Achamal n° 919 le 12 décembre 2017

Page 1

‫غرفة التجارة و ال�صناعة واخلدمات باجلهة‬ ‫حتتفل بالذكرى ال�سبعينية لت�أ�سي�سها‬ ‫من ‪� 7‬إلى ‪ 14‬دجنرب ‪2017‬‬ ‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 919‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 23‬ربيع الأول ‪� 12 / 1439‬إلى ‪ 18‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫تصوير ‪ :‬حمودة‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫(انظر التغطية على الصفحة األخيرة)‬

‫في إطار اتفاق مع الشركة الصينية‬

‫طنجة تستقبل قريبا أربعة مصانع صينية إلنتاج السيارات الكهربائية‬ ‫والبطاريات والحافالت السياحية وحافالت النقل العمومي والشاحنات‬ ‫ومقطورات القطارات الكهربائية‬

‫ما كان للمغرب‪ ،‬وهو البلد الرائد في مجال حماية البيئة الكونية من التلوث‪ ،‬أن يتأخر عن موجة صناعة السيارات الكهربائية‪ ،‬لما تقدمه هذه‬ ‫المركبات من فائدة جلى لإلنسان وبيئته‪.‬‬ ‫‪ )BYD‬اتفاقية حول إنشاء مصانع إلنتاج‬ ‫وهكذا وقع المغرب ‪ ،‬السبت الماضي‪ ،‬مع الشركة الصينية «بي واي دي أوطو انداستري» (‬ ‫سيارات كهربائية من بين األكثر شهرة وإقباال عليها في العالم‪ ،‬يتوسع هذا المصنع مستقبال ليشمل مصانع إلنتاج البطاريات وحافالت النقل‬ ‫العمومي‪ ،‬والحافالت السياحية الكهربائية‪ ،‬والشاحنات الكهربائية‪ ،‬ومصنعا لمقطورات القطارات الكهربائية‪ ،‬بعد أن تم االتفاق سابقا على إحداث‬ ‫مصنع صيني إلنتاج العجالت‪.‬‬

‫(�ص ‪)9‬‬


‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪919‬‬

‫أخنوش يقدم وصفته لتصدر‬ ‫األحرار المشهد السياسي بجهة‬ ‫طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬

‫‪2‬‬

‫ق�صيـدة متزج بني ال�شعر العامي والف�صيح‬ ‫نظمها ال�شاعر يف حق الفنـان املقتـدر‬

‫علي بن ُّ‬ ‫عزوز‬

‫(جوق الهالل)‬

‫طلع الهالل بدرا‬

‫ت�صوير ‪ :‬حمودة‬

‫رشيد الطالبي العلمي‬ ‫وسط حضور كثيــف ونوعي‪ ،‬احتضنــت‬ ‫قاعة بوكماخ بطنجة‪ ،‬أشغال المؤتمر الجهوي‬ ‫لحزب الحمامة‪ ،‬حيث وجه الحزب رسالة قوية‬ ‫لجميع الفرقاء السياسيين أنه ق��ادم بقوة‪،‬‬ ‫خاصة بعد تسجيل التحاق العديد من الوجوه‬ ‫والكفاءات من مختلف المجاالت‪ ،‬قدم رئيس‬ ‫التجمع الوطني لألحرار‪ ،‬عزيز أخنوش‪ ،‬وصفة‬ ‫لتصدر االنتخابات المقبلة بجهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة‪ ،‬وفي عموم جهات المملكة‪ ،‬وقال‬ ‫إن من‪ ‬الركائز األساسية لهذه الوصفة‪ ،‬هي‬ ‫تقديم عرض سياسي مقنع للمجتمع‪.‬‬ ‫أخنوش‪ ،‬ال��ذي كان يتحدث في افتتاح‬ ‫المؤتمر الجهوي للحزب بجهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة‪ ،‬قال إن حزب التجمع عليه أيضا أن‬ ‫يحسم في هويته‪ ،‬مضيفا أن االتجاه العام‬ ‫للحزب يتجه صوب الديقراطية االجتماعية‪.‬‬ ‫والمس أخنوش واقع جهة الشمال من‬ ‫خالل تقديم عدد من المؤشرات المتدنية‪ ‬في‬ ‫السلم االجتماعي‪ ،‬وقال إن الجهة تعاني تعليميا‬ ‫إذ من أصل ‪ 8000‬تلميذ ‪ 100‬منهم‪ ‬ينجحون‬ ‫في الباكلوريا‪ ،‬و ‪ 5‬فقط من يحصلون على‬ ‫اإلجازة‪.‬‬ ‫ويضيف أخنــوش أنه رغــم االستثمارات‬ ‫بالمنطقة والجهة عموما فإن نسبة البطالة‬ ‫تصل إلى ‪ 15‬بالمائة‪ ،‬أما الصحة فإن األرقام‬ ‫تؤكد أن هناك طبيب لكل ‪ 4000‬شخص‪.‬‬ ‫أخنوش خلص في مداخلته إلى أن توفير‬ ‫فرص الشغل للمواطنين هو المدخل األساس‬ ‫ألي عمليـة إصالحيـة‪ ،‬وهو الضامن لكرامـة‬ ‫المواطنين‪.‬‬ ‫من جهته كشف المنسق الجهوي لحزب‬ ‫الحمامة‪ ،‬ووزي��ر الشباب والرياضة‪ ،‬رشيد‬ ‫الطالبي العلمي‪ ،‬أن التجمع الوطني لألحرار‬ ‫يعيش تحوال عميقا ونوعيا‪ ،‬منذ انتخاب عزيز‬ ‫أخنوش على رأس الحزب‪ ،‬وهذا ما تؤكده قاعة‬ ‫المؤتمر‪ ،‬على مستوى طبيعة ونوعية الحضور‪،‬‬ ‫مؤكدا أن الحزب ماض بثقة نحو المستقبل‪،‬‬ ‫وأنه سيفرض نفسه بجهة طنجة ـ تطوان ـ‬ ‫الحسيمة‪ ،‬خالل القادم من االستحقاقات‪ ،‬بفضل‬ ‫المجهود الذي يبذل على المستويين التنظيمي‬ ‫واإلشعاعي‪ ،‬داعيا مناضالت ومناضلي الحزب‬ ‫إلى عدم اإللتفات لكل المحاوالت التي تستهدف‬ ‫صورة الحزب‪ ،‬وتحاول عبثا عرقلة مسار الحزب‪،‬‬ ‫مؤكدا أن مخططاتها ستبوء بالفشل‪.‬‬ ‫محمد أوجار‪ ‬وزير العدل‪ ،‬وعضو المكتب‬ ‫السياسي لحزب التجمع الوطني لألحرار‪ ،‬إن‬ ‫وضعية أقاليم عمالة الفحص أنجرة‪ ،‬هو أبرز‬ ‫عنوان على فشل النموذج التنموي للمغرب‪.‬‬ ‫وأوضح أوجار الذي كان يعقب على عدد‬ ‫من تدخالت المناضليــن التجمعييـن‪ ،‬خالل‬ ‫المؤتمر الجهوي للحزب بجهة طنجة تطوان‬

‫عمر مورو‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫راقـــ�صـــات‬ ‫�أقــــوا�س كمـــان ك�أنّهــــا‬ ‫ٌ‬ ‫ت�صيبنـــا ب�سهــام عن غيـــر قــ�ص ٍد‬ ‫ٍ‬ ‫ذكــريــــــات‬ ‫و�أنغــــام عــودٍ حُتيــــــي‬ ‫ُ‬ ‫العهـــ ِد‬ ‫م�ضـــت و�أخــرى َحدي َثــــة َ‬ ‫ٍ‬ ‫أم�سيــــات‬ ‫ميـــزان ليالٍ و�‬ ‫إيقــــــاع‪،‬‬ ‫و�‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ع�ســــــل ّ‬ ‫ال�شهــــدِ‬ ‫فاقــت حالوتها‬ ‫َ‬ ‫ِمــات و�أحلـــــــان ُمنْتقــا ٌة‬ ‫و�أغانـــي كَ ل ٌ‬ ‫ت ُْ�سكِ رنـــا دون َخ ْمرِ حمــــرة اخلــ ّد‬ ‫وبــر َوال ٍَت‬ ‫و�صنـــائــع ونوبــــــــــــات‬ ‫ْ‬ ‫تهــــديهـــــا لنـــا بـــــاقــــات ورد‬ ‫نفْ َتخِ‬ ‫ـــــــــات َو َما ُهــو � ٍآت‬ ‫بــا َف‬ ‫َ‬ ‫ــــــر مِ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫لـــ ِد‬ ‫من فيـــــ�ض َعطــــاءٍ َم�ألَه للخُ ْ‬

‫جانب من الحضور‬ ‫الحسمية‪ ،‬الذي عقد بالمركز الثقافي بوكماخ‪،‬‬ ‫أن هذا اإلقليم ويقصد الفحص‪ ‬أنجرة‪ ،‬رغم ما‬ ‫يزخر به من مشاريع تنموية عمالقة‪ ،‬كالميناء‬ ‫المتوسطي‪ ،‬ومصنع رونو‪ ،‬إال أن أثر ذلك على‬ ‫سكان المنطقة ظل محدودا جدا‪.‬‬ ‫هذا الوضع يضيف أوجار‪ ،‬هو بمثابة حافز‬ ‫قوي للبحث عن نموذج تنموي جدي‪ ،‬يكون‬ ‫المواطن في صلب أولولياته‪.‬‬ ‫وكانعضو‪ ‬المكتبالسياسيلحزبالتجمع‬ ‫الوطني لألحرار‪ ،‬عمر مورو‪ ،‬قد افتتح المؤتمر‬ ‫الجهوي‪ ،‬بكلمة أكد فيها أن اختيار جهة طنجة‬ ‫ـ تطوان الحسيمة كأولى محطة ضمن محطات‬ ‫المؤتمرات الجهوية المندرجة في إطار استكمال‬ ‫هيكلته التنظيمية‪ ،‬هي رسالة قوية من الرئيس‬ ‫عزيز أخنوش‪ ،‬مفادها أن القيادة تراهن خالل‬ ‫االستحقاقات المقبلة على تَصَدُّر الحزب‬ ‫للمشهد السياسي بهاته الجهة االستراتيجية‪،‬‬ ‫بما تعرفه من استثمارات ومشاريع مهيكلة على‬ ‫جميع القطاعات والمستويات‪.‬‬ ‫وأض��اف م��ورو‪ ،‬وه��و المنسق اإلقليمي‬ ‫لحزب التجمع بطنجة‪ ،‬أثناء مداخلته‪ ،‬صباح‬ ‫اليوم‪ ،‬في الجلسة االفتتاحية للمؤتمر الجهوي‬ ‫للحزب‪ ،‬بأن الحزب على صعيد الجهة انخرط في‬ ‫دينامية تنظيمية وإشعاعية بوتيرة تصاعدية‬ ‫وغير مسبوقة‪ ،‬وفق رؤي��ة واضحة المعالم‪،‬‬ ‫وأهداف محددة‪ ،‬منذ المؤتمر الوطني األخير‪،‬‬ ‫ت��روم تجديد شرايين التنظيمات الحزبية‬ ‫وأساليب ‪ ‬اإلشتغال على الميدان‪.‬‬ ‫وأك���د م���ورو ق���درة ال��ح��زب ب��دع��م من‬ ‫الرئيس أخنوش على تحقيق نتائج قوية خالل‬ ‫االستحقاقات االنتخابية القادمة‪ ،‬بما يضمن له‬ ‫لعب دور ريادي في مختلف المؤسسات التمثيلية‬ ‫وبجميعمستوياتها‪.‬‬

‫ونق�ص ف حــ ّقـــــك‬ ‫انْ خـــــاف منــدحـــك‬ ‫رّ‬ ‫ويعجز ل�ساين على �رشح مفهومك‬ ‫�صد ْ‬ ‫قــك‬ ‫باملَدح والثنـــاء النــــا�س كلهــا تْ ْ‬ ‫� ّأما اللوم ما �سمعنَا َح ْد � َآبدا يلُومك‬ ‫يا هالل اطربنــــا واختـارلنـــا من ذوقــك‬ ‫�سما الأفراح ما ت�سطع غري بنجومك‬ ‫اروينــا من النبــــع اللي اللّه منو رزقــك‬ ‫ان�صت يا مولع ات�سلى وان�سى همومك‬ ‫عايل ف �سماك وكل ما هــــو فن يوافقك‬ ‫�سومك غايل و�شكون يقدر ي�سومك‬ ‫ْ‬ ‫فارقك‬ ‫جمهورك ما يتخلى عليك وال يقْ َدر ْي‬ ‫ي�صوم الدهر كُ لّو وال يقدر يوم ي�صومك‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫‪ ‬بالمقابل أشار القيادي التجمعي‪ ،‬أن خارطة‬ ‫الطريق التي وضعتها قيادة الحزب بدأت تؤتي‬ ‫أكلها اليوم‪ ،‬وأضاف‪« :‬وها نحن نلمس على‬ ‫أرض الواقع أن الحزب الذي قرر االنفتاح عل‬ ‫المجتمع‪ ،‬واإلنصـات النشغــاالت المواطنين‬ ‫ومطالبهم‪ ،‬وبفضل لغــة الوضوح والصراحة‪،‬‬ ‫وهنا ال بد أن أفتح قوسـا ألشيد بالمجهود‬ ‫الجبار الذي بذله حزبنــا‪ ،‬بإشراف مباشر من‬ ‫األخ الرئيس‪ ،‬في التعاطي اإليجابي مع مطالب‬ ‫ساكنةالحسيمة»‪.‬‬ ‫‪ ‬وع��اد م��ورو ليؤكد أن الحــزب ‪ ‬بفضل‬ ‫هاته الدينامية الجديدة‪ ،‬أصبـح فضـاء جاذبا‬ ‫لطاقات مجتمعيــة جديـدة من كل الفئات‬ ‫والمستويات‪ ،‬بعدمـا اقتنع أن ‪ ‬حزب التجمـــع‬ ‫أصبح يجسد انتظارات المواطنين‪ ،‬وأملهم في‬ ‫طرح حلول واقعية للمشاكل العويصة التي‬ ‫تعانيها ‪ ‬المملكة‪ ،‬خاصة على مستوى التشغيل‬ ‫والتعليم والصحة‪ ،‬واإلدارة‪ ،‬بل ‪ ‬إنه يضيف مرور‪،‬‬ ‫مؤهل لتنزيل المشروع التنموي الجديد الذي‬ ‫دعا إليه جاللة الملك محمد السادس نصره اهلل‪.‬‬ ‫وشهد المؤتمر تدخالت قوية لمناضالت‬ ‫ومناضلي الحزب‪ ،‬استعرضوا فيها أهم المشاكل‬ ‫االجتماعية التي تعانيها الجهة‪ ،‬كتردي قطاع‬ ‫الصحة‪ ،‬واستفحال البطالة‪ ،‬ومشاكل التمدرس‪،‬‬ ‫واإلقصاء االجتماعي ونقص البنيات التحتية‬ ‫بالجماعاتالقرويةالتابعةللنفوذالترابيللجهة‪،‬‬ ‫كما قدم المتدخلون العديد من االقتراحات التي‬ ‫من شأنها تعزيز الحضور التنظيمي واإلشعاعي‪.‬‬

‫ا�س َعد �أَوقاتنــا و ْ‬ ‫ْ‬ ‫ا�شحال طربـنــا‬ ‫ا�شحـال ْ‬ ‫ّــــــوز‬ ‫هـــــرِ الل‬ ‫ْ‬ ‫وخلّى ليالينا َب ْي َ�ضا َ‬ ‫كز ْ‬ ‫�سمعنــــا‬ ‫نن�سى ْم َعه ْه ُمومنا ونْ قول زيد ًّ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ٌفــــوز‬ ‫غيـــــت ت‬ ‫خليك ف ْمكَ انْ ْك �إِذا ْب‬ ‫ْ‬ ‫نْ عيــ�ش �ساعـــة ْهن ِّيــة اللّــــــه ال ْيحرمنـا‬ ‫وز‬ ‫رجعلو ْ�شبابو و لو يكون ْعكُ ْ‬ ‫القلب ْي َ‬ ‫موزنا‬ ‫ر‬ ‫من‬ ‫ا�ص َب ْح اليوم رمز‬ ‫ْ ْ‬ ‫هذا الهالل ْ‬ ‫َ‬ ‫بل هو ْف دنيا املو�سيقى �آ�سمى الرموز‬ ‫ومكانتـو اليــــوم ف ٍْقلوبـنــــا‬ ‫ُ‬ ‫باجتهادو ْ‬ ‫اعطيواه ْ‬ ‫ِ‬ ‫الطريق يكوز‬ ‫ري‬ ‫غ‬ ‫ح�رض‪،‬‬ ‫إذا‬ ‫�‬ ‫ْ‬ ‫هو جوق الهالل اللّي ْ‬ ‫ا�شحال �سهـرنـــا‬ ‫وز‬ ‫بقيادة الأ�ستــــــــاذ علي بن عــــزّ ْ‬ ‫هذا الهالل الذي � ْأ�سكَ نْتــــــــــه قلـــبــــي‬ ‫كل ليلـــةٍ ْ‬ ‫�أراه ّ‬ ‫يطلَـــع على بـــــــدرا‬ ‫يا �أهل الهوى هل �أنتــم محِ ّبون مثــلــي‬ ‫�رس ًٍا وجهرا‬ ‫ترعونــــه كمــا �أَرعاه ّ‬ ‫طلعتــــه تغــــري ّ‬ ‫عا�شـــق وربـــي‬ ‫كل‬ ‫ٍ‬ ‫�أغـــار‪ ،‬ومل �أجد لغريتي �أبد ًا �صربا‬ ‫ف�سلّمت �أمري ور�ضيت له ّ‬ ‫ٍ‬ ‫محـــب‬ ‫كل‬ ‫ي�شتعـــل كما ي�شتعــل فـ�ؤادي جمــرا‬ ‫فال ترتك ُمرِ يدِيكَ بعد اليوم ولو ب ُِع ْ‬ ‫ــذرٍ‬ ‫هيهات هيهـــات �أن نقبل منك عذرا‬ ‫قــــدري‬ ‫�إِ ْن كنت يف ح ّبــي جتـــــاوزت‬ ‫ْ‬ ‫فتطوان بح ّبـــك تزداد �رشف ًا وقدرا‬

‫«الشمال»‬

‫ذ‪ .‬م�صطفى م�شبـال ‪2008/05/25‬‬


‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪919‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫دعاني قدماء تالميذ المدرسة الفرنسية اإلسالمية بتطوان‪ ،‬إللقاء عرض حول مسيرة‬ ‫الرسول (ص)‪ ،‬لفائدة تالميذ وتلميذات القسم السادس‪ ،‬الذين يتابعون دراستهم بمدرسة‬ ‫سكينة بنت الحسين‪ ،‬حسب التسمية الجديدة للمدرسة الفرنسية اإلسالمية‪.‬‬ ‫هل توفقتُ في العرض المُقدم الذي نلتُ في نهايته شهادة تقديرية أم ال؟ ال أدري‪ ،‬غير‬ ‫أني حين أويت إلى فراشي‪ ،‬وجفاني النوم‪ ،‬وجدتُني أضع سيناريو جديدا لِما كتبت وألقيت‪،‬‬ ‫سيناريو ينطلق من سورة الضحى‪ ،‬من قوله تعالى مخاطبا نبيه‪« :‬ألم يجدك يتيما فآوى‪ ،‬ووجدك‬ ‫ضاال فهدى‪ ،‬ووجدك عائال فأغنى؟»‪.‬‬ ‫هذا هو المدخل األنسب الذي كان يمكن أن أفتتح به عرضي‪ ،‬والمفتاح الذي كان يجب أن‬ ‫أدخل به إلى الموضوع‪.‬‬ ‫فالرسول عليه السالم‪ ،‬لم ير أباه عبد اهلل‪ ،‬ألنه رحل عن الدنيا وهو في رحم أمه‪ ،‬ولم يتذوق‬ ‫أو يستطعم حنان أمه آمنة‪ ،‬ألنها فضلت أن ترسله مع مرضعته حليمة إلى بادية بني سعد‪ ،‬على‬ ‫عادة العرب آنذاك‪ ،‬ليقضي بها ما يقارب األربع سنوات‪ ،‬فلما بلغ السادسة من عمره‪ ،‬انتقلتْ هي‬ ‫األخرى إلى دار البقاء‪ ،‬ليتيتّم نبينا أبا وأما‪.‬‬ ‫لكن اهلل آواه‪ ،‬آواه لفترة تحت جناح جده عبد المطلب‪ ،‬وآواه لفترة تحت سقف منزل عمه أبي‬ ‫طالب‪ ،‬وكان في المنزلين كليهما محل الرعاية والعناية‪.‬‬ ‫ويمكن أن أمدد هذا اإليواء إلى مسافة أبعد‪ ،‬إلى بيت خديجة بنت خويلد‪ ،‬يوم اختارته‬ ‫زوجا لها‪ .‬وأيّ سَكن أحسن من بيت الزوجية؟ إنه السّكن الذي تتوفر فيه السكينة والمودة‬ ‫والرحمة‪ ،‬حسبما ورد في اآلية الكريمة‪« :‬ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا‬ ‫إليها وجعل بينكم مودة ورحمة»‪.‬‬ ‫وإذا أمعَنا النظر في «ووجدك ضاال» فيجب أن نستحضر أن الرسول لم ينتظم في مدرسة‪،‬‬ ‫ولم يتعلم القراءة والكتابة‪ ،‬وإنما وجد في رعي الغنم دنياه‪ ،‬التي ابتعد فيها عن جاهلية القوم‪،‬‬ ‫والتي كانت فضاء رحبا أطلق فيه العنان لخياله وفكره‪ ،‬يستشف منهما وبهما ما في الكون من‬ ‫أسرار غيبية‪ ،‬تدعو للتأمل والتفكير‪ .‬ويأبى اهلل إال أن يستدرجه إلى غار حراء‪ ،‬ليضرب له موعدا‬ ‫مع جبريل‪.‬‬ ‫فالضال هنا ليس الشخص الذي تاه في الصحراء –حسب تفسير خطيب من خطباء الجمعة‪-‬‬ ‫ليجد في األخير من يرده إلى مسقط رأسه‪ ،‬ولكنه الذي يتلمّس الطريق المستقيم سلوكا‬ ‫وعمال‪ ،‬قوال وفعال‪ ،‬فيأخذ اهلل بيده ويهديه‪.‬‬ ‫أما الغنى‪ ،‬فهو في المبتدأ والمختتم‪ ،‬غنى النفس‪.‬‬ ‫والرسول حين صدع بأمر الدعوة‪ ،‬أخذ أشراف بني هاشم وكبار قريش يُغرونه بالمال‪،‬‬ ‫وبالمنصب والجاه‪ ،‬للتخلي عنها‪ ،‬فلم يذعن إلغراءاتهم‪ ،‬ولم تستهوه الدنيا ومتاعها‪ ،‬وقال‬ ‫قولته الشهيرة‪« :‬واهلل لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي‪ ،‬ما تنازلتُ عن هذا‬ ‫األمر أو أهلك دونه»‪.‬‬ ‫وإذا كان اهلل قد وجده عائال في مستهل حياته‪ ،‬فقد أغناه بالكسب الحالل‪ ،‬الذي اكتسبه‬ ‫بكده وجده‪ ،‬وعرق جبينه‪ ،‬من رعي الغنم‪ ،‬ومن التجارة‪ ،‬ومن إدارته لشؤون زوجته خديجة‪.‬‬ ‫هذا هو السيناريو الذي وضعتُه وأنا أتقلب في الفراش‪ ،‬واحتفظتُ به وأنا أغادر البيت‪،‬‬ ‫فهداني تفكيري إلى تسجيله في هذه الدردشة‪ ،‬قاصدا به المشاركة في االحتفاء بمولد الرسول‬ ‫األعظم‪ ،‬صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬

‫«السياحة القروية» مجال واعد‬ ‫للتشغيل بالجهة‪ ،‬لكن‪...‬؟‬ ‫‬‫إن قطاع السياحة من القطاعات التي يعول عليها كثيرا في تحريك‬ ‫عجلة االقتصاد المغربي‪ ،‬ولذلك اعدت له استراتجيات وطنية ومخططات‬ ‫وبرامج جهوية‪ ،‬وجهة طنجة تطوان الحسيمة من الجهات التي يحتل فيها‬ ‫هذا القطاع مكانة هامة‪ ،‬إال أن المؤهالت المتنوعة والكبيرة التي تتوفر‬ ‫عليها الجهة لم تستثمر بعد بالشكل الكافي واألمثل في هذا القطاع من‬ ‫أجل خلق فرص الشغل الالزمة المتصاص قدر من البطالة وسط الشباب‬ ‫والنساء خاصة‪.‬‬ ‫وإذا كانت السياحة الشاطئية موسمية وسياحة المدن محدودة الوقع‬ ‫على التشغيل‪ ،‬فإن السياحة القروية مجال سياحي واعد في أفق االستثمار و‬ ‫تنويع العرض السياحي بالجهة‪ ،‬والتشغيل أيضا‪.‬‬ ‫في هذا السياق‪ ،‬وفي إطار إعداد برنامجها الجهوي للتشغيل‪ ،‬نظمت‬ ‫جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫بدعم من مكتب العمل الدولي‬ ‫ب��ال��م��غ��رب‪ ،‬ف��ي ال��س��ادس من‬ ‫دجنبر الجاري بمقر غرفة التجارة‬ ‫والصناعة والخدمات بتطوان‬ ‫الحلقة الدراسية األول��ى حول‬ ‫السياحة القروية والتي تندرج‬ ‫في سياق حلقات تنصب على‬ ‫مجاالت مختلفة بهدف تشخيص‬ ‫المشاريع والعمليات القادرة على‬ ‫خلق فرص الشغل‪.‬‬ ‫إن السياحة القروية‪ ،‬كما‬ ‫أبرز المنظمون‪ ،‬اختيرت كمجال‬ ‫لتعميق الدراسة والمشاركة من‬ ‫طرف مجموعة عمل «السالسل‬ ‫االق��ت��ص��ادي��ة وال��ح��اج��ي��ات من‬ ‫ال��ك��ف��اءات» الع��ت��ب��ارات واقعية‬ ‫تتعلق بالمؤهالت الموجودة‪،‬‬ ‫خاصة الطبيعية والثقافية والتراثية‪ ،‬وكذا لكون هذه السياحة تعتبر من‬ ‫المجاالت التي تحظى باألولوية في برنامج التنمية الجهوي‪.‬‬ ‫وهكذا؛ أبرزت الحلقة الدراسية أن عدة إنجازات تم تحقيقها على‬ ‫صعيد أقاليم شفشاون ووزان والعرائش والحسيمة‪ ،‬حيث تم ‪،‬بتمويل‬ ‫ودعم من جهات مختلفة‪ ،‬إحداث مجموعة من المآوي المرحلية ودور‬ ‫السياحة بالمناطق القروية ووسط المنتزهات الطبيعية لتلسمطان‪،‬‬ ‫الحسيمة وبوهاشم‪ ،‬وقد استطاعت لذلك السياحة القروية أن تجد لها قدما‬ ‫في المشهد السياحي بالجهة بل أن عدد السياح أخذ يتضاعف من سنة إلى‬ ‫أخرى لتغير في العقليات والسلوكات السياحية بفعل التحوالت التي تعرفها‬ ‫وسائل االتصال والتواصل واإلشهار‪ ،‬وتسليط الضوء على السياحة البديلة‬ ‫والمسؤولة المرتبطة بالطبيعة وبالحياة القروية الحاضنة للنوستالجيا‪.‬‬ ‫وقد لوحظ خالل هذه الحلقة الدراسية أن السياحة القروية بالجهة‬ ‫الزال أمامها مستقبل وفرص لالستثمار والتطوير‪ ،‬حيث إن تغطية طلبات‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫السوق في هذه السياحة يحتاج إلى تكوين في مهن متعددة (المرشدين‬ ‫السياحيين ومعلمي الرياضات الجبلية) و توسيع بنية االستقبال‪ ،‬وكذا‬ ‫االستثمار في البنية التحتية لفتح الباب أمام ممارسة الرياضات المرتبطة‬ ‫بالطبيعة‪ ،‬وتقديم الخدمات الضرورية التي يحتاجها السواح كالنقل‬ ‫واإلطعام والتطبيب االستعجالي إلخ‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬البد من اإلشارة إلى أن مجال السياحة مجال هش ويخضع‬ ‫لمنافسة داخلية وخارجية شرسة‪ ،‬لذلك فإن مبادرات االستثمار في مجال‬ ‫السياحة القروية البد أن تستفيد من التحفيز والدعم من حيث التمويل‬ ‫والتكوين والتضريب‪ ،‬كما تحتاج إلى تسهيل مساطر الترخيص وتوحيدها‬ ‫وتطبيقها‪ ،‬وذلك حتى ال نسقط في أتون القطاع غير المهيكل كما نرى‬ ‫اآلن بالنسبة لإلرشاد والنقل السياحي القروي‪.‬‬ ‫ه��ذا؛ وإذا كانت الطبيعة‬ ‫والحياة البسيطة تجذب النفوس‪،‬‬ ‫ف��إن ه��ذه الطبيعة قد تتعرض‬ ‫للدهس وإلى الخطر إذا لم تقم‬ ‫المصالح المعنية بالمراقبة‬ ‫وإذا لم يتحول مهنيو السياحة‬ ‫القروية أنفسهم إلى مدافعين‬ ‫عن السياحة المسؤولة بقيامهم‬ ‫بواجب احترام الطبيعة والحفاظ‬ ‫على م��وارده��ا و إي��ص��ال هذه‬ ‫الرسالة إلى زبنائهم‪ ،‬ونشير هنا‬ ‫إلى أن الضغط الذي يتعرض له‬ ‫منتجع أقشور السياحي بإقليم‬ ‫شفشاون يعتبر أصدق مثال على‬ ‫غياب التدبير السياحي المستدام‪،‬‬ ‫وعلى س��ي��ادة التدبير األه��وج‬ ‫للمجال ولألنشطة بهذا المنتجع‬ ‫وال����ذي ق��د تعصف بإشعاعه‬ ‫الوطني والدولي‪ ،‬وتحوله بالتالي من جوهرة طبيعية إلى كارثة بيئية‬ ‫واجتماعية‪.‬‬ ‫وبالشك‪ ،‬فإن فرص االستثمار في السياحة القروية بالجهة فرص‬ ‫حقيقية اآلن قد تكون عمادا لتنشيط بعض االقتصادات المحلية‪ ،‬وذلك‬ ‫لمحافظة كثير من المناطق على المؤهالت الطبيعية والثقافية األساسية‬ ‫ونمط عيش متميز‪ ،‬ثم ألن الجهة تعرف نموا اقتصاديا ملفتا‪ ،‬وخاصة‬ ‫عاصمتها طنجة ومحيطها‪ ،‬لكن هذه الفرص تحتاج إلى توجيه صحيح‬ ‫من قيادة الجهة وتنفيذ جدي حثيث للمشاريع بعد اإلنصات إلى الفاعلين‬ ‫المختلفين في الميدان‪ ،‬على اعتبار أن عامل الوقت يلعب لصالحنا حاليا‬ ‫وقد يعاكسنا غدا‪ ،‬ألن الجهات األخرى في بالدنا‪ ،‬ثم بلدان أخرى في القارة‬ ‫اإلفريقية‪ ،‬باإلضافة إلى منافسة البلدان المتوسطية األروبية‪ ،‬قد تنافسنا‬ ‫في السوق وتسرق منا جزءا كبيرا مما كان متاحا بين أيدينا‪ ،‬إذا لم نرسخ‬ ‫قدمنا منذ اآلن في سوق السياحة عامة والسياحة القروية خاصة‪.‬‬ ‫ولنا عودة بالتفصيل للموضوع مستقبال‪.‬‬

‫وجـهـة‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫منذ أن فتح اهلل في قلبـي بابا لمحبة سيــدي حمزة‬ ‫القادري بودشيش قدس اهلل سره‪ ،‬وأنــا أواظب على‬ ‫حضور االحتفال بالميالد المحمـدي في مداغ‪.‬‬ ‫مداغ تصبح قبلة كونية لزمن محمدي متجدد ممتد‪.‬‬ ‫بعد فجر العاشر من ربيع األول الجاري‪ ،‬قصدت مداغ‬ ‫رفقة عزيزي مصطفى اليمالحــي ومحمــد عبد الواحد‬ ‫العسري‪.‬‬ ‫أقمنا في مدينة السعيدية بعض الوقت‪ ،‬ثم توجهنا‬ ‫إلى مداغ‪،‬حيث قابلنا سيدي جمال الدين القادري‬ ‫بودشيش‪ ،‬شيخ الطريقة القادرية البودشيشية؛ عنوان‬ ‫الكماالت والعنايات‪.‬‬ ‫في مداغ ناولت خاطرا شعريا لسيدي عبد اإلاله بن‬ ‫داود‪ ،‬كتبته بهذه المناسبة الجاللية الجمالية‪:‬‬

‫مداغ وجهتـي‪..‬‬ ‫وهـوى جناين‪..‬‬ ‫لأن بـها‪..‬‬ ‫ر�سول ال ّله‪..‬‬ ‫حالَّ‪..‬‬ ‫تنقل �سرِ ّ ه‪..‬‬ ‫يف ُروح ِح ٍّب‪..‬‬ ‫ـاه ال ّله‪..‬‬ ‫حب ُ‬ ‫َ‬ ‫جم ُله‪..‬‬ ‫َّ‬ ‫وحالَّ‪..‬‬ ‫ومن غر�ست يداه‪..‬‬ ‫ثمـار حمزة‪..‬‬ ‫غدا للنا�س‪..‬‬ ‫كل النا�س‪..‬‬ ‫ظالً‪..‬‬ ‫جمال الدين‪..‬‬ ‫مق�صد ذا الأوان‪..‬‬ ‫بح�رضته‪..‬‬ ‫�أقام العبد‪..‬‬ ‫كـبـر‪..‬‬ ‫َّ‬ ‫ثم �صلَّى‪..‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪919‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 12‬دي�سمبـر ‪2017‬‬

