Achamal n° 918 le 05 décembre 2017

Page 1

‫«مسيرة الوحدة» من أجل كرامة األسرة التعليمية‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 918‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 16‬ربيع الأول ‪� 05 / 1439‬إلى ‪ 11‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫بعد سلسلة االعتداءات على األساتذة داخل المؤسسات التعليمية‪ ،‬نظمت‪ ،‬األحد الماضي بالرباط‬ ‫مسيرة بمشاركة جمعيات آباء وأولياء التالميذ دعت إليها الجامعات الوطنية للتعليم الثالث‪ ،‬شارك‬ ‫فيها اآلالف من نساء ورجال التعليم‪ .‬المسيرة رفعت شعارات تطالب بقانون لحماية األسرة التعليمية‬ ‫واتخاذ قرارات جريئة لحماية الناشئة أمام األخطار المحدقة بها‪ ،‬ومنها ظاهرة العنف‪ ..‬كما طالب‬ ‫المتظاهرون برد االعتبار والكرامة لنساء ورجال التعليم ودعوا الوزارة الوصية إلى فتح حوار مسؤول‬ ‫من أجل تعاقدات تهدف إلى سن نظام أساسي منصف يعيد الكرامة ألسرة التعليم‪.‬‬ ‫وأوضح األساتذة في بالغ بالمناسبة‪ ،‬أن مسيرتهم ليست ضد التالميذ‪ ،‬بل هي من أجلهم ومن‬ ‫أجل مدرستهم ومن أجل الساهرين على تعليمهم وتربيتهـم‪ ،‬وغرس مبـادئ الرفق والتسامح في‬ ‫المدرسة بدل العنف والكراهية‪.‬‬

‫احتفاالت عيد المولد النبوي الشريف بطنجة‬ ‫موسم بوعراقية «ضامن البلد»‬

‫من أجل جعل هذا الموسم موسما تراثيا يجمع إلى عبق التاريخ روعة الفنون المحلية‬ ‫المعبرة عن شموخ وأصالة هذه المدينة‬

‫يعتز المغاربة قاطبة باالحتفال بعيد المولد النبوي الشريف الذي يعتبر عيد أعياد المسلمين الدينية ومظهرا من مظاهر تمسكهم باإلسالم‬ ‫وفرحتهم برسوله األعظم عليه أفضل الصالة والسالم‪.‬‬ ‫احتفال المغاربة بعيد المولد النبوي الشريف تعظيما وإجالال للمصطفى الكريم‪ ،‬مظهر من مظاهر حبهم لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫وتقليدا من التقاليد العريقة التي دأب عليها المغاربة منذ القرن الثالث عشر الميالدي‪ ،‬على عهد إمارة سبتة التي أقامها العزفيون‪ ،‬على يد أبي‬ ‫القاسم العزفي (‪ )1327 - 1235‬بعد أن انشق على دولة الموحدين وبايع الحفصيين بتونس سنة ‪.1245‬‬ ‫إال أن السلطان أبي سعيد المريني نجح في إسقاط اإلمارة التي كان أميرها قد ضم إليها كالً من طنجة وأصيلة‪ ،‬واالستيالء عليها ‪ ،‬وكان ذلك‬ ‫سنة ‪.1327‬‬ ‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪918‬‬

‫«السرد النسائي العربي»‬ ‫في ضيافة جمعية آفاق الثقافية بأصيلة‬

‫كيف تكتب بحثاً جامعياً‬ ‫في خمسة أيام بدون معلم‬ ‫‪-‬‬

‫اِعلم‪ ،‬حفظك اهلل تعالى‪ ،‬ورعاك‪ ،‬وسدد‬ ‫خطاك‪ ،‬أني علمت بحرصك على الشواهد‪،‬‬ ‫وشوقك إلى ماء الموائد‪ ،‬مع شغفك باأللقاب‪،‬‬ ‫وعجزك عن اتخاذ األسباب‪ ،‬وأنك رأيت الناس‬ ‫يضمون األوراق إل��ى األوراق‪ ،‬فما هي إال‬ ‫ساعة من نهار حتى تراهم وقد تأبطوا سِ ْفراً‬ ‫يضعونه أمام بضع أساتذة يكلمونهم ساعة‬ ‫من الزمن ثم يخرجون ألكل الحلوى‪ ،‬وإعالن‬ ‫فالن بن فالن حجة في العلم‪ ،‬وآية في الفهم‪.‬‬ ‫وأنك قد طمعت في اللحاق بالقوم‪ ،‬وال سبيل‬ ‫إلى ذلك إال بمعرفة الطرق الموصلة إلى ما‬ ‫وصلوا إليه‪ .‬وقد عز علي أن تقف دونهم‪ ،‬وأن‬ ‫ال تصنع كصنيعهم‪ ،‬فكتبت لك هذه الورقة‬ ‫أدلك على مجهول كمعلوم‪ ،‬وغامض كواضح‪،‬‬ ‫رغبة في األجر‪ ،‬وطمعا في الخير‪.‬‬ ‫ولست أشك في نباهتك‪ ،‬وال أطعن في‬ ‫حسن فهمك‪ ،‬غير أن للذكي غفلة‪ ،‬وللجواد‬ ‫كبوة‪ ،‬ولكل صادق دهشة‪ .‬وقد جمعت الغفلة‪،‬‬ ‫والكبوة‪ ،‬والدهشة‪ ،‬فاستعصى عليك أمر‬ ‫التأليف‪ ،‬وغمضت عليك مسالكه‪ ،‬وهي مسالك‬ ‫مطروقة لمن أعد لها العدة‪ ،‬واستصحب‬ ‫الدليل الخِرِّيتَ‪ .‬وأنا ـ بحمد اهلل ـ دليلك‪،‬‬ ‫فكن ـ بعون اهلل ـ على ثقة من الفوز‪ ،‬واعتبر‬ ‫األمر كأن قد‪.‬‬ ‫وأول األم��ر أن تغض الطرف عن تعب‬ ‫م��ض��ن‪ ،‬سببه ق���راءة ف��ي م��ص��ادر العلوم‬ ‫ومظانها‪ ،‬وصبر على الجلوس إلى شيوخها‪،‬‬ ‫وارت��ح من حيث تعب ال��ك��رام‪ ،‬وات��رك هذا‬ ‫المهيع لغيرك‪ ،‬وعليك ببنيات الطريق‪ .‬واجعل‬ ‫وكدك معرفة أسماء األعالم‪ ،‬واالطالع على‬ ‫أهم ما نسب إليهم من أقوال‪ ،‬واستكثر من‬ ‫أسماء الغربيين فإن البركة تحصل باالستكثار‬ ‫من نثر أسمائهم على صفحات األوراق‪ .‬فاكتب‬ ‫على ص��در ال��ورق��ة‪ :‬جوليا كريستيفا‪ ،‬وفي‬

‫‪2‬‬

‫بقلم‪ :‬د‪ .‬محمد الحافظ الروسي‬

‫وسطها‪ :‬روالن بارت‪ ،‬وفي آخرها‪ :‬تودوروف‪،‬‬ ‫ثم اقلب الورقة‪ ،‬واكتب في أولها‪ :‬جولدمان‪،‬‬ ‫واكتب‪ ،‬بعد سطرين‪ ،‬جيرار جينت‪ ،‬ثم اكتب‬ ‫في الورقة الثالثة‪ :‬ليفي ش��ت��راوس‪ ،‬وفي‬ ‫آخرها‪ :‬غريماس وألتوسير‪ ،‬واترك اسم‪ :‬جاك‬ ‫الكان لهامش الورقة التاسعة‪ ،‬فإن بركته في‬ ‫الهوامش أقوى‪ .‬ثم صل بين كل هذه األسماء‬ ‫بما شئت من كالم‪ .‬وأحب ذلك إلي أن تحفظ‬ ‫كلمات هي‪ :‬آفاق‪ ،‬ومنهج‪ ،‬وقراءة‪ ،‬ونقد‪ ،‬وما‬ ‫بعد‪ .‬فإن ال��ذي يحصل من استعمال هذه‬ ‫الكلمات مفيد جدا‪ ،‬ومجرب‪ .‬وبيان ذلك أن‬ ‫تكتب ما شئت مما بلغه علمك‪ ،‬أو مر بسمعك‬ ‫من مصطلح نقدي‪ ،‬أو فلسفي‪ ،‬أو سيميائي‪ ،‬أو‬ ‫لساني‪ .‬ثم تجعله مضافا إلى كلمة مما ذكرت‬ ‫لك‪ .‬فتقول مثال‪ :‬البنيوية‪ ،‬والتفكيكية‪ ،‬وتقول‬ ‫بعدها‪ :‬منهج البنيويين‪ ،‬ومنهج التفكيكيين‪،‬‬ ‫وآف��اق البنيوية‪ ،‬وآف��اق التفكيكية‪ ،‬وق��راءة‬ ‫البنيويين‪ ،‬والتفكيكيين‪ ،‬ونقد البنيويين‪،‬‬ ‫والتفكيكيين‪ ،‬وأخطر ما في ذلك أن تقول‪:‬‬ ‫ما بعد البنيوية‪ ،‬وما بعد التفكيكية‪ .‬فإذا‬ ‫أردت االنتقال عن اإلضافة‪ ،‬وقد برمت بها‪،‬‬ ‫فأسلم ما آمرك به أن تقول‪ :‬المنهج البنيوي‪،‬‬ ‫والتفكيكي‪ ،‬والقراءة البنيوية‪ ،‬والتفكيكية‪،‬‬ ‫ونحو ذلك‪ .‬وأنت‪ ،‬في كل ذلك‪ ،‬بين سبيلين‪:‬‬ ‫سبيل المتعالم‪ ،‬المتحذلق‪ ،‬إذا لم تُختبر فيما‬ ‫تقول‪ ،‬وسبيل المتعالي‪ ،‬إن سئلت عن بعض‬ ‫ما تقول‪ .‬ويكون التعالي عن طريق ادعاء مزيد‬ ‫علم‪ .‬فإن رأيت صاحبك عارفا بالتفكيكية‪،‬‬ ‫فازعم له أنه يتكلم في ما هو متجاوز‪ ،‬وأنت‬ ‫تتكلم في ما بعد ذلك‪ .‬فأنت تتكلم في ما‬ ‫بعد التفكيكية‪ ،‬وفي ما بعد الحداثة‪ ،‬وهكذا‪.‬‬ ‫وإذا رأيته على علم ب��األدوات‪ ،‬واألساليب‪،‬‬ ‫وعلوم اآللة‪ ،‬فاحذر أن تخوض معه في لجج‬ ‫هذه المسائل فتعرى‪ ،‬واتهمه غير متردد وال‬

‫وجل بأنه يفترض مصادر متعالية للمعرفة‪،‬‬ ‫وأن��ك تفكك مثل هذه النماذج المعرفية‪،‬‬ ‫باعتبار أنك تأخذ بما بعد الحداثة‪ .‬وأنك تركت‬ ‫ما هو ضيق كسَمِّ الخياط إلى منزلة عاطٍ‬ ‫بغير أنواط‪ ،‬ورحابة بلدة بعيدة النياط‪ .‬فإنك‬ ‫حينئذ ستلقمه حجرا‪ ،‬وترد كيده في نحره‪ .‬وإن‬ ‫أردت مزيد نصح فأظهر له أنك على معرفة‬ ‫تامة بعلوم األوائ��ل‪ ،‬وأنك صاحب رأي قائم‬ ‫على بصيرة‪ .‬ولست تحتاج في ذلك إلى كبير‬ ‫شيء‪ ،‬وإنما عليك أن تتذكر هذين االسمين‪:‬‬ ‫أما أولهما فعبد القاهر‪ ،‬فكن من اسمه على‬ ‫ُذ ْك ٍر‪ ،‬وأما ثانيهما فحازم‪ ،‬فاكتب هذا االسم‬ ‫في أوراقك إلى أن تحفظه‪ .‬فإذا تذكرتهما‪،‬‬ ‫وحفظتهما‪ ،‬ووجدت أنهما أصبحا على لسانك‪،‬‬ ‫وقد فقههما فؤادك‪ ،‬فالذي عليك فعله بعد‬ ‫ذلك أن تذكر رأيا من اآلراء الغربية الحديثة‪،‬‬ ‫ثم تقول بعدها‪ :‬وهذا رأي كاد عبد القاهر أن‬ ‫يقول به‪ ،‬وهذا رأي بعض أصوله عند حازم‪،‬‬ ‫لوال أن حازما لم يكن بإمكانه بالنظر إلى‬ ‫تصوره النقدي العام أن يقول بأكثر منه‪ .‬فإذا‬ ‫أردت اإلغ��راب وإث��ارة اإلعجاب فاذكر بعض‬ ‫من هم أشبه بالمجاهيل‪ ،‬وتخيرهم من أهل‬ ‫اإللحاد‪ ،‬كابن الراوندي‪ ،‬وأبي عيسى الوراق‪،‬‬ ‫ومن إليهما‪ .‬واجعل حديثك عنهما كشفا‬ ‫عظيما‪ ،‬وضمهما إلى أهل حرية الرأي‪ ،‬والفكر‪.‬‬ ‫واجعل قائمة المصادر في بحثك عظيمة‪،‬‬ ‫وتخيرها من لغات كثيرة‪ ،‬فإنك إن تهول على‬ ‫قارئك يكن لك شأن بحمد اهلل تعالـى‪ .‬وال‬ ‫تلتفـت إلى جهلك باللغات‪ ،‬فإن البينـة على‬ ‫المدعي‪ ،‬وإنما عليك اليمين‪ .‬وما أقرب أن‬ ‫تنال شهادة بيمين غموس كناقة غموس‪ ،‬في‬ ‫بطن كلهما ولد‪ ،‬وال يستبان لهما حمل‪.‬‬

‫جل اعتقال العميد اإلقليمي الصنهاجي «بريولة» المتهم‬ ‫عا‬ ‫في جريمة قتل المهاجر المغربي محمد الفيداوي‬

‫نظمت جمعية آفاق الثقافية بأصيلة مساء‬ ‫يوم السبت ‪ 25‬نونبر ‪ 2017‬لقاء ثقافيا من‬ ‫لقاءاتها الشهرية لهذا الموسم تحت شعار‬ ‫«كتاب الشهر» خصص لتقديم قراءة في كتاب‬ ‫الدكتورة سعاد الناصر «السرد النسائي العربي‬ ‫بين قلق السؤال وغواية الحكي» قدمها الدكتور‬ ‫أبو الخير الناصري‪.‬‬ ‫ابتدأ الدكتور محاضرته بتقديم تعريف‬ ‫بصاحبة الكتاب‪ ،‬مركزا على محطات من حياتها‬ ‫الدراسية وإنتاجها األدبي‪ ،‬ومبرزا مالمح من‬ ‫عصاميتها ومحبتها للعلم‪ .‬ثم انتقل لتحديد‬ ‫السياق التأليفي الذي يتنزل فيه كتابها «السرد‬ ‫النسائي العربي» بين باقي مؤلفاتها‪ ،‬قائال‪ :‬إن‬ ‫هذا الكتاب يأتي في سياق االهتمام األصيل‬ ‫للمؤلفة بموضوع المرأة‪ ،‬هذا االهتمام الذي‬ ‫تدل عليه إصداراتها في الموضوع ككتابها‬ ‫«بوح األنوثة»‪ ،‬و«قضية المرأة‪ :‬رؤية تأصيلية»‪،‬‬ ‫و«نساء في دائرة العطاء‪ :‬قصة المرأة في القرآن‬ ‫الكريم»‪ ،‬و«محكي المقاومة في السرد النسائي‬ ‫العربي»‪.‬‬ ‫بعد ذلك قدم المحاضر عرضا لمضامين‬ ‫الكتاب‪ ،‬ملخصا أهم ما جاء في أبوابه وفصوله‪،‬‬

‫ثم قام بمناقشة بعض ما تحدثت عنه المؤلفة‪،‬‬ ‫مركزا على ثالث قضايا هي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬مصطلح السرد النسائــي وما أثيــر حوله‬ ‫من نقاش‪ ،‬وانقسام النقاد بين مؤيدين‬ ‫ورافضين له‪.‬‬ ‫‪ - 2‬طبيعة النقد الذي قدمتــه المؤلفــة‬ ‫للنصوص السردية النسائية العربية‪ ،‬وهو‬ ‫نقد هذه النصوص في ضــوء وظيفــة‬ ‫األدب داخل المجتمع‪.‬‬ ‫‪ - 3‬شجاعة المؤلفة وجرأتها المحمودة في‬ ‫انتقاد بنات جنسها انطالقا من إيمانها‬ ‫بالحقيقة وانتصارها لها بصرف النظر عن‬ ‫كونها مع هذا الجنس من بني البشر أو‬ ‫ذاك‪.‬‬ ‫وفي ختام هذا اللقاء الذي قامت بتسييره‬ ‫األستاذة خديجة أحناش‪ ،‬رئيسة جمعية آفاق‪،‬‬ ‫فتح باب النقاش‪ ،‬وكانت أغلب التدخالت في‬ ‫موضوع المصطلح (أدب نسائي‪ /‬أدب المرأة‪/‬‬ ‫الكتابة النسائية‪ )..‬وأشكال حضور المرأة في‬ ‫الكتابات السردية الصادرة عن النساء والرجال‬ ‫أيضا‪.‬‬

‫اعتمادات مالية مهمة لتأهيل‬ ‫الباعة المتجولين بعمالة‬ ‫المضيق الفنيدق‬

‫رغم مرور ما يقرب عن ‪ 21‬سنـــة على‬ ‫قضيــة مقتـل المهاجــر المغربـــي محمد‬ ‫الفيــداوي بمينــاء طنجــة على أيـــدي رجال‬ ‫مفوضيــة الشرطة بنفس المينــاء‪ ،‬وبالضبط‬ ‫يوم ‪ 18‬أكتوبر ‪ ،1996‬والتي كانت جريدة‬ ‫طنجة سباقة إلى متابعة أطوارها ‪.‬‬ ‫عاد ملف الضحية الفيداوي إلى الواجهة‬ ‫وذلك ليلة يـوم الخميس‪ ،‬بعد أن تمكن أخ‬ ‫المرحوم محمود الفيداوي وعائلته من تتبــع‬ ‫ورصد تحركات المتهم األول العميد اإلقليمي‬ ‫الصنهاجي «بريولــــة» في مدينـــة الربــاط‬ ‫وتوقيفه وتسليمه ألقرب مركز للشرطة التي‬ ‫قامت بتنقيل المتهم ليتضــح في األخير أن‬ ‫الصيد الثمين الذي بين أيديهم ما هـو إال‬ ‫الكوميسيـر الصنهاجـي الملقـب بـ «بريولة»‬ ‫رئيس مفوضية الشرطة بميناء طنجة – سابقا‪-‬‬ ‫يبلغ من العمر حاليا ‪ 79‬سنة والمحكوم عليه‬ ‫من غرفة الجنايات بطنجة في حالة سراح في‬ ‫قضية التعذيـب المـؤدي إلى الموت بثمان‬ ‫سنوات سجنا نافذا‪ ،‬زكتها محكمة النقض‬

‫بالرباط‪ ،‬إال أن المتهمين (بريولة ) وبنجلون‬ ‫اختفيا منذ ذلك الحين عن األنظار فرارا من‬ ‫العقاب‪.‬‬ ‫وللتذكير فإن أطوار هذه الجريمة جرت‬ ‫حسب ما أشرنا اليه يوم الجمعة ‪ 18‬أكتوبر‬ ‫‪ ،1996‬عندما خضعت سيارة المهاجر المغربي‬ ‫محمد الفيداوي المقيم بهوالندا لإلجراءات‬ ‫الجمركية‪ ،‬حيث تمت بشكل ع��ادي‪ ،‬ليفاجأ‬ ‫بتوقيفه من طرف شرطة الميناء التي عاملته‬ ‫بشكل أثار حنقه ‪،‬خاصة عندما أقدمت على‬ ‫تفكيك أج��زاء سيارته‪ ،‬مما أدى إلى مشاداة‬ ‫كالمية تطورت إلى جره إلى مفوضية الشرطة‬ ‫بالميناء‪ ،‬حيث تم تعذيبه‪ ،‬وعندما أحس من‬ ‫قام بتعنيفه بخطورة الوضع الصحي للمهاجر‬ ‫المغربي‪ ،‬تم نقله على أساس أنه شخـص‬ ‫”مجهــول الهويــــة” إلى مستشفى محمد‬ ‫الخامس‪ ،‬حيث لفظ الضحية أنفاسه األخيرة‬ ‫بمجرد وصوله إليها‪ ،‬ورغم أن التقرير الطبي‬ ‫الذي أنجزته شرطة الميناء‪ ،‬أشار إلى كون سبب‬ ‫الوفاة ناتج عن نوبة قلبية حادة‪ ،‬إال أن التقرير‬

‫الذي أنجزه الدكتور “سعيد واهلية”‪ ،‬الطبيب‬ ‫الشرعي بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء‬ ‫بأمر من الوكيل العام لدى محكمة االستئناف‬ ‫بطنجة‪ ،‬أشار إلى أن الوفاة كانت غير عادية‬ ‫وناتجة عن التعذيب المفترض الذي يعتقد أن‬ ‫يكون قد تعرض له بمخفر شرطة ميناء طنجة‪.‬‬ ‫الملف كان يتابع فيه ثالثة أمنيين أحدهم‬ ‫المتهم عبد اهلل بلفقيه تم ضبطه بمدينة‬ ‫بركان ‪ -‬حسب أفراد الهالــك ‪ -‬بمجهودات‬ ‫شخصية‪ ،‬وقضى عقوبته الحبسية‪ ،‬وقد التحق‬ ‫بالرفيق األعلى‪ ،‬بينما المتهم اآلخر بنجلون ال‬ ‫يعلم مصيره‪ ،‬أما كوميسير الميناء الذي كان‬ ‫يحاكم في حالة سراح‪ ،‬فقد كان متخفيا إلى‬ ‫أن عثرت عليه عائلة الضحية واقتادته بنفسها‬ ‫إلى مصالح األمن بالرباط‪ ،‬قبل أن يحال يومه‬ ‫السبت بطنجة أمام الوكيل العام لمحكمة‬ ‫االستئناف ال��ذي أحاله ب��دوره على السجن‬ ‫المحلي لقضاء عقوبته‪ ،‬ألن حكمه لم يشمله‬ ‫التقادم لحد الساعة‪.‬‬

‫م‪.‬ط‪.‬ب‬

‫في إط��ار البرنامج ال��ذي سطرته‬ ‫عمالة المضيق الفنيدق للقضاء على‬ ‫ظاهرة الباعة المتجولين تم تخصيص‬ ‫اعتمادات مالية تفوق ‪ 32‬مليون درهم‬ ‫لتمويل البرنامج الذي انطلق منذ سنة‬ ‫‪ ،2015‬ويروم هذا البرنامج تأهيل الباعة‬ ‫المتجولين على مستوى مختلـــف نقط‬ ‫البيع غير المنظمة بعمالة المضيق –‬ ‫الفنيدق‪.‬‬ ‫هذا وفي إطار المرحلة األولى التي‬ ‫شملت بلدية مرتيل‪،‬تم رصد حوالي ‪12‬‬ ‫مليون و ‪ 478‬ألف دره��م‪ ،‬وهوتمويل‬ ‫مشترك ساهمت فيه وزارة الداخلية في‬ ‫إطار برنامجها الوطني لتأهيل الباعة‬ ‫الجائلين‪ ،‬حيـــث ساهمت ال��وزارة فيه‬ ‫ب‪ 7‬ماليين و ‪ 21‬ألف درهم‪ ،‬و المبادرة‬ ‫الوطنية للتنمية البشرية بعمالة المضيق‬ ‫ الفنيدق ب ‪ 5‬ماليين و ‪ 457‬ألف درهم‪.‬‬‫ووف��ق المعطيات المقدمة خالل‬ ‫االجتماع األخير للجنة اإلقليمية للتنمية‬ ‫البشرية‪ ،‬والتي حــث فيها عامل عمالة‬ ‫المضيق ‪ -‬الفنيدق‪ ،‬حسن بويا‪ ،‬السلطات‬ ‫المحليــــة والمنتخبيـــن على ضرورة‬ ‫االنكباب على حل هذا الملف وفق مقاربة‬

‫تشاركية‪ ،‬داعيا جميع المتدخلين إلى‬ ‫اقتراح حلول ناجعة والبحث عن الوعاء‬ ‫العقاري الحتضان الباعة المتجولين‪.‬‬ ‫وانطالقـا من هذه المعطيات تمــت‬ ‫تهيئة فضاءات لبيــع السمك والخضــر‬ ‫والمالبس المستعملــة بحي الديـــزة‬ ‫واقتناء تجهيزات متنقلة وتجهيز عدد‬ ‫من الفضاءات القارة للبيع‪ ،‬كما يجري‬ ‫حاليا تأهيل فضاء لبيع السمك بالسوق‬ ‫المركزي وإعادة إيواء الباعة بحي الشبار‬ ‫وشارع الكروم‪.‬‬ ‫وق��د مكنت ه��ذه التدخالت‪ ،‬التي‬ ‫استفاد منها ‪ 393‬بائعا فراشا‪ ،‬من إخالء‬ ‫عدد من الساحات العمومية التي كانت‬ ‫تستغل من قــبل الباعــة الغير قارين‪،‬‬ ‫وتنظيم البيع بشوارع رئيسية وسط‬ ‫بلدية مرتيل وتحسيــن جودة عـــرض‬ ‫السلع‪.‬‬ ‫أما المرحلة الثانية من البرنامج التي‬ ‫ستنطلق قريبا تشمل بلديتي المضيق‬ ‫والفنيدق رصدت لها اعتمادات قدرت‬ ‫بأكثر من ‪ 19‬مليون درهم‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬


‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪918‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫ّ‬ ‫هل هالل ربيع األول‪ ،‬فأشرقت لطلعته األنوار‪ ،‬احتفاء بمولد المصطفى المختار‪ .‬وقد اعتادت الزوايا‬ ‫بتطوان‪ ،‬أن تقيم احتفاالت دينية بهذه المناسبة المباركة‪.‬‬ ‫وأول زاوية تفتتح هذه السلسلة من ليالي الذكر والمديح‪ ،‬الزاوية الكتانية‪ ،‬وذلك يوم السادس من ربيع‬ ‫األول‪ ،‬من كل سنة‪ ،‬وقد وافق هذه السنة الخامس والعشرين من نوفمبر ‪.2017‬‬ ‫في هذا اليوم‪ ،‬توافد المدعوون على الزاوية‪ ،‬ليؤدوا صالة المغرب‪ ،‬ثم انطلق الحفل –على بركة اهلل‪-‬‬ ‫بتالوة سورة المُلك‪ ،‬ثم مُهد للنصاب األول من الهمزية‪ ،‬بالصالة المشيشية‪ .‬وخُتمت هذه الفقرة بقراءة‬ ‫المنفرجة‪ ،‬ليُفسَح المجال لصالة العشاء‪.‬‬ ‫الفقرة الثانية افتُتحت بشذرات من البردة‪ ،‬افتُتحت بـ ‪« :‬محمد سيد الكونين والثقلين‪ »...‬واختُتمت‬ ‫بالدعاء الناصري‪ ،‬وبينهما تُليت األمداح النبوية‪ ،‬واستمتع الناس بسماع المولدية‪.‬‬ ‫وكان مسك الختام‪ ،‬الدعاء ألمير المؤمنين‪ ،‬بالنصر والتمكين‪ ،‬و للمؤمنين والمؤمنات بالهداية‬ ‫والتوفيق‪ ،‬و لشيوخ الطريقة الكتانية وأتباعها بالخير العميم‪ ،‬و للمحسنين والمحسنات بالجزاء واألجر العظيم‪.‬‬ ‫البرنامج بما فيه تناوُل العَشاء‪ ،‬استغرق ثالث ساعات أو أقل‪.‬‬ ‫وحين أتصفح دفتر المولدية الذي كتبه الفقيه الذاكر محمد بن الهاشمي –رحمه اهلل‪ -‬بخط يده‪ ،‬وأجد‬ ‫أن صفحاته بلغت السبع والثالثين صفحة‪ ،‬أتساءل عن المدة الزمنية التي كانت تستلزمها قراءة كل هذه‬ ‫الصفحات‪.‬‬ ‫لعل الناس آنذاك‪ ،‬كانت تطول لياليهم إلى غاية الفجر‪.‬‬ ‫وال زالت بعض الزاويا لحد الساعة‪ ،‬تسير على هذا المنوال‪ ،‬كالزاوية الكتانية بطنجة‪ ،‬أو الزاوية الحراقية‬ ‫بتطوان‪ ،‬مع وجود الفارق‪.‬‬ ‫إنه الحب والولع بالذكر والسماع الصوفي‪.‬‬ ‫قلت سابقا‪ :‬إن أول زاوية تفتتح ليالي المولد‪ ،‬هي الزاوية الكتانية بتطوان‪ ،‬أو عموم الزوايا الكتانية‬ ‫بالمغرب‪.‬‬ ‫وأحب أن أضيف أن آخر زاوية تختتم البرنامج‪ ،‬هي الزاوية الريسونية‪ ،‬فهذه تقيم ليلة رسمية في أمسية‬ ‫الحادي عشر من ربيع األول‪ ،‬وتقيم ليلة أخرى في التاسع والعشرين منه‪.‬‬ ‫أما الزاوية التيجانية فتقيمها في سابع يوم المولد‪ .‬بينما تقيمها زاوية سيدي الصعيدي في الخامس‬ ‫والعشرين من الشهر‪.‬‬ ‫وهناك زوايا التزمت بإقامتها في الليلة المشرفة على عيد المولد‪ ،‬كالزاوية الحراقية‪ ،‬وزاوية سيدي علي‬ ‫بركة‪ ،‬والزاوية القادرية‪.‬‬ ‫رحم اهلل آباءنا وأجدادنا الذين ورثنا عنهم هذه السّنة الحميدة‪ ،‬وسرنا سيرتهم‪ ،‬عل اهلل يدخلنا في‬ ‫زمرتهم‪ ،‬يوم تجد كل نفس ما عملت من خير مُحضرا‪.‬‬

‫كاد الفقر أن يكون كفرا‬

‫حتى ال تتكرر مأساة سوق «سيدي بولعالم»‬ ‫‬‫إشكالية الفقر من اإلشكاليات التي تتناول من زوايا متعددة‪،‬‬ ‫وقد توصم بالفقر قارات كما دول وجهات وجماعات ترابية ومدن‪،‬‬ ‫ثم أفراد‪.‬‬ ‫لكن الفقر يمس األفراد في العالم كله‪ ،‬شماله وجنوبه وغربه‬ ‫وشرقه‪ ،‬وتبقى نسبتة وطرق التعامل معه هي التي تختلف من دولة‬ ‫إلى أخرى ومن جهة إلى أخرى‪.‬‬ ‫ومؤشرات الفقر حسب المعايير الدولية ترتبط بالدخل وقدرته‬ ‫على تلبية الحاجيات األساسية للعيش بكرامة (غذاء‪ ،‬لباس‪ ،‬تطبيب‪،‬‬ ‫سكن‪ ،‬تمدرس إلخ)‪.‬‬ ‫وقد أعادت مأساة سوق «سيدي بولعالم» بنواحي الصويرة‬ ‫سؤال الفقر بالمغرب إلى واجهة النقاش العمومي‪ ،‬رغم أن مظاهره‬ ‫اليومية بادية للعيان في الحواضر كما في البوادي‪.‬‬ ‫الفقر المرتبط ببعض‬ ‫المناطق األكثر عزلة أو‬ ‫تهميشا تفطنت له الدولة‬ ‫منذ مدة وحاولت جاهدة‬ ‫أن تعالجه إما ببرامج قارة‬ ‫كالتي تقوم بها المبادرة‬ ‫الوطنية للتنمية البشرية‬ ‫و مؤسسة محمد الخامس‬ ‫للتضامن؛ وإم��ا بتشجيع‬ ‫مبادرات المجتمع المدني‬ ‫واإلح����س����ان ال��ع��م��وم��ي‬ ‫وال��ف��ردي ف��ي المجاالت‬ ‫االج��ت��م��اع��ي��ة وخ��اص��ة‬ ‫التمدرس والتطبيب‪.‬‬ ‫هذا دون أن ننسى أن العديد من البرامج والمشاريع الحكومية‬ ‫القطاعية يوجد هدف محاربة الفوارق االجتماعية والفقر ودعم‬ ‫الفئات الهشة والمعوزة من بين أهدافها األساسية‪.‬‬ ‫إال أن نتائج هذه المجهودات كلها تبقى‪ ،‬في رأي كثير من‬ ‫المالحظين‪ ،‬محدودة أمام زحف المظاهر الكثيرة المرتبطة بوضعية‬ ‫الفقر كالتسول‪ ،‬والدعارة‪ ،‬والحريك‪ ،‬واإلدمان وجحافل المهمشين‪،‬‬ ‫والسكن غير الالئق‪ ،‬وسوع التغذية‪ ،‬وبعض األم��راض النفسية‬ ‫والعضوية‪ ،‬وتشغيل األطفال‪ ،‬ونسبة كبيرة من الهدر المدرسي‬ ‫والجامعي‪ ،‬والبطالة‪ ،‬والشغل غير القار وغير المؤمن‪ ،‬والعنف‬ ‫المجتمعي‪... ،‬إلخ‪.‬‬ ‫وهكذا فإن موقف أطراف مجتمعية يحمل الدولة المسؤولية‬ ‫السياسية في إنتاج الفقر وإعادة إنتاجه بسبب االختيارات االقتصادية‬ ‫الالشعبية وما يرتبط بها من ريع وفساد وإقصاء‪ ،‬في حين أن موقف‬ ‫أطراف أخرى يعتبر أن الدولة تقوم بواجبها وأن السياسة االجتماعية‬ ‫ترصد لها مبالغ ضخمة‪ ،‬لكن هذه السياسة تحتاج لكي تعطي‬ ‫ثمارها إلى حكامة واستمرارية ثم إلى إرادة الفئات المستهدفة‬ ‫للخروج من وضعية الفقر‪ ،‬وكذا إلى دعم المجتمع بكامله‪.‬‬ ‫ومهما يكن موقف هذا أو ذاك‪ ،‬فإن الفقر واقع في المغرب‬ ‫وليس من باب الخيال‪ ،‬لذلك فإن كل واحد منا يعرف الفقر الموجود‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫وسط عائلته أو جيرانه أو حيه أو مدينته‪ ،‬إن لم يكن عاش الفقر أو‬ ‫يعيشه‪ ،‬لكن النظر لألسباب الكامنة وراء الفقر والحلول المقترحة له‬ ‫قد تختلف من واحد آلخر حسب إيمانه ومعرفته ووضعه االجتماعي‬ ‫ووعيه الطبقي‪.‬‬ ‫وعلى مستوى عام؛ فإذا كانت للنظريتين االشتراكية‬ ‫ ‬ ‫والليبرالية‪ ،‬واللتين كان لكل واحدة منهما تأثير واسع في القرنيين‬ ‫الماضيين‪ ،‬مقاربتان متناقضتان فيما يخص المجتمع ومعضالته‬ ‫بما فيها الفقر‪ ،‬وبالتالي النظر إلى وظائف الدولة‪ ،‬فإنه في الزمن‬ ‫الحالي قد تعددت هذه الوظائف وتشعبت‪ ،‬كما تجاورت في كثير من‬ ‫الدول أنماط اإلنتاج‪ ،‬وتعقدت المعضالت االجتماعية مما يصعب‬ ‫معه رد معضلة الفقر لنمط إنتاج دون آخر‪ ،‬بل أن المالحظ هو أن‬ ‫دوال اعتمدت الليبرالية انحصر الفقر فيها بشكل كبير في حين أن‬ ‫دوال تعتبر نفسها اشتراكية‬ ‫لم تحقق نجاحا كبيرا في‬ ‫معالجة ه��ذه المعضلة‬ ‫االجتماعية األساسية‪.‬‬ ‫ال��م��غ��رب ب��ل��د ن��ام‬ ‫ي��س��ج��ل ت��ق��دم��ا وت��ي��رت��ه‬ ‫م��ت��ب��اي��ن��ة وم��ف��ارق��ة في‬ ‫مناحي متعددة‪ ،‬و بال شك‬ ‫فقد حقق إنجازات مهمة‬ ‫على المستوى االقتصادي‬ ‫خ��اص��ة‪ ،‬ل��ك��ن المعادلة‬ ‫الصعبة التي ترخي بثقلها‬ ‫وب��ح��دة ع��ل��ى المجتمع‬ ‫وتربك السلم االجتماعي‬ ‫ه���ي ال��ف��ق��ر وال���ف���وارق‬ ‫االجتماعية والمجالية‪ ،‬ولوال التضامن األسري وأشكال أخرى من‬ ‫التضامن غير النفعي والنفعي‪ ،‬لكانت معضلة الفقر أكثر حدة‪ ،‬لكن‬ ‫هذا ليس حكما على الدولة أنها ال تأخذ أمر الفقر بمنتهى الجدية‪ ،‬بل‬ ‫يعني أن السياسة االجتماعية وخاصة ما يتعلق منها بمحاربة الفقر‬ ‫تقتضي تعبئة شاملة للمجتمع وترسيخ الثقة في الدولة‪ ،‬ثم تغيير‬ ‫المقاربات والمنهجيات واعتبار كرامة المواطن المغربي من كرامة‬ ‫بلده‪ ،‬والقطع مع جميع السلوكات االنتهازية غير المواطنة التي‬ ‫تجعل أقدس القضايا بقرة حلوب‪ ،‬وتجاوز الحساسيات األيديولوجية‬ ‫والسياسية التي تعيق تعميق الرؤية الشمولية للقضايا المجتمعية‬ ‫األفقية و تضعف فعالية أجرأتها‪.‬‬ ‫فهل سنستطيع كمجتمع ودولة في المغرب خلق جو‬ ‫ ‬ ‫الثقة من أجل العمل يدا في يد الجتراح أنجع المقاربات والوسائل‬ ‫التنظيمية‪ ،‬وذلك بعد تجاوز سوء النية واالتهامات المجانية التي‬ ‫ال تسمن والتغني من جوع‪ ،‬حتى ال يتكرر الحادث المأساوي المؤلم‬ ‫لسوق «سيدي بولعالم» وحتى تتراجع بقوة وبالتدريج‪ ،‬مختلف‬ ‫مآسي الفقر الفردية والجماعية‪...‬؟‪.‬‬ ‫ذلك ما تدعو إليه الروح الوطنية والمواطنة‪ ...‬وكاد الفقر أن‬ ‫يكون كفرا‪...‬‬

‫ولباس التقوى‪،‬‬ ‫ذلك خير‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫كلما رجعت إلى كناشة العياشي بن عبد القادر التستاوتي‪،‬‬ ‫تستوقفني مادة أو عبارة أو قضية لها صلة بالرؤية الصوفية‬ ‫لهذا العارف باهلل؛ وهي رؤية نسقية مشدودة إلى منظومة القيم‬ ‫األخالقية‪.‬‬ ‫العياشي التستاوتي كان ضريرا‪ ،‬وهو شقيق الشاعر الصوفي‬ ‫الكبير أحمد بن عبد القادر التستاوتي‪.‬‬ ‫كان العياشي ينهي ما يمليه من وارداته بعبارة‪ :‬غبار‬ ‫المسلمين‪ ،‬العياشي كان اهلل له‪.‬‬ ‫طلب مني بعض من أثق به أن أبعث له بمادة مختارة مما‬ ‫يستوقفني‪.‬‬ ‫رجعت إلى الكناشة العياشية واستنسخت الوصية اآلتية‪:‬‬ ‫«الحمد هلل وحده‬ ‫ومما أوصى به اإلمام الهمام القدوة البركة موالنا العياشي‬ ‫بن عبد القادر التستاوتي كان اهلل له‪ ،‬آمين‪ ،‬ما نصه‪:‬‬

‫وصية خاصة تجري عامة لمن رعاها من بنات نبينا آدم‬ ‫عليه السالم‬ ‫فإني أوصي ابنتي على تقوى اهلل العظيم‪.‬‬ ‫وتعظيم زوجها‬ ‫وتعظيم صواحبتها‬ ‫ولترفع همتها لنيل المعالي‬ ‫وال تستخف بلباس وال بطيب المعاش‬ ‫قال تعالى‪« :‬ولباس التقوى‪ ،‬ذلك خير»‪.‬‬ ‫وقال تعالى خطابا ألزواج النبي صلى اهلل عليه وسلم «يا �أيها‬ ‫النبيء قل لأزواجك �إن كننت تردن احلياة الدنيا وزينتها‬ ‫فتعالني �أمتعكن و�أ�رسحكن �رساحا جميال‪ ،‬و�إن كننت‬ ‫تردن اهلل ور�سوله والدار الآخرة‪ ،‬ف�إن اهلل �أعد للمح�سنات‬ ‫منكن �أجرا عظيما»‪.‬‬ ‫فرضائي على ابنتي في رضى اهلل ورسوله‪.‬‬ ‫فرضائي عليها إن لبست إزار الشريعة‪..‬‬ ‫وقميص الحقيقة‪..‬‬ ‫وحزام اليقين‪..‬‬ ‫وخرصة األنس‪..‬‬ ‫وبزائم الرجاء‪..‬‬ ‫وتشامير الخوف‪..‬‬ ‫وعبروق المعرفة‪..‬‬ ‫وشنبور الشوق‪..‬‬ ‫ودياليج الصدق‪..‬‬ ‫ورائحة التواضع‪..‬‬ ‫ومشط الفكرة‪..‬‬ ‫وطيب العفاف‪..‬‬ ‫وقطيفة القناعة‪..‬‬ ‫وحصير الزهد‪..‬‬ ‫وسرير المحبة‪..‬‬ ‫وبيت المهابة‪..‬‬ ‫فعليك بالصبر؛ فهذا هو األصل الذي كتبت عاقبته دنيا وأخرى‪.‬‬ ‫وال تلبسي متاعك إال إن قصدت إدخال السرور على زوجك‬ ‫فقط‪ ،‬ال لكبر وال لرياء وال لسمعة وال لعجب‪.‬‬ ‫فهذه أوصاف الصالحات»‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪918‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 05‬دي�سمبـر ‪2017‬‬

‫سكين من الحجم الكبير‬ ‫داخل محفظة تلميذ بمدرسة ابتدائية‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫شكرا «معالي» الوزير‬ ‫وزير السياحة‪ ،‬الذي جاء للحكومة من عمدية كازابالنكا‪ ،‬في إطار‬ ‫«فسخ» البلوكاج المعلـوم‪ ،‬الذي قـــام على حل «إما جميعا أو ال أحـد»‪،‬‬ ‫قام بزيارة عمل إلى طنجة‪ ،‬اإلثنين الماضي‪ ،‬ذكرتنا بزيارات الوزراء‬ ‫في العهد الماضي‪ ،‬التي كانت تأتي دائما على نفس النسق ‪ :‬التذكير‬ ‫بالعناية الملكية بالمدينة أو اإلقليم موضوع الزيارة‪ ،‬استعراض مؤهالت‬ ‫المنطقة ‪ .... ،‬والختم بالوعود‪! ‬‬ ‫الوزير ساجد الحديث العهد بالسياحة‪ ،‬شأنه في ذلك شأن شريكته‬ ‫في الوزارة‪ ،‬لم يخالف‪ .‬فقد ذكر من اجتمعوا إليه بالعناية الملكية بطنجة‪،‬‬ ‫كما نبه السلطات والمنتخبين ومهنيي السياحة الذين تتبعوا خطابه‬ ‫بمنتهى االهتمام‪ ،‬بالتحوالت العميقة والدينامية الكبيرة والمشاريع‬ ‫الهائلة التي تشهدها هذه المدينة‪ ،‬كالميناء المتوسطي وإعادة توظيف‬ ‫الميناء القديم والقطار الـ ‪ TGV‬والمناطق الصناعية‪ .....‬وهي بطبيعة‬ ‫الحال مشاريع عاش أهالي طنجة لحظة ميالدها‪ ،‬بفضل مبادرة كريمة‬ ‫من جاللة الملك‪ ،‬وتتبعوا طيلة عقد من الزمن مراحل تشييدها و ساعة‬ ‫بداية تشغيلها‪ ،‬ويتتبعون يوميا التطورات التي تشهدها‪ ،‬ما يعني انتفاء‬ ‫عنصر «التشويق» في موضوعها‪.‬‬ ‫الوزير زاد فأكد أن هذه المشاريع من شأنها أن تعطي دفعة قوية‬ ‫لقطاع السياحة‪ .‬وهو‪ ،‬بالفعل ما نتمنى‪ ،‬وما هو منتظر من تلك البرامج‬ ‫والمشاريع‪ ،‬لو توفرت النيات الحسنة‪....‬‬ ‫إال أن الوزير فاجأنا حين أخبرنا أن طنجة تلعب دورا مهما في‬ ‫التنمية االقتصادية بالمملكة‪ ،‬ويجب أن تجد مكانتها المتميزة على‬ ‫الخريطة السياحية‪! ‬‬ ‫حقيقة أن الوزير لم يخطئ القول حين اعتبر أن طنجة تضطلع (وال‬ ‫تلعب) بدور هام في االقتصاد الوطني ذلك أن هذه المدينة والجهة‪،‬‬ ‫تعتبر فاعال أساسيا في التنمية االقتصادية الوطنية ‪ ،‬بدليل اإلحصاءات‬ ‫الرسمية وتنامي قيام الصناعات المتنوعة بها وتهافت الفاعلين‬ ‫االقتصاديين العالميين على االستثمار بمناطقها الصناعية وعلى ربط‬ ‫االتصال بمينائها‪ ،‬وكل ذلك من مكرمات فكر جاللة الملك وفضله على‬ ‫هذه المدينة وعلى مدن الشمال قاطبة‪.‬‬ ‫أما رغبة الوزير في أن تجد طنجة مكانتها المتميزة على الخريطة‬ ‫السياحية الوطنية‪ ،‬فهو‪ ،‬بالضيط‪ ،‬ما كنا ننتظره منكم ومن زيارتكم‬ ‫التي دشنتم بها تعامل وزارتكم مع السياحة بهذه المدينة‪ ،‬التي‪،‬‬ ‫للتذكير‪ ،‬كانت منذ قرنين من الزمن‪ ،‬وجهة سياحية عالمية‪ ،‬يقصدها‬ ‫السياح من كل أرجاء العالم وتزورها‪ ،‬بانتظام‪ ،‬الرحالت السياحية‬ ‫الكبرى‪ ،‬على مدى السنة‪ ،‬ولكم في مشاهير العالم‪ ،‬من فنانين وكتاب‬ ‫وأدباء وسياسيين من القرن الماضي‪ ،‬خير دليل على مكانة طنجة‬ ‫السياحية‪ ،‬التي شهدت أولى الوحدات الفندقية الراقية بالمغرب وأهمها‬ ‫فندق المنزه الذي تعرض‪ ،‬على يد «السياحة المغربية» ‪ ،‬لضربة موجعة‬ ‫بالنسبة للسياحة المحلية وألهالي طنجة أنفسهم‪ ،‬الذين يرون أن‬ ‫المشاكل كان يمكن أن تحل دون التشهير بمعلمة من معالم طنجة‬ ‫الحضارية المرتبطة بوجدان وبنخوة الطنجاويين‪.‬‬ ‫ومع كل ذلك قال الوزير إن وزارته تعمل على أن تجعل من طنجة‬ ‫وجهة سياحية قائمة الذات‪! ‬‬ ‫إنها كانت‪ ،‬يا سيدي الوزير‪ ،‬وجهة سياحية قائمة الذات‪ ،‬ومن‬ ‫الوجهات السياحية المفضلة عالميا وزاد توهجها السياحي المتعدد‬ ‫الجنسيات بفضل وضعها الدولي الذي امتد من ‪ 1924‬إلى ‪1956‬‬ ‫سنة استقالل المغرب‪ .‬كما أن معرفة سكانها باللغات األجنبية‪ ،‬ساعد‬ ‫وبقوة في تحقيق الطفرة السياحية التي شهدتها طنجة أثناء وبعد إلغاء‬ ‫«النظام الدولي»‪.‬‬ ‫أما فكرتكم بضرورة استفادة طنجة من مؤهالتها الطبيعية‬ ‫وإمكاناتها االقتصادية لتنمية القطاع السياحي‪ ،‬فهذا يتوقف على‬ ‫مبادرة من وزارتكم التي التزمت ‪ ،‬بلسانكم‪ ،‬بمواكبة مسلسل التنمية‬ ‫السياحية وتعزيز جاذبية المدينة وإشعاعها السياحي وطنيا ودوليا‪،‬‬ ‫والتجاوب الكامل مع مطالب المهنيين‪ ،‬التي اعتبرتها كاتبة الدولة في‬ ‫السياحة‪« ،‬مطالب مشروعة وعادلة»‪.‬‬ ‫بعض تلك المقترحات‪ ،‬وال أقول «مطالب»‪ ،‬ألنها التخص‪ ،‬في‬ ‫معظمها‪ ،‬جوانب شخصية تتصل بالممارسة المهنية ألصحاب المهن‬ ‫السياحية‪ ،‬بقدر ما تخص مبادرات عملية من أجل النهوص بالسياحة‪،‬‬ ‫مبادرات وأفكار عبر عنها بوضوح تام كل من رئيس المكتب الجهوي‬ ‫للسياحة‪ ،‬محمد بوستة ‪ ،‬ومدير المجلس عبد الغني ركالة‪ ،‬وهو من‬ ‫الخبراء القالئل في السياحة الوطنية‪ ،‬وال تنتظر إال إشارة منكم للشروع‬ ‫في دراستها والتجاوب معها‪ ،‬ونحن ال نملك إال أن نساندكم وندعو‬ ‫لكم بالتوفيق في تنفيذ ما التزمتم به‪ ،‬علنا‪ ،‬لصالح «تحريك» السياحة‬ ‫بطنجة‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫ولم ال‪ ،‬بعد أن وجد إخوته الكبار حال لمشاكلهم مع أساتذتهم في‬ ‫اإلعدادي والثانوي‪ ،‬ب «سلخهم» أو طعنهم بـ « األبيض»‪ ،‬أو «تشريط»‬ ‫وجوههم ‪ ،‬بشفرات الحالقة‪ ،‬على طريقة كبار المنحرفين‪......‬‬ ‫لم ال‪ ،‬ما دام كل شيء صار ممكنا في هذا البلد‪ ،‬وما دامت‬ ‫الطريق سالكة‪ ،‬أمام التلميذ‪ ،‬بين الفصل والسجن‪ ،‬وما دام أننا نجد‬ ‫لذة في معاكسة القانون‪ ،‬وفي التدخل من أجل حماية المفسدين‪،‬‬ ‫صغارا أو كبارا‪ ،‬ضد العقاب الرادع‪ ،‬من باب «اهلل يعيش‪ ،‬اهلل يطيش»‪،‬‬ ‫و أن «المسامح كريم»‪....‬لتحمل تلك األستاذة ندبا الجرح الغائر الذي‬ ‫تسبب لها فيه تلميذ قرر أن «يعمل شرع يده» و «يشرط» وجه أستاذة‬ ‫والكل يعلم أهمية الوجه بالنسبة لألنثى‪ ...‬ومع ذلك‪ ،‬فإنه وجد من‬ ‫يدافع عن التلميذ الضال‪ ،‬بدعوى أنه ولد طائش‪ ،‬وعصبي المزاج‪ ،‬وأنه‬ ‫نادم على فعلته‪ ،‬ويطلب «السماحة»‪......‬‬ ‫ترى‪ ،‬من كان عليه الدور من معلمي ابتدائية كيليز‪ ،‬حيث «تسلح»‬ ‫تلميذ بسكين رهيب‪ ،‬دفنه بين كتبه‪ ،‬في انتظار أن «يعميها اهلل»‬ ‫لمعلم أو معلمة فيكون «جزاؤه» كما تتصورون‪! ‬‬ ‫‪ DDDDDDD‬‬

‫الدبلوماسية الموازية في مداغ‬ ‫انتقل التصوف في مداغ من الطقوس الدينية المألوفة‪ ،‬إلى‬ ‫الدبلوماسية الموازية الروحية من أجل نشر اإلشعاع الروحي واإلنساني‬ ‫بين شعوب البلدان والقارات‪.‬‬ ‫التصوف وجد في مداغ فضاء جديدا ومفهوما جديدا يوظف‬ ‫الزاوية في خدمة الدبلوماسية الموازية القادرة على دحض كل الصور‬ ‫النمطية وكل ما يمكن أن يسيء إلى اإلسالم‪.‬‬ ‫وما يدريك‪ ،‬فقد تتحول مداغ إلى عاصمة دولية على خط تماس‬ ‫ناري ال يقدر على ردعه سوى خبراء دبلوماسية التصوف وعاصمته‬ ‫مداغ‪.‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫نقل اختصاصات اآلمر بالصرف بشأنه‪ ،‬من رئيس الحكومة إلى وزير‬ ‫الفالحة‪.‬‬ ‫قد تكون الجريدة أخطأت‪ ،‬جدال‪ ،‬في نقل الخبر أو تحليله أو تأويله‪،‬‬ ‫ما دام أن هذا الموضوع أثار الكثير من التعاليق وقتها‪ ،‬ولكن‪ ،‬ألم‬ ‫يكون من األفضل‪ ،‬بالنسبة للوزيرين أن يوجها لمدير الجريدة المعنية‬ ‫بيان حقيقة‪ ،‬يصحح معلومات كاتب الخبر ويقدما صيغتهما للخبر‬ ‫المثير للجدل‪ ،‬وعلى الجريدة نشر هذا «البيان» في ظروف حددها‬ ‫قانون الصحافة‪ ،‬وإن اقتضى الحال‪ ،‬تقدم الجريدة اعتذارا حين يثبت‬ ‫لديها أن ما نشرت يجانب الصواب‪.‬‬ ‫إال أن الوزيرين المعنيين توجها للقضاء وطالبا بتعويض قدره‬ ‫مليار سنتيم‪ ،‬مناصفة بينهما‪ ،‬في سابقة لم نسمع بها قبل هذا‬ ‫اليوم‪.‬‬ ‫الدعوى معروضة على القضاء الذي سيقول فيها كلمة الفصل‪ ،‬إال‬ ‫أنه كيفما كان الحكم‪ ،‬فإن مواجهة جريدة وطنية ذات موارد محدودة‪،‬‬ ‫بتعويض مليار سنتيم‪ ،‬سيفسره الكثيرون‪ ،‬بأنه وسيلة إلخراص صوت‬ ‫هذه الجريدة وعبرها‪ ،‬أصوات الصحافة الوطنية المنفلتة من قبضة‬ ‫«العام زين»‪! ‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫خبر ال يصدق !‬ ‫تناقلت بعض المواقع‪ ،‬نقال عن مرصد حماية البيئة والمآثر‬ ‫التاريخية‪ ،‬أن نية بعض «المسؤولين» تتجه إلى هدم برج القصبة‪،‬‬ ‫ما دفع العديد من الفعاليات الجمعوية بطنجة إلى التحرك من أجل‬ ‫التنديد بهذه الخطة والعمل على إفشالها‪.‬‬ ‫ال أصدق أن يوجد دماغ في جمجمة سليمة‪ ،‬يمكن أن يفكر بهذا‬ ‫الموضوع‪ ،‬إذ أن مجرد التفكير في هدم بناية تاريخية تشكل رمزا من‬ ‫رموز مدينة مجيدة عريقة في تاريخ اإلنسانية‪ ،‬كطنجة‪ ،‬يعتبر إهانة في‬ ‫تاريخ هذه المدينة وقذفا صريحا ومشينا في ذكاء أهلها‪ ،‬وحضارتهم‬ ‫ونبوغهم‪.‬‬ ‫وبينما أعلنت السفارة األمريكية بالمغرب أنها ستتكفل بترميم‬ ‫قصبة أكادير أوفال‪ ،‬من أجل إنقاذ هذه المعلمة التاريخية بالجنوب‪،‬‬ ‫تروج أخبار تتحدث عن هدم برج قصبة طنجة‪! ‬‬ ‫على أي‪ ،‬أتمنى أن يصدر عن والية الجهة ورئاسة المجلس البلدي‬ ‫بيان يفيد أن ال أساس لهذه األخبار من الصحة‪ ،‬وأننا مخطئون في‬ ‫«اعتقادنا» الظالم أنه يوجد من بين مسؤولينا األفذاذ من يفكر بهذه‬ ‫«الخطيئة» التاريخية‪ ،‬وأنه يتحتم علينا أن نعتذر على «زلة» الثقة في‬ ‫مروجي هذه‪ ‬اإلشاعات المغرضة !!! ‪...‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫األمن مستتب رغم الداء واألعداء‬

‫أصيلة‪ :‬برهان التربية واألخالق‬ ‫بقدر ما صدمتنا أنباء االعتداءات المتكررة ‪ ،‬لتالميذ على معلميهم‬ ‫وأساتذتهم بعدد من مدن الجنوب‪ ،‬أسعدنا خبر من المدينة الشمالية‬ ‫الجميلة‪ ،‬أصيلة‪ ،‬التي كانت مسرحا لحدث غاية في التحضر والنبل‪.‬‬ ‫ثالثة تالميذ بثانوية اإلمام األصيلي‪ :‬التوأم أيوب وآدم الضاوي‬ ‫ورفيقهما أنس الشويخ‪ ،‬عثروا على محفظة بهام مبلغ مالي كبير وبها‬ ‫أيضا أوراق إدارية‪ ،‬فاستقر رأيهم على رد «األمانة» إلى أهلها‪ ،‬وحين‬ ‫تعذر عليهم ذلك‪ ،‬قاموا بتسليم حافظة النقود إلى الشرطة بالمدينة‪.‬‬ ‫من أجل إعادتها ألصحابها‪.‬‬ ‫الخبر انتشر انتشارا واسعا على صفحات الفيسبوك حيث نال‬ ‫الثناء العطر من الجميع‪ ،‬فيما قامت المديرية اإلقليمية لوزارة التربية‬ ‫الوطنية لطنجة‪ -‬أصيلة‪ ،‬بتكريم التالميذ الثالثة‪ ،‬الذين رفضوا‬ ‫الحصول على إكراميات من صاحب المحفظة العائدة‪.‬‬ ‫حضور الوزير المكلف بالقطاع‪ ،‬حفل تكريم األطفال الثالثة‪،‬‬ ‫وإن لم يحصل‪ ،‬فإنه لم يفقد الحفل رمزيته وبهاءه وجماله وعمقه‬ ‫اإلنساني‪ ،‬في هذا الزمن الصعب الذي يعيشه التعليم بالمغرب‪،‬‬ ‫تنظيما وممارسة وسلوكا‪ ،‬كما أنه حدث يسائل المجتمع المغربي‬ ‫ككل‪ ،‬عن قيم األخالق والتربية التي ال زال مجتمع مدينة صغيرة‪،‬‬ ‫ولكنها كبيرة باإلرث الكبير الذي حافظت عليه األسرة الزيالشية‪،‬‬ ‫المتمثل في التربية واألخالق‪.‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫المعــــــرّة‪! ‬‬ ‫عندما يضيق صدر مسؤول في الحكومة عن تقبل كلمة نقد‬ ‫مستفزة‪ ،‬صادرة من جهات إعالمية‪ ،‬صادقة أو خاطئة‪ ،‬ولكنها‪ ،‬دوما‪،‬‬ ‫صادرة بحسن نية‪ ،‬ويلتجئ إلى القضاء ‪ ،‬وهذا حق للجميع‪ ،‬للمطالبة‬ ‫بتعويض مادي بمئات الماليين من الدراهم‪ ، ،‬فإن هذا األمر يكون‬ ‫أكثر استفزازا وفظاعة‪ ،‬من نشر خبر ما‪ ،‬في صحيفة ما ‪ ،‬يتالشى‬ ‫محتواه بعد النشر بليلة‪.‬‬ ‫الحالة التي أشير إليها هي الدعوى التي سجلها وزيران في‬ ‫الحكومة ضد يومية وطنية بسبب ما اعتبراه «سبا وقذفا» في‬ ‫حقهما‪ ،‬على خلفية موضوع صندوق تنمية العالم القروي‪ ،‬وطريقة‬

‫األمن مستتب ‪ ،‬ومن قال ذلكـ فإنه جاهل أو مغرور‪.! ‬‬ ‫ماذا ؟‬ ‫جانح شاطئ مرقالة ؟‬ ‫كيف والو‪ ! ‬سلكوط «تنغم» فوق ما فيه الكفاية وخال نفسه‬ ‫عنترة ابن شداد‪ ،‬وخــرج على النــاس في «شو» استعراضي وهو يلوح‬ ‫بـ «بيض الهند» وهو السيف في بعض أبيات «أبي الفــوارس»‬ ‫العبسي‪! ‬‬ ‫حقيقة إن المشهد أقلق بعض ممارسي الرياضة في هذا الشاطئ‬ ‫الذي كان يبدو «آمنا» إلى غاية رمضان الماضي‪ ،‬حيث كانت تقام به‬ ‫مآدب «اإلفطار» ‪ ،‬وتطوع «طريطورات» لتحويل الفضاء إلى مطاعم‬ ‫في الهواء الطلق‪.‬‬ ‫أو ليس ذلك عالمة على استتباب األمن في هذه المدينة ؟‬ ‫المهم‪ ،‬أن «بطل» السيف «المرقالي» تطلبت «كردعته»‬ ‫استنفار ثالث دوريات أمنية‪ ،‬وتدخل عدد من «المشاهدين» قبل أن‬ ‫تشل حركته ويسحب من ميدان «المعركة» إلى مكان «مجهول»‪! ‬‬ ‫هذه حالة معزولة‪ ،‬كغيرها من الحاالت التي تحدث‪ ،‬و يتم‬ ‫«تضخيمها» في اإلعالم‪ ،‬والتي ال ترقى في مستواها اإلجرامي إلى‬ ‫النسبة التي يلزم معها اتخاذ الوسائل الكبرى‪.‬‬ ‫اطمئنوا‪ ،‬إذن‪ ،‬حتى تصل النسبة إلى مستوى الخط األحمر‪ ،‬إذاك‬ ‫ستعلمون وتتفرجون‪...!!! ‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪918‬‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫المشردون و أحوالهم في كل فصل‬ ‫شتاء‪ .....‬إرحموهم يرحمكم اهلل‬

‫وأنت تتجول في شوارع مدينتك‪ ،‬حتما ستراهم هنا وهناك‪ ،‬سوف تجدهم في الساحات وعند المقاهي‬ ‫وفي محطات النقل‪ ،‬وكذلك في األماكن المهجورة والخرابات‪.‬‬ ‫أطفال بوجوه شاحبة‪ ،‬غابت نظارتها‪ ،‬وتراجع ألقها‪ ،‬وفقد فيها نزق الحياة وروعتها‪ .‬عيونهم‬ ‫غائرة‪،‬وأجسامهم هزيلة‪،‬ونفوسهم مهيضة‪،‬هدّها الضياع‪ ،‬وأتعبها الجوع‪،‬لتموت في أعماقهم كل تلك‬ ‫المعاني واألماني الجميلة في الحلم بغد أفضل‪.‬‬ ‫لقد أضحت أحالمهم موقوفة عن التنفيذ بعدما اقتلعهم القدر من أحضان أسرهم الدافئة‪ ،‬ليمج‬ ‫بهم في عوالم مجهولة المعالم‪ ،‬لتتحول حياتهم إلى جحيم يكتنفها الغموض ويطبعها اليأس‪ ،‬ويسمها‬ ‫الحرمان‪.‬‬ ‫الكالم هنا عن أطفال الشوارع المشردين‪.‬‬ ‫تعود مع كل فصل شتاء قضية إنسانية بالدرجة األولى‪ ،‬وإحدى مهام ومسؤوليات الدولة‪ ،‬والمتمثلة‬ ‫في حماية اآلالف من المغاربة الذين رمتهم األقدار ليعيشوا دون مأوى‪ ،‬ويقضون لياليهم داخل زوايا‬ ‫ضيقة‪ ،‬يفترشون األرض ويلتحفون السماء‪ ،‬إال من بعض األسمال البالية أو قطع الورق المقوى “كرتون”‬ ‫أمال في أن تحميهم من صقيع برد قارس وهطول‬ ‫أمطار متواصلة‪ ،‬أو التفاتة إنسانية من جمعية خيرية أو‬ ‫أفراد‪ ،‬يقدمون لهم وجبة ساخنة تعيد الدفء ألمعائهم‬ ‫الخاوية‪.‬‬ ‫«المشردون» هم فئة من البشر موجودون في كل‬ ‫مكان‪ ،‬إعتادت أعيننا على رؤيتهم دائما‪ ،‬ليس لهم مأوى‬ ‫وال دخل وال طعام‪ ،‬مجرد رؤيتنا لهم نشعر بأننا فقدنا‬ ‫جميع معانى اإلنسانية‪ ،‬لرؤيتهم في الشوارع دون مأوى‪،‬‬ ‫يرتعدون من البرد القارس في الشتاء‪ ،‬فقط يحاولون‬ ‫الحصول على مساعدات‪ ،‬ولألسف ال يوجد اهتمام بهم‬ ‫من قبل الجهات المعنية‪.‬‬ ‫مشردو الشوارع واألزقة‪ ،‬ظاهرة اقترن نموها باتساع‬ ‫نطاق الفقر والبطالة وانعكاسهما على استقرار األسرة‬ ‫المغربية‪ ،‬فهم ضحايا فشل السياسات اإلقتصادية‬ ‫في تحسين دخل الفرد وضحايا فشل القطاعين العام‬ ‫والخاص في توفير فرص عمل تلبي تطلعات الكادحين‬ ‫وتأخذ بأيديهم نحو مزيد من اإلنتاج واالستقرار‬ ‫الحياتي‪ ،‬يضاف إلى ذلك ضحايا العنف اإلجتماعي من‬ ‫األطفال والشباب‪ ،‬الذين غالبا ما يلجؤون للبحث عن‬ ‫بصيص أمل في العيش بسالم‪ ،‬فتصدهم القسوة‬ ‫بتوحش ليؤول مصيرهم إلى التنازل عن جل حقوقهم مقابل البقاء في مجتمع تتناغم فيه معاني الشقاء‬ ‫والحرمان والويل من المجهول مع البرد والجوع والمخافة‪ ،‬إنه مجتمع المشردين الذي ينمو عاما بعد آخر‬ ‫على حساب مجتمع العقالء دون أن يبدي األخير أدنى خشية أو تعبيراً عن قلق من اإلرتفاع المضطرد ألعداد‬ ‫المشردين المتجاهلين من قبل‪ ‬الدولة‪.‬‬ ‫ورغم المعاناة إال أن مجتمع المشردين في المغرب يتسم بالتعايش بين المشردين (المختلين عقلياً)‪،‬‬ ‫والذين تخلت عنهم أسرهم ومنهم ما يمكن وصفهم بالتائهين في الحياة الذين ارتضوا أن يعيشوا بعيدا‬ ‫عن معرفة أهاليهم بمعاناتهم وهم عقالء‪ ،‬إال أن فشلهم في الحياة دفعهم إلى العيش بعيداً عن أهاليهم‪،‬‬ ‫ومنهم من يحملون أسماء مستعارة‪ ،‬ويحرصون على تغيير مالمحهم لكي ال يعرفهم اآلخرون ومنهم من‬ ‫وجدوا أنفسهم في مجتمع التشرد‪ ،‬حيث تقطعت بهم السبل وحال عليهم العوز والفقر ولم يستطيعوا‬ ‫التحرك‪ ،‬ويصنفون بالمشردين مؤقتاً‪ ،‬سيما وأن معظم أولئك المشردين الجدد قدموا إلى العاصمة بحثاً‬ ‫عن عمل فلم يجدوا‪ ،‬فأنفقوا كل ما بحوزتهم من مال‪ ،‬فبات الرصيف مأواهم المؤقت‪ ،‬ورغم ذلك فإنهم‬ ‫بمختلف أصنافهم يعيشون أجواء مفتوحة ال سطوح فيها وال جدران‪ ،‬يتقاسمون برد الشتاء بأجسادهم‬ ‫العارية وأمطار الصيف‪ ،‬ولم يجدوا ملجأً أو داراً تأويهم فيقبلون بقهر الواقع والعيش على الرصيف في‬ ‫مجتمع التشرد‪.‬‬ ‫قد يكون غياب دور الدولة في حماية هذه الشريحة المسحوقة أبرز أسباب معاناتها‪ ،‬ولكن ال ننسى‬ ‫بأننا مجتمع وصفه رسول األكرمين باألرق قلوبا واأللين أفئدة‪ ،‬فمعظم المشردين في شوارعنا من مرضى‬ ‫نفسيين وكادحين وغيرهم لهم أسر‪ ،‬ونحن في مجتمع (محافظ)‪ ،‬الغريب أن غياب األسرة لم يكن سبباً‬ ‫لقيام منظمات حقوق اإلنسان بحفظ كرامة هذه الشريحة‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫في منعطف حي قديم طفل صغير إفترش األرض وتوسد نعليه المحطمتين ثم راح يغط في نوم‬ ‫عميق‪ ....‬لم يخفه الظالم ولم تزده الوحشة إال كرها لنفسه‪ ...‬شعره الطويل تهدل فوق حاجبيه‬ ‫وثيابه الواسعة جعلته يبدو أكبر من عمره‪ ....‬سنتان مضيتا وهويسكن المنعطف ألف كل شيء فيه‪،‬‬ ‫حتى القطط و الفئران والكالب ‪...‬الظالم واألحجار‪...‬سقوف األبنية العتيقة ‪...‬خرير األمطار ‪..‬و ذات يوم‬ ‫وضع رأسه على عتبة المنعطف سمع صوتا يناديه من بعيد ففزع وقفز يحبو كأنه طفل صغير تذكر إن‬ ‫الصوت ليس غريبا على مسامعه فلطالما سمعه وهو يحلم خالل غفواته ‪ ‬الطويلة‪ ....‬كان الصوت حنونا‬ ‫رقيقا لم يسمع بين أصوات الناس مثله انه يخاطبه‪..‬إنه ليس حلما‪ ....‬إنه حقيقة‪ ......‬دنا من الصوت‪....‬‬ ‫رأى شبح امرأة‪...‬مسح عيونه وحدق مرة أخرى لم ير شيئا‪.....‬‬ ‫لكن الكلمات ظلت ترن في أذنيه ‪« ،،،،،،،‬ولدي الحبيب تنام في قارعة الطريق»؟‬ ‫يقول الباحث اإلجتماعي محمد لطفي‪ ،‬إن أعداد المشردين في ارتفاع مستمر‪ ،‬متأثرة بكثرة المشاكل‬ ‫اإلجتماعية الناجمة عن التفكك األسري مثل الطالق أو فقد أحد الوالدين‪ ،‬وانتشار تعاطي المخدرات‬ ‫والجرائم وارتفاع نسب البطالة والفقر والفشل الدراسي‪،‬‬ ‫واعتبر أن هذه المشاكل تغذي أفواج المشردين وترفع‬ ‫أعداد الذين يهيمون على وجوههم في الشوارع هرباً‬ ‫من المشاكل والضغط العائلي وبحثاً عن حياة الضياع‬ ‫حيث تنعدم المسؤولية والمحاسبة‪.‬‬ ‫وأوضح أن أغلب المشردين لم يتحملوا قساوة‬ ‫البرد في الشارع خالل الفصل الحالي‪ ،‬فبحثوا عن أماكن‬ ‫تحميهم من البرد مثل المقابر والمنازل المهجورة‪ ،‬بينما‬ ‫ظل بعض المشردين يعيشون في العراء حيث أمضوا‬ ‫الليالي الباردة بقدر ضئيل من صور الحماية متمثلة في‬ ‫األغطية والصناديق الورقية كما أضرموا النيران لحماية‬ ‫أنفسهم من موجة البرد والصقيع غير المعهودة التي‬ ‫تجتاح المغرب حالياً‪.‬‬ ‫وقال إن ‘’المشردين فئة تجمع شريحة من‬ ‫العاطلين والمدمنين والمتسولين والمجرمين واألطفال‬ ‫والمعاقين والمسنين يجوبون الشوارع ويستوطنون‬ ‫األرصفة واألزقة والممرات ويعيلون أنفسهم من خالل‬ ‫بيع أشياء بسيطة عند إشارات المرور أو من خالل‬ ‫التسول’’‪.‬‬ ‫وأكد أن القضاء على هذه الظاهرة يستلزم حل مشاكل المشردين ومساعدتهم على إيجاد عمل أو‬ ‫الحصول على مساعدات مالية ووضع المسنين والمعاقين واألطفال في دور الرعاية‪ ،‬وتوزيع منشورات‬ ‫والفتات في الشوارع الرئيسية لتوعية المواطنين على التعاون في حل هذه المشكلة التي تعكس صورة‬ ‫غير حضارية تسيء إلى اإلنسانية‪.‬‬ ‫وأكد أن كل هؤالء المتشردينن يتم استغاللهم في التسول االحترافي أو السرقة أو توزيع المخدرات‪،‬‬ ‫واعتبر أن ردع هذه الظاهرة يبدأ من عدم اإلنصياع إلى هذا اإلبتزاز بدافع الشفقة‪ ،‬وعدم السماح للمشردين‬ ‫باستغالل التكافل والبر والرحمة في استدرار العطف‪ ،‬وإعادة إدماجهم في المجتمع بخلق أنشطة مدرة‬ ‫للدخل لفائدتهم حتى ال يكونوا عالة على المجتمع ويتسببون في ضعفه وهوانه وتقديم صورة سيئة له‪.‬‬ ‫واآلن سنخاطب الوزارة المعنية بالشؤون اإلجتماعية و الجهات المسؤولة عن هؤالء المواطنين‬ ‫ونقول لهم‪ :‬أين أنتم من المجتمع وشؤونه؟‪ ..‬الناس يباتون في العراء‪ ،‬وأنتم ال تحركون ساكنا‪ ،‬اسم‬ ‫الوزارة و الجهات أكبر من عملهم البئيس ‪ ،‬و نخاطب كل مغربية و مغربي ‪ :‬أين ضميركم اإلنساني الحي‪..‬‬ ‫أين التراحم والتآزر؟! ‪ ،‬لماذا نصرف وجوهنا حين نرى هؤالء وكأننا ال نرى سوى أحجار تنام على األرض!!‬ ‫هؤالء إخواننا فمن لهم إن لم يكن أنتم؟‪..‬‬ ‫إرحموا من في األرض يرحمكم من في السماء‪....‬‬


‫العدد ‪918‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫إحباط تهريب كميات من الكوكايين والهيروين وهواتف‬ ‫على متن حافلة قادمة من بلجيكا بالميناء المتوسطي بطنجة‬

‫كشف بالغ صادر عن المديرية العامة لألمن الوطني أن‬ ‫عناصر األمن الوطني والجمارك بالميناء المتوسطي بطنجة‪،‬‬ ‫تمكنت صباح يوم الخميس الفارط‪ ،‬من إحباط عملية‬ ‫تهريب كمية من المخدرات القوية والهواتف النقالة التي‬ ‫تم حجزها على متن حافلة للنقل الدولي للمسافرين بعد‬ ‫وصولها إلى المحطة البحرية قادمة من بروكسيل ببلجيكا‪.‬‬ ‫وحسب بالغ المديرية العامة لألمن الوطني‪ ،‬فإن‬ ‫عمليات التفتيش التي باشرتها العناصر األمنية مكنت‬ ‫من حجز ما مجموعه ‪ 15‬كيلوغراما و‪ 100‬غرام من مخدر‬ ‫الكوكايين‪ ،‬و‪ 10‬كيلوغرامات و‪ 300‬غرام من مخدر‬

‫الهيروين‪ ،‬باإلضافة إلى ما يزيد عن ‪ 864‬هاتفا نقاال و‪117‬‬ ‫وحدة من قطع غيار الهواتف النقالة المهربة‪ ،‬مخبأة جميعها‬ ‫بين أمتعة على متن الحافلة التي يقودها سائق من جنسية‬ ‫أوروبية‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر ذاته أنه تم االحتفاظ بسائق الحافلة‬ ‫ومساعديه رهن إشارة البحث الذي تجريه فرقة الشرطة‬ ‫القضائية تحت إشراف النيابة العامة المختصة‪ ،‬وذلك‬ ‫لتحديد كافة المتورطين في محاولة تهريب هذه الشحنة‬ ‫من المواد المخدرة والهواتف النقالة‪.‬‬ ‫ويأتي هذا في ظل كون قطاع حافالت النقل الدولي‬

‫أضحى الوجهة المفضلة لمهربي المخدرات‪ ،‬بعد تشديد‬ ‫الخناق على أرباب شركات وشاحنات النقل الدولي‪ ،‬ما أدى‬ ‫إلى انخفاض منسوب التهريب بشكل ملحوظ‪ ،‬منذ مطلع‬ ‫السنة الجارية‪ ،‬في وقت نبهت مصادر من داخل الميناء‬ ‫إلى أن اإلجراءات الجديدة والتغييرات التي طالت عددا من‬ ‫المؤسسات الجمركية واألمنية بهذا الميناء‪ ،‬ساهمت بشكل‬ ‫كبير في الحد من التهريب داخل الميناء‪ ،‬علما أن تقارير‬ ‫أوروبية سبق لها أن دقت ناقوس الخطر حول مخاطر هذا‬ ‫التهريب الزاحف نحو أوربا انطالقا من الميناء المتوسطي‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫تطورات مثيرة في ملف تفكيك شبكة دولية لسرقة‬ ‫السيارات الفارهة بالشمال‬ ‫كشفت مصادر مطلعة تطورات مثيرة في ملف‬ ‫تفكيك شبكة دولية لسرقة السيارات الفارهة بالشمال‪،‬‬ ‫خالل األسابيع القليلة الماضية‪ ،‬وذلك بعد ظهور نتائج‬ ‫أولية للتحقيقات التي باشرتها الفرقة الوطنية للشرطة‬ ‫القضائية‪ ،‬حيث تم رصد عمليات تزوير بعض الوثائق‬ ‫القانونية بجماعة تقع بإقليم شفشاون‪ ،‬ما جعل رئيسها‬ ‫وبعض المستشارين والموظفين العاملين بقسم تصحيح‬ ‫اإلمضاء يتحسسون رؤوسهم‪ ،‬في انتظار ما سيسفر عنه‬ ‫توسيع دائرة التحقيق والتدقيق‪ ،‬قبل تفعيل مبدأ ربط‬ ‫المسؤولية بالمحاسبة ومتابعة كل من ثبت تورطه‬ ‫أو مساهمته في عمليات التزوير‪ ،‬كل حسب المهام‬ ‫الموكولة‪.‬‬ ‫وتضيف المصادر نفسها أنه تم تعقب العديد من‬ ‫السيارات الفارهة المسروقة التي تتوفر على أنظمة‬

‫تحديد المواقع‪ ،‬بواسطة تقنيات تكنولوجية ووسائل‬ ‫متطورة‪ ،‬فضال عن تحرير مذكرات بحث في حق العديد من‬ ‫األشخاص المتهمين الذين ذكرهم المتهم الرئيسي في‬ ‫الملف أثناء االستماع إليه في محاضر رسمية لدى الضابطة‬ ‫القضائية‪ ،‬ما يحيل على أن التحقيق سيكشف عن خبايا‬ ‫أخرى أكثر إثارة في األيام القليلة المقبلة‪.‬‬ ‫وكشفت المصادر ذاتها أن بعض السيارات الفارهة‬ ‫المسروقة‪ ،‬تم تحويل ملكيتها باستعمال التزوير بمصلحة‬ ‫تصحيح اإلمضاء في جماعة بإقليم شفشاون‪ ،‬حيث ثبت‬ ‫من خالل التحقيق األولي أن التوقيعات على وثائق تحويل‬ ‫ملكيات السيارات الفاخرة‪ ،‬تمت بدون حضور األشخاص‬ ‫المعنيين بهذه التوقيعات‪ ،‬فضال عن إمكانية معرفة‬ ‫المسؤولون المعنيين بحيثيات التزوير وغض الطرف عنه‪.‬‬ ‫وكانت السلطات األمنية بتطوان‪ ،‬قد ألقت القبض‬

‫خالل األسابيع القليلة الماضية‪ ،‬على عناصر عصابة‬ ‫متهمين بسرقة السيارات الفاخرة وجلبها من بعض‬ ‫الدول األوروبية إلى المغرب بطرق ملتوية وغامضة‪ ،‬وذلك‬ ‫قصد تزوير وثائقها الرسمية‪ ،‬قبل عملية إعادة البيع أو‬ ‫التفكيك‪ ،‬لتحقيق أرباح مالية خيالية‪.‬‬ ‫وكشف مصدر الجريدة أن ملف تزوير السيارات‬ ‫الفارهة‪ ،‬يمكن أن يزج في المستقبل القريب بشخصيات‬ ‫وازنة في السجن‪ ،‬ضمنهم مسؤولون ومستشارون‪،‬‬ ‫وموظفون جماعيون ورئيس جماعة بإقليم شفشاون‪،‬‬ ‫فضال عن عدد من السماسرة الذين يسهلون عمليات‬ ‫التزوير والبيع والتفكيك مقابل مبالغ مالية كبيرة‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫مظاهرة في مدينة وزان طلباً إلصالح الطرق‬ ‫تظاهر مئات المواطنين من ساكنة إقليم وزان‪،‬‬ ‫يومفي مسيرة احتجاجية مشيا على األقدام‪ ،‬تنديدا بما‬ ‫أسموه «التهميش» و «اإلقصاء»الذي يعيشه اإلقليم‪ ،‬إذ‬ ‫طالبوا السلطات بالتفاعل الجاد مع نداءاتهم المتمثلة‬ ‫في إصالح المسالك الطرقية المتهالكة‪ ،‬وتجهيز البنيات‬ ‫التحتية‪ ،‬وذلك بعد ارتفاع حوادث سير مميتة‪ ،‬آخرها وقعت‬ ‫يوم اإلثنين الماضي‪ ،‬وأودت بحياة ثالثة أشخاص‪.‬‬ ‫وقالت مصادر محلية‪ ،‬إن حوالي ‪ 700‬شخص شارك‬ ‫في المسيرة الحاشدة التي انطلقت من مركز جماعة‬ ‫سيدي رضوان‪ ،‬وقطعت حوالي ‪ 6‬كلم مشيا على األقدام‪،‬‬ ‫وصوال إلى قنطرة متهالكة تعرف حوادث مرورية بشكل‬ ‫متكرر‪ ،‬بسبب وضعيتها المتهالكة ووضعية الطريق‬ ‫المتردية‪ ،‬حيث شهدت األسبوع الماضي حادثة سير‬ ‫خطيرة‪ ،‬أدت إلى مقتل جندي وأستاذ‪ ،‬بعدما صدمت‬ ‫سيارتهم تلميذتين كانتا تعبران الطريق‪.‬‬ ‫وأضافت مصادر «أخبار اليوم»‪ ،‬أن المشاركين في‬ ‫المسيرة التي دعت إليها جمعيات حقوقية ومنظمات‬ ‫مدنية محلية‪ ،‬حملوا الفتات تتضمن أهم مطالب السكان‪،‬‬ ‫واألعالم الوطنية‪ ،‬كما هتفت حناجرهم بشعارات غاضبة‬ ‫تستنكر ما وصفته ب»سياسة الوعود الوهمية» التي‬ ‫يتهمون بها السلطات المحلية‪ ،‬والمجالس المنتخبة على‬ ‫الصعيد اإلقليمي‪ ،‬بنهجها‪ ،‬على الرغم من المراسالت‬ ‫والنداءات المتكررة‪.‬‬ ‫في هذا الصدد‪ ،‬قال نور الدين عثمان‪ ،‬الكاتب‬ ‫اإلقليمي للعصبة المغربية لحقوق اإلنسان‪ ،‬إن تأخر‬ ‫تجاوب المسؤولين اإلقليميين‪ ،‬دفع ساكنة الجماعتين‬ ‫القرويتين‪« ،‬بني كلة»‪ ،‬و»سيدي رضوان» للنزول إلى‬ ‫الشارع‪ ،‬من أجل لفت االنتباه إليهم‪ ،‬وإسماع صوتهم‬ ‫للجهات الوصية في العاصمة الرباط‪ ،‬مشيرا إلى أن غياب‬ ‫إرادة حقيقية لدى المسؤولين المحليين‪ ،‬ساهمت في‬ ‫تكريس االحتقان االجتماعي بالمنطقة‪.‬‬ ‫وأوضح عثمان في اتصال هاتفي أجرته معه «أخبار‬ ‫اليوم»‪ ،‬أن إقليم وزان يعاني نقصا مهوال في الخدمات‬ ‫األساسية‪ ،‬كما أن بنيته التحتية طالتها الهشاشة بفعل‬ ‫عوامل الزمن والطبيعة‪ ،‬مشيرا في هذا الصدد إلى‬ ‫الطريق اإلقليمية الرابطة بين جماعتي سيدي رضوان‪،‬‬ ‫وبني كلة‪ ،‬وقنطرة الوادي الكبير‪ ،‬التي يصل عرضها إلى‬ ‫حوالي ‪ 10‬أمتار‪ ،‬من دون حواجز حديدية جانبية‪.‬‬

‫وأبرز الفاعل الحقوقي في التصريح نفسه‪ ،‬أن القنطرة‬ ‫المذكورة‪ ،‬التي أودت بحياة العشرات من الضحايا في‬ ‫السنوات القليلة األخيرة‪ ،‬ما هي سوى مثال حي لواقع مرير‬ ‫يعانيه سكان اإلقليم‪ ،‬مشيرا إلى أنها ال تتوفر على عالمات‬ ‫التشوير‪ ،‬وال على حواجز حديدية على الجوانب‪ ،‬حتى أصبح‬ ‫العابرون يلقبون المكان ب»حفرة الموت»‪.‬‬ ‫زيادة على ذلك‪ ،‬يتابع المتحدث نفسه‪ ،‬أن ضعف‬ ‫المعدات الطبية لإلسعافات األولية‪ ،‬وقلة الموارد البشرية‬ ‫في المستشفى اإلقليمي لوزان‪ ،‬ساهم في حاالت حرجة‬ ‫يتم إحالتهم على المستشفى اإلقليمي بشفشاون‪ ،‬أو إلى‬

‫مستشفى مكناس‪ ،‬وفي مرات كثيرة يستبقهم الموت قبل‬ ‫أن تصلهم أيدي المسعفين‪.‬‬ ‫تجدر اإلشارة إلى أن الجمعيات المدنية المحلية‪،‬‬ ‫سبق وأن أعدت ملفا مطلبيا إلى السلطات الوصية‪،‬‬ ‫يتضمن أهم النقائص التي تحتاجها الجماعات القروية‬ ‫بتراب إقليم وزان‪ ،‬أبرزها تجهيز المسالك الطرقية وتهيئة‬ ‫شبكة الصرف الصحي التي تخنق أنفاس السكان‪ ،‬وكذا‬ ‫تجهيز مالعب للقرب‪ ،‬وفضاءات الترفيه ودور الشباب‪.‬‬

‫عبد الرحيم بلشقار‬

‫استئناف عملية بناء‬ ‫المستشفى اإلقليمي‬ ‫القصر الصغير‬

‫تم مؤخرا استئناف عملية بنــاء المستشفـى‬ ‫اإلقليمي القصر الصغير‪ ،‬بعد أن توقفت األشغال بهذه‬ ‫المنشأة لما يناهز خمس سنوات بسبب خالف بين‬ ‫المقاولة المشرفة على عملية البناء ووزارة الصحة‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار قام عامل إقليم الفحص أنجرة‬ ‫صباح اليوم الثالثاء ‪ 29‬نونبر ‪ ،2017‬رفقة رضوان‬ ‫النوينو البرلماني عن حزب األصالة والمعاصرة‪،‬‬ ‫ورئيس جماعة تاغرامت‪ ،‬إضافة إلى ممثل عن وزارة‬ ‫الصحة‪ ،‬بزيارة تفقدية لالطالع على سير األشغال‪.‬‬ ‫‪ ‬وحسب مصدر فإن عامل اإلقليم حث كل من‬ ‫المقاولة المكلفة ببناء المستشفى وممثل الوزارة‬ ‫الوصية على اإلسراع في عملية البناء لكي يكون‬ ‫المستشفى جاهزا في أقرب وقت ممكن حتى‬ ‫تستفيد منه ساكنة اإلقليم هذا من المتوقع أن يضم‬ ‫المستشفى االقليمي القصر الصغير أكثر من ‪45‬‬ ‫سرير‪ ،‬ومجهزة بتجهيزات طبية عالية الجودة‪.‬‬

‫إدمان سمير عبد المولى‬ ‫على التغيب عن جلسات‬ ‫البرلمان يضع «البيجيدي»‬ ‫في موقف حرج‬

‫مرة أخرى يشهر رئيس البرلمان الحبيب المالكي‪ ،‬الئحة‬ ‫النواب المتغيبين عن الجلسات الدستورية للمجلس بدون عــذر‪.‬‬ ‫ومنــذ شرع في الكشف عن الئحتهم ال يخلــو منهــا اسم سمير‬ ‫عبد المولى‪ ،‬النائب البرلماني عن حزب المصباح‪ ،‬ممثال لدائرة طنجة‬ ‫ أصيلة‪ ،‬وعمدة طنحة األسبق‪ ،‬والذي كان إلى عهد قريب واحدا‬‫من المليارديرات‪ ،‬على الصعيد الوطني‪ ،‬بسبب امتالكه المبراطورية‬ ‫النقل البحري «كوماريت وكومناف»‪ ،‬قبل أن يتسبب في إفالسها‪،‬‬ ‫بسبب قراراته العشوائية وسوء تدبيره‪ ،‬وتصرفاته الطفولية‪ ،‬مع‬ ‫ما ترتب عن ذلك من مآسي اجتماعية طالت المئات من العمال‪،‬‬ ‫ووصلت شظاياها إلى جميع أفراد أسرته‪.‬‬ ‫فقد كشفت الالئحة التي توصلــت جريــدة «طنجة» بنسخة‬ ‫منها‪ ،‬أن عدد األيام المشمولة باالقتطاع هي أربعة أيام‪ ،‬بمعنى‬ ‫تخلفه عن حضور جلسات المجلس ألربعة أسابيع‪ .‬ووفق مصادر‬ ‫برلمانية فالرجل و منذ انتخابه برلمانيا‪ ،‬بعدما فرضه بنكيران ضدا‬ ‫على قرار أجهزة الحزب بإقليم طنجة‪ ،‬أمام اندهاش الجميع لهذا‬ ‫اإلصرار الغريب من الزعيم بنكيران‪ ،‬ألسباب يعرفها هو شخصيا‪ ،‬نجد‬ ‫أن عدد الجلسات التي حضرها كانت تعد على رؤوس األصابع‪ ،‬من‬ ‫بينها جلسات االفتتاح التي يترأسها الملك محمد السادس‪.‬‬ ‫وتستغــرب المصادر كيــف أن إدارة الفريق‪ ،‬لم تستفسر‬ ‫«النائب المحترم» عن أسباب تغيبه المتكرر عن البرلمان‪ ،‬خاصة أن‬ ‫هاته التصرفات تعتبر خرقا فاضحا لمدونة االلتزامات التي يفرضها‬ ‫حزب المصباح على منتخبيه‪ ،‬أما على المستوى المحلي‪ ،‬فيبدو أن‬ ‫ال أحد يجرؤ على استفساره‪ ،‬ألسباب يعلمها مسؤولو المصباح جيدا‪،‬‬ ‫علما أن حزب العدالة بطنحة ال زال يرفل في نعيم سمير عبد المولى‪،‬‬ ‫إذ ال زال يستغل فيال كمقر‪ ،‬كان قد وضعها الشاب سمير رهن إشارة‬ ‫اإلخوان كتعبير منه عن حسن النية عندما قرر االنخراط في حزب‬ ‫بنكيران‪.‬‬ ‫وتتساءل المصادر كيف لنائب مدمن على الغياب‪ ،‬ألسباب‬ ‫مجهولة‪ ،‬أن يدافع على قضايا مدينة طنجة ويحمل هموم ساكنتها ؟!‬ ‫ويحمل المراقبون المسؤولية كاملة لحزب العدالة والتنمية‬ ‫وعلى رأسهم األمين العام‪ ،‬عبد اإلله بنكيران‪ ،‬الذي فرض سمير‬ ‫عبد المولى بطريقة غريبة‪ ،‬ضمن الئحة عمالة طنجة أصيلة‪ ،‬في‬ ‫االنتخابات التشريعية األخيرة‪ ،‬رغم أن العام والخاص بطنجة يعلم‬ ‫أن الرجل فشل فشال ذريعا في تسيير مدينة طنجة‪ ،‬حين كان رئيسا‬ ‫للمجلس الجماعي‪ ،‬وكان إخوانه اليوم هم ألد أعدائه باألمس‪ ،‬إذ‬ ‫قالوا فيه ما لم يقله مالك في الخمر‪.‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪918‬‬

‫إقتصاد‬ ‫حسب المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي ‪:‬‬

‫الثروة اإلجمالية للمغرب انتقلت من ‪6‬مليارات‬ ‫إلى ‪13‬ماليير درهم ما بين ‪2013/1999‬‬ ‫نشر المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪ ،‬بتعاون مع بنك المغرب‪ ،‬دراسة حول الثروة اإلجمالية‬ ‫للمغرب تقيس قيمتها وتطور محدداتها‪ ،‬خالل الفترة ما بين سنتي ‪1999‬و‪ ،2013‬مع تقييم حصة‬ ‫الرأسمال غير المادي في هذه الثروة تحت عنوان «الرأسمال غير المادي ‪ :‬عامل لخلق الثروة الوطنية‬ ‫وتوزيعها المنصف»‪ .‬كما تقترح هذه الدراسة توصيات من أجل إدماج الرأسمال غير المادي في السياسات‬ ‫العمومية بهدف تسريع دينامية خلق الثروات وضمان توزيعها المنصف لفائدة المواطنات والمواطنين‬ ‫ومختلف جهات المملكة‪.‬‬ ‫وتبين من خالل هذه الدراسة أن قيمة الثروة اإلجمالية للمغرب‪ ،‬باألسعار الجارية‪ ،‬قد تجاوزت الضعف‪،‬‬ ‫خالل الفترة ما بين سنتي ‪ 1999‬و‪ ،2013‬حيث انتقلت من ‪ 5,904‬إلى ‪ 12,833‬مليار درهم‪ ،‬وذلك بما‬ ‫يعادل زيادة ‪ 5‬في المائة سنويا في المتوسط خالل الفترة ذاتها‪.‬‬ ‫وأضاف التقرير أن الرأسمال غير المادي‪ ،‬الذي يضم كال من الرأسمال البشري والرأسمال االجتماعي‬ ‫والرأسمال المؤسساتي‪ ،‬يشكل أهم مكونات الثروة اإلجمالية للمغرب بحصة تبلغ حوالي ‪ 73‬في المائة‬ ‫في المتوسط خالل الفترة ‪1999‬و‪ .2013‬فضال عن أن االدّخار الصافي المعدل‪ ،‬الذي يأخذ في االعتبار‬ ‫استنزاف الرأسمال الطبيعي‪ ،‬يسجل ‪ 17,4‬في المائة من الناتج الوطني الخام في المتوسط خالل الفترة‬ ‫نفسها‪ ،‬حيث يشير إلى أن المغرب يمضي في مسار نمو مستدام‪ .‬إ ّال ّ‬ ‫أن هذه الوضعية تبقى غير مستدامة‬ ‫على المدى الطويل بحكم اتجاهها التنازلي‪ ،‬حيث تراجع االدخار الصافي المعدل من ‪ 24,1‬في المائة سنة‬ ‫‪ 2006‬إلى ‪ 14,8‬سنة ‪ .2013‬وحسب التقرير‪ ،‬يرجع تحسن الثروة اإلجمالية للمغرب إلى الجهود الكبيرة‬ ‫التي بذلها في مختلف المجاالت خالل هذه الفترة‪ .‬وبالفعل‪ّ ،‬‬ ‫فإن االقتصاد الوطني انتقل إلى عتبة جديدة‬ ‫من النمو (‪ 4,6‬في المائة مقابل ‪ 3‬في المائة كما ّ‬ ‫أن نصيب الفرد من الدخل قد تضاعف تقريبا‪ ،‬وال سيما‬ ‫بفضل السياسات القطاعية المعتمدة واألوراش الكبرى المتعلقة بالبنيات التحتية ( ميناء طنجة المتوسط‪،‬‬ ‫شبكة الطرق السيارة والشبكة المالحية‪ )...‬وكذا بفضل سياسة دعم القدرة الشرائية للمواطنين‪.‬‬ ‫وقد مكنت هذه الجهود من تقليص نسبة الفقر‪ ،‬خالل هذه الفترة‪ ،‬من ‪ 15,3‬في المائة إلى ‪ 4,2‬في‬ ‫المائة‪ ،‬ومن نسبة األمية من ‪ 48‬في المائة إلى ‪ 32‬في المائة‪ ،‬كما مكنت نت التعميم شبه الكلي للتعليم‬ ‫االبتدائي‪ ،‬والتقليص من العجز في مجال السكن إلى حوالي النصف‪ ،‬والربط شبه الكلي للساكنة القروية‬ ‫بالماء الشروب والكهرباء‪ ،‬وفك العزلة عن أكثر من ثالثة ماليين نسمة في الوسط القروي‪ .‬غير أنّه رغم‬ ‫هذا التقدم المحرز‪ ،‬ال تزال هناك العديد من التحديات التي يتعين رفعها‪ ،‬سيما ما يتعلق بالبطالة في‬ ‫صفوف الشباب‪ ،‬والفوارق االجتماعية والجهوية والثقة‪.‬‬ ‫وأضاف التقرير أنه ينبغي تركيز الجهود على الرأسمال غير المادي الذي يشكل خزانا هاما لخلق الثروات‬ ‫والفرص‪ ،‬والعمل على دعماته األساسية الثالث ‪ :‬الرأسمال البشري الذي ينبغي تقوية قدراته وتعزيز‬ ‫قيمته‪ ،‬والرأسمال المؤسساتي من خالل السياسات العمومية التي ينبغي أن تكون أكثر نجاعة‪ ،‬والرأسمال‬ ‫االجتماعي الذي يجب تعزيزه بضمان فعلية الحقوق لجميع المواطنين‪ ،‬وتعزيز التماسك االجتماعي‪ .‬ومن‬ ‫شأن تطوير هذا الرأسمال غير العادي أن يشجع على تسريع وتيرة التحول الهيكلي القتصاد البالد في إطار‬ ‫نموذج وطني للتنمية المستدامة‪ ،‬وألجل ذلك‪ ،‬يقترح التقرير االعتماد على الرافعات السبع التالية ‪ :‬تعزيز‬ ‫قدرات الرأسمال البشري‪ ،‬تعزيز الرأسمال المؤسساتي‪ ،‬إرساء ميثاق اجتماعي جديد‪ ،‬تعزيز أرضية القيم‬ ‫المشتركة وجعل الثقافة رافعة للتنمية‪ ،‬ضمان تحقيق تحول هيكلي لالقتصاد الوطني‪ ،‬إدراج النموذج‬ ‫التنموي الوطني في إطار دينامية مستدامة ‪،‬جعل المغرب قطبا لالستقرار والشراكة التضامنية‪.‬‬ ‫وختم التقرير بأن المغرب يتوفر على خزان هام مدر للثروة ضمن رأسماله غير المادي ومن خالل‬ ‫جميع مكوناته التي تسمح له باالنخراط الكلي في مسار الصعود المدمج والمستدام‪ ،‬ومن شأن تثمين‬ ‫هذا الخزان أن يساهم في تسريع وتيرة خلق الثروات وتحسين توزيعها لفائدة جميع المواطنين والجهات‬ ‫في البالد‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫شركة بريطانية تستثمر في ‪ 56‬مزرعة رياح بالصحراء‬ ‫تستعد شركة « ويندهوست» البريطانية‪ ،‬إلطالق مشروع بناء عدد من مزارع الرياح في جنوب المغرب‬ ‫إلنتاج الكهرباء بكلفة منخفضة‪ ،‬ضمن الخطة المغربية لتطوير الطاقات المتجددة بمعدل يصل إلى ‪40‬‬ ‫في المائة خالل السنوات المقبلة‪.‬‬ ‫وأفادت مصادر بأن « ويندهوست» التي تملك عددا من عقود العمل في المغرب‪ ،‬ستنشئ ‪56‬محطة‬ ‫لطاقة الرياح في منطقة أفتيسات‪ ،‬الواقعة على مسافة ‪45‬كيلومترا جنوب مدينة بوجدور في الصحراء على‬ ‫المحيط األطلسي‪ ،‬إلنتاج ‪ 201‬ميغاوات من الطاقة الكهربائية لحساب «شركة طاقة الريح في المغرب»‬ ‫(إي إي أم )‪ ،‬أحد فروع مجموعة «ناريفا» التابعة ل «مجموعة الشركة الوطنية لالستثمار الخاصة» ‪.‬‬ ‫وقدرت قيمة الصفقة بنحو ‪391‬مليون دوالر‪ ،‬وستتولى مجموعة «سيمنس» األلمانية تزويد الشركة‬ ‫البريطانية بالمجاذيف المستعملة في بناء طوافات الرياح بالشراكة مع مجموعة «إينيل غرين باور»‬ ‫اإليطالية‪ ،‬وهو المشروع األكبر من نوعه في إفريقيا‪، ،‬ينقسم إلى عدد من المحطات على طوال سواحل‬ ‫الصحراء المتاخمة لجزر الكناري اإلسبانية‪ ،‬إلنتاج نحو ‪ 800‬ميغاوات من الكهرباء الحرارية المستخرجة‬ ‫من الرياح‪.‬‬ ‫وأشارت المصادر إلى إن كلفة إنتاج الطاقة غير التقليدية‪ ،‬تبدو متدنية في المغرب مقارنة بدول شمال‬ ‫أوروبا‪ ،‬بفضل قوة الرياح وتوافرها طوال السنة‪ .‬وكانت الشركة البريطانية أنجزت محطات لطاقة الرياح‬ ‫في طرفاية جنوب المغرب‪ ،‬اعتبرت األكبر حتى اآلن في المنطقة‪.‬‬ ‫وتشمل الخطة المغربية بناء عدد من محطات طاقة الرياح اإلضافية بسعة ‪ 850‬ميغاواتا‪ ،‬بعضها‬ ‫في الصحراء في تسكرات قرب مدينة العيون بسعة ‪300‬ميغاوات‪ ،‬وأخرى في بوجدور وفي الصويرة على‬ ‫المحيط األطلسي‪ ،‬وفي جبال األطلس وطنجة على البحر األبيض المتوسط‪ ،‬وستكون تلك المحطات‬ ‫جاهزة قبل نهاية العقد الحالي لتزويد المدن والمصانع القريبة بالكهرباء النظيفة‪.‬‬ ‫ومعلوم أن شركة «سيمنس» األلمانية كانت قد أنشأت مصنعا في طنجة قرب المدينة الصناعية‬ ‫«أتوموتيف سيتي» قبل عامين‪ ،‬إلنتاج المجاذيف الخاصة بمزراع الرياح‪ .‬وبلغت قيمة االستثمار ‪100‬مليون‬ ‫يورو على مساحة ‪38‬ألف متر مربع‪ ،‬وهو أكبر مصنع من نوعه في إفريقيا والشرق األوسط في مجال أجزاء‬ ‫محطات الرياح للطاقات المتجددة‪ .‬وتتولى مجموعة «فيستاس» الدنماركية تزويد مزارع الرياح المغربية‬ ‫بالمحركات المشغلة للطوافات‪.‬‬ ‫ويسعى المغرب إلى تأمين نصف حاجته إلى الكهرباء من الطاقات المتجددة الشمسية والريحية‬ ‫والمائية بحلول عام ‪ ،2030‬وهي خطة تقدر استثماراتها بنحو ‪ 20‬بليون دوالر انطلقت عام ‪ 2009‬في‬ ‫ورزازات التي تضم أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم‪ ،‬بنتها مجموعة «أكوابار السعودية» بالتعاون‬ ‫مع شركات إسبانية وألمانية‪.‬‬ ‫وهدف الرباط إلى توفير نصف كلفة توريد الطاقة األحفورية المقدرة بنحو ‪ 17‬في المائة من الواردات‬ ‫اإلجمالية‪.‬‬

‫وكشفت مصادر أن المهندسين المغاربة باتوا يتمتعون بخبرة طويلة في تصنيع األلواح الريحية‬ ‫والشمسية المستعملة في محطات الطاقات المتجددة ونقلها وتركيبها وصيانتها‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫‪ 3‬شركات دولية تفوز بصفقة إنجاز المشروع الغازي‬ ‫المغربي‬ ‫علم أنه تم تفويت صفقة إنجاز المشروع الغازي المغربي إلى ثالث شركات دولية‪ ،‬ويشمل المشروع‬ ‫بناء ميناء للغاز الطبيعي في منطقة الجرف األصفر الصناعية ومحطات التخزين وإنتاج الطاقة الكهربائية‪،‬‬ ‫ومد أنبوب للغاز بطول ‪400‬كيلومتر‪ ،‬موضحة في اإلطار ذاته‪ ،‬أنه تم تفويت صفقة إنجاز مشروع بناء الغاز‬ ‫الطبيعي وإكمال عمليات شراء الغاز البريطاني لثالث شركات دولية من بين ‪ 90‬شركة تنافست على الظفر‬ ‫بإنجاز المشروع‪ ،‬بكلفة قدرت ب‪ 850‬ألف أورو‪ ،‬حيث ستعمل على تنفيذ المشروع‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد ذكر أن المكتب الوطني للماء والكهرباء‪ ،‬قد اختار مصرف <<‪ >>HSBC‬فرع اإلمارات‪،‬‬ ‫لالستشارة المالية والقانونية والتقنية في مشروع <<‪ ،>TO POWER GAS‬الذي ستنجزه الشركات‬ ‫البريطانية الثالث‪ ،‬في الوقت الذي أشارت المصادر إلى أنه من المنتظر أن يتم الشروع في بناء المحطة‬ ‫في الجرف األصفر وأنبوب الغاز مع مطلع السنة القادمة ‪2018‬‬ ‫ويشار إلى أن كلفة المشروع الغازي الذي ينتظر إنجازه قدرت بنحو ‪ 5‬باليين دوالر‪ ،‬و سيساهم في‬ ‫زيادة إنتاج الكهرباء بنحو ‪ 2400‬ميغاواط مطلع العقد المقبل‪ ،‬حيث يرغب مكتب الماء والكهرباء في‬ ‫إنشاء كونسورتيوم دوليا يضم مساهمين من القطاعين العام والخاص المحلي والدولي‪ ،‬ومثله من‬ ‫الشركات الدولية والعربية والمغزبية والمتوسطية التي ستتولى إنجاز المشروع‪.‬‬ ‫وتنافست نحو ‪ 90‬شركة دولية‪ ،‬منها روسية وأمريكية وألمانية وفرنسية وإسبانية وسعودية ويابانية‬ ‫وقطرية وإماراتية للظفر بصفقة تشييد البنى التحتية لمشروع بناء الغاز الطبيعي المزمع القيام به في‬ ‫المغرب‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫المغرب يفوز بجائزة أفضل استراتيجية‬ ‫للدولة في مجال الطاقة المتجددة بمنتدى استثمارات‬ ‫إفريقيا‬ ‫فاز المغرب بجائزة أفضل استراتيجية للدولة «في مجال الطاقة المتجددة في منتدى االستثمارات‬ ‫اإلفريقية» الذي احتضنته باريس مؤخرا‪ .‬وذكر بالغ لوزارة الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة مساء‬ ‫اإلثنين‪ ،‬أن الكاتب العام للوزارة‪ ،‬تسلم هذه الجائزة التي تقام بمبادرة من وكالة «رابطة الرواد» لإلعالم‬ ‫والتقييم‪.‬‬ ‫وتم اختيار المغرب من بين العديد من البلدان اإلفريقية المرشحة لهذه الجائزة‪ ،‬من قبل هيئة‬ ‫تحكيم ضمت نحو ستين مهنيا من القطاعين العام والخاص‪ ،‬وفق معايير عديدة‪ ،‬بما في ذلك جدوى‬ ‫ونوعية الفرص االستثمارية‪ ،‬وتطورها على مدى السنوات الثالث الماضية‪ .‬واستعرض الحفيظي في كلمة‬ ‫بالمناسبة استراتيجية المملكة في مجال الطاقة‪ ،‬والتي تقوم أساسا على تطوير الطاقات المتجددة‪،‬‬ ‫وتعزيز النجاعة الطاقية‪ ،‬والتكامل الجهوي لألسواق والشبكات الطاقية‪ .‬كما أكد الكاتب العام للوزارة أن‬ ‫اإلصالحات الهيكلية التي وضعت في إطار الرؤية التي سطرها جاللة الملك محمد السادس‪ ،‬مكنت من‬ ‫تحقيق تقدم هام في مجال تحقيق الفرص االستثمارية المتاحة والتوصل إلى نتائج مشجعة للغاية جعلت‬ ‫النموذج الطاقي المغربي مرجعا على المستويين الجهوي والقاري‪ .‬ودعا في هذا الصدد البلدان اإلفريقية‬ ‫إلى اتباع النموذج المغربي في مجال الطاقة بالنظر إلى اإلمكانات الهائلة للطاقة المتجددة‪ .‬ومنتدى‬ ‫استثمارات إفريقيا حدث مخصص للفرص االستثمارية في القارة اإلفريقية ويجمع عددا كبيرا من صناع‬ ‫القرار األوروبيين واألفارقة‪ ،‬فضال عن شخصيات حكومية إفريقية‪ .‬وتناول هذا المنتدى التحديات الرئيسية‬ ‫الحالية والمستقبلية للتنمية االقتصادية في إفريقيا‪ .‬وتضمن برنامج هذه التظاهرة حلقات نقاش بشأن‬ ‫مواضيع تتعلق بالطاقة والمعادن والبنية التحتية والتعمير‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫‪ 154.4‬مليار درهم ‪ :‬عجز الميزان التجاري‬ ‫المغربي إلى نهاية أكتوبر الماضي‬ ‫تفاقم العجز التجاري المغربي بمقدار ‪ 2.1‬مليار درهم ليصل إلى مبلغ ‪ 154.4‬مليار درهم عند متم‬ ‫شهر أكتوبر المنصرم‪ ،‬وذلك وفقا للمعطيات األولية للتجارة الخارجية الصادرة عن بنك المغرب‪ .‬وأوضح‬ ‫المصدر ذاته‪ ،‬أن هذا التطور يعزى لزيادة في الواردات قدرها ‪ 19.2‬مليار درهم‪ ،‬والتي تفوق حجم‬ ‫الصادرات (‪ 17.1‬مليار درهم)‪ ،‬مشيرا إلى تحسن معدل التغطية ب ‪ 1.8‬نقطة من النسبة المئوية وصوال‬ ‫إلى ‪ 56.6‬بالمائة‪ .‬وحسب نفس المصدر‪ ،‬تأتي الزيادة في الواردات أساسا من ارتفاع الفاتورة الطاقية ب‬ ‫‪ 28.2‬بالمائة إلى ‪ 56.6‬مليار درهم‪ ،‬وبدرجة أقل من الزيادة في مقتنيات السلع االستهالكية ب ‪ 4‬بالمائة‬ ‫إلى ‪ 83.9‬مليار درهم‪ .‬وأضاف أن واردات المنتوجات شبه المصنعة ارتفعت أيضا ب ‪ 3.4‬بالمائة لتصل إلى‬ ‫‪ 79.1‬مليار درهم‪ ،‬مسجال أن عمليات اقتناء مواد التجهيز استقرت‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬في مبلغ ‪ 83.9‬مليار درهم‪.‬‬ ‫من جانبها‪ ،‬تعكس الزيادة في الصادرات األداء الجيد المسجل من قبل جميع قطاعات التصدير‪ ،‬سيما من‬ ‫خالل ارتفاع صادرات الفوسفاط ومشتقاته ب‪ 11.6‬بالمائة إلى ‪ 36.5‬مليار درهم‪ .‬إلى جانب ذلك‪ ،‬ارتفعت‬ ‫المبيعات بنسبة ‪ 9.5‬بالمائة إلى ‪ 42.8‬مليار درهم بالنسبة للمنتوجات الزراعية والغذائية‪ ،‬و‪ 5.5‬بالمائة‬ ‫إلى ‪ 47.5‬مليار درهم بالنسية للسيارات وب ‪ 6.6‬بالمائة إلى ‪ 31.5‬مليار درهم بالنسبة للنسيج والجلد‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬تحسنت مداخيل األسفار وتحويالت المغاربة المقيمين بالخارج‪ ،‬على التوالي‪ ،‬بنسبة‬ ‫‪ 5.3‬و‪ 2.6‬بالمائة‪ .‬وفي ما يتعلق بأهم أبواب الحساب المالي‪ ،‬ارتفع صافي تدفقات االستثمارات األجنبية‬ ‫المباشر بمعدل ‪ 16.9‬بالمائة ليصل إلى ‪ 21‬مليار درهم‪ ،‬مما يعكس انخفاضا قدره ‪ 7.4‬مليار درهم في‬ ‫االستثمارات إلى ‪ 4.7‬مليارات درهم و‪ 4.4‬مليارات درهم من المداخيل إلى ‪ 25.7‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وفي ظل هذه الظروف ـ يضيف ذات المصدر ـ انخفض صافي االحتياطيات الدولية بمقدار ‪ 8.1‬بالمائة‬ ‫ليصل إلى ‪ 227.9‬مليار درهم‪ ،‬مما سيمكن من ضمان تغطية ‪ 5‬أشهر و‪ 24‬يوما من واردات السلع‬ ‫والخدمات‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪918‬‬

‫السياحة بجوهرة المتوسط‬

‫قطاع يتراجع ومشاريع حكومية تحتاج إلى التحقيق‬ ‫الحسيمة‪ :‬فكري ولد علي‬ ‫تحتضن الحسيمة خالل الفترة الممتدة بين‬ ‫‪ 24‬و‪ 26‬من ه��ذا الشهر‪ ،‬ال��دورة السادسة من‬ ‫ملتقى الحسيمة للثقافة والسياحة ال��ذي ينظم‬ ‫خالل هذه السنة تحت شعار «السياحة التضامنية‬ ‫رافعة للتنمية المحلية والوطنية» يحضرها العديد‬ ‫من المهتمين بالشأن السياحي والثقافي المحلي‬ ‫من مهنيين وفعاليات المجتمع المدني والباحثين‬ ‫لتدارس إشكالية التنمية ومدى مساهمة السياحة –‬ ‫بالخصوص التضامنية منها‪ -‬في التنمية والرفع من‬ ‫مقدراتهابالمنطقة‪.‬‬ ‫‪ ‬وكان موضوع السياحة بالحسيمة محور العديد‬ ‫من اللقاءات األكاديمية واأليام الدراسية والندوات‬ ‫التي احتضنتها المدينة على األقل منذ سنة ‪،2009‬‬ ‫وجمعت مختلف المتدخلين في القطاع من مهنيين‬ ‫وخبراء وباحثين وإعالميين ومجتمع مدني‪ ،‬في‬ ‫محاولة لإلجابة على اإلشكاالت التي يعرفها القطاع‬ ‫بالمنطقة‪ ،‬والوقوف عند التشخيص الموضوعي‬ ‫والعلمي لقطاع يكاد يحصل اإلجماع على أنه القاطرة‬ ‫الحقيقية للتنمية المحلية والوطنية‪ ،‬بالخصوص في‬ ‫منطقة تعيش على إيقاع مفارقة كبيرة منذ منتصف‬ ‫الثمانينيات من القرن الماضي‪ ،‬وهي المفارقة التي‬ ‫ترتبط من جانب بمنطقة ‪ ‬تزخر بالمؤهالت المتنوعة‬ ‫ومن جانب بالتراجع في الحركة السياحية‪.‬‬ ‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬عرفت المنطقة هذه السنة‬ ‫تراجعا مهما على مستوى الحركة السياحية حيث‬ ‫كشفت اإلحصائيات أن ليالي المبيت وصلت إلى‬ ‫‪ 48650‬غاية شهر غشت الماضي أي بتراجع وصل‬ ‫نسبة ‪ 10‬في المائة بالمقارنة مع نفس الفترة من‬ ‫السنة الماضية‪ ،‬وهي ليالي المبيت التي تشكل فيها‬ ‫‪ 85.65‬في المائة نسبة السياح المغاربة أي حوالي‬ ‫‪ 41675‬سائح ‪ ‬بنسبة تراجع تصل تقريبا إلى ‪ 6‬في‬ ‫المائة بالمقارنة مع نفس المدة من السنة الماضية‪،‬‬ ‫هذا‪ ،‬فيما ال تشكل نسبة السياح األجانب منهم سوى‬ ‫نسبة ‪ 14.34‬في المائة من ليالي المبيت بمجموع‬ ‫ليالي مبيت تصل ‪ 6975‬فقط وعلى رأسهم السياح‬ ‫اإلسبان ب ‪ 1536‬ليلة مبيت مقابل ‪ 1545‬ليلة مبيت‬ ‫لسياح من اجنبي من جنسيات بلجيكية‪ ،‬ألمانية‪،‬‬ ‫عربية‪ ،‬إيطالية وأمريكية‪...‬‬ ‫تراجع القطاع السياحي بمنطقة الحسيمة‪ ،‬أو‬ ‫على األقل عدم مواكبته للحركة السياحية الوطنية‬ ‫والعالمية حصل عليه اإلجماع –تقريبيا‪ -‬بين مختلف‬ ‫المتدخلين والمهتمين‪ ،‬فيما مبرراته تختلف من طرف‬ ‫ألخر حيت تتعدد التفسيرات بحسب مواقع المسؤولية‬ ‫والمهنية بمنح األولوية لهذا السبب أو ذاك في هذا‬ ‫التراجع الذي يشكل مفارقة حقيقي‪ ،‬لم يتم لحد‬ ‫الساعة التخلص منها (المفارقة) حتى يساهم هذا‬ ‫القطاع فعال كقاطرة في التنمية المحلية التي تعرف‬ ‫الكثير من مظاهر «اإلعاقة»‬ ‫فالبرغم من كون الجميع بهذا الربع الخالي‬ ‫من الوطن ‪-‬مسؤولي المصالح الخارجية‪ ،‬المنتخبين‪،‬‬ ‫المهنيين من أرباب الفنادق والمطاعم‪ ،‬جمعيات‬ ‫المجتمع المهني‪ ،‬واإلعالميين‪ -‬يصرح باستمرار بأن‬ ‫اإلقليم يتوفر على مجموعة من المؤهالت البيئية‪،‬‬ ‫الثقافية والتاريخية التي من شأن تثمينها وتأهيلها أن‬ ‫يمنح للمنطقة منتوجات سياحية ستساهم ال محالة‬ ‫في تنمية الجهة ككل عبر خلق وجلب االستثمارات في‬ ‫القطاع السياحي‪ ،‬وتوفير المزيد من فرص التشغيل‪...‬‬ ‫فالواقع يظل مختلفا تماما؟ والسؤال لماذا لم تتحقق‬ ‫هذه البرامج على أرض الواقع؟ ولماذا لم تتكاثف‬ ‫جهود جميع هؤالء المتدخلين في القطاع السياحي‬ ‫بالجهة عبر أجندة محددة في الزمان واألهداف؟‪.‬‬ ‫بل ال��س��ؤال الرئيس يهم دور المندوبية‬ ‫اإلقليمية للسياحة ومعها المجلس اإلقليمي للسياحة‪،‬‬ ‫حيث تظل هذه المصالح اإلداري��ة والمهنية هي‬ ‫الغائب األكبر عن ‪ ‬هذا النقاش الدائر عن السياحة‬ ‫باإلقليم‪ ،‬حيث المواطن والفاعل السياحي والمتتبع لم‬ ‫يعد يعرف حتى موقع مقر هذه المندوبية وباألحرى‬ ‫برامجها وال يعرف مهمة ودور المجلس في الدفاع عن‬ ‫القطاع ومصالح المهنيين‪ ،‬فالجميع ‪ ‬يسجل الغياب‬ ‫المطلق وغير المبرر لهذه المصالح‪ ،‬حيث تحجم عن‬ ‫التواصل مع الفاعلين وبقية المتدخلين‪ ،‬وتغيب عن‬ ‫التعريف بالبرامج الوزارية المرتبطة بالقطاع السياحي‪،‬‬ ‫األمر الذي يطرح أكثر من سؤال حول استمرارها الذي‬ ‫ال يعمل سوى على التقليل من المؤهالت السياحية‬ ‫للمنطقة‪ ،‬وال تتدخر جهدا في «اإلجهاز» على كل‬ ‫المبادرات‪ .‬‬ ‫فالعديد من الفعاليات السياحية المدنية‬ ‫والمهنية بالحسيمة تعبر يوميا عن أسفها الشديد‬ ‫مثال من غياب المصالح الخارجية ل��وزارة السياحة‬ ‫باإلقليم عن النقاش العمومي حول السياحة بالمغرب‬ ‫والمنطقة‪ ،‬حيث بات السؤال يطرح نفسه بإلحاح‬ ‫حول موقع هذه المندوبية ضمن اإلجراءات التنفيذية‬ ‫للمبادرات الملكية وإستراتيجيات ال��وزارة المكلفة‬ ‫بالقطاع السياحي‪ ،‬واعتبرت ذات الفعاليات أن محاولة‬ ‫اختفاء مسؤولي مندوبية السياحة بالحسيمة وراء‬ ‫«غياب المهنيين والجمعيات السياحة» هو ضرب‬ ‫من ضروب افتقاد هذه المؤسسة للتدبير الحكيم‬ ‫والتشاركيللقطاع‪.‬‬ ‫‪ ‬وارتباطا ب��ذات الوضعية المتأزمة للقطاع‬ ‫السياحي باإلقليم كانت قد صرحت في وقت سابق‬ ‫العديد من الجمعيات السياحية بالمنطقة أن تنمية‬ ‫القطاع السياحي بالحسيمة يتطلب مبادرات جريئة‪،‬‬ ‫وقرارات تشاركية مبنية على «توحيد الجهود» «وضوح‬ ‫المعلومات» و»توحيد آليات التنسيق» « ترجمة‬ ‫الدراسات إلى برامج وخطط عمل» تسمح برصد‬ ‫الحركة السياحية بالمنطقة‪ ،‬ومالحظة المؤشرات‬ ‫التي تهم مثال مستويات السياحة‪ ،‬التأثيرات‪ ،‬جهود‬

‫‪8‬‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫بقلم‪ :‬م�صطفى احلراق‬

‫عالمية الثقافة العربية والنظام‬ ‫العالمي الجديد‬

‫اإلدارة‪ ،‬والنتائج‪ ....‬وكذا إيجاد الخطط المالئمة‬ ‫لتحويل المؤهالت الطبيعية‪ ،‬الثقافية والتاريخية إلى‬ ‫منتوجات سياحية والبحث فيما بعد عن سبل تسويقها‬ ‫كمرحلةثانية‪ .‬‬ ‫كما كان ن��داء الحسيمة للثقافة والسياحة‬ ‫(‪ )2013‬قد سجل انعدام ‪ ‬أي وثيقة تعريفية أو‬ ‫إشهارية للمنطقة (دالئل‪ ،‬خرائط‪ ،‬مطويات‪ ،‬بطائق‬ ‫بريدية ‪ )..‬بمندوبية السياحة ‪ ‬وغيرها‪ ...‬إضافة إلى‬ ‫المباالة عدد من المصالح والمؤسسات في تعاطيها‬ ‫مع ملف السياحة والثقافة بالمنطقة‪ ،‬حيث التجاهل‬ ‫التام لبعض المسؤولين للمبادرات الجادة الصادرة‬ ‫من الجمعيات المشتغلة في الميدان‪ ،‬وعدم تشجيع‬ ‫العمل والمجهودات المبذولة بسبب انعدام التنسيق‬ ‫بين المؤسسات المعنية ‪ ‬والمتدخلة بالقطاع ألسباب‬ ‫إدارية وارتباطها الدائم بمراكز القرار‪ .‬‬ ‫فعاليـات الملتقـى االسياحــي األول والثانــي‬ ‫(‪ )2010-2009‬بدورها كانت قد طالبت بضرورة‬ ‫توحيد الجهود لربح المزيد من الوقت وابتداع آليات‬ ‫تنظيمية وتنسيقية جديدة‪ ،‬حيث اعتبرت أن العديد‬ ‫من المتدخلين في القطاع السياحي باإلقليم يتوفرون‬ ‫على دراسات تخص هذا الجانب أو ذاك‪ ،‬فيما الواقع‬ ‫يتطلب تفعيل هذه الدراسات وتطبيق ما جاءت به من‬ ‫إجراءات وتدابير‪ ،‬وليس إنجاز المزيد من الدراسات‪،‬‬ ‫والطامة الكبرى –تقول هذه الفعاليات‪ -‬في غياب‬ ‫التنسيق‪ ،‬وبنهج يتسم ربما بتضييع المال العام‬ ‫والجهد الذي يجب أن يتم توفيره لتوظيفه بالشكل‬ ‫الذي يعود على القطاع بنتائج أكثر إيجابية من العمل‬ ‫المنفرد‪.‬‬ ‫‪ ‬الواقع ينطق بلسان أخر‪...‬‬ ‫إلى جانب هذه الوضعية التي يبقى ظاهرها‬ ‫تراجع ليالي المبيت فإن ثمة عناصر أخرى يثيرها‬ ‫العديد من المهتمين بالمجال السياحي بالمنطقة‬ ‫من قبيل عدم تنفيذ العديد من المشاريع والبرامج‬ ‫السياحية التي أعلنتها الدولة إما ضمن برامج‬ ‫واستراتيجيات وطنية وإما ضمن برامج محلية خاصة‪،‬‬ ‫من قبيل مشروع خلق وتعبئة منطقة سياحية جديدة‬ ‫بالحسيمة (‪ ،)2009‬وكذلك مخطط التنمية السياحية‬ ‫إلقليم الحسيمة أو ما كان يعرف ب «رؤية الحسيمة‬ ‫‪ »2015‬إلى جانب اتفاقية ‪ ‬التنمية المندمجة للسياحة‬ ‫القروية التي كان من المفروض أن تتولى تنفيذها‬ ‫الشركة المغربية للهندسة السياحية‪.‬‬ ‫‪ ‬في هذا الصدد يشير‪ ،‬الغلبزوري السكناوي‬ ‫إعالمي مهتم بالمجال السياحي‪ -‬إلى أن العديد من‬‫البرامج السياحية ‪ ‬بالمنطقة لم تعرف طريقها إلى‬ ‫التنفيذ أو على األقل عرفت تعثرات كبرى وتغيب عنها‬ ‫مبادئ الحكامة والتدبير الحسن‪ ،‬وكمثال على ذلك‬ ‫مشروع «كاليريس» الذي أعلن عنه سنة ‪ 2009‬وكان‬ ‫من المفروض أن تنطلق األشغال في شطره األول‬ ‫سنة ‪ ،2012‬غير أن المشروع ألغي بدون اإلعالن عن‬ ‫دوافع ومبررات هذا القرار‪.‬‬ ‫ولإلشارة فالمشروع –يقول متحدثنا‪ -‬جاء في‬ ‫إطار خلق وتعبئة منطقة سياحية جديدة بالحسيمة‬ ‫‪ NZT‬على مساحة ‪ 80‬هكتار بطاقة استقبالية تصل‬ ‫إلى ‪ 11184‬سرير؛ وكان من المقرر ‪ ‬أن يساهم هذا‬ ‫المشروع في خلق ‪ 1000‬منصب شغل عند االستغالل‬ ‫و‪ 2500‬منصب أثناء أشغال البناء والتهيئة بميزانية‬ ‫‪ 6‬مليار درهم؛ ‪ ‬خصصت لتهيئة وبناء إقامات سياحية‬ ‫ومحالت ومطاعم ومالهي ومالعب متنوعة إلى جانب‬ ‫سبعة فنادق وميناء ترفيهي‪ ،‬ومعهد للفندقة ومصحة‪،‬‬ ‫مراكز تجارية‪ ،‬مركز للغوص‪....‬‬ ‫ويضيف –نفس المتحدث‪ -‬أن ثمة مشاريع‬ ‫وبرامج أخرى لم تعرف طريقها إلى التنفيذ أو تميزت‬ ‫ببطء اإلنجاز ومنها «رؤية الحسيمة ‪ « 2015‬التي‬ ‫كانت تسعى إلى جعل الحسيمة وجهة سياحية‬ ‫شاطئية من الطراز الرفيع‪ ،‬عبر عرض سياحي متنوع‬ ‫يشمل أنشطة مختلفة‪ ،‬تقديم خدمات ترفيهية‬ ‫متعددة‪ ،‬باالعتماد على أربعة محاور تشمل الشواطئ‬ ‫المتوسطية‪ ،‬الترفيه واالستجمام‪ ،‬حسن الضيافة‬ ‫واالستقبال‪ ،‬الثقافة والطبيعة والرحالت‪ ،‬يقدم على‬ ‫المستوى النظري والبرمجة الكثير من الحلول لطبيعة‬ ‫المشاكل التي يعيشها القطاع السياحي باإلقليم‬ ‫خاصة حينما يركز على تنويع المنتوج‪ ،‬التسويق‪ ،‬دعم‬ ‫التكوين في الخدمات المرتبطة بالقطاع السياحي‪،‬‬ ‫الرفع من القدرة اإليوائية‪ ،‬وحماية البيئة‪...‬‬ ‫مركز إعالمي مغلق ومهجور‬ ‫وإذا ك��ان المهتمون ي��رك��زون على أهمية‬ ‫المعلومة الصحيحة ونشرها على أوسع نطاق في مجال‬ ‫الترويج السياحي فإن للحسيمة ‪« ‬دارا» هي مغلقة‬ ‫منذ سنة ‪ 2012‬واألمر يتعلق بدار فضاء اإلستقبال‬ ‫السياحي ‪ ‬التي كان قد عقد بشأنها اجتماع بمقر‬ ‫والية الحسيمة (آنذاك) يوم ‪ 07‬يناير ‪2012‬؛ حضره‬

‫رئيس الجهة آنذاك؛ وممثل عن وكالة إنعاش وتنمية‬ ‫عماالت وأقاليم الشمال؛ وبعض المجالس المنتخبة‬ ‫وجمعيات وفعاليات المجتمع المدني بالمنطقة‪،‬‬ ‫اإلجتماع هم أس��اس تقديم المشروع من طرف‬ ‫الشركة المغربية للهندسة السياحية ‪ SMIT‬وتوضيح‬ ‫وظائفه األساسية والشروط القانونية والتنظيمية‬ ‫لتسييره ومنذ حينها و «الدار» مغلقة وتحولت بعد‬ ‫كل هذه السنوات إلى شبه «خربة» جاثمة عند مدخل‬ ‫شاطئ كالبونيطا بالمدينة‪.‬‬ ‫متحف الريف‪ :‬مشروع ملكي تحول إلى‬ ‫«متحف»‪...‬‬ ‫مشروع آخر ‪ -‬كان من المفروض أن يلعب‬ ‫دورا مهما في المساهمة للترويج للحسيمة كوجهة‬ ‫سياحية لها أكثر من عنصر جذب‪ ،‬ولم يعرف طريقه‬ ‫إلى التنفيذ إلعتبارات تظل حقيقتها مجهولة لحد‬ ‫الساعة‪ -‬هو مشروع «متحف الريف» الذي تحول إلى‬ ‫أطالل بوسط المدينة بعد أن أعلن عن إحداثه سنة‬ ‫‪ 2006‬باتفاق تم آنذاك بين وزارة الثقافة؛ والية جهة‬ ‫تازة الحسينة تاونات؛ عمالة إقليم الحسيمة والمجلس‬ ‫البلدي للحسيمة‪ ،‬ولكن ظل حبرا على ورق إلى غاية‬ ‫تنظيم ندوة علمية دولية حول موضوع «التراث‬ ‫الثقافي بالريف‪ :‬أية تحـافـــة؟» سنة ‪ 2011‬تحت‬ ‫الرعاية السامية للملك محمد السادس‪.‬‬ ‫فقد وقع في ختام هذه الندوة ‪ -‬التي خصها‬ ‫الملك برسالة ساميـــة ‪ -‬المجلس البلدي لمدينة‬ ‫الحسيمة؛ مجلس جهــة تازة ـ الحسيمة ـ تاونات؛‬ ‫المجلس الوطني لحقوق اإلنسان ومجلس الجالية‬ ‫المغربية بالخارج على اتفاقية شراكة إلحداث «متحف‬ ‫الريف» وبعد ثالث سنوات‪ ،‬وبالضبط يوم األربعاء ‪09‬‬ ‫أكتوبر ‪ 2013‬قام والي جهة تازة الحسيمة تاونات؛‬ ‫محمد الحافي؛ بإعطاء انطالقة بدء أشغال المتحف‬ ‫بحضور رئيس الجهة؛ رئيسة المجلس البلدي؛ مدير‬ ‫الوكالة الحضرية والمهندس المكلف باألشغال‪ ،‬ولكن‬ ‫لألسف منذ هذا التاريخ والمشروع متوقف دون أن‬ ‫تنتهي أشغاله؛ ودون أن يوضح صاحب المشروع‬ ‫الذي هو المجلس الوطني لحقوق اإلنسان‪ -‬عن‬‫األسباب التي حالت دون إتمام المشروع‪ ،‬ولم يوضح‬ ‫كيف تم التصرف في الميزانية‪/‬الميزانيات التي‬ ‫خصصت له سواء من الجهات الرسمية أو كدعم من‬ ‫اإلتحاد األروبي‪.‬‬ ‫االتفاقية المندمجة لتنمية السيـاحــة‬ ‫القروية‪ :‬المصير المجهول‪...‬‬ ‫إذا كانت العديد من الوثائق تشير إلى أن‬ ‫السياحة الشاطئية بالحسيمة تشكل النواة األساسية‬ ‫ألي إقالع سياحي بالمنطقة‪ ،‬نظرا لما يتوفر عليه‬ ‫اإلقليم من شواطئ وخلجان ذات جودة عالية من‬ ‫حيث الرمال وباقي المقومات الطبيعية‪ ،‬فإنه بات من‬ ‫الضروري اليوم تنويع العرض السياحي بمنتوجات‬ ‫جديدة تهم أساسا تلك المرتبطة بالبيئة والعالم‬ ‫القروي والثقافية‪ ....‬والتي من شأنها استقطاب‬ ‫السياح بشكل قوي‪ ،‬على اعتبار أن هذه المقومات‬ ‫تتضمن –كما يرى المختصون‪ -‬عناصر جذب سياحي‬ ‫غير متنافس عليها‪ ،‬خاصة إذا تم األخذ بعين االعتبار‬ ‫تهيئة واستغالل المحيط الجهوي‪ ،‬الذي يستدعي‬ ‫وضع برنامج للتنمية الجهوية الشاملة قصد بلورة‬ ‫مدار سياحي متنوع يشمل كل هذه األقاليم‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار كانت الحسيمة قد استفادت من‬ ‫اتفاقية التنمية المندمجة للسياحة القروية غير أنه لم‬ ‫يتحقق أي شيء على أرض الواقع منذ انعقاد اإلجتماع‬ ‫األول الذي احتضنه مقر عمالة اإلقليم يوم ‪ 10‬فبراير‬ ‫‪ 2015‬خصص لتقديم تفاصيل هذه اإلتفاقية‪ ،‬حيث‬ ‫أبرز حينها مدير العمليات ووح��دة تسيير البرامج‬ ‫بالشركة المغربية للهندسة السياحية‪ ،‬موحا الريش‪،‬‬ ‫في عرضه المفصل أمام والي وعمال أقاليم الجهة‪،‬‬ ‫المنتخبين‪،‬مهنييالسياحةالقرويةوفعالياتالمجتمع‬ ‫المدني أن المحاور األساسية والخطوط العريضة‬ ‫لمشروع البرنامج المذكور بالجهة (حسب التقسيم‬ ‫القديم) تحتوي صيغته األولية على ‪ 36‬مشروعا بغالف‬ ‫مالي إجمالي يناهز ‪ 177‬مليون درهم منها ‪ 44‬مليون‬ ‫درهم إلقليم الحسيمة‪.‬‬ ‫وعلى خلفية هذا المسار‪ ،‬مسار المشاريع التي‬ ‫لم تتحقق رغم مرور سنين على إعالنها فإن العديد‬ ‫من المهنيين والمهتمين بالقطاع والمتتبعين لم‬ ‫ولن يأخذوا بجد اإلجراءات التي أعلن عليها مؤخرا‬ ‫للترويج السياحي لوجهة الحسيمة‪ ،‬والتي أطلقها‬ ‫أخيرا المكتب الوطني المغربي للسياحة بعد زيارة‬ ‫الوزير محمد ساجد إلى الحسيمة؛ ألنه ببساطة هذا‬ ‫المكتب كان قد أطلق أكثر منها ومنذ سنوات‪ .‬هي‬ ‫وعود لم تنفذ؛ فهذا المكتب سبق أن صرح ووعد بأن‬ ‫الحسيمة ستبرمج في الحمالت االشهارية والتواصلية‬ ‫والتعريفية منذ سنوات ولكنه وعد لم يتحقق‪.‬‬

‫عالمية الثقافة العربية هي في األصل تساؤل عن موقع‬ ‫الثقافة العربية في عملية تشكيل حضارة إنسانية جديدة‪ ،‬وليس‬ ‫مجرد وضعيتها ضمن ما يسمى – تجاوزا – النظام العالمي‬ ‫الجديد‪ ،‬فالعالم يتجه نحو الوحدة والمركز الواحد‪ ،‬وفكرة العالم‬ ‫الواحد أو الموحد قديمة في التاريخ وما اإلمبراطوريات القديمة‬ ‫إال الشكل العتيق للتاريخ العالمي ‪ ،‬ولكن بعض المفكرين يرون‬ ‫أن التاريخ منذ القرن الثامن عشر صار تاريخا عالميا أو األصح‬ ‫أوروبيا – أمريكيا‪ ،‬وتعتمد هذه الفرضية على أن انتشار مبادئ‬ ‫معينة هي في األصل إنسانية ولكن تجسدت عمليا في الثورة‬ ‫الفرنسية عام ‪ 1789‬وهي شعــارات الحرية واإلخاء والمساواة‪،‬‬ ‫والتي ارتكزت عليها أغلب النظريات والمذاهب الكبرى‪ ،‬من‬ ‫اشتراكية وديمقراطية وليبرالية وقومية‪ ...‬وغيرها‪ ،‬ونفس‬ ‫هذه المبادئ كان لها وجه آخر حين ادعت أوروبا القيام بمهمة‬ ‫حضارية وسمتها «ع��بء الرجل األبيض» وهي في الحقيقة‬ ‫التبرير الستعمار واستغالل وتبعية العالم غير األوروبي‪ ،‬وشهدت‬ ‫أوروبا القرن التاسع عشر السباق االستعماري الذي أعطاه مؤتمر‬ ‫برلين ما يمكن أن يسمى ب «الشرعية الدولية» حسب الفهم‬ ‫الغربي المتداول اليوم‪ ،‬فقد أكد المؤتمر حق الدول األوروبية‬ ‫في استعمار بقية العالم‪ ،‬وتقسيم مناطق النفوذ بطريقة تمنع‬ ‫الصراع والصدام بين ال��دول االستعمارية الغربية الكبرى‪.‬‬ ‫وبالفعل خضع العالم غير األوروبي الستعمار مباشر وغير مباشر‬ ‫حتى نهاية الحرب العالمية الثانية سنة ‪.1945‬‬ ‫وقد بدأت حقبة جديدة للهيمنة مهدت لها الواليات المتحدة‬ ‫األمريكية منذ إعالن مبادئ (ويلسون) ذات الشكل اإلنساني‬ ‫التحرري واألهداف الحقيقية التي تغير مركز السيطرة المعلنة‬ ‫خالل الحرب العالمية األولى ‪ 1919-1914‬والتي تدعو إلى حق‬ ‫الشعوب في تقرير مصيرها‪ ،‬مما يعني استقالل هذه الشعوب‬ ‫عن الدول القديمة‪ ،‬وبالتالي إضعاف النفوذ البريطاني والفرنسي‬ ‫والبلجيكي والبرتغالي‪ ،‬وكأن مبدأ (أيزنهاور) في الخمسينات‬ ‫والخاص بملء الفراغ هو التعبير المباشر عن إحالل االستعمار‬ ‫الجديد محل االستعمار التقليدي‪.‬‬ ‫وقد شهدت الفترة الممتدة منذ نهاية الحرب العالمية‬ ‫الثانية تطورا هائال وحاسما في عالمية العالم التي نعيشها‬ ‫بسبب تقدم التكنولوجيا وخاصة وسائل االتصال والمواصالت‪،‬‬ ‫ورغم وجود المعسكر الشرقي والحرب الباردة إال أن التنافس كان‬ ‫في الجوانب السياسية والعسكرية واالستراتيجية‪ .‬أما ثقافيا فقد‬ ‫كانت (األمركة) أو أسلوب الحياة األمريكية تسود العالم‪ ،‬وتخترق‬ ‫حتى دول المعسكر الشرقي‪ ،‬والتي أخذت كعملية ثقافية إسم‬ ‫«االمبريالية الثقافية» أحيانا‪.‬‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫انتقــل إلى جـوار ربـــه يوم الثالثاء ‪28‬‬ ‫نوفمبر ‪ 2017‬بالديار البلجيكية (بروكسيل)‬ ‫المشـمـول برحمـة اهلل تعالـى الفقيـد العزيـز‬

‫محمد المرابط‬ ‫أخ مصطفى (أدامو)‬

‫وفــي محفـل جنائــزي مهيـــب‪ ،‬بحضور‬ ‫األقــارب واألهـل واألصدقـــاء واألحـــبـــاب‬ ‫والجيـران‪ ،‬شيـــع جثمانــه الطاهــر‪ ،‬بعد صالة الظهر إلى مثواه األخير‬ ‫حيث دفن بمقبرة السواني بطنجة‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلــل‪ ،‬نتقــدم بتـعـــازينــا الحــارة إلى أرملتــــه‬ ‫وأبنائـه ‪ :‬كريمة‪ ،‬سفيان‪ ،‬وسميرة وشقيقه مصطفى (أدامو) وإلى جميع‬ ‫معارفـه‪ ،‬سائلين اهلل تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته‪ ،‬وأن يسكنه‬ ‫فسيـح جناته‪ ،‬وأن يلهــم ذويه الصبـــر والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬


‫العدد ‪918‬‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫‪9‬‬

‫أوال ‪ :‬العادة ‪:‬‬

‫تقرير حول مؤتمر حازم القرطاجني وقضايا تجديد‬ ‫الرؤية والمنهج في البالغة العربية القديمة (‪)2/2‬‬ ‫إعداد‪ :‬فرح الشويخ‪ ،‬وأبو مدين شعيب تياو‪ ،‬وأبو الخير الناصري‬

‫أما المداخلة الثالثة فكانت بعنوان‪»:‬النظم عند حازم القرطاجني‪ :‬دراسة في المفهوم والمصطلح»‪ ،‬ألقاها‬ ‫الدكتور عدنان أجانة‪ .‬وقد تكلم في البداية عن مصطلح النظم‪ ،‬وعن معناه ومفهومه ّ‬ ‫الذائع عند كل طائفة من‬ ‫العلما ِء‪ ،‬فذكر مفهومه‪:‬‬ ‫ عند األدباء والنُّ ّقاد الذين يستعملونه في مقابل النثر تار ًة‪ ،‬وبمعنى نمط تأليف الكالم تارة أخرى‪ ،‬ومن‬‫هؤالء ابن المقفع واآلمدي وابن قدامة وغيرهم‪.‬‬ ‫ وعند المتكلمين من المعتزلة واألشاعرة الذين يريدون به الطريقة أو الضمّ على طريقة مخصوصة‪،‬‬‫فهؤالء على اختالف مشاربهم استعملوا كلمة النظم وجعلوها مدارَ اإلعجاز‪ ،‬ومنهم الجاحظ‪ ،‬ومن جاء بعده‬ ‫كعبد القاهر الجرجاني الذي حاول وضع أصول النظم وتحرير مباحثه‪ ،‬وذلك في كتابيه «أسرار البالغة» و»دالئل‬ ‫اإلعجاز»‪.‬‬ ‫ وعند الفالسفة كالفارابي وابن سينا وابن رشد‪ ،‬وهؤالء لم ينظروا إلى النظم ِنظرة الطائفتين المتقدمتين‪.‬‬‫وذكر أن حازما لم يطلع على جميع ما كتبه هؤالء في النظم وال على مناهجهم فيه‪ ،‬وأن عمدته عند تأليف‬ ‫«المنهاج» كانتْ غالبا على سرّ الفصاحة البن سنان‪ ،‬ونقد الشعر لقدامة‪ ،‬والعمدة البن رشيق‪ ،‬وهي كتبٌ ال‬ ‫تحتوي على النظم بمفاهيمه المختلفة‪ ،‬ومع ذلك فقد أسهمتْ في ّ‬ ‫تشكل نظريّة النّظم عند حازم‪ ،‬وساعدته‬ ‫على اإلضافة والتجديد مفهومًا وتوظيفاً‪.‬‬ ‫النظم في «المنهاج»‪ ،‬وبين‬ ‫مُصطلح‬ ‫عن‬ ‫للكالم‬ ‫مداخلته‬ ‫من‬ ‫الثاني‬ ‫وخصص الدكتور عدنان القسم‬ ‫ِ‬ ‫أنه يرد في الكتاب على معنيين‪ :‬األول في مقابل النثر‪ّ ،‬‬ ‫والثاني‪ :‬في مقابل المعاني واللفظ واألسلوب‪ ،‬وكل‬ ‫أولئك تتبعه األستاذ المحاضر‪ ،‬وبيّن ما يمتاز به النظم عند حازم‪ ،‬وتخالفه والنظمَ عند عبد القاهر الجرجاني‪.‬‬ ‫وذكر أيضا مفهوم النظم عند حازم‪ ،‬وأنه‪« :‬صورة كيفية االستمرار في األلفاظ والعبارات والهيئة الحاصلة عن‬ ‫كيفية النقلة من بعضها إلى بعض وما يعتمد فيها من ضروب الوضع وأنحاء الترتيب» أو أنه «هيأة تحصل‬ ‫عن التأليفات اللفظية» كما تكلم عن القسم الثالث من «المنهاج» الذي خصصه حازم للكالم عن النظم وما‬ ‫تعرف به أحواله من حيث يكون مالئما للنفوس أو منافراً لها من قوانين البالغة‪ ،‬وجعله قائما على أربعة مناهج‪:‬‬ ‫المنهج األول‪ :‬في اإلبانة عن قواعد الصناعة النظمية‪.‬‬ ‫والمنهج الثاني‪ :‬في اإلبانة عن أنماط األوزان في التناسب‪.‬‬ ‫والمنهج الثالث‪ :‬في اإلبانة عما يجب في تقدير الفصول وترتيبها ووصل بعضها ببعض وتحسين هيآتها‪.‬‬ ‫والمنهج الرابع‪ :‬في اإلبانة عن كيفية العمل في إحكام مباني القصائد وتحسين هيآتها‪.‬‬ ‫وبذلك يكون حازم – كما ذكر األستاذ المحاضر – قد حاول أن يؤصل بالغة النظم على نمط لم يسبق إليه‪.‬‬ ‫وقد ختمت هذه الجلسة العلمية بمداخلة رابعة للدكتور أبي الخير الناصري عنوانها‪« :‬إشكال األصول بين‬ ‫حازم القرطاجني وميثم البحراني»‪ ،‬قدم فيها موازنة بين العالمين الجليلين‪ ،‬واستهل حديثه بتعريف مختصر‬ ‫عن ميثم البحراني – وهو أحد علماء الشيعة اإلمامية اإلثني عشرية‪ ،‬وله مؤلفات منها «أصول البالغة» و «شرح‬ ‫نهج البالغة ‪ ،-‬ثم تصدى للكالم عن منهج تصرف حازم في أصوله النقدية والبالغية‪ ،‬وذكر منها‪ /1 :‬إغفال ذكر‬ ‫األصل (كالنصوص التي أخذها عن «سر الفصاحة» البن سنان الخفاجي‪ ،‬و «العمدة» البن رشيق القيرواني)‪.‬‬ ‫‪ /2‬وأخذه ما في األصل دون تغيير (كوصية أبي تمام للبحتري التي أخذها حازم من «العمدة»)‪ /3 .‬باإلضافة‬ ‫إلى إتمام ما في األصل من نقص (كما في تعقيبه على رأي أرسطو في القوانين الشعرية‪ ،‬إذ بيَّن قصور هذه‬ ‫القوانين؛ ألنها موضوعة حسب مذاهب اليونان في الشعر)‪.‬‬ ‫ثم بين الباحث منهج ميثم البحراني في التصرف في األصل الذي أخذ منه‪ ،‬وهو «نهاية اإليجاز في دراية‬ ‫اإلعجاز» للرازي‪ ،‬وذكر من طرق تصرف ميثم ما يلي‪ /1 :‬تغييب سياق كالم الرازي‪ ،‬ونبه أن سبب ذلك يعود تارة‬ ‫إلى أن السياق ال يتناسب ومذهبَ ميثم الكالميَّ‪ /2 .‬وحذف مواضع الخالف‪َّ ،‬‬ ‫ومثل لذلك ببعض ردود الرازي‬ ‫على المعتزلة مما حذفه ميثم‪/3 .‬وتغيير الشواهد واألمثلة‪ ،‬حيث يستغني ميثم تارة عن األمثلة المستقاة من‬ ‫الكتاب والحديث‪ ،‬ويستبدل بها كالمَ اإلمام علي – كرم اهلل وجهه ‪ ،-‬وذلك يدل على مكانته عندهم وحرصهم‬ ‫عليه‪.‬‬ ‫وقد حرص المتدخل على الموازنة بين أصول الرجلين‪ ،‬ونبه‪ ،‬استنادا إلى نصوص من «المنهاج» ومن‬ ‫مؤلفات ميثم‪ ،‬إلى أن الطابع الغالب على حازم هو االعتماد على عقله وذكائه‪ ،‬مع التجرد واإلنصاف‪ ،‬وأما ميثم‬ ‫فيغلب عليه النقل‪ ،‬والتعصب لمذهبه الكالمي‪ ،‬ما أثر في منهجه تأثيرا بالغاً‪ ،‬وكذلك فإن األصول التي رجع إليها‬ ‫حازم متفرعة ومتنوعة‪ ،‬ومنها أصول عربية‪ ،‬ومنها أصول غير عربية كالفلسفة األرسطية‪ ،‬وهذا التنوع زاد بحثه‬ ‫عمقا وغنا ًء‪.‬‬ ‫الجلسة الثالثة برئاسة الدكتور محمد األمين المؤدب‬ ‫كان أول بحث ُقدِّمَ في هذه الجلسة موسوما بـ «نظرية الوزن والغرض في الرؤية البالغية العامة‪ ،‬نحو‬ ‫نموذج لتكامل مفهوم الشعر عند حازم القرطاجني» قدمه الدكتور عبد اإلله كنفاوي‪.‬‬ ‫أَ َّكدَ المتدخل في البداية َّ‬ ‫أن إشكالية الوزن والغرض موضوع يصب في صميم نظرية الشعر عند حازم‬ ‫القرطاجني‪ ،‬وال يمكن الحديث عن هذا الموضوع دون التطرق إلى حديث حازم عن مفهوم الشعر‪ ،‬وكان حازم‬ ‫قد اعتبر الوزن غير كاف لكي يُنْتِجَ الشاعر شِعْرَه بل ال بد أن يتضافر مع العنصر التخييلي‪ ،‬وسيصبح الشعر‬ ‫معه هو هذه النظرة االنفعالية التي ستساهم في تحريك المتلقي‪ ،‬وهذا التخييل يقع من أربع جهات‪ :‬من جهة‬ ‫المعنى‪ ،‬ومن جهة األسلوب‪ ،‬ومن جهة اللفظ‪ ،‬ومن جهة النظم والوزن‪.‬‬ ‫وقد تَسَا َء َل الدكتور الكنفاوي كيف عالج حازم مبحث تناسب األوزان واألغراض‪ ،‬مما حَتَّمَ عليه الوقوف‬ ‫عند ثالثة محاور رئيسة‪ ،‬أولها قسمة حازم لألغراض الشعرية‪ ،‬وقد أشار المتدخل في هذا السياق إلى رفض حازم‬ ‫لألغراض الستة التي وضعها العرب‪ ،‬انطالقا من أن هذه األغراض حصرت الشاعر العربي ولم تترك له المجال‬ ‫لالنفتاح على األغراض األخرى التي ربطها حازم باألساس النفسي وجعله مرتكزا أساسيا في تناوله للشعر‪.‬‬ ‫أما المحور الثاني فقد تحدث فيه عن أنماط األوزان وأكد فيه َّ‬ ‫أن تحقيق التناسب بين المسموعات في‬ ‫األوزان عند حازم يقضي بضرورة تجزئتها من منظور بالغي يراعي تناسب المسموعات وانتظاماتها‪ ،‬وبذلك‬ ‫َّ‬ ‫تَتَحَقق الغاية الجمالية وكذا حالوة المسموع‪ .‬وانتقل في المحور الثالث إلى الحديث عن تناسب الوزن‬ ‫والغرض‪ ،‬ويحيل حازم في هذا الباب على ضرورة مراعاة تناسب الوزن والغرض تناسبا جدليا تكون فيه القصيدة‬

‫مهيأة للوصول إلى الغاية المقصودة منها‪ ،‬وقد أوضح المتدخل أن لألوزان اعتبارين؛ أولهما اعتبار ما تليق به‬ ‫من أغراض‪ ،‬وثانيهما اعتبار ما تليق به من أنماط النظم‪.‬‬ ‫وخَ ُلصَ المتدخل في األخير إلى أنه لم يكن غريبا أن يَعْمَدَ حازم إلى تناسب األغراض مع األوزان‬ ‫الشعرية‪ ،‬وقد احتكم في ذلك كله إلى علم البالغة مع االعتماد على النظرية الفكرية والفلسفية المنطقية إلى‬ ‫جانب ذوقه وقراءاته الشعرية‪ .‬كما أكد َّ‬ ‫أن هذه الرؤية الجديدة التي عالج بها األوزان الشعرية بحيث لم تنفصل‬ ‫فيها األوزان عن البنية اإليقاعية التي لم تنفصل بدورها عن البنية الداللية للقصيدة العربية هي تجربة ورؤية‬ ‫جديدة لم يسبقه إليها أحد من النقاد والبالغيين العرب‪.‬‬ ‫أما المداخلة الثانية فهي بعنوان «أصول المنهج البنائي للقصيدة العربية القديمة في «منهاج البلغاء‬ ‫وسراج األدباء» لحازم القرطاجني» وهي ورقة تقدمت بها الدكتورة مديحة جابر السايح ‪ ،‬ألقتها الدكتورة سعاد‬ ‫الناصر نيابة عنها‪ .‬وقد أكدت المتدخلة في البداية َّ‬ ‫أن كتاب «المنهاج» يمثل أنموذجا للمؤلفات البالغية التي‬ ‫عنيت بأصول البالغة‪ ،‬كما أشارت إلى أن المنهج البنائي واضح أوضح داللة في «المنهاج»‪.‬‬ ‫وقسمت مداخلتها إلى ثالثة محاور‪ ،‬أولها عبارة عن مدخل مصطلحي تناولت فيه مفهوم األصل‬ ‫والمقصود به عند العرب‪ .‬والمحور الثاني بعنوان‪ :‬المنهج البنائي وأصوله‪ ،‬وهي سبعة أصول‪ :‬أولها االقتران‪،‬‬ ‫وثانيها الترتيب (ويدخل فيه ترتيب الفصول وترتيب المعاني داخل الفصول كما يدخل فيه ترتيب العناصر‬ ‫وغيرها)‪ ،‬وثالثها التركيب وتتنوع ضروبه عند حازم في «المنهاج» لتشمل المعاني واأللفاظ واألغراض وغيرها‪،‬‬ ‫ورابعها التناظر‪ ،‬وخامسها البناء‪ ،‬وسادسها التفاوت (وأشارت الدكتورة إلى أن فصل التفاوت عند حازم أرحب‬ ‫وأكثر تفصيال مقارنة بغيره)‪ ،‬وسابعها التناسب ويدخل فيه تناسب المفهومات والمسموعات وغيرها‪ .‬أما المحور‬ ‫الثالث فهو عبارة عن ملحوظات عامة أكدت فيها على كلية النظرة البنائية عند حازم القرطاجني في «المنهاج»‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫وأن األصول المذكورة في المحور الثاني هي أصول عقلية أبرزها حازم في «المنهاج»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫المداخلة مداخلة الدكتور عبد الواحد الصمدي وعنوانها «أثر حازم البالغي في مصنفات علوم‬ ‫وتَ َلت هذه‬ ‫القرآن»‪ ،‬وقد ذكر الدكتور الصمدي أن الناظر في كتب علوم القرآن يرى نقوال كثيرة عن حازم وأول من نقل عنه‬ ‫في ذلك اإلمام الزركشي في «البرهان في علوم القرآن»‪.‬‬ ‫ومن أهم ما جاء في مداخلة الدكتور الصمدي آراء حازم في مدونات علوم القرآن خاصة فيما يتعلق بمسألة‬ ‫السجع ومسألة وجه اإلعجاز وكذا مسألة القلب؛ فبالنسبة لمسألة السجع نبه الباحث على أن حازما يسمي ما‬ ‫َ‬ ‫فواصل ال سجعا‪ ،‬وفي هذا الصدد أشار الباحث إلى االتجاهين المتعلقين بمسألة السجع وأولهما‬ ‫ورد في القرآن‬ ‫اتجاه يجيز إطالق السجع على القرآن ويقسم أصحاب هذا االتجاه السجع إلى محمود ومذموم‪ ،‬أما االتجاه الثاني‬ ‫فيسمي ما ورد في القرآن فواصل‪.‬‬ ‫أما بالنسبة لمسألة وجه إعجاز القرآن فقد اتجه حازم إلى العناصر البالغية الخاصة بالقرآن وكشف عن‬ ‫فقدان األنفاس البشرية لهذه العناصر أو الخصائص وهي مع كل ذلك ال تنفك عن الفتور واالنقطاع عكس‬ ‫القرآن الكريم حسب رأيه‪ ،‬أما عن مسألة القلب فقد أشار المتدخل إلى أن مذهب حازم في القلب هو الخروج على‬ ‫مقتضى الظاهر‪ ،‬وفي هذا السياق أشار أيضا إلى وجود اتجاهين أيضا في مسألة القلب في القرآن؛ اتجاه ينكره‬ ‫و هو مذهب حازم واتجاه يقبله‪ ،‬وقد تعرض حازم في «المنهاج» للرد على أقاويل أصحاب هذا االتجاه وتأويلها‬ ‫على وجه غير القلب‪.‬‬ ‫وخُتِمَت هذه الجلسة بمداخلة للدكتور عبد الرحمن طعمة عنوانها «تداولية المعنى عند حازم القرطاجني‪:‬‬ ‫األسس المنطقية والتناول اللساني» وألقت المداخلة الدكتورة سحر محمد فتحي عبد العليم نيابة عنه‪.‬‬ ‫أَ َّكدَ الدكتور في البداية ّ‬ ‫أن حازما القرطاجني حَازَ قصب السبق في تأصيل أسس البالغة العرفانية في‬ ‫التراث العربي في طرحه األصيل «منهاج البلغاء»‪ ،‬ويكفي تنبّؤُه إلى أن المعاني تتحصل في األذهان فضال‬ ‫ومستلهما كالم ابن األثير في «المثل السائر»‬ ‫عن األمور الموجودة في األعيان مستحضرا المحاكاة األرسطية‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫تُشَك ُل ِنصف عملية المحاكاة التي تمر من األشياء عبر الذهن وانطالقا نحو النفوس‪.‬‬ ‫في أن عملية التحصيل‬ ‫ويرى الدكتور طعمة أن أحدا من البالغيين لم يفعل ما فعله القرطاجني في محاولة الكاتب صياغة قوانين‬ ‫العِرفان البالغي بهذه الطريقة‪ ،‬فلقد استطاع أن يجمع من خالل تمييزه للمحاكاة فصاحة الخفاجي القائمة‬ ‫َ‬ ‫الداللة اإلقناعية والتخييلية بما اعتاد النقاد‬ ‫على الصوت إلى فصاحة الجرجاني القائمة على النظم‪ ،‬وأن يستبدل‬ ‫تسميتَه الداللة وفضيلة الداللة‪ ،‬ليكون بحق أول عالم تراثي يدخل حقل العرفان والتداولية كما نعرفها اآلن‪.‬‬ ‫كما أكد َّ‬ ‫أن القرطاجني تناول الغرض الشعري انطالقا من تصوره لمفهوم الشعر ورفضه لتقسيمات‬ ‫البالغيين لألغراض الشعرية ألنها من وجهة نظره غير صحيحة؛ كما أن ماهية الشعر عنده ثالثية العِمَاد‪:‬‬ ‫عمود المحاكاة وعمود التخييل وعمود الغرابة‪.‬‬ ‫وقد بَيّنَ الدكتور أيضا أن القرطاجني استطاع عرفانيا خَ ْلقَ قناة من االنفعال المستمر بين النص‬ ‫والمتلقي‪ ،‬كما أشار إلى مسألة الترتيب بين الموجودات والمعاني والصور الحاصلة على تلك الموجودات؛‬ ‫فالمرتبة األولى لألشياء‪ ،‬والثانية للصور‪ ،‬والثالثة للكلمات منطوقة‪ ،‬والرابعة للكلمات مكتوبة‪.‬‬ ‫وقد انتقل الدكتور طعمة إلى بحث أمثلة من قوانين األبنية التداولية للمعنى عند القرطاجني ومنها قانون‬ ‫الخاتمة التداولي‪ ،‬ويتلخصُ هذا القانون في أنه يجب أن ترتبط الخاتمة بما خَ ُلصَ إليه المتكلم في النص وأن‬ ‫ال يكون تأثيرها فيما قبلها من حيث المعنى تأثيرا سلبيا‪ .‬وختم بحثه بالحديث عن جمالية األنساق المفاهيمية‬ ‫وتوصيل المعنى بين عنصري التخييل والمحاكاة‪.‬‬ ‫الجلسة الختامية‬ ‫وبعد هذه الجلسات العلمية التي تخللتها مناقشات علمية مفيدة أنهى المؤتمر أشغاله بجلسة أخيرة تُليتْ‬ ‫فيها آيات قرآنية كريمة‪ ،‬وقدم فيها الدكتور عبد الرحمن بودرع كلمة ختامية نوه فيها بالجهود التي بُذلت‬ ‫إلنجاح المؤتمر‪ ،‬ثم قرأ الدكتور عدنان أجانة أهم ما أسفرت عنه الجلسات العلمية من توصيات‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫‪ - 1‬إعداد دليل شامل للدراسات واألبحاث واألطاريح الجامعية المنجزة حول حازم القرطاجني ومشروعه‬ ‫تعريفا وتوصيفا وتقويما‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الدعوة إلى استثمار جهود حازم في الدرس البالغي واألدبي والنقدي على وجه يبرز خصوصية مشروعه‬ ‫ومناحي تجديده‪.‬‬ ‫‪ - 3‬توجيه الدراسات الجامعية للبحث في «المنهاج» من خالل تأطيرها بمشروع تُضبط فيه المعالم‬ ‫والمقاصد وتُحدد فيه مسالك النظر وموضوعات الدرس حتى تكتمل الجهود في نسق منهجي‪.‬‬ ‫‪ - 4‬تأسيس رابطة حول حازم لتيسير سبل التواصل بين الباحثين في المغرب والمشرق‪ ،‬ويكون من مهام‬ ‫هذه الرابطة الحرص على نشر األبحاث الجديدة عن حازم‪ ،‬والتعريف بها‪ ،‬وتنظيم لقاءات لتقديمها وتدارسها‪.‬‬


‫العدد ‪918‬‬

‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫أوال ‪ :‬العادة ‪:‬‬

‫اّ‬ ‫العلمة صهيب بن محمد الزمزمي ابن الصديق‬ ‫‪1364‬هـ ‪1412 -‬هـ ‪1945 /‬م ‪1992 -‬م‬ ‫(ترجمته بخط يده)‬

‫‪-‬‬

‫■ تقدمي وتخريج ‪ :‬د‪ .‬ر�شيد العفاقي‬

‫كانت للشيخ العالمة محمد الزمزمي بن محمد بن الصديق منزلة سامية في األوساط العلمية بطنجة والمغرب‪ ،‬بل وفي العالم اإلسالمي‪ .‬وقد أنفق هذا العالم الجليل عمره في التدريس‬ ‫وبث العلم‪ ،‬وتبيان الشريعة اإلسالمية الصحيحة‪ ،‬فانتفع به خلق كثير‪ .‬كما حرص على تربية أبنائه‪ ،‬وتنشئتهم تنشئة علمية‪ ،‬وقد أتت تلك التربية أكلها فسار األبناء على خُطى الوالد إذ‬ ‫تخرّجوا علماء وفقهاء وهم‪ :‬صهيب وعبد الباري رحمهما اهلل‪ ،‬وأبي بارك اهلل في عمره‪ .‬وكان لهم ‪ -‬كما والدهم العالمة محمد الزمزمي‪ -‬نصيب طيب في التأليف في المواضيع التي نبغوا‬ ‫فيها وحصّلوا علومها وفنونها‪ .‬وفضال عن التآليف العلمية المرتبطة بالشريعة والعقيدة والمنطق والتربية اإلسالمية وغيرها‪ ،‬قيّدوا مذكرات في التاريخ والتراجم والسير الذاتية‪ ،‬فمن‬ ‫ذلك ما قيده العالمة أبي بن محمد الزمزمي في تراجم بعض رجال طنجة وفي مواضيع من التاريخ المغربي األندلسي‪ ،‬وأيضا ما كتبه العالمة صهيب بن محمد الزمزمي في سيرته الذاتية التي‬ ‫حصلت على نسخة منها ورأيتُ من المفيد أن أقدم نصّها للمهتمين بفن تراجم علماء طنجة‪ ،‬وللقراء عامة‪ .‬يقع تقييد سيرته في ‪ 24‬صفحة‪ ،‬وقد فرغ المؤلف من كتابته في شهر صفر من‬ ‫عام ‪1412‬هـ‪1991/‬م‪ ،‬شهورا قليلة قبل وفاته‪ ،‬فقد انتقل صاحب الترجمة إلى جوار ربه يوم الثالثاء ‪ 24‬شوال ‪1412‬هـ‪ ،‬الموافق لـ ‪ 28‬أبريل ‪1992‬م‪ ،‬رحمه اهلل رحمة واسعة‪.‬‬ ‫باسم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫• اإلسم والنسب ‪:‬‬

‫كتب األعمام‪ ،‬فقرأت المطبوعات من كتب الشيخ أحمد رحمه اهلل‪ ،‬ومن كتب الشيخ عبد اهلل‪ ،‬والشيخ‬ ‫عبد العزيز‪ ،‬والشيخ عبد الحي‪ ،‬وهي ال تخلو من قواعد وفوائد تتعلق بهذا العلم الشريف‪ .‬ثم قرأت‬ ‫«الرسالة المستطرفة» للشيخ محمد بن جعفر الكتاني‪ .‬ثم دأبت على قراءة كتب «المصطلح»‪،‬‬ ‫كـ«تدريب الراوي» للسيوطي‪ ،‬وشرح «النخبة» للحافظ ابن حجر‪ ،‬و«الباعث الحثيث» البن كثير‪،‬‬ ‫و«مباحث في علوم الحديث»‪ ،‬للدكتور صبحي الصالح‪ ،‬وقرأت أخيرا «النكات» للحافظ ابن‬ ‫حجر‪ .‬وقرأت «الرفع والتكميل في الجرح والتعديل»‪ ،‬للشيخ عبد الحي اللكناوي‪ ،‬بتعليق‬ ‫الشيخ عبد الفتاح أبي غدة‪ .‬كما قرأت كتاب «الصارم المنكي»‪ ،‬للحافظ ابن عبد الهادي‪،‬‬ ‫وهو غزير الفائدة في هذا العلم الشريف‪ .‬وخالل قراءتي للكتب المذكورة وغيرها مما له‬ ‫عالقة بطلبتي‪ ،‬كانت تعترضني إشكاالت يستعصي على إدراك حلولها‪ ،‬وتنقدح في نفسي‬ ‫أسئلة تبقى معلقة من غير إجابة‪ ،‬فلما عاد من مصر عمنا وشيخنا المحدث السيد عبد‬ ‫اهلل ابن الصديق ‪ -‬بارك اهلل في حياته‪ ،-‬زرته في اليوم الثاني من وصوله إلى طنجة‪،‬‬ ‫وما كاد يستقر بي المجلس إلى جنبه‪ ،‬حتى بدأت ألقي عليه ما علق بذهني من إشكاالت‬ ‫وسؤاالت حول علم الحديث الشريف‪ .‬فوجدت عنده األجوبة الشافية والردود المقنعة‪.‬‬ ‫ويومها قلت له‪ :‬كيف يمكن امتالك ناصية الحديث؟ فأجابني بقوله‪« :‬علم الحديث‪ :‬رجال‪،‬‬ ‫وعلل‪ ،‬ومتون»‪ .. ،‬وسمى الكتب التي ينبغي قراءتها لنيل المطالب الثالثة‪ ،‬جزاه اهلل خيرا‪.‬‬

‫صهيب بن محمد الزمزمي بن محمد بن الصديق اإلدريسي الحسني ‪ -‬إن شاء اهلل تعالى‪ .‬واسم الوالدة‪:‬‬ ‫خديجة بنت أحمد بن عبد الحفيظ بن أحمد بن أحمد بنعجيبة‪.‬‬

‫• المولد ‪ -‬تاريخه ومكانه ‪:‬‬ ‫كانت والدتي فجر يوم األربعاء [‪ ]...‬من شهر رجب عام أربع وستين وثالثمائة وألف [‪1364‬هـ‪1945/‬م]‪.‬‬ ‫وذلك بحومة الزيتونة‪ ،‬حيث كان مسكن الجد ‪ -‬الشيخ محمد بن الصديق‪ -‬وبيت أسرته من بعده‪ .‬فقد‬ ‫كان يقيم فيه ‪ -‬آنذاك‪ -‬والدي‪ ،‬وأخوه األكبر الشيخ أحمد ‪ -‬رحمه اهلل‪ ،-‬وكذا جميع أفراد عائلة الجد‬ ‫ جدّد اهلل عليه الرحمات‪ ،-‬من زوجاتٍ وبنين وبنات وخدم‪ ،‬ما خال الشيخ عبد اهلل والشيخ عبد الحي‬‫والشيخ عبد العزيز‪ ،‬فإنهم كانوا في القاهرة‪ .‬وقد صار هذا البيت ‪ -‬فيما بعد‪ -‬مدرسة للبنات ثم تحولت‬ ‫هذه المدرسة إلى حي آخر خارج أسوار المدينة وبقيت تحمل اسم «مدرسة الزيتونة» إلى يومنا هذا‪.‬‬ ‫وعلى مسافة قريبة من بيت الجد الذي ولدت فيه‪ ،‬توجد الزاوية التي أسسها الجد لتكون معهدا لنشر‬ ‫العلم ومأوى للمتعلمين ورباطا للذاكرين‪.‬‬

‫• إجازات في علم الحديث ‪:‬‬

‫• في الطفولة ‪:‬‬ ‫في ذلك البيت قضيت األعوام الثالثة األولى من حياتي بين أحضان العمات واألعمام الكرام‬ ‫الذين حظيت منهم ‪ -‬جميعا‪ -‬بحسن الرعاية وجميل العناية‪ ،‬جزاهم اهلل خيرا وأجزل لهم المثوبة في‬ ‫الدنيا واآلخرة‪ .‬وخاصة منهم السادة‪ :‬الشيخ أحمد رحمه اهلل‪ ،‬والشيخ عبد الحي‪ ،‬والشيخ عبد العزيز‪،‬‬ ‫والدكتور إبراهيم‪ ،‬بارك اهلل في حياتهم‪ .‬وفي زاوية الجد تعلمت الكتابة‪ ،‬وقرأت ما تيسر من القرآن‬ ‫على الفاضل السيد أحمد الجرفطي ‪ -‬رحمه اهلل‪ -‬الذي كان من مريدي الجد‪ ،‬وإماما في الصلوات‬ ‫الخمس بالزاوية‪ .‬ثم تابعت قراءة القرآن وأتممت استظهاره وحفظه بإتقان ‪ -‬والحمد هلل‪ -‬على‬ ‫معلم آخر هو الفقيه الزاهد السيد العلمي بن علي بن محمد بن عبد السالم األنصاري ‪-‬‬ ‫رحمه اهلل‪ .‬وذلك ُ‬ ‫بكتّابه الذي كان مجاورا للجامع الكبير‪ ،‬والذي أدخل إلى المسجد‬ ‫المذكور ضمن التوسعة التي شملت مرافق أخرى كانت بجواره‪ .‬ومن فضل اهلل‬ ‫عليّ أني ‪ -‬في هذه المرحلة من حياتي‪ -‬كنت أُصبح وأُمسي بين مجالس‬ ‫العلم‪ ،‬وأغدو وأروح على حلقات التدريس‪ :‬فمجالس الوالد واألعمام لم‬ ‫تكن تخلو من حديث علمي وحوار حول بعض مسائله‪ .‬كما كان لكل واحد‬ ‫من أولئك اإلخوة الثالثة ‪ -‬الوالد والشيخين‪ :‬عبد الحي وعبد العزيز‪-‬‬ ‫حلقة أو أكثر لتدريس العلوم الشرعية في رحاب الزاوية‪ .‬وكثيرا ما كان‬ ‫يسعفني الحظ بالحضور في هذه أو تلك‪ ،‬مع اإلنصات واالستماع باهتمام‬ ‫إلى ما يدور فيها ويقال‪ .‬وفي تلك األيام كان التعليم الديني النظامي‬ ‫يتم في الجامع الكبير‪ ،‬ويضم خمس أو ست حلقات يتولى التدريس فيها‪:‬‬ ‫الفقيه السكيرج‪ ،‬والفقيه الجزائري المؤذن‪ ،‬وعبد الحفيظ كنون‪ ،‬والفقيه‬ ‫الوسيني‪ ،‬والسميحي‪ ،‬والبرّاق‪ ،‬والصائل‪ ،‬وغيرهم‪ .‬وكنتُ أغشى تلك‬ ‫الحلقات وأنتقل من واحدة إلى أخرى بدافع الفضول الصبياني ورغبة في‬ ‫االستمتاع بطرق اإللقاء المتباينة من فقيه إلى آخر‪.‬‬

‫• في المراهقة ‪:‬‬ ‫بفضل تلك األجواء العلمية التي أصبحت جزءا من حياتي اليومية‪ ،‬غدوتُ ‪ -‬وأنا في سني المراهقة‪ -‬مفعم القلب بحب‬ ‫العلم‪ ،‬تواقا إلى تحصيل المعرفة‪ ،‬حريصا على القراءة‪ ،‬رغم أني كنت ‪ -‬يومئذ‪ -‬ال أفهم إال القليل مما أقرأه‪ .‬فبدأت ‪ -‬أوّال‪-‬‬ ‫بقراءة كتاب «فتوح الشام» للواقدي‪ ،‬ثم قرأت كتابه في «المغازي»‪ .‬وأثناء ذلك قرأت كتابا ملخصا في السيرة النبوية‪ ،‬كنت‬ ‫أستعين على فهمه بشروح شفوية من الوالد رحمه اهلل‪ .‬وبلسان سؤول وقلب عقول‪ ،‬أعانني اهلل على فهم وإدراك عدد من‬ ‫المسائل الفقهية قبل دراستها في كتب الفقه‪ ،‬إذ كنت أُكثر من إلقاء األسئلة على الوالد ‪ -‬رحمه اهلل‪ -‬في قضايا مختلفة‪،‬‬ ‫فأعِي إجاباته عليها وأفتي بها الناس‪ .‬حتى إن الوالد ‪ -‬رحمه اهلل‪ -‬قال لي مرة‪« :‬لو دونت هذه السؤاالت وأجوبتها في‬ ‫دفتر لكان أحسن»‪.‬‬

‫• بعد مغادرة ُ‬ ‫الكتّاب ‪:‬‬

‫كان آخر عهدي ُ‬ ‫بالكتّاب هو يوم سابع ذي الحجة من عام اثنتين وثمانين وثالثمائة وألف‪ .‬وفي مطلع سنة ثالث‬ ‫وثمانين [وثالثمائة وألف] شرعت في دراسة كتاب «النحو الواضح» على الوالد رحمه اهلل‪ .‬وكنت قبل ذلك بنحو سنة ‪-‬‬ ‫تقريبا‪ -‬قد شرعت في دراسة الفقه ‪ -‬على الوالد أيضا‪ -‬بكتاب «القوانين الفقهية» البن جزي األندلسي‪ .‬على أن دراستي‬ ‫كلها كانت على الوالد‪ ،‬فعليه درست‪« :‬النحو الواضح» بأجزائه الستة‪ .‬وعدة أبواب من «الخالصة» البن مالك‪ ،‬بشرح ابن‬ ‫عقيل‪ .‬و«القوانين الفقهية»‪ .‬و«الفقه على المذاهب األربعة» الجزء األول والثاني منه‪ .‬وشيئا يسيرا من كتاب «المغني»‬ ‫البن قدامة الحنبلي‪ .‬وبضعة أبواب من «التحفة» بشرح الكافي‪ ،‬أو المسمى بهذا االسم على األصح‪ .‬وبضعة أحاديث من‬ ‫«بلوغ المرام» للحافظ ابن حجر‪ ،‬بشرحه المسمى «سبل السالم» لألمير الصنعاني‪ .‬وأبوابا من «نيل األوطار» للشوكاني‪.‬‬ ‫وكتاب الحج من «بلوغ المرام» سردا مع تعليقات شفوية للوالد‪ .‬ونحو الربع من تفسير الجاللين‪ .‬و«البالغة الواضحة»‪.‬‬ ‫وقطعة من «الجوهر المكنون» في البالغة‪ .‬و«علوم البالغة» للمراغي‪ .‬وكتاب «المنطق المشجر»‪ .‬وشرح «السلم» في‬ ‫المنطق‪ ،‬للبناني‪ ،‬إلى القضايا‪ .‬و«الورقات» في أصول الفقه‪ ،‬إلمام الحرمين‪ ،‬بشرح‪ .‬والجزء األوّل من شرح المحلي على متن‬ ‫«جمع الجوامع» في األصول ‪ -‬أيضا‪ -‬البن السبكي‪.‬‬

‫• اهتمامات ثقافية ‪:‬‬

‫خالل المرحلة الدراسية شغفت بالقراءة ومطالعة الكتب‪ ،‬فأقبلت على القراءة بنهم متواصل‪ ،‬فكنت أُمضي وقتا طويال‬ ‫من النهار وساعات متوالية من الليل في القراءة‪ ،‬ال ّ‬ ‫أمل وال أسئم حتى يغلبني النوم‪ .‬وبما أن اهتمامي لم يكن ينحصر في‬ ‫لون خاص من الثقافة‪ّ ،‬‬ ‫فإن قراءتي ‪ -‬هي األخرى‪ -‬كانت عامة غير قاصرة على كتب ذات اتجاه معين‪ .‬فكنت أقرأ الصحف‬ ‫والمجالت العلمية والثقافية‪ ،‬وكتب الحديث والسيرة النبوية‪ ،‬وتاريخ الخلفاء األربعة‪ ،‬وغيرهم من الخلفاء‪ ،‬وتاريخ المغرب‪،‬‬ ‫والسير الذاتية‪ ،‬وتراجم األعالم‪ ،‬والردود العلمية واألدبية‪ .‬وقرأت لبعض األدباء من القدماء والمحدثين‪ :‬كابن المقفع‪،‬‬ ‫والجاحظ‪ ،‬وأبي حيان التوحيدي‪ ،‬ومصطفى صادق الرافعي‪ ،‬وعباس محمود العقاد‪ ،‬وطه حسين‪ .‬وال أذكر ‪ -‬اآلن‪ -‬أني قرأت‬ ‫شيئا مترجما عن غير العربية سوى كتاب «التاج»‪ ،‬وكتاب عن «راسبوتين»‪ ،‬وسلسلة «جوالت في مغرب أمس»‪ ،‬و«كفاحي»‬ ‫لهتلر‪ ،‬والجزء األول من مذكرات ديجول‪ ،‬وبعض الصفحات من «مذكرات تشرشل»‪ ،‬ومذكرات عن الحرب العالمية الثانية‬ ‫بأقالم قادة عسكريين من الشرق والغرب‪ ،‬وكتاب بعنوان «المدرسة الجاسوسية» عن تكوين الجواسيس في روسيا‪ .‬ومن‬ ‫المشاهير الذين قرأت لهم ‪ -‬حسبما أذكر اآلن‪ :-‬اإلمام الشافعي‪ ،‬قرأت له «الرسالة» في أصول الفقه‪ .‬وابن تيمية‪« ،‬مقدمة‬ ‫في أصول التفسير»‪ .‬وكتبا أخرى‪ .‬وابن القيم‪ ،‬رسالة في حكم طالق الغضبان‪ .‬وابن حزم «جوامع السيرة» ورسالة في‬ ‫األخالق ومداواة النفوس‪ ،‬وطوق الحمامة‪ ،‬كما قرأت له في «المحلى» و«اإلحكام في أصول األحكام»‪ .‬وقرأت البن رشد‬ ‫«مناهج األدلة»‪ ،‬وصفحات من «فصل المقال»‪ .‬ومحمد عبده‪ ،‬جزءا فيه تفسير سورة أو سورتين من القرآن الكريم‪ .‬ورشيد‬ ‫رضا‪« ،‬الوحي المحمدي»‪ ،‬وغيره‪ .‬وسيد قطب ومحمد قطب‪ ،‬مجموعة من كتبهما‪ .‬والمودودي‪« ،‬االنقالب اإلسالمي»‪ .‬وأحمد‬ ‫أمين‪« ،‬إلى ولدي»‪ ،‬و«زعماء اإلصالح»‪ ،‬و«حياتي»‪.‬‬

‫• علم الحديث ‪:‬‬ ‫بحكم نشأتي في بيت يهتم أكثر أفراده بعلم الحديث النبوي الشريف رواي ًة ودراي ًة‪ ،‬فقد وجدتني ‪ -‬وأنا في سني‬ ‫الطفولة‪ -‬أحب كلمة «السنة» وكلمة «الحديث»‪ ،‬ثم تطور هذا الحب ‪ -‬فيما بعد‪ -‬إلى تعلق متين ورغبة قوية وحرص شديد‬ ‫على أن أكون من أهل هذا العلم الشريف ومن ذوي االختصاص فيه‪ .‬ونتيجة لذلك كله بدأت ‪ -‬أوال وقبل كل شيء‪ -‬بقراءة‬

‫كنت طلبت من والدي ‪ -‬رحمه اهلل‪ -‬أن يجيزني على طريقة المحدثين‪ ،‬فأشار عليّ بأن‬ ‫آتيه ‪ -‬أوال‪ -‬بكتاب «المعجم الوجيز للمستجيز» للحافظ الشيخ أحمد ابن الصديق رحمه اهلل‪،‬‬ ‫فطلبته حتى وجدته‪ ،‬فلما جئته به نظر فيه نظرة وقال‪« :‬سأجيزك من بعد»‪ ،‬لكنه ما فعل‪ .‬ثم‬ ‫بعثت رسالة إلى عالل الفاسي أستجيزه فيها‪ ،‬فلم أتلق منه أي جواب‪ .‬ثم كاتبت الشيخ األلباني في‬ ‫الموضوع نفسه فلم يجبني هو اآلخر‪ .‬أما شيخنا الفاضل أبو الفضل السيد عبد اهلل ابن الصديق‪،‬‬ ‫فما أن طلبت منه اإلجازة حتى تفضل عليّ بها شفويا بقوله‪« :‬أجزت لك أن تروي عني جميع‬ ‫مروياتي بشرط الضبط والتثبت»‪ .‬جزاه اهلل خيرا‪ .‬ومساء يوم الجمعة الثاني عشر من صفر عام‬ ‫اثنتي عشرة وأربعمائة وألف‪ ،‬كنت في زيارة له صحبة الدكتور محمد فؤاد البرازي‪ ،‬فأعطانا‬ ‫رسالة طبعت له أخيرا بعنوان «أسانيد الكتب السبعة في الحديث»‪ ،‬وكتب اسم كل واحد‬ ‫منا في نسخته‪ ،‬من باب التأكيد إلجازته لنا بما في الرسالة‪ .‬وفي عام اثنتين وتسعين‬ ‫وثالثمائة وألف‪ ،‬كنت في زيارة للدكتور الهاللي ‪ -‬رحمه اهلل‪ -‬في بيته بالمدينة‬ ‫المنورة ‪ -‬على ساكنها أفضل الصالة والسالم‪ ،-‬فاستجزته‪ ،‬فوعدني بإرسالها‬ ‫إليّ‪ ،‬فوفى بوعده وأنجز‪ ،‬لكنها ‪ -‬مع األسف الشديد‪ -‬ضاعت مني ضمن‬ ‫أوراق كانت قد ضاعت مني بعد سنة ألف وأربعمائة‪ .‬فالحمد هلل على كل حال‪.‬‬ ‫واستجزت الشيخ عبد العزيز ابن باز‪ ،‬وهو ‪ -‬يومئذ‪ -‬عميد الجامعة اإلسالمية‬ ‫بالمدينة‪ ،‬لكنه اعتذر عن ذلك بأنه لم تكن له عناية بهذا الشأن‪ .‬وفي شهر‬ ‫رمضان زرت مسند الدنيا ‪ -‬كما يسميه شيخنا‪ -‬الشيخ محمد ياسين الفاداني‬ ‫‪ -‬رحمه اهلل‪ -‬في بيته بمكة‪ ،‬فأجازني‪ ،‬وأعطاني مؤلفاته المتعلقة بهذا الفن‪.‬‬

‫• في مجال التعليم ‪:‬‬ ‫صلتي بهذا المجال بدأت في أوّل عهدي بطلب العلم‪ ،‬حيث كنت‬ ‫أُقرأ للطلبة في بيتنا كل ما أقرأه على والدي أوال بأوّل‪ ،‬ومنذ ذلك الوقت وإلى يوم الناس هذا‪ ،‬لم أنقطع عن التعليم‬ ‫والتدريس إال في فترات معدودة وألسباب قاهرة‪ .‬وهكذا دَرَّست ‪ -‬وهلل الفضل والمنة‪ -‬الكتب اآلتي ذكرها‪ • :‬النحو‬ ‫بسلسلة «النحو الواضح»‪ • .‬وقطعة من األلفية بشرح ابن عقيل‪ • .‬والفقه بكتاب «القوانين الفقهية» البن جزي‪ • .‬شيء‬ ‫يسير من تفسير الجاللين‪ • .‬المنطق بـ«المنطق المشجر»‪ • .‬أصول الفقه بـ«الورقات» إلمام الحرمين بشرح الحطاب‪• .‬‬ ‫ومقدمة «جمع الجوامع» بشرح المحلي‪ • .‬وفي السنوات األربع التي قضيتها ببلجيكا‪ ،‬أقرأت لمجموعة من الطلبة «النحو‬ ‫الواضح»‪ ،‬ولمجموعة من األساتذة العاملين في المدارس البلجيكية‪ ،‬أقرأت لهم أصول الفقه‪ • .‬وفي طنجة درّست «الباعث‬ ‫الحثيث»‪ .‬وأبوابا من «نيل األوطار»‪ .‬ومنذ سنة‪ ،‬شرعت في قراءة النحو لمجموعة من خيرة الشباب‪ ،‬وكتاب «فيض الغفار»‬ ‫للشنقيطي‪ ،‬و«فقه السنة» للسيد سابق‪ • .‬ولي صلة بجانب آخر من مجال التعليم‪ ،‬وهو التوجيه الديني المُعَبّر عنه في‬ ‫زماننا بالوعظ واإلرشاد‪ .‬فكما أني اليوم أقوم بمهمة الخطابة وكذلك التدريس في نفس المسجد الذي أخطب فيه‪ ،‬أيضا‪،‬‬ ‫فقد كنت أخطب في الزاوية الصديقية بطنجة‪ ،‬وبالزاوية الصديقية بالعرائش‪ .‬وألقيت دروسا بالجامع الكبير غير ما مرة‪.‬‬ ‫وكنت خطيبا بمسجد حي ابن خلدون‪ ،‬فكنت ألقي فيه درسا يوم الجمعة قبل الخطبة‪ .‬وألقيت دروسا في بعض المساجد‬ ‫بمدينة الدار البيضاء في مناسبات مختلفة‪ .‬وفي «مسجد السنة النبوية» الذي كان لي الشرف بتأسيسه في العاصمة‬ ‫البلجيكية‪ ،‬كنت أخطب يوم الجمعة‪ ،‬وألقيت فيه دروسا في الفضائل والفقه والتفسير والسيرة النبوية‪ ،‬وغير ذلك‪ .‬كما كنت‬ ‫أقوم بزيارة بعض المساجد في العاصمة وخارجها‪ ،‬وفي هولندا‪ ،‬فألقي فيها دروسا‪ • .‬أما المحاضرات‪ ،‬فقد ألقيتها‪ :‬مرتين‬ ‫بقاعة دار الشباب‪ .‬ومرتين بالمعهد اإلسباني‪ .‬ومرة بمقر إحدى الجمعيات بمدينة طنجة‪ .‬كما ألقيت محاضرة بقاعة دار‬ ‫الشباب بمدينة شفشاون‪.‬‬

‫• ميدان التصنيف‪ ،‬والتأليف ‪:‬‬ ‫ولجت هذا الميدان وأنا دون سن العشرين‪ -)1( :‬فقد بدأت باديء ذي بدء بجمع أحاديث في فضائل القرآن من‬ ‫«الترغيب والترهيب» للمنذري‪ ،‬وجعلت أشرحها واحدا واحدا‪ ،‬ثم لم ألبث أن أتلفت تلك األوراق بإحراقها بالنار‪ -)2( .‬ثم‬ ‫صنفت رسالة صغيرة في المولد النبوي الشريف‪ ،‬وهي التي ظلت تقرأ لعدة سنوات في االحتفاالت التي كان الوالد ‪ -‬رحمه‬ ‫اهلل‪ -‬يقيمها بالمناسبة‪ .‬وممن كان يقرأها األخ محمد الجردي السعيدي‪ -)3( .‬وجمعت رسالة صغيرة ‪ -‬أيضا‪ -‬سميتها‬ ‫«سنن الوالدة»‪ ،‬طبعت بطنجة سنة [‪ ]..‬وعدد صفحاتها [‪ -)4( .]..‬ورسالة أخرى بعنوان «زكاة الحلي واجبة في اإلسالم»‪،‬‬ ‫طبعت بطنجة ‪ -‬أيضا‪ -‬في سنة [‪ ]..‬وعدد صفحاتها [‪ -)5( ]..‬وبطلب من الوالد ‪ -‬رحمه اهلل‪ -‬كتبت رسالة بعنوان «حكم رفع‬ ‫اليدين بالدعاء بعد الصلوات المفروضة»‪ ،‬لكن الوالد نسخها بخط يده‪ ،‬وتصرف في أسلوبها بعض التصرف‪ ،‬ثم طبعها‬ ‫تحت عنوان «الدعاء بعد الصالة بدعة»‪ .‬طبعت بطنجة سنة [‪ ]..‬وعدد صفحاتها [‪ -)6( ]..‬وبطلب من الوالد ‪ -‬أيضا‪ -‬كتبت‬ ‫بحثا ناقشت فيه األدلة التي أوردها الشيخ أحمد ابن الصديق ‪ -‬رحمه اهلل‪ -‬في كتاب «نفث الروع»‪ ،‬فلما قرأه الوالد ‪ -‬رحمه‬ ‫اهلل‪ -‬أعجب به ‪ -‬كما أعجب بالذي قبله‪ -‬أيما إعجاب‪ ،‬وسماه‪« :‬فتح الضلوع إلبطال ما نفث به الروع‪ ،‬من أن الركعة ال تدرك‬ ‫بالركوع»‪ ،‬ثم كتب عليه بخطه‪« :‬اطلع على هذا البحث عبد اهلل محمد الزمزمي‪ .‬فوجده بحثا شافيا في الموضوع‪ ،‬فجزى اهلل‬ ‫خيرا كاتبه وأعانه على العلم وتحقيقه»‪ .‬وقد طبعت عدة نسخ من هذا البحث على اآللة الكاتبة‪ ،‬في سنة ‪1396‬هـ‪-)7( .‬‬ ‫«السنة بين اختالف الدعاة وحيرة األتباع»‪ .‬طبع سنة ‪1409‬هـ بتطوان‪ ،‬عدد الصفحات‪« -)8( .72 :‬صوت السنة»‪ ،‬صحيفة‬ ‫كنت أصدرها في طنجة‪ ،‬وكتبت فيها عدة مقاالت وفتاوى‪ .‬توقفت عن الصدور ‪ -‬ألسباب مادية‪ -‬بعد ظهور العدد التاسع‬ ‫منها‪« -)9( .‬الحضارة اإلسالمية وفضلها على الحضارة الغربية»‪ .‬محاضرة نشرت في العدد [‪ ]..‬من «صوت السنة»‪-)10( .‬‬ ‫«اإلسالم رسالة عالمية»‪ ،‬محاضرة نشرت على صفحات العدد [‪ ]..‬من «صوت السنة»‪« -)11( .‬إقامة البرهان على جواز تعبد‬ ‫الحائض والجنب بتالوة القرآن»‪« -)12( .‬اإلهالل‪ ،‬بتحريم أغالل»‪ -)13( .‬ردود على أسئلة وردت على الوالد من شفشاون‪،‬‬ ‫فأحالها عليّ لإلجابة عليها‪ ،‬وقد بعثت إلى أصحابها ُغفْلاً من أي توقيع أو اسم ينم عن كاتبها‪ .‬هذه الثالثة‪ ،‬ضاعت مني مع‬ ‫أوراق وتقييدات أخرى في محنة تعرضت لها ببلجيكا‪ ،‬قصم اهلل ظهر من أثارها‪ ،‬وكسر عظم من أخذها‪« -)14( .‬قمع الغبي‪،‬‬ ‫المفتري على القرآن والنبي»‪ ،‬مخطوط‪« -)15( .‬صور من الحياة المعاصرة كما جاءت بها األحاديث النبوية»‪ ،‬مخطوط‪.‬‬ ‫(‪« -)16‬خصائص المجتمع النبوي»‪ ،‬مخطوط‪« -)17( .‬أصول التمدن والحضارة في السنة النبوية»‪.‬‬

‫••••‬

‫نسأل اهلل تعالى أن ينفعنا بما علمنا‪ ،‬ويزيدنا علما‪ ،‬وأن يهدينا إلى ما فيه صالحنا وسعادتنا‪ .‬بيده الخير وهو على كل‬ ‫شيء قدير‪ ،‬وله الحمد في األولى واآلخرة وهو الحكيم الخبير‪ .‬وكتبه العبد الفقير إلى عفو ربه صهيب بن محمد الزمزمي‬ ‫ابن الصديق‪ .‬طنجة‪ ،‬الجمعة [‪ ]..‬صفر ‪1412‬هـ‪.‬‬


‫العدد ‪918‬‬

‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫أوال ‪ :‬العادة ‪:‬‬

‫من �أعالم طرب‬ ‫الألة بطنجة‪:‬‬

‫الشيخ المبدع الفنان المتألق‬

‫أحمد بن الحسين الزيتوني الصحراوي‬ ‫(‪)1‬‬

‫يعد الفنان المبدع أحمد بن الحسين الزيتوني الصحراوي من شيوخ الصنعة األندلسية‬ ‫المغربية المميزين‪ ،‬ومن جهابذة طرب األلة المبرزين‪ ،‬بدون منازع‪ ،‬في الفترة المعاصرة‪،‬‬ ‫وهو رائد هذا الطرب األصيل بامتياز من خالل جهوده الموفقة في تدوين ميازينه وتجويد‬ ‫أدائه وتلحين صنائعه‪ ،‬مع ما يطبع ذلك من إبداع وتفنن ينمان عن تشبع روح الصنعة‬ ‫وقدرته على االبتكار مع الحفاظ على أصالة التراث الموسيقي المغربي‪.‬‬ ‫إن الحديث عن الشيخ أحمد الزيتوني هو حديث ذو شجون‪ ،‬يصعب على الباحث اإلحاطة‬ ‫بجميع مؤهالت الرجل الفنية الكبيرة أو عرض عطاءاته الغزيرة في موسيقى اآللة المغربية‪،‬‬ ‫فقد اجتمع في هذا الفنان المبدع ما تفرق في غيره‪ ،‬فهو شعلة ذكاء‪ ،‬ذو ذهن وقاد‪ ،‬رجل‬ ‫مطلع على دقائق المواضيع الفنية‪ ،‬ويمتاز بسعة اطالعه على موروث التراث الفني المغربي‬ ‫والعربي‪ ،‬كما يحتفظ ـ رغم تقدمه في السن ـ بارك اهلل في عمره‪ ،‬بذاكرة قوية تختزن الكثير‬ ‫من المحفوظات الشعرية والذكريات الفنية التي عاشها في المغرب وخارجه‪ ،‬ناهيك عن الهمة‬ ‫العالية في بلوغ غاياته وإنجاز أعماله الفنية‪ ،‬والعمل الدؤوب المتواصل على تحسين أداء‬ ‫الصنعة األصيلة‪ ،‬واالجتهاد المتواصل في إبداع التواشي وترميم وتلحين الصنائع والميازين‬ ‫المفقودة‪.‬‬ ‫ولد الفنان المبدع أحمد بن الحسين الزيتوني الصحراوي بمدينة طنجة‪ ،‬في نهاية العشرينات‬ ‫من القرن ‪20‬م‪ ،‬وذلك سنة ‪1348‬هـ‪1929/‬م‪ .‬وكانت المدينة يومئذ ترزح تحت النفوذ الدولي‪،‬‬ ‫وتعج بمختلف الجاليات األوربية التي اختار بعض أفرادها العيش وسط المدينة القديمة‪.‬‬ ‫نشأ المترجم له وسط أسرة متواضعة محاطا برعاية أسرته الصغيرة‪ ،‬وكعامة‬ ‫أبناء جيله نال قسطا من التعليم في الكتاب القرآني‪ ،‬ومنذ صغره أبدى‬ ‫ميله إلى الموسيقى‪ ،‬وبدأ رحلته مع الفن والطرب في مقتبل عمره‪ ،‬فكان‬ ‫يهوى صنع اآلالت الموسيقية من العلب المعدنية التي كانت تتاح له‬ ‫أو تنتهي إليها يده‪ ،‬وفي شبابه شرع في عزف الكنبري‪ ،‬ثم صار عازفا‬ ‫محترفا سنة ‪1947‬م‪.‬‬ ‫في بداية ممارسته الفنية اهتم أحمد الزيتوني بجميع األلوان‬ ‫الموسيقية المعروفة في محيطه‪ :‬األغنية المغربية العصرية‪،‬‬ ‫والطرب الجبلي‪ ،‬والموسيقى الشرقية‪ ،‬وبعد ذلك حَو َ‬ ‫َّل اهتمامه‬ ‫نحو موسيقى اآللة المغربية التي كانت لها منتديات كثيرة‬ ‫بطنجة‪ ،‬المتمثلة في مجموعة كبيرة من المقاهي التي كانت‬ ‫بمثابة أندية فنية يلتقي فيها المولعون بالموسيقى‪ ،‬وكانت‬ ‫بامتياز مجمع كبار هواة طرب اآللة‪ ،‬وشغف في هذه المرحلة‬ ‫بهذا التراث الفني األصيل‪ ،‬وحرص كل الحرص على حضور‬ ‫مجالس طرب األلة أينما وجدت‪.‬‬ ‫وفي شبابه (نهاية األربعينات من القرن الماضي) كان‬ ‫الفنان أحمد الزيتوني يتردد على بيت الشريف موالي أحمد بن‬ ‫عبدالسالم الوزاني (ت ‪1965‬م) (دار الضمانة) بحي دار البارود‪،‬‬ ‫وكان هذا البيت من أهم البيوتات الطنجية التي كان يلتئم في‬ ‫رحابها أسبوعيا هواة طرب األلة‪ ،‬وتعقد فيها مجالس فنية تعزف‬ ‫فيها ميازين تامة من هذا الطرب األصيل‪ ،‬ولم يكن يتخلف‬ ‫عن الحضور في هذا الملتقى‬ ‫األسبوعي منشدو وهواة الصنعة‬ ‫األندلسية أمثال‪ :‬سيدي مَحمد‬ ‫العمــرانــي ومحمـــد الفيــاللي‬ ‫المكناسي‪ ،‬وصديقــه الفــنـــان‬ ‫العازف البارع على آلـة األلطــو‬ ‫أحمد الرايـس (ولد ميمونـــة)‬ ‫رحمة اهلل عليهم جميعا‪.‬‬ ‫ولمــا اشتــد ولعـه بطــرب‬ ‫اآللة وهــام في أودية نوباتها‪،‬‬ ‫عكـف على حفــظ الكثيـــر من‬ ‫الصنـائـــع بجميــع رواياتــهـــا‬ ‫المختلفة المتداولــة في دائرة‬ ‫الهواة‪ ،‬ثم سعــى إلى البحـــث‬ ‫عن الصنائع النادرة أو التي كان‬ ‫يعتقد أنها ضائعة‪.‬‬ ‫ومن أجـل الشيـوخ الذين‬ ‫أفاد منهـم أحمــد الزيتوني في‬ ‫طرب اآللة‪ ،‬وتتلمذ لهم وانتفع‬ ‫بعلمهم في هذا المضمار‪:‬‬ ‫المعلـــم محمـــد المودن‬ ‫الشفشاوني‪ :‬كان له محل لبيـــع‬ ‫الحلوياــت بالقـــرب من عقبـــة‬ ‫سيدي محمد بن ريســـول من‬ ‫حومة أمراح‪ ،‬وقـد تلقى عنـه‬ ‫ميزان بطايحــي عراق العجـــم‬ ‫كامال‪ ،‬وكان شيخـــه سي محمـد‬ ‫المودن يعتـبـــر مــن الحفظــة‬ ‫المجيدين لصنائع اآللــة ومـن‬ ‫العازفين الماهريـــن على آلـــة‬ ‫الكمان األلطو‪ ،‬وقد الزمــه في‬ ‫الفترة الممتدة من سنة ‪1947‬‬ ‫إلى سنة ‪ ،1950‬وكان هذا أستا ًذا مقتدرا في تلقين الصنعة األندلسية‪ ،‬وعنه أخذ نخبة من شباب طنجة أمثال‪:‬‬ ‫سيدي حمزة‪ ،‬وسيدي عبد اللطيف نجلي الفنان الشريف موالي أحمد الوزاني‪,‬‬ ‫الحسين التواتي (دار الضمانة) ‪ :‬تلقى عنه بعض المعارف الفنية ‪ ،‬كما أخذ عنه عددا ال يستهان به من‬ ‫صنائع اآللة‪.‬‬ ‫الدّرَاعي‪ :‬ولما كان حب المترجم له شديدا لطرب اآللة‪ ،‬وهيامه بكل طارف وتليد فيه‪ ،‬شرع الفنان‬ ‫أحمد ْ‬ ‫أحمد الزيتوني في البحث عن كل ما ينقصه من صنائع التي لم تصلها يده‪ ،‬ولم يطرقها سمعه‪ .‬وفي سنة‬ ‫‪1949‬م‪ ،‬تستنى له الظفر بصنعة ( قنطرة) من بطايحي الماية (يا عشيا مهال على مجالس الفرجات)‪ ،‬وقد أفاده‬ ‫الدّرَاعي‪ ،‬أحد أبناء حي المصلى بطنجة‪ ،‬وكان وقتئذ معدودا من هواة‬ ‫بها وتلقاها مباشرة من السيد أحمد ْ‬ ‫طرب اآللة المعتبرين‪ ،‬ومن العازفين المهرة على العود الرباعي‪ ،‬فدفع له الفنان أحمد الزيتوني في مقابل تلك‬ ‫الصنعة عشر بسيطات من العملة اإلسبانية المتداولة يومئذ في مدينة طنجة الدولية‪.‬‬ ‫ومن أبرز شيوخه في هذا المضمار الفني أيضا‪ ،‬واستفاد من خبرتهم الفنية العالية‪ ،‬ومن معرفتهم الدقيقة‬

‫ ■ بقلــم‪ :‬عبداملجيـد ال�سماللــي‬‫باحث في تاريخ موسيقى األلة المغربية‬

‫بنوبات طرب اآللة‪ ،‬وبعض أوالئك يعدون من رواد الطرب األصيل ومن كبار الفنانين األكفاء‬ ‫المشهود لهم بالريادة والتألق على الصعيد الوطني أمثال‪:‬‬ ‫الفنان محمد بن العربي التمسماني‪ :‬الزمه مدة طويلة في مدينة طنجة‪ ،‬وكان دائم‬ ‫االتصال به لإلفادة من معارفه الفنية والظفر من خالله ببعض الصنائع المحلية النادرة‬ ‫التي تلقاها عن شيوخ الصنعة بمدينة تطوان التي كان قد استقر بها شيخه المذكور بعيد‬ ‫المغرب‪،‬وعُهدَ إليه منذ تلك الحقبة برئاسة المعهد الموسيقى‪.‬‬ ‫استقالل‬ ‫ِ‬ ‫عميد موسيقى اآللة الفنان موالي أحمد الوكيلي‪ :‬لم يكن أحمد الزيتوني تفته فرصة‬ ‫حضور موالي أحمد الوكيلي إلى طنجة لتجديد الصلة بأهله وبأصدقائه الفنانين الذين‬ ‫أسسوا معه في نهاية الثالثينات جمعية فنية تعنى بطرب اآللة أطلقوا عليها‪( :‬جمعية‬ ‫إخوان الفن)‪ .‬وكان المترجم له يغتنم هذه المناسبة لالجتماع به ومذاكرته في الجوانب‬ ‫الفنية المتصلة بطرب األلة‪ ،‬كما كان يسعى جاهدا إلى االغتراف من معين فهمه الدقيق‬ ‫للتراث الموسيقي المغربي المتمثل في طرب األلة‪ ،‬ولم يكن يتأتى له ذلك إال من خالل‬ ‫جلسات مطولة معه‪.‬‬ ‫الفنان المبدع العربي السيار‪:‬اتصل الزيتوني به وأبدى حماسا في األخذ عنه والتلمذة له‪،‬‬ ‫وحرص أيما حرص في البداية على تلقي بعض صنائع األلة فقط‪ ،‬ثم تلقن عنه ميزانا‬ ‫كامال هو‪ :‬ميزان قدام عراق العجم‪.‬‬ ‫وكعامة أبناء مدينته الشغوفين بالفن والطرب‪ ،‬استهوت الزيتوني‬ ‫كافة األنماط الموسيقية المغربية والمشرقية‪ ،‬وسعى رفقة بعض‬ ‫أصدقائه إلى المشاركة في األنشطة الفنية التي كانت تحييها‬ ‫جمعية الوعي القومي التي كانت يومذاك تابعة للشبيبة‬ ‫االستقاللية بالمدينة‪ ،‬ومجمل عروضها المقدمة كانت تتمثل‬ ‫في األغاني المغربية والشرقية أو التمثيل المسرحي‪.‬‬ ‫وإيمانا من نخبة الشباب بطنجة‪ ،‬وكان الفنان أحمد‬ ‫الزيتوني أحدهم‪ ،‬بضرورة الحفاظ على الموروث الفني‬ ‫الموسيقي‪ ،‬وبأهمية تلقين الشباب أصول الموسيقـــى‬ ‫العربية‪ ،‬قامت تلك النخبة بتأسيس جمعية فنية أطلقوا‬ ‫عليها اسم‪:‬جمعية هواة الموسيقى العربية سنة ‪1957‬م‪،‬‬ ‫َ‬ ‫أنشئ‬ ‫أسندت رئاستها إلى موالي إدريس شريف دوزان‪ ،‬ولما‬ ‫جوق موسيقي تابع لتلك الجمعية عُهد إلى أحمد الزيتوني‬ ‫باإلشراف عليه وتدريب أعضائه‪.‬‬ ‫وقد شارك هذا الجوق في ملتقيات فنية داخل المدينة‬ ‫وخارجها‪ ،‬ففي سنة ‪ 1959‬دعي جوق جمعية هواة الموسيقى‬ ‫العربية للمشاركة في ملتقى المعمورة للموسيقى‪.‬‬ ‫كما أسس الفنان أحمد الزيتوني مع ثلــة من رفاقــه‬ ‫جوقا موسيقيا كان تابعا لجمعية الهالل‪ ،‬وكان يسهر على‬ ‫تدريب أفراده ويَجدُّ في تمرينهم على مجموعة من القطع‬ ‫الموسيقية بإذاعة طنجة‪ ،‬لكن مع األسف هذه التجربة‬ ‫لم تدم طويال‪ ،‬ولم يكتب لهذا‬ ‫المشروع الفني النجاح واالستمرار‪.‬‬ ‫ولكفاءتـــه الفنيــة وجــــودة‬ ‫عـــزفـــه وجَّهَ إليــه في بــــدايــة‬ ‫الستينـــات‪ ،‬رئيس جــوق اإلذاعــة‬ ‫لطرب اآللــة موالي أحمد الوكيلي‬ ‫دعوة االلتحاق بجوق اإلذاعة‪ ،‬فلــم‬ ‫يتــردد في االنضمام إلى ذاك الجوق‬ ‫العتيد وشدَّ الرحلة إلى الرباط وكله‬ ‫أمل في االستفادة من خبرة شيخه‬ ‫في أداة الصنعة األصيلة‪ ،‬ومما‬ ‫يأسف له أن إقامته بالرباط لم تدم‬ ‫إال بضعة أيام‪ ،‬تسنى له خاللها‬ ‫فقط التمرن مع الجوق المذكور على‬ ‫ميزان بسيط اإلصبهان المديحي‪،‬‬ ‫ثم َّ‬ ‫ولى وجهته نحو مسقط رأسه‬ ‫نظراً لظروف عائلية قاهرة كانت‬ ‫تحتم عليه العودة واالستقرار بجانب‬ ‫أسرته‪.‬‬ ‫انخرط أحمـد الزيتونـــي في‬ ‫سلك الوظيفة العمومية‪ ،‬فعمل في‬ ‫صفوف القوات المساعدة فترة من‬ ‫الزمن‪ ،‬ثم استعفــى من وظيفتـــه‬ ‫سنة ‪1969‬م‪ ،‬ورغــب في التفـــرغ‬ ‫للعمل الفني الذي كان يهـــواه‪،‬‬ ‫والتحق أستاذا بالمعهد الموسيقي‬ ‫بطنجة وعهد إليه بتدريس الكمان‪.‬‬ ‫وخـــالل عـقــــود من الزمـــن‬ ‫التي قضاهــــا في هــذا المعهـــد‬ ‫تتلمـــذ لـه مجمـــوعـة كبيـــرة من‬ ‫الموسيقيين‪ ،‬وتعلـــم على يديـــه‬ ‫أمهر العازفين الحاليين بطنجة‪ ،‬وأشهر رموز موسيقى اآللة بالمدينة أمثال‪ :‬جمال الدين بن عالل‪ ،‬محمد‬ ‫العربي السرغيني‪،‬عمر المتيوي‪ ،‬نبيل العرفاوي‪ ،‬عبدالسالم الخلوفي‪ ،‬عبد السالم العمراني بوخبزة‪ ،‬عبد المجيد‬ ‫المودن‪ ،‬رشيد التسولي‪....‬‬ ‫وفي سنة ‪1981‬م وبمبادرة من األستاذ محمد الرايسي مدير المعهد الموسيقى بطنجة‪ ،‬وتنفيذا لتوجيهات‬ ‫وزارة الشؤون الثقافية آنذاك‪ ،‬تقرر إنشاء جوق المعهد الموسيقي‪ ،‬ولم يختر لرئاسته سوى الفنان المقتدر أحمد‬ ‫الزيتوني نظراً لما يتميز من كفاءة وخبرة في الصنعة األندلسية‪.‬‬ ‫ورغم بلوغه سن التقاعد واصل الفنان أحمد الزيتوني تلقين الصنعة األندلسية األصيلة إلى كل من طرق‬ ‫بابه‪ ،‬وأبدى رغبة في تحصيل مبادئ طرب اآللة أو اإللمام الكبير بأصول هذا الفن األصيل‪ ،‬فلم يكن يبخل‬ ‫على قاصديه من هواة طرب اآللة بما لديه من المعلومات‪ ،‬كما كان يبذل إليهم ما انتهت إليه اجتهاداته‬ ‫في تحسين أداء هذا الطرب‪ ،‬ولم يكن بمستطاع أولئك الهواة الظفر بتلك الفوائد الفنية‪ ،‬والصنائع الغالية إال‬ ‫بواسطة هذا الفنان األصيل‪.‬‬


‫العدد ‪918‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫تكرمي �سيدي محمد املرابط‬ ‫�إمام وخطيب الزاوية الكتانية بطنجة‬ ‫• بقلم األستاذ يونس قرباش‬ ‫باسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ،‬الحمد هلل المنفرد‬ ‫باسمه األسمى‪ ،‬المختص بالملك األعز األحمى‪،‬‬ ‫الذي ليس دونه منتهى‪ ،‬وال وراءه مرمى‪ ،‬الظاهر‬ ‫ال تخيال ووهما‪ ،‬الباطن تقدسا ال عدما‪ ،‬وسع كل‬ ‫شيء رحمة وعلما‪ ،‬وأسبغ على أوليائه نعما عما‪،‬‬ ‫وبعث فيهم رسوال من أنفسهم عربا وعجما‪،‬‬ ‫وأزكاهم محتدا ومنمى‪ ،‬وأرجحهم عقــال وحلما‪،‬‬ ‫وأوفرهم علما وفهمـا‪ ،‬وأقواهـم يقينا وعزما‪،‬‬ ‫وأشدهم بهم رأفة ورحما‪ ،‬زكاه روحا وجسما‪،‬‬ ‫وحاشاه عيبا ووصما‪ ،‬وآتاه حكمة وحكما‪ ،‬وفتح‬ ‫به أعينا عميا‪ ،‬وقلوبا غلفا‪ ،‬وآذانا صما‪ ،‬فآمن به‬ ‫وعزره‪ ،‬ونصره من جعل اهلل له في مغنم السعادة‬ ‫قسما‪ ،‬وكذب به وصدف عن آياته من كتب اهلل‬ ‫عليه الشقاء حتما‪« ،‬و َمن َ‬ ‫ان يِف هَ ٰذِ هِ �أَ ْع َمىٰ‬ ‫ك َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫اً‬ ‫َ‬ ‫َف ُه َو يِف ْال ِآخ َرةِ �أَ ْع َمىٰ ( َو�أ�ضل َ�سبِيل)» ‪ -‬صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم ‪ -‬صالة تسمو وتنمى‪ ،‬وعلى آله‬ ‫وسلم تسليما‪.‬‬ ‫أسألك سبحانك أن تجزي القيمين على هذه‬ ‫الزاوية ومريديها ومحبيها‪ ،‬وهذا الجمعَ المبارك‬ ‫بعبق ونور مولد رسول اهلل صلى اهلل‬ ‫المضمخ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫طنجة الفيحاء‪ ،‬ألنهم أحيوا‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬وأهالي‬ ‫الذكرى بما ال أستطيع أن أصفه‪ ،‬بهجة نفوس‬ ‫ونظرة وجوه وفرحة قلب وبسمة أنوار في كل‬ ‫منزل وكل بيـت من بيــوت اهلل‪ .‬أسألك ربـي‬ ‫أن تجزيهم عن حفاوتهم بميالد حبيبك سيدنا‬ ‫محمد صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬ ‫وميالدُه صلى اهلل عليه وسلم نعمة الوجود‪،‬‬ ‫أز ًال حين قضى اهلل أن يبعثه آخر أنبيائه إلى‬ ‫كل زمان ِّ‬ ‫األرض‪ ،‬وأبداً حيث جعله نبيَّ ِّ‬ ‫وكل مكان‬ ‫إلى أن نلتقي بمُرسِله األعلى في جنان الخُلد إن‬ ‫شاء اهلل‪.‬‬ ‫ورسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يجب أن‬ ‫نحتفل بكل أيامه‪ ،‬ألن اهلل عز وجل قال في كتابه‬ ‫العزيز «وذكرهم بأيام اهلل» وأيام اهلل هي نصره‬ ‫ألنبيائه ورسله ونصر عباده المؤمنين على كل‬ ‫الجاحدين والمالحدة والكافرين‪ .‬وأيام اهلل تتجلى‬ ‫في بعثته صلى اهلل عليه وسلم إلى الخلق جميعا‪،‬‬ ‫مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه‪،‬‬ ‫وأيامه صلى اهلل عليه وسلم‪ً ،‬‬ ‫بعثة وإسرا ًء وهجر ًة‬ ‫ودعو ًة ونصراً في ِّ‬ ‫كل غزوة ومعركة شهدها‪ ،‬أيام‬ ‫لها تاريخ‪ .‬واأليام تسعد بالحدث الذي يكون فيها‪.‬‬ ‫وإذا كانت أيام رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫أزال وأبدا وبعثة وإسراء وهجرة ودعوة ونصرا في‬ ‫معارك‪ ،‬فكل ذلك ثمرة ليوم ميالده صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم‪ .‬إذن فميالد رسول اهلل صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم هو أبو األيام كلها وأبو الخير كله‪.‬‬ ‫واالحتفال بمولده هو حق من حقوق رسول اهلل‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم على العباد‪ ،‬نعم هو حق من‬ ‫حقوقه علينا‪ .‬ومن حقوقه أن نحبه ونقدم حبه‬ ‫على حب الوالد والولــد والنـاس أجمعيـن‪ .‬ومن‬ ‫ُ‬ ‫اإليمان به‪ ،‬ووجوبُ طاعته‬ ‫حقوقه على الناس‬ ‫واتباعُ سنته‪ ،‬ولزوم محبته‪ ،‬وتعظيمُهُ وتوقيرُه‪،‬‬ ‫وزيار ُة قبره والصالة عليه‪ .‬ومن حقوقه صلى اهلل‬ ‫ُهم‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬حَ َ‬ ‫م َّب ُة � ِآل َب ْي ِت ِه املطهرين َو ُم َو اَالت ْ‬ ‫هم‪َ ،‬و َم ْع ِر ُ‬ ‫الذ ُّ‬ ‫فة َحقِّهِ ْم‪َ ،‬وال َّث َن ُاء َع َل ْيهِ م َو َ‬ ‫ب‬ ‫َوب ُِّر ْ‬ ‫ِيهم‪ .‬ومن حقوقه ُم اَ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الغُ‬ ‫وال ُة‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫َر‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫َ َع ْن ُه ْ َ ْ‬ ‫حمبتُهم‪َ ،‬وال َّث َن ُاء َع َل ْيهِ م‪،‬‬ ‫و‬ ‫ِيهم‬ ‫ع‬ ‫وتاب‬ ‫�أ ْ�ص َحابِه‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫لإ ْع َر ُ‬ ‫ِهِ‬ ‫ا�ض َع َّما‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫هم‬ ‫ل‬ ‫َار‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫اال�س‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫اء‬ ‫ِغْ‬ ‫ُ ْ َ ِ‬ ‫َو اِال ْقت َِد ُ ْ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الع َل َما ِء والفقها ِء‬ ‫ة‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ِك‬ ‫ل‬ ‫ذ‬ ‫ِن‬ ‫ُ‬ ‫َ�ش َج َر َب ْي َن ُهم‪َ .‬وم ْ‬ ‫حَ َ َّ‬ ‫كتاب اهللِ‪َ ،‬و ُم َو اَالت ُ​ُه ْم َوت َْر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ك‬ ‫واخلطبا ِء وحمل ِة‬ ‫َ‬ ‫�ض يِف �أَ ْع َر ِ‬ ‫ا ْن ِتق ِ‬ ‫ا�ضهم‪ ،‬لأنهم‬ ‫و‬ ‫َا�صهِ ْم َوالخْ ْ ِ‬ ‫َورثتُه‪ ،‬صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬ ‫يقول رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪( :‬من‬ ‫أسدى إليكم معروفا فكافئوه‪ ،‬فإن لم تقدروا فادعوا له حتى تظنوا أنكم قد كافأتموه)‪.‬‬

‫الفقيه محمد المرابط‬

‫وامتثاال ألمر رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم واعترافا‬ ‫بجميل أحد المرابطين بهذه الزاوية العامرة وما قام‬ ‫به مذ كان طفال صبيا ثم مراهقا يافعا ثم شابا قويا‬ ‫ثم كهال موقرا فشيخا مكرما مبجال‪ .‬أال وهو سيدي‬ ‫محمد المرابط الذي رابط بهذه الزاوية كإمام راتب‬ ‫وخطيب للجمعة والعيدين‪ ،‬لمدة تفوق أربعين سنة‬ ‫دون كل وال ملل‪.‬‬ ‫ولد محمد المرابط حفظه اهلل وبارك في عمره‬ ‫وعافيته‪ ،‬سنة ‪ 1939‬ميالدية‪ ،‬متزوج وله ابنين وأربعُ‬ ‫بنات‪ ،‬له أخ أكبر‪ ،‬سيدي مصطفى المرابط‪ ،‬توفي‬ ‫قبل أربع سنوات‪.‬‬ ‫حفظ القرءان الكريم وهو صغير السن‪ ،‬بالمسيد‬ ‫الذي كان مجاورا للزاوية على شيخ فاضل سيدي‬ ‫المشيش العلمي‪ ،‬ثم درس علوم اللغة العربيــة‬ ‫والعلوم الشرعية‪ ،‬بهذه الزاوية على شيخ جليل تقي‬ ‫اسمه سيدي عبد السالم الخنوس‪ ،‬ثم أخذ علوما‬ ‫ً‬ ‫وعلوم القرءانِ وتفسي ِره‪،‬‬ ‫مختلفة من فقهٍ وأصولِه‬ ‫ِ‬ ‫والحديثِ ومصطلحِه‪ ،‬بالمسجد األعظم على عالم‬ ‫جليل‪ ،‬وفقيه واعظ‪ ،‬الوليُّ الصالحُ سيدي عبد اهلل‬ ‫بن عبد الصادق رحمه اهلل تعالى وأكرم مثواه‪ .‬وكان‬ ‫سيدي محمد المرابط يتناوب على سرد الكتب مع‬ ‫أخيه مصطفى رحمة اهلل عليه‪.‬‬ ‫ومنذ ذلك الحين ظل سيدي محمد مرابطا‬ ‫شيخ‬ ‫بالزاوية كقيم عليها تحت إمرة مقدم الزاوية‪ِ ،‬‬ ‫المادحين والمسمعين بمدينة طنجة‪ ،‬سيدي محمد‬ ‫المهدي التمسماني رحمه اهلل تعالى وأحسن إليه‪.‬‬ ‫إلى أن توفي إمام وخطيب الزاوية الفقيه الطريبق‬ ‫سنة ‪ ،1972‬فاختاره المقدم سيدي محمد التمسماني‬ ‫ليكون خلفا له كإمام راتب وخطيب‪ .‬ولما قام المرحوم‬ ‫سيدي محمد التمسماني بتوسعة الزاوية وترميمها‬ ‫كان سيدي محمد المرابــط بجانبــه لمساعفتـــه‬ ‫ومساعدته‪ .‬وبعد وفـــاة سيدي محمد التمسماني‬ ‫وتولى نجله سيدي سعد التمسماني مهمة المقدم‪،‬‬ ‫ظل سيدي محمد المرابط على حاله مالزما للزاوية‬ ‫وقيما عليها وإماما وخطيبا‪ ،‬إلى أن أعيته السنينُ‬ ‫والمرضُ فتنازل قبل شهرين‪ ،‬عن الخطبة بمحض‬ ‫إرادته‪ ،‬وبقي يزاول اإلمامة إلى يومنا هذا‪.‬‬ ‫وككل سنة يقوم مقدم الزاوية وشقي ُقه الدكتور‬ ‫إبراهيم التمسماني والقيمون على الزاوية ومريدوها‬ ‫ومحبوها بتكريم أحدِ المحبيــن لهذه المدرســـة‬ ‫الجامعة‪ ،‬فارتأوا هذه السنة‪ ،‬تكريمَ وتقديرَ وتثمينَ‬ ‫ما قام به سيدي محمد المرابط طول حياته من عمل‬ ‫جليل‪ ،‬ورباط وثيق‪ ،‬وجهد جزيل‪ .‬فنسأل اهلل تعالى أن‬ ‫يجازيه بما جازى به نبيا عن قومه ورسوال عن أمته‪،‬‬ ‫وبارك في عمره وذريتـه‪ ،‬ورز ُقهُ الصحة والعافية‪.‬‬ ‫اللهم احرسه بعينك التي ال تنام واكنفه بكنفك الذي‬ ‫ال يضام‪ ،‬واحفظه بما حفظت به الذكر الحكيم‪ ،‬وأدم‬ ‫عليه نعمة اإلسالم واإليمان واإلحسان واليقين إنك‬ ‫سميع مجيب‪.‬‬ ‫اللهم يا موالنا اجعلنا ممن علم فعمل‪ ،‬وعمل‬ ‫فأخلص فيما عمل‪ ،‬واعف عنا وعافنا‪ ،‬وامنن علينا‬ ‫بتوبة صادقـة ترضاهــا منــا‪ ،‬واختـــم لنا بالرضى‬ ‫والسعادة واجعلنا من أهل الحسنى وزيادة إنك على‬ ‫كل شيء قدير‪ ،‬آمين‪.‬‬

‫ت�صوير حمودة‬ ‫وجزى اهلل القيمين على هذه الزاوية العامرة‪،‬‬ ‫أحسن جزاء وجميع من ساهم في هذا التكريم من‬ ‫قريب أو بعيد والحمد هلل رب العالمين‪.‬‬


‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪918‬‬

‫شاعر وقصيدة‬

‫بقلم ‪ :‬عبد القادر الغزاوي‬

‫أقدم إلى القراء الكرام بصفة عامة وإلى محبي األدب العربي وعشاق الشعر العربي بصفة خاصة جماعة من الشعراء العرب الذين خلدهم‬ ‫شعرهم الرائع والجميل من القديم والحديث‪ ،‬وكذا مختارات من روائع شعرهم الخالد‪ ،‬دون األخذ بعين االعتبار ترتيبهم الزمني وعصورهم‬ ‫األدبية‪ .‬وقد أعملت جهدي المتواضع ما استطعت ألقدم إليكم هذه الطائفة الشعرية الرائعة المختارة حتى تنال إعجابكم وتروقكم ‪ ،‬وأن ينال‬ ‫هذا االختيار إقبالكم واستحسانكم ‪ .‬ألني ال أختار ما تختارون‪ ،‬وال أنتم مختارون ما أختار ‪ ،‬وال أنا مختار ما اخترتم ‪ ،‬وال أنتم مختارون ما أختار ‪،‬‬ ‫لكم اختياركم ولي اختياري‪.‬‬

‫‪ )3‬الشاعر أبو الطيب المتنبي‬

‫الشاعر الذي نظر األعمى إلى أدبه وأسمعت كلماته من به صمم‬ ‫( ‪ 303‬ـ ‪ 354‬هـ ‪ 915 /‬ـ ‪965‬م )‬ ‫جم ُعنا ُح ٌّب ل ُِغ َّرتِهِ‬ ‫�إِن كانَ َي َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ــــــــــم‬ ‫َ�س‬ ‫ت‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫احلـــ‬ ‫ق‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫يت‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫درِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َقد زُ رتُهُ َو ُ�س ُ‬ ‫غم َد ٌة‬ ‫يوف ِ‬ ‫الهن ِد ُم َ‬ ‫ُ‬ ‫يـــــــوف َد ُم‬ ‫ال�س‬ ‫َو َقد َن َظ ُ‬ ‫رت �إِ َليهِ َو ُ‬ ‫لق ال َلهِ ُك ِّل ِه ِم‬ ‫ح�سنَ َخ ِ‬ ‫َفكانَ �أَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال�ش َي ُم‬ ‫ح�سنِ ِ‬ ‫ح�سنَ ما يف الأ َ‬ ‫َوكانَ �أ َ‬

‫هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي أبو‬ ‫الطيب الكندي الكوفي‪ ،‬ولد في قبيلة كندة بالكوفة سنة ‪ 303‬هـ‬ ‫‪ 915 /‬م ‪ ،‬وتوفي سنة ‪ 354‬هـ ‪ 965 /‬م ‪ .‬وهو من شعراء العصر‬ ‫العباسي ‪ ،‬ومن أعظم شعراء العرب كان ّ‬ ‫متمكناً من اللغة العربية‪،‬‬ ‫ومتقنا علوم العرب ‪ ،‬وحفظ من علوم اللغة واألدب والشعر الكثير‪.‬‬ ‫وقالوا عنه أنه نادر زمانه ‪ ،‬وأنه من أشعر وأشهر شعراء اللغة‬ ‫العربية ‪ .‬وقد تناول في شعره أغلب أغراض الشعر ‪ ،‬كالمدح والهجاء‬ ‫والرثاء والعتاب والوصف والحكمة والشكوى ‪ .‬وفي شعره أمثال‬ ‫وحكم ‪ .‬وأغلب قصائده في مدح الملوك واألمراء والخلفاء ووجهاء‬ ‫القبائل ‪ ،‬وكان كثير الترحال والتجوال بين مصر والشام وفارس‬ ‫مادحا أمراءها‪ ،‬وباحثا عن المال والمجد والشهرة ‪ .‬وفي حلب وفد‬ ‫على سيف الدولة الحمداني سنة ‪ 737‬هـ فقربه منه وجعله نديما‬ ‫له فنظم المتنبي قصائد يمدحه فيها ‪ ،‬حيث ظلت هذه القصائد من‬ ‫أشهر القصائد وأجملها ‪ .‬ولما ساءت العالقة بينهما ‪ ،‬رحل المتنبي‬ ‫عنه متجها إلى مصر ‪ ،‬ولما حل بها استدعاه كافور اإلخشيدي فمدحه‬ ‫وطلب منه أن يوليه والية فوعده بذلك ‪ ،‬إال أن ذلك لم يتحقق ‪،‬‬ ‫فغضب المتنبي وانصرف يهجوه‪ .‬لقد كان المتنبي يطلب اإلمارة‬ ‫والسيادة والمكانة الرفيعة بين الجميع ‪ ،‬فيمدح بأجمل األشعار من‬ ‫لبى طلباته ‪ ،‬ويهجو بأقسى الكلمات والعبارات من رفض رغباته ‪،‬‬ ‫وذلك في قصائد طويلة ورائعة ‪ ،‬سواء في المدح أو الهجاء ‪ .‬ويمكن‬ ‫الرجوع إليها في ديوانه ‪.‬‬ ‫وتعرض المتنبي خالل حياته إلى مضايقات ومكائد من أشخاص‬ ‫كانوا يحسدونه على المكانة التي وصل إليها والشهرة التي يتمتع‬ ‫بها ‪ ،‬فحسدوه وراحوا يكيدون له وينعتوه بكل نقيصة ‪.‬‬ ‫كان المتنبي شديد اإلعجاب بنفسه واالعتداد بها وكثير الغرور‪،‬‬ ‫ومغرما بجنون العظمة والكبرياء‪ ،‬حيث قال ‪:‬‬ ‫� ّأي ّ‬ ‫محل �أرتــــــقــــي ؟‬ ‫َ‬

‫وكل ما قد خــلق اللـــ‬

‫مُحتقـرٌ في همتـــــــي‬

‫� ّأي َ عظيم �أتقــــــــــــــــي‬ ‫يخلـــــــــــــق‬ ‫ُه وما مل ُ‬ ‫كشعرة في مَفرقــــــــي‬

‫ويعد أبو الطيب المتنبي من أشهر الشعراء العرب ‪ ،‬فهو ظاهرة شعرية‬ ‫ال مثيل لها ‪ ،‬فقد شغل الناس ومأل الدنيا حيا وميتا ‪ ،‬قال عنه ابن رشيق في‬ ‫كتابه العمدة ‪ ( :‬ثم جاء المتنبي فمأل الدنيا وشغل الناس ) ‪ .‬وقد أُلفت في‬ ‫نشأته وحياته ومماته وفي شعره مجموعة من الكتب والدراسات واألبحاث‬ ‫والتحقيقات األدبية من طرف العرب والمستشرقين ‪ ،‬فالمجال ال يتسع‬ ‫ّلذكرها ‪ .‬فيمكن الرجوع إليها وإلى ديوانه الخالد الذي يضم مجموعة من‬ ‫القصائد الشعرية الرائعة التي تعتبر من أفضل القصائد في األدب العربي‪.‬‬ ‫وذلك من أجل االطالع واالستفادة ‪ .‬مع العلم أن المتنبي ال يزال هو وشعره‬ ‫موضع أبحاث ودراسات وتأليف وحفظ وشرح ونقد ‪.‬‬ ‫قصيدة على قدر أهل العزم ‪ :‬تعتبر هذه القصيدة من جميل‬ ‫شعر المدح ‪ ،‬وهي طويلة ‪ ،‬وقد نظمها أبو الطيب المتنبي بمناسبة انتصار‬ ‫سيف الدولة على الروم في معركة ضارية من أجل استعادة بلدة الحدث‬ ‫التي تقع على الحدود بين إمارة سيف الدولة والروم ‪ ،‬وكان يرافقه في‬ ‫هذه المعركة المتنبي‪ ،‬فهزم الروم وانتصر عليهم واسترجع المدينة ‪ ،‬فقال‬ ‫المتنبي هذه القصيدة يمدح فيها سيف الدولة ويصف المعركة ‪ ،‬ويفتخر‬ ‫بنفسه ‪ ،‬فضمت القصيدة المدح والوصف والفخر والحكم في قالب من‬ ‫الوسائل البالغية والمحسنات اللفظية وروعة اإلبداع وجمال التصوير ‪.‬‬ ‫يقول في مطلعها ‪:‬‬

‫زم َت�أتي ال َعزائ ُِم‬ ‫َعلى َقدرِ �أَهلِ ال َع ِ‬ ‫ِرام ا َ‬ ‫ملكارِ ُم‬ ‫َو َت�أتي َعلى َقدرِ الك ِ‬ ‫َوت ُ‬ ‫غارها‬ ‫ال�صغ ِ‬ ‫َعظ ُم يف َعنيِ َ‬ ‫ري ِ�ص ُ‬ ‫َوت ُ‬ ‫َ�صغ ُر يف َعنيِ ال َعظي ِم ال َعظائ ُِم‬ ‫اجل َ‬ ‫يف ال َدو َلةِ َ‬ ‫ُي َك ِّل ُف َ�س ُ‬ ‫ي�ش هَ َّمهُ‬ ‫اجل ُ‬ ‫َو َقد َع َجزَ ت َعنهُ ُ‬ ‫يو�ش َ‬ ‫اخل�ضارِ ُم‬

‫‪ ) 2‬قصيدة لكل امرئ من دهره ما تعودا‬ ‫يقول في مطلعها ‪:‬‬

‫لكل امرئ من دهره ما تعــودا‬ ‫وعادة �سيف الدولة الطعنُ يف العـدا‬ ‫َ‬ ‫إرجاف عنه ب�ضده‬ ‫و�أن ُيكذب ال‬ ‫وي�سي مبا تنــوي �أعاديه �أ�سعدا‬ ‫مُ‬ ‫نف�ســه‬ ‫�ضـر‬ ‫�ضــره‬ ‫ورب ُمـريــــد‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اجلي�ش �أهدى وما هـدى‬ ‫وهاد �إليه‬ ‫وم�ستكرب مل يعــــــرف اللهَ ـــ�ساعـــــة‬ ‫ُ‬ ‫فت�شهــــــــــــــــدا‬ ‫كفـــه‬ ‫يف‬ ‫�سيفه‬ ‫أى‬ ‫�‬ ‫ر‬ ‫َّ‬ ‫هو البحر غ�ص فيه �إذا كان راكدا‬ ‫على الدر واحذره �إذا كان ُمزبدا‬

‫َو َيطل ُِب عِ ن َد‬ ‫ِ‬ ‫ف�سهِ‬ ‫النا�س ما عِ ن َد َن ِ‬ ‫رَاغِ ُم‬ ‫َو َذل َِك ما ال َت َدّعيهِ ال�ض‬ ‫ت َ‬ ‫ُي َفدّي �أَ مَ ُّ‬ ‫الحهُ‬ ‫الط ِ‬ ‫مرا ِ�س َ‬ ‫ري ُع ً‬ ‫�سور ا َ‬ ‫ملال �أَحدا ُثهــا َوال َق�شاعِ ُم‬ ‫ُن ُ‬ ‫ري َمخال ٍِب‬ ‫�ضها َخ ٌ‬ ‫لق ِب َغ ِ‬ ‫َوما رَ َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ــــهُ‬ ‫ِـــم‬ ‫َوقد خلِـــــقــت �أ�سياف‬ ‫َوالقوائ ُ‬ ‫احل َد ُث َ‬ ‫هَ لِ َ‬ ‫مراء َتعرِ ُف َلو َنها‬ ‫احل ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ــم �أ ُّي ال�سا ِق َييــنِ الغـمائــــــ ُِم‬ ‫َوتَعل ُ‬ ‫الغ ُّر َق َ‬ ‫مام ُ‬ ‫بل ُنزولِهِ‬ ‫َ�س َقتها ال َغ ُ‬ ‫َ‬ ‫ف َل ّما َدنا مِ نها َ�س َقتها َ‬ ‫ــــم‬ ‫اجلماجِ ُ‬ ‫َقر ُع ال َقنا‬ ‫َبناها َف�أَعلى َوال َقنا ت َ‬ ‫ـــوج ا َ‬ ‫ملنايا َحو َلهــــا ُمتَالطـــــ ُِم‬ ‫َو َم ُ‬ ‫َوكانَ بِها مِ ُ‬ ‫ثل ُ‬ ‫اجلنونِ َف�أَ�ص َب َح ْت‬ ‫ِــم‬ ‫َومِ ن ُج َث ِ‬ ‫ـــث ال َقتلى َع َليها مَتائ ُ‬

‫نماذج من أشعاره ‪:‬‬ ‫‪ )1‬قصيدة واحر قلباه‬ ‫يقول في مطلعها ‪:‬‬

‫من َقل ُبهُ َ�شب ُِم‬ ‫َ‬ ‫واح َّر َقلبا ُه مِ َّ‬ ‫قــ ُم‬ ‫�س‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫حايل‬ ‫و‬ ‫�سمي‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫عِ‬ ‫ِجِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫مايل �أُ َك ِّت ُم ُح ًّبا َقد َبرى َج َ�سدي‬ ‫ـــم‬ ‫َو َت َّدعي ُح َّب َ�س ِ‬ ‫يف ال َدو َلةِ الأُ َم ُ‬

‫‪ 3‬مختـــارات أبيـات من شعــره في الحكــم‬ ‫واألمثال ‪:‬‬ ‫�أَ َنا ال َذي َن َظ َر الأَ ْع َمى �إِ َلى �أَ َدبِي‬ ‫ـــــم‬ ‫َو�أَ ْ�س َم ْعت َكل َِماتِي َمنْ بِهِ َ�ص َم ُ‬

‫*****‬

‫�أنام ملء جفوين عن �شواردها‬ ‫وي�سهر اخللـــق جراها ويخت�صــــم‬

‫*****‬

‫�إذا ر�أيت نيـــوب الليـــث بارزة‬ ‫فال تـــظــن �أن الليث يبت�ســــــــــــــم‬

‫*****‬

‫اخل ْي ُ‬ ‫َ‬ ‫ـــل َوال َل ْي ُل وال َب ْيـــ َد ُاء ت َْعرِ ُفنـــــِي‬ ‫ا�س َوال َق َل ُم‬ ‫وال�س ْي ُف َو ُ‬ ‫الر ْم ُح والق ِْر َط ُ‬ ‫َ‬

‫*****‬

‫وما الدهر �إال من رواة ق�صائدي‬ ‫�إذا قلت �شعرا �أ�صيــــح الدهر من�شـــدا‬

‫*****‬

‫ِف�إِ َذا �أَ َت ْت َ‬ ‫ِـــ�ص‬ ‫ــك َم َذ َّمتِــــي مِ نْ َناق ٍ‬ ‫ــي َ‬ ‫هـــ َاد ُة ليِ ْ َب�أَ يِّ ْ‬ ‫ن َكامـــــــــ ُِل‬ ‫َف ِه َ‬ ‫ال�ش َ‬

‫*****‬

‫َع َلى َق ْدرِ �أَهْ لِ ال َعزْ ِم َت ْ�أت ِْي ال َعزَ ائ ُِم‬ ‫ْ‬ ‫قــ ْدرِ الك َِر ِام ا َ‬ ‫مل َكـــــارِ ُم‬ ‫َو َت�أت ِْي َع َلى َ‬

‫*****‬

‫� ُّ‬ ‫�سابح‬ ‫�رسج‬ ‫أعز مكان يف الدنى‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫كـــتـــــاب‬ ‫الزمــان‬ ‫يف‬ ‫جلي�س‬ ‫وخري‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬


‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪918‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫‪14‬‬

‫جهاد الر�سول من �أجل ن�شر الإ�سالم‬

‫روي عن النبي صلى اهلل عليه وسلم أنه قال‪ :‬لقد أخفت في اهلل وما يخاف أحد‪ ،‬أي غيري‪،‬‬ ‫ولقد أوذيت في اهلل‪،‬أي في دينه‪ ،‬وما يؤذى أحد‪ ،‬أي لم يكن معه أحد يؤذى في اهلل‪ ،‬وذلك أنه‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم لما بعثه اهلل تعالى واألرض مملوءة بطوائف الكفار وصناديد الطغاة‬ ‫والعتاة قام يدعو الناس إلى اهلل ويخرجهم عن أديانهم وحده وال وزير وال أتباع‪ ،‬والكفر قد‬ ‫سد اآلفاق ومأل األجواء فوقف أمام حياة الشرك ودنيا الوثنية يكافحها وتكافحه ويجادلها‬ ‫وتجادله‪ ،‬وتألبت عليه قوى قريش وقعدت له كل مرصد‪ ،‬وافتتنت في ضروب إيذائه فمن‬ ‫رمي بالحجارة إلى إثارة الغبار في وجهه إلى تسفيه رأيه‪ ،‬إلى أخذه لمنجنقه إلى إلقاء فضالت‬ ‫اإلبل عليه وهو ساجد يصلي‪ ،‬إلى تلطيخ باب بيته باألقذار‪ ،‬إلى تآمر على نفيه أو حبسه أو قتله‬ ‫رجاء أن يصدوه على الدعوة إلى اهلل أو يدخلوا اليأس إلى قلبه أو يحولوا بينه وبين أنصاره‬ ‫وأتباعه‪ ،‬ولكن وجدوه كالطود ثباتا وكالسيل اندفاعا وكالسيف مضاء وكالسهم انطالقا ال‬ ‫يخشى في اهلل والحق لومة الئم‪ ،‬وقد خرج صلى اهلل عليه وسلم إلى الطائف يدعوا ثقيفا إلى‬ ‫اإلسالم فأغروا عليه الصبيان والغلمان يسبونه ويصيحون به حتى اجتمع الناس عليه فجعلوا‬ ‫يحصبونه بالحجارة حتى أدموا قدميه الشريفتين‪ ،‬فصبر وصابر ثم ناجى ربه بهذه الجملة‬ ‫الذهبية الرائعة‪« :‬إن لم يكن بك غضب علي فال‬ ‫أبالي»‪ ،‬وقد أرسل اهلل إليه جبريل ومعه ملك الجبال‬ ‫فقال‪ :‬إن شئت أطبقت عليهم األخشبين وهما جبال‬ ‫مكة‪ ،‬فقال صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬بل أرجو أن يخرج‬ ‫اهلل من أصالبهم من يعبد اهلل ال يشرك به شيئا‪ ،‬ثم‬ ‫يبالغ صلى اهلل عليه وسلم في إقامة ناموس األمانة‬ ‫والصدق فيقال في شأنه كذاب ساحر مجنون‪ ،‬كاهن‬ ‫شاعر مفتر‪ ،‬ولكن اهلل يروح عنه ويسليه ويخاطبه‬ ‫بما ينسيه آالمه وبما يعلي من شانه ويرفع من‬ ‫ون َما �أَ ْن َ‬ ‫ت‬ ‫ذكره فيقول‪( :‬ن ۚ َوا ْل َق َل ِم َو َما َي ْ�س ُط ُر َ‬ ‫ك َ أَ‬ ‫ون َو�إِ َّن َل َ‬ ‫ِبن ِْع َم ِة َر ِّب َ‬ ‫ون‬ ‫ل ْجرًا َغ رْ َ‬ ‫ي ممَ ْ ُن ٍ‬ ‫ك بمِ َْج ُن ٍ‬ ‫َو�إِن َ‬ ‫يم) وفي غزوة أحد تكسر‬ ‫َّك َل َع َلىٰ ُخ ُل ٍق َع ِظ ٍ‬ ‫رباعيته ويشج وجهه الشريف ويقتل أصحابه ويمثل‬ ‫بعمه سيدنا حمزة تمثيال شنيعا وهو ناظر صابر‪ ،‬ثم‬ ‫يطلب منه أن يدعو على أعدائه فيدعو لهم ويقول‪:‬‬ ‫(اللهم أهد قومي فإنهم ال يعلمون) ثم يرزق بأوالد‬ ‫ذكور فيسلبون منه بالموت فيتعلل ويتسلى بالحسن والحسين فيخبر بما سيجري عليهما من‬ ‫القضاء‪ ،‬فيسكن إلى عائشة زوجه فينغص عيشه بقذفها زورا وبهتانا حتى ينزل اهلل في شأنها‬ ‫قرآنا بالتبرئة والتطهير والتقديس‪ ،‬واشتد عليه صلى اهلل عليه وسلم الفقر فكان يتقلب على‬ ‫حصير تؤثر في جنبه الشريف حتى بكى عمر حين رآه على هذه الصورة فقال‪ :‬كسرى وقيصر‬ ‫في الحرير والديباج‪،‬فنظر إليه المصطفى صلى اهلل عليه وسلم وقال له‪ :‬أفي شك أنت يا عمر‪،‬‬ ‫أال ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا اآلخرة؟ ولما حاولت قريش قتله صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫وتعاطوا كل سبب يوصلهم إلى ذلك وطلبوا من أبي طالب المرة بعد المرة أن يخلى بينهم‬ ‫وبينه ولم يجبهم إلى ذلك وخذلهم اهلل‪ ،‬جعلوا يعذبون من آمن به كبالل وخباب وعامر ابن‬ ‫فهيرة وياسر وزوجته سمية وولدهما عمار وغيرهم من المستضعفين‪ ،‬ولكن كل ذلك األذى‬ ‫كان حلوا في أعينهم ما دام فيه رضا اهلل فلم يفتنوا عن دينهم بل ثبتهم اهلل حتى أتم‬ ‫يد �أَ ْن‬ ‫أمره على أيديهم‪ ،‬وصاروا ملوك األرض بعد أن كانوا مستضعفين كما قال تعالى ( َون ُِر ُ‬ ‫ُ�ضعِفُ وا ف ْ أَ‬ ‫ن َع َل ُه ْم �أَ ِئ َّم ًة َو جَ ْ‬ ‫�ض َو جَ ْ‬ ‫ين ْا�ست ْ‬ ‫ِني ) وقد حقق‬ ‫ارث َ‬ ‫ن َع َل ُه ُم ا ْل َو ِ‬ ‫ن َع َلى ا َّلذِ َ‬ ‫مَ ُن َّ‬ ‫ال ْر ِ‬ ‫يِ‬ ‫اهلل سبحانه ما أراد‪ ،‬ففي الصحيحين عن خباب بن األرث قال‪ :‬أتيت رسول اهلل صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم وهو متوسد برده في ظل الكعبة وقد لقيت من المشركين أذى كثيرا فقلت يا رسول‬ ‫اهلل‪ :‬أال تدعو اهلل لنا؟ فقعد صلى اهلل عليه وسلم وهو محمر وجهه‪ ،‬فقال‪ :‬إن كان من قبلكم‬

‫ا�ضي ـ َ ًة َم ْر ِ�ض ّ َي ًة َف ْ‬ ‫اد ُخ ِلــي‬ ‫} َيا �أَ ّ َي ُتهَ ا ال ّ َن ْف ُ�س المْ ُ ْط َم ِئ َن ُّة ْار ِجعِـي ِ�إ َلى َر ّ ِبـ ِ‬ ‫ـك َر ِ‬ ‫يِف عِ َبادِ ي َو ْاد ُخلِي َج ّ َنتِي {‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫انتقل إلى جوار ربه عن سن يناهز ‪ 66‬سنة المرحوم‬

‫عبد اللطيف الحضري‬ ‫العميد السابق بإدارة المحافظة‬ ‫على التراب الوطني (‪)DST‬‬

‫الذي وافاه األجل المحتوم يوم األحد ‪ 26‬نوفمبر‪2017‬‬ ‫بطنجة‪ .‬وشيع جثمانه الطاهر في موكب جنائــزي مهيــب‬ ‫حضره األهل واألحباب ومساعديه األقربين بعــد صالتـي‬ ‫الظهـر والجنــازة بمسجد محمد الخامــس ودفن بمقبرة‬ ‫سيدي اعمــار‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبـــة األليمــة نتقــدم بأحــر التعــازي والمواساة القلبيـة ألرملته السيدة‬ ‫فتيحة الهزازي وإلى أبنائه ‪ :‬المختار‪ ،‬المهدي‪ ،‬مريم‪ ،‬مهى ومحمود‪ ،‬وإلى كل من عائالت‪:‬‬ ‫الحضري‪ ،‬الشنتوف‪ ،‬الزيناتي والهزازي‪ ،‬راجين للجميع الصبر الجميل وللفقيد المغفرة‬ ‫والثواب وأحسن الجزاء‪.‬‬ ‫عظم اهلل أجر وصبر أسرة المرحوم في مصابهم الجلل وأسكن اهلل المرحوم فسيح‬ ‫جناته مع والنبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫ليمشط أحدهم بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم أو عصب وما يصرفه ذلك عن دينه‪،‬‬ ‫ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين ما يصرفه ذلك عن دينه‪ ،‬وليتمن اهلل هذا األمر‬ ‫حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ال يخاف إال اهلل والذئب على غنمه‪ ،‬ثم أنزل اهلل‬ ‫تثبيتا للمؤمنين (ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم ال يفتنون) أي ال يبتلون في‬ ‫أموالهم وأنفسهم‪ ،‬كال لنختبرنهم لنبين المخلص من المنافق والصادق من الكاذب ( ولقد‬ ‫فتنا الذين من قبلهم ) يعني األنبياء‪ ،‬فمنهم من نشر بالمنشار ومنهم من قتل‪ ،‬وابتلي بنو‬ ‫إسرائيل بفرعون فكان يسومهم سوء العذاب‪( ،‬فليعلمن اهلل الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين)‬ ‫أي فليظهرن اهلل الصادقين من الكاذبين‪.‬‬ ‫ثم أخيرا يمرض صلى اهلل عليه وسلم بالحمى مرض الموت فيوعك كما يوعك رجالن وهو‬ ‫ساكن ساكت صابر‪ ،‬ثم يشدد عليه الموت فتسلب روحه الشريفة وهو مضطجع في كساء مبلد‬ ‫وإزار غليظ وليس عند أهله زيت يوقد به زيت المصباح ليلتئذ‪.‬‬ ‫اللهم اشهد أن هذا الصبر قد فاق صبر جميع األنبياء ولو حملته الجبال لدكت‪ ،‬فهذه‬ ‫نبذة يسيرة تعطيك صورة مصغرة من ضروب ابتالئه صلى اهلل عليه وسلم تتمثل فيها العظة‬ ‫وتتجلى فيها العبرة البالغة فيستطيع المؤمن‬ ‫الموفق أن يتسلى بها ويتخذ منها مشكاة يسير‬ ‫على ضوئها ويهتدي بهديها في ظلمات الحيرة‬ ‫والضالل كلما نزلت به بلية أو أصابته مصيبة‪،‬‬ ‫وإذا قارنت بين صبره صلى اهلل عليه وسلم وصبر‬ ‫األنبياء قبله وجدته سيد الصابرين وأفضل الخلق‬ ‫أجمعين‪ ،‬فهذا سيدنا آدم عليه السالم أبو البشر‬ ‫يباح له ما في الجنة سوى شجرة واحدة فال يقع إال‬ ‫عليها‪ ،‬ونبينا محمد صلى اهلل عليه وسلم يقول‬ ‫حتى في المباح‪ :‬مالي وللدنيا إنما مثلي ومثل الدنيا‬ ‫كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها‪.‬‬ ‫وهذا سيدنا نوح يضج بما القى من قومه‬ ‫فيصيح وينادي‪ :‬رب ال تذر على األرض من الكافرين‬ ‫ديارا ‪ ،‬ونبينا محمد صلى اهلل عليه وسلم يقول‪:‬‬ ‫اللهم أهد قومي فإنهم ال يعلمون‪.‬‬ ‫وهذا سيدنا موسى عليه السالم يستغيث عند‬ ‫عبادة قومه العجل فيقول‪ :‬إن هي إال فتنتك‪ ،‬ويوجه إليه ملك الموت على صورة إنسان فيقلع‬ ‫عينه‪ .‬ويقول سيدنا عيسى إن صرفت الموت عن أحد فاصرفه عني‪ ،‬أما نبينا محمد صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم فيخير بين البقاء والموت فيختار الرحيل إلى الرفيق األعلى‪ .‬وهذا سيدنا سليمان‬ ‫عليه السالم يخاطب اهلل فيقول ‪ :‬هب لي ملكا ال ينبغي ألحد من بعدي‪ ،‬ونبينا محمد صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم يقول‪ :‬اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا‪ ،‬وفي رواية كفافا‪ ،‬هذا واهلل فعل أفضل نبي‬ ‫عرفه الوجود صبر وصابر ورابط فماتت أغراضه وآنس باهلل فهانت عليه زخارف الدنيا ولذات‬ ‫الوجود ومتاع الحياة الفانية‪ ،‬وإن رسوال يؤويه اهلل بعد يتم ويهديه بعد حيرة ويغنيه بعد فقر‪،‬‬ ‫ويؤدبه فيحسن تأديبه ويخاطبه بقوله (واهلل يعصمك من الناس) (واصبر لحكم ربك فإنك‬ ‫بأعيننا) (فإنك على الحق المبين) (إنك لعلى خلق عظيم) (وما أرسلناك إال رحمة للعالمين) (هو‬ ‫الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين) (يأيها النبيء حسبك اهلل ومن اتبعك من المؤمنين) (ورفعنا‬ ‫لك ذكرك ) (ما ودعك ربك وما قلى وللآخرة خري لك من الأولى ول�سوف‬ ‫يعطيك ربك فرت�ضى)‪ ...‬أقول إن رسوال هذا شأنه وتلك بعض فضائله ومزاياه لجدير بأن‬ ‫يكون القدوة الحسنة والمثل األعلى للوجود ولحقيق بأن يكون مشكاة للهدى يهتدي بنورها‬ ‫المؤمنون‪ ،‬ويسر على ضوئها المصلحون‪ ،‬فاللهم وفقنا التباعه واجعلنا من خير أتباعه وأحينا‬ ‫على سنته وتوفنا على ملته واحشرنا في زمرته‪.‬‬

‫ون‬ ‫ين �إِ َذا �أَ َ�صا َبتْهُ ْم ُم ِ�صي َب ٌة َق ُالوا �إِ َّنا للِهَّ ِ َو�إِ َّنا ِ�إ َل ْي ِه َر ِ‬ ‫} َو َب�شرِّ ِ َّ‬ ‫ين َّالذِ َ‬ ‫ال�صا ِب ِر َ‬ ‫اج ُع َ‬ ‫�أُ َولئ َِك عَ َل ْيهِ ْم َ�ص َل َو ٌات م ِْن َر ِّبهِ ْم َو َر ْح َم ٌة َو ُ�أ َولئ َِك ُه ُم المْ ُ ْه َتدُ َون {‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫تلقينا ببالغ الحزن واألسى نبأ وفاة المشمولة‬ ‫برحمته‬

‫الحاجة ارحيمو العمري‬

‫حرم المرحوم الحاج عبد المالك الرباطي‬ ‫التي وافاها األجل المحتوم يوم السبت ‪ 25‬نوفمبر‪2017‬‬ ‫بعد مرض ألم بها‪ .‬وشيع جثمانها الطاهــر في موكــب‬ ‫جنائــزي مهيــب بعــد صالتـي العصـر والجنــازة بمسجد‬ ‫محمد الخامس ودفنت بمقبرة المجاهدين‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبـــة األليمــة تتقـــدم جريدة «الشمال»‬ ‫بأحــر التعــازي والمواساة القلبيـة ألبناء المرحومة السيد أحمد و السيدة حنان‪ ،‬وإلى كل‬ ‫من عائالت‪ :‬العمري و لغريسي‪ ،‬الصقلي‪ ،‬وفرجي و إلى كل أفراد العائلة‪ ،‬راجين للجميع‬ ‫الصبر الجميل وللفقيدة المغفرة والثواب وأحسن الجزاء‪.‬‬ ‫عظم اهلل أجر وصبر أسرة المرحومة في مصابهم الجلل وأسكن اهلل المرحومة فسيح‬ ‫جناته مع والنبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬


‫العدد ‪918‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫حدائق الأزاهر يف م�ستح�سن الأجوبة وامل�ضحكات‬ ‫واحلكم والأمثال واحلكايات والنوادر‬ ‫وهوكتاب جامع للحكم واألمثال والنوادروالحكايات‪،‬ألفه الفقيه األديب محمد بن محمد بن محمد أبو بكر ابن عاصم القيسي الغرناطي قاضي من فقهاء‬ ‫المالكية باألندلس توفي بمسقط رأسه غرناطة عن عمر السابعة والستين سنة (عام ‪ 829‬هـ الموافق ‪1426‬م)؛كان يجلد الكتب في صباه‪ ،‬وتقدم حتى‬ ‫ولي قضاء القضاة ببلده‪.‬‬ ‫وقد أخذ عن أعالم منهم‪:‬‬ ‫أبو إسحاق الشاطبي‪ ،‬وأبو عبد اهلل القيطاجي‪ ،‬وأبو عبد اهلل الشريف التلمساني‪ ،‬وأبو إسحاق ابن الحاج‪ ،‬وابن عالق‪ ،‬وخااله أبو بكر‪ ،‬ومحمد ولدا أبي القاسم‬ ‫بن جزي‪ ،‬وابن لب وغيرهم‪.‬‬ ‫وله من المؤلفات‪:‬‬ ‫ــ تحفة الحكام في نكت العقود واألحكام‪ (:‬أرجوزة في الفقه المالكي تعرف بالعاصمية)‪ ،‬شرحها جماعة من العلماء‪.‬‬ ‫ــ أراجيز في األصول والنحو والقراءات‪.‬‬ ‫وحدائق األزاهر في مستحسن األجوبة والمضحكات والحكم واألمثال والحكايات والنوادر (وهو الكتاب الذي سنتحف به القارئ الكريم عبر سلسلة‬ ‫حلقات)‪.‬‬

‫يف احلكايات امل�ستطرفة والأخبارامل�ستظرفة‬ ‫كان الحجاج قد استعمل مالك بن أسماء بن خارجة على الجزيرة‪ ،‬وكانت أخته هند‬ ‫تحت الحجاج‪ ،‬فبلغه عنه شيء‪ ،‬فعزله‪ ،‬وبعث إلى أهل الجزيرة‪ ،‬وأمرهم أن يقولوا‪:‬‬ ‫«ظلمنا‪ ،‬وأخذ أموالنا»‪ ،‬فقال بعضهم لبعض‪« :‬حتى األمير يغضب عليه اليوم‪ ،‬ويرضى‬ ‫غداً‪ ،‬ال تتعرضوا لذلك»؛ ولما دخلوا على الحجاج‪ ،‬قدموا شيخاً لهم‪ ،‬فسأله الحجاج‬ ‫عن سيرته فيهم‪ ،‬فأثنى عليه الشيخ خيراً‪ ،‬فأمر به الحجاج فضرب مائة سوط‪ ،‬فقال‬ ‫الباقون‪« :‬كذب الشيخ‪ ،‬بل كان يظلمنا ويأخذ أموالنا»؛ فقال مالك‪« :‬أيها األمير‪ ،‬مثلي‬ ‫ومثلك»؛ قال‪« :‬قل»‪ ،‬فقال‪« :‬زعموا أنه كان أسد وذئب وثعلب‪ ،‬اشتركت مرة فيما‬ ‫تصيد‪ ،‬فصادت حمار وحش‪ ،‬وظبياً‪ ،‬وأرنباً‪ ،‬فقال األسد للذئب‪ :‬اقسم بيننا واعدل‪،‬‬ ‫فقال الذئب‪ :‬لك الحمار‪ ،‬ولي الظبي‪ ،‬وللثعلب األرنب‪ ،‬فضربه األسد‪ ،‬وقطع رأسه‪،‬‬ ‫ووضعه بين يديه‪ ،‬وقال للثعلب‪ :‬اقسم بيننا واعدل‪ ،‬فقال‪ :‬الحمار لك تتغذى به‪،‬‬ ‫والظبي تتعشى به‪ ،‬واألرنب تتفكه بها فيما‬ ‫بين الغذاء والعشاء‪ ،‬قال األسد‪ :‬ما أعدلك‬ ‫في القسمة‪ ،‬من علمك هذا؟ قال‪ :‬الرأس‬ ‫الذي بين يديك‪ ،‬فضحك الحجاج‪ ،‬ورده إلى‬ ‫موضعه»‪.‬‬ ‫مر غيالن بن خرشة الضبي مع عبد‬ ‫اهلل بن عامر‪ ،‬بنهر أم عبد اهلل الذي يشق‬ ‫البصرة‪ ،‬فقال عبد اهلل‪« :‬ما أصلح هذا النهر‬ ‫ألهل البصرة»‪ ،‬فقال غيالن‪« :‬أجل‪ ،‬يا أمير‬ ‫المؤمنين‪ ،‬يتعلم العوم فيــه صبيانهــم‪،‬‬ ‫ويكون لسقيهم‪ ،‬ويأتيهم بميرهم»؛ ثم‬ ‫عاد غيالن‪ ،‬فساير زياداً عليه‪ ،‬فقال زياد‪:‬‬ ‫«ما أضر هذا النهر ألهل هذا المصر»؛ فقال‬ ‫غيالن‪« :‬أجل يا أمير المؤمنين‪ ،‬تتهدم به‬ ‫دورهم‪ ،‬وتغرق به صبيانهم‪ ،‬ويكثر ألجله‬ ‫بعوضهم»‪.‬‬ ‫يحكى أن حاتماً نزل به أعرابي‪ ،‬فبات‬ ‫عنده جائعاً‪ ،‬فلما كان في السحر ركب وانصرف‪ ،‬فتقدمه حاتم‪ ،‬فلما خرج من بيت‬ ‫البيوت لقيه حاتم متنكراً‪ ،‬فقال له‪« :‬أين كان بيتك البارحة؟»‪ ،‬فقال‪« :‬عند حاتم»‪،‬‬ ‫فقال‪« :‬فكيف كان؟»‪ ،‬فقال‪« :‬خير مبيت‪ ،‬نحر لي ناقة‪ ،‬فأطعمني اللحم‪ ،‬وسقاني الخمر‪،‬‬ ‫وعلف راحلتي‪ ،‬وسرت من عنده بخير حال»‪ ،‬فقال له‪« :‬أنا حاتم‪ ،‬واهلل‪ ،‬ال تبرح حتى ترى‬ ‫ما وصفت»‪ ،‬فرده وقال له‪« :‬ما حملك على الكذب؟» فقال له األعرابي‪« :‬إن الناس‬ ‫كلهم يثنون عليك بالجود‪ ،‬فلو قلت شراً‪ ،‬لكذبوني‪ ،‬فرجعت مضطراً إلى قولهم؛ إبقاء‬ ‫على نفسي ال عليك»‪.‬‬ ‫أمر الوليد بن يزيد بحمل ابن شراعة من الكوفة‪ ،‬فلما قدم عليه قال‪« :‬يا ابن‬ ‫شراعة‪ ،‬واهلل‪ ،‬ما أرسلت من الكوفة إليك؛ ألسألك عن كتاب اهلل‪ ،‬وسنة نبيه»‪ ،‬قال‬ ‫ان شراعة‪« :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬لو سألتني عنهما لوجدتني حماراً‪ ،‬قال ‪« :‬أرسلت إليك‬ ‫ألسألك عن الفتوة»‪ ،‬قال ‪« :‬أنا دهقانها الحكيم‪ ،‬وطبيبها العليم‪ ،‬فسل عما بدا لك»‪،‬‬ ‫قال‪« :‬أخبرني عن الماء؟»‪ ،‬قال‪« :‬البد لي منه‪ ،‬والكلب والجمل يشاركاني فيه»‪ ،‬قال‪:‬‬

‫«فما تقول في اللبن؟»‪ ،‬قال‪« :‬ما رأيته إال استحييت من أمي لطول ما أرضعتني إياه»‪،‬‬ ‫قال‪« :‬فالسويق؟»‪ ،‬قال‪« :‬شراب المحرور‪ ،‬والمسافر العجالن»‪ ،‬قال‪« :‬فنبيذ الزبيب؟»‪،‬‬ ‫قال‪« :‬مرعى ‪،‬وال كالسعدان»‪ ،‬قال‪« :‬فنبيذ التمر؟»‪ ،‬قال‪« :‬سريع االمتالء‪ ،‬سريع‬ ‫االنفشاش‪ ،‬ضراط كله»‪ ،‬قال‪« :‬فما تقول في الخمر؟»‪ ،‬قال‪« :‬تلك صديقة روحي‪ ،‬جلت‬ ‫عن المثل‪ ،‬تلك التي تزيد الدم إشراقاً»‪ ،‬قال‪« :‬وأنت يا ابن شراعة صديقي‪ ،‬إجلس‪ ،‬أي‬ ‫الطعام أحب إليك؟»‪ ،‬قال‪« :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬ليس لصاحب الشراب على الطعام حكم‪،‬‬ ‫غير أن أنفعه أدسمه»‪.‬‬ ‫حكي عن بشار الطفيلي أنه قال‪« :‬رحلت إلى البصرة‪ ،‬فلما دخلتها‪ ،‬قيل لي إن هنا‬ ‫عريفاً للطفيليين يبرهم ويكسوهم ويرشدهم إلى األعمال ويقاسمهم‪ ،‬فسرت إليه‬ ‫فبرني وكساني‪ ،‬وأقمت معه ثالثة أيام‪ ،‬وله خلق يأتونه بما يأخذون‪ ،‬فيأخذ النصف‬ ‫ويعطيهم النصف‪ ،‬فوجهني معهم في اليوم‬ ‫الرابع‪ ،‬فحصلت في وليمة‪ ،‬فأكلت وأخذت‬ ‫شيئاً كثيراً‪ ،‬فجئته به‪ ،‬فأخذ النصف وأعطاني‬ ‫النصف‪ ،‬فبعت ما وقع لي بدراهم‪ ،‬فلم أزل‬ ‫على هذا أياماً‪ ،‬ثم دخلت يوماً على عرس‬ ‫جليل‪ ،‬فأكلت‪ ،‬وخرجت بشيء كثير‪ ،‬فجئته‬ ‫به وأعطاني النصف‪ ،‬فلقيني إنسان‪ ،‬فاشتراه‬ ‫مني بدينار‪ ،‬فأخذته وكتمت أم��ره‪ ،‬وأخذ‬ ‫جماعة الطفيليين وقال‪« :‬إن هذا الطفيلي‬ ‫البغدادي خان‪ ،‬وظن أني ال أعلم ما فعل‪،‬‬ ‫فاصفعوه وعرفوه ما كتمنا»؛ فأجلسوني‬ ‫شئت أم أبيت‪ ،‬فما زالوا يصفعونني واحداً‬ ‫بعد واحد‪ ،‬يصفعني األول منهم ويشم يدي‬ ‫ويقول‪« :‬أكلت مصيرة»‪ ،‬ويصفعني اآلخر‬ ‫ويشم يدي ويقول‪« :‬أكلت بقيلة»‪ ،‬حتى‬ ‫ذكروا كل شيء أكلته‪ ،‬ما غلطوا بزيادة وال‬ ‫بنقصان‪ ،‬ثم صفعني شيخ منهم صفعة‬ ‫عظيمة وق��ال‪« :‬بعت ما أخ��ذت بدينار»‪،‬‬ ‫وصفعني آخر وقال‪« :‬هات الدينار»‪ ،‬فدفعته إليه وجردوني الثياب التي أعطانيها‪،‬‬ ‫وقال‪« :‬أخرج يا خائن في غير حفظ اهلل»‪ ،‬فخرجت إلى بغداد‪ ،‬وحلفت أال أقيم ببلد‪،‬‬ ‫طفيليوها يعلمون الغيب»‪.‬‬ ‫صاحب طفيلي رج ً‬ ‫ال في السفر‪ ،‬فلما نزلوا ببعض المنازل‪ ،‬قال له الرجل‪« :‬خذ‬ ‫درهماً وامض اشتر لنا لحماً»‪ ،‬فقال الطفيلي‪« :‬إني متعب‪ ،‬واهلل ما أقدر»‪ ،‬فمضى‬ ‫الرجل واشتراه‪ ،‬ثم قال للطفيلي‪« :‬قم فاطبخه»‪ ،‬قال‪« :‬ال أحسن»‪ ،‬فطبخ الرجل ثم قال‬ ‫له‪« :‬قم فأثرد»‪ ،‬فقال‪« :‬أنا واهلل كسالن»‪ ،‬فثرد الرجل‪ ،‬ثم قال له‪« :‬قم اآلن فاغرفه»‪،‬‬ ‫قال‪« :‬أخشى أن ينقلب على ثيابي»‪ ،‬فغرف الرجل حتى ارتوى الثريد‪ ،‬ثم قال له‪« :‬قم‬ ‫اآلن فكل»‪ ،‬فقال‪« :‬نعم‪ ،‬إلى متى هذا الخالف‪ ،‬واهلل‪ ،‬قد استحييت من كثرة خالفي‬ ‫عليك»‪ ،‬وتقدم فأكل‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪918‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)821‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫مذكرات الهاشمي الطود‪..‬‬

‫خيار الكفاح المسلح في ظل المدرسة الخطابية‬

‫صدرت مؤخرا مذكرات المجاهد الهاشمي الطود‪ ،‬في شكل عمل تجميعي ضم وثائق دفينة وشهادات غير مسبوقة‬ ‫لفترة انتقال تاريخي عاشه المغرب ومحيطه العربي خالل عقود النصف األول من القرن ‪ .20‬ولالقتراب من سقف هذه‬ ‫المذكرات‪ ،‬نقترح إعادة نشر نص التقديم الذي كان لنا شرف وضعه للكتاب‪.‬‬ ‫تعتبر قضايا كتابة تاريخ المقاومة المغربية المسلحة والحركة الوطنية السياسية التي جابهت مشاريع االستعمار‪،‬‬ ‫إحدى أهم المجاالت المؤجلة في سياق انشغاالت قطاعات عريضة من مؤرخي المغرب المعاصر‪ .‬كما تعتبر إشكاالت هذا‬ ‫المجال‪ ،‬إحدى أكثر النقاط الملتهبة في الذاكرة الجماعية لمغاربة القرن ‪ 20‬وبداية القرن ‪ ،21‬وذلك بالنظر إلثارتها لقضايا‬ ‫خالفية يتداخل فيها التاريخ مع إسقاطات النزوعات السياسية الذاتية‪ ،‬وتلتحم فيها الحقيقة مع إغراءات البطوالت الحزبية‬ ‫الضيقة‪ ،‬وتتعارض داخلها الجهود العلمية في البحث وفي التوثيق مع توظيفات سياسوية فاقعة‪ ،‬حيث تتوارى الحقائق‬ ‫خلف سيل من االدعاءات واالفتراءات أصبح هدفها األساسي ينحو نحو اختالق البطوالت وافتعال‬ ‫المالحم وتبرير الشرعيات التاريخية المفتقدة‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬لم يكن غريبا أن ينزوي المؤرخ بعيدا‬ ‫عن زوابع “المذكرات” التي يتم تدبيجها تحت الطلب‪“ ،‬مذكرات” أقل ما يمكن القول عنها إنها‬ ‫ال تحترم الحس األخالقي والوطني والقيمي للشعب المغربي‪ ،‬كما أنها ال تقيم وزنا ألبجديات‬ ‫التوثيق األكاديمي وال لمنطلقاته المنهجية وال لقواعده اإلجرائية المعروفة‪ ،‬بل تتحول إلى قراءات‬ ‫نمطية لمحطات مفتعلة اختلقت معها الزعامات‪ ،‬وأصبحت آلية لتبرير سطوة الراهن ولخنق حق‬ ‫الباحثين في السؤال وفي التشكيك وفي البحث وفي التقييم‪.‬‬ ‫وكما نجحت مثل هذه “المذكرات” ‪ -‬وال أقول كلها ‪ -‬في اختالق زعامات ورقية كتبت تاريخا‬ ‫هجينا لوقائع نضال المغاربة ضد االستعمار وضد كل أشكال التكالب األجنبي حول بالدنا‪ ،‬فقد‬ ‫انهارت مصداقيتها وظلت حبيسة مكتبات أصحابها والهيآت المرتبطة بها‪ .‬وفي المقابل ظل‬ ‫البحث العلمي‪ ،‬يبحث عن نقاط الضوء في عتمات ماضينا الجهادي‪ ،‬ال بهدف استغالله الكتساب‬ ‫عناصر التفوق في التدافع السياسي أو المصلحي الراهن‪ ،‬ولكن بهدف التأسيس لمنطلقات بديلة‬ ‫ومرجعية لكتابة تاريخ النضال الوطني من أجل الحرية واالستقالل‪ ،‬بعيدا عن األهواء الذاتية وعن‬ ‫اليقينيات المطلقة وعن الشوفينيات المصلحية‪ ،‬سواء منها الحزبية أو الرسمية‪ .‬وإذا كان هذا‬ ‫التوجه الزال محصور التأثير العتبارات موضوعية‪ ،‬أهمها مرتبط بقلة توفر المظان المصدرية‬ ‫وبتغييب رهيب للوثائق الضرورية لالشتغال وبتنازع جهات متعددة حول شرعية هذا الرصيد‪،‬‬ ‫فالمؤكد أنه أصبح قادرا على تجاوز طابعه الجنيني من خالل اكتساب القدرة على اختراق حقل‬ ‫الطابوهات والسعي إلى الكشف عن مختلف الجوانب المنسية أو المغيبة في ذاكرتنا النضالية‬ ‫الجماعية‪ ،‬وفق رؤى مجددة ال والء لها إال لصرامة البحث العلمي ولمنطلقاته المنهجية في البحث‬ ‫وفي التوثيق وفي التحليل وفي االستنطاق وفي االستنباط‪.‬‬ ‫ونتيجة لهذا التطور المعرفي األصيل‪ ،‬أصبحت الساحة العلمية تعرف عودة جماعية إلعادة‬ ‫االشتغال على ذاكرة بعض ممن كان لهم دور في حركة النضال الوطني ضد االستعمار‪ ،‬سواء داخل المغرب أو خارجه‪،‬‬ ‫وسواء من خالل العمل التأطيري والتنظيمي على المستويين السياسي والعسكري‪ ،‬أو من خالل اإلشراف على تعبئة‬ ‫االمتدادات الشعبية لجهود توجيه النضال من أجل االستقالل منذ منتصف القرن ‪ ،19‬وخاصة عقب سقوط الجزائر تحت‬ ‫قبضة االحتالل الفرنسي سنة ‪ ،1830‬ومرورا بوقائع حركة المقاومة المسلحة التي تفجرت في سياق حدث التوقيع على عقد‬ ‫الحماية الفرنسية على المغرب يوم ‪ 30‬مارس من سنة ‪ ،1912‬وانتهاء بالمسارات المتشعبة التي أفضت إلى حصول البالد‬ ‫على استقاللها السياسي سنة ‪ .1956‬لقد قيل الشيء الكثير بهذا الصدد‪ ،‬ومع ذلك أصبح الباحثون ينزعون ‪-‬باستمرار‪-‬‬ ‫نحو تجديد قراءاتهم لمضامين الخطاب الوطني بهذا الخصوص‪ ،‬بل ظهرت توجهات واضحة إلعادة تقليب مضامين‬ ‫وثائق المرحلة وفحصها ونقدها واستغاللها وتحليل خلفياتها‪ .‬وقبل هذا وذاك‪ ،‬بدى من الواضح أن الجهود أصبحت تراهن‬ ‫على استنطاق ذاكرة الذوات الفاعلة التي كان لها حضور داخل المشهد النضالي والجهادي لمغاربة النصف األول من القرن‬ ‫‪ .20‬فبدأ االشتغال من جديد على العديد من السير الجهادية المنسية‪ ،‬وبدا أن األفق قد أصبح مشرعا من أجل تدارك كل‬ ‫أشكال التهاون أو التخاذل أو الجحود أو التحريف التي اعترت هذا المجال‪.‬‬ ‫في سياق هذا التصور العام‪ ،‬يندرج اهتمامنا بالتوثيــــق لسيرة المجاهد الصلب والوطنــي الغيـــور الهاشمـــي‬

‫تطوان ‪ :‬استفادة أشخاص في وضعية‬ ‫إعاقة حركيا‬

‫أزيد من ‪ 30‬شخصا في وضعية إعاقة بتطوان استفادوا مؤخرا من المبادرة الطبية ‪ ،‬التي قامت‬ ‫بها جمعية إيثار بتطوان‪ ،‬بشراكة مع مؤسستين اسبانيتين وبرتغاليتين‪ ،‬وبتنسيق مع مندوبية‬ ‫التعاون الوطني بتطوان‪.‬‬ ‫وقد تمثلت هذه المبادرة في تركيب أطراف اصطناعية وتجهيزات تعويضية ومستلزمات للحركة‬ ‫للعديد من األشخاص الذين تعرضت أطرافهم للبتر إما عن طريق حوادث السير أو أمراض مزمنة‬ ‫أقعدتهم مرغمين على كراسي متحركة‪.‬‬ ‫المبادرة الرائدة تمت بفضل جهود أعضاء الجمعية و بتنسيق مع المؤسستين المتواجدتين‬ ‫األولى بمدينة إشبيليا بإسبانيا والثانية بالبرتغال‪ ،‬باإلضافة إلى جهود مدير مركز التأهيل اإلجتماعي‬ ‫بتطوان‪.‬‬ ‫وخالل الكلمات التي ألقيت بالمناسبة‪ ،‬طالبت جل التدخالت المجتمع المدني وخاصة الجمعيات‬ ‫المهتمة بالعمل االجتماعي لالنخراط في مثل هذه المبادرات اإلحسانية واإلنسانية للسمو بمستوى‬ ‫العمل الجمعوي اإلحساني في هذه المدينة‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى وعد الفرقاء المساهمين في هذه المبادرة وعلى رأسهم المندوب اإلقليمي‬ ‫للتعاون الوطني بتطوان بمتابعة الحاالت المستفيدة من المبادرة‪ ،‬حتى ال تقف عند حدود تركيب‬ ‫األطراف‪ ،‬مع التفكير في صيغ للمرافقة النفسية والبيداغوجية لألطفال من طرف وحدة حماية الطفولة‬ ‫وتحويل البالغين منهم على فريق مركز توجيه ودعم األشخاص في وضعية إعاقة بتطوان من أجل‬ ‫الدعم والمساعدة والتوجيه‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫بن عبد السالم الطود‪ ،‬اهتمام نسعى من خالله إلى إلقاء أضواء كاشفة على جزء من مالحم النضال الوطني المرتبط بتجربة‬ ‫التنظيم والتأطير التي أشرف عليها المجاهد البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي خالل فترة مقامه بمدينة القاهرة‪ ،‬منذ‬ ‫لجوئه إلى الديار المصرية سنة ‪ .1947‬لقد استطاع المجاهد الهاشمي الطود أن يربط اسمه باسم جل المشاريع التحررية‬ ‫الوحدوية على مستوى كل أقطار المغرب العربي الكبير‪ ،‬كما استطاع أن يبلور فهما متقدما ألسس الصراع ضد االستعمار‬ ‫بالمنطقة المذكورة‪ ،‬وذلك باستلهام أفكار األمير الخطابي وباالنتقال إلى ترجمتها ميدانيا من خالل اإلشراف على التأطير‬ ‫والتدريب العسكريين الممهدين إلعالن انطالق جيش تحرير المغرب العربي‪ .‬وقبل ذلك‪ ،‬استطاع المجاهد الطود أن يرسم‬ ‫مسارا جهاديا أصيال‪ ،‬بدءا من فلسطين‪ ،‬ومرورا بالعراق‪ ،‬وانتهاء بالقاهرة‪ .‬وفي كل هذه المحطات‪ ،‬عايش المجاهد الطود‬ ‫الكثير من األسماء التي كان لها وزنها في ساحة العمل الوطني على مستوى كل العالم العربي‪ ،‬كما ظل مخلصا لمنطلقات‬ ‫“المدرسة الخطابية” في البذل وفي العطاء‪.‬‬ ‫ورغم أن الرجل قد استطاع في زمن قياسي أن يصبح محط ثقة األمير وأن ينجز مهاما‬ ‫تأطيرية رائدة‪ ،‬قرأنا عنها تفاصيل عديدة في مذكرات الكثير من رموز النضال الوطني بكل بلدان‬ ‫الشمال اإلفريقي‪ ،‬فإن مؤامرة المحو بمغرب ما بعد االستقالل السياسي قد اشتغلت بوتيرة‬ ‫سريعة‪ ،‬بهدف اجتثات كل جذور “المدرسة الخطابية” وامتداداتها في ضمير رجاالتها‪ .‬فكان‬ ‫االنتقام األعمى باختطاف الوالد‪ ،‬عبد السالم بن الهاشمي الطود‪ ،‬ثم الخال عبد السالم بن أحمد‬ ‫الطود ورفيقه إبراهيم الوزاني‪ ،‬وتعرضت أسرة الطود المتحان شديد إلى جانب العديد من شرفاء‬ ‫هذا الوطن الذين كان لهم رأي مختلف حول مجمل المسار الذي أطرته “إيكس ليبان” وأفضى‬ ‫إلى حدث االستقالل السياسي‪ .‬فكان تنكيل بعض زعماء “وطنية” مغرب االستقالل‪ ،‬استمرارا‬ ‫ألشكال متعددة من تآمر اإلدارة االستعمارية على وطنيي أسرة الطود‪ .‬وكان الثبات على الموقف‪،‬‬ ‫وفي المقابل كان الجحود وكان الحقد األعمى وكانت الجريمة الجبانة في حق رجال ذنبهم الوحيد‬ ‫أنهم كانوا صادقين في إخالصهم وفي قول كلمة الحق مهما تضاربت األهواء واختلفت المصالح‪.‬‬ ‫لقد عايش المجاهد الهاشمي الطود تفاعالت هذه األحداث من مقر إقامته بالقاهرة‪ ،‬وتتبع‬ ‫تفاصيلها بالكثير من الدقة ومن الرصانة‪ ،‬مسجال صرخته ضد من جازاه على وطنيته بالطريقة‬ ‫الهمجية المعروفة‪ ،‬هيآت وأحزاب وأفراد‪ .‬وعندما عاد إلى أرض الوطن‪ ،‬ظل وفيا في إخالصه‬ ‫لذكرى معالم “المدرسة الخطابية”‪ ،‬فابتعد عن األضواء وانزوى بعيدا عن السباق المحموم‬ ‫الذي عرفه مغرب االستقالل من أجل االستغالل النفعي للرصيد الرمزي لتركة الحركة الوطنية‬ ‫والمقاومة المسلحة بالمغرب‪ .‬وبين هذا وذاك‪ ،‬لم نعرف عن المجاهد الطود إال صفة التواضع‬ ‫ونكران الذات‪ ،‬صفة الزمة لعظماء األمة الخالدين الذين لم يبحثوا عن جاه وال عن منصب وال عن‬ ‫أي امتياز نفعي من وراء ما قدموه من بذل ومن تضحيات في ساحة الوطنية الحقة‪.‬‬ ‫فعلى امتداد ساعات طويلة من الجلوس مع المجاهد الطود ومن تسجيل تفاصيل ذاكرته‬ ‫الخصبة‪ ،‬أصبحنا مقتنعين بأهمية ما تختزله ذاكرة الرجل من محطات ومن معطيات ضرورية‬ ‫للتوثيق لتجارب تحررية ممتدة تاريخيا وجغرافيا عبر خريطة العالم العربي‪ .‬بل إن سيرته أصبحت جزءا عضويا من سيرة‬ ‫األمير الخطابي ومن جهوده التأطيرية والتنظيمية التي بلورها أثناء فترة مقامه بالقاهرة‪ .‬وإلى جانب هذه القيمة التاريخية‪،‬‬ ‫البد أن أؤكد على انبهارنا الكبير بالجانب اإلنساني في تجربة المجاهد الطود‪ ،‬األخ واألب واإلنسان‪ ،‬تجربة أخالقية يمكن أن‬ ‫تتحول إلى مدرسة راقية في التواضع وفي حسن اإلنصات وفي االبتعاد عن األضواء‪.‬‬ ‫لقد حرصنا على تجميع تفاصيل هذه السيرة العطرة‪ ،‬وإخضاعها لالفتحاص وللتصنيف وللترتيب الضروري والكفيل‬ ‫بتحويلها إلى مادة مرجعية يمكن أن تصبح موضوعا مركزيا الشتغال الباحثين والمؤرخين المتخصصين‪ .‬إنها مظان الشك‬ ‫وأنها ستنير عتمات مخاضات النضال التحرري المغاربي المبادر‪ ،‬وستفتح أبوابا واسعة أمام إمكانيات التدوين واالستغالل‬ ‫العلميين‪ ،‬خاصة وأن ذاكرة الرجل الزالت ثاقبة وأن خزانته الزالت غنية بالكثير من الوثائق ومن الشواهد المعززة للمتن‬ ‫السردي المعتمد في هذا الحوار‪ .‬إنه حوار السيرة والذاكرة‪ ،‬يقرأ الماضي ويستنطق الحاضر ويستشرف المستقبل‪ .‬فلعله‬ ‫يعيد بعضا من االعتبار لبعض أعالم حركة التحرر الوطني الذين طالتهم اآللة االستعمارية أوال‪ ،‬ثم تآمرت عليهم بعض‬ ‫الزمر المتسربلة ‪ -‬عن باطل ‪ -‬بلباس الوطنية والمقاومة خالل مرحلة ما بعد االستقالل السياسي ثانيا‪ .‬فإلى أرواح كل‬ ‫الضحايا من هؤالء األعالم نهدي عملنا المتواضع هذا‪.‬‬

‫شفشاون ‪:‬‬ ‫الوقوف على وضعية القطاع الصحي‬ ‫بمستشفي محمد الخامس‬

‫في إطار الوقوف على وضعية القطاع الصحي بشفشاون قام نهاية الشهر الماضي وفد يمثل‬ ‫مستشاري شفشاون بمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬بمعية المدير اإلقليمي والمسؤولين عن‬ ‫الصحة بزيارة تفقدية لمستشفى محمد الخامس لقسم المستعجالت بالمستشفى‪ ،‬حيث اطلعوا على‬ ‫مختلف مرافق هذا المشفى اإلقليمي‪.‬‬ ‫وبالمناسبة قدم مدير المستشفى عرضا حول التجهيزات التي يتوفر عليها هذا المستشفى‬ ‫والحاجيات الكفيلة بتحسين الخدمات الصحية بقسم المستعجالت‪ .‬‬ ‫وتأتي هذه الزيارة في إطار عملية المعاينة الميدانية للتجهيزات التي تم اقتناؤها على مستوى‬ ‫قسم المستعجالت‪ .‬والتي تندرج ضمن تنفيذ التزامات مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة لتطبيق‬ ‫بعض بنود االتفاقية المبرمة مع وزارة الصحة‪ ،‬حيث التزم مجلس الجهة من خاللها ‪ ،‬بتمويل الشق‬ ‫المتعلق بتقوية البنية التقنية عن طريق دعم أقسام المستعجالت بالمستشفيات التابعة لتراب الجهة‬ ‫بميزانية تقدر بـ ‪ 18.690.603‬درهما‪.‬‬

‫م ‪.‬ح‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪918‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)386‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫مواطن يعيش في الجحيم‬ ‫بسبب فضحه ألفراد عصابة !‬ ‫ال زالت معاناة المواطن عبد اهلل بوعراقية البقالي مستمرة‬ ‫مع مجموعة من األشخــاص الذين وصفهــم ب ‪« :‬المجرمين‬ ‫الخطرين» حيث يتعقبون خطواته إلى غاية محل سكناه بمدينة‬ ‫طنجة‪ ،‬علما أنه يقيم بإسبانيا‪ ،‬إذ يحاولون االعتداء عليه وعلى أفراد‬ ‫أسرته‪ ،‬كما فعلوا من قبل‪ .‬وسبب هذه المالحقة االنتقامية‪ ،‬يشير‬ ‫المشتكي‪ ،‬يعود إلى فضحه لألفعال المشينة لهذه «العصابة»‬ ‫التي تضم أشخاصا كانوا باألمس في مواقع‪ ،‬ذات حساسية‪.‬‬ ‫ذلك أنه فضح تورطها في إنتاج أشرطة إباحية‪ ،‬وتخريب بيوت‬ ‫األسر والضحايا األبرياء‪ ،‬فضال عن استعمالها ألساليب السحر‬ ‫والشعــوذة‪ ،‬والوصــول إلى ضحاياهــا عن طريق ما يعـــرف‬ ‫ب ‪« :‬التنويم المغناطيسي»‪ ،‬باإلضافة إلى تورطها في تزوير‬ ‫وثائق ومستندات‪ ،‬بهدف االستحواذ على أمالك الغير‪ .‬ويضيف‬ ‫المشتكي أنه عانى كثيرا‪ ،‬منذ سنوات‪ ،‬وذلك على المستوى‬ ‫البدني والمعنوي والنفسي جرّاء‪ ،‬أفعال التسيّب التي تالحقه‪،‬‬ ‫من فترة إلى أخرى‪ ،‬مع نشر ادعاءات مغلوطة حول محيطه من‬ ‫قبيل أنه «مخبول» أو «مصاب بمسّ»‪ ،‬بينما هو‪ ،‬كما يصرح‪،‬‬ ‫في كامل قواه العقلية‪ ،‬بل ولم يسبق له أن شرب دخانا‪ ،‬أو‬ ‫خمرا‪ ،‬بغض النظر عن كونه ينحدر من جذور نسب شريف‪.‬‬ ‫والمثير في األمر‪ ،‬أن المشتكي عبد اهلل بوعراقية البقالي‬ ‫ذكر أسماء ومعلومات مهمة عن األشخاص المشتكى بهم‪،‬‬ ‫وذلك من خالل شكايات كثيرة وجهت إلى النيابة العامة بطنجة‬ ‫ووزارة العدل وديوان المظالم والجهة المكلفة بالجالية المغربية‬ ‫المقيمة بالخارج‪ ،‬تتوفر الجريدة على نسخ منها‪َّ .‬‬ ‫إال ّن‬ ‫األمر لم يخفف عنه ما يالحقه من تضييق الخناق عليه‬ ‫ومحاوالت االعتداء عليه‪ ،‬حد التصفية الجسدية من‬ ‫طرف المشتكى بهم‪.‬‬ ‫وختم‪ ،‬المشتكي قولــه في تصريحــه لجريدة‬ ‫«الشمال» باعتقاده ّ‬ ‫أن التّصدّي ألفراد «العصابة»‬ ‫يبقى في المصلحة العامة وذلك للحد من مسلسلها‬ ‫اإلجرامي الذي قد يوقع بالعديد من الضحايا الجدد‪.‬‬ ‫وأخيراً‪ ،‬بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف‪ ،‬فهو‬ ‫يتقدم بتهانيه الحارة إلى السدة العالية باهلل‪ ،‬وإلى‬ ‫سائر أفراد األسرة العلوية الشريفة‪.‬‬

‫م‪ .‬الهنداوي‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫عبد اهلل بوعراقية البقالي‬

‫سيارة مهملة ووقاحة متعمدة‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 9‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬

‫منذ أكثر من نصف السنة‪ ،‬وهذه السيارة‬ ‫في وضعية إهمال وتشويه لجمالية فرع شارع‬ ‫«القاضي عياض» بحي كسطيا‪ ،‬مع تسببها في‬ ‫جمع األتربة والحصى واألحشاش من تحتها‬ ‫ومحيطها‪ ،‬وربما حتى الحشرات والفئران‪.‬‬

‫والغريب في األم��ر‪ّ ،‬‬ ‫أن من أتى‪ ‬بهذه‬ ‫السيارة وركنها بالمكان المعلوم‪ ،‬عندما توسل‬ ‫إليه السكان هاتفيا لكي يبعدها عنهم‪ ،‬حسب‬

‫إفادتهم للجريدة‪ ،‬تحداهم بخبث وأجابهم ‪:‬‬ ‫«قولوا‪ ،‬كتابة‪ ،‬أنها سيارة مهملة‪ ،‬ثم راسلوا‬ ‫مصلحة الشرطة في الموضوع »‪.‬‬ ‫ويأمل السكان أن تتدخــل الجهــة‬ ‫المسؤولة‪ ،‬لرفع هذا «التشويه» عن حيهم‪،‬‬ ‫متضرعين إلى اهلل آن يحفظهم من خبث‬ ‫الخبثاء‪ ،‬ووقاحة من ال يستحيون‪.‬‬

‫لجميع إعالناتكم‬ ‫اإلشهارية واإلدارية‬ ‫يف جريدة‬

‫االتصال على الرقم ‪0539943008‬‬

‫أ‪ .‬صدقي‬

‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪386‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 918‬ـ الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫نظرة تاريخية حول التربية‬ ‫البدنية‪)4( :‬‬

‫التربـية البدنـية عند العرب فـي الجاهلية‪:‬‬ ‫لقد عني العرب في الجاهلية بالفروسية والرياضة أشد عناية وفاقت‬

‫بطولة فرسانهم أساطير الرومان والفرس واليونان وغيرهم‪ ،‬وقد‬ ‫سجل التاريخ تلك البطوالت الخارقة التي رسمتها فروسية أبطال‬ ‫العرب في الجاهلية كفروسية عنترة بن شداد والشنفري األزدي ‪...‬‬ ‫‪،‬ولم يكن العربي يمارس الفروسية بهدف الرياضة وإنما فرضتها‬ ‫عليه ظروف الحياة الشاقة ‪،‬التي كان يحياها‪ ،‬فلم يكن يستقر به‬ ‫المقام في أرض حتى يرتحل عنها إلى أرض جديدة‪ ،‬بحثا عن‬ ‫مواطن الكالء ومنابع الماء‪ ،‬فكان العربي البد أن يتعلم الرمي من‬ ‫أجل أن يدافع عن عرينه‪ ،‬وكان ال بد أن يجري وراء فريسته بين‬ ‫الفيافي والقفار فيتعلم العدو‪ ،‬وكان البد أن يتعلم الفروسية حتى‬ ‫يواجه الغزاة ويشن الغزوات‪،‬ولقد فرخت هذه المهارات مهارات‬ ‫رياضية أخرى‪ ،‬فلقد أعطاه الرمي قوة التقنين‪ ،‬وأعطاه العدو قوة‬ ‫الجسم وقوة العزيمة‪ ،‬وأعطته الفروسية قوة التحمل والصبر‬ ‫والطموح‪ .‬وبهذا بلغ العربي أهداف التربية البدنية رغم أنه لم‬ ‫يستهدفها ويقصدها لذاتها ‪.‬‬ ‫ونتيجة لظروف الحياة الصعبة في العصر الجاهلي‪ ،‬فقد اختلفت‬ ‫نظرة العربي إلى األلعاب الرياضية بتفاوت قيمتها عنده وجدواها‬ ‫لديه‪ ،‬فقدم بعضها على بعض بحسب احتياجه إليها‪ ،‬فجعل بعضها‬ ‫ضرورة من ضرورات الحياة كالرمي والركوب‪ ،‬فال بد أن يتعلمها‬ ‫ويتقنها‪ ،‬أما العدو والمصارعة وسباق اإلبل وما نحوها فهي ألعاب‬ ‫ترفيهية ثانوية لقتل الوقت‬ ‫من خالل هذا االستعراض الموجز لتاريخ التربية البدنية في‬ ‫هذه الحضارات السالفة الذكر يتبين لنا أنهم لم يوازوا بين الجانب‬ ‫الروحي والجسدي فتارة يغلب الجانب الروحي على الجسماني وتارة‬ ‫العكس‪ ،‬اللهم في بالد اإلغريق أو باألحرى في عقول فالسفة‬ ‫اإلغريق‪ ،‬لكن بمجيء األديان السماوية هل سيطرأ تغير على‬ ‫مستوى مفهومها ومعناها ؛ أم ستبقى على حاله؟ هذا ما سنحاول‬ ‫اإلجابة عليه في المطلب القادم ‪.‬‬ ‫منقول لالستفادة‬

‫انتعشت‬

‫مجموعة من أحياء ومناطق طنجة بمالعب القرب التي شيدت‬ ‫في إطار برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ .‬هذه‬ ‫الفكرة صائبة ومفيدة جدا‪ ،‬باعتبارها حال ألزمة البنيات التحتية الرياضية التي‬ ‫كانت تعاني منها مدينة طنجة ومعها الشباب الرياضي الذي لم يعد يجد أين‬ ‫يمارس كرة القدم بعدما زحف أباطرة اإلسمنت على جل مالعب األحياء بطرق‬ ‫مختلفة وحولوها إلى عمارات شاهقة‪ .‬لكن المشكلة هنا تكمن في عملية‬ ‫تسيير وتدبير هذه المالعب التي شهدت شوائب غيرت مجرى األهداف الحقيقية‬ ‫التي شيدت بسببها‪ ،‬وأصبحت هذه المالعب في صورة قاتمة‪ ،‬وفي قبضة من‬ ‫يوصفون ب»الشبيرات»‪ .‬يتحكمون فيها ويسيطرون على معظمها‪ ،‬ويستفيدون‬ ‫من مداخلها من خالل فرض مبالغ مالية على الفرق التي تود استغاللها‪ .‬وصارت‬ ‫مشاريع مدرة للربح على أفراد بعينهم بدون حق يستفيدون من الملعب طيلة‬ ‫اليوم من الصباح وحتى ساعات متأخرة من الليل‪ .‬فهل من تدخل إليقاف هذه‬ ‫الفوضى‪.‬‬

‫نيمار دا سيلفا‪...‬‬ ‫جنم باري �سان جرمان ومنتخب الربازيل‬

‫عشية القرعة النهائية لروسيا ‪ ،2018‬هل هناك‬ ‫أي منتخب تود البرازيل تجنبه‪ ،‬و كيف تتابع مثل‬ ‫هذا النوع من األحداث؟‬ ‫ال‪ ،‬البرازيل اليوم مستعدة لمواجهة أي فريق‪ .‬ونحن نتدرب‬ ‫من أجل ذلك‪ ،‬لكي ال نخاف من‬ ‫أي ف��ري��ق يمكن أن نواجهه‪.‬‬ ‫بطولة كأس العالم تضمّ أفضل‬ ‫المنتخبات التي تملك جودة عالية‬ ‫واستعداداً تاماً‪ .‬وال يمكن للمرء‬ ‫أن يختار منافسـاً على حساب‬ ‫ّ‬ ‫ويفكر أنه سيكون أضعف‬ ‫آخ��ر‪،‬‬ ‫م��ن اآلخ���ر‪ .‬ف��ي ك��أس العالم‪،‬‬ ‫ببساطة‪ ،‬يجب أن تكون على أتم‬ ‫االستعداد‪ .‬بالنسبة للتبعي لهذا‬ ‫النوع من األح���داث‪ ،‬ال شك أن‬ ‫المرء يكون متلهفاً لمعرفة هوية‬ ‫الخصوم التي سيواجهها‪ .‬ولكن‬ ‫أعتقد أن النتيجة ال تؤثر كثيراً‪.‬‬ ‫وبطبيعة الحال‪ ،‬إنها واحدة من‬ ‫تلك المناسبات التي نحضّر فيها‬ ‫الفشار وندعو األسرة واألصدقاء‬ ‫للجلوس معا أم��ام التلفزيون‬ ‫(يضحك)‪ .‬بالنسبة للحظ‪ ،‬ليس‬ ‫كثيراً‪ .‬ال أعتقد أن الحظ في حد‬ ‫ذاته قد يقود فريقاً للتتويج بط ًال‪.‬‬ ‫فالمنتخب الذي يفوز بكأس العالم‬ ‫يعمل بجد لمدة طويلة ويكون‬ ‫على أتم استعداد لمواجهة أي‬ ‫فريق سواء في مجموعته أو في‬ ‫مراحل خروج المغلوب‪.‬‬

‫يبدو أن البرازيل قــد‬ ‫استعادت االحترام بعد‬ ‫ما حدث في كأس العالم‬ ‫‪ .2014‬هـــل تــوافــق‬ ‫الرأي‪ ،‬وما هو الدور الذي‬ ‫ستلعبه بطولـة روسيــا‬ ‫‪ 2018‬في مسيـــرتــك‬ ‫االحترافية بعــد النهايـة‬ ‫المفاجئة التي عشتهــا‬ ‫شخصيــاً في عام ‪،2014‬‬ ‫وماذا تتذكر عن تلك التجربة؟‬ ‫نعم‪ ،‬أوافق‪ .‬فاالحترام الذي يحظى به المنتخب اليوم مختلف عمّا‬ ‫كان عليه األمر قبل ثالث أو أربع سنوات‪ ،‬أي بعد كأس العالم األخيرة‪.‬‬ ‫اليوم ينظر إلينا الجميع بشكل مختلف‪ .‬لقد عاد المنتخب البرازيلي‬ ‫الذي يحترمه الجميع ويعشقه‪ ،‬ذلك المنتخب الذي يستمتع بكرة القدم‬ ‫الجميلة‪ .‬وهذا ما يجعلنا سعداء للغاية‪ .‬لقد تغيرت معنويات جماهيرنا‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫وبلدنا‪ .‬الجميع يملك اآلن ثقة عالية ومتفائل في أفق كأس العالم‪.‬‬ ‫وهذا األمر ال يُقدّر بثمن‪ .‬بالنسبة للدور الذي ستلعبه بطولة روسيا‬ ‫‪ 2018‬في مسيرتي االحترافية بعد النهاية المفاجئة التي عشتها‬ ‫شخصياً في عام ‪( 2014‬يفكر) إنه شعور غريب‪ ،‬ألنني لم أنهي كأس‬ ‫العالم بالطريقة التي أردت‪ .‬بالطبع‪ ،‬كنت أريد أن أختم تلك التجربة‬ ‫بالفوز باللقب‪ .‬ولكنني لم أفز‬ ‫ولم أخسر‪ .‬لم أنهي كأس العالم!‬ ‫انتهى مشواري بإصابة خطيرة‬ ‫جداً‪ ،‬ولسوء الحظ اضطررت لدفع‬ ‫ثمن ذلك‪ .‬وبالنسبة لما أتذكره‬ ‫ع��ن تلك التجربة‪ ،‬ك��ان ذلك‬ ‫األسبوع سيئاً للغاية بالنسبة لي‪،‬‬ ‫بكيت كثيراً وتساءلت كثيراً عن‬ ‫السبب‪ .‬ولكن بعد ذلك يدرك‬ ‫المرء أن كل ما يحدث لنا في‬ ‫الحياة يجعلنا أقوى‪ .‬حتى لو كان‬ ‫شيئاً ال تريده في ذلك الوقت‪،‬‬ ‫فإنه يكون مفيداً لالستعداد‬ ‫بشكل أفضل للمستقبل‪ .‬أعتقد‬ ‫أن هذه البطولة العالمية ستكون‬ ‫رائعة ج��داً لجميع البرازيليين‪.‬‬ ‫على المستوى الشخصي‪ ،‬سأبذل‬ ‫كل جهد ممكن لنتوّج أبطاال‪.‬‬

‫بالنظر إلى أسلــوب‬ ‫لعبك‪ ،‬يبدو أنك أصبحت‬ ‫ممرراً أيضا باإلضافة إلى‬ ‫حسك التهديفي‪ .‬ما هو‬ ‫الجانب الذي تستمتع به‬ ‫أكثر‪ ،‬و وهل هذا األمر‬ ‫فطري أم مكتسب؟‬

‫أش��ع��ر ب��ال��س��ع��ادة عندما‬ ‫أس��جّ��ل األه�����داف أو أعطي‬ ‫التمريرات الحاسمة على حدّ‬ ‫س��واء‪ .‬فأنا أكون سعيداً عندما‬ ‫تسير األمور بشكل جيد للفريق‬ ‫ال��ذي أداف��ع عن أل��وان��ه‪ ،‬سواء‬ ‫تعلق األمر بنادي باريس سان‬ ‫جيرمان أو المنتخب البرازيلي‪.‬‬ ‫صحيح أن الهدف األول هو دائماً‬ ‫هزّ الشباك‪ ،‬ولكن إعطاء تمريرة‬ ‫لزميل يجعلني سعيداً أيضاً‪ .‬إنه‬ ‫شعور مماثل‪ ،‬بنسب متساوية تقريباً‪ .‬وإنه شيء يجب أن يتعلمه المرء‬ ‫منذ الصغر‪ .‬ال يجب أن تنصاع لألنا ّ‬ ‫وتفكر فقط في نفسك‪ ،‬ألنه في‬ ‫نهاية المطاف كرة القدم هي لعبة جماعية‪ .‬ولهذا السبب فإن تقديم‬ ‫المساعدة وتحرير الزميل أمام المرمى يجب أن يتعلمه المرء منذ‬ ‫الطفولة‪ .‬صحيح أنه في بعض المرات أنهي الهجمة بنفسي‪ ،‬وهذه‬ ‫إحدى سماتي‪ ،‬ولكن إذا كان بإمكاني تمرير الكرة فإنني أكون سعيداً‬ ‫أيضاً‪ .‬هكذا كنت دائماً‪.‬‬

‫إعصار المنشطات في روسيا‪..‬‬ ‫المسلسل يتواصل‬

‫رفض فيتالي موتكو‪ ،‬نائب رئيس الوزراء الروسي ورئيس اتحاد كرة القدم في‬ ‫روسيا‪ ،‬االتهامات الموجهة لمنتخب بالده األول بتعاطي المنشطات‪ .‬وقال موتكو‬ ‫في تصريحات صحفية‪« :‬إنها محاولة إللصاق التهم بروسيا وحسب»‪ .‬وأضاف‬ ‫موتكو‪ ،‬الذي أكد أن العبي المنتخب الروسي األول لكرة القدم خضعوا للعديد من‬ ‫اختبارات الكشف عن المنشطات منذ العام ‪« 2014:‬يمكنني أن أقول بكل صراحة‬ ‫أننا لسنا لدينا ما نخشاه»‪ .‬وتابع المسؤول الروسي‪ ،‬الذي يترأس اللجنة المنظمة‬ ‫لمونديال ‪ ،2018‬مازحاً‪« :‬إذا كنا نلعب هكذا بدون منشطات فتخيلوا كيف سنكون‬ ‫بالمنشطات»‪.‬‬

‫ومن جانبها‪ ،‬أكدت فاطمة سامورا‪ ،‬األمين العام لالتحاد الدولي لكرة القدم‬ ‫«فيفا»‪ ،‬أنه لم يتم إجراء أي اختبار للمنشطات في الكرة الروسية‪ .‬وكانت صحيفة‬ ‫«ديلي ميل» البريطانية قد أعلنت في تقرير لها يوم األحد قبل الماضي أن الرئيس السابق للمعمل الروسي لمكافحة المنشطات‪ ،‬غريغوري‬ ‫رودشينكوف‪ ،‬يحتفظ بالعشرات من االختبارات لالعبي الكرة في روسيا متورطين في برنامج المنشطات المدعوم من الحكومة هناك‪ .‬وأكد‬ ‫السويسري جياني إنفانتينو‪ ،‬رئيس الفيفا‪ ،‬أنه لن يكون هناك مجال للتسامح مع المنشطات خالل بطولة كأس العالم القادمة‪ ،‬مشيرا إلى أنه‬ ‫سيتم‪ ‬إجراء اختبارات صارمة قبل وخالل البطولة‪.‬‬


‫العدد ‪918‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫اإلعالن عن أبطال دوري طنجة الكبرى‬ ‫(طنجة األبطال) في نسخته الثانية‬ ‫لموسم ‪2017-2016‬‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫‪19‬‬

‫الجامعة‬ ‫أخبار‬ ‫من الجامعة‬ ‫أخبار من‬ ‫إلغاء مباراة المنتخب الوطني لكرة القدم النسوية ألقل من ‪17‬‬ ‫سنة ضد منتخب غينيا اإلستوائية‬ ‫على إثر انسحاب منتخب غينيا اإلستوائية لكرة القدم ألقل من ‪ 17‬سنة من المشاركة في‬ ‫إقصائيات الدور األول المنطقة اإلفريقية لكأس إفريقيا ألقل من ‪ 17‬سنة – األرغواي ‪،2018‬‬ ‫تنهي الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬أنها توصلت بمراسلة من اإلتحاد اإلفريقي لكرة‬ ‫القدم‪ ،‬تؤكد من خاللها إلغاء المباراة التي كان مقرر إجراؤها بين المنتخب الوطني لكرة‬ ‫القدم النسوية ألقل من ‪ 17‬سنة ضد نظيره من غينيا االستوائية‪ ،‬يوم األحد ‪ 3‬دجنبر ‪2017‬‬ ‫على الساعة الثالثة زواال بملعب أبو بكر عمار بمدينة سال‪ ،‬وبالتالي اإلعالن عن تأهل النخبة‬ ‫الوطنية للدور الموالي من المنافسة‪.‬‬

‫أجريت خالل األسبوع الماضي المباريات النهائية لتحديد أبطال‬ ‫دوري طنجة الكبرى (طنجة األبطال) في نسخته الثانية برسم الموسم‬ ‫الرياضي ‪ .2016-2017‬خلفت النهايات النتائج التالية‪:‬‬ ‫نهائي فئة أقل من ‪ 15‬سنة لفرق األحياء‬ ‫شباب بئر الشفا ( مرس الخير المجمع الحسني) ‪ /‬التحدي أرض‬ ‫الدولة ( الشرف امغوغة)‪2 – 4 :‬‬ ‫نهائي فئة أقل من ‪ 18‬سنة لفرق األحياء‬ ‫هامبورغ (الشرف السواني) ‪ /‬شباب المسيرة الخضراء( الشرف‬ ‫امغوغة)‪4 – 7 :‬‬ ‫نهائي فئة أكثر من ‪ 18‬سنة لفرق األحياء‬ ‫أ‪.‬أ تالميذ مؤسسة الحسن الثاني (مرس الخير المجمع‬ ‫الحسني) ‪ /‬ج‪ .‬التضامن لألطفال في وضعية صعبة (مرس الخير‬

‫المجمع الحسني)‪0 – 3 :‬‬ ‫نهائي فئة أقل من ‪ 15‬سنة لفرق الفتيات‬ ‫جمعية أجيال التضامن ‪ /‬ج كشافة المغرب ‪ /‬امغوغة‪0 – 2 :‬‬ ‫نهائي فئة أقل من ‪ 18‬سنة لفرق الفتيات‬ ‫المنار الرياضي‪ /‬ج اجيال للتضامن‪3 – 0 :‬‬ ‫نهائي فئة اكثر من ‪ 18‬سنة لفرق الفتيات‬ ‫فتيات البوغاز ‪ /1‬فتيات البوغاز ‪3 – 4 :2‬‬ ‫نهائي فئة أقل من ‪ 18‬سنة لفرق العصبة‬ ‫شباب المدينة‪ /‬جمعية المد االزرق‪2 – 0 :‬‬ ‫نهائي فئة أكثر من ‪ 18‬سنة لفرق العصبة‬ ‫شباب بنديبان‪ /‬وداد طنجة‪0 – 2 :‬‬

‫قاعة كاليفورنيا بطنجة تحتضن تدريبا‬ ‫في التقنية والتحكيم‬

‫احتضنت قاعة كاليفورنيا‪ ،‬بمدينة طنجة يوم األحد ‪ 26‬نونبر‬ ‫‪ ،2017‬نشاطا متميزا من خالل تنظيم تدريب في التقنية والتحكيم‪.‬‬ ‫وأشرف على تأطير هذا النشاط كال من اإلطارين‪ ،‬العافية عبد الحميد‬ ‫بخصوص الشطر التقني‪ ،‬ثم جعفر بوحيط في شطر التحكيم‪ .‬و تم‬ ‫تأطير نشاط خاص بالطاكدا بدو من قبل األستاذ عثمان بوحيط‪،‬‬

‫والكيوكوشنكاي من قبل األستاذ حمزة وكان األستاذ الوافي البقالي‬ ‫رئيس عصبة البوغاز لرياضة الكراطي وأساليب مشتركة‪،‬افتتح النشاط‬ ‫بكلمة رحب من خاللها بجميع الحاضرين والمشاركين‪ .‬كما نوه بالنتائج‬ ‫اإليجابية التي حققتها العصبة في التدريب نفسه‪ .‬وتم في ختام النشاط‬ ‫توزيع الشواهد على المشاركين‪.‬‬

‫طنجة تحتضن الملتقى الدولي األول لكأس‬ ‫سفير فرنسا في البيدوكاي في نوفمبر‬ ‫من العام المقبل‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫بالغ اللجنة المركزية للتأديب والروح الرياضية‬ ‫اجتمعت اللجنة المركزية للتأديب والروح الرياضية التابعة للجامعة الملكية المغربية‬ ‫لكرة القدم يوم الثالثاء الماضي وأصدرت القرارات التالية‪ :‬فبالنسبة لبطولة اتصاالت المغرب‬ ‫القسم الوطني األول‪ :‬توقيف أحمد العينين مدرب حراس مرمى فريق الرجاء الرياضي لمدة‬ ‫‪ 4‬مباريات‪ ،‬اثنتان منها موقوفتا التنفيذ‪ ،‬مع غرامة مالية قدرها ‪ 4000‬درهما‪ ،‬الحتجاجاته‬ ‫المتكررة على قرارات الحكم خالل اللقاء الذي جمع الرجاء الرياضي بفريق سريع واد زم لحساب‬ ‫الجولة ‪ 9‬من البطولة اتصاالت المغرب القسم الوطني األول‪ .‬وتغريم نادي المغرب التطواني‬ ‫مبلغ ‪ 2000‬درهما‪ ،‬لحصول فريقه على ‪ 4‬إنذارات خالل المباراة التي جمعته بنادي شباب الريف‬ ‫للحسمية لحساب فعاليات الجولة ‪ 8‬من البطولة االحترافية القسم األول اتصاالت المغرب‪ ،‬بناء‬ ‫على المادة ‪ 89‬من قانون العقوبات‪ .‬وتغريم نادي حسنية أكادير مبلغ ‪ 2000‬درهما‪ ،‬لحصول‬ ‫فريقه على ‪ 4‬إنذارات خالل المباراة التي جمعته بنادي أولمبيك آسفي‪ ،‬لحساب فعاليات الجولة‬ ‫‪ 9‬من البطولة االحترافية القسم األول اتصاالت المغرب‪ ،‬بناء على المادة ‪ 89‬من قانون‬ ‫العقوبات‪ .‬وتغريم نادي أولمبيك آسفي مبلغ ‪ 2000‬درهما‪ ،‬لحصول فريقه على ‪ 5‬إنذارات خالل‬ ‫المباراة التي جمعته بنادي حسنية اكادير لحساب فعاليات الجولة ‪ 9‬من البطولة االحترافية‬ ‫القسم األول اتصاالت المغرب‪ ،‬بناء على المادة ‪ 89‬من قانون العقوبات‪ .‬وتغريم نادي المغرب‬ ‫التطواني مبلغ ‪ 2000‬درهما‪ ،‬لحصول فريقه على ‪ 5‬إنذارات خالل المباراة التي جمعته بنادي‬ ‫نهضة بركان لحساب فعاليات الجولة ‪ 9‬من البطولة االحترافية القسم األول اتصاالت المغرب‪،‬‬ ‫بناء على المادة ‪ 89‬من قانون العقوبات‪ .‬وبالنسبة لبطولة اتصاالت المغرب القسم الوطني‬ ‫الثاني‪ :‬توقيف كريم الولدي العب فريق المغرب الرياضي الفاسي لمباراتين نافذتين‪ .‬وتوقيف‬ ‫كريم الدافي العب فريق النادي القنيطري لمباراة واحدة‪ .‬وتغريم نادي االتحاد اإلسالمي‬ ‫الوجدي مبلغ ‪ 3500‬درهما الستعمال جماهيره للشهب االصطناعية خالل اللقاء الذي جمع بين‬ ‫االتحاد اإلسالمي الوجدي والرشاد البرنوصي لحساب الجولة ‪ 11‬من البطولة االحترافية القسم‬ ‫الثاني اتصاالت المغرب‪ .‬وتغريم فريق شباب قصبة تادلة مبلغ ‪ 1500‬درهما‪ ،‬لحصول فريقه‬ ‫على ‪ 4‬إنذارات خالل المباراة التي جمعته بفريق وداد فاس لحساب فعاليات الجولة ‪ 11‬من‬ ‫البطولة االحترافية القسم الثاني اتصاالت المغرب‪ ،‬بناء على المادة ‪ 89‬من قانون العقوبات‪.‬‬ ‫تغريم فريق رجاء بني مالل مبلغ ‪ 1500‬درهما لحصول فريقه على ‪ 6‬إنذارات خالل المباراة‬ ‫التي جمعته بفريق مولودية وجدة لحساب فعاليات الجولة ‪ 11‬من البطولة االحترافية القسم‬ ‫الثاني اتصاالت المغرب‪ ،‬بناء على المادة ‪ 89‬من قانون العقوبات وتغريم فريق الجمعية‬ ‫الرياضية السالوية مبلغ ‪ 1500‬درهما لحصول فريقه على ‪ 4‬إنذارات خالل المباراة التي جمعته‬ ‫بفريق االتحاد الزموري للخميسات لحساب فعاليات الجولة ‪ 11‬من البطولة االحترافية القسم‬ ‫الثاني اتصاالت المغرب‪ ،‬بناء على المادة ‪ 89‬من قانون العقوبات‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫تحديد بداية الموسم الكروي المقبل موعدا نهائيا لتطبيق‬ ‫مشروع الشركات الرياضية‬ ‫في اجتماع عقد المكتب المديري للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬مساء الثالثاء‬ ‫الماضي‪ ،‬برئاسة فوزي لقجع‪ .‬تمت مناقشة مشروع انشاء الشركة الرياضية لألندية‪ .‬وتطرق‬ ‫طارق السجلماسي‪ ،‬خالل العرض الذي قدمه أيضا‪ ،‬للعمل الذي قامت لجنة المراقبة والتدبير‬ ‫التي يترأسها عبد العزيز الطالبي‪ ،‬بقيامها بافتحاص ‪ 18‬فريقا من البطولة االحترافية‬ ‫باالستعانة بمكاتب استشارية من أجل مصاحبة األندية في عملية االنتقال من جمعية رياضية‬ ‫إلى شركة رياضية‪ .‬وأوضح رئيس لجنة الحكامة خالل كلمته‪ ،‬نتائج تقييم األندية على مستوى‬ ‫الممتلكات والكفاءات البشرية‪ ،‬مشددا على دور الجانب القانوني في عملية االنتقال من‬ ‫جمعية رياضية إلى شركة رياضية‪ ،‬مع إعطاء مجموعة من االقتراحات التي تُغني الموضوع‬ ‫دون المس بأهداف الجمعية الرياضية‪ ،‬داعيا في الوقت نفسه‪ ،‬إلى تشجيع الفرق التي بادرت‬ ‫لتطبيق مشروع االنتقال إلى شركة رياضية‪ ،‬برصد حوافز مالية لها‪ .‬وبعد مناقشة مستفيضة‪،‬‬ ‫تم تحديد بداية الموسم الكروي المقبل‪ ،2019/2018 ،‬موعدا نهائيا لتطبيق وتنفيذ مشروع‬ ‫الشركات الرياضية في منظومة كرة القدم الوطنية االحترافية‪.‬‬

‫الوداد يؤزم وضعية المغرب التطواني‬ ‫في إطار األنشطة المكثفة التي تقوم بها الجمعية المغربية‬ ‫للبيدوكاي دو‪ ،‬من اجل إنعاش جل القطاعات بالمغرب‪ ،‬وتماشيا مع‬ ‫برنامجها السنوي شاركت الجمعية بفريقها «المنتخب المغربي الوطني‬ ‫للبيدوكاي دو» في البطولة الدولية للبوداكو والبيدوكاي دو التي‬ ‫نظمت ببريطينيول بفرنسا في نوفمبر الماضي‪ .‬حيث نال المنتخب‬ ‫المركز الثاني محرزا الميدالية الفضية بواسطة البطلة فاطمة الشرايبي‪،‬‬ ‫الحاصلة على الحزام األسود‪ .‬فيما البطالن أشرف طبزوز وعلي قاسم لم‬ ‫يساعدهما الحظ بسبب التمييز العنصري من طرف لجنة التحكيم‪ .‬ومن‬ ‫ناحية أخرى‪ ،‬اتفق كل من رونو دروري‪ ،‬رئيس المنظمة الدولية للبوداكو‬

‫بفرنسا‪ ،‬وإبراهيم المرابطي‪ ،‬المندوب والممثل الرسمي للجامعة الدولية‬ ‫للبيدوكاي دو بالمغرب‪ ،‬على احتضان المغرب للملتقى الدولي األول‬ ‫لكأس سفير فرنسا في رياضة البيدوكاي دو في الرابع من نوفمبر من‬ ‫العام المقبل‪ ،‬بالتحديد بمدينة طنجة‪ .‬وتم استقبال الوفد المغربي‬ ‫للبيدوكاي دو بمقر عمدة بريطنيول الفرنسية‪ ،‬الذي عبر عن سعادته‬ ‫بمشاركة األبطال المغاربة في النسخة الثانية لهذه البطولة الدولية‬ ‫بفرنسا‪ .‬ويذكر أن الجمعية المغربية للبيدوكاي دو تعتبر الممثل الرسمي‬ ‫للجامعة الدولية للبيدوكاي دو بالمغرب‪.‬‬

‫انهزم فريق المغرب التطواني أمام ضيفه الوداد البيضاوي بهدفين لواحد‪ ،‬في‬ ‫المباراة المؤجلة عن الدورة الخامسة من البطولة االحترافية‪ ،‬جمعتهما زوال االربعاء‬ ‫الماضي بملعب سانتا باربارا بمدينة العرائش‪ .‬وكان الوداد سباق إلى اإلحراز منذ‬ ‫الدقيقة ‪ 13‬بواسطة المهاجم الشاب محمد أوالد‪ .‬وعادل أصحاب األرض النتيجة‬ ‫بواسطة زكرياء االسماعيلي في الدقيقة ‪ .26‬ليعود هداف الوداد في المباراة‪ ،‬المهاجم‬ ‫أوالد من جديد ليسجل هدف الفوز‪ ،‬والهدف الثاني للوداد في الدقيقة ‪ 47‬من الشوط‬ ‫األول‪ .‬وختم التطواني مباراته بعشرة العبين بعد طرد الحكم عادل زوراق المهاجم‬ ‫زهير نعيم في الدقيقة ‪.79‬‬ ‫وبهذه النتيجة‪ ،‬ارتقى الوداد البيضاوي إلى المركز الثامن برصيد ‪ 12‬نقطة‪ ،‬بينما‬ ‫أصبح رصيد المغرب التطواني ‪ 4‬نقط في المركز األخير‪ .‬وواجه المغرب التطواني‬ ‫الراسينغ البيضاوي أمس اإلثنين لحساب الدورة العاشرة من البطولة‪.‬‬


‫العدد ‪918‬‬

‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 05‬إلى ‪ 11‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫هيئة ال�سفارة الإن�سانية باملغرب‬ ‫تنظم المنتدى اإلنساني الخامس‬ ‫تحت شعار‪:‬‬

‫«الالعنف مبدأ إنساني»‬

‫احتفاالت عيد المولد النبوي الشريف بطنجة‬ ‫يعتز المغاربة قاطبة باالحتفال بعيد المولد النبوي الشريف‬ ‫الذي يعتبر عيد أعياد المسلمين الدينية ومظهرا من مظاهر‬ ‫تمسكهم باإلسالم وفرحتهم برسوله األعظم عليه أفضل‬ ‫الصالة والسالم‪.‬‬ ‫احتفال المغاربة بعيد المولد النبوي الشريف تعظيما‬ ‫وإجالال للمصطفى الكريم‪ ،‬مظهر من مظاهر حبهم لرسول‬ ‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم وتقليدا من التقاليد العريقة التي‬ ‫دأب عليها المغاربة منذ القرن الثالث عشر الميالدي‪ ،‬على‬ ‫عهد إمارة سبتة التي أقامها العزفيون‪ ،‬على يد أبي القاسم‬ ‫العزفي (‪ )1327 - 1235‬بعد أن انشق على دولة الموحدين‬ ‫وبايع الحفصيين بتونس سنة ‪.1245‬‬ ‫إال أن السلطان أبي سعيد المريني نجح في إسقاط‬ ‫اإلمارة التي كان أميرها قد ضم إليها كال من طنجة وأصيلة‪،‬‬ ‫واالستيالء عليها ‪ ،‬وكان ذلك سنة ‪.1327‬‬ ‫وكان أول احتفال بالمولد النبوي الشريف في إمارة سبتة‪،‬‬ ‫سنة ‪ ،1250‬لتنتشر‪ ،‬بعد ذلك االحتفاالت الشعبية بالعيد‬ ‫في كل أرجاء دولة بني مرين‪ ،‬على عهد أبي سعيد المريني‬ ‫وتتميز بدراسة السيرة النبوية الشريفة وترتيل القرآن الكريم‬ ‫في المساجد والزوايا والمزارات و البيوت‪ ،‬وتكريم حفظة القرآن‬ ‫الكريم‪ ،‬وتزيين المدن وإقامة حفالت الختان واإلطعام‪ ،‬فرحا‬ ‫بسيد األنام‪ ،‬صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬ ‫واستمر المغاربة في إصرارهم على االحتفال بعيد المولد‬ ‫الشريف على عهد المرينيين والسعديين والعلويين من‬ ‫بعدهم‪ ،‬حيث ترسخت التقاليد بما تحمله من الرعاية واألبهة‬ ‫ومن الدعوة إلى التشبث بقيم اإلسالم والدعوة المحمدية‪،‬‬ ‫وإشاعة محبة الرسول صلى اهلل عليه وسلم وعلى آله وصحبه ‪.‬‬ ‫ذلك أن التعلق بالرسول العظيم يقتضي التمسك بسنته‬ ‫الشريفة‪ ،‬وما االحتفال بعيد مولد خير البرية إال دليال على تعلق‬ ‫المغاربة بهويتهم اإلسالمية المتأصلة عبر استحضار السيرة‬ ‫النبوية الشريفة ومكارم أخالق الرسول األعظم‪ ،‬ومقاصد‬ ‫دعوته الربانية‪ .‬وهذا ما يدعو المؤمنين إلى تالوة نصي البردة‬ ‫والهمزية من بداية ربيع األول إلى ليلة مولد الرسول الكريم‬ ‫ليقوم الناس في خشوع وإجالل للسالم على مولد خير البرية‪،‬‬ ‫محمــد ابن عبــد اهلل‪ ،‬صلى اهلل عليه وسلــم‪« .‬السالم عليك‬ ‫يا شفيع الخلق»‪« ،‬السالم عليك يا سيد األولين»‪.‬‬ ‫وإذا كان أهل فاس يحتفلون بعيد المولد النبوي الشريف‬ ‫حول ضريح مؤسس الدولة المغربية موالي إدريس األول‪،‬‬ ‫وفي مكناس حول الزاوية العيساوية‪ ،‬وبسال‪ ،‬بمواكب الشموع‬ ‫حول ضريح الولي سيدي عبد اهلل بن حسون‪ ،‬فإن أهل طنجة‬ ‫يحتفلون بعيد المولد النبوي الشريف حول ضريح الولي سيدي‬ ‫محمد الحاج البقالي‪« ،‬بوعراقية» الذي ينحدر من قبيلة بني‬ ‫حسان‪ ،‬بنواحي تطوان‪ ،‬وقد كان رجل علم وفالح وصالح ‪،‬‬ ‫ورعا‪ ،‬زاهدا‪ ،‬تقيا‪ ،‬مجاهدا في سبيل اهلل والوطن‪ ،‬حيث إنه‬ ‫كان من أوائل المغاربة الذين لبوا دعوة الجهاد‪ ،‬على رأس‬ ‫قبائل الشمال‪ ،‬لتحرير طنجة من االحتالل اإلنجليزي الذي لم‬ ‫يدم سوى عقدين من الزمن‪ )1684 - 1662( ،‬تحت ضغط‬ ‫المجاهدين وحصارهم‪ ،‬وهجماتهم المتواصلة والخسائر‬ ‫الفادحة في العتاد واألرواح‪ ،‬التي كانوا يتسببون فيها للغزاة‪،‬‬ ‫إلى أن فر اإلنجليز بجلدهم‪ ،‬وأخلوا المدينة بعد أن أحدثوا فيها‬ ‫دمارا وخرابا‪ ،‬ولكن المجاهدين أعادوا بسرعة إعمار المدينة‬ ‫التي صارت «ثغرا» عسكريا ورباطا مقيما لحماية شواطئ‬ ‫المغربالشمالية‪.‬‬ ‫وعلى مر العصور‪ ،‬ظل أهل طنجة أوفياء لذكرى هذا الرجل‬ ‫الذي كرس حياته‪ ،‬فيما بعد‪ ،‬للعلم والخير وتربية النشء على‬ ‫الخلق القويم‪ ،‬إلى أن توفي رحمه اهلل سنة ‪ 1130‬هجرية‪ .‬وقد‬ ‫لقبه أهل زمانه بـ «ضامن البالد» ألنه كان مجاهدا من أجل‬ ‫ضمان سالمة البالد ضد الغزاة والمحتلين األوروبيين‪.‬‬ ‫االحتفال بعيد المولد النبوي الشريف حول ضريح‬ ‫بوعراقية‪ ،‬تقليد عريق في طنجة منذ بداية القرن الماضي‪ ،‬حيث‬ ‫أنه شكل درعا واقيا في مواجهة التيارات أألوروبية المسيحية‬ ‫والصهيونية‪ ،‬التي كانت تتسلل إلى طنجة‪ ،‬وتتوغل فيها‪،‬‬ ‫مستغلة ضعف وتفسخ اإلدارة المركزية‪ ،‬خاصة بعد مؤتمري‬ ‫برلين (‪ )1885 - 1884‬وأيضا عبر «المجالس الدبلوماسية‪،‬‬ ‫التي توغلت بشكل كبير داخل إدارة السلطان بطنجة وبدأت‬ ‫تتحرك «من الداخل»‪...‬إلى زيارة غيوم الثاني سنة ‪ 1905‬التي‬

‫لم تستطع الوقوف في وجه المخططات االستعمارية ضد‬ ‫المغرب ‪ ،‬كما أن هذه الزيارة‪ ،‬بما رافقها من دعاية لصالح‬ ‫سيادة المغرب‪ ،‬لم تمنع من تنظيم مؤتمر الجزيرة الخضراء‬ ‫الذي قضى‪ ،‬بما قضى‪ ،‬والقصة معروفة‪! ‬‬ ‫حفالت عيد المولد النبوي الشريف في طنجة‪ ،‬وعلى طريقة‬ ‫أهل هذه المدينة المتمثلة في إحياء سابع المولد على يومين‪،‬‬ ‫عبر تنظيم مواكب «الهدايا» في اتجاه ضريح «بوعراقية»‪،‬‬ ‫جاءت لتفجر مشاعر غضب األهالي ضد مناوارات االستعمار‪،‬‬ ‫وللتشويش على مخططات المستعمرين‪ ،‬حتى إذا قضي األمر‪،‬‬ ‫وأخضعت طنجة للنظام الدولي سنة ‪ ،1925‬تحول «موسم‬ ‫سابع المولود» إلى «تنظيم» شعبي‪ ،‬سنوي‪ ،‬وطني‪ ،‬يشارك فيه‬ ‫كل حي من أحياء المدينة على حدة ‪ ،‬وكل حرفة من حرفها أو‬ ‫تنظيم من تنظيماتها الشعبية‪ ،‬حيث يتم االستعداد للموسم‬ ‫طيلة السنة‪ ،‬وتكلف لجان شعبية بوضع برنامج «المسيرة ـ‬ ‫الهدية» وشعاراتها ‪ ،‬كما تشرف لجنة من معلمي التعليم‬ ‫الحر الوطني على تحفيظ أناشيد وطنية للتالميذ الذين‬ ‫يتقدمون المواكب بلباسهم الموحد‪ ،‬ويرفعون صور السلطان‪،‬‬ ‫تتقدمهم أجواق الكشاف الحسني والكشاف المحمدي وتتبعهم‬ ‫األجواق الشعبية التي تشارك في مصاحبة ترديد األناشيد‬ ‫الوطنية حيث تخرج المواكب ‪ ،‬بأجواقها و «هداياها»‪ ،‬من كافة‬ ‫األحياء لتتوقف في ساحة السوق البراني أمام أبواب المندوبية‬ ‫التي كانت « مركز السلطة المغربية» آنذاك حيث يبلغ الحماس‬ ‫الوطني ذروته‪ ،‬وترتفع األصوات بترديد األناشيد الوطنية التي‬ ‫كان الفقيد العالمة سيدي عبد اهلل كنون واحدا ممن يضعون‬ ‫كلماتها‪ ،‬بل وأيضا يضعون لها اللحن الحماسي المناسب‪.‬‬ ‫«كلنا للشعب فدى»‪« ،‬يامناط المغرب»‪« ،‬إيه دولة‬ ‫المغرب»‪« ،‬داع دعى للكفاح»‪« ،‬كلنا للعرش فدا»‪« ،‬عليك مني‬ ‫السالم يا أرض أجدادي» وغيره من األناشيد التي كانت تثير‬ ‫حماسة المواطنين وغيظ المحتلين‪.‬‬ ‫هذه االحتفاالت كانت تستقطب العديد من سكان قرى‬ ‫الفحص والقبائل المجاورة‪ ،‬بل وأيضا زوارا من المنطقتين‬ ‫السلطانية والخليفية‪ ،‬بالرغم من أن الوصول إلى طنجة ‪،‬‬ ‫يومها‪ ،‬كان يلزم الزائر التوفر على جواز سفر‪ ،‬والمرور أمام‬ ‫مفتشي «الديوانة» ‪ ،‬سواء بـ «عرباوة» أو «حجر النحل» أو‬ ‫«الكروشي بالنكو» أو «حكامة»‪ ،‬كما أن مرسم «بوعراقية» كان‬ ‫يوجد على خارطة معظم وكاالت األسفار األوروبية واألمريكية‪.‬‬ ‫وبطبيعة الحال هذا االحتفال لم يكن يخضع لتقنينات‬ ‫إدارية قاسية‪ ،‬بل يتم االحتفال باتفاق مع إدارة «المندوب»‪ ،‬من‬ ‫باب اإلخبار‪ ،‬لثقة المندوب السلطاني في وطنية المنظمين‬ ‫والمشاركين وفي التزامهم بالنظام واالنتظام‪ .‬وال حاجة إلى‬ ‫التذكير بأن احتفاالت سابع المولد كانت احتفاالت شعبية‬ ‫عامة‪ ،‬يشارك فيها الجميع‪ ،‬رجاال ونساء ‪ ،‬شيوخا وأطفاال‪ ،‬كثيرا‬ ‫ما يقضون الليل بكامله على الطريق المؤدية إلى المدخل‬ ‫القديم للضريح‪ ،‬حتى يكونوا في موعد مع أولى مواكب صباح‬ ‫اليوم الموالي‪.‬‬ ‫واستمر االحتفال بسابع المولد النبوي إلى غاية التحرير‬ ‫والوحدة‪....‬ليتوقف‪ ،‬ولتتعدد محاوالت إحيائه من بداية‬ ‫االستقالل إلى أواسط ستينات القرن الماضي‪ ،‬والفضل يعود‬ ‫في «تحريك هذا الملف» إلى الراحل فؤاد بنزكري‪ ،‬الذي كان‬ ‫رجل غيرة على مدينته‪ ،‬ومعرفة كبيرة بتاريخها ورجاالتها‪،‬‬ ‫كما كان على عالقة واسعة بالجاليات األجنبية بطنجة‪ ،‬وكان‬ ‫رجل المبادرات والحلول‪ ،‬حتى على مستوى الدولة‪ ،‬حين تتوقف‬ ‫العجلة ‪ ،‬في المناسبات الصعبة‪...! ‬‬ ‫إال أن االحتفال أُعطي اليوم مظهرا نوعا ما «كرنفاليا»‬ ‫ففقد رمزيته ورونقه وإشعاعه‪ ،‬وأصبح موكبا احتفاليا «مدنيا»‬ ‫بال طعم وال ذوق‪ ،‬بل إنه خضع لـنوع من «الترييف» حتى أن‬ ‫مواكبه تمر بالشوارع الرئيسية دون ان تثير كبير اهتمام لدى‬ ‫رواد المقاهي أو عامة المارة‪ ،‬أو فضولهم‪.‬‬ ‫موسم سيدي بوعراقية بحاجة إلى صياغة جديدة‪ ،‬يتوالها‬ ‫خبراء من األهالي‪ ،‬ليجعلوا من هذا الموسم‪ ،‬ليس موسما‬ ‫لالستعراض أو للجذبة أو «الحضرة»‪ ،‬بل موسما تراثيا يجمع‬ ‫إلى عبق التاريخ روعة الفنون المحلية المعبرة عن شموخ‬ ‫وأصالة هذه المدينة األصيلة بتراثها وموروثاتها من القيم‬ ‫والعادات‪ ،‬وتاريخها المجيد‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫بعد الجلسة األولى التي احتضنها مركز‬ ‫خدمات الشباب بمسنانة‪ ،‬والتي قدم خاللها‬ ‫منسق الهيئة األستاذ محمد القوضاضي‪،‬‬ ‫عرضا حول نشأة الفكر اإلنساني ‪ ،‬نهاية القرن‬ ‫الماضي‪ ،‬واستعرض أهداف وغايات الحركة‬ ‫اإلنسانيةالعالميةوانخراطاإلنسانيينالمغاربة‬ ‫في هذه الحركة‪ ، ،‬نظم مساء‪ ‬السبت الماضي‪ ‬‬ ‫حفل الختام بإحدى القاعات الفاخرة لفندق‬ ‫المنزه التاريخي‪ ،‬حيث أشارت األستاذة سعيدة‬ ‫يسين‪ ،‬في كلمتها االفتتاحية إلى أهمية شعار‬ ‫هذا المنتدى الذي يعالج‪ ‬وضعا إنسانيا معقدا‪،‬‬ ‫ويبحث عن الحلول‪.‬‬ ‫وأضافت أن‪ ‬شعار «الالعنف‪ ،‬مبدأ إنساني»‬ ‫يأتي مكمال لشعارات المنتديات األربعة السابقة‪،‬‬ ‫التي اعتمدت جميعها فلسفة الالعنف‪ ،‬كمبدأ‬ ‫إنساني في مواجهة قوى أخرى‪ ،‬وألن الالعنف‬ ‫وسيلة ناجعة للتغلب على ‪ ‬مظاهر االستبداد‬ ‫واالستقواء على الغير‪ ‬واالستخفاف بمقوماته‬ ‫اإلنسانية وبحقوقه األساسية‪ ،‬أفرادا وجماعات‪،‬‬ ‫فإنه كان من الضروري رفع شعار الالعنف في‬ ‫وجه تلك القوى الغاشمة‪ ،‬من أجل تحقيق السلم‬ ‫والمساواة داخل المجتمعات البشرية‪.‬‬ ‫وأضافت أن مبدأ الالعنف حقق نتائـج‬ ‫إيجابية في مواجهة بعض مظاهر الظلم‬ ‫واالستبداد واالستعمار‪ ،‬وحين اتخذته شعار هذه‬ ‫السنة لمنتداها الخامس‪ ،‬فإن هيئة السفارة‬ ‫اإلنسانية المغربية إنما أرادت بذلك المساهمة‬ ‫في صناعة التاريخ ورفع التحدي باسم الوطن‪،‬‬ ‫‪« ‬نحن الوطن‪ ،‬ضد العنف وم��ن أجل‬ ‫البقاء»‪،‬‬ ‫نحن ال��وط��ن نعانق ال��ح��وار ونرفض‬ ‫التعصبوالعنف‪،‬‬ ‫نحن الوطن من أجل الرقي باإلنسانية‪،‬‬ ‫نحن الوطن‪ ،‬من أجل المستقبل‪.‬‬ ‫وتلت كلمة األس��ت��اذة سعيدة يسين‬ ‫مداخالت عدد من ممثالت وممثلي هيئات‬ ‫إنسانية‪ ،‬مغربية وأوروبية‪ ،‬خاصة من اسبانيا‪،‬‬ ‫راهنت كلها على مناهضة العنف بجميع أشكاله‬ ‫ومعانقة مبدأ الحوار والقبول باالختالف من أجل‬ ‫السالم والحرية والمساواة ‪.....‬والالعنف‪ ! ‬‬ ‫السنيور خوسي مونيوس فيليبي والسنيور‬ ‫ألبيرطو سانتيش من حركة تالقي الثقافات‬ ‫داخل الحركة اإلنسانية بإسبانيا‪ ،‬قدما تعريفا‬ ‫لمفهوم اإلنسانية‪ ‬من زواياه المختلفة وموقف‬ ‫القانون من العنف الممارس في مجال الحقوق‬ ‫اإلنسانية األساسية‪ ،‬مؤكدين أن اإلنسانية‬ ‫نعمة مشتركة‪ ‬بين كافة الشعوب التي تعمل‬ ‫على حمايتها عبر نضال يومي حتى تنتصر‬ ‫مبادئ العدل والحرية والمساواة ويتم حصر‬ ‫العنف والقضاء عليه‪ .‬وحسب السنيور مونيوس‪،‬‬ ‫فإن اإلنسانية محيط وإذا كانت بعض القطرات‬ ‫قذرة‪ ،‬فإن المحيط لن يكون‪ ،‬بالضرورة‪ ،‬قذرا‪.‬‬ ‫من جهته أثنى السنيور سنتيش من‬ ‫نفس الحركة‪ ،‬على عمل «اإلنسانيين» المغاربة‬ ‫الذين أبدوا حماسا هائال في نضالهم اإلنساني‬ ‫وتفاعلهم مع كافة المبادرات العالمية في‬ ‫مواجهة العنف‪ ،‬وأعلن في ختام مداخلته عن‬ ‫احتضان العاصمة مدريد للقاء دولي في إطار‬ ‫أنشطة هيئة تالقي الثقافات‪ ،‬ودعا أعضاء هيئة‬ ‫السفارة اإلنسانية المغربية بطنجة لحضور‬ ‫أشغال هذا اللقاء المزمع تنظيمه في شهر ماي‬ ‫المقبل‪.‬‬ ‫األستاذ محمد الجيدي‪ ،‬من القيادات‬ ‫المسؤولة للهيئة‪ ،‬ترأس فيما بعد‪ ،‬الجلسة‬ ‫الختامية التي تميزت بمداخلتين‪ ،‬األول��ى‬ ‫لألستاذ سعيد الزياني حول «العنف السياسي‬ ‫وسبل تحقيق ال��س�لام‪ »،‬والثانية للسنيور‬ ‫مونيوس‪ ‬حول مفهوم العنف وسبل مواجهته‪.‬‬

‫األستاذ الزياني أبرز في بداية مداخلته‬ ‫تداعيات العنف على االستقرار السياسي بالعالم‪،‬‬ ‫وقدم تعريفا للعنف المرتبط باستعمال القوة‬ ‫أو التهديد باستعمالها لتحقيق أهداف محددة‪،‬‬ ‫كما تطرق ألسباب الصراعات وأشكال العنف‬ ‫وسبل مكافحته من أجل تحقيق السالم عبر‬ ‫الحوار المتحضر بين األفراد والجماعات والتقارب‬ ‫بغاية التواصل وقبول اآلخر‪.‬‬

‫من جانبه اكد المحاضر اإلسباني أهمية‬ ‫هذا المنتدى خاصة وأنه ينظم بالمغرب‪ ‬وفي‬ ‫طنجة بالذات‪ ،‬األمر الذي سيجعله يحظى بتتبع‬ ‫وسائل اإلعالم المحلية والدولية ‪ ‬التي سوف‬ ‫تعكس صداه على نطاق واسع عبر العالم‪.‬‬

‫وذك��ر بعد ذل��ك بشعارات المنتديات‬ ‫السابقة المنعقــدة بطنجـــة ما بين ‪2008‬‬ ‫و‪ 2017‬والتي تمحورت حول‪:‬‬

‫قوة االختالف‪ ،‬قوة السالم والالعنف‪ ،‬قوة‬ ‫التطور‪ ،‬قوة الالعنف و الالعنف‪ ،‬مبدأ إنساني‪.‬‬

‫وأوضح في هذا الصدد‪ ،‬أن هذه الشعارات‬ ‫تعبر عن‪ ‬اهتمامات قياديي الحركة اإلنسانية‬ ‫بالمغرب‪ ،‬خالل العقد الماضي‪ ،‬كما استعرض‬ ‫مجموعة من األفكار التي تتصدر عمل الحركات‬ ‫اإلنسانية بإسبانيا وأوروبا والعالم‪ ،‬في محاربة‬ ‫العنف المادي والمعنوي وردود الفعل المطبوعة‬ ‫بالعنف والعنف المضاد‪.‬‬

‫وخلص إلى القول بأن العنف‪ ،‬وإن بدا أمرا‬ ‫ال يمكن التغلب عليه‪ ،‬ألنه مكون من مكونات‬ ‫الطبيعة البشرية‪ ،‬خاصة والحياة الحديثة تعرض‬ ‫العديد من وسائل العنف المادي والمعنوي‪،‬‬ ‫فإن قدسية الكائن البشري تدفع به في اتجاه‬ ‫خلق ثقافة الالعنف كما هو الشان بالمفهوم‬ ‫الجديد‪ ‬للبيئة الذي غزا البشرية‪ ‬وفرضها‬ ‫على انشغاالت األمم والشعوب ودفع العالم‬ ‫إلى التفكير في الحلول العملية لوقف التلوث‬ ‫المهدد لوجود البشرية‪ ،‬عبر تحقيق «السالم‬ ‫األخضر»‪.‬‬

‫األستاذ محمد الجيدي قدم خالصة نقدية‬ ‫للمداخلتين‪ ،‬وشرح معنى ومغزى شعار هذا‬ ‫المنتدى وهو «الالعنف» الذي أصبح يقض‪ ‬‬ ‫مضجع اإلنسانية‪ ‬مؤكدا أن الغاية هو نشر‬ ‫مبدأ نبذ العنف وتطويقه بغاية القضاء عليه‪،‬‬ ‫بمساهمة سائر مكونات المجتمعات البشرية‬ ‫‪ ،‬كهدف إنساني من أجل استمرارية الكائن‬ ‫البشري‪ .‬وأضاف أن فكرة «نحن الوطن» التي‬ ‫أشهرتها األستاذة سعيدة يسين في مداخلتها‬ ‫تجسد مشروعا كبيرا لبناء الوطن من أجل‬ ‫األجيال المقبلة ألن «نحن الوطن» تعني أيضا‬ ‫المستقبل والسالم والتطور والسعادة‪.‬‬

‫وفي أعقاب هذه الندوة‪ ،‬نظم حفل تم‬ ‫خالله التوقيع على اتفاقيات شراكة بين «هيئة‬ ‫السفارة اإلنسانية» وعدد من المنظمات األهلية‬ ‫والدولية العاملة في المجال اإلنساني‪.‬‬

‫كما نظم احتفال ثان قام خالله األستاذ‬ ‫محمد القوضاضي المنسق العام للهيئة‬ ‫بتوشيح عدد من الفاعلين الجمعويين في مجال‬ ‫الخدماتاألنسانية‪.‬‬

‫وقبل ذلك‪ ،‬أشعلت األستاذة سعيدة يسين‬ ‫خمس شمعات تمثل كل واحدة منها ملتقى من‬ ‫ملتقيات الهيئة وهو تقليد دأبت الهيئة على‬ ‫القيام به تحت الهتاف بشعار الهيئة اإلنساني‬ ‫‪ :‬السالم‪ ،‬الصحة‪ ،‬السعادة‪.‬‬

‫‪ ‬سمية أمغار‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.