .‬إضافة إلى البطولة الجهوية في العدو الريفي وألعاب‬ ‫القوى‪ .‬كما نحتضن فعاليات العدو الريفي لما بين المناطق‪ ،‬ومحطة‬ ‫من المحطات الفدرالية الوطنية‪ ،‬ومثلها في ألعاب القوى‪ .‬وللتذكير‪،‬‬ ‫فخالل هذه السنة منحتنا الجامعة شرف تنظيم بطولة المغرب للعدو‬ ‫الريفي بالعرائش يوم ‪ 25‬فبراير من العام ‪ 2018‬بحلبة العمران‪ .‬أكيد‬ ‫سنكون إن شاء اهلل في مستوى الحدث‪ .‬ونلنا ثقة تنظيم هذه التظاهرة‬

‫تتويجا للنجاح الذي حققته العصبة في‬ ‫تنظيم العدو الريفي الفدرالي الموسم‬ ‫ال��م��اض��ي‪ ،‬وال��ع��دو ال��ري��ف��ي لما بين‬ ‫المناطق الذي نظم األحد الماضي بنفس‬ ‫المطافن وش��ارك فيه أزيد من ‪1000‬‬ ‫ممارس و ‪ 64‬نادي وجمعية‪ .‬و تنخرط‬ ‫العصبة كذلك في بعض السباقات على‬ ‫الطريق‪ ،‬سيما‪ ،‬نصف ماراطون طنجة‬ ‫الدولي الذي سينطلق السنة المقبلة‬ ‫في نسخته األولى‪ .‬وأذكر هنا أن العصبة‬ ‫وقعت اتفاقية إطار بخصوص هذا الشأن‬ ‫مع المديرية الجهوية ل��وزارة الشباب‬ ‫والرياضة بجهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫و الجمعية المنظمة «طرانس أطلنتيك‬ ‫أللعاب القوى»‪ .‬وهذه األخيرة وقعت‬ ‫شراكة مع السفارة األمريكية بالرباط‪،‬‬ ‫والمفوضية األمريكية بطنجة باعتبار أن‬ ‫السباق سينظم بمناسبة مرور ‪ 240‬سنة‬ ‫على اعتراف المغرب بالواليات المتحدة‬ ‫األمريكية كدولة مستقلة‪ .‬كما تواكب‬ ‫العصبة عمل األن��دي��ة تقنيا وإداري���ا‪،‬‬ ‫وتحضر للجموع العامة وترسل التقارير‬ ‫للجامعة‪ .‬تشرف العصبة كذلك من‬ ‫حين آلخر على تنظيم دورات التكوين وإعادة التكوين لفائدة الحكام‬ ‫والمدربين‪.‬‬

‫أكيد أن العصبة تعاني من مشاكل مثـل باقي‬ ‫الرياضات‪ ،‬هل بإمكانك أن تذكر بعض الجوانب‬ ‫من هذه المشاكل‪ ،‬وسبل الحلول في المستقبل؟‬

‫طبعا‪ ،‬بداية من الشح في الدعم المادي‪ .‬وكمثال‪ ،‬فالعصبة ال‬ ‫تتوصل سوى بمبلغ ال يتجاوز ‪ 40‬ألف درهم كدعم من الجامعة‪ ،‬وهو‬ ‫مبلغ غير كافي حتى لتسديد بعض مستلزمات اإلدارة‪ ،‬فما بالك التتبع‬ ‫والبرمجة التقنية وتنفيذها أو تنزيلها على أرض الواقع‪ ،‬وفي غياب‬ ‫الجهات األخرى‪ ،‬من مؤسسات خاصة أو مجالس منتخبة‪ .‬كما يؤثر‬ ‫غياب الدعم المادي على جل أندية العصبة‪ ،‬سيما في ظل التقطيع‬ ‫الترابي الجديد للجهة التي أصبحت تضم الحسيمة ووزان‪ ،‬وهنا نسجل‬ ‫عامل بعد المسافات وما يتطلبه من أجل التنقل‪ .‬إضافة إلى المشكل‬ ‫المادي‪ ،‬هناك مشكل أزمة البنيات التحتية‪ ،‬من خالل انعدام الحلبات‬ ‫المطاطية‪ .‬تصور معي أن الجهة حاليا تتوفر فقط على حلبة مطاطيا‬ ‫واحدة‪ ،‬وهي حلبة مرتيل أللعاب القوى‪ ،‬وتتحكم فيها الجامعة بذال‬ ‫من العصبة‪ .‬وقد اثر هدم ملعب مرشان بطنجة‪ ،‬والذي كان يتوفر‬ ‫على حلبة‪ ،‬على أندية طنجة والنواحي‪ ،‬وترتب عن ذلك تراجع أداء‬ ‫أنديتها بشكل مهول‪ .‬فاألندية تعاني تقريبا نفس مشاكل العصبة‪،‬‬ ‫مما يضعف عملنا ألن قوة العصبة في قوة األندية‪ .‬وبالنسبة للحلول‪،‬‬ ‫تلقينا وعودا من والي الجهة‪ ،‬والمدير الجهوي لوزارة الشباب والرياضة‬ ‫بالجهة‪ ،‬بإنشاء حلبة مطاطية بالقرية الرياضية‪ .‬هي اليوم في طور‬ ‫اإلنجاز‪ ،‬لكن تشوبها العديد من العيوب التقنية‪ .‬هذا ما أشعرت به‬ ‫المدير الجهوي لوزارة الشباب والرياضة بالجهة وكذا رئيس عصبة‬ ‫جهة طنجة ‪ -‬تطوان أللعاب القوى حتى يتم تدارك ذلك قبل فوات‬ ‫األوان‪ .‬كما نأمل حصول العصبة على مقر يليق بها وبرياضة ألعاب‬ ‫القوى‪ ،‬ألن المقر الحالي المشترك مع عصبة الشمال لكرة السلة ضيق‬ ‫وغير كافي‪ .‬نأمل أن يأتي الخير في المستقبل‪ .‬وهذا أملنا‪.‬‬

‫خبـر ميسي يتسلم الحذاء الذهبي‬ ‫دولـي‬ ‫من سواريز‬

‫حصل ليونيل ميسي‪ ،‬نجم برشلونة‪ ،‬على جائزة الحذاء الذهبي‪ ،‬للمرة الرابعة في تاريخه‪ ،‬يوم الجمعة‪،‬‬ ‫بعدما تصدر ترتيب قائمة هدافي الدوريات األوروبية‪ ،‬برصيد ‪ 37‬هد ًفا‪ ،‬و‪ 74‬نقطة‪ ،‬خالل موسم ‪2016-‬‬ ‫‪ .2017‬وسلم األوروجواياني‪ ،‬لويس سواريز‪ ،‬الجائزة لميسي‪ ،‬زميله في الفريق‪ ،‬حيث أن العب ليفربول‬ ‫السابق‪ ،‬هو آخر من حصل على تلك الجائزة‪ ،‬عن موسم ‪ ،2015-2016‬برصيد ‪ 40‬هدفا‪ .‬وجاء باس‬ ‫دوست‪ ،‬مهاجم سبورتينج لشبونة‪ ،‬خلف «البرغوث» بـ‪ 34‬هد ًفا‪ ،‬ثم بيير أوباميانج‪ ،‬مهاجم دورتموند‪،‬‬ ‫بـ‪ 31‬هدفا‪ ،‬وروبيرت ليفاندوفسكي‪ ،‬مهاجم بايرن ميونيخ‪ ،‬بـ‪ 30‬هد ًفا‪ ،‬ثم إيدين دزيكو‪ ،‬مهاجم روما‪،‬‬ ‫بـ‪ 29‬هدفا‪ .‬وسبق لميسي الفوز بالجائزة‪ ،‬في مواسم‪ 34( 2009-10 :‬هدفا)‪ ،‬و‪ 46( 2011-12‬هدفا)‪ ،‬و‪ 50( 2012-13‬هدفا)‪ .‬وبهذا الشكل يعادل‬ ‫ميسي رقم البرتغالي كريستيانو رونالدو‪ ،‬الذي سبق أن حصل على الحذاء الذهبي‪ ،‬أربع مرات من قبل‪ ،‬مع مانشستر يونايتد‪ ‬في موسم ‪،2007-08‬‬ ‫وريال مدريد في (‪ 2011-10‬و‪ 2014-13‬و‪ .)2015-14‬أما هذا الموسم‪ ،‬فيتصدر ميسي سباق هداف الليجا (بيتشيتشي)‪ ،‬برصيد ‪ 12‬هدفا في‬ ‫‪ 12‬مباراة‪ ،‬لكنه يبتعد في سباق الحذاء الذهبي‪ ،‬بثالثة أهداف‪ ،‬عن كل من‪ ،‬اإليطالي تشيرو ايموبيلي (التسيو)‪ ،‬واألوروجوائي إدينسون كافاني‬ ‫(باريس سان جيرمان)‪ .‬وبذلك يبلغ‪ ‬رصيد برشلونة ‪ 6‬جوائز للحذاء الذهبي‪ ،‬بعدما حققه الدولي البرازيلي السابق‪ ،‬رونالدو‪ ،‬ولويس سواريز‪ ،‬بواقع‬ ‫مرة لكل منهما‪ ،‬و‪ 4‬لميسي‪.‬‬


‫العدد ‪917‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫الثالثاء ‪ 28‬نوفمرب �إلى ‪ 04‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫‪19‬‬

‫استقبال كبير لنجوم منتخب قدماء فلسطين بمدينة طنجة‬ ‫مجموعة من األحياء‪ ،‬منها الهامشية‪ ،‬وأصبحت وجهة‬ ‫مفضلة‪ ،‬بديلة ومناسبة للقطع مع االنحراف والتسكع‪.‬‬

‫في مبادرة رياضية وتضامنية‪ ،‬مميزة‪ ،‬استضافت‬ ‫مدينة طنجة من خالل جمعية قدماء العبي اتحاد طنجة‬ ‫لكرة القدم‪ ،‬وبشراكة الجماعة الحضرية لطنجة وفدا يضم‬ ‫نجوم قدماء منتخب فلسطين لكرة القدم طيلة الفترة‬ ‫الممتدة من ‪ 15‬نوفمبر إلى ‪ 23‬منه‪ .‬الزيارة مرت وفق‬ ‫برنامج متنوع حافل باألنشطة‪ .‬بتنظيم مباراة في كرة‬ ‫القدم بين جمعية قدماء اتحاد طنجة و منتخب نجوم دولة‬ ‫فلسطين بملعب هالل إندور‪ ،‬وأخرى ضد فريق جمعية‬ ‫شباب المصلى بقاعة الزياتن‪.‬‬

‫دوري اإلناث جديد النسخة الثانية‪:‬‬ ‫أبت حواريات مدينة طنجة إال أن تكن طرفا شريكا‬ ‫في ممارسة كرة القدم بمدينة طنجة‪ ،‬وبالتالي أن‬ ‫تحظى بشرف المشاركة في دوري «طنجة الكبرى‪..‬طنجة‬ ‫األبطال»‪ .‬وهذا ما استجابت له الجهة المنظمة من خالل‬ ‫خلق دوري نسوي في كرة القدم المصغرة لفئات أقل من‬ ‫‪ 15‬سنة‪ ،‬أقل من ‪ 18‬سنة وأكثر من ‪ 18‬سنة‪.‬‬

‫وقيام بجولة سياحية ألهم المعالم التاريخية‬ ‫والمرافق الرياضية أو اإلستراتجية بالمدينة ضمنها‬ ‫الميناء المتوسطي‪ ، ‬و زيارة المدينة العتيقة التي لفتت‬ ‫انتباه الوفد الفلسطيني لتشابهها ببعض مدن فلسطين‪.‬‬

‫أنشطة موازية ومسابقات‪:‬‬ ‫بهدف التشجيع والتنويع‪ ،‬وفسح المجال في وجه‬ ‫الطاقات المهتمة بمجاالت ذات ارتباط بالرياضة‪ ،‬برمجت‬ ‫الجهة المنظمة مجموعة من األنشطة الموازية ومسابقات‬ ‫تخص برامج تنشيطية لدوري «طـنجة الكبرى‪ ،‬طنجة‬ ‫األبطال»‪ .‬وعلى سبيل الذكر‪،‬مسابقة ارسم طنجة الكبرى‪-‬‬ ‫طنجة األبطال‪ ،‬و مسابقة أحسن أغنية للدوري تتضمن‬ ‫كلمات راقية بعيدة عن استعمال أي أسلوب غير مالئم‪،‬‬ ‫وموظفة إليقاعات تتالءم وطبيعة التظاهرة الرياضية‪،‬‬ ‫لتشجيع المواهب الفنية في مجال اإلنتاج الغنائي لشباب‬ ‫األحياء‪ .‬ومسابقة (جائزة المدارس الرياضية)‪ ،‬التي تهدف‬ ‫لخلق مدارس نموذجية لكرة القدم على مستوى كل دائرة‬ ‫حضرية لتأطير األطفال ضمن مجموعة من الحصص‬ ‫النظرية والتطبيقية‪ ،‬بهدف تأمين التعليم البيداغوجي‬ ‫السليم لمهارات كرة القدم‪ .‬وجائزة أحسن معلق رياضي‬ ‫لألحياء‪ ،‬وجائزة أحسن برنامج تنشيطي للدورة‪ ،‬وجائزة‬ ‫إعالم طنجة الكبرى طنجة مفتوحة في وجه اإلعالميين‬ ‫المحليين العاملين في مجال الصحافة المرئية‪ ،‬السمعية‪،‬‬ ‫الورقية والرقمية‪ ،‬مرتبطة بدوري “طنجة الكبرى طنجة‬ ‫األبطال»‪.‬‬

‫وتنظيم حفل استقبال على شرف الوفد الفلسطيني‬ ‫الذي صادف يوم االحتفال بذكرى عيد االستقالل المجيد‪،‬‬ ‫بالمركز الثقافي‪ ،‬أحمد بوكماخ‪ ،‬تم خالله الرؤساء‬ ‫المتعاقبين على تسيير اتحاد طنجة‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫مجموعة من قدماء الالعبين واإلعالميين والرياضيين‬ ‫بالمدينة‪ ،‬هذا التكريم تكرر بمناسبة ندوة في إطار‬ ‫برنامج الزيارة حول» الرياضة الفلسطينية واقع وآفاق‪-‬‬ ‫كرة القدم نموذجا» احتضنها بيت الصحافة‪ ،‬أطرها ممثل‬ ‫الجمعية المغربية للصحافة الرياضية الصحفي عبد السآلم‬ ‫الشعباوي‪ ،‬وقد شارك في إغناء النقاش وإثرائه صحفيون‬ ‫وتمثيليات من المجتمع المدني‪ .‬وتمحورت التدخالت حول‬ ‫االستفسار عن واقع الرياضة بفلسطين والصعوبات في‬ ‫ظل االحتالل والبنية التحتية والتمويل الرياضي وتدبير‬ ‫البطوالت الوطنية في كل االختصاصات الرياضية و عالقة‬ ‫الرياضي واالعتقال‪.‬‬ ‫ومن اللحظات المؤثرة في الندوة‪ ،‬مداخلة «يحيى‬ ‫عاصي» المدرب‪ ،‬ونجم أريحا والمنتخب الفلسطيني السابق‬ ‫الذي ذاق بدورة مرارة االعتقال في سجون االحتالل‪ ،‬إذ‬ ‫قرب الحضور من معاناة الرياضي بفلسطين من قمع‬ ‫االحتالل اإلسرائيلي‪ ،‬كاشفا أن أكبر االنتصارات في تاريخ‬ ‫الرياضة العربية هو تحقيق الرياضة الفلسطينية وجودها‬ ‫واستمرارها على أرض الواقع‪ ،‬ودفاعها المستميت عن‬ ‫رفع راية فلسطين عالية‪ ،‬بالرغم من كل العراقيل اليومية‬ ‫التي يضعها المحتل الصهيوني للحد من دينامية الحركة‬ ‫الرياضية‪ .‬كما ميز تكريم بطلة كرة المضرب على الكرسي‬ ‫المتحرك‪ ،‬الطنجاوية مليكة الخليفي أهم لحظات الندوة‪،‬‬ ‫حين تمت اإلشارة بعد تقديمها‪ ،‬إلى رفضها المشاركة في‬ ‫االلعاب البرأولمبية بعدما أوقعتها القرعة في لقائها األول‬ ‫في مواجهة مع رياضية إسرائيلية‪ .‬هذا الموقف استأثر‬ ‫باهتمام كبير من طرف الوفد الفلسطيني الذي صفق‬ ‫له بحرارة‪ .‬الندوة اختتمت بتوقيع اتفاقية شراكة وتعاون‬ ‫بين جمعية قدماء العبي إتحاد طنجة ومنتخب نجوم قدماء‬ ‫العبي دولة فلسطين‪.‬‬ ‫مراحل الزيارة كانت في مستوى تطلعات الجميع‪.‬‬ ‫وانبهر لها الوفد الفلسطيني‪ .‬وهذا ما جسدته كلمات‬ ‫ألقاها في كل محطة رئيس الوفد الفلسطيني‪ ،‬اإلعالمي‬ ‫عنان سليمان شحادة‪ ،‬الذي أكد عجزه عن التعبير عن حفاوة‬ ‫االستقبال الكبير الذي حظوا به من قبل أشقاءهم المغاربة‬ ‫بمدينة طنجة‪ ،‬وأعرب عن سعادة كل الوفد الفلسطيني‪،‬‬ ‫والفلسطينيين ككل بالتضامن الكبير للشعب المغربي‬ ‫ملكا‪ ،‬وحكومة وشعبا مع القضية الفلسطينية‪.‬الوفد‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬لم يفوت أية مناسبة دون تقديم تهانيه‬ ‫الخاصة للشعب بتأهل المنتخب المغربي‪ ‬لمونديال روسيا‬ ‫‪ ،2018‬وبفوز فريق الوداد البيضاوي بكأس عصبة األبطال‬ ‫اإلفريقية التي تأهله للمشاركة في بطولة العالم لألندية‪،‬‬ ‫ومشاركة الشعب الفلسطيني للشعب المغربي فرحته‬ ‫بهذه االنجازات‪.‬‬ ‫ونهنئ بالمناسبة جمعية قدماء العبي اتحاد طنجة‬ ‫على نجاحها في سياسات االنفتاح على الجميع‪ ،‬التي‬ ‫تنهجها بهدف إغناء المشهد الرياضي المحلي والوطني‪،‬‬ ‫ونتمن انخراط الجماعة الحضرية لطنجة‪ ،‬ومقاطعاتها‬ ‫األربع وضعت كل وسائلها المادية و اللوجستكية من أجل‬ ‫نجاح هذه الزيارة التي تصب في تعزيز روابط األخوة و‬ ‫الصداقة الضاربة في عمق التاريخ بين الشعبين المغربي‬ ‫و الفلسطيني ‪.‬والمديرية الجهوية للشباب والرياضة‬ ‫بطنجة‪ ،‬وعصبة الشمال لكرة القدم‪ ،‬وفرع طنجة للجمعية‬ ‫المغربية للصحافة الرياضية‪ ،‬ومختلف فعاليات المدينة‬ ‫الذين استضافوا الوفد الفلسطيني في حفالت خاصة‬ ‫بمنازلهم‪.‬‬

‫مميـزات الدوري ودوره في تغييـر بعض‬ ‫العقليات والسلوكات‪:‬‬ ‫كما نحيي مجموعة من األسـمـــاء التي بصمــت‬ ‫بحضورها القوي على نجاح التظاهرة‪ ،‬نظير‪ ،‬سيف الدين‬ ‫النايب رئيس الجمعية المنظمة والعديد من أعضائها‬ ‫الذين‪ ،‬وعزيز الصمدي عضو مجلس الجماعة الحضرية‬ ‫لطنجة و المكلف بالقطاع الرياضي‪ ،‬وعبد الحق بخات‪،‬‬ ‫الفاعل الرياضي والجمعوي‪ ،‬والمختار التمسماني المكرف‪،‬‬ ‫الفاعل الجمعوي‪ ،‬الذين انخرطوا جميعا في خدمة الوفد‬ ‫الفلسطيني من أول أيام الزيارة حتى الثانية األخيرة من‬ ‫مغادرة الوفد الفلسطيني لمدينة طنجة‪.‬‬ ‫النشيدين الوطنيين المغربي والفلسطيني كانا‬ ‫حاضرين بقوة في جل أنشطة برنامج الزيارة‪ ،‬وكان ختامه‬ ‫مسك في حفل العشاء الذي أقيم بفندق سوالزور بطنجة‪،‬‬ ‫حين اقدمت إدارته على إهداء «كعكة» للضيوف تحمل‬ ‫العلمين المغربي والفلسطيني تم تقديمه على عزف‬ ‫النشيد الوطني للبلدين‪.‬‬

‫****‬ ‫‪ 1075‬فريق شاركوا في النسخة الثانية من‬ ‫دوري طنجة الكبرى (طنجة األبطال)‬

‫أسدل الستار على النسخة الثانية من دوري طنجة‬ ‫الكبرى (طنجة األبطال) برسم الموسم الرياضي ‪2016-‬‬

‫‪ ،2017‬المنظم من طرف والية جهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة‪ ،‬عمالة طنجة – أصيلة‪ ،‬بتنسيق مع المديرية‬ ‫الجهوية لوزارة الشباب والرياضة بطنجة‪ ،‬خالل األسبوع‬ ‫المنصرم‪ ،‬وهي تبصم على نجاح متميز‪ ،‬بفضل المجهودات‬ ‫الكبيرة ل»جيش» من المناضلين الذين انخرطوا في هذه‬ ‫الملحمة الرياضية ذات البعد االجتماعي والرياضي في آن‬ ‫واحد‪ ،‬سواء من سلطات محلية‪ ،‬المديرية اإلقليمية لوزارة‬ ‫الشباب والرياضة لطنجة أصيلة‪ ،‬عصبة الشمال لكرة‬ ‫القدم وجمعيات المجتمع المدني‪.‬‬ ‫ويأتي تنظيم هذا الدوري والحفاظ على استمراريته‪،‬‬ ‫تنفيدا للتوجيهات الملكية السامية‪ ،‬والرامية إلى النهوض‬ ‫بالقطاع الرياضي وتعزيز مشاركة الشباب في الحياة‬ ‫االجتماعية والرياضية والثقافية بمدينة البوغاز‪ ،‬وبهدف‬ ‫تقوية القطاع الرياضي بمدينة طنجة‪ ،‬وجعل الرياضة أداة‪ ‬‬ ‫للتأطير وتنشيط األحياء‪ .‬ومن شأن هذا الدوري‪ ،‬الذي‬ ‫تميز بنجاح كبير منذ نسخته األولى‪ ،‬أن يساهم في توسيع‬ ‫قاعدة الممارسة الرياضية في صفوف األطفال والشباب‪،‬‬ ‫وإبراز قدراتهم ومؤهالتهم‪.‬‬

‫الدور الكبير لوالي الجهة بنجاح المبادرة‪:‬‬ ‫مر الدوري الذي تجرى مبارياته النهائية هذا األسبوع‪،‬‬ ‫في أجواء حماسية‪ ،‬وإقبال كبير جسد تعلق وتجاوب أطفال‬ ‫وشباب طنجة‪ ،‬وساكنتها بشكل عام مع هذه المبادرة ذات‬ ‫البعد الرياضي‪ ،‬االجتماعي والتربوي‪ ،‬ما يؤكد كذلك ارتباط‬ ‫هذه األطراف العميق بهذه الرياضة الشعبية‪ ،‬سيما بعدما‬ ‫استفادت المدينة من مالعب القرب التي ستبلغ ‪ 80‬ملعبا‬ ‫تم تشييده في إطار مشروع طنجة الكبرى‪ ،‬وبدعم من‬ ‫المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬وبفضل انفتاح محمد‬ ‫اليعقوبي‪ ،‬والي جهة طنجة ‪ -‬تطوان ‪ -‬الحسيمة‪ ،‬عامل‬ ‫عمالة طنجة ‪ -‬أصيلة‪ ،‬على المجتمع المدني بالمدينة‬ ‫وإنقاذه لمجموعة من البقع األرضية التي كانت قد سقطت‬ ‫في أيدي وحوش العقار‪ ،‬لكن نزاهة الوالي أجبرتهم على‬ ‫رفع يدهم وترك تلك البقع رهن إشارة أطفال وشباب‬

‫المرابط يقود اإلدارة التقنية التحاد طنجة بديال للزاكي‬ ‫أعلن مكتب اتحاد طنجة لكرة القدم صباح الثالثاء الماضي بصفة رسمية فسخ ارتباطه بالمدرب بادو الزاكي بالتراضي‪.‬‬ ‫ووفق مصادر متطابقة‪ ،‬فإن مفاوضات االنفصال لم تكن سهلة نظرا لمطالب الزاكي‪ ،‬ما أغضب الرئيس حميد أبرشان الذي اجتمع معه بحضور أحد أعضاء المكتب‬ ‫بأحد فنادق المدينة في ساعة متأخرة من ليلية اإلثنين‪ ،‬إذ غادر أبرشان االجتماع‪ ،‬فيما تدخل العضو المرافق له لتلطيف األجواء‪ ،‬واستطاع التوافق معه يوم الثالثاء بشأن‬ ‫شروط فسخ العقد دون الكشف عنها‪.‬‬ ‫وقدم أبرشان مساء الثالثاء المدرب المساعد لبادو الزاكي‪ ،‬ادريس المرابط مدربا اساسيا لالعبين‪ ،‬ومدربه المساعد عبد الواحد بلقاسم‪ ،‬أحد األطر الطنجاوية الذي‬ ‫تكون بالديار البلجيكية‪.‬‬ ‫وخاض بادو الزاكي مع اتحاد طنجة ‪ 12‬مقابلة رسمية أحرز خاللها انتصارين‪ ،‬واحد في الكاس وآخر في البطولة‪ ،‬وهزيمتين وثمان تعادالت‪.‬‬ ‫وخرج الفريق على إثر هذه النتائج من دور الثمن النهائي من منافسات كأس العرش‪ ،‬فيما يحتل حاليا الصف الثالث عشر في البطولة االحترافية‪.‬‬ ‫وأبدى المرابط استعداده للمساهمة في إنقاذ الفريق وإخراجه من أزمة النتائج‪ ،‬مؤكدا أن التوليفة التي يتوفر عليها قادرة على ذلك‪ .‬داعيا الجمهور لمساندته‪ ،‬وأكد‬ ‫سعادته بالفرصة التيى كان ينتظرها وأتيحت له لتحمل مسؤولية تدريب الفريق‪ .‬وشكر المرابط المدرب الزاكي مؤكدا أنه لم يحالفه الحظ‪ ،‬متمنيا أن يكون الحظ إلى‬ ‫جانبه في مهمته‪.‬‬

‫الدوري أصبح مرجعية هامة على الصعيد الوطني‬ ‫بعدما سجل وبنسبة عالية وبدون شروط انخراط العديد‬ ‫من األحياء الشعبية التي أصبحت تحقق من خالل هذه‬ ‫المشاركة زخما كبيرا من األهداف‪ ،‬منها‪ ،‬التنشيط‬ ‫الرياضي وبحيوية وحماس كبيرين داخل األحياء الشعبية‪.‬‬ ‫والمصالحة ما بين أبناء األحياء الشعبية والسلطات‬ ‫الترابية‪ .‬وفتح جسور التواصل والتعارف وتبادل األفكار‬ ‫ما بين األحياء الشعبية من خالل اللقاءات الرياضية في‬ ‫إطار برنامج الدوري‪ ،‬ما يسفح المجال لفتح نقاش في‬ ‫شتى المجاالت وإحياء صلة الرحيم بشكل متواصل‪.‬‬ ‫و تغير نمطية رجل السلطة وذلك بانفتاحه وتواصله‬ ‫الرياضي داخل نفوذه الترابي بشكل شبه يومي من خالل‬ ‫مواكبة الدوري ونتائج الفرق والجمعيات المشاركة فيه‬ ‫والتابعة لنفوذه الترابي‪ ،‬إلى درجة ان الدوري خلق نوعا‬ ‫من المنافسة ما بين القياد‪ ،‬من خالل رغبة وحماس كل‬ ‫قائد في فوز وتتويج فرق وجمعيات األحياء التابعة لنفوذه‪،‬‬ ‫وهذا ما ذوب الصورة السلبية التي كانت تخلق مساحات‬ ‫التباعد وترسم تلك الصورة السلبية التي تحسب على‬ ‫رجال السلطة في تعاملهم مع سكان الحي‪.‬‬

‫النسخة الثانية باألرقام‪:‬‬ ‫بلغة األرقام‪ ،‬سجلت النسخة الثانية من دوري طنجة‬ ‫الكبرى (طنجة األبطال) برسم الموسم الرياضي ‪2016-‬‬ ‫‪ ،2017‬مشاركة ‪ 1075‬فريق موزع على العصبة ب‪39‬‬ ‫فريق‪ ،‬واألحياء ب ‪ 944‬فريق ثم اإلناث ب ‪ 74‬فريق‪ .‬سجل‬ ‫الرقم اإلجمالي للممارسين في هذه النسخة ‪13.221‬‬ ‫العب والعبة خاضوا ‪ 1073‬مباراة احتضنها ‪ 35‬ملعب‬ ‫للقرب‪ .‬واستفادت الفئات العمرية أقل من ‪ 15‬سنة‪،‬‬ ‫أقل من ‪ 18‬سنة و أكثر من ‪ 18‬سنة موزعة على ثالثة‬ ‫مسابقات‪ ،‬األولى خاصة بفرق األحياء‪ ،‬والثانية بفرق‬ ‫اإلناث ثم الثالثة بفرق العصبة‪ .‬واستهدفت ستة دوائر‪،‬‬ ‫دائرة طنجة المدينة‪ ،‬دائرة الشرف السواني‪ ،‬دائرة الشرف‬ ‫امغوغة‪ ،‬دائرة الجيراري بني مكادة‪ ،‬دائرة طنجة بوخالف‪،‬‬ ‫ودائرة مرس الخير المجمع الحسني‪.‬‬


‫العدد ‪917‬‬

‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪ 28‬نوفمرب �إلى ‪ 04‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫الدولة والمجتمع وكرامة األستاذ‬

‫فضاء األنثى ‪:‬‬

‫الحقاوي والحمض‬ ‫النووي وظاهرة‬ ‫«األمهات العازبات»‬

‫‪ -‬بقلـم ‪:‬‬

‫�سم ّيــة �أمغـار‬

‫الوزيرة الحقاوي التي وجدت نفسها بين مطرقة وسندان البرلمان‬ ‫حين ووجهت بقضية «شهيدات القفة» التي ورطت وزارتها والحكومة‬ ‫برمتهـا في ملف «اإلحسـان» الذي أساءت تدبيره‪ ،‬أو لنقل إنه يتم‬ ‫تدبيره بما يخدم «األغراض االنتخابية» للحزب «حيث صرحت الست‬ ‫بسيمة ‪ ،‬أنها» تبكي ألما لما حصل‪ ،‬وما كان ينبغي أن يحصل‪ ،‬وأن‬ ‫الحدث المفجع يسائل الجميع‪ ،‬وعلى الجميع مسؤولية تفادي عدم‬ ‫تكراره‪...‬‬

‫(تتمة ص‪)1‬‬ ‫وهو ما أجمع عليه البرلمان حين اعتبر «أن تعنيف‬ ‫وضرب األساتذة بالمؤسسات التعليمية العمومية‪« ،‬إعالن‬ ‫صريح وصارخ عن فشل المنظومة التربوية‪ ،‬فضال عن فشل‬ ‫السياسات المتبعة من طرف الحكومات المتعاقبة في مجال‬ ‫التعليم»‪ ،‬وبالتالي فإن هذا األمر‪ ،‬يوجب مساءلة صناع القرار‬ ‫التعليمي التربوي‪ ،‬حول مدى نجاعة أدائهم في الرفع من قيمة‬ ‫المدرسة العمومية والعاملين فيها من معلمين وتربويين‪.‬‬ ‫الكثيرون يعتبرون أن ظاهرة االعتداء على األساتذة من‬ ‫طرف تالمذتهم وطلبتهم داخل األقسام الدراسية ‪ ،‬ضربة لما‬ ‫يفوق ألف سنة من التربية الخلقية بالمغرب‪ ،‬وتراجع للسلوك‬ ‫المدني داخل المدرسة‪ ،‬وترد لعالقة المدرسة مع محيطها‬ ‫اإلنساني ‪ ،‬وإعراض واضح عن مسؤولية احتضان المدرسة‬ ‫العمومية من طرف من وكل إليهم أمرها‪،‬‬ ‫ومعلوم أن حديث التعليم وإصالحه كان حاضرا في‬ ‫مختلف الخطابات الملكية‪ ،‬منذ خطاب المسيرة الخضراء سنة‬ ‫‪ ،1999‬حيث أعلن جاللته أنه سينكب على ملف التعليم على‬ ‫ضوء الميثاق المنجز من طرف اللجنة الملكية الخاصة للتربية‬ ‫والتكوين‪ .‬كما أن جاللته وقف‪ ،‬في خطابه بمناسبة الذكرى‬ ‫الستين لثورة الملك والشعب‪ ،‬على اختالالت ملف التعليم‪ ،‬التي‬ ‫أرجعها إلى اعتماد بعض البرامج والمناهج التعليمية‪ ،‬التي ال‬ ‫تتالءم مع متطلبات سوق الشغل‪ ،‬ودعا إلى وقفة موضوعية مع‬ ‫الذات‪ ،‬لتقييم المنجزات‪ ،‬وتحديد مكامن الضعف واالختالالت‬ ‫في قطاع التربية والتكوين‪.‬والعمل على تعزيز المكاسب التي‬ ‫تحققت ‪.‬‬ ‫و قال جاللته إن ما يحز في النفس أن الوضع الحالي‬ ‫للتعليم أصبح أكثر سوءا‪ ،‬مقارنة بما كان عليه قبل أزيد من‬ ‫عشرين سنة‪ .‬وهذا ما دفع عددا كبيرا من األسر‪ ،‬رغم دخلها‬ ‫المحدود‪ ،‬لتسجيل أبنائها في المؤسسات التعليمية التابعة‬ ‫للبعثات األجنبية أو في التعليم الخاص‪ ،‬لتفادي مشاكل التعليم‬ ‫العمومي‪ ،‬وتمكينهم من نظام تربوي ناجع‪.‬‬ ‫وكان جاللة الملك قد ذكر في خطاب ملكي سابق أن‬ ‫إصالح التعليم «يظل عماد تحقيق التنمية‪ ،‬ومفتاح االنفتاح‬ ‫واالرتقاء االجتماعي‪ ،‬وضمانة لتحصين الفرد والمجتمع من آفة‬ ‫الجهل والفقر‪ ،‬ومن نزوعات التطرف واالنغالق»‪ .‬األمر الذي‬ ‫يتطلب «إصالحا جوهريا» لهذا القطاع المصيري‪ ،‬بما يعيد‬ ‫االعتبار للمدرسة المغربية‪ ،‬ويجعلها تقوم بدورها التربوي‬ ‫والتنمويالمطلوب‪.‬‬ ‫وجاء أيضا في خطاب جاللته عند افتتاح الدورة التشريعية‬ ‫الحالية «أن المغاربة اليوم‪ ،‬يريدون ألبنائهم تعليما جيدا‪ ،‬ال‬

‫يقتصر على الكتابة والقراءة فقط ‪ ،‬وإنما يضمن لهم االنخراط‬ ‫في عالم المعرفة والتواصل‪ ،‬والولوج واالندماج في سوق‬ ‫الشغل ‪ ،‬ويساهم في االرتقاء الفردي والجماعي‪ ،‬بدل تخريج‬ ‫فئات عريضة من المعطلين»‪.‬‬ ‫أكيدا‪ ،‬إن المغاربة يريدون تعليما منتجا ألجيال صالحة‪،‬‬ ‫متشبثة باألصالة واألخالق والقيم‪ ،‬ويرفضون تعليما «مفرخا»‬ ‫لالنحراف والمنحرفين‪ ،‬الذين يدسون بين كتبهم وأدواتهم‬ ‫في محفظاتهم المدرسية‪ ،‬سكاكين أو زجاجات أو شفرات‬ ‫حالقة لـ «يخسروا» وجوه أساتذتهم لمجرد مالحظة يتلقونها‬ ‫منهم‪ ،‬أو دعوة إلى االلتزام بنظام المدرسة واالنضباط‪.‬‬ ‫وما يحز في النفس أن ينبري أولياء التالميذ «المنحرفين»‬ ‫للدفاع عن أبنائهم واعتبار أن اعتداءاتهم على مربيهم‪ ،‬كان‬ ‫له ما يبرره‪ ،‬كأن يطاب أستاذ من تلميذة أن تتوقف عن «مضغ‬ ‫المسكة» بطريقة مستفزة وهو يشرح الدرس‪ ،‬وهو ما «برر»‬ ‫هجوم التلميذة بزجاجة على أستاذها مسببة له جرحا غائرا على‬ ‫مستوى الوجه‪......‬أو قيام تلميذ بالدار البيضاء باعتراض سبيل‬ ‫أستاذة وهي تغادر المؤسسة التي تشتغل بها‪ ،‬والهجوم عليها‬ ‫بسكين تسبب لها في جرح غائر على الوجه‪« ،‬عقابا» لها على‬ ‫مشاركتها في مجلس تأديبي قضى بتنقيله إلى مدرسة أخرى‬ ‫قالت أم الطفل وهي «تسعف» ولدها و»تبرر» فعلته الشنعاء‪،‬‬ ‫إنه رفض قرار االنتقال‪.....‬مع العلم أن التلميذ المعتدي ال‬ ‫مشكل له إطالقا مع األستاذة الضحية‪ .‬أو كذاك التلميذ الذي‬ ‫«شرط» وجه أستاذه الذي أمره بمغادرة القسم لعدم انضباطه‬ ‫بمواعيد الدروس وغيابه المستمر والغير مبرر عن المدرسة‪،‬‬ ‫وقس على ذلك بالنسبة لكل «التالميذ» ‪ -‬تجاوزا ــ الذين‬ ‫«عملوا شرع يدهم »‪ ،‬ضد مربيهم‪.‬‬ ‫ال ننكر أن المعلمين واألساتذة ليسوا كلهم مالئكة‪ ،‬وال‬ ‫كلهم شياطين‪ ،‬وأنهم قد يصيبون وقد يخطئون‪ ،‬ولذا توجد‬ ‫مساطير إدارية لردهم عن الخطأ ‪ ،‬كما هو الشان بالنسبة‬ ‫للقضاة‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬ويبقى استعمال «شرع اليد»‬ ‫مرفوضا‪ ،‬بل في كل الحاالت‪.‬‬ ‫وفي الوقت الذي تتعالى أصوات المربين والحقوقيين‬ ‫ونشطاء المنظمات األهلية مطالبة بتجريم االعتداء على‬ ‫األساتذة‪ ،‬ألن المتابعة ال ينبغي أن تكون على أساس «إهانة‬ ‫موظف عمومي حال قيامه بواجبه»‪ ،‬اعتبارا للعالقة السببية‬ ‫واالعتبارية الموجودة بين التلميذ وأستاذه‪ ،‬فإن الرأي يميل‬ ‫إلى متابعة أولياء أمور التالميذ القصر‪ ،‬بوزرة أبنائهم الذين‬ ‫يتحملون مسؤوليتهم المدنية والجنائية‪ ،‬وأيضا لتقصيرهم‬ ‫في تربيتهم وتهذيب سلوكهم‪.‬‬ ‫وصدق الشاعر العربي يوسف أحمد أبو ريدة الذي نظم‬ ‫قصيدة رائعة في مدح المعلم في «يوم المعلم» حيث أنشد‪:‬‬

‫أش��علت روح��ك ف��ي اآلفــــ��اق مصباح��ا ورح��ت ت��زرع ف��ي األوط��ان أرواحـ��ا‬ ‫ورح��ت توقـ��د فـ��ي األبـ��دان مفتخـ��را عزيمـ��ة تغـمـ��ر األكــ��وان إصبـاحـ��ا‬ ‫ورح��ت تبنـ��ي منـ��ارات العـ�لا ش��هبـا وتـوقــ��د الـحـلـ��م آمـــ��اال وأفـراحــ��ا‬ ‫حمـلـ��تَ هــ��مّ بـنـ��اء الجـيـ��ل متّـخـ��ذا مـ��ن درب أحمـ��دَ لألمـجـ��اد مفتـاحـا‬ ‫وقفـ��ت نفس��ـك فـ��ي ذات اإللـ��ه ومــ��ا طلـبـ��تَ ش��ـكـرا وتقـديـ��را وأمـداحـ��ا‬ ‫إ لى أن يقول‪:‬‬

‫تـبــ��ارك اهلل إذ أعـطــ��اك مـكـرمـ��ة فصـ��رت للش��عـب قنديـ�لا ومصباحـ��ا‬ ‫تح��ارب الجه��ل تبن��ي الجيـ��ل مفتخـ��را تـقــ��دّم الـعـلـ��م لـلـطـ�لاب أقــداحــا‬ ‫تط��وّع ال��درس ك��ي ترق��ى بهـ��م هممـ��ا حت��ى يصي��روا لهـ��ذا الش��عـب أرباحـا‬ ‫ّ‬ ‫تـبـ��ث فـيـهـ��ا بـحــ��ول اهلل أرواحـــ��ا‬ ‫فاهنـ��أ فإنـ��ك فـ��ي كـ��ل الش��ـعـوب دمٌ‬

‫عزيز كنوني‬

‫وزيرة األسرة والتضامن وما قاربهما‪ ......‬إلى آخره‪ ،‬أوضحت أنها‬ ‫«تؤيد «إجبارية» إجراء خبرة الحمض النووي ‪ ADN‬في حالة ما إذا‬ ‫تملص الرجل من مسؤوليته في إطار عالقة خارج مؤسسة الزواج‬ ‫نتجت عنها والدة‪.‬‬ ‫الوزيــرة الحقــاوي لم تخــف «انزعــاجهـا» من لفـظ «األمهـات‬ ‫العازبــات»‪ ....‬يعنى الالئي «سبقـن العيد بليلة»‪ ،‬لسبـــب من األسباب‬ ‫«القاهرة» التي لم تعد من «الطابوهات» المنكرة‪ ،‬في مجتمعات‬ ‫ضاع فيها «المجداف والمالح» وترك الحبل على الغارب‪ ،‬للمفسدين‬ ‫المستقوين على الضعيفات والضعفاء إما بقوة المناصب والمكاسب‬ ‫أو بالنفوذ الزائد‪ ،‬السائب‪ ،‬لتجد المرأة الضحية نفسها في مواجهة‬ ‫السجن بتهمة «الفساد» وهي تضم إلى أحضانها ثمرة إنجاب ال يقول‬ ‫به ال شرع وال قانون‪.....‬‬ ‫الوزيرة التي تحفظت على مفهوم «األمهات العازبات»‪ ،‬قالت إن‬ ‫هذه «الحالة تعني أن هناك امرأة وضعت طف ً‬ ‫ال‪ ،‬وأن هناك رجال وراء‬ ‫ذلك يتهرب من مسؤولية‪ ،‬وأنها «تؤيـد» «إجباريـة» اللجـوء في هذه‬ ‫الحالة إلى تحاليل الحمض النـووي «بشكل إجباري»‪ ،‬من أجل تحديد‬ ‫مسؤولية «المتهرب» من مسؤولياته‪ ....‬وهم كثر في هذه األرض من‬ ‫بالد اهلل الواسعة‪.‬‬ ‫حقيقة إن مفهوم «االستعانـة» بالحمض النـووي للوصول إلى‬ ‫األب البيولوجي‪ ،‬التي كان يشترط في الماضي القبول به من طرف‬ ‫«الفاعل» دخل‪ ،‬أخيرا‪ ،‬قاموس القوانين المعمول بها في مثل هذه‬ ‫الحاالت‪ ،‬بل إن الشعب‪ ،‬وخاصة الجهات المدافعة عن حقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫استبشرت خيرا بحكم ابتدائية طنجة‪ ،‬الذي اعتبر «تاريخيـا»‪« ،‬شجاعا»‪،‬‬ ‫بل «ثوريا» في هذا الباب‪ ،‬إال أن األمل خاب حين تم إلغاؤه في‬ ‫المرحلة االستئنافية‪ ،‬على خلفية «الوجوب الشرعي» لتدخل «العدلين‬ ‫األملحين» في مرحلة التوثيق ما قبل «المس» أو الوطء !‪....‬‬ ‫ويبقى السؤال‪ ،‬ما الفائدة أن «تــؤيـد» الوزيرة حق اللجوء إلى‬ ‫الحمض النووي إلثبات البنوة‪ ،‬وتفادي أن يتهرب الفاعل من مسؤوليته‬ ‫في والدة الطفل‪ ،‬إذا كانت المحاكم ترفض اإلقرار بهذه البنوة استنادا‬ ‫على بند «الشرعية» التي بدون وجودها ال تصح البنوة وال يصح‬ ‫النسب‪ ،‬ويصبح مولود اليوم ورجل الغد «هيانا بن بيان»‪ ،‬ويغيب حقه‬ ‫في هوية تحفظ له حقه في المواطنة الكاملة وفي الكرامة اإلنسانية‪.‬‬ ‫الوزيرة الحقـاوي التي كانت تتحدث في لقاء نظمتــه المؤسسة‬ ‫الدبلوماسية بحضور سفراء الدول المعتمدين األربعــاء الماضي في‬ ‫الرباط ‪ ،‬في إطار الملتقى الدبلوماسي‪ ،‬تفاعلت مع أسئلة السفراء حول‬ ‫مواضيع مختلفة من أهمها قضية اإلرث‪ ،‬على خلفية‪« :‬للذكر مثل حظ‬ ‫األنثيين» حيث قالت إن المسالة مرتبطة بمرجعية إسالمية تأخذ‬ ‫باالعتبار قضية «النفقة» التي يتحملها الذكور‪ ،‬أو باألحرى «كان»‬ ‫يتحملها الذكور بمفردهم‪ ،‬بحكم «القوامة» التي فقدت ‪ ،‬في أيامنا‬ ‫هذه‪ ،‬كل مدلول على أرض الواقع‪ ......‬وتلك «مسألة» أخرى !‪.‬‬ ‫إال أن الوزيرة أوضحت أن هناك ‪ 34‬حالة القتسام اإلرث في‬ ‫اإلسالم؛ ضمنها أربع حاالت ترث المرأة النصف‪ ،‬وحاالت أخرى ترث‬ ‫أكثر من الرجل‪ ،‬وفي بعض الحاالت ترث لوحدها دون الرجل أو بشكل‬ ‫متساو‪.‬‬ ‫ولم تذكر الوزيرة بالتدقيق الحاالت التي تفوق فيها حصة المرأة‬ ‫حصة الرجل‪ ،‬ال‪ ،‬وال الحاالت التي ترث المرأة لوحدها دون الرجل أو‬ ‫تكون حصتها متساوية مع حصة الرجل ‪.‬‬ ‫وال غرو‪ ،‬فمعظم المتحدثين يمرون مر الكرام على تفاصيل اإلرث‬ ‫في االسالم‪ ،‬ليستمر الغموض وتستمر المطالبة بالبيان والوضوح‪.‬‬ ‫حبذا لو جاءوا بالبيان الواضح الفصيح !‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.