‫في المغرب ال تستغرب‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫«لجان التفتيش»‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫وجعل اهلل البركة في «البراح» أيام األسواق الحضرية والقروية !‪.....‬‬ ‫أما قضية التربية وقيم الحياة‪.....‬فإننا لم نحصل عليها في‬ ‫ثانوياتنا التأهيلية حيث «دق السيف»‪ ،‬أصبح «عملة متداولة» جدا‪....‬‬ ‫وأما ما تعلق بمعالجة التوترات االجتماعية الناتجة عن البطالة‬ ‫وصعوبة الحياة‪ ...‬فإن ذلك نعتبره ضربا من ضروب الخبال‪....‬إلى أن‬ ‫تتداركنا ألطاف ربانية‪.....‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫لعل الحرب المعلنة على التطرف بكل أشكاله‪ ،‬هو ما دفع وزارة‬ ‫الداخلية المغربية إلى اتخاذ قرار ال يمكن أن يوصف إال بـ «المفاجئ»‬ ‫حين أصدرت األوامر ‪ --‬ألننا بلد يُسير بالتعليمات واألوامرــ ‪ ،‬إلى الوالة‬ ‫والعمال ورجال السلطات المحلية‪ ،‬بتشكيل «لجان تفتيش» تتكفل‬ ‫بالبحثـ في جميع المكتبات عبر تراب المملكة‪ ،‬عن «كتب دينية تكفيرية‬ ‫وشيعية‪ ،‬بغاية حجزها ومصادرتها‪ ،‬واتخاذ الالزم في حق مروجيها‪.‬‬ ‫«لجان التفتيش» ملزمة بإجراء مسح شامل لجميع المكتبات وما‬ ‫يوجد بها من مؤلفات «مشبوهة» من تلك التي تدعو لمذهب الشيعة‬ ‫أو تحمل «فكرا متطرفا» يزكي العنف و اإلرهاب ‪.‬‬ ‫قرار الداخلية مقبول‪ ،‬ومفهوم‪ ،‬وحكيم‪ ،‬ألنه يدخل في إطار‬ ‫الحرب التي انخرط فيها المغرب إلى جانب البلدان المحبة للسالم‬ ‫واألمن واالستقرار والتسامح واالعتدال‪ ،‬ولكنه قابل للنقاش على كل‬ ‫حال‪ ،‬خاصة في ما يتعلق بتركيبة «لجان التفتيش» التي يبدو أنه عهد‬ ‫بها إلى السلطة المحلية ووزارة األوقاف والشؤون االسالمية ووزارة‬ ‫الثقافة ‪ ،‬وال يوجد ما يمنع من االعتقاد بأن هذه الجهات يصعب التأكد‬ ‫من أنها تمتلك مفاتيح فهم مضامين أمهات الكتب التي تتناول الفكر‬ ‫الديني أو العقائدي أو المذهبي أو الفلسفي‪ ،‬من باب الفهم واإلدراك‬ ‫و النقد والتحليل والتأويل‪ ،‬لتخلص إلى القول بأن بعضها ينتمي‬ ‫إلى «فصيلة» الكتب المعنية بـ «تعليمات» وزارة الداخلية‪ ،‬كمقدمة‬ ‫للتخلص منها وربما من أصحابها ‪ ،‬بحجة الدعوة إلى التطرف والعنف‬ ‫ومذاهب أخرى غير المالكية األشعرية التي يعتقد بها المغاربة عامة‪،‬‬ ‫والتي قامت عليها عقيدة أهل السنة والحديث‪ ،‬وأجمع عليها أئمة‬ ‫المذاهب األربعة‪ ،‬أبو حذيفة النعمان بن ثابت (‪ 699‬ـ ‪ ،)767‬ومالك‬ ‫ابن أنس (‪ 715‬ـ ‪ )795‬ومحمد بن إدريس الشافعي (‪ 766‬ـ ‪ )820‬و أحمد‬ ‫بن حنبل (‪ 780‬ـ ‪.)855‬‬ ‫وتعتبراألشعرية لصاحبها اإلمام إبو الحسن األشعري (‪ 874‬ـ ‪،)936‬‬ ‫منهجاً وسطاً بين دعاة العقل المطلق وبين الجامدين عند حدود النص‬ ‫وظاهره‪ ،‬رغم أنهم قدموا النص على العقل‪ ،‬إال أنهم جعلوا العقل‬ ‫مدخ ً‬ ‫ال في فهم النص‪ ،‬عمال بدعوة القرآن إلى التدبر و التفكير‪.‬‬ ‫فإذا كان القصد محمودا‪ ،‬من «تعليمات» الداخلية‪ ،‬حماية لسالمة‬ ‫البالد والعباد من كل عمل مشين‪ ،‬مخل بسالمة اإلنسان المغربي‪ ،‬فإن‬ ‫وسيلة الوصول إليه ‪ ،‬كما وصفتها «التعليمات» ‪ ،‬ال تبعث على كامل‬ ‫االطمئنان‪ ،‬إذ ال يختلف اثنان في أن موضوع «التفتيش» عن القول‬ ‫المذموم‪ ،‬في ما يخص حماية العقائد والمذاهب التي أجمعت عليها‬ ‫جموع العموم‪ ،‬يتطلب أخذ احتياطات واسعة‪ ،‬حتى ال نقع في المحظور‬ ‫وعلى رأس تلك االحتياطات ‪ ،‬ضرورة اختيار العلماء المختصين في‬ ‫أمور التفسير والفقه والحديث‪ ،‬المتفقهين أيضا‪ ،‬في شؤون السياسة‪،‬‬ ‫المتتبعين لها‪ ،‬والعارفين بخباياها وما يقرأ حولها‪ ،‬بين السطور‪ ،‬حتى‬ ‫ال «تخفى عليهم خافية» وينجزوا عملهم بمقدرة ومسؤولية عالية‪،‬‬ ‫وفق الحديث المسند الصحيح ‪« :‬ال ضرر وال ضرار» !‬ ‫ذلك أن التقرير في نوعية الكتب التي تعرض على اختيار القراء‪ ،‬أمر‬ ‫يدخل في مجمل حقوق اإلنسان‪ ،‬وفرض رقابة عليه‪ ،‬يمس بالحق في‬ ‫المعرفة‪ ،‬إال أن من أوكد واجبات الدولة حماية المواطن «من كل ما من‬ ‫شأنه» أن يزعزع عقيدته‪ ،‬أو يؤثر سلبا على توازنه الفكري والروحي‪ ،‬أو‬ ‫يدفع به إلى التهلكة التي نهانا اهلل عنها‪ ،‬حين أمرنا بالمحافظة على‬ ‫َّسْل‪ ،‬وَا ْل ُ‪ ‬‬ ‫الضروريات الخمس‪ :‬الدِّينُ‪ ،‬وَالنَّ ْفسُ‪ ،‬وَالن ُ‬ ‫مَال‪ ،‬وَا ْلعَ ْق ُل‪.‬‬ ‫وهكذا نكون قد قطعنا الطريق عمن‪ ،‬بحسن نية أو بسوئها‪ ،‬سوف‬ ‫يربط لجان التفتيش التي أمرت بها وزارة الداخلية في إطار حربها‬ ‫«المشروعة» على المتطرفين و «الكتب التي تدعو إلى التطرف»‪،‬‬ ‫وبين لجان التفتيش التي أنشأها فرناندو ‪ 2‬وإزابيال ‪ ،)1478( ،1‬بعد‬ ‫تسلمهما مفاتيح غرناطة‪ ،‬واندحار آخر ملوك المسلمين‪ ،‬أبي عبد اهلل‬ ‫ُ«‪.)1492( ، »El Chico‬‬ ‫وال شك أن اللجــان التي سيشكلها والة وعمال األقاليم في إطار‬ ‫«لجان التفتيش» «الوطنية» عن الكتب الدينية التكفيرية والشيعية‪،‬‬ ‫عبر «مسح» شامل لجميع مكتبات البلد‪ ،‬سوف تعتبر الكفاءة العلمية‪،‬‬ ‫والنزاهة الفكرية واألخـالق اإلسالميــة الحميدة في التعامــل مـــع‬ ‫المكتبات وأصحابها الذين يجب «إقناعهم بالقضية» وكسب تعاونهم‬ ‫ومشاركتهم بل وانخراطهم التام في هذه العملية التي‪ ،‬وإن ارتكزت‬ ‫على أسس ودوافع معلومة‪ ،‬إال أنها تشكل «إدانة» للسياسات العمومية‬ ‫منذ االستقالل‪ ،‬في مجاالت التعليم والثقافة‪ ،‬إذ األسلمُ أن نقوي لدى‬ ‫مثقفي البلد مناعة فكرية قوية ضد كل ما يسئ إلى البلد من أفكار‬ ‫وعقائد ومذاهب ال تخدم مصلحة الوطن والمواطن‪ ،‬بدل أن نحول‬ ‫بقوة التعليمات ولجان التفتيش‪ ،‬بينه وبين الكتب المعروضة علنا على‬ ‫القراء‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫البرد يقتل في المغرب !‬ ‫‪ ‬‬

‫لست أدري من كان سباقا إلى الوقوف على هذه ‪«..‬البشاعة»‪،‬‬ ‫ولكن ال أحد ينكر أن بها نوعا من الحقيقة ! ذلك أن المتتبع للحياة‬ ‫العامة والخاصة بهذا البلد والمستقصي لواقعه و «واقعاته» سوف‬ ‫يحار‪ ،‬ال شك‪ ،‬في فهم سيرورة األمور فيه‪ ،‬حتى أن عنصر «المفاجأة»‬ ‫لم يعد يثير فضول الناس‪ ،‬عامتهم وخاصتهم‪.‬‬ ‫ال أحتاج إلى المزيد من التوضيح‪ ،‬فحيث ما وجهت بصرك إال‬ ‫والحظت ما ال يعجبك وال يسرك‪....‬فقر وهشاشة وتسول و مخدرات‪،‬‬ ‫وعنف‪ ،‬ورعب‪ ،‬وسيوف‪ ،‬و مجانين في حالة سراح دائم‪ ،‬يرعبون عباد‬ ‫اهلل في واضحة النهار‪ ،‬أما بالليل‪ ،‬فالكثيرون «زهدوا» في متعة‬ ‫«الباسيو» مفضلين الهرولة إلى الفراش مع الغروب كي ال‪.....‬‬ ‫أما الغش والتزوير و «التنعوير» بقصد إحداث األدى للناس‪،‬‬ ‫فحدث وال حرج‪ ،‬والصحافة تطفح‪ ،‬باستمرار‪ ،‬بالعديد من مظاهر‬ ‫هذا االنحراف الطاغي على عالقات األفراد في المجتمع المسلم‪ ،‬الذي‬ ‫قام دينه على المعامالت‪ ....‬فمن الزيوت المسمومة‪ ،‬إلى استعمال‬ ‫المياه الملوثة في سقي الخضر والقطاني والنعناع إلى تسويق األدوية‬ ‫الفاسدة ومواد االستهالك الفاسدة إلى األكسجين المغشوش‪.....‬‬ ‫وهلم جرا !‬ ‫ولهذا فعندما قرأت بالغ إدارة األمن حول حصادها الوطني في‬ ‫ما يتعلق باالتجار غير المشروع في األدوية والمستحضرات الطبية‬ ‫والمنتجات الصيدالنية المهربة‪ ،‬والتي تورط فيها ‪ 52‬شخصا تم‬ ‫ضبطهم وإحالتهم على السلطات القضائية المختصة‪ ،‬وأن عمليات‬ ‫التفتيش والحجز التي باشرتها مصالح األمن الوطني عبر كافة التراب‬ ‫الوطني‪ ،‬مكنت من ضبط ‪ 32‬ألفا و‪ 584‬دواء مهربا‪ ،‬و‪ 133‬لترا من‬ ‫الكحول المخصص لالستخدام الطبي‪.......‬لم أتفاجأ ولم أستغرب‪،‬‬ ‫وتذكرت المقولة «العجيبة»‪ :‬في المغرب‪! ...........‬‬

‫‪ooooo‬‬

‫«االنتحار» في جماعة إمزورن‬

‫في تطوان‪ ،‬يموت مواطن من شدة البرد‬ ‫في الحاجب‪ ،‬يموت مواطن من شدة البرد‬ ‫وكل عام أعداد من المواطنين يموتون من البرد في غفلة عن‬ ‫المدثرين المتدفئين‪.....‬‬ ‫مواطنون ومواطنات يوجدون اليوم أيضا‪ ،‬في طابور الموت‪ .‬تحت‬ ‫ضربات البرد ولفحات الصقيع‪...‬‬ ‫وفي البلد مؤسسات اجتماعية عمومية‪ ،‬وفيها وزيرة تصيح في‬ ‫كل االتجاهــات بأن الفـقـر «انتفــى» من المغــرب‪«...‬لالن ‪ ...‬يا لالن»‬ ‫( !)‪ ،‬وفي البلد فوق المائة ألف من المنظمات األهلية التي تدعي رعاية‬ ‫المغاربة شيبا وشبابا‪ ،‬وتتسلم من أجل ذلك دعما مليونيا من الداخل‬ ‫والخارج‪....‬بدون حسيب وال رقيب ‪ .‬اسألوا األمين العام للحكومة‬ ‫يأتيكم الخبر اليقين !‬ ‫فهل كان ضروريا أن يصل التنبيه من العاصمة‪ ،‬من وزير الداخلية‬ ‫بالذات‪ ،‬لمن يهمه األمر‪ ،‬بضرورة االهتمام بالفقراء والضعفاء من‬ ‫المواطنين الذين لم يضمن لهم المغرب سقفا وال «فطيرة» وال‬ ‫«بطانية» يتدفؤون بها حين يكون العديد من المغاربة المرفهين‬ ‫في بيوتهم والمدفآت تحت أرجلهم و هم «غارقون» في «أسرتهم»‬ ‫الريشبوندية» ‪ -‬ياسالم ! ‪-‬‬ ‫وزارة الداخلية حثت السلطات المحلية على االهتمام الالزم‬ ‫بالفئات الهشة‪ ،‬خاصة األشخاص ممن ال مأوى لهم‪ ،‬وال معيل‬ ‫لهم‪ ،‬واتخاذ جميع التدابير الضرورية‪ ،‬من أجل ذلك‪ ،‬بمشاركة كل‬ ‫المتدخلين‪ ،‬لمساعدتهم وتوفير اإليواء والتغذية والتطبيب لهم‪.‬‬ ‫انتبهوا !‬ ‫البرد‪ ،‬كالسيجار‪......‬يقتل !!!‬

‫‪ooooo‬‬

‫ما ذا يحدث في «ميدي آن»‬ ‫يتعلق األمر بندوة علمية في موضوع «ظاهرة االنتحار‪ :‬مقاربة‬ ‫اجتماعية و قانونية»‪،‬نظمها مركز الدراسات القانونية واالجتماعية‬ ‫وبدعم من جماعة إمزورن‪ .‬المتدخلون من كبارا العلماء والمتخصصين‪،‬‬ ‫عالجوا الموضوع من جانب الدين والقانون وعلم االجتماع والعلم‬ ‫النفسي‪ ،‬بصفة عامة‪ ،‬ودون التشديد على «الخصوصية المغربية» في‬ ‫هذا الميدان‪ ،‬وهي في العديد من الحاالت‪ ،‬مترتبة عن « الحكرة»‬ ‫الناتجة عن الشطط‪ ،‬أو ببساطة‪ ،‬عن الظلم‪.‬‬ ‫ولو استعرض المشاركون في الندوة حاالت «المنتحرين»‬ ‫بالمغرب‪ ،‬خالل السنوات األخيرة‪ ،‬لترسخ لديهم االقتناع بأن ما عدا‬ ‫ذلك من األسباب‪ ،‬حاالت نادرة‪« ،‬معزولة» ! كاالنتحار من أجل المبادئ‪،‬‬ ‫أو اإلدمان على الكحول أو القمار‪ ،‬أو االنفصال والطالق بالنسبة للنساء‬ ‫‪.....‬كل تلك األسباب «تهون» أمام الشعور بالغبن والعجز والضعف !‪...‬‬ ‫العلماء تقدموا بتوصيات‪...‬وال شك أنهم كانوا واثقين بأن‬ ‫توصياتهم لن تجد من «يتسوق» لها في هذا البلد المنصرف كليا‬ ‫إلى «ترقيع» الحكومة التي زلزلتها «منارة المتوسط» التي قد تنير‬ ‫الطريق إلى «زالزل» أخرى‪ ،‬في مناطق أخرى بدأت تفوح منها رائحة‬ ‫«االختالالت» و «التهاون» في تنفيذ المشاريع المعلومة‪....‬‬ ‫توصيات وجيهة‪ ،‬لو‪....‬‬ ‫ومنها‪ :‬الوقاية من األمراض النفسية والعقلية‪ ،‬والحال أن الصحة‬ ‫العمومية على حالها ال تستطيع معالجة نفسها مما اعتراها من أمراض‬ ‫مزمنة‪....‬‬ ‫ومنها أيضا الرعاية الصحة لألفراد‪ ،‬ونحن عاجزون عن توفير لقمة‬ ‫خبز لألفراد‪ ،‬هل أتاكم خبر كارثة «بولعالم» ( ! )‪...‬‬ ‫ومنها تطوير آليات الوساطة والمساعدة االجتماعية‪ ،‬وكيف نطور‬ ‫الذي هو غير موجود بالمرة‪....‬‬ ‫والقيام بحمالت التحسيس والتوعية‪...‬أما هذه إنها من الممكنات‪،‬‬

‫‪ ‬‬

‫يبدو أن األمور ليست على ما يرام بهذه الفضائية التي كانت‬ ‫تعتبر المحطة «المضيئة» في المشهد التلفزي الوطني‪ .‬مجموعة‬ ‫جديدة من العاملين بهذه المحطة قدموا استقاالتهم لمن يعنيهم‬ ‫األمر‪ ،‬بعد أن أيقنوا أن ظروف العمل‪« ،‬مقلقة» وتستلزم تدخال حازما‬ ‫للكشف عن مسببات هذا التدمر المتواصل داخل هذه القناة التي‬ ‫أريد لها أن تكون متميزة وذات صيت مغاربي‪ ،‬وعربي وإفريقي‪ ،‬بوجه‬ ‫خاص‪.‬‬ ‫مهنيو القناة‪ ،‬نددوا بالوضع القائم وبعملية الهدر التعسفي التي‬ ‫تنسحب على الكفاءات المتوفرة وتفرض عليها مغادرة المحطة في‬ ‫ظروف غير طبيعية‪.‬‬ ‫االحتقان الذي تشهده قناة ميدي آن ليس وليد اليوم‪ ،‬بل هو‬ ‫نتيجة تراكمات من بداية عهد ما بعد كازالطا المنبوذ‪ ،‬ولكنه عظم‬ ‫مع «المغربة» التي أدرجت القناة في المألوف من المعامالت داخل‬ ‫اإلدارة «الوطنية» مما ال يسمح لجيل الكفاءات بممارسة العمل اإلذاعي‬ ‫والتلفزي في ظروف تضمن الحد األدنى لشروط ومعايير المهنة ‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪919‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫أكذوبة حرية المرأة بمجتمعاتنا العربية‪...‬‬

‫كرّمها اإلسالم و أهانها دعاة الحقوق والحريات‬ ‫حتى أفقدوها أنوثتها و إنسانيتها‬ ‫منذ القدم والمرأة خط أحمر في عُرف المجتمعات‪،‬‬ ‫وكأنها من فصيل آخر من مخلوقات اهلل‪ ،‬ويعود ذلك‬ ‫للحساسية التي تمثلها‪ ،‬كونها تملك أغلى ما لدى الرجل‬ ‫وهو عرضه وشرفه‪ ،‬وحين حُكمت البشرية بنظام الغابة‪،‬‬ ‫كانت المرأة تُستعبد وتدفن في مهدها وهي حية‪ ،‬خو ًفا‬ ‫من أن تجرّ العار ألهلها‪ ،‬فتكسر أعينهم أمام مجتمع‬ ‫يشتعل غيرة على محارمه‪ ،‬ثم ما لبثت المرأة تتحلحل من‬ ‫الظلم واإلضطهاد حين جاء اإلسالم فكسر القيود عن‬ ‫معصمها الرقيق‪ ،‬وأخرجها من سراديب الظالم‪ ،‬وأكرمها‬ ‫بأن تعاطف معها فيما تعرضت له عبر حقب التاريخ من‬ ‫انتهاك واستبداد‪ ،‬ويمثل قول اهلل تعالى‪« :‬وإذا الموؤدة‬ ‫سئلت بأي ذنب قتلت»‪ ،‬رفع ملفات َظ َلمتها إلى محكمة‬ ‫اآلخرة وإشعارها بذلك‪ ،‬كي تنطفئ جمرة األسى التي وَّلدها‬ ‫ذلك العمل الوحشي والبشع‪ ،‬فأولياء المقتول حين يَرَوْن‬ ‫القاتل في ساحة القصاص فإن أنفسهم تطيب ويخرج ما‬ ‫بها من ألم واحتقان‪ ،‬ويستطيعون وقتها أن يحيون حياة‬ ‫طبيعية‪ ،‬يقول ّ‬ ‫جل شأنه‪« :‬ولكم في القصاص حياة»‪ ،‬وكأن‬ ‫المعنى أيضًا ولكم في تعطيل قصاص الموت بشقيه‬ ‫النفسيوالجسدي‪.‬‬ ‫«وفي توجيه السؤال إلى الموءودة‪( :‬بأي ذنب قتلت)‬ ‫في ذلك الحشر إدخال الروع على من وأدها‪ ،‬وجعل سؤالها‬ ‫عن تعيين ذنب أوجَب قتلها للتعريض بالتوبيخ والتخطئة‬ ‫للذي وأدها‪ ،‬وليكون جوابُها شهادة على من وأدها‬ ‫فيكون استحقاقه العقاب أشد وأظهر»‪ ،‬كما جاء في تفسير‬ ‫«التحرير والتنوير» البن عاشور – رحمه اهلل ‪.-‬‬ ‫ثم أخذ اإلسالم يتدرج في إعطاء المرأة حقوقها‪،‬‬ ‫عبر األحداث التي عايشها العرب في عصر الرسول – صل‬ ‫اهلل عليه وسلم‪ ،-‬والتي كان الوحي لها بالمرصاد يراقبها‬ ‫ويقوّمها‪ ،‬وكأن الرسول – صل اهلل عليه وسلم‪ -‬قد حمل‬ ‫على عاتقه قضية المرأة وترافع عنها في محكمة السماء‪،‬‬ ‫انتصارًا لها‪ ،‬ولينزل الوحي فيعيد مكانتها وح ّقها‪ ،‬وبعدما‬ ‫أنهى مرافعاتها واستردّ حقوقها أوصى بها خيرًا‪ ،‬لشعوره‬ ‫بضعفها وق ّلة حيلتها‪ ،‬وليحصنّها مستقبلاً من عبث‬ ‫العابثين‪.‬‬ ‫وبعد أن أخذت المرأة حقوقها غير منقوصة في‬ ‫اإلسالم‪ ،‬وعاشت حينًا من الدهر ترفل في ثوب الكرامة‬ ‫والحياة الطيبة‪ ،‬دخلت عليها ثقافات ال تناسب الدين‬ ‫والعرف‪ ،‬فأوهمتها أن هناك حقو ًقا لم تأخذها بعد‪،‬‬ ‫ويقصدون بذلك خروجها من خِدْ ِرهَا ومزاحمة الرجال في‬ ‫شتى الميادين بدعوى المساواة‪ ،‬لكنهم كذبوا واهلل فليس‬ ‫الذكر كاألنثى‪.‬‬ ‫إن حدود حرية المرأة تقف عند خدش غيرة الرجل‪ ،‬أو‬ ‫سلب عرضه بحديث ساخن‪ ،‬أو استعراض ماجن‪ ،‬أو إعجاب‪،‬‬ ‫أو صداقة قد تبدو في الظاهر أنها عادية‪.‬‬ ‫إن طبيعة المرأة وتكوينها الجسماني يجعلها فريسة‬ ‫للجياع ومن في قلبهم مرض أو حتى األسوياء‪ ،‬فالرجل‬ ‫مخلوق ضعيف أمام المرأة‪ ،‬ينصهر أمام نهدها البارز‪،‬‬ ‫ويذوب صبابة أمام قدّها الميّاس وخصرها النحيل وصوتها الرخيم‪.‬‬ ‫ال تصدقوا دعاة حرية المرأة‪ ،‬فليس في قاموسنا نحن البشر حرية! نعم‪ ،‬ليس في قاموس البشر حرية! بل نحن عبيد‬ ‫رجالاً ونسا ًء شئنا أم أبينا‪ ،‬يحكمنا الدين‪ ،‬ويحكمنا النظام المراعي للمصلحة العامة‪ ،‬وتحكمنا العادات والتقاليد‪ ،‬فأين الحرية‬ ‫من ذلك؟!‬ ‫إن الحرية المطلقة تعني الفوضى والعشوائية‪ ،‬وال شك أن هذا ال يتناسب مع النظام اإلجتماعي‪ ،‬وال يمكن أن تستقيم‬ ‫معه حياة سوية‪ ،‬ومن هنا على المرأة أن تدرك زيف أدعياء حرية المرأة‪ ،‬والذين ينادون من مكان بعيد‪ ،‬لكي تخلع عنها عباءة‬ ‫الحياء وتبيع نفسها بعرض من الدنيا‪.‬‬ ‫إن حقوق المرأة ال تعني الحرية المتفسخة‪ ،‬فالحق شيء والحرية شيء آخر‪ ،‬وحين نخلط بين الحقوق والحريات‪ ،‬فإن‬ ‫النتيجة هي كسر الخطوط الحمراء‪ ،‬وانتهاك حقوق المجتمع والذوق الفطري السليم باسم الحرية‪ ،‬التي ليس لها على أرض‬ ‫الواقع إال إسمها‪.‬‬ ‫حتى الموروث الشعبي من األمثال واألقوال التي تتناول المرأة موضوعاً لها عند غالبية شعوب األرض وشعوب العرب‬ ‫على وجه الخصوص‪ ،‬أجحفت في وصف المرأة بشتى النعوت واألوصاف السلبية‪ ،‬فوُصفت مرة بالشيطان عندما قيل أن‬ ‫«النساء حبائل الشيطان» ومرة بالثرثارة وأخرى بالحرباء «المرأة‬ ‫كالحرباء تتلون كيفما تشاء»‪ ،‬واتهمت مرة أخرى بأنها هي السبب في‬ ‫طرد آدم من الجنة بعد إغرائه بالتفاحة ومرة توصف بالكاذبة في المثل‬ ‫الذي يقول‪ :‬دموع المرأة دليل كذبها‪ ،‬أرى أن الموروث الشعبي واألمثال‬ ‫الشعبية وعلى أساس أنها جزء من ثقافات الشعوب تعكس بشكل‬ ‫مباشر نظرة المجتمعات إلى ذلك الكائن الذي من المفروض به أنه‬ ‫نصف المجتمع المهم‪ ،‬وبالتالي فإن مدى رقي ذلك المجتمع يقاس من‬ ‫خالل تلك النظرة الدونية أحياناً‪ ،‬وهي لألسف عندنا نظرة تنطوي على‬ ‫الكثير من اإلجحاف والظلم ووضع المرأة في أسفل السافلين‪.‬‬ ‫و حتى الفكرة السامة المتخلفة القائمة على مقولة أن «النساء‬ ‫ناقصات عقل ودين» باتت في حكم الباطل وغير المبني على أساس‬ ‫من العلم‪ ،‬ومن المخجل أن تكون هناك أمة على األرض ال تزال تؤمن‬ ‫بها‪ ،‬فلو كانت تلك المقولة صحيحة فسوف لن يكون «وراء أي رجل‬ ‫عظيم إمرأة» كما يقال‪ ،‬فمن غير الممكن أن تكون المرأة ناقصة عقل‬ ‫ودين ويكون بإمكانها أن تساهم في نجاح الرجل وإيصاله إلى مرحلة‬ ‫العظمة‪ ،‬ولن تكون أي إمرأة ناقصة دين في نظر الدين نفسه وراء نجاح‬ ‫أي رجل عظيم‪ ،‬وهذا المثل ما هو إال إثبات للمقولة التي مفادها أن «ال‬ ‫يفلح قوم أولوا أمرهم إلمرأة»‪ ،‬فهنا تتجلى كل معاني التجريح وتقليل‬ ‫الشأن واأللم النفسي الذي يلحق بالمرأة من جراء مثل تلك األقاويل‪،‬‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫فالمجتمع من ناحية ينتقد المرأة بأنها ضعيفة وال حول لها‬ ‫وال قوة‪ ،‬ومن ناحية يطالبها بإنجاز واجباتها على أكمل وجه‪،‬‬ ‫في الوقت الذي تقوم فيه المرأة بأكبر المهام والواجبات في‬ ‫الحياة وهي إنجاب األطفال وتحمل آالم الوالدة وغيرها من‬ ‫اآلالم‪ ،‬وعندما يأتي الحديث إلى تسواي المرأة بالرجل يقال‬ ‫أن الرجل قوي ألنه يمتلك القوة العضلية‪ ..‬وهكذا من البدع‬ ‫المتخلفة والتي يصب هدفها األساس في تحديد المساحة‬ ‫التي تتحرك فيها المرأة داخل المجتمع والتقليل من شأنها‬ ‫وسجنها داخل زنزانات من العادات البالية واألقاويل‪.‬‬ ‫و اآلن هل صحيح أن وراء كل رجل عظيم إمرأة؟ هذا‬ ‫المثل أثبت بطالنه مع تطور العقول والقفزات الهائلة في‬ ‫عالم التكنلوجيا وإقتحامها الحياة اليومية‪ ،‬فإن ترديد مثل‬ ‫ذلك المثل هو في حد ذاته إنتقاص للمرأة كإنسان خصوصاً‬ ‫في هذا الزمن الذي تشكل فيه المرأة شريك الرجل في‬ ‫اإلنجازات العلمية والتكنلوجية‪ ،‬فصفة العظمة هنا تقتصر‬ ‫على الرجل وال وجود ألي صفة إيجابية للمرأة في نص‬ ‫المقولة سوى إيهامها بكذبة أن نجاح الرجل يعود إليها‪،‬‬ ‫هذه المقولة التي إفتخرت البشرية بها عقود طويلة وأوهمت‬ ‫المرأة بها طوال هذه المدة الطويلة‪ ،‬ثم لماذا كلمة «وراء»‬ ‫هل ألن المجتمع الشرقي مجتمع أبوي ذكوري وال يصح أن‬ ‫تقف المرأة إلى جانب الرجل ويجب أن تقف دائماً وراءه؟ ثم‬ ‫لماذا هذا اإلجبار على التقوقع في بوتقة خدمة رجل إلى أن‬ ‫يصل إلى درجة العظمة في الوقت الذي تبقى هي في الخلف‪،‬‬ ‫ولماذا ال تكون وراء نجاحها الشخصي‪ ،‬لماذا ال يكون هناك‬ ‫رجل مث ًال وراء نجاحها‪ ،‬فحتى هذا المثل لم ينصف المرأة كما‬ ‫يجب‪ ،‬فهو قائم أص ًال على أساس تعظيم الرجل وإبقاء المرأة‬ ‫في الظل وخلف الرجل‪ ،‬ثم من غير الممكن أن يكون بإمكاني‬ ‫في زمن العولمة واإلنفتاح هذا أن أساهم في نجاح رجل في‬ ‫حياتي إن لم أقف إلى جانبه‪ ،‬فأنا أعرف أن األشخاص يقفون‬ ‫إلى جانب بعضهم البعض وقت الشدائد وأوقات المساعدة‬ ‫ومد يد العون‪ ،‬وإذا أخذنا كلمة «عظيم» وفي المثل ودرسناه‪،‬‬ ‫سنخرج بنتيجة أن تلك الكلمة تحمل في طياتها معاني الغرور‬ ‫والعنجهية‪ ،‬فصفة العظمة في هذا العصر المتميز باإلنجازات‬ ‫العلمية العظيمة صارت من الصفات التي ال تليق باإلنسان‬ ‫وهي تعطي صورة التفاخر والتباهي والغرور والنرجسية وحب‬ ‫العظمة‪ ،‬هذه المفاهيم التي تدخل في باب األمراض النفسية‬ ‫في العلم النفسي الحديث‪ .‬ألن التجارب أثبتت أن داء العظمة‬ ‫تداهم اإلنسان عندما يصاب بالغرور ‪ ،‬فكلما كبر اإلنسان من‬ ‫المفروض أن يزداد تواضعاً وأن ينظر إلى من حوله بتساوي‪،‬‬ ‫لذا فإن تلك األمثال ومع الزمن أثبتت بطالنها وأثبتت أنها‬ ‫أكذوبة أوهمت البشرية بها لتحصر المرأة وتبقيها خلف‬ ‫الرجل وفي الظل‪.‬‬

‫المرأة العصرية‬ ‫منذ البداية جذب الرجل المرأة إلى األعمال التي تلزمها بالتخلي عن أنوثتها لتضمر تلقائياً بوصفها غير مستعملة‪ ،‬وقد‬ ‫أشركها بالجرم كي ال تكون شاهد إثبات كأعمال الغش في البناء بإشراف مهندسات والرشاوى الوظيفية وتسيير معامالت‬ ‫الدولة‪ .‬ثمّ تمّ إخضاع ماليين النساء للنموذج الواحد باستخدام األزياء‪ ،‬اإلعالن‪ ،‬وصنع نماذج من الفتيات يتصفن بالجمود‬ ‫بحيث يفقدن شخصيتهن وبذلك يستبعد كل خطر للمرأة األنثى!‬ ‫وكي يتسنى للمرأة التّفوق على الرجل في عالم مليء بالقتل والتّدمير والعدوان والنزعات الفردية ال بدّ لها من أن‬ ‫تفقدإنسانيتها‪..‬‬ ‫لم يأتِ الطغاة من العدم‪ ،‬بل من رحم امرأة فقدت إنسانيتها وسعت إلى هالكها لتضارع الرجل وتتفوق عليه بالعمل‬ ‫لديه وألجله فتصبح نصف رجل لكن تبقى الهيمنة للذكر‪ ،‬للرجل‬ ‫الكامل وليس ألنصاف الرجال بدليل تشبيهها بهم (أخت الرجال)‬ ‫فهي لن تصل إلى الرجولة التي فقدت ألجلها أنوثتها وإنسانيتها!‬ ‫حال المرأة في عصرنا أسوأ مما كانت عليه في عصر الحريم‪،‬‬ ‫كانت المرأة في ذلك العصر محتفظة بأنوثتها‪ ،‬تصغي وتقدّر‬ ‫وتالحظ وتنتظر ثمّ تتدخل لتصوغ القرار‪ ..‬اليوم المرأة مستعمرة‬ ‫باسم الحريّة من قبل هؤالء الرجال الذين يصرون على منحها‬ ‫الحريّة! حريّة الخضوع لآللة التي تراقب الدوام في مراكز العمل‪،‬‬ ‫حريّة الخضوع لرب العمل ولمساعديه‪ ،‬حريّة المعتقل الكبير خارج‬ ‫جدران المنزل‪ ..‬ح ّققت المرأة إذن الغاية المرجوة من حريتها‪ ،‬أيدٍ‬ ‫عاملة جيدة بأجر أقل‪ ،‬نساء ال شخصية واضحة لهنّ‪ ،‬نموذج للمجتمع‬ ‫الحيادي بمشاعره المبرمجة والمقننة حسب الحاجة‪ .‬ولم تبتعد‬ ‫النساء الذكيات والمتوازنات عن ورطة الحريّة فقد تمّ جرّهن للقيام‬ ‫بدورهن في صناعة الصواريخ واألسلحة واإلكترونيات ليتحوّلن إلى‬ ‫مشاركات في القتل والتّدمير ولتتوجه أصابع االتّهام لهنّ‪ .‬لو عادت‬ ‫المرأة إلى نفسها الكتشفت ّ‬ ‫أن األنوثة هي قوة وحكمة وذكاء وعمل‬ ‫ومن خاللها تتحكم بالعالم الخارجي الذي يوشك على اإلنهيار‪.‬‬


‫العدد ‪919‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫شكاية تفجر فضيحة تالعب في أدوية مجانية بمستشفى األمراض‬ ‫العقلية بطنجة‬

‫علمت «األخبار»‪ ،‬من مصادر متطابقة‪ ،‬أن مستشفى‬ ‫الرازي لألمراض العقلية والنفسية بطنجة‪ ،‬عرف خالل‬ ‫األسبوع الماضي تفجر فضيحة تتعلق بتالعبات طالت أدوية‬ ‫المرضى‪ ،‬عقب اكتشاف أن جهات داخل المؤسسة تقوم‬ ‫ببيعها لعائالت المرضى بأثمنة مرتفعة‪.‬‬ ‫وحسب المعطيات المتوفرة‪ ،‬فإن إحدى العائالت لجأت‬ ‫إلى القضاء‪ ،‬أخيرا‪ ،‬للمطالبة بفتح تحقيق في كون ممرض‬ ‫قام بانتحال صفة طبيب‪ ،‬وأقدم على كتابة وصفة طبية ألحد‬ ‫مرضى هذه العائلة‪ ،‬حيث قام ببيع حقنة إضافية إلى دواء‬ ‫مهدئ للمريض الذي كان يعاني من بعض األرق واالكتئاب‪،‬‬ ‫وهو ما أدى إلى سقوطه مباشرة بعد تناوله الدواء‪ ،‬على‬ ‫اعتبار أن مرضه عقلي‪ ،‬حيث أثرت عليه هذه األدوية بشكل‬ ‫قوي‪ ،‬حسب المعطيات المتوفرة‪ ،‬ما حذا بالعائلة إلى التوجه‬ ‫في اليوم الموالي إلى إدارة المستشفى إذ احتجت ضد هذا‬

‫التصرف‪ ،‬قبل أن تتوجه صوب وكيل الملك ولدى مصالح‬ ‫النيابة العامة المختصة‪ ،‬حيث وضعت شكاية في الموضوع‪،‬‬ ‫ليتبين مع أولى التحقيقات التي باشرتها اإلدارة الوصية‪،‬‬ ‫وفق بعض المصادر‪ ،‬أن الممرض المشار إليه تجاوز‬ ‫اختصاصه وقام بكتابة الوصفة الطبية‪ ،‬فضال عن كون‬ ‫العائلة أكدت عملية البيع من خالل الوثائق التي بحوزتها‪،‬‬ ‫حيث قام المعني باألمر بكتابة مجموع المبلغ الذي تحصل‬ ‫عليه من هذه األدوية في وثيقة الوصفة‪ ،‬وهي الفضيحة‬ ‫التي هزت أركان المستشفى على اعتبار أن هذه األدوية‬ ‫مجانية‪ .‬إلى ذلك‪ ،‬نبهت المصادر نفسها إلى أنه تم تسجيل‬ ‫هذا األمر مرات متكررة‪ ،‬بالرغم من إحجام العائالت عن‬ ‫التوجه نحو القضاء‪ ،‬وكون بعض منها تجهل هذه المسألة‪،‬‬ ‫إذ إن حقنة وأدوية من قبيل «موديكات روتارد»‪ ،‬والتي يبلغ‬ ‫ثمنها األصلي ‪ 74‬درهما‪ ،‬تم بيعها في ظروف غامضة داخل‬

‫المؤسسة الصحية بمبلغ ‪ 300‬درهم في سابقة من نوعها‪،‬‬ ‫وهو ما اعتبرت معه المصادر وجود لوبي داخل المستشفى‬ ‫يدفع نحو احتقان األوضاع‪ ،‬على غرار المستشفى الجهوي‬ ‫محمد الخامس‪ .‬وتبعا لذلك‪ ،‬كشفت مصادر قريبة من‬ ‫إدارة المؤسسة الصحية‪ ،‬أن المندوبية الجهوية توصلت‪،‬‬ ‫من جهتها‪ ،‬بتفاصيل هذا الموضوع‪ ،‬حيث يرتقب أن تتخذ‬ ‫اإلجراءات الالزمة في حق المعني باألمر‪ ،‬بعد أن قام مدير‬ ‫المؤسسة بإحالة األمر عليها‪ ،‬عقب تفجر الفضيحة‪ ،‬حيث‬ ‫ينتظر أيضا أن تدخل مصالح الشرطة القضائية على الخط‬ ‫لالستماع إلى أطراف الملف قصد تحديد المسؤوليات في‬ ‫هذا الوضع القائم‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫ارتفاع قضايا الضرب والجرح واستعمال السيوف والسرقات بالعنف‬ ‫بطنجة والعرائش‬

‫كشفت مصادر مطلعة أن قضايا الضرب والجرح‬ ‫واستعمال السيوف والسرقات بالعنف والخنق‪ ،‬على مستوى‬ ‫طنجة‪ ،‬أضحت في تزايد مستمر‪ ،‬إذ كشفت أرقام قضائية‬ ‫أنه في غضون األسبوع الجاري‪ ،‬تم إدراج أزيد من ‪ 80‬ملفا‬ ‫بغرفة الجنايات بالمدينة‪،‬تتعلق كلها بالتهم سالفة الذكر‪،‬‬ ‫بالرغم من تسجيل تراجع في العصابات المنظمة التي‬ ‫كانت تروع سكان عاصمة البوغاز‪.‬‬ ‫وأكدت المصادر أن مختلف هذه القضايا تتعلق‬ ‫بأفراد يحترفون «اإلجرام»‪ ،‬وتتركز هذه القضايا بالحزام‬ ‫الهامشي لمدينة طنجة‪ ،‬خصوصا في أحياء المصلى‬ ‫ومنطقة مسنانة‪ ،‬وحي بنكيران‪ ،‬وأحياء مقاطعة بني‬ ‫مكادة‪ ،‬إلى جانب بعض النقاط السوداء بمنطقة السواني‬ ‫منها «كاساباراطا»‪ ،‬حيث إن هذه األحياء تشهد انتشارا‬ ‫كثيفا لمروجي تجار المخدرات‪ ،‬مما يتسبب في ارتفاع‬ ‫مهول ألرقام الجريمة‪.‬‬ ‫وأضافت المصادر ذاتها أن أزيد من ‪ 30‬قضية تتعلق‬

‫بالسرقات الموصوفة أدرجـــت في جلســة‪ ،‬يوم الثالثاء‪،‬‬ ‫لوحدها أمام غرفة الجنايات االبتدائية‪.‬‬ ‫وتوضح المعلومات المتوفرة‪ ،‬أن بعض الجانحين‬ ‫احترف أغلبيتهم السرقات بمدينتي فاس وسال‪ ،‬قبل أن‬ ‫ينتقلوا بشكل رسمي صوب عاصمة البوغاز‪ ،‬المتهان‬ ‫اعتراض سبيل السكان‪ ،‬حيث تعج هذه الغرف بقضايا‬ ‫ذات صلة بجانحين ينحدرون من هذه المدن‪ .‬فيما يلجأ‬ ‫أغلب الجانحين بمدينة طنجة إلى استعمال أسلحة بيضاء‬ ‫من الحجم الكبير والسيوف لترويع المواطنين‪ .‬بالمقابل‬ ‫تستأثر مدينة العرائش هي األخرى ببالغ اهتمام الجهات‬ ‫الوصية‪ ،‬بفعل تزايد حجم اإلجرام بشكل وصف بالمخيف‪،‬‬ ‫إلى جانب مدينة القصر الكبير‪ ،‬هي االخرى‪ ،‬بفعل كونهما‬ ‫حزامين للفقر مما يشجع على الجريمة بمختلف أنواعها‪.‬‬ ‫ويأتي هذا في ظل قيام المديرية العامة لألمن‬

‫الوطني بضخ دماء جديدة في مختلف مصالحها بالجهة‪،‬‬ ‫قصد القضاء على بؤر اإلجرام وكذا مستنقعات المخدرات‬ ‫في ظل هذه التقارير التي تتوصل بها بشكل دوري‪ ،‬كما‬ ‫زودت مصالحها بمختلف الوسائل اللوجستيكية قصد‬ ‫تطويق الجريمة‪ ،‬التي تراجعت منذ تعيين مديرها عبد‬ ‫اللطيف الحموشي‪ ،‬حيث تقتصر غالبيتها على األفراد‬ ‫المعزولين‪ ،‬بعد أن كانت شبكات منظمة تقوم بعمليات‬ ‫السرقات واعتراض سبيل السكان‪ ،‬باستعمال سيارات‬ ‫وكاالت الكراء في غالب األحيان‪.‬‬ ‫ونبهت مصادر متتبعة للشأن المحلي‪ ،‬إلى أن أحزمة‬ ‫الفقر بعاصمة البوغاز ال تزال بحاجة إلى تدخالت أمنية‬ ‫كثيفة بهدف تطويق الجريمة بكل أشكالها‪ ،‬في ظل‬ ‫كون غرفة الجنايات بالمدينة تواصل هي األخرى إدانة‬ ‫المتهمين ذوي الصلة بهذه األفعال الخارجة عن القانون‬ ‫بأقصى العقوبات‪.‬‬

‫م‪ .‬أ‬

‫األعرج يكرم األطفال «أمناء أصيلة» بتطوان‬ ‫أوفى محمد األعرج‪ ،‬وزير الثقافة واالتصال‪ ،‬ووزير‬ ‫التربية الوطنية والتعليم العالي والتكوين المهني‪،‬‬ ‫بالنيابة‪ ،‬بوعده‪ ،‬وقام بتكريم التالميذ األمناء أنس وأيوب‬ ‫وآدم‪ ،‬المنحدرين من مدينة أصيلة‪ ،‬تقديرا لهم على‬ ‫أمانتهم المثالية‪ ،‬عندما آثروا تسليم حقيبة مهاجر مغربي‬ ‫إلى شرطة المدينة‪ ،‬بعد عثورهم عليها وهم عائدون من‬ ‫المدرسة إلى منازلهم‪ ،‬رغم احتوائها على آالف الدراهم‬ ‫كانت كفيلة بإغرائهم‪.‬‬ ‫وتميزت هذه االلتفاتة التكريمية‪ ،‬التي كانت حبلى‬ ‫باألحاسيس النبيلة بتفاعل كبير من الحضور الذين‬

‫انبروا واقفين يصفقون لفترة طويلة تنويها ب»األطفال‬ ‫األمناء»‪ .‬وكان تكريم أطفال أصيلة أول فقرة من حفل‬ ‫افتتاح فعاليات الدورة ال‪ ،19‬للمهرجان الوطني للمسرح‬ ‫بتطوان‪ ،‬التي تتواصل إلى غاية السادس من دجنبر‪،‬‬ ‫بمدن تطوان ومرتيل والمضيق والفنيدق‪ ،‬والذي حضرته‬ ‫نجوم فنية بارزة‪ ،‬وشهد حضورا غفيرا من عشاق المسرح‪.‬‬ ‫يذكر أن التالميذ الثالثة كانوا قد عثروا‪ ،‬قبل أيام على‬ ‫حقيبة‪ ،‬تحتوي على مبلغين مهمين بالدرهم واليورو‪،‬‬ ‫إضافة إلى وثائق شخصية ومهنية بالغة األهمية تخص‬ ‫صاحب الحقيبة‪ ،‬وسط مدينة أصيلة‪ ،‬حين كانوا في طريق‬

‫عودتهم من المدرسة إلى منازلهم‪ ،‬فسارعوا دون تردد‪،‬‬ ‫إلى تسليمها إلى الشرطة‪ .‬وأثار هذا التصرف األمين‬ ‫موجة واسعة من اإلعجاب بين المغاربة‪ ،‬أنساهم قليال‬ ‫من اآلثار السلبية لمشاهد صادمة حديثة التداول بينهم‪،‬‬ ‫عرضت اعتداءات متفرقة ومشينة لتالميذ على أساتذتهم‪.‬‬ ‫واعتـبر الفتيــان الثالثــة أبطاال بالمغرب وتلقــوا‬ ‫تكريمات من عدة أطراف ومؤسسات أهمها المديرية‬ ‫العامة لألمن الوطني‪ ،‬كما أنهم لقبوا بألقاب متميزة‬ ‫تعكس نبل أخالقهم مثل لقب «أمناء أصيلة»‪.‬‬

‫رضوان الحسوني‬

‫فضيحة ‪ 15‬درهما رصيد المجلس الجهوي للسياحة بطنجة‬ ‫في فضيحة كشفت أطوارها أمام محمد ساجد‪ ،‬وزير‬ ‫السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية‪ ،‬قال مصطفى‬ ‫بوستة‪ ،‬رئيس المجلس الجهوي للسياحة بجهة طنجة‪ ،‬إن‬ ‫المجلس ال يتوفر إال على ‪ 15‬درهما في حسابه البنكي‪،‬‬ ‫مطالبا وزير السياحة بمساعدة مالية‪.‬‬ ‫مصطفى بوستة قال في تصريحا ل»المساء»‪ ،‬إن‬ ‫حساب المجلس يتوفر على أكثر من ‪ 15‬درهما‪ ،‬لكنه‬ ‫صرح بذلك الستمالة القلوب وجلب عطفها لمنح المجلس‬ ‫مساعدات مالية‪ ،‬ذلك أنه ال يتلقى أي دعم مادي‪.‬‬ ‫وفي سؤال حول عدد المؤسسات السياحية بالجهة‪،‬‬ ‫قال رئيس المجلس الجهوي للسياحة إنه ال يتوفر على‬ ‫معطيات بخصوصها‪ ،‬وهو ما يعتبر في حد ذاته فضيحة‪.‬‬ ‫إذ يتعين على المجلس إجراء مسح لعدد المؤسسات‬ ‫السياحية بالجهة‪ ،‬من فنادق ومطاعم ووكاالت أسفار‬ ‫وغيرها من المؤسسات السياحية‪.‬‬ ‫والغريب في األمر أيضا‪ ،‬أنه رغم أن القانون األساسي‬ ‫للمجالس الجهوية للسياحة بالمغرب يلزم المؤسسات‬ ‫السياحية المنخرطة بأداء واجبات االنخراط سنويا‪ ،‬إال أن‬ ‫بوستة كشف في تصريح ل»المساء»‪ ،‬أن المجلس أيضا‬

‫ال يتوفر على منخرطين‪ ،‬مشيرا إلى أن آخر منخرط كانت‬ ‫تجسده جمعية الفنادق‪ ،‬لكنها توقفت عن أداء انخراطها‬ ‫السنوي‪ .‬فيما المؤسسات السياحية بجهات الشمال ال‬ ‫تؤدي واجبات انخراطها السنوي للمجلس‪ ،‬بما فيها مدن‬ ‫تطوان وطنجة والحسيمة والعرائش‪.‬‬ ‫وإلى جانب ذلك‪ ،‬كشف بوستة في التصريح ذاته‪ ،‬أن‬ ‫الجهة أيضا‪ ،‬رغم أنها تربطها اتفاقية مع المجلس‪ ،‬تهم‬ ‫منح ‪ 150‬مليون سنتيم للمجلس لالشتغال‪ ،‬إال أنها هي‬ ‫األخرى لم تقدم هذا الدعم‪ ،‬فيما يبقى‪ ،‬حسب المتحدث‬ ‫ذاته‪ ،‬المكتب المغربي الوطني للسياحة‪ ،‬الوحيد الذي‬ ‫يقدم دعما ماليا للمجلس‪ ،‬عبارة عن أداء واجبات المناشير‬ ‫والمطبوعات الترويجية وغيرها‪.‬‬ ‫وعن كيفية أداء المجلس ألشغاله المنوطة به‪ ،‬وألجور‬ ‫موظفيه‪ ،‬كشف بوستة أن المجلس يتكلف بتدبير ميزانية‬ ‫«من هنا وهنا»‪ ،‬لتدبير نفقاته‪ ،‬مشيرا إلى أنه بعدما أعلن‬ ‫أمام وزير السياحة عن وضعية الحساب البنكي للمجلس‪،‬‬ ‫تلقى وعودا بمنح مساعدات مالية من طرف الجهة‪ ،‬التي‬ ‫وعدنه بتقديم الدعم المالي بداية يناير من العام المقبل‪،‬‬ ‫فيما تلقى وعدا من جماعة طنجة بمنحه دعما خالل أقل‬ ‫من أسبوعين‪.‬‬

‫وفي سياق متصل‪ ،‬اتصلــت «المســـاء» بالزوبير‬ ‫بوحوت‪ ،‬مدير المجلــس اإلقليمي للسياحــة بورزازات‪،‬‬ ‫وصرح بأن المجلس الذي يديره يتوفر على قانون‬ ‫أساسي يلزم بموجبه المؤسسات السياحية المنخرطة‬ ‫بأداء واجباتها المالية للمجلس سنويا‪ ،‬مشيرا أيضا إلى‬ ‫أنه يتوفر على معطيات حول عدد المؤسسات السياحية‪،‬‬ ‫حيث يبلغ عددها ما يقارب ‪ 300‬مؤسسة ومهنة‪86 ،‬‬ ‫مؤسسة ومهنة منها منخرطة في المجلس الجهوي‬ ‫للسياحة بإقليم ورزازات وتؤدي واجبات انخراطها سنويا‪،‬‬ ‫وهو االنخراط الذي يتراوح بين ‪ 1000‬درهم كحد أدنى‬ ‫وخمسة آالف درهم كسقف أعلى‪.‬‬ ‫وتابع المتحدث أن وجود منخرطين من عدمه يتعلق‬ ‫بطريقة تدبير المجلس لعمله‪ ،‬حيث إن انخراط قاعدة‬ ‫أساسية في المجالس الجهوية واإلقليمية للسياحة‪ ،‬يعد‬ ‫شرطا أساسيا ليكون المجلس قانونيا وقائما‪ ،‬وبعد تحقيق‬ ‫هذا الشرط‪ ،‬يتعين على المجلس البحث عن شركاء من‬ ‫قطاع السياحة‪ ،‬وذلك بهدف أداء مهامهم‪.‬‬

‫وفاء الخليلي‬

‫مسؤولو «البيجيدي»‬ ‫بمجالس جماعة طنجة‬ ‫يستنفدون حصصهم‬ ‫من «الغازوال» بسبب‬ ‫السيارات الفارهة‬

‫علمت «األخبار»‪ ،‬من مصادر جماعية متطابقة‪ ،‬أن‬ ‫مسؤولي حزب العدالة والتنمية بالمجالس الجماعية‬ ‫لمدينة طنجة‪ ،‬في سابقة من نوعها‪ ،‬استنفدوا الحصة‬ ‫المخولة لهم قانونا من ميزانية السنة الجارية‪،‬‬ ‫للمحروقات الخاصة بالتنقالت‪ ،‬وذلك بعد أقل من‬ ‫أربعة أشهر من تسليمهم السيارات الفارهة التي تم‬ ‫اكتراؤها‪ ،‬ومن ضمنها سيارات تستهلك الوقود بشكل‬ ‫كبير‪.‬‬ ‫وحسب المصادر نفسها‪ ،‬فإن بعض المسؤولين‬ ‫ونواب رؤساء الجماعات أقدموا على وضع هذه السيارات‬ ‫داخل مرأب جماعي على مستوى طريق تطوان‪ ،‬في‬ ‫الوقت الذي يدفع البعض اآلخر من ماله الخاص‬ ‫مصاريف استهالك الوقود‪ ،‬في الوقت الذي أوضحت‬ ‫المصادر نفسها أن غالبية هؤالء كانوا يستعملون‬ ‫هذه السيارات في أغراض عائلية وشخصية‪ ،‬علما أن‬ ‫تحركاتهم بخصوص الملفات الجماعية شبه محدودة‬ ‫أو منعدمة‪ ،‬سوى في بعض اللقاءات أثناء إقامتها‬ ‫بوالية الجهة والمجالس المذكورة‪.‬‬ ‫ونبهت المصادر ذاتها إلى أن ماليين السنتيمات‬ ‫تم استهالكها في أقل من سنة تتعلق بالوقود‪،‬‬ ‫وهو ما ينذر باندالع أزمة جديدة بين مسؤولي حزب‬ ‫العدالة والتنمية‪ .‬ووفق المصادر ذاتها‪ ،‬فإن عمدة‬ ‫المدينة رفض التدخل لبعض المستشارين إليجاد حل‬ ‫لهذه األزمة‪ ،‬بفعل كون المجلس نفسه يعاني من‬ ‫اختالالت مالية‪ ،‬ما جعل هذا الملف يتم التستر عليه‪،‬‬ ‫مخافة وصوله إلى المصالح الوصية لدى الجماعات‬ ‫المحلية بوالية الجهة‪ ،‬للبحث بشأن األسباب الكامنة‬ ‫وراء استهالك الكميات الممنوحة من الوقود في هذه‬ ‫المدة الوجيزة‪ ،‬في ظل محدودية تحركات المسؤولين‬ ‫عن «البيجيدي» على مستوى المدينة‪ .‬ولم تخف‬ ‫المصادر نفسها أن يتم طرح هذا الملف في الدورات‬ ‫المقبلة‪ ،‬من قبل فرق المعارضة التي سبق أن احتجت‬ ‫من جانبها حول قضية نوعية السيارات الفارهة التي‬ ‫قام المجلس الجماعي بكرائها وتكلف ماليين الدراهم‬ ‫بشكل سنوي‪.‬‬ ‫ووفق بعض المعطيات المتوفرة‪ ،‬فإن هذا الملف‬ ‫ينتظر أيضا أن يستعمله بعض المسؤولين عن الحزب‪،‬‬ ‫لمواجهة بعضهم البعض في ظل الصراعات التي‬ ‫اندلعت أخيرا‪ ،‬بسبب كون اللقاءات األخيرة أظهرت‬ ‫انقساما في صفوفهم إثر قطع الطريق أمام الوالية‬ ‫الثالثة لعبد اإلله بنكيران‪ ،‬لكون عاصمة البوغاز تعرف‬ ‫حضورا قويا لكل من التيار الموالي لبنكيران واآلخر‬ ‫المعروف ب»تيار الوزراء»‪.‬‬

‫م‪ .‬أ‬

‫طفل معاق‬ ‫في حاجة إلى مساعدة‬ ‫يعاني الطفل‬ ‫محم��د العل��وي‪،‬‬ ‫البال��غ من العمـر‬ ‫س��نــوات‬ ‫‪10‬‬ ‫م��ن تأخـ��ر ف��ي‬ ‫النم��و‪ ،‬نتجـــ��ت‬ ‫عن��ه‪ ،‬م��ع م��رور‬ ‫الس��نوات إعاق��ة‬ ‫كاملـــ��ة‪ ،‬فض�لا‬ ‫عن إصابتــه بداء‬ ‫الربــ��و‪ ،‬مما جعل��ه يحتاج إل��ى مصاريف‪،‬‬ ‫القتن��اء الحفاظ��ات واألدوي��ة التي يصل‬ ‫ثمنها إلى حدود ألف (‪1000‬درهم) شهريا‪،‬‬ ‫األمر الذي تعجز عنه أس��رته المعوزة‪ .‬لذا‪،‬‬ ‫وعب��ر ه��ذا المنب��ر‪ ،‬تتقدم وال��دة الطفل‬ ‫المري��ض بندائها إلى المحس��نين وذوي‬ ‫األريحي��ة‪ ،‬راجية منه��م‪ ،‬بع��د اهلل تعالى‬ ‫مس��اعدتها‪ ،‬للتغل��ب عل��ى رعاي��ة فل��ذة‬ ‫كبدها‪ ،‬واهلل اليضيع أجر محسنين‪.‬‬

‫لالتصال‪0675927078 :‬‬ ‫العنوان‪ :‬عقبة ابن األبار رقم ‪20‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪919‬‬

‫إقتصاد‬ ‫‪ 238.2‬مليار درهم ‪ :‬احتياطات المغرب الدولية‬ ‫أعلن بنــك المغــرب أن‬ ‫صافي االحتياطات الدولية‬ ‫للمغرب بلغ ‪ 238.2‬مليار‬ ‫درهم في ‪ 24‬دجنبر ‪،2017‬‬ ‫مسجال بذلك تراجعا بنسبة‬ ‫‪ 3.8‬في المائة مقارنة مع‬ ‫الفترة ذاتهـــا من السنـــة‬ ‫الماضية‪.‬‬ ‫وأوضح بنــك المغـــرب‪،‬‬ ‫الذي نشر مؤخرا مؤشراته‬ ‫األسبوعية من ‪ 23‬إلى ‪29‬‬ ‫نونبر ‪ ،2017‬أن هذه االحتياطات سجلت من أسبوع آلخر ارتفاعا ب‪ 0.6‬في المائة‪ .‬وأضاف البنك‬ ‫أنه ضخ ما مجموعه ‪ 42.2‬مليار درهم‪ ،‬منها ‪ 39‬مليارات درهم تم منحها في إطار برنامج دعم‬ ‫تمويل المقاوالت الصغيرة جدا والمتوسطة‪ .‬واستقر المعدل البنكي في نسبة ‪ 2.26‬في المائة‪،‬‬ ‫في حين انتقل حجم المبادالت من ‪ 3.3‬إلى ‪ 3.8‬مليارات درهم‪ .‬وبخصوص نشاط البورصة‪،‬‬ ‫سجل مؤشر نازي ارتفاعا بنسبة ‪ 0.8‬في المائة ليصل بذلك أداؤه منذ بداية السنة إلى ما يقرب‬ ‫من ‪ 8.7‬في المائة‪.‬‬ ‫ويعزى هذا التطور أساسا إلى ارتفاع المؤشرات القطاعية بالنسبة لمواد البناء ب‪ 0.2‬في‬ ‫المائة‪ ،‬واألبناك (‪ 2.3‬بالمائة)‪ .‬بالمقابل‪ ،‬فقد سجل مؤشر قطاع العقار تراجعا بنسبة ‪ 0.8‬بالمائة‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق بحجم المبادالت اإلجمالي‪ ،‬فقد بلغ ‪ 1.2‬مليار درهم مقابل ‪ 800.8‬مليون درهم‬ ‫أسبوعا قبل ذلك‪ ،‬في سوق األسهم المركزية حسب بنك المغرب‪.‬‬ ‫وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬أشار البنك إلى أن وتيرة تطور الكتلة النقدية (مجمع م‪ )3‬لن تتغير وظلت‬ ‫عند نسبة ‪ 5.4‬في المائة مقارنة بشهر شتنبر ‪ ،2017‬في حين شهدت حسابات اإليداع المحددة‬ ‫األجل انخفاضا من ‪ 10.8‬في المائة إلى ‪ 8.4‬في المائة وحيازات الوكالء االقتصاديين في أسهم‬ ‫صناديق سوق المال بنسبة ‪ 7.2‬بالمائة بعد انخفاض قدر بنسبة ‪ 4.2‬بالمائة‪ .‬وارتفعت الودائع‬ ‫تحت الطلب لدى البنوك بنسبة ‪ 7.4‬في المائة‪ ،‬بعد أن كانت ‪ 9.4‬في المائة‪ ،‬في حين ارتفع‬ ‫تداول النقد بنسبة ‪ 6.5‬في المائة‪ ،‬وهي نفس وتيرة شتنبر‪ .‬وخالل األسبوع الممتد من ‪ 23‬إلى‬ ‫‪ 39‬نونبر ‪ ،2017‬تراجعت قيمة الدرهم بنسبة ‪ 0.28‬في المائة مقارنة مع األورو‪ ،‬بينما ارتفعت‬ ‫مقارنة مع الدوالر بنسبة ‪ 0.45‬بالمائة‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫تدفق االستثمارات األجنبية بالمغرب‬ ‫سجل حجــم تدفـــق‬ ‫االستثمار األجنبي المباشـر‬ ‫بالمغرب ارتفاعـــا بنسبة‬ ‫‪ 16.9‬في المائــة إلى ‪21‬‬ ‫مليار درهم خالل األشهر‬ ‫العشرة األولى من السنة‬ ‫الجارية‪ ،‬مقابــل ‪ 18‬مليــار‬ ‫درهم خالل السنة الماضية‪،‬‬ ‫وفقا للمعطيــات األوليـــة‬ ‫الصادرة عن مكتب الصرف‬ ‫حول المبادالت الخارجيــــة‬ ‫لشهر أكتوبر‪.‬‬ ‫وأوضح المصدر أن هذا االرتفاع يعزى إلى انخفاض النفقات بنسبة ‪ 61.3‬في المائة إلى حوالي‬ ‫‪ 4.7‬مليارات درهم‪ ،‬وهي نسبة العائدات‪.‬‬ ‫وسجلت العائدات المتأتية من تحويالت المغاربة المقيمين بالخارج بدورها ارتفاعا بنسبة ‪2.6‬‬ ‫في المائة لتبلغ ‪ 54.9‬في المائة خالل الفترة المشمولة بالتقرير‪.‬‬ ‫أما ميزان األسفار فحقق‪ ،‬وفقا لنفس المصدر‪ ،‬فائضا بزيادة قدرها ‪ 0.7‬مليار درهم ليصل إلى‬ ‫‪ 44.6‬مليار درهم‪ .‬وتعزى هذه النتيجة إلى ارتفاع إيرادات األسفار بمقدار ‪ 3‬مليارات درهم إلى‬ ‫‪ 59.1‬مليار درهم‪ ،‬وزيادة النفقات ب‪ 2.3‬في مليار درهم إلى ‪ 14.5‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وكان تقرير «مؤشر الجاذبية بإفريقيا»‪ ،‬الصادر عن مؤسسة «إرنست اند يونغ» ‪ ،‬وضع المغرب‬ ‫في المرتبة الثانية في ما يهم جذب االستثمارات األجنبية بالقارة السمراء‪ ،‬وراء جنوب إفريقيا‪،‬‬ ‫حيث إن المملكة استحوذت على ‪ 12‬في المائة من االستثمارات األجنبية المباشرة بإفريقيا‬ ‫بارتفاع قدر ب‪ 3‬في المائة مقارنة مع ‪ ،2015‬فيما ارتفع عدد الوظائف التي تم إحداثها جراء هذه‬ ‫االستثمارات ب‪ 19.2‬في المائة‪.‬‬ ‫ووفقا لمؤسسة «إرنست اند يونغ»‪ ،‬فإن ‪ 58‬في المائة من االستثمار األجنبي المباشر في‬ ‫إفريقيا العام الماضي كانت بكل من المغرب ومصر وكينيا ونيجيريا وجنوب إفريقيا‪ ،‬فيما‬ ‫أكدت الوثيقة نفسها أن بلدان شمال إفريقيا بما فيها المغرب وتونس ومصر وأيضا غانا‪،‬‬ ‫تعاني بعض الضغوطات االقتصادية‪ ،‬لكنها تتميز ببيئة «صديقة لألعمال نسبيا وبنية تحتية‬ ‫مواتية»‪.‬‬ ‫وتصدرت جنوب إفريقيا قائمة المؤشر‪ ،‬متبوعة بالمغرب‪ ،‬مصر‪ ،‬كينيا‪ ،‬والموريس‪ ،‬فغانا‬ ‫وبوتسوانا‪ ،‬ثم تونس‪ ،‬تليها رواندا وكوت ديفوار‪.‬‬

‫منتجات الصيد الساحلي‬ ‫أفـاد المكتــب الوطني‬ ‫للصيد البحـري بأن القيمة‬ ‫المالية لمنتجــات الصيــد‬ ‫الساحلي والتقليدي المفرغة‬ ‫بلغت ‪ 5.8‬مليارات درهم‬ ‫نهاية شهر أكتوبر الماضي‪،‬‬ ‫أي ‪ 1.09‬مليــــون طـن‪،‬‬ ‫مسجلة تحسنــا بنسبـــة ‪7‬‬ ‫في المائة من حيث القيمة‬ ‫مقارنة مع الفترة ذاتها من‬ ‫سنة ‪.2016‬‬ ‫وأوضح المكتب‪ ،‬في مذكرة تضمنت إحصائياته األخيرة حول الصيد الساحلي والتقليدي‬ ‫بالمغرب خالل األشهر العشرة األولى من سنة ‪ ،2017‬أن هذا األداء يعزى أساسا إلى ارتفاع قوي‬ ‫للكميات المفرغة من الصدفيات‪ ،‬التي ارتفعت قيمتها بنحو ‪ 140‬بالمائة‪ ،‬حيث انتقلت من‬ ‫‪ 2.8‬مليون درهم في نهاية أكتوبر ‪ 2016‬إل أزيد من ‪ 6.9‬ماليين درهم خالل نفس الفترة‬ ‫من ‪ ،2017‬وكذا إلى ارتفاع قيمة سمك «رأسيات األرجل» ب ‪ 27‬في المائة إلى حوالي ‪ 2‬مليار‬ ‫درهم‪.‬‬ ‫وفي المقابل‪ ،‬تراجعت قيمة الكميات المفرغة من الطحالب وشوكيات الجلد‪ ،‬على التوالي‪،‬‬ ‫ب‪ 84‬في المائة و‪ 60‬في المائة إلى ‪ 13.89‬مليون درهم‪ ،‬و‪ 329‬ألف درهم‪.‬‬ ‫وأشار المكتب إلى أن قيمة «السمك األبيض» سجلت انخفاضا ب‪ 3‬في المائة إلى ‪ 1.14‬مليار‬ ‫درهم‪ ،‬فيما انخفضت قيمة المحار ب‪ 2‬في المائة‪ .‬وعلى مستوى الموانئ ‪ ،‬تراجعت الكميات‬ ‫المفرغة بموانئ الواجهة المتوسطية ب‪ 24‬في المائة من حيث القيمة في متم أكتوبر ‪،2017‬‬ ‫مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي‪ ،‬لتستقر عند حوالي ‪ 178‬مليون درهم مقابل ‪186.5‬‬ ‫مليون درهم‪.‬‬ ‫وشهدت كميات الصيد الساحلي والتقليدي المفرغة بالواجهة األطلسية انخفاضا ب‪ 4‬في‬ ‫المائة من حيث الوزن‪ ،‬وارتفاعا ب‪ 2‬في المائة من حيث القيمة‪ ،‬لتسجل حوالي ‪ 2.24‬مليار‬ ‫درهم طيلة األشهر العشرة األولى من سنة ‪ ،2017‬مقابل ‪ 2.19‬مليار درهم في السنة التي‬ ‫سبقتها‪.‬‬ ‫‪EEEEEEEE‬‬

‫قريبا إلزامية التأمين على أوراش البناء‬ ‫بعد سلسلة من الحوادث‬ ‫التي شهدتها أوراش البناء‬ ‫مؤخرا‪ ،‬قررت الحكومة إدخال‬ ‫إجبارية تأمين مخاطر ورش‬ ‫البنــاء وتأميــن المسؤولية‬ ‫المدنية لعشر سنوات‪ ،‬حيث‬ ‫ينتظر أن يصدر في ‪2018‬‬ ‫مرسوم تطبيق هذا القانون‬ ‫الجديد‪.‬‬ ‫وأشــــار التعـديـــــل أن‬ ‫إجبارية التأمين لن تخص في مرحلة أولى إال المباني التي من المفترض أنها ستنشأ لغرض‬ ‫إنعاش عقاري محض‪ ،‬بالنظر إلى توفرها على الشروط الموضوعية المتعلقة بمساحة هذه‬ ‫المباني وعدد طوابقها التي يجب أن يفوق ‪ 3‬طوابق أو لغرض تجاري أو صناعي أو خدماتي صرف‪،‬‬ ‫على أن تكون المساحة المغطاة تفوق ‪ 400‬متر مربع‪ ،‬والغاية من ذلك‪ ،‬بحسب تفسير الحكومة‪،‬‬ ‫هي إخضاع المباني التي تزاول داخلها أنشطة على درجة من األهمية إلى إجبارية التأمين‪.‬‬ ‫ولن تقف إجبارية التأمين على المباني التي ينجزها المنعشون العقاريون بغرض تجاري أو‬ ‫صناعي‪ ،‬بل إن الحكومة تفكر مستقبال في فرص التأمين على جميع أوراش البناء‪ ،‬حيث سيتم‬ ‫فرض التأمين على األوراش بالتدرج‪ ،‬الذي يهدف إلى تجنب تحميل المواطنين الذين يقومون‬ ‫ببناء مساكن خاصة بهم أو محالت بسيطة لمزاولة بعض األنشطة الصناعية أو التجارية أو‬ ‫الخدماتية لمصاريف إضافية من قبيل تكلفة التأمين ومصاريف مختلف الدراسات التقنية وأعمال‬ ‫المراقبة‪ ،‬وسيتم في مرحلة مقبلة التفكير في تعميم إلزامية هذا النوع من التأمينات على المباني‬ ‫األخرى‪ ،‬وذلك اعتمادا على التجربة التي سيتم اكتسابها من طرف العاملين في هذا القطاع خالل‬ ‫السنوات المقبلة‪.‬‬ ‫ومن أجل تتبع هذه العملية‪ ،‬وإرساء نظام لمراقبة احترام إلزامية تأمين كل أخطار الورش‬ ‫وتأمين المسؤولية المدنية العشرية‪ ،‬فرضت إحدى مواد المدونة على صاحب الورش تقديم‬ ‫شهادات التأمين وإعادة التأمين‪ ،‬إلى األعوان المكلفين بمعاينة المخالفات للنصوص التشريعية‬ ‫والتنظيمية المتعلقة بالتعمير‪ ،‬والذين يتحققون من استيفاء إجبارية التأمينات‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪919‬‬

‫سكان وتجار بناية «رنشهاوسن» يحتفلون بذكرى المولد‬ ‫النبوي الشريف ويكرمون المستفيدات من برنامج محو األمية‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫بقلم‪ :‬م�صطفى احلراق‬

‫النظام العالمي الجديد وتقوية‬ ‫هيمنة الغرب‬ ‫مع انهيار المعسكر الشرقي ظهرت مجددا النظريات التي تتحدث عن‬ ‫العالم الواحد أو فكرة العولمة التي بشرت بحضارة عالمية واحدة في رؤيتها‬ ‫وفي التزاماتها بقيم مشتركة‪ ،‬ويختلف مصطلح العولمة عن مفهوم الكونية‬ ‫واألممية حيث يمكن أن تتزامن ثقافات لها خصوصياتها وفي نفس الوقت‬ ‫تجمعها سمات مشتركة‪ ،‬بينما تتجه العولمة نحو العهد والتوحيد على قدر‬ ‫اإلمكان‪ ،‬وهنا يبرز السؤال ‪ :‬هل نتجه حقيقة إلى تأسيس حضارة إنسانية‬ ‫مشتركة يسعى جميع البشر فيها إلى إعالء قيم معينة متفق عليها في‬ ‫جوهرها‪ ،‬ويعملون في سالم واتفاق ضمن ثقافة كلية واحدة؟‪ ،‬وقد تكون‬ ‫نظرية نهاية التاريخ هي إديولوجيا هذه المرحلة‪ ،‬والنظام العالمي الجديد‬ ‫أداة لتجسيدها‪ ،‬رغم أن البعض يرى أن هذه الحضارة اإلنسانية هي مجرد‬ ‫توحيد للعالم حسب السوق‪.‬‬

‫نظمت جمعية رنشهاوسن بمناسبة‬ ‫المولد النبوي الشريف‪ ،‬حفال بحضور‬ ‫سكان وتجار البناية المصنفــة من المآثــر‬ ‫التاريخيــة وثلـة من المستفيــــدات من‬ ‫برنامج محو األمية وبعض الضيوف‪ ،‬حيث‬ ‫تم إبراز جانب الرحمة في رسالة الرسول‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم في قوله تعالى «وما‬ ‫�أر���س��ل��ن��اك االرح���م���ة ل��ل��ع��امل�ين» وقول‬ ‫النبي صلى اهلل عليه وسلم‪�« :‬إمنا انا رحمة‬ ‫مهداة»‪.‬‬ ‫وتجلت هذه الرحمة في الصالة على‬ ‫النبي صلى اهلل عليه وسلم من طرف‬ ‫مجموعة من الشباب وباقي الحاضرين‬ ‫الذين استمتعوا بأداء هذه المجموعة التي‬

‫فتحت بأصواتها السجية باب الجمال‪ ،‬ألنه‬ ‫بالصالة على النبي صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫يفتح باب الجمال وه��ذا الباب هو تلك‬ ‫الطمأنينة «أال بذكر اهلل تطمئن القلوب»‪.‬‬ ‫إنه باب كله بهاء وجمال وسبحانية‬ ‫موجودة في الكون والكتاب المنظور وفي‬ ‫الوحي الذي هو الكتاب المكتــوب جمال‬ ‫أثنت عليه اآلي��ات سواء كانت كونية أو‬ ‫منظورة قرآنية‪ ،‬والتي ينبغي أن تشحد‬ ‫قدراتنا وتطورها لكي تتلقى هذه الجمالية‬ ‫الكائنة‪ ،‬وهي التي تعطي كل هذا الفرح‬ ‫الذي قال اهلل عز وجل فيه «قل بف�ضل اهلل‬ ‫وبرحمته فبذلك فليفرحوا» وهكذا عمت‬ ‫الفرحـــة النساء المستفيدات من برنامج‬

‫تعازي‬ ‫والد الدكتور عفيفي‬ ‫في ذمة اهلل‬ ‫على إثر وفـــاة المشمول بعفو اهلل‬ ‫وكرمه والـــد الدكتور عفيفي إكـــرام‪،‬‬ ‫المدير الجهوي للصحة بجهة طنجة ـ‬ ‫تطوان ـ الحسيمة‪.‬‬ ‫يتقدم الدكتور محمد حسون مدير‬ ‫مستشفى الرازي لألمـــراض العقليـــة‬ ‫بطنجة‪ ،‬أصالــة عن نفســه ونيابـــة عن‬ ‫كافة أطر ومستخدمي المستشفى‪ ،‬بأحر‬ ‫التعازي وأصدق المواســاة إلى الدكتــور‬ ‫عفيفي وإلى كافة أفراد أسرته‪ ،‬سائلين‬ ‫العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواســع‬ ‫رحمته‪.‬‬

‫}‬

‫محو األميـة الذي تشــرف عليه جمعيـــة‬ ‫رنشهاوسن‪ ،‬خاصة أثناء تسلمهن شواهد‬ ‫االستحقاق نتيجة المجهودات المبذولة في‬ ‫تحصيل القراءة والكتابة وجلهن في أعمار‬ ‫أمهاتنا‪ .‬‬ ‫ع��ل��ى ه���ذا ال��م��ن��وال جمعت تلك‬ ‫الليلة بين مدح خيــر البريــة وبين إبراز‬ ‫الكمال والجمال والجالل المتصل بأبعاد‬ ‫ال��روح والمسار بالنفس وبطوايا العقل‬ ‫وتضاريس المجتمع وتعبير التاريخ وبشائر‬ ‫المستقبل والواجبات التي إن قمنا بهانبني‬ ‫المجتمع الذي أساسه «التعاون على الرب‬ ‫والتقوى»‪.‬‬

‫ويالحظ المتتبع لمفهوم النظام العالمي الجديد أنه أصبح يشير‬ ‫إلى معنى أوسع‪ ،‬ويهدف إلى مهام أكبر‪ ،‬فهذا المصطلح هو في األصل‬ ‫اقتصادي داخل أدبيات (التنمية) كما كانوا يسمونها في سبعينات القرن‬ ‫الماضي كدعوة إلى تقليل الفجوة االقتصادية بين دول الشمال ودول‬ ‫الجنوب‪ ،‬أو بين الدول الرأسمالية الغنية والدول النامية الفقيرة‪ ،‬وكان‬ ‫يعمل على إيجاد وسائل التعاون والتبادل بين الشمال والجنوب‪ .‬ورغم‬ ‫أن فكرة النظام العالمي الجديد توحي باعتراف الدول الرأسمالية ضمنيا‬ ‫بدورها في تخلف دول العالم الثالث‪ ،‬إال أن الحلول التي جربت زادت في‬ ‫تبعية دول الجنوب وإغراقها في الديون وارتبطت هذه الدول أكثر بالمركز‬ ‫الذي تمثله الدول الغنية‪ .‬ومع غياب القطب المناوئ – االتحاد السوفياتي‬ ‫– أصبح النظام العالمي الجديد بمثابة الشرطي الدولي ‪ ،‬وصار له دورا‬ ‫استراتيجيا وأمنيا يضاف إلى ذلك الهيمنة االقتصادية والمالية‪ ،‬وقد كانت‬ ‫حرب الخليج األخيرة فرصة جديدة إلظهار هذا الدور عمليا‪ ،‬كما أظهرت‬ ‫مشتريات األسلحة والمعدات ونفقات الحرب هشاشة األوضاع المالية‬ ‫لكثير من الدول‪ ،‬وأظهرت أن العرب في قلب عالقات اقتصادية وسياسية‬ ‫وثقافية متشابكة ومرتبطة بالمركز وهو الغرب‪ ،‬حيث تزداد هيمنته وتقوي‬ ‫قبضته على مصائر بقية العالم‪ ،‬وهنا تبرز قضية العالقة مع اآلخر بحدة‬ ‫ألن األمور تجاوزت التساؤل حول هل نتفاعل مع هذا اآلخر أي الغرب أم ال؟‪،‬‬ ‫وكيف يتم بالطريقة المثلى؟ كأننا ال نطلب (رد القضاء بقدر ما نكتفي فقط‬ ‫بلطف القضاء)‪ .‬فعالقة العرب مع هذا اآلخر تسير على هذا المستوى‪ ،‬لذلك‬ ‫ال تجدي محاوالت االنكفاء والعزلة‪ ،‬ولكن في نفس الوقت ليست دعوة‬ ‫للذوبان ‪ ،‬بل للقيام بالدور والمساهمة اإليجابية في عملية تاريخية تكونت‬ ‫كما هو موجود اآلن ولكن لفترة طويلة خارج هذه الحركة التاريخية التي‬ ‫تتجه نحو عالمية أو إنسانية ما‪ .‬والتفكير حول دور الثقافة العربية يفترض‬ ‫فيه أن يبدأ من حقيقة أن كل الثقافات اإلنسانية قد ساهمت خالل التاريخ‬ ‫الماضي في روافد هذا النهر اإلنساني العظيم الذي نسميه الحضارة أو‬ ‫المدنية أو الثقافة العالمية‪ .‬وهذا اإلقرار بالمساهمة التاريخية ليس مطلوبا‬ ‫في حد ذاته إلثبات حقيقته‪ ،‬بل هو حافز لمواصلة ومساهمة جديدة‪ ،‬وله‬ ‫جانب نفسي هام‪ ،‬هو عدم اإلحساس ببعدنا عن التطورات التي تشهدها‬ ‫البشرية اآلن في كل المجاالت‪.‬‬

‫�صا َب ْت ُه ْم ُم ِ‬ ‫ون �أُو َل ِئ َ‬ ‫يب ٌة َقا ُلوا �إِ َّنا للِهَّ ِ َو�إِ َّنا �إِ َل ْي ِه َر ِ‬ ‫ك‬ ‫ين �إِ َذا �أَ َ‬ ‫ين ا َّلذِ َ‬ ‫ال�صاب ِ​ِر َ‬ ‫�ش َّ‬ ‫اج ُع َ‬ ‫َو َب رِّ ِ‬ ‫�ص َ‬ ‫�ص َل َو ٌ‬ ‫ِن َر ِّبهِ ْم َو َر ْح َم ٌة َو�أُو َل ِئ َ‬ ‫ون {‬ ‫َع َل ْيهِ ْم َ‬ ‫ك ُه ُم المْ ُ ْه َت ُد َ‬ ‫ات م ْ‬ ‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫الدوام والبقاء لللّه‬ ‫انتقل إلى عفو اهلل تعالى يوم السبت ‪ 20‬ربيع‬

‫األول ‪ 1439‬الموافق لـ ‪ 9‬دجنبر ‪ 2017‬الفاضل‬

‫أحمد المصباحي‬

‫شقيق األستاذ الباحث األمين المصباحي‬ ‫ودفن في اليوم الموالي بمدينة شفشاون‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة تتقدم هيئة تحرير‬ ‫جريدة الشمال بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى‬ ‫إخوته‪ :‬محمد‪ ،‬األمين‪ ،‬سعيدة‪ ،‬نزيهة وإلى كافة‬ ‫أفراد عائلته سائليــن المولى عز وجــل أن يتغمد‬ ‫الفقيد بواسع رحمته ويلهم أهله وذويه الصبر‬ ‫والسلوان‪.‬‬

‫الحاج أحمد بوكريع‬ ‫في دار البقاء‬ ‫على إثر الوفاة المفاجئـــة للحاج‬ ‫أحمد بوكريع‪ ،‬يتقدّم رضوان احدادو‬ ‫أصالة عن نفسـه ونيـابـة عن باقـي‬ ‫األصدقــــاء بصــادق التعــازي إلى‬ ‫حــرم الفقيد وأوالده ‪ :‬ربيـع و رشيـد‬ ‫وعبد الواحد ومليكـة وحنــــان‪ ،‬وإلى‬ ‫باقي أهـــل الفقيـــد‪ ،‬وخاصـــة من‬ ‫آل بوكريع وآل سمـــوح‪ .‬تغمــد اهلل‬ ‫الحاج أحمد بوكريع بواســـع الرحمة‬ ‫والمغفرة‪.‬‬


‫العدد ‪919‬‬

‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫أوال ‪ :‬العادة ‪:‬‬

‫طنجة تستقبل قريبا أربعة مصانع صينية إلنتاج السيارات الكهربائية‬ ‫والبطاريات والحافالت السياحية وحافالت النقل العمومي والشاحنات‬ ‫ومقطورات القطارات الكهربائية‬ ‫(تتمة ص‪)1‬‬ ‫وتم التوقيـــع على هـــذه‬ ‫االتفاقية بحضـــور جاللــة الملك‪،‬‬ ‫بعد أن استقبل جاللتـــه بالقصر‬ ‫الملكي العامر بالبيضــاء‪ ،‬الرئيس‬ ‫المدير العــام للشركــة الصينيــة‬ ‫العمالقة‪ ،‬السيد وانــغ شوانفـــو‬ ‫وبعد عرض شريط وثائقي حول‬ ‫الجهود التي يبذلها المغرب من‬ ‫أجل تأمين التحـول إلى الطاقـــات‬ ‫المتجددة‪ ،‬والنهـــوض بالنقـــل‬ ‫األخضر‪ ،‬واالنخـــراط في ديناميـة‬ ‫التنميـة المستدامـــة من أجـــــل‬ ‫األجيال القادمة‪.‬‬ ‫س��تضمن االتف��اق قــــي��ام‬ ‫الش��ركة الصنـاعــي��ةـ الصيني��ة‬ ‫بإنــش��اء وحــداتـه��ا لصنــــاع��ة‬ ‫المركب��ات الكهربائي��ة بالمنطقة‬ ‫الصناعية المغــربيـــة الصينـيــة‬ ‫بطنـــجة‪ ،‬على مس��احة ‪ 50‬هكتارا‬ ‫ويوفر ‪ 2500‬فرصة عمل مباش��ر‪،‬‬ ‫بحس��ب التقدي��رات األولي��ة‪ ،‬في‬ ‫إط��ار الت��زام المغ��رب بمخط��ط‬ ‫«المغرب األخضر»‪ ،‬و بخطة التس��ريع الصناعي وفق رؤية ‪.2020/2014‬‬ ‫ويعد هذا المشروع هو األول لـمجموعة ‪ BYD‬الصينية‪ ،‬في سعيها لتعزيز استثماراتها بالمغرب‬ ‫بعد دخول مجموعة «هيث»لالستثمار بالمغرب‪ ،‬العام الماضي‪ ،‬من خالل إقامة مدينة صناعية‬ ‫وسكنية متكاملة بالمنطقة الحرة بـ «طنجة» على مساحة ‪ 2000‬هكتار‪ ،‬باستثمارات ال تقل عن‬ ‫‪ 10‬مليارات دوالر‪ ،‬ثم إن قطاعات النسيج وصناعة السيارات والطيران تعد رافعات استراتيجية لهذه‬ ‫المنطقة الصناعية‪ ،‬التي سيتم إنشاؤها في إطار شراكة استراتيجية وعملية مع مجموعة «هيت»‬ ‫الصينية‪ ،‬التي تعد واحدة من الشركات الرائدة في المجال الصناعي الصيني‪، ،‬وذلك لالستفادة من‬ ‫نموذجها االقتصادي وتدبير األعمال وكذا تشجيع أصحاب رؤوس أموال صينيين آخرين لالستثمار‬ ‫في المغرب ‪.‬‬ ‫يذكر أن رئيس مجموعة «هايتي» الصينية‪ ،‬لي بياوكان قد صرح بالمناسبة‪ ،‬أن المملكة المغربية‬ ‫توجد من بين الوجهات الهامة‪ ،‬عالميا‪ ،‬التي تحتل مكانة متقدمة في اهتمامات المستثمرين‬ ‫الصينيين بقوة إمكانياتها وتعددها‪ ،‬و استقرارها السياسي واالجتماعي‪ ،‬وتفتح اقتصادها وانخراطه‬ ‫بكيفية جيدة في سالسل القيم الدولية‪ ،‬وبيئته المثالية لالستثمار بالنسبة للفاعلين االقتصاديين‬ ‫الصينيين‪.‬‬ ‫وتتجلى أهمية مشروع (‪ )BYD‬الصناعي الضخم‪ ،‬في كونه سيجلب للمغرب تخصصات جديدة‬ ‫تدعم مسيرته من أجل تطوير أنماط جديدة في مجال النقل‪ ،‬تجمع بين نجاعة المنتوج واحترام‬ ‫البيئة‪ .‬كما أن هذا المشروع سيساهم في تطوير رؤية المغرب في ما يخص تمديد طريق الحرير‬ ‫إلى القارة اإلفريقية‪.‬‬ ‫كم��ا أن هذا المش��روع ال��ذي يندرج في إط��ار النتائج اإليجابي��ة لزيارة جاللة المل��ك للصين ‪ ،‬في‬ ‫م��اي ‪ ،2016‬وإبرام المغرب‪ ،‬بالمناس��بة لمجموعة هامة من االتفاقيات الثنائي��ة في المجالت التجارية‬ ‫والصناعية والمالية والتجهيزات األساس��ية والس��ياحة والطاقات المتجددة‪ ،‬سوف يعزز مكانة المغرب‬ ‫كمنصة تنافس��ية إلنتاج الس��يارات على المس��توى العالمي حيث اس��تقرت بالمغرب ش��ركات عالمية‬

‫ف��ي قط��اع صنـاع��ة الس��يارات التي‬ ‫تعمل بتكنولوجيات متطورة جدا‪ .‬بعد‬ ‫أن وق��ع المغرب ‪ 51‬اتفاقي��ة للتبادل‬ ‫الحر و‪ 23‬اتفاقي��ة تفضيلية‪ ،‬مما حول‬ ‫المغ��رب إلى أرضي��ة حقيقي��ة لإلنتاج‬ ‫والتصدي��ر نتيج��ة تطوي��ر وتدعي��م‬ ‫البني��ات التحتي��ة األساس��ية وفت��ح‬ ‫اقتص��اد البالد على العال��م والعولمة‪،‬‬ ‫واعتماد مخطط��ات صناعية بامتيازات‬ ‫حقيقية‪ ،‬ما مكن من تحفيز مجموعات‬ ‫صناعية هامة على المس��توى العالمي‬ ‫م��ن التوجه إل��ى المغرب ‪ ،‬م��ن قبيل‬ ‫رون��و‪ ،‬وبومباردي��ي‪ ،‬وبوج��و‪ ،‬وبوينغ‬ ‫وعالم��ات أخ��رى كثي��رة‪ ،‬جعل��ت من‬ ‫المغ��رب إح��دى قواعدها األساس��ية‬ ‫لإلنتاج والتوزيع واالنتش��ار‪.‬‬ ‫وخالل حفل التوقيـــع على هـــذه‬ ‫االتفاقية‪ ،‬نوه رئيس مجموعـــة “بي‪.‬‬ ‫واي‪ .‬دي أوتو إنداستري” السيد وانغ‬ ‫شوانفو‪ ،‬بالعالقات المتميـــزة التي‬ ‫تجمع بين المغرب والصيـــن‪ ،‬مشيرا‬ ‫إلى أن مجموعتـــه تتطلــع إلى دعم‬ ‫جهود المغــرب الراميـــة إلى تطوير‬ ‫تقنيات النقل األخضر من خالل مجموعتها المتكاملة من المركبات الكهربائية‪ ،‬وابتكاراتهـا في مجال‬ ‫«الميترو الجوي» للتخفيف من اكتظاظ المدن‪.‬‬ ‫وأضاف السيد وانغ شوانفو قائال‪« :‬إن مجموعة بي‪ .‬واي‪ )BYD( ،‬مستعدة للتعاون مع المغرب في‬ ‫إنجاز مشروع النقل األخضر‪ ،‬وبوضع خبرتها في خدمته‪ ،‬هذه الخبرة التي اكتسبتها بعدة بلدان خالل‬ ‫السنوات األخيرة في مجال تطوير نظم النقل الكهربائي”‪ ،‬معبرا عن أمله في أن يشكل التعاون بين‬ ‫المملكة المغربية وبي‪ .‬واي‪ .‬دي «مثاال يحتذى به بالنسبة لدول أخرى عبر العالم من أجل توظيف‬ ‫حلول طاقية مبتكرة ومتطورة»‪.‬‬ ‫معلوم أن هذه المجموعة تأسست سنة ‪ 1995‬من طرف مؤسسها ‪ Wang Chuanfu‬تحت شعار‬ ‫«لنبــن أحالمنــا» ‪ ،‬ويوجـــد مقــرهــا بمدينــة ‪ Shenzhen‬وتخصصت في صناعـــة بطاريـــات‬ ‫‪ Nickel - Cadmium‬ثم ‪ Lithium - Ion‬قبل أن تتحول إلى صناعة السيارات الهجينة ثم‬ ‫السيارات الكهربائية حيث بلغت مبيعاتها سنة ‪ 2004‬فوق األربعمائة سيارة‪.‬‬ ‫وخالل سنتي ‪ 2015‬و ‪ ،2016‬حققت الشركة أعلى رقم مبيعات للسيارات الكهربائية بالعالم‬ ‫بأزيد من ‪ 100‬ألف سيارة‪ .‬وفي سنة ‪ 2010‬شرعت المجموعة الصينية في إنتاج الحافالت الكهربائية‬ ‫تحت ماركة «‪.»BYD - ebus‬‬ ‫يشار إلى أن مجموعة ‪ BYD‬حققت العام الماضي معامالت بقيمة ‪ 17‬مليار دوالر‪ ،‬كما أنها تمثل‬ ‫نحو ‪ % 13‬من حجم مبيعات السيارات الكهربائية حول العالم‪ ،‬إلى جانب استحواذها على ‪ % 30‬من‬ ‫السوق الصينية وهي أكبر سوق للسيارات الكهربائية عبر العالم‪ ،‬وفقا لـمصادر صينية وتشغل فوق‬ ‫‪ 250‬ألف شخص عبر العالم‪.‬‬ ‫ومعلوم أنة تم إبرام حوالي خمسين اتفاقية تعاون بين المغرب والصين في مختلف المجاالت‬ ‫ذات االهتمام المشترك‪ ،‬ما بين ‪ 1999‬و ‪.2017‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫بحارنا تستغيث فلنحافظ على البيئة البحرية‬

‫تحت هذا الشعار انطلقت مؤخرا بشاطئ مدينة المضيق الورشة‬ ‫البيئية التي نظمها أبطال الفنيدق للصيد الرياضي‪ ،‬بمشاركة جمعية‬ ‫المتوسط لتربية األحياء المائية‪ ،‬وجمعية جوهرة المتوسط للتنمية‬ ‫والتضامن‪.‬‬ ‫هذه الورشة التحسيسية التي شاركت فيها العديد من الفعاليات‬ ‫بما فيها جمعيات المجتمع المدني كانت تهدف باألساس إلى تحسيس‬ ‫الساكنة باألخطار الناجمة عن تلوث شاطئهم بالنسبة لألحياء المائية‪،‬‬

‫ودور الساكنة في القضاء على جميع أشكال التلوث‪ ،‬وخاصة إذا كان‬ ‫ذلك يتعلق بتلوث أحد مكونات التغذية بالمنطقة والمغرب على‬ ‫العموم أال وهي األسماك‪.‬‬ ‫الورشة عرفت إقباال وخاصة من فئة أطفال المدارس‪ ،‬وفئة الشباب‬ ‫حيث انخرطوا في هذا الورش البيئي إلى جانب عمال الشركة المكلفة‬ ‫بجمع النفايات الصلبة بالمدينة ‪.‬‬ ‫وقد شملت الورشة تمشيط شاطئ المدينة شملت بقايا المخلفات‬

‫البالستيكية وجميع النفايات التي تضر بالثروة السمكية وبالبيئة‬ ‫عموما‪.‬‬ ‫ويعتبر هذا ال��ورش البيئي تهييئا لألنشطة الموازية التي‬ ‫ستنظمها جمعية أبطال الفنيدق للصيد الرياضي‪ ،‬مع الجمعيات‬ ‫التي لها صلة بالبيئة البحرية على وجه الخصوص وبيئة المنطقة‬ ‫عموما‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬


‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪919‬‬

‫المزايا النفسية‬ ‫‪ ...‬تلك هي جمعية حنان‪ ،‬امتداد لثقافة رعاية المصاريف‬ ‫الثمانية و ذوي االحتياجات الخاصة لحاضرة تطوان‪ ،‬وهي‬ ‫سابقة في قلوب و أرواح أبناء المدينة الذين نشأوا على منهج‬ ‫تربوي من الوقف للفقراء إلى الحبوس ألبراج المدينة أباً عن‬ ‫جدّ‪ .‬فال غرو لثقافة الخيْرية‪ ،‬من خير خلف عن خير سلف ‪..‬‬ ‫و استجابة للزيارات التي كانت على قائمة برنامج األنشطة‬ ‫التربوية لمدرسة سكينة بنت الحسين‪ .‬اهتدينا نحن قدماء‬ ‫التالميذ و الطاقم التربوي بمعية تالميذ المدرسة إلى زيارة‬ ‫لجمعية حنان لرعاية األطفال المعاقين‪ .‬أقبلنا و التالميذ على‬ ‫المضبَّب لهم من « ابتالء» إخوانهم ذات االحتياجات الخاصة‪،‬‬ ‫فأصغتْ قلوبهم إلض��اءات األط��ر المتخصصة في أساليب‬ ‫العالج النفسي و الجسدي‪ .‬لهؤالء الجنود «المجهولين» كل‬ ‫التقدير و االحترام‪ ،‬فقد أوتينا سؤلنا بفضلهم ‪..‬‬ ‫نحن في عصر انكشفت أقنعة عن الطابوهات الخِ ْلقِية‪،‬‬ ‫و بات مفهوم العلم من مجرَّد المعرفة إلى االختراع و االستنباط و االكتشاف‪ ،‬انتهى إلى سنِّ قوانين‬ ‫كالتي اعتمدتها الجمعية العامة لألمم المتحدة بتاريخ ‪ 2006/09/13‬للميالد‪ ،‬وهي اتفاقية عالمية‬ ‫وإعالن عالمي لحقوق األشخاص في وضعية إعاقة‪ .‬ضمنـتْ قبول األشخاص في وضعية اإلعاقة واحترام‬ ‫الفوارق البشرية كنوع من الثراء و التنوُّع في الجبلة البشرية‪ ،‬و احترام قدرات األطفال و كرامتهم‬ ‫و الحفاظ على هويتهم‪ .‬كذا اتفاقيات منظمة العمل الدولية من أجل إعادة تأهيل األشخاص في‬ ‫وضعية إعاقة (رقم ‪ .) 149‬تضمًّنتْ مجموعة من البرتوكوالت ذات الصلة « من الحقوق االجتماعية‬ ‫و الثقافية و االقتصادية»‪ .‬كما اعتمد البرلمان المغربي قانون رقم ‪ ،92 - 07‬و يتعلق األمر بالحماية‬ ‫االجتماعية لألشخاص في وضعية إعاقة‪ ،‬ثم اعْتُمِدَ بتاريخ ‪ 1991/09/26‬للميالد و تمَّ إصداره في‬ ‫‪ 1993/09/10‬م‪ .‬كما نص الدستور المغربي بتاريخ ‪ 2011‬للميالد وهو أسمى قانون في البالد على‬ ‫جميع حقوق األشخاص ذات االحتياجات الخاصة‪ .‬و يزخر المغرب بترسانة من القوانين ذات الصلة‬ ‫على الرفوف و تبقى حبراً على ورق ! االختالف البشري ثراءاً و ليس عيباً ‪ .‬بااختالف نكتشفُ اآلخر من‬ ‫خالل األنا َّ‬ ‫أال نرجسية‪ ،‬إلسقاط «شطحات» اإلقصاء‪ .‬ثم جيل يواصل طريق جيل الذي سلفه‪ .‬يجب‬ ‫ْ‬ ‫و ينبغي على المجتمع أن يقدِّم لهم كل ضروب األمان النفسي‪ .‬و لهم الحق في التغذية الروحية‬ ‫والمادية‪-‬العلمية ‪.‬و تحويل « المعاق» إلى فاعل إيجابي مندَمج‪ .‬فال يمكن أن نقوم بأي عمل تربوي‬ ‫إن لم نقترح و ِّ‬ ‫أيّ إنسان نريد ْ‬ ‫ْ‬ ‫أن نكون‪ ،‬مع الفكر االستقرائي‪ .‬فالواقع هو‬ ‫نحطط له هدفاً واضحاً‪ ،‬و ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫المعلم األوَّل و الفكر هو المعلم الثاني‪ .‬و ال لتعطيل الفكر‪ ،‬فالعلم قد حرَّرَ اإلنسان من الخرافات‬ ‫واألساطير التي سادتْ الحياة البدائية‪ ،‬حتى َّ‬ ‫إن إمبراطورية روما كانتْ ترمي بالمعاق و ضعيف البنية‬ ‫من أعالي الجبال‪.‬‬ ‫استراتيجية جمعية حنان من واقع الحال‪ ،‬هو الدَّمج التربوي لألطفال ذوي اإلعاقة في المجتمع‪.‬‬ ‫من أجل ذلك أبصرت نبع النهر لقطف ثمرات أعمال جليلة منذ تأسيسها بتاريخ ‪1969 /12/02‬‬ ‫للميالد‪ .‬انطلقتْ من القليل النزر إلى ْ‬ ‫أن شيدتْ مؤسسة ذي فضاءات في متناول ذوي االحتياجات‬ ‫الخاصة ‪ -..‬من قاعة مغطاة أللعاب تربوية لذي اإلعاقة‪ ،‬الذهنية ‪ -‬الصمّ‪ -‬البكم‪ .‬يتناولها ستة‬ ‫ذكور و ستة بنات من كل إعاقة‪ – .‬ورشة الحدادة ‪ :‬لتالميذ المتعلمين من ذوي اإلعاقات الثالث‬ ‫بإشراف «المعلم» بقدم «عرْجاء»‪ ،‬و إذ تحتوي الورشة على آالت للحدادة و أقنعة للوقاية من الحوادث‪.‬‬ ‫تحتوي أيضا على أجهزة الصمم و آالت صقل الحديد و تكسيره و ثقبه و تليينه و ال تنقصه المطرقة‬ ‫و السندان‪ – .‬ورشة الصياغة ‪ :‬لتعليم صناعة المجوهرات باستعمال مادة النحاس الخام‪ .‬من بين‬ ‫المعاقين الذين تفوقوا في صناعة الحلي‪ ،‬شابة تدْعى « حنفية» و قد أبدعتْ أصابعها كريشة على‬ ‫وشح الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى ‪ 18‬لعيد‬ ‫العرش المجيد صدر التلميذ أسامة مفتاح الشاب ذي إعاقة‬ ‫الشلل الدماغي ذي درجة إعاقة جد متوسطة الذي اجتاز بنجاح‬ ‫امتحانات الباكالوريا لسنة ‪ ،2017‬بوسام الكفاءة واالستحقاق‬ ‫الملكي من الدرجة الثانية‪ ،‬و يعتبر توشيح أسامة من لدن‬ ‫صاحب الجاللة‪ ،‬تكريما وتشجيعا لجميع التالميذ ذوي اإلعاقة‬ ‫المغاربة الذين يكابدون ويواجهون جميع التحديات الستكمال‬ ‫تعليمهم‪ ،‬ويعد أسامة كأول تلميذ ذي إعاقة صعبة شيئا ما‬ ‫بتطوان‪ ،‬يتمكن من االنفالت بنجاح من براثن التربية الخاصة‬ ‫إلى التعليم الجامع‪ ،‬حيث قضى سنواته األولى في مركز التربية‬ ‫المختصة التابع لجمعية حنان لرعاية األطفال المعاقين بتطوان‪.‬‬ ‫وهو تكريم نظير المجهودات التي بذلها طوال مشوار‬ ‫حياته الدراسية التي عانى فيها الصعاب‪ ،‬كانت أقساها منعه‬ ‫من التسجيل بالثانوية اإلعدادية موالي الحسن من لدن مدير‬ ‫المؤسسة آنذاك‪ ،‬متعلال بصعوبة إعاقة أسامة‪ ،‬وجهله للقانون‪ ،‬ولتسامح أسرة أسامة‪ ،‬التي رفضت‬ ‫تقديم شكاية بذلك المدير‪ ،‬وقررت تسجيله بالثانوية اإلعدادية الراضي السالوي التي رحبت بالتلميذ‬ ‫أسامة رغم بعدها عن منزله مما ضاعف من صعوبات تنقله والتحاقه بالمؤسسة (يمشي ببطء شديد‪،‬‬ ‫ويتعب بسرعة)‪ ،‬و حينما أنهى دراسته اإلعدادية’ كان طموح أسامة أن يتبع الشعبة العلمية‪ ،‬لكن‬ ‫أساتذته العلميين كان لهم رأي آخر‪ ،‬ورأوا في انعدام الحركة الدقيقة في يدي أسامة ستكون عائقا‬ ‫أمامه لمتابعة دروس الفيزياء‪ ،‬والرياضيات‪ ،‬والعلوم الطبيعية‪ ،‬والتكنولوجيا‪....‬‬ ‫اتصلت أسرة أسامة بمنسق برنامج الدمج التربوي بجمعية حنان لرعاية األطفال المعاقين‪ ،‬ألخذ‬ ‫رأيه في التوجه الذي سيسلكه أسامة في مرحلة الثانوي‪ ،‬فأصر هذا المنسق على أن يتبع أسامة الشعبة‬ ‫العلمية التي يريدها‪ ،‬وأنه سيعمل على توفير آلة حاسبة مكيفة مع نوع إعاقته‪ ،‬حيث تم تقديم طلب‬ ‫لألكاديمية الجهوية للتربية والتكوين طنجة تطوان‪ ،‬ولكن لألسف لم تستطع هذه المؤسسة على‬ ‫توفير هذا الحاسوب المكيف لعدم وجود باب في الميزانية مخصصة للتالميذ ذوي اإلعاقة‪ .‬ولم تتمكن‬ ‫الجمعية بدورها في توفير هذا الحاسوب‪ ،‬النعدام اإلمكانيات المادية لدى األخيرة‪ .‬وعليه كان لزاما‬ ‫على أسامة اتباع التوجه األدبي‪.‬‬ ‫اعتبر نجاح أسامة مفتاح ثمرة نتاج برنامج الدمج التربوي الذي انطلق سنة ‪ ،2003‬بشراكة مع‬ ‫المنظمة غير الحكومية اإلسبانية سييف دي شيلدرن‪ ، SAVE THE CHILDREN‬وتميز بإنجاز ورشات‬

‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫لوحة فنية‪ – .‬ورشة النجارة ‪ :‬لكل أنواع اإلعاقات‪ .‬لتعليم‬ ‫الصنعة التقليدية التطوانية و الحداثية على أيدي أربعة‬ ‫«معلمين» حرفيين‪ .‬وقد شاركوا في عدَّة معارض من بينها‬ ‫معرض بالمدرسة اإلسبانية بتطوان‪ – .‬ورشة السيراميك ‪:‬‬ ‫و هي أيضا لكل المعاقين‪ ،‬و فيها خام عجين الطين يخضع‬ ‫لنوع من «الحامض» إلى ْ‬ ‫أن يستوي بالفرن‪ ،‬بأساليب خاصة‬ ‫مهنية حتى يتحوَّل إلى زليج على أيدي «معلمين» بمعية‬ ‫المتعلمين‪ – .‬ورشة الخياطة ‪ :‬تحت شعار‪ ،‬جولة حول العالم‪،‬‬ ‫و هذه للبنات ذوي اإلعاقة الذهنية – السمعية – الحركية‪.‬‬ ‫و تحتوي على «ماكينات» الخياطة ذات الجودة‪ ،‬تحت إمرة‬ ‫«معلمات – خياطات – ماهرات – حرفيات»‪ ،‬و منهنَّ مَن‬ ‫تعانين من اإلعاقة الجسدية أيضاً‪ - .‬قاعة التزيين والشمع ‪:‬‬ ‫لجميع اإلعاقات و هنَّ يتعلمن تزيين األرائك و صور من إبداع‬ ‫األطفال و رونقة الخط العربي‪ ،‬على طريقة األلواح لالشتغال‬ ‫عليها‪ .‬للعقيق دور للزينة إذ تمأل به الصبورة ثم تسبغ بعد ْ‬ ‫أن تلصق بها‪ .‬لهذا الفضاء لوحات أبدعتها‬ ‫هؤالء التلميذات‪ – .‬المركز الصحي ‪ :‬فضاء جميل للفحوص الطبية في شكل مستوصف لألطباء‬ ‫المتطوعين‪ .‬و يحتوي أيضاً على قسم للعيادة و صالة بمعدّات للرياضة الخاصة التي تعين على تقويم‬ ‫اإلعاقة البدنية و اعوجاج العظام‪ ،‬و « بوكسان» صغيران للترويض حسب مداواة لألعضاء المريضة‪.‬‬ ‫– المطعم ‪ :‬يستفيد من التغذية األطفال المعاقون‪ ،‬كما يستفيدون أيضا من النقل المدرسي‪ ،‬حتى‬ ‫لمن يقطنون على مسافات بعيدة خارج المدار الحضري‪ .‬و قد ساهمت في إطعامهم األيادي الموَحدة‬ ‫(مؤسسة إسبانية )‪ ،‬و مؤسسة محمد الخامس في «الكامبوس»‪ – .‬المركز التربوي ‪ ( :‬مشروع _‬ ‫ْ‬ ‫التشلدْرْن – لجماعة األندلس – و الستواء المستويات الدراسية لألطفال المعاقين من‬ ‫ساف دي‬ ‫السن السادسة إلى الخامسة عشرة‪ ،‬وهي نفس البرامج التربوية التعليمية المعتمدة من لدن وزارة‬ ‫التربية الوطنية‪ .‬إال أنه يحتوي على تخصصات فردية لكل طفل على حدَة ليناسب إعاقته‪ .‬ثم أسلوب‬ ‫القاسم المشترك بينهم في استعمال و استثمارالمهارات األساسية‪ .‬من كيفية تهييء أفرشتهم إلى‬ ‫النظافة الجسمية‪ ،‬فثمَّ كيفية القيام بخصوصياتهم‪ .‬نأتي إلى إعاقة التوَحد ‪ :‬وهي أصعب اإلعاقات‬ ‫إذ بها تتفرَّدُ بقوانين خاصة بالتوحديين‪ ،‬وهم يعيشون في عالمهم‪ ،‬و ينعدِمُ التواصل بينهم‬ ‫وبين العالم الخارجي‪ .‬وهم يعبرون بطريقتهم الخاصة‪ .‬يتلقوْن من طرف المتخصصين تلقينا لمنهج‬ ‫تربوي بالنمطية‪ .‬بحركات نمطية‪ .‬منهم من ال يحسون باأللم‪ ،‬فيجب إبعادهم عن المخاطر‪ .‬أهداف‬ ‫الطاقم التربوي لهؤالء ذوي االحتياجلت الخاصة و منهم التوحديين (بدماغ معقدة و في سياقاتها‪،‬‬ ‫ولعل ذلك من علم الوراثة )‪ ،‬لتخطي العقبات من أجل الدمج التربوي في المجتمع‪ .‬و قد وردتْ بعض‬ ‫أسماء لعظماء من ذوي االختصاصات الخاصة‪ ،‬كأبي العالء المعرّي‪ ،‬العالم و الفيلسوف العربي‪ ،‬و قد‬ ‫أخذ على نفسه شعار ‪ « :‬ال إمام سوى العقل» ‪ ..‬و أمير األدب العربي طه احسين و كان هو أيضاً كفيف‬ ‫البصر‪ ،‬و قد أثرى الخزانة العربية و الفرنسية بعلمه و أدبه‪ .‬أما هيلين كيلر و قد أصيبتْ بالبكم و‬ ‫الصمم و العمى‪ ،‬و شعارها ‪ :‬العقل سالح المعاق من أجل استيعاب اإلعاقة و االنتصار عليها باإلنتاج‬ ‫العلمي‪ .‬و لها عدة مؤلفات منها « قصة حياتي»‪ .‬أما الطفلة المسلمة رزان فكانت ال تستطيع التحرك‬ ‫من جرَّاء ضمور كامل‪ ،‬رغم إعاقتها حفظتْ القرآن الكريم في ‪ 11‬شهر‪ .‬و أخيراً و ليس آخراً‪ ،‬تلميذ‬ ‫من جمعية حنان يدْعى أسامة مفتاح حصل على البكالوريا بميزة مستحسن‪ ،‬و قد تمَّ تسجيله بكلية‬ ‫اآلداب و العلوم اإلنسانية‪ ،‬فرع التاريخ و الحضارة‪ .‬و قد نال شرف توشيحه من طرف صاحب الجاللة‬ ‫محمد السادس دام له العزّ و النصر ‪.‬‬ ‫تحسيسية سنة ‪ 2004‬لفائدة أسر األطفال ذوي اإلعاقة المسجلين‬ ‫بمركز التربية المختصة التابع للجمعية بهدف تحفيزهم على تسجيل‬ ‫أبنائهم وبناتهم في أقرب مدرسة عادية لبيوتهم‪ ،‬وكانت أسرة‬ ‫أسامة مفتاح من بين األسر القليلة التي اقتنعت بأهمية الدمج‬ ‫التربوي‪ ،‬وسارعت لتسجيل أسامة في المدرسة االبتدائية المتواجدة‬ ‫بحيه ابتداء من سنة ‪ ،2006‬وبموازاة الورشات التحسيسية‪ ،‬وقعت‬ ‫الجمعية اتفاقية شراكة مع النيابة اإلقليمية لوزارة التربية بتطوان‪،‬‬ ‫تم بموجبها إنجاز دراستين ميدانيتين الختيار ‪ 8‬مؤسسات تعليمية‬ ‫دامجة ومرحبة بتمدرس األطفال ذوي اإلعاقة مع أقرانهم غير ذي‬ ‫إعاقة في نفس الحجرة الدراسية‪ ،‬وبناء ولوجيات للكراسي المتحركة‬ ‫وبمرافقها الصحية‪ ،‬وتكوين أساتذة المدارس الدامجة وأطر الجمعية‬ ‫من لدن خبراء إسبان ومصريين‪ ،‬وتكوين فريق متعدد التخصصات‬ ‫وفريق مربيات التربية الخاصة لزيارة المدارس بغرض دعم التالميذ‬ ‫ذوي اإلعاقة المدمجين‪ ،‬ودعم المدرسة ككل‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن جمعية حنان منذ تأسيسها سنة ‪ 1969‬من لدن المرحوم ذ‪ .‬عبدالوهاب‬ ‫العمراني‪ ،‬وهي تدمج األطفال ذوي اإلعاقات الحركية واالضطرابات الكالمية و اإلعاقات السمعية‬ ‫الخفيفة في المدارس العادية‪ ،‬بعضهم أصبحوا أساتذة جامعيين‪ ،‬وآخرين يزاولون مهنة التدريس‬ ‫بالتعليم الثانوي و االبتدائي‪ ،‬وآخرين اندمجوا في المجتمع بكل ت‪G‬قائية‪.‬‬ ‫إن توشيح التلميذ أسامة منتوج برنامج الدمح التربوي‪ ،‬من أعلى هرم في الدولة المغربية‪ ،‬هو‬ ‫وعي متطور للمؤسسة الملكية بأهمية التعليم الجامع‪ ،‬وعلى أن الدمج التربوي أو التعليم الشامل هو‬ ‫السبيل الوحيد لتعليم األطفال ذوي اإلعاقة القائم على ثوابت ومسلمات علمية‪ ،‬والتزام صريح بتطبيق‬ ‫المغرب لبنود االتفاقية الدولية لحقوق األشخاص ذوي اإلعاقة‪ ،‬خصوصا المادة ‪ 24‬منه المتعلقة‬ ‫بحق التعليم لألشخاص ذوي اإلعاقة في وسط تربوي طبيعي ابتداء من التعليم األولي لغاية التعليم‬ ‫الجامعي‪.‬‬ ‫هنيئا ألسامة الذي سيلج جامعة عبدالمالك السعدي بتطوان‪ ،‬نتمنى له النجاح والتوفيق في مساره‬ ‫الدراسي الجامعي‪.‬‬ ‫قال اهلل َّ‬ ‫ً‬ ‫جل يف عاله يف �سورة هود ‪ :‬ولو �شاء ربك جلعل النا�س �أمة واحدة و ال يزالون‬ ‫خمتلفني (‪� )118‬إال من رحم ربك (‪� .. )119‬صدق اهلل العظيم ‪...‬‬


‫العدد ‪919‬‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫‪11‬‬

‫ذكريات وشذرات من كلمة ألقيتها عن الراحل والشاعر الكبير‬

‫محمد الميموني‬

‫بمناسبة الذكرى األربعينية لوفاته‪ ،‬ومعطيات عن دواوينه ومؤلفاته‪...‬‬

‫(يا �أيتها النف�س املطمئنة ارجعي �إلى ربك را�ضية مر�ضية فادخلي يف عبادي وادخلي جنتي)‬ ‫والدالة على أعوام العقم وصمود الطلبة وآرائه النيرة والغيورة على هذا الوطن واإلنسان والوطنيين‬ ‫صدق اهلل العظيم والطلبة الصامدين بالوحدة والكتلة التي تجددت أخيرا (أي خالل تلك المرحلة )بفضل تظافر الجهود‬ ‫ ‬ ‫لكافة القوى الوطنية الديمقراطية ومنظور الكتلة الديمقراطية للحكم الذاتي باألقاليم الصحراوية‬ ‫باسم اهلل العلي القدير‪ ،‬وال حول وال قوة إال باهلل العلي العظيم‪.‬‬ ‫لوطننا العزيز‪.‬‬ ‫بمناسبة الذكرى األربعينية لوفاة الشاعر المغربي الكبير األستاذ المرحوم برحمة اهلل الواسعة محمد‬ ‫وفي الختام أشكر أعضاء المجلس البلدي باسم المهتمين على تفهمهم أخيرا ودعمهم المادي‬ ‫الميموني الذي انتقل إلى دار البقاء صباح يوم الخميس ‪ 21‬محرم ‪ 1439‬هـ الموافق لـ ‪ 12‬أكتوبر ‪ 2017‬لجمعية االمتداد األدبية والجمعية الحقوقية والجمعيات األخرى ونتمنى للكتلة الوطنية النجاح في‬ ‫بتطوان‪ ،‬وبهذا المصاب الجلل واألليم يتقدم الحقوقي واألديب‪ :‬عبد القادر أحمد بن قدور بأحر التعازي مساعيها الهامة وللشاعر المجيد النجاح والتوفيق والصحة الجيدة والعطاء المستمر والمتجدد في ظل‬ ‫وأصدق المواساة القلبية المكلومة إلى أسرته الصغيرة والكبيرة‪ ،‬وإلى كل األدباء واألديبات والشعراء الوحدة الوطنية وشكرا جزيال على إنصاتكم وتتبعكم وتقبلكم لكلمتي‪...‬‬ ‫والشاعرات ومحبيه وإخوانه‪ ،‬ولزوجته األستاذة الفاضلة السيدة فوزية من سوريا الشقيقة وألبنائه‪:‬‬ ‫وأضيف‪ ،‬وقد كان رحمه اهلل متشبعا باألفكار النيرة والمتفتحة واألخالق العالية والتواضع الجم‪،‬‬ ‫فردوس‪ ،‬خالد‪ ،‬ورياض‪ ،‬ولشقيقه الذي يتقاسم معه الشعر الملتزم والمناضل الشاعر المغربي المتألق‬ ‫والفذ أحمد بنميمون‪ ،‬وأصهاره وأصدقائه سائلين اهلل تعالى وتبارك أن يتغمد الفقيد الراحل بواسع وقد كان دائما يركز على همومه الذاتية‪ ،‬كما يركز على عناصر الطبيعة المتميزة المتحولة والثابتة كما‬ ‫رحمته ومغفرته‪ ،‬وأن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والنبيئين والشهداء والصالحين‪ ،‬وحسن أولئك جاء في أبياته الشعرية السالفة الذكر‪ ،‬وكذلك يقول في قصيدة أخرى بعنوان‪« :‬روائح البن المنعش»‪.‬‬ ‫عن سطر النهاية‬ ‫يبدو أني لست بعيدا ‬ ‫رفيقا‪ ،‬وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان‪...‬‬ ‫ولكن قصيدتي تحيا حياتها بشعر أسود وفم قويم المع‬ ‫ــ الشاعر الكبير والمتألق في سماء الشعر الذي ولد سنة ‪ ،1936‬أشعر اآلن بعد وفاته أن الشعر‬ ‫كنت فتى‬ ‫ ‬ ‫لعلي ذات يوم‬ ‫المغربي عبارة عن عمارة قد زلزلت واهتزت من الجذور ألن دويها سمع من بعيد وأثر في دواخلنا باالهتزاز‬ ‫أكنت أيضا شاعرا؟ (‪)1‬‬ ‫يحلم كل صبح بقصيدة ‬ ‫واالرتجاج‪ ،‬ألنه أحد شعراء بلدنا المقدام‪ ،‬والذي ترك في أعماقنا آثار الشعر والوطن والحب الصادق‬ ‫ومن أفكاره عن الشعر قوله (القصيدة ال تحتاج إلى المناهج فهي تجيز لنفسها أن تنتقل إلى الحقيقة‪،‬‬ ‫للثقافة والتربية والتعليم الخالقة والشعر الملتزم والعضوي ذي الفكر المتميز والخالق و الذي يبنى في‬ ‫األعماق آثارا مدوية بنضجها وابتكارها‪ ،‬ألن الشعراء العظام هم الذين يشكلون وجدان األمة المتقدمة وإلى جوهر ما وراء األشياء التي تبدو واقعية)‪.‬‬ ‫وإذا كان هذا الشاعر قد فقدناه‪ ،‬فهو من أهم األصوات الشعرية الخالبة والمؤسسة للشعر المغربي‬ ‫واألجيال بكاملها‪ ...‬وشعره يغمر دواخلنا ونفوسنا المتعطشة للجمال بتجلياته المختلفة‪ ،‬ويترك فينا حبنا‬ ‫للجمال المبرح والخيال المجنح والخالق‪...‬ومن آخر قصائد هذا الشاعر األثير نقرأ بعض فقرات منها التي الحديث ومن رواده األوائل مثل المرحومين أحمد المجاطي ومحمد الخمار الكنوني‪ ،‬وعبد الكريم الطبال‬ ‫والدكتور محمد السرغيني أطال اهلل عمرهما‬ ‫تقول‪:‬‬ ‫ومتعهما بالصحة والعافية الذين وضعوا أسس‬ ‫تستيقظ المياه من أحالمها‬ ‫القصيدة المغربية الحديثة في أواخر الخمسينات‬ ‫في النهر والجداول‬ ‫وأوائل الستينات من القرن الماضي‪ ،‬حيث آنذاك‬ ‫تخرج من ظاللها‬ ‫كان المشرق يتألق ضوءه بالشعر الحديث في كل‬ ‫إلى استفاضة الضوء الجديد‬ ‫من مصر والعراق وسوريا ولبنان‪ ،‬حيث درس الراحل‬ ‫السرمدي‬ ‫محمد الميموني في بداية حياته بالكتاب القرآني‪،‬‬ ‫أيتها السحابة البعيدة‬ ‫تيميز بحفظه ألحزاب عديدة من القرآن الكريم‬ ‫اذكرينا‬ ‫والمتون القديمة‪ ،‬ثم درس باللغتين العربية‬ ‫في سمائك العليا‬ ‫واإلسبانية‪ ،‬وعلى عيون الشعر العربي واإلسباني‬ ‫وانتظرينا‬ ‫الثائر ضد االستبداد والتسلط والطغيان الذي كان‬ ‫في مفرق الفصول‬ ‫له بالغ األثر على شعره وفكره المتحرر والمتقدم‬ ‫حيث نلتقي‬ ‫كما تعرف بالدار البيضاء على شعراء أفذاذ من‬ ‫على تالشي الخط‬ ‫أمثال أحمد الجوماري وعبد اهلل راجع وادريس‬ ‫بين الماء‬ ‫الملياني وغيرهم من الشعراء واألدباء عندما كان‬ ‫والتراب‬ ‫يمارس التدريس بها‪...‬وبدأ ينشر كذلك شعره‬ ‫والسماء‬ ‫سنة ‪ 1963‬بالجريدة الوطنية «العلم» الغراء التي‬ ‫ـ ‪3‬ـ‬ ‫احتضنت العديد من الشعراء واألدباء وشجعتهم‬ ‫سماء ال أدركها‬ ‫وآزرتهم على نشر إنتاجاتهم‪ ،‬كما ترجم للعديد من‬ ‫ساد من التحليق والغناء‬ ‫الشعراء اإلسبان لشعرهم إلى اللغة العربية أمثال‬ ‫وإن تجاوزتني في طريقها الطيور‬ ‫الشاعر والمناضل الكبير فيدير يكوغارسيا لوركا‪،‬‬ ‫أعرف أن العندليب‬ ‫وأنجز دراسة نقدية هامة حول تجربته الشعرية‬ ‫ماهر تلقائي موهوب‬ ‫الغنية بالدالالت‪ ،‬ونشر عدة دواوين بعد نشره عام‬ ‫يوحي إليه كل حين‬ ‫بن قدور أثناء إلقائه لكلمته بالقصر الكبير أمام الشاعر الكبير والحاضرين والمهتمين في حق الراحل محمد ‪ 1974‬ديوانه «آخر أعوام العقم» كما سلف ذكره‪،‬‬ ‫في الهنيهة الموعودة‬ ‫بنشيد الوقت ‬ ‫المذكور‪.‬‬ ‫الثقافي‬ ‫بالمركز‬ ‫‪2006‬‬ ‫مارس‬ ‫‪25‬‬ ‫يوم‬ ‫مساء‬ ‫الشعرية‬ ‫أمسيته‬ ‫في‬ ‫الميموني‬ ‫ونشر ديوانه الثاني حتى عام ‪ 1992‬بالدار البيضاء‬ ‫أما أنا‬ ‫بعنوان «الحلم في زمن الوهم» و «طريق النهر»‬ ‫فليس لي سوى صدر‬ ‫وكذلك ديوان شعر أصدره سنة ‪ 1995‬بتطوان‬ ‫يضيق بتالحق األنفاس‬ ‫«شجر خفي الظل» هذا الديوان الشعري صدر‬ ‫مستقبال‪،‬‬ ‫له سنة ‪ 1999‬بتطوان كذلك والدواوين األخرى‬ ‫قد آتي من مكان ما مجهول‪...‬إخ‪..‬‬ ‫التالية‪ :‬مقام العشاق «أمهات األسماء»‪ ،‬وكذلك‬ ‫ذكرتني هذه األبيات الشعرية المتميزة‪،‬‬ ‫«متاهات التأويل» صدر له عام ‪ 2001‬كما نشرت‬ ‫والتي تعلو بنا في الخيال والسماء إلى أعلى عليين‬ ‫له وزارة الثقافة سنة ‪ 2002‬بالرباط «األعمال‬ ‫بأبعاد رمزية سحيقة وبآفاق خالقة وبجمال وإبداع‬ ‫الشعرية الكاملة»‪.‬‬ ‫فائق وساحر يعلو وال يعلى عليه جعلني في هذه‬ ‫والدواوين األخرى التي نشرها سنة ‪1998‬‬ ‫الذكرى األليمة ترجع بي الذاكرة إلى كلمة قصيرة‬ ‫«محبرة األشياء» «ما ألمحه وأنساه» عام ‪.2000‬‬ ‫في حق هذا الشاعر المتميز والفذ الصديق محمد‬ ‫ودراسة نقدية له في الشعر المغربي المعاصر‬ ‫الميموني احتفاء به في أمسيته الشعرية وللذكرى‬ ‫صدرت له عام ‪ 1999‬بتطوان بعنوان «سبع خطوات‬ ‫والعبرة‪...‬والتي ألقيتها مساء في يوم السبت ‪25‬‬ ‫رائدة» وهي هامة من منشورات تطوان أسمير‪.‬‬ ‫مارس سنــة ‪ 2006‬بحضوره في المركز الثقافي‬ ‫البلدي بالقصر الكبير والتي نظمتهـا جمعيــة‬ ‫«ديوان التمارين» للشاعر اإلسباني فيديريكو‬ ‫االمتداد األدبية المتميزة والتي قـــام بتسييرها‬ ‫غارسيا لوركا (ترجمه إلى اللغة العربية مع دراسة‬ ‫رئيسها آنذاك األستاذ القدير عبد اإلله المويسي‪،‬‬ ‫وافية كتبها عنه‪).‬‬ ‫فبدأتها بقولي ـ باسم اهلل القوي الجبار‪.‬‬ ‫وهذا يجعل منه (مجاال الستكناه خبايا ذاكرة‬ ‫الوطنية‬ ‫الكتلة‬ ‫في سنوات السبعينات أيام‬ ‫الشاعر محمد الميموني‪ ،‬باعتبارها إحدى العناصر‬ ‫األولى التي تأسست سنة ‪ 1972‬أيام النضاالت‬ ‫المميزة لتحوالت عطاء المشهد الثقافي المحلي‬ ‫الوطنية المتأججة في سنوات الرصاص والجمر‬ ‫بمدينة شفشاون وبعموم بالد المغرب خالل‬ ‫المتقد وخاصة سنة ‪ 1974‬التقيت باألخ الشاعر‬ ‫عقود النصف الثاني من القرن الماضي‪ ،‬هي ذاكرة‬ ‫محمد الميموني قرب المركز العام لحزب‬ ‫‪ ...‬وهو يتحدث مع الشاعر المرحوم محمد الميموني عندما قدم له كلمته التي ألقاها أمامه بحضور عدد كبير من مشرعة أمام رحابة شيم االجتهاد والعطاء والوفاء‬ ‫االستقالل القريب من باب الحد بالرباط وفي يدي المثقفين والمثقفات وبعض أدباء وشعراء مدينة القصر الكبير في نفس التاريخ؛ والمركز الثقافي المذكور‪.‬‬ ‫والتواضع والصوفية في سيرة صاحبها‪ ،‬وعنوان‬ ‫ديوانه األول (آخر أعوام العقم) الذي طبعه في تلك‬ ‫إلحدى أوجه البهاء الثقافي الذي طبع ويطبع وجه‬ ‫السنة وأبديت له سروري وإعجابي به في تلك األثناء لما كنت أتردد على األستاذ الجليل األخ محمد السعيد شفشاون األعماق‪ ،‬شفشاون الحضارة والتاريخ‪ ،‬شفشاون محمد الميموني) (‪ )2‬النظيفة واألنيقة ذات‬ ‫العلمي الوزير المنتدب لدى البرلمان ووزير الوظيفة العمومية والشؤون اإلدارية سلفا والذي كان كاتبا المعمار األندلسي والتاريخي العميق واألصيل‪.‬‬ ‫خاصا للزعيم أستاذي الكبير المرحوم الرئيس عالل الفاسي‪ ،‬وكان كذلك رئيس التحرير لمجلة الهدف‬ ‫ـــــــــــــــ‬ ‫للشباب التي كان يديرها األستاذ الجليل المرحوم عالل الفاسي هي ومجلة البينة الفكرية والثقافية‬ ‫الهوامش‪:‬‬ ‫واإلسالمية عندما كان وزيرا لألوقاف والشؤون اإلسالمية ‪ ،‬وكان األخ محمد الميموني وهو أستاذ وطالب‬ ‫‪ .)1‬من مقال د محمد دخيسي أبو أسامة بالملحق الثقافي لجريدة «العلم» الغراء بعنوان‪« :‬الموت ونهاية سيرة‬ ‫آنذاك يتردد علينا كذلك بمقر االتحاد العام لطلبة المغرب لما كنت أتوجه لمكتب المنح التابع لوزارة الكتابة لدى الشاعر المغربي الراحل محمد الميموني‪ .‬ليوم الخميس ‪ 28‬من محرم ‪ 1439‬هـ الموافق ل ‪ 19‬من‬ ‫التربية الوطنية ألقوم بحل بعض مشاكل الطلبة عندما كانت المنظمة الطالبية لالتحاد الوطني لطلبة أكتوبر ‪ 2017‬السنة ‪ 41‬ص‪.8 :‬‬ ‫المغرب محظورة تعسفا‪ ،‬وبفضل اتحاد الطلبة المستميت ووعيهم آنذاك وتكتلهم ونضاالتنا المستمرة‬ ‫‪ .)2‬من جريدة «الشمال ‪ »2000‬الغراء الجهوية واألسبوعية العدد‪ 911 :‬ليوم الثالثاء من ‪ 17‬إلى ‪ 23‬أكتوبر‬ ‫واألكيدة استرجعنا هذه المنظمة الطالبية العتيدة في ‪ 9‬نونبر ‪ 1978‬بعدما تعرضت لقرار الحظر اإلداري ‪ 2017‬بقلم األستاذ الجليل والباحث أسامة الزكاري ص‪.16‬‬ ‫الجائر في ‪ 24‬يناير سنة ‪ 1973‬اضطهادا وتعسفا واسترجعناها ونحن نردد مبادئها األربعة المترسخة‬ ‫عبد القادر أحمد بن قدور‬ ‫والدائمة‪( :‬التقدمية ـ الجماهيرية ـ الديمقراطية ـ االستقاللية)‪.‬‬ ‫اإلعالمي والحقوقي واألديب‬ ‫لجريدة‬ ‫الثقافي‬ ‫بالملحق‬ ‫والجادة‬ ‫والرائعة‬ ‫كما عرفنا شاعرنا المجيد هذا بقصائده المتينة والرصينة‬ ‫والعضو الشرفي بمنظمة العفو الدولية‬ ‫«العلم» منذ الستينات والسبعينات من القرن الماضي واالتحاد اإلشتراكي ودواوينه الناضجة والهامة‬ ‫ـ فرع المغرب ـ‬


‫العدد ‪919‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫عادات وتقاليد أهل شفشاون‬ ‫(‪)3/1‬‬

‫تقديم‪:‬‬

‫يختص المغرب بثروة هائلة من العادات والتقاليد ضمنها السكان األوائل‬ ‫تجاربهم وثقافتهم ونكساتهم وانتصاراتهم تارة مكشوفة وطورا مقنعة بقناع‬ ‫رمزية‪ ،‬فارضة وجودها بدالالتها وحموالتها‪ ،‬وما أكثر هذا النوع من العادات‬ ‫الشعبية والطقوس االحتفالية التي تندرج في إطار تقاليد وعادات المناطق‪،‬‬ ‫ومنها منطقة شفشاون ومحيطها المعروف جغرافيا وتاريخيا (منطقة جبالة)‪.‬‬ ‫إن مدينة شفشاون محروسة بالتقاليد االجتماعية الصارمة‪ ،‬قلما تشهد‬ ‫اجتماعا للناس خارج الطقوس واالحتفاالت الدينية وغيرها (صالة العيدين‪ ،‬عيد‬ ‫المولد الشريف‪ ،‬أيام عاشوراء‪ ،‬المواسم‪ ،‬ليلة القدر‪ ،‬ليلة اإلسراء والمعراج‪15 ،‬‬ ‫شعبان‪ ،‬توديع الحجاج إلى بيت اهلل الحرام وعند عودتهم‪ ،‬االلتزام بطقوس شهر‬ ‫رمضان المعظم‪ ،‬الحضور إلى المصلى أيام العيدين‪ ،‬الحرص على أداء واجباته‬ ‫الدينية كالصالة مع الجماعة في المسجد أو الزاوية‪ ،‬الذهاب مع الجنازة‪ ،‬حضور‬ ‫حفالت الزفاف‪ ،‬االعتقاد في األولياء والصلحاء والمجاذيب‪ ،‬التعلق بأضرحتهم‬ ‫والرحلة والزيارة إليها‪ .‬والحرص الشديد على الشرف والعفة والقناعة‪ ،‬واإلفراط‬ ‫في النظافة والمحافظة على الطقوس الدينية وتعظيم آل البيت من الشرفاء‪،‬‬ ‫والحرص على تبادل الزيارات مع األهل واألحباب واألصدقاء في مناسبات األعياد‪،‬‬ ‫والمناسبات االجتماعية بصفة عامة‪.‬‬

‫• شعبـانـة‪:‬‬

‫هي مناسبة سنوية‪ ،‬وتكون يوم ‪ 15‬شعبان‪ ،‬وهو يوم استثنائي في حياة‬ ‫المجتمع الشفشاوني‪ ،‬ويطلق عليه بيوم (النسخة)‪ ،‬وكان –وما يزال‪ -‬يطلق‬ ‫عليه (شعبانة) وفي هذا اليوم تشد الرحال إلى زيارة ضريح موالي عبد السالم‬ ‫بن مشيش‪ ،‬وكان طلبة الكتاتيب القرآنية في المدينة والبادية يحرصون على‬ ‫االحتفال بها «أي الزردة» حيث كانوا يقصدون من تجود أريحتهم بالفضل والخير‬ ‫على الطلبة فيمنحهم من يمنحهم ويتولون تهيئة (غداء) أو (عشاء) يحضره‬ ‫جميع الطلبة في منزل الفقيه أو منزل أحدهم‪ ،‬أما في البادية فكان يحضره أفراد‬ ‫من جماعة القرية ويتناولون الطعام جميعا ابتهاجا بقرب قدوم شهر رمضان‬ ‫المعظم‪ ،‬ويتلون األذكار واألمداح النبوية‪ ،‬ويهللون ويكبرون ويصلون على النبي‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم ويخرجون في األخير ختمات القرآن الكريم يترحمون بها‬ ‫على أرواح الموتى من أهل القرية‪.‬‬ ‫ومن اهتماماتهم الكبيرة في هذا الشهر هو االستعداد مبكرا بعد النسخة‬ ‫مباشرة لشهر رمضان باألطعمة واألشربة والحلويات (الشباكية وما شابهها)‬ ‫والتين المجفف والتمر والعجائن (الشعرية والفداوش)‪.‬‬

‫والحلويات المتنوعة شكلها ولونها‪ ،‬واأللبسة والبخور والتوابل ووسائل الزينة‬ ‫للنساء والفتيات‪ ،‬والدرابك والتعاريج والدفوف والبنادير والمزامير‪ ،‬كما تنتشر‬ ‫المطاعم الصغيرة والمقاهي‪ ،‬وتنصب النواعير المحلية المصنوعة من الخشب‬ ‫قرب الزاوية الناصرية وعلى امتداد الجهة المقابلة للمسجد األعظم يتنافس‬ ‫الشباب والفتيان على ركوبها وإبراز حركاتهم البهلوانية وهي تدور بهم بين‬ ‫األرض والسماء مقابل أجر يدفع ألصحابها الذين كانوا يقومون بدورانها‬ ‫اعتمادا على مجهودهم العضلي‪ ،‬وتمتلئ الساحة لمدة ثالثة أيام صباحا ومساء‬ ‫بالوافدين عليها من سكان المدينة ومن البوادي والقرى المجاورة لها‪ ،‬بل‬ ‫وحتى من مدن تطوان وطنجة ووزان والمضيق وغيرها من األماكن األخرى‪،‬‬ ‫وتعرف المدينة رواجا تجاريا مهما في هذه األيام وقد تحول مكان االحتفال منذ‬ ‫السبعينات من القرن الماضي إلى ساحة الدمومن خارج المدينة العتيقة ومنها‬ ‫إلى السوق الجديد حيث يقام اليوم‪ ،‬وما زال محافظا على طابعه‪.‬‬

‫• االحتفال بعيد المولد النبوي‪:‬‬

‫ترجع بدايات االحتفال بالمولد النبوي الشريف بالمغرب إلى منتصف القرن‬ ‫السابع للهجرة عندما استحدثت أسرة العزفيين اليت كانت بمدينة سبتة عادة‬ ‫االحتفال بالمولد النبوي وذلك على غرار احتفاالت عيد النيرزو يوم فاتح يناير‪،‬‬ ‫والمهرجان أو العنصرة يوم ‪ 24‬يوينو‪ ،‬وميالد المسيح عليه السالم يوم ‪25‬‬ ‫دجنبر الذي كان يشارك فيها المسلمون في سبتة واألندلس‪.‬‬ ‫وتتنوع مظاهر االحتفال هاته بين الليالي الدينية القائمة على قراءة القرآن‬

‫• ليلـة القـدر‪:‬‬

‫من العادات الموروثة أنه إذا بلغت اليافع العمر الذي يمكنها من الصوم‬ ‫والقدرة عليه ولو ليوم واحد وهو (‪ 26‬رمضان) فإن األهل يحتفلون بذلك في‬ ‫المنزل وخارجه في موكب بهيج‪ ،‬وقد ألبسوها أجمل المالبس وكأنهم في حفل‬ ‫عرس‪ ،‬ويطوفون بها شوارع المدينة بعد صالة العصر‪ -‬وما زالت هذه العادة إلى‬ ‫اليوم‪ -‬وتؤخذ لها صور بالمناسبة (استحدثت حديثا)‪.‬‬ ‫كما تؤدى صالة التراويح في المساجد حيث يقوم السكان بالتنقل عبر‬ ‫مساجد المدينة بجالبيبهم األنيقة غالبيتها بيضاء اللون المخططة بخطوط‬ ‫مذهبة أو خضراء أو حمراء‪ ،‬وأحذيتهم الجديدة‪ ،‬ويصحبون معهم أطفالهم‬ ‫الصغار بلباسهم الجديد التقليدي الصنع ألداء الصالة واالستماع إلى قراءة‬ ‫القرآن الكريم حتى مطلع الفجر‪ .‬ويتميز هذا اليوم بنكهة خاصة حيث يتناول‬ ‫فيه السكان بعد الفطور أكلة الكسكس‪ ،‬كما يقومون بزيارة موتاهم بالمقابر‬ ‫مترحمين عليهم وإلقاء الريحان على قبورهم‪ ،‬كما يجودون على الفقراء بما يسر‬ ‫اهلل لهم‪.‬‬

‫• االحتفال بيوم عاشوراء‪:‬‬

‫تشكل عاشوراء حدثا تاريخيا هاما في حياة العرب والمسلمين وواقعا معيشا‬ ‫في كل زمان‪ ،‬يحبل بوقائع ومشاهد من الغرائب المستملحة والمقلقة من‬ ‫سلوكات ومعتقدات شعبية‪ ،‬وقد دأب المغاربة على تخليد عاشوراء في العاشر‬ ‫من شهر محرم من كل عام‪ ،‬جريا على ما سار عليه اآلباء واألجداد‪ ،‬ويتميز بالتنوع‬ ‫امتزجت فيه هويات ثقافية عربية إسالمية‪ ،‬أمازيغية‪ ،‬أندلسية‪ ،‬افريقية‪ ،‬غير أن‬ ‫كل جهة من جهاته تنفرد بعاداتها وتقاليدها في هذا اليوم‪ ،‬وبالنسبة لمدينة‬ ‫شفشاون وغيرها من مدن الشمال والجنوب‪ ،‬فإن االستعداد لالحتفال بيوم‬ ‫عاشوراء يبدأ من عيد األضحى‪ ،‬حيث يتم تخزين جزء من لحم الجدي أو الكبش‬ ‫في شكل قديد (لحم مجفف) خصيصا لهذا اليوم‪ ،‬حيث يؤكل مع الكسكس في‬ ‫جو أسري حميمي يحرص الجميع على المشاركة في هذه الوليمة‪.‬‬ ‫كما تتوالى استعدادات أخرى منذ فاتح محرم وتهم تنظيف المنازل وإعادة‬ ‫تبليط الجدران وتبييض واجهاتها الخارجية بالجير األبيض وأحيانا يخلط معه‬ ‫قليل من النيلة الزرقاء‪ ،‬ويطلق عليها (العواشر)‪.‬‬ ‫أما بالنسبة لألطفال فهذه مناسبة شراء الدمى والطعارج والسكاكين‬ ‫والبنادق والسيوف واألقنعة البالستيكية والبذالت العسكرية أو الشعبية والدفوف‬ ‫والمزامير والمسدسات المائية واألوتوماتيكية والمفرقعات وكافة أنواع اللعب‪،‬‬ ‫وال ننسى (فلوس) عاشوراء‪ ،‬أي تلك التي يجمعونها من المارة ويطرقون أبواب‬ ‫السكان في كل حي مرددين على نغمات الطعارج والبنادير والمزامير‪( ،‬بركة‬ ‫عاشوراء‪ ،،‬بركة عاشوراء) وينطلقون للعب‪ ،‬فيعمون البيت حركة دؤوبة ويشعون‬ ‫في أرجائه أجواء البهجة والحبور‪ ،‬كل فرح بلعبه التي اقناها له الجدان والوالدان‬ ‫واألعمام والخالن‪.‬‬ ‫أما أطفال البوادي الذين يقصدون المدينة في هذه المناسبة بألواحهم‬ ‫وقد كتب عليها سور من القرآن الكريم يعرضونها على المارة واصحاب الدكاكين‬ ‫راجين الحصول على (بركة عاشوراء)‪.‬‬ ‫ظاهرة أخرى ترتبط بطقوس الكبار وهي كثافة اإلقبال على شراء الفواكه‬ ‫الجافة والتمور واللوز والفستق والزبيب والجوز والحلويات المختلفة ألوانها‬ ‫وأشكالها‪.‬‬ ‫كما أن المغاربة بصفة عامة وسكان شفشاون منهم غالبا ما يوقتون إخراج‬ ‫الزكاة بموسم عاشوراء الذي يسن فيه الصيام والتوسعة على العيال‪ ،‬مع حث‬ ‫األاطفال على تجريب الصوم‪ ،‬كما يكثر صب الماء على األرض‪ ،‬ويقوم (الكرابة‪:‬‬ ‫حمالي الماء) وهم يجوبون األسواق مرددين «الماء للسبيل‪ ،‬اهلل يرحم مول‬ ‫السبيل ‪ /‬مول‪ :‬صاحب»‪ ،‬كما يكثر في هذا اليوم التخضيب بالحناء مع االكتحال‬ ‫واالستباك والتزين والتجمل‪ ،‬واستعمال البخور‪.‬‬ ‫وكان يكتسي طابعا فريدا‪ ،‬تتميز به المدينة بحيث كانت تتحول فيه‬ ‫ساحة وطاء الحمام إلى موسم احتفالي رائع‪ ،‬فتنصب الخيام في جميع الجهات‬ ‫يعرض فيها أصحابها بضاعتهم المتنوعة من لعب األطفال والفواكه المجففة‬

‫الكريم‪ ،‬وتالوة األذكار والصلوات‪ ،‬وقراة األمداح النبوية وسرد السيرة النبوية‬ ‫والشمائل المحمدية ومجالس العلم والمواكب الدينية‪.‬‬ ‫وكان يكتسي طابعا متميزا في مدينة شفشاون بحيث تحيى ليلته في‬ ‫ضريح مؤسس المدينة والزوايا المبثوثة في أحياء المدينة وعددها (‪ )13‬زاوية‪،‬‬ ‫ويطعم فيها الفقراء الكسكس وتوزع كؤوس الشاي والحلويات على الحاضرين‪،‬‬ ‫كما يعرف االحتفال عملية ختان جماعي لألطفال بعد صالة العصر من يوم‬ ‫العيد‪ ،‬وتوزع على اسرهم هبات يتبرع بها الموسرون من أهل المدينة‪ .‬وما زالت‬ ‫هذه العادة سارية المفعول إلى يومنا هذا‪ ،‬ونفس الشيء يقوم به أهل البوادي‬ ‫المجاورةللمدينة‪.‬‬ ‫وكان يكتسي طابعا خاصا ال يماثله إال موسم سيدي بوعراقية بطنجة‪،‬‬ ‫حيث يؤتى بالثيران ويطاف بها على الضّريح سبع مرات ثم تذبح داخل الضريح‬ ‫وتوزع لحومها على الفقراء والمساكين‪ ،‬وكانت هذه الثيران مساهمة من اإلدارة‬ ‫المدنية والعسكرية‪ ،‬وبعضها كان يشترك في ثمنها سكان األحياء كالتجار‬ ‫والصناع والحرفيين‪ ،‬وكانت تلتقي فيه الفرق الصوفية (العيساوية‪ ،‬الدرقاوية‪،‬‬ ‫الحمدوشية‪ ،‬الشقورية) وتحيي الليلة داخل الضريح يرتلون قراءة القرآن واألذكار‬ ‫واألمداح النبوية‪ ،‬وتقدم فيه قصعات الكسكس باللحم والخضر التي كانت األسر‬ ‫تتنافس في تهيئتها‪ ،‬والمساهمة بها في هذا االحتفال البهيج‪ ،‬وبعد أن تمر في‬ ‫استعراض يحضره السكان والهيئة اإلدارية يقوم المقدمون المكلفون بتوزيع‬ ‫هذه القصعات على الفقراء والمساكين‪ ،‬ومنها ما كان يرسل إلى المسجونين‬ ‫بالسجن المدني‪ ،‬ويعضها يرسل إلى دار الخيرية بالمدينة‪.‬‬

‫• يوم حاكوزة‪:‬‬

‫كان يحتفل به في فاتح شهر يناير الفالحي‪ ،‬ويتميز بأكالته الخاصة‬ ‫كاإلسفنج المصنوع في البيت والبغرير‪ ،‬والحمص والفول المعطر بالتوابل‬ ‫المعروف (بشيوخة) أو طقس التمني والتريد بالدجاج البلدي‪ ،‬وكانت األسر تجمع‬ ‫أبناءها ليال حول غربال مليء بالتين المجفف والزبيب المجفف والجوز والحمص‬ ‫المقلي والرمان (أحيانا حيث كان يحتفظ به لهذه المناسبة) وتبدأ األم في‬ ‫تحديد قسمة كل واحد من الملتفين حول هذه الذخيرة من األطعمة‪ ،‬كما يتم‬ ‫توزيعها في بعض المناطق على األطفال اليتامى والفقراء والمساكين تعبيرا‬ ‫عن خيرات محصول السنة الماضية‪ ،‬وإبرازا آلمالهم بأن تكون السنة الجديدة‬ ‫أكثر خيرا وأوفر عطاء من سابقتها‪ ،‬وكانت تمارس باألندلس وما زالت وتسمى‬ ‫ليلة ‪ YANNAYER‬وكان من العادة عندهم «أن يأكل الناس في هذا اليوم‬ ‫بعض المأكوالت المكونة من الحبوب المطبوخة في الماء المالح تفاؤال بالعام‬ ‫الخصب»‪)1( .‬‬ ‫ويرى الباحث يوسف احنانة أن لفظ (الحاكوزة) محرف من العامية المغربية‬ ‫عن العجوزة أو العجوز‪ ،‬وقد كانت تعني في الثقافة الشفوية القديمة آخر ليلة‬ ‫من ليالي السنة الشمسية الفالحية التي كانت تقويم المغاربة في مجتمعهم‬

‫‪-‬‬

‫بقلم‪:‬‬

‫ذ‪ .‬محمد القاضي‬

‫الفالحي‪ ،‬وحيث إنها آخر ليلة في السنة فهي على هذا األساس الليلة العجوز‪،‬‬ ‫وهي عند اإلسبان ‪.La noche vieja‬‬ ‫وتتمثل في المخيلة الشعبية‪ ،‬وبخاصة مخيلة األطفال‪ ،‬في هيئة امرأة عجوز‬ ‫شمطاء تأتي في هذه الليلة لتضع تحت وسادة األخيار منهم هديتها المعهودة‬ ‫والتي كانت تتمثل في الغالب في بعض الفواكه اليابسة أو بعض الدريهمات أو‬ ‫بعض المالبس الجديدة‪ ،‬في حين يتم تخويف وترهيب األطفال األشقياء بأن (لال‬ ‫حاكوزة) ستحرمهم من هداياها أو ستجرهم وتذهب بهم إلى البحر لترميهم‬ ‫فيه‪ ،‬إن هم لم يكفوا عن شقاوتهم وتمادوا في عصيانهم‪)2( .‬‬

‫• الزفاف الشفشاوني‪:‬‬

‫من عادات الزواج في مدينة شفشاون أن طقوسه كانت تخضع لميقات‬ ‫معين بالنسبة للعريس بحيث يخضع لتقاليد خاصة به بحيث يحتوي على‬ ‫المحطات التالية‪- :‬يبدأ يوم األربعاء وينتهي يوم الجمعة‪( -‬النزول‪ ،‬الدخلة‪،‬‬ ‫الصبحي) وبالنسبة للعروسة كذلك يضاف إليها حفلة (الظهر) وهو خاص‬ ‫بالنساء‪ ،‬ويبدأ يوم الصبحية بعد الزوال‪ ،‬وينتهي بعد صالة العشاء‪.‬‬ ‫ويسبق الزفاف عقد القران ويسميه األهل (المالك)‪ ،‬ويكون قبل حفل الزفاف‬ ‫بمدة ال تتجاوز عادة السنة‪ ،‬ويتم في بيت أهل العروس وال يستدعى إليه سوى‬ ‫أهل العروسين‪ ،‬وبعض األصدقاء المقربين‪ ،‬وعادة ما يتم عقد القران بعد صالة‬ ‫العصر بحضور العدلين‪ ،‬إذ يسلم العريس المهر إلى والد العروسة الذي يدونه‬ ‫في سجله‪.‬‬ ‫ويسبق هذه المحطات (حفل الحمام‪ /‬أو الحناء)‪ ،‬إذ تدعو العروس مجموعة‬ ‫من صديقاتها وقريباتها من غير المتزوجات للحمام‪ ،‬يكون على حساب العروسة‬ ‫بحيث تقوم باستأجاره من طرف أهلها مسبقا‪ ،‬وبعدها يعود الموكب إلى بيت‬ ‫العروسة بالزغاريد واألهازيج والغناء وهي ملفوفة في (الحائك األبيض)‪.‬‬ ‫النزول‪ :‬يمثل النزول أول العرس الشفشاوني‪ ،‬ويمكن اعتباره مراسيم توديع‬ ‫العزوبية‪ ،‬إذ تقتصر على دعوة الفتيات من الصديقات وقريبات العروسة‪ ،‬دونما‬ ‫النساء‪ ،‬باستثناء النسوة المقربات منها من أخوات وعمات وخاالت‪.‬‬ ‫في هذه الليلة تلبس العروس رداءا أبيض اللون‪ ،‬ويغطى وجهها بمنديل‬ ‫شفاف يخفي دموعا تختزل مشاعرها المتناقضة بين الفرح بزواجها وحزنها‬ ‫لمفارقةأسرتها‪.‬‬ ‫وعلى إيقاع اإلمداح التي تتغنى بها «الحضرة»‪ ،‬وهي فرقة نسائية إلحياء‬ ‫المناسبات الدينية‪ ،‬تقوم أخت العروسة أو إحدى قريباتها بعمل ما يطلق عليه‬ ‫«الفال»‪ ،‬حيث يوضع قطن على أصابعها ليوضع عليه قليل من الحناء‪ ،‬ثم يوضع‬ ‫قطن آخر‪ ،‬وتغطى اليدان بمنديل حرير مطرز‪.‬‬ ‫الظهور‪ :‬يسمى هذا اليوم «بالظهور» لكون العروسة خالل هذا اليوم‬ ‫تظهر للمدعوات من فتيات ونساء عارية الوجه‪ ،‬البسة الشدة الشفشاونية‪ ،‬وهي‬ ‫لباس تقليدي مميز للشفشاونيات‪ ،‬وتعتبر من أهم الطقوس التي كانت وال زالت‬ ‫سائدة في المجتمع الشفشاوني‪ ،‬وخالل ظهورها ترافق العروسة «المشطة» أي‬ ‫المرأة التي تتكفل بتزيينها وتقديمها للحاضرات‪ ،‬والتي تعنى بأدق التفاصيل‬ ‫المتعلقة بالعروسة من لباس وتسريحات الشعر‪ ...‬ويخصصن هذا اليوم فقط‬ ‫للنساء والفتيات‪ ،‬وال يستدعى له الرجال‪ ،‬بل تكون حتى الفرقة الموسيقية‪،‬‬ ‫مشكلة كلها من النساء‪ ،‬ويستمر الحفل إلى غاية منتصف الليل‪.‬‬ ‫يقام في بيت العريس والعروسة‪ ،‬كل على حدة‪ ،‬حفل البوجة‪ ،‬الذي يجتمع‬ ‫فيه المقربون واألصدقاء‪ ،‬وأهم ما يسجّل هنا هو حضور الغيطة والطبل‪ ،‬إيذانا‬ ‫بحياة جديدة‪ ،‬وكذلك تعبيرا عن أن الزوجين لم يسبق لهما الزواج‪.‬‬ ‫وخالل هذا اليوم وفي ختامه يبعث العريس مجموعة من أهله وأصدقائه‬ ‫إلحضار العروسة من بيت أهلها في «البوجة‪ /‬العمارية‪ /‬الهودج» –وهو محمل‬ ‫على شكل غرفة صغيرة‪ -‬يحملها عادة األخ األكبر للعروسة بمساعدة الجيران‬ ‫واألصدقاء واألحباب‪.‬‬ ‫وقبل أن تغلق باب البوجة والعروس بداخلها‪ ،‬يمسك والدها برأسها ويتلو‬ ‫آية الكرسي مباركا زواجها‪ ،‬لتحمل إلى بيت العريس‪ ،‬حيث يسبق الموكب‬ ‫فتاتان صغيرتان تحمالن الشمع‪ .‬ويتقدم الجميع جوق موسيقي وأصدقاء أسرة‬ ‫العريسين خلف العمارية‪ ،‬وهم يرددون األناشيد الدينية (طلع البدر علينا) وبنور‬ ‫الوئام‪ّ .‬‬ ‫والكل محتفي بهذه المناسبة‪.‬‬ ‫وتحمل العروسة معها في البوجة رغيفا من الخبز ومفتاحا كرمز للرزق‬ ‫والحياة السعيدة‪ ،‬لتجد في استقبالها حماتها مقدمة لها الحليب والتمر‪ ،‬في إشارة‬ ‫للمودة والحب‪ ،‬ليتلقفها عريسها‪ ،‬ليودع العريسان من بقي من األهل وينبري‬ ‫عن األنظار‪.‬‬ ‫وفي الصباح‪ ،‬يقوم األهل بزيارة العريسين وتقديم التهاني‪ ،‬مع تقديم‬ ‫فطور يشتمل ما لذ وطاب من الحلويات المحلية وتقديم الهدايا‪ .‬وعادة ما تقدم‬ ‫أم العريس هدية ذهبية للعروسة‪.‬‬ ‫من العادات المتبعة بالنسبة للعروس الشفشاونية أنها في أول ظهور لها‬ ‫في مناسبة اجتماعية‪ ،‬تلبس وتتزين بثياب معينة ويخصص لها مكان مميز‪،‬‬ ‫ويمكن أن تحظى بهذه المعاملة االستثنائية إلى أن تصبح أما‪.‬‬ ‫وتذكر السيدة الحاجة عائشة أبراق قيدومة الحضرة النسائية بالمدينة «أن‬ ‫األعراس كانت تمتد أسبوعا كامال‪ ،‬إذ تنطلق من يوم الثالثاء بذهاب العروس‬ ‫إلى الحمام‪ ،‬ويكون يوم األربعاء يوم «للترول»‪ ،‬لقد كانت النية حاضرة في كل‬ ‫تجليات الحياة‪ ،‬بحيث كنا نقوم بمزج البيضة بالعسل بعد تكسيرها بمفتاح‬ ‫قديم وصبها على شعر العروس تفاؤال بدخولها حياة جديدة وإلبعاد النحس‬ ‫عنها‪ ،‬حيث أن بعض األسر ما زالت تطلب مني القيام بذلك إلى اآلن‪ ،‬وكانت أم‬ ‫العروس بعد مدة عن عرس ابنتها تقوم بزيارتها حاملة إليها طاجينا من اللحم‬ ‫و «طيفورا» من اإلسفنج»‪)3(.‬‬ ‫وبعد يومين من اختتام الحفل‪ ،‬يكون يوم (الملقى) بين عائلتي العروس‬ ‫والعروسة في بيت األول‪ ،‬ويقوم العروس بإهداء أم العروسة هدية هي عبارة‬ ‫عن السبنية من الحرير والحراز والشربيل‪ ،‬إال أن هذه الطقوس عرفت تطورات‬ ‫اجتماعية وافدة على المدينة حاملة لعادات وتقاليد جديدة‪ ،‬ثم المصاهرة التي‬ ‫تمت بين األسر الشفشاونية واألسر التي استقرت بالمدينة في العقود األخيرة‪،‬‬ ‫وهذه هي سنة الحياة‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــ‬ ‫‪ 1‬ـ د‪ .‬آمنة اللوه‪ :‬صور من تطوان الغرناطية‪ .‬ندوة‪ :‬المورسكيون في المغرب‪.‬‬ ‫الندوة األولى‪ .‬شفشاون ‪ ،1997‬ص‪.234‬‬ ‫‪ 2‬ـ انظر صحيفة االتحاد االشتراكي‪ ،‬عدد‪ ،2/1/1997‬ص‪.3‬‬ ‫‪ 3‬ـ حوارا معها في جريدة (العلم) عدد‪9‬أبرلي ‪ ،2003‬ص‪ .5‬أجراه معها عبد الجواد‬ ‫الخنيفي‪.‬‬


‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪919‬‬

‫شاعر وقصيدة‬

‫بقلم ‪ :‬عبد القادر الغزاوي‬

‫أقدم إلى القراء الكرام بصفة عامة وإلى محبي األدب العربي وعشاق الشعر العربي بصفة خاصة جماعة من الشعراء العرب الذين خلدهم‬ ‫شعرهم الرائع والجميل من القديم والحديث‪ ،‬وكذا مختارات من روائع شعرهم الخالد‪ ،‬دون األخذ بعين االعتبار ترتيبهم الزمني وعصورهم‬ ‫األدبية‪ .‬وقد أعملت جهدي المتواضع ما استطعت ألقدم إليكم هذه الطائفة الشعرية الرائعة المختارة حتى تنال إعجابكم وتروقكم ‪ ،‬وأن ينال‬ ‫هذا االختيار إقبالكم واستحسانكم ‪ .‬ألني ال أختار ما تختارون‪ ،‬وال أنتم مختارون ما أختار ‪ ،‬وال أنا مختار ما اخترتم ‪ ،‬وال أنتم مختارون ما أختار ‪،‬‬ ‫لكم اختياركم ولي اختياري‪.‬‬

‫‪ )4‬أبو فراس الحمداني‬ ‫األميـــر األسيـــر‪ ...‬شاعـــر الروميــــات‬ ‫(‪ 320‬ـ ‪ 357‬هـ ‪ 932 /‬ـ ‪ 968‬م )‬ ‫أبو فراس الحمداني الحارث بن سعيد بن حمدان بن‬ ‫حمدون‪ ،‬ولد في الموصل سنة ‪ 320‬هـ ‪ 932 /‬م‪ ،‬ينتمي‬ ‫إلى أسرة أمراء بني حمدان‪ ،‬وهو ابن عم ناصر الدولة وسيف‬ ‫الدولة‪ .‬بعد وفاة والده سعيد تولت أمه رعايته وتربيته‪،‬‬ ‫ونشأ داخل بالط سيف الدولة أمير الدولة الحمدانية بحلب‪،‬‬ ‫وهو ابن عمه وزوج أخته‪ ،‬حيث أصبح أميرا بالدولة الحمدانية‬ ‫وتولى إمارة منبج‪ .‬كان يتميز بشجاعة فائقة وقد تدرب على‬ ‫فنون الفروسية والحرب‪ ،‬وتمكن من الحصول على ثقافة‬ ‫واسعة‪ ،‬حيث كان يجالس كبار األدب��اء والشعراء واحتك‬ ‫بهم داخل قصر سيف الدولة‪ .‬وتتلمذ على اللغوي واألديب‬ ‫الشهير ابن خالويه وغيره‪ .‬وقد نبغ في الشعر‪ ،‬حيث نظم‬ ‫قصائد في الفخر والمدح والرثاء والغزل والوصف والشكوى‪.‬‬ ‫فكان يفتخر بنفسه وقومه‪ ،‬ويمدح سيف الدولة‪ ،‬ونظم‬ ‫قصائد في رثاء أمــه‪ .‬وله قصائد كثيرة مشهورة نظمها‬ ‫خالل وجوده أسيرا لدى الروم‪ ،‬بعد أسره في إحدى المعارك‪،‬‬ ‫حيث أصيب بجرح نتيجة إصابته بسهم في فخذه فنقلوه إلى‬ ‫بلدة خَرشَنة ومنها إلى قسطنطينية‪ .‬وظل باألسر إلى أن‬ ‫فداه سيف الدولة بعد مرور عدة سنوات‪ ،‬وهناك اختالف بين‬ ‫مؤرخي األدب حول عدد المرات التي أسر فيها‪ .‬وقد عرفت‬ ‫هذه القصائد « بالروميات» عند مؤرخي األدب والنقاد العرب‬ ‫والمستشرقين‪ ،‬وهي من أجمل قصائده الشعرية‪ ،‬وأشهرها‬ ‫في األدب العربي‪ ،‬حيث حققت شهرة كبيرة‪ .‬وقد مات أبو‬ ‫فراس الحمداني مقتـوال سنة ‪ 357‬هـ ‪ 968 /‬م في معركـة‬ ‫دارت بينه وموالي أسرته ‪.‬‬ ‫لم يجمع الشاعر أبو فراس الحمداني شعره في ديوان‬ ‫أو يعمل على نشرها‪ ،‬بل ظلت متفرقة وموزعة إلى أن توفي‪،‬‬ ‫فقام أستاذه ابن خالويه بجمعها وضبطها ونشرها في‬ ‫ديوان‪ .‬يقول حنا الفاخوري في كتابه « تاريخ األدب العربي»‬ ‫إن أول طبعة للديوان ظهرت في بيروت سنة ‪ 1873‬م‪ ،‬ثم‬ ‫تلها طبعات مختلفة‪ ،‬وفي سنة ‪ 1944‬م ظهرت طبعة جديدة‬ ‫محققة من طرف سامي الدهان‪ ،‬وكلها منقولة عن (نسخة‬ ‫حسب رواية ابن خالويه‪ ،‬وعن نسخة مخطوطة مغربية هي‬ ‫نسخة األمير أحمد منصور الذهبي المكتوبة سنة ‪ 979‬هـ)‪.‬‬ ‫واعتبره بعض مؤرخي األدب العربي من أشعر الشعراء‬ ‫المجيدين والذين نالوا شهرة كبيرة‪ ،‬فقد قال الصاحب عنه ‪:‬‬ ‫(بدئ الشعر بملك وختم بملك )‪ .‬يعني امرؤ القيس وأبو فراس‪.‬‬ ‫وقال عنه الثعالبي قي كتابه «يتيمة الدهر» ‪ ( :‬كان فرد دهره‬ ‫وشمس عصره‪ ،‬أدبا وقفال‪ ،‬وكرما ونبال‪ ،‬ومجدا وبالغة وبراعة‬ ‫وفروسية وشجاعة‪ ،‬وشعره مشهور سائر بين الحسن والجودة‪،‬‬ ‫والسهولة والجزالة ‪ .) ...‬ويمكن الرجوع إلى أشعاره في ديوانه‪.‬‬ ‫قصيدة أراك عصي الدمع ‪ :‬تعتبر هذه القصيدة من أجمل‬ ‫قصائد الشعر العربي‪ ،‬ومن أروع القصائد الروميات ألبي فراس‬ ‫الحمداني التي نظمها وهو في األسر لدى الروم‪ ،‬وهي قصيدة‬ ‫طويلة‪ .‬وقد سبق أن غنت المطربة الراحلة أم كلثوم بعض‬ ‫األبيات منها قديما بلحن عبده الحمولي سنة ‪ 1924‬م‪ ،‬ومرة‬ ‫أخرى سنة ‪ 1942‬م بلحن زكريا أحمد‪ ،‬وأخيرا غنتها بلحن‬ ‫رياض السمباطي وهي األغنية المشهورة حاليا‪ ،‬حيث أتيح لها‬ ‫الذيوع واالنتشار ‪.‬‬

‫ٌ‬ ‫حائــــف‬ ‫أيـــام �إ ّال َ�ص‬ ‫وما هــــذه ال ُ‬

‫ِ ل ْأح ُرفِها من َك ِّ‬ ‫ِ�شــ ُر‬ ‫ــــف كا ِتبِهــــا ب ْ‬ ‫غاد ًة‬ ‫احلي َ‬ ‫ِب َن ْف�سي من الغادينَ يف ِّ‬ ‫عـــ ْذ ُر‬ ‫واي لها ذ ْن ٌ‬ ‫هَ َ‬ ‫ــب‪ ،‬و َب ْه َج ُتـــهــــا ُ‬ ‫الوا�شني َّ‬ ‫ت ُ‬ ‫يف‪ ،‬و�إنَّ يل‬ ‫َروغ �إلى‬ ‫َ‬

‫لأُ ْذنـ ًا بهـــا عـن ِّ‬ ‫ــــر‬ ‫كــل ِ‬ ‫وا�ش َيــــةٍ َو ْق ُ‬ ‫َب َد ْو ُت‪ ،‬و�أهلي حا�ضرِ ونَ ‪ ،‬لأ ّنني‬ ‫ل�ست من �أهلِهـا‪َ ،‬ق ْف ُـر‬ ‫�أرى �أنَّ دار ًا‪ِ ،‬‬

‫نماذج من أشعاره ‪:‬‬

‫‪ ) 1‬قصيدة أتزعم ياضخم اللغاديد‬ ‫يقول في مطلعها ‪:‬‬ ‫�أتزعم يا �ضخم اللغــــاديـــــد �أننـــــــا‬

‫ونحن �أ�سود احلرب ال نعرف احلربــــا‬

‫فويلك من للحرب �إن مل نكـن لهــــــا‬

‫ومن ذا الذي ي�ضحي ومي�سي لها تــربــا‬

‫ومن ذا يلف اجلي�ش من جنبـــــاتـــــه‬

‫ومن ذا يقود ال�شم �أو ي�صدم القلبـــــا‬

‫وويلــك من �أردى �أخــاك مبرعـــــ�ش‬

‫وجلل �رضبـــا وجــه والـــدك الع�ضبـــا‬

‫وويلك من خال ابن �أختك موثقـــــا‬

‫قصيدة أراك عصي الدمع‬ ‫� َ‬ ‫أراك‬ ‫�شيم ُت َك َّ‬ ‫ال�صبرْ ُ‬ ‫ع�صي ال َّد ْم ِع َ‬ ‫َّ‬ ‫�أما ِل ْل َهــوى َن ْه ٌي َ‬ ‫ـــر؟‬ ‫عليك و ال � ْأم ُ‬ ‫وعندي َل ْو َع ٌة‬ ‫تاق‬ ‫َبلى‪� ،‬أنا ُم ْ�ش ٌ‬ ‫َ‬

‫ـــذاع لــهُ �ســ ُِّر!‬ ‫ولكــــنَّ مِ ْثلـــي ال ُي ُ‬

‫�إذا ال ّل ُيل �أَ ْ�ضواين َب َ�س ْط ُت َي َد الهوى‬ ‫ِبــ ُر‬ ‫و� ْأذ َل ْل ُت ْ‬ ‫دمعـ ًا من َخالئقِـــهِ الك ْ‬ ‫النار بني َجوانِحي‬ ‫َتكادُ ُت ِ�ض ْي ُء ُ‬ ‫ال�صبا َب ُ‬ ‫ـــة والف ْ‬ ‫ــر‬ ‫�إذا هي � ْأذ َك ْتها َّ‬ ‫ِــك ُ‬

‫بالو ْ�صلِ ‪ ،‬وا َ‬ ‫وت دونَهُ‬ ‫مل ُ‬ ‫ُم َع ِّل َلتي َ‬

‫طـــ ُر!‬ ‫�إذا مِ ُّت َظ ْم�آن ًا فــــال نَــزَ َل ال َق ْ‬

‫َحف ِْظ ُت َو َ�ض َّي ْع ِت ا َ‬ ‫مل َو َّد َة ب ْيننا‬

‫الوفاءِ لكِ ال ُع ْذ ُر‬ ‫و� ْأح َ�سنُ من ِ‬ ‫بع�ض َ‬

‫وخـــالك باللـــقان تبتـــدر ال�شعــبــــا‬

‫‪ ) 2‬قصيدة مصابي جليل‬ ‫يقول في مطلعها ‪:‬‬ ‫ِيـل‪َ ،‬وال َعزَ ُاء َجمِ ُ‬ ‫ُم َ�صابــي َجل ٌ‬ ‫ـيــل‪،‬‬ ‫�ســـــــ ْو َف ُيـد َ‬ ‫ِيـــل‬ ‫َو َظ ّنـي ِب�أنّ الله‬ ‫َ‬ ‫اح حتَ َاماها الأُ َ�ساة ُ ‪َ ،‬مخو َفــة ٌ ‪،‬‬ ‫جِ َر ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ودخــــيـــــل‬ ‫و�سقمانِ ‪ :‬بادٍ ‪ ،‬منهما‬ ‫أ�ســر �أقا�سيهِ ‪ٌ ،‬‬ ‫وليل جنـــومـــهُ ‪،‬‬ ‫و� ٌ‬

‫� َأرى ُك ّ‬ ‫ريهُ ــــنّ ‪َ ،‬يزُ ُ‬ ‫ول‬ ‫ــل َ�ش ْيءٍ ‪َ ،‬غ َ‬

‫ُ‬ ‫ال�ساعات‪ ،‬وهي ق�صرية ؛‬ ‫تطول بي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ويف ِّ‬ ‫َ‬ ‫طـــول‬ ‫ي�ســــرك‬ ‫كل دهــــــرٍ ال‬ ‫ا�س َ‬ ‫اب‪� ،‬إ ّال ُع َ�ص ْي َبــــــة‬ ‫اين ال ْأ�ص َح ُ‬ ‫َت َن َ‬ ‫ُ‬ ‫وحتــول‬ ‫�ستلحق بالأخرى‪ ،‬غـــد ًا‪،‬‬ ‫ُ‬


‫العدد ‪919‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫‪14‬‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫االحتاد و التعاون‬

‫ك ُروا ن ِْع َم َ‬ ‫ت اللهَّ ِ عَ َل ْي ُ‬ ‫َ�ص ُموا ِب َح ْب ِل اللهَّ ِ َجمِي ًعا َولاَ َت َف َّر ُقوا ۚ َو ْاذ ُ‬ ‫ك ْم ِ�إ ْذ‬ ‫يقول سبحانه وتعالى‪َ « :‬و ْاعت ِ‬ ‫َ‬ ‫كنت ُْم �أَ ْع َدا ًء َف َ�أ َّل َ‬ ‫ن النَّا ِر َف�أن َق َذ ُ‬ ‫ك ْم َف�أَ ْ�ص َب ْحتُم ِبن ِْع َم ِت ِه ِ�إ ْخ َوانًا َو ُ‬ ‫ف بَينْ َ ُق ُلو ِب ُ‬ ‫ُ‬ ‫كم‬ ‫كنت ُْم عَ َل ٰ‬ ‫ى َ�ش َفا ُح ْف َرةٍ ِّم َ‬ ‫ُ‬ ‫للهَّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫خْ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ون‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫نك‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫َك‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ون‬ ‫َد‬ ‫ت‬ ‫َه‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫آ‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ِك‬ ‫ل‬ ‫ذ‬ ‫ٰ‬ ‫ك‬ ‫ۗ‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ِّم‬ ‫ون‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْهَ‬ ‫ُ‬ ‫ينِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫رْ ِ َ َ ُ ُ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َّ َ ْ َ ِ‬ ‫ِّ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫لاَ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫لمْ‬ ‫لمْ‬ ‫لمْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ذِين َتف َّرقوا َو ْ‬ ‫ن ا نك ِر ۚ َو�أ ٰ‬ ‫اختَلفوا مِن َب ْعدِ‬ ‫ِبا ْع ُر ِ‬ ‫ون‪َ ، ‬و تَكونُوا كال َ‬ ‫ولئِك هُ ُم ا ْفل ُِح َ‬ ‫وف َو َينْهَ ْو َن عَ ِ‬ ‫ِك َلهُ ْم عَ َذ ٌ‬ ‫َما َجا َءهُ ُم ا ْل َب ِّين ُ‬ ‫ولئ َ‬ ‫يم»‪.‬‬ ‫َات ۚ َو�أُ َ ٰ‬ ‫اب عَ ِظ ٌ‬ ‫أمر اهلل سبحانه باالعتصام بالكتاب و السنة و االحتفاظ بالدين و الملة‪ ،‬واالبتعاد عن الشقاق والفرقة‬ ‫وترك الخصومة والنزاع‪ ،‬أمر بذلك أمام تضليل المضلين الذين جعلوا عملهم إلقاء الشبه والفتن على‬ ‫المسلمين‪ ،‬ثم أمرهم عز وجل بالتواصي بالمعروف والنهي عن المنكر وعمل كل ما يؤدي إلى جمع‬ ‫الكلمة واتفاق األمة‪ ،‬ولما كان هؤالء المضللون ال ينفكون يلقون بالعداوة و البغضاء بين المسلمين‬ ‫ويعملون لتفريق كلمة المومنين بحيلهم ومكرهم وخداعهم وتلبيسهم وتضليلهم‪ ،‬عاد الكتاب الكريم‬ ‫َكونُوا َ‬ ‫ينهى المومنين عن الفرقة و االختالف فقال جل شانه « َولاَ ت ُ‬ ‫ذِين َت َف َّر ُقوا َو ْ‬ ‫اخت َ​َل ُفوا مِن َب ْعدِ‬ ‫ك َّال َ‬ ‫َما َجا َءهُ ُم ا ْل َب ِّين ُ‬ ‫َات» ينهى اهلل تعالى هذه األمة أن تكون مثل األمم الماضية في افتراقهم واختالفهم‬ ‫وتركهم األمر بالمعروف و النهي عن المنكر مع قيام الحجة عليهم من أنبيائهم و كتبهم‪ ،‬روى أحمد عن‬ ‫أبي عامر عبد اهلل بن يحيى قال‪ :‬حججنا مع معاوية بن أبي سفيان فلما قدمنا مكة قام حين صلى صالة‬ ‫الظهر فقال‪ :‬إن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين‬ ‫وسبعين ملة وإن هذه األمة ستفترق على ثالث وسبعين ملة كلها في النار إال واحدة وهي الجماعة‪ ،‬وأنه‬ ‫سيخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم األهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه ال يبقى منه عرف وال مفصل إال‬ ‫دخله‪ ،‬واهلل يا معشر العرب لئن لم تقوموا بما جاء به نبيكم لغيركم من الناس أحرى أال يقوم به‪ ،‬وفي‬ ‫رواية افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة‪ ،‬وتفرقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة‪ ،‬وتفترق أمتي‬ ‫على ثالث وسبعين فرقة‪ ،‬وأخرج الحاكم نحوه عن ابن عمر وزاد كلها في النار إال واحدة فقيل له ما الواحدة‬ ‫قال ما انأ عليه اليوم وأصحابي‪.‬‬ ‫فاالفتراق حصل في فهم كتاب اهلل وتأويله واختراع العقائد التي ال يرضاها اهلل ورسوله وبعد هذا‬ ‫االفتراق كان االختالف والشقاق والنزاع و الخصام‪ ،‬وصارت كل فرقة تكفر أختها وتدعي أنها وحدها‬ ‫على الحق ومن عداها على الباطل فتستحل دماء غيرها وأموالهم‪ ،‬فالتفرق في الدين يعقبه االختالف‬ ‫بالمخاصمة و المنازعة و القتال وقد تفرق اليهود والنصارى بسبب المعتقدات الدينية واختلفوا اختالفا‬ ‫شديدا ووقعت بينهم المذابح و الحروب التي تقشعر لهولها األبدان وتشيب منها الولدان‪ ،‬واآلن وفيما‬ ‫مضى من األزمان وجدت الفرق اإلسالمية المختلفة فما أدى إلى الحروب بين المسلمين زمن الخوارج‬ ‫وإلى حصول العداوة بين الفرق اإلسالمية‪ ،‬كما وقع وهو واقع اآلن وما اوجد هذه الفرق إال دسائس أعداء‬ ‫اإلسالم ليوهنوا قوة اإلسالم فقد اعشى اإلسالم كثير من الدساسين ليستطيع نفث سمومه‪ ،‬فمنهم من‬ ‫أوجد المعتقدات الفاسدة‪ ،‬ومنهم من وضع األحاديث الكاذبة‪ ،‬ومنهم من أول كتاب اهلل على غير ما انزل‬ ‫اهلل‪ ،‬ولكن رد اهلل كيدهم في نحرهم بهمة وجهاد العلماء العاملين في كل وقت وحين‪ ،‬حتى اضمحلت‬ ‫هذه الفرق أو كادت تضمحل‪ ،‬ولكن قد حل محلها التفرق واالختالف بسبب السياسة‪ ،‬فما مكن أعداء‬ ‫اإلسالم منه في كل األمم اإلسالمية و التفرق بكل أنواعه حرام ومنهي عنه‪ ،‬فمتى تسبب أحد في إضعاف‬ ‫ولئ َ‬ ‫ِك‬ ‫المسلمين بالحياد التفرق و االختالف استحق العذاب و المقيت الكبير دنيا وأخرى قال تعالى‪َ « :‬و�أُ َ ٰ‬ ‫َلهُ ْم عَ َذ ٌ‬ ‫يم َي ْو َم َت ْب َي ُّ‬ ‫�ض ُو ُج ٌ‬ ‫وه َوت َْ�س َودُّ ُو ُجوه» وقد أباح الشارع دمه أخرج النسائي وابن حبان في‬ ‫اب عَ ِظ ٌ‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫صحيحه مرفوعا ستكون بعد هناة و هناة فمن رأيتموه فارق الجماعة أو يريد أن يفرق أمة محمد كائنا من‬ ‫كان فاقتلوه فإن يد اهلل مع الجماعة وأن الشيطان مع من فارق الجماعة يركض‪ ،‬أي يسعى سعيا قويا‪.‬‬ ‫�ش َع َل ُ‬ ‫ين َما‬ ‫كم ِّم َ‬ ‫وقد نهى اهلل عن التفرق و االختالف في آيات كثيرة منها قوله تعالى‪ « :‬رَ َ‬ ‫ن ال ِّد ِ‬ ‫َ‬ ‫ُوحا َو َّالذِي �أَ ْو َح ْينَا ِ�إ َل ْي َ‬ ‫ين َولاَ َت َت َف َّر ُقوا‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫وا‬ ‫ِيم‬ ‫ق‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ي�س ٰ‬ ‫و�س ٰ‬ ‫َو َّ�ص ٰ‬ ‫ى ِب ِه ن ً‬ ‫ِّ َ‬ ‫ك َو َما َو َّ�ص ْينَا ِب ِه ِ�إ ْب َراهِ َ‬ ‫يم َو ُم َ‬ ‫ى ۖ �أَ ْن ُ‬ ‫ى َوعِ َ‬ ‫كانُوا � ِش َي ًعا» أي طرائف « ْل�س َ‬ ‫ذِين َف َّر ُقوا دِ ينَهُ ْم َو َ‬ ‫ت ِمنْهُ ْم فيِ َ�ش ْي ٍء ۚ» أي‬ ‫فِيهِ»‪ ،‬وقوله جل شأنه‪� ِ « :‬إ َّن َّال َ‬ ‫أنت منهم بريء وهم منك برءاء‪ ،‬وقوله جلت عظمته ‪َ « :‬و�أَ ِط ُيعوا اللهَّ َ َو َر ُ�س َ‬ ‫ول ُه َولاَ َتن َ‬ ‫َاز ُعوا ۖ أي تختلفوا‬ ‫« َف َتف َْ�ش ُلوا» أي تجبنوا وتضعفوا « َوت َْذهَ َ‬ ‫يح ُ‬ ‫ك ْم» أي قوتكم وحدتكم وقيل نصركم وقيل دولتكم‪ ،‬وقد‬ ‫ب ِر ُ‬ ‫كةِ» إنها التنازع و االختالف وفي قوله‪َ « :‬وا َّت ُقوا ِف ْت َن ًة لاَّ‬ ‫دِيك ْم �إِ َلى الت َّْه ُل َ‬ ‫قيل في قوله تعالى‪َ « :‬ولاَ ت ُْل ُقوا ِب�أَ ْي ُ‬ ‫ذِين َظ َل ُموا م ُ‬ ‫ا�ص ًة» إنها افتراق الكلمة ومخالفة بعضهم بعضا واخرج عبد بن حميد‬ ‫ت ِ‬ ‫ُ�ص نَ َّ‬ ‫ِنك ْم َخ َّ‬ ‫يب َّال َ‬ ‫ُ�ص ْب ُ‬ ‫وابن جرير وابن أبي حاتم في قوله تعالى‪�ِ « :‬إن مَ ْت َ�س ْ�س ُ‬ ‫ك ْم َ�س ِّي َئ ٌة َي ْف َر ُحوا بِهَ ا » إذا‬ ‫ك ْم َح َ�س َن ٌة ت َُ�س�ؤْهُ ْم َو ِ�إن ت ِ‬ ‫رأوا من أهل اإلسالم ألفة وجماعة وظهورا غاضهم ذلك وساءهم وإذا رأوا من أهل اإلسالم فرقة واختالفا‬ ‫أو أصيب طرف من أطراف المسلمين سرهم ذلك وابتهجوا به‪ ،‬وأخرج الطبراني في األوسط مرفوعا‪ »:‬ما‬ ‫اختلفت أمة بعد نبيها إال ظهر أهل باطلها على أهل حقها»‪ ،‬وأخرج أحمد و الطبراني مرفوعا ‪« :‬عليكم‬ ‫بالجماعة و األلفة والعامة والمساجد‪ ،‬وإياكم و الشعاب»‪.‬‬ ‫وقد غفلت األمة اإلسالمية عن هذه األوامر و النواهي وانصرفت عن طرق المجد الصحيحة وتخلفت‬ ‫عن الكون وكل ما أودع اهلل فيه من أسرار خلقت لالنتفاع بها‪ ،‬وسحرت بالطعام والشراب وتلهت باألحاديث‬ ‫وبالمظاهر الكاذبة الخادعة‪ ،‬وابتعدت عن التحلي بالعزائم الصادقة و األخالق القويمة التي كانت عماد‬ ‫نبيها األكرم ورسولها األعظم في دعوته وإبالغ رسالته‪ ،‬ولم تكتف األمة بهذا بل انقسم أبناؤها وتعادوا‬ ‫وأقاموا الحروب بينهم كل له مذهب ينصره‪ ،‬ورأي يدافع عنه ‪ ،‬وكل ينظر إلى مصلحة خاصة فردية أو‬ ‫قومية او جنسية أو مذهبية فصارت القرى من عوامل هدم األمة ال من عوامل بنائها ومن أسباب شقائها‬ ‫وخذالنها ال من أسباب سعادتها ونصرها‪ ،‬هذا و القرءان الكريم يدعو إلى الوحدة ويدعو إلى رد ما اختلف‬ ‫فيه إلى اهلل ورسوله وصفهم باألخوة فقال‪� « :‬إمنا املومنون �إخوة» فلم يمتثلوا أمره بل عملوا على التفريق‬ ‫وعلى توسيع نطاق الخالف‪ ،‬وفي البخاري أنه صلى اهلل عليه وسلم لما بعث أبا موسى ومعاذا إلى اليمن‬ ‫قال يسرا وال تعسرا وبشرا وال تنفرا وتطاوعا وال تختلفا‪ ،‬وفيه أيضا من حديث البراء في قصة غزوة أحد‬ ‫وفيه أنه صرفت وجوه المسلمين وأقبلوا منهزمين بسبب مخالفتهم لقول رسول اهلل صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم «ال تبرحوا من مكانكم هذا حتى أرسل إليكم»‪ ،‬وفي حديث وفد بني الحارث بن كعب أنه عليه‬ ‫السالم قال لهم‪ :‬بما كنتم تغلبون من قاتلكم في الجاهلية؟ فقالوا له‪ :‬كنا نجتمع وال نتفرق وال نبدأ أحدا‬ ‫بظلم‪ ،‬فقال‪ :‬صدقتم‪ ،‬وقد وصف النبي صلى اهلل عليه وسلم المومنين بأنهم كالجسد الواحد إذا اشتكى‬ ‫منه عضو تداعت له سائر األعضاء بالحمى و السهر‪ ،‬فلم يكن منهم إال أنه إذا اشتكى عضو منه زادوا ألمه‬ ‫وحصل لهم الشرور بنكباته‪ ،‬وأشهروا فرصة هالكه‪ ،‬ولم يقف أمر التخاذل بينهم عند التخاذل بين األمم‬ ‫بل تخاذلوا جماعات وتخاذلوا أفرادا وتقطعت الروابط بينهم فال يعني المرء إال بنفسه وال يبالي في سبيل‬ ‫مجده أن يهدم غيره ولو لم يقف له في طريق‪ ،‬وال يبالي بمن مرض وال بمن جاع وال بمن ابتلي‪ ،‬كأن‬ ‫الدنيا كلها شخصه فإذا سلم فقد سلمت الدنيا جميعها ‪ ،‬وما بهذا جاء الرسول وال بهذا أمر‪ ،‬بل قال صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم «المسلمون تتكافؤ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم»‪ ،‬أي أنهم‬ ‫جماعة واحدة يتعاونون وال يسعهم التخاذل‪ ،‬وقال‪« :‬لن تومنوا حتى تراحموا»‪ ،‬قالوا ‪ :‬يا رسول اهلل كلنا‬ ‫رحيم؟ قال‪ :‬إنه ليس برحمة أحدكم نفسه وأهل خاصته ولكنها رحمة العامة»‪.‬‬

‫ال�شعراء النقاد‬ ‫لم تكن ظاهرة الشعراء النقاد وليدة اليوم‪ ،‬وال وليدة الثقافة العربية فقط؛ بل عرف تاريخ األدب اإلنساني‬ ‫هذه الظاهرة التي يمتزج فيها العقلي بالعاطفي‪ ،‬والوعي بالالوعي‪ .‬فمنذ العصر الجاهلي‪ ،‬والشعراء النقاد يهتمون‬ ‫بالقصيدة وينظرون في خصائصها ومواطن الجمال والقبح فيها‪ ،‬حتى سماهم األصمعي بعبيد الشعر كما هو‬ ‫مشهور عند عموم الباحثين‪ .‬وعند الغرب برزت الكثير من األسماء التي زاوجت بين النقد واإلبداع بمختلف النوايا‬ ‫واألهداف‪.‬‬ ‫ومن الواضح أن عمل الشاعر قول الشعر‪ ،‬وعمل الناقد مواكبة اإلبداع بالسؤال والتحليل‪ ،‬ولذلك؛ ينحصر الشاعر‬ ‫في خلق عمل فني مجسد‪ ،‬وقد ال يعرف صياغة ما يريد بمصطلحات فكرية‪ ،‬وقد ال يستطيع تأدية وظيفة الناقد‬ ‫التقويمية المتمثلة في إطالق األحكام على غيره من الشعراء المبدعين‪ .‬وبناء على ذلك‪ ،‬يأتي دور العقل في عملية‬ ‫الخلق أو الصراع بين اإللهام والصنعة عند الشعراء النقاد‪ ،‬وقد سميت فيما بعد بالصراع بين الالوعي والمعالجة‬ ‫الفنية الواعية‪ ،‬أي التنظير بالنقد واإلبداع بالشعر‪.‬‬ ‫ويذهب باحثون آخرون إلى أن «التنظير النقدي ال يأتي من أفكار مجردة فقط‪ ،‬وإنما نتيجة تعامل مجسد مع‬ ‫نصوص أدبية تستنبط منها أحكاما نظرية»‪ .‬إذ ال نتوقع وجود ناقد يؤسس نظريات جديدة دون احتكاكه بأعمال‬ ‫إبداعية‪.‬‬ ‫ولعل المتأمل في ثنائية «الناقد ‪ /‬الشاعر»‪ ،‬يرى أن المبدع ناقد بالقوة ‪ ،‬ألنه يمتلك حاسة نقدية وثقافة‬ ‫واسعة في النقد‪ ،‬إذ تسمح له هذه األخيرة بتطوير أدبه‪ .‬ومن جهة أخرى فإن الناقد مبدع بالقوة ‪-‬أيضاً‪،-‬‬ ‫ألنه يتذوق األدب فيعرف مواطن الجمال فيه بفضل ذائقته المصقولة بالثقافة‪ .‬ومن هنا تأتي ميزة اجتماع‬ ‫الشاعر مع الناقد‪ ،‬حيث يعمل هذا األخير على التعريف ببعض مظاهر التجديد‪ ،‬فتمتزج النظرية بالتطبيق‪ .‬أي‬ ‫أن الشاعر الناقد يقوم بدور المجدد في جنسه األدبي‪ .‬ولذلك‪ ،‬كان لزاماً عليه أن يبدع نصوصاً أدبية تستجيب‬ ‫لمعايير التجديد في جوانب معينة كما دعا إليها في نقده‪ .‬وأحيانا‪« ،‬يضطر المبدع إلى الكتابة النقدية كي‬ ‫يدافع عن ممارسته األدبية‪ ،‬خاصة حين يكون مجددا‪ ،‬فيبرر وجهة نظره ويؤسس في الوقت نفسه لدعوته‬ ‫التجديدية»‪.‬‬ ‫ويمكن تقسيم الشعراء النقاد إلى نوعين‪ :‬نوع يمارس النقد على أدبه فقط‪ ،‬بغية تحسينه وتطويره؛ وهذا‬ ‫النوع يكون ضيق الرؤية غير مجدد في الشعر‪ .‬ونوع منتج للنقد‪ ،‬أي أنه يمارس النشاط اإلبداعي إلى جانب‬ ‫النشاط النقدي‪ .‬وغالبا ما يكون هذا النوع مجددا في األدب‪ .‬ومنه‪ ،‬فإن «النقد الحقيقي األصيل هو نقد الشاعر‬ ‫الناقد الذي ينتقد الشعر من أجل أن يخلق الشعر»‪ ،‬إنه «النقد الوالدي» كما سماه رينيه ويليك‪.‬‬ ‫ولقد «قلل ت‪.‬س‪.‬إليوت من أهمية نقده هو‪ ،‬باعتباره مجرد نتاج جانبي لنشاطه الخالق‪ ،‬وباعتباره كتب ضمن‬ ‫سياق األدب الذي ظهر فيه فترة كتابته»‪ ،‬كما يصر هذا األخير باستمرار على «الحكم على نقده باعتباره محكوما‬ ‫بالمناسبات‪ُ ،‬كتب لفائدته هو ولفائدة غيره من الشعراء‪ ،‬وال يكاد يعترف بأن النقد قد كتب لغير الشعراء في الغالب‬ ‫األعم»‪ ،‬ومن هنا نُدخل ت‪.‬س‪.‬إليوت في خانة النوع األول من الشعراء النقاد‪ ،‬بالرغم من عُل ِّو هامته في حقل األدب‬ ‫اإلنجليزي‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪:‬‬

‫�سلمـــان احل�ســانــي‬

‫ويضم األدب العربي الحديث عدة نماذج من النوع األول‪ ،‬وهي ليست موضوع بحثنا‪ .‬كما يضم عدة نماذج من‬ ‫النوع الثاني‪ ،‬وهي موضوع اشتغالنا في هذا البحث‪.‬‬ ‫والمتتبع لمسار ظاهرة الشعراء النقاد يجد أمثلة كثيرة في األدب العربي القديم‪ ،‬كدعبل الخزاعي ( ت ‪ 220‬ه )‬ ‫وابن المعتز ( ت ‪ 296‬ه ) وابن رشيق القيرواني ( ت ‪ 456‬ه ) وابن حزم ( ت ‪ 456‬ه ) وابن خفاجة ( ت ‪ 533‬ه) وحازم‬ ‫القرطاجني ( ت ‪ 684‬ه ) ‪ ...‬إلخ‪ ،‬وفي األدب العربي الحديث نجد هذه الظاهرة لدى مدرسة الديوان وتيار الرابطة‬ ‫القلمية ومدرسة أبوللو‪ ،‬وأبو القاسم الشابي ونازك المالئكة وصالح عبد الصبور وعلي أحمد سعيد ‪-‬أدونيس‪-‬‬ ‫وأحمد المجاطي ومحمد بنيس ‪ ...‬إلخ‪ ،‬وفي األدب الغربي فقد برزت أمثلة باهرة من الشعراء النقاد‪ ،‬ومنهم دانتي‬ ‫وغوته وإليوت ‪ ...‬ألخ‪ ،‬وقد اعتبر رينيه ويليك أن دراين و وردزورث وكولرج من أعظم الشعراء النقاد اإلنجليز‪ ،‬فقد‬ ‫استطاع هؤالء بشكل ما أن يتقلبوا بين الشعر والنقد‪ .‬لكن يجب ادعاء أنهم أمثلة ناجحة التحاد الشاعر والناقد‬ ‫فيهم‪ ،‬وذلك دون أن تمزقهم الصراعات الداخلية بين العاطفة والعقل‪.‬‬ ‫غزو نقدي للشعر‪ ،‬أو أقدم تحالف بين الشعر والنقد في األدب العربي‪ ،‬تتمثل في نظم العلوم‪ ،‬مثل‬ ‫ولعل أقدم ٍ‬ ‫«ألفية النحو والصرف» و «المية األفعال» البن مالك األندلسي ( ت ‪ 672‬ه ) والمنظومــة البالغية الموسومة بـ‪:‬‬ ‫«الجوهر المكنون» لعبد الرحمن األخضري ( ت ‪ 953‬ه ) و «منظومة الشبراوي في النحو» للشبراوي ( ت ‪ 1171‬ه)‬ ‫و «منظومة العطار في النحو» للعطار ( ت ‪ 1180‬ه )‪ ،‬وقد كان العلماء ينظمون العلوم لسهولة حفظها من لدن‬ ‫طلبة العلم‪.‬‬ ‫وفي األدب الغربي‪ ،‬بدأ تحالف النقد والشعر عند هوراس في منظومته «فن الشعر» وفيدا في «البويطيقا»‬ ‫وبوالو في «فن الشعر» وبوب في «مقالة في النقد» ‪ ...‬إلخ‪ ،‬وكان هذا النوع األدبي صيغة من صيغ الشعر التعليمي‬ ‫الذي نظم في الفلسفة وعلم الفلك وغيرهما‪ ،‬ثم عاد ليظهر بشكل جديد في القرن العشرين‪.‬‬ ‫إن «اتحاد الناقد والشاعر اتحاد قلق ال يعرف االستقرار»‪ ،‬ولم يسلم هذا التحالف من العدوانية‪ ،‬حيث اعتبر شايبر‬ ‫أن النقد ينتعش عندما يفشل األدب‪ ،‬كما اعتبر ‪-‬أيضا‪ -‬أنه من الواجب على الشاعر والناقد االفتراق ال االجتماع‬ ‫واالئتالف‪ .‬واعتبر راندال شارل أن النقد يأتي بعد األعمال الفنية‪ ،‬وال يوجد الناقد إال للمساعدة على فهم األعمال‬ ‫الفنية‪ .‬وقد اعتبر البالغي محمد مشبال أن الناقد مستقل عن األديب‪ ،‬نظرا الستقالل وظيفة النقد عن وظيفة األدب‪،‬‬ ‫وذلك حينما قال‪« :‬إن وظيفة النقد األدبي هي قدرته على ترسيخ وعي نقدي وإرساء معايير للقيمة األدبية‪ ،‬ولذلك‬ ‫يستقل النقد عن اإلبداع األدبي»‪.‬‬ ‫وقد وصلت العدوانية بين األدباء والنقاد إلى حد بعيد‪ ،‬حتى قال رينيه ويليك‪« :‬وما يجعل اإلنسان حَكماً مناسباً‬ ‫على شيء ما هو عجزه عن خلقه»‪ ،‬وهذا يذكرنا بالقولة العربية الشهيرة‪« :‬الناقد أديب ‪ /‬مبدع فاشل»‪ ،‬وقد علق‬ ‫عليها الناقد نجيب العوفي بقوله أن «النقد ضرب آخر من اإلبداع‪ ،‬ومن عيار ثقيل»‪.‬‬ ‫وسوا ٌء اختلف أو اتفق المهتمون بهذه الظاهرة (الشعراء النقاد) وما تثيره من إشكاالت‪ ،‬فإننا نعتبرها عنصراً‬ ‫تكميلياً وقطيع ًة إبستيمولوجي ًة بين إبداع ضعيف ونقد ضيق‪ ،‬خاصة وأنها تُسهم في تطوير الديناميتين معاً‪:‬‬ ‫النقدية واإلبداعية‪.‬‬


‫العدد ‪919‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫حدائق الأزاهر يف م�ستح�سن الأجوبة وامل�ضحكات‬ ‫واحلكم والأمثال واحلكايات والنوادر‬ ‫وهوكتاب جامع للحكم واألمثال والنوادروالحكايات‪،‬ألفه الفقيه األديب محمد بن محمد بن محمد أبو بكر ابن عاصم القيسي الغرناطي قاضي من فقهاء‬ ‫المالكية باألندلس توفي بمسقط رأسه غرناطة عن عمر السابعة والستين سنة (عام ‪ 829‬هـ الموافق ‪1426‬م)؛كان يجلد الكتب في صباه‪ ،‬وتقدم حتى‬ ‫ولي قضاء القضاة ببلده‪.‬‬ ‫وقد أخذ عن أعالم منهم‪:‬‬ ‫أبو إسحاق الشاطبي‪ ،‬وأبو عبد اهلل القيطاجي‪ ،‬وأبو عبد اهلل الشريف التلمساني‪ ،‬وأبو إسحاق ابن الحاج‪ ،‬وابن عالق‪ ،‬وخااله أبو بكر‪ ،‬ومحمد ولدا أبي القاسم‬ ‫بن جزي‪ ،‬وابن لب وغيرهم‪.‬‬ ‫وله من المؤلفات‪:‬‬ ‫ــ تحفة الحكام في نكت العقود واألحكام‪ (:‬أرجوزة في الفقه المالكي تعرف بالعاصمية)‪ ،‬شرحها جماعة من العلماء‪.‬‬ ‫ــ أراجيز في األصول والنحو والقراءات‪.‬‬ ‫وحدائق األزاهر في مستحسن األجوبة والمضحكات والحكم واألمثال والحكايات والنوادر (وهو الكتاب الذي سنتحف به القارئ الكريم عبر سلسلة‬ ‫حلقات)‪.‬‬

‫يف احلكايات امل�ستطرفة والأخبارامل�ستظرفة‬ ‫وجه المأمون في جماعة من زنادقة البصرة‪ ،‬فجمعوا‪ ،‬فرآهم طفيلي‪ ،‬فمضى معهم‪ ،‬فأدخلوا في‬ ‫سفينة‪ ،‬فمضى معهم‪ ،‬وجيء بالقيود فقيد معهم‪ ،‬فقال‪« :‬هذا آخر تطفيلي»‪ ،‬وأقبل عليهم فقال‪»:‬فديتكم‪،‬‬ ‫أي شيء أنتم؟»‪ ،‬قالوا له‪« :‬بل من أنت‪ ،‬وهل أنت من أصحابنا؟»‪ ،‬قال‪« :‬واهلل‪ ،‬ما أعرفكم‪ ،‬غير أني طفيلي‪،‬‬ ‫خرجت من منزلي‪ ،‬فرأيت منظراً جمي ًال‪ ،‬ونعمة ظاهرة‪ ،‬فقلت‪ ،‬ما اجتمع هؤالءالشيوخ والكهول والشبان‬ ‫إال لصنيع‪ ،‬فدخلت وسطكم‪ ،‬كأني أحدكم إلى هذا الزورق‪ ،‬فرأيته قد فرش ومهد‪ ،‬ورأيت سفراً مملوءة‪،‬‬ ‫فقلت لعلها نزهة إلى بعض البساتين‪ ،‬إن هذا اليوم يوم مبارك‪ ،‬فزدت ابتهاجاً‪ ،‬إلى أن جاء هذا الموكل‬ ‫بكم‪ ،‬فقيدكم فطار عقلي‪ ،‬فما الخبر؟»؛ فضحكوا وفرحوا به‪ ،‬وقالوا له‪« :‬قد حصلت في اإلحصاء‪ ،‬ونحن‬ ‫مانية على مذهب ماني القائل بالنور والظلمة‪ ،‬نسير إلى المأمون‪ ،‬فيسألنا عن مذهبنا‪ ،‬ويدعونا إلى‬ ‫التوبة‪ ،‬ويظهر لنا صورة ماني‪ ،‬ويأمرنا أن نبصق عليها‪ ،‬ونتبرأ منها‪ ،‬فمن أجابه نجا‪ ،‬ومن لم يجبه‬ ‫قتل‪ ،‬فإذا دعيت فأخبره باعتقادك»‪...‬فكان كذلك‪ ،‬فلما دخلوا على المأمون دعاهم بأسمائهم وامتحنهم‪،‬‬ ‫فأمر عليهم بالسيف‪ ،‬وبقي الطفيلي‪ ،‬وقد استوعب العدة‪ ،‬فسأل الموكلين بهم‪ ،‬فقالوا‪« :‬وجدناه معهم‪،‬‬ ‫فجئنا به»‪ ،‬فقال له‪ :‬له المأمون ‪»:‬ما خبرك؟»‪ ،‬فقال‪« :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬امرأتي طالق‪ ،‬إن كنت أعرف‬ ‫من أقوالهم شيئاً‪ ،‬وإنما أنا رجل طفيلي»؛ ثم قص‬ ‫قصته معهم‪ ،‬فضحك المأمون كثيراً‪ ،‬ثم أظهر له‬ ‫الصورة فلعنها‪ ،‬وتبرأ منها‪ ،‬وقال‪« :‬أعطوها لي؛‬ ‫حتى أسلح عليها‪ ،‬واهلل‪ ،‬ما أدري ما ماني‪ ،‬أيهودي‬ ‫هو أم مسلم؟»‪ ،‬فقال المأمون‪« :‬ي��ؤدب على‬ ‫فرط تطفيله ومخاطرته بنفسه»؛ فقال‪« :‬يا أمير‬ ‫المؤمنين‪ ،‬بحياتك‪ ،‬إن كنت والبد عازماً‪ ،‬فاجعل‬ ‫السياط كلها على بطني‪ ،‬فهي التي حملتني على‬ ‫هذا الغرر»؛فعاد إلى الضحك‪ ،‬وكان إبراهيم بن‬ ‫المدبر واقفاً على رأسه‪ ،‬فاستوهبه منه بحديث‬ ‫في تطفله‪ ،‬يذكر في باب الحكايات ذوات األشعار‪.‬‬ ‫وحكى المبرد ق��ال‪ :‬كان بالبصرة طفيلي‬ ‫مشهور‪ ،‬وك��ان ذا أدب‪ ،‬فمر على قوم عندهم‬ ‫وليمة‪ ،‬فاقتحم عليهم وأخذ مجلسه مع من دعي‪،‬‬ ‫فأنكره صاحب المنزل‪ ،‬فقالوا له‪« :‬لو صبرت يا‬ ‫هذا حتى يؤذن لك‪ ،‬لكان أحسن ألدبك‪ ،‬وأجمل‬ ‫لمروءتك»‪ ،‬فقال‪« :‬إنما اتخذت البيوت ليدخل‬ ‫فيها‪ ،‬ووضعت الموائد ليؤكل عليها‪ ،‬والحشمة‬ ‫قطيعة‪ ،‬وقد جاء في بعض اآلثار‪ :‬صل من قطعك‪،‬‬ ‫وأحسن إلى من أساء إليك»‪.‬‬ ‫وكان ملك من ملوك فارس‪ ،‬له وزير مجرب‬ ‫حازم‪ ،‬فكان يتعرف اليمن في مشورته‪ ،‬فهلك‬ ‫الملك‪ ،‬وأقام ابنه بعده‪ ،‬فلم يرفع له رأساً‪ ،‬فذكر‬ ‫له مكانته من أبيه‪ ،‬فقال‪« :‬كان أبي يغلط فيه‪،‬‬ ‫وسأريكم ذلك»‪ ،‬فأحضره‪ ،‬وقال له‪« :‬أيهما أغلب‪،‬‬ ‫األدب أو الطبيعة؟»‪ ،‬فقال‪« :‬الطبيعة‪،‬ألنها أصل واألدب فرع‪ ،‬وكل فرع يرجع إلى أصله»؛ فدعا الملك‬ ‫بسفرة‪ ،‬فوضعت‪ ،‬وأقبلت سنانير‪/‬قطط معلمة‪ ،‬بأيديها الشمع‪ ،‬فوقفت حول السفرة‪ ،‬فقال له‪« :‬اعتبر‬ ‫خطأك‪ ،‬وضعف مذهبك‪ ،‬متى كان أبو هذه السنانير شماعاً؟» فقال له‪« :‬أمهلني في الجواب إلى الليلة‬ ‫المقبلة»‪ ،‬قال‪« :‬ذلك لك»؛ فخرج الوزير‪ ،‬وأمر غالمه أن يسوق له فأرة‪ ،‬فساقها له حية‪ ،‬فربطت بخيط‪،‬‬ ‫فلما راح إلى الملك وضعها في كمه ودخل‪ ،‬فأحضرت السفرة والسنانير بالشمع‪ ،‬فألقى لها الوزير الفأرة‪،‬‬ ‫فاستقبلت إليها‪ ،‬فتطايرت الشمع‪ ،‬حتى كاد البيت يضطرم عليهم ناراً‪ ،‬فقال للملك‪« :‬كيف رأيت‪ ،‬غلبت‬ ‫الطبيعة األدب؟» قال‪« :‬صدقت»‪ ،‬ورجع إلى ما كان عليه أبوه‪.‬‬ ‫حكى الفنجديهي بسنده إلى أبي محمد الحسن بن إسماعيل قال‪« :‬كنت قاعداً أنسخ وبين يدي‬ ‫قدح فيه ماء‪ ،‬وطبق فيه كعك وزبيب ولوز‪ ،‬فجاءت فأرة‪ ،‬فأخذت لوزة ومضت‪ ،‬ثم عادت فأخذت أخرى‪،‬‬ ‫ففرغت الماء الذي في القدح‪ ،‬فعادت الفأرة فكببت القدح عليها‪ ،‬واشتغلت بشغلي بساعة‪ ،‬فإذا فأرة‬ ‫أخرى قد جاءت فدارت حول القدح‪ ،‬فشقشقت وبقيت ساعة على ذلك‪ ،‬والفأرة األخرى تشقشق من داخل‬ ‫القدح‪ ،‬فلم تجد حيلة في خالصها فمضت وأتت بدينار فوضعته ووقفت‪ ،‬ولم أرفع القدح عن الفأرة‬ ‫فمضت وأتت بدينار آخر ووقفت‪ ،‬فلم أرفع القدح ففعلت ذلك إلى أن أتت بسبعة دنانير‪ ،‬ووقفت ساعة‬

‫فلم أرفع القدح عن الفأرة فمضت‪ ،‬واتت بقرطاس فارغ فعلمت أنها لم يبق عندها شيء‪ ،‬فخليت عن‬ ‫الفأرة»‪.‬‬ ‫كان لرجل عند الحجاج حاجة‪ ،‬فوصف له بالجهل والحمق‪ ،‬فأراد أن يختبره‪ ،‬فقال له‪« :‬أعصامي أنت‬ ‫أم عظامي؟»‪ ،‬فقال له الرجل‪« :‬عصامي عظامي»؛ فظن الحجاج أنه يريد‪« :‬أفتخر بنفسي بفضلي‪ ،‬وبآبائي‬ ‫لشرفهم»‪ ،‬فقال‪« :‬هذا من أفضل الناس»‪ ،‬وقضى حاجته؛ ثم جربه بعد ذلك‪ ،‬فوجده أجهل الناس‬ ‫وأحمقهم فقال له‪« :‬أصدقني‪ ،‬وإال قتلتك‪ ،‬كيف أجبتني لما سألتك بعصامي وعظامي؟»‪ ،‬فقال له الرجل‪:‬‬ ‫«لم أعلم معناهما‪ ،‬فخشيت أن أقول أحدهما فأخطئ‪ ،‬فقلت في نفسي‪ :‬أقول بهما معاً‪ ،‬فإن ضرني أحدهما‪،‬‬ ‫نفعني اآلخر»؛ فقال الحجاج‪« :‬المنابر تصير الغبي خطيباً»‪ ،‬فذهبت مث ًال‪ .‬والعصامي هو الذي يسود بنفسه‪،‬‬ ‫والعظامي هو الذي يفتخر بآبائه الذين صاروا عظاماً‪.‬‬ ‫حكى األصمعي قال‪ :‬وجه عبد الملك بن مروان الشعبي إلى بعض ملوك الروم في بعض األمر‪،‬‬ ‫فاستكبر الشعبي‪ ،‬فقال له‪« :‬من بيت عبد الملك أنت؟»‪ ،‬قال‪« :‬ال»؛ فلما أراد الرجوع إلى عبد الملك حمله‬ ‫رقعة لطيفة‪ ،‬وقال له‪« :‬إذا بلغت صاحبك جميع‬ ‫ما يحتاج إلى معرفته من ناحيتنا‪ ،‬فادفع له هذه‬ ‫الرقعة»؛ فلما رجع إلى عبد الملك ذكر له ما احتاج‬ ‫إلى ذكره ونهض‪ ،‬فلما خرج تذكر الرقعة‪ ،‬فقال‪« :‬يا‬ ‫أمير المؤمنين‪ ،‬إنه حملني إليك رقعة أنسيتها»‪،‬‬ ‫فدفعها إليه ونهض‪ ،‬فقرأها عبد الملك وأمر برده‪،‬‬ ‫فقال له‪« :‬أعلمت ما في الرقعة؟»‪ ،‬قال‪« :‬ال»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫« قد عجبت من العرب كيف لم تملك مثل هذا؟‬ ‫أفتدري لم كتب إلي بمثل هذا؟»‪ ،‬قال‪« :‬ال»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«حسدني فيك فأراد أن يغريني بقتلك»‪ ،‬فقال‪« :‬لو‬ ‫رآك يا أمير المؤمنين ما استكبرني»‪ ،‬فبلغ ذلك‬ ‫ملك الروم وما قال عبد الملك‪ ،‬فقال‪« :‬هلل أبوه‪،‬‬ ‫واهلل‪ ،‬ما أردت إال ذلك»‪.‬‬ ‫قال دعبل‪ :‬كنا يوماً عند سهل بن هارون‬ ‫وأطلنا الحديث‪ ،‬حتى أضر بنا الجوع‪ ،‬فدعا بغدائه‪،‬‬ ‫فإذا بصحفة فيها مرق ولحم ديك قد هرم‪ ،‬حتى ما‬ ‫يقطع فيه سكين وال تؤثر فيه ضرس‪ ،‬فأخذ قطعة‬ ‫من خبز‪ ،‬وحرك المرق بها‪ ،‬ففقد ال��رأس‪ ،‬فبقي‬ ‫مطرقاً ساعة‪ ،‬ثم رفع رأسه إلى الغالم فقال‪« :‬أين‬ ‫ال��رأس؟»‪ ،‬قال‪« :‬رميت به»‪ ،‬قال‪« :‬ول��م؟»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«ظننتك أنك ال تأكله»‪ ،‬قال‪« :‬ولم ظننت ذلك؟‬ ‫فواهلل إني ألمقت من يرمي برجله فض ًال عن رأسه‬ ‫‪ ،‬والرأس رئيس األعضاء‪ ،‬وفيه الحواس الخمس‪،‬‬ ‫ومنه يصيح الديك‪ ،‬وفيه عيناه‪ ،‬وبهما يضرب‬ ‫المثل فيقال‪ :‬شراب مثل عين الديك‪ ،‬ودماغه عجيب لوجع الكلية‪ ،‬فإن كان قد بلغ من جهلك أني ال آكله‪،‬‬ ‫فإن عندنا من يأكله‪ ،‬انظر‪ :‬أين هو؟»‪ ،‬قال‪« :‬واهلل‪ ،‬ما أدري أين رميت به؟» قال‪« :‬أنا واهلل أدري‪ ،‬رميت به‬ ‫في بطنك»‪.‬‬ ‫روي أن رج ًال كان جاراً ألبي دلف ببغداد‪ ،‬فأدركته حاجة وركبه دين حتى احتاج إلى بيع داره‪ ،‬فساموه‬ ‫فيها‪ ،‬فسألهم ألف دينار‪ ،‬فقالوا‪« :‬إن دارك تساوي خمسمائة دينار»‪ ،‬فقال‪« :‬أبيع داري بخمسمائة دينار‪،‬‬ ‫وجوار أبي دلف بخمسمائة دينار»؛ فبلغ أبا دلف الخبر‪ ،‬فأمر بقضاء دينه ووصله‪ ،‬وقال‪« :‬ال تنتقل من‬ ‫جوارنا»‪.‬‬ ‫كان األعمش كثير الضجر والتبرم‪ ،‬فكثر عليه الشعر‪ ،‬فقال له تالمذته‪« :‬لو أخذت من شعرك»‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫«ال نجد حجاماً يسكت»‪ ،‬قالوا‪« :‬نأتيك به‪ ،‬ونأخذ عليه أن يسكت حتى يفرغ»‪ ،‬قال‪« :‬افعلوا»‪ ،‬فأتي بحجام‪،‬‬ ‫ووصي أال يكلمه‪ ،‬فبدأ بحلقه فلما أمعن سأله عن مسألة‪ ،‬فنفض ثيابه‪ ،‬وقام بنصف رأسه محلوقاً حتى‬ ‫دخل بيته‪ ،‬فأخرج الحجام وأتي بغيره‪ ،‬فقال‪« :‬واهلل‪ ،‬ال أخرج حتى تحلفوه»‪ ،‬فحلف أال يسأله‪ ،‬وحينئذ خرج‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪919‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫كتابات يف‬ ‫تاريخ“جرس العشيرة‪ -‬مقاالت كولونيالية‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬ ‫(‪)822‬‬ ‫عن الريف اإلثنوثقافي”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫أصبحت العودة المتجددة للباحثين المغاربة المعاصرين لترجمة‬ ‫في سياق هذا االهتمام العلمي المجدد‪ ،‬يندرج صدور كتاب “جرس‬ ‫مظان المرحلة الكولونيالية أمرا محوريا في جهود كتابة تاريخ‬ ‫العشيرة‪ -‬مقاالت كولونيالية عن الريف اإلثنوثقافي”‪ ،‬للمترجم جمال‬ ‫المغرب‪ .‬كما أن حصيلة البحث المونوغرافي واإلسطوغرافي الذي‬ ‫أبرنوص‪ ،‬وذلك سنة ‪ ،2016‬في ما مجموعه ‪ 94‬من الصفحات ذات‬ ‫أطرته مؤسسات بحثية فرنسية قبل البداية الفعلية لمرحلة االستعمار‬ ‫الحجم الصغير‪ .‬والكتاب‪ ،‬تجميع لثالث دراسات كولونيالية‪ ،‬أنجزها‬ ‫سنة ‪ ،1912‬شكلت حقال مشرعا لتجاوز دائرة الطابوهات التي رسمتها‬ ‫أصحابها في سياق الجهد الفرنسي المؤطر لعمليات االستكشاف‬ ‫“المدرسة الوطنية” في كتابة تاريخ المغرب‪ ،‬وهي المدرسة التي برزت‬ ‫العلمي االستعماري لمنطقة الريف خالل عهد االستعمار المؤرخ عمليا‬ ‫في سياق زخم عاطفي‪ ،‬أججته ظروف معركة االستقالل‪ ،‬وأرخت تبعاته‬ ‫له منذ القرن ‪ 19‬مع تزايد الهجمة األوربية إلضعاف البالد ولتمهيدها‬ ‫بظاللها الممتدة على عطاء الكثير من ممتهني صنعة كتابة التاريخ‬ ‫لالحتالل المباشر‪ .‬ولقد لخص األستاذ جمال أبرنوص اإلطار العام‬ ‫إلى يومنا هذا‪ .‬لقد قيل الشيء الكثير عن التراث السوسيولوجي‬ ‫لعمله في كلمته التقديمية‪ ،‬عندما قال‪“ :‬هي ترجمة منتقاة بسبق‬ ‫والتاريخي واإلثنوغرافي الكولونيالي‪ ،‬وبرزت الكثير من صيغ التبخيس‬ ‫عناية وإصرار‪ ،‬تهم مقاالت فرنسية خطت بداية القرن الماضي‪ ،‬أي‬ ‫من قيمه بحكم طابعه الوظيفي الفاقع الذي مهد المجال المغربي أمام‬ ‫أنها تعود‪ ،‬زمنيا‪ ،‬إلى الفترة ما قبل الكولونيالية‪ ،‬لكنها كولونيالية‬ ‫المد االستعماري ثم ساهم في تأطير هذا المد وفي توفير له المعرفة‬ ‫من حيث المشروع والخلفية‪ .‬وهي مقاالت تتحدث عن الريف حديثا‬ ‫العلمية الضرورية إلنجاح فعلي اإلخضاع والتحكم االستعماريين‪.‬‬ ‫ثقافيا جامعا ال يقيم حدودا دقيقة بين المجاالت والحقول المعرفية‪،‬‬ ‫ومع تواري ضغط المرحلة الكولونيالية‪ ،‬بدأ المؤرخون المغاربة‬ ‫إذ يمزج فيها الباحث بين األدب وغيره من فنون القول والفرجة‬ ‫يعودون إلى “ذاتهم العلمية”‪ ،‬عبر إعادة النبش في مظان التراث‬ ‫واللسانيات واإلثنوغرافيا واإلثنوموسيقولوجيا‪ ،‬كما يمزج في آخر‬ ‫الكولونيالي‪ ،‬تجميعا لمصادره وتصنيفا لمواده وتفكيكــا لمضامينه‬ ‫بين الجغرافيا البشرية والتاريخ واألس��ط��ورة‪ ...‬هي كتابة مليئة‬ ‫واستثمارا لخالصاته‪ .‬وكانت النتيجة‪ ،‬أن انتبه الجميع لخطورة‬ ‫بأحكام القيمة‪ ...‬تسعى إلى فهم السلوك واألهواء‪ ،‬وتفسير الطباع‪.‬‬ ‫األحكام االنطباعية والتوصيفية العامــة التي تحكمــت في رؤيــة‬ ‫لذلك سيتلمس القارئ ميال الفتا من قبل أصحابها صوب نوع من‬ ‫المغاربة لتراثهم الكولونيالي‪ ،‬باعتباره “غنيمة حرب”‪ ،‬على حد تعبير‬ ‫اإلثنوغرافية الوظيفية‪ ،‬أي تلكم اإلثنوغرافية التي تنتقي من أشكال‬ ‫أحد الكتاب الجزائريين المعاصرين‪ ،‬بما له وبما عليه‪ .‬وعلى أساس‬ ‫ذلك‪ ،‬أصبحت القناعة راسخة بأهمية العودة للنهل من معين هذا‬ ‫التعبير ما يبدو نافعا للمؤسسات الراعية للمشاريع البحثية‪ .‬وهي‬ ‫التراث‪ ،‬خاصة وأنه حمل تجديدات منهجية ومعرفية ال عهد للمؤرخ‬ ‫المؤسسات التي ستنخرط بعد حين في مشاريع التهدئة والتوغل في‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫التقليداني المغربي بها‪ ،‬إلى جانب أنه ظل ينتج متواليات من األسئلة التفكيكية‬ ‫المجال‪( ”...‬ص ص‪.)8-7 .‬‬ ‫الضرورية لفهم سياقات تكون الدولة والمجتمع المغربيين وتطور أنساق الفعل والعطاء‪ ،‬وهي‬ ‫تتوزع مضامين الكتاب بين دراسة م‪ .‬رزوق حول التقسيم السياسي واإلداري بالريف‪،‬‬ ‫األسئلة التي تكاد تغيب –بالمطلق‪ -‬من بين متون اإلسطوغرافيات الكالسيكية المغربية‪.‬‬ ‫والمنشورة بدورية “األرشيفات المغربية” سنة ‪ ،1905‬ودراسة صامويل بيارناي حول الشعر‬ ‫لذلك‪ ،‬بدأنا نالحظ عودة علمية لتنظيم االشتغال على ذخائر هذا التراث‪ ،‬بشكل يتجاوز أحكام‬ ‫القيمة المهووسة بالتركيز على أبعاده الوظيفية المعروفة‪ ،‬سواء خالل المرحلة التي سبقت الشعبي المغنى‪ ،‬والمنشورة بدورية “األرشيفات البربرية” سنة ‪ ،1915‬ثم دراسة جورج كوالن‬ ‫دخول االستعمار إلى بالدنا‪ ،‬أم خالل الفترات الالحقة عن ذلك‪ .‬وكانت البداية مع فعل الترجمة حول لهجة الغماريين البربرية‪ ،‬والمنشورة بدورية “هيسبريس” سنة ‪ .1929‬هي دراسات‬ ‫التي عرفت حيوية مثيرة‪ ،‬ووجدت تعبيرات أكاديمية عنها داخل رحاب الجامعة المغربية‪ ،‬مركزة إثنوغرافية وسوسيولوجية تعيد مساءلة رصيد التراث الرمزي لمنطقة الريف من خالل شواهده‬ ‫على األعمال التأسيسية للمشروع الكولونيالي ببالدنا‪ ،‬مثلما هو الحال مع منشورات “البعثة الالمادية وتعبيراتها الشفوية الغنية والمتداخلة‪ .‬وإذا أضفنا إلى ذلك قوة الترجمة وغزارة‬ ‫العلمية الفرنسية” بالمغرب‪ ،‬أو منشورات دورية “األرشيفات المغربية”‪ ،‬أو منشورات “األرشيفات توضيحات األستاذ أبرنوص وتدقيقاته المرافقة‪ ،‬أمكن القول إننا أمام متن شيق ال شك وأنه‬ ‫البربرية”‪ ،‬أو منشورات “معهد الدراسات العليا المغربية”‪ ،‬أو منشورات “الشعبة السوسيولوجية يوفر للباحثين وللمهتمين فرص إعادة تقييم نظيمة اإلبداع والخلق داخل التراث اإلثنوثقافي‬ ‫للشؤون األهلية”‪...،‬‬ ‫لساكنة منطقة الريف‪ ،‬بتعدد مجاالته وبخصوبة روافد إبداعاته‪.‬‬

‫عمالة المضيق الفنيدق تدرس مشروع‬ ‫تهيئة وادي مارتيل‬

‫أطفال التثليث الصبغي بتطوان‬ ‫في زيارة لمزرعة بيداغوجية‬

‫يعتبر مشروع تهيئة وادي مارتيل الذي كان صاحب الجاللة الملك محمد السادس‪ ،‬قد أشرف‬ ‫في أبريل ‪ 2014‬بتطوان‪ ،‬على إعطاء انطالقة أشغال تهيئتة من بين المشاريع الكبرى بالمنطقة‪.‬‬ ‫هذا المشروع الذي له طابع بيئي واجتماعي واقتصادي ‪ ،‬يندرج في إطار البرنامج المندمج للتنمية‬ ‫االقتصادية لعمالتي تطوان والمضيق الفنيدق‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار ترأس عامل إقليم المضيق الفنيدق حسن بويا بمقر العمالة مؤخرا اجتماعا‬ ‫خصص لدراسة مشروع تصميم تهيئة سهل وادي مارتيل‪.‬‬ ‫عامل اإلقليم في كلمته بالمناسبة نوه‪ ،‬بالدور الذي سيلعبه مشروع تهيئة وادي مرتيل في حماية‬ ‫مدينتي تطوان ومرتيل من خطر الفيضانات‪ ،‬وإحداث منطقة حضرية على ضفتي الوادي ستعمل‬ ‫على استيعاب التوسع العمراني لمدينتي تطوان ومرتيل‪ ،‬وسيوفر هذا المشروع الكبير عند االنتهاء‬ ‫من أشغاله‪ ،‬مساحات ستخصص للسكنى ومرافق ثقافية واجتماعية واقتصادية ورياضية‪ ،‬وفضاءات‬ ‫تجارية‪ .‬وموازاة مع ذلك سيعمل هذا المشروع على إدماج األحياء الموجودة بالقرب من هذا المشروع‬ ‫الضخم بما فيها حي الديزة‪.‬‬ ‫هـذا المشـروع سيكون نقطـة جـذب وإشعـاع للمدينـة واإلقليـم‪ ،‬كما سيشكـل قيمـة مضافـة‬ ‫في سلسلة المشاريع المهيكلة التي عرفتها وستعرفها المنطقة‪.‬‬ ‫االجتماع تميز بعدة مداخالت أبرزها مداخلة رئيس الجماعة الترابية لمرتيل ومدير الوكالة‬ ‫الحضرية ورؤســاء المصالح الخارجيــة ورؤساء أقسام العمالة‪ ،‬الذين أبدوا ‪-‬مالحظاتهم حول هذا‬ ‫المشروع الضخم‪.‬‬ ‫ويروم مشروع تهيئة سهل واد مرتيـل هذا تحقيق التناغــم والتوازن والتناسق بين المشاريع‬ ‫االقتصادية والبيئية لتطوير النسيج الحضري العام‪ ،‬وفي الوقــت ذاته التجاوب مع تطلعــات ساكنة‬ ‫المنطقة عبر إنجاز مجاالت وفضاءات حيوية تحترم الشروط اإليكولوجية وتوفر العيش الكريم لها‬ ‫وتمكن من خلق فرص الشغل خاصة لفئات الشباب‪.‬‬

‫بادرة طيبة أقدمت عليها مؤخرا المديرية اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية بتطوان‪ ،‬تمثلت في‬ ‫تنظيم زيارة إلى المدرسة البيداغوجية التابعة لمؤسسة هيا نبدأ للتعليم الخصوصي لفائدة أطفال‬ ‫وأمهات جمعية إشراقة لألطفال ذوي التثليث الصبغي (داون تطوان)‪ ،‬وذلك بتنسيق مع مؤسسة‬ ‫محمد السادس للتعليم األولي‪.‬‬ ‫هذه الزيارة مكنت أطفال التثليث الصبغي من المشاركة في العديد من الورشات التربوية‪ ‬توزعت‬ ‫بين الفالحية والفنية و الرياضية‪ ،‬في محاولة إدماجهم في الحياة العامة من خالل برامج وأنشطة‬ ‫تمكنهم من التفاعل اإليجابي مع محيطهم اإلجتماعي‪ ،‬و إدخال البهجة والسرور على هؤالء األطفال‪،‬‬ ‫وهو الشيء الذي تمت مالمسته من خالل رغبة هؤالء األطفال في االنخراط في هذه األنشطة التي‬ ‫تم تنظيمها بمناسبة هذه الزيارة‪.‬‬ ‫كما خلفت هذه الزيارة صدى عميقا في نفوس آباء وأوليات أطفال التثليث الصبغي‪ ،‬شاكرين‬ ‫الجمعية والمديرية اإلقليمية للتربية الوطنية على هذه المبادرة الطيبة متمنين لها االستمرار لما لها‬ ‫من دور إيجابي على تربية الناشئة‪ ،‬وبتأثيرها اإليجابي على نفسية طفل التثليث الصبغي‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫م ‪.‬ح‬


17

2017 ‫ دي�سمرب‬18 ‫ �إلى‬12 ‫الثالثاء‬

)387( ‫لعبة السودوكو‬ ‫أصل اللعبة‬

ً �‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

: ‫املوقع الإلكرتوين‬ www.achamal.com ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ : ‫المدير المسؤول‬

‫عبد احلــق بخــات‬ : ‫مدير النشر ورئيس التحرير‬

‫عزيـز گنـونـي‬ : ‫هيئة التحرير‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬

‫ كانت معروفة منذ الثمانينيات‬،»SUDOKU« ‫لعبة السودوكو اليابانية األصل‬ .2005 ‫ إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة‬،‫في اليابان‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

)Nikagiru Sujiwa Dokushin( ‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية‬ ‫ وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬.‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‬ .Nikol

‫كيف تلعبها؟‬

‫ وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬،‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‬ ‫ وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬،‫منطقة مكونة من تسع خانات‬ ‫ حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬،9 ‫ إلى‬1 .‫ وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‬،‫أو السطر أو القطر‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫ ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬،‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‬ .‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‬

: ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة‬

‫محمد طارق بخات‬ :‫اإلخراج والتصفيف‬

»‫«جريدة ال�شمال‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ : ‫واإلشهار‬

‫ زنقـة عمــر بــن‬،‫ مـكـــرر‬7 ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬ : ‫الهاتــف‬ 05.39.94.30.08 06.22.45.30.67 : ‫الفاكــ�س‬

05.39.94.57.09 : ‫الربيد الإلكرتوين‬

info@achamal.com achamal2000 @gmail.com : ‫سحب من هذا العدد‬

‫ �آالف ن�سخــة‬10 :‫التوزيع‬

Sapress ‫�سبـريــ�س‬ 99/10 :‫الإيداع القانوين‬

‫سرعة المالحظة‬

.‫ حاول أن تهتدي إليها‬،‫ اختالفات‬7 ‫بين الصورة واألصل‬

919 ‫العدد‬

ANNONCES LEGALES ET ADMINISTRATIVES FIDUCIAIRE JBILOU LEYLA S.A.R.L Comptable agréé par l’état AVENUE OMAR IBN ABDELAZIZ ENTRE SOL N° 03 IMMEUBLE ABRAJ DOUBAILARACHE TEL/FAX : 05 39 91.49.97 **TRANSPORT HANINA** S.A.R.L (A.U) Société à Responsabilité limitée d’Associé Unique au Capital de 300.000 Siège social : N° 752 LOT CHAABANE APPART N° 12 LARACHE Registre du Commerce : 3911 Tribunal de Larache. MODIFICATIONS STATUTAIRES Au termes du procès verbal de la décision de l’associé unique de la société «TRANSPORT HANINA» S.A.R.L (A.U) en date à Larache Le 05-12-2017, au capital 300.000,00 DHS dont le siége social : à LARACHE, N°752 LOT CHAABANE APPART N° 12. L’associé unique Mr.YOUNESS CHETOUAN décide : - D’ajouter à l’activité principale Transport du Personnel pour le Compte d’autrui l’activité suivante : • Transport de Marchandises Pour le Compte d’autrui. Donc, la société va exercer dés aujourd’hui les activités suivantes : - Transport du Personnel Pour le Compte d’autrui. - Transport de Marchandises Pour le Compte d’autrui. En conséquence l’article 3 des statuts sera modifié. Dépôt légal a été effectué au greffe du tribunal de 1ère instance de Larache le 0712-2017 sous le numéro 579. ------------------------------------------------« C.F.J COMMISSIONNAIRE» S.A.R.L AU Société à Responsabilité Limitée Associé Unique, Au capital de DHS 100000 Siège Social, Rue de Figuig, Résidence Sarah E/Sol Bureau N° 22- Tanger CONSTITUTION R.C : 85563 Aux termes d’un acte sous seing privé en date du 20 Novembre 2017, enregistré à Tanger le 21 Novembre 2017, sous les références 32269 /117159, il a établi les statuts d’une société à responsabilité limitée associé unique dont les caractéristiques sont les suivantes : I-DÉNOMINATION : C.F.J COMMISSIONNAIRE II- FORME JURIDIQUE : SOCIETE A RESPONSABILITEE LIMITEE ASSOCIE UNIQUE III-OBJET : Principalement la Société a pour objet au Maroc et à l’étranger, pour son compte ou pour le compte des tiers, d’exercer les activités suivantes : - Commissionnaire de transport de marchandises national et international par tous moyens notamment par véhicules routiers ; - Transport de marchandises national et international par tous moyens notamment par véhicules routiers ; Et généralement, toutes opérations mobilières, immobilières, financières, industrielles ou commerciales pouvant se rattacher directement ou indirectement, en tout ou en partie, à l’une ou à l’autre des opérations visées ci-dessus de manière à faciliter, favoriser ou développer l’activité de la société.

IV-SIEGE SOCIAL : Rue de Figuig, Résidence Sarah E/Sol Bureau N°22Tanger. V-DUREE: 99 années à compter du jour de sa constitution. VI- CAPITAL SOCIAL : Le capital social est fixé à 100.000,00 (Cent Mille) Dirhams, divisé en MILLE (1000) Parts Sociales de CENT DIRHAMS (100,-DH) chacune, numérotées de 1 à 1000 et attribuées à : M. JOSE GIL ELENA, apporteur en numéraire de 1000 parts sociales. VII - L’ANNEE SOCIALE : Du 01 Janvier au 31 Décembre. VIII - GERANCE : La société est gérée par M. JOSE GIL ELENA nommé pour une durée illimitée en qualité de gérante de la société. - Le dépôt légal a été effectue au Greffe du Tribunal de Commerce de Tanger 08/12/2017. Pour extrait et mention ------------------------------------------------Etude Maître Ahmed LAZRAK Notaire à TANGER 7, Rue Mouatamid Ibn Abbad, Rés Ibn Al Khatib, Bloc A, 1er étage n°36 Tél : 05.39.32.13.55 /Fax : 05.39.94.59.19 ***************** La Sté «CASTEL DEL MONTE RESORT» S.A.R.L Au capital social de 15.000,00dhs Siège social : Tanger – Route Ksar Sghir Lieu dit Mnar, Complexe Captinjis, Appartement n° 270. Aux termes De deux actes notariés, reçus en l’étude de Me Ahmed LAZRAK, notaire à Tanger les 03/08/2017 et 29/09/2017, ont été établis les statuts de la société dont les caractéristiques sont les suivantes : Dénomination : « CASTEL DEL MONTE RESORT» s.a.r.l Siège social : Tanger – Route Ksar Sghir Lieu dit Mnar, Complexe Captinjis, Appartement n°270. Forme juridique : Société à Responsabilité Limitée (SARL). Capital social : Le capital social est fixé à la somme de QUINZE MILLE DIRHAMS (15.000,00DH), divisé en CENT CINQUANTE (150,00) parts sociales de CENT DIRHAMS (100,00dhs) chacune, sont attribuées comme suit : - Monsieur Mohamed MASSAOUDI 50 parts 5.000,00 Dirhams. - Monsieur Zakaria BOUBEKRI 50 parts 5.000,00 Dirhams. - Monsieur Hafid JAAFARI 50 parts 5.000,00 Dirhams. - Total 150 parts 15.000,00 Dirhams. Objet : La société a pour objet : Principalement la promotion immobilière et l’hôtellerie Durée : La société est constituée pour une durée de quatre vingt dix neuf (99) années à compter de la date de son immatriculation au Registre du commerce. Gérance : Monsieur Mohamed MASSAOUDI, Monsieur Zakaria BOUBEKRI et Monsieur Hafid JAAFARI sont nommés cogérants de la société, pour une durée indéterminée et avec les pouvoirs les plus étendus. La société est engagée par la signature séparée de l’un des trois co-gérants seulement. Année sociale : du 1er janvier au 31 décembre. Le dépôt légal a été effectué prés le tribunal de commerce de Tanger le 07/12/2017 sous le n°85539 du registre chronologique et sous le n°198021 du registre analytique. Signé : Me Ahmed LAZRAK

:‫ك‬.‫م‬.‫د‬.‫ر‬

I.S.S.N : 1114-1832

‫حل السودوكو‬ 387 ‫رقم‬

‫�إعالن عن �إجراء عملية القرعة‬ ‫ينهي السيد رئيس ودادية العرفان ألساتذة وموظفي كلية‬ ‫العلوم والتقنيات بطنجة إلى علم جميع المنخرطين عن إجراء‬ ‫عملية القرعة لفائدة منخرطي مشروع العرفان شطر ب المسجل‬ 23 ‫ وذلك يوم السبت‬06/33659 ‫بطنجة تحت الرقم العقاري‬ ‫ على الساعة الحادية عشر صباحا بمقر الودادية‬2017 ‫دجنبر‬ .‫بكلية العلوم والتقنيات بطنجة‬ ‫الرئيس‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 919‬ـ الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫نظرة تاريخية حول التربية‬ ‫البدنية‪)5( :‬‬

‫التربـية البدنـية عند أهل الديانات السماوية‪:‬‬ ‫«قد يبدو من الوهلة األولى أنما يربط نظام التربية البدنية بنظام‬ ‫الدين روابط قليلة‪ ،‬ولكن من خالل الدراسات المتعمقة لثقافة اإلنسان ‪،‬‬ ‫أصبحنا اليوم على اقتناع تام بأن الرياضة المعاصرة تحمل كل خصائص‬ ‫القضايا الدينية و مؤثراتها « فلكل دين نظرته وموقفه من تربية البدن‬ ‫إما سلبا أو إيجابا‪ ،‬وسنرى بعون اهلل كيف هي نظرة كل دين على حدى ‪.‬‬

‫التربية البدنية عند المسيحيين ‪:‬‬ ‫ظلت المسيحية ردحا طويال من الزمن تنظر إلى الجسم اإلنساني‬ ‫نظرة يحدوها التدني و الحط من شأنه ‪ ،‬مؤكدة على ارتقاء القيم الروحية‬ ‫و اإليمانية ‪ ،‬وكان هذا بمثابة توجه تربوي عام نحو إعالء شأن العقل و‬ ‫الروح على حساب الجسد‪ ،‬والذي كان في رأي رجال الكهنوت مصدر كل‬ ‫شر وإثم ‪ ،‬ألنه من خالله يرتكب اإلنسان الذنوب و المعاصي‪ ،‬بينما‬ ‫العقل و الروح هما مصدر اإليمان و التطهير‪ ،‬ولقد ظهر هذا االتجاه بقوة‬ ‫في أعقاب انهيار اإلمبراطورية الرومانية وتفككها إلى إمارات ومقاطعات‪،‬‬ ‫وبسقوطها تبادر في أذهان الناس أن السبب يرجع إلى اإلسراف في‬ ‫الملذات الجسدية بمختلف ألوانها‪ ،‬و إهمالهم الجوانب الروحية ‪،‬‬ ‫فظهر مفهوم الرهبنـــة و الزهد و التقشف ‪ .‬ولم تقوّم هذه النظرة‬ ‫إلى األنشطة البدنية إال بعد مرور قرون ‪ ،‬وبالضبط في القرن التاسع‬ ‫عشر بعد جهود أسهمت فيها الكنيسة بنفسها حتى أنها أصبحت تدعم‬ ‫هذه األنشطة وتعتبرها من أدواتها الفعالة ‪ ،‬لخدمة ‪ -‬الجيب ‪ -‬الرب ‪.‬‬ ‫وفي نظرة جامعة لحال التربية البدنية في كلتا الديانتين السالفتا الذكر‬ ‫أنهما لم يتعامال معها بالطريقة الصائبة ‪ ،‬و اعتبروها كسابقاتها من‬ ‫الديانات المشوشة ولم يعرفوا معانيها إ ّ‬ ‫ال متأخرا ‪ ،‬فيما ان اإلسالم كان‬ ‫السبّاق لها بعشرات السنين ‪ ،‬وهذا أكبر دليل على أن اليهود و النصارى‬ ‫لم يعرفوا معاني التربية البدنية ‪ ،‬إ ّ‬ ‫ال بعد احتكاكهم بالمسلمين وهو أمر‬ ‫أنكره جلهم ‪ .‬إذن ما هي مكانة التربية البدنية عند المسلمين؟‬ ‫منقول لالستفادة‬

‫إن‬

‫انخراط المجالس المنتخبة في التنمية واإلقالع الرياضي بمدينة‬ ‫طنجة أمر اصبح ضروريا وال مفر منه‪ ،‬شريطة كذلك استحضار الحكامة‬ ‫وفرض المحاسبة‪ .‬في سوس‪ ،‬من خالل حوار «‪ 3‬أسئلة‪ ،‬لهذا العدد‪ ،‬أجريته مع‬ ‫اإلطار الطنجاوي الشاب‪ ،‬جعفر الركيك‪ ،‬المشرف على تدريب أدرار سوس‪ ،‬أكد أن‬ ‫المجالس المنتخبة بسوس منخرطة بشكل كبير في إنعاش الرياضة بالمنطقة‪،‬‬ ‫منها كرة القدم التي تستفيد منها األندية بمختلف األقسام من مداخل قارة‬ ‫ومالعب تضمن برمجة مواعيد التداريب المباريات الرسمية دون مشاكل‪ .‬وعندما‬ ‫توفر للنادي ملعبا خاصا به‪ ،‬أكيد أن العملية تحل نصف مشاكل هذا النادي‪ .‬ونحن‬ ‫نتابع مسيرة أندية طنجة بالعصبة‪ ،‬فغالبا ما تكون مشاكل أزمة البنيات التحتية‪،‬‬ ‫ومنها غياب المالعب واحدة من ابرز اإلكراهات التي تساهم في تأجيل البطولة‪،‬‬ ‫أو برمجتها اضطراريا في بعض المواسم على شكل بطولة األحياء حتى تتجنب‬ ‫تسجيل موسم أبيض‪.‬‬

‫جعفر الركيك‪...‬‬ ‫�إطار طنجاوي يدرب فريق �أدرار �سو�س‬

‫• ماذا عن فريق ادرار سوس وطموحاته‪ ،‬وما هي‬ ‫إمكانيات الفريق في تدبير أموره المادية والتقنية؟‬ ‫• • إدرار سوس من الفرق المهيكلة والمنظمة والمستقرة‬ ‫ماديا‪ ،.‬ملتزم ماديا مع أطره والعبيه‪ ،‬لم يحدث أن اشكى طرف‬ ‫منتمي للفريق من هذه الناحية وهذا من أسس االستمرارية‪.‬‬ ‫فريق يضرب له ألف حساب في منطقة سوس والنواحي‪ ،‬ويقتدى‬ ‫به من ناحية التسيير‪ ،‬منفتح على‬ ‫محيطه ويحظى بسمعة طيبة في‬ ‫المنطقة‪.‬‬ ‫الفريق يتوفر على مقر دائم‪،‬‬ ‫يضم مكاتب ومحالت تجارية حصل‬ ‫عليه من الجماعة الترابية الدشيرة‬ ‫الجهادية‪ ،‬ما يمكنه من تحقيق‬ ‫م���وارد ق���ارة تحقق ل��ه االستقرار‬ ‫المادي‪ .‬على مستوى التنقل يتوفر‬ ‫على حافلـــة خاصة‪ .‬على مستــوى‬ ‫البنيات التحتية‪ ،‬يتوفر على ملعبين‪،‬‬ ‫ملعب بعشب اصطناعي للتداريب‪،‬‬ ‫وملعب بعشـــب طبيعـي للمباريات‬ ‫الرسميـــة‪ .‬على المستـــوى التقني‬ ‫هناك اهتمام بالعمل القاعدي بنهج‬ ‫سياسة التكوين‪ ،‬من خالل االهتمام‬ ‫بالفئات الصغرى‪ ،‬وينشــط الفريـق‬ ‫بمختلف الفئات على مستوى المنافسات الجهوية أو الوطنية‪،‬‬ ‫ويمنح الفرص ألبناء الفريق والمنطقة‪ .‬ولهذا المجهود ثمار‬ ‫من خالل تألق فريق الشبان الذي احتفظ بلقب بطولة عصبة‬ ‫سوس لكرة القدم للموسم الثاني تواليا وهو ينازل أقوة أقوى‬ ‫فرق العصبة‪ ،‬نظير‪ ،‬حسنية اكادير‪ ،‬اتحاد أيت ملول‪ ،‬اولمبيك‬ ‫الدشيرة وغيرها‪ .‬وليس غريبا أن ينتج هذا الفريق من خالل‬ ‫عمله اتلقاعدي المميز العبين كبار من حجم‪ ،‬وليد ازارو وحميد‬ ‫أحداد المتألقان بين الدفاع الحسني الجديدي واألهلي المصري‪.‬‬ ‫ومباريات الفريق تحظى بمتابعة واسعة من وسطاء تقنيين‬ ‫باعتباره منبع النجوم‪ .‬فالفريق مهيكل ويشتغل باحترافية‪.‬‬ ‫• كيف كانت الظروف التي التحقت خاللها بالفريق‪،‬‬ ‫وماذا حصل بعد معركة اإلنقاذ وشروط التحضير للموسم‬ ‫الجاري؟‬ ‫• • بدأت اإلشراف على تدريب الفريق منذ الموسم الماضي‪،‬‬ ‫كان يعيش أزمة نتائج كادت تعصف به إلى القسم الثاني هواة‪.‬‬ ‫بدلنا جهدا من أجل استعادة الثقة لالعبين‪ ،‬واستطعنا بعد تسع‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫مباريات الخروج من المنطقة الصعبة بعد تحقيق نتائج إيجابية‬ ‫جدا مكنتنا من تحقيق هدف البقاء على حساب فرق قوية نزلت‬ ‫إلى القسم الثاني‪ ،‬كنهضة سطات وأمل تزنيت‪.‬‬

‫بعد ما اسدل الستار على منافسات الموسم الماضي مباشرة‪،‬‬ ‫عقدت جلسة تقنية مبكرة مع المكتب المسير‪ ،‬ناقشنا المشاكل‬ ‫التي أدت إلى تراجع مستوى الفريق في بداية الموسم الماضي‬ ‫قبل التحاقي به‪ .‬وفتحنا نقاشا كبيرا‬ ‫بشأن مستجدات وأه��داف الموسم‬ ‫الجاري على جميع المستويات‪ ،‬سيما‬ ‫التركيبة البشرية سواء على مستوى‬ ‫تسريح العبين‪ ،‬وانتداب آخرين من‬ ‫أج��ل تفادي المشاكل السابقــة‪.‬‬ ‫كانت هنـــاك موافقـــة على جميـــع‬ ‫النقــط التي طرحنها‪.‬‬

‫• ألم يؤثر تغيير الرئيس‬ ‫على الشروط المتفق عند نهاية‬ ‫الموسم؟‬

‫• • بكل ص��راح��ة‪ ،‬ك��ان هناك‬ ‫تخوف في البداية‪ ،‬فكرت في الرحيل‪.‬‬ ‫ما حصل عند اقتراب موعد انطالق‬ ‫الموسم الجديد‪ ،‬تنازل رئيس الفريق‬ ‫على مهام الرئاسة للرئيس الجديد‪/‬‬ ‫القديم‪ ،‬محمد الوسالمي‪ ،‬الذي غاب لموسم واحد عن هذا‬ ‫المهام لظروف شخصية‪ .‬فبدوره متشبث باستراتيجية الفريق‬ ‫فيما يخص التكوين والتشبيب واالهتمام بالعنصر المحلي‪.‬‬ ‫فقط كان هناك اختالف واحد‪ ،‬وهو التشبث بالتعزيز بشبان‬ ‫الفريق دون التفكير في االنتدابات من الخارج‪ .‬صحيح كنت‬ ‫متخوف ومتردد في البداية‪ ،‬سيما أنني عشت مرحلة صعبة عند‬ ‫التحاقي بالفريق بسبب النقص في التركيبة البشرية‪ ،‬وغياب‬ ‫التجربة مقارنة مع فرق أخرى تتوف على العبين يتسلحون‬ ‫بالخبرة‪ ،‬وبطولة عصبة سوس تعتبر من أقوى العصب من‬ ‫الناحية التقنية والبدنية وكدا بالعبين متميزين يلتحقون‬ ‫مختلف مناطق المغرب‪ .‬في النهاية كان هناك إصرار من قبل‬ ‫الرئيس ومعه أعضاء المكتب على استمراري‪ ،‬وضعوا ثقتهم‬ ‫في شخصي للسهر على تكوين فريق شاب‪ ،‬وخلق مجموعة‬ ‫قوية تستطيع المنافسة على المدى البعيد‪ .‬مع استبعاد هدف‬ ‫المنافسة على الصعود‪ ،‬والحصول على مركز يؤمن استمرار‬ ‫الفريق بالقسم األول هواة‪.‬‬

‫فيليب كوتينيو‬ ‫يوجه التماساً إلدارة ليفربول‬

‫كشفت تقارير صحفيــة عن طلب وجهــه فيليب‬ ‫كوتينيو إلدارة فريقه ليفربول اإلنجليزي‪ ،‬بعدما ارتبط‬ ‫اسمه باالنتقال لبرشلونة اإلسباني خالل فترة االنتقاالت‬ ‫الشتوية المقبلة‪ .‬وقالت صحيفة‪ ‬ميرور إن كوتينيو‬ ‫يريد تطمينات من إدارة ليفربول بأنهم سيسمحوا‬ ‫له باالنضمام للبارسا نهاية الموسم‪ ،‬وهو ما سيتيح‬ ‫لالعب القدرة على التركيز في مبارياته مع ليفربول حتى‬ ‫نهاية الموسم الحالي‪ ،‬وعدم االنشغال بأشياء أخرى‬ ‫خارج الملعب‪ .‬وكان من المفترض أن ينضم كوتينيو‬ ‫للبارسا الصيف الماضي إال أن إدارة ليفربول رفضت‬ ‫أكثر من عرض من البلوجرانا للحصول على خدمات‬ ‫صانع األلعاب‪ .‬وكانت تقارير قالت إن برشلونة لم ييأس‬ ‫وسيعود بعرض جديد لضم الالعب في يناير‪ ،‬إال أنه وفقا‬ ‫لعدة صحف بريطانية فإن البرازيلي وافق على البقاء مع‬ ‫ليفربول حتى نهاية الموسم الحالي‪.‬‬


‫العدد ‪919‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫تنظيم الحفل الختامي لدوري طنجة الكبرى (طنجة األبطال)‬ ‫في نسخته الثانية‬ ‫«جريدة طنجة» تحرز جائزة مسابقة إعالم «طنجة‬ ‫الكبرى‪ ،‬طنجة األبطال» للصحافة المكتوبة‬

‫احتضن فضاء أحد فنـادق طنجة‪،‬‬ ‫الحفل الختامي للنسخة الثانية من دوري‬ ‫طنجة الكبرى (طنجة األبطال) برسم‬ ‫الموسم الرياضي ‪ .2016-2017‬المنظم‬ ‫من طرف والية جهة طنجة ـ تطوان‬ ‫ـ الحسيمة‪ ،‬بشراكة مع وزارة الشباب‬ ‫والرياضة‪ .‬هذا النشاط نظم تماشيا مع‬ ‫التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى‬ ‫النهوض بالرياضة المغربية وتيسير‬ ‫ولوج الشباب لألنشطة الرياضية وتحفيز‬ ‫إمكاناتهم اإلبداعية في هذا المجال‪،‬‬ ‫واعتبارا للدور الذي تلعبه الرياضة في‬ ‫ترسيخ قيم المواطنة والغيرة الوطنية‬ ‫وتشييد مجتمع حداثي سليم في بنيته‬ ‫وتفكيره‪.‬‬ ‫وتراس الحفـــل الختامي رشيـــد‬ ‫الطالبي العلمي‪ ،‬وزير الشباب والرياضة‪،‬‬ ‫ومحمد اليعقوبي والي جهة طنجــة‬ ‫تطوان الحسيمــة‪ ،‬عامل عمالة طنجة‬ ‫أصيلة‪ ،‬بحضور‪ ،‬مجموعــة من الفعاليات‬ ‫من مسؤولين على المصالح الخارجية‪،‬‬ ‫ومنتخبين ممثلين لمجالــس‪ ،‬الجهــة‪،‬‬ ‫الجماعة الحضرية والمقاطعات‪ .‬ومـــر‬ ‫الحفل في ظروف رائعة كرس نجاح‬ ‫النسخة التي أعطت انطباعا جيدا على‬ ‫جميع األصعدة‪ ،‬ما أدى إلى انخراط وزارة‬ ‫الشباب والرياضة في دعم هذه المبادرة‬ ‫التي كان وراءها والي طنجة‪ ،‬محمد‬ ‫اليعقوبي‪ ،‬وواكبها منذ النسخة األولى عن قرب‪ ،‬من خالل أطر من‬ ‫والية طنجة سهروا على التنظيم‪ ،‬إلى جانب عبد الواحد اعزيبو‪ ،‬المدير‬ ‫الجهوي لوزارة الشباب والرياضة بالجهة‪ ،‬وأطر مندوبيته‪.‬‬ ‫وأعلنت وزارة الشبيبة والرياضة منذ اآلن تحملها تكاليف تأمين‬ ‫جميع الفرق المشاركة في النسخة الثالثة المقبلة‪ ،‬مع توسيع دائرة‬ ‫المشاركة لتشمل جميع عماالت وأقاليم الجهة‪ .‬وهذا ما بلورته اتفاقية‬ ‫إطار للشراكة وقعت يوم الحفل الختامي بين وزارة الشباب والرياضية‪،‬‬ ‫والية جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪ ،‬ومجلس عمالة طنجة ـ أصيلة‪،‬‬ ‫ووكالة تنمية أقاليم الشمال‪.‬‬ ‫كما تم إعالن إطالق موقع إليكتروني رسمي خاص بالدوري‪ ،‬وكل‬ ‫هذه المستجدات تخص النسخة المقبلة‪.‬‬ ‫و سجلت النسخة الثانية من دوري طنجة الكبرى (طنجة األبطال)‬ ‫مشاركة ‪ 1075‬فريق موزع على العصبة ب‪ 39‬فريق‪ ،‬واألحياء ب ‪944‬‬ ‫فريق ثم اإلناث ب ‪ 74‬فريق‪ .‬سجل الرقم اإلجمالي للممارسين في هذه‬ ‫النسخة ‪ 13.221‬العب والعبة خاضوا ‪ 1073‬مباراة احتضنها ‪ 35‬ملعب‬ ‫للقرب‪ .‬واستفادت الفئات العمرية أقل من ‪ 15‬سنة‪ ،‬أقل من ‪ 18‬سنة‬ ‫و أكثر من ‪ 18‬سنة موزعة على ثالثة مسابقات‪ ،‬األولى خاصة بفرق‬ ‫األحياء‪ ،‬والثانية بفرق اإلناث ثم الثالثة بفرق العصبة‪ .‬واستهدفت‬ ‫ستة دوائر‪ ،‬دائرة طنجة المدينة‪ ،‬دائرة الشرف السواني‪ ،‬دائرة الشرف‬ ‫امغوغة‪ ،‬دائرة الجيراري بني مكادة‪ ،‬دائرة طنجة بوخالف‪ ،‬ودائرة مرس‬ ‫الخير المجمع الحسني‪.‬‬ ‫وعرف الدوري تكريم فعاليات رياضية وتتويج أبطال مختلف‬ ‫المسابقات المبرمجة على مدار سنة‪ ،‬فرق كرة القدم‪ ،‬ذكور وإناث‪،‬‬ ‫مسابقات أفضل مدرسة لكرة القدم‪ ،‬أرسم «طنجة الكبرى‪ ،‬طنجة‬ ‫األبطال»‪ ،‬مسابقة إعالم «طنجة الكبرى‪ ،‬طنجة األبطال» للصحافة‬ ‫المكتوبة‪ ،‬المسموعة‪ ،‬المرئية واإللكترونية‪ .‬مسابقة أحسن برنامج‬ ‫تنشيطي للدوري‪ ،‬مسابقة ميكروفون طنجة «أحسن معلق رياضي»‪،‬‬ ‫مسابقة أحسن أغنية للدوري‪ .‬وشهد الحفل الذي نشطته اإلعالمية‬ ‫المتميزة‪ ،‬إيمان أغوتان من ميدي‪ 1‬تيفي‪ ،‬لحظات فنية وترفيهية‬ ‫بمشاركة الفنان الكوميدي «إيكو»‪ ،‬والمغني الشاب «تيوتيو»‪،‬‬ ‫ومجموعة «موزار طيف الخيال»‪.‬‬

‫****‬ ‫المتوجون في الحفل الختامي‬

‫عرف الدوري تكريم فعاليات رياضية وتتويج أبطال مختلف‬ ‫المسابقات الرياضية‪ ،‬اإلعالمية‪ ،‬الفنية والثقافية المبرمجة على مدار‬ ‫سنة‪ .‬حيث أحرزت «جريدة طنجة» في شخص الزميل محمد السعيدي‪،‬‬ ‫جائزة مسابقة إعالم «طنجة الكبرى‪ ،‬طنجة األبطال» للصحافة‬ ‫المكتوبة‪ .‬وكانــت نتائــج المسابقــات كالتالي‪:‬‬

‫تكريم الرياضيين بدرع البطولة‪:‬‬ ‫ عزيز بودربالة‪ :‬العب دولي سابق‬‫ العربي مالك‪ :‬من قدماء العبي‬‫كرة القدم بطنجة‬ ‫ أحمد الراضي‪ :‬مسير رياضي‬‫المتوجون بالمسابقات‪:‬‬ ‫ أحسن مدرسة لكرة القدم‪:‬‬‫مدرسة طنجة البالية‬ ‫ أرسم «طنجة الكبرى‪ ،‬طنجة‬‫األبطال»‪ :‬فردوس الحراق‬ ‫ إعالم «طنجــة الكبرى‪ ،‬طنجــة‬‫األبطال» للصحافة المكتوبة‪ :‬محمد‬ ‫السعيدي (جريدة طنجة)‬ ‫ إعالم «طنجة الكبرى‪ ،‬طنجة‬‫األبطال» للصحافة المسموعة‪ :‬محمد‬ ‫الصمدي (إذاعة طنجة)‬ ‫ إعــالم «طنجة الكبرى‪ ،‬طنجـــة‬‫األبطال» للصحافة المرئية‪ :‬عبد اهلل‬ ‫الجعفري (ميدي ‪ 1‬تيفي)‬ ‫ إعالم «طنجة الكبرى‪ ،‬طنجة‬‫األبطال» للصحافة اإللكترونية‪ :‬محمد‬ ‫القندوسي (صحيفة ‪)24‬‬ ‫ أحسن برنامج تنشيطي للدوري‪:‬‬‫أطفال الغيوان‬ ‫ «أحسن معلق رياضي»‪ :‬محسن‬‫السبيطري‬ ‫ أحسن أغنية للدوري‪ :‬مجموعة إلياس الخطار‬‫دوري كرة القدم ‪:‬‬ ‫مسابقات فرق األحياء‪:‬‬ ‫بطل فئة أقل من ‪ 15‬سنة‬ ‫‪ - 1‬شباب بئر الشفا‬ ‫‪ - 2‬التحدي أرض الدولة‬ ‫‪ – 3‬فتح طنجة‬ ‫بطل فئة أقل من ‪ 18‬سنة‬ ‫‪ - 1‬هامبورغ‬ ‫‪ - 2‬شباب المسيرة الخضراء‬ ‫‪ – 3‬ج‪ .‬سواعد الخير‬ ‫بطل فئة أكثر من ‪ 18‬سنة‬ ‫‪ - 1‬ج‪ .‬التضامن لألطفال في وضعية صعبة‬ ‫‪ - 2‬ج‪ .‬أ‪.‬أ تالميذ مؤسسة الحسن الثاني‬ ‫‪ – 3‬ج‪ .‬أمجاد البوغاز‬ ‫مسابقة دوري الفتيات‪:‬‬ ‫فئة أقل من ‪ 15‬سنة‬ ‫‪ - 1‬جمعية أجيال التضامن‬ ‫‪ - 2‬ج كشافة المغرب ‪ /‬امغوغة‬ ‫‪ – 3‬مإعدادية بدر‬ ‫فئة أقل من ‪ 18‬سنة‬ ‫‪ - 1‬ج اجيال للتضامن‬ ‫‪ - 2‬المنار الرياضي‬ ‫‪ – 3‬نماء الركايع‬ ‫فئة اكثر من ‪ 18‬سنة‬ ‫‪ - 1‬فتيات البوغاز ‪1‬‬ ‫‪ - 2‬فتيات البوغاز ‪2‬‬ ‫‪ – 3‬فتح العوامة‬ ‫مسابقة دوري فرق العصبة‪:‬‬ ‫فئة أقل من ‪ 18‬سنة‬ ‫‪- 1‬جمعية المد االزرق‬ ‫‪ - 2‬شباب المدينة‬ ‫‪ – 3‬تحدي ادرادب‬ ‫فئة أكثر من ‪ 18‬سنة‬ ‫‪ - 1‬شباب بنديبان‬ ‫‪ - 2‬وداد طنجة‬ ‫‪ – 3‬كوكب طنجة‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫�صور خا�صة‬ ‫من احلفل اخلتامي للدوري‬

‫‪19‬‬


‫العدد ‪919‬‬

‫الثالثاء ‪� 12‬إلى ‪ 18‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫األخيرة‬

‫غرفة التجارة و الصناعة و الخدمات بالجهة‬ ‫تحتفل بالذكرى السبعينية لتأسيسها‬ ‫من ‪� 7‬إلى ‪ 14‬دجنرب ‪2017‬‬

‫احتفلـــت غرفــة التجــارة والصناعـــة والخدمات لجهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة يوم الخميـــس ‪ 7‬دجنبـــر ‪ ،2017‬بالذكرى السبعين لتأسيس الغرفة‬ ‫سنة ‪ ،1947‬ويحمل هذا الحدث أبعادا متعددة‪ ،‬حيث تزامن ذلك مع مرحلة كانت فيها المدينة مركزا دوليا لإلستثمار وفضاء إنجذبت نحوه العديد من رؤوس‬ ‫األموال من جنسيات مختلفة‪ ،‬في وقت كانت خالله طنجة تحت الوصاية الدولية والتي جعلتها تحمل مالمح المدينة الحرة إقتصاديا وبمعايير عالمية‪.‬‬ ‫حفل اإلفتتاح إنطلق من مركز أحمد بوكماخ وسيمتد إلى غاية ‪ 14‬دجنبر الجاري‪ ،‬وعرف تنظيم معرض أقيم بهذه المناسبة من إنجاز العارض والحافظ‬ ‫يونس الشيخ علي‪ ،‬ثم عرض فيلم وثائقي يؤرخ مرحلة تأسيس الغرفة من توقيع المخرج المتميز‪ ،‬صهيب الوساني‪ ،‬وحضر الحفل والي جهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬‬ ‫الحسيمة‪ ،‬محمد اليعقوبي‪ ،‬ومدير وكالة تنمية أقاليم الشمال وقنصل فرنسا بطنجة‪ ،‬باإلضافة إلى عديد من الهيئات والمؤسسات الرسمية والمدنية بالجهة‪.‬‬ ‫عمــــر مورو‪ ،‬رئيس غرفة التجــارة والصناعة والخدمات‪ ،‬وبعد التنويه بالعمل المتواصل للوزارة الوصية من أجل إعطاء نفس جديد للغرف‪ ،‬شكر بدوره والي‬ ‫جهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة‪ ،‬محمد اليعقوبي‪ ،‬على ما يبذله من جهد ملحـــوظ في إطار تعزيز الجهوية المتقدمة والحكامة الجيدة من أجل اإلقالع التنموي‬ ‫بالجهة‪ ،‬أكد عمر مورو أن غرفة التجارة والصناعة والخدمات في نسختها الجهوية تسترجع فصول هذه الذكرى في مسعى منها إلنعاش الذاكرة وسعيا منها‬ ‫لإلحتفاء بمدينة مثلت بأحداثها وتاريخها الفريد من نوعه حالة خاصة في قلب المشهد اإلقتصادي والسياسي والثقافي‪ ،‬وغرفة التجارة والصناعة والخدمات‬ ‫هي جزء ال يتجزأ من تاريخ حرك أقالم الباحثين والكتاب والمهتمين‪.‬‬ ‫و أضـــاف عمر مـــورو‪ ،‬أن اإلحتفـــال بالذكرى السبعين لتأسيس غرفة التجارة والصناعة‪ ،‬هو إحتفال بالذاكرة الجماعية ومناسبة الستحضار ما أسداه‬ ‫الجيل السابق من خدمات لهذه المؤسسة بوجه خاص‪ ،‬ولإلقتصاد المحلي والوطني عامة‪ ،‬كما يعد فخرا بما وصلت إليه مدينة طنجة اليوم من رقي بفضل‬ ‫عناية الملك محمد السادس‪ ،‬العناية التي جعلت المدينة تربط ماضيها بحاضرها‪ ،‬متطلعة بكبير آمال‪ ،‬لكي تصبح من كبريات حواضر البحر األبيض المتوسط‪.‬‬ ‫مصطفى عبد الغفور‪ ،‬نائب رئيس الغرفة ورئيس اللجنة التنظيمية لإلحتفاء بالذكرى السبعينية لتأسيس غرفة التجارة والصناعة لطنجة‪ ،‬أبرز في كلمة‬ ‫له‪ ،‬أن رمزية اإلحتفال تكمن في البعد الوطني أوال‪ ،‬من خالل النظام المستميت للفاعلين اإلقتصاديين والمهنيين بطنجة من أجل خلق نواة أول غرفة مهنية‬ ‫للتجارة والصناعة على الصعيد الوطني في سنة تزامنت مع حدث خالد يجسد في زيارة جاللة المغفور له محمد الخامس‪ ،‬لطنجة بتاسع أبريل ‪ ،1947‬وإطالق‬ ‫الشرارة الفعلية نحو اإلنعتاق والحرية‪ ،‬ما يجعل إنشاء هذه الغرفة هو جزء من التاريخ النضالي وتعبير صريح عن التمسك بالوحدة الترابية للمملكة‪.‬‬ ‫و اعتبـــر مصطفـــى عبد الغفـــور‪ ،‬أن اإلحتفال اليوم بهذا المسار السبعيني يعد احتفاال بهوية المدينة والوطن‪ ،‬وعربون وفاء حيال جيل كانت له بصمة‬ ‫البناء وروح الوطنية‪ ،‬وكانت له ردة فعل على قدرة المغاربة على تسيير وإدارة مؤسسة تمثـــل المهنييـــن والتجار والصناع‪ ،‬تستوعب روح العصر وتلعب أدوارا‬ ‫بارزة في منظومة اإلقتصاد وتشجيع اإلستثمار‪.‬‬ ‫و عرف الحفــل تكريــم كل من رجــل األعمال‪ ،‬المكي العزوزي‪ ،‬المستثمر والفاعل الجمعوي‪ ،‬العارض يونس الشيخ علي‪ ،‬شعيب أبضالص المنعش العقاري‬ ‫‪ ،‬اسعيد السليماني رجل األعمال‪ ،‬عبد الحميد الورياغلي مستثمر و مصطفى بولربح المختص في بيع مواد البناء و الخشب‪ ،‬لما أسداه كل منهم من جهود‬ ‫ملموسة لإلرتقاء بالمدينة كل حسب اختصاصه‪ ،‬وستشهد باقي أيام التظاهرة مباريات لكرة القدم وصبيحة خاصة لألطفال وأبواب مفتوحة لفائدة طلبة‬ ‫وتالميذ المؤسسات التربوية والجامعية وندوات وتوزيع شهادات تقديرية على شخصيات ساهمت في إشعاع الغرفة واقتصاد المدينة بشكل عام ‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫(�صور عبد الإله حمودة)‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